( أدهم شرقاوي ( حديث المساء

Page 1

1


2


‫الفهرس‬

‫المقدمة‬ ‫الحذاء‬ ‫الرسام‬ ‫حكمة عجوز‬ ‫خذ القول ودع القائل‬ ‫متي ينقرض هؤالء‬ ‫ا‬ ‫جميل‬ ‫ازرع‬ ‫فكر أن تتغير‬ ‫فن المسافة‬ ‫الدواء المعجزة‬ ‫درس الشاحنة‬ ‫ال تتنازل عن احلمك‬ ‫برتقالة في زجاجة‬ ‫الحافلة‬ ‫األم‬ ‫التقليد األعمى‬ ‫هكذا يأخذ الضعيف حقة من القوى‬ ‫السجد والناس‬ ‫التنس البسطاء‬ ‫ِ‬ ‫الببغاء‬ ‫كلمات‬ ‫النصف الممتلئ من الكوب‬ ‫عن الحب‬ ‫متجر الزوجات‬ ‫العادات‬

‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪1‬‬


‫المصاعب‬ ‫األعمى‬ ‫اختبار جودة األداء‬ ‫التدرج‬ ‫أسئلة الحجاج بن يوسف الثقفي‬ ‫النسر الدجاجة‬ ‫حسن التخلص‬ ‫ليلى األخيلية‬ ‫عمر ابي ربيعه‬

‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪2‬‬


3


‫الحذاء!‬ ‫عالما كان يمشي مع تلميذه في الحقول الواسعة‪ ،‬وأثناء سيرهما‬ ‫شيخا‬ ‫يحكى أن‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫قديما لفلح خلعه ليريح قدميه‪ ،‬التفت التلميذ إلى شيخه وقال‪ :‬تعال نخبئ‬ ‫شاهدا حذا اء‬ ‫ا‬ ‫حذاء هذا الفلح وننظر ماذا يفعل‪.‬‬ ‫ا‬ ‫قليل‬ ‫فأجابه الشيخ‪ :‬يا بني يجب أن ال نسلي أنفسنا على حساب الفقراء‪ ،‬ما رأيك لو تضع‬ ‫من المال في الحذاء؟‬ ‫أعجب التلميذ باقتراح شيخه ووضع المال في الحذاء‪ ،‬واختبأ وشيخه خلف الشجر ليرقبا‬ ‫مد يده‬ ‫ردة فعل الفلح‪ ،‬بعد دقائق عاد الفلح لينتعل حذاءه وإذا به يتفاجأ بشيء داخله ّ‬ ‫وأخرج المال‪ ،‬فجثا على ركبتيه ورفع يديه إلى السماء وقال‪ :‬أشكرك يا رب ألنك علمت أن‬ ‫أوالدي جوعى‪ ،‬هذا مال يكفي لشراء طعام وفير‪.‬‬ ‫عندها قال الشيخ لتلميذه‪ :‬ألست اآلن أكثر سعادة مما لو فعلت اقتراحك األول؟!‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫البسطاء ليسوا مادة للسخرية‪ ،‬ونحن عندما نسخر من فقير أو قبيح إنما نتهم اهلل بسوء‬ ‫السنعة ونحن ال ندري‪ .‬وكما وزّ ع اهلل األرزاق بين الناس وزّ ع العقول أيضا!‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫سلما إلى الجنة‪ ،‬وتجعل من‬ ‫انو الخير ولو لم تفعله‪ .‬النية هي التي تجعل من عمل صغير‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫طريقا إلى النار‪.‬‬ ‫عمل عظيم‬ ‫ا‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫‪4‬‬


‫لذة ال يعرفها إال من أعطى‪ ،‬ونحن بحاجة ألن نعطي أكثر من حاجتنا أن نأخذ‬ ‫في العطاء ّ‬ ‫لنكون أسعد‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫العطاء الحقيقي والحرمان الحقيقي ليس في المال فقط‪ ،‬فهناك عطاء أثمن قيمة من‬ ‫تحمل أخطاء اآلخرين‬ ‫المال‪ ،‬فدعوة في ظهر الغيب عطاء‪ ،‬والعفو عند المقدرة عطاء‪ّ ،‬‬ ‫عطاء‪ ،‬حاجتنا لمثل هذا أشد من حاجتنا إلى المال؛ فاألشياء بقيمتها ال بأثمانها‪.‬‬ ‫كم هو ثمن ابن بار؟!‬ ‫كم هو ثمن زوج حنون؟!‬ ‫وفي؟!‬ ‫كم هو ثمن صديق‬ ‫ّ‬ ‫هذه األشياء ال أثمان لها ألنها ال تشترى وبدونها نحن فقراء ولو ملكنا العالم كله‪.‬‬

‫الدرس الخامس‪:‬‬ ‫اقيا في تفكيرك‪.‬‬ ‫كن ر ا‬ ‫ُسرق حذاء لعبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنه‬ ‫محتاجا فاجعل هذا آخر ذنب‬ ‫محتاجا فبارك له فيما أخذ‪ ،‬وإن لم يكن‬ ‫فقال‪ :‬اللهم إن كان‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫يذنبه!‬ ‫للرقي!‬ ‫للرقي يا ابن مسعود‪ ،‬يا ّ‬ ‫يا ّ‬

‫الرسام‪:‬‬ ‫كان رسام عجوز في قرية صغيرة يرسم لوحات جميلة ويبيعها بسعر مرتفع‪ ،‬وفي يوم‬ ‫أتاه فقير وقال له‪:‬‬ ‫أنت تكسب ا‬ ‫كثيرا‪ ،‬لماذا ال تساعد فقراء القرية؟‬ ‫ماال‬ ‫ا‬ ‫انظر إلى الجزار في قريتنا ال يملك ا‬ ‫مجانيا كل يوم‪.‬‬ ‫لحما‬ ‫ماال‬ ‫ا‬ ‫كثيرا‪ ،‬ويوزع على الفقراء ا‬ ‫ا‬ ‫منزعجا وأشاع في القرية أن الرسام‬ ‫لم يرد عليه الرسام واكتفى باالبتسام‪ ،‬خرج الفقير‬ ‫ا‬ ‫ثري‪ ،‬فنقم عليه أهل القرية‪.‬‬ ‫بعد مدة مرض الرسام العجوز ومات‪ ،‬ومرت األيام والحظ أهل القرية أن الجزار لم يعد‬ ‫ُيوزع اللحم على الفقراء وعندما سألوه عن السبب قال‪:‬‬ ‫‪5‬‬


‫كان الرسام يعطيني المال ألوزع اللحم على الفقراء فلما مات انقطع المال فانقطع‬ ‫اللحم!‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫سطحيا‪.‬‬ ‫ال تكن‬ ‫ا‬ ‫ترى من األمور ظاهرها فقط‪ ،‬فالبعض نبلء في الخفاء‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫َ‬ ‫مالك وللنّ اس؟!‬ ‫يكفي أن تعرف نفسك‪.‬‬ ‫شخصا جعلوا عيوبه مزاياه‪ ،‬وإذا‬ ‫منذ متى كانت أحكام الناس عادلة فالناس إذا أحبوا‬ ‫ا‬ ‫شخصا جعلوا حسناته رزاياه‪ ،‬ويوم أرادوا أن يطردوا آل لوط من قريتهم ولم يجدوا‬ ‫كرهوا‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫بالطهارة!‬ ‫مقنعا اتهموهم‬ ‫ذنبا‬ ‫ا‬ ‫لهم ا‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫قديما‪ :‬إرضاء الناس غاية ال تدرك‪.‬‬ ‫قالت العرب‬ ‫ا‬ ‫محبوبا ستجد من يكرهك‪.‬‬ ‫فمهما كنت‬ ‫ا‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫السر أجمل‪.‬‬ ‫األشياء الجميلة تكون في‬ ‫ّ‬ ‫فالنصيحة على المأل فضيحة‪ ،‬والصدقة في العلن قد تجرح كرامة؛ فل تفعل على المأل‬ ‫معروفا يمكن فعله في السر‪ ،‬وال تخف على ّ‬ ‫حظك‪.‬‬ ‫ا‬ ‫الورد يشم عطره ولو لم يتعمد نثره!‬

‫حكمة عجوز!‬ ‫في لقاء تلفزيوني مع عجوز‬ ‫‪6‬‬


‫سعيدا‬ ‫عاما‬ ‫ا‬ ‫أمضت مع زوجها خمسين ا‬ ‫ُسئلت العجوز عن سر سعادتها ّ‬ ‫كل هذا العمر‬ ‫هل هي المهارة في إعداد ّ‬ ‫الطعام؟ أم اإلنجاب؟ أم إنجاب األوالد؟‬ ‫فقالت‪ :‬ال تقولي المال‪ ،‬وال تقولي الجمال‪ ،‬وال تقولي المهارة في إعداد ّ‬ ‫الطعام‪ ،‬وال‬ ‫تقولي األوالد‪.‬‬ ‫إذا ؟‬ ‫السر ا‬ ‫فتعجبت المذيعة وقالت لها‪ :‬ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫قالت العجوز‪ :‬عندما يغضب زوجي ويثور‪ ،‬كنت ألجأ إلى الصمت بكل احترام‪.‬‬ ‫غرفتك؟‬ ‫فقالت لها المذيعة‪ :‬لماذا ال تخرجين من‬ ‫ِ‬ ‫إياك‪ ،‬فقد يظن أنّ ِك ال تريدين سماعه‪ ،‬بعد ذلك أقول له هل انتهيت؟!‬ ‫قال العجوز‪ِ :‬‬ ‫الصراخ‪.‬‬ ‫الراحة بعد هذا ُّ‬ ‫ثم أخرج ألنّ ه بحاجة إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫قالت لها المذيعة‪ :‬ماذا تفعلين بعدها؟‬ ‫تفضل‬ ‫أجابت العجوز‪ :‬بعد ساعة أصنع له‬ ‫كوبا من العصير أو فنجان قهوة‪ ،‬وأقول له‪ّ :‬‬ ‫ا‬ ‫اشرب!‬ ‫أنت غاضبة؟!‬ ‫فيسألني‪ :‬هل ِ‬ ‫ا‬ ‫جميل‪.‬‬ ‫كلما‬ ‫فأقول‪ :‬ال‪ ،‬فيبدأ باالعتذار ويسمعني‬ ‫ا‬ ‫تصدقينه؟‬ ‫قالت المذيعة‪ :‬وهل‬ ‫ّ‬ ‫أصدقه وهو هادئ؟‬ ‫طبعا‪ ،‬لماذا أصدقه وهو غاضب وال‬ ‫قال العجوز‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫وكرامتك؟!‬ ‫قالت المذيعة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫فقالت العجوز‪ :‬كرامتي برضى زوجي والمحافظة على بيتي‪.‬‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫فن الحياة هو أن نعرف كيف نحياها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جدا أن يكون عندنا أسباب ّالعادة‪ ،‬ولكن األجمل أن تكون عندنا اإلرادة لنسعد!‬ ‫مهم ا‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫عليك تناولها‪ ،‬اترك بعض‬ ‫قليل ليسهل‬ ‫يقول أحد الحكماء‪ :‬كما تترك بعض األطعمة تبرد‬ ‫ا‬ ‫قليل‬ ‫المشاكل تبرد‬ ‫‪7‬‬


‫عليك ّ‬ ‫َ‬ ‫حلها!‬ ‫ليسهل‬ ‫اختيار التوقيت جزء من الحل‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫الرجل طفل كبير‪ ،‬واألطفال ال تجدي معهم التّ ناحة!‬ ‫وبالدارج‬ ‫واجهة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫عليك أن تستميليهم لتحصلي على ما تريدين‪ ،‬فل تكوني ِص ّ‬ ‫دامية وال ُم ِ‬ ‫وبل خجل (خديه على قدر عقله)‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫معا‪.‬‬ ‫صلح اليت ليس بيد الزوجة فقط‪ ،‬بل هي‬ ‫مهمة الزوجين ا‬ ‫ّ‬ ‫مدلل تريدها أن تصالحك ّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫مرة‪.‬‬ ‫قليل‪ ،‬وال تكن‬ ‫فانزل عن كبريائك‬ ‫كل ّ‬ ‫الرجل الحنون الذي يبادر إلى الصلح يأسر المرأة‪ ،‬وال شيء يفتن المرأة أكثر من رجل‬ ‫حنون‪.‬‬ ‫الحياة شراكة‪ ،‬االثنان فيها يغضبان واالثنان ُيصالحان‪.‬‬

‫الدرس الخامس‪:‬‬ ‫الخلفات الزوجية شيء طبيعي في حياة أي زوجين‪ ،‬وهذه الخلفات قد تكون مفيدة‬ ‫أحيانا ا ألنها تكسر روتين الحياة ورتابتها‪ ،‬فهي كالملح في ّ‬ ‫الطعام‪ ،‬القليل يضبطه والكثير‬ ‫منه يفسده!‬

‫الدرس السادس‪:‬‬ ‫بد من التجاهل أحيانا ا‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫المتغابي!‬ ‫وقد قالت العرب‬ ‫سي ُد قومه ُ‬ ‫قديما‪ّ :‬‬ ‫ا‬

‫الدرس السابع‪:‬‬ ‫النّ اس طباع‪.‬‬ ‫تتكيف معه‪.‬‬ ‫فافهم طبيعة شريكك وحاول أن‬ ‫ّ‬

‫‪8‬‬


‫البيوت النّ اجحة ليست كذلك ألنها قائمة على التشابه‪ ،‬ولكنها ناجحة ألنها قائمة على‬ ‫التّ فاهم‪.‬‬

‫ود ع القائل!‬ ‫ُخذ القول َ‬ ‫ُيحكى أن ا‬ ‫أعرابي اا عند الماء فلحظ الرجل حمل بعيره فسأله عن محتواه‪ ،‬فقال‬ ‫رجل وجد‬ ‫ا‬ ‫األ عرابي‪:‬‬ ‫ترابا ليستقيم الوزن في الجهتين‪.‬‬ ‫كيس يحتوي ا‬ ‫لم ال تستغني عن كيس التراب وتنصف كيس المؤنة في الجهتين فتكون‬ ‫فقال الرجل‪َ :‬‬ ‫قد خففت الحمل على البعير؟‬ ‫فقال األعرابي صدقت!‬ ‫ففعل ما أشار إليه ثم عاد يسأله‪ :‬هل أنت شيخ قبيلة أم شيخ دين؟‬ ‫فقال ال هذا وال ذاك‪ ،‬بل رجل من عامة الناس‪.‬‬ ‫فقال األعرابي‪ :‬قبحك اهلل ال هذا وال ذاك ثم تشير علي!‬ ‫فأعاد حمولة البعير كما كانت‪.‬‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫تواضع!‬ ‫َ‬ ‫نبي نملة‪.‬‬ ‫التي أوقفت جيش ّ‬ ‫ا‬ ‫ضاحك اا من قول نملة‪.‬‬ ‫انظر لتواضع ُسليمان وقد ملك األرض من مشرقها لمغربها‪ ،‬يبتسم‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫‪9‬‬


‫يرفع أهله‪ ،‬والعظيم إذا قال الباطل تصاغر ألن‬ ‫الوضيع إذا قال الحق تعاظم ألن الحق‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫يحط أهله!‬ ‫الباطل‬ ‫فليكن حكمك على القول ال على صاحبه‪ ،‬وناقش الفكرة ال الشخص‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫النّ اس بعقولهم وقلوبهم ال بأجسامهم ووجوههم‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫أحيانا ا صاحب العقل ال ُيسعفه عقله فيجد ضالته في عقل من دونه‪ ،‬ومن حكمة اهلل أنّ ه‬ ‫أحاج النّ اس للناس!‬

‫متى ينقرض هؤالء؟!‬ ‫قال رجل ليحيى بن خالد البرمكي‪ :‬واهلل ألنت أحلم من األحنف‪ ،‬وأحكم من معاوية‪،‬‬ ‫وأحزم من عبد الملك‪ ،‬وأعدل من عمر بن عبد العزيز!‬ ‫فقال له يحيى‪ :‬لعمير غلم األحنف أحلم مني‪ ،‬ولسارحون كاتب معاوية أفقه مني‪،‬‬ ‫وألبو الزّ عيزعة صاحب شرطة عبد الملك أحزم مني‪ ،‬ولمزاحم قهرمان عمر بن عبد العزيز‬ ‫أعدل من وما تقرب إلى من أعطاني فوق حقي!‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫يقول داروين‪ :‬البقاء ليس لألقوى‪ ،‬وإنما لألقدر على التكيف!‬ ‫لهذا لن ينقرض هؤالء ألن لهم قدرة عجيبة على التكيف‪ ،‬يخلعون مبادئهم كما تخلع‬ ‫غير أحدنا ملبسه!‬ ‫الحية جلدها‪ُ ،‬‬ ‫غيرون وجوههم كما ُي ّ‬ ‫وي ّ‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫ثيابا رثة ويمدون أيديهم في الطرقات؛ فهناك‬ ‫المتسولون ليسوا أولئك الذين يلبسون‪ ،‬ا‬ ‫متسولون مرموقون!‬ ‫ال يمدون أيديهم كالمتسولين الذين ترونهم في الشوارع‪ ،‬هؤالء يمدون ماء وجوههم!‬ ‫‪10‬‬


‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫من لم يحفظ مكانة غيرك عندك‪ ،‬لن يحفظ مكانتك عند غيرك!‬ ‫ومن اتخذ اآلخرين سلما ليصعد إليك‪ ،‬سيتخذك سلما ليصعد إلى غيرك!‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫النبلء ليسوا بحاجة ألن يكون اآلخرون أقل قيمة ليرتفعوا‪ ،‬فكن ا‬ ‫نبيل وال ترض أن يهان‬ ‫شريف في حضرتك ولو كان خصمك!‬

‫الدرس الخامس‪:‬‬ ‫عيبا أن تكون علقتك حسنة بمن هم أعلى مرتبة منك‪ ،‬ولكن العيب أن تبني‬ ‫ليس ا‬ ‫علقتك معهم عن طريق هدم اآلخرين!‬

‫الدرس السادس‪:‬‬ ‫سلحا كثيرة وأودعها عند رجل يهودي يدعى السموأل‪ ،‬وذهب إلى‬ ‫جمع امرؤ القيس‬ ‫ا‬ ‫كمدا‪.‬‬ ‫قيصر يطلب منه المدد ُليرجع ملك أبيه‪ ،‬فعاد من عنده صفر اليدين‪ ،‬ومات بعدها‬ ‫ا‬ ‫أرسل ملك كندة إلى السموأل يطلب أمانة امرؤ القيس‪ ،‬فرفض السموأل وقال له‪ :‬ال‬ ‫أعطي األمانة إال لورثته‪ ،‬فهدده ملك كندة بذبح ابنه‪ ،‬فقال له السموأل‪ :‬ضياع ابني‬ ‫أهون من ضياع مروءتي!‬ ‫فحفظت العرب هذا الوفاء وقالت قولتها الشهيرة‪ :‬أوفى من السموأل!‬

‫الدرس السابع‪:‬‬ ‫وعدا وأنت‬ ‫قرارا وأنت في شدة غضبك‪ ،‬فالغضب يعمي القلب فتريث وال تقطع‬ ‫ا‬ ‫ال تتخذ ا‬ ‫فتمهل‪.‬‬ ‫في شدة فرحك‪ ،‬فالفرح يغرقك في نسوته‬ ‫ّ‬

‫الدرس الثامن ‪:‬‬ ‫عرقوب رجل كان عنده نخل فأتاه سائل يسأل صدقة‪ ،‬فقال له عرقوب‪ :‬إذا أطلقت هذه‬ ‫النخلة فكل طلعها‬ ‫‪11‬‬


