ملخص كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية

Page 1

1


‫مقدمة روافد‬ ‫" أصارع الكثير مما رويته لكم خالل هذا الكتاب‪ ،‬ولكنه صراع مثمر وذو قيمة‪ .‬وهو يعطي‬ ‫معنى لحياتي ويم ّكنني من الحب وتقديم الخدمات وتكرار المحاولة"‬

‫ستيفن كوفي‬ ‫وأنت أيضا البد أن تبدأ بصراعك الخاص مع ما يحويه هذا المرجع الحياتي!‬

‫‪1‬‬


‫جانب من عبارات الثناء التي حظي بها كتاب العادات السبع للناس األكثر‬ ‫فعالية للكاتب ستيفن آر كوفي‪:‬‬ ‫" لقد ألف ستيفن كوفي كتابا ً عن األحوال البشرية يتميز بأسلوبه الرائع‪ ،‬وفهمه لهمومنا الدفينة‬ ‫وأنا أراه كتابا ً مهما ً لنا على صعيد حياتنا المهنية والشخصية لذا سأهديه لكل معارفي "‪.‬‬ ‫‪ -‬وارن بينز صاحبة كتاب ‪Becoming a Leader‬‬

‫" يرسى كتاب العادات السبع للناس األكثر فعالية األسس الضابطة لمعامالتنا اليومية مع الناس من‬ ‫حولنا‪ ،‬وهي أمور قيمة بال شك إذا ما توقف الناس عن التفكير فيها "‪.‬‬ ‫‪ -‬جيمس سى‪ .‬فليتشر مدير ناسا‬

‫" إن األساسيات هي مفتاح النجاح‪ .‬وستيفن كوفي يجيدها‪ .‬يمكنك أن تبتاع كتابه ولكن األهم هو أن‬ ‫تستغله "‪.‬‬ ‫‪ -‬أنتوني روبينز مؤلف كتاب ‪Unlimited Power‬‬

‫" إن كوفي أقوى مستشار في مجال التحسين الذاتي في الواليات المتحدة بأسرها منذ ديل كارنيجى"‪.‬‬ ‫‪USA Today -‬‬

‫" إن النتائج التي توصل إليها في كتابه هذا تؤكد على الحاجة الى استعادة السمات الشخصية‬ ‫األصلية في مجتمعنا‪ .‬وهذا الكتاب إضافة قيمة للكتب المتعلقة بالمساعدة الذاتية "‪.‬‬ ‫‪ -‬دبليو‪ .‬كليمنت ستون مؤسس مجلة ‪Success‬‬

‫امتنان وتقدير‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫إن هذا الكتاب هو نتاج عمل متكاتف قامت به عدة عقول‪ ،‬وإنني ممتن‬ ‫لإللهام والحكمة التي استقيتها من العديد من المفكرين وللمصادر التي‬ ‫توارثتها أجيال عدة وجذور تلك الحكمة‪...‬‬ ‫وإنني أيضا ممتن لعائلتي وطالبي وأصدقائي والعمالء الذين جربوا هذه‬ ‫المادة وآلرائهم وتشجيعهم‪...‬‬

‫‪3‬‬


‫تصدير‬ ‫عند نشر كتاب العادات السبع للناس األكثر فعالية ألول مرة أحدث تغييرا هائال في العالم‪ ،‬فالحياة‬ ‫أضحت أكثر تعقيدا‪ ،‬وتزخر بالكثير من الضغوط والمطالب المتزايدة‪.‬‬ ‫وهذه التغيرات التي غيرت وجه المجتمع‪ ،‬أثارت لدي سؤاال مهما "هل مازال كتاب العادات السبع‬ ‫يتعامل مع تحديات الوقت الحاضر؟" و "هل سيظل كذلك لعشر أو عشرين أو مائة عام قادمة؟"‬ ‫وكانت إجابتي كلما كان التغيير كبيرا‪ ،‬وازدادت صعوبة التحديات كان كتاب العادات السبع متصال‬ ‫بالواقع‪.‬‬ ‫وأنا لم أخترع هذه المبادئ لكني وضحتها ورتبتها في إطار تتابعي‪ ،‬وأحد المبادئ التي كان لها‬ ‫أعمق األثر في حياتي هو‪ :‬إذا أردت تحقيق طموحاتك وتجاوز التحديات‪ ،‬حدد المبادئ أو القوانين‬ ‫الطبيعية واعمل على تطبيقها‪ ،‬ويظل نجاحنا متسقا مع مبادئ النجاح‪.‬‬ ‫وجدت أنه ال ينتهج الكثير من الناس هذا األسلوب في التفكير أو ال يدركونه‪ ،‬والحلول التي‬ ‫يتوصلون إليها تتناقض مع ممارسات التفكير الشائعة بين الثقافات الشعبية‪ ،‬واسمحوا لي أن أوضح‬ ‫هذا التناقض في أكثر التحديات شيوعا التي تواجه البشر‪...‬‬ ‫الشعور بالخوف وانعدام األمن‪ :‬في عصرنا يتملك الشعور بالخوف الكثير من الناس‪ ،‬كالخوف‬ ‫من المستقبل أو فقد الوظيفة‪ ،‬ومما يترجمه الخوف تقبل الحياة الراكدة الخالية من المخاطر‪،‬‬ ‫واإلعتماد على اآلخرين‪ .‬واالستجابة الطبيعية لهذه المشكلة هي المزيد من اإلعتماد على الذات‪.‬‬ ‫أود تحقيق هذا األمر اآلن‪ :‬العجلة هي طبيعة البشر فالناس يريدون تحقيق األشياء في طرفة‬ ‫عين وعلى الرغم من أن بطاقات اإلئتمان تسهل حصول األشياء‪ ،‬إال أن مشترياتنا ال تحسن قدرتنا‬ ‫اإلنتاجية المستمرة‪ ،‬فمع معدالت التغيير السريعة‪ ،‬علينا تعليم أنفسنا باستمرار وإعادة اكتشافها‬ ‫وتطوير عقولنا‪ ،‬ففي ظل المنافسة المحمومة تصبح المقدرة على البقاء على المحك‪ ،‬لذا قاعدة‬ ‫النجاح األساسية هي القدرة في اإلستمرار والنمو‪ ،‬ربما تكون قادرا على الوفاء باألعداد الربع‬ ‫السنوية‪ ،‬ولكن هل تستطيع الحفاظ على استمرار النجاح وزيادته خالل خمسة أو عشرة أعوام‬ ‫مقبلة؟‬ ‫إن مبدأ إحداث توازن بين الحاجة إلى الوفاء بمطالب اليوم واإلستثمار في صنع نجاح محقق في‬ ‫الغد يشكل أهمية كبيرة‪.‬‬ ‫اللوم والشعور بأنك ضحية‪ :‬اللوم هو ما ينتظرك إذا واجهتك مشكلة‪ ،‬ألن المجتمع أدمن لعب‬ ‫دور الضحية‪ ،‬إننا نلوم كل شخص وكل شيء على مشاكلنا وتحدياتنا‪ ،‬وقد يريحنا ذلك بعض الشيء‬ ‫من األلم الذي نعاني منه‪.‬‬ ‫حاول أن تجد لي شخصا يتمتع بالتواضع معترفا بأخطائه‪ ،‬سوف أجد لك القوى العليا لالختيار‬ ‫وأعرضها عليك‪.‬‬ ‫اليأس‪ :‬أبناء اللوم متشائمون ويائسون‪ ،‬وعندما نعتنق مبدأ أننا ضحايا لظروفنا ونستسلم‪ ،‬فهذا‬ ‫يعني فقدان األمل والحافز‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫وهذا الشعور يراود أكثر الناس ذكاء وموهبة‪ ،‬ال تبالغ في توقعاتك من الحياة‪ ،‬حتى ال تخيب آمالك‬ ‫في األشخاص واألحوال‪ ،‬وكن األمل والنمو وهما المبدئان المضادان لليأس وستكتشف أنك تمثل‬ ‫القوة اإلبداعية في حياتك‪.‬‬ ‫االفتقار إلى التوازن في الحياة‪ :‬أضحت الحياة أكثر تعقيدا وضغوطا في هذا العصر‪ ،‬فأمام‬ ‫كل الجهود التي نبذلها إلدارة وقتنا لنكون أفضل‪ ،‬نجد أنفسنا دوما مثقلين بهموم الحياة‪ ،‬ونعتبر‬ ‫األسرة والصحة في مرتبة أدنى‪ ،‬إن المشكلة ليست عملنا‪ ،‬بل هي في ثقافتنا الحديثة التي تقول‬ ‫"اذهب مبكرا‪ ،‬وابق لوقت متأخر وقم بالتضحية اآلن"‪ ،‬لكن الحقيقة أن التوازن وراحة البال هما‬ ‫للشخص الذي لديه رؤية واضحة ألولوياته‪ ،‬ويعمل بتركيز وتكامل لتحقيقها‪.‬‬ ‫ما الذي سأجنيه من هذا‪ :‬تعلمنا ثقافتنا "البحث عن الشيء رقم واحد أو األفضل" وعلينا التعامل‬ ‫مع زمالء الدراسة والعمل على أنهم منافسون‪ ،‬ولنبدو بأحسن األخالق البد وأن نصفق لنجاح‬ ‫اآلخرين‪.‬‬ ‫نعم لقد تحققت إنجازات عظيمة باإلرادة المستقلة للروح العازمة‪ ،‬غير أن أفضل اإلنجازات للذين‬ ‫يجيدون فن "نحن"‪ ،‬فيمكن تحقيق أعظم األشياء من خالل إعمال مبدأ عدم األنانية واالحترام‬ ‫واالستفادة المتبادلة‪.‬‬ ‫التلهف من أجل الفهم‪ :‬من الحاجات اإلنسانية األساسية أن يكون صوتك مسموعا وتحترم‬ ‫كلمتك‪ ،‬وفي الحقيقة تجد أنه عندما يتحدث اآلخرون إليك فإنك ال تكون مصغيا إليهم‪ ،‬ألنك غالبا‬ ‫ما تكون منشغال بإعداد ردك‪ ،‬إن البداية الحقيقية للتأثير تحدث عندما يشعر اآلخرون بتأثرك بهم‪،‬‬ ‫وثقافتنا تطالبنا للفهم والتأثير‪ ،‬ومبدأ التأثير يخضع على التزام شخص واحد على األقل لإلنصات‪.‬‬ ‫الصراع والخالفات‪ :‬يتشارك الناس في الكثير من األشياء غير أن االختالفات بينهم كثيرة‪،‬‬ ‫ونتيجة لذلك تنشأ الصراعات بينهم‪ ،‬وعلى الرغم من الفوائد التي تجنى من فن التوصل إلى التسوية‪،‬‬ ‫حيث يقدم كال الطرفين تنازالت ليلتقيا عند نقطة إال أنه ال يشعرهم بالرضا‪.‬‬ ‫يا لها من خسارة أن تدفع االختالفات إلى أقل قاسم مشترك‪ ،‬واعتباره حل للمشكلة‪ ،‬ويا لها من‬ ‫خسارة أن نفشل في مبدأ التعاون للتوصل إلى حلول أفضل‪.‬‬ ‫الركود على المستوى الشخصي‪ :‬للطبيعة البشرية أربعة أبعاد‪-‬الجسم والعقل والقلب والروح‪.‬‬ ‫واآلن الحظ الفروق والنتائج الجيدة لهاتين الطريقتين‪:‬‬ ‫الجسم‪:‬‬ ‫النزعة الثقافية‪ :‬البقاء والعمل على معالجة المشاكل الصحية بالجراحة أو الدواء‪.‬‬ ‫المبدأ‪ :‬الوقاية من األمراض عن طريق توفيق أسلوب الحياة مع مبادئ الصحة‪.‬‬ ‫العقل‪:‬‬ ‫الثقافة‪ :‬مشاهدة التلفاز "إمتاع الذات"‬ ‫المبدأ‪ :‬القراءة المتعمقة والتعلم المستمر‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫القلب‪:‬‬ ‫الثقافة‪ :‬استغالل عالقاتك باآلخرين لتحقيق األهداف الشخصية‪.‬‬ ‫المبدأ‪ :‬اإلنصات باحترام وخدمة اآلخرين يشعر باإلشباع‪.‬‬ ‫الروح‪:‬‬ ‫الثقافة‪ :‬االستسالم الدائم لألمور الدنيوية والتشكيك‪.‬‬ ‫المبدأ‪ :‬اإلدراك أن مصدر احتياجنا من الشريعة التي وضعها هللا لنا‪.‬‬ ‫واآلن أود أن تضع هذه التحديات واالحتياجات في ذهنك‪ ،‬وستجد طريقك إلى الحلول المناسبة‪،‬‬ ‫وستكتشف التباين بين الثقافة الشائعة والمبادئ التي تصلح لكل زمان‪.‬‬ ‫بينما تشرع اآلن في قراءة كتاب العادات السبع أعدك أن تخوض مغامرة تعليمية مثيرة‪ ،‬وعليك‬ ‫مشاركة من تحبهم ما تعلمت‪ ،‬واألهم أن تبدأ في تطبيقها‪ ،‬فأن تعرف وال تطبق هذا هو الجهل‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫الجزء األول‬ ‫التصورات الذهنية‬ ‫والمبادئ‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫من الداخل إلى الخارج‬ ‫خالل عملي مع الناس التقيت بالعديد من األفراد الذين حققوا نجاحا ماديا هائال‪ ،‬ولكنهم في صراع‬ ‫مع النهم الداخلي والرغبة في تحقيق التوافق الشخصي الداخلي والعالقات الصحية مع اآلخرين‪.‬‬ ‫أعتقد أننا نشاركهم بعضا من تلك المشاكل‪.‬‬ ‫لقد نجحت في تحقيق كل أهدافي المهنية‪ ،‬وهذا كلفني حياتي الشخصية والعائلية‪ ،‬فلم أعد أعرف‬ ‫عائلتي بل ونفسي‪ ،‬لذا كان على أن أسأل نفسي هل يستحق األمر كل هذا؟‬ ‫لقد بدأت في اتباع حمية غذائية للمرة الخامسة هذا العام ولم أنجح‪ ،‬وبعد مرور عدة أسابيع فترت‬ ‫همتي‪ ،‬وتلقيت دورات تدريبية حول التدريب اإلداري الفعال‪ ،‬فعملت مع العاملين معي على خلق‬ ‫عالقة ودية معهم‪ ،‬غير أنني لم أشعر بوالء منهم‪.‬‬ ‫إن ابني المراهق متمرد ويتعاطى المخدرات‪ ،‬فهو ال يستمع إلي‪ ،‬فماذا أفعل؟‬ ‫لدي الكثير ألقوم به‪ ،‬ولكن اليوم ال يكفي‪ ،‬ولقد حضرت دورات حول إدارة الوقت‪ ،‬وجربت عشرات‬ ‫الخطط‪ ،‬وما زلت أشعر أنني ال أعيش الحياة السعيدة والمنتجة التي أريدها‪.‬‬ ‫كانت تلك هي المشاكل الكبيرة والمؤلمة‪ ،‬المشاكل التي ال يمكن للحلول السريعة التعامل معها‪.‬‬ ‫ومنذ عدة سنوات مضت كنت أنا وزوجتي ساندرا نقاوم هذه الهموم‪ ،‬فقد كان أحد أبنائنا يعاني من‬ ‫تدني مستواه الدراسي‪ ،‬وأيضا مستواه الرياضي فقد كان نحيفا‪ ،‬ويسخر اآلخرون منه‪.‬‬ ‫أنا وساندرا شعرنا بأن النجاح في أداء دورنا كآباء هو أهم نجاح يمكن أن نحققه في حياتنا‪ ،‬حاولنا‬ ‫معه استخدام تكنيكات التوجه العقلي اإليجابية‪" ،‬هيا يابني يمكنك القيام بهذا"‪ ،‬وكنا نتمادى في‬ ‫تشجيعه عندما يحقق تحسنا طفيفا‪" ،‬هذا رائع‪ :‬أحسنت يابني"‪.‬‬ ‫وبدا أن ال شيء مما فعلناه كان مجديا فانسحبنا‪...‬‬ ‫وبينما كنت أجري أبحاثي أصبحت مهتما من الناحية العملية بكيفية تكون المفاهيم‪ ،‬وكيف تتحكم‬ ‫فيما نراه‪ ،‬وكيف يتحكم ما نراه في سلوكياتنا‪ ،‬وذلك قادني إلى نظرية التوقع والتنبؤات ذاتية التحقق‪.‬‬ ‫وبينما كنا نتحدث أنا وساندرا أدركنا أن ما كنا نفعله لمساعدة ابننا لم يكن متسقا مع الطريقة التي‬ ‫كنا نراه بها‪ ،‬نراه يعاني نقصا‪ ،‬وأنه متأخر عن رفاقه‪ ،‬والرسالة التي أوصلناها له "أنت غير قادر‬ ‫على القيام بهذا والبد من حمايتك"‪.‬‬ ‫أدركنا أنه إذا أردنا تغييره علينا أن نغير أنفسنا بتغيير مفاهيمنا‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫السمات األخالقية واألخالق الشخصية‬ ‫كنت منغمسا في دراسة متعمقة لكل ما نشر من الكتب والمقاالت التي تتناول النجاح والتطور وعلم‬ ‫النفس العام‪ ،‬ووجدت تحت يدي كل معلومة ومادة اعتبرها األحرار والديمقراطيون مفتاحا للنجاح‬ ‫في حياتهم‪.‬‬ ‫عدت إلى الوراء ‪ ٢٠٠‬عام الستعراض الكتابات حول النجاح‪ ،‬فبسبب اآلالم التي رأيتها في حياة‬ ‫الكثير راودني شعور أن الذي نشر خالل الخمسين السنة الماضية كان سطحيا‪ ،‬هو عبارة عن‬ ‫أسبرين مسكن لألوجاع‪ ،‬وتظل المشكلة موجودة تحت السطح مستعدة للطفو مرة أخرى في أي‬ ‫وقت‪.‬‬ ‫الكتابات التي تناولت النجاح في أوائل المائة والخمسين عاما الماضية كانت تركز على السمات‬ ‫األخالقية باعتبارها أساس النجاح‪-‬مثل التواضع والوفاء والشجاعة والعدل وحب العمل‪.‬‬ ‫لكن بعد الحرب العالمية األولى بفترة قصيرة تحولت النظرة األساسية للنجاح من السمات األخالقية‬ ‫إلى ما يمكن أن نطلق عليه األخالق الشخصية التي تشجع الناس على استخدام تقنيات من أجل‬ ‫اكتساب حب اآلخرين‪ ،‬أو إبداء اهتمام زائف بهوايات اآلخرين ليحصلوا على ما يريدون‪.‬‬ ‫أدركت أن األخالق الشخصية هي المصدر الباطني للحلول‪ ،‬وأدركنا أنا وساندرا أننا كنا ننتزع‬ ‫سلوكيات أطفالنا الحميدة‪ ،‬وكنا نرى طفلنا ال يرتقي إلى هذا المستوى‪ .‬وأن دوافع المقارنة‬ ‫االجتماعية لم تكن منسجمة مع قيمنا المتأصلة‪ ،‬وبذلك قللنا من إحساس طفلنا بذاته‪.‬‬ ‫لذا عزمنا على تركيز جهودنا علينا‪ ،‬وبدال من أن نحاول تغييره حاولنا أن نفصل أنفسنا عنه‪ ،‬ليشعر‬ ‫بكيانه وشخصيته وأنه إنسان مستقل ذو قيمة‪.‬‬ ‫ومن خالل التفكير العميق واإليمان والصالة بدأنا نرى ابننا على أساس األشياء التي تميزه عن‬ ‫اآلخرين‪ ،‬ووجدنا أنفسنا نستمتع به كما هو دون مقارنته باآلخرين‪ ،‬أو إصدار األحكام عليه‪.‬‬ ‫وبمرور األيام واألسابيع بدأ يكتسب ثقة وإيمانا بنفسه‪ ،‬وأصبح متميزا على المستوى الدراسي‬ ‫واالجتماعي والرياضي‪ ،‬وكانت تقديراته ال تقل عن امتياز‪.‬‬

‫الصالح الثانوي والصالح األساسي‬ ‫التدرب على مهارات التواصل وتعلم استراتيجيات التأثير والتفكير اإليجابي‪ ،‬تكون في بعض‬ ‫األحيان أساسية لتحقيق النجاح ولكنها صفات ثانوية وليست أساسية‪.‬‬ ‫ونظام السلوك البشري والعالقات اإلنسانية أساسه قانون‪ :‬اليد تجني ما زرعت‪ ،‬وعلى المدى‬ ‫القصير يمكنك في نظام اجتماعي اصطناعي الحصول على ما تريد بالتحايل على القواعد التي‬ ‫يضعها البشر أو حينما تعرف أصول اللعبة‪ ،‬والصفات الثانوية بمفردها لن تصمد في العالقات‬ ‫طويلة األمد‪.‬‬ ‫والكثير من الناس الذين يتمتمون بالصالح الثانوي يفتقرون إلى صالح الشخصية األساسي‪،‬‬ ‫وعاجال أم آجال سيبدو هذا جليا في كل عالقة طويلة األجل يخوضونها سواء كانت مع زوج أو‬ ‫صديق الخ‪...‬‬ ‫‪8‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫وكما قال وليام جورج جوردان "بين يدي كل واحد منا قوة هائلة للخير والشر وهي المؤثر الخفي‪،‬‬ ‫وهي ببساطة اإلشعاع المستمر لحقيقة اإلنسان ال ما يتظاهر به‪.‬‬

‫قوة التصور الذهني‬ ‫ينطوي كتاب العادات السبع على العديد من المبادئ المهمة واألساسية‪ ،‬والتمسك بالمبادئ الصحيحة‬ ‫التي على أساسها تقوم السعادة ويتحقق النجاح‪.‬‬ ‫ولكن قبل أن نفهم هذه العادات علينا أن نفهم تصوراتنا الذهنية وكيف نحدث تغيير التصور الذهني‪.‬‬ ‫تمثل كل من السمات األخالقية واألخالق الشخصية نموذجا للتطورات الذهنية اإلجتماعية‪.‬‬ ‫فإنك قد تعمل بجد من أجل تحسين جهودك ومضاعفة سرعتك‪ ،‬ولكن تذهب هذه الجهود أدراج‬ ‫الرياح وتؤدي بك وبسرعة إلى الطريق الخطأ‪.‬‬ ‫والسبب أن مشكلتك األساسية ال عالقة لها بسلوكك أو توجهك بل اتباعك خريطة غير صحيحة‪.‬‬ ‫وبداخل رأس كل واحد منا توجد العديد من الخرائط والتي يمكن تقسيمها إلى فئتين أساسيتين‪:‬‬ ‫خرائط الواقع الذي تجري به األحداث‪ ،‬وخرائط الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه األمور أو القيم‪.‬‬ ‫ونحن نادرا ما تراودنا الشكوك في دقتها‪ ،‬ونفرض بالبساطة التي نرى بها األشياء هكذا ينبغي أن‬ ‫تكون‪.‬‬ ‫إن محاولة تغيير التوجهات والسلوكيات الخارجية لن يخدمك على المدى البعيد إذا أخفقت في‬ ‫التعرف على التصورات الذهنية األساسية التي تسقى منها تلك التوجهات والسلوكيات‪.‬‬ ‫فكلما تعاملنا مع األشياء بموضوعية ووضوح كما نراها أدركنا أن اآلخرين يرون األشياء بمنظور‬ ‫مختلف وفقا لوجهة نظرهم الموضوعية والواضحة‪.‬‬ ‫وعندما نهم بوصف ما نرى فإننا نصف أنفسنا أو مفاهيمنا أو تصوراتنا الذهنية‪ ،‬وعندما يختلف‬ ‫اآلخرون معنا في الرأي فإن أول فكرة تقفز في أذهاننا هي أنهم يعانون من خطب ما‪.‬‬

‫قوة تغيير التصور الذهني‬ ‫سواء أدى بنا تغيير التصور الذهني إلى توجهات إيجابية أو سلبية أو اتسم هذا التغيير بأنه لحظي‬ ‫أو تطوري‪ ،‬فإنه يساعدنا على االنتقال إلى رؤية جوانب العالم بشكل مختلف‪ ،‬وهذه التغييرات هي‬ ‫التي تصنع التحول القوي‪.‬‬ ‫وأتذكر تجربة تحول ذهني صغير مررت بها عندما كنت في قطار‪ ،‬كان الناس يجلسون في هدوء‪،‬‬ ‫بعضهم يقرأ الجرائد‪ ،‬والبعض كان غارقا في التفكير والبعض اآلخر أغلق عينيه لالسترخاء‪.‬‬ ‫وفجأة دخل رجل بصحبة أطفاله‪ ،‬وكانوا يثيرون جلبة شديدة أحدثت تغييرا مفاجئا في جو العربة‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫جلس الرجل إلى جواري وأغلق عينيه وكأنه ال يرى ما يحدث من أطفاله‪ ،‬شعرت وباقي الركاب‬ ‫بضيق‪ ،‬فالتفت إلى الرجل قائال "سيدي إن أطفالك يسببون إزعاجا‪ ،‬فهل يمكنك السيطرة عليهم‬ ‫قليال؟"‪.‬‬ ‫رفع الرجل بصره وقال بهدوء "أنت على حق‪ ،‬علي فعل شيء ما حيال هذا‪ ،‬لقد عدنا لتونا من‬ ‫المستشفى حيث توفيت والدتهم منذ ساعة‪ ،‬وأنا عاجز عن التفكير‪ ،‬وأعتقد أنهم أيضا ال يعرفون‬ ‫كيف يتعاملون مع الموقف"‪.‬‬ ‫هل تتخيل كيف كان شعوري لحظتها؟ لقد تغير تصوري الذهني وفجأة فكرت بأسلوب مختلف‬ ‫وساورني شعور مختلف وبالتالي جاء تصرفي مختلفا‪.‬‬ ‫قلت له "لقد توفيت زوجتك توا؟ إنني شديد األسف‪ ،‬هل يمكنك التحدث معي عن هذا األمر‪ ،‬هل‬ ‫توجد طريقة ألساعدك بها؟" ومن هذه اللحظة تغيرت األمور تماما‪.‬‬

‫تدبر وكن ما ترى‬ ‫بالطبع ال يمكن القول بأن جميع التغيرات الذهنية تحدث تلقائيا‪ ،‬كما حدث لي عندما كنت في القطار‪،‬‬ ‫فإن تجربة تغيير التصور الذهني التي مررت بها أنا وساندرا مع ابننا كانت تجربة بطيئة وصعبة‪.‬‬ ‫إن النهج الذي استخدمناه أوال كان نتاج سنوات من األخالق الشخصية التي تربينا عليها‪ ،‬فنحن لم‬ ‫نتمكن من رؤية األمور بمنظور مختلف حتى تمكنا من تغيير تصوراتنا الذهنية األساسية وبالتالي‬ ‫تمكنا من تحقيق تغيير جذري في حياتنا ومواقفنا‪.‬‬ ‫وقد تشكلت تصوراتنا الذهنية بعدما استثمرنا في تطوير وتنمية شخصياتنا‪.‬‬ ‫والتصورات الذهنية قوية ألنها تصنع العدسة التي نستطيع رؤية العالم من خاللها‪ ،‬وقوة تغيير‬ ‫التصور الذهني قوة أساسية للتغير الجذري سواء أكان التغيير تلقائيا أو بطيئا أو مترويا‪.‬‬

‫التصور الذهني وفقا للمبادئ‬ ‫الس مات الشخصية األصلية هي المبادئ التي تحكم الفعالية اإلنسانية‪ ،‬وال يطولها التغيير وال تقبل‬ ‫المناقشة شأنها شأن قانون الجاذبية في البعد الفيزيائي‪.‬‬ ‫للتعرف على واقع وتأثير تلك المبادئ من خالل تجربة تغيير التصور الذهني رويت في مجلة‬ ‫يصدرها المعهد البحري‪...‬‬ ‫تم اختي ار سفينتين حربيتين إلجراء مناورات بحرية في إطار تدريبي في ظروف جوية سيئة‬ ‫والرؤية متعذرة‪ ،‬وعقب حلول الظالم بفترة أعلن المراقب‪ :‬هناك ضوء يسطع عند مقدمة الميمنة‪.‬‬ ‫القائد " وهل هو ثابت أم يتحرك عند مؤخرة المركب؟"‬ ‫فأجابه المراقب "ثابت أيها القائد"‪ ،‬وهذا ما يعني أننا معرضون لخطر االصطدام بهذا المركب‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫فنادى الربان على عامل اإلشارة‪" :‬ابعث إشارة خطر إلى هذا المركب‪ :‬إننا على وشك االصطدام‬ ‫بكم‪ ،‬أقترح تغيير مساركم ‪ ٢٠‬درجة"‪.‬‬ ‫وجاءت إشارة من المركب "أقترح أن تغيروا مساركم ‪ ٢٠‬درجة"‪.‬‬ ‫فقال القائد "أرسل ما يلي‪ :‬أنا القائد‪ ،‬غيروا مساركم ‪ ٢٠‬درجة"‪.‬‬ ‫وجاء الرد "أنا بحار من الدرجة الثانية‪ ،‬من األفضل تغيير مساركم ‪ ٢٠‬درجة"‪.‬‬ ‫وهنا انتابت القائد موجة غضب عارمة وصاح قائال "أرسل لهم‪ :‬نحن سفينة حربية‪ ،‬غير مسارك‬ ‫‪ ٢٠‬درجة"‪.‬‬ ‫وجاء الرد "هنا الفنار"‪.‬‬ ‫فغيرنا مسارنا‪.‬‬ ‫تجربة الربان غيرت الموقف كلية‪ ،‬إذن المبادئ هي الفنار الذي نهتدي به‪ ،‬ألنها قوانين الطبيعة‬ ‫التي ال يمكن خرقها‪.‬‬ ‫الحقيقة الموضوعية تتألف من مبادئ "الفنار" التي تحكم نمو البشر وسعادتهم‪ ،‬وتتألف أيضا من‬ ‫جذور كل أسرة ومؤسسة بقيت وازدهرت على مر الزمان‪.‬‬ ‫وعندما نعتنق المبادئ الصحيحة فإننا نمتلك الحقيقة وهي معرفة األشياء كما هي‪.‬‬ ‫وكلما ازدادت تصوراتنا الذهنية مع مبادئ الطبيعة أو قوانينها ازدادت دقتها وفعاليتها‪ ،‬فتؤثر على‬ ‫شخصيتنا وعلى فعالية عالقاتنا مع اآلخرين‪.‬‬

‫مبادئ النمو والتغيير‬ ‫إن البريق المتوهج لألخالق الشخصية‪ ،‬سببه أنه الطريقة األسرع واألسهل لتحقيق حياة تتمتع‬ ‫بالثراء وإقامة عالقات قوية مع اآلخرين‪ ،‬دون اتباع العملية الطبيعية للعمل والنمو التي يمكن عن‬ ‫طريقها نيل المراد‪.‬‬ ‫في جميع مناحي الحياة توجد خطوات متتابعة للنمو والتطوير‪ ،‬فالطفل يتعلم كيف يتقلب ثم يجلس‬ ‫ثم يحبو ثم يتعلم كيف يمشي ويجري‪.‬‬ ‫نفس األمر ينطبق على جميع مراحل الحياة ومجاالت التطور سواء تعلم العزف على البيانو أو‬ ‫التواصل الفعال مع الزمالء‪.‬‬ ‫ولكن ماذا يحدث عندما نحاول اختصار العملية الطبيعية لنمونا وتطورنا؟‪ ،‬فإذا كان تصنيفك‬ ‫كالعب تنس متوسطا‪ ،‬ولكنك قررت اللعب في مستوى أعلى لتترك انطباعا أفضل‪ ،‬فماذا ستكون‬ ‫النتيجة المتوقعة؟‪ ،‬هل كان التفكير اإليجابي وحده عونا لك في المنافسة الفعالة ضد الالعب‬ ‫المحترف؟‬ ‫اإلجابة واضحة‪ ،‬ببساطة من المستحيل انتهاك عملية التطور أو تجاهلها أو اختصارها‪ ،‬فذلك مناف‬ ‫للطبيعة‪ ،‬ومحاولة السعي وراء هذه الطرق المختصرة لن تتمخض إال عن خيبة أمل وإحباط‪،‬‬ ‫وغالبا ما يكون االعتراف بالجهل خطوة على طريق التعلم‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫ومن السهل مالحظة تطور مستوى أدائنا في لعبة تنس أو العزف على البيانو‪ ،‬ولكن األمر ليس‬ ‫بهذا الوضوح‪ ،‬عندما يتعلق األمر بالتطور على المستوى الشخصي والعاطفي‪ ،‬فيمكننا إبهار أو‬ ‫خداع الغر باء أو الزمالء‪ ،‬ونستطيع النجاح لفترة على األقل في العلن‪ ،‬ولكني أعتقد أن معظمنا‬ ‫يعرف شخصيته الحقيقية حق المعرفة‪.‬‬ ‫وقد شاهدت عواقب محاولة اختصار عملية النمو الطبيعية بداخل عالم األعمال‪ ،‬إذ يحاول المديرون‬ ‫التنفيذيون شراء ثقافة جيدة لتحسين الجودة وتطوير خدمة العمالء مستخدمين الخطب الرنانة أو‬ ‫التدريب على كيفية االبتسام أو الدخول في عمليات اندماج أو االستيالء الودي متجاهلين جو انعدام‬ ‫الثقة الذي أفرزته عمليات التالعب تلك‪.‬‬ ‫وعندما ال تفلح مثل هذه األساليب يبحثون عن غيرها‪ ،‬متجاهلين ومنتهكين طوال الوقت المبادئ‬ ‫والعمليات الطبيعية على الرغم من أنها األساس التي تبنى عليه الثقة‪.‬‬

‫المشكلة تكمن في المنظور الذي نراها من خالله‬ ‫ينبهر الناس عندما يرون أشياء جيدة تحدث لألفراد اآلخرين أو األسر أو المؤسسات القائمة على‬ ‫أساس من المبادئ القوية‪ .‬إنهم يحترمون قوة شخصية هؤالء ونضجهم؛ ووحدة أسرهم وفرق‬ ‫عملهم‪ ،‬وثقافتهم المؤسسية المستخدمة‪.‬‬ ‫والسؤال األول الذي يطرحونه يكشف تصورهم الذهني األساسي‪":‬كيف فعلت هذا؟ علمني التقنيات‬ ‫التي استخدمتها؟"‪ .‬ولكن المعنى الحقيقي لسؤالهم " أسد لي نصيحة سريعة أو حالً سريعا ً يخفف‬ ‫من األلم الذي أعانيه نتيجة الموقف الذي أمر به "‪.‬‬ ‫وسيجدون من يلبي احتياجاتهم ويعلمهم تلك األشياء‪ ،‬وقد تنجح تلك المهارات والتقنيات لوقت‬ ‫قصير‪ .‬وقد تساعد في التخلص من بعض المشاكل الظاهرية أو الخطيرة عن طريق االسبرين‬ ‫االجتماعي والضمادات السريعة‪ .‬ولكن تظل الحالة المزمنة كما هي‪ ،‬وستظهر أعراض جديدة‬ ‫خطيرة أخرى‪.‬‬ ‫وكلما انخرط الناس في استخدام الحلول السريعة‪ ،‬والتركيز على المشكالت الخطيرة واآلالم التي‬ ‫تسببها أدت هذه الحلول إلى تفاقم المشكالت المزمنة‪.‬‬ ‫إن المشكلة تكمن في األسلوب الذي نراها به‪.‬‬ ‫أود أن تلقي نظرة أخرى على بعض الشكاوي التي استعرضتها في بداية هذا الفصل‪ ،‬وتأثير التفكير‬ ‫باستخدام األخالق الشخصية‪.‬‬ ‫لقد تلقيت دورة تدريبية تلو األخرى عن التدريب اإلداري الفعال وكنت أتوقع الكثير من العاملين‬ ‫معي‪ ،‬وقد عملت جاهداً من أجل خلق عالقة ودية معهم وعاملتهم معاملة راقية‪ ،‬غير أنني لم أشعر‬ ‫بوالء أي منهم وفكرت أنني لو مرضت ليوم واحد وتغيبت عن العمل فإنهم سيقضون هذا اليوم في‬ ‫اللعب داخل النافورة‪ .‬لماذا لم أتمكن من تدريبهم على االعتماد على الذات وتحمل المسؤولية – أم‬ ‫يتعين على البحث عن موظفين أفضل؟‬

