ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
آﺘﺎب :
ِاﺳْـﺘـﻤـﺘِـ ْﻊ ﺑـِﺤـَﻴـﺎﺗـِﻚ ﻣﻬﺎرات وﻓﻨﻮن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺑﺤﻮث ودورات وذآﺮﻳﺎت أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ
ﺴ َﻨ ٌﺔ [ ﺣ َ ﺳ َﻮ ٌة َ ﷲ ُأ ْ ن َﻟ ُﻜ ْﻢ ﻓِﻲ َرﺳُﻮ ِل ا ِﱠ ] َﻟ َﻘ ْﺪ آَﺎ َ
ﺑﻘﻠﻢ /د.ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟ ّﺮﺣﻤﻦ اﻟﻌﺮﻳﻔﻲ أﺳﺘﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﺧﻄﻴﺐ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺒﻮاردي ﺑﺎﻟﺮﻳﺎض ﻣﺤﺎﺿﺮ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻟﺪورات اﻟﺴﻌﺎدة وﻓﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻋﻀﻮ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻋﻼم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم ﻣﺮآﺰ ﻧﺎﺻﺢ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻻﺳﺘﺸﺎرات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ 1427/2/6هـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ 2006/3/6م ﺗﻨﺒﻴﻪ هﺎم ﺟﺪًا :هﺬﻩ اﻟﻨﺴﺨﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺮ وﻻ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،ﻓﺄرﺟﻮ ﻣﺮاﻋﺎة ذﻟﻚ ،وﻓﻖ اﷲ اﻟﺠﻤﻴﻊ .. ﺁﻣﻴﻦ .
1
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻤ ﺎ آ ﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮي وﻗﻊ ﻓﻲ ﻳ ﺪي -آ ﺘﺎب " ﻓﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس " ﻟﻤﺆﻟﻔﻪ " داﻳﻞ آﺎرﻧﻴﺠﻲ " آﺎن آﺘﺎﺑ ًﺎ راﺋﻌ ًﺎ ﻗﺮأﺗﻪ ﻋﺪة ﻣﺮات .. آ ﺎن آﺎﺗ ﺒﻪ اﻗﺘ ﺮح أن ﻳﻌ ﻴﺪ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻗ ﺮاءﺗﻪ آ ﻞ ﺷ ﻬﺮ ..ﻓﻔﻌﻠ ﺖ ذﻟ ﻚ ..ﺟﻌﻠ ﺖ أﻃ ﺒﻖ ﻗﻮاﻋﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﺮأﻳﺖ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﺠﻴﺒﺔ .. آ ﺎن آﺎرﻧﻴﺠ ﻲ ﻳﺴ ﻮق اﻟﻘﺎﻋﺪة وﻳﺬآﺮ ﺗﺤﺘﻬﺎ أﻣﺜﻠﺔ ووﻗﺎﺋ ﻊ ﻟ ﺮﺟﺎل ﺗﻤﻴ ﺰوا ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ ..روزﻓﻠ ﺖ .. ﻟ ﻨﻜﻮﻟﻦ ..ﺟ ﻮزف ..ﻣﺎﻳ ﻚ ..ﻓﺒﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ ﻓ ﺮأﻳﺖ أن ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺮة رﺳ ﻮل اﷲ εوأﺻ ﺤﺎﺑﻪ وﻣﻮاﻗ ﻒ اﻟﻤﺘﻤﻴ ﺰﻳﻦ ﻣ ﻦ رﺟ ﺎل أﻣﺘ ﻨﺎ ﻣ ﺎ ﻳﻐﻨﻴﻨﺎ .. ﻓ ﺒﺪأت ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟﺤ ﻴﻦ أؤﻟ ﻒ ه ﺬا اﻟﻜ ﺘﺎب ﻓ ﻲ ﻓﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس .. ﻓﻬ ﺬا اﻟﻜ ﺘﺎب اﻟ ﺬي ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪﻳﻚ ﻟ ﻴﺲ وﻟ ﻴﺪ ﺷﻬﺮ أو ﺳﻨﺔ .. ﺑ ﻞ ه ﻮ ﻧﺘ ﻴﺠﺔ دراﺳ ﺎت ﻗﻤ ﺖ ﺑﻬ ﺎ ﻟﻤ ﺪة ﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣ ًﺎ .. ﻲ ﺑﺘﺄﻟ ﻴﻒ ﻗ ﺮاﺑﺔ ﻦ ﻋﻠ ﱠ وﻣ ﻊ أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﻗ ﺪ ﻣ ﱠ اﻟﻌﺸ ﺮﻳﻦ ﻋﻨﻮاﻧ ًﺎ إﻟﻰ اﻵن ..إﻻ أﻧﻲ أﺟﺪ أن أﺣﺐ ﻲ وأﻏﻼه ﺎ إﻟ ﻰ ﻗﻠﺒ ﻲ ..وأآﺜ ﺮهﺎ ﻓﺎﺋ ﺪة آﺘﺒ ﻲ إﻟ ﱠ ﻋﻤﻠﻴﺔ -ﻓﻴﻤﺎ أﻇﻦ – هﻮ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب .. آﺘ ﺒﺖ آﻠﻤﺎﺗﻪ ﺑﻤﺪاد ﺧﻠﻄﺘﻪ ﺑﺪﻣﻲ ..ﺳﻜﺒﺖ روﺣﻲ ﺑﻴﻦ أﺳﻄﺮﻩ ..ﻋﺼﺮت ذآﺮﻳﺎﺗﻲ ﻓﻴﻪ .. ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ آﻠﻤﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ إﻟﻰ اﻟﻘﻠﺐ .. وأﻗﺴ ﻢ أﻧﻬ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ ﻗﻠﺒ ﻲ ﻣﺸ ﺘﺎﻗﺔ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣﺴﺘﻘﺮهﺎ ﻗﻠﺒﻚ ..ﻓﺮﺣﻤﺎك ﺑﻬﺎ .. ﻣ ﺎ أﻋﻈ ﻢ ﺳ ﺮوري ﻟ ﻮ ﻋﻠﻤ ﺖ أن ﻗﺎرﺋ ًﺎ أو ﻗﺎرﺋ ﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟ ﻮرﻗﺎت ﻃ ﺒﻖ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ..ﻓﺸﻌﺮ وﺷﻌﺮ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﺘﻄﻮر ﻣﻬﺎراﺗﻪ ..وازدادت ﻣﺘﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .. ﻓﺴ ﻄﺮ ﺑﻴﻤﻴ ﻨﻪ اﻟﻄﺎه ﺮة – ﻣﺸ ﻜﻮرًا -رﺳﺎﻟﺔ ﻋﺒﺮ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋ ﻦ رأﻳ ﻪ ..وﺻ ّﻮر ﻣﺸ ﺎﻋﺮﻩ ﺑﺼ ﺪق وﺻﺮاﺣﺔ ..ﺛﻢ أرﺳﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺑﺮﻳﺪ أو رﺳﺎﻟﺔ ﺟﻮال smsإﻟ ﻰ آﺎﺗ ﺐ ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﻄﻮر ..ﻷآ ﻮن ﻟﻠﻄﻔ ﻪ ﺷﺎآﺮًا ..وﺑﻈﻬﺮ اﻟﻐﻴﺐ ﻟﻪ داﻋﻴ ًﺎ .. أﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳ ﻨﻔﻊ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟ ﻮرﻗﺎت ..وأن ﻳﺠﻌﻠﻬ ﺎ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻮﺟﻬﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ..
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
آﺘﺒﻪ اﻟﺪاﻋﻲ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ/ د.ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻌﺮﻳﻔﻲ
ﺑﺪاﻳﺔ .. ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﻘﺮأ آﺘﺎﺑ ًﺎ ..ﺑﻞ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ .. 1.هﺆﻻء ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪوا .. أذآ ﺮ أن رﺳ ﺎﻟﺔ ﺟﺎءﺗﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ هﺎﺗﻔ ﻲ اﻟﻤﺤﻤ ﻮل ..ﻧﺼ ﻬﺎ :ﻓﻀ ﻴﻠﺔ اﻟﺸ ﻴﺦ ..ﻣ ﺎ ﺣﻜﻢ اﻻﻧﺘﺤﺎر ؟ ﻓﺎﺗﺼ ﻠﺖ ﺑﺎﻟﺴ ﺎﺋﻞ ﻓﺄﺟ ﺎب ﺷ ﺎب ﻓ ﻲ ﻋﻤ ﺮ اﻟﺰهﻮر ..ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻋﻔﻮًا ﻟﻢ أﻓﻬﻢ ﺳﺆاﻟﻚ .. أﻋﺪ اﻟﺴﺆال ! ﻓﺄﺟ ﺎب ﺑﻜ ﻞ ﺗﻀ ﺠﺮ :اﻟﺴ ﺆال واﺿ ﺢ ..ﻣ ﺎ ﺣﻜﻢ اﻻﻧﺘﺤﺎر .. ﻓ ﺄردت أن أﻓﺎﺟ ﺌﻪ ﺑﺠ ﻮاب ﻻ ﻳ ﺘﻮﻗﻌﻪ ﻓﻀﺤﻜﺖ وﻗﻠﺖ :ﻣﺴﺘﺤﺐ .. ﺻﺮخ :ﻣﺎذا ؟! ﻗﻠﺖ :أﻗﻮل ﻟﻚ :ﺣﻜﻢ اﻻﻧﺘﺤﺎر أﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﺐ .. ﻟﻜ ﻦ ﻣ ﺎ رأﻳﻚ أن ﻧﺘﻌﺎون ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺤﺮ ﺑﻬﺎ ..؟ ﺳﻜﺖ اﻟﺸﺎب .. ﻓﻘﻠﺖ :ﻃﻴﺐ ..ﻟﻤﺎذا ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﺘﺤﺮ ؟ ﻗ ﺎل :ﻷﻧ ﻲ ﻣ ﺎ وﺟﺪت وﻇﻴﻔﺔ ..واﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻼ أﻧﺎ إﻧﺴﺎن ﻓﺎﺷﻞ ..و .. ﻳﺤﺒﻮﻧﻨﻲ ..وأﺻ ً واﻧﻄﻠﻖ ﻳﺮوي ﻟﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻄﻮﻟﺔ ﺗﺤﻜﻲ ﻓﺸﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ذاﺗﻪ ..وﻋﺪم اﺳﺘﻌﺪادﻩ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﺑﻤﺎ هﻮ ﻣﺘﺎح ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻗﺪرات .. وهﺬﻩ ﺁﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ .. ﻟﻤﺎذا ﻳﻨﻈﺮ أﺣﺪﻧﺎ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﻈﺮة دوﻧﻴﺔ ؟ ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻠﺤ ﻆ ﺑﺒﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ اﻟﻮاﻗﻔ ﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ اﻟﺠ ﺒﻞ وﻳ ﺮى ﻧﻔﺴ ﻪ أﻗ ﻞ ﻣ ﻦ أن ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻘﻤﺔ آﻤﺎ وﺻﻠﻮا ..أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أن ﻳﺼﻌﺪ اﻟﺠﺒﻞ آﻤﺎ ﺻﻌﺪوا .. وﻣﻦ ﻳﺘﻬﻴﺐ ﺻﻌﻮد اﻟﺠﺒﺎل *** ﻳﻌﺶ أﺑﺪ اﻟﺪهﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻔﺮ
2
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗ ﺪري ﻣ ﻦ اﻟ ﺬي ﻟ ﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،وﻻ ﻣﻦ أي آﺘﺎب ﺁﺧﺮ ﻣﻦ آﺘﺐ اﻟﻤﻬﺎرات ؟! إﻧ ﻪ اﻟﺸ ﺨﺺ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ اﻟ ﺬي اﺳﺘﺴ ﻠﻢ ﻷﺧﻄﺎﺋ ﻪ وﻗ ﻨﻊ ﺑﻘﺪراﺗ ﻪ ،وﻗ ﺎل :ه ﺬا ﻃﺒﻌ ﻲ اﻟ ﺬي ﻧﺸ ﺄت ﻋﻠ ﻴﻪ ..وﺗﻌ ﻮدت ﻋﻠ ﻴﻪ ،وﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن أﻏﻴ ﺮ ﻃﺮﻳﻘﺘﻲ ..واﻟﻨﺎس ﺗﻌﻮدوا ﻋﻠﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻄﺒﻊ .. أﻣ ﺎ أن أآ ﻮن ﻣ ﺜﻞ ﺧﺎﻟ ﺪ ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ إﻟﻘﺎﺋ ﻪ ..أو أﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ ﺑﺸﺎﺷ ﺘﻪ ..أو زﻳﺎد ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس ﻟﻪ .. ﻓﻬﺬا ﻣﺤﺎل .. ﺟﻠﺴ ﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺮ ﻋﺘﻴ ًﺎ .. ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ،آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻓ ﻴﻪ ﻋ ﻮام ﻣﺘﻮاﺿ ﻌﻮ اﻟﻘﺪرات .. وآ ﺎن اﻟﺸ ﻴﺦ ﻳ ﺘﺠﺎذب أﺣﺎدﻳ ﺚ ﻋﺎﻣ ﺔ ﻣ ﻊ ﻣ ﻦ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ .. ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻤ ﺜﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ إﻻ واﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻪ ﺣﻖ اﻻﺣﺘﺮام ﻟﻜﺒﺮ ﺳﻨﻪ ..ﻓﻘﻂ .. أﻟﻘ ﻴﺖ آﻠﻤ ﺔ ﻳﺴﻴﺮة ..ذآﺮت ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓﺘﻮى ﻟﻠﺸﻴﺦ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎز .. ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻴﺖ ..ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻣﻔﺘﺨ ﺮًا :أﻧ ﺎ واﻟﺸ ﻴﺦ اﺑ ﻦ ﺑ ﺎز آ ﻨﺎ زﻣ ﻼء ﻧ ﺪرس ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ ..ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ .. اﻟ ﺘﻔﺖ أﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ..ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻗ ﺪ اﻧﺒﻠﺠﺖ أﺳﺎرﻳﺮﻩ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺔ ..آ ﺎن ﻓ ﺮﺣ ًﺎ ﺟ ﺪًا ﻷﻧ ﻪ ﺻ ﺎﺣﺐ ﻼ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺪهﺮ .. رﺟ ً ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻌﻠﺖ أردد ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ :وﻟﻤﺎذا ﻳﺎ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻣﺎ ﺻﺮت ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ ﻣﺜﻞ اﺑﻦ ﺑﺎز ؟ ﻣﺎ دام أﻧﻚ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﻮاﺻﻞ ..؟ ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻤ ﻮت اﺑ ﻦ ﺑ ﺎز ﻓﺘﺒﻜ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻤﻨﺎﺑ ﺮ .. واﻟﻤﺤﺎرﻳﺐ ..واﻟﻤﻜﺘﺒﺎت ..وﺗﺌﻦ أﻗﻮام ﻟﻔﻘﺪﻩ .. وأﻧ ﺖ ﺳ ﺘﻤﻮت ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺪه ﺮ ..وﻟﻌﻠ ﻪ ﻻ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻚ أﺣﺪ ..إﻻ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ..أو ﻋﺎدة !!.. آﻠ ﻨﺎ ﻗ ﺪ ﻧﻘ ﻮل ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ..ﻋ ﺮﻓﻨﺎ ﻓﻼﻧ ًﺎ .. وزاﻣﻠﻨﺎ ﻓﻼﻧ ًﺎ ..وﺟﺎﻟﺴﻨﺎ ﻓﻼﻧ ًﺎ !! وﻟ ﻴﺲ ه ﺬا ه ﻮ اﻟﻔﺨ ﺮ ..إﻧﻤ ﺎ اﻟﻔﺨ ﺮ أن ﺗﺸ ﻤﺦ ﻓﻮق اﻟﻘﻤﺔ آﻤﺎ ﺷﻤﺦ .. ﻼ واﻋ ﺰم ﻣ ﻦ اﻵن أن ﺗﻄ ﺒﻖ ﻣ ﺎ ﺗﻘﺘ ﻨﻊ ﻓﻜ ﻦ ﺑﻄ ً
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺑﻨﻔﻌﻪ ﻣﻦ ﻗﺪرات ..آﻦ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ .. اﻗﻠ ﺐ ﻋﺒﻮﺳﻚ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ..وآﺂﺑﺘﻚ ﺑﺸﺎﺷﺔ .. وﺑﺨﻠﻚ آﺮﻣ ًﺎ ..وﻏﻀﺒﻚ ﺣﻠﻤ ًﺎ .. اﺟﻌﻞ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ أﻓﺮاﺣ ًﺎ ..واﻹﻳﻤﺎن ﺳﻼﺣ ًﺎ .. اﺳ ﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤ ﻴﺎﺗﻚ..ﻓﺎﻟﺤ ﻴﺎة ﻗﺼ ﻴﺮة ﻻ وﻗ ﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻐﻢ.. أﻣ ﺎ آ ﻴﻒ ﺗﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ..ﻓﻬ ﺬا ﻣ ﺎ أﻟﻔﺖ اﻟﻜﺘﺎب ﻷﺟﻠﻪ آﻦ ﻣﻌﻲ وﺳﻨﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﺑﺈذن اﷲ .. ﺑﻘﻲ ﻣﻌﻨﺎ .. اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺬي ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻌﺰﻳﻤﺔ واﻹﺻﺮار ﻋﻠﻰ أن ﻳﻄﻮر ﻣﻬﺎراﺗﻪ ..وﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻗﺪراﺗﻪ .. 2.ﻣﺎذا ﺳﻨﺘﻌﻠﻢ ؟ ﻳﺸ ﺘﺮك اﻟ ﻨﺎس ﻏﺎﻟ ﺒ ًﺎ ﻓ ﻲ أﺳ ﺒﺎب اﻟﺤ ﺰن واﻟﻔﺮح .. ﻓﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻳﻔﺮﺣﻮن إذا آﺜﺮت أﻣﻮاﻟﻬﻢ .. وﻳﻔﺮﺣﻮن إذا ﺗﺮﻗﻮا ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ .. وﻳﻔﺮﺣﻮن إذا ﺷﻔﻮا ﻣﻦ أﻣﺮاﺿﻬﻢ .. وﻳﻔﺮﺣﻮن إذا اﺑﺘﺴﻤﺖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻬﻢ ..ﻓﺘﺤﻘﻘﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺮاداﺗﻬﻢ .. وﻓ ﻲ اﻟ ﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ..هﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻳﺤﺰﻧﻮن إذا اﻓﺘﻘ ﺮوا ..وﻳﺤ ﺰﻧﻮن إذا ﻣﺮﺿ ﻮا .. وﻳﺤﺰﻧﻮن إذا أُهﻴﻨﻮا .. ﻓﻤ ﺎ دام ذﻟ ﻚ آﺬﻟﻚ ..ﻓﺘﻌﺎل ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺮق ﻧ ﺪﻳﻢ ﻓ ﻴﻬﺎ أﻓ ﺮاﺣﻨﺎ ..وﻧ ﺘﻐﻠﺐ ﺑﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أﺗﺮاﺣﻨﺎ .. ﻧﻌ ﻢ ..ﺳ ﻨﺔ اﻟﺤ ﻴﺎة أن ﻳ ﺘﻘﻠﺐ اﻟﻤ ﺮء ﺑ ﻴﻦ ﺣُﻠﻮ ٍة وﻣُﺮ ٍة ..أﻧﺎ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ هﺬا .. وﻟﻜ ﻦ ﻟﻤ ﺎذا ﻧﻌﻄ ﻲ اﻟﻤﺼ ﺎﺋﺐ واﻷﺣ ﺰان ﻓ ﻲ أﺣ ﻴﺎن آﺜﻴﺮة أآﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ ..ﻓﻨﻐﺘﻢ أﻳﺎﻣ ًﺎ ..ﻣ ﻊ إﻣﻜﺎﻧ ﻨﺎ أن ﻧﺠﻌ ﻞ ﻏﻤ ﻨﺎ ﺳ ﺎﻋﺔ .. وﻧﺤ ﺰن ﺳ ﺎﻋﺎت ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ اﻟﺤﺰن ..ﻟﻤﺎذا ..؟! أﻋﻠ ﻢ أن اﻟﺤ ﺰن واﻟﻐ ﻢ ﻳﻬﺠﻤ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﻠﺐ وﻳﺪﺧﻼﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﺳﺘﺌﺬان ..وﻟﻜﻦ آﻞ ﺑﺎب ه ﻢ ﻳﻔ ﺘﺢ ﻓﻬ ﻨﺎك أﻟﻒ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻹﻏﻼﻗﻪ ..هﺬا ﻣﻤﺎ ﺳﻨﺘﻌﻠﻤﻪ ..
3
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗﻌﺎل إﻟﻰ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ .. آ ﻢ ﻧ ﺮى ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس اﻟﻤﺤﺒﻮﺑ ﻴﻦ ..اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻔ ﺮح اﻵﺧ ﺮون ﺑﻠﻘ ﺎﺋﻬﻢ ..وﻳﺄﻧﺴﻮن ﺑﻤﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ ..أﻓﻠﻢ ﺗﻔﻜﺮ أن ﺗﻜﻮن واﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ..؟ ﻟﻤﺎذا ﺗﺮﺿﻰ أن ﺗﺒﻘﻰ داﺋﻤ ًﺎ ﻣﻌﺠَـﺒ ًﺎ ) ﺑﻔﺘﺢ اﻟﺠﻴﻢ ( وﻻ ﺗﺴﻌﻰ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺠِـﺒ ًﺎ ) ﺑﻜﺴﺮهﺎ ( !! هﻨﺎ ﺳﻨﺘﻌﻠﻢ آﻴﻒ ﺗﺼﺒﺢ آﺬﻟﻚ .. ﻟﻤ ﺎذا إذا ﺗﻜﻠ ﻢ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ أﻧﺼ ﺖ ﻟ ﻪ اﻟ ﻨﺎس وﻣﻠ ﻚ أﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ ..وأﻋﺠ ﺒﻮا ﺑﺄﺳ ﻠﻮب آﻼﻣﻪ .. وإذا ﺗﻜﻠﻤ ﺖ أﻧ ﺖ اﻧﺼ ﺮﻓﻮا ﻋ ﻨﻚ ..وﺗﻨﺎزﻋ ﺘﻬﻢ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ؟! ﻟﻤﺎذا ؟ ﻣﻊ أن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻚ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أآﺜﺮ ..وﺷﻬﺎدﺗﻚ أﻋﻠﻰ ..وﻣﻨﺼﺒﻚ أرﻓﻊ .. ﻟﻤ ﺎذا إذن اﺳ ﺘﻄﺎع ﻣﻠ ﻚ أﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ وﻋﺠ ﺰت أﻧ ﺖ ؟!! ﻟﻤ ﺎذا ذاك اﻷب ﻳﺤ ﺒﻪ أوﻻدﻩ وﻳﻔ ﺮﺣﻮن ﺑﻤ ﺮاﻓﻘﺘﻪ ﻓ ﻲ آ ﻞ ذه ﺎب وﻣﺠ ﻲء ..وﺁﺧ ﺮ ﻻ ﻳ ﺰال ﻳﻠ ﺘﻤﺲ ﻣ ﻦ أوﻻدﻩ ﻣ ﺮاﻓﻘﺘﻪ وه ﻢ ﻳﻌ ﺘﺬرون ﺑﺼ ﻨﻮف اﻷﻋﺬار ..ﻟﻤﺎذا ؟! أﻟﻴﺲ آﻼهﻤﺎ أب ؟!! وﻟﻤﺎذا ..وﻟﻤﺎذا .. ﺳﻨﺘﻌﻠﻢ هﻨﺎ آﻴﻔﻴﺔ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة .. أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺬب اﻟﻨﺎس ..واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ .. ﺗﺤﻤﻞ أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ .. اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﺻﺤﺎب اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻤﺆذﻳﺔ .. إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ..ﻓﻤﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﻚ ..
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗﻠﺖ :ﻋﺠﺒ ًﺎ !! أﻟﻴﺴﺖ اﻟﻤﺪارس ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ .. ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ؟! ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ ..ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻜﻔﻠﻬﻢ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ .. ﻗﻠ ﺖ :آ ﺬﻟﻚ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ..أﻟﻴﺴ ﺖ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ .. ﺑﻞ ﺗﺼﺮف ﻟﻠﻄﻼب ﻣﻜﺎﻓﺂت .. ﻗﺎل :ﺳﺄﺷﺮح ﻟﻚ اﻟﻘﺼﺔ .. ت .. ﻗﻠﺖ :هﺎ ِ ﻗ ﺎل :ﻳﺘﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋ ﻨﺪﻧﺎ ﻃ ﻼب ﻧﺴ ﺒﺘﻬﻢ اﻟﻤ ﺌﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﻘ ﻞ ﻋ ﻦ .. %99ﻳﻤﻠﻚ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬآﺎء واﻟﻔﻬ ﻢ ﻗ ﺪرًا ﻟ ﻮ ُوزﱢع ﻋﻠ ﻰ أﻣ ﺔ ﻟﻜﻔﺎهﻢ .. ﻓ ﺈذا ﺗﺨ ﺮج وﻋ ﺰم أن ﻳﺴ ﺎﻓﺮ ﺧ ﺎرج ﻗ ﺮﻳﺘﻪ ﻟ ﻴﺪرس ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺐ أو اﻟﻬﻨﺪﺳ ﺔ ..أو اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ..أو اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗ ﺮ ..أو ﻏﻴ ﺮهﺎ .. ﻣ ﻨﻌﻪ أﺑ ﻮﻩ وﻗ ﺎل :ﻳﻜﻔ ﻲ ﻣ ﺎ ﺗﻌﻠﻤ ﺖ .. ﻓﺎﺟﻠﺲ ﻋﻨﺪي ﻟﺮﻋﻲ اﻟﻐﻨﻢ .. ﺻﺮﺧﺖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺷﻌﻮر :رﻋﻲ ﻏﻨﻢ !! ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ..رﻋﻲ ﻏﻨﻢ .. ﻼ ﻳﺠﻠﺲ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻋﻨﺪ أﺑﻴﻪ ﻳﺮﻋﻰ اﻟﻐﻨﻢ وﻓﻌ ً ..وﺗﻤ ﻮت ه ﺬﻩ اﻟﻘ ﺪرات واﻟﻤﻬ ﺎرات .. وﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻨﻴﻦ وهﻮ راﻋﻲ ﻏﻨﻢ .. ﺑ ﻞ ﻗ ﺪ ﻳﺘ ﺰوج ..وﻳﺮزق ﺑﺄوﻻد ..وﻳﻤﺎرس ﻣﻌﻬﻢ أﺳﻠﻮب أﺑﻴﻪ ..ﻓﻴﺮﻋﻮن اﻟﻐﻨﻢ !! ﻗﻠﺖ :واﻟﺤﻞ؟! ﻗ ﺎل :اﻟﺤ ﻞ أﻧ ﻨﺎ ﻧﻘﻨﻊ اﻷب ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام راﻋﻲ ﻏ ﻨﻢ ..ﺑﺒﻀ ﻊ ﻣ ﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎﻻت ..ﻧﺪﻓﻌﻬﺎ ﻧﺤ ﻦ ﻟ ﻪ ..ووﻟ ﺪﻩ اﻟ ﻨﺎﺑﻐﺔ ﻳﺴ ﺘﺜﻤﺮ ﻣﻮاه ﺒﻪ وﻗﺪراﺗ ﻪ ..وﻧ ﺘﻜﻔﻞ ﺑﻤﺼ ﺎرﻳﻒ اﻟ ﻮﻟﺪ أﻳﻀ ًﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺨﺮج .. ﺛ ﻢ ﺧﻔ ﺾ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺪرس رأﺳ ﻪ ..وﻗ ﺎل : ﺣ ﺮام أن ﺗﻤ ﻮت اﻟﻤ ﻮاهﺐ واﻟﻘ ﺪرات ﻓ ﻲ ﺻﺪور أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ..وهﻢ ﻳﺘﺤﺴﺮون ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺗﻔﻜ ﺮت ﻓ ﻲ آﻼﻣ ﻪ ﺑﻌ ﺪهﺎ ..ﻓ ﺮأﻳﺖ أﻧ ﻨﺎ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻧﺼ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻘﻤ ﺔ إﻻ ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬﺎرات ..أو اآﺘﺴﺎب ﻣﻬﺎرات .. ﻧﻌﻢ .. أﺗﺤ ﺪى أن ﺗﺠ ﺪ أﺣﺪًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ..ﺳﻮاء
آﻠﻤﺔ .. ﻟﻴﺲ اﻟﻨﺠﺎح أن ﺗﻜﺘﺸﻒ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ اﻵﺧﺮون ..إﻧﻤﺎ اﻟﻨﺠﺎح أن ﺗﻤﺎرس ﻣﻬﺎرات ﺗﻜﺴﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ .. 3.ﻟﻤﺎذا ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻬﺎرات؟ زرت إﺣﺪى اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻔﻘﻴﺮة ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة .. ﺟﺎءﻧ ﻲ ﺑﻌ ﺪهﺎ أﺣﺪ اﻟﻤﺪرﺳﻴﻦ اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .. ﻗﺎل ﻟﻲ :ﻧﻮد أن ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ آﻔﺎﻟﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻼب ..
4
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻢ ..أو دﻋ ﻮة ..أو ﺧﻄﺎﺑﺔ ..أو ﺗﺠﺎرة .. أو ﻃﺐ ..أو هﻨﺪﺳﺔ ..أو آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس .. أو اﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ أﺳﺮﻳ ًﺎ ..آﺄب ﻧﺎﺟﺢ ﻣﻊ أوﻻدﻩ ..أو زوﺟﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ .. أو اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ًﺎ ..آﺎﻟﻨﺎﺟﺢ ﻣﻊ ﺟﻴﺮاﻧﻪ وزﻣﻼﺋﻪ .. أﻋﻨ ﻲ اﻟﻨﺎﺟﺤ ﻴﻦ ..وﻻ أﻋﻨ ﻲ اﻟﺼ ﺎﻋﺪﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ أآﺘﺎف اﻵﺧﺮﻳﻦ !!.. أﺗﺤ ﺪى أن ﺗﺠ ﺪ أﺣ ﺪًا ﻣ ﻦ ه ﺆﻻء ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﺮﺗﺒﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺠﺎح ..إﻻ وهﻮ ﻳﻤﺎرس ﻣﻬﺎرات ﻣﻌﻴﻨﺔ – ﺷﻌﺮ أو ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ -اﺳﺘﻄﺎع ﺑﻬﺎ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺠﺎح .. ﻗ ﺪ ﻳﻤ ﺎرس ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻣﻬﺎرات ﻧﺎﺟﺤﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ..وﻗ ﺪ ﻳ ﺘﻌﻠﻢ ﺁﺧ ﺮون ﻣﻬ ﺎرات ﻓﻴﻤﺎرﺳ ﻮﻧﻬﺎ .. ﻓﻴﻨﺠﺤﻮن .. ﻧﺤ ﻦ ه ﻨﺎ ﻧ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ هﺆﻻء اﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ..وﻧﺪرس ﺣ ﻴﺎﺗﻬﻢ ..وﻧ ﺮاﻗﺐ ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ..ﻟﻨﻌ ﺮف آ ﻴﻒ ﻧﺠﺤ ﻮا ؟ وه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻧﺴ ﻠﻚ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻓﻨﻨﺠﺢ ﻣﺜﻠﻬﻢ ..؟ اﺳ ﺘﻤﻌﺖ ﻗ ﺒﻞ ﻓﺘ ﺮة إﻟ ﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪ أﺛ ﺮﻳﺎء اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﺸ ﻴﺦ ﺳ ﻠﻴﻤﺎن ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ اﻟﺮاﺟﺤ ﻲ .. ﻼ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ وﻓﻜﺮﻩ .. ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺟﺒ ً رﺟ ﻞ ﻳﻤﻠ ﻚ اﻟﻤﻠ ﻴﺎرات ..ﺁﻻف اﻟﻌﻘ ﺎرات ..ﺑﻨ ﻰ ﻣﺌﺎت اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ..آﻔﻞ ﺁﻻف اﻷﻳﺘﺎم .. رﺟﻞ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻟﻨﺠﺎح .. ﺗﻜﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﺑﺪاﻳﺎﺗ ﻪ ﻗ ﺒﻞ ﺧﻤﺴ ﻴﻦ ﺳ ﻨﺔ ..آ ﺎن ﻣ ﻦ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس ..ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻤﻠﻚ إﻻ ﻗﻮت ﻳﻮﻣﻪ ورﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺪﻩ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ !.. ذآ ﺮ أﻧ ﻪ رﺑﻤ ﺎ ﻧﻈ ﻒ ﺑ ﻴﻮت ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻟﻴﻜﺴ ﺐ ﻼ ﻓﻲ دآﺎن رزﻗﻪ ..ورﺑﻤﺎ واﺻﻞ ﻟﻴﻠﻪ ﺑﻨﻬﺎرﻩ ﻋﺎﻣ ً أو ﻣﺼﺮف .. ﺗﻜﻠﻢ آﻴﻒ آﺎن ﻓﻲ ﺳﻔﺢ اﻟﺠﺒﻞ ..ﺛﻢ ﻻ زال ﻳﺼﻌﺪ ﺣﺘﻰ وﺻﻞ اﻟﻘﻤﺔ .. ﺟﻌﻠﺖ أﺗﺄﻣﻞ ﻣﻬﺎراﺗﻪ وﻗﺪراﺗﻪ ..ﻓﻮﺟﺪت أن آﺜﻴﺮًا ﻣ ﻨﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﺜﻠﻪ ﺑﺘﻮﻓ ﻴﻖ اﷲ ..ﻟ ﻮ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣﻬﺎرات وﺗﺪرب ﻋﻠﻴﻬﺎ ..وﺛﺎﺑﺮ وﺛﺒﺖ .. ﻧﻌﻢ .. أﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻬﺎرات .. ه ﻮ أن ﺑﻌﻀ ﻨﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻋ ﻨﺪﻩ ﻗ ﺪرات ﻋﻠ ﻰ اﻹﺑ ﺪاع ﻟﻜ ﻨﻪ ﻏﺎﻓ ﻞ ﻋ ﻨﻬﺎ ..أو ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺎﻋﺪﻩ أﺣ ﺪ ﻋﻠ ﻰ
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
إذآﺎﺋﻬﺎ .. آﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻹﻟﻘ ﺎء ..أو ﻓﻜﺮ ﺗﺠﺎري ..أو ذآﺎء ﻣﻌﺮﻓﻲ .. ﻗ ﺪ ﻳﻜﺘﺸ ﻒ هﺬﻩ اﻟﻘﺪرات ﺑﻨﻔﺴﻪ ..أو ﻳﺬآﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات ﻣﺪرس ..أو ﻣﺴﺌﻮل وﻇﻴﻔﻲ ..أو أخ ﻧﺎﺻﺢ .. وﻣﺎ أﻗﻠّﻬﻢ .. وﻗﺪ ﺗﺒﻘﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات ﺣﺒﻴﺴﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻠ ﺒﻬﺎ اﻟﻄ ﺒﻊ اﻟﺴ ﺎﺋﺮ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨﺎس ..وﺗﻤﻮت ﻓﻲ ﻣﻬﺪهﺎ .. وﻧﻔﻘ ﺪ ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗﺎﺋﺪًا أو ﺧﻄﻴﺒ ًﺎ أو ﻋﺎﻟﻤ ًﺎ ..أو رﺑﻤﺎ زوﺟ ًﺎ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ أو أﺑ ًﺎ ﻧﺎﺻﺤ ًﺎ .. ﻧﺤﻦ هﻨﺎ ﺳﻨﺬآﺮ ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻧﺬآﺮك ﺑﻬﺎ إن آﺎﻧ ﺖ ﻋ ﻨﺪك ..وﻧ ﺪرﺑﻚ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ إن آ ﻨﺖ ﻓﺎﻗﺪًا ﻟﻬﺎ .. ﻓﻬﻠ ّﻢ .. ﻓﻜﺮة .. إذا ﺻﻌﺪت اﻟﺠﺒﻞ ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻘﻤﺔ ..وﻻ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﻟﻠﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة ﺣﻮﻟﻚ .. اﺻﻌﺪ ﺑﺨﻄﻮات واﺛﻘﺔ ..وﻻ ﺗﻘﻔﺰ ﻓﺘﺰل ﻗﺪﻣﻚ .. 4.ﻃﻮر ﻧﻔﺴﻚ .. ﺗﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس وﻋﻤ ﺮﻩ ﻋﺸ ﺮون ﺳ ﻨﺔ ..ﻓﺘ ﺮى ﻟ ﻪ أﺳ ﻠﻮﺑ ًﺎ وﻣ ﻨﻄﻘ ًﺎ وﻓﻜ ﺮًا ﻣﻌﻴﻨ ًﺎ .. ﺛﻢ ﺗﺠﻠﺲ ﻣﻌﻪ وﻋﻤﺮﻩ ﺛﻼﺛﻮن ..ﻓﺈذا ﻗﺪراﺗﻪ ﻲ ..ﻟﻢ ﻳﺘﻄﻮر ﻓﻴﻪ ﺷﻲء .. هﻲ ه َ ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﺗﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﺁﺧ ﺮﻳﻦ ﻓﺘﺠﺪهﻢ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣ ﻦ ﺣ ﻴﺎﺗﻬﻢ ..ﺗﺠ ﺪﻩ آ ﻞ ﻳ ﻮم ﻣ ﺘﻄﻮرًا ﻋ ﻦ اﻟ ﻴﻮم اﻟ ﺬي ﻗ ﺒﻠﻪ ..ﺑ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗﻤ ﺮ ﺳ ﺎﻋﺔ إﻻ ارﺗﻔﻊ ﺑﻬﺎ دﻳﻨ ًﺎ أو دﻧﻴﺎ .. إذا أردت أن ﺗﻌﺮف أﻧﻮاع اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ذﻟﻚ .. ﻓﺘﻌﺎل ﻧﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ أﺣﻮاﻟﻬﻢ واهﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ .. ﻼ .. اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺜ ً ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻣﺎ ﻳﻨﻤﻲ ﻓﻜﺮﻩ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ..وﻳﻄ ﻮر ذآ ﺎءﻩ ..وﻳﺴ ﺘﻔﻴﺪ ﻣ ﻦ ﺧﺒ ﺮات
5
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻣ ﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺤ ﻮارات اﻟﻬﺎدﻓ ﺔ .. ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻬﺎرات راﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎش ..واﻟﻠﻐﺔ ..واﻟﻔﻬ ﻢ ..وﺳ ﺮﻋﺔ اﻟ ﺒﺪﻳﻬﺔ ..واﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨﺎﻇﺮة ..وأﺳﺎﻟﻴﺐ اﻹﻗﻨﺎع .. وﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ ﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻔ ﻮﺗﻪ ﻣﺴﻠﺴ ﻞ ﻳﺤﻜ ﻲ ﻗﺼ ﺔ ﺣ ﺐ ﻓﺎﺷ ﻠﺔ ..أو ﻣﺴ ﺮﺣﻴﺔ ﻋﺎﻃﻔ ﻴﺔ ..أو ﻓ ﻴﻠﻢ ﺧﻴﺎﻟ ﻲ ﻣﺮﻋﺐ ..أو أﻓﻼم ﻟﻘﺼﺺ اﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ ﺗﺎﻓﻬﺔ ..ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻬﺎ .. ﺗﻌ ﺎل ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ..واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺣ ﺎل اﻷول وﺣ ﺎل اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ..أو ﻋﺸﺮ .. أﻳﻬﻤ ﺎ ﺳ ﻴﻜﻮن أآﺜ ﺮ ﺗﻄ ﻮرًا ﻓ ﻲ ﻣﻬﺎراﺗ ﻪ ؟ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳ ﺘﻴﻌﺎب ؟ ﻓ ﻲ ﺳ ﻌﺔ اﻟ ﺜﻘﺎﻓﺔ ؟ ﻓﻲ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻹﻗ ﻨﺎع ؟ ﻓ ﻲ أﺳ ﻠﻮب اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻷﺣﺪاث ؟ ﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ اﻷول .. ﺑ ﻞ ﺗﺠ ﺪ أﺳ ﻠﻮب اﻷول ﻣﺨ ﺘﻠﻔ ًﺎ ..ﻓﺎﺳﺘﺸ ﻬﺎداﺗﻪ ﺑﻨﺼﻮص ﺷﺮﻋﻴﺔ ..أو أرﻗﺎم وﺣﻘﺎﺋﻖ .. أﻣ ﺎ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻓﺎﺳﺸ ﻬﺎداﺗﻪ ﺑﺄﻗ ﻮال اﻟﻤﻤﺜﻠ ﻴﻦ .. واﻟﻤﻐﻨﻴﻦ .. ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎل أﺣ ﺪهﻢ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض آﻼﻣﻪ ..واﷲ ﺳ َﻊ ﻳﺎ ﻋﺒﺪي وأﻧﺎ أﺳﻌﻰ ﻣﻌﺎك !! ﻳﻘﻮل ِ :ا ْ ﻓﻨﺒﻬ ﻨﺎﻩ إﻟ ﻰ أن ه ﺬﻩ ﻟﻴﺴ ﺖ ﺁﻳ ﺔ ..ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ وﺳﻜﺖ .. ﺛ ﻢ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ اﻟﻌ ﺒﺎرة ..ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬي ذآ ﺮﻩ ه ﻮ ﻣ ﺜﻞ ﻣﺼﺮي اﻧﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذهﻨﻪ ﻣﻦ إﺣﺪى اﻟﻤﺴﻠﺴﻼت !! ﻧﻌﻢ ..آﻞ إﻧﺎء ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﻨﻀﺢ .. ﺑﻞ ﺗﻌﺎل إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ .. ﻓ ﻲ ﻗ ﺮاءة اﻟﺼ ﺤﻒ واﻟﻤﺠ ﻼت ..آ ﻢ ه ﻢ أوﻟ ﺌﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻬ ﺘﻤﻮن ﺑﻘ ﺮاءة اﻷﺧ ﺒﺎر اﻟﻤﻔ ﻴﺪة واﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺎت اﻟ ﻨﺎﻓﻌﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻄﻮﻳ ﺮ اﻟﺬات ..وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎرات ..وزﻳﺎدة اﻟﻤﻌﺎرف .. ﺑﻴ ﻨﻤﺎ آ ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻜ ﺎدون ﻳﻠﺘﻔ ﺘﻮن إﻟ ﻰ ﻏﻴ ﺮ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ ؟! ﺣﺘ ﻰ ﺻﺎرت اﻟﺠﺮاﺋﺪ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺗﻜﺜﻴﺮ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ ..ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﻏﻴﺮهﺎ .. ﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺠﻠﺴﻬﺎ ..وأوﻗﺎﺗﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺼﺮﻓﻬﺎ .. ﻼ ..اﺣﺮص ﻓﺄﻧ ﺖ إذا أردت أن ﺗﻜ ﻮن رأﺳ ًﺎ ﻻ ذﻳ ً
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻋﻠ ﻰ ﺗﺘ ﺒﻊ اﻟﻤﻬ ﺎرات أﻳ ﻨﻤﺎ آﺎﻧ ﺖ ..درﱢب ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻼ ﻣﺘﺤﻤﺴًﺎ ..ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻨﻘﺼﻪ آﺎن ﻋﺒﺪ اﷲ رﺟ ً ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻬﺎرات ..ﺧﺮج ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻴﺼﻠﻲ اﻟﻈﻬﺮ ..ﻳﺴﻮﻗﻪ اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة وﻳﺪﻓﻌﻪ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﻟﻠﺪﻳﻦ .. آﺎن ﻳﺤﺚ ﺧﻄﺎﻩ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ أن ﺗﻘﺎم اﻟﺼﻼة ﻗﺒﻞ وﺻﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. ﻣﺮ أﺛﻨﺎء اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻨﺨﻠﺔ ﻓﻲ أﻋﻼهﺎ رﺟﻞ ﺑﻠﺒﺎس ﻣﻬﻨﺘﻪ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺈﺻﻼح اﻟﺘﻤﺮ .. ﻋﺠﺐ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺬي ﻣﺎ اهﺘﻢ ﺑﺎﻟﺼﻼة ..وآﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ إذاﻧ ًﺎ وﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ إﻗﺎﻣﺔ !!.. ﻓﺼﺎح ﺑﻪ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ :اﻧﺰل ﻟﻠﺼﻼة .. ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻜﻞ ﺑﺮود :ﻃﻴﺐ ..ﻃﻴﺐ .. ﻓﻘﺎل :ﻋﺠﻞ ..ﺻﻞ ﻳﺎ ﺣﻤﺎر !! ﻓﺼﺮخ اﻟﺮﺟﻞ :أﻧﺎ ﺣﻤﺎر !!..ﺛﻢ اﻧﺘﺰع ﻋﺴﻴﺒ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻠﺔ وﻧﺰل ﻟﻴﻔﻠﻖ ﺑﻪ رأﺳﻪ !! ﻏﻄﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ وﺟﻬﻪ ﺑﻄﺮف ﻏﺘﺮﺗﻪ ﻟﺌﻼ ﻳﻌﺮﻓﻪ ..واﻧﻄﻠﻖ ﻳﻌﺪو إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. ﻧﺰل اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻠﺔ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ..وﻣﻀﻰ ﻼ ..ﺛﻢ ﺧﺮج إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ وﺻﻠﻰ وارﺗﺎح ﻗﻠﻴ ً إﻟﻰ ﻧﺨﻠﺘﻪ ﻟﻴﻜﻤﻞ ﻋﻤﻠﻪ .. دﺧﻞ وﻗﺖ اﻟﻌﺼﺮ وﺧﺮج ﻋﺒﺪ اﷲ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. ﻣ ّﺮ ﺑﺎﻟﻨﺨﻠﺔ ﻓﺈذا اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻮﻗﻬﺎ .. ﻓﻘﺎل :اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ..آﻴﻒ اﻟﺤﺎل .. ﻗﺎل :اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺑﺨﻴﺮ .. ﻗﺎل :ﺑﺸﺮ !! آﻴﻒ اﻟﺜﻤﺮ هﺬﻩ اﻟﺴﻨﺔ .. ﻗﺎل :اﻟﺤﻤﺪ ﷲ .. ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ :اﷲ ﻳﻮﻓﻘﻚ وﻳﺮزﻗﻚ .. وﻳﻮﺳﻊ ﻋﻠﻴﻚ ..وﻻ ﻳﺤﺮﻣﻚ أﺟﺮ ﻋﻤﻠﻚ وآﺪك ﻷوﻻدك .. اﺑﺘﻬﺞ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻬﺬا اﻟﺪﻋﺎء ..ﻓﺄﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﺎء وﺷﻜﺮ .. ﻓﻘﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ :ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أﻧﻚ ﻟﺸﺪة اﻧﺸﻐﺎﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ أذان اﻟﻌﺼﺮ !! ﻗﺪ أذن اﻟﻌﺼﺮ ..واﻹﻗﺎﻣﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ..ﻓﻠﻌﻠﻚ ﺗﻨﺰل ﻟﺘﺮﺗﺎح
6
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺗﺪرك اﻟﺼﻼة ..وﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة أآﻤﻞ ﻋﻤﻠﻚ ..اﷲ ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻚ ﺻﺤﺘﻚ .. ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ :إن ﺷﺎء اﷲ ..إن ﺷﺎء اﷲ .. وﺑﺪأ ﻳﻨﺰل ﺑﺮﻓﻖ ..ﺛﻢ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ وﺻﺎﻓﺤﻪ ﺑﺤﺮارة ..وﻗﺎل :أﺷﻜﺮك ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺧﻼق اﻟﺮاﺋﻌﺔ ..أﻣﺎ اﻟﺬي ﻣﺮ ﺑﻲ اﻟﻈﻬﺮ ﻓﻴﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ أراﻩ ﻷﻋﻠﻤﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎر !!
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
إﻟ ﻰ ﻋﻤﺎﻣ ﺘﻪ وﻗ ﺎل :ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ اﻟﻴﻮم ..وﻣﺎ أﺣﺴ ﻦ ﻟﺒﺎﺳ ﻚ ..ﺧﺎﺻ ﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻤﺎﻣ ﺔ اﻟﺨﻀﺮاء .. ﻓﻘﺎل اﻟﺘﺎﺟﺮ :ﻳﺎ رﺟﻞ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﺑﻴﻀﺎء .. ﻗﺎل :ﺑﻞ ﺧﻀﺮاء .. ﻗﺎل :ﺑﻴﻀﺎء ..اذهﺐ ﻋﻨﻲ .. وﻣﻀ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻳﻜﻠ ﻢ ﻧﻔﺴ ﻪ ..وﻳﻨﻈﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻴ ﻨﺔ واﻷﺧ ﺮى إﻟﻰ ﻃﺮف ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ اﻟﻤﺘﺪﻟﻲ ﻋﻠ ﻰ آ ﺘﻔﻪ ..ﻟﻴ ﺘﺄآﺪ أﻧﻬ ﺎ ﺑﻴﻀ ﺎء ..وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ دآﺎﻧ ﻪ ..وﺣ ﺮك اﻟﻘﻔ ﻞ ﻟﻴﻔ ﺘﺤﻪ ..ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ :وﻗﺎل :ﻳﺎ ﻓﻼن ..ﻣﺎ أﺟﻤﻞ هﺬا اﻟﺼ ﺒﺎح ..ﺧﺎﺻ ﺔ ﻟﺒﺎﺳﻚ اﻟﺠﻤﻴﻞ ..وزادت ﺟﻤﺎﻟﻚ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺰرﻗﺎء .. ﻧﻈ ﺮ اﻟﺘﺎﺟﺮ إﻟﻰ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻟﻴﺘﺄآﺪ ﻣﻦ ﻟﻮﻧﻬﺎ .. ﺛ ﻢ ﻓ ﺮك ﻋﻴﻨ ﻴﻪ ..وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ﻋﻤﺎﻣﺘ ﻲ ﺑﻴﻀﺎاااااء .. ﻗﺎل :ﺑﻞ زرﻗﺎء ..ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ..ﻻ ﺗﺤﺰن ..ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ..ﻓﺠﻌﻞ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻪ ..اﻟﻌﻤﺎﻣ ﺔ ﺑﻴﻀﺎء ..وﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ..وﻳﻘﻠﺐ أﻃﺮاﻓﻬﺎ .. ﻼ ..وهﻮ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺼﺮف ﺟﻠﺲ ﻓﻲ دآﺎﻧﻪ ﻗﻠﻴ ً ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻦ ﻃﺮف ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ .. ﻼ ﻳﺎ ﻓﻼن .. دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺮاﺑﻊ ..وﻗﺎل :أه ً ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ !! ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ اﺷ ﺘﺮﻳﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺤﻤﺮاء ؟! ﻓﺼﺎح اﻟﺘﺎﺟﺮ :ﻋﻤﺎﻣﺘﻲ زرﻗﺎء .. ﻗﺎل :ﺑﻞ ﺣﻤﺮاء .. ﻗ ﺎل اﻟﺘﺎﺟ ﺮ :ﺑ ﻞ ﺧﻀ ﺮاء ..ﻻ ..ﻻ ..ﺑ ﻞ ﺑﻴﻀﺎء ..ﻻ ..زرﻗﺎء ..ﺳﻮداء .. ﺛ ﻢ ﺿ ﺤﻚ ..ﺛ ﻢ ﺻ ﺮخ ..ﺛ ﻢ ﺑﻜ ﻰ ..وﻗ ﺎم ﻳﻘﻔﺰ !! ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﺣ ﺰم :ﻓﻠﻘ ﺪ آ ﻨﺖ أراﻩ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﻮارع اﻷﻧ ﺪﻟﺲ ﻣﺠ ﻨﻮﻧ ًﺎ ﻳﺤﺬﻓ ﻪ اﻟﺼ ﺒﻴﺎن )(1 ﺑﺎﻟﺤﺼﻰ !! ﻓﺈذا آﺎن هﺆﻻء ﺑﻤﻬﺎرات ﺑﺪاﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮوا ﻃﺒﻊ رﺟﻞ ..ﺑﻞ ﻏﻴﺮوا ﻋﻘﻠﻪ .. ﻓﻤ ﺎ ﺑﺎﻟ ﻚ ﺑﻤﻬ ﺎرات ﻣﺪروﺳ ﺔ ..ﻣ ﻨﻮرة
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻬﺎراﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ..ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪد ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻌﻚ .. 5.ﻻ ﺗﺒﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺒﻦ اﻟﻤﺴﻜﻮب .. ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻌﺘﺒ ﺮ ﻃ ﺒﻌﻪ اﻟ ﺬي ﻧﺸ ﺄ ﻋﻠ ﻴﻪ .. وﻋﺮﻓﻪ اﻟﻨﺎس ﺑﻪ ..وﺗﻜﻮﻧﺖ ﻓﻲ أذهﺎﻧﻬﻢ اﻟﺼﻮرة اﻟﺬهﻨﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ..ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻻزﻣ ًﺎ ﻟﻪ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻐﻴﻴ ﺮﻩ ..ﻓﻴﺴﺘﺴ ﻠﻢ ﻟ ﻪ وﻳﻘ ﻨﻊ ..آﻤ ﺎ ﻳﺴﺘﺴ ﻠﻢ ﻟﺸ ﻜﻞ ﺟﺴ ﻤﻪ أو ﻟ ﻮن ﺑﺸ ﺮﺗﻪ ..إذ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﻐﻴﻴﺮ ذﻟﻚ .. ﻣ ﻊ أن اﻟﺬآ ﻲ ﻳ ﺮى أن ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻟﻄ ﺒﺎع ﻟﻌﻠ ﻪ أﺳ ﻬﻞ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻤﻼﺑﺲ !! ﻓﻄﺒﺎﻋ ﻨﺎ ﻟﻴﺴ ﺖ آﺎﻟﻠ ﺒﻦ اﻟﻤﺴ ﻜﻮب اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﺪارآﻪ أو ﺟﻤﻌﻪ ..ﺑﻞ هﻲ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻨﺎ .. ﺑ ﻞ ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺑﺄﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﻣﻌﻴﻨﺔ أن ﻧﻐﻴﺮ ﻃﺒﺎع اﻟﻨﺎس ..ﺑﻞ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ – رﺑﻤﺎ !! - ذآﺮ اﺑﻦ ﺣﺰم ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻃﻮق اﻟﺤﻤﺎﻣﺔ : أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻷﻧ ﺪﻟﺲ ﺗﺎﺟ ﺮ ﻣﺸ ﻬﻮر ..وﻗﻊ ﺑﻴﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ أرﺑﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺘﺠﺎر ﺗ ﻨﺎﻓﺲ ..ﻓﺄﺑﻐﻀ ﻮﻩ .. وﻋ ﺰﻣﻮا ﻋﻠ ﻰ أن ﻳ ﺰﻋﺠﻮﻩ ..ﻓﺨ ﺮج ذات ﺻ ﺒﺎح ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺘﺠﻬ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﺘﺠﺮﻩ ..ﻻﺑﺴ ًﺎ ﻗﻤﻴﺼ ًﺎ أﺑﻴﺾ وﻋﻤﺎﻣﺔ ﺑﻴﻀﺎء .. ﻟﻘ ﻴﻪ أوﻟﻬ ﻢ ﻓﺤ ﻴﺎﻩ ﺛ ﻢ ﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ وﻗﺎل :ﻣﺎ أﺟﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺼﻔﺮاء .. ﻲ ﺑﺼ ﺮُك ؟!! ه ﺬﻩ ﻋﻤﺎﻣ ﺔ ﻓﻘ ﺎل اﻟﺘﺎﺟ ﺮ :أﻋﻤ َ ﺑﻴﻀﺎء .. ﻓﻘﺎل :ﺑﻞ ﺻﻔﺮاء ..ﺻﻔﺮاء ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ .. ﺗﺮآﻪ اﻟﺘﺎﺟﺮ وﻣﻀﻰ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﺸ ﻰ ﺧﻄ ﻮات ﻟﻘ ﻴﻪ اﻵﺧ ﺮ ..ﻓﺤ ﻴﺎﻩ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ
) ( 1اﻟﻘﺼﺔ ﻋﻠﻰ ذﻣﺔ اﺑﻦ ﺣﺰم ..رﺣﻤﻪ اﷲ .
7
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﻨﺼ ﻮص اﻟﻮﺣﻴ ﻴﻦ ..ﻳﻤﺎرﺳ ﻬﺎ اﻟﻤ ﺮء ﺗﻌ ﺒﺪًا ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ .. ﻓﻄﺒﻖ ﻣﺎ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻬﺎرات ﺣﺴﻨﺔ ﻟﺘﺴﻌﺪ .. وإن ﻗﻠﺖ ﻟﻲ :ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ !..ﻗﻠﺖ :ﺣﺎول .. وإن ﻗﻠﺖ :ﻻ أﻋﺮف !! ..ﻗﻠﺖ :ﺗﻌﻠﻢ .. ﻗﺎل : ρإﻧﻤﺎ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ،وإﻧﻤﺎ اﻟﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻢ ..
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺷ ﺎآﻴ ًﺎ ﻣﺴﺘﺸ ﻴﺮًا ..وﻟ ﻮ ﻓ ﺘﺢ ﻣﻜﺘ ﺒﻪ ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﻮع اﻟﺸ ﻤﺲ إﻟ ﻰ ﻏ ﺮوﺑﻬﺎ ..وﺁﻧ ﺎء اﻟﻠﻴﻞ وأﻃ ﺮاف اﻟ ﻨﻬﺎر ..ﻟﻤ ﺎ اﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻨﻪ أﺣ ﺪ أو رﻏﺐ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ..ﻟﻤﺎذا ؟!! إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس .. ﻟﻤ ﺎذا إذا دﺧﻞ ﺷﺨﺺ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺎم هﺶ اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﻪ وﺑﺸ ﻮا ..وﻓﺮﺣﻮا ﺑﻠﻘﺎﺋﻪ ..وود آﻞ واﺣﺪ ﻟﻮ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ .. ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ ﺁﺧ ﺮ ..ﻓﻴﺼ ﺎﻓﺤﻮﻧﻪ ﻣﺼ ﺎﻓﺤﺔ ﺑ ﺎردة -ﻋ ﺎدة أو ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ – ﺛﻢ ﻳﺘﻠﻔﺖ ﻳﺒﺤﺚ ﻟ ﻪ ﻋ ﻦ ﻣﻜ ﺎن ﻓ ﻼ ﻳﻜ ﺎد أﺣ ﺪ ﻳﻮﺳ ﻊ ﻟ ﻪ أو ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﻠﺠﻠﻮس إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ..ﻟﻤﺎذا ؟!! إﻧﻬ ﺎ ﻣﻬ ﺎرات ﺟ ﺬب اﻟﻘﻠ ﻮب واﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺎس .. ﻟﻤﺎذا ﻳﺪﺧﻞ أب إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻴﻬﺶ أوﻻدﻩ ﻟﻪ .. وﻳﻘﺒﻠﻮن إﻟﻴﻪ ﻓﺮﺣﻴﻦ .. ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻋﻠ ﻰ أوﻻدﻩ ..ﻓ ﻼ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮن إﻟﻴﻪ .. إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺑﻨﺎء .. ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..وﻓﻲ اﻷﻋﺮاس ..وﻏﻴﺮهﺎ .. ﻳﺨ ﺘﻠﻒ اﻟ ﻨﺎس ﺑﻘ ﺪراﺗﻬﻢ وﻣﻬ ﺎراﺗﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ..وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻳﺨ ﺘﻠﻒ اﻵﺧ ﺮون ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ اﻻﺣ ﺘﻔﺎء ﺑﻬ ﻢ أو ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ .. واﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﺎس وآﺴ ﺐ ﻣﺤﺒ ﺘﻬﻢ أﺳ ﻬﻞ ﻣﻤﺎ ﺗﺘﺼﻮر !.. ﻻ أﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺟﺮﺑﺘﻪ ﻣﺮارًا ..ﻓﻮﺟﺪت أن ﻗﻠ ﻮب أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻤﻜ ﻦ ﺻ ﻴﺪهﺎ ﺑﻄ ﺮق وﻣﻬ ﺎرات ﺳ ﻬﻠﺔ ..ﺑﺸ ﺮط أن ﻧﺼ ﺪق ﻓ ﻴﻬﺎ وﻧﺘﺪرب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻨﺘﻘﻨﻬﺎ .. واﻟ ﻨﺎس ﻳﺘﺄﺛ ﺮون ﺑﻄ ﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ..وإن ﻟﻢ ﻧﺸﻌﺮ .. أﺗﻮﻟ ﻰ ﻣ ﻨﺬ ﺛ ﻼث ﻋﺸ ﺮة ﺳ ﻨﺔ اﻹﻣﺎﻣ ﺔ واﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ .. آ ﺎن ﻃﺮﻳﻘ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻳﻤ ﺮ ﺑ ﺒﻮاﺑﺔ ﻳﻘﻒ ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺣ ﺎرس أﻣ ﻦ ﻳﺘﻮﻟ ﻰ ﻓ ﺘﺤﻬﺎ وإﻏﻼﻗﻬ ﺎ ..
وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ .. اﻟﺒﻄﻞ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﺎراﺗﻪ ..إﻟﻰ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﺎرات اﻟﻨﺎس ..ورﺑﻤﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮهﺎ !! 6.آﻦ ﻣﺘﻤﻴﺰًا .. ﻟﻤ ﺎذا ﻳ ﺘﺤﺎور اﺛ ﻨﺎن ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻓﻴﻨﺘﻬﻲ ﺣﻮارهﻤﺎ ﺑﺨﺼ ﻮﻣﺔ ..ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺤﺎور ﺁﺧﺮان وﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﺤﻮار ﺑﺄﻧﺲ ورﺿﺎ .. إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﺤﻮار .. ﻟﻤﺎذا ﻳﺨﻄﺐ اﺛﻨﺎن اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ..ﻓﺘ ﺮى اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﻋ ﻨﺪ اﻷول ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻣﺘ ﺜﺎﺋﺐ وﻧ ﺎﺋﻢ ..أو ﻋﺎﺑ ﺚ ﺑﺴ ﺠﺎد اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..أو ﻣﻐﻴ ﺮ ﻟﺠﻠﺴﺘﻪ ﻣﺮارًا .. ﺑﻴ ﻨﻤﺎ اﻟﺤﺎﺿ ﺮون ﻋ ﻨﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﺸﺪون ﻣﺘﻔﺎﻋﻠﻮن ..ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺮﻣﺶ ﻟﻬﻢ ﻋﻴﻦ أو ﻳﻐﻔﻞ ﻟﻬﻢ ﻗﻠﺐ .. إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻹﻟﻘﺎء .. ﻟﻤ ﺎذا إذا ﺗﺤ ﺪث ﻓ ﻼن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ أﻧﺼ ﺖ ﻟ ﻪ اﻟﺴﺎﻣﻌﻮن ..ورﻣﻮا إﻟﻴﻪ أﺑﺼﺎرهﻢ .. ﺑﻴ ﻨﻤﺎ إذا ﺗﺤ ﺪث ﺁﺧﺮ اﻧﺸﻐﻞ اﻟﺠﺎﻟﺴﻮن ﺑﺎﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺠﺎﻧﺒ ﻴﺔ ..أو ﻗ ﺮاءة اﻟﺮﺳ ﺎﺋﻞ ﻣ ﻦ ه ﻮاﺗﻔﻬﻢ اﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ .. إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﻜﻼم .. ﻟﻤ ﺎذا إذا ﻣﺸ ﻰ ﻣﺪرس ﻓﻲ ﻣﻤﺮات ﻣﺪرﺳﺘﻪ رأﻳﺖ اﻟﻄ ﻼب ﺣ ﻮﻟﻪ ..ه ﺬا ﻳﺼﺎﻓﺤﻪ ..وذاك ﻳﺴﺘﺸﻴﺮﻩ ..وﺛﺎﻟ ﺚ ﻳﻌ ﺮض ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ..وﻟ ﻮ ﺟﻠ ﺲ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ وﺳﻤﺢ ﻟﻠﻄﻼب ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻻﻣﺘﻸت ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎت ..اﻟﻜﻞ ﻳﺤﺐ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺪرس ﺁﺧﺮ ..أو ﻣﺪرﺳﻮن ..ﻳﻤﺸﻲ أﺣﺪهﻢ ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺘﻪ وﺣﺪﻩ ..وﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻤﺪرﺳﺔ وﺣ ﺪﻩ ..ﻓ ﻼ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻳﻘﺘﺮب ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ ..أو
8
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻗﺪ آﺎن ρﻗﺪوة ﻓﻲ ذﻟﻚ .. إذ أن ﻣ ﻦ ﺗﺘ ﺒﻊ ﺳ ﻴﺮﺗﻪ ..وﺟ ﺪ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻤﻬ ﺎرات أﺧﻼﻗ ﻴﺔ راﻗ ﻴﺔ ..ﻓ ﻴﻌﺎﻣﻞ آ ﻞ أﺣ ﺪ ﻳﻠﻘ ﺎﻩ ﺑﻤﻬ ﺎرات ﻣﻦ اﺣﺘﻔﺎء وﺗﻔﺎﻋﻞ وﺑﺸﺎﺷ ﺔ ..ﺣﺘ ﻰ ﻳﺸ ﻌﺮ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﺨﺺ أﻧ ﻪ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻪ ..وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻜﻮن هﻮ أﻳﻀ ًﺎ ρأﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﻢ ..ﻷﻧ ﻪ أﺷ ﻌﺮهﻢ ﺑﻤﺤﺒﺘﻪ .. آ ﺎن ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص τداه ﻴﺔ ﻣ ﻦ ده ﺎة اﻟﻌ ﺮب ..ﺣﻜﻤ ﺔ وﻓﻄ ﻨﺔ وذآ ﺎ ًء ..ﻓﺄده ﻰ اﻟﻌﺮب أرﺑﻌﺔ ..ﻋﻤﺮو واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ .. أﺳﻠﻢ ﻋﻤﺮو وآﺎن رأﺳ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ .. ﻓﻜ ﺎن إذا ﻟﻘ ﻲ اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻖ رأى اﻟﺒﺸﺎﺷﺔ واﻟﺒﺸﺮ واﻟﻤﺆاﻧﺴﺔ .. وإذا دﺧﻞ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ρرأى اﻻﺣﺘﻔﺎء واﻟﺴﻌﺎدة ﺑﻤﻘﺪﻣﻪ .. وإذا دﻋ ﺎﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρﻧ ﺎداﻩ ﺑﺄﺣ ﺐ اﻷﺳ ﻤﺎء إﻟﻴﻪ .. ﺷ ﻌﺮ ﻋﻤ ﺮو ﺑﻬ ﺬا اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗ ﻲ ..ودوام اﻻه ﺘﻤﺎم واﻟﺘﺒﺴ ﻢ أﻧ ﻪ أﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓ ﺄراد أن ﻳﻘﻄ ﻊ اﻟﺸ ﻚ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ ..ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ρوﺟﻠﺲ إﻟﻴﻪ ..ﺛﻢ ﻗﺎل : ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..أي اﻟﻨﺎس أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ؟ ﻓﻘﺎل : ρﻋﺎﺋﺸﺔ .. ﻗ ﺎل ﻋﻤ ﺮو :ﻻ ..ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻟﺴﺖ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ أهﻠﻚ .. ﻓﻘﺎل : ρأﺑﻮهﺎ .. ﻗﺎل ﻋﻤﺮو :ﺛﻢ ﻣﻦ ؟ ﻗﺎل :ﺛﻢ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب .. ﻗﺎل :ﺛﻢ أي ..ﻓﺠﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ ρﻳﻌﺪد رﺟﺎ ًﻻ .. ﻳﻘﻮل :ﻓﻼن ..ﺛﻢ ﻓﻼن .. ﺑﺤﺴ ﺐ ﺳ ﺒﻘﻬﻢ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ..وﺗﻀ ﺤﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ .. ﺖ ﻣﺨﺎﻓ ﺔ أن ﻳﺠﻌﻠﻨ ﻲ ﻓﻲ ﻗ ﺎل ﻋﻤ ﺮو :ﻓﺴ ﻜ ّ ﺁﺧﺮهﻢ .. ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آﻴﻒ اﺳﺘﻄﺎع ρأن ﻳﻤﻠﻚ ﻗﻠﺐ ﻋﻤﺮو ﺑﻤﻬﺎرات أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻣﻌﻪ ..
آﻨﺖ أﺣﺮص إذا ﻣﺮرت ﺑﻪ أن أﻣﺎرس ﻣﻌﻪ ﻣﻬﺎرة اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ..ﻓﺄﺷﻴﺮ ﺑﻴﺪي ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻣﺒﺘﺴﻤ ًﺎ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ واﺿ ﺤﺔ ..وﺑﻌ ﺪ اﻟﺼ ﻼة أرآ ﺐ ﺳ ﻴﺎرﺗﻲ راﺟﻌ ًﺎ ﻟﻠﺒﻴﺖ .. وﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻳﻜ ﻮن هﺎﺗﻔ ﻲ اﻟﻤﺤﻤ ﻮل ﻣﻠﻴ ﺌ ًﺎ ﺑﺎﺗﺼﺎﻻت ورﺳﺎﺋﻞ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ وردت أﺛﻨﺎء اﻟﺼﻼة .. ﻓﺄآ ﻮن ﻣﺸ ﻐﻮ ًﻻ ﺑﻘ ﺮاءة اﻟﺮﺳ ﺎﺋﻞ ﻓﻴﻔ ﺘﺢ اﻟﺤ ﺎرس اﻟﺒﻮاﺑﺔ وأﻏﻔﻞ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﺴﻢ .. ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺎﺟﺄت ﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﻮﻗﻔﻨﻲ وأﻧﺎ ﺧﺎرج وﻳﻘﻮل : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ !..أﻧﺖ زﻋﻼن ﻣﻨﻲ ؟! ﻗﻠﺖ :ﻟﻤﺎذا ؟ ﻗﺎل :ﻷﻧﻚ وأﻧﺖ داﺧﻞ ﺗﺒﺘﺴﻢ وﺗﺴﻠﻢ وأﻧﺖ ﻓﺮﺣﺎن ..أﻣ ﺎ وأﻧﺖ ﺧﺎرج ﻓﺘﻜﻮن ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺘﺴﻢ وﻻ ﻓﺮﺣﺎن !! ﻼ ﺑﺴ ﻴﻄ ًﺎ ..ﻓﺒﺪأ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻘﺴﻢ ﻟﻲ أﻧﻪ وآ ﺎن رﺟ ً ﻳﺤﺒﻨﻲ وﻳﻔﺮح ﺑﺮؤﻳﺘﻲ .. ﻓﺎﻋﺘﺬرت ﻣﻨﻪ وﺑﻴﻨﺖ ﻟﻪ ﺳﺒﺐ اﻧﺸﻐﺎﻟﻲ .. ﻼ إﻟﻰ أن هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات ﻣﻊ ﺗﻌﻮدﻧﺎ ﺛ ﻢ اﻧﺘ ﺒﻬﺖ ﻓﻌ ً ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﺗﺼ ﺒﺢ ﻣ ﻦ ﻃﺒﻌ ﻨﺎ ..ﻳﻼﺣﻈﻬ ﺎ اﻟ ﻨﺎس إذا ﻏﻔﻠﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ .. إﺿﺎءة .. ﻻ ﺗﻜﺴﺐ اﻟﻤﺎل وﺗﻔﻘﺪ اﻟﻨﺎس ..ﻓﺈن آﺴﺐ اﻟﻨﺎس ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻜﺴﺐ اﻟﻤﺎل .. 7.أي اﻟﻨﺎس أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ؟ ﺗﻜ ﻮن أﻗ ﻮى اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل ﻣﻬﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ آ ﻞ أﺣ ﺪ ﻼ راﺋﻌ ًﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ أﻧﻪ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻚ .. ﺗﻌﺎﻣ ً ﻼ راﺋﻌ ًﺎ ﻣﺸ ﺒﻌ ًﺎ ﺑﺎﻟ ﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﺘ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ أﻣ ﻚ ﺗﻌ ﺎﻣ ً واﻷﻧ ﺲ واﻻﺣ ﺘﻔﺎء إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺸﻌﺮ أن هﺬا اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗﻲ ﻟﻢ ﻳﻠﻘﻪ أﺣﺪ ﻣﻨﻚ ﻗﺒﻠﻬﺎ .. وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻊ أﺑﻴﻚ ..ﻣﻊ زوﺟﺘﻚ ..أوﻻدك ..زﻣﻼﺋﻚ .. ﺑﻞ ﻗﻞ ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎهﻢ ﻣﺮة واﺣﺪة ..آﺒﺎﺋﻊ ﻓﻲ دآﺎن ..أو ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ وﻗﻮد .. آ ﻞ ه ﺆﻻء ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺠﻤﻌﻮن ﻋﻠﻰ أﻧﻚ أﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﻢ إذا أﺷﻌﺮﺗﻬﻢ أﻧﻬﻢ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻚ ..
9
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑ ﻞ آ ﺎن ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻳﻨ ﺰل اﻟ ﻨﺎس ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ .. وﻗ ﺪ ﻳﺘ ﺮك أﺷ ﻐﺎﻟﻪ ﻷﺟﻠﻬ ﻢ ..ﻹﺷ ﻌﺎرهﻢ ﺑﻤﺤﺒ ﺘﻪ ﻟﻬﻢ وﻗﺪرهﻢ ﻋﻨﺪﻩ .. ﻟﻤﺎ ﺗﻮﺳﻊ ρﺑﺎﻟﻔﺘﻮﺣﺎت وﺑﺪأ ﻳﻨﺘﺸﺮ اﻹﺳﻼم .. ﺟﻌﻞ ρﻳﺮﺳﻞ اﻟﺪﻋﺎة ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﺪﻋﻮة اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ..ورﺑﻤﺎ اﺣﺘﺎج اﻷﻣﺮ أن ﻳﺮﺳﻞ ﺟﻴﺸ ًﺎ .. وآﺎن ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋﻲ ..ﻣﻠﻜ ًﺎ اﺑﻦ ﻣﻠﻚ .. ﻓﻮﻗ ﻊ ﺑ ﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠ ﺘﻪ " ﻃ ﻲ " وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺮب ..وآﺎن ﻋﺪي ﻗﺪ هﺮب ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻓﻠﻢ ﻳﺸﻬﺪهﺎ .. واﺣﺘﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮوم ﻓﻲ اﻟﺸﺎم .. وﺻﻞ ﺟﻴﺶ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻰ دﻳﺎر ﻃﻲء .. آﺎﻧﺖ هﺰﻳﻤﺔ ﻃﻲء ﺳﻬﻠﺔ ..ﻓﻼ ﻣﻠﻚ ﻳﻘﻮد ..وﻻ ﺟﻴﺶ ﻣﺮﺗﺐ .. وآﺎن اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﺣﺮوﺑﻬﻢ ..ﻳﺤﺴﻨﻮن إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ..وﻳﻌﻄﻔﻮن وهﻢ ﻓﻲ ﻗﺘﺎل .. آﺎن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺻﺪ آﻴﺪ ﻗﻮم ﻋﺪي ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..وإﻇﻬﺎر ﻗﻮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻬﻢ .. أﺳﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﻌﺾ ﻗﻮم ﻋﺪي ..وآﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ أﺧﺖ ﻟﻌﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ .. ﻣﻀﻮا ﺑﺎﻷﺳﺮى إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﺣﻴﺚ رﺳﻮل اﷲ ε ..وأﺧﺒﺮوا اﻟﻨﺒﻲ εﺑﻔﺮار ﻋﺪي إﻟﻰ اﻟﺸﺎم .. ﻓﻌﺠﺐ εﻣﻦ ﻓﺮارﻩ !! آﻴﻒ ﻳﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ؟ آﻴﻒ ﻳﺘﺮك ﻗﻮﻣﻪ ؟ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻋﺪي ﺳﺒﻴﻞ .. ﻟ ﻢ ﻳﻄ ﺐ اﻟﻤﻘ ﺎم ﻟﻌ ﺪي ﻓ ﻲ دﻳ ﺎر اﻟ ﺮوم ..ﻓﺎﺿﻄﺮ ﻟﻠ ﺮﺟﻮع ﻟ ﺪﻳﺎر اﻟﻌ ﺮب ..ﺛ ﻢ ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ﺑ ﺪًا ﻣ ﻦ أن ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﻘﺎء اﻟﻨﺒﻲ ρوﻣﺼﺎﻟﺤﺘﻪ ..أو اﻟﺘﻔﺎهﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻳﺮﺿﻴﻬﻤﺎ .. (2) .. ﻳﻘﻮل ﻋﺪي وهﻮ ﻳﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ذهﺎﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ : ﻣﺎ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب آﺎن أﺷﺪ آﺮاهﺔ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ρ ﻣﻨﻲ .. وآﻨﺖ ﻋﻠﻰ دﻳﻦ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ .. وآﻨﺖ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻲ . ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﺖ ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ρآﺮهﺘﻪ آﺮاهﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة .. )(2
وﻗﻴﻞ إن أﺧﺘﻪ هﻲ اﻟﺘﻲ ذهﺒﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﺎم وردﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺮب .
10
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﺮوم ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺼﺮ .. ﻗﺎل :ﻓﻜﺮهﺖ ﻣﻜﺎﻧﻲ ذﻟﻚ .. ﻓﻘﻠﺖ :واﷲ ﻟﻮ أﺗﻴﺖ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ..ﻓﺈن آﺎن آﺎذﺑ ًﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻀ ﺮﻧﻲ ..وإن آ ﺎن ﺻﺎدﻗ ًﺎ ﻋﻠﻤﺖ .. ﻓﻘ ﺪﻣﺖ ﻓﺄﺗﻴ ﺘﻪ ..ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﺟﻌ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻘﻮﻟ ﻮن :ه ﺬا ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ..هﺬا ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ .. ﻓﻤﺸ ﻴﺖ ﺣﺘ ﻰ أﺗﻴﺖ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻘﺎل ﻟﻲ :ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ؟ ﻗﻠﺖ :ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ .. ﻓ ﺮح اﻟﻨﺒ ﻲ ρﺑﻤﻘﺪﻣ ﻪ ..واﺣﺘﻔ ﻰ ﺑﻪ ..ﻣﻊ أن ﻋﺪﻳ ًﺎ ﻣﺤﺎرب ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻓﺎ ٌر ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﺊ إﻟﻰ اﻟﻨﺼﺎرى ..وﻣﺒﻐﺾ ﻟﻺﺳﻼم ..وﻻﺟ ٌ ..وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻟﻘ ﻴﻪ ρﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺷ ﺔ واﻟﺒﺸ ﺮ .. وأﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻳﺴﻮﻗﻪ ﻣﻌﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻋ ﺪي وه ﻮ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﻨﺒﻲ ρﻳﺮى أن اﻟﺮأﺳﻴﻦ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺎن !!.. ﻓﻤﺤﻤ ﺪ ) ( ρﻣﻠ ﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ..وﻋﺪي ﻣﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎل ﻃﻲ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ .. وﻣﺤﻤ ﺪ ) ( ρﻋﻠ ﻰ دﻳ ﻦ ﺳﻤﺎوي " اﻹﺳﻼم " ..وﻋﺪي ﻋﻠﻰ دﻳﻦ ﺳﻤﺎوي " اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ " .. وﻣﺤﻤﺪ ) ( ρﻋﻨﺪﻩ آﺘﺎب ﻣﻨﺰل " اﻟﻘﺮﺁن " ..وﻋﺪي ﻋﻨﺪﻩ آﺘﺎب ﻣﻨﺰل " اﻹﻧﺠﻴﻞ " .. آ ﺎن ﻋ ﺪي ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﻻ ﻓ ﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻘﻮة واﻟﺠﻴﺶ .. ﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻄﺮﻳﻖ وﻗﻌﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮاﻗﻒ : ﺑﻴ ﻨﻤﺎ هﻤ ﺎ ﻳﻤﺸ ﻴﺎن إذا ﺑﺎﻣ ﺮأة ﻗ ﺪ وﻗﻔﺖ ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺗﺼﻴﺢ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻟﻲ إﻟﻴﻚ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻓﺎﻧﺘ ﺰع اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪ ﻋ ﺪي وﻣﻀ ﻰ إﻟﻴﻬﺎ ..وﺟﻌﻞ ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ .. ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ ﺣ ﺎﺗﻢ ..اﻟ ﺬي ﻗ ﺪ ﻋ ﺮف اﻟﻤﻠ ﻮك واﻟ ﻮزراء ﺟﻌ ﻞ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟﻤﺸ ﻬﺪ .. وﻳﻘ ﺎرن ﺗﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ﺑ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻦ رﺁهﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻦ اﻟﺮؤﺳﺎء واﻟﺴﺎدة .. ﻼ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :واﷲ ﻣﺎ هﺬﻩ ﺑﺄﺧﻼق ﻓ ﺘﺄﻣﻞ ﻃ ﻮﻳ ً
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻤﻠﻮك ..هﺬﻩ أﺧﻼق اﻷﻧﺒﻴﺎاااااء .. واﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ ..ﻓﻌ ﺎد اﻟﻨﺒﻲ ρإﻟﻰ ﻋ ﺪي ..وﻣﻀ ﻴﺎ ﻳﻤﺸ ﻴﺎن ..ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ هﻤ ﺎ آ ﺬﻟﻚ .. ﻓﺈذا ﺑﺮﺟﻞ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ .. ρ ﻓﻤ ﺎذا ﻗ ﺎل اﻟﺮﺟﻞ ؟ هﻞ ﻗﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻋﻨﺪي أﻣ ﻮال زاﺋ ﺪة أﺑﺤ ﺚ ﻟﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻓﻘﻴ ﺮ ؟! أم ﻗ ﺎل : ﺣﺼ ﺪت أرﺿ ﻲ وزاد ﻋ ﻨﺪي اﻟﺜﻤ ﺮ ..ﻓﻤ ﺎذا أﻓﻌ ﻞ ﺑﻪ ؟ ﻳ ﺎ ﻟﻴ ﺘﻪ ﻗ ﺎل ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣ ﻦ ذﻟﻚ ..ﻟﻌﻞ ﻋﺪﻳ ًﺎ إذا ﺳﻤﻌﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻐﻨﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وآﺜﺮة أﻣﻮاﻟﻬﻢ .. ﻗ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..أﺷ ﻜﻮ إﻟ ﻴﻚ اﻟﻔﺎﻗ ﺔ واﻟﻔﻘﺮ .. ﻣ ﺎ ﻳﻜ ﺎد ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﺠ ﺪ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ﻳﺴ ﺪ ﺑ ﻪ ﺟ ﻮﻋﺔ أوﻻدﻩ ..وﻣ ﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺎف ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪهﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪوﻧﻪ ﺑﻪ .. ﻗ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت وﻋ ﺪي ﻳﺴﻤﻊ ..ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ρﺑﻜﻠﻤﺎت وﻣﻀﻰ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﺸ ﻴﺎ ﺧﻄ ﻮات ..أﻗ ﺒﻞ رﺟﻞ ﺁﺧﺮ ..ﻗﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ أﺷﻜﻮ إﻟﻴﻚ ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ !! ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧ ﻨﺎ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻟﻜﺜ ﺮة أﻋﺪاﺋ ﻨﺎ ﺣﻮﻟ ﻨﺎ ﻻ ﻧ ﺄﻣﻦ أن ﻧﺨ ﺮج ﻋ ﻦ ﺑﻨ ﻴﺎن اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻟﻜﺜ ﺮة ﻣ ﻦ ﻳﻌﺘﺮﺿﻨﺎ ﻣﻦ آﻔﺎر أو ﻟﺼﻮص .. أﺟﺎﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ρﺑﻜﻠﻤﺎت وﻣﻀﻰ .. ﺟﻌ ﻞ ﻋ ﺪي ﻳﻘﻠ ﺐ اﻷﻣ ﺮ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ..ه ﻮ ﻓ ﻲ ﻋﺰ وﺷ ﺮف ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ..وﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻪ أﻋ ﺪاء ﻳﺘﺮﺑﺼﻮن ﺑﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻳ ﺪﺧﻞ ه ﺬا اﻟ ﺪﻳﻦ اﻟ ﺬي أهﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﺿ ﻌﻒ وﻣﺴﻜﻨﺔ ..وﻓﻘﺮ وﺣﺎﺟﺔ .. وﺻ ﻼ إﻟ ﻰ ﺑ ﻴﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρﻓ ﺪﺧﻼ ..ﻓﺈذا وﺳﺎدة واﺣ ﺪة ﻓ ﺪﻓﻌﻬﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ρإﻟ ﻰ ﻋ ﺪي إآ ﺮاﻣ ًﺎ ﻟ ﻪ .. وﻗ ﺎل :ﺧ ﺬ ه ﺬﻩ ﻓ ﺎﺟﻠﺲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ..ﻓ ﺪﻓﻌﻬﺎ ﻋ ﺪي إﻟ ﻴﻪ ﻗ ﺎل :ﺑ ﻞ اﺟﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ أﻧ ﺖ ..ﻓﻘﺎل : ρﺑﻞ أﻧﺖ ..ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻘﺮت ﻋﻨﺪ ﻋﺪي ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻋ ﻨﺪهﺎ ..ﺑ ﺪأ اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻳﺤﻄ ﻢ اﻟﺤﻮاﺟ ﺰ ﺑ ﻴﻦ ﻋﺪي واﻹﺳﻼم .. ﻳﺎ ﻋﺪي أﺳﻠﻢ ..ﺗﺴﻠﻢ ..أﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻢ ..أﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻢ .. ﻗﺎل ﻋﺪي :إﻧﻲ ﻋﻠﻰ دﻳﻦ ..
11
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻘﺎل : ρأﻧﺎ أﻋﻠﻢ ﺑﺪﻳﻨﻚ ﻣﻨﻚ .. ﻗﺎل :أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺪﻳﻨﻲ ﻣﻨﻲ ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ..أﻟﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﺮآﻮﺳﻴﺔ .. واﻟﺮآﻮﺳ ﻴﺔ دﻳﺎﻧ ﺔ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴﺔ ﻣﺸ ﺮّﺑﺔ ﺑﺸ ﻲء ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻮﺳﻴﺔ ..ﻓﻤﻦ ﻣﻬﺎرﺗﻪ ρﻓﻲ اﻹﻗﻨﺎع أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻞ أﻟﺴ ﺖ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴ ًﺎ ..وإﻧﻤﺎ ﺗﺠﺎوز هﺬﻩ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ أدق ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺑﻤﺬهﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪًا .. آﻤ ﺎ ﻟ ﻮ ﻟﻘ ﻴﻚ ﺷ ﺨﺺ ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ ﺑ ﻼد أوروﺑ ﺎ وﻗ ﺎل ﻟ ﻚ :ﻟﻤ ﺎذا ﻻ ﺗﺘﻨﺼ ﺮ ؟ ﻓﻘﻠ ﺖ :إﻧ ﻲ ﻋﻠﻰ دﻳﻦ .. ﻓﻠ ﻢ ﻳﻘ ﻞ ﻟ ﻚ :أﻟﺴ ﺖ ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ..وﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻞ : أﻟﺴ ﺖ ﺳ ُﻨ ّﻴ ًﺎ ..وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل :أﻟﺴﺖ ﺷﺎﻓﻌﻴ ًﺎ .. أو ﺣﻨﺒﻠﻴ ًﺎ .. ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺳ ﺘﺪرك أﻧ ﻪ ﻳﻌ ﺮف آ ﻞ ﺷ ﻲء ﻋ ﻦ دﻳﻨﻚ .. ﻓﻬ ﺬا اﻟﺬي ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻤﻌﻠﻢ اﻷول ρﻣﻊ ﻋﺪي .. ﻗﺎل :أﻟﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﺮآﻮﺳﻴﺔ .. ﻓﻘﺎل ﻋﺪي :ﺑﻠﻰ .. ﻓﻘ ﺎل : ρﻓﺈﻧ ﻚ إذا ﻏ ﺰوت ﻣ ﻊ ﻗ ﻮﻣﻚ ﺗﺄآ ﻞ )(3 ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻤﺮﺑﺎع ؟ ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻓﻘﺎل : ρﻓﺈن هﺬا ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ دﻳﻨﻚ .. ﻓﺘﻀﻌﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﺪي ..وﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻓﻘ ﺎل : ρأﻣ ﺎ إﻧ ﻲ أﻋﻠ ﻢ اﻟ ﺬي ﻳﻤ ﻨﻌﻚ ﻣ ﻦ اﻹﺳﻼم .. أﻧﻚ ﺗﻘﻮل :إﻧﻤﺎ اﺗﺒﻌﻪ ﺿﻌﻔﺔ اﻟﻨﺎس وﻣﻦ ﻻ ﻗﻮة ﻟﻬﻢ .. وﻗﺪ رﻣﺘﻬﻢ اﻟﻌﺮب .. )(4 ﻳﺎ ﻋﺪي ..أﺗﻌﺮف اﻟﺤﻴﺮة ؟ ﻗﻠﺖ :ﻟﻢ أرهﺎ وﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻬﺎ .. ﻗ ﺎل :ﻓ ﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻴ ﺘﻤﻦ اﷲ ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺨ ﺮج اﻟﻈﻌﻴ ﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺮة ﺣﺘﻰ ) ( 3اﻟﻤﺮﺑﺎع :إذا ﻏﺰت اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻗﺴﻢ رﺋﻴﺴﻬﺎ اﻟﻐﻨﻴﻤﺔ أرﺑﻌﺔ أﻗﺴﺎم ﻓﺄﺧﺬ اﻟﺮﺑﻊ ﻟﻪ وﺣﺪﻩ ،وهﺬا ﺣﺮام ﻓﻲ دﻳﻦ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ،ﺟﺎﺋﺰ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب . ) ( 4اﻟﺤﻴﺮة :ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮاق
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺟﻮار أﺣﺪ .. أي ﺳﻴﻘﻮى اﻹﺳﻼم إﻟﻰ درﺟﺔ أن اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ ﺗﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﺤﻴ ﺮة ﺣﺘ ﻰ ﺗﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ﻟ ﻴﺲ ﻣﻌﻬ ﺎ إﻻ ﻣﺤ ﺮم ..ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أﺣ ﺪ ﻳﺤﻤ ﻴﻬﺎ .. وﺗﻤ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺌﺎت اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻼ ﻳﺠﺮؤ أﺣﺪ أن ﻳﻌﺘﺪي ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﻳﺴﻠﺒﻬﺎ ﻣﺎﻟﻬﺎ ..ﻷن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺻﺎر ﻟﻬﻢ ﻗ ﻮة وهﻴ ﺒﺔ ..إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ أن أﺣ ﺪًا ﻻ ﻳﺠ ﺮؤ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻤﺴﻠﻢ ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻣﻦ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ﻋ ﺪي ذﻟ ﻚ ..ﺟﻌ ﻞ ﻳﺘﺼﻮر اﻟﻤﻨﻈﺮ ﻓﻲ ذه ﻨﻪ ..اﻣ ﺮأة ﺗﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺮاق ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﻜ ﺔ ..ﻣﻌﻨ ﻰ ذﻟ ﻚ أﻧﻬ ﺎ ﺳ ﺘﻤﺮ ﺑﺸﻤﺎل اﻟﺠﺰﻳﺮة .. ﻳﻌﻨﻲ ﺳﺘﻤﺮ ﺑﺠﺒﺎل ﻃﻲ ..دﻳﺎر ﻗﻮﻣﻪ .. ﻓ ﺘﻌﺠﺐ ﻋ ﺪي وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ :ﻓ ﺄﻳﻦ ﻋﻨﻬﺎ ُذﻋّﺎر ﻃﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﺮوا اﻟﺒﻼد !! ﺛﻢ ﻗﺎل : ρوﻟﻴﻔﺘﺤﻦ آﻨﻮز آﺴﺮى ﺑﻦ هﺮﻣﺰ .. ﻗﺎل :آﻨﻮز اﺑﻦ هﺮﻣﺰ ؟ ﻗ ﺎل :ﻧﻌ ﻢ آﺴ ﺮى ﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺰ ..وﻟﺘ ﻨﻔﻘﻦ أﻣ ﻮاﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ .. ﻗﺎل : ρوﻟﺌﻦ ﻃﺎﻟﺖ ﺑﻚ ﺣﻴﺎة ﻟﺘﺮﻳﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺨﺮج ﺑﻤ ﻞء آﻔ ﻪ ﻣ ﻦ ذهﺐ أوﻓﻀﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﻓﻼ ﻳﺠﺪ أﺣﺪا ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻣﻨﻪ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ آﺜﺮة اﻟﻤﺎل ﻳﺨﺮج اﻟﻐﻨﻲ ﻳﻄﻮف ﺑﺼﺪﻗﺘﻪ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻓﻘﻴﺮًا ﻳﻌﻄﻴﻪ إﻳﺎهﺎ .. ﺛﻢ ﺑﺪأ εﻳﻌﻆ ﻋﺪﻳ ًﺎ وﻳﺬآﺮﻩ ﺑﺎﻵﺧﺮة ..ﻓﻘﺎل : ﷲ أﺣ ﺪُآﻢ ﻳ ﻮم ﻳﻠﻘ ﺎﻩ ﻟ ﻴﺲ ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑﻴ ﻨﻪ وﻟﻴﻠﻘ ﻴﻦ ا َ ﺗ ﺮﺟﻤﺎن ،ﻓﻴﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﻳﻤﻴ ﻨﻪ ﻓ ﻼ ﻳﺮى إﻻ ﺟﻬﻨﻢ ، وﻳﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻓﻼ ﻳﺮى إﻻ ﺟﻬﻨﻢ " .. ﺳﻜﺖ ﻋﺪي ﻣﺘﻔﻜﺮًا .. ﻼ :ﻳﺎ ﻋﺪي ..ﻓﻤﺎ ﻳﻔﺮك أن ﺗﻘﻮل ﻻ ﻓﻔﺎﺟ ﺄﻩ εﻗﺎﺋ ً إﻟﻪ إﻻ اﷲ ؟ ..أو ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ إﻟﻪ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﷲ ؟! ﻗ ﺎل ﻋ ﺪي :ﻓﺈﻧ ﻲ ﺣﻨﻴﻒ ﻣﺴﻠﻢ ..أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ..وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ .. ﻓﺘﻬﻠﻞ وﺟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ρﻓﺮﺣ ًﺎ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮًا .. ﻗﺎل ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ : ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻈﻌﻴﻨﺔ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺮة ﺗﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺟﻮار ..وﻟﻘﺪ آﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﻓﺘﺢ آﻨﻮز آﺴﺮى .. واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟ ﺘﻜﻮﻧﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻷن رﺳﻮل اﷲ
)(5
ρﻗﺪ ﻗﺎﻟﻬﺎ " .. ﻓ ﺘﺄﻣﻞ آ ﻴﻒ آ ﺎن هﺬا اﻷﻧﺲ ﻣﻨﻪ εﻟﻌﺪي .. وه ﺬا اﻻﺣ ﺘﻔﺎء اﻟ ﺬي ﻗﺎﺑﻠ ﻪ ﺑ ﻪ ..ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮ ﺑ ﻪ ﻋ ﺪي ..ﺗﺄﻣ ﻞ آ ﻴﻒ آ ﺎن آ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺟﺎذﺑ ًﺎ ﻟﻌﺪي ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم .. ﻓﻠ ﻮ ﻣﺎرﺳ ﻨﺎ ه ﺬا اﻟﺤ ﺐ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ..ﻣﻬﻤ ﺎ آﺎﻧﻮا ..ﻟﻤﻠﻜﻨﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ .. ﻓﻜﺮة .. ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ واﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻹﻗﻨﺎع ..ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ .. 8.اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎرات .. اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻣ ﺘﻌﺔ ﺣﺴﻴﺔ ،ﻻ أﻋﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﺟﺮ اﻷﺧ ﺮوي ﻓﻘ ﻂ ،ﻻ وإﻧﻤ ﺎ ه ﻲ ﻣ ﺘﻌﺔ وﻓ ﺮح ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ .. ﻓﺎﺳ ﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ،وﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ، آﺒﻴ ﺮهﻢ وﺻ ﻐﻴﺮهﻢ ،ﻏﻨ ﻴﻬﻢ وﻓﻘﻴ ﺮهﻢ ، ﻗ ﺮﻳﺒﻬﻢ وﺑﻌ ﻴﺪهﻢ ..آﻠﻬ ﻢ ..ﻣ ﺎرس ﻣﻌﻬ ﻢ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات .. إﻣﺎ ﻻﺗﻘﺎء أذاهﻢ .. أو ﻟﻜﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ .. أو ﻹﺻﻼﺣﻬﻢ ..ﻧﻌﻢ إﺻﻼﺣﻬﻢ .. آ ﺎن ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬﻢ ﺷﺎﻋﺮًا ﻓﺼﻴﺤ ًﺎ ..ﻟﻜﻨﻪ آ ﺎن أﻋﺮاﺑﻴ ًﺎ ﺟﻠﻔ ًﺎ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة إﻻ ﻣﺎ ﻳﺮاﻩ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء .. وآ ﺎن اﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ﺧﻠ ﻴﻔﺔ ﻣﺘﻤﻜﻨ ًﺎ ..ﻳُﻐﺪى ﻋﻠﻴﻪ وﻳﺮاح ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺘﻬﻲ .. دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬ ﻢ ﺑﻐ ﺪاد ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ : إن ﻣ ﻦ ﻣ ﺪح اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ﺣﻈﻲ ﻋﻨﺪﻩ وﻟﻘﻲ ﻣﻨﻪ اﻷﻋﻄﻴﺎت .. ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮ ﻋﻠﻲ وﻳﻤﻢ ﺟﻬﺔ ﻗﺼﺮ اﻟﺨﻼﻓﺔ .. دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ..ﻓ ﺮأى اﻟﺸ ﻌﺮاء ﻳﻨﺸﺪون وﻳﺮﺑﺤﻮن .. واﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ه ﻮ اﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ..ﺳ ﻄﻮة وهﻴ ﺒﺔ وﺟﺒﺮوت .. ) ( 5رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ ..
12
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻣﺎدﺣ ًﺎ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﻘﺼﻴﺪة ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ : ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ .. أﻧ ﺖ آﺎﻟﻜﻠ ﺐ ﻓ ﻲ ﺣﻔﺎﻇ ﻚ ﻟﻠ ﻮد ..وآﺎﻟﺘ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ﻗﺮاع اﻟﺨﻄﻮب أﻧ ﺖ آﺎﻟﺪﻟﻮ ﻻ ﻋﺪﻣﺘﻚ دﻟﻮًا ..ﻣﻦ آﺒﺎر اﻟﺪ ْﻻ آﺜﻴﺮ اﻟﺬﻧﻮب وﻣﻀ ﻰ ﻳﻀ ﺮب ﻟﻠﺨﻠ ﻴﻔﺔ اﻷﻣ ﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘ ﻴﺲ واﻟﻌﻨ ﺰ واﻟﺒﺌﺮ واﻟﺘﺮاب .. ﻓ ﺜﺎر اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ..واﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﺤ ﺮاس ..واﺳ ﺘﻞ اﻟﺴﻴﺎف ﺳﻴﻔﻪ ..وﻓﺮش اﻟﻨﻄﻊ ..وﺗﺠﻬﺰ ﻟﻠﻘﺘﻞ .. ﻓ ﺄدرك اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ أن ﻋﻠ ﻲ ﺑﻦ اﻟﺠﻬﻢ ﻗﺪ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ..ﻓﺄراد أن ﻳﻐﻴﺮهﺎ .. ﻓﺄﻣ ﺮ ﺑ ﻪ ﻓﺄﺳ ﻜﻨﻮﻩ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺮ ﻣﻨ ﻴﻒ ..ﺗﻐﺪو ﻋﻠﻴﻪ أﺟﻤﻞ اﻟﺠﻮاري وﺗﺮوح ﻳﻤﺎ ﻳﻠﺬ وﻳﻄﻴﺐ .. ذاق ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬﻢ اﻟﻨﻌﻤﺔ ..واﺗﻜﺄ ﻋﻠﻰ اﻷراﺋﻚ ..وﺟﺎﻟﺲ أرق اﻟﺸﻌﺮاء ..وأﻏﺰل اﻷدﺑﺎء .. وﻣﻜﺚ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻬﺮ .. ﺛ ﻢ ﺟﻠﺲ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺳﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ ..ﻓﺘﺬآﺮ ﻋﻠﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬ ﻢ ..ﻓﺴ ﺄل ﻋ ﻨﻪ ،ﻓﺪﻋ ﻮﻩ ﻟﻪ ..ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ..ﻗﺎل :أﻧﺸﺪﻧﻲ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺠﻬﻢ .. ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﺸﺪًا ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ : ﻋ ﻴﻮن اﻟﻤﻬ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺻ ﺎﻓﺔ واﻟﺠﺴ ﺮ ..ﺟﻠ ﺒﻦ اﻟﻬﻮى ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أدري وﻻ أدري أﻋ ﺪن ﻟ ﻲ اﻟﺸ ﻮق اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻟﻢ أآﻦ ..ﺳﻠﻮت وﻟﻜﻦ زدن ﺟﻤﺮًا ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺮ وﻣﻀﻰ ﻳﺤﺮك اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺑﺄرق اﻟﻜﻠﻤﺎت ..ﺛﻢ ﺷﺮع ﻳﺼﻒ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ واﻟﻨﺠﻢ واﻟﺴﻴﻒ .. ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ اﺳ ﺘﻄﺎع اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ أن ﻳﻐﻴ ﺮ ﻃ ﺒﺎع اﺑ ﻦ اﻟﺠﻬﻢ .. وﻧﺤ ﻦ آ ﻢ ﺿ ﺎﻳﻘﺘﻨﺎ ﻃ ﺒﺎع ﻷوﻻدﻧ ﺎ أو أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻨﺎ ﻓﺴﻌﻴﻨﺎ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮهﺎ ..ﻓﻐﻴﺮﻧﺎهﺎ .. ﻓﻤﻦ ﺑﺎب أوﻟﻰ أن ﺗﻘﺪر أﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻃﺒﺎﻋﻚ .. ﻓﺘﻘﻠﺐ اﻟﻌﺒﻮس ﺗﺒﺴﻤ ًﺎ ..واﻟﻐﻀﺐ ﺣﻠﻤ ًﺎ ..واﻟﺒﺨﻞ آ ﺮﻣ ًﺎ ..وه ﺬا ﻟ ﻴﺲ ﺻ ﻌﺒ ًﺎ ..ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺤ ﺘﺎج إﻟ ﻰ ﻼ .. ﻋﺰﻳﻤﺔ وﻣﺮاس ..ﻓﻜﻦ ﺑﻄ ً وﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮة ﻣﺤﻤﺪ ρوﺟﺪ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻘﺪرات أﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﻣﻠﻚ ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ .. وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ρﻳﺘﺼ ﻨﻊ ه ﺬﻩ اﻷﺧ ﻼق أﻣ ﺎم اﻟﻨﺎس ..
ﻓ ﺈذا ﺧﻼ ﺑﺄهﻞ ﺑﻴﺘﻪ ..اﻧﻘﻠﺐ ﺣﻠﻤﻪ ﻏﻀﺒ ًﺎ .. وﻟﻴﻨﻪ ﻏﻠﻈ ًﺎ .. ﻻ ..ﻣ ﺎ آ ﺎن ﺑﺴ ﺎﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ﻋﺒﻮﺳ ًﺎ ﻣ ﻊ أهﻞ ﺑﻴﺘﻪ .. وﻻ آﺮﻳﻤ ًﺎ ﻣﻊ اﻟﺨﻠﻖ إﻻ ﻣﻊ وﻟﺪﻩ وزوﺟﻪ .. ﻻ ..ﺑ ﻞ آﺎﻧ ﺖ أﺧﻼﻗ ﻪ ﺳ ﺠﻴﺔ ..ﻳﺘﻌ ﺒﺪ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ ..آﻤﺎ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺑﺼﻼة اﻟﻀﺤﻰ وﻗﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ .. ﻳﺤﺘﺴ ﺐ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻪ ﻗ ﺮﺑﺔ ..ورﻓ َﻘ ﻪ ﻋﺒﺎدة .. وﻋﻔﻮَﻩ وﻟﻴﻨَﻪ ﺣﺴﻨﺎت .. إن ﻣ ﻦ اﻋﺘﺒ ﺮ ﺣﺴ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ ﻋ ﺒﺎدة ..ﺗﺤﻠ ﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﺣﻮاﻟﻪ ..ﻓﻲ ﺳﻠﻤﻪ وﺣﺮﺑﻪ .. وﺟ ﻮﻋﻪ وﺷ ﺒﻌﻪ ..وﺻ ﺤﺘﻪ وﻣﺮﺿ ﻪ ..ﺑﻞ وﻓﺮﺣﻪ وﺣﺰﻧﻪ .. ﻧﻌ ﻢ ..آ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﺰوﺟﺎت ﺗﺴ ﻤﻊ ﻋ ﻦ أﺧ ﻼق زوﺟﻬﺎ ..وﺳﻌﺔ ﺻﺪرﻩ ..واﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ وآﺮﻣﻪ .. وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻖ اﻟﺼﺪر .. ﺊ اﻟﺨﻠﻖ ..ﺿﻴ َ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺳﻴ َ ﻼ ﺲ اﻟ ﻮﺟﻪ ..ﺻ ﺨﺎﺑ ًﺎ ﻟﻌﺎﻧ ًﺎ ..ﺑﺨ ﻴ ً ﻋ ﺎﺑ َ وﻣﻨﺎﻧ ًﺎ .. أﻣ ﺎ هﻮ ρﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻗﺎل ) :ﺧﻴﺮآﻢ ﺧﻴﺮُآﻢ ﻷهﻠﻪ ،وأﻧﺎ ﺧﻴﺮآﻢ ﻷهﻠﻲ ( ).. (6 واﻧﻈﺮ آﻴﻒ آﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أهﻠﻪ .. ﻗ ﺎل اﻷﺳﻮد ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ :ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ : τﻣﺎ آﺎن رﺳﻮل اﷲ ρﻳﺼﻨﻊ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ؟ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :ﻳﻜ ﻮن ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﻨﺔ أهﻠ ﻪ ..ﻓ ﺈذا ﺣﻀﺮت اﻟﺼﻼة ﻳﺘﻮﺿﺄ وﻳﺨﺮج ﻟﻠﺼﻼة .. وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ..ﻓﻜﻢ هﻢ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺣﺴﻦ أﺧﻼﻗﻬﻢ .. وآ ﺮﻣﻬﻢ وﺗﺒﺴ ﻤﻬﻢ ..وﺟﻤ ﻴﻞ ﻣﻌﺎﺷ ﺮﺗﻬﻢ ﻟﻶﺧ ﺮﻳﻦ ..أﻣ ﺎ ﻣ ﻊ أﻗ ﺮب اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﻢ .. وأﻋﻈ ﻢ اﻟ ﻨﺎس ﺣﻘ ًﺎ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ..ﻣ ﻊ اﻟ ﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻓﺠﻔﺎء وهﺠﺮ .. ﻧﻌ ﻢ ..ﺧﻴ ﺮآﻢ ﺧﻴ ﺮآﻢ ﻷهﻠ ﻪ ..ﻟ ﻮاﻟﺪﻳﻪ .. ﻟﺰوﺟﻪ ..ﻟﺨﺪﻣﻪ ..ﺑﻞ وﻷﻃﻔﺎﻟﻪ ..
)(6
13
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رواﻩ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ..ﻳﺠﻠﺲ أﺑﻮ ﻟﻴﻠﻰ τ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ .. εﻓﻴﺄﺗﻲ اﻟﺤﺴﻦ أو اﻟﺤﺴﻴﻦ ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ .. εﻓﻴﺄﺧﺬﻩ .. εﻓﻴﻘﻌﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻪ ..ﻓﺒﺎل اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻦ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻗﺎل أﺑﻮ ﻟﻴﻠﻰ :ﺣﺘﻰ رأﻳﺖ ﺑﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻦ رﺳﻮل اﷲ εأﺳﺎرﻳﻊ .. ﻗﺎل :ﻓﻮﺛﺒﻨﺎ إﻟﻴﻪ ..ﻓﻘﺎل : εدﻋﻮا اﺑﻨﻲ ..ﻻ ﺗﻔﺰﻋﻮا اﺑﻨﻲ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮغ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻮﻟﻪ ..دﻋﺎ εﺑﻤﺎء ﻓﺼﺒﻪ )(7 ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻠﻠ ﻪ درﻩ آ ﻴﻒ ﺗﺮوﺿ ﺖ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺧﻼق ..ﻓ ﻼ ﻋﺠ ﺐ إذن أن ﻳﻤﻠ ﻚ ﻗﻠﻮب اﻟﺼﻐﺎر واﻟﻜﺒﺎر .. رأي .. ﺑﺪل أن ﺗﺴﺐ اﻟﻈﻼم ..ﺣﺎول إﺻﻼح اﻟﻤﺼﺒﺎح .. 9.ﻣﻊ اﻟﻔﻘﺮاء .. ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﻴﻮم أﺧﻼﻗﻬ ﻢ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ..ﻓﺎﻟﻐﻨﻲ ﻓﻘ ﻂ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﺗﻜ ﻮن ﻧﻜﺘﻪ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻓﻴﻀﺤﻜﻮن ﻋﻨﺪ ﺳ ﻤﺎﻋﻬﺎ ..وأﺧﻄ ﺎؤﻩ ﺻﻐﻴﺮة ..ﻓﻴﺘﻐﺎﺿﻮن ﻋﻨﻬﺎ .. أﻣ ﺎ اﻟﻔﻘ ﺮاء ﻓﻨﻜ ﺘﻬﻢ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ..ﻳﺴ ﺨﺮ ﺑﻬ ﻢ ﻋ ﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ..وأﺧﻄﺎؤهﻢ ﺟﺴﻴﻤﺔ ..ﻳﺼﺮخ ﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪ وﻗﻮﻋﻬﺎ .. أﻣ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻜﺎن ﻋﻄﻔﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻨﻲ واﻟﻔﻘﻴﺮ ﺳﻮاء .. ﻗﺎل أﻧﺲ : τ آﺎن رﺟﻞ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ اﺳﻤﻪ زاهﺮ ﺑﻦ ﺣﺮام .. وآﺎن رﺑﻤﺎ ﺟﺎء اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻴﻬﺪي ﻟﻠﻨﺒﻲ ρ ﻣﻦ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ إﻗﻂ أو ﺳﻤﻦ .. ﻓﻴُﺠﻬ ﺰﻩ رﺳ ﻮل اﷲ ρإذا أراد أن ﻳﺨ ﺮج إﻟ ﻰ أهﻠﻪ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺗﻤﺮ وﻧﺤﻮﻩ .. وآ ﺎن اﻟﻨﺒﻲ ρﻳﺤﺒﻪ ..وآﺎن ﻳﻘﻮل ) :إن زاهﺮًا ﺑﺎدﻳﺘ ﻨﺎ ..وﻧﺤ ﻦ ﺣﺎﺿ ﺮوﻩ ( ..وآﺎن زاهﺮًا دﻣﻴﻤ ًﺎ .. ﺧ ﺮج زاه ﺮ τﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺑﺎدﻳ ﺘﻪ ..ﻓﺄﺗ ﻰ ﺑ ﻴﺖ ) ( 7رواﻩ أﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ .
14
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رﺳﻮل اﷲ .. ρﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻩ .. وآ ﺎن ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﺘﺎع ﻓ ﺬهﺐ ﺑ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻢ ﺑ ﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻣﻀ ﻰ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ .. ﻓﺄﺗ ﺎﻩ ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﺒ ﻴﻊ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ..واﻟﻌ ﺮق ﻳﺘﺼ ﺒﺐ ﻣ ﻨﻪ ..وﺛ ﻴﺎﺑﻪ ﺛ ﻴﺎب أه ﻞ اﻟ ﺒﺎدﻳﺔ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ وراﺋﺤﺘﻬﺎ .. ﻓﺎﺣﺘﻀ ﻨﻪ ρﻣ ﻦ وراﺋ ﻪ ،وزاه ﺮ ﻻ ﻳُﺒﺼﺮﻩ ..وﻻ ﻳﺪري ﻣﻦ أﻣﺴﻜﻪ .. ﻓﻔﺰع زاهﺮ وﻗﺎل :أرﺳﻠﻨﻲ ..ﻣﻦ هﺬا ؟ .. ﻓﺴﻜﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم .. ﻓﺤﺎول زاهﺮ أن ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻀﺔ .. وﺟﻌ ﻞ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ وراءﻩ ..ﻓ ﺮأى اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρ ﻓﺎﻃﻤﺄﻧﺖ ﻧﻔﺴﻪ ..وﺳﻜﻦ ﻓﺰﻋﻪ .. ﺼٍﻖ ﻇﻬﺮﻩ ﺑﺼﺪر اﻟﻨﺒﻲ .. ρﺣﻴﻦ وﺻﺎر ﻳُﻠ ٍ ﻋﺮﻓﻪ .. ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻳﻤ ﺎزح زاه ﺮًا ..وﻳﺼ ﻴﺢ ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻳﻘ ﻮل :ﻣ ﻦ ﻳﺸ ﺘﺮي اﻟﻌ ﺒﺪ ؟ ..ﻣ ﻦ ﻳﺸﺘﺮي اﻟﻌﺒﺪ ؟ .. ﻓﻨﻈ ﺮ زاه ﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ ..ﻓﺈذا هﻮ ﻓﻘﻴﺮ آﺴﻴﺮ ..ﻻ ﻣﺎل ..وﻻ ﺟﻤﺎل .. ﻓﻘ ﺎل :إذًا واﷲ ﺗﺠﺪﻧ ﻲ آﺎﺳﺪًا ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﻘ ﺎل : ρﻟﻜ ﻦ ﻋ ﻨﺪ اﷲ ﻟﺴ ﺖ ﺑﻜﺎﺳﺪ ..أﻧﺖ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻏﺎل .. ﻓ ﻼ ﻋﺠ ﺐ أن ﺗ ﺘﻌﻠﻖ ﻗﻠ ﻮب اﻟﻔﻘ ﺮاء ﺑ ﻪ ε وهﻮ ﻳﻤﻠﻜﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺧﻼق .. آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻘ ﺮاء ..ﻗ ﺪ ﻻ ﻳﻌ ﻴﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻏﻨﻴﺎء اﻟﺒﺨﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎل واﻟﻄﻌﺎم ..ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺠﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺨﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﻄﻒ وﺣﺴﻦ اﻟﻤﻌﺎﺷﺮة .. وآ ﻢ ﻣ ﻦ ﻓﻘﻴ ﺮ ﺗﺒﺴ ﻤﺖ ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﻪ .. وأﺷ ﻌﺮﺗﻪ ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻪ واﺣﺘ ﺮاﻣﻪ ..ﻓ ﺮﻓﻊ ﻓ ﻲ ﻇﻠﻤ ﺔ اﻟﻠ ﻴﻞ ﻳ ﺪًا داﻋ ﻴﺔ ..ﻳﺴ ﺘﻨﺰل ﺑﻬ ﺎ ﻟ ﻚ اﻟﺮﺣﻤﺎت ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء .. ورب أﺷ ﻌﺚ أﻏﺒ ﺮ ذي ﻃﻤ ﺮﻳﻦ ﻣﺪﻓ ﻮع ﺑﺎﻷﺑ ﻮاب ﻻ ﻳ ﺆﺑﻪ ﻟ ﻪ ..ﻟ ﻮ أﻗﺴ ﻢ ﻋﻠ ﻰ اﷲ ﻷﺑﺮﻩ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻜﻦ داﺋﻢ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻊ هﺆﻻء اﻟﻀﻌﻔﺎء ..
إﺷﺎرة .. ﻟﻌﻞ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ ﻓﻘﻴﺮ ..ﺗﺮﻓﻌﻚ ﻋﻨﺪ اﷲ درﺟﺎت .. 10.اﻟﻨﺴﺎء .. آ ﺎن ﺟ ﺪي ﻳﺴﺘﺸ ﻬﺪ ﺑﻤ ﺜﻞ ﻗﺪﻳﻢ " :ﻣﻦ ﻏﺎب ﻋﻦ ﻋﻨﺰﻩ ﺟﺎﺑﺖ ﺗﻴﺲ " .. ﺑﻤﻌﻨ ﻰ أن ﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﺗﺠ ﺪ ﻋ ﻨﺪﻩ زوﺟ ﺘﻪ ..ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺒﻊ ﻋﺎﻃﻔ ﺘﻬﺎ ..وﻳ ﺮوي ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ..ﻓﻘ ﺪ ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻐﻴﺮﻩ ..ﻣﻤﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻌﺴﻮل اﻟﻜﻼم .. وﻟ ﻴﺲ ﻣﻘﺼ ﻮدهﻢ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤ ﺜﻞ ﺗﺸ ﺒﻴﻪ اﻟ ﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة ﺑﺎﻟﺘﻴﺲ واﻟﻌﻨﺰ ..ﻣﻌﺎذ اﷲ .. اﻟﻤ ﺮأة ﺷ ﻘﻴﻘﺔ اﻟ ﺮﺟﻞ ..وﻟ ﺌﻦ آ ﺎن اﷲ ﻗ ﺪ وه ﺐ اﻟﺮﺟﻞ ﺟﺴﻤ ًﺎ ﻗﻮﻳ ًﺎ ..ﻓﻘﺪ وهﺒﻬﺎ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻗﻮﻳﺔ .. وآ ﻢ رأﻳ ﻨﺎ ﺳ ﻼﻃﻴﻦ اﻟ ﺮﺟﺎل وﺷ ﺠﻌﺎﻧﻬﻢ ﺗﺨ ﻮر ﻗﻮاهﻢ ﻋﻨﺪ ﻗﻮة ﻋﺎﻃﻔﺔ اﻣﺮأة .. وﻣ ﻦ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤ ﺮأة أن ﺗﻌ ﺮف اﻟﻤﻔ ﺘﺎح اﻟ ﺬي ﺗﺆﺛ ﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ..اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ .. ﺗﻘﺎﺗﻠﻬﺎ ﺑﺴﻼﺣﻬﺎ .. آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ εﻳﻮﺻ ﻴﻚ ﺑﺎﻹﺣﺴ ﺎن إﻟ ﻰ اﻟﻤ ﺮأة .. واﺣﺘﺮام ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ ..ﻷﺟﻞ أن ﺗﺴﻌﺪ ﻣﻌﻬﺎ .. وأوﺻﻰ اﻷب ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن إﻟﻰ ﺑﻨﺎﺗﻪ ..ﻓﻘﺎل ) :ﻣﻦ ﻋ ﺎل ﺟﺎرﻳﺘ ﻴﻦ ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﺒﻠﻐﺎ ..ﺟ ﺎء ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ أﻧﺎ )(8 وهﻮ وﺿﻢ أﺻﺎﺑﻌﻪ ( .. وأوﺻ ﻰ ﺑﻬ ﺎ أوﻻده ﺎ ﻓﻘ ﺎل ﻓﺈﻧ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﺄﻟﻪ رﺟ ﻞ ﻓﻘﺎل :ﻣﻦ أﺣﻖ اﻟﻨﺎس ﺑﺤﺴﻦ ﺻﺤﺎﺑﺘﻲ ؟ )(9 ﻗﺎل :أﻣﻚ ..ﺛﻢ أﻣﻚ ..ﺛﻢ أﻣﻚ ..ﺛﻢ أﺑﻮك .. ﺑ ﻞ أوﺻ ﻰ ρﺑﺎﻟﻤ ﺮأة زوﺟﻬ ﺎ ..وذ ّم ﻣ ﻦ ﻏﺎﺿﺐ زوﺟﺘﻪ أو أﺳﺎء إﻟﻴﻬﺎ .. واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ρوﻗ ﺪ ﻗ ﺎم ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﺔ اﻟ ﻮداع ..ﻓﺈذا ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺎﺋ ُﺔ أﻟﻒ ﺣﺎج .. ﻓ ﻴﻬﻢ اﻷﺳ ﻮد واﻷﺑ ﻴﺾ ..واﻟﻜﺒﻴ ﺮ واﻟﺼ ﻐﻴﺮ .. واﻟﻐﻨﻲ واﻟﻔﻘﻴﺮ ..
ﺻﺎح ρﺑﻬﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ وﻗﺎل ﻟﻬﻢ : أﻻ واﺳﺘﻮﺻ ﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺎء ﺧﻴ ﺮًا ..أﻻ )(10 واﺳﺘﻮﺻﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﺧﻴﺮًا .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم أﻃ ﺎف ﺑ ﺄزواج رﺳ ﻮل اﷲ ρﻧﺴ ﺎء آﺜﻴ ﺮ ﻳﺸ ﺘﻜﻴﻦ أزواﺟﻬ ﻦ ..ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺒﻲ ρﺑﺬﻟﻚ ..ﻗﺎم ..وﻗﺎل ﻟﻠﻨﺎس : ﻟﻘ ﺪ ﻃ ﺎف ﺑ ﺂل ﻣﺤﻤﺪ ρﻧﺴﺎء آﺜﻴﺮ ﻳﺸﺘﻜﻴﻦ )(11 أزواﺟﻬﻦ ..ﻟﻴﺲ أوﻻﺋﻚ ﺑﺨﻴﺎرآﻢ .. وﻗﺎل : ε ) ﺧﻴ ﺮُآﻢ ﺧﻴ ﺮُآﻢ ﻷهﻠ ﻪ وأﻧ ﺎ ﺧﻴﺮآﻢ ﻷهﻠﻲ ( )(12 .. ﺑ ﻞ ..ﻗ ﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ إآﺮام اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﺮأة ..أﻧﻬﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻘ ﻮم اﻟﺤﺮوب ..وﺗﺴﺤﻖ اﻟﺠﻤﺎﺟﻢ .. وﺗﺘﻄﺎﻳ ﺮ اﻟ ﺮؤوس ..ﻷﺟ ﻞ ﻋ ﺮض اﻣ ﺮأة واﺣﺪة .. آﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻳﺴﺎآﻨﻮن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. وآﺎن ﻳﻐﻴﻈﻬﻢ ﻧﺰو ُل اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎب .. وﺗﺴﺘ ُﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ..وﻳﺤﺎوﻟﻮن أن ﻳﺰرﻋﻮا اﻟﻔﺴﺎد واﻟﺘﻜﺸﻒ ﻓﻲ ﺻﻔﻮف اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت .. ﻓﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا .. وﻓ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﻳ ﺎم ﺟ ﺎءت اﻣ ﺮأة ﻣﺴ ﻠﻤﺔ إﻟ ﻰ ﺳﻮق ﻳﻬﻮد ﺑﻨﻲ ﻗﻴﻨﻘﺎع .. وآﺎﻧﺖ ﻋﻔﻴﻔﺔ ﻣﺘﺴﺘﺮة ..ﻓﺠﻠﺴﺖ إﻟﻰ ﺻﺎﺋﻎ هﻨﺎك ﻣﻨﻬﻢ .. ﻓﺎﻏ ﺘﺎظ اﻟ ﻴﻬﻮد ﻣ ﻦ ﺗﺴ ﺘﺮهﺎ وﻋﻔ ﺘﻬﺎ .. وودوا ﻟ ﻮ ﻳﺘﻠﺬذون ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ وﺟﻬﻬﺎ ..أو ﺚ ﺑﻬﺎ ..آﻤﺎ آﺎﻧﻮا ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ ﻟﻤﺴِﻬﺎ واﻟﻌﺒ ِ ﻗ ﺒﻞ إآ ﺮاﻣﻬﺎ ﺑﺎﻹﺳ ﻼم ..ﻓﺠﻌﻠ ﻮا ﻳ ﺮﻳﺪوﻧﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ آﺸ ﻒ وﺟﻬﻬ ﺎ ..وﻳﻐ ﺮوﻧﻬﺎ ﻟﺘﻨ ﺰع ﺣﺠﺎﺑﻬﺎ .. ﻓﺄﺑﺖ ..وﺗﻤﻨﻌﺖ .. ﻓﻐﺎﻓﻠﻬ ﺎ اﻟﺼﺎﺋﻎ وهﻲ ﺟﺎﻟﺴﺔ ..وأﺧﺬ ﻃﺮف ﺛ ﻮﺑﻬﺎ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﻔﻞ ..ورﺑﻄ ﻪ إﻟ ﻰ ﻃ ﺮف ) ( 10 ) ( 11 ) ( 12
) ( 8رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ) ( 9ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
15
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻣﺴﻠﻢ رواﻩ أﺑﻮ داود رواﻩ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﺘﺮﻣﺬي
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺧﻤﺎرهﺎ اﻟﻤﺘﺪﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮهﺎ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ..ارﺗﻔﻊ ﺛﻮﺑﻬﺎ ﻣﻦ وراﺋﻬﺎ ..وﺗﻜﺸﻔﺖ أﻋﻀﺎؤهﺎ ..ﻓﻀﺤﻚ اﻟﻴﻬﻮد ﻣﻨﻬﺎ.. ﻓﺼﺎﺣﺖ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ..وودت ﻟﻮ ﻗﺘﻠﻮهﺎ وﻟﻢ ﻳﻜﺸﻔﻮا ﻋﻮرﺗﻬﺎ .. ﻓﻠﻤﺎ رأى ذﻟﻚ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..ﺳ ﱠﻞ ﺳﻴﻔﻪ .. ووﺛ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﺎﺋﻎ ﻓﻘ ﺘﻠﻪ ..ﻓﺸ ﺪ اﻟ ﻴﻬﻮد ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺒﻲ ρﺑﺬﻟﻚ ..وأن اﻟﻴﻬﻮد ﻗﺪ ﻧﻘﻀﻮا اﻟﻌـﻬﺪ وﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﺎت ..ﺣﺎﺻﺮهﻢ ..ﺣﺘﻰ اﺳﺘﺴﻠﻤﻮا وﻧﺰﻟﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻪ .. ﻓﻠﻤﺎ أراد اﻟﻨﺒﻲ ρأن ﻳﻨﻜﻞ ﺑﻬﻢ ..وﻳﺜﺄر ﻟﻌﺮض اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ .. ﻗﺎم إﻟﻴﻪ ﺟﻨﺪي ﻣﻦ ﺟﻨﺪ اﻟﺸﻴﻄﺎن .. اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻬﻤﻬﻢ ﻋﺮض اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ..وﻻ ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺎت .. وإﻧﻤﺎ هﻢ أﺣﺪهﻢ ﻣﺘﻌﺔ ﺑﻄﻨﻪ وﻓﺮﺟﻪ .. ﻲ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل ﻗﺎم رأس اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ..ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أُﺑ ّ .. ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﻣﻮاﻟﻲ اﻟﻴﻬﻮد وآﺎﻧﻮا أﻧﺼﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ .. ﻓﺄﻋﺮض ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺒﻲ .. ρوأﺑـَﻰ .. إذ آﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ أﻗﻮام ﻳﺮﻳﺪون أن ﺗﺸﻴﻊ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا !! ﻓﻘﺎم اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻣﺮة أﺧﺮى ..وﻗﺎل :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﺴﻦ إﻟﻴﻬﻢ .. ﻓﺄﻋﺮض ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺒﻲ .. ρﺻﻴﺎﻧﺔ ﻟﻌﺮض اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ..وﻏﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻔﻴﻔﺎت .. ﻓﻐﻀﺐ ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ..وأدﺧﻞ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺟﻴﺐ درع اﻟﻨﺒﻲ .. ρوﺟﺮﱠﻩ وهﻮ ﻳﺮدد : ﻲ .. ﻲ ..أﺣﺴﻦ إﻟﻰ ﻣﻮاﻟ ّ أﺣﺴﻦ إﻟﻰ ﻣﻮاﻟ ّ ﻓﻐﻀﺐ اﻟﻨﺒﻲ ρواﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﺻﺎح ﺑﻪ وﻗﺎل : أرﺳﻠﻨﻲ .. ﻓﺄﺑﻰ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ..وأﺧﺬ ﻳﻨﺎﺷﺪ اﻟﻨﺒﻲ ρاﻟﻌﺪول ﻋﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ .. ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ρوﻗﺎل :هﻢ ﻟﻚ .. ﺛﻢ ﻋﺪل ﻋﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ..ﻟﻜﻨﻪ ρأﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..وﻃﺮﱠدهﻢ ﻣﻦ دﻳﺎرهﻢ ..
16
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻧﻌﻢ اﻟﻤﺮأة اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ أآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .. آﺎﻧ ﺖ ﺧ ﻮﻟﺔ ﺑ ﻨﺖ ﺛﻌﻠ ﺒﺔ τﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻴﺎت اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت .. وآﺎن زوﺟﻬﺎ أوس ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﺷﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴﺮًا ﻳﺴﺮع إﻟﻴﻪ اﻟﻐﻀﺐ .. دﺧ ﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ راﺟﻌ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻮﻣﻪ .. ﻓﻜﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻓﺮدت ﻋﻠﻴﻪ ..ﻓﺘﺨﺎﺻﻤﺎ .. ﻓﻐﻀ ﺐ ﻓﻘ ﺎل :أﻧ ﺖ ﻋﻠ ﻲ آﻈﻬ ﺮ أﻣ ﻲ .. وﺧﺮج ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ .. آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎهﻠ ﻴﺔ إذا ﻗﺎﻟﻬ ﺎ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟ ﺰوﺟﺘﻪ ﺻ ﺎرت ﻃﻼﻗ ًﺎ ..أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻹﺳﻼم ﻓﻼ ﺗﻌﻠﻢ ﺧﻮﻟﺔ ﺣﻜﻤﻬﺎ .. رﺟ ﻊ أوس إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ..ﻓ ﺈذا اﻣ ﺮأﺗﻪ ﺗﺘ ﺒﺎﻋﺪ ﻋﻨﻪ .. وﻗﺎﻟ ﺖ ﻟ ﻪ :واﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺲ ﺧ ﻮﻳﻠﺔ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻻ ﺗﺨﻠ ﺺ إﻟ ﻲ وﻗ ﺪ ﻗﻠ ﺖ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ..ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﺤﻜﻤﻪ .. ﺛ ﻢ ﺧ ﺮﺟﺖ ﺧ ﻮﻟﺔ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ εﻓﺬآ ﺮت ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻦ زوﺟﻬﺎ ..وﺟﻌﻠﺖ ﺗﺸﻜﻮ إﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﺳﻮء ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻌﻬﺎ .. ﻓﺠﻌ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ εﻳﺼ ﺒﺮهﺎ وﻳﻘ ﻮل :ﻳ ﺎ ﺧ ﻮﻳﻠﺔ اﺑ ﻦ ﻋﻤﻚ ..ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ..ﻓﺎﺗﻘﻲ اﷲ ﻓﻴﻪ .. وه ﻲ ﺗﺪاﻓ ﻊ ﻋﺒ ﺮاﺗﻬﺎ وﺗﻘﻮل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..أآ ﻞ ﺷ ﺒﺎﺑﻲ ..وﻧﺜ ﺮت ﻟ ﻪ ﺑﻄﻨ ﻲ ..ﺣﺘ ﻰ إذا آﺒ ﺮت ﺳ ﻨﻲ ..واﻧﻘﻄ ﻊ وﻟ ﺪي ..ﻇﺎه ﺮ ﻣﻨﻲ ..اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻲ أﺷﻜﻮ إﻟﻴﻚ .. وه ﻮ εﻳﻨﺘﻈ ﺮ أن ﻳﻨ ﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﻓ ﻴﻬﻤﺎ ﺣﻜﻤ ًﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ .. ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ﺧ ﻮﻟﺔ ﻋ ﻨﺪ رﺳ ﻮل اﷲ εإذ ه ﺒﻂ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﺑﻘﺮﺁن ﻓﻴﻪ ﺣﻜﻤﻬﺎ وﺣﻜﻢ زوﺟﻬﺎ .. ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ εإﻟ ﻴﻬﺎ وﻗﺎل :ﻳﺎ ﺧﻮﻳﻠﺔ ..ﻗﺪ أﻧﺰل ﻓﻴﻚ وﻓﻲ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻗﺮﺁﻧ ًﺎ ..ﺛﻢ ﻗﺮأ " ﻗﺪ ﺳﻤﻊ اﷲ ﻗ ﻮل اﻟﺘ ﻲ ﺗﺠﺎدﻟ ﻚ ﻓ ﻲ زوﺟﻬ ﺎ وﺗﺸ ﺘﻜﻲ إﻟﻰ اﷲ واﷲ ﻳﺴﻤﻊ ﺗﺤﺎورآﻤﺎ إن اﷲ ﺳﻤﻴﻊ ﺑﺼ ﻴﺮ " إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ اﻵﻳ ﺎت ﻣ ﻦ أول ﺳ ﻮرة اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ εﻣُﺮﻳﻪ ﻓﻠﻴﻌﺘﻖ رﻗﺒﺔ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻖ .. ﻗﺎل :ﻓﻠﻴﺼﻢ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﻴﻦ .. ﻗﺎﻟﺖ :واﷲ إﻧﻪ ﻟﺸﻴﺦ آﺒﻴﺮ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺻﻴﺎم .. ﻗﺎل :ﻓﻠﻴﻄﻌﻢ ﺳﺘﻴﻦ ﻣﺴﻜﻴﻨ ًﺎ وﺳﻘ ًﺎ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ .. ﻗﺎﻟﺖ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻣﺎ ذاك ﻋﻨﺪﻩ .. ﻓﻘﺎل : εﻓﺈﻧﺎ ﺳﻨﻌﻴﻨﻪ ﺑﻌﺮق ﻣﻦ ﺗﻤﺮ .. ﻗﺎﻟ ﺖ :واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..أﻧ ﺎ ﺳ ﺄﻋﻴﻨﻪ ﺑﻌ ﺮق ﺁﺧﺮ .. ﻓﻘ ﺎل : εﻗ ﺪ أﺻﺒﺖ وأﺣﺴﻨﺖ ..ﻓﺎذهﺒﻲ ﻓﺘﺼﺪﻗﻲ )(13 ﺑﻪ ﻋﻨﻪ ..ﺛﻢ اﺳﺘﻮﺻﻲ ﺑﺎﺑﻦ ﻋﻤﻚ ﺧﻴﺮًا .. ﻓﺴ ﺒﺤﺎن ﻣ ﻦ وه ﺒﻪ اﻟﻠ ﻴﻦ واﻟ ﺘﺤﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ .. ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺸﺎآﻠﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ..ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﻢ .. وﻗ ﺪ ﺟ ﺮﺑﺖ ﺑﻨﻔﺴ ﻲ ..اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻦ واﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻴﺔ ﻣ ﻊ اﻟﺒ ﻨﺖ واﻟ ﺰوﺟﺔ ..وﻗ ﺒﻞ ذﻟ ﻚ اﻷم واﻷﺧ ﺖ ..ﻓﻮﺟﺪت ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ..ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﺼﻮرﻩ إﻻ ﻣﻦ ﻣﺎرﺳﻪ .. ﻓﺎﻟﻤ ﺮأة ﻻ ﻳﻜ ﺮﻣﻬﺎ إﻻ آ ﺮﻳﻢ ..وﻻ ﻳﻬﻴﻨﻬﺎ إﻻ ﻟﺌﻴﻢ .. وﻗﻔﺔ .. ﻗﺪ ﺗﺼﺒﺮ اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ ..ﻓﻘﺮ زوﺟﻬﺎ ..وﻗﺒﺤﻪ .. واﻧﺸﻐﺎﻟﻪ ..ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﻞ أن ﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻮء ﺧﻠﻘﻪ ..