‫فلما أطلقت أتاه‪.‬‬ ‫بلحا‪.‬‬ ‫فقال له‪ :‬دعها حتى تصير ا‬ ‫تمرا‪.‬‬ ‫فلما أبلحت أتاه‪ ،‬قال له‪ :‬دعها حتى تصير ا‬ ‫فلما أتمرت عمد إليها عرقوب في الليل وقطعها ولم يعط السائل شيئا ا‪.‬‬ ‫فصار عند العرب ا‬ ‫مثل‪ :‬أكذب من عرقوب!‬

‫الدرس التاسع ‪:‬‬ ‫قالت العرب‪ :‬وعد الحر دين؛ ألنهم كانوا يعتقدون أن الفاقق بين الحر والعبد ليس لون‬ ‫حرا بهيئتك عبدا بأخلقك!‬ ‫البشرة وإنما لون األخلق‪ ،‬فل تكن ا‬

‫ا‬ ‫جميل!‬ ‫ازرع‬ ‫كان فيما مضى شاب ثري يؤثر أصدقاؤه أيما إيثار‪ ،‬وهم بدورهم ّ‬ ‫يجلونه ويحترمونه‪.‬‬ ‫دارت األيام دورتها‪ ،‬ومات والد الشاب وافتقرت العائلة‪.‬‬ ‫فبدأ الشاب يبحث عن أصدقاء الماضي‪ ،‬فعلم أن أعز صديق أصبح من أصحاب األموال‪،‬‬ ‫ا‬ ‫سبيل إلصل ح حاله‪ ،‬فلما وصل‪ ،‬لم يرض بلقائه‪.‬‬ ‫فتوجه إليه ليجد‬ ‫وقريبا من دياره صادف ثلثة من الرجال يبحثون عن‬ ‫خرج الرجل وهو يتألم على الصداقة‪،‬‬ ‫ا‬ ‫رجل يدعى فلن ابن فلن وذكروا اسم والده‪ ،‬فقال لهم إنه أبي‪ ،‬وقد مات‪ ،‬قالوا له‬ ‫عندنا قطع نفيسة من المرجان تركها أبوك عندنا أمانة‪ ،‬فدفعوا إليه ورحلوا‪ ،‬ومضى في‬ ‫طريقه‪ ،‬وصادف امرأة مسنة عليها آثار النعمة والخير‪ ،‬قالت له أين أجد مجوهرات للبيع‬ ‫في بلدتكم؟‬ ‫فسألها‪ :‬إن كان يعجبها المرجان؟‬ ‫قطعا‪ ،‬وهكذا عادت الحال إلى يسر بعد عسر‪.‬‬ ‫قالت له‪ :‬نعم المطلب‪ ،‬فابتاعت منه‬ ‫ا‬ ‫فتذكر بعد حين ذلك الصديق‪ ،‬فبعث إليه ببيتين من الشعر جاء فيهما‪:‬‬ ‫لئاما ال وفاء لهم‪.‬‬ ‫عجبت‬ ‫قوما ا‬ ‫ا‬ ‫يدعون بين الورى بالمكر والحيل‪.‬‬ ‫كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى‪.‬‬ ‫وحين أفلست عدوني من الجهل‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫فلما قرأ ذلك الصديق‪ ،‬بعث إليه أبيات جاء فيها‪:‬‬ ‫أما الثلثة قد وافوك من قبلي‪.‬‬ ‫سببا من الحيل‪.‬‬ ‫ولم تكن إال ا‬ ‫أما من ابتاعت المرجان والدتي‪.‬‬ ‫وأنت أنت أخي بل منتهى أملي‪.‬‬ ‫وما طردناك من بخل ومن قلل‪.‬‬ ‫لكن خشينا عليك وقفة الخجل‪.‬‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫الدنيا دوالب‪ ،‬والزمن دوار!‬ ‫تعامل مع الدنيا كغريب ال تعرفه‪ ،‬ال كصديق غائب تنتظره!‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫المعروف ال يضيع‪ ،‬وإن ضاع عند الناس فلن يضيع عند اهلل!‬ ‫المعاملة دين‪ ،‬واأليام سداد‪ ،‬حتى إن لم تكن الدنيا سداد فهناك آخرة!‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫غدا‪.‬‬ ‫الدنيا دار زراعة ال دار حصاد‪ ،‬فازرع فيها ما يسرك أن تحصده ا‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫معروفا فل تنساه‪.‬‬ ‫تتذكره‪ ،‬وإذا صنع إنسان معك‬ ‫معروفا مع إنسان فل‬ ‫إذا صنعت‬ ‫ا‬ ‫ا‬

‫الدرس الخامس‪:‬‬

‫‪13‬‬


‫يرد المعروف باإلساءة‪.‬‬ ‫ال أحقر من الذي يبادر الناس اإلساءة‪ ،‬إال الذي ّ‬

‫ّ‬ ‫فكر أن تتغير!‬ ‫قالت زوجة لزوجها مشيرة من خلف زجاج النافذة‪ ،‬انظر يا عزيزي إن غسيل جارتنا ليس‬ ‫رخيصا‪ ،‬وتلقي نفس التعليق كلما ترى جارتها تنشر‬ ‫مسحوقا‬ ‫بد أنها تشتري‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫نظيفا‪ ،‬ال ّ‬ ‫نظيفا على حبال جارتها‪ ،‬قال لها‬ ‫الغسيل‪ ،‬وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل‬ ‫ا‬ ‫مبكرا هذا الصباح ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها!‬ ‫زوجها‪ :‬عزيزتي لقد نهضت‬ ‫ا‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫نحن في الغالب ال نرى األشياء كما هي بل كما نحن!‬ ‫دوما ما نبحث في اآلخرين عنّ ا‪ ،‬ونجعل من أنفسنا مقياس ريختر نقيس به الناس‪.‬‬ ‫ا‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫من اشتغل بعيوب الناس نسي عيبه‪ ،‬ومن اشتغل بعيوبه لن يبقى له وقت لينظر في‬ ‫عيوب الناس‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫أسهل نشاط إنساني هو انتقاد اآلخرين‪.‬‬ ‫يضر فوق أنه ال يشفي!‬ ‫النقد اللذع كالجرعة المفرطة من الدواء‪ُّ ،‬‬ ‫حتى النصيحة التي ال تأتي على طبق من اللطف ال تقع في القلب‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫أخطاؤك تريك صواب اآلخرين أخطاء!‬ ‫نوحا حسبوا أنهم على صواب‪.‬‬ ‫الذين كذبوا ا‬

‫فن المسافة‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫خنزيرا‪ ،‬فقال له الخنزير‪ :‬قاتلني!‬ ‫أسدا لقي‬ ‫قال أبو جعفر المنصور‪ :‬بلغني أن‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫‪14‬‬


‫فقال األسد‪ :‬إنما أنت خنزير ولست بكفؤ لي وال نظير‪.‬‬ ‫فقال له الخنزير‪ :‬إن أنت لم تفعل‪ ،‬أعلمت السباع أنك جبنت عن قتالي‪.‬‬ ‫فقال األسد‪ :‬احتمالي كذبك أيسر علي من تلطيخ شاربي بدمك!‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫ترف ْع!‬ ‫ّ‬ ‫البعض ال يستحقون شرف أن تعاديهم‪ ،‬إن غلبتهم لن تجد حلوة النصر‪ ،‬وإن غلبوك‬ ‫فستكون مرارة الهزيمة مضاعفة‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫خسيسا بأسلوبه تتساوى معه‪ ،‬وإن كان ال بد من خوض ذلك النزال‪ ،‬فل تدعه‬ ‫عندما تنازل‬ ‫ا‬ ‫يختار لك سلحك‪.‬‬ ‫لوث هزيمة أخرى!‬ ‫الم ّ‬ ‫نقاء السلح ضروري لنقاء النصر‪ ،‬فالنصر ُ‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫في الوفاق ال يمكن معرفة النبلء‪ ،‬النبلء يظهرون في الخصومات‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫فرق بين الترفع والتكبر‪ ،‬فالتكبر أن ترى أنك أفضل من اآلخرين‪ ،‬أما الترفع فهو أن ترى أن‬ ‫درسا وطويتها‪ ،‬وال ترجع إليها‬ ‫الخصومة ليست إال صفحة في كتاب قرأتها‪ ،‬وأخذت منها ا‬ ‫مرة أخرى‪.‬‬

‫الدرس الخامس‪:‬‬ ‫البطولة الحقيقية تجنب الخصومات ال خوضها‪.‬‬ ‫فن المسافات‪ ،‬ال تبتعد أكثر مما يجب‪ ،‬وال تقترب أكثر‬ ‫لتصبح حياتك أجمل عليك أن تتقن ّ‬ ‫مما يجب‪.‬‬

‫الدواء المعجزة!‬ ‫‪15‬‬


‫في عائلة فقيرة مؤلفة من أم وأب‪ ،‬وولد وبنت صغيرين‪.‬‬ ‫ورما في رأسه‪ ،‬عاد األب‬ ‫مرضا‬ ‫مرض‬ ‫الصبي ا‬ ‫شديدا‪ ،‬وبعد التحاليل الطبية تبين أنه يعاني ا‬ ‫ا‬ ‫ُّ‬ ‫الصبي لن ينجو دون معجزة‪ ،‬في هذه األثناء كانت البنت‬ ‫الصبي أن‬ ‫إلى البيت ليخبر أم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واحدا‪ ،‬أخذت الدوالر وتوجهت إلى‬ ‫دوالرا‬ ‫تسترق السمع‪ ،‬فأسرعت إلى حصالتها‪ ،‬فوجدت‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫أقرب صيدلية‪ ،‬وقالت للصيدلي ومعه أخوه‪ :‬أعطني معجزة!‬ ‫قال الصيدلي‪ :‬ومن قال لك أني أبيع المعجزات؟!‬ ‫قال لها شقيق الصيدلي‪ :‬حدثيني عن المعجزة التي تريدينها!‬ ‫فقالت له ببراءة‪ :‬أخي يحتاج إلى معجزة كي ال يموت‪ ،‬فهل يكفي هذا الدوالر؟!‬ ‫قال لها بابتسامة‪ :‬دوالر واحد هو ثمن المعجزة بالضبط!‬ ‫جراح األعصاب الشهير‪ ،‬ذهب مع البنت إلى بيتها‪،‬‬ ‫هذا الرجل هو "كارتني ارمسترونغ" ّ‬ ‫وقال ألبويها‪ :‬أنا سأجري له العملية‪ ،‬فكانت عملية ناجحة‪ ،‬ولم يتقاض أكثر من دوالر!‬ ‫ثم علق الدوالر في عيادته وكتب تحته‪" :‬هذا الدوالر ثمن معجزة!"‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫إحدى مشاكلنا في هذه الحياة هي أننا كبرنا ونسينا أن نأخذ معنا قلوب األطفال ونحن‬ ‫نكبر!‬ ‫بشرا‪.‬‬ ‫اإلحساس باآلخرين هو ما يجعلنا ا‬ ‫الشجر الذي يخوض معركة أنانية ضاربة في باطن األرض‪ ،‬يفيض فوقها بركانا ا من العطاء‬ ‫يطعم ويظلل الجميع دون أن يسأل عن لون أو جنس أو دين‪ ،‬فاألفكار والمعتقدات التي‬ ‫ال تجعلنا أكثر إنسانية ليست إال نفايات فكرية علينا أن نتخلص منها!‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫نحن ال نريد حياة أصدقائنا ألنها عندنا غالية‪ ،‬موقف شجاع يكفي‪ ،‬وكلمة حلوة تكفي‬ ‫ورأي صادق يكفي‪ ،‬ونصيحة من القلب تكفي‪ ،‬ويد حانية تمسكنا عندما نسقط تكفي‪،‬‬ ‫ا‬ ‫بسيطا‪ ،‬الحياة‬ ‫وتربيته على كتف في لحظة انكسار تكفي‪ ،‬فقدر كل موقف مهما كان‬ ‫مواقف فل تطلب من أصدقائك أكثر من موقف‪.‬‬

‫درس الشاحنة‪:‬‬ ‫‪16‬‬


‫يقول سائح‪ :‬لقنني سائقي درس لن نساه ما حييت اسميته فيما بعد درس الشاحنة‪.‬‬ ‫عندما قفزت أمامنا سيارة بشكل مباغت‪ ،‬ضغط السائق على المكابح بقوة‪ ،‬ورغم خطأ‬ ‫سائق السيارة األخرى أدار رأسه وانهال علينا بالصراخ والشتائم! فما كان من سائقي إال‬ ‫أن ابتسم له ولوح له!‬ ‫فقلت له‪ :‬لماذا تبتسم له؟ قال لي‪ :‬كثير من الناس مثل الشاحنة الكبيرة تدور في األرجاء‬ ‫محملة بأكوام اإلحباط‪ ،‬وعندما يتراكم اإل حباط والهم في داخلهم‪ ،‬يفرغونها في أول‬ ‫مكان سانح!‬ ‫أبدا‪ ،‬كل ما في األمر أنك مررت لحظة إفراغها! فقط‬ ‫فل تأخذ األمور بشكل شخصي ا‬ ‫ابتسم ولوح لهم‪ ،‬وتمنى أن يصبح على خير‪ ،‬ثم امض في طريقك واحذر أن تأخذ نفاياتهم‬ ‫معك لتلقيها أنت على غيرك‪ ،‬دعها تقف عندك‪ ،‬كل إنسان فيه ما يكفيه‪ .‬يييي‬

‫الدرس االول‪:‬‬ ‫الطريقة الوحيدة للفوز ببعض المعارك هو عدم خوضها منذ البداية!‬ ‫والشجاع ليس الذي يربح الخصومات‪ ،‬وإنما الذي يتلفاها‪ .‬قد يربح المهزوم وهو يقاتل‬ ‫أكثر من المنتصر‪ ،‬ويحدث هذا عندما يخسر المهزوم وهو يقاتل في سبيل شيء يستحق‪،‬‬ ‫فهذه الخسارة وقتذاك ماهي إال انتصار مقنع‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫ال تأخذ األمور على محمل شخصي‪ ،‬البعض ساخطون على الحياة بكل ما فيها‪ ،‬لو لم تكن‬ ‫أنت ساعة سخطهم لكان غيرك‪ .‬جرب أن تنظر إليهم كمرضى حتى ال يغريك الشيطان‬ ‫كليا وسينقلب غضبك شفقة عليهم‪.‬‬ ‫للنتقام‪ ،‬سيختلف موقفك ا‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫البعض يرون أن الحق معهم فل تتعب نفسك معهم‪ ،‬لو قتلك للمك ألنك وقفت في‬ ‫وجه رصاصته‪ ،‬ولو طعنك لقاضاك بتهمة تلويث سكينه‪.‬‬ ‫ا‬ ‫جداال حتى‪ ،‬فتجاوزهم بهدوء كما تتجاوز المطبات في‬ ‫الذي ال يقف عند الحق ال يستحق‬ ‫الشارع‪ ،‬وانعطف عنهم كما تنعطف عن الحفر التي خلفتها البلدية‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫قال الثعلب للخروف الواقف أسفل منه‪ :‬أنت تلوث على ماء شربي‪ ،‬فقال له الخروف‪:‬‬ ‫الماء يجري من أعلى إلى أسفل وأنت تشرب قبلي‪ ،‬فقال له‪ :‬ألست من شتمني العام‬ ‫الماضي؟! ي‬ ‫فقال الخروف‪ :‬أنا ابن ستة أشهر‪ ،‬فقال له‪ :‬إ اذا أبوك هو الذي شتمني! فقال له الخروف‪:‬‬ ‫يتيما وال أعرف أبي‪ ،‬فانقض عليه وقال له‪ :‬لعل الذي شتمني كان جدك‪.‬‬ ‫ولدت ا‬ ‫سببا أحيانا ا ليخاصم‪ ،‬إنهم مستسلمون لغريزتهم الحيوانية‬ ‫كذلك بعض الناس‪ ،‬ال يحتاج ا‬ ‫ومنقادين للشر المستعر فيها‪.‬‬

‫ي‬

‫ال تتنازل عن أحلمك‪:‬‬ ‫الدرس االول‪:‬‬ ‫كنت في الصف الثالث االبتدائي عندما قذف مدرس اللغة العربية دفتر التعبير في‬ ‫وجهي وقال‪ :‬ستموت قبل أن تكتب جملة مفيدة‪.‬‬ ‫دوما يدني إلى جادة الصواب‪ ،‬لهذا أول كتاب ألفته كتبت‬ ‫أنا اآلن مدين له ألنه كان‬ ‫ا‬ ‫في صفحة اإلهداء‪ :‬إلى مدرس اللغة العربية الذي قذف دفتر التعبير في وجهي وقال‪:‬‬ ‫ستموت قبل أن تكتب جملة مفيدة! يشهد اهلل أني ال أحمل له اآلن في لبي إال الحب‪،‬‬ ‫كثيرا غير درسه هذا‪ ،‬على األقل قد يكون ترك في حافزا ا من حيث ال أدري‪.‬‬ ‫فقد علمني‬ ‫ا‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫شخصا مميزا ا‪ ،‬نحن نقوده ليبرز هذه الطاقات ونحن‬ ‫في كل إنسان طاقة وقدرة ليصبح‬ ‫ا‬ ‫ندفنها فيه فل تزهد بالمشاركة! كلمة ال تلقي لها ا‬ ‫باال تشحذ همة حتى تصبح حادة‬ ‫كالسكينة وكلمة ال تلقي لها ا‬ ‫باال تقتل موهبة وتحيل إنسانا ا من مشروع شخص مميز إلى‬ ‫شخص بائس‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫‪18‬‬


‫ال تسخر من حلم أحد‪ ،‬لم يمت أحد بجرعة مفرطة من األحلم‪ ،‬غير أن الذين ليس لديهم‬ ‫حلما وقد مات ابن فرناس في سبيل تحقيقه‪ .‬فاحلم ما‬ ‫أحلم ماتوا أحياء‪ .‬الطيران كان ا‬ ‫شئت فالحياة دون أحلم جحيم ال يطاق‪.‬‬

‫برتقالة في زجاجة‪:‬‬ ‫أعطى األب ابنه زجاجة فيها برتقالة كبيرة‪ ،‬تعجب الصبي كيف استطاع الوالد إدخال‬ ‫مفكرا في األمر‪ ،‬ولما‬ ‫هذه البرتقالة الكبيرة من فتحة الزجاجة الضيقة‪ ،‬وأمضى يومه‬ ‫ا‬ ‫وجد األمر غير منطقي سأل أباه إن كان في األمر خدعة‪.‬‬ ‫ابتسم األب وأخذ ابنه إلى حديقة المنزل وجاء بزجاجة فارغة وربطها بغصن شجرة برتقال‬ ‫حديثة الثمار‪ ،‬ثم أدخل إحدى الثمار الصغيرة في الزجاجة وتركها مع األيام حتى كبرت‬ ‫داخل الزجاج واستعصى إخراجها منها‪ .‬حينها عرف الطفل السر وزال عنه العجب‪ ،‬ووجد‬ ‫درسا فقال‪ :‬البرتقالة هي األخلق وأنت الزجاجة‪،‬‬ ‫األب الفرصة سانحة ليعلم ابنه الصغير ا‬ ‫إذا امتلكت األخلق وأنت صغير ستنمو داخلك‪ ،‬بحيث يصبح من العسير إخراجها منك‪.‬‬

‫الدرس االول‪:‬‬ ‫أفضل طريقة للتربية هي التربية عن طريق الموقف‪ ،‬فاهلل يعلمنا العفة في قصة سيدنا‬ ‫يوسف ويحدثنا عن الصبر في قصة أيوب عليه السلم‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫الطفل عجينة طرية تشكلها كما تريد‪ ،‬لهذا لقنوا أوالدكم القيم والمبادئ في سن‬ ‫مبكرة‪ ،‬وال تصغوا للذين يقولون‪ :‬الطفولة للعب‪ ،‬الطفولة للتربية‪ ،‬وهذا هدي نبوي‪.‬‬ ‫ا‬ ‫محدثا ابن عباس‪" :‬يا غلم سم اهلل وكل بيمينك وكل مما يليك"‪.‬‬ ‫وانظر إليه‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫قد يسأل إنسان إذا كان اهلل قدر ما هو كائن‪ ،‬فلم يحاسبنا على قضاءه وقدره!‬