‫‪12‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫واألخالق الشخصية تجعلني أشعر أنه من الضروري التصرف دراميا ً – مثل زيادة التحدي‬ ‫بالمكان‪ ،‬وشغل الجميع بمهام إضافية – األمر الذي من شأنه أن يشحذ طاقتهم ويحثهم على تقدير‬ ‫ما بين أيديهم‪ ،‬أو ربما يمكنني إيجاد برنامج تدريبي تحضيري يدفعهم إلى االلتزام‪.‬‬ ‫ولكن هل من الممكن أن يكون متواريا ً أسفل انعدام الوالء الظاهري هذا تساؤل لدى العاملين إن‬ ‫كنت حقا ً حريصا ً على مصلحتهم أم ال؟ هل يشعرون أنني أتعامل معهم وكأنهم آالت؟‬ ‫في أعماقي‪ ،‬هل هناك احتمال أن تكون الطريقة التي أنظر بها للعاملين لدي جزءاً من المشكلة؟‬ ‫لدي الكثير ألقوم به‪ ،‬ولكن اليوم ال يكفي‪ .‬لذا أشعر بأنني مضغوط‪ .‬ولقد حضرت دورات حول‬ ‫إدارة الوقت وجريت عشرات الخطط وجدت فيها بعض المساعدة‪ ،‬ولكني ما زلت أشعر أنني ال‬ ‫أعيش الحياة السعيدة المنتجة والمريحة التي أريدها‪.‬‬ ‫و تشعرني األخالق الشخصية بأنه البد من وجود شيء ما من شأنه مساعدتي على التعامل مع كل‬ ‫هذه الضغوط بفعالية – ربما بعض الخطط الجديدة أو الندوات ‪.‬‬ ‫و لكن هل يمكن أال تكون الفعالية هي اإلجابة ؟ هل إنجاز الكثير من األشياء في وقت أقل سيحدث‬ ‫فرقا ً ؟ هل من الضروري أن أبحث داخل أعماقي عن تصورات ذهنية من شأنها التأثير على‬ ‫نظرتي للوقت و لحياتي و لطبيعيتي الخاصة ؟‬ ‫لقد أصبح زواجي ممالً ‪ .‬إننا لم نعد نتشاجر أو أي شيء من هذا القبيل إننا ببساطة لم نعد نحب‬ ‫بعضنا ‪ .‬ولقد ذهبنا إلى مستشار زواج و أجرينا العديد من األشياء و لكن يبدو أننا لم نكن نكن‬ ‫لبعضنا أي مشاعر ‪.‬‬ ‫تجبرنا األخالق الشخصية بضرورة وجود كتاب جديد أو ندوة يتحدث الناس من خاللها عن‬ ‫مكنونات صدورهم بحيث يتمكن الزوج أو الزوجة من فهم الطرف اآلخر فهما ً صحيحا ً ‪ .‬أو ربما‬ ‫يكون كل هذا غير مجد ‪ ،‬و الحل في أن أبحث لي عن عالقة جديدة ‪.‬‬ ‫ولكن هل من الممكن أال تكمن المشكلة في شريك حياتي ؟ هل يحتمل أنني أعزز نقاط ضعف‬ ‫شريك حياتي وأعيش حياتي وفقا ً للطريقة التي يعاملني بها ؟ هل تكونت لدي بعض التصورات‬ ‫الذهنية عن شريك حياتي و زواجي وعن المعنى الحقيقي للحب والتي تغذي المشكلة ؟‬ ‫هل يمكنك أن ترى مدى التأثير األساسي للتصورات الذهنية لألخالق الشخصية على الطريقة التي‬ ‫ترى بها المشاكل ؟ وكذلك الطريقة التي تحاول حلها بها ؟‬ ‫وسواء تمكن الناس من رؤيتها أم ال فإن الكثيرين منا أصبحوا ال يقعون في شرك االنخداع بالوعود‬ ‫الجوفاء لألخالق الشخصية فمن خالل جوالتي ‪،‬وعملي مع العديد من المؤسسات اكتشفت أن‬ ‫المديرين التنفيذيين ذوي المقدرة على التفكير بشكل سليم يشعرون بالفتور والملل عند استماعهم‬ ‫إلى المتحدثين النفسيين و التحفزيين ممن ال يملكون سوى القصص المسلية الممزوجة باألحاديث‬ ‫المكررة ‪.‬‬ ‫فهم بحاجة إلى مادة وإلى عملية ‪.‬إنهم في حاجة إلى حل لمشاكلهم المز ِمنة والتركيز على المبادئ‬ ‫التي تتمخض عن الحلول طويلة األمد ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫مستوى جديد من مستويات التفكير‬ ‫ذكر البرت أينشتاين مالحظة قائالً " ال يمكن حل المشكالت الكبيرة التي تواجهنا ونحن على ذات‬ ‫مستوى التفكير الذي كنا عليه عنما صنعنا هذه المشكالت "‪.‬‬ ‫عندما ننظر حولنا وبداخلنا وندرك المشاكل التي خلقناها على مدار حياتنا وأثناء تفاعالنا مع‬ ‫األخالق الشخصية ندرك أنها مشاكل أساسية وعميقة ال يمكن حلها بنفس المستوى السطحي الذي‬ ‫تكونت نتيجة له ‪.‬‬ ‫ونحن بحاجة إلى مستوى جديد وأعمق من مستويات التفكير – نريد تصوراً ذهنيا ً قائما ً على أساس‬ ‫المبادئ التي تقدم وصفا ً دقيقا ً ألرضية فاعلية وتفاعل البشر لحل تلك الهموم العميقة ‪.‬‬ ‫"من الداخل إلى الخارج " تعني أن تبدأ بنفسك أوالً ‪ ،‬واألكثر أهمية أن تبدأ بالجزء الداخلي لذاتك‬ ‫– بتصوراتك الذهنية وسماتك ودوافعك ‪.‬‬ ‫وهذا يعني أنك لو أنك أردت أن تحظى بزواج سعيد فكن الشخص الذي يولد طاقة ايجابية ‪ ،‬وتخل‬ ‫تماما ً عن الطاقة السلبية و ال تعمل على تعزيزها ‪.‬وإذا أردت أن تحظى بالمزيد من الحرية في‬ ‫عملك وأن تقول وتفعل ما تشاء فعليك بتحمل المسؤولية ‪ ،‬وأن تمد يد المساعدة للجميع وأن تكون‬ ‫الموظف المتعاون ‪ .‬واذا أردت احتالل المرتبة األولى أو الثانية فعليك بالتفكير أوالً في الصالح‬ ‫األساسي لألخالق ‪.‬‬ ‫ويعني منهج التناول من الداخل إلى الخارج أن االنتصارات الشخصية تسبق االنتصارات العامة‬ ‫ألنه من الصعب تحسين عالقتنا باآلخرين قبل أن نحسن من أنفسنا ‪.‬‬ ‫و قد أتيحت لي فرصة العمل مع العديد من الناس ‪ :‬أناس رائعين ‪ ،‬وأناس يودون من أعماقهم‬ ‫تحقيق السعادة والنجاح ‪ ،‬وأناس يتسببون في جرح اآلخرين وغيرهم ‪ .‬وخالل تجاربي العديدة لم‬ ‫أر أبداً حلوالً دائمة للمشاكل وسعادة ونجاح دائمين تأتي من الخارج إلى الداخل ‪.‬‬ ‫وما رأيته يتمخض عن التصورات الذهنية التي تأتي من الخارج إلى الداخل هم أناس تعساء‬ ‫يشعرون بأنهم ضحايا ومقيدون ‪ .‬وقد رأيت زيجات تعيسة حيث يريد كل طرف من الطرف اآلخر‬ ‫أن يتغير ‪ ،‬ويحاول تشكيل الطرف اآلخر على هواه ‪ .‬وكم شاهدت خالفات إدارية حيث يهدر الناس‬ ‫الكثير من وقتهم وطاقتهم في محاولة لوضع تشريع يجبر الناس على التصرف وكأن أسس الثقة‬ ‫ضاربة بجذورها ‪.‬‬ ‫واعتقد أن مصدر استمرار المشاكل هو سيطرة التصور الذهني من الخارج إلى الداخل ‪ .‬فكل‬ ‫جماعة مؤمنة ان المشكلة تكمن "هناك بالخارج " و "أنهم "(أي آخر) ال بد أن يعاد تشكيلهم أو‬ ‫"يختفوا" فجأة من الوجود ومن ثم تحل المشكلة ‪.‬‬ ‫ويعد تغير التصور الذهني إلى طريقة "من الداخل إلى الخارج " تغيراً كبيراً و مفاجئًا للكثير من‬ ‫الناس ‪ ،‬ويرجع السبب إلى حد كبير إلى التأثيرات الخارجية والتصورات الذهنية واالجتماعية‬ ‫الحالية لألخالق الشخصية ‪.‬‬ ‫ولكن من خالل تجربتي ومن خالل الدراسة المتأنية لألفراد والمجتمعات الناجحة عبر التاريخ ‪،‬‬ ‫اقتنعت أن العديد من المبادئ التي يتضمنها كتابي العادات السبع موجودة بالفعل في أعماق كل‬ ‫واحد منا ؛داخل وعينا وإحساسنا الفطري ‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫ولكي نتمكن من إدراكها وتطويرها واستخدامها لمواجهة همومنا الداخلية ال بد أن نفكر بطريقة‬ ‫مختلفة ‪ ،‬ونغير تصوراتنا الذهنية إلى مستوى جديد وأعمق من مستويات " من الدخل إلى الخارج‬ ‫"‪.‬‬ ‫وبينما نسعى سعيا ً حثيثا ً لفهم تلك المبادئ وإدخالها في حياتنا ‪ ،‬أثق تمام الثقة أننا سنكتشف ونعيد‬ ‫اكتشاف الحقيقة في مالحظة تي‪ .‬إس ‪ .‬إليوت ‪:‬‬ ‫ينبغي أال نتوقف عن االستكشاف ‪،‬وستنتهي جميع استكشافاتنا بالوصول إلى نقطة البداية وسنكتشف‬ ‫أننا نرى ألول مرة ‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫‪16‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫العادات السبع – لمحة سريعة‬ ‫ما نفعله بشكل متكرر هو ما نحن عليه ‪.‬‬ ‫ومن ثم فإن التميز عادة و ليس فعالً ‪.‬‬ ‫أرسطو‬ ‫تتكون شخصياتنا في األساس من عاداتنا ‪".‬تزرع فكرة تحصد عمالً ‪ ،‬و تزرع عمالً تحصد عادة‬ ‫‪ ،‬وتزرع عادة تحصد شخصية ‪ ،‬وتزرع شخصية تحصد مصيراً " وتستمر الحكاية بال نهاية ‪.‬‬ ‫وتعد العادات عوامل مثرة في حياتنا ؛ ألنها متماسكة ومترابطة – وعادة ما تكون نماذج غير واعية‬ ‫– فإنها ال تعبر بشكل دائم ويومي عن شخصياتنا وتصنع فعاليتنا ‪..‬أو انعدام‬ ‫تلك الفعالية ‪.‬‬ ‫وكما قال العظيم هوراس مان " العادات تشبه الحبل الغليظ ننسج أحد خيوطه كل يوم وسريعا ً ما‬ ‫يصبح مستحيل القطع " ‪ .‬وأنا شخصيا ً ال أتفق معه في الجزء األخير من تعبيره ‪ .‬فأنا أعلم أنه‬ ‫قابل للقطع ‪ .‬فالعادات يمكن تعلمها ويمكن التوقف عن القيام بها ‪.‬لكني أعلم أنها ليست حال سريعا ً‬ ‫ألنها تتطلب عملية والتزام ال حدود له ‪.‬‬ ‫وهؤالء الدين شاهدوا رحلة أبوللو ‪ 11‬إلى القمر جمدتهم الدهشة في أماكنهم عندما شاهدوا أول‬ ‫الرجال الذين ساروا على سطح القمر وعادوا إلى األرض ‪.‬ولكن لوصول رواد الفضاء هؤالء إلى‬ ‫سطح القمر كان عليهم أن يخترقوا قوة الجاذبية األرضية الهائلة ‪.‬‬ ‫والعادات أيضا ً لها جاذبية هائلة ‪ -‬أكثر مما يدركه الكثير من الناس أو يعترفون به ‪.‬‬ ‫وقوة الجاذبية شأنها شأن أي قوة من قوى الحياة الطبيعة يمكنها أن تعمل معنا أو ضدنا ‪ ،‬فقوة‬ ‫جاذبية بعض عاداتنا قد تعوقنا مؤقتا ً من السير نحو وجهتنا ‪ .‬ولكن قوة الجاذبية هي أيضا ً التي تبقي‬ ‫عالمنا وحدة واحدة وهي التي تحافظ على سير كوكبنا في مداره وتحافظ على نظام الكون ‪ .‬إنها‬ ‫قوة مؤثرة ‪ ،‬وإذا استخدمناها بفعالية يمكننا استغالل قوة جاذبية عاداتنا لخلق الترابط والنظام‬ ‫الضروريين لتحقيق الفعالية في حياتنا ‪.‬‬

‫تعريف * العادات *‬ ‫من أجل أهدافنا المنشودة سنعرف العادات بأنها نقطة التقاء المعرفة والمهارة والرغبة ‪.‬‬ ‫والمعرفة هي تصور ذهني نظري ‪ ،‬وبعبارة أخرى هي ما يتعين عليك القيام به ولماذا يتعين عليك‬ ‫القيام به ‪ .‬والمهارة هي كيفية القيام باألمر ‪ .‬أما الرغبة فهي الدافع ألي حاجة إلى القيام بهذا األمر‬ ‫‪ .‬لكي يتحول أمر ما إلى عادة في حياتك ال بد أن تتحلى بكل الصفات الثالث السابقة‪.‬‬ ‫وربما تعاملي مع الزمالء أو الزوجة أو األطفال يشوبه شيء من القصور ألنني دائما ً ما أخبرهم‬ ‫ما أفكر فيه ‪ ،‬و لكني ال أمنح نفسي الفرصة لالستماع إليهم ‪ .‬ولن أدرك حاجتي إلى اإلنصات إلى‬ ‫اآلخرين ما لم أعرف المبادئ الصحيحة للتعامل معهم ‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫وعلى الرغم من أنني أعرف تمام المعرفة أهمية االستماع إلى اآلخرين من أجل تحقيق تواصل‬ ‫ى هذه المهارة ‪.‬‬ ‫فعال ‪،‬فربما ال تتوافر لد َّ‬

‫المعرفة‬ ‫( ماذا نفعل؟ و لماذا نفعله؟ )‬

‫العادات‬

‫الرغبة‬

‫المهارات‬

‫( ماذا نريد ؟ )‬

‫( كيف نقوم به ؟ )‬

‫‪18‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫العادات الفعالة المؤثرة‬ ‫مبادئ وأنماط السلوك الداخلية‬ ‫ولكن معرفتي بأنني بحاجة لإلنصات ومعرفتي كيف أنصت ليستا كافيتين ‪.‬‬ ‫فأنا إن لم أرغب في االستماع إلى اآلخرين رغبة قوية فلن يتحول األمر إلى عادة في حياتي ‪ .‬فخلق‬ ‫العادات يتطلب العمل على األبعاد الثالثة ‪.‬‬ ‫وعملية تحول الكينونة ‪ /‬الرؤية هي عملية صاعدة ‪ .‬فالكينونة تغير الرؤية واألخيرة بدورها تغير‬ ‫الكينونة وهكذا دواليك ‪ .‬أي أننا ننمو نمواً لولبيا ً صاعداً ‪ .‬ويمكننا من خالل تطوير كل من المعرفة‬ ‫والمهارات والرغبة االنتقال إلى مستويات جديدة من الفعالية على مستوى شخصي ومع اآلخرين‬ ‫بينما نقوم بكسر التصورات الذهنية القديمة و التي قد تكون مصدراً من مصادر األمن الزائف‬ ‫طوال سنوات عدة ‪.‬‬ ‫وفي بعض األحيان تتسم هذه العملية بأنها مؤلمة فهذا التغير يكون نابعًا من هدف أسمى ‪ ،‬من‬ ‫اعتقادك بأن ما تريده اآلن تابع لما تريد أن تكون عليه في المستقبل ‪ .‬ولكن هذه العملية تولد السعادة‬ ‫وهي " ما نسعى لتحقيقه في حياتنا" ‪ .‬من ثم يمكن تعريف السعادة ولو جزئيا ً بأنها ثمرة الرغبة و‬ ‫القدرة على التضحية بما تريد اآلن من أجل ما تريد في المستقبل ‪.‬‬

‫تدرج النضج‬ ‫إن كتاب العادات السبع ال يقدم مجموعة منفصلة أو عشوائية من الوصفات النفسية ‪ ،‬بل يقدم تطور‬ ‫الفعالية على المستوى الشخصي ‪ ،‬وعلى مستوى التعامل بين األفراد بما يتوافق وقوانين الطبيعة‬ ‫المتعلقة بالنمو ‪ .‬وتتقدم بنا هذه العادات على تدرج النضج بدءاً من االعتماد على اآلخرين إلى‬ ‫االعتماد على الذات إلى االعتماد بالتبادل ‪.‬‬ ‫فكلنا بدء حياته رضيعا ً يعتمد اعتماداً كليا ً على من حوله ‪ ،‬في التوجيه واإلطعام واالستمرارية ‪.‬ثم‬ ‫تدريجيا ً وعلى مر الشهور والسنين نصبح أكثر اعتماداً على الذات من الناحية البدنية والعقلية‬ ‫والعاطفية والمادية أيضًا إلى أن نتمكن من العناية بأنفسنا في النهاية ‪ ،‬ومن ثم نتلقى التوجيهات من‬ ‫داخلنا ونعتمد على أنفسنا ‪.‬‬ ‫وبينما ننمو وننضج يزداد إدراكنا بأن الطبيعة تتطلب االعتماد بالتبادل وأن هناك نظاما ً بيئيا ً يحكم‬ ‫الطبيعة بما فيها المجتمع ‪.‬كما نكتشف أيضًا أن المناطق المهمة واألسمى في طبيعتنا ترتبط ارتباطًا‬ ‫وثيقًا بعالقتنا باآلخرين – وهذا يعني أن الحياة اإلنسانية تتطلب االعتماد بالتبادل‪.‬‬ ‫وتجري عملية النمو في إطار قوانين الطبيعة ‪ .‬وبالطبع هناك أبعاد كثيرة للنمو ‪ ،‬على سبيل المثال‬ ‫ال يعني بالضرورة اكتمال نضجنا البدني اكتمال نضجنا العاطفي والعقلي تبعا ً ومن ناحية أخرى‬ ‫ال يعني عدم اعتماد الشخص بدنيا ً على غيره عدم اكتمال نضجه العاطفي والعقلي‪.‬‬ ‫وعلى تدرج النضج ‪،‬فإن االعتماد على اآلخرين هو تصور ذهني مفاده أنت –أنت تعتني به وتقف‬ ‫إلى جانبي ‪ ،‬و إذا لم تفعل سألقي عليك اللوم إذا نزل بي خطب ‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫واالعتماد على الذات هو تصور ذهني مفاده أنا ‪ -‬أنا يمكنني القيام بهذا األمر وأنا المسئول ‪ ،‬وأنا‬ ‫أعتمد على نفسي ‪ ،‬وأنا من يملك حق االختيار ‪.‬‬ ‫أما االعتماد بالتبادل فهو تصور ذهني مفاده نحن – نحن يمكننا القيام بهذا األمر ‪ ،‬ونحن يمكننا أن‬ ‫نتعاون ‪ ،‬ونحن يمكننا مزج مهاراتنا وقدراتنا معًا لنصنع شيئا ً عظيما ً لنا جميعًا ‪.‬‬ ‫والناس الذين يعتمدون على غيرهم في حاجة إلى من يحقق لهم ما يريدون ‪ .‬أما الناس الذين يعتمدون‬ ‫على ذواتهم يمكنهم الحصول على ما يريدون بجهودهم الشخصية ‪ .‬والناس الذين يتبادلون االعتماد‬ ‫على بعضهم البعض يوحدون جهودهم لتحقيق أعظم نجاحاتهم ‪.‬‬ ‫ومن السهل أن ترى أن االعتماد على الذات أكثر نضجا ً من االعتماد على اآلخرين ‪ .‬فيعد االعتماد‬ ‫على الذات انجازاً عظيما ً في حد ذاته ‪ .‬ولكن االعتماد على الذات ليس هو التفوق المطلق ‪.‬‬ ‫غير أن التصور الذهني الحالي للمجتمع يتوج االعتماد على الذات ‪ .‬وكأن التواصل والعمل بروح‬ ‫الفريق والتعاون مصنفة من القيم األقل شأنًا‪.‬‬ ‫ويبدو المفهوم المحدود لالعتماد المتبادل يحمل بداخله معنى االعتماد على اآلخرين ‪ ،‬ومن ثم نجد‬ ‫األسباب تغلفها األنانية ‪ ،‬باسم االعتماد على الذات أو االستقاللية ‪.‬‬ ‫وغالبا ً هذا النوع من رد الفعل الذي يتكون بداخل الناس من" التحرر من جميع القيود" و " أن‬ ‫يصبحوا أحرا ًر " و " تحقيق الذات " يكشف عن المزيد من االعتماد على اآلخرين الذي ال مفر‬ ‫منه ؛ ألنه يكون نابعا ً من الداخل ال من الخارج – ومن أمثلة هذا االعتماد على اآلخرين السماح‬ ‫لنقاط ضعفهم بهدم حياتنا العاطفية ‪ ،‬أو اإلحساس بأننا ضحايا نتيجة لتصرفاتهم أو األحداث‬ ‫الخارجة عن إرادتنا‪.‬‬ ‫وبالطبع ربما نحتاج إلى تغيير ظروفنا بيد أن مشكلة االعتماد على اآلخرين هي مسألة تتعلق‬ ‫بالنضج الشخصي ‪ ،‬وعالقتها بالظروف محدودة للغاية ‪.‬‬ ‫ويعزز االعتماد الحقيقي على الذات قوتنا التي تعزز فاعليتنا بدالً من أن ندع اآلخرين يتصرفون‬ ‫بدالً عنا ‪ .‬كما أنه هدف تحرري قيم في ذاته ‪ .‬ولكنه في الوقت نفسه ال يعد الهدف األسمى للحياة‬ ‫الفعالة ‪.‬‬ ‫وال يتناسب التفكير المستقل وحده مع مفهوم االعتماد بالتبادل ‪ .‬فاألشخاص المستقلون ممن ال‬ ‫يملكون القدرة على التفكير أو العمل مع اآلخرين ربما يكونون أفراداً منتجين ؛ ولكنهم ال يستطيعون‬ ‫أن يكونوا قادة جيدين أو يعملون مع فريق ‪ .‬فهم ال يعتنقون التصور الذهني الضروري للنجاح في‬ ‫الزواج أو العائلة أو الواقع المؤسسي ‪.‬‬ ‫والحياة بطبيعتها تتطلب قدراً كبيراً من االعتماد بالتبادل ‪ .‬ومحاولة تحقيق الحد األقصى من الفعالية‬ ‫من خالل االعتماد على الذات ‪.‬‬ ‫ويتسم مفهوم االعتماد على بالتبادل بأنه أكثر نضجا ً و تقدما ً ‪ .‬فإذا كنت من الناحية البدنية أستخدم‬ ‫مبدأ االعتماد بالتبادل فأنا قادر على االعتماد على ذاتي ؛ ولكنني أدرك في نفس الوقت أننا لو عملنا‬ ‫أنا وأنت معًا يمكننا إنجاز الكثير من العمل ‪ ،‬بقدر يفوق ما قد أنجزه بمفردي حتى لو بذلت قصارى‬ ‫جهدي ‪ .‬وإذا كنت من الناحية العاطفية أتعامل من منطلق االعتماد بالتبادل ‪ ،‬فأنا أتمتع بقدر كبير‬ ‫من اإلحساس بقيمة الذات ‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫ولكنني أدرك أنني أيضا ً في حاجة إلى الحب والعطاء والشعور بحب اآلخرين ‪.‬وإذا كنت من الناحية‬ ‫العقلية استخدم مبدأ االعتماد بالتبادل أدرك حاجتي إلى عقول أخرى جدية لتفكر معي ‪.‬‬ ‫واالعتماد بالتبادل هو خيار من حق األشخاص الذين يعتمدون على ذواتهم فقط ‪ .‬أما األشخاص‬ ‫الذين يعتمدون على غيرهم فليس بإمكانهم أن يختاروا االعتماد بالتبادل كأسلوب حياة ‪ ،‬فهم ال‬ ‫يملكون الشخصية التي تأهلهم للقيام بهذا الخيار كما أنهم ال يملكون قدراً كافيا ً من الثقة بأنفسهم ‪.‬‬ ‫ولهذا السبب ستتناول العادات األولى و الثانية و الثالثة خالل الفصول التالية موضوع امتالك الذات‬ ‫‪ ،‬إن هذه العادات الثالث ستحولك من شخص يعتمد على اآلخرين إلى شخص يعتنق مبدأ االعتماد‬ ‫بالتبادل ‪ .‬و هي " االنتصارات الشخصية" التي هي جوهر نمو الشخصية ‪ .‬وبالطبع "االنتصار‬ ‫بفعالية لتحقيق انتصارات عامة مع فريق عمل ‪ ،‬إن انتصارات الشخصية " تسبق " االنتصارات‬ ‫العامة " ‪.‬‬ ‫وبعدما تصبح شخصا ً يعتمد على ذاته بحق يصبح لديك األساس لتحقيق االعتماد بالتبادل الفعال‬ ‫فسوف تضحى شخصا ً يتمتع بأساس الشخصية الذي من خالله يمكنك العمل بفعالية لتحقيق‬ ‫انتصارات عامة مع فريق عمل ‪ ،‬ومن خالل التعاون والتواصل – وهي العادات الرابعة والخامسة‬ ‫و السادسة ‪.‬‬ ‫ولكن هذا ال يعني أنه يتعين عليك التفوق في التحلي بالصفات األولى والثانية والثالثة قبل العمل‬ ‫على الرابعة والخامسة والسادسة ‪ .‬إن فهم التسلسل سيساعدك على التعامل مع النمو تعامالً فعالً ‪.‬‬ ‫واالتصال بالعالم كل يوم هو جزء من عالم االعتماد بالتبادل ‪ .‬ولكن يمكن لمشاكل هذا العالم‬ ‫الخطيرة أن تجعل من الصعب رؤية أهداف الشخصية األساسية بسهولة ‪ .‬وفهم كيف تؤثر كينونتك‬ ‫في كل تفاعل من تفاعالت االعتماد بالتبادل ‪ ،‬سوف يساعدك على التركيز على جهودك بشكل‬ ‫متسلسل ومتوافق مع قوانين النمو الطبيعية ‪.‬‬ ‫والعادة السابعة هي عادة التجدد – وهو التجدد المنتظم والمتوازن لألبعاد األربعة األساسية للحياة‬ ‫‪ .‬وهذه العادة تحيط بالعادات األخرى و تجسدها ‪ ،‬وهي عادة التحسين المتواصل التي تخلق النمو‬ ‫اللولبي الصاعد الذي يحملنا معه إلى مستويات جديدة من فهم و معايشة العادات األخرى حيث‬ ‫تحلق حولها من داخل طائرة أكثر تطوراً و علواً ‪.‬‬ ‫والرسم التوضيحي في الصفحة التالية يمثل استعراضا ً لتدرج العادات السبع ‪ .‬وسأقوم بتوضيح كل‬ ‫مفهوم أو عادة عند التعرض لها ‪.‬‬

‫تعريف الفعالية‬ ‫إن العادات السبع هي عادات الفعالية ‪ .‬وألنها قائمة على مبادئ فهي تحقق الحد األقصى من النتائج‬ ‫المفيدة طويلة المدى ‪.‬‬ ‫وتعتبر هذه العادات السبع فعالة ألنها تقوم على أساس من التصورات الذهنية الفعالة المتناغمة مع‬ ‫القوانين الطبيعية ‪ ،‬وهو مبدأ أطلق عليه توازن (إ‪/‬ق إ) والذي يتخلى الناس عنه ‪.‬‬ ‫التعريف األساسي للفعالية ‪ :‬كلما كنت منتجا ً زاد علمك وأصبحت أكثر فعالية ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫ولكن الفعالية الحقيقية مكونه من شقين ‪ :‬المنتج واألصل المنتج أو القدرة اإلنتاجية ‪.‬‬

‫فإذا كان النموذج الذي تيسر حياتك و فقا ً له يركز على المنتج ويتجاهل أصل المنتج أو القدرة‬ ‫اإلنتاجية ‪.‬‬ ‫وتكمن الفعالية في التوازن – أي ما أطلق عليه التوازن ( إ‪/‬ق إ ) ‪ .‬وترمز (إ) ل"إنتاج" النتائج‬ ‫المرجوة وبينما ترمز (ق إ) إلى " معايير القدرة اإلنتاجية " أي القدرة أو األصل الذي ينتج ‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫أنواع األصول الثالثة‬ ‫توجد ثالثة أنواع أساسية لألصول‪ :‬األصول المادية واألصول المالية واألصول البشرية ‪ .‬واآلن‬ ‫سندرس كل واحد منها على حدة ‪.‬‬ ‫منذ عدة سنوات مضت قمت بشراء أصل مادي وهو آلة جز الحشائش ‪ .‬وظللت أستخدمها دون‬ ‫أن أفكر في صيانتها ‪ .‬وبالفعل ظلت اآللة تعمل لموسمين جيداً غير أنها تعطلت ‪ .‬وعندما حاولت‬ ‫إعادتها للعمل عن طريق صيانتها فقد المحرك نصف قدرته ومن ثم أصبحت عديمة الفائدة ‪.‬‬ ‫ولو كنت أحسنت االستثمار في (ق إ) – أي الحفاظ على األصل و صيانته – لكنت اآلن محتفظا ً‬ ‫ب ( ق) سليما ً – أي آلة جز الحشائش ‪.‬‬ ‫وأثناء بحثنا عن المردودات أو النتائج قصيرة المدى غالبا ً ما ندمر أصالً ماديا ً قيما ً – مثل البيئة ‪.‬‬ ‫إذن الحفاظ على توازن (ق) و (ق إ) من شأنه إحداث فرق هائل في االستخدام الفعال لألصول‬ ‫المادية ‪.‬‬ ‫ولهذا األمر تأثير قوي على االستخدام الفعال لألصول المالية إلى أي مدى خلط الناس بين المبدأ‬ ‫والفائدة ؟ كلما قلت المبادئ انخفضت الطاقة المنتجة للفائدة أو الداخل ‪ .‬ويظل رأس المال يقل‬ ‫تدريجيا ً حتى يبيت غير كاف للوفاء باالحتياجات األساسية ‪.‬‬ ‫وأهم أصولنا المادية هو قدرتنا على الكسب ‪ .‬وإذا لم نداوم على االستثمار في تحسين ( ق إ)‬ ‫الخاص بنا فهذا يعني أننا نحد من الخيارات المطروحة أمامنا ‪ ،‬ونحبس أنفسنا داخل سجن وضعنا‬ ‫الحالي ‪ ،‬ونفر رعبا ً ‪ ،‬ومرة أخرى أقول إن هذا هو ما يطلق عليه انعدام الفعالية ‪.‬‬ ‫وبالنسبة للجزء البشري فإن توازن ( إ ‪/‬ق إ ) يشكل أهمية كبيرة أيضا ً تفوق أهمية األصلين السابقين‬ ‫‪ ،‬ولكنه أكثر أهمية ألن الناس يتحكمون في األصول المادية والمالية ‪.‬‬ ‫عندما يركز الزوجان كل اهتماماتهما على إنتاج النتائج والفوائد أكثر من اهتماماتهما بالحفاظ على‬ ‫العالقة التي تجعل من تحقق تلك الفوائد أمرأً ممكنا ً ‪ ،‬فإنهما غالبا ً ما يصبحان منعدمي اإلحساس‬ ‫‪ ،‬ويهمالن تقوية روابط المودة بينهما وأمور اللباقة البسيطة التي تعتبر الغذاء الذي يعمق العالقة‬ ‫بينهما ‪ .‬ويشرع كل واحد منهما في التالعب بالطرف اآلخر و "التركيز" على احتياجاته الشخصية‬ ‫‪ ،‬وتبرير موقفه وكذلك البحث عن دليل يؤكد خطأ الطرف اآلخر ‪ .‬ويتحول حب وثراء هذه العالقة‬ ‫والرقة التلقائية إلى أشباح في الماضي‪.‬‬ ‫واآلن عندما يكون األبناء صغاراً يكونون معتمدين اعتماداً كليا ً على من حولهم ألنهم ضعفاء ‪.‬‬ ‫ويضحى من السهل إهمال عمل ( ق إ ) – أي التدريب‪ ،‬والتواصل وتدعيم العالقات ‪ ،‬واإلنصات‬ ‫‪ .‬ويصبح من السهل التالعب ‪ ،‬والحصول على ما تريد بالطريقة التي تراها – اآلن ! إذن ما المانع‬ ‫في أن تملي عليهم ما يفعلون ؟ وإذا استدعى األمر ‪ ،‬يمكنك الصياح فيهم وتهديدهم واإلصرار على‬ ‫ما تريد ‪.‬‬ ‫أو يمكنك التساهل معهم ‪ ،‬ويمكنك السعي وراء أن تسعدهم وتعطيهم ما يريدون وقتما يشاءون ‪.‬‬ ‫ومن ثم ينشئون دون أي إحساس داخلي بالمعايير أو التوقعات ‪ ،‬وبدون أي إحساس بااللتزام‬ ‫باالنضباط أو تحمل المسؤولية ‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫وفي أي من الحالتين – التسلط أو التساهل – فأنت إما أن تفرض رأيك عليهم ‪ ،‬أو ترغب في كسب‬ ‫حبهم ‪ .‬ولكن في هذه األثناء ماذا يحدث للمنتج ؟ و ما القدر الذي يمكن أن يحظى به هذا الطفل في‬ ‫رحلته بالحياة من االحساس بتحمل المسؤولية واالنضباط الذاتي ؟ ‪ ،‬والثقة في قدرته على اتخاذ‬ ‫القرارات الصحيحة أو تحقيق أهداف مهمة ؟ وماذا عن عالقتك بطفلك ؟ فعندما يصل إلى سنوات‬ ‫المراهقة الحرجة يواجه أزمة الهوية ‪ .‬هل سيعرف من خالل خبرته معك أنك ستسمع إليه دون أن‬ ‫تحاول إصدار أحكام ؟ وأنك تهتم به بالفعل كإنسان وأنك تثق به مهما حدث ؟ هل ستكون العالقة‬ ‫بينكما قوية بالقدر الذي يسمح لك بالنزول إلى مستواه والتواصل معه والتأثير عليه ؟‬ ‫واآلن سأشارككم تجربة ( ق إ) ممتعة مررت بها مع إحدى بناتي ‪ .‬كنا نخطط لموعد شخصي ‪،‬‬ ‫وهو أمر أستمتع به مع كل واحد من أبنائي ‪ .‬وكنا نجد متعه في الترقب لهذا الموعد بقدر ما نستمتع‬ ‫به عند حدوثه ‪ .‬لذا فقد اقتربت من ابنتي قائالً " حبيبتي الليلة ليلتك ما الذي تنوين القيام به؟"‬ ‫فأجابتني " أبي ال بأس "‬ ‫فقلت لها " كال ‪ ،‬ما الذي تنوين عمله ؟"‬ ‫فأجابتني أخيراً " حسنا ً ما أريد القيام به لن تود القيام به "‬ ‫فأجبتها بإهتمام " بلى يا حبيبتي ‪ ،‬أود القيام بأي شيء تريدين " ‪.‬‬ ‫فأجابتني " أود مشاهدة فيلم حرب النجوم ‪ .‬ولكنني أعلم أنك ال تحب هذا النوع من األفالم الخيالية‬ ‫‪ .‬ال بأس بهذا األمر يا أبي " ‪.‬‬ ‫" كال يا حبيبتي ‪ ،‬إذا كان هذا ما تودين القيام به فإنني أود القيام به أيضا ً "‪.‬‬ ‫" أبي ال تكترث لهذا األمر ‪ .‬ليس من الضروري الخروج في هذا الموعد "‪.‬‬ ‫وسكتت لبرهة ثم استطردت " ولكن هل تعلم لماذا ال تحب حرب النجوم ؟ ألنك ال تفهم فلسفة‬ ‫وتدريب فرسان الجيداي "‬ ‫"لماذا؟"‬ ‫" هل تعرف األمور التي تدرسها يا أبي ؟‬ ‫إنها نفسها األمور التي يتضمنها تدريب فرسان الجيداي " ‪.‬‬ ‫" حقا ً ؟ لنذهب إذاً ونشاهد حرب النجوم "‪.‬‬ ‫وبالفعل ذهبنا وجلست جواري وبدأت تقدم لي تصوراً ذهنيا ً رائعا بالفعل ‪ .‬ومن منطلق هذا التصور‬ ‫الذهني الجديد بدأت أرى كيف تتجلى فلسفة فرسان الجيداي األساسية في التدريب في ظل الظروف‬ ‫المختلفة ‪.‬‬ ‫ولم تكن تجربة (ق) هذه مخططا ً لها بل كانت ثمرة رائعة لالستثمار في ( ق إ) ‪ .‬وكانت تجربة‬ ‫مدعمة للروابط ومرضية للغاية ‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫(ق إ) الخاص بالمؤسسات‬ ‫واحدة من بين الموضوعات المهمة الكثيرة المتعلقة بأي مبدأ صحيح هو قابليته للتطبيق على مدى‬ ‫متسع من الظروف واألحوال ‪.‬‬ ‫عندما يخفق الناس في إحترام توازن ( إ ‪ /‬ق إ) عند استخدامهم لألصول المادية داخل المؤسسة ‪،‬‬ ‫وغالبا ً ما يخلفون لآلخرين وراءهم إوزة ميتة ‪.‬‬ ‫على سبيل المثال ‪ ،‬عندما يكون اختصاص مسئول ما عن أصل مادي مثالً فإنه يكون متلهفا ً من‬ ‫أجل ترك انطباع جيد لدى رؤسائه ‪ .‬لذا يحاول هذا الشخص تحقيق مستويات عالية من اإلنتاج‬ ‫متجاهالً ضرورة إراحة الماكينة أو صيانتها ‪.‬‬ ‫ولكن نفرض أنك خلفه في العمل ‪ ،‬وبالطبع سترث اإلوزة في أسوأ حالتها ؛ فالماكينة ستكون‬ ‫صدأت وأصبحت دائمة األعطال ‪ .‬لذا سيتعين عليك بذل المزيد من االستثمار في إراحة الماكينة‬ ‫وصيانتها وبالتالي سيصل مؤشر التكلفة إلى عنان السماء ‪ ،‬أما مؤشر األرباح فإنه سيصل إلى‬ ‫أدنى المستويات ‪ .‬وعلى الرغم من أن سلفك هو من قام بتصفية األصل إال أن النظام يحسب وحدات‬ ‫االنتاج على أساس التكلفة والمكسب فقط ‪.‬‬ ‫ويعتبر التوازن ( إ ‪/‬ق إ) أمراً ذا أهمية خاصة عند تطبيقه على األصول البشرية للمؤسسة – أي‬ ‫العمالء والعاملين ‪.‬‬ ‫أعرف مطعما ً يقدم حساء محار رائعا ً وقت الغداء تجده مزدحما ً على الدوام ‪.‬ثم بيع المطعم لمالك‬ ‫جديد كان كل ما يعنيه التركيز على البيض الذهبي – لذا قرر تخفيف طبق الحساء ‪ .‬وبعد حوالي‬ ‫شهر انخفضت التكاليف وارتفع الدخل وزادت األرباح ‪ .‬ولكن بدأ عدد الرواد يقل رويداً رويداً ‪.‬‬ ‫وانحدر مستوى المطعم إلى الصفر ‪ .‬ولم تعد هناك االوزة التي تبيض ذهبا ً ‪.‬‬ ‫وهناك مؤسسات تتحدث دوما ً عن العمالء متجاهلة تماما ً الناس أي الموظفين الذين يتعاملون مع‬ ‫العمالء ‪ .‬ولكن مبدأ (ق إ) يحثك دائما ً على التعامل مع موظفيك بالطريقة ذاتها التي تريد منهم‬ ‫التعامل بها مع أفضل عمالئك ‪.‬‬ ‫إن بإمكانك شراء مجهود شخص ما ولكن ال يمكن شراء قلبه ‪ .‬فقلبه هو موطن الحماس والوالء‪.‬‬ ‫وبإمكانك أن تشتري موظفا ً ‪ ،‬وتجعله يعمل لديك ثانية ‪ ،‬لكن ال يمكنك شراء عقله ‪ ،‬فعقله هذا هو‬ ‫موطن إبداعه وذكائه وموارده ‪.‬‬ ‫وتعني ( ق إ ) معاملة موظفيك على أنهم متطوعون تماما ً ‪ ،‬ال‪ ،‬هذه هي حقيقتهم بالفعل ‪ .‬فهم‬ ‫يتطوعون بأفضل ما لديهم‪ :‬قلوبهم وعقولهم ‪.‬‬ ‫كنت ذات مرة مع مجموعة عندما طرح أحدهم سؤاالً " كيف يمكنك إصالح الموظفين الكسولين‬ ‫وغير األكفاء ؟" أجابه رجل آخر قائالً " بنسفهم !" و أيد العديد من الحاضرين هذا النوع من‬ ‫األسلوب اإلداري " أصلحهم أو انسفهم "‪.‬‬ ‫ولكن شخصا ً أخر من المجموعة طرح سؤالً من الذي يجمع البقايا ؟"‬ ‫" ال توجد بقايا " ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫قال الرجل األخر" حسنا ً ‪ ،‬لم ال تفعل هذا مع عمالئك ؟ لماذا ال تقول ‪ :‬أنت ‪ ،‬إذا لم تكن مهتما ً‬ ‫بشراء هذه البضاعة فلتغادر المكان "‬ ‫فقال " ال يمكنك فعل هذا مع العمالء "‬ ‫" إذن لماذا تفعل هذا بالعاملين لديك ؟"‪.‬‬ ‫" ألنهم يعملون لدي " ‪.‬‬ ‫" نعم ‪ .‬هل العاملون لديك مخلصون لك؟ "‪.‬‬ ‫" هل تمزح ؟ ال يمكنك العثور على عاملين أكفاء في هذه األيام ‪ .‬إن المعدل دوران العمالة مرتفع‬ ‫للغاية ؛ وكذلك الغياب والقيام بوظيفتين ‪".‬‬ ‫إن هذا التركيز على البيض الذهبي – هذا التوجه وهذا التصور الذهني غير مالئم وغير كاف من‬ ‫أجل تفجير الطاقات الهائلة الموجودة داخل عقول وقلوب الناس ‪ .‬نعم ‪ ،‬إن النتائج قصيرة المدى‬ ‫مهمة ‪ ،‬ولكنها ليست كل شيء ‪.‬‬ ‫إن الفعالية تكمن في التوازن ‪ .‬والتركيز الزائد على ( ق) سيؤدي إلى تدمير الصحة وهالك الماكينة‬ ‫وتحطيم العالقات ‪.‬‬ ‫واإلفراط في التركيز على ( ق إ ) يشبه الشخص الذي ال ينفك عن المدرسة طوال عمره ولكنه‬ ‫غير منتج ويعيش على التفاخر بالبيض الذهبي الذي يحققه اآلخرون – إنها متالزمة الطالب األبدي‬ ‫‪.‬‬ ‫هذا وليس من السهل الحفاظ على توازن (إ‪/‬ق إ) ‪ ،‬هذا التوازن بين (اإلنتاج ) وصحة ورفاهية‬ ‫(القدرة على اإلنتاج ) ‪ .‬ويمكنك أن ترى هذا عندما تبذل قصارى جهدك لتسير األمور كيف تشاء‬ ‫مع شخص ما ‪.‬‬ ‫ويعد التوازن (إ‪/‬ق إ) هو جوهر الفعالية وهو صالح لجميع مناحي الحياة ‪ ،‬ويمكنك العمل معه أو‬ ‫ضده ولكنه موجود ‪ .‬إنه المنارة الهادية ‪ .‬وهو تعريف الفعالية وتصورها الذهني وهو عماد العادات‬ ‫السبع ‪.‬‬

‫كيف تستخدم هذا الكتاب ؟‬ ‫قبل أن نشرع في التحدث عن العادات السبع للناس األكثر فعالية ؟ ‪.‬‬ ‫أوال ًأود أن أقترح أال " تتعامل "مع هذه المادة على أنها كتاب تقرؤه مرة واحدة ثم تحفظه على‬ ‫أرفف المكتبة ‪.‬‬ ‫وربما تختار قراءة الكتاب دفعة واحدة باعتباره وحدة متكاملة ‪ .‬بيد أن هذه المادة معدة لتكون رفيقا ً‬ ‫لك في عملية النمو والتغير المستمرة ‪.‬‬ ‫وبينما ‪ ،‬ننتقل إل ى مستويات أعمق من الفهم والتطبيق يمكنك العودة مرة أخرى إلى المبادئ التي‬ ‫تضمها كل عادة ‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫التصورات الذهنية والمبادئ‬

‫الجزء األول‬

‫ثانيا ً ‪ ،‬أود أن أقترح عليك تصور تغيير تصورك الذهني عند انخراطك في مطالعة هذه المادة من‬ ‫دور المتعلم إلى دور المعلم ‪ ،‬وعليك‪ ،‬اتباع منهج من الداخل إلى الخارج واضعًا نصب عينيك‬ ‫مشاركة أو مناقشة ما تعلمتها مع غيرك خالل ‪ 48‬ساعة من تعلمك ما قرأت ‪.‬‬