11.اﻟﺼﻐﺎر .. آ ﻢ ه ﻲ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﺘ ﻲ وﻗﻌ ﺖ ﻟ ﻨﺎ ﻓ ﻲ ﺻﻐﺮﻧﺎ وﻻ ﺗ ﺰال ﻣﻄ ﺒﻮﻋﺔ ﻓ ﻲ أذهﺎﻧ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟ ﻴﻮم ..ﺳ ﻮاء آﺎﻧﺖ ﻣﻔﺮﺣﺔ أو ﻣﺤﺰﻧﺔ .. ﻋ ﺪ ﺑﺬاآ ﺮﺗﻚ إﻟﻰ أﻳﺎم ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ ..ﺳﺘﺬآﺮ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ُ ﺟﺎﺋ ﺰة آ ﺮﻣﺖ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺪرﺳ ﺘﻚ ..أو ﺛ ﻨﺎء أﺛ ﻨﺎﻩ ﻋﻠ ﻴﻚ أﺣ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ..ﻓﻬﻲ ﻣﻮاﻗﻒ ﺗﺤﻔﺮ ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺬاآﺮة ..ﻓﻼ ﺗﻜﺎد ﺗﻨﺴﻰ .. وإﻟ ﻰ ﺟﺎﻧ ﺐ ذﻟ ﻚ ..ﻻ ﻧﺰال ﻧﺘﺬآﺮ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺤﺰﻧﺔ ..وﻗﻌ ﺖ ﻟ ﻨﺎ ﻓ ﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘ ﻨﺎ ..ﻣﺪرس ﺿﺮﺑﻨﺎ ..أو ﺧﺼ ﻮﻣﺔ ﻣ ﻊ زﻣ ﻼء ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ ..أو ﻣﻮاﻗ ﻒ ) ( 13رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ،ﺻﺤﻴﺢ .
17
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺗﻌﺮﺿ ﻨﺎ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻟﻺهﺎﻧ ﺔ ﻣ ﻦ أﺳ ﺮﺗﻨﺎ ..أو ﺗﻌ ﺮض ﻟﻬﺎ أﺣﺪﻧﺎ ﻣﻦ زوﺟﺔ أﺑﻴﻪ ..أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ .. وآ ﻢ ﺻ ﺎر اﻹﺣﺴ ﺎن إﻟ ﻰ اﻟﺼﻐﺎر ﻃﺮﻳﻘ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻬﻢ ﻓﻘ ﻂ ..ﺑ ﻞ ﻓ ﻲ ﺁﺑ ﺎﺋﻬﻢ وأهﻠﻴﻬﻢ ..وآﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ .. ﻳﺘﻜ ﺮر آﺜﻴ ﺮًا ﻟﻤ ﺪرس اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ أن ﻳﺘﺼ ﻞ ﺑ ﻪ أﺣ ﺪ أﺑ ﻮي ﻃﺎﻟ ﺐ ﺻ ﻐﻴﺮ وﻳﺜﻨ ﻲ ﻋﻠﻴﻪ وأﻧﻪ أﺣﺒﻪ ﻟﻤﺤﺒﺔ وﻟﺪﻩ ﻟﻪ وآﺜﺮة ذآﺮﻩ ﺑﺎﻟﺨﻴ ﺮ ..وﻗ ﺪ ﻳﻌﺒ ﺮون ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺸ ﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻋﺎﺑﺮ ..أو هﺪﻳﺔ أو رﺳﺎﻟﺔ .. إذن ﻻ ﺗﺤﺘﻘﺮ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮ .. وآﺴ ﺐ ﻗﻠ ﺒﻪ ..وﻣﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﺋﻊ ﻣﻌﻪ .. أﻟﻘ ﻴﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﻼة ﻟﻄ ﻼب ﺻﻐﺎر ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ .. ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻬﻢ ﻋ ﻦ ﺣ ﺪﻳﺚ ﺣ ﻮل أهﻤ ﻴﺔ اﻟﺼﻼة .. ﻓﺄﺟ ﺎب أﺣ ﺪهﻢ :ﻗ ﺎل : εﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺮﺟﻞ وﺑ ﻴﻦ اﻟﻜﻔﺮ أو اﻟﺸﺮك ﺗﺮك اﻟﺼﻼة .. أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ﺟ ﻮاﺑﻪ ..وﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟﺤﻤ ﺎس ﻧﺰﻋﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺪي وأﻋﻄﻴﺘﻪ إﻳﺎهﺎ .. وآﺎﻧ ﺖ – ﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ – ﺳ ﺎﻋﺔ ﻋﺎدﻳﺔ آﺴﺎﻋﺎت اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻜﺎدﺣﺔ !.. آ ﺎن ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻣﺸ ﺠﻌ ًﺎ ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﻐ ﻼم .. أﺣ ﺐ اﻟﻌﻠ ﻢ أآﺜ ﺮ ..وﺗ ﻮﺟﻪ ﻟﺤﻔﻆ اﻟﻘﺮﺁن .. وﺷﻌﺮ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ .. ﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ..ﺑ ﻞ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ..ﺛ ﻢ ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺗﻔﺎﺟﺄت أن اﻹﻣﺎم هﻮ ذﻟﻚ اﻟﻐﻼم .. وﻗﺪ ﺻﺎر ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻣﺘﺨﺮﺟ ًﺎ ﻣﻦ آﻠﻴﺔ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ .. وﻳﻌﻤ ﻞ ﻓﻲ ﺳﻠﻚ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻤﺤﺎآﻢ ..ﻟﻢ أذآﺮﻩ وإﻧﻤﺎ ﺗﺬآﺮﻧﻲ هﻮ .. ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ اﻧﻄ ﺒﻌﺖ ﻓ ﻲ ذه ﻨﻪ اﻟﻤﺤ ﺒﺔ واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻋﺎﺷﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻴﻦ .. وأذآﺮ أﻧﻲ دﻋﻴﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻹﺣﺪى اﻟﻮﻻﺋﻢ ..ﻓﺈذا ﺷ ﺎب ﻣﺸ ﺮق اﻟ ﻮﺟﻪ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﺤﺮارة ﺑﻲ وﻳﺬآﺮﻧ ﻲ ﺑﻤﻮﻗ ﻒ ﻟﻄ ﻴﻒ وﻗ ﻊ ﻟ ﻪ ﻣﻌ ﻲ ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮة أﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺘﻪ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻏﻼﻣًﺎ ﺻﻐﻴﺮًا ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وآ ﻢ ﺗ ﺮى ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺤﺴﻨﻮن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺼ ﻐﺎر ﻣﻦ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ..ﻓﺘﺮى أﺑ ًﺎ ﻳﺠﺮﻩ وﻟ ﺪﻩ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻴﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓﻴﺴ ﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ وﻳﺒﻠﻐﻪ ﺑﻤﺤﺒﺔ وﻟﺪﻩ ﻟﻪ .. وﻗ ﺪ ﻳﻘ ﻊ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻓ ﻲ وﻟ ﻴﻤﺔ آﺒﻴ ﺮة أو ﻋﺮس ..ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺪﻋﻮون .. وﻻ أآ ﺘﻤﻚ أﻧﻨ ﻲ أﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ إآﺮام اﻟﺼﻐﺎر واﻟﺤﻔﺎوة ﺑﻬ ﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ..ﺑﻞ واﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ أﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ اﻟﻌﺬﺑ ﺔ – وإن آﺎﻧ ﺖ ﻓ ﻲ أآﺜ ﺮ اﻷﺣﻴﺎن ﻏﻴﺮ ﻣﻬﻤﺔ – ﺑ ﻞ أزﻳ ﺪ اﻟﺤﻔ ﺎوة ﺑﺒﻌﻀﻬﻢ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ إآﺮاﻣ ًﺎ ﻟﻮاﻟﺪﻩ وآﺴﺒ ًﺎ ﻟﻤﺤﺒﺘﻪ .. أﺣ ﺪ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء آ ﻨﺖ أﻟﻘﺎﻩ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻣﻊ وﻟﺪﻩ اﻟﺼﻐﻴﺮ ..ﻓﻜﻨﺖ أﺣﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺼﻐﻴﺮ وأﻻﻃﻔﻪ .. ﻟﻘﻴﻨ ﻲ ﺻ ﺪﻳﻘﻲ ه ﺬا ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻞ آﺒﻴﺮ ..ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻲ ﺑ ﻮﻟﺪﻩ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻲ ..ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﻣ ﺎذا ﻓﻌﻠ ﺖ إﻟ ﱠ ﺑ ﻮﻟﺪي ! ﻳﺴ ﺄﻟﻬﻢ ﻣﺪرﺳ ﻬﻢ ﻗ ﺒﻞ أﻳ ﺎم ﻋﻦ أﻣﻨﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﺒﻞ ..ﻓﻤ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل :أآﻮن ﻃﺒﻴﺒ ًﺎ .. واﻵﺧ ﺮ ﻗ ﺎل :أآ ﻮن ﻣﻬﻨﺪﺳ ًﺎ ..ووﻟ ﺪي ﻗ ﺎل : أآﻮن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺮﻳﻔﻲ !! وﻳﻤﻜ ﻨﻚ أن ﺗﻼﺣ ﻆ أﻧ ﻮاع اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﺼ ﻐﺎر ..ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم وﻳﻄ ﻮف ﺑﺎﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ ..ووﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻳﻔﻌﻞ آﻔﻌﻠﻪ ..ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ اﻟﺼﻐﻴﺮ ..وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺼ ﺎﻓﺤﻪ ﺑﻄ ﺮف ﻳ ﺪﻩ ..وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻼ ﻳ ﺎ ﺑﻄ ﻞ ..آ ﻴﻒ ﻳﻬ ﺰ ﻳ ﺪﻩ ﻣﺒﺘﺴ ﻤ ًﺎ ﻣ ﺮددًا :أه ً ﺣﺎﻟ ﻚ ﻳ ﺎ ﺷ ﺎﻃﺮ ..ﻓﻬ ﺬا اﻟ ﺬي ﺗﻨﻄ ﺒﻊ ﻣﺤﺒ ﺘﻪ ﻓ ﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﺼﻐﻴﺮ ..ﺑﻞ وﻗﻠﺐ أﺑﻴﻪ وأﻣﻪ .. آ ﺎن اﻟﻤﺮﺑ ﻲ اﻷول εﻟ ﻪ أﺣﺴ ﻦ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﺼﻐﺎر .. آ ﺎن ﻷﻧ ﺲ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ أخ ﺻ ﻐﻴﺮ ..وآ ﺎن ρ ﻳﻤﺎزﺣ ﻪ وﻳﻜﻨ ﻴﻪ ﺑﺄﺑﻲ ﻋﻤﻴﺮ ..وآﺎن ﻟﻠﺼﻐﻴﺮ ﻃﻴﺮ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻪ ..ﻓﻤﺎت اﻟﻄﻴﺮ .. ﻓﻜ ﺎن εﻳﻤﺎزﺣ ﻪ إذا ﻟﻘ ﻴﻪ ..وﻳﻘ ﻮل :ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﻤﻴﺮ ..ﻣﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﻨﻐﻴﺮ ؟ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻄﺎﺋﺮ اﻟﺼﻐﻴﺮ .. وآ ﺎن ﻳﻌﻄ ﻒ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﻐﺎر وﻳﻼﻋ ﺒﻬﻢ ..وﻳﻼﻋﺐ زﻳ ﻨﺐ ﺑ ﻨﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ وﻳﻘ ﻮل ) :ﻳ ﺎ زوﻳ ﻨﺐ ..ﻳ ﺎ زوﻳﻨﺐ .. ( .. وآﺎن إذا ﻣﺮ ﺑﺼﺒﻴﺎن ﻳﻠﻌﺒﻮن ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ..
18
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وآ ﺎن ﻳ ﺰور اﻷﻧﺼ ﺎر وﻳُﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺻﺒﻴﺎﻧﻬﻢ ..وﻳﻤﺴﺢ رؤوﺳﻬﻢ .. وﻋ ﻨﺪ رﺟ ﻮﻋﻪ ρﻣ ﻦ اﻟﻤﻌﺮآﺔ آﺎن ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻪ اﻷﻃﻔﺎل ﻓﻴﺮآﺒﻬﻢ ﻣﻌﻪ .. ﻓﻌﻨﺪ ﻋﻮدة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺆﺗﺔ .. أﻗﺒﻞ اﻟﺠﻴﺶ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ راﺟﻌ ًﺎ .. ﻓ ﺘﻠﻘﺎهﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم .. واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن .. وﻟﻘﻴﻬﻢ اﻟﺼﺒﻴﺎن ﻳﺸﺘﺪون .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ρاﻟﺼ ﺒﻴﺎن ..ﻗ ﺎل :ﺧ ﺬوا اﻟﺼﺒﻴﺎن ﻓﺎﺣﻤﻠﻮهﻢ .. وأﻋﻄﻮﻧﻲ اﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ .. ﻓﺄُﺗ ﻲ ﺑﻌ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺟﻌﻔ ﺮ ﻓﺄﺧ ﺬﻩ ﻓﺤﻤﻠ ﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. وآ ﺎن ρﻳﺘﻮﺿ ﺄ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﺎء ..ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ ﻣﺤﻤﻮد ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﻃﻔﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ..ﻓﺠﻌ ﻞ ρﻓ ﻲ ﻓﻤ ﻪ ﻣﺎء ﺛﻢ ﻣﺠﻪ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ﻳﻤﺎزﺣﻪ .. ( 14) .. وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ..آ ﺎن ρﺿ ﺤﻮآ ًﺎ ﻣ ﺰوﺣ ًﺎ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ..ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﺴ ﺮور إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ .. ﺧﻔ ﻴﻔ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﻔﻮس ﻻ ﻳﻤ ﻞ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ .. أﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ رﺟﻞ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺮﻳﺪ داﺑﺔ ﻟﻴﺴﺎﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﻳﻐﺰو .. ﻓﻘ ﺎل ρﻣﻤﺎزﺣ ًﺎ ﻟﻪ ) :إﻧﻲ ﺣﺎﻣﻠﻚ ﻋﻠﻰ وﻟﺪ ﻧﺎﻗﺔ ( .. ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟ ﺮﺟﻞ ..آ ﻴﻒ ﻳ ﺮآﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻤ ﻞ ﺻ ﻐﻴﺮ ..ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﻠ ﻪ ..ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ وﻣﺎ أﺻﻨﻊ ﺑﻮﻟﺪ اﻟﻨﺎﻗﺔ ؟ ﻓﻘ ﺎل ) : ρوه ﻞ ﺗﻠ ﺪ اﻹﺑ ﻞ إﻻ اﻟ ﻨﻮق ( .. ﻳﻌﻨﻲ ﺳﺄﻋﻄﻴﻚ ﺑﻌﻴﺮًا آﺒﻴﺮًا ..ﻟﻜﻨﻪ -ﻗﻄﻌ ًﺎ - ﻗﺪ وﻟﺪﺗﻪ ﻧﺎﻗﺔ .. وﻗ ﺎل ρﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻷﻧ ﺲ ﻣﻤﺎزﺣ ًﺎ ) :ﻳ ﺎ ذا اﻷذﻧﻴﻦ ( .. وأﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻴﻪ اﻣ ﺮأة ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺗﺸ ﺘﻜﻲ زوﺟﻬ ﺎ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ : εزوﺟﻚ اﻟﺬي ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻴﺎض ؟ ) ( 14
رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري .
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻔ ﺰﻋﺖ اﻟﻤ ﺮأة وﻇﻨﺖ أﻧﻪ زوﺟﻬﺎ ﻋﻤﻲ ﺑﺼﺮﻩ .. آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل اﷲ ﻋ ﻦ ﻳﻌﻘﻮب ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم " واﺑﻴﻀﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﺤﺰن " أي :ﻋﻤﻲ .. ﻓ ﺮﺟﻌﺖ ﻓ ﺰﻋﺔ إﻟ ﻰ زوﺟﻬ ﺎ وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ..وﺗﺪﻗﻖ .. ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺧﺒﺮهﺎ ؟! ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :ﻗ ﺪ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ εإن ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻚ ﺑﻴﺎض .. ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ :ﻳﺎ اﻣﺮأة ..أﻣﺎ أﺧﺒﺮك أن ﺑﻴﺎﺿﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻮادهﺎ .. أي أن آﻞ أﺣﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻴﺎض وﺳﻮاد .. وآ ﺎن εإذا ﻣﺎزﺣ ﻪ أﺣ ﺪ ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ..وﺿ ﺤﻚ وﺗﺒﺴﻢ .. دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻋﻤ ﺮ وه ﻮ ρﻏﻀ ﺒﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻧﺴ ﺎﺋﻪ .. ﻟﻤﺎ أآﺜﺮن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ..ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ :ﻳَﺎ ﺶ .. ﺸ َﺮ ُﻗ َﺮ ْﻳ ٍ ﷲ َ ..ﻟ ْﻮ َرَأ ْﻳ َﺘ ﻨﺎ َو ُآ ﻨﱠﺎ َﻣ ْﻌ َ ﺳ ﻮ َل ا ِﱠ َر ُ ﺴ ﺎ َء ..ﻓﻜﻨﺎ إذا ﺳﺄﻟﺖ أﺣﺪَﻧﺎ اﻣﺮأﺗُﻪ ﻧﻔﻘ ًﺔ ﺐ اﻟ ﱢﻨ َ َﻧ ْﻐ ِﻠ ُ ﻗﺎم إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻮﺟﺄ ﻋﻨﻘﻬﺎ .. ﺴ ﺎ ُؤ ُه ْﻢ .. َﻓ َﻠ ﱠﻤ ﺎ َﻗ ِﺪ ْﻣ ﻨَﺎ ا ْﻟ َﻤﺪِﻳ َﻨ َﺔ ِإذَا َﻗ ْﻮ ٌم َﺗ ْﻐ ِﻠ ُﺒ ُﻬ ْﻢ ِﻧ َ ﻓﻄﻔﻖ ﻧﺴﺎؤﻧﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻦ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻘﻮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺴﺎؤﻧﺎ .. ﻲ .. ρﺛ ﻢ زاد ﻋﻤ ﺮ اﻟﻜ ﻼم ..ﻓ ﺎزداد ﺴ َﻢ اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱡ َﻓ َﺘ َﺒ ﱠ ﺗﺒﺴﻢ اﻟﻨﺒﻲ .. ρﺗﻠﻄﻔ ًﺎ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ .. τ وﺗﻘﺮأ ﻓﻲ أﺣﺎدﻳﺚ أﻧﻪ ﺗﺒﺴﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت ﻧﻮاﺟﺬﻩ .. إذن آﺎن ﻟﻄﻴﻒ اﻟﻤﻌﺸﺮ ..أﻧﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ .. ﻓﻠ ﻮ وﻃّﻨﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻼ .. ..ﻟﺸﻌﺮﻧﺎ ﺑﻄﻌﻢ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻌ ً ﻓﻜﺮة .. اﻟﻄﻔﻞ ﻃﻴﻨﺔ ﻟﻴﻨﺔ ﻧﺸﻜﻠﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻌﻪ .. اﻟﻌﺒﻴﺪ واﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ .. 12. آﺎن εﻳﺤﺴﻦ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ .. ﻟﻤ ﺎ ﺗﻮﻓ ﻲ ﻋ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρاﺷ ﺘﺪ أذى ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻠﻴﻪ .. ρ ﻓﺨﺮج ρإﻟﻰ اﻟﻄﺎﺋﻒ ..ﻳﻠﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﺛﻘﻴﻒ اﻟﻨﺼﺮة واﻟﻤ ﻨﻌﺔ ﺑﻬ ﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ..ورﺟﺎ أن ﻳﻘﺒﻠﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺟﺎءهﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ..
19
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺧﺮج إﻟﻴﻬﻢ وﺣﺪﻩ .. وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺎﺋ ﻒ ..وﻋﻤ ﺪ إﻟ ﻰ ﻧﻔ ﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﻣ ﻦ ﺛﻘ ﻴﻒ وه ﻢ ﺳ ﺎدة ﺛﻘﻴﻒ وأﺷﺮاﻓﻬﻢ وهﻢ إﺧ ﻮة ﺛﻼﺛ ﺔ ..ﻋ ﺒﺪ ﻳ ﺎ ﻟ ﻴﻞ ..وﻣﺴ ﻌﻮد .. وﺣﺒﻴﺐ ..ﺑﻨﻮ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ .. ﻓﺠﻠ ﺲ إﻟ ﻴﻬﻢ .. ρﻓ ﺪﻋﺎهﻢ إﻟ ﻰ اﷲ وآﻠﻤﻬﻢ ﻟﻤ ﺎ ﺟ ﺎءهﻢ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ﻧﺼ ﺮﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻹﺳ ﻼم واﻟﻘﻴﺎم ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ .. ﻓﻘﺎل أﺣﺪهﻢ :هﻮ ﻳﻤﺮط ﺛﻴﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ إن آﺎن اﷲ أرﺳﻠﻚ .. وﻗ ﺎل اﻵﺧ ﺮ :أﻣ ﺎ وﺟ ﺪ اﷲ أﺣ ﺪًا أرﺳ ﻠﻪ ﻏﻴﺮك ؟ أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘﺎل – ﻣﺘﻔﻠﺴﻔ ًﺎ : - واﷲ ﻻ أآﻠﻤ ﻚ أﺑ ﺪًا ! ﻟ ﺌﻦ آ ﻨﺖ رﺳ ﻮ ًﻻ ﻣ ﻦ اﷲ آﻤ ﺎ ﺗﻘ ﻮل ﻷﻧﺖ أﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮًا ﻣﻦ أن أرد ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﻼم ..وﻟﺌﻦ آﻨﺖ ﺗﻜﺬب ﻋﻠﻰ اﷲ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻲ أن أآﻠﻤﻚ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ εﻣ ﻨﻬﻢ ه ﺬا اﻟ ﺮد اﻟﻘﺒ ﻴﺢ ..ﻗ ﺎم ﻣﻦ ﻋﻨﺪهﻢ ..وﻗﺪ ﻳﺌﺲ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺛﻘﻴﻒ .. ﻟﻜ ﻨﻪ ﺧ ﺎف أن ﺗﻌﻠ ﻢ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑﺨﺒﺮ ﺛﻘﻴﻒ ﻣﻌﻪ ﻓﻴﺠﺘﺮﺋﻮن ﻋﻠﻴﻪ أآﺜﺮ ..ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ : إذا ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻓﺎآﺘﻤﻮا ﻋﻠﻰ .. ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮا ..وأﻏﺮوا ﺑﻪ ﺳﻔﻬﺎءهﻢ وﻋﺒﻴﺪهﻢ ﻳﺴﺒﻮﻧﻪ وﻳﺼﻴﺤﻮن ﺑﻪ .. ﺣﺘ ﻰ اﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎس وأﻟﺠﺌﻮﻩ إﻟﻰ ﺣﺎﺋﻂ ﻟﻌﺘ ﺒﺔ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ ..وﺷ ﻴﺒﺔ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ .. وهﻤﺎ ﻓﻴﻪ .. ورﺟ ﻊ ﻋ ﻨﻪ ﻣ ﻦ ﺳ ﻔﻬﺎء ﺛﻘ ﻴﻒ ﻣﻤ ﻦ آ ﺎن ﻳﺘﺒﻌﻪ .. ﻓﻌﻤ ﺪ ρإﻟ ﻰ ﻇ ﻞ ﺣ ﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺐ ﻓﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ .. واﺑ ﻨﺎ رﺑ ﻴﻌﺔ ﻳﻨﻈ ﺮان إﻟ ﻴﻪ وﻳ ﺮﻳﺎن ﻣ ﺎ ﻳﻠﻘ ﻰ ﻣﻦ ﺳﻔﻬﺎء أهﻞ اﻟﻄﺎﺋﻒ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ اﺑ ﻨﺎ رﺑ ﻴﻌﺔ ﻋﺘ ﺒﺔ وﺷ ﻴﺒﺔ وﻣ ﺎ ﻟﻘ ﻲ ﺗﺤﺮآﺖ ﻟﻪ رﺣﻤﻬﻤﺎ .. ﻓﺪﻋ ﻮا ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻟﻬﻤ ﺎ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴ ًﺎ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﺪاس ..وﻗﺎﻻ :ﻟﻪ ﺧﺬ ﻗﻄﻔ ًﺎ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﻨﺐ ﻓﻀﻌﻪ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻄ ﺒﻖ ..ﺛ ﻢ اذه ﺐ ﺑ ﻪ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ﻳﺄآﻞ ﻣﻨﻪ .. ﻓﻔﻌ ﻞ ﻋ ﺪاس ..وﺟﺎء ﺑﺎﻟﻌﻨﺐ ..ﺣﺘﻰ وﺿﻌﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي رﺳﻮل اﷲ ρﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﻪ :آﻞ .. ﻓﻤ ﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ρﻳ ﺪﻩ إﻟ ﻴﻪ وﻗ ﺎل " :ﺑﺴﻢ اﷲ " ﺛﻢ أآﻞ .. ﻧﻈﺮ ﻋﺪاس إﻟﻴﻪ وﻗﺎل : واﷲ إن هﺬا اﻟﻜﻼم ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ أهﻞ هﺬﻩ اﻟﺒﻼد .. ﻓﻘﺎل ﻟﻪ " : ρوﻣﻦ أهﻞ أي ﺑﻼد أﻧﺖ ﻳﺎ ﻋﺪاس ؟ وﻣﺎ دﻳﻨﻚ ؟ " .. ﻗﺎل :ﻧﺼﺮاﻧﻲ ..وأﻧﺎ رﺟﻞ ﻣﻦ أهﻞ ﻧﻴﻨﻮى .. ﻓﻘ ﺎل " : ρﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺔ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺼ ﺎﻟﺢ ﻳ ﻮﻧﺲ ﺑ ﻦ ﻣﺘﻰ ؟ " .. ﻓﻘﺎل ﻋﺪاس :وﻣﺎ ﻳﺪرﻳﻚ ﻣﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺘﻰ ؟ ﻓﻘﺎل " : ρذﻟﻚ أﺧﻲ ..آﺎن ﻧﺒﻴ ًﺎ ..وأﻧﺎ ﻧﺒﻲ " .. ﻓﺄآ ﺐ ﻋ ﺪاس ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ρﻳﻘ ﺒﻞ رأﺳ ﻪ وﻳﺪﻳﻪ وﻗﺪﻣﻴﻪ .. واﺑ ﻨﺎ رﺑ ﻴﻌﺔ ﻳﻨﻈ ﺮان إﻟ ﻴﻬﻤﺎ ..ﻓﻘ ﺎل أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ :أﻣﺎ ﻏﻼﻣﻚ ﻓﻘﺪ أﻓﺴﺪﻩ ﻋﻠﻴﻚ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رﺟ ﻊ ﻋ ﺪاس ﻟﺴ ﻴﺪﻩ ..وﻗ ﺪ ﺑ ﺪا ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺘﺄﺛ ﺮ ﺑﺮؤﻳﺔ رﺳﻮل اﷲ εوﺳﻤﺎع آﻼﻣﻪ .. ﻗﺎل ﻟﻪ ﺳﻴﺪﻩ :وﻳﻠﻚ ﻳﺎ ﻋﺪاس ! ﻣﺎ ﻟﻚ ﺗﻘﺒﻞ رأس هﺬا اﻟﺮﺟﻞ وﻳﺪﻳﻪ وﻗﺪﻣﻴﻪ ؟ ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺳﻴﺪي ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﺷﺊ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ هﺬا ..ﻟﻘﺪ أﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻪ إﻻ ﻧﺒﻲ .. ﻓﻘ ﺎل ﺳ ﻴﺪﻩ :وﻳﺤ ﻚ ﻳ ﺎ ﻋ ﺪاس ﻻ ﻳﺼ ﺮﻓﻨﻚ ﻋ ﻦ دﻳﻨﻚ ..ﻓﺈن دﻳﻨﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ دﻳﻨﻪ .. ﻓﻬ ﻞ ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﻧﺤ ﻦ اﻟ ﻴﻮم أن ﻧﺠﻌ ﻞ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻨﺎ راﻗ ﻴ ًﺎ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ ..ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﻢ ؟ ﻟﻤﺤﺔ .. ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﺑﺸﺮ ..ﻻ ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎﻟﻬﻢ .. أو أﻣﻮاﻟﻬﻢ ..أو وﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ..
وﺗﺄﻣ ﻞ ﺣ ﺎل اﻟ ﻴﻬﻮد ..ﻳﺬﻣ ﻮﻧﻪ وﻳﺒ ﺘﺪﺋﻮن ﺑﺎﻟﻌﺪاوة ..وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﻬﻢ .. وﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻗﺎﻟ ﺖ :إن اﻟﻴﻬﻮد ﻣﺮوا ﺑﺒﻴﺖ اﻟﻨﺒﻲ ρﻓﻘﺎﻟﻮا : اﻟﺴﺎم ﻋﻠﻴﻜﻢ ) أي :اﻟﻤﻮت ﻋﻠﻴﻚ ( .. ﻓﻘﺎل : ρوﻋﻠﻴﻜﻢ .. ﻓﻠ ﻢ ﺗﺼ ﺒﺮ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻨﻌﺘﻬﻢ ..ﻓﻘﺎﻟ ﺖ : اﻟﺴ ﺎم ﻋﻠ ﻴﻜﻢ ..وﻟﻌ ﻨﻜﻢ اﷲ وﻏﻀ ﺐ ﻋﻠ ﻴﻜﻢ .. ﻼ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ..ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ .. ﻓﻘﺎل : εﻣﻬ ً وإﻳﺎك واﻟﻌﻨﻒ واﻟﻔﺤﺶ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ :أو ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮا ؟ ﻓﻘ ﺎل :أو ﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻌﻲ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ؟! رددت ﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﺴﺘﺠﺎب ﻟﻲ ..وﻻ ﻳﺴﺘﺠﺎب ﻟﻬﻢ ﻓ ّ .. ﻧﻌ ﻢ ..ﻣ ﺎ اﻟﺪاﻋ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﺴ ﺒﺎب ﺑﺎﻟﺴﺒﺎب ! أﻟﻴﺲ اﷲ ﻗﺪ ﻗﺎل ﻟﻪ ) :وأﻋﺮض ﻋﻦ اﻟﺠﺎهﻠﻴﻦ ( .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ..ﺧﺮج εﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﺰوة .. ﻓﻠﻤ ﺎ آﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻖ ﻋ ﻮدﺗﻬﻢ ..ﻧﺰﻟﻮا ﻓﻲ واد آﺜﻴﺮ اﻟﺸﺠﺮ .. ﻓﺘﻔ ﺮق اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﺗﺤ ﺖ اﻟﺸ ﺠﺮ وﻧﺎﻣ ﻮا .. وأﻗ ﺒﻞ εإﻟ ﻰ ﺷ ﺠﺮة ﻓﻌﻠﻖ ﺳﻴﻔﻪ ﺑﻐﺼﻦ ﻣﻦ أﻏﺼﺎﻧﻬﺎ ..وﻓﺮش رداءﻩ وﻧﺎم .. ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻷﺛ ﻨﺎء آ ﺎن رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ﻳﺘﺒﻌﻬﻢ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى رﺳ ﻮل اﷲ εﺧﺎﻟﻴ ًﺎ ..أﻗﺒﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬ ﺪوء ..ﺣﺘ ﻰ اﻟ ﺘﻘﻂ اﻟﺴ ﻴﻒ ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻐﺼﻦ ..وﺻﺎح ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ : ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ..ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟
13.ﻣﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ .. اﻟﻜﻔﺎر ..آﺎن ρﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪل ..وﻳﺴﺘﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ دﻋﻮﺗﻬﻢ وإﺻﻼﺣﻬﻢ ..وﻳﺘﺤﻤﻞ أذاهﻢ .. وﻳﺘﻐﺎﺿ ﻰ ﻋ ﻦ ﺳ ﻮﺋﻬﻢ ..آ ﻴﻒ ﻻ ..وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ رﺑ ﻪ ) :وﻣ ﺎ أرﺳ ﻠﻨﺎك إﻻ رﺣﻤ ﺔ ( ..ﻟﻤ ﻦ ؟! ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ؟! ﻻ ) ..إﻻ رﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ( ..
ﻓﺎﺳ ﺘﻴﻘﻆ رﺳ ﻮل اﷲ .. εواﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ رأﺳ ﻪ ..واﻟﺴ ﻴﻒ ﺻ ﻠﺘ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ..ﻳﻠ ﺘﻤﻊ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﻮت .. اﻟﺮﺳ ﻮل εوﺣ ﻴﺪًا ..ﻟ ﻴﺲ ﻋﻠ ﻴﻪ إﻻ إزار .. أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺘﻔﺮﻗﻮن ﻋﻨﻪ ..ﻧﺎﺋﻤﻮن .. واﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻌ ﻴﺶ ﻧﺸ ﻮة اﻟﻘ ﻮة واﻻﻧﺘﺼ ﺎر ..
20
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﻳﺮدد :ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟ ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟ ﻓﻘﺎل εﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ :اﷲ .. ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ اﻟﺮﺟﻞ وﺳﻘﻂ اﻟﺴﻴﻒ .. ﻓﻘﺎم εواﻟﺘﻘﻂ اﻟﺴﻴﻒ وﻗﺎل :ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟ ﻓﺘﻐﻴﺮ اﻟﺮﺟﻞ ..واﺿﻄﺮب ..وأﺧﺬ ﻳﺴﺘﺮﺣﻢ اﻟﻨﺒﻲ .. εوﻳﻘﻮل :ﻻ أﺣﺪ ..آﻦ ﺧﻴﺮ ﺁﺧﺬ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : εﺗﺴﻠﻢ ؟ ﻗﺎل :ﻻ ..وﻟﻜﻦ ﻻ أآﻮن ﻓﻲ ﻗﻮم هﻢ ﺣﺮب ﻟﻚ .. ﻓﻌﻔﺎ ﻋﻨﻪ .. εوأﺣﺴﻦ إﻟﻴﻪ !! وآ ﺎن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ..ﻓﺎﻧﺼ ﺮف إﻟ ﻴﻬﻢ ﻓﺪﻋﺎهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ..ﻓﺄﺳﻠﻤﻮا .. ﻧﻌﻢ ..أﺣﺴﻦ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ .. ﺑ ﻞ ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﻊ اﻷﻋ ﺪاء اﻷﻟ ﺪاء آ ﺎن ρﻟ ﻪ ﺧﻠ ﻖ ﻋﻈ ﻴﻢ ..آﺴ ﺐ ﺑ ﻪ ﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ ..وه ﺪى ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ .. ودﺣﺮ ﺑﻪ آﻔﺮهﻢ .. ﻟﻤﺎ ﻇﻬﺮ εﺑﺪﻋﻮﺗﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ..ﺟﻌﻠﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺗﺤﺎول ﺣﺮﺑﻪ ﺑﻜﻞ ﺳﺒﻴﻞ .. وآﺎن ﻣﻤﺎ ﺑﺬﻟﺘﻪ أن ﺗﺸﺎور آﺒﺎرهﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ دﻋﻮﺗﻪ .. εوﺗﺴﺎرع اﻟﻨﺎس ﻟﻺﻳﻤﺎن ﺑﻪ .. ﻓﻘﺎﻟﻮا :أﻧﻈﺮوا أﻋﻠﻤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ واﻟﻜﻬﺎﻧﺔ واﻟﺸﻌﺮ ﻓﻠﻴﺄت هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻓﺮق ﺟﻤﺎﻋﺘﻨﺎ ..وﺷﺘﺖ أﻣﺮﻧﺎ ..وﻋﺎب دﻳﻨﻨﺎ ..ﻓﻠﻴﻜﻠﻤﻪ وﻟﻴﻨﻈﺮ ﻣﺎذا ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﻣﺎ ﻧﻌﻠﻢ أﺣﺪا ﻏﻴﺮ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ .. ﻓﻘﺎﻟﻮا :أﻧﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ .. وآﺎن ﻋﺘﺒﺔ ﺳﻴﺪًا ﺣﻠﻴﻤ ًﺎ .. ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ..أﺗﺮون أن أﻗﻮم إﻟﻰ هﺬا ﻓﺄآﻠﻤﻪ ..ﻓﺄﻋﺮض ﻋﻠﻴﻪ أﻣﻮرًا ﻟﻌﻠﻪ أن ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ .. ﻗﺎﻟﻮا :ﻧﻌﻢ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ .. ﻓﻘﺎم ﻋﺘﺒﺔ وﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ε دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻓﺈذا εﺟﺎﻟﺲ ﺑﻜﻞ ﺳﻜﻴﻨﺔ .. ﻓﻠﻤﺎ وﻗﻒ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ..ﻗﺎل :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ! أﻧﺖ ﺧﻴﺮ أم ﻋﺒﺪ اﷲ ؟! ﻓﺴﻜﺖ رﺳﻮل اﷲ .. εﺗﺄدﺑًﺎ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ﻋﺒﺪ اﷲ .. ﻓﻘﺎل :أﻧﺖ ﺧﻴﺮ أم ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ؟ ﻓﺴﻜﺖ .. εﺗﺄدﺑًﺎ ﻣﻊ ﺟﺪﻩ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ .. ﻓﻘﺎل ﻋﺘﺒﺔ :ﻓﺈن آﻨﺖ ﺗﺰﻋﻢ أن هﺆﻻء ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻚ
21
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺖ ..وإن آﻨﺖ ﻋ ْﺒ َ ﻓﻘﺪ ﻋﺒﺪوا اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺘﻲ ِ ﺗﺰﻋﻢ أﻧﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ..ﻓﺘﻜﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﻤﻊ ﻗﻮﻟﻚ .. وﻗﺒﻞ أن ﻳﺠﻴﺐ اﻟﻨﺒﻲ εﺑﻜﻠﻤﺔ ..ﺛﺎر ﻋﺘﺒﺔ وﻗﺎل : إﻧﺎ واﷲ ﻣﺎ رأﻳﻨﺎ ﺳﺨﻠﺔ ﻗﻂ أﺷﺄم ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻨﻚ !! ..ﻓﺮﻗﺖ ﺟﻤﺎﻋﺘﻨﺎ ..وﺷﺘﺖ أﻣﺮﻧﺎ .. وﻋﺒﺖ دﻳﻨﻨﺎ ..وﻓﻀﺤﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮب ..ﺣﺘﻰ ﻟﻘﺪ ﻃﺎر ﻓﻴﻬﻢ أن ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﺎﺣﺮًا ..وأن ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺶ آﺎهﻨ ًﺎ ..واﷲ ﻣﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ إﻻ ﻣﺜﻞ ﺻﻴﺤﺔ اﻟﺤﺒﻠﻰ ..أن ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻀﻨﺎ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮف ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻔﺎﻧﻰ .. آﺎن ﻋﺘﺒﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮًا ﻏﻀﺒﺎﻧًﺎ ..واﻟﻨﺒﻲ ε ﺳﺎآﺖ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺑﻜﻞ أدب .. وﺑﺪأ ﻋﺘﺒﺔ ﻳﻘﺪم إﻏﺮاءات ﻟﻴﺘﺨﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ε ﻋﻦ اﻟﺪﻋﻮة ..ﻓﻘﺎل : أﻳﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ إن آﻨﺖ ﺟﺌﺖ ﺑﺎﻟﺬي ﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﺎل ..ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن أﻏﻨﻰ ﻼ .. ﻗﺮﻳﺶ رﺟ ً وان آﻨﺖ إﻧﻤﺎ ﺑﻚ ﺣﺐ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ..ﻋﻘﺪﻧﺎ أﻟﻮﻳﺘﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﻜﻨﺖ رأﺳ ًﺎ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ .. وإن آﺎن إﻧﻤﺎ ﺑﻚ اﻟﺒﺎﻩ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء ي ﻧﺴﺎء ﻗﺮﻳﺶ ﺷﺌﺖ ﻓﻠﻨﺰوﺟﻚ ..ﻓﺎﺧﺘﺮ أ ﱠ ﻋﺸﺮًا !!.. وان آﺎن هﺬا اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻴﻚ رﺋﻴ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ ﺗﺮاﻩ ..ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ردﻩ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ..ﻃﻠﺒﻨﺎ ﻟﻚ اﻟﻄﺐ ..وﺑﺬﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ أﻣﻮاﻟﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺒﺮﺋﻚ ﻣﻨﻪ ..ﻓﺈﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻏﻠﺐ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺪاوى ﻣﻨﻪ .. وﻣﻀﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺴﻲء ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ .. εوﻳﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺮوﺿًﺎ وﻳﻐﺮﻳﻪ ..واﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻳﻨﺼﺖ إﻟﻴﻪ ﺑﻜﻞ هﺪوء .. واﻧﺘﻬﺖ اﻟﻌﺮوض ..ﻣﻠﻚ ..ﻣﺎل ..ﻧﺴﺎء .. ﻋﻼج ﻣﻦ ﺟﻨﻮن !! ﺳﻜﺖ ﻋﺘﺒﺔ ..وهﺪأ ..ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﺠﻮاب .. ﻓﺮﻓﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺼﺮﻩ إﻟﻴﻪ وﻗﺎل ﺑﻜﻞ هﺪووووء :
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أﻓﺮﻏﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ؟ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻐﺮب ﻋﺘﺒﺔ هﺬا اﻷدب ﻣﻦ اﻟﺼﺎدق اﻷﻣﻴﻦ ..ﺑﻞ ﻗﺎل ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر :ﻧﻌﻢ .. ﻓﻘﺎل : εﻓﺎﺳﻤﻊ ﻣﻨﻲ .. ﻗﺎل :أﻓﻌﻞ .. ﻓﻘﺎل : εﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ " ﺣﻢ * ﺗَﻨﺰِﻳ ٌﻞ ﺖ ﺁﻳَﺎ ُﺗ ُﻪ ُﻗﺮْﺁﻧًﺎ ﺼَﻠ ْ ب ُﻓ ﱢ ﻦ اﻟ ﱠﺮﺣِﻴ ِﻢ * ِآﺘَﺎ ٌ ﺣ َﻤ ِ ﻦ اﻟ ﱠﺮ ْ ﱢﻣ َ ض ﻋ َﺮ َ ن * َﺑﺸِﻴﺮًا َو َﻧﺬِﻳﺮًا َﻓ َﺄ ْ ﻋ َﺮﺑِﻴًّﺎ ﱢﻟ َﻘ ْﻮ ٍم َﻳ ْﻌ َﻠﻤُﻮ َ َ ن .. ( .. ﺴ َﻤﻌُﻮ َ َأ ْآ َﺜ ُﺮ ُه ْﻢ َﻓ ُﻬ ْﻢ َﻻ َﻳ ْ وﻣﻀﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ..ﻳﺘﻠﻮا اﻵﻳﺎت وﻋﺘﺒﺔ ﻳﺴﺘﻤﻊ .. وﻓﺠﺄة ﺟﻠﺲ ﻋﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ..ﺛﻢ اهﺘﺰ ﺟﺴﻤﻪ .. ﻓﺄﻟﻘﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻩ ..واﺗﻜﺄ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .. وهﻮ ﻳﺴﺘﻤﻊ ..وﻳﺴﺘﻤﻊ ..واﻟﻨﺒﻲ ﻳﺘﻠﻮ ..وﻳﺘﻠﻮ .. ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .. ﻋ َﻘ ِﺔ ﻋ َﻘ ًﺔ ﱢﻣ ْﺜ َﻞ ﺻَﺎ ِ ﺿ ﻮا َﻓ ُﻘ ْﻞ أَﻧ َﺬ ْر ُﺗ ُﻜ ْﻢ ﺻَﺎ ِ ﻋ َﺮ ُ ن َأ ْ ) َﻓ ِﺈ ْ ﻋ ﺎ ٍد َو َﺛ ُﻤ ﻮ َد ( ..ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ ﻋﺘﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ َ ﺑﺎﻟﻌ ﺬاب ..وﻗﻔ ﺰ ووﺿﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻢ رﺳﻮل اﷲ .. εﻟﻴﻮﻗﻒ اﻟﻘﺮاءة .. ﻓﺎﺳﺘﻤﺮ εﻳﺘﻠﻮ اﻵﻳﺎت ..ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻰ إﻟﻰ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺠﺪة اﻟﺘﻼوة ..ﻓﺴﺠﺪ .. ﺛﻢ رﻓﻊ رأﺳﻪ ﻣﻦ ﺳﺠﻮدﻩ ..وﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﺘﺒﺔ وﻗﺎل :ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :ﻓﺄﻧﺖ وذاك .. ﻓﻘﺎم ﻋﺘﺒﺔ ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..وهﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮوﻧﻪ ﻣﺘﺸﻮﻗﻴﻦ .. ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ..ﻗﺎل ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ :ﻧﺤﻠﻒ ﺑﺎﷲ ﻟﻘﺪ ﺟﺎءآﻢ أﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺬي ذهﺐ ﺑﻪ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ إﻟﻴﻬﻢ ..ﻗﺎﻟﻮا :ﻣﺎ وراءك ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ؟ ﻓﻘﺎل :وراﺋﻲ أﻧﻲ واﷲ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻮ ًﻻ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺜﻠﻪ ﻗﻂ ..واﷲ ﻣﺎ هﻮ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ..وﻻ اﻟﺴﺤﺮ .. وﻻ اﻟﻜﻬﺎﻧﺔ .. ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ :أﻃﻴﻌﻮﻧﻲ واﺟﻌﻠﻮهﺎ ﺑﻲ ..ﺧﻠﻮا
22
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺑﻴﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ وﺑﻴﻦ ﻣﺎ هﻮ ﻓﻴﻪ ..ﻓﻮاﷲ ﻟﻴﻜﻮﻧﻦ ﻟﻘﻮﻟﻪ اﻟﺬي ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﺒﺄ ﻋﻈﻴﻢ .. ﻳﺎ ﻗﻮم !! ﻗﺮأ ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ " ﺣﻢ * ﺗﻨﺰﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ " ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ " :ﻓﻘﻞ أﻧﺬرﺗﻜﻢ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻋﺎد وﺛﻤﻮد " ﻓﺄﻣﺴﻜﺘﻪ ﺑﻔﻴﻪ ..وﻧﺎﺷﺪﺗﻪ اﻟﺮﺣﻢ أن ﻳﻜﻒ ..وﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻢ أن ﻣﺤﻤﺪًا إذا ﻗﺎل ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﺬب ..ﻓﺨﻔﺖ أن ﻳﻨﺰل ﺑﻜﻢ اﻟﻌﺬاب .. ﻼ ﻣﺘﻔﻜﺮًا ..وﻗﻮﻣﻪ ﺛﻢ ﺳﻜﺖ أﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻗﻠﻴ ً واﺟﻤﻮن ﻳﺤﺪون اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ .. ﻓﻘﺎل :واﷲ إن ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻟﺤﻼوة ..وإن ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻄﻼوة ..وإن أﻋﻼﻩ ﻟﻤﺜﻤﺮ ..وإن أﺳﻔﻠﻪ ﻟﻤﻐﺪق ..وإﻧﻪ ﻟﻴﻌﻠﻮ وﻣﺎ ﻳﻌﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ..وإﻧﻪ ﻟﻴﺤﻄﻢ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﻪ ..وﻣﺎ ﻳﻘﻮل هﺬا ﺑﺸﺮ .. وﻣﺎ ﻳﻘﻮل هﺬا ﺑﺸﺮ .. ﻗﺎﻟﻮا :هﺬا ﺷﻌﺮ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ..ﺷﻌﺮ .. ﻓﻘﺎل :واﷲ ﻣﺎ رﺟﻞ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻷﺷﻌﺎر ﻣﻨﻲ .. وﻻ أﻋﻠﻢ ﺑﺮﺟﺰﻩ وﻻ ﺑﻘﺼﻴﺪﻩ ﻣﻨﻲ ..وﻻ ﺑﺄﺷﻌﺎر اﻟﺠﻦ ..واﷲ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ هﺬا اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ هﺬا .. وﻣﻀﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻲ أﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ .. εﺻﺤﻴﺢ أن ﻋﺘﺒﺔ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ..ﻟﻜﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻻﻧﺖ ﻟﻠﺪﻳﻦ .. ﻓﺘﺄﻣﻞ آﻴﻒ أﺛﺮ هﺬا اﻟﺨﻠﻖ اﻟﺮﻓﻴﻊ ..وﻣﻬﺎرة ﺣﺴ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻤﺎع ﻓ ﻲ ﻋﺘ ﺒﺔ ﻣ ﻊ أﻧ ﻪ ﻣﻦ أﺷﺪ اﻷﻋﺪاء .. وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ .. ﺗﺠ ﺘﻤﻊ ﻗ ﺮﻳﺶ ..ﻓﻴﻨ ﺘﺪﺑﻮن ﺣﺼ ﻴﻦ ﺑ ﻦ اﻟﻤ ﻨﺬر اﻟﺨﺰاﻋ ﻲ ..وه ﻮ أﺑ ﻮ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻲ اﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﻴﻦ .. ﻳﻨﺘ ﺒﻮﻧﻪ ﻟ ﻨﻘﺎش اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم وردﻩ ﻋﻦ دﻋﻮﺗﻪ .. ﻳ ﺪﺧﻞ أﺑ ﻮ ﻋﻤ ﺮان ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ εوﺣ ﻮﻟﻪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ..ﻓﻴ ﺮدد ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣ ﺎ ﺗ ﺮددﻩ ﻗ ﺮﻳﺶ دوﻣ ًﺎ ..ﻓ ﺮﻗﺖ ﺟﻤﺎﻋﺘ ﻨﺎ ..ﺷ ﺘﺖ ﺷ ﻤﻠﻨﺎ .. واﻟﻨﺒﻲ εﻳﻨﺼﺖ ﺑﻠﻄﻒ .. ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺘﻬﻰ ..ﻗﺎل ﻟﻪ εﺑﻜﻞ أدب ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أﻓﺮﻏﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﻤﺮان .. ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :ﻓﺄﺟﺒﻨﻲ ﻋﻤﺎ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻨﻪ .. ﻗﺎل :ﻗﻞ ..أﺳﻤﻊ .. ﻓﻘﺎل : εﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﻤﺮان ..آﻢ إﻟﻬ ًﺎ ﺗﻌﺒﺪ اﻟﻴﻮم ؟ ﻗ ﺎل :ﺳ ﺒﻌﺔ !!..ﺳ ﺘﺔ ﻓ ﻲ اﻷرض ..وواﺣﺪًا ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء !!.. ﻗﺎل :ﻓﺄﻳﻬﻢ ﺗﻌﺪ ﻟﺮﻏﺒﺘﻚ ورهﺒﺘﻚ ؟ ﻗﺎل :اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .. ﻓﻘ ﺎل εﺑﻜ ﻞ ﻟﻄ ﻒ :ﻳﺎ ﺣﺼﻴﻦ أﻣﺎ إﻧﻚ ﻟﻮ أﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻤﺘﻚ آﻠﻤﺘﻴﻦ ﻳﻨﻔﻌﺎﻧﻚ .. ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻦ ﺣﺼﻴﻦ إﻻ أن أﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻮرًا .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻋﻠﻤﻨﻲ اﻟﻜﻠﻤﺘﻴﻦ اﻟﻠﺘﻴﻦ وﻋﺪﺗﻨﻲ .. ﻓﻘ ﺎل : εﻗ ﻞ :اﻟﻠﻬ ﻢ أﻟﻬﻤﻨ ﻲ رﺷ ﺪي ..وأﻋﺬﻧ ﻲ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻧﻔﺴﻲ .. ﺁﺁﺁﻩ ﻣ ﺎ أروع ه ﺬا اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗ ﻲ ! وﺷﺪة ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ ﻣﺨﺎﻟﻄﺘﻬﻢ .. وه ﺬا اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ اﻟﺪﻋ ﻮي ﻳﻔ ﻴﺪ ﻓ ﻲ دﻋ ﻮة اﻟﻜﻔﺎر وﺟﺬﺑﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ .. ﺳ ﺎﻓﺮ أﺣ ﺪ اﻟﺸ ﺒﺎب ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻓﻲ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻓﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺷ ﻘﺔ ..وآ ﺎن ﻳﺴ ﻜﻦ أﻣﺎﻣ ﻪ ﺷ ﺎب أﻟﻤﺎﻧ ﻲ ،ﻟ ﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺟﺎرﻩ .. ﺳﺎﻓﺮ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻓﺠﺄة ..وآﺎن ﻣﻮزع اﻟﺠﺮاﺋﺪ ﻳﻀﻊ اﻟﺠ ﺮﻳﺪة آ ﻞ ﻳ ﻮم ﻋ ﻨﺪ ﺑﺎﺑ ﻪ ..اﻧﺘ ﺒﻪ ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ إﻟ ﻰ آﺜﺮة اﻟﺠﺮاﺋﺪ ..ﺳﺄل ﻋﻦ ﺟﺎرﻩ ..ﻓﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻣﺴﺎﻓﺮ .. َﻟ ـ ﱠﻢ اﻟﺠ ﺮاﺋﺪ ووﺿ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ درج ﺧ ﺎص ..وﺻ ﺎر ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ آﻞ ﻳﻮم وﻳﺮﺗﺒﻬﺎ .. ﻟﻤ ﺎ رﺟ ﻊ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﺑﻌ ﺪ ﺷ ﻬﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛ ﺔ ..ﺳ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ وه ﻨﺄﻩ ﺑﺴ ﻼﻣﺔ اﻟﺮﺟﻮع ..ﺛﻢ ﻧﺎوﻟﻪ اﻟﺠﺮاﺋﺪ ..وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ :ﺧﺸ ﻴﺖ أﻧ ﻚ ﻣ ﺘﺎﺑﻊ ﻟﻤﻘ ﺎل ..أو ﻣﺸﺘﺮك ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ..ﻓﺄردت أن ﻻ ﻳﻔﻮﺗﻚ ذﻟﻚ .. ﻧﻈﺮ اﻟﺠﺎر إﻟﻴﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒ ًﺎ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺤﺮص ..ﻓﻘﺎل : هﻞ ﺗﺮﻳﺪ أﺟﺮًا أو ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻋﻠﻰ هﺬا ؟ ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ :ﻻ ..ﻟﻜﻦ دﻳﻨﻨﺎ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﺠﺎر ..وأﻧﺖ ﺟﺎر ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎن إﻟﻴﻚ
23
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺛ ﻢ ﻣﺎ زال ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻣﺤﺴﻨ ًﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺠﺎر .. ﺣﺘﻰ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم .. هﺬﻩ واﷲ هﻲ اﻟﻤﺘﻌﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ..أن ﺗﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻚ رﻗﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻤﻴﻦ ..ﺗﺘﻌﺒﺪ ﷲ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﺣﺘﻰ ﺑﺄﺧﻼﻗﻚ .. وآ ﻢ ﺻ ﱠﺪ أﻋ ﺪادًا آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻋ ﻦ اﻟﺪﺧ ﻮل ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺗﻌ ﺎﻣﻼت ﻓ ﺮﻳﻖ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣﻌﻬ ﻢ ..ﻓ ﻴﻈﻠﻤﻮﻧﻬﻢ ﻋﻤ ﺎ ًﻻ .. وﻳﻐﺸﻮﻧﻬﻢ ﻣﺘﺴﻮﻗﻴﻦ ..وﻳﺆذوﻧﻬﻢ ﺟﻴﺮاﻧ ًﺎ .. ﻓﻬﻠ ﱠﻢ ﻧﺒﺪأ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻌﻬﻢ .. إﺿﺎءة .. ﺧﻴﺮ اﻟﺪاﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﻗﺒﻞ أﻗﻮاﻟﻪ .. 14.اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت !! ﻣ ﻦ ﺻ ﺎرت اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻟﺤﺴ ﻨﺔ دﻳﺪﻧ ﻪ .. ﺗﺤ ﻮﻟﺖ إﻟ ﻰ ﻃ ﺒﻊ ﻳﺨ ﺎﻟﻂ دﻣ ﻪ وﻋﻘﻠ ﻪ ..ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻨﻪ أﺑﺪًا .. ﻼ ﻋﻄﻮﻓ ًﺎ ﻓ ﺘﺠﺪﻩ داﺋﻤ ًﺎ ﻟﻴ ﻨ ًﺎ هﻴ ﻨ ًﺎ رﻓﻴﻘ ًﺎ ﻣﺘﺤﻤ ً ..ﻣ ﻊ آ ﻞ أﺣ ﺪ ..ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﻊ اﻟﺤ ﻴﻮاﻧﺎت .. واﻟﺠﻤﺎدات .. آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ρﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ..ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ .. ﻓﺮأى ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺣُﻤﺮة ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺮﺧﺎن .. ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﺮﺧﻴﻬﺎ ..ﻓﺠﺎءت اﻟﺤﻤﺮة .. ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺗﺤﻮم ﺣﻮﻟﻬﻢ وﺗﺮﻓﺮف ﺑﺠﻨﺎﺣﻴﻬﺎ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎء اﻟﻨﺒ ﻲ εورﺁه ﺎ ..اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻗﺎل : ﻣﻦ ﻓﺠﻊ هﺬﻩ ﺑﻮﻟﺪهﺎ ؟ ردوا وﻟﺪهﺎ إﻟﻴﻬﺎ .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ..رأى ρﻗ ﺮﻳﺔ ﻧﻤ ﻞ ﻗ ﺪ أﺣﺮﻗﺖ .. ﻓﻘﺎل :ﻣﻦ أﺣﺮق هﺬﻩ ؟ ﻗﺎل ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ :أﻧﺎ .. ﻓﻐﻀ ﺐ وﻗ ﺎل :ﻻ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻳُﻌﺬب ﺑﺎﻟﻨﺎر إﻻ رب اﻟﻨﺎر .. وآﺎن ρﻣﻦ رأﻓﺘﻪ ..أﻧﻪ إذا ﺗﻮﺿﺄ وأﻗﺒﻠﺖ إﻟﻴﻪ هﺮة .. أﺻ ﻐﻰ ﻟﻬ ﺎ اﻹﻧ ﺎء ..ﻓﺘﺸ ﺮب ..ﺛ ﻢ ﻳﺘﻮﺿ ﺄ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﻔﻀﻠﻬﺎ .. وﻣ ّﺮ ρﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ رﺟ ﻞ ﻣﻠﻘﻴ ًﺎ ﺷﺎة ﻋﻠﻰ اﻷرض ..وﻗﺪ وﺿﻊ رﺟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻣﻤﺴﻜًﺎ ﻟﻬﺎ ﻟ ﻴﺬﺑﺤﻬﺎ ..وه ﻮ ﻳﺤ ﺪ ﺷ ﻔﺮﺗﻪ ..وه ﻲ ﺗﻠﺤ ﻆ إﻟﻴﻪ ﺑﺒﺼﺮهﺎ .. ﻓﻐﻀ ﺐ ρﻟﻤ ﺎ رﺁﻩ ..وﻗ ﺎل :أﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗﻤﻴ ﺘﻬﺎ ﻣﻮﺗﺘﻴﻦ ؟ هﻼ ﺣﺪدت ﺷﻔﺮﺗﻚ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻀﺠﻌﻬﺎ ؟ وﻣﺮ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﺮﺟﻠﻴﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎن ..وﻗﺪ رآﺐ آﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮﻩ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁهﻤ ﺎ رﺣ ﻢ اﻟﺒﻌﻴ ﺮﻳﻦ ..وﻧﻬ ﻰ أن ﺗ ﺘﺨﺬ اﻟ ﺪواب آﺮاﺳ ﻲ ..ﻳﻌﻨ ﻲ ﻻ ﺗ ﺮآﺐ اﻟﺒﻌﻴﺮ إﻻ وﻗﺖ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ ﻓﻘ ﻂ ..ﻓ ﺈذا اﻧ ﺘﻬﺖ ﺣﺎﺟ ﺘﻚ ﻓﺎﻧ ﺰل ودﻋ ﻪ ﻳﺮﺗﺎح .. وﻧﻬﻰ ρﻋﻦ وﺳﻢ اﻟﺪاﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻪ .. وﻣﻦ أﻃﺮف ﻣﺎ ذآﺮ .. أﻧﻪ آﺎن ﻟﻠﻨﺒﻲ ρﻧﺎﻗﺔ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﻌﻀﺒﺎء .. ﺛ ﻢ إن ﻧﻔ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ أﻏ ﺎروا ﻋﻠ ﻰ إﺑ ٍﻞ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻋﻰ ﻓﻲ أﻃﺮاف اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻓﺬهﺒﻮا ﺑﻬﺎ ..وآﺎﻧﺖ اﻟﻌﻀﺒﺎء ﻓﻴﻬﺎ .. وأﺳ ﺮوا اﻣ ﺮأة ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..واﺳﺘﺎﻗﻮهﺎ ﻣﻌﻬﻢ .. وهﺮب اﻟﻤﺸﺮآﻮن ..ﺑﺎﻟﻤﺮأة واﻹﺑﻞ .. وآﺎﻧ ﻮا إذا ﻧ ﺰﻟﻮا أﺛ ﻨﺎء اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ..أﻃﻠﻘ ﻮا اﻹﺑ ﻞ ﺗﺮﻋﻰ ﺣﻮﻟﻬﻢ .. ﻓﻨ ﺰﻟﻮا ﻣﻨ ﺰ ًﻻ ﻓ ﻨﺎﻣﻮا ..ﻓﻘﺎﻣ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ﻟﺘﻬﺮب ﻣﻨﻬﻢ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ اﻹﺑ ﻞ ﻟﺘ ﺮآﺐ إﺣ ﺪاهﺎ ..ﻓﺠﻌﻠ ﺖ آﻠﻤ ﺎ أﺗ ﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮ رﻏﺎ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ..ﻓﺘﺘﺮآﻪ ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﻴﻘﺎﻇﻬﻢ .. وﺟﻌﻠﺖ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﻞ واﺣﺪًا واﺣﺪًا .. ﺣﺘ ﻰ أﺗ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻀ ﺒﺎء ..ﻓﺤ ﺮآﺘﻬﺎ ﻓ ﺈذا ﻧﺎﻗ ﺔ ذﻟ ﻮل ﻣﺠﺮﺳ ﺔ ..ﻓ ﺮآﺒﺘﻬﺎ اﻟﻤ ﺮأة ..ﺛ ﻢ وﺟﻬ ﺘﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ اﻟﻌﻀﺒﺎء ﻣﺴﺮﻋﺔ ..ﻓﻠﻤﺎ ﺷﻌﺮت اﻟﻤﺮأة ﺑﺎﻟﻨﺠﺎة ..اﺷﺘﺪ ﻓﺮﺣﻬﺎ ..ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻲ ﻧ ﺬرًا ..إن أﻧﺠﻴﺘﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ أن اﻟﻠﻬ ﻢ إن ﻟ ﻚ ﻋﻠ ﱠ أﻧﺤﺮهﺎ !!.. وﺻ ﻠﺖ اﻟﻤ ﺮأة إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..ﻓﻌ ﺮف اﻟﻨﺎس ﻧﺎﻗﺔ اﻟﻨﺒﻲ .. ε
24
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻧ ﺰﻟﺖ ﻟﻤ ﺮأة ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺘﻬﺎ وﻣﻀ ﻮا ﺑﺎﻟ ﻨﺎﻗﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒﻲ .. ε ﻓﺠﺎءت اﻟﻤﺮأة ﺗﻄﻠﺐ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻟﺘﻨﺤﺮهﺎ !! ﻓﻘ ﺎل : εﺑ ﺌﺲ ﻣ ﺎ ﺟ ﺰﻳﺘﻴﻬﺎ ..أو ﺑ ﺌﺲ ﻣ ﺎ ﺟﺰﺗﻬﺎ ..إن أﻧﺠﺎهﺎ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺘﻨﺤﺮﻧﻬﺎ !! ﺛ ﻢ ﻗﺎل " : ρﻻ وﻓﺎء ﻟﻨﺬر ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ اﷲ وﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﺑﻦ ﺁدم " . ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﺗﺤﻮل ﻣﻬﺎراﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ – آﺎﻟﺮﻓﻖ واﻟﺒﺸﺮ واﻟﻜﺮم – إﻟﻰ ﺳﺠﻴﺔ ﺗﻼزﻣﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﺣﻮاﻟﻚ ..ﻣﻊ آﻞ ﺷﻲء ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ..ﺣﺘﻰ اﻟﺠﻤﺎدات واﻷﺷﺠﺎر !!.. آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻳﻘ ﻮم ﻳ ﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ..ﻓﻴﺴ ﻨﺪ ﻇﻬ ﺮﻩ إﻟ ﻰ ﺟ ﺬع ﻣﻨﺼ ﻮب ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓ ﻴﺨﻄﺐ اﻟ ﻨﺎس ..ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻣﺮأة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..أﻻ أﺟﻌ ﻞ ﻟ ﻚ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﺗﻘﻌ ﺪ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻓﺈن ﻟﻲ ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻧﺠﺎرًا .. ﻗﺎل :إن ﺷﺌﺖ .. ﻓﻌﻤﻠﺖ ﻟﻪ اﻟﻤﻨﺒﺮ .. ﻓﻠﻤ ﺎ آﺎن ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ..ﺻﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ ρﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ اﻟﺬي ﺻﻨﻊ ﻟﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻌ ﺪ ρﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻨﺒﺮ ..ﺧﺎر اﻟﺠﺬع آﺨ ﻮار اﻟ ﺜﻮر ..وﺻ ﺎﺣﺖ اﻟ ﻨﺨﻠﺔ ..ﺣﺘ ﻰ آﺎدت أن ﺗﻨﺸﻖ ..وارﺗﺞ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. ﻓﻨ ﺰل اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻓﻀ ﻢ اﻟﺠ ﺬع إﻟ ﻴﻪ ..ﻓﺠﻌﻠ ﺖ اﻟ ﻨﺨﻠﺔ ﺗ ﺌﻦ أﻧ ﻴﻦ اﻟﺼ ﺒﻲ اﻟ ﺬي ﻳُﺴ ﻜّﺖ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻘﺮت .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ) : ρأﻣ ﺎ و اﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ ..ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ أﻟﺘ ﺰﻣﻪ ﻟﻤ ﺎ زال هﻜ ﺬا إﻟ ﻰ ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .. ( .. إﺷﺎرة .. اﷲ آﺮّم اﻹﻧﺴﺎن ..ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻪ ﻻﺿﻄﻬﺎد ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت .. 100 15.ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻜﺴﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس آﻞ ﺻﺎﺣﺐ هﻢ ﻳﺘﻔﻨﻦ ﻓﻲ ﺻﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻋﺎﺷ ﻖ اﻟﻤ ﺎل ﻳﺘﻔ ﻨﻦ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻌ ﻪ وﺗﻨﻤﻴ ﺘﻪ .. وﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺮﺑﺢ .. اﻟﻘ ﻨﻮات اﻟﻔﻀ ﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﻔ ﻨﻦ ﻓ ﻲ اﺻ ﻄﻴﺎد اﻟ ﻨﺎس ﺑﺘ ﻨﻮﻳﻊ اﻟﺒ ﺮاﻣﺞ واﺧﺘ ﻴﺎر اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻤ ﺘﺠﺪدة .. وﺗ ﺪرﻳﺐ ﻣﻘﺪﻣ ﻲ اﻟﺒ ﺮاﻣﺞ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻬ ﺎرات ﺗﺠ ﺬب اﻟﻨﺎس ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ .. وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻹﻋ ﻼم اﻟﻤﻘ ﺮوءة .. واﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ .. وﻣ ﺜﻠﻪ ﻣ ﺮوﺟﻮ اﻟﺒﻀ ﺎﺋﻊ اﻟﻤﺨ ﺘﻠﻔﺔ ﺳ ﻮاء آﺎﻧ ﺖ ﺣﻼ ًﻻ أم ﺣﺮاﻣ ًﺎ .. آﻠﻬﻢ ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ إﺗﻘﺎن اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻴﺪهﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ .. وآﺴ ﺐ اﻟﻘﻠﻮب ﻓﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن ﻟﻪ ﻃﺮﻗﻪ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻪ .. ﻼ .. ه ﺐ أﻧ ﻚ دﺧﻠ ﺖ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﻓ ﻴﻪ أرﺑﻌ ﻮن رﺟ ً ﻓﻤﺮرت ﺑﺎﻟﻨﺎس ﺗﺼﺎﻓﺤﻬﻢ .. ﻓﺎﻷول ﻣﺪدت ﻳﺪك إﻟﻴﻪ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻓﻨﺎوﻟﻚ ﻃﺮف ﻳﺪﻩ .. ﻼ .. ﻼ ..أه ً وﻗﺎل ﺑﺒﺮود :أه ً واﻟﺜﺎﻧ ﻲ آ ﺎن ﻣﺸ ﻐﻮ ًﻻ ﺑﺤ ﺪﻳﺚ ﺟﺎﻧﺒ ﻲ ..ﻓﻔﺎﺟﺄﺗ ﻪ ﺑﺎﻟﺴ ﻼم ..ﻓ ﺮد ﺑﺒ ﺮود أﻳﻀ ًﺎ وﺻ ﺎﻓﺤﻚ دون أن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ .. واﻟ ﺜﺎﻟﺚ آ ﺎن ﻳ ﺘﺤﺪث ﺑﻬﺎﺗﻔﻪ ..ﻓﻤﺪ ﻳﺪﻩ إﻟﻴﻚ دون أن ﻳ ﺘﻠﻔﻆ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺗﺮﺣﻴﺐ ..أو ﻳﺒﺪي ﻟﻚ أي اهﺘﻤﺎم .. ﻼ ﻗﺎم ﻣﺴﺘﻌﺪًا ﻟﻠﺴﻼم .. أﻣﺎ اﻟﺮاﺑﻊ ..ﻓﻠﻤﺎ رﺁك ﻣﻘﺒ ً ﻓﻠﻤ ﺎ اﻟ ﺘﻘﺖ ﻋﻴ ﻨﻚ ﺑﻌﻴ ﻨﻪ اﺑﺘﺴ ﻢ وأﻇﻬ ﺮ اﻟﺒﺸﺎﺷ ﺔ ﺑﻠﻘﻴﺎك .. وﺻ ﺎﻓﺤﻚ ﺑﺤ ﺮارة ..واﺣﺘﻔﻰ ﺑﻘﺪوﻣﻚ ..وأﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ وﻻ ﻳﻌﺮﻓﻚ !! ﺛﻢ أآﻤﻠﺖ ﺳﻼﻣﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ..وﺟﻠﺴﺖ .. ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ! أﻻ ﺗﺸ ﻌﺮ أن ﻗﻠ ﺒﻚ ﻳ ﻨﺠﺬب ﻧﺤ ﻮ ذﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ ؟ ﺑﻠﻰ ..ﻳﻨﺠﺬب إﻟﻴﻪ ..وأﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ ..وﻻ ﺗﺪري ﻋ ﻦ اﺳﻤﻪ ..وﻻ ﺗﻌﻠﻢ وﻇﻴﻔﺘﻪ وﻻ ﻣﺮآﺰﻩ ..وﻣﻊ ذﻟ ﻚ اﺳ ﺘﻄﺎع أن ﻳﺴ ﻠﺐ ﻗﻠ ﺒﻚ ..ﻻ ﺑﻤﺎﻟ ﻪ ..وﻻ ﺑﻤﻨﺼ ﺒﻪ ..وﻻ ﺑﺤﺴ ﺒﻪ وﻧﺴ ﺒﻪ ..وإﻧﻤﺎ ﺑﻤﻬﺎرات ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ .. إذن اﻟﻘﻠ ﻮب ﻻ ﺗﻜﺴ ﺐ ﺑﺎﻟﻘ ﻮة وﻻ ﺑﺎﻟﻤ ﺎل وﻻ
25
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺑﺎﻟﺠﻤ ﺎل وﻻ ﺑﺎﻟﻮﻇ ﻴﻔﺔ ..وإﻧﻤ ﺎ ﺗﻜﺴﺐ ﺑﺄﻗﻞ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ وأﺳ ﻬﻞ ..وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻘﻠ ﻴﻞ ﻣ ﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ آﺴﺒﻬﺎ .. أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ ﻃﻼﺑ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻜﻠ ﻴﺔ أﺻ ﻴﺐ ﺑﻤ ﺮض ﻧﻔﺴ ﻲ ..آ ﺎن ﻧ ﻮﻋ ًﺎ ﺻ ﻌﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻻآﺘﺌﺎب .. آ ﺎن واﻟ ﺪﻩ ﺿ ﺎﺑﻄ ًﺎ ﻳﺸ ﻐﻞ ﻣﻨﺼ ﺒ ًﺎ ﻋﺎﻟ ﻴ ًﺎ .. ﺟ ﺎء ﻣﺮارًا إﻟﻰ اﻟﻜﻠﻴﺔ وﻗﺎﺑﻠﻨﻲ وﺗﻌﺎوﻧّﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼج اﺑﻨﻪ .. آ ﻨﺖ أذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻬﻢ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻓ ﺄراﻩ ﻗﺼ ﺮًا ﻣﻨﻴﻔ ًﺎ ..وأرى ﻣﺠﻠﺲ اﻷب ﻣﻠﻴﺌ ًﺎ ﺑﺎﻟﻀﻴﻮف ..ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻜﺎﻧ ًﺎ ﻓﺎرﻏ ًﺎ .. آ ﻨﺖ أﻋﺠ ﺐ ﻣ ﻦ ﻣﺤ ﺒﺔ اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ وإﻗﺒﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻣﻀﺖ ﺳﻨﻮات وﺗﻘﺎﻋﺪ اﻷب ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ .. ﻓﺬه ﺒﺖ إﻟ ﻴﻪ زاﺋ ﺮًا ..دﺧﻠ ﺖ اﻟﻘﺼ ﺮ ..ﺛ ﻢ دﻟﻔ ﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ وﻓ ﻴﻪ أآﺜ ﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ آﺮﺳ ﻴ ًﺎ ..ﻓﻠ ﻢ أر ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ إﻻ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳ ﺘﺎﺑﻊ ﺑ ﺮﻧﺎﻣﺠ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺎز ..وﺧﺎدﻣ ًﺎ ﻳﺨﺪﻣﻪ ﻼ .. ﺑﺎﻟﻘﻬﻮة واﻟﺸﺎي ..ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻌﻪ ﻗﻠﻴ ً ﻓﻠﻤ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﺟﻌﻠ ﺖ أﺗﺬآ ﺮ ﺣﺎﻟﻪ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻓﻲ وﻇﻴﻔ ﺘﻪ ..وﺣﺎﻟ ﻪ اﻵن ..ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ؟ ﻣﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻠﺘﻤﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺆاﻧﺴﻴﻦ ﻣﺘﺤﺒﺒﻴﻦ ؟! أدرآ ﺖ ﻋ ﻨﺪهﺎ أن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺄﺧﻼﻗ ﻪ وﻟﻄﻔ ﻪ وﺣﺴ ﻦ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ..وإﻧﻤ ﺎ آﺴﺒﻬﻢ ﺑﻤﻨﺼﺒﻪ ووﺟﺎهﺘﻪ وﺳﻌﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ .. ﻓﻠﻤﺎ زال اﻟﻤﻨﺼﺐ زاﻟﺖ ﻣﻌﻪ اﻟﻤﺤﺒﺔ .. ﻓﺨﺬ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ درﺳ ًﺎ ..وﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻤﻬ ﺎرات ﺗﺠﻌﻠﻬ ﻢ ﻳﺤ ﺒﻮﻧﻚ ﻟﺸﺨﺼ ﻚ .. ﻳﺤ ﺒﻮن أﺣﺎدﻳ ﺜﻚ واﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻚ ورﻓﻘ ﻚ وﺣﺴﻦ ﻣﻌﺸ ﺮك ..ﻳﺤﺒﻮن ﺗﻐﺎﺿﻴﻚ ﻋﻦ أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ .. ووﻗﻮﻓﻚ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺋﺒﻬﻢ .. ﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﺮﺳﻴﻚ وﺟﻴﺒﻚ !! اﻟ ﺬي ﻳﻮﻓ ﺮ ﻷوﻻدﻩ وزوﺟ ﺘﻪ اﻟﻤ ﺎل واﻟﻄﻌ ﺎم واﻟﺸ ﺮاب ﻟ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ..وإﻧﻤ ﺎ آﺴﺐ ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واﻟ ﺬي ﻳﻐ ﺪق ﻋﻠ ﻰ أهﻠ ﻪ اﻷﻣ ﻮال ..ﻣ ﻊ ﺳ ﻮء اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ..ﻟﻢ ﻳﻜﺴﺐ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ..إﻧﻤﺎ آﺴﺐ ﺟﻴﻮﺑﻬﻢ .. ﻟ ﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴ ﺘﻐﺮب إذا وﺟ ﺪت ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﺗﻘ ﻊ ﻟﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻴﺸ ﻜﻮهﺎ إﻟﻰ ﺻﺪﻳﻖ أو إﻣﺎم ﻣﺴﺠﺪ أو ﻣﺪرس .. وﻳﺘ ﺮك أﺑ ﺎﻩ ..ﻷن اﻷب ﻟ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ ﻗﻠ ﺒﻪ ..وﻟ ﻢ ﻳﺤﻄ ﻢ اﻷﺳ ﻮار ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ ..ﺑﻴ ﻨﻤﺎ آﺴ ﺐ ه ﺬا اﻟﻘﻠ ﺐ ﻣﺪرس أو ﺻﺪﻳﻖ ..ورﺑﻤﺎ آﺴﺒﻪ ﻋﺪو ﺣﺎﻗﺪ !! وأﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻣﻬﻢ .. أﻻ ﺗﻼﺣ ﻆ ﻣﻌ ﻲ أن ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس إذا دﺧ ﻞ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﻣ ﺰدﺣﻤ ًﺎ ..وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﺑﺎﺣ ﺜ ًﺎ ﻋ ﻦ ﻣﻜ ﺎن ﻳﺠﻠﺲ ﻓ ﻴﻪ ..رأﻳ ﺖ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن ﻋﻠﻴﻪ آﻞ ﻳﻨﺎدﻳﻪ ﻟﻴﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ! ..ﻟﻤﺎذا؟ ه ﻞ دﻋ ﻴﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻋﺸ ﺎء ..وآ ﺎن ﺑ ﻨﻈﺎم ) اﻟﺒﻮﻓ ﻴﻪ اﻟﻤﻔ ﺘﻮح ( ..ﺑﺤ ﻴﺚ إن آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ ﻳﺄﺧﺬ ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ﻓ ﻲ ﻃ ﺒﻖ وﻳﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ إﺣ ﺪى اﻟﻄ ﺎوﻻت اﻟﺪاﺋ ﺮﻳﺔ ..أﻟ ﻢ ﺗ ﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ إن ﻳﻤﻸ ﻃﺒﻘﻪ ﺑﺎﻟﻄﻌ ﺎم ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﺘﻬﺎﻓﺖ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺸ ﻴﺮون إﻟﻴﻪ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﻜﺎن ﻓﺎرغ ..ﻟﻴﺠﻠﺲ ﻣﻌﻬﻢ .. ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻳﻤ ﻸ ﻃ ﺒﻘﻪ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم ..وﻳﺘﻠﻔﺖ وﻻ أﺣﺪ ﻳ ﻨﺎدﻳﻪ أو ﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﺣﺘ ﻰ ﺗﺴ ﻮﻗﻪ ﻗ ﺪﻣﺎﻩ إﻟ ﻰ إﺣﺪى اﻟﻄﺎوﻻت .. ﻟﻤﺎذا ﺣﺮص اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻷول دون اﻟﺜﺎﻧﻲ .. أﻻ ﺗﺸﻌﺮ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﻠﻮب أﻳﻨﻤﺎ آ ﺎن ..وآ ﺄن ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ﻣﻐﻨﺎﻃ ﻴﺲ ﻳﺠ ﺬﺑﻬﺎ ﺑﻪ ﺟﺬﺑ ًﺎ !! ﻋﺠ ﺒ ًﺎ ! آ ﻴﻒ اﺳ ﺘﻄﺎع هﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﺎ آﺴﺐ اﻟﻨﺎس ؟! إﻧﻬ ﺎ ﻃ ﺮق ذآ ﻴﺔ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺑﻬ ﺎ اﻟﺸ ﺨﺺ أن ﻳﺼﻴﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﻠﻮب .. ﻗﺮار .. ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺮ ﻗﻠﻮب اﻵﺧﺮﻳﻦ ..وآﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ اﻟﺼﺎدﻗﺔ ..ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﺟﺎﻧﺒًﺎ آﺒﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ..
وﻋﺸ ﺖ ﻣﻌﻬ ﻢ ﺳ ﻨﻴﻦ ..ﻻ أذآ ﺮ أﻧ ﻲ رأﻳ ﺖ ﻣ ﻨﻬﻢ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ..ﺑ ﻞ وﻻ ﺣﺘ ﻰ ﻣﺠﺎﻣﻠ ﺔ ﺑﻀ ﺤﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻃﺮﻓﺔ ..أو ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻣﺘﺤﺪث ..آ ﻨﺖ أﻇ ﻦ أﻧﻬ ﻢ ﻧﺸ ﺌﻮا هﻜ ﺬا وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻏﻴﺮﻩ .. ﺛ ﻢ ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑ ﺮؤﻳﺘﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻣ ﻮاﻃﻦ ﻣﻌﻴ ﻨﺔ .. وﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس – ﻣﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء وأﺻﺤﺎب اﻟﻨﻔﻮذ ﺗﺤﺪﻳﺪًا – ﻳﺤﺴﻨﻮن اﻟﻀﺤﻚ واﻟﺘﻠﻄﻒ .. ﻓﺄدرآﺖ أﻧﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ إﻻ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ .. ﻓﻴﻔﻮﺗﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ أﺟﺮ ﻋﻈﻴﻢ .. إذن اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻳﺘﻌ ﺒﺪ ﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﺑﺄﺧﻼﻗ ﻪ وﻣﻬ ﺎرات ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ..ﻣ ﻊ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس ..ﻻ ﻷﺟ ﻞ ﻣﻨﺼﺐ أو ﻣﺎل ..وﻻ ﻷﺟﻞ أن ﻳﻤﺪﺣﻪ اﻟ ﻨﺎس ..وﻻ ﻷﺟﻞ أن ﻳﺰوج أو ﻳﺴﻠﻒ ﻣﺎ ًﻻ ..وإﻧﻤﺎ ﻟﻴﺤﺒﻪ اﷲ وﻳﺤﺒﺒﻪ إﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ .. ﻧﻌ ﻢ ..ﻣ ﻦ اﻋﺘﺒ ﺮ ﺣﺴ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ ﻋ ﺒﺎدة .. ﺻ ﺎر ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺄﺣﺴ ﻦ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻣ ﻊ اﻟﻐﻨ ﻲ واﻟﻔﻘﻴﺮ ..واﻟﻤﺪﻳﺮ واﻟﻔﺮاش .. ﻟ ﻮ ﻣ ﺮرت ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺑﻌﺎﻣ ﻞ ﻣﺴ ﻜﻴﻦ ﻳﻜ ﻨﺲ اﻟﺸﺎرع ..وﻣﺪ ﻳﺪﻩ إﻟﻴﻚ ؟ ودﺧﻠﺖ ﻳﻮﻣًﺎ ﺁﺧﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺴ ﺌﻮل آﺒﻴ ﺮ ﻓﻤ ﺪ ﻳ ﺪﻩ ..ه ﻞ هﻤ ﺎ ﻣﺘﺴ ﺎوﻳﺎن ؟ ﻓ ﻲ اﺣ ﺘﻔﺎﺋﻚ ﺑﻬﻤ ﺎ ..وﺗﺒﺴ ﻤﻚ وﺑﺸﺎﺷﺘﻚ ؟ ﻻ أدري !! أﻣ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ εﻓﻜﺎﻧ ﺎ ﻋ ﻨﺪﻩ ﻣﺘﺴﺎوﻳﻴﻦ ﻓﻲ اﻻﺣﺘﻔﺎء واﻟﻨﺼﺢ واﻟﺸﻔﻘﺔ .. وﻣ ﺎ ﻳ ﺪرﻳﻚ ﻟﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﺗ ﺰدرﻳﻪ وﺗﺘﻜﺒ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻳﻜ ﻮن ﻋ ﻨﺪ اﷲ ﺧﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ ﻣ ﻞء اﻷرض ﻣ ﻦ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﺗﻜﺮﻣﻪ وﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻗ ﺎل ) εإن ﻣ ﻦ أﺣ ﺒﻜﻢ إﻟ ﻲ وأﻗ ﺮﺑﻜﻢ ﻣﻨ ﻲ )(15 ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﻳ ﻮم اﻟﻘ ﻴﺎﻣﺔ أﺣﺎﺳ ﻨﻜﻢ أﺧﻼﻗ ًﺎ ( .. وﻗ ﺎل ﻟﻸﺷ ﺞ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ ﻗ ﻴﺲ ) :إن ﻓ ﻴﻚ ﻟﺨﺼﻠﺘﻴﻦ ﻳﺤﺒﻬﻤﺎ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ( .. ﻓﻤ ﺎ هﻤ ﺎ اﻟﺨﺼ ﻠﺘﺎن :ﻗ ﻴﺎم اﻟﻠ ﻴﻞ ! ﺻ ﻴﺎم
16.أﺣﺴﻦ اﻟﻨﻴﺔ ..ﻟﻮﺟﻪ اﷲ .. ﺟﻌﻠ ﺖ أﺗﺄﻣ ﻞ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺷ ﺨﺎص .. ) ( 15
26
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻨﻬﺎر ؟ .. اﺳﺘﺒﺸﺮ اﻷﺷﺞ .. τوﻗﺎل :ﻣﺎ هﻤﺎ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ) اﻟﺤﻠﻢ ..واﻷﻧﺎة ( )(16 .. وﺳﺌﻞ ρﻋﻦ اﻟﺒﺮ ؟ ..ﻓﻘﺎل ) :اﻟﺒﺮ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ )(17 ( .. وﺳ ﺌﻞ ﻋ ﻦ أآﺜ ﺮ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟ ﻨﺎس اﻟﺠ ﻨﺔ ﻓﻘﺎل ) : )(18 ﺗﻘﻮى اﷲ وﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ( .. وﻗﺎل ) : ρأآﻤﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ إﻳﻤﺎﻧ ًﺎ أﺣﺎﺳﻨﻬﻢ أﺧﻼﻗًﺎ اﻟﻤﻮﻃ ﺆون أآﻨﺎﻓ ًﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﻟﻔﻮن وﻳﺆﻟﻔﻮن وﻻ ﺧﻴﺮ )(19 ﻓﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﺄﻟﻒ وﻻ ﻳﺆﻟﻒ ( .. وﻗ ﺎل ) : εﻣ ﺎ ﺷ ﻲء أﺛﻘ ﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺰان ﻣﻦ ﺣﺴﻦ )(20 اﻟﺨﻠﻖ ( .. وﻗ ﺎل ) : ρإن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﻴ ﺒﻠﻎ ﺑﺤﺴ ﻦ ﺧﻠﻘﻪ درﺟﺔ )(21 ﻗﺎﺋﻢ اﻟﻠﻴﻞ وﺻﺎﺋﻢ اﻟﻨﻬﺎر ( .. وﻣ ﻦ ﺣﺴ ﻦ ﺧﻠﻘ ﻪ رﺑ ﺢ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪارﻳﻦ ..وإن ﺷﺌﺖ ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﻰ أم ﺳﻠﻤﺔ .. τ وﻗ ﺪ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ .. ρﻓﺘﺬآﺮت اﻵﺧﺮة وﻣﺎ أﻋﺪ اﷲ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..اﻟﻤﺮأة ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ زوﺟﺎن ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ..ﻓﺈذا ﻣﺎﺗﺖ ..وﻣﺎﺗﺎ .. ﻓﺈذا ﻣﺎﺗﺖ وﻣﺎﺗﺎ ودﺧﻠﻮا ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ ..ﻓﻠﻤﻦ ﺗﻜﻮن ؟ ﻓﻤ ﺎذا ﻗ ﺎل ؟ ﺗﻜ ﻮن ﻷﻃ ﻮﻟﻬﻤﺎ ﻗ ﻴﺎﻣ ًﺎ ؟ أم ﻷآﺜﺮهﻤﺎ ﺻﻴﺎﻣ ًﺎ ؟ أم ﻷوﺳﻌﻬﻤﺎ ﻋﻠﻤ ًﺎ ؟ آﻼ .. وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل :ﺗﻜﻮن ﻷﺣﺴﻨﻬﻤﺎ ﺧﻠﻘ ًﺎ .. ﻓﻌﺠ ﺒﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ ..ﻓﻠﻤ ﺎ رأى دهﺸ ﺘﻬﺎ ﻗ ﺎل ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم : ﻳ ﺎااا أم ﺳ ﻠﻤﺔ ..ذهﺐ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﺑﺨﻴﺮي اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة .. ﻧﻌﻢ ذهﺐ ﺑﺨﻴﺮي اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة .. ) ( 16
رواﻩ أﺣﻤﺪ
) ( 17
رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ
) ( 18
رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي
) ( 19
رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي
) ( 20
رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻤﻔﺮد
) ( 21
رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي
27
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
أﻣ ﺎ ﺧﻴ ﺮ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ﻓﻬ ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺨﻠﻖ ..وأﻣﺎ ﺧﻴﺮ اﻵﺧﺮة ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﻦ اﻷﺟﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ .. وﻣﻬﻤﺎ أآﺜﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ..ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﻗﺪ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ إذا آﺎن ﺳﻲء اﻟﺨﻠﻖ .. ذُآﺮ ﻟﻠﻨﺒﻲ ρﺣﺎ ُل اﻣﺮأة .. وذآ ﺮ ﻟ ﻪ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺼ ﻠﻲ وﺗﺼ ﻮم وﺗﺘﺼ ﺪق وﺗﻔﻌ ﻞ ..ﻟﻜ ﻨﻬﺎ ﺗ ﺆذي ﺟﻴ ﺮاﻧﻬﺎ ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ ).. ﻳﻌﻨﻲ ﺳﻴﺌﺔ اﻟﺨﻠﻖ ( .. ﻓﻘﺎل ) : ρهﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ( .. وﻗﺪ آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ρاﻷﺳﻮة اﻟﺤﺴﻨﺔ .. ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺧﻠ ﻖ ﺣﻤ ﻴﺪ ..آ ﺎن أآ ﺮ َم اﻟ ﻨﺎس .. وأﺷﺠﻌَﻬﻢ ..وأﺣﻠﻤَﻬﻢ .. آﺎن أﺷ ﱠﺪ ﺣﻴﺎ ًء ﻣﻦ اﻟﻌﺬراء ﻓﻲ ﺧﺪرهﺎ .. آ ﺎن أﻣﻴ ﻨ ًﺎ ﺻ ﺎدﻗ ًﺎ ..ﻳﺸ ﻬﺪ ﻟ ﻪ اﻟﻜﻔ ﺎر ﺑ ﺬﻟﻚ ق ﻗﺒﻞ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .. ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ..واﻟﻔﺴﺎ ُ ﺣﺘ ﻰ ﻗﺎﻟ ﺖ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ τأول ﻣ ﺎ ﻧ ﺰل ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻮﺣﻲ ..ﻟﻤﺎ رأت ﺗﻐﻴﺮ ﺣﺎﻟﻪ ..ﻗﺎﻟﺖ : واﷲ ﻻ ﻳﺨﺰﻳﻚ اﷲ أﺑﺪًا ) ..ﻟﻤـــﺎذا ؟؟ ( .. إﻧﻚ ﻟﺘﺼﻞ اﻟﺮﺣﻢ .. وﺗﺤﻤﻞ اﻟﻜﻞ .. وﺗﻜﺴﺐ اﻟﻤﻌﺪوم .. وﺗﻘﺮي اﻟﻀﻴﻒ .. وﺗﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﺋﺐ اﻟﺤﻖ .. وﺗﺼﺪق اﻟﺤﺪﻳﺚ .. وﺗﺆدي اﻷﻣﺎﻧﺔ .. ﺑ ﻞ أﺛﻨ ﻰ اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺛ ﻨﺎء ﻧ ﺘﻠﻮﻩ إﻟ ﻰ ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ..ﻓﻘﺎل ) :وإﻧﻚ ﻟﻌﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ ( .. وآﺎن ρﺧﻠﻘَﻪ اﻟﻘﺮﺁن .. ﻧﻌ ﻢ ﺧﻠﻘ ﻪ اﻟﻘﺮﺁن ..ﻓﺈذا ﻗﺮأ ) وأﺣﺴﻨﻮا إن اﷲ ﻳﺤ ﺐ اﻟﻤﺤﺴ ﻨﻴﻦ ( ..أﺣﺴ ﻦ ..ﻧﻌ ﻢ أﺣﺴ ﻦ إﻟ ﻰ اﻟﻜﺒﻴ ﺮ واﻟﺼ ﻐﻴﺮ ..واﻟﻐﻨ ﻲ واﻟﻔﻘﻴ ﺮ ..إﻟﻰ ﺷﺮﻓﺎء اﻟﻨﺎس ووﺿﻌﺎﺋﻬﻢ .. وآﺒﺎرهﻢ وﺻﻐﺎرهﻢ .. ﺻ َﻔﺤُﻮا ( ﻋ ُﻔ ﻮا وَا ْ وإذا ﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮل اﷲ ) :ﻓَﺎ ْ ..ﻋﻔﺎ وﺻﻔﺢ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإذا ﺗ ﻼ ) :وﻗﻮﻟ ﻮا ﻟﻠ ﻨﺎس ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ( ..ﺗﻜﻠ ﻢ ﺑﺄﺣﺴﻦ اﻟﻜﻼم .. ﻓﻤﺎدام أﻧﻪ ρﻗﺪوﺗﻨﺎ ..وﻣﻨﻬﺠﻪ ﻣﻨﻬﺠُﻨﺎ .. ﺗﺄﻣ ﻞ ﺣ ﻴﺎﺗﻪ .. ρآ ﻴﻒ آﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس .. آﻴﻒ آﺎن ﻳﻌﺎﻟﺞ أﺧﻄﺎءهﻢ ..وﻳﺘﺤﻤﻞ أذاهﻢ .. آﻴﻒ آﺎن ﻳﺘﻌﺐ ﻟﺮاﺣﺘﻬﻢ ..وﻳﻨﺼﺐ ﻟﺪﻋﻮﺗﻬﻢ .. ﻓ ﻴﻮﻣ ًﺎ ﺗ ﺮاﻩ ﻳﺴ ﻌﻰ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻣﺴ ﻜﻴﻦ ..وﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﻔﺼﻞ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .. وﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺪﻋﻮ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ .. ﺣﺘ ﻰ آﺒ ﺮت ﺳ ﻨﻪ ..ورق ﻋﻈﻤ ﻪ ..ووﺻ ﻔﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ : آ ﺎن أآﺜ ُﺮ ﺻ ﻼة اﻟﻨﺒ ﻲ ρﺑﻌ ﺪﻣﺎ آﺒ ﺮ ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ) ﻟﻤـــﺎذا ؟؟ ( .. ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﻄﻤﻪ اﻟﻨﺎس ..ﻧﻌﻢ ..ﺣﻄﻤﻪ اﻟﻨﺎس .. *** ﺗﻌﺒﺖ ﻓﻲ وإذا آﺎﻧﺖ اﻟﻨﻔﻮس آﺒﺎرًا ﻣﺮادهﺎ اﻷﺟﺴﺎم ﺑ ﻞ ﺑﻠ ﻎ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻪ ρﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻖ اﻟﺤﺴﻦ ..أﻧﻪ ﺧﻠْﻘﻲ آﺎن ﻳﺪﻋﻮ اﷲ ﻓﻴﻘﻮل – ) اﻟﻠﻬﻢ آﻤﺎ أﺣﺴﻨﺖ َ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺧُﻠﻘﻲ ( ).. (22 وآ ﺎن ﻳﻘ ﻮل ) :اﻟﻠﻬ ﻢ أهﺪﻧ ﻲ ﻷﺣﺴ ﻦ اﻷﺧ ﻼق ﻻ ﻳﻬ ﺪي ﻷﺣﺴ ﻨﻬﺎ إﻻ أﻧ ﺖ ،وأﺻ ﺮف ﻋﻨﻲ ﺳﻴﺌﻬﺎ ﻻ )(23 ﻳﺼﺮف ﻋﻨﻲ ﺳﻴﺌﻬﺎ إﻻ أﻧﺖ ( ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ أن ﻧﻘﺘﺪي ﺑﻪ ρﻓﻲ أﺧﻼﻗﻪ .. ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻜﺴﺒﻬﻢ ودﻋﻮﺗﻬﻢ .. ﺑﻞ وﻣﻊ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻟﻴﻌﺮﻓﻮا ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻹﺳﻼم .. إﺷﺎرة .. أﺣﺴﻦ اﻟﻨﻴﺔ ..ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻬﺎرات ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺎدة ﺗﺘﻘﺮب ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﷲ .. 17.اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻄﱡﻌﻢ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ !! اﻟ ﻨﺎس ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﻳﺘﻔﻘﻮن ﻓﻲ أﺷﻴﺎء آﻠﻬﻢ ﻳﺤﺒﻮﻧﻬﺎ وﻳﻔﺮﺣﻮن ﺑﻬﺎ .. وﻳﺘﻔﻘﻮن ﻓﻲ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى آﻠﻬﻢ ﻳﻜﺮهﻮﻧﻬﺎ .. وﻳﺨ ﺘﻠﻔﻮن ﻓ ﻲ أﺷ ﻴﺎء ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﻔ ﺮح ﺑﻬ ﺎ .. ) ( 22
رواﻩ أﺣﻤﺪ
) ( 23
رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ
28
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺜﻘﻠﻬﺎ .. ﻓﻜ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺤ ﺒﻮن اﻟﺘﺒﺴ ﻢ ﻓ ﻲ وﺟ ﻮهﻬﻢ .. وﻳﻜﺮهﻮن اﻟﻌﺒﻮس واﻟﻜﺂﺑﺔ .. ﻟﻜ ﻨﻬﻢ إﻟ ﻰ ﺟﺎﻧ ﺐ ذﻟ ﻚ ..ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﺐ اﻟﻤﺮح واﻟﻤﺰاح ..وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺜﻘﻠﻪ .. ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﺐ أن ﻳ ﺰورﻩ اﻟ ﻨﺎس وﻳﺪﻋﻮﻧﻪ ..وﻣﻨﻬﻢ اﻻﻧﻄﻮاﺋﻲ .. وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﺐ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ وآﺜ ﺮة اﻟﻜﻼم .. وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺒﻐﺾ ذﻟﻚ .. وآ ﻞ واﺣ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻳ ﺮﺗﺎح ﻟﻤ ﻦ واﻓ ﻖ ﻃﺒﺎﻋﻪ ..ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﺗﻮاﻓﻖ ﻃﺒﺎع اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺪ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ ..وﺗﻌﺎﻣﻞ آﻞ واﺣﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ ﻟﻴﺮﺗﺎح إﻟﻴﻚ ؟ ﻼ رأى ﺻ ﻘﺮًا ﻳﻄﻴ ﺮ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ ذآ ﺮوا أن رﺟ ً ﻏ ﺮاب !! ﻓﻌﺠ ﺐ ..آ ﻴﻒ ﻳﻄﻴﺮ ﻣﻠﻚ اﻟﻄﻴﻮر ﻣ ﻊ ﻏﺮاب !! ﻓﺠﺰم أن ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﺸﺘﺮآ ًﺎ ﺟﻌﻠﻬﻤﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻘﺎن .. ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺘ ﺒﻌﻬﻤﺎ ﺑﺒﺼ ﺮﻩ ..ﺣﺘ ﻰ ﺗﻌ ﺒﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻄﻴ ﺮان ﻓﺤﻄ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻓ ﺈذا آﻠﻬﻤ ﺎ أﻋﺮج !! ﻓ ﺈذا ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻮﻟﺪ أن أﺑ ﺎﻩ ﻳﺆﺛ ﺮ اﻟﺴ ﻜﻮت وﻻ ﻳﺤ ﺐ آﺜﺮة اﻟﻜﻼم ..ﻓﻠﻴﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻤﺜﻞ ذﻟﻚ ﻟﻴﺤﺒﻪ وﻳﺄﻧﺲ ﺑﻘﺮﺑﻪ .. وإذا ﻋﻠﻤﺖ اﻟﺰوﺟﺔ أن زوﺟﻬﺎ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺰاح ..ﻓﻠ ﺘﻤﺎزﺣﻪ ..ﻓ ﺈن ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧ ﻪ ﺿ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻓﻠﺘﺘﺠﻨﺐ .. وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻣ ﻊ زﻣﻼﺋﻪ ..أو ﺟﻴﺮاﻧﻪ ..أو إﺧﻮاﻧﻪ .. ﻻ ﺗﺤﺴﺐ اﻟﻨﺎس ﻃﺒﻌ ًﺎ واﺣﺪًا ﻓﻠﻬﻢ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﻟﺴﺖ ﺗﺤﺼﻴﻬﻦ أﻟﻮان أذآ ﺮ أن ﻋﺠ ﻮزًا ﺻ ﺎﻟﺤﺔ – وه ﻲ أم ﻷﺣ ﺪ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء – آﺎﻧ ﺖ ﺗﻤ ﺪح أﺣﺪ أوﻻدهﺎ آﺜﻴﺮًا ..وﺗ ﺮﺗﺎح إذا زاره ﺎ أو ﺗﺤ ﺪث ﻣﻌﻬ ﺎ ..ﻣﻊ أن ﺑﻘ ﻴﺔ أوﻻدهﺎ ﻳﺒﺮون ﺑﻬﺎ وﻳﺤﺴﻨﻮن إﻟﻴﻬﺎ ..ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ذاك اﻟﻮﻟﺪ .. آ ﻨﺖ أﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ اﻟﺴ ّﺮ ..ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﺮة ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ذﻟﻚ ..ﻓﻘﺎل ﻟﻲ :اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ أن إﺧﻮاﻧ ﻲ ﻻ ﻳﻌ ﺮﻓﻮن ﻃﺒ ﻴﻌﺔ أﻣ ﻲ ..ﻓ ﺈذا
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺟﻠﺴﻮا ﻣﻌﻬﺎ ﺻﺎروا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻘﻼء .. ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ﻣﺪاﻋ ﺒ ًﺎ :وه ﻞ اآﺘﺸﻒ ﻣﻌﺎﻟﻴﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ !!.. ﺿﺤﻚ ﺻﺎﺣﺒﻲ وﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ..ﺳﺄﺧﺒﺮك ﺑﺎﻟﺴ ّﺮ .. أﻣ ﻲ آﺒﻘ ﻴﺔ اﻟﻌﺠﺎﺋ ﺰ ..ﺗﺤﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮل اﻟﻨﺴﺎء وأﺧ ﺒﺎر ﻣ ﻦ ﺗ ﺰوﺟﺖ وﻃﻠﻘ ﺖ ..وآ ﻢ ﻋ ﺪد أﺑ ﻨﺎء ﻓﻼﻧ ﺔ ..وأﻳﻬ ﻢ أآﺒ ﺮ ..وﻣﺘﻰ ﺗﺰوج ﻓﻼن ﻓﻼﻧﺔ ؟ وﻣﺎ اﺳﻢ أول أوﻻدهﻤﺎ .. إﻟ ﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ أﻋﺘﺒﺮهﺎ أﻧﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻔ ﻴﺪة ..ﻟﻜ ﻨﻬﺎ ﺗﺠ ﺪ ﺳ ﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻜ ﺮارهﺎ .. وﺗﺸ ﻌﺮ ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺬآﺮهﺎ ..ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻘ ﺮأهﺎ ﻓ ﻲ آ ﺘﺎب وﻟ ﻦ ﻧﺴ ﻤﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﺮﻳﻂ ..وﻻ ﺗﺠﺪهﺎ – ﻗﻄﻌ ًﺎ – ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ !! ﻓﺘﺸ ﻌﺮ أﻣ ﻲ وأﻧ ﺎ أﺳ ﺄﻟﻬﺎ ﻋ ﻨﻬﺎ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺄﺗ ﻲ ﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳ ﺄت ﺑ ﻪ اﻷوﻟ ﻮن ..ﻓﺘﻔ ﺮح وﺗﻨﺒﺴ ﻂ ..ﻓ ﺈذا ﺟﺎﻟﺴ ﺘﻬﺎ ﺣ ﺮآﺖ ﻓﻴﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﻓﺎﺑﺘﻬﺠﺖ .. وﻣﻀﻰ اﻟﻮﻗﺖ وهﻲ ﺗﺘﺤﺪث .. وإﺧﻮاﻧ ﻲ ﻻ ﻳ ﺘﺤﻤﻠﻮن ﺳ ﻤﺎع ه ﺬﻩ اﻷﺧ ﺒﺎر .. ﻓﻴﺸ ﻐﻠﻮﻧﻬﺎ ﺑﺄﺧ ﺒﺎر ﻻ ﺗﻬﻤﻬ ﺎ ..وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﺗﺴ ﺘﺜﻘﻞ ﻣﺠﻠﺴﻬﻢ ..وﺗﻔﺮح ﺑﻲ !! هﺬا آﻞ ﻣﺎ هﻨﺎﻟﻚ .. ﻧﻌ ﻢ أﻧ ﺖ إذا ﻋ ﺮﻓﺖ ﻃﺒ ﻴﻌﺔ ﻣ ﻦ أﻣﺎﻣ ﻚ ..وﻣ ﺎذا ﻳﺤﺐ وﻣﺎذا ﻳﻜﺮﻩ ..اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﺄﺳﺮ ﻗﻠﺒﻪ .. وﻣ ﻦ ﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εﻣﻊ اﻟﻨﺎس وﺟﺪ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ ﺑﻤ ﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳ ﺐ ﻣ ﻊ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ .. ﻓ ﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ﻣ ﻊ زوﺟﺎﺗ ﻪ آ ﺎن ﻳﻌﺎﻣ ﻞ آ ﻞ واﺣ ﺪة ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻬﺎ .. ﻋﺎﺋﺸ ﺔ آﺎﻧ ﺖ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻬﺎ اﻧﻔﺘﺎﺣ ﻴﺔ ..ﻓﻜ ﺎن ﻳﻤﺰح ﻣﻌﻬﺎ ..وﻳﻼﻃﻔﻬﺎ .. ذه ﺒﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﺮة ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ..ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻔﻠ ﻮا راﺟﻌ ﻴﻦ واﻗﺘﺮﺑﻮا ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻗﺎل εﻟﻠﻨﺎس : ﺗﻘﺪﻣﻮا ﻋﻨﺎ .. ﻓﺘﻘﺪم اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ ..ﺣﺘﻰ ﺑﻘﻲ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ .. وآﺎﻧﺖ ﺟﺎرﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ اﻟﺴﻦ ..ﻧﺸﻴﻄﺔ اﻟﺒﺪن .. ﻲ ﺣﺘ ﻰ أﺳ ﺎﺑﻘﻚ .. ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻬﺎ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﺗﻌﺎﻟ ْ ﻓﺴﺎﺑﻘﺘﻪ ..ورآﻀﺖ ورآﻀﺖ ..ﺣﺘﻰ ﺳﺒﻘﺘﻪ .. وﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺰﻣﺎن ..ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻌﻪ ρﻓﻲ ﺳﻔﺮ ..
29
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺑﻌ ﺪﻣﺎ آﺒ ﺮت وﺳ ﻤﻨﺖ ..وﺣﻤﻠ ﺖ اﻟﻠﺤ ﻢ وﺑﺪﻧﺖ .. ﻓﻘﺎل ρﻟﻠﻨﺎس :ﺗﻘﺪﻣﻮا ..ﻓﺘﻘﺪﻣﻮا .. ﻲ ﺣﺘ ﻰ أﺳ ﺎﺑﻘﻚ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ﻟﻌﺎﺋﺸ ﺔ :ﺗﻌﺎﻟ ْ ﻓﺴﺎﺑﻘﺘﻪ ..ﻓﺴﺒﻘﻬﺎ .. ﻓﻠﻤﺎ رأى ذﻟﻚ .. ﺟﻌ ﻞ ﻳﻀ ﺤﻚ وﻳﻀﺮب ﺑﻴﻦ آﺘﻔﻴﻬﺎ ..وﻳﻘﻮل :هﺬﻩ ﺑﺘﻠﻚ ..هﺬﻩ ﺑﺘﻠﻚ .. ﻼ ﺁﺧﺮ .. ﺑﻴ ﻨﻤﺎ آ ﺎن ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺗﻌﺎﻣ ً ﻓﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻜﺒ ﺮﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻦ ﺑﺨﻤ ﺲ ﻋﺸ ﺮة ﺳﻨﺔ .. ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..آﺎن ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ..ﻓﻠﻢ ﻳﻠ ﺒﺲ أﺑ ﺎ هﺮﻳ ﺮة ﻋ ﺒﺎءة ﺧﺎﻟ ﺪ ..وﻟﻢ ﻳﻌﺎﻣﻞ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ آﻤﺎ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﻃﻠﺤﺔ .. ﻼ ﺧﺎﺻًﺎ .. وآﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺗﻌﺎﻣ ً وﻳﺴﻨﺪ إﻟﻴﻪ أﺷﻴﺎء ﻻ ﻳﺴﻨﺪهﺎ إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ .. اﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ εوﻗﺪ ﺧﺮج ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺑﺪر .. ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺑﺨﺮوج ﻗﺮﻳﺶ ..ﻋﺮف أن رﺟﺎ ًﻻ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﻴﺤﻀﺮون إﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﻌﺮآﺔ آﺮه ًﺎ ..وﻟﻦ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺘﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﻓﻘﺎم εﻓﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻗﺎل :إﻧﻲ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ رﺟﺎ ًﻻ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ وﻏﻴﺮهﻢ ﻗﺪ أﺧﺮﺟﻮا آﺮه ًﺎ ..ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻘﺘﺎﻟﻨﺎ .. ﻓﻤﻦ ﻟﻘﻲ ﻣﻨﻜﻢ أﺣﺪًا ﻣﻦ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ .. وﻣﻦ ﻟﻘﻲ أﺑﺎ اﻟﺒﺨﺘﺮي ﺑﻦ هﺸﺎم ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ .. وﻣﻦ ﻟﻘﻲ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻋﻢ رﺳﻮل اﷲ εﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ ..ﻓﺈﻧﻪ إﻧﻤﺎ ﺧﺮج ﻣﺴﺘﻜﺮه ًﺎ .. وﻗﻴﻞ إن اﻟﻌﺒﺎس آﺎن ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻳﻜﺘﻢ إﺳﻼﻣﻪ .. وﻳﻨﻘﻞ أﺧﺒﺎر ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. εﻓﻠﻢ ﻳﺤﺐ اﻟﻨﺒﻲ εأن ﻳﻘﺘﻠﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ..وﻟﻢ ﻳﺤﺐ آﺬﻟﻚ أن ﻳﻈﻬﺮ أﻣﺮ إﺳﻼﻣﻪ .. آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺮآﺔ أول ﻣﻌﺮآﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ..اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وآﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ .. وآﺎﻧﺖ ﻧﻔﻮس اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺸﺪودة ..ﻓﻬﻢ ﻟﻢ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻳﺴﺘﻌﺪوا ﻟﻘﺘﺎل ..وﺳﻴﻘﺎﺗﻠﻮن أﻗﺮﺑﺎء وأﺑﻨﺎء وﺁﺑﺎء .. وهﺬا رﺳﻮل اﷲ εﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﺒﻌﺾ .. وآﺎن ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ﻣﻦ آﺒﺎر آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ .. وﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﺤﺮب .. وآﺎن اﺑﻨﻪ أﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ..ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺒﺮ أﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ ..ﺑﻞ ﻗﺎل : أﻧﻘﺘﻞ ﺁﺑﺎءﻧﺎ وأﺑﻨﺎءﻧﺎ وإﺧﻮاﻧﻨﺎ وﻧﺘﺮك اﻟﻌﺒﺎس !! واﷲ ﻟﺌﻦ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻷﻟﺤﻤﻨﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ .. ﻓﺒﻠﻐﺖ آﻠﻤﺘﻪ رﺳﻮل اﷲ .. εﻓﺎﻟﺘﻔﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ..ﻓﺈذا ﺣﻮﻟﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﺑﻄﻞ .. ﻓﻮﺟﻪ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﻮرًا إﻟﻰ ﻋﻤﺮ ..وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ..وﻗﺎل : ﻳﺎ أﺑﺎ ﺣﻔﺺ ..أﻳﻀﺮب وﺟﻪ ﻋﻢ رﺳﻮل اﷲ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ؟! ﻗﺎل ﻋﻤﺮ :واﷲ إﻧﻪ ﻷول ﻳﻮم آﻨﺎﻧﻲ ﻓﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ εﺑﺄﺑﻲ ﺣﻔﺺ .. وآﺎن ﻋﻤﺮ رهﻦ إﺷﺎرة اﻟﻨﺒﻲ .. εوﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻗﺘﺎل ﻻ ﻣﺠﺎل ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﺴﺎهﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ أﻣﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ ..أو ﻳﻌﺘﺮض أﻣﺎم اﻟﺠﻴﺶ .. ﻼ ﺻﺎرﻣ ًﺎ ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻓﺎﺧﺘﺎر ﻋﻤﺮ ﺣ ً دﻋﻨﻲ ﻓﻸﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ .. ﻓﻤﻨﻌﻪ اﻟﻨﺒﻲ .. εورأى أن هﺬا اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ آﺎف ﻓﻲ ﺗﻬﺪﺋﺔ اﻟﻮﺿﻊ .. ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ..ﻓﻜﺎن ﺑﻌﺪهﺎ آﺎن أﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ τرﺟ ً ﻳﻘﻮل :ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﺂﻣﻦ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺖ ﻳﻮﻣﺌﺬ ..وﻻ أزال ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔ ًﺎ إﻻ أن ﺗﻜﻔﺮهﺎ ﻋﻨﻲ اﻟﺸﻬﺎدة ..ﻓﻘﺘﻞ ﻳﻮم اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ﺷﻬﻴﺪًا .. τ ه ﺬا ﻋﻤ ﺮ ..آ ﺎن εﻳﻌﻠ ﻢ ﺑ ﻨﻮع اﻷﻋﻤ ﺎل اﻟﺘ ﻲ ﻳﺴ ﻨﺪهﺎ إﻟ ﻴﻪ ..ﻓﻠﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﻣﺘﻌﻠﻘ ًﺎ ﺑﺠﻤﻊ ﺻﺪﻗﺎت ..وﻻ ﺑﺈﺻ ﻼح ﻣﺘﺨﺎﺻﻤﻴﻦ ..وﻻ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺟﺎهﻞ .. وإﻧﻤ ﺎ ه ﻢ ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣﺔ ﻗ ﺘﺎل ﻓﻜﺎﻧ ﺖ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺤ ﺎزم اﻟﻤﻬﻴﺐ أآﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ..ﻟﺬا اﺧ ﺘﺎر ﻋﻤ ﺮ ..واﺳ ﺘﺜﺎرﻩ :أﻳﻀ ﺮب وﺟ ﻪ ﻋ ﻢ رﺳﻮل اﷲ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ؟! وﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ..
30
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻳﻘ ﺒﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻋﻠ ﻰ ﺧﻴﺒ ﺮ ..وﻳﻘﺎﺗ ﻞ أهﻠﻬ ﺎ ﻗﺘﺎ ًﻻ ﻳﺴﻴﺮًا .. ﺛ ﻢ ﻳﺼﺎﻟﺤﻬﻢ وﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ..واﺷﺘﺮط ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻻ ﻳﻜ ﺘﻤﻮا ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻮال ..وﻻ ﻳﻐﻴ ﺒﻮا ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ..وﻻ ﻳﺨﺒ ﺌﻮا ذه ﺒ ًﺎ وﻻ ﻓﻀ ﺔ ..ﺑ ﻞ ﻳﻈﻬﺮون ذﻟﻚ آﻠﻪ وﻳﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ .. وﺗﻮﻋﺪهﻢ إن آﺘﻤﻮا ﺷﻴﺌ ًﺎ أن ﻻ ذﻣﺔ ﻟﻬﻢ وﻻ ﻋﻬﺪ .. وآﺎن ﺣﻴﻲ ﺑﻦ أﺧﻄﺐ ﻣﻦ رؤوﺳﻬﻢ ..وآﺎن ﺟ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﺑﺠﻠﺪ ﺗﻴﺲ ﻣﺪﺑﻮغ وﻣﺨﻴﻂ ووﻣﻠﻮء ذهﺒ ًﺎ وﺣﻠﻴ ًﺎ ..وﻗﺪ ﻣﺎت ﺣﻴﻲ وﺗﺮك اﻟﻤﺎل ..ﻓﺨﺒﺌﻮﻩ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﻘ ﺎل εﻟﻌ ﻢ ﺣﻴ ﻲ ﺑ ﻦ أﺧﻄﺐ :ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺴﻚ ﺣﻴ ﻲ اﻟ ﺬي ﺟ ﺎء ﺑ ﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻀﻴﺮ ؟ أي اﻟﺠﻠﺪ اﻟﻤﻤﻠﻮء ذهﺒ ًﺎ .. ﻓﻘﺎل :أذهﺒﺘﻪ اﻟﻨﻔﻘﺎت واﻟﺤﺮوب .. ﻓﺘﻔﻜ ﺮ εﻓ ﻲ اﻟﺠ ﻮاب ..ﻓ ﺈذا ﻣ ﻮت ﺣﻴ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺐ واﻟﻤﺎل آﺜﻴﺮ ..وﻟﻢ ﺗﻘﻊ ﺣﺮوب ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺗﻀﻄﺮهﻢ إﻟﻰ إﻧﻔﺎﻗﻪ .. ﻓﻘ ﺎل : εاﻟﻌﻬ ﺪ ﻗ ﺮﻳﺐ ..واﻟﻤ ﺎل أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ذﻟﻚ .. ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻴﻬﻮدي :اﻟﻤﺎل واﻟﺤﻠﻲ ﻗﺪ ذهﺐ آﻠﻪ .. ﻓﻌﻠ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ εأﻧ ﻪ ﻳﻜ ﺬب ..ﻓﻨﻈ ﺮ εإﻟ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﺈذا ه ﻢ آﺜﻴ ﺮ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ..وآﻠﻬ ﻢ رهﻦ إﺷﺎرﺗﻪ .. ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﻮام وﻗﺎل :ﻳﺎ زﺑﻴﺮ ُ ..ﻣﺴﱠﻪ ﺑﻌﺬاب .. ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﺪًا .. ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ اﻟ ﻴﻬﻮدي ..وﻋﻠ ﻢ أن اﻷﻣ ﺮ ﺟﺪ .. ﻓﻘ ﺎل :ﻗ ﺪ رأﻳ ﺖ ﺣُﻴ ﻴ ًﺎ ﻳﻄ ﻮف ﻓ ﻲ ﺧ ﺮﺑﺔ هﺎ ه ﻨﺎ ..وأﺷ ﺎر إﻟ ﻰ ﺑ ﻴﺖ ﻗ ﺪﻳﻢ ﺧ ﺮاب .. ﻓﺬه ﺒﻮا ﻓﻄﺎﻓ ﻮا ﻓ ﻮﺟﺪوا اﻟﻤ ﺎل ﻣﺨﺒ ﺌ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺨﺮﺑﺔ .. ه ﺬا ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟﻪ εﻣﻊ اﻟﺰﺑﻴﺮ ..ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻘﻮس ﺑﺎرﻳﻬﺎ .. وآ ﺎن اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻷﺳﺎس ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻤ ﺎ ﻣ ﺮض رﺳ ﻮل اﷲ εﻣ ﺮض اﻟﻤﻮت ..واﺷﺘﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺟﻊ ..ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻴﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس .. ﻓﻘ ﺎل وه ﻮ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﻪ :ﻣ ﺮوا أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﻓﻠﻴﺼ ﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎس .. ﻼ رﻗﻴﻘ ًﺎ ..وهﻮ ﺻﺎﺣﺐ رﺳﻮل وآ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ رﺟ ً اﷲ εﻓ ﻲ ﺣ ﻴﺎﺗﻪ وﺑﻌ ﺪ ﻣﻤﺎﺗ ﻪ ..وه ﻮ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠ ﻴﺔ واﻹﺳ ﻼم ..وه ﻮ أﺑ ﻮ زوﺟ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ε ﻼ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ..وهﻮ ..وآﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ ﺟﺒ ً ﺣﺰن ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮض اﻟﻨﺒﻲ .. ε ﻓﻠﻤﺎ أﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ εأن ﻳﺒﻠﻐﻮا أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس .. ﻗ ﺎل ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻨﺒ ﻲ : εإن أﺑ ﺎ ﺑﻜﺮ رﺟ ﻞ أﺳ ﻴﻒ ..أي رﻗ ﻴﻖ ..إذا ﻗ ﺎم ﻣﻘﺎﻣ ﻚ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳﺼ ﻠﻲ ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ..أي ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟﺘﺄﺛ ﺮ واﻟﺒﻜﺎء .. وآ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ εﻳﻌﻠ ﻢ ذﻟﻚ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ..أﻧﻪ رﺟﻞ رﻗﻴﻖ ﻳﻐﻠﺒﻪ اﻟﺒﻜﺎء ..ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﻃﻦ .. ﻟﻜﻨﻪ εآﺎن ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﺣﻘﻴﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﻦ ﺑﻌ ﺪﻩ ..ﻳﻌﻨ ﻲ :إذا أﻧ ﺎ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻮﺟ ﻮد ﻓﺄﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ .. ﻓﺄﻋ ﺎد εاﻷﻣ ﺮ :ﻣ ﺮوا أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﻓﻠﻴﺼﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎس .. ﺣﺘﻰ ﺻﻠﻰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ .. وﻣ ﻊ رﻗ ﺔ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ..إﻻ أﻧﻪ آﺎن ذا هﻴﺒﺔ ..وﻟﻪ ﺣﺪة ﻏﻀﺐ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜﺴﻮﻩ ﺟﻼ ًﻻ .. وآﺎن رﻓﻴﻖ درﺑﻪ ﻋﻤﺮ τﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ﻣﻨﻪ .. اﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ .. ψوﻗﺪ اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻓﻲ ﺳﻘﻴﻔﺔ ﺑﻨﻲ ﺳﺎﻋﺪة ..ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﻨﺒﻲ .. εﻟﻴﺘﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻴﻔﺔ .. اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون واﻷﻧﺼﺎر ..واﻧﻄﻠﻖ ﻋﻤﺮ إﻟﻰ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ واﺻﻄﺤﺒﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻘﻴﻔﺔ .. ﻗﺎل ﻋﻤﺮ :ﻓﺄﺗﻴﻨﺎهﻢ ﻓﻲ ﺳﻘﻴﻔﺔ ﺑﻨﻲ ﺳﺎﻋﺪة .. ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﺧﻄﻴﺐ اﻷﻧﺼﺎر ..وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﷲ ﺑﻤﺎ هﻮ ﻟﻪ أهﻞ ﺛﻢ ﻗﺎل : أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻨﺤﻦ أﻧﺼﺎر اﷲ ..وآﺘﻴﺒﺔ اﻹﺳﻼم .. وأﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ رهﻂ ﻣﻨﺎ ..وﻗﺪ دﻓﺖ داﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻜﻢ وإذا هﻢ ﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﺤﺘﺎزوﻧﺎ ﻣﻦ أﺻﻠﻨﺎ ..وﻳﻐﺼﺒﻮﻧﺎ اﻷﻣﺮ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻜﺖ أردت أن أﺗﻜﻠﻢ ،وﻗﺪ زورت ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ
31
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻗﺪ أﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ،أرﻳﺪ أن أﻗﺪﻣﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ..وآﻨﺖ أداري ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﺤﺪّة .. اﻟ ِ ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ :ﻋﻠﻰ رﺳﻠﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ .. ﻓﻜﺮهﺖ أن أﻏﻀﺒﻪ .. ﻓﺘﻜﻠﻢ وهﻮ آﺎن أﻋﻠﻢ ﻣﻨﻲ وأوﻗﺮ ..ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ ﺗﺮك ﻣﻦ آﻠﻤﺔ أﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺗﺰوﻳﺮي إﻻ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﻳﻬﺘﻪ ..أو ﻗﺎل ﻣﺜﻠﻬﺎ ..أو ﺖ .. ﺳ َﻜ َ أﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ َ ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ :أﻣﺎ ﻣﺎ ذآﺮﺗﻢ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻓﺄﻧﺘﻢ ﻟﻪ أهﻞ ..وﻟﻦ ﺗﻌﺮف اﻟﻌﺮب هﺬا اﻷﻣﺮ إﻻ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ..هﻢ أوﺳﻂ اﻟﻌﺮب ﻧﺴﺒًﺎ ودارًا ..وﻗﺪ رﺿﻴﺖ ﻟﻜﻢ أﺣﺪ هﺬﻳﻦ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻓﺒﺎﻳﻌﻮا أﻳﻬﻤﺎ ﺷﺌﺘﻢ .. وأﺧﺬ ﺑﻴﺪي وﺑﻴﺪ أﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح وهﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﺑﻴﻨﻨﺎ .. وﻟﻢ أآﺮﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻏﻴﺮهﺎ ..آﺎن واﷲ أن أﻗﺪم ﻓﺘﻀﺮب ﻋﻨﻘﻲ ﻻ ﻳﻘﺮّﺑﻨﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ إﺛﻢ ..أﺣﺐ إﻟﻲ ﻣﻦ أن أﺗﺄﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻮم ﻓﻴﻬﻢ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ .. ﺳﻜﺖ اﻟﻨﺎس .. ﻓﻘﺎل ﻗﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر :أﻧﺎ ﺟﺬﻳﻠﻬﺎ اﻟﻤﺤﻜﻚ ..وﻋﺬﻳﻘﻬﺎ اﻟﻤﺮﺟﺐ ..ﻣﻨﺎ أﻣﻴﺮ وﻣﻨﻜﻢ أﻣﻴﺮ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ .. ﻗﺎل ﻋﻤﺮ :ﻓﻜﺜﺮ اﻟﻠﻐﻂ وارﺗﻔﻌﺖ اﻷﺻﻮات ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻮﻓﺖ اﻻﺧﺘﻼف .. ﻓﻘﻠﺖ :اﺑﺴﻂ ﻳﺪك ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﻓﺒﺎﻳﻌﺘﻪ ،ﺛﻢ ﺑﺎﻳﻌﻪ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون ،ﺛﻢ ﺑﺎﻳﻌﻪ اﻷﻧﺼﺎر .. ﻧﻌ ﻢ ..آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻟ ﻪ ﻣﻔ ﺘﺎح ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺑ ﻪ ﻓ ﺘﺢ أﺑ ﻮاب ﻗﻠ ﺒﻪ ..وآﺴ ﺐ ﻣﺤﺒﺘﻪ واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ .. وه ﺬا ﺗﻼﺣﻈﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﺎس ..أﻓﻠﻢ ﺗﺴﻤﻊ زﻣ ﻼء ﻋﻤﻠ ﻚ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن :اﻟﻤﺪﻳ ﺮ .. ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ ﻓﻼن ..إذا أردﺗﻢ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻓﺎﺟﻌﻠﻮا ﻓﻼﻧًﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻟﻜﻢ ..أو ﻳﻘﻨﻊ اﻟﻤﺪﻳﺮ ﺑﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻻ ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣﻬﺎراﺗ ﻚ ﻣﻔﺎﺗ ﻴﺢ ﻟﻘﻠ ﻮب ﻼ .. اﻟﻨﺎس ..ﻓﺘﻜﻮن رأﺳ ًﺎ ﻻ ذﻳ ً
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻧﻌ ﻢ آ ﻦ ﻣﺘﻤﻴ ﺰًا ..واﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻣﻔ ﺘﺎح ﻗﻠ ﺐ أﻣ ﻚ وأﺑﻴﻚ وزوﺟﺘﻚ ووﻟﺪك .. اﻋﺮف ﻣﻔﺘﺎح ﻗﻠﺐ ﻣﺪﻳﺮك ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ..زﻣﻼﺋﻚ .. وﻣﻌ ﺮﻓﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻔﺎﺗ ﻴﺢ ﺗﻔ ﻴﺪﻧﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ ﺟﻌﻠﻬ ﻢ ﻳﺘﻘ ﺒﻠﻮن اﻟﻨﺼﺢ اﻟﺬي ﻳﺼﺪر ﻣﻨﺎ ﻟﻬﻢ ..إذا أﺣﺴﻨﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ هﺬا اﻟﻨﺼﺢ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳﺐ .. ﻓﻬ ﻢ ﻟﻴﺴ ﻮا ﺳ ﻮاء ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ اﻟﻨﺼ ﺢ ..ﺑ ﻞ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ إﻧﻜﺎر اﻟﺨﻄﺄ إذا وﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ .. واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ εوﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠﺴﻪ اﻟﻤﺒﺎرك ﻳﺤﺪث أﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻢ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ..ﻓ ﺈذا ﺑ ﺮﺟﻞ ﻳ ﺪﺧﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳﻤﻴ ﻨ ًﺎ وﻳﺴ ﺎرًا ..ﻓ ﺒﺪل أن ﻳﺄﺗﻲ وﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻨﺒﻲ .. εﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ زاوﻳﺔ ﻣﻦ زواﻳﺎ اﻟﻤﺴﺠﺪ ..ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﺤﺮك إزارﻩ !! ﻋﺠﺒ ًﺎ !! ﻣﺎذا ﺳﻴﻔﻌﻞ ؟! رﻓ ﻊ ﻃ ﺮف إزارﻩ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺎم ﺛ ﻢ ﺟﻠﺲ ﺑﻜﻞ هﺪوء ..ﻳﺒﻮل !!.. ﻋﺠﺐ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ..وﺛﺎروا ..ﻳﺒﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ !! وﺟﻌﻠ ﻮا ﻳﺘﻘﺎﻓ ﺰون ﻟﻴ ﺘﻮﺟﻬﻮا إﻟ ﻴﻪ ..واﻟﻨﺒ ﻲ ε ﻳﻬ ﺪﺋﻬﻢ ..وﻳﺴﻜﻦ ﻏﻀﺒﻬﻢ ..وﻳﺮدد :ﻻ ﺗﺰرﻣﻮﻩ ..ﻻ ﺗﻌﺠﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ..ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻮﻟﻪ .. واﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮن إﻟﻴﻪ ..وهﻮ ﻟﻌﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺪر ﻋﻨﻬﻢ ..ﻻ ﻳﺰال ﻳﺒﻮل .. واﻟﻨﺒ ﻲ εﻳ ﺮى هﺬا اﻟﻤﻨﻈﺮ ..ﺑﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. وﻳﻬﺪئ أﺻﺤﺎﺑﻪ !! ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎاااا أﺣﻠﻤﻪ !! ﺣﺘ ﻰ إذا اﻧﺘﻬ ﻰ اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ﻣ ﻦ ﺑ ﻮﻟﻪ ..وﻗ ﺎم ﻳﺸ ﺪ ﻋﻠﻰ وﺳﻄﻪ إزارﻩ ..دﻋﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ εﺑﻜﻞ رﻓﻖ .. أﻗ ﺒﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺣﺘ ﻰ إذا وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ..ﻗﺎل ﻟﻪ ε ﺑﻜﻞ رﻓﻖ : إن هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻢ ﺗﺒﻦ ﻟﻬﺬا ..إﻧﻤﺎ ﺑﻨﻴﺖ ﻟﻠﺼﻼة وﻗﺮاءة اﻟﻘﺮﺁن .. اﻧﺘﻬﻰ ..ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر .. َﻓﻬِﻢ اﻟﺮﺟﻞ ذﻟﻚ وﻣﻀﻰ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎء وﻗﺖ اﻟﺼﻼة أﻗﺒﻞ ذاك اﻷﻋﺮاﺑﻲ وﺻﻠﻰ ﻣﻌﻬﻢ .. آﺒ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ εﺑﺄﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻣﺼ ﻠﻴ ًﺎ ..ﻓﻘ ﺮأ ﺛﻢ رآﻊ .. ﻓﻠﻤﺎ رﻓﻊ εﻣﻦ رآﻮﻋﻪ ﻗﺎل :ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪﻩ
32
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
.. ﻓﻘ ﺎل اﻟﻤﺄﻣﻮﻣ ﻮن :رﺑ ﻨﺎ وﻟ ﻚ اﻟﺤﻤ ﺪ ..إﻻ ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻗﺎﻟﻬ ﺎ وزاد ﺑﻌ ﺪهﺎ :اﻟﻠﻬ ﻢ ارﺣﻤﻨﻲ وﻣﺤﻤﺪًا وﻻ ﺗﺮﺣﻢ ﻣﻌﻨﺎ أﺣﺪًا !! وﺳ ﻤﻌﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εﻓﻠﻤ ﺎ اﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﺼ ﻼة .. اﻟ ﺘﻔﺖ εإﻟ ﻴﻬﻢ وﺳ ﺄﻟﻬﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻘﺎﺋ ﻞ .. ﻓﺄﺷﺎروا إﻟﻴﻪ .. ﻓ ﻨﺎداﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻓﻠﻤ ﺎ وﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺈذا هﻮ اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ..وﻗ ﺪ ﺗﻤﻜ ﻦ ﺣ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ε ﻣ ﻦ ﻗﻠ ﺒﻪ ﺣﺘ ﻰ ود ﻟ ﻮ أن اﻟ ﺮﺣﻤﺔ ﺗﺼ ﻴﺒﻬﻤﺎ دون ﻏﻴﺮهﻤﺎ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻪ εﻣﻌﻠﻤ ًﺎ :ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺠﺮت واﺳﻌًﺎ !! أي إن رﺣﻤ ﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﺗﺴ ﻌﻨﺎ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ وﺗﺴ ﻊ اﻟﻨﺎس ..ﻓﻼ ﺗﻀﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻲ وﻋﻠﻴﻚ .. ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ ﻣﻠ ﻚ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻗﻠ ﺒﻪ ..ﻷﻧ ﻪ ﻋ ﺮف آ ﻴﻒ ﻳﺘﺼﺮف ﻣﻌﻪ ..ﻓﻬﻮ أﻋﺮاﺑﻲ أﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺑﺎدﻳ ﺘﻪ ..ﻟ ﻢ ﻳ ﺒﻠﻎ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ رﺗ ﺒﺔ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ وﻋﻤ ﺮ ..وﻻ ﻣﻌ ﺎذ وﻋﻤ ﺎر ..ﻓ ﻼ ﻳ ﺆاﺧﺬ آﻐﻴﺮﻩ .. وإن ﺷ ﺌﺖ ﻓﺎﻧﻈ ﺮ أﻳﻀ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ﺑ ﻦ اﻟﺤﻜ ﻢ .. τآ ﺎن ﻣ ﻦ ﻋﺎﻣ ﺔ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ..ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﻜﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣﺠﺎﻟﺴ ًﺎ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم .. وإﻧﻤ ﺎ آ ﺎن ﻟ ﻪ ﻏ ﻨﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺤﺮاء ﻳﺘﺘﺒﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺨﻀﺮاء .. أﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ..وﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ρوأﺻ ﺤﺎﺑﻪ .. ﻓﺴﻤﻌﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﻄﺎس ..وآﺎن ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻢ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ أن إذا ﺳ ﻤﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ أﺧ ﺎﻩ ﻋﻄ ﺲ ﻓﺤﻤﺪ اﷲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ :ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ .. ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ..وذهﺐ ﺑﻬﺎ .. وﺑﻌ ﺪ أﻳ ﺎم ﺟ ﺎء إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ .. ﻓ ﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓ ﺈذا اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ..ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة .. ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻢ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ إذ ﻋﻄ ﺲ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ .. ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد ﻳﺤﻤ ﺪ اﷲ ..ﺣﺘ ﻰ ﺗﺬآﺮ ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﻧﻪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗﻌﻠ ﻢ أن اﻟﻤﺴ ﻠﻢ إذا ﻋﻄ ﺲ ﻓﻘ ﺎل اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ..ﻓﺈن أﺧﺎﻩ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ .. ﻼ ﺑﺼ ﻮت ﻋ ﺎ ٍل : ﻓ ﺒﺎدر ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ اﻟﻌ ﺎﻃﺲ ﻗ ﺎﺋ ً ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ . ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟﻤﺼ ﻠﻮن ..وﺟﻌﻠ ﻮا ﻳﻠﺘﻔ ﺘﻮن إﻟ ﻴﻪ ﻣﻨﻜﺮﻳﻦ . ﻓﻠﻤ ﺎ رأى دهﺸ ﺘﻬﻢ ..اﺿ ﻄﺮب وﻗ ﺎل :وااااﺛﻜ ﻞ ﻲ ؟ .. ُأﻣﱢﻴﺎﻩ !! ..ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ ﺗﻨﻈﺮون إﻟ ّ ﻓﺠﻌﻠﻮا ﻳﻀﺮﺑﻮن ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ أﻓﺨﺎذهﻢ ﻟﻴﺴﻜﺖ .. ﻓﻠﻤﺎ رﺁهﻢ ﻳﺼﻤّﺘﻮﻧﻪ ﺻﻤﺖ .. ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺼﻼة .. اﻟ ﺘﻔﺖ ρإﻟ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ..وﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﺟﻠﺒ ﺘﻬﻢ وأﺻ ﻮاﺗﻬﻢ ..وﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت ﻣ ﻦ ﺗﻜﻠ ﻢ ..ﻟﻜ ﻨﻪ ﺻﻮت ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ ..ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ : ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ..ﻓﺄﺷﺎروا إﻟﻰ ﻣﻌﺎوﻳﺔ .. ﻓﺪﻋﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم إﻟﻴﻪ .. ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻓﺰﻋ ًﺎ ﻻ ﻳﺪري ﺑﻤﺎذا ﺳﻴﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ..وهﻮ اﻟﺬي أﺷﻐﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻬﻢ ..وﻗﻄﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﺸﻮﻋﻬﻢ .. ﻗ ﺎل ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ : τﻓﺒﺄﺑ ﻲ ه ﻮ وأﻣﻲ .. ρواﷲ ﻣﺎ رأﻳـ ﺖ ﻣﻌﻠﻤ ًﺎ ﻗ ﺒﻠﻪ وﻻ ﺑﻌ ﺪﻩ أﺣﺴ ﻦ ﺗﻌﻠ ﻴﻤ ًﺎ ﻣﻨﻪ .. واﷲ ﻣﺎ آﻬﺮﻧﻲ ..وﻻ ﺿﺮﺑﻨﻲ ..وﻻ ﺷﺘﻤﻨﻲ .. وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل :ﻳﺎ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ..إن هﺬﻩ اﻟﺼﻼة ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ آ ﻼم اﻟ ﻨﺎس ..إﻧﻤ ﺎ ه ﻲ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ واﻟﺘﻜﺒﻴ ﺮ ..وﻗ ﺮاءة اﻟﻘ ﺮﺁن ..اﻧﺘﻬ ﻰ ..ﻧﺼ ﻴﺤﺔ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر .. ﻓﻔﻬﻤﻬﺎ ﻣﻌﺎوﻳﺔ .. ﺛ ﻢ ارﺗﺎﺣ ﺖ ﻧﻔﺴ ﻪ ..واﻃﻤ ﺄن ﻗﻠﺒﻪ ..ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺴﺄل ص أﻣﻮرﻩ .. اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻦ ﺧﻮا ّ ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..إﻧ ﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺠﺎهﻠﻴﺔ ..وﻗ ﺪ ﺟ ﺎء اﷲ ﺑﺎﻹﺳﻼم ..وإن ﻣﻨﺎ رﺟﺎ ًﻻ ﻳﺄﺗﻮن اﻟﻜﻬﺎن ) وهﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮن ﻋﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ ( ..ﻳﻌﻨﻲ ﻓﺴﺄﻟﻮﻧﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻐﻴﺐ .. ﻓﻘ ﺎل : ρﻓ ﻼ ﺗ ﺄﺗﻬﻢ ..ﻳﻌﻨ ﻲ ﻷﻧ ﻚ ﻣﺴ ﻠﻢ .. واﻟﻐﻴﺐ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ إﻻ اﷲ .. ﻗ ﺎل ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ :وﻣ ﻨﺎ رﺟ ﺎل ﻳﺘﻄﻴ ﺮون ) أي ﻳﺘﺸﺎءﻣﻮن ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻄﻴﺮ ( ..