‫‪19‬‬


‫وجوابه أن اهلل مطلق العلم‪ ،‬وحين أعطانا مطلق الحرية في االختيار بين الخير والشر علم‬ ‫بعلمه المطلق ما سنفعل وما سنجترح‪ ،‬فلم يجبر ا‬ ‫متصدقا على‬ ‫قاتل على القتل وال‬ ‫ا‬ ‫الصدقة‪.‬‬ ‫ولو كان لك ولد تعرف قدراته وإمكاناته وأفكاره يمكنك أن تتنبأ ماذا سيفعل في‬ ‫قطعا ال!‬ ‫موقف ما‪ ،‬فإذا جاء بحسب ما تنبأت فهل تكون أجبرته؟‬ ‫ا‬

‫الحافلة‪:‬‬ ‫ورعدا‬ ‫مطرا‬ ‫حافلة مليئة بالركاب وفي منتصف رحلتها بين مدينتين‪ ،‬فجأة تغير الطقس‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫وبرقا‪ .‬ال حظ الركاب أن البرق وكأنه يأتي نحو الحافلة ثم ينتقل إلى مكان آخر‪ ،‬وال يلبث‬ ‫ا‬ ‫أن يعود وكأنه يريد الحافلة ال غير‪.‬‬ ‫مترا من شجرة وقال للركاب‪ :‬معنا شخص في‬ ‫يعندها توقف سائق الحافلة على بعد عشرين ا‬ ‫جميعا‪ ،‬أريد من كل واحد أن يذهب ويلمس الشجرة‬ ‫الحافلة كتب له الموت اليوم وبسببه سنقتل‬ ‫ا‬ ‫واحدا تلو‬ ‫ويعود‪ ،‬الشخص الذي كتب له الموت اليوم سيموت وينجو البقية! ذهب الركاب‬ ‫ا‬ ‫اآلخر‪ ،‬وعندما جاء دور الراكب األخير‪ ،‬رشقه الجميع بنظرات االتهام‪ ،‬مشى بخطوات متثاقلة ولما‬ ‫هادرا فالتفت ليجد أن برقة قد ضربت الحافلة ومات من فيها‪.‬‬ ‫لمس جذع الشجرة سمع صوتا ا‬ ‫ا‬

‫الدرس االول‪:‬‬ ‫أكثر ما يشغل الناس هما الرزق واألجل‪ ،‬وكلهما كتب قبل أن نخرج إلى الحياة! فحتى الهواء‬ ‫رزق وال يملك أحد أن يمنعه من أحد‪ ،‬االختباء لن يزيد في العمر لحظة‪ ،‬واإلقدام لن ينقص من‬ ‫العمر لحظة‪.‬‬ ‫كبيرا قد ُك ِتبت حروفه قبل مجيئنا هو كتاب الرزق‪ .‬كل ما‬ ‫كتابا‬ ‫وبين أول شهيق وآخر زفير‪ ،‬تقرأ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫هو لك سيأتيك رغم ضعفك‪ ،‬وكل ما ليس لك لن تناله بقوتك‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫حب البقاء غريزة إنسانية يستوي فيها المؤمن والفاج‪ ،‬والصغير والكبير‪ ،‬ولكنه سبحانه وتعالى‬ ‫كأسا ليتجرعه كل الناس‪ ،‬لهذا األفضل أن نفكر كيف سنعيش هذا العمر الذي ُك ِتب‬ ‫جعل الموت‬ ‫ا‬ ‫لنا‪.‬ي‬ ‫غدا بين يدي سبحانه‪ ،‬فهو سيحاسبنا عما فعلناه في‬ ‫ماذا سنكتب في الكتاب الذي سنقرأه ا‬ ‫ا‬ ‫قصيرا‪.‬‬ ‫طويل كان أم‬ ‫هذا العمر‬ ‫ا‬ ‫‪20‬‬


‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫يروى أن ملك الموت كان في زيارة لنبي اهلل سليمان عليه السلم وكان في هيئة بشر‪ ،‬فوجد‬ ‫ملك الموت أحد وزراء نبي اهلل سليمان عليه السلم في مجلس من المجالس‪ ،‬فأخذ يتفرس فيه‬ ‫ثم قام وغادر المجلس‪ .‬سأل الوزير سليمان عليه السلم‪ :‬من هذا الرجل؟ قال له‪ :‬هذا ملك‬ ‫الموت!‬ ‫ارتعدت فرائص الرجل وارتخت أوصاله! وقال لسليمان عليه السلم‪ :‬ناشدتك اهلل يا نبي اهلل أن‬ ‫تأمر الريح أن تحملني إلى الهند‪ .‬حاول سليمان عليه السلم أن يذكره أن األ عمار بيد اهلل‪ ،‬ولكن‬ ‫الوزير على علمه أصر على طلبه‪ .‬فما كان من سليمان إال أن طلب من الريح أن تحمله على جناح‬ ‫السرعة إلى الهند‪ ،‬وبعد ساعة دخل ملك الموت فسأله سليمان عليه السلم‪ :‬لم كنت تنظر إلى‬ ‫الوزير؟ فقال ملك الموت‪ :‬إن اهلل أمرني أن أقبض روحه في الهند‪ ،‬فقلت في نفسي ما الذي‬ ‫وعدا‪ ،‬فلما ذهبت‬ ‫يحمل هذا الهند ولو يبق من عمره إال القليل‪ ،‬ولكني علمت أن اهلل ال يخلف‬ ‫ا‬ ‫إلى الهند وجدته ينتظرني هناك!‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫إن في حياة الناس لعبرة‪.‬‬ ‫خالد بن الوليد خاض أكثر من مئة معركة‪ ،‬ولكنه نهاية المطاف مات على فراشه‪ ،‬ألن الذي‬ ‫قضى على خالد أال تقتله المعارك هو الذي قضى أن يموت كثير من الناس في غرفة العناية‬ ‫المركزة‪.‬‬ ‫الدنيا دار أسباب تحكم الناس وال تحكم اهلل سبحانه‪ .‬لهذا علينا أن نسلم هلل في قضائه‪ ،‬فإن‬ ‫عاملنا بعدله علينا أن نصبر وأن عاملنا برحمته علينا أن نشكر‪.‬‬

‫األم‪:‬‬ ‫ماتت أم لطفل لم يتجاوز الثامنة من عمره‪ ،‬فتزوج أبوه امرأة ثانية وسأله ما الفرق بين أمك‬ ‫القديمة وأمك الجديدة؟! فرد ببراءة‪ :‬كانت أمي الحقيقية تكذب علي‪ ،‬أما أمي الجديدة‬ ‫فصادقة‪ .‬تعجب األب وسأله‪ :‬كيف هذا؟ فقال الصغر‪ :‬عندما كنت ألعب وأغضب أمي كانت‬ ‫تقول لي‪ :‬إذا أنت لم تنته من عصيانك وطغيانك هذا فلن أطعمك ولكني أعرف أنها ستخرج‬ ‫هائمة على وجهها باحثة عني في أزقة القرية لتعيدني إلى البيت وتطعمني‪ ،‬أما اآلن عندما‬ ‫ألعب تقول لي أمي الجديدة‪ ،‬إذا لم تنته عن اللعب فلن أطعمك! وها أنا جائع منذ يومين‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫الدرس األول‪:‬‬ ‫الدنيا أم‪ ،‬نذيقها ألم العمل والوالدة والرضاعة وألم التربية الهم على مقاعد الدراسة‪ ،‬نتزوج‬ ‫فتسعد‪ ،‬نبتعد فتشتاق ونقترب فتضم‪ ،‬تعطي دون مقابل كالشمعة تحرق نفسها فقط لتضيء‬ ‫لآلخرين‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫قال اهلل لموسى عليه السلم يذكره‪( :‬فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها وال تحزن)‪ ،‬وكل أم هي‬ ‫أم موسى‪ ،‬وهذا الحبل السري الذي يقطعونه في المستشفيات لحظة الوالدة ليس إال ا‬ ‫حبل‬ ‫واهيا‪ ،‬هناك حبل أمتن بكثير هو حبل القلب‪ .‬قلوب األمهات ليست مضخات دم‪ ،‬قلوبهن محاريب‬ ‫ا‬ ‫صلة‪ ،‬تفيض عن آخرها بحلو الدعاء‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫سئلت إعرابية‪ :‬أي أوالدك أحب إليك؟‬ ‫فقالت‪ :‬صغيرهم حتى يكبر‪ ،‬ومريضهم حتى يشفى وغائبهم حتى يعود‪ .‬هكذا هي األم‪،‬‬ ‫محكومة بالحب مهما حاولت أن تخفي حبها‪ ،‬وتوزعه فيزداد في قلبها‪ ،‬وتعطي منه فيرتد إليها‬ ‫مضاعفا‪.‬‬ ‫ا‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫تزوجت ا‬ ‫رجل لديه أوالد فكوني لهم‬ ‫جلدا‪ ،‬وإذا‬ ‫إذا تزوجت امرأة لها أوالد فكن لهم أ ابا وال تكن‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫والدا سيقطف البر ألن المعروف ال يضيع‪ ،‬ومن زرع جلدين‬ ‫أما وال تكوني عليهم سيدة‪ .‬من زرع أ ا‬ ‫ا‬ ‫سيكتوي بسياطهم الن الظلم دين سيوفي!‬

‫التقليد األ عمى‪:‬‬

‫‪22‬‬


‫فلحا كان يملك حمارين وقرر في يوم من األيام أن يسافر للتجارة‪ ،‬حمل على الحمار‬ ‫يحكى أن‬ ‫ا‬ ‫وقدورا‪ ،‬وفي منتصف الطريق شعر الحمار حامل الملح‬ ‫ملحا وحمل على الثاني صحونا ا‬ ‫ا‬ ‫األول ا‬ ‫بالتعب حيث كانت كمية الملح على ظهره أثقل من كمية القدور على ظهر صاحبه‪.‬‬ ‫فقرر الحمار حامل الملح أن ينغمس في بركة من الماء ليبرد جسمه‪ ،‬فلما خرج من البركة شعر‬ ‫ا‬ ‫تعبا من قبل‪ .‬فما رأى الحمار‬ ‫كأنه بعث من جديد‪ ،‬فقد ذاب الملح وخرج‬ ‫نشيطا كأنه لم يذق ا‬ ‫حامل القدور ما أصاب صاحبه‪ ،‬من النشاط قفز في البركة فامتألت القدور بالماء‪ ،‬ولما خرج شعر‬ ‫كأن ظهره يكاد ينقسم قسمين‪ ،‬فقد صار يحمل القدور وقد امتألت ماء‪.‬‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫قدر اا وأعلى‬ ‫الملح والقدور على ظهور الحمير كالهموم على ظهور الناس‪ ،‬والناس أرفع ا‬ ‫مقاما‪ ،‬ولكن ما جعل العرب التشابيه إال لتقريب المعاني‪ ،‬واألمثلة بعموم اللفظ ال‬ ‫ا‬ ‫بخصوص السبب!‬ ‫حلم شخص قد يكون واقع شخص آخر وهو ال يلتفت إليه‪.‬‬ ‫وراء كل ُأعطية حرمان‪ ،‬وااللتفات لما في أيدي الناس يفسد علينا متعة االستمتاع بما‬ ‫في أيدينا‪ ،‬ولكن هذا ال يعني أن نستسلم لواقعنا‪ ،‬وأن نسعى جاهدين لحل مشاكلنا‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫إياك والتقليد األعمى‪.‬‬ ‫سما‬ ‫لو داوى األطباء كل المرضى بنفس الدواء لماتوا‬ ‫جميعا‪ ،‬فدواء شخص قد يكون ا‬ ‫ا‬ ‫آلخر‪ .‬فل يوجد وصفة سحرية لكل شيء‪ ،‬فقبل أن تتبع حلول اآلخرين تأكد أن لديك نفس‬ ‫المشكلة!‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫قرارا لحل مشكلة‪ ،‬تأكد ا‬ ‫أوال أن هذا الحل لن يفتح مشكلة جديدة‪.‬‬ ‫قبل أن تتخذ ا‬ ‫الزواج الثاني قد يكون ا‬ ‫بداية لمشكلة ثانية‪.‬‬ ‫حل لمشكلة أولى‪ ،‬وقد يكون‬ ‫ا‬ ‫ثمة شيء في حياة الناس اسمه التعايش‪ ،‬وأحيانا ا احتواء مشكلة وابقائها على الشكل‬ ‫الذي هي عليه‬ ‫قد يكون هو الحل المثالي لها؛ ألن الحلول الجذرية في الغالب باهظة الثمن‪ ،‬فجرب أن‬ ‫تتعايش‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫ال تشك إال لمن تتوسم أن تجد عنده ا‬ ‫حل‪ ،‬التّ شكي يجعلنا مملين‪ ،‬فكل الناس لديها‬ ‫مشاكل‬

‫‪23‬‬


‫كون البعض ال يتشكون فهذا ال يعني أنهم بخير‪ ،‬فل تخدعنك المظاهر‪ .‬البعض يعضون‬ ‫على جراحهم ليعيشوا‪ ،‬يرمون مشاكلهم وراء ظهورهم ويخرجون إلى الحياة كأن ليس‬ ‫فيهم شيء‪.‬‬ ‫ليس بالضرورة أن نكون مهرجين‪ ،‬ولكن من قال إنه يجب أن نكون كئيبين ومملين؟!‬

‫هكذا يأخذ الضعيف حقه من القوي!‬ ‫من لطيف ما قرأت وال أعرف مدى صحته‪ ،‬ولكن حدثوا عن بني إسرائيل وال حرج!‬ ‫يوما لمناجاة ربه‪ ،‬ثم سأله‪ :‬كيف يأخذ الضعيف حقه من‬ ‫أن موسى عليه ّالسلم خرج ا‬ ‫القوي؟‬ ‫فقال له اهلل‪ :‬اذهب في الغد إلى مكان كذا لترى!‬ ‫ا‬ ‫شلال يخرج من‬ ‫فلما كان الغد ذهب موسى عليه السلم إلى المكان المحدد‪ ،‬فرأى‬ ‫جاريا‬ ‫نهرا‬ ‫ا‬ ‫الجبل ثم يصير ا‬ ‫ا‬ ‫راكب اا على‬ ‫حقه من القوي‪ ،‬فإذا بفارس يأتي‬ ‫منتظرا ليرى كيف‬ ‫جلس‬ ‫يأخذ الضعيف ّ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫حصان له يريد الماء‪،‬‬ ‫نزل الفارس عن حصانه وخلع حزامه الذي كان يعيق حركته ووضعه عند صفة النهر حيث‬ ‫ربط حصانه‪،‬‬ ‫حمارا إلى النهر‪،‬‬ ‫ناسيا حزامه‪ ،‬جاء غلم صغير يركب‬ ‫شرب الفارس واغتسل ثم انصرف‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫فشرب واغتسل‬ ‫وعندما أراد االنصراف وقعت عينه على حزام الفارس‪ ،‬الذي كان قد نسيه عند ضفة النهر‪،‬‬ ‫فتح الغلم الحزام فإذا هو ممتلئ بالذهب‪ ،‬أخذه وانصرف‪.‬‬ ‫أيض اا واغتسل‪ ،‬وبينما هو كذلك إذ‬ ‫وبعد ذهابه بقليل أقبل شيخ عجوز إلى النهر‪ ،‬فشرب ا‬ ‫وقف الفارس فوق رأسه‪ ،‬وسأله عن الحزام‪ ،‬أنكر الشيخ معرفته بما يقول الفارس‪ ،‬فما‬ ‫كان منه إال أن سل سيفه وقطع رأس الشيخ!‬ ‫وكان موسى عليه السلم ينظر ويفكر ويتأمل‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا رب إن الفارس قد ظلم عبدك‬ ‫الشيخ‪ ،‬فقال له اهلل تعالى‪ :‬يا موسى‪ .‬الشيخ كان قد قتل والد الفارس منذ زمن‪ ،‬أما‬ ‫الغلم فكان أبوه يعمل عند والد الفارس منذ عشرين سنة فغصبه حقه‪ ،‬وقد أخذ الفارس‬ ‫حقه من‬ ‫بحق أبيه من الشيخ‪ ،‬وأخذ الغلم بحق أبيه من الفارس‪ ،‬هكذا يأخذ الضعيف ّ‬ ‫القوي!‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫ونفاق اا‪ ،‬أرسل اهلل لهم النبي تلو‬ ‫شقاق اا‬ ‫اليهود أكثر الناس أنبياء؛ وذلك ألنهم أكثر الناس‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫فريقا‪ ،‬وما نبي منهم إال القليل‪.‬‬ ‫فريق اا وقتلوا‬ ‫فكذبوا‬ ‫النبي‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ومن ّ‬ ‫الطبيعي وحالهم هذه أن تكثر فيهم القصص واألخبار‪ ،‬وما كان من باب العظة وال‬ ‫يتعارض مع اإلسلم يدخل تحت قوله ّ‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬حدثوا عن بني إسرائيل وال‬ ‫حرج)‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫‪24‬‬


‫الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان‪ ،‬وهذا من عدل اهلل في خلقه؛ لذلك نحن عندما‬ ‫نحمي اآلخرين‬ ‫فإننا في الحقيقة نحمي أنفسنا‪ ،‬فمن قدم المعروف حصد الخير‪ ،‬ومن زرع الشوك لم‬ ‫يحصد العنب!‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫هناك بنك الربا فيه حلل‪ ،‬والتأمين على الحياة فيه حلل‪ ،‬والتأمين على األوالد فيه‬ ‫حلل!‬ ‫َ‬ ‫(وليخش‬ ‫إنه بنك التقوى‪ ،‬الحسنة بعشر من أمثالها‪ ،‬وعلى مدخلك ذلك البنك مكتوب‪:‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫سديدا)‪.‬‬ ‫قوال‬ ‫ضعافا خافوا عليهم فليتّ قوا اهلل وليقولوا‬ ‫ذري اة‬ ‫الذين لو تركوا من خلفهم ّ‬ ‫ّ‬ ‫محظ قصاص!‬ ‫فبصلح األب يحفظ اهلل األوالد‪ ،‬وبسوئه قد يضعهم‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫أقواما ويضع بها آخرين‪ ،‬ما إن يدور الزمان دورته حتى‬ ‫األيام جند من جنود اهلل‪ ،‬يرفع بها‬ ‫ا‬ ‫تقض الحقوق‬ ‫كأسا إال شربها‪ ،‬واأليام دول والجروح قصاص!‬ ‫أحد اا‬ ‫ا‬ ‫ما سقى أحد ا‬ ‫‪.‬‬

‫البحر‬ ‫والناس!‬ ‫ضاع حذاء طفل في البحر‪ ،‬فكتب على الشاطئ‪ :‬هذا البحر لص‪ ،‬وليس ببعيد من صياد‬ ‫سخي!‬ ‫اصطاد كمية كبيرة من السمك‪ ،‬فكتب هذا البحر‬ ‫ّ‬ ‫وفي ذات اليوم غرق شاب في البحر‪ ،‬فكتبت أمه الثكلى على الشاطئ‪ :‬هذا البحر قاتل!‬ ‫ثم لما حانت ساعة المد‪ ،‬أرسل البحر موجة تمحو كل الكلم المكتوب على الشاطئ!‬ ‫ّ‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫البعض لن يرضوا عنك مهما حاولت‪ ،‬هؤالء هم الناس‪ ،‬هكذا كانوا قبلك‪ ،‬وهكذا‬ ‫سيبقون بعدك؛ فل تتعب نفسك إرضاء الجميع غاية ال تدرك‪ ،‬ولم ينجح في هذا أحد حتى‬ ‫األنبياء‪.‬‬ ‫ولو نظرت حولك لوجدت أكثر الناس غير راضين عن اهلل‪ ،‬فكيف يرضى الناس عن الناس؟!‬