‫ما الذي يمكنك توقعه ؟‬ ‫من خالل التحليل األخير الذي أجرته مارلين فيرجسون الحظت ما يلي " ليس بمقدور أي شخص‬ ‫آخر بالتغيير ؛ ألن كل واحد منا يحرس بوابة تغيير تفتح من الداخل فقط ‪ .‬و ال يسعنا فتح بوابة أي‬ ‫شخص آخر ال بالمناقشات و ال باالستعطاف "‪.‬‬ ‫و إذا قررت فتح " بوابة التغيير " بداخلك لتفهم المبادئ المتضمنة في العادات السبع فهما ً صحيحا ً‬ ‫و تعيشها أؤكد لك أنك ستحظى بالعديد من األمور اإليجابية في حياتك ‪.‬‬ ‫أوالً سيكون نموك ارتقائيا ً ‪ ،‬و لكن صافي التأثير سيكون ثوريا ً ‪.‬‬ ‫أما صافي تأثير " فتح بوابة التغيير " أمام أول ثالث عادات – وهي عادات النصر الشخصي –‬ ‫فهو زيادة ثقتك بنفسك زيادة ملحوظة ‪ .‬فسوف تتمكن من معرفة نفسك معرفة أعمق – بأسوب ذي‬ ‫مغزى ستتعرف إلى طبيعتك وقيمك المتأصلة وقدرتك اإلسهامية المتفردة ‪.‬فعندما تعيش قيمك‬ ‫الخاصة فإن هويتك وكيانك وحس السيطرة لديك وتوجهاتك الداخلية ستندمج معا ً وتصل بك إلى‬ ‫فيض من السالم والسعادة الداخلية ‪.‬‬ ‫وبينما تفتح أبواب التغيير أمامك العادات الثالث األولى – عادات النصر الشخصي‪ -‬ستكتشف بل‬ ‫ستطلق العنان للرغبة وللموارد التي من شأنها إصالح وإعادة العاقات التي أفسدتها أو قطعتها‬ ‫‪.‬وستحسن العالقات الجيدة و تصبح أعمق وأكثر قوة وأكثر ابداعا ً كما أنها ستسهم برفع روح‬ ‫المغامرة ‪ .‬و إذا تمكنت من تأصيل العادة السابعة بداخلك فإنها ستعمل على تجديد الست األولى ‪،‬‬ ‫وتجعل منك شخصا ً معتمداً على ذاته بالفعل وقادراً على تحقيق مبدأ االعتماد بالتبادل ‪.‬‬ ‫وبدافع اهتمامي الصادق بكم أشجعكم على فتح بوابة التغيير و النمو و أنتم تدرسون تلك العادات ‪.‬‬ ‫ولكن كن صبوراً مع نفسك ألن النمو الذاتي هو القارب الذي يحملك وهو األرض المقدسة التي‬ ‫تقف عليها وال يوجد استثمار أفضل منه ‪ .‬ويبدو جليا ً أنه ليس حالً سريعا ً ‪ .‬كما قال توماس باين‬ ‫" إن ما نكسبه بسهولة نضيعه بسرعة ‪ .‬إن ما يعطي القيمة لشيء هو مقدار اهتمامنا به "‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫الجزء الثاني‬ ‫النصر الشخصي‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫‪28‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫العادة األولى‬ ‫كن مبادرا‬ ‫مبادئ الرؤية الشخصية‬ ‫ال أعرف حقيقة مشجعة لإلنسان أكثر من قدرته األكيدة على رفع مستواه المعيشي مستخدما ً جهوده‬ ‫الواعية ‪.‬‬ ‫هنري ديفيد ثورو‬ ‫حاول وأنت تقرأ هذا الكتاب االنفصال عن ذاتك ‪ ،‬والتخلي عن وعيك الذاتي ‪ ،‬وانظر إلى نفسك‬ ‫وأنت تقرأ بعين عقلك ‪.‬‬ ‫واآلن نحاول فعل أمر ما ‪ .‬فكر في حالتك المزاجية الحالية ‪ .‬هل يمكنك تحديدها ؟ ما الذي تشعر‬ ‫به اآلن ؟ كيف تصف حالتك الذهنية الحالية ؟‬ ‫واآلن خذ دقيقة للتفكير في الطريقة التي يعمل بها عقلك ‪ .‬هل هو سريع ويقظ ؟ هل تشعر أنك‬ ‫ممزق بين القيام بهذا التدريب العقلي وتقييم المقصد منه ؟‬ ‫إن قدرتك على القيام بهذا األمر هي قدرة بشرية فريدة ال تمتلكها الحيوانات ‪ ،‬ونحن نطلق عليه‬ ‫"الوعي الذاتي" أو القدرة على التفكير في عملية التفكير ذاتها ‪ .‬ولهذا السبب جعل هللا سبحانه و‬ ‫تعالى اإلنسان صاحب اليد العليا في هذا العالم ولهذا السبب هو الذي يحقق تطورات قيمة عبر‬ ‫األجبال المختلفة ‪.‬‬ ‫ولهذا السبب أيضا ً يمكننا االرتقاء والتعلم من تجاربنا الشخصية وتجارب اآلخرين ‪ .‬ولفهم السبب‬ ‫يمكننا بناء وتغيير عاداتنا ‪.‬‬ ‫إننا لسنا المشاعر اتي تعترينا ‪ ،‬ولسنا الحالت المزاجية التي تنتابنا ‪ ،‬ولسنا األفكار التي تتكون‬ ‫داخل عقولنا ‪ .‬فإن الحقيقة الثابتة أننا نستطيع التفكير في تلك األشياء وهو ما يميزنا عن عالم‬ ‫الحيوانات ‪ .‬إذا الوعي الذاتي يمكننا من االنفصال عن أنفسنا وتفحص الطريقة التي نرى بها أنفسنا‬ ‫تصورنا الذاتي ألنفسنا ‪ ، -‬والذي يعد التصور الذهني األساسي للفعالية ‪ ،‬هو ال يؤثر على توجهاتنا‬‫وسلوكيتنا فحسب ‪ ،‬بل يؤثر على الطريقة التي نرى بها الناس ‪.‬‬ ‫وفي الحقيقة إلى أن نهتم بالطريقة التي نرى بها أنفسنا ( وكيف نرى اآلخرين ) فإننا لن نتمكن من‬ ‫فهم كيف سيرى الناس أنفسهم وكيف يشعرون بالعالم المحيط بهم ‪ .‬وسنعتمد دون أن نشعر إلى‬ ‫إقحام نوايانا في سلوكهم ‪ ،‬ثم نصف أنفسنا بالموضوعيين ‪.‬‬ ‫وبالطبع هذا يحد من إمكانياتنا الشخصية ’ ومن قدرتنا على إقامة عالقات جيدة مع اآلخرين ‪ .‬ولكن‬ ‫البشر يتمتعون بصفة الوعي الذاتي المتفردة ‪ ،‬يمكننا دراسة تصوراتنا الذهنية لتحديد ما إذا كانت‬ ‫واقعية أو قائمة على أساس مبادئ ‪ ،‬أو أنها نابعة من التأثيرات الخارجية والظروف ‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫المرآة االجتماعية‬ ‫إذا كان المنظور الوحيد الذي نرى أنفسنا من خالله هو انعكاس للمرآة االجتماعية – أي من خالل‬ ‫التصور الذهني للمجتمع ‪ ،‬ومن خالل اآلراء والمفاهيم والتصورات الذهنية للمحيطين بنا – فهذا‬ ‫يعني أننا نرى انعكاسا ً ألنفسنا في حجرة المرايا المجنونة في المالهي ‪.‬‬ ‫كل هذه الرؤى غير مترابطة وغير متناسبة وغالبا ً ما تكون من نسج الخيال وليست انعكاسا لشيء؛‬ ‫فهي تبرز مخاوف ونقاط ضعف الناس الذين يقولونها أكثر مما يقدم انعكاسا ً دقيقا ً لما نحن عليه‬ ‫بالفعل ‪.‬‬ ‫وتوجد ثالث خرائط اجتماعية دقيقة لتفسير طبيعة اإلنسان – أي ثالث نظريات لكون اإلنسان‬ ‫مسيراً متعارف عليها عالميا ً بشكل مستقل أو متآلف – لشرح طبيعة اإلنسان ‪ .‬النظرية األولى هي‬ ‫نظرية الحتمية الوراثية والتي تقول بأننا نحصد صنيع أجدادنا‪ .‬ولهذا السبب نعاني من حدة المزاج‬ ‫‪ ،‬الذي انتقل إلينا من أجدادنا عبر الحمض النووي ‪.‬‬ ‫أما النظرية الثانية فهي الح تمية النفسية والتي تقول إننا نحصد صنيعة آبائنا ‪ .‬بمعنى أن توجهاتك‬ ‫الشخصية وتركيبة شخصيتك هما األساس نتاجا ألسلوب تربيتك والتجارب التي مررت بها في‬ ‫طفولتك ‪.‬‬ ‫أما النظرية الثالثة فهي الحتمية البيئية والتي تقول إن رئيسك هو الذي يجني عليك – أو زوجك‬ ‫بمعنى آخر ’ شيء ما في بيتك هو المسئول عن الموقف الذي أنت فيه ‪.‬‬ ‫وتقوم كل واحدة من تلك الخرائط على أساس نظرية مثيرة ‪ /‬االستجابة والتي غالبا ً ما ترتبط في‬ ‫أذهاننا بتجارب بافلوف على الكالب ‪ .‬والفكرة األساسية هي أن هناك استجابة بعينها تحدث نتيجة‬ ‫لوجود مثير محدد ‪.‬‬

‫بين المثير و االستجابة‬ ‫اسمح لي أن أروي لك قصة فيكتور فرانكل المؤثرة ‪.‬‬ ‫كان فرانكل من أتباع مذهب الحامية تربى في كنف علم النفس الفرويدي ‪ ،‬حيث كان يسلم بأن أي‬ ‫شيء يحدث لك في طفولتك يشكل شخصيتك ‪ ،‬وبالتالي يسيطر على حياتك بأكملها ‪.‬‬ ‫كان فرانكل أيضا ً طبيبا ً نفسيا ً ‪ .‬وقد تم اعتقاله في المعسكرات النازية األلمانية حيث مر بتجارب‬ ‫بغيضة للغاية ال تسمح لنا أصول اللياقة بأن نعرضها هنا ‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫وقد مات والده وأخوه وزوجته في المعسكرات أو تم إرسالهم إلى محارق الغاز ‪ .‬وقد هلكت أسرته‬ ‫بالكامل فيما عدا أخته ‪ .‬وقد عانى فرانكل نفسه من التعذيب ؛ ولم عرف قط إن كانت نهايته ستكون‬ ‫في المحارق أم أنه سيكون من بين الناجين الذين يخرجون جثثا ً أو يجرفون رماد هؤالء الذين يلقون‬ ‫هذا المصير ‪.‬‬ ‫وفي أحد األيام بينما كان جالسا ً في غرفته وحيداً وعاريا ً بدأ يدرك ما أسماه الحقا ً " آخر حريات‬ ‫البشرية " – الحرية التي لم يكن بمقدور معتقليه النازيين سلبه اياها ‪ .‬ولكن فيكتور مدركا ً لذاته‬ ‫والذي يستطيع النظر بعين المالحظ لمحيطه ‪ .‬فكانت هويته األساسية سليمة لم يصبها أي أذى ‪.‬‬ ‫وفي و سط تجاربه تلك تخيل فرانكل نفسه في ظل ظروف مختلفة ‪ ،‬من بينها إلقاء المحاضرات‬ ‫على طالبه بعد خروجه من معسكرات الموت ‪ .‬كان يصف نفسه في الفصل الدراسي – بعين عقله‬ ‫– ويشرح لتالميذه الدروس التي كان يتعلمها أثناء تعذيبه ‪.‬‬ ‫ومن خالل سلسلة من تدريبات ضبط النفس تلك – الذهنية والعاطفية واألخالقية عن طريق استخدام‬ ‫الذاكرة والخيال في األساس – بدأ يصقل حريته الصغيرة وغير الناضجة إلى أن أضحت أكبر‬ ‫وأكبر ‪ ،‬وحتى أصبح يتمتع بقدر من الحرية يفوق ذلك الذي يتمتع به معتقلوه النازيون ‪ .‬وقد أصبح‬ ‫مصدر إلهام لمن حوله ‪ ،‬بمن في ذلك بعض حراسه‪ .‬فقد ساعد اآلخرين على إيجاد معنى لمعاناتهم‬ ‫‪ ،‬إليجاد الكرامة داخل سجنهم ‪.‬‬ ‫وفي خضم تلك الظروف المذلة والبائسة ‪ ،‬استخدم فرانكل موهبة اإلدراك الذاتي البشرية كي‬ ‫يكتشف مبدأ أساسيا ً عن طبيعة اإلنسان ‪ :‬بين الحافز واالستجابة ؛ يتمتع اإلنسان بحرية االختيار ‪.‬‬ ‫وتكمن حرية االختيار تلك في المواهب التي تجعل منا بشراً متفردين عن غيرنا من المخلوقات ‪.‬‬ ‫فباإلضافة إلى اإلدراك الذاتي ‪ ،‬فنحن نمتلك الخيال وهو المقدرة على تصور أشياء ال يمكن حدوثها‬ ‫في واقعنا الحالي ‪ .‬ونمتلك الضمير وهو وعي داخلي عميق بالصواب والخطأ وبالمبادئ المسيطرة‬ ‫على سلوكنا ‪ ،‬وإحساس بدرجة انسجام أفكارنا وأفعالنا معها ‪ .‬ونمتلك اإلدارة الحرة وهي المقدرة‬ ‫على التصرف وهي التي تكون مسؤولة عن إدراكنا الذاتي بعيداً عن كل التأثيرات األخرى ‪.‬‬ ‫ولكن بسبب مواهبنا البشرية المتفردة ‪ ،‬نستطيع كتابة برامج جديدة ألنفسنا بعيدة كل البعد عن‬ ‫غرائزنا و تدريبنا ‪ .‬ولعل هذا هو السبب في المحدودية النسبية لمقدرة الحيوانات والالمحدودية‬ ‫لمقدرة اإلنسان ‪.‬‬ ‫وقد نشأ التصور الذهني الحتمي من دراسة الحيوانات واألشخاص المصابين بالعصاب والذهان ‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن مثل هذا التصور قد يتناسب مع معايير بعينها لدى بعض الباحثين ألنه يبدو قابالً‬ ‫للقياس والتوقع ‪ ،‬إال أن تاريخ البشر وإدراكنا الذاتي يخبراننا أن هذه الخريطة ال تصف األرض‬ ‫على اإلطالق !‬ ‫والقدر الذي نصقل ونطور به هذه المواهب يعزز من قواتنا لكي نستغل إمكاناتنا الفريدة ‪ .‬فبين‬ ‫الحافز واالستجابة تكمن أعظم قوة نملكها – حرية االختيار ‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫تعريف " المبادرة "‬ ‫في أثناء اكتشافه للمبدأ األساسي لطبيعة اإلنسان ‪ ،‬وصف فرانكل خريطة ذاتية دقيقة بدأ من منطلقها‬ ‫يطور العادة األولى واألكثر أهمية للشخص ذي الفعالية العالية في أي بيئة ‪،‬عادة المبادرة‪.‬‬ ‫في حين أن كلمة مبادرة معروفة اآلن في مجال اإلدارة إال أنها كلمة لن تجدها في معظم القواميس‬ ‫‪ .‬فهي تعني أكثر من مجرد أخذ خطوة لألمام ‪.‬‬

‫إنها تعني أن سلوكنا هو نتاج قرارتنا وليس ظروفنا ‪ .‬فنحن نستطيع أن نضع المشاعر في مرتبة‬ ‫أدنى من القيم ‪ .‬إننا نمتلك حس المبادرة والمسؤولية التي تمكننا من تحقيق ما نريد ‪.‬‬ ‫وإذا نظرنا بدقة لكلمة " مسئولية " – سنجد أنها تحمل في طياتها معنى قدرتك على اختيار نوعية‬ ‫االستجابة الصادرة عنك ‪.‬‬ ‫وألن المبادرة هي طبيعة إنسانية ‪ ،‬فإن كانت حياتنا نتاج الظروف والمؤثرات الخارجية فإن ذلك‬ ‫ألننا اخترنا عن قصد أو اضطررنا لزيادة قوة هذه األشياء التي تتحكم فينا ‪.‬‬ ‫وهذا االختيار يحولنا إلى أشخاص انفعاليين ‪ .‬واألشخاص االنفعاليون يتأثرون أيضا ً بالبيئة‬ ‫االجتماعية المحيطة ‪ ،‬أي أنهم يكونون سعداء إذا أحسنت معاملتهم ‪ ،‬أما إذا أسيئت معاملتهم فإنهم‬ ‫يلجئون فوراً إلى الدفاع أو االحتماء‪.‬‬ ‫هذا وتعد المقدرة على وضع المشاعر في مرتبة أدنى من القيم هي جوهر األشخاص االنفعاليين‬ ‫فيتركون المشاعر والظروف والمؤثرات الخارجية تتحكم بهم ‪ .‬ولكن ما يتحكم باألشخاص‬ ‫المبادرين هو القيم – قيم هادفة وليدة تفكير عميق واختيار دقيق ‪.‬‬ ‫‪32‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫ومع ذلك يتأثر األشخاص المبادرون بالمثيرات الخارجية ‪ .‬غير أن استجابتهم لتلك المثيرات سواء‬ ‫ الواعية أو الالواعية هي اختيار أو استجابة أساسها القيم ‪.‬‬‫وطبقا ً لمالحظة إلينور رزفلت " ال يمكن لشخص أن يجرحك إال بموافقتك" و كما قال غاندي " ال‬ ‫يمكنهم أن يأخذوا منا احترامنا ألنفسنا ما لم نعطه نحن لهم " ‪ .‬إن ما يجرحنا ليس الحدث في حد‬ ‫ذاته بل موافقنا له وتصريحنا بحدوثه في المقام األول ‪.‬‬ ‫وأعترف بأنه من الصعب تقبل هذا األمر من الناحية العاطفية ‪ ،‬وإلى أن يتمكن الشخص من‬ ‫االعتراف بأن " ما أنا عليه اليوم هو نتاج لخيارت األمس " فإنه لن يتمكن من قول " لقد اتخذت‬ ‫خيارات مختلفة " ‪.‬‬ ‫ليس ما يحدث لنا هو ما يجرحنا بل استجابتنا له هي ما تفعل ذلك ‪.‬وبالطبع يمكن أن نصادف أموراً‬ ‫تتسبب لنا في أذى بدني أو مادي ‪ ،‬وقد تتسبب لنا في حزن ‪ .‬ولكن ال ينبغي أن تتعرض شخصيتنا‬ ‫وهويتنا األساسية ألي جرح ‪ .‬وفي الواقع إن أصعب التجارب التي نمر بها هي البوتقة التي تشكل‬ ‫شخصيتنا وتنمي قوانا الداخلية وهي تعني الحرية في التعامل مع أصعب الظروف في المستقبل‬ ‫وإلهام اآلخرين كي يقوموا بالمثل أيضا ً ‪.‬‬ ‫وقد كان فرانكل أحد هؤالء الذين تمكنوا من تطوير الحرية الشخصية في أحلك الظروف إللهام‬ ‫اآلخرين ومساعدتهم على االرتقاء ‪.‬‬ ‫وكلنا يعرف أشخاصا ً يمرون بظروف عصيبة غير أنهم حافظوا على قوتهم العاطفية العظيمة ‪.‬‬ ‫فال شيء أعظم وأعمق أثراً من إدراك اإلنسان أن شخصا ً آخر استطاع تحدي المعاناة والظروف‬ ‫‪.‬‬ ‫وواحدة من أعظم اللحظات الملهمة التي تعرضنا لها أنا وساندرا كانت مع صديقتنا كارول والتي‬ ‫توفيت إثر إصابتها برض السرطان ‪.‬‬ ‫وعندما وصلت كارول إلى مراحل المرض األخيرة كانت ساندرا تمضي معظم و قتها معها في‬ ‫محاولة لمساعدتها على كتابة قصة حياتها ‪.‬‬ ‫و قد كانت كارول تأخذ أقل قدر ممكن من العقاقير المسكنة لكي تتمكن من التحكم الكامل في قواها‬ ‫العقلية والعاطفية ‪ .‬لقد كانت كارول مبادرة وشجاعة ومهتمة للغاية باآلخرين حتى أنها كانت مصدر‬ ‫إلهام للعديد من الناس حولها ‪.‬‬ ‫ولن أنسى أبداً تجربة النظر بعمق في عيني كارول في اليوم السابق لوفاتها‪ ،‬والشعور بذلك األلم‬ ‫األجوف ‪ .‬والشعور بكل تلك الخصال الرائعة التي تمتلكها ‪.‬‬ ‫وعلى مر السنين سألت مجموعات من الناس كم واحد منهم مر بتجربة معايشة لحظة احتضار‬ ‫شخص كان يتمتع بتوجه رائع وظل يقدم خدمات ال تضاهي حتى حانت لحظة رحيله ‪ .‬وغالبا ً ما‬ ‫يرد ربع الحاضرين باإليجاب ‪ ،‬وأعاود سؤالهم مرة أخرى كم منهم لن ينسى هؤالء األشخاص‬ ‫وكم منهم غيرته تلك الشجاعة و لو لفترة مؤقتة ؟ ‪ ،‬وبال تردد جاء رد نفس األشخاص باإليجاب ‪.‬‬ ‫ويقترح فيكتور فرانكل أن الحياة بها ثالث قيم أساسية – التجربة أو األشياء التي تحدث لنا ؛‬ ‫واإلبداع أو األشياء التي نصنعها ؛ والتوجه أو الطبيعة التي استجبنا بها في ظل الظروف الصعبة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫وغالبا ً ما يتمخض عن الظروف الصعبة تغير في التصورات الذهنية ‪ ،‬إذ تتشكل أطر مرجعية‬ ‫جديدة يرى الناس من خاللها العالم أنفسهم واآلخرين وكذلك أمور الحياة الضرورية األخرى ‪.‬‬ ‫ويعكس منظورهم األكثر شمولية قيم التوجه التي ترتقي بهم وتلهمهم ‪.‬‬

‫األخذ بزمام المبادرة‬ ‫األخذ بزمام المبادرة يعني أن تدرك المسؤولية الملقاة على عاتقك لتصل إلى هدفك‪ .‬على مر‬ ‫السنوات يتم تقديم االستشارة للذين يرغبون بااللتحاق بوظائف أفضل بإظهار المزيد من المبادرة‬ ‫واالهتمام بأداء اختبارات القدرات ودراسة كل ما يتعلق بالصناعة وأدق المشاكل التي يمرون بها‬ ‫ثم وضع عرض تقديمي فعال يوضح كيف يمكن أن تؤهلهم مهاراتهم للمساعدة على حل المشكالت‬ ‫التي تواجهها المؤسسة و هذا ما يسمى بيع الحلول وهو تصور ذهني أساسي من أجل تحقيق النجاح‬ ‫في العمل‪ .‬في الغالب تكون االستجابة المتوقعة الحصول على الوظيفة إال أن الكثير يخفقون في‬ ‫اتخاذ الخطوات الضرورية –أي المبادرة‪ -‬من أجل تحقيق ما يصبون إليه‪ .‬الناس الذين ينتهي بهم‬ ‫الحصول على وظائف جيدة هم أولئك الذين يتمتعون بحس المبادرة والذين يملكون زمام المبادرة‬ ‫للقيام بكل ما هو ضروري في إطار المبادئ الصحيحة لتنفيذ المهام الموكلة إليهم ‪ .‬عندما ال يتحمل‬ ‫أحد أفراد العائلة المسئولية منتظراً قيام شخص آخر بالعمل نيابة عنه أو تقديم الحلول يقال له "‬ ‫استخدم مواردك والمبادرة"‪ .‬إن حمل الناس على تحمل المسؤولية ال يقلل من شأنهم بل إنه مجرد‬ ‫تشجيع وحث لهم‪ .‬البد من األخذ باالعتبار مستوى نضج الشخص الذي نتعامل معه ‪ ،‬فنحن ال يمكن‬ ‫أن نتوقع درجة عالية من الغارقين في بحر التواكل العاطفي ولكن يمكننا تعزيز طبيعتهم وتوفير‬ ‫الجو المناسب الغتنام الفرص وحل المشاكل بأسلوب يغلب عليه االعتماد على الذات‪.‬‬

‫كن مبادرا وانتظر رأي اآلخرين‬ ‫إن الفرق بين الناس الذين يأخذون زمام المبادرة والذين ال يحركون ساكنا ً يشبه الفرق بين الليل‬ ‫والنهار خاصة إذا كانوا يتحلون بالذكاء والوعي واإلحساس باآلخرين‪ .‬وتحقيق الفعالية يتطلب‬ ‫األخذ بزمام المبادرة وتنمية العادات السبع أيضا ً بينما تطالع العادات الست ستجد أن كل واحدة‬ ‫منها تعتمد علو قوة المبادرة ‪ ،‬كل واحدة منها تضع أمامك المسؤولية كي تتحرك وتأخذ الخطوة‬ ‫األولى ولكن إذا وقفت لن تحظى بنتائج النمو والفرص المتاحة‪ .‬يكمن الفرق بين التفكير اإليجابي‬ ‫والمبادرة أن نكون واجهنا الواقع بالفعل و واجهنا الظروف الحالية والتوقعات المستقبلية ولكننا‬ ‫أيضا ً واجهنا واقع أننا نملك قوة اختيار االستجابة اإليجابية المالئمة للظروف والتوقعات ‪ .‬ويمكن‬ ‫للمؤسسات المزج بين اإلبداع ومصادر المبادرة لدى األشخاص وال تكن واقعا تحت رحمة البيئة‬ ‫لخلق ثقافة المبادرة داخل المؤسسة كي تتمكن من تحقيق القيم واألهداف المشتركة للعاملين‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫االستماع إلى لغتنا‬ ‫ألن توجهاتنا وسل وكياتنا تنبع من تصوراتنا الذهنية فإذا استخدمنا وعينا الذاتي لدراستها سنتمكن‬ ‫من رؤية طبيعة الخرائط المهمة من حولنا فاللغة التي نستخدمها بمثابة مؤشر ألي مدى نرى أنفسنا‬ ‫مبادرين ‪ ،‬ولغة األشخاص االنفعاليين تعفيهم من المسؤولية ‪ ،‬وتنشأ هذه اللغة من التصور الذهني‬ ‫األساسي للتصميم‪ .‬والروح األساسية المسيطرة عليها هي روح التملص من المسؤولية‪ .‬المشكلة‬ ‫الخطيرة المصاحبة للغة االنفعال هي أنها أصبحت نبوءة التحقيق الذاتي إذ يصبح الناس خاضعين‬ ‫للتصور الذهني الذين يصممون عليه ويتصنعون األدلة الداعمة لمعتقدهم ‪.‬‬ ‫الحب فعل ولكن النا س االنفعاليين يحولونه لمشاعر ويميل كتاب هوليوود إلى دفعنا لتصديق أننا‬ ‫لسنا مسؤولين و أننا نتاج لمشاعرنا و لكنها التصف الواقع‪ .‬فلو حكمت مشاعرنا تصرفاتنا فهذا‬ ‫نتيجة لتخلينا عن مسؤوليتنا ‪ .‬أما الناس المبادرون فيجعلون الحب فعالً ‪ ،‬و الحب هو شيء تقوم به‬ ‫وتضحيات تبذلها والتخلي عن األنانية كما تفعل األم التي تلد طفالً وإن أردت دراسة الحب البد ان‬ ‫تقرأ عن الذين بذلوا تضحيات من أجل اآلخرين ‪ ،‬والحب هو قيمة تتحول إلى واقع من خالل‬ ‫األفعال التي تدل على الحب ‪ .‬المبادرون يضعون المشاعر في مرتبة أدنى من القيم من ثم يتنسى‬ ‫لهم استعادة الحب والمشاعر‪.‬‬

‫دائرة الهموم \ دائرة التأثير‬ ‫كطريقة لتنمية إدراكنا لذاتنا نعتمد على قدر من تمتعنا بالمبادرة وهي البحث عن الشيء الذي يجدر‬ ‫بنا أن نركز طاقتنا ووقتنا عليه‪ .‬استخدام "دائرة الهموم" يساعدنا على فصل الهموم عن األمور‬ ‫التي ال تمثل أهمية عقل ية أو عاطفية لنا‪ .‬بينما ننظر إلى دائرة القلق الخاصة بكل واحد منا يبين لنا‬ ‫أن هناك بعض األشياء التي تخرج عن سيطرتنا والبعض يمكن معالجته إلى حد ما‪ .‬ونستطيع‬ ‫التعرف على الهموم الخاصة ومصادر القلق عن طريق وضعها في مجموعة "دائرة التأثير"‪ .‬عند‬ ‫تحديد أي دائرة سيتح دد لنا محور طاقتنا ووقتنا ‪ ،‬ويغدو من السهل تحديد إلى أي درجة نتمتع‬ ‫بالمبادرة‪(.‬الطاقة اإليجابية تزيد من حجم دائرة التأثير) بذلك المبادرون هم من يركزون جهدهم‬ ‫على دائرة التأثير فهم يركزون على األشياء التي يستطيعون فعل شيء بشأنها‪ .‬األشخاص‬ ‫االنفعاليين هم من يركزون جهدهم على دائرة الهموم ويركزون على اقتناص نقاط ضعف اآلخرين‬ ‫والمشاكل في البيئة والظروف الخارجة عن سيطرتهم‪ .‬ويتمخض عن هذا النوع من التركيز إلقاء‬ ‫اللوم واستخدام لغة انفعالية وتعاظم شعور الضحية والطاقة التي تتولد عن هذا النوع من التركيز‬ ‫تتسبب معها في تقلص دائرة التأثير (الطاقة السلبية تقلص دائرة التأثير) مداومة التركيز على دائرة‬ ‫الهموم يؤدي إلى تعزيز األمور التي تحتويها جاعالً إياها تسيطرعلينا ‪ ،‬فنحن ال نأخذ بزمام المبادرة‬ ‫الضرورية إلحداث تأثير إيجابي‪ .‬المبادرين لديهم دائرة هموم تتساوى في الحجم مع دائرة تأثيرهم‬ ‫ذلك بتقبلهم تحمل مسؤولية تمكنوا من استخدام التأثير بفعالية‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫مشكلة مباشرة أو غير مباشرة أو خارجة عن نطاق السيطرة‬ ‫المشاكل التي نواجهها ثالثة أنواع‪ :‬مشاكل مباشرة (تتعلق بسلوكياتنا)‪،‬مشاكل غير مباشرة (تتعلق‬ ‫بسلوكيات اآلخرين)‪،‬مشاكل خارجة عن السيطرة (المشاكل التي ال حيلة لنا فيها)‪ .‬والفكر المبادر‬ ‫هو الذي يحدد طريق حل األنواع الثالثة‪ ،‬بالنسبة للمشاكل المباشرة يمكن حلها عن طريق التركيز‬ ‫على عاداتنا فهي تقع في إطار دائرة تأثيرنا وهي االنتصارات الشخصية‪ .‬أما الغير مباشرة فتحل‬ ‫بتغيير أساليب التأثير وهي االنتصارات العامة‪ .‬عند مواجهة المشاكل الخارجة عن السيطرة فإنك‬ ‫البد وأن تتحمل مسؤولية و تغير وجهك العابس إلى بشوش وتقبل المشاكل برضا وسالم و تتعلم‬ ‫منها‪ .‬وأيا ً كان نوع المشكلة فإننا نملك الخطوة األولى بين أيدينا التي تساعدنا على وضع الحل‪.‬‬ ‫فتغيير عاداتنا وأساليب التأثير التي نتبعها و تغيير نظرتنا للمشاكل الخارجة عن سيطرتنا كلها‬ ‫أمور تقع تحت دائرة تأثيرنا‪.‬‬

‫توسيع دائرة التأثير‬ ‫من الملهم أن ندرك أن االستجابة التي نختارها عند التعامل مع ظرف معين تحدث تأثيراً قويا ً في‬ ‫هذا الظرف ‪ .‬منذ عدة سنوات كان هناك مدير مؤسسة يتمتع بدرجة عالية من الحيوية ولكنه كان‬ ‫ديكتاتوريا ً ويستخدم لغة األمر مع العاملين معه مما أدى إلى كونه بنى عالقات غير ودودة مع‬ ‫فريق العمل التنفيذي وتحولت ردهات المؤسسة إلى ساحات شكوى لكن بين العاملين كان هناك‬ ‫شخص مبادر تحركه القيم ال المشاعر وأخذ زمام المبادرة وفكر فيما يشعر به المدير وتمكن من‬ ‫قراءة الموقف وهو لم يغفل عن نقاط ضعف المدير ولكن لم يتوقف عندها لينتقده بل حاول تعويضها‬ ‫فقد كانت مشكلة المدير ضعف أسلوبه فحاول إخفاء هذا الضعف عن العاملين وكان يتعامل مع‬ ‫مواطن قوة المدير وهي البصيرة والموهبة واإلبداع ‪ ،‬لذا ركز هذا الرجل على دائرة تأثيره‪ .‬وقد‬ ‫تسبب هذا األمر في إثارة بلبلة ‪،‬فنزعت العقول االنفعالية إلى إطالق سهام االتهامات الجائرة ضد‬ ‫الرجل المبادر‪.‬‬

‫المتطلبات و الصفات‬ ‫واحدة من الطرق التي يمكن استخدامها لتحديد الدائرة التي يقع بداخلها قلقنا هي التمييز بين‬ ‫المتطلبات والصفات ‪ ،‬فدائرة همومنا مليئة بالمتطلبات‪ .‬أما دائرة التأثير مليئة بالصفات أي أن‬ ‫التركيز يكون على الشخصية‪ .‬التناول المبادر يتعلق بالتغيير من الداخل إلى الخارج‪ .‬بالطبع يوجد‬ ‫العديد من األساليب التي يمكن استخدامها للعمل على دائرة التأثير وفي بعض األحيان يكون أكثر‬ ‫األمور التي نستطيع القيام بها المبادرة وهي أن نكون سعداء‪ ،‬توجد العديد من األشياء المستبعدة‬ ‫من دائرة تأثيرنا مثل الطقس ولكن بوصفنا مبادرين باستطاعتنا أن نحمل معنا طقسنا المادي و‬ ‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫الطرف اآلخر للعصا‬ ‫قبل أن نحول تركيزنا على دائرة التأثير نحن في حاجة إلى التفكير بشكل أعمق في أمرين من دائرة‬ ‫الهموم هما العواقب واألخطاء‪ .‬في حين أننا نتمتع بحرية اختيار أفعالنا فنحن ال نملك ترف اختيار‬ ‫عواقب تلك األفعال ألنها محكومة بقانون الطبيعة‪ .‬سلوكنا يخضع لسيطرة المبادئ فالعيش معها‬ ‫يجلب عواقب حميدة وانتهاكها يجلب عواقب وخيمة‪ .‬بالنسبة للذين يملؤهم الندم ربما يكون أكثر‬ ‫تدريب على المبادرة هم في حاجة إليه هو أن يدركوا أخطاء الماضي من دائرة الهموم كما ال يمكننا‬ ‫استدعاؤها أو إصالحها وال يمكن التحكم في العواقب التي تنتج عنها‪ .‬لكن عدم االعتراف بالخطأ‬ ‫وعدم تصحيحه و التعلم منه خطأ من نوع آخر‪ .‬أكثر األمور إيالما ً ليست أخطاؤنا أو أخطاء‬ ‫اآلخرين إنما استجابتنا لتلك األمور ‪ ،‬إن استجابتنا ألي خطأ تؤثر على جودة اللحظة التالية‪.‬‬

‫قطع التعهدات و اإليفاء بها‬ ‫داخل قلب دائرة تأثيرنا تكمن قدرتنا على قطع العهود والوعود والحفاظ عليها ‪ ،‬وااللتزام بتلك‬ ‫العهود التي نقطعها ألنفسنا واآلخرين جوهر أخذنا بزمام المبادرة‪ .‬كما أنها جوهر نمونا من خالل‬ ‫مواهب طبيعية نمتلكها كالوعي الذاتي والضمير‪ ،‬نستطيع معرفة نقاط الضعف والجوانب التي‬ ‫تحتاج إلى تحسين المواهب التي تحتاج لتنمية وما نحن بحاجة لتغييره والتخلص منه نهائيا ً ‪ ،‬من‬ ‫هنا نجد طريقتين يمكننا من خاللهما السيطرة على حياتنا وهي أن نقطع عهداً على أنفسنا ونفي به‬ ‫أو أن نضع هدفا ً نصب أعيننا ونجتهد لتحقيقه ‪.‬‬

‫المبادرة‪ :‬اختبار الثالثين يوما‬ ‫يمكننا من خالل األحداث اليومية تنمية مهارة المبادرة للتغلب على ضغوط الحياة الغير عادية‪ .‬كل‬ ‫ما عليك فعله هو التركيز على دائرة تأثيرك لمدة ثالثين يوماً‪ ،‬اقطع عهوداً وحافظ عليها ‪ ،‬كن‬ ‫مرشداً ال مصدراً لألحكام ‪ ،‬كن قدوة ال ناقداً‪ ،‬كن جزءاً من الحل ال مشكلة‪ .‬المشكلة ال تكمن فيما‬ ‫تفعل أو ما يتعين عليك فعله بل في االستجابة التي تختارها وفقا ً للموقف و ما عليك فعله‪ .‬نحن‬ ‫مسؤولون عن تحقيق فعاليتنا الخاصة من أجل سعادتنا بل سأقول من أجل معظم الظروف التي نمر‬ ‫بها‪.‬‬

‫مقترحات للتطبيق‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-٢‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬

‫لمدة يوم كامل استمع إلى اللغة التي تستخدمها ولغة المحيطين بك‬ ‫حدد تجربة قد تمر بها استعرض الموقف في إطار دائرة تأثيرك‬ ‫اختر مشكلة ‪ ،‬حدد نوعها ‪ ،‬حدد أول خطوة في إطار دائرة تأثيرك‬ ‫حاول أن تكون مبادراً بالفعل و أنت تجرب اختبار الثالثين يوماً‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫العادة الثانية‬ ‫ابدأ والغاية في ذهنك‬ ‫مبادئ القيادة الشخصية‬ ‫ما المقصود بأن تبدأ والغاية في ذهنك ؟‬ ‫على الرغم من أن العادة الثانية تنطبق على كثير من الظروف ومستويات الحياة المختلفة ‪ ،‬إال أن‬ ‫التطبيق األساسي لها "أن تبدأ واضعا ً في ذهنك الغاية" أي أن تبدأ يومك بتخيل أو بصورة او‬ ‫بالتصور الذهني لنهاية حياتك في إطار مرجعيتك أو المعيار الذي تحدده‪ .‬ويقصد أن تفهم وجهتك‬ ‫وأن تعرف أين تذهب ومن ثم تفهم أين تقف وبالتالي تخطو على الطريق الصحيح‪.‬‬

‫كل األمور تبتكر مرتين‬ ‫المفهوم السابق قائم على أساس أن جميع األمور تبتكر مرتين أي االبتكار الذهني ثم االبتكار المادي‬ ‫‪ .‬وفقا ً لمدى فهمنا لمبدأ االبتكار األول واالبتكار الثاني و تحملنا مسؤولية االثنين فنحن نوسع دائرة‬ ‫تأثيرنا‪ .‬ووفقا ً لعدم تناغمنا مع هذا المبدأ وتولي مسؤولية االبتكار األول فنحن نعمل على تقليص‬ ‫دائرة تأثيرنا‪.‬‬

‫العمل وفقا لتصميم أو أمرغيبيا‬ ‫واع ‪ .‬ففي حياتنا الشخصية‬ ‫صحيح أن األشياء تبتكر مرتين بيد أنه ليس كل ابتكار أول نتاج لتصميم ٍ‬ ‫قد يؤدي إهمال تنمية وعينا الذاتي وتحمل مسؤولية االبتكار األول إلى دفع اآلخرين والظروف‬ ‫الخارجة عن دائرة تأثيرنا إلى تشكيل حياتنا نيابة عنا‪ .‬هناك ابتكار أول في كل جزء من حياتنا‬ ‫فنحن إما أن نكون االبتكار الثاني لتصميمنا المبادر أو االبتكار الثاني لجداول اآلخرين أو الظروف‬ ‫أو العادات السابقة‪ .‬الوعي الذاتي والخيال والضمير كلها قدرات بشرية تمكننا من فحص االبتكارات‬ ‫األولى‪.‬‬

‫القيادة واإلدارة – االبتكاران‬ ‫إن العادة الثانية قائمة على أساس القيادة الشخصية بمعنى أن القيادة هي االبتكار األول‪ .‬اإلدارة هي‬ ‫االبتكار الثاني ‪ .‬إن اإلدارة تركز على القاعدة األساسية ‪ :‬كيف يمكنني إنجاز تلك األمور على‬ ‫الوجه األكمل؟ أما القيادة فتركز على الخطوط العلوية ‪ :‬ما هي األشياء التي أود تحقيقها؟ ‪ .‬كما قال‬ ‫"بيتر داركر" و "وارن بينز" "اإلدارة هي أداء األمور بالطريقة الصحيحة أما القيادة فهي القيام‬ ‫باألمور الصحيحة"‪ .‬البيئة التي نعيش بها وتتسم بالتغيير المتسارع تزيد من أهمية القيادة الفعالة‬ ‫عن أي وقت سابق في كل منحنى من الحياة‪.‬‬ ‫‪38‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫ال تعتمد الفعالية على مقدار المجهود المبذول ولكن تعتمد على ما إذا كان الجهد المبذول يسير في‬ ‫الغاية الصحيحة من عدمه‪ .‬يتعين على القياديين المبادرين األقوياء مراقبة التغيرات البيئية عن‬ ‫كثب‪ ،‬وتوفير القوة الالزمة لتنظيم الموارد وتوجيهها في االتجاه الصحيح‪ .‬لكن القيادة أمر صعب‬ ‫ألننا غالبا ً ما نحصر أنفسنا في إطار التصور الذهني لإلدارة‪ .‬نحن نفتقر إلى وجود القيادة في حياتنا‬ ‫الشخصية‪ .‬فنحن نركز على اإلدارة الفعالة ووضع األهداف و تحقيقها قبل أن نحدد قيمنا ‪.‬‬

‫إعادة كتابة النص ‪ :‬كن أنت المبتكر األول لحياتك‬ ‫تقوم المبادرة على أساس موهبة اإلدراك الذاتي اإلنساني المتفرد‪ .‬أما الموهبتان اإلنسانيتان‬ ‫اإلضافيتين و اللتين تساعدان على توسيع دائرة المبادرة وممارسة القيادة الشخصية في حياتنا هما‬ ‫الخيال والوعي‪ .‬من خالل الخيال يمكننا تصور عوالم القدرات التي لم تبتكر وما تزال كامنة‪ .‬من‬ ‫خالل الوعي نستطيع االتصال بالقوانين الكونية أو المبادئ ‪.‬‬

‫رسالة الحياة الشخصية‬ ‫البدء و الغاية في ذهنك من أكثر الطرق فعالية لوضع رسالة للحياة الشخصية أو فلسفة أو عقيدة ‪،‬‬ ‫إنها طريقة تركز على ما تريد أن تكون ( الشخصية ) وما تريد أن تفعل ( اإلنجازات ) وعلى القيم‬ ‫التي يقوم على أساسها ما تريد وما تفعل ‪.‬‬ ‫وألن كل إنسان متفرد ستعكس رسالة الحياة الشخصية هذا التفرد في الشكل والمضمون و قد عبر‬ ‫( رولف كير ) عن عقيدته الشخصية بهذه العبارات ‪:‬‬ ‫انجح في المنزل أوال ‪.‬‬ ‫اطلب العون من هللا ‪.‬‬ ‫ال مجال ألنصاف الحلول عندما يتعلق األمر بالنزاهة ‪.‬‬ ‫استمع إلى الطرفين قبل إصدار الحكم ‪.‬‬ ‫رد غيبة الغائبين ‪.‬‬ ‫كن مخلصا و حاسما ‪.‬‬ ‫ضع خطة الغد اليوم ‪.‬‬ ‫حافظ على روح الدعابة ‪.‬‬ ‫كن منظما في شخصك وعملك ‪.‬‬ ‫أنصت ضعف ما تتكلم ‪.‬‬ ‫ويمكننا أن نطلق على رسالة الحياة الشخصية الدستور الشخصي ‪ ،‬و شأنه شأن دستور الواليات‬ ‫األمريكية غير قابل للتغيير ‪ ،‬فعلى مر مئتي عام ماض لم تجر عليه سوى ( ‪ ) ٢6‬تعديل ‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫وتصبح رسالة الحياة الشخصية معيارا للفرد عندما تكون على أساس معايير سليمة ‪ ،‬فهي تصبح‬ ‫دستورنا الشخصي و األساس الذي نتخذ عليه كل القرارات التوجيهية في الحياة ‪.‬‬ ‫وليس بمقدور الناس تقبل التغير مالم يكن هناك بداخلهم جوهر ثابت ال يتغير فالمفتاح األساسي‬ ‫للتغير هو اإلحساس الثابت – الذي ال يطرأ عليه تغيير – بمن تكون وما القيم التي تعيش بها ‪.‬‬ ‫ومع وجود رسالة لنا بالحياة يكون بمقدورنا االنسجام مع التغييرات ولن نحتاج إلى أحكام مسبقة‬ ‫أو معرفة كل ما تحتويه الحياة ‪.‬‬ ‫وتتغير بيئتنا الشخصية في طرفة عين ‪ ،‬وهذا التغيير يحرق كثير من الناس ممن يشعرون بعدم‬ ‫قدرتهم على التعامل مع التغيير والتعايش معه ‪.‬‬ ‫وما إن تشعر برسالتك في الحياة حتى تمتلك جوهر المبادرة ‪ ،‬إنك تمتلك اإلتجاه األساسي الذي‬ ‫تضع على أساسه أهدافك طويلة وقصيرة األمد ‪.‬‬