33
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻘ ﺎل : ρذاك ﺷ ﻲء ﻳﺠﺪوﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﺻ ﺪورهﻢ ..ﻓ ﻼ ﻳﺼ ﺪﻧﻬﻢ ) أي ﻻ ﻳﻤ ﻨﻌﻬﻢ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ وﺟﻬﺘﻬﻢ ..ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻧﻔﻌ ًﺎ وﻻ ﺿﺮًا ( .. هﺬا ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ εﻣﻊ أﻋﺮاﺑﻲ ﺑﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. ورﺟﻞ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ..ﻋﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﺮاﻋﻴًﺎ أﺣﻮاﻟﻬﻢ ..ﻷن اﻟﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮب .. أﻣﺎ ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻓﻘﺪ آﺎن ﻣﻦ أﻗﺮب اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. εوﻣﻦ أآﺜﺮهﻢ ﺣﺮﺻًﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ .. ﻓﻜﺎن ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺒﻲ εﻣﻊ أﺧﻄﺎﺋﻪ ﻣﺨﺘﻠﻔ ًﺎ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ أﺧﻄﺎء ﻏﻴﺮﻩ .. آﺎن ﻣﻌﺎذ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ εاﻟﻌﺸﺎء .. ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻴﺼﻠﻲ ﺑﻘﻮﻣﻪ اﻟﻌﺸﺎء إﻣﺎﻣ ًﺎ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪهﻢ ..ﻓﺘﻜﻮن اﻟﺼﻼة ﻟﻪ ﻧﺎﻓﻠﺔ وﻟﻬﻢ ﻓﺮﻳﻀﺔ .. رﺟﻊ ﻣﻌﺎذ ذات ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻘﻮﻣﻪ ودﺧﻞ ﻣﺴﺠﺪهﻢ ﻓﻜﺒﺮ ﻣﺼﻠﻴ ًﺎ ﺑﻬﻢ .. أﻗﺒﻞ ﻓﺘﻰ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ودﺧﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ..ﻓﻠﻤﺎ أﺗﻢ ﻣﻌﺎذ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻗﺎل " وﻻ اﻟﻀﺎﻟﻴﻦ " ﻓﻘﺎﻟﻮا " ﺁﻣﻴﻦ " .. ﺛﻢ اﻓﺘﺘﺢ ﻣﻌﺎذ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة !! آﺎن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم ﻳﺘﻌﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺰارﻋﻬﻢ ورﻋﻴﻬﻢ دواﺑﻬﻢ ﻃﻮال اﻟﻨﻬﺎر ..ﺛﻢ ﻻ ﻳﻜﺎدون ﻳﺼﻠﻮن اﻟﻌﺸﺎء ﺣﺘﻰ ﻳﺄوون إﻟﻰ ﻓﺮﺷﻬﻢ .. هﺬا اﻟﺸﺎب ..وﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ..وﻣﻌﺎذ ﻳﻘﺮأ وﻳﻘﺮأ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﻰ ..أﺗﻢ ﺻﻼﺗﻪ وﺣﺪﻩ ..وﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ واﻧﻄﻠﻖ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ .. اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻌﺎذ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة .. ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮم :ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ..ﻓﻼن دﺧﻞ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ..ﺛﻢ ﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ أﻃﻠﺖ .. ﻓﻐﻀﺐ ﻣﻌﺎذ وﻗﺎل :إن هﺬا ﺑﻪ ﻟﻨﻔﺎق .. ﻷﺧﺒﺮن رﺳﻮل اﷲ εﺑﺎﻟﺬي ﺻﻨﻊ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﺄﺑﻠﻐﻮا ذﻟﻚ اﻟﺸﺎب ﺑﻜﻼم ﻣﻌﺎذ ..ﻓﻘﺎل اﻟﻔﺘﻰ : وأﻧﺎ ﻷﺧﺒﺮن رﺳﻮل اﷲ εﺑﺎﻟﺬي ﺻﻨﻊ .. ﻓﻐﺪوا ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ εﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﻣﻌﺎذ ﺑﺎﻟﺬي ﺻﻨﻊ اﻟﻔﺘﻰ .. ﻓﻘﺎل اﻟﻔﺘﻰ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻳﻄﻴﻞ اﻟﻤﻜﺚ ﻋﻨﺪك ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻴﻄﻴﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺼﻼة ..واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﺎ ﻟﻨﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ﻣﻤﺎ ﻳﻄﻮل ﺑﻨﺎ ﻣﻌﺎذ .. ﻓﺴﺄل اﷲ اﻟﻨﺒﻲ εﻣﻌﺎذًا :ﻣﺎذا ﺗﻘﺮأ ؟! ﻓﺈذا ﺑﻤﻌﺎذ ﻳﺨﺒﺮﻩ أﻧﻪ ﻳﻘﺮأ ﺑﺎﻟﺒﻘﺮة ..و ..وﺟﻌﻞ ﻳﻌﺪد اﻟﺴﻮر اﻟﻄﻮال .. ﻓﻐﻀﺐ اﻟﻨﺒﻲ εﻟﻤﺎ ﻋﻠﻢ أن اﻟﻨﺎس ﻳﺘﺄﺧﺮون ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﺑﺴﺒﺐ اﻹﻃﺎﻟﺔ ..وآﻴﻒ ﺻﺎرت اﻟﺼﻼة ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻣﻌﺎذ وﻗﺎل :أﻓﺘﺎن أﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ..؟! ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻔﺘﻦ اﻟﻨﺎس وﺗﺒﻐﻀﻬﻢ ﻓﻲ دﻳﻨﻬﻢ .. اﻗﺮأ ﺑـ "اﻟﺴﻤﺎء واﻟﻄﺎرق" " ،واﻟﺴﻤﺎء ذات اﻟﺒﺮوج" " ،واﻟﺸﻤﺲ وﺿﺤﺎهﺎ" " ،واﻟﻠﻴﻞ إذا ﻳﻐﺸﻰ" .. ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ εإﻟﻰ اﻟﻔﺘﻰ وﻗﺎل ﻟﻪ ﻣﺘﻠﻄﻔ ًﺎ :آﻴﻒ ﺗﺼﻨﻊ أﻧﺖ ﻳﺎ ﺑﻦ أﺧﻲ إذا ﺻﻠﻴﺖ ؟ ﻗﺎل :أﻗﺮأ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ..وأﺳﺄل اﷲ اﻟﺠﻨﺔ .. وأﻋﻮذ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر .. ﺛﻢ ﺗﺬآﺮ اﻟﻔﺘﻰ أﻧﻪ ﻳﺮى اﻟﻨﺒﻲ εﻳﺪﻋﻮ وﻳﻜﺜﺮ .. وﻳﺮى ﻣﻌﺎذًا آﺬﻟﻚ .. ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﺁﺧﺮ آﻼﻣﻪ :وإﻧﻲ ﻻ أدري ﻣﺎ دﻧﺪﻧﺘﻚ ودﻧﺪﻧﺔ ﻣﻌﺎذ ..أي دﻋﺎؤآﻤﺎ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻻ أﻋﺮف ﻣﺜﻠﻪ !! ﻓﻘﺎل : εإﻧﻲ وﻣﻌﺎذ ﺣﻮل هﺎﺗﻴﻦ ﻧﺪﻧﺪن ..ﻳﻌﻨﻲ دﻋﺎؤﻧﺎ هﻮ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺪﻋﻮ ﺑﻪ ..ﺣﻮل اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر .. ﻓﻘﺎل اﻟﺸﺎب :وﻟﻜﻦ ﺳﻴﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎذ إذا ﻗﺪم اﻟﻘﻮم وﻗﺪ ﺧﺒﺮوا أن اﻟﻌﺪو ﻗﺪ أﺗﻮا ..ﻣﺎ أﺻﻨﻊ ..ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ..ﺳﻴﺘﺒﻴﻦ ﻟﻤﻌﺎذ إﻳﻤﺎﻧﻲ وهﻮ اﻟﺬي ﻳﺼﻔﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق ! ﻓﻤﺎ ﻟﺒﺜﻮا أﻳﺎﻣًﺎ ..ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻌﺮآﺔ ﻓﻘﺎﺗﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺎب ..ﻓﺎﺳﺘﺸﻬﺪ .. τ ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﻪ .. εﻗﺎل ﻟﻤﻌﺎذ :ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺧﺼﻤﻲ وﺧﺼﻤﻚ ؟ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺬي اﺗﻬﻤﺘﻪ ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق ..
34
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺖ ﻗﺎل ﻣﻌﺎذ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ،ﺻﺪق اﷲ وآﺬﺑ ُ ..ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺸﻬﺪ .. ﻓ ﺘﺄﻣﻞ اﻟﻔ ﺮق ﻓ ﻲ ﻃ ﺒﺎﺋﻊ اﻟ ﺮﺟﺎل .. وﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ..وآﻴﻒ أدى إﻟﻰ اﺧﺘﻼف ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺒﻲ εﻣﻌﻬﻢ .. ﺑ ﻞ ..اﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ εﻣﻊ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ ..وهﻮ ﺣﺒﻴﺐ رﺳﻮل اﷲ .. εوﻗﺪ ﺗﺮﺑﻰ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ .. ﺑﻌ ﺚ اﻟﻨﺒ ﻲ εأﺻ ﺤﺎﺑﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺮﻗﺎت ﻣ ﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺟﻬﻴﻨﺔ .. وآ ﺎن أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ τﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ .. اﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ..ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح .. اﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن وهﺮب ﻣﻘﺎﺗﻠﻮ اﻟﻌﺪو .. آﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﺶ اﻟﻌﺪو رﺟﻞ ﻳﻘﺎﺗﻞ ..ﻓﻠﻤﺎ رأى أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻣﻨﻬ ﺰﻣﻴﻦ ..أﻟﻘ ﻰ ﺳ ﻼﺣﻪ وه ﺮب ..ﻓﻠﺤﻘ ﻪ أﺳ ﺎﻣﺔ وﻣﻌ ﻪ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ..رآ ﺾ اﻟﺮﺟﻞ ورآﻀﻮا ﺧﻠﻔﻪ .. وهﻮ ﻳﺸﺘﺪ ﻓﺰﻋ ًﺎ .. ﺣﺘﻰ ﻋﺮﺿﺖ ﻟﻬﻢ ﺷﺠﺮة ﻓﺎﺣﺘﻤﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺎ .. ﻓﺄﺣﺎط ﺑﻪ أﺳﺎﻣﺔ واﻷﻧﺼﺎري ..ورﻓﻌﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻴﻒ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺴ ﻴﻔﻴﻦ ﻳﻠ ﺘﻤﻌﺎن ﻓ ﻮق ﺲ اﻟﻤ ﻮت ﻳﻬﺠ ﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ .. رأﺳ ﻪ ..وأﺣ ﱠ اﻧ ﺘﻔﺾ وﺟﻌ ﻞ ﻳﺠﻤ ﻊ ﻣ ﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ رﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ..وﻳﺮدد ﻓﺰﻋ ًﺎ :أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ..وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ .. ﺗﺤﻴ ﺮ اﻷﻧﺼﺎري وأﺳﺎﻣﺔ ..هﻞ أﺳﻠﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﻼ ..أم أﻧﻬﺎ ﺣﻴﻠﺔ اﻓﺘﻌﻠﻬﺎ .. ﻓﻌ ً آﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣﺔ ﻗ ﺘﺎل ..واﻷﻣﻮر ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ..ﻳﺘﻠﻔ ﺘﻮن ﺣ ﻮﻟﻬﻢ ﻓ ﻼ ﻳ ﺮون إﻻ أﺟﺴ ﺎدًا ﻣﻤ ﺰﻗﺔ..وأﻳ ﺪي ﻣﻘﻄﻌ ﺔ..ﻗ ﺪ اﺧ ﺘﻠﻂ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ..اﻟﺪﻣﺎء ﺗﺴﻴﻞ..اﻟﻨﻔﻮس ﺗﺮﺗﺠﻒ .. اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮان إﻟﻴﻪ ..ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻹﺳ ﺮاع ﺑﺎﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘﺮار ..ﻓﻔﻲ أي ﻟﺤﻈﺔ ﻗﺪ ﻳﺄﺗ ﻲ ﺳ ﻬﻢ ﻃ ﺎﺋﺶ أو ﻏﻴ ﺮ ﻃ ﺎﺋﺶ .. ﻓﻴﺮدﻳﻬﻤﺎ ﻗﺘﻴﻠﻴﻦ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻬﺎدئ .. ﻓﺄﻣﺎ اﻷﻧﺼﺎري ﻓﻜﻒ ﺳﻴﻔﻪ .. وأﻣ ﺎ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻓﻈ ﻦ أﻧﻬ ﺎ ﺣ ﻴﻠﺔ ..ﻓﻀ ﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴ ﻴﻒ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻠﻪ .. ﻋ ﺎدوا إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺪاﻋﺐ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻧﺸﻮة اﻻﻧﺘﺼﺎر .. وﻗ ﻒ أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﻨﺒﻲ .. εوﺣﻜﻰ ﻟﻪ ﻗﺼﺔ اﻟﻤﻌﺮآﺔ ..وأﺧﺒﺮﻩ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﺮﺟﻞ وﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ .. آ ﺎن ﻗﺼ ﺔ اﻟﻤﻌ ﺮآﺔ ﺗﺤﻜ ﻲ اﻧﺘﺼ ﺎرًا ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ .. وآﺎن εﻳﺴﺘﻤﻊ ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ .. ﻟﻜﻦ أﺳﺎﻣﺔ ﻗﺎل .. :ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ .. ﻓﺘﻐﻴ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εوﻗ ﺎل :ﻗ ﺎل ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ..ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ؟!! ﻗﻠﺖ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ ..إﻧﻤﺎ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح .. ﻓﻘ ﺎل : εﻗ ﺎل ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ..ﺛ ﻢ ﻗﺘﻠ ﺘﻪ !! ه ﻼ ﺷ ﻘﻘﺖ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ إﻧﻤﺎ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح .. وﺟﻌ ﻞ εﻳﺤ ﺪ ﺑﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ أﺳ ﺎﻣﺔ وﻳﻜ ﺮر :ﻗ ﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ !!..ﻗﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ !!..ﺛ ﻢ ﻗﺘﻠ ﺘﻪ !!..آ ﻴﻒ ﻟ ﻚ ﺑ ﻼ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ إذا ﺟﺎءت ﺗﺤﺎﺟﻚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ !! وﻣﺎ زال εﻳﻜﺮر ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻣﺔ .. ﻗ ﺎل أﺳ ﺎﻣﺔ :ﻓﻤ ﺎ زال ﻳﻜ ﺮرهﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺣﺘ ﻰ وددت أﻧﻲ ﻟﻢ أآﻦ أﺳﻠﻤﺖ إﻻ ﻳﺆﻣﺌﺬ .. رأي .. ﻻ ﺗﺤﺴﺐ اﻟﻨﺎس ﻧﻮﻋ ًﺎ واﺣﺪًا ﻓﻠﻬﻢ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﻟﺴﺖ ﺗﺤﺼﻴﻬﻦ أﻟﻮان
18.اﺧﺘﺮ اﻟﻜﻼم اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ .. ﻳﺘ ﺒﻊ ﻣ ﺎ ﺳ ﺒﻖ أﻳﻀ ًﺎ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ اﻟﻜ ﻼم ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس وﻧﻮﻋﻴﺔ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﺎر ﻣﻌﻬﻢ .. ﻓﺈذا ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ أﺣﺪ ﻓﺄﺛﺮ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻪ .. وه ﺬا ﻣ ﻦ ﻃﺒ ﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮ ..ﻓﺎﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮهﺎ ﻣﻊ ﺷﺎب ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ .. وﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺠﺎهﻞ .. وﻣﻊ اﻟﺰوﺟﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻷﺧﺖ .. ﻻ أﻋﻨ ﻲ اﻻﺧ ﺘﻼف اﻟ ﺘﺎم ..ﺑﺤﻴﺚ إن اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ
35
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺗﺤﻜﻴﻬﺎ ﻟﻸﺧﺖ ﻻ ﻳﺼﺢ أن ﺗﺤﻜﻴﻬﺎ ﻟﻠﺰوﺟﺔ ! أو اﻟﺘ ﻲ ﺗﺬآ ﺮهﺎ ﻟﻠﺸﺎب ﻻ ﻳﺼﺢ أن ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ !! ﻻ .. وإﻧﻤ ﺎ أﻋﻨ ﻲ اﻻﺧ ﺘﻼف اﻟﻴﺴ ﻴﺮ اﻟ ﺬي ﻳﻄ ﺮأ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﻠﻮب ﻋ ﺮض اﻟﻘﺼ ﺔ ورﺑﻤ ﺎ آ ﻴﺎﻧﻬﺎ آﻠﻪ .. وﺑﺎﻟﻤﺜﺎل ﻳﺘﻀﺢ اﻟﻤﻘﺎل .. ﻟ ﻮ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻣ ﻊ ﺿ ﻴﻮف آ ﺒﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻦ ﺟ ﺎوزت أﻋﻤ ﺎرهﻢ اﻟﺜﻤﺎﻧ ﻴﻦ أﻗ ﺒﻠﻮا زاﺋ ﺮﻳﻦ ﻟﺠ ﺪك ..ﻓﻬ ﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ أن ﺗﻘﺺ ﻋﻠﻴﻬﻢ وأﻧ ﺖ ﺿﺎﺣﻚ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮ ﻗﺼﺘﻚ ﻟﻤﺎ ذهﺒﺖ ﻣﻊ زﻣﻼﺋ ﻚ ﻟﻠﺒ ﺮ ؟! وآ ﻴﻒ أن ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺳ ﺠﻞ هﺪﻓ ًﺎ أﺛﻨﺎء ﻟﻌﺐ اﻟﻜﺮة ..وآﻴﻒ ﺛﺒﺖ اﻟﻜﺮة ﺑﺮأﺳﻪ ﺛﻢ ﺿﺮﺑﻬﺎ ﺑﺮآﺒﺘﻪ ..ﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ .. وآ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻮ ﺗﺤ ﺪﺛﺖ ﻣ ﻊ أﻃﻔ ﺎل ﺻ ﻐﺎر ..ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﺬآ ﺮ ﻟﻬ ﻢ ﻗﺼﺼ ًﺎ ﺗ ﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﺎﻣﻞ اﻷزواج ﻣﻊ زوﺟﺎﺗﻬﻢ .. أﻇﻨﻨﺎ ﻧﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .. إذن ﻣ ﻦ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺟ ﺬب اﻟ ﻨﺎس اﺧﺘ ﻴﺎر اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻮﻧﻬﺎ ..وإﺛﺎرﺗﻬﺎ .. آ ﺄب ﻟ ﻪ وﻟ ﺪ ﻣ ﺘﻔﻮق ..ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﺴ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻨﻪ ..ﻷﻧ ﻪ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻳﻔﺨﺮ ﺑﻪ وﻳﺤﺐ أن ﻳﺬآﺮﻩ داﺋﻤ ًﺎ .. أو رﺟ ﻞ ﻓ ﺘﺢ دآﺎﻧ ًﺎ وآﺴ ﺐ ﻣ ﻨﻪ أرﺑﺎﺣ ًﺎ .. ﻓﻤ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﺴ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ دآﺎﻧ ﻪ وإﻗ ﺒﺎل اﻟ ﻨﺎس ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻷن ه ﺬا ﻳﻔ ﺮﺣﻪ ..وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺤﺒﻚ وﻳﺤﺐ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻚ .. وﻗﺪ آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ρﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ .. ﻓﺤﺪﻳ ﺜﻪ ﻣ ﻊ اﻟﺸ ﺎب ﻳﺨ ﺘﻠﻒ ﻋ ﻦ ﺣﺪﻳ ﺜﻪ ﻣ ﻊ اﻟﺸﻴﺦ ..أو اﻟﻤﺮأة ..أو اﻟﻄﻔﻞ .. ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ τاﻟﺼﺤﺎﺑﻲ اﻟﺠﻠﻴﻞ ..ﻗﺘﻞ أﺑ ﻮﻩ ﻓ ﻲ ﻣﻌ ﺮآﺔ أﺣ ﺪ ..وﺧﻠ ﻒ ﻋ ﻨﺪﻩ ﺗﺴ ﻊ أﺧﻮات ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻦ ﻋﺎﺋﻞ ﻏﻴﺮﻩ ..وﺧﻠﻒ دﻳﻨ ًﺎ آﺜﻴﺮًا ..ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ هﺬا اﻟﺸﺎب اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال ﻓﻲ أول ﺷﺒﺎﺑﻪ .. ﻓﻜ ﺎن ﺟﺎﺑ ﺮ داﺋﻤ ًﺎ ﺳ ﺎهﻢ اﻟﻔﻜ ﺮ ..ﻣﻨﺸ ﻐﻞ اﻟ ﺒﺎل ﺑﺄﻣ ﺮ دَﻳ ﻨﻪ وأﺧ ﻮاﺗﻪ ..واﻟﻐ ﺮﻣﺎء
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻧﻪ ﺻﺒﺎﺣ ًﺎ وﻣﺴﺎ ًء .. ﺧﺮج ﺟﺎﺑﺮ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ρﻓﻲ ﻏﺰوة ذات اﻟﺮﻗﺎع .. وآ ﺎن ﻟﺸ ﺪة ﻓﻘ ﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ آﻠﻴﻞ ﺿﻌﻴﻒ ﻣﺎ ﻳﻜﺎد ﻼ .. ﻳﺴ ﻴﺮ ..وﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ﺟﺎﺑ ﺮ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺘﺮي ﺑ ﻪ ﺟﻤ ً ﻓﺴﺒﻘﻪ اﻟﻨﺎس وﺻﺎر هﻮ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ .. وآ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻳﺴ ﻴﺮ ﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟﺠ ﻴﺶ ..ﻓﺄدرك ب ﺑﻪ دﺑﻴﺒ ًﺎ ..واﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻮﻩ ﺟﺎﺑ ﺮًا وﺟﻤﻠ ﻪ ﻳ ﺪ ﱡ .. ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ : ρﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ ؟ ﻗﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ أﺑﻄﺄ ﺑﻲ ﺟﻤﻠﻲ هﺬا .. ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ : ρأﻧﺨﻪ .. ﻓﺄﻧﺎﺧﻪ ﺟﺎﺑﺮ وأﻧﺎخ اﻟﻨﺒﻲ ρﻧﺎﻗﺘﻪ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :أﻋﻄﻨ ﻲ اﻟﻌﺼ ﺎ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪك أو اﻗﻄ ﻊ ﻟ ﻲ ﻋﺼﺎ ﻣﻦ ﺷﺠﺮة ..ﻓﻨﺎوﻟﻪ ﺟﺎﺑﺮ اﻟﻌﺼﺎ .. ﻼ ﺿﻌﻴﻔ ًﺎ .. ك اﻟﺠﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻠﻴ ً ﺑ َﺮ َ ﻓﺄﻗﺒﻞ εإﻟﻰ اﻟﺠﻤﻞ وﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا .. ﻓ ﻨﻬﺾ اﻟﺠﻤﻞ ﻳﺠﺮي ﻗﺪ اﻣﺘﻸ ﻧﺸﺎﻃ ًﺎ ..ﻓﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺟﺎﺑﺮ ورآﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ .. ﻣﺸ ﻰ ﺟﺎﺑ ﺮ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εﻓﺮﺣ ًﺎ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮًا .. وﻗﺪ ﺻﺎر ﺟﻤﻠﻪ ﻧﺸﻴﻄ ًﺎ ﺳﺎﺑﻘ ًﺎ .. اﻟﺘﻔﺖ εإﻟﻰ ﺟﺎﺑﺮ ..وأراد أن ﻳﺘﺤﺪث ﻣﻌﻪ .. ﻓﻤ ﺎ ه ﻲ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﺘ ﻲ اﺧ ﺘﺎرهﺎ اﻟﻨﺒﻲ εﻟﻴﺜﻴﺮهﺎ ﻣﻊ ﺟﺎﺑﺮ .. ﺟﺎﺑﺮ آﺎن ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻓﻲ أول ﺷﺒﺎﺑﻪ .. هﻤ ﻮم اﻟﺸ ﺒﺎب ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﺗ ﺪور ﺣ ﻮل اﻟ ﺰواج .. وﻃﻠﺐ اﻟﺮزق .. ﻗﺎل : εﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ ..هﻞ ﺗﺰوﺟﺖ ..؟ ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :ﺑﻜﺮًا ..أم ﺛﻴﺒ ًﺎ .. ﻗﺎل :ﺑﻞ ﺛﻴﺒ ًﺎ .. ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ εآ ﻴﻒ أن ﺷﺎﺑ ًﺎ ﺑﻜﺮًا ﻓﻲ أول زواج ﻟﻪ ..ﻳﺘﺰوج ﺛﻴﺒ ًﺎ .. ﻓﻘ ﺎل ﻣﻼﻃﻔ ًﺎ ﻟﺠﺎﺑ ﺮ :ه ﻼ ﺑﻜ ﺮًا ﺗﻼﻋ ﺒﻬﺎ وﺗﻼﻋﺒﻚ .. ﻓﻘ ﺎل ﺟﺎﺑ ﺮ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..إن أﺑﻲ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ أﺣﺪ ع ﻏﻴ ﺮي .. ..وﺗ ﺮك ﺗﺴ ﻊ أﺧ ﻮات ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﻦ را ٍ ﻓﻜ ﺮهﺖ أن أﺗ ﺰوج ﻓ ﺘﺎة ﻣ ﺜﻠﻬﻦ ﻓﺘﻜﺜ ﺮ ﺑﻴ ﻨﻬﻦ اﻟﺨﻼﻓ ﺎت ..ﻓﺘ ﺰوﺟﺖ اﻣ ﺮأة أآﺒ ﺮ ﻣ ﻨﻬﻦ ﻟ ﺘﻜﻮن
36
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻣﺜﻞ أﻣﻬﻦ .. هﺬا ﻣﻌﻨﻰ آﻼم ﺟﺎﺑﺮ .. رأى اﻟﻨﺒ ﻲ εأن أﻣﺎﻣ ﻪ ﺷ ﺎب ﺿﺤﻰ ﺑﻤﺘﻌﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻷﺟﻞ أﺧﻮاﺗﻪ .. ﻓ ﺄراد εأن ﻳﻤﺎزﺣ ﻪ ﺑﻜﻠﻤ ﺎت ﺗﺼ ﻠﺢ ﻟﻠﺸﺒﺎب ..ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : ﻟﻌﻠ ﻨﺎ إذا أﻗﺒﻠ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ أن ﻧﻨ ﺰل ﻓ ﻲ ﺻﺮار ) .. (24ﻓﺘﺴﻤﻊ ﺑﻨﺎ زوﺟﺘﻚ ﻓﺘﻔﺮش ﻟﻚ اﻟﻨﻤﺎرق .. ﻳﻌﻨ ﻲ وإن آﻨﺖ ﺗﺰوﺟﺖ ﺛﻴﺒ ًﺎ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺰال ﻋﺮوﺳ ًﺎ ﺗﻔ ﺮح ﺑﻚ إذا ﻗﺪﻣﺖ وﺗﺒﺴﻂ ﻓﺮاﺷﻬﺎ ..وﺗﺼﻒ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺳﺎﺋﺪ .. ﻓﺘﺬآ ﺮ ﺟﺎﺑ ﺮ ﻓﻘ ﺮﻩ وﻓﻘ ﺮ أﺧ ﻮاﺗﻪ ..ﻓﻘ ﺎل : ﻧﻤ ﺎرق !! واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪﻧﺎ ﻧﻤﺎرق .. ﻓﻘ ﺎل : εإﻧ ﻪ ﺳ ﺘﻜﻮن ﻟﻜ ﻢ ﻧﻤ ﺎرق إن ﺷ ﺎء اﷲ .. ﺛﻢ ﻣﺸﻴﺎ ..ﻓﺄراد εأن ﻳﻬﺐ ﻟﺠﺎﺑﺮ ﻣﺎ ًﻻ .. ﻓﺎﻟﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﺎل :ﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ .. ﻗﺎل :ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﻘﺎل :أﺗﺒﻴﻌﻨﻲ ﺟﻤﻠﻚ ؟ ﺗﻔﻜﺮ ﺟﺎﺑﺮ ﻓﺈذا ﺟﻤﻠﻪ هﻮ رأس ﻣﺎﻟﻪ ..هﻜﺬا آ ﺎن وه ﻮ آﻠ ﻴﻞ ﺿ ﻌﻴﻒ ..ﻓﻜ ﻴﻒ وﻗ ﺪ ﺻﺎر ﻗﻮﻳ ًﺎ ﺟﻠﺪًا !! ﻟﻜ ﻨﻪ رأى أﻧ ﻪ ﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﺮد ﻃﻠﺐ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﺳﻤْﻪ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﺑﻜﻢ ؟ ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ُ : ﻓﻘﺎل : εﺑﺪرهﻢ !! ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ :درهﻢ !! ﺗﻐﺒﻨﻨﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﻘﺎل : εﺑﺪرهﻤﻴﻦ .. ﻗﺎل :ﻻ ..ﺗﻐﺒﻨﻨﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﻤ ﺎ زاﻻ ﻳﺘ ﺰاﻳﺪان ﺣﺘ ﻰ ﺑﻠﻐ ﺎ ﺑ ﻪ أرﺑﻌ ﻴﻦ درهﻤ ًﺎ ..أوﻗﻴﺔ ﻣﻦ ذهﺐ .. ﻓﻘ ﺎل ﺟﺎﺑ ﺮ :ﻧﻌ ﻢ ..وﻟﻜ ﻦ أﺷ ﺘﺮط ﻋﻠﻴﻚ أن أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻗﺎل : ρﻧﻌﻢ .. ) ( 24
ﻣﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ 5آﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻠﻤﺎ وﺻﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻣﻀﻰ ﺟﺎﺑﺮ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ وأﻧ ﺰل ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻞ وﻣﻀﻰ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ρورﺑﻂ اﻟﺠﻤﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. ﻓﻤ ﺎ ﺧ ﺮج اﻟﻨﺒﻲ ρﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ هﺬا ﺟﻤﻠﻚ .. ﻓﻘ ﺎل : ρﻳ ﺎ ﺑ ﻼل ..أﻋ ﻂ ﺟﺎﺑ ﺮًا أرﺑﻌ ﻴﻦ درهﻤ ًﺎ وزدﻩ .. ﻓﻨﺎول ﺑﻼل ﺟﺎﺑﺮًا أرﺑﻌﻴﻦ درهﻤ ًﺎ وزادﻩ .. ﻓﺤﻤ ﻞ ﺟﺎﺑ ﺮ اﻟﻤ ﺎل وﻣﻀ ﻰ ﺑ ﻪ ﻳﻘﻠ ﺒﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ .. ﻣﺘﻔﻜ ﺮًا ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﻪ !! ﻣ ﺎذا ﻳﻔﻌ ﻞ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤ ﺎل ؟! ﻼ ..أم ﻳﺒﺘﺎع ﺑﻪ ﻣﺘﺎﻋ ًﺎ ﻟﺒﻴﺘﻪ ..أم أﻳﺸﺘﺮي ﺑﻪ ﺟﻤ ً .. وﻓﺠ ﺄة اﻟ ﺘﻔﺖ رﺳ ﻮل اﷲ εإﻟ ﻰ ﺑ ﻼل وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺑﻼل ..ﺧﺬ اﻟﺠﻤﻞ وأﻋﻄﻪ ﺟﺎﺑﺮًا .. ﺟ ﺒﺬ ﺑ ﻼل اﻟﺠﻤ ﻞ وﻣﻀ ﻰ ﺑ ﻪ إﻟ ﻰ ﺟﺎﺑ ﺮ ..ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻﻞ ﺑﻪ إﻟﻴﻪ ..ﺗﻌﺠﺐ ﺟﺎﺑﺮ ..هﻞ أﻟﻐﻴﺖ اﻟﺼﻔﻘﺔ ؟! ﻗﺎل ﺑﻼل :ﺧﺬ اﻟﺠﻤﻞ ﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ .. ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ :ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ !!.. ﻗ ﺎل ﺑ ﻼل :ﻗ ﺪ أﻣﺮﻧ ﻲ رﺳ ﻮل اﷲ εأن أﻋﻄ ﻴﻚ اﻟﺠﻤﻞ ..واﻟﻤﺎل .. ﻓﺮﺟﻊ ﺟﺎﺑﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ εوﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﺨﺒﺮ .. أﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺠﻤﻞ !! ﻓﻘﺎل : εأﺗﺮاﻧﻲ ﻣﺎآﺴﺘﻚ ﻵﺧﺬ ﺟﻤﻠﻚ .. ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧ ﺎ ﻟ ﻢ أآ ﻦ أﻃﺎﻟ ﺒﻚ ﺑﺨﻔ ﺾ اﻟﺴﻌﺮ ﻷﺟﻞ أن ﺁﺧ ﺬ اﻟﺠﻤ ﻞ وإﻧﻤ ﺎ ﻷﺟ ﻞ أن أﻗ ﺪر آ ﻢ أﻋﻄ ﻴﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺎل ﻣﻌﻮﻧﺔ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﻣﻮرك .. ﻓﻤ ﺎ أرﻓﻊ هﺬﻩ اﻷﺧﻼق ..ﻳﺨﺘﺎر ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﺸﺎب ﻣ ﻦ أﺣﺎدﻳ ﺚ ..ﺛ ﻢ ﻟﻤ ﺎ أراد أن ﻳﺤﺴ ﻦ إﻟ ﻴﻪ وﻳﺘﺼﺪق ﻋﻠﻴﻪ ..ﻏﻠﻒ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻠﻄﻒ واﻷدب .. وﻓ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﻳ ﺎم ﻳﺠﻠ ﺲ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ εﺷ ﺎب اﺳﻤﻪ ﺟﻠﻴﺒ ﻴﺐ ..ﻣ ﻦ ﺧ ﻴﺎر ﺷﺒﺎب اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ..ﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﻓﻘﻴﺮًا ﻣﻌﺪﻣ ًﺎ .. وآﺎن τﻓﻲ وﺟﻬﻪ دﻣﺎﻣﺔ .. ﺟﻠﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ .. εﻓﻤﺎ هﻲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺣﺮص اﻟﻨﺒﻲ εﻋﻠﻰ إﺛﺎرﺗﻬﺎ ﻣﻌﻪ ؟ ﺷﺎب ﻓﻲ رﻳﻌﺎن ﺷﺒﺎﺑﻪ ..أﻋﺰب .. ه ﻞ ﻳ ﺘﺤﺪث ﻣﻌ ﻪ ﻋﻦ أﻧﺴﺎب اﻟﻌﺮب واﻟﺮﻓﻴﻊ ﻣﻨﻬﺎ
37
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
واﻟﻮﺿﻴﻊ ؟ أم ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻷﺳﻮاق وأﺣﻜﺎم اﻟﺒﻴﻮع ؟ ﻻ ..ﻓﻬﺬا ﺷﺎب ﻟﻪ ﻧﻮع ﺧﺎص ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻳﻔﻀﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ .. أﺛﺎر ﻣﻌﻪ εﻣﻮﺿﻮع اﻟﺰواج واﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮﻟﻪ ..ﻓﻠﻄﺎﻟﻤﺎ ﻃﺮب اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ .. ﺛﻢ ﻋﺮض ﻋﻠﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ اﻟﺘﺰوﻳﺞ .. ﻓﻘﺎل :إذن ﺗﺠﺪﻧﻲ آﺎﺳﺪًا .. ﻓﻘﺎل :ﻏﻴﺮ أﻧﻚ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻟﺴﺖ ﺑﻜﺎﺳﺪ .. ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰل اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻳﺘﺤ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮص ﻟﺘ ﺰوﻳﺞ ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ .. ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﺎء رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﻌ ﺮض اﺑﻨﺘﻪ اﻟﺜﻴﺐ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρﻟﻴﺘﺰوﺟﻬﺎ .. ﻓﻘﺎل : ρﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻓﻼن ..زوﺟﻨﻲ اﺑﻨﺘﻚ .. ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ وﻧﻌﻤﻴﻦ ..ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﻘﺎل : ρإﻧﻲ ﻟﺴﺖ أرﻳﺪهﺎ ﻟﻨﻔﺴﻲ .. ﻗﺎل :ﻓﻠﻤﻦ ؟! ﻗﺎل :ﻟﺠﻠﻴﺒﻴﺐ .. ﻗ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣﺘﻔﺎﺟ ﺌ ًﺎ :ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ !! ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ !! ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ !! ﺣﺘﻰ اﺳﺘﺄﻣﺮ أﻣﻬﺎ .. أﺗ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ زوﺟ ﺘﻪ ﻓﻘ ﺎل :إن رﺳ ﻮل اﷲ ﻳﺨﻄﺐ اﺑﻨﺘﻚ .. ﻗﺎﻟﺖ :ﻧﻌﻢ ..وﻧﻌﻤﻴﻦ ..زوﱢج رﺳﻮل اﷲ ρ .. ﻗﺎل :إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻳﺮﻳﺪهﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ .. ﻗﺎﻟﺖ :ﻓﻠﻤﻦ ؟ ﻗﺎل :ﻳﺮﻳﺪهﺎ ﻟﺠﻠﻴﺒﻴﺐ .. ﻓ ﺘﻔﺎﺟﺄت اﻟﻤ ﺮأة أن ُﺗ ﺰف اﺑﻨ ﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ رﺟ ﻞ ﺣ ْﻠﻘَﻰ !! ﻟﺠﻠﻴﺒﻴﺐ ..؟ ﻓﻘﻴ ﺮ دﻣﻴﻢ ..ﻓﻘﺎﻟﺖ َ : ﻻ ﻟﻌﻤ ﺮ اﷲ ﻻ أزوج ﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ ..وﻗﺪ ﻣﻨﻌﻨﺎهﺎ ﻓﻼﻧ ًﺎ وﻓﻼﻧ ًﺎ .. ﻓﺎﻏ ﺘﻢ أﺑ ﻮهﺎ ﻟ ﺬﻟﻚ ..وﻗﺎم ﻟﻴﺄﺗﻲ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﺼ ﺎﺣﺖ اﻟﻔ ﺘﺎة ﻣ ﻦ ﺧ ﺪرهﺎ ﺑﺄﺑ ﻮﻳﻬﺎ :ﻣ ﻦ ﺧﻄﺒﻨﻲ إﻟﻴﻜﻤﺎ ؟ ﻗﺎﻻ :رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻗﺎﻟ ﺖ :أﺗ ﺮدان ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ρأﻣ ﺮﻩ ؟
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ادﻓﻌﺎﻧﻲ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρﻓﺈﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻀﻴﻌﻨﻲ .. ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺟﻠﱠﺖ ﻋﻨﻬﻤﺎ ..واﻃﻤﺄﻧّﺎ .. ﻓﺬهﺐ أﺑﻮهﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ρﻓﻘﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﺷﺄﻧﻚ ﺑﻬﺎ ﻓﺰوﱢﺟﻬﺎ ﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ .. ﻓﺰوﺟﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ρﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ .. ودﻋﺎ ﻟﻬﺎ وﻗﺎل :اﻟﻠﻬﻢ ﺻﺐ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺨﻴﺮ ﺻﺒًﺎ .. وﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻋﻴﺸﻬﻤﺎ آﺪًا آﺪًا .. ﻓﻠﻢ ﻳﻤﺾ ﻋﻠﻰ زواﺟﻪ أﻳﺎم ..ﺣﺘﻰ ﺧﺮج اﻟﻨﺒﻲ ρ ﻓﻲ ﻏﺰوة ..وﺧﺮج ﻣﻌﻪ ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ .. ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻘ ﺘﺎل ..وﺑ ﺪأ اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺘﻔﻘﺪ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﺑﻌﻀ ًﺎ .. ﺳ ﺄﻟﻬﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ : ρه ﻞ ﺗﻔﻘ ﺪون ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﻗﺎﻟ ﻮا : ﻧﻔﻘﺪ ﻓﻼﻧ ًﺎ وﻓﻼﻧ ًﺎ .. ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل :هﻞ ﺗﻔﻘﺪون ﻣﻦ أﺣﺪ ؟ ﻓﺴﻜﺖ ﻗﻠﻴ ً ﻗﺎﻟﻮا :ﻧﻔﻘﺪ ﻓﻼﻧﺎ وﻓﻼﻧﺎ .. ﻓﺴﻜﺖ ﺛﻢ ﻗﺎل :هﻞ ﺗﻔﻘﺪون ﻣﻦ أﺣﺪ ؟ ﻗﺎﻟﻮا :ﻧﻔﻘﺪ ﻓﻼﻧ ًﺎ وﻓﻼﻧ ًﺎ .. ﻗﺎل :وﻟﻜﻨﻲ أﻓﻘﺪ ﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ .. ﻓﻘﺎﻣﻮا ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻨﻪ ..وﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻠﻰ ..ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪوﻩ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺘﺎل .. ﺛ ﻢ وﺟ ﺪوﻩ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻗﺮﻳﺐ ..إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ .. ﻓﻮﻗ ﻒ اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺟﺜ ﺘﻪ ..ﺛﻢ ﻗﺎل :ﻗﺘﻞ ﺳ ﺒﻌﺔ ﺛ ﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ..ﻗﺘﻞ ﺳﺒﻌﺔ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ..هﺬا ﻣﻨﻲ وأﻧﺎ ﻣﻨﻪ .. ﺛﻢ ﺣﻤﻠﻪ رﺳﻮل اﷲ ρﻋﻠﻰ ﺳﺎﻋﺪﻳﻪ ..وأﻣﺮهﻢ أم ﻳﺤﻔﺮوا ﻟﻪ ﻗﺒﺮﻩ .. ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ :ﻓﻤﻜﺜ ﻨﺎ ﻧﺤﻔ ﺮ اﻟﻘﺒ ﺮ ..وﺟﻠﻴﺒ ﻴﺐ ﻣﺎﻟ ﻪ ﺳﺮﻳﺮ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﻋﺪي رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﺣﺘﻰ ﺣﻔﺮ ﻟﻪ ﺛﻢ وﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﺪﻩ .. ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ :ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻷﻧﺼ ﺎر أﻳ ﻢ أﻧﻔﻖ ﻣﻨﻬﺎ .. أي ﺗﺴﺎﺑﻖ اﻟﺮﺟﺎل إﻟﻴﻬﺎ آﻠﻬﻢ ﻳﺨﻄﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ .. هﻜﺬا آﺎن εﻳﺨﺘﺎر ﻟﻜﻞ أﺣﺪ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻦ أﺣﺎدﻳﺚ ..ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻤﻞ ﻣﺠﺎﻟﺴﻪ .. ﺟﻠﺲ εﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻊ زوﺟﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ .. ﻓﻤﺎ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ إﺛﺎرﺗﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ..؟
38
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ه ﻞ آﻠﻤﻬﺎ ﻋﻦ ﻏﺰو اﻟﺮوم ؟ وﻧﻮع اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﺘ ﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ؟ آﻼ ﻓﻠﻴﺴﺖ هﻲ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ !! أم ﺣ ﺪﺛﻬﺎ ﻋ ﻦ ﻓﻘ ﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ وﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ؟ آﻼ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻋﺜﻤﺎن !! إﻧﻤ ﺎ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ :إﻧﻲ ﻷﻋﺮف إن آﺎﻧ ﺖ راﺿ ﻴﺔ ﻋﻨ ﻲ ..وإذا آ ﻨﺖ ﻏﻀﺒﻰ !! .. ﻗﺎﻟﺖ :آﻴﻒ ؟ ﻗ ﺎل :إذا آﻨﺖ راﺿﻴﺔ ﻗﻠﺖ :ﻻ ورب ﻣﺤﻤﺪ ) .. ( εوإذا آ ﻨﺖ ﻏﻀ ﺒﻰ ﻗﻠ ﺖ :ﻻ ورب إﺑﺮاهﻴﻢ ) .. ( ε ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :ﻧﻌ ﻢ ..واﷲ ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻻ أهﺠﺮ إﻻ اﺳﻤﻚ .. ﻓﻬﻞ ﻧﺮاﻋﻲ هﺬا ﻧﺤﻦ اﻟﻴﻮم ؟ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ .. ﺗﺤﺪث ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮن هﻢ ﺑﺎﺳﺘﻤﺎﻋﻪ ..ﻻ ﺑﻤﺎ ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ أﻧﺖ ﺑﺤﻜﺎﻳﺘﻪ .. 19.آﻦ ﻟﻄﻴﻔ ًﺎ ﻋﻨﺪ أول ﻟﻘﺎء .. اﻧﺘﺸ ﺮ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ أرﻳ ﺎف ﻣﺼ ﺮ ﺑ ﺮهﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺰﻣﻦ أن اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﻌﺮوس ﻗﺒﻴﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺮﺳﻪ ﻳﺨﺒﺊ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻗﻄ ًﺎ .. ﻓﺈذا دﺧﻞ ﺑﺰوﺟﺘﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﻓﺮاش اﻟﺰوﺟﻴﺔ ..ﺣ ﺮك آﺮﺳ ﻴ ًﺎ ﻟﻴﺨ ﺮج ذﻟ ﻚ اﻟﻘ ﻂ ..ﻓ ﺈذا ﺧ ﺮج أﻗ ﺒﻞ اﻟﻌ ﺮوس ﻳﺴ ﺘﻌﺮض ﻗ ﻮاﻩ أﻣ ﺎم زوﺟ ﺘﻪ ..وﻗ ﺒﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻂ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ..ﺛﻢ ﺧﻨﻘﻪ وﻋﺼﺮﻩ ..ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻮت ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ !!.. أﺗﺪري ﻟﻤﺎذا ؟! ﻷﺟ ﻞ أن ﻳﻄ ﺒﻊ ﺻ ﻮرة اﻟ ﺮﻋﺐ واﻟﻬﻴﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ذهﻦ زوﺟﺘﻪ ﻣﻦ أول ﻟﻘﺎء .. وأذآ ﺮ أﻧ ﻲ ﻟﻤ ﺎ ﺗﺨ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ .. وﺗﻌﻴﻨﺖ ﻣﻌﻴﺪًا ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻜﻠﻴﺎت ..أوﺻﺎﻧﻲ ﻼ: ﻣﻌﻠﻢ ﻗﺪﻳﻢ ﻗﺎﺋ ً ﺷ ﺪﱠ ﻓ ﻲ أول ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻄ ﻼب ُ .. ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ..واﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﺑﻌﻴﻦ ﺣﻤﺮاء !! ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺎﻓ ﻮا ﻣ ﻨﻚ وﺗﻔ ﺮض ﻗ ﻮة ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻚ ﻣ ﻦ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﺒﺪاﻳﺔ .. ﺗﺬآ ﺮت ه ﺬا ..وأﻧﺎ أآﺘﺐ هﺬا اﻟﺒﺎب ..ﻓﺄﻳﻘﻨﺖ أن ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻮر اﻟﻤﻘ ﺮرة ﻋ ﻨﺪ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس أن اﻟﻠﻘﺎء اﻷول ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻳﻄ ﺒﻊ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ %70ﻣ ﻦ اﻟﺼﻮرة ﻋﻨﻚ ..وهﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﺬهﻨﻴﺔ .. أذآﺮ أن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎط ﺳﺎﻓﺮوا إﻟﻰ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻲ دورة ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ .. آﺎﻧﺖ اﻟﺪورة ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ .. ﻓ ﻲ أول ﻳ ﻮم ..ﺣﻀ ﺮوا إﻟ ﻰ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ ﻣﺒﻜ ﺮﻳﻦ .. ﺟﻌﻠﻮا ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ..وﻳﺘﻌﺎرﻓﻮن .. دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﺪرس ﻓﺠﺄة ﻓﺴﻜﺘﻮا ..ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻋﻴﻦ اﻟﻤﺪرس ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻻ ﻳﺰال ﻣﺘﺒﺴﻤ ًﺎ .. ﻓﺼﺮخ ﺑﻪ :ﻟﻤﺎذا ﺗﻀﺤﻚ ؟ ﻗﺎل :ﻋﺬرًا ..ﻣﺎ ﺿﺤﻜﺖ .. ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ ﺗﻀﺤﻚ .. ﺛ ﻢ ﺟﻌ ﻞ ﻳﺆﻧ ﺒﻪ :أﻧ ﺖ إﻧﺴ ﺎن ﻏﻴ ﺮ ﺟ ﺎد .. اﻟﻤﻔ ﺮوض أن ﺗﻌﻮد ﻷهﻠﻚ ﻋﻠﻰ أول رﺣﻠﺔ ﻃﻴﺮان ..ﻻ أﺗﺸﺮف ﺑﺘﺪرﻳﺲ ﻣﺜﻠﻚ .. واﻟﻄﺎﻟ ﺐ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻗﺪ ﺗﻠﻮن وﺟﻬﻪ ..وﺟﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟ ﻰ ﻣﺪرﺳ ﻪ ..وﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ زﻣﻼﺋ ﻪ ..وﻳﺤ ﺎول ﺣﻔﻆ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﺎء وﺟﻬﻪ .. ﺛ ﻢ ﺣ ﺪق اﻟﻤ ﺪرس ﻓ ﻴﻪ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ وأﺷ ﺎر إﻟ ﻰ اﻟﺒﺎب وﻗﺎل :أﺧﺮج .. ﻗﺎم اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻀﻄﺮﺑ ًﺎ ..وﺧﺮج .. ﻧﻈﺮ اﻟﻤﺪرس إﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻄﻼب وﻗﺎل :أﻧﺎ اﻟﺪآﺘﻮر ﻓﻼن ..ﺳﺄدرﺳﻜﻢ ﻣﺎدة آﺬا .. وﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ أن أﺑﺪأ اﻟﺸﺮح ..أرﻳﺪآﻢ أن ﺗﻌﺒﺌﻮا هﺬﻩ اﻻﺳﺘﻤﺎرة ..دون آﺘﺎﺑﺔ اﻻﺳﻢ .. ﺛ ﻢ وزع ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﺳ ﺘﻤﺎرة ﺗﻘﻴ ﻴﻢ ﻟﻠﻤ ﺪرس ..ﻓ ﻴﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ أﺳﺌﻠﺔ : 1.ﻣﺎ رأﻳﻚ ﺑﺄﺧﻼق ﻣﺪرﺳﻚ ؟ 2.ﻣﺎ رأﻳﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺷﺮﺣﻪ ؟ 3.هﻞ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺮأي اﻵﺧﺮ ؟ 4.ﻣ ﺎ ﻣ ﺪى رﻏﺒ ﺘﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻟﺪﻳ ﻪ ﻣ ﺮة أﺧﺮى ؟ 5.هﻞ ﺗﻔﺮح ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺧﺎرج اﻟﻤﻌﻬﺪ ؟ آ ﺎن أﻣ ﺎم آ ﻞ ﺳﺆال ﻣﻨﻬﺎ ..اﺧﺘﻴﺎرات :ﻣﻤﺘﺎز ..
39
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺟﻴﺪ ..ﻣﻘﺒﻮل ..ﺿﻌﻴﻒ .. ﻋﺒﺄ ﻟﻄﻼب اﻻﺳﺘﻤﺎرة وأﻋﺎدوهﺎ إﻟﻴﻪ .. وﺿ ﻌﻬﺎ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ ..وﺑ ﺪأ ﻳﺸ ﺮح ﺗﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﻮ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :أوﻩ ! ..ﻟﻤ ﺎذا ﻧﺤ ﺮم زﻣ ﻴﻠﻜﻢ ﻣ ﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎدة .. ﻓﺨ ﺮج إﻟ ﻴﻪ ..وﺻ ﺎﻓﺤﻪ واﺑﺘﺴ ﻢ ﻟ ﻪ .. وأدﺧﻠﻪ اﻟﻘﺎﻋﺔ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺒﺪو أﻧﻨ ﻲ ﻏﻀﺒﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺳ ﺒﺐ ﺣﻘﻴﻘ ﻲ ..ﻟﻜﻨ ﻲ آﻨﺖ أﻋﺎﻧﻲ ﻣ ﻦ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ..أدت ﺑ ﻲ أن أﺻ ﺐ ﻏﻀ ﺒﻲ ﻋﻠ ﻴﻚ ..ﻓﺄﻧ ﺎ أﻋ ﺘﺬر إﻟ ﻴﻚ ..ﻓﺄﻧ ﺖ ﻃﺎﻟ ﺐ ﺣ ﺮﻳﺺ ..ﻳﻜﻔ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻻﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺮﺻﻚ ﺗﺮآﻚ ﻷهﻠﻚ ووﻟﺪك وﻣﺠﻴﺆك هﻨﺎ .. أﺷ ﻜﺮك ..ﺑ ﻞ أﺷ ﻜﺮآﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺻﻜﻢ ..وﻣ ﻦ أﻋﻈ ﻢ اﻟﺸ ﺮف ﻟ ﻲ أن أدرس ﻣﺜﻠﻜﻢ .. ﻼ .. ﺛﻢ ﺗﻠﻄﻒ ﻣﻌﻬﻢ وﺿﺤﻚ ﻗﻠﻴ ً ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﺟﺪﻳ ﺪة ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻤﺎرات وﻗﺎل : ﻣ ﺎ دام أن زﻣ ﻴﻠﻜﻢ ﻓﺎﺗﻪ ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻻﺳﺘﻤﺎرة ﻓﻤﺎ رأﻳﻜﻢ أن ﺗﻌﺒﺌﻮهﺎ آﻠﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .. ووزع ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷوراق .. ﻓﻌﺒﺌﻮهﺎ وأﻋﺎدوهﺎ إﻟﻴﻪ .. ﻓﺄﺧﺮج اﻻﺳﺘﻤﺎرات اﻟﺘﻲ ﻋﺒﺌﻮهﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ..وأﺧﺮج اﻷﺧﻴﺮة وﺟﻌﻞ ﻳﻘﺎرن ﺑﻴﻨﻬﺎ .. ﻓ ﺈذا اﻟﺨﺎﻧ ﺔ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﺑ ـ ﺿ ﻌﻴﻒ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻌﺒ ﺌﺔ اﻷوﻟﻰ آﻠﻬﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ .. أﻣ ﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﻌﻴﻒ وﻻ ﻣﻘﺒﻮل .. أﺑﺪًا .. ﻓﻀﺤﻚ وﻗﺎل ﻟﻬﻢ : ﻼ ﻋﻤﻠﻴ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ آﺎن ﻣﺎ رأﻳﺘﻢ دﻟﻴ ً اﻟﺴ ﻲء ﻋﻠ ﻰ ﺑﻴ ﺌﺔ اﻟﻌﻤ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﺮ ﻼ وﻣﻮﻇﻔ ﻴﻪ ..وﻣ ﺎ ﻓﻌﻠ ﺘﻪ ﺑ ﺰﻣﻴﻠﻜﻢ آﺎن ﺗﻤﺜﻴ ً أردت أن أﺟ ﺮﻳﻪ أﻣ ﺎﻣﻜﻢ ..ﻟﻜ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﺻﺎر ﺿﺤﻴﺔ .. ﻓﺎﻧﻈ ﺮوا آ ﻴﻒ ﺗﻐﻴ ﺮت ﻧﻈ ﺮﺗﻜﻢ ﺑﻤﺠ ﺮد ﺗﻐﻴ ﺮ ﺗﻌﺎﻣﻠﻲ ﻣﻌﻜﻢ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ه ﺬا ﻣ ﻦ ﻃﺒ ﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن ..ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺮاﻋﺎﺗﻪ .. ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﻢ ﻟﻤﺮة واﺣﺪة ﻓﻘﻂ .. آ ﺎن اﻟﻤﻌﻠ ﻢ اﻷول εﻳﺄﺳ ﺮ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ أول ﻟﻘﺎء .. ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ..ﺗﻤﻜﻦ اﻹﺳﻼم .. وﺑ ﺪأت اﻟﻮﻓ ﻮد ﺗﺘﺴ ﺎﺑﻖ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ρﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻗ ﺪم وﻓﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﻴﺲ ..ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρﻓﻠﻤﺎ رﺁه ﻢ وه ﻢ ﻋﻠ ﻰ رﺣﺎﻟﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺰﻟﻮا ..ﺑﺎدرهﻢ ﻼ: ﻗﺎﺋ ً ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮم ..ﻏﻴﺮ ﺧﺰاﻳﺎ ..وﻻ ﻧﺪاﻣﻰ .. ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﺮوا ..وﺗﻮاﺛ ﺒﻮا ﻣ ﻦ رﺣ ﺎﻟﻬﻢ ..وأﻗ ﺒﻠﻮا إﻟﻴﻪ ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن ﻟﻠﺴﻼم ﻋﻠﻴﻪ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮا : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..إن ﺑﻴﻨ ﻨﺎ وﺑﻴ ﻨﻚ ه ﺬا اﻟﺤ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻀﺮ .. وإﻧ ﺎ ﻻ ﻧﺼ ﻞ إﻟ ﻴﻚ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﻬﺮ اﻟﺤ ﺮام ..ﺣ ﻴﻦ ﻳﻘﻒ اﻟﻘﺘﺎل .. ﻓﺤﺪﺛ ﻨﺎ ﺑﺠﻤ ﻴﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺮ ..إن ﻋﻤﻠ ﻨﺎ ﺑ ﻪ دﺧﻠ ﻨﺎ اﻟﺠﻨﺔ ..وﻧﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﻣﻦ وراءﻧﺎ .. ﻓﻘﺎل : εﺁﻣﺮآﻢ ﺑﺄرﺑﻊ ..وأﻧﻬﺎآﻢ ﻋﻦ أرﺑﻊ .. ﺁﻣ ﺮآﻢ ﺑﺎﻹﻳﻤ ﺎن ﺑ ﺎﷲ ..وه ﻞ ﺗ ﺪرون ﻣ ﺎ اﻹﻳﻤ ﺎن ﺑﺎﷲ ؟ ﻗﺎﻟﻮا :اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ أﻋﻠﻢ .. ﻗ ﺎل :ﺷ ﻬﺎدة أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ..وإﻗﺎم اﻟﺼﻼة .. وإﻳﺘﺎء اﻟﺰآﺎة ..وأن ﺗﻌﻄﻮا اﻟﺨﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ .. وأﻧﻬﺎآﻢ ﻋﻦ أرﺑﻊ :ﻋﻦ ﻧﺒﻴﺬ ﻓﻲ اﻟﺪﺑﺎء ..واﻟﻨﻘﻴﺮ واﻟﺤﻨﺘﻢ ..واﻟﻤﺰﻓﺖ ).. (25 وﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ .. آﺎن εﻣﺴﺎﻓﺮًا ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻴﻠﺔ ..ﻓﺴﺎروا ﻓﻲ ﻼ ..ﺣﺘﻰ إذا آﺎن ﺁﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ .. ﻟﻴﻠﻬﻢ ﻣﺴﻴﺮًا ﻃﻮﻳ ً ﻧﺰﻟﻮا ﻓﻲ ﻃﺮف اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻴﻨﺎﻣﻮا .. ﻓﻐﻠﺒﺘﻬﻢ أﻋﻴﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺸﻤﺲ وارﺗﻔﻌﺖ .. ﻓﻜﺎن أول ﻣﻦ اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻣﻪ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ..ﺛﻢ اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻋﻤﺮ .. ﻓﻘﻌﺪ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻨﺪ رأﺳﻪ .. εﻓﺠﻌﻞ ﻳﻜﺒﺮ وﻳﺮﻓﻊ ) ( 25رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري
40
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺻﻮﺗﻪ ..ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻴﻘﻆ اﻟﻨﺒﻲ .. ε ﻓﻨﺰل وﺻﻠﻰ ﺑﻬﻢ اﻟﻔﺠﺮ .. ﻼ ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ اﻟﺘﻔﺖ ﻓﺮأى رﺟ ً ﻣﻦ اﻟﻘﻮم ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﻣﻌﻬﻢ .. ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ ﻓﻼن ..ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻌﻚ أن ﺗﺼﻠﻲ ﻣﻌﻨﺎ ؟ ﻗﺎل :أﺻﺎﺑﺘﻨﻲ ﺟﻨﺎﺑﺔ ..وﻻ ﻣﺎء .. ﻓﺄﻣﺮﻩ εأن ﻳﺘﻴﻤﻢ ﺑﺎﻟﺼﻌﻴﺪ ..ﺛﻢ ﺻﻠﻰ .. ﺛﻢ أﻣﺮ εأﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎﻻرﺗﺤﺎل .. وﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎء ..ﻓﻌﻄﺸﻮا ﻋﻄﺸ ًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ..وﻟﻢ ﻳﻘﻔﻮا ﻋﻠﻰ ﺑﺌﺮ وﻻ ﻣﺎء .. ﻗﺎل ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﻴﻦ : ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺴﻴﺮ ﻓﺈذا ﻧﺤﻦ ﺑﺎﻣﺮأة ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮ ..وﻣﻌﻬﺎ ﻣﺰادﺗﺎن ) ﻗﺮﺑﺘﺎن ( .. ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻬﺎ :أﻳﻦ اﻟﻤﺎء ؟! ﻗﺎﻟﺖ :إﻧﻪ ﻻ ﻣﺎء .. ﻓﻘﻠﻨﺎ :آﻢ ﺑﻴﻦ أهﻠﻚ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎء ؟ ﻗﺎﻟﺖ :ﻳﻮم وﻟﻴﻠﺔ .. ﻓﻘﻠﻨﺎ :اﻧﻄﻠﻘﻲ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻗﺎﻟﺖ :وﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ !!.. ﻓﺴﻘﻨﺎهﺎ ﻣﻌﻨﺎ ﻃﻤﻌًﺎ أن ﺗﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء .. ﺣﺘﻰ أﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ .. ε ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺎء ..ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ ﺑﻤﺜﻞ اﻟﺬي ﺣﺪﺛﺘﻨﺎ ﺑﻪ ..ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﺷﻜﺖ إﻟﻴﻪ أﻧﻬﺎ أم أﻳﺘﺎم .. ﻓﺘﻨﺎول εﻣﺰادﺗﻬﺎ ..ﻓﺴﻤﻰ اﷲ ..وﻣﺴﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺛﻢ ﺟﻌﻞ εﻳﻔﺮغ ﻣﻦ ﻗﺮﺑﺘﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺁﻧﻴﺘﻨﺎ .. ﻼ ..ﺣﺘﻰ روﻳﻨﺎ ﻓﺸﺮﺑﻨﺎ ﻋﻄﺎﺷ ًﺎ أرﺑﻌﻴﻦ رﺟ ً .. وﻣﻸﻧﺎ آﻞ ﻗﺮﺑﺔ ﻣﻌﻨﺎ .. ﺛﻢ ﺗﺮآﻨﺎ ﻗﺮﺑﺘﻴﻬﺎ ..وهﻤﺎ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻣﺘﻼ ًء .. ﺛﻢ ﻗﺎل : εهﺎﺗﻮا ﻣﺎ ﻋﻨﺪآﻢ ..أي ﻃﻌﺎم .. ﻓﺠﻤﻊ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ آﺴﺮ اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺘﻤﺮ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ :اذهﺒﻲ ﺑﻬﺬا ﻣﻌﻚ ﻟﻌﻴﺎﻟﻚ .. واﻋﻠﻤﻲ أﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﺮزأك ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻚ ﺷﻴﺌ ًﺎ ..ﻏﻴﺮ أن اﷲ ﺳﻘﺎﻧﺎ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺛﻢ رآﺒﺖ اﻟﻤﺮأة ﺑﻌﻴﺮهﺎ ..ﻣﺴﺘﺒﺸﺮة ﺑﻤﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم .. ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ أهﻠﻬﺎ ..ﻓﻘﺎﻟﺖ :أﺗﻴﺖ أﺳﺤﺮ اﻟﻨﺎس ..أو هﻮ ﻧﺒﻲ آﻤﺎ زﻋﻤﻮا .. ﻓﻌﺠﺐ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ .. εﻓﻠﻢ )(26 ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ زﻣﻦ ﺣﺘﻰ أﺳﻠﻤﺖ وأﺳﻠﻤﻮا .. ﻧﻌ ﻢ ..أﻋﺠﺒﺖ ﺑﺘﻌﺎﻣﻠﻪ وآﺮﻣﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ أول ﻟﻘﺎء .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻗ ﺒﻞ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. εﻓﺴ ﺄﻟﻪ ﻣﺎ ًﻻ ..ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ εﻗﻄﻴﻌ ًﺎ ﻣﻦ ﻏﻨﻢ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻠﻴﻦ .. ﻓﺮﺟﻊ اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ..ﻓﻘﺎل : ﻳ ﺎ ﻗ ﻮم ..أﺳ ﻠﻤﻮا ﻓﺈن ﻣﺤﻤﺪًا ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻄﺎء ﻣﻦ ﻻ ﻳﺨﺎف اﻟﻔﺎﻗﺔ .. ﻗ ﺎل أﻧﺲ :وﻗﺪ آﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺠﻲء إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ εﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ إﻻ اﻟﺪﻧﻴﺎ ..ﻓﻤﺎ ﻳﻤﺴﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن دﻳﻨﻪ أﺣ ﺐ إﻟ ﻴﻪ ..وأﻋ ﺰ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻣ ﻦ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ وﻣ ﺎ ﻓ ﻴﻬﺎ ).. (27 اﻗﺘﺮاح .. أول ﻟﻘﺎء ﻳﻄﺒﻊ %70ﻣﻦ اﻟﺼﻮرة ﻋﻨﻚ ..ﻓﻌﺎﻣﻞ آﻞ إﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ أن هﺬا هﻮ اﻟﻠﻘﺎء اﻷول واﻷﺧﻴﺮ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ .. 20.اﻟﻨﺎس آﻤﻌﺎدن اﻷرض .. ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﻟﻮﺟﺪت أن ﻟﻬﻢ ﻃﺒﺎﺋﻊ آﻄﺒﺎﺋﻊ اﻷرض .. ﻓﻤ ﻨﻢ اﻟ ﺮﻓﻴﻖ اﻟﻠ ﻴﻦ ..وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﺼ ﻠﺐ اﻟﺨﺸ ﻦ .. وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﻜﺮﻳﻢ آﺎﻷرض اﻟﻤﻨﺒﺘﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ..وﻣﻨﻬﻢ اﻟﺒﺨ ﻴﻞ آ ﺎﻷرض اﻟﺠ ﺪﺑﺎء اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﻤﺴ ﻚ ﻣ ﺎ ًء وﻻ ﻸ .. ﺗﻨﺒﺖ آ ً إذن اﻟﻨﺎس أﻧﻮاع .. وﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻟ ﻮﺟﺪت أﻧ ﻚ ﻋ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻚ ﻣ ﻊ أﻧ ﻮاع اﻷرض ﺗﺮاﻋﻲ ﺣﺎل اﻷرض وﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ .. ﻓﻄ ﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸ ﻴﻚ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض اﻟﺼ ﻠﺒﺔ ..ﺗﺨ ﺘﻠﻒ ) ( 26 ) ( 27
ﻋ ﻦ ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻠﻴﻨﺔ ن ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ..ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻧﺖ ..ﻓﺄﻧ ﺖ ﺣ ﺬر ﻣ ﺘﺄ ﱢ ﻣﺮﺗﺎح ﻣﻄﻤﺌﻦ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .. وهﻜﺬا اﻟﻨﺎس .. ﻗ ﺎل ) εإن اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﺧﻠ ﻖ ﺁدم ﻣ ﻦ ﻗﺒﻀ ﺔ ﻗﺒﻀ ﻬﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻷرض ﻓﺠ ﺎء ﺑ ﻨﻮ ﺁدم ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﻷرض ﻓﺠﺎء ﻣﻨﻬﻢ : اﻷﺣﻤﺮ واﻷﺑﻴﺾ واﻷﺳﻮد وﺑﻴﻦ ذﻟﻚ واﻟﺴﻬﻞ واﻟﺤﺰن واﻟﺨﺒﻴﺚ )(28 واﻟﻄﻴﺐ ( .. ﻓﻌ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻚ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس اﻧﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ ه ﺬا – واﻧﺘﺒﻬﻲ -ﺳﻮاء ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻊ : ﻗﺮﻳﺐ آﺄب وأم وزوﺟﺔ ووﻟﺪ .. أو ﺑﻌﻴﺪ آﺠﺎر وزﻣﻴﻞ وﺑﺎﺋﻊ .. وﻟﻌﻠ ﻚ ﺗﻼﺣ ﻆ أن ﻃ ﺒﺎﺋﻊ اﻟ ﻨﺎس ﺗﺆﺛ ﺮ ﻓ ﻴﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮاراﺗﻬﻢ .. وﺣﺘﻰ ﺗﺘﻴﻘﻦ ذﻟﻚ ..اﻋﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ : إذا وﻗﻌ ﺖ ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑ ﻴﻦ زوﺟ ﺘﻚ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ .. ﻓﺎﺳﺘﺸ ﺮ أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻚ ﻣﻤ ﻦ ﺗﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻪ ﺻ ﻠﺐ ﺧﺸ ﻦ ..ﻗ ﻞ ﻟ ﻪ :زوﺟﺘ ﻲ آﺜﻴ ﺮة اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ ﻲ .. ﻣﻌﻲ ..ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻻﺣﺘﺮام ﻟﻲ ..ﻓﺄﺷﺮ ﻋﻠ ﱠ آﺄﻧ ﻲ ﺑ ﻪ ﺳ ﻴﻘﻮل :اﻟﺤ ﺮﻳﻢ ﻣ ﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻣﻌﻬﻦ ق ﺧﺸ ﻤﻬﺎ ! ﺧ ﻞ إﻻ اﻟﻌ ﻴﻦ اﻟﺤﻤ ﺮاء !! د ﱠ ﻼ !! ﺷﺨﺼﻴﺘﻚ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ !! آﻦ رﺟ ً وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗ ﺜﻮر أﻧ ﺖ وﻳﺨ ﺮب ﻋﻠ ﻴﻚ ﺑﻴ ﺘﻚ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت .. أآﻤﻞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .. اذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺻ ﺪﻳﻖ ﺁﺧ ﺮ ﺗﻌ ﺮف أﻧﻪ هﻴﻦ ﻟﻴﻦ ﻟﻄﻴﻒ ..وﻗﻞ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻸول .. ﺳ ﺘﺠﺪ ﺣ ﺘﻤ ًﺎ أﻧ ﻪ ﻳﻘ ﻮل :ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ه ﺬﻩ أم ) ( 28 ﺻﺤﻴﺢ
رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ
41
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رواﻩ أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ﺣﺴﻦ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻋ ﻴﺎﻟﻚ ..وﻣ ﺎ ﻓ ﻴﻪ زواج ﻳﺨﻠ ﻮ ﻣ ﻦ ﻣﺸ ﺎآﻞ .. اﺻﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..وﺣﺎول أن ﺗﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ..وهﺬﻩ ﻣﻬﻤﺎ ﺻﺎر ﻓﻬﻲ زوﺟﺘﻚ ..وﺷﺮﻳﻜﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة .. ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ ﺻ ﺎرت ﻃﺒ ﻴﻌﺔ اﻟﺸ ﺨﺺ ﺗﺆﺛ ﺮ ﻓ ﻲ ﺁراﺋﻪ وﻗﺮاراﺗﻪ .. ﻟ ﺬﻟﻚ ﻧﻬ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ εأن ﻳﻘﻀ ﻲ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ وه ﻮ ﻋﻄﺸ ﺎن ! أو ﺟ ﻮﻋﺎن ! أو ﺣ ﺎﺑﺲ ﻟ ﺒﻮل أو ﻏ ﺎﺋﻂ ! ﻷن ه ﺬﻩ اﻷﻣ ﻮر ﻗ ﺪ ﺗﻐﻴ ﺮ ﻧﻔﺴ ﻴﺘﻪ .. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻗﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ .. آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﻢ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ رﺟ ﻞ ﺳ ﻔﺎح !! ﺳ ﻔﺎح ؟! ﻼ واﺣﺪًا وﻻ اﺛﻨﻴﻦ ..وﻻ ﻧﻌﻢ ﺳﻔﺎح ..ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ رﺟ ً ﻋﺸﺮة ..وإﻧﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﺗﺴﻌ ًﺎ وﺗﺴﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴ ًﺎ .. ﻻ أدري آ ﻴﻒ ﻧﺠ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس واﻧ ﺘﻘﺎﻣﻬﻢ ..ﻟﻌﻠ ﻪ آ ﺎن ﻣﺨ ﻴﻔ ًﺎ ﺟ ﺪًا إﻟ ﻰ درﺟﺔ أﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺠﺮؤ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘ ﺮاب ﻣ ﻨﻪ ..أو أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺘﺨﻔ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺮاري واﻟﻤﻐ ﺎرات ..ﻻ أدري ﺑﺎﻟﻀ ﺒﻂ ..اﻟﻤﻬ ﻢ أﻧ ﻪ ارﺗﻜﺐ 99ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ !! ﺛ ﻢ ﺣﺪﺛ ﺘﻪ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺘﻮﺑﺔ ..ﻓﺴ ﺄل ﻋ ﻦ أﻋﻠ ﻢ أه ﻞ اﻷرض ﻓﺪﻟ ﻮﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺑ ﺪ ﻓ ﻲ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ..ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻔﺎرق ﻣﺼﻼﻩ ..ﻳﻤﻀﻲ وﻗﺘﻪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺑﻜﺎء ودﻋﺎء ..هﻴﻦ ﻟﻴﻦ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ ﺟﻴﺎﺷﺔ .. دﺧ ﻞ ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺑﺪ ..وﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺛﻢ ﻓﺠﻌ ﻪ ﺑﻘ ﻮﻟﻪ :أﻧ ﺎ ﻗ ﺘﻠﺖ ﺗﺴ ﻌ ًﺎ وﺗﺴ ﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴ ًﺎ .. ﻓﻬﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ؟ ه ﺬا اﻟﻌﺎﺑ ﺪ ..أﻇ ﻨﻪ ﻟ ﻮ ﻗ ﺘﻞ ﻧﻤﻠ ﺔ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻗﺼ ﺪ ﻟﻘﻀ ﻰ ﺑﻘ ﻴﺔ ﻳ ﻮﻣﻪ ﺑﺎآ ﻴ ًﺎ ﻣﺘﺄﺳ ﻔ ًﺎ ..ﻓﻜﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن ﺟﻮاﺑﻪ ﻟﺮﺟﻞ ﻗﺘﻞ ﺑﻴﺪﻩ 99ﻧﻔﺴ ًﺎ .. اﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﻌﺎﺑ ﺪ ..وﻟ ﻢ ﻳﺘﺨ ﻴﻞ 99ﺟ ﺜﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻮاﻗﻒ أﻣﺎﻣﻪ .. ﺻ ﺎح اﻟﻌﺎﺑ ﺪ :ﻻ ..ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻚ ﺗ ﻮﺑﺔ ..ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻚ ﺗﻮﺑﺔ .. وﻻ ﺗﻌﺠ ﺐ أن ﻳﺼ ﺪر ه ﺬا اﻟﺠ ﻮاب ﻣ ﻦ ﻋﺎﺑ ﺪ ﻗﻠﻴﻞ اﻟﻌﻠﻢ ..ﻳﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﻮر ﺑﻌﺎﻃﻔﺘﻪ .. ه ﺬا اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﺠ ﻮاب ..وه ﻮ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺼ ﻠﺐ اﻟﺨﺸ ﻦ ..ﻏﻀ ﺐ واﺣﻤ ﺮت ﻋﻴ ﻨﺎﻩ .. وﺗﻨﺎول ﺳﻜﻴﻨﻪ ﺛﻢ اﻧﻬﺎل ﻃﻌﻨ ًﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ اﻟﻌﺎﺑﺪ ﺣﺘﻰ ﻣﺰﻗﻪ ..ﺛﻢ ﺧﺮج ﺛﺎﺋﺮًا ﻣﻦ اﻟﺼﻮﻣﻌﺔ ..
42
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ..ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﺮة أﺧﺮى .. ﻓﺴ ﺄل ﻋ ﻦ أﻋﻠ ﻢ أهﻞ اﻷرض ..ﻓﺪﻟﻪ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻋﺎﻟﻢ .. ﻣﻀ ﻰ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺣﺘ ﻰ دﺧ ﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ..ﻓﻠﻤﺎ ﻼ رزﻳ ﻨ ًﺎ وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ﻳ ﺮى رﺟ ً ﻳﺰﻳﻨﻪ وﻗﺎر اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺨﺸﻴﺔ .. ﻼ ﺑﻜ ﻞ ﺟ ﺮأة :إﻧ ﻲ ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ إﻟ ﻴﻪ ﺳ ﺎﺋ ً ﻗﺘﻠﺖ ﻣﺎﺋﺔ ﻧﻔﺲ !! ﻓﻬﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ؟! ﻓﺄﺟﺎﺑ ﻪ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻓ ﻮرًا :ﺳ ﺒﺤﺎااان اﷲ !!.. وﻣﻦ ﻳﺤﻮل ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ اﻟﺘﻮﺑﺔ ؟!! ﻼ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﻮل ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ ﺟ ﻮاب راﺋ ﻊ !! ﻓﻌ ً اﻟ ﺘﻮﺑﺔ ؟! ﻓﺎﻟﺨﺎﻟ ﻖ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎء ﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ أي ﻗ ﻮة ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ان ﺗﺤ ﻮل ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑ ﻴﻦ اﻹﻧﺎﺑﺔ إﻟﻴﻪ واﻻﻧﻜﺴﺎر ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳ ﺘﺨﺬ ﻗﺮاراﺗﻪ ﺑﻨﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻠ ﻢ واﻟﺸ ﺮع ..ﻻ ﺑ ﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ وﻣﺸ ﺎﻋﺮﻩ ..أو ﻗ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﻃﻔ ﺘﻪ وأﺣﺎﺳﻴﺴﻪ .. ﻗﺎل اﻟﻌﺎﻟﻢ :ﻟﻜﻨﻚ ﺑﺄرض ﺳﻮء .. ﻋﺠ ﺒ ًﺎ ! آ ﻴﻒ ﻋﻠ ﻢ ؟ ﻋ ﺮف ذﻟ ﻚ ﺑ ﻨﺎء ﻋﻠ ﻰ آﺒ ﺮ اﻟﺠ ﺮاﺋﻢ وﻗﻠ ﺔ اﻟـﻤُﺪاﻓﻊ ﻟﻪ اﻟـﻤُﻨﻜِﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻼ ﻳﻨﺘﺸ ﺮ ﻓ ﻴﻬﺎ اﻟﻘ ﺘﻞ ..ﻓﻌﻠ ﻢ أن اﻟ ﺒﻠﺪ أﺻ ً واﻟﻈﻠ ﻢ إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ أﻧ ﻪ ﻻ أﺣ ﺪ ﻳﻨﺘﺼ ﺮ ﻟﻠﻤﻈﻠﻮم .. ﻗ ﺎل :إﻧ ﻚ ﺑ ﺄرض ﺳ ﻮء ..ﻓﺎذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ آ ﺬا وآ ﺬا ﻓ ﺈن ﺑﻬ ﺎ ﻗ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﻌ ﺒﺪون اﷲ ﻓﺎﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻣﻌﻬﻢ .. ذه ﺐ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺗﺎﺋﺒ ًﺎ ﻣﻨﻴﺒ ًﺎ ..ﻓﻤﺎت ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻤﻘﺼﻮد .. ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ وﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﻌﺬاب .. ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻓﻘﺎﻟﺖ :أﻗﺒﻞ ﺗﺎﺋﺒ ًﺎ ﻣﻨﻴﺒ ًﺎ .. وأﻣ ﺎ ﻣﻼﺋﻜ ﺔ اﻟﻌ ﺬاب ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺧﻴﺮًا ﻗﻂ .. ﻓ ﺒﻌﺚ اﷲ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓﻲ ﺻﻮرة رﺟﻞ ﻟﻴﺤﻜﻢ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ..ﻓﻜ ﺎن اﻟﺤﻜ ﻢ أن ﻳﻘﻴﺴ ﻮا ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ..ﺑﻠﺪ اﻟﻄﺎﻋﺔ وﺑﻠﺪ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ..ﻓﺈﻟﻰ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أﻳﺘﻬﻤﺎ آﺎن أﻗﺮب .ز ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻬﺎ .. وأوﺣ ﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ إﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﺔ أن ﺗﻘﺎرﺑﻲ .. وإﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ أن ﺗﺒﺎﻋﺪي ..ﻓﻜﺎن أﻗﺮب إﻟﻰ ﺑﻠﺪ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ .. ﺣﺘ ﻰ اﻟﻤﻔﺘ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺎﺋﻞ اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ﺗﺠ ﺪ ﻣ ﻊ اﻷﺳﻒ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺗﻐﻠﺒﻪ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ .. أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ ﺟﻴﺮاﻧ ﻲ آ ﺎن آﺜﻴ ﺮ اﻟﺨﻼﻓ ﺎت ﻣ ﻊ زوﺟﺘﻪ .. اﺷ ﺘﺪ اﻟﺨ ﻼف ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻄﻠﻘﻬ ﺎ ﺗﻄﻠ ﻴﻘﻪ ..ﺛﻢ راﺟﻌﻬﺎ .. ﺛﻢ اﺷﺘﺪ أﺧﺮى ..ﻓﻄﻠﻘﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ..ﺛﻢ راﺟﻌﻬﺎ .. وآ ﻨﺖ آﻠﻤ ﺎ ﻗﺎﺑﻠ ﺘﻪ أﺣ ﺬرﻩ وأوﺻ ﻴﻪ ..وأذآ ﺮﻩ ﺑﺄﺑ ﻨﺎﺋﻪ اﻟﺼﻐﺎر ..وأهﻤﻴﺔ اﻋﺘﺒﺎرهﻢ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﻢ ..وأآﺮر ﻋﻠﻴﻪ : ﻟ ﻢ ﻳ ﺒﻖ ﻟ ﻚ إﻻ ﻃﻠﻘ ﺔ واﺣ ﺪة – اﻟﺜﺎﻟ ﺜﺔ – ﻓ ﺈن أوﻗﻌ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻢ ﺗﺤﻞ ﻟﻚ ﻣﺮاﺟﻌﺘﻬﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ زواﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺁﺧ ﺮ وﺗﻄﻠ ﻴﻘﻪ ﻟﻬ ﺎ ..ﻓﺎﺗ ﻖ اﷲ ..وﻻ ﺗﺨﺮب ﺑﻴﺘﻚ .. ﺣﺘ ﻰ ﺟﺎءﻧ ﻲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣﺘﻐﻴ ﺮ اﻟ ﻮﺟﻪ وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺷﻴﺦ ﺗﺨﺎﺻﻤﻨﺎ وﻃﻠﻘﺘﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ !! وه ﺬا اﻟﻜ ﻼم ﻣ ﻨﻪ ﻟ ﻴﺲ ﻏ ﺮﻳﺒ ًﺎ ..إﻧﻤ ﺎ اﻟﻐﺮﻳﺐ أﻧﻪ ﻗﺎل ﺑﻌﺪهﺎ :ﻣﺎ ﺗﻌﺮف ﻟﻲ ﺷﻴﺨ ًﺎ ﺣﺒﻴﺒ ًﺎ ﻳﻔﺘﻴﻨﻲ اﻵن أراﺟﻌﻬﺎ !! ﻓﻌﺠ ﺒﺖ ﻣ ﻨﻪ ..ﺛ ﻢ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎل ﻓﺎآﺘﺸﻔﺖ ﻣﺎ ﺗﻘﺮر ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ أن آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺁراؤهﻢ – ورﺑﻤ ﺎ اﺧﺘ ﻴﺎراﺗﻬﻢ اﻟﻔﻘﻬ ﻴﺔ – ﺗﺄﺛ ﺮًا ﺑﻌﺎﻃﻔ ﺘﻪ وﻃﺒﻴﻌﺘﻪ .. وﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣ ﻦ ﻃﺒﻴﻌ ﺘﻪ أﻧ ﻪ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﺤﺐ ﻟﻠﻤ ﺎل ..ﻓ ﻼ ﺗﻌﺠ ﺐ إذا رأﻳ ﺘﻪ ﻳ ﺬل ﻧﻔﺴ ﻪ ﻷرﺑ ﺎب اﻷﻣﻮال ..ﻳﻬﻤﻞ أوﻻدﻩ وﺑﻴﺘﻪ ﻷﺟﻞ ﺟﻤﻌﻪ ..ﻳﻘﺘﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﻮل ..ﻻ ﺗﻌﺠ ﺐ ﻓﻬ ﻮ ﻃﻤ ﺎع ..ﺑ ﻞ إن اﺗﺨﺎذﻩ ﻟﻘﺮاراﺗﻪ وﺗﺒﻨﻴﻪ ﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺗﻪ ﻳﻨﺒﻨﻲ آﺜﻴﺮًا ﻋﻠﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻄﺒ ﻴﻌﺔ ..ﻓ ﺈذا أردت أن ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌ ﻪ أو ﺗﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻓﻀﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻜﻠﻢ أﻧﻪ ﻣﺤ ﺐ ﻟﻠﻤ ﺎل ..ﻓﺤﺎول أن ﻻ ﺗﻌﺎرض هﺬﻩ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ .. وﻷن اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﻔﻬﻮم ..ﺧﺬ ﻣﺜﺎ ًﻻ : ﻧﻔ ﺮض أﻧ ﻚ زرت ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ وﻗﺎﺑﻠ ﺖ ﻣﺼ ﺎدﻓﺔ
43
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻼ ﻟﻚ أﻳﺎم اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .. ﺻ ﺪﻳﻘ ًﺎ ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ آ ﺎن زﻣﻴ ً ﻓﺪﻋ ﻮﺗﻪ إﻟﻰ وﻟﻴﻤﺔ ﻏﺪاء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ ..ﻓﻮاﻓﻖ .. ﻓﺬه ﺒﺖ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق واﺷ ﺘﺮﻳﺖ ﺣﺎﺟ ﺎت ﺛ ﻢ رﺟﻌ ﺖ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﻴﺖ ﻟﺘﺴ ﺘﻌﺪ وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﺘﺼ ﻞ ﺑﻌ ﺪد ﻣ ﻦ زﻣﻼﺋﻜ ﻢ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﻴﻦ ﺗﺪﻋ ﻮهﻢ ﻟﻤﺸ ﺎرآﺘﻜﻢ اﻟﻮﻟ ﻴﻤﺔ ورؤﻳ ﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ..ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ ه ﺆﻻء ﺻ ﺪﻳﻖ -ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﺨﻼء اﻟ ﺬﻳﻦ اﺳﺘﻮﻟﻰ ﺣﺐ اﻟﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ -اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ ﻓ ﺮﺣﺐ وﺣ ﻴﱠﺎ ..ﻓﻠﻤ ﺎ أﺧﺒﺮﺗﻪ ﻋﻦ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ .. ﻗ ﺎل :ﺁﺁﻩ ..ﻳ ﺎ ﻟﻴﺘﻨ ﻲ أﺳ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﻀ ﻮر ورؤﻳ ﺔ ﻓ ﻼن ..ﻟﻜﻨ ﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻐﻞ هﺎاام .. ﻓ ﺒﻠﻐﻪ ﺳ ﻼﻣﻲ ..وﻟﻌﻠ ﻲ أراﻩ ﻓ ﻲ وﻗ ﺖ ﺁﺧﺮ .. ﻓﺄدرآ ﺖ أﻧ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺮﻓﺘﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌ ﺘﻪ أﻧ ﻪ ﻳﺨﺸ ﻰ أن ﻳﺠ ﻲء ..ﻓﻴﻀ ﻄﺮ إﻟ ﻰ أن ﻳﺪﻋ ﻮ اﻟﻀ ﻴﻒ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ وﻳﺼ ﻨﻊ ﻟ ﻪ وﻟ ﻴﻤﺔ ﺗﻜﻠﻔ ﻪ ﻣﺒﻠﻐ ًﺎ وﻗﺪرﻩ !! ..وهﻮ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺘﻮﻓﻴﺮ .. ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ :ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ هﺬا اﻟﻀﻴﻒ ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟ ﺒﻠﺪ ﺳﻴﺴ ﺎﻓﺮ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻐﺪاء ﻣﺒﺎﺷﺮة ..ﻓﻘﺎل : ﺁﺁﺁ ..إذن ﺳﺄؤﺟﻞ ﺷﻐﻠﻲ وﺁﺗﻲ ﻟﺮؤﻳﺘﻪ !! وﺑﻌ ﺾ ﻣ ﻦ ﺗﺨ ﺎﻟﻄﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻜ ﻮن اﺟﺘﻤﺎﻋ ﻴ ًﺎ أﺳ ﺮﻳ ًﺎ ..ﻳﺤﺐ أﺳﺮﺗﻪ ..ﻻ ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاﻗﻬﻢ ..اﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻪ أي ﺷﻲء إﻻ أن ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ أوﻻدﻩ ﺑﺴﻔﺮ أو ﻧﺤﻮﻩ ..ﻓﻼ ﺗﻜﻠﻔﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ .. إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻃﺒﺎﺋﻊ اﻟﻨﺎس .. ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻦ اﺻﻄﻴﺎد ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻠﻮب .. ﻓ ﺈذا ﺳ ﺎﻓﺮ ﻣ ﻊ ﺑﺨ ﻼء اﻗﺘﺼ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺤﺮﺟﻬﻢ ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ .. وإن ﺟ ﺎﻟﺲ ﻋﺎﻃﻔﻴﻴﻦ زاد ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ .. وإن ﻣﺸ ﻰ ﻣ ﻊ ﻓﻜﺎهﻴ ﻴﻦ ﻣ ﺮﺣﻴﻦ ﺿ ﺤﻚ وﻣﺰح وﺟﺎﻣﻠﻬﻢ ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ .. ﻳﻠ ﺒﺲ ﻟﻜ ﻞ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻟﺒﻮﺳﻬﺎ ..إﻣﺎ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ وإﻣﺎ ﺑﺆﺳﻬﺎ .. ﻼ ﻣﻌ ﻲ ..واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻋ ﺪ ﺑﺬاآ ﺮﺗﻚ ﻗﻠ ﻴ ً وُ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رﺳﻮل اﷲ εوﻗﺪ أﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ﻟﻔﺘﺢ ﻣﻜﺔ .. آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻗ ﺪ ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻗ ﺒﻞ أن ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ ..ﻓﺄﺳﻠﻢ .. ﻓ ﻲ ﻗﺼﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ..اﻟﺸﺎهﺪ ﻣﻨﻬﺎ أﻧﻪ ﻟﻤﺎ أﺳﻠﻢ ﻗﺎل اﻟﻌﺒﺎس : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..إن أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن رﺟ ﻞ ﻳﺤ ﺐ اﻟﻔﺨﺮ ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻓﻘ ﺎل " : ρﻧﻌ ﻢ ..ﻣ ﻦ دﺧﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ .. وﻣ ﻦ أﻏﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺎﺑ ﻪ ﻓﻬ ﻮ ﺁﻣ ﻦ ..وﻣ ﻦ دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ .. ﻓﻠﻤﺎ ذهﺐ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﻟﻴﻨﺼﺮف إﻟﻰ ﻣﻜﺔ .. ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﺈذا هﻮ اﻟﺬي اﺳﺘﻨﻔﺮ ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﻟﺤﺮﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﺪر .. واﺳﺘﻨﻔﺮهﺎ ﻟﺤﺮﺑﻪ ﻓﻲ أﺣﺪ .. ﺛﻢ اﺳﺘﻨﻔﺮهﺎ ﻟﺤﺮﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻨﺪق .. وإذا رﺟﻞ ﻗﺎﺋﺪ ..ﻗﺪ ﻃﺤﻨﺘﻪ اﻟﺤﺮب وﻃﺤﻨﻬﺎ .. وإذا هﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺈﺳﻼم .. ﻓﺄراد رﺳﻮل اﷲ ρأن ﻳﺮﻳﻪ ﻗﻮة اﻹﺳﻼم .. ﻓﻘﺎل " : εﻳﺎ ﻋﺒﺎس .. ﻗﺎل :ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻗﺎل :اﺣﺒﺲ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻤﻀﻴﻖ اﻟﻮادي ﻋﻨﺪ ﺧﻄﻢ اﻟﺠﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺮ ﺑﻪ ﺟﻨﻮد اﷲ ﻓﻴﺮاهﺎ .. أي أوﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺠﻴﺶ وهﻮ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ .. ﻓﺨ ﺮج اﻟﻌ ﺒﺎس ﺑﺄﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ..ﺣﺘ ﻰ وﻗ ﻒ ﻣﻌ ﻪ ﺑﻤﻀ ﻴﻖ اﻟ ﻮادي ..ﺣ ﻴﺚ ﺗ ﺘﺪﻓﻖ اﻟﻜ ﺘﺎﺋﺐ آﺎﻟﺴ ﻴﻞ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ .. وﺟﻌﻠ ﺖ اﻟﻜ ﺘﺎﺋﺐ ﺗﻤ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑ ﺮاﻳﺎﺗﻬﺎ ..ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮت اﻟﻜﺘﻴﺒﺔ اﻷوﻟﻰ ﻗﺎل :ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ﻣﻦ هﺆﻻء ؟ ﻗﺎل اﻟﻌﺒﺎس :ﺳﻠﻴﻢ .. ﻗﺎل :ﻣﺎﻟﻲ وﻟﺴﻠﻴﻢ !!.. ﺛﻢ ﻣﺮت ﺑﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .. ﻗﺎل :ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ﻣﻦ هﺆﻻء ؟ ﻗﺎل :ﻣﺰﻳﻨﺔ .. ﻗﺎل :ﻣﺎﻟﻲ وﻟﻤﺰﻳﻨﺔ !!.. ﺣﺘ ﻰ ﻧﻔ ﺪت اﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ..وهﻮ ﻣﺎ ﺗﻤﺮ آﺘﻴﺒﺔ إﻻ ﺳﺄل اﻟﻌﺒﺎس ﻋﻨﻬﺎ .. ﻓﺈذا أﺧﺒﺮﻩ ..ﻗﺎل :ﻣﺎﻟﻲ وﻟﺒﻨﻲ ﻓﻼن ..
44
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺮ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻲ آﺘﻴﺒﺘﻪ اﻟﺨﻀﺮاء ..وﻓ ﻴﻬﺎ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون واﻷﻧﺼﺎر ..ﻗﺪ ﻏﻄﻮا أﺟﺴ ﺎدهﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳ ﺪ ..ﻓ ﻼ ﻳ ﺮى ﻣ ﻨﻬﻢ إﻻ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ .. ﻓﻘﺎل :ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ! ﻣﻦ هﺆﻻء ؟ ﻓﻘ ﺎل اﻟﻌ ﺒﺎس :ه ﺬا رﺳ ﻮل اﷲ ρﻓ ﻲ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼﺎر .. ﻗ ﺎل :ه ﺬا اﻟﻤ ﻮت اﻷﺣﻤ ﺮ ..واﷲ ﻣ ﺎ ﻷﺣ ﺪ ﺑﻬﺆﻻء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﻻ ﻃﺎﻗﺔ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :واﷲ ﻳ ﺎ أﺑﺎ اﻟﻔﻀﻞ ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﻠﻚ اﺑﻦ أﺧﻴﻚ ﻋﻈﻴﻤ ًﺎ ! ﻗﺎل اﻟﻌﺒﺎس :ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ..إﻧﻬﺎ اﻟﻨﺒﻮة .. ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن :ﻓﻨﻌﻢ إذن .. ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺠﺎوزﺗﻬﻢ اﻟﺨﻴﻞ ..ﺻﺎح ﺑﻪ اﻟﻌﺒﺎس .. اﻟﻨﺠﺎ َء إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻚ .. ﻓﻤﻀﻰ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ .. وﺟﻌﻞ ﻳﺼﺮخ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ : ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ..هﺬا ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺪ ﺟﺎءآﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻗ ﺒﻞ ﻟﻜ ﻢ ﺑ ﻪ ..ﻓﻤ ﻦ دﺧ ﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ .. ﻗﺎﻟﻮا :ﻗﺎﺗﻠﻚ اﷲ ! وﻣﺎ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻨﺎ دارك ؟ ﻗ ﺎل :وﻣ ﻦ أﻏﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺎﺑ ﻪ ﻓﻬ ﻮ ﺁﻣ ﻦ .. وﻣﻦ دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ .. ﻓﺘﻔﺮق اﻟﻨﺎس إﻟﻰ دورهﻢ وإﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. ﻓﻠﻠ ﻪ در ﻧﺒ ﻴﻪ εآ ﻴﻒ أﺛ ﺮ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ أﺑ ﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ .. وﻣﻤ ﺎ ﻳﺤﺴ ﻦ هﻬ ﻨﺎ ..أن ﺗﻌ ﺮف ﻃﺒ ﻴﻌﺔ اﻟﺸ ﺨﺺ وﻧﻔﺴﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﻪ ..ﻓﺈن ﻣﻌ ﺮﻓﺔ ﻃﺒﻴﻌ ﺘﻪ ..وﻣ ﺎذا ﻳﻨﺎﺳ ﺒﻪ ..ﻳﻔ ﻴﺪك ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ أو اﻟﻜﻼم ﻣﻌﻪ .. ﻓﻲ ﻏﺰوة اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ .. ﺧ ﺮج رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﺑﻤ ﻦ ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟ ﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼ ﺎر وﻣ ﻦ ﻟﺤ ﻖ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻌﺮب .. آﺎﻧﻮا أﻟﻔ ًﺎ وأرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ .. ﺳ ﺎﻗﻮا ﻣﻌﻬ ﻢ اﻟﻬﺪى وأﺣﺮﻣﻮا ﺑﺎﻟﻌﻤﺮة ﻟﻴﻌﻠﻢ اﻟ ﻨﺎس أﻧﻬ ﻢ إﻧﻤﺎ ﺧﺮﺟﻮا زاﺋﺮﻳﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻌﻈﻤﻴﻦ ﻟﻪ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺳ ﺎق εﻣﻌﻪ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ..هﺪﻳ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮام .. وﺻﻠﻮا ﻣﻜﺔ ..ﻓﻤﻨﻌﺘﻬﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ دﺧﻮﻟﻬﺎ .. ﻋﺴ ﻜﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ εﺑﺄﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ اﺳ ﻤﻪ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ .. ﺟﻌﻠ ﺖ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺗﺮﺳ ﻞ إﻟ ﻴﻪ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺗﻠ ﻮ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﻠﺘﻔﺎوض ﻣﻌﻪ .. ﻓﺒﻌﺜﻮا إﻟﻴﻪ أو ًﻻ ﻣﻜﺮز ﺑﻦ ﺣﻔﺺ .. ﻼ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ..ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﻌﻬﺪ آ ﺎن ﻣﻜ ﺮز رﺟ ً وﻻ ﻣﻴﺜﺎق ..ﺑﻞ هﻮ ﻓﺎﺟﺮ ﻏﺎدر .. ﻼ ﻗﺎل :هﺬا رﺟﻞ ﻏﺎدر ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ رﺳﻮل اﷲ ρﻣﻘﺒ ً .. ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρآﻠﻤﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻤﺜﻠﻪ .. وأﺧﺒﺮﻩ أﻧﻪ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻳﺮﻳﺪ ﺣﺮﺑ ًﺎ ..إﻧﻤﺎ ﺟﺎء ﻣﻌﺘﻤﺮًا ﻼ ..وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﺘﺐ ﻣﻌ ﻪ ﻋﻬ ﺪًا ﻷﻧ ﻪ ﻳﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻪ ﻟﻴﺲ أه ً ﻟﺬﻟﻚ .. رﺟﻊ ﻣﻜﺮز إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﺄﺧﺒﺮهﻢ .. ﻓﺒﻌﺜﻮا ﺣﻠﻴﺲ ﺑﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ ..ﺳﻴﺪ اﻷﺣﺎﺑﻴﺶ .. وآ ﺎن اﻷﺣﺎﺑ ﻴﺶ ﻗ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺮب ﺳ ﻜﻨﻮا ﻣﻜ ﺔ ﺗﻌﻈﻴﻤ ًﺎ ﻟﻠﺤﺮم وﻋﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ .. ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ رﺳﻮل اﷲ ρﻗﺎل : إن ه ﺬا ﻣ ﻦ ﻗ ﻮم ﻳ ﺘﺄﻟﻬﻮن .ز أي ﻳﺘﻌ ﺒﺪون .. ﻓﺎﺑﻌﺜﻮا اﻟﻬﺪي ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮاﻩ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟﻬ ﺪي ﻣﻦ إﺑﻞ وﻏﻨﻢ ..ﺗﺴﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻋ ﺮض اﻟ ﻮادي ﻓ ﻲ ﻗﻼﺋ ﺪﻩ وﺣ ﺒﺎﻟﻪ ﻣﺮﺑﻮﻃ ًﺎ ﻣﻬﻴﺌ ًﺎ ﻟﻴﺬﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﺤﺮم .. ﻗ ﺪ أآ ﻞ أوﺑ ﺎرﻩ ﻣ ﻦ ﻃ ﻮل اﻟﺤﺒﺲ ﻋﻦ ﻣﺤﻠﻪ ..ﻗﺪ أﺿﻨﺎﻩ اﻟﺠﻮع واﻟﻌﻄﺶ .. ﻟﻤ ﺎ رأى ﺳ ﻴﺪ اﻷﺣﺎﺑ ﻴﺶ ذﻟ ﻚ ..اﻧ ﺘﻔﺾ ..وﻟ ﻢ ﻳﻘﺎﺑ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ρإﻋﻈﺎﻣ ًﺎ ﻟﻤ ﺎ رأى ..وآ ﻴﻒ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﻤﻌﺘﻤﺮون ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮام !! رﺟ ﻊ إﻟ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ ..ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﻢ ذﻟ ﻚ ..ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﻪ : اﺟﻠﺲ ﻓﺈﻧﻤﺎ أﻧﺖ أﻋﺮاﺑﻲ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻚ .. ﻓﻐﻀﺐ اﻟﺤﻠﻴﺲ ..وﻗﺎل : ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ..واﷲ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ هﺬا ﺣﺎﻟﻔﻨﺎآﻢ .. وﻻ ﻋﻠﻰ هﺬا ﻋﺎهﺪﻧﺎآﻢ .. أﻳﺼﺪ ﻋﻦ ﺑﻴﺖ اﷲ ﻣﻦ ﺟﺎءﻩ ﻣﻌﻈﻤ ًﺎ ﻟﻪ ؟
45
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
واﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺲ اﻟﺤﻠ ﻴﺲ ﺑ ﻴﺪﻩ ..ﻟ ﺘﺨﻠﻦ ﺑ ﻴﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ وﺑ ﻴﻦ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﺮة ..أو ﻷﻧﻔﺮن ﺑﺎﻷﺣﺎﻳﺶ ﻧﻔﺮة رﺟﻞ واﺣﺪ .. ﻗﺎﻟ ﻮا َ :ﻣ ْﻪ ُ ..آﻒﱠ ﻋﻨﺎ ..ﺣﺘﻰ ﻧﺄﺧﺬ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺮﺿﻰ ﺑﻪ .. ﻼ ﺷ ﺮﻳﻔ ًﺎ .. ﺛ ﻢ أرادوا ..أن ﻳﺒﻌ ﺜﻮا رﺟ ً ﻓﺎﺧﺘﺎروا ﻋﺮوة ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺜﻘﻔﻲ .. ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ إﻧ ﻲ ﻗ ﺪ رأﻳ ﺖ ﻣ ﺎ ﻳﻠﻘ ﻰ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﺘﻤﻮﻩ إﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ إذ ﺟﺎءآﻢ ..ﻣ ﻦ اﻟﺘﻌﻨ ﻴﻒ وﺳ ﻮء اﻟﻠﻔ ﻆ ..وﻗﺪ ﻋﺮﻓﺘﻢ أﻧﻜﻢ واﻟﺪ وأﻧﻲ وﻟﺪ .. ﻗﺎﻟﻮا :ﺻﺪﻗﺖ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻤﺘﻬﻢ .. ﻓﺨ ﺮج ﻋ ﺮوة ..وآ ﺎن ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ..ﻟﻪ ﺷﺮف وﻣﻜﺎﻧﺔ ..وﻟﻪ ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس .. ﻓﻠﻤ ﺎ أﺗ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ρﺟﻠ ﺲ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﺛ ﻢ ﻗﺎل : ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ !! أﺟﻤﻌ ﺖ أوﺷﺎب اﻟﻨﺎس ﺛﻢ ﺟﺌﺖ ﺑﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻴﻀﺘﻚ ﻟﺘﻔﻀﻬﺎ ﺑﻬﻢ ؟ إﻧﻬ ﺎ ﻗ ﺮﻳﺶ ..ﻗ ﺪ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣﻌﻬ ﺎ اﻟﻌ ﻮذ اﻟﻤﻄﺎﻓﻴﻞ ..ﻗﺪ ﻟﺒﺴﻮا ﺟﻠﻮد اﻟﻨﻤﻮر .. ﻳﻌﺎه ﺪون اﷲ ﻻ ﺗ ﺪﺧﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻨﻮة أﺑﺪًا .. وأﻳﻢ اﷲ ﻟﻜﺄﻧﻲ ﺑﻬﺆﻻء ﻗﺪ اﻧﻜﺸﻔﻮا ﻋﻨﻚ ﻏﺪًا .. وآﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺒﻲ .. ρواﻗﻔ ًﺎ .. ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ :اﻣﺼﺺ ﺑﻈﺮ اﻟﻼت ! أﻧﺤﻦ ﻧﻨﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ ؟ ﺗﻔﺎﺟ ﺄ ﻣﻠ ﻚ ﻗ ﻮﻣﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺠﻮاب ..ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻌﻮد ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺜﻠﻪ ..ﻟﻜ ﻨﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ آ ﺎن ﻳﺤﺘﺎج إﻟ ﻰ ﺟ ﺮﻋﺔ آﻬ ﺬﻩ ﺗﺨﻔ ﺾ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ رأﺳﻪ ﻣﻦ آﺒﺮﻳﺎء .. ﻓﻘﺎل ﻋﺮوة ﻣﺘﺄﺛﺮًا :ﻣﻦ هﺬا ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ؟ ﻗﺎل :هﺬا اﺑﻦ أﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ .. ﻗ ﺎل :أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﻮﻻ ﻳ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪي ﻟﻜﻔﺄﺗﻚ ﺑﻬﺎ ..وﻟﻜﻦ هﺬﻩ ﺑﻬﺬﻩ .. وﺟﻌ ﻞ ﻋ ﺮوة ﻳﻠ ﻴﻦ اﻟﻌﺒﺎرات ﺑﻌﺪهﺎ ..وﻳﻜﻠﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρوﻳﻠﻤ ﺲ ﻟﺤ ﻴﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ..واﻟﻤﻐﻴﺮة ﺑ ﻦ ﺷ ﻌﺒﺔ اﻟﺜﻘﻔ ﻲ واﻗ ﻒ وراء رأس رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻗﺪ ﻏﻄﻰ وﺟﻬﻪ اﻟﺤﺪﻳﺪ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻜ ﺎن آﻠﻤﺎ ﻗﺮب ﻋﺮوة ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﻟﺤﻴﺔ رﺳﻮل اﷲ ρ .. ﻗﺮﻋﻬﺎ ﺷﻌﺒﺔ ﺑﻄﺮف اﻟﺴﻴﻒ .. ﺛ ﻢ ﻳﻤ ﺪهﺎ ﺛﺎﻧ ﻴﺔ ..ﻓﻴﻘ ﺮﻋﻬﺎ ﺷ ﻌﺒﺔ ﺑﻄﺮف اﻟﺴﻴﻒ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣ ﺪهﺎ اﻟﺜﺎﻟ ﺜﺔ ..ﻗ ﺎل ﺷ ﻌﺒﺔ :اآﻔ ﻒ ﻳﺪك ﻋﻦ وﺟ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ρﻗ ﺒﻞ أﻻ ﺗﺼ ﻞ إﻟﻴﻚ ﻳﺪك ..أي أﻗﻄﻌﻬﺎ !! ﻓﻘﺎل ﻋﺮوة :وﻳﺤﻚ ﻣﺎ أﻓﻈﻚ وأﻏﻠﻈﻚ ! وﻣﻦ هﺬا ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ؟ ﻓﺘﺒﺴﻢ رﺳﻮل اﷲ .. ρوﻗﺎل .. هﺬا اﺑﻦ أﺧﻴﻚ اﻟﻤﻐﻴﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ اﻟﺜﻘﻔﻲ .. ﻓﻘ ﺎل ﻋ ﺮوة :أي ﻏ ﺪر وه ﻞ ﻏﺴ ﻠﺖ ﺳ ﻮأﺗﻚ إﻻ ﺑﺎﻷﻣﺲ ! ﺛﻢ ﻗﺎم ﻋﺮوة ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ .. ρوﻋﺎد إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺶ .. ﻓﺎﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﺎل : ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ..واﷲ ﻟﻘ ﺪ رأﻳﺖ آﺴﺮى وﻗﻴﺼ ﺮ واﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ ..واﷲ ﻣ ﺎ رأﻳ ﺖ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻳﻌﻈﻤﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ آﻤﺎ ﻳﻌﻈﻢ أﺻﺤﺎب ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪًا .. ﻓﻮﻗ ﻊ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺐ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮهﺒﺔ ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .. ﻓﺄرﺳﻠﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو .. ﻓﻤﻀ ﻰ ﻳﻤﺸ ﻲ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. εﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻗ ﺎل :ﺳ ﻬﻞ أﻣ ﺮآﻢ ..ﺛ ﻢ آﺘ ﺒﻮا ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ .. ه ﺬا ﺟﺎﻧ ﺐ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺮﻓﺘﻪ εﻷﻧ ﻮاع اﻟ ﻨﺎس .. واﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﻔ ﺘﺎح اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ آ ﻞ أﺣﺪ .. وه ﺬﻩ اﻷﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ ﻃﺒﺎع اﻟﻨﺎس ﺗﻼﺣﻈﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ إﻟﻘﺎء اﻟﻜﻠﻤﺎت أو اﻟﺴﻮاﻟﻴﻒ ﻣﻌﻬﻢ .. وﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺸﺎهﺪ دﻟﻴﻞ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ .. ﺣ ﺎول أن ﺗﻠﻘ ﻲ ﻗﺼ ﺔ ﻣﺒﻜ ﻴﺔ أﻣﺎم ﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ..واﻧﻈﺮ إﻟﻰ أﻧﻮاع ﺗﺄﺛﺮهﻢ .. أذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺧﻄ ﺒﺔ ﺿﻤﻨﺘﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﻤﺮ .. τوﻟﻤﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ آﻴﻔﻴﺔ ﻃﻌﻦ أﺑﻲ ﻟﺆﻟﺆة اﻟﻤﺠﻮﺳﻲ ﻟﻌﻤﺮ .. τﻗﻠﺖ – ﺑﺼﻮت ﻋﺎ ٍل : - وﻓﺠﺄة ﺧﺮج أﺑﻮ ﻟﺆﻟﺆة ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮاب ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ..
46
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺛﻢ ﻃﻌﻨﻪ ﺛﻼث ﻃﻌﻨﺎت .. وﻗﻌﺖ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ .. ﺛ ﻢ اﺳ ﺘﺠﻤﻊ ﻗ ﻮﺗﻪ وﻃﻌ ﻦ ﺑﺎﻟﺨﻨﺠ ﺮ ﺗﺤ ﺖ ﺳﺮﺗﻪ .. ﺛ ﻢ ﺟ ﺮرررر اﻟﺨﻨﺠ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﻌ ﺾ أﻣﻌﺎﺋﻪ .. ﺖ وأﻧ ﺎ أﻧﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺟ ﻮﻩ أن اﻟ ﻨﺎس ﻻﺣﻈ ُ ﺗﻨﻮﻋﻮا ﻓﻲ آﻴﻔﻴﺔ ﺗﺄﺛﺮهﻢ .. ﻓﻤ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ أﻏﻤ ﺾ ﻋﻴﻨ ﻴﻪ ﻓﺠ ﺄة وآﺄﻧﻪ ﻳﺮى اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ أﻣﺎﻣﻪ .. وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻜﻰ .. وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ آ ﺎن ﻳﺴ ﺘﻤﻊ دون أدﻧ ﻰ ﺗﺄﺛ ﺮ وآﺄﻧﻪ ﻳﻨﺼﺖ إﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻮم !! ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻮ ﻋﺮﺿ ﺖ ﻗﺼﺔ ﺣﻤﺰة τﻟﻤﺎ وﻗ ﻊ ﺷ ﻬﻴﺪًا ﻓ ﻲ ﻣﻌﺮآﺔ أﺣﺪ ..وآﻴﻒ ﺷﻘﻮا ﺑﻄ ﻨﻪ ﻓﺄﺧ ﺮﺟﻮا آ ﺒﺪﻩ ..وﻗﻄﻌ ﻮا أذﻧ ﻴﻪ .. وﺟﺪﻋ ﻮا أﻧﻔ ﻪ ..وه ﻮ ﺳ ﻴﺪ اﻟﺸ ﻬﺪاء وأﺳ ﺪ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ .. وﻋﻤﻮﻣ ًﺎ .. ﻋﻠﻤﺘﻨ ﻲ اﻟﺤ ﻴﺎة أن اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﺨﻠ ﻮن ﻣﻦ أن ﻳ ﻮﺟﺪ ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﻏﻠ ﻴﻆ ﻏﺒ ﻲ !!..ﻻ ﻳﺤﺴ ﻦ ﺿﺒﻂ ﻋﺒﺎراﺗﻪ ..وﻻ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ اﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ .. ﻼ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﺼ ﻨﻒ ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﺮة أذآ ﺮ أن رﺟ ً ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ..ﻓﺬآﺮ ﻗﺼﺔ وﻗﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﻊ أﺣ ﺪ اﻟﺒﺎﺋﻌ ﻴﻦ ..ﻓﻘ ﺎل ﻓ ﻲ ﻣﻌ ﺮض ﺣﺪﻳ ﺜﻪ : وه ﺬا اﻟ ﺒﺎﺋﻊ ﺿﺨﻢ ﺟﺪًا آﺄﻧﻪ ﺣﻤﺎر ..ﺛﻢ ﻗﺎل :ﻳﺸﺒﻪ ﺧﺎﻟﺪ !! وأﺷﺎر إﻟﻰ رﺟﻞ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ !! ﻓ ﻼ أدري آ ﻴﻒ ﺻ ﺎر ﻳﺸ ﺒﻪ ﺧﺎﻟ ﺪًا ..وه ﻮ آﺄﻧﻪ ﺣﻤﺎر !! وﻗﺒﻞ اﻟﺨﺘﺎم ..هﻨﺎ ﺳﺆال آﺒﻴﺮ .. ه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻨﻚ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ﻃﺒﺎﻋﻚ ﻟﺘﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻃﺒﺎع ﻣﻦ ﺗﺨﺎﻟﻄﻪ ..؟ ﻧﻌ ﻢ ..آ ﺎن ﻋﻤ ﺮ τﻣﺸ ﻬﻮرًا ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﻨﺎس ﺑﻘﻮﺗﻪ وﺻﺮاﻣﺘﻪ .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ..اﺧ ﺘﻠﻒ رﺟ ﻞ ﻣ ﻊ زوﺟ ﺘﻪ ..وﺟ ﺎء ﻳﺴ ﺄل ﻋﻤ ﺮ آ ﻴﻒ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻠﻤ ﺎ وﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪ ﺑ ﻴﺖ ﻋﻤ ﺮ وآ ﺎد أن ﻳﻄ ﺮق اﻟ ﺒﺎب ﺳﻤﻊ زوﺟﺔ ﻋﻤﺮ ﺗﺼﺮخ ﺑﻪ ..وﻋﻤﺮ ﺳﺎآﺖ ..ﻟﻢ ﻳﺼﺮخ ..ﻟﻢ ﻳﻀﺮب .. ﻓﻮﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻠﺒﺎب وآ ّﺮ راﺟﻌ ًﺎ ﻣﺘﻌﺠﺒ ًﺎ .. أﺣ ﺲ ﻋﻤ ﺮ ﺑﺼ ﻮت ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﺒﺎب ﻓﺨ ﺮج وﻧ ﺎدى اﻟﺮﺟﻞ .. :ﻣﺎ ﺧﺒﺮك ؟ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ أﻣﻴ ﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ ..ﺟ ﺌﺖ أﺷ ﺘﻜﻲ إﻟ ﻴﻚ اﻣﺮأﺗﻲ ﻓﺴﻤﻌﺖ اﻣﺮأﺗﻚ ﺗﺼﺮخ ﺑﻚ !! ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ :ﻳﺎ رﺟﻞ إﻧﻬﺎ اﻣﺮأﺗﻲ ..ﺣﻠﻴﻠﺔ ﻓﺮاﺷﻲ ..وﺻﺎﻧﻌﺔ ﻃﻌﺎﻣﻲ ..وﻏﺎﺳﻠﺔ ﺛﻴﺎﺑﻲ ..أﻓﻼ أﺻﺒﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻮء .. وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ :ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻋ ﻼج ﻟ ﻪ ﻓ ﻼ ﺑ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻪ .. ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺷﺪة ﻏﻀﺐ أﺑﻴﻪ .. ﻳﺸ ﺘﻜﻲ إﻟ ﱠ أو ﺑﺨﻞ زوﺟﺘﻪ ..أو .. ض ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﻌ ﺾ ﻃ ﺮق اﻟﻌ ﻼج ﻓﻴﻔﻴﺪﻧ ﻲ أﻧ ﻪ ﻋﺮ ُ ﻓ َﺄ ْ ﺟﺮﺑﻬﺎ آﻠﻬﺎ وﻟﻢ ﺗﻨﻔﻊ .. ﻓﻤ ﺎ اﻟﺤ ﻞ ..؟! اﻟﺤ ﻞ أن ﻳﺼ ﺒﺮ ﻋﻠ ﻰ أﺧﻼﻗﻬ ﻢ .. ﺴ ِﻨﻬﺎ ..وﻳﺘﻜﻴﻒ ﺣ َ وﻳﻐﻤ َﺮ ﺳﻲء أﺧﻼﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ َ ﻣﻊ واﻗﻌﻪ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع .. ﻓﺒﻌﺾ اﻟﻤﺸﺎآﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﻞ .. ﻧﺘﻴﺠﺔ .. ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﺗﺨﺎﻟﻄﻪ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻪ .. 21.أﺳﺘﺎذ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت .. آ ﺎن ﻳ ﺪرس ﻣ ﺎدة اﻟﺮﻳﺎﺿ ﻴﺎت ﻟﻄ ﻼب اﻟﻤ ﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ..اﻟﺴﻨﺔ اﻷﺧﻴﺮة ..آﺎن ﻳﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣ ﻨﻬﻢ اﻹهﻤ ﺎل وﻋ ﺪم اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ..ﻓﺄراد أن ﻳﺆدﺑﻬﻢ .. دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻣ ًﺎ .. وأول ﻣ ﺎ اﺳ ﺘﻘﺮ ﻋﻠ ﻰ آﺮﺳ ﻴﻪ ﻓﺎﺟﺄهﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ :آﻞ واﺣﺪ ﻳﻀﻊ آﺘﺎﺑﻪ ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ وﻳﺨﺮج ورﻗﺔ وﻗﻠﻤ ًﺎ !! ﻗﺎﻟﻮا :ﻟﻤﺎذا ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ ؟! ﻗﺎل :اﺧﺘﺒﺎر ..اﺧﺘﺒﺎر ﻣﻔﺎﺟﺊ .. ﺑ ﺪأ اﻟﻄ ﻼب ﺑ ﻨﻮع ﻣ ﻦ اﻟﺘﺬﻣ ﺮ ﻳ ﻨﻔﺬون ﻣﺎ ﻃﻠﺐ .. وﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻮن ﺑﺎﺳﺘﻴﺎء ..