‫الدرس ّ‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫ليس بمقدورك أن تجعل اآلخرين نسخة منك مهما حاولت‪ ،‬فعود نفسك على االختلف‪.‬‬ ‫ولو تأملت في الحياة لوجدت جمالها في تنوعها‪ ،‬ولوال األضداد ما عرفت قيمة األشياء‪،‬‬ ‫هذه الدنيا أفكار وآراء واتجاهات‪ ،‬فقل فكرتك بهدوء‪ ،‬وعبر عن رأيك بتحضر‪ ،‬وآمن بما تريد‪،‬‬ ‫ولكن إياك أن تضحي بمخالفيك!‬ ‫‪25‬‬


‫بعض االختلف ثراء‪ ،‬وأحيانا اا نحن نحتاج للذين يختلفون عنّ ا‪ ،‬أكثر من حاجتنا للذين‬ ‫يشبهوننا!‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫عند الخصام ال تفكر في أقوى رد‪ ،‬بل في أحسن رد‪ .‬فكسب الناس أهم من كسب‬ ‫المواقف‪.‬‬ ‫شتم رجل خالد بن الوليد‪ ،‬فقال له خالد‪ :‬هي صحيفتك فامألها بما شئت!‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫بحرا‪ ،‬وليكن لديك مد يمحو ما قالوه عنك!‬ ‫كن ا‬ ‫من أراد أن يصل عليه أن يتجاهل كلم الناس كالحفر في ّ‬ ‫الطريق‪ّ ،‬إياك أن تشغلك الحفر‬ ‫عن مقصدك‪.‬‬ ‫البعض إذا رددنا على إساءاتهم لنا‪ ،‬فإننا نسيء ألنفسنا بالدرجة األولى‪ ،‬فترفع!‬

‫البسطاء!‬ ‫تنس ُ‬ ‫ال َ‬ ‫في مصنع تجميد وتوزيع اللحوم كان يعمل هناك رجل اسمه جوان‪ ،‬وفي أحد األيام‬ ‫وبعد أن انصرف الجميع‬ ‫دخل جوان إلى غرفة التبريد ليتحقق من إن كانت تعمل بشكل جيد أم ال‪ ،‬فأنغلق باب‬ ‫الغرفة عليه‪ ،‬ورغم معرفة أن الجميع قد غادروا ولن يسمعه أحد إذا ما طلب النجدة‪ ،‬إال‬ ‫أنه بدأ بالصراخ دون توقف‪ ،‬وبعد خمس ساعات فتح حارس المصنع باب غرفة التبريد‬ ‫الرمق األخير‪.‬‬ ‫لينقذه وهو في ّ‬ ‫عرفت أن جوان في الداخل؟!‬ ‫سألوا حارس المصنع بعدها‪ :‬كيف‬ ‫َ‬ ‫عام اا‪ ،‬والموظفون بين الداخل والخارج وال أحد يأبه‬ ‫فقال‪ :‬أنا أعمل هنا منذ خمسة وثلثين ا‬ ‫لي‪ ،‬وحده جوان إذا حضر في الصباح ابتسم في وجهي ابتسامته الحلوة‪ ،‬وقالي‪ :‬صباح‬ ‫مبتسم اا ويتمنى لي‬ ‫الخير‪ ،‬وإذا حان وقت االنصراف كان جوان عن دون الجميع يأتي إلى‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫مكروها حصل‬ ‫البد أن‬ ‫مساء‬ ‫ا‬ ‫جميل‪ ،‬لقد افتقده في ذلك اليوم‪ ،‬وقلت في نفسي‪ّ :‬‬ ‫ا‬ ‫لجوان‪ ،‬لهذا بدأت أبحث عنه إلى أن وجدته في غرفة التبريد!‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫معروفا إياك أن تنساه‪.‬‬ ‫معروف اا مع إنسان فل تتذكره‪ ،‬وإذا صنع إنسان معك‬ ‫إذا صنعت‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫سدادا ولكن من العيب أن تنساه‪ ،‬لهذا اكتب‬ ‫أحيانا ا ال ينتظر من صاحب المعروف‬ ‫ا‬ ‫معروفك مع الناس على الرمل لتمحيه ريح األيام‪ ،‬واكتب معروف الناس معك على‬ ‫دوما‪.‬‬ ‫الصخر لتقرأه‬ ‫ا‬ ‫‪26‬‬


‫الدرس ّ‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫ال أحقر من الذي يبادر الناس باإلساءة‪ ،‬إال الذي يرد المعروف باإلساءة!‬ ‫عقوق أن تُ بكي عينا ا سهرت الليل تحرسك‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫المغفلين)‪ ،‬هذا قانون يناسب الغاب وال يناسب الناس‪،‬‬ ‫ال شيء اسمه (القانون ال يحمي‬ ‫ّ‬ ‫هؤالء البسطاء ليسوا فريسة سهلة نستغل بساطتهم وسذاجتهم لنأكل لحومهم أحياء!‬ ‫أجمل من القانون التافه هذا هو قانون اإلسلم‪( :‬وهل ترزقون إال بإعفائكم) ؟!‬ ‫القانون الذي يقف إلى جانب القوي هو سلح للقوي على الضعيف‪ ،‬وليس أداة‬ ‫رحيم اا ويميز بين البسطاء والسذج‪ ،‬وبين غيرهم من‬ ‫محاكمة‪ .‬والقانون الذي ال يكون‬ ‫ا‬ ‫الناس‪ ،‬هو قانون ظالم ألن المساواة في كل شيء وجه من وجوه الظلم‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫تواضع!‬ ‫تحية على إنسان فقير لن تفسد "بربستيك"‪ ،‬وابتسامة في وجه إنسان بسيط لن تنزلك من‬ ‫عليائك!‬ ‫ولن تكثر فروعك!‬ ‫سليمان عليه السلم ابتسم لنملة‪ ،‬فتواضع تكبر‪ ،‬وانزل ترتفع‪ْ ،‬‬

‫الببغاء‪:‬‬ ‫ُيحكى أن سيدة ثرية كانت تشكو من الوحدة‪ ،‬فقررت أن تشتري ببغاء يستطيع الكلم‬ ‫حتى يؤنس عليها وحدتها‬ ‫ا‬ ‫جميل‪ ،‬وأكد لها البائع بأنه يتكلم‪ ،‬فوضعته في‬ ‫ببغاء‬ ‫فذهبت إلى بائع الطيور‪ ،‬واشترت‬ ‫ا‬ ‫منزلها في قفص كبير اشترته من نفس البائع‪ .‬وبعد أيام عادت السيدة إلى متجر وهي‬ ‫جدا‪ ،‬سألها البائع‪ :‬كيف حال الببغاء؟‬ ‫مستاءة ا‬ ‫فقالت‪ :‬إنه ال يتكلم‪.‬‬ ‫لم اا ؟‬ ‫فسألها البائع‪ :‬هل اشتريت له ُس ا‬ ‫فقالت له‪ :‬ال‪.‬‬ ‫سلم اا مميزا اا‬ ‫فقال لها‪ :‬إن الببغاوات يحبون السللم ويعشقون الصعود عليها‪ ،‬ثم أخرج لها‬ ‫ا‬ ‫وطلب منها وضعه في القفص‪ ،‬إال أن السيدة الحظت أنه مر يومان والببغاء لم يتكلم‬ ‫ا‬ ‫مندهشا‪ :‬هل‬ ‫أيضا‪ ،‬فقررت العودة إلى المتجر مرة أخرى وهي غاضبة‪ ،‬فسألها البائع‬ ‫ا‬ ‫اشتريت له مرآة؟‬ ‫فقالت له‪ :‬ال‪.‬‬ ‫فقال لها‪ :‬إن الببغاوات يحبون المرايا‪.‬‬ ‫فذهبت السيدة واشترت مرآة ووضعتها له في القفص‪ ،‬إال أن الببغاء لم يتكلم هذه‬ ‫جدا‪ ،‬ولما سألها البائع عن سبب‬ ‫المرة ا‬ ‫أيضا‪ ،‬إال إنها عادت للمتجر بعد أسبوع آخر حزينة َ‬ ‫حزنها‪ ،‬قالت له‪ :‬لقد مات الببغاء!‬ ‫‪27‬‬


‫ا‬ ‫مندهشا‪ :‬هل قال شيئا ا قبل أن يموت؟‬ ‫فقال لها البائع‬ ‫فقالت له‪ :‬نعم‪ ،‬لقد كانت المرة الوحيدة التي يتكلم فيها‪.‬‬ ‫قال البائع‪ :‬وماذا قال؟‬ ‫ردت السيدة قائلة‪ :‬كانت أول وآخر جملة ينطق بها‪ ،‬أليس في هذا المنزل طعام أو‬ ‫شراب؟‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫في الحياة أساسيات ال يمكن االستغناء عنها‪ ،‬وال مجال الستبدالها حتى بأكثر األشياء‬ ‫رفاهية‪ ،‬فعندما تتعامل مع غيرك حاول أال تقيس حاجاته بمقاييسك‪ ،‬ألن ما قد يكون من‬ ‫الكماليات بالنسبة لك لعدم حاجتك له‪ ،‬قد يكون بفعل الحاجة من الضروريات لغيرك!‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫أيضا‪ ،‬وتعبر عن جوعها بشعور الوحدة‪ ،‬فأشهى الطعام هو ما نأكله على‬ ‫األرواح تجوع ا‬ ‫جوع ولو كان كسرة خبز جافة‪ ،‬وكلما قلت الخيارات المتاحة أصبح من الصعب التمييز بين‬ ‫الرفيق المناسب وغير المناسب‪ ،‬فقبل أن تمأل الفراغ من حولك حاول أن تمأل الفراغ في‬ ‫عقلك وقلبك‪ ،‬كي ال يدفعك الصمت المحيط بك إلى رؤية األمور على غير حقيقتها‪ ،‬أو‬ ‫وحيدا‪.‬‬ ‫الحقا لو أنك بقيت‬ ‫القبول بما يجعلك‬ ‫ا‬ ‫ا‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫التاجر المحتال يلزمه زبون أحمق‪ ،‬وكلما وجد في المشتري مساحة لتصديق د عاياته‪ ،‬كلما‬ ‫تمادى في إفراغ جيوبه‪ ،‬وملئ أكياسه‪ .‬التاجر يستخدم عقله ليبيع سلعته‪ ،‬فل تقايض‬ ‫تلك السلعة بعقلك‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫الوحدة عدو قاتل‪ ،‬واألماكن الفارغة تبعث الوحشة وتتسلل لتسكن أعماق ساكنيها‪،‬‬ ‫فتوحي لهم أنها توشك أن تبتلعهم‪ .‬وأصعب أنواع الوحدة هي تلك التي نشعر بها ونحن‬ ‫بين اآلخرين‪.‬‬ ‫مؤنس اا لمن حولك‪ ،‬وال تحضر بجسدك وتغيب في قلبك‪.‬‬ ‫كن‬ ‫ا‬

‫كلمات‪:‬‬ ‫دل على الخير ولو لم تفعله‪ ،‬وهذا دين (الدال على الخير كفاعله)‪.‬‬ ‫قد تكون لديك الرؤية وليست لديك اإلمكانيات‪ ،‬فضع رؤيتك عند من لديه اإلمكانيات‬ ‫وليس لديه الرؤيا‪.‬‬ ‫الكلمة الطيبة صدقة‪ ،‬والناس لكلمة ّ‬ ‫طيبة أحوج منهم إلى رغيف؛ ألن الرغيف يسد جوع‬ ‫معدة‪ ،‬والكلمة تسد جوع عقل وقلب!‬

‫‪28‬‬


‫النصف الممتلئ من الكوب‪:‬‬ ‫جلس صحفي على كرسي مكتبه وأمسك قلمه وكتب‪ :‬في السنة الماضية أجريت عملية‬ ‫إلزالة المرارة‪ ،‬والزمت الفراش عدة شهور‪ .‬بلغت الستين من العمر‪ ،‬وتركت وظيفتي التي‬ ‫عاما‪ .‬وتوفي والدي‪ .‬ورسب ابني في كلية الطب لتوقفه عن الدراسة‬ ‫عملت فيها ثلثين ا‬ ‫بسبب إصابته في حادث سيارة‪ ،‬يا لها من سنه سيئة!‬ ‫ثم دخلت زوجته غرفة مكتبه والحظت شروده فاقتربت منه بهدوء ومن فوق كتفه‬ ‫قرأت ما كتب‪ ،‬فتركت الغرفة بهدوء دون أن تقول شيئا ا‪ ،‬لكنها بعد عدة دقائق عادت‬ ‫وورقة في يدها وضعتها قرب الورقة التي كتبها زوجها‪ ،‬وقرأ الزوج فيها‪ :‬في السنة‬ ‫الماضية شفيت من آالم المرارة التي عذبتك سنوات‪ ،‬وبلغت الستين في تمام الصحة‬ ‫والعافية‪ ،‬وستتفرغ للتأليف وكتابة مذكراتك‪ ،‬وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والثمانين‪،‬‬ ‫سليما ولم ُيصب بأي‬ ‫وتوفي بهدوء دون أن يتألم‪ ،‬ونجا ابنك من الموت بأعجوبة‪ ،‬وخرج‬ ‫ا‬ ‫عاهات‪ ،‬وختمت الزوجة كلمها بالعبارة التالية‪ :‬يا لها من سنة أكرمنا اهلل بها‪.‬‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫دوما ننظر إلى ما ُأ ِخذ منا وال ننظر إلى ما ُأعطينا‪ .‬فالذي يتذمر من حذائه المهترئ‬ ‫نحن‬ ‫ا‬ ‫أيعرف أن الكثيرين يموتون كل يوم جوعى؟ والذي يتذمر من نظرة الضعيف‪ ،‬أيعرف أن‬ ‫الكثيرين في هذا العالم عميان‪ ،‬وأنه حين يتكئ على نظارته يتكئون على عكاكيزهم؟‬ ‫جميعا مرة واحدة؟ والتي تتذمر‬ ‫الذي يتذمر لموت ابن له‪ ،‬أتعرف أن آباء دفنوا أوالدهم‬ ‫ا‬ ‫من فقد ابن‪ ،‬أتعرف أن نسوة كثيرات ُحرمن األمومة؟ والذي يتذمر من صعوبة عمله‪،‬‬ ‫أيعرف أن مليين الناس عاطلون عن العمل؟‬ ‫مشكلتنا أننا نريد كل شيء‪ ،‬نسخط إذا لم نعط‪ ،‬وكلما أعطينا أردنا المزيد‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫نفس الحدث تختل فيه النظرات‪ ،‬هناك من ينظر إلى نصف الكوب الفارغ‪ ،‬وهناك من ينظر‬ ‫إلى نصف الكوب الممتلئ‪.‬‬ ‫النظرة إلى نصف الكوب الفارغ تُ فسد االستمتاع بنصفه الممتلئ‪ ،‬والنظرة إلى نصف‬ ‫الكوب الممتلئ تنسينا مشقة نصفة الفارغ‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫هناك من يقول ا‬ ‫حبيبا‪ ،‬وهناك من يقول الحمد هلل بقي لي الكثير‬ ‫فقدت‬ ‫تبا للحياة لقد‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫من األحبة‪ .‬هناك من يقول زوجتي عصبية ال تُ طاق‪ ،‬وهناك من يقول الحمد هلل زوجتي‬ ‫خلوقة رغم العصبية‪ .‬هناك من يقول اتبا لبيتي الصغير‪ ،‬وهناك من يقول الحمد هلل عندي‬ ‫بيت يأويني‪ .‬هناك من تقول زوجي عنيد‪ ،‬وهناك من تقول الحمد هلل زوجي رغم عناده‬ ‫ُيحبني‪ .‬هناك من تقول أبي ُيضيق على حريتي‪ ،‬وهناك من تقول الحمد هلل أبي يخاف‬ ‫علي‪.‬‬ ‫دوما‪ ،‬فالحوادث كالقمر لها جانب مضيء وجانب مظلم‪،‬‬ ‫هناك وجه آخر للصورة‬ ‫ا‬ ‫والمتشائمون يرون جانبها المظلم فقط‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫عندما تنتهي مرحلة تبدأ أخرى‪ ،‬وعندما ينتهي حدث يبدأ آخر‪ ،‬هذه الحياة بدايات متكررة‪.‬‬ ‫المصيبة فرصة لنتذكر ما بقي لنا‪ ،‬والفشل فرصة لتدارك أخطائنا‪ ،‬والمشاكل فرصة‬ ‫إلصلح حياتنا‪ ،‬والخصومات فرصة لمراجعة تصرفاتنا‪ ،‬فهذا الكوكب ال يكف عن الدوران‬ ‫رغم كل شيء‪ ،‬يهزه زلزال ويحرقه بركان ويدميه مرض‪ ،‬ولكنه يدور‪.‬‬ ‫فالمدينة التي ضربها زلزال تتعافى‪ ،‬والمنطقة التي أحرقها بركان تشفى‪ ،‬والوباء يجدون‬ ‫حدا‪ ،‬لماذا على الحياة أن تتوقف عند كل مصيبة؟!‬ ‫له‬ ‫علجا‪ ،‬والحرب يضعون لها ا‬ ‫ا‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫من الخشاب الميتة تُ صنع السفن‪ ،‬ومن الحديد الذي تلفظه البراكين تُ صنع الطائرات‪ ،‬ومن‬ ‫ُسم األفاعي تُ ركب العقاقير‪ ،‬ومن األعشاب الضارة تُ ستخرج األدوية‪ ،‬ومن الرياح العاتية‬ ‫تُ دار الطواحين‪ ،‬ومن األمواج الهادرة تولد الكهرباء‪ ،‬ومن البذور الميتة تخرج األشجار‪ ،‬ومن‬ ‫السنابل اليابسة تهيج الحقول‪ ،‬من فقد وظيفة نعرف قيمة العمل‪ ،‬ومن فراق صديق‬ ‫نتمسك بالباقين‪ ،‬ومن موت ابن نلتفت لألخرين‪ ،‬المصائب تُ ؤدبنا أحيانا ا‪.‬‬ ‫‪30‬‬


‫الحب‪:‬‬ ‫عن ُ‬ ‫بالحب ومن يعيشه؟‬ ‫يوما‪ :‬ما الفرق بين من يتلفظ ُ‬ ‫ُسئل أحد الحكماء ا‬ ‫قال الحكيم سترون اآلن‪ ،‬ودعاهم إلى وليمة‪ ،‬وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة‬ ‫شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم‪ ،‬وجلس إلى المائدة وهم جلسوا بعده‪ ،‬ثم أحضر‬ ‫الحساء وسكبه لهم‪ ،‬وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر‪ ،‬وأشترط عليهم أن‬ ‫يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة!‬ ‫حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا‪ ،‬فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه‬ ‫دون أن يسكبه‬ ‫على األرض‪ ،‬وقاموا جائعين في ذلك اليوم‪.‬‬ ‫قال الحكيم‪ :‬حسنا ا‪ ،‬واآلن انظروا!‬ ‫ودعا الذين يحملون ال ُحب دخل قلوبهم إلى نفس المائدة‪ ،‬وقدم إليهم نفس الملعق‬ ‫الطويلة‪ ،‬فأخذ كل واحد منهم ملعقته ومألها بالحساء ثم مدها إلى جاره الذي بجانبه‪،‬‬ ‫وبذلك شبعوا جميعهم‪.‬‬ ‫وقف الحكيم وقال في الجمع حكمته والتي يعيشوها عن قرب‪ :‬من يفكر على مائدة‬ ‫معا‪.‬‬ ‫الحياة أن ُيشبع نفسه فقط فسيبقى‬ ‫جائعا‪ ،‬ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع االثنان ا‬ ‫ا‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫الحب ال يقاس بالكلمات‪ ،‬فهو شعور يبدأ من العمق‪ ،‬ثم يتحول إلى داع للعطاء‪ ،‬للحماية‪،‬‬ ‫للقرب‪ ،‬للهتمام‪ ،‬يتجلى في األفعال قبل الكلمات‪ ،‬فالمحب الصادق يتكلم بحب‪ ،‬ال‬ ‫يتكلم عن الحب‪ُ ،‬يشكل كلماته نتيجة مشاعره‪ ،‬ال يشكل مشاعره بكلماته‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫أحبك‪ :‬ليست مجرد أربع حروف تحملها األلسن عن سطح القلب‪ ،‬بل مشاعر عدة تجتمع في‬ ‫القلب حتى تمأله عن آخره‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫أحبك‪ :‬يعني أن أكون أجنحتك حين تضيق األرض بك‪ ،‬أن أحبك يعني أن كل األشياء تصبح‬ ‫قابلة للقسمة على اثنين‪ ،‬ألننا لم نعد اثنين‪ ،‬بل واحد يسمى‪ :‬نحن‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫كل عاشق ُمحب‪ ،‬ولكن ليس كل ُمحب عاشق‪ ،‬فالعشق جزء أو نوع من الحب ولكن ليس‬ ‫كل الحب‪ ،‬فالعشق ال يحتمل أكثر من شخصين‪ ،‬بينما يسع الحب العالم بأسره‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫فالمحب يعطي دون حد‪ُ ،‬‬ ‫"يحبهم ويحبونه" هكذا وصف اهلل عباده المؤمنين‪ُ ،‬‬ ‫والمحب‬ ‫يطيع دون سؤال‪ ،‬وهذا أعلى مراتب الحب وأسماها‪" ،‬فإذا أحببته كنت سمعه الذي‬ ‫يسمع به‪ ،‬وبصره الذي يبصر فيه‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪ ،‬ورجله التي يمشي بها‪ ،‬ولئن‬ ‫سألني ألعطيته‪ ،‬ولئن استعاذني ألعيذه "‪.‬‬ ‫دوما بالعطاء المطلق‪ ،‬وكلما أدرك‬ ‫هذا حب اهلل الذي ال يوازيه حب آخر‪ ،‬فحبه مقرون‬ ‫ا‬ ‫اإلنسان اهلل بروحه وقلبه‪ ،‬كلما أحاطه بحبه‪ ،‬وأظهر له لطفه‪.‬‬

‫متجر الزوجات‪:‬‬ ‫في إحدى المدن تم افتتاح متجر لبيع الزوجات‪ ،‬حيث يمكن للرجل الذهاب وأن يختار له‪،‬‬ ‫ووضع على المدخل قانون عمل المتجر‪ ،‬وكان القانون يسمح بالدخول مرة واحدة فقط‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويمكن االختيار من أحد الطوابق األول فاألول‪ ،‬وإذا لم تُ عجب المواصفات الرجل في‬ ‫الطابق األول‪ ،‬فيمكنه الذهاب إلى الطابق الثاني‪ ،‬ولكن ُيمنع عليه أن يرجع مرة أخرى‬ ‫إلى الطابق السابق‪.‬‬ ‫دخل أحد الرجال إلى المتجر الختيار زوجة‪ ،‬قرأ عند مدخل الطابق األول صفات الزوجات‬ ‫المتاحة‪ :‬النساء هنا لديهن عمل‪ ،‬ومؤمنات باهلل‪ .‬فقرر أن يصعد إلى الطابق الثاني عله‬ ‫يجد مواصفات أفضل!‬

‫‪32‬‬


‫عند مدخل الطابق الثاني قرأ صفات الزوجات المتوفرات‪ :‬النساء هنا لديهن عمل‪،‬‬ ‫ومؤمنات باهلل‪ ،‬ويحبن أزواجهن‪ .‬فقرر الصعود إلى الطابق الثالث ألنه الحظ أنه كلما‬ ‫صعد كانت المواصفات أفضل!‬ ‫وعند مدخل الطابق الثالث قرأ عبارة‪ :‬النساء هنا لديهن عمل‪ ،‬ومؤمنات باهلل‪ ،‬ويحببن‬ ‫أزواجهن‪ ،‬وجميلت‪.‬‬ ‫فقرر صاحبنا أن يصعد إلى الطابق الرابع!‬ ‫وعند مدخله قرأ‪ :‬النساء هنا لديهن عمل‪ ،‬ومؤمنات باهلل‪ ،‬ويحببن أزواجهن‪ ،‬وجميلت‪،‬‬ ‫ويحببن أهل الزوج!‬ ‫فقرر مرة أخرى الصعود إلى الطابق الخامس‪ ،‬وعند مدخله قرأ‪ :‬النساء هنا لديهن عمل‪،‬‬ ‫ومؤمنات باهلل‪ ،‬ويحببن أزواجهن‪ ،‬وجميلت‪ ،‬ويحببن أهل الزوج‪ ،‬ويساهمن في مصروف‬ ‫البيت!‬ ‫فقال‪ :‬يا إلهي هذه زوجة جيدة ولكني سأستمر في الصعود!‬ ‫وعند مدخل الطابق السابع قرأ‪ :‬النساء هنا لديهن عمل‪ ،‬ومؤمنات باهلل‪ ،‬ويحببن أزواجهن‪،‬‬ ‫وجميلت‪ ،‬ويحببن أهل الزوج‪ ،‬ويساهمن في مصروف البيت‪ ،‬ورومنسيات!‬ ‫فقرر أن يصعد إلى الطابق السادس‪ ،‬وهناك قرأ العبارة التالية‪ :‬عزيزي‪ :‬أنت الزائر رقم‬ ‫‪ !76453219‬وال يوجد نساء هنا‪ ،‬هذا الطابق برهان أن الرجال ال يمكن إرضاؤهم!‬ ‫سعيدا‪.‬‬ ‫يوما‬ ‫ا‬ ‫شكرا للتسوق في متجر الزوجات‪ ،‬وانتبه لخطواتك وأنت تغادر‪ ،‬ونتمنى لك ا‬ ‫ا‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫المرأة أوفى من الرجل في الحب!‬ ‫وهذا عائد إلى أصل الخلقة‪ ،‬وكل ما خلق من شيء بقي أثره في طبعه‪ ،‬فقد خلق اهلل‬ ‫تعالى الملئكة من نور‪ ،‬وألن النور خير مطلق فإن الملئكة مخلوقات خيرة‪ ،‬وقد خلقها‬ ‫ا‬ ‫قليل!‬ ‫اهلل منه ألنه أرادها لمهمة كلها خير‪ ،‬والجن مخلوق من نار‪ ،‬وغالب النار الشر إال‬ ‫ودما‪ ،‬بقيت أصل الخلقة‬ ‫لحما‬ ‫ا‬ ‫وعندما خلق اهلل آدم عليه السلم من تراب‪ ،‬وصار بعد ذلك ا‬ ‫بارزة في طبعه‪ ،‬وأصل التراب اإلنتاج والعطاء‪ ،‬لهذا يجد الرجال أنفسهم بما ُينتجون‬ ‫ويقدمون‪ ،‬بينما خلق حواء من ضلع قرب القلب في آدم؛ لهذا غلب عليها العاطفة!‬ ‫ُ‬ ‫‪33‬‬


‫وآدم عليه السلم بالنسبة للتراب هو جزء‪ ،‬بينما حواء بالنسبة للتراب هي جزء الجزء‪،‬‬ ‫فالمرأة بالنسبة للرجل جزء منه‪ ،‬أما الرجل بالنسبة للمرأة فهو كلها!‬ ‫ومن الطبيعي أن تكون علقة الكل بالجزء‪ ،‬أقل حميمية من علقة الجزء بالكل‪ ،‬لهذا‬ ‫المرأة أوفى من الرجل بالحب‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫الرجل أكثر من شخصية والمرأة كذلك‪ ،‬إننا مركبون بشكل عجيب لنمارس أدوارنا المختلفة‬ ‫في الحياة‪ ،‬فالذكر‪ :‬أب وزوج وأخ وأبن وصهر‪ ،‬واألنثى‪ :‬أم زوجة وأخت وأبنة وحماة‬ ‫وكنة‪ ،‬ونحن نلزم ا‬ ‫واحدا في كل شخصياتنا‪.‬‬ ‫حاال‬ ‫ا‬ ‫أرقى دور يلعبه الرجل هو دور األب‪ ،‬وأرقى دور تلعبه األنثى هو دور األم‪ ،‬هاتان‬ ‫شخصيتان يغلب عليهما الخير‪ ،‬عاطفة بل جزاء وال مقابل‪ ،‬ومن الممكن أن نجد األب‬ ‫قاسيا‪ ،‬ونجد األم الحنون حماة ظالمة‪ ،‬ومن الممكن أن نكون خيرين في‬ ‫زوجا‬ ‫ا‬ ‫الحنون ا‬ ‫كل أدوارنا‪ ،‬ولكن هذه الخيرية تختلف نسبتها بحسب الدور الذي نؤديه‪.‬‬ ‫فاألب ال يحب أحد بمقدار حبه البنته‪ ،‬وإن أحب زوجته وأمه وأباه وأخاه وأخته‪ ،‬واألم لن‬ ‫أحدا كابنها‪ ،‬وإن أحبت زوجها وأباها وأمها وأخاها وأختها‪ ،‬لهذا ال تستغربوا من‬ ‫تحب ا‬ ‫التناقض في التعامل‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫على كل طرف أن يفهم طبع الطرف اآلخر‪.‬‬ ‫ال يمكنك أن تتعامل مع شيء ال تفهمه‪ ،‬الشركات تضع في األجهزة الكهربائية دليل‬ ‫استعمال‪ ،‬دليل االستعمال هذا هو الذي يجعل األداة الكهربائية طيعة بين يديك‪ ،‬الطباع‬ ‫هو دليل االستعمال‪.‬‬ ‫الزوجة مخلوقة كثيرة التذمر‪ ،‬والزوج مخلوق قليل الرضا‪ ،‬وعندما تتذمر الزوجة فهذا ال‬ ‫محبا‪ .‬طبيعة المرأة أن‬ ‫يعني أنها كارهة‪ ،‬وعندما ال يرضى الزوج فهذا ال يعني أنه ليس‬ ‫ا‬ ‫تتذمر‪ ،‬وطبيعة الرجل أال يرضى‪ ،‬هذه دالئل االستعمال فأحفظوها!‬

‫‪34‬‬


‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫ال تدخل بين زوجين إال لصلح‪ ،‬بين أمك وأبيك أصلح‪ ،‬بين أختك وزوجها أصلح‪ ،‬وبين أبنتك‬ ‫وزوجها أصلح‪ ،‬وبين أبنتك وصهرك أصلحي‪ ،‬المرأة تغضب من زوجها وال تفرط به‪ ،‬والزوج‬ ‫طرفا في صراع بين زوجين‪.‬‬ ‫يغضب من زوجته وال يفرط بها‪ ،‬فل تكن‬ ‫ا‬

‫الدرس الخامس‪:‬‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫المرأة كائن مغاير للرجل ليس بشكله الجسماني فقط‪ ،‬وإنما بتركيبها النفسي ا‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫ايرا للمرأة بشكله الجسماني فقط‪ ،‬وإنما في تركيبه النفسي ا‬ ‫والرجل ليس مغ ا‬ ‫خلقهما اهلل ليكمل أحدهما اآل خر‪.‬‬

‫الدرس السادس‪:‬‬ ‫النساء يتشابهن والرجال كذلك!‬ ‫مهما تغيرت وظيفة المرأة تبقى امرأة كباقي النساء‪ ،‬ومهما تغيرت وظيفة الرجل يبقى‬ ‫ا‬ ‫رجل كباقي الرجال‪ ،‬هذه الحياة وإن نجحت في تغيير أدوارنا‪ ،‬ولكنها أعجز من أن تغير‬ ‫طبائعنا‪.‬‬

‫العادات‪:‬‬ ‫ُيحكى أن امرأة زارت صديقة لها تجيد طبخ السمك بمهارة‪ ،‬وكان الغرض من هذه الزيارة‬ ‫أن تتعلم منها مهارتها هذه‪ ،‬وأثناء ذلك الحظت الضيفة أن صديقتها تقطع رأس السمكة‬ ‫وذيلها قبل وضعها في الزيت‪ ،‬فسألتها عن السر في هذا‪ ،‬فقالت لها‪ :‬ال أعلم ولكني‬ ‫تعلمت هذا من والدتي‪ ،‬واتصلت بأمها لتسألها عن السبب‪ ،‬فقالت لها أمها تعلمت هذا‬ ‫من أمي‪ ،‬واتصلت األم بأمها لتسألها عن السبب‪ ،‬فقالت لها‪ :‬كانت مقلتنا صغيرة وال‬ ‫تتسع للسمكة كلها!‬

‫الدرس من هذا أن البشر يتوارثون العادات دون أن يفكروا بها‪ ،‬لهذا فإن العادات يحكمها‬ ‫التقليد أكثر مما يحكمها العقل والمنطق‪ ،‬وألننا نفتح أعيننا على هذه العادات تصبح مع‬ ‫‪35‬‬


‫الزمن في نظرنا من المسلمات‪ ،‬بينما نجد غرائبية في عادات الشعوب األخرى؛ ألننا‬ ‫تعرفنا عليها فجأة‪ ،‬ولو عشنا حياة الذين عاشوها ما اختلفت نظرتنا عن نظرتهم‪ ،‬وألخذنا‬ ‫عاداتهم الغريبة بتسليم‪ ،‬كما نأخذ عاداتنا التي نراها مألوفة!‬ ‫وعندما نرى األخرين غريبين في تصرفاتهم فإنهم بالمقابل يروننا كذلك‪.‬‬ ‫أكثر تبرير سيق في القرآن لعبادة األصنام‪ ،‬أنهم وجدوا آباءهم على هذا‪.‬‬

‫باختصار ليس بالضرورة أن تكون العادات منطقية‪ ،‬ولكنها تُ فعل فقط ألنها عادات‪ ،‬لهذا‬ ‫علينا أن نحترم عادات اآلخرين‪.‬‬

‫المصاعب‪:‬‬ ‫وقف رجل يشاهد فراشة تحاول الخروج من شرنقتها وكانت تصارع للخروج ثم توقفت‬ ‫فجأة وكأنها تعبت ولم يعد بإمكانها المحاولة أكثر‪ ،‬فأشفق عليها وقص غشاء الشرنقة‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫وفعل خرجت الفراشة‪ ،‬ولكنها ولدت ضعيفة ولم‬ ‫قليل من أجل أن يساعدها على الخروج‪،‬‬ ‫تستطيع الطيران‪ ،‬فقد أخرجها قبل اكتمال نمو أجنحتها‪.‬‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫خوض الصراعات هو الذي يجعلنا أقوى‪.‬‬ ‫لو تأملنا حياتنا لوجدنا أننا أفضل بسبب أسوا ما حدث لنا!‬ ‫التجارب القاسية هي التي تصقلنا‪ ،‬فلوال النار ما ُصقلت السيوف لتصير قاطعة‪ ،‬ولوال وخز‬ ‫ثوبا‪ ،‬ولوال المحاريث ما زُ رعت الحقول‪ ،‬نحن مدينون للمصاعب!‬ ‫اإلبر ما صار القماش ا‬ ‫كل ضربة لم تقتلنا هي التي جعلتنا أقوى‪ ،‬وكل جرح لم يود بنا جعلنا أشد‪ .‬التعثر يربينا‬ ‫للقادم‪.‬‬ ‫ا‬ ‫وقليل ما يمرضون‪ ،‬لقد اعتادت‬ ‫أطفال األدغال في أفريقيا ليس لديهم مستشفيات‪،‬‬ ‫أجسادهم أن ترعى نفسها‪ ،‬تكيفت مع الصعاب فصارت أقوى‪ ،‬بينما أطفال المدن‬ ‫‪36‬‬


‫يمرضون إذا أصابهم مطر‪ ،‬ويتسممون إذا أكلوا فاكهة ولم يغسلوها‪ ،‬من فرط الحماية‬ ‫صاروا أضعف‪ ،‬اللقاح الذي نتلقاه هو عبارة عن جرعة مخففة من المرض‪ ،‬نعرض الجسم‬ ‫مستعدا‪ ،‬أو على األقل كان‬ ‫لجيش صغير كي نمرنه‪ ،‬حتى إذا هاجمه الجيش الجرار كان‬ ‫ا‬ ‫عنده فكرة عمن يحارب‪ ،‬فتكون الخسائر أقل واألضرار أخف!‬ ‫حذرا‬ ‫فخذ الدرس من كل تجربة فاشلة‪ ،‬واستفد من كل تعثر‪ ،‬الفشل هو الذي يجعلنا أكثر ا‬ ‫وأقوى شكيمة‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫وقيا‪ ،‬فالعلم بل أخلق جهل‪ ،‬والمال بل أخلق فقر‪ ،‬والنجاح بل أخلق فشل‪.‬‬ ‫ال تكن ف ا‬ ‫َ‬ ‫دوما ال يتكبر إال من كان به نقص‪ ،‬ألن المكتملون من الداخل ال يحتاجون أن‬ ‫وتذكر‬ ‫ا‬ ‫يتكبروا‪.‬‬ ‫إذا كان المال سيصيبك بالتكبر تذكر سليمان عليه السلم‪ ،‬ملك الدنيا من مشرقها إلى‬ ‫مغربها وحكم إنسها وجنها وعندما وصل إلى وادي النمل‪ ،‬سمع نملة تنصح قومها‪( :‬يا‬ ‫أيها النمل ادخلوا مساكنكم ال يحطمنّ كم سليمان وجنوده وهم ال يشعرون)‪ ،‬فارتسمت‬ ‫َ‬ ‫وتوقف عند نملة‪ ،‬هذا هو الفرق بين الكبار والصغار‪.‬‬ ‫ملك األرض‬ ‫على ثغره ابتسامة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تكبرا‪.‬‬ ‫اضعا‪ ،‬والصغار إذا علت مناصبهم صاروا أكثر‬ ‫ا‬ ‫الكبار إذا علت مناصبهم صاروا أكثر تو ا‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫تعليم اآلخرين خير من السخرية منهم‪ .‬الناس ليسوا للشماتة ولو كانوا عصاة‪ ،‬وليسوا‬ ‫عاصيا دله على الطريق واحمد ربك على العافية‪،‬‬ ‫للزدراء ولو كانوا فقراء‪ ،‬فبدل أن تحتقر‬ ‫ا‬ ‫ربما لو عشت ظروفه لكنت هو!‬ ‫فقيرا ساعده واحمد ربك على العافية‪ ،‬ربما لو عشت ظروفه لكنت هو!‬ ‫بدل أن تزدري‬ ‫ا‬ ‫إياك أن تسخر من أحد‪ ،‬يقول عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما‪ " :‬لو ع َيرت امرأة بالحمل‬ ‫لخشيت أن أحبل"!‬ ‫على سبيل السخرية‬ ‫ُ‬

‫‪37‬‬


‫دائما نشرب‬ ‫ما سخر أحد من عاهة أحد إال ُأصيب بها‪ ،‬ومن عير بشيء ُع ِّير به‪ ،‬فالدنيا كأس‬ ‫ا‬ ‫ما سكبناه فيها‪.‬‬

‫األعمى‪:‬‬ ‫جلس رجل أعمى عند ناصبة الشارع‪ ،‬وضع قبعته أمامه وبجانبه لوحة مكتوب عليها‪" :‬أنا‬ ‫أعمى أرجوكم ساعدوني"‪.‬‬ ‫مر رجل إعلنات باألعمى ونظر في قبعته فلم يجد فيها إال القليل‪ ،‬ودون أن يستأذن‬ ‫األعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها إلى مكانها ومضى في طريقه‪،‬‬ ‫الحظ األعمى أن قبعته قد امتألت فعرف أن شيئا ا قد تغير‪ ،‬فسأل أحد المارة عما هو‬ ‫مكتوب عليها‪ ،‬فقال له‪" :‬نحن في فصل الربيع وال أستطيع رؤية جماله"‪.‬‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫اإلعلنات سيف قاطع‪ ،‬يقف وراءها جيش من الخبراء وعلماء النفس‪ ،‬ألن اإلعلن يهدف‬ ‫إلى بيعك سلعة ال تحتاجها بالضرورة‪ ،‬ولكنه يزينها لك ويحولها في نظرك من الكماليات‬ ‫إلى األساسيات‪.‬‬ ‫يوميا حشونا‬ ‫هناك رأي عام تصنعه اإلعلنات سواء كانت تجارية أو سياسية‪ ،‬يتم‬ ‫ا‬ ‫دوما يستعينون بالمشاهير ليبيعونا ما قرروا أن‬ ‫باإلعلنات حتى صرنا ما أرادونا أن نصيره‪.‬‬ ‫ا‬ ‫يبيعونا إياه‪ ،‬يكفي أن تعرض ممثلة شامبو حتى تهرع النساء لشرائه‪.‬‬ ‫لإلعلنات اليوم سطوة ال يمكن إنكارها‪ ،‬باإلمكان استخدام السيف المسلط عليك بحيث‬ ‫سيفا لك‪.‬‬ ‫يصبح‬ ‫ا‬ ‫أسهل من محاربة التطور هو التفكير بطريقة راقية الستخدامه‪ ،‬فاألشياء بمعظمها ال‬ ‫ا‬ ‫نافعا هو نفسه‬ ‫مجا‬ ‫تحرم بذاتها وإنما بوجه استعمالها‪.‬‬ ‫ا‬ ‫فمثل التلفاز الذي يعرض برنا ا‬ ‫إذ اا ليست في التلفاز وإنما بالعقلية التي تجعلنا نختار ما‬ ‫آخرا‬ ‫مضرا‪ ،‬المشكلة ا‬ ‫ا‬ ‫الذي يعرض ا‬ ‫نشاهد وعليه ِق ْس!‬ ‫كل ما وصلت إليه البشرية من اختراعات‪ ،‬المشكلة بالمجمل ليست في االختراع وإنما‬ ‫في آلية استخدامه‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬

‫‪38‬‬


‫غير طريقة كلمك‪ .‬نفس المعنى ممكن أن يصل بأسلوب ألطف ويحقق نفس النتيجة أو‬ ‫أثرا أجمل‪.‬‬ ‫يحقق نتيجة أعظم ويترك في النفس ا‬ ‫إذا قلت لزوجتك‪ :‬هذا الطعام شهي وسيكون أشهى لو كان الملح أخف‪ ،‬هذه عبارة‬ ‫ألطف من أن تقول‪ :‬هذا الطعام مالح‪ .‬تخيل جهد ساعات في المطبخ‪ ،‬تنسفه أنت بكلمة‬ ‫ال تلتفت ألثرها‪.‬‬ ‫عليك أن تقنع الناس بجدوى ما يفعلون كي يستمروا بفعله‪.‬‬ ‫معروف اا قد يتوقف إذا لم يلق عندك استحسانا اا‪ ،‬كما أن نفس المعاني‬ ‫الذي يصنع معك‬ ‫ا‬ ‫يمكن إيصالها بأساليب مختلفة‪ ،‬فالكلم كالطين بين يدي صانعي الفخار‪ ،‬بعضهم يصنع‬ ‫أواني مثقوبة وبعضهم يصنع أواني عادية وبعضهم يصنع أواني كأنها تحف فنية‪،‬‬ ‫وهكذا هو الكلم متاح للجميع ولكن الجميع ال يجيدون استخدامه‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫نحن نخرج أحسن ما في اآلخرين ونحن نخرج أسوأ ما فيهم‪.‬‬ ‫جيدا الكتشفنا أننا من‬ ‫سلوك البعض أحيانا ا ليس إال ردة فعل‪ ،‬لو تأملنا في علقتنا معهم ا‬ ‫أوصلهم إلى هذا‪ ،‬أسوأ ما في الناس في هذا العصر أنهم يحاكمون ردات األفعال وال‬ ‫يحاكمون األفعال ذاتها‪ ،‬فتجد أحدهم يطعنك من الخلف فإذا صرخت في وجهه حاسبك‬ ‫على صوتك ولم يحاسب نفسه على سكينه في ظهرك‪.‬‬ ‫ويقولون لك لحظة غضبك‪ :‬هذا أنت!‬ ‫طبيعي اا في‬ ‫ال يا عزيزي هذا ليس أنا هذا ما تريده أنت‪ ،‬فمن غير الطبيعي أن يكون المرء‬ ‫ا‬ ‫ظروف غير طبيعية‪.‬‬

‫اختبار جودة األداء!‬ ‫ذهب طفل في الثانية عشرة من عمره إلى بقالة ليستخدم الهاتف‪ ،‬رفع السماعة وطلب‬ ‫الرقم وبدأ مكالمته‪/‬‬ ‫عندك‬ ‫لفت المنظر صاحب البقالة فاسترق السمع‪ ،‬قال الفتى‪ :‬سيدتي أيمكنني أن أعمل‬ ‫ِ‬ ‫في تهذيب عشب حديقتك فأنا ماهر في هذا؟‬

‫‪39‬‬


‫أجابت السيدة‪ :‬لدي من يقوم بهذا العمل‪.‬‬ ‫عندك‪.‬‬ ‫قال الفتى‪ :‬سأتقاضى نصف أجر العامل‬ ‫ِ‬ ‫قالت السيدة‪ :‬أنا راضية عن عمل من يعمل عندي وال أريد أن أستبدله بآخر‪.‬‬ ‫ألح الفتى وقال‪ُ :‬‬ ‫حديقتك أجمل‬ ‫منزلك وسأجعل‬ ‫أيضا ممر المشاة والرصيف أمام‬ ‫سأنظف ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مما هي عليه‪.‬‬ ‫ومرة أخرى رفضت السيدة‪.‬‬ ‫فأقفل الصبي السماعة وابتسامة عريضة على ثغره‪ ،‬فقال له صاحب البقالة‪ :‬أعجبتني‬ ‫همتك العالية‪ ،‬ما رأيك أن تعمل عندي؟ تقوم بإيصال األغراض إلى البيوت وسأعطيك‬ ‫ّ‬ ‫الراتب الذي كنت ستتقاضاه من السيدة‪.‬‬ ‫كنت فقط أتأكد من أدائي لعملي أنا الذي أعمل‬ ‫شكرا لعرضك سيدي‬ ‫فقال له الفتى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫كنت أحادثها!‬ ‫في حديقة السيدة التي‬ ‫ُ‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫حب إذا عمل أحدكم ا‬ ‫عمل أن يتقنه "‪.‬‬ ‫" إن اهلل ُي ُّ‬ ‫بيرا‪ ،‬أصحاب الوظائف والمهن‬ ‫عمل هكذا بالتنكير ليدخل فيها كل عمل‬ ‫صغيرا كان أم ك ا‬ ‫ا‬ ‫كثر ولكن الذي يميز بين واحد وآخر هو مدى اتقانه لعمله‪.‬‬ ‫وخياط ُيؤتى إليه من مكان بعيد‪ ،‬إنّ ه اإلتقان!‬ ‫حلق ُي َقصد من أقصى المدينة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المجتمع كسلسلة يحتاج كل حلقة فيه‪ ،‬إذا سقطت انفرط العقد فأتقن عملك مهما كان‬ ‫ا‬ ‫بسيطا‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫خيرا من كسب يده"‪ ،‬البسطاء هم‬ ‫ال تخجل من مهنتك مهما كانت‪" ،‬ما أكل أحد‬ ‫طعاما ا‬ ‫ا‬ ‫الذين يجعلون الدنيا أجمل‪.‬‬ ‫ا‬ ‫شرطي المرور ي ّ‬ ‫كامل‪ ،‬وعامل الحديقة يزين وجه مدينة‪ ،‬ال تنظر إلى مهنتك‬ ‫شارع اا‬ ‫نظم‬ ‫ا‬ ‫بازدراء انظر إلى أثرها في الناس‪ .‬الطبيب الذي يعالج المرضى ال يسد مكان السمكري‬ ‫إذا طغى الماء في البيت‪ ،‬فإذا غرتك مهنتك المرموقة جرب أن تصنع خبز بنفسك‪ ،‬وتخيط‬ ‫ثوبك بنفسك‪ ،‬وتحلق شعرك بنفسك‪ ،‬نحن مدينون للبسطاء الذين لو تأملنا لوجدناهم‬ ‫حقا!‬ ‫عظماء ا‬ ‫‪40‬‬


‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫ال تحكم على عملك بنفسك‪ ،‬اترك لآلخرين فرصة أن يخبروك بمدى جودته‪ .‬المطاعم‬ ‫عيبا أن‬ ‫الراقية تضع استمارات لروادها يريدون أن يتأكدوا من جودة خدماتهم‪ ،‬كذلك ليس ا‬ ‫عيبا أن يسعى األب بشتى الطرق ليعرف‬ ‫يسعى المدرس ليعرف رأي طلبه به‪ ،‬وليس ا‬ ‫تماما العيب هو أال نفعل‪.‬‬ ‫رأي أوالده به‪ ،‬على العكس‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫اختبار اا للجودة‪ ،‬أ خطر ببالك لماذا‬ ‫قليل‪ ،‬فل يوجد عمل ال يحتاج‬ ‫انزل من برجك العاجي‬ ‫ا‬ ‫كان عمر رضي اهلل عنه يتنكر في زي العامة ويتفقد أحوال الناس؟‬ ‫فورا‪ :‬ما تقول‬ ‫كان يقوم باختبار الجودة‪ ،‬وكلما عثر في الرعية على من ال يعرفه سأله ا‬ ‫في عمر؟!‬ ‫كان يريد أن يعرف مكانه بنفسه ويقف على أدائه دون واسطة البطانة بينه وبين الناس!‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫اإلتقان سمة األنبياء‪.‬‬ ‫يهرب موسى عليه السلم من بطش فرعون وعندما ُأمر أن يرجع إليه عاد استسلم كامل‬ ‫للوظيفة التي كلف بها‪ُ ،‬يرجم نبي من األنبياء فيسيل دمه على وجهه فيقول‪ :‬رب اغفر‬ ‫لقومي فإنهم ال يعلمون‪.‬‬ ‫يقال لمحمد صلى اهلل عليه وسلم "أنذر عشيرتك" فيجمعهم عند جبل الصفا يأمر‬ ‫بالهجرةيفيترك مكة‪ ،‬استسلم كامل للوظيفة التي ُك ّلف بها!‬

‫التدرج!‬ ‫معروفا بالحكمة والرفق‪ ،‬وفي أحد األيام دخل عليه‬ ‫كان عمر بن عبد العزيز رضي اهلل عنه‬ ‫ا‬ ‫أبت لماذا تتساهل في بعض األمور‪ ،‬واهللِ لو أني مكانك ما‬ ‫أحد أوالده وقال له‪ :‬يا ِ‬ ‫ا‬ ‫أحدا‪.‬‬ ‫خشيت في الحق‬ ‫فقال الخليفة البنه‪ :‬ال تعجل يا بني فإن اهلل ذم الخمر في القرآن مرتين وحرمها في‬ ‫ّ‬ ‫الثالثة‪ ،‬وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيرفضوه ثم تكون فتنة‪ ،‬فانصرف‬ ‫راضيا بحكمة أبيه‪.‬‬ ‫االبن‬ ‫ُ‬ ‫ا‬

‫‪41‬‬


‫الدرس األول‪:‬‬ ‫عمر بن عبد العزيز أعدل الناس بعد الراشدين‪ُ ،‬لقب بالخليفة الخامس ألن عهده كان أشبه‬ ‫العصور بحقبة األربعة العظماء‪ ،‬وأشبه ما يكون بجده عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‪،‬‬ ‫فالفاروق هو جد أم عمر بن عبد العزيز‪ ،‬وصلة القربى هذه بدأت في خلفة الفاروق‪ ،‬كان‬ ‫يتفقد الرعية ا‬ ‫ليل فسمع امرأة تقول البنتها‪ :‬امذقي اللبن بالماء!‬ ‫فقالت البنت ألمها‪ :‬ولكن عمر نهى عن مذق اللبن بالماء‪.‬‬ ‫فقالت األم‪ :‬ولكن عمر ال يرانا‪.‬‬ ‫فرب عمر يرانا‪.‬‬ ‫فقالت البنت‪ :‬إن كان عمر ال يرانا‬ ‫ُ‬ ‫ُأعجب الفاروق بإيمان البنت وذهب إلى بيته وجمع أوالده وطلب منهم أن يتخذها‬ ‫أحدهم زوجة له فتزوجها عاصم فولدت له بنتا اا صارت حفيدة ُعمر‪ ،‬فلما كبرت تزوجت عبد‬ ‫العزيز بن مروان بن الحكم فأنجبا العادل عمر بن عبد العزيز‪.‬‬ ‫من طريف ما ُيروى عن زمن خلفته أنه ما هجم في عهده ذئب على شاة‪ ،‬وكان أحد‬ ‫غنم اا له فإذا بذئب يهجم على إحدى غنماته فقال‪ :‬ال حول وال‬ ‫الرعاة في الفلة يرعى ا‬ ‫قوة إال باهلل مات عمر بن عبد العزيز!‬ ‫فلما رجع إلى المدينة وجد عمر قد مات!‬ ‫واألرجح أنه مات بالسم على يد بني أمية‪ ،‬فقد أخذ منهم ما ال يحق لهم فلم يرضوا الفقر‬ ‫والتساوي بالناس فدسوا له السم في الطعام ومات‪.‬‬ ‫جاء إليه نصراني يشكو واليه على الشام‪ ،‬فقد أراد بناء مسجد فوق أرض النصراني ولكن‬ ‫النصراني رفض أن يبيعها له‪ ،‬فما كان من الوالي إال أن أخذها منه وبنى المسجد‪ ،‬فأمر‬ ‫عمر أن يهدم المسجد وتعاد األرض إلى صاحبها‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫ضعفا‪.‬‬ ‫الرفق ليس‬ ‫ا‬ ‫ال يرفق إال األقوياء‪ ،‬ا‬ ‫فعل القساة هم الضعفاء‪ ،‬فالرفق والعدل ثقيلن ال يقوم بهما إال‬ ‫قوي‪.‬‬ ‫وقد كان عليه الصلة والسلم أرفق الناس‪ ،‬يبول أعرابي في المسجد فيقوم إليه الناس‬ ‫غاضبين‪ ،‬فيهدئ من روعهم ويأمر بدلو ماء يسكب حيث األذى وال يمس األعرابي بسوء!‬ ‫وكذاب‪ ،‬تآمروا لقتله‬ ‫ويوم دخل مكة ومثل بين يديه أهلها الذين شتموه فقالوا ساحر‬ ‫ّ‬ ‫مهاجر اا وتبعوه إلى الغار ال يريدون إال دمه‪ ،‬ثم ماذا فعل؟!‬ ‫يوم خرج‬ ‫ا‬ ‫‪42‬‬


‫قال لهم‪ :‬اذهبوا فأنتم الطلقاء‪ ،‬هكذا هم الكبار إذا ملكوا عفوا!‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫هناك ما هو أعظم من فهم عبادات الشريعة وهو فهم مقاصد الشريعة‪ ،‬وهذا ما فعله‬ ‫يدا والناس جياع‪.‬‬ ‫الرمادة إذ أوقف حد السرقة‪ ،‬فلم يقطع ا‬ ‫عمر رضي اهلل عنه عام ّ‬ ‫علم عمر أن اإلسلم ما جاء لقطع األيدي وإنما شرع هذا لحفظ حقوق الناس‪ ،‬أما وقد‬ ‫ولد اا قق قلبه عليه‪ ،‬ولو ملك قوت أوالده ما سرق‪.‬‬ ‫جاع الناس فقد يسرق أحدهم ليطعم ا‬ ‫علم عمر أنه قبل تطبيق الحدود ال بد ا‬ ‫أوال من إزالة األسباب التي تؤدي إلى الوقوع فيها‪،‬‬ ‫لهذا علينا قبل أن نشرع بتطبيق اإلسلم أن نفهم الغاية التي جاء بها اإلسلم‪ :‬فقد جاء‬ ‫ليحفظ األموال ال ليقطع األيدي وليحفظ العقول ال ليجلد الظهور‪.‬‬

‫الحجاج بن يوسف ّ‬ ‫قفي!‬ ‫الث‬ ‫أسئلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يوما الغضبان بن القبعثري عن مسائل يمتحنه فيها‪ ،‬وكان من‬ ‫ُيحكى أن الحجاج سأل ا‬ ‫جملة ما سأله‪ :‬من أكرم الناس؟‬ ‫فقال الغضبان‪ :‬أفقههم في الدين‪ ،‬وأصدقهم لليمين وأبدلهم للمسلمين وأكرمهم‬ ‫للمهانين وأطعمهم للمساكين‪.‬‬ ‫ُ‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫العالم أحب إلى اهلل من العابد‪ ،‬وفي كليهما خير واهلل يحفظ هذا الدين بالعلماء ال‬ ‫ِ‬ ‫بالع ّباد‪ ،‬فالعالم أنفع لألمة من العابد ألن العابد خيره لنفسه‪ ،‬أما العالم فخيره لنفسه‬ ‫ُ‬ ‫وللناس‪ .‬ولطالما كانت األمة إذا الدهمة بها الخطوب الذت بالعلماء ال بالعباد‪ ،‬فها هو‬ ‫ابن عباس رضي اهلل عنهما يلجم الخوارج‪ ،‬ولم يلجمهم بكثرة صيامه وصلته وإنما‬ ‫ألجمهم بكثرة علمه‪ ،‬كيف ال وهو حبر األمة وترجمان القرآن‪ ،‬دعا له سيد الناس فكان من‬ ‫أفقه الناس‪ ،‬يدنيه الفاروق وهو صبي وعندما الم الشيوخ عمر في هذا‪ ،‬أرسل في طلبه‬ ‫حاضرا ما تقولون في‪ " :‬إذا جاء نصر اهلل والفتح "؟‬ ‫ثم سألهم وابن عباس‬ ‫ا‬ ‫عجزت‪ ،‬ثم قال عمر البن عباس‪ :‬ما تقول‬ ‫فقال بعضهم‪ :‬هو عز اإلسلم‪ /‬وقال بعضهم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أنت فيها؟‬ ‫َ‬ ‫فقال‪ :‬هي أجل رسول اهلل!‬ ‫فقال عمر‪ :‬واهللِ ما أعلم فيها غير هذا‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫والشاهد أن الذي ُيستفتى هو العالم ال العابد‪ ،‬فكثرة الصلة والصيام ليس بالضرورة أن‬ ‫محمودا‪ ،‬وخير الناس من جمع العلم والعبادة‪.‬‬ ‫وراءها كثير علم وإن كان صحبها‬ ‫ا‬ ‫ثم سأل الحجاج الغضبان بن القبعثري‪ :‬فمن أألم الناس؟‬ ‫فقال‪ :‬المعطي على الهوان‪ ،‬المقتر على اإلخوان‪ ،‬الكثير األلوان‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫آخر اا بحسب المناسبة‪ ،‬كما‬ ‫هناك أشخاص لهم أكثر من وجه يخلع أحدهم‬ ‫ا‬ ‫وجه اا ويلبس ا‬ ‫يخلع أحدنا ثيابه‪.‬‬ ‫وجه اا من قفا كالحرباء التي يتغير لونها بحسب لون الشيء الذي تقع عليه‪ ،‬ال‬ ‫ال تعرف له‬ ‫ا‬ ‫أنت تعرف لونها الحقيقي وال هي تعرفه!‬ ‫َ‬ ‫سلح اا تختفي فيه من أعدائها‪،‬‬ ‫ولكن الحرباء أفضل منهم؛ فالحرباء تتلون متخذة من هذا‬ ‫ا‬ ‫وتكمن فيه لطرائدها‪ ،‬حيوان كل همه أن يقتات ويعيش أطول‪ ،‬وال يمكن لومها على‬ ‫مدفوع اا بغريزته‪.‬‬ ‫تلونها؛ ففي عالم الحيوان ال مبادئ وال قيم الكل يحارب من أجل البقاء‬ ‫ا‬ ‫عذاب اا عند اهلل من المنافق؛ لهذا‬ ‫والتلون هو مصطلح مخفف للنفاق‪ ،‬الكافر الصريح أخف‬ ‫ا‬ ‫كان المنافقون في الدرك األسفل من النار‪ .‬والحر ال ينافق‪ ،‬لهذا كان العرب الحقيقين‬ ‫أصحاب مبادئ حتى الكفار منهم‪.‬‬ ‫كان أحدهم إذا كفر أشهر كفره فيعرفه الناس‪ ،‬وإذا آمن أشهر إيمانه فيعرفه الناس‪،‬‬ ‫حق اا في فئة العرب‬ ‫لهذا لم يكن في قريش إال مؤمن أو كافر‪ .‬النفاق ظهر في المدينة ال ا‬ ‫الذين تشرب بعضهم عادات اليهود‪.‬‬ ‫ثم سأل الحجاج الغضبان بن القبعثري‪ :‬فمن شر الناس؟‬ ‫فقال‪ :‬أدومهم صبوة‪ ،‬وأطولهم جفوة‪ ،‬وأكثرهم خلوة‪ ،‬وأشدهم قسوة‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫أدومهم جفوة!‬ ‫الخصام يحدث بين الناس‪ ،‬وإن كان الخصام ليس ظاهرة صحية‪ ،‬ولكنه ظاهرة طبيعية‪،‬‬ ‫فالناس أفكار وأذواق وعقول وقيم ومبادئ ومشارب مختلفة‪ ،‬وإذا ما اختلفت هذه‪،‬‬ ‫اختلف أصحابها‪.‬‬ ‫وأجمل ما في الحياة التنوع‪ ،‬لو تشابه الجميع لصار هذا الكوكب ا‬ ‫غثيث اا ال ُيطاق‪ ،‬ولكن‬ ‫الكبار يظهرون في الخصومة ال في الوفاق‪ ،‬فكل الناس في الوفاق سواء‪ ،‬ولكن إذا‬ ‫اختلفوا تباينوا يظهر لنا الكبير من الصغير‪.‬‬ ‫ويبان العظيم من الوضيع‪:‬‬ ‫قال يونس الصدفي‪ :‬ما رأيت أعقل من الشافعي‪ ،‬تناقشنا في مسألة فاختلفنا‪ ،‬فلقيني‬ ‫بعد مدة وأخذ بيدي وقال‪ :‬يا أبا موسى أما يستقين أن نكون إخوانا ا‪ ،‬وإن اختلفنا في‬ ‫مسألة فهذا حال العقلء إذا اختلفوا في األفكار‪ ،‬وهي أثمن ما في اإلنسان‪.‬‬ ‫والناس عند الخصام ثلثة‪ :‬النوع األول سريع الغضب سريع الرضا وهذه بتلك‪ ،‬يغضبون‬ ‫بسرعة عند أول اختلف إال أنهم سرعان ما يعودون إلى معدنهم األصيل‪ ،‬فإذا ّ‬ ‫طيبت‬ ‫خاطرهم رضوا بسرعة‪.‬‬

‫أما النوع ّ‬ ‫الثاني‪ :‬بطيء الغضب سريع الرضا‪ ،‬وهذا خير الناس على اإلطلق‪ ،‬يملك زمام‬ ‫عقله وقلبه‪ ،‬يصبر على األخطاء ويعفو عن العثرات‪ ،‬ولكنه نهاية المطاف إنسان فيغضب‪،‬‬ ‫ثم كاألطفال يسامح بسرعة وينسى‪.‬‬ ‫وأما النوع ّ‬ ‫الثالث‪ :‬سريع الغضب بطيء الرضا‪ ،‬وهذا شر الناس‪ ،‬عليك أن تداريه كي ال‬ ‫يغضب‪ ،‬وأن تتذلل له كي يرضى‪.‬‬

‫ثم سأل الحجاج الغضبان القبعثري‪ :‬فمن أشجع الناس؟‬ ‫فقال‪ :‬أضربهم بالسيف‪ ،‬وأقراهم للضيف‪ ،‬وأتركهم للحيف‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫أقراهم للضيف!‬ ‫‪45‬‬


‫هل الكرم شجاعة؟ أجل شجاعة؛ ألن الكرم يلزمه بالضرورة بذل المال‪ ،‬واإلنسان بطبعه‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫سيدا لقبيلة‪ ،‬وفي قصة إبراهيم عليه‬ ‫بخيل‬ ‫حريص على المال‪ ،‬لهذا لم يجعل العرب‬ ‫السلم مع الملئكة دروس عظيمة في فن الضيافة وأدبه‪.‬‬ ‫هذا الدين (اتيكيت) لمن تأمل فيه‪ ،‬يقول اهلل تعالى في هذه القصة‪:‬‬ ‫فقربه إليهم قال أال تأكلون((‬ ‫))فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ّ‬ ‫ّ‬ ‫انسل‪.‬‬ ‫وانظر إلى كلمة (راغ)‪ :‬أي‬ ‫ّ‬ ‫سيكلف نفسه‪ ،‬يراعي مشاعر الضيف ويشعره أنه خفيف‪ ،‬ثم‬ ‫ال يريد أن يشعر ضيوفه أنه‬ ‫جاء بعجل سمين‪ ،‬تخير لهم أفضل طعام عنده وأحبه إلى نفسه‪ ،‬رغم أنه ال يعرفهم فهم‬ ‫بالنسبة إليه "قوم منكرون"‪.‬‬ ‫ولكنه ّ‬ ‫يعلمنا أن اإلنسان يعطي على قدر نفسه‪ ،‬وال يعطي على قدر الناس‪ ،‬ثم قربه‬ ‫إليهم‪ ،‬ال يريد أن يكلفهم مؤونة أن يتقدموا إلى ّ‬ ‫الطعام‪ ،‬بل وضعه أمامهم‪ ،‬أحس أن‬ ‫في تقريب ّ‬ ‫ترميم اا لحاجتهم‪ ،‬وإبراهيم لم ُيرد أن يشعرهم أنهم أهل حاجة‪.‬‬ ‫الطعام لهم‬ ‫ا‬

‫النسر الد جاجة‪:‬‬ ‫نسر اا كان يعيش في أحد الجبال‪ ،‬وقد بنى ا‬ ‫كبير اا فوق شجرة أعله‪ ،‬وعندما‬ ‫عشا‬ ‫ا‬ ‫ُيحكى أن ا‬ ‫حان وقت وضع البيوض‪ ،‬وضعت أنثاه في العش أربع بيضات‪ ،‬ثم حدث أن هز زلزال عنيف‬ ‫األرض‪ ،‬فسقطت بيضة من عش النسر‪ ،‬وتدحرجت حتى استقرت في قن دجاج‪ ،‬عثرت‬ ‫دجاجة كبيرة في السن على البيضة‪ ،‬فحنت أليام الشباب والفراخ‪ ،‬فقررت أن ترقد على‬ ‫هذه البيضة حتى تفقس‪ ،‬وبالفعل تعهدتها بالرعاية والدفء‪ ،‬ثم دارت األيام مسرعة تجي‬ ‫جري السحاب‪ ،‬وفقست البيضة وخرج منها نسر صغير‪ .‬تربى النسر مع الدجاج فكسب‬ ‫الحب مثلهم‪ ،‬ويمشي مشيتهم‪ ،‬ولم تكن السماء إحدى أحلمه فقد‬ ‫طباعهم‪ ،‬صار يأكل َ‬ ‫تربى أن الدجاج ال يطير‪ ،‬وفي أحد األيام كان النسر يلعب في ساحة القن مع إخوته‬ ‫الدجاج‪ ،‬فشاهد مجموعة نسور ّ‬ ‫عاليا في السماء‪ ،‬تمنى أن يح ّلق مثلهم‪ ،‬لكنه قوبل‬ ‫تحلق ا‬ ‫بضحكات االستهزاء من إخوته‪ ،‬وقالوا له‪ :‬الدجاج ال يطير‪ ،‬وبعدها تنازل النسر عن حلم‬ ‫التحليق في األعاليم‪ ،‬وعاش دجاجة ومات دجاجة‪.‬‬

‫الدرس األول‪:‬‬

‫‪46‬‬


‫والر ُق‬ ‫األغلل الحقيقية ليست التي تكبل األيدي‪ ،‬وإنما تلك التي تكبل الهمم واألرواح‪ّ .‬‬ ‫الحقيقي ليس في األجساد‪ ،‬وإنما في المعتقدات واألفكار‪ ،‬فهناك أحرار ُكثر خلف‬ ‫قضبان ّالسجون‪ ،‬وهناك عبيد كثر ُ‬ ‫طلقاء‪.‬‬ ‫هذه الحقيقة وعاها اإلسلم منذ البداية‪ ،‬فحرر العبيد من الداخل ا‬ ‫أوال‪ ،‬كسر القيود‬ ‫أحرار اا إلى الحياة‪.‬‬ ‫النفسية التي تكبلهم قبل أن يطلقهم‬ ‫ا‬ ‫أشخاصا‪ ،‬مجرد أدوات لإلنتاج ليس إال‪ ،‬وظل العبيد هكذا‬ ‫أشياء ال‬ ‫كان العبيد قبل اإلسلم‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫قرونا ا حتى بزغ فجر اإلسلم‪ ،‬فنقلهم من خانة األشياء إلى خانة األشخاص لهم حياة ُيمنع‬ ‫عبد اا له في وضح النهار ما قام إليه أحد لينهاه‪،‬‬ ‫أن‬ ‫أن تمس‪ ،‬ولو ّ‬ ‫سيد اا من قريش ذبح ا‬ ‫ا‬ ‫فالعبد ملك لسيده بجسده وروحه‪ ،‬إن شاء عذبة وإن شاء أبقاه!‬ ‫أما اإلسلم فكان له شأن آخر‪ ،‬فقد عمد إلى تحرير أرواحهم من األغلل ا‬ ‫أوال‪ ،‬صار يخبرهم‬ ‫تماما في أصل الخلقة‪ ،‬يغرس فيهم اإلنسانية‪ ،‬ويخبرهم أنهم من طينة‬ ‫أنهم كاألحرار‬ ‫ا‬ ‫األحرار نفسها‪ ،‬وعندما كسر قيود العبيد النّ فسية‪ ،‬وإن اختلف وظيفتهم في الحياة‪ ،‬كان‬ ‫أيض اا‪ ،‬ليعيشوا في كنفهم معززين مكرمين‪ ،‬فألول مرة‬ ‫بالمقابل يكسر استعلء األحرار ا‬ ‫في تاريخ اإلنسانية يساوي العبيد باألحرار‪ ،‬كما في البخاري ومسلم من حديث سيد‬ ‫الناس (من قتل عبده قتلناه‪ ،‬ومن جدع عبده جدعناه‪ ،‬ومن أخصى عبده أخصيناه)‪.‬‬ ‫ُيساوي حياة الحر بحياة العبد‪ ،‬وجسده بجسده‪ ،‬والجروح ِقصاص‪.‬‬ ‫وهل أبلغ من قول سيد الناس في البخاري‪:‬‬ ‫(إخوانكم خولكم‪ ،‬فمن كان أخوه تحت يده‪ ،‬فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس‪ ،‬وال‬ ‫تكلفونهم ما يبلغهم‪ ،‬وإن كلفتموهم فأعنوهم)‪.‬‬ ‫ُينزله منزل األحرار ليحرره‪ ،‬وما زال العض يتشدقون بقولهم‪:‬‬ ‫كيف أباح اإلسلم الرق وهو يدعي الحرية؟ وهنا نسأل‪ :‬هل اإلسلم من جاء بالرق؟ أم أن‬ ‫اإلسلم جاء فوجد الرق قد سبقه؟‬ ‫وعندما بدأ اإلسلم ُي ّ‬ ‫نظم أموره‪ ،‬إنما تعامل معه تعامل األمر الواقع‪ ،‬ولكنه لم يستسلم‬ ‫لهذا الواقع لتحين بعد ذلك لحظة القضاء عليه‪ ،‬ثم كيف جاء العبيد؟‬ ‫كان الناس ّ‬ ‫أحرارا‪ ،‬ولكن جشع اإلمبراطوريات قبل اإلسلم هو الذي أوجد الرق‪،‬‬ ‫كلهم‬ ‫ا‬ ‫كان الرومان يغزون األمم األخرى‪ ،‬ويقتادون الناس المغلوبين بالسلسل ويجعلوهم‬ ‫واألشوريون والكلدانّ يون والفرس‪ ،‬وهذا دين‬ ‫عبيدا‪ ،‬وعلى خطى الرومان سار الفراعنة‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫عبد اا ؟‬ ‫الحر‬ ‫اإلسلم‬ ‫جعل‬ ‫فمتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الغابرة‬ ‫األمم‬ ‫كل‬ ‫ا‬

‫‪47‬‬


‫حقوقا ما كانت‬ ‫تماما‪ ،‬كان اإلسلم يفتح البلد ليحرر أهلها‪ ،‬وليعطيهم‬ ‫على العكس‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫عندهم تحت حكم ّ‬ ‫إقطاعيا يحارب ألجل األراضي‪ ،‬وإنما رسالة‬ ‫حكامهم‪ ،‬فاإلسلم لم يكن‬ ‫ا‬ ‫لتحرير الناس من كل قيد وطغيان‪ ،‬رسالة تريد تخليص الناس من عبادة الناس‪ ،‬وتضعها في‬ ‫طريق عبادة اهلل‪ ،‬هذه هي العبودية الوحيدة التي يرتضيها اإلسلم‪ ،‬وال شك في أن‬ ‫للرق غيرت في نفسيات العبيد‪ ،‬فاختلف البناء النفسي‬ ‫قرونا اا طويلة من ممارسة البشرية ّ‬ ‫للعبد عن الحر‪ ،‬فنمت فيه الطاعة العمياء‪ ،‬وضمرت فيهم المسؤولية والمبادرة‪.‬‬ ‫فالعبد يجد نفسه في تحقيق مراد سيده‪ ،‬ال في تحقيق مراد نفسه‪ ،‬هذا التبعية العمياء‬ ‫ضروريا عند العبيد وهذا الشيء لم يغب عن اإلسلم لذلك لم يسارع إلى‬ ‫جعلت القيد‬ ‫ا‬ ‫تحرير أجساد العبيد وأرواحهم ترزأ في نير القيود والتبعية‪ ،‬بدأ يغريهم بالحرية‪ ،‬وعندما‬ ‫أحرارا سلكوا الدرب التي توصلهم إليها‪.‬‬ ‫اقتنعوا أنه بإمكانهم أن يكونوا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫الرقاب‪ ،‬وأمر بالمكاتبة‬ ‫كثيرا من‬ ‫وفي سعي اإلسلم لتحرير العبيد‪ :‬جعل‬ ‫ّ‬ ‫الكفارات عتق ّ‬ ‫فأيما عبد أراد شراء حريته فليس لسيده أن يرفض‪.‬‬ ‫فألن اإلسلم حكيم ومتدرج‪ ،‬وهذا شأنه‬ ‫أما لماذا لم يحرم اإلسلم الرق دفعة واحدة؛‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫بالرق‪ ،‬أمر آخر أن العبد يباع ويشترى‪ ،‬فلو أخذ العبيد من‬ ‫في الحياة‬ ‫دوما‪ ،‬وهكذا فعل ّ‬ ‫ا‬ ‫أسيادهم ُعنوة لبدا كأنه يسلب الناس أموالهم‪ ،‬ولم يكن ليبلغ الهدف السامي الذي‬ ‫سعى إليه بداية وهو تحرير العبيد من الداخل‪ ،‬فلو أعتقهم قبل أن يحرر أرواحهم لذهبوا‬ ‫يبحثون عن سيد آخر‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫نحن أمة النسور التي تعيش عيش الد جاج!‬ ‫لم يعد يغرينا التحليق في السماء‪ ،‬ألننا تربينا أن الدجاج ال يطير‪ .‬األجنحة القوية التي‬ ‫نملكها لم تضمر‪ ،‬ولكن الهمم فترت‪ .‬فالذي يشدنا إلى األرض ليس ضعف األجنحة ولكنه‬ ‫ضعف الهمم‪.‬‬ ‫صرنا نرى واقعنا أقوى منا ونعتمد على مؤونة هذا وذاك لنأكل وننسى أننا أمة كانت‬ ‫تنشر القمح على رؤوس جبالها كي ال ُيقال‪ :‬جاع طير في بلد المسلمين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أنتهك عرض مسلمة نقول‪ :‬ال حول وال قوة إال باهلل ونتابع حياتنا كأن شيئا ا لم‬ ‫صرنا إذا‬ ‫يكن‪ ،‬وإذا أردنا أن نغضب غيرنا صور "بروفي التنا" وفتحنا “االشتقاقات " لنجلد أنفسنا‪ ،‬ثم‬ ‫ا‬ ‫جرارا‬ ‫جيشا‬ ‫قن الدجاج وكأن شيئا ا لم يكن‪ ،‬وننسى أننا األمة التي كانت تسير‬ ‫نرجع إلى ّ‬ ‫ا‬ ‫ألجل امرأة واحدة تُ هان‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫يرض أن ُيهان‬ ‫صرنا إذا ُأهين حر أمامنا‪ ،‬احتسبنا واسترجعنا ونسينا أن عمر رضي اهلل عنه لم َ‬ ‫نصراني على يد ابن واليه‪ ،‬فعندما تسابق ابن عمرو بن العاص وشاب نصراني‪ ،‬سبق‬ ‫النصراني ابن عمرو بن العاص فضربه وقال له‪ :‬أتسبقني وأنا ابن األكرمين‪.‬‬ ‫شاكيا‪ ،‬فأرسل في طلب عمرو بن العاص وابنه‪ ،‬وقال‬ ‫فجاء النصراني إلى الفاروق‬ ‫ا‬ ‫للنصراني‪ :‬اضرب ابن األكرمين كما ضربك!‬ ‫ّ‬ ‫أحرارا"‪.‬‬ ‫ثم قال مقولته الشهيرة‪" :‬متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم‬ ‫ا‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫نظرتك إلى نفسك هي التي تحدد طريقتك في الحياة‪ ،‬فإذا اقتنعت أنك دجاجة‪ ،‬فلن‬ ‫اقتنعت أنك نسر‪ ،‬ستح ّلق مهما حاولوا تقييد أجنحتك‪.‬‬ ‫تصنع أكثر مما يستطيع الدجاج‪ .‬وإذا‬ ‫َ‬ ‫الدنيا كلها ال تستطيع تدجين شخص قرر أال يكون داجنا ا‪ ،‬والدنيا كلها ال تستطيع تحرير‬ ‫داجن قرر أن يكون داجنا ا؛ كل شخص فسد أراد أن يفسد‪ ،‬وكل شخص استقام أراد أن‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫عامل‬ ‫مساعدا على االستقامة‪ ،‬وقد تكون‬ ‫عامل‬ ‫يستقيم‪ ،‬البيئة مهمة ال شك وقد تكون‬ ‫ا‬ ‫مساعدا على الفجور‪ ،‬ولكن هذا حال الدنيا مذ خلقها اهلل سبحانه‪ ،‬يمكن خلع الجبال من‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫تتذرع بعصيانك بقلة الدعاة‪ ،‬فالمسألة ليست مسألة‬ ‫أماكنها‪ ،‬وال يمكن قهر إرادة‪ ،‬فل ّ‬ ‫جهل أو معرفة‪ ،‬إنما مسألة إرادة!‬

‫ُح ْس ُن التّ ّ‬ ‫خلص‪:‬‬ ‫روى ابن الجوزي في كتابه أخبار النساء قال‪ :‬ذكروا أنه قتل الحجاج‪ ،‬عبد الرحمن بن‬ ‫األشعث‪ ،‬وأسر من معه‪ ،‬وأمر بضرب رقابهم‪ ،‬فقال رجل منهم‪ :‬أيها األمير إني أتيت لك‬ ‫بشيء‪.‬‬ ‫فقال الحجاج‪ :‬ما هو؟‬

‫‪49‬‬


‫جالسا عند عبد الرحمن بم األشعث‪ ،‬فأخذ في عرضك‪ ،‬فقمت في‬ ‫فقال الرجل‪ :‬كنت‬ ‫ا‬ ‫رضك‪.‬‬ ‫فقال الحجاج‪ :‬فمن يشهد بذلك؟‬ ‫فقام رجل آخر من الجماعة يشهد بما قال‪.‬‬ ‫فقال الحجاج‪ :‬اتركوا هذا لدفاعه عنّ ا‪.‬‬ ‫ثم قال للرجل صاحب الشهادة‪ :‬أفل كنت مثله؟‬ ‫ّ‬ ‫أتكلم بمثل هذا‪.‬‬ ‫فقال له‪ :‬بغضي لك لم يدعني‬ ‫فقال‪ :‬اتركوا هذا لصدقه‪.‬‬ ‫ثم قام رجل آخر وقال أيها األمير‪ :‬لئن كنا أسأنا في الخطأ فما أحسنت في العفو‪.‬‬ ‫فقال الحجاج ملتفتا ا إلى من قتل‪ُ :‬أ ّف لهذه الجيف‪ ،‬أما واهلل لو كان فيكم من يتكلم‬ ‫أحدا!‬ ‫مثل هذا ما‬ ‫ُ‬ ‫قتلت منكم ا‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫اإلنسان أعمى في حالتين‪ ،‬عندما يحب بشدة‪ ،‬وعنما يكره بجنون‪ .‬عندما نحب ال نرى‬ ‫العيوب‪ ،‬وعندما نكره ال نرى الحسنات‪ .‬لذلك فكل إفراط في المشاعر مذموم سواء كان‬ ‫بغضا‪.‬‬ ‫حبا أم ا‬ ‫ا‬ ‫حادا من البغض‬ ‫ولكننا نتفهم اإلفراط في الحب؛ ألن الحب عاطفة نبيلة‪ ،‬ونأخذ‬ ‫ا‬ ‫موقف اا ا‬ ‫المفرط؛ ألن البغض عاطفة مذمومة‪ .‬ولتوضيح اإلفراط في الحب‪ ،‬خذ عنك يعقوب عليه‬ ‫أوالدا آخرين‪،‬‬ ‫جارفا‪ ،‬مأل عليه قلبه حتى أنساه أن له‬ ‫حبا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫السلم‪ ،‬أحب يوسف عليه السلم ا‬ ‫ولكن العصمة لألنبياء في الدين وفيما يبلغون‪.‬‬ ‫أما في الدنيا فيصدر منهم الخطأ البسيط الذي ال يقدح في أخلق النبوة‪ ،‬وأخطاؤهم‬ ‫ّ‬ ‫ليتعلم منها الناس‪ ،‬وقد أخطأ يعقوب عليه السلم باإلفراط في حب‬ ‫سلم اهلل عليهم‬ ‫يوسف وحده‪ ،‬فهو المسؤول عن المشاعر السلبية التي حملوها ألخيهم‪ ،‬فهم بنص‬ ‫ّ‬ ‫نتعلم أال نميز بين أوالدنا‪،‬‬ ‫القرآن أرادوا قتل يوسف ليخلو لهم وجه أبيهم‪ ،‬أردنا اهلل أن‬ ‫واحدا أكثر من اآلخرين علينا أن نبقي هذا في قلوبنا وال نخرجه إلى العلن‪،‬‬ ‫وإذا أحببنا‬ ‫ا‬ ‫فنحن ال نؤاخذ بمشاعرنا وإنما بأعمالنا‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫ميثاقا‬ ‫أما البغض المفرط فحسبنا فيه إبليس عندما رفض أمر اهلل وهو في الجنة‪ ،‬وأخذ‬ ‫ا‬ ‫بطول العمر إلى يوم القيامة‪ ،‬فقط ليجعل آدم وذريته شغله الشاغل‪ ،‬ثم ما همه أن‬ ‫يكون الثمن النار!‬ ‫على اإلنسان أن يملك زمام قلبه‪ ،‬فإذا أحب فبعدل‪ ،‬وإذا أبغض فبعدل‪ .‬النبلء ال يرضون‬ ‫الباطل ولو من أحبائهم‪ ،‬وال يردون الحق ولو من أعدائهم‪.‬‬

‫الدرس ّ‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫قوما ال ُينافقون‪ُ ،‬يعرض أحدهم على السيف فل يكذب بما في قلبه‪ ،‬يحبون‬ ‫كانوا‬ ‫ا‬ ‫بصراحة‪ ،‬ويكرهون بصراحة‪ ،‬ال يخجلون بحب‪ ،‬وال يجبنون في بغض‪ُ ،‬يعرف المرء منهم‬ ‫بأحبابه وأعدائه‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫ُحسن الكلم يؤدي إلى حسن النتائج‪ ،‬والكلم مراكب الرجال كل يعبر ماء الحياة على‬ ‫قدر مركبه‪.‬‬ ‫عتق رقبته‪ ،‬ويخطب أحمق فيردي نفيه‪ ،‬يخطب عاقل فتُ غمد السيوف‪.‬‬ ‫في ُ‬ ‫يخطب عاقل ُ‬

‫األخيلية‪:‬‬ ‫ليلى‬ ‫ّ‬ ‫الحجاج وعنده وجوه‬ ‫قال الهيثم بن عدي‪ :‬دخلت ليلى بنت عبد اهلل األخيلية على‬ ‫ّ‬ ‫فاستأذنته في اإلنشاد‪ ،‬فأذن لها‪ ،‬فأنشدته قصيدة مدحته بها‪.‬‬ ‫الحجاج لجلسائه‪ :‬أتدرون من هذه؟‬ ‫قال‬ ‫ّ‬ ‫قالوا‪ :‬ال نعلم‪ ،‬فمن هي؟‬ ‫قال‪ :‬هذه هي ليلى األخيلية صاحبة توبة بن الحمير‪ ،‬ألم تقرؤوا قوله فيها‪:‬‬ ‫نأتك بليلى دارها ال تزورها‬ ‫‪51‬‬


‫ّ‬ ‫واستمر مريرها‬ ‫وشط نواها‬ ‫ّ‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫الحمير‪ ،‬عشقته‬ ‫ليلى األخيلية واحدة من أشهر عاشقات العرب‪ ،‬ارتبط اسمها بتوبة بن ُ‬ ‫وعشقها‪ ،‬فعرفتهما صحراء العرب كما عرفت من قبلهم مع فاقق بسيط في سبب‬ ‫الشهرة‪ ،‬ما كنا لنعرف فاطمة بنت ُعنيزة لوال أن امرأ القيس جعلها قصائد‪ ،‬ولكن في‬ ‫مختلفا‪.‬‬ ‫حالة ليلى كان األمر‬ ‫ا‬ ‫أيضا‪ ،‬وحين نجد المجنون أشهر من ليلى‪ ،‬نجد أن األخيلية أشهر من‬ ‫ليلى كانت شاعرة ا‬ ‫توبة!‬ ‫فلم يصنعها شعره‪ ،‬كانت ليلى فائقة الجمال رآها توبة فافتتن بها‪ ،‬تقدم لخطبتها لكن‬ ‫شعرا على المأل‪ ،‬فزوجها أبوها من‬ ‫أباها رفض؛ ألن العرب ال تزوج بناتها لمن تغزل بهن‬ ‫ا‬ ‫أبي األزلع‪ ،‬ولكن هذا الزواج لم يطفئ جذوة الحب‪ ،‬ثم إن توبة الشقي مات على يد‬ ‫أهل رجل كان توبة قتله‪ ،‬ولكن أبا األزلع طلقها لشدة غيرته‪ ،‬ولما زادت على الثمانين‬ ‫مرت برفقة زوجها على قبر توبة‪ ،‬فقالت مترعة‪:‬‬ ‫أن ليلى األخيلية سلمت‬ ‫ولو ّ‬ ‫على ودوني َج ٌ‬ ‫وصفائح‬ ‫ندل‬ ‫ُ‬ ‫لسلمت تسليم البشاشة أو زقاق‬ ‫ُ‬ ‫صائح‬ ‫جانب القبر‬ ‫إليها صدى من‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وعندما ماتت ودفنت بجانبه‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫أدبنا لألسف أدب ذكوري‪ ،‬فالعرب كانوا أهل شعر وبلغة‪ ،‬ولو تأملنا في أسماء‬ ‫ا‬ ‫ضئيل مقارنة بالشعراء‪.‬‬ ‫الشاعرات لوجدنا العدد‬ ‫وحين نعرف الخنساء ألنها علم‪ ،‬وكان للخنساء أن تندثر لوال حكم النابغة الشهير يوم حكم‬ ‫أنها أشعر العرب‪.‬‬ ‫لم نعرف األخيلية في كتب المدارس‪ ،‬وعرفنا بالمقابل عشرات الرجال‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫‪52‬‬


‫هناك أشخاص لهم متسع في قلبك‪ ،‬ولكن ليس لهم متسع في حياتك!‬ ‫ليس كل ما في الحياة في القلب‪ ،‬وليس كل ما في القلب في الحياة‪ ،‬فالحياة تهزمنا‬ ‫أحيانا ا‪ ،‬تعطي من أحببنا لغيرنا‪ ،‬ولكن بالمقابل علينا أن نكون واقعيين فالعيش في‬ ‫الماضي يكدر الحاضر يفسد المستقبل‪ ،‬لهذا ليبقى ما في القلب في القلب وما في‬ ‫غائبا‪ ،‬ولكن قد يأخذ منا الحاضرين!‬ ‫الحياة في الحياة‪ .‬فالحنين ال يرجع ا‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫الناس يحبون العشاق بفطرتهم‪ ،‬يتعاطفون مع ِّ‬ ‫كل قلب أحب‪.‬‬ ‫شهما إذا ما تعلق األمر بالقلب‪ ،‬ال تأخذ امرأة من حبيبها‪ ،‬وال تأخذي ا‬ ‫رجل من حبيبته‪،‬‬ ‫كن‬ ‫ا‬ ‫مر‪ ،‬وإن استطعت أن تجمع بين قلبين فل تتردد‪.‬‬ ‫فكسر القلوب ّ‬

‫الدرس الخامس‪:‬‬ ‫من قال إن الحب يتنافى مع العفة؟ فما بالنا إذا أحببنا ُجننا؟‬ ‫كل العشاق الذين تعرفونهم أحبوا بجنون‪ ،‬ولكنهم كانوا عفيفين‪ ،‬وقصة ليلى األخيلية‬ ‫مع توبة تشهد‪.‬‬

‫الدرس السادس‪:‬‬ ‫من أحب حمى!‬ ‫أيض اا‪ ،‬ومن طرائف العشاق‬ ‫حمى حبيبته ليس من الموت فقط‪ ،‬وإنما من كلم الناس ا‬ ‫شابا من األعراب أحب فتاة ولما غلب عليه الشق أراد رؤيتها‬ ‫مع اا‪ ،‬أن ا‬ ‫في الكتم والحماية ا‬ ‫فجاء مضارب أهلها لينظر إليها من بعيد‪ ،‬فظنوه من أعدائهما‪ ،‬فلما عرضوه على السيف‬ ‫بتهمة أنه جاسوس رفض أن يدافع عن نفسه أمامهم ويقول لهم‪ :‬أنا أحببت ابنتكم‪.‬‬ ‫وعندما استل أخوها سيفه ليقطع رأسه‪ ،‬صرخت البنت وقتها أن توقفا وقصت ألبيها‬ ‫الحكاية فما كان منه إال أن أكبره وقال له‪ :‬أما وقد كدت تموت في سبيل شرفها فل‬ ‫تكون لرجل غيرك‪ ،‬وعقد زواجهما‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫عمر بن أبي ربيعة‪:‬‬ ‫روى ابن الجوزي قال‪ :‬بينما عمر بن أبي ربيعة في الطواف إذ رأى جارية من أهل البصرة‬ ‫فأعجبته‪ ،‬فدنا منها وكلمها‪ ،‬ولكنها أعرضت ولم تجبه‪ ،‬فخرجت من صحن المطاف ثم أتت‬ ‫زوجها وقال له‪ :‬تعال معي تريني المناسك!‬ ‫فأقبلت وهي معه وعمر جالس في طريقها‪ ،‬فلما رأى الرجل معها عدل عنها‪ ،‬فأنشدت‬ ‫قائلة‪:‬‬ ‫تعدو الذئاب على من ال كلب له‬ ‫وتتقي مربض المستأسد الضاري‬

‫الدرس األول‪:‬‬ ‫عمر بن أبي ربيعة واحد من فحول الشعراء‪ ،‬كان من المجددين بالشعر‪ ،‬كما كان أحد‬ ‫واحد اا يسير بقصيدته في موضوع واحد‪ ،‬ومما يؤخذ عليه أنه‬ ‫غرضا‬ ‫الذين جعلوا للقصيدة ا‬ ‫ا‬ ‫على كثرة غزله لم تُ عرف له حبيبة واحدة كعشاق العرب‪ ،‬فإن أعرضت لبنى‪ ،‬كتب ا‬ ‫غزال‬ ‫في بثينة‪ ،‬وإن صدت بثينة‪ ،‬تغزل بليلى!‬ ‫أيضا أنه‬ ‫أبدا‪ ،‬كان‬ ‫عفيفا على كثرة عبثه بالقوافي‪ ،‬ومما يحسب له ا‬ ‫ا‬ ‫ال يمكث على امرأة ا‬ ‫من القلة الذين لم يتكسبوا بشعرهم‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫ا‬ ‫مقاال‪ ،‬إذا ُشغف بأمر فعله ولو‬ ‫البعض ال يراعون حرمة المكان‪ ،‬وال يعرفون أن لكل مقام‬ ‫في الحرم‪ ،‬يقول أحد التائبين‪ :‬كانت توبتي بسبب امرأة حسناء اعترضتها في الطواف‬ ‫فقالت لي‪ :‬يا هذا جئنا من آخر بقاع األرض لنغسل خطايانا هنا‪ ،‬فأين ستغسل أنت‬ ‫خطاياك!‬ ‫فنزلت هذه الكلمات عليه كالصاعقة‪ ،‬وانقلبت منذ تلك اللحظة أحواله فإن كان له شرف‬ ‫ا‬ ‫مقاال ولكل مكان هيبته‪.‬‬ ‫النهاية فإن له سوء البداية‪ ،‬ولكل مقام‬

‫‪54‬‬


‫الدرس الثالث‪:‬‬ ‫ميل الرجال إلى النساء فطرة‪ ،‬وميل النساء إلى الرجال فطرة كذلك‪ ،‬غرسها اهلل فينا‬ ‫لتستمر الخليقة ولتعمر األرض‪ ،‬ولكننا بشر وعلينا أن نرتقي بفطرتنا‪ .‬اإلعجاب يقع من‬ ‫ا‬ ‫عقوال وإرادات‪ ،‬فقد خلقنا بقلب كي نحب برقي وخلقنا‬ ‫النظرة‪ ،‬ولكن اهلل جعل فينا‬ ‫بعقل كي ال نقع على لحم ليس لنا‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫كل شيء بالقوة إال الحب‪ ،‬الحب إما ُيعطى عن رضا أو ال‪ .‬البعض ثقلء ال يزيدهم الصد‬ ‫رارا وال يزيدهم المنع إال مثابرة‪.‬‬ ‫إال إص ا‬

‫الدرس الخامس‪:‬‬ ‫هناك مستحضرات تجميل ال تباع في المحلت‪ ،‬وهي أجمل من كل ما يباع‪ ،‬األخلق عطر‬ ‫الرجال‬ ‫والحياء عطر النساء‪ .‬أجمل كحل للمرأة غض البصر‪ ،‬وأجمل ثياب الرجل العفة‪ .‬فل زينة‬ ‫أجمل من األخلق‪.‬‬

‫الدرس السادس‪:‬‬ ‫القصة أمتع وسائل التربية!‬ ‫المجردة شاقة‪ ،‬ولكن إذا ما صارت قصة أخذتها النفوس بترحاب‪ ،‬ليس أدل على‬ ‫المفاهيم‬ ‫ّ‬ ‫سطوة القصة في التربية‪ ،‬بل من كثرة ورودها في القرآن‪ ،‬فثلث القرآن الكريم أو أكثر‬ ‫وغرضا أشرف من الترويح عن النفس أال وهو‬ ‫قصص أراد اهلل بهذا شيئا ا أرفع من التسلية‬ ‫ا‬ ‫التربية‪.‬‬ ‫فعندما يحدثنا عن ابني آدم عليه السلم فلينهانا عن الحسد‪ ،‬ويخبرنا أن اإلنسان عندما‬ ‫يستحوذ عليه الشر‬ ‫أحط من الحيوانات!‬ ‫‪55‬‬


‫وعندما يحدثنا عن حوت يونس عليه السلم‪ ،‬فليعلمنا أن اهلل إذا أراد نجاة إنسان أنجاه‪،‬‬ ‫ولو في بطن حوت مفترس‪.‬‬ ‫وعندما يحدثنا عن بقرة إسرائيل‪ ،‬فليعلمنا أن المال شهوة وأن اإلنسان قد يقتل ألجله‪.‬‬ ‫وعندما يحدثنا عن موسى عليه السلم‪ ،‬فليعلمنا أن األعمار بيد اهلل وحده‪ ،‬وليعلمنا‬ ‫التضحية في سبيل المبادئ‪ ،‬فالسحرة صلبوا وظلوا مؤمنين‪ ،‬وليحذرنا من اإليمان الزائف‪،‬‬ ‫وليخبرنا أن البعض فيهم جحود‪ ،‬يشق لهم البحر بعصاه فإذا غاب عنهم عبدوا العجل!‬ ‫وليعلمنا أن نعترف بفضل اآلخرين‪ ،‬فموسى اعترف أن هارون أفصح منه لسانا ا‪ ،‬النبلء‬ ‫يعترفون بإمكانيات غيرهم‪ ،‬يعلمنا مجابهة الطغاة‪ُّ ،‬‬ ‫يذل النمرود ببعوضة‪ ،‬ويثأر لنوح بالماء‪،‬‬ ‫والدم!‬ ‫والقمل والجراد‬ ‫ويساند موسى بالضفادع‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫و ُّ‬ ‫يفك حصار ّ‬ ‫الشب بحشرة تأكل الوثيقة إال (باسمك اللهم)!‬ ‫شق موسى بحره إال بعصا لم تكن قبل أمر اهلل إال‬ ‫فما أطفأ إبراهيم ناره بماء‪ ،‬وال ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ويهش بها على غنمه‪.‬‬ ‫العصي يتكئ عليها‬ ‫كغيرها من‬ ‫ّ‬

‫‪56‬‬


57


58


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.