‫في المركز ‪:‬‬ ‫حتى تتمكن من كتابة رسالة حياتك الشخصية ‪ ،‬ينبغي عليك البدء من مركز دائرة تأثيرك ‪ ،‬ويتألف‬ ‫المركز من أهم تصوراتنا الذهنية األساسية ‪ ،‬أي العدسات التي نرى من خاللها العالم ‪.‬‬ ‫وهذا هو المكان الذي نتعامل بداخله مع رؤيتنا و قيمنا ‪ ،‬وهنا نستخدم موهبة الوعي الذاتي لنختبر‬ ‫خرائطنا ‪ ،‬ونستخدم موهبة الضمير كبوصلة تساعدنا على تتبع مواهبنا المتفردة ‪ ،‬والجوانب التي‬ ‫يمكننا اإلسهام فيها ‪ ،‬ونستخدم موهبة الخيال لصنع الغاية التي نرجوها داخل عقولنا وتحديد اتجاه‬ ‫وهدف لبدايتنا و توفير مادة الدستور الشخصي المكتوب ‪.‬‬

‫األمن‬

‫اإلرشاد‬

‫المركز‬

‫الحكمة‬

‫القوة‬ ‫تلك العوامل األربعة تعتمد على بعضها البعض ‪ ،‬فاألمن واإلرشاد الواضحان يؤديان إلى الحكمة‬ ‫‪ ،‬وتصبح الحكمة هي الحافز الذي يطلق القوة و يوجهها ‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫وعندما تجتمع تلك العوامل األربعة وتتناغم مع بعضها فإنها تخلق القوة العظيمة للشخصية النبيلة‬ ‫‪ ،‬وتخلق شخصية متوازنة و تكامال فرديا ‪.‬‬ ‫وتنطوي تلك العوامل التي تدعم الحياة على كل بعد من أبعاد الحياة ‪.‬‬ ‫لذا إن لم تكن كلها موجودة فال فائدة منها ‪.‬‬

‫المراكز البديلة ‪:‬‬ ‫لكل واحد منا مركزه الخاص على الرغم من أننا عادة ال ندرك وجوده ‪ ،‬كما أننا ال ندرك أيضا‬ ‫التأثيرات التي يضفيها هذا المركز على حياتنا ‪.‬‬ ‫واآلن لنجر دراسة موجزة للعديد من التصورات الذهنية األساسية للناس كي نفهم جيدا كيف تؤثر‬ ‫تلك األبعاد األربعة األساسية وكيف تنفجر الحياة منها ‪.‬‬ ‫التمحور حول الزوج ‪ :‬الزواج هو إحدى العالقات اإلنسانية األكثر حميمية و استمراراً وإنتاجا ً ‪،‬‬ ‫وقد يبدو تمحور الزواج حول أحد الزوجين طبيعيا ً و مالئماً‪.‬‬ ‫غير أن ا لتجربة لها رأي آخر ‪ ،‬فالعديد من األزواج الذين يعانون من مشاكل في زواجهم بسبب‬ ‫االعتماد العاطفي القوي ‪.‬‬ ‫إذا كان إحساسنا بقيمة مشاعرنا مستمدا في المقام األول على زواجنا فهذا يعني أننا أصبحنا نعتمد‬ ‫اعتمادا كبيرا على هذه العالقة ‪ ،‬ومن ثم نصبح عرضة للتأذي نتيجة للتقلبات المزاجية و مشاعر‬ ‫الزوج ‪.‬‬ ‫وعندما نعتمد على شخص نختلف معه تتفاقم حاجاتنا و مراعاتنا والنتيجة تكون انفعاالت حب –‬ ‫كراهية مبالغا ً فيها ‪ ،‬و ردود أفعال تتسم إما بالمواجهة أو الهروب و االنسحاب ‪ .‬و عندما يحدث‬ ‫هذا نسقط في هوة العادات في محاولة مستميتة لتبرير سلوكنا و الدفاع عنه وفي نفس الوقت نهاجم‬ ‫الشريك اآلخر ‪.‬‬ ‫ومما الشك فيه أن تعرضنا لألذى يدفعنا لحماية أنفسنا من التعرض للمزيد من الجروح ‪ ،‬ومن ثم‬ ‫نجد مالذا في السخرية و النقد و أي شيء يحمينا من كشف ضعفنا الداخلي ‪.‬‬ ‫والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام في العالقة هو أمان زائف ‪ .‬فيضحى االرشاد قائما على أساس‬ ‫العواطف اللحظية ‪ .‬و تضيع الحكمة و القوة في التفاعالت السلبية لالعتماد المضاد ‪.‬‬ ‫التمحور حول العمل ‪ :‬قد يتحول الناس الذين تتمحور حياتهم حول العمل إلى " مدمني عمل "‬ ‫والذين يقودون أنفسهم إلى اإلنتاج على حساب الصحة والعالقات وغيرها من جوانب الحياة المهمة‬ ‫األخرى ‪ .‬وهم يستقون هويتهم األساسية من خالل عملهم – " انا طبيب " أو " أنا كاتب "‬ ‫وألن هويتهم وإحساسهم بقيمتهم الذاتية تدور في فلك عملهم يتعرض إحساسهم باألمان للخطر إذا‬ ‫ما حال شيء دون متابعتهم ما يعملون ‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫وعملية اإلرش اد لديهم تشكلها متطلبات العمل ‪ .‬وتتركز حكمتهم وقوتهم في المناطق المحدودة في‬ ‫عملهم وتكون هذه العوامل غير فعالة في جوانب الحياة األخرى ‪.‬‬ ‫التمحور حول الذات ‪ :‬ربما تكون الذات هي المحور األكثر شيوعا هذه األيام ‪.‬‬ ‫والشكل األكثر وضوحا للتمحور حول الذات هو " األنانية " والتي تغير قيم معظم الناس ‪.‬‬ ‫وفي نطاق محور الذات المحدود نجد القليل من األمن أو اإلرشاد أو الحكمة أو القوة ‪ .‬فشأنه شأن‬ ‫البحر الميت فإنه يأخذ كل شيء ولكنه ال يعطي أبداً ‪.‬وبالتالي فإنه يتسم بالركود ‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى فإن االهتمام بتطوير الذات من أجل تقديم الخدمات واإلنتاج والمساهمة يعزز‬ ‫العوامل األربعة الداعمة للحياة في ظل تطورها الهائل ‪.‬‬ ‫كانت هذه بعضا َ من أشهر مراكز المحور التي يعتنقها الناس في حياتهم ‪ .‬و غالبا ً ما يكون من‬ ‫السهل إدراك محاور حياة اآلخرين و لكنك ال تدرك محورك بنفس هذه السهولة ‪.‬‬

‫التعرف على محورك الشخصي ‪:‬‬ ‫ولكن أين تقف أنت ؟ ما هو المحور الذي تدور حياتك حوله ؟ في بعض األحيان قد تصعب رؤية‬ ‫مثل هذا المحور ‪.‬‬ ‫وربما تكون أفضل طريقة للتعرف على محورك الخاص أن تنظر عن كثب للعوامل األربعة‬ ‫الداعمة لحياتك ‪ .‬فإذا تمكنت من التعرف على واحد أو أكثر من األوصاف التي سأذكرها الحقا‬ ‫ستتمكن من تعقبها للتعرف على المحور الذي تنبثق منه ‪ ،‬وهو المحور الذي ربما يحد من فعاليتك‬ ‫الشخصية ‪.‬‬ ‫وفي أغلب األحيان يكون محور اإلنسان مزيجا ً من هذه المحاور أو محاور أخرى ‪ .‬والكثير من‬ ‫الناس هم نتاج العديد من المؤثرات التي تتالعب بحياتهم ‪.‬‬ ‫ووفقا لظروف داخلية أو خارجية قد يتم تنشيط أحد هذه المحاور إلى أن يتم إشباع االحتياجات‬ ‫التي يتضمنها وبعد ذلك يصبح محورا آخر هو القوة المسيطرة ‪.‬‬ ‫ففي لحظة تكون محلقا ً و في اللحظة الثانية تكون في أسفل السافلين ‪ ،‬وتبذل كل الجهد لتعوض أحد‬ ‫موطن الضعف باس تعارة القوة من موطن ضعف آخر ‪ .‬ومن ثم ينعدم اإلحساس بوحدة االتجاه‬ ‫وتنعدم الحكمة وينعدم وجود مصدر دائم للقوة أو لإلحساس بالقيمة الذاتية و الهوية ‪.‬‬ ‫وبالطبع يكون التصرف المثالي هو أن تضع لنفسك محوراً واحداً واضحا ً تستطيع من خالله‬ ‫الحصول على أعلى درجات األمن واإلرشاد و الحكمة و القوة ‪ .‬وتعزز قدرتك على المبادرة‬ ‫وتحقيق التناغم و التوافق في كل جزء من أجزاء حياتك ‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫اإلرشاد‬ ‫األمن‬ ‫المحور‬ ‫‪ -1‬تنبثق توجيهاتك من‬ ‫التمحور ‪ -1‬إحساسك باألمن‬ ‫احتياجاتك ورغباتك‬ ‫حول الزوج يقوم على أساس‬ ‫أسلوب معاملة زوجك واحتياجات زوجك‬ ‫‪ -٢‬معيارك التخاذ القرار‬ ‫لك‬ ‫‪ -٢‬أنت معرض للتأذي يحده ما تراه في صالح‬ ‫زواجك‬ ‫من التقلبات لزوجك‬ ‫ومشاعره‬ ‫تتخذ قراراتك وفقا ً‬ ‫التمحور ‪ -1‬أنت تنزع إلى‬ ‫الحتياجت عملك و‬ ‫حول العمل تعريف نفسك من‬ ‫توقعاته ‪.‬‬ ‫خالل عملك ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬ال تشعر بالراحة‬ ‫إال في العمل ‪.‬‬

‫التمحور يتحول أمنك و يتغير‬ ‫حول الذات دائما ‪.‬‬

‫الحكمة‬ ‫مفهومك للحياة يتضمن‬ ‫أموراً قد يكون لها تأثير‬ ‫إيجابي أو سلبي على‬ ‫شريك حياتك‬

‫القوة‬ ‫تتقوض القوة التي‬ ‫تساعدك على‬ ‫التصرف بفعل‬ ‫ضعف شريك حياتك‬ ‫وضعفك ‪.‬‬

‫تصرفاتك محدودة‬ ‫‪ -1‬أنت تميل إلى تقييد‬ ‫بنماذج العمل‬ ‫نفسك بقيود العمل ‪.‬‬ ‫والقيود المؤسسية‬ ‫‪ -٢‬ترى أن عملك هو‬ ‫وفي نفس الوقت‬ ‫حياتك ‪.‬‬ ‫تفتقر إلى القدرة‬ ‫على العمل في‬ ‫جوانب الحياة‬ ‫األخرى ‪.‬‬ ‫قدرتك على العمل‬ ‫ترى العالم من خالل‬ ‫معاييرك الحاكمة هي‬ ‫– إذا كان ذلك سينفعني – األحداث والظروف التي محدودة بمواردك‬ ‫دون االستفادة من‬ ‫تؤثر عليك ‪.‬‬ ‫ماذا أريد ماذا أحتاجه‪.‬‬ ‫فوائد االعتماد‬ ‫بالتبادل ‪.‬‬

‫محور المبادئ ‪:‬‬ ‫عندما نجعل المبادئ الصحيحة محوراً لحياتنا ‪ ،‬فإننا نضع أساسا قويا ً و صلبا ً لتنمية العوامل‬ ‫األربعة الداعمة للحياة ‪.‬‬ ‫ونحن نستمد أمننا من معرفة أن المبادئ الصحيحة ال تتغير ‪ ،‬ومن ثم يمكننا االعتماد عليها ‪.‬‬ ‫والمبادئ ال تتفاعل مع أي شيء ‪ ،‬كما أنها ال تغضب منا أو تتعامل معنا بأسلوب مختلف ‪ .‬فهي لن‬ ‫تطلقنا أو تهرب مع أعز أصدقائنا ‪ .‬وال تعتمد المبادئ على سلوكيات اآلخرين ‪ .‬فالمبادئ ال تموت‬ ‫‪ ،‬و ال تتواجد اليوم و تختفي غدا ‪ ،‬كما أنها ال تسرق ‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫الجزء الثاني‬

‫المحور‬ ‫التمحور‬ ‫حول‬ ‫المبادئ‬

‫األمن‬ ‫ يقوم أمنك على أساااااااس‬‫المبادئ الصحيحة التي ال‬ ‫تتغير بغض النظر عن‬ ‫الظروف الخارجية‪.‬‬ ‫ أنااات تعلم أن المباااادئ‬‫الصااااحيحة صااااالحة دوما‬ ‫للتطبيق من خالل تجربتك‬ ‫الشخصية‪.‬‬ ‫ تسااااااااااعااادك المباااادئ‬‫الصااااااا ح يحاااة ع لى فهم‬ ‫تطورك كمااا أنهااا تملؤك‬ ‫بالث قة و تزيد من معرفتك‬ ‫و فهمك ‪.‬‬

‫النصر الشخصي‬

‫اإلرشاد‬ ‫ هناك بوصلة ترشدك‬‫لكي تتمكن من رؤياااة‬ ‫إلى أين ستذهب وكيف‬ ‫ستصل إلى وجهتك ‪.‬‬ ‫ أنت تستخدم البيانات‬‫الااادقيقاااة التي تجعااال‬ ‫قراراتك قابلة للتطبيق‬ ‫‪.‬‬ ‫ في كل موقف تكون‬‫إنسااااااانا ً واعيا ً ومبادراً‬ ‫وتحدد أفضاااااال البدائل‬ ‫وتقوم قراراتاااك على‬ ‫أساااااااااس الوعي الااذي‬ ‫تعلمه المبادئ‪.‬‬

‫ يمدك مصااااادرك لألمان‬‫بجوهر ثاااابااات ال يتغير‬ ‫يمكنااك من رؤيااة التغيير‬ ‫كمغامرة ‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫القوة‬ ‫ قوتك يحدها فقط فهمك‬‫لقااانون الطبيعااة والمبااادئ‬ ‫الصاااااااحيحاااة والعواقاااب‬ ‫الطبيعية للمبادئ نفسها ‪.‬‬

‫الحكمة‬ ‫ تتضاااااامن أحكااامااك‬‫طااياافاااا ً واساااااااعاااا ً مان‬ ‫العواقااب بعياادة الماادى‬ ‫الاتاي تاعاكاس تاوازناااا ً‬ ‫حكيما ً و طمأنينة تامة‬ ‫ تصاااااابح ماادركاا ً لااذاتااك‬‫‪.‬‬ ‫وتمتلاااك المعرفاااة وتكون‬ ‫ أنت ترى األمور من مبادراً ال تقيدك تصاارفات‬‫منظور مختلف ومن اآلخرين‪.‬‬ ‫ثم تفكر و تتصاااااارف‬ ‫بأساااااالوب مختلف عن ‪ -‬تصل قدرتك على العمل‬ ‫إلااااى ماااادى يااااتااااجاااااوز‬ ‫العالم اإلنفعالي‪.‬‬ ‫مصاااااااااادرك مشااااااا جعاااا ً‬ ‫ أنااات تفساااااار جميع مسااااااتوياااات عاااالياااة من‬‫تجاااارب ا ل حيااااة من االعتماد بالتبادل ‪.‬‬ ‫منطلق فرص التعلم ‪.‬‬ ‫ ال تقوم قراراتاااك على‬‫أساااااااس وضااااااعك المالي‬ ‫الحاااالي وتملتاااك حرياااة‬ ‫االعتماد بالتبادل ‪.‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫ولكي نفهم االختالف الذي يحدثه محورك فهما ً سريعا ً لنلق نظرة على مثال واحد لمشكلة محددة‬ ‫في إطار تصورات ذهنية مختلفة ‪ .‬وبينما تقرأ حاول أن ترتدي كل نظارة ‪ ،‬وحاول أن تشعر‬ ‫باالستجابة التي تتدفق من المحاور المختلفة ‪.‬‬ ‫لنفترض أنك دعوت زوجتك الليلة لحضور حفل موسيقى ‪ .‬والتذاكر معك وهي تشعر بسعادة كبيرة‬ ‫الساعة اآلن الرابعة بعد الظهر ‪.‬‬ ‫وفجأة طلب منك رئيسك الحضور إلى مكتبه وقال إنه في حاجة إلى مساعدتك هذا المساء للتحضير‬ ‫الجتماع مهم في التاسعة من صباح الغد ‪.‬‬ ‫إذا كنت ترى األمر من خالل نظارة التمحور حول الزوج أو األسرة فسيكون أولى اهتماماتك هو‬ ‫زوجتك ‪ .‬وحينها قد تخبر رئيسك أنك لن تستطيع المكوث ألنك ستصطحب زوجتك ‪ .‬وربما تشعر‬ ‫أنه يتعين عليك البقاء من أجل الحفاظ على وظيفتك ‪ ،‬ولكنك تشعر بالقلق من رد فعلها وتحاول‬ ‫جاهداً تبرير قرارك ‪ ،‬وفي نفس الوقت تحمي نفسك من خيبة أملها وغضبها‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫أما إذا كنت ترى األمر من خالل نظارة التمحور حول العمل قد تفكر في الفرصة المتاحة أمامك ‪.‬‬ ‫و يمكنك أن تعرف المزيد عن وظيفتك وإحراز بعض النقاط لدى رئيسك داعما ً مستقبلك المهني ‪.‬‬ ‫ويحتمل أن تمتدح نفسك ألنك تمضي ساعات أكبر في العمل ‪.‬‬ ‫لذا ينبغي على زوجتك أن تفخر بك !‬ ‫وعندما تتمحور حول ذاتك فهذا يعني أنك ستفعل ما هو في صالحك ‪ ،‬هل األفضل بالنسبة لك قضاء‬ ‫األمسية خ ارج المنزل ؟ أم أنه من األفضل أن تكسب بعض النقاط عند رئيسك ؟ فإلى أي مدى‬ ‫تؤثر فيك اآلراء المختلفة وتكون شغلك الشاغل ‪.‬‬ ‫وعندما يكون محورك هو المبادئ ستحاول الوقوف بمنأى عن العواطف المحيطة بالموقف وبعيداً‬ ‫عن العوامل التي من شأنها التأثير عليك لتتمكن من تقييم الخيارات المطروحة أمامك ‪ .‬عندما تنظر‬ ‫إلى الكل المتوازن آخذا في حسبانك كافة االعتبارات – احتياجات العمل واألسرة وغيرها – ستتمكن‬ ‫من التوصل إلى أفضل الحلول ‪.‬‬ ‫إن ذهابك إلى الحفل أو مكوثك في العمل ما هو إال جزء صغير من قرار فعال ‪.‬‬ ‫فأنت قد تتخذ نفس القرار مع عدد من المحاور المختلفة ‪ .‬ولكن هناك فروق عديدة مهمة تظهر‬ ‫عندما تتحرك من منطلق تصور ذهني قائم على المبادئ ‪.‬‬ ‫بادئ ذي بدء اعلم أن الناس والظروف ال يتالعبون بك ألنك تختار مبادراً ما تحدد أنه أفضل‬ ‫البدائل المتاحة لك ‪ .‬أي أن قراراتك أساسها الوعي والمعرفة ‪.‬‬ ‫ثانيا َ ‪ ،‬أنت تعرف جيداً أن قرارك فعال ألنه جاء وفقا ً لمبادئ تصحبها نتائج متوقعة بعيدة المدى ‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ ،‬ما تختاره يسهم في تشكيل قيمك المطلقة ‪ .‬والبقاء لوقت متأخر في العمل لكي تتفوق على‬ ‫شخص يختلف عنك تماما ً على بقاءك ألنك تقدر فعالية رئيسك ‪.‬‬ ‫رابعا ً يمكنك التواصل مع ز وجتك و رئيسك في إطار شبكات العالقات القوية التي صنعتها من‬ ‫خالل االعتماد بالتبادل ‪ .‬ربما تقرر إسناد جزء من العمل إلى شخص آخر والمجيء في الصباح‬ ‫الباكر للقيام بما تبقى ‪.‬‬ ‫وأخيراً ستشعر براحة كبيرة للقرار الذي اتخذته ‪ .‬فمهما كان اختيارك ستركز عليه وتستمتع به ‪.‬‬ ‫عندما يكون لك محور تعمل على أساسه سترى األمور بشكل مختلف‪ .‬وهذا سيقودك إلى التفكير‬ ‫بأسلوب مختلف وتصدر عنك تصرفات مختلفة ‪ .‬وألنك تتمتع بدرجة كبيرة من األمن واإلرشاد‬ ‫والحكمة والقوة فإنك بذلك تضع أساسا ً لحياة تملؤها المبادرة وعالية الفعالية ‪.‬‬

‫كتابة رسالة الحياة الشخصية واستخدامها ‪:‬‬ ‫بينما نغوص في أعماقنا ونفهم تصوراتنا الذهنية األساسية ونغيرها لتتوافق مع المبادئ الصحيحة‬ ‫فإننا نخلق محوراً فعاالً و قويا ً وفي ذات الوقت ننقي العدسة التي نرى العالم من خاللها ‪ .‬وحينها‬ ‫يمكننا تركيز هذه العدسة على كيفية تعاملنا مع هذا العالم باعتبارنا أشخاصا ً متميزين ‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫يقول فرانكل " لكل واحد منا هدفا ً أو رسالة في الحياة ‪ ...‬ال يمكنه استبدالها كما ال يمكنه إعادة ما‬ ‫مضى من حياته ‪ .‬لذلك مهمة كل واحد منا متفردة تماما ً مثل الفرصة التي تسنح له لتنفيذها "‬ ‫إن معنى حياتنا يأتي من الداخل ‪ .‬ومرة أخرى كما قال فرانكل " ال ينبغي أن يسأل اإلنسان عن‬ ‫معنى حياته بل البد أن يدرك أنه من سيسأل ‪ .‬وبعبارة أخرى ‪ ،‬الحياة تسأل كل واحد منا ولن يتمكن‬ ‫من اإلجابة على سؤال مالم يجب على سؤال حياته الشخصية والرد الوحيد الذي يمكنه تقديمه للحياة‬ ‫هو تحمل المسئولية "‬ ‫وتعد تحمل المسئولية أو المبادرة أمراً أساسيا ً وحيويا ً لالبتكار األول ‪.‬‬ ‫رسالة الحياة الشخصية ليست شيئا ً يكتب بين يوم وليلة ‪ ،‬بل تتطلب تفكيراً عميقا ً وتحليالً دقيقا ً ‪،‬‬ ‫وغالبا ً إعادة كتابة أكثر من مرة لتخرج في شكلها النهائي ‪ .‬وقد يستغرق األمر منك عدة أسابيع أو‬ ‫حتى شهور قبل أن تشعر بارتياح حقيقي تجاه ما كتبت ‪ ،‬ومع ذلك ستكون في حاجة إلى مراجعة‬ ‫دائمة وإدخال تغييرات بسيطة نتيجة للظروف التي تطرأ على مر السنوات‪.‬‬ ‫ولكن األمر األساسي هو أن تصبح رسالة حياتك الشخصية دستوراً ‪ ،‬و أن تعبر بحزم عن رؤاك‬ ‫وقيمك ‪ .‬و تصبح هي المعيار الذي تقيس على أساسه كل ما يمر بحياتك ‪.‬‬

‫استغل جميع إمكانياتك العقلية ‪:‬‬ ‫يساعدنا الوعي على تمحيص أفكارنا ‪ .‬وهذا يساعدنا على وجه التحديد في وضع رسالة الحياة‬ ‫الشخصية ‪ ،‬ألن الموهبتين البشريتين الغريزيتين اللتين تمكناننا من ممارسة العادة الثانية – الخيال‬ ‫و الوعي – هما في األساس من الوظائف التي يؤديها الفص األيمن للمخ ‪ .‬وعندما تدرك كيف‬ ‫تستغل إمكانيات فص المخ األيمن ستتمكن من زيادة قدرتك على االبتكار األول زيادة كبيرة ‪.‬‬ ‫نصف كرة الدماغ األيسر مسئول عن العمليات اللفظية ‪ /‬المنطقية‪ ،‬أما نصف الدماغ األيمن فهو‬ ‫مختص بالمشاعر وهو مسئول عن الجانب اإلبداعي ‪.‬‬ ‫ويتعامل الفص األيسر مع الكلمات ‪ ،‬أما األيمن مع الصور ويتعامل األيسر مع األجزاء والتحديات‬ ‫‪ ،‬واأليمن مع الكل والعام و العالقات بين األجزاء ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن الناس يستخدمون فصي المخ إال أن أحد الفصين قد ينزع إلى السيطرة على‬ ‫الفرد ‪ .‬وبالطبع األمر المثالي هو صقل و تطوير القدرة على االنتقال بين فصي المخ ‪ ،‬ومن ثم‬ ‫يتسنى للشخص أوالً اإلحساس بما يتطلبه الموقف ثم استخدام األداة المالئمة للتعامل معه ‪ .‬ولكن‬ ‫ينزع الناس إلى الخلود إلى " منطقة الراحة " الخاصة بنصف كرة الدماغ المسيطر ومعالجة كل‬ ‫عملية يتطلبها الموقف وفقا ً ألداء أي من فصي المخ ‪.‬‬ ‫ونحن نعيش في عالم يسيطر عليه فص الدماغ األيسر حيث الهيمنة للكلمات والقياس و المنطق ‪.‬‬ ‫ويجد الكثير منا صعوبة في الولوج إلى إمكانيات النصف األيمن ‪.‬‬ ‫ما أن ندرك قدرات عقولنا المتعددة حتى نستغلها بأساليب أكثر فعالية ‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫طريقتان لالستخدام المالئم لفص المخ األيمن ‪:‬‬ ‫أ ‪ /‬توسيع المنظور ‪:‬‬ ‫في بعض األحيان ننأى بعيداً عن بيئة فص المخ األيسر ونماذج تفكيره وننتقل إلى الفص األيمن‬ ‫دون أي خبرة تخطيطية ‪ .‬فمثالً موت شخص عزيز أو المعاناة من مرض عضال أسباب قد‬ ‫تؤدي بك إلى التراجع ‪ ،‬والنظر إلى حياتك لتطرح بعض األسئلة الصعبة مثل " لماذا أفعل هذا‬ ‫؟"‬ ‫ولكن إذا كنت إنسانا ً مبادراً لن تنتظر الظروف أو اآلخرين ليخلقوا تجارة من شأنها توسيع‬ ‫منظورك ‪ ،‬ألنك قادر على صنع تجاربك الخاصة ‪.‬‬ ‫وتوجد عدة طرق للقيام بهذا ‪ .‬فمن خالل قوى خيالك تستطيع تصور جنازتك ‪ ،‬وكتابة مرثيتك‬ ‫‪ .‬في الحقيقة عليك كتابتها وكن دقيقا ً فيما تكتب ‪.‬‬ ‫كما يمكنك تصور عيد زواجك الخامس و العشرين ‪ ،‬ثم تصور عيد زواجك الخمسين ‪ .‬و اطلب‬ ‫من شريك حياتك أن يتصور هذا معك ‪ .‬وحاول التمسك بروح العالقة األسرية التي تود خلقها‬ ‫من خالل االستثمار اليومي عل مر السنوات ‪.‬‬ ‫حاول توسيع عقلك ‪ ،‬و تصور التفاصيل باستفاضة وحاول تغليفها بالمشاعر و العواطف و‬ ‫األحاسيس قدر اإلمكان ‪.‬‬

‫ب ‪ /‬التصور واإلقرار ‪:‬‬ ‫العالقات الشخصية ليست تجربة فردية وال تبدأ و تنتهي بكتابة رسالة الحياة الشخصية ‪ ،‬بل‬ ‫هي عملية مستمرة لوضع رؤيتك و قيمك نصب عينيك و تنظيم حياتك بحيث تتوافق مع تلك‬ ‫األشياء المهمة ‪ .‬وخالل جهودك تلك يمكن لقدرات فص مخك األيمن الهائلة أن تساعدك أيما‬ ‫مساعدة خالل عملك اليومي من أجل جعل رسالة حياتك الشخصية جزءاً من حياتك ‪ ،‬وهو‬ ‫تطبيق آخر لمبدأ " البدء والغاية في ذهنك "‬ ‫واآلن لنعد إلى مثال ضربناه سابقا ً لنفترض أنني والد يحب أطفاله حبا ً جما ً ‪ .‬ولنفترض أنني‬ ‫أرى أن هذا هو إحدى القيم األساسية في رسالة حياتي الشخصية ‪ .‬ولكن لنفترض أنني على‬ ‫مستوى التعامل اليومي أعاني من مشكلة رد الفعل المبالغ ‪.‬‬ ‫في هذه الحالة يمكنني استخدام قوة الفص األيمن لتصور وكتابة " تأكيد " يساعدني على أن‬ ‫أصبح أكثر توافقا ً مع قيمي العميقة في حياتي اليومية ‪.‬‬ ‫و " التأكيد " له مكونات خمسة أساسية ‪ :‬شخصي وإيجابي والزمن الحاضر والتصور و‬ ‫المشاعر ‪ .‬لذا ربما أكتب شيئا ً مثل " كم هو مرض لي ( عاطفيا ً ) أني ( شخصيا ً ) أستجيب (‬ ‫الزمن الحاضر ) بالحكمة والحب و الحزم و ضبط النفس ( إيجابي ) عندما يسيء أطفالي‬ ‫التصرف " ‪.‬‬ ‫ثم يمكنني تصور هذا ‪ ،‬وقضاء عدة دقائق يوميا ً في االسترخاء بدنيا ً و ذهنيا ً ‪ .‬وقد أفكر في‬ ‫المواقف التي أساء أطفالي التصرف فيها و أتصورها بتفاصيل أكثر ‪.‬‬ ‫‪48‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫ويمكنني الشعور بملمس الكرسي الذي أجلس عليه ‪ ،‬و األرضية التي أطأها والمالبس التي‬ ‫أرتديها ‪ .‬ويمكنني رؤية الثوب الذي ترتديه ابنتي ‪ ،‬والتعبير الذي يعلو وجهها ‪ ،‬وكلما كان‬ ‫تصوري أوضح و أكثر حيوية ازداد عمق معايشتي له وقلَّت رؤيتي لألمر من منظور المشاهد‬ ‫‪.‬‬ ‫ثم يمكنني رؤية ابنتي وهي تفعل شيئا ً محدداً يجعلني أغضب بشدة ‪ .‬ولكن بدالً من أن أستجيب‬ ‫استجابتي الطبيعية أتصور استجابة أخرى تمكنني من معالجة الموقف من منطلق الحب و القوة‬ ‫و ضبط النفس وهو ما قمت بكتابته في التأكيد ‪ .‬أستطيع أن أكتب البرنامج و أكتب النص‬ ‫بالتوافق مع قيمي ورسالة حياتي الشخصية ‪.‬‬ ‫وإذا فعلت هذا سيتغير سلوكي مع مرور األيام ‪ .‬وبدالً من العيش في إطار السيناريوهات‬ ‫المأخوذة عن والدي أو المجتمع ‪ ،‬سأعيش وفقا ً للسيناريو الخاص بي والذي كتبته بنفسي من‬ ‫خالل قيمي المختارة ‪.‬‬ ‫ويمكنك القيام بهذا األمر في كل ما يتعلق بحياتك ‪ ،‬فقبل أداء شيء معين تصور األمر بوضوح‬ ‫وكأنه حي وواقعي ‪ .‬تصوره مراراً و مراراً ‪ .‬وقم بخلق " منطقة راحة " داخلية ‪ .‬وعندما تخوض‬ ‫الموقف بالفعل ستشعر بأنه ليس غريبا ً ولن تشعر بالخوف ‪.‬‬ ‫ويعتبر فص دماغك األيمن المبدع أحد أهم األصول التي تمتلكها ‪ ،‬والذي يساعدك على وضع‬ ‫رسالة حياتك الشخصية و دمجها في حياتك ‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالقيادة الشخصية الفعالة يعد التصور والتأكيد من التقنيات التي تنشأ طبيعيا ً من أساس‬ ‫التفكير الجيد من خالل األهداف والمبادئ التي تصبح محوراً لحياة الشخص ‪ .‬وهما بالغا القوة عند‬ ‫استخدامهما في إعادة كتابة السيناريو والبرمجة وكتابة األهداف والمبادئ التي يلتزم بها اإلنسان‬ ‫في قلبه وعقله ‪.‬‬ ‫والتأكيد والتصور شكالن من أشكال البرمجة ‪ ،‬والبد أن نكون واثقين من أننا ال نسلم أنفسنا إلى‬ ‫أي عملية برمجة ال تتوافق مع محورنا األساسي أو تنشأ من مصادر تتمحور حول جنى المال أو‬ ‫تغليب المصلحة الشخصية أو أي شيء آخر بخالف المبادئ القيمة ‪.‬‬ ‫ويمكن استخدام الخيال لتحقيق نجاح سريع ‪ ،‬والذي يتأتى حينما يركز الشخص على المكاسب‬ ‫المادية ‪ ،‬أو على " ما الذي سأجنيه من وراء هذا " ؟‬ ‫ولكنني أعتقد أن أعلى استخدامات الخيال هو التوافق مع استخدام الوعي لتخطي الذات ‪ ،‬و تحقيق‬ ‫إسهامات في الحياة على أساس الهدف المتفرد و المبادئ التي تحكم واقع االعتماد بالتبادل ‪.‬‬

‫تحديد األدوار واألهداف ‪:‬‬ ‫يصبح الفص األيسر المسئول عن األلفاظ عند محاولتك تخيل صور ومشاعر فصك األيمن في‬ ‫صورة كلمات رسالة الحياة الشخصية المكتوبة ‪ .‬وكما يساعد تدريب التنفس على توحد الجسم مع‬ ‫العقل ‪ ،‬تعد الكتابة نوعا ً من النشاط العضلي النفسي والعصبي‪ ،‬والذي يساعد على تواصل العقل‬ ‫الواعي والعقل الباطن وتوحيدهما ‪ .‬والكتابة هي توضيح لألفكار كما أنها تساعد على تقسيم الكل‬ ‫إلى أجزاء ‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫وواحدة من المشكالت الكبرى التي تنشأ عندما يعمل الناس من أجل إضفاء المزيد من الفعالية على‬ ‫حياتهم هي أنهم ال يوسعون مدى تفكيرهم بالقدر الكافي ‪ .‬فهم يفقدون حس التناسب و التوازن‬ ‫والبيئة الطبيعية الالزمة لتحقيق حياة فعالة ‪.‬‬ ‫وربما تكتشف أن رسالة الحياة الخاصة بك أكثر توازنا ً و أكثر يسراً في التعامل معها إذا قسمتها‬ ‫إلى أدوار محددة في حياتك واألهداف التي تود تحقيقها ‪.‬‬ ‫استخدم أحد المديرين فكرة األدوار واألهداف لخلق رسالة الحياة التالية ‪:‬‬ ‫إن رسالتي أن أحيى بصدق وأن أحدث فرقا ً في حياة اآلخرين‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذه المهمة ‪ ،‬أعمد إلى ‪:‬‬ ‫اإلحسان ‪ :‬أحب الجميع بغض النظر عن مواقفهم ‪.‬‬ ‫التضحية ‪ :‬أكرس وقتي ومواهبي ومواردي لتنفيذ رسالتي ‪.‬‬ ‫اإللهام ‪ :‬أعلم الجميع باألمثلة أن هللا رحيم بنا جميعا ً و أنه بإمكاننا تخطي كل العقبات ‪.‬‬ ‫التأثير ‪ :‬إنني أحدث فرقا في حياة اآلخرين ‪.‬‬ ‫هذه األدوار تلعب دوراً مهما ً لتحقيق رسالتي ‪:‬‬ ‫الزوج ‪ :‬شريك حياتي هو أهم إنسان في حياتي ‪ .‬ونحن معا ً نشارك ثمار العمل واإلحسان ‪.‬‬ ‫األب ‪ :‬أساعد أبنائي على االنغماس في مزيد من متع الحياة ‪.‬‬ ‫االبن ‪ /‬األخ ‪ :‬أنا موجود دائما لتقديم المساعدة والحب ‪.‬‬ ‫الشخص الورع ‪ :‬ألتزم بطاعة هللا و أواظب على أداء فروضه وأساعد غيري من عباده ‪.‬‬ ‫الجار ‪ :‬أتبع تعاليم الدين بالوصية بالجار ‪.‬‬ ‫عامل تغيير ‪ :‬أنا عامل محفز لتطوير األداء العالي داخل المؤسسات األكبر ‪.‬‬ ‫معلم ‪ :‬أعلم األشياء الجديدة كل يوم ‪.‬‬ ‫إن كتابة رسالة حياتك في صورة أدوار مهمة يمنحك التوازن واالنسجام ‪.‬‬ ‫فأنت سترى كل دور واضحا ً أمام عينيك ‪ .‬ويمكنك مراجعة أدوارك باستمرار لتتأكد من أن أحد‬ ‫تلك األدوار ال يستحوذ عليك إلى الحد الذي يجعلك تهمش غيره من األدوار التي تساويه في األهمية‬ ‫بل قد تكون أكثر أهمية ‪.‬‬ ‫وبعد أن تتعرف على األدوار المختلفة في حياتك يمكنك التفكير في األهداف طويلة األجل التي تود‬ ‫تنفيذها في كل دور من تلك األدوار ‪.‬‬ ‫وإذا كانت هذه األهداف امتداداً لرسالة الحياة القائمة على أساس المبادئ القويمة فإنها ستختلف‬ ‫اختالفا ً كبيراً عن تلك األهداف التي يحددها الناس العاديون ‪ .‬ألنها ستكون متوافقة مع المبادئ‬ ‫القويمة و قوانين الطبيعة والتي تمنحك المزيد من القوة لتحقيق تلك األهداف ‪ .‬إنك ال تحقق أهداف‬ ‫شخص آخر بل هي أهدافك أنت التي تعكس قيمك المتأصلة إنها إحساسك بالرسالة ‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫والهدف الفعال هو ذلك الذي يركز في المقام األول على النتائج ال النشاط ‪.‬‬ ‫وهو يحدد لك وجهتك ‪ ،‬وفي خالل هذه العملية يساعدك على تحديد مكانك ‪.‬‬ ‫وهو يعطي معنى و هدفا ً لكل ما تفعل ‪ .‬وفي النهاية يسعه ترجمة نفسه في صورة أنشطة يومية‬ ‫ومن ثم تصبح إنسانا ً مبادراً تحقق في كل يوم األشياء التي تمكنك من تحقيق رسالتك الشخصية ‪.‬‬ ‫واألدوار و األهداف تمنح الهيكل و االتجاه المنظم لرسالة حياتك الشخصية ‪.‬‬ ‫وإذا لم تكن لك رسالة للحياة الشخصية حتى هذه اللحظة فهذا هو المكان المناسب لتبدأ ‪ .‬كل ما‬ ‫عليك فعله هو أن تحدد الجوانب المتنوعة لحياتك و النتيجتين أو الثالث التي تشعر بضرورة تحقيقها‬ ‫‪.‬‬

‫رسائل حياة األسرة ‪:‬‬ ‫للعادات الثانية تطبيقات عدة ألنها تقوم على أساس المبادئ إضافة إلى ذلك يصبح األفراد و األسر‬ ‫وجمعيات الخدمات والمؤسسات من كل نوع أكثر فعالية طالما أنهم يبدؤون والغاية في أذهانهم‬

‫رسالة الحياة للمؤسسات ‪:‬‬ ‫الحياة مهمة للغاية للمؤسسات الناجعة ‪ ،‬فأحد أهم األهداف التي تركز عليها المؤسسات هو‬ ‫مساعدتهم على تطوير رسائل حياة فعالة ‪ ،‬وفي معظم األحيان يوجد داخل المؤسسات اناس تختلف‬ ‫أهدافهم اختالفا تاما عن أهداف شركاتهم‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫العادة الثالثة ‪:‬‬ ‫ابدأ باألهم قبل المهم‬ ‫العادة الثالثة هي الثمرة الشخصية وهي اإلشباع العملي للعادتين األولى و الثانية‬

‫قوة اإلرادة المستقلة‪:‬‬ ‫باإلضافة إلى الوعى الذاتي و الخيال و اإلدراك فإن اإلرادة المستقلة هي الموهبة البشرية الرابعة‬ ‫التى تجعل من إدارة الذات الفعالة أمرا ممكنا ‪ ،‬واالرادة المستقلة هي القدرة على اتخاذ القرار‬ ‫والخيارات والتصرف وفقا لها‬

‫أمور هامة إلدارة الوقت ‪:‬‬ ‫إن جوهر التفكير المتميز في مجال إدارة الوقت يمكن تلخيصه في عبارة واحدة ‪ :‬رتب أولوياتك‬ ‫ونفذها‬

‫مصفوفة إدارة الوقت ‪:‬‬ ‫البد أن تقسم مهامك على أربعة أقسام‬ ‫القسم األول ‪ :‬يحتوي على األمور المهمة و العاجلة‬ ‫القسم الثاني‪:‬يحتوي على األمور التى تكون غير عاجلة ولكنها مهمة‬ ‫القسم الثالث‪ :‬يحتوي عل األمور العاجلة غير المهمة‬ ‫القسم الرابع ‪ :‬يحتوي على أمور غير مهمة‬

‫إننا نقول نعم أو ال لمختلف األشياء يوميا وعادة عدة مرات باليوم لذا فإن التركيز على المبادئ‬ ‫القومية والتركيز على رسالة الحياة الشخصية يساعدنا على الحكم على األمور بحكمة وفاعلية‬ ‫أكبر‪.‬‬ ‫الترابط ‪ :‬ويقصد به وجود تناغم ووحدة وتكامل بين رؤيتك ورسالتك وأدوارك وأهدافك وأولوياتك‬ ‫وخططك ورغباتك وإنضباطك وينبغي أن تتضمن خططك مساحة لرسالة حياتك الشخصية حتى‬ ‫يتسنى لهم الرجوع إليها كما ينبغي تخصيص مساحة من أجل أدوارك و األهداف قصيرة وطويلة‬ ‫االجل‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫التوازن ‪ :‬ينبغي أن تساعدك أداتك على الحفاظ على التوازن في حياتك والتعرف على أدوارك‬ ‫المختلفة وإبقائها نصب عينيك طيلة الوقت مثل صحتك وعائلتك‪.‬‬ ‫إمكانية حمل األداة ‪ :‬البد أن تكون أداتك قابلة للحمل ومن ثم يتسنى لهم أخذها معهم في معظم‬ ‫األحيان‪.‬‬ ‫التكيف اليومي ‪ :‬بدون إجراء تنظيم أسبوعي للقسم الثاني يتحول التخطيط اليومي إلى تكيف يومي‬ ‫ولكن بعد عدة محاوالت لترتيب األنشطة وفقا لألولويات ‪ ،‬قبل معرفة حتى كيف تتوافق مع التوازن‬ ‫في حياتك محاولة غير فعالة‪.‬‬ ‫إن االهتمام بمشاعر من حولنا و فكرهم وطريقة تعاملهم تساعد على فهمهم وفهم سلوكياتهم‬ ‫وانطباعاتهم ‪ ،‬ويمكن أن نستشف منهم ما يروق لهم وما ال يروق ‪ ،‬فطريقة التعامل الصحيحة هي‬ ‫الدليل للوصول إلى قلبه ومفتاح العالقات الناجحة وبهذا تستمر العالقات ويكون استمرارها ليس‬ ‫فقط مبنيا باإلهتمام فقط هناك مقومات أخرى تقوم بها العالقات مثل ‪ :‬الوفاء بالوعود وتعزيز الثقة‬ ‫وكسبها والحوارات المحببة للطرف الثاني وتقبل رأيه ومشاركته في تفاصيله حتى وإن كانت في‬ ‫عينك ال شيء لكنها في عينه كل شيء وأمر مهم ‪ ،‬أي أن االهتمام ال يقتصر على شخص قريب‬ ‫أو حميم فيمكن أن يكون طفل ‪ ،‬ابنك ‪ ،‬ابنتك ‪ ،‬أحد أفراد عائلتك ‪ ،‬كبير في السن ‪ ،‬أي شخص من‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫وهذا كله يكون في (بنك المشاعر) وهو الذي يحتوي اللباقة واللطف واألمانة والعطف‪ ،‬وبهذا‬ ‫يتطلب بنك المشاعر إيداعا مستمرا‪.‬‬ ‫فيتطلب منك باختصار في طريقة تعاملك أن تفهم الفرد أو الشخص الذي تربطك به عالقة ألنك إذا‬ ‫فهمته وصلت لقلبه بكل سهولة‪.‬‬ ‫أيضا اهتمامك باألمور الصغيرة التي ال تلقي لها باال لكن هو يلقي لها كل باله ‪ ،‬ومشاركته هذه‬ ‫األمور الصغيرة ودعمه فيها‪.‬‬ ‫الوفاء بالوعود فهو أهم نقطة ‪ ،‬وقد تكون الوجهة الثانية للثقة فإذا قطعت وعدا التزم به وحاول أن‬ ‫تجاهد محافظا عليه‪.‬‬ ‫أيضا توضيح التوقعات وتفهمها وأن تخبر الطرف الثاني برأيك وتوقعاتك وهو كذلك حتى ال يبنى‬ ‫عليها عبء أو اهتزاز في العالقة‪.‬‬ ‫أيضا إظهار األمانة الشخصية (الثقة) هي اإلحساس الجميل في أي عالقة والمكسب الكبير في أي‬ ‫عالقة ‪.‬‬ ‫وأخيرا اإلعتذار من قلبك إذا أخطأت بعبارات تجعله مستشعرا أسفك وندمك وأنك تريد المحافظة‬ ‫على هذا الحب وهذه العالقة ‪.‬‬ ‫فأخيرا العالقات تستمر بأسلوبك وإهتمامك وزرع الثقة األبدية‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫العادة الرابعة‬ ‫تفكير المكسب ‪ /‬المكسب‬ ‫تقع الكثير من الشركات بمشكلة مثلها مثل العديد من المشاكل التي تنشأ بين الناس في العمل والمنزل‬ ‫وفي العالقات األخرى ‪ ،‬أساسها وجود عيب في التصور الذهني للمنافسة ‪ ،‬كأن يحاول مدير شركة‬ ‫ما ً‬ ‫مثال بجني ثمار التعاون بين موظفيه ‪ ،‬فأراد من الموظفين أن يعملوا معًا ويحققوا جميعًا أقصى‬ ‫استفادة من الجهود بمنطلق تعزيز فعالية القيادة الجماعية‪ ،‬وعندما لم ينجح في ذلك وضعهم في‬ ‫منافسة مع بعضهم البعض ‪ ،‬كحل سريع بجعل الموظفين من وجهة نظره متعاونين ‪ ،‬فيصبح بالتالي‬ ‫نجاح أحد موظفيه هو فشل لآلخرين ‪ ،‬ويصبح سعيهم نحو البقاء لألفضل خسارة األطراف األخرى‬ ‫ً‬ ‫بدال من التعاون للنهوض باألداء والعمل ‪.‬‬

‫ستة تصورات ذهنية للتفاعل اإلنساني ‪:‬‬ ‫المكسب‪/‬المكسب‬ ‫التصور الذهني لصاحب هذا المبدأ يرى الحياة كساحة تعاونية ال تنافسية‪ ،‬فهو اإليمان بالبديل‬ ‫الثالث فلن يسير األمر وفقًا ألسلوبي أو أسلوبك بل يسير وفقًا ألسلوب أفضل ‪ ،‬وأسلوب أعلى ‪ .‬في‬ ‫الحقيقة تعد معظم المواقف الحياتية جز ًءا من واقع اإلعتماد بالتبادل ‪ ،‬لذلك هذا التصور هو األفضل‬ ‫على اإلطالق من بين التصورات الذهنية األخرى ‪.‬‬

‫المكسب ‪ /‬الخسارة‬ ‫"إذا كسب ت أنا تخسر أنت"‪ .‬إن معتنقي هذا األسلوب عرضة الستخدام موقعهم أو سلطتهم أو‬ ‫إنجازاتهم أو ممتلكاتهم أو شخصياتهم ليصلوا إلى ما يريدون‪ .‬من المؤكد أن هناك مكانًا لهذا المبدأ‬ ‫في التفكير التنافسي وفي المواقف التي تنعدم فيها الثقة ‪ ،‬ولكن الحياة ليست كلها منافسة‪.‬‬

‫الخسارة ‪ /‬المكسب‬ ‫" أنا أخسر أنت تكسب"‪ .‬الناس الذين يفكرون على أساس هذه المبدأ عادة ما يسهل إسعادهم أو‬ ‫إغضابهم‪ ،‬وهم يستمدون قوتهم من شعبيتهم وتقبل اآلخرين لهم ‪ .‬نظرًا ألنهم ال يتحلون بالشجاعة‬ ‫الكافية التي تمكنهم من التعبير عن أحاسيسهم ومعتقداتهم ‪ ،‬ويشعرون بالرهبة بسهولة نتيجة لألنا‬ ‫القوية لدى اآلخرين‪ ،‬يجد أصحاب مبدأ المكسب‪/‬الخسارة الفرصة ألن يتغذون عليهم ويقومون‬ ‫باستغاللهم‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫هم يخفون بداخلهم الكثير من األحاسيس التي ال يمكن التعبير عنها فتدفن حية بداخلهم وتتحرك‬ ‫الحقًا بطرق قبيحة‪ .‬فتظهر األمراض الجسدية والنفسية وخاصة أمراض الجهاز التنفسي والعصبي‬ ‫والجهاز الدوري كنتيجة للمشاعر المكبوتة‪.‬‬

‫خسارة ‪ /‬خسارة‬ ‫عندما يتفاعل شخصان يتسمان بالعزم والعناد واألنانية أي من أنصار مبدأ المكسب ‪ /‬الخسارة‬ ‫تكون نتيجتها خسارة ‪ /‬خسارة ‪ ،‬أي يخسر كالهما‪ ،‬ويصبحان قاسيين‪ ،‬ويرغبان في "اإلنتقام" أو‬ ‫في "التعادل"‪.‬‬

‫قد شهدت واقعة طالق‪ ،‬حيث أمر القاضي الزوج ببيع األصول وإعطاء نصف العائد إلى زوجته‪،‬‬ ‫وبالطبع انصاع للقرار وباع السيارة التي تساوي أكثر من ‪ 1٠٠٠٠٠‬دوالر مقابل ‪ 5٠‬ألف دوالر‬ ‫فحسب وأعطى زوجته ‪ ٢5‬ألف دوالر‪ .‬وعندما احتجت زوجته فحص حاجب المحكمة الوضع‬ ‫واكتشف أن الزوج تصرف بنفس األسلوب في كل أصول ممتلكاته‪.‬‬

‫المكسب‬ ‫عندما ال تشعر بوجود منافسة ‪ ،‬يكون المكسب هو النتيجة الوحيدة لجميع المفاوضات‪.‬‬ ‫أصحاب عقلية هذا المبدأ يركز كل تفكيره على تحقيق غاياته تار ًكا لآلخرين مسألة تحقيق غاياتهم‪.‬‬

‫المكسب ‪ /‬المكسب أو ال إتفاق‬ ‫إذا لم نتوصل إلى حل يحقق فائدة مرجوة لكال الطرفين المختلفين لتحقيق عمل مشترك بينهما فإننا‬ ‫نتفق على أن ال نتفق‪-‬أي ال إتفاق ‪ ،‬فأنت بذلك تشعر بالحرية ألنك لن تضطر للتالعب بالناس‬ ‫لتفرض جدول أعمالك وتقودهم إلى حيث تريد بل تكون منفت ًحا ‪ ،‬وتحاول بالفعل الوصول إلى‬ ‫المشكالت العميقة واألوضاع المهمة‪ .‬وإذا لم تتخذ "ال اتفاق" خيارًا لك يمكن أن تقول وبكل أمانة‬ ‫"إنني أود الوصول إلى المكسب ‪ /‬المكسب‪.‬‬

‫يعد مبدأ المكسب ‪ /‬المكسب أو ال إتفاق هو األكثر واقعية عند بدء عالقة عمل أو الدخول لعمل‬ ‫جديد ‪ ،‬وربما يمثل "ال اتفاق" ً‬ ‫حال ناجحًا في عالقات العمل المستمرة التي قد تتسبب في مشاكل‬ ‫السيما في الشركات العائلية أو الشركات التي يكون أساسها الصداقة‪.‬‬ ‫وبالطبع توجد بعض العالقات ال يصلح معها مبدأ "ال اتفاق"‪ً .‬‬ ‫فمثال لن أهجر زوجتي أو طفلي و‬ ‫أتجه إلى "ال اتفاق" (فسيكون من األفضل عند الضرورة الوصول إلى تسوية‪-‬شكل أدنى من‬ ‫المكسب ‪ /‬المكسب)‪.‬‬ ‫‪55‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫خمسة أبعاد للمكسب ‪ /‬المكسب‬ ‫أوال ‪ :‬الشخصية‬ ‫تعد أساس مبدأ المكسب ‪ /‬المكسب ‪ ،‬وكل شي آخر يقوم على هذا األساس‪ ،‬وهناك ثالث سمات‬ ‫شخصية أساسية لتحقيق التصور الذهني لهذا المبدأ على النحو التالي ‪:‬‬

‫األمانة ‪:‬‬ ‫إن لم نتمكن من قطع العهود وااللتزام بها مع أنفسنا ومع اآلخرين ‪ ،‬ستصبح هذه العهود بال معنى‬ ‫ومن ثم ينعدم أساس الثقة ويصبح مبدأ المكسب ‪ /‬المكسب تقنية سطحية غير فعالة ‪ ،‬فهي حجر‬ ‫الزاوية لألساس‪.‬‬

‫النضج ‪:‬‬ ‫"إنه قدرة الشخص على التعبير عن مشاعره ومعتقداته تعبيرًا متوازنًا مع مراعاة أفكار ومشاعر‬ ‫اآلخرين" هراند سكسينيان‪ ،‬إن التمتع بقدر كبير من الشجاعة و مراعاة شعور اآلخرين ضروري‬ ‫من أجل تحقيق مبدأ المكسب ‪ /‬المكسب‪ ،‬وهو التوازن الذي يميز النضج الحقيقي‪.‬‬

‫عقلية الوفرة ‪:‬‬ ‫هو تصور ذهني يقصد به أن العالم به ما يكفي الجميع ‪ .‬وينتج عنه مشاركة الوجاهة والتقدير‬ ‫والفوائد واتخاذ القرارات‪ .‬كما أنه يفتح المجال أمام اإلحتماالت والخيارات واإلبداع‪ .‬حيث تأخذ‬ ‫المتعة الشخصية والرضا والسعادة من األبعاد السابق ذكرها وتظهرها وتحولها إلى تقدير التفرد‬ ‫والتوجه الداخلي والطبيعة المبادرة لآلخرين‪ .‬وهي تدرك احتماالت نمو التفاعل االيجابي وتطوره‬ ‫مما يؤدي إلى التواصل ببدائل ثالثة جديدة بعكس من يمتلكون عقلية الندرة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬العالقات‬ ‫تغدو العالقات منبعًا مثاليًا لقدر هائل من التعاون (العادة السادسة) إذا كانت أرصدة البنك كبيرة‬ ‫وكال الطرفين ملتز ًما بفلسفة المكسب ‪ /‬المكسب‪ .‬حيث تتخلص من الطاقة السلبية التي تركز على‬ ‫الفروق في الشخصية والمركز وتخلق ً‬ ‫بدال منها طاقة إيجابية وتعاونية على أساس تفهم شامل‬ ‫للمشكالت وحلها من أجل التوصل إلى فائدة مشتركة‪.‬‬

‫كلما كنت قويًا فستتمتع بشخصية صادقة وترتقي إلى مستوى أعلى من المبادرة ويزداد‬ ‫إلتزامك بمبدأ المكسب ‪ /‬المكسب فسيكون تأثيرك قويًا على الشخص اآلخر‪ .‬وهذا هو االختبار‬ ‫الحقيقي للقيادة الجماعية‪ .‬واألمر يتجاوز القيادة العملية إلى القيادة التحويلية أي تحويل األشخاص‬ ‫الذين يشملهم األمر وكذلك العالقات‪.‬‬ ‫‪56‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫ثالثا ‪ :‬االتفاق‬ ‫إن االتفاقات تنبثق عن العالقات وهي تقدم لمبدأ المكسب ‪ /‬المكسب التعريف والتوجيه‪ .‬فهي تغير‬ ‫التصور الذهني للتفاعل المنتج من الرأسي إلى األفقي‪ ،‬ومن المراقبة التي تحوم حول المكان إلى‬ ‫المراقبة الذاتية‪ ،‬ومن التجمد في المكان إلى المشاركة في النجاح وهي تعتمد على العناصر الخمسة‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫النتائج المرجوة ‪ :‬هي التي تحدد ما ينبغي القيام به ومتى‪.‬‬ ‫اإلرشادات ‪ :‬هي التي تحدد المقاييس (المبادئ واإلرشادات وغيرهما) في إطار النتائج المراد‬ ‫تحقيقها‪.‬‬ ‫الموارد ‪ :‬هي التي تحدد الدعم البشري والمادي والتقني والمؤسسي المتاح للمساعدة في إنجاز‬ ‫النتائج المرجوة‪.‬‬ ‫المسئولية ‪ :‬تحدد مقاييس األداء ووقت التقييم‪.‬‬ ‫العواقب ‪ :‬تحدد إن كانت‪ :‬جيدة أو وخيمة‪ ،‬طبيعية أومنطقية – ما الذي يحدث وسيحدث نتيجة لهذا‬ ‫التقييم‪.‬‬

‫اتفاقيات األداء على أساس المكسب ‪ /‬المكسب‬ ‫إن إبرام اتفاقيات األداء على أساس هذه المبدأ تتطلب إجراء تغييرات في التصور الذهني‪ ،‬والتركيز‬ ‫على النتائج ال األساليب و إطالق العنان لإلمكانيات الفردية البشرية الهائلة‪ ،‬فتخلق تعاونًا أكبر‪.‬‬ ‫حيث يعطي الناس الفرصة لتقييم أنفسهم باستخدام معايير ساعدوا في وضعها بأنفسهم ‪ ،‬فبالتالي‬ ‫سيكون باستطاعة طفل في السابعة من عمره ً‬ ‫مثال أن يحدد لنفسه كيف سيحافظ على الحديقة "يانعة‬ ‫ونظيفة"‪.‬‬

‫وتصبح العواقب في اتفاقيات األداء على أساس (المكسب ‪ /‬المكسب) نتيجة طبيعية و منطقية لألداء‬ ‫بدال من المكافئات أو الجزاءات التي يوزعها الشخص المسئول توزيعًا عشوائيًا‪ .‬حيث توجد أربعة‬ ‫أنواع أساسية للعواقب ( المكافئات و الجزاءات ) والتي قد تتحكم فيها اإلدارة أو اآلباء على النحو‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫العواقب المادية ‪ :‬تتضمن أشياء مثل الدخل أو الخيارات المتاحة أو المكافئات أو الجزاءات‪.‬‬ ‫العواقب النفسية ‪ :‬تشمل التقدير أو القبول أو االحترام أو المصداقية أو فقدان كل هذا‪.‬‬ ‫العواقب المؤسسية ‪ :‬على سبيل المثال ما الذي سوف يحدث إذا ذهبت متأخرًا للعمل؟ أو إذا‬ ‫رفضت التعاون مع اآلخرين ؟ أو إذا لم أحفز نموهم الوظيفي وتطوير مستقبلهم؟‬

‫‪57‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫رابعا ‪ :‬األنظمة‬ ‫ال يقدر لفلسفة (المكسب ‪ /‬المكسب) البقاء في أي مؤسسة ونجاحها ما لم تدعمها األنظمة‪ .‬فإذا أردت‬ ‫تحقيق األهداف وتجسيد القيم في رسالة حياتك فإنك ستحتاج إلى توفيق نظام المكافأة مع تلك‬ ‫األهداف والقيم‪ .‬وإذا لم يوافقا بدقة فهذا يعني أنك تقول ما ال تفعل‪ .‬غالبًا ما تنشأ المشاكل بسبب‬ ‫النظام وليس بسبب الناس‪ .‬فإذا وضعت أشخاصًا ذو مهارات جيدة في نظام سيئ ستحصد نتائج‬ ‫سيئة‪ .‬فعليك ري الزهور التي تريد زراعتها‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬العمليات‬ ‫ال توجد أي طريقة لتحقيق أهداف وغايات مبدأ (المكسب ‪ /‬المكسب) من خالل وسائل (المكسب ‪/‬‬ ‫الخسارة) أو (الخسارة ‪ /‬المكسب‪ ).‬فال يمكنك أن تقول "أنت ستفكر من منطلق مبدأ (المكسب ‪/‬‬ ‫المكسب) سواء شئت أم أبيت" ‪ .‬ولكن التركيز هو كيف تصل إلى حل قائم على (المكسب ‪/‬‬ ‫المكسب) من خالل عملية مكونة من أربعة خطوات ‪:‬‬ ‫األولى ‪ :‬انظر إلى المشكلة من وجهة نظر اآلخرين‪ .‬واسع جاهدًا من أجل فهمها والتعبير عن‬ ‫االحتياجات والمخاوف الخاصة بالطرف اآلخر بنفس الطريقة التي يفهم ويعبر عنها بها أو حتى‬ ‫بطريقة أفضل‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬حدد المشكالت واالهتمامات األساسية (ليس األوضاع) المتعلقة بالموضوع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الثالثة ‪ :‬حدد النتائج التي تشكل ً‬ ‫مقبوال دائ ًما‪.‬‬ ‫حال‬ ‫الرابعة ‪ :‬حدد الخيارات الجديدة الممكنة لتحقيق هذه النتائج‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫مبادئ تواصل التقمص العاطفي‬ ‫للقلب أحكام ال يعرفها أحد‪.‬‬ ‫باسكال‬ ‫لنفترض أنك كنت تعاني من مشكلة في عينك وقررت الذهاب إلى طبيب العيون وبعد أن استمع‬ ‫الطبيب إلى شكواك خلع نظارته وأعطاك إياها ‪.‬‬ ‫وقال لك ‘ ارتدها من فضلك ‪ .‬إنني أرتديها منذ عشر سنوات وقد ساعدتني بالفعل‪ .‬ويمكنك االحتفاظ‬ ‫بهذه النظارة حيث إن لدي واحدة إضافية بالمنزل ’‬ ‫وضعت النظارة على عينيك ولكنها زادت المشكلة سوءا ‪.‬‬ ‫فصحت قائالً ‪ :‬إنها مريعة ! ال أرى أي شيء‪.‬‬ ‫فسألك الطبيب حسنا ً ‪ ،‬ما الخطب ؟ إنها جيدة معي ‪ .‬حاول بجد أكثر ‪.‬‬ ‫فقلت مصراً ‪ :‬إنني أحاول ‪ .‬أشعر بأن كل شيء معتم وغير واضح ‪.‬‬ ‫حسنا ً ‪ ،‬ما الخطب ؟حاول التفكير بإيجابية ‪.‬‬ ‫حسنا ً ‪ ،‬ال أستطيع رؤية أي شيء ‪.‬‬ ‫فوبخك قائالً ‪ :‬يا لك من شخص جاحد ‪ ،‬بعد كل ما فعلته لمساعدتك !‬ ‫ما هي فرص عودتك إلى هذا الطبيب إذا احتجت إلى المساعدة ؟ بالطبع ليست فرصا كبيرة على‬ ‫حد اعتقادي ‪ .‬فأنت لن تثق في إنسان ال يشخص الحالة قبل أن يصف العالج ‪.‬‬ ‫ولو أنني سألخص في جملة واحدة أهم مبدأ تعلمته في مجال العالقات بين الناس لقلت ‪ :‬حاول أن‬ ‫تفهم أوال ثم حاول أن تكون مفهوما ً ‪ .‬وهذا المبدأ هو مفتاح التواصل الفعال بين الناس ‪.‬‬

‫الشخصية والتواصل‬ ‫أنت اآلن تقرأ الكتاب الذي ألفته ‪ .‬إن القراءة والكتابة هما شكالن من أشكال التواصل وكذلك التحدث‬ ‫واإلنصات ‪.‬‬ ‫ويعد التواصل واحد من أهم المهارات في الحياة ‪ .‬فنحن نمضي معظم ساعات اليقظة في التواصل‬ ‫‪ .‬ولكن فكر في هذا ‪ :‬لقد أمضيت سنوات في تعلم القراءة والكتابة ‪ ،‬وسنوات في تعلم كيف تتحدث‬ ‫‪ .‬ولكن ماذا عن اإلنصات ؟‬ ‫عدد قليل جداً من الناس هم من تلقوا تدريبا ً على اإلنصات ‪ .‬وهذا التدريب يقتصر في معظم أجزائه‬ ‫على األخالق الشخصية مبتعداً عن قاعدة الشخصية وقاعدة العالقات على الرغم من أنهما‬ ‫ضروريان من أجل فهم الشخص األخر ‪ .‬وإذا أردت التعامل معي تعامالً فعاالً والتأثير على –‬ ‫سواء كنت زوجك أو طفلك أو جارك أو رئيسك في العمل أو زميلك أو صديقك – ستحتاج إلى‬ ‫فهمي أوالً وأنت ال يمكنك القيام بذلك مستخدما ً التقنية فقط ‪.‬‬ ‫‪59‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫فأنا إذا شعرت بأنك تستخدم تقنية سيتولد بداخلي إحساس باالزدواجية والتالعب ‪ .‬وسوف أتساءل‬ ‫لماذا تفعل هذا معي وما هو دافعك ‪ .‬ولن اشعر بما يكفي من األمان ألكون منفتحا ً معك ‪.‬‬ ‫إذن المفتاح الحقيقي للتأثير على سلوكك الحقيقي‬ ‫وشخصيتك في حالة مستقرة من اإلشعاع هو التواصل ‪ .‬ومن خالله وعلى المدى البعيد ستتولد‬ ‫بداخلي الثقة فيك وفي جهودك أو تنعدم هذه الثقة ‪.‬‬ ‫إذا كان أداؤك الشخصي ال يتماشى مع أدائك العام من العسير علي االنفتاح معك ‪.‬‬ ‫ومن يعرف ما قد يحدث ؟‬ ‫ولكن لو لم أكن منفتحا ً معك ولو لم تفهمني ‪ ،‬وتفهم وضعي المتفرد ومشاعري لن تعرف كيف تقدم‬ ‫لي النصيحة أو المشورة ‪ .‬وسيكون ما تقوله جيداً وال بأس به ولكنه ال يناسبني‪.‬‬ ‫لذا إذا أردت أن تكون فعاالً في عادة التواصل بين الناس لن تكفي التقنية بمفردها ‪ ،‬بل البد أن تبني‬ ‫مهارات اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي على أساس الشخصية التي تحث على االنفتاح والثقة ‪.‬‬ ‫والبد أن تبني رصيداً في بنك المشاعر ألنه يخلق نوعا ً من التجارة بين القلوب ‪.‬‬

‫اإلنصات وفقا للتقمص العاطفي ‪:‬‬ ‫إن مقولة (حاول أن تفهم أوالً) تنطوي على تغيير عميق في التصور الذهني ‪ .‬فنحن في العادة‬ ‫نسعى كي يفهمنا اآلخرون أوالً ‪ .‬فمعظم الناس ال ينصتون بنية الفهم بل ينصتون بنية الرد‪.‬‬ ‫وإذا كانت لديهم مشكلة مع شخص ما ‪ ،‬يكون توجههم هو (هذا شخص ال يفهمني )‬ ‫ذات مرة قال لي أحد اآلباء (ال أستطيع فهم طفلي ‪ .‬إنه ال يريد اإلنصات إلي )‬ ‫فأجبته ‪ :‬دعني أعيد ما قلت ‪ ،‬أنت ال تفهم ابنك ألنه ال يريد اإلنصات إليك؟‬ ‫فأجابني ‪ :‬هذا صحيح‬ ‫فقلت له ‪ :‬دعني أحاول مرة أخرى ‪ ،‬أنت ال تفهم ابنك ألنه ال يريد اإلنصات إليك؟‬ ‫فأجابني بصبر نافذ ‪ :‬هذا ما قلت ‪.‬‬ ‫أعتقد أنك لتفهم شخصا آخر تحتاج إلى اإلنصات إليه أوالً‬ ‫ثم قال ‪ :‬حقا؟ وبعد فترة صمت ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬حقا! وكأن ضوء الفجر يزحف فتنقشع الظلمة ‪ .‬نعم ! ولكي افهمه وأعلم ما يمر به ‪ .‬أنا نفسي‬ ‫مررت بالتجربة ذاتها ‪ .‬وأعتقد أن ما ال أفهمه هو سبب عدم إنصاته إلي ‪.‬‬ ‫ولم تكن فكرة هذا الرجل عما يدور داخل رأس ولده فكرة غامضة ‪ .‬ولكنه كان ينظر داخل رأسه‬ ‫هو معتقدا أنه يرى العالم بما في ذلك ابنه ‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫وكذلك الحال مع العديد منا ‪ .‬فنحن نرى أننا على صواب وكل ما نرغب فيه أن يفهمنا اآلخر ‪.‬‬ ‫وتتحول حواراتنا إلى مجموعة من الحوارات الفردية دون أن نفهم بالفعل ما يدور داخل عقل‬ ‫الطرف اآلخر ‪.‬‬ ‫وعندما يتحدث شخص آخر عادة ما ننصت عند مستوى واحد من أربعة مستويات ‪ .‬فربما نتجاهل‬ ‫الشخص األخر وال ننصت له على اإلطالق ‪.‬‬ ‫وربما نتظاهر باإلنصات ‪ .‬وربما نمارس اإلنصات التلقائي ‪ ،‬أي نسمع أجزاء معينة من المحادثة‬ ‫‪ .‬وغالبا ً ما نأتي بهذا عندما نستمع إلى ثرثرة طفل ‪ .‬أو ربما نمارس اإلنصات اليقظ ونولي اهتماما ً‬ ‫للكالم الذي يقال و نركز طاقتنا عليه ‪ .‬ولكن القليل منا هو من يمارس المستوى الخامس ‪ ،‬أعلى‬ ‫شكل من أشكال اإلنصات – وفقا ً للتقمص العاطفي ‪.‬‬ ‫وعندما أقول اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي أعني اإلنصات بنية الفهم ‪ .‬وأقصد أن تسعى أن تفهم‬ ‫أوالً ‪ ،‬أي تفهم بالفعل ‪ .‬وهو تصور ذهني مختلف تماما ً ‪.‬‬ ‫واإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي يمكنك من الغوص في أعماق إطار مرجعية شخص آخر ‪ .‬فأنت‬ ‫تنفذ خالله وترى العالم بالطريقة التي يراه الشخص بها وتفهم تصوره الذهني وتفهم شعوره ‪.‬‬ ‫ويختلف التقمص العاطفي عن التعاطف ‪ .‬فالتعاطف هو شكل من أشكال االتفاق ‪.‬‬ ‫ويعتبر اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي مؤثر للغاية ألنة يمنحك بيانات دقيقة تعمل من خاللها ‪.‬‬ ‫فبدالً من إسقاط سيرتك الذاتية وافتراض األفكار والمشاعر و الدوافع والتفسيرات تتعامل مع الواقع‬ ‫الذي يجول بعقل وقلب الشخص اآلخر ‪ .‬فأنت تنصت من أجل الفهم ‪ ،‬وتركز على تلقي تواصل‬ ‫عميق من داخل روح شخص آخر ‪.‬‬ ‫والسعي من أجل الفهم أوالً ‪ ،‬والتشخيص قبل وصف العالج أمر شاق ‪.‬‬ ‫ويحمل اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي قدراً من المخاطر ‪ .‬فهو يتطلب قدراً كبيراً من األمن حتى‬ ‫تتمكن من تجربة االستغراق في اإلنصات ألنك تفتح نفسك للتأثيرات ومن ثم تكون عرضة للضرر‪.‬‬ ‫إنها مفارقة ‪ ،‬لكي تكون مؤثراً ينبغي أن تتأثر ‪ .‬وهذا يعني أن عليك أن تفهم ‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك يعد اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي هو مفتاح إيداع رصيد في بنك المشاعر ‪.‬‬ ‫وهو عالج وشفاء ألنه يمنح الشخص (هواء نفسياً)‬ ‫فإذا اختفى كل الهواء فجأة من الحجرة التي تجلس بها اآلن ‪ ،‬ما الذي سيحدث الهتمامك بهذا الكتاب‬ ‫؟ لن تهتم ألمر الكتاب ‪ ،‬ولن تهتم ألي شيء آخر عدا الحصول على الهواء ‪ .‬وسيكون البقاء على‬ ‫قيد الحياة هو دافعك وحافزك الوحيد ‪.‬‬ ‫ولكن اآلن وبعد حصولك على الهواء لن يعود محفزاً لك ‪ .‬وهذه واحدة من أعظم الرؤى في مجال‬ ‫الدوافع البشرية ‪ :‬االحتياجات التي لبيت ليست محفزة ‪ .‬فاالحتياجات التي لم يتم تلبيتها هي فقط‬ ‫التي تحفز ويأتي بعد البقاء على قيد الحياة أكبر حاجة للجنس البشري وهي البقاء النفسي – أن‬ ‫تكون مفهوما ً ومقبوالً و مقدراً ‪.‬‬ ‫واإلنصات إلى اآلخرين بتقمص عاطفي يكون بمثابة منحهم الهواء النفسي ‪ .‬وبعد استيفاء هذه‬ ‫الحاجة الحيوية يمكن التركيز على التأثير وحل المشاكل ‪.‬‬ ‫‪61‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫وتؤثر الحاجة إلى الهواء النفسي على التواصل في جميع دروب الحياة ‪.‬‬

‫التشخيص قبل وصف العالج ‪:‬‬ ‫بالرغم من خطورته إال أن السعي من أجل الفهم أوال أو التشخيص قبل وصف العالج هو مبدأ‬ ‫قويم يبدو جليا ً في دروب كثيرة من الحياة ‪ .‬وهو العالمة المميزة لجميع المتخصصين ‪ .‬فهو‬ ‫ضروري للطبيب ‪ .‬فأنت لن تثق في العالج الذي يصفه الطبيب إذا لم تثق في تشخيصه أوالً ‪.‬‬ ‫عندما كانت ابنتنا جيني طفلة رضيعة عمرها شهران فقط ‪ ،‬مرضت أحد أيام السبت حيث كانت‬ ‫تقام مباراة مهمة وكان الملعب يعج لكننا لم نشأ ترك جيني بمفردها ‪.‬فقد كانت تعاني من القيء و‬ ‫اإلسهال األمر الذي أقلقنا للغاية ‪.‬‬ ‫وكان الطبيب حاضراً المباراة ‪ .‬وهو لم يكن طبيبنا الخاص ولكنه كان الطبيب الذي ينبغي علينا‬ ‫االتصال به عند حدوث حالة طارئة ‪ .‬وعندما ساءت حالة جيني قررنا أننا في حاجة إلى مساعدة‬ ‫طبية ‪.‬‬ ‫واتصلت ساندرا باإلستاد وطلبته على الجهاز الطنان ‪ .‬وكان هذا في وقت حرج للمباراة ‪.‬‬ ‫واستشعرت ساندرا الغضب في نبرة صوته وهو يقول (نعم ‪ ،‬ما األمر؟ )‬ ‫(أنا السيدة كوفي يا دكتور ‪ .‬إننا قلقان للغاية على ابنتنا جيني )‬ ‫فسألها ‪ :‬ما هي حالتها؟‬ ‫أخذت ساندرا تصف له األعراض ‪ ،‬فقال لها حسنا ً سأصف لها العالج ‪.‬‬ ‫ما هي الصيدلية التي تتعاملون معها ؟‬ ‫وعندما أغلقت ساندرا الهاتف شعرت أنها في عجلتها لم تخبره بكل البيانات ‪ ،‬ولكن ما أخبرته به‬ ‫كان كافيا ً ‪.‬‬ ‫فسألتها ‪ :‬هل تعتقدين انه يعرف أن جيني طفلة رضيعة ؟‬ ‫فأجابتني ‪ :‬أنا واثقة انه يعرف‬ ‫ولكنه ليس طبيبنا ‪ ،‬إنه حتى لم يعالجها من قبل‬ ‫حسنا ً أثق انه يعرف‬ ‫ت على استعداد إلعطائها دواء ما لم تكوني متأكدة منه؟‬ ‫هل أن ِ‬ ‫صمتت لبرهة ‪ ،‬وأخيرا قالت مالذي سنفعله ؟‬ ‫فقلت لها ‪ :‬عاودي االتصال به ‪.‬‬ ‫فأجابتني ‪:‬اتصل أنت به ‪.‬‬ ‫وبالفعل اتصلت به ورن هاتفه الطنان مرة أخرى أثناء المباراة وقلت له‬ ‫انه أنا يا دكتور‪،‬عندما وصفت الدواء هل كنت تعلم ان جيني رضيعة عمرها شهران فقط ؟‬ ‫‪62‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫فصاح الدكتور كال ‪ ،‬لم أعرف ذلك كان تصرفا حكيما ً منك أن عاودت االتصال بي ‪ .‬سأغير العالج‬ ‫فوراً ‪.‬‬ ‫إنك إذا لم تثق في التشخيص لن تثق في العالج الموصوف ‪.‬‬ ‫لذا فإن السعي للفهم أوالً هو مبدأ قويم يمكن اقتفاء أثره في جميع مناحي الحياة ‪.‬‬ ‫وهو مبدأ عام مسيطر ‪ ،‬ولكن تكمن قوته العظمى في منطقة العالقات الجماعية ‪.‬‬

‫أربع استجابات مستمدة من السيرة الذاتية‪:‬‬ ‫عندما يكون اإلنصات من السيرة الذاتية ننزع إلى االستجابة بواحدة من أربع طرق ‪.‬‬ ‫نقيم – إما نقبل أو نرفض ‪ ،‬أو نستجوب – نطرح أسئلة مستمدة من إطار مرجعيتنا ‪ ،‬أو نقدم‬ ‫النصيحة – نعطي مشورة أساسها خبرتنا الشخصية ‪ ،‬أو نفسر – نحاول تبين ماهية الناس لتفسير‬ ‫دوافعهم وسلوكهم وفقا ً لدوافعنا وسلوكنا ‪.‬‬ ‫وتنبثق هذه االستجابات منا طبيعيا ً ‪.‬لكن كيف تأثر على قدرتنا على الفهم الحقيقي؟‬ ‫فإذا كنت أحاول التواصل مع ابني هل سيكون منفتحا ً معي إذا كنت أقيم كل ما يقوله قبل أن يوضح‬ ‫لي ؟‬ ‫كيف يكون شعوره عندما استجوابه ؟ إن االستجواب هو لعبة العشرين سؤال ‪ .‬يمكن ممارسة لعبة‬ ‫العشرين سؤال طوال اليوم دون أن تكشف ما هي األشياء التي تهم الشخص األخر ‪ ،‬ويعتبر‬ ‫االستجواب المستمر أحد أهم األسباب التباعد بين اآلباء واألبناء ‪.‬‬ ‫واآلن لنلقي نظرة على طبيعة التواصل المثالي بين األب واالبن المراهق ‪ .‬انظر إلى كلمات األب‬ ‫في إطار االستجابات األربع المختلفة التي ذكرناها‪.‬‬ ‫من الواضح أن األب حسن النية ومن الواضح أنه يرغب في تقديم المساعدة ‪.‬‬ ‫ولكن هل شرع في فهم ابنه ؟ لنلقي نظره ‪..‬‬ ‫الحوار‬ ‫االبن ‪ :‬يا إلهي ‪ ،‬أبي لقد نلت‬ ‫كفايتي ! إن المدرسة تصلح‬ ‫للسخفاء فقط‬ ‫األب ‪ :‬ما األمر يا بني ؟‬ ‫االبن ‪ :‬إنها غير عملية بالمرة ‪.‬‬ ‫ال استفيد منها في شيء‬ ‫األب ‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ال يمكن رؤية‬ ‫فائدتها الذهاب إلى المدرسة‬ ‫اآلن ‪ .‬لقد ساورني نفس‬ ‫الشعور وأنا في مثل سنك‬ ‫وأتذكر كيف بدا أن بعض المواد‬

‫أفكار ومشاعر االبن‬

‫األسلوب( ما يفعله االب)‬

‫أود أن أتحدث إليك لجذب‬ ‫انتباهك‬

‫_‬

‫أنت مهتم وهو أمر جيد‬ ‫أعاني من مشكلة في‬ ‫المدرسة ‪،‬ينتابني شعور‬ ‫سيء للغاية‬ ‫كال ! هاهو الفصل الثالث‬ ‫من سيرة والدي الذاتية‬ ‫‪.‬ليس هذا ما أود التحدث‬ ‫عنة ‪ .‬وال يهمني بالفعل‬ ‫معرفة األميال التي كان‬ ‫‪63‬‬

‫(االستجواب )‬ ‫_‬

‫( نصيحة )‬


‫الجزء الثاني‬

‫كانت عديمة القيمة وتضييع‬ ‫للوقت ‪ .‬ولكن فيما بعد تبين أن‬ ‫تلك المواد كانت مفيدة لي ‪ .‬فقط‬ ‫اصبر قليالً وامنح نفسك بعض‬ ‫الوقت‬ ‫االبن ‪ :‬لقد أمضيت فيها ‪1٠‬‬ ‫سنوات من عمري ‪ .‬فهل‬ ‫تستطيع أن تخبرني بماذا‬ ‫سيفيدني ‪ x‬زائد ‪ y‬عندما أصبح‬ ‫ميكانيكي سيارات ؟‬

‫النصر الشخصي‬

‫يضطر أن يقطعها عبر‬ ‫الثلج ليذهب إلى المدرسة‬ ‫بينما لم يكن لديه حذاء‬ ‫للثلج ‪.‬أود الدخول في‬ ‫صلب المشكلة‬

‫_‬

‫إنه لن يحبني إذا أصبحت‬ ‫ميكانيكي سيارات ولن‬ ‫األب ‪ :‬ميكانيكي سيارات ؟ ال بد‬ ‫يحبني لو لم أنه المدرسة ‪.‬‬ ‫انك تمزح‬ ‫ال بد أن أصيغ له مبرر لما‬ ‫أقول‬ ‫االبن ‪ :‬كال ال امزح انظر إلى‬ ‫جو ‪ ،‬لقد ترك المدرسة ويعمل‬ ‫_‬ ‫في السيارات ويجني الكثير من‬ ‫المال أليس هذا عمليا ً ؟‬ ‫األب ‪ :‬قد يبدوا األمر كذلك اآلن‬ ‫‪ ،‬ولكن بعد عدة سنوات سيتمنى‬ ‫جو لو انه بقي في المدرسة ‪ ،‬و‬ ‫يا إلهي هاهي المحاضرة‬ ‫أنت تريد أن تكون ميكانيكي‬ ‫رقم ‪ 16‬حول قيمة التعليم ‪.‬‬ ‫سيارات بالفعل بل أنت في‬ ‫حاجه إلى التعليم لتكون شيئا‬ ‫أفضل‪.‬‬ ‫إننا نلف وندور دون‬ ‫األب ‪ :‬يا بني هل حاولت بالفعل التوصل لشيء ‪ .‬لو انك‬ ‫فقط تنصت إلي‪ ،‬ألني أود‬ ‫؟‬ ‫التحدث عن موضوع مهم ‪.‬‬ ‫االبن ‪ :‬أنا في المدرسة الثانوية‬ ‫منذ عامين حتى اآلن ‪ ،‬وقد‬ ‫_‬ ‫حاولت بالفعل ‪ ،‬إنها مضيعة‬ ‫للوقت ‪.‬‬ ‫األب ‪ :‬إنها مدرسة محترمة جداً‬ ‫‪ ،‬امنحها بعض الوقت ‪.‬‬ ‫حسنا ً رائع نحن االن‬ ‫هل تدرك مدى التضحيات التي‬ ‫نتحدث عن المصداقية‬ ‫بذلتها أنا و والدتك لتنضم إلى‬ ‫ال ها هي رحلة الشعور‬ ‫هذه المدرسة ؟ ال يمكنك ترك‬ ‫بالذنب قد بدأت ‪.‬‬ ‫المدرسة بعد أن وصلت إلى هذه‬ ‫المرحلة‬ ‫‪64‬‬

‫_‬

‫( تقييم )‬

‫_‬

‫( نصيحة )‬

‫( استجواب وتقييم )‬

‫_‬

‫( نصيحة وتقييم )‬


‫الجزء الثاني‬

‫االبن ‪ :‬أبي اعلم أنك ضحيت‬ ‫من أجلي ‪ ،‬ولكن األمر ال‬ ‫يستحق ‪.‬‬ ‫األب ‪ :‬انظر ‪ ،‬ربما إذا أمضيت‬ ‫المزيد من الوقت في أداء‬ ‫فروضك المنزلية وقللت من‬ ‫وقت مشاهدتك للتليفزيون ‪...‬‬ ‫االبن ‪ :‬انظر يا أبي ‪ ،‬ال بأس ‪...‬‬ ‫ال عليك ! ال أود التحدث عن‬ ‫هذا األمر على أي حال ‪.‬‬

‫النصر الشخصي‬

‫_‬

‫أنت ال تهمني ‪.‬‬

‫ليس هذا مكمن المشكلة يا‬ ‫أبي‬

‫( نصيحة وتقييم )‬

‫_‬

‫_‬

‫واآلن هل استطعت أن ترى إلى أي مدى نكون مقيدين عندما نحاول فهم اآلخرين على أساس‬ ‫الكلمات فحسب ‪ ،‬والسيما عندما ننظر إلى الشخص من خالل نظراتنا ؟‬ ‫إنك لن تتمكن من الولوج داخل شخص آخر لترى العالم بعينة ما لم تنم بداخلك رغبة خالصة‬ ‫وسمات شخصية قوية ورصيد إيجابي في بنك المشاعر بإضافة إلى مهارات االستماع وفقا ً للتقمص‬ ‫العاطفي ‪.‬والمهارات الخاصة باإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي تنطوي على أربع مراحل ‪.‬‬ ‫األولى ‪ :‬و األقل فعالية هي محاكاة المحتوى ‪ ،‬وهي المهارة التي تدرس في اإلنصات ((النشاط))‬ ‫أو ((االنعكاس)) ‪.‬كل ما عليك فعلة هو االستماع إلى الكلمات التي تخرج من فم شخص آخر‬ ‫وتكررها ‪.‬‬ ‫( إنك بالكاد تستخدم عقلك )‪...‬‬ ‫الثانية ‪ :‬هي إعادة صياغة المحتوى ‪ ..‬وهي أكثر فعالية ‪.‬‬ ‫الثالثة ‪ :‬فهي شغل نصف مخك األيمن أي تعكس مشاعرك ‪.‬‬ ‫الرابعة ‪ :‬فأنت تمنح الهواء النفسي بسعيك الصادق من أجل فهم وإعادة صياغة المحتوى وعكس‬ ‫المشاعر ‪.‬‬ ‫الحوار‬ ‫االبن ‪ :‬يا إلهي ‪ ،‬أبي لقد نلت كفايتي ! إن‬ ‫المدرسة تصلح للسخفاء فقط‬ ‫األب ‪ :‬أنت محبط بالفعل من المدرسة ‪.‬‬ ‫االبن ‪ :‬هذا صحيح إنها غير عملية بالمرة ال‬ ‫استفيد منها في شيء‪.‬‬ ‫األب ‪ :‬أنت تشعر أن المدرسة ال تفيدك ‪.‬‬ ‫االبن ‪ :‬حسنا ً نعم فما أتعلمه لن يساعدني أعني‬ ‫انظر إلى جو لقد ترك المدرية وهو اآلن يعمل‬ ‫في السيارات ويجني ماالً أليس هذا عمليا ؟‬

‫‪65‬‬

‫أفكار ومشاعر االبن‬ ‫أود أن أتحدث إليك لجذب‬ ‫انتباهك‬ ‫هذا صحيح هذا ما اشعر به ‪.‬‬ ‫_‬ ‫دعني أفكر هل هذا ما اعنيه ؟‬ ‫_‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫األب ‪ :‬أنت تشعر أن فكرة جو جيدة ؟‬ ‫حسنا ً أعتقد أنه ناجح بطريقة ما ‪ .‬إنة يجني ماالً‬ ‫اآلن ‪ .‬ولكن وبعد سنوات قليلة ربما يشعر‬ ‫بالغضب والضيق ‪.‬‬ ‫االبن ‪ :‬أنت تشعر أن جو اتخذ قراراً خاطئا ً ؟‬ ‫األب ‪:‬البد وأن يشعر بهذا ‪ .‬أنظر ما لذي يتخلى‬ ‫عنه ‪ .‬أعني إذا لم تتعلم لن تستطيع تحقيق أي‬ ‫شيء في هذا العالم ‪.‬‬ ‫االبن ‪ :‬التعليم مهم جداً‬ ‫األب ‪ :‬نعم أعني إنه إذا لم تحصل على شهادة‬ ‫الثانوية أو لم تستطع الحصول على وظيفة أو‬ ‫االلتحاق بالجامعة ماذا ستفعل ؟ ستعود إلى‬ ‫التعليم ؟‬ ‫االبن ‪ :‬إنه كذلك ‪ ..‬أتعلم ؟ أنا قلق بالفعل ‪..‬‬ ‫أسمع ‪ ،‬أنت لن تخبر وأمي أليس كذلك ؟‬ ‫األب ‪ :‬ال تريد ان تعرف والدتك ؟‬ ‫االبن ‪ :‬حسنا ً ليس بالفعل ‪ .‬اعتقد أن بإمكانك‬ ‫إخبارها ‪ ،‬فهي ستعرف بأي حال من األحوال ‪،‬‬ ‫لقد خضت هذا االختبار اليوم ‪ ،‬اختبار القراءة ‪.‬‬ ‫وهم يقولون إنني أقرأ مثل طالب في الصف‬ ‫الرابع وأنا في الصف األول ‪.‬‬

‫حسنا ً ‪...‬‬ ‫_‬ ‫التعليم مهم فعالً ‪.‬‬

‫إنه مهم لمستقبلك‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬

‫يا له من فرق أحدث الفهم ! فلن تساوى كل نصائح العالم السديدة مقدار حفنة من الحبوب إذا لم‬ ‫تعمل على المشكلة الحقيقية ‪.‬‬ ‫إذا حاول الوالد أن يفهم أوالً يكون قد حول الفرصة إلى فرصة تحويلية ‪.‬‬ ‫وعندما نحى سيرته الذاتية جانبا ً سعى من أجل الفهم أوالً زاد إيداعه في رصيد المشاعر وساعد‬ ‫ابنه على االنفتاح تدريجيا ً والتطرق إلى المشكلة الحقيقية ‪.‬‬ ‫حتى لو أصبح الوالد مستشاراً البنة فإنه مازال في حاجة إلى أن يتسم بالحساسية تجاه التواصل مع‬ ‫ابنه وطالما كانت االستجابة منطقية يغدو بمقدور الوالد طرح أسئلة فعالة ليتمكن من تقديم المشورة‬ ‫‪.‬‬ ‫ها هو االبن أكبر انفتاح و منطقية ‪ .‬إنه يفتح سيرة والده الذاتية مرة أخرى ‪ .‬واآلن أتيحت فرصة‬ ‫أخرى للوالد من أجل التأثير والتحويل ‪.‬‬ ‫وفي بعض األحيان ال يتطلب التحويل مشورة خارجية ‪ ،‬وغالبا ً عندما تتاح الفرصة للناس لالنفتاح‬ ‫فإنهم يكشفون عن مشاكلهم وتغدو الحلول واضحة لهم خالل العملية ‪.‬‬ ‫وفي أحيان أخرى يحتاجون إلى منظور ومساعدة إضافيين والمفتاح هو السعي من أجل سعادة‬ ‫اآلخرين و اإلنصات مع التقمص العاطفي ‪ ،‬وعندما يتعرض الناس إليذاء حقيقي وتنصت إليهم‬ ‫برغبة خالصة في الفهم ‪ ،‬ستذهلك السرعة التي ينفتحون بها فهم يرغبون في االنفتاح ‪.‬‬ ‫‪66‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫وإذا سعيت سعيا ً حقيقيا ً من أجل فهم خال الرياء و المنفعة ستأتي عليك أوقات ستصدم بالمعنى‬ ‫الحرفي للكلمات الخالصة والفهم اللذين سينهمران عليك من إنسان آخر ‪.‬‬ ‫ولقد ذكرت مهارات اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي ألنها المهارة تعد جزءاً مهما ً في أي عادة ‪.‬‬ ‫ولكن دعني أكرر أن المهارات لن تكون فعالة ما لم تنبع من رغبة مخلصة في الفهم ‪ .‬فالناس‬ ‫يبغضون أي محاولة للتالعب بهم ‪ .‬وفي الواقع إن كنت تتعامل مع أناس مقربين لك فسيكون من‬ ‫المفيد إخبارهم بما تفعل‪.‬‬ ‫إن اإلنصات وفقا ً للتقمص العاطفي يستغرق وقتا ً ولكنه لن يعادل بأي حال من األحوال الوقت الذي‬ ‫تستغرقه إلزالة سوء التفاهم ‪.‬‬ ‫ويستطيع المستمع الذي يصدر أحكاما ً سديدة وفقا ً للتقمص العاطفي أن يقرأ ما يحدث في العمق‬ ‫ويظهر التقبل والفهم اللذين يجعالن اآلخرين يشعرون باألمان ومن ثم ينفتحون ويزيلون طبقة تلو‬ ‫األخرى وحتى يصلوا إلى اللب الرقيق حيث تكمن المشكلة ‪.‬‬ ‫ويرغب الناس في أن يفهمهم اآلخرون ‪ .‬ومهما استغرق االستثمار من وقت ستكون العوائد أكبر‬ ‫بكثير حينما تعمل على فهم مشاكل وقضايا الناس فهما َ دقيقا ً من منطلق رصيد بنك المشاعر الذي‬ ‫يجعل الناس يشعرون أنهم مفهومون‪.‬‬

‫الفهم والمفهوم‪:‬‬ ‫وما إن تتعلم اإلنصات لآلخرين ستكتشف الفروق الهائلة في المفهوم‬ ‫وربما تنظر إلى العالم من خالل نظارة التمحور حول الزوج‪ ،‬وأنا أراه من خالل عدسات التمحور‬ ‫حول المال واألمور االقتصادية ‪.‬‬ ‫وقد تختلف مفاهيمنا اختالفا ً بينيا ً‬ ‫واآلن على الرغم من اختالفاتنا فإننا نحاول العمل معا ً‪-‬‬ ‫كيف نتجاوز حدود مفاهيمنا الفردية ومن ثم يمكننا تحقيق تواصل أعمق ونتعاون في التعامل مع‬ ‫المشكالت ونصل إلى حلول مكسب‪/‬مكسب؟‬ ‫واإلجابة هي‪ :‬الخطوة األولى في عمليات مكسب‪/‬مكسب حتى لو لم (وال سيما عندما) يتبع الشخص‬ ‫اآلخر نفس التصور الذهني (أسمع للفهم أوالً)‪.‬‬ ‫وقد القى هذا المبدأ نجاحا ً ‪.‬‬ ‫بعد ذلك اسع من أجل أن يفهمك اآلخرون‪:‬‬ ‫في البداية اسع من أجل أن تفهم أوالً‪ ،‬من أجل أن تكون مفهوما ً بعد ذلك‪ .‬ومعرفه كيف تكون مفهوما ً‬ ‫هو الجزء الثاني من العادة الخامسة وهو أساسي من أجل التوصل إلى حلول مكسب‪/‬مكسب‪.‬‬ ‫ولقد عرفنا النضج من قبل وقلنا إنه التوازن بين الشجاعة ومراعاة شعور اآلخرين‪ .‬والسعي لفهم‬ ‫اآلخرين يستدعى مراعاة شعورهم ‪،‬بينما السعي من أجل أن تكون مفهوما ً يستدعي الشجاعة‪.‬‬ ‫ومكسب‪/‬مكسب يتطلب درجة عالية من كليهما‪ .‬لذا ففي مواقف االعتماد بالتبادل من المهم أن يفهمنا‬ ‫اآلخرون‬

‫‪67‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫كان اليونانيون القدمان يتبنون فلسفة رائعة تتجسد في ثالث مفاهيم مرتبة بشكل تتابعي هي روح‬ ‫الجماعة ثم العاطفة ثم العقل‪ -‬أي شخصيتك ثم عالقتك ثم منطقية عرضك‪ .‬وهذا يمثل تغيراً كبيراً‬ ‫في التصور الذهني‪.‬‬ ‫فعندما يشرع معظم الناس في تقديم عرض‪ ،‬فإنهم يخاطبون المنطق مباشرة ‪،‬أي فص المخ األيسر‪،‬‬ ‫عن طريق طرح أفكارهم‪ .‬فهم يحاولون إقناع الناس بصدق دون أخذ روح الجماعة والعاطفة في‬ ‫االعتبار‪ .‬ثمة شخص آخر أعرفه وهو أستاذ بالجامعة كان مستعداً لدفع الثمن‪ .‬فقد جاءني أحد األيام‬ ‫وقال لي " ستيفين " لم أستطع النجاح في الحصول على تمويل لبحثي؛ ألنه ببساطة ليس من بين‬ ‫األبحاث األساسية التي تهم القسم"‪.‬‬ ‫وبعد مناقشة مطولة ‪ ،‬اقترحت عليه أن يقدم عرضا ً فعاالً مستخدما ً روح الجامعة والعاطفة والعقل‪.‬‬ ‫" أعلم أنك مخلص وأن البحث الذي تريد إجراءه ستكون له فوائد عظيمة‪ .‬لذا حاول وصف البديل‬ ‫الذي يفضلونه بطريقة أفضل من تلك التي قد يصفونها به هم أنفسهم‪ .‬وأظهر لهم انك تفهمهم فهما ً‬ ‫جيداً ثم اشرح المنطق الذي يكمن وراء طلبك شرحا ً وافياً"‪.‬‬ ‫فقال"حسنا ً سأحاول"‪.‬‬ ‫فسألته"هل تود إجراء تجربة معي؟" و وجدته موافقا ً فبدأنا التدريب على فكرته‪.‬‬ ‫وعندما حان موعد عرضه بدأ قائالً " اآلن سأحاول أن أتبين مقدار فهمي ألهدافكم‪ ،‬وما هي‬ ‫مخاوفكم المتعلقة بهذا العرض وتزكياتي "‪.‬‬ ‫وقدم عرضه ببطء وبالتدريج‪ .‬وفي منتصف عرضه التقديمي وبينما يظهر فهمه العميق واحترامه‬ ‫لوجهة نظرهم؛ استدار أحد كبار األساتذة لزميله وأومأ برأسه ثم استدار لزميلي وقال له" لقد‬ ‫حصلت على المال الذي تريد"‪.‬‬ ‫عندما تتمكن من استعراض أفكارك استعراضا ً واضحا ً ومحدداً وحيا ً واألهم من كل هذا‪-‬في سياق‬ ‫فهمك العميق لتصورات اآلخرين الذهنية ومخاوفهم‪-‬ستزداد مصداقية أفكارك زيادة واضحة‪.‬‬ ‫والعادة الخامسة تضفي على عروضه درجة كبيرة من درجات الدقة واألمانة‪ .‬ويصبح الجميع على‬ ‫يقين أنك تستعرض األفكار التي تؤمن بها وتأخذ على اعتبارك جميع الحقائق والمفاهيم الثابتة‪،‬‬ ‫األمر الذي يعود على الجميع بالنفع‪.‬‬

‫شخص لشخص‪:‬‬ ‫تعتبر العادة الخامسة عادة قوية ألنها تقع في منتصف دائرة تأثيرك‪ .‬بينما تقع العديد من العوامل‬ ‫الخاصة بمواقف االعتماد بالتبادل ضمن دائرة همومك‪.‬‬ ‫ولكن سيضل بإمكانك دائما ً السعي من أجل الفهم أوالً‪ .‬فذاك أمر يقع في دائرة سيطرتك وبينما تقوم‬ ‫بذلك بالفعل وبعمق لآلخرين‪ .‬ومن ثم تكون لديك المعلومات الدقيقة وتدخل مباشرة إلى صلب‬ ‫الموضوع‪ ،‬وتكون رصيداً في بنك المشاعر‪ .‬وتمنح الناس الهواء النفسي الذي يريدون ومن ثم‬ ‫تعملون معا ً بفعالية‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫هذا هو أسلوب من الداخل إلى الخارج‪ .‬وبينما تتبعه راقب ما يحدث في دائرة تأثيرك‪.‬فألنك تنصت‬ ‫بالفعل تصبح شخصا ً مؤثراً‪ ،‬وبالتالي يسهل عليك التأثير في اآلخرين‪ .‬وتزيد قدرتك على التأثير‬ ‫في األشياء التي تتضمنها دائرة همومك اسع من أجل الفهم أوالً ثم من أجل أن يفهمك اآلخرون فقط‬ ‫راقب ما يحدث لك‪.‬‬ ‫فكلما تمكنت من فهم اآلخرين فهما ً عميقا ً زاد تقديرك لهم وزاد شعورك باحترامهم إن لمسك لروح‬ ‫إ نسان يشبه المشي على أرض مقدسة‪ .‬والعادة الخامسة هي عادة يمكنك ممارستها اآلن وعلى‬ ‫الفور‪ .‬ففي المرة التالية التي تتواصل فيها مع شخص ضع سيرتك الشخصية جانبا ً و اسع جاهداً‬ ‫من أجل فهمه‪.‬‬ ‫ويمكنك أن تصدر أحكاما ً سديدة وأن تكون حساسا ً وواعياً‪ .‬وإن كنت تتمتع بالبادرة يغدو بمقدورك‬ ‫صنع الفرص للقيام بعمل وقائي‪.‬‬ ‫فأنت غير مضطر أن تنتظر حتى يتعرض ابنك أو ابنتك لمشكلة في المدرسة ابدأ اآلن في قضاء‬ ‫وقت مع أوالدك شخصا ً لشخص واستمع إليهم وافهمهم‪ .‬انظر إلى المنزل والمدرسة وانظر إلى‬ ‫عيونهم والتحديات والمشاكل التي تواجههم‪ .‬وحاول تكوين رصيد في بنك المشاعر وامنحهم الهواء‬ ‫النفسي الذي يريدون‪.‬‬ ‫والوقت الذي تستثمره في فهم من هم تحتك يعود عليك بأرباح هائلة في صورة التواصل المفتوح‬ ‫‪.‬‬ ‫ومن ثم يتاح أمام المشاكل التي قد تواجه األسرة أو الزواج الوقت كي تتطور وتتفاقم ‪.‬‬ ‫فيصبح التواصل مفتوحا ً بحيث يمكن القضاء على المشاكل وهي في المهد ‪.‬‬ ‫اسع من أجل الفهم أوال‪:‬وعندما نتمكن من فهم بعضنا البعض سنفتح الباب أمام الحلول المبدعة‬ ‫والبديل الثالث‪.‬‬ ‫ولن تكون اختالفاتنا عقبة في طريق تواصلنا وتقدمنا ‪ .‬و تخطو معنا تجاه التكاتف والتعاون ‪.‬‬

‫مقترحات للتطبيق‪:‬‬ ‫‪ ‬اختر عالقة تشعر فيها أن رصيد بنك المشاعر على وشك النفاذ ‪.‬وحاول أن تفهم وتدون‬ ‫الموقف من وجهة نظر الطرف األخر ‪ .‬وأثناء تعاملك معه مرة أخرى استمع وأفهم ما‬ ‫يقول ‪ ،‬وقارن ما تسمع مع ما كتبت ‪ .‬إلى أي مدى كانت فروضك صحيحة ؟ هل تفهم‬ ‫وجهة نظر الشخص اآلخر ؟‬ ‫‪ ‬شارك فكرة التقمص العاطفي مع شخص مقرب منك ‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫العادة السادسة‪:‬‬ ‫التكاتف مع اآلخرين‬

‫مبادئ التعاون الخالق‬ ‫عندما طلب من الرئيس ويستون تشرشل قيادة الحرب من أجل بريطانيا العظمى أشار إلى أن حياته‬ ‫كلها أعدته لهذه اللحظة‪ ،‬و بالطريقة نفسها تعد للجميع العادات األخرى لعادة التكاتف أو التعاون‪.‬‬ ‫عندما يفهمنا اآلخرون جيداً يصبح التكاتف أهم األنشطة التي تمارس في الحياة‪.‬‬ ‫و لكن ما التكاتف؟ ببساطة يعني التكاتف أن الكل أعظم من مجموع األجزاء و تقصد به أن العالقة‬ ‫التي تربط بين االجزاء و بعضها هي جزء في حد ذاته‪.‬‬ ‫و التكاتف ليس جزءاً فقط بل هو محفز و أهم عامل معزز للقوة و أهم موحد و أكثر األجزاء إثارة‪.‬‬ ‫شي في الطبيعة‪ ،‬فإذا قمت بزراعة نباتين بالقرب من بعضهما البعض‪،‬‬ ‫حيث التكاتف موجود في كل ْ‬ ‫فستجد الجذور معا ً و تتحسن جودة التربة و من ثم تنمو النباتات نموا أفضل مما لو زرعت كل‬ ‫نبات بمفرده‪.‬‬ ‫و من الطبيعة نتعلم مبادئ التعاون في تعامالتنا اإلجتماعية‪ ،‬ففي حياتنا العائلية الطريقة الوحيدة‬ ‫كي يتمكن الرجل و المرأة من انجاب طفل لهذا العالم هو التعاون ‪ ،‬و جوهر التكاتف هو تقدير‬ ‫الفروق ‪ ،‬و نحن بدون شك نقدر الفروق البدنية بين الرجل و المرأة و األزواج و الزوجات‪.‬ولكن‬ ‫ماذا عن الفروق االجتماعية و العقلية والعاطفية؟ ‪.‬‬ ‫***‬

‫التكاتف المتواصل‪:‬‬ ‫الجميل في أنه حينما تنخرط في تواصل متكاتف قد ال تكون متيقنا ً من الطريقة التي تسير بها‬ ‫األمور‪ ،‬هل ستكون أفضل مما كانت عليه من قبل أم ال‪ ،‬و هذه هي الغاية التي تضعها في عقلك‬ ‫حيث تزيد من قوة الرؤى و التعلم و النمو‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫أما من ال يجربون لو قدراً بسيطا ً من التكاتف داخل حياتهم األسرية أو في تعامالتهم األخرى‪ .‬فهم‬ ‫قد تم تدريبهم و برمجتهم على التواصالت الدفاعية أو اإليمان بأن الحياة أو اآلخرين ال يمكن‬ ‫الوثوق بهم‪ ،‬و نتيجة لهذا فهم ال ينفتحون للعادة السادسة و لهذه المبادئ‪.‬‬ ‫و هذا يمثل إحدى أعظم المآسي و الخسائر بالحياة‪ ،‬ألن كثيرا من اإلمكانيات تبقى دفينة و غير‬ ‫مطورة و غير مستخدمة‪ ،‬و يعيش الناس الذين يتسمون بعدم الفعالية يوما ً بعد يوم بإمكانيات غير‬ ‫مستخدمة و هم يمارسون التكاتف على مستوى بسيط و هامشي في الحياة‪.‬‬ ‫***‬

‫التكاتف داخل الصف الدراسي‪:‬‬ ‫بصفتي معلما ً توصلت إلى اعتقاد مفاده أن العديد من الصفوف الدراسية الرائعة تتأرجح على حافة‬ ‫الفوضى‪ .‬و يختبر التكاتف مدى انفتاح المدرسين و الطلبة على مبدأ الكل أعظم من مجموعة‬ ‫أجزائه‪.‬‬ ‫ففي بعض األحيان يعجز المدرسون و الطالب عن فهم ماذا سيحدث‪ .‬ففي البداية تكون هناك بيئة‬ ‫آمنة تمكن الناس من االنفتاح الحقيقي و التعلم و اإلنصات ألفكار بعضهم البعض‪ .‬ثم تأتي مرحلة‬ ‫طرح األفكار حيث تتبع و تخضع روح التقييم لروح اإلبداع و التصور و الشبكة الفكرية‪ .‬و يعقب‬ ‫هذا حدوث ظاهرة غير عادية بالمرة‪ ،‬و هي تحول الصف بأكمله إلى هدف جديد أو فكرة جديدة أو‬ ‫توجه جديد يصعب تعريفه و بالرغم من ذلك يمثل هذا األمر أهمية كبيرة لجميع المشتركين‪.‬‬ ‫و التكاتف يشبه اتفاقا ً جماعيا ً بين مجموعة من الناس على تهميش النصوص القديمة و كتابة‬ ‫نصوص أخرى جديدة‪.‬‬ ‫و لن أنسى صفا ً دراسيا ً في الجامعة كنت أدرس فيه الفلسفة و أسلوب القيادة حيث شرع شخص‬ ‫في منتصف العروض التقديمية بالحديث عن تجاربه الشخصية المؤثرة على مستوى الرؤى و‬ ‫المشاعر و بدأ اآلخرون باإلضافة إليها و ذكر بعضهم تجاربهم و رؤاهم حتى بعض شكوكهم‬ ‫الذاتية‪.‬‬ ‫و دفعت روح الثقة و األمان العديد منهم إلى اإلنفتاح بدرجة كبيرة حيث استفادوا من تجارب‬ ‫بعضهم البعض ليصنعو نصا ً جديداً للمادة و كنت مشتركا ً معهم في هذه التجربة‪ ،‬حيث تركنا المقرر‬ ‫القديم و اشترينا كتب جديدة و حضرنا جميع الخطط المتعلقة بالعرض و وضعنا أهدافا و مشاريعا‬ ‫و مهاما جديدة‪.‬‬ ‫‪71‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫و قررنا تأليف كتاب يحتوي على ما تعلمناه و رؤانا حول الوضوع الذي درسناه مبادئ القيادة و‬ ‫تغيرت المهام و تولينا مشروعات جديدة و شكلنا فرق جديدة و كانت من أجمل التجارب بالنسبة‬ ‫إلي‪.‬‬ ‫و عندما أعيد التفكير في العديد من االستشارات و الخبرات التعليمية الماضية ‪ ،‬يمكنني القول بأن‬ ‫التجارب عادة ما تؤصل مفهوم التكاتف‪ .‬فعادة ما كانت هناك لحظة مبكرة تطلبت قدراً معقوالً من‬ ‫الشجاعة – البد أن تتحلى بالمصداقية – في مواجهة بعض الحقائق الداخلية الخاصة باألفراد أو‬ ‫األسر أو المؤسسات‪ ،‬و التي كانت تحتاج إلى اإلفصاح عنها و لكنها تطلبت أيضا ً مزيجا ً من‬ ‫الشجاعة و الحب لقولها ثم يصبح اآلخرون أكثر صدقا ً و انفتاحا ً و أمانة و تبدأ عملية التواصل‬ ‫المتكاتف‪ ،‬و عادة تصبح أكثر و أكثر إبداعا ً و تنتهي برؤى و خطط لم تخطر على بال أحد من‬ ‫قبل‪.‬‬ ‫***‬

‫التكاتف في العمل‪:‬‬ ‫لقد استمتعت أيما استمتاع بتجربة تكاتف بعينها عندما عملت مع زمالء لي لنضع رسالة حياة‬ ‫شركتنا‪.‬‬ ‫تحدثنا عن البدائل المختلفة و اإلحتماالت و الفرص التي أمامنا ‪ ،‬و من يتحلون بالتقمص العاطفي‬ ‫الحقيقي و كذلك الشجاعة ‪ ،‬و انتقلنا من االحترام و الفهم المتبادل إلى التواصل المتكاتف الخالق‪.‬‬ ‫و تقول رسالة الشركة‪:‬‬ ‫إن رسالتنا هي مساعدة الناس و المؤسسات على رفع قدرتهم على األداء لكي يحققوا أهدافا ً قيمة‬ ‫من خالل التفاهم والعيش وفقا ً لمبدأ القيادة‪.‬‬ ‫و قد حفرت عليه التكاتف والتي أدت إلى وضع رسالتنا الشخصية في الحياة داخل قلوب و عقول‬ ‫جميع العاملين‪ ،‬و قد كانت بمثابة إطار مرجعي لما نحن عليه و ما لسنا عليه‪.‬‬ ‫و قد خضت أيضا ً تجربة أخرى تنطوي على قدر كبير من التكاتف عندما قبلت دعوة للعمل كمحفز‬ ‫نقاش في اإلجتماع التخطيطي السنوي لشركة كبرى من شركات التأمين‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫و قد أخبروني بأن النموذج التقليدي لالجتماع هو تعريف أربع أو خمس مشكالت أساسية من خالل‬ ‫استبيانات و مقابالت و قيام المديرين بتقديم العروض البديلة و كانت االجتماعات السابقة عادة ما‬ ‫يسودها تبادل وجهات النظر بإحترام‪ ،‬لكن غالبا ً ما يتدهور الوضع إلى معارك األنا الدفاعية القائمة‬ ‫على مبدأ المكسب \ الخسارة و عادة ما يكون الحاضرون متوقعون لذلك فيتسمون بالملل و اإلفتقار‬ ‫إلى اإلبداع‪.‬‬ ‫و عندما تحدثت مع أعضاء اللجنة حول قوة التكاتف‪ ،‬اقترحت عليهم بإعداد اوراق بيضاء ال‬ ‫تتضمن أسماء ليكتبوا على كل واحدة منها المشكالت التي لها األولوية ثم طلبت منهم جميعا ً أن‬ ‫يدرسوا هذه األوراق دراسة متأنية قبل اإلجتماع لكي يفهموا هذه المشكالت و يتبادلوا وجهات‬ ‫النظر‪ .‬و كان من المفترض بالنسبة لهم أن يحضروا اإلجتماع لالستماع ال لتقديم عرض لإلبداع‬ ‫و التكاتف ال للدفاع و الحماية‪.‬‬ ‫و أمضينا نصف اليوم األول من اإلجتماع لتدريس مبادئ و ممارسة مهارات العادات الرابعة و‬ ‫الخامسة و السادسة و أمضينا بقية الوقت في التكاتف و اإلبداع‪.‬‬ ‫و ما إن يجرب الناس التكاتف الحقيقي ال يعودون لسابق عهدهم ابداً فهم يدركون إمكانية وجود‬ ‫مغامرات مستقبلية أخرى توسع مدارك عقولهم‪.‬‬ ‫***‬

‫التكاتف و التواصل‪:‬‬ ‫إن التكاتف أمر مثير و اإلبداع أيضا ً مثير فالنتائج التي تتمخض عن اإلنفتاح و التواصل مذهلة‬ ‫حقاً‪ .‬و تتحول إحتماالت المكسب الحقيقي و التحسن الرائع إلى واقع يستحق المخاطرة‪.‬‬ ‫في أعقاب الحرب العالمية الثانية عينت الواليات المتحدة األمريكية ديفيد ليلينثال رئيسا ً للجنة الطاقة‬ ‫الذرية و جمع ليلنثال مجموعة من األشخاص المؤثرين جداً و المشاهير في مجاالتهم لهم أطرهم‬ ‫المرجعية الخاصة‪.‬‬ ‫كانت جداول أعمال هذه المجموعة تتكون من افراد ينتمون إلى مجاالت مختلفة و كانوا يتوقون‬ ‫إلى االنتهاء منه بفارغ الصبر‪ .‬باإلضافة إلى ذلك فقد كانت الصحافة تمارس عليهم ضغطا ً كبيراً‪.‬‬ ‫إال أن ليلنثال أمضى عدة أسابيع في تكوين حساب كبير في بنك األحاسيس و أاخذ يعرف أفراد‬ ‫المجموعة على بعضهم البعض‪ .‬إهتماماتهم و آماالهم و أهدافهم و مخاوفهم و الخلفيات التي أتو‬ ‫منها و أطر مرجعياتهم و منظوراتهم الفكرية و كان يحاول بتيسير عملية التفاعل اإلنساني ليربط‬ ‫‪73‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫بينهم برباط قوي و كم تعرض النتقاد الذع إلستغراقه كل هذا الوقت للقيام باألمر ألن ما كان يقوم‬ ‫به لم يبد "فعاالً"‪.‬‬ ‫و لكن كانت المحصلة النهائية مجموعة مترابطة و منفتحة على بعضها البعض و مبدعة و متكاتفة‪.‬‬ ‫و كانت روح اإلحترام المتبادل التي تحلي بها أعضاء هذه اللجنة تجعلهم في حالة اإلختالف بدالً‬ ‫من المعارضة و الهجوم يحاولون بذل جهد حقيقي من أجل التفاهم المتبادل و كان التوجه السائد‬ ‫هو" إذا اختلف معي شخص مثلك يتمتع بالذكاء و الكفاءة و االلتزام‪ ،‬فهذا يعني أنني ال افهم نقطة‬ ‫اإلختالف و البد أن أفهمها فأنت لديك منظور و إطار مرجعي البد أن أفهمه" و من ثم نما نوع من‬ ‫التفاعل المتفتح و تولدت ثقافة استثنائية‪ .‬و في بعض المواقف قد ال يمكن تحقيق مبدأ التكاتف و‬ ‫تتاح الفرصة لمبدأ ال اتفاق و لكن حتى في ظل هذه الظروف عادة ما ينتج عن روح المحاولة‬ ‫المخلصة التوصل إلى تسويات أكثر فعالية‪.‬‬ ‫***‬

‫السعي وراء البديل الثالث‪:‬‬ ‫لكي تتمكن من تكوين فكرة أفضل عن كيفية تأثير مستوى التفاعل على فعالية اإلعتماد على التبادل‬ ‫بيننا‪ ،‬تصور السيناريو التالي‪:‬‬ ‫هذا وقت عطلة و أراد الزوج إصطحاب أسرته إلى نزهة على البحيرة ليقيموا معسكراً و يستمتعوا‬ ‫بالصيد و كان هذا األمر مهما ً للغاية بالنسبة له‪ ،‬فقد كان يخطط له طيلة العام‪ .‬و قد قام بحجز كوخ‬ ‫على البحيرة و رتب الستئجار قارب و كان أبناؤه يشعرون بإثارة حقيقية تجاه هذه الرحلة‪.‬‬ ‫و مع ذلك فقد أرادت زوجته إستغالل وقت العطلة في زيارة والدتها المريضة‪ .‬فهي غالبا ً ال تتاح‬ ‫لها الفرصة لزيارتها‪ .‬و هي ترى هذه الزيارة مهمة بالنسبة لها‪.‬‬ ‫و اختلفا على ذلك قالزوج يرى أن تجمع أفراد األسرة معا ً و توفير تجربة رائعة ألطفاله ذو أهمية‬ ‫كبرى و أنه بإمكان أخت زوجته األعتناء بأمها فهي تسكن قريبة منها‪.‬‬ ‫بينما زوجته بحاجة إلى البقاء بجوار أمها فهي ال تعرف كم تبقى لها على الدنيا و احتد النقاش‬ ‫بينهما و قررا االفتراق هو سيذهب مع أطفاله إلى البحيرة و هي ستذهب إلى والدتها و بال شك‬ ‫سيكون أسبوعا ً سيئا ً للجميع‪.‬‬ ‫إن كال من الزوجين يرى الموقف من منظور مختلف‪ .‬و هذا اإلختالف يفصلهما مسببا ً انقساما ً في‬ ‫العالقة ألنهما يفكران وفقا ً لمبدأ المكسب \ الخسارة فلو فكرا في بديل ثالث كحل يؤدي إلى منفعة‬ ‫‪74‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫متبادلة بأن يجمع بين الرغبتين ألدرك الزوجان أنهما يحبان بعضهما و أن عالقتهما جزء من‬ ‫تكاتفهما‪.‬‬ ‫مثالً أن يقترح الزوج باختيار موقع للمعسكر و الصيد يكون قريبا من والدتها‪ .‬ربما لن تكون بنفس‬ ‫الجمال ولكن مازال بإمكانهم قضاء العطلة خارج المنزل و الوفاء باالحتياجات األخرى و يمكنهم‬ ‫أيضا ً التخطيط لبعض األنشطة الترفيهية بحيث يستمتع األوالد مع ابناء اخوالهم و خاالتهم‪ .‬و بدالً‬ ‫من إجراء صفقة يصبح األمر بمثابة تحول‪ ،‬و ينال كل واحد منهما ما أراد و يدعما عالقتهما من‬ ‫خالل هذه العملية‪.‬‬ ‫***‬

‫التكاتف السلبي‪:‬‬ ‫يعد البحث عن بديل ثالث تحوالً في المنظور الفكري مختلفا ً تماما ً عن اإلنقسام سواء العقلي أو‬ ‫غيره و لكن انظر إلى النتائج المختلفة‪.‬‬ ‫إلى أي مدى تنتشر الطاقة السلبية بين الناس عندما يحاولون حل المشكلة أو اتخاذ القرارات على‬ ‫أساس واقع اإلعتماد بالتبادل؟ كم من الوقت ينفد في سرد عيوب اآلخرين و المنافسات السياسية و‬ ‫الصراعات بين الناس و حماية ظهورنا و التخطيط لعظائم األمور و التخمينات ؟‬ ‫و المشكلة هي أن الناس الذين يتميزون باإلعتماد على اآلخرين يحاولون النجاح على أساس واقع‬ ‫اإلعتماد بالتبادل‪ .‬و هم إما يعتمدون على استعارة القوه من موقعهم و يسعون من أجل‬ ‫المكسب\الخسارة‪ ،‬أو أنهم يعتمدون على شعبيتهم بين اآلخرين و يسعون من أجل الخسارة\المكسب‪.‬‬ ‫و يفكر الناس الذين ال يشعرون باألمان بضرورة تطويع الواقع وفقا ً لمنظوراتهم الفكرية‪ .‬فهم في‬ ‫حاجة ماسة إلى استنساخ اآلخرين و قولبتها وفقا ً السلوب تفكيرهم‪ .‬و هم بذلك ال يدركون أن قوة‬ ‫العالقة هي األخد بوجهة نظر الطرف اآلخر فالتماثل ليس وحده‪ ،‬و الوحدة هي التتمة و التكملة و‬ ‫ليست التماثل‪.‬‬ ‫و انا أؤمن بأن مفتاح التكاتف مع اآلخرين هو التكاتف الداخلي‪ ،‬أي أن نتكاتف مع أنفسنا و يكمن‬ ‫قلب التكاتف الداخلي في المبادئ المتضمنة في العادات الثالث األولى‪ ،‬و التي تمنح األمن الداخلي‬ ‫الالزم من أجل التعامل مع مخاطر االنفتاح و الضعف‪ .‬و عندما نؤمن من داخلنا بهذه المبادئ ننمي‬ ‫عقلية الوفرة الخاصة بمبدأ المكسب ‪ /‬المكسب؛ التفكير بالمنفعة للجميع و صحة العادة الخامسة‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫و إحدى أكثر النتائج العملية الخاصة بالتمحور حول المبادئ هو أنه يجعلنا وحدة‪ .‬و سيكتشف الناس‬ ‫الذين يستخدمون المنطق و التفكير اللفظي الذي يعتمد على نصف الدماغ االيسر مدى قصور هذا‬ ‫التفكير عند استخدامه لحل المشكالت التي تتطلب الكثير من اإلبداع‪ .‬و من ثم يعملون على وضع‬ ‫نص جديد داخل نصف الدماغ األيمن و هذا ال يعني أن نصف الدماغ االيمن لم يكن موجوداً‪.‬‬ ‫و عندما يستغل االنسان قدرات كل من نصف الدماغ األيمن‪ .‬الذي يعتمد على المشاعر و اإلبداع‬ ‫و التصور‪ ،‬و نصف الدماغ األيسر الذي يعتمد على التحليل و المنطق و االستخدام اللفظي فهذا‬ ‫يعني انه استغل طاقة المخ بالكامل‪ .‬و هذه األداة هي أفضل ما يناسب الحياة الواقعية ألن الحياة ال‬ ‫تقوم على أساس المنطق فقط بل تحتاج إلى المشاعر ايضاً‪.‬‬

‫تقدير قيمة الفروق‪:‬‬ ‫يعتبر تقدير قيمة االختالفات هو جوهر التكاتف مع اآلخرين ‪ -‬أي الفروق الذهنية و العاطفية و‬ ‫النفسية بين الناس‪ .‬و مفتاح تقدير تلك الفروق هو إدراك أن الناس يرون العالم كما يشاءون ال على‬ ‫حقيقته‪.‬‬ ‫فإذا اعتقدت أنني أرى العالم على حقيقته‪ ،‬فما الذي ‪ -‬سيدفعني إلى تقدير الفروق؟ و لماذا أهتم ألمر‬ ‫شخص " خارج عن المسار"؟ و حينها سيكون منظوري الفكري أنني موضوعي ألنني أرى العالم‬ ‫على حقيقته‪ .‬و بينما يدفن اآلخرون أنفسهم تحت أكوام التفاصيل الدقيقة أرى أنا الصورة األكبر‪،‬‬ ‫و لهذا يطلقون علي المالحظ ‪ -‬ألن لدي قدرة أعلى على المالحظة‪.‬‬ ‫و إذا كان هذا هو منظوري الفكري فلن أستطيع أن أكون معتمداً بالتبادل فعاالً‪ ،‬و لن أستطيع أيضا ً‬ ‫أن أكون شخصا ً مستقالً فعاالً‪ .‬و سأظل دائما ً محبوسا ً في المنظورات الفكرية المتعلقة بظروفي‪.‬‬ ‫أما الشخص الفعال حقا ً فهو الذي يتمتع بالتواضع و اإلحترام ليدرك حدوده الواضحة و يقدر الموارد‬ ‫الغنية المتاحة من خالل التفاعل مع القلوب و العقول البشرية األخرى‪ .‬و هذا الشخص يقدر الفروق؛‬ ‫ألن تلك الفروق تضيف إلى معرفته و فهمه للواقع‪ .‬و عندما ننظر إلى العالم من خالل عدسة‬ ‫تجاربنا الشخصية فحسب نعاني على الفور نقصا ً حاداً في المعلومات‪.‬‬ ‫هل من المنطقي أن يختلف شخصان و يكون كالهما على صواب؟ هذا ليس منطقيا ً ‪ ،‬إنه امر نفسي‬ ‫و هو شديد الواقعية ألن لكل واحد منهما تفسيراً مختلفاً‪.‬‬ ‫و إذا لم نقدر الفروق بين إدراكاتنا و إذا لم نقدر بعضنا البعض و نعطي مساحة الحتمال أن يكون‬ ‫كالنا صائبا ً و أن الحياة ليست مليئة دوما ً باإلنقسامات و أن هناك البديل الثالث لن نتمكن من تجاوز‬ ‫حدود ما اعتدناه‪.‬‬

‫‪76‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫تحديد مجال القوى‪:‬‬ ‫في مواقف االعتماد بالتبادل يكون للتكاتف تأثير كبير فيما يتعلق بالتعامل مع القوى السلبية التي‬ ‫تقف عثرة في سبيل النمو و التغيير‪.‬‬ ‫و قد قام أخصائي علم االجتماع كيرت لوين بوضع نموذج " تحليل مجال القوى"‪ ،‬الذي وصف‬ ‫من خالله أي واحد من مستويات األداء الحالي أو التوازن بين القوى الدافعة التي تشجع الصعود‬ ‫إلى أعلى‪ ،‬و القوة المقيدة التي ال تشجع هذا الصعود‪.‬‬ ‫و عموما ً تتسم القوة الدافعة بأنها ايجابية و معقولة و واعية و اقتصادية‪ .‬و إلى جوارها تجد القوى‬ ‫المقيدة‪ ،‬و هي غالبا ً سلبية و عاطفية و غير منطقية و غير واعية و اجتماعية‪/‬نفسية‪ .‬و كلتا القوتين‬ ‫واقعية والبد من أخذها في االعتبار عند التعامل مع التغير‪.‬‬ ‫فبالنسبة لألسرة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يوجد "مناخ" معين يسود منزلك ‪ -‬مستوى معين من التفاعل‬ ‫اإليجابي أو السلبي ‪ -‬من الشعور باألمان أو عدمه عند التعبير عن المشاعر أو التحدث حول‬ ‫الهموم‪ ،‬و من التواصل المحترم بين أفراد العائلة أو انعدامه‪.‬‬ ‫و ربما تكون لديك رغبة صادقة في تغيير هذا المستوى‪ .‬و ربما ترغب في خلق مناخ أكثر إيجابية‬ ‫و أكثر احتراما ً و أكثر انفتاحا ً و ثقة‪ .‬و أسبابك المنطقية للقيام بهذا هي القوى الدافعة التي تعمل‬ ‫على رفع المستوى‪.‬‬ ‫بيد أن زيادة هذه القوى الدافعة ليست كافية؛ فجهودك تقابل بالقوى المقيدة ‪ -‬بروح المنافسة بين‬ ‫األطفال في األسرة ‪ ،‬و بالسيناريوهات المختلفة للحياة بالمنزل التي جلبتها أنت و زوجتك إلى‬ ‫العالقة‪ ،‬و بالعادات التي نمت و تطورت داخل األسرة‪ ،‬و بالعمل و المتطلبات األخرى التي تتطلب‬ ‫منك وقتا ً و طاقة‪.‬‬ ‫و لكن عندما تستخدم التكاتف مع اآلخرين فإنك تستخدم دافع العادة الرابعة و مهارة العادة الخامسة‬ ‫و تتفاعل العادة السادسة للعمل مباشرة على القوى المقيدة‪ .‬و تخلق مناخا ً يشعر فيه الجميع باألمان‬ ‫للتحدث عن هذه القوى‪ .‬و من ثم‪ ،‬تذيب الثلج من فوقها و تحررها و تضع رؤى جديدة تحولها من‬ ‫قوى مقيدة إلى قوة دافعة‪ ،‬و تقوم بإشراك الجميع في حل المشكالت بل و غمسهم فيها‪ ،‬و من ثم‬ ‫يغوصون بداخلها و يشعرون بها و يصبحون جزءاً مهما ً من الحل‪.‬‬ ‫و لقد شاركت في العديد من المفاوضات التي أجريت بين أناس كانوا غاضبين من بعضهم البعض‬ ‫حتى إنهم وكلوا محامين للدفاع عنهم و كل ما أدى إليه ذلك هو زيادة المشكلة ألن التواصل بينهم‬ ‫تدهور منذ أن وصل إلى طريقه المحاكم‪.‬‬ ‫و عند هذا الحد أسأل " هل أنتم مهتمون بالتوصل إلى حل يؤدي إلى تحقيق منفعة للجميع ( مبدأ‬ ‫المكسب‪/‬المكسب) و الذي يرضى عنه كال الطرفين؟"‬ ‫‪77‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫و عادة ما يكون الجواب باإليجاب‪ ،‬و لكن معظم الناس كانوا يعتقدون باستحالة القيام بذلك‪.‬‬ ‫و في أحد برامجنا التطويرية نقل لنا أحد التنفيذين موقفاً‪ ،‬حيث رفع أحد العمالء القدامى قضية على‬ ‫المصنع نتيجة لضعف األداء‪ .‬و قد شعر كال الطرفين بأن الحق في صفه و أن اآلخر ال يتمتع‬ ‫باألخالق و ليس موضع ثقة‪.‬‬ ‫و عندما بدآ ممارسة العادة الخامسة اتضح أمران‪ :‬األول‪ ،‬مشكالت في التواصل المبكر تسببت في‬ ‫سوء تفاهم تعاظم الحقا ً نتيجة لالتهامات المتبادلة‪ .‬و الثاني‪ ،‬أن الطرفين في البداية كانا حسني‬ ‫النية‪ ،‬و لم يرغبا في خوض صراع المحاكم الذي يستنزف أموالهم‪ ،‬و لكنهما لم يجدا حالً آخر‪.‬‬ ‫عندما أصبح هذان األمران واضحين سادت روح العادات الرابعة و الخامسة و السادسة و تم حل‬ ‫المشكلة بسرعة‪ ،‬و استمرت العالقة بينهما مزدهرة‪.‬‬ ‫و أنا ال أقترح أال يلجأ الناس إلى القضاء؛ فبعض المواقف تحتم اللجوء اليه‪ ،‬و لكنني أرى أن‬ ‫القضاء هو الملجأ األخير و ليس األول‪ .‬فإن تم استخدامه في وقت مبكر للغاية ‪ -‬حتى و لو بشكل‬ ‫وقائي ‪ -‬ففي بعض األحيان يخلق الخوف و المنظور الفكري القانوني عمليات فكرية و سلوكية ال‬ ‫تتسم بالتكاتف‪.‬‬ ‫***‬

‫الطبيعة كلها متكاتفة ‪:‬‬ ‫علم البيئة هي كلمة تصف في األساس تكاتف الطبيعة ‪ -‬كل شيء له عالقة باآلخر‪ .‬و في هذه‬ ‫العالقة تتعاظم القوى اإلبداعية تماما ً كما تكمن القوة الحقيقية للعادات السبع في عالقتهم ببعضهم‬ ‫البعض و ليس في العادات في حد ذاتها‪.‬‬ ‫يؤتي التكاتف مع اآلخرين بثماره؛ حيث إنه مبدأ صحيح‪ ،‬و هو اإلنجاز المتوج فوق رؤوس جميع‬ ‫العادات السابقة‪ .‬و هو الفعالية التي تسود واقع االعتماد بالتبادل ‪ -‬إنه روح فريق العمل و بناء‬ ‫الفريق و تنمية الوحدة و اإلبداع مع اآلخرين‪.‬‬ ‫و على الرغم من أنك ال تستطيع التحكم في المنظورات الفكرية لآلخرين في التفاعل القائم على‬ ‫االعتماد بالتبادل أو عملية التكاتف نفسها فإن دائرة تأثيرك تحتوي على قدر كبير من التكاتف‪.‬‬ ‫و تكاتفك الداخلي يقع بالكامل داخل دائرة تأثيرك‪ ،‬و يمكنك احترام جانبي طبيعتك‪ -‬الجانب التحليلي‬ ‫و الجانب اإلبداعي‪ ،‬و بوسعك تقدير الفرق بينهما و استخدام هذا الفارق لتحفيز اإلبداع‪.‬‬ ‫و بمقدورك أن تكون اكثر تكاتفا ً من داخلك حتى في خضم التغيرات البيئية‪ .‬و أنت غير مضطر‬ ‫لقبول اإلهانة‪ ،‬لكن يمكنك تنحية الطاقة السلبية جانباً‪ ،‬و البحث عما هو جيد لدى اآلخرين و االستفادة‬ ‫منه بغض النظر عن اختالفه‪ ،‬و من ثم تستطيع تطوير وجهة نظرك و توسيع مداركك‪.‬‬ ‫‪78‬‬


‫النصر الشخصي‬

‫الجزء الثاني‬

‫فإذا عملت على أساس فلسفة المكسب ‪ /‬المكسب و سعيت حقا ً من أجل الفهم فستجد حالً دائما ً و‬ ‫سيكون أفضل مما يعتقده المعنيون باألمر‪.‬‬ ‫***‬

‫‪79‬‬


‫الجزء الثالث‬ ‫التجديد‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫العادة السابعة‬ ‫اشحذ المنشار‬ ‫مبادئ التجديد الذاتي المتوازن‬ ‫لنفترض أنك في الغابة و مررت بشخص يعمل بكد من أجل قطع شجرة‪.‬‬ ‫فتسأله‪" :‬ماذا تفعل؟"‬ ‫فيرد عليك في نفاذ صبر‪ " :‬أال ترى؟ إنني أحاول قطع شجرة"‪.‬‬ ‫فصحت متعجباً‪":‬و لكنك تبدو منهكاً‪ .‬منذ متى و أنت تعمل؟"‪.‬‬ ‫فيجيب‪":‬منذ أكثر من خمس ساعات‪ .‬و قد تعبت للغاية‪ .‬فهذا عمل شاق"‪.‬‬ ‫فاستفسر قائالً‪":‬حسناً‪،‬لماذا ال تأخذ استراحة لمدة خمس دقائق و تشحذ المنشار؟ أنا على يقين أنك‬ ‫لو شحذته ستنجز العمل بشكل أسرع"‪.‬‬ ‫فيقول الرجل مؤكداً‪":‬ليس لدي وقت لشحذ المنشار؛ فأنا منشغل بالقطع!"‪.‬‬ ‫العادة السابعة هي تخصيص وقت لشحذ المنشار‪ ،‬و هي تحيط العادات األخرى المتضمنة في‬ ‫المنظور الفكري للعادات السبع؛ ألنها العادة التي تجعل تحقيق العادات األخرى ممكناً‪.‬‬

‫األبعاد األربعة للتجديد‬ ‫إن العادة السابعة هي بمثابة القدرة الشخصية على اإلنتاج (ق إ)‪ .‬و هي تحافظ على أعظم األصول‬ ‫التي تمتلكها و تعززه ‪ -‬أال هو أنت‪ .‬و هي تجدد األبعاد األربعة لطبيعتك ‪ -‬البعد البدني و الروحي‬ ‫و العقلي و االجتماعي ‪ /‬العاطفي‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫البدني‬ ‫التدريب والتغذية‬ ‫والتحكم في الضغوط‬

‫االجتماعي ‪ /‬العاطفي‬

‫العقلي‬

‫الخدمات والتقمص العاطفي‬

‫القراءة و التصور‬

‫والتكاتف واألمن الداخلي‬

‫والتخطيط والكتابة‬

‫الروحي‬ ‫تقدير اإليضاح واإللتزام ‪،‬‬ ‫والدراسة والتأمل‬ ‫و على الرغم من اختالف الكلمات المستخدمة إال أن معظم فلسفات الحياة تدور في فلك هذه األبعاد‬ ‫األربعة سواء صراحة أو ضمنياً‪ .‬و يوضح الفيلسوف هيرب شيبرد أن الحياة السليمة المتوازنة‬ ‫تدور حول أربع قيم‪ :‬المنظور (روحي)‪ ،‬و االستقاللية أو الحكم الذاتي ( عقلي)‪ ،‬و الترابط‬ ‫(اجتماعي)‪ ،‬و نبرة الصوت ( بدني)‪.‬‬ ‫و يقصد بمبدأ "شحذ المنشار " التعبير عن الدوافع األربعة و يقصد به أيضا ً ممارسة كل األبعاد‬ ‫األربعة الخاصة بطبيعتنا ممارسة منتظمة و مستمرة بأساليب حكيمة و متوازنة‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫و من أجل القيام بهذا البد أن نكون مبادرين‪ .‬و يعتبر تخصيص وقت من أجل شحذ المنشار نشاطا ً‬ ‫اساسياً‪ ،‬و هذا هو أحد أهم االستثمارات التي يمكننا القيام بها في الحياة ‪ -‬االستثمار في أنفسنا‪ ،‬في‬ ‫األداة الوحيدة التي نملكها و نتعامل بها مع الحياة و نقدم إسهاماتنا من خاللها‪ .‬فنحن األدوات التي‬ ‫نستخدمها في أدائنا‪ ،‬و لكي نحقق المزيد من الفعالية علينا أن ندرك أهمية استغراق بعض الوقت‬ ‫بانتظام من أجل شحذ المنشار في جميع االتجاهات األربعة‪.‬‬

‫البعد البدني‪:‬‬ ‫هو االهتمام الفعال بجسدنا المادي وتعتبر ممارسة الرياضة لحوالي ثالثة او ست ساعات في‬ ‫االسبوع او ثالثين دقيقه في اليوم ليس بالقدر الكبير مقارنة بالفوائد الجمة التي تؤثر على بقية ال‬ ‫‪ 165‬ساعة باألسبوع‪.‬‬ ‫وافضل برنامج تدريبي هو الذي يمكنك ممارسته بالمنزل وذلك الذي يبني ثالثة جوانب في جسمك‪:‬‬ ‫قوة التحمل‪ ،‬المرونة‪ ،‬والقوة‪ .‬وتأتي قوة التحمل من ممارسة تمرينات األيروبيكس ومن كفاءة جهاز‬ ‫القلب واالوعية الدموية‪ ،‬حيث يمكن أن تحصل عضلة القلب على التدريب من خالل مجموعة من‬ ‫العضالت وخاصة عضالت الساقين‪ ،‬بالجري السريع والسباحة‪.‬‬ ‫وتأتي المرونة من تمارين االستطالة‪ ،‬وينصح معظم الخبراء بأداء تمارين االحماء قبل تدريبات‬ ‫األيروبيكس وتمارين تبريد الجسم ‪ /‬االستطالة عقبها‪ .‬وترجع فائدة هذه التمارين الى انها تساعد‬ ‫في ارخاء العضالت وتسخينها للتدريبات اشاقة‪.‬‬ ‫اما القوة فأساسها تدريبات المقاومة الخاصة بالعضالت‪ ،‬تمارين الضغط وتمارين عضالت البطن‬ ‫و كذلك حمل االثقال‪ .‬اذا كان عملك مكتبيا في االساس ونجاحك في الحياة ال يتطلب الكثير من القوة‬ ‫‪ ،‬فقليل من تمارين التقوية مع األيروبيكس وتمارين االستطالة ستجدي نفعا‬ ‫‪.‬‬ ‫إن جوهر تجديد البعد البدني هو شحذ المنشار لتدريب أجسامنا بانتظام بطريقة تحافظ على قدرتنا‬ ‫على العمل وتعززها بحيث يكون فيها متعة‪ ،‬وال بد أن يتسم وضعنا لبرنامج التجريب بالحكمة ‪،‬‬ ‫فيمي ل البعض الى المبالغة في التدريبات اذا كانوا من النوع الذي ال يمارس الرياضة قط‪ ،‬وهو ما‬ ‫قد يسبب أالما و أضرارا غير ضرورية ‪.‬‬ ‫اذا لم تكن تمارس الرياضة بال شك سيحتاج جسمك على هذا التغيير ألنه ينتزع منه الراحة ‪،‬‬ ‫وفي البداية لن تحب هذا وربما تبغضه ولكن كن مبادرا‪ ،‬إلتزم بأداء التمرينات في جميع الظروف‬ ‫حتى إذا أمطرت صباح اليوم الذي خططت فيه للتدريب‪.‬‬ ‫وهنا أنت ال تتعامل مع الحلول السريعة وهذا الذي سيعطيك نتائج فعالة‪ .‬و ربما تكون أعظم فائدة‬ ‫عليك من ممارسة الرياضة هي تدريب عضالت العادة االولى الخاصة بالمبادرة‪ .‬فبينما تعمل على‬ ‫أساس قيمة التدريبات الرياضية بدال من االكتفاء برد الفعل تجاه القوة التي تعوق ممارستك للرياضة‬ ‫ستكتشف تأثر تصورك الذهني وتقديرك الذاتي وثقتك في نفسك وتكاملك تأثرا كبيرا‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫البعد الروحي‪:‬‬ ‫يمدك تجديد البعد الروحي بالقدرة على قيادة حياتك‪ ،‬وهو ذو صلة وثيقة بالعادة الثانية‪ .‬ويعد‬ ‫جوهرك ومركزك والتزامك بنظام قيمك‪ .‬وهو منطقة خاصة جدا من حياتك‪ ،‬وهو المنبع الذي تأتي‬ ‫منه مصادر إلهامك ‪ ،‬ويربطك بالحقائق المطلقة لكل البشرية‪ ،‬وهو أمر يختلف الناس في تحقيقه‬ ‫اختالفا بينا‪ .‬فأنا أجد أن التجدد في تأمالتي اليومية في بعض النصوص الدينية التي تعد نظاما قيما‪.‬‬ ‫و بينما اقرأ و اتأمل أشعر بالتجدد والقوة والتمحور واإللتزام بالخدمة‪.‬‬

‫و ذات مرة سأل شخص المعلم ِزن من الشرق االقصى والذي كان يتمتع بقدر هائل من الهدوء‬ ‫والسالم بغض النظر عن مقدار الضغوط التي كان يتعرض لها‪ .‬كيف تحافظ على الهدوء والسالم‬ ‫؟ فأجاب " إنني ال اغادر المكان الذي اتأمل فيه أبدا"‪ .‬وكانت عادته ان يتأمل في الصباح الباكر و‬ ‫لبقية اليوم كان يحمل داخل قلبه وعقله السالم الذي مأله خالل تلك اللحظات‪ .‬ولهذا السبب أؤمن‬ ‫برسالة الحياة الشخصية و أهميتها ‪ ،‬فإذا تمكنا من فهم مركزنا وهدفنا سنتمكن من مراجعته وتجديد‬ ‫اإللتزام به‪.‬‬ ‫ويعلمنا القائد الديني ديفيد اوماكاي ‪ " :‬ان أعظم معارك الحياة هي الصراع اليومي داخل الغرف‬ ‫الصامتة للروح"‪ .‬وإذا ربحت المعارك هناك‪ ،‬واذا سويت قضايا الصراع الداخلي ستشعر بالسالم‬ ‫وستجد نفسك‪ ،‬و ستجد أن النصر العام يأتي من التفكير بشكل تعاوني‪ ،‬وتعزيز مصالح الناس‬ ‫والشعور بالسعادة لنجاحاتهم يتدفق تدفقا طبيعيا‪.‬‬

‫البعد العقلي‪:‬‬ ‫ال توجد طريقة لتثقيف عقلك وتوسيع مداركك بانتظام أفضل من عادة قراءة الكتب القيمة‪ ،‬ويمكنك‬ ‫من خالل القراءة الغوص داخل أفضل العقول الموجودة اآلن أو التي وجدت في العالم من قبل‪.‬‬ ‫وأقترح عليكم البدء بهدف قراءة كتاب كل شهر ثم كتاب كل أسبوعين ثم كتاب كل أسبوع ‪.‬‬ ‫"إن الشخص الذي ال يقرأ ليس أفضل حال من الشخص الذي ال يعرف القراءة" ‪.‬‬ ‫والكتابة هي طريقة أخرى مؤثرة لشحذ منشار العقل ‪ ،‬فالمواظبة على كتابة اليوميات التي تضم‬ ‫أفكارنا وتجاربنا ورؤانا وتعاليمنا تعزز صفاء الذهن ودقته‪ .‬فالتواصل على مستوى األفكار‬ ‫والمشاعر واألفكار األعمق بدال من مستوى األحداث السطحية يؤثر أيضا في وضوح التفكير‬ ‫وإصدار أحكام دقيقه والفهم بوضوح بال لبس‪.‬‬ ‫ويمثل التخطيط والتنظيم شكلين آخرين من أشكال التجديد العقلي المرتبط بالعادتين الثانية والثالثة‬ ‫‪ ،‬وهو ممارسة التصور والتخيل داخل عقلك لتتمكن من رؤية الغاية منذ البداية‪ .‬وهذا تدريب أطلق‬ ‫عليه "النصر اليومي الخاص"‪ .‬وأنا اطلب منكم ممارسة هذا التدريب البسيط لمدة ساعه في اليوم‬ ‫حيث سيؤثر في جميع قراراتك وجودة وفعالية كل ما تفعله في هذا اليوم بما في ذلك النوم العميق‬ ‫بال أرق ‪.‬‬

‫‪83‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫البعد االجتماعي \ العاطفي‪:‬‬ ‫بينما ترتبط األبعاد البدنية والروحية والعقلية ارتباطا وثيقا بالعادات األولى والثانية والثالثة ‪ ،‬تتركز‬ ‫حول المبادئ الشخصية والرؤية والقيادة واإلرادة‪ ،‬فإن البعد االجتماعي \ العاطفي يركز على‬ ‫العادات الرابعة والخامسة والسادسة ‪ ،‬يتركز على مبادئ العالقات الجماعية والتوال وفقا للتقمص‬ ‫العاطفي والتعاون الخالق ‪.‬‬ ‫وتجديد البعد االجتماعي \ العاطفي ال يستغرق وقتا مثل األبعاد األخرى‪ ،‬فهو يتحقق من خالل‬ ‫تعامالتنا اليومية مع الناس‪ ،‬ولكنه بال شك يحتاج إلى تدريب ‪.‬‬ ‫لنفترض أنك الشخص االساسي في حياتي‪ ،‬أي شخص أود أو أحتاج إلى التعامل معه ‪ ،‬ولنفترض‬ ‫أننا في حاجة إلى التعامل معا لنتخذ قرارا أو ننجز هدفا أو نحل مشكله ‪ ،‬ولكن كل واحد منا يرى‬ ‫األمر بمنظور مختلف لذا أقوم بممارسة العادة الرابعة فآتي إليك وأقول "أرى أننا نتناول الموضوع‬ ‫من منظور مختلف‪ ،‬لماذا ال نتفق على التواصل حتى نجد حال يرضينا هل أنت على استعداد للقيام‬ ‫بهذا؟" ‪ ،‬وبالطبع يكون معظم الناس مستعدين ويقولون نعم‪.‬‬ ‫ثم انتقل إلى العادة الخامسة "دعني أستمع إليك أوال" وبدال من اإلستماع إليك بنية الرد إستمع إليك‬ ‫وفقا للتقمص العاطفي حتى أفهم تصورك الذهني وعندما أتمكن من شرح وجهة نظرك كما تستطيع‬ ‫أنت القيام بذلك سأركز بعدها على توصيل وجهة نظري إليك ومن ثم تتمكن من فهمها‪.‬‬ ‫وبناء على تعهدي بالبحث عن حل يرضي كال منا ننتقل إلى العادة السادسة ‪ ،‬وسنعمل معا للتوصل‬ ‫إلى حلول أخرى لالختالفات بيننا ‪ .‬والنجاح في العادات الرابعة والخامسة والسادسة ال يعتمد على‬ ‫العقل في المقام األول بل يعتمد على العواطف ‪ ،‬وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بأمننا الشخصي ‪.‬‬ ‫ولكن من أين يأتي األمن الداخلي؟ إنه يأتي من داخنا ‪ ،‬من التصورات الذهنية الدقيقة والمبادئ‬ ‫القويمة المتأصلة داخل قلوبنا وعقولنا ‪ .‬إن راحة البال تتحقق عندما تعيش في توافق مع المبادئ‬ ‫والقيم الصحيحة ال غير‪.‬‬ ‫وهناك أيضا األمن الداخلي الذي ينشأ نتيجة الحياة في إطار االعتماد بالتبادل الفعال وقد يتحقق‬ ‫األمن عندما تعرف أن هناك حلول مكسب\مكسب متاحة وأن الحياة ليست دائما إما \ أو ‪ ،‬واألمن‬ ‫يتولد عندما تعرف أن بإمكانك الخروج من إطار مرجعيتك دون التخلي عنه ‪ ،‬وينشأ عندما تتعامل‬ ‫مع الناس تعامال صادقا وخالقا وتعاونيا ‪ .‬وهناك نوع من األمن الداخلي الذي ينشأ من الخدمات‬ ‫ومساعدة االخرين ‪ ،‬واحد من أهم مصادر األمن هو عملك ‪.‬‬ ‫وقد ركز "فيكتور فرانكل " على الحاجة إلى وجود معنى وهدف في حياتنا‪ ،‬شيء يتجاوز حدود‬ ‫حياتنا الشخصية ويفجر الطاق ات الموجودة بداخلنا ويقول جورج برناد شو ‪" :‬إنها المتعة الحقيقية‬ ‫للحياة أن تعمل من أجل هدف تراه أنت عظيما‪ ،‬أن تكون إحدى قوى الطبيعة بدال من التعامل بغباء‬ ‫ومن مطلق األنانية والشكوى من أن العالم ال يقدم لك ما تريد وتكون سعيدا ‪ .‬وأنا أعتقد أن حياتي‬ ‫ملك للمجتمع بأسره وإنه لشرف لي طالما تدب في داخلي أنفاس الحياة ان أقوم بكل ما أستطيع من‬ ‫أجله‪ .‬فأنا أود أن أكون مستهلكا بالكامل عندما تحين لحظة وفاتي ‪ ،‬فكلما عملت بجد عشت أكثر ‪.‬‬

‫‪84‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫وضع نصوص لآلخرين‪:‬‬ ‫معظم الناس تشكو من خالل المرآة االجتماعية وبرمجتهم نصوص المحيطين بهم ومفاهيمهم‬ ‫وتصوراتهم الذهنية‪ ،‬وألننا أشخاص ننتهج االعتماد بالتبادل فأنا وأنت نتاج تصور ذهني مفاده‬ ‫إدراك أننا جزء من المرآه االجتماعية ‪ .‬ويمكننا أن نختار أن نعكس لآلخرين بوضوح رؤية واضحة‬ ‫غير مشوهه ألنفسهم ‪ ،‬فيسعنا التأكيد على طبيعتهم البادرة ومعاملتهم كأشخاص مسؤولين ‪.‬‬ ‫ومع تمتعنا بعقلية الوفرة ندرك أن تقديم انعكاس إيجابي لآلخرين ال يقلل منا في شيء ‪ ،‬انه يزيد‬ ‫من فرصنا في التعامل الفعال مع الناس المبادرين‪ .‬وفي مرحلة ما من حياتك ربما وجدت شخصا‬ ‫ما يؤمن بك عندما فقدت ايمانك بنفسك ‪ ،‬لقد وضع لك نصا فهل أحدث ذلك فرقا في حياتك؟ ‪.‬‬ ‫وإحدى القصص الكالسيكية التي تتناول مجال النبوءات ذاتية التحقق تشي عن كمبيوتر تمت‬ ‫برمجته برمجة غير صحيحه بالخطأ وفي المجال االكاديمي قام بفصل لقب "أطفال أذكياء" عن‬ ‫لقب أطفال أغبياء ولقب أطفال أغبياء عن أطفال أذكياء‪.‬‬ ‫وأخيرا عندما اكتشفت اإلدارة الخطأ بعد خمسة أشهر ونصف قررت اختبار األطفال مرة أخرى‬ ‫دون اطالع أي شخص على ما حدث‪ .‬وكانت النتائج مذهله فقد نقصت درجات األطفال األذكياء‬ ‫في اختبار الذكاء بصورة ملحوظة ألنهم عوملوا على أنهم محدودو القدرة العقلية‪ ،‬وأصبحت‬ ‫التصورات الذهنية للمعلمين هي نبوءة ذاتية التحقق‪.‬‬ ‫ولكن نتائج المجموعة التي من المفترض أنهم األغبياء أظهرت ارتفاع معدل درجاتهم فقد تعامل‬ ‫معهم المعلمون على أنهم أذكياء وعكس أملهم وتفاؤلهم على هؤالء األطفال توقعات كبيرة وعالية‬ ‫وعندما سأل المعلمون عن الوضع خالل األسابيع األولى من الفصل الدراسي فأجابوا‪" :‬لسبب ما‬ ‫لم تكن طرقنا ناجحة لذا كان علينا تغييرها" ‪.‬‬

‫التوازن في التجديد‪:‬‬ ‫البد أن تتضمن عملية التجديد الذاتي تجديدا متوازنا لألبعاد األربعة لطبيعتنا‪ :‬البدنية والروحية‬ ‫والعقلية واالجتماعية \ العاطفية‪ ،‬فإهمال واحد منها يؤثر سلبا على البقيه وهذا االمر يصدق على‬ ‫االفراد والمؤسسات على حد سواء‪ ،‬ففي مؤسسة ما يفسر البعد البدني على أساس اقتصادي‪ ،‬والبعد‬ ‫العقلي او النفسي يتعامل مع التقدير والتطوير واستخدام المواهب ‪ ،‬أما البعد االجتماعي \ العاطفي‬ ‫فانه يتعامل مع العالقات اإلنسانية وأسلوب معاملة الناس‪ .‬ويتعلق البعد الروحي باكتشاف المعاني‬ ‫من خالل االغراض أو اإلسهامات ومن خالل التكامل المؤسسي ‪.‬‬ ‫وقد اكتشفت ان العديد من المؤسسات ينصب اهتمامها على االقتصاد أي جني المال ‪ .‬أجد كذلك‬ ‫قدرا كبيرا من ثقافة التكاتف السلبي والتي تولد المنافسات بين االقسام والتواصل الذي اساسه‬ ‫الدفاعية وممارسة األلعاب السياسية والسيطرة العقلية‪.‬‬ ‫وعلى الجانب اآلخر شاهدت مؤسسات حصرت تركيزها على البعد االجتماعي\العاطفي ‪ ،‬وهي‬ ‫ليس لديها ضوابط أو مقياس للفعالية ونتيجة لذلك فهي تخسر جميع صور الكفاءة وبالطبع وجودها‬ ‫في السوق‪.‬‬

‫‪85‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫التكاتف في التجديد ‪:‬‬ ‫إن التجديد المتوازن هو أفضل انواع التكاتف ‪ ،‬واألشياء التي تقوم بها من أجل شحذ المنشار في‬ ‫واحد من األبعاد األربعة يكون لها تأثير إيجابي على األبعاد األخرى ألنها مرتبطة ببعضها ارتباطا‬ ‫وثيقا‪ ،‬فصحتك البدنية تؤثر على صحتك العقلية وقوتك الروحية تؤثر على قوتك االجتماعية \‬ ‫العاطفية ‪ ،‬وعملك على تحسين واحد من هذه األبعاد يزيد من قدرتك على تحسين األابعاد األخرى‬ ‫فكلما كنت مبادرا ( العادة األولى) أمكنك ممارسة القيادة الشخصية بفعالية (العادة الثانية) واإلدارة‬ ‫في حياتك (العادة الثالثة)‪ .‬وكلما تمكنت من إدارة حياتك بفعالية (العادة الثالثة ) زاد ذلك من‬ ‫مقدرتك على ( العادة السابعة)‪ .‬وكلما سعيت من أجل الفهم أوال (العادة الخامسة) تمكنت من التوصل‬ ‫إلى حلول مكسب\مكسب التي تتسم بالتكاتف (العادات الرابعة والسادسة)‪.‬‬ ‫وكلما تمكنت من تحسين أي واحده من العادات التي تؤدي إلى االستقالل ( العادات األولى والثانية‬ ‫والثالثة) زاد هذا من فعاليتك في التوصل إلى حلول أساسها االعتماد بالتبادل (العادات الرابعة‬ ‫والخامسة والسادسة) ‪.‬‬

‫االرتقاء اللولبي الصاعد‪:‬‬ ‫التجديد هو المبدأ والعملية التي تمكنا من االرتقاء اللولبي الصاعد لتحقيق النمو والتغير والتحسين‬ ‫المستمر‪ .‬والضمير هو الموهبة التي تقيس درجة توافقنا مع المبادئ القويمة أو اختالفنا معها وتقربنا‬ ‫منها إن كانت في لياقه جيدة‪.‬‬ ‫وكما ان تناول األطعمة الضارة وعدم ممارسه الرياضة يدمران الحالة الصحية للرياضي‪ ،‬فان‬ ‫األمور التي تتسم بأنها فاحشة أو فجة أو إباحية من شأنها كذلك أن تخلق ظالما داخليا يحذر‬ ‫احساساتنا السامية‪ ،‬ويجعل الضمير االجتماعي "هل سيكتشف أمري أحد؟" يحل محل الضمير‬ ‫الحي "ما هو الصواب وما هو الخطاء ؟"‪.‬‬ ‫"وما ان يتكون لدينا الوعي الذاتي البد أن نختار أهدافا ومبادئ نعيش بها‪ ،‬واال سنخسر وعينا‬ ‫الذاتي ونتحول إلى حيوانات تعيش الحياة البدائية وهدفها البقاء على قيد الحياة والتكاثر‪ .‬والناس‬ ‫الذين يعيشون في هذا المستوى ال يعيشون بل تعاش لهم حياتهم‪ .‬فهم يكتفون برد الفعل وال يدركون‬ ‫المواهب المتفردة التي تقبع بداخلهم‪.‬‬ ‫و أؤمن انه بينما ننمو و نتطور في إطار االرتقاء اللولبي الصاعد سنظهر اجتهادا في عملية التجديد‬ ‫عن طريق تثقيف وطاعة ضميرنا‪ .‬الضمير الذي سيزداد ثقافة سيقودنا على طريق الحرية الخصبة‬ ‫واألمن والحكمة و القوة ‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫مقترحات للتطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬ضع قائمة باألنشطة التي من شأنها مساعدتك على الحفاظ على صحتك البدنية‪ ،‬والتي تناسب‬ ‫نمط حياتك وتحقق لك المتع’ في نفس الوقت‪.‬‬ ‫‪ -2‬اختر واحد من االنشطة واجعله هدفا لك لتحقيقه خالل األسبوع المقبل‪ ،‬وقيم أدائك نهاية‬ ‫األسبوع ‪ .‬فإذا لم تحقق هدفك‪ ،‬فهل كان هذا ألنك اعتبرته أقل أهمية من احدى قيمك االعلى‪،‬‬ ‫أم ألنك أخفقت في العمل بأمانة مع قيمك؟‬ ‫‪ -3‬قم بوضع قائمة مماثلة لتجديد أنشطتك على مستوى البعدين الروحي العقلي‪ ،‬وبالنسبة للجانب‬ ‫االجتماعي ‪ /‬العاطفي‪ ،‬ضع قائمة بالعالقات التي تود تحسينها‪.‬‬ ‫‪ -4‬التزم بكتابة أنشطة محددة "لشحذ المنشار" على مستوى جميع األبعاد كل أسبوع للقيام بها‬ ‫وتقييم أدائك والنتائج‪.‬‬

‫من الداخل إلى الخارج مرة أخرى‬ ‫إن الرساالت السماوية تعمل من الداخل الى الخارج‪ ،‬والعالم يعمل من الخارج الى الداخل‪ .‬و‬ ‫العالم يخرج الناس من الرذائل والرساالت السماوية تخرج الرذائل من الناس‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫يخرجون هم أنفسهم من الرذائل‪.‬‬ ‫والعالم يشكل الرجال بتغير بيئتهم‪ ،‬والرساالت السماوية تغير الرجال والذين يغيرون بيئتهم‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬ويشكل العالم سلوك الناس ولكن الرساالت السماوية تغير طبيعة البشر‪.‬‬ ‫عزرا تافت بنسون‬ ‫لدي قصة شخصية أشعر أنها تنطوي على جوهر هذا الكتاب‪ ،‬منذ عدة سنوات مضت أخذت أسرتي‬ ‫عطلة للراحة من الجامعة‪ ،‬وعشنا لمدة سنة كاملة في " الي" التي تقع على الشاطئ الشمالي‬ ‫ألواهو‪ ،‬هاواي‪.‬‬ ‫وذات يوم بينما كنت أتجول بين الكتب المتراصة ‪ ،‬وجدت كتابا جذب اهتمامي و ما إن فتحته‬ ‫ووقعت عيناي على فقرة واحدة كان لها أكبر األثر في حياتي‪ .‬كانت الفقرة تتضمن فكرة بسيطة‬ ‫للغاية مفادها أن هناك فجوة بين المثير واالستجابة ومفتاح نمونا وسعادتنا يكمن في استغالل هذه‬ ‫المساحة‪ .‬أصابتني بقوة متجددة ال تصدق‪ ،‬وبدا األمر وكأنني "أعرفها للمرة االولى" وكأن ثورة‬ ‫داخلية اندلعت " إنها فكرة حان وقتها"‪.‬‬

‫التواصل بين األجيال‪:‬‬ ‫اكتشفت أنا وزوجتي ساندرا في ذلك العام أن القدرة على االستغالل الحكيم للفجوة بين المثير‬ ‫واالستجابة وممارسة المواهب البشرية األربع الفريدة عملتا على زيادة قوتنا من الداخل إلى‬ ‫الخارج‪ .‬و لقد جربنا منهجا من الخارج إلى الداخل‪ ،‬وتمكنا من بناء عالقة أساسها الثقة واالنفتاح‬ ‫وإذابة االختالفات بطريقة عميقة ونهائية‪.‬‬ ‫‪87‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫فقد غدونا قادرين على التمتع بمستوى أعمق من الرؤية جعلنا نرى حياة أطفالنا وهي تتشكل وتتأثر‬ ‫على أيدينا غالبا طرق لم نبدأ حتى في إدراكها وذلك بنفس القوة التي تأثرت بها حياتنا بآبائنا‪.‬‬ ‫وكم هو رائع لألطفال ان يتمكنوا من التعرف على ذواتهم داخل القبيلة‪ ،‬وأن يشعروا بأن هناك‬ ‫العديد من الناس يعرفونهم ويهتمون ألمرهم‪ ،‬ويوجد مثل رائع للتواصل بين األجيال وهو أمي‪،‬‬ ‫فحتى اآلن وهي في الثمانين من عمرها بإمكاني االتصال بها الليلة وأعلم انها ستقول "ستفن‪ ،‬أود‬ ‫أن تعرف كم أحبك وكم أراك رائعا"‪ .‬فقد كانت تؤكد دائما على هذا‪.‬‬

‫كن شخصا متحوال‬ ‫من بين عدة أشياء أخرى أعتقد أن إعطاء "أجنحة" ألطفالنا و لآلخرين أيضا يعني تعزيزهم‬ ‫بالحرية التي تمكنهم من الطيران ‪ ،‬والسمو فوق جميع النصوص السلبية التي وصلت إلينا‪ .‬و أعتقد‬ ‫أن هذا يعني أن تصبح ماعبّر عنه صديقي وشريكي د‪ .‬تيري تيرنر "شخصا متحوال" فبدال من أن‬ ‫ننقل هذه النصوص إلى الجيل التالي يمكننا تغييرها ويمكننا القيام بذلك بطريقة نبني من خاللها‬ ‫العالقات‪.‬‬ ‫وليس بالضرورة أن تسيئ معاملة أطفالك ألن والديك قد أساءا التعامل معك وأنت طفل‪.‬‬ ‫ويمكنك أن تختار ليس فقط عدم اإلساءة إلى أطفالك بل و التأكيد على حبك لهم بأنماط إيجابية‪.‬‬ ‫" يمكن أن تنعكس الحقيقة األخالقية في األفكار ‪ .‬وبوسع الشخص الشعور بها‪ .‬ويمكنه أن يعقد‬ ‫العزم على معايشتها‪.‬ولكن بمقدور الحقيقة األخالقية التغلغل والظهور في هذه األنماط الثالثة‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك تفلت من بين أيدينا‪ .‬وفي مكان أعمق من وعينا تكمن ذاتنا نفسها‪ -‬مادتنا الحقيقية وطبيعتنا‪"...‬‬ ‫وتحقيق الوحدة –و التوحد‪ -‬مع أنفسنا ومن نحبهم ومع أصدقائنا وزمالء العمل هو أغلى و أجمل‬ ‫ثمرة من ثمار العادات السبع‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن بناء شخصية قوامها األمانة و خوض حياة يملؤها الحب وخدمة اآلخرين والتي‬ ‫تخلق مثل هذه الوحدة ليس سهال‪.‬‬ ‫وفي بعض األحيان نرتكب األخطاء‪ ،‬ونشعر أننا نتراجع ونعود للوراء‪ .‬ولكن إذا بدأنا بالنصر‬ ‫الخاص اليومي وعملنا من الداخل إلى الخارج ستكون النتيجة أكيدة‪.‬‬ ‫أقتبس كلمات إيمرسون " إن األمر الذي تثابر في عمله يصبح أسهل –ليس ألن طبيعة المهمة قد‬ ‫اختلفت ولكن ألن قدرتنا على القيام بها ازدادت"‬

‫‪88‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫وعندما نمركز حياتنا حول مبادئ قويمة ونخلق نوعا من التركيز المتوازن بين األداء وزيادة قدرتنا‬ ‫على العمل سنتمكن من تنفيذ مهمة خلق حياة فعالة ومفيدة و آمنة‪ ...‬من أجل أنفسنا ومن أجل ذريتنا‪.‬‬

‫ملحوظة شخصية‬ ‫و أنا أختتم هذا الكتاب أود مشاركتكم معتقدي الشخصي المتعلق بالمصدر الذي أؤمن بأنه منبع‬ ‫المبادئ القويمة‪.‬أعتقد أن المبادئ القويمة هي قوانين طبيعية و أن هللا سبحانه وتعالى ‪-‬خالقنا جميعا‪-‬‬ ‫هو مصدرها و هو مصدر ضميرنا‪.‬و أعتقد أنه وفقا لدرجة تأثر الناس بإلهام ضميرهم فإنهم سوف‬ ‫ينمون إلشب اع طبيعتهم ‪ ،‬ووفقا لدرجة عدم تأثرهم بها لن يتمكنوا من اإلرتقاء فوق مستوى‬ ‫الحيوانات‪.‬‬ ‫وأعتقد أن هناك أجزاء من الطبيعة البشرية ال يمكن الوصول إليها من خالل أي تشريع أو تعليم ؛‬ ‫ولكنها تتطلب قوة من هللا سبحانه وتعالى للتعامل معها‪ .‬و أعتقد أن البشر ال يستطيعون بمفردهم‬ ‫الوصول إلى حد الكمال ‪ .‬فوفقا لدرجة التزامنا بالمبادئ القويمة تتولد بداخلنا الصفات اإللهية والتي‬ ‫تمكننا من الوفاء بمتطلبات الخالق‪ .‬وكما قال تيلهارد " إننا لسنا بشرا لديهم تجارب روحانية‪ ،‬بل‬ ‫إننا مخلوقات روحانية لديها تجارب بشرية"‪.‬‬ ‫و أنا شخصيا أصارع مع الكثير مما رويته لكم في هذا الكتاب‪ .‬ولكنه صراع مثمر وذو قيمة‪ .‬وهو‬ ‫يعطي معنى لحياتي ويمكنني من الحب وتقديم الخدمات وتكرار المحاولة‪.‬‬ ‫"البد أال نتوقف عن االكتشاف‪ .‬ونهاية كل اكتشاف ستكون عودة لنقطة البداية لنتعرف إلى المكان‬ ‫من جديد"‬

‫‪89‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫تعقيب‬ ‫أسئلة كثيرا ما تطرح علي‬ ‫ي بعض األسئلة الشخصية مثل تلك التي‬ ‫بكل صراحة غالبا ما أشعر بالحرج عندما تطرح عل ّ‬ ‫أضمنها في هذا التعقيب‪.‬‬ ‫نشر كتاب العادات السبعة عام ‪، 1989‬وبعد الخبرات التي اكتسبتها طيلة عدة سنوات ماذا تود‬ ‫أن تضيف أو تغير أو تحذف من الكتاب؟‬ ‫إنني ال أحاول أن أجيب باستخفاف‪،‬ولكن بصراحة لن أغير شيئا‪.‬‬ ‫ربما أقوم بتناول القضايا بعمق أكثر ‪،‬و أقدم تطبيقات واسعة المدى ولكن سنحت لي الفرصة للقيام‬ ‫بهذا من خالل العديد من الكتب التي أصدرتها منذ ذلك الحين‪.‬‬ ‫ما الذي تعلمته عن العادات السبع منذ إصدار الكتاب؟‬ ‫لقد تعلمت العديد من األمور أو عززتها‪:‬‬ ‫‪. 1‬أهمية فهم الفرق بين المبادئ والقيم‪.‬فالمبادئ هي قوانين الطبيعة الخارجية ‪،‬والتي تتحكم تحكما‬ ‫مطلقا في عواقب أفعالنا‪ .‬أما القيم فهي نابعة من الداخل وشخصية وهي تمثل أقوى ما نشعر أنه‬ ‫يوجه سلوكنا‪ .‬القيم هي التي تحكم سلوكيات الناس أما المبادئ هي التي تحكم عواقب تلك‬ ‫السلوكيات‪.‬لذا يتعين علينا تقدير المبادئ‪.‬‬ ‫‪. ٢‬من خالل تجاربي في جميع أنحاء العالم فهمت الطبيعة الالمحدودة للمبادئ التي تتضمنها‪.‬قد‬ ‫تتنوع الشروح والممارسات وتحددها الثقافة ولكن المبادئ واحدة ال تتغير‪.‬وكلنا متشابهون‪-‬رجاال‬ ‫ونساء‪ -‬ونواجه نفس المشاكل ‪ ،‬ولنا نفس االحتياجات ونتعامل مع نفس المبادئ‪.‬وكل ثقافة تفسر‬ ‫المبادئ العالمية بطرق متفردة‪.‬‬ ‫‪. 3‬لقد شاهدت التضمينات المؤسسية للعادات السبع ‪ ،‬على الرغم أنه من المنطلق التقني الصارم‬ ‫فإن اي مؤسسة ال يكون لها عادات‪ .‬ولقد عملنا مع آالف المؤسسات التي تعمل في مختلف أنواع‬ ‫الصناعات والمهن واكتشفنا أن بعض المبادئ األساسية التي تتضمنها العادات السبع تطبق الفعالية‬ ‫وتعرفها‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫‪.4‬بوسعك تدريس كل العادات السبع بأن تبدأ بأي واحدة منها‪.‬‬ ‫‪.5‬وعلى الرغم من أن العادات السبع تمثل مفهوما من الداخل إلى الخارج ‪ ،‬غير أنها تحقق أفضل‬ ‫نجاح عندما تبدأ بالتحدي الخارجي ثم تتجه إلى مفهوم من الداخل إلى الخارج‪.‬‬ ‫‪.6‬إن االعتماد بالتبادل أصعب عشر مرات من االستقالل‪ .‬فهو يتطلب قدرا كبيرا من االستقالل‬ ‫العقلي والعاطفي للتفكير وفقا لمبدأ مكسب\مكسب عندما يفكر الشخص اآلخر بمبدأ مكسب\خسارة‪.‬‬ ‫وبعبارة أخرى‪ ،‬يتطلب العمل مع اآلخرين بأساليب تعاونية خالقة قدرا كبيرا من االستقالل واألمن‬ ‫الداخلي والسيطرة على الذات‪.‬‬ ‫‪.7‬يمكنك تلخيص العادات الثالث األولى بهذه العبارة " اقطع على نفسك عهدا وحافظ عليه"‬ ‫‪.‬ويمكنك ايضا تلخيص العادات الثالث االخيرة بعبارة " شارك األخرين بالمشكلة وحاولوا حلها‬ ‫معا"‪.‬‬ ‫‪.8‬إن األمانة هي قيمة أعلى من الوالء ‪ .‬أو األفضل أن نقول إن األمانة أعلى صور الوالء‪.‬‬ ‫‪ .9‬إن عيش العادات السبع هو صراع مستمر مع كل شخص‪.‬‬

‫ماهي العادة التي القيت معها أكبر صعوبة؟‬ ‫العادة الخامسة‪ .‬عندما أشعر بالتعب وأشعر أنني على صواب ال أرغب بالفعل باإلنصات‪ ،‬بل ربما‬ ‫أتظاهر باإلنصات‪.‬‬ ‫تمثل العادات السبع دائرة تصاعدية‪.‬‬ ‫العادة األولى في مستوى أعلى مختلفة عن العادة األولى في المستوى األدنى‪.‬فلكي تصبح مبادرا‬ ‫في المستوى األول ربما يتعين عليك فقط إدراك المساحة بين المثير واالستجابة‪ .‬وفي المستوى‬ ‫التالي ينبغي عليك القيام باالختيارات مثل القيام بالثأر أو االنتقام‪...‬‬

‫‪91‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫أنت نائب رئيس شركة فرانكلين كوفي‪ .‬هل تعيش فرانكلين العادات السبع؟‬ ‫نحن نحاول‪ .‬فمحاولة عيش ما نعلمه باستمرار هو من أهم قيمنا‪.‬‬ ‫لماذا سبع ؟ لماذا ليست ستا أو عشر أو خمس عشرة؟ما هو الشيء المميز في الرقم سبعة؟‬ ‫كل ما في األمر أن عادات النصر الثالث ( حرية االختيار ‪ ،‬االختيار ‪ ،‬التصرف) تسبق عادات‬ ‫النصر الثالث ( االحترام ‪ ،‬التفهم ‪ ،‬االبتكار) ثم تأتي واحدة تعتبر تجديدا لكل ما سبق وبذاك يصبح‬ ‫مجموع العادات سبع‪.‬‬ ‫كيف تؤثر الشهرة فيك؟‬ ‫إنها تؤثر بطرق مختلفة‪ .‬فهي تعتبر إطراء بالنسبة لألنا‪ .‬ومن منطلق التعليم فهي التواضع ‪ ،‬ولكن‬ ‫علي االعتراف بأنني لم أؤلف تلك المبادئ وبالتالي ال أستحق أي تقدير عنها‪.‬‬ ‫لو أمكنك إعادة األمر من جديد‪ ،‬ماهو الشيء الذي كنت ستؤديه بأسلوب مختلف بصفتك رجل‬ ‫أعمال؟‬ ‫كنت سأكون أكثر فعالية وكفاءة في التعيين واالختيار ‪ .‬علينا أن ننظر بعمق إلى كل من الشخصية‬ ‫والكفاءة ألنه في النهاية ستظهر العيوب الموجودة في أيهما واضحة جلية في كليهما‪ .‬أنا مقتنع أنه‬ ‫على الرغم من أهمية التدريب والتنمية فإن التعيين واالختيار أكثر أهمية‪.‬‬ ‫لو أمكنك إعادة األمر من جديد‪ ،‬ما هو الشيء الذي كنت ستؤديه بأسلوب مختلف بصفتك والدا؟‬ ‫أتمنى لو أنني أمضيت المزيد من الوقت في وضع اتفاقيات مكسب\مكسب بسيطة وغير رسمية مع‬ ‫أبنائي خالل مراحل حياتهم المختلفة‪.‬‬ ‫كيف ستغير التكنولوجيا العمل في المستقبل؟‬ ‫إنني أؤمن بمقولة ستان ديفيد " عندما تتغير البنية التحتية يتغير كل شيء" و أعتقد أن البنية التحتية‬ ‫التقنية هي مركز كل شيء‪ .‬وستزيد من سرعة كل ما هو جيد وسيء‪.‬‬

‫‪92‬‬


‫التجديد‬

‫الجزء الثالث‬

‫كيف ستشرع في تعليم العادات السبع لألطفال الصغار للغاية؟‬ ‫أعتقد أنني سأتبع العادات الثالث األساسية لتربية األطفال أللبرت شوارتز وهي‪ :‬األولى المثال‬ ‫والثانية المثال والثالثة المثال‪ .‬ولكني لن أحذو نفس حذوه بل سأقول األولى المثال والثانية بناء‬ ‫عالقة أساسها االهتمام والتشجيع والثالثة تعليم بعض األفكار البسيطة التي تحدد هذه العادات بلغة‬ ‫األطفال‪.‬‬ ‫إن رئيسي(زوجتي‪،‬طفلي وصديقي‪..‬الخ) في حاجة فعلية إلى العادات السبع‪.‬ماهي نصيحتك لي‬ ‫لدفعهم إلى قراءته؟‬ ‫إن الناس ال يهتمون بمقدار معرفتك كما يهتمون بمقدار حبك لهم‪ .‬و ببساطة دعهم يرون العادات‬ ‫السبع في تصرفاتك وخالل حياتك‪.‬ثم في الوقت المناسب قد تدعوهم إلى المشاركة في برنامج‬ ‫تدريبي‪ ،‬أو مشاركتك في قراءة الكتاب باعتباره هدية‪.‬‬ ‫ماهي خلفيتك وكيف تسنى لك كتابة تلك العادات؟‬ ‫اكتشفت انني استمتع بالتدريس للقادة وتدريبهم أكثر من إدارة أعمال األسرة‪.‬والحقا قمت بتدريس‬ ‫مواد إدارة األعمال في جامعة بريجهام وقدمت استشارات ونصائح وتدريبات في هذا المجال‬ ‫لسنوات عديدة‪.‬وخالل ذلك الوقت زاد اهتمامي لوضع برامج تدريب متكاملة للقيادة و‬ ‫اإلدارة‪.‬تطورت في النهاية لتصبح العادات السبع‪.‬وقررت ترك الجامعة والعمل بدوام كامل في‬ ‫تدريب المديرين في المؤسسات المختلفة‪.‬‬ ‫ماهو ردك للناس الذين يدعون امتالكهم الوصفة السحرية للنجاح؟‬ ‫سأقول شيئين األول ‪،‬إذا كان ما يقولون قائم على أساس المبادئ والقوانين أود التعلم منهم والثناء‬ ‫عليهم ‪.‬الثاني ‪،‬سأقول إننا ربما نستخدم كلمات مختلفة لوصف نفس المبادئ أو القوانين الطبيعية‪.‬‬ ‫هل أنت أصلع بالفعل أم أنك تحلق رأسك لتبدو أكثر كفاءة؟‬ ‫اسمع بينما أنت منشغل بتجفيف شعرك أحاول أنا خدمة العمالء‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫الملحق أ‬ ‫مدركات محتملة‬ ‫تنبع من مراكز‬ ‫مختلفة‬


‫تنبع من مراكز مختلفة‬ ‫الملحق أ‬

‫األصدقاء‬

‫الصديق أو‬

‫السعادة‬

‫الممتلكات‬

‫العمل‬

‫المال‬

‫األسرة‬

‫الزوج‬

‫محورك‬

‫اذا كان‬

‫* رمز للمكانة اإلجتماعية‬

‫محتمل‬

‫* صديق محتمل او منافس‬

‫عقبة في طريق تحقيقهما‬

‫شريك في المرح والسعادة او‬

‫والسيطرة‬

‫واالجتماعي‬

‫* رمز للمكانة اإلجتماعية‬

‫تكوين صداقات‬

‫*أصدقاء او عقبة في طريق‬

‫السعادة‬

‫وسيلة لزيادة فرص‬

‫* وسيلة لشراء الصداقة‬

‫* وسائل للمزيد من المرح‬

‫المتعة االجتماعية‬

‫* وسيلة للتسلية او توفير‬

‫فرصة اجتماعية‬

‫* ال بأس بالعمل الممتع‬

‫* وسيلة لغاية‬

‫السلطة و التقدير‬

‫رموز المكانة‬

‫* ادوات للمرح‬

‫* ملكية اخرى للسيطرة‬

‫* مفتاح زيادة الممتلكات‬

‫فرصة المتالك المكانة و‬

‫* اخالقيات عليا‬

‫*ثمار العمل‬

‫العمل‬

‫العمل الجاد‬

‫للنجاح واإلشباع‬

‫* المصدر األساسي‬

‫* أدوات لزيادة فعالية‬ ‫أهميته ثانوية دليل على‬

‫بالمتطلبات‬

‫ضروري لكسب المال‬

‫دليل على النجاح‬

‫اإلقتصادي‬

‫معد لألمن والوفاء‬

‫الدعم اإلقتصادي لألسرة‬

‫وسيلة لتحقيق غاية‬

‫راحة األسرة و الفرص‬

‫مصدر للمكسب االقتصادي‬

‫عامل مساعد أو عقبة‬

‫* خزانة العرض‬

‫الممتلكات‬

‫*مساعدة في الحصول على‬

‫* ملكية لإلستخدام‬

‫حول اخالقيات العمل‬

‫* أشخاص يعون ارشاات‬

‫*المساعدة او مقاطعته‬

‫استنزاف مالي‬

‫أهم األولويات‬

‫* مشروع عام‬

‫* أقل أهمية‬

‫أجل العناية بالزوج‬

‫التالعب‬

‫*جيدة في موضعها‬

‫ضروري لكسب المال من‬

‫وسيلة للحماية أو التأثير أو‬

‫مهم للعناية بالزوج‬

‫واالستغالل والهيمنة‬

‫* الملكية األساسية‬

‫مساعدة أو عائق في العمل‬

‫المال‬

‫أصل أو مسئولية للحصول على‬

‫جزء من األسرة‬

‫الحاجة‬

‫المصدر الرئيسي إلشباع‬

‫الزوج‬

‫األسرة‬

‫المال‬

‫العمل‬

‫الممتلكات‬

‫تلك هي طرق بديلة يمكنك من خاللها ادراك جوانب اخرى من حياتك ‪:‬‬

‫‪94‬‬


‫تنبع من مراكز مختلفة‬ ‫الملحق أ‬

‫العمل‬

‫المال‬

‫األسرة‬

‫محورك‬ ‫الزوج‬

‫اذا كان‬

‫* يتداخل مع العمل‬

‫* مضيعة للوقت‬

‫االقتصادية‬

‫دليل على الضغوط‬

‫استنزاف اقتصادي او‬

‫مهمة نسبيا‬

‫أنشطة األسرة او غير‬

‫غير مهم‬

‫نشاط مشترك موحد او‬

‫المتعة‬

‫* ال فائدة منهم اساسا‬

‫العمل او المصالح المشتركة‬

‫* تم التعرف عليهم من خالل بيئة‬

‫التأثير‬

‫يتم اختيارها وفقا للوضع المالي او‬

‫* تهديد لحياة األسرة القوية‬

‫* أصدقاء األسرة او المنافسة‬

‫* األصدقاء الوحيدون هم أصدقائنا‬

‫الصديق األوحد‬

‫* الزوج افضل صديق بل هو‬

‫الصديق أو األصدقاء‬

‫عقبات في إنتاجية العمل‬

‫* تهديد لألمن االقتصادي‬

‫* منافسون اقتصاديون‬

‫األسرة‬

‫* تهديد االسرة محتمل لقوة‬

‫ووحدتها‬

‫* مصدر لقوة ا ٍألسرة‬

‫* تعرفه االسرة‬

‫* فرصة لتوسيع العمل‬

‫ظروف العمل‬

‫* افكار تجعلك ناجحا في عملك‬

‫المال و ادارته‬

‫* اقتطاع من وقتك‬

‫يحددها الدور الوظيفي‬

‫للمال‬

‫قيمة الذات محددة وفقا‬

‫* تابعة لألسرة‬

‫الطرق الناجحة من اجل جني‬

‫لألسرة‬

‫وحدة األسرة و قوتها‬

‫* الحاجة الى التكيف مع‬

‫* مهمة لصورة الشركة‬

‫* استنزاف لمالك‬

‫* التخلص من الضرائب‬

‫مصدر للمساعدة‬

‫جزء مهم ولكنه تابع‬

‫سلوكه‬

‫* القواعد التي تحافظ على‬

‫العالقة‬

‫* عرضة للضرر من‬

‫توجهات الزوج و‬

‫لتعريف الزواج‬

‫يوفر العدو المشترك مصدرا‬

‫* في مرتبة اقل من‬

‫الذاتية من الزوج‬

‫تحافظ عليها‬

‫زوجي هو المدافع عني او‬

‫* نشاط نتمتع به‬

‫* الحصول على القيمة‬

‫افكار تخلق العالقة مع الزوج و‬

‫العدو او األعداء‬

‫دار العبادة‬

‫الذات‬

‫المبادئ‬

‫تلك هي طرق بديلة يمكنك من خاللها ادراك جوانب اخرى من حياتك ‪:‬‬

‫‪95‬‬


‫تنبع من مراكز مختلفة‬ ‫الملحق أ‬

‫األصدقاء‬

‫الصديق أو‬

‫السعادة‬

‫الممتلكات‬

‫في االساس‬

‫* جزء من االحداث االجتماعية‬

‫* االستمتاع مع االصدقاء دائما‬

‫* مصدر رئيسي للرضا‬

‫* الغاية المطلقة للحياة‬

‫في النادي‬

‫الشراء و التسوق و االشتراك‬

‫الشعبية امور ضرورية‬

‫* االنتماء و التقبل و‬

‫الشخصية‬

‫* اساس للسعادة‬

‫شركاء في المرح‬

‫* قابلة لالستخدام‬

‫* ادوات شخصية‬

‫يوحدونها‬

‫يعرفون الصداقة او‬

‫* االعداء المشتركون‬

‫الرفض‬

‫االحراج او‬

‫االجتماعية‬

‫المجتمع‬ ‫*الخوف من‬

‫االجتماعية‬

‫* خارج الدائرة‬

‫مكان للقاءات‬

‫االرين‬

‫*تتحد بواسطة‬

‫بالذنب‬

‫* مصدر للشعور‬

‫تمكنك مع التوافق ع‬

‫ومدمرون‬

‫مصيدة الذنب‬

‫الذات‬

‫* قوانين اساسية‬

‫السعادة‬

‫تحتاج الى اشباع‬ ‫* اناس يوقعونك في‬

‫* عتبة غير مالئمة في‬

‫اداة لتحقيق‬

‫االجتماعي‬

‫عليها‬

‫*دوافع و فرائز طبيعية‬

‫الجيدة في الحياة‬

‫العادل او االشياء‬

‫و التقدير‬

‫*تحددها المكانة‬

‫الممتلكات و الحفاظ‬

‫* مصدر لالنتقاد غير‬

‫للمكانة‬

‫التي املكها‬

‫عل الحصول على‬

‫طريق االنغماس في‬

‫* اخذ الحياة مأخذ الجد‬

‫التقدير‬

‫المزيد من الملكيات ا‬

‫* اآلخرون ممن لديهم‬

‫السارقون‬

‫* المستغلون‬

‫*دار عبادتي رمز‬

‫*تحددها االشياء‬

‫المفاهيم التي تساعدك‬

‫‪96‬‬


‫تنبع من مراكز مختلفة‬ ‫الملحق أ‬

‫المبادئ‬

‫الذات‬

‫دار العبادة‬

‫االعداء‬

‫محورك‬ ‫العدو او‬

‫اذا كان‬

‫* استثمار للوقت يتم‬

‫القيم في الحياة‬

‫بالتوافق مع األولويات و‬

‫الوقت االخرى و يتمتع‬

‫موازنته مع استثمارات‬

‫األجيال و التغيير‬

‫* فرصة إلعادة الصياغة بين‬

‫االقتصادية‬

‫األهمية‬

‫لعالقات االعتماد بالتبادل‬

‫* في مرتبة ادنى من الناس في‬

‫* االهتمام الجيد بالمسئوليات‬

‫* تعزيز الموارد‬

‫وتعزيزها‬

‫واإلشباع‬

‫المواهب و القدرات‬

‫* فرصة الستخدام‬

‫الخاصة‬

‫فرصة للقيام بأشيائي‬

‫* وسيلة لتوفير الموارد‬

‫األولويات واألهداف الهامة‬

‫مساعدة الموارد على تحقيق‬

‫مصدر للوفاء باالحتياجات‬

‫العبادة‬

‫مصدر لتعريف الذات وحمايتها‬

‫* سمعة و صورة للقيمة الكبرى‬ ‫قبل خدمات او تعاليم دار‬

‫* شر اذا كانت له األولوية‬

‫االسرة‬

‫ضرورة للدعم المؤقت‬

‫* ممتلكات مؤقتة ذات اهمية‬

‫* مهرب او مالذ‬

‫ضئيلة‬

‫* وسيلة لدعم دار العبادة و‬

‫التفوق‬

‫عن المشاعر‬

‫* وسيلة لتأمين الحلفاء‬

‫االستفادة المشتركة‬

‫* االصدقاء‬

‫* وسيلة الشباع الحاجات‬

‫* ملكية‬

‫المحاوالت االيمانية‬

‫نماذج للتقيد بتعاليم دار العبادة او‬

‫مالذ (دعم عاطفي ) او كبش فداء‬

‫وسيلة للصراع او الثبات‬

‫مهرب او فرصة للتنفيس‬

‫* ادوات للشجار‬

‫* فرصة للخدمة واإلسهام‬

‫شركاء متساوون في‬

‫* مصدر للسعادة و المتعة‬

‫* ملكية‬

‫االيمانية‬

‫او في احدى التجارب‬

‫شريك في خدمة دار العبادة‬

‫متعاطف او كبش فداء‬

‫الزوج‬

‫االسرة‬

‫المال‬

‫العمل‬

‫الممتلكات‬

‫تلك هي طرق بديلة يمكنك من خاللها ادراك جوانب اخرى من حياتك ‪:‬‬

‫‪97‬‬


‫تنبع من مراكز مختلفة‬ ‫الملحق أ‬

‫المبادئ‬

‫الذات‬

‫دار العبادة‬

‫االعداء‬

‫محورك‬ ‫العدو او‬

‫اذا كان‬

‫المعارضة‬

‫االرشاد‬

‫المتوازن‬

‫مهم من نمط الحياة المتكامل و‬

‫* اعادة االبتكار الحقيقي و جزء‬

‫القويمة‬

‫* متعة تأتي من أي نشاط للحياة‬

‫*احتياجاتي‬

‫*حقوقي‬

‫*تستحق الرضا العاطفي‬

‫الجماعة‬

‫و دعمهم‬

‫لمشاركتهم و خدمتهم‬

‫* أشخاص موثوق بهم‬

‫االعتماد بالتبادل‬

‫* شركاء في حياة‬

‫مساندة و مدعم لي‬

‫يستلزم الفهم و االهتمام‬

‫اعمال مختلف البد‬

‫ذهنية مختلفة وجدول‬

‫اناس لهم تصورات‬

‫الكلمة و لكنهم مجرد‬

‫ليسوا اعداء بمعنى‬

‫الذاتي‬

‫مصدر للتعريف و التبرير‬

‫واإلسهامات‬

‫الخدمات‬

‫* فرصة لتقديم‬

‫للمبادئ الحقة‬

‫* تجسيد‬

‫المصادر لتحقيق المتطلبات الشخصية‬

‫افضل مصالحي يمكن موافقتها‬

‫* تلك االفكار التي تتوافق مع‬

‫و السعادة الحقيقين‬

‫األمانة و من ثم تؤدي الى النمو‬

‫* عند تبجيلها تحافظ على‬

‫خرقها باألفعال السيئة‬

‫عظيمه‬

‫االعتماد بالتبادل يمكنه انجاز اشياء‬

‫الذي يعمل بشكل مستقل و بأسلوب‬

‫المتفردين الموهوبين المبدعين و‬

‫المبدع في وسط العديد من األشخاص‬

‫الشخص المنفرد و الموهوب و‬

‫* قوانين طبيعية ثابتة ال يمكن‬

‫مع الحاجة‬

‫الشخصية‬

‫األهداف‬

‫* ال ترضى سوى باستقالل جميع‬

‫* افضل و اذكى و على صواب‬

‫* مصدر للتبرير‬ ‫دافع لخدمة‬

‫بوصفها رذائل واالبتعاد عنها‬

‫* النظر الى أي متع اخرى‬

‫حياتهم على هذه‬

‫او الذين يبذل اسلوب‬

‫القصوى في‬

‫بأفعال تعكس اخالقيات دار العبادة‬

‫لالجتماع مع باقي اعضاء‬

‫اآلخرون‬

‫يتفقون مع مبادئ الدين‬

‫األولوية‬

‫و االسهامات في دار العبادة او القيام‬

‫* التعية لدار العبادة‬

‫غير المؤمنين الذين‬

‫المصدر الذي له‬

‫عدوك‬

‫الذاتي‬

‫* يشل حركتها العدو‬

‫* مصدر للتعرف على أخطاء‬

‫تتحد القيمة الذاتية من خالل األنشطة‬

‫اعضاء دار العبادة‬

‫* محفز للحماية الذاتية‬ ‫و التبرير الذاتي‬

‫المشترك‬

‫* قد يحدده العدو‬

‫* مصدر للمشاكل‬ ‫الشخصية‬

‫و متعاطف‬

‫* يقدم الدعم العاطفي‬

‫* هدف للكراهية‬

‫مصدر للتبرير‬

‫*الشعور بأنك ضحية‬

‫*تبرير لوصم العدو‬

‫* التعاليم الدينية‬

‫* المتع "البريئة" كفرصة‬

‫المعركة التالية‬

‫وقت للراحة واالسترخاء قبل‬

‫المتعة‬

‫الصديق أو األصدقاء‬

‫العدو او األعداء‬

‫دار العبادة‬

‫الذات‬

‫المبادئ‬

‫تلك هي طرق بديلة يمكنك من خاللها ادراك جوانب اخرى من حياتك ‪:‬‬

‫‪98‬‬


‫الملحق ب‬ ‫اإلستخدام اليومي‬ ‫للمربع ‪ 2‬في‬ ‫المكتب‬


‫االستخدام اليومي للمربع ‪ 2‬في المكتب‬

‫الملحق ب‬

‫صمم التدريب والتحليل التالي لمساعدتك على رؤية تأثير التصور الذهني للمربع ‪2‬‬ ‫في إعداد العمل على مستوى عملي للغاية ‪.‬‬ ‫لنفترض أنك مدير تسويق لشركة أدوية كبيرة ‪ .‬وأنت على وشك بدء يوم عادي في مكتبك ‪ ،‬و بينما‬ ‫تلقي نظرة على البنود التي ستغطيها اليوم حاولت تقدير الوقت الذي يستغرقه كل بند ‪.‬‬ ‫قائمة البنود غير المرتبة وفقا لألولويات تتضمن ما يلي ‪:‬‬ ‫‪.1‬تود تناول الغداء مع المدير العام (ساعة‪،‬ساعة ونصف)‬ ‫( ‪.1.‬تلقيت تعليمات في اليوم السابق إلعداد موازنة الدعاية للعام التالي (يومين أو ثالثه‬ ‫‪.3‬إنهاء كل ما في صندوق الوارد وتحويله إلى صندوق المخرجات (ساعة‪ ،‬ساعة ونصف )‬ ‫‪. 4‬أنت في حاجة إلى التحدث إلى مدير المبيعات حول مبيعات الشهر الفائت و مكتبه في آخر‬ ‫الردهة‪4‬ساعات‬ ‫‪.5.‬لديك عدة بنود و السكرتيرة تقول إنها عاجلة‬ ‫‪.6.‬تود مطالعة الدوريات الطبية المكدسة على مكتبك‬ ‫‪.7‬عليك إعداد عرض لالجتماع الخاص بالمبيعات خالل الشهر المقبل (ساعتين)‬ ‫‪.8.‬هناك شائعة تقول أن مجموعة من المنتجات لم تنجح في اختبار الجودة‬ ‫أحد العاملين في وكالة الغذاء و الدواء ‪.9 FDA‬يرغب في التحدث إليك حول المنتج (نصف ساعة)‬ ‫‪.1٠‬هناك اجتماع في الثانية بعد الظهر مع المجلس التنفيذي؛ و لكنك ال تعلم ما يدور (ساعة)‬ ‫و اآلن خذ بضع دقائق و استخدم ما تعلمته من العادات األولى و الثانية و الثالثة و الذي من شأنه‬ ‫مساعدتك على تنظيم جدول مواعيدك بفعالية‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫االستخدام اليومي للمربع ‪ 2‬في المكتب‬

‫الملحق ب‬

‫و حينما أطلب منك وضع خطة ليوم واحد أكون بذلك قد محيت تلقائيا السياق األكبر لألسبوع و‬ ‫األساسي بالنسبة إلدارة الوقت الخاص بالجيل الرابع‪.‬‬ ‫ولكنك ستتمكن من رؤية قوة التصور الذهني المتمحور حول المبادئ للمربع ‪ ٢‬حتى في سياق مدة‬ ‫زمنية قدرها تسع ساعات‪.‬‬ ‫و من الواضح أن معظم البنود التي تتضمنها القائمة من أنشطة المربع‪ 1‬فمع استثناء البند السادس‬ ‫وهو مطالعة الدوريات الطبية‪ -‬تبدو بقيه البنود مهمه وعاجله‪.‬‬‫إذا كنت ممن يتبعون مدرسة الجيل الثالث ‪،‬و استخدمت األولويات وفقا للقيم و األهداف سيكون‬ ‫لديك إطار لجدولة قراراتك و ربما تضع أحرفا مثل أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج إلى جانب كل بند ثم تكتب األرقام ‪1‬‬ ‫‪ 3، ٢ ،‬تحت كل بند ‪.‬وستضع في اعتبارك الظروف مثل توافر أفراد آخرين مشاركين و مقدار‬ ‫الوقت المنطقي لتناول الغداء‪ .‬و أخيرا وفقا لكل هذه العوامل ستضع جدول اليوم‪.‬‬ ‫و الكثير من مديري وقت الجيل الثالث ممن أجروا هذا التدريب وضعوا جدولهم مثلما وصفت‪ .‬فقد‬ ‫حددوا متى سيفعلون ماذا‪ ،‬ووفقا للعديد من االفتراضات الموضوعة والمحددة بدقة سينجزون أو‬ ‫على أقل تقدير سيبدؤون في تنفيذ أهم البنود اليوم و يؤجلون الباقي إلى اليوم التالي أو أي وقت‬ ‫آخر‪.‬‬

‫‪100‬‬


‫االستخدام اليومي للمربع ‪ 2‬في المكتب‬

‫الملحق ب‬

‫و اآلن لنلقي نظرة على البنود في قائمه تستخدم المربع ‪ .٢‬هذا هو السيناريو الوحيد المتبع ‪-‬و يمكن‬ ‫أن توجد سيناريوهات أخرى و التي تتوافق كذلك مع التصور الذهني للمربع ‪ -٢‬و لكن هذا نموذج‬ ‫لنوع التفكير الذي يجسده هذا المربع‪.‬‬ ‫وبصفتك مديرًا يتبع المربع ‪ ٢‬ستدرك أن معظم أنشطة (إ) توجد في المربع ‪ 1‬و أن معظم أنشطة‬ ‫(ق إ) توجد في المربع ‪ ٢‬و أنت تعلم أن الطريقة الوحيدة إلدارة المربع ‪ 1‬هي التركيز على المربع‬ ‫‪ ٢‬عن طريق الوقاية وإتاحة الفرصة و امتالك الشجاعة لتقول "ال" للمربعين ‪ 3‬و ‪.4‬‬

‫اجتماع مجلس اإلدارة في الثانية من بعد الظهر‪.‬‬ ‫لنفترض أن اإلجتماع لم يحدد جدول أعمال للمديرين الحاضرين او ربما لم تطّلع أنت على جدول‬ ‫االعمال حتى دخولك اإلجتماع‪ .‬بالطبع هذا أمر شائع الحدوث‪ .‬و نتيجة لهذا يحضر الناس مثل هذه‬ ‫اإلجتماعات دون تحضير و يقولون ما يطرأ على أذهانهم‪ .‬و معظم اإلجتماعات تصنف بنود المربع‬ ‫‪ ٢‬تحت مسمى "أعمال أخرى" ‪ .‬وألن "العمل يمأل الوقت المخصص لالنتهاء منه بالكامل"‪-‬وطبقا‬ ‫لقانون باركنسون‪-‬لن يكون هناك وقت لمناقشة البنود األخرى‪.‬‬ ‫لذا لن يكون بوسعك اإلنتقال إلى المربع ‪ ٢‬إال عندما تحاول في البداية أن تضع لنفسك جدول أعمال‬ ‫و من ثم تستطيع إعداد عرض حول كيفية مضاعفة فائدة اجتماعات المجلس التنفيذي‪ .‬وسوف يؤكد‬ ‫العرض أيضا على أهمية وجود مسودة لالجتماع ترسل على الفور للمشاركين عقب االجتماع ‪،‬‬ ‫وتتضمن المهام موزعة و مواعيد تنفيذها‪.‬‬ ‫وبالطبع يتطلب هذا قدرا كبيرا من المبادرة و الشجاعة لتحدي فرضية أنك في المقام األول بحاجة‬ ‫إلى وضع البنود في جدول و يمكن تناول بقية البنود األخرى التي تتضمنها القائمة بنفس مفهوم‬ ‫المربع ‪ ٢‬عدا المكالمة الهاتفية لمسؤول منظمة الغذاء و الدواء‪.‬‬ ‫الرد على مكالمة مسؤول منظمه الغذاء و الدواء‪.‬‬ ‫وفقا لطبيعة العالقة التي تربطك بهذه المنظمة يمكنك إجراء المكالمة الهاتفية في الصباح‪ .‬وهذا‬ ‫أمر قد يصعب تفويض شخص آخر للقيام به وذلك ألن األمر يتضمن منظمة ربما تنتهج ثقافة‬ ‫المربع‪.1‬‬ ‫يحتمل أال تكون دائرة تأثيرك كبيرة بالقدر الكافي لتؤثر في ثقافة منظمة الغذاء و الدواء‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫االستخدام اليومي للمربع ‪ 2‬في المكتب‬

‫الملحق ب‬

‫و مرة أخرى قد يتطلب منك األمر قدرا معقوال من المبادرة لتغتنم الفرصة لتغيير طبيعة العالقة‬ ‫مع منظمة الغذاء و الدواء‪.‬‬ ‫وبالطبع ستحتاج إلى وقت تقضيه في المربع ‪. 1‬فحتى أفضل الخطط الموضوعة في المربع ‪ ٢‬ال‬ ‫يمكنك تحقيقها في بعض األحيان و مما ال شك فيه أنك في حاجة إلى الصبر و المثابرة‪.‬‬

‫‪102‬‬


‫كلمة عن فرانكلين كوفي‬ ‫رسالة حياة‬ ‫إننا نبث السمو في األشخاص والمؤسسات وفي كل مكان‪.‬‬

‫معتقدات أساسية‬ ‫نحن نؤمن أن ‪:‬‬ ‫‪.1‬الناس بطبيعتهم أكفاء ويتطلعون إلى السمو ويملكون المقدرة على االختيار‪.‬‬ ‫‪.٢‬المبادئ ال يبليها الزمن وتتسم بالعالمية وتعد األساس للفاعلية األبدية‪.‬‬ ‫‪.3‬القيادة هي اختيار‪ ،‬يتم بناؤه من الداخل إلى الخارج على أساس الشخصية‪ .‬إن القادة العظماء‬ ‫يحررون المواهب الجماعية لدى الناس ويوجهونها ناحية الهدف الصحيح‪.‬‬ ‫‪.4‬عادات الفاعلية تتأتى فقط من االلتزام باستخدام أدوات وعمليات متكاملة‪.‬‬ ‫‪.5‬الوصول إلى األداء العالي والحفاظ عليه يتطلب تحقيق التوازن في ( إ \ ق إ ) – تركيز على‬ ‫تحقيق النتائج وبناء الكفاءة ‪.‬‬ ‫‪.1‬االلتزام‬ ‫بالمبادئ‬

‫‪.2‬التأثير‬ ‫االنهائي‬ ‫على العميل‬

‫‪.4‬النمو‬ ‫الربحي‬

‫القيم‬

‫‪.3‬احترام‬ ‫الجميع‬ ‫فرانكلين كوفي هو قائد عالمي في التدريب على الفاعلية واستخدام أدوات االنتاج و تقديم الخدمات‬ ‫التقييمية للمؤسسات وفرق العمل و األفراد‪.‬‬ ‫ولدى فرانكلين كوفي ‪ ٢٠٠٠‬من المساعدين الذين يقدمون الخدمات المهنية والمنتجات و المواد‬ ‫بثمان وعشرين لغة في تسعة وثالثين مكتبا في خمسة وتسعين دولة حول العالم‪.‬‬ ‫‪103‬‬


‫البرامج والخدمات‬ XQ Survey and Debrief *)‫(لمساعدة القادة على تقييم "حاصل األداء" لمؤسساتهم‬ *‫ورشة‬The 7 Habits of Highly Effective people

The FranklinCovey Planning system *

104


‫كلمة المؤلف‬ ‫ستيفين آر‪ .‬كوفي هو قائد جدير باإلحترام ‪ ،‬وخبير أسري ‪ ،‬ومعلم ‪ ،‬واستشاري تنظيمي ‪ ،‬و‬ ‫مؤلف و الذي كرس حياته لتعليم طرق الحياة وفقا للمبادئ والقيادة لبناء كل من األسر والمؤسسات‬ ‫‪ .‬وهو حاصل على ماجستير في إدارة األعمال في كل من جامعة هارفارد ودكتوراه من جامعة‬ ‫بريجهام يونج ‪ ،‬حيث كان يعمل أستاذا للتنظيم السلوكي و إدارة األعمال كما عمل أيضا مديرا‬ ‫للعالقات بالجامعة و مساعد رئيسها‪.‬‬ ‫دكتور كوفي هو مؤسس ونائب رئيس شركة فرانكلين كوفي ‪،‬وهي شركة تقدم خدمات مهنية‬ ‫متخصصة ولها مكاتب في ‪ 1٢3‬دولة ‪.‬وهم يتشاركون رؤية ومبادئ وعاطفة دكتور كوفي إللهام‬ ‫األفراد و المؤسسات في كل أنحاء العالم و إمدادهم بأدوات التغير والنمو‪.‬‬

‫بعض أعمال ستيفن آر‪.‬كوفي المميزة‪:‬‬

‫‪105‬‬


‫الفهرس‬ ‫الموضوع‬

‫الصفحة‬

‫مقدمة روافد المعرفة‬ ‫جانب من عبارات الثناء التي حظي بها كتاب العادات السبع للناس األكثر فعالية للكاتب‬ ‫ستيفن آر كوفي‬ ‫تصدير‬ ‫الجزء األول ‪ :‬التصورات الذهنية و المبادئ‬ ‫من الداخل الى الخارج‬ ‫السمات األخالقية و األخالق الشخصية‬ ‫الصالح الثانوي و الصالح األساسي‬ ‫قوة التصور الذهني‬ ‫قوة تغيير التصور الذهني‬ ‫تدبر و كن ماترى‬ ‫التصور الذهني وفقا للمبادئ‬ ‫مبادئ النمو و التغيير‬ ‫المشكلة تكمن من المنظور الذي نراها من خالله‬ ‫مستوى جديد من مستويات التفكير‬ ‫العادات السبع لمحة سريعة‬ ‫تعريف العادات‬ ‫العادات الفعالة و المؤثرة‬ ‫مبادئ و أنماط السلوك الداخلية‬ ‫تدرج النضج‬ ‫تعريف الفعالية‬ ‫أنواع األصول الثالثة‬ ‫(ق إ) الخاص بالمؤسسات‬ ‫كيف تستخدم هذا الكتاب؟‬ ‫ما الذي يمكنك توقعه؟‬ ‫الجزء الثاني ‪ :‬النصر الشخصي‬ ‫العادة األولى ‪ :‬كن مبادرا‬ ‫مبادئ الرؤية الشخصية‬ ‫المرآة اإلجتماعية‬ ‫بين المثير واإلستجابة‬ ‫تعريف المبادرة‬ ‫األخذ بزمام المبادرة‬ ‫كن مبادر و انتظر رأي اآلخرين‬ ‫االستماع الى لغتنا‬ ‫دائرة الهموم ‪ /‬دائرة التأثير‬ ‫مشكلة مباشرة أو غير مباشرة أو خارجة عن نطاق السيطرة‬ ‫توسيع دائرة التأثير‬ ‫المتطلبات و الصفات‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪106‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬


‫الطرف اآلخر للعصا‬ ‫قطع التعهدات و اإليفاء بها‬ ‫المبادرة‪ -:‬اختبار الثالثين يوما‬ ‫مقترحات التطبيق‬ ‫العادة الثانية‪ -:‬ابدأ و الغاية في ذهنك‬ ‫كل األمور تبتكر مرتين‬ ‫العمل وفقا للتصميم أو األمر غيبيا‬ ‫القيادة واإلدارة ‪ -‬ابتكاران‬ ‫إعادة كتابة النص ‪ :‬كن انت المبتكر األول في حياتك‬ ‫رسالة الحياة الشخصية‬ ‫في المركز‬ ‫المراكز البديلة‬ ‫التعرف على محورك الشخصي‬ ‫محور المبادئ‬ ‫كتابة رسالة الحياة الشخصية و استخدامها‬ ‫استغل ميع امكانياتك العقلية‬ ‫تحديد األدوار و األهداف‬ ‫رسائل حياة األسرة‬ ‫رسالة حياة للمؤسسات‬ ‫العادة الثالثة ‪ :‬ابدأ باألهم قبل المهم‬ ‫قوة االرادة المستقلة‬ ‫امور هامة إلدارة الوقت‬ ‫مصفوفة ادارة الوقت‬ ‫العادة الرابعة ‪ :‬تفكير المكسب ‪ /‬المكسب‬ ‫ستة تصورات ذهنية للتفاعل اإلنساني‬ ‫المكسب‬ ‫خمسة ابعاد للمكسب ‪ /‬المكسب‬ ‫اتفاقيات األداء على أساس المكسب ‪ /‬المكسب‬ ‫مبادئ تواصل التقمص العاطفي‬ ‫الشخصية و التواصل‬ ‫االنصات وفقا للتقمص العاطفي‬ ‫أربع استجابات مستمدة من السيرة الذاتية‬ ‫الفهم و المفهوم‬ ‫شخص لشخص‬ ‫مقترحات للتطبيق‬ ‫العادة السادسة‪ :‬التكاتف مع اآلخرين‬ ‫مبادئ التعاون الخالق‬ ‫التكاتف المتواصل‬ ‫التكاتف داخل الفصل المدرسي‬ ‫التكاتف في العمل‬ ‫التكاتف و التواصل‬ ‫السعي وراء البديل الثالث‬ ‫‪107‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪74‬‬


‫التكاتف السلبي‬ ‫تقدير قيمة الفروق‬ ‫تحديد مجال القوى‬ ‫الطبيعة كلها متكاتفة‬ ‫الجزء الثالث ‪ -:‬التجديد‬ ‫العادة السابعة‪ :‬اشخذ المنشار‬ ‫مبادى التجديد الذاتي المتوازن‬ ‫األبعاد األربعة للتجديد‬ ‫االرتقاء اللولبي الصاعد‬ ‫مقترحات للتطبيق‬ ‫من الداخل الى الخارج مرة اخرى‬ ‫التواصل بين األجيال‬ ‫كن شخصا متحوال‬ ‫ملحوظة شخصية‬ ‫تعقيب‬ ‫الملحق أ ‪ :‬مدركات محتملة تنبع من مراكز مختلفة‬ ‫الملحق ب ‪ :‬االستخدام اليومي للمربع ‪ 2‬في المكتب‬ ‫كلمة عن فرانكلين كوفي‬ ‫البرامج و الخدمات‬ ‫كلمة المؤلف‬ ‫الفهرس‬

‫‪108‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪106‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.