47
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
آ ﺎن ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﻃﺎﻟ ﺐ آﺒﻴ ﺮ اﻟﺠﺴ ﻢ ﺻ ﻐﻴﺮ اﻟﻌﻘ ﻞ ..ﻣﺸ ﺎآﺲ آﺜﻴ ﺮ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ ﺳ ﺮﻳﻊ اﻟﻐﻀﺐ ﻣﺘﻬﻮر ..ﺻﺎح ﺑﺄﺳﺘﺎذﻩ : ﻳ ﺎ أﺳ ﺘﺎذ ..ﻻ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺨﺘﺒﺮ ..ﻧﺤﻦ ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻧﺠ ﻴﺐ وﻧﺤ ﻦ ﻣﺬاآ ﺮون ..ﺑﺎﷲ آﻴﻒ إذا آﻨﺎ ﻣﺎ ذاآﺮﻧﺎ ؟!! ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻨﺒﺮة ﺣﺎدة .. ﺛ ﺎر اﻟﻤ ﺪرس وه ﺎج ..وﻗ ﺎل :ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻋﻠﻰ آﻴﻔﻚ ..ﺗﺨﺘﺒﺮ ﻏﺼﺒ ًﺎ ﻋﻨﻚ ..ﻓﺎهﻢ ؟! إذا ﻣﺎ هﻮ ﻋﺎﺟﺒﻚ اﻃﻠﻊ َﺑﺮّا !!! ﺛ ﺎر اﻟﻄﺎﻟ ﺐ ..وﺻ ﺎح :أﻧﺖ اﻟﻠﻲ ﺗﻄﻠﻊ َﺑﺮّا .. ﺗ ﻮﺟﻪ اﻟﻤ ﺪرس إﻟ ﻰ اﻟﻄﺎﻟ ﺐ وه ﻮ ﻳﺼ ﻴﺢ وﻳﺮدد :ﻳﺎ ﻗﻠﻴﻞ اﻷدب ..ﻳﺎ ﻋﺪﻳﻢ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ .. ﻳﺎ ..وﻳﻘﺘﺮب أآﺜﺮ وأآﺜﺮ .. ﻧﻬﺾ اﻟﻄﺎﻟﺐ واﻗﻔ ًﺎ ..ﺛﻢ .. ﻓﻈﻦ ﺷﺮًا آﺎن ﻣﺎ آﺎن ﻣﻤﺎ ﻟﺴﺖ أذآﺮﻩ ،وﻻ ﺗﺴﺄل ﻋﻦ اﻟﺨﺒﺮ!! وﺻﻞ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ إدارة اﻟﻤﺪرﺳﺔ ..ﻋﻮﻗﺐ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺨﺼﻢ درﺟﺘﻴﻦ وآﺘﺎﺑﺔ ﺗﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﺘﺰام اﻷدب .. أﻣ ﺎ اﻟﻤ ﺪرس ﻓﺼ ﺎر ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻘﺎﺻﻲ واﻟﺪاﻧﻲ ..وأﺻﺒﺢ ﻣﻀﺮب اﻷﻣﺜﺎل ..وﻣﺜﺎر أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻄ ﻼب ﻓ ﻲ آ ﻞ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ ..ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ ﻣﻤ ﺮاﺗﻬﺎ وﻳﺴ ﻤﻊ اﻟﺘﻌﻠ ﻴﻘﺎت واﻟﻬﻤﺴ ﺎت .. ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪهﺎ إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺔ أﺧﺮى .. ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﻣ ﺪرس ﺁﺧ ﺮ وﻗ ﻊ ﻟ ﻪ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻟﻜﻨﻪ أﺣﺴﻦ اﻟﺘﺼﺮف ﻣﻌﻪ .. دﺧ ﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺑﻪ ..وﻓﺎﺟﺄهﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ :أﺧﺮج ورﻗﺔ وﻗﻠﻤ ًﺎ ..اﺧﺘﺒﺎر ﻣﻔﺎﺟﺊ .. وآﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻃﺎﻟﺐ آﺬاك اﻟﻄﺎﻟﺐ ..ﺻﺎح :ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ !! ﻣﺎ هﻮ ﻋﻠﻰ آﻴﻔﻚ .. ﻼ ﻳﺤ ﺲ ﺑ ﺜﻘﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺘﻲ آ ﺎن اﻟﻤ ﺪرس ﺟ ﺒ ً ﻳﺤ ﺎول أن ﻳﺼ ﻌﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ !! ..ﻳﻔﻬ ﻢ أن اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ .. اﺑﺘﺴ ﻢ وﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺎﻟ ﺐ وﻗ ﺎل :ﻳﻌﻨ ﻲ ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺨﺘﺒﺮ ؟ ﻓﻘﺎل -ﺻﺎرﺧ ًﺎ : -ﻻ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻘﺎل اﻟﻤﺪرس ﺑﻜﻞ هﺪووووء :ﺧﻼص ..اﻟﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم .. اآﺘ ﺒﻮا ﻳ ﺎ ﺷ ﺒﺎب :اﻟﺴ ﺆال اﻷول :أوﺟ ﺪ ﻧﺘ ﻴﺠﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ :س +ص = ع .. 15 +وﻣﻀﻰ ﻳﺴﻮق اﻷﺳﺌﻠﺔ .. ﻟ ﻢ ﻳﺼﺒﺮ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﺸﺎآﺲ وﻗﺎل :أﻗﻮﻟﻚ ﻣﺎ أرﻳﺪ أن أﺧﺘﺒ ﺮ ..ﻧﻈ ﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺪرس واﺑﺘﺴﻢ ﺑﻬﺪوووء ..وﻗ ﺎل :وه ﻞ أﻟ ﺰﻣﺘﻚ أن ﺗﺨﺘﺒ ﺮ ..أﻧ ﺖ رﺟ ﻞ وﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻚ .. ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ اﻟﻄﺎﻟ ﺐ ﻣ ﺎ ﻳﺜﻴ ﺮ ﻏﻀ ﺒﻪ أآﺜ ﺮ ..ﻓﻬ ﺪأ وأﺧ ﺮج ورﻗ ﺔ وﻗﻠﻤ ًﺎ ..وﺑ ﺪأ ﻳﻜ ﺘﺐ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ﻣ ﻊ زﻣﻼﺋﻪ ..ﺛﻢ ﺑﻌﺪهﺎ ﺗﻤﺖ ﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻮء أدﺑﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إدارة اﻟﻤﺪرﺳﺔ .. ﺗﺬآ ﺮت ه ﺬﻩ اﻟﻤﻔﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ وأﻧ ﺎ أﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﻨﺎس ﻋﻠ ﻰ إذآﺎء اﻟﻨﻴﺮان وإﺧﻤﺎدهﺎ .. ﻓﺎﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻌﺼ ﺒﻲ ﺑﻌﺼ ﺒﻴﺔ ﻳ ﺆدي إﻟ ﻰ ﺗﻔﺠ ﺮ اﻟﻤﻮﻗﻒ واﺣﺘﺪام اﻟﺨﻼف .. ﻓﻤﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﻼء ..أن ﻣﻦ ﻳﻼﻗﻲ اﻟﻨﺎر ﺑﺎﻟﻨﺎر ﻳﺰدهﺎ ﺷﺮرًا واﺣﺘﺪاﻣ ًﺎ .. وﻓ ﻲ اﻟﺠﻬ ﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﺗﺠ ﺪ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ أن ﻣ ﻦ ﻳﻘﺎﺑ ﻞ اﻟﺒ ﺮود – داﺋﻤ ًﺎ – ﺑﺒ ﺮود ..ﻻ ﺗﺴ ﺘﻘﻴﻢ ﻟﻪ اﻷﻣﻮر .. ﻓﻠﻴﻜﻦ راﺑﻄﻚ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﺷﻌﺮة ﻣﻌﺎوﻳﺔ .. ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻞ ﻣﻌﺎوﻳﺔ τآﻴﻒ اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﺤﻜﻢ اﻟﻨﺎس أﻣﻴ ﺮًا ﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ..ﺛﻢ ﺗﺤﻜﻤﻬﻢ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ؟ ﻓﻘ ﺎل :ﺟﻌﻠ ﺖ ﺑﻴﻨ ﻲ وﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺷﻌﺮة ..أﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪي واﻵﺧ ﺮ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ ..ﻓ ﺈذا ﺷ ﺪوهﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺘﻬﻢ أرﺧ ﻴﺖ ﻣ ﻦ ﺟﻬﺘ ﻲ ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ..وإذا أرﺧﻮا ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﻢ ﺷﺪدت ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻲ .. ﺻﺪق رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ..ﻣﺎ أﺣﻜﻤﻪ !! أﻇ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﱠﻤﺎت ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻨﺎ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻬ ﻨﺄ ﺑﺎﻟﻌ ﻴﺶ زوﺟ ﺎن آﻼهﻤ ﺎ ﻋﺼ ﺒﻲ ﻏﻀ ﻮب .. آﻤ ﺎ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻄ ﻮل ﻋﻼﻗ ﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻴﻦ آﻼهﻤ ﺎ آﺬﻟﻚ .. أذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻓ ﻲ أﺣﺪى اﻟﺴﺠﻮن .. وآ ﺎن ﻗ ﺪري أن ﺗﻜ ﻮن اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻌﻨﺒ ﺮ
48
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﻟﺨﺎص ﺑﻤﺮﺗﻜﺒﻲ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ..ﻟﻤﺎ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣ ﻦ ﻣﺤﺎﺿ ﺮﺗﻲ ..ﺗﻔ ﺮﻗﻮا إﻟ ﻰ ﻣﻬ ﺎﺟﻌﻬﻢ وأﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻲ أﺣﺪهﻢ ﺷﺎآﺮًا ..وﻋﺮﻓﻨﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ وأﻧ ﻪ اﻟﻤﺴ ﺌﻮل ﻋ ﻦ اﻷﻧﺸ ﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓ ﻴﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻨﺒﺮ .. ﺳ ﺄﻟﺘﻪ ﻋ ﻦ ﺳ ﺒﺐ ارﺗﻜ ﺎب ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻨﺪ أآﺜﺮ هﺆﻻء .. ﻓﻘ ﺎل :اﻟﻐﻀ ﺐ ..اﻟﻐﻀ ﺐ ..واﷲ ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ إن ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻗ ﺘﻞ ﻷﺟ ﻞ ﺣﻔ ﻨﺔ رﻳﺎﻻت ﺗﺨﺎﺻﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻟﺔ أو ﻣﺤﻄﺔ وﻗﻮد .. ﺗﺬآﺮت ﻋﻨﺪهﺎ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ) : εﻟﻴﺲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺼ َﺮﻋَﺔ ..إﻧﻤ ﺎ اﻟﺸ ﺪﻳﺪ اﻟ ﺬي ﻳﻤﻠ ﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟ ﱡ )(29 .. ﻋﻨﺪ اﻟﻐﻀﺐ ( ﻧﻌ ﻢ ﻟ ﻴﺲ اﻟ ﺒﻄﻞ ه ﻮ ﻗ ﻮي اﻟ ﺒﺪن اﻟ ﺬي ﻣ ﺎ ﻳﺼ ﺎرع أﺣﺪًا إﻻ ﻏﻠﺒﻪ ..ﻻ ..ﻓﻠﻮ آﺎن هﺬا ه ﻮ ﻣﻘ ﻴﺎس اﻟ ﺒﻄﻮﻟﺔ ﻷﺻ ﺒﺤﺖ اﻟﺤ ﻴﻮاﻧﺎت واﻟﻮﺣﻮش أﻓﺨﺮ ﻣﻦ اﻵدﻣﻴﻴﻦ .. إﻧﻤ ﺎ اﻟ ﺒﻄﻞ ه ﻮ اﻟﻌﺎﻗ ﻞ اﻟ ﺬي ﻳﻌ ﺮف آ ﻴﻒ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ ﺑﻤﻬ ﺎرة ..ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ زوﺟﺘﻪ ..أوﻻدﻩ ..ﻣﺪﻳﺮﻩ ..زﻣﻼﺋﻪ ..دون أن ﻳﻔﻘﺪهﻢ .. وﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ :ﻻ ﻳﻘﻀ ﻲ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ وه ﻮ ﻏﻀﺒﺎن ).. (30 وأﻣ ﺮ εﺑ ﺘﺪرﻳﺐ اﻟ ﻨﻔﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﻠ ﻢ ﻓﻘ ﺎل : إﻧﻤﺎ اﻟﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻢ ).. (31 ﻧﻌ ﻢ ﺑﺎﻟ ﺘﺤﻠﻢ ..ﻳﻌﻨ ﻲ ﻋ ﻨﺪ آﻈ ﻢ اﻟﻐﻀ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺮة اﻷوﻟ ﻰ ﺳ ﺘﺘﻌﺐ %100وﻟﻜ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺜﺎﻧ ﻴﺔ ﺳ ﺘﺘﻌﺐ %90ﺛ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺜﺎﻟ ﺜﺔ إذا آﻈﻤ ﺖ ﻏﻀ ﺒﻚ ﺳ ﺘﺘﻌﺐ %80وهﻜ ﺬا ﺣﺘ ﻰ ﺗﺘﺪرب وﻳﺼﺒﺢ اﻟﺤﻠﻢ واﻟﻬﺪوء ﻋﻨﺪك ﻃﺒﻴﻌﺔ .. وﻣ ﻦ ﻃ ﺮاﺋﻒ ﻗﺼ ﺺ اﻟﻐﻀ ﺐ أﻧ ﻲ ذه ﺒﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ أﻣﻠ ﺞ ) 300ك ﺟ ﻨﻮب ﺟ ﺪة ( ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة .. ) ( 29 ) ( 30 ) ( 31
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آ ﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺷﺎب ﺳﺮﻳﻊ اﻟﻐﻀﺐ ﺛﺎﺋﺮ اﻷﻋﺼﺎب ﺟﺪًا .. ﻼ هﺬا اﻟﺸﺎب ﺳﺎﻓﺮ ﻣﺮة ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺘﻌﺠ ً ﻓﻜ ﺎن ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑ ﺒﻂء ..آ ﺎن وراءﻩ ﺳﻴﺎرة ﻣﺴﺮﻋﺔ ﺗ ﺮﻳﺪﻩ أن ﻳﻔﺴ ﺢ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ..وه ﻮ ﻳ ﺰداد ﺑﻄﺌ ًﺎ وﻳﺸﻴﺮ ﻟﻬﻢ ﺑﻴﺪﻩ أن ﺧﻔﻔﻮا اﻟﺴﺮﻋﺔ .. ﺿ ﺎق ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺴ ﻴﺎرة اﻷﺧﺮى ﺑﺼﺎﺣﺒﻨﺎ ذرﻋ ًﺎ .. وﺗﻌ ﺪاﻩ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ واﻧﺤ ﺮف ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ ﻣﺆدﺑ ًﺎ .. ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ..وﻟﻢ ﻳﺼﺐ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻀﺮر .. ﺛﺎرت أﻋﺼﺎب ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ – وهﻲ ﺗﺜﻮر ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟ ﻚ ﺑﻜﺜﻴﻴﻴﻴ ﺮ – ﻓ ﺰاد ﺳ ﺮﻋﺔ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ..وأﺧ ﺬ ﻳﺼ ﺮخ وﻳﺰﻣﺠ ﺮ ..وﻳﺸ ﻴﺮ ﻟﻬ ﻢ ﺑﺄﺿﻮاء اﻟﺴﻴﺎرة ﻣ ﺮارًا ﺣﺘ ﻰ ﺗﻮﻗﻔ ﻮا ..ﻓﺄﻟﻘ ﻰ ﻏﺘ ﺮﺗﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ .. وﺗ ﻨﺎول ﻗﻄﻌ ﺔ ﺣﺪﻳ ﺪ -ه ﻲ ﻓ ﻲ اﻷﺻ ﻞ ﻣﻔ ﻚ ﻟﻔ ﺘﺢ ﺑﺮاﻏ ﻲ اﻟﻌﺠ ﻼت ﻋ ﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ .. -وﻧ ﺰل ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻴﺎرة ﻣ ﺘﻮﺟﻬ ًﺎ إﻟ ﻴﻬﻢ ..واﻟﻐﻀ ﺐ ﺑ ﺎ ٍد ﻋﻠ ﻴﻪ وﻗﻄﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .. ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟﺴ ﻴﺎرة اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻳﻨ ﺰل ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺒﺎب ﻗﺪ ﺿ ﺎﻗﺖ ﻣﻼﺑﺴ ﻬﻢ ﺑﻌﻀ ﻼﺗﻬﻢ ..وﺗ ﺒﺎﻋﺪت أﻳ ﺪﻳﻬﻢ ﻋﻦ ﺟﻨﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺮض أآﺘﺎﻓﻬﻢ .. أﻗ ﺒﻠﻮا ﻳﺮآﻀﻮن ﺑﺎﻧﻔﻌﺎل إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ..وﻗﺪ رأوﻩ ﺗﻬﻴﺄ ﻟﻠﻘﺘﺎل !! ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁه ﻢ اﻧ ﺘﻔﺾ ..وﻏ ﺺ ﺑ ﺮﻳﻘﻪ ..وه ﻢ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ وإﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻻﺣﻆ أﻧﻬﻢ ﻳﺤﺪون اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪ .. رﻓﻌﻬﺎ ﺑﺮﻓﻖ وﻗﺎل : ﻋﻔﻮًا ..أردت أن أﻧﺒﻬﻜﻢ إﻟﻰ أن هﺬﻩ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻨﻜﻢ !! .. ﻓﺘ ﻨﺎوﻟﻬﺎ أﺣﺪهﻢ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎل ..ووﻟﻮا إﻟﻰ ﺳﻴﺎرﺗﻬﻢ .. وهﻮ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻴﺪﻩ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻮدﻋ ًﺎ !!.. ﻣﻌﺎدﻟﺔ .. ﻋﺼﺒﻲ +ﻋﺼﺒﻲ = اﻧﻔﺠﺎر 22.ﻣﺎذا ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة ؟ آ ﻞ ﺑ ﺎب ﻟ ﻪ ﻣﻔ ﺘﺎح ..واﻟﻤﻔ ﺘﺎح اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻟﻔ ﺘﺢ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس هﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺒﺎﺋﻌﻬﻢ .. ﺣ ﻞ ﻣﺸﺎآﻞ اﻟﻨﺎس ..اﻹﺻﻼح ﺑﻴﻨﻬﻢ ..اﻻﺳﺘﻔﺎدة
49
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻣﻨﻬﻢ ..اﺗﻘﺎء ﺷﺮورهﻢ .. آ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺗﺼ ﺒﺢ ﻓ ﻴﻪ ﺑﺎرﻋ ًﺎ إذا ﻋ ﺮﻓﺖ ﻃﺒﺎﺋﻌﻬﻢ .. اﻓ ﺮض أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ وﻗ ﻊ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ أﺑﻴﻪ ﺧﻼف ..اﺷ ﺘﺪ اﻟﺨ ﻼف ﺣﺘ ﻰ ﻃﺮدﻩ أﺑﻮﻩ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ..ﺣ ﺎول اﻻﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻮدة ﻣﺮارًا ﻟﻜﻦ اﻷب آﺎن ﻋﻨﻴﺪًا ﻣﺼﺮًا .. دﺧﻠ ﺖ ﻟﻺﺻ ﻼح ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ ..ﺣ ﺪﺛﺖ اﻷب ﺑﺎﻟﻨﺼ ﻮص اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ..ﺧﻮﻓ ﺘﻪ ﻣ ﻦ إﺛ ﻢ اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ .. ﻟ ﻢ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻚ ..آ ﺎن ﻣﺸﺤﻮﻧ ًﺎ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ﺟﺪًا .. أردت أن ﺗﺴ ﺘﻌﻤﻞ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ أﺧ ﺮى ﻟﻺﺻ ﻼح .. ﻋ ﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ هﺬا اﻷب أﻧﻪ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﺟﺪًا ..ﺟﺌﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﻠﺖ : ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ..أﻣ ﺎ ﺗ ﺮﺣﻢ وﻟ ﺪك ..ﻳﻔﺘ ﺮش اﻷرض ..وﻳﻠﺘﺤﻒ اﻟﺴﻤﺎء !!.. أﻧﺖ ﺗﺄآﻞ وﺗﺸﺮب ..واﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﺒﻴﺖ ﻃﺎوﻳ ًﺎ وﻳﺼﺒﺢ ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ .. أﻣ ﺎ ﺗﺬآ ﺮﻩ إذا رﻓﻌ ﺖ آﺴ ﺮة اﻟﺨﺒ ﺰ إﻟﻰ ﻓﻤﻚ ..أﻣﺎ ﺗﺬآﺮ ﻣﺸﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺮ اﻟﺸﻤﺲ .. أﻣ ﺎ ﺗﺬآ ﺮ ﻟﻤﺎ آﻨﺖ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺻﻐﻴﺮًا ..وﺗﻀﻤﻪ إﻟﻰ ﺻﺪرك ..وﺗﺸﻤﻪ وﺗﻘﺒﻠﻪ .. أﻳﺮﺿﻴﻚ أن ﻳﺴﺘﺠﺪي اﻟﻨﺎس وأﺑﻮﻩ ﺣﻲ!! .. ﺗﺠ ﺪ أن ﻋﺎﻃﻔ ﺔ اﻷب ﺗﻬ ﻴﺞ ﺑﻬ ﺬا ﻟﻜ ﻼم .. وﻳﻘﺘﺮب أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻻﻟﺘﻘﺎء .. ﻼ ﻣﺤﺒ ًﺎ ﻟﻠﻤﺎل ..ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : وإن آﺎن أﺑﻮﻩ ﺑﺨﻴ ً ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن أﻧﺘﺒﻪ ﻻ ﺗﻮرط ﻧﻔﺴﻚ ..أرﺟﻊ اﻟﻮﻟﺪ ﺗﺤ ﺖ ﻧﻈ ﺮك وﺗﺼ ﺮﻓﻚ ..أﺧﺸ ﻰ أن ﻳﺴ ﺮق أو ﻳﻌﺘﺪي ..ﻓﺘﻠﺰﻣﻚ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺴﺪاد ﻣﺎ أﺧﺬ ..وإﺻ ﻼح ﻣ ﺎ ﺧ ﺮب ..ﻓﺄﻧﺖ أﺑﻮﻩ ﻋﻠﻰ آﻞ ﺣﺎل ..اﻧﺘﺒﻪ .. ﺗﺠﺪ أن اﻷب اﻟﺒﺨﻴﻞ ﺳﻴﺒﺪأ ﻳﻌﻴﺪ ﻣﻮازﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .. وإن آ ﺎن آﻼﻣ ﻚ ﻣ ﻮﺟﻬ ًﺎ إﻟ ﻰ اﻻﺑﻦ ..وآﺎن ﺟﺸﻌ ًﺎ ﻣﺤﺒ ًﺎ ﻟﻠﻤﺎل .. ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ :ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ..ﻟ ﻦ ﻳ ﻨﻔﻌﻚ أﻻ أﺑﻮك ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻏﺪًا ﺳﺘﺤﺘﺎج أن ﺗﺘﺰوج ..ﻣﻦ ﻳﺴﺪد ﻣﻬﺮك ؟ ﻟﻮ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﻣﻦ ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ ؟ ﻟﻮ ﻣﺮﺿﺖ ..ﻣﻦ ﺳﻴﺤﺎﺳﺐ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ؟ إﺧ ﻮاﻧﻚ ﻳﺴ ﺘﻔﻴﺪون آﻤ ﺎ ﺷ ﺎءوا ..ﻣﺼ ﺮوف .. هﺪاﻳﺎ ..وأﻧﺖ ﺟﺎﻟﺲ هﻜﺬا .. ﻣ ﺎ ﻳﻀ ﺮك أن ﺗﺼ ﻠﺢ ذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ﺑﻘﺒﻠﺔ ﺗﻄﺒﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺒ ﻴﻦ أﺑ ﻴﻚ ..أو آﻠﻤ ﺔ أﺳﻒ ﺗﻬﻤﺲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ أذﻧﻪ .. وآ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻮ دﺧﻠﺖ ﻟﻺﺻﻼح ﺑﻴﻦ زوﺟﺔ وزوﺟﻬﺎ .. ﻓﻌﻠ ﺖ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ..وﻓ ﺘﺤﺖ ﺑ ﺎب آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﺎح اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ .. وﻣﺜﻠﻪ ﻟﻮ أردت إﺟﺎزة ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮك ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ .. وﻋ ﺮﻓﺖ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻌﻮاﻃ ﻒ وﻻ أﻷﻣ ﻮر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ..وإﻧﻤﺎ ﻋﻤﻞ ) وﺑﺲ ! ( .. ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ :أﺣﺘﺎج إﻟﻰ إﺟﺎزة ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم أﺟﺪد ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺸﺎﻃﻲ ..وأﺳﺘﻌﻴﺪ ﺣﻴﻮﻳﺘﻲ ..أﺷﻌﺮ أن إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻲ ﻣ ﻊ ﺿ ﻐﻂ اﻟﻌﻤﻞ ﺗﻨﺤﺪر ﺗﺪرﻳﺠﻴ ًﺎ ..أﻋﻄﻨﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻹراﺣ ﺔ ) رأﺳ ﻲ ( ﻓﻘ ﻂ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ..ﻷﻋﻮد أﻧﺸﻂ وأﻗﺪر .. وإن آ ﺎن اﺟﺘﻤﺎﻋ ﻴ ًﺎ ..ﺗﻠﺤﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻪ .. أﻧﻪ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺮة واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ..ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ي ..أوﻻدي ..أﺷﻌﺮ أﻧﻬﻢ أرﻳ ﺪ إﺟ ﺎزة ﻷرى واﻟﺪ ﱠ ﻓﻲ واد وأﻧﺎ ﻓﻲ واد ﺁﺧﺮ ..إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ .. أﺗﻘ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرة ..وﺳﺘﺴ ﻤﻊ اﻟ ﻨﺎس ﻏ ﺪًا ﻳﻘﻮﻟ ﻮن :ﻣ ﺎ رأﻳ ﻨﺎ أﺑ ﺮع ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻹﻗﻨﺎع !!.. ﻧﺘﻴﺠﺔ .. آﻞ إﻧﺴﺎن ﻟﻪ ﻣﻔﺘﺎح ..وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﺗﺪﻟّﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ .. 23.ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻨﻔﺴﻴﺎت .. ﺗ ﺘﻘﻠﺐ أﻣ ﺰﺟﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺣﺰن وﻓﺮح ..وﺻ ﺤﺔ وﻣ ﺮض ..وﻏﻨ ﻰ وﻓﻘ ﺮ ..واﺳ ﺘﻘﺮار واﺿﻄﺮاب .. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻳﺘ ﻨﻮع ﺗﻘ ﺒﻠﻬﻢ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻷﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻼت ..أو رده ﻢ ﻟﻬ ﺎ ﺑﺤﺴ ﺐ ﺣﺎﻟ ﺘﻬﻢ اﻟﺸﻌﻮرﻳﺔ وﻗﺖ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ .. ﻓﻘ ﺪ ﻳﻘ ﺒﻞ ﻣ ﻨﻚ اﻟﻨﻜﺘﺔ واﻟﻄﺮﻓﺔ وﻳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺰاح ﻓﻲ وﻗ ﺖ اﺳ ﺘﻘﺮارﻩ وراﺣ ﺔ ﺑﺎﻟ ﻪ ..ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺘﻘﺒﻞ ذﻟﻚ
50
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻲ وﻗﺖ ﺣﺰﻧﻪ .. ﻓﻤ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ أن ﺗﻄﻠﻖ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺪوﻳﺔ ﻓ ﻲ ﻋ ﺰاء !!..ﻟﻜ ﻨﻬﺎ ﺗﺤ ﺘﻤﻞ ﻣ ﻨﻚ ﻓﻲ ﻧﺰهﺔ ﺑﺮﻳﺔ .. وه ﺬا أﻣ ﺮ ﻣﻘ ﺮر ﻋ ﻨﺪ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟﻌﻘ ﻼء وﻟ ﻴﺲ هﻮ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺤﺪﻳﺜﻲ هﻨﺎ .. إﻧﻤ ﺎ اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ه ﻮ ﻣ ﺮاﻋﺎة اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺎت واﻟﻤﺸ ﺎﻋﺮ اﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻣ ﻊ اﻟﻨﺎس أو اﻟﺘﺼﺮف ﻣﻌﻬﻢ .. اﻓ ﺮض أن اﻣ ﺮأة ﻃﻠﻘﻬ ﺎ زوﺟﻬ ﺎ وﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ أب وﻻ أم ..ﻗ ﺪ ﻣﺎﺗ ﺎ ..وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﺠﻤ ﻊ أﻏﺮاﺿﻬﺎ ﻟﺘﻌﻴﺶ ﻣﻊ أﺧﻴﻬﺎ وزوﺟﺘﻪ .. ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ هﻲ آﺬﻟﻚ إذ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﺎرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻀ ﺤﻰ زاﺋ ﺮة ..ﻓ ﺮﺣﺒﺖ اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ ﺑﻬ ﺎ .. ووﺿ ﻌﺖ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻘﻬ ﻮة واﻟﺸ ﺎي ..ﻓﺠﻌﻠ ﺖ اﻟﺰاﺋ ﺮة ﺗ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ أﺣﺎدﻳ ﺚ ﻟﺘﺆاﻧﺴ ﻬﺎ .. ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ : ﺑﺎﻷﻣﺲ رأﻳﺘﻜﻢ ﺧﺎرﺟﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺰل .. ﻓﻘﺎﻟ ﺖ اﻟﺠ ﺎرة :إي واﷲ ..أﺑ ﻮ ﻓ ﻼن أﺻ ﺮ ﻋﻠ ﻲ أن ﻧﺘﻌﺸﻰ ﺧﺎرج اﻟﺒﻴﺖ ﻓﺬهﺒﺖ ﻣﻌﻪ .. ﺛ ﻢ ﻣ ﺮ اﻟﺴ ﻮق واﺷ ﺘﺮى ﻟ ﻲ ﻓﺴ ﺘﺎﻧ ًﺎ ﻟﻌ ﺮس أﺧﺘ ﻲ ..ﺛ ﻢ وﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪ ﻣﺤ ﻞ ذه ﺐ وﻧ ﺰل واﺷﺘﺮى ﻟﻲ ﺳﻮارًا أﻟﺒﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮس .. وﻟﻤ ﺎ رﺟﻌ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺒﻴﺖ رأى اﻷوﻻد ﻓﻲ ﻣﻠﻞ ﻓﻮﻋﺪهﻢ ﺁﺧﺮ اﻷﺳﺒﻮع أن ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺑﻬﻢ .. واﻟﻤﻄﻠﻘﺔ اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺗﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ ذﻟﻚ وﺗﺘﺨﻴﻞ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ زوﺟﺔ أﺧﻴﻬﺎ !! اﻟﺴ ﺆال :ه ﻞ ﻳﻨﺎﺳ ﺐ إﺛ ﺎرة ه ﺬا اﻟ ﻨﻮع ﻣ ﻦ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ ﻣ ﻊ اﻣ ﺮأة ﻓﺸ ﻠﺖ ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﺮوع اﻟﺰواج ؟!! هﻞ ﺗﻈﻦ أن هﺬا اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺳﺘﺰداد ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺠ ﺎرة ؟ ..ورﻏ ﺒﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴ ﺘﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ ؟.. وﻓﺮﺣ ًﺎ ﺑﺰﻳﺎرﺗﻬﺎ ﻟﻬﺎ ؟.. ﻧ ﺘﻔﻖ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻮاب واﺣ ﺪ ﻧﺼ ﺮخ ﺑ ﻪ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ :ﻻااااا .. ﺑﻞ ﺳﻴﻤﺘﻠﺊ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺣﻘﺪًا وﻗﻬﺮًا .. إذن ﻣﺎ اﻟﺤﻞ ؟ هﻞ ﺗﻜﺬب ﻋﻠﻴﻬﺎ ؟ ﻻ ..وﻟﻜ ﻦ ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﺧﺘﺼ ﺎر ..آ ﺄن ﺗﻘ ﻮل :
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واﷲ آ ﺎن ﻋ ﻨﺪﻧﺎ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺷ ﻐﺎل ﻗﻀ ﻴﻨﺎهﺎ ..ﺛ ﻢ ﺗﺼﺮف اﻟﻜﻼم إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع ﺁﺧﺮ ﺗﺼﺒﺮهﺎ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ آﺮﺑﺘﻬﺎ .. أو اﻓ ﺮض ..أن ﺻ ﺪﻳﻘﻴﻦ اﺧﺘﺒ ﺮا ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻤ ﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ..ﻓﻨﺠﺢ أﺣﺪهﻤﺎ وﺗﺨﺮج ﺑﺘﻔﻮق .. واﻟﺜﺎﻧ ﻲ رﺳ ﺐ ﻓ ﻲ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﻮاد ..أو ﺗﺨ ﺮج ﺑﻨﺴ ﺒﺔ ﺿ ﻌﻴﻔﺔ ﻻ ﺗ ﺆهﻠﻪ ﻟﻠﻘ ﺒﻮل ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت .. ق ﻓﻬ ﻞ َﺗ ﺮَى ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳ ﺰور اﻟﻤ ﺘﻔﻮ ُ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ أن ﻳﺴ ﻬﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﺣ ﻮل اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﻢ ﻗ ﺒﻮﻟﻪ ﻓ ﻴﻬﺎ ..واﻟﻤﻴﺰات اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﻨﺢ ﻟﻪ ..؟ ﻗﻄﻌ ًﺎ ﺟﻮاﺑﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ :ﻻ .. إذن ﻣﺎ اﻟﺤﻞ ؟ اﻟﺤ ﻞ أن ﻳﺬآ ﺮ ﻟ ﻪ ﻋﻤﻮﻣ ﻴﺎت ﻳﺨﻔ ﻒ ﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻨﻪ .. آ ﺄن ﻳﺸ ﺘﻜﻲ ﻣ ﻦ آﺜ ﺮة اﻟ ﺰﺣﺎم ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺎت .. وﻗﻠ ﺔ اﻟﻘ ﺒﻮل ..وﺧ ﻮف آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ إﻟﻴﻬﺎ ﻣ ﻦ ﻋ ﺪم اﻟﻘ ﺒﻮل ..ﺣﺘ ﻰ ﻳﺨﻔ ﻒ ﻋ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻣﺼ ﺎﺑﻪ ..ﻓﻴ ﺮﻏﺐ ﻋ ﻨﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ أآﺜﺮ .. وﻳﺤ ﺒﻪ وﻳ ﺄﻧﺲ ﺑﻘ ﺮﺑﻪ ..وﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﻗ ﺮﻳﺐ ﻣ ﻦ ﻗﻠﺒﻪ .. وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻟﻮ اﻟﺘﻘﻰ ﺷﺎﺑﺎن أﺣﺪهﻤﺎ أﺑﻮﻩ آﺮﻳﻢ ﻳﻐﺪق ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﻮال .. واﻵﺧﺮ أﺑﻮﻩ ﺑﺨﻴﻞ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻪ .. ﻓﻤ ﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ أن ﻳﺘﺤﺪث اﺑﻦ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺈﻏﺪاق أﺑﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ..وآﺜﺮة اﻟﻤﺎل ﻟﺪﻳﻪ ..و .. ﻷن ه ﺬا اﻟ ﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ﻳﻀﻴﻖ ﺑﻪ ﺻﺪر ﺻﺪﻳﻘﻪ ..وﻳﺬآ ﺮﻩ ﺑﻤﺄﺳ ﺎﺗﻪ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ..وﻳﺴﺘﺜﻘﻞ اﻟﺠﻠﻮس ﻣﻊ هﺬا اﻟﺼﺪﻳﻖ وﻳﺸﻌﺮ ﺑﺒﻌﺪﻩ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ هﻤﻪ .. ﻟ ﺬﻟﻚ ﻧ ﺒﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ εإﻟ ﻰ ﻣ ﺮاﻋﺎة ﻣﺸ ﺎﻋﺮ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ وﻧﻔﺴﻴﺎﺗﻬﻢ ..ﻓﻘﺎل :ﻻ ﺗﻄﻴﻠﻮا اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺬوم ) .. (32واﻟﻤﺠ ﺬوم ه ﻮ اﻟﻤﺼ ﺎب ﺑﻤﺮض ﻇﺎهﺮ ﻓﻲ ﺟﻠ ﺪﻩ ﻗ ﺪ ﺟﻌﻠ ﻪ ﻣﺸ ﻮه ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻨﻈ ﺮﻩ ..ﻓﻤ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أﻧ ﻪ إذا ﻣ ﺮ ﺑﻘ ﻮم أن ﻳﻄ ﻴﻠﻮا اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺟﻠﺪﻩ ..ﻷن هﺬا ﻳﺬآﺮﻩ ﺑﻤﺼﻴﺒﺘﻪ ﻓﻴﺤﺰن .. وﻓ ﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﻋﺎة واﻟﻠﻄﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ε ) ( 32
51
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻣﻊ واﻟﺪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ .. ψ ﻓﺈﻧ ﻪ εﻟﻤﺎ أﻗﺒﻞ ﺑﺠﻴﻮش اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻟﻔﺘﺤﻬﺎ .. ﻗ ﺎل أﺑ ﻮ ﻗﺤﺎﻓ ﺔ أﺑ ﻮ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ .. ψوآ ﺎن ﺷ ﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ..أﻋﻤ ﻰ ..ﻗ ﺎل ﻻﺑ ﻨﺔ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ أﺻﻐﺮ وﻟﺪﻩ : أي ﺑﻨﻴﺔ ..اﻇﻬﺮي ﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ أﺑﻲ ﻗﺒﻴﺲ ﻷﻧﻈ ﺮ ﺻ ﺪق ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ..ه ﻞ ﺟ ﺎء ﻣﺤﻤﺪ ؟.. ﻓﺄﺷ ﺮﻓﺖ ﺑ ﻪ اﺑﻨ ﺘﻪ ﻓﻮق اﻟﺠﺒﻞ ..ﻓﻘﺎل :أي ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﻦ ؟ ﻼ .. ﻗﺎﻟﺖ :أرى ﺳﻮادًا ﻣﺠﺘﻤﻌ ًﺎ ﻣﻘﺒ ً ﻗﺎل :ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻴﻞ .. ﻼ ﻳﺴ ﻌﻰ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ذﻟ ﻚ ﻗﺎﻟ ﺖ :وأرى رﺟ ً ﻼ وﻣﺪﺑﺮًا .. اﻟﺴﻮاد ﻣﻘﺒ ً ﻗﺎل :أي ﺑﻨﻴﺔ ذﻟﻚ اﻟﻮازع اﻟﺬي ﻳﺄﻣﺮ اﻟﺨﻴﻞ وﻳﺘﻘﺪم إﻟﻴﻬﺎ .. ﺖ اﻧﺘﺸﺮ اﻟﺴﻮاد .. ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ :ﻗﺪ واﷲ ﻳﺎ أﺑ ِ ﻓﻘ ﺎل :ﻗ ﺪ واﷲ إذًا دﻓﻌ ﺖ اﻟﺨ ﻴﻞ ووﺻ ﻠﺖ ﻣﻜ ﺔ ..ﻓﺄﺳ ﺮﻋﻲ ﺑ ﻲ إﻟ ﻰ ﺑﻴﺘ ﻲ ..ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻣﻦ دﺧﻞ دارﻩ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ .. ﻓﺎﻧﺤﻄﺖ اﻟﻔﺘﺎة ﺑﻪ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ .. ﻓﺘﻠﻘ ﺘﻪ ﺧ ﻴﻞ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ..ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﺼ ﻞ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻓﺄﻗﺒﻞ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ إﻟﻴﻪ .. ﻓﺎﺣﺘﻔﻰ ﺑﻪ ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ .. ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻳﻘ ﻮدﻩ ..ﺣﺘ ﻰ أﺗ ﻰ ﺑ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ρﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻓﺈذا ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ .. ﻗﺪ ﺿﻌﻒ ﺟﺴﻤﻪ ..ورق ﻋﻈﻤﻪ ..واﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻴﺘﻪ .. وإذا أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ .. τﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ أﺑ ﻴﻪ ..وﻗ ﺪ ﻓﺎرﻗﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ ..واﻧﺸﻐﻞ ﻋﻨﻪ ﺑﺨﺪﻣﺔ هﺬا اﻟﺪﻳﻦ .. اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ τﻓﻘﺎل ﻣﻄﻴﺒ ًﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ .. وﻣﺒﻴﻨ ًﺎ ﻗﺪرﻩ اﻟﺮﻓﻴﻊ ﻋﻨﺪﻩ : ه ﻼ ﺗ ﺮآﺖ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺘﻪ ﺣﺘ ﻰ أآ ﻮن أﻧ ﺎ ﺁﺗﻴﻪ ﻓﻴﻪ ؟!
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺮب ..ﻗﺎﺋﺪهﻢ رﺳﻮل اﷲ .. εوأن وﻗﺘﻪ أﺿﻴﻖ ..وأﺷﻌﺎﻟﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ أن ﻳﺘﻔﺮغ ﻟﻠﺬهﺎب ﻟﺒﻴﺖ ﺷﻴﺦ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﻺﺳﻼم .. ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺷﺎآﺮًا :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..هﻮ أﺣﻖ أن ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻴﻚ ..ﻣﻦ أن ﺗﻤﺸﻲ أﻧﺖ إﻟﻴﻪ .. ﻓ ﺄﺟﻠﺲ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ..أﺑﺎ ﻗﺤﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ..ﺑﻜﻞ ﻟﻄﻒ وﺣﻨﺎن .. ﺛﻢ ﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ .. ﺛﻢ ﻗﺎل :أﺳﻠﻢ .. ﻓﺄﺷﺮق وﺟﻪ أﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ ..وﻗﺎل :أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ..وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ .. اﻧ ﺘﻔﺾ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻣﻨﺘﺸ ﻴ ًﺎ ﻣﺴ ﺮورًا ..ﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻌﻪ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺮﺣ ًﺎ .. ﺗﺄﻣ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻓ ﻲ وﺟ ﻪ اﻟﺸ ﻴﺦ ..ﻓ ﺈذا اﻟﺸ ﻴﺐ ﻳﻜﺴ ﻮﻩ ﺑﻴﺎﺿ ًﺎ ..ﻓﻘ ﺎل : ρﻏﻴ ﺮوا هﺬا ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ..وﻻ ﺗﻘﺮﺑﻮﻩ ﺳﻮادًا .. ﻧﻌﻢ آﺎن ﻳﺮاﻋﻲ اﻟﻨﻔﺴﻴﺎت ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ .. ﺑ ﻞ إﻧ ﻪ εﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﻣﻜﺔ ﻗﺴﻢ ﺟﻴﺸﻪ إﻟﻰ آﺘﺎﺋﺐ .. وأﻋﻄ ﻰ راﻳ ﺔ إﺣ ﺪى اﻟﻜ ﺘﺎﺋﺐ ..إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻲ اﻟﺒﻄﻞ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎدة .. τ آﺎﻧ ﺖ اﻟ ﺮاﻳﺔ ﻣﻔﺨ ﺮة ﻟﻤ ﻦ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ..ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻟﻪ وﻟﻘﻮﻣﻪ .. ﺟﻌ ﻞ ﺳ ﻌﺪ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ وﺳ ﻜﺎﻧﻬﺎ ..ﻓ ﺈذا ه ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺣﺎرﺑ ﻮا رﺳ ﻮل اﷲ .. εوﺿ ﻴﻘﻮا ﻋﻠ ﻴﻪ .. وﺻﺪوا ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺎس .. وإذا هﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﺳﻤﻴﺔ وﻳﺎﺳﺮ ..وﻋﺬﺑﻮا ﺑﻼ ًُﻻ وﺧﺒﺎﺑ ًﺎ .. ﻼ .. آﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن اﻟﺘﺄدﻳﺐ ﻓﻌ ً ه ﺰ ﺳ ﻌﺪ اﻟ ﺮاﻳﻴﺔ ..وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل :اﻟ ﻴﻮم ﻳ ﻮم اﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ** اﻟﻴﻮم ﺗﺴﺘﺤﻞ اﻟﺤﺮﻣﺔ .. ﺳ ﻤﻌﺘﻪ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓﺸ ﻖ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ..وآﺒ ﺮ ﻓ ﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ..وﺧﺎﻓﻮا أن ﻳﻔﻨﻴﻬﻢ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ .. ﻓﻌﺎرﺿ ﺖ اﻣ ﺮأة رﺳ ﻮل اﷲ ρوه ﻮ ﻳﺴ ﻴﺮ .. ﻓﺸﻜﺖ إﻟﻴﻪ ﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻌﺪ ..وﻗﺎﻟﺖ : ﻲ ﻗﺮﻳﺶ وﻻت ﺣﻴﻦ ﻟﺠﺎء ﻳﺎ ﻧﺒﻲ اﻟﻬﺪى إﻟﻴﻚ ﻟﺠﺎﺋ ﱡ ﺣ ﻴﻦ ﺿ ﺎﻗﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺳ ﻌﺔ اﻷرض وﻋ ﺎداهﻢ إﻟ ﻪ اﻟﺴﻤﺎء إن ﺳ ﻌﺪًا ﻳ ﺮﻳﺪ ﻗﺎﺳ ﻤﺔ اﻟﻈﻬـ ﺮ ﺑﺄه ﻞ اﻟﺤﺠ ﻮن و
52
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﻟﺒﻄﺤﺎء ﺧﺰرﺟ ﻲ ﻟ ﻮ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﻴـﻆ رﻣﺎﻧ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺮ واﻟﻌﻮاء ﻓﺎﻧﻬﻴ ﻨﻪ إﻧ ﻪ اﻷﺳ ﺪ اﻷﺳـﻮد واﻟﻠﻴﺚ واﻟ ٌﻎ ﻓﻲ اﻟﺪﻣﺎء ﻓﻠﺌﻦ أﻗﺤﻢ اﻟﻠﻮاء وﻧﺎدى ﻳﺎ ﺣﻤﺎة اﻟﻠﻮاء أهﻞ اﻟﻠﻮاء ﻟ ﺘﻜﻮﻧﻦ ﺑﺎﻟ ﺒﻄﺎح ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻘﻌ َﺔ اﻟﻘﺎع ﻓﻲ أآﻒ اﻹﻣﺎء إﻧ ﻪ ﻣﺼ ﻠﺖ ﻳ ﺮﻳﺪ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻘ ﺘﻞ ﺻ ﻤﻮت آﺎﻟﺤﻴﺔ اﻟﺼﻤﺎء ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρه ﺬا اﻟﺸ ﻌﺮ .. دﺧﻠﻪ رﺣﻤﺔ ورأﻓﺔ ﺑﻬﻢ .. وأﺣﺐ أﻻ ﻳﺨﻴﺒﻬﺎ إذ رﻏﺒﺖ إﻟﻴﻪ .. وأﺣ ﺐ أﻻ ﻳﻐﻀﺐ ﺳﻌﺪًا ﺑﺄﺧﺬ اﻟﺮاﻳﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺷﺮﻓﻪ ﺑﻬﺎ .. ﻓﺄﻣﺮ ﺳﻌﺪًا ﻓﻨﺎول اﻟﺮاﻳﺔ ﻻﺑﻨﻪ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ..ﻓ ﺪﺧﻞ ﺑﻬ ﺎ ﻣﻜ ﺔ ..وأﺑ ﻮﻩ ﺳ ﻌﺪ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ .. ﻓﺮﺿ ﻴﺖ اﻟﻤ ﺮأة وﻗ ﺮﻳﺶ ﻟﻤ ﺎ رأت ﻳ ﺪ ﺳ ﻌﺪ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺮاﻳﺔ .. وﻟ ﻢ ﻳﻐﻀ ﺐ ﺳ ﻌﺪ ﻷﻧ ﻪ ﺑﻘ ﻲ ﻗﺎﺋﺪًا ﻟﻜﻨﻪ أرﻳﺢ ﻣﻦ ﻋﻨﺎء ﺣﻤﻞ اﻟﺮاﻳﺔ وﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻨﻪ اﺑﻨﻪ .. ﻓﻤ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﻧﺼ ﻴﺪ ﻋ ﺪة ﻋﺼ ﺎﻓﻴﺮ ﺑﺤﺠ ﺮ واﺣﺪ .. ﺣ ﺎول أن ﻻ ﺗﻔﻘﺪ أﺣﺪًا ..آﻦ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ واآﺴﺐ اﻟﺠﻤﻴﻊ ..وإن ﺗﻌﺎرﺿﺖ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ .. اﺗﻔﺎق .. ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﻠﻮب ..ﻻ ﻣﻊ اﻷﺑﺪان .. 24.اهﺘﻢ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ .. اﻟ ﻨﺎس ﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﺤ ﺒﻮن أن ﻳﺸ ﻌﺮوا ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻬﻢ .. ﻟﺬا ﺗﺠﺪهﻢ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت ﻟﻴﻠﻔﺘﻮا اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ !.. وﻗ ﺪ ﻳﺨﺘ ﺮﻋﻮن ﻗﺼﺼ ًﺎ وﺑﻄ ﻮﻻت ﻷﺟ ﻞ أن ﻳﻬﺘﻢ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﻢ أو ﻳﻌﺠﺒﻮا ﺑﻬﻢ أآﺜﺮ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟ ﻮ رﺟ ﻊ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻗﺎدﻣ ًﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ .. ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﺻ ﺎﻟﺔ اﻟﺒ ﻴﺖ رأى أوﻻدﻩ اﻷرﺑﻌ ﺔ آ ﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎل .. أآﺒﺮهﻢ ﻋﻤﺮﻩ أﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ..ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺎز .. واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺄآﻞ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﻌﺒﺚ ﺑﺄﻟﻌﺎﺑﻪ .. واﻟﺮاﺑﻊ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ دﻓﺎﺗﺮﻩ .. ﻓﺴﻠﻢ اﻷب ﺑﺼﻮت ﻣﺴﻤﻮع ..اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ .. ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ أﺣﺪ ..ذاك ﻣﻨﻬﻤﻚ ﻣﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ .. واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺄﺧﻮذ ﺑﺄﻟﻌﺎﺑﻪ ..واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﺸﻐﻮل ﺑﻄﻌﺎﻣﻪ .. إﻻ اﻟ ﺮاﺑﻊ ..ﻓﺈﻧ ﻪ ﻟﻤ ﺎ اﻟ ﺘﻔﺖ ﻓ ﺮأى أﺑ ﺎﻩ ..ﻧﻔ ﺾ ﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ دﻓﺎﺗ ﺮﻩ وأﻗ ﺒﻞ ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ ..وﻗ ﺒﻞ ﻳﺪ أﺑﻴﻪ ..ﺛﻢ رﺟﻊ إﻟﻰ دﻓﺎﺗﺮﻩ .. أي هﺆﻻء اﻷرﺑﻌﺔ ﺳﻴﻜﻮن أﺣﺐ إﻟﻰ اﻷب ؟ أﺟ ﺰم أن ﺟﻮاﺑ ﻨﺎ ﺳ ﻴﻜﻮن واﺣ ﺪًا :أﺣ ﺒﻬﻢ إﻟ ﻴﻪ اﻟﺮاﺑﻊ .. ﻟ ﻴﺲ ﻷﻧ ﻪ ﻳﻔ ﻮﻗﻬﻢ ﺟﻤ ﺎ ًﻻ أو ذآ ﺎ ًء ..وإﻧﻤ ﺎ ﻷﻧ ﻪ أﺷﻌﺮ أﺑﺎﻩ ﺑﺄﻧﻪ إﻧﺴﺎن ﻣﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ .. آﻠﻤﺎ أﻇﻬﺮت اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻨﺎس أآﺜﺮ ..آﻠﻤﺎ ازدادوا ﻟﻚ ﺣﻴ ًﺎ وﺗﻘﺪﻳﺮًا .. آﺎن ﺳﻴﺪ اﻟﺨﻠﻖ εﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ..ﻳﺸﻌﺮ آﻞ إﻧﺴﺎن أن ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻗﻀﻴﺘﻪ ..وهﻤﻪ هﻤﻪ .. ﻗﺎم εﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺨﻄﺐ اﻟﻨﺎس .. ﻓ ﺪﺧﻞ رﺟ ﻞ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺠﺪ ..وﻧﻈﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ εﺛﻢ ﻗﺎل : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..رﺟﻞ ﻳﺴﺄل ﻋﻦ دﻳﻨﻪ ..ﻣﺎ ﻳﺪري ﻣﺎ دﻳﻨﻪ ؟! ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ εإﻟﻴﻪ ..ﻓﺈذا رﺟﻞ أﻋﺮاﺑﻲ ..ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺴ ﺘﻌﺪًا أن ﻳﻨﺘﻈ ﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﺨﻄﺒﺔ ..وﻳﺘﻔﺮغ ﻟ ﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻟﻴﺤﺪﺛﻪ ﻋﻦ دﻳﻨﻪ ..وﻗﺪ ﻳﺨﺮج اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﻻ ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻪ .. وﻗ ﺪ ﺑﻠ ﻎ اﻷﻣ ﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺟﻞ أهﻤﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ..ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻪ ﻳﻘﻄﻊ اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻟﻴﺴﺄل ﻋﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﺪﻳﻦ !! آ ﺎن εﻳﻔﻜ ﺮ ﻣ ﻦ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈ ﺮ اﻵﺧ ﺮ ﻻ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ هﻮ ﻓﻘﻂ .. ﻧ ﺰل ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﺒ ﺮﻩ اﻟﺸ ﺮﻳﻒ ..ودﻋ ﺎ ﺑﻜﺮﺳ ﻲ
53
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﺠﻠ ﺲ أﻣ ﺎم اﻟ ﺮﺟﻞ ..وﺟﻌ ﻞ ﻳﻠﻘﻨﻪ وﻳﻔﻬﻤﻪ أﺣﻜﺎم اﻟﺪﻳﻦ ..ﺣﺘﻰ ﻓﻬﻢ .. ﺛ ﻢ ﻗﺎم ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ..ورﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ وأآﻤﻞ ﺧﻄﺒﺘﻪ .. ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎ أﻋﻈﻤﻪ وأﺣﻠﻤﻪ .. ﺗﺮﺑ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺪرﺳ ﺘﻪ ..ﻓﻜﺎﻧ ﻮا ﻳﻈﻬ ﺮون اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻵﺧ ﺮﻳﻦ ..واﻻﺣ ﺘﻔﺎء ﺑﻬﻢ ..وﻣﺸﺎرآﺘﻬﻢ أﻓﺮاﺣﻬﻢ وأﺗﺮاﺣﻬﻢ .. وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻃﻠﺤﺔ ﻣﻊ آﻌﺐ .. ψ آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ τﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ..ﻧﺠﻠﺲ إﻟﻴﻪ .. ﺑﻌ ﺪﻣﺎ آﺒ ﺮ ﺳ ﻨﻪ ..ورق ﻋﻈﻤ ﻪ ..وآ ﻒ ﺑﺼﺮﻩ .. وهﻮ ﻳﺤﻜﻲ ذآﺮﻳﺎت ﺷﺒﺎﺑﻪ ..ﻓﻲ ﺗﺨﻠﻔﻪ ﻋﻦ ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك .. وآﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻏﺰوة ﻏﺰاهﺎ اﻟﻨﺒﻲ .. ρ ﺁذن اﻟﻨﺒ ﻲ ρاﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟ ﺮﺣﻴﻞ وأراد أن ﻳﺘﺄهﺒﻮا أهﺒﺔ ﻏﺰوهﻢ .. وﺟﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻨﻔﻘﺎت ﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﺠﻴﺶ ..ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﺠﻴﺶ ﺛﻼﺛﻴﻦ أﻟﻔ ًﺎ .. وذﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﻃﺎﺑﺖ اﻟﻈﻼل اﻟﺜﻤﺎر .. ﻓ ﻲ ﺣ ﺮ ﺷ ﺪﻳﺪ ..وﺳ ﻔﺮ ﺑﻌﻴﺪ ..وﻋﺪو ﻗﻮي ﻋﻨﻴﺪ .. آ ﺎن ﻋ ﺪد اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ آﺜﻴ ﺮًا ..وﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ أﺳﻤﺎؤهﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ آﺘﺎب .. ﻗﺎل آﻌﺐ : وأﻧ ﺎ أﻳﺴ ﺮ ﻣ ﺎ آﻨﺖ ..ﻗﺪ ﺟﻤﻌﺖ راﺣﻠﺘﻴﻦ .. وأﻧﺎ أﻗﺪر ﺷﻲء ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎد .. وأﻧ ﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ أﺻ ﻐﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻈ ﻼل ..وﻃ ﻴﺐ اﻟﺜﻤﺎر .. ﻓﻠ ﻢ أزل آ ﺬﻟﻚ ..ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم رﺳ ﻮل اﷲ ρ ﻏﺎدﻳ ًﺎ ﺑﺎﻟﻐﺪاة .. ﻓﻘﻠ ﺖ :أﻧﻄﻠ ﻖ ﻏ ﺪا إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق ﻓﺄﺷ ﺘﺮي ﺟﻬﺎزي ..ﺛﻢ أﻟﺤﻖ ﺑﻬﻢ .. ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ إﻟﻰ اﻟﺴﻮق ﻣﻦ اﻟﻐﺪ ..ﻓﻌﺴﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ ﺷﺄﻧﻲ ..ﻓﺮﺟﻌﺖ .. ﻓﻘﻠ ﺖ :أرﺟ ﻊ ﻏ ﺪا إن ﺷ ﺎء اﷲ ﻓﺄﻟﺤ ﻖ ﺑﻬﻢ ﻲ ﺑﻌﺾ ﺷﺄﻧﻲ أﻳﻀ ًﺎ .. ..ﻓﻌﺴﺮ ﻋﻠ ﱠ ﻓﻘﻠ ﺖ :أرﺟ ﻊ ﻏ ﺪا إن ﺷ ﺎء اﷲ ..ﻓﻠ ﻢ أزل
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آﺬﻟﻚ .. ﺣﺘﻰ ﻣﻀﺖ اﻷﻳﺎم ..وﺗﺨﻠﻔﺖ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﺠﻌﻠﺖ أﻣﺸﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق ..وأﻃﻮف ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻼ ﻣﻐﻤﻮﺻ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺎق ..أو ﻓ ﻼ أرى إﻻ رﺟ ً ﻼ ﻗﺪ ﻋﺬرﻩ اﷲ .. رﺟ ً ﻧﻌ ﻢ ﺗﺨﻠ ﻒ آﻌ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..أﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ ρ ﻓﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ أﻟﻔ ًﺎ .. ﺣﺘﻰ إذا وﺻﻞ ﺗﺒﻮك ..ﻧﻈﺮ ﻓﻲ وﺟﻮﻩ أﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﻼ ﺻ ﺎﻟﺤ ًﺎ ﻣﻤ ﻦ ﺷ ﻬﺪوا ﺑ ﻴﻌﺔ ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﻔﻘ ﺪ رﺟ ً اﻟﻌﻘﺒﺔ .. ﻓﻴﻘﻮل : ρﻣﺎ ﻓﻌﻞ آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ؟! ﻓﻘ ﺎل رﺟ ﻞ :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..ﺧﻠّﻔﻪ ﺑﺮداﻩ واﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻄﻔﻴﻪ .. ﻓﻘ ﺎل ﻣﻌ ﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ :ﺑﺌﺲ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ..واﷲ ﻳﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﺧﻴﺮًا .. ﻓﺴﻜﺖ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻗﺎل آﻌﺐ : ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻀ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻏ ﺰوة ﺗ ﺒﻮك ..وأﻗ ﺒﻞ راﺟﻌ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﺟﻌﻠﺖ أﺗﺬآﺮ ..ﺑﻤﺎذا أﺧﺮج ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳ ﺨﻄﻪ ..وأﺳ ﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﺑﻜ ﻞ ذي رأي ﻣ ﻦ أهﻠﻲ .. ﺖ أﻧﻲ ﻻ أﻧﺠﻮ إﻻ ﺣﺘ ﻰ إذا وﺻ ﻞ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..ﻋ ﺮﻓ ُ ﺑﺎﻟﺼﺪق .. ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻨﺒﻲ ρاﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺼﻠﻰ ﻓﻴﻪ رآﻌﺘﻴﻦ ..ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﻟﻠﻨﺎس .. ﻓﺠ ﺎءﻩ اﻟﻤﺨﻠﻔ ﻮن ..ﻓﻄﻔﻘ ﻮا ﻳﻌ ﺘﺬرون إﻟ ﻴﻪ .. وﻳﺤﻠﻔﻮن ﻟﻪ .. ﻼ ..ﻓﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ رﺳﻮل وآﺎﻧ ﻮا ﺑﻀﻌﺔ وﺛﻤﺎﻧﻴﻦ رﺟ ً اﷲ ρﻋﻼﻧﻴ ﺘﻬﻢ ..واﺳ ﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬ ﻢ ..ووآ ﻞ ﺳﺮاﺋﺮهﻢ إﻟﻰ اﷲ .. وﺟ ﺎءﻩ آﻌ ﺐ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ ..ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ .. ρﺛﻢ ﺗﺒﺴﱠﻢ ﺗﺒﺴﱡﻢ اﻟﻤﻐﻀﺐ .. أﻗﺒﻞ آﻌﺐ ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻴﻪ .. εﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : ρﻣﺎ ﺧﻠﻔﻚ ..أﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ اﺑﺘﻌﺖ ﻇﻬﺮك ؟ ﻳﻌﻨﻲ اﺷﺘﺮﻳﺖ داﺑﺘﻚ .. ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻗﺎل :ﻓﻤﺎ ﺧﻠﻔﻚ ؟! ﻓﻘ ﺎل آﻌ ﺐ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..إﻧﻲ واﷲ ﻟﻮ ﺟﻠﺴﺖ
54
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻋ ﻨﺪ ﻏﻴ ﺮك ﻣ ﻦ أه ﻞ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ..ﻟ ﺮأﻳﺖ أﻧ ﻲ أﺧﺮج ﻣﻦ ﺳﺨﻄﻪ ﺑﻌﺬر ..وﻟﻘﺪ أﻋﻄﻴﺖ ﺟﺪ ًﻻ .. وﻟﻜﻨ ﻲ واﷲ ﻟﻘ ﺪ ﻋﻠﻤ ﺖ ..أﻧ ﻲ إن ﺣﺪﺛ ﺘﻚ اﻟ ﻴﻮم ﺣ ﺪﻳﺚ آ ﺬب ﺗﺮﺿ ﻰ ﺑ ﻪ ﻋﻠ ﻲ .. ﻟﻴﻮﺷﻜﻦ اﷲ أن ﻳﺴﺨﻄﻚ ﻋﻠﻲ .. ﻲ ﻓﻴﻪ وﻟ ﺌﻦ ﺣﺪﺛ ﺘﻚ ﺣ ﺪﻳﺚ ﺻ ﺪق ..ﺗﺠﺪ ﻋﻠ ﱠ ..إﻧﻲ ﻷرﺟﻮ ﻓﻴﻪ ﻋﻔ َﻮ اﷲ ﻋﻨﻲ .. ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..واﷲ ﻣﺎ آﺎن ﻟﻲ ﻣﻦ ﻋﺬر .. واﷲ ﻣ ﺎ آ ﻨﺖ ﻗ ﻂ أﻗ ﻮى ..وﻻ أﻳﺴ ﺮ ﻣﻨ ﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺨﻠﻔﺖ ﻋﻨﻚ .. ﺛﻢ ﺳﻜﺖ آﻌﺐ .. ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ اﻟﻨﺒﻲ ρإﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..وﻗﺎل : أﻣ ﺎ ه ﺬا ..ﻓﻘ ﺪ ﺻ ﺪﻗﻜﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ..ﻓﻘ ﻢ .. ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻲ اﷲ ﻓﻴﻚ .. ﻗ ﺎم آﻌ ﺐ ﻳﺠ ﺮ ﺧﻄ ﺎﻩ ..وﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ..ﻣﻬﻤﻮﻣ ًﺎ ﻣﻜﺮوﺑ ًﺎ ..ﻻ ﻳﺪري ﻣﺎ ﻳﻘﻀﻲ اﷲ ﻓﻴﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ﻗ ﻮﻣﻪ ذﻟ ﻚ ..ﺗ ﺒﻌﻪ رﺟﺎل ﻣﻨﻬﻢ .. وأﺧﺬوا ﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ..وﻳﻘﻮﻟﻮن : واﷲ ﻣ ﺎ ﻧﻌﻠﻤ ﻚ أذﻧ ﺒﺖ ذﻧ ﺒ ًﺎ ﻗ ﻂ ﻗ ﺒﻞ ه ﺬا .. إﻧ ﻚ رﺟ ﻞ ﺷ ﺎﻋﺮ أﻋﺠﺰت أﻻ ﺗﻜﻮن اﻋﺘﺬرت إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ρﺑﻤﺎ اﻋﺘﺬر إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺨﻠﻔﻮن ! ..هﻼ اﻋﺘﺬرت ﺑﻌﺬر ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻚ ﻓﻴﻪ ..ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻚ ..ﻓﻴﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﻚ .. ﻗﺎل آﻌﺐ : ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰاﻟﻮا ﻳﺆﻧﺒﻮﻧﻨ ﻲ ..ﺣﺘ ﻰ هﻤﻤ ﺖ أن أرﺟﻊ ﻓﺄآﺬب ﻧﻔﺴﻲ .. ﻓﻘﻠﺖ :هﻞ ﻟﻘﻲ هﺬا ﻣﻌﻲ أﺣﺪ ؟ ﻗﺎﻟ ﻮا :ﻧﻌ ﻢ ..رﺟ ﻼن ﻗ ﺎﻻ ﻣ ﺜﻞ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ .. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ .. ﻗﻠ ﺖ :ﻣ ﻦ هﻤ ﺎ ؟ ﻗﺎﻟ ﻮا :ﻣ ﺮارة ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ ..وهﻼل ﺑﻦ أﻣﻴﺔ .. ﻓ ﺈذا هﻤ ﺎ رﺟ ﻼن ﺻ ﺎﻟﺤﺎن ﻗ ﺪ ﺷﻬﺪا ﺑﺪرًا .. ﻟﻲ ﻓﻴﻬﻤﺎ أﺳﻮة .. ﻓﻘﻠ ﺖ :واﷲ ﻻ أرﺟ ﻊ إﻟ ﻴﻪ ﻓ ﻲ ه ﺬا أﺑ ﺪًا .. وﻻ أآﺬب ﻧﻔﺴﻲ .. * * * * * * * * *
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ آﻌ ﺐ .. τﻳﺴﻴﺮ ﺣﺰﻳﻨ ًﺎ ..آﺴﻴﺮ اﻟﻨﻔﺲ ..وﻗﻌﺪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ .. ﺾ وﻗ ﺖ ..ﺣﺘﻰ ﻧﻬﻰ اﻟﻨﺒﻲ ρاﻟﻨﺎس ﻋﻦ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻤ ِ آﻼم آﻌﺐ وﺻﺎﺣﺒﻴﻪ .. ﻗﺎل آﻌﺐ : ﻓﺎﺟﺘﻨﺒ ﻨﺎ اﻟ ﻨﺎس ..وﺗﻐﻴ ﺮوا ﻟ ﻨﺎ ..ﻓﺠﻌﻠ ﺖ أﺧ ﺮج إﻟﻰ اﻟﺴﻮق ..ﻓﻼ ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ أﺣﺪ .. وﺗﻨﻜﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﻨﺎس ..ﺣﺘﻰ ﻣﺎ هﻢ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻧﻌﺮف .. وﺗﻨﻜ ﺮت ﻟ ﻨﺎ اﻟﺤ ﻴﻄﺎن ..ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎ ه ﻲ ﺑﺎﻟﺤ ﻴﻄﺎن اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮف .. وﺗﻨﻜ ﺮت ﻟﻨﺎ اﻷرض ..ﺣﺘﻰ ﻣﺎ هﻲ ﺑﺎﻷرض اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮف .. ﻓﺄﻣ ﺎ ﺻ ﺎﺣﺒﺎي ﻓﺠﻠﺴﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻤﺎ ﻳﺒﻜﻴﺎن ..ﺟﻌﻼ ﻳﺒﻜ ﻴﺎن اﻟﻠ ﻴﻞ واﻟ ﻨﻬﺎر ..وﻻ ﻳﻄﻠﻌﺎن رؤوﺳﻬﻤﺎ .. وﻳﺘﻌﺒﺪان آﺄﻧﻬﻤﺎ اﻟﺮهﺒﺎن .. ﺐ اﻟﻘ ﻮم وأﺟﻠ ﺪَهﻢ ..ﻓﻜ ﻨﺖ ﺷ ﱠ وأﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﻓﻜ ﻨﺖ أ َ أﺧ ﺮج ﻓﺄﺷ ﻬﺪ اﻟﺼ ﻼة ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ..وأﻃ ﻮف ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق ..وﻻ ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ أﺣﺪ .. وﺁﺗﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺄدﺧﻞ .. وﺁﺗﻲ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﺄﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﺄﻗ ﻮل ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ :ه ﻞ ﺣ ﺮك ﺷ ﻔﺘﻴﻪ ﺑ ﺮد اﻟﺴ ﻼم ﻋﻠﻲ أم ﻻ ؟ ﺛ ﻢ أﺻ ﻠﻲ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻨﻪ ..ﻓﺄﺳ ﺎرﻗﻪ اﻟﻨﻈ ﺮ ..ﻓ ﺈذا أﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﻲ ..أﻗﺒﻞ إﻟﻲ .. ﺖ ﻧﺤﻮﻩ ..أﻋﺮض ﻋﻨﻲ .. وإذا اﻟﺘﻔ ﱡ * * * * * * * * * وﻣﻀﺖ ﻋﻠﻰ آﻌﺐ اﻷﻳﺎم ..واﻵﻻم ﺗﻠﺪ اﻵﻻم .. وهﻮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ .. ﺑ ﻞ ه ﻮ ﻣ ﻦ أﺑﻠ ﻎ اﻟﺸ ﻌﺮاء ..ﻋ ﺮﻓﻪ اﻟﻤﻠ ﻮك واﻷﻣﺮاء .. وﺳ ﺎرت أﺷﻌﺎرﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻈﻤﺎء ..ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻨﻮا ﻟﻘﻴﺎﻩ .. ﺛﻢ هﻮ اﻟﻴﻮم ..ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ ..ﻻ أﺣﺪ ﻳﻜﻠﻤﻪ ..وﻻ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ .. ﺣﺘ ﻰ ..إذا اﺷ ﺘﺪت ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻐﺮﺑﺔ ..وﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﺮﺑﺔ ..ﻧﺰل ﺑﻪ اﻣﺘﺤﺎن ﺁﺧﺮ : ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻮ ﻳﻄﻮف ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ﻳﻮﻣ ًﺎ .. إذا رﺟﻞ ﻧﺼﺮاﻧﻲ ﺟﺎء ﻣﻦ اﻟﺸﺎم ..
55
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﻘ ﻮل :ﻣ ﻦ ﻳﺪﻟﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ آﻌ ﺐ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟﻚ ..؟ ﻓﻄﻔ ﻖ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺸﻴﺮون ﻟﻪ إﻟﻰ آﻌﺐ ..ﻓﺄﺗﺎﻩ ..ﻓﻨﺎوﻟﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻏﺴﺎن .. ﻋﺠﺒ ًﺎ !! ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻏﺴﺎن !!.. إذن ﻗﺪ وﺻﻞ ﺧﺒﺮﻩ إﻟﻰ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم ..واهﺘﻢ ﺑ ﻪ ﻣﻠ ﻚ اﻟﻐﺴﺎﺳ ﻨﺔ ..ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ﻓﻤ ﺎذا ﻳ ﺮﻳﺪ اﻟﻤﻠﻚ ؟!! ﻓﺘﺢ آﻌﺐ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﺈذا ﻓﻴﻬﺎ : " أﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ..ﻳ ﺎ آﻌ ﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ..إﻧﻪ ﺑﻠﻐﻨﻲ أن ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻗﺪ ﺟﻔﺎك وأﻗﺼﺎك ..وﻟﺴﺖ ﺑﺪار ﻣﻀﻴﻌﺔ وﻻ هﻮان ..ﻓﺎﻟﺤﻖ ﺑﻨﺎ ﻧﻮاﺳﻚ ".. ﻓﻠﻤ ﺎ أﺗﻢ ﻗﺮاءة اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ..ﻗﺎل : τإﻧﺎ ﷲ .. ﻲ أه ﻞ اﻟﻜﻔ ﺮ !!..ه ﺬا أﻳﻀ ًﺎ ﻣﻦ ﻗ ﺪ ﻃﻤ ﻊ ﻓ ﱠ اﻟﺒﻼء واﻟﺸﺮ .. ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ ﺑﺎﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ ﻓ ﻮرًا إﻟ ﻰ اﻟﺘ ﻨﻮر .. ﻓﺄﺷﻌﻠﻪ ﺛﻢ أﺣﺮﻗﻬﺎ ﻓﻴﻪ .. وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ آﻌﺐ إﻟﻰ إﻏﺮاء اﻟﻤﻠﻚ .. ﻧﻌﻢ ﻓُﺘﺢ ﻟﻪ ﺑﺎب إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻤﻠﻮك ..وﻗﺼﻮر اﻟﻌﻈﻤ ﺎء ..ﻳﺪﻋ ﻮﻧﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻜ ﺮاﻣﺔ واﻟﺼﺤﺒﺔ .. واﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻣ ﻦ ﺣ ﻮﻟﻪ ﺗ ﺘﺠﻬﻤﻪ ..واﻟﻮﺟ ﻮﻩ ﺗﻌﺒﺲ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ .. ﻳﺴﻠﻢ ﻓﻼ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم .. وﻳﺴﺄل ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﺠﻮاب .. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺎر .. وﻟ ﻢ ﻳﻔﻠ ﺢ اﻟﺸ ﻴﻄﺎن ﻓ ﻲ زﻋ ﺰﻋﺘﻪ ..أو ﺗﻌﺒﻴﺪﻩ ﻟﺸﻬﻮﺗﻪ .. أﻟﻘﻰ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ..وأﺣﺮﻗﻬﺎ .. * * * * * * * * * وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ﺗ ﺘﻠﻮهﺎ اﻷﻳ ﺎم ..واﻧﻘﻀ ﻰ ﺷﻬﺮ آﺎﻣﻞ ..وآﻌﺐ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل .. واﻟﺤﺼ ﺎر ﻳﺸ ﺘﺪ ﺧ ﻨﺎﻗﻪ ..واﻟﻀ ﻴﻖ ﻳ ﺰداد ﺛﻘﻠﻪ .. ﻓ ﻼ اﻟﺮﺳﻮل ρﻳُﻤﻀﻲ ..وﻻ اﻟﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻳﻘﻀﻲ .. ﻓﻠﻤﺎ اآﺘﻤﻠﺖ أرﺑﻌﻮن ﻳﻮﻣ ًﺎ .. ﻓ ﺈذا رﺳ ﻮل ﻣ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻳﺄﺗﻲ إﻟﻰ آﻌﺐ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻴﻄﺮق ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﺎب .. ﻓﻴﺨ ﺮج آﻌ ﺐ إﻟ ﻴﻪ ..ﻟﻌﻠ ﻪ ﺟ ﺎء ﺑﺎﻟﻔ ﺮج ..ﻓ ﺈذا اﻟﺮﺳﻮل ﻳﻘﻮل ﻟﻪ : إن رﺳﻮل اﷲ ρﻳﺄﻣﺮك أن ﺗﻌﺘﺰل اﻣﺮأﺗﻚ .. ﻃﻠﱢﻘﻬﺎ ..أم ﻣﺎذا ؟ ﻗﺎل ُ :أ َ ﻗﺎل :ﻻ ..وﻟﻜﻦ اﻋﺘﺰﻟﻬﺎ وﻻ ﺗﻘﺮﺑﻬﺎ .. ﻓ ﺪﺧﻞ آﻌ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻣ ﺮأﺗﻪ وﻗ ﺎل :اﻟﺤﻘ ﻲ ﺑﺄهﻠ ﻚ ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻋﻨﺪهﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻲ اﷲ ﻓﻲ هﺬا اﻷﻣﺮ .. وأرﺳﻞ اﻟﻨﺒﻲ ρإﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻲ آﻌﺐ ﺑﻤﺜﻞ ذﻟﻚ .. ﻓﺠﺎءت اﻣﺮأة هﻼل ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ..ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..إن ه ﻼل ﺑ ﻦ أﻣ ﻴﺔ ﺷ ﻴﺦ آﺒﻴ ﺮ ﺿﻌﻴﻒ ..ﻓﻬﻞ ﺗﺄذن ﻟﻲ أن أﺧﺪﻣﻪ ..؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ..وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻨﻚ .. ﻓﻘﺎﻟ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة :ﻳ ﺎ ﻧﺒ ﻲ اﷲ ..واﷲ ﻣ ﺎ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ﺣ ﺮآﺔ ﻟﺸ ﻲء ..ﻣ ﺎ زال ﻣﻜﺘﺌ ﺒ ًﺎ ..ﻳﺒﻜ ﻲ اﻟﻠ ﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر ..ﻣﻨﺬ آﺎن ﻣﻦ أﻣﺮﻩ ﻣﺎ آﺎن .. * * * * * * * * * وﻣ ﺮت اﻷﻳ ﺎم ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ﻋﻠ ﻰ آﻌ ﺐ ..واﺷﺘﺪت اﻟﺠﻔﻮة ﻋﻠﻴﻪ ..ﺣﺘﻰ ﺻﺎر ﻳﺮاﺟﻊ إﻳﻤﺎﻧﻪ .. ﻳﻜﻠﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻻ ﻳﻜﻠﻤﻮﻧﻪ .. وﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻼ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﺈﻟﻰ أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ !!..وﻣﻦ ﻳﺴﺘﺸﻴﺮ !؟ ﻗﺎل آﻌﺐ : τ ﻲ اﻟ ﺒﻼء ..ذه ﺒﺖ إﻟ ﻰ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻃ ﺎل ﻋﻠ ﱠ ﻲ ..ﻓ ﺈذا هﻮ وه ﻮ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻲ ..وأﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﱠ ﻓﻲ ﺣﺎﺋﻂ ﺑﺴﺘﺎﻧﻪ ..ﻓﺘﺴﻮرت اﻟﺠﺪار ﻋﻠﻴﻪ .. ودﺧﻠﺖ ..ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ رد ﻋﻠﻲ اﻟﺴﻼم .. ﻓﻘﻠ ﺖ :أﻧﺸ ﺪك اﷲ ..ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﻗ ﺘﺎدة ..أﺗﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻲ أﺣﺐ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ؟ ﻓﺴﻜﺖ .. ﻓﻘﻠﺖ :ﻳﺎ أﺑﺎ ﻗﺘﺎدة ..أﺗﻌﻠﻢ أﻧﻲ أﺣﺐ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ؟ ﻓﺴﻜﺖ .. ﻓﻘﻠ ﺖ :أﻧﺸ ﺪك اﷲ ..ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﻗ ﺘﺎدة ..أﺗﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻲ أﺣﺐ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ؟ ﻓﻘﺎل :اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ أﻋﻠﻢ .. ﺳ ﻤﻊ آﻌ ﺐ ه ﺬا اﻟﺠ ﻮاب ..ﻣ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻪ وأﺣ ﺐ
56
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻪ ..ﻻ ﻳﺪري أهﻮ ﻣﺆﻣﻦ أم ﻻ ؟ ﻓﻠ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳ ﺘﺠﻠﺪ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﻪ ..وﻓﺎﺿﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع .. ﺛﻢ اﻗﺘﺤﻢ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﺧﺎرﺟ ًﺎ .. وذهﺐ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ..وﺟﻠﺲ ﻓﻴﻪ .. ﻳﻘﻠﺐ ﻃﺮﻓﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﺪراﻧﻪ ..ﻻ زوﺟﺔ ﺗﺠﺎﻟﺴﻪ ..وﻻ ﻗﺮﻳﺐ ﻳﺆاﻧﺴﻪ .. وﻗ ﺪ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻤﺴﻮن ﻟﻴﻠﺔ ..ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻧﻬﻰ اﻟﻨﺒﻲ ρاﻟﻨﺎس ﻋﻦ آﻼﻣﻬﻢ .. * * * * * * * * * وﻓ ﻲ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ اﻟﺨﻤﺴ ﻴﻦ ..ﻧ ﺰﻟﺖ ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ρﻓﻲ ﺛﻠﺚ اﻟﻠﻴﻞ .. وآﺎن εﻓﻲ ﺑﻴﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ ..ﻓﺘﻼ اﻵﻳﺎت .. ﻓﻘﺎﻟﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ : τ ﻳﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ ..أﻻ ﻧﺒﺸﺮ آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ .. ﻗ ﺎل :إذًا ﻳﺤﻄﻤﻜ ﻢ اﻟ ﻨﺎس ..وﻳﻤ ﻨﻌﻮﻧﻜﻢ اﻟﻨﻮم ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻠﻴﻠﺔ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺻ ﻠﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ρاﻟﻔﺠ ﺮ ..ﺁذن اﻟ ﻨﺎس ﺑﺘﻮﺑﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎس ﻳﺒﺸﺮوﻧﻬﻢ .. ﻗﺎل آﻌﺐ : وآ ﻨﺖ ﻗ ﺪ ﺻﻠﻴﺖ اﻟﻔﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ .. ﻓﺒﻴ ﻨﺎ أﻧ ﺎ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺎل اﻟﺘ ﻲ ذآ ﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ..ﻗ ﺪ ﺿ ﺎﻗﺖ ﻋﻠ ﻲ ﻧﻔﺴﻲ ..وﺿﺎﻗﺖ ﻲ اﻷرض ﺑﻤﺎ رﺣﺒﺖ .. ﻋﻠ ﱠ ﻲ ..ﻣﻦ أن أﻣﻮت .. وﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺷ ﻲء أه ﻢ إﻟ ّ ﻲ رﺳﻮ ُل اﷲ .. ρأو ﻳﻤﻮت .. ﻓﻼ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠ ﱠ ﻓﺄآ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﺑ ﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨ ﺰﻟﺔ ..ﻓ ﻼ ﻲ .. ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ..وﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠ ﱠ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .. إذ ﺳ ﻤﻌﺖ ﺻ ﻮت ﺻ ﺎرخ ..ﻋﻠ ﻰ ﺟﺒﻞ ﺳﻠﻊ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻳﻘﻮل : ﻳﺎااااا آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ! ..أﺑﺸﺮ .. ﻓﺨ ﺮرت ﺳ ﺎﺟﺪًا ..وﻋ ﺮﻓﺖ أن ﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﺮج ﻣﻦ اﷲ .. ﻲ رﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺮس ..واﻵﺧﺮ ﺻﺎح وأﻗ ﺒﻞ إﻟ ﱠ ﻣﻦ ﻓﻮق ﺟﺒﻞ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وآﺎن اﻟﺼﻮت أﺳﺮع ﻣﻦ اﻟﻔﺮس .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟﺎءﻧ ﻲ اﻟ ﺬي ﺳ ﻤﻌﺖ ﺻ ﻮﺗﻪ ﻳﺒﺸ ﺮﻧﻲ .. ﻲ ﻓﻜﺴﻮﺗﻪ إﻳﺎهﻤﺎ ﺑﺒﺸﺮاﻩ ..واﷲ ﻣﺎ ﻧﺰﻋﺖ ﻟﻪ ﺛﻮﺑ ﱠ أﻣﻠﻚ ﻏﻴﺮهﻤﺎ .. واﺳﺘﻌﺮت ﺛﻮﺑﻴﻦ ..ﻓﻠﺴﺒﺘﻬﻤﺎ .. واﻧﻄﻠﻘ ﺖ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻓﺘﻠﻘﺎﻧ ﻲ اﻟ ﻨﺎس ﻓﻮﺟ ًﺎ ..ﻓﻮﺟ ًﺎ .. ﻳﻬﻨﺌﻮﻧ ﻲ ﺑﺎﻟ ﺘﻮﺑﺔ ..ﻳﻘﻮﻟ ﻮن :ﻟﻴﻬ ﻨﻚ ﺗ ﻮﺑﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ .. ﺣﺘ ﻰ دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..ﻓ ﺈذا رﺳ ﻮل اﷲ εﺟﺎﻟﺲ ﻲ ﺑﻴﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..ﻓﻠﻤﺎ رأوﻧﻲ واﷲ ﻣﺎ ﻗﺎم ﻣﻨﻬﻢ إﻟ ﱠ إﻻ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ..ﻗﺎم ﻓﺎﻋﺘﻨﻘﻨﻲ وهﻨﺄﻧﻲ .. ﺛﻢ رﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺴﻪ ..ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ أﻧﺴﺎهﺎ ﻟﻄﻠﺤﺔ .. ﻓﻤﺸ ﻴﺖ ﺣﺘ ﻰ وﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ εﻓﺴ ﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺳ ﺮﱠ وه ﻮ ﻳﺒ ﺮق وﺟﻬ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺮور ..وآ ﺎن إذا ُ اﺳﺘﻨﺎر وﺟﻬﻪ ..ﺣﺘﻰ آﺄﻧﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺮ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻧ ﻲ ﻗ ﺎل :أﺑﺸ ﺮ ﺑﺨﻴ ﺮ ﻳ ﻮم ﻣ ﱠﺮ ﻋﻠ ﻴﻚ ﻣ ﻨﺬ وﻟﺪﺗﻚ أﻣﻚ .. ﻗﻠ ﺖ :أﻣﻦ ﻋﻨﺪك ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..أم ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ؟ ﻗﺎل :ﻻ ..ﺑﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ..ﺛﻢ ﺗﻼ اﻵﻳﺎت .. ﻓﺠﻠﺴﺖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. ﻓﻘﻠ ﺖ :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ! إن ﻣ ﻦ ﺗﻮﺑﺘ ﻲ أن أﻧﺨﻠ ﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ ﺻﺪﻗﺔ إﻟﻰ اﷲ ..وإﻟﻰ رﺳﻮﻟﻪ .. ﻓﻘﺎل :أﻣﺴﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﺎﻟﻚ ..ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻚ .. ﻓﻘﻠ ﺖ :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ! إن اﷲ إﻧﻤ ﺎ ﻧﺠﺎﻧ ﻲ ﺑﺎﻟﺼ ﺪق ..وإن ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺘﻲ أﻻ أﺣﺪث إﻻ ﺻﺪﻗ ًﺎ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ .. ﻧﻌ ﻢ ..ﺗﺎب اﷲ ﻋﻠﻰ آﻌﺐ وﺻﺎﺣﺒﻴﻪ ..وأﻧﺰل ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻗﺮءاﻧ ًﺎ ﻳﺘﻠﻰ .. ﻓﻘﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ : ﻦ وَا َْﻷ ْﻧﺼَﺎ ِر ﺟﺮِﻳ َ ﻲ وَا ْﻟ ُﻤﻬَﺎ ِ ﻋ َﻠ ﻰ اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱢ ﷲﱠ َ با ُ ] َﻟ َﻘ ْﺪ َﺗ ﺎ َ ﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ َﻣ ﺎ َآ ﺎ َد ﺴ َﺮ ِة ِﻣ ْ ﻋ ِﺔ ا ْﻟ ُﻌ ْ ﺳﺎ َ ﻦ اﺗﱠ َﺒﻌُﻮ ُﻩ ِﻓ ﻲ َ اﱠﻟ ﺬِﻳ َ ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ِإﻧﱠ ُﻪ ِﺑ ِﻬ ْﻢ ب َ ﻖ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ُﺛ ﻢﱠ َﺗ ﺎ َ ب َﻓ ﺮِﻳ ٍ َﻳ ﺰِﻳ ُﻎ ُﻗُﻠ ﻮ ُ ﺣﺘﱠﻰ ِإذَا ﺧﻠﱢﻔُﻮا َ ﻦ ُ ﻋﻠَﻰ اﻟﺜﱠﻼ َﺛ ِﺔ اﱠﻟﺬِﻳ َ ﺣﻴ ٌﻢ * َو َ ف َر ِ َرؤُو ٌ ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ﺖ َ ﺖ َوﺿَﺎ َﻗ ْ ﺣ َﺒ ْ ض ِﺑ َﻤ ﺎ َر ُ ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ُﻢ ا َْﻷ ْر ُ ﺖ َ ﺿ ﺎ َﻗ ْ َ ب ﷲ ِإ ﱠﻻ ِإ َﻟ ْﻴ ِﻪ ُﺛﻢﱠ ﺗَﺎ َ ﻦ ا ِﱠ ﺠ َﺄ ِﻣ َ ن ﻻ َﻣ ْﻠ َ ﻇﻨﱡﻮا َأ ْ ﺴ ُﻬ ْﻢ َو َ َأ ْﻧ ُﻔ ُ
57
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ب اﻟ ﱠﺮﺣِﻴ ُﻢ [ ﷲ ُه َﻮ اﻟ ﱠﺘﻮﱠا ُ ن ا َﱠ ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ِﻟ َﻴ ﺘُﻮﺑُﻮا ِإ ﱠ َ .. واﻟﺸ ﺎهﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ..أن ﻃﻠﺤﺔ τﻟﻤﺎ رأى آﻌ ﺒ ًﺎ ﻗﺎم إﻟﻴﻪ واﻋﺘﻨﻘﻪ وهﻨﺄﻩ ..ﻓﺰادت ﻣﺤ ﺒﺔ آﻌ ﺐ ﻟ ﻪ ..ﺣﺘ ﻰ آﺎن ﻳﻘﻮل ﺑﻌﺪ ﻣﻮت ﻃﻠﺤ ﺔ ..وهﻮ ﻳﺤﻜﻲ اﻟﻘﺼﺔ ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺴﻨﻴﻦ : ﻓﻮاﷲ ﻻ أﻧﺴﺎهﺎ ﻟﻄﻠﺤﺔ .. وﻣ ﺎذا ﻓﻌ ﻞ ﻃﻠﺤ ﺔ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺄﺳ ﺮ ﻗﻠ ﺐ آﻌ ﺐ ؟ ﻓﻌ ﻞ ﻣﻬ ﺎرة راﺋ ﺪة ..اه ﺘ ﱠﻢ ﺑ ﻪ ..ﺷ ﺎرآﻪ ﻓﺮﺣﺘﻪ ..ﻓﺼﺎر ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﻈﻮة .. اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟ ﻨﺎس وﻣﺸﺎرآﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮهﻢ ﻳﺄﺳﺮ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ .. ﻟ ﻮ آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ زﺣﻤ ﺔ اﻻﻣ ﺘﺤﺎﻧﺎت ..ووﺻ ﻠﺖ إﻟ ﻰ هﺎﺗﻔ ﻚ اﻟﻤﺤﻤﻮل رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻜﺘﻮب ﻓﻴﻬﺎ .. ﺑﺸ ﺮﻧﻲ ﻋ ﻦ اﻣ ﺘﺤﺎﻧﺎﺗﻚ واﷲ إن ﺑﺎﻟ ﻲ ﻣﺸ ﻐﻮل ﻋﻠ ﻴﻚ وأدﻋ ﻮ ﻟ ﻚ ،ﺻ ﺪﻳﻘﻚ : إﺑﺮاهﻴﻢ .. أﻟﻴﺲ ﺳﺘﺰداد ﻣﺤﺒﺘﻚ ﻟﻬﺬا اﻟﺼﺪﻳﻖ ؟ ﺑﻠﻰ .. وﻟ ﻮ آ ﺎن أﺑ ﻮك ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﻔﻰ .. ﻓﺒﻘ ﻴﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺘﻪ وأﻧ ﺖ ﻣﺸﻐﻮل اﻟﺒﺎل ﻋﻠ ﻴﻪ ..واﺗﺼ ﻞ ﺑ ﻚ ﺻ ﺪﻳﻖ وﺳ ﺄﻟﻚ ﻋﻨﻪ .. وﻗﺎل :ﺗﺤﺘﺎج ﻣﺴﺎﻋﺪة ؟ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻚ .. ﻓﺸﻜﺮﺗﻪ .. ﺛ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺎء اﺗﺼ ﻞ وﻗ ﺎل :إذا اﻷه ﻞ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن أي ﺷﻲء أﺷﺘﺮﻳﻪ ﻟﻬﻢ ..ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ..ﻓﺸﻜﺮﺗﻪ ودﻋﻮت ﻟﻪ .. أﻻ ﺗﺸﻌﺮ أن ﻗﻠﺒﻚ ﻳﻨﺠﺬب إﻟﻴﻪ أآﺜﺮ ..؟ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻮ اﺗﺼﻞ ﺑﻚ ﺁﺧﺮ وﻗﺎل :ﻓﻼن ..ﻧﺤﻦ ﺧﺎرﺟ ﻮن إﻟ ﻰ ﻧﺰهﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ..هﺎﻩ ﺗﺬهﺐ ﻣﻌﻨﺎ ؟ ﻓﻘﻠﺖ :واﷲ واﻟﺪي ﻣﺮﻳﺾ وﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ .. ﻓ ﺒﺪل أن ﻳﺪﻋ ﻮ ﻟ ﻪ وﻳﻌ ﺘﺬر أن ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺄل ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ ..ﻗﺎل ﻟﻚ :أدري أﻧﻪ ﻣﺮﻳﺾ ﻟﻜﻦ هﻮ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﻔﻰ وﻋ ﻨﺪﻩ ﻣﻤﺮﺿ ﻮن وﻟ ﻦ ﻳﺴ ﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺋﻚ ﺗﻌﺎل ﻣﻌﻨﺎ اﺳﺘﻤﺘﻊ واﺳﺒﺢ و ..ﻗﺎﻟﻬ ﺎ وه ﻮ ﻳﻤﺎزﺣ ﻚ ﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ ..وآ ﺄن ﻣ ﺮض واﻟ ﺪك ﻻ ﻳﻌﻨ ﻴﻪ ..آ ﻴﻒ ﺳ ﺘﻜﻮن ﻧﻈﺮﺗﻚ إﻟﻴﻪ ؟
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ أن ﻗ ﺪرﻩ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻚ ﻳ ﻨﺨﻔﺾ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻬﻤﻮﻣﻚ .. ﻣﻦ أﺣﺮج ﻣﺎ وﻗﻊ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ .. أﻧ ﻲ آ ﻨﺖ ﻣﺴ ﺎﻓﺮًا إﻟ ﻰ ﺟ ﺪة ﻟﻌ ﺪة أﻳ ﺎم ..آ ﻨﺖ ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ ﺟﺪًا .. وﺻ ﻠﺘﻨﻲ رﺳ ﺎﻟﺔ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ هﺎﺗﻔ ﻲ ﻣ ﻦ أﺧ ﻲ ﺳﻌﻮد آﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ : أﺣﺴ ﻦ اﷲ ﻋ ﺰاءك ﻓ ﻲ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻨﺎ ﻓ ﻼن ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ .. اﺗﺼ ﻠﺖ ﺑﺄﺧ ﻲ ﻓﺄﺧﺒﺮﻧ ﻲ أن اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻨﺎ هﺬا -وهﻮ ﺷ ﻴﺦ آﺒﻴ ﺮ -ذه ﺐ ﻗ ﺒﻞ ﻳﻮﻣ ﻴﻦ ﻟﻌ ﻼج اﻟﻘﻠ ﺐ ﻓ ﻲ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ وﺗﻮﻓﻲ أﺛﻨﺎء إﺟﺮاء اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ..وأن ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﺳﻴﺼ ﻞ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻄ ﺎر اﻟ ﺮﻳﺎض ..دﻋ ﻮت ﻟ ﻪ وﺗﺮﺣﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ..وأﻧﻬﻴﺖ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ .. ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﻴﻮﻣﻴﻦ اﻧﺘﻬﺖ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺟﺪة وذهﺒﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺎر أﻧﺘﻈﺮ وﻗﺖ إﻗﻼع رﺣﻠﺘﻲ ﻟﻠﺮﻳﺎض .. ﻓ ﻲ هﺬﻩ اﻷﺛﻨﺎء آﺎن ﻳﻤﺮ ﺑﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﺈذا رأوﻧ ﻲ ﻋﺮﻓﻮﻧ ﻲ وأﻗ ﺒﻠﻮا ﻣﺴ ﻠﻤﻴﻦ وآﺎﻧ ﻮا أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻤﺮاهﻘﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻗﺼﺎت ﺷﻌﺮ ﻏﺮﻳﺒﺔ .. وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ آ ﻨﺖ أﻣ ﺎزﺣﻬﻢ وأﻃﻠﻖ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﺤﺒﺒ ًﺎ وﺗﻠﻄﻔ ًﺎ .. اﻧﺸﻐﻠﺖ ﺑﻤﻜﺎﻟﻤﺔ هﺎﺗﻔﻴﺔ ..ﻓﻠﻤﺎ أﻧﻬﻴﺘﻬﺎ ﻓﺈذا ﺷﺎب ﺴ ﻠّﻤ ًﺎ ﻳﻠ ﺒﺲ ﺑ ﻨﻄﺎ ًﻻ وﻗﻤﻴﺼ ًﺎ ..ﻳﺮاﻧ ﻲ ﻓﻴﻘ ﺒﻞ ﻣ َ ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ .. رﺣ ﺒﺖ ﺑ ﻪ وﻗﻠ ﺖ ﻣﺎزﺣ ًﺎ :ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻷﻧﺎﻗ ﺔ ..أﻧﺖ اﻟﻴﻮم آﺄﻧﻚ ﻋﺮﻳﺲ ..وﻧﺤﻮ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات .. ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل : ﺳﻜﺖ اﻟﺸﺎب ﻗﻠﻴ ً ﻣ ﺎ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ ..أﻧﺎ ﻓﻼن ..اﻵن وﺻﻠﺖ ﻣﻦ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻣﻌﻲ ﺟﺜﻤﺎن أﺑﻲ ..وأﻧﺎ ﻣﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺮﻳﺎض اﻵن ﻋﻠﻰ أﻗﺮب رﺣﻠﺔ .. ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ..آﺄﻧﻤﺎ ﺻﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻣﺎء ﺑﺎرد .. ﺻ ﺮت ﻣﺤ ﺮﺟ ًﺎ ﺟ ﺪًا ..أﺑﻮﻩ ﻣﺎت ..وﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﻣﻌﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺎﺋ ﺮة وأﻧ ﺎ أﻣﺎزﺣ ﻪ وأﺿ ﺤﻚ ..إن ه ﺬا ﻟﺸﻲء ﻋﺠﺎب !! ﻼ ﺛ ﻢ ﻗﻠ ﺖ :ﺁﺁﺁﺁﺳﻒ ..واﷲ ﻣﺎ اﻧﺘﺒﻬﺖ ﺖ ﻗﻠ ﻴ ً ﺳﻜ ﱡ إﻟ ﻴﻚ ..ﻓﺄﻧ ﺎ ه ﻨﺎ ﻣ ﻨﺬ أﻳ ﺎم ..ﻓﺄﺣﺴ ﻦ اﷲ ﻋ ﺰاءك وﻏﻔﺮ ﻟﻮاﻟﺪك .. ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ﻣﻌ ﺬورًا ﻓ ﻲ ﻋ ﺪم اﻧﺘﺒﺎه ﻲ وإن آ ﻨ ُ
58
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻼ .. إﻟﻰ ﺷﺨﺼﻪ ..ﻓﻘﺪ آﻨﺖ ﻻ أﻗﺎﺑﻠﻪ إﻻ ﻗﻠﻴ ً وأراﻩ ﺑ ﺜﻮﺑﻪ وﻏﺘ ﺮﺗﻪ ..ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟ ﺒﺲ اﻟﺒ ﻨﻄﺎل وﺟﺎءﻧ ﻲ ﻓﺠ ﺄة ﻓ ﻲ زﺣﻤﺔ ﺷﺒﺎب ﻣﻦ ﺟﺪة .. ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ أﻧﻪ ﻓﻼن .. ﻓﻤ ﻦ اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻣﺸ ﺎرآﺘﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﺎﻋﺮهﻢ وإﺷ ﻌﺎرهﻢ أن هﻤﻬﻢ هﻮ هﻤﻚ .. وأﻧﻚ ﺗﺤﺐ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻬﻢ .. وﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻤ ﻨﻄﻠﻖ ﺗﺠ ﺪ أن اﻟﺸ ﺮآﺎت اﻟﻤ ﺘﻄﻮرة ﻳﻜ ﻮن ﻋ ﻨﺪهﺎ إدارة ﻟﻠﻌﻼﻗ ﺎت اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ..ﻣﻬﻤ ﺘﻬﺎ إرﺳ ﺎل اﻟﺘﻬﺎﻧ ﻲ واﻟﺘﺒﺮﻳﻜﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت ..وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻬﺪاﻳﺎ ..وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ .. اﻟ ﻨﺎس آﻠﻤ ﺎ أﺷ ﻌﺮﺗﻬﻢ ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻬﻢ وأﻇﻬ ﺮت اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﻬﻢ ﻣﻠﻜﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ وأﺣﺒﻮك .. ﺧﺬ أﻣﺜﻠﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ : ﻟﻮ دﺧﻞ ﺷﺨﺺ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻓﻠﻢ ﻼ .. ﻳﺠ ﺪ ﻣﻜﺎﻧ ًﺎ ﻳﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻴﻪ ..ﻓﺘﻔﺴ ﺤﺖ ﻗﻠ ﻴ ً وأوﺳﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧ ًﺎ وﻗﻠﺖ : ﺗﻔﻀ ﻞ ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ..ﺗﻌ ﺎل ه ﻨﺎ ..ﻟﺸ ﻌﺮ ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ وأﺣﺒﻚ .. أو ﻟ ﻮ آﻨ ﺘﻢ ﻓ ﻲ ﺣﻔ ﻞ ﻋﺸ ﺎء ..وأﻗﺒﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ ﻃﺎوﻟ ﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺎن ﻓ ﺎرغ ..ﻓﺠﻬ ﺰت ﻟ ﻪ آﺮﺳ ﻴ ًﺎ وﻗﻠ ﺖ :ﺣ ﻴﺎك اﻟﻪ ﻳﺎ ﻓﻼن ..ﺗﻔﻀﻞ هﻨﺎ ..ﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ أﻳﻀ ًﺎ .. ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ أﺷﻌﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﻘﻴﻤﺘﻬﻢ ..ﻳﺤﺒﻮك .. آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ εﻳﺤ ﺮص ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ أﻳﻤ ﺎ ﺣﺮص .. اﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ وﻗ ﺪ ﻗ ﺎم ﻳﺨﻄ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﺒ ﺮﻩ ﻳﻮم ﺟﻤﻌﺔ .. وﻓﺠ ﺄة ﻓ ﺈذا ﺑﺄﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳ ﺪﺧﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ وﻳﺘﺨﻄﻰ اﻟﺼﻔﻮف ..وﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ﻼ :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..رﺟ ﻞ .. εوﻳﺼ ﻴﺢ ﻗ ﺎﺋ ً ﻻ ﻳﺪري ﻣﺎ دﻳﻨﻪ ! ﻓﻌﻠﻤﻪ دﻳﻨﻪ .. ﻓﻨ ﺰل اﻟﻨﺒ ﻲ εﻣ ﻦ ﻣﻨﺒ ﺮﻩ ..وﺗ ﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺮﺟﻞ وﻃﻠﺐ آﺮﺳﻴ ًﺎ ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ..ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻳ ﺘﺤﺪث ﻣ ﻊ اﻟﺮﺟﻞ وﻳﺸﺮح ﻟﻪ اﻟﺪﻳﻦ إﻟﻰ أن ﻓﻬﻢ ..ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻗﻤ ﺔ اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ..وﻣ ﻦ ﻳ ﺪري رﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻮ ﻼ ﺑﺪﻳ ﻨﻪ إﻟ ﻰ أن أهﻤﻠ ﻪ ﻟﺨ ﺮج اﻟ ﺮﺟﻞ وﺑﻘ ﻲ ﺟ ﺎه ً ﻳﻤﻮت .. وﻟﻮ ﻧﻈﺮت ﻓﻲ ﺷﻤﺎﺋﻠﻪ .. εﻟﻮﺟﺪت ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ أﻧﻪ آ ﺎن إذا ﺻ ﺎﻓﺤﻪ أﺣ ﺪ ﻟ ﻢ ﻳﻨ ﺰع εﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪ اﻟﻤﺼﺎﻓﺢ ..ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺰع ذاك ﻳﺪﻩ أو ًﻻ .. وآ ﺎن εإذا آﻠﻤ ﻪ أﺣ ﺪ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ..أي اﻟﺘﻔﺖ ﺑﻮﺟﻬﻪ وﺟﺴﻤﻪ إﻟﻴﻪ ﻳﺴﺘﻤﻊ وﻳﻨﺼﺖ .. ﺗﺠﺮﺑﺔ .. اﻟﻨﺎس آﻠﻤﺎ أﺷﻌﺮﺗﻬﻢ ﺑﻘﻴﻤﺘﻬﻢ وأﻇﻬﺮت اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﻬﻢ ..ﻣﻠﻜﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ..وأﺣﺒﻮك .. 25.أﺷﻌﺮهﻢ أﻧﻚ ﺗﺤﺐ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻬﻢ .. آﻠﻤ ﺎ آﺎن ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻤﻠﻮءًا ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﻨﺼﺢ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ..آﻠﻤ ﺎ ﺻ ﺮت ﺻ ﺎدﻗ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻬﺎراﺗ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ .. وآﻠﻤﺎ أﺣﺲ اﻟﻨﺎس ﺑﺤﺒﻚ ﻟﻬﻢ ..ازدادوا هﻢ أﻳﻀ ًﺎ ﻟﻚ ﻣﺤﺒﺔ وﻗﺒﻮ ًﻻ .. آﺎﻧ ﺖ إﺣ ﺪى اﻟﻄﺒﻴ ﺒﺎت ﺗﻤﺘﻠ ﺊ ﻋ ﻴﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ داﺋﻤ ًﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮاﺟِﻌﺎت .. وآﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮﻳﻀﺎت ﻳﺮﻏﺒﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻴﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ وآ ﻞ واﺣ ﺪة ﺗﺸ ﻌﺮ أﻧﻬ ﺎ ﺻ ﺪﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ .. آﺎﻧ ﺖ هﺬﻩ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺗﻤﺎرس ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﺴﺤﺮ ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻮب اﻵﺧﺮﻳﻦ .. ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ..أﻧﻬ ﺎ اﺗﻔﻘ ﺖ ﻣ ﻊ اﻟﺴ ﻜﺮﺗﻴﺮة أﻧﻬ ﺎ إذا اﺗﺼ ﻠﺖ إﺣ ﺪى اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺎت ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗ ﺘﺤﺪث ﻣ ﻊ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ أو ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻳﺨﺺ اﻟﻤﺮض .. ﻓ ﺈن اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮة ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﺳﻤﻬﺎ ..وﺗﺮﺣﺐ ﺑﻬﺎ ..ﺛ ﻢ ﺗﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻬﺎ اﻟﺘﻜ ﺮم ﺑﺎﻻﺗﺼ ﺎل ﺑﻌ ﺪ ﺧﻤ ﺲ دﻗﺎﺋﻖ .. ﺛﻢ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮة اﻟﻤﻠﻒ اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ..وﺗ ﻨﺎوﻟﻪ ﻟﻠﻄﺒﻴ ﺒﺔ ..ﻓﺘﻘ ﺮأ اﻟﻄﺒﻴ ﺒﺔ ﻣﻌﻠ ﻮﻣﺎت اﻟﻤ ﺮض ..وﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺑﻄﺎﻗ ﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ .. وﻣﻌﻠ ﻮﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ ﺑﻤ ﺎ ﻓ ﻴﻬﺎ وﻇﻴﻔ ﺘﻬﺎ وأﺳ ﻤﺎء أوﻻدهﺎ .. ﻓ ﺈذا اﺗﺼ ﻠﺖ اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺔ ..رﺣ ﺒﺖ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻄﺒﻴ ﺒﺔ ..
59
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﺳ ﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋ ﻦ ﻣﺮﺿ ﻬﺎ ..وﻋ ﻦ ﻓ ﻼن وﻟ ﺪهﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮ ..وأﺧﺒﺎر وﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ..و .. ﻓﺘﺸ ﻌﺮ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ أن هﺬﻩ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺗﺤﺒﻬﺎ ﺟﺪًا ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺤﻔ ﻆ أﺳ ﻤﺎء أوﻻده ﺎ وﺗﺘﺬآ ﺮ ﻣﺮﺿﻬﺎ ..وﻟﻢ ﺗﻨﺲ ﻣﻜﺎن ﻋﻤﻠﻬﺎ ..ﻓﺘﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻴﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ .. أرأﻳ ﺖ أن اﻣﺘﻼك اﻟﻘﻠﻮب وأﺳﺮهﺎ ﺳﻬﻞ ﺟﺪًا .. وﻻ ﺑ ﺄس أن ﺗﻌﺒ ﺮ ﻋﻦ ﻣﺤﺒﺘﻚ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺑﻜﻞ ﺻ ﺮاﺣﺔ ..ﺳ ﻮاء آﺎﻧ ﻮا أﺑ ًﺎ أو أﻣ ًﺎ ..أو زوﺟﺔ أو أﺑﻨﺎء ..أو زﻣﻼء وﺟﻴﺮان .. ﻻ ﺗﻜ ﺘﻢ ﻣﺸ ﺎﻋﺮك ﻧﺤﻮهﻢ ..ﻗﻞ ﻟﻤﻦ ﺗﺤﺒﻪ : أﻧﺎ أﺣﺒﻚ ..أﻧﺖ ﻏﺎ ٍل إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ .. ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻋﺎﺻ ﻴ ًﺎ ﻗﻞ ﻟﻪ :إﻧﻚ أﺣﺐ إﻟﻲ ﻣﻦ أﻧﺎس آﺜﻴﻴﻴﻴﺮ .. وﻟﻢ ﺗﻜﺬب ﻓﻬﻮ أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد ..أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ ..آﻦ ذآﻴ ًﺎ .. أذآ ﺮ أﻧ ﻲ ذهﺒﺖ ﻣﺮة ﻷداء اﻟﻌﻤﺮة ..وآﻨﺖ ﺧﻼل ﻃﻮاﻓﻲ وﺳﻌﻴﻲ أدﻋﻮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ..ﺑ ﺎﻟﺤﻔﻆ واﻟﻨﺼ ﺮ واﻟﺘﻤﻜ ﻴﻦ ..ورﺑﻤﺎ ﻗﻠﺖ :اﻟﻠﻬ ﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ واﻏﻔﺮ ﻷﺣﺒﺎﺑﻲ وأﺻﺤﺎﺑﻲ .. وﺑﻌ ﺪ اﻧﺘﻬﺎﺋ ﻲ ﻣ ﻦ ﺷ ﻌﺎﺋﺮهﺎ ..ﺣﻤ ﺪت اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻴﺴﻴﺮ .. ﺛ ﻢ اآﺘ ﺮﻳﺖ ﻓ ﻨﺪﻗ ًﺎ ﻷﺑ ﻴﺖ ﻓﻴﻪ ..ﻓﻠﻤﺎ وﺿﻌﺖ رأﺳ ﻲ ﻋﻠ ﻰ وﺳ ﺎدﺗﻲ آﺘ ﺒﺖ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻋﺒ ﺮ اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﺠﻮال أﻗﻮل ﻓﻴﻬﺎ : "اﻵن أﻧﻬ ﻴﺖ اﻟﻌﻤ ﺮة وﺗﺬآﺮت أﺣﺒﺎﺑﻲ وأﻧﺖ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻓﻠ ﻢ أﻧﺴ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﻋﺎء اﷲ ﻳﺤﻔﻈ ﻚ وﻳﻮﻓﻘﻚ " .. اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ .. أرﺳ ﻠﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ اﻷﺳ ﻤﺎء اﻟﻤﺨ ﺰﻧﺔ ﻓ ﻲ ذاآ ﺮة اﻟﻬﺎﺗﻒ ..آﺎﻧﺖ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ اﺳﻢ .. ﻟﻢ أآﻦ أﺗﺼﻮر اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﺠﻴﺐ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻵﺧﺮﻳﻦ .. ﻲ :واﷲ إﻧ ﻲ أﺑﻜﻲ وأﻧﺎ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ أرﺳ ﻞ إﻟ ّ أﻗﺮأ رﺳﺎﻟﺘﻚ ..أﺷﻜﺮك أﻧﻚ ذآﺮﺗﻨﻲ ﺑﺪﻋﺎﺋﻚ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺁﺧ ﺮ آﺘﺐ :واﷲ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺎ أدري ﺑﻢ أرد ﻋﻠﻴﻚ ! وﻟﻜﻦ ﺟﺰاك اﷲ ﺧﻴﺮًا .. واﻟ ﺜﺎﻟﺚ آ ﺘﺐ :أﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳﺴ ﺘﺠﻴﺐ دﻋ ﺎءك .. وﻧﺤﻦ واﷲ ﻻ ﻧﻨﺴﺎك .. ﻧﺤ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ﻧﺤ ﺘﺎج ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻴﻨﺔ واﻷﺧﺮى أن ُﻧ َﺬ ّآ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺄﻧ ﻨﺎ ﻧﺤ ﺒﻬﻢ ..وأن آﺜ ﺮة ﻣﺸ ﺎﻏﻞ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺴﻨﺎ إﻳﺎهﻢ .. وﻻ ﺑﺄس أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ .. ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻜ ﺘﺐ إﻟ ﻰ أﺣ ﺒﺎﺑﻚ :دﻋ ﻮت ﻟﻜ ﻢ ﺑ ﻴﻦ اﻷذان واﻹﻗﺎﻣ ﺔ ..أو ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﻋﺔ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ اﻷﺧﻴﺮة .. وإذا آﺎﻧ ﺖ ﻧﻴ ﺘﻚ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ هﺬا إﻇﻬﺎر ﻟﻠﻌﻤ ﻞ أو رﻳ ﺎء ..وإﻧﻤ ﺎ زﻳ ﺎدة أﻟﻔ ﺔ وﻣﺤ ﺒﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. أذآﺮ أﻧﻲ أﻟﻘﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ دﻋﻮي ﺻﻴﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻄﺎﻳﻒ ..ﻓﻲ ﺟﺒﺎل اﻟﺸﻔﺎء وهﻲ ﻣﺘﻨﺰﻩ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ أﻋﺪاد آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب .. آ ﺎن أآﺜ ﺮ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ هﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﺨﻴ ﺮ واﻟﺼ ﻼح ..أﻣ ﺎ اﻟﺸ ﺒﺎب اﻵﺧ ﺮون ﻓﻘ ﺪ ﺑﻘ ﻮا ﻓ ﻲ أﻃ ﺮاف اﻟﻤﺘﻨ ﺰهﺎت ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻟﻬ ﻮ وﻃﺮب .. اﻧﺘﻬﺖ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة .. أﻗﺒﻞ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺴﻠﻤﻮن .. آ ﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺎب ﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﺷﻌﺮ ﻏﺮﻳﺒﺔ وﻳﻠﺒﺲ ﺑ ﻨﻄﺎل ﺟﻴﻨ ﺰ ﺿ ﻴﻖ ..أﻗ ﺒﻞ ﻳﺼ ﺎﻓﺢ وﻳﺸ ﻜﺮ .. ﻓﺴ ﻠﻤﺖ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺤ ﺮارة ..وﺷ ﻜﺮﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻀ ﻮرﻩ وه ﺰزت ﻳ ﺪﻩ وﻗﻠ ﺖ :وﺟﻬﻚ وﺟﻪ داﻋﻴﺔ ..ﺗﺒﺴﻢ واﻧﺼﺮف .. ﺑﻌ ﺪهﺎ ﺑﺄﺳ ﺒﻮﻋﻴﻦ ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑﺎﺗﺼﺎل ﻳﻘﻮل :هﺎﻩ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻨ ﻲ ..ﻳ ﺎ ﺷﻴﺦ أﻧﺎ اﻟﺬي ﻗﻠﺖ ﻟﻲ وﺟﻬﻚ وﺟﻪ داﻋ ﻴﺔ ..واﷲ ﻷﺻ ﺒﺤﻦ داﻋ ﻴﺔ إن ﺷﺎء اﷲ ..ﺛﻢ ﺻﺎر ﻳﺸﺮح ﻟﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت .. أرأﻳ ﺖ آ ﻴﻒ ﻳﺘﺄﺛ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺼ ﺪق اﻟﻌ ﺒﺎرة .. واﻟﻤﺤﺒﺔ !.. أﻣ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ εﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﻳﺎﺳ ﺮ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس ﺑ ﺮوﻋﺔ أﺧﻼﻗ ﻪ ..وﻗﺪرﺗ ﻪ ﻋﻠ ﻰ إﻇﻬ ﺎر ﻣﺤﺒ ﺘﻪ اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﻟﻬﻢ .. آﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ..أﺟ ّﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ..
60
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وآﺎﻧﺎ ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺮ دوﻣ ًﺎ .. وآ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ ﻳﺴﺒﻖ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ..ﻓﺈن ﺑﻜﺮ ﻋﻤﺮ ﻟﻠﺼ ﻼة وﺟ ﺪ أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﺳ ﺒﻘﻪ ..وإن أﻃﻌ ﻢ ﻣﺴﻜﻴﻨ ًﺎ وﺟﺪ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺳﺒﻘﻪ .. وإن ﺻﻠﻰ ﻟﻴﻠﺔ ..وﺟﺪ اﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻗﺒﻠﻪ .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻣ ﺮ اﻟﻨﺒﻲ εاﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﺴﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﻧﺎزﻟﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. واﻓ ﻖ ذﻟ ﻚ اﻟ ﻮﻗﺖ أن ﻋﻤ ﺮ ﻋ ﻨﺪﻩ ﺳ ﻌﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺎل .. ﻓﻘ ﺎل :اﻟ ﻴﻮم أﺳ ﺒﻖ أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ..إن ﺳ ﺒﻘﺘﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ .. ذه ﺐ ﻋﻤ ﺮ ﻓﺠ ﺎء ﺑﻨﺼ ﻒ ﻣﺎﻟﻪ ..ﻓﺪﻓﻌﻪ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﻤﺎ أول آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ εﻟﻌﻤﺮ ﻟﻤﺎ رأى اﻟﻤﺎل ؟ ه ﻞ ﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ ﻣﻘ ﺪار اﻟﻤ ﺎل ؟ أم ﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ ﻧﻮﻋﻪ ذهﺐ أم ﻓﻀﺔ ؟ ﻻ ..ﺑ ﻞ ﻟﻤ ﺎ رأى εآﺜ ﺮة اﻟﻤ ﺎل ..ﺗﻜﻠ ﻢ ﺑﻜﻠﻤ ﺎت ﻳﺴ ﺘﻨﺘﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻤﺮ أﻧﻪ ﻣﺤﺒﻮب ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻗﺎل ﻟﻌﻤﺮ ) :ﻣﺎ أﺑﻘﻴﺖ ﻷهﻠﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ؟ ( .. ﻗ ﺎل ﻋﻤﺮ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..أﺑﻘﻴﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺜﻠﻪ " .. وﻳﺠﻠ ﺲ ﻋﻤ ﺮ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ρﻣﻨﺘﺸﻴ ًﺎ .. ﻳﻨﺘﻈﺮ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ .. ﻓﻴﺄﺗ ﻲ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ τﺑﻤ ﺎ ٍل آﺜﻴ ﺮ ﻓ ﻴﺪﻓﻌﻪ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ρوﻋﻤ ﺮ واﻗ ﻒ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ..ﻳ ﺮى اﻟﻌﻄﺎء وﻳﺴﻤﻊ اﻟﺤﻮار .. ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟﻨﺒ ﻲ εﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﺎل ..ﻳﺴﺄل أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ) :ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ..ﻣﺎ أﺑﻘﻴﺖ ﻷهﻠﻚ ؟ ( .. ﻧﻌ ﻢ ﻓﻬ ﻮ ﻳﺤﺐ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ..وﻳﺤﺐ أهﻠﻪ ..وﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻀﺮر ﻋﻠﻴﻪ .. ﻗ ﺎل أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..أﺑﻘ ﻴﺖ ﻟﻬ ﻢ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ..أﻣﺎ اﻟﻤﺎل ﻓﻘﺪ أﺗﻴﺖ ﺑﻪ ﺟﻤﻴﻌًﺎ .. ﻟﻢ ﻳﺄت ﺑﻨﺼﻔﻪ ..وﻻ ﺑﺮﺑﻌﻪ ..وإﻧﻤﺎ أﺗﻰ ﺑﻪ آﻠﻪ .. ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻦ ﻋﻤﺮ τإﻻ أن ﻗﺎل ":ﻻ ﺟﺮَم ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻻ ﺳﺎﺑﻘﺖ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ أﺑﺪًا " .. آﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﺸﻌﺮون أﻧﻪ εﻳﺤﺒﻬﻢ..ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻳﻬﻴﻤﻮن ﺑ ﻪ ﺣ ﺒ ًﺎ ..ﺻ ﻠﻰ ﺑﻬ ﻢ εإﺣ ﺪى اﻟﺼ ﻠﻮات ..ﻓﻜﺄﻧ ﻪ ﻼ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت أﻗﺼﺮ ﻣﻦ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﻋﺠ ﻞ ﺑﺼ ﻼﺗﻪ ﻗﻠ ﻴ ً .. ﻓﻠﻤﺎ اﻧﻘﻀﺖ اﻟﺼﻼة ..رأى εﺗﻌﺠﺐ أﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ :ﻟﻌﻠﻜﻢ ﻋﺠﺒﺘﻢ ﻣﻦ ﺗﺨﻔﻴﻔﻲ ﻟﻠﺼﻼة ؟ ﻗﺎﻟﻮا :ﻧﻌﻢ ! .. ﻓﻘﺎل : εإﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻜﺎء ﺻﺒﻲ ﻓﺮﺣﻤﺖ أﻣﻪ !!.. أرأﻳ ﺖ آ ﻴﻒ ﻳﺤ ﺐ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ..وﻳﻈﻬ ﺮ ﻟﻬ ﻢ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ .. ﻟﺴﺖ وﺣﺪك .. أﻇﻬﺮ ﻋﻮاﻃﻔﻚ ..آﻦ ﺻﺮﻳﺤ ًﺎ :أﻧﺎ أﺣﺒﻚ .. ﻓﺮﺣﺖ ﺑﻠﻘﻴﺎك ..أﻧﺖ ﻏﺎل إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ .. 26.اِﺣﻔﻆ اﻷﺳﻤﺎء .. وهﺬا ﻣﻦ اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻨﺎس .. ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﺗﻘﺎﺑ ﻞ ﺷﺨﺼ ًﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺎرض ..آﻠﻘﺎء ﻋﻨﺪ ﺑﻨﻚ ..أو ﻓﻲ ﻃﺎﺋﺮة ..أو ﻓﻲ وﻟﻴﻤﺔ ﻋﺎﻣﺔ .. ﻓﺘﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﺳﻤﻪ ..ﺛﻢ ﺗﺮاﻩ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ .. ﻼ :ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ ﻳﺎ ﻓﻼن .. ﻓﺘﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋ ً ﻻ ﺷﻚ أن ذﻟﻚ ﻳﻄﺒﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻚ ﻣﺤﺒﺔ وﺗﻘﺪﻳﺮًا .. ﺣﻔﻈ ﻚ ﻻﺳ ﻢ اﻟﺸ ﺨﺺ اﻟ ﺬي أﻣﺎﻣ ﻚ ﻳﺸ ﻌﺮﻩ ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑﻪ .. ﻓ ﺮق ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﺪرس اﻟ ﺬي ﻳﺤﻔ ﻆ أﺳ ﻤﺎء ﻃﻼﺑ ﻪ .. واﻟﺬي ﻻ ﻳﺤﻔﻆ .. ﻗ ﻮﻟﻚ ﻟﻠﻄﺎﻟ ﺐ :ﻗ ﻢ ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ..أﺣﺴﻦ ﻣﻦ :ﻗﻢ ﻳﺎ ﻃﺎﻟﺐ .. ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺗﻒ ..أﻳﻬﻤﺎ أﺣﺐ إﻟﻴﻚ .. أن ﻳﺠﻴﺒﻚ ﻣﻦ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﻧﻌﻢ ..أو أﻟﻮ .. أو ﻳﻘ ﻮل ﻣﺤﺘﻔ ﻴ ًﺎ :ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟﺪ ..هﻼ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ .. ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ان اﺳ ﺘﻤﺎﻋﻚ ﻻﺳ ﻤﻚ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻘﻠ ﺐ رﻧ ﺔ ﻗﺒﻞ اﻷذن .. ﺟ ﺮت اﻟﻌ ﺎدة ﺑﻌ ﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮات اﻟﻌﺎﻣ ﺔ أن ﻳ ﺰدﺣﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺼﺎﻓﺤﻮن وﻳﺸﻜﺮون .. آ ﻨﺖ أﺣ ﺮص ﻋﻠ ﻰ ﺗ ﺮدﻳﺪ آﻠﻤ ﺔ :اﻻﺳ ﻢ اﻟﻜﺮﻳﻢ ؟
61
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺣ ﻴﺎك اﷲ ﻣ ﻦ اﻷخ ؟ ..أﻗ ﻮﻟﻬﺎ ﻟﻜ ﻞ واﺣ ﺪ أﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﺑﺪي ﻟﻪ اهﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﻪ ..ﻓﻜﺎن آﻞ واﺣ ﺪ ﻳﺠﻴﺒﻨ ﻲ ﻣﺴﺘﺒﺸ ﺮًا :أﺧ ﻮك زﻳ ﺎد .. اﺑﻨﻚ ﻳﺎﺳﺮ .. وأذآ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ أﻧ ﻪ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺳﻠﻢ ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ وﻣﻀ ﻮا ..ﻋ ﺎد أﺣ ﺪهﻢ ﻟﻴﺴ ﺄل ..ﻓ ﺄول ﻣ ﺎ ﻲ ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ :ﺣ ﻴﺎك اﷲ ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟ ﺪ .. أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﱠ ﻓﺎﺑ ﺘﻬﺞ وﻗﺎل :ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ !! ﺗﻌﺮف اﺳﻤﻲ !! اﻟﻨﺎس ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ﻳﺤﺒﻮن ﻣﻨﺎداﺗﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ .. ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌ ﺮوف أن اﻟﻤﻮﻇ ﻒ اﻟﻌﺴ ﻜﺮي ﻳﻌﻠﻖ ﻟﻮﺣﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻤﻪ .. ﻓﺄذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻓ ﻲ إﺣ ﺪى اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ..ﻓﺎزدﺣﻢ أآﺜﺮهﻢ ﻣﺴﻠﻤًﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة .. آ ﺎن أﺣ ﺪهﻢ ﻳﻘﺘ ﺮب وﻳﺒ ﺘﻌﺪ ..وآﺄﻧ ﻪ ﻳ ﺮﻳﺪ اﻟﺴﻼم ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﻣﺰاﺣﻤﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ .. اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ وﻟﻤﺤ ﺖ ﻟ ﻮﺣﺔ اﺳ ﻤﻪ ..ﻓﻤ ﺪدت ﻳ ﺪي إﻟ ﻴﻪ وﻗﻠ ﺖ :ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﻓ ﻼن !! ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ وﺗﻌﺠ ﺐ ..وﻣ ﺪ ﻳ ﺪﻩ ﻣﺼ ﺎﻓﺤ ًﺎ وه ﻮ ﻳﺘﺒﺴﻢ وﻳﻘﻮل :هﺎﻩ !! آﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ اﺳﻤﻲ ؟ ﻓﻘﻠ ﺖ :ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺒﻬﻢ ..ﻻزم ﻧﻌﺮف أﺳﻤﺎءهﻢ .. ﻓﻜﺎن ﻟﻬﺬا ﺗﺄﺛﻴﺮ آﺒﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ .. آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻘﺘ ﻨﻊ ﺑﻬ ﺬا وﻳﺘﻤﻨ ﻰ ﻟ ﻮ اﺳﺘﻄﺎع ﺣﻔﻆ أﺳﻤﺎء اﻵﺧﺮﻳﻦ .. أﻣﺎ أﺳﺒﺎب ﻋﺪم ﺣﻔﻆ اﻷﺳﻤﺎء ..ﻓﻬﻲ آﺜﻴﺮة .. ﻣ ﻨﻬﺎ ..ﻋ ﺪم اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻷﺷ ﺨﺎص أﺛ ﻨﺎء ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ .. وﻣﻨﻬﺎ ..اﻟﺘﺸﺎﻏﻞ وﻗﺖ اﻟﺘﻌﺎرف وﻋﺪم اﻟﺘﺮآﻴﺰ أﺛﻨﺎء اﺳﺘﻤﺎع اﻻﺳﻢ .. وﻣﻨﻬﺎ ..ﻣﻮﻗﻔﻚ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ .. آﺎﻋ ﺘﻘﺎدك ﺑﺄﻧ ﻚ ﻟ ﻦ ﺗﻘﺎﺑﻠ ﻪ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى .. ﻓﺘﻘﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ :ﻻ داﻋﻲ ﻟﺤﻔﻆ اﻻﺳﻢ .. أو آﺎن إﻧﺴﺎﻧ ًﺎ ﺑﺴﻴﻄ ًﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺜﻴﺮ اهﺘﻤﺎﻣﻚ .. أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ اﻻﺳﻢ ﺟﻴﺪًا وﺗﺸﻌﺮ ﺑﺤﺮج ﻣﻦ ﻃﻠﺐ إﻋﺎدة اﺳﻤﻪ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻬﺬﻩ أﺳﺒﺎب ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺤﻔﻈﻮن اﻷﺳﻤﺎء .. أﻣﺎ اﻟﻌﻼج ﻟﺤﻔﻆ اﻷﺳﻤﺎء ..ﻓﻠﻪ ﻃﺮق ..ﻣﻨﻬﺎ : اﻻﻗﺘﻨﺎع ﺑﺄهﻤﻴﺔ ﺗﺬآﺮ اﻻﺳﻢ واﺳﺘﺸﻌﺎرك أﻧﻚ ﺑﺴﻤﺎﻋﻚ ﻟﻪ ﺳﺘﺴﺄل ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ دﻗﺎﺋﻖ .. وﻣﻨﻬﺎ ..اﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺸﺨﺺ أﺛﻨﺎء اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﺳﻤﻪ .. ﺣﺎول أن ﺗﻼﺣﻆ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺪﻳﺜﻪ واﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻟﻴﻨﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذاآﺮﺗﻚ .. أﺛﻨﺎء ﺣﺪﻳﺜﻚ ﻣﻌﻪ ﻧﺎدﻩ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻣﺮارًا ..ﺻﺤﻴﺢ ﻳﺎ ﻓﻼن ..؟ ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺎ ﻓﻼن ..؟ أﻧﺖ ﻣﻌﻲ ﻳﺎ ﻓﻼن ..؟ وآﺮرﻩ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة .. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر .. أﺷﻌﺮﻧﻲ ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑﻲ ..ﺑﺤﻔﻈﻚ اﺳﻤﻲ .. وﻧﺎدﻧﻲ ﺑﻪ ..ﻷﺣﺒﻚ ..
27.آﻦ ﻟﻤﺎﺣًﺎ ﻗﺴﻢ آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻧﻤﺎرﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة .. ﻧﻔﻌﻠﻬﺎ ﻷﺟﻞ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻷﺟﻞ أﻧﻔﺴﻨﺎ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﺪﻋﻰ ﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﻋﺮس ..ﻓﺘﻠﺒﺲ أﺣﺴﻦ ﺛﻴﺎﺑﻚ ..إﻧﻤ ﺎ ﺗﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻷﺟ ﻞ ﻟﻔ ﺖ اﻧﺘﺒﺎﻩ اﻟﻨﺎس وﺟﺬب إﻋﺠﺎﺑﻬﻢ ..ﻻ ﻷﺟﻞ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻩ ﻧﻔﺴﻚ .. وﺗﻔ ﺮح إذا ﻻﺣﻈ ﺖ أﻧﻬ ﻢ أُﻋﺠﺒﻮا ﺑﺠﻤﺎل هﻴﺌﺘﻚ .. أو روﻧﻖ ﺛﻴﺎﺑﻚ .. وﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺆﺛﺚ ﻣﺠﻠ ﺲ ﺿ ﻴﻮﻓﻚ ..وﺗ ﺘﻜﻠﻒ ﻓ ﻲ ﺗ ﺰوﻳﻘﻪ واﻟﻌ ﻨﺎﻳﺔ ﺑ ﻪ ..إﻧﻤ ﺎ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ أﻳﻀ ًﺎ ﻷﺟﻞ ﻧﻈ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ..ﻻ ﻷﺟ ﻞ ﻧﻈ ﺮ ﻧﻔﺴ ﻚ ..ﺑﺪﻟ ﻴﻞ أﻧ ﻚ ﺗﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﻐ ﺮﻓﺔ اﺳ ﺘﻘﺒﺎل اﻟﻀ ﻴﻮف أآﺜ ﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺘﻚ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ..أو ﺑﺤﻤﺎم أﻃﻔﺎﻟﻚ !! ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﻋ ﻮ أﺻ ﺤﺎﺑﻚ إﻟ ﻰ ﻃﻌ ﺎم ..أﻻ ﺗ ﺮى أن زوﺟ ﺘﻚ – ورﺑﻤ ﺎ أﻧ ﺖ -ﺗﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﺘ ﺮﺗﻴﺐ اﻟﻄﻌ ﺎم وﺗ ﻨﻮﻳﻌﻪ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺎدة ..ﺑﻠ ﻰ ..وآﻠﻤ ﺎ زادت أهﻤ ﻴﺔ ه ﺆﻻء اﻷﺻ ﺤﺎب ..زادت اﻟﻌ ﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم .. وآ ﻢ ﺗﻜ ﻮن ﺳ ﻌﺎدﺗﻨﺎ ﻏﺎﻣ ﺮة ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳﺜﻨﻲ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﺎﺳﻨﺎ أو دﻳﻜﻮرات ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ..أو ﻟﺬة ﻃﻌﺎﻣﻨﺎ .. وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل " : εوﻟ ﻴﺄت إﻟ ﻰ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﺬي ﻳﺤﺐ أن ﻳﺄﺗ ﻮا إﻟ ﻴﻪ " أي ﻋﺎﻣ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﺑﻤ ﺎ ﺗﺤ ﺐ أن
62
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻳﻌﺎﻣﻠﻮك ﺑﻪ .. آﻴﻒ ..؟! ﻼ ..اﻧﺘﺒﻪ ﻟﻪ رأﻳ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ﺟﻤ ﻴ ً ..أﺛ ﻦ ﻋﻠ ﻴﻪ ..أﺳ ﻤﻌﻪ آﻠﻤ ﺎت رﻧﺎﻧ ﺔ ..ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ !! ﻣ ﺎ ه ﺬا اﻟﺠﻤ ﺎل !! اﻟ ﻴﻮم آﺄﻧ ﻚ ﻋﺮﻳﺲ !! زارك ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﺸ ﻤﻤﺖ ﻣ ﻦ ﺛ ﻴﺎﺑﻪ ﻋﻄﺮًا ﻓﻮاﺣ ًﺎ ﻼ ..أﺛ ﻦ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ..آ ﻦ ﺟﻤ ﻴ ً ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ..ﻓﻬﻮ ﻣﺎ وﺿﻊ اﻟﻄﻴﺐ إﻻ ﻷﺟﻠﻚ .. ردد ﻋ ﺒﺎرات ﺟﻤ ﻴﻠﺔ ..:ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﺋﺢ .. ﻣﺎ أﺣﺴﻦ ذوﻗﻚ .. دﻋ ﺎك ﺷ ﺨﺺ ﻟﻄﻌ ﺎم ..أﺛ ﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ .. ﻓﺈﻧ ﻚ ﺗﻌﻠ ﻢ أن أﻣﻪ أو زوﺟﺘﻪ أو أﺧﺘﻪ وﻗﻔﺖ ﺳ ﺎﻋﺎت ﻓ ﻲ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ﻷﺟﻠ ﻚ ..أو ﻷﺟ ﻞ اﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻴﻦ ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ..وأﻧﺖ ﻣﻨﻬﻢ .. أو أﻧ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ﻞ ﺗﻌ ﺐ ﻓ ﻲ إﺣﻀ ﺎرﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻄﻌ ﻢ وﻣﺤ ﻞ اﻟﺤﻠ ﻮﻳﺎت ..و ..ﻓﺄﺳ ﻤﻌﻪ آﻠﻤ ﺎت ﺗﺠﻌﻠ ﻪ ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻚ ﻣﻤ ﺘﻦ ﻟ ﻪ ﺑﻤ ﺎ ﻗﺪم ﺳﺪَى .. ﻟﻚ ..وأن ﺗﻌﺒﻪ ﻟﻢ ﻳﺬهﺐ ُ دﺧﻠ ﺖ ﺑ ﻴﺖ أﺣ ﺪ أﺻﺪﻗﺎﺋﻚ – أو دﺧﻠﺘﻲ ﺑﻴﺖ ﻼ .. إﺣ ﺪى ﺻ ﺪﻳﻘﺎﺗﻚ – ﻓ ﺮأﻳﺖ أﺛﺎﺛ ًﺎ ﺟﻤ ﻴ ً ﻓﺄﺛﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺛﺎث ..واﻟﺬوق اﻟﺮﻓﻴﻊ ) ..ﻟﻜﻦ اﻧﺘ ﺒﻪ ﻻ ﺗ ﺒﺎﻟﻎ ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ أﻧﻪ اﺳﺘﻬﺰاء ( .. ﺣﻀ ﺮت ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ..ﻓﺴ ﻤﻌﺖ ﺣﻤ ﺪ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻣ ﻊ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﺑ ﺎﻧﻄﻼق ..وﻗ ﺪ أﺣ ﻴﺎ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ ..وأﺳ ﻌﺪ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ..أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻪ ..ﺧ ﺬ ﺑ ﻴﺪﻩ إذا ﻗﻤ ﺘﻢ ..ﻗﻞ ﻟﻪ :ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ !!..ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﻘ ﺪرات !! ﺑﺼ ﺮاﺣﺔ ﻣ ﺎ ﻣﱠﻠ ﺢ اﻟﻤﺠﻠﺲ إﻻ ﺣﻀﻮرك .. ﺟﺮب اﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ..ﻓﺴﻮف ﻳﺤﺒﻚ .. ﻼ ﻟﻮﻟﺪ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ..ﻗﺒﱠﻞ ﻳﺪَﻩ رأﻳ ﺖ ﻣ ﻮﻗﻔ ًﺎ ﺟﻤﻴ ً ب إﻟ ﻴﻪ ﻧﻌﻠ ﻴﻪ ..أﺛﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﺪ ..آﻦ ..ﻗ ﱠﺮ َ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ .. ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ..أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻪ ..آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ .. زرت أﺧﺘﻚ ..رأﻳﺖ ﻋﻨﺎﻳﺘﻬﺎ ﺑﺄوﻻدهﺎ ..آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ..أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. رأﻳ ﺖ ﻋ ﻨﺎﻳﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ﺑ ﺄوﻻدﻩ ..أو روﻋ ﺔ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗ ﺮﺣﻴﺒﻪ ﺑﻀ ﻴﻮﻓﻪ ..آ ﻦ ﺟ ﺮﻳﺌ ًﺎ ..ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ..أﺛ ﻦ ﻋﻠﻴﻪ ..أﺧﺮج ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪرك ﻣﻦ اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻪ .. رآ ﺒﺖ ﻣ ﻊ ﺷ ﺨﺺ ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ..أو اﺳ ﺘﺄﺟﺮت ﻦ ﻗﻴﺎدﺗﻪ ﺗﺎآﺴ ﻲ ..ﻻﺣﻈ ﺖ ﻧﻈﺎﻓ ﺔ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ..ﺣُﺴ َ ..آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ..أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻗ ﺪ ﺗﻘ ﻮل :ه ﺬﻩ أﻣ ﻮر ﻋﺎدﻳ ﺔ ..ﺻ ﺤﻴﺢ ﻟﻜ ﻨﻬﺎ ﻣﺆﺛﺮة .. ﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺮﺑﺖ ذﻟ ﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ ..وﻣﺎرﺳﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة ﻣ ﻊ أﻋ ﺪاد ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ..آﺒﺎرًا وﺻﻐﺎرًا ..وﻋﻤﺎ ًﻻ ﺑﺴﻄﺎء ..وﻣﺪرﺳﻴﻦ ..ﺑﻞ ﻣﺎرﺳﺘﻬﺎ ﻣﻊ أﺷﺨﺎص ﻳﺸ ﻐﻠﻮن ﻣﻨﺎﺻ ﺐ ﻋﻠ ﻴﺎ ..ورأﻳ ﺖ ﻣ ﻦ ﺗﺄﺛ ﺮهﻢ أﻋﺎﺟﻴﺐ .. ﺧﺎﺻ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﺘﻈ ﺮهﺎ اﻟ ﻨﺎس ﻣﻨﻚ .. آﻴﻒ ؟ ﻋﺮﻳﺲ ..رأﻳﺘﻪ ﺑﻌﺪ زواﺟﻪ ﺑﺄﺳﺒﻮع .. رﺟﻞ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﻋﻠﻴﺎ .. ﺷﺨﺺ ﺳﻜﻦ ﺑﻴﺘ ًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا .. آﻠﻬ ﻢ ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ﻳﻨﺘﻈ ﺮون ﻣ ﻨﻚ آﻠﻤ ﺎت ..آ ﻦ آﻤ ﺎ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮن .. آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﺠ ﻴﺪ -اﺑ ﻦ ﻋﻤﻲ -ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ..ﺑﻌ ﺪ ﺗﺨ ﺮﺟﻪ ﻃﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ اﻟ ﺬهﺎب ﻣﻌ ﻪ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌ ﺔ ﻟﺘﺴ ﺠﻴﻠﻪ ﻓ ﻴﻬﺎ ..اﺗﺼ ﻠﺖ ﺑﻪ ذات ﺻﺒﺎح وﻣﺮرت ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻲ ﻟﻴﺮاﻓﻘﻨﻲ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ .. آﺎﻧ ﺖ اﻟﻤﺸ ﺎﻋﺮ ﺗﺘﺰاﺣﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ..ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ..وﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﺒﻠﻪ .. أول ﻣ ﺎ رآ ﺐ ﺳ ﻴﺎرﺗﻲ ﺷ ﻤﻤﺖ راﺋﺤ ﺔ ﻋﻄ ﺮﻩ .. آﺎﻧ ﺖ راﺋﺤ ﺔ ﻧﻔﺎﺛ ﺔ ﺟ ﺪًا ..وﻳ ﺒﺪو أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ أﻓ ﺮغ اﻟﻌﻠﺒﺔ آﻠﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺑﺴﻪ .. ﺑﺼ ﺮاﺣﺔ ﺧﻨﻘﻨ ﻲ ﺑﺎﻟ ﺮاﺋﺤﺔ ..ﻓ ﺘﺤﺖ اﻟ ﻨﻮاﻓﺬ ﻷﺗ ﻨﻔﺲ ..ﺷ ﻌﺮت أن اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﺗﻜﻠﻒ ﻓﻲ ﺗﺰوﻳﻖ ﺛﻴﺎﺑﻪ ..وﺗﻄﻴﻴﺒﻬﺎ .. ﺖ إﻟﻴﻪ واﺑﺘﺴﻤﺖ وﻗﻠﺖ : ﺛﻢ اﻟﺘﻔ ﱡ ﻣ ﺎااا ﺷ ﺎااااء اﷲ !! ..إﻳ ﺶ هﺎﻟ ﺮواﺋﺢ اﻟﺤﻠ ﻮة !! أﺧ ﺎف ﻋﻤ ﻴﺪ اﻟﻜﻠ ﻴﺔ أول ﻣﺎ ﻳﺸﻢ هﺎﻟﺮاﺋﺤﺔ اﻟﺤﻠﻮة ﻳﺼﺮخ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻳﻘﻮل :ﻣﻘﺒﻮووووول .. ﻻ ﺗﺘﺼ ﻮر ﻣ ﺪى اﻟﺴ ﺮور اﻟﺬي ﻏﻄﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ .. واﻟﺒﺸﺮ اﻟﺬي ﻃﻔﺢ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ .. ﻲ ..وﻗ ﺎل ﺑﺤﻤ ﺎس :أﺷ ﻜﺮك ﻳ ﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﱠ
63
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ..أﺷ ﻜﺮك ..واﷲ إﻧ ﻪ ﻋﻄﺮ ﻏﺎاال ..وأﺿﻌﻪ داﺋﻤ ًﺎ واﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻈﻮﻧﻪ ..ﺛﻢ ﺑ ﺪأ ﻳﺸ ﻤﻪ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮف ﻏﺘ ﺮﺗﻪ وﻳﻘ ﻮل :ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ :ذوﻗﻲ ﺣﻠﻮ ..؟! ﺁﺁﺁﻩ ..ﻣ ﺮ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺳ ﻨﻮات ..ﻓﻘ ﺪ ﺗﺨ ﺮج ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﺠ ﻴﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وﺗﻌﻴﻦ ﻓﻲ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ..إﻻ أن ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻻ ﻳ ﺰال ﻋﺎﻟﻘ ًﺎ ﻓ ﻲ أذﻧ ﻪ .. رﺑﻤﺎ ذآﺮﻧﻲ ﺑﻪ ﻣﺎزﺣ ًﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻘﺎءات .. ﻧﻌ ﻢ ..آ ﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ..اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻌﻮاﻃﻒ اﻟﻨﺎس وآﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﺳﻬﻞ ﺟﺪًا ..ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﻲ أﺣﻴﺎن آﺜﻴ ﺮة ﻧﻐﻔ ﻞ ﻋ ﻦ ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرات ﻋﺎدﻳ ﺔ ﻧﻜﺴﺒﻬﻢ ﺑﻬﺎ .. وﻻ ﺗﻌﺠﺐ إن ﻗﻠﺖ إن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺨﻠﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ εآ ﺎن ﻳﻤ ﺎرس ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرات ..وأﺣﺴ ﻦ ﻣﻨﻬﺎ .. ﻓ ﻲ أول ﺳ ﻨﻴﻦ اﻹﺳ ﻼم ..ﻟﻤ ﺎ ﺿ ﻴﻖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ دﻳ ﻨﻬﻢ ﺑﻤﻜ ﺔ ..هﺎﺟ ﺮوا إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﺗﺮآﻮا دﻳﺎرهﻢ وأﻣﻮاﻟﻬﻢ .. ﻗ ﺪم ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻬﺎﺟﺮًا ..وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ ﺗﺎﺟ ﺮًا ﻣﻤﻜﻨ ًﺎ ..ﻟﻜﻨﻪ ﺟﺎء اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﻴﺮًا ﻣﻌﺪﻣ ًﺎ .. آﺤ ﻞ ﺳ ﺮﻳﻊ ﻟﻠﻤﺸ ﻜﻠﺔ ..ﺁﺧ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ εﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼﺎر .. ﺁﺧ ﻰ ﺑ ﻴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف وﺑﻴﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻷﻧﺼﺎري .. آﺎﻧﺖ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺳﻠﻴﻤﺔ ..وﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺻﺎﻓﻴﺔ .. ﻲ ..أﻧ ﺎ ﻓﻘ ﺎل ﺳ ﻌﺪ ﻟﻌ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ :أي أُﺧ ﱠ أآﺜﺮ أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ ًﻻ .. ﻓﺄﻗﺴ ﻢ ﻣﺎﻟﻲ ﻧﺼﻔﻴﻦ ..ﻓﺨﺬ ﻧﺼﻔﻪ وأﺑﻖ ﻟﻲ ﻧﺼﻔﻪ .. ﺛ ﻢ ﺧﺸ ﻲ ﺳ ﻌﺪ أن ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﺰوج ..وﻻ ﻳﺠﺪ زوﺟﺔ .. ﻓﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺰوﺟﻪ .. ﻓﻘ ﺎل ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ :ﺑﺎرك اﷲ ﻟﻚ ﻓﻲ أهﻠﻚ وﻣﺎﻟﻚ ُ ..دﻟّﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮق !!.. ﺻ ﺤﻴﺢ ..ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺗ ﺮك ﻣﺎﻟ ﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎر .. ﻟﻜ ﻨﻪ آﺎن ذا ﻋﻘﻞ راﺟﺢ ..وﺧﺒﺮة ﺗﺠﺎرﻳﺔ واﺳﻌﺔ .. دﻟ ﻪ ﺳ ﻌﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻮق ..ﻓ ﺬهﺐ ﻓﺎﺷ ﺘﺮى وﺑ ﺎع ﻓﺮﺑﺢ .. ﻳﻌﻨ ﻲ اﺷ ﺘﺮى ﺑﻀ ﺎﻋﺔ ﺑﺎﻵﺟ ﻞ ﺛ ﻢ ﺑﺎﻋﻬ ﺎ ﺣﺎﻟ ﺔ .. ﻓﺼﺎر ﻋﻨﺪﻩ رأس ﻣﺎل ﺗﺎﺟﺮ ﻓﻴﻪ .. وآﺎن ﻳﺘﻘﻦ ﻓﻦ اﻟﺒﻴﻊ واﻟﺸﺮاء واﻟﻤﻤﺎآﺴﺔ ..ﺣﺘﻰ ﺟﻤﻊ ﻣﺎ ًﻻ ﻓﺘﺰوج .. ﺛ ﻢ ﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ..وﻋﻠﻴﻪ ع زﻋﻔﺮان ..أي أﺛﺮ ﻃﻴﺐ ﻧﺴﺎء !!.. و ْد ُ ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒ ًﺎ ﻓﻬﻮ ) ﻋﺮﻳﺲ ( .. اﻟﻨﺒ ﻲ εﻃﺒ ﻴﺐ اﻟ ﻨﻔﻮس ..آ ﺎن ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ..ﻳﺘ ﺮﻗﺐ اﻟﻔ ﺮص ﻻﺻ ﻄﻴﺎد اﻟﻘﻠ ﻮب ..أول ﻣ ﺎ رﺁﻩ ..اﻧﺘ ﺒﻪ ﻟﻬ ﺬا اﻟﺘﻐﻴ ﺮ ..وﺟﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﺛﺮ اﻟﻄﻴﺐ وﻳﻘﻮل ﻟﻌﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ " :ﻣﻬﻴﻢ ؟ " ..أي ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟ اﺑ ﺘﻬﺞ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ..وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ .. ﺗﺰوﺟﺖ اﻣﺮأة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر .. ﻋﺠ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εآ ﻴﻒ اﺳ ﺘﻄﺎع أن ﻳﺘ ﺰوج وه ﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﻬﺠﺮة !!.. ﻓﻘﺎل " :ﻓﻤﺎ أﺻﺪﻗﺘﻬﺎ ؟" ﻓﻘﺎل :وزن ﻧﻮاة ﻣﻦ ذهﺐ .. ﻓ ﺄراد ρأن ﻳ ﺰﻳﺪ ﻣ ﻦ ﻓ ﺮﺣﺘﻪ ..ﻓﻘ ﺎل " أو ِﻟ ْﻢ وﻟﻮ ﺑﺸﺎة " .. ﺛﻢ دﻋﺎ ﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ .. εﺑﺎﻟﺒﺮآﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ وﺗﺠﺎرﺗﻪ .. ﻓﺤﻠﺖ اﻟﺒﺮآﺔ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻗ ﺎل ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ وه ﻮ ﻳﺼ ﻒ آﺴ ﺒﻪ وﺗﺠﺎرﺗ ﻪ : ﻓﻠﻘ ﺪ رأﻳﺘﻨ ﻲ وﻟ ﻮ رﻓﻌ ﺖ ﺣﺠﺮًا ﻟﺮﺟﻮت أن أﺻﻴﺐ ذهﺒ ًﺎ وﻓﻀﺔ .. وآﺎن εﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ اﻟﻀﻌﻔﺎء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ .. ﻳﺸ ﻌﺮهﻢ ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻬﻢ ..ﻳﺠﻌﻠﻬ ﻢ ﻳﺤﺴ ﻮن أﻧ ﻪ ﻣﻨﺘ ﺒﻪ ﻟﻬ ﻢ ..وأﻧﻬ ﻢ ﻣﻬﻤ ﻮن ﻋ ﻨﺪﻩ ..وأﻧ ﻪ ﻳﻘ ﺪر ﻟﻬ ﻢ أﻋﻤ ﺎﻟﻬﻢ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘﻮﻣ ﻮن ﺑﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ .. ﻓ ﺈذا اﻓ ﺘﻘﺪهﻢ َ ..ذ َآ ﺮهﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ..وﺗﻠﻤّﺢ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ..ﻓﺘﺸﺠﻊ اﻵﺧﺮون أن ﻳﻔﻌﻠﻮا آﻔﻌﻠﻬﻢ .. آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻣ ﺮأة ﺳ ﻮداء ..ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ..آﺎﻧﺖ ﺗﻜﻨﺲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ..
64
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
آﺎن εﻳﺮاهﺎ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ..ﻓﻴﻌﺠﺐ ﺑﺤﺮﺻﻬﺎ .. ﻣ ﺮت أﻳ ﺎم ..ﻓﻔﻘ ﺪهﺎ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻓﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﻣﺎﺗﺖ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﻘﺎل :أﻓﻼ آﻨﺘﻢ ﺁذﻧﺘﻤﻮﻧﻲ .. ﻓﺼﻐّﺮوا أﻣﺮهﺎ ..وأﻧﻬﺎ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻣﻐﻤﻮرة ﻻ ﺗﺴ ﺘﺤﻖ أن ﻳﺨﺒ ﺮ ﻋ ﻨﻬﺎ رﺳ ﻮل اﷲ .. ε وﻗﺎﻟ ﻮا أﻳﻀ ًﺎ :ﻣﺎﺗ ﺖ ﺑﻠ ﻴﻞ ..ﻓﻜ ﺮهﻨﺎ أن ﻧﻮﻗﻈﻚ .. ﻓﺤ ﺮص εﻋﻠ ﻰ أن ﻳﺼ ﻠﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ..ﻓﻌﻤﻠﻬﺎ وإن رﺁﻩ اﻟﻨﺎس ﺻﻐﻴﺮًا ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ اﷲ آﺒﻴﺮ .. وﻟﻜ ﻦ آ ﻴﻒ ﻳﺼ ﻠﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ وﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ودﻓﻨﺖ ؟! ﻗﺎل : ρدﻟﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮهﺎ .. ﻓﻤﺸﻮا ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ أوﻗﻔﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮهﺎ ..دﻟﻮﻩ ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺛ ﻢ ﻗﺎل : εإن هﺬﻩ اﻟﻘﺒﻮر ..ﻣﻤﻠﻮءة ﻇﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ أهﻠﻬﺎ ..وإن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﻨﻮرهﺎ ﻟﻬﻢ ﺑﺼﻼﺗﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻓ ﺒﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ..ﻣ ﺎ ه ﻮ ﺷ ﻌﻮر ﻣ ﻦ رأوﻩ ε ﻳﻨﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ﻣ ﻦ اﻣ ﺮأة ﺿ ﻌﻴﻔﺔ ..آ ﻴﻒ ﺳ ﻴﻜﻮن ﺣﻤﺎﺳ ﻬﻢ ﻟﻠﻘ ﻴﺎم ﺑﻤﺜﻞ ﻓﻌﻠﻬﺎ وأﻋﻈﻢ .. دﻋﻨﻲ أهﻤﺲ ﻓﻲ أذﻧﻚ : ﻧﺤ ﻦ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﻘ ﺪر أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬﻩ ﺳﻚ ﺊ ﺣﻤﺎ َ اﻟﻤﻬ ﺎرات ..ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ !! ﻻ ﻳﻄﻔ ْ ﻓ ﺮﻳﻖ ﻣ ﻦ اﻟﺜﻘﻼء اﻟﻐﻼظ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻤﺤﺖ ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪهﻢ ﻣ ﻦ ﻟﻄﺎﺋ ﻒ ..وأﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ اﻟﺮﻧﺎﻧﺔ ..ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮوا ..أو ردوا ﻋﻠ ﻰ ﺗﻠﻄﻔ ﻚ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﺳﺎﻣﺠﺔ ﻣﻤﺠﻮﺟﺔ ..ﻻ ﻃﻌﻢ ﻟﻬﺎ ..ﺑﻞ وﻻ ﻟﻮن وﻻ راﺋﺤﺔ !! وﻣﻦ ﻟﻄﺎﺋﻒ هﺆﻻء .. أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ – أﻋﺮﻓﻪ – دُﻋﻲ إﻟﻰ وﻟﻴﻤﺔ آﺒﻴﺮة ..ﻓﻴﻬﺎ أﺷﺨﺎص ﻣﻬﻤﻮن ..ﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮق ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ..ودﺧﻞ ﻣﺤﻞ ﻋﻄﻮر وأﻇﻬﺮ أﻧﻪ ﺳﻴﺸ ﺘﺮي ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﻤﻮﻇ ﻒ ﻳﺤﺘﻔ ﻲ ﺑ ﻪ .. وﻳﺮش ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻌﻄﻮر ﻣﺎ ﻏﻼ ﺛﻤﻨﻪ وزآ ﺎ رﻳﺤ ﻪ ..ﻟﻴﺨ ﺘﺎر ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. ﻓﻠﻤ ﺎ اﻣ ﺘﻸت ﺛ ﻴﺎب ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ ﻃﻴ ﺒ ًﺎ ..ﻗ ﺎل ﻟﻠ ﺒﺎﺋﻊ ﺑﻠﻄ ﻒ :أﺷ ﻜﺮك ..وإن أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﺪ أﻋﻮد إﻟﻴﻚ .. ذه ﺐ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻮﻟ ﻴﻤﺔ ﻣ ﺘﺪارآ ًﺎ راﺋﺤ ﺔ اﻟﻌﻄ ﺮ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺰول .. ﺟﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﺸ ﺎء ﺑﺠﺎﻧ ﺐ ﺻ ﺪﻳﻘﻪ ﺧﺎﻟ ﺪ ..ﻟ ﻢ ﻳﻼﺣﻆ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ..وﻟﻢ ﻳﻌﻠﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮاب :ﻣﺎ ﺗﺸﻢ راﺋﺤﺔ ﻋﻄﺮ ﺟﻤﻴﻠﺔ ؟! ﻗﺎل ﺧﺎﻟﺪ :ﻻ .. ﻓﻘﺎل ﺻﺤﺒﻨﺎ :أآﻴﺪ أﻧﻔﻚ ﻣﺴﺪود !!.. ﻓﺄﺟﺎب ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻮرًا .. :ﻟﻮ آﺎن أﻧﻔﻲ ﻣﺴﺪودًا ..ﻣﺎ ﺷﻤﻤﺖ راﺋﺤﺔ ﻋﺮﻗﻚ !!.. اﻋﺘﺮاف .. ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح ..إﻻ أﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺸﺮًا ﻳﻄﺮب ﻟﻠﺜﻨﺎء .. 28.اﻧﺘﺒﻪ :آﻦ ﻟ ّﻤـّﺎﺣًﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎل ﻓﻘﻂ .. ن ﻳﻜ ﻮن ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ .. ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺘﺤﻤﺲ آﺜﻴ ﺮًا ﻷ ْ ﻓﻼ ﻳﻜﺎد ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻦ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ واﻟﺜﻨﺎء .. ﻟﻜ ﻨﻬﻢ ﻗﺎﻟ ﻮا ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ :اﻟﺸ ﻲء إذا زاد ﻋ ﻦ ﺣ ﺪﻩ .. اﻧﻘﻠﺐ إﻟﻰ ﺿﺪﻩ .. وﻣ ﻦ ﺗﻌﺠ ﻞ اﻟﺸ ﻲء ﻗ ﺒﻞ أواﻧﻪ ..ﻋﻮﻗﺐ ﺑﺤﺮﻣﺎﻧﻪ .. ﻓﻜﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ﻟﻸﺷﻴﺎء اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ..اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮح اﻟﺸ ﺨﺺ ﺑ ﺮؤﻳﺔ اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﺎ ..وﻳﻨﺘﻈ ﺮ ﺛ ﻨﺎءهﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..وﻳﻄﺮب ﻟﺴﻤﺎع أﻟﻔﺎظ اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻬﺎ .. أﻣ ﺎ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﻲ ﻣﻦ رؤﻳﺘﻬﺎ ..أو ﻳﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﻓﺤﺎول أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻰ ﻋﻨﻬﺎ .. ﻼ: ﻣﺜ ً دﺧﻠﺖ ﺑﻴﺖ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻓﺮأﻳﺖ اﻟﻜﺮاﺳﻲ ﻗﺪﻳﻤﺔ .. ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ﻣ ﻦ أن ﺗﻜ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﻘﻼء اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻜﻔ ﻮن ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻗﺘﺮاﺣﺎت ﻟﻢ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ .. اﻧﺘ ﺒﻪ ﻣ ﻦ أن ﻳﻔ ﺮط ﻟﺴ ﺎﻧﻚ ﺑﻘ ﻮل :ﻟﻤ ﺎذا ﻣ ﺎ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﻜﺮاﺳﻲ ؟! اﻟﺜﺮﻳﺎت ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻐﻞ !!..
65
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻟﻤﺎذا ﻻ ﺗﺸﺘﺮي ﺛﺮﻳﺎت ﺟﺪﻳﺪة !! ده ﺎن اﻟﺠ ﺪار ﻗﺪﻳﻴﻴﻴ ﻴﻢ ..ﻟﻤ ﺎذا ﻣ ﺎ ﺗﺪه ﻨﻪ ﺑﺄﻟﻮان ﺟﺪﻳﺪة !! ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ه ﻮ ﻟ ﻢ ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻚ اﻗﺘ ﺮاﺣﺎت .. وﻟﺴ ﺖ ﻣﻬ ﻨﺪس دﻳﻜ ﻮر اﺗﻔ ﻖ ﻣﻌ ﻚ ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺁراﺋﻚ ..اﺑﻖ ﺳﺎآﺘ ًﺎ .. ﻟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻐﻴﻴﺮهﺎ .. ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻤﺮ ﺑﻀﺎﺋﻘﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ .. ﻟﻌﻠﻪ .. ﻟﻴﺲ أﺛﻘﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺮﺟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﺴ ﺘﺤﻮن ﻣ ﻨﻪ ..ﺛ ﻢ ﻳﺜﻴﺮﻩ وﻳﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ .. وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ..ﻟﻮ آﺎن ﺛﻮﺑﻪ ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ ..أو ﻣﻜﻴﻒ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻣﺘﻌﻄﻞ ..ﻗﻞ ﺧﻴﺮًا أو اﺻﻤﺖ .. ﻼ زار ﺻ ﺎﺣﺒ ًﺎ ﻟ ﻪ ﻓﻮﺿ ﻊ ﻟ ﻪ ذآ ﺮوا أن رﺟ ً ﺧﺒﺰًا وزﻳﺘ ًﺎ .. ﻓﻘ ﺎل اﻟﻀ ﻴﻒ :ﻟﻮ آﺎن ﻣﻊ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ زﻋﺘﺮ !! ﻓ ﺪﺧﻞ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﺪار وﻃﻠ ﺐ ﻣﻦ أهﻠﻪ زﻋﺘﺮًا ﻟﻠﻀﻴﻒ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ .. ﻓﺨ ﺮج ﻟﻴﺸ ﺘﺮي وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﺎل !..ﻓﺄﺑﻰ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﺪآﺎن أن ﻳﺒ ﻴﻌﻪ ﺑﺎﻵﺟ ﻞ ..ﻓ ﺮﺟﻊ وأﺧ ﺬ وأﺧ ﺬ ﻣﻄﻬ ﺮﺗﻪ ) وه ﻲ اﻹﻧ ﺎء اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﻊ ﻓ ﻴﻪ اﻟﻤ ﺎء ﻟﻴﺘﻮﺿ ﺄ ﻣ ﻨﻪ ( ﻓﺨ ﺮج ﺑﻬ ﺎ ودﻓﻌﻬ ﺎ إﻟ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺪآﺎن – رهﻨ ًﺎ – ﺣﺘﻰ إذا ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺪد ﻟ ﻪ ﻗ ﻴﻤﺔ اﻟﺰﻋﺘ ﺮ ﻳﺒ ﻴﻊ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺪآﺎن اﻟﻤﻄﻬﺮة وﻳﺴﺘﻮﻓﻲ اﻟﺜﻤﻦ ﻟﻨﻔﺴﻪ .. ﺛ ﻢ أﺧﺬ اﻟﺰﻋﺘﺮ ورﺟﻊ ﺑﻪ إﻟﻰ ﺿﻴﻔﻪ ..ﻓﺄآﻞ .. ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻀﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم ﻗﺎل :اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟ ﺬي أﻃﻌﻤ ﻨﺎ وﺳ ﻘﺎﻧﺎ ..وﻗﻨﻌ ﻨﺎ ﺑﻤ ﺎ ﺁﺗﺎﻧﺎ .. ﻓ ﺘﺄوﱠﻩ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺪار ﺗﺄوﱡﻩ اﻟﺤﺰﻳﻦ وﻗﺎل :ﻟﻮ ﻗ ّﻨﻌَﻚ اﷲ ﺑﻤ ﺎ ﺁﺗ ﺎك ..ﻟﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﻣﻄﻬﺮﺗ ﻲ ﻣﺮهﻮﻧﺔ !! وآﺬﻟﻚ ﻟﻮ زرت ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ﻓﻼ ﺗﺮدد ﻋﻠﻴﻪ : أووووﻩ ..وﺟﻬ ﻚ أﺻ ﻔﺮ ..ﻋﻴ ﻨﺎك زاﺋﻐﺘﺎن ..ﺟﻠﺪك ﻳﺎﺑﺲ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻋﺠﺒ ًﺎ !! هﻞ أﻧﺖ ﻃﺒﻴﺒﻪ ؟ ﻗﻞ ﺧﻴﺮًا أو اﺻﻤﺖ .. ﻼ ﻼ زار ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ..ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﻠﻴ ً ذآ ﺮوا أن رﺟ ً ..ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ ﻋﻠ ﺘﻪ ..ﻓﺄﺧﺒ ﺮﻩ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﻬﺎ .. وآﺎﻧﺖ ﻋﻠﺔ ﺧﻄﻴﺮة .. ﻓﺼﺮخ اﻟﺰاﺋﺮ : ﺁﺁﺁﺁ ..هﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ أﺻﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻓﻤﺎت ﻣﻨﻬﺎ ..وأﺻ ﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺻ ﺪﻳﻖ أﺧ ﻲ وﻻ ﻳ ﺰال ﻣﻘﻌ ﺪًا ﻣ ﻨﻬﺎ أﺷ ﻬﺮًا ﺛ ﻢ ﻣ ﺎت ..وأﺻﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺟﺎر زوج أﺧﺘﻲ وﻣﺎت .. واﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻪ وﻳﻜﺎد أن ﻳﻨﻔﺠﺮ .. ﻓﻠﻤ ﺎ أﻧﻬﻰ اﻟﺰاﺋﺮ آﻼﻣﻪ وأراد اﻟﺨﺮوج اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﺮﻳﺾ وﻗﺎل :هﺎﻩ ..ﺗﻮﺻﻴﻨﻲ ﺑﺸﻲء ؟ ﻗ ﺎل اﻟﻤ ﺮﻳﺾ :ﻧﻌ ﻢ ..إذا ﺧﺮﺟﺖ ﻓﻼ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻲ ﱠ ..وإذا زرت ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ﻓﻼ ﺗﺬآﺮ ﻋﻨﺪﻩ اﻟﻤﻮﺗﻰ .. وذآ ﺮوا آ ﺬﻟﻚ أن اﻣ ﺮأة ﻋﺠ ﻮزًا ﻣﺮﺿ ﺖ ﻋﺠ ﻮز ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻟﻬﺎ .. ﻓﺠﻌﻠ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻌﺠ ﻮز ﺗﻠ ﺘﻤﺲ ﻣ ﻦ أﺑ ﻨﺎﺋﻬﺎ واﺣ ﺪًا وَاﺣﺪًا أن ﻳﺬهﺒﻮا ﺑﻬﺎ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻟﺰﻳﺎرﺗﻬﺎ وهﻢ ﻳﺘﻌﻠﻠﻮن وﻳﻌﺘﺬرون .. ﺣﺘ ﻰ رﺿ ﻲ أﺣ ﺪ أﺑ ﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻀ ﺾ ..وذه ﺐ ﺑﻬﺎ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ ﺑ ﻴﺖ اﻟﻌﺠ ﻮز اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺔ ﻧ ﺰﻟﺖ أﻣ ﻪ وﺟﻌﻞ ﻳﻨﺘﻈﺮهﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ .. دﺧﻠ ﺖ اﻷم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻓﺈذا هﻲ ﻗﺪ ﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﺮض ..ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ودﻋﺖ ﻟﻬﺎ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﺸ ﺖ ﺧﺎرﺟ ﺔ ﻣ ﺮت ﺑﺒ ﻨﺎت اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺔ وه ﻦ ﻳﺒﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺔ اﻟﺒﻴﺖ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﻜﻞ ﺑﺮاءة :أﻧﺎ ﻻ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻲ اﻟﻤﺠﻲء أﻟﻴﻜﻦ آﻠﻤ ﺎ أردت ..وأﻣﻜ ﻢ ﻣﺮﻳﻀ ﺔ وﻳ ﺒﺪو ﻟ ﻲ أﻧﻬ ﺎ ﺳﺘﻤﻮت ..ﻓﺄﺣﺴﻦ اﷲ ﻋﺰاءآﻢ ﻣﻦ اﻵن !!.. ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ﻳ ﺎ ﻟﺒﻴﺐ ..آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﻔﺮح وﻳﺴﺮ ..ﻻ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺰن .. ﻣﺸﻜﻠﺔ : إذا اﺿﻄﺮرت ﻟﻠﻤﺢ ﺳﻲء ..آﻮﺳﺦ ﺛﻮﺑﻪ ..أو راﺋﺤﺔ ﺳﻴﺌﺔ ..ﻓﺄﺣﺴﻦ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ..آﻦ ﻟﻄﻴﻔًﺎ ذآﻴًﺎ ..
66
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
29.ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ .. ﻣﻦ ﺣﺴﻦ إﺳﻼم اﻟﻤﺮء ﺗﺮآﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ .. ﻣﺎ أﺟﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة وأﻧﺖ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻢ اﻟﺰآﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ..ﻓﻢ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﺻﺤﻴﺢ ..ﺗﺮآﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ .. آﻢ هﻢ ﺛﻘﻼء أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﺠﻮﻧﻚ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ .. ﻳﺸﻐﻠﻚ إذا رأى ﺳﺎﻋﺘﻚ ..ﺑﻜﻢ اﺷﺘﺮﻳﺘﻬﺎ .. ﻓﺘﻘﻮل :ﺟﺎءﺗﻨﻲ هﺪﻳﻪ .. ﻓﻴﻘﻮل :هﺪﻳﺔ !! ﻣﻤﻦ ؟ ﻓﺘﺠﻴﺐ :ﻣﻦ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء .. ﻓ ﻴﻘﻮل :ﺻ ﺪﻳﻘﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ..أم ﻓ ﻲ اﻟﺤﺎرة ..أم أﻳﻦ ؟! ﻓ ﺘﻘﻮل :واﷲ ..ﺁﺁﺁ ..ﺻ ﺪﻳﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .. ﻓﻴﻘﻮل :ﻃﻴﺐ ..ﻣﺎ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ؟! ﻓﺘﻘﻮل :ﻳﻌﻨﻲ ..ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أﻳﺎم اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .. ﻓ ﻴﻘﻮل :ﻣﻨﺎﺳ ﺒﺔ إﻳ ﺶ ؟!! ﻧﺠ ﺎح ..أم آﻨﺘﻢ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ..أو ﻳﻤﻜﻦ ..أأ .. وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﺳﺘﺠﻮاﺑﻪ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺎﻓﻬﺔ !!.. ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ أﻻ ﺗﺤﺪﺛﻚ ﻧﻔﺴﻚ أن ﺗﺼﺮخ ﺑﻪ : ﻻاااا ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ .. وﻗ ﺪ ﻳ ﺰداد اﻷﻣ ﺮ ﺳﻮءًا ﻟﻮ أﺣﺮﺟﻚ ﺑﺎﻟﺴﺆال ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺎم ﻓﺴﺒﺐ ﻟﻚ إﺣﺮاﺟ ًﺎ .. أذآ ﺮ أﻧ ﻲ آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﺰﻣﻼء ..ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻐﺮب .. رن هﺎﺗﻒ أﺣﺪهﻢ ..آﺎن ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ .. أﺟﺎب :ﻧﻌﻢ ؟ زوﺟﺘﻪ :أﻟﻮ ..وﻳﻨﻚ ﻳﺎ ﺣﻤﺎر ؟! آ ﺎن ﺻ ﻮﺗﻬﺎ ﻋﺎﻟ ﻴ ًﺎ ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧ ﻲ ﺳ ﻤﻌﺖ ﺣﻮارهﻤﺎ .. ﻗﺎل :ﺑﺨﻴﺮ ..اﷲ ﻳﺴﻠﻤﻚ ) !!! ( .. ) ﻳ ﺒﺪو أﻧﻪ آﺎن ﻗﺪ وﻋﺪهﺎ أن ﻳﺬهﺐ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻐﺮب ﻟﺒﻴﺖ أهﻠﻬﺎ واﻧﺸﻐﻞ ﺑﻨﺎ ( .. ﻏﻀ ﺒﺖ اﻟ ﺰوﺟﺔ :اﷲ ﻻ ﻳﺴ ﻠﻤﻚ ..أﻧ ﺖ ﻣﺒﺴﻮط أﻧﻚ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻚ وأﻧﺎ أﻧﺘﻈﺮ ..واﷲ اﻧﻚ ﺛﻮر ) !! ( ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻗﺎل :اﷲ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻠﻴﻚ ..أﻣﺮﱡك ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺎء .. ﺖ أن آﻼﻣﻪ ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ آﻼﻣﻬﺎ ..ﻓﺄدرآﺖ ﻻﺣﻈ ُ أﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﻜﻴﻼ ﻳﺤﺮج ﻧﻔﺴﻪ .. اﻧ ﺘﻬﺖ ﻣﻜﺎﻟﻤ ﺘﻪ ..ﺟﻌﻠ ﺖ أﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ وأﺗﺨﻴﻞ أن واﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ﺳﺄﻟﻪ : ﻣﻦ آﻠﻤﻚ ؟ وﻣﺎذا ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻚ ؟ وﻟﻤﺎذا ﺗﻐﻴﺮ وﺟﻬﻚ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ..؟!! ﺣﻤَﻪ ﻷن أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ .. ﻟﻜﻦ اﷲ ر ِ وﻣ ﺜﻠﻪ ﻟ ﻮ زرت ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ..ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﺮﺿﻪ .. ﻓﺄﺟﺎﺑ ﻚ ﺑﻜﻠﻤ ﺎت ﻋﺎﻣ ﺔ :اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ..ﺷﻲء ﺑﺴﻴﻂ ..ﻣ ﺮض ﺻ ﻐﻴﺮ واﻧﺘﻬ ﻰ ..أو ﻧﺤ ﺮهﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺒﺎرات اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺤﻤ ﻞ ﺟ ﻮاﺑ ًﺎ ﺻ ﺮﻳﺤ ًﺎ ..ﻓ ﻼ ﺗﺤ ﺮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺪﻗ ﻴﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ :ﻋﻔ ﻮًا ..ﻳﻌﻨ ﻲ ﻣ ﺎ ه ﻮ اﻟﻤ ﺮض ﺑﺎﻟﻀ ﺒﻂ ؟ وﺿ ﺢ أآﺜ ﺮ !!..ﻣ ﺎذا ﺗﻌﻨ ﻲ !!..وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ .. ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ﻣﺎ اﻟﺪاﻋﻲ ﻹﺣﺮاﺟﻪ ..؟ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ إﺳﻼم اﻟﻤ ﺮء ﺗ ﺮآﻪ ﻣ ﺎ ﻳﻌﻨ ﻴﻪ ..ﻳﻌﻨ ﻲ ..ﺗﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﻘﻮل ﻟ ﻚ :أﻧ ﺎ ﻣ ﺮﻳﺾ ﺑﺎﻟﺒﻮاﺳ ﻴﺮ ..أو ﻣﺼ ﺎب ﺑﺠ ﺮح ﻓﻲ ..أو .. ﻣ ﺎ دام أﻧ ﻪ أﺟ ﺎب إﺟﺎﺑ ﺔ ﻋﺎﻣ ﺔ ﻓﻼ داﻋﻲ ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﻞ ﻣﻌﻪ .. وﻻ أﻋﻨﻲ ﺑﻬﺬا ﻋﺪم ﺳﺆال اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻋﻦ ﻣﺮﺿﻪ ؟ إﻧﻤﺎ أﻋﻨﻲ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ اﻷﺳﺌﻠﺔ .. وﻣﺜﻠﻪ ..اﻟﺬي ﻳﻨﺎدي ﻃﺎﻟﺒ ًﺎ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺎم ..وﻳﺴﺄﻟﻪ ﺑﺼﻮت ﻋﺎ ٍل : هﺎﻩ ﻳﺎ أﺣﻤﺪ ..ﻧﺠﺤﺖ .. ﻓﻴﻘﻮل :ﻧﻌﻢ .. ﻓﻴﺴﺄﻟﻪ :آﻢ ﻧﺴﺒﺘﻚ ؟ آﻢ ﺗﺮﺗﻴﺒﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ؟ إن آ ﻨﺖ ﺻ ﺎدﻗ ًﺎ ﻓ ﻲ اه ﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑ ﻪ ﻓﺎﺳ ﺄﻟﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻧﻔﺮاد ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ .. ﺛﻢ ﻻ داﻋﻲ ﻟﻠﺘﺪﻗﻴﻖ ..آﻢ ﻧﺴﺒﺘﻚ ..ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﺬاآﺮ ..ﻟﻤ ﺎذا ﻟ ﻢ ﺗﻘ ﺒﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ..إن آﻨﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪًا ﻹﻋﺎﻧ ﺘﻪ ﻓﻘ ﻒ ﻣﻌ ﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ وﺣﺪﺛ ﻪ ﺑﻤ ﺎ ﺗ ﺮﻳﺪ ..أﻣ ﺎ ﻧﺸﺮ ﻏﺴﻴﻠﻪ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ..ﻓﻼ .. ﻗ ﺎل : εﻣ ﻦ ﺣﺴﻦ إﺳﻼم اﻟﻤﺮء ﺗﺮآﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ .. ﻟﻜﻦ اﻧﺘﺒﻪ !! ﻻ ﺗﻌﻂ اﻟﻤﻮﺿﻮع أآﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻪ .. ﺳ ﺎﻓﺮت إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻟﻨ ﺒﻮﻳﺔ ﻗ ﺒﻞ ﻣ ﺪة ..آ ﻨﺖ
67
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات .. ﻓﺎﺗﻔﻘ ﺖ ﻣ ﻊ ﺷﺎب ﻓﺎﺿﻞ أن ﻳﺄﺧﺬ وﻟﺪي ﻋﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ وأﺧ ﺎﻩ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺼﺮ إﻟﻰ ﺣﻠﻘﺔ ﺗﺤﻔﻴﻆ أو ﻣﺮآ ﺰ ﺻ ﻴﻔﻲ ﺗﺮﻓﻴﻬ ﻲ ..وﻳﻌ ﻴﺪهﻢ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻌﺸﺎء .. آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ .. ﺧﺸ ﻴﺖ أن ﻳﺴ ﺄﻟﻪ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﺎب ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب اﻟﻔﻀ ﻮل أﺳ ﺌﻠﺔ ﻻ داﻋﻲ ﻟﻬﺎ ..ﻣﺎ اﺳﻢ أﻣﻚ ؟ أﻳ ﻦ ﺑﻴ ﺘﻜﻢ ؟ آ ﻢ ﻋ ﺪد إﺧﻮاﻧﻚ ؟ آﻢ ﻳﻌﻄﻴﻚ أﺑﻮك ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ؟ ﻼ :إذا ﺳﺄﻟﻚ ﺳﺆا ًﻻ ﻓﻨ ﺒﻬﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻗﺎﺋ ً ﻏﻴ ﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ..ﻓﻘﻞ ﻟﻪ :ﻗﺎل : εﻣﻦ ﺣﺴﻦ إﺳ ﻼم اﻟﻤ ﺮء ﺗ ﺮآﻪ ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻌﻨ ﻴﻪ ..وآ ﺮرت ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﺣﻔﻈﻪ .. رآ ﺐ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ وأﺧ ﻮﻩ ..ﻣ ﻊ اﻟﺸﺎب .. آﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺸﺪودًا ﻣﺘﻬﻴﺒ ًﺎ .. ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﺒﺎب ﻣ ﺘﻠﻄﻔ ًﺎ :ﺣ ﻴﺎك اﷲ ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ .. ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺤﺰم :اﷲ ﻳﺤﻴﻴﻚ .. أراد اﻟﺸﺎب اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ أن ﻳﻠﻄّﻒ اﻟﺠﻮ ..ﻓﻘﺎل :اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺤﺎﺿﺮة اﻟﻴﻮم ؟! ﺣ ﺎول اﻟ ﻮﻟﺪ أن ﻳﺘﺬآ ﺮ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻓﻠ ﻢ ﺗﺴ ﻌﻔﻪ ﻼ :ﻻ ﺗ ﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻻ ذاآ ﺮﺗﻪ ..ﻓﺼ ﺮخ ﻗ ﺎﺋ ً ﻳﻌﻨﻴﻚ !! ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﺎب :ﻻ ..أﻗﺼ ﺪ ..ﺑﻞ ﺣﺘﻰ أﺣﻀﺮ وأﺳﺘﻔﻴﺪ .. ﻓﻈ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ أﻧﻪ ﻳﺘﺬاآﻰ ﻋﻠﻴﻪ :ﻓﺄﻋﺎد اﻟﺠﻮاب :ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ .. ﻗﺎل اﻟﺸﺎب :ﻋﻔﻮًا ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ أﻋﻨﻲ .. ﻓﺼ ﺮخ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ :ﻻاااا ﺗ ﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ !! وﻟﻢ ﻳﺰل هﺬا ﺣﺎﻟﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ رﺟﻌﺎ !! أﺧﺒﺮﻧ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺑﺎﻟﻘﺼ ﺔ ﻣﻔﺘﺨ ﺮًا .. ﻓﻀﺤﻜﺖ وﻓﻬﻤﺘﻪ اﻷﻣﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى .. ورﺷﺔ ﻋﻤﻞ .. ﻣﺠﺎهﺪة اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺌﻮن اﻵﺧﺮﻳﻦ ..ﻣﺘﻌﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ..ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ..
30.آﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ "اﻟﻤﻼﻗﻴﻒ " ) (33؟ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﺘﻨﺎول ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس هﺎﺗﻔﻚ اﻟﺠﻮال -ﺑﺪون اﺳﺘﺌﺬان -وﻳﻘﺮأ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻪ .. آﺎن ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻓﻲ دﻋﻮة ﻋﺎﻣﺔ ..وﻟﻴﻤﺔ ﻋﺸﺎء ﻋﻨﺪ أﺣﺪ اﻟﻘﻀﺎة ..آﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻓﻀﻼء .. ﺟﻠ ﺲ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ..ﻳ ﺘﺠﺎذب أﻃ ﺮاف اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﻢ .. ﺿ ﺎﻳﻘﻪ وﺟ ﻮد هﺎﺗﻔ ﻪ اﻟﺠ ﻮال ﻓ ﻲ ﺟﻴ ﺒﻪ ﻓﺄﺧ ﺮﺟﻪ ووﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ .. ﻼ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ آ ﺎن اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺬي ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻣﺘﻔﺎﻋ ً .. ﻣ ﻦ ﺑﺎب اﻟﻌﺎدة أﺧﺬ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﺠﻮال ..رﻓﻊ إﻟ ﻴﻪ ..ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺸﺎﺷ ﺔ ﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ .. وأرﺟﻌﻪ ﻣﻜﺎﻧﻪ .. آﺘﻢ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺪوﻳﺔ .. ﻟﻤ ﺎ ﺧ ﺮج رآ ﺒﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ..وﻗ ﺪ وﺿ ﻊ ﻲ -آﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ هﺎﺗﻔ ﻪ اﻟﺠ ﻮال ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ..ﻓ ﺮﻓﻌﺘﻪ إﻟ ﱠ اﻟﺸ ﻴﺦ – ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ اﻟﺸﺎﺷﺔ ﺿﺤﻜﺖ ..ﺑﻞ ﻏﺮﻗﺖ ﻓﻲ اﻟﻀﺤﻚ .. ﺗﺪري ﻟﻤﺎذا ؟ ﺟ ﺮت ﻋﺎدة ﺑﻌﻀﻬﻢ أن ﻳﻜﺘﺐ ﻋﺒﺎرات ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﻬﺎﺗ ﻒ ..ﻳﻜ ﺘﺐ اﺳ ﻤﻪ ..أو "اذآ ﺮ اﷲ" ..أو ﻏﻴﺮهﺎ .. أﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻓﻘﺪ آﺘﺐ " :أرﺟﻊ اﻟﺠﻬﺎز ﻳﺎ ﻣﻠﻘﻮف " .. آﺜﻴ ﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻳﺘﺪﺧﻠﻮن ﻓﻲ أﻣﻮر اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .. ﻓﻤ ﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﺮآﺐ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﺛﻢ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﺪرج اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻪ ..وﻳﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻪ !!.. واﻣ ﺮأة ﺗﻔ ﺘﺢ ﺣﻘﻴ ﺒﺔ اﻣ ﺮأة أﺧ ﺮى ﻟ ﺘﺄﺧﺬ أﺣﻤ ﺮ اﻟﺸﻔﺎﻩ أو ﻇﻞ اﻟﻌﻴﻨﻴﻦ .. ) ( 33ﻣﻼﻗﻴﻒ :ﻟﻔﻈﺔ ﻋﺎﻣﻴﺔ ،ﺟﻤﻊ " ﻣﻠﻘﻮف " وهﻮ اﻟﻤﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ..وﻳﺴﻤﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ " ﺣٍﺸﺮي " ﻣﺘﻄﻔﻞ ..
68
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻗ ﺪ ﻳﺘﺼ ﻞ ﺑ ﻚ ﻓﻴﺴ ﺄﻟﻚ أﻳ ﻦ أﻧ ﺖ ﻓ ﺘﻘﻮل " ﻃﺎﻟﻊ ﻣﺸﻮار " ﻓﻴﻘﻮل :أﻳﻦ ..؟ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ ؟ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻧﺨ ﺎﻟﻄﻬﻢ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧ ﻨﺎ ﺑﻤﺜﻞ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب .. ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ؟ أه ﻢ ﺷ ﻲء أن ﻻ ﺗﻔﻘ ﺪﻩ ..ﺣ ﺎول أن ﺗﺘﺠ ﻨﺐ اﻟﻤﺼﺎدﻣﺔ ﻣﻌﻪ .. ﺣﺎول أن ﻻ ) ﻳﺰﻋﻞ ( ﻣﻨﻚ أﺣﺪ .. آ ﻦ ذآ ﻴ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺨ ﺮوج ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ..دون أن ﻳﺤﺪث ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ .. ﻻ ﺗﺘﺴ ﺎهﻞ ﺑﻜﺴ ﺐ اﻷﻋ ﺪاء أو ﻓﻘ ﺪان اﻷﺻﺪﻗﺎء ..ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻷﺳﺒﺎب .. وﻣﻦ أﺣﺴﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻴﻠﻴﻴﻦ ..ه ﻮ إﺟﺎﺑ ﺔ اﻟﺴ ﺆال ﺑﺴ ﺆال ..أو اﻻﻧ ﺘﻘﺎل إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع ﺁﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻟﻴﻨﺴﻰ ﺳﺆاﻟﻪ اﻷول .. ﻼ :آﻢ ﻣﺮﺗﺒﻚ اﻟﺸﻬﺮي ؟ ﻓﻠﻮ ﺳﺄﻟﻚ ﻣﺜ ً ﻗ ﻞ ﻟ ﻪ ﺑﻠﻄ ﻒ وﺗﺒﺴ ﻢ :ﻟﻤ ﺎذا هﻞ وﺟﺪت ﻟﻲ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻐﺮﻳﺔ .. ﺳﻴﻘﻮل :ﻻ ..ﻟﻜﻦ أرﻳﺪ أن أﻋﺮف .. ﻗ ﻞ :اﻟﻤ ﺮﺗﺒﺎت ه ﺬﻩ اﻷﻳ ﺎم ﻣﺸﺎآﻞ ..وﻳﺒﺪو أن ذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺒﺘﺮول !! ﺳﻴﻘﻮل :ﻣﺎ دﺧﻞ اﻟﺒﺘﺮول .. ﻓﻘﻞ :اﻟﺒﺘﺮول هﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻐﻲ اﻷﺳﻌﺎر ..أﻻ ﺗﻼﺣﻆ أن اﻟﺤﺮوب ﺗﻘﻮم ﻷﺟﻠﻪ .. ﺳﻴﻘﻮل :ﻻ ..ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤ ًﺎ .. ﻓﺎﻟﺤ ﺮوب ﻟﻬ ﺎ أﺳ ﺒﺎب أﺧ ﺮى ..واﻟﻬ ﺎﻟﻤﻢ اﻟﻴﻮم ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﺤﺮوب ..و .. وﻳﻨﺴﻰ ﺳﺆاﻟﻪ اﻷول .. ) ه ﺎﻩ ..ﻣ ﺎ رأﻳ ﻚ أﻟ ﻢ ﺗﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﺑﺬآﺎء ؟ ( .. وآﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ وﻇﻴﻔﺘﻚ .. أو أﻳﻦ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮ .. اﺳﺄﻟﻪ :ﻟﻤﺎذا ..هﻞ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮ ﻣﻌﻲ .. ﺳﻴﻘﻮل :ﻻ أدري!! أول ﺷﻲء أﺧﺒﺮﻧﻲ .. ﻗ ﻞ :ﻟﻜﻦ إن ﺳﺎﻓﺮت ﻣﻌﻲ ..ﻓﺎﻟﺘﺬاآﺮ ﻋﻠﻴﻚ .. ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺳ ﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺬاآﺮ وﻳﻨﺴﻰ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷﺻﻠﻲ .. وهﻜ ﺬا ..ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ وﻗﻮع ﻣﺸﺎآﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻦ أﻵﺧﺮﻳﻦ .. وﻗﻔﺔ .. إذا اﺑﺘﻠﻴﺖ ﺑﻤﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ..ﻓﻜﻦ ﺧﻴﺮًا ﻣﻨﻪ ..أﺣﺴﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﺗﺠﺮﺣﻪ .. 31.ﻻ ﺗﻨﺘﻘﺪ !! رآ ﺐ ﺳ ﻴﺎرة ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ..ﻓﻜﺎﻧ ﺖ أول آﻠﻤ ﺔ ﻗﺎﻟﻬ ﺎ : ﻳﺎااﻩ !! ﻣﺎ أﻗﺪم ﺳﻴﺎرﺗﻚ !! وﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ..رأى اﻷﺛ ﺎث ﻓﻘﺎل :أووووﻩ .. ﻣﺎ ﻏﻴﺮت أﺛﺎﺛﻚ ؟! وﻟﻤ ﺎ رأى أوﻻدﻩ ..ﻗ ﺎل :ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ..ﺣﻠ ﻮﻳﻦ ..ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎذا ﻣﺎ ﺗﻠﺒﺴﻬﻢ ﻣﻼﺑﺲ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ هﺬﻩ !! وﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺪّﻣﺖ ﻟ ﻪ زوﺟ ﺘﻪ ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ..وﻗ ﺪ وﻗﻔ ﺖ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻨﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ﺳ ﺎﻋﺎت ..رأى أﻧ ﻮاﻋﻪ ﻓﻘﺎل :ﻳﺎااا اﷲ ..ﻟﻤﺎذا ﻣﺎ ﻃﺒﺨﺘﻲ ر ّز ؟ أوووﻩ .. اﻟﻤﻠﺢ ﻗﻠﻴﻞ ! ﻟﻢ أآﻦ أﺷﺘﻬﻲ هﺬا اﻟﻨﻮع !! ﻼ ﻟﺒ ﻴﻊ اﻟﻔﺎآﻬ ﺔ ..ﻓ ﺈذا اﻟﻤﺤ ﻞ ﻣﻠ ﻲء دﺧ ﻞ ﻣﺤ ً ﺑﺄﺻﻨﺎف اﻟﻔﻮاآﻪ .. ﻓﻘﺎل :ﻋﻨﺪك ﻣﺎﻧﺠﻮ ؟ ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺤﻞ :ﻻ ..هﺬﻩ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ ﻓﻘﻂ .. ﻓﻘﺎل :ﻋﻨﺪك ﺑﻄﻴﺦ ؟ ﻗﺎل :ﻻ .. ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟﻬﻪ وﻗﺎل :ﻣﺎ ﻋﻨﺪك ﺷﻲء ..ﻟﻴﺶ ﻓﺎﺗﺢ اﻟﻤﺤﻞ ! وﺧﺮج .. وﻧﺴ ﻲ أن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺤ ﻞ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﻴﻦ ﻧ ﻮﻋ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاآﻪ .. ﻧﻌﻢ .. ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﺰﻋﺠﻚ ﺑﻜﺜﺮة اﻧﺘﻘﺎدﻩ ..وﻻ ﻳﻜﺎد أن ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺷﻲء .. ﻓﻼ ﻳﺮى ﻓﻲ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻠﺬﻳﺬ إﻻ اﻟﺸﻌﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻴﻪ ﺳﻬﻮًا .. وﻻ ﻓﻲ اﻟﺜﻮب اﻟﻨﻈﻴﻒ إﻻ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺤﺒﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻄﺌ ًﺎ .. وﻻ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻔﻴﺪ إﻻ ﺧﻄﺌ ًﺎ ﻣﻄﺒﻌﻴ ًﺎ وﻗﻊ ﺳﻬﻮًا ..
69
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓ ﻼ ﻳﻜ ﺎد ﻳﺴ ﻠﻢ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻧ ﺘﻘﺎدﻩ ..داﺋ ﻢ اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت ..ﻳﺪﻗﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﺼﻐﻴﺮة .. ﻼ ﻓﻲ أﻳﺎم أﻋ ﺮف أﺣ ﺪ اﻟﻨﺎس ..زاﻣﻠﺘﻪ ﻃﻮﻳ ً اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ..وﻻ ﺗ ﺰال ﻋﻼﻗﺘ ﻨﺎ ﻣﺴ ﺘﻤﺮة ..إﻻ أﻧ ﻲ ﻻ ذآ ﺮ أﻧ ﻪ أﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﺷﻲء .. أﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ آﺘﺎب أﻟﻔﺘﻪ وﻗﺪ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ أﻧﺎس آﺜﻴ ﺮًا وﻃ ﺒﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻓﻴﻘﻮل ﺑﺒﺮود :واﷲ ﺟ ﻴﺪ ..وﻟﻜ ﻦ ﻓﻴﻪ ﻗﺼﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ..وﺣﺠ ﻢ اﻟﺨ ﻂ ﻣ ﺎ أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ..وﻧﻮﻋ ﻴﺔ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ أﻳﻀ ًﺎ ﺳﻴﺌﺔ ..و .. وأﺳ ﺄﻟﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋ ﻦ أداء ﻓ ﻼن ﻓ ﻲ ﺧﻄﺒ ﺘﻪ .. ﻓﻼ ﻳﻜﺎد ﻳﺬآﺮ ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ ﻣﺸﺮﻗ ًﺎ .. ﺣﺘ ﻰ ﺻ ﺎر أﺛﻘ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ ..وﺻﺮت ﻻ أﺳ ﺄﻟﻪ أﺑ ﺪًا ﻋ ﻦ رأﻳ ﻪ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻷﻧ ﻲ أﻋﺮﻓﻪ ﺳﻠﻔ ًﺎ .. ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻴﻤﻦ ﻳﻔﺘ ﺮض اﻟﻤﺜﺎﻟ ﻴﺔ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس .. ﻓﻴ ﺮﻳﺪ ﻣ ﻦ زوﺟ ﺘﻪ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻧﻈﻴﻔ ًﺎ 24 ﺳﺎﻋﺔ .. %100 وﻳ ﺮﻳﺪهﺎ أﻳﻀ ًﺎ أن ﻳﺒﻘ ﻰ أﻃﻔﺎﻟﻬ ﺎ ﻧﻈﻴﻔ ﻴﻦ ﻣﺘﺰﻳﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻴﻮم .. وإن زارﻩ ﺿ ﻴﻮف اﻓﺘ ﺮض أن ﺗﻄ ﺒﺦ أﺣﺴﻦ اﻟﻄﻌﺎم .. وإن ﺟﺎﻟﺴ ﻬﺎ اﻓﺘ ﺮض أن ﺗﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺄﺟﻤ ﻞ اﻷﺣﺎدﻳﺚ .. وآﺬﻟﻚ هﻮ ﻣﻊ أوﻻدﻩ ..ﻳﺮﻳﺪهﻢ %100ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء .. وﻣ ﻊ زﻣﻼﺋ ﻪ ..وﻣ ﻊ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻳﺨﺎﻟﻄ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺸﺎرع واﻟﺴﻮق ..و .. وإن ﻗﺼّﺮ أﺣﺪ ﻣﻦ هﺆﻻء أآﻠﻪ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ وأآﺜﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻻﻧﺘﻘﺎد وآﺮر اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت ..ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻞ اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻨﻪ ..ﻷﻧ ﻪ ﻻ ﻳ ﺮى ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء إﻻ اﻷﺳﻮ َد .. ﻣ ﻦ آ ﺎن ه ﺬا ﺣﺎﻟ ﻪ ﻋ ﺬب ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ..وآ ﺮهﻪ أﻗ ﺮب اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻪ واﺳ ﺘﺜﻘﻠﻮا ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺳﺘﻌﺎﺗﺒﻪ ﻗﺎﻟ ﺖ أﻣ ﻨﺎ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ τوه ﻲ ﺗﺼ ﻒ ﺣ ﺎل ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ε ﻣﻌﻬﻢ : ﻣ ﺎ ﻋ ﺎب رﺳ ﻮل اﷲ ρﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ﻗ ﻂ ..إن اﺷ ﺘﻬﺎﻩ أآﻠ ﻪ وإﻻ ﺗ ﺮآﻪ .. (34) ..ﻧﻌ ﻢ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺼ ﻨﻊ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ آﻞ ﺷﻲء .. وﻗ ﺎل أﻧ ﺲ : τواﷲ ﻟﻘ ﺪ ﺧ ﺪﻣﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ρ ﺗﺴ ﻊ ﺳ ﻨﻴﻦ ..ﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺘﻪ ﻗ ﺎل ﻟﺸﻲء ﺻﻨﻌﺘﻪ :ﻟﻢ ﻲ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻗﻂ ..وواﷲ ﻓﻌﻠﺖ آﺬا وآﺬا ؟ وﻻ ﻋﺎب ﻋﻠ ّ ف ﻗﻂ .. ﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ أ ﱠ هﻜﺬا آﺎن ..وهﻜﺬا ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻜﻮن .. وأﻧ ﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻻ أدﻋﻮ إﻟﻰ ﺗﺮك اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ أو اﻟﺴﻜﻮت ﻋ ﻦ اﻷﺧﻄ ﺎء ..وﻟﻜ ﻦ ﻻ ﺗﻜﻦ ﻣﺪﻗﻘ ًﺎ ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء ..ﺧﺎﺻ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﻮر اﻟﺪﻧ ﻴﻮﻳﺔ ..ﺗﻌﻮد أن ﺗﻤﺸّﻲ اﻷﻣﻮر .. ﻟ ﻮ ﻃ ﺮق ﺑﺎﺑ ﻚ ﺿ ﻴﻒ ﻓ ﺮﺣﺒﺖ ﺑ ﻪ وأدﺧﻠ ﺘﻪ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻀ ﻴﻮف ﻓﻠﻤ ﺎ أﺣﻀ ﺮت اﻟﺸ ﺎي ﺗﻨﺎول اﻟﻔﻨﺠﺎن .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎي ﺑﺪاﺧﻠ ﻪ ﻗ ﺎل :ﻟ ـ َﻢ ﻟ ﻢ ﺗﻤ ﻸ اﻟﻔ ﻨﺠﺎن ؟ ﻓﻘﻠﺖ :أزﻳﺪك ؟ ﻗﺎل :ﻻ ..ﻻ ..ﻳﻜﻔﻲ .. ﻓﻄﻠ ﺐ ﻣ ﺎء ﻓﺄﺣﻀ ﺮت ﻟ ﻪ آ ﺄس ﻣ ﺎء ﻓﺸ ﻜﺮك وﺷﺮﺑﻪ ..ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻗﺎل :ﻣﺎؤآﻢ ﺣﺎر .. ﺛ ﻢ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻜ ﻴﻒ وﻗ ﺎل :ﻣﻜ ﻴﻔﻜﻢ ﻻ ﻳﺒﺮّد !! وﺟﻌﻞ ﻳﺸﺘﻜﻰ اﻟﺤﺮ ..ﺛﻢ .. أﻻ ﺗﺸ ﻌﺮ ﺑ ﺜﻘﻞ ه ﺬا اﻹﻧﺴ ﺎن ..وﺗﺘﻤﻨ ﻰ ﻟﻮ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻚ وﻻ ﻳﻌﻮد .. إذن اﻟﻨﺎس ﻳﻜﺮهﻮن اﻻﻧﺘﻘﺎد .. ﻟﻜ ﻦ إن اﺣ ﺘﺠﺖ إﻟ ﻴﻪ ﻓﻐﻠﻔﻪ ﺑﻐﻼف ﺟﻤﻴﻞ ﺛﻢ ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ .. ﻗﺪﻣ ﻪ ﻓ ﻲ ﺻ ﻮرة اﻗﺘ ﺮاح ..أو ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻏﻴ ﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ..أو ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻋﺎﻣﺔ ..
آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ εإذا ﻻﺣ ﻆ ﺧﻄ ﺌ ًﺎ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﻟ ﻢ ﻳ ﻮاﺟﻬﻪ ﺑ ﻪ وإﻧﻤ ﺎ ﻳﻘ ﻮل :ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام ﻳﻔﻌﻠﻮن آﺬا وآﺬا .. ك أﻋﻨﻲ واﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺟﺎرة .. ﻳﻌﻨﻲ :إﻳﺎ ِ ﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟﺪه ﺮ أﻗ ﺒﻞ ﺛﻼﺛ ﺔ ﺷ ﺒﺎب ﻣﺘﺤﻤﺴﻴﻦ ..إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ .. آﺎﻧ ﻮا ﻳ ﺮﻳﺪون ﻣﻌ ﺮﻓﺔ آﻴﻔ ﻴﺔ ﻋ ﺒﺎدة اﻟﻨﺒﻲ ε وﺻﻼﺗﻪ .. ﺳ ﺄﻟﻮا أزواج اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻋ ﻦ ﻋﻤﻠ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺴﺮ .. ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻬﻢ زوﺟﺎت اﻟﻨﺒﻲ ρأﻧﻪ ﻳﺼﻮم أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ وﻳﻔﻄ ﺮ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ..وﻳ ﻨﺎم ﺑﻌﻀ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻠ ﻴﻞ وﻳﺼﻠﻲ ﺑﻌﻀﻪ .. ﻓﻘ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻟ ﺒﻌﺾ :هﺬا رﺳﻮل اﷲ ρﻗﺪ ﻏﻔﺮ اﷲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﻪ .. ﺛﻢ اﺗﺨﺬ آﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺮارًا !.. ﻓﻘ ﺎل أﺣ ﺪهﻢ :أﻧ ﺎ ﻟ ﻦ أﺗ ﺰوج ..أي ﺳ ﺄﺑﻘﻰ ﻋﺰﺑ ًﺎ ..ﻣﺘﻔﺮﻏ ًﺎ ﻟﻠﻌﺒﺎدة .. وﻗ ﺎل اﻵﺧﺮ :وأﻧﺎ ﺳﺄﺻﻮم داﺋﻤ ًﺎ ..آﻞ ﻳﻮم .. وﻗ ﺎل اﻟ ﺜﺎﻟﺚ :وأﻧ ﺎ ﻻ أﻧ ﺎم اﻟﻠ ﻴﻞ ..أي ﺳﺄﻗﻮم اﻟﻠﻴﻞ آﻠﻪ .. ﻓﺒﻠﻎ اﻟﻨﺒﻲ ρﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ .. ﻓﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ..ﻓﺤﻤﺪ اﷲ وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﻗﺎل : ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام !! ) هﻜ ﺬا ﻣ ﺒﻬﻤ ًﺎ ،ﻟ ﻢ ﻳﻘﻞ ﻣﺎ ﺑﺎل ﻓﻼن وﻓﻼن ( .. ﻣﺎ ﺑﺎل أﻗﻮام ﻗﺎﻟﻮا :آﺬا وآﺬا ..ﻟﻜﻨﻲ أﺻﻠﻲ وأﻧ ﺎم ..وأﺻ ﻮم وأﻓﻄ ﺮ ..وأﺗ ﺰوج اﻟﻨﺴﺎء .. )(35 . ﻓﻤﻦ رﻏﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﺘﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﻲ وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ..ﻻﺣ ﻆ اﻟﻨﺒ ﻲ ρأن رﺟ ﺎ ًﻻ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺼ ﻠﻴﻦ ﻣﻌﻪ ..ﻳﺮﻓﻌﻮن أﺑﺼﺎرهﻢ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﺻﻼﺗﻬﻢ .. وه ﺬا ﺧﻄ ﺄ ﻓﺎﻷﺻ ﻞ أن ﻳﻨﻈ ﺮ أﺣ ﺪهﻢ إﻟ ﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮدﻩ ..
) ( 34
) ( 35
إذا أﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺸﺮب ﻣﺮارًا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺬا ﻇﻤﺌﺖ ,وأي اﻟﻨﺎس ﺗﺼﻔﻮ ﻣﺸﺎرﺑﻪ؟! إذا آـﻨﺖ ﻓـﻲ آﻞ اﻷﻣﻮر ﻣﻌﺎﺗﺒ ًﺎ رﻓـﻴﻘﻚ ﻟﻦ ﺗﻠـﻖ اﻟـﺬي
70
ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻘ ﺎل : ρﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام ﻳ ﺮﻓﻌﻮن أﺑﺼ ﺎرهﻢ إﻟ ﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻬﻢ .. ﻓﻠ ﻢ ﻳﻨ ﺘﻬﻮا ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ واﺳ ﺘﻤﺮوا ﻳﻔﻌﻠ ﻮﻧﻪ ..ﻓﻠ ﻢ ﻳﻔﻀﺤﻬﻢ أو ﻳﺴﻤﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ..وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل : ﻦ ﻋﻦ ذﻟﻚ ..أو ﻟﺘﺨﻄﻔﻦ أﺑﺼﺎرهﻢ ).. (36 ﻟﻴﻨﺘ ُﻬ ﱠ وآﺎﻧ ﺖ ﺑﺮﻳ ﺮة ﺟﺎرﻳ ﺔ أﻣ ًﺔ ﻣﻤﻠ ﻮآﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. أرادت أن ﺗﻌ ﺘﻖ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮق ..ﻓﻄﻠ ﺒﺖ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﺳﻴﺪهﺎ ..ﻓﺎﺷﺘﺮط ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ًﻻ ﺗﺪﻓﻌﻪ إﻟﻴﻪ .. ﻓﺠ ﺎءت ﺑﺮﻳ ﺮة ..إﻟ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﺗﻠ ﺘﻤﺲ ﻣ ﻨﻬﺎ أن ﺗﻌﻴﻨﻬﺎ ﺑﻤﺎل .. ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ :إن ﺷ ﺌﺖ أﻋﻄ ﻴﺖ أهﻠ ﻚ ﺛﻤ ﻨﻚ .. )(37 ﻓﺘﻌﺘﻘﻴﻦ ..ﻟﻜﻦ ﻳﻜﻮن اﻟﻮﻻء ﻟﻲ .. ﻓﺄﺧﺒ ﺮت اﻟﺠﺎرﻳ ﺔ أهﻠﻬ ﺎ ﻓﺄﺑ ﻮا ذﻟ ﻚ ..وأرادوا أن ﻳﺮﺑﺤﻮا اﻷﻣﺮﻳﻦ ..ﺛﻤﻦ ﻋﺘﻘﻬﺎ ..ووﻻءهﺎ !! ﻓﺴ ﺄﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρﻓﻌﺠﺐ εﻣﻦ ﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎل ..وﻣﻨﻌﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ !! ﻓﻘ ﺎل ﻟﻌﺎﺋﺸ ﺔ :اﺑﺘﺎﻋ ﻴﻬﺎ ..ﻓﺄﻋﺘﻘ ﻴﻬﺎ ..ﻓﺈﻧﻤ ﺎ اﻟﻮﻻء ﻟﻤﻦ أﻋﺘﻖ .. أي اﻟ ﻮﻻء ﻟ ﻚ ﻣ ﺎ دام أﻧ ﻚ دﻓﻌ ﺖ اﻟﻤ ﺎل ..وﻻ ﺗﻠﺘﻔﺘﻲ إﻟﻰ ﺷﺮوﻃﻬﻢ ﻓﻬﻲ ﻇﺎﻟﻤﺔ .. ﺛﻢ ﻗﺎم رﺳﻮل اﷲ ρﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻓﻘﺎل : ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام ) وﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻞ ﺁل ﻓ ﻼن ( ..ﻳﺸ ﺘﺮﻃﻮن ﺷ ﺮوﻃ ًﺎ ﻟﻴﺴ ﺖ ﻓﻲ آﺘﺎب اﷲ ..ﻣﻦ اﺷﺘﺮط ﺷﺮﻃ ًﺎ ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ آ ﺘﺎب اﷲ ..ﻓﻠ ﻴﺲ ﻟ ﻪ ..وإن اﺷ ﺘﺮط ﻣﺎﺋﺔ ﺷﺮط ).. (38 ﻧﻌ ﻢ هﻜﺬا ..ﻟﻮّح ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ وﻻ ﺗﻀﺮب ﺑﻬﺎ .. ﻓﻤ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﺗﻘ ﻮل ﻟ ﺰوﺟﺘﻚ اﻟﻤﻬﻤﻠ ﺔ ﻓ ﻲ ﻧﻈﺎﻓ ﺔ ﺑﻴ ﺘﻬﺎ :اﻟ ﺒﺎرﺣﺔ ﺗﻌﺸ ﻴﻨﺎ ﻋ ﻨﺪ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻓ ﻼن .. وآﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ .. أو ﺗﻘ ﻮل ﻟ ﻮﻟﺪك اﻟﻤﻬﻤ ﻞ ﻟﻠﺼ ﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ : ..
) ( 36رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ) ( 37اﻟﻮﻻء :هﻮ إذا أﻋﺘﻖ اﻟﺸﺨﺺ ﻋﺒﺪًا ﻣﻤﻠﻮآ ًﺎ ﺻﺎر اﻟﻮﻻء ﻟﻠﻤﻌﺘﻖ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﻟﻤﻌﺘﻖ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ورﺛﺔ هﺬا اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻤﻤﻠﻮك ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ،ﻓﻴﺸﺎرك أهﻞ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ورﺛﻪ . ) ( 38رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري
71
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
أﻧ ﺎ أﻋﺠ ﺐ ﻣ ﻦ ﻓ ﻼن اﺑ ﻦ ﺟﻴ ﺮاﻧﻨﺎ ﻣ ﺎ ﻧﻜ ﺎد ﻧﻔﻘﺪﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ أﺑﺪًا !!.. ﻳﻌﻨﻲ ..إﻳﺎك أﻋﻨﻲ واﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺟﺎرة !! وﻳﺤ ﻖ ﻟ ﻚ أن ﺗﺴ ﺄل :ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻜ ﺮﻩ اﻟ ﻨﺎس اﻻﻧﺘﻘﺎد ؟ ﻓﺄﻗ ﻮل :ﻷﻧ ﻪ ﻳﺸ ﻌﺮهﻢ ﺑﺎﻟ ﻨﻘﺺ ..ﻓﻜ ﻞ اﻟﻨﺎس ﻳﺤﺒﻮن اﻟﻜﻤﺎل .. ﻼ ﺑﺴ ﻴﻄ ًﺎ أراد أن ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻪ ذآ ﺮوا أن رﺟ ً ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ .. ﻓﻌﻤ ﺪ إﻟ ﻰ ﺗﺮﻣﺴ ﻲ ﻣ ﺎء أﺣ ﺪهﻤﺎ أﺧﻀ ﺮ واﻟﺜﺎﻧﻲ أﺣﻤﺮ ..وﻋﺒﺄهﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﺒﺎرد .. ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﻟﻠﻨﺎس ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ..وﺟﻌﻞ ﻳﺼﻴﺢ :ﻣﺎء ﺑﺎرد ﻣﺠﺎﻧ ًﺎ .. ﻓﻜ ﺎن اﻟﻌﻄﺸ ﺎن ﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻳﺘ ﻨﺎول اﻟﻜ ﺄس ﻟﻴﺼ ﺐ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ وﻳﺸ ﺮب ..ﻓ ﺈذا رﺁﻩ ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ ﻗﺪ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻠﺘﺮﻣﺲ اﻷﺧﻀﺮ .. ﻗ ﺎل ﻟﻪ :ﻻ ..اﺷﺮب ﻣﻦ اﻷﺣﻤﺮ ..ﻓﻴﺸﺮب ﻣﻦ اﻷﺣﻤﺮ .. وإذا أﻗ ﺒﻞ ﺁﺧ ﺮ ..وأراد أن ﻳﺸ ﺮب ﻣ ﻦ اﻷﺣﻤﺮ ..ﻗﺎل ﻟﻪ :ﻻ ..اﺷﺮب ﻣﻦ اﻷﺧﻀﺮ .. ﻓﺈذا اﻋﺘﺮض أﺣﺪهﻢ ..وﻗﺎل :ﻣﺎ اﻟﻔﺮق ؟! ﻗ ﺎل :أﻧ ﺎ اﻟﻤﺴﺌﻮل ﻋﻦ اﻟﻤﺎء ..ﻳﻌﺠﺒﻚ هﺬا اﻟﻨﻈﺎم أو دﺑﺮ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻣﺎ ًء .. إﻧ ﻪ ﺷ ﻌﻮر اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟ ﺪاﺋﻢ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ اﻋﺘﺒﺎرﻩ واﻻهﺘﻤﺎم ﺑﻪ .. ﻧﺤﻠﺔ ..وذﺑﺎب !! آﻦ ﻧﺤﻠﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻴﺐ وﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺨﺒﻴﺚ ..وﻻ ﺗﻚ آﺎﻟﺬﺑﺎب ﻳﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺮوح !! 32.ﻻ ﺗﻜﻦ أُﺳﺘﺎذ ّﻳًﺎ !!.. ﻗ ﺎرن ﺑ ﻴﻦ ﺛﻼﺛ ﺔ ﺁﺑﺎء ..رأى آﻞ واﺣﺪ وﻟﺪﻩ ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻠﻔﺎز ﻓﻲ أﻳﺎم اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت .. ﻓﻘﺎل اﻷول ﻟﻮﻟﺪﻩ :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ..ذاآﺮ دروﺳﻚ .. وﻗ ﺎل اﻟﺜﺎﻧ ﻲ :ﻣﺎﺟ ﺪ ..إذا ﻣ ﺎ ذاآ ﺮت دروﺳ ﻚ واﷲ ﻷﺿ ﺮﺑﻚ ..وأﺣ ﺮﻣﻚ ﻣ ﻦ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻤﺼﺮوف ..و .. أﻣ ﺎ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘ ﺎل :ﺻ ﺎﻟﺢ ..ﻟ ﻮ ﺗﺬاآﺮ دروﺳﻚ .. أﺣﺴﻦ ﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻔﺎز ..ﺻﺢ ؟! أﻳﻬﻢ أﺣﺴﻦ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ..؟ ﻻ ﺷ ﻚ أﻧ ﻪ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ ..ﻷﻧ ﻪ ﻗ ﺪم أﻣ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ اﻗﺘﺮاح .. وآ ﺬﻟﻚ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ زوﺟ ﺘﻚ ..ﺳ ﺎرة ﻟﻴ ﺘﻚ ﺗﻌﻤﻠﻴﻦ ﺷﺎي ..هﻨﺪ أﺗﻤﻨﻰ أﺗﻐﺪى ﻣﺒﻜﺮًا اﻟﻴﻮم .. وآﺬﻟﻚ .. ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﻄ ﺊ إﻧﺴ ﺎن ..ﻋ ﺎﻟﺞ ﺧﻄ ﺄﻩ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻳﺠﻌﻠ ﻪ ﻳﺸ ﻌﺮ أن اﻟﻔﻜ ﺮة ﻓﻜ ﺮﺗﻪ هﻮ ..وﻟﺪك ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. ﻼ – :ﺳﻌﺪ ..ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ .. ﻗ ﻞ ﻟﻪ – ﻣﺜ ً ﺑﻠﻰ ..إذن ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﻚ .. ﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ..وﻓ ﻲ ﺧ ﻴﻤﺔ أﻋﺮاﺑ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺼﺤﺮاء .. ﺟﻌﻠ ﺖ اﻣ ﺮأة ﺗ ﺘﺄوﻩ ﺗﻠ ﺪ ..وزوﺟﻬ ﺎ ﻋ ﻨﺪ رأﺳ ﻬﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺧﺮوج اﻟﻤﻮﻟﻮد .. اﺷﺘﺪ اﻟﻤﺨﺎض ﺑﺎﻟﻤﺮأة ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﺖ ﺷﺪﺗﻬﺎ ووﻟﺪت .. ﻟﻜﻨﻬﺎ وﻟﺪت ﻏﻼﻣ ًﺎ أﺳﻮد !! ﻧﻈ ﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻰ ﻧﻔﺴ ﻪ ..وﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻓ ﺈذا ﺐ آﻴﻒ ﺻﺎر اﻟﻐﻼم أﺳﻮد !! ﺠ َ هﻤﺎ أﺑﻴﻀﺎن ..ﻓﻌ ِ أوﻗﻊ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻮﺳﺎوس .. ﻟﻌﻞ هﺬا اﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮك !! ﻟﻌﻠﻬﺎ زﻧﻰ ﺑﻬﺎ رﺟﻞ أﺳﻮد ﻓﺤﻤﻠﺖ ﻣﻨﻪ !! ﻟﻌﻞ .. اﺿ ﻄﺮب اﻟ ﺮﺟﻞ وذه ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻟﻨ ﺒﻮﻳﺔ .. ﺣﺘﻰ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ εوﻋﻨﺪﻩ أﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..إن اﻣﺮأﺗ ﻲ وﻟ ﺪت ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﻲ ﻏﻼﻣ ًﺎ أﺳﻮد !! وإﻧﺎ أهﻞ ﺑﻴﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻨﺎ أﺳﻮد ﻗﻂ !! ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ εإﻟ ﻴﻪ ..وآ ﺎن ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ أن ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣ ﻮﻋﻈﺔ ﺣ ﻮل ﺣﺴ ﻦ اﻟﻈ ﻦ ﺑﺎﻵﺧ ﺮﻳﻦ ..وﻋ ﺪم اﺗﻬﺎم اﻣﺮأﺗﻪ .. ﻟﻜﻨﻪ أراد أن ﻳﻤﺎرس ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻞ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ﺁﺧﺮ .. أراد أن ﻳﺠﻌ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﺤ ﻞ ﻣﺸﻜﻠﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ..ﻓﺒﺪأ ﻼ ﻳﻘﺮب ﻟﻪ اﻟﺠﻮاب .. ﻳﻀﺮب ﻟﻪ ﻣﺜ ً
72
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻤ ﺎ اﻟﻤ ﺜﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻟ ﻪ ..؟ ه ﻞ ﻳﻀ ﺮب ﻟ ﻪ ﻼ ﺑﺎﻷﺷ ﺠﺎر ؟ أم ﺑﺎﻟ ﻨﺨﻞ ؟ أم ﺑﺎﻟ ُﻔ ﺮْس ﻣﺜً واﻟﺮوم ؟ ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ εﻓﺈذا اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺛﺎر اﻟﺒﺎدﻳﺔ .. وإذا ه ﻮ ﻣﻀﻄﺮب ﺗﺘﺰاﺣﻢ اﻷﻓﻜﺎر ﻓﻲ رأﺳﻪ ﺣﻮل اﻣﺮأﺗﻪ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : εهﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ إﺑﻞ ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :ﻓﻤﺎ أﻟﻮاﻧﻬﺎ ؟ ﻗﺎل :ﺣﻤﺮ .. ﻗﺎل :ﻓﻬﻞ ﻓﻴﻬﺎ أﺳﻮد ؟ ﻗﺎل :ﻻ .. ﻗﺎل :ﻓﻴﻬﺎ أورق ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :ﻓﺄﻧﻰ آﺎن ذﻟﻚ ؟! ﻳﻌﻨ ﻲ :ﻣ ﺎ دام أﻧﻬ ﺎ آﻠﻬ ﺎ ﺣﻤﺮ ذآﻮرًا وإﻧﺎﺛ ًﺎ ..وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻬﺎ أي ﻟ ﻮن ﺁﺧﺮ ..ﻓﻜﻴﻒ وﻟﺪت اﻟ ﻨﺎﻗﺔ اﻟﺤﻤ ﺮاء وﻟ ﺪًا أورق ..ﻳﺨ ﺘﻠﻒ ﻋ ﻦ ﻟﻮﻧﻬﺎ وﻟﻮن اﻷب ) اﻟﻔﺤﻞ ( .. ﻼ ..ﺛﻢ ﻗﺎل :ﻋﺴﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻓﻜﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﻗﻠﻴ ً ﻧ ﺰﻋﻪ ﻋ ﺮق ..ﻳﻌﻨ ﻲ ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ أﺟ ﺪادﻩ ﻣ ﻦ ه ﻮ أورق ..ﻓ ﻼ زال اﻟﺸ ﺒﻪ ﺑﺎﻗ ﻴ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴﻼﻟﺔ ..ﻓﻈﻬﺮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻮﻟﺪ .. )(39 .. ﻓﻘﺎل : εﻓﻠﻌﻞ اﺑﻨﻚ هﺬا ﻧﺰﻋﻪ ﻋﺮق ﻼ ﻓﺈذا ﺳ ﻤﻊ اﻟ ﺮﺟﻞ ه ﺬا اﻟﺠ ﻮاب ..ﻓﻜ ﺮ ﻗﻠ ﻴ ً ه ﻮ ﺟ ﻮاﺑﻪ ه ﻮ ..واﻟﻔﻜ ﺮة ﻓﻜ ﺮﺗﻪ ..ﻓﺎﻗﺘ ﻨﻊ وأﻳﻘﻦ ..وﻣﻀﻰ إﻟﻰ اﻣﺮأﺗﻪ .. وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ .. ﺟﻠ ﺲ εﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ..ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺤ ﺪﺛﻬﻢ ﻋﻦ أﺑﻮب اﻟﺨﻴﺮ .. وآ ﺎن ﻣﻤ ﺎ ذآ ﺮﻩ ..أن ﻗ ﺎل :وﻓ ﻲ ﺑﻀ ﻊ أﺣﺪآﻢ ﺻﺪﻗﺔ .. أي وطء أﺣﺪآﻢ اﻣﺮأﺗﻪ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ أﺟﺮ .. ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ وﻗﺎﻟ ﻮا :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ .. ﻳﺄﺗﻲ أﺣﺪﻧﺎ ﺷﻬﻮﺗﻪ ..وﻳﻜﻮن ﻟﻪ أﺟﺮ ؟!! ﻓﺄﺟ ﺎﺑﻬﻢ εﺑﺠ ﻮاب ﻳﺸ ﻌﺮون ﺑ ﻪ أن اﻟﻔﻜ ﺮة ) ( 39
رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ،واﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻜﺮﺗﻬﻢ ..ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن ﻟﻨﻘﺎش ﻹﻗﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﻬﺎ .. ﻓﻘ ﺎل : εأرأﻳ ﺘﻢ ﻟ ﻮ وﺿ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺣ ﺮام ..أآ ﺎن ﻋﻠﻴﻪ وزر .. ﻗﺎﻟﻮا :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻟﻮ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻼل آﺎن ﻟﻪ أﺟﺮ .. ﺑﻞ ﺣﺘﻰ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻵﺧﺮ .. ﺗ ﺪرج ﻣﻌ ﻪ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻨﺼ ﺢ ﻓ ﻲ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ أﻧ ﺘﻤﺎ ﻣﺘﻔﻘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺧﺮج ρإﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ﻓﻲ أﻟﻒ وأرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..ﻓﻤﻨﻌﺘﻬﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ دﺧﻮل ﻣﻜﺔ .. ووﻗﻌﺖ أﺣﺪاث ﻗﺼﺔ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ اﻟﻤﺸﻬﻮرة .. ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻷﻣﺮ وﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎورات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺒﻲ ρوﻗﺮﻳﺶ ..اﺗﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺢ .. آﺎن اﻟﺬي ﺗﻮﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻮد اﻟﺼﻠﺢ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﺮﻳﺶ هﻮ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو .. اﺗﻔﻖ اﻟﻨﺒﻲ ρﻣﻊ ﺳﻬﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺮوط .. ﻣﻨﻬﺎ : أن ﻳﻌﻮد اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن أدراﺟﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﻤﺮة .. وأن ﻣﻦ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ أهﻞ ﻣﻜﺔ وأراد أن ﻳﻬﺎﺟﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺈن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻪ .. أﻣﺎ ﻣﻦ ارﺗﺪ ﻋﻦ إﺳﻼﻣﻪ وأراد اﻟﺬهﺎب إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺒﻞ !!.. إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻇﺎهﺮهﺎ أﻧﻬﺎ هﺰﻳﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وإذﻻل ﻟﻬﻢ .. آﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﺪد اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..وﺗﻌﻠﻢ أن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻮ ﺷﺎءوا ﻟﻔﺘﺤﻮا ﻣﻜﺔ ..وﻟﻬﺬا آﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺗﻀﻄﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﻠﻄﻒ واﻟﻤﺼﺎﻧﻌﺔ .. وآﺄﻧﻲ ﺑﻬﻢ ..ﻣﺎ آﺎﻧﻮا ﻳﺤﻠﻤﻮن أن ﻳﻈﻔﺮوا وﻻ ﺑﺮﺑﻊ هﺬﻩ اﻟﺸﺮوط .. آﺎن أآﺜﺮ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘًﺎ ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﻌﻘﺪ .. ﻟﻜﻦ أﻧﻰ ﻟﻬﻢ أن ﻳﻌﺘﺮﺿﻮا ..واﻟﺬي ﻳﻜﺘﺐ اﻟﻌﻘﺪ وﻳﻤﻀﻴﻪ رﺟﻞ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ اﻟﻬﻮى .. آﺎن ﻋﻤﺮ ﻣﺘﺤﻔﺰًا ..ﻳﻨﻈﺮ ﻳﻤﻴﻨ ًﺎ وﺷﻤﺎ ًﻻ ..ﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻤﻞ ﺷﻲء .. ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺒﺮ ..
73
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﺛﺐ ﻋﻤﺮ ﻓﺄﺗﻰ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ..وأراد أن ﻳﻨﺎﻗﺸﻪ .. ﻓﻤﻦ ﺣﻜﻤﺘﻪ ..ﻟﻢ ﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاض ..وإﻧﻤﺎ ﺑﺪأ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ هﻤﺎ ﻣﺘﻔﻘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ .. وﺟﻌﻞ ﻳﺴﺄل أﺑﺎ ﺑﻜﺮ أﺳﺌﻠﺔ ﺟﻮاﺑﻬﺎ ..ﺑﻠﻰ .. ﻧﻌﻢ ..ﺻﺤﻴﺢ .. ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ..أﻟﻴﺲ ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ..؟! ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻗﺎل :أوﻟﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؟! ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻗﺎل :أوﻟﻴﺴﻮا ﺑﺎﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ؟! ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻗﺎل :أوﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ؟ ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻗﺎل :أوﻟﻴﺴﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ ؟ ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻗﺎل :ﻓﻌﻼم ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ دﻳﻨﻨﺎ ؟! ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ :ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ..أﻟﻴﺲ هﻮ رﺳﻮل اﷲ .؟ ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻏﺮْزﻩ ..ﻓﺈﻧﻲ أﺷﻬﺪ أﻧﻪ رﺳﻮل ﻗﺎل :ﻓﺎﻟﺰم ِ اﷲ .. أي آﻦ وراءﻩ ﺗﺎﺑﻌ ًﺎ ﻻ ﺗﺨﺎﻟﻔﻪ أﺑﺪًا ..آﻤﺎ أن ﻏﺮزات اﻟﺨﻴﻂ ﻓﻲ اﻟﺜﻮب ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ .. ﻗﺎل ﻋﻤﺮ :وأﻧﺎ أﺷﻬﺪ أﻧﻪ رﺳﻮل اﷲ .. ﻣﻀﻰ ﻋﻤﺮ ..ﺣﺎول أن ﻳﺼﺒﺮ ..ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ .. ﻓﺬهﺐ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..أﻟﺴﺖ ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ؟! ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻗﺎل :أوﻟﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..؟ ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻗﺎل :أوﻟﻴﺴﻮا ﺑﺎﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ..؟! ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻗﺎل :ﻓﻌﻼم ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ دﻳﻨﻨﺎ ؟! ﻓﻘﺎل : εأﻧﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ..ﻟﻦ أﺧﺎﻟﻒ أﻣﺮﻩ ..وﻟﻦ ﻳﻀﻴﻌﻨﻲ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺳﻜﺖ ﻋﻤﺮ ..وﻣﻀﻰ اﻟﻜﺘﺎب ..ورﺟﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. وﻣﻀﺖ اﻷﻳﺎم ..وﻧﻘﻀﺖ ﻗﺮﻳﺶ اﻟﻌﻬﺪ ..وأﻗﺒﻞ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ﻣﻜﺔ ..ﻣﻄﻬﺮًا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮام ﻣﻦ اﻷﺻﻨﺎم .. وأدرك ﻋﻤﺮ أﻧﻪ آﺎن ﻓﻲ اﻋﺘﺮاﺿﻪ ﺣﻴﻨﺬاك ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ اﻟﺴﺒﻴﻞ .. ﻓﻜﺎن τﻳﻘﻮل : ﻣﺎ زﻟﺖ أﺻﻮم ..وأﺗﺼﺪق ..وأﺻﻠﻲ ..وأﻋﺘﻖ ..ﻣﻦ اﻟﺬي ﺻﻨﻌﺖ ﻳﻮﻣﺌﺬ ..ﻣﺨﺎﻓﺔ آﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﺗﻜﻠﻤﺘﻪ ﻳﻮﻣﺌﺬ ..ﺣﺘﻰ رﺟﻮت أن ﻳﻜﻮن ﺧﻴﺮًا .. ﻓﻠﻠﻪ در ﻋﻤﺮ ..ودر رﺳﻮل اﷲ ρﻗﺒﻠﻪ .. آﻴﻒ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة ؟ ﻟﻮ آﺎن وﻟﺪك ﻻ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﺤﻔﻆ اﻟﻘﺮﺁن ..وﺗﺮﻳﺪﻩ أن ﻳﺰداد ﺣﺮﺻ ًﺎ .. اﺑ ﺪأ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ أﻧﺘﻤﺎ ﻣﺘﻔﻘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ..أﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﻳﺤ ﺒﻚ اﷲ ..أﻻ ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗﺮﺗﻘ ﻲ ﻓ ﻲ درﺟ ﺎت اﻟﺠﻨﺔ .. ﺳﻴﺠﻴﺒﻚ ﺣﺘﻤ ًﺎ :ﺑﻠﻰ .. ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﺪم اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ اﻗﺘﺮاح : ..إذن ﻓﻠﻮ أﻧﻚ ﺷﺎرآﺖ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺗﺤﻔﻴﻆ اﻟﻘﺮﺁن .. ﺖ اﻣﺮأة ﻻ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺤﺠﺎﺑﻬﺎ .. ﺖ :ﻟﻮ رأﻳ ِ وآﺬﻟﻚ أﻧ ِ اﺑﺪﺋﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ أﻧﺘﻤﺎ ﻣﺘﻔﻘﺘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ .. أﻧﺎ أﻋﻠﻢ أﻧﻚ ﻣﺴﻠﻤﺔ ..وﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺮ .. ﺳﺘﻘﻮل :ﺻﺤﻴﺢ ..اﻟﺤﻤﺪ ﷲ .. واﻣﺮأة ﻋﻔﻴﻔﺔ ..وﺗﺤﺒﻴﻦ اﷲ .. ﺳﺘﻘﻮل :إي واﷲ ..اﻟﺤﻤﺪ ﷲ .. ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗﺪﻣ ﻲ اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ اﻗﺘ ﺮاح :ﻓﻠ ﻮ أﻧﻚ اﻋﺘﻨﻴﺖ ﺑﺤﺠﺎﺑﻚ أآﺜﺮ ..وﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺘﺮ .. هﻜ ﺬا ﻳﻤﻜﻨ ﻨﺎ أن ﻧﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻧ ﺮﻳﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﺸﻌﺮوا .. ﺑﺎرﻗﺔ .. ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺄآﻞ اﻟﻌﺴﻞ دون ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻟﺨﻠﻴﺔ .. 33.أﻣﺴﻚ اﻟﻌﺼﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ !! أﺷ ﻜﺮك ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻴﺎرك ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ..وﻗﺪ ﺁﺗﺎك
74
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﷲ أﺳ ﻠﻮﺑ ًﺎ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ..وﻃﻼﺑ ﻚ ﻳﺤ ﺒﻮﻧﻚ آﺜﻴﺮًا ..و .. وﻟﻜ ﻦ :ﻟﻴ ﺘﻚ ﻣ ﺎ ﺗﺘﺄﺧ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪوام ﻓ ﻲ اﻟﺼﺒﺎح .. أﻧ ﺖ ﺟﻤ ﻴﻠﺔ ..واﻟﺒﻴﺖ ﻣﺮﺗﺐ ..وﻻ أﻧﻜﺮ أن اﻷوﻻد ﻣﺘﻌﺒﻮن ..و .. وﻟﻜﻦ :أﺗﻤﻨﻰ أن ﺗﻬﺘﻤﻲ ﺑﻤﻼﺑﺴﻬﻢ أآﺜﺮ .. هﻜ ﺬا آ ﺎن أﺳﻠﻮب ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ..ﻳﺬآﺮ اﻟﺠ ﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺸ ﺮﻗﺔ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻤﺨﻄ ﺊ ﺛ ﻢ ﻳﻨ ﺒﻬﻪ ﻋﻠﻰ أﺧﻄﺎﺋﻪ ..ﻟﻴﻜﻮن ﻋﺎد ًﻻ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻘﺪ ﺣﺎول أن ﺗﺬآﺮ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺼﻮاب ﻓﻲ اﻟﻤﺨﻄﺊ ..ﻗﺒﻞ ﻏﻴﺮهﺎ .. ﺣﺎول داﺋﻤ ًﺎ أن ﺗﺸﻌﺮ اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻚ أن ﻧﻈﺮﺗﻚ إﻟ ﻴﻪ ﻣﺸ ﺮﻗﺔ ..وأﻧ ﻚ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨ ﺒﻬﻪ ﻋﻠ ﻰ أﺧﻄﺎﺋ ﻪ ﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ ذﻟ ﻚ أﻧﻪ ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻚ .. أو أﻧ ﻚ ﻧﺴ ﻴﺖ ﺣﺴ ﻨﺎﺗﻪ وﻻ ﺗﺬآ ﺮ إﻻ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ .. ﻻ ..ﺑ ﻞ أﺷ ﻌﺮﻩ أن ﻣﻼﺣﻈﺎﺗ ﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻐﻮص ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ .. آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ εﻣﺤ ﺒﻮﺑ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..وآﺎن ﻳﻤﺎرس أﺳﺎﻟﻴﺐ راﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ .. وﻗ ﻒ ﻣ ﺮة ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ..ﻓﺸ ﺨﺺ ﺑﺒﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ اﻟﺴﻤﺎء ..آﺄﻧﻪ ﻳﻔﻜﺮ أو ﻳﺘﺮﻗﺐ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ن ﻳﺨﺘﻠﺲ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ه ﺬا أوا ُ ..ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺪروا ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء .. أي :ﻳُﻌ ﺮض اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ اﻟﻘ ﺮﺁن وﺗﻌﻠﻤﻪ .. وﻋ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ..ﻓﻼ ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻴﻪ وﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻧﻪ .. ﺲ ﻣﻨﻬﻢ ..أي :ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ .. ﻓﻴُﺨﺘﻠ ُ ﻓﻘ ﺎم ﺻ ﺤﺎﺑﻲ ﺟﻠ ﻴﻞ ..ه ﻮ زﻳ ﺎد ﺑ ﻦ ﻟﺒ ﻴﺪ اﻷﻧﺼﺎري وﻗﺎل ﺑﻜﻞ ﺣﻤﺎس : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ،وآ ﻴﻒ ﻳﺨ ﺘﻠﺲ ﻣ ﻨﺎ ؟! وﻗ ﺪ ﻗ ﺮأﻧﺎ اﻟﻘ ﺮﺁن ! ﻓ ﻮاﷲ ﻟﻨﻘ ﺮأﻧﻪ ،وﻟﻨﻘ ﺮﺋﻨﻪ ﻧﺴﺎءﻧﺎ وأﺑﻨﺎءﻧﺎ .. ﻓﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εﻓ ﺈذا ﺷ ﺎب ﻳﺘﻔﺠ ﺮ ﺣﻤﺎﺳ ًﺎ وﻏﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ ..ﻓﺄراد أن ﻳﻨﺒﻬﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻪ ..ﻓﻘﺎل : ﺛﻜﻠ ﺘﻚ أﻣ ﻚ ﻳ ﺎ زﻳ ﺎد ،إﻧ ﻲ آ ﻨﺖ ﻷﻋ ﺪك ﻣ ﻦ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻘﻬﺎء أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. وه ﺬا ﺛ ﻨﺎء ﻋﻠﻰ زﻳﺎد ..أن ﻳﻘﻮل ﻟﻪ رﺳﻮل اﷲ ε أﻣ ﺎم اﻟ ﻨﺎس إﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﻓﻘﻬ ﺎء اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..ه ﺬا ذآ ﺮ ﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺼﻮاب واﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻟﺰﻳﺎد .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل : εه ﺬا اﻟ ﺘﻮراة واﻹﻧﺠ ﻴﻞ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼﺎرى ﻓﻤﺎذا ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ ؟! ).. (40 أي ﻟﻴﺴ ﺖ اﻟﻌﺒ ﺮة ﻳ ﺎ زﻳ ﺎد ﺑﻮﺟﻮد اﻟﻘﺮﺁن ..وإﻧﻤﺎ اﻟﻌﺒ ﺮة ﺑﻘ ﺮاءﺗﻪ وﻣﻌ ﺮﻓﺔ ﻣﻌﺎﻧ ﻴﻪ واﻟﻌﻤ ﻞ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻪ .. هﻜﺬا آﺎن ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ راﺋﻌ ًﺎ .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ..ﻳﻤ ﺮ εﺑ ﺒﻌﺾ ﻗ ﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌ ﺮب ﻳﺪﻋ ﻮهﻢ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ..وآ ﺎن ﻳﺨ ﺘﺎر أﺣﺴ ﻦ اﻟﻌ ﺒﺎرات ﻷﺟ ﻞ ﺗ ﺮﻏﻴﺒﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟ ﻪ واﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم .. ﻓﻤ ﺮ ﺑﻘﺒ ﻴﻠﺔ ﻣ ﻨﻬﻢ ..اﺳ ﻤﻬﻢ :ﺑ ﻨﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ .. ﻓﺪﻋﺎهﻢ إﻟﻰ اﷲ ..وﻋﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﻔﺴﻪ ..وﺟﻌﻞ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ..إن اﷲ ﻗﺪ أﺣﺴﻦ اﺳﻢ أﺑﻴﻜﻢ .. ﻳﻌﻨ ﻲ ﻟﺴﺘﻢ ﺑﺒﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰى ..أو ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻼت ..وإﻧﻤ ﺎ أﻧ ﺘﻢ ﺑ ﻨﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ..ﻓﻠ ﻴﺲ ﻓ ﻲ اﺳ ﻤﻜﻢ ﺷﺮك ﻓﺎدﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳﻼم .. ﺑﻞ آﺎن ﻣﻦ ﺑﺮاﻋﺘﻪ ρأﻧﻪ آﺎن ﻳﺮﺳﻞ رﺳﺎﺋﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ..ﻳﺬآﺮ ﻓﻴﻬﺎ إﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑﻬﻢ .. وﻣﺤﺒﺘﻪ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻬﻢ ..ﻓﺈذا ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ .. ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻪ – رﺑﱠﻤﺎ – اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة .. ﻼ ﻼ ..وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻄ ً آﺎن ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ τﺑﻄ ً ﻼ ﻣﻐﻮارًا ..ﻳﻀﺮب ﻟﻪ أﻟﻒ ﻋﺎدﻳ ًﺎ ..ﺑﻞ آﺎن ﺑﻄ ً ﺣﺴﺎب .. وآﺎن اﻟﻨﺒﻲ ρﻳﺘﺸﻮق ﻹﺳﻼﻣﻪ ..ﻟﻜﻦ أﻧﻰ ﻟﻪ ذﻟﻚ ..وﺧﺎﻟﺪ ﻣﺎ ﺗﺮك ﺣﺮﺑًﺎ ﺿﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻻ ﺧﺎﺿﻬﺎ ..ﺑﻞ آﺎن هﻮ ﻣﻦ أآﺒﺮ أﺳﺒﺎب هﺰﻳﻤﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ أﺣﺪ .. ﻗﺎل ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ρﻳﻮﻣ ًﺎ ..ﻟﻮ ﺟﺎءﻧﺎ ﻷآﺮﻣﻨﺎﻩ .. وﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ .. ﻓﻜﻴﻒ آﺎن ﺗﺄﺛﻴﺮ ذﻟﻚ ؟ ) ( 40
رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎآﻢ
75
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺧﺬ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ أوﻟﻬﺎ .. آﺎن ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻦ أﺷﺪاء اﻟﻜﻔﺎر وﻗﺎدﺗﻬﻢ .. ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻔﻮت ﻓﺮﺻﺔ إﻻ ﺣﺎرب ﻓﻴﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ εأو ﺗﺮﺻّﺪ ﻟﻪ .. ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ رﺳﻮل اﷲ ρﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ..وأرادوا اﻟﻌﻤﺮة .. ﺧﺮج ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﺧﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ..ﻓﻠﻘﻮا اﻟﻨﺒﻲ εوأﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻤﻮﺿﻊ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ : ﻋﺴﻔﺎن .. ﻓﻘﺎم ﺧﺎﻟﺪ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﺤﻴﻦ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻴﺼﻴﺐ رﺳﻮل اﷲ εﺑﺮﻣﻴﺔ ﺳﻬﻢ أو ﺿﺮﺑﺔ ﺳﻴﻒ .. ﺟﻌﻞ ﻳﺘﺮﺻﺪ وﻳﺘﺮﻗﺐ .. ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ εﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﺻﻼة اﻟﻈﻬﺮ أﻣﺎﻣﻬﻢ ..ﻓﻬﻤﻮا أن ﻳﻬﺠﻤﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ ..ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻬﻢ .. ﻓﻜﺄن اﻟﻨﺒﻲ εﻋﻠﻢ ﺑﻬﻢ ..ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ﺻﻼة اﻟﺨﻮف .. أي ﻗﺴﻢ أﺻﺤﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﻓﺮﻳﻘﻴﻦ ..ﻓﺮﻳﻖ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻌﻪ وﻓﺮﻳﻖ ﻳﺤﺮس .. ﻓﻮﻗﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻮﻗﻌًﺎ ..وﻗﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ :اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻤﻨﻮع ﻋﻨﺎ ..أي هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻴﻪ وﻳﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ اﻷذى !! ﺛﻢ ارﺗﺤﻞ εوأﺻﺤﺎﺑﻪ ..وﺳﻠﻜﻮا ﻃﺮﻳﻘًﺎ ذات اﻟﻴﻤﻴﻦ ..ﻟﺌﻼ ﻳﻤﺮوا ﺑﺨﺎﻟﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ .. وﺻﻞ εإﻟﻰ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ..ﺻﺎﻟﺢ ﻗﺮﻳﺸًﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻌﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎدم ..ورﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. رأى ﺧﺎﻟﺪ أن ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﻻ ﻳﺰال ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻳﻨﺨﻔﺾ ﻓﻲ اﻟﻌﺮب ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم .. ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ :أي ﺷﻲء ﺑﻘﻲ ؟ أﻳﻦ أذهﺐ ؟ إﻟﻰ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ؟ ..ﻻ ..ﻓﻘﺪ اﺗﺒﻊ ﻣﺤﻤﺪًا وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺁﻣﻨﻮن .. ﻓﺄﺧﺮج إﻟﻰ هﺮﻗﻞ ؟ ..ﻻ ..أﺧﺮج ﻣﻦ دﻳﻨﻲ إﻟﻰ ﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ ؟ ..أو ﻳﻬﻮدﻳﺔ ؟ وأﻗﻴﻢ ﻓﻲ ﻋﺠﻢ ؟.. ﻓﺒﻨﻤﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ ..وﻳﺘﺮدد ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واﻷﻳﺎم واﻟﺸﻬﻮر ﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ .. إذ ﺟﺎء ﻣﻮﻋﺪ ﻋﻤﺮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. دﺧﻞ ρﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا .. ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺧﺎﻟﺪ رؤﻳﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺤﺮﻣﻴﻦ .. ﻓﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ..وﻏﺎب أﻳﺎﻣًﺎ أرﺑﻌﺔ وهﻲ اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎهﺎ اﻟﻨﺒﻲ εﻓﻲ ﻣﻜﺔ .. ﻗﻀﻰ اﻟﻨﺒﻲ εﻋﻤﺮﺗﻪ ..وﺟﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎت ﻣﻜﺔ وﺑﻴﻮﺗﻬﺎ ..وﻳﺴﺘﻌﻴﺪ اﻟﺬآﺮﻳﺎت .. ﺗﺬآﺮ اﻟﺒﻄﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ .. ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ..وهﻮ أﺧﻮ ﺧﺎﻟﺪ .. وآﺎن اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻗﺪ دﺧﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ρﻣﻌﺘﻤﺮًا .. وأراد εأن ﻳﺒﻌﺚ إﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ رﺳﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة .. ﻳﺮﻏﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم .. ﻗﺎل εﻟﻠﻮﻟﻴﺪ :أﻳﻦ ﺧﺎﻟﺪ ؟ ﻓﻮﺟﺊ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﺎﻟﺴﺆال ..وﻗﺎل :ﻳﺄﺗﻲ اﷲ ﺑﻪ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﻘﺎل " : εﻣﺜﻠﻪ ﻳﺠﻬﻞ اﻹﺳﻼم !! وﻟﻮ آﺎن ﺟﻌﻞ ﺣﺪﱠﻩ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..آﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ .. ﻧﻜﺎﻳﺘﻪ َو َ ﺛﻢ ﻗﺎل :وﻟﻮ ﺟﺎءﻧﺎ ﻷآﺮﻣﻨﺎﻩ ..وﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ .. اﺳﺘﺒﺸﺮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ..وﺟﻌﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﺧﺎﻟﺪًا وﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ..ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻩ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺰﻣﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ .. آﺘﺐ اﻟﻮﻟﻴﺪ آﺘﺎﺑًﺎ إﻟﻰ أﺧﻴﻪ : ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ..أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ..ﻓﺈﻧﻲ ﻟﻢ أر أﻋﺠﺐ ﻣﻦ ذهﺎب رأﻳﻚ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ..وﻋﻘﻠﻚ ﻋﻘﻠﻚ ! وﻣﺜﻞ اﻹﺳﻼم ﻳﺠﻬﻠﻪ أﺣﺪ ؟ وﻗﺪ ﺳﺄﻟﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ρﻋﻨﻚ وﻗﺎل :أﻳﻦ ﺧﺎﻟﺪ ؟ ﻓﻘﻠﺖ :ﻳﺄﺗﻲ اﷲ ﺑﻪ .. ﻓﻘﺎل " :ﻣﺜﻠﻪ ﺟﻬﻞ اﻹﺳﻼم !! وﻟﻮ آﺎن ﺟﻌﻞ ﺣﺪﱠﻩ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..آﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ ..وﻟﻮ ﻧﻜﺎﻳﺘﻪ َو َ ﺟﺎءﻧﺎ ﻷآﺮﻣﻨﺎﻩ ..وﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ .. ﻓﺎﺳﺘﺪرك ﻳﺎ أﺧﻲ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻓﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﻣﻮاﻃﻦ ﺻﺎﻟﺤﺔ .. ﻗﺎل ﺧﺎﻟﺪ :ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎءﻧﻲ آﺘﺎﺑﻪ ..ﻧﺸﻄﺖ ﻟﻠﺨﺮوج ..وزادﻧﻲ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ..
76
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﺳﺮﻧﻲ ﺳﺆال رﺳﻮل اﷲ ρﻋﻨﻲ .. وأرى ﻓﻲ اﻟﻨﻮم آﺄﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻼد ﺿﻴﻘﺔ ﻣﺠﺪﺑﺔ ..ﻓﺨﺮﺟﺖ إﻟﻰ ﺑﻼد ﺧﻀﺮاء واﺳﻌﺔ .. ﻓﻘﻠﺖ :إن هﺬﻩ ﻟﺮؤﻳﺎ ﺣﻖ .. ﻓﻠﻤﺎ أﺟﻤﻌﺖ اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ρﻗﻠﺖ : ﻣﻦ أﺻﺎﺣﺐ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ρ؟! ﻓﻠﻘﻴﺖ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ..ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ أﺑﺎ وهﺐ أﻣﺎ ﺗﺮى ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ؟ إﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ آﺄﺿﺮاس ﻳﻄﺤﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀ ًﺎ .. وﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮب واﻟﻌﺠﻢ .. ﻓﻠﻮ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ واﺗﺒﻌﻨﺎﻩ ..ﻓﺈن ﺷﺮف ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻨﺎ ﺷﺮف ؟ ﻓﺄﺑﻰ أﺷﺪ اﻹﺑﺎء ..وﻗﺎل :ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻏﻴﺮي ﻣﺎ اﺗﺒﻌﺘﻪ أﺑﺪًا .. ﻓﺎﻓﺘﺮﻗﻨﺎ ..وﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ : هﺬا رﺟﻞ ﻣﺼﺎب ..ﻗﺘﻞ أﺧﻮﻩ وأﺑﻮﻩ ﺑﻤﻌﺮآﺔ ﺑﺪر .. ﻓﻠﻘﻴﺖ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ ..ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﺼﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ .. ﻗﻠﺖ :ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻠﻲ ﺧﺮوﺟﻲ إﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ .. ﻗﺎل :ﻻ أذآﺮﻩ ﻷﺣﺪ . ﻓﺨﺮﺟﺖ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻲ ..ﻓﺄﻣﺮت ﺑﺮاﺣﻠﺘﻲ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺑﻬﺎ .. إﻟﻰ أن ﻟﻘﻴﺖ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ..ﻓﻘﻠﺖ : إن هﺬا ﻟﻲ ﺻﺪﻳﻖ ..ﻓﻠﻮ ذآﺮت ﻟﻪ ﻣﺎ أرﺟﻮ .. ﺛﻢ ذآﺮت ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..ﻓﻜﺮهﺖ أن أذآﱢﺮﻩ .. ﺛﻢ ﻗﻠﺖ :وﻣﺎ ﻋﻠﻲ أن أﺧﺒﺮﻩ ..وأﻧﺎ راﺣﻞ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻲ هﺬﻩ !.. ﻓﺬآﺮت ﻟﻪ ﻣﺎ ﺻﺎر أﻣﺮ ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻴﻪ ..وﻗﻠﺖ : إﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺛﻌﻠﺐ ﻓﻲ ﺟﺤﺮ ..ﻟﻮ ﺻُﺐ ﻋﻠﻴﻪ ذﻧﻮب ﻣﻦ ﻣﺎء ﻟﺨﺮج .. ﻲ ..ﻓﺄﺳﺮع وﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻧﺤﻮًا ﻣﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﺼﺎﺣ َﺒ ْ اﻹﺳﺘﺠﺎﺑﺔ وﻋﺰم ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوج ﻣﻌﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
!.. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :إﻧﻲ ﺧﺮﺟﺖ هﺬا اﻟﻴﻮم ..وأﻧﺎ أرﻳﺪ أن أﻣﻀﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ .. وهﺬﻩ راﺣﻠﺘﻲ ﻣﺠﻬﺰة ﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ .. ﻗﺎل :ﻓﺘﻮاﻋﺪﻧﺎ أﻧﺎ وهﻮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ "ﻳﺄﺟﺞ " ..إن ﺳﺒﻘﻨﻲ أﻗﺎم ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ..وإن ﺳﺒﻘﺘﻪ أﻗﻤﺖ أﻧﺘﻈﺮﻩ .. ﺳﺤَﺮًا ..ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻣﻦ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ َ أن ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺨﺮوﺟﻨﺎ .. ﻓﻠﻢ ﻳﻄﻠﻊ اﻟﻔﺠﺮ ﺣﺘﻰ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ "ﻳﺄﺟﺞ" .. ﻓﻐﺪوﻧﺎ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻴﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﺪة .. ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮﻩ .. ﻗﺎل :ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮم ..إﻟﻰ أﻳﻦ ﻣﺴﻴﺮآﻢ ؟ ﻓﻘﻠﻨﺎ :وﻣﺎ أﺧﺮﺟﻚ ؟ ﻓﻘﺎل :وﻣﺎ أﺧﺮﺟﻜﻢ ؟ ﻗﻠﻨﺎ :اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ..واﺗﺒﺎع ﻣﺤﻤﺪ .. ρ ﻗﺎل :وذاك اﻟﺬي أﻗﺪﻣﻨﻲ . ﻓﺎﺻﻄﺤﺒﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺣﺘﻰ دﺧﻠﻨﺎ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻓﺄﻧﺨﻨﺎ ﺑﻈﻬﺮ اﻟﺤﺮة رآﺎﺑﻨﺎ .. ﻓﺄُﺧﺒﺮ ﺑﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﺴﺮ ﺑﻨﺎ .. ﻓﻠﺒﺴﺖ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺛﻴﺎﺑﻲ ..ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺖ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρﻓﻠﻘﻴﻨﻲ أﺧﻲ ﻓﻘﺎل : ﺴﺮﱠ أﺳﺮع ..ﻓﺈن رﺳﻮل اﷲ .. ρﻗﺪ أُﺧﺒﺮ ﺑﻚ ﻓ ُ ﺑﻘﺪوﻣﻚ وهﻮ ﻳﻨﺘﻈﺮآﻢ .. ﻓﺄﺳﺮﻋﻨﺎ اﻟﺴّﻴﺮ ..ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ أﻣﺸﻲ ﻲ ..ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻧﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺗﺒﺴّﻢ ..ﻓﻤﺎ زال ﻳﺘﺒﺴﻢ إﻟ ﱠ ﺣﺘﻰ وﻗﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮة ..ﻓﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼم ﺑﻮﺟﻪ ﻃﻠْﻖ .. ﻓﻘﻠﺖ :إﻧﻲ أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ..وأﻧﻚ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﻘﺎل " :اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي هﺪاك ..ﻗﺪ آﻨﺖ أرى ﻟﻚ ﻼ ..رﺟﻮت أﻻ ﻳﺴﻠﻤﻚ إﻻ إﻟﻰ ﺧﻴﺮ " .. ﻋﻘ ً ﻗﻠﺖ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..إﻧﻲ ﻗﺪ رأﻳﺖ ﻣﺎ آﻨﺖ أﺷﻬﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻋﻠﻴﻚ ..ﻣﻌﺎﻧﺪًا ﻟﻠﺤﻖ ..ﻓﺎدع اﷲ أن ﻳﻐﻔﺮهﺎ ﻟﻲ .. ﻓﻘﺎل " : ρاﻹﺳﻼم ﻳﺠﺐ ﻣﺎ آﺎن ﻗﺒﻠﻪ " .. ﻗﻠﺖ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ..ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ
77
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
.. ﻗﺎل " :اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ..آﻞ ﻣﺎ َأوْﺿﻊ ﻓﻴﻪ ..ﻣﻦ ﺻﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ " .. وﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺪهﺎ آﺎن ﺧﺎﻟﺪ رأﺳ ًﺎ ﻣﻦ رؤوس هﺬا اﻟﺪﻳﻦ .. أﻣ ﺎ إﺳ ﻼﻣﻪ ﻓﻜ ﺎن ﺑﺮﺳ ﺎﻟﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﻤﺎ أﺣﻠﻤﻪ εوأﺣﻜﻤﻪ .. ﻓﻠﻨﺘ ﺒﻊ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻓ ﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺎس .. ﻓﻠ ﻮ رأﻳ ﺖ ﺷﺨﺼ ًﺎ ﻳﺒ ﻴﻊ دﺧﺎﻧ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻘﺎﻟ ﺔ ﻓﺄردت ﺗﻨﺒﻴﻬﻪ .. ع ﻟﻪ ﻓ ﺄﺛﻦ أو ًﻻ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻘﺎﻟ ﺘﻪ وﻧﻈﺎﻓﺘﻬﺎ ..واد ُ ﺑﺎﻟﺒ ﺮآﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮﺑﺢ ..ﺛ ﻢ ﻧ ﺒﻬﻪ ﻋﻠ ﻰ أهﻤ ﻴﺔ اﻟﻜﺴ ﺐ اﻟﺤ ﻼل ..ﻟﻴﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻚ ﻟ ﻢ ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻤ ﻨﻈﺎر أﺳ ﻮد ..ﺑ ﻞ أﻣﺴ ﻜﺖ اﻟﻌﺼ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺼﻒ .. آ ﻦ ذآ ﻴ ًﺎ ..اﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ أي ﺣﺴ ﻨﺎت ﻓ ﻴﻤﻦ أﻣﺎﻣ ﻚ ﺗﻐﻤ ﺮ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺳ ﻴﺌﺎﺗﻪ ..أﺣﺴ ﻦ اﻟﻈ ﻦ ﺑﺎﻵﺧ ﺮﻳﻦ ..ﻟﻴﺸ ﻌﺮوا ﺑﻌ ﺪﻟﻚ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻓﻴﺤﺒﻮك .. ﻟﻤﺤﺔ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﻨﻊ اﻟﻨﺎس أﻧﻨﺎ ﻧﻠﺤﻆ ﺣﺴﻨﺎﺗﻬﻢ .. آﻤﺎ ﻧﻠﺤﻆ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ..ﻳﻘﺒﻠﻮن ﻣﻨﺎ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ .. 34.اﺟﻌﻞ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺨﻄﺄ ﺳﻬﻠﺔ .. ﺗﺘ ﻨﻮع اﻷﺧﻄ ﺎء اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس آﺒ ﺮًا وﺻﻐﺮًا .. وﻣﻬﻤﺎ آﺎن ﺣﺠﻢ اﻟﺨﻄﺄ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻼﺟﻪ .. ﻧﻌ ﻢ ﻗ ﺪ ﻻ ﻳﻔ ﻴﺪ اﻟﻌ ﻼج ﻓﻲ إﺻﻼح ﻣﺎ أﻓﺴﺪﻩ اﻟﺨﻄ ﺄ .. %100ﻟﻜ ﻨﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ﻞ ﻳﺼ ﻠﺢ أآﺜﺮ اﻟﻔﺎﺳﺪ .. ﻋ ﺪد ﻏﻴ ﺮ ﻗﻠ ﻴﻞ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﺴ ﻌﻰ إﻟ ﻰ ﻼ ﻋﻠﻰ إﺻ ﻼح أﺧﻄﺎﺋ ﻪ ﻟﺸ ﻜﻪ ﻓﻲ ﻗﺪرﺗﻪ أﺻ ً ﻋﻼﺟﻬﺎ .. وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻷﺧﻄﺎء هﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻧﻔﺴﻪ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻳﻘ ﻊ وﻟ ﺪي ﻓ ﻲ ﺧﻄ ﺄ ﻓﺄﻟﻮﻣﻪ وأﺣﻘﺮﻩ وأﻋﻈﱢﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺨﻄ ﺄ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻗﺎع !! ﻓﻴ ﻴﺄس ﻣ ﻦ اﻹﺻ ﻼح ..وﻳﺒﻘ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻋﻠﻴﻪ .. وﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺄ زوﺟﺘﻲ أو ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺻﺪﻳﻘﻲ .. ﻓﺈذا أﺷﻌﺮﺗﻪ أﻧﻪ أﺧﻄﺄ وﻟﻜﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺑﻌﺪ ﻓﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺨﻄﺄ ﺳﻬﻠﺔ ..واﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺎدي ﻓﻲ اﻟﺒﺎﻃﻞ .. ﺟ ﺎء رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻳ ﺒﺎﻳﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻬﺠ ﺮة .. وﻗ ﺎل :إﻧ ﻲ ﺟ ﺌﺖ أﺑﺎﻳﻌ ﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﺮة ..وﺗﺮآﺖ أﺑﻮي ﻳﺒﻜﻴﺎن .. ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻨﻔﻪ .. εأو ﻳﺤﻘﺮ ِﻓﻌْﻠﻪ ..أو ﻳﺼﻐﺮ ﻋﻘﻠﻪ .. ﻓﺎﻟ ﺮﺟﻞ ﺟ ﺎء ﺑﻨ ﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ وﻳﺮى أﻧﻪ ﻓﻌﻞ اﻷﺻﻠﺢ .. أﺷ ﻌﺮﻩ εأن ﻣﻌﺎﻟﺠ ﺔ اﻟﺨﻄ ﺄ ﺳ ﻬﻠﺔ ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﺑﻜ ﻞ ﺑﺴ ﺎﻃﺔ :ارﺟ ﻊ إﻟ ﻴﻬﻤﺎ ﻓﺄﺿ ﺤﻜﻬﻤﺎ آﻤ ﺎ أﺑﻜﻴ ﺘﻬﻤﺎ .. (41).. واﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ .. آ ﺎن εﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺄﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺗﺮﺑ ﻲ ﻓ ﻴﻬﻢ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺮ وﺗﺸﻌﺮهﻢ أﻧﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ أﻗﺮب ..ﺣﺘﻰ وإن وﻗﻌﻮا ﻓﻲ أﺧﻄﺎء .. وﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ﺣﺎدﺛ ﺔ ﻣ ﺮوّﻋﺔ ..اﻟﺸﺎهﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﺧﺮُهﺎ ..ﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄوردهﺎ ﻣﻦ أوﻟﻬﺎ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺋﺪة .. آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ρإذا أراد أن ﻳﺨ ﺮج ﺳ ﻔﺮًا أﻗﺮع ﺑ ﻴﻦ ﻧﺴﺎﺋﻪ ..ﻓﺄﻳﺘﻬﻦ ﺧﺮج ﺳﻬﻤﻬﺎ ﺧﺮج ﺑﻬﺎ ﻣﻌﻪ .. ﻓﻠﻤﺎ أراد اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ ﻏﺰوة ﺑﻨﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﻖ .. أﻗﺮع ﺑﻴﻨﻬﻦ ﻓﺨﺮج ﺳﻬﻢ ﻋﺎﺋﺸﺔ .. ﻓﺨ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρوذﻟ ﻚ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ أﻧ ﺰل اﻟﺤﺠ ﺎب ..وآﺎﻧ ﺖ ﺗﺤﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ه ﻮدج ..ﻓﺈذا ﻧﺰﻟﻮا ﻧ ﺰﻟﺖ ﻣ ﻦ ه ﻮدﺟﻬﺎ ..وﻗﻀ ﺖ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬ ﺎ ..ﻓ ﺈذا أرادوا اﻻرﺗﺤﺎل رآﺒﺖ ﻓﻴﻪ .. ﻼ ﻓﻠﻤ ﺎ ﻓﺮغ رﺳﻮل اﷲ ρﻣﻦ ﻏﺰوﺗﻪ ..ﺗﻮﺟﻪ ﻗﺎﻓ ً إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﺣﺘﻰ إذا آﺎن ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻧﺰل ﻣﻨﺰ ًﻻ ﻓﺒﺎت ﺑﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻴﻞ .. ﺛ ﻢ ﺁذن اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟ ﺮﺣﻴﻞ ..ﻓ ﺒﺪأ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺠﻤﻌ ﻮن ) ( 41ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺢ إﺳﻨﺎدﻩ ..
78
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻣ ﺘﺎﻋﻬﻢ ﻟﻠ ﺮﺣﻴﻞ ..ﻓﺨ ﺮﺟﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻟ ﺒﻌﺾ ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ ..وﻓ ﻲ ﻋ ﻨﻘﻬﺎ ﻋﻘ ﺪ ﻟﻬ ﺎ ﻓ ﻴﻪ ﺟ ﺰع ﻇﻔﺎر .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻓ ﺮﻏﺖ ﻣ ﻦ ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ ..اﻧﺴ ﻞ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﻋﻨﻘﻬﺎ وهﻲ ﻻ ﺗﺪري .. ﻓﻠﻤ ﺎ رﺟﻌ ﺖ اﻟﻌﺴ ﻜﺮ ..وأرادت اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ه ﻮدﺟﻬﺎ ..ﻟﻤﺴ ﺖ ﻋ ﻨﻘﻬﺎ ﻓﻠ ﻢ ﺗﺠ ﺪ اﻟﻌﻘﺪ .. وﻗﺪ ﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﻓ ﺮﺟﻌﺖ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬ ﺎ اﻟﺬي ﻗﻀﺖ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ..ﻓﺄﺧﺬت ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ..وأﺑﻄﺄت .. وﺟ ﺎء اﻟﻘ ﻮم ﻓﺤﻤﻠ ﻮا ه ﻮدﺟﻬﺎ وه ﻢ ﻳﻈ ﻨﻮن أﻧﻬ ﺎ ﻓ ﻴﻪ ..ﻓﺎﺣﺘﻤﻠﻮﻩ ..ﻓﺸﺪوﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻌﻴﺮ ..ﺛﻢ أﺧﺬوا ﺑﺮأس اﻟﺒﻌﻴﺮ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮا ﺑﻪ .. وﺳ ﺎر اﻟﺠ ﻴﺶ ..أﻣ ﺎ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻓ ﺒﻌﺪ ﺑﺤ ﺚ ﻃ ﻮﻳﻞ ..وﺟ ﺪت اﻟﻌﻘ ﺪ ..ﻓﻌ ﺎدت إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺎن اﻟﺠﻴﺶ .. * * * * * * * * * ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ : .ﻓﺠ ﺌﺖ ﻣ ﻨﺎزﻟﻬﻢ وﻟ ﻴﺲ ﺑﻬﺎ داع وﻻ ﻣﺠﻴﺐ ..ﻗﺪ اﻧﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎس .. ﻓﺘ ﻴﻤﻤﺖ ﻣﻨﺰﻟ ﻲ اﻟ ﺬي آ ﻨﺖ ﻓ ﻴﻪ وﻇﻨ ﻨﺖ أن اﻟﻘﻮم ﺳﻴﻔﻘﺪوﻧﻲ ﻓﻴﺮﺟﻌﻮن إﻟﻲ .. ﻓ ﺘﻠﻔﻔﺖ ﺑﺠﻠﺒﺎﺑ ﻲ ..ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ أﻧ ﺎ ﺟﺎﻟﺴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻨﺰﻟﻲ إذ ﻏﻠﺒﺘﻨﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻓﻨﻤﺖ .. ﻓ ﻮاﷲ إﻧﻲ ﻟﻤﻀﻄﺠﻌﺔ إذ ﻣ ﱠﺮ ﺑﻲ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ اﻟﻤﻌﻄﻞ .. وآ ﺎن ﻗ ﺪ ﺗﺨﻠ ﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﻟﺒﻌﺾ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ..ﻓﻠﻢ ﻳﺒﺖ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس .. ﻓ ﺮأى ﺳ ﻮاد إﻧﺴ ﺎن ﻧ ﺎﺋﻢ ..ﻓﺄﺗﺎﻧ ﻲ ﻓﻌﺮﻓﻨ ﻲ ﺣﻴﻦ رﺁﻧﻲ ..وﻗﺪ آﺎن ﻳﺮاﻧﻲ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻀﺮب اﻟﺤﺠﺎب ﻋﻠﻴﻨﺎ .. ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻧﻲ ﻗﺎل :إﻧﺎ ﷲ وإﻧﺎ إﻟﻴﻪ راﺟﻌﻮن .. ﻇﻌﻴﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ ρ؟ ﻓﺎﺳ ﺘﻴﻘﻈﺖ ﺑﺎﺳ ﺘﺮﺟﺎﻋﻪ ﺣ ﻴﻦ ﻋﺮﻓﻨ ﻲ ﻓﺨﻤﺮت وﺟﻬﻲ ﺑﺠﻠﺒﺎﺑﻲ .. وواﷲ ﻣ ﺎ آﻠﻤﻨ ﻲ آﻠﻤ ﺔ ..وﻻ ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﻨﻪ ﻏﻴﺮ اﺳﺘﺮﺟﺎﻋﻪ .. ﺣﺘ ﻰ أﻧ ﺎخ راﺣﻠ ﺘﻪ ..ﻓﻮﻃ ﺊ ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓ ﺮآﺒﺖ وأﺧ ﺬ ﺑ ﺮأس اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻨﺎس .. ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ أدرآ ﻨﺎ اﻟ ﻨﺎس وﻣ ﺎ اﻓﺘﻘﺪوﻧ ﻲ ﺣﺘ ﻰ أﺻﺒﺤﻨﺎ ..ﻓﻮﺟﺪﻧﺎهﻢ ﻧﺎزﻟﻴﻦ ..ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ آﺬﻟﻚ .. إذ ﻃﻠﻊ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﻮد ﺑﻲ اﻟﺒﻌﻴﺮ .. ﺞ اﻟﻌﺴ ﻜﺮ .. ﻓﻘ ﺎل أه ﻞ اﻹﻓ ﻚ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻮا ..وارﺗ ﱠ وواﷲ ﻣﺎ أﻋﻠﻢ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ .. * * * * * * * * * ﺛﻢ ﻗﺪﻣﻨﺎ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﻠﻢ أﻟﺒﺚ أن ﻣﺮﺿﺖ واﺷﺘﻜﻴﺖ ﺷ ﻜﻮى ﺷ ﺪﻳﺪة ..وأﻧ ﺎ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻨ ﻲ ﻣ ﻦ آ ﻼم اﻟﻨﺎس ﺷﻲء .. ي وﻗ ﺪ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ρوإﻟﻰ أﺑﻮ ﱠ ﻼ وﻻ آﺜﻴﺮًا ..إﻻ ..وه ﻢ ﻻ ﻳﺬآ ﺮون ﻟ ﻲ ﻣ ﻨﻪ ﻗﻠ ﻴ ً أﻧ ﻲ ﻗ ﺪ أﻧﻜ ﺮت ﻣ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ρﺑﻌﺾ ﻟﻄﻔﻪ ﺑﻲ .. آ ﻨﺖ إذا اﺷ ﺘﻜﻴﺖ رﺣﻤﻨ ﻲ وﻟﻄ ﻒ ﺑ ﻲ ..ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﻲ ﻓﻲ ﺷﻜﻮاي ﺗﻠﻚ .. ﺑﻞ آﺎن إذا دﺧﻞ ﻋﻠﻲ وﻋﻨﺪي أﻣﻲ ﺗﻤﺮﺿﻨﻲ ﻗﺎل : آﻴﻒ ﺗﻴﻜﻢ ؟ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .. ﺣﺘ ﻰ وﺟ ﺪت ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ..ﻓﻠﻤ ﺎ رأﻳ ﺖ ﺟﻔ ﺎءﻩ ﻟ ﻲ ﻗﻠﺖ : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..ﻟ ﻮ أذﻧ ﺖ ﻟ ﻲ ﻓﺎﻧ ﺘﻘﻠﺖ إﻟ ﻰ أﻣ ﻲ ﻓﻤﺮﺿﺘﻨﻲ .. ﻗﺎل :ﻻ ﻋﻠﻴﻚ .. * * * * * * * * * ﻓﺎﻧ ﺘﻘﻠﺖ إﻟ ﻰ أﻣ ﻲ وﻻ ﻋﻠ ﻢ ﻟ ﻲ ﺑﺸﻲء ﻣﻤﺎ آﺎن .. ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻬﺖ ﻣﻦ وﺟﻌﻲ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻟﻴﻠﺔ .. ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺣﺎﺟﺘﻲ وﻣﻌﻲ أم ﻣﺴﻄﺢ ﺑﻨﺖ ﺧﺎﻟﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ .. τ ﻓ ﻮاﷲ إﻧﻬ ﺎ ﻟﺘﻤﺸ ﻲ ﻣﻌ ﻲ إذ ﺗﻌﺜ ﺮت ﻓﻲ ﻣِﺮﻃﻬﺎ .. وﺳﻘﻄﺖ أو آﺎدت .. ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﺗﻌﺲ ﻣﺴﻄﺢ .. ﻼ ﻗﺪ ﻗﻠ ﺖ :ﺑ ﺌﺲ ﻟﻌﻤ ﺮ اﷲ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ..ﺗﺴﺒﻴﻦ رﺟ ً ﺷﻬﺪ ﺑﺪرًا ؟ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :أي هﻨ ﺘﺎﻩ ..أوﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻌﻲ ﻣﺎ ﻗﺎل ؟ أوﻣﺎ ﺑﻠﻐﻚ اﻟﺨﺒﺮ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ .. ﻗﻠﺖ :وﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎﻟﺬي آﺎن ﻣﻦ ﻗﻮل أهﻞ اﻹﻓﻚ ..
79
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗﻠﺖ :أوﻗﺪ آﺎن هﺬا ؟ ﻗﺎﻟﺖ :ﻧﻌﻢ واﷲ ﻟﻘﺪ آﺎن .. ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ ﻗ ﺪرت ﻋﻠ ﻰ أن أﻗﻀ ﻲ ﺣﺎﺟﺘ ﻲ ورﺟﻌﺖ ..ﻓﺎزددت ﻣﺮﺿ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﺿﻲ .. ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ زﻟﺖ أﺑﻜﻲ ..ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻨﺖ أن اﻟﺒﻜﺎء ﺳﻴﺼﺪع آﺒﺪي .. وﻗﻠ ﺖ ﻷﻣ ﻲ :ﻳﻐﻔ ﺮ اﷲ ﻟﻚ ..ﺗﺤﺪث اﻟﻨﺎس ﺑﻤ ﺎ ﺗﺤﺪﺛ ﻮا ﻳ ﻪ ..وﻻ ﺗﺬآ ﺮﻳﻦ ﻟ ﻲ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻗﺎﻟﺖ :أي ﺑﻨﻴﺔ ﺧﻔﻔﻲ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺸﺄن ..ﻓﻮاﷲ ﻟﻘ ﱠﻞ ﻣ ﺎ آﺎﻧﺖ اﻣﺮأة ﺣﺴﻨﺎء ﻋﻨﺪ رﺟﻞ ﻳﺤﺒﻬﺎ ..وﻟﻬ ﺎ ﺿ ﺮاﺋﺮ إﻻ آ ّﺜ ﺮن ..وآ ّﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻗﻠﺖ :ﺳﺒﺤﺎن اﷲ وﻗﺪ ﺗﺤﺪث اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬا ؟ ﻓﺒﻜ ﻴﺖ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ ﺣﺘ ﻰ أﺻ ﺒﺤﺖ ..ﻻ ﻳ ﺮﻗﺄ ﻟﻲ دﻣﻊ ..وﻻ أآﺘﺤﻞ ﺑﻨﻮم .. ﺛﻢ أﺻﺒﺤﺖ أﺑﻜﻲ .. * * * * * * * * * ه ﺬا ﺣ ﺎل ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ..ﺗ ﺘﻬﻢ ﺑ ﺬﻟﻚ وه ﻲ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳ ﺘﺠﺎوز ﻋﻤ ﺮهﺎ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ .. ﺗ ﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟ ﺰﻧﺎ ..وه ﻲ اﻟﻌﻔ ﻴﻔﺔ اﻟﺸ ﺮﻳﻔﺔ .. زوﺟ ﺔ أﻃﻬ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ..اﻟﺘ ﻲ ﻣ ﺎ آﺸ ﻔﺖ ﺳ ﺘﺮهﺎ ..وﻻ ه ﺘﻜﺖ ﻋﺮﺿ ﻬﺎ ..ه ﺬا ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ أﺑﻮﻳﻬﺎ .. أﻣ ﺎ ﺣ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻓ ﻼ ﻳ ﺒﻌﺪ ﺣ ﺰﻧ ًﺎ وهﻤ ًﺎ ..ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ .. ﻓ ﻼ ﺟﺒ ﺮﻳﻞ ﻳﺮﺳ ﻞ ..وﻻ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﻨ ﺰل .. وﻳﺒﻘ ﻰ ρﻣﺘﺤﻴﺮًا ﻓﻲ أﻣﺮﻩ ..وﻗﺪ آﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﺗﻬ ﺎم اﻟﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ ..وآﻼم اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻋﺮﺿﻪ زوﺟﻪ .. * * * * * * * * * ﻓﻠﻤ ﺎ ﻃ ﺎل اﻷﻣ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻗ ﺎم ρﻓ ﻲ اﻟ ﻨﺎس ﻓﺨﻄ ﺒﻬﻢ ..ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ ..وأﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﺛ ﻢ ﻗﺎل : أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﺑﺎل رﺟﺎل ﻳﺆذوﻧﻨﻲ ﻓﻲ أهﻠﻲ ..وﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻏﻴ ﺮ اﻟﺤ ﻖ ..واﷲ ﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ إﻻ ﺧﻴ ﺮًا ..وﻳﻘﻮﻟ ﻮن ذﻟ ﻚ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﺮﺟﻞ ..واﷲ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻨﻪ إﻻ ﺧﻴﺮًا ..وﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻴﺘ ًﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻲ إﻻ وهﻮ ﻣﻌﻲ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ρﺗﻠﻚ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ .. ﻗﺎم أﻣﻴﺮ اﻷوس ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎذ ﻓﻘﺎل : ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ إن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ اﻷوس ﻧﻜﻔﻚ إﻳﺎهﻢ .. وإن ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﻣ ﻦ إﺧﻮاﻧﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺰرج ﻓﻤﺮﻧﺎ أﻣﺮك ﻓﻮاﷲ إﻧﻬﻢ ﻷهﻞ أن ﺗﻀﺮب أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ذﻟﻚ أﻣﻴﺮ اﻟﺨﺰرج ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎدة ﻗﺎم .. ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ..ﻟﻜﻦ أﺧﺬﺗﻪ اﻟﺤﻤﻴﺔ .. وآﺎن رﺟ ً ﻗ ﺎم ﻓﻘ ﺎل :آ ﺬﺑﺖ ﻟﻌﻤﺮ اﷲ ..ﻣﺎ ﺗﻀﺮب أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ..أﻣ ﺎ واﷲ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ إﻻ أﻧﻚ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻬ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺰرج ؟ وﻟ ﻮ آﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻚ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ هﺬا .. ﻓﻘ ﺎل أﺳ ﻴﺪ ﺑ ﻦ ﺣﻀ ﻴﺮ :آ ﺬﺑﺖ ﻟﻌﻤ ﺮ اﷲ ..واﷲ ﻟﻨﻘﺘﻠﻨﻪ ..وﻟﻜﻨﻚ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﺗﺠﺎدل ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ .. ﺛﻢ ﺛﺎر اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ..ﺣﺘﻰ آﺎدوا أن ﻳﻘﺘﺘﻠﻮا .. ورﺳ ﻮل اﷲ ρﻗ ﺎﺋﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨﺒ ﺮ ..ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰل ﻳﺨﻔﻀﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺳﻜﺘﻮا ..وﺳﻜﺖ .. ﻓﻠﻤﺎ رأى ρذﻟﻚ ..ﻧﺰل ﻓﺪﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ .. * * * * * * * * * وﻟﻤ ﺎ رأى أن اﻷﻣ ﺮ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺣﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻋﻤﻮم اﻟﻨﺎس .. ﻼ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ أه ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ..وأﺧ ﺺ أراد أن ﻳﺠ ﺪ ﺣ ً اﻟﻨﺎس ﺑﻪ .. ﻓﺪﻋﺎ ﻋﻠﻴ ًﺎ وأﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ ..ﻓﺎﺳﺘﺸﺎرهﻤﺎ .. ﻓﺄﻣ ﺎ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻓﺄﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﺧﻴ ﺮًا وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..أهﻠ ﻚ وﻣ ﺎ ﻧﻌﻠ ﻢ ﻣ ﻨﻬﻢ إﻻ ﺧﻴ ﺮًا .. وهﺬا اﻟﻜﺬب واﻟﺒﺎﻃﻞ .. وأﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إن اﻟﻨﺴ ﺎء ﻟﻜﺜﻴ ﺮ ..وإﻧ ﻚ ﻟﻘ ﺎدر ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﺴ ﺘﺨﻠﻒ ..وﺳ ﻞ اﻟﺠﺎرﻳ ﺔ ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﺳﺘﺼ ﺪﻗﻚ ..ﻓ ﺪﻋﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ρ ﺑﺮﻳﺮة .. ﻓﻘﺎل :أي ﺑﺮﻳﺮة ..هﻞ رأﻳﺖ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻳﺮﻳﺒﻚ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺮﻳﺮة :ﻻ ..واﻟﺬي ﺑﻌﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻧﺒﻴ ًﺎ .. واﷲ ﻣ ﺎ أﻋﻠ ﻢ إﻻ ﺧﻴ ﺮًا ..وﻣ ﺎ آ ﻨﺖ أﻋ ﻴﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ..إﻻ أﻧﻬ ﺎ ﺟﺎرﻳ ﺔ ﺣﺪﻳ ﺜﺔ اﻟﺴ ﻦ ..
80
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻜ ﻨﺖ أﻋﺠ ﻦ ﻋﺠﻴﻨ ﻲ ..ﻓﺂﻣ ﺮهﺎ أن ﺗﺤﻔﻈ ﻪ ﻓﺘﻨﺎم ﻋﻨﻪ ..ﻓﺘﺄﺗﻲ اﻟﺸﺎة ﻓﺘﺄآﻠﻪ .. ﻧﻌ ﻢ ..آﻴﻒ ﺗﺮى اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﻳﺒﺔ ..وه ﻲ اﻟﻔ ﺘﺎة اﻟﺼ ﺎﻟﺤﺔ اﻟﺘ ﻲ رﺑﺎهﺎ ﺻﺪﻳﻖ اﻷﻣﺔ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ..وﺗﺰوﺟﻬﺎ ﺳﻴﺪ وﻟﺪ ﺁدم .. ﺑ ﻞ آ ﻴﻒ ﺗﻘ ﻊ ﻓ ﻲ رﻳﺒﺔ ..وهﻲ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ..وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ρﻳﺤﺐ إﻻ ﻃﻴﺒ ًﺎ .. ﻓﻬﻲ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ اﻟﻤﺒﺮأة ..وﻟﻜﻦ اﷲ ﻳﺒﺘﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﻌﻈﻢ أﺟﺮهﺎ ..وﻳﺮﻓﻊ ذآﺮهﺎ .. * * * * * * * * * وﺗﻤﻀ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ اﻷﻳ ﺎم ..واﻵﻻم ﺗﻠ ﺪ اﻵﻻم ..وهﻲ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش ﻣﺮﺿﻬﺎ .. ﻻ ﺗﻬﻨﺄ ﺑﻄﻌﺎم وﻻ ﺷﺮاب .. وﻗﺪ ﺣﺎول رﺳﻮل اﷲ ρأن ﻳﺤﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .. ﺑﺨﻄﺒﺔ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﻨﺎس ﻓﻜﺎدت أن ﺗﻘﻊ اﻟﺤﺮب ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..وﺣﺎول أن ﻳﺤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ وﻳﺴﺄل ﻋﻠﻴ ًﺎ وزﻳﺪًا ..ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮج ﺑﺸﻲء .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ذﻟ ﻚ ..أراد أن ﻳﻨﻬ ﻲ اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﻦ ﺟﻬﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ .. ﻗﺎﻟﺖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ : وﺑﻜﻴﺖ ﻳﻮﻣﻲ ذﻟﻚ ﻻ ﺗﺮﻗﺄ ﻟﻲ دﻣﻌﻪ ..وﻻ اآﺘﺤﻞ ﺑﻨﻮم .. ﺛﻢ ﺑﻜﻴﺖ ﻟﻴﻠﺘﻲ اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻻ ﺗﺮﻗﺄ ﻟﻲ دﻣﻌﻪ وﻻ أآﺘﺤﻞ ﺑﻨﻮم .. وأﺑﻮاي ﻳﻈﻨﺎن أن اﻟﺒﻜﺎء ﻓﺎﻟﻖ آﺒﺪي .. * * * * * * * * * ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﺤﺚ اﻟﺨﻄﻰ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ .. ﻓﺎﺳ ﺘﺄذن ..ودﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ وﻋ ﻨﺪهﺎ أﺑ ﻮهﺎ وأﻣﻬﺎ ..واﻣﺮأة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر .. وه ﻲ أول ﻣ ﺮة ﻳ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺑ ﻴﺖ أﺑ ﻲ ﺑﻜﺮ .. ﻣ ﻨﺬ ﻗﺎل اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮا ..وﻣﺎ رأى ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣ ﻨﺬ ﻗ ﺮاﺑﺔ اﻟﺸ ﻬﺮ ..وﻗ ﺪ ﻟ ﺒﺚ ﺷ ﻬﺮًا ﻻ ﻳﻮﺣﻰ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺷﺄن ﻋﺎﺋﺸﺔ .. دﺧﻞ ρﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ .. ﻓ ﺈذا ﻃﺮﻳﺤﺔ اﻟﻔﺮاش ..وآﺄﻧﻬﺎ ﻓﺮخ ﻣﻨﺘﻮف ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒﻜﺎء واﻟﻬﻢ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإذا هﻲ ﺗﺒﻜﻲ ..واﻟﻤﺮأة ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻌﻬﺎ ..ﻻ ﻳﻤﻠﻜﺎن ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻓﺠﻠ ﺲ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ وأﺛﻨ ﻰ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺛﻢ ﻗﺎل : أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﻋﻨﻚ آﺬا وآﺬا .. وذآﺮ εﺧﺒﺮ اﻹﻓﻚ ..وﻣﺎ أﺷﻴﻊ ﻣﻦ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺄ آﺒﻴﺮ ..ﺛﻢ أراد εأن ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻬﺎ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻬﻤﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ ﺧﻄﺄ ﻓﺈن ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ هﺬا اﻟﺨﻄﺄ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﻌﺒﺔ ..ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ : ﻓﺈن آﻨﺖ ﺑﺮﻳﺌﻪ ﻓﺴﻴﺒﺮﺋﻚ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ .. وإن آﻨﺖ أﻟﻤﻤﺖ ﺑﺬﻧﺐ ..ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮي اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ وﺗﻮﺑﻲ إﻟﻴﻪ ..ﻓﺈن اﻟﻌﺒﺪ إذا اﻋﺘﺮف ﺑﺬﻧﺐ ﺛﻢ ﺗﺎب ..ﺗﺎب اﷲ ﻋﻠﻴﻪ .. هﻜﺬا ..ﺣﻞ ﺳﻬﻞ ﻟﻠﺨﻄﺄ – إن آﺎن ﻗﺪ وﻗﻊ – دون ﺗﻌﻘﻴﺪ وﺗﻄﻮﻳﻞ .. ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ : ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻰ رﺳﻮل اﷲ ρﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ..ﻗﻠﺺ دﻣﻌﻲ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ أﺣﺲ ﻣﻨﻪ ﻗﻄﺮة .. ي أن ﻳﺠﻴﺒﺎ ﻋﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻠﻢ واﻧﺘﻈﺮت أﺑﻮ ﱠ ﻳﺘﻜﻠﻤﺎ .. ﻓﻘﻠﺖ ﻷﺑﻲ :أﺟﺐ ﻋﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎل .. ﻓﻘﺎل :واﷲ ﻣﺎ أدري ﻣﺎ أﻗﻮل ﻟﺮﺳﻮل اﷲ .. ! ρ ﻓﻘﻠﺖ ﻷﻣﻲ :أﺟﻴﺒﻲ ﻋﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﻘﺎﻟﺖ :واﷲ ﻣﺎ أدري ﻣﺎ أﻗﻮل ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ! ρ وواﷲ ﻣﺎ أﻋﻠﻢ أهﻞ ﺑﻴﺖ دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺁل أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم .. ﻓﻠﻤﺎ اﺳﺘﻌﺠﻤﺎ ﻋﻠﻲ ..اﺳﺘﻌﺒﺮت ﻓﺒﻜﻴﺖ ؟ ﺛﻢ ﻗﻠﺖ :ﻻ ..واﷲ ﻻ أﺗﻮب إﻟﻰ اﷲ ﻣﻤﺎ ذآﺮت أﺑﺪًا .. إﻧﻲ واﷲ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻜﻢ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺑﻬﺬا ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻜﻢ وﺻﺪﻗﺘﻢ ﺑﻪ ..وﻟﺌﻦ ﻗﻠﺖ ﻟﻜﻢ إﻧﻲ ﺑﺮﻳﺌﺔ -واﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﻌﻠﻢ إﻧﻲ ﺑﺮﻳﺌﺔ -ﻻ ﺗﺼﺪﻗﻮﻧﻲ .. وإن اﻋﺘﺮﻓﺖ ﻟﻜﻢ ﺑﺄﻣﺮ -واﷲ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﺗﺼﺪﻗﻮﻧﻲ ..ﻼ إﻻ آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل أﺑﻮ وإﻧ ﻲ واﷲ ﻻ أﺟ ﺪ ﻟ ﻲ وﻟﻜ ﻢ ﻣ ﺜ ً ﻳﻮﺳ ﻒ ] :ﻓﺼ ﺒﺮ ﺟﻤ ﻴﻞ واﷲ اﻟﻤﺴ ﺘﻌﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺼﻔﻮن [ ..
81
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗﺎﻟ ﺖ :ﺛ ﻢ ﺗﺤ ﻮﻟﺖ ﻓﺎﺿﻄﺠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻲ .. وأﻧ ﺎ واﷲ أﻋﻠ ﻢ أﻧ ﻲ ﺑ ﺮﻳﺌﺔ وأن اﷲ ﻣﺒﺮﺋ ﻲ ﺑﺒﺮاءﺗﻲ .. وﻟﻜ ﻦ واﷲ ﻣ ﺎ آﻨﺖ أﻇﻦ أن ﻳَﻨ ِﺰ َل ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻲ ﻲ ﻳﺘﻠﻰ .. وﺣ ٌ وﻟﺸ ﺄﻧﻲ آ ﺎن أﺣﻘ َﺮ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ﻣﻦ أن ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﻳﺘﻠﻰ .. اﷲ ﻓ ﱠ وﻟﻜ ﻦ آ ﻨﺖ أرﺟ ﻮ أن ﻳﺮى رﺳﻮ ُل اﷲ ρﻓﻲ اﻟﻨﻮم رؤﻳﺎ ﻳﺒﺮﺋﻨﻲ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺑﻬﺎ .. * * * * * * * * * ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ ﺑﺮح رﺳﻮل اﷲ ρﻣﺠﻠﺴﻪ ..وﻻ ﺧﺮج ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺒﻴﺖ أﺣﺪ .. ﺣﺘﻰ ﺗﻐﺸﺎﻩ ﻣﻦ اﷲ ﻣﺎ آﺎن ﻳﺘﻐﺸﺎﻩ ..وأﻧﺰل اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ .. ﻓﺄﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﺣ ﻴﻦ رأﻳ ﺘﻪ ﻳﻮﺣﻰ إﻟﻴﻪ ..ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ ﻓ ﺰﻋﺖ ..وﻣﺎ ﺑﺎﻟﻴﺖ ..ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻲ ﺑﺮﻳﺌﺔ ..وأن اﷲ ﻏﻴﺮ ﻇﺎﻟﻤﻲ .. وأﻣ ﺎ أﺑﻮاي ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺲ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻴﺪﻩ ..ﻣﺎ ﺳ ﺮّي ﻋ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ρﺣﺘ ﻰ ﻇﻨ ﻨﺖ ُ ﻟﺘﺨ ﺮﺟﻦ أﻧﻔﺴ ﻬﻤﺎ ..ﻓ ﺮﻗ ًﺎ ﻣ ﻦ أن ﻳﺄﺗ ﻲ ﻣﻦ اﷲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﻨﺎس .. ﺳﺮّي ﻋﻨﻪ .. ρﻓﺈذا هﻮ ﻳﻀﺤﻚ .. ﻓﻠﻤﺎ ُ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻤﺴﺢ اﻟﻌﺮق ﻋﻦ وﺟﻬﻪ .. وآﺎن أول آﻠﻤﺔ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻬﺎ أن ﻗﺎل : أﺑﺸﺮي ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺪ أﻧﺰل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺑﺮاءﺗﻚ .. ﻓﻘﻠﺖ :اﻟﺤﻤﺪ ﷲ .. ﻚ ﻦ ﺟَﺎءُوا ﺑِﺎ ِْﻷ ْﻓ ِ ن اﱠﻟﺬِﻳ َ وأﻧﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ِ ] :إ ﱠ ﺷ ّﺮًا َﻟ ُﻜ ْﻢ َﺑ ْﻞ ُه َﻮ ﺴﺒُﻮ ُﻩ َ ﺤ َ ﺼ َﺒ ٌﺔ ِﻣ ْﻨ ُﻜ ْﻢ ﻻ َﺗ ْ ﻋ ْ ُ ﻦ ﺐ ِﻣ َ ﺴ َ ئ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ﻣَﺎ ا ْآ َﺘ َ ﺧ ْﻴ ٌﺮ َﻟ ُﻜ ْﻢ ِﻟ ُﻜﻞﱢ ا ْﻣ ِﺮ ٍ َ ب ﻋﺬَا ٌ ا ِْﻷ ْﺛ ِﻢ وَاﱠﻟﺬِي َﺗ َﻮﻟﱠﻰ ِآ ْﺒ َﺮ ُﻩ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ َﻟ ُﻪ َ ن ﻦ ا ْﻟ ُﻤ ْﺆ ِﻣﻨُﻮ َ ﻇﱠ ﺳ ِﻤ ْﻌ ُﺘﻤُﻮ ُﻩ َ ﻋﻈﻴﻢ * َﻟﻮْﻻ ِإ ْذ َ ﻚ ﺧﻴْﺮًا َوﻗَﺎﻟُﻮا َهﺬَا ِإ ْﻓ ٌ ﺴ ِﻬ ْﻢ َ ت ِﺑ َﺄ ْﻧ ُﻔ ِ وَا ْﻟ ُﻤ ْﺆ ِﻣﻨَﺎ ُ ﺷ َﻬﺪَا َء َﻓ ِﺈ ْذ ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻪ ِﺑَﺄ ْر َﺑ َﻌ ِﺔ ُ ﻦ * َﻟﻮْﻻ ﺟَﺎءُوا َ ُﻣﺒِﻴ ٌ ﷲ ُه ُﻢ ﻋ ْﻨ َﺪ ا ِﱠ ﻚ ِ ﺸ َﻬﺪَا ِء َﻓﺄُو َﻟ ِﺌ َ َﻟ ْﻢ َﻳ ْﺄﺗُﻮا ﺑِﺎﻟ ﱡ ن [ .. ا ْﻟﻜَﺎ ِذﺑُﻮ َ ﻦ ن اﱠﻟ ﺬِﻳ َ وﺗ ﻮﻋﺪ اﷲ أوﻟ ﺌﻚ ﺑﻘ ﻮﻟﻪ ِ ] :إ ﱠ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻦ ﺁ َﻣ ﻨُﻮا َﻟ ُﻬ ْﻢ ﺸ ُﺔ ِﻓ ﻲ اﱠﻟ ﺬِﻳ َ ﺣ َ ﺸ ﻴ َﻊ ا ْﻟﻔَﺎ ِ ن َﺗ ِ ن َأ ْ ﺤ ﺒﱡﻮ َ ُﻳ ِ ﷲﱠ َﻳ ْﻌ َﻠ ُﻢ َوَأ ْﻧ ُﺘ ْﻢ ﻻ ﺧ َﺮ ِة وَا ُ ﻵِ ب َأ ِﻟ ﻴ ٌﻢ ِﻓ ﻲ اﻟ ﱡﺪ ْﻧ ﻴَﺎ وَا ْ ﻋ ﺬَا ٌ َ ن [ .. َﺗ ْﻌ َﻠﻤُﻮ َ ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج رﺳ ﻮل اﷲ ρإﻟ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ..ﻓﺨﻄ ﺒﻬﻢ .. وﺗ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮان ﻓﻲ ذﻟﻚ ..ﺛﻢ أﻗﺎم ﺣﺪ اﻟﻘﺬف ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺬف .. إذن ..ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺨﻄ ﺊ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ ﻣ ﺮﻳﺾ ﻳﺤ ﺘﺎج إﻟ ﻰ ﻋ ﻼج ..ﻻ أن ﺗﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ آﺒﺘﻪ وﺗﻌﻨ ﻴﻔﻪ ..ﻷﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ ﻳﺸ ﻌﺮ ﻣﻌﻬﺎ ح ﺑﻬﺬا اﻟﺨﻄﺄ .. أﻧﻚ ﻓﺮ ٌ واﻟﻄﺒ ﻴﺐ اﻟﻨﺎﺻ ﺢ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﻬ ﺘﻢ ﺑﺼ ﺤﺔ ﻣﺮﺿﺎﻩ أآﺜﺮ ﻣﻦ اهﺘﻤﺎﻣﻬﻢ هﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ .. ﻗﺎل : ρ إﻧﻤﺎ ﻣﺜﻠﻲ وﻣﺜﻞ اﻟﻨﺎس ..آﻤﺜﻞ رﺟﻞ اﺳﺘﻮﻗﺪ ﻧﺎرًا .. ش وه ﺬﻩ ﻓﻠﻤ ﺎ أﺿ ﺎءت ﻣ ﺎ ﺣ ﻮﻟﻪ ..ﺟﻌ ﻞ اﻟ َﻔ ﺮَا ُ اﻟﺪواب اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﻳﻘﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻨﺰﻋﻬﻦ ..وﻳﻐﻠﺒﻨﻪ ﻓﻴﻘﺘﺤﻤﻦ ﻓﻴﻬﺎ !! ﺠ ِﺰآُﻢ ﻋﻦ اﻟﻨﺎر ..وأﻧﺘﻢ ﺗﻘﺤﻤﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺄﻧﺎ ﺁﺧ ٌﺬ ﺑﺤ َ .. رأي .. أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜﻮن ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺧﻄﺎء أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻧﻔﺴﻪ .. 35. آﻤ ﺎ أن اﻟ ﻨﺎس ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻓﻲ ﻃﺒﺎﻋﻬﻢ وأﺷﻜﺎﻟﻬﻢ .. آ ﺬﻟﻚ ه ﻢ ﻳﺨ ﺘﻠﻔﻮن ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﺎت ﻧﻈ ﺮهﻢ ..وﻓ ﻲ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻬﻢ وﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ .. ﻓ ﺈذا ﺷ ﻌﺮت أن أﺣ ﺪًا ﺧﺎﻟﻒ اﻟﺼﻮاب ..وﻧﺼﺤﺘﻪ وﺣﺎوﻟﺖ إﺻﻼح ﺧﻄﺌﻪ وﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ .. ﻓ ﻼ ﺗﺼ ﻨﻒ اﺳ ﻤﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻋﺪاﺋﻚ ..وﺧﺬ اﻷﻣﻮر ﺑﺄرﻳﺤﻴﺔ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع .. ﻓﻠ ﻮ ﺣﺎوﻟ ﺖ إﺻ ﻼح ﺧﻄ ﺄ ﻋ ﻨﺪ أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻚ ﻓﻠ ﻢ ﻳﺴ ﺘﺠﺐ ..ﻓ ﻼ ﺗﻘﻠ ﺐ اﻟﺼ ﺪاﻗﺔ ﻋ ﺪاوة ..وإﻧﻤ ﺎ اﺳ ﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻄﻒ ﻓﻠﻌﻠﻪ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺌﻪ وﻻ ﻳﺰﻳﺪ .. وﻗﺪ ﻗﻴﻞ :ﺣﻨﺎﻧﻴﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺮ أهﻮن ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ..
82
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
إذا ﺗﻌﺎﻣﻠ ﺖ ﻣ ﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬﻩ اﻷرﻳﺤﻴﺔ ..ﻓﻠﻢ ﺗﻐﻀ ﺐ ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ ﺻ ﻐﻴﺮة وآﺒﻴ ﺮة ..ﻋﺸ ﺖ ﺳﻌﻴﺪًا .. ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ : τ ﻣﺎ اﻧﺘﻘﻢ رﺳﻮل اﷲ ρﻟﻨﻔﺴﻪ ﻗﻂ .. وﻣ ﺎ ﺿ ﺮب ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻗ ﻂ ﺑ ﻴﺪﻩ ..وﻻ اﻣ ﺮأة ..وﻻ ﺧﺎدﻣ ًﺎ ..إﻻ أن ﻳﺠﺎه ﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ .. وﻣ ﺎ ﻧ ﻴﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﻗﻂ ..ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ..إﻻ أن ﻳﻨ ﺘﻬﻚ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ )(42 ﻣﺤﺎرم اﷲ ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﷲ .. إذن ..آ ﺎن ρﻳﻐﻀ ﺐ ..ﻟﻜ ﻨﻪ ﻏﻀﺒﻪ ﷲ .. ﻻ ﻳﻐﻀ ﺐ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ ..وﺣﺘ ﻰ ﻧﻔﻬﻢ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﻐﻀﺒﻴﻦ : اﻓ ﺮض أن وﻟ ﺪك اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺟﺎءك ذات ﺻﺒﺎح وﻃﻠﺐ رﻳﺎ ًﻻ أو رﻳﺎﻟﻴﻦ ﻣﺼﺮوﻓ ًﺎ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ .. ﻓﺒﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻈﺔ ﻧﻘﻮدك ..ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺪ إﻻ ﻓﺌﺔ اﻟﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ رﻳﺎل ..ﻓﺄﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ﻟﻪ ..وﻗﻠﺖ : ه ﺬﻩ ﺧﻤﺴ ﻤﺎﺋﺔ رﻳﺎل ..اﺻﺮف ﻣﻨﻬﺎ رﻳﺎﻟﻴﻦ ..وأرﺟﻊ اﻟﺒﺎﻗﻲ ..وأآﺪت ﻋﻠﻴﻪ وآﺮرت .. ﻓﻠﻤ ﺎ رﺟ ﻊ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻈﻬ ﺮ ﻓ ﺈذا اﻟﻤ ﺎل آﻠ ﻪ ﻗ ﺪ ﺻﺮﻓﻪ .. ﻓﻤ ﺎذا ﺳ ﺘﻔﻌﻞ ؟ ..وآﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن ﻏﻀﺒﻚ ..؟ ﻗ ﺪ ﺗﻀ ﺮب وﺗﻌ ﻨﻒ وﺗﻤ ﻨﻌﻪ ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﺮوﻓﻪ أﻳﺎﻣ ًﺎ .. وﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻮ رﺟﻌ ﺖ ﻣ ﺮة ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺼ ﺮ ووﺟﺪﺗ ﻪ ﻳﻠﻌ ﺐ ﺑﺎﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ..أو ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻠﻔﺎز ..وﻟ ﻢ ﻳﺼ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..ﻓﻬ ﻞ ﺳﺘﻐﻀ ﺐ آﻐﻀﺒﻚ اﻷول ؟ أﻇﻨ ﻨﺎ ﻧ ﺘﻔﻖ أن ﻏﻀ ﺒﻨﺎ أﻟ ﻮل ﺳ ﻴﻜﻮن أﺷ ﺪ وأﻃﻮل وأآﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻨﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ .. أﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻜﺎن ﻏﻀﺒﻪ ﷲ .. وآ ﺎن ﻳﻌ ﺮض اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ وﻻ ﺗﻘ ﺒﻞ .. ﻓ ﻴﺎﺧﺬ اﻷﻣ ﺮ ﺑﻬ ﺪووووء ..ﻓﺎﻟﻬﺪاﻳﺔ ﺑﻴﺪ اﷲ .. ﻗ ﺪم رﺳ ﻮل اﷲ εإﻟ ﻰ ﺗ ﺒﻮك ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺪود
) ( 42
رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﺸﺎم .. اﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﻣﻤﻠﻜ ﺔ اﻟ ﺮوم ..ﻓﺒﻌﺚ دﺣﻴﺔ اﻟﻜﻠﺒﻲ τ رﺳﻮ ًﻻ إﻟﻰ هﺮﻗﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﺮوم .. وﺻ ﻞ دﺣ ﻴﺔ τإﻟ ﻰ ه ﺮﻗﻞ ..دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻧﺎوﻟ ﻪ آﺘﺎب رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﻠﻤ ﺎ أن رأى ه ﺮﻗﻞ اﻟﻜ ﺘﺎب دﻋ ﺎ ﻗﺴﻴﺴ ﻲ اﻟ ﺮوم وﺑﻄﺎرﻗﺘﻬﺎ ..ﺛﻢ أﻏﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺪار ﻓﻘﺎل : ﻲ " ﻗﺪ ﻧﺰل هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺣﻴﺚ رأﻳﺘﻢ ..وﻗﺪ أرﺳﻞ إﻟ ﱠ أن ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ إﻟﻰ ﺛﻼث ﺧﺼﺎل ..ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ : أن أﺗﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ دﻳﻨﻪ .. أو ﻋﻠ ﻰ أن ﻧﻌﻄ ﻴﻪ ﻣﺎﻟ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻰ أرﺿ ﻨﺎ واﻷرض أرﺿﻨﺎ .. أو ﻧﻠﻘﻲ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺮب .. ﺛﻢ ﻗﺎل هﺮﻗﻞ : واﷲ ﻟﻘ ﺪ ﻋ ﺮﻓﺘﻢ ﻓ ﻴﻤﺎ ﺗﻘ ﺮأون ﻣ ﻦ اﻟﻜ ﺘﺐ ﻟﻴﺄﺧﺬن أرﺿ ﻨﺎ ..ﻓﻬﻠ ﱠﻢ ﻓﻠﻨﺘ ﺒﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ دﻳ ﻨﻪ ..أو ﻧﻌﻄ ﻴﻪ ﻣﺎﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ أرﺿﻨﺎ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻘﺴﺎوﺳ ﺔ ذﻟ ﻚ ..ورأوا أﻧ ﻪ ﻳﺪﻋ ﻮهﻢ ﻟﺘ ﺮك دﻳ ﻨﻬﻢ ! ﻏﻀ ﺒﻮا ..وﻧﺨ ﺮوا ﻧﺨ ﺮة رﺟ ﻞ واﺣ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﺧ ﺮﺟﻮا ﻣ ﻦ ﺑﺮاﻧﺴ ﻬﻢ ..أي ﺳ ﻘﻄﺖ أردﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻐﻀﺐ واﻻﻧﺘﻔﺎض !! وﻗﺎﻟ ﻮا :ﺗﺪﻋ ﻮﻧﺎ إﻟ ﻰ أن ﻧ ﺬر اﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻴﺔ ..أو ﻧﻜﻮن ﻋﺒﻴﺪًا ﻷﻋﺮاﺑﻲ ﺟﺎء ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎز !!. أﺳ ﻘﻂ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪ ه ﺮﻗﻞ ..وأﻳﻘ ﻦ أﻧ ﻪ ﺗ ﻮرط ﺑﻌﺮﺿ ﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. وآ ﺎن ه ﺆﻻء اﻟﻘﺴﺎوﻳﺔ ﻟﻬﻢ ﺳﻄﻮة وﺟﻤﻬﻮر ﻗﻮي .. ﻓﻌﻠ ﻢ ه ﺮﻗﻞ أﻧﻬ ﻢ إن ﺧ ﺮﺟﻮا ﻣ ﻦ ﻋ ﻨﺪﻩ ..أﻓﺴﺪوا ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮوم .. ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻬ ﺪﺋﻬﻢ ..وﻳﻘ ﻮل :إﻧﻤ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ذﻟ ﻚ ﻷﻋﻠ ﻢ ﺻﻼﺑﺘﻜﻢ ﻋﻠﻰ أﻣﺮآﻢ .. آﺎن هﺮﻗﻞ ﻳﻌﻠﻢ أن اﻟﻨﺒﻲ εهﻮ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﺬي ﺑﺸﺮ ﺑﻪ ﻋﻴﺴﻰ .. ε ﻓﺄراد أن ﻳﺘﺄآﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ .. ﻼ ﻣﻦ ﻋﺮب ﻗﺒﻴﻠﺔ "ﺗﺠﻴﺐ" ..آﺎن دﻋ ﺎ ه ﺮﻗﻞ رﺟ ً ﻣﻦ ﻧﺼﺎرى اﻟﻌﺮب .. وﻗﺎل ﻟﻪ : ﻲ اﻟﻠﺴﺎن .. ﻼ ﺣﺎﻓﻈ ًﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ..ﻋﺮﺑ ﱠ ادع ﻟ ﻲ رﺟ ً
83
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
أﺑﻌﺜﻪ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺠﻮاب آﺘﺎﺑﻪ .. ﻣﻀ ﻰ ذاك اﻟﺘﺠﻴﺒ ﻲ ..وﺟﺎء ﺑﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺗﻨﻮخ ..ﻣﻦ ﻧﺼﺎرى اﻟﻌﺮب .. دﻓ ﻊ ه ﺮﻗﻞ آ ﺘﺎﺑ ًﺎ ﻟﻬ ﺬا اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﻟﻴﻮﺻ ﻠﻪ ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ .. εوﻗ ﺎل ﻟ ﻪ :اذه ﺐ ﺑﻜﺘﺎﺑ ﻲ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ .. ﻓﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻓﺎﺣﻔﻆ ﻟﻲ ﻣﻨﻪ ﺛﻼث ﺧﺼﺎل : اﻧﻈ ﺮ ه ﻞ ﻳﺬآ ﺮ ﺻ ﺤﻴﻔﺘﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺘ ﻲ آﺘﺐ ﺑﺸﻲء ..؟ واﻧﻈ ﺮ إذا ﻗﺮأ آﺘﺎﺑﻲ ﻓﻬﻞ ﻳﺬآﺮ اﻟﻠﻴﻞ ؟ واﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ هﻞ ﺑﻪ ﺷﻲء ﻳﺮﻳﺒﻚ ؟ ﻣﻀ ﻰ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ آﻔﺎرﻗ ًﺎ ﻟﻠﺸﺎم ..ﺣﺘﻰ وﺻﻞ إﻟﻰ ﺗﺒﻮك .. ﻓ ﺈذا رﺳ ﻮل اﷲ εﺟ ﺎﻟﺲ ﺑ ﻴﻦ ﻇﻬﺮاﻧ ﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..ﻣﺤﺘﺒﻴ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء .. ﻓﻮﻗ ﻒ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ..وﻗ ﺎل :أﻳ ﻦ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ؟ ﻗﻴﻞ :هﺎ هﻮ ذا .. ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. ﻓﻨﺎوﻟﻪ آﺘﺎب هﺮﻗﻞ .. ﺣﺠْﺮﻩ ..ﺛﻢ ﻗﺎل " : ﻓﺄﺧﺬﻩ .. εﻓﻮﺿﻌﻪ ﻓﻲ ِ ﻣﻤﻦ أﻧﺖ " ..؟ ﻗﺎل :أﻧﺎ أﺧﻮ ﺗﻨﻮخ .. ﻓﻘ ﺎل " : εه ﻞ ﻟ ﻚ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ..اﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ ..ﻣﻠﺔ أﺑﻴﻚ إﺑﺮاهﻴﻢ ؟ آ ﺎن εراﻏ ﺒ ًﺎ ﻓ ﻲ دﺧ ﻮل ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓ ﻲ اﻹﺳﻼم .. ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ﻣﻦ اﺗﺒﺎع اﻟﺤﻖ ..إﻻ اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟﺪﻳﻦ ﻗﻮﻣﻪ .. ﻓﺤﺴﺐ !! ﻓﻘ ﺎل اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﺑﻜ ﻞ ﺻ ﺮاﺣﺔ :إﻧ ﻲ رﺳ ﻮل ﻗ ﻮم ..وﻋﻠ ﻰ دﻳ ﻦ ﻗﻮﻣ ﻲ ..ﻻ أرﺟ ﻊ ﻋ ﻨﻪ ﺣﺘﻰ أرﺟﻊ إﻟﻴﻬﻢ .. ﻓﻤﺎ رأى εهﺬا اﻟﺘﻌﺼﺐ ..ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ..وﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ..وإﻧﻤﺎ ﺿﺤﻚ وﻗﺎل :
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" إﻧ ﻚ ﻻ ﺗﻬ ﺪي ﻣ ﻦ أﺣﺒ ﺒﺖ وﻟﻜ ﻦ اﷲ ﻳﻬ ﺪي ﻣ ﻦ ﻳﺸﺎء وهﻮ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻬﺘﺪﻳﻦ " .. ﺛﻢ ﻗﺎل εﺑﻜﻞ هﺪوء : ﻳﺎ أﺧﺎ ﺗﻨﻮخ .. إﻧ ﻲ آﺘ ﺒﺖ ﺑﻜ ﺘﺎب إﻟ ﻰ آﺴ ﺮى ﻓﻤﺰﻗﻪ واﷲ ﻣﻤﺰﻗﻪ وﻣﻤﺰق ﻣﻠﻜﻪ .. وآﺘ ﺒﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ ﺑﺼ ﺤﻴﻔﺔ ﻓﺨ ﺮﻗﻬﺎ واﷲ ﻣﺨﺮق ﻣﻠﻜﻪ .. وآﺘ ﺒﺖ إﻟ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ﺑﺼ ﺤﻴﻔﺔ ﻓﺄﻣﺴﻜﻬﺎ .. ﻓﻠ ﻦ ﻳ ﺰال اﻟ ﻨﺎس ﻳﺠ ﺪون ﻣﻨﻪ ﺑﺄﺳ ًﺎ ﻣﺎ دام ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺶ ﺧﻴﺮ " .. ﺗﺬآ ﺮ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ وﺻ ﻴﺔ ه ﺮﻗﻞ ..وﻗ ﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : هﺬﻩ إﺣﺪى اﻟﺜﻼث اﻟﺘﻲ أوﺻﺎﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ .. ﻓﺨﺸ ﻲ أن ﻳﻨﺴ ﺎهﺎ ..ﻓﺄﺧ ﺬ ﺳ ﻬﻤ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻌﺒ ﺘﻪ ﻓﻜﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺳﻴﻔﻪ .. ﻼﻋﻦ ﺛ ﻢ إن رﺳ ﻮل اﷲ εﻧ ﺎول اﻟﺼ ﺤﻴﻔﺔ رﺟ ً ﻳﺴﺎرﻩ .. ﻓﻘ ﺎل اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ :ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ آﺘﺎﺑﻜﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﺮأ ﻟﻜﻢ ؟ ﻗﺎﻟﻮا :ﻣﻌﺎوﻳﺔ .. ﺑﺪأ ﻣﻌﺎوﻳﺔ τﻳﻘﺮأ ..ﻓﺈذا هﺮﻗﻞ ﻗﺪ آﺘﺐ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ :ε ﺗﺪﻋﻮﻧ ﻲ إﻟ ﻰ ﺟ ﻨﺔ ﻋﺮﺿ ﻬﺎ اﻟﺴ ﻤﻮات واﻷرض أﻋﺪت ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ !! ﻓﺄﻳﻦ اﻟﻨﺎر ؟ ﻓﻘ ﺎل " : ρﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ ! أﻳ ﻦ اﻟﻠ ﻴﻞ إذا ﺟ ﺎء اﻟﻨﻬﺎر " . ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ أن ه ﺬﻩ اﻟﺜﺎﻧ ﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ أﻣ ﺮﻩ هﺮﻗﻞ ﺑﺘ ﺮﻗﺒﻬﺎ ..ﻓﺄﺧ ﺬ ﺳ ﻬﻤ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻌﺒ ﺘﻪ ﻓﻜﺘ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺟﻠﺪ ﺳﻴﻔﻪ .. ﻓﻠﻤﺎ أن ﻓﺮغ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺎب .. اﻟ ﺘﻔﺖ εإﻟ ﻰ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ..اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﺢ .. وﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ..وﻗﺎل ﻟﻪ ﻣﺘﻠﻄﻔ ًﺎ : إن ﻟ ﻚ ﺣﻘ ًﺎ وإﻧ ﻚ ﻟﺮﺳ ﻮل ..ﻓﻠ ﻮ وﺟ ﺪت ﻋ ﻨﺪﻧﺎ ﺳﻔْﺮ ﻣُﺮﻣِﻠﻮن .. ﺟﺎﺋﺰة ﺟﻮزﻧﺎك ﺑﻬﺎ ..إﻧﺎ ِ ﻳﻌﻨ ﻲ أﺗﻤﻨ ﻰ أن أﻋﻄ ﻴﻚ هﺪﻳ ﺔ ..ﻟﻜﻨ ﻨﺎ آﻤ ﺎ ﺗ ﺮاﻧﺎ ﻣﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻣﺎل !! ﻓﻘﺎل ﻋﺜﻤﺎن : τأﻧﺎ أﺟﻮزﻩ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ﻋ ﺜﻤﺎن ﻓﻔ ﺘﺢ رﺣﻠ ﻪ ..ﻓﺄﺗ ﻰ ﺑﺤﻠ ﺔ وﻟ ﺒﺎس
84
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺮ اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ .. ﺛﻢ ﻗﺎل ρاﻟﻜﺮﻳﻢ " :أﻳﻜﻢ ﻳﻨﺰل هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ؟ " ..ﻳﻌﻨﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﺤﻖ ﺿﻴﺎﻓﺘﻪ !! ﻓﻘﺎل ﻓﺘﻰ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر :أﻧﺎ .. ﻓﻘﺎم اﻷﻧﺼﺎري وﻗﺎم اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻌﻪ .. وﺑﺎﻟ ﻪ ﻣﺸ ﻐﻮل ﺑﺎﻷﻣ ﺮ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ اﻟ ﺬي أﻣ ﺮﻩ ه ﺮﻗﻞ أن ﻳ ﺘﺄآﺪ ﻟ ﻪ ﻣ ﻨﻪ ..وهﻮ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻨﺒﻮة ﺑﻴﻦ آﺘﻔﻲ اﻟﻨﺒﻲ .. ε ﻣﺸ ﻰ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﺧﻄ ﻮات ..وﻓﺠ ﺄة ..إذا ﺑﺮﺳﻮل اﷲ εﻳﺼﻴﺢ ﺑﻪ : " ﺗﻌﺎل ﻳﺎ أﺧﺎ ﺗﻨﻮخ " !!.. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﻳﻬ ﻮي ﻣﺴ ﺮﻋ ًﺎ ..ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﻨﺒﻲ .. ε ﻓﺤﻞ εﺣﺒﻮﺗﻪ ..ﺛﻢ أﺳﻘﻂ رداءﻩ ﻋﻦ ﻇﻬﺮﻩ ..ﻓﺎﻧﻜﺸ ﻒ ﻇﻬ ﺮﻩ ﻟﻠﺘﻨﻮﺧ ﻲ ..ﻓﻘ ﺎل " : ε هﺎهﻨﺎ اﻣﺾ ﻟﻤﺎ أﻣﺮت ﺑﻪ " .. ﻗ ﺎل اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ :ﻓﻨﻈﺮت ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ ..ﻓﺈذا أﻧﺎ ﺑﺨ ﺎﺗﻢ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﻏﻀ ﻮن اﻟﻜ ﺘﻒ ﻣ ﺜﻞ )(43 اﻟﺤﺠﻤﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ .. ﻓﻜﺮة .. اﻟﻤﻘﺼﻮد أن ﻳﺪرك اﻟﻨﺎس أﺧﻄﺎءهﻢ .. وﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃ ًﺎ أن ﻳﺼﺤﺤﻮهﺎ أﻣﺎﻣﻚ ..ﻓﻼ ﺗﻐﻀﺐ .. 36.ﻗﺎﺑﻞ اﻹﺳﺎءة ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻚ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮﻳﺪون ُه ﻢ ..ﻻ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﺗﺮﻳﺪ أﻧﺖ .. ﻓﻠ ﻴﺲ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ ﺑﺒﺸﺎﺷﺔ ﺑﺎدﻟﻚ ﺑﺸﺎﺷﺔ ﻣ ﺜﻠﻬﺎ ..ﻓﺒﻌﻀ ﻬﻢ ﻗ ﺪ ﻳﻐﻀ ﺐ وﻳﺴﻲء اﻟﻈﻦ وﻳﺴﺄﻟﻚ :ﻣﻢ ﺗﻀﺤﻚ ؟! وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ أه ﺪﻳﺖ ﻟﻪ هﺪﻳﺔ ..رد ﻟﻚ ﻣﺜﻠﻬﺎ ..ﻓﺒﻌﻀ ﻬﻢ ﻗ ﺪ ﺗﻬ ﺪي إﻟ ﻴﻪ ﺛ ﻢ ﻳﻐ ﺘﺎﺑﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠ ﺎﻟﺲ وﻳ ﺘﻬﻤﻚ ﺑﺎﻟﺴ ﻔﻪ وﺗﻀ ﻴﻴﻊ اﻟﻤ ﺎل ) ( 43ﻓ ﻲ ﻣﺴﻨﺪ أﺣﻤﺪ ..ﺑﺈﺳﻨﺎد ﻗﺎل ﻓﻴﻪ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ..ﺳﻴﺮة اﺑﻦ آﺜﻴﺮ . 27/4
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
!!.. وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﺗﻔﺎﻋﻠ ﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻓ ﻲ آﻼﻣ ﻪ ..أو أﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻠﻄﻔﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎراﺗﻚ ﻗﺎﺑﻠﻚ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ .. ﻓﺈن اﷲ ﻗﺴﻢ اﻷﺧﻼق آﻤﺎ ﻗﺴﻢ اﻷرزاق .. واﻟﻤ ﻨﻬﺞ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ هﻮ ) :وﻻ ﺗﺴﺘﻮي اﻟﺤﺴﻨﺔ وﻻ اﻟﺴ ﻴﺌﺔ ادﻓ ﻊ ﺑﺎﻟﺘ ﻲ ه ﻲ أﺣﺴ ﻦ ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬي ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ ﻋﺪاوة آﺄﻧﻪ وﻟﻲ ﺣﻤﻴﻢ ( .. وﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻻ ﺣﻞ ﻟﻪ وﻻ إﺻﻼح إﻻ أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻤﺎ هﻮ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻓﺘﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ أو ﺗﻔﺎرﻗﻪ .. ذُآﺮ أن أﺷﻌﺐ ﺳﺎﻓﺮ ﻣﻊ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎر ..وآﺎن ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻘ ﻮم ﺑﻜ ﻞ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺧﺪﻣ ﺔ وإﻧ ﺰال ﻣﺘﺎع وﺳﻘﻲ دواب ..ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺐ وﺿﺠﺮ .. وﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ رﺟﻮﻋﻬﻤﺎ ..ﻧﺰﻻ ﻟﻠﻐﺪاء .. ﻓﺄﻧﺎﺧ ﺎ ﺑﻌﻴ ﺮﻳﻬﻤﺎ وﻧ ﺰﻻ ..ﻓﺄﻣ ﺎ أﺷﻌﺐ ﻓﺘﻤﺪد ﻋﻠﻰ اﻷرض .. وأﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﻮﺿﻊ اﻟﻔﺮش ..وأﻧﺰل اﻟﻤﺘﺎع .. ﺛ ﻢ اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﺷﻌﺐ وﻗﺎل :ﻗﻢ اﺟﻤﻊ اﻟﺤﻄﺐ وأﻧﺎ أﻗﻄﻊ اﻟﻠﺤﻢ .. ﻓﻘ ﺎل أﺷ ﻌﺐ :أﻧ ﺎ واﷲ ﻣ ﺘﻌﺐ ﻣ ﻦ ﻃ ﻮل رآ ﻮب اﻟﺪاﺑﺔ ..ﻓﻘﺎم اﻟﺮﺟﻞ وﺟﻤﻊ اﻟﺤﻄﺐ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ أﺷ ﻌﻞ اﻟﺤﻄ ﺐ ..ﻓﻘﺎل : ﻳﺆذﻳﻨ ﻲ اﻟ ﺪﺧﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﺪري إن اﻗﺘ ﺮﺑﺖ ﻣ ﻨﻪ .. ﻓﺄﺷﻌﻠﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ أﻣﺴﻚ ﻋﻠﻲ ﻷﻗﻄﻊ اﻟﻠﺤﻢ ..ﻓﻘ ﺎل :أﺧﺸﻰ أن ﺗﺼﻴﺐ اﻟﺴﻜﻴﻦ ﻳﺪي ..ﻓﻘﻄﻊ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻠﺤﻢ وﺣﺪﻩ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ ﺿ ﻊ اﻟﻠﺤ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺪر واﻃ ﺒﺦ اﻟﻄﻌ ﺎم ..ﻓﻘ ﺎل :ﻳﺘﻌﺒﻨ ﻲ آﺜ ﺮة اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟﻰ اﻟﻄﻌﺎم ﻗﺒﻞ ﻧﻀﻮﺟﻪ .. ﻓﺘﻮﻟ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﻄ ﺒﺦ واﻟ ﻨﻔﺦ ..ﺣﺘﻰ ﺟﻬﺰ اﻟﻄﻌﺎم وﻗ ﺪ ﺗﻌ ﺐ ..ﻓﺎﺿ ﺠﻊ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ..وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ ﺟﻬ ﺰ ﺳ ﻔﺮة اﻟﻄﻌ ﺎم ..وﺿ ﻊ اﻟﻄﻌ ﺎم ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻦ .. ﻓﻘﺎل أﺷﻌﺐ :ﺟﺴﻤﻲ ﺛﻘﻴﻞ وﻻ أﻧﺸﻂ ﻟﺬﻟﻚ .. ﻓﻘﺎم اﻟﺮﺟﻞ وﺟﻬﺰ اﻟﻄﻌﺎم ووﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮة .. ﺛﻢ ﻗﺎل :ﻳﺎ أﺷﻌﺐ ! ﻗﻢ ﺷﺎرآﻨﻲ ﻓﻲ أآﻞ اﻟﻄﻌﺎم .. ﻓﻘ ﺎل أﺷ ﻌﺐ :ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺤﻴﻴﺖ واﷲ ﻣ ﻦ آﺜﻴ ﺮة اﻋﺘﺬاري وهﺎ أﻧﺎ أﻃﻴﻌﻚ اﻵن ..ﺛﻢ ﻗﺎم وأآﻞ !!
85
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻘ ﺪ ﺗﻼﻗ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ هﻮ ﻣﺜﻞ أﺷﻌﺐ .. ﻼ .. ﻓﻼ ﺗﺤﺰن ..وآﻦ ﺟﺒ ً آ ﺎن اﻟﻤﺮﺑ ﻲ اﻷول εﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ﺑﻌﻘﻠ ﻪ ﻻ ﺑﻌﺎﻃﻔ ﺘﻪ ..آ ﺎن ﻳ ﺘﺤﻤﻞ أﺧﻄ ﺎء اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻳﺮﻓﻖ ﺑﻬﻢ .. واﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ρوﻗﺪ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﺒﺎرك ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﻓﻴﺄﺗ ﻴﻪ أﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳﺴ ﺘﻌﻴﻨﻪ ﻓ ﻲ دﻳ ﺔ ﻗﺘﻴﻞ ..ﻗﺪ ﻼ ..ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻗ ﺘﻞ -ه ﻮ أو ﻏﻴﺮﻩ -رﺟ ً اﻟﻨﺒ ﻲ εأن ﻳﻌﻴ ﻨﻪ ﺑﻤﺎل ..ﻳﺆدﻳﻪ إﻟﻰ أوﻟﻴﺎء اﻟﻤﻘﺘﻮل .. ﻓﺄﻋﻄ ﺎﻩ رﺳ ﻮل اﷲ εﺷ ﻴﺌ ًﺎ ..ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ﺗﻠﻄﻔ ًﺎ ﻣﻌﻪ :أﺣﺴﻨﺖ إﻟﻴﻚ ؟ ﻗ ﺎل اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ :ﻻ ..ﻻ أﺣﺴﻨﺖ وﻻ أﺟﻤﻠﺖ .. ﻓﻐﻀ ﺐ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ وهﻤ ﻮا أن ﻳﻘﻮﻣﻮا إﻟﻴﻪ ..ﻓﺄﺷﺎر اﻟﻨﺒﻲ εإﻟﻴﻬﻢ أن آﻔﻮا .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم εإﻟ ﻰ ﻣﻨ ﺰﻟﻪ ..ودﻋﺎ اﻷﻋﺮاﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : إﻧﻚ ﺟﺌﺘﻨﺎ ﻓﺴﺄﻟﺘﻨﺎ ﻓﺄﻋﻄﻴﻨﺎك ..ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ .. ﺛﻢ زادﻩ ρﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﺎل وﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻓﻘﺎل :أﺣﺴﻨﺖ إﻟﻴﻚ ؟ ﻓﻘ ﺎل اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ :ﻧﻌ ﻢ ﻓﺠ ﺰاك اﷲ ﻣ ﻦ أه ﻞ وﻋﺸﻴﺮة ﺧﻴﺮًا .. ﻓﺄﻋﺠ ﺒﻪ ρه ﺬا اﻟﺮﺿ ﻰ ﻣ ﻨﻪ ..ﻟﻜﻨﻪ ﺧﺸﻲ أن ﻳﺒﻘ ﻰ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮب أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺷﻲء ..ﻓﻴﺮاﻩ أﺣﺪهﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ أو ﺳﻮق .. ﻓﻼ ﻳﺰال ﺣﺎﻗﺪًا ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﺄراد أن ﻳﺴ ﱠﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪورهﻢ .. ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ : εإﻧ ﻚ آ ﻨﺖ ﺟﺌﺘ ﻨﺎ ﻓﺄﻋﻄﻴ ﻨﺎك .. ﻓﻘﻠ ﺖ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ..وﻓ ﻲ ﻧﻔﺲ أﺻﺤﺎﺑﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺷﻲء ..ﻓﺈذا ﺟﺌﺖ ﻓﻘﻞ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ..ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﺬهﺐ ﻋ ﻦ ﺻﺪورهﻢ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎء اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ..ﻗﺎل : εإن ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ آ ﺎن ﺟﺎءﻧ ﺎ ﻓﺴ ﺄﻟﻨﺎ ﻓﺄﻋﻄﻴ ﻨﺎﻩ ﻓﻘﺎل ﻣﺎ ﻗﺎل .. وإﻧ ﺎ ﻗ ﺪ دﻋ ﻮﻧﺎﻩ ﻓﺄﻋﻄﻴ ﻨﺎﻩ ..ﻓ ﺰﻋﻢ أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رﺿﻲ .. ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻷﻋﺮاﺑﻲ وﻗﺎل :أآﺬاك ؟ ﻗ ﺎل اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ :ﻧﻌﻢ ﻓﺠﺰاك اﷲ ﻣﻦ أهﻞ وﻋﺸﻴﺮة ﺧﻴﺮًا .. ﻓﻠﻤﺎ هﻢ اﻷﻋﺮاﺑﻲ أن ﻳﺨﺮج إﻟﻰ أهﻠﻪ .. أراد ρأن ﻳﻌﻄ ﻲ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ درﺳ ًﺎ ﻓ ﻲ آﺴ ﺐ اﻟﻘﻠﻮب ..ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ : إن ﻣﺜﻠ ﻲ وﻣ ﺜﻞ هﺬا اﻷﻋﺮاﺑﻲ آﻤﺜﻞ رﺟﻞ آﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻧﺎﻗ ﺔ ﻓﺸ ﺮدت ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻓﺎﺗ ﺒﻌﻬﺎ اﻟ ﻨﺎس ..ﻳﻌﻨ ﻲ ﻳﺮآﻀﻮن وراءهﺎ ﻟﻴﻤﺴﻜﻮهﺎ ..وهﻲ ﺗﻬﺮب ﻣﻨﻬﻢ ﻓ ﺰﻋ ًﺎ ..وﻟ ﻢ ﻳ ﺰﻳﺪوهﺎ إﻻ ﻧﻔ ﻮرًا ..ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﻨﺎﻗﺔ : ﺧﻠ ﻮا ﺑﻴﻨ ﻲ وﺑ ﻴﻦ ﻧﺎﻗﺘ ﻲ ..ﻓﺄﻧ ﺎ أرﻓ ﻖ ﺑﻬ ﺎ وأﻋﻠ ﻢ ﺑﻬﺎ .. ﻓ ﺘﻮﺟﻪ إﻟ ﻴﻬﺎ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﻨﺎﻗﺔ ﻓﺄﺧ ﺬ ﻟﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻗﺸ ﺎم اﻷرض ..ودﻋﺎهﺎ .. ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﺎءت واﺳ ﺘﺠﺎﺑﺖ ..وﺷ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ رﺣﻠﻬﺎ .. واﺳﺘﻮى ﻋﻠﻴﻬﺎ .. وﻟﻮ أﻧﻲ أﻃﻌﺘﻜﻢ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ﻣﺎ ﻗﺎل ..دﺧﻞ اﻟﻨﺎر .. ﻳﻌﻨ ﻲ ﻟ ﻮ ﻃ ﺮدﺗﻤﻮﻩ ..ﻟﻌﻠ ﻪ ﻳ ﺮﺗ ّﺪ ﻋ ﻦ اﻟ ﺪﻳﻦ .. )(44 ﻓﻴﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎر .. وﻣﺎ آﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﻲء إﻻ زاﻧﻪ ..وﻣﺎ ﻧﺰع ﻣﻦ ﺷﻲء إﻻ ﺷﺎﻧﻪ . ) وﻻ ﺗﺴ ﺘﻮي اﻟﺤﺴ ﻨﺔ وﻻ اﻟﺴﻴﺌﺔ ادﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻲ هﻲ أﺣﺴ ﻦ ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬي ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑﻴ ﻨﻪ ﻋ ﺪاوة آﺄﻧ ﻪ وﻟ ﻲ ﺣﻤﻴﻢ ( .. ذُآﺮ أﻧﻪ ρﻟﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ..ﺟﻌﻞ ﻳﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ .. ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻓﻀﺎﻟﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ..رﺟﻞ ﻳﻈﻬﺮ اﻹﺳﻼم .. ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻄﻮف ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺒﻲ .. εﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻪ ﻏﻔﻠﺔ .. ﻟﻴﻘﺘﻠﻪ !!.. ﻓﻠﻤﺎ دﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ .. ε اﻧﺘﺒﻪ εإﻟﻴﻪ ..ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﺎل :أﻓﻀﺎﻟﺔ !! ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ..ﻓﻀﺎﻟﺔ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻗﺎل :ﻣﺎذا آﻨﺖ ﺗﺤﺪث ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻚ ؟ ﻗﺎل :ﻻﺷﻲء ..آﻨﺖ أذآﺮ اﷲ !!.. ﻓﻀﺤﻚ اﻟﻨﺒﻲ .. ρﺛﻢ ﻗﺎل :أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ .. ) ( 44
واﻟﺤﺪﻳﺚ رواﻩ اﻟﺒﺰار وﻓﻲ ﺳﻨﺪﻩ ﻣﻘﺎل ..
86
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗ ﺎل ﻓﻀ ﺎﻟﺔ : ..ﺛ ﻢ وﺿﻊ رﺳﻮل اﷲ ρﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﺪري ..ﻓﺴﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲ .. ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ رﻓﻊ رﺳﻮل اﷲ ρﻳﺪﻩ ﻋﻦ ﺻﺪري .. ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ اﷲ ﺷﻲء أﺣﺐ إﻟﻲ ﻣﻨﻪ .. ﺛﻢ رﺟﻊ ﻓﻀﺎﻟﺔ إﻟﻰ أهﻠﻪ ..ﻓﻤﺮ ﺑﺎﻣﺮأة آﺎن ﻳﺠﺎﻟﺴﻬﺎ ..وﻳﺘﺤﺪث إﻟﻴﻬﺎ .. ﻓﻠﻤﺎ رأﺗﻪ ..ﻗﺎﻟﺖ :هﻠﻢ إﻟﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ .. ﻓﻘﺎل :ﻻ ..ﺛﻢ ﻗﺎل .. ﻗﺎﻟ ﺖ هﻠ ﻢ إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻓﻘﻠ ﺖ ﻻ ** ﻳﺄﺑ ﻰ ﻋﻠﻴﻚ اﷲ و اﻹﺳﻼم ﻟ ﻮ ﻣ ﺎ رأﻳ ﺖ ﻣﺤﻤ ﺪًا وﻗﺒ ﻴﻠﻪ ** ﺑﺎﻟﻔ ﺘﺢ ﻳ ﻮم ﺗﻜﺴﱠﺮ اﻷﺻﻨﺎ ُم ﻟ ﺮأﻳﺖ دﻳﻦ اﻟﻀﺤﻰ ﺑﻴﻨﺎ ** واﻟﺸﺮك ﻳﻐﺸﻰ وﺟﻬﻪ اﻹﻇﻼم وآﺎن ﻓﻀﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪهﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺤﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. آ ﺎن εﻳﻤﻠ ﻚ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟﻌﻔ ﻮ ﻋ ﻨﻬﻢ .. ﻳ ﺘﺤﻤﻞ اﻷذى ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻴﻬﻢ .. وﺟﺮهﻢ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ .. آ ﺎن أﺑ ﻮ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻳﻜ ﻒ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ εآﺜﻴﺮًا ﻣﻦ أذى ﻗﺮﻳﺶ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎت أﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ..ﺿﻴﻘﺖ ﻗﺮﻳﺶ آﺜﻴﺮًا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ εﻓﻲ ﻣﻜﺔ .. وﻧﺎﻟﺖ ﻣﻦ اﻷذى ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﺎﻟﺘﻪ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ﻋﻤﻪ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ .. ﻓﺠﻌﻞ εﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺁﺧﺮ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ .. ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺼﺮة واﻟﺘﺄﻳﻴﺪ .. ﻓﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺋﻒ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺛﻘﻴﻒ اﻟﻨﺼﺮة واﻟﻤﻨﻌﺔ .. دﺧﻞ اﻟﻄﺎﺋﻒ .. ﻓﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ رﺟﺎل هﻢ ﺳﺎدة ﺛﻘﻴﻒ وأﺷﺮاﻓﻬﻢ .. وهﻢ أﺧﻮة ﺛﻼﺛﺔ : ﻋﺒﺪ ﻳﺎﻟﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو .. وأﺧﻮﻩ ﻣﺴﻌﻮد .. وﺣﺒﻴﺐ .. ﺟﻠﺲ اﻟﻴﻬﻢ ..دﻋﺎهﻢ إﻟﻰ اﷲ ..آﻠﻤﻬﻢ ﻟﻤﺎ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺟﺎءهﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﺼﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ..واﻟﻘﻴﺎم ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ .. ﻓﻜﺎن ردهﻢ ﺑﺬﻳﺌًﺎ !! أﻣﺎ أﺣﺪهﻢ ﻓﻘﺎل :أﻧﺎ أﻣﺮط ﺛﻴﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ ..إن آﺎن اﷲ أرﺳﻠﻚ !! وﻗﺎل اﻵﺧﺮ :أﻣﺎ وﺟﺪ اﷲ أﺣﺪًا ﻳﺮﺳﻠﻪ ﻏﻴﺮك ؟! وﺟﻌﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺒﺤﺚ ﻣﺘﺤﺬﻟﻘًﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺎرة ﻳﺮد ﺑﻬﺎ ..ﺣﺮص ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن أﺑﻠﻎ ﻣﻦ آﻼم ﺻﺎﺣﺒﻴﻪ .. ﻓﻘﺎل :واﷲ ﻻ أرد ﻋﻠﻴﻚ أﺑﺪًا ..ﻟﺌﻦ آﻨﺖ رﺳﻮ ًﻻ ﻣﻦ اﷲ آﻤﺎ ﺗﻘﻮل ..ﻷﻧﺖ أﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮًا ﻣﻦ أن أرد ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﻼم ..وﻟﺌﻦ آﻨﺖ ﺗﻜﺬب ﻋﻠﻰ اﷲ ..ﻓﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻲ أن أآﻠﻤﻚ .. ﻓﻘﺎم εﻣﻦ ﻋﻨﺪهﻢ وﻗﺪ ﻳﺌﺲ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺛﻘﻴﻒ .. وﺧﺸﻲ أن ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺮﻳﺶ أﻧﻬﻢ ردوﻩ ..ﻓﻴﺰدادون أذى ﻟﻪ .. ﻲ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ :إن ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ..ﻓﺎآﺘﻤﻮا ﻋﻠ ﱠ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮا ..ﺑﻞ أﻏﺮوا ﺑﻪ ﺳﻔﻬﺎءهﻢ وﻋﺒﻴﺪهﻢ .. ﻓﺠﻌﻠﻮا ﻳﺮآﻀﻮن وراء رﺳﻮل اﷲ .. εﻳﺴﺒﻮﻧﻪ وﻳﺼﻴﺤﻮن ﺑﻪ .. وﻗﺪ اﺻﻄﻔﻮا ﺻﻔﻴﻦ ..وهﻮ ﻳﺴﺮع اﻟﺨﻄﻰ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻼ رﺿﺨﻮهﺎ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة .. ..وآﻠﻤﺎ رﻓﻊ رﺟ ً وهﻮ εﻳﺤﺎول ..أن ﻳﺴﺮع ﻓﻴﺨﻄﺎﻩ ﻟﻴﺘﻘﻲ ﻣﺎ ﻳﺮﻣﻮﻧﻪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺠﺎرة .. وﺟﻌﻠﺖ ﻗﺪﻣﺎﻩ اﻟﺸﺮﻳﻔﺘﺎن εﺗﺴﻴﻼن ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء .. وهﻮ اﻟﻜﻬﻞ اﻟﺬي ﺟﺎوز اﻷرﺑﻌﻴﻦ .. ﻓﺄﺑﻌﺪ ﻋﻨﻬﻢ ..وﻣﺸﻰ ..وﻣﺸﻰ .. ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﻣﻦ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ..ﺗﺤﺖ ﻇﻞ ﻧﺨﻠﺔ .. وهﻮ ﻣﻨﺸﻐﻞ اﻟﺒﺎل ..آﻴﻒ ﺳﺘﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻗﺮﻳﺶ .. آﻴﻒ ﺳﻴﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ .. ﻓﺮﻓﻊ ﻃﺮﻓﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﻗﺎل : اﻟﻠﻬﻢ اﻟﻴﻚ أﺷﻜﻮ ﺿﻌﻒ ﻗﻮﺗﻲ ..وﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺘﻲ .. وهﻮاﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس .. ﻳﺎ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﻴﻦ .. أﻧﺖ رب اﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ..وأﻧﺖ رﺑﻲ ..إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻨﻲ ! إﻟﻰ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺘﺠﻬﻤﻨﻲ ..أم إﻟﻰ ﻋﺪو ﻣﻠﻜﺘﻪ أﻣﺮي ! إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻚ ﻏﻀﺐ ﻋﻠﻲ ﻓﻼ أﺑﺎﻟﻲ ..وﻟﻜﻦ
87
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻋﺎﻓﻴﺘﻚ هﻲ أوﺳﻊ ﻟﻲ .. أﻋﻮذ ﺑﻨﻮر وﺟﻬﻚ اﻟﺬي أﺷﺮﻗﺖ ﻟﻪ اﻟﻈﻠﻤﺎت ..وﺻﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ أﻣﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة .. ﻲ ﻣﻦ أن ﺗﻨﺰل ﺑﻲ ﻏﻀﺒﻚ ..أو ﺗﺤﻞ ﻋﻠ ﱠ ﺳﺨﻄﻚ .. ﻟﻚ اﻟﻌﺘﺒﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺿﻰ ..وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة اﻻ ﺑﻚ .. ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻮ آﺬﻟﻚ ..ﻓﺈذ ﺑﺴﺤﺎﺑﺔ ﺗﻈﻠﻪ .. ε وإذا ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ..ﻓﻨﺎداﻩ : ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ..إن اﷲ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮل ﻗﻮﻣﻚ ﻟﻚ ..وﻣ ﺎ ردوا ﻋﻠ ﻴﻚ ..وﻗ ﺪ ﺑﻌ ﺚ ﻟ ﻚ ﻣﻠ ﻚ اﻟﺠﺒﺎل ﻟﺘﺄﻣﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖ ﻓﻴﻬﻢ .. وﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻄﻖ εﺑﻜﻠﻤﺔ .. ﻧ ﺎداﻩ ﻣﻠ ﻚ اﻟﺠ ﺒﺎل ..اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ..إن اﷲ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮل ﻗﻮﻣﻚ ﻟﻚ ..وأﻧ ﺎ ﻣﻠ ﻚ اﻟﺠ ﺒﺎل ..ﻗ ﺪ ﺑﻌﺜﻨ ﻲ اﻟ ﻴﻚ رﺑ ﻚ ﻟﺘﺄﻣﺮﻧﻲ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ .. ﺛﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻄﻖ εأو ﻳﺨﺘﺎر .. ﺟﻌﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ ..وﻳﻘﻮل : إن ﺷ ﺌﺖ ﺗﻄ ﺒﻖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻷﺧﺸ ﺒﻴﻦ ..وهﻤ ﺎ ﺟﺒﻼن ﻋﻈﻴﻤﺎن ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻣﻜﺔ .. وﺟﻌﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻷﻣﺮ .. ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ εﻳﻄ ﺄ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻈ ﻮظ اﻟ ﻨﻔﺲ .. وﺷﻬﻮة اﻻﻧﺘﻘﺎم ..وﻳﻘﻮل : ﺑ ﻞ ..أﺳ ﺘﺄﻧﻲ ﺑﻬ ﻢ ..ﻓﺈﻧ ﻲ أرﺟﻮ أن ﻳﺨﺮج اﷲ ﻣ ﻦ أﺻ ﻼﺑﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺒﺪ اﷲ ﻻ ﻳﺸ ﺮك ﺑﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻼ .. آﻦ ﺑﻄ ً وإن اﻟﺬي ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ أﺑﻲ وﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﻲ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺟﺪًا ﻓﺈن أآﻠﻮا ﻟﺤﻤﻲ وﻓﺮت ﻟﺤﻮﻣﻬﻢ وإن هﺪﻣﻮا ﻣﺠﺪي ﺑﻨﻴﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺠﺪًا وﻟﻴﺴﻮا إﻟﻰ ﻧﺼﺮي ﺳﺮاﻋ ًﺎ وإن هﻢ دﻋﻮﻧﻲ إﻟﻰ ﻧﺼﺮ أﺗﻴﺘﻬﻢ ﺷﺪًا وﻻ أﺣﻤﻞ اﻟﺤﻘﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻟﻴﺲ رﺋﻴﺲ اﻟﻘﻮم ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺤﻘﺪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
37.أﻗﻨﻌﻪ ﺑﺨﻄﺌﻪ ﻟﻴﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﺢ .. ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺸ ﻐﻞ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﺑﻜﺜ ﺮة اﻟﺘﻮﺟ ﻴﻬﺎت واﻟﻤﻼﺣﻈ ﺎت ﺣﺘ ﻰ ﻳﻮﺻ ﻠﻬﻢ إﻟ ﻰ ﻣ ﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﻠ ﻞ واﻻﺳﺘﺜﻘﺎل .. ﺧﺎﺻﺔ إذا آﺎﻧﺖ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ واﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺁراء وأﻣﺰﺟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ .. آﻤ ﻦ ﻳﻨﺼ ﺤﻚ ﺑﻌ ﺪ وﻟ ﻴﻤﺔ دﻋ ﻮت اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﺎ وﺗﻌ ﺒﺖ ﻓ ﻲ إﻋ ﺪادهﺎ وﺗﻌﺐ ﻣﻌﻚ أهﻠﻚ وﻣﺎﻟﻚ ! ﺛﻢ ﻳﻘ ﻮل ﻟ ﻚ ه ﺬا اﻟﻨﺎﺻ ﺢ :ﻳﺎ أﺧﻲ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﻣﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎﺳ ﺒﺔ ..وﺗﻌ ﺒﻚ ذه ﺐ ه ﺪرًا ..وآ ﻨﺖ أﻇﻦ أﻧﻬﺎ ﺳ ﺘﻜﻮن ﺑﻤﺴ ﺘﻮى أﻋﻠ ﻰ ﻣﻦ هﺬا ..ﻓﺘﻘﻮل ﻟﻤﺎذا ؟ ﻓ ﻴﻘﻮل :ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ أآﺜ ﺮ اﻟﻠﺤ ﻢ آ ﺎن ﻣﺸ ﻮﻳ ًﺎ ..وأﻧ ﺎ أﺣﺐ اﻟﻠﺤﻢ اﻟﻤﺴﻠﻮق !! واﻟﺴ ﻠﻄﺎت آﺎﻧ ﺖ ﺣﺎﻣﻀﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻠﻠﻴﻤﻮن ..وأﻧﺎ ﻻ أﺣﺐ ذﻟﻚ .. وآ ﺬﻟﻚ اﻟﺤﻠ ﻮﻳﺎت آﺎﻧ ﺖ ﻣ ﺰﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻜ ﺮﻳﻤﺔ ..وه ﺬا ﻳﺠﻌﻞ ﻃﻌﻤﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮل .. ﺛﻢ ﻳﻘﻮل ﻟﻚ :وﻋﻤﻮﻣ ًﺎ أآﺜﺮ اﻟﻨﺎس أﻳﻀ ًﺎ ﺗﻀﺎﻳﻘﻮا ..وﻣﺎ أآﻠﻮا إﻻ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ..أو ﻷﻧﻬﻢ اﺿﻄﺮوا إﻟﻴﻪ .. ﻓﻘﻄﻌ ًﺎ ..أﻧ ﺖ ه ﻨﺎ ﺳ ﺘﻨﻈﺮ إﻟﻰ هﺬا اﻟﻨﺎﺻﺢ ﻧﻈﺮة ازدراء وإﻋ ﺮاض ..وﻟ ﻦ ﺗﻘ ﺒﻞ ﻣ ﻨﻪ ﻧﺼ ﻴﺤﺘﻪ ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺁراء وأﻣﺰﺟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ !!.. ﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﻨﺼﺢ ﺁﺧﺮ ﺣﻮل ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣ ﻊ أوﻻدﻩ ..أو ﻣ ﻊ زوﺟ ﺘﻪ ..أو ﻃ ﺮﻳﻘﺔ ﺑ ﻨﺎﺋﻪ ﻟﺒﻴ ﺘﻪ ..أو ﻧ ﻮع ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ..ﺑ ﻨﺎء ﻋﻠ ﻰ ذوﻗ ﻪ اﻟﺨﺎص .. اﻧﺘ ﺒﻪ داﺋﻤ ًﺎ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻨﺼ ﺎﺋﺢ واﻻﻧ ﺘﻘﺎدات ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮد أﻣﺰﺟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ .. ﻧﻌ ﻢ ﻟ ﻮ ﻃﻠ ﺐ رأﻳ ﻚ ..أﺑ ﺪﻩ ﻟ ﻪ واﻋﺮﺿ ﻪ ﻋﻠﻴﻪ .. أﻣ ﺎ أن ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌ ﻪ وﺗﻨﺼﺢ آﻤﺎ ﺗﻨﺼﺢ اﻟﻤﺨﻄﺊ .. ﻓﻼ .. وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ..اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ﻻ ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﻣﺨﻄ ﺊ ﻓ ﻼ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﺣﺠﺘﻚ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﺼﺤﻪ .. ﺟﻠ ﺲ أﻋﺮاﺑﻲ ﺻﻠﻒ ﻣﻊ ﻗﻮم ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ..ﻓﺘﻜﻠﻤﻮا ﺣﻮل ﺑﺮ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ..واﻷﻋﺮاﺑﻲ ﻳﺴﻤﻊ .. ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ أﺣ ﺪهﻢ وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ..آﻴﻒ ﺑﺮك
88
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺑﺄﻣﻚ .. ﻓﻘﺎل اﻷﻋﺮاﺑﻲ :أﻧﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﺎر .. ﻗﺎل :ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺑﺮك ﺑﻬﺎ ؟ ﻗﺎل :واﷲ ﻣﺎ ﻗﺮﻋﺘﻬﺎ ﺑﺴﻮط ﻗﻂ !! ﻳﻌﻨ ﻲ إن اﺣ ﺘﺎج إﻟﻰ ﺿﺮﺑﻬﺎ ..ﺿﺮﺑﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ أو ﻋﻤﺎﻣ ﺘﻪ ..أﻣ ﺎ اﻟﺴﻮط ﻓﻼ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﺑﻪ .. ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒ ّﺮ!! ﻓﺎﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻣﻴ ﺰان اﻟﺨﻄ ﺄ واﻟﺼ ﻮاب ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤ ًﺎ .. ﻓﻜ ﻦ رﻓ ﻴﻘ ًﺎ ﻟﻄ ﻴﻔ ًﺎ ..ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺘﻨﻊ اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻚ ﺑﺨﻄﺌﻪ .. آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋﻬ ﺪﻩ εاﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﻣﺨ ﺰوم ﺗﺴ ﺘﻠﻒ اﻟﻤ ﺘﺎع ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء ..وﺗ ﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋ ﻦ ردﻩ ﻓ ﺈذا ﺳ ﺄﻟﻮهﺎ ﻋ ﻨﻪ ﺟﺤﺪﺗ ﻪ ..وأﻧﻜ ﺮت أﻧﻬﺎ أﺧﺬت ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﺣﺘ ﻰ زاد أذاه ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺤ ﺪ واﻟﺴ ﺮﻗﺔ ﻓ ﺮﻓﻊ أﻣ ﺮهﺎ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. εﻓﻘﻀ ﻰ ﻓ ﻴﻬﺎ أن ﺗﻘﻄﻊ ﻳﺪهﺎ .. ﻓﺸ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ أن ﺗﻘﻄ ﻊ ﻳ ﺪهﺎ وهﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ آﺒﺎر ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻗﺮﻳﺶ .. ﻓ ﺄرادوا أن ﻳﻜﻠﻤ ﻮا اﻟﻨﺒ ﻲ εﻟ ﻴﺨﻔﻒ ه ﺬا اﻟﺤﻜ ﻢ إﻟ ﻰ ﺣﻜﻢ ﺁﺧﺮ ..آﺠﻠﺪ أو ﻏﺮاﻣﺔ ﻣﺎل ..أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ .. وآﻠﻤ ﺎ ﺗ ﻮﺟﻪ رﺟ ﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻨﻘﺎش اﻟﻨﺒﻲ εﻓﻲ هﺬا اﻷﻣﺮ ..ﺗﺮدد ورﺟﻊ .. ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ﻟ ﻦ ﻳﺠﺘ ﺮئ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ εإﻻ ﺐ رﺳ ﻮل اﷲ εواﺑ ﻦ ﺣ ﱡ أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑ ﻦ زﻳ ﺪ ِ .. ﺣ ﺒﱢﻪ ..ﺗﺮﺑ ﻰ ه ﻮ وأﺑ ﻮﻩ ﻓ ﻲ ﺑ ﻴﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ε ِ ﺣﺘﻰ ﺻﺎر آﻮﻟﺪﻩ .. ﻓﻜﻠﻤﻮا أﺳﺎﻣﺔ .. أﻗ ﺒﻞ أﺳ ﺎﻣﺔ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. εﻓ ﺮﺣﺐ ﺑﻪ وأﺟﻠﺴﻪ ﻋﻨﺪﻩ .. ﺟﻌ ﻞ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻳﻜﻠ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻟ ﻴﺨﻔﻒ اﻟﺤﻜﻢ .. وﻳﺒﻴﻦ أن هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ﻣﻦ أﺷﺮاف اﻟﻨﺎس .. وأﺳ ﺎﻣﺔ ﻳﻮاﺻ ﻞ اﻟﻜ ﻼم واﻟﻨﺒ ﻲ εﻳﺴﺘﻤﻊ .. آﺎن أﺳﺎﻣﺔ ﻳﺤﺎول إﻗﻨﺎع اﻟﻨﺒﻲ εﺑﺮأﻳﻪ .. ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ εإﻟ ﻰ أﺳ ﺎﻣﺔ ..ﻓﺈذا هﻮ ﻳﺤﺎول وﻳ ﻨﺎﻗﺶ ..ﺑﻜ ﻞ ﻗ ﻨﺎﻋﺔ ..وﻻ ﻳ ﺪري أﻧ ﻪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﻮز !!.. ﻓﺘﻐﻴ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ وﻏﻀ ﺐ εوآ ﺎن أول آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ أن ﺑﻴﻦ ﻟﻪ ﺧﻄﺄﻩ ﻓﻘﺎل : أﺗﺸﻔﻊ ﻓﻲ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﺪود اﷲ ﻳﺎ أﺳﺎﻣﺔ ؟ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻳﺒﻴﻦ ﺳﺒﺐ ﻏﻀﺒﻪ ﻷﺳﺎﻣﺔ ..وأن ﺣﺪود اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ اﻟﺘ ﻲ أوﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻋ ﺒﺎدﻩ إﻗﺎﻣ ﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺠ ﻮز اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ أﺳﺎﻣﺔ ..وﻗﺎل ﻓﻮرًا :اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﻠﻤ ﺎ آ ﺎن اﻟﻠ ﻴﻞ ..ﻗ ﺎم εﻓﺨﻄﺐ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﷲ ﺑﻤﺎ هﻮ أهﻠﻪ ..ﺛﻢ ﻗﺎل : " أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ..ﻓﺈﻧﻤﺎ أهﻠﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ : أﻧﻬ ﻢ آﺎﻧﻮا إذا ﺳﺮق ﻓﻴﻬﻢ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺗﺮآﻮﻩ ..وإذا ﺳﺮق ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻀﻌﻴﻒ ..أﻗﺎﻣﻮا ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺪ .. وإﻧ ﻲ واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ..ﻟ ﻮ أن ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺑ ﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺮﻗﺖ ﻟﻘﻄﻌﺖ ﻳﺪهﺎ ".. ﺛﻢ أﻣﺮ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﺳﺮﻗﺖ ﻓﻘﻄﻌﺖ ﻳﺪهﺎ .. ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ : τﻓﺤﺴﻨﺖ ﺗﻮﺑﺘﻬﺎ ﺑﻌ ُﺪ ..وﺗﺰوﺟﺖ .. وآﺎﻧ ﺖ ﺗﺄﺗﻴﻨ ﻲ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ..ﻓﺄرﻓ ﻊ ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ رﺳﻮل اﷲ .. (45) ε أﺳ ﺎﻣﺔ τﻟ ﻪ ﻣﻮاﻗ ﻒ ﻣ ﺘﻌﺪدة ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ .. ε آﻠﻬﺎ ﺗﻔﻴﺾ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗﻲ .. ﻗ ﺎل أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑ ﻦ زﻳ ﺪ :ﺑﻌﺜ ﻨﺎ رﺳ ﻮل اﷲ εإﻟ ﻰ اﻟﺤﺮﻗﺎت ﻣﻦ ﺟﻬﻴﻨﺔ .. ﻓﻬ ﺰﻣﻨﺎهﻢ وﺧ ﺮﺟﻨﺎ ﻓ ﻲ ﺁﺛ ﺎرهﻢ ..ﻓﻠﺤﻘ ﺖ أﻧ ﺎ ﻼ ﻣﻨﻬﻢ .. ورﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر رﺟ ً ﻓﻼذ ﻣﻨﺎ ﺑﺸﺠﺮة .. ﻓﻠﻤ ﺎ أدرآ ﻨﺎﻩ ..ورﻓﻌ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺴ ﻴﻒ ..ﻗ ﺎل :ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ .. ﻓﺄﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ اﻷﻧﺼﺎري ﻓﺨﻔﺾ ﺳﻴﻔﻪ .. وأﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﻓﻈﻨ ﻨﺖ أﻧ ﻪ ﻳﻘ ﻮﻟﻬﺎ ﻓ ﺮﻗ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻼح .. ﻓﺤﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺘﻠﺘﻪ .. ﻓﻌ ﺮض ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ أﻣﺮﻩ ﺷﻲء ..ﻓﺄﺗﻴﺖ اﻟﻨﺒﻲ .. ε ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ .. ) ( 45
ﻓﻘﺎل ﻟﻲ :أﻗﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ..ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ؟! ﻗﻠ ﺖ :إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘﻠﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ِﻗ َﺒ ِﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ..إﻧﻤ ﺎ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح .. ﻓﺄﻋ ﺎد ﻋﻠ ﻲ :أﻗ ﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ..ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ؟! ﻓﻬ ﻼ ﺷ ﻘﻘﺖ ﻋ ﻦ ﻗﻠ ﺒﻪ ..ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ إﻧﻤﺎ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح .. ﺳ ﻜﺖ أﺳ ﺎﻣﺔ ..ﻓﻬ ﻮ ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﻖ ﻋ ﻦ ﻗﻠ ﺐ ﻼ !!..ﻟﻜ ﻨﻪ آ ﺎن ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺣﺮب اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓﻌ ً ..واﻟﺮﺟﻞ ﻣﻘﺎﺗﻞ !! ﻓﺄﻋﺎد ﻋﻠﻴﻪ εاﻟﺴﺆال ﻣﺴﺘﻨﻜﺮًا :أﻗﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ..ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ؟! ﻼ ﺑﻌ ﺪ أن ﻗ ﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﻳ ﺎ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻗ ﺘﻠﺖ رﺟ ً اﷲ !! آ ﻴﻒ ﺗﺼ ﻨﻊ ﺑ ﻼ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ؟! ﻓﻤ ﺎ زال ﻳﻘ ﻮل ذﻟ ﻚ ﺣﺘ ﻰ وددت إﻧ ﻲ ﻟﻢ أآﻦ أﺳﻠﻤﺖ إﻻ ﻳﻮﻣﺌﺬ ).. (46 ﻓ ﺘﺄﻣﻞ آﻴﻒ ﺗﺪرج ﻣﻌﻪ ﺑﺒﻴﺎن اﻟﺨﻄﺄ وإﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﻪ ..ﺛﻢ وﻋﻈﻪ وﻧﺼﺤﻪ .. وﻷﺟ ﻞ أن ﻳﻘﺘ ﻨﻊ اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ﺑﻤ ﺎ ﺗﻘ ﻮل .. ﻧﺎﻗﺸ ﻪ ﺑﺄﻓﻜ ﺎرﻩ وﻣ ﺒﺎدﺋﻪ ه ﻮ ﻗ ﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع .. ﻧﻌﻢ ﻓﻜﺮ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ .. ﺑﻴ ﻨﻤﺎ رﺳ ﻮل اﷲ εﻓ ﻲ ﻣﺠﻠﺴ ﻪ اﻟﻤ ﺒﺎرك .. ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ أﻷﻃﻬﺎر .. إذ دﺧ ﻞ ﺷ ﺎب إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ وﺟﻌ ﻞ ﻳﺘﻠ ﺘﻔﺖ ﻳﻤﻴﻨ ًﺎ وﺷﻤﺎ ًﻻ آﺄﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺣﺪ .. وﻗﻌ ﺖ ﻋﻴ ﻨﺎﻩ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. εﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻴﻪ .. آ ﺎن اﻟﻤ ﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺠﻠ ﺲ اﻟﺸ ﺎب ﻓ ﻲ اﻟﺤﻠﻘ ﺔ وﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ اﻟﺬآﺮ ..ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ !.. إﻧﻤﺎ ﻧﻈﺮ اﻟﺸﺎب إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ εوأﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﻮﻟﻪ ..ﺛﻢ ﻗﺎل ﺑﻜﻞ ﺟﺮأة : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..اﺋ ﺬن ﻟ ﻲ ﺑ ـ ..ﺑﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ؟! ﻻ ..ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻬﺎ ..وﻳﺎ ﻟﻴﺘﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ .. ) ( 46
ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
89
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﺋﺬن ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎد ..ﻻ ..وﻳﺎ ﻟﻴﺘﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ .. أﺗﺪري ﻣﺎذا ﻗﺎل ؟ ﻗﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..اﺋﺬن ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ .. ﻋﺠﺒ ًﺎ !! هﻜﺬا ﺑﻜﻞ ﺻﺮاﺣﺔ ؟!! ﻧﻌﻢ ..هﻜﺬا :اﺋﺬن ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ .. ﻧﻈﺮ اﻟﻨﺒﻲ εإﻟﻰ اﻟﺸﺎب ..آﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻈﻪ ﺑﺂﻳﺎت ﻳﻘﺮؤهﺎ ﻋﻠﻴﻪ ..أو ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻣﺨﺘﺼﺮة ﻳﺤﺮك ﺑﻬ ﺎ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻪ ..ﻟﻜﻨﻪ εﺳﻠﻚ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ﺁﺧﺮ .. ﻗﺎل ﻟﻪ εﺑﻜﻞ هﺪوء :أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻷﻣﻚ ؟ ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﺸ ﺎب وﻗﺪ ﻣ ﱠﺮ ﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮﻩ أن أﻣﻪ ﺗﺰﻧﻲ ..ﻓﻘﺎل :ﻻ ..ﻻ أرﺿﺎﻩ ﻷﻣﻲ .. ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ εﺑﻜ ﻞ ه ﺪوء :آ ﺬﻟﻚ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﺮﺿﻮﻧﻪ ﻷﻣﻬﺎﺗﻬﻢ .. ﻼ :أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻷﺧﺘﻚ ؟! ﺛﻢ ﻓﺎﺟﺄﻩ ﺳﺎﺋ ً ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﺸ ﺎب أﺧﺮى ..وﻗﺪ ﺗﺨﻴﻞ أﺧﺘﻪ اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ﺗﺰﻧﻲ ..وﻗﺎل ﻣﺒﺎدرًا :ﻻ ..ﻻ أرﺿﺎﻩ ﻷﺧﺘﻲ .. ﻓﻘﺎل : εآﺬﻟﻚ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺮﺿﻮﻧﻪ ﻷﺧﻮاﺗﻬﻢ .. ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ :أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻟﻌﻤﺘﻚ ؟! أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻟﺨﺎﻟﺘﻚ ؟! واﻟﺸﺎب ﻳﺮدد :ﻻ ..ﻻ .. ﻓﻘ ﺎل : εﻓﺄﺣ ﺐ ﻟﻠ ﻨﺎس ﻣ ﺎ ﺗﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ ..واآﺮﻩ ﻟﻠﻨﺎس ﻣﺎ ﺗﻜﺮﻩ ﻟﻨﻔﺴﻚ .. أدرك اﻟﺸﺎب ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ أﻧﻪ آﺎن ﻣﺨﻄﺌ ًﺎ ..ﻓﻘﺎل ﺑﻜﻞ ﺧﻀﻮع : ع اﷲ أن ﻳﻄﻬﺮ ﻗﻠﺒﻲ .. ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..اد ُ ﻓ ﺪﻋﺎﻩ .. εﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﺸ ﺎب ﻳﻘﺘ ﺮب ..وﻳﻘﺘ ﺮب .. ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠ ﺲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ..ﺛﻢ وﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ..وﻗﺎل : اﻟﻠﻬﻢ اهﺪ ﻗﻠﺒﻪ ..واﻏﻔﺮ ذﻧﺒﻪ ..وﺣﺼﻦ ﻓﺮﺟﻪ .. ﻓﺨ ﺮج اﻟﺸ ﺎب وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل :واﷲ ﻟﻘ ﺪ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻲ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ .. رﺳ ﻮل اﷲ .. εوﻣ ﺎ ﺷ ﻲء أﺣﺐ إﻟ ﱠ ﻲ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ وﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ وﻣﺎ ﺷﻲء أﺑﻐﺾ إﻟ ﱠ .. ﺛ ﻢ اﻧﻈ ﺮ إﻟﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻌﻮاﻃﻒ ..دﻋﺎﻩ ..وﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ..دﻋﺎ ﻟﻪ .. ﻳﻌﻨ ﻲ اﺳ ﺘﻌﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻹﺻﻼح ﻣﻦ أﻣﺎﻣﻪ ..ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺟﻌﻠ ﻪ ﻳﻘﺘ ﻨﻊ ﺑﺸ ﻨﺎﻋﺔ اﻟﻔﻌ ﻞ ﻟﻴﺘ ﺮآﻪ ﻋ ﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ..ﻓﻼ ﻳﻔﻌﻠﻪ أﺑﺪًا ..ﻻ أﻣﺎﻣﻪ وﻻ ﺧﻠﻔﻪ ..
90
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗﺎﻋﺪة .. إذا ﺷﻌﺮ اﻟﻤﺨﻄﺊ ﺑﺒﺸﺎﻋﺔ ﺧﻄﺌﻪ اﻗﺘﻨﻊ ﺑﺤﺎﺟﺘﻪ ﻟﻠﻨﺼﻴﺤﺔ ..وﺻﺎر ﻗﺒﻮﻟﻪ أآﺜﺮ .. وﻗﻨﺎﻋﺘﻪ أآﺒﺮ .. 38.ﻻ ﺗﻠﻤﻨﻲ !! اﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ..؟ ﻳﻈ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﻮم اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ أﺧﻄ ﺎﺋﻬﻢ اﻟﺘ ﻲ رﺑﻤ ﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻻ ﺗ ﺮى إﻻ ﺑﺎﻟﻤﺠﻬﺮ .. ﻳﻈ ﻦ أﻧ ﻪ ﻳﺘﻘ ﺮب ﻣﻨﻬﻢ أآﺜﺮ ..أو أﻧﻪ ﻳﻘﻮي ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ .. واﻟﺤﻖ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ اﻟﺬآﺎء واﻟﻔﻄﻨﺔ أن ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻠﻮم ..وإﻧﻤﺎ هﻮ أن ﺗﺘﺠﻨﺒﻪ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ..وﺗﺴ ﻌﻰ إﻟ ﻰ إﺻ ﻼح اﻷﺷ ﺨﺎص ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻻ ﺗﺠﺮح ..وﻻ ﺗﺤﺮج .. أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻮر أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻰ .. ﺧﺎﺻ ﺔ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺪﻧ ﻴﻮﻳﺔ ..واﻟﺤﻘ ﻮق اﻟﺨﺎﺻﺔ .. ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺒﻲ ﺑﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ 00ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ اﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ واﻟﻤﻠ ﻮم ﻳﻌﺘﺒ ﺮ اﻟﻠ ﻮم ﺳ ﻬﻤ ًﺎ ﺣﺎدًا ﻳﻮﺟﻪ إﻟﻴﻪ ..ﻷﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮﻩ ﺑﻨﻘﺼﻪ .. هﺬا أو ًﻻ .. ﺛﺎﻧ ﻴ ًﺎ :ﺗﺠ ﻨﺐ اﻟﻨﺼ ﺢ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﻸ ﻗ ﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع .. ﺗﻐﻤﺪﻧﻲ ﺑﻨﺼﺤﻚ ﻓﻲ اﻧﻔﺮادي .. وﺟﻨﺒﻨﻲ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﺈن اﻟﻨﺼﺢ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻧﻮع .. ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻻ أرﺿﻰ اﺳﺘﻤﺎﻋﻪ ﺑ ﻞ ..إذا اﻧﺘﺸ ﺮ ﺧﻄ ﺄ ﻣﻌ ﻴﻦ ..واﺿ ﻄﺮرت إﻟ ﻰ اﻟﻨﺼ ﺢ اﻟﻌﺎم ..ﻓﺎﻋﻤﻞ ﺑﻘﺎﻋﺪة :ﻣﺎ ﺑﺎل أﻗﻮام ﻳﻔﻌﻠﻮن آﺬا وآﺬا ..آﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻌﻨﺎ .. إذن ..اﻟﻠ ﻮم آﺎﻟﺴ ﻮط اﻟ ﺬي ﻳﺠﻠ ﺪ ﺑ ﻪ اﻟﻼﺋ ﻢ ﻇﻬﺮ اﻟﻤﻠﻮم .. وﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﻨﻔﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ إﻣﺎ ﺑﻜﺜﺮة ﻟﻮﻣﻪ ..أو ﺑﻠ ﻮﻣﻪ ﻋﻠ ﻰ أﻣ ﻮر اﻧ ﺘﻬﺖ وﻻ ﻳﻘ ﺪم اﻟﻠﻮم أو ﻳﺆﺧﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻼ ﻓﻘﻴ ﺮًا ..ﺗﻐ ﺮب ﻋ ﻦ أهﻠ ﻪ إﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ أذآ ﺮ أن رﺟ ً ﺁﺧ ﺮ ..واﺷ ﺘﻐﻞ ﺳ ﺎﺋﻖ ﺷ ﺎﺣﻨﺔ ..آ ﺎن ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﻳ ﺎم ﻣﺘﻌ ﺒ ًﺎ ﻟﻜ ﻨﻪ رآ ﺐ اﻟﺸ ﺎﺣﻨﺔ وﻣﻀ ﻰ ﺑﻬ ﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻴﻦ .. ﻏﻠ ﺒﻪ اﻟ ﻨﻮم أﺛ ﻨﺎء اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ..ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺼ ﺎرﻋﻪ ﻼ ..ﻓ ﺘﺠﺎوز ﺳ ﻴﺎرة أﻣﺎﻣ ﻪ دون أن وأﺳ ﺮع ﻗﻠ ﻴ ً ﻳﻨﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ﻓ ﺈذا أﻣ ﺎﻩ ﺳ ﻴﺎرة ﺻ ﻐﻴﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛ ﺔ أﺷﺨﺎص ..ﺣﺎول أن ﻳﺘﻔﺎداهﺎ ..ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ..ﻓﺎﺻﻄﺪم ﺑﻬﺎ وﺟﻬ ًﺎ ﻟﻮﺟﻪ .. ﺛ ﺎر اﻟﻐ ﺒﺎر ..وﺟﻌ ﻞ اﻟﻤ ﺎرة ﻳﻮﻗﻔ ﻮن ﺳ ﻴﺎراﺗﻬﻢ وﻳﺘﻔﺮﺟﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎدث .. ﻧ ﺰل ﺳ ﺎﺋﻖ اﻟﺸ ﺎﺣﻨﺔ ..وﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻴﺎرة اﻟﻤﺼﺪوﻣﺔ ..وإﻟﻰ ﻣﻦ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ﻓﺈذا هﻢ ﻣﻮﺗﻰ .. أﻧﺰﻟﻬﻢ اﻟﻨﺎس واﺗﺼﻠﻮا ﺑﺎﻹﺳﻌﺎف .. ﻗﻌ ﺪ ﺳ ﺎﺋﻖ اﻟﺸ ﺎﺣﻨﺔ ﻳﻨﺘﻈ ﺮ ووﺻ ﻮل اﻹﺳ ﻌﺎف .. وﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻴﻤﺎ ﺳﻴﺤﺼ ﻞ ﻟ ﻪ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺤ ﺎدث ﻣ ﻦ ﺳ ﺠﻦ ودﻳﺔ ..وﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ أوﻻدﻩ اﻟﺼﻐﺎر ..وزوﺟﺘﻪ .. ﻣﺴﻜﻴﻦ ..هﻤﻮم اﻧﻬﺪت ﻋﻠﻴﻪ آﺎﻟﺠﺒﺎل !!.. ﺟﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﻳﻤﺮون ﺑﻪ وﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ .. ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !!..أه ﺬا وﻗ ﺖ اﻟﻠ ﻮم ..أﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺆﺟﻞ ﻼ؟ ﻗﻠﻴ ً ﻗ ﺎل أﺣ ﺪهﻢ :ﻟﻤﺎذا ﺗﺴﺮع ؟ هﺬﻩ ﻋﻮاﻗﺐ اﻟﺴﺮﻋﺔ .. وﻗ ﺎل ﺁﺧ ﺮ :أآ ﻴﺪ أﻧ ﻚ آ ﻨﺖ ﻧﻌﺴ ﺎن وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ اﺳ ﺘﻤﺮﻳﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﻴﺎدة !..ﻟﻢ ﺗﻮﻗﻒ ﺳﻴﺎرﺗﻚ وﺗﻨﺎم ..؟ وﻗ ﺎل ﺛﺎﻟ ﺚ :اﻟﻤﻔ ﺮوض أن ﻣ ﺜﻠﻚ ﻻ ﺗﺼ ﺮف ﻟﻬﻢ رﺧﺺ ﻗﻴﺎدة !! آﺎﻧ ﻮا ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻌ ﺒﺎرات ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺣﺎد ..ﻓﻴﻪ ﺗﻌﻨﻴﻒ وﺻﺮاخ .. آﺎن اﻟﺮﺟﻞ واﺟﻤ ًﺎ ..ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮة ﺳﺎآﺘ ًﺎ .. ﻣﺘﻜﺌ ًﺎ ﺑﺮأﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ .. وﻓﺠﺄة هﻮى ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻪ ..و ..و ..ﻣﺎاات .. ﻼ ﻟﻜﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ ﻗ ﺘﻠﻮﻩ ﺑﻠ ﻮﻣﻬﻢ ..وﻟ ﻮ ﺻ ﺒﺮوا ﻗﻠﻴ ً وﻟﻬﻢ .. ﺿ ﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻤﻠﻮم ..اﻟﻤﺨﻄﺊ ..وﻓﻜﺮ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ .. ﻓﺄﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻟ ﻮ آ ﻨﺖ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﺗﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﺧﻄﺄ أآﺒﺮ ﻣﻦ
91
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺧﻄﺌﻪ .. آﺎن رﺳﻮل اﷲ εﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ آﺜﻴﺮًا .. ﻟﻤ ﺎ اﻧﺼ ﺮف ρﻣ ﻦ ﺧﻴﺒ ﺮ ..أﻃﺎﻟ ﻮا اﻟﻤﺴ ﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﻮا .. ﻓﻠﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻞ اﻟﻠ ﻴﻞ ..ﻧ ﺰﻟﻮا ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻴﻨﺎﻣﻮا .. ﻓﻘ ﺎل : ρﻣ ﻦ رﺟ ﻞ ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻔﺠﺮ ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﻨﺎم ؟ آﺎن ﺑﻼل τﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ﻓﻘﺎل :أﻧﺎ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ أﺣﻔﻈﻪ ﻋﻠﻴﻚ ؟ ﻓﺎﺿ ﻄﺠﻊ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρوﻧ ﺰل اﻟ ﻨﺎس ﻓﻨﺎﻣﻮا .. وﻗ ﺎم ﺑ ﻼل ﻳﺼ ﻠﻲ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻌ ﺐ ..وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ ﻣﻦ ﻃﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ .. ﻓﻘﻌ ﺪ واﺳ ﺘﻨﺪ إﻟ ﻰ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ﻣﺴ ﺘﺮﻳﺤ ًﺎ .. واﺳ ﺘﻘﺒﻞ اﻟﻔﺠ ﺮ ﻳ ﺮﻣﻘﻪ ..ﻓﻐﻠﺒ ﺘﻪ ﻋﻴ ﻨﻪ .. ﻓﻨﺎااام .. آ ﺎن اﻟﺠﻤ ﻴﻊ ﻓ ﻲ ﺗﻌ ﺐ ﺷ ﺪﻳﺪ ..ﻓﻄ ﺎل ﻧ ﻮﻣﻪ وﻧﻮﻣﻬﻢ ..وﻣﻀﻰ اﻟﻠﻴﻞ ..وﻃﻠﻊ ﻻﺻﺒﺢ .. واﻟﻜ ﻞ ﻧ ﻴﺎم ..وﻟ ﻢ ﻳ ﻮﻗﻈﻬﻢ إﻻ ﺣ ﺮ اﻟﺸﻤﺲ .. ﺐ اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻴﻘﻆ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρوه ﱠ ﻧ ﻮﻣﻬﻢ ..ﻓﻠﻤ ﺎ رأوا اﻟﺸ ﻤﺲ اﺿ ﻄﺮﺑﻮا .. وآﺜﺮ ﻟﻐﻄﻬﻢ .. اﻟﻜﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺑﻼل .. اﻟﺘﻔﺖ ρإﻟﻰ ﺑﻼل وﻗﺎل :ﻣﺎذا ﺻﻨﻌﺖ ﺑﻨﺎ ﻳﺎ ﺑﻼل ؟ ﻓﺄﺟﺎب ﺑﻼل ﺑﺠﻮاب ﻣﺨﺘﺼﺮ ..ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻮﺿﺢ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ .. ﻗﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..أﺧﺬ ﺑﻨﻔﺴﻲ اﻟﺬي أﺧﺬ ﺑﻨﻔﺴﻚ .. ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧ ﺎ ﺑﺸ ﺮ ..ﺣﺎوﻟ ﺖ أن أﻗ ﺎوم اﻟﻨﻮم .. ﻓﻠﻢ أﺳﺘﻄﻊ ..ﻏﻠﺒﻨﻲ اﻟﻨﻮم آﻤﺎ ﻏﻠﺒﻜﻢ !! ﻓﻘﺎل : εﺻﺪﻗﺖ ..وﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ .. ﻧﻌﻢ ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪة اﻟﻠﻮم هﻨﺎ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ρاﺿ ﻄﺮاب اﻟ ﻨﺎس ..ﻗ ﺎل : ρ ارﺗﺤﻠﻮا .. ﻓﺎرﺗﺤﻠﻮا ..ﻓﻤﺸﻰ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺛﻢ ﻧﺰل وﻧﺰﻟﻮا ..ﻓﺘﻮﺿﺄ وﺗﻮﺿﺌﻮا .. ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎس .. ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﻢ ..أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﻘﺎل : إذا ﻧﺴﻴﺘﻢ اﻟﺼﻼة ..ﻓﺼﻠﻮهﺎ إذا ذآﺮﺗﻤﻮهﺎ .. ﻓﻠﻠﻪ درﻩ ﻣﺎ أﻋﻘﻠﻪ وأﺣﻜﻤﻪ .. ε آﺎن ﻣﺪرﺳﺔ ﻟﻜﻞ ﻗﺎﺋﺪ .. ﻟ ﻴﺲ ﻣ ﺜﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺮؤﺳ ﺎء اﻟ ﻴﻮم ﻻ ﺗﻜ ﺎد ﻋﺼ ﺎ اﻟﻠﻮم واﻟﺘﻘﺮﻳﻊ ﺗﻨﺰل ﻣﻦ ﻳﺪﻩ .. ﺑ ﻞ آ ﺎن εﻳﻀ ﻊ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻣﻜ ﺎن ﻣ ﻦ ﺗﺤ ﺘﻪ وﻳﻔﻜ ﺮ ﺑﻌﻘﻮﻟﻬﻢ ..وﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﻠﻮب ﻗﺒﻞ اﻷﺟﺴﺎد .. ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﺑﺸﺮ ..وﻟﻴﺴﻮا ﺁﻻت !! ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة .. ﺟﻤ ﻊ اﻟ ﺮوم ﺟﻴﺸ ًﺎ ..وأﻗ ﺒﻞ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ اﻟﺸ ﺎم .. ﻟﻘﺘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ρوأﺻﺤﺎﺑﻪ .. وﻗﻴﻞ إﻧﻪ ρﺟﻤﻊ ﺟﻴﺸ ًﺎ ﻟﻐﺰوهﻢ اﺑﺘﺪا ًء .. ﺑﺪأ ρﻳﺠﻬﺰ ﺟﻴﺸ ًﺎ ﻹرﺳﺎﻟﻪ إﻟﻴﻬﻢ ..ﻓﻠﻢ ﻳﺰل ﻳﺤﺚ اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ ﺟﻤﻊ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻف .. ﻓﺰودهﻢ ﺑﻤﺎ وﺟﺪ ﻣﻦ ﺳﻼح وﻋﺘﺎد .. ﻗﺎل ﻟﻬﻢ :أﻣﻴﺮآﻢ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ .. ﻓ ﺈن أﺻ ﻴﺐ زﻳ ﺪ ..ﻓﺠﻌﻔ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺎس .. ﻓﺈن أﺻﻴﺐ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ رواﺣﺔ .. وﺧﺮج ﻣﻌﻬﻢ ρﻳﻮدﻋﻬﻢ .. وﺧﺮج اﻟﻨﺎس ﻳﻮدﻋﻮن اﻟﺠﻴﺶ .. وﻳﻘﻮﻟ ﻮن :ﺻ ﺤﺒﻜﻢ اﷲ ودﻓ ﻊ ﻋ ﻨﻜﻢ وردآ ﻢ إﻟﻴ ﻨﺎ ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ .. آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ رواﺣ ﺔ ﻣﺸ ﺘﺎﻗ ًﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﻬﺎدة .. ﻓﻘﺎل : ﻟﻜﻨﻨ ﻲ أﺳ ﺄل اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﻣﻐﻔ ﺮ ًة وﺿ ﺮﺑ ًﺔ ذات ﻓﺮغ ﺗﻘﺬف اﻟﺰﺑﺪا أو ﻃﻌ ﻨﺔ ﺑ ﻴﺪي ﺣ ﺮان ﻣﺠﻬ ﺰة ﺑﺤ ﺮﺑﺔ ﺗ ﻨﻔﺬ اﻷﺣﺸﺎء واﻟﻜﺒﺪا ﺣﺘ ﻰ ﻳﻘ ﺎل إذا ﻣ ﺮوا ﻋﻠ ﻰ ﺟﺪﺛ ﻲ ﻳﺎأرﺷ ﺪ اﷲ ﻣ ﻦ ﻏﺎ ٍزوَﻗﺪ رﺷﺪا ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ اﻟﺠ ﻴﺶ ﺣﺘ ﻰ ﻧ ﺰﻟﻮا "ﻣﻌﺎن" ﻣﻦ أرض اﻟﺸﺎم .. ﻓ ﺒﻠﻐﻬﻢ أن ه ﺮﻗﻞ ﻣﻠ ﻚ اﻟ ﺮوم ﻗ ﺪ ﻧ ﺰل ﻣ ﻦ أرض اﻟﺒﻠﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻣﻦ اﻟﺮوم ..
92
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
واﻧﻀ ﻢ إﻟ ﻴﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺒﺎﺋﻞ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ .. ﻓﺼﺎر ﺟﻴﺶ اﻟﺮوم ﻣﺎﺋﺘﻲ أﻟﻒ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺗ ﻴﻘﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻣﻦ ذﻟﻚ ..أﻗﺎﻣﻮا ﻓﻲ "ﻣﻌﺎن" ﻟﻴﻠﺘﻴﻦ ﻳﻨﻈﺮون ﻓﻲ أﻣﺮهﻢ .. ﻓﻘ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ :ﻧﻜ ﺘﺐ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ρ ﻧﺨﺒﺮﻩ ﺑﻌﺪد ﻋﺪوﻧﺎ .. ﻓﺈﻣﺎ أن ﻳﻤﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎل .. أو ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺎء ﻓﻨﻤﻀﻲ ﻟﻪ ..وآﺜﺮ آﻼم اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ذﻟﻚ .. ﻓﻘ ﺎم ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ رواﺣﺔ ..ﺛﻢ ﺻﺎح ﺑﺎﻟﻨﺎس وﻗﺎل : ﻳ ﺎ ﻗ ﻮم ..واﷲ إن اﻟﺘ ﻲ ﺗﻜ ﺮهﻮن ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺧ ﺮﺟﺘﻢ ﺗﻄﻠﺒﻮن ..اﻟﺸﻬﺎدة ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ .. ﺗﻔﺮون ﻣﻨﻬﺎ !! وﻣ ﺎ ﻧﻘﺎﺗ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﺑﻌ ﺪد وﻻ ﻗﻮة وﻻ آﺜﺮة .. ﻣﺎ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ إﻻ ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي أآﺮﻣﻨﺎ اﷲ ﺑﻪ ..ﻓﺎﻧﻄﻠﻘ ﻮا ﻓﺈﻧﻤ ﺎ ه ﻲ إﺣ ﺪى اﻟﺤﺴ ﻨﻴﻴﻦ .. إﻣﺎ ﻇﻬﻮر وإﻣﺎ ﺷﻬﺎدة .. ﻓﻤﻀﻰ اﻟﻨﺎس ..ﻳﺴﻴﺮون .. ﺣﺘﻰ إذا دﻧﻮا ﻣﻦ ﺟﻴﺶ اﻟﺮوم ..ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ "ﻣ ﺆﺗﺔ" ﻓ ﺈذا أﻋﺪاد ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﻗﺒﻞ ﻷﺣﺪ ﺑﻬﺎ .. ﻗﺎل أﺑﻮ هﺮﻳﺮة : τﺷﻬﺪت ﻳﻮم ﻣﺆﺗﺔ ..ﻓﻠﻤﺎ دﻧ ﺎ ﻣ ﻨﺎ اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ..رأﻳ ﻨﺎ ﻣ ﺎ ﻻ ﻗﺒﻞ ﻷﺣﺪ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺪة ..واﻟﺴ ﻼح ..واﻟﻜ ﺮاع .. واﻟﺪﻳﺒﺎج ..واﻟﺤﺮﻳﺮ ..واﻟﺬهﺐ .. ﻓﺒﺮق ﺑﺼﺮي .. ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻲ ﺛﺎﺑ ﺖ ﺑ ﻦ أرﻗ ﻢ :ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ هﺮﻳ ﺮة .. آﺄﻧﻚ ﺗﺮى ﺟﻤﻮﻋ ًﺎ آﺜﻴﺮة ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :إﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﺪرًا ﻣﻌﻨﺎ ..إﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻜﺜﺮة .. ﺛﻢ اﻟﺘﻘﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﺎﻗﺘﺘﻠﻮا .. ﻓﻘﺎﺗ ﻞ زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﺣﺎرﺛ ﺔ ﺑ ﺮاﻳﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ρ ﺣﺘ ﻰ آﺜ ﺮت ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟ ﺮﻣﺎح وﺳ ﻘﻂ ﺻ ﺮﻳﻌ ًﺎ ﺷﻬﻴﺪًا .. τ ﻓﺄﺧﺬ اﻟﺮاﻳﺔ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻜﻞ ﺑﻄﻮﻟﺔ ..ﻓﺎﻗﺘﺤﻢ ﻋﻦ ﻓ ﺮس ﻟ ﻪ ﺷ ﻘﺮاء ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻘﺎﺗﻞ اﻟﻘﻮم ..وهﻮ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻳﻘﻮل : ﻳﺎ ﺣﺒﺬا اﻟﺠﻨﺔ واﻗـﺘﺮاﺑﻬﺎ ﻃﻴﺒﺔ وﺑﺎرد ﺷﺮاﺑﻬﺎ واﻟﺮوم روم ﻗﺪ دﻧﺎ ﻋﺬاﺑﻬﺎ آﺎﻓﺮة ﺑﻌﻴﺪة أﻧﺴﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻲ إن ﻻﻗﻴﺘﻬﺎ ﺿﺮاﺑﻬﺎ أن ﺟﻌﻔﺮ أﺧﺬ اﻟﻠﻮاء ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ﻓﻘﻄﻌﺖ .. ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻠﻮاء ﺑﺸﻤﺎﻟﻪ ﻓﻘﻄﻌﺖ .. ﻓﺎﺣﺘﻀ ﻨﻪ ﺑﻌﻀ ﺪﻳﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺘﻞ وه ﻮ اﺑ ﻦ ﺛ ﻼث وﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ .. ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ :وﻗﻔ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﻮﻣﺌﺬ ..وهﻮ ﻗﺘ ﻴﻞ ..ﻓﻌ ﺪدت ﺑ ﻪ ﺧﻤﺴ ﻴﻦ ﺑ ﻴﻦ ﻃﻌ ﻨﺔ وﺿ ﺮﺑﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ﻓﻲ دﺑﺮﻩ .. ﻓﺄﺛﺎﺑ ﻪ اﷲ ﺑ ﺬﻟﻚ ﺟﻨﺎﺣ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺠ ﻨﺔ ﻳﻄﻴ ﺮ ﺑﻬﻤ ﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺎء .. ﻼ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮوم ﺿ ﺮﺑﻪ ﻳﻮﻣ ﺌﺬ ﺿﺮﺑﺔ ﻓﻘﻄﻌﺘﻪ إن رﺟ ً ﻧﺼﻔﻴﻦ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗ ﺘﻞ ﺟﻌﻔ ﺮ ..أﺧ ﺬ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ رواﺣﺔ اﻟﺮاﻳﺔ .. ﺛﻢ ﺗﻘﺪم ﺑﻬﺎ وهﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺳﻪ .. ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺴ ﺘﻨﺰل ﻧﻔﺴ ﻪ ..وﻳﺘ ﺮدد ﺑﻌ ﺾ اﻟﺘ ﺮدد .. وﻳﻘﻮل : ﻟﺘﻨﺰﻟﻦ أو ﻟﺘﻜﺮهﻨﻪ أﻗﺴﻤﺖ ﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﻟﺘﻨﺰﻟﻨﻪ ﻣﺎﻟ ﻲ أراك إن أﺟﻠ ﺐ اﻟ ﻨﺎس وﺷ ﺪوا اﻟ ﺮﻧﺔ ﺗﻜﺮهﻴﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﺛﻢ ﻗﺎل : هﺬا ﺣﻤﺎم اﻟﻤﻮت ﻳ ﺎ ﻧﻔ ﺲ إﻻ ﺗﻘﺘﻠ ﻲ ﺗﻤﻮﺗﻲ ﻗﺪ ﺻﻠﻴﺖ إن ﺗﻔﻌﻠ ﻲ ﻓﻌﻠﻬﻤﺎ وﻣ ﺎ ﺗﻤﻨ ﻴﺖ ﻓﻘ ﺪ أﻋﻄ ﻴﺖ هﺪﻳﺖ ﺛﻢ ﻧﺰل ..ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰل أﺗﺎﻩ اﺑﻦ ﻋﻢ ﻟﻪ ﺑﻌﺮق ﻣﻦ ﻟﺤﻢ .. ﺷﺪ ﺑﻬﺬا ﺻﻠﺒﻚ ..ﻓﺈﻧﻚ ﻗﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﻓﻲ أﻳﺎﻣﻚ هﺬﻩ ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺖ .. ﻓﺄﺧ ﺬﻩ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪﻩ ﻓﺎﻧ ﺘﻬﺶ ﻣ ﻨﻪ ﻧﻬﺸ ﺔ ..ﺛ ﻢ ﺳ ﻤﻊ اﻟﺤﻄﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﺎس .. ﻓﻘ ﺎل :وأﻧ ﺖ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ! ﻓﺄﻟﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ..ﺛﻢ أﺧﺬ ﺳﻴﻔﻪ ﺛﻢ ﺗﻘﺪم .. ﻓﻘﺎﺗﻞ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻞ .. τ ﻓ ﻮﻗﻌﺖ اﻟﺮاﻳﺔ ..واﺿﻄﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ..واﺑﺘﻬﺞ
93
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﻟﻜﺎﻓﺮون .. واﻟﺮاﻳﺔ ﺗﻄﺆهﺎ اﻟﺨﻴﻞ ..وﻳﻐﻠﻮهﺎ اﻟﻐﺒﺎر .. ﻓﺄﻗﺒﻞ اﻟﺒﻄﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ أرﻗﻢ .. ﺛﻢ رﻓﻌﻬﺎ ..وﺻﺎح .. ﻳ ﺎ ﻣﻌﺎﺷ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ..ه ﺬﻩ اﻟ ﺮاﻳﺔ .. ﻓﺎﺻﻄﻠﺤﻮا ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻣﻨﻜﻢ .. ﻓﺘﺼﺎﻳﺢ ﻣﻦ ﺳﻤﻌﻪ وﻗﺎﻟﻮا :أﻧﺖ ..أﻧﺖ .. ﻗﺎل :ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﻔﺎﻋﻞ .. ﻓﺄﺷﺎروا إﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ أﺧ ﺬ اﻟ ﺮاﻳﺔ ..ﻗﺎﺗ ﻞ ﺑﻘ ﻮة ..ﺣﺘ ﻰ إﻧ ﻪ آﺎن ﻳﻘﻮل : ق ﻓﻲ ﻳﺪي ﻳﻮم ﻣﺆﺗﺔ ﺗﺴﻌﺔ أﺳﻴﺎف ، ﻟﻘﺪ اﻧﺪ ﱠ ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻳﺪي إﻻ ﺻﻔﻴﺤﺔ ﻳﻤﺎﻧﻴﺔ .. ﺛﻢ اﻧﺤﺎز ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ..واﻧﺤﺎز اﻟﺮوم إﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮهﻢ .. ﺧﺸ ﻲ ﺧﺎﻟ ﺪ أن ﻳ ﺮﺟﻊ ﺑﺎﻟﺠ ﻴﺶ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺘﻪ ..ﻓﻴﺘﺒﻌﻬﻢ اﻟﺮوم .. ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﻮا ..ﻏﻴﺮ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺠﻴﺶ .. ﻓﺠﻌﻞ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺠﻴﺶ ..ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺧﺮة .. وﺟﻌﻞ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﺠﻴﺶ ﻣﻘﺪﻣﺔ .. وﻣ ﻦ آﺎﻧ ﻮا ﻳﻘﺎﺗﻠ ﻮن ﻓ ﻲ ﻳﻤ ﻴﻦ اﻟﺠ ﻴﺶ .. أﻣﺮهﻢ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ ﻳﺴﺎرﻩ .. وأﻣﺮ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺴﺮة أن ﻳﺬهﺒﻮا ﻟﻠﻤﻴﻤﻨﺔ .. ﻓﻠﻤﺎ اﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ..وأﻗﺒﻞ اﻟﺮوم .. ﻓ ﺈذا آ ﻞ ﺳ ﺮﻳﺔ ﻣ ﻨﻬﻢ ﺗ ﺮى راﻳ ﺎت ﺟﺪﻳ ﺪة .. ووﺟﻮه ًﺎ ﺟﺪﻳﺪة .. ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟ ﺮوم ..وﻗﺎﻟ ﻮا :ﻗ ﺪ ﺟﺎءهﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ ﻣﺪد ..ﻓﺮﻋﺒﻮا ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل .. ﻓﻘ ﺘﻞ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣﻘﺘﻠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ..وﻟﻢ ﻼ .. ﻳﻘﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻻ اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ رﺟ ً واﻧﺴ ﺤﺐ ﺧﺎﻟ ﺪ ﺑﺎﻟﺠ ﻴﺶ ..ﺁﺧ ﺮ اﻟ ﻨﻬﺎر ﻣ ﻦ ﺳ ﺎﺣﺔ اﻟﻘ ﺘﺎل ..ﺛ ﻢ واﺻ ﻞ ﻣﺴ ﻴﺮﻩ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻟﻘ ﻴﻬﻢ اﻟﺼﺒﻴﺎن ﻳﺘﺮاآﻀﻮن إﻟﻴﻬﻢ ..وﻟﻘﻴﺘﻬﻢ اﻟﻨﺴﺎء .. ﻓﺠﻌﻠ ﻮا ﻳﺤ ﺜﻮن اﻟﺘﺮاب ﻓﻲ وﺟﻮﻩ اﻟﺠﻴﺶ .. وﻳﻘﻮﻟﻮن :
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻳﺎ ﻓﺮار ..ﻓﺮرﺗﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ ρذﻟﻚ .. ﻋﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻣﺎﻣﻬﻢ إﻻ ذﻟﻚ .. وأﻧﻬﻢ ﻓﻌﻠﻮا ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻬﻢ .. ﻓﻘﺎل ρﻣﺪاﻓﻌ ًﺎ ﻋﻨﻬﻢ : ﻟﻴﺴ ﻮا ﺑﺎﻟﻔ ﺮار وﻟﻜ ﻨﻬﻢ اﻟﻜ ﺮار ..إن ﺷﺎء اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ " . ﻧﻌﻢ اﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ..وهﻢ أﺑﻄﺎل ﻣﺎﻗﺼﺮوا ..ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﺸﺮ واﻷﻣﺮ آﺎن ﻓﻮق ﻃﺎﻗﺘﻬﻢ .. إذن اﻟﺼ ﻼة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﻴﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ ..أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ اﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ اﻟﻠﻮم .. آﺎن هﺬا ﻣﻨﻬﺠﻪ εداﺋﻤ ًﺎ .. ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻜﻔ ﺎر ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ρﻗﺎدﻣ ًﺎ ﺑﺠﻴﺸﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ..دﺧﻠﻬﻢ اﻟﺮﻋﺐ .. ﻓﺄرﺳﻞ إﻟﻴﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ρﻣﻦ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ : ﻣ ﻦ دﺧ ﻞ دارﻩ وأﻏﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ .. وﻣﻦ دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻌﻮ ﺁﻣﻦ .. وﻣﻦ دﺧﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ .. ﻓﺒﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﻔﺮون ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. ρ ﻓﺎﺟ ﺘﻤﻊ ﺑﻌ ﺾ ﻓﺮﺳ ﺎن ﻗ ﺮﻳﺶ ..وأردوا أن ﻳﺤﺎرﺑﻮا ..ﻓﺄﺑﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻮﻣﻬﻢ .. ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻧﻔﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻳﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺨﻨﺪﻣﺔ .. اﺟ ﺘﻤﻊ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ..وﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ ..وﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو .. وﺟﻤﻌﻮا ﻧﺎﺳ ًﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﻨﺪﻣﺔ ﻟﻴﻘﺎﺗﻠﻮا .. وآﺎن ﺣﻤﺎس ﺑﻦ ﻗﻴﺲ .. ﻳﻌﺪ ﺳﻼﺣ ًﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﺪوم اﻟﻨﺒﻲ .. εوﻳﺼﻠﺤﻪ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ اﻣﺮأﺗﻪ :ﻟﻤﺎذا ﺗﻌﺪ ﻣﺎ أرى ؟ ﻗﺎل :ﻟﻤﺤﻤﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ !!.. آﺎﻧﺖ اﻣﺮأﺗﻪ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﻘﻮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..ﻓﻘﺎﻟﺖ :واﷲ ﻣﺎ أرى ﻳﻘﻮم ﻟﻤﺤﻤﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﺷﻲء ! ﻗﺎل :واﷲ إﻧﻲ ﻷرﺟﻮ أن أﺧﺪﻣﻚ ﺑﻌﻀﻬﻢ ..ﻳﻌﻴﻦ ﻳﺎﺳﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ وﻳﺠﻲء ﺑﻬﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﺧﺪﻣ ًﺎ .. ﺛﻢ ﻗﺎل ﻣﻔﺘﺨﺮًا : ه ﺬا ﺳ ﻼح إن ﻳﻘ ﺒﻠﻮا اﻟ ﻴﻮم ﻓﻤ ﺎ ﻟ ﻲ ﻋﻠ ﺔ آﺎﻣﻞ وأﻟﻪ وذو ﻏﺮارﻳﻦ ﺳﺮﻳﻊ اﻟﺴﻠﺔ
94
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺛﻢ ﺧﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪهﺎ ..إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ "اﻟﺨﻨﺪﻣﺔ" ..ﺣﻴﺚ اﺟﺘﻤﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﻓﻤ ﺎ ه ﻮ إﻻ أن ﻟﻘ ﻴﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ..ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﻢ ﺳﻴﻒ اﷲ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ .. ﻓﺎﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ..وﺻﺎل اﻷﺑﻄﺎل .. ﻓﻘ ﺘﻞ ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ واﺣ ﺪة ..أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﺛﻨ ﻲ ﻋﺸﺮ أو ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ..ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر .. ﻓﻠﻤﺎ رأى ﺣﻤﺎس ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ذﻟﻚ .. اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ ﺻ ﻔﻮان وﻋﻜ ﺮﻣﺔ ..ﻓ ﺈذا هﻤ ﺎ ﻳﻔﺮان إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻤﺎ .. ﻓﺎﻧﻬ ﺰم ﻣﻌﻬ ﻢ ..وذه ﺐ ﻳﻌ ﺪو إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ .. ﻓﺪﺧﻠﻪ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ .. وأﺧ ﺬ ﻳﺼ ﻴﺢ ﺑﺎﻣ ﺮأﺗﻪ ﻓ ﺰﻋ ًﺎ :أﻏﻠﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻲ ﺑﺎﺑﻲ ..ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻣﻦ دﺧﻞ دارﻩ وأﻏﻠﻖ ﺑﺎﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ !!.. ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻓﺄﻳﻦ ﻣﺎ آﻨﺖ ﺗﻘﻮل ؟ أن ﺗﻬﺰﻣﻬﻢ .. وﺗﺨﺪﻣﻨﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ !!.. ﻓﻘﺎل : إﻧ ﻚ ﻟ ﻮ ﺷ ﻬﺪت ﻳ ﻮم اﻟﺨ ﻨﺪﻣﺔ إذ ﻓ ﺮ ﺻﻔﻮان وﻓﺮ ﻋﻜﺮﻣﺔ واﺳ ﺘﻘﺒﻠﺘﻬﻢ وأﺑ ﻮ ﻳ ﺰﻳﺪ ﻗ ﺎﺋﻢ آﺎﻟﻤ ﺆﺗﻤﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮف اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻳﻘﻄﻌ ﻦ آ ﻞ ﺳ ﺎﻋﺪ وﺟﻤﺠﻤ ﺔ ﺿ ﺮﺑ ًﺎ ﻓ ﻼ ﻳﺴﻤﻊ إﻻ ﻏﻤﻐﻤﺔ ﻟﻬ ﻢ ﻧﻬ ﻴﺖ ﺧﻠﻔﻨﺎ وهﻤﻬﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﻄﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻠﻮم أدﻧﻰ آﻠﻤﺔ ﺻ ﺤﻴﺢ ..ﻟ ﻮ رأت اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻣﺎ رأى ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻘﺘﺎل ..ﻣﺎ ﻧﻄﻘﺖ ﻓﻲ ﻟﻮﻣﻪ آﻠﻤﺔ .. وﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ .. ﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εﻣﻜ ﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ..ﻓﻘ ﺪ آﺎن ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺤﺮام ..ﻓﻘﺎﺗﻞ ﻗﺘﺎ ًﻻ ﻳﺴﻴﺮًا .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :إن اﷲ ﺣ ﺮم ه ﺬا اﻟ ﺒﻠﺪ ﻳ ﻮم ﺧﻠ ﻖ اﻟﺴ ﻤﻮات واﻷرض ..وإﻧﻤ ﺎ ﺣ ﱠﻞ ﻟ ﻲ ﺳ ﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻧﻬﺎر " .. ﻓﻘ ﻴﻞ ﻟ ﻪ :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..أﻧ ﺖ ﺗﻨﻬ ﻰ ﻋ ﻦ اﻟﻘ ﺘﻞ ..وه ﺬا ﺧﺎﻟ ﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻓﻲ آﺘﻴﺒﺘﻪ .. ﻳﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻟﻘﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ؟
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻘ ﺎل " : ρﻗ ﻢ ﻳ ﺎ ﻓﻼن ..ﻓﺄت ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ .. ﻓﻘﻞ ﻟﻪ :ﻓﻠﻴﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ " . ه ﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ اﻵن ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮب .. وأن اﻟﻨﺒﻲ εأﻣﺮهﻢ ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻟﺌﻼ ﻳﻘ ﺘﻠﻮا ..ﻓﻤ ﻦ آﺎن ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﺘﻪ اﺳﺘﺤﻖ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ .. ﻓﻔﻬ ﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﻮل اﻟﻨﺒ ﻲ : ρﻳ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺘﻞ .. أي ﻳﻘ ﺘﻞ آ ﻞ ﻣ ﻦ وﻗ ﻒ أﻣﺎﻣ ﻪ ..ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻩ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻞ !!.. ﻓﺄﺗ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺧﺎﻟ ﺪًا ﻓﺼ ﺎح ﺑ ﻪ :ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟ ﺪ ..إن رﺳﻮل اﷲ .. ρﻳﻘﻮل :اﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺪرت ﻋﻠﻴﻪ ! ﻓﻘﺘﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺳﺒﻌﻴﻦ إﻧﺴﺎﻧ ًﺎ .. ﻓﺄﺗ ﻲ رﺟ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρﻗﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..هﺬا ﺧﺎﻟﺪ ﻳﻘﺘﻞ .. ﻓﻌﺠﺐ اﻟﻨﺒﻲ .. ρآﻴﻒ ﻳﻘﺘﻞ وﻗﺪ ﻧﻬﺎﻩ ..؟! ﻓﺄرﺳ ﻞ إﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﻟﻴﺄﺗﻴﻪ ..ﻓﺄﺗﺎﻩ ..ﻓﻘﺎل " : εأﻟﻢ أﻧﻬﻚ ﻋﻦ اﻟﻘﺘﻞ ؟ " ﻓﻌﺠ ﺐ ﺧﺎﻟ ﺪ وﻗ ﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﺟﺎءﻧﻲ ﻓﻼن ﻓﺄﻣﺮﻧﻲ أن أﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺪرت ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﺄرﺳ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ρإﻟ ﻰ ذاك اﻟ ﺮﺟﻞ ..ﻓﺠ ﺎء ورأى ﺧﺎﻟﺪًا ..ﻓﻘﺎل ﻟﻪ " : εأﻟﻢ أﻗﻞ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ ؟" ﻓ ﺄدرك اﻟﺮﺟﻞ ﺧﻄﺄﻩ ..ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ اﻧﺘﻬﻰ ..ﻓﻘﺎل : ت أﻣ ﺮًا ..وأراد اﷲ أﻣ ﺮًا .. ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..أرد ﱠ ﺖ إﻻ اﻟﺬي ﻓﻜﺎن أﻣ ُﺮ اﷲ ﻓﻮق أﻣﺮك ..وﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌ ُ آﺎن .. ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺒﻲ ρوﻣﺎ ر ﱠد ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻣ ﻦ ﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﻴﺮة اﻟﺤ ﻴﺎة ..وﺟ ﺪ ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ ﻇﺎهﺮًا .. أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺸ ﺨﺺ ﻗ ﺪ ﻓﻌﻞ أﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ .. رآ ﺒﺖ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ..ﻓﺈذا ﻗﻴﺎدﺗﻪ ﺟﻴﺪة .. وآ ﻨﺖ أﻋﻠ ﻢ أﻧﻪ وﻗﻊ ﻟﻪ ﺣﺎدث ﺗﺼﺎدم ﻗﺒﻞ اﺳﺒﻮع .. ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻪ :أﻻﺣﻆ أن ﻗﻴﺎدﺗﻚ ﺟﻴﺪة ..ﻓﻠﻤﺎذا ﺻﺪﻣﺖ ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮع ؟! ﻗﺎل :آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن أﺻﺪم !!
95
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗﻠﺖ ﻋﺠﺒ ًﺎ !! ﻗ ﺎل :ﻧﻌ ﻢ ..آ ﺎن ﻻ ﺑ ﺪ أن أﺻ ﺪم ..أﺗﺪري ﻟﻤﺎذا ؟ ﻗﻠﺖ :ﻟﻤﺎذا ؟! ﻗﺎل : أﻗﺒﻠﺖ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺮ ..وآﻨﺖ ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﺈذا اﻟﺴﻴﺎرات أﻣﺎﻣﻲ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﺻﻔﻮﻓ ًﺎ .. ﻻ أدري ﻣﺎ اﻟﺴﺒﺐ ..ﺣﺎدث ﻓﻲ اﻷﻣﺎم ..أو ﻧﻘﻄ ﺔ ﺗﻔﺘ ﻴﺶ ..ﻻ أدري ..اﻟﻤﻬ ﻢ أﻧ ﻲ ﺗﻔﺎﺟﺎت ﺑﻬﺎ .. آ ﺎن أﻣﺎﻣ ﻲ أرﺑﻌ ﺔ ﻣﺴ ﺎرات آﻠﻬ ﺎ ﻣﻠﻴ ﺌﺔ ﺑﺎﻟﺴ ﻴﺎرات ..وآ ﻨﺖ ﻣﺨﻴ ﺮًا ﺑﻴﻦ أن أﻧﺤﺮف ﻋ ﻨﻬﺎ آﻠﻬ ﺎ وأﺳ ﻘﻂ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﺠﺴ ﺮ ..أو أﻣﺴ ﻚ ﻓ ﺮاﻣﻞ ﺑﺄﻗ ﻮى ﻣ ﺎ أﺳ ﺘﻄﻴﻊ وﻋ ﻨﺪهﺎ ﺳﺘﻠﻌﺐ ﺑﻲ اﻟﺴﻴﺎرة ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ .. أو اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺜﺎﻟﺚ ..وهﻮ أهﻮﻧﻬﺎ .. ﻗﻠﺖ :وﻣﺎ هﻮ ؟! ﻗ ﺎل :أن أﺻ ﺪم إﺣ ﺪى اﻟﺴ ﻴﺎرات اﻷرﺑ ﻊ اﻟﻮاﻗﻔﺔ أﻣﺎﻣﻲ .. ﺿﺤﻜﺖ ..وﻗﻠﺖ ..هﺎﻩ وﻣﺎذا ﻓﻌﻠﺖ ؟ ﻗ ﺎل :ﺧﻔﻔ ﺖ ﺳ ﺮﻋﺘﻲ ﻗ ﺪر اﺳ ﺘﻄﺎﻋﺘﻲ .. واﺧﺘﺮت أرﺧﺺ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺘﻲ أﻣﺎﻣﻲ ..و ..و ..ﺻﺪﻣﺘﻬﺎ .. ﻓﻜ ﺮت ﻓ ﻴﻤﺎ ﻗ ﺎل ..ﻓ ﺮأﻳﺖ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ اﻟﻠ ﻮم آﺜﻴ ﺮًا ..وذﻟ ﻚ أن اﻻﺧﺘ ﻴﺎرات اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧﺖ أﻣﺎﻣﻪ ﻣﺤﺪودة .. ﻳﻌﻨ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ ﺣ ﻞ .. ﺷ ﺨﺺ أﺑ ﻮﻩ ﻋﺼ ﺒﻲ ..ﻧﺼ ﺤﻪ ﺑﺠﻤ ﻴﻊ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ..ﻣﺎ ﻧﻔﻊ ..ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ ؟ ﻟﻔﺘﺔ .. ﺿﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻤﻠﻮم وﻓﻜﺮ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ..ﺛﻢ اﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ .. 39.ﺗﺄآﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ .. آ ﺎن واﺿ ﺤ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻧﺒ ﺮة ﺻﻮﺗﻪ ﻟﻤﺎ اﺗﺼﻞ ﺑﻲ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..أﻧﻪ آﻦ ﻏﻀﺒﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜﺘﻢ ﻏﻴﻈﻪ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع .. ﻟﻴﺴﺖ هﺬﻩ هﻲ اﻟﻨﺒﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮدت ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻬﺪ .. ﺷﻌﺮت أن ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﺑ ﺪأ آﻼﻣ ﻪ ..ﻣ ﺘﺤﺪﺛ ًﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻔ ﺘﻦ وﺗﻌ ﺮض اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬﺎ .. ﺛ ﻢ اﺣ ﺘﺪت اﻟﻨﺒ ﺮة ..وﺟﻌ ﻞ ﻳﻜ ﺮر :أﻧﺖ داﻋﻴﺔ .. وﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ ..وأﻓﻌﺎﻟﻚ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻚ .. ﻗﻠ ﺖ :أﺑ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻟﻴ ﺘﻚ ﺗ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻣﺒﺎﺷﺮة .. ﻗﺎل :اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ﻟﺘﻲ أﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ..وﻗﻠﺖ .. ﺗﻌﺠﺒﺖ ..ﻗﻠﺖ :ﻣﺘﻰ آﺎن ذﻟﻚ ؟ ﻗﺎل :ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ .. ﻗﻠﺖ :ﻟﻢ أذهﺐ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ .. ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ ..وﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ آﺬا .. ﺛ ﻢ ﺗﺒ ﻴﻦ ﻟ ﻲ أن ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ..ﺑﻠﻐﺘﻪ إﺷﺎﻋﺔ ﻓﺼﺪﻗﻬﺎ ..وﺑﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻰ أﺳﺎﺳ ﻬﺎ ﻣﻨﺎﺻ ﺤﺘﻪ ..وﻣ ﻮﻗﻔﻪ .. وآﻼﻣﻪ .. ﺻ ﺤﻴﺢ أﻧﻨ ﻲ ﻻ أزال أﺣ ﺒﻪ ..ﻟﻜ ﻦ ﻧﻈﺮﺗ ﻲ إﻟ ﻴﻪ ﻗﺼ ﺮت ..ﻷﻧﻨ ﻲ اآﺘﺸﻔﺖ أﻧﻪ ﻣﺘﺴﺮع ..وﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ) ﻳﻄﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺠّﺔ ( !!.. آ ﻢ ه ﻢ أوﻟ ﺌﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺒ ﻨﻮن ﻣ ﻮاﻗﻔﻬﻢ وﻧﻈ ﺮاﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ إﺷﺎﻋﺎت .. ﻗﻠ ﻴﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺄﺗ ﻴﻚ ﻣﻨﺎﺻ ﺤ ًﺎ ..ﻟﻴﻜﺘﺸ ﻒ ﺑﻌﺪهﺎ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺠﺮي وراء إﺷﺎﻋﺔ .. وآﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﺗﻨﻄ ﺒﻊ ه ﺬﻩ اﻹﺷﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ .. وﻳﻜﻮّن ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﺗﺼﻮرﻩ ﻋﻨﻚ ..وهﻲ آﺬﺑﺔ .. أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﺸﺎع أن ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﻌﻞ آﺬا وآﺬا .. ﻓﻸﺟ ﻞ أن ﺗﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﻘ ﺪرك ﻋ ﻨﺪﻩ ..ﺗﺄآ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺨﺒﺮ ﻗﺒﻞ اﻟﻜﻼم ﻋﻨﻪ .. وهﺬا ﻣﻨﻬﺞ اﻟﻨﺒﻲ .. ε أﺗﻰ رﺟﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ .. ρﻓﻨﻈﺮ اﻟﻨﺒﻲ εإﻟﻴﻪ .. ﻓ ﺈذا رﺟ ﻞ رث اﻟﻬﻴ ﺌﺔ ..ﻣﻐﺒ ﺮ اﻟﺸ ﻌﺮ ..ﻓ ﺄراد ρ أن ﻳﻨﺼ ﺤﻪ ﻟﻴﺼ ﻠﺢ ﻣ ﻦ هﻴﺌ ﺘﻪ ..ﻟﻜ ﻨﻪ ﺧﺸ ﻲ أن ﻼ ..ﻟﻴﺲ ذا ﻣﺎل .. ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮًا أﺻ ً ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :هﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺎل ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :ﻣﻦ أي اﻟﻤﺎل ..؟
96
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗ ﺎل :ﻣ ﻦ آﻞ اﻟﻤﺎل ..ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ..واﻟﺮﻗﻴﻖ ..واﻟﺨﻴﻞ ..واﻟﻐﻨﻢ .. ﻗﺎل :ﻓﺈذا ﺁﺗﺎك اﷲ ﻣﺎ ًﻻ ..ﻓﻠﻴُﺮ ﻋﻠﻴﻚ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﺗﻨ ﺘﺞ إﺑ ﻞ ﻗ ﻮﻣﻚ ﺻ ﺤﺎح ﺁذاﻧﻬ ﺎ .. ﻓﺘﻌﻤﺪ إﻟﻰ اﻟﻤﻮﺳﻰ ..ﻓﺘﻘﻄﻊ ﺁذاﻧﻬﺎ .. ﻓ ﺘﻘﻮل :ه ﺬﻩ ﺑﺤﻴ ﺮة ..وﺗﺸ ﻘﻬﺎ ..أو ﺗﺸﻖ ﺟﻠﻮدهﺎ .. وﺗﻘ ﻮل :ه ﺬﻩ ﺻﺮم ..ﻓﺘﺤﺮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ وﻋﻠﻰ أهﻠﻚ .. ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗ ﺎل :ﻓ ﺈن ﻣ ﺎ أﻋﻄ ﺎك اﷲ ﻟﻚ ﺣﻞ ..ﻣﻮﺳﻰ )(47 اﷲ أﺣﺪ .. وﻓ ﻲ ﻋ ﺎم اﻟﻮﻓ ﻮد ..آﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﺄﺗﻲ ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ..وﻳ ﺒﺎﻳﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρوﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺄﺗﻲ آﺎﻓﺮًا ..وﻳﺴﻠﻢ أو ﻳﻌﺎهﺪ .. ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ρﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ..إذ ﺼﺪِف ..وهﻢ ﺑﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ راآﺒﺎ ﺟ ﺎء وﻓﺪ اﻟ ّ ..ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﺒﻲ .. ρﻓﺠﻠﺴﻮا و ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻤﻮا .. ﻓﺴﺄﻷهﻢ " :أﻣﺴﻠﻤﻮن أﻧﺘﻢ ؟ " ﻗﺎﻟﻮا :ﻧﻌﻢ ..ﻗﺎل " :ﻓﻬﻼ ﺳﻠﻤﺘﻢ ؟ " .. ﻓﻘﺎﻣ ﻮا ﻗ ﻴﺎﻣ ًﺎ ﻓﻘﺎﻟ ﻮا :اﻟﺴ ﻼم ﻋﻠ ﻴﻚ أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺒﻲ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮآﺎﺗﻪ .. ﻓﻘ ﺎل " :وﻋﻠ ﻴﻜﻢ اﻟﺴ ﻼم ..اﺟﻠﺴ ﻮا " .. ﻓﺠﻠﺴ ﻮا ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﻮﻩ ρﻋ ﻦ أوﻗ ﺎت اﻟﺼﻠﻮات .. وﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻤﺮ .. τﺗﻮﺳﻌﺖ ﺑﻼد اﻹﺳﻼم .. ﻓﻌ ﻴﻦ ﻋﻤ ﺮ ﺳ ﻌﺪ ﺑ ﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص أﻣﻴﺮًا ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻮﻓﺔ .. آ ﺎن أه ﻞ اﻟﻜ ﻮﻓﺔ ﺣﻴ ﻨﺬاك ﻣﺸ ﺎﻏﺒﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ وﻻﺗﻬﻢ .. أرﺳ ﻞ ﻧﻔ ﺮ ﻣﻨﻬﻢ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ τ ..ﻳﺸﺘﻜﻮن إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻌﺪ .. وذآ ﺮوا ﻋ ﻴﻮﺑ ًﺎ آﺜﻴ ﺮة ..ﺣﺘ ﻰ إﻧﻬ ﻢ ﻗﺎﻟ ﻮا : وﻻ ﻳﺤﺴﻦ أن ﻳﺼﻠﻲ !!
) ( 47
أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﺎآﻢ وﺻﺤﺢ إﺳﻨﺎدﻩ .
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮأ ﻋﻤﺮ اﻟﻜﺘﺎب ..ﻟﻢ ﻳﺘﺴﺮع ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﻗﺮار .. وﻻ آﺘﺎﺑﺔ ﻧﺼﻴﺤﺔ .. وإﻧﻤ ﺎ أرﺳ ﻞ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻜ ﻮﻓﺔ ﻣﻌ ﻪ آﺘﺎب إﻟﻰ ﺳﻌﺪ .. وأﻣﺮﻩ أن ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻊ ﺳﻌﺪ وﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ .. ﺟﻌ ﻞ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﺔ ﻳﺼ ﻠﻲ ﻣ ﻊ ﺳ ﻌﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ..وﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎس ﻋﻦ ﺳﻌﺪ .. وﻟ ﻢ ﻳ ﺪع ﻣﺴ ﺠﺪ إﻻ ﺳﺄل ﻋﻨﻪ ..وﻻ ﻳﺬآﺮون ﻋﻦ ﺳﻌﺪ إﻻ ﻣﻌﺮوﻓ ًﺎ .. ﺣﺘﻰ دﺧﻼ ﻣﺴﺠﺪًا ﻟﺒﻨﻲ ﻋﺒﺲ .. ﻓﻘ ﺎم ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﺔ ..وﺳ ﺄل اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ أﻣﻴﺮهﻢ ﺳﻌﺪ ؟؟ ﻓﺄﺛﻨﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻴﺮًا .. ﻓﻘﺎل ﻣﺤﻤﺪ :أﻧﺸﺪآﻢ ﺑﺎﷲ ..هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻮن ﻣﻨﻪ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ؟ ﻗﺎﻟﻮا :ﻻ ﻧﻌﻠﻢ إﻻ ﺧﻴﺮًا .. ﻓﻜﺮر ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﺆال .. ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﺎم رﺟﻞ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ ..اﺳﻤﻪ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻗﺘﺎدة ..ﻓﻘﺎل : أﻣﺎ إذ ﻧﺸﺪﺗﻨﺎ ﺑﺎﷲ ..ﻓﺎﺳﻤﻊ : إن ﺳ ﻌﺪًا آ ﺎن ﻻ ﻳﺴ ﻴﺮ ﺑﺎﻟﺴ ﻮﻳﺔ ..وﻻ ﻳﻌ ﺪل ﻓ ﻲ اﻟﻘﻀﻴﺔ .. ﻓﻌﺠﺐ ﺳﻌﺪ وﻗﺎل :أﻧﺎ آﺬﻟﻚ ؟ ﻗﺎل اﻟﺮﺟﻞ ﻧﻌﻢ .. ﻓﻘﺎل ﺳﻌﺪ :أﻣﺎ واﷲ ﻷدﻋﻮن ﺑﺜﻼث : اﻟﻠﻬ ﻢ إن آ ﺎن ﻋ ﺒﺪك ه ﺬا آﺎذﺑ ًﺎ ..وﻗ ﺪ ﻗ ﺎم رﻳ ﺎء وﺳﻤﻌﺔ .. اﻟﻠﻬﻢ ﻓـ : أﻃﻞ ﻋﻤﺮﻩ .. وأﻃﻞ ﻓﻘﺮﻩ .. وﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﻔﺘﻦ .. ﺛﻢ ﺧﺮج ﺳﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. وﻣﻀﻰ إﻟﻰ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻣﺎت ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺴﻨﻮات .. أﻣﺎ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻼ زاﻟﺖ دﻋﻮة ﺳﻌﺪ ﺗﻼﺣﻘﻪ .. ﺣﺘ ﻰ آﺒ ﺮت ﺳ ﻨﻪ ..ورق ﻋﻈﻤ ﻪ ..واﺣ ﺪودب ﻇﻬﺮﻩ .. وﻃﺎل ﻋﻤﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻣﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ..واﺷﺘﺪ ﻓﻘﺮﻩ ..
97
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻜ ﺎن ﻳﺠﻠ ﺲ وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎس .. وﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﺣﺎﺟﺒﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻜﺒﺮ ..ﻓ ﺈذا ﻣ ﺮت ﺑ ﻪ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻣ ﺪ ﻳ ﺪﻩ ﻳﻐﻤ ﺰهﻦ وﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﻦ .. ﻓﻜ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳﺼ ﻴﺤﻮن ﺑ ﻪ ..وﻳﺴ ﺒﻮﻧﻪ .. ﻓﻴﻘﻮل : وﻣﺎذا أﻓﻌﻞ !! ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ﻣﻔﺘﻮن ..أﺻﺎﺑﺘﻨﻲ دﻋﻮة اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص .. ﺣﺪﻳﺚ .. ﺑﺌﺲ ﻣﻄﻴﺔ اﻟﺮﺟﻞ زﻋﻤﻮا ..وآﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮء إﺛﻤًﺎ أن ﻳﺤﺪث ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ .. 40.اﺟﻠﺪﻧﻲ ﺑﺮﻓﻖ !! ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ آﻼم ﻋﺪ ُم اﻟﻠﻮم أﺑﺪًا .. ﺑﻠﻰ ..ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺘﺎج ﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻣﺘﻜﺮرة أن ﺗﻠﻮم اﻵﺧﺮﻳﻦ ..وﻟﺪك ..زوﺟﺘﻚ ..ﺻﺪﻳﻘﻚ .. ﻼ ..أو اﺳﺘﺨﺪام ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄﺟﻴﻠﻪ ﻗﻠﻴ ً أﺳﺎﻟﻴﺐ أﺧﻒ .. دع اﻟﻤﻠﻮم ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻤﺎء وﺟﻬﻪ .. ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﻓ ﺘﺢ εﻣﻜ ﺔ ..وﻗ ﺪ ﻗ ﻮي ﺷ ﺄﻧﻪ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻌﺮب .. وآﺜﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻮن ﻓﻲ اﻹﺳﻼم .. ﻏ ﺰا εﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﺣﻨﻴ ﻨ ًﺎ ..ﻓﺠ ﺎء اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺻﻔﻮف ..ﻓﺼﻔﺖ اﻟﺨﻴﻞ .. ﺛ ﻢ ﺻ ﻔﺖ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠ ﺔ ..ﺛ ﻢ ﺻ ﻔﺖ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻣ ﻦ وراء ذﻟﻚ .. ﺛﻢ ﺻﻔﺖ اﻟﻐﻨﻢ ..ﺛﻢ اﻟﻨﻌﻢ .. واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺑﺸ ﺮ آﺜﻴ ﺮ ..ﻗ ﺪ ﺑﻠﻐ ﻮا اﺛﻨ ﻲ ﻋﺸﺮ أﻟﻔ ًﺎ .. وآ ﺎن اﻟﻤﺸﺮآﻮن ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻮا إﻟﻰ وادي ﺣﻨﻴﻦ ..واﺧﺘ ﺒﺄت آ ﺘﺎﺋﺐ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺟﺎﻧﺒ ﻴﻪ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺼﺨﻮر .. ﻓﻤ ﺎ هﻮ إﻻ أن اﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ..ودﺧﻠﺖ ﺟﻤﻮع اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻮادي .. ﺣﺘ ﻰ ﺗﻔﺠ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻣ ﻦ آ ﻞ ﺟﺎﻧ ﺐ .. واﺿﻄﺮب اﻟﻨﺎس ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺟﻌﻠ ﺖ ﺧ ﻴﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..ﺗﻠﻮذ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﻮرهﻢ .. ﻓﻠ ﻢ ﻳﻠﺒﺜﻮا أن اﻧﻜﺸﻔﺖ ﺧﻴﻠﻬﻢ ..وآﺎن أو ُل ﻣﻦ ﻓ ﱠﺮ اﻷﻋﺮاب ..وﺗﺴﻠﻂ اﻟﻜﻔﺎر وﻇﻬﺮوا .. ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻓ ﺈذا اﻟﺠﻤ ﻮع ﺗﻔ ﺮ .. واﻟ ﺪﻣﺎء ﺗﺴ ﻴﻞ ..واﻟﺨ ﻴﻞ ﻳﻀ ﺮب ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻌﺾ .. ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺄﻣ ﺮ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﺄن ﻳﻨﺎدي :ﻳﺎ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻳﺎ ﻟﻸﻧﺼﺎر ؟ ﻓﺮﺟﻌﻮا ﺣﺘﻰ ﺛﺒﺖ ρﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ أو ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ .. ﺛﻢ ﻧﺼﺮ اﷲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..واﻧﺘﻬﻰ اﻟﻘﺘﺎل .. وﺟﻤﻌﺖ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﻨﺒﻲ .. ε ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬﻳﻦ ﻓ ﺮوا ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل ..وﺧﺎﻓﻮا ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎح واﻟﻨﺒﺎل .. ه ﻢ أول ﻣ ﻦ اﺟ ﺘﻤﻊ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻳ ﺮﻳﺪ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ .. ﺗﻌﻠﻘﺖ اﻷﻋﺮاب ..ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ρﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻪ : اﻗﺴ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﻓﻴﺌ ﻨﺎ ..اﻗﺴ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﻓﻴﺌ ﻨﺎ ..ﻳﺮﻳﺪون اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ .. ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !!..ﻳﻘﺴ ﻢ ﻓﻴ ﺌﻜﻢ ..ﻣﺘ ﻰ ﺻﺎر ﻓﻴﺆآﻢ وأﻧﺘﻢ ﻟﻢ ﺗﻘﺎﺗﻠﻮا .. آ ﻴﻒ ﺗﻄﻠ ﺒﻮن ﻣ ﻦ اﻟﻐﻨ ﻴﻤﺔ ..وه ﻮ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺼﺮخ ﺑﻜﻢ ﻟﺘﻌﻮدوا وأﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﺠﻴﺒﻮن !!.. ﻟﻜ ﻨﻪ ρﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺪﻗ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا ..ﻓﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﺗﺴﺎوي ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﺟﻌﻠﻮا ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ وﻳﺮددون :اﻗﺴﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻴﺌﻨﺎ .. ﺣﺘ ﻰ ﺗﺰاﺣﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ ..وﺿﻴﻘﻮا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. واﺿ ﻄﺮوﻩ إﻟ ﻰ ﺷ ﺠﺮة ..ﻓﻤ ّﺮ ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟ ﺰﺣﺎم ﻣﻼﺻﻘ ًﺎ ﻟﻬﺎ .. ﻓ ﺘﻌﻠﻖ رداؤﻩ ﺑﺄﻏﺼ ﺎﻧﻬﺎ ..ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﻋﻦ ﻣﻨﻜﺒﻴﻪ ..وﺻﺎر ﺑﻄﻨﻪ وﻇﻬﺮﻩ ﻣﻜﺸﻮﻓ ًﺎ .. ﻓﻠ ﻢ ﻳﻐﻀ ﺐ ..وإﻧﻤ ﺎ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻬﻢ وﻗ ﺎل ..ﺑﻜ ﻞ هﺪووووء : أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺎس ..ردوا ﻋﻠﻲ رداﺋﻲ ..ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻮ آﺎن ﻟﻲ ﻋﺪد ﺷﺠﺮ ﺗﻬﺎﻣﺔ ..ﻧَﻌﻤ ًﺎ ﻟﻘﺴﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ .. ﺛﻢ ﻻ ﺗﺠﺪوﻧﻲ ﺑﺨﻴﻼ ..وﻻ ﺟﺒﺎﻧ ًﺎ ..وﻻ آﺬاﺑ ًﺎ .. ﻼ ﻷﻣﺴﻚ اﻷﻣﻮال ﻟﻨﻔﺴﻪ .. ﻧﻌﻢ ..ﻷﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ﺑﺨﻴ ً
98
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻟﻮ آﺎن ﺟﺒﺎﻧ ًﺎ ﻟﻔ ّﺮ ﻣﻊ اﻟﻔﺎرﻳﻦ .. وﻟﻮ آﺎن آﺬاﺑ ًﺎ ﻟﻤﺎ ﻧﺼﺮﻩ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .. ﻣﻮاﻗﻔﻪ εاﻟﺮاﺋﻌﺔ آﺜﻴﺮة .. آ ﺎن εﻳﻤﺸ ﻲ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ..ﻓﻤ ﺮ ﺑﺎﻣﺮأة ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮ ..ﻋﻠﻰ ﺻﺒﻲ ﻟﻬﺎ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ : εاﺗﻘﻲ اﷲ واﺻﺒﺮي .. وآﺎﻧ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﺑﺎآ ﻴﺔ ﻣﻬﻤ ﻮﻣﺔ ..ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺮف اﻟﻨﺒ ﻲ .. εﻓﻘﺎﻟ ﺖ :إﻟﻴﻚ ﻋﻨﻲ ..وﻣﺎ ﺗﺒﺎﻟﻲ أﻧﺖ ﺑﻤﺼﻴﺒﺘﻲ ..؟! ﻓﺴﻜﺖ اﻟﻨﺒﻲ .. εوذهﺐ وﺗﺮآﻬﺎ ..ﻓﻘﺪ أدى ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ .. وأدرك أن اﻟﻤ ﺮأة اﻵن ﻓ ﻲ وﺿ ﻊ ﻧﻔﺴ ﻲ ﻗ ﺪ ﻻ ﻳﻨﺎﺳ ﺐ أن ﻳ ﺰاد ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺼ ﺢ أآﺜ ﺮ ﻣﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ .. اﻟ ﺘﻔﺖ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ إﻟ ﻴﻬﺎ وﻗﺎﻟ ﻮا :ه ﺬا رﺳﻮل اﷲ !!.. ε ﻓ ﻨﺪﻣﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ ..وﻗﺎﻣ ﺖ ﺗﺤ ﺎول أن ﺗﻠﺤ ﻖ ﺑﺎﻟﻨﺒ ﻲ .. εﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻠﺖ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﺑﻮاﺑﻴﻦ .. ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻣﻌ ﺘﺬرة :ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻟﻢ أﻋﺮﻓﻚ ..اﻵن أﺻﺒﺮ .. ﻓﻘ ﺎل إﻧﻤ ﺎ اﻟﺼ ﺒﺮ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺼ ﺪﻣﺔ اﻷوﻟ ﻰ .. ( )48 اﻗﺘﻞ ﺑﺮﻓﻖ .. إن اﷲ آﺘﺐ اﻹﺣﺴﺎن ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷﻲء ..ﻓﺈذا ﻗﺘﻠﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا اﻟﻘﺘﻠﺔ ..وإذا ذﺑﺤﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا اﻟﺬﺑﺢ ..وﻟﻴﺤﺪ أﺣﺪآﻢ ﺷﻔﺮﺗﻪ ..وﻟﻴﺮح ذﺑﻴﺤﺘﻪ ..ﺣﺪﻳﺚ رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ِ 41.ﻓ ﱠﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎآﻞ !! ﻼ ﻓ ﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺪاﺋﻲ أﻇ ﻨﻪ ﻟ ﻮ أﺟ ﺮى ﺗﺤﻠ ﻴ ً ﻻآﺘﺸ ﻒ ﻓ ﻲ ﺟﺴ ﻤﻪ ﻋﺸ ﺮة أﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ اﻷﻣﺮاض ..أهﻮﻧﻬﺎ اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺴﻜﺮ .. آ ﺎن اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻌﺬب ﻧﻔﺴﻪ آﺜﻴﺮًا ﻷﻧﻪ ﻳﻄﺎﻟﺐ ) ( 48
رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ..داﺋﻤ ًﺎ ﺗﺠﺪﻩ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘ ًﺎ ﻣﻦ زوﺟﺘﻪ .. آﺴﺮت اﻟﺼﺤﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ .. ﻧﺴﻴﺖ آﻨﺲ اﻟﺼﺎﻟﺔ .. أﺣﺮﻗﺖ ﺛﻮﺑﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﻜﻮاة .. وأوﻻدﻩ ..ﺧﺎﻟ ﺪ إﻟﻰ اﻵن ﻟﻢ ﻳﺤﻔﻆ ﺟﺪول اﻟﻀﺮب .. وﺳﻌﺪ ..ﻟﻢ ﻳﻈﻔﺮ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﻤﺘﺎز .. وﺳﺎرة ..وهﻨﺪ .. هﺬا ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ .. أﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ زﻣﻼﺋﻪ ..ﻓﺄﻋﻈﻢ ..أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﺼﺪﻧﻲ ﻟﻤﺎ ذآﺮ ﻗﺼﺔ اﻟﺒﺨﻴﻞ !.. واﻟﺒﺎرﺣﺔ أﺑﻮ أﺣﻤﺪ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ..ﻧﻌﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ..ﻧﻌﻢ ..آﺎن ﻳﻨﻈﺮ ﻲ .. إﻟ ﱠ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﻮاﻗﻒ وﺗﻔﻜﻴﺮات هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ .. ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﻗﺎﻟ ﻮا ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺜﻞ :إن أﻃﺎﻋ ﻚ اﻟ ﺰﻣﺎن وإﻻ ﻓﺄﻃﻌﻪ .. ﻼ أذآ ﺮ أن أﻋ ﺮاﺑﻴ ًﺎ -ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ -آﺎن ﻳﺮدد ﻣﺜ ً ﺣﻔﻈ ﻪ ﻣ ﻦ ﺟ ﺪﻩ ..آ ﺎن ﻳﺴ ﻤﻌﻨﻲ إﻳ ﺎﻩ آﺜﻴ ﺮًا إذا ﺑ ﺪأت أﺗﻔﻠﺴ ﻒ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺎت ..ﻓﻜ ﺎن ﻼ ﻣ ﻦ ﺻﺪرﻩ ﺛﻢ ﻳﻘﻮل :ﻳﺎااا ﻳﺨ ﺮج زﻓﻴ ﺮًا ﻃﻮﻳﻴﻴ ﻴ ً ﺷﻴﺦ ..اﻟﻴﺪ اﻟﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪر ﺗﻠﻮﻳﻬﺎ ﺻﺎﻓﺤﻬﺎ !!.. وإذا ﺗﻔﻜ ﺮت ﻓ ﻲ ه ﺬا وﺟﺪﺗ ﻪ ﺻﺤﻴﺤ ًﺎ ..ﻓﻨﺤﻦ إذا ﻟ ﻢ ﻧﻌ ﻮد أﻧﻔﺴ ﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ وﺗﻤﺸﻴﺔ اﻷﻣﻮر .. أو ﺑﻤﻌﻨ ﻰ ﺁﺧ ﺮ اﻟﺘﻐﺎﺑ ﻲ ..وﻋ ﺪم اﻹﻏ ﺮاق ﻓ ﻲ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات واﻟﻈﻨﻮن ..وإﻻ ﻓﺴﻮف ﻧﺘﻌﺐ آﺜﻴﺮًا .. ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺒﻲ ﺑﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ..ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ اﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ وأذآ ﺮ أن ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ أﻗﺒﻞ إﻟﻰ ﺷﻴﺨﻪ ﻳﺮﻳﺪﻩ أن ﻳﺴ ﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر زوﺟﺔ ﺗﻜﻮن رﻓﻴﻘﺔ درﺑﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻤ ﺎت ..ﻓﻘ ﺎل اﻟﺸ ﻴﺦ :ﻣ ﺎ ه ﻲ اﻟﺼ ﻔﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺮﻏﺐ وﺟﻮدهﺎ ﻓﻲ زوﺟﺘﻚ ؟ ﻓﻘ ﺎل :ﻣﻨﻈ ﺮهﺎ ﺟﻤ ﻴﻞ ..وﻗ ﻮاﻣﻬﺎ ﻃ ﻮﻳﻞ .. وﺷ ﻌﺮهﺎ ﺣﺮﻳ ﺮ ..وراﺋﺤ ﺘﻬﺎ ﻋﺒﻴﺮ ..ﻟﺬﻳﺬة اﻟﻄﻌﺎم ..ﻋﺬﺑ ﺔ اﻟﻜ ﻼم ..إن ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺮﺗﻨﻲ ..وإن ﻏ ﺒﺖ ﻋ ﻨﻬﺎ ﺣﻔﻈﺘﻨ ﻲ ..ﻻ ﺗﺨﺎﻟ ﻒ ﻟﻲ أﻣﺮًا ..وﻻ أﺧﺸ ﻰ ﻣ ﻨﻬﺎ ﺷ ﺮًا ..ﻟﻬ ﺎ دﻳ ﻦ ﻳ ﺮﻓﻌﻬﺎ ..وﺣﻜﻤ ﺔ
ﺗﻨﻔﻌﻬﺎ .. وراح ﻳﺴﺮد ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻜﻤﺎل اﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء وﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻣﺮأة واﺣﺪة .. ﻓﻠﻤ ﺎ أآﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﻴﺦ ..ﻗﺎل ﻟﻪ :ﻳﺎ وﻟﺪي ..ﻋﻨﺪي ﻃﻠﺒﻚ .. ﻗﺎل :أﻳﻦ ؟ ﻗﺎل :ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﺈذن اﷲ ..أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻌﻮد ﻧﻔﺴﻚ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ .. ﻧﻌ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ﻋ ﻮد ﻧﻔﺴ ﻚ اﻟﺘﺴ ﺎﻣﺢ ..ﻻ ﺗﻌ ﺬب ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺸﺎآﻞ ﻹﺛﺎرﺗﻬﺎ .. واﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮﻟﻬﺎ .. ﻓ ﻴﻮﻣ ًﺎ ﺗﺼ ﺮخ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ ﺟﻠ ﻴﺲ :أﻧ ﺖ ﺗﻘﺼﺪﻧﻲ ﺑﻜﻼﻣﻚ ؟ وﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ وﻟ ﺪك :أﻧ ﺖ ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗﺤﺰﻧﻨﻲ ﺑﻜﺴﻠﻚ ؟ وﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ زوﺟ ﺘﻚ :أﻧ ﺖ ﺗ ﺘﻌﻤﺪﻳﻦ إهﻤﺎل ﺑﻴﺘﻚ ؟ ... وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻣﻨﻬﺞ اﻟﻨﺒﻲ .. ρاﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ..ﻓﻜﺎن ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ .. آ ﺎن ﻳ ﺪﺧﻞ ρﻋﻠ ﻰ أهﻠ ﻪ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ..ﻓ ﻲ اﻟﻀ ﺤﻰ ..وه ﻮ ﺟﺎﺋ ﻊ ..ﻓﻴﺴ ﺄﻟﻬﻢ :ه ﻞ ﻋﻨﺪآﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء ..ﻋﻨﺪآﻢ ﻃﻌﺎم .. ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن :ﻻ .. ﻓﻴﻘﻮل : ρإﻧﻲ إذا ﺻﺎﺋﻢ .. وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺼﻨﻊ ﻷﺟﻞ ذﻟﻚ ﻣﺸﺎآﻞ ..ﻣﺎ آﺎن ﻳﻘ ﻮل ِ :ﻟ َﻢ ﻟ ﻢ ﺗﺼ ﻨﻌﻮا ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ِ ..ﻟ ﻢ ﻟ ﻢ ﺗﺨﺒﺮوﻧ ﻲ ﻷﺷ ﺘﺮي ..إﻧ ﻲ إذا ﺻ ﺎﺋﻢ .. )(49 واﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ .. وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ..ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻜﻞ ﺳﻤﺎﺣﺔ .. ﻗ ﺎل آﻠ ﺜﻮم ﺑ ﻦ اﻟﺤﺼ ﻴﻦ ..آ ﺎن ﻣ ﻦ ﺧ ﻴﺎر اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .. ﻗ ﺎل :ﻏ ﺰوت ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ρﻏﺰوة ﺗﺒﻮك ..ﻓﺴ ﺮت ذات ﻟ ﻴﻠﺔ ﻣﻌ ﻪ وﻧﺤ ﻦ ﺑ ﻮادي "اﻷﺧﻀﺮ" .. أﻃﺎﻟﻮا اﻟﻤﺸﻲ ..ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻐﻠﺒﻪ اﻟﻨﻌﺎس .. وﺟﻌﻠ ﺖ ﻧﺎﻗ ﺘﻪ ﺗﻘﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﻧﺎﻗ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ε ) ( 49
99
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رواﻩ أﺑﻮ داود -ﺻﺤﻴﺢ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﻳﺴ ﺘﻴﻘﻆ ﻓﺠ ﺄة ..ﻓﻴﺒﻌﺪهﺎ ..ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻣﻦ أن ﻳﺼﻴﺐ رﺣﻞ ﻧﺎﻗﺘﻪ رﺟﻞ اﻟﻨﺒﻲ .. ε ﺣﺘ ﻰ ﻏﻠﺒ ﺘﻪ ﻋﻴ ﻨﻪ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ..ﻓﺰاﺣﻤﺖ راﺣﻠ ﺘﻪ راﺣﻠ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εوﺿ ﺮب رﺣﻠ ﻪ رﺟ ﻞ اﻟﻨﺒﻲ .. εﻓﺂﻟﻤﻪ .. ﺲ" ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ εﻣﻦ ﺣﺮ ﻣﺎ ﻳﺠﺪ " :ﺣ ّ ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ آﻠﺜﻮم ..ﻓﺎﺿﻄﺮب وﻗﺎل : ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ .. ﺳ ْﺮ .. ﺳ ْﺮ ِ .. ﻓﻘﺎل εﺑﻜﻞ ﺳﻤﺎﺣﺔ ِ : ﺳ ْﺮ ..وﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﻗﻀﻴﺔ ..ﻟﻤﺎذا ﺗﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ؟ ﻧﻌﻢ ِ : اﻟﻄﺮﻳﻖ واﺳﻊ ! ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻚ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ؟! ﻻ .. ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺐ ﻧﻔﺴﻪ ..ﺿﺮﺑﺔ رﺟﻞ ..واﻧﺘﻬﺖ .. آﺎن هﺬا أﺳﻠﻮﺑﻪ εداﺋﻤ ًﺎ .. ﺟﻠﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﻴﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ إﻟﻴﻪ اﻣﺮأة ﺑﺒﺮدة ..ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش .. ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..إﻧﻲ ﻧﺴﺠﺖ هﺬﻩ ﺑﻴﺪي .. أآﺴﻮآﻬﺎ .. ﻓﺄﺧﺬهﺎ اﻟﻨﺒﻲ .. εوآﺎن ﻣﺤﺘﺎﺟ ًﺎ إﻟﻴﻬﺎ .. وﻗ ﺎم ودﺧ ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ..ﻓﻠﺒﺴ ﻬﺎ ..ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ وهﻲ إزارﻩ .. ﻓﻘﺎل رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..اآﺴﻨﻴﻬﺎ .. ﻓﻘﺎل : εﻧﻌﻢ .. ﺛ ﻢ رﺟ ﻊ .. εﻓﺨﻠﻌﻬ ﺎ وﻃ ﻮاهﺎ ..وﻟ ﺒﺲ إزارًا ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ .. ﺛﻢ أرﺳﻞ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ .. ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻨﺎس ﻟﻠ ﺮﺟﻞ :ﻣ ﺎ أﺣﺴ ﻨﺖ ..ﺳ ﺄﻟﺘﻪ إﻳﺎه ﺎ ﻼ ؟! وﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺮد ﺳﺎﺋ ً ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ :واﷲ ﻣ ﺎ ﺳ ﺄﻟﺘﻪ ..إﻻ ﻟ ﺘﻜﻮن آﻔﻨ ﻲ ﻳﻮم أﻣﻮت .. )(50 .. ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎت اﻟﺮﺟﻞ ..آﻔﻨﻪ أهﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﺣﺘﻮاء اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺘﻌﺎﻣﻼت .. ﻗﺎم εﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺆم أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء .. ﻓ ﺪﺧﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻃﻔﻼن ..اﻟﺤﺴﻦ واﻟﺤﺴﻴﻦ .. اﺑﻨﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ .. τ ﻓﺄﻗﺒﻼ إﻟﻰ ﺟﺪهﻤﺎ رﺳﻮل اﷲ .. εوهﻮ ﻳﺼﻠﻲ .. ﻓﻜ ﺎن إذا ﺳ ﺠﺪ ..وﺛ ﺐ اﻟﺤﺴ ﻦ واﻟﺤﺴ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ) ( 50
ﻇﻬﺮﻩ .. ﻓﺈذا أراد εأن ﻳﺮﻓﻊ رأﺳﻪ ..ﺗﻨﺎوﻟﻬﻤﺎ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﺗﻨﺎو ًﻻ رﻓﻴﻘ ًﺎ .. ووﺿﻌﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮﻩ ..ﻓﺠﻠﺴﺎ ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ .. ﻓ ﺈذا ﻋ ﺎد ﻟﺴﺠﻮدﻩ ..ﻋﺎدا ﻓﻮﺛﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ .. ﺣﺘﻰ ﻗﻀﻰ εﺻﻼﺗﻪ .. ﻓﺄﺧ ﺬهﻤﺎ ﺑﻜ ﻞ رﻓﻖ ..وأﻗﻌﺪهﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻳﻪ .. ﻓﻘﺎم أﺑﻮ هﺮﻳﺮة .. τﻓﻘﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. أردﱡهﻤﺎ ..؟ ﻳﻌﻨﻲ أﻋﻴﺪهﻤﺎ ﻷﻣﻬﻤﺎ ..؟ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺠﻞ εﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .. ﻼ ..ﻓﺒﺮﻗﺖ ﺑﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء .. ﺛﻢ ﻟﺒﺚ ﻗﻠﻴ ً ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬﻤ ﺎ : εاﻟﺤﻘ ﺎ ﺑﺄﻣﻜﻤ ﺎ ..ﻓﻘﺎﻣﺎ ﻓﺪﺧﻼ )(51 ﻋﻠﻰ أﻣﻬﻤﺎ .. وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ .. ﺧ ﺮج اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ .. εﻋﻠ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ إﺣﺪى ﺻﻼﺗﻲ اﻟﻈﻬﺮ أو اﻟﻌﺼﺮ .. وهﻮ ﺣﺎﻣﻞ اﻟﺤﺴﻦ أو اﻟﺤﺴﻴﻦ .. ﻓ ﺘﻘﺪم إﻟ ﻰ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺻ ﻼﺗﻪ ..ﻓﻮﺿ ﻌﻪ ..ﺛ ﻢ آﺒﺮ ﻣﺼﻠﻴ ًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎس .. ﻓﺴﺠﺪ رﺳﻮل اﷲ εﺳﺠﺪة ..أﻃﺎﻟﻬﺎ ..ﺣﺘﻰ ﺧﺸ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ أن ﻳﻜ ﻮن ﻗ ﺪ أﺻ ﺎﺑﻪ ﺷﻲء .. ﺛﻢ رﻓﻊ ﻣﻦ ﺳﺠﻮدﻩ .. وﺑﻌ ﺪ اﻧ ﺘﻬﺎء اﻟﺼ ﻼة ..ﺳ ﺄﻟﻪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ .. ﻗﺎﻟ ﻮا :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..ﻟﻘ ﺪ ﺳ ﺠﺪت ﻓ ﻲ ﺻ ﻼﺗﻚ ه ﺬﻩ ﺳ ﺠﺪة ﻣ ﺎ آ ﻨﺖ ﺗﺴ ﺠﺪهﺎ !!.. أﺷﻲء أﻣﺮت ﺑﻪ ؟ أو آﺎن ﻳﻮﺣﻰ إﻟﻴﻚ ؟ ﻓﻘ ﺎل : εآ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ..وﻟﻜ ﻦ اﺑﻨ ﻲ ارﺗﺤﻠﻨ ﻲ ..ﻓﻜ ﺮهﺖ أن أﻋﺠﻠ ﻪ ..ﺣﺘ ﻰ ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ .. (52) .. ودﺧ ﻞ εﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠﻰ أم هﺎﻧﺊ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ .. τوآﺎن ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ .. ﻓﻘﺎل :هﻞ ﻋﻨﺪك ﻣﻦ ﻃﻌﺎم ﻧﺄآﻠﻪ ؟ ) ( 51 ) ( 52
رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري
100
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رواﻩ أﺣﻤﺪ وﻗﺎل اﻟﻬﻴﺜﻤﻲ :رﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎت اﻟﺤﺎآﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :ﻟ ﻴﺲ ﻋ ﻨﺪي إﻻ آﺴ ﺮ ﻳﺎﺑﺴ ﺔ ..وإﻧ ﻲ ﻷﺳﺘﺤﻲ أن أﻗﺪﻣﻬﺎ إﻟﻴﻚ .. ﻓﻘﺎل :هﻠﻤﻲ ﺑﻬﻦ .. ﻓﺄﺗ ﺘﻪ ﺑﻬ ﻦ ..ﻓﻜﺴ ﺮهﻦ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎء ..وﺟﺎءت ﺑﻤﻠﺢ ﻓﺬرﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﺠﻌﻞ .. εﻳﺄآﻞ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ ﻣﺨﻠﻮﻃ ًﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء .. ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أم هﺎﻧﺊ وﻗﺎل :هﻞ ﻣﻦ إدام ؟ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪي ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إﻻ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ "ﺧ ﱟﻞ" .. ﻓﻘﺎل :هﻠﻤﻴﻪ .. ﻓﺠﺎءﺗﻪ ﺑﻪ ..ﻓﺼﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ ..ﻓﺄآﻞ ﻣﻨﻪ .. ﺛ ﻢ ﺣﻤ ﺪ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟﻞ ..ﺛﻢ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ اﻹدام اﻟﺨﻞ ).. (53 ﻧﻌ ﻢ ..آ ﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ آﻤﺎ هﻲ ..ﻳﺘﻘﺒﻞ اﻷﻣﻮر ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ هﻲ ﻋﻠﻴﻪ .. وﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﺤﺞ .. ﺧ ﺮج εﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ..ﻓﻨ ﺰﻟﻮا ﻣﻨ ﺰ ًﻻ ..ﻓ ﺬهﺐ اﻟﻨﺒﻲ εﻓﻘﻀﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ .. ﺛﻢ ﺟﺎء إﻟﻰ ﺣﻮض ﻣﺎء ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻣﻨﻪ .. ﺛﻢ ﻗﺎم εﻟﻴﺼﻠﻲ .. ﺟ ﺎء ﺟﺎﺑ ﺮ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ .. τﻓﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ ﻳﺴ ﺎر رﺳﻮل اﷲ .. εوآﺒّﺮ ﻣﺼﻠﻴ ًﺎ ﻣﻌﻪ .. ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻨﺒﻲ εﺑﻴﺪﻩ ..ﻓﺄدارﻩ ﺣﺘﻰ أﻗﺎﻣﻪ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ .. وﻣﻀﻴﺎ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻬﻤﺎ .. ﻓﺠﺎء ﺟﺒﺎر ﺑﻦ ﺻﺨﺮ .. τﻓﺘﻮﺿﺄ .. ﺛﻢ أﻗﺒﻞ ﻓﻘﺎم ﻋﻦ ﻳﺴﺎر رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﺄﺧ ﺬ εﺑﺄﻳ ﺪﻳﻬﻤﺎ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ – ﺑﻜ ﻞ ه ﺪوء -ﻓ ﺪﻓﻌﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ أﻗﺎﻣﻬﻤﺎ ﺧﻠﻔﻪ ).. (54 وﻓﻲ ﻳﻮم آﺎن εﺟﺎﻟﺴ ًﺎ .. ﻓﺄﻗﻠ ﺒﺖ إﻟ ﻴﻪ أم ﻗﻴﺲ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﺼﻦ ﺑﺎﺑﻦ ﻟﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻮﻻدة ..ﻟﻴﺤﻨﻜﻪ وﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ .. ﻓﺄﺧﺬﻩ εﻓﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻩ ..ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ اﻟﺼﻐﻴﺮ أن ﺑﺎل ﻓﻲ ﺣﺠﺮ اﻟﻨﺒﻲ .. εوﺑﻠﻞ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺒﻮل .. ) ( 53 اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ) ( 54رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ
ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰد اﻟﻨﺒ ﻲ εﻋﻠﻰ أن دﻋﺎ ﺑﻤﺎء ﻓﻨﻀﺤﻪ ﻋﻠﻰ أﺛﺮ اﻟﺒﻮل ).. (55 واﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ..ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ..وﻟﻢ ﻳﻌﺒﺲ .. ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻧﻌ ﺬب ﻧﺤﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ وﻧﺼﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺔ ﻗ ﺒﺔ ..ﻟ ﻴﺲ ﺷ ﺮﻃ ًﺎ أن ﻳﻜ ﻮن آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﻘ ﻊ ﺣﻮﻟﻚ ﻣﺮﺿﻴ ًﺎ ﻟﻚ .. %100 وإن ﺗﺠﺪ ﻋﻴﺒ ًﺎ ﻓﺴ ﱠﺪ اﻟﺨﻠﻼ ﺟﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻋﻴﺐ ﻓﻴﻪ وﻋﻼ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺤ ﺮق أﻋﺼ ﺎﺑﻪ ..وﻳﻜﺒ ﺮ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ..وﺑﻌﺾ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت آﺬﻟﻚ .. ورﺑﻤﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺪرﺳﻴﻦ واﻟﻤﺪرﺳﺎت آﺬﻟﻚ .. وﻻ ﺗﻔﺘﺶ ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺨﻔﻴﺔ .. وآ ﻦ ﺳ ﻤﺤ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﺒﻮل أﻋ ﺬار اﻵﺧ ﺮﻳﻦ .. ﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺘﺬرون إﻟ ﻴﻚ ﺣﻔﺎﻇ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻣﻌﻚ ..ﻻ ﻷﺟﻞ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ .. اﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎذﻳﺮ ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻣﻌﺘﺬرًا إن ﺑ ﱠﺮ ﻋﻨﺪك ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎل أو ﻓﺠﺮا ﻓﻘﺪ أﻃﺎﻋﻚ ﻣﻦ ﻳﺮﺿﻴﻚ ﻇﺎهﺮﻩ وﻗﺪ أﺟﻠّﻚ ﻣﻦ ﻳﻌﺼﻴﻚ ﻣﺴﺘﺘﺮًا واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. εوﻗﺪ رﻗﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻳﻮﻣ ًﺎ .. وﺧﻄ ﺐ ﺑﺄﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﺮﻓﻊ ﺻ ﻮﺗﻪ ﺣﺘ ﻰ أﺳ ﻤﻊ اﻟﻨﺴ ﺎء اﻟﻌﻮاﺗ ﻖ ﻓ ﻲ ﺧ ﺪورهﺎ داﺧﻞ ﺑﻴﻮﺗﻬﻦ !!.. ﻓﻘ ﺎل : εﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻣ ﻦ ﺁﻣ ﻦ ﺑﻠﺴ ﺎﻧﻪ وﻟ ﻢ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻹﻳﻤ ﺎن إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﺒﻪ ..ﻻ ﺗﻐ ﺘﺎﺑﻮا اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..وﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮا ﻋﻮراﺗﻬﻢ ..ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻳﺘﺒﻊ ﻋﻮرة أﺧﻴﻪ ..ﻳﺘﺒﻊ اﷲ ﻋﻮرﺗﻪ ..وﻣﻦ ﻳﺘ ﺒﻊ اﷲ ﻋ ﻮرﺗﻪ ..ﻳﻔﻀ ﺤﻪ وﻟ ﻮ ﻓ ﻲ ﺟﻮف ﺑﻴﺘﻪ .. (56) .. ﻧﻌ ﻢ ﻻ ﺗﺘﺼ ﻴﺪ اﻷﺧﻄﺎء ..وﺗﺘﺒﻊ اﻟﻌﻮرات .. آﻦ ﺳﻤﺤ ًﺎ .. وآ ﺎن εﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺪم إﺛﺎرة اﻟﻤﺸﻜﻼت
رواﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻷوﺳﻂ ،وأﺻﻠﻪ ﻓﻲ ) ( 55 ) ( 56
101
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ،ﺻﺤﻴﺢ .
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻼ .. أﺻ ً ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ هﺎدئ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..ﺻﻔﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻔﻮس ..واﻃﻤﺄﻧﺖ اﻟﻘﻠﻮب ..ﻗﺎل εﻷﺻﺤﺎﺑﻪ : أﻻ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻨﻲ أﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ..ﻓﺈﻧ ﻲ أﺣﺐ أن أﺧﺮج إﻟﻴﻜﻢ وأﻧﺎ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺼﺪر .. ).. (57 ﻻ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ .. ﻻ ﺗﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ اﻟﻐﺒﺎر ﻣﺎ دام ﺳﺎآﻨ ًﺎ ..وإن ﺛﺎر ﻓﺴ ﱠﺪ أﻧﻔﻚ ِﺑ ُﻜﻤﱢﻚ ..واﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ .. 42.اﻋﺘﺮف ﺑﺨﻄﺌﻚ ..ﻻ ﺗﻜﺎﺑﺮ .. آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ اﻟﺘ ﻲ رﺑﻤ ﺎ ﺗﺴ ﺘﻤﺮ اﻟﻌ ﺪاوة ﺑﺴ ﺒﺒﻬﺎ ..ﺳ ﻨﺔ وﺳ ﻨﺘﻴﻦ ..ورﺑﻤ ﺎ اﻟﻌﻤ ﺮ آﻠ ﻪ .. ﻳﻜ ﻮن ﺣﻠﻬ ﺎ أن ﻳﻘ ﻮل أﺣﺪهﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ :أﻧﺎ أﺧﻄﺄت ..وأﻋﺘﺬر .. ﻣ ﻮﻋﺪ أﺧﻠﻔ ﺘﻪ ..أو ﻣ ﺰﺣﺔ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ..أو آﻠﻤﺔ ﻧﺎﺑﻴﺔ ..ﺳﺎرع إﻟﻰ إﻃﻔﺎء ﺷﺮارهﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻀﻄﺮم اﻟﻨﺎر ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ .. ﻲ ..ﻣ ﺎ ﻳﺼ ﻴﺮ ﺧﺎﻃ ﺮك إﻻ أﻧ ﺎ ﺁﺳ ﻒ ..ﺣﻘ ﻚ ﻋﻠ ﱠ ﻃﻴﺐ .. ﻣﺎ أﺟﻤﻞ أن ﻧﺘﻮاﺿﻊ وﻧﺴﻤﻊ اﻟﻨﺎس هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات .. وﻗﻌ ﺖ ﺧﺼ ﻮﻣﺔ ﺑ ﻴﻦ أﺑ ﻲ ذر وﺑ ﻼل ..رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ..وهﻤﺎ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎن ..ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺑﺸﺮ .. ﻓﻐﻀﺐ أﺑﻮ ذر ..وﻗﺎل ﻟﺒﻼل :ﻳﺎ اﺑﻦ اﻟﺴﻮداء .. ﻓﺸﻜﺎﻩ ﺑﻼل إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﺪﻋﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ εﻓﻘﺎل :أﺳﺎﺑﺒﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :ﻓﻬﻞ ذآﺮت أﻣﻪ ؟ ﻗ ﺎل :ﻣ ﻦ ﻳﺴ ﺎﺑﺐ اﻟ ﺮﺟﺎل ..ذُآ ﺮ أﺑ ﻮﻩ وأﻣ ﻪ ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﻘﺎل : εإﻧﻚ اﻣﺮؤ ﻓﻴﻚ ﺟﺎهﻠﻴﺔ .. ﻓﺘﻐﻴ ﺮ أﺑ ﻮ ذر ..وﻗ ﺎل :ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺎﻋﺘﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺒ ﺮ ..؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﺛ ﻢ أﻋﻄ ﺎﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻣ ﻨﻬﺠ ًﺎ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑ ﻪ ﻣ ﻊ ﻣ ﻦ هﻢ ) ( 57
أﻗﻞ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺎل : إﻧﻤ ﺎ ه ﻢ إﺧ ﻮاﻧﻜﻢ ..ﺟﻌﻠﻬ ﻢ اﷲ ﺗﺤﺖ أﻳﺪﻳﻜﻢ ..ﻓﻤ ﻦ آ ﺎن أﺧﻮﻩ ﺗﺤﺖ ﻳﺪﻩ ..ﻓﻠﻴﻄﻌﻤﻪ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ..وﻟﻴﻠﺒﺴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻟﺒﺎﺳ ﻪ ..وﻻ ﻳﻜﻠﻔ ﻪ ﻣ ﺎ ﻳﻐﻠ ﺒﻪ ..ﻓ ﺈن آﻠﻔ ﻪ ﻣﺎ ﻳﻐﻠﺒﻪ ﻓﻠﻴﻌﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻤﺎذا ﻓﻌﻞ أﺑﻮ ذر τ؟! ﻣﻀ ﻰ أﺑﻮ ذر ﺣﺘﻰ ﻟﻘﻲ ﺑﻼ ًﻻ ..ﺛﻢ اﻋﺘﺬر .. وﻗﻌ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ..ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ﺑ ﻼل ..ﺛ ﻢ ﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﺮب ﻣ ﻦ اﻷرض ﺣﺘ ﻰ وﺿ ﻊ ﺧ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﺮاب وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺑ ﻼل ..ﻃ ﺄ ﺑ ﺮﺟﻠﻚ )(58 ﻋﻠﻰ ﺧﺪي .. هﻜ ﺬا آ ﺎن اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ψﻓ ﻲ ﺣﺮﺻ ﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ إﻃﻔ ﺎء ﻧ ﺎر اﻟﻌ ﺪاوة ﻗ ﺒﻞ اﺷ ﺘﻌﺎﻟﻬﺎ ..ﻓ ﺈن اﺷﺘﻌﻠﺖ ﻣﻨﻌﻮهﺎ ﻣﻦ اﻻﻣﺘﺪاد .. وﻗﻌ ﺖ ﺑ ﻴﻦ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ وﻋﻤ ﺮ ψﻣﺤ ﺎورة .. ﻓﺄﻏﻀﺐ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻤ َﺮ .. ﻓﺎﻧﺼﺮف ﻋﻨﻪ ﻋﻤ ُﺮ ﻣﻐﻀﺒ ًﺎ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ ذﻟﻚ ..ﻧﺪم ..وﺧﺸﻲ أن ﻳﺘﻄﻮر اﻷﻣﺮ .. ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻳﺘﺒﻊ ﻋﻤﺮ ..وﻳﻘﻮل :اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ .. وﻋﻤ ﺮ ﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ..وأﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻳﻌ ﺘﺬر .. وﻳﻤﺸﻲ وراءﻩ ﺣﺘﻰ وﺻﻞ ﻋﻤﺮ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ .. وأﻏﻠﻖ ﺑﺎﺑﻪ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ .. ﻓﻤﻀﻰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻼ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﻴﺪ ..رﺁﻩ ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻣﻘ ﺒ ً ﻣﺘﻐﻴﺮًا ..ﻓﻘﺎل : أﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ هﺬا ﻓﻘﺪ ﻏﺎﻣﺮ ..ﺟﻠﺲ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺳﺎآﺘ ًﺎ .. ﻓﻠ ﻢ ﺗﻤﺾ ﻟﺤﻈﺎت ..ﺣﺘﻰ ﻧﺪم ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ ..وآﺎﻧﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﻴﻀﺎء .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺠﻠ ﺲ رﺳ ﻮل اﷲ .. εﻓﺴ ﻠﻢ وﺟﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻨﺒﻲ .. εوﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺨﺒﺮ .. وﺣﻜ ﻰ آ ﻴﻒ أﻋ ﺮض ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ وﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ) ( 58
أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود ،ﺻﺤﻴﺢ .
102
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺨﺘﺼﺮ ًا
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻋﺘﺬارﻩ .. ﻓﻐﻀﺐ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﻠﻤ ﺎ رأى أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ ﻏﻀﺒﻪ ..ﺟﻌﻞ ﻳﻘﻮل :واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻷﻧﺎ آﻨﺖ أﻇﻠﻢ ..أﻧﺎ آﻨﺖ أﻇﻠﻢ .. وﺟﻌﻞ ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ وﻳﻌﺘﺬر ﻟﻪ .. ﻓﻘ ﺎل : εه ﻞ أﻧ ﺘﻢ ﺗﺎرآﻮن ﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﻲ ؟ هﻞ أﻧﺘﻢ ﺗﺎرآﻮن ﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﻲ ؟ إﻧﻲ ﻗﻠﺖ :ﻳﺄﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس إﻧﻲ رﺳ ﻮل اﷲ إﻟ ﻴﻜﻢ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ..ﻓﻘﻠ ﺘﻢ :آﺬﺑﺖ ..وﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ :ﺻﺪﻗﺖ ).. (59 واﻧﺘ ﺒﻪ أن ﺗﻜ ﻮن ﻣﻤﻦ ﻳﺼﻠﺢ اﻟﻨﺎس وﻳﻔﺴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ..ﻳﺪور ﺑﻬﺎ آﻤﺎ ﻳﺪور اﻟﺤﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻰ .. ﻓ ﺈذا آﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﻮﺟﻴﻪ أو اﻗﺘﺪاء ..آﻤﺪرس ﻣ ﻊ ﻃﻼﺑ ﻪ ..وأب ﻣ ﻊ أوﻻدﻩ ..أو أم ..وآ ﺬﻟﻚ اﻟﺰوﺟﺎن ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ .. وزع ﻋﻤ ﺮ τﺛ ﻴﺎﺑ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ..ﻓ ﻨﺎل آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ﺗﻜﻔﻴﻪ إزارًا أو ردا ًء .. ﺛﻢ ﻗﺎم ﻳﺨﻄﺐ اﻟﻨﺎس ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ .. ﻓﻘ ﺎل ﻓ ﻲ أول ﺧﻄﺒ ﺘﻪ :إن اﷲ آ ﺘﺐ ﻟ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻜﻢ اﻟﺴﻤﻊ واﻟﻄﺎﻋﺔ .. ﻓﻘﺎم رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم وﻗﺎل :ﻻ ﺳﻤﻊ ﻟﻚ وﻻ ﻃﺎﻋﺔ .. ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ :ﻟﻤﻪ ؟ ﻗ ﺎل :ﻷﻧ ﻚ ﻗﺴ ﻤﺖ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ..ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ..وأﻧ ﺖ ﺗﻠﺒﺲ ﺛﻮﺑﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﻳﻦ .. أي إزارك ورداؤك ..آﻼهﻤﺎ ﻧﻠﺤﻆ أﻧﻪ ﺟﺪﻳﺪ .. ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤ ﺮ :ﻗ ﻢ ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ..ﻓﻘ ﺎم .. ﻓﻘﺎل :أﻟﺴﺖ دﻓﻌﺖ ﻟﻲ ﺛﻮﺑﻚ ﻷﺧﻄﺐ ﺑﻪ ..؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻓﻘﻌ ﺪ اﻟﺮﺟﻞ وﻗﺎل :اﻵن ﻧﺴﻤﻊ وﻧﻄﻴﻊ ..واﻧﺘﻬﺖ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .. ﻲ ..أﻧ ﺎ ﻣﻌ ﻚ أن أﺳ ﻠﻮب ﻋﺰﻳ ﺰي ﻻ ﺗﻌﺠ ﻞ ﻋﻠ ﱠ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﻤ ﺎ اﻋﺘ ﺮض ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ..ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ .. ﻟﻜ ﻦ اﻟﻌﺠ ﺐ ه ﻮ ﻣ ﻦ ﻗ ﺪرة ﻋﻤ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﻴﻌﺎب اﻟﻤﻮﻗﻒ ..وإﻃﻔﺎء اﻟﻨﺎر .. وأﺧﻴﺮًا ..إذا أردت أن ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻨﻚ ﻣﻼﺣﻈﺘﻚ ..وﻧﺼ ﺤﻚ ..أﻳ ًﺎ آﺎﻧ ﻮا ..زوﺟﺔ ..وﻟﺪًا ..أﺧﺘ ًﺎ ) ( 59
اﻟﺒﺨﺎري
103
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
.. ﻼ ..ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺒﺮ ﻼ ﻟﻠﻨﺼﺢ أﺻ ً ﻓﻜ ﻦ أﻧﺖ ﻣﺘﻘﺒ ً ﻋﻨﻪ .. آﺎن آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ :اﻋﺘﻦ ﺑﺄوﻻدك أآﺜﺮ ..اﻃﺒﺨ ﻲ ﺟ ﻴﺪًا ..إﻟ ﻰ ﻣﺘ ﻰ أﻗ ﻮل :رﺗﺒ ﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم .. وآﺎﻧﺖ ﺗﺮدد داﺋﻤ ًﺎ ﺑﻜﻞ أرﻳﺤﻴﺔ :أﺑﺸﺮ ..إن ﺷﺎء اﷲ ..أﻣﺮك .. ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ – ﻧﺎﺻﺤﺔ : -اﻷوﻻد ﻓﻲ أﻳﺎم اﺧﺘ ﺒﺎرات وﻳﺤ ﺘﺎﺟﻮن وﺟ ﻮدك ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ..ﻓ ﻼ ﺗﺘﺄﺧ ﺮ إذا ﺧ ﺮﺟﺖ ﻷﺻ ﺤﺎﺑﻚ ..ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﺎ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺻﺎح ﺑﻬﺎ : ﻟﺴ ﺖ ﻣﺘﻔ ﺮﻏ ًﺎ ﻟﻬ ﻢ ..أﺗﺄﺧ ﺮ أو ﻻ أﺗﺄﺧ ﺮ .. ﻲ .. ﻟﻴﺲ ﺷﻐﻠﻚ ..ﻟﻴﺲ ﻟﻚ دﺧﻞ ﻓ ﱠ ﻓ ﺒﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ﻗ ﻞ ﻟ ﻲ :آ ﻴﻒ ﺗ ﺮﻳﺪهﺎ أن ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ ﻧﺼﺤ ًﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ !! وأﺧﻴﺮًا .. اﻟﺬآ ﻲ ..ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺴﺪ اﻟﻔﺘﺤﺎت ﻓﻲ ﺟﺪارﻩ ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس أن ﻳﺴ ﺘﺮﻗﻮا اﻟﻨﻈ ﺮ .. ﺑﻤﻌﻨ ﻰ :أن ﻻ ﺗﻔ ﺘﺢ ﻣﺠﺎ ًﻻ ﻟﺸﻚ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻚ .. أذآ ﺮ أن إﺣﺪى اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺪﻋﻮﻳﺔ اﺳﺘﺪﻋﺖ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﻋﺎة ﻟﻌﻘ ﺪ ﻣﺤﺎﺿ ﺮات ﻓ ﻲ أﻟﺒﺎﻧﻴﺎ .. آ ﺎن رﺋ ﻴﺲ اﻟﻤﺮاآ ﺰ اﻟﺪﻋ ﻮﻳﺔ ﻓ ﻲ أﻟﺒﺎﻧ ﻴﺎ ﺣﺎﺿﺮًا اﻻﺟﺘﻤﺎع .. ﻧﻈ ﺮﻧﺎ إﻟ ﻴﻪ ..ﻓ ﺈذا ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ﺧﺪﻳ ﻪ ﺷ ﻌﺮة واﺣﺪة .. ﻓﻨﻈ ﺮ ﺑﻌﻀ ﻨﺎ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ ﻣﺴ ﺘﻐﺮﺑ ًﺎ !!..ﻓﻘ ﺪ ﺟ ﺮت اﻟﻌﺎدة أن ﻳﻜﻮن اﻟﺪاﻋﻴﺔ ﻣﻠﺘﺰﻣ ًﺎ ﺑﻬﺪي رﺳ ﻮل اﷲ εﻣﻌﻔ ﻴ ًﺎ ﻟﺤﻴﺘﻪ ..وﻟﻮ ﺑﻌﻀﻬﺎ .. ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺮﺋﻴﺲ اﻟﺪﻋﺎة ؟! ﻓﻠﻤ ﺎ اﺑ ﺘﺪأ اﻻﺟ ﺘﻤﺎع ﻗ ﺎل ﻟ ﻨﺎ ﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ :ﻳ ﺎ ﻼ ﻻ ﻳﻨ ﺒﺖ ﻟ ﻲ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ..أﻧ ﺎ أﻣ ﺮد ..أﺻ ً ﻟﺤﻴﺔ ..ﻻ ﺗﻌﻤﻠﻮا ﻟﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮة إذا اﻧﺘﻬﻴﻨﺎ .. ﺗﺒﺴﻤﻨﺎ وﺷﻜﺮﻧﺎﻩ .. وإن ﺷ ﺌﺖ ﻓﺎرﺣ ﻞ ﻣﻌ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ εوﻗ ﺪ آ ﺎن ﻣﻌ ﺘﻜﻔ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ رﻣﻀﺎن .. ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ إﻟﻴﻪ زوﺟﻪ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺣﻴﻲ τزاﺋﺮة .. ﻼ .. ﻓﻤﻜﺜﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﻠﻴ ً ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺖ ﻟﺘﻌﻮد ﻟﺒﻴﺘﻬﺎ .. ﻓﻠ ﻢ ﻳﺸ ﺄ اﻟﻨﺒ ﻲ εأن ﺗﻌ ﻮد ﻓ ﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ وﺣﺪهﺎ .. ﻓﻘﺎم ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻴﻮﺻﻠﻬﺎ .. ﻓﻤﺸ ﻰ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ..ﻓﻤ ﺮ ﺑ ﻪ رﺟ ﻼن ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼﺎر .. ﻓﻠﻤﺎ رأﻳﺎ اﻟﻨﺒﻲ εواﻟﻤﺮأة ﻣﻌﻪ ..أﺳﺮﻋﺎ .. ﻓﻘ ﺎل εﻟﻬﻤﺎ :ﻋﻠﻰ رﺳﻠﻜﻤﺎ إﻧﻬﺎ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺣﻴﻲ .. ﻓﻘﺎﻻ :ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..أي :أﻳُﻌﻘﻞ أن ﻧﺸﻚ ﻓﻴﻚ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻚ اﻣﺮأة أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻨﻚ !!.. ﻓﻘ ﺎل : εإن اﻟﺸ ﻴﻄﺎن ﻳﺠﺮي ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺠﺮى اﻟﺪم ..وإﻧﻲ ﺧﺸﻴﺖ أن ﻳﻘﺬف ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻤﺎ ﺷﺮًا .. أو ﻗﺎل ﺷﻴﺌ ًﺎ .. (60) .. ﺷﺠﺎﻋﺔ .. ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ أن ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺌﻚ ..وإﻧﻤﺎ أن ﺗﻌﺘﺮف ﺑﻪ ..وﻻ ﺗﻜﺮرﻩ ﻣﺮة أﺧﺮى .. 43.ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻷﺧﻄﺎء! اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻷﺧﻄ ﺎء ﻓ ﻦ ..ﻓﻠﻜ ﻞ ﺑ ﺎب ﻣﻔ ﺘﺎح .. وﻟﻠﻘﻠﻮب دروب .. إذا وﻗ ﻊ أﺣ ﺪ ﻓ ﻲ ﺧﻄ ﺄ آﺒﻴ ﺮ ..واﻧﺘﺸ ﺮ ﺧﺒ ﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ..وﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﺘﺮﻗﺒﻮن ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻞ ﻓﺄﺷﻐﻠﻬﻢ ﺑﺸﻲء ..ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪك وﻗﺖ ﻟﺪراﺳﺔ اﻷﻣﺮ .. ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺘﺠ ﺮّأ أﺣ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺜﻞ ﻓﻌﻠ ﻪ ..أو ﻳﺘﻌﻮدوا ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺨﻄﺄ .. ﺧﺮج εﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﺰوة ﺑﻨﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﻖ .. وأﺛﻨﺎء رﺟﻮﻋﻬﻢ ..ﻧﺰﻟﻮا ﻳﺴﺘﺮﻳﺤﻮن .. ﻓﺄرﺳﻞ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻟﻬﻢ اﺳﻤﻪ :ﺟﻬﺠﺎﻩ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ..ﻟﻴﺴﺘﻘﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺌﺮ ﻣﺎ ًء .. وأرﺳﻞ اﻷﻧﺼﺎر ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻟﻬﻢ اﺳﻤﻪ :ﺳﻨﺎن ﺑﻦ وﺑﺮ ) ( 60
ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
104
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﻟﺠﻬﻨﻲ ..ﻟﻴﺴﺘﻘﻲ ﻟﻬﻢ أﻳﻀ ًﺎ .. ﻓ ﺎزدﺣﻢ اﻟﻐﻼﻣ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺎء ..ﻓﻜﺴ ﻊ أﺣ ﺪهﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ..أي ﺿﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ .. ﻓﺼﺮخ اﻟﺠﻬﻨﻲ :ﻳﺎاااا ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎر .. وﺻﺮخ ﺟﻬﺠﺎﻩ :ﻳﺎاااا ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ .. ﻓﺜﺎر اﻷﻧﺼﺎر ..وﺛﺎر اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون .. واﺷ ﺘﺪ اﻟﺨﻼف ..واﻟﻘﻮم ﻗﺎدﻣﻮن ﻣﻦ ﺣﺮب ..وﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﺑﺴﻼﺣﻬﻢ !! ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ .. εﺣﺘﻰ اﻃﻔﺄ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ .. ﻓﺘﺤﺮآﺖ اﻷﻓﺎﻋﻲ .. ﻏﻀ ﺐ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻦ ﺳﻠﻮل ..وﻋﻨﺪﻩ رهﻂ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ اﻷﻧﺼﺎر .. ﻓﻘ ﺎل :أوﻗ ﺪ ﻓﻌﻠ ﻮهﺎ!! ﻗ ﺪ ﻧﺎﻓ ﺮوﻧﺎ .. وآﺎﺛ ﺮوﻧﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻼدﻧ ﺎ ..واﷲ ﻣ ﺎ أﻋ ﺪﱡﻧﺎ وﺟﻼﺑ ﻴﺐ ﻗ ﺮﻳﺶ هﺬﻩ ..إﻻ آﻤﺎ ﻗﺎل اﻷول : ﺳَـﻤﱢﻦ آﻠﺒﻚ ﻳﺄآﻠﻚ ..وﺟﻮﱢع آﻠﺒﻚ ﻳﺘﺒﻌﻚ !! ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل اﻟﺨﺒ ﻴﺚ :أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﺌﻦ رﺟﻌ ﻨﺎ اﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻟﻴﺨﺮﺟﻦ اﻷﻋ ﱡﺰ ﻣﻨﻬﺎ اﻷذ ﱠل .. ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﺣﻀ ﺮﻩ ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ ﻓﻘﺎل : ه ﺬا ﻣ ﺎ ﻓﻌﻠ ﺘﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴ ﻜﻢ ..أﺣﻠﻠﺘﻤﻮهﻢ ﺑﻼدآﻢ ..وﻗﺎﺳ ﻤﺘﻤﻮهﻢ أﻣ ﻮاﻟﻜﻢ ..أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﻮ أﻣﺴ ﻜﺘﻢ ﻋ ﻨﻬﻢ ﻣ ﺎ ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻜﻢ ..ﻟ ﺘﺤﻮﻟﻮا إﻟ ﻰ ﻏﻴﺮ دارآﻢ .. وﺟﻌﻞ اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻳﻬﺪد وﻳﺘﻮﻋﺪ ..واﻟﺬﻳﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻣ ﻦ أﻧﺼ ﺎرﻩ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ ..ﻳ ﺆﻳﺪوﻧﻪ وﻳﺸﺠﻌﻮﻧﻪ .. آﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻏﻼم ﺻﻐﻴﺮ ..اﺳﻤﻪ زﻳﺪ اﺑﻦ أرﻗﻢ .. ﻓﻤﻀﻰ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ εﻓﺄﺧﺒﺮﻩ اﻟﺨﺒﺮ .. وآ ﺎن ﻋﻤ ﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ε .. ﻓﺜﺎر ..آﻴﻒ ﻳﺠﺮؤ هﺬا اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ εﺑﻬ ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻘﺒ ﻴﺢ ..ورأى ﻋﻤ ﺮ أن ﻗﺘﻞ اﻷﻓﻌﻰ أوﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ذﻳﻠﻬﺎ ..ورأى أن ﻗ ﺘﻞ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل ..ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺪهﺎ .. وﻟﻜ ﻦ أن ﻳﻘ ﺘﻠﻪ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ اﻷﻧﺼ ﺎر ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أﺳﻠﻢ ﻣﻦ أن ﻳﻘﺘﻠﻪ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ .. ﻓﻔﻘﺎل ﻋﻤﺮ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻣﻦ ﻣﺮ ﺑﻪ ﻋﺒﺎد اﺑﻦ ﺑﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎري ﻓﻠﻴﻘﺘﻠﻪ .. ﻟﻜ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ آ ﺎن أﺣﻜ ﻢ ..ﻓﻬ ﻢ ﻗﺎدﻣ ﻮن ﻣ ﻦ ﺣ ﺮب ..واﻟ ﻨﺎس ﺑﺴﻼﺣﻬﻢ ..واﻟﻨﻔﻮس ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ ..وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ إﺛﺎرﺗﻬﻢ أآﺜﺮ .. ﻓﻘ ﺎل : εﻓﻜ ﻴﻒ ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ اذا ﺗﺤ ﺪث اﻟ ﻨﺎس أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻳﻘﺘﻞ أﺻﺤﺎﺑﻪ ؟! ﻻ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ..وﻟﻜﻦ ﺁذن اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ .. وآ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪ ﻧ ﺰﻟﻮا ﻟﻠ ﺘ ّﻮ واﺳ ﺘﻈﻠﻮا ..ﻓﻜ ﻴﻒ ﻳﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ..ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺤﺮ واﻟﺸﻤﺲ .. وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﺎدﺗﻪ εأن ﻳﺮﺗﺤﻞ ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺤﺮ .. ارﺗﺤﻞ اﻟﻨﺎس .. وﺑﻠ ﻎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺳ ﻠﻮل أن رﺳ ﻮل اﷲ .. ε أﺧﺒﺮﻩ زﻳﺪ ﺑﻦ أرﻗﻢ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻪ .. ﻓﺄﻗﺒﻞ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. εوﺟﻌﻞ ﻳﺤﻠﻒ ﻲ ﺑ ﺎﷲ ..ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ..وﻻ ﺗﻜﻠﻤ ﺖ ﺑ ﻪ ..آ ﺬب ﻋﻠ ﱠ اﻟﻐﻼم .. وآﺎن اﺑﻦ ﺳﻠﻮل رﺋﻴﺴ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ..ﺷﺮﻳﻔﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ .. ﻓﻘ ﺎل اﻷﻧﺼ ﺎر :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..ﻋﺴ ﻰ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻐﻼم أوْه َﻢ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ..وﻟﻢ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﺮﺟﻞ .. وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺳ ﻴﺪ ﻣ ﻦ ﺳ ﺎدة اﻷﻧﺼﺎر ..أﺳﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﻀﻴﺮ ..ﻓﺤﻴﺎﻩ ﺑﺘﺤﻴﺔ اﻟﻨﺒﻮة وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ..وﻗﺎل : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..واﷲ ﻟﻘ ﺪ رﺣﺖ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻨﻜﺮة ..ﻣﺎ آﻨﺖ ﺗﺮوح ﻓﻲ ﻣﺜﻠﻬﺎ !! ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ εوﻗﺎل :أو ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻚ ﻣﺎ ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ؟ ﻗﺎل :أي ﺻﺎﺣﺐ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻗﺎل :ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ .. ﻗﺎل :وﻣﺎ ﻗﺎل ؟ ﻗ ﺎل :زﻋ ﻢ أﻧﻪ ان رﺟﻊ اﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أﺧﺮج اﻷﻋ ﱡﺰ ﻣﻨﻬﺎ اﻷذ ﱠل .. ﻓﺜﺎر أﺳﻴﺪ وﻗﺎل :ﻓﺄﻧﺖ واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺗﺨﺮﺟﻪ إن ﺷﺌﺖ ..هﻮ واﷲ اﻟﺬﻟﻴﻞ ..وأﻧﺖ اﻟﻌﺰﻳﺰ .. ﺛﻢ ﻗﺎل أﺳﻴﺪ ﻣﺨﻔﻔ ًﺎ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ : ε
105
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..ارﻓ ﻖ ..ﻟﻘ ﺪ ﺟﺎءﻧﺎ اﷲ ﺑﻚ وإن ﻗ ﻮﻣﻪ ﻟﻴ ﻨﻈﻤﻮن ﻟ ﻪ اﻟﺨ ﺮز ﻟﻴ ﺘﻮﺟﻮﻩ .. ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺮى أﻧﻚ ﻗﺪ اﺳﺘﻠﺒﺘﻪ ﻣﻠﻜ ًﺎ .. ﻓﺴ ﻜﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εوﻣﻀ ﻰ ﺑ ﺮاﺣﻠﺘﻪ .. واﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺠﻤ ﻊ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ..وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﺣﻞ راﺣﻠﺘﻪ .. وﺟﻌﻠ ﺖ اﻟﺤﺎدﺛ ﺔ ﺗﻨﺘﺸ ﺮ ..وﺻﺎرت أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺠ ﻴﺶ .. :ﻟﻤﺎذا ارﺗﺤﻠﻨﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻮﻗﺖ .. ﻣ ﺎذا ﻗ ﺎل ؟ آ ﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ؟ ﺻ ﺪق اﺑ ﻦ ﺳﻠﻮل ..ﻻ ﺑﻞ آﺬب .. وﺑ ﺪأت اﻟﺸ ﺎﺋﻌﺎت ﺗ ﺰﻳﺪ ..واﻟﻜ ﻼم ﻳ ﺰاد ﻓ ﻴﻪ و ُﻳ ﻨﻘَﺺ ..واﺿ ﻄﺮب اﻟﺠ ﻴﺶ ..وه ﻢ ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻘﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﺘﺎل ..وﻳﻤ ﺮون ﺑﻘﺒﺎﺋﻞ أﻋﺪاء ﻳﺘﺮﺑﺼﻮن ﺑﻬﻢ .. ﻓﺸ ﻌﺮ εأن اﻟﺠ ﻴﺶ ﺑ ﺪأ ﻳﻨﻘﺴ ﻢ ..ﻓ ﺄراد أن ﻳﺸ ﻐﻠﻬﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ ..وﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻴﻬﺎ ..ﻷﻧﻬ ﻢ ﻳﺰﻳﺪون أوارهﺎ ..وﻳﺸﻌﻠﻮن اﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼﺎر .. وﺻ ﺎر اﻟ ﻨﺎس ﻳﺘ ﺮﻗﺒﻮن ﻣﺘ ﻰ ﻳﻨ ﺰﻟﻮن ﺣﺘ ﻰ ﻳﺠ ﺘﻤﻊ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ وﻳ ﺘﺤﺪﺛﻮا ﻓ ﻲ اﻷﻣﺮ .. ﻓﻤﺸ ﻰ εﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻳ ﻮﻣﻬﻢ ذﻟ ﻚ واﻟﺸ ﻤﺲ ﻓﻮﻗﻬﻢ ..وﻣﺸﻰ وﻣﺸﻰ ﺣﺘﻰ ﻏﺎﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ ..ﻓﻈ ﻦ اﻟ ﻨﺎس أﻧﻬ ﻢ ﺳ ﻴﻨﺰﻟﻮن ﻟﻠﺼ ﻼة وﻳ ﺮﺗﺎﺣﻮن ..ﻓﻠ ﻢ ﻳﻨ ﺰل إﻻ دﻗﺎﺋ ﻖ ﻣﻌﺪودات ..ﺻ ﻠﻮا ﺛ ﻢ أﻣ ﺮهﻢ ﻓﺎرﺗﺤﻠ ﻮا ..وواﺻ ﻞ اﻟﻤﺸﻲ ﻟﻴﻠﺘﻬﻢ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ .. ﺛ ﻢ ﻧ ﺰل ﻓﺼ ﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ ..ﺛﻢ أﻣﺮهﻢ ﻓﺎرﺗﺤﻠﻮا .. وﻣﺸ ﻮا ﺻ ﺒﺎﺣﻬﻢ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻌ ﺒﻮا ..وﺁذﺗﻬ ﻢ اﻟﺸﻤﺲ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺷﻌﺮ أن اﻹرهﺎق واﻟﺘﻌﺐ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ..ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﺟﻬﺪ ﻟﻠﻜﻼم .. أﻣ ﺮهﻢ ﻓﻨ ﺰﻟﻮا ..ﻓﻤ ﺎ آ ﺎدت أﺟﺴﺎدهﻢ ﺗﻤﺲ اﻷرض ..ﺣﺘﻰ وﻗﻌﻮا ﻧﻴﺎﻣﺎ .. وإﻧﻤﺎ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﻴﺸﻐﻞ اﻟﻨﺎس ﻋﻤﺎ ﺣﺪث .. ﺛ ﻢ أﻳﻘﻈﻬ ﻢ ..وارﺗﺤ ﻞ ﺑﻬ ﻢ ..وواﺻﻞ ﺣﺘﻰ دﺧ ﻞ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..وﺗﻔ ﺮق اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ ﺑ ﻴﻮﺗﻬﻢ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻋﻨﺪ أهﻠﻴﻬﻢ .. وأﻧﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻮرة اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ : ﻦ ﻋِﻨ َﺪ ﻋﻠَﻰ َﻣ ْ ن َﻻ ﺗُﻨ ِﻔﻘُﻮا َ ﻦ َﻳﻘُﻮﻟُﻮ َ ) ُه ُﻢ اﱠﻟﺬِﻳ َ ﻦ ﺧ ﺰَا ِﺋ ُ ﷲ َ ﻀ ﻮا َو ﱠِ ﺣ ﱠﺘ ﻰ ﻳَﻨ َﻔ ﱡ ﷲ َ ﺳ ﻮ ِل ا ِﱠ َر ُ ﻦ َﻻ ﻦ ا ْﻟ ُﻤﻨَﺎ ِﻓ ِﻘ ﻴ َ ض َو َﻟ ِﻜ ﱠ ت وَا َْﻷ ْر ِ ﺴ ﻤَﺎوَا ِ اﻟ ﱠ ﺟ ْﻌ ﻨَﺎ ِإ َﻟ ﻰ ا ْﻟ َﻤﺪِﻳ َﻨ ِﺔ ن َﻟ ﺌِﻦ ﱠر َ ن * َﻳﻘُﻮُﻟ ﻮ َ َﻳ ْﻔ َﻘ ُﻬ ﻮ َ ﷲ ا ْﻟ ِﻌ ﺰﱠ ُة ﻋ ﱡﺰ ِﻣ ْﻨﻬَﺎ ا َْﻷ َذ ﱠل َو ﱠِ ﻦ ا َْﻷ َ ﺟﱠ ﺨ ِﺮ َ َﻟ ُﻴ ْ ﻦ َﻻ ﻦ ا ْﻟ ُﻤﻨَﺎ ِﻓ ِﻘ ﻴ َ ﻦ َو َﻟ ِﻜ ﱠ ﺳ ﻮ ِﻟ ِﻪ َو ِﻟ ْﻠ ُﻤ ْﺆ ِﻣ ِﻨ ﻴ َ َو ِﻟ َﺮ ُ ن ( .. َﻳ ْﻌ َﻠﻤُﻮ َ ﻓﻘﺮأهﺎ رﺳﻮل اﷲ .. εﺛﻢ أﺧﺬ ﺑﺄذن اﻟﻐﻼم زﻳﺪ ﺑﻦ أرﻗﻢ ..وﻗﺎل :هﺬا اﻟﺬي أوﻓﻰ ﷲ ﺑﺄذﻧﻪ .. وﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﺴﺒﻮن اﺑﻦ ﺳﻠﻮل ..وﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ .. ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ εإﻟ ﻰ ﻋﻤ ﺮ وﻗ ﺎل :أرأﻳ ﺖ ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ ..ﻟﻮ ﻗﺘﻠ ﺘﻪ ﻳ ﻮم ذآ ﺮت ذﻟ ﻚ ..ﻷرﻋ ﺪت ﻟ ﻪ أﻧ ﻮف ﻟ ﻮ أﻣﺮﺗﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﺑﻘﺘﻠﻪ ﻟﻘﺘﻠﺘﻪ .. ﺛﻢ ﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ .. εﻓﻠﻢ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﺑﺸﻲء .. وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ إذا وﻗ ﻊ اﻟﺨﻄ ﺄ أﻣ ﺎم اﻟ ﻨﺎس ﻗﺪ ﺗﺤﺘﺎج أن ﺗﻨﻜ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳ ﺐ ..وإن آ ﺎن أﻣ ﺎم اﻟﻨﺎس .. ﺑﻴ ﻨﻤﺎ رﺳ ﻮل اﷲ εﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ .. وآﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ أﻳ ﺎم ﻗﺤ ﻂ ..واﺣﺘ ﺒﺎس ﻣﻄ ﺮ ..وﻗﻠ ﺔ زرع .. إذ أﺗﺎﻩ أﻋﺮاﺑﻲ ﻓﻘﺎل : ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺟﻬﺪت اﻷﻧﻔﺲ ..وﺿﺎﻋﺖ اﻟﻌﻴﺎل .. وﻧﻬﻜﺖ اﻷﻣﻮال ..وهﻠﻜﺖ اﻷﻧﻌﺎم .. ﻓﺎﺳﺘﺴ ﻖ اﷲ ﻟ ﻨﺎ ..ﻓﺈﻧ ﺎ ﻧﺴﺘﺸ ﻔﻊ ﺑ ﻚ ﻋﻠﻰ اﷲ .. وﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ .. ﻓﺘﻐﻴ ﺮ رﺳ ﻮل اﷲ .. εﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻪ ﻳﻘ ﻮل ﻧﺴﺘﺸ ﻔﻊ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ .. ﻓﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ واﻟﻮاﺳﻄﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﻦ اﻷدﻧﻰ إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ ..ﻓ ﻼ ﻳﺠ ﻮز أن ﻳﻘ ﺎل إن اﷲ ﻳﺸ ﻔﻊ ﻋ ﻨﺪ ﺧﻠﻘ ﻪ .. ﺑﻞ ﻳﺄﻣﺮهﻢ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ..ﻷﻧﻪ أﻋﻠﻰ وأرﻓﻊ .. ﻓﻘﺎل : εوﻳﺤﻚ !! أﺗﺪري ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ؟!! ﺛ ﻢ ﺟﻌﻞ εﻳﻘﺪس اﷲ ..وﻳﺮدد ..ﺳﺒﺤﺎاان اﷲ .. ﺳﺒﺤﺎاان اﷲ .. ﻓﻤﺎ زال ﻳﺴﺒﺢ ﺣﺘﻰ ﻋُﺮف ذﻟﻚ ﻓﻲ وﺟﻮﻩ أﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﺛﻢ ﻗﺎل :
106
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺴﺘَﺸﻔ ُﻊ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﻣﻦ وﻳﺤ ﻚ !! إﻧ ﻪ ﻻ ُﻳ ْ ن اﷲ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ .. ﺧﻠﻘﻪ ..ﺷﺄ ُ وﻳﺤ ﻚ !! أﺗ ﺪري ﻣ ﺎ اﷲ ؟! إن ﻋﺮﺷ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻤﺎواﺗﻪ ﻟﻬﻜ ﺬا ..وﻗ ﺎل ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺒﺔ ﻋﻠ ﻴﻪ ..وإﻧ ﻪ ﻟﻴﺌﻂ ﺑﻪ أﻃﻴﻂ اﻟﺮﺣﻞ ﺑﺎﻟﺮاآﺐ .. (61) .. وﻟﻜﻦ إذا وﻗﻊ اﻟﺨﻄﺄ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن هﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻦ .. أﺗ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ρإﻟ ﻰ ﺑ ﻴﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ τﻓ ﻲ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ .. ﻓﻮﺿﻊ ﻧﻌﻠﻴﻪ ﻣﻦ رﺟﻠﻴﻪ ..ووﺿﻊ رداءﻩ .. واﺿﻄﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻪ .. ﻓﻠ ﺒﺚ آﺬﻟﻚ ..ﺣﺘﻰ ﻇﻦ أن ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺪ رﻗﺪت .. ﻓﻘ ﺎم ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﻪ ..وﻟ ﺒﺲ رداءﻩ وﻧﻌﻠﻴﻪ ..روﻳﺪًا .. ﺛ ﻢ ﻓ ﺘﺢ اﻟ ﺒﺎب روﻳ ﺪًا ..وﺧ ﺮج ..وأﻏﻠﻘ ﻪ روﻳﺪًا .. ﻏ ْﻴ ﺮ ُة ﻓﻠﻤ ﺎ رأت ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ذﻟ ﻚ ..دﺧﻠ ﺘﻬﺎ َ اﻟﻨﺴ ﺎء ..وﺧﺸ ﻴﺖ أﻧ ﻪ ذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ ﻧﺴﺎﺋﻪ .. ﻓﻘﺎﻣ ﺖ ..وﻟﺒﺴ ﺖ درﻋﻬ ﺎ ..وﺧﻤﺎره ﺎ .. واﻧﻄﻠﻘ ﺖ ﻓ ﻲ إﺛ ﺮﻩ ..ﺗﻤﺸﻲ وراءﻩ ..دون أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ .. ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ .. ρﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ ..ﺣﺘﻰ ﺟﺎء ﻣﻘﺒﺮة اﻟﺒﻘﻴﻊ .. ﻓﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪهﺎ ..ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﺒﻮر أﺻﺤﺎﺑﻪ .. اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮا ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ..وﻣﺎﺗﻮا ﻣﺠﺎهﺪﻳﻦ .. واﺟ ﺘﻤﻌﻮا ﺗﺤ ﺖ اﻟﺜﺮى ..ﻟﻴﺮﺿﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺴ ﱠﺮ وأﺧﻔﻰ .. أﺧ ﺬ ρﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻗ ﺒﻮرهﻢ ..وﻳﺘﺬآ ﺮ أﺣﻮاﻟﻬﻢ .. ﺛ ﻢ رﻓ ﻊ ﻳﺪﻳ ﻪ ﻓ ﺪﻋﺎ ﻟﻬ ﻢ ..ﺛﻢ أﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻮر ..ﺛﻢ رﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺪﻋﺎ ﻟﻬﻢ .. ﺛﻢ ﻟﺒﺚ ﻣﻠﻴ ًﺎ ..ﺛﻢ رﻓﻌﻬﺎ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ .. وأﻃﺎل اﻟﻘﻴﺎم ..وﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ) ( 61
رواﻩ أﺑﻮ داود
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ ρوراءﻩ راﺟﻌ ًﺎ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأت ذﻟ ﻚ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ..اﻧﺤ ﺮﻓﺖ إﻟ ﻰ وراﺋﻬ ﺎ راﺟﻌﺔ ..ﺧﺸﻴﺔ أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ .. ﻓﺄﺳﺮع ρﻣﺸﻴﻪ ..ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ .. ﺖ ..ﻓﺄﺣﻀ َﺮ – أي ﺟ ﺮى ﻓﻬ ﺮول ..ﻓﻬ ﺮوﻟ ْ ت وﺟﺮت .. ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ -ﻓﺄﺣﻀﺮ ْ ﺣﺘﻰ ﺳﺒﻘﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﺪﺧﻠﺖ .. وﻧ ﺰﻋﺖ درﻋﻬ ﺎ وﺧﻤﺎره ﺎ ..وأﻗ ﺒﻠﺖ إﻟﻰ ﻓﺮاﺷﻬﺎ ﻓﺎﺿ ﻄﺠﻌﺖ ﻋﻠ ﻴﻪ ..آﻬﻴ ﺌﺔ اﻟ ﻨﺎﺋﻤﺔ ..وﻧﻔَﺴ ﻬﺎ ﻳﺘﺮدد ﻓﻲ ﺻﺪرهﺎ .. ﻓﺪﺧﻞ ρاﻟﺒﻴﺖ ..ﻓﺴﻤﻊ ﺻﻮت َﻧﻔَﺴﻬﺎ ..ﻓﻘﺎل : ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺶ ..ﺣﺸﻴ ًﺎ راﺑﻴﺔ .. ﻗﺎﻟﺖ :ﻻ ﺷﻲء .. ﻗﺎل :ﻟﺘﺨﺒﺮﻧﻲ ..أو ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﻲ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﺨﺒﻴﺮ .. ﻓﺄﺧﺒ ﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺨﺒ ﺮ ..وأﻧﻬﺎ ﻏﺎرت ﻋﻠﻴﻪ ..ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺗﻨﻈﺮ أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ .. ﺖ أﻣﺎﻣﻲ ؟ ﻓﻘﺎل : ρأﻧﺖ اﻟﺬي رأﻳ ُ ﻗﺎﻟﺖ :ﻧﻌﻢ .. ﻓﺪﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺪرهﺎ ..دﻓﻌﺔ ..ﺛﻢ ﻗﺎل : أﻇﻨﻨﺖ أن ﻳﺤﻴﻒ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ ورﺳﻮﻟﻪ .. س ..ﻳﻌﻠﻤ ﻪ اﷲ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ :ﻣﻬﻤ ﺎ ﻳﻜ ﺘ ِﻢ اﻟ ﻨﺎ ُ ﻋﺰ وﺟﻞ ..؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ..ﺛﻢ ﻗﺎل ρﻣﺒﻴﻨ ًﺎ ﻟﻬﺎ ﺧﺒﺮ ﺧﺮوﺟﻪ : إن ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ..أﺗﺎﻧﻲ ﺣﻴﻦ رأﻳﺖ ..وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻚ وﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﺛﻴﺎﺑﻚ .. ﻓﻨﺎداﻧ ﻲ ..ﻓﺄﺧﻔ ﻰ ﻣ ﻨﻚ ﻓﺄﺟﺒ ﺘﻪ وأﺧﻔﻴ ﺘﻪ ﻣ ﻨﻚ .. وﻇﻨ ﻨﺖ أﻧ ﻚ ﻗ ﺪ رﻗ ﺪت ..ﻓﻜ ﺮهﺖ أن أوﻗﻈ ﻚ .. وﺧﺸ ﻴﺖ أن ﺗﺴﺘﻮﺣﺸ ﻲ ..ﻓﺄﻣﺮﻧ ﻲ أن ﺁﺗ ﻲ أه ﻞ اﻟﺒﻘﻴﻊ ﻓﺄﺳﺘﻐﻔ َﺮ ﻟﻬﻢ .. (62) .. ﻼ ﻟـﻴﱢﻨ ًﺎ ﻻ ﻳﻜﺒﺮ اﻷﺧﻄﺎء .. ﻧﻌﻢ ..آﺎن .. ρﺳﻬ ً ﺑﻞ آﺎن ﻳﺮددهﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس وﻳﻘﻮل : آﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ :ﻻ ﻳﻔﺮك ﻣﺆﻣﻦ ﻣﺆﻣﻨﺔ ..إن آﺮﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘ ًﺎ ..رﺿﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﺧﺮ .. أي ﻻ ﻳﺒﻐﻀ ﻬﺎ ﺑﻐﻀ ًﺎ ﺗﺎﻣ ًﺎ ..ﻷﺟﻞ ﺧﻠﻖ ﻋﻨﺪهﺎ .. أو ﻃﺒ ٍﻊ ﻳﻼزﻣﻬﺎ .. ) ( 62
رواﻩ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺟﻴﺪ
107
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺑ ﻞ ﻳﻐﻔ ﺮ ﺳ ﻴﺌﺘﻬﺎ ﻟﺤﺴ ﻨﺘﻬﺎ ..ﻓ ﺈذا رأى ﺧﻄﺄه ﺎ ﺗﺬآ ﺮ ﺻﻮاﺑﻬﺎ ..وإذا ﺷﺎهﺪ ﺳﻮءهﺎ ﺗﺬآﺮ ﺣﺴﻨﻬﺎ .. وﻳﺘﻐﺎﺿ ﻰ ﻋﻤ ﺎ ﻳﻜ ﺮهﻪ ﻣ ﻦ ﺧﻠﻘﻬ ﺎ ..وﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ .. إﺿﺎءة .. ﻟﻴﺲ اﻟﻠﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ .. وإﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ..
ﻓَـﻜﱢﻚ اﻟﺤﺰﻣﺔ !!.. 44. إذا آ ﺎن اﻟﺨﻄ ﺄ واﻗﻌ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ .. ﻓﺎﻷﺻﻞ أن ﺗﻨﺼﺤﻬﻢ وهﻢ ﻣﺠﺘﻤﻌﻮن .. وﻟﻜ ﻦ ﻗ ﺪ ﺗﺤ ﺘﺎج أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ أن ﺗﻔﻜ ﻚ اﻟﺤﺰﻣﺔ .. أﻋﻨ ﻲ ..أن ﺗﻜﻠ ﻢ آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻋﻠى ﺎ ﺣ ﺪة .. وﺗﻨﺼﺤﻪ . ﻣ ﺜﺎل :ﻣ ﺮرت ﺑﻤﺠﻠ ﺲ ﻣﻨ ﺰﻟﻜﻢ ..وﺳ ﻤﻌﺖ أﺧ ﺎك ﻳﺘﺤﺪث ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ – وآﺎﻧﻮا ﺿﻴﻮﻓ ًﺎ ﻋ ﻨﺪﻩ – وﻳﺨﻄﻄﻮن أن ﻳﺴﺎﻓﺮوا إﻟﻰ ﺑﻠﺪ آﺬا ..وه ﺬا اﻟ ﺒﻠﺪ ﻻ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺬهﺐ إﻟﻴﻪ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻌ ﺮض ﻟﻠﻤﺤ ﺮﻣﺎت اﻟﻜ ﺒﺎر ..آﺎﻟ ﺰﻧﺎ وﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ .. أردت أن ﺗﻨﺼﺢ .. ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ أن ﺗ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﺗﻨﺼ ﺤﻬﻢ ﺑﻜﻠﻤﺘ ﻴﻦ ..وﺗﺨ ﺮج ..ﻟﻜ ﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻧﺎﺟﺤﺔ آﺜﻴﺮًا .. ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﻚ أن ﺗﻔﻜ ﻚ اﻟﺤ ﺰﻣﺔ ..وﺗﻜﺴ ﺮ آ ﻞ ﻋﻮد ﻋﻠﻰ ﺣﺪة .. آﻴﻒ ؟! إذا ﺗﻔ ﺮﻗﻮا اﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﻣ ﻦ ﺗﻈ ﻨﻪ أﻋﻘﻠﻬ ﻢ .. وﻗ ﻞ :ﻳ ﺎ ﻓﻼن ..ﺑﻠﻐﻨﻲ أﻧﻜﻢ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮون .. وأﻧ ﺖ أﻋﻘﻠﻬﻢ ..وﺗﻌﻠﻢ أن هﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻻ ﻳﺴﻠﻢ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﻼﻳﺎ واﻟﻔﺘﻦ ..وﻗﺪ ﻳﻌﻮد ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ أو ﻣﺒﺘﻠ ﻰ ..ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﻚ أن ﺗﻜﺴ ﺐ أﺟ ﺮهﻢ ..وﺗﻘﺘ ﺮح ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أن ﻳﺴ ﺎﻓﺮوا إﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ ﺁﺧ ﺮ ..ﺗﺴﺘﻤﺘﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻷﻧﻬﺎر واﻟﺒﺤﺎر ..واﻟﻠﻌﺐ واﻷﻧﺲ ..ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺼﻴﺔ .. ﻻ ﺷ ﻚ أﻧ ﻪ إذا ﺳ ﻤﻊ ﻣ ﻨﻚ ه ﺬا اﻟﻜ ﻼم
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﺤﺴﻦ ..ﺳﻴﻘﻞ ﺣﻤﺎﺳﻪ إﻟﻰ اﻟﻨﺼﻒ .. اذهﺐ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ..وﻗﻞ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ .. ﺛﻢ ﻗﻞ ﻟﻠﺜﺎﻟﺚ ﻣﺜﻠﻪ .. دون أن ﻳﺸﻌﺮ آﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺤﺪﻳﺜﻚ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ .. ﻓ ﺘﺠﺪ أﻧﻬ ﻢ إذا اﺟﺘﻤﻌﻮا ..وﺗﺸﺠﱠﻊ أﺣﺪهﻢ واﻗﺘﺮح ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺒﻠﺪ ..وﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﺎوﻧﻪ .. أو ﻟ ﻮ اآﺘﺸ ﻔﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ أن أوﻻدك ﻳﺠ ﺘﻤﻌﻮن ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺔ أﺣ ﺪهﻢ ..وﻳﻨﻈﺮون إﻟﻰ ﺷﺮﻳﻂ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺧﻠﻴﻊ ..أو ﻣﻘﺎﻃ ﻊ ) ﺑﻠﻮﺗ ﻮث ( ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮر ﺧﻠﻴﻌﺔ ..أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ .. ﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻘ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻨﺼﺢ آ ً ﺣﺪة ..ﻟﻜﻴﻼ ﺗﺄﺧﺬهﻢ اﻟﻌﺰة ﺑﺎﻹﺛﻢ .. هﻞ ﻟﻬﺬا ﺷﺎهﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮة ؟ ﻧﻌﻢ .. ﻟﻤ ﺎ اﺷﺘﺪ اﻟﺨﻼف ﺑﻴﻦ رﺳﻮل اﷲ ρوﺑﻴﻦ ﻗﺮﻳﺶ .. اﺟ ﺘﻤﻌﺖ ﻗﺮﻳﺶ وﻗﺎﻃﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ وﺟﻤﻴﻊ أﻗﺎرﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ ..وآﺘ ﺒﺖ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ أن ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ ﻻ ﻳُﺸ ﺘﺮى ﻣ ﻨﻬﻢ ..وﻻ ُﻳ ﺒﺎع ﻋﻠﻴﻬﻢ ..وﻻ ﻳُﺰوﱠﺟﻮن ..وﻻ ﻳُﺘﺰوﱠج ﻣﻨﻬﻢ .. ﺣ ﺒﺲ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ وا ٍد ﻏﻴ ﺮ ذي وُ زرع .. واﺷ ﺘﺪت اﻟﻜﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺣﺘﻰ أآﻠﻮا اﻟﺸﺠﺮ .. ﺑﻞ ﻣﻀﻰ أﺣﺪهﻢ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻟﻴﺒﻮل ..ﻓﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗ ًﺎ ﺗﺤﺘﻪ ..ﻓﻨﻈ ﺮ ﻓ ﺈذا ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣ ﻦ ﺟﻠ ﺪ ﺑﻌﻴ ﺮ ..ﻓﺄﺧ ﺬهﺎ .. وﻏﺴ ﻠﻬﺎ وﺷ ﻮاهﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎر ..ﺛﻢ ﻓﺘّـﺘَـﺘﻬﺎ ..وﺧﻠﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء ..وﺟﻌﻞ ﻳﺘﻤﻮﱠن ﺑﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم !! ﻓﻘ ﺎل εﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻟﻌﻤ ﻪ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ – وآ ﺎن ﻣﺤﺒﻮﺳ ًﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺐ : - ﻳ ﺎ ﻋ ﻢ إن اﷲ ﻗ ﺪ ﺳ ﻠﻂ ا َﻷرَﺿ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ ﻗﺮﻳﺶ ..ﻓﻠﻢ ﺗﺪع ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻤ ًﺎ هﻮ ﷲ إﻻ أﺛﺒﺘﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ..وﻧﻔﺖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻘﻄﻴﻌﺔ واﻟﺒﻬﺘﺎن .. أي إن داﺑ ﺔ اﻷرﺿ ﺔ أآﻠ ﺖ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ ﻗﺮﻳﺸ ﺲ ﻓﻠ ﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ ﻋﺒﺎرة :ﺑﺎﺳﻤﻚ اﻟﻠﻬﻢ !! ﻓﻌﺠ ﺐ أﺑ ﻮ ﻃﺎﻟ ﺐ وﻗﺎل :أرﺑﻚ أﺧﺒﺮك ﺑﻬﺬا ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗ ﺎل :ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻴﻚ أﺣ ﺪ ..ﺣﺘ ﻰ أﺧﺒ ﺮ ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺑﺬﻟﻚ ..
108
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺛﻢ ﺧﺮج إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻘﺎل : ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ..إن اﺑﻦ أﺧﻲ ﻗﺪ أﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﻜﺬا وآﺬا .. ﻓﻬﻠ ﱠﻢ ﺻﺤﻴﻔﺘﻜﻢ .. ﻓ ﺈن آﺎﻧ ﺖ آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ﻓﺎﻧ ﺘﻬﻮا ﻋ ﻦ ﻗﻄﻴﻌﺘ ﻨﺎ واﻧﺰﻟﻮا ﻋﻨﻬﺎ .. وإن آ ﺎن آﺎذﺑ ًﺎ ..دﻓﻌ ﺖ إﻟ ﻴﻜﻢ اﺑ ﻦ أﺧ ﻲ ﻓﺎﻓﻌﻠﻮا ﺑﻪ ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ .. ﻓﻘﺎل اﻟﻘﻮم :ﻗﺪ رﺿﻴﻨﺎ ..ﻓﺘﻌﺎﻗﺪوا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .. ﺛﻢ ﻧﻈﺮوا ﻓﺈذا هﻲ آﻤﺎ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﺰادهﻢ ذﻟﻚ ﺷﺮًا .. وﻇ ﻞ ﺑﻨﻮ هﺎﺷﻢ وﺑﻨﻮ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻓﻲ وادﻳﻬﻢ .. ﺣﺘﻰ آﺎدوا أن ﻳﻬﻠﻜﻮا .. وآﺎن ﻣﻦ آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ رﺟﺎل رﺣﻤﺎء .. ﻣ ﻨﻬﻢ :هﺸ ﺎم ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو ..وآﺎن ذا ﺷﺮف ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ .. ﻓﻜ ﺎن ﻳﺄﺗ ﻲ ﺑﺎﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻗ ﺪ ﺣﻤﻠ ﻪ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ..وﺑﻨﻮ ﻼ .. هﺎﺷﻢ وﺑﻨﻮ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺐ ﻟﻴ ً ﺣﺘ ﻰ إذا ﺑﻠ ﻎ ﺑ ﻪ ﻓ ﻢ اﻟﺸ ﻌﺐ ..ﺧﻠ ﻊ ﺧﻄﺎﻣﻪ ﻣﻦ رأﺳﻪ ﺛﻢ ﺿﺮب ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻪ ﻓﺪﺧﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. وﻣﻀﺖ اﻟﻴﺎم ورأى هﺸﺎم ..أﻧﻪ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺈﻃﻌﺎﻣﻬﻢ آﻞ ﻟﻴﻠﺔ ..وهﻢ آﺜﻴﺮ .. ﻓﻘ ﺮر أن ﻳﺴ ﻌﻰ ﻟﻨﻘﺾ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ .. وﻟﻜ ﻦ أﻧ ﻰ ﻟﻪ ذﻟﻚ وﻗﺮﻳﺶ ﻗﺪ أﺟﻤﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻓﺎﺗﺒﻊ أﺳﻠﻮب ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻟﺤﺰﻣﺔ .. ﻣﺸ ﻰ إﻟ ﻰ زهﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ أﻣﻴﺔ ..وآﺎﻧﺖ أﻣﻪ ﻋﺎﺗﻜﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ .. ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ زهﻴ ﺮ أرﺿ ﻴﺖ أن ﺗﺄآ ﻞ اﻟﻄﻌ ﺎم وﺗﻠ ﺒﺲ اﻟﺜ ﻴﺎب وﺗ ﻨﻜﺢ اﻟﻨﺴ ﺎء ..وأﺧ ﻮاﻟﻚ ﺣﻴﺚ ﻋﻠﻤﺖ ؟ ﻻ ﻳﺒﺎع ﻟﻬﻢ وﻻ ﻳﺒﺘﺎع ﻣﻨﻬﻢ .. ﺢ إﻟﻴﻬﻢ ؟! وﻻ ُﻳ َﻨﻜﱠﺤﻮن وﻻ ﻳُﻨﻜ ُ أﻣ ﺎ إﻧ ﻲ أﺣﻠ ﻒ ﺑ ﺎﷲ ﻟ ﻮ آﺎﻧ ﻮا أﺧ ﻮال أﺑ ﻲ اﻟﺤﻜ ﻢ ﺑﻦ هﺸﺎم - ..ﻳﻌﻨﻲ أﺑﺎ ﺟﻬﻞ ..وآﺎن أﺷ ﺪهﻢ ﻋ ﺪاوة ﻟﻠﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ وﺗﻌﺼ ﺒ ًﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﻃﻌﺔ – ..ﻣﺎ ﺗﺮآﻬﻢ ﻋﻠﻰ هﺬا ﻻﺣﺎل ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻗﺎل :وﻳﺤﻚ ﻳﺎ هﺸﺎم ..ﻓﻤﺎذا أﺻﻨﻊ ؟ إﻧﻤ ﺎ أﻧ ﺎ رﺟ ﻞ واﺣ ﺪ واﷲ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣﻌﻲ رﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻟﻘﻤﺖ ﻓﻲ ﻧﻘﻀﻬﺎ .. ﻼ .. ﻗﺎل :ﻗﺪ وﺟﺪت رﺟ ً ﻗﺎل :ﻣﻦ هﻮ ؟ ﻗﺎل :أﻧﺎ .. ﻗﺎل زهﻴﺮ :أﺑﻐﻨﺎ ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ .. ﻗﺎل هﺸﺎم :ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻨﻲ .. ﻼ ﻼ ﻋﺎﻗ ً ﻓ ﺬهﺐ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄﻌ ﻢ ﺑ ﻦ ﻋﺪي ..وآﺎن رﺟ ً ..ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :ﻳﺎ ﻣﻄﻌﻢ ..أرﺿﻴﺖ أن ﻳﻬﻠﻚ ﺑﻄﻨﺎن ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ ﻣ ﻨﺎف ..وأﻧ ﺖ ﺷ ﺎهﺪ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ .. ﻣﻮاﻓﻖ ﻟﻘﺮﻳﺶ ﻓﻴﻪ ؟! ﻗﺎل :وﻳﺤﻚ ﻓﻤﺎذا أﺻﻨﻊ ؟ إﻧﻤﺎ أﻧﺎ رﺟﻞ واﺣﺪ .. ﻗﺎل :وﺟﺪت ﻟﻚ ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ .. ﻗﺎل :ﻣﻦ ؟ ﻗﺎل :أﻧﺎ .. ﻗﺎل :أﺑﻐﻨﺎ ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ . ﻗﺎل :ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ..ﻗﺎل :ﻣﻦ هﻮ ؟ ﻗﺎل :زهﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ أﻣﻴﺔ .. ﻗﺎل :أﺑﻐﻨﺎ راﺑﻌ ًﺎ .. ﻗﺎل :ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻨﻲ .. ﻓ ﺬهﺐ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ اﻟﺒﺨﺘ ﺮي ﺑ ﻦ هﺸﺎم ..ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﺼﺎﺣﺒﻴﻪ .. ﻓﺘﺤﻤﺲ ﻟﺬﻟﻚ ..وﻗﺎل :وهﻞ ﺗﺠﺪ أﺣﺪا ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ هﺬا ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :ﻣﻦ هﻮ ؟ ﻗ ﺎل :زهﻴ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ أﻣﻴﺔ واﻟﻤﻄﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺪي وأﻧﺎ ﻣﻌﻚ .. ﻗﺎل :أﺑﻐﻨﺎ ﺧﺎﻣﺴ ًﺎ .. ﻓ ﺬهﺐ هﺸﺎم إﻟﻰ زﻣﻌﺔ ﺑﻦ اﻷﺳﻮد ..ﻓﻜﻠﻤﻪ وذآﺮ ﻟﻪ ﻗﺮاﺑﺘﻬﻢ وﺣﻘﻬﻢ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :وهﻞ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﺪﻋﻮﻧﻲ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ أﺣﺪ ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ..ﻓﻼن وﻓﻼن .. ﻓﺎﺗﻔﻘ ﻮا ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻟ ﺮأي ..وﺗ ﻮﻋﺪوا ﻋﻨﺪ ﻼ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ..ﻓﺎﺟ ﺘﻤﻌﻮا "ﺣﻄ ﻢ اﻟﺤﺠ ﻮن " ﻟ ﻴ ً هﻨﺎﻟﻚ .. وأﺟﻤﻌ ﻮا أﻣ ﺮهﻢ وﺗﻌﺎﻗ ﺪوا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﻴﺎم ﻓ ﻲ
109
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻘﻀﻮهﺎ .. وﻗ ﺎل زهﻴ ﺮ :أﻧ ﺎ أﺑ ﺪؤآﻢ ﻓﺄآ ﻮن أول ﻣ ﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ..ﺛﻢ ﺗﻘﻤﻮا أﻧﺘﻢ ﻓﺘﺘﻜﻠﻤﻮن .. ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺤﻮا ﻏ ﺪوا إﻟ ﻰ ﻣﺠﺎﻟﺴ ﻬﻢ ﺣ ﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ ..ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎس وﻳﺘﺒﺎﻳﻌﻮن .. وﻏﺪا زهﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ أﻣﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻠﺔ .. ﻓﻄ ﺎف ﺑﺎﻟﺒ ﻴﺖ ﺳ ﺒﻌ ًﺎ ..ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس وﺻﺮخ : ﻳ ﺎااا أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ أﻧﺄآ ﻞ اﻟﻄﻌ ﺎم ..؟ وﻧﻠ ﺒﺲ اﻟﺜ ﻴﺎب ..؟ وﺑﻨﻮ هﺎﺷﻢ هﻠﻜﻲ !! ﻻ ﻳﺒﺎع ﻟﻬﻢ وﻻ ﻳﺒ ﺘﺎع ﻣ ﻨﻬﻢ ..واﷲ ﻻ أﻗﻌ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺸ ﻖ هﺬﻩ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ .. ﻓﺼ ﺮخ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ..وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..ﻗﺎل :آﺬﺑﺖ ..واﷲ ﻻ ﺗﺸﻖ .. ﻓﻘ ﺎم زﻣﻌ ﺔ ﺑ ﻦ اﻷﺳ ﻮد وﺻ ﺮخ :ﺑ ﻞ أﻧ ﺖ واﷲ أآ ﺬب ..ﻣ ﺎ رﺿ ﻴﻨﺎ آﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﺣﻴﻦ آﺘﺒﺖ .. ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ﻟﻴ ﺮد ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻓﻔﺎﺟﺄﻩ اﻟﺒﺨﺘ ﺮى ﻗﺎﺋﻤ ًﺎ ﻳﻘ ﻮل :ﺻ ﺪق زﻣﻌ ﺔ ..ﻻ ﻧﺮﺿﻰ ﻣﺎ آﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﻧﻘﺮ ﺑﻪ .. ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﺟﻬﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﺨﻨﺮي .. ﻓ ﺈذا ﺑ ﺎﻟﻤﻄﻌﻢ ﺑ ﻦ ﻋ ﺪى ﻳﺼ ﺮخ :ﺻ ﺪﻗﺘﻤﺎ وآ ﺬب ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل ﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ ..ﻧﺒ ﺮأ إﻟ ﻰ اﷲ ﻣﻨﻬﺎ وﻣﻤﺎ آﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ .. وﻗﺎم هﺸﺎم ﺑﻦ ﻋﻤﺮو وﻗﺎل ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻬﻢ .. ﻓﺘﺤﻴ ﺮ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ..وﺳ ﻜﺖ هﻨ ﻴﺔ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل : ه ﺬا أﻣﺮ ُﻗﻀِﻲ ﺑﻠﻴﻞ ..ﺗﺸﻮور ﻓﻴﻪ ﺑﻐﻴﺮ هﺬا اﻟﻤﻜﺎن .. ﺛ ﻢ اﻧﻄﻠ ﻖ اﻟﻤﻄﻌ ﻢ ﺑ ﻦ ﻋ ﺪي إﻟ ﻰ اﻟﻜﻌ ﺒﺔ .. وﺗ ﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺤﻔﻴﺔ ﻟﻴﺸﻘﻬﺎ ..ﻓﻮﺟﺪ داﺑﺔ اﻷرﺿﺔ ﻗﺪ أآﻠﺘﻬﺎ ..إﻻ ﺑﺎﺳﻤﻚ اﻟﻠﻬﻢ .. آﻦ ذآﻴ ًﺎ .. اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺤﺎذق ﻳﺘﻠﻤﺲ أو ًﻻ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ .. ﻓﻴﺨﺘﺎر اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻗﺒﻞ ﻏﺮز اﻹﺑﺮة .. 45.ﺟﻠﺪ اﻟﺬات !!
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﻦ اﻟﺬآﺮﻳﺎت .. أﻧ ﺎ ﺧ ﺮﺟﻨﺎ ﻣ ﺮة ﻟﻠﺒ ﺮ ..وآ ﺎن ﻣﻌ ﻨﺎ أﺑ ﻮ ﺧﺎﻟ ﺪ .. ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻨﺎ ﻧﻈﺮﻩ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪًا .. آ ﻨﺎ ﻧﺨﺪﻣﻪ ..ﻧﻘﺮب إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺎء ..اﻟﺘﻤﺮ ..اﻟﻘﻬﻮة ..وه ﻮ ﻳ ﺮدد :ﻻ ﺑ ﺪ أن أﺳ ﺎﻋﺪآﻢ ..أرﻳ ﺪ أن أﺷﺘﻐﻞ ﻣﻌﻜﻢ ..آﻠﻔﻮﻧﻲ ﺑﺄي ﻋﻤﻞ .. وﻧﺤﻦ ﻧﻨﻬﺎﻩ ﻋﻦ ذﻟﻚ .. ذﺑﺤﻨﺎ ﺷﺎة ﻣﻌﻨﺎ ..وﻗﻄﻌﻨﺎهﺎ ووﺿﻌﻨﺎهﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺪر ..ﺗﻤﻬﻴﺪًا ﻟﻄﺒﺨﻬﺎ ..وﻟﻢ ﻧﺸﻌﻞ اﻟﻨﺎر ﺑﻌﺪ .. واﻧﺸﻐﻠﻨﺎ ﺑﻨﺼﺐ اﻟﺨﻴﻤﺔ ..وﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻏﺮاض .. ﺗﺤ ﺮآﺖ اﻟﺸ ﻬﺎﻣﺔ ﻓ ﻲ أﺑ ﻲ ﺧﺎﻟ ﺪ – وﻳ ﺎ ﻟﻴ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻔﻌ ﻞ -ﻓﻘ ﺎم وﺗ ﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﺪر ..ﻓ ﺮأى اﻟﻠﺤﻢ .. ﻓ ﺄدرك أن أول ﺷ ﻲء ﺳ ﻨﻔﻌﻠﻪ هﻮ أن ﻧﺼﺐ اﻟﻤﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻟﻠﺤ ﻢ ..ﻓ ﺘﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ اﻷﻏ ﺮاض ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة ..وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻤﺲ اﻷﻏ ﺮاض ..ﻣ ﻮﻟﺪ آﻬ ﺮﺑﺎء .. أﺳﻼك ..ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ..أرﺑﻊ ﻣﻄﺎرات ﺑﻼﺳﺘﻴﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎء ..وﺑﻨﺰﻳﻦ ..وأﻏﺮاض أﺧﺮى .. ﻓﺎﻟﺘﻘﻂ أﻗﺮب ﻣﻄﺎرة إﻟﻴﻪ ..وأﻗﺒﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺪر ..وأﻓﺮغ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻓﻴﻪ .. ﻟﻤﺤﻪ أﺣﺪﻧﺎ ..ﻓﺼﺮخ ﺑﻪ ..ﻻ ..ﻻ ..أﺑﻮ ﺧﺎﻟﺪ .. وهﻮ ﻳﺮدد :ﺧﻠﻮﻧﻲ أﺷﺘﻐﻞ ..ﺧﻠﻮﻧﻲ .. ﻓﺴ ﺤﺒﻨﺎ اﻟﻤﻄﺎرة ﻣﻨﻪ ﻓﻮرًا ..وﻏﺮﻗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻀﺤﻚ اﻟﺬي ﻳﻐﺎﻟﺒﻪ اﻟﺒﻜﺎء .. ﻷﻧ ﻨﺎ اآﺘﺸ ﻔﻨﺎ أﻧﻬ ﺎ ﻣﻄ ﺎرة اﻟﺒﻨ ﺰﻳﻦ ..وﻟﻴﺴ ﺖ ﻣﻄﺎرة اﻟﻤﺎء !!.. وﺗﻐﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺰ وﺷﺎي .. ﻟﻢ ﺗﻔﺴﺪ اﻟﺮﺣﻠﺔ ..ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﻣﻦ أﻣﺘﻊ اﻟﺮﺣﻼت .. وﻟﻤﺎذا ﻧﻌﺬب أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺄﻣﺮ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ .. وأذآﺮ أﻳﻀ ًﺎ : ﻟﻤ ﺎ آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺰﻣﻼء ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ..ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺑﻄﺎرﻳﺔ إﺣﺪى اﻟﺴﻴﺎرات .. أﻗﺒﻠ ﻨﺎ ﺑﺴ ﻴﺎرة أﺧ ﺮى وأوﻗﻔﺎﻧﺎه ﺎ أﻣﺎﻣﻬ ﺎ ﻟﻨﻮﺻ ﻞ ﺑﺒﻄﺎرﻳﺘﻬﺎ اﻟﺒﻄﺎرﻳﺔ اﻟﻤﺘﻌﻄﻠﺔ .. أﻗ ﺒﻞ ﻃ ﺎرق ووﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺴ ﻴﺎرﺗﻴﻦ ..وﺷ ﺒﻚ اﻷﺳ ﻼك ﻓ ﻲ ﺑﻄﺎرﻳ ﺔ اﻟﺴﻴﺎرة اﻷوﻟﻰ ..ﺛﻢ ﺷﺒﻜﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻄﺎرﻳﺔ اﻟﻤﺘﻌﻄﻠﺔ ..ﺛﻢ أﺷﺎر ﻷﺣﺪ اﻟﺸﺒﺎب .. ﺷﻐﻞ اﻟﺴﻴﺎرة .. رآﺐ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ..وآﺎن ﻧﺎﻗﻞ اﻟﺤﺮآﺔ ) اﻟﻘﻴﺮ ( ﻋﻠﻰ
110
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رﻗ ﻢ واﺣ ﺪ ..ﻓﻤ ﺎ إن ﺷ ﻐﻞ اﻟﺴ ﻴﺎرة ﺣﺘ ﻰ ﻗﻔ ﺰت اﻟﺴ ﻴﺎرة إﻟ ﻰ اﻷﻣ ﺎم وﺻ ﻜﺖ رآﺒﺘ ﻲ ﻃﺎرق ﺑﻴﻦ ﺻﺪاﻣﻲ اﻟﺴﻴﺎرﺗﻴﻦ ..ووﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﺼﺎﺑ ًﺎ .. وﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻴﺎرة ﻳ ﺮدد :أﺷ ﻐﻞ ﻣ ﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ ؟!! أﺑﻌ ﺪﻧﺎ اﻟﺴ ﻴﺎرﺗﻴﻦ ..وﺳ ﺎﻋﺪﻧﺎ ﻃ ﺎرق ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺸ ﻲ ..آ ﺎن ﻳﻌ ﺮج وﻳ ﺘﺄﻟﻢ ﻣ ﻦ رآﺒﺘ ﻴﻪ ﺑﺸﺪة .. ﻟﻜ ﻨﻪ أﻋﺠﺒﻨ ﻲ أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰد أﻟﻤ ﻪ ﺑﺼ ﺮاخ أو ﺐ ..أو ﺗﻮﺑ ﻴﺦ ..ﺑ ﻞ اﺑﺘﺴ ﻢ وأﻇﻬ ﺮ ﺳ ّ اﻟﺮﺿﻰ .. وﻣ ﺎ ﻓﺎﺋ ﺪة اﻟﺼ ﺮاخ ؟ واﻷﻣ ﺮ ﻗ ﺪ اﻧﺘﻬ ﻰ .. وﺻﺎﺣﺒﻨﺎ أدرك ﺧﻄﺄﻩ .. إذا أردت أن ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ..ﻓﺎﻋﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋﺪة : ﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺼﻐﺎﺋﺮ اﻷﻣﻮر .. ﻧﺤﻦ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧﻌﺬب أﻧﻔﺴﻨﺎ ..وﻧﺠﻠﺪهﺎ .. وﻧﻀﻴﻖ وﻧﺘﺄﻟﻢ ..واﻷﻟﻢ ﻻ ﻳﺤﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .. اﻓ ﺮض أﻧ ﻚ دﺧﻠ ﺖ إﻟ ﻰ ﺣﻔ ﻞ ﻋ ﺮس ..وﻗ ﺪ ﻟﺒﺴ ﺖ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ..ووﺿ ﻌﺖ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻚ ﻏﺘ ﺮة وﻋﻘ ﺎ ًﻻ ..ﺣﺘ ﻰ ﺻ ﺮت أﺟﻤ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻌﺮﻳﺲ !! وﺑﺪأت ﺗﺼﺎﻓﺢ اﻟﻨﺎس واﺣﺪًا واﺣﺪًا ..وﻓﺠﺄة أﻗ ﺒﻞ ﻃﻔ ﻞ ﻣ ﻦ وراﺋ ﻚ ..وﺗﻌﻠ ﻖ ﺑﻄ ﺮف ﻏﺘ ﺮﺗﻚ ..وﺳ ﺤﺒﻬﺎ ﻓﺴ ﻘﻄﺖ اﻟﻐﺘﺮة واﻟﻌﻘﺎل ..واﻟﻄﺎﻗﻴﺔ ..وﺻﺎر ﺷﻜﻠﻚ ﻣﻀﺤﻜ ًﺎ .. آﻴﻒ ﺗﺘﺼﺮف؟ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻨﺎ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻼ ﻟﻬﺎ .. هﻮ ﻟﻴﺲ ﺣ ً ﻳ ﺮآﺾ وراء اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ..ﻳﺼﺮخ ..ﻳﺴﺐ .. ﻳﻠﻌﻦ .. واﻟﻨﺘ ﻴﺠﺔ :أﻧ ﻪ ﺣﻘ ﻖ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳ ﺮﻳﺪﻩ اﻟﻄﻔ ﻞ ﻣ ﻦ ﺟ ﺬب اﻧﺘ ﺒﺎﻩ ..وﺿ ﺠﺔ ..وأﺿ ﺤﻚ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ .. ورﺑﻤ ﺎ ﺻ ﻮرﻩ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ وﺻ ﺎر ﺑﻠﻮﺗ ﻮﺛ ًﺎ ﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻮﻧﻪ !!.. أﻧ ﺖ ه ﻨﺎ – ﺣﻘ ﻴﻘﺔ – ﻻ ﺗﻌ ﺬب اﻟﻄﻔ ﻞ إﻧﻤ ﺎ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ .. أو اﻓﺮض أﻧﻚ .. ﻟﺒﺴﺖ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ..رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺪد ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺑﻌﺪ .. وذهﺒﺖ إﻟﻰ ﺷﺮآﺔ ﻟﺘﻘﺪم ﻋﻠﻰ وﻇﻴﻔﺔ .. ﻣ ﺮرت ﺑﺄﺣ ﺪ اﻷﺑﻮاب آﺎن ﻣﺪهﻮﻧ ًﺎ ﺑﺎﻟﻄﻼء ﻟﻠﺘ ّﻮ .. وﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ .. وﻓﺠ ﺄة ﻣﺴ ﺤﺖ ﻧﺼ ﻒ اﻟﻄ ﻼء ﺑ ﺜﻮﺑﻚ ..وﻃﻔ ﻖ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻄﻼء ﻳﺼﺮخ ﺑﻚ ﺳﺎﺑ ًﺎ ﻏﻀﺒﺎﺑ ًﺎ .. آﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ؟ ﻧﺤ ﻦ ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻴﺎن أﻳﻀ ًﺎ ﻧ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻼ ﻟﻬﺎ .. ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻟﻴﺲ ﺣ ً ﺐ اﻟﻌﺎﻣﻞ ِ ..ﻟ َﻢ ﻟﻢ ﺗﻀﻊ ﻟﻮﺣﺔ واﺿﺤﺔ ﻧﺜﻮر ..ﻧﺴ ﱡ ..ﻓﻴ ﺮد ﻋﻠ ﻴﻚ ﺑﻐﻀ ﺐ ..وﻗ ﺪ ﺗﻜ ﻮن اﻟﻨﺘ ﻴﺠﺔ أن ﺗ ﺘﻠﻄﺦ ﺑﺘ ﺮاب اﻷرض أآﺜ ﺮ ﻣﻤ ﺎ ﺗﻠﻄﺨ ﺖ ﺑﻄ ﻼء اﻟﺒﺎب !! ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻠﻚ ..ﺗ ﺪري أﻧ ﺖ اﻵن ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻞ ؟! إﻧﻚ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ..ﺗﺠﻠﺪ ذاﺗﻚ .. وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻮ ﺗ ﺰﻳﻨﺖ وذهﺒﺖ ﺧﺎﻃﺒ ًﺎ ..ﻓﻤﺮت ﺑﻚ ﺳﻴﺎرة وأﻧﺖ ﺧﺎرج ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ..ورﺷﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء آﺎن ﻣﺠﺘﻤﻌ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ..هﻞ ﺳﺘﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ﻓﺘﺼﺮخ وﺗﺰﻋﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة ورآﺎﺑﻬﺎ ..وهﻲ ﻗﺪ وﻟﱠﺘﻚ ﻇﻬﺮهﺎ .. وآﺬﻟﻚ .. ﻻ داﻋﻲ ﻟﻨﺘﺬآﺮ داﺋﻤ ًﺎ اﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﻣﺴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ .. ﻣﺤﻤﺪ εﻣﺮت ﺑﻪ ﻟﺤﻈﺎت ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .. ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠ ﺲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ زوﺟ ﻪ اﻟﺤﻨﻮن ﻋﺎﺋﺸﺔ .. τ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺳﺎآﻨﺔ ..ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ : هﻞ أﺗﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﻮم أﺷﺪ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﻳﻮم أﺣﺪ ؟ ﻣﺮﱠت ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺮآﺔ ﻓﻲ ذاآﺮة اﻟﻨﺒﻲ .. ε ﺁﺁﺁﻩ ..ﻣﺎ أﻗﺴﻰ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ..ﻳﻮم ﻗُﺘﻞ ﻋﻤﻪ ﺣﻤﺰة وهﻮ ﻣﻦ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻪ .. ﻳ ﻮم وﻗﻒ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻤﻪ وﻗﺮة ﻋﻴﻨﻪ ..وﻗﺪ ﺟُﺪع ﺷ ﻖﱠ ﺑﻄ ﻨﻪ ..و ُﻣ ﺰﱢق أﻧﻔ ﻪ ..وﻗﻄﻌ ﺖ أذﻧ ﺎﻩ ..و ُ ﺟﺴﺪﻩ .. ﻳ ﻮم آﺴ ﺮت أﺳﻨﺎﻧﻪ .. εوﺟُﺮح وﺟﻬﻪ ..وﺳﺎﻟﺖ ﻣﻨﻪ اﻟﺪﻣﺎء .. ﻳﻮم ﻗﺘﻞ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ..
111
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻳﻮم ﻋﺎد εإﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..وﻗﺪ ﻧﻘﺺ ﺳﺒﻌﻮن ﻣ ﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ..ﻓ ﺮأى اﻟﻨﺴ ﺎء اﻷراﻣ ﻞ واﻷﻃﻔ ﺎل اﻟﻴﺘﺎﻣ ﻰ ..ﻳﺒﺤ ﺜﻮن ﻋ ﻦ أﺣ ﺒﺎﺑﻬﻢ وﺁﺑﺎﺋﻬﻢ .. ﻼ ..آﺎن ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻗﺎﺳﻴ ًﺎ .. ﻓﻌ ً آﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﺠﻮاب ..ﻓﻘﺎل : ε ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻚ آﺎن أﺷﺪ ﻣﻨﻪ .. ﻳﻮم اﻟﻌﻘﺒﺔ ..إذ ﻋﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻲ .. ﺛﻢ ذآﺮ ﻟﻬﺎ ﻗﺼﺔ اﺳﺘﻨﺼﺎرﻩ ﺑﺄهﻞ اﻟﻄﺎﺋﻒ .. وﺗﻜﺬﻳ ﺒﻬﻢ ﻟ ﻪ ..ورﻣ ﻲ ﺳ ﻔﻬﺎﺋﻬﻢ ﻟ ﻪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة ﺣﺘﻰ أدﻣﻮا ﻗﺪﻣﻴﻪ .. (63) .. وﻣﻊ وﺟﻮد هﺬﻩ اﻵﻻم ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﺣﻴﺎﺗﻪ .. ε إﻻ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻻ ﻳﺴ ﻤﺢ ﻟﻬ ﺎ أن ﺗ ﻨﻐﺺ ﻋﻠ ﻴﻪ اﺳﺘﻤﺘﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة .. ﻻ ﺗﺴ ﺘﺤﻖ اﻻﻟ ﺘﻔﺎت إﻟ ﻴﻬﺎ ..وﻗ ﺪ ﻣﻀ ﺖ ﺁﻻﻣﻬﺎ وﺑﻘﻴﺖ ﺣﺴﻨﺎﺗﻬﺎ .. إذن ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬ ّﻢ .. وآﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﻘﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻬﻢ واﻟﻠﻮم .. ﻧﺤ ﻦ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ ﻼ ﻟﻬﺎ .. ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ هﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺣ ً آﺎن اﻷﺣﻨﻒ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ .. ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺳ ﺎد ﻗ ﻮﻣﻪ ﺑﻘ ﻮة ﺟﺴ ﺪ ..وﻻ آﺜ ﺮة ﻣﺎل ..وﻻ ارﺗﻔﺎع ﻧﺴﺐ .. وإﻧﻤﺎ ﺳﺎدهﻢ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ واﻟﻌﻘﻞ .. ﺣﻘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮم .. ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ ﺳﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻔﻬﺎﺋﻬﻢ وﻗﺎﻟﻮا ﻟﻪ : هﺬﻩ أﻟﻒ درهﻢ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺬهﺐ إﻟﻰ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤ ﻴﻢ ..اﻷﺣ ﻨﻒ ﺑ ﻦ ﻗ ﻴﺲ ..ﻓ ﺘﻠﻄﻤﻪ ﻋﻠ ﻰ وﺟﻬﻪ .. ﻣﻀ ﻰ اﻟﺴ ﻔﻴﻪ ..ﻓ ﺈذا اﻷﺣ ﻨﻒ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻣ ﻊ رﺟ ﺎل ..ﻣﺤﺘﺒ ﻴ ًﺎ ﺑﻜ ﻞ رزاﻧ ﺔ ..ﻗ ﺪ ﺿ ﻢ رآﺒﺘﻴﻪ إﻟﻰ ﺻﺪرﻩ ..وﺟﻌﻞ ﻳﺤﺪث ﻗﻮﻣﻪ .. اﻗﺘ ﺮب اﻟﺴ ﻔﻴﻪ ﻣ ﻨﻪ ..ودﻧ ﺎ ..ودﻧ ﺎ ..ﻓﻠﻤﺎ وﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪﻩ ..ﻣ ﱠﺪ اﻷﺣ ﻨﻒ إﻟ ﻴﻪ رأﺳ ﻪ ﻇﺎﻧ ًﺎ أﻧﻪ ﺳﻴﺴ ّﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﺸﻲء .. ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟﺴ ﻔﻴﻪ ﻳ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻩ وﻳﻠﻄﻢ اﻷﺣﻨﻒ ﻋﻠﻰ
) ( 63
ﺗﻘﺪﻣﺖ اﻟﻘﺼﺔ آﺎﻣﻠﺔ ص
.
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺟﻬﻪ ﻟﻄﻤﺔ آﺎدت ﺗﻤﺰق ﺧﺪﻩ !! ﻧﻈ ﺮ اﻷﺣ ﻨﻒ إﻟﻴﻪ ..وﻟﻢ ﻳﺤ ّﻞ ﺣﺒﻮﺗﻪ ..وﻗﺎل ﺑﻜﻞ هﺪوووء : ﻟﻤﺎذا ﻟﻄﻤﺘﻨﻲ ؟!! ﻗ ﺎل :ﻗ ﻮم أﻋﻄﻮﻧﻲ أﻟﻒ درهﻢ ﻋﻠﻰ أن أﻟﻄﻢ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ .. ﻓﻘﺎل اﻷﺣﻨﻒ ..ﺁﺁﺁﻩ ..ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻟﺴﺖ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ !.. ﻗﺎل :ﻋﺠﺒ ًﺎ !! ﻓﺄﻳﻦ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ .. ﻗ ﺎل :ه ﻞ ﺗ ﺮى ذاك اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺠ ﺎﻟﺲ وﺣ ﺪﻩ .. وﺳﻴﻔﻪ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ؟ وأﺷ ﺎر إﻟ ﻰ رﺟ ﻞ اﺳ ﻤﻪ ﺣﺎرﺛﺔ ﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ ..اﻣﺘﻸ ﻏﻀ ﺒ ًﺎ وﻏ ﻴﻈ ًﺎ ..ﻟﻮ ُﻗﺴﱢﻢ ﻏﻀﺒﻪ ﻋﻠﻰ أﻣ ٍﺔ ﻟﻜﻔﺎهﻢ .. ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ أراﻩ ..اﻟﺠﺎﻟﺲ هﻨﺎك .. ﻗﺎل :ﻓﺎذهﺐ واﻟﻄﻤﻪ ﻟﻄﻤﺔ ..ﻓﺬاك ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ .. ﻣﻀ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻴﻪ :واﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﺣﺎرﺛ ﺔ ..ﻓ ﺈذا ﻋﻴﻨﺎ ﺣﺎرﺛﺔ ﺗﻠﺘﻤﻊ ﺷﺮرًا .. وﻗ ﻒ اﻟﺴ ﻔﻴﻪ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ورﻓ ﻊ ﻳ ﺪﻩ وﻟﻄﻤ ﻪ ﻋﻠ ﻰ وﺟﻬ ﻪ ..ﻓﻤ ﺎ آ ﺎدت ﻳ ﺪﻩ ﺗﻔ ﺎرق ﺧ ﺪﻩ ﺣﺘ ﻰ اﻟ ﺘﻘﻂ ﺣﺎرﺛﺔ ﺳﻴﻔﻪ ..وﻗﻄﻊ ﻳﺪﻩ !!.. وﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﻗ ﻴﻞ :اﻟﻔﺎﺋ ﺰ هﻮ اﻟﺬي ﻳﻀﺤﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ !! ﻗﻨﺎﻋﺔ .. ﻼ ﻟﻬﺎ .. اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﺣ ً ﻳﻌﺬﺑﻚ ..وﻻ ﻳﺤﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ !! 46.ﻣﺸﺎآﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﻞ .. آﻢ ﺗﺮى ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ وهﻮ ﻳﻘﻮد ﺳﻴﺎرﺗﻪ .. ورﺑﻤ ﺎ ﺿ ﺮب ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻘ ﻮدهﺎ ..وردد .. أوووﻩ داﺋﻤ ًﺎ زﺣﻤﺔ ..زﺣﻤﺔ .. أو ﻗ ﺪ ﺗ ﺮاﻩ ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ..وﻻ ﻳﺤ ﺘﻤﻞ أن ﻳﻜﻠﻤﻪ أﺣﺪ ..ﺑﻞ ﻣﺘﻀﺎﻳﻖ أﺷﺪ اﻟﻀﻴﻖ ..وﻳﺮدد : أوووف ﺣﺮرر ﺷﺪﻳﻴﻴﺪ !!.. ﻼ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺘﺐ واﺣ ﺪ ..ﺗﺒﺘﻠ ﻰ ورﺑﻤ ﺎ آ ﻨﺖ زﻣ ﻴ ً ﺑ ﺮؤﻳﺘﻪ آﻞ ﻳﻮم ..وﻳﺸﻐﻠﻚ آﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ " ..ﻳﺎﺧﻲ
112
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﻟﻌﻤ ﻞ آﺜﻴﻴﻴ ﺮ ..أوووﻩ إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪون رواﺗﺒ ﻨﺎ " ..وﻳ ﺪﺧﻞ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ ..وﻳﺨ ﺮج ﺳﺎﺧﻄ ًﺎ .. ورﺑﻤ ﺎ أآﺜ ﺮ اﻟﺘﺸ ﻜﻲ ﻣ ﻦ ﺁﻻم ﺑﺪﻧ ﻪ ..أو إﻋﺎﻗﺔ وﻟﺪﻩ .. ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻘﺘﻨﻊ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ أﻧﻨﺎ ﺗﻮاﺟﻬﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﺸ ﺎآﻞ ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ ﺣ ﻞ ..ﻓ ﻼ ﺑ ﺪ أن ﻧ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺄرﻳﺤﻴﺔ .. ﻗﺎل :اﻟﺴﻤﺎء آﺌﻴﺒﺔ وﺗﺠﻬﻤﺎ *** ﻗﻠﺖ :اﺑﺘﺴﻢ ،ﻳﻜﻔﻲ اﻟﺘﺠﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎ! ﻗﺎل :اﻟﺼﺒﺎ وﻟﻰ ! ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :اﺑﺘﺴﻢ *** ﻟﻦ ﻳﺮﺟﻊ اﻷﺳﻒ اﻟﺼﺒﺎ اﻟﻤﺘﺼﺮﻣﺎ ﻗﺎل :اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺳﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻬﻮى *** ﺻﺎرت ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺮام ﺟﻬﻨﻤﺎ ﺧﺎﻧﺖ ﻋﻬﻮدي ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻣﻠﻜﺘﻬﺎ *** ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻜﻴﻒ أﻃﻴﻖ أن أﺗﺒﺴﻤﺎ ﻗﻠﺖ :اﺑﺘﺴﻢ واﻃﺮب ﻓﻠﻮ ﻗﺎرﻧﺘﻬﺎ *** ﻗﻀﻴﺖ ﻋﻤﺮك آﻠﻪ ﻣﺘﺄﻟﻤﺎ ﻗﺎل :اﻟﻌﺪى ﺣﻮﻟﻲ ﻋﻠﺖ ﺻﻴﺤﺎﺗﻬﻢ *** ﺳ ﱡﺮ واﻷﻋﺪاء ﺣﻮﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻤﻰ َأُأ َ ﻗﻠﺖ :اﺑﺘﺴﻢ ،ﻟﻢ ﻳﻄﻠﺒﻮك ﺑﺬﻣﻬﻢ *** ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻬﻢ أﺟ ﱠﻞ وأﻋﻈﻤﺎ! ﻗﺎل :اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺟﺮﻋﺘﻨﻲ ﻋﻠﻘﻤًﺎ *** ﻗﻠﺖ :اﺑﺘﺴﻢ وﻟﺌﻦ ﺟﺮﻋﺖ اﻟﻌﻠﻘﻤﺎ ﻓﻠﻌﻞ ﻏﻴﺮك إن رﺁك ُﻣ َﺮﻧﱢـﻤًﺎ *** ﻃﺮح اﻟﻜﺂﺑﺔ ﺧﻠﻔﻪ وﺗﺮﻧﻤﺎ أﺗﺮاك ﺗﻐﻨﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﻧﻢ درهﻤ ًﺎ *** أم أﻧﺖ ﺗﺨﺴﺮ ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻣﻐﻨﻤًﺎ ﻓﺎﺿﺤﻚ ﻓﺈن اﻟﺸﻬﺐ ﺗﻀﺤﻚ واﻟﺪﺟﻰ *** ﻣﺘﻼﻃﻢ وﻟﺬا ﻧﺤﺐ اﻷﻧﺠﻤﺎ ).. (64 ﻧﻌﻢ اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ .. اﻧﺘ ﺒﻪ أن ﺗﻜ ﻮن ﻇﺮوﻓﻚ ﻣﺆﺛﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮآﻚ ..ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ ..أوﻻدك ..زﻣﻼﺋﻚ .. ﻓﻤ ﺎ ذﻧ ﺒﻬﻢ أن ﻳ ﺘﻌﺬﺑﻮا ﺑﺄﻣﻮر ﻟﻴﺲ هﻢ ﻃﺮﻓ ًﺎ ﻓﻴﻬﺎ ..وﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن ﺣﻠﻬﺎ ؟ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻬ ﻢ إذا رأوك ..أو ذآ ﺮوك .ذآ ﺮوا 64
) 656
(
أﺑﻴﺎت ﻹﻳﻠﻴﺎ أﺑﻮ ﻣﺎﺿﻲ ﻣﻦ دﻳﻮاﻧﻪ ص
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﻌﻚ اﻟﻬﻢ واﻟﺤﺰن .. ﻟ ﺬا ﻧﻬ ﻰ εﻋ ﻦ اﻟﻨ ﻴﺎﺣﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻴﺖ ..واﻟﺼﺮاخ ..وﺷﻖ اﻟﺠﻴﺐ ..وﺣﻠﻖ اﻟﺸﻌﺮ ..و .. ﻟﻤﺎذا ؟ ﻷن اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤ ﻮت ﻳﻜ ﻮن ﺑﺘﻐﺴ ﻴﻞ اﻟﻤ ﻴﺖ وﺗﻜﻔﻴﻨﻪ واﻟﺼﻼة ﻋﻠﻴﻪ ودﻓﻨﻪ ..واﻟﺪﻋﺎء ﻟﻪ .. أﻣ ﺎ اﻟﺼ ﺮاخ واﻟﻌ ﻮﻳﻞ ﻓ ﻼ ﻳﻨﻔﻊ ﺷﻴﺌ ًﺎ ..ﺳﻮى أﻧﻪ ﻳﻘﻠﺐ ﻣﺘﻌﺔ اﻟﺤﻴﺎة إﻟﻰ أﺣﺰان .. ﻣﺸ ﻰ اﻟﻤﻌﺎﻓ ﻰ ﺑ ﻦ ﺳ ﻠﻴﻤﺎن ﻣ ﻊ ﺻ ﺎﺣﺐ ﻟ ﻪ .. ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ وﻗ ﺎل :ﻣﺎ أﺷﺪ اﻟﺒﺮد اﻟﻴﻮم ؟ ﻓﻘﺎل اﻟﻤﻌﺎﻓﻰ :أﺳﺘﺪﻓﺄت اﻵن ؟ ﻗﺎل :ﻻ .. ﻗ ﺎل :ﻓﻤ ﺎذا اﺳ ﺘﻔﺪت ﻣ ﻦ اﻟ ﺬم ؟ ﻟ ﻮ ﺳ ﺒّﺤﺖ ﻟﻜﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻚ .. ﻋﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ .. ﻻ ﺗﻨﻘﺐ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﻜﻼت ..وﻻ ﺗﺪﻗﻖ ﻓﻲ ﺻﻐﺎﺋﺮ اﻷﻣﻮر ..وإﻧﻤﺎ اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ..
47.ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬﻢ .. آﺎن أﺣﺪ ﻃﻼﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .. ﻼ ..ﺛﻢ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ :ﺳﻼﻣﺎت ﻏﺎب أﺳﺒﻮﻋ ًﺎ آﺎﻣ ً ..ﺳﻌﺪ ..؟ ﻼ .. ﻗﺎل :ﻻ ﺷﻲء ..آﻨﺖ ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ ﻗﻠﻴ ً آﺎن اﻟﺤﺰن واﺿﺤ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻗﻠﺖ :ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟ ﻗ ﺎل :آ ﺎن وﻟ ﺪي ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ..ﻋﻨﺪﻩ ﺗﻠﻴﻒ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﺪ ..وأﺻ ﺎﺑﻪ ﻗ ﺒﻞ أﻳ ﺎم ﺗﺴ ﻤﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪم ..وﺗﻔﺎﺟ ﺄت أﻣﺲ أن اﻟﺘﺴﻤﻢ ﺗﺴﻠﻞ إﻟﻰ اﻟﺪﻣﺎغ .. ﻗﻠﺖ :ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ..اﺻﺒﺮ ..وأﺳﺄل اﷲ أن ﻳﺸﻔﻴﻪ .. وإن ﻗﻀ ﻰ اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺸ ﻲء ..ﻓﺄﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺷﺎﻓﻌ ًﺎ ﻟﻚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .. ﻗﺎل :ﺷﺎﻓﻊ ؟ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ..اﻟﻮﻟﺪ ﻟﻴﺲ ﺻﻐﻴﺮًا .. ﻗﻠﺖ :آﻢ ﻋﻤﺮﻩ ؟ ﻗﺎل :ﺳﺒﻊ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ .. ﻗﻠﺖ :اﷲ ﻳﺸﻔﻴﻪ ..وﻳﺒﺎرك ﻟﻚ ﻓﻲ إﺧﻮاﻧﻪ .. ﻓﺨﻔ ﺾ رأﺳ ﻪ وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺷﻴﺦ ..ﻟﻴﺲ ﻟﻪ إﺧﻮان
113
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
..ﻟﻢ ُأرْزق ﺑﻐﻴﺮ هﺬا اﻟﻮﻟﺪ ..وﻗﺪ أﺻﺎﺑﻪ ﻣﺎ ﺗﺮى .. ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ :ﺳ ﻌﺪ ..ﺑﻜ ﻞ اﺧﺘﺼ ﺎر ..ﻻ ﺗﻘ ﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬﻢ ..ﻟﻦ ﻳﺼﻴﺒﻨﺎ إﻻ ﻣﺎ آﺘﺐ اﷲ ﻟﻨﺎ .. ﺛﻢ ﺧﻔﻔﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﺼﺎﺑﻪ وذهﺒﺖ .. ﻧﻌ ﻢ ﻻ ﺗﻘ ﺘﻞ ﻧﻔﺴ ﻚ ﺑ ﺎﻟﻬﻢ ..ﻓ ﺎﻟﻬﻢ ﻻ ﻳﺨﻔﻒ اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ .. أذآ ﺮ أﻧ ﻲ ﻗ ﺒﻞ ﻓﺘ ﺮة ..ذه ﺒﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ .. اﻟﺘﻘ ﻴﺖ ﺑﺨﺎﻟﺪ ..ﻗﺎل ﻟﻲ :ﻣﺎ رأﻳﻚ أن ﻧﺰور اﻟﺪآﺘﻮر :ﻋﺒﺪ اﷲ .. ﻗﻠﺖ :ﻟﻤﺎذا ..ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﺰﻳﻪ .. ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﺰﻳﻪ ؟!! ﻗ ﺎل :ﻧﻌﻢ ..ذهﺐ وﻟﺪﻩ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ آﻠﻬﺎ ﻟﺤﻀ ﻮر ﺣﻔ ﻞ ﻋ ﺮس ﻓ ﻲ ﻣﺪﻳ ﻨﺔ ﻣﺠﺎورة .. وﺑﻘﻲ هﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻻرﺗﺒﺎﻃﻪ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .. وﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﻋﻮدﺗﻬﻢ وﻗﻊ ﻟﻬﻢ ﺣﺎدث ﻣﺮوع .. ﻓﻤﺎﺗﻮا ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ..أﺣﺪى ﻋﺸﺮ ﻧﻔﺴ ًﺎ !! ﻼ ﺻ ﺎﻟﺤ ًﺎ ﻗ ﺪ ﺟ ﺎوز آ ﺎن اﻟﺪآ ﺘﻮر رﺟ ً اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ..ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ آﻞ ﺣﺎل ..ﺑﺸﺮ ..ﻟﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮ وأﺣﺎﺳﻴﺲ .. ﻓ ﻲ ﺻ ﺪرﻩ ﻗﻠ ﺐ ..وﻟ ﻪ ﻋﻴ ﻨﺎن ﺗﺒﻜ ﻴﺎن .. وﻧﻔﺲ ﺗﻔﺮح وﺗﺤﺰن .. ﺗﻠﻘ ﻰ اﻟﺨﺒ ﺮ اﻟﻤﻔ ﺰع ..ﺻ ﻠﻰ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ..ﺛ ﻢ وﺳ ﺪهﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺮاب ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ..إﺣ ﺪى ﻋﺸ ﺮ ﻧﻔﺴ ًﺎ .. ﺻ ﺎر ﻳﻄ ﻮف ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺣﻴﺮان ..ﻳﻤﺮ ﺑﺄﻟﻌﺎب ﻣﺘﻨﺎﺛ ﺮة ..ﻗ ﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻳﺎم ﻟﻢ ﺗﺤﺮك .. ﻷن ﺧﻠ ﻮد وﺳ ﺎرة اﻟﻠﺘﺎن آﺎﻧﺘﺎ ﺗﻠﻌﺒﺎن ﺑﻬﺎ .. ﻣﺎﺗﺘﺎ .. ﻳ ﺄوي إﻟ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﻪ ..ﻟ ﻢ ﻳ ﺮﺗﺐ ..ﻷن أم ﺻﺎﻟﺢ ..ﻣﺎﺗﺖ .. ﻳﻤ ﺮ ﺑﺪراﺟﺔ ﻳﺎﺳﺮ ..ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺮك ..ﻷن اﻟﺬي آﺎن ﻳﻘﻮدهﺎ ..ﻣﺎاات .. ﻳ ﺪﺧﻞ ﻏ ﺮف اﺑﻨ ﺘﻪ اﻟﻜﺒ ﺮى ..ﻳ ﺮى ﺣﻘﺎﺋ ﺐ ﻋﺮﺳ ﻬﺎ ﻣﺼ ﻔﻮﻓﺔ ..وﻣﻼﺑﺴ ﻬﺎ ﻣﻔﺮوﺷ ﺔ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺮﻳﺮهﺎ ..ﻣﺎﺗ ﺖ ..وه ﻲ ﺗ ﺮﺗﺐ أﻟ ﻮاﻧﻬﺎ وﺗﻨﺴﻘﻬﺎ .. ﺳﺒﺤﺎن ﻣﻦ ﺻﺒّﺮﻩ ..وﺛﺒﺖ ﻗﻠﺒﻪ .. آ ﺎن اﻟﻀ ﻴﻮف ﻳﺄﺗ ﻮن ..ﻣﻌﻬ ﻢ ﻗﻬ ﻮﺗﻬﻢ ..ﻷﻧ ﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﻳﺨﺪم أو ﻳُﻌﻴﻦ .. اﻟﻌﺠﻴﺐ أﻧﻚ إذا رأﻳﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺰاء ..ﺣﺴﺒﺖ أﻧﻪ أﺣﺪ اﻟﻤﻌﺰﻳﻦ ..وأن اﻟﻤﺼﺎب ﻏﻴﺮﻩ .. آ ﺎن ﻳ ﺮدد ..إﻧ ﺎ ﷲ وإﻧ ﺎ إﻟ ﻴﻪ راﺟﻌ ﻮن ..ﷲ ﻣ ﺎ أﺧ ﺬ وﻟ ﻪ ﻣ ﺎ أﻋﻄ ﻰ ..وآ ﻞ ﺷ ﻲء ﻋ ﻨﺪﻩ ﺑﺄﺟ ﻞ ﻣﺴﻤﻰ .. وه ﺬا ه ﻮ ﻗﻤ ﺔ اﻟﻌﻘ ﻞ ..ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ..ﻟﻤﺎت هﻤ ًﺎ .. أﻋ ﺮف أﺣﺪ اﻟﻨﺎس أراﻩ داﺋﻤ ًﺎ ﺳﻌﻴﺪ ..وإذا ﺗﺄﻣﻠﺖ ﺣﺎﻟﻪ وﺟﺪت : وﻇﻴﻔﺘﻪ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﺑﻴﺘﻪ وﺿﻴﻖ ..إﻳﺠﺎر .. ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻗﺪﻳﻤﺔ .. أوﻻدﻩ آﺜﻴﺮون .. وﻣﻊ ذﻟﻚ آﺎن داﺋﻢ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ..ﻣﺤﺒﻮﺑ ًﺎ ..ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ .. ﺻﺤﻴﺢ ..ﻻ ﻳﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻬﻢ .. وﻻ ﺗﻜﺜﺮ اﻟﺘﺸﻜﻲ..ﻓﻴﻤﻠّﻚ اﻟﻨﺎس.. ﻋ ﻨﺪﻩ وﻟ ﺪ ﻣﻌ ﻮق ..وﻟ ﺪي ﻣ ﺮﻳﺾ ..ﺿ ﺎﻳﻖ ﺻ ﺪري ..ﻳﺎ أﺧﻲ ﻣﺴﻜﻴﻦ وﻟﺪي ..ﺧﻼص ﻓﻬﻤﻨﺎ .. راﺗﺒﻲ ﻗﻠﻴﻞ .. اﻣ ﺮأة ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ :ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻗﺪﻳﻢ ..ﺳﻴﺎرﺗﻨﺎ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ ..ﺛﻴﺎﺑﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺿﺔ .. أﻓﻨﻴﺖ ﻳﺎ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻋﻤﺮك ﺑﺎﻟﺘﺄوﻩ واﻟﺤﺰن وﻇﻠﻠﺖ ﻣﻜﺘﻮف اﻟﻴﺪﻳﻦ ﺗﻘﻮل ﺣﺎرﺑﻨﻲ اﻟﺰﻣﻦ إن ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺎﻟﻌﺐء أﻧﺖ ﻓﻤﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ إذن إﺿﺎءة ﻋﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪك ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎت ..ﻟﺘﺴﻌﺪ 48.ارض ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ اﷲ ﻟﻚ .. آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ رﺣﻠ ﺔ إﻟ ﻰ أﺣ ﺪ اﻟ ﺒﻠﺪان ﻹﻟﻘ ﺎء ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات ..
114
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
آ ﺎن ذﻟ ﻚ اﻟ ﺒﻠﺪ ﻣﺸ ﻬﻮرًا ﺑﻮﺟ ﻮد ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ آﺒﻴ ﺮ ﻟﻸﻣ ﺮاض اﻟﻌﻘﻠ ﻴﺔ ..أو آﻤ ﺎ ﻳﺴ ﻤﻴﻪ اﻟﻨﺎس "ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ" .. أﻟﻘ ﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿ ﺮﺗﻴﻦ ﺻ ﺒﺎﺣ ًﺎ ..وﺧ ﺮﺟﺖ وﻗ ﺪ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ أذان اﻟﻈﻬﺮ ﺳﺎﻋﺔ .. آ ﺎن ﻣﻌ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ..رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ أﺑ ﺮز اﻟﺪﻋﺎة .. اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻧﺤﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة ..ﻗﻠﺖ :ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ..ه ﻨﺎك ﻣﻜ ﺎن أود أن أذهﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﺎ دام ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺴﻊ .. ﻗ ﺎل :أﻳ ﻦ ؟ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ .. ﻣﺴ ﺎﻓﺮ ..واﻟﺪآ ﺘﻮر أﺣﻤ ﺪ اﺗﺼ ﻠﺖ ﺑ ﻪ وﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺐ ..أو ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﻧﻤﺮ اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ .. أو .. ﻗﻠ ﺖ :آ ﻼ ..ﺑ ﻞ :ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ اﻷﻣ ﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ .. ﻗﺎل :اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ !! ﻗﻠﺖ :اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ .. ﻓﻀﺤﻚ وﻗﺎل ﻣﺎزﺣ ًﺎ :ﻟﻤﺎذا ..ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﺄآﺪ ﻣﻦ ﻋﻘﻠﻚ .. ﻗﻠ ﺖ :ﻻ ..وﻟﻜﻦ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ..ﻧﻌﺘﺒﺮ ..ﻧﻌﺮف ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ .. ﺳﻜﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻬﻢ ..ﺷﻌﺮت أﻧ ﻪ ﺣ ﺰﻳﻦ ..آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ﻋﺎﻃﻔﻴ ًﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻼزم .. أﺧﺬﻧﻲ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ إﻟﻰ هﻨﺎك .. أﻗﺒﻠ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺒﻨ ﻰ آﺎﻟﻤﻐ ﺎرة..اﻷﺷ ﺠﺎر ﺗﺤ ﻴﻂ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ آ ﻞ ﺟﺎﻧ ﺐ..آﺎﻧ ﺖ اﻟﻜﺂﺑ ﺔ ﻇﺎه ﺮة ﻋﻠﻴﻪ.. ﻗﺎﺑﻠ ﻨﺎ أﺣ ﺪ اﻷﻃﺒﺎء ..رﺣﺐ ﺑﻨﺎ ﺛﻢ أﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ .. أﺧﺬ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺂﺳﻴﻬﻢ ..ﺛﻢ ﻗﺎل : وﻟﻴﺲ اﻟﺨﺒﺮ آﺎﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ .. دﻟ ﻒ ﺑ ﻨﺎ إﻟ ﻰ أﺣ ﺪ اﻟﻤﻤ ﺮات ..ﺳ ﻤﻌﺖ أﺻﻮاﺗ ًﺎ هﻨﺎ وهﻨﺎك .. آﺎﻧ ﺖ ﻏ ﺮف اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ﻣ ﻮزﻋﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧﺒ ﻲ اﻟﻤﻤﺮ .. ﻣ ﺮرﻧﺎ ﺑﻐ ﺮﻓﺔ ﻋ ﻦ ﻳﻤﻴﻨ ﻨﺎ ..ﻧﻈ ﺮت داﺧﻠﻬ ﺎ ﻓ ﺈذا أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻋﺸ ﺮة أﺳ ﺮة ﻓﺎرﻏ ﺔ ..إﻻ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واﺣ ﺪًا ﻣ ﻨﻬﺎ ﻗ ﺪ اﻧ ﺒﻄﺢ ﻋﻠ ﻴﻪ رﺟ ﻞ ﻳﻨ ﺘﻔﺾ ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ورﺟﻠﻴﻪ .. ﺖ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ وﺳﺄﻟﺘﻪ :ﻣﺎ هﺬا !! اﻟﺘﻔ ﱡ ﻗ ﺎل :ه ﺬا ﻣﺠ ﻨﻮن ..وﻳﺼ ﺎب ﺑ ﻨﻮﺑﺎت ﺻ ﺮع .. ﺗﺼﻴﺒﻪ آﻞ ﺧﻤﺲ أو ﺳﺖ ﺳﺎﻋﺎت .. ﻗﻠ ﺖ :ﻻ ﺣ ﻮل وﻻ ﻗ ﻮة إﻻ ﺑ ﺎﷲ ..ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ وهﻮ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ؟ ﻗﺎل :ﻣﻨﺬ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ..آﺘﻤﺖ ﻋﺒﺮة ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ..وﻣﻀﻴﺖ ﺳﺎآﺘ ًﺎ .. ﺑﻌ ﺪ ﺧﻄ ﻮات ﻣﺸﻴﻨﺎهﺎ ..ﻣﺮرﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻓﺔ أﺧﺮى ..ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻣﻐﻠﻖ ..وﻓﻲ اﻟﺒﺎب ﻓﺘﺤﺔ ﻳﻄﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺮﻓﺔ ..وﻳﺸ ﻴﺮ ﻟ ﻨﺎ إﺷ ﺎرات ﻏﻴ ﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ .. ﺣﺎوﻟ ﺖ أن أﺳ ﺮق اﻟﻨﻈ ﺮ داﺧ ﻞ اﻟﻐ ﺮﻓﺔ ..ﻓ ﺈذا ﺟﺪراﻧﻬﺎ وأرﺿﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻟﺒﻨﻲ .. ﺳﺄﻟﺖ اﻟﻄﺒﻴﺐ :ﻣﺎ هﺬا ؟!! ﻗﺎل :ﻣﺠﻨﻮن .. ﺷﻌﺮت أﻧﻪ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﺳﺆاﻟﻲ ..ﻓﻘﻠﺖ :أدري أﻧﻪ ﻼ ﻟﻤﺎ رأﻳﻨﺎﻩ هﻨﺎ ..ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﺠ ﻨﻮن ..ﻟ ﻮ آﺎن ﻋﺎﻗ ً ﻗﺼﺘﻪ ؟ ﻓﻘ ﺎل :ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ إذا رأى ﺟ ﺪارًا ..ﺛ ﺎر وأﻗ ﺒﻞ ﻳﻀ ﺮﺑﻪ ﺑ ﻴﺪﻩ ..وﺗ ﺎرة ﻳﻀ ﺮﺑﻪ ﺑ ﺮﺟﻠﻪ ..وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﺑﺮأﺳﻪ .. ﻓ ﻴﻮﻣ ًﺎ ﺗﺘﻜﺴ ﺮ أﺻ ﺎﺑﻌﻪ ..وﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺗﻜﺴ ﺮ رﺟﻠ ﻪ .. وﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺸﺞ رأﺳﻪ ..وﻳﻮﻣ ًﺎ ..وﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ ﻋﻼﺟﻪ ..ﻓﺤﺒﺴ ﻨﺎﻩ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺔ آﻤ ﺎ ﺗ ﺮى ..ﺟ ﺪراﻧﻬﺎ وأرﺿﻬﺎ ﻣﺒﻄﻨﺔ ﺑﺎﻹﺳﻔﻨﺞ ..ﻓﻴﻀﺮب آﻤﺎ ﻳﺸﺎء .. ﺛﻢ ﺳﻜﺖ اﻟﻄﺒﻴﺐ ..وﻣﻀﻰ أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻣﺎﺷﻴ ًﺎ .. أﻣ ﺎ أﻧ ﺎ وﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ..ﻓﻈﻠﻠ ﻨﺎ واﻗﻔ ﻴﻦ ﻧﺘﻤﺘﻢ :اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻋﺎﻓﺎﻧﺎ ﻣﻤﺎ اﺑﺘﻼك ﺑﻪ ﺛﻢ ﻣﻀﻴﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﻏﺮف اﻟﻤﺮﺿﻰ .. ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺮرﻧﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ أﺳﺮة ..وإﻧﻤﺎ ﻼ ..آﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻓ ﻴﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ رﺟ ً ﺣ ﺎل ..هﺬا ﻳﺆذن ..وهﺬا ﻳﻐﻨﻲ ..وهﺬا ﻳﺘﻠﻔﺖ .. وهﺬا ﻳﺮﻗﺺ .. وإذا ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻗ ﺪ أُﺟﻠﺴ ﻮا ﻋﻠﻰ آﺮاﺳﻲ .. ورﺑﻄ ﺖ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ وأرﺟﻠﻬ ﻢ ..وهﻢ ﻳﺘﻠﻔﺘﻮن ﺣﻮﻟﻬﻢ ..وﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻟﺘﻔﻠﺖ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن .. ﺗﻌﺠ ﺒﺖ وﺳ ﺄﻟﺖ اﻟﻄﺒ ﻴﺐ :ﻣ ﺎ ه ﺆﻻء ؟ وﻟﻤ ﺎذا
115
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رﺑﻄﺘﻤﻮهﻢ دون اﻟﺒﺎﻗﻴﻦ ؟ ﻓﻘ ﺎل :ه ﺆﻻء إذا رأوا ﺷ ﻴﺌ ًﺎ أﻣﺎﻣﻬﻢ اﻋﺘﺪوا ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻳﻜﺴ ﺮون اﻟ ﻨﻮاﻓﺬ ..واﻟﻤﻜ ﻴﻔﺎت .. واﻷﺑﻮاب .. ﻟ ﺬﻟﻚ ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺮﺑﻄﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻟﺤ ﺎل ..ﻣ ﻦ اﻟﺼﺒﺎح إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎء .. ﻗﻠﺖ وأﻧﺎ أداﻓﻊ ﻋﺒﺮﺗﻲ :ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ وهﻢ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ؟ ﻗ ﺎل :ه ﺬا ﻣ ﻨﺬ ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات ..وه ﺬا ﻣ ﻨﺬ ﺳﺒﻊ ..وهﺬا ﺟﺪﻳﺪ ..ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻟﻪ إﻻ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻴﻦ !! ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻬﻢ ..وأﻧﺎ أﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻬﻢ ..وأﺣﻤﺪ اﷲ اﻟﺬي ﻋﺎﻓﺎﻧﻲ ﻣﻤﺎ اﺑﺘﻼهﻢ .. ﺳﺄﻟﺘﻪ :أﻳﻦ ﺑﺎب اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ؟ ﻗ ﺎل :ﺑﻘ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺔ واﺣ ﺪة ..ﻟﻌ ﻞ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮة ﺟﺪﻳﺪة ..ﺗﻌﺎل .. وأﺧ ﺬ ﺑ ﻴﺪي إﻟ ﻰ ﻏ ﺮﻓﺔ آﺒﻴ ﺮة ..ﻓ ﺘﺢ اﻟﺒﺎب ودﺧﻞ ..وﺟﺮﻧﻲ ﻣﻌﻪ .. آ ﺎن ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻐ ﺮﻓﺔ ﺷ ﺒﻴﻬ ًﺎ ﺑﻤ ﺎ رأﻳ ﺘﻪ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺔ ﺳ ﺎﺑﻘﺔ ..ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺮﺿ ﻰ .. آﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎل ..راﻗﺺ ..وﻧﺎﺋﻢ .. و ..و ..ﻋﺠﺒ ًﺎ ﻣﺎذا أرى ؟؟ رﺟﻞ ﺟﺎوز ﻋﻤﺮﻩ اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ..اﺷﺘﻌﻞ رأﺳﻪ ﺷ ﻴﺒ ًﺎ ..وﺟﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض اﻟﻘﺮﻓﺼ ﺎء .. ﻗ ﺪ ﺟﻤ ﻊ ﺟﺴ ﻤﻪ ﺑﻌﻀ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌﺾ ..ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻨﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ زاﺋﻐﺘﻴﻦ ..ﻳﺘﻠﻔﺖ ﺑﻔﺰع .. آﻞ هﺬا ﻃﺒﻴﻌﻲ .. ﻟﻜﻦ اﻟﺸﻲء اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻓﺰع ..ﺑﻞ أﺛﻮر ..هﻮ أن اﻟﺮﺟﻞ آﺎن ﻋﺎرﻳ ًﺎ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻠ ﺒﺎس وﻻ ﻣ ﺎ ﻳﺴ ﺘﺮ اﻟﻌ ﻮرة اﻟﻤﻐﻠﻈﺔ .. ﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬﻲ ..واﻣﺘﻘﻊ ﻟﻮﻧﻲ ..واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻮرًا ..ﻓﻠﻤﺎ رأى ﺣﻤﺮة ﻋﻴﻨﻲ .. ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ ..ه ﺪئ ﻣ ﻦ ﻏﻀﺒﻚ ..ﺳﺄﺷﺮح ﻟﻚ ﺣﺎﻟﻪ .. ه ﺬا اﻟﺮﺟﻞ آﻠﻤﺎ أﻟﺒﺴﻨﺎﻩ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﻋﻀﻪ ﺑﺄﺳﻨﺎﻧﻪ وﻗﻄﻌ ﻪ ..وﺣ ﺎول ﺑﻠﻌ ﻪ ..وﻗ ﺪ ﻧﻠﺒﺴ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻮاﺣﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮة ﺛﻴﺎب ..وآﻠﻬﺎ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺤﺎل .. ﻓﺘ ﺮآﻨﺎﻩ هﻜ ﺬا ﺻ ﻴﻔ ًﺎ وﺷ ﺘﺎ ًء ..واﻟ ﺬﻳﻦ ﺣ ﻮﻟﻪ ﻣﺠﺎﻧﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮن ﺣﺎﻟﻪ .. ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻐﺮﻓﺔ ..وﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ أن أﺗﺤﻤﻞ أآﺜ ﺮ ..ﻗﻠ ﺖ ﻟﻠﻄﺒ ﻴﺐ :دﻟﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺒﺎب .. ﻟﻠﺨﺮوج .. ﻗﺎل :ﺑﻘﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﺴﺎم .. ﻗﻠﺖ :ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺎ رأﻳﻨﺎﻩ .. ﻣﺸ ﻰ اﻟﻄﺒ ﻴﺐ وﻣﺸ ﻴﺖ ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ..وﺟﻌ ﻞ ﻳﻤ ﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻐﺮف اﻟﻤﺮﺿﻰ ..وﻧﺤﻦ ﺳﺎآﺘﺎن .. ﻲ وآﺄﻧﻪ ﺗﺬآﺮ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻧﺴﻴﻪ ..وﻗﺎل وﻓﺠ ﺄة اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ّ : ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ..ه ﻨﺎ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ آ ﺒﺎر اﻟ ﺘﺠﺎر ..ﻳﻤﻠ ﻚ ﻣ ﺌﺎت اﻟﻤﻼﻳ ﻴﻦ ..أﺻ ﺎﺑﻪ ﻟ ﻮﺛﺔ ﻋﻘﻠ ﻴﺔ ﻓﺄﺗ ﻰ ﺑ ﻪ أوﻻدﻩ وأﻟﻘﻮﻩ هﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺘﻴﻦ .. وه ﻨﺎ رﺟ ﻞ ﺁﺧ ﺮ آﺎن ﻣﻬﻨﺪﺳ ًﺎ ﻓﻲ ﺷﺮآﺔ ..وﺛﺎﻟﺚ آﺎن .. وﻣﻀ ﻰ اﻟﻄﺒ ﻴﺐ ﻳﺤﺪﺛﻨ ﻲ ﺑﺄﻗ ﻮام ذﻟ ﻮا ﺑﻌ ﺪ ﻋ ﺰ .. وﺁﺧﺮﻳﻦ اﻓﺘﻘﺮوا ﺑﻌﺪ ﻏﻨﻰ ..و .. أﺧﺬت أﻣﺸﻲ ﺑﻴﻦ ﻏﺮف اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﺘﻔﻜﺮًا .. ﺳﺒﺤﺎن ﻣﻦ ﻗﺴﻢ اﻷرزاق ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎدﻩ .. ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ..وﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء .. ﻗ ﺪ ﻳ ﺮزق اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣ ﺎ ًﻻ وﺣﺴ ﺒ ًﺎ وﻧﺴ ﺒ ًﺎ وﻣﻨﺼ ﺒ ًﺎ .. ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺄﺧ ﺬ ﻣ ﻨﻪ اﻟﻌﻘ ﻞ ..ﻓ ﺘﺠﺪﻩ ﻣ ﻦ أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﺎ ًﻻ ..وأﻗ ﻮاهﻢ ﺟﺴ ﺪًا ..ﻟﻜ ﻨﻪ ﻣﺴ ﺠﻮن ﻓ ﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ .. وﻗ ﺪ ﻳ ﺮزق ﺁﺧ ﺮ ﺣﺴ ﺒ ًﺎ رﻓ ﻴﻌ ًﺎ ..وﻣ ﺎ ًﻻ وﻓﻴ ﺮًا .. ﻼ آﺒﻴ ﺮًا ..ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺴﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺼﺤﺔ ..ﻓﺘﺠﺪﻩ وﻋﻘ ً ﻣﻘﻌ ﺪًا ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺮﻳﺮﻩ ..ﻋﺸ ﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ .. ﻣﺎ أﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﻣﺎﻟﻪ وﺣﺴﺒﻪ !!.. ﻼ .. وﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ ﻳﺆﺗ ﻴﻪ اﷲ ﺻﺤﺔ وﻗﻮة وﻋﻘ ً ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﻤ ﻨﻌﻪ اﻟﻤ ﺎل ﻓﺘ ﺮاﻩ ﻳﺸ ﺘﻐﻞ ﺣﻤ ﺎل أﻣ ﺘﻌﺔ ﻓ ﻲ ﺳ ﻮق أو ﺗ ﺮاﻩ ﻣﻌ ﺪﻣ ًﺎ ﻓﻘﻴ ﺮًا ﻳﺘ ﻨﻘﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤ ﺮف اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺪ ﺑﻪ رﻣﻘﻪ .. وﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﺆﺗﻴﻪ ..وﻳﺤﺮﻣﻪ ..ورﺑﻚ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء وﻳﺨﺘﺎر ..ﻣﺎ آﺎن ﻟﻬﻢ اﻟﺨﻴﺮة .. ﻓﻜ ﺎن ﺣ ﺮﻳ ًﺎ ﺑﻜ ﻞ ﻣﺒﺘﻠ ﻰ أن ﻳﻌ ﺮف ه ﺪاﻳﺎ اﷲ إﻟ ﻴﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﺪ ﻣﺼﺎﺋﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻓﺈن ﺣﺮﻣﻚ اﻟﻤﺎل ﻓﻘﺪ
116
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
أﻋﻄ ﺎك اﻟﺼ ﺤﺔ ..وإن ﺣ ﺮﻣﻚ ﻣ ﻨﻬﺎ ..ﻓﻘ ﺪ أﻋﻄ ﺎك اﻟﻌﻘ ﻞ ..ﻓ ﺈن ﻓﺎﺗ ﻚ ..ﻓﻘ ﺪ أﻋﻄ ﺎك اﻹﺳ ﻼم ..هﻨﻴﺌ ًﺎ ﻟﻚ أن ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻤﻮت ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻘ ﻞ ﺑﻤ ﻞء ﻓ ﻴﻚ اﻵن ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻮﺗﻚ : اﻟﺤﻤﻤﻤﻤﺪ ﷲ .. وآﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﻜﺮام .. ψ ﺑﻌ ﺚ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص τ ﺟﻬﺔ اﻟﺸﺎم ..ﻓﻲ ﻏﺰوة ذات اﻟﺴﻼﺳﻞ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎر إﻟﻰ هﻨﺎك رأى آﺜﺮة ﻋﺪوﻩ .. ﻓﺒﻌﺚ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ρﻳﺴﺘﻤﺪﻩ .. ﻓ ﺒﻌﺚ إﻟ ﻴﻪ ρأﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح ..أﻣﻴﺮًا ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺪد ..ﻓ ﻴﻪ اﻟﻤﻬﺎﺟ ﺮون اﻷوﻟ ﻮن .. وﻓﻴﻬﻢ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ..وﻗﺎل ρﻷﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪة ﺣﻴﻦ وﺟﻬﻪ :ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻔﺎ .. ﻓﺨﺮج أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة .. ﺣﺘ ﻰ إذا ﻗ ﺪم ﻋﻠ ﻰ ﻋﻤ ﺮو ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ ﻋﻤ ﺮو : إﻧﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﻣﺪدًا ﻟﻲ .. ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ أﺑ ﻮ ﻋﺒ ﻴﺪة :ﻻ وﻟﻜ ﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﻋﻠﻴﻪ وأﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻼ ..هﻴ ﻨ ًﺎ ﻼ ﻟﻴ ﻨ ًﺎ ﺳ ﻬ ً وآ ﺎن أﺑ ﻮ ﻋﺒ ﻴﺪة رﺟ ً ﻋﻠﻴﻪ أﻣﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻤﺮو :ﺑﻞ أﻧﺖ ﻣﺪدي .. ﻓﻘﺎل ﻟﻪ أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة :ﻳﺎ ﻋﻤﺮو إن رﺳﻮل اﷲ .. ρﻗﺪ ﻗﺎل ﻟﻲ : ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻔﺎ ..وإﻧﻚ إن ﻋﺼﻴﺘﻨﻲ أﻃﻌﺘﻚ .. ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﻋﻤ ﺮو :ﻓﺈﻧ ﻲ أﻣﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻚ ..وإﻧﻤ ﺎ أﻧﺖ ﻣﺪد ﻟﻲ .. ﻗﺎل :ﻓﺪوﻧﻚ .. ﻓ ﺘﻘﺪم ..ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص τﻓﺼﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎس .. وﺑﻌ ﺪ اﻟﻐ ﺰوة ..آ ﺎن أول ﻣﻦ وﺻﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻋﻮف ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ .. τ ﻓﻤﻀﻰ إﻟﻰ رﺳﻮل .. ρ ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ ..ﻗﺎل ﻟﻪ .. ρأﺧﺒﺮﻧﻲ .. ﻓﺄﺧﺒ ﺮﻩ ﻋ ﻦ اﻟﻐ ﺰوة ..وﻣ ﺎ آ ﺎن ﺑ ﻴﻦ أﺑ ﻲ ﻋﺒﻴﺪة وﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص .. ﻓﻘﺎل : ρﻳﺮﺣﻢ اﷲ أﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻧﻌﻢ ..ﻳﺮﺣﻢ اﷲ أﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪة .. τ ﻓﻜﺮة .. اﻧﻈﺮ ﻟﻠﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ ..ﻗﺒﻞ أن ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﻈﻠﻤﺔ ..ﻟﺘﻜﻮن أﺳﻌﺪ ..
ﻼ .. 49.آﻦ ﺟﺒ ً ﻓ ﻲ ﺑﺪاﻳ ﺔ ﺳ ﻠﻮآﻲ ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻖ اﻟﺪﻋ ﻮة ..دﻋ ﻴﺖ ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻘﺮى .. اﺳ ﺘﻘﺒﻠﻨﻲ اﻟﻤﺴ ﺌﻮل ﻋ ﻦ اﻟﺪﻋ ﻮة ه ﻨﺎك ..رآ ﺒﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ..آﺎﻧﺖ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ .. ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﻌﻪ ..أﺧﺒﺮﻧﻲ أﻧﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺰواج .. ﻲ ﻣ ﻦ ﻏ ﻼء اﻟﻤﻬ ﻮر ﻓ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺘﻬﻢ .. ﺛ ﻢ اﺷ ﺘﻜﻰ إﻟ ﱠ ﺣﺘ ﻰ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳﺸ ﺘﺮي ﺳ ﻴﺎرة ﺟﺪﻳﺪة .. أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺳﻴﺎرﺗﻪ .. دﻋﻮت ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ .. ﺛ ﻢ دﺧﻠ ﺖ وأﻟﻘ ﻴﺖ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ..وﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮهﺎ .. ﻲ اﻷﺳﺌﻠﺔ ..وآﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺳﺆال ﻋﻦ ﻗ ﺮﺋﺖ ﻋﻠ ﱠ ﻏﻼء اﻟﻤﻬﻮر .. ﻓﻔﺮﺣﺖ ﺑﻪ وﻗﻠﺖ :ﺟﺎءك ﻳﺎ ﻣﻬﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﻨﺎ !! واﻧﻄﻠﻘ ﺖ أﺗﻜﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﻏ ﻼء اﻟﻤﻬ ﻮر وﺗﺄﺛﻴ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻔﺘﻴﺎت .. ﺛﻢ ذآﺮت إن رﺳﻮل اﷲ εﻣﺎ زوج ﺑﻨﺎﺗﻪ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ ﻼ :ﻳﻌﻨﻲ ﺧﻤﺴ ﻤﺎﺋﺔ دره ﻢ ..ﺛﻢ رﻓﻌﺖ ﺻﻮﺗﻲ ﻗﺎﺋ ً ﺑﻨﺎﺗﻜﻢ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﺎت اﻟﻨﺒﻲ ε؟!! ﻼ :إﻳﺶ ﻓﺼ ﺮخ رﺟﻞ ﻣُﺴﻦ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺼﻒ ﻗﺎﺋ ً ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ؟ ﻓﺜﺎر ﺁﺧﺮ وﻗﺎل :ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ !! وﻧﻬ ﺾ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ ﺟﺎﺛ ﻴ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ رآﺒﺘ ﻴﻪ وﻗﺎل :أوووﻩ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ؟!! آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ ﺣ ﺎل ﻻ أﺣﺴ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ ..وآ ﻨﺖ ﻓ ﻲ أواﺋﻞ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪﻋﻮة ..وﺣﺪﻳﺚ اﻟﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .. ﺑﻘ ﻴﺖ ﺳ ﺎآﺘ ًﺎ ﻟ ﻢ أﻧ ﺒﺲ ﺑﺒ ﻨﺖ ﺷ ﻔﺔ ..ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ اﻷول ﻟﻤ ﺎ ﺗﻜﻠ ﻢ وﺗﺒﺴ ﻤﺖ ..ﻓﻠﻤ ﺎ ﺗﻜﻠ ﻢ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ .. ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻪ أﻳﻀ ًﺎ وﺗﺒﺴﻤﺖ ..وآﺬﻟﻚ اﻟﺜﺎﻟﺚ .. آ ﺎن ﺑﻌ ﺾ اﻟﺸ ﺒﺎب ﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﺘﻀﺎﺣﻜﻮن ..وﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻗﺎﻣ ﻮا وﻗ ﻮﻓ ًﺎ ﻳﻨﻈ ﺮون ..وآﺄﻧ ﻲ ﺑﻬ ﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن :وﻗﻒ ﺣﻤﺎر اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺒﺔ !! ﻟﻤﺎ رأوا هﺪوﺋﻲ ..هﺪؤوا ..ﺛﻢ ﻗﺎم أﺣﺪهﻢ وﻗﺎل :
117
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ..ﺧﻠﻮا اﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺿﺢ ﻗﺼﺪﻩ .. ﻓﺴ ﻜﺘﻮا ..ﻓﺸ ﻜﺮت ﻟ ﻪ ﻋﻤﻠ ﻪ ..ﺛﻢ اﻋﺘﺬرت وأﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ – وﻋﻠ ﻰ ﺑ ﻨﺎﺗﻬﻢ -ووﺿﺤﺖ ﻣﺮادي .. ﻋ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻚ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ..أﻧ ﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﺼ ﻨﻊ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻚ ..وﺗﺒﻨ ﻲ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﻮﻟﻬﻢ ﺗﺼ ﻮرات ﻋ ﻨﻚ ..ﻳﺒ ﻨﻮن ﻋﻠ ﻰ أﺳﺎﺳ ﻬﺎ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻌﻚ ..واﺣﺘﺮاﻣﻬﻢ ﻟﻚ .. ﺗﺄآﺪ أن اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻌﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح .. ﻣﻬﻤﺎ اﺷﺘﺪت ..وإﻧﻤﺎ اﻟﻨﺼﺮ ﺻﺒﺮ ﺳﺎﻋﺔ .. آﻠﻤ ﺎ زاد ﻋﻘﻠ ﻚ ..ﻗ ﻞ ﺟﻬﻠ ﻚ ..وإذا زاد ﻗﺪرك ..ﻗﻞ ﻏﻀﺒﻚ .. آﺎﻟﺒﺤ ﺮ ﻻ ﻳﺤ ﺮآﻪ أي ﺷ ﻲء ..وﻳ ﺎ ﺟ ﺒﻞ ﻣ ﺎ ﺗﻬﺰك رﻳﺢ !.. ﺑﻞ إﻧﻚ ﻟﻮ اﺳﺘﺜﺎرك ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ..ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ..أو ﺑﻴﺖ ..أو ﻗﻨﺎة ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ..أو ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻋﺎﻣﺔ .. ﻓﺈﻧ ﻚ إذا ﺑﻘ ﻴﺖ هﺎدﺋ ًﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻐﻀ ﺐ وﻟ ﻢ ﺗﺜﺮ .. ﻣﺎل اﻟﻨﺎس ﻣﻌﻚ ﺿﺪﻩ .. ﻼ ﺑﻘﺎﻓﻠﺔ ﺗﺠﺎرة آﺎن أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻦ ﺣﺮب ﻣﻘﺒ ً ﻣﻦ اﻟﺸﺎم ..ﻓﺨﺮج إﻟﻴﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻟﻘﺘﺎﻟﻬﻢ .. ﻓﻔ ﺮ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺑﺎﻟﻘﺎﻓﻠ ﺔ ..وأرﺳ ﻞ إﻟ ﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺑﺠﻴﺶ ﻋﺮﻣﺮم .. ووﻗﻌ ﺖ ﻣﻌ ﺮآﺔ ﺑ ﺪر ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻗﺮﻳﺶ ..واﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن .. ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ﺳﺒﻌﻮن ..وُأﺳِﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﺒﻌﻮن .. رﺟ ﻊ ﻣ ﻦ ﺗﺒﻘ ﻰ ﻣ ﻦ ﺟ ﻴﺶ ﻗ ﺮﻳﺶ ..وه ﻢ ﺟﺮﺣﻰ ..وﺟﻮﻋﻰ .. ﺛﻢ وﺻﻞ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻘﺎﻓﻠﺘﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ .. ﻓﻤﺸ ﻰ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ رﺑﻴﻌﺔ وﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ وﺻﻔﻮان اﺑﻦ أﻣﻴﺔ .. ﻓ ﻲ رﺟ ﺎل ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻣﻤ ﻦ أﺻ ﻴﺐ ﺁﺑ ﺎؤهﻢ وأﺑﻨﺎؤهﻢ وإﺧﻮاﻧﻬﻢ ﻳﻮم ﺑﺪر .. ﻓﻜﻠﻤ ﻮا أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن وﻣ ﻦ آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻌﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺗﺠﺎرة .. ﻓﻘﺎﻟ ﻮا :ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ..إن ﻣﺤﻤ ﺪًا ﻗ ﺪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺗ ﺮآﻢ وﻗ ﺘﻞ ﺧ ﻴﺎرآﻢ ..ﻓﺄﻋﻴ ﻨﻮﻧﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺑﻪ ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺪرك ﻣﻨﻪ ﺛﺄرًا ..ﻓﻔﻌﻠﻮا .. وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل اﷲ ﻓ ﻴﻬﻢ " :إن اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا ﻳ ﻨﻔﻘﻮن أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ ﻟﻴﺼ ﺪوا ﻋ ﻦ ﺳ ﺒﻴﻞ اﷲ ﻓﺴ ﻴﻨﻔﻘﻮﻧﻬﺎ ﺛ ﻢ ﺗﻜ ﻮن ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺣﺴﺮة ﺛﻢ ﻳﻐﻠﺒﻮن واﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا إﻟﻰ ﺟﻬﻨﻢ ﻳﺤﺸﺮون " . ﻓﺨ ﺮﺟﺖ ﻗ ﺮﻳﺶ ..ﺑﺤ ﺪهﺎ وﺣﺪﻳ ﺪهﺎ ..وﺟ ﺪهﺎ وأﺣﺎﺑﻴﺸﻬﺎ .. وﺧ ﺮج ﻣﻌﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺗﺎﺑﻌﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ آ ﻨﺎﻧﺔ وأه ﻞ ﺗﻬﺎﻣ ﺔ ..وﺧ ﺮﺟﻮا ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﻟﺌﻼ ﻳﻔﺮ اﻟﺮﺟﺎل ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل .. ﻓﺨﺮج أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﺰوﺟﺘﻪ هﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ .. وﺧﺮج ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﺑﺰوﺟﺘﻪ أم ﺣﻜﻴﻢ ﺑﻨﺖ اﻟﺤﺎرث .. وﺧ ﺮج اﻟﺤ ﺎرث ﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﺑﻔﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﻐﻴﺮة .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﻜﻔ ﺎر ..ﺣﺘ ﻰ ﻧ ﺰﻟﻮا ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻔﻴﺮ اﻟ ﻮادي ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ﺑﻬ ﻢ رﺳﻮل اﷲ .. ρاﺳﺘﺸﺎر أﺻﺤﺎﺑﻪ ..ﻣﺎ رأﻳﻜﻢ ؟ ﻧﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺈذا دﺧﻠﻮهﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ .. ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﻧ ﺎس ﻟ ﻢ ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﺷ ﻬﺪوا ﺑﺪرًا :ﻧﺨﺮج ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻟﻴﻬﻢ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﺑـ "أﺣﺪ" .. ورﺟ ﻮا أن ﻳﺼ ﻴﺒﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻀ ﻴﻠﺔ ﻣ ﺎ أﺻ ﺎب أه ﻞ ﺑﺪر .. ﻓﻤﺎ زاﻟﻮا ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ρﺣﺘﻰ ﻟﺒﺲ أداة اﻟﺤﺮب .. ﺛ ﻢ ﻧﺪﻣ ﻮا ..وﻗﺎﻟ ﻮا :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻗﻢ ..ﻓﺎﻟﺮأي رأﻳﻚ .. ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﻢ :ﻣ ﺎ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻟﻨﺒ ﻲ أن ﻳﻀﻊ أداﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻟﺒﺴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ اﷲ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ ﻋﺪوﻩ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﺰل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن واﻟﻤﺸﺮآﻮن ﺑﺄﺻﻞ أﺣﺪ ﻓﺮح اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﻬﺪوا ﺑ ﺪرًا ﺑﻘ ﺪوم اﻟﻌ ﺪو ﻋﻠﻴﻬﻢ .. وﻗﺎﻟﻮا :ﻗﺪ ﺳﺎق اﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻣﻨﻴﺘﻨﺎ .. ﺛﻢ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ρﻷﺻﺤﺎﺑﻪ : " ﻣ ﻦ رﺟ ﻞ ﻳﺨ ﺮج ﺑ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﻮم ﻣﻦ آﺜﺐ ـ أي ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ـ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻻ ﻳﻤﺮ ﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ " ؟ ﻓﻘ ﺎل رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﺣﺎرﺛ ﺔ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث اﺳﻤﻪ أﺑﻮ
118
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺧﻴﺜﻤﺔ : أﻧﺎ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﺴ ﻠﻚ ﺑ ﻪ ﻓ ﻲ أرض ﺑﻨ ﻲ ﺣﺎرﺛ ﺔ وﺑ ﻴﻦ أﻣﻮاﻟﻬﻢ وﻣﺰارﻋﻬﻢ .. ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﻠﻚ ﺑ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎل ﻟﺮﺟﻞ اﺳﻤﻪ :ﻣﺮﺑﻊ اﺑﻦ ﻗﻴﻈﻲ .. ﻼ ﻣﻨﺎﻓﻘ ًﺎ ﺿﺮﻳﺮ اﻟﺒﺼﺮ .. وآﺎن رﺟ ً ﺲ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρوﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺣ ّ ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ِ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﻗ ﺎم ﻳﺤﺜ ﻲ ﻓ ﻲ وﺟ ﻮهﻬﻢ اﻟﺘﺮاب ..وﻳﻘﻮل : إن آﻨﺖ رﺳﻮل اﷲ ﻓﺈﻧﻲ ﻻ أﺣﻞ ﻟﻚ أن ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﺋﻄﻲ .. ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ اﻟﺨﺒ ﻴﺚ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاب ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .. ﺛﻢ ﻗﺎل : واﷲ ﻟ ﻮ أﻋﻠ ﻢ أﻧ ﻲ ﻻ أﺻ ﻴﺐ ﺑﻬ ﺎ ﻏﻴ ﺮك ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻀﺮﺑﺖ ﺑﻬﺎ وﺟﻬﻚ .. ﻓﺎﺑﺘﺪرﻩ اﻟﻘﻮم .. ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ : ε " ﻻ ﺗﻘ ﺘﻠﻮﻩ ..ﻓﻬ ﺬا اﻷﻋﻤﻰ ..أﻋﻤﻰ اﻟﻘﻠﺐ ..أﻋﻤﻰ اﻟﺒﺼﺮ " .. وﻣﻀ ﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρوﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ .. ﻧﻌﻢ .. ﻟﻮ آﻞ آﻠﺐ ﻋﻮى أﻟﻘﻤﺘﻪ ﺣﺠﺮًا ﻷﺻ ﺒﺢ اﻟﺼﺨﺮ ﻣﺜﻘﺎ ًﻻ ﺑﺪﻳﻨﺎر واﻟﻜﻼب ﺗﻨﺒﺢ ..واﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺗﺴﻴﻴﻴﻴﻴﺮ .. ﻗﻨﺎﻋﺔ .. اﻟﺮﻳﺎح ﻻ ﺗﺤﺮك اﻟﺠﺒﺎل ..ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎل ..وﺗﺸﻜﻠﻬﺎ آﻤﺎ ﺗﺸﺎء .. 50.ﻻ ﺗﻠﻌﻨﻪ ..إﻧﻪ ﻳﺸﺮب ﺧﻤﺮًا !!.. أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﺬﻳﻦ ﻧﺨ ﺎﻟﻄﻬﻢ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻮء ..إﻻ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ وإن آﺎن ﻼ .. ﻗﻠﻴ ً ﻓﻠ ﻮ اﺳ ﺘﻄﻌﻨﺎ أن ﻧﻌﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻔ ﺘﺎح اﻟﺨﻴ ﺮ ﻟﻜﺎن ﺣﺴﻨ ًﺎ .. اﺷ ﺘﻬﺮ ﻋ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺠ ﺮﻣﻴﻦ ..أﻧ ﻪ آ ﺎن
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻳﺴ ﻄﻮ ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﻴﻮت اﻟ ﻨﺎس وﻳﺴ ﺮق أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ .. ﻟﻴ ﻨﻔﻖ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﺎء وأﻳﺘﺎم !! أو ﻳﺒﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﺴﺎﺟﺪ !! أو آﺎﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺮى أﻳ ﺘﺎﻣ ًﺎ ﺟﻮﻋ ﻰ ﻓﺘﺰﻧ ﻲ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﻣﺎ ًﻻ ﺗﺴﺪ ﺑﻪ ﺟﻮﻋﻬﻢ .. ﺑﻨﻰ ﻣﺴﺠﺪًا ﷲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﻠﻪ ** ﻓﻜﺎن ﺑﺤﻤﺪ اﷲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﻓﻖ آﻤﻄﻌﻤﺔ اﻷﻳﺘﺎم ﻣﻦ آ ﱢﺪ ﻋﺮﺿﻬﺎ ! ** ﻟﻚ اﻟﻮﻳﻞ ﻻ ﺗﺰﻧﻲ وﻻ ﺗﺘﺼﺪﻗﻲ وآ ﻢ ﻣ ﻦ ﺣﺎﻣ ﻞ ﺳ ﻜﻴﻦ ﻟ ﻴﻄﻌﻦ ﺑﻬ ﺎ ..ﻓﺎﺳ ﺘﻌﻄﻔﻪ ﻃﻔﻞ أو اﻣﺮأة ﻓﺮق ﻗﻠﺒﻪ ..وأﻟﻘﻰ ﺳﻜﻴﻨﻪ ﻋﻨﻪ .. إذن ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ .. ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﻲء اﻟﻈﻦ ﺑﻬﻢ .. ﻣﺤﻤﺪ .. εﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻠﺘﻤﺲ اﻟﻤﻌﺎذﻳﺮ ﻟﻠﻤﺨﻄﺌﻴﻦ ..وﻳﺤﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻤﺬﻧﺒﻴﻦ ..وآﺎن إذا ﻗﺎﺑ ﻞ ﻋﺎﺻ ﻴ ًﺎ ﻳﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻴﻪ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮاﻧﺐ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻗ ﺒﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺸﻬﻮة واﻟﻌﺼﻴﺎن .. ﻣﺎ آﺎن ﻳﺴﻲء اﻟﻈﻦ ﺑﺄﺣﺪ ..ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻢ آﺄﻧﻬﻢ أوﻻدﻩ وإﺧﻮاﻧﻪ ..ﻳﺤﺐ ﻟﻬﻢ اﻟﺨﻴﺮ آﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ .. آﺎن رﺟﻞ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﻨﺒﻲ εﻗﺪ اﺑﺘﻠﻲ ﺑﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ .. ﻲ ﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ εﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﺠُﻠﺪ .. ﻓﺄُﺗ َ ﺛ ﻢ ﻣ ﺮت أﻳ ﺎم ..ﻓﺸﺮب ﺧﻤﺮًا ..ﻓﺠﻲء ﺑﻪ أﺧﺮى ﻓﺠﻠﺪ .. وﻣﺮت أﻳﺎم ..ﺛﻢ ﺟﻲء ﺑﻪ ﻗﺪ ﺷﺮب ﺧﻤﺮًا ..ﻓﺠﻠﺪ .. ﻓﻠﻤﺎ وﻟﻰ ﺧﺎرﺟ ًﺎ ..ﻗﺎل رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ : ﻟﻌﻨﻪ اﷲ ..ﻣﺎ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻪ !! ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ .. εوﻗ ﺪ ﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ :ﻻ ﺗﻠﻌ ﻨﻪ ..ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧ ﻪ ﻳﺤ ﺐ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﻪ )(65 .. ﻓﻦ .. ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒﺪأ ﻓﻲ ﻧﺰع ﺷﺠﺮة اﻟﺸﺮ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﻳﻦ .. اﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺠﺮة اﻟﺨﻴﺮ واﺳﻘﻬﺎ .. ) ( 65
ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
119
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
51.إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﺄرد ﻣﺎ ﻳﻜﻮن !!.. ﻣﺎ دﻣﺖ ﻣُﻠﺰﻣﺎ ﻓﺎﺳﺘﻤﺘﻊ ..هﻜﺬا آﻨﺖ أﻗﻮل ﻟﺸﺎب أﺻﻴﺐ ﺑﻤﺮض اﻟﺴﻜﺮ ..ﻓﻜﺎن ﻳﺸﺮب اﻟﺸﺎي ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﻜﺮ ..وﻳﺘﺄﺳﻒ ﻟﺤﺎﻟﻪ .. آﻨﺖ أﻗﻮل ﻟﻪ :هﻞ إذا ﺗﺄﺳﻔﺖ وﺣﺰﻧﺖ أﺛﻨﺎء ﺷﺮﺑﻚ اﻟﺸﺎي ..هﻞ ﺗﻨﻘﻠﺐ اﻟﻤﺮارة ﺣﻼوة .. ﻗﺎل :ﻻ .. ﻗﻠﺖ :ﻣﺎ دﻣﺖ ﻣﻠﺰﻣ ًﺎ ..ﻓﺎﺳﺘﻤﺘﻊ .. أﻋﻨﻲ ﻟﻦ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ داﺋﻤ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺤﺐ .. وهﺬا ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ آﺜﻴﺮًا .. ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﻗﺪﻳﻤﺔ ..ﻣﻜﻴﻒ ﻻ ﻳﺸﺘﻐﻞ ..ﻣﺮاﺗﺐ ﻣﻤ ﺰﻗﺔ ..وﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺣﺎﻟ ﻴ ًﺎ ﺗﻐﻴﻴ ﺮهﺎ ..ﻣ ﺎ اﻟﺤﻞ ؟ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ..ﻓﻘﺒﻠﺖ ﻓﻲ آﻠﻴﺔ ﻻ ﺗ ﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ..ﺣﺎوﻟﺖ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﺤ ﺎل ﻓﻠ ﻢ ﺗﺴ ﺘﻄﻊ ..ﻓﺎﺿ ﻄﺮرت ﻟﻤﻮاﺻ ﻠﺔ اﻟﺪراﺳ ﺔ ..وأآﻤﻠ ﺖ ﺳ ﻨﺘﻴﻦ وﺛ ﻼث ..ﻓﻤ ﺎ اﻟﺤﻞ ؟ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﻘﺒﻞ ..وﻗﺒﻠﺖ ﻓﻲ أﺧﺮى ..وﺑﺪأت دواﻣﻚ ﻓﻴﻬﺎ ..ﻓﻤﺎ اﻟﺤﻞ؟ ﺧﻄﺒﺖ ﻓﺘﺎﺗ ًﺎ ﻓﺮﻓﻀﺖ ..وﺗﺰوﺟﺖ ﺁﺧﺮ ..ﻣﺎ اﻟﺤﻞ ؟ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺠﻌ ﻞ اﻟﺤ ﻞ ه ﻮ اﻻآﺘ ﺌﺎب اﻟ ﺪاﺋﻢ ..واﻟ ﺘﺄﻓﻒ ﻣ ﻦ واﻗﻌ ﻪ ..وآﺜ ﺮة اﻟﺘﺸ ﻜﻲ إﻟ ﻰ ﻣ ﻦ ﻋ ﺮف وﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻌ ﺮف ! وه ﺬا ﻻ ﻳ ﺮد إﻟ ﻴﻪ رزﻗ ًﺎ ﻓﺎﺗ ﻪ ..وﻻ ﻳﻌﺠ ﻞ ﺑﺮزق ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ .. إذن ﻣﺎ اﻟﺤﻞ ؟ اﻟﻌﺎﻗ ﻞ ﻓﻬ ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺘﻜ ﻴﻒ ﻣ ﻊ واﻗﻌ ﻪ آ ﻴﻔﻤﺎ آﺎن ..ﻣﺎدام ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ إﻟﻰ اﻷﺣﺴﻦ .. أﺣ ﺪ أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻲ آﺎن ﻳﺸﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺠﺪ .. ﻓﻀ ﺎﻗﺖ ﺑﻬ ﻢ اﻟ ﻨﻔﻘﺔ ..ﻓ ﺘﻮﺟﻬﻮا إﻟ ﻰ أﺣ ﺪ اﻟﺘﺠﺎر ﻟﻼﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ إآﻤﺎل اﻟﺒﻨﺎء ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻼ ..وأﻋﻄﺎهﻢ ﻓ ﺘﺢ ﻟﻬ ﻢ اﻟ ﺒﺎب ..ﺟﻠ ﺲ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻗﻠ ﻴ ً ﻣ ﺎ ﺗﻴﺴ ﺮ ..ﺛ ﻢ أﺧ ﺮج دواء ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ وﺟﻌ ﻞ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻪ .. ﻗﺎل ﻟﻪ أﺣﺪهﻢ :ﺳﻼﻣﺎت ..ﻋﺴﻰ ﻣﺎ ﺷﺮ !! ﻗ ﺎل :ﻻ ..هﺬﻩ ﺣﺒﻮب ﻣﻨﻮﻣﺔ ..ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻻ أﻧﺎم إﻻ ﺑﻬﺎ .. دﻋﻮا ﻟﻪ ..وﺧﺮﺟﻮا .. ﻓﻤ ﺮوا ﻋﻠ ﻰ ﺣﻔ ﺮﻳﺎت وأﻋﻤ ﺎل ﻃ ﺮق ﻋ ﻨﺪ ﻣﺨ ﺮج اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..وﻗ ﺪ وﺿ ﻊ ﻋ ﻨﺪهﺎ أﻧ ﻮار ﺗﻌﻤ ﻞ ﺑﻤ ﻮﻟﺪ آﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻗﺪ ﻣﻸ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﺠﻴﺠ ًﺎ .. ﻟﻴﺲ هﺬا هﻮ اﻟﻐﺮﻳﺐ .. اﻟﻐ ﺮﻳﺐ أن ﺣ ﺎرس اﻟﻤ ﻮﻟﺪ ه ﻮ ﻋﺎﻣ ﻞ ﻓﻘﻴ ﺮ ﻗ ﺪ اﻓﺘﺮش ﻗﺼﺎﺻﺎت ﺟﺮاﺋﺪ ..وﻧﺎاااام .. ﻧﻌ ﻢ ..ﻋ ﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ..ﻻ وﻗﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻟِﻠﻬ ﱢﻢ ..ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ .. ﺧ ﺮج εﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ ﻏ ﺰوة ﻓﻘ ﱠﻞ ﻃﻌ ﺎﻣﻬﻢ .. وﺗﻌﺒﻮا .. ﻓﺄﻣﺮهﻢ ..أن ﻳﺠﻤﻌﻮا ﻣﺎ ﻋﻨﺪهﻢ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم .. وﻓ ﺮش رداءﻩ ..وﺻ ﺎر اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﺄﺗ ﻲ ﺑﺎﻟﺘﻤ ﺮة .. واﻟﺘﻤ ﺮﺗﻴﻦ ..وآﺴﺮة اﻟﺨﺒﺰ ..وآﻠﻬﺎ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻮق هﺬا اﻟﺮداء ..ﺛﻢ أآﻠﻮا ..وهﻢ ﻣﺴﺘﻤﺘﻌﻮن .. ﻟﻤﺤﺔ .. ﻣﺎ آﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﻰ اﻟﻤﺮء ﻳﺪرآﻪ .. ﺗﺠﺮي اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﻬﻲ اﻟﺴﻔﻦ
52.ﻧﺨﺘﻠﻒ وﻧﺤﻦ إﺧﻮان ! ذُآﺮ أن اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رﺣﻤﻪ اﷲ ﺗﻨﺎﻇﺮ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﻊ أﺣﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺣﻮل ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻋﻮﻳﺼﺔ .. ﻓﺎﺧ ﺘﻠﻔﺎ ..وﻃ ﺎل اﻟﺤ ﻮار ..ﺣﺘﻰ ﻋﻠﺖ أﺻﻮاﺗﻬﻤﺎ .. وﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أﺣﺪهﻤﺎ أن ﻳﻘﻨﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ .. وآﺄن اﻟﺮﺟﻞ ﺗﻐﻴﺮ وﻏﻀﺐ ..ووﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ وﺗ ﻮﺟﻬﺎ ﻟﻠﺨ ﺮوج ..اﻟ ﺘﻔﺖ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ..وأﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ وﻗﺎل : أﻻ ﻳﺼﺢ أن ﻧﺨﺘﻠﻒ وﻧﺒﻘﻰ إﺧﻮاﻧ ًﺎ !.. وﺟﻠﺲ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻮﻣ ًﺎ ..ﻋﻨﺪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ
120
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
.. ﻓﺘﻜﻠﻢ رﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﺑﺤﺪﻳﺚ .. ﻓﺎﺳ ﺘﻐﺮب اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻣ ﻨﻪ ..وﻗ ﺎل :ﻣ ﺎ ه ﺬا اﻟﺤ ﺪﻳﺚ !! ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ ﺟ ﺌﺖ ﺑ ﻪ ؟ ﺗﻜ ﺬب ﻋﻠ ﻰ رﺳﻮل اﷲ ε؟ ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ :ﺑﻞ هﺬا ﺣﺪﻳﺚ ..ﺛﺎﺑﺖ .. ﻗ ﺎل اﻟﻌﺎﻟﻢ :ﻻ ..هﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻪ .. وﻟﻢ ﻧﺤﻔﻈﻪ .. وآﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ وزﻳﺮ ﻋﺎﻗﻞ .. ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻗﺎل ﺑﻬﺪوء :ﻳﺎ ﺷﻴﺦ .. هﻞ ﺣﻔﻈﺖ ﺟﻤﻴﻴﻴﻴﻊ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻨﺒﻲ .. ε؟ ﻗﺎل :ﻻ .. ﻗﺎل :ﻓﻬﻞ ﺣﻔﻈﺖ ﻧﺼﻔﻬﺎ ؟ ﻗﺎل :رﺑﻤﺎ .. ﻓﻘﺎل :ﻓﺎﻋﺘﺒﺮ هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﺤﻔﻈﻪ .. واﻧﺘﻬﺖ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .. آ ﺎن اﻟﻔﻀ ﻴﻞ ﺑ ﻦ ﻋ ﻴﺎض وﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﻤﺒﺎرك ﺻﺎﺣﺒﻴﻦ ﻻ ﻳﻔﺘﺮﻗﺎن .. وآﺎﻧﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ زاهﺪﻳﻦ .. ﻦ ﻟﻌ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﻤ ﺒﺎرك ﻓﺨ ﺮج ﻟﻠﻘ ﺘﺎل ﻋ ﱠ واﻟﺮﺑﺎط ﻓﻲ اﻟﺜﻐﻮر .. وﺑﻘ ﻲ اﻟﻔﻀ ﻴﻞ ﺑ ﻦ ﻋ ﻴﺎض ﻓﻲ اﻟﺤﺮم ﻳﺼﻠﻲ وﻳﺘﻌﺒﺪ .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم رق ﻓ ﻴﻪ اﻟﻘﻠﺐ ..وأﺳﺒﻠﺖ اﻟﺪﻣﻌﺔ .. آ ﺘﺐ اﻟﻔﻀ ﻴﻞ إﻟ ﻰ اﺑ ﻦ اﻟﻤﺒﺎرك آﺘﺎﺑ ًﺎ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻓ ﻴﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺠ ﻲء واﻟﺘﻌ ﺒﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺮم .. واﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﺎﻟﺬآﺮ وﻗﺮاءة اﻟﻘﺮﺁن .. ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮأ اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك اﻟﻜﺘﺎب .. أﺧﺬ رﻗﻌﺔ وآﺘﺐ إﻟﻰ اﻟﻔﻀﻴﻞ : ﻳﺎ ﻋﺎﺑﺪ اﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻟﻮ أﺑﺼﺮﺗﻨﺎ *** ﻟﻌﻠﻤﺖ أﻧﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدة ﺗﻠﻌﺐ ﻣﻦ آﺎن ﻳﺨﻀﺐ ﺧﺪﻩ ﺑﺪﻣﻮﻋﻪ *** ﻓﻨﺤﻮرﻧﺎ ﺑﺪﻣﺎﺋﻨﺎ ﺗﺘﺨﻀﺐ أو آﺎن ﻳﺘﻌﺐ ﺧﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻞ ***
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﺨﻴﻮﻟﻨﺎ ﻳﻮم اﻟﺼﺒﻴﺤﺔ ﺗﺘﻌﺐ رﻳﺢ اﻟﻌﺒﻴﺮ ﻟﻜﻢ وﻧﺤﻦ ﻋﺒﻴﺮﻧﺎ *** رهﺞ اﻟﺴﻨﺎﺑﻚ واﻟﻐﺒﺎر اﻷﻃﻴﺐ وﻟﻘﺪ أﺗﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎل ﻧﺒﻴﻨﺎ *** ﻗﻮل ﺻﺤﻴﺢ ﺻﺎدق ﻻ ﻳﻜﺬب ﻻ ﻳﺴﺘﻮي وﻏﺒﺎر ﺧﻴﻞ اﷲ ﻓﻲ *** أﻧﻒ اﻣﺮيء ودﺧﺎن ﻧﺎر ﺗﻠﻬﺐ هﺬا آﺘﺎب اﷲ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻴﻨﻨﺎ *** ﻟﻴﺲ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﻤﻴﺖ ﻻ ﻳﻜﺬب ﺛﻢ ﻗﺎل : إن ﻣﻦ ﻋﺒﺎد ﻣﻦ ﻓﺘﺢ اﷲ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﺎم ..ﻓﻴﺼﻮم ﻣﺎ ﻻ ﻳﺼ ﻮﻣﻪ ﻏﻴ ﺮﻩ ..وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺮاءة اﻟﻘ ﺮﺁن ..وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻓ ﺘﺢ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﻃﻠ ﺐ اﻟﻌﻠ ﻢ .. وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻓ ﺘﺢ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻬﺎد ..وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ .. وﻟﻴﺲ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ .. وﻣﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ .. وآﻼﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ .. وهﻜﺬا آﺎن ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .. اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻜﻔﺎر وﺗﺄﻟﺒﻮا ﻟﺤﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..وﺟ ﺎؤوا ﻓ ﻲ ﺟ ﻴﺶ ﻟ ﻢ ﺗﺸ ﻬﺪ اﻟﻌﺮب ﻣﺜﻠﻪ آﺜﺮة وﻋﺘﺎدًا .. ﻓﺤﻔ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺧ ﻨﺪﻗ ًﺎ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ اﻟﻜﻔ ﺎر أن ﻳﺘﺠﺎوزوﻩ ﻟﺪﺧﻮل اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻓﻌﺴﻜﺮ اﻟﻜﻔﺎر وراء اﻟﺨﻨﺪق .. وآ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻗﺒ ﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ..وهﻢ ﻳﻬﻮد ﻳﺘﺮﺑﺼﻮن ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻠﻮا إﻟ ﻰ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻳﻤ ﺪوﻧﻬﻢ ..وﻳﻌﻴ ﺜﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺴﺎدًا وﻧﻬﺒ ًﺎ .. وﻗ ﺪ اﻧﺸ ﻐﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﻋﻨﺪ اﻟﺨﻨﺪق .. وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ﻋﺼ ﻴﺒﺔ ..ﺣﺘ ﻰ أرﺳ ﻞ اﷲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﻔ ﺎر رﻳﺤ ًﺎ وﺟ ﻨﻮدًا ..ﻣ ﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺘﻤﺰق ﺟﻴﺸﻬﻢ ..واﻧﻘﻠ ﺒﻮا ﺧﺎﺋﺒ ﻴﻦ ..ﻳﺠﺮون أذﻳﺎل هﺰﻳﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ .. ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ رﺳﻮل اﷲ .. ρاﻧﺼﺮف ﻋﻦ اﻟﺨﻨﺪق
121
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
راﺟﻌ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ووﺿ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن اﻟﺴ ﻼح ..ورﺟﻌ ﻮا إﻟ ﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ .. ودﺧ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ρﺑﻴﺘﻪ ..ووﺿﻊ اﻟﺴﻼح واﻏﺘﺴﻞ .. ﻓﻠﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻈﻬﺮ ..ﺟﺎءﻩ ﺟﺒﺮﻳﻞ .. ﻓﻨﺎدى رﺳﻮل اﷲ .. ρﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺒﻴﺖ .. ﻓﻘﺎم رﺳﻮل اﷲ ρﻓﺰﻋ ًﺎ .. ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم :أوﻗﺪ وﺿﻌﺖ اﻟﺴﻼح ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗ ﺎل ﺟﺒ ﺮﻳﻞ :ﻣ ﺎ وﺿ ﻌﺖ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ اﻟﺴ ﻼح ﺑﻌ ﺪ ..وﻣ ﺎ رﺟﻌ ﺖ اﻵن إﻻ ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ اﻟﻘﻮم ..ﻃﻠﺒﻨﺎهﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺣﻤﺮاء اﻷﺳﺪ .. إن اﷲ ﻳﺄﻣ ﺮك ﺑﺎﻟﻤﺴ ﻴﺮ إﻟ ﻰ ﺑﻨ ﻲ ﻗ ﺮﻳﻈﺔ .. ﻓﺈﻧﻲ ﻋﺎﻣﺪ إﻟﻴﻬﻢ ﻓﻤﺰﻟﺰل ﺑﻬﻢ .. ﻓﺄﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ ρﻣﺆذﻧ ًﺎ ﻓﺄذن ﻓﻲ اﻟﻨﺎس : " ﻣ ﻦ آ ﺎن ﺳ ﺎﻣﻌ ًﺎ ﻣﻄ ﻴﻌ ًﺎ ..ﻓ ﻼ ﻳﺼ ﻠﻴﻦ اﻟﻌﺼﺮ إﻻ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ " .. ﻓﺘﺴ ﺎﺑﻖ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻰ ﺳ ﻼﺣﻬﻢ ..وﺳ ﻤﻌﻮا وأﻃﺎﻋﻮا ..وﻣﻀﻮا إﻟﻰ دﻳﺎر ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ .. ﻓ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﻗ ﺖ اﻟﻌﺼ ﺮ وهﻢ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ .. ﻓﻘ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻻ ﻧﺼ ﻠﻲ اﻟﻌﺼ ﺮ إﻻ ﻓ ﻲ ﺑﻨ ﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ .. وﻗ ﺎل ﺑﻌﻀﻬﻢ :ﺑﻞ ﻧﺼﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﺮد ﻣﻨﺎ ذﻟﻚ .. ﻳﻌﻨﻲ إﻧﻤﺎ أراد اﻹﺳﺮاع إﻟﻴﻬﻢ .. ﻓﺼﻠﻮا اﻟﻌﺼﺮ وأآﻤﻠﻮا ﻣﺴﻴﺮهﻢ .. وأﺧ ﺮهﺎ اﻵﺧ ﺮون ..ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻠﻮا ﺑﻨ ﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ..ﻓﺼﻠﻮهﺎ .. ﻓﺬآ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻟﻠﻨﺒ ﻲ ρﻓﻠ ﻢ ﻳﻌ ﻨﻒ واﺣ ﺪًا ﻣ ﻦ اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ .. ﻓﺤﺎﺻ ﺮهﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρﺣﺘ ﻰ ﻧﺼ ﺮﻩ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ .. ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﻧﺘﻔﻖ ..ﻟﻜﻦ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﻻ ﻧﺨﺘﻠﻒ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
53.اﻟﺮﻓﻖ ..إﻻ زاﻧﻪ .. ﻳﺘﻜ ﺮر ﻋﻠ ﻰ أﻟﺴ ﻨﺘﻨﺎ آﺜﻴ ﺮًا ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﺠ ﺐ ﺑﺸﺨﺺ ﻣﺎ ..أن ﻧﺼﻔﻪ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ : ﻓﻼن رزﻳﻦ ..ﻓﻼن ﺛﻘﻴﻞ ..ﻓﻼن راآﺪ .. وإذا أردﻧ ﺎ ﻣﺬﻣ ﺔ ﺷ ﺨﺺ ﻗﻠ ﻨﺎ :ﻓ ﻼن ﻋﺠ ﻮل .. ﻓﻼن ﺧﻔﻴّﻒ .. أﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ εﻓﻴﻘﻮل :ﻣﺎ آﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﻲء )(66 إﻻ زاﻧﻪ ..وﻣﺎ ﻧﺰع ﻣﻦ ﺷﻲء إﻻ ﺷﺎﻧﻪ .. هﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﻃﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺑﺄﺻﺒﻊ ؟ ﻧﻌ ﻢ :إذا أﺣﻀ ﺮت راﻓﻌ ﺔ ..ﺛ ﻢ رﺑﻄ ﺘﻪ ﺑ ﺮﻓﻖ .. وأﺣﻜﻤﺖ رﺑﻄﻪ .. ﺛﻢ رﻓﻌﺘﻪ ..ﻓﺈذا ﺗﻌﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ..ﺣﺮآﻪ ﺑﺄﺻﻐﺮ أﺻﺎﺑﻌﻚ .. اﺗﻔﻖ ﺻﺪﻳﻘﺎن ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﻘﺪﻣﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﻟﺨﻄﺒﺔ اﺑﻨﺘﻴﻪ ..آﺎﻧﺖ إﺣﺪاهﻤﺎ أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻷﺧﺮى .. ﻗ ﺎل أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻟﻶﺧ ﺮ :أﻧ ﺎ ﺁﺧ ﺬ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة ..وأﻧ ﺖ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﻜﺒﻴﺮة .. ﻓﺼ ﺎح ﺻ ﺎﺣﺒﻪ :ﻻاااا ..ﺑ ﻞ أﻧ ﺖ ﺧ ﺬ اﻟﻜﺒﻴ ﺮة .. وأﻧﺎ ﺁﺧﺬ اﻟﺼﻐﻴﺮة .. ﻓﻘ ﺎل اﻷول :ﻃ ﻴﺐ ..أﻧ ﺖ ﺗﺄﺧ ﺬ اﻟﺼﻐﻴﺮة ..وأﻧﺎ ﺁﺧﺬ اﻟﺘﻲ أﺻﻐﺮ ﻣﻨﻬﺎ .. ﻗﺎل :ﻣﻮاﻓﻖ !!.. وﻟ ﻢ ﻳ ﺪرك أن ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺮارﻩ ..ﺳﻮى أﻧﻪ ﻏﻴﺮ أﺳﻠﻮب اﻟﻜﻼم ﺑﺮﻓﻖ .. وﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ :إذا أراد اﷲ ﺑﺄهﻞ ﺑﻴﺖ ﺧﻴﺮًا أدﺧﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟ ﺮﻓﻖ ..وإذا أراد اﷲ ﺑﺄه ﻞ ﺑ ﻴﺖ ﺷ ﺮًا .. )(67 ﻧﺰع ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺮﻓﻖ .. وﻓ ﻴﻪ :إن اﷲ رﻓ ﻴﻖ ﻳﺤﺐ اﻟﺮﻓﻖ ..وﻳﻌﻄﻲ ﻋﻠﻰ اﻟ ﺮﻓﻖ ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻌﻄ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌ ﻨﻒ ..وﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻌﻄ ﻲ )(68 ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻮاﻩ .. اﻟ ﺮﻓﻴﻖ ..اﻟﻬ ﻴﻦ اﻟﻠ ﻴﻦ ..ﻣﺤ ﺒﻮب ﻋ ﻨﺪ اﻟﻨﺎس .. ﺗﻄﻤﺌﻦ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﻔﻮس ..وﺗﺜﻖ ﻓﻴﻪ .. ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺻﺎﺣﺐ ذﻟﻚ وزن ﻟﻠﻜﻼم ..وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ ) ( 66 ) ( 67 ) ( 68
رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري
122
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﺋﻊ .. ﻣ ﻦ أﺷ ﻬﺮ ﻃ ﻼب ﻋﻠﻤ ﺎء اﻟﺤﻨﻔ ﻴﺔ اﻹﻣﺎم أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺎﺿﻲ .. هﻮ أﺷﻬﺮ ﻃﻼب أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ .. آ ﺎن أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﻓ ﻲ ﺻ ﻐﺮﻩ ﻓﻘﻴ ﺮًا ..وآ ﺎن أﺑ ﻮﻩ ﻳﻤ ﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺣﻀﻮر درس أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ .. وﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺬهﺎب ﻟﻠﺴﻮق ﻟﺘﻜﺴﺐ .. آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ ..وإذا ﻏ ﺎب ﻋﺎﺗﺒﻪ .. ﻓﺎﺷ ﺘﻜﻰ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﺣﺎﻟ ﻪ ﻣﻊ واﻟﺪﻩ ..ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻰ أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ واﻟﺪ أﺑ ﻲ ﻳﻮﺳ ﻒ وﺳ ﺄﻷﻩ :آ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ اﻟ ﻮﻟﺪ آ ﻞ ﻳﻮم ؟ ﻗﺎل :درهﻤﺎن .. ﻗ ﺎل :أﻧ ﺎ أﻋﻄ ﻴﻚ اﻟﺪرهﻤﻴﻦ ..ودﻋﻪ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ .. ﻓﻼزم أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﺷﻴﺨﻪ ﺳﻨﻴﻦ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺑﻠ ﻎ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﺳ ﻦ اﻟﺸ ﺒﺎب ..وﻧ ﺒﻎ ﻋﻠﻰ أﻗﺮاﻧﻪ ..أﺻﺎﺑﻪ ﻣﺮض أﻗﻌﺪﻩ .. ﻓ ﺰارﻩ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ..وآ ﺎن اﻟﻤ ﺮض ﺷ ﺪﻳﺪًا ﻣﺘﻤﻜ ﻨ ًﺎ ﻣ ﻨﻪ ..ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﺣﺰن .. وﺧﺎف ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻬﻼك .. ﻼ :ﺁﺁﺁﻩ ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ وﺧ ﺮج وه ﻮ ﻳﻜﻠ ﻢ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻗ ﺎﺋ ً ﻳﻮﺳﻒ ..ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أرﺟﻮك ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻌﺪي !! وﻣﻀ ﻰ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻳﺠ ﺮ ﺧﻄ ﺎﻩ ﺣ ﺰﻳﻨ ًﺎ إﻟ ﻰ ﺣﻠﻘﺘﻪ وﻃﻼﺑﻪ .. وﻣﻀ ﺖ ﻳ ﻮﻣﺎن ..ﻓﺸ ﻔﻲ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ .. واﻏﺘﺴ ﻞ وﻟ ﺒﺲ ﺛ ﻴﺎﺑﻪ ﻟ ﻴﺬهﺐ ﻟﺪرس ﺷﻴﺨﻪ .. ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ :إﻟﻰ أﻳﻦ ﺗﺬهﺐ ؟ ﻗﺎل :إﻟﻰ درس اﻟﺸﻴﺦ .. ﻗﺎﻟ ﻮا :إﻟ ﻰ اﻵن ﺗﻄﻠ ﺐ اﻟﻌﻠ ﻢ ؟ أﻧ ﺖ ﻗ ﺪ اآﺘﻔﻴﺖ ..أﻣﺎ ﺑﻠﻐﻚ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻓﻴﻚ اﻟﺸﻴﺦ ؟ ﻗﺎل :وﻣﺎ ﻗﺎل ؟! ﻗﺎﻟ ﻮا :ﻗ ﺪ ﻗ ﺎل :آ ﻨﺖ أرﺟ ﻮك ﻟﻠ ﻨﺎس ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪي ..أي أﻧ ﻚ ﻗ ﺪ ﺣﺼ ﻠﺖ آ ﻞ ﻋﻠ ﻢ أﺑ ﻲ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ..ﻓﻠ ﻮ ﻣ ﺎت اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟ ﻴﻮم ﺟﻠﺴ ﺖ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﻜﺎﻧﻪ .. ﻓﺄﻋﺠﺐ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻨﻔﺴﻪ .. وﻣﻀ ﻰ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ورأى ﺣﻠﻘ ﺔ أﺑ ﻲ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻧﺎﺣ ﻴﺔ ..ﻓﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺎﺣ ﻴﺔ اﻷﺧ ﺮى ..وﺑ ﺪأ ﻳﺪرس وﻳﻔﺘﻲ .. اﻟ ﺘﻔﺖ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ إﻟ ﻰ اﻟﺤﻠﻘ ﺔ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة ..ﻓﺴﺄل : ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ هﺬﻩ ؟ ﻗﺎﻟﻮا :هﺬا أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ .. ﻗﺎل :ﺷُﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻪ ؟! ﻗﺎﻟﻮا :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :ﻓﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﺄت إﻟﻰ درﺳﻨﺎ ؟! ﻗﺎﻟ ﻮا :ﺣﺪﺛ ﻮﻩ ﺑﻤ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ..ﻓﺠﻠ ﺲ ﻳ ﺪرس اﻟ ﻨﺎس واﺳﺘﻐﻨﻰ ﻋﻨﻚ .. ﻓﻔﻜﺮ أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ آﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﺮﻓﻖ .. وﺟﻌﻞ ﻳﻔﻜﺮ ﺛﻢ ﻗﺎل : ﻳﺄﺑﻰ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ إﻻ أن ﻧﻘﺸﱢﺮ ﻟﻪ اﻟﻌﺼﺎ!! ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﺣﺪ ﻃﻼﺑﻪ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ وﻗﺎل : ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ..اذه ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﺠ ﺎﻟﺲ ه ﻨﺎك .. ﻳﻌﻨ ﻲ أﺑ ﺎ ﻳﻮﺳ ﻒ ..ﻓﻘ ﻞ ﻟ ﻪ :ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ..ﻋ ﻨﺪي ﻣﺴﺄﻟﺔ .. ﻓﺴﻴﻔﺮح ﺑﻚ وﻳﺴﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺘﻚ ..ﻓﻤﺎ ﺟﻠﺲ إﻻ ﻟﻴﺴﺄل !! ﻓﻘ ﻞ ﻟ ﻪ :رﺟ ﻞ دﻓﻊ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﻟﻪ إﻟﻰ ﺧﻴﺎط ﻟﻴﻘﺼﺮﻩ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎءﻩ ﺑﻌ ﺪ أﻳ ﺎم ﻳ ﺮﻳﺪ ﺛ ﻮﺑﻪ ﺟﺤ ﺪﻩ اﻟﺨ ﻴﺎط .. وأﻧﻜ ﺮ أﻧ ﻪ أﺧ ﺬ ﻣ ﻨﻪ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ..ﻓ ﺬهﺐ اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺮﻃﺔ ﻓﺎﺷ ﺘﻜﺎﻩ ﻓﺄﻗ ﺒﻠﻮا واﺳ ﺘﺨﺮﺟﻮا اﻟﺜﻮب ﻣﻦ اﻟﺪآﺎن .. واﻟﺴ ﺆال :ه ﻞ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ اﻟﺨ ﻴﺎط أﺟ ﺮة ﺗﻘﺼ ﻴﺮ اﻟﺜﻮب أم ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ؟ ﻓﺈن أﺟﺎﺑﻚ وﻗﺎل :ﻳﺴﺘﺤﻖ ..ﻓﻘﻞ ﻟﻪ :أﺧﻄﺄت .. وإن ﻗﺎل :ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ..ﻓﻘﻞ ﻟﻪ :أﺧﻄﺄت .. ﻓ ﺮح اﻟﻄﺎﻟ ﺐ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ ..وﻣﻀ ﻰ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﻳﻮﺳﻒ وﻗﺎل :ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ..ﻣﺴﺄﻟﺔ .. ﻗﺎل :ﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺘﻚ ؟ ﻗﺎل :رﺟﻞ دﻓﻊ ﺛﻮﺑ ًﺎ إﻟﻰ ﺧﻴﺎط .. ﻼ :ﻧﻌﻢ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻓﺄﺟﺎب أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻗﺎﺋ ً اﻷﺟﺮة ..ﻣﺎ دام أﺗﻢ اﻟﻌﻤﻞ .. ت .. ﻓﻘﺎل اﻟﺴﺎﺋﻞ :أﺧﻄﺄ َ
123
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻌﺠ ﺐ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ..وﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ أآﺜﺮ ..ﺛﻢ ﻗﺎل :ﻻ ..ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻷﺟﺮة .. ﻓﻘﺎل اﻟﺴﺎﺋﻞ :أﺧﻄﺄت .. ﻓﻨﻈﺮ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻴﻪ ..ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ :ﺑﺎﷲ ﻣﻦ أرﺳﻠﻚ .. ﻓﺄﺷ ﺎر إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ..وﻗ ﺎل :أرﺳ ﻠﻨﻲ اﻟﺸﻴﺦ .. ﻓﻘﺎم أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ..وﻣﻀﻰ ﺣﺘﻰ وﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻠﻘﺔ أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ وﻗﺎل :ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ..ﻣﺴﺄﻟﺔ .. ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ إﻟﻴﻪ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﺣﺘ ﻰ ﺟﺜ ﻰ ﻋﻠ ﻰ رآﺒﺘ ﻴﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺸﻴﺦ ..وﻗﺎل ﺑﻜﻞ أدب :ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ..ﻣﺴﺄﻟﺔ .. ﻗﺎل :ﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺘﻚ ؟ ﻗﺎل :ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ .. ﻗﺎل :ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺨﻴﺎط واﻟﺜﻮب ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :اذهﺐ وأﺟﺐ .ز أﻟﺴﺖ ﺷﻴﺨ ًﺎ .. ﻗﺎل :اﻟﺸﻴﺦ أﻧﺖ .. ﻓﻘ ﺎل اﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ :ﻧﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﻘ ﺪار ﺗﻘﺼ ﻴﺮ اﻟﺨ ﻴﺎط ﻟﻠ ﺜﻮب ..ﻓ ﺈن آ ﺎن ﻗﺼ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻘ ﺎس اﻟ ﺮﺟﻞ ..ﻓﻤﻌﻨ ﻰ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻼ ..ﺛﻢ ﺑﺪا ﻟﻪ أن ﻳﺠﺤﺪ اﻟﺜﻮب ..ﻓﻴﻜﻮن آﺎﻣ ً ﻗ ﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤ ﻞ ﻷﺟ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ..ﻓﻴﺴ ﺘﺤﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻷﺟﺮة .. وإن آﺎن ﻗﺼﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎس ﻧﻔﺴﻪ ..ﻓﻤﻌﻨﻰ ذﻟ ﻚ أﻧ ﻪ ﻗ ﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤ ﻞ ﻷﺟ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ..ﻓ ﻼ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أﺟﺮة .. ﻓﻘﺒﻞ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ رأس أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ..وﻻزﻣﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎت أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ..ﺛ ﻢ ﻗﻌﺪ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ .. ﻓﻠﻮ اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﺰوﺟﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ .. وآﺬﻟﻚ اﻷﺑﻮان .. واﻟﻤﺪراء ..واﻟﻤﺪرﺳﻮن .. ﻧﺴ ﺘﻌﻤﻞ اﻟ ﺮﻓﻖ داﺋﻤ ًﺎ ..ﻓﻲ ﺳﻮاﻗﺔ اﻟﺴﻴﺎرة ..ﻓﻲ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ..ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻊ واﻟﺸﺮاء .. وإن آ ﺎن اﻟﻤ ﺮء ﻗ ﺪ ﻳﺤ ﺘﺎج اﻟﺸ ﺪة أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﺢ ..وهﺬا هﻮ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ..وهﻲ وﺿﻊ اﻷﻣﻮر ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻌﻬﺎ .. وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻏﻀ ﺒﻪ ρداﺋﻤ ًﺎ – إن ﻏﻀ ﺐ – ﻓ ﻲ اﻷﻣﻮر اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .. ﻓﻤ ﺎ ﻏﻀ ﺐ رﺳ ﻮل اﷲ εﻟﻨﻔﺴ ﻪ ﻗ ﻂ ..إﻻ أن ﺗﻨﺘﻬﻚ ﺣﺮﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺎرم اﷲ .. ﻼ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد .. ﻗﺎﺑﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب τﻳﻮﻣ ًﺎ رﺟ ً ﻓﺄﻃﻠﻌ ﻪ ﻋﻠﻰ آﻼم ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة ..ﻓﺄﻋﺠﺒﻪ ..ﻓﺄﻣﺮﻩ ﻓﻨﺴﺨﻪ ﻟﻪ .. ﺛ ﻢ ﺟ ﺎء ﻋﻤ ﺮ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺼ ﺤﻴﻔﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺘﻮراة إﻟ ﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﻘﺮأهﺎ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻼﺣ ﻆ اﻟﻨﺒ ﻲ εأن ﻋﻤ ﺮ ﻣﻌﺠ ﺐ ﺑﻤ ﺎ ﻣﻌ ﻪ ..وأن اﻟﺘﻠﻘﻲ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ..إن ﻓُﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻪ ..اﺧ ﺘﻠﻂ ذﻟ ﻚ ﺑﺎﻟﻘ ﺮﺁن ..واﻟﺘ ﺒﺲ اﻷﻣ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺎس .. وآ ﻴﻒ ﻳﻔﻌ ﻞ ﻋﻤ ﺮ ذﻟ ﻚ ..وﻳﻨﺴ ﺦ ..وﻳﻜ ﺘﺐ .. دون اﺳﺘﺌﺬان اﻟﻨﺒﻲ !! ε ﻓﻐﻀ ﺐ .. εوﻗ ﺎل :أﻣ ﺘﻬﻮآﻮن ﻓ ﻴﻬﺎ ﻳ ﺎ اﺑ ﻦ اﻟﺨﻄﺎب ؟! أي ﺷﺎآّﻮن ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻲ .. واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻘ ﺪ ﺟﺌ ﺘﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻀﺎء ﻧﻘﻴﺔ .. ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮهﻢ ﻋﻦ ﺷﻲء ..ﻓﻴﺨﺒﺮوآﻢ ﺑﺤﻖ ﻓﺘﻜﺬﺑﻮا ﺑ ﻪ ..أو ﺑ ﺒﺎﻃﻞ ﻓﺘﺼﺪﻗﻮا ﺑﻪ ..واﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ )(69 ﻟ ﻮ أن ﻣﻮﺳﻰ ﺣﻴ ًﺎ ﻣﺎ وﺳﻌﻪ إﻻ أن ﻳﺘﺒﻌﻨﻲ .. .. واﷲ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺑﺎﻟﺬﺑﺢ .. ﻓﻲ أواﺋﻞ ﺑﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻲ .. εآﺎن εﻳﺄﺗﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ وﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴ ﻬﻢ ..وﻳﺼ ﻠﻲ ..وﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟﻴﻬﻢ .. وآﺎﻧﻮا ﻳﺆذوﻧﻪ ﺑﺄﻧﻮاع اﻷذى ..وهﻮ ﺻﺎﺑﺮ .. وﻓﻲ ﻳﻮم .. اﺟ ﺘﻤﻊ أﺷ ﺮاﻓﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺠﺮ ..ﻓﺬآﺮوا رﺳﻮل اﷲ εﻓﻘﺎﻟﻮا : ﻣﺎ رأﻳﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺻﺒﺮﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻗﻂ .. ﺳ ّﻔ َﻪ أﺣﻼﻣ ﻨﺎ ..وﺷ ﺘﻢ ﺁﺑﺎءﻧ ﺎ ..وﻋ ﺎب دﻳﻨ ﻨﺎ .. وﻓ ﺮق ﺟﻤﺎﻋﺘ ﻨﺎ ..وﺳ ﺐ ﺁﻟﻬﺘ ﻨﺎ ..وﺻ ﺮﻧﺎ ﻣ ﻨﻪ ) ( 69
رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ واﻟﺒﺰار
124
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ .. ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ ..إذ ﻃﻠﻊ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻠﻢ اﻟﺮآﻦ .. ﺛﻢ ﻣﺮ ﺑﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔ ًﺎ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ .. ﻓﻐﻤﺰوﻩ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻘﻮل .. ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ .. εﻓ ﺮﻓﻖ ﺑﻬ ﻢ .. وﺳﻜﺖ ﻋﻨﻬﻢ ..وﻣﻀﻰ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﻬﻢ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ..ﻏﻤﺰوﻩ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ .. ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ أﻳﻀ ًﺎ ..ﻓﺴ ﻜﺖ ﻋ ﻨﻬﻢ .. وﻣﻀﻰ ﻓﻲ ﻃﻮاﻓﻪ .. ﻓﻤﺮ ﺑﻬﻢ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ..ﻓﻐﻤﺰوﻩ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ .. ﻓ ﺮأى أن اﻟ ﺮﻓﻖ ﻻ ﻳﺼ ﻠﺢ ﻣ ﻊ أﻣ ﺜﺎل ه ﺆﻻء ..ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻗﺎل : أﺗﺴ ﻤﻌﻮن ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ !! أﻣ ﺎ واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻘ ﺪ ﺟﺌ ﺘﻜﻢ ﺑﺎﻟ ﺬﺑﺢ ..ووﻗ ﻒ أﻣﺎﻣﻬﻢ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻘ ﻮم ه ﺬا اﻟ ﺘﻬﺪﻳﺪ ..اﻟ ﺬﺑﺢ .. وهﻮ اﻟﺼﺎدق اﻷﻣﻴﻦ .. اﻧﺘﻔﻀ ﻮا ..ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ رﺟ ﻞ إﻻ وآﺄﻧﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ رأﺳ ﻪ ﻃﺎﺋ ﺮ وﻗ ﻊ ..ﺣﺘ ﻰ أن أﺷ ﺪهﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟﻴ ﺘﻠﻄﻒ ﻣﻌ ﻪ ..وﺻ ﺎروا ﻳﻘﻮﻟ ﻮن :اﻧﺼ ﺮف أﺑ ﺎ اﻟﻘﺎﺳﻢ راﺷﺪا ..ﻓﻤﺎ آﻨﺖ ﺟﻬﻮ ًﻻ .. ﻓﺎﻧﺼﺮف رﺳﻮل اﷲ εﻋﻨﻬﻢ .. ﻧﻌﻢ .. إذا ﻗﻴﻞ :ﺣﻠﻢ ،ﻗﻞ :ﻓﻠﻠﺤﻠﻢ ﻣﻮﺿﻊ ** وﺣﻠ ﻢ اﻟﻔﺘ ﻰ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﺟﻬﻞ وإن آ ﺎن اﻟﻤﺘﺘ ﺒﻊ ﻟﺴ ﻴﺮة اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻳﺠ ﺪ أﻧ ﻪ آﺎن ﻳﻐﻠﺐ اﻟﺮﻓﻖ داﺋﻤ ًﺎ .. اﻧﺘ ﺒﻪ !! ﻟ ﻴﺲ اﻟﻀ ﻌﻒ واﻟﺠ ﺒﻦ ..وإﻧﻤ ﺎ اﻟﺮﻓﻖ .. وﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺮﻓﻖ : أﻧ ﻪ ﺑﻌﺪ وﻗﻌﺔ ﺑﺪر ﺑﺸﻬﺮ ..أراد أﺑﻮ اﻟﻌﺎص زوج زﻳ ﻨﺐ ﺑ ﻨﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ εأن ﻳﺮﺳ ﻠﻬﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺪ أﺑﻴﻬﺎ .. ﻼ ﻓﺒﻌﺚ رﺳﻮل اﷲ ρزﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ ..ورﺟ ً ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻘ ﺎل :آ ﻮﻧﺎ ﺑ ﺒﻄﻦ ﻳ ﺄﺟﺢ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻤ ﺮ ﺑﻜﻤ ﺎ زﻳ ﻨﺐ ﻓﺘﺼﺤﺒﺎهﺎ ﻓﺘﺄﺗﻴﺎﻧﻲ ﺑﻬﺎ .. ﻓﺨﺮﺟﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ .. ﻓﺄﻣ ﺮهﺎ أﺑ ﻮ اﻟﻌ ﺎص ﺑﺎﻟﺘﺠﻬ ﺰ ..ﻓ ﺒﺪأت ﻓ ﻲ ﺟﻤ ﻊ ﻣﺘﺎﻋﻬﺎ .. ﻓﺒﻴﻨﺎ هﻲ ﺗﺘﺠﻬﺰ ..ﻟﻘﻴﺘﻬﺎ هﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ ..زوﺟﺔ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن .. ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :ﻳ ﺎ اﺑ ﻨﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ ..أﻟ ﻢ ﻳﺒﻠﻐﻨ ﻲ أﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ اﻟﻠﺤﻮق ﺑﺄﺑﻴﻚ ؟ ﻗﺎﻟﺖ :ﻣﺎ أردت ذﻟﻚ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ :أي اﺑﻨﺔ ﻋﻢ ..أن أردت أن ﺗﻔﻌﻠﻲ .. ﻓﺈن آﺎن ﻟﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻤﺘﺎع ﻣﻤﺎ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺳﻔﺮك ..أو ﺑﻤﺎل ﺗﺘﺒﻠﻐﻴﻦ ﺑﻪ إﻟﻰ أﺑﻴﻚ .. ﻓ ﺈن ﻋ ﻨﺪي ﺣﺎﺟ ﺘﻚ ﻓ ﻼ ﺗﻀ ﻄﻨﻲ ﻣﻨ ﻲ ..أي ﻻ ﺗﺨﺠﻠﻲ .. ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﺎل .. ﻗﺎﻟﺖ زﻳﻨﺐ :واﷲ ﻣﺎ أراهﺎ ﻗﺎﻟﺖ ذﻟﻚ إﻻ ﻟﺘﻔﻌﻞ .. وﻟﻜﻨﻲ ﺧﻔﺘﻬﺎ ﻓﺄﻧﻜﺮت أن أآﻮن أرﻳﺪ ذﻟﻚ .. ﻓﻠﻤﺎ أﺗﻤﺖ ﺟﻬﺎزهﺎ ..ﻗﺪّم إﻟﻴﻬﺎ أﺧﻮ زوﺟﻬﺎ آﻨﺎﻧﺔ ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻌﻴﺮًا .. ﻓﺮآﺒﺘﻪ و أﺧﺬ ﻗﻮﺳﻪ و آﻨﺎﻧﺘﻪ .. ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج ﺑﻬﺎ ﻧﻬﺎرًا ﻳﻘﻮد ﺑﻬﺎ و هﻲ ﻓﻲ هﻮدج ﻟﻬﺎ .. ﻓﺮﺁهﺎ اﻟﻨﺎس ..و ﺗﺤﺪث ﺑﺬﻟﻚ رﺟﺎل ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ .. آﻴﻒ ﺗﺨﺮج إﻟﻴﻪ اﺑﻨﺘﻪ وﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ ﺑﺪر .. ﻓﺨﺮﺟﻮا ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ أدرآﻮهﺎ ﺑﺬي ﻃﻮى .. وآ ﺎن أول ﻣ ﻦ ﺳ ﺒﻖ إﻟ ﻴﻬﺎ ه ﺒﺎر ﺑ ﻦ اﻷﺳ ﻮد .. ﻓﺮوﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻣﺢ و هﻲ ﻓﻲ اﻟﻬﻮدج .. ﻼ ﻓﻔ ