1
مقدمة روافد " أصارع الكثير مما رويته لكم خالل هذا الكتاب ،ولكنه صراع مثمر وذو قيمة .وهو يعطي معنى لحياتي ويم ّكنني من الحب وتقديم الخدمات وتكرار المحاولة"
ستيفن كوفي وأنت أيضا البد أن تبدأ بصراعك الخاص مع ما يحويه هذا المرجع الحياتي!
1
جانب من عبارات الثناء التي حظي بها كتاب العادات السبع للناس األكثر فعالية للكاتب ستيفن آر كوفي: " لقد ألف ستيفن كوفي كتابا ً عن األحوال البشرية يتميز بأسلوبه الرائع ،وفهمه لهمومنا الدفينة وأنا أراه كتابا ً مهما ً لنا على صعيد حياتنا المهنية والشخصية لذا سأهديه لكل معارفي ". -وارن بينز صاحبة كتاب Becoming a Leader
" يرسى كتاب العادات السبع للناس األكثر فعالية األسس الضابطة لمعامالتنا اليومية مع الناس من حولنا ،وهي أمور قيمة بال شك إذا ما توقف الناس عن التفكير فيها ". -جيمس سى .فليتشر مدير ناسا
" إن األساسيات هي مفتاح النجاح .وستيفن كوفي يجيدها .يمكنك أن تبتاع كتابه ولكن األهم هو أن تستغله ". -أنتوني روبينز مؤلف كتاب Unlimited Power
" إن كوفي أقوى مستشار في مجال التحسين الذاتي في الواليات المتحدة بأسرها منذ ديل كارنيجى". USA Today -
" إن النتائج التي توصل إليها في كتابه هذا تؤكد على الحاجة الى استعادة السمات الشخصية األصلية في مجتمعنا .وهذا الكتاب إضافة قيمة للكتب المتعلقة بالمساعدة الذاتية ". -دبليو .كليمنت ستون مؤسس مجلة Success
امتنان وتقدير.
2
إن هذا الكتاب هو نتاج عمل متكاتف قامت به عدة عقول ،وإنني ممتن لإللهام والحكمة التي استقيتها من العديد من المفكرين وللمصادر التي توارثتها أجيال عدة وجذور تلك الحكمة... وإنني أيضا ممتن لعائلتي وطالبي وأصدقائي والعمالء الذين جربوا هذه المادة وآلرائهم وتشجيعهم...
3
تصدير عند نشر كتاب العادات السبع للناس األكثر فعالية ألول مرة أحدث تغييرا هائال في العالم ،فالحياة أضحت أكثر تعقيدا ،وتزخر بالكثير من الضغوط والمطالب المتزايدة. وهذه التغيرات التي غيرت وجه المجتمع ،أثارت لدي سؤاال مهما "هل مازال كتاب العادات السبع يتعامل مع تحديات الوقت الحاضر؟" و "هل سيظل كذلك لعشر أو عشرين أو مائة عام قادمة؟" وكانت إجابتي كلما كان التغيير كبيرا ،وازدادت صعوبة التحديات كان كتاب العادات السبع متصال بالواقع. وأنا لم أخترع هذه المبادئ لكني وضحتها ورتبتها في إطار تتابعي ،وأحد المبادئ التي كان لها أعمق األثر في حياتي هو :إذا أردت تحقيق طموحاتك وتجاوز التحديات ،حدد المبادئ أو القوانين الطبيعية واعمل على تطبيقها ،ويظل نجاحنا متسقا مع مبادئ النجاح. وجدت أنه ال ينتهج الكثير من الناس هذا األسلوب في التفكير أو ال يدركونه ،والحلول التي يتوصلون إليها تتناقض مع ممارسات التفكير الشائعة بين الثقافات الشعبية ،واسمحوا لي أن أوضح هذا التناقض في أكثر التحديات شيوعا التي تواجه البشر... الشعور بالخوف وانعدام األمن :في عصرنا يتملك الشعور بالخوف الكثير من الناس ،كالخوف من المستقبل أو فقد الوظيفة ،ومما يترجمه الخوف تقبل الحياة الراكدة الخالية من المخاطر، واإلعتماد على اآلخرين .واالستجابة الطبيعية لهذه المشكلة هي المزيد من اإلعتماد على الذات. أود تحقيق هذا األمر اآلن :العجلة هي طبيعة البشر فالناس يريدون تحقيق األشياء في طرفة عين وعلى الرغم من أن بطاقات اإلئتمان تسهل حصول األشياء ،إال أن مشترياتنا ال تحسن قدرتنا اإلنتاجية المستمرة ،فمع معدالت التغيير السريعة ،علينا تعليم أنفسنا باستمرار وإعادة اكتشافها وتطوير عقولنا ،ففي ظل المنافسة المحمومة تصبح المقدرة على البقاء على المحك ،لذا قاعدة النجاح األساسية هي القدرة في اإلستمرار والنمو ،ربما تكون قادرا على الوفاء باألعداد الربع السنوية ،ولكن هل تستطيع الحفاظ على استمرار النجاح وزيادته خالل خمسة أو عشرة أعوام مقبلة؟ إن مبدأ إحداث توازن بين الحاجة إلى الوفاء بمطالب اليوم واإلستثمار في صنع نجاح محقق في الغد يشكل أهمية كبيرة. اللوم والشعور بأنك ضحية :اللوم هو ما ينتظرك إذا واجهتك مشكلة ،ألن المجتمع أدمن لعب دور الضحية ،إننا نلوم كل شخص وكل شيء على مشاكلنا وتحدياتنا ،وقد يريحنا ذلك بعض الشيء من األلم الذي نعاني منه. حاول أن تجد لي شخصا يتمتع بالتواضع معترفا بأخطائه ،سوف أجد لك القوى العليا لالختيار وأعرضها عليك. اليأس :أبناء اللوم متشائمون ويائسون ،وعندما نعتنق مبدأ أننا ضحايا لظروفنا ونستسلم ،فهذا يعني فقدان األمل والحافز.
4
وهذا الشعور يراود أكثر الناس ذكاء وموهبة ،ال تبالغ في توقعاتك من الحياة ،حتى ال تخيب آمالك في األشخاص واألحوال ،وكن األمل والنمو وهما المبدئان المضادان لليأس وستكتشف أنك تمثل القوة اإلبداعية في حياتك. االفتقار إلى التوازن في الحياة :أضحت الحياة أكثر تعقيدا وضغوطا في هذا العصر ،فأمام كل الجهود التي نبذلها إلدارة وقتنا لنكون أفضل ،نجد أنفسنا دوما مثقلين بهموم الحياة ،ونعتبر األسرة والصحة في مرتبة أدنى ،إن المشكلة ليست عملنا ،بل هي في ثقافتنا الحديثة التي تقول "اذهب مبكرا ،وابق لوقت متأخر وقم بالتضحية اآلن" ،لكن الحقيقة أن التوازن وراحة البال هما للشخص الذي لديه رؤية واضحة ألولوياته ،ويعمل بتركيز وتكامل لتحقيقها. ما الذي سأجنيه من هذا :تعلمنا ثقافتنا "البحث عن الشيء رقم واحد أو األفضل" وعلينا التعامل مع زمالء الدراسة والعمل على أنهم منافسون ،ولنبدو بأحسن األخالق البد وأن نصفق لنجاح اآلخرين. نعم لقد تحققت إنجازات عظيمة باإلرادة المستقلة للروح العازمة ،غير أن أفضل اإلنجازات للذين يجيدون فن "نحن" ،فيمكن تحقيق أعظم األشياء من خالل إعمال مبدأ عدم األنانية واالحترام واالستفادة المتبادلة. التلهف من أجل الفهم :من الحاجات اإلنسانية األساسية أن يكون صوتك مسموعا وتحترم كلمتك ،وفي الحقيقة تجد أنه عندما يتحدث اآلخرون إليك فإنك ال تكون مصغيا إليهم ،ألنك غالبا ما تكون منشغال بإعداد ردك ،إن البداية الحقيقية للتأثير تحدث عندما يشعر اآلخرون بتأثرك بهم، وثقافتنا تطالبنا للفهم والتأثير ،ومبدأ التأثير يخضع على التزام شخص واحد على األقل لإلنصات. الصراع والخالفات :يتشارك الناس في الكثير من األشياء غير أن االختالفات بينهم كثيرة، ونتيجة لذلك تنشأ الصراعات بينهم ،وعلى الرغم من الفوائد التي تجنى من فن التوصل إلى التسوية، حيث يقدم كال الطرفين تنازالت ليلتقيا عند نقطة إال أنه ال يشعرهم بالرضا. يا لها من خسارة أن تدفع االختالفات إلى أقل قاسم مشترك ،واعتباره حل للمشكلة ،ويا لها من خسارة أن نفشل في مبدأ التعاون للتوصل إلى حلول أفضل. الركود على المستوى الشخصي :للطبيعة البشرية أربعة أبعاد-الجسم والعقل والقلب والروح. واآلن الحظ الفروق والنتائج الجيدة لهاتين الطريقتين: الجسم: النزعة الثقافية :البقاء والعمل على معالجة المشاكل الصحية بالجراحة أو الدواء. المبدأ :الوقاية من األمراض عن طريق توفيق أسلوب الحياة مع مبادئ الصحة. العقل: الثقافة :مشاهدة التلفاز "إمتاع الذات" المبدأ :القراءة المتعمقة والتعلم المستمر.
5
القلب: الثقافة :استغالل عالقاتك باآلخرين لتحقيق األهداف الشخصية. المبدأ :اإلنصات باحترام وخدمة اآلخرين يشعر باإلشباع. الروح: الثقافة :االستسالم الدائم لألمور الدنيوية والتشكيك. المبدأ :اإلدراك أن مصدر احتياجنا من الشريعة التي وضعها هللا لنا. واآلن أود أن تضع هذه التحديات واالحتياجات في ذهنك ،وستجد طريقك إلى الحلول المناسبة، وستكتشف التباين بين الثقافة الشائعة والمبادئ التي تصلح لكل زمان. بينما تشرع اآلن في قراءة كتاب العادات السبع أعدك أن تخوض مغامرة تعليمية مثيرة ،وعليك مشاركة من تحبهم ما تعلمت ،واألهم أن تبدأ في تطبيقها ،فأن تعرف وال تطبق هذا هو الجهل.
6
الجزء األول التصورات الذهنية والمبادئ
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
من الداخل إلى الخارج خالل عملي مع الناس التقيت بالعديد من األفراد الذين حققوا نجاحا ماديا هائال ،ولكنهم في صراع مع النهم الداخلي والرغبة في تحقيق التوافق الشخصي الداخلي والعالقات الصحية مع اآلخرين. أعتقد أننا نشاركهم بعضا من تلك المشاكل. لقد نجحت في تحقيق كل أهدافي المهنية ،وهذا كلفني حياتي الشخصية والعائلية ،فلم أعد أعرف عائلتي بل ونفسي ،لذا كان على أن أسأل نفسي هل يستحق األمر كل هذا؟ لقد بدأت في اتباع حمية غذائية للمرة الخامسة هذا العام ولم أنجح ،وبعد مرور عدة أسابيع فترت همتي ،وتلقيت دورات تدريبية حول التدريب اإلداري الفعال ،فعملت مع العاملين معي على خلق عالقة ودية معهم ،غير أنني لم أشعر بوالء منهم. إن ابني المراهق متمرد ويتعاطى المخدرات ،فهو ال يستمع إلي ،فماذا أفعل؟ لدي الكثير ألقوم به ،ولكن اليوم ال يكفي ،ولقد حضرت دورات حول إدارة الوقت ،وجربت عشرات الخطط ،وما زلت أشعر أنني ال أعيش الحياة السعيدة والمنتجة التي أريدها. كانت تلك هي المشاكل الكبيرة والمؤلمة ،المشاكل التي ال يمكن للحلول السريعة التعامل معها. ومنذ عدة سنوات مضت كنت أنا وزوجتي ساندرا نقاوم هذه الهموم ،فقد كان أحد أبنائنا يعاني من تدني مستواه الدراسي ،وأيضا مستواه الرياضي فقد كان نحيفا ،ويسخر اآلخرون منه. أنا وساندرا شعرنا بأن النجاح في أداء دورنا كآباء هو أهم نجاح يمكن أن نحققه في حياتنا ،حاولنا معه استخدام تكنيكات التوجه العقلي اإليجابية" ،هيا يابني يمكنك القيام بهذا" ،وكنا نتمادى في تشجيعه عندما يحقق تحسنا طفيفا" ،هذا رائع :أحسنت يابني". وبدا أن ال شيء مما فعلناه كان مجديا فانسحبنا... وبينما كنت أجري أبحاثي أصبحت مهتما من الناحية العملية بكيفية تكون المفاهيم ،وكيف تتحكم فيما نراه ،وكيف يتحكم ما نراه في سلوكياتنا ،وذلك قادني إلى نظرية التوقع والتنبؤات ذاتية التحقق. وبينما كنا نتحدث أنا وساندرا أدركنا أن ما كنا نفعله لمساعدة ابننا لم يكن متسقا مع الطريقة التي كنا نراه بها ،نراه يعاني نقصا ،وأنه متأخر عن رفاقه ،والرسالة التي أوصلناها له "أنت غير قادر على القيام بهذا والبد من حمايتك". أدركنا أنه إذا أردنا تغييره علينا أن نغير أنفسنا بتغيير مفاهيمنا.
7
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
السمات األخالقية واألخالق الشخصية كنت منغمسا في دراسة متعمقة لكل ما نشر من الكتب والمقاالت التي تتناول النجاح والتطور وعلم النفس العام ،ووجدت تحت يدي كل معلومة ومادة اعتبرها األحرار والديمقراطيون مفتاحا للنجاح في حياتهم. عدت إلى الوراء ٢٠٠عام الستعراض الكتابات حول النجاح ،فبسبب اآلالم التي رأيتها في حياة الكثير راودني شعور أن الذي نشر خالل الخمسين السنة الماضية كان سطحيا ،هو عبارة عن أسبرين مسكن لألوجاع ،وتظل المشكلة موجودة تحت السطح مستعدة للطفو مرة أخرى في أي وقت. الكتابات التي تناولت النجاح في أوائل المائة والخمسين عاما الماضية كانت تركز على السمات األخالقية باعتبارها أساس النجاح-مثل التواضع والوفاء والشجاعة والعدل وحب العمل. لكن بعد الحرب العالمية األولى بفترة قصيرة تحولت النظرة األساسية للنجاح من السمات األخالقية إلى ما يمكن أن نطلق عليه األخالق الشخصية التي تشجع الناس على استخدام تقنيات من أجل اكتساب حب اآلخرين ،أو إبداء اهتمام زائف بهوايات اآلخرين ليحصلوا على ما يريدون. أدركت أن األخالق الشخصية هي المصدر الباطني للحلول ،وأدركنا أنا وساندرا أننا كنا ننتزع سلوكيات أطفالنا الحميدة ،وكنا نرى طفلنا ال يرتقي إلى هذا المستوى .وأن دوافع المقارنة االجتماعية لم تكن منسجمة مع قيمنا المتأصلة ،وبذلك قللنا من إحساس طفلنا بذاته. لذا عزمنا على تركيز جهودنا علينا ،وبدال من أن نحاول تغييره حاولنا أن نفصل أنفسنا عنه ،ليشعر بكيانه وشخصيته وأنه إنسان مستقل ذو قيمة. ومن خالل التفكير العميق واإليمان والصالة بدأنا نرى ابننا على أساس األشياء التي تميزه عن اآلخرين ،ووجدنا أنفسنا نستمتع به كما هو دون مقارنته باآلخرين ،أو إصدار األحكام عليه. وبمرور األيام واألسابيع بدأ يكتسب ثقة وإيمانا بنفسه ،وأصبح متميزا على المستوى الدراسي واالجتماعي والرياضي ،وكانت تقديراته ال تقل عن امتياز.
الصالح الثانوي والصالح األساسي التدرب على مهارات التواصل وتعلم استراتيجيات التأثير والتفكير اإليجابي ،تكون في بعض األحيان أساسية لتحقيق النجاح ولكنها صفات ثانوية وليست أساسية. ونظام السلوك البشري والعالقات اإلنسانية أساسه قانون :اليد تجني ما زرعت ،وعلى المدى القصير يمكنك في نظام اجتماعي اصطناعي الحصول على ما تريد بالتحايل على القواعد التي يضعها البشر أو حينما تعرف أصول اللعبة ،والصفات الثانوية بمفردها لن تصمد في العالقات طويلة األمد. والكثير من الناس الذين يتمتمون بالصالح الثانوي يفتقرون إلى صالح الشخصية األساسي، وعاجال أم آجال سيبدو هذا جليا في كل عالقة طويلة األجل يخوضونها سواء كانت مع زوج أو صديق الخ... 8
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
وكما قال وليام جورج جوردان "بين يدي كل واحد منا قوة هائلة للخير والشر وهي المؤثر الخفي، وهي ببساطة اإلشعاع المستمر لحقيقة اإلنسان ال ما يتظاهر به.
قوة التصور الذهني ينطوي كتاب العادات السبع على العديد من المبادئ المهمة واألساسية ،والتمسك بالمبادئ الصحيحة التي على أساسها تقوم السعادة ويتحقق النجاح. ولكن قبل أن نفهم هذه العادات علينا أن نفهم تصوراتنا الذهنية وكيف نحدث تغيير التصور الذهني. تمثل كل من السمات األخالقية واألخالق الشخصية نموذجا للتطورات الذهنية اإلجتماعية. فإنك قد تعمل بجد من أجل تحسين جهودك ومضاعفة سرعتك ،ولكن تذهب هذه الجهود أدراج الرياح وتؤدي بك وبسرعة إلى الطريق الخطأ. والسبب أن مشكلتك األساسية ال عالقة لها بسلوكك أو توجهك بل اتباعك خريطة غير صحيحة. وبداخل رأس كل واحد منا توجد العديد من الخرائط والتي يمكن تقسيمها إلى فئتين أساسيتين: خرائط الواقع الذي تجري به األحداث ،وخرائط الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه األمور أو القيم. ونحن نادرا ما تراودنا الشكوك في دقتها ،ونفرض بالبساطة التي نرى بها األشياء هكذا ينبغي أن تكون. إن محاولة تغيير التوجهات والسلوكيات الخارجية لن يخدمك على المدى البعيد إذا أخفقت في التعرف على التصورات الذهنية األساسية التي تسقى منها تلك التوجهات والسلوكيات. فكلما تعاملنا مع األشياء بموضوعية ووضوح كما نراها أدركنا أن اآلخرين يرون األشياء بمنظور مختلف وفقا لوجهة نظرهم الموضوعية والواضحة. وعندما نهم بوصف ما نرى فإننا نصف أنفسنا أو مفاهيمنا أو تصوراتنا الذهنية ،وعندما يختلف اآلخرون معنا في الرأي فإن أول فكرة تقفز في أذهاننا هي أنهم يعانون من خطب ما.
قوة تغيير التصور الذهني سواء أدى بنا تغيير التصور الذهني إلى توجهات إيجابية أو سلبية أو اتسم هذا التغيير بأنه لحظي أو تطوري ،فإنه يساعدنا على االنتقال إلى رؤية جوانب العالم بشكل مختلف ،وهذه التغييرات هي التي تصنع التحول القوي. وأتذكر تجربة تحول ذهني صغير مررت بها عندما كنت في قطار ،كان الناس يجلسون في هدوء، بعضهم يقرأ الجرائد ،والبعض كان غارقا في التفكير والبعض اآلخر أغلق عينيه لالسترخاء. وفجأة دخل رجل بصحبة أطفاله ،وكانوا يثيرون جلبة شديدة أحدثت تغييرا مفاجئا في جو العربة.
9
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
جلس الرجل إلى جواري وأغلق عينيه وكأنه ال يرى ما يحدث من أطفاله ،شعرت وباقي الركاب بضيق ،فالتفت إلى الرجل قائال "سيدي إن أطفالك يسببون إزعاجا ،فهل يمكنك السيطرة عليهم قليال؟". رفع الرجل بصره وقال بهدوء "أنت على حق ،علي فعل شيء ما حيال هذا ،لقد عدنا لتونا من المستشفى حيث توفيت والدتهم منذ ساعة ،وأنا عاجز عن التفكير ،وأعتقد أنهم أيضا ال يعرفون كيف يتعاملون مع الموقف". هل تتخيل كيف كان شعوري لحظتها؟ لقد تغير تصوري الذهني وفجأة فكرت بأسلوب مختلف وساورني شعور مختلف وبالتالي جاء تصرفي مختلفا. قلت له "لقد توفيت زوجتك توا؟ إنني شديد األسف ،هل يمكنك التحدث معي عن هذا األمر ،هل توجد طريقة ألساعدك بها؟" ومن هذه اللحظة تغيرت األمور تماما.
تدبر وكن ما ترى بالطبع ال يمكن القول بأن جميع التغيرات الذهنية تحدث تلقائيا ،كما حدث لي عندما كنت في القطار، فإن تجربة تغيير التصور الذهني التي مررت بها أنا وساندرا مع ابننا كانت تجربة بطيئة وصعبة. إن النهج الذي استخدمناه أوال كان نتاج سنوات من األخالق الشخصية التي تربينا عليها ،فنحن لم نتمكن من رؤية األمور بمنظور مختلف حتى تمكنا من تغيير تصوراتنا الذهنية األساسية وبالتالي تمكنا من تحقيق تغيير جذري في حياتنا ومواقفنا. وقد تشكلت تصوراتنا الذهنية بعدما استثمرنا في تطوير وتنمية شخصياتنا. والتصورات الذهنية قوية ألنها تصنع العدسة التي نستطيع رؤية العالم من خاللها ،وقوة تغيير التصور الذهني قوة أساسية للتغير الجذري سواء أكان التغيير تلقائيا أو بطيئا أو مترويا.
التصور الذهني وفقا للمبادئ الس مات الشخصية األصلية هي المبادئ التي تحكم الفعالية اإلنسانية ،وال يطولها التغيير وال تقبل المناقشة شأنها شأن قانون الجاذبية في البعد الفيزيائي. للتعرف على واقع وتأثير تلك المبادئ من خالل تجربة تغيير التصور الذهني رويت في مجلة يصدرها المعهد البحري... تم اختي ار سفينتين حربيتين إلجراء مناورات بحرية في إطار تدريبي في ظروف جوية سيئة والرؤية متعذرة ،وعقب حلول الظالم بفترة أعلن المراقب :هناك ضوء يسطع عند مقدمة الميمنة. القائد " وهل هو ثابت أم يتحرك عند مؤخرة المركب؟" فأجابه المراقب "ثابت أيها القائد" ،وهذا ما يعني أننا معرضون لخطر االصطدام بهذا المركب.
10
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
فنادى الربان على عامل اإلشارة" :ابعث إشارة خطر إلى هذا المركب :إننا على وشك االصطدام بكم ،أقترح تغيير مساركم ٢٠درجة". وجاءت إشارة من المركب "أقترح أن تغيروا مساركم ٢٠درجة". فقال القائد "أرسل ما يلي :أنا القائد ،غيروا مساركم ٢٠درجة". وجاء الرد "أنا بحار من الدرجة الثانية ،من األفضل تغيير مساركم ٢٠درجة". وهنا انتابت القائد موجة غضب عارمة وصاح قائال "أرسل لهم :نحن سفينة حربية ،غير مسارك ٢٠درجة". وجاء الرد "هنا الفنار". فغيرنا مسارنا. تجربة الربان غيرت الموقف كلية ،إذن المبادئ هي الفنار الذي نهتدي به ،ألنها قوانين الطبيعة التي ال يمكن خرقها. الحقيقة الموضوعية تتألف من مبادئ "الفنار" التي تحكم نمو البشر وسعادتهم ،وتتألف أيضا من جذور كل أسرة ومؤسسة بقيت وازدهرت على مر الزمان. وعندما نعتنق المبادئ الصحيحة فإننا نمتلك الحقيقة وهي معرفة األشياء كما هي. وكلما ازدادت تصوراتنا الذهنية مع مبادئ الطبيعة أو قوانينها ازدادت دقتها وفعاليتها ،فتؤثر على شخصيتنا وعلى فعالية عالقاتنا مع اآلخرين.
مبادئ النمو والتغيير إن البريق المتوهج لألخالق الشخصية ،سببه أنه الطريقة األسرع واألسهل لتحقيق حياة تتمتع بالثراء وإقامة عالقات قوية مع اآلخرين ،دون اتباع العملية الطبيعية للعمل والنمو التي يمكن عن طريقها نيل المراد. في جميع مناحي الحياة توجد خطوات متتابعة للنمو والتطوير ،فالطفل يتعلم كيف يتقلب ثم يجلس ثم يحبو ثم يتعلم كيف يمشي ويجري. نفس األمر ينطبق على جميع مراحل الحياة ومجاالت التطور سواء تعلم العزف على البيانو أو التواصل الفعال مع الزمالء. ولكن ماذا يحدث عندما نحاول اختصار العملية الطبيعية لنمونا وتطورنا؟ ،فإذا كان تصنيفك كالعب تنس متوسطا ،ولكنك قررت اللعب في مستوى أعلى لتترك انطباعا أفضل ،فماذا ستكون النتيجة المتوقعة؟ ،هل كان التفكير اإليجابي وحده عونا لك في المنافسة الفعالة ضد الالعب المحترف؟ اإلجابة واضحة ،ببساطة من المستحيل انتهاك عملية التطور أو تجاهلها أو اختصارها ،فذلك مناف للطبيعة ،ومحاولة السعي وراء هذه الطرق المختصرة لن تتمخض إال عن خيبة أمل وإحباط، وغالبا ما يكون االعتراف بالجهل خطوة على طريق التعلم. 11
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
ومن السهل مالحظة تطور مستوى أدائنا في لعبة تنس أو العزف على البيانو ،ولكن األمر ليس بهذا الوضوح ،عندما يتعلق األمر بالتطور على المستوى الشخصي والعاطفي ،فيمكننا إبهار أو خداع الغر باء أو الزمالء ،ونستطيع النجاح لفترة على األقل في العلن ،ولكني أعتقد أن معظمنا يعرف شخصيته الحقيقية حق المعرفة. وقد شاهدت عواقب محاولة اختصار عملية النمو الطبيعية بداخل عالم األعمال ،إذ يحاول المديرون التنفيذيون شراء ثقافة جيدة لتحسين الجودة وتطوير خدمة العمالء مستخدمين الخطب الرنانة أو التدريب على كيفية االبتسام أو الدخول في عمليات اندماج أو االستيالء الودي متجاهلين جو انعدام الثقة الذي أفرزته عمليات التالعب تلك. وعندما ال تفلح مثل هذه األساليب يبحثون عن غيرها ،متجاهلين ومنتهكين طوال الوقت المبادئ والعمليات الطبيعية على الرغم من أنها األساس التي تبنى عليه الثقة.
المشكلة تكمن في المنظور الذي نراها من خالله ينبهر الناس عندما يرون أشياء جيدة تحدث لألفراد اآلخرين أو األسر أو المؤسسات القائمة على أساس من المبادئ القوية .إنهم يحترمون قوة شخصية هؤالء ونضجهم؛ ووحدة أسرهم وفرق عملهم ،وثقافتهم المؤسسية المستخدمة. والسؤال األول الذي يطرحونه يكشف تصورهم الذهني األساسي":كيف فعلت هذا؟ علمني التقنيات التي استخدمتها؟" .ولكن المعنى الحقيقي لسؤالهم " أسد لي نصيحة سريعة أو حالً سريعا ً يخفف من األلم الذي أعانيه نتيجة الموقف الذي أمر به ". وسيجدون من يلبي احتياجاتهم ويعلمهم تلك األشياء ،وقد تنجح تلك المهارات والتقنيات لوقت قصير .وقد تساعد في التخلص من بعض المشاكل الظاهرية أو الخطيرة عن طريق االسبرين االجتماعي والضمادات السريعة .ولكن تظل الحالة المزمنة كما هي ،وستظهر أعراض جديدة خطيرة أخرى. وكلما انخرط الناس في استخدام الحلول السريعة ،والتركيز على المشكالت الخطيرة واآلالم التي تسببها أدت هذه الحلول إلى تفاقم المشكالت المزمنة. إن المشكلة تكمن في األسلوب الذي نراها به. أود أن تلقي نظرة أخرى على بعض الشكاوي التي استعرضتها في بداية هذا الفصل ،وتأثير التفكير باستخدام األخالق الشخصية. لقد تلقيت دورة تدريبية تلو األخرى عن التدريب اإلداري الفعال وكنت أتوقع الكثير من العاملين معي ،وقد عملت جاهداً من أجل خلق عالقة ودية معهم وعاملتهم معاملة راقية ،غير أنني لم أشعر بوالء أي منهم وفكرت أنني لو مرضت ليوم واحد وتغيبت عن العمل فإنهم سيقضون هذا اليوم في اللعب داخل النافورة .لماذا لم أتمكن من تدريبهم على االعتماد على الذات وتحمل المسؤولية – أم يتعين على البحث عن موظفين أفضل؟
12
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
واألخالق الشخصية تجعلني أشعر أنه من الضروري التصرف دراميا ً – مثل زيادة التحدي بالمكان ،وشغل الجميع بمهام إضافية – األمر الذي من شأنه أن يشحذ طاقتهم ويحثهم على تقدير ما بين أيديهم ،أو ربما يمكنني إيجاد برنامج تدريبي تحضيري يدفعهم إلى االلتزام. ولكن هل من الممكن أن يكون متواريا ً أسفل انعدام الوالء الظاهري هذا تساؤل لدى العاملين إن كنت حقا ً حريصا ً على مصلحتهم أم ال؟ هل يشعرون أنني أتعامل معهم وكأنهم آالت؟ في أعماقي ،هل هناك احتمال أن تكون الطريقة التي أنظر بها للعاملين لدي جزءاً من المشكلة؟ لدي الكثير ألقوم به ،ولكن اليوم ال يكفي .لذا أشعر بأنني مضغوط .ولقد حضرت دورات حول إدارة الوقت وجريت عشرات الخطط وجدت فيها بعض المساعدة ،ولكني ما زلت أشعر أنني ال أعيش الحياة السعيدة المنتجة والمريحة التي أريدها. و تشعرني األخالق الشخصية بأنه البد من وجود شيء ما من شأنه مساعدتي على التعامل مع كل هذه الضغوط بفعالية – ربما بعض الخطط الجديدة أو الندوات . و لكن هل يمكن أال تكون الفعالية هي اإلجابة ؟ هل إنجاز الكثير من األشياء في وقت أقل سيحدث فرقا ً ؟ هل من الضروري أن أبحث داخل أعماقي عن تصورات ذهنية من شأنها التأثير على نظرتي للوقت و لحياتي و لطبيعيتي الخاصة ؟ لقد أصبح زواجي ممالً .إننا لم نعد نتشاجر أو أي شيء من هذا القبيل إننا ببساطة لم نعد نحب بعضنا .ولقد ذهبنا إلى مستشار زواج و أجرينا العديد من األشياء و لكن يبدو أننا لم نكن نكن لبعضنا أي مشاعر . تجبرنا األخالق الشخصية بضرورة وجود كتاب جديد أو ندوة يتحدث الناس من خاللها عن مكنونات صدورهم بحيث يتمكن الزوج أو الزوجة من فهم الطرف اآلخر فهما ً صحيحا ً .أو ربما يكون كل هذا غير مجد ،و الحل في أن أبحث لي عن عالقة جديدة . ولكن هل من الممكن أال تكمن المشكلة في شريك حياتي ؟ هل يحتمل أنني أعزز نقاط ضعف شريك حياتي وأعيش حياتي وفقا ً للطريقة التي يعاملني بها ؟ هل تكونت لدي بعض التصورات الذهنية عن شريك حياتي و زواجي وعن المعنى الحقيقي للحب والتي تغذي المشكلة ؟ هل يمكنك أن ترى مدى التأثير األساسي للتصورات الذهنية لألخالق الشخصية على الطريقة التي ترى بها المشاكل ؟ وكذلك الطريقة التي تحاول حلها بها ؟ وسواء تمكن الناس من رؤيتها أم ال فإن الكثيرين منا أصبحوا ال يقعون في شرك االنخداع بالوعود الجوفاء لألخالق الشخصية فمن خالل جوالتي ،وعملي مع العديد من المؤسسات اكتشفت أن المديرين التنفيذيين ذوي المقدرة على التفكير بشكل سليم يشعرون بالفتور والملل عند استماعهم إلى المتحدثين النفسيين و التحفزيين ممن ال يملكون سوى القصص المسلية الممزوجة باألحاديث المكررة . فهم بحاجة إلى مادة وإلى عملية .إنهم في حاجة إلى حل لمشاكلهم المز ِمنة والتركيز على المبادئ التي تتمخض عن الحلول طويلة األمد .
13
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
مستوى جديد من مستويات التفكير ذكر البرت أينشتاين مالحظة قائالً " ال يمكن حل المشكالت الكبيرة التي تواجهنا ونحن على ذات مستوى التفكير الذي كنا عليه عنما صنعنا هذه المشكالت ". عندما ننظر حولنا وبداخلنا وندرك المشاكل التي خلقناها على مدار حياتنا وأثناء تفاعالنا مع األخالق الشخصية ندرك أنها مشاكل أساسية وعميقة ال يمكن حلها بنفس المستوى السطحي الذي تكونت نتيجة له . ونحن بحاجة إلى مستوى جديد وأعمق من مستويات التفكير – نريد تصوراً ذهنيا ً قائما ً على أساس المبادئ التي تقدم وصفا ً دقيقا ً ألرضية فاعلية وتفاعل البشر لحل تلك الهموم العميقة . "من الداخل إلى الخارج " تعني أن تبدأ بنفسك أوالً ،واألكثر أهمية أن تبدأ بالجزء الداخلي لذاتك – بتصوراتك الذهنية وسماتك ودوافعك . وهذا يعني أنك لو أنك أردت أن تحظى بزواج سعيد فكن الشخص الذي يولد طاقة ايجابية ،وتخل تماما ً عن الطاقة السلبية و ال تعمل على تعزيزها .وإذا أردت أن تحظى بالمزيد من الحرية في عملك وأن تقول وتفعل ما تشاء فعليك بتحمل المسؤولية ،وأن تمد يد المساعدة للجميع وأن تكون الموظف المتعاون .واذا أردت احتالل المرتبة األولى أو الثانية فعليك بالتفكير أوالً في الصالح األساسي لألخالق . ويعني منهج التناول من الداخل إلى الخارج أن االنتصارات الشخصية تسبق االنتصارات العامة ألنه من الصعب تحسين عالقتنا باآلخرين قبل أن نحسن من أنفسنا . و قد أتيحت لي فرصة العمل مع العديد من الناس :أناس رائعين ،وأناس يودون من أعماقهم تحقيق السعادة والنجاح ،وأناس يتسببون في جرح اآلخرين وغيرهم .وخالل تجاربي العديدة لم أر أبداً حلوالً دائمة للمشاكل وسعادة ونجاح دائمين تأتي من الخارج إلى الداخل . وما رأيته يتمخض عن التصورات الذهنية التي تأتي من الخارج إلى الداخل هم أناس تعساء يشعرون بأنهم ضحايا ومقيدون .وقد رأيت زيجات تعيسة حيث يريد كل طرف من الطرف اآلخر أن يتغير ،ويحاول تشكيل الطرف اآلخر على هواه .وكم شاهدت خالفات إدارية حيث يهدر الناس الكثير من وقتهم وطاقتهم في محاولة لوضع تشريع يجبر الناس على التصرف وكأن أسس الثقة ضاربة بجذورها . واعتقد أن مصدر استمرار المشاكل هو سيطرة التصور الذهني من الخارج إلى الداخل .فكل جماعة مؤمنة ان المشكلة تكمن "هناك بالخارج " و "أنهم "(أي آخر) ال بد أن يعاد تشكيلهم أو "يختفوا" فجأة من الوجود ومن ثم تحل المشكلة . ويعد تغير التصور الذهني إلى طريقة "من الداخل إلى الخارج " تغيراً كبيراً و مفاجئًا للكثير من الناس ،ويرجع السبب إلى حد كبير إلى التأثيرات الخارجية والتصورات الذهنية واالجتماعية الحالية لألخالق الشخصية . ولكن من خالل تجربتي ومن خالل الدراسة المتأنية لألفراد والمجتمعات الناجحة عبر التاريخ ، اقتنعت أن العديد من المبادئ التي يتضمنها كتابي العادات السبع موجودة بالفعل في أعماق كل واحد منا ؛داخل وعينا وإحساسنا الفطري . 14
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
ولكي نتمكن من إدراكها وتطويرها واستخدامها لمواجهة همومنا الداخلية ال بد أن نفكر بطريقة مختلفة ،ونغير تصوراتنا الذهنية إلى مستوى جديد وأعمق من مستويات " من الدخل إلى الخارج ". وبينما نسعى سعيا ً حثيثا ً لفهم تلك المبادئ وإدخالها في حياتنا ،أثق تمام الثقة أننا سنكتشف ونعيد اكتشاف الحقيقة في مالحظة تي .إس .إليوت : ينبغي أال نتوقف عن االستكشاف ،وستنتهي جميع استكشافاتنا بالوصول إلى نقطة البداية وسنكتشف أننا نرى ألول مرة .
15
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
16
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
العادات السبع – لمحة سريعة ما نفعله بشكل متكرر هو ما نحن عليه . ومن ثم فإن التميز عادة و ليس فعالً . أرسطو تتكون شخصياتنا في األساس من عاداتنا ".تزرع فكرة تحصد عمالً ،و تزرع عمالً تحصد عادة ،وتزرع عادة تحصد شخصية ،وتزرع شخصية تحصد مصيراً " وتستمر الحكاية بال نهاية . وتعد العادات عوامل مثرة في حياتنا ؛ ألنها متماسكة ومترابطة – وعادة ما تكون نماذج غير واعية – فإنها ال تعبر بشكل دائم ويومي عن شخصياتنا وتصنع فعاليتنا ..أو انعدام تلك الفعالية . وكما قال العظيم هوراس مان " العادات تشبه الحبل الغليظ ننسج أحد خيوطه كل يوم وسريعا ً ما يصبح مستحيل القطع " .وأنا شخصيا ً ال أتفق معه في الجزء األخير من تعبيره .فأنا أعلم أنه قابل للقطع .فالعادات يمكن تعلمها ويمكن التوقف عن القيام بها .لكني أعلم أنها ليست حال سريعا ً ألنها تتطلب عملية والتزام ال حدود له . وهؤالء الدين شاهدوا رحلة أبوللو 11إلى القمر جمدتهم الدهشة في أماكنهم عندما شاهدوا أول الرجال الذين ساروا على سطح القمر وعادوا إلى األرض .ولكن لوصول رواد الفضاء هؤالء إلى سطح القمر كان عليهم أن يخترقوا قوة الجاذبية األرضية الهائلة . والعادات أيضا ً لها جاذبية هائلة -أكثر مما يدركه الكثير من الناس أو يعترفون به . وقوة الجاذبية شأنها شأن أي قوة من قوى الحياة الطبيعة يمكنها أن تعمل معنا أو ضدنا ،فقوة جاذبية بعض عاداتنا قد تعوقنا مؤقتا ً من السير نحو وجهتنا .ولكن قوة الجاذبية هي أيضا ً التي تبقي عالمنا وحدة واحدة وهي التي تحافظ على سير كوكبنا في مداره وتحافظ على نظام الكون .إنها قوة مؤثرة ،وإذا استخدمناها بفعالية يمكننا استغالل قوة جاذبية عاداتنا لخلق الترابط والنظام الضروريين لتحقيق الفعالية في حياتنا .
تعريف * العادات * من أجل أهدافنا المنشودة سنعرف العادات بأنها نقطة التقاء المعرفة والمهارة والرغبة . والمعرفة هي تصور ذهني نظري ،وبعبارة أخرى هي ما يتعين عليك القيام به ولماذا يتعين عليك القيام به .والمهارة هي كيفية القيام باألمر .أما الرغبة فهي الدافع ألي حاجة إلى القيام بهذا األمر .لكي يتحول أمر ما إلى عادة في حياتك ال بد أن تتحلى بكل الصفات الثالث السابقة. وربما تعاملي مع الزمالء أو الزوجة أو األطفال يشوبه شيء من القصور ألنني دائما ً ما أخبرهم ما أفكر فيه ،و لكني ال أمنح نفسي الفرصة لالستماع إليهم .ولن أدرك حاجتي إلى اإلنصات إلى اآلخرين ما لم أعرف المبادئ الصحيحة للتعامل معهم . 17
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
وعلى الرغم من أنني أعرف تمام المعرفة أهمية االستماع إلى اآلخرين من أجل تحقيق تواصل ى هذه المهارة . فعال ،فربما ال تتوافر لد َّ
المعرفة ( ماذا نفعل؟ و لماذا نفعله؟ )
العادات
الرغبة
المهارات
( ماذا نريد ؟ )
( كيف نقوم به ؟ )
18
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
العادات الفعالة المؤثرة مبادئ وأنماط السلوك الداخلية ولكن معرفتي بأنني بحاجة لإلنصات ومعرفتي كيف أنصت ليستا كافيتين . فأنا إن لم أرغب في االستماع إلى اآلخرين رغبة قوية فلن يتحول األمر إلى عادة في حياتي .فخلق العادات يتطلب العمل على األبعاد الثالثة . وعملية تحول الكينونة /الرؤية هي عملية صاعدة .فالكينونة تغير الرؤية واألخيرة بدورها تغير الكينونة وهكذا دواليك .أي أننا ننمو نمواً لولبيا ً صاعداً .ويمكننا من خالل تطوير كل من المعرفة والمهارات والرغبة االنتقال إلى مستويات جديدة من الفعالية على مستوى شخصي ومع اآلخرين بينما نقوم بكسر التصورات الذهنية القديمة و التي قد تكون مصدراً من مصادر األمن الزائف طوال سنوات عدة . وفي بعض األحيان تتسم هذه العملية بأنها مؤلمة فهذا التغير يكون نابعًا من هدف أسمى ،من اعتقادك بأن ما تريده اآلن تابع لما تريد أن تكون عليه في المستقبل .ولكن هذه العملية تولد السعادة وهي " ما نسعى لتحقيقه في حياتنا" .من ثم يمكن تعريف السعادة ولو جزئيا ً بأنها ثمرة الرغبة و القدرة على التضحية بما تريد اآلن من أجل ما تريد في المستقبل .
تدرج النضج إن كتاب العادات السبع ال يقدم مجموعة منفصلة أو عشوائية من الوصفات النفسية ،بل يقدم تطور الفعالية على المستوى الشخصي ،وعلى مستوى التعامل بين األفراد بما يتوافق وقوانين الطبيعة المتعلقة بالنمو .وتتقدم بنا هذه العادات على تدرج النضج بدءاً من االعتماد على اآلخرين إلى االعتماد على الذات إلى االعتماد بالتبادل . فكلنا بدء حياته رضيعا ً يعتمد اعتماداً كليا ً على من حوله ،في التوجيه واإلطعام واالستمرارية .ثم تدريجيا ً وعلى مر الشهور والسنين نصبح أكثر اعتماداً على الذات من الناحية البدنية والعقلية والعاطفية والمادية أيضًا إلى أن نتمكن من العناية بأنفسنا في النهاية ،ومن ثم نتلقى التوجيهات من داخلنا ونعتمد على أنفسنا . وبينما ننمو وننضج يزداد إدراكنا بأن الطبيعة تتطلب االعتماد بالتبادل وأن هناك نظاما ً بيئيا ً يحكم الطبيعة بما فيها المجتمع .كما نكتشف أيضًا أن المناطق المهمة واألسمى في طبيعتنا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعالقتنا باآلخرين – وهذا يعني أن الحياة اإلنسانية تتطلب االعتماد بالتبادل. وتجري عملية النمو في إطار قوانين الطبيعة .وبالطبع هناك أبعاد كثيرة للنمو ،على سبيل المثال ال يعني بالضرورة اكتمال نضجنا البدني اكتمال نضجنا العاطفي والعقلي تبعا ً ومن ناحية أخرى ال يعني عدم اعتماد الشخص بدنيا ً على غيره عدم اكتمال نضجه العاطفي والعقلي. وعلى تدرج النضج ،فإن االعتماد على اآلخرين هو تصور ذهني مفاده أنت –أنت تعتني به وتقف إلى جانبي ،و إذا لم تفعل سألقي عليك اللوم إذا نزل بي خطب .
19
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
واالعتماد على الذات هو تصور ذهني مفاده أنا -أنا يمكنني القيام بهذا األمر وأنا المسئول ،وأنا أعتمد على نفسي ،وأنا من يملك حق االختيار . أما االعتماد بالتبادل فهو تصور ذهني مفاده نحن – نحن يمكننا القيام بهذا األمر ،ونحن يمكننا أن نتعاون ،ونحن يمكننا مزج مهاراتنا وقدراتنا معًا لنصنع شيئا ً عظيما ً لنا جميعًا . والناس الذين يعتمدون على غيرهم في حاجة إلى من يحقق لهم ما يريدون .أما الناس الذين يعتمدون على ذواتهم يمكنهم الحصول على ما يريدون بجهودهم الشخصية .والناس الذين يتبادلون االعتماد على بعضهم البعض يوحدون جهودهم لتحقيق أعظم نجاحاتهم . ومن السهل أن ترى أن االعتماد على الذات أكثر نضجا ً من االعتماد على اآلخرين .فيعد االعتماد على الذات انجازاً عظيما ً في حد ذاته .ولكن االعتماد على الذات ليس هو التفوق المطلق . غير أن التصور الذهني الحالي للمجتمع يتوج االعتماد على الذات .وكأن التواصل والعمل بروح الفريق والتعاون مصنفة من القيم األقل شأنًا. ويبدو المفهوم المحدود لالعتماد المتبادل يحمل بداخله معنى االعتماد على اآلخرين ،ومن ثم نجد األسباب تغلفها األنانية ،باسم االعتماد على الذات أو االستقاللية . وغالبا ً هذا النوع من رد الفعل الذي يتكون بداخل الناس من" التحرر من جميع القيود" و " أن يصبحوا أحرا ًر " و " تحقيق الذات " يكشف عن المزيد من االعتماد على اآلخرين الذي ال مفر منه ؛ ألنه يكون نابعا ً من الداخل ال من الخارج – ومن أمثلة هذا االعتماد على اآلخرين السماح لنقاط ضعفهم بهدم حياتنا العاطفية ،أو اإلحساس بأننا ضحايا نتيجة لتصرفاتهم أو األحداث الخارجة عن إرادتنا. وبالطبع ربما نحتاج إلى تغيير ظروفنا بيد أن مشكلة االعتماد على اآلخرين هي مسألة تتعلق بالنضج الشخصي ،وعالقتها بالظروف محدودة للغاية . ويعزز االعتماد الحقيقي على الذات قوتنا التي تعزز فاعليتنا بدالً من أن ندع اآلخرين يتصرفون بدالً عنا .كما أنه هدف تحرري قيم في ذاته .ولكنه في الوقت نفسه ال يعد الهدف األسمى للحياة الفعالة . وال يتناسب التفكير المستقل وحده مع مفهوم االعتماد بالتبادل .فاألشخاص المستقلون ممن ال يملكون القدرة على التفكير أو العمل مع اآلخرين ربما يكونون أفراداً منتجين ؛ ولكنهم ال يستطيعون أن يكونوا قادة جيدين أو يعملون مع فريق .فهم ال يعتنقون التصور الذهني الضروري للنجاح في الزواج أو العائلة أو الواقع المؤسسي . والحياة بطبيعتها تتطلب قدراً كبيراً من االعتماد بالتبادل .ومحاولة تحقيق الحد األقصى من الفعالية من خالل االعتماد على الذات . ويتسم مفهوم االعتماد على بالتبادل بأنه أكثر نضجا ً و تقدما ً .فإذا كنت من الناحية البدنية أستخدم مبدأ االعتماد بالتبادل فأنا قادر على االعتماد على ذاتي ؛ ولكنني أدرك في نفس الوقت أننا لو عملنا أنا وأنت معًا يمكننا إنجاز الكثير من العمل ،بقدر يفوق ما قد أنجزه بمفردي حتى لو بذلت قصارى جهدي .وإذا كنت من الناحية العاطفية أتعامل من منطلق االعتماد بالتبادل ،فأنا أتمتع بقدر كبير من اإلحساس بقيمة الذات . 20
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
ولكنني أدرك أنني أيضا ً في حاجة إلى الحب والعطاء والشعور بحب اآلخرين .وإذا كنت من الناحية العقلية استخدم مبدأ االعتماد بالتبادل أدرك حاجتي إلى عقول أخرى جدية لتفكر معي . واالعتماد بالتبادل هو خيار من حق األشخاص الذين يعتمدون على ذواتهم فقط .أما األشخاص الذين يعتمدون على غيرهم فليس بإمكانهم أن يختاروا االعتماد بالتبادل كأسلوب حياة ،فهم ال يملكون الشخصية التي تأهلهم للقيام بهذا الخيار كما أنهم ال يملكون قدراً كافيا ً من الثقة بأنفسهم . ولهذا السبب ستتناول العادات األولى و الثانية و الثالثة خالل الفصول التالية موضوع امتالك الذات ،إن هذه العادات الثالث ستحولك من شخص يعتمد على اآلخرين إلى شخص يعتنق مبدأ االعتماد بالتبادل .و هي " االنتصارات الشخصية" التي هي جوهر نمو الشخصية .وبالطبع "االنتصار بفعالية لتحقيق انتصارات عامة مع فريق عمل ،إن انتصارات الشخصية " تسبق " االنتصارات العامة " . وبعدما تصبح شخصا ً يعتمد على ذاته بحق يصبح لديك األساس لتحقيق االعتماد بالتبادل الفعال فسوف تضحى شخصا ً يتمتع بأساس الشخصية الذي من خالله يمكنك العمل بفعالية لتحقيق انتصارات عامة مع فريق عمل ،ومن خالل التعاون والتواصل – وهي العادات الرابعة والخامسة و السادسة . ولكن هذا ال يعني أنه يتعين عليك التفوق في التحلي بالصفات األولى والثانية والثالثة قبل العمل على الرابعة والخامسة والسادسة .إن فهم التسلسل سيساعدك على التعامل مع النمو تعامالً فعالً . واالتصال بالعالم كل يوم هو جزء من عالم االعتماد بالتبادل .ولكن يمكن لمشاكل هذا العالم الخطيرة أن تجعل من الصعب رؤية أهداف الشخصية األساسية بسهولة .وفهم كيف تؤثر كينونتك في كل تفاعل من تفاعالت االعتماد بالتبادل ،سوف يساعدك على التركيز على جهودك بشكل متسلسل ومتوافق مع قوانين النمو الطبيعية . والعادة السابعة هي عادة التجدد – وهو التجدد المنتظم والمتوازن لألبعاد األربعة األساسية للحياة .وهذه العادة تحيط بالعادات األخرى و تجسدها ،وهي عادة التحسين المتواصل التي تخلق النمو اللولبي الصاعد الذي يحملنا معه إلى مستويات جديدة من فهم و معايشة العادات األخرى حيث تحلق حولها من داخل طائرة أكثر تطوراً و علواً . والرسم التوضيحي في الصفحة التالية يمثل استعراضا ً لتدرج العادات السبع .وسأقوم بتوضيح كل مفهوم أو عادة عند التعرض لها .
تعريف الفعالية إن العادات السبع هي عادات الفعالية .وألنها قائمة على مبادئ فهي تحقق الحد األقصى من النتائج المفيدة طويلة المدى . وتعتبر هذه العادات السبع فعالة ألنها تقوم على أساس من التصورات الذهنية الفعالة المتناغمة مع القوانين الطبيعية ،وهو مبدأ أطلق عليه توازن (إ/ق إ) والذي يتخلى الناس عنه . التعريف األساسي للفعالية :كلما كنت منتجا ً زاد علمك وأصبحت أكثر فعالية .
21
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
ولكن الفعالية الحقيقية مكونه من شقين :المنتج واألصل المنتج أو القدرة اإلنتاجية .
فإذا كان النموذج الذي تيسر حياتك و فقا ً له يركز على المنتج ويتجاهل أصل المنتج أو القدرة اإلنتاجية . وتكمن الفعالية في التوازن – أي ما أطلق عليه التوازن ( إ/ق إ ) .وترمز (إ) ل"إنتاج" النتائج المرجوة وبينما ترمز (ق إ) إلى " معايير القدرة اإلنتاجية " أي القدرة أو األصل الذي ينتج .
22
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
أنواع األصول الثالثة توجد ثالثة أنواع أساسية لألصول :األصول المادية واألصول المالية واألصول البشرية .واآلن سندرس كل واحد منها على حدة . منذ عدة سنوات مضت قمت بشراء أصل مادي وهو آلة جز الحشائش .وظللت أستخدمها دون أن أفكر في صيانتها .وبالفعل ظلت اآللة تعمل لموسمين جيداً غير أنها تعطلت .وعندما حاولت إعادتها للعمل عن طريق صيانتها فقد المحرك نصف قدرته ومن ثم أصبحت عديمة الفائدة . ولو كنت أحسنت االستثمار في (ق إ) – أي الحفاظ على األصل و صيانته – لكنت اآلن محتفظا ً ب ( ق) سليما ً – أي آلة جز الحشائش . وأثناء بحثنا عن المردودات أو النتائج قصيرة المدى غالبا ً ما ندمر أصالً ماديا ً قيما ً – مثل البيئة . إذن الحفاظ على توازن (ق) و (ق إ) من شأنه إحداث فرق هائل في االستخدام الفعال لألصول المادية . ولهذا األمر تأثير قوي على االستخدام الفعال لألصول المالية إلى أي مدى خلط الناس بين المبدأ والفائدة ؟ كلما قلت المبادئ انخفضت الطاقة المنتجة للفائدة أو الداخل .ويظل رأس المال يقل تدريجيا ً حتى يبيت غير كاف للوفاء باالحتياجات األساسية . وأهم أصولنا المادية هو قدرتنا على الكسب .وإذا لم نداوم على االستثمار في تحسين ( ق إ) الخاص بنا فهذا يعني أننا نحد من الخيارات المطروحة أمامنا ،ونحبس أنفسنا داخل سجن وضعنا الحالي ،ونفر رعبا ً ،ومرة أخرى أقول إن هذا هو ما يطلق عليه انعدام الفعالية . وبالنسبة للجزء البشري فإن توازن ( إ /ق إ ) يشكل أهمية كبيرة أيضا ً تفوق أهمية األصلين السابقين ،ولكنه أكثر أهمية ألن الناس يتحكمون في األصول المادية والمالية . عندما يركز الزوجان كل اهتماماتهما على إنتاج النتائج والفوائد أكثر من اهتماماتهما بالحفاظ على العالقة التي تجعل من تحقق تلك الفوائد أمرأً ممكنا ً ،فإنهما غالبا ً ما يصبحان منعدمي اإلحساس ،ويهمالن تقوية روابط المودة بينهما وأمور اللباقة البسيطة التي تعتبر الغذاء الذي يعمق العالقة بينهما .ويشرع كل واحد منهما في التالعب بالطرف اآلخر و "التركيز" على احتياجاته الشخصية ،وتبرير موقفه وكذلك البحث عن دليل يؤكد خطأ الطرف اآلخر .ويتحول حب وثراء هذه العالقة والرقة التلقائية إلى أشباح في الماضي. واآلن عندما يكون األبناء صغاراً يكونون معتمدين اعتماداً كليا ً على من حولهم ألنهم ضعفاء . ويضحى من السهل إهمال عمل ( ق إ ) – أي التدريب ،والتواصل وتدعيم العالقات ،واإلنصات .ويصبح من السهل التالعب ،والحصول على ما تريد بالطريقة التي تراها – اآلن ! إذن ما المانع في أن تملي عليهم ما يفعلون ؟ وإذا استدعى األمر ،يمكنك الصياح فيهم وتهديدهم واإلصرار على ما تريد . أو يمكنك التساهل معهم ،ويمكنك السعي وراء أن تسعدهم وتعطيهم ما يريدون وقتما يشاءون . ومن ثم ينشئون دون أي إحساس داخلي بالمعايير أو التوقعات ،وبدون أي إحساس بااللتزام باالنضباط أو تحمل المسؤولية .
23
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
وفي أي من الحالتين – التسلط أو التساهل – فأنت إما أن تفرض رأيك عليهم ،أو ترغب في كسب حبهم .ولكن في هذه األثناء ماذا يحدث للمنتج ؟ و ما القدر الذي يمكن أن يحظى به هذا الطفل في رحلته بالحياة من االحساس بتحمل المسؤولية واالنضباط الذاتي ؟ ،والثقة في قدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة أو تحقيق أهداف مهمة ؟ وماذا عن عالقتك بطفلك ؟ فعندما يصل إلى سنوات المراهقة الحرجة يواجه أزمة الهوية .هل سيعرف من خالل خبرته معك أنك ستسمع إليه دون أن تحاول إصدار أحكام ؟ وأنك تهتم به بالفعل كإنسان وأنك تثق به مهما حدث ؟ هل ستكون العالقة بينكما قوية بالقدر الذي يسمح لك بالنزول إلى مستواه والتواصل معه والتأثير عليه ؟ واآلن سأشارككم تجربة ( ق إ) ممتعة مررت بها مع إحدى بناتي .كنا نخطط لموعد شخصي ، وهو أمر أستمتع به مع كل واحد من أبنائي .وكنا نجد متعه في الترقب لهذا الموعد بقدر ما نستمتع به عند حدوثه .لذا فقد اقتربت من ابنتي قائالً " حبيبتي الليلة ليلتك ما الذي تنوين القيام به؟" فأجابتني " أبي ال بأس " فقلت لها " كال ،ما الذي تنوين عمله ؟" فأجابتني أخيراً " حسنا ً ما أريد القيام به لن تود القيام به " فأجبتها بإهتمام " بلى يا حبيبتي ،أود القيام بأي شيء تريدين " . فأجابتني " أود مشاهدة فيلم حرب النجوم .ولكنني أعلم أنك ال تحب هذا النوع من األفالم الخيالية .ال بأس بهذا األمر يا أبي " . " كال يا حبيبتي ،إذا كان هذا ما تودين القيام به فإنني أود القيام به أيضا ً ". " أبي ال تكترث لهذا األمر .ليس من الضروري الخروج في هذا الموعد ". وسكتت لبرهة ثم استطردت " ولكن هل تعلم لماذا ال تحب حرب النجوم ؟ ألنك ال تفهم فلسفة وتدريب فرسان الجيداي " "لماذا؟" " هل تعرف األمور التي تدرسها يا أبي ؟ إنها نفسها األمور التي يتضمنها تدريب فرسان الجيداي " . " حقا ً ؟ لنذهب إذاً ونشاهد حرب النجوم ". وبالفعل ذهبنا وجلست جواري وبدأت تقدم لي تصوراً ذهنيا ً رائعا بالفعل .ومن منطلق هذا التصور الذهني الجديد بدأت أرى كيف تتجلى فلسفة فرسان الجيداي األساسية في التدريب في ظل الظروف المختلفة . ولم تكن تجربة (ق) هذه مخططا ً لها بل كانت ثمرة رائعة لالستثمار في ( ق إ) .وكانت تجربة مدعمة للروابط ومرضية للغاية .
24
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
(ق إ) الخاص بالمؤسسات واحدة من بين الموضوعات المهمة الكثيرة المتعلقة بأي مبدأ صحيح هو قابليته للتطبيق على مدى متسع من الظروف واألحوال . عندما يخفق الناس في إحترام توازن ( إ /ق إ) عند استخدامهم لألصول المادية داخل المؤسسة ، وغالبا ً ما يخلفون لآلخرين وراءهم إوزة ميتة . على سبيل المثال ،عندما يكون اختصاص مسئول ما عن أصل مادي مثالً فإنه يكون متلهفا ً من أجل ترك انطباع جيد لدى رؤسائه .لذا يحاول هذا الشخص تحقيق مستويات عالية من اإلنتاج متجاهالً ضرورة إراحة الماكينة أو صيانتها . ولكن نفرض أنك خلفه في العمل ،وبالطبع سترث اإلوزة في أسوأ حالتها ؛ فالماكينة ستكون صدأت وأصبحت دائمة األعطال .لذا سيتعين عليك بذل المزيد من االستثمار في إراحة الماكينة وصيانتها وبالتالي سيصل مؤشر التكلفة إلى عنان السماء ،أما مؤشر األرباح فإنه سيصل إلى أدنى المستويات .وعلى الرغم من أن سلفك هو من قام بتصفية األصل إال أن النظام يحسب وحدات االنتاج على أساس التكلفة والمكسب فقط . ويعتبر التوازن ( إ /ق إ) أمراً ذا أهمية خاصة عند تطبيقه على األصول البشرية للمؤسسة – أي العمالء والعاملين . أعرف مطعما ً يقدم حساء محار رائعا ً وقت الغداء تجده مزدحما ً على الدوام .ثم بيع المطعم لمالك جديد كان كل ما يعنيه التركيز على البيض الذهبي – لذا قرر تخفيف طبق الحساء .وبعد حوالي شهر انخفضت التكاليف وارتفع الدخل وزادت األرباح .ولكن بدأ عدد الرواد يقل رويداً رويداً . وانحدر مستوى المطعم إلى الصفر .ولم تعد هناك االوزة التي تبيض ذهبا ً . وهناك مؤسسات تتحدث دوما ً عن العمالء متجاهلة تماما ً الناس أي الموظفين الذين يتعاملون مع العمالء .ولكن مبدأ (ق إ) يحثك دائما ً على التعامل مع موظفيك بالطريقة ذاتها التي تريد منهم التعامل بها مع أفضل عمالئك . إن بإمكانك شراء مجهود شخص ما ولكن ال يمكن شراء قلبه .فقلبه هو موطن الحماس والوالء. وبإمكانك أن تشتري موظفا ً ،وتجعله يعمل لديك ثانية ،لكن ال يمكنك شراء عقله ،فعقله هذا هو موطن إبداعه وذكائه وموارده . وتعني ( ق إ ) معاملة موظفيك على أنهم متطوعون تماما ً ،ال ،هذه هي حقيقتهم بالفعل .فهم يتطوعون بأفضل ما لديهم :قلوبهم وعقولهم . كنت ذات مرة مع مجموعة عندما طرح أحدهم سؤاالً " كيف يمكنك إصالح الموظفين الكسولين وغير األكفاء ؟" أجابه رجل آخر قائالً " بنسفهم !" و أيد العديد من الحاضرين هذا النوع من األسلوب اإلداري " أصلحهم أو انسفهم ". ولكن شخصا ً أخر من المجموعة طرح سؤالً من الذي يجمع البقايا ؟" " ال توجد بقايا " .
25
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
قال الرجل األخر" حسنا ً ،لم ال تفعل هذا مع عمالئك ؟ لماذا ال تقول :أنت ،إذا لم تكن مهتما ً بشراء هذه البضاعة فلتغادر المكان " فقال " ال يمكنك فعل هذا مع العمالء " " إذن لماذا تفعل هذا بالعاملين لديك ؟". " ألنهم يعملون لدي " . " نعم .هل العاملون لديك مخلصون لك؟ ". " هل تمزح ؟ ال يمكنك العثور على عاملين أكفاء في هذه األيام .إن المعدل دوران العمالة مرتفع للغاية ؛ وكذلك الغياب والقيام بوظيفتين ". إن هذا التركيز على البيض الذهبي – هذا التوجه وهذا التصور الذهني غير مالئم وغير كاف من أجل تفجير الطاقات الهائلة الموجودة داخل عقول وقلوب الناس .نعم ،إن النتائج قصيرة المدى مهمة ،ولكنها ليست كل شيء . إن الفعالية تكمن في التوازن .والتركيز الزائد على ( ق) سيؤدي إلى تدمير الصحة وهالك الماكينة وتحطيم العالقات . واإلفراط في التركيز على ( ق إ ) يشبه الشخص الذي ال ينفك عن المدرسة طوال عمره ولكنه غير منتج ويعيش على التفاخر بالبيض الذهبي الذي يحققه اآلخرون – إنها متالزمة الطالب األبدي . هذا وليس من السهل الحفاظ على توازن (إ/ق إ) ،هذا التوازن بين (اإلنتاج ) وصحة ورفاهية (القدرة على اإلنتاج ) .ويمكنك أن ترى هذا عندما تبذل قصارى جهدك لتسير األمور كيف تشاء مع شخص ما . ويعد التوازن (إ/ق إ) هو جوهر الفعالية وهو صالح لجميع مناحي الحياة ،ويمكنك العمل معه أو ضده ولكنه موجود .إنه المنارة الهادية .وهو تعريف الفعالية وتصورها الذهني وهو عماد العادات السبع .
كيف تستخدم هذا الكتاب ؟ قبل أن نشرع في التحدث عن العادات السبع للناس األكثر فعالية ؟ . أوال ًأود أن أقترح أال " تتعامل "مع هذه المادة على أنها كتاب تقرؤه مرة واحدة ثم تحفظه على أرفف المكتبة . وربما تختار قراءة الكتاب دفعة واحدة باعتباره وحدة متكاملة .بيد أن هذه المادة معدة لتكون رفيقا ً لك في عملية النمو والتغير المستمرة . وبينما ،ننتقل إل ى مستويات أعمق من الفهم والتطبيق يمكنك العودة مرة أخرى إلى المبادئ التي تضمها كل عادة .
26
التصورات الذهنية والمبادئ
الجزء األول
ثانيا ً ،أود أن أقترح عليك تصور تغيير تصورك الذهني عند انخراطك في مطالعة هذه المادة من دور المتعلم إلى دور المعلم ،وعليك ،اتباع منهج من الداخل إلى الخارج واضعًا نصب عينيك مشاركة أو مناقشة ما تعلمتها مع غيرك خالل 48ساعة من تعلمك ما قرأت .
ما الذي يمكنك توقعه ؟ من خالل التحليل األخير الذي أجرته مارلين فيرجسون الحظت ما يلي " ليس بمقدور أي شخص آخر بالتغيير ؛ ألن كل واحد منا يحرس بوابة تغيير تفتح من الداخل فقط .و ال يسعنا فتح بوابة أي شخص آخر ال بالمناقشات و ال باالستعطاف ". و إذا قررت فتح " بوابة التغيير " بداخلك لتفهم المبادئ المتضمنة في العادات السبع فهما ً صحيحا ً و تعيشها أؤكد لك أنك ستحظى بالعديد من األمور اإليجابية في حياتك . أوالً سيكون نموك ارتقائيا ً ،و لكن صافي التأثير سيكون ثوريا ً . أما صافي تأثير " فتح بوابة التغيير " أمام أول ثالث عادات – وهي عادات النصر الشخصي – فهو زيادة ثقتك بنفسك زيادة ملحوظة .فسوف تتمكن من معرفة نفسك معرفة أعمق – بأسوب ذي مغزى ستتعرف إلى طبيعتك وقيمك المتأصلة وقدرتك اإلسهامية المتفردة .فعندما تعيش قيمك الخاصة فإن هويتك وكيانك وحس السيطرة لديك وتوجهاتك الداخلية ستندمج معا ً وتصل بك إلى فيض من السالم والسعادة الداخلية . وبينما تفتح أبواب التغيير أمامك العادات الثالث األولى – عادات النصر الشخصي -ستكتشف بل ستطلق العنان للرغبة وللموارد التي من شأنها إصالح وإعادة العاقات التي أفسدتها أو قطعتها .وستحسن العالقات الجيدة و تصبح أعمق وأكثر قوة وأكثر ابداعا ً كما أنها ستسهم برفع روح المغامرة .و إذا تمكنت من تأصيل العادة السابعة بداخلك فإنها ستعمل على تجديد الست األولى ، وتجعل منك شخصا ً معتمداً على ذاته بالفعل وقادراً على تحقيق مبدأ االعتماد بالتبادل . وبدافع اهتمامي الصادق بكم أشجعكم على فتح بوابة التغيير و النمو و أنتم تدرسون تلك العادات . ولكن كن صبوراً مع نفسك ألن النمو الذاتي هو القارب الذي يحملك وهو األرض المقدسة التي تقف عليها وال يوجد استثمار أفضل منه .ويبدو جليا ً أنه ليس حالً سريعا ً .كما قال توماس باين " إن ما نكسبه بسهولة نضيعه بسرعة .إن ما يعطي القيمة لشيء هو مقدار اهتمامنا به ".
27
الجزء الثاني النصر الشخصي
النصر الشخصي
الجزء الثاني
28
النصر الشخصي
الجزء الثاني
العادة األولى كن مبادرا مبادئ الرؤية الشخصية ال أعرف حقيقة مشجعة لإلنسان أكثر من قدرته األكيدة على رفع مستواه المعيشي مستخدما ً جهوده الواعية . هنري ديفيد ثورو حاول وأنت تقرأ هذا الكتاب االنفصال عن ذاتك ،والتخلي عن وعيك الذاتي ،وانظر إلى نفسك وأنت تقرأ بعين عقلك . واآلن نحاول فعل أمر ما .فكر في حالتك المزاجية الحالية .هل يمكنك تحديدها ؟ ما الذي تشعر به اآلن ؟ كيف تصف حالتك الذهنية الحالية ؟ واآلن خذ دقيقة للتفكير في الطريقة التي يعمل بها عقلك .هل هو سريع ويقظ ؟ هل تشعر أنك ممزق بين القيام بهذا التدريب العقلي وتقييم المقصد منه ؟ إن قدرتك على القيام بهذا األمر هي قدرة بشرية فريدة ال تمتلكها الحيوانات ،ونحن نطلق عليه "الوعي الذاتي" أو القدرة على التفكير في عملية التفكير ذاتها .ولهذا السبب جعل هللا سبحانه و تعالى اإلنسان صاحب اليد العليا في هذا العالم ولهذا السبب هو الذي يحقق تطورات قيمة عبر األجبال المختلفة . ولهذا السبب أيضا ً يمكننا االرتقاء والتعلم من تجاربنا الشخصية وتجارب اآلخرين .ولفهم السبب يمكننا بناء وتغيير عاداتنا . إننا لسنا المشاعر اتي تعترينا ،ولسنا الحالت المزاجية التي تنتابنا ،ولسنا األفكار التي تتكون داخل عقولنا .فإن الحقيقة الثابتة أننا نستطيع التفكير في تلك األشياء وهو ما يميزنا عن عالم الحيوانات .إذا الوعي الذاتي يمكننا من االنفصال عن أنفسنا وتفحص الطريقة التي نرى بها أنفسنا تصورنا الذاتي ألنفسنا ، -والذي يعد التصور الذهني األساسي للفعالية ،هو ال يؤثر على توجهاتناوسلوكيتنا فحسب ،بل يؤثر على الطريقة التي نرى بها الناس . وفي الحقيقة إلى أن نهتم بالطريقة التي نرى بها أنفسنا ( وكيف نرى اآلخرين ) فإننا لن نتمكن من فهم كيف سيرى الناس أنفسهم وكيف يشعرون بالعالم المحيط بهم .وسنعتمد دون أن نشعر إلى إقحام نوايانا في سلوكهم ،ثم نصف أنفسنا بالموضوعيين . وبالطبع هذا يحد من إمكانياتنا الشخصية ’ ومن قدرتنا على إقامة عالقات جيدة مع اآلخرين .ولكن البشر يتمتعون بصفة الوعي الذاتي المتفردة ،يمكننا دراسة تصوراتنا الذهنية لتحديد ما إذا كانت واقعية أو قائمة على أساس مبادئ ،أو أنها نابعة من التأثيرات الخارجية والظروف . 29
النصر الشخصي
الجزء الثاني
المرآة االجتماعية إذا كان المنظور الوحيد الذي نرى أنفسنا من خالله هو انعكاس للمرآة االجتماعية – أي من خالل التصور الذهني للمجتمع ،ومن خالل اآلراء والمفاهيم والتصورات الذهنية للمحيطين بنا – فهذا يعني أننا نرى انعكاسا ً ألنفسنا في حجرة المرايا المجنونة في المالهي . كل هذه الرؤى غير مترابطة وغير متناسبة وغالبا ً ما تكون من نسج الخيال وليست انعكاسا لشيء؛ فهي تبرز مخاوف ونقاط ضعف الناس الذين يقولونها أكثر مما يقدم انعكاسا ً دقيقا ً لما نحن عليه بالفعل . وتوجد ثالث خرائط اجتماعية دقيقة لتفسير طبيعة اإلنسان – أي ثالث نظريات لكون اإلنسان مسيراً متعارف عليها عالميا ً بشكل مستقل أو متآلف – لشرح طبيعة اإلنسان .النظرية األولى هي نظرية الحتمية الوراثية والتي تقول بأننا نحصد صنيع أجدادنا .ولهذا السبب نعاني من حدة المزاج ،الذي انتقل إلينا من أجدادنا عبر الحمض النووي . أما النظرية الثانية فهي الح تمية النفسية والتي تقول إننا نحصد صنيعة آبائنا .بمعنى أن توجهاتك الشخصية وتركيبة شخصيتك هما األساس نتاجا ألسلوب تربيتك والتجارب التي مررت بها في طفولتك . أما النظرية الثالثة فهي الحتمية البيئية والتي تقول إن رئيسك هو الذي يجني عليك – أو زوجك بمعنى آخر ’ شيء ما في بيتك هو المسئول عن الموقف الذي أنت فيه . وتقوم كل واحدة من تلك الخرائط على أساس نظرية مثيرة /االستجابة والتي غالبا ً ما ترتبط في أذهاننا بتجارب بافلوف على الكالب .والفكرة األساسية هي أن هناك استجابة بعينها تحدث نتيجة لوجود مثير محدد .
بين المثير و االستجابة اسمح لي أن أروي لك قصة فيكتور فرانكل المؤثرة . كان فرانكل من أتباع مذهب الحامية تربى في كنف علم النفس الفرويدي ،حيث كان يسلم بأن أي شيء يحدث لك في طفولتك يشكل شخصيتك ،وبالتالي يسيطر على حياتك بأكملها . كان فرانكل أيضا ً طبيبا ً نفسيا ً .وقد تم اعتقاله في المعسكرات النازية األلمانية حيث مر بتجارب بغيضة للغاية ال تسمح لنا أصول اللياقة بأن نعرضها هنا .
30
النصر الشخصي
الجزء الثاني
وقد مات والده وأخوه وزوجته في المعسكرات أو تم إرسالهم إلى محارق الغاز .وقد هلكت أسرته بالكامل فيما عدا أخته .وقد عانى فرانكل نفسه من التعذيب ؛ ولم عرف قط إن كانت نهايته ستكون في المحارق أم أنه سيكون من بين الناجين الذين يخرجون جثثا ً أو يجرفون رماد هؤالء الذين يلقون هذا المصير . وفي أحد األيام بينما كان جالسا ً في غرفته وحيداً وعاريا ً بدأ يدرك ما أسماه الحقا ً " آخر حريات البشرية " – الحرية التي لم يكن بمقدور معتقليه النازيين سلبه اياها .ولكن فيكتور مدركا ً لذاته والذي يستطيع النظر بعين المالحظ لمحيطه .فكانت هويته األساسية سليمة لم يصبها أي أذى . وفي و سط تجاربه تلك تخيل فرانكل نفسه في ظل ظروف مختلفة ،من بينها إلقاء المحاضرات على طالبه بعد خروجه من معسكرات الموت .كان يصف نفسه في الفصل الدراسي – بعين عقله – ويشرح لتالميذه الدروس التي كان يتعلمها أثناء تعذيبه . ومن خالل سلسلة من تدريبات ضبط النفس تلك – الذهنية والعاطفية واألخالقية عن طريق استخدام الذاكرة والخيال في األساس – بدأ يصقل حريته الصغيرة وغير الناضجة إلى أن أضحت أكبر وأكبر ،وحتى أصبح يتمتع بقدر من الحرية يفوق ذلك الذي يتمتع به معتقلوه النازيون .وقد أصبح مصدر إلهام لمن حوله ،بمن في ذلك بعض حراسه .فقد ساعد اآلخرين على إيجاد معنى لمعاناتهم ،إليجاد الكرامة داخل سجنهم . وفي خضم تلك الظروف المذلة والبائسة ،استخدم فرانكل موهبة اإلدراك الذاتي البشرية كي يكتشف مبدأ أساسيا ً عن طبيعة اإلنسان :بين الحافز واالستجابة ؛ يتمتع اإلنسان بحرية االختيار . وتكمن حرية االختيار تلك في المواهب التي تجعل منا بشراً متفردين عن غيرنا من المخلوقات . فباإلضافة إلى اإلدراك الذاتي ،فنحن نمتلك الخيال وهو المقدرة على تصور أشياء ال يمكن حدوثها في واقعنا الحالي .ونمتلك الضمير وهو وعي داخلي عميق بالصواب والخطأ وبالمبادئ المسيطرة على سلوكنا ،وإحساس بدرجة انسجام أفكارنا وأفعالنا معها .ونمتلك اإلدارة الحرة وهي المقدرة على التصرف وهي التي تكون مسؤولة عن إدراكنا الذاتي بعيداً عن كل التأثيرات األخرى . ولكن بسبب مواهبنا البشرية المتفردة ،نستطيع كتابة برامج جديدة ألنفسنا بعيدة كل البعد عن غرائزنا و تدريبنا .ولعل هذا هو السبب في المحدودية النسبية لمقدرة الحيوانات والالمحدودية لمقدرة اإلنسان . وقد نشأ التصور الذهني الحتمي من دراسة الحيوانات واألشخاص المصابين بالعصاب والذهان . وبالرغم من أن مثل هذا التصور قد يتناسب مع معايير بعينها لدى بعض الباحثين ألنه يبدو قابالً للقياس والتوقع ،إال أن تاريخ البشر وإدراكنا الذاتي يخبراننا أن هذه الخريطة ال تصف األرض على اإلطالق ! والقدر الذي نصقل ونطور به هذه المواهب يعزز من قواتنا لكي نستغل إمكاناتنا الفريدة .فبين الحافز واالستجابة تكمن أعظم قوة نملكها – حرية االختيار .
31
النصر الشخصي
الجزء الثاني
تعريف " المبادرة " في أثناء اكتشافه للمبدأ األساسي لطبيعة اإلنسان ،وصف فرانكل خريطة ذاتية دقيقة بدأ من منطلقها يطور العادة األولى واألكثر أهمية للشخص ذي الفعالية العالية في أي بيئة ،عادة المبادرة. في حين أن كلمة مبادرة معروفة اآلن في مجال اإلدارة إال أنها كلمة لن تجدها في معظم القواميس .فهي تعني أكثر من مجرد أخذ خطوة لألمام .
إنها تعني أن سلوكنا هو نتاج قرارتنا وليس ظروفنا .فنحن نستطيع أن نضع المشاعر في مرتبة أدنى من القيم .إننا نمتلك حس المبادرة والمسؤولية التي تمكننا من تحقيق ما نريد . وإذا نظرنا بدقة لكلمة " مسئولية " – سنجد أنها تحمل في طياتها معنى قدرتك على اختيار نوعية االستجابة الصادرة عنك . وألن المبادرة هي طبيعة إنسانية ،فإن كانت حياتنا نتاج الظروف والمؤثرات الخارجية فإن ذلك ألننا اخترنا عن قصد أو اضطررنا لزيادة قوة هذه األشياء التي تتحكم فينا . وهذا االختيار يحولنا إلى أشخاص انفعاليين .واألشخاص االنفعاليون يتأثرون أيضا ً بالبيئة االجتماعية المحيطة ،أي أنهم يكونون سعداء إذا أحسنت معاملتهم ،أما إذا أسيئت معاملتهم فإنهم يلجئون فوراً إلى الدفاع أو االحتماء. هذا وتعد المقدرة على وضع المشاعر في مرتبة أدنى من القيم هي جوهر األشخاص االنفعاليين فيتركون المشاعر والظروف والمؤثرات الخارجية تتحكم بهم .ولكن ما يتحكم باألشخاص المبادرين هو القيم – قيم هادفة وليدة تفكير عميق واختيار دقيق . 32
النصر الشخصي
الجزء الثاني
ومع ذلك يتأثر األشخاص المبادرون بالمثيرات الخارجية .غير أن استجابتهم لتلك المثيرات سواء الواعية أو الالواعية هي اختيار أو استجابة أساسها القيم .وطبقا ً لمالحظة إلينور رزفلت " ال يمكن لشخص أن يجرحك إال بموافقتك" و كما قال غاندي " ال يمكنهم أن يأخذوا منا احترامنا ألنفسنا ما لم نعطه نحن لهم " .إن ما يجرحنا ليس الحدث في حد ذاته بل موافقنا له وتصريحنا بحدوثه في المقام األول . وأعترف بأنه من الصعب تقبل هذا األمر من الناحية العاطفية ،وإلى أن يتمكن الشخص من االعتراف بأن " ما أنا عليه اليوم هو نتاج لخيارت األمس " فإنه لن يتمكن من قول " لقد اتخذت خيارات مختلفة " . ليس ما يحدث لنا هو ما يجرحنا بل استجابتنا له هي ما تفعل ذلك .وبالطبع يمكن أن نصادف أموراً تتسبب لنا في أذى بدني أو مادي ،وقد تتسبب لنا في حزن .ولكن ال ينبغي أن تتعرض شخصيتنا وهويتنا األساسية ألي جرح .وفي الواقع إن أصعب التجارب التي نمر بها هي البوتقة التي تشكل شخصيتنا وتنمي قوانا الداخلية وهي تعني الحرية في التعامل مع أصعب الظروف في المستقبل وإلهام اآلخرين كي يقوموا بالمثل أيضا ً . وقد كان فرانكل أحد هؤالء الذين تمكنوا من تطوير الحرية الشخصية في أحلك الظروف إللهام اآلخرين ومساعدتهم على االرتقاء . وكلنا يعرف أشخاصا ً يمرون بظروف عصيبة غير أنهم حافظوا على قوتهم العاطفية العظيمة . فال شيء أعظم وأعمق أثراً من إدراك اإلنسان أن شخصا ً آخر استطاع تحدي المعاناة والظروف . وواحدة من أعظم اللحظات الملهمة التي تعرضنا لها أنا وساندرا كانت مع صديقتنا كارول والتي توفيت إثر إصابتها برض السرطان . وعندما وصلت كارول إلى مراحل المرض األخيرة كانت ساندرا تمضي معظم و قتها معها في محاولة لمساعدتها على كتابة قصة حياتها . و قد كانت كارول تأخذ أقل قدر ممكن من العقاقير المسكنة لكي تتمكن من التحكم الكامل في قواها العقلية والعاطفية .لقد كانت كارول مبادرة وشجاعة ومهتمة للغاية باآلخرين حتى أنها كانت مصدر إلهام للعديد من الناس حولها . ولن أنسى أبداً تجربة النظر بعمق في عيني كارول في اليوم السابق لوفاتها ،والشعور بذلك األلم األجوف .والشعور بكل تلك الخصال الرائعة التي تمتلكها . وعلى مر السنين سألت مجموعات من الناس كم واحد منهم مر بتجربة معايشة لحظة احتضار شخص كان يتمتع بتوجه رائع وظل يقدم خدمات ال تضاهي حتى حانت لحظة رحيله .وغالبا ً ما يرد ربع الحاضرين باإليجاب ،وأعاود سؤالهم مرة أخرى كم منهم لن ينسى هؤالء األشخاص وكم منهم غيرته تلك الشجاعة و لو لفترة مؤقتة ؟ ،وبال تردد جاء رد نفس األشخاص باإليجاب . ويقترح فيكتور فرانكل أن الحياة بها ثالث قيم أساسية – التجربة أو األشياء التي تحدث لنا ؛ واإلبداع أو األشياء التي نصنعها ؛ والتوجه أو الطبيعة التي استجبنا بها في ظل الظروف الصعبة . 33
النصر الشخصي
الجزء الثاني
وغالبا ً ما يتمخض عن الظروف الصعبة تغير في التصورات الذهنية ،إذ تتشكل أطر مرجعية جديدة يرى الناس من خاللها العالم أنفسهم واآلخرين وكذلك أمور الحياة الضرورية األخرى . ويعكس منظورهم األكثر شمولية قيم التوجه التي ترتقي بهم وتلهمهم .
األخذ بزمام المبادرة األخذ بزمام المبادرة يعني أن تدرك المسؤولية الملقاة على عاتقك لتصل إلى هدفك .على مر السنوات يتم تقديم االستشارة للذين يرغبون بااللتحاق بوظائف أفضل بإظهار المزيد من المبادرة واالهتمام بأداء اختبارات القدرات ودراسة كل ما يتعلق بالصناعة وأدق المشاكل التي يمرون بها ثم وضع عرض تقديمي فعال يوضح كيف يمكن أن تؤهلهم مهاراتهم للمساعدة على حل المشكالت التي تواجهها المؤسسة و هذا ما يسمى بيع الحلول وهو تصور ذهني أساسي من أجل تحقيق النجاح في العمل .في الغالب تكون االستجابة المتوقعة الحصول على الوظيفة إال أن الكثير يخفقون في اتخاذ الخطوات الضرورية –أي المبادرة -من أجل تحقيق ما يصبون إليه .الناس الذين ينتهي بهم الحصول على وظائف جيدة هم أولئك الذين يتمتعون بحس المبادرة والذين يملكون زمام المبادرة للقيام بكل ما هو ضروري في إطار المبادئ الصحيحة لتنفيذ المهام الموكلة إليهم .عندما ال يتحمل أحد أفراد العائلة المسئولية منتظراً قيام شخص آخر بالعمل نيابة عنه أو تقديم الحلول يقال له " استخدم مواردك والمبادرة" .إن حمل الناس على تحمل المسؤولية ال يقلل من شأنهم بل إنه مجرد تشجيع وحث لهم .البد من األخذ باالعتبار مستوى نضج الشخص الذي نتعامل معه ،فنحن ال يمكن أن نتوقع درجة عالية من الغارقين في بحر التواكل العاطفي ولكن يمكننا تعزيز طبيعتهم وتوفير الجو المناسب الغتنام الفرص وحل المشاكل بأسلوب يغلب عليه االعتماد على الذات.
كن مبادرا وانتظر رأي اآلخرين إن الفرق بين الناس الذين يأخذون زمام المبادرة والذين ال يحركون ساكنا ً يشبه الفرق بين الليل والنهار خاصة إذا كانوا يتحلون بالذكاء والوعي واإلحساس باآلخرين .وتحقيق الفعالية يتطلب األخذ بزمام المبادرة وتنمية العادات السبع أيضا ً بينما تطالع العادات الست ستجد أن كل واحدة منها تعتمد علو قوة المبادرة ،كل واحدة منها تضع أمامك المسؤولية كي تتحرك وتأخذ الخطوة األولى ولكن إذا وقفت لن تحظى بنتائج النمو والفرص المتاحة .يكمن الفرق بين التفكير اإليجابي والمبادرة أن نكون واجهنا الواقع بالفعل و واجهنا الظروف الحالية والتوقعات المستقبلية ولكننا أيضا ً واجهنا واقع أننا نملك قوة اختيار االستجابة اإليجابية المالئمة للظروف والتوقعات .ويمكن للمؤسسات المزج بين اإلبداع ومصادر المبادرة لدى األشخاص وال تكن واقعا تحت رحمة البيئة لخلق ثقافة المبادرة داخل المؤسسة كي تتمكن من تحقيق القيم واألهداف المشتركة للعاملين.
34
النصر الشخصي
الجزء الثاني
االستماع إلى لغتنا ألن توجهاتنا وسل وكياتنا تنبع من تصوراتنا الذهنية فإذا استخدمنا وعينا الذاتي لدراستها سنتمكن من رؤية طبيعة الخرائط المهمة من حولنا فاللغة التي نستخدمها بمثابة مؤشر ألي مدى نرى أنفسنا مبادرين ،ولغة األشخاص االنفعاليين تعفيهم من المسؤولية ،وتنشأ هذه اللغة من التصور الذهني األساسي للتصميم .والروح األساسية المسيطرة عليها هي روح التملص من المسؤولية .المشكلة الخطيرة المصاحبة للغة االنفعال هي أنها أصبحت نبوءة التحقيق الذاتي إذ يصبح الناس خاضعين للتصور الذهني الذين يصممون عليه ويتصنعون األدلة الداعمة لمعتقدهم . الحب فعل ولكن النا س االنفعاليين يحولونه لمشاعر ويميل كتاب هوليوود إلى دفعنا لتصديق أننا لسنا مسؤولين و أننا نتاج لمشاعرنا و لكنها التصف الواقع .فلو حكمت مشاعرنا تصرفاتنا فهذا نتيجة لتخلينا عن مسؤوليتنا .أما الناس المبادرون فيجعلون الحب فعالً ،و الحب هو شيء تقوم به وتضحيات تبذلها والتخلي عن األنانية كما تفعل األم التي تلد طفالً وإن أردت دراسة الحب البد ان تقرأ عن الذين بذلوا تضحيات من أجل اآلخرين ،والحب هو قيمة تتحول إلى واقع من خالل األفعال التي تدل على الحب .المبادرون يضعون المشاعر في مرتبة أدنى من القيم من ثم يتنسى لهم استعادة الحب والمشاعر.
دائرة الهموم \ دائرة التأثير كطريقة لتنمية إدراكنا لذاتنا نعتمد على قدر من تمتعنا بالمبادرة وهي البحث عن الشيء الذي يجدر بنا أن نركز طاقتنا ووقتنا عليه .استخدام "دائرة الهموم" يساعدنا على فصل الهموم عن األمور التي ال تمثل أهمية عقل ية أو عاطفية لنا .بينما ننظر إلى دائرة القلق الخاصة بكل واحد منا يبين لنا أن هناك بعض األشياء التي تخرج عن سيطرتنا والبعض يمكن معالجته إلى حد ما .ونستطيع التعرف على الهموم الخاصة ومصادر القلق عن طريق وضعها في مجموعة "دائرة التأثير" .عند تحديد أي دائرة سيتح دد لنا محور طاقتنا ووقتنا ،ويغدو من السهل تحديد إلى أي درجة نتمتع بالمبادرة(.الطاقة اإليجابية تزيد من حجم دائرة التأثير) بذلك المبادرون هم من يركزون جهدهم على دائرة التأثير فهم يركزون على األشياء التي يستطيعون فعل شيء بشأنها .األشخاص االنفعاليين هم من يركزون جهدهم على دائرة الهموم ويركزون على اقتناص نقاط ضعف اآلخرين والمشاكل في البيئة والظروف الخارجة عن سيطرتهم .ويتمخض عن هذا النوع من التركيز إلقاء اللوم واستخدام لغة انفعالية وتعاظم شعور الضحية والطاقة التي تتولد عن هذا النوع من التركيز تتسبب معها في تقلص دائرة التأثير (الطاقة السلبية تقلص دائرة التأثير) مداومة التركيز على دائرة الهموم يؤدي إلى تعزيز األمور التي تحتويها جاعالً إياها تسيطرعلينا ،فنحن ال نأخذ بزمام المبادرة الضرورية إلحداث تأثير إيجابي .المبادرين لديهم دائرة هموم تتساوى في الحجم مع دائرة تأثيرهم ذلك بتقبلهم تحمل مسؤولية تمكنوا من استخدام التأثير بفعالية.
35
النصر الشخصي
الجزء الثاني
مشكلة مباشرة أو غير مباشرة أو خارجة عن نطاق السيطرة المشاكل التي نواجهها ثالثة أنواع :مشاكل مباشرة (تتعلق بسلوكياتنا)،مشاكل غير مباشرة (تتعلق بسلوكيات اآلخرين)،مشاكل خارجة عن السيطرة (المشاكل التي ال حيلة لنا فيها) .والفكر المبادر هو الذي يحدد طريق حل األنواع الثالثة ،بالنسبة للمشاكل المباشرة يمكن حلها عن طريق التركيز على عاداتنا فهي تقع في إطار دائرة تأثيرنا وهي االنتصارات الشخصية .أما الغير مباشرة فتحل بتغيير أساليب التأثير وهي االنتصارات العامة .عند مواجهة المشاكل الخارجة عن السيطرة فإنك البد وأن تتحمل مسؤولية و تغير وجهك العابس إلى بشوش وتقبل المشاكل برضا وسالم و تتعلم منها .وأيا ً كان نوع المشكلة فإننا نملك الخطوة األولى بين أيدينا التي تساعدنا على وضع الحل. فتغيير عاداتنا وأساليب التأثير التي نتبعها و تغيير نظرتنا للمشاكل الخارجة عن سيطرتنا كلها أمور تقع تحت دائرة تأثيرنا.
توسيع دائرة التأثير من الملهم أن ندرك أن االستجابة التي نختارها عند التعامل مع ظرف معين تحدث تأثيراً قويا ً في هذا الظرف .منذ عدة سنوات كان هناك مدير مؤسسة يتمتع بدرجة عالية من الحيوية ولكنه كان ديكتاتوريا ً ويستخدم لغة األمر مع العاملين معه مما أدى إلى كونه بنى عالقات غير ودودة مع فريق العمل التنفيذي وتحولت ردهات المؤسسة إلى ساحات شكوى لكن بين العاملين كان هناك شخص مبادر تحركه القيم ال المشاعر وأخذ زمام المبادرة وفكر فيما يشعر به المدير وتمكن من قراءة الموقف وهو لم يغفل عن نقاط ضعف المدير ولكن لم يتوقف عندها لينتقده بل حاول تعويضها فقد كانت مشكلة المدير ضعف أسلوبه فحاول إخفاء هذا الضعف عن العاملين وكان يتعامل مع مواطن قوة المدير وهي البصيرة والموهبة واإلبداع ،لذا ركز هذا الرجل على دائرة تأثيره .وقد تسبب هذا األمر في إثارة بلبلة ،فنزعت العقول االنفعالية إلى إطالق سهام االتهامات الجائرة ضد الرجل المبادر.
المتطلبات و الصفات واحدة من الطرق التي يمكن استخدامها لتحديد الدائرة التي يقع بداخلها قلقنا هي التمييز بين المتطلبات والصفات ،فدائرة همومنا مليئة بالمتطلبات .أما دائرة التأثير مليئة بالصفات أي أن التركيز يكون على الشخصية .التناول المبادر يتعلق بالتغيير من الداخل إلى الخارج .بالطبع يوجد العديد من األساليب التي يمكن استخدامها للعمل على دائرة التأثير وفي بعض األحيان يكون أكثر األمور التي نستطيع القيام بها المبادرة وهي أن نكون سعداء ،توجد العديد من األشياء المستبعدة من دائرة تأثيرنا مثل الطقس ولكن بوصفنا مبادرين باستطاعتنا أن نحمل معنا طقسنا المادي و االجتماعي.
36
النصر الشخصي
الجزء الثاني
الطرف اآلخر للعصا قبل أن نحول تركيزنا على دائرة التأثير نحن في حاجة إلى التفكير بشكل أعمق في أمرين من دائرة الهموم هما العواقب واألخطاء .في حين أننا نتمتع بحرية اختيار أفعالنا فنحن ال نملك ترف اختيار عواقب تلك األفعال ألنها محكومة بقانون الطبيعة .سلوكنا يخضع لسيطرة المبادئ فالعيش معها يجلب عواقب حميدة وانتهاكها يجلب عواقب وخيمة .بالنسبة للذين يملؤهم الندم ربما يكون أكثر تدريب على المبادرة هم في حاجة إليه هو أن يدركوا أخطاء الماضي من دائرة الهموم كما ال يمكننا استدعاؤها أو إصالحها وال يمكن التحكم في العواقب التي تنتج عنها .لكن عدم االعتراف بالخطأ وعدم تصحيحه و التعلم منه خطأ من نوع آخر .أكثر األمور إيالما ً ليست أخطاؤنا أو أخطاء اآلخرين إنما استجابتنا لتلك األمور ،إن استجابتنا ألي خطأ تؤثر على جودة اللحظة التالية.
قطع التعهدات و اإليفاء بها داخل قلب دائرة تأثيرنا تكمن قدرتنا على قطع العهود والوعود والحفاظ عليها ،وااللتزام بتلك العهود التي نقطعها ألنفسنا واآلخرين جوهر أخذنا بزمام المبادرة .كما أنها جوهر نمونا من خالل مواهب طبيعية نمتلكها كالوعي الذاتي والضمير ،نستطيع معرفة نقاط الضعف والجوانب التي تحتاج إلى تحسين المواهب التي تحتاج لتنمية وما نحن بحاجة لتغييره والتخلص منه نهائيا ً ،من هنا نجد طريقتين يمكننا من خاللهما السيطرة على حياتنا وهي أن نقطع عهداً على أنفسنا ونفي به أو أن نضع هدفا ً نصب أعيننا ونجتهد لتحقيقه .
المبادرة :اختبار الثالثين يوما يمكننا من خالل األحداث اليومية تنمية مهارة المبادرة للتغلب على ضغوط الحياة الغير عادية .كل ما عليك فعله هو التركيز على دائرة تأثيرك لمدة ثالثين يوماً ،اقطع عهوداً وحافظ عليها ،كن مرشداً ال مصدراً لألحكام ،كن قدوة ال ناقداً ،كن جزءاً من الحل ال مشكلة .المشكلة ال تكمن فيما تفعل أو ما يتعين عليك فعله بل في االستجابة التي تختارها وفقا ً للموقف و ما عليك فعله .نحن مسؤولون عن تحقيق فعاليتنا الخاصة من أجل سعادتنا بل سأقول من أجل معظم الظروف التي نمر بها.
مقترحات للتطبيق -1 -٢ -3 -4
لمدة يوم كامل استمع إلى اللغة التي تستخدمها ولغة المحيطين بك حدد تجربة قد تمر بها استعرض الموقف في إطار دائرة تأثيرك اختر مشكلة ،حدد نوعها ،حدد أول خطوة في إطار دائرة تأثيرك حاول أن تكون مبادراً بالفعل و أنت تجرب اختبار الثالثين يوماً.
37
النصر الشخصي
الجزء الثاني
العادة الثانية ابدأ والغاية في ذهنك مبادئ القيادة الشخصية ما المقصود بأن تبدأ والغاية في ذهنك ؟ على الرغم من أن العادة الثانية تنطبق على كثير من الظروف ومستويات الحياة المختلفة ،إال أن التطبيق األساسي لها "أن تبدأ واضعا ً في ذهنك الغاية" أي أن تبدأ يومك بتخيل أو بصورة او بالتصور الذهني لنهاية حياتك في إطار مرجعيتك أو المعيار الذي تحدده .ويقصد أن تفهم وجهتك وأن تعرف أين تذهب ومن ثم تفهم أين تقف وبالتالي تخطو على الطريق الصحيح.
كل األمور تبتكر مرتين المفهوم السابق قائم على أساس أن جميع األمور تبتكر مرتين أي االبتكار الذهني ثم االبتكار المادي .وفقا ً لمدى فهمنا لمبدأ االبتكار األول واالبتكار الثاني و تحملنا مسؤولية االثنين فنحن نوسع دائرة تأثيرنا .ووفقا ً لعدم تناغمنا مع هذا المبدأ وتولي مسؤولية االبتكار األول فنحن نعمل على تقليص دائرة تأثيرنا.
العمل وفقا لتصميم أو أمرغيبيا واع .ففي حياتنا الشخصية صحيح أن األشياء تبتكر مرتين بيد أنه ليس كل ابتكار أول نتاج لتصميم ٍ قد يؤدي إهمال تنمية وعينا الذاتي وتحمل مسؤولية االبتكار األول إلى دفع اآلخرين والظروف الخارجة عن دائرة تأثيرنا إلى تشكيل حياتنا نيابة عنا .هناك ابتكار أول في كل جزء من حياتنا فنحن إما أن نكون االبتكار الثاني لتصميمنا المبادر أو االبتكار الثاني لجداول اآلخرين أو الظروف أو العادات السابقة .الوعي الذاتي والخيال والضمير كلها قدرات بشرية تمكننا من فحص االبتكارات األولى.
القيادة واإلدارة – االبتكاران إن العادة الثانية قائمة على أساس القيادة الشخصية بمعنى أن القيادة هي االبتكار األول .اإلدارة هي االبتكار الثاني .إن اإلدارة تركز على القاعدة األساسية :كيف يمكنني إنجاز تلك األمور على الوجه األكمل؟ أما القيادة فتركز على الخطوط العلوية :ما هي األشياء التي أود تحقيقها؟ .كما قال "بيتر داركر" و "وارن بينز" "اإلدارة هي أداء األمور بالطريقة الصحيحة أما القيادة فهي القيام باألمور الصحيحة" .البيئة التي نعيش بها وتتسم بالتغيير المتسارع تزيد من أهمية القيادة الفعالة عن أي وقت سابق في كل منحنى من الحياة. 38
النصر الشخصي
الجزء الثاني
ال تعتمد الفعالية على مقدار المجهود المبذول ولكن تعتمد على ما إذا كان الجهد المبذول يسير في الغاية الصحيحة من عدمه .يتعين على القياديين المبادرين األقوياء مراقبة التغيرات البيئية عن كثب ،وتوفير القوة الالزمة لتنظيم الموارد وتوجيهها في االتجاه الصحيح .لكن القيادة أمر صعب ألننا غالبا ً ما نحصر أنفسنا في إطار التصور الذهني لإلدارة .نحن نفتقر إلى وجود القيادة في حياتنا الشخصية .فنحن نركز على اإلدارة الفعالة ووضع األهداف و تحقيقها قبل أن نحدد قيمنا .
إعادة كتابة النص :كن أنت المبتكر األول لحياتك تقوم المبادرة على أساس موهبة اإلدراك الذاتي اإلنساني المتفرد .أما الموهبتان اإلنسانيتان اإلضافيتين و اللتين تساعدان على توسيع دائرة المبادرة وممارسة القيادة الشخصية في حياتنا هما الخيال والوعي .من خالل الخيال يمكننا تصور عوالم القدرات التي لم تبتكر وما تزال كامنة .من خالل الوعي نستطيع االتصال بالقوانين الكونية أو المبادئ .
رسالة الحياة الشخصية البدء و الغاية في ذهنك من أكثر الطرق فعالية لوضع رسالة للحياة الشخصية أو فلسفة أو عقيدة ، إنها طريقة تركز على ما تريد أن تكون ( الشخصية ) وما تريد أن تفعل ( اإلنجازات ) وعلى القيم التي يقوم على أساسها ما تريد وما تفعل . وألن كل إنسان متفرد ستعكس رسالة الحياة الشخصية هذا التفرد في الشكل والمضمون و قد عبر ( رولف كير ) عن عقيدته الشخصية بهذه العبارات : انجح في المنزل أوال . اطلب العون من هللا . ال مجال ألنصاف الحلول عندما يتعلق األمر بالنزاهة . استمع إلى الطرفين قبل إصدار الحكم . رد غيبة الغائبين . كن مخلصا و حاسما . ضع خطة الغد اليوم . حافظ على روح الدعابة . كن منظما في شخصك وعملك . أنصت ضعف ما تتكلم . ويمكننا أن نطلق على رسالة الحياة الشخصية الدستور الشخصي ،و شأنه شأن دستور الواليات األمريكية غير قابل للتغيير ،فعلى مر مئتي عام ماض لم تجر عليه سوى ( ) ٢6تعديل .
39
النصر الشخصي
الجزء الثاني
وتصبح رسالة الحياة الشخصية معيارا للفرد عندما تكون على أساس معايير سليمة ،فهي تصبح دستورنا الشخصي و األساس الذي نتخذ عليه كل القرارات التوجيهية في الحياة . وليس بمقدور الناس تقبل التغير مالم يكن هناك بداخلهم جوهر ثابت ال يتغير فالمفتاح األساسي للتغير هو اإلحساس الثابت – الذي ال يطرأ عليه تغيير – بمن تكون وما القيم التي تعيش بها . ومع وجود رسالة لنا بالحياة يكون بمقدورنا االنسجام مع التغييرات ولن نحتاج إلى أحكام مسبقة أو معرفة كل ما تحتويه الحياة . وتتغير بيئتنا الشخصية في طرفة عين ،وهذا التغيير يحرق كثير من الناس ممن يشعرون بعدم قدرتهم على التعامل مع التغيير والتعايش معه . وما إن تشعر برسالتك في الحياة حتى تمتلك جوهر المبادرة ،إنك تمتلك اإلتجاه األساسي الذي تضع على أساسه أهدافك طويلة وقصيرة األمد .
في المركز : حتى تتمكن من كتابة رسالة حياتك الشخصية ،ينبغي عليك البدء من مركز دائرة تأثيرك ،ويتألف المركز من أهم تصوراتنا الذهنية األساسية ،أي العدسات التي نرى من خاللها العالم . وهذا هو المكان الذي نتعامل بداخله مع رؤيتنا و قيمنا ،وهنا نستخدم موهبة الوعي الذاتي لنختبر خرائطنا ،ونستخدم موهبة الضمير كبوصلة تساعدنا على تتبع مواهبنا المتفردة ،والجوانب التي يمكننا اإلسهام فيها ،ونستخدم موهبة الخيال لصنع الغاية التي نرجوها داخل عقولنا وتحديد اتجاه وهدف لبدايتنا و توفير مادة الدستور الشخصي المكتوب .
األمن
اإلرشاد
المركز
الحكمة
القوة تلك العوامل األربعة تعتمد على بعضها البعض ،فاألمن واإلرشاد الواضحان يؤديان إلى الحكمة ،وتصبح الحكمة هي الحافز الذي يطلق القوة و يوجهها .
40
النصر الشخصي
الجزء الثاني
وعندما تجتمع تلك العوامل األربعة وتتناغم مع بعضها فإنها تخلق القوة العظيمة للشخصية النبيلة ،وتخلق شخصية متوازنة و تكامال فرديا . وتنطوي تلك العوامل التي تدعم الحياة على كل بعد من أبعاد الحياة . لذا إن لم تكن كلها موجودة فال فائدة منها .
المراكز البديلة : لكل واحد منا مركزه الخاص على الرغم من أننا عادة ال ندرك وجوده ،كما أننا ال ندرك أيضا التأثيرات التي يضفيها هذا المركز على حياتنا . واآلن لنجر دراسة موجزة للعديد من التصورات الذهنية األساسية للناس كي نفهم جيدا كيف تؤثر تلك األبعاد األربعة األساسية وكيف تنفجر الحياة منها . التمحور حول الزوج :الزواج هو إحدى العالقات اإلنسانية األكثر حميمية و استمراراً وإنتاجا ً ، وقد يبدو تمحور الزواج حول أحد الزوجين طبيعيا ً و مالئماً. غير أن ا لتجربة لها رأي آخر ،فالعديد من األزواج الذين يعانون من مشاكل في زواجهم بسبب االعتماد العاطفي القوي . إذا كان إحساسنا بقيمة مشاعرنا مستمدا في المقام األول على زواجنا فهذا يعني أننا أصبحنا نعتمد اعتمادا كبيرا على هذه العالقة ،ومن ثم نصبح عرضة للتأذي نتيجة للتقلبات المزاجية و مشاعر الزوج . وعندما نعتمد على شخص نختلف معه تتفاقم حاجاتنا و مراعاتنا والنتيجة تكون انفعاالت حب – كراهية مبالغا ً فيها ،و ردود أفعال تتسم إما بالمواجهة أو الهروب و االنسحاب .و عندما يحدث هذا نسقط في هوة العادات في محاولة مستميتة لتبرير سلوكنا و الدفاع عنه وفي نفس الوقت نهاجم الشريك اآلخر . ومما الشك فيه أن تعرضنا لألذى يدفعنا لحماية أنفسنا من التعرض للمزيد من الجروح ،ومن ثم نجد مالذا في السخرية و النقد و أي شيء يحمينا من كشف ضعفنا الداخلي . والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام في العالقة هو أمان زائف .فيضحى االرشاد قائما على أساس العواطف اللحظية .و تضيع الحكمة و القوة في التفاعالت السلبية لالعتماد المضاد . التمحور حول العمل :قد يتحول الناس الذين تتمحور حياتهم حول العمل إلى " مدمني عمل " والذين يقودون أنفسهم إلى اإلنتاج على حساب الصحة والعالقات وغيرها من جوانب الحياة المهمة األخرى .وهم يستقون هويتهم األساسية من خالل عملهم – " انا طبيب " أو " أنا كاتب " وألن هويتهم وإحساسهم بقيمتهم الذاتية تدور في فلك عملهم يتعرض إحساسهم باألمان للخطر إذا ما حال شيء دون متابعتهم ما يعملون .
41
النصر الشخصي
الجزء الثاني
وعملية اإلرش اد لديهم تشكلها متطلبات العمل .وتتركز حكمتهم وقوتهم في المناطق المحدودة في عملهم وتكون هذه العوامل غير فعالة في جوانب الحياة األخرى . التمحور حول الذات :ربما تكون الذات هي المحور األكثر شيوعا هذه األيام . والشكل األكثر وضوحا للتمحور حول الذات هو " األنانية " والتي تغير قيم معظم الناس . وفي نطاق محور الذات المحدود نجد القليل من األمن أو اإلرشاد أو الحكمة أو القوة .فشأنه شأن البحر الميت فإنه يأخذ كل شيء ولكنه ال يعطي أبداً .وبالتالي فإنه يتسم بالركود . ومن ناحية أخرى فإن االهتمام بتطوير الذات من أجل تقديم الخدمات واإلنتاج والمساهمة يعزز العوامل األربعة الداعمة للحياة في ظل تطورها الهائل . كانت هذه بعضا َ من أشهر مراكز المحور التي يعتنقها الناس في حياتهم .و غالبا ً ما يكون من السهل إدراك محاور حياة اآلخرين و لكنك ال تدرك محورك بنفس هذه السهولة .
التعرف على محورك الشخصي : ولكن أين تقف أنت ؟ ما هو المحور الذي تدور حياتك حوله ؟ في بعض األحيان قد تصعب رؤية مثل هذا المحور . وربما تكون أفضل طريقة للتعرف على محورك الخاص أن تنظر عن كثب للعوامل األربعة الداعمة لحياتك .فإذا تمكنت من التعرف على واحد أو أكثر من األوصاف التي سأذكرها الحقا ستتمكن من تعقبها للتعرف على المحور الذي تنبثق منه ،وهو المحور الذي ربما يحد من فعاليتك الشخصية . وفي أغلب األحيان يكون محور اإلنسان مزيجا ً من هذه المحاور أو محاور أخرى .والكثير من الناس هم نتاج العديد من المؤثرات التي تتالعب بحياتهم . ووفقا لظروف داخلية أو خارجية قد يتم تنشيط أحد هذه المحاور إلى أن يتم إشباع االحتياجات التي يتضمنها وبعد ذلك يصبح محورا آخر هو القوة المسيطرة . ففي لحظة تكون محلقا ً و في اللحظة الثانية تكون في أسفل السافلين ،وتبذل كل الجهد لتعوض أحد موطن الضعف باس تعارة القوة من موطن ضعف آخر .ومن ثم ينعدم اإلحساس بوحدة االتجاه وتنعدم الحكمة وينعدم وجود مصدر دائم للقوة أو لإلحساس بالقيمة الذاتية و الهوية . وبالطبع يكون التصرف المثالي هو أن تضع لنفسك محوراً واحداً واضحا ً تستطيع من خالله الحصول على أعلى درجات األمن واإلرشاد و الحكمة و القوة .وتعزز قدرتك على المبادرة وتحقيق التناغم و التوافق في كل جزء من أجزاء حياتك .
42
النصر الشخصي
الجزء الثاني
اإلرشاد األمن المحور -1تنبثق توجيهاتك من التمحور -1إحساسك باألمن احتياجاتك ورغباتك حول الزوج يقوم على أساس أسلوب معاملة زوجك واحتياجات زوجك -٢معيارك التخاذ القرار لك -٢أنت معرض للتأذي يحده ما تراه في صالح زواجك من التقلبات لزوجك ومشاعره تتخذ قراراتك وفقا ً التمحور -1أنت تنزع إلى الحتياجت عملك و حول العمل تعريف نفسك من توقعاته . خالل عملك . -٢ال تشعر بالراحة إال في العمل .
التمحور يتحول أمنك و يتغير حول الذات دائما .
الحكمة مفهومك للحياة يتضمن أموراً قد يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على شريك حياتك
القوة تتقوض القوة التي تساعدك على التصرف بفعل ضعف شريك حياتك وضعفك .
تصرفاتك محدودة -1أنت تميل إلى تقييد بنماذج العمل نفسك بقيود العمل . والقيود المؤسسية -٢ترى أن عملك هو وفي نفس الوقت حياتك . تفتقر إلى القدرة على العمل في جوانب الحياة األخرى . قدرتك على العمل ترى العالم من خالل معاييرك الحاكمة هي – إذا كان ذلك سينفعني – األحداث والظروف التي محدودة بمواردك دون االستفادة من تؤثر عليك . ماذا أريد ماذا أحتاجه. فوائد االعتماد بالتبادل .
محور المبادئ : عندما نجعل المبادئ الصحيحة محوراً لحياتنا ،فإننا نضع أساسا قويا ً و صلبا ً لتنمية العوامل األربعة الداعمة للحياة . ونحن نستمد أمننا من معرفة أن المبادئ الصحيحة ال تتغير ،ومن ثم يمكننا االعتماد عليها . والمبادئ ال تتفاعل مع أي شيء ،كما أنها ال تغضب منا أو تتعامل معنا بأسلوب مختلف .فهي لن تطلقنا أو تهرب مع أعز أصدقائنا .وال تعتمد المبادئ على سلوكيات اآلخرين .فالمبادئ ال تموت ،و ال تتواجد اليوم و تختفي غدا ،كما أنها ال تسرق .
43
الجزء الثاني
المحور التمحور حول المبادئ
األمن يقوم أمنك على أساااااااسالمبادئ الصحيحة التي ال تتغير بغض النظر عن الظروف الخارجية. أنااات تعلم أن المباااادئالصااااحيحة صااااالحة دوما للتطبيق من خالل تجربتك الشخصية. تسااااااااااعااادك المباااادئالصااااااا ح يحاااة ع لى فهم تطورك كمااا أنهااا تملؤك بالث قة و تزيد من معرفتك و فهمك .
النصر الشخصي
اإلرشاد هناك بوصلة ترشدكلكي تتمكن من رؤياااة إلى أين ستذهب وكيف ستصل إلى وجهتك . أنت تستخدم البياناتالااادقيقاااة التي تجعااال قراراتك قابلة للتطبيق . في كل موقف تكونإنسااااااانا ً واعيا ً ومبادراً وتحدد أفضاااااال البدائل وتقوم قراراتاااك على أساااااااااس الوعي الااذي تعلمه المبادئ.
يمدك مصااااادرك لألمانبجوهر ثاااابااات ال يتغير يمكنااك من رؤيااة التغيير كمغامرة .
44
القوة قوتك يحدها فقط فهمكلقااانون الطبيعااة والمبااادئ الصاااااااحيحاااة والعواقاااب الطبيعية للمبادئ نفسها .
الحكمة تتضاااااامن أحكااامااكطااياافاااا ً واساااااااعاااا ً مان العواقااب بعياادة الماادى الاتاي تاعاكاس تاوازناااا ً حكيما ً و طمأنينة تامة تصاااااابح ماادركاا ً لااذاتااك. وتمتلاااك المعرفاااة وتكون أنت ترى األمور من مبادراً ال تقيدك تصاارفاتمنظور مختلف ومن اآلخرين. ثم تفكر و تتصاااااارف بأساااااالوب مختلف عن -تصل قدرتك على العمل إلااااى ماااادى يااااتااااجاااااوز العالم اإلنفعالي. مصاااااااااادرك مشااااااا جعاااا ً أنااات تفساااااار جميع مسااااااتوياااات عاااالياااة منتجاااارب ا ل حيااااة من االعتماد بالتبادل . منطلق فرص التعلم . ال تقوم قراراتاااك علىأساااااااس وضااااااعك المالي الحاااالي وتملتاااك حرياااة االعتماد بالتبادل .
النصر الشخصي
الجزء الثاني
ولكي نفهم االختالف الذي يحدثه محورك فهما ً سريعا ً لنلق نظرة على مثال واحد لمشكلة محددة في إطار تصورات ذهنية مختلفة .وبينما تقرأ حاول أن ترتدي كل نظارة ،وحاول أن تشعر باالستجابة التي تتدفق من المحاور المختلفة . لنفترض أنك دعوت زوجتك الليلة لحضور حفل موسيقى .والتذاكر معك وهي تشعر بسعادة كبيرة الساعة اآلن الرابعة بعد الظهر . وفجأة طلب منك رئيسك الحضور إلى مكتبه وقال إنه في حاجة إلى مساعدتك هذا المساء للتحضير الجتماع مهم في التاسعة من صباح الغد . إذا كنت ترى األمر من خالل نظارة التمحور حول الزوج أو األسرة فسيكون أولى اهتماماتك هو زوجتك .وحينها قد تخبر رئيسك أنك لن تستطيع المكوث ألنك ستصطحب زوجتك .وربما تشعر أنه يتعين عليك البقاء من أجل الحفاظ على وظيفتك ،ولكنك تشعر بالقلق من رد فعلها وتحاول جاهداً تبرير قرارك ،وفي نفس الوقت تحمي نفسك من خيبة أملها وغضبها.
45
النصر الشخصي
الجزء الثاني
أما إذا كنت ترى األمر من خالل نظارة التمحور حول العمل قد تفكر في الفرصة المتاحة أمامك . و يمكنك أن تعرف المزيد عن وظيفتك وإحراز بعض النقاط لدى رئيسك داعما ً مستقبلك المهني . ويحتمل أن تمتدح نفسك ألنك تمضي ساعات أكبر في العمل . لذا ينبغي على زوجتك أن تفخر بك ! وعندما تتمحور حول ذاتك فهذا يعني أنك ستفعل ما هو في صالحك ،هل األفضل بالنسبة لك قضاء األمسية خ ارج المنزل ؟ أم أنه من األفضل أن تكسب بعض النقاط عند رئيسك ؟ فإلى أي مدى تؤثر فيك اآلراء المختلفة وتكون شغلك الشاغل . وعندما يكون محورك هو المبادئ ستحاول الوقوف بمنأى عن العواطف المحيطة بالموقف وبعيداً عن العوامل التي من شأنها التأثير عليك لتتمكن من تقييم الخيارات المطروحة أمامك .عندما تنظر إلى الكل المتوازن آخذا في حسبانك كافة االعتبارات – احتياجات العمل واألسرة وغيرها – ستتمكن من التوصل إلى أفضل الحلول . إن ذهابك إلى الحفل أو مكوثك في العمل ما هو إال جزء صغير من قرار فعال . فأنت قد تتخذ نفس القرار مع عدد من المحاور المختلفة .ولكن هناك فروق عديدة مهمة تظهر عندما تتحرك من منطلق تصور ذهني قائم على المبادئ . بادئ ذي بدء اعلم أن الناس والظروف ال يتالعبون بك ألنك تختار مبادراً ما تحدد أنه أفضل البدائل المتاحة لك .أي أن قراراتك أساسها الوعي والمعرفة . ثانيا َ ،أنت تعرف جيداً أن قرارك فعال ألنه جاء وفقا ً لمبادئ تصحبها نتائج متوقعة بعيدة المدى . ثالثاً ،ما تختاره يسهم في تشكيل قيمك المطلقة .والبقاء لوقت متأخر في العمل لكي تتفوق على شخص يختلف عنك تماما ً على بقاءك ألنك تقدر فعالية رئيسك . رابعا ً يمكنك التواصل مع ز وجتك و رئيسك في إطار شبكات العالقات القوية التي صنعتها من خالل االعتماد بالتبادل .ربما تقرر إسناد جزء من العمل إلى شخص آخر والمجيء في الصباح الباكر للقيام بما تبقى . وأخيراً ستشعر براحة كبيرة للقرار الذي اتخذته .فمهما كان اختيارك ستركز عليه وتستمتع به . عندما يكون لك محور تعمل على أساسه سترى األمور بشكل مختلف .وهذا سيقودك إلى التفكير بأسلوب مختلف وتصدر عنك تصرفات مختلفة .وألنك تتمتع بدرجة كبيرة من األمن واإلرشاد والحكمة والقوة فإنك بذلك تضع أساسا ً لحياة تملؤها المبادرة وعالية الفعالية .
كتابة رسالة الحياة الشخصية واستخدامها : بينما نغوص في أعماقنا ونفهم تصوراتنا الذهنية األساسية ونغيرها لتتوافق مع المبادئ الصحيحة فإننا نخلق محوراً فعاالً و قويا ً وفي ذات الوقت ننقي العدسة التي نرى العالم من خاللها .وحينها يمكننا تركيز هذه العدسة على كيفية تعاملنا مع هذا العالم باعتبارنا أشخاصا ً متميزين . 46
النصر الشخصي
الجزء الثاني
يقول فرانكل " لكل واحد منا هدفا ً أو رسالة في الحياة ...ال يمكنه استبدالها كما ال يمكنه إعادة ما مضى من حياته .لذلك مهمة كل واحد منا متفردة تماما ً مثل الفرصة التي تسنح له لتنفيذها " إن معنى حياتنا يأتي من الداخل .ومرة أخرى كما قال فرانكل " ال ينبغي أن يسأل اإلنسان عن معنى حياته بل البد أن يدرك أنه من سيسأل .وبعبارة أخرى ،الحياة تسأل كل واحد منا ولن يتمكن من اإلجابة على سؤال مالم يجب على سؤال حياته الشخصية والرد الوحيد الذي يمكنه تقديمه للحياة هو تحمل المسئولية " وتعد تحمل المسئولية أو المبادرة أمراً أساسيا ً وحيويا ً لالبتكار األول . رسالة الحياة الشخصية ليست شيئا ً يكتب بين يوم وليلة ،بل تتطلب تفكيراً عميقا ً وتحليالً دقيقا ً ، وغالبا ً إعادة كتابة أكثر من مرة لتخرج في شكلها النهائي .وقد يستغرق األمر منك عدة أسابيع أو حتى شهور قبل أن تشعر بارتياح حقيقي تجاه ما كتبت ،ومع ذلك ستكون في حاجة إلى مراجعة دائمة وإدخال تغييرات بسيطة نتيجة للظروف التي تطرأ على مر السنوات. ولكن األمر األساسي هو أن تصبح رسالة حياتك الشخصية دستوراً ،و أن تعبر بحزم عن رؤاك وقيمك .و تصبح هي المعيار الذي تقيس على أساسه كل ما يمر بحياتك .
استغل جميع إمكانياتك العقلية : يساعدنا الوعي على تمحيص أفكارنا .وهذا يساعدنا على وجه التحديد في وضع رسالة الحياة الشخصية ،ألن الموهبتين البشريتين الغريزيتين اللتين تمكناننا من ممارسة العادة الثانية – الخيال و الوعي – هما في األساس من الوظائف التي يؤديها الفص األيمن للمخ .وعندما تدرك كيف تستغل إمكانيات فص المخ األيمن ستتمكن من زيادة قدرتك على االبتكار األول زيادة كبيرة . نصف كرة الدماغ األيسر مسئول عن العمليات اللفظية /المنطقية ،أما نصف الدماغ األيمن فهو مختص بالمشاعر وهو مسئول عن الجانب اإلبداعي . ويتعامل الفص األيسر مع الكلمات ،أما األيمن مع الصور ويتعامل األيسر مع األجزاء والتحديات ،واأليمن مع الكل والعام و العالقات بين األجزاء . وعلى الرغم من أن الناس يستخدمون فصي المخ إال أن أحد الفصين قد ينزع إلى السيطرة على الفرد .وبالطبع األمر المثالي هو صقل و تطوير القدرة على االنتقال بين فصي المخ ،ومن ثم يتسنى للشخص أوالً اإلحساس بما يتطلبه الموقف ثم استخدام األداة المالئمة للتعامل معه .ولكن ينزع الناس إلى الخلود إلى " منطقة الراحة " الخاصة بنصف كرة الدماغ المسيطر ومعالجة كل عملية يتطلبها الموقف وفقا ً ألداء أي من فصي المخ . ونحن نعيش في عالم يسيطر عليه فص الدماغ األيسر حيث الهيمنة للكلمات والقياس و المنطق . ويجد الكثير منا صعوبة في الولوج إلى إمكانيات النصف األيمن . ما أن ندرك قدرات عقولنا المتعددة حتى نستغلها بأساليب أكثر فعالية .
47
النصر الشخصي
الجزء الثاني
طريقتان لالستخدام المالئم لفص المخ األيمن : أ /توسيع المنظور : في بعض األحيان ننأى بعيداً عن بيئة فص المخ األيسر ونماذج تفكيره وننتقل إلى الفص األيمن دون أي خبرة تخطيطية .فمثالً موت شخص عزيز أو المعاناة من مرض عضال أسباب قد تؤدي بك إلى التراجع ،والنظر إلى حياتك لتطرح بعض األسئلة الصعبة مثل " لماذا أفعل هذا ؟" ولكن إذا كنت إنسانا ً مبادراً لن تنتظر الظروف أو اآلخرين ليخلقوا تجارة من شأنها توسيع منظورك ،ألنك قادر على صنع تجاربك الخاصة . وتوجد عدة طرق للقيام بهذا .فمن خالل قوى خيالك تستطيع تصور جنازتك ،وكتابة مرثيتك .في الحقيقة عليك كتابتها وكن دقيقا ً فيما تكتب . كما يمكنك تصور عيد زواجك الخامس و العشرين ،ثم تصور عيد زواجك الخمسين .و اطلب من شريك حياتك أن يتصور هذا معك .وحاول التمسك بروح العالقة األسرية التي تود خلقها من خالل االستثمار اليومي عل مر السنوات . حاول توسيع عقلك ،و تصور التفاصيل باستفاضة وحاول تغليفها بالمشاعر و العواطف و األحاسيس قدر اإلمكان .
ب /التصور واإلقرار : العالقات الشخصية ليست تجربة فردية وال تبدأ و تنتهي بكتابة رسالة الحياة الشخصية ،بل هي عملية مستمرة لوضع رؤيتك و قيمك نصب عينيك و تنظيم حياتك بحيث تتوافق مع تلك األشياء المهمة .وخالل جهودك تلك يمكن لقدرات فص مخك األيمن الهائلة أن تساعدك أيما مساعدة خالل عملك اليومي من أجل جعل رسالة حياتك الشخصية جزءاً من حياتك ،وهو تطبيق آخر لمبدأ " البدء والغاية في ذهنك " واآلن لنعد إلى مثال ضربناه سابقا ً لنفترض أنني والد يحب أطفاله حبا ً جما ً .ولنفترض أنني أرى أن هذا هو إحدى القيم األساسية في رسالة حياتي الشخصية .ولكن لنفترض أنني على مستوى التعامل اليومي أعاني من مشكلة رد الفعل المبالغ . في هذه الحالة يمكنني استخدام قوة الفص األيمن لتصور وكتابة " تأكيد " يساعدني على أن أصبح أكثر توافقا ً مع قيمي العميقة في حياتي اليومية . و " التأكيد " له مكونات خمسة أساسية :شخصي وإيجابي والزمن الحاضر والتصور و المشاعر .لذا ربما أكتب شيئا ً مثل " كم هو مرض لي ( عاطفيا ً ) أني ( شخصيا ً ) أستجيب ( الزمن الحاضر ) بالحكمة والحب و الحزم و ضبط النفس ( إيجابي ) عندما يسيء أطفالي التصرف " . ثم يمكنني تصور هذا ،وقضاء عدة دقائق يوميا ً في االسترخاء بدنيا ً و ذهنيا ً .وقد أفكر في المواقف التي أساء أطفالي التصرف فيها و أتصورها بتفاصيل أكثر . 48
النصر الشخصي
الجزء الثاني
ويمكنني الشعور بملمس الكرسي الذي أجلس عليه ،و األرضية التي أطأها والمالبس التي أرتديها .ويمكنني رؤية الثوب الذي ترتديه ابنتي ،والتعبير الذي يعلو وجهها ،وكلما كان تصوري أوضح و أكثر حيوية ازداد عمق معايشتي له وقلَّت رؤيتي لألمر من منظور المشاهد . ثم يمكنني رؤية ابنتي وهي تفعل شيئا ً محدداً يجعلني أغضب بشدة .ولكن بدالً من أن أستجيب استجابتي الطبيعية أتصور استجابة أخرى تمكنني من معالجة الموقف من منطلق الحب و القوة و ضبط النفس وهو ما قمت بكتابته في التأكيد .أستطيع أن أكتب البرنامج و أكتب النص بالتوافق مع قيمي ورسالة حياتي الشخصية . وإذا فعلت هذا سيتغير سلوكي مع مرور األيام .وبدالً من العيش في إطار السيناريوهات المأخوذة عن والدي أو المجتمع ،سأعيش وفقا ً للسيناريو الخاص بي والذي كتبته بنفسي من خالل قيمي المختارة . ويمكنك القيام بهذا األمر في كل ما يتعلق بحياتك ،فقبل أداء شيء معين تصور األمر بوضوح وكأنه حي وواقعي .تصوره مراراً و مراراً .وقم بخلق " منطقة راحة " داخلية .وعندما تخوض الموقف بالفعل ستشعر بأنه ليس غريبا ً ولن تشعر بالخوف . ويعتبر فص دماغك األيمن المبدع أحد أهم األصول التي تمتلكها ،والذي يساعدك على وضع رسالة حياتك الشخصية و دمجها في حياتك . وفيما يتعلق بالقيادة الشخصية الفعالة يعد التصور والتأكيد من التقنيات التي تنشأ طبيعيا ً من أساس التفكير الجيد من خالل األهداف والمبادئ التي تصبح محوراً لحياة الشخص .وهما بالغا القوة عند استخدامهما في إعادة كتابة السيناريو والبرمجة وكتابة األهداف والمبادئ التي يلتزم بها اإلنسان في قلبه وعقله . والتأكيد والتصور شكالن من أشكال البرمجة ،والبد أن نكون واثقين من أننا ال نسلم أنفسنا إلى أي عملية برمجة ال تتوافق مع محورنا األساسي أو تنشأ من مصادر تتمحور حول جنى المال أو تغليب المصلحة الشخصية أو أي شيء آخر بخالف المبادئ القيمة . ويمكن استخدام الخيال لتحقيق نجاح سريع ،والذي يتأتى حينما يركز الشخص على المكاسب المادية ،أو على " ما الذي سأجنيه من وراء هذا " ؟ ولكنني أعتقد أن أعلى استخدامات الخيال هو التوافق مع استخدام الوعي لتخطي الذات ،و تحقيق إسهامات في الحياة على أساس الهدف المتفرد و المبادئ التي تحكم واقع االعتماد بالتبادل .
تحديد األدوار واألهداف : يصبح الفص األيسر المسئول عن األلفاظ عند محاولتك تخيل صور ومشاعر فصك األيمن في صورة كلمات رسالة الحياة الشخصية المكتوبة .وكما يساعد تدريب التنفس على توحد الجسم مع العقل ،تعد الكتابة نوعا ً من النشاط العضلي النفسي والعصبي ،والذي يساعد على تواصل العقل الواعي والعقل الباطن وتوحيدهما .والكتابة هي توضيح لألفكار كما أنها تساعد على تقسيم الكل إلى أجزاء . 49
النصر الشخصي
الجزء الثاني
وواحدة من المشكالت الكبرى التي تنشأ عندما يعمل الناس من أجل إضفاء المزيد من الفعالية على حياتهم هي أنهم ال يوسعون مدى تفكيرهم بالقدر الكافي .فهم يفقدون حس التناسب و التوازن والبيئة الطبيعية الالزمة لتحقيق حياة فعالة . وربما تكتشف أن رسالة الحياة الخاصة بك أكثر توازنا ً و أكثر يسراً في التعامل معها إذا قسمتها إلى أدوار محددة في حياتك واألهداف التي تود تحقيقها . استخدم أحد المديرين فكرة األدوار واألهداف لخلق رسالة الحياة التالية : إن رسالتي أن أحيى بصدق وأن أحدث فرقا ً في حياة اآلخرين. ولتحقيق هذه المهمة ،أعمد إلى : اإلحسان :أحب الجميع بغض النظر عن مواقفهم . التضحية :أكرس وقتي ومواهبي ومواردي لتنفيذ رسالتي . اإللهام :أعلم الجميع باألمثلة أن هللا رحيم بنا جميعا ً و أنه بإمكاننا تخطي كل العقبات . التأثير :إنني أحدث فرقا في حياة اآلخرين . هذه األدوار تلعب دوراً مهما ً لتحقيق رسالتي : الزوج :شريك حياتي هو أهم إنسان في حياتي .ونحن معا ً نشارك ثمار العمل واإلحسان . األب :أساعد أبنائي على االنغماس في مزيد من متع الحياة . االبن /األخ :أنا موجود دائما لتقديم المساعدة والحب . الشخص الورع :ألتزم بطاعة هللا و أواظب على أداء فروضه وأساعد غيري من عباده . الجار :أتبع تعاليم الدين بالوصية بالجار . عامل تغيير :أنا عامل محفز لتطوير األداء العالي داخل المؤسسات األكبر . معلم :أعلم األشياء الجديدة كل يوم . إن كتابة رسالة حياتك في صورة أدوار مهمة يمنحك التوازن واالنسجام . فأنت سترى كل دور واضحا ً أمام عينيك .ويمكنك مراجعة أدوارك باستمرار لتتأكد من أن أحد تلك األدوار ال يستحوذ عليك إلى الحد الذي يجعلك تهمش غيره من األدوار التي تساويه في األهمية بل قد تكون أكثر أهمية . وبعد أن تتعرف على األدوار المختلفة في حياتك يمكنك التفكير في األهداف طويلة األجل التي تود تنفيذها في كل دور من تلك األدوار . وإذا كانت هذه األهداف امتداداً لرسالة الحياة القائمة على أساس المبادئ القويمة فإنها ستختلف اختالفا ً كبيراً عن تلك األهداف التي يحددها الناس العاديون .ألنها ستكون متوافقة مع المبادئ القويمة و قوانين الطبيعة والتي تمنحك المزيد من القوة لتحقيق تلك األهداف .إنك ال تحقق أهداف شخص آخر بل هي أهدافك أنت التي تعكس قيمك المتأصلة إنها إحساسك بالرسالة . 50
النصر الشخصي
الجزء الثاني
والهدف الفعال هو ذلك الذي يركز في المقام األول على النتائج ال النشاط . وهو يحدد لك وجهتك ،وفي خالل هذه العملية يساعدك على تحديد مكانك . وهو يعطي معنى و هدفا ً لكل ما تفعل .وفي النهاية يسعه ترجمة نفسه في صورة أنشطة يومية ومن ثم تصبح إنسانا ً مبادراً تحقق في كل يوم األشياء التي تمكنك من تحقيق رسالتك الشخصية . واألدوار و األهداف تمنح الهيكل و االتجاه المنظم لرسالة حياتك الشخصية . وإذا لم تكن لك رسالة للحياة الشخصية حتى هذه اللحظة فهذا هو المكان المناسب لتبدأ .كل ما عليك فعله هو أن تحدد الجوانب المتنوعة لحياتك و النتيجتين أو الثالث التي تشعر بضرورة تحقيقها .
رسائل حياة األسرة : للعادات الثانية تطبيقات عدة ألنها تقوم على أساس المبادئ إضافة إلى ذلك يصبح األفراد و األسر وجمعيات الخدمات والمؤسسات من كل نوع أكثر فعالية طالما أنهم يبدؤون والغاية في أذهانهم
رسالة الحياة للمؤسسات : الحياة مهمة للغاية للمؤسسات الناجعة ،فأحد أهم األهداف التي تركز عليها المؤسسات هو مساعدتهم على تطوير رسائل حياة فعالة ،وفي معظم األحيان يوجد داخل المؤسسات اناس تختلف أهدافهم اختالفا تاما عن أهداف شركاتهم.
51
النصر الشخصي
الجزء الثاني
العادة الثالثة : ابدأ باألهم قبل المهم العادة الثالثة هي الثمرة الشخصية وهي اإلشباع العملي للعادتين األولى و الثانية
قوة اإلرادة المستقلة: باإلضافة إلى الوعى الذاتي و الخيال و اإلدراك فإن اإلرادة المستقلة هي الموهبة البشرية الرابعة التى تجعل من إدارة الذات الفعالة أمرا ممكنا ،واالرادة المستقلة هي القدرة على اتخاذ القرار والخيارات والتصرف وفقا لها
أمور هامة إلدارة الوقت : إن جوهر التفكير المتميز في مجال إدارة الوقت يمكن تلخيصه في عبارة واحدة :رتب أولوياتك ونفذها
مصفوفة إدارة الوقت : البد أن تقسم مهامك على أربعة أقسام القسم األول :يحتوي على األمور المهمة و العاجلة القسم الثاني:يحتوي على األمور التى تكون غير عاجلة ولكنها مهمة القسم الثالث :يحتوي عل األمور العاجلة غير المهمة القسم الرابع :يحتوي على أمور غير مهمة
إننا نقول نعم أو ال لمختلف األشياء يوميا وعادة عدة مرات باليوم لذا فإن التركيز على المبادئ القومية والتركيز على رسالة الحياة الشخصية يساعدنا على الحكم على األمور بحكمة وفاعلية أكبر. الترابط :ويقصد به وجود تناغم ووحدة وتكامل بين رؤيتك ورسالتك وأدوارك وأهدافك وأولوياتك وخططك ورغباتك وإنضباطك وينبغي أن تتضمن خططك مساحة لرسالة حياتك الشخصية حتى يتسنى لهم الرجوع إليها كما ينبغي تخصيص مساحة من أجل أدوارك و األهداف قصيرة وطويلة االجل.
52
النصر الشخصي
الجزء الثاني
التوازن :ينبغي أن تساعدك أداتك على الحفاظ على التوازن في حياتك والتعرف على أدوارك المختلفة وإبقائها نصب عينيك طيلة الوقت مثل صحتك وعائلتك. إمكانية حمل األداة :البد أن تكون أداتك قابلة للحمل ومن ثم يتسنى لهم أخذها معهم في معظم األحيان. التكيف اليومي :بدون إجراء تنظيم أسبوعي للقسم الثاني يتحول التخطيط اليومي إلى تكيف يومي ولكن بعد عدة محاوالت لترتيب األنشطة وفقا لألولويات ،قبل معرفة حتى كيف تتوافق مع التوازن في حياتك محاولة غير فعالة. إن االهتمام بمشاعر من حولنا و فكرهم وطريقة تعاملهم تساعد على فهمهم وفهم سلوكياتهم وانطباعاتهم ،ويمكن أن نستشف منهم ما يروق لهم وما ال يروق ،فطريقة التعامل الصحيحة هي الدليل للوصول إلى قلبه ومفتاح العالقات الناجحة وبهذا تستمر العالقات ويكون استمرارها ليس فقط مبنيا باإلهتمام فقط هناك مقومات أخرى تقوم بها العالقات مثل :الوفاء بالوعود وتعزيز الثقة وكسبها والحوارات المحببة للطرف الثاني وتقبل رأيه ومشاركته في تفاصيله حتى وإن كانت في عينك ال شيء لكنها في عينه كل شيء وأمر مهم ،أي أن االهتمام ال يقتصر على شخص قريب أو حميم فيمكن أن يكون طفل ،ابنك ،ابنتك ،أحد أفراد عائلتك ،كبير في السن ،أي شخص من العامة. وهذا كله يكون في (بنك المشاعر) وهو الذي يحتوي اللباقة واللطف واألمانة والعطف ،وبهذا يتطلب بنك المشاعر إيداعا مستمرا. فيتطلب منك باختصار في طريقة تعاملك أن تفهم الفرد أو الشخص الذي تربطك به عالقة ألنك إذا فهمته وصلت لقلبه بكل سهولة. أيضا اهتمامك باألمور الصغيرة التي ال تلقي لها باال لكن هو يلقي لها كل باله ،ومشاركته هذه األمور الصغيرة ودعمه فيها. الوفاء بالوعود فهو أهم نقطة ،وقد تكون الوجهة الثانية للثقة فإذا قطعت وعدا التزم به وحاول أن تجاهد محافظا عليه. أيضا توضيح التوقعات وتفهمها وأن تخبر الطرف الثاني برأيك وتوقعاتك وهو كذلك حتى ال يبنى عليها عبء أو اهتزاز في العالقة. أيضا إظهار األمانة الشخصية (الثقة) هي اإلحساس الجميل في أي عالقة والمكسب الكبير في أي عالقة . وأخيرا اإلعتذار من قلبك إذا أخطأت بعبارات تجعله مستشعرا أسفك وندمك وأنك تريد المحافظة على هذا الحب وهذه العالقة . فأخيرا العالقات تستمر بأسلوبك وإهتمامك وزرع الثقة األبدية.
53
النصر الشخصي
الجزء الثاني
العادة الرابعة تفكير المكسب /المكسب تقع الكثير من الشركات بمشكلة مثلها مثل العديد من المشاكل التي تنشأ بين الناس في العمل والمنزل وفي العالقات األخرى ،أساسها وجود عيب في التصور الذهني للمنافسة ،كأن يحاول مدير شركة ما ً مثال بجني ثمار التعاون بين موظفيه ،فأراد من الموظفين أن يعملوا معًا ويحققوا جميعًا أقصى استفادة من الجهود بمنطلق تعزيز فعالية القيادة الجماعية ،وعندما لم ينجح في ذلك وضعهم في منافسة مع بعضهم البعض ،كحل سريع بجعل الموظفين من وجهة نظره متعاونين ،فيصبح بالتالي نجاح أحد موظفيه هو فشل لآلخرين ،ويصبح سعيهم نحو البقاء لألفضل خسارة األطراف األخرى ً بدال من التعاون للنهوض باألداء والعمل .
ستة تصورات ذهنية للتفاعل اإلنساني : المكسب/المكسب التصور الذهني لصاحب هذا المبدأ يرى الحياة كساحة تعاونية ال تنافسية ،فهو اإليمان بالبديل الثالث فلن يسير األمر وفقًا ألسلوبي أو أسلوبك بل يسير وفقًا ألسلوب أفضل ،وأسلوب أعلى .في الحقيقة تعد معظم المواقف الحياتية جز ًءا من واقع اإلعتماد بالتبادل ،لذلك هذا التصور هو األفضل على اإلطالق من بين التصورات الذهنية األخرى .
المكسب /الخسارة "إذا كسب ت أنا تخسر أنت" .إن معتنقي هذا األسلوب عرضة الستخدام موقعهم أو سلطتهم أو إنجازاتهم أو ممتلكاتهم أو شخصياتهم ليصلوا إلى ما يريدون .من المؤكد أن هناك مكانًا لهذا المبدأ في التفكير التنافسي وفي المواقف التي تنعدم فيها الثقة ،ولكن الحياة ليست كلها منافسة.
الخسارة /المكسب " أنا أخسر أنت تكسب" .الناس الذين يفكرون على أساس هذه المبدأ عادة ما يسهل إسعادهم أو إغضابهم ،وهم يستمدون قوتهم من شعبيتهم وتقبل اآلخرين لهم .نظرًا ألنهم ال يتحلون بالشجاعة الكافية التي تمكنهم من التعبير عن أحاسيسهم ومعتقداتهم ،ويشعرون بالرهبة بسهولة نتيجة لألنا القوية لدى اآلخرين ،يجد أصحاب مبدأ المكسب/الخسارة الفرصة ألن يتغذون عليهم ويقومون باستغاللهم.
54
النصر الشخصي
الجزء الثاني
هم يخفون بداخلهم الكثير من األحاسيس التي ال يمكن التعبير عنها فتدفن حية بداخلهم وتتحرك الحقًا بطرق قبيحة .فتظهر األمراض الجسدية والنفسية وخاصة أمراض الجهاز التنفسي والعصبي والجهاز الدوري كنتيجة للمشاعر المكبوتة.
خسارة /خسارة عندما يتفاعل شخصان يتسمان بالعزم والعناد واألنانية أي من أنصار مبدأ المكسب /الخسارة تكون نتيجتها خسارة /خسارة ،أي يخسر كالهما ،ويصبحان قاسيين ،ويرغبان في "اإلنتقام" أو في "التعادل".
قد شهدت واقعة طالق ،حيث أمر القاضي الزوج ببيع األصول وإعطاء نصف العائد إلى زوجته، وبالطبع انصاع للقرار وباع السيارة التي تساوي أكثر من 1٠٠٠٠٠دوالر مقابل 5٠ألف دوالر فحسب وأعطى زوجته ٢5ألف دوالر .وعندما احتجت زوجته فحص حاجب المحكمة الوضع واكتشف أن الزوج تصرف بنفس األسلوب في كل أصول ممتلكاته.
المكسب عندما ال تشعر بوجود منافسة ،يكون المكسب هو النتيجة الوحيدة لجميع المفاوضات. أصحاب عقلية هذا المبدأ يركز كل تفكيره على تحقيق غاياته تار ًكا لآلخرين مسألة تحقيق غاياتهم.
المكسب /المكسب أو ال إتفاق إذا لم نتوصل إلى حل يحقق فائدة مرجوة لكال الطرفين المختلفين لتحقيق عمل مشترك بينهما فإننا نتفق على أن ال نتفق-أي ال إتفاق ،فأنت بذلك تشعر بالحرية ألنك لن تضطر للتالعب بالناس لتفرض جدول أعمالك وتقودهم إلى حيث تريد بل تكون منفت ًحا ،وتحاول بالفعل الوصول إلى المشكالت العميقة واألوضاع المهمة .وإذا لم تتخذ "ال اتفاق" خيارًا لك يمكن أن تقول وبكل أمانة "إنني أود الوصول إلى المكسب /المكسب.
يعد مبدأ المكسب /المكسب أو ال إتفاق هو األكثر واقعية عند بدء عالقة عمل أو الدخول لعمل جديد ،وربما يمثل "ال اتفاق" ً حال ناجحًا في عالقات العمل المستمرة التي قد تتسبب في مشاكل السيما في الشركات العائلية أو الشركات التي يكون أساسها الصداقة. وبالطبع توجد بعض العالقات ال يصلح معها مبدأ "ال اتفاق"ً . فمثال لن أهجر زوجتي أو طفلي و أتجه إلى "ال اتفاق" (فسيكون من األفضل عند الضرورة الوصول إلى تسوية-شكل أدنى من المكسب /المكسب). 55
النصر الشخصي
الجزء الثاني
خمسة أبعاد للمكسب /المكسب أوال :الشخصية تعد أساس مبدأ المكسب /المكسب ،وكل شي آخر يقوم على هذا األساس ،وهناك ثالث سمات شخصية أساسية لتحقيق التصور الذهني لهذا المبدأ على النحو التالي :
األمانة : إن لم نتمكن من قطع العهود وااللتزام بها مع أنفسنا ومع اآلخرين ،ستصبح هذه العهود بال معنى ومن ثم ينعدم أساس الثقة ويصبح مبدأ المكسب /المكسب تقنية سطحية غير فعالة ،فهي حجر الزاوية لألساس.
النضج : "إنه قدرة الشخص على التعبير عن مشاعره ومعتقداته تعبيرًا متوازنًا مع مراعاة أفكار ومشاعر اآلخرين" هراند سكسينيان ،إن التمتع بقدر كبير من الشجاعة و مراعاة شعور اآلخرين ضروري من أجل تحقيق مبدأ المكسب /المكسب ،وهو التوازن الذي يميز النضج الحقيقي.
عقلية الوفرة : هو تصور ذهني يقصد به أن العالم به ما يكفي الجميع .وينتج عنه مشاركة الوجاهة والتقدير والفوائد واتخاذ القرارات .كما أنه يفتح المجال أمام اإلحتماالت والخيارات واإلبداع .حيث تأخذ المتعة الشخصية والرضا والسعادة من األبعاد السابق ذكرها وتظهرها وتحولها إلى تقدير التفرد والتوجه الداخلي والطبيعة المبادرة لآلخرين .وهي تدرك احتماالت نمو التفاعل االيجابي وتطوره مما يؤدي إلى التواصل ببدائل ثالثة جديدة بعكس من يمتلكون عقلية الندرة.
ثانيا :العالقات تغدو العالقات منبعًا مثاليًا لقدر هائل من التعاون (العادة السادسة) إذا كانت أرصدة البنك كبيرة وكال الطرفين ملتز ًما بفلسفة المكسب /المكسب .حيث تتخلص من الطاقة السلبية التي تركز على الفروق في الشخصية والمركز وتخلق ً بدال منها طاقة إيجابية وتعاونية على أساس تفهم شامل للمشكالت وحلها من أجل التوصل إلى فائدة مشتركة.
كلما كنت قويًا فستتمتع بشخصية صادقة وترتقي إلى مستوى أعلى من المبادرة ويزداد إلتزامك بمبدأ المكسب /المكسب فسيكون تأثيرك قويًا على الشخص اآلخر .وهذا هو االختبار الحقيقي للقيادة الجماعية .واألمر يتجاوز القيادة العملية إلى القيادة التحويلية أي تحويل األشخاص الذين يشملهم األمر وكذلك العالقات. 56
النصر الشخصي
الجزء الثاني
ثالثا :االتفاق إن االتفاقات تنبثق عن العالقات وهي تقدم لمبدأ المكسب /المكسب التعريف والتوجيه .فهي تغير التصور الذهني للتفاعل المنتج من الرأسي إلى األفقي ،ومن المراقبة التي تحوم حول المكان إلى المراقبة الذاتية ،ومن التجمد في المكان إلى المشاركة في النجاح وهي تعتمد على العناصر الخمسة التالية : النتائج المرجوة :هي التي تحدد ما ينبغي القيام به ومتى. اإلرشادات :هي التي تحدد المقاييس (المبادئ واإلرشادات وغيرهما) في إطار النتائج المراد تحقيقها. الموارد :هي التي تحدد الدعم البشري والمادي والتقني والمؤسسي المتاح للمساعدة في إنجاز النتائج المرجوة. المسئولية :تحدد مقاييس األداء ووقت التقييم. العواقب :تحدد إن كانت :جيدة أو وخيمة ،طبيعية أومنطقية – ما الذي يحدث وسيحدث نتيجة لهذا التقييم.
اتفاقيات األداء على أساس المكسب /المكسب إن إبرام اتفاقيات األداء على أساس هذه المبدأ تتطلب إجراء تغييرات في التصور الذهني ،والتركيز على النتائج ال األساليب و إطالق العنان لإلمكانيات الفردية البشرية الهائلة ،فتخلق تعاونًا أكبر. حيث يعطي الناس الفرصة لتقييم أنفسهم باستخدام معايير ساعدوا في وضعها بأنفسهم ،فبالتالي سيكون باستطاعة طفل في السابعة من عمره ً مثال أن يحدد لنفسه كيف سيحافظ على الحديقة "يانعة ونظيفة".
وتصبح العواقب في اتفاقيات األداء على أساس (المكسب /المكسب) نتيجة طبيعية و منطقية لألداء بدال من المكافئات أو الجزاءات التي يوزعها الشخص المسئول توزيعًا عشوائيًا .حيث توجد أربعة أنواع أساسية للعواقب ( المكافئات و الجزاءات ) والتي قد تتحكم فيها اإلدارة أو اآلباء على النحو التالي : العواقب المادية :تتضمن أشياء مثل الدخل أو الخيارات المتاحة أو المكافئات أو الجزاءات. العواقب النفسية :تشمل التقدير أو القبول أو االحترام أو المصداقية أو فقدان كل هذا. العواقب المؤسسية :على سبيل المثال ما الذي سوف يحدث إذا ذهبت متأخرًا للعمل؟ أو إذا رفضت التعاون مع اآلخرين ؟ أو إذا لم أحفز نموهم الوظيفي وتطوير مستقبلهم؟
57
النصر الشخصي
الجزء الثاني
رابعا :األنظمة ال يقدر لفلسفة (المكسب /المكسب) البقاء في أي مؤسسة ونجاحها ما لم تدعمها األنظمة .فإذا أردت تحقيق األهداف وتجسيد القيم في رسالة حياتك فإنك ستحتاج إلى توفيق نظام المكافأة مع تلك األهداف والقيم .وإذا لم يوافقا بدقة فهذا يعني أنك تقول ما ال تفعل .غالبًا ما تنشأ المشاكل بسبب النظام وليس بسبب الناس .فإذا وضعت أشخاصًا ذو مهارات جيدة في نظام سيئ ستحصد نتائج سيئة .فعليك ري الزهور التي تريد زراعتها.
خامسا :العمليات ال توجد أي طريقة لتحقيق أهداف وغايات مبدأ (المكسب /المكسب) من خالل وسائل (المكسب / الخسارة) أو (الخسارة /المكسب ).فال يمكنك أن تقول "أنت ستفكر من منطلق مبدأ (المكسب / المكسب) سواء شئت أم أبيت" .ولكن التركيز هو كيف تصل إلى حل قائم على (المكسب / المكسب) من خالل عملية مكونة من أربعة خطوات : األولى :انظر إلى المشكلة من وجهة نظر اآلخرين .واسع جاهدًا من أجل فهمها والتعبير عن االحتياجات والمخاوف الخاصة بالطرف اآلخر بنفس الطريقة التي يفهم ويعبر عنها بها أو حتى بطريقة أفضل. الثانية :حدد المشكالت واالهتمامات األساسية (ليس األوضاع) المتعلقة بالموضوع. ً الثالثة :حدد النتائج التي تشكل ً مقبوال دائ ًما. حال الرابعة :حدد الخيارات الجديدة الممكنة لتحقيق هذه النتائج.
58
النصر الشخصي
الجزء الثاني
مبادئ تواصل التقمص العاطفي للقلب أحكام ال يعرفها أحد. باسكال لنفترض أنك كنت تعاني من مشكلة في عينك وقررت الذهاب إلى طبيب العيون وبعد أن استمع الطبيب إلى شكواك خلع نظارته وأعطاك إياها . وقال لك ‘ ارتدها من فضلك .إنني أرتديها منذ عشر سنوات وقد ساعدتني بالفعل .ويمكنك االحتفاظ بهذه النظارة حيث إن لدي واحدة إضافية بالمنزل ’ وضعت النظارة على عينيك ولكنها زادت المشكلة سوءا . فصحت قائالً :إنها مريعة ! ال أرى أي شيء. فسألك الطبيب حسنا ً ،ما الخطب ؟ إنها جيدة معي .حاول بجد أكثر . فقلت مصراً :إنني أحاول .أشعر بأن كل شيء معتم وغير واضح . حسنا ً ،ما الخطب ؟حاول التفكير بإيجابية . حسنا ً ،ال أستطيع رؤية أي شيء . فوبخك قائالً :يا لك من شخص جاحد ،بعد كل ما فعلته لمساعدتك ! ما هي فرص عودتك إلى هذا الطبيب إذا احتجت إلى المساعدة ؟ بالطبع ليست فرصا كبيرة على حد اعتقادي .فأنت لن تثق في إنسان ال يشخص الحالة قبل أن يصف العالج . ولو أنني سألخص في جملة واحدة أهم مبدأ تعلمته في مجال العالقات بين الناس لقلت :حاول أن تفهم أوال ثم حاول أن تكون مفهوما ً .وهذا المبدأ هو مفتاح التواصل الفعال بين الناس .
الشخصية والتواصل أنت اآلن تقرأ الكتاب الذي ألفته .إن القراءة والكتابة هما شكالن من أشكال التواصل وكذلك التحدث واإلنصات . ويعد التواصل واحد من أهم المهارات في الحياة .فنحن نمضي معظم ساعات اليقظة في التواصل .ولكن فكر في هذا :لقد أمضيت سنوات في تعلم القراءة والكتابة ،وسنوات في تعلم كيف تتحدث .ولكن ماذا عن اإلنصات ؟ عدد قليل جداً من الناس هم من تلقوا تدريبا ً على اإلنصات .وهذا التدريب يقتصر في معظم أجزائه على األخالق الشخصية مبتعداً عن قاعدة الشخصية وقاعدة العالقات على الرغم من أنهما ضروريان من أجل فهم الشخص األخر .وإذا أردت التعامل معي تعامالً فعاالً والتأثير على – سواء كنت زوجك أو طفلك أو جارك أو رئيسك في العمل أو زميلك أو صديقك – ستحتاج إلى فهمي أوالً وأنت ال يمكنك القيام بذلك مستخدما ً التقنية فقط . 59
النصر الشخصي
الجزء الثاني
فأنا إذا شعرت بأنك تستخدم تقنية سيتولد بداخلي إحساس باالزدواجية والتالعب .وسوف أتساءل لماذا تفعل هذا معي وما هو دافعك .ولن اشعر بما يكفي من األمان ألكون منفتحا ً معك . إذن المفتاح الحقيقي للتأثير على سلوكك الحقيقي وشخصيتك في حالة مستقرة من اإلشعاع هو التواصل .ومن خالله وعلى المدى البعيد ستتولد بداخلي الثقة فيك وفي جهودك أو تنعدم هذه الثقة . إذا كان أداؤك الشخصي ال يتماشى مع أدائك العام من العسير علي االنفتاح معك . ومن يعرف ما قد يحدث ؟ ولكن لو لم أكن منفتحا ً معك ولو لم تفهمني ،وتفهم وضعي المتفرد ومشاعري لن تعرف كيف تقدم لي النصيحة أو المشورة .وسيكون ما تقوله جيداً وال بأس به ولكنه ال يناسبني. لذا إذا أردت أن تكون فعاالً في عادة التواصل بين الناس لن تكفي التقنية بمفردها ،بل البد أن تبني مهارات اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي على أساس الشخصية التي تحث على االنفتاح والثقة . والبد أن تبني رصيداً في بنك المشاعر ألنه يخلق نوعا ً من التجارة بين القلوب .
اإلنصات وفقا للتقمص العاطفي : إن مقولة (حاول أن تفهم أوالً) تنطوي على تغيير عميق في التصور الذهني .فنحن في العادة نسعى كي يفهمنا اآلخرون أوالً .فمعظم الناس ال ينصتون بنية الفهم بل ينصتون بنية الرد. وإذا كانت لديهم مشكلة مع شخص ما ،يكون توجههم هو (هذا شخص ال يفهمني ) ذات مرة قال لي أحد اآلباء (ال أستطيع فهم طفلي .إنه ال يريد اإلنصات إلي ) فأجبته :دعني أعيد ما قلت ،أنت ال تفهم ابنك ألنه ال يريد اإلنصات إليك؟ فأجابني :هذا صحيح فقلت له :دعني أحاول مرة أخرى ،أنت ال تفهم ابنك ألنه ال يريد اإلنصات إليك؟ فأجابني بصبر نافذ :هذا ما قلت . أعتقد أنك لتفهم شخصا آخر تحتاج إلى اإلنصات إليه أوالً ثم قال :حقا؟ وبعد فترة صمت .. قال :حقا! وكأن ضوء الفجر يزحف فتنقشع الظلمة .نعم ! ولكي افهمه وأعلم ما يمر به .أنا نفسي مررت بالتجربة ذاتها .وأعتقد أن ما ال أفهمه هو سبب عدم إنصاته إلي . ولم تكن فكرة هذا الرجل عما يدور داخل رأس ولده فكرة غامضة .ولكنه كان ينظر داخل رأسه هو معتقدا أنه يرى العالم بما في ذلك ابنه .
60
النصر الشخصي
الجزء الثاني
وكذلك الحال مع العديد منا .فنحن نرى أننا على صواب وكل ما نرغب فيه أن يفهمنا اآلخر . وتتحول حواراتنا إلى مجموعة من الحوارات الفردية دون أن نفهم بالفعل ما يدور داخل عقل الطرف اآلخر . وعندما يتحدث شخص آخر عادة ما ننصت عند مستوى واحد من أربعة مستويات .فربما نتجاهل الشخص األخر وال ننصت له على اإلطالق . وربما نتظاهر باإلنصات .وربما نمارس اإلنصات التلقائي ،أي نسمع أجزاء معينة من المحادثة .وغالبا ً ما نأتي بهذا عندما نستمع إلى ثرثرة طفل .أو ربما نمارس اإلنصات اليقظ ونولي اهتماما ً للكالم الذي يقال و نركز طاقتنا عليه .ولكن القليل منا هو من يمارس المستوى الخامس ،أعلى شكل من أشكال اإلنصات – وفقا ً للتقمص العاطفي . وعندما أقول اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي أعني اإلنصات بنية الفهم .وأقصد أن تسعى أن تفهم أوالً ،أي تفهم بالفعل .وهو تصور ذهني مختلف تماما ً . واإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي يمكنك من الغوص في أعماق إطار مرجعية شخص آخر .فأنت تنفذ خالله وترى العالم بالطريقة التي يراه الشخص بها وتفهم تصوره الذهني وتفهم شعوره . ويختلف التقمص العاطفي عن التعاطف .فالتعاطف هو شكل من أشكال االتفاق . ويعتبر اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي مؤثر للغاية ألنة يمنحك بيانات دقيقة تعمل من خاللها . فبدالً من إسقاط سيرتك الذاتية وافتراض األفكار والمشاعر و الدوافع والتفسيرات تتعامل مع الواقع الذي يجول بعقل وقلب الشخص اآلخر .فأنت تنصت من أجل الفهم ،وتركز على تلقي تواصل عميق من داخل روح شخص آخر . والسعي من أجل الفهم أوالً ،والتشخيص قبل وصف العالج أمر شاق . ويحمل اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي قدراً من المخاطر .فهو يتطلب قدراً كبيراً من األمن حتى تتمكن من تجربة االستغراق في اإلنصات ألنك تفتح نفسك للتأثيرات ومن ثم تكون عرضة للضرر. إنها مفارقة ،لكي تكون مؤثراً ينبغي أن تتأثر .وهذا يعني أن عليك أن تفهم . وعالوة على ذلك يعد اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي هو مفتاح إيداع رصيد في بنك المشاعر . وهو عالج وشفاء ألنه يمنح الشخص (هواء نفسياً) فإذا اختفى كل الهواء فجأة من الحجرة التي تجلس بها اآلن ،ما الذي سيحدث الهتمامك بهذا الكتاب ؟ لن تهتم ألمر الكتاب ،ولن تهتم ألي شيء آخر عدا الحصول على الهواء .وسيكون البقاء على قيد الحياة هو دافعك وحافزك الوحيد . ولكن اآلن وبعد حصولك على الهواء لن يعود محفزاً لك .وهذه واحدة من أعظم الرؤى في مجال الدوافع البشرية :االحتياجات التي لبيت ليست محفزة .فاالحتياجات التي لم يتم تلبيتها هي فقط التي تحفز ويأتي بعد البقاء على قيد الحياة أكبر حاجة للجنس البشري وهي البقاء النفسي – أن تكون مفهوما ً ومقبوالً و مقدراً . واإلنصات إلى اآلخرين بتقمص عاطفي يكون بمثابة منحهم الهواء النفسي .وبعد استيفاء هذه الحاجة الحيوية يمكن التركيز على التأثير وحل المشاكل . 61
النصر الشخصي
الجزء الثاني
وتؤثر الحاجة إلى الهواء النفسي على التواصل في جميع دروب الحياة .
التشخيص قبل وصف العالج : بالرغم من خطورته إال أن السعي من أجل الفهم أوال أو التشخيص قبل وصف العالج هو مبدأ قويم يبدو جليا ً في دروب كثيرة من الحياة .وهو العالمة المميزة لجميع المتخصصين .فهو ضروري للطبيب .فأنت لن تثق في العالج الذي يصفه الطبيب إذا لم تثق في تشخيصه أوالً . عندما كانت ابنتنا جيني طفلة رضيعة عمرها شهران فقط ،مرضت أحد أيام السبت حيث كانت تقام مباراة مهمة وكان الملعب يعج لكننا لم نشأ ترك جيني بمفردها .فقد كانت تعاني من القيء و اإلسهال األمر الذي أقلقنا للغاية . وكان الطبيب حاضراً المباراة .وهو لم يكن طبيبنا الخاص ولكنه كان الطبيب الذي ينبغي علينا االتصال به عند حدوث حالة طارئة .وعندما ساءت حالة جيني قررنا أننا في حاجة إلى مساعدة طبية . واتصلت ساندرا باإلستاد وطلبته على الجهاز الطنان .وكان هذا في وقت حرج للمباراة . واستشعرت ساندرا الغضب في نبرة صوته وهو يقول (نعم ،ما األمر؟ ) (أنا السيدة كوفي يا دكتور .إننا قلقان للغاية على ابنتنا جيني ) فسألها :ما هي حالتها؟ أخذت ساندرا تصف له األعراض ،فقال لها حسنا ً سأصف لها العالج . ما هي الصيدلية التي تتعاملون معها ؟ وعندما أغلقت ساندرا الهاتف شعرت أنها في عجلتها لم تخبره بكل البيانات ،ولكن ما أخبرته به كان كافيا ً . فسألتها :هل تعتقدين انه يعرف أن جيني طفلة رضيعة ؟ فأجابتني :أنا واثقة انه يعرف ولكنه ليس طبيبنا ،إنه حتى لم يعالجها من قبل حسنا ً أثق انه يعرف ت على استعداد إلعطائها دواء ما لم تكوني متأكدة منه؟ هل أن ِ صمتت لبرهة ،وأخيرا قالت مالذي سنفعله ؟ فقلت لها :عاودي االتصال به . فأجابتني :اتصل أنت به . وبالفعل اتصلت به ورن هاتفه الطنان مرة أخرى أثناء المباراة وقلت له انه أنا يا دكتور،عندما وصفت الدواء هل كنت تعلم ان جيني رضيعة عمرها شهران فقط ؟ 62
النصر الشخصي
الجزء الثاني
فصاح الدكتور كال ،لم أعرف ذلك كان تصرفا حكيما ً منك أن عاودت االتصال بي .سأغير العالج فوراً . إنك إذا لم تثق في التشخيص لن تثق في العالج الموصوف . لذا فإن السعي للفهم أوالً هو مبدأ قويم يمكن اقتفاء أثره في جميع مناحي الحياة . وهو مبدأ عام مسيطر ،ولكن تكمن قوته العظمى في منطقة العالقات الجماعية .
أربع استجابات مستمدة من السيرة الذاتية: عندما يكون اإلنصات من السيرة الذاتية ننزع إلى االستجابة بواحدة من أربع طرق . نقيم – إما نقبل أو نرفض ،أو نستجوب – نطرح أسئلة مستمدة من إطار مرجعيتنا ،أو نقدم النصيحة – نعطي مشورة أساسها خبرتنا الشخصية ،أو نفسر – نحاول تبين ماهية الناس لتفسير دوافعهم وسلوكهم وفقا ً لدوافعنا وسلوكنا . وتنبثق هذه االستجابات منا طبيعيا ً .لكن كيف تأثر على قدرتنا على الفهم الحقيقي؟ فإذا كنت أحاول التواصل مع ابني هل سيكون منفتحا ً معي إذا كنت أقيم كل ما يقوله قبل أن يوضح لي ؟ كيف يكون شعوره عندما استجوابه ؟ إن االستجواب هو لعبة العشرين سؤال .يمكن ممارسة لعبة العشرين سؤال طوال اليوم دون أن تكشف ما هي األشياء التي تهم الشخص األخر ،ويعتبر االستجواب المستمر أحد أهم األسباب التباعد بين اآلباء واألبناء . واآلن لنلقي نظرة على طبيعة التواصل المثالي بين األب واالبن المراهق .انظر إلى كلمات األب في إطار االستجابات األربع المختلفة التي ذكرناها. من الواضح أن األب حسن النية ومن الواضح أنه يرغب في تقديم المساعدة . ولكن هل شرع في فهم ابنه ؟ لنلقي نظره .. الحوار االبن :يا إلهي ،أبي لقد نلت كفايتي ! إن المدرسة تصلح للسخفاء فقط األب :ما األمر يا بني ؟ االبن :إنها غير عملية بالمرة . ال استفيد منها في شيء األب :حسنا ً ،ال يمكن رؤية فائدتها الذهاب إلى المدرسة اآلن .لقد ساورني نفس الشعور وأنا في مثل سنك وأتذكر كيف بدا أن بعض المواد
أفكار ومشاعر االبن
األسلوب( ما يفعله االب)
أود أن أتحدث إليك لجذب انتباهك
_
أنت مهتم وهو أمر جيد أعاني من مشكلة في المدرسة ،ينتابني شعور سيء للغاية كال ! هاهو الفصل الثالث من سيرة والدي الذاتية .ليس هذا ما أود التحدث عنة .وال يهمني بالفعل معرفة األميال التي كان 63
(االستجواب ) _
( نصيحة )
الجزء الثاني
كانت عديمة القيمة وتضييع للوقت .ولكن فيما بعد تبين أن تلك المواد كانت مفيدة لي .فقط اصبر قليالً وامنح نفسك بعض الوقت االبن :لقد أمضيت فيها 1٠ سنوات من عمري .فهل تستطيع أن تخبرني بماذا سيفيدني xزائد yعندما أصبح ميكانيكي سيارات ؟
النصر الشخصي
يضطر أن يقطعها عبر الثلج ليذهب إلى المدرسة بينما لم يكن لديه حذاء للثلج .أود الدخول في صلب المشكلة
_
إنه لن يحبني إذا أصبحت ميكانيكي سيارات ولن األب :ميكانيكي سيارات ؟ ال بد يحبني لو لم أنه المدرسة . انك تمزح ال بد أن أصيغ له مبرر لما أقول االبن :كال ال امزح انظر إلى جو ،لقد ترك المدرسة ويعمل _ في السيارات ويجني الكثير من المال أليس هذا عمليا ً ؟ األب :قد يبدوا األمر كذلك اآلن ،ولكن بعد عدة سنوات سيتمنى جو لو انه بقي في المدرسة ،و يا إلهي هاهي المحاضرة أنت تريد أن تكون ميكانيكي رقم 16حول قيمة التعليم . سيارات بالفعل بل أنت في حاجه إلى التعليم لتكون شيئا أفضل. إننا نلف وندور دون األب :يا بني هل حاولت بالفعل التوصل لشيء .لو انك فقط تنصت إلي ،ألني أود ؟ التحدث عن موضوع مهم . االبن :أنا في المدرسة الثانوية منذ عامين حتى اآلن ،وقد _ حاولت بالفعل ،إنها مضيعة للوقت . األب :إنها مدرسة محترمة جداً ،امنحها بعض الوقت . حسنا ً رائع نحن االن هل تدرك مدى التضحيات التي نتحدث عن المصداقية بذلتها أنا و والدتك لتنضم إلى ال ها هي رحلة الشعور هذه المدرسة ؟ ال يمكنك ترك بالذنب قد بدأت . المدرسة بعد أن وصلت إلى هذه المرحلة 64
_
( تقييم )
_
( نصيحة )
( استجواب وتقييم )
_
( نصيحة وتقييم )
الجزء الثاني
االبن :أبي اعلم أنك ضحيت من أجلي ،ولكن األمر ال يستحق . األب :انظر ،ربما إذا أمضيت المزيد من الوقت في أداء فروضك المنزلية وقللت من وقت مشاهدتك للتليفزيون ... االبن :انظر يا أبي ،ال بأس ... ال عليك ! ال أود التحدث عن هذا األمر على أي حال .
النصر الشخصي
_
أنت ال تهمني .
ليس هذا مكمن المشكلة يا أبي
( نصيحة وتقييم )
_
_
واآلن هل استطعت أن ترى إلى أي مدى نكون مقيدين عندما نحاول فهم اآلخرين على أساس الكلمات فحسب ،والسيما عندما ننظر إلى الشخص من خالل نظراتنا ؟ إنك لن تتمكن من الولوج داخل شخص آخر لترى العالم بعينة ما لم تنم بداخلك رغبة خالصة وسمات شخصية قوية ورصيد إيجابي في بنك المشاعر بإضافة إلى مهارات االستماع وفقا ً للتقمص العاطفي .والمهارات الخاصة باإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي تنطوي على أربع مراحل . األولى :و األقل فعالية هي محاكاة المحتوى ،وهي المهارة التي تدرس في اإلنصات ((النشاط)) أو ((االنعكاس)) .كل ما عليك فعلة هو االستماع إلى الكلمات التي تخرج من فم شخص آخر وتكررها . ( إنك بالكاد تستخدم عقلك )... الثانية :هي إعادة صياغة المحتوى ..وهي أكثر فعالية . الثالثة :فهي شغل نصف مخك األيمن أي تعكس مشاعرك . الرابعة :فأنت تمنح الهواء النفسي بسعيك الصادق من أجل فهم وإعادة صياغة المحتوى وعكس المشاعر . الحوار االبن :يا إلهي ،أبي لقد نلت كفايتي ! إن المدرسة تصلح للسخفاء فقط األب :أنت محبط بالفعل من المدرسة . االبن :هذا صحيح إنها غير عملية بالمرة ال استفيد منها في شيء. األب :أنت تشعر أن المدرسة ال تفيدك . االبن :حسنا ً نعم فما أتعلمه لن يساعدني أعني انظر إلى جو لقد ترك المدرية وهو اآلن يعمل في السيارات ويجني ماالً أليس هذا عمليا ؟
65
أفكار ومشاعر االبن أود أن أتحدث إليك لجذب انتباهك هذا صحيح هذا ما اشعر به . _ دعني أفكر هل هذا ما اعنيه ؟ _
النصر الشخصي
الجزء الثاني
األب :أنت تشعر أن فكرة جو جيدة ؟ حسنا ً أعتقد أنه ناجح بطريقة ما .إنة يجني ماالً اآلن .ولكن وبعد سنوات قليلة ربما يشعر بالغضب والضيق . االبن :أنت تشعر أن جو اتخذ قراراً خاطئا ً ؟ األب :البد وأن يشعر بهذا .أنظر ما لذي يتخلى عنه .أعني إذا لم تتعلم لن تستطيع تحقيق أي شيء في هذا العالم . االبن :التعليم مهم جداً األب :نعم أعني إنه إذا لم تحصل على شهادة الثانوية أو لم تستطع الحصول على وظيفة أو االلتحاق بالجامعة ماذا ستفعل ؟ ستعود إلى التعليم ؟ االبن :إنه كذلك ..أتعلم ؟ أنا قلق بالفعل .. أسمع ،أنت لن تخبر وأمي أليس كذلك ؟ األب :ال تريد ان تعرف والدتك ؟ االبن :حسنا ً ليس بالفعل .اعتقد أن بإمكانك إخبارها ،فهي ستعرف بأي حال من األحوال ، لقد خضت هذا االختبار اليوم ،اختبار القراءة . وهم يقولون إنني أقرأ مثل طالب في الصف الرابع وأنا في الصف األول .
حسنا ً ... _ التعليم مهم فعالً .
إنه مهم لمستقبلك _ _ _
يا له من فرق أحدث الفهم ! فلن تساوى كل نصائح العالم السديدة مقدار حفنة من الحبوب إذا لم تعمل على المشكلة الحقيقية . إذا حاول الوالد أن يفهم أوالً يكون قد حول الفرصة إلى فرصة تحويلية . وعندما نحى سيرته الذاتية جانبا ً سعى من أجل الفهم أوالً زاد إيداعه في رصيد المشاعر وساعد ابنه على االنفتاح تدريجيا ً والتطرق إلى المشكلة الحقيقية . حتى لو أصبح الوالد مستشاراً البنة فإنه مازال في حاجة إلى أن يتسم بالحساسية تجاه التواصل مع ابنه وطالما كانت االستجابة منطقية يغدو بمقدور الوالد طرح أسئلة فعالة ليتمكن من تقديم المشورة . ها هو االبن أكبر انفتاح و منطقية .إنه يفتح سيرة والده الذاتية مرة أخرى .واآلن أتيحت فرصة أخرى للوالد من أجل التأثير والتحويل . وفي بعض األحيان ال يتطلب التحويل مشورة خارجية ،وغالبا ً عندما تتاح الفرصة للناس لالنفتاح فإنهم يكشفون عن مشاكلهم وتغدو الحلول واضحة لهم خالل العملية . وفي أحيان أخرى يحتاجون إلى منظور ومساعدة إضافيين والمفتاح هو السعي من أجل سعادة اآلخرين و اإلنصات مع التقمص العاطفي ،وعندما يتعرض الناس إليذاء حقيقي وتنصت إليهم برغبة خالصة في الفهم ،ستذهلك السرعة التي ينفتحون بها فهم يرغبون في االنفتاح . 66
النصر الشخصي
الجزء الثاني
وإذا سعيت سعيا ً حقيقيا ً من أجل فهم خال الرياء و المنفعة ستأتي عليك أوقات ستصدم بالمعنى الحرفي للكلمات الخالصة والفهم اللذين سينهمران عليك من إنسان آخر . ولقد ذكرت مهارات اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي ألنها المهارة تعد جزءاً مهما ً في أي عادة . ولكن دعني أكرر أن المهارات لن تكون فعالة ما لم تنبع من رغبة مخلصة في الفهم .فالناس يبغضون أي محاولة للتالعب بهم .وفي الواقع إن كنت تتعامل مع أناس مقربين لك فسيكون من المفيد إخبارهم بما تفعل. إن اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي يستغرق وقتا ً ولكنه لن يعادل بأي حال من األحوال الوقت الذي تستغرقه إلزالة سوء التفاهم . ويستطيع المستمع الذي يصدر أحكاما ً سديدة وفقا ً للتقمص العاطفي أن يقرأ ما يحدث في العمق ويظهر التقبل والفهم اللذين يجعالن اآلخرين يشعرون باألمان ومن ثم ينفتحون ويزيلون طبقة تلو األخرى وحتى يصلوا إلى اللب الرقيق حيث تكمن المشكلة . ويرغب الناس في أن يفهمهم اآلخرون .ومهما استغرق االستثمار من وقت ستكون العوائد أكبر بكثير حينما تعمل على فهم مشاكل وقضايا الناس فهما َ دقيقا ً من منطلق رصيد بنك المشاعر الذي يجعل الناس يشعرون أنهم مفهومون.
الفهم والمفهوم: وما إن تتعلم اإلنصات لآلخرين ستكتشف الفروق الهائلة في المفهوم وربما تنظر إلى العالم من خالل نظارة التمحور حول الزوج ،وأنا أراه من خالل عدسات التمحور حول المال واألمور االقتصادية . وقد تختلف مفاهيمنا اختالفا ً بينيا ً واآلن على الرغم من اختالفاتنا فإننا نحاول العمل معا ً- كيف نتجاوز حدود مفاهيمنا الفردية ومن ثم يمكننا تحقيق تواصل أعمق ونتعاون في التعامل مع المشكالت ونصل إلى حلول مكسب/مكسب؟ واإلجابة هي :الخطوة األولى في عمليات مكسب/مكسب حتى لو لم (وال سيما عندما) يتبع الشخص اآلخر نفس التصور الذهني (أسمع للفهم أوالً). وقد القى هذا المبدأ نجاحا ً . بعد ذلك اسع من أجل أن يفهمك اآلخرون: في البداية اسع من أجل أن تفهم أوالً ،من أجل أن تكون مفهوما ً بعد ذلك .ومعرفه كيف تكون مفهوما ً هو الجزء الثاني من العادة الخامسة وهو أساسي من أجل التوصل إلى حلول مكسب/مكسب. ولقد عرفنا النضج من قبل وقلنا إنه التوازن بين الشجاعة ومراعاة شعور اآلخرين .والسعي لفهم اآلخرين يستدعى مراعاة شعورهم ،بينما السعي من أجل أن تكون مفهوما ً يستدعي الشجاعة. ومكسب/مكسب يتطلب درجة عالية من كليهما .لذا ففي مواقف االعتماد بالتبادل من المهم أن يفهمنا اآلخرون
67
النصر الشخصي
الجزء الثاني
كان اليونانيون القدمان يتبنون فلسفة رائعة تتجسد في ثالث مفاهيم مرتبة بشكل تتابعي هي روح الجماعة ثم العاطفة ثم العقل -أي شخصيتك ثم عالقتك ثم منطقية عرضك .وهذا يمثل تغيراً كبيراً في التصور الذهني. فعندما يشرع معظم الناس في تقديم عرض ،فإنهم يخاطبون المنطق مباشرة ،أي فص المخ األيسر، عن طريق طرح أفكارهم .فهم يحاولون إقناع الناس بصدق دون أخذ روح الجماعة والعاطفة في االعتبار .ثمة شخص آخر أعرفه وهو أستاذ بالجامعة كان مستعداً لدفع الثمن .فقد جاءني أحد األيام وقال لي " ستيفين " لم أستطع النجاح في الحصول على تمويل لبحثي؛ ألنه ببساطة ليس من بين األبحاث األساسية التي تهم القسم". وبعد مناقشة مطولة ،اقترحت عليه أن يقدم عرضا ً فعاالً مستخدما ً روح الجامعة والعاطفة والعقل. " أعلم أنك مخلص وأن البحث الذي تريد إجراءه ستكون له فوائد عظيمة .لذا حاول وصف البديل الذي يفضلونه بطريقة أفضل من تلك التي قد يصفونها به هم أنفسهم .وأظهر لهم انك تفهمهم فهما ً جيداً ثم اشرح المنطق الذي يكمن وراء طلبك شرحا ً وافياً". فقال"حسنا ً سأحاول". فسألته"هل تود إجراء تجربة معي؟" و وجدته موافقا ً فبدأنا التدريب على فكرته. وعندما حان موعد عرضه بدأ قائالً " اآلن سأحاول أن أتبين مقدار فهمي ألهدافكم ،وما هي مخاوفكم المتعلقة بهذا العرض وتزكياتي ". وقدم عرضه ببطء وبالتدريج .وفي منتصف عرضه التقديمي وبينما يظهر فهمه العميق واحترامه لوجهة نظرهم؛ استدار أحد كبار األساتذة لزميله وأومأ برأسه ثم استدار لزميلي وقال له" لقد حصلت على المال الذي تريد". عندما تتمكن من استعراض أفكارك استعراضا ً واضحا ً ومحدداً وحيا ً واألهم من كل هذا-في سياق فهمك العميق لتصورات اآلخرين الذهنية ومخاوفهم-ستزداد مصداقية أفكارك زيادة واضحة. والعادة الخامسة تضفي على عروضه درجة كبيرة من درجات الدقة واألمانة .ويصبح الجميع على يقين أنك تستعرض األفكار التي تؤمن بها وتأخذ على اعتبارك جميع الحقائق والمفاهيم الثابتة، األمر الذي يعود على الجميع بالنفع.
شخص لشخص: تعتبر العادة الخامسة عادة قوية ألنها تقع في منتصف دائرة تأثيرك .بينما تقع العديد من العوامل الخاصة بمواقف االعتماد بالتبادل ضمن دائرة همومك. ولكن سيضل بإمكانك دائما ً السعي من أجل الفهم أوالً .فذاك أمر يقع في دائرة سيطرتك وبينما تقوم بذلك بالفعل وبعمق لآلخرين .ومن ثم تكون لديك المعلومات الدقيقة وتدخل مباشرة إلى صلب الموضوع ،وتكون رصيداً في بنك المشاعر .وتمنح الناس الهواء النفسي الذي يريدون ومن ثم تعملون معا ً بفعالية.
68
النصر الشخصي
الجزء الثاني
هذا هو أسلوب من الداخل إلى الخارج .وبينما تتبعه راقب ما يحدث في دائرة تأثيرك.فألنك تنصت بالفعل تصبح شخصا ً مؤثراً ،وبالتالي يسهل عليك التأثير في اآلخرين .وتزيد قدرتك على التأثير في األشياء التي تتضمنها دائرة همومك اسع من أجل الفهم أوالً ثم من أجل أن يفهمك اآلخرون فقط راقب ما يحدث لك. فكلما تمكنت من فهم اآلخرين فهما ً عميقا ً زاد تقديرك لهم وزاد شعورك باحترامهم إن لمسك لروح إ نسان يشبه المشي على أرض مقدسة .والعادة الخامسة هي عادة يمكنك ممارستها اآلن وعلى الفور .ففي المرة التالية التي تتواصل فيها مع شخص ضع سيرتك الشخصية جانبا ً و اسع جاهداً من أجل فهمه. ويمكنك أن تصدر أحكاما ً سديدة وأن تكون حساسا ً وواعياً .وإن كنت تتمتع بالبادرة يغدو بمقدورك صنع الفرص للقيام بعمل وقائي. فأنت غير مضطر أن تنتظر حتى يتعرض ابنك أو ابنتك لمشكلة في المدرسة ابدأ اآلن في قضاء وقت مع أوالدك شخصا ً لشخص واستمع إليهم وافهمهم .انظر إلى المنزل والمدرسة وانظر إلى عيونهم والتحديات والمشاكل التي تواجههم .وحاول تكوين رصيد في بنك المشاعر وامنحهم الهواء النفسي الذي يريدون. والوقت الذي تستثمره في فهم من هم تحتك يعود عليك بأرباح هائلة في صورة التواصل المفتوح . ومن ثم يتاح أمام المشاكل التي قد تواجه األسرة أو الزواج الوقت كي تتطور وتتفاقم . فيصبح التواصل مفتوحا ً بحيث يمكن القضاء على المشاكل وهي في المهد . اسع من أجل الفهم أوال:وعندما نتمكن من فهم بعضنا البعض سنفتح الباب أمام الحلول المبدعة والبديل الثالث. ولن تكون اختالفاتنا عقبة في طريق تواصلنا وتقدمنا .و تخطو معنا تجاه التكاتف والتعاون .
مقترحات للتطبيق: اختر عالقة تشعر فيها أن رصيد بنك المشاعر على وشك النفاذ .وحاول أن تفهم وتدون الموقف من وجهة نظر الطرف األخر .وأثناء تعاملك معه مرة أخرى استمع وأفهم ما يقول ،وقارن ما تسمع مع ما كتبت .إلى أي مدى كانت فروضك صحيحة ؟ هل تفهم وجهة نظر الشخص اآلخر ؟ شارك فكرة التقمص العاطفي مع شخص مقرب منك .
69
النصر الشخصي
الجزء الثاني
العادة السادسة: التكاتف مع اآلخرين
مبادئ التعاون الخالق عندما طلب من الرئيس ويستون تشرشل قيادة الحرب من أجل بريطانيا العظمى أشار إلى أن حياته كلها أعدته لهذه اللحظة ،و بالطريقة نفسها تعد للجميع العادات األخرى لعادة التكاتف أو التعاون. عندما يفهمنا اآلخرون جيداً يصبح التكاتف أهم األنشطة التي تمارس في الحياة. و لكن ما التكاتف؟ ببساطة يعني التكاتف أن الكل أعظم من مجموع األجزاء و تقصد به أن العالقة التي تربط بين االجزاء و بعضها هي جزء في حد ذاته. و التكاتف ليس جزءاً فقط بل هو محفز و أهم عامل معزز للقوة و أهم موحد و أكثر األجزاء إثارة. شي في الطبيعة ،فإذا قمت بزراعة نباتين بالقرب من بعضهما البعض، حيث التكاتف موجود في كل ْ فستجد الجذور معا ً و تتحسن جودة التربة و من ثم تنمو النباتات نموا أفضل مما لو زرعت كل نبات بمفرده. و من الطبيعة نتعلم مبادئ التعاون في تعامالتنا اإلجتماعية ،ففي حياتنا العائلية الطريقة الوحيدة كي يتمكن الرجل و المرأة من انجاب طفل لهذا العالم هو التعاون ،و جوهر التكاتف هو تقدير الفروق ،و نحن بدون شك نقدر الفروق البدنية بين الرجل و المرأة و األزواج و الزوجات.ولكن ماذا عن الفروق االجتماعية و العقلية والعاطفية؟ . ***
التكاتف المتواصل: الجميل في أنه حينما تنخرط في تواصل متكاتف قد ال تكون متيقنا ً من الطريقة التي تسير بها األمور ،هل ستكون أفضل مما كانت عليه من قبل أم ال ،و هذه هي الغاية التي تضعها في عقلك حيث تزيد من قوة الرؤى و التعلم و النمو.
70
النصر الشخصي
الجزء الثاني
أما من ال يجربون لو قدراً بسيطا ً من التكاتف داخل حياتهم األسرية أو في تعامالتهم األخرى .فهم قد تم تدريبهم و برمجتهم على التواصالت الدفاعية أو اإليمان بأن الحياة أو اآلخرين ال يمكن الوثوق بهم ،و نتيجة لهذا فهم ال ينفتحون للعادة السادسة و لهذه المبادئ. و هذا يمثل إحدى أعظم المآسي و الخسائر بالحياة ،ألن كثيرا من اإلمكانيات تبقى دفينة و غير مطورة و غير مستخدمة ،و يعيش الناس الذين يتسمون بعدم الفعالية يوما ً بعد يوم بإمكانيات غير مستخدمة و هم يمارسون التكاتف على مستوى بسيط و هامشي في الحياة. ***
التكاتف داخل الصف الدراسي: بصفتي معلما ً توصلت إلى اعتقاد مفاده أن العديد من الصفوف الدراسية الرائعة تتأرجح على حافة الفوضى .و يختبر التكاتف مدى انفتاح المدرسين و الطلبة على مبدأ الكل أعظم من مجموعة أجزائه. ففي بعض األحيان يعجز المدرسون و الطالب عن فهم ماذا سيحدث .ففي البداية تكون هناك بيئة آمنة تمكن الناس من االنفتاح الحقيقي و التعلم و اإلنصات ألفكار بعضهم البعض .ثم تأتي مرحلة طرح األفكار حيث تتبع و تخضع روح التقييم لروح اإلبداع و التصور و الشبكة الفكرية .و يعقب هذا حدوث ظاهرة غير عادية بالمرة ،و هي تحول الصف بأكمله إلى هدف جديد أو فكرة جديدة أو توجه جديد يصعب تعريفه و بالرغم من ذلك يمثل هذا األمر أهمية كبيرة لجميع المشتركين. و التكاتف يشبه اتفاقا ً جماعيا ً بين مجموعة من الناس على تهميش النصوص القديمة و كتابة نصوص أخرى جديدة. و لن أنسى صفا ً دراسيا ً في الجامعة كنت أدرس فيه الفلسفة و أسلوب القيادة حيث شرع شخص في منتصف العروض التقديمية بالحديث عن تجاربه الشخصية المؤثرة على مستوى الرؤى و المشاعر و بدأ اآلخرون باإلضافة إليها و ذكر بعضهم تجاربهم و رؤاهم حتى بعض شكوكهم الذاتية. و دفعت روح الثقة و األمان العديد منهم إلى اإلنفتاح بدرجة كبيرة حيث استفادوا من تجارب بعضهم البعض ليصنعو نصا ً جديداً للمادة و كنت مشتركا ً معهم في هذه التجربة ،حيث تركنا المقرر القديم و اشترينا كتب جديدة و حضرنا جميع الخطط المتعلقة بالعرض و وضعنا أهدافا و مشاريعا و مهاما جديدة. 71
النصر الشخصي
الجزء الثاني
و قررنا تأليف كتاب يحتوي على ما تعلمناه و رؤانا حول الوضوع الذي درسناه مبادئ القيادة و تغيرت المهام و تولينا مشروعات جديدة و شكلنا فرق جديدة و كانت من أجمل التجارب بالنسبة إلي. و عندما أعيد التفكير في العديد من االستشارات و الخبرات التعليمية الماضية ،يمكنني القول بأن التجارب عادة ما تؤصل مفهوم التكاتف .فعادة ما كانت هناك لحظة مبكرة تطلبت قدراً معقوالً من الشجاعة – البد أن تتحلى بالمصداقية – في مواجهة بعض الحقائق الداخلية الخاصة باألفراد أو األسر أو المؤسسات ،و التي كانت تحتاج إلى اإلفصاح عنها و لكنها تطلبت أيضا ً مزيجا ً من الشجاعة و الحب لقولها ثم يصبح اآلخرون أكثر صدقا ً و انفتاحا ً و أمانة و تبدأ عملية التواصل المتكاتف ،و عادة تصبح أكثر و أكثر إبداعا ً و تنتهي برؤى و خطط لم تخطر على بال أحد من قبل. ***
التكاتف في العمل: لقد استمتعت أيما استمتاع بتجربة تكاتف بعينها عندما عملت مع زمالء لي لنضع رسالة حياة شركتنا. تحدثنا عن البدائل المختلفة و اإلحتماالت و الفرص التي أمامنا ،و من يتحلون بالتقمص العاطفي الحقيقي و كذلك الشجاعة ،و انتقلنا من االحترام و الفهم المتبادل إلى التواصل المتكاتف الخالق. و تقول رسالة الشركة: إن رسالتنا هي مساعدة الناس و المؤسسات على رفع قدرتهم على األداء لكي يحققوا أهدافا ً قيمة من خالل التفاهم والعيش وفقا ً لمبدأ القيادة. و قد حفرت عليه التكاتف والتي أدت إلى وضع رسالتنا الشخصية في الحياة داخل قلوب و عقول جميع العاملين ،و قد كانت بمثابة إطار مرجعي لما نحن عليه و ما لسنا عليه. و قد خضت أيضا ً تجربة أخرى تنطوي على قدر كبير من التكاتف عندما قبلت دعوة للعمل كمحفز نقاش في اإلجتماع التخطيطي السنوي لشركة كبرى من شركات التأمين.
72
النصر الشخصي
الجزء الثاني
و قد أخبروني بأن النموذج التقليدي لالجتماع هو تعريف أربع أو خمس مشكالت أساسية من خالل استبيانات و مقابالت و قيام المديرين بتقديم العروض البديلة و كانت االجتماعات السابقة عادة ما يسودها تبادل وجهات النظر بإحترام ،لكن غالبا ً ما يتدهور الوضع إلى معارك األنا الدفاعية القائمة على مبدأ المكسب \ الخسارة و عادة ما يكون الحاضرون متوقعون لذلك فيتسمون بالملل و اإلفتقار إلى اإلبداع. و عندما تحدثت مع أعضاء اللجنة حول قوة التكاتف ،اقترحت عليهم بإعداد اوراق بيضاء ال تتضمن أسماء ليكتبوا على كل واحدة منها المشكالت التي لها األولوية ثم طلبت منهم جميعا ً أن يدرسوا هذه األوراق دراسة متأنية قبل اإلجتماع لكي يفهموا هذه المشكالت و يتبادلوا وجهات النظر .و كان من المفترض بالنسبة لهم أن يحضروا اإلجتماع لالستماع ال لتقديم عرض لإلبداع و التكاتف ال للدفاع و الحماية. و أمضينا نصف اليوم األول من اإلجتماع لتدريس مبادئ و ممارسة مهارات العادات الرابعة و الخامسة و السادسة و أمضينا بقية الوقت في التكاتف و اإلبداع. و ما إن يجرب الناس التكاتف الحقيقي ال يعودون لسابق عهدهم ابداً فهم يدركون إمكانية وجود مغامرات مستقبلية أخرى توسع مدارك عقولهم. ***
التكاتف و التواصل: إن التكاتف أمر مثير و اإلبداع أيضا ً مثير فالنتائج التي تتمخض عن اإلنفتاح و التواصل مذهلة حقاً .و تتحول إحتماالت المكسب الحقيقي و التحسن الرائع إلى واقع يستحق المخاطرة. في أعقاب الحرب العالمية الثانية عينت الواليات المتحدة األمريكية ديفيد ليلينثال رئيسا ً للجنة الطاقة الذرية و جمع ليلنثال مجموعة من األشخاص المؤثرين جداً و المشاهير في مجاالتهم لهم أطرهم المرجعية الخاصة. كانت جداول أعمال هذه المجموعة تتكون من افراد ينتمون إلى مجاالت مختلفة و كانوا يتوقون إلى االنتهاء منه بفارغ الصبر .باإلضافة إلى ذلك فقد كانت الصحافة تمارس عليهم ضغطا ً كبيراً. إال أن ليلنثال أمضى عدة أسابيع في تكوين حساب كبير في بنك األحاسيس و أاخذ يعرف أفراد المجموعة على بعضهم البعض .إهتماماتهم و آماالهم و أهدافهم و مخاوفهم و الخلفيات التي أتو منها و أطر مرجعياتهم و منظوراتهم الفكرية و كان يحاول بتيسير عملية التفاعل اإلنساني ليربط 73
النصر الشخصي
الجزء الثاني
بينهم برباط قوي و كم تعرض النتقاد الذع إلستغراقه كل هذا الوقت للقيام باألمر ألن ما كان يقوم به لم يبد "فعاالً". و لكن كانت المحصلة النهائية مجموعة مترابطة و منفتحة على بعضها البعض و مبدعة و متكاتفة. و كانت روح اإلحترام المتبادل التي تحلي بها أعضاء هذه اللجنة تجعلهم في حالة اإلختالف بدالً من المعارضة و الهجوم يحاولون بذل جهد حقيقي من أجل التفاهم المتبادل و كان التوجه السائد هو" إذا اختلف معي شخص مثلك يتمتع بالذكاء و الكفاءة و االلتزام ،فهذا يعني أنني ال افهم نقطة اإلختالف و البد أن أفهمها فأنت لديك منظور و إطار مرجعي البد أن أفهمه" و من ثم نما نوع من التفاعل المتفتح و تولدت ثقافة استثنائية .و في بعض المواقف قد ال يمكن تحقيق مبدأ التكاتف و تتاح الفرصة لمبدأ ال اتفاق و لكن حتى في ظل هذه الظروف عادة ما ينتج عن روح المحاولة المخلصة التوصل إلى تسويات أكثر فعالية. ***
السعي وراء البديل الثالث: لكي تتمكن من تكوين فكرة أفضل عن كيفية تأثير مستوى التفاعل على فعالية اإلعتماد على التبادل بيننا ،تصور السيناريو التالي: هذا وقت عطلة و أراد الزوج إصطحاب أسرته إلى نزهة على البحيرة ليقيموا معسكراً و يستمتعوا بالصيد و كان هذا األمر مهما ً للغاية بالنسبة له ،فقد كان يخطط له طيلة العام .و قد قام بحجز كوخ على البحيرة و رتب الستئجار قارب و كان أبناؤه يشعرون بإثارة حقيقية تجاه هذه الرحلة. و مع ذلك فقد أرادت زوجته إستغالل وقت العطلة في زيارة والدتها المريضة .فهي غالبا ً ال تتاح لها الفرصة لزيارتها .و هي ترى هذه الزيارة مهمة بالنسبة لها. و اختلفا على ذلك قالزوج يرى أن تجمع أفراد األسرة معا ً و توفير تجربة رائعة ألطفاله ذو أهمية كبرى و أنه بإمكان أخت زوجته األعتناء بأمها فهي تسكن قريبة منها. بينما زوجته بحاجة إلى البقاء بجوار أمها فهي ال تعرف كم تبقى لها على الدنيا و احتد النقاش بينهما و قررا االفتراق هو سيذهب مع أطفاله إلى البحيرة و هي ستذهب إلى والدتها و بال شك سيكون أسبوعا ً سيئا ً للجميع. إن كال من الزوجين يرى الموقف من منظور مختلف .و هذا اإلختالف يفصلهما مسببا ً انقساما ً في العالقة ألنهما يفكران وفقا ً لمبدأ المكسب \ الخسارة فلو فكرا في بديل ثالث كحل يؤدي إلى منفعة 74
النصر الشخصي
الجزء الثاني
متبادلة بأن يجمع بين الرغبتين ألدرك الزوجان أنهما يحبان بعضهما و أن عالقتهما جزء من تكاتفهما. مثالً أن يقترح الزوج باختيار موقع للمعسكر و الصيد يكون قريبا من والدتها .ربما لن تكون بنفس الجمال ولكن مازال بإمكانهم قضاء العطلة خارج المنزل و الوفاء باالحتياجات األخرى و يمكنهم أيضا ً التخطيط لبعض األنشطة الترفيهية بحيث يستمتع األوالد مع ابناء اخوالهم و خاالتهم .و بدالً من إجراء صفقة يصبح األمر بمثابة تحول ،و ينال كل واحد منهما ما أراد و يدعما عالقتهما من خالل هذه العملية. ***
التكاتف السلبي: يعد البحث عن بديل ثالث تحوالً في المنظور الفكري مختلفا ً تماما ً عن اإلنقسام سواء العقلي أو غيره و لكن انظر إلى النتائج المختلفة. إلى أي مدى تنتشر الطاقة السلبية بين الناس عندما يحاولون حل المشكلة أو اتخاذ القرارات على أساس واقع اإلعتماد بالتبادل؟ كم من الوقت ينفد في سرد عيوب اآلخرين و المنافسات السياسية و الصراعات بين الناس و حماية ظهورنا و التخطيط لعظائم األمور و التخمينات ؟ و المشكلة هي أن الناس الذين يتميزون باإلعتماد على اآلخرين يحاولون النجاح على أساس واقع اإلعتماد بالتبادل .و هم إما يعتمدون على استعارة القوه من موقعهم و يسعون من أجل المكسب\الخسارة ،أو أنهم يعتمدون على شعبيتهم بين اآلخرين و يسعون من أجل الخسارة\المكسب. و يفكر الناس الذين ال يشعرون باألمان بضرورة تطويع الواقع وفقا ً لمنظوراتهم الفكرية .فهم في حاجة ماسة إلى استنساخ اآلخرين و قولبتها وفقا ً السلوب تفكيرهم .و هم بذلك ال يدركون أن قوة العالقة هي األخد بوجهة نظر الطرف اآلخر فالتماثل ليس وحده ،و الوحدة هي التتمة و التكملة و ليست التماثل. و انا أؤمن بأن مفتاح التكاتف مع اآلخرين هو التكاتف الداخلي ،أي أن نتكاتف مع أنفسنا و يكمن قلب التكاتف الداخلي في المبادئ المتضمنة في العادات الثالث األولى ،و التي تمنح األمن الداخلي الالزم من أجل التعامل مع مخاطر االنفتاح و الضعف .و عندما نؤمن من داخلنا بهذه المبادئ ننمي عقلية الوفرة الخاصة بمبدأ المكسب /المكسب؛ التفكير بالمنفعة للجميع و صحة العادة الخامسة.
75
النصر الشخصي
الجزء الثاني
و إحدى أكثر النتائج العملية الخاصة بالتمحور حول المبادئ هو أنه يجعلنا وحدة .و سيكتشف الناس الذين يستخدمون المنطق و التفكير اللفظي الذي يعتمد على نصف الدماغ االيسر مدى قصور هذا التفكير عند استخدامه لحل المشكالت التي تتطلب الكثير من اإلبداع .و من ثم يعملون على وضع نص جديد داخل نصف الدماغ األيمن و هذا ال يعني أن نصف الدماغ االيمن لم يكن موجوداً. و عندما يستغل االنسان قدرات كل من نصف الدماغ األيمن .الذي يعتمد على المشاعر و اإلبداع و التصور ،و نصف الدماغ األيسر الذي يعتمد على التحليل و المنطق و االستخدام اللفظي فهذا يعني انه استغل طاقة المخ بالكامل .و هذه األداة هي أفضل ما يناسب الحياة الواقعية ألن الحياة ال تقوم على أساس المنطق فقط بل تحتاج إلى المشاعر ايضاً.
تقدير قيمة الفروق: يعتبر تقدير قيمة االختالفات هو جوهر التكاتف مع اآلخرين -أي الفروق الذهنية و العاطفية و النفسية بين الناس .و مفتاح تقدير تلك الفروق هو إدراك أن الناس يرون العالم كما يشاءون ال على حقيقته. فإذا اعتقدت أنني أرى العالم على حقيقته ،فما الذي -سيدفعني إلى تقدير الفروق؟ و لماذا أهتم ألمر شخص " خارج عن المسار"؟ و حينها سيكون منظوري الفكري أنني موضوعي ألنني أرى العالم على حقيقته .و بينما يدفن اآلخرون أنفسهم تحت أكوام التفاصيل الدقيقة أرى أنا الصورة األكبر، و لهذا يطلقون علي المالحظ -ألن لدي قدرة أعلى على المالحظة. و إذا كان هذا هو منظوري الفكري فلن أستطيع أن أكون معتمداً بالتبادل فعاالً ،و لن أستطيع أيضا ً أن أكون شخصا ً مستقالً فعاالً .و سأظل دائما ً محبوسا ً في المنظورات الفكرية المتعلقة بظروفي. أما الشخص الفعال حقا ً فهو الذي يتمتع بالتواضع و اإلحترام ليدرك حدوده الواضحة و يقدر الموارد الغنية المتاحة من خالل التفاعل مع القلوب و العقول البشرية األخرى .و هذا الشخص يقدر الفروق؛ ألن تلك الفروق تضيف إلى معرفته و فهمه للواقع .و عندما ننظر إلى العالم من خالل عدسة تجاربنا الشخصية فحسب نعاني على الفور نقصا ً حاداً في المعلومات. هل من المنطقي أن يختلف شخصان و يكون كالهما على صواب؟ هذا ليس منطقيا ً ،إنه امر نفسي و هو شديد الواقعية ألن لكل واحد منهما تفسيراً مختلفاً. و إذا لم نقدر الفروق بين إدراكاتنا و إذا لم نقدر بعضنا البعض و نعطي مساحة الحتمال أن يكون كالنا صائبا ً و أن الحياة ليست مليئة دوما ً باإلنقسامات و أن هناك البديل الثالث لن نتمكن من تجاوز حدود ما اعتدناه.
76
النصر الشخصي
الجزء الثاني
تحديد مجال القوى: في مواقف االعتماد بالتبادل يكون للتكاتف تأثير كبير فيما يتعلق بالتعامل مع القوى السلبية التي تقف عثرة في سبيل النمو و التغيير. و قد قام أخصائي علم االجتماع كيرت لوين بوضع نموذج " تحليل مجال القوى" ،الذي وصف من خالله أي واحد من مستويات األداء الحالي أو التوازن بين القوى الدافعة التي تشجع الصعود إلى أعلى ،و القوة المقيدة التي ال تشجع هذا الصعود. و عموما ً تتسم القوة الدافعة بأنها ايجابية و معقولة و واعية و اقتصادية .و إلى جوارها تجد القوى المقيدة ،و هي غالبا ً سلبية و عاطفية و غير منطقية و غير واعية و اجتماعية/نفسية .و كلتا القوتين واقعية والبد من أخذها في االعتبار عند التعامل مع التغير. فبالنسبة لألسرة ،على سبيل المثال ،يوجد "مناخ" معين يسود منزلك -مستوى معين من التفاعل اإليجابي أو السلبي -من الشعور باألمان أو عدمه عند التعبير عن المشاعر أو التحدث حول الهموم ،و من التواصل المحترم بين أفراد العائلة أو انعدامه. و ربما تكون لديك رغبة صادقة في تغيير هذا المستوى .و ربما ترغب في خلق مناخ أكثر إيجابية و أكثر احتراما ً و أكثر انفتاحا ً و ثقة .و أسبابك المنطقية للقيام بهذا هي القوى الدافعة التي تعمل على رفع المستوى. بيد أن زيادة هذه القوى الدافعة ليست كافية؛ فجهودك تقابل بالقوى المقيدة -بروح المنافسة بين األطفال في األسرة ،و بالسيناريوهات المختلفة للحياة بالمنزل التي جلبتها أنت و زوجتك إلى العالقة ،و بالعادات التي نمت و تطورت داخل األسرة ،و بالعمل و المتطلبات األخرى التي تتطلب منك وقتا ً و طاقة. و لكن عندما تستخدم التكاتف مع اآلخرين فإنك تستخدم دافع العادة الرابعة و مهارة العادة الخامسة و تتفاعل العادة السادسة للعمل مباشرة على القوى المقيدة .و تخلق مناخا ً يشعر فيه الجميع باألمان للتحدث عن هذه القوى .و من ثم ،تذيب الثلج من فوقها و تحررها و تضع رؤى جديدة تحولها من قوى مقيدة إلى قوة دافعة ،و تقوم بإشراك الجميع في حل المشكالت بل و غمسهم فيها ،و من ثم يغوصون بداخلها و يشعرون بها و يصبحون جزءاً مهما ً من الحل. و لقد شاركت في العديد من المفاوضات التي أجريت بين أناس كانوا غاضبين من بعضهم البعض حتى إنهم وكلوا محامين للدفاع عنهم و كل ما أدى إليه ذلك هو زيادة المشكلة ألن التواصل بينهم تدهور منذ أن وصل إلى طريقه المحاكم. و عند هذا الحد أسأل " هل أنتم مهتمون بالتوصل إلى حل يؤدي إلى تحقيق منفعة للجميع ( مبدأ المكسب/المكسب) و الذي يرضى عنه كال الطرفين؟" 77
النصر الشخصي
الجزء الثاني
و عادة ما يكون الجواب باإليجاب ،و لكن معظم الناس كانوا يعتقدون باستحالة القيام بذلك. و في أحد برامجنا التطويرية نقل لنا أحد التنفيذين موقفاً ،حيث رفع أحد العمالء القدامى قضية على المصنع نتيجة لضعف األداء .و قد شعر كال الطرفين بأن الحق في صفه و أن اآلخر ال يتمتع باألخالق و ليس موضع ثقة. و عندما بدآ ممارسة العادة الخامسة اتضح أمران :األول ،مشكالت في التواصل المبكر تسببت في سوء تفاهم تعاظم الحقا ً نتيجة لالتهامات المتبادلة .و الثاني ،أن الطرفين في البداية كانا حسني النية ،و لم يرغبا في خوض صراع المحاكم الذي يستنزف أموالهم ،و لكنهما لم يجدا حالً آخر. عندما أصبح هذان األمران واضحين سادت روح العادات الرابعة و الخامسة و السادسة و تم حل المشكلة بسرعة ،و استمرت العالقة بينهما مزدهرة. و أنا ال أقترح أال يلجأ الناس إلى القضاء؛ فبعض المواقف تحتم اللجوء اليه ،و لكنني أرى أن القضاء هو الملجأ األخير و ليس األول .فإن تم استخدامه في وقت مبكر للغاية -حتى و لو بشكل وقائي -ففي بعض األحيان يخلق الخوف و المنظور الفكري القانوني عمليات فكرية و سلوكية ال تتسم بالتكاتف. ***
الطبيعة كلها متكاتفة : علم البيئة هي كلمة تصف في األساس تكاتف الطبيعة -كل شيء له عالقة باآلخر .و في هذه العالقة تتعاظم القوى اإلبداعية تماما ً كما تكمن القوة الحقيقية للعادات السبع في عالقتهم ببعضهم البعض و ليس في العادات في حد ذاتها. يؤتي التكاتف مع اآلخرين بثماره؛ حيث إنه مبدأ صحيح ،و هو اإلنجاز المتوج فوق رؤوس جميع العادات السابقة .و هو الفعالية التي تسود واقع االعتماد بالتبادل -إنه روح فريق العمل و بناء الفريق و تنمية الوحدة و اإلبداع مع اآلخرين. و على الرغم من أنك ال تستطيع التحكم في المنظورات الفكرية لآلخرين في التفاعل القائم على االعتماد بالتبادل أو عملية التكاتف نفسها فإن دائرة تأثيرك تحتوي على قدر كبير من التكاتف. و تكاتفك الداخلي يقع بالكامل داخل دائرة تأثيرك ،و يمكنك احترام جانبي طبيعتك -الجانب التحليلي و الجانب اإلبداعي ،و بوسعك تقدير الفرق بينهما و استخدام هذا الفارق لتحفيز اإلبداع. و بمقدورك أن تكون اكثر تكاتفا ً من داخلك حتى في خضم التغيرات البيئية .و أنت غير مضطر لقبول اإلهانة ،لكن يمكنك تنحية الطاقة السلبية جانباً ،و البحث عما هو جيد لدى اآلخرين و االستفادة منه بغض النظر عن اختالفه ،و من ثم تستطيع تطوير وجهة نظرك و توسيع مداركك. 78
النصر الشخصي
الجزء الثاني
فإذا عملت على أساس فلسفة المكسب /المكسب و سعيت حقا ً من أجل الفهم فستجد حالً دائما ً و سيكون أفضل مما يعتقده المعنيون باألمر. ***
79
الجزء الثالث التجديد
التجديد
الجزء الثالث
العادة السابعة اشحذ المنشار مبادئ التجديد الذاتي المتوازن لنفترض أنك في الغابة و مررت بشخص يعمل بكد من أجل قطع شجرة. فتسأله" :ماذا تفعل؟" فيرد عليك في نفاذ صبر " :أال ترى؟ إنني أحاول قطع شجرة". فصحت متعجباً":و لكنك تبدو منهكاً .منذ متى و أنت تعمل؟". فيجيب":منذ أكثر من خمس ساعات .و قد تعبت للغاية .فهذا عمل شاق". فاستفسر قائالً":حسناً،لماذا ال تأخذ استراحة لمدة خمس دقائق و تشحذ المنشار؟ أنا على يقين أنك لو شحذته ستنجز العمل بشكل أسرع". فيقول الرجل مؤكداً":ليس لدي وقت لشحذ المنشار؛ فأنا منشغل بالقطع!". العادة السابعة هي تخصيص وقت لشحذ المنشار ،و هي تحيط العادات األخرى المتضمنة في المنظور الفكري للعادات السبع؛ ألنها العادة التي تجعل تحقيق العادات األخرى ممكناً.
األبعاد األربعة للتجديد إن العادة السابعة هي بمثابة القدرة الشخصية على اإلنتاج (ق إ) .و هي تحافظ على أعظم األصول التي تمتلكها و تعززه -أال هو أنت .و هي تجدد األبعاد األربعة لطبيعتك -البعد البدني و الروحي و العقلي و االجتماعي /العاطفي.
80
التجديد
الجزء الثالث
البدني التدريب والتغذية والتحكم في الضغوط
االجتماعي /العاطفي
العقلي
الخدمات والتقمص العاطفي
القراءة و التصور
والتكاتف واألمن الداخلي
والتخطيط والكتابة
الروحي تقدير اإليضاح واإللتزام ، والدراسة والتأمل و على الرغم من اختالف الكلمات المستخدمة إال أن معظم فلسفات الحياة تدور في فلك هذه األبعاد األربعة سواء صراحة أو ضمنياً .و يوضح الفيلسوف هيرب شيبرد أن الحياة السليمة المتوازنة تدور حول أربع قيم :المنظور (روحي) ،و االستقاللية أو الحكم الذاتي ( عقلي) ،و الترابط (اجتماعي) ،و نبرة الصوت ( بدني). و يقصد بمبدأ "شحذ المنشار " التعبير عن الدوافع األربعة و يقصد به أيضا ً ممارسة كل األبعاد األربعة الخاصة بطبيعتنا ممارسة منتظمة و مستمرة بأساليب حكيمة و متوازنة.
81
التجديد
الجزء الثالث
و من أجل القيام بهذا البد أن نكون مبادرين .و يعتبر تخصيص وقت من أجل شحذ المنشار نشاطا ً اساسياً ،و هذا هو أحد أهم االستثمارات التي يمكننا القيام بها في الحياة -االستثمار في أنفسنا ،في األداة الوحيدة التي نملكها و نتعامل بها مع الحياة و نقدم إسهاماتنا من خاللها .فنحن األدوات التي نستخدمها في أدائنا ،و لكي نحقق المزيد من الفعالية علينا أن ندرك أهمية استغراق بعض الوقت بانتظام من أجل شحذ المنشار في جميع االتجاهات األربعة.
البعد البدني: هو االهتمام الفعال بجسدنا المادي وتعتبر ممارسة الرياضة لحوالي ثالثة او ست ساعات في االسبوع او ثالثين دقيقه في اليوم ليس بالقدر الكبير مقارنة بالفوائد الجمة التي تؤثر على بقية ال 165ساعة باألسبوع. وافضل برنامج تدريبي هو الذي يمكنك ممارسته بالمنزل وذلك الذي يبني ثالثة جوانب في جسمك: قوة التحمل ،المرونة ،والقوة .وتأتي قوة التحمل من ممارسة تمرينات األيروبيكس ومن كفاءة جهاز القلب واالوعية الدموية ،حيث يمكن أن تحصل عضلة القلب على التدريب من خالل مجموعة من العضالت وخاصة عضالت الساقين ،بالجري السريع والسباحة. وتأتي المرونة من تمارين االستطالة ،وينصح معظم الخبراء بأداء تمارين االحماء قبل تدريبات األيروبيكس وتمارين تبريد الجسم /االستطالة عقبها .وترجع فائدة هذه التمارين الى انها تساعد في ارخاء العضالت وتسخينها للتدريبات اشاقة. اما القوة فأساسها تدريبات المقاومة الخاصة بالعضالت ،تمارين الضغط وتمارين عضالت البطن و كذلك حمل االثقال .اذا كان عملك مكتبيا في االساس ونجاحك في الحياة ال يتطلب الكثير من القوة ،فقليل من تمارين التقوية مع األيروبيكس وتمارين االستطالة ستجدي نفعا . إن جوهر تجديد البعد البدني هو شحذ المنشار لتدريب أجسامنا بانتظام بطريقة تحافظ على قدرتنا على العمل وتعززها بحيث يكون فيها متعة ،وال بد أن يتسم وضعنا لبرنامج التجريب بالحكمة ، فيمي ل البعض الى المبالغة في التدريبات اذا كانوا من النوع الذي ال يمارس الرياضة قط ،وهو ما قد يسبب أالما و أضرارا غير ضرورية . اذا لم تكن تمارس الرياضة بال شك سيحتاج جسمك على هذا التغيير ألنه ينتزع منه الراحة ، وفي البداية لن تحب هذا وربما تبغضه ولكن كن مبادرا ،إلتزم بأداء التمرينات في جميع الظروف حتى إذا أمطرت صباح اليوم الذي خططت فيه للتدريب. وهنا أنت ال تتعامل مع الحلول السريعة وهذا الذي سيعطيك نتائج فعالة .و ربما تكون أعظم فائدة عليك من ممارسة الرياضة هي تدريب عضالت العادة االولى الخاصة بالمبادرة .فبينما تعمل على أساس قيمة التدريبات الرياضية بدال من االكتفاء برد الفعل تجاه القوة التي تعوق ممارستك للرياضة ستكتشف تأثر تصورك الذهني وتقديرك الذاتي وثقتك في نفسك وتكاملك تأثرا كبيرا.
82
التجديد
الجزء الثالث
البعد الروحي: يمدك تجديد البعد الروحي بالقدرة على قيادة حياتك ،وهو ذو صلة وثيقة بالعادة الثانية .ويعد جوهرك ومركزك والتزامك بنظام قيمك .وهو منطقة خاصة جدا من حياتك ،وهو المنبع الذي تأتي منه مصادر إلهامك ،ويربطك بالحقائق المطلقة لكل البشرية ،وهو أمر يختلف الناس في تحقيقه اختالفا بينا .فأنا أجد أن التجدد في تأمالتي اليومية في بعض النصوص الدينية التي تعد نظاما قيما. و بينما اقرأ و اتأمل أشعر بالتجدد والقوة والتمحور واإللتزام بالخدمة.
و ذات مرة سأل شخص المعلم ِزن من الشرق االقصى والذي كان يتمتع بقدر هائل من الهدوء والسالم بغض النظر عن مقدار الضغوط التي كان يتعرض لها .كيف تحافظ على الهدوء والسالم ؟ فأجاب " إنني ال اغادر المكان الذي اتأمل فيه أبدا" .وكانت عادته ان يتأمل في الصباح الباكر و لبقية اليوم كان يحمل داخل قلبه وعقله السالم الذي مأله خالل تلك اللحظات .ولهذا السبب أؤمن برسالة الحياة الشخصية و أهميتها ،فإذا تمكنا من فهم مركزنا وهدفنا سنتمكن من مراجعته وتجديد اإللتزام به. ويعلمنا القائد الديني ديفيد اوماكاي " :ان أعظم معارك الحياة هي الصراع اليومي داخل الغرف الصامتة للروح" .وإذا ربحت المعارك هناك ،واذا سويت قضايا الصراع الداخلي ستشعر بالسالم وستجد نفسك ،و ستجد أن النصر العام يأتي من التفكير بشكل تعاوني ،وتعزيز مصالح الناس والشعور بالسعادة لنجاحاتهم يتدفق تدفقا طبيعيا.
البعد العقلي: ال توجد طريقة لتثقيف عقلك وتوسيع مداركك بانتظام أفضل من عادة قراءة الكتب القيمة ،ويمكنك من خالل القراءة الغوص داخل أفضل العقول الموجودة اآلن أو التي وجدت في العالم من قبل. وأقترح عليكم البدء بهدف قراءة كتاب كل شهر ثم كتاب كل أسبوعين ثم كتاب كل أسبوع . "إن الشخص الذي ال يقرأ ليس أفضل حال من الشخص الذي ال يعرف القراءة" . والكتابة هي طريقة أخرى مؤثرة لشحذ منشار العقل ،فالمواظبة على كتابة اليوميات التي تضم أفكارنا وتجاربنا ورؤانا وتعاليمنا تعزز صفاء الذهن ودقته .فالتواصل على مستوى األفكار والمشاعر واألفكار األعمق بدال من مستوى األحداث السطحية يؤثر أيضا في وضوح التفكير وإصدار أحكام دقيقه والفهم بوضوح بال لبس. ويمثل التخطيط والتنظيم شكلين آخرين من أشكال التجديد العقلي المرتبط بالعادتين الثانية والثالثة ،وهو ممارسة التصور والتخيل داخل عقلك لتتمكن من رؤية الغاية منذ البداية .وهذا تدريب أطلق عليه "النصر اليومي الخاص" .وأنا اطلب منكم ممارسة هذا التدريب البسيط لمدة ساعه في اليوم حيث سيؤثر في جميع قراراتك وجودة وفعالية كل ما تفعله في هذا اليوم بما في ذلك النوم العميق بال أرق .
83
التجديد
الجزء الثالث
البعد االجتماعي \ العاطفي: بينما ترتبط األبعاد البدنية والروحية والعقلية ارتباطا وثيقا بالعادات األولى والثانية والثالثة ،تتركز حول المبادئ الشخصية والرؤية والقيادة واإلرادة ،فإن البعد االجتماعي \ العاطفي يركز على العادات الرابعة والخامسة والسادسة ،يتركز على مبادئ العالقات الجماعية والتوال وفقا للتقمص العاطفي والتعاون الخالق . وتجديد البعد االجتماعي \ العاطفي ال يستغرق وقتا مثل األبعاد األخرى ،فهو يتحقق من خالل تعامالتنا اليومية مع الناس ،ولكنه بال شك يحتاج إلى تدريب . لنفترض أنك الشخص االساسي في حياتي ،أي شخص أود أو أحتاج إلى التعامل معه ،ولنفترض أننا في حاجة إلى التعامل معا لنتخذ قرارا أو ننجز هدفا أو نحل مشكله ،ولكن كل واحد منا يرى األمر بمنظور مختلف لذا أقوم بممارسة العادة الرابعة فآتي إليك وأقول "أرى أننا نتناول الموضوع من منظور مختلف ،لماذا ال نتفق على التواصل حتى نجد حال يرضينا هل أنت على استعداد للقيام بهذا؟" ،وبالطبع يكون معظم الناس مستعدين ويقولون نعم. ثم انتقل إلى العادة الخامسة "دعني أستمع إليك أوال" وبدال من اإلستماع إليك بنية الرد إستمع إليك وفقا للتقمص العاطفي حتى أفهم تصورك الذهني وعندما أتمكن من شرح وجهة نظرك كما تستطيع أنت القيام بذلك سأركز بعدها على توصيل وجهة نظري إليك ومن ثم تتمكن من فهمها. وبناء على تعهدي بالبحث عن حل يرضي كال منا ننتقل إلى العادة السادسة ،وسنعمل معا للتوصل إلى حلول أخرى لالختالفات بيننا .والنجاح في العادات الرابعة والخامسة والسادسة ال يعتمد على العقل في المقام األول بل يعتمد على العواطف ،وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بأمننا الشخصي . ولكن من أين يأتي األمن الداخلي؟ إنه يأتي من داخنا ،من التصورات الذهنية الدقيقة والمبادئ القويمة المتأصلة داخل قلوبنا وعقولنا .إن راحة البال تتحقق عندما تعيش في توافق مع المبادئ والقيم الصحيحة ال غير. وهناك أيضا األمن الداخلي الذي ينشأ نتيجة الحياة في إطار االعتماد بالتبادل الفعال وقد يتحقق األمن عندما تعرف أن هناك حلول مكسب\مكسب متاحة وأن الحياة ليست دائما إما \ أو ،واألمن يتولد عندما تعرف أن بإمكانك الخروج من إطار مرجعيتك دون التخلي عنه ،وينشأ عندما تتعامل مع الناس تعامال صادقا وخالقا وتعاونيا .وهناك نوع من األمن الداخلي الذي ينشأ من الخدمات ومساعدة االخرين ،واحد من أهم مصادر األمن هو عملك . وقد ركز "فيكتور فرانكل " على الحاجة إلى وجود معنى وهدف في حياتنا ،شيء يتجاوز حدود حياتنا الشخصية ويفجر الطاق ات الموجودة بداخلنا ويقول جورج برناد شو " :إنها المتعة الحقيقية للحياة أن تعمل من أجل هدف تراه أنت عظيما ،أن تكون إحدى قوى الطبيعة بدال من التعامل بغباء ومن مطلق األنانية والشكوى من أن العالم ال يقدم لك ما تريد وتكون سعيدا .وأنا أعتقد أن حياتي ملك للمجتمع بأسره وإنه لشرف لي طالما تدب في داخلي أنفاس الحياة ان أقوم بكل ما أستطيع من أجله .فأنا أود أن أكون مستهلكا بالكامل عندما تحين لحظة وفاتي ،فكلما عملت بجد عشت أكثر .
84
التجديد
الجزء الثالث
وضع نصوص لآلخرين: معظم الناس تشكو من خالل المرآة االجتماعية وبرمجتهم نصوص المحيطين بهم ومفاهيمهم وتصوراتهم الذهنية ،وألننا أشخاص ننتهج االعتماد بالتبادل فأنا وأنت نتاج تصور ذهني مفاده إدراك أننا جزء من المرآه االجتماعية .ويمكننا أن نختار أن نعكس لآلخرين بوضوح رؤية واضحة غير مشوهه ألنفسهم ،فيسعنا التأكيد على طبيعتهم البادرة ومعاملتهم كأشخاص مسؤولين . ومع تمتعنا بعقلية الوفرة ندرك أن تقديم انعكاس إيجابي لآلخرين ال يقلل منا في شيء ،انه يزيد من فرصنا في التعامل الفعال مع الناس المبادرين .وفي مرحلة ما من حياتك ربما وجدت شخصا ما يؤمن بك عندما فقدت ايمانك بنفسك ،لقد وضع لك نصا فهل أحدث ذلك فرقا في حياتك؟ . وإحدى القصص الكالسيكية التي تتناول مجال النبوءات ذاتية التحقق تشي عن كمبيوتر تمت برمجته برمجة غير صحيحه بالخطأ وفي المجال االكاديمي قام بفصل لقب "أطفال أذكياء" عن لقب أطفال أغبياء ولقب أطفال أغبياء عن أطفال أذكياء. وأخيرا عندما اكتشفت اإلدارة الخطأ بعد خمسة أشهر ونصف قررت اختبار األطفال مرة أخرى دون اطالع أي شخص على ما حدث .وكانت النتائج مذهله فقد نقصت درجات األطفال األذكياء في اختبار الذكاء بصورة ملحوظة ألنهم عوملوا على أنهم محدودو القدرة العقلية ،وأصبحت التصورات الذهنية للمعلمين هي نبوءة ذاتية التحقق. ولكن نتائج المجموعة التي من المفترض أنهم األغبياء أظهرت ارتفاع معدل درجاتهم فقد تعامل معهم المعلمون على أنهم أذكياء وعكس أملهم وتفاؤلهم على هؤالء األطفال توقعات كبيرة وعالية وعندما سأل المعلمون عن الوضع خالل األسابيع األولى من الفصل الدراسي فأجابوا" :لسبب ما لم تكن طرقنا ناجحة لذا كان علينا تغييرها" .
التوازن في التجديد: البد أن تتضمن عملية التجديد الذاتي تجديدا متوازنا لألبعاد األربعة لطبيعتنا :البدنية والروحية والعقلية واالجتماعية \ العاطفية ،فإهمال واحد منها يؤثر سلبا على البقيه وهذا االمر يصدق على االفراد والمؤسسات على حد سواء ،ففي مؤسسة ما يفسر البعد البدني على أساس اقتصادي ،والبعد العقلي او النفسي يتعامل مع التقدير والتطوير واستخدام المواهب ،أما البعد االجتماعي \ العاطفي فانه يتعامل مع العالقات اإلنسانية وأسلوب معاملة الناس .ويتعلق البعد الروحي باكتشاف المعاني من خالل االغراض أو اإلسهامات ومن خالل التكامل المؤسسي . وقد اكتشفت ان العديد من المؤسسات ينصب اهتمامها على االقتصاد أي جني المال .أجد كذلك قدرا كبيرا من ثقافة التكاتف السلبي والتي تولد المنافسات بين االقسام والتواصل الذي اساسه الدفاعية وممارسة األلعاب السياسية والسيطرة العقلية. وعلى الجانب اآلخر شاهدت مؤسسات حصرت تركيزها على البعد االجتماعي\العاطفي ،وهي ليس لديها ضوابط أو مقياس للفعالية ونتيجة لذلك فهي تخسر جميع صور الكفاءة وبالطبع وجودها في السوق.
85
التجديد
الجزء الثالث
التكاتف في التجديد : إن التجديد المتوازن هو أفضل انواع التكاتف ،واألشياء التي تقوم بها من أجل شحذ المنشار في واحد من األبعاد األربعة يكون لها تأثير إيجابي على األبعاد األخرى ألنها مرتبطة ببعضها ارتباطا وثيقا ،فصحتك البدنية تؤثر على صحتك العقلية وقوتك الروحية تؤثر على قوتك االجتماعية \ العاطفية ،وعملك على تحسين واحد من هذه األبعاد يزيد من قدرتك على تحسين األابعاد األخرى فكلما كنت مبادرا ( العادة األولى) أمكنك ممارسة القيادة الشخصية بفعالية (العادة الثانية) واإلدارة في حياتك (العادة الثالثة) .وكلما تمكنت من إدارة حياتك بفعالية (العادة الثالثة ) زاد ذلك من مقدرتك على ( العادة السابعة) .وكلما سعيت من أجل الفهم أوال (العادة الخامسة) تمكنت من التوصل إلى حلول مكسب\مكسب التي تتسم بالتكاتف (العادات الرابعة والسادسة). وكلما تمكنت من تحسين أي واحده من العادات التي تؤدي إلى االستقالل ( العادات األولى والثانية والثالثة) زاد هذا من فعاليتك في التوصل إلى حلول أساسها االعتماد بالتبادل (العادات الرابعة والخامسة والسادسة) .
االرتقاء اللولبي الصاعد: التجديد هو المبدأ والعملية التي تمكنا من االرتقاء اللولبي الصاعد لتحقيق النمو والتغير والتحسين المستمر .والضمير هو الموهبة التي تقيس درجة توافقنا مع المبادئ القويمة أو اختالفنا معها وتقربنا منها إن كانت في لياقه جيدة. وكما ان تناول األطعمة الضارة وعدم ممارسه الرياضة يدمران الحالة الصحية للرياضي ،فان األمور التي تتسم بأنها فاحشة أو فجة أو إباحية من شأنها كذلك أن تخلق ظالما داخليا يحذر احساساتنا السامية ،ويجعل الضمير االجتماعي "هل سيكتشف أمري أحد؟" يحل محل الضمير الحي "ما هو الصواب وما هو الخطاء ؟". "وما ان يتكون لدينا الوعي الذاتي البد أن نختار أهدافا ومبادئ نعيش بها ،واال سنخسر وعينا الذاتي ونتحول إلى حيوانات تعيش الحياة البدائية وهدفها البقاء على قيد الحياة والتكاثر .والناس الذين يعيشون في هذا المستوى ال يعيشون بل تعاش لهم حياتهم .فهم يكتفون برد الفعل وال يدركون المواهب المتفردة التي تقبع بداخلهم. و أؤمن انه بينما ننمو و نتطور في إطار االرتقاء اللولبي الصاعد سنظهر اجتهادا في عملية التجديد عن طريق تثقيف وطاعة ضميرنا .الضمير الذي سيزداد ثقافة سيقودنا على طريق الحرية الخصبة واألمن والحكمة و القوة .
86
التجديد
الجزء الثالث
مقترحات للتطبيق: -1ضع قائمة باألنشطة التي من شأنها مساعدتك على الحفاظ على صحتك البدنية ،والتي تناسب نمط حياتك وتحقق لك المتع’ في نفس الوقت. -2اختر واحد من االنشطة واجعله هدفا لك لتحقيقه خالل األسبوع المقبل ،وقيم أدائك نهاية األسبوع .فإذا لم تحقق هدفك ،فهل كان هذا ألنك اعتبرته أقل أهمية من احدى قيمك االعلى، أم ألنك أخفقت في العمل بأمانة مع قيمك؟ -3قم بوضع قائمة مماثلة لتجديد أنشطتك على مستوى البعدين الروحي العقلي ،وبالنسبة للجانب االجتماعي /العاطفي ،ضع قائمة بالعالقات التي تود تحسينها. -4التزم بكتابة أنشطة محددة "لشحذ المنشار" على مستوى جميع األبعاد كل أسبوع للقيام بها وتقييم أدائك والنتائج.
من الداخل إلى الخارج مرة أخرى إن الرساالت السماوية تعمل من الداخل الى الخارج ،والعالم يعمل من الخارج الى الداخل .و العالم يخرج الناس من الرذائل والرساالت السماوية تخرج الرذائل من الناس ،وبعد ذلك يخرجون هم أنفسهم من الرذائل. والعالم يشكل الرجال بتغير بيئتهم ،والرساالت السماوية تغير الرجال والذين يغيرون بيئتهم بعد ذلك ،ويشكل العالم سلوك الناس ولكن الرساالت السماوية تغير طبيعة البشر. عزرا تافت بنسون لدي قصة شخصية أشعر أنها تنطوي على جوهر هذا الكتاب ،منذ عدة سنوات مضت أخذت أسرتي عطلة للراحة من الجامعة ،وعشنا لمدة سنة كاملة في " الي" التي تقع على الشاطئ الشمالي ألواهو ،هاواي. وذات يوم بينما كنت أتجول بين الكتب المتراصة ،وجدت كتابا جذب اهتمامي و ما إن فتحته ووقعت عيناي على فقرة واحدة كان لها أكبر األثر في حياتي .كانت الفقرة تتضمن فكرة بسيطة للغاية مفادها أن هناك فجوة بين المثير واالستجابة ومفتاح نمونا وسعادتنا يكمن في استغالل هذه المساحة .أصابتني بقوة متجددة ال تصدق ،وبدا األمر وكأنني "أعرفها للمرة االولى" وكأن ثورة داخلية اندلعت " إنها فكرة حان وقتها".
التواصل بين األجيال: اكتشفت أنا وزوجتي ساندرا في ذلك العام أن القدرة على االستغالل الحكيم للفجوة بين المثير واالستجابة وممارسة المواهب البشرية األربع الفريدة عملتا على زيادة قوتنا من الداخل إلى الخارج .و لقد جربنا منهجا من الخارج إلى الداخل ،وتمكنا من بناء عالقة أساسها الثقة واالنفتاح وإذابة االختالفات بطريقة عميقة ونهائية. 87
التجديد
الجزء الثالث
فقد غدونا قادرين على التمتع بمستوى أعمق من الرؤية جعلنا نرى حياة أطفالنا وهي تتشكل وتتأثر على أيدينا غالبا طرق لم نبدأ حتى في إدراكها وذلك بنفس القوة التي تأثرت بها حياتنا بآبائنا. وكم هو رائع لألطفال ان يتمكنوا من التعرف على ذواتهم داخل القبيلة ،وأن يشعروا بأن هناك العديد من الناس يعرفونهم ويهتمون ألمرهم ،ويوجد مثل رائع للتواصل بين األجيال وهو أمي، فحتى اآلن وهي في الثمانين من عمرها بإمكاني االتصال بها الليلة وأعلم انها ستقول "ستفن ،أود أن تعرف كم أحبك وكم أراك رائعا" .فقد كانت تؤكد دائما على هذا.
كن شخصا متحوال من بين عدة أشياء أخرى أعتقد أن إعطاء "أجنحة" ألطفالنا و لآلخرين أيضا يعني تعزيزهم بالحرية التي تمكنهم من الطيران ،والسمو فوق جميع النصوص السلبية التي وصلت إلينا .و أعتقد أن هذا يعني أن تصبح ماعبّر عنه صديقي وشريكي د .تيري تيرنر "شخصا متحوال" فبدال من أن ننقل هذه النصوص إلى الجيل التالي يمكننا تغييرها ويمكننا القيام بذلك بطريقة نبني من خاللها العالقات. وليس بالضرورة أن تسيئ معاملة أطفالك ألن والديك قد أساءا التعامل معك وأنت طفل. ويمكنك أن تختار ليس فقط عدم اإلساءة إلى أطفالك بل و التأكيد على حبك لهم بأنماط إيجابية. " يمكن أن تنعكس الحقيقة األخالقية في األفكار .وبوسع الشخص الشعور بها .ويمكنه أن يعقد العزم على معايشتها.ولكن بمقدور الحقيقة األخالقية التغلغل والظهور في هذه األنماط الثالثة ،ومع ذلك تفلت من بين أيدينا .وفي مكان أعمق من وعينا تكمن ذاتنا نفسها -مادتنا الحقيقية وطبيعتنا"... وتحقيق الوحدة –و التوحد -مع أنفسنا ومن نحبهم ومع أصدقائنا وزمالء العمل هو أغلى و أجمل ثمرة من ثمار العادات السبع. ومما ال شك فيه أن بناء شخصية قوامها األمانة و خوض حياة يملؤها الحب وخدمة اآلخرين والتي تخلق مثل هذه الوحدة ليس سهال. وفي بعض األحيان نرتكب األخطاء ،ونشعر أننا نتراجع ونعود للوراء .ولكن إذا بدأنا بالنصر الخاص اليومي وعملنا من الداخل إلى الخارج ستكون النتيجة أكيدة. أقتبس كلمات إيمرسون " إن األمر الذي تثابر في عمله يصبح أسهل –ليس ألن طبيعة المهمة قد اختلفت ولكن ألن قدرتنا على القيام بها ازدادت"
88
التجديد
الجزء الثالث
وعندما نمركز حياتنا حول مبادئ قويمة ونخلق نوعا من التركيز المتوازن بين األداء وزيادة قدرتنا على العمل سنتمكن من تنفيذ مهمة خلق حياة فعالة ومفيدة و آمنة ...من أجل أنفسنا ومن أجل ذريتنا.
ملحوظة شخصية و أنا أختتم هذا الكتاب أود مشاركتكم معتقدي الشخصي المتعلق بالمصدر الذي أؤمن بأنه منبع المبادئ القويمة.أعتقد أن المبادئ القويمة هي قوانين طبيعية و أن هللا سبحانه وتعالى -خالقنا جميعا- هو مصدرها و هو مصدر ضميرنا.و أعتقد أنه وفقا لدرجة تأثر الناس بإلهام ضميرهم فإنهم سوف ينمون إلشب اع طبيعتهم ،ووفقا لدرجة عدم تأثرهم بها لن يتمكنوا من اإلرتقاء فوق مستوى الحيوانات. وأعتقد أن هناك أجزاء من الطبيعة البشرية ال يمكن الوصول إليها من خالل أي تشريع أو تعليم ؛ ولكنها تتطلب قوة من هللا سبحانه وتعالى للتعامل معها .و أعتقد أن البشر ال يستطيعون بمفردهم الوصول إلى حد الكمال .فوفقا لدرجة التزامنا بالمبادئ القويمة تتولد بداخلنا الصفات اإللهية والتي تمكننا من الوفاء بمتطلبات الخالق .وكما قال تيلهارد " إننا لسنا بشرا لديهم تجارب روحانية ،بل إننا مخلوقات روحانية لديها تجارب بشرية". و أنا شخصيا أصارع مع الكثير مما رويته لكم في هذا الكتاب .ولكنه صراع مثمر وذو قيمة .وهو يعطي معنى لحياتي ويمكنني من الحب وتقديم الخدمات وتكرار المحاولة. "البد أال نتوقف عن االكتشاف .ونهاية كل اكتشاف ستكون عودة لنقطة البداية لنتعرف إلى المكان من جديد"
89
التجديد
الجزء الثالث
تعقيب أسئلة كثيرا ما تطرح علي ي بعض األسئلة الشخصية مثل تلك التي بكل صراحة غالبا ما أشعر بالحرج عندما تطرح عل ّ أضمنها في هذا التعقيب. نشر كتاب العادات السبعة عام ، 1989وبعد الخبرات التي اكتسبتها طيلة عدة سنوات ماذا تود أن تضيف أو تغير أو تحذف من الكتاب؟ إنني ال أحاول أن أجيب باستخفاف،ولكن بصراحة لن أغير شيئا. ربما أقوم بتناول القضايا بعمق أكثر ،و أقدم تطبيقات واسعة المدى ولكن سنحت لي الفرصة للقيام بهذا من خالل العديد من الكتب التي أصدرتها منذ ذلك الحين. ما الذي تعلمته عن العادات السبع منذ إصدار الكتاب؟ لقد تعلمت العديد من األمور أو عززتها: . 1أهمية فهم الفرق بين المبادئ والقيم.فالمبادئ هي قوانين الطبيعة الخارجية ،والتي تتحكم تحكما مطلقا في عواقب أفعالنا .أما القيم فهي نابعة من الداخل وشخصية وهي تمثل أقوى ما نشعر أنه يوجه سلوكنا .القيم هي التي تحكم سلوكيات الناس أما المبادئ هي التي تحكم عواقب تلك السلوكيات.لذا يتعين علينا تقدير المبادئ. . ٢من خالل تجاربي في جميع أنحاء العالم فهمت الطبيعة الالمحدودة للمبادئ التي تتضمنها.قد تتنوع الشروح والممارسات وتحددها الثقافة ولكن المبادئ واحدة ال تتغير.وكلنا متشابهون-رجاال ونساء -ونواجه نفس المشاكل ،ولنا نفس االحتياجات ونتعامل مع نفس المبادئ.وكل ثقافة تفسر المبادئ العالمية بطرق متفردة. . 3لقد شاهدت التضمينات المؤسسية للعادات السبع ،على الرغم أنه من المنطلق التقني الصارم فإن اي مؤسسة ال يكون لها عادات .ولقد عملنا مع آالف المؤسسات التي تعمل في مختلف أنواع الصناعات والمهن واكتشفنا أن بعض المبادئ األساسية التي تتضمنها العادات السبع تطبق الفعالية وتعرفها.
90
التجديد
الجزء الثالث
.4بوسعك تدريس كل العادات السبع بأن تبدأ بأي واحدة منها. .5وعلى الرغم من أن العادات السبع تمثل مفهوما من الداخل إلى الخارج ،غير أنها تحقق أفضل نجاح عندما تبدأ بالتحدي الخارجي ثم تتجه إلى مفهوم من الداخل إلى الخارج. .6إن االعتماد بالتبادل أصعب عشر مرات من االستقالل .فهو يتطلب قدرا كبيرا من االستقالل العقلي والعاطفي للتفكير وفقا لمبدأ مكسب\مكسب عندما يفكر الشخص اآلخر بمبدأ مكسب\خسارة. وبعبارة أخرى ،يتطلب العمل مع اآلخرين بأساليب تعاونية خالقة قدرا كبيرا من االستقالل واألمن الداخلي والسيطرة على الذات. .7يمكنك تلخيص العادات الثالث األولى بهذه العبارة " اقطع على نفسك عهدا وحافظ عليه" .ويمكنك ايضا تلخيص العادات الثالث االخيرة بعبارة " شارك األخرين بالمشكلة وحاولوا حلها معا". .8إن األمانة هي قيمة أعلى من الوالء .أو األفضل أن نقول إن األمانة أعلى صور الوالء. .9إن عيش العادات السبع هو صراع مستمر مع كل شخص.
ماهي العادة التي القيت معها أكبر صعوبة؟ العادة الخامسة .عندما أشعر بالتعب وأشعر أنني على صواب ال أرغب بالفعل باإلنصات ،بل ربما أتظاهر باإلنصات. تمثل العادات السبع دائرة تصاعدية. العادة األولى في مستوى أعلى مختلفة عن العادة األولى في المستوى األدنى.فلكي تصبح مبادرا في المستوى األول ربما يتعين عليك فقط إدراك المساحة بين المثير واالستجابة .وفي المستوى التالي ينبغي عليك القيام باالختيارات مثل القيام بالثأر أو االنتقام...
91
التجديد
الجزء الثالث
أنت نائب رئيس شركة فرانكلين كوفي .هل تعيش فرانكلين العادات السبع؟ نحن نحاول .فمحاولة عيش ما نعلمه باستمرار هو من أهم قيمنا. لماذا سبع ؟ لماذا ليست ستا أو عشر أو خمس عشرة؟ما هو الشيء المميز في الرقم سبعة؟ كل ما في األمر أن عادات النصر الثالث ( حرية االختيار ،االختيار ،التصرف) تسبق عادات النصر الثالث ( االحترام ،التفهم ،االبتكار) ثم تأتي واحدة تعتبر تجديدا لكل ما سبق وبذاك يصبح مجموع العادات سبع. كيف تؤثر الشهرة فيك؟ إنها تؤثر بطرق مختلفة .فهي تعتبر إطراء بالنسبة لألنا .ومن منطلق التعليم فهي التواضع ،ولكن علي االعتراف بأنني لم أؤلف تلك المبادئ وبالتالي ال أستحق أي تقدير عنها. لو أمكنك إعادة األمر من جديد ،ماهو الشيء الذي كنت ستؤديه بأسلوب مختلف بصفتك رجل أعمال؟ كنت سأكون أكثر فعالية وكفاءة في التعيين واالختيار .علينا أن ننظر بعمق إلى كل من الشخصية والكفاءة ألنه في النهاية ستظهر العيوب الموجودة في أيهما واضحة جلية في كليهما .أنا مقتنع أنه على الرغم من أهمية التدريب والتنمية فإن التعيين واالختيار أكثر أهمية. لو أمكنك إعادة األمر من جديد ،ما هو الشيء الذي كنت ستؤديه بأسلوب مختلف بصفتك والدا؟ أتمنى لو أنني أمضيت المزيد من الوقت في وضع اتفاقيات مكسب\مكسب بسيطة وغير رسمية مع أبنائي خالل مراحل حياتهم المختلفة. كيف ستغير التكنولوجيا العمل في المستقبل؟ إنني أؤمن بمقولة ستان ديفيد " عندما تتغير البنية التحتية يتغير كل شيء" و أعتقد أن البنية التحتية التقنية هي مركز كل شيء .وستزيد من سرعة كل ما هو جيد وسيء.
92
التجديد
الجزء الثالث
كيف ستشرع في تعليم العادات السبع لألطفال الصغار للغاية؟ أعتقد أنني سأتبع العادات الثالث األساسية لتربية األطفال أللبرت شوارتز وهي :األولى المثال والثانية المثال والثالثة المثال .ولكني لن أحذو نفس حذوه بل سأقول األولى المثال والثانية بناء عالقة أساسها االهتمام والتشجيع والثالثة تعليم بعض األفكار البسيطة التي تحدد هذه العادات بلغة األطفال. إن رئيسي(زوجتي،طفلي وصديقي..الخ) في حاجة فعلية إلى العادات السبع.ماهي نصيحتك لي لدفعهم إلى قراءته؟ إن الناس ال يهتمون بمقدار معرفتك كما يهتمون بمقدار حبك لهم .و ببساطة دعهم يرون العادات السبع في تصرفاتك وخالل حياتك.ثم في الوقت المناسب قد تدعوهم إلى المشاركة في برنامج تدريبي ،أو مشاركتك في قراءة الكتاب باعتباره هدية. ماهي خلفيتك وكيف تسنى لك كتابة تلك العادات؟ اكتشفت انني استمتع بالتدريس للقادة وتدريبهم أكثر من إدارة أعمال األسرة.والحقا قمت بتدريس مواد إدارة األعمال في جامعة بريجهام وقدمت استشارات ونصائح وتدريبات في هذا المجال لسنوات عديدة.وخالل ذلك الوقت زاد اهتمامي لوضع برامج تدريب متكاملة للقيادة و اإلدارة.تطورت في النهاية لتصبح العادات السبع.وقررت ترك الجامعة والعمل بدوام كامل في تدريب المديرين في المؤسسات المختلفة. ماهو ردك للناس الذين يدعون امتالكهم الوصفة السحرية للنجاح؟ سأقول شيئين األول ،إذا كان ما يقولون قائم على أساس المبادئ والقوانين أود التعلم منهم والثناء عليهم .الثاني ،سأقول إننا ربما نستخدم كلمات مختلفة لوصف نفس المبادئ أو القوانين الطبيعية. هل أنت أصلع بالفعل أم أنك تحلق رأسك لتبدو أكثر كفاءة؟ اسمع بينما أنت منشغل بتجفيف شعرك أحاول أنا خدمة العمالء.
93
الملحق أ مدركات محتملة تنبع من مراكز مختلفة
تنبع من مراكز مختلفة الملحق أ
األصدقاء
الصديق أو
السعادة
الممتلكات
العمل
المال
األسرة
الزوج
محورك
اذا كان
* رمز للمكانة اإلجتماعية
محتمل
* صديق محتمل او منافس
عقبة في طريق تحقيقهما
شريك في المرح والسعادة او
والسيطرة
واالجتماعي
* رمز للمكانة اإلجتماعية
تكوين صداقات
*أصدقاء او عقبة في طريق
السعادة
وسيلة لزيادة فرص
* وسيلة لشراء الصداقة
* وسائل للمزيد من المرح
المتعة االجتماعية
* وسيلة للتسلية او توفير
فرصة اجتماعية
* ال بأس بالعمل الممتع
* وسيلة لغاية
السلطة و التقدير
رموز المكانة
* ادوات للمرح
* ملكية اخرى للسيطرة
* مفتاح زيادة الممتلكات
فرصة المتالك المكانة و
* اخالقيات عليا
*ثمار العمل
العمل
العمل الجاد
للنجاح واإلشباع
* المصدر األساسي
* أدوات لزيادة فعالية أهميته ثانوية دليل على
بالمتطلبات
ضروري لكسب المال
دليل على النجاح
اإلقتصادي
معد لألمن والوفاء
الدعم اإلقتصادي لألسرة
وسيلة لتحقيق غاية
راحة األسرة و الفرص
مصدر للمكسب االقتصادي
عامل مساعد أو عقبة
* خزانة العرض
الممتلكات
*مساعدة في الحصول على
* ملكية لإلستخدام
حول اخالقيات العمل
* أشخاص يعون ارشاات
*المساعدة او مقاطعته
استنزاف مالي
أهم األولويات
* مشروع عام
* أقل أهمية
أجل العناية بالزوج
التالعب
*جيدة في موضعها
ضروري لكسب المال من
وسيلة للحماية أو التأثير أو
مهم للعناية بالزوج
واالستغالل والهيمنة
* الملكية األساسية
مساعدة أو عائق في العمل
المال
أصل أو مسئولية للحصول على
جزء من األسرة
الحاجة
المصدر الرئيسي إلشباع
الزوج
األسرة
المال
العمل
الممتلكات
تلك هي طرق بديلة يمكنك من خاللها ادراك جوانب اخرى من حياتك :
94
تنبع من مراكز مختلفة الملحق أ
العمل
المال
األسرة
محورك الزوج
اذا كان
* يتداخل مع العمل
* مضيعة للوقت
االقتصادية
دليل على الضغوط
استنزاف اقتصادي او
مهمة نسبيا
أنشطة األسرة او غير
غير مهم
نشاط مشترك موحد او
المتعة
* ال فائدة منهم اساسا
العمل او المصالح المشتركة
* تم التعرف عليهم من خالل بيئة
التأثير
يتم اختيارها وفقا للوضع المالي او
* تهديد لحياة األسرة القوية
* أصدقاء األسرة او المنافسة
* األصدقاء الوحيدون هم أصدقائنا
الصديق األوحد
* الزوج افضل صديق بل هو
الصديق أو األصدقاء
عقبات في إنتاجية العمل
* تهديد لألمن االقتصادي
* منافسون اقتصاديون
األسرة
* تهديد االسرة محتمل لقوة
ووحدتها
* مصدر لقوة ا ٍألسرة
* تعرفه االسرة
* فرصة لتوسيع العمل
ظروف العمل
* افكار تجعلك ناجحا في عملك
المال و ادارته
* اقتطاع من وقتك
يحددها الدور الوظيفي
للمال
قيمة الذات محددة وفقا
* تابعة لألسرة
الطرق الناجحة من اجل جني
لألسرة
وحدة األسرة و قوتها
* الحاجة الى التكيف مع
* مهمة لصورة الشركة
* استنزاف لمالك
* التخلص من الضرائب
مصدر للمساعدة
جزء مهم ولكنه تابع
سلوكه
* القواعد التي تحافظ على
العالقة
* عرضة للضرر من
توجهات الزوج و
لتعريف الزواج
يوفر العدو المشترك مصدرا
* في مرتبة اقل من
الذاتية من الزوج
تحافظ عليها
زوجي هو المدافع عني او
* نشاط نتمتع به
* الحصول على القيمة
افكار تخلق العالقة مع الزوج و
العدو او األعداء
دار العبادة
الذات
المبادئ
تلك هي طرق بديلة يمكنك من خاللها ادراك جوانب اخرى من حياتك :
95
تنبع من مراكز مختلفة الملحق أ
األصدقاء
الصديق أو
السعادة
الممتلكات
في االساس
* جزء من االحداث االجتماعية
* االستمتاع مع االصدقاء دائما
* مصدر رئيسي للرضا
* الغاية المطلقة للحياة
في النادي
الشراء و التسوق و االشتراك
الشعبية امور ضرورية
* االنتماء و التقبل و
الشخصية
* اساس للسعادة
شركاء في المرح
* قابلة لالستخدام
* ادوات شخصية
يوحدونها
يعرفون الصداقة او
* االعداء المشتركون
الرفض
االحراج او
االجتماعية
المجتمع *الخوف من
االجتماعية
* خارج الدائرة
مكان للقاءات
االرين
*تتحد بواسطة
بالذنب
* مصدر للشعور
تمكنك مع التوافق ع
ومدمرون
مصيدة الذنب
الذات
* قوانين اساسية
السعادة
تحتاج الى اشباع * اناس يوقعونك في
* عتبة غير مالئمة في
اداة لتحقيق
االجتماعي
عليها
*دوافع و فرائز طبيعية
الجيدة في الحياة
العادل او االشياء
و التقدير
*تحددها المكانة
الممتلكات و الحفاظ
* مصدر لالنتقاد غير
للمكانة
التي املكها
عل الحصول على
طريق االنغماس في
* اخذ الحياة مأخذ الجد
التقدير
المزيد من الملكيات ا
* اآلخرون ممن لديهم
السارقون
* المستغلون
*دار عبادتي رمز
*تحددها االشياء
المفاهيم التي تساعدك
96
تنبع من مراكز مختلفة الملحق أ
المبادئ
الذات
دار العبادة
االعداء
محورك العدو او
اذا كان
* استثمار للوقت يتم
القيم في الحياة
بالتوافق مع األولويات و
الوقت االخرى و يتمتع
موازنته مع استثمارات
األجيال و التغيير
* فرصة إلعادة الصياغة بين
االقتصادية
األهمية
لعالقات االعتماد بالتبادل
* في مرتبة ادنى من الناس في
* االهتمام الجيد بالمسئوليات
* تعزيز الموارد
وتعزيزها
واإلشباع
المواهب و القدرات
* فرصة الستخدام
الخاصة
فرصة للقيام بأشيائي
* وسيلة لتوفير الموارد
األولويات واألهداف الهامة
مساعدة الموارد على تحقيق
مصدر للوفاء باالحتياجات
العبادة
مصدر لتعريف الذات وحمايتها
* سمعة و صورة للقيمة الكبرى قبل خدمات او تعاليم دار
* شر اذا كانت له األولوية
االسرة
ضرورة للدعم المؤقت
* ممتلكات مؤقتة ذات اهمية
* مهرب او مالذ
ضئيلة
* وسيلة لدعم دار العبادة و
التفوق
عن المشاعر
* وسيلة لتأمين الحلفاء
االستفادة المشتركة
* االصدقاء
* وسيلة الشباع الحاجات
* ملكية
المحاوالت االيمانية
نماذج للتقيد بتعاليم دار العبادة او
مالذ (دعم عاطفي ) او كبش فداء
وسيلة للصراع او الثبات
مهرب او فرصة للتنفيس
* ادوات للشجار
* فرصة للخدمة واإلسهام
شركاء متساوون في
* مصدر للسعادة و المتعة
* ملكية
االيمانية
او في احدى التجارب
شريك في خدمة دار العبادة
متعاطف او كبش فداء
الزوج
االسرة
المال
العمل
الممتلكات
تلك هي طرق بديلة يمكنك من خاللها ادراك جوانب اخرى من حياتك :
97
تنبع من مراكز مختلفة الملحق أ
المبادئ
الذات
دار العبادة
االعداء
محورك العدو او
اذا كان
المعارضة
االرشاد
المتوازن
مهم من نمط الحياة المتكامل و
* اعادة االبتكار الحقيقي و جزء
القويمة
* متعة تأتي من أي نشاط للحياة
*احتياجاتي
*حقوقي
*تستحق الرضا العاطفي
الجماعة
و دعمهم
لمشاركتهم و خدمتهم
* أشخاص موثوق بهم
االعتماد بالتبادل
* شركاء في حياة
مساندة و مدعم لي
يستلزم الفهم و االهتمام
اعمال مختلف البد
ذهنية مختلفة وجدول
اناس لهم تصورات
الكلمة و لكنهم مجرد
ليسوا اعداء بمعنى
الذاتي
مصدر للتعريف و التبرير
واإلسهامات
الخدمات
* فرصة لتقديم
للمبادئ الحقة
* تجسيد
المصادر لتحقيق المتطلبات الشخصية
افضل مصالحي يمكن موافقتها
* تلك االفكار التي تتوافق مع
و السعادة الحقيقين
األمانة و من ثم تؤدي الى النمو
* عند تبجيلها تحافظ على
خرقها باألفعال السيئة
عظيمه
االعتماد بالتبادل يمكنه انجاز اشياء
الذي يعمل بشكل مستقل و بأسلوب
المتفردين الموهوبين المبدعين و
المبدع في وسط العديد من األشخاص
الشخص المنفرد و الموهوب و
* قوانين طبيعية ثابتة ال يمكن
مع الحاجة
الشخصية
األهداف
* ال ترضى سوى باستقالل جميع
* افضل و اذكى و على صواب
* مصدر للتبرير دافع لخدمة
بوصفها رذائل واالبتعاد عنها
* النظر الى أي متع اخرى
حياتهم على هذه
او الذين يبذل اسلوب
القصوى في
بأفعال تعكس اخالقيات دار العبادة
لالجتماع مع باقي اعضاء
اآلخرون
يتفقون مع مبادئ الدين
األولوية
و االسهامات في دار العبادة او القيام
* التعية لدار العبادة
غير المؤمنين الذين
المصدر الذي له
عدوك
الذاتي
* يشل حركتها العدو
* مصدر للتعرف على أخطاء
تتحد القيمة الذاتية من خالل األنشطة
اعضاء دار العبادة
* محفز للحماية الذاتية و التبرير الذاتي
المشترك
* قد يحدده العدو
* مصدر للمشاكل الشخصية
و متعاطف
* يقدم الدعم العاطفي
* هدف للكراهية
مصدر للتبرير
*الشعور بأنك ضحية
*تبرير لوصم العدو
* التعاليم الدينية
* المتع "البريئة" كفرصة
المعركة التالية
وقت للراحة واالسترخاء قبل
المتعة
الصديق أو األصدقاء
العدو او األعداء
دار العبادة
الذات
المبادئ
تلك هي طرق بديلة يمكنك من خاللها ادراك جوانب اخرى من حياتك :
98
الملحق ب اإلستخدام اليومي للمربع 2في المكتب
االستخدام اليومي للمربع 2في المكتب
الملحق ب
صمم التدريب والتحليل التالي لمساعدتك على رؤية تأثير التصور الذهني للمربع 2 في إعداد العمل على مستوى عملي للغاية . لنفترض أنك مدير تسويق لشركة أدوية كبيرة .وأنت على وشك بدء يوم عادي في مكتبك ،و بينما تلقي نظرة على البنود التي ستغطيها اليوم حاولت تقدير الوقت الذي يستغرقه كل بند . قائمة البنود غير المرتبة وفقا لألولويات تتضمن ما يلي : .1تود تناول الغداء مع المدير العام (ساعة،ساعة ونصف) ( .1.تلقيت تعليمات في اليوم السابق إلعداد موازنة الدعاية للعام التالي (يومين أو ثالثه .3إنهاء كل ما في صندوق الوارد وتحويله إلى صندوق المخرجات (ساعة ،ساعة ونصف ) . 4أنت في حاجة إلى التحدث إلى مدير المبيعات حول مبيعات الشهر الفائت و مكتبه في آخر الردهة4ساعات .5.لديك عدة بنود و السكرتيرة تقول إنها عاجلة .6.تود مطالعة الدوريات الطبية المكدسة على مكتبك .7عليك إعداد عرض لالجتماع الخاص بالمبيعات خالل الشهر المقبل (ساعتين) .8.هناك شائعة تقول أن مجموعة من المنتجات لم تنجح في اختبار الجودة أحد العاملين في وكالة الغذاء و الدواء .9 FDAيرغب في التحدث إليك حول المنتج (نصف ساعة) .1٠هناك اجتماع في الثانية بعد الظهر مع المجلس التنفيذي؛ و لكنك ال تعلم ما يدور (ساعة) و اآلن خذ بضع دقائق و استخدم ما تعلمته من العادات األولى و الثانية و الثالثة و الذي من شأنه مساعدتك على تنظيم جدول مواعيدك بفعالية.
99
االستخدام اليومي للمربع 2في المكتب
الملحق ب
و حينما أطلب منك وضع خطة ليوم واحد أكون بذلك قد محيت تلقائيا السياق األكبر لألسبوع و األساسي بالنسبة إلدارة الوقت الخاص بالجيل الرابع. ولكنك ستتمكن من رؤية قوة التصور الذهني المتمحور حول المبادئ للمربع ٢حتى في سياق مدة زمنية قدرها تسع ساعات. و من الواضح أن معظم البنود التي تتضمنها القائمة من أنشطة المربع 1فمع استثناء البند السادس وهو مطالعة الدوريات الطبية -تبدو بقيه البنود مهمه وعاجله.إذا كنت ممن يتبعون مدرسة الجيل الثالث ،و استخدمت األولويات وفقا للقيم و األهداف سيكون لديك إطار لجدولة قراراتك و ربما تضع أحرفا مثل أ ،ب ،ج إلى جانب كل بند ثم تكتب األرقام 1 3، ٢ ،تحت كل بند .وستضع في اعتبارك الظروف مثل توافر أفراد آخرين مشاركين و مقدار الوقت المنطقي لتناول الغداء .و أخيرا وفقا لكل هذه العوامل ستضع جدول اليوم. و الكثير من مديري وقت الجيل الثالث ممن أجروا هذا التدريب وضعوا جدولهم مثلما وصفت .فقد حددوا متى سيفعلون ماذا ،ووفقا للعديد من االفتراضات الموضوعة والمحددة بدقة سينجزون أو على أقل تقدير سيبدؤون في تنفيذ أهم البنود اليوم و يؤجلون الباقي إلى اليوم التالي أو أي وقت آخر.
100
االستخدام اليومي للمربع 2في المكتب
الملحق ب
و اآلن لنلقي نظرة على البنود في قائمه تستخدم المربع .٢هذا هو السيناريو الوحيد المتبع -و يمكن أن توجد سيناريوهات أخرى و التي تتوافق كذلك مع التصور الذهني للمربع -٢و لكن هذا نموذج لنوع التفكير الذي يجسده هذا المربع. وبصفتك مديرًا يتبع المربع ٢ستدرك أن معظم أنشطة (إ) توجد في المربع 1و أن معظم أنشطة (ق إ) توجد في المربع ٢و أنت تعلم أن الطريقة الوحيدة إلدارة المربع 1هي التركيز على المربع ٢عن طريق الوقاية وإتاحة الفرصة و امتالك الشجاعة لتقول "ال" للمربعين 3و .4
اجتماع مجلس اإلدارة في الثانية من بعد الظهر. لنفترض أن اإلجتماع لم يحدد جدول أعمال للمديرين الحاضرين او ربما لم تطّلع أنت على جدول االعمال حتى دخولك اإلجتماع .بالطبع هذا أمر شائع الحدوث .و نتيجة لهذا يحضر الناس مثل هذه اإلجتماعات دون تحضير و يقولون ما يطرأ على أذهانهم .و معظم اإلجتماعات تصنف بنود المربع ٢تحت مسمى "أعمال أخرى" .وألن "العمل يمأل الوقت المخصص لالنتهاء منه بالكامل"-وطبقا لقانون باركنسون-لن يكون هناك وقت لمناقشة البنود األخرى. لذا لن يكون بوسعك اإلنتقال إلى المربع ٢إال عندما تحاول في البداية أن تضع لنفسك جدول أعمال و من ثم تستطيع إعداد عرض حول كيفية مضاعفة فائدة اجتماعات المجلس التنفيذي .وسوف يؤكد العرض أيضا على أهمية وجود مسودة لالجتماع ترسل على الفور للمشاركين عقب االجتماع ، وتتضمن المهام موزعة و مواعيد تنفيذها. وبالطبع يتطلب هذا قدرا كبيرا من المبادرة و الشجاعة لتحدي فرضية أنك في المقام األول بحاجة إلى وضع البنود في جدول و يمكن تناول بقية البنود األخرى التي تتضمنها القائمة بنفس مفهوم المربع ٢عدا المكالمة الهاتفية لمسؤول منظمة الغذاء و الدواء. الرد على مكالمة مسؤول منظمه الغذاء و الدواء. وفقا لطبيعة العالقة التي تربطك بهذه المنظمة يمكنك إجراء المكالمة الهاتفية في الصباح .وهذا أمر قد يصعب تفويض شخص آخر للقيام به وذلك ألن األمر يتضمن منظمة ربما تنتهج ثقافة المربع.1 يحتمل أال تكون دائرة تأثيرك كبيرة بالقدر الكافي لتؤثر في ثقافة منظمة الغذاء و الدواء.
101
االستخدام اليومي للمربع 2في المكتب
الملحق ب
و مرة أخرى قد يتطلب منك األمر قدرا معقوال من المبادرة لتغتنم الفرصة لتغيير طبيعة العالقة مع منظمة الغذاء و الدواء. وبالطبع ستحتاج إلى وقت تقضيه في المربع . 1فحتى أفضل الخطط الموضوعة في المربع ٢ال يمكنك تحقيقها في بعض األحيان و مما ال شك فيه أنك في حاجة إلى الصبر و المثابرة.
102
كلمة عن فرانكلين كوفي رسالة حياة إننا نبث السمو في األشخاص والمؤسسات وفي كل مكان.
معتقدات أساسية نحن نؤمن أن : .1الناس بطبيعتهم أكفاء ويتطلعون إلى السمو ويملكون المقدرة على االختيار. .٢المبادئ ال يبليها الزمن وتتسم بالعالمية وتعد األساس للفاعلية األبدية. .3القيادة هي اختيار ،يتم بناؤه من الداخل إلى الخارج على أساس الشخصية .إن القادة العظماء يحررون المواهب الجماعية لدى الناس ويوجهونها ناحية الهدف الصحيح. .4عادات الفاعلية تتأتى فقط من االلتزام باستخدام أدوات وعمليات متكاملة. .5الوصول إلى األداء العالي والحفاظ عليه يتطلب تحقيق التوازن في ( إ \ ق إ ) – تركيز على تحقيق النتائج وبناء الكفاءة . .1االلتزام بالمبادئ
.2التأثير االنهائي على العميل
.4النمو الربحي
القيم
.3احترام الجميع فرانكلين كوفي هو قائد عالمي في التدريب على الفاعلية واستخدام أدوات االنتاج و تقديم الخدمات التقييمية للمؤسسات وفرق العمل و األفراد. ولدى فرانكلين كوفي ٢٠٠٠من المساعدين الذين يقدمون الخدمات المهنية والمنتجات و المواد بثمان وعشرين لغة في تسعة وثالثين مكتبا في خمسة وتسعين دولة حول العالم. 103
البرامج والخدمات XQ Survey and Debrief *)(لمساعدة القادة على تقييم "حاصل األداء" لمؤسساتهم *ورشةThe 7 Habits of Highly Effective people
The FranklinCovey Planning system *
104
كلمة المؤلف ستيفين آر .كوفي هو قائد جدير باإلحترام ،وخبير أسري ،ومعلم ،واستشاري تنظيمي ،و مؤلف و الذي كرس حياته لتعليم طرق الحياة وفقا للمبادئ والقيادة لبناء كل من األسر والمؤسسات .وهو حاصل على ماجستير في إدارة األعمال في كل من جامعة هارفارد ودكتوراه من جامعة بريجهام يونج ،حيث كان يعمل أستاذا للتنظيم السلوكي و إدارة األعمال كما عمل أيضا مديرا للعالقات بالجامعة و مساعد رئيسها. دكتور كوفي هو مؤسس ونائب رئيس شركة فرانكلين كوفي ،وهي شركة تقدم خدمات مهنية متخصصة ولها مكاتب في 1٢3دولة .وهم يتشاركون رؤية ومبادئ وعاطفة دكتور كوفي إللهام األفراد و المؤسسات في كل أنحاء العالم و إمدادهم بأدوات التغير والنمو.
بعض أعمال ستيفن آر.كوفي المميزة:
105
الفهرس الموضوع
الصفحة
مقدمة روافد المعرفة جانب من عبارات الثناء التي حظي بها كتاب العادات السبع للناس األكثر فعالية للكاتب ستيفن آر كوفي تصدير الجزء األول :التصورات الذهنية و المبادئ من الداخل الى الخارج السمات األخالقية و األخالق الشخصية الصالح الثانوي و الصالح األساسي قوة التصور الذهني قوة تغيير التصور الذهني تدبر و كن ماترى التصور الذهني وفقا للمبادئ مبادئ النمو و التغيير المشكلة تكمن من المنظور الذي نراها من خالله مستوى جديد من مستويات التفكير العادات السبع لمحة سريعة تعريف العادات العادات الفعالة و المؤثرة مبادئ و أنماط السلوك الداخلية تدرج النضج تعريف الفعالية أنواع األصول الثالثة (ق إ) الخاص بالمؤسسات كيف تستخدم هذا الكتاب؟ ما الذي يمكنك توقعه؟ الجزء الثاني :النصر الشخصي العادة األولى :كن مبادرا مبادئ الرؤية الشخصية المرآة اإلجتماعية بين المثير واإلستجابة تعريف المبادرة األخذ بزمام المبادرة كن مبادر و انتظر رأي اآلخرين االستماع الى لغتنا دائرة الهموم /دائرة التأثير مشكلة مباشرة أو غير مباشرة أو خارجة عن نطاق السيطرة توسيع دائرة التأثير المتطلبات و الصفات
1 1
106
4 7 8 8 9 9 10 10 11 12 14 17 17 19 19 19 21 23 25 26 27 29 29 30 30 32 32 34 35 35 36 36 36
الطرف اآلخر للعصا قطع التعهدات و اإليفاء بها المبادرة -:اختبار الثالثين يوما مقترحات التطبيق العادة الثانية -:ابدأ و الغاية في ذهنك كل األمور تبتكر مرتين العمل وفقا للتصميم أو األمر غيبيا القيادة واإلدارة -ابتكاران إعادة كتابة النص :كن انت المبتكر األول في حياتك رسالة الحياة الشخصية في المركز المراكز البديلة التعرف على محورك الشخصي محور المبادئ كتابة رسالة الحياة الشخصية و استخدامها استغل ميع امكانياتك العقلية تحديد األدوار و األهداف رسائل حياة األسرة رسالة حياة للمؤسسات العادة الثالثة :ابدأ باألهم قبل المهم قوة االرادة المستقلة امور هامة إلدارة الوقت مصفوفة ادارة الوقت العادة الرابعة :تفكير المكسب /المكسب ستة تصورات ذهنية للتفاعل اإلنساني المكسب خمسة ابعاد للمكسب /المكسب اتفاقيات األداء على أساس المكسب /المكسب مبادئ تواصل التقمص العاطفي الشخصية و التواصل االنصات وفقا للتقمص العاطفي أربع استجابات مستمدة من السيرة الذاتية الفهم و المفهوم شخص لشخص مقترحات للتطبيق العادة السادسة :التكاتف مع اآلخرين مبادئ التعاون الخالق التكاتف المتواصل التكاتف داخل الفصل المدرسي التكاتف في العمل التكاتف و التواصل السعي وراء البديل الثالث 107
37 37 37 37 38 38 38 38 39 39 40 41 42 43 46 47 49 51 51 52 52 52 52 54 54 55 56 56 59 59 60 63 67 68 69 70 70 70 71 72 73 74
التكاتف السلبي تقدير قيمة الفروق تحديد مجال القوى الطبيعة كلها متكاتفة الجزء الثالث -:التجديد العادة السابعة :اشخذ المنشار مبادى التجديد الذاتي المتوازن األبعاد األربعة للتجديد االرتقاء اللولبي الصاعد مقترحات للتطبيق من الداخل الى الخارج مرة اخرى التواصل بين األجيال كن شخصا متحوال ملحوظة شخصية تعقيب الملحق أ :مدركات محتملة تنبع من مراكز مختلفة الملحق ب :االستخدام اليومي للمربع 2في المكتب كلمة عن فرانكلين كوفي البرامج و الخدمات كلمة المؤلف الفهرس
108
75 76 77 78 80 80 80 86 87 87 87 88 89 90 94 99 99 104 105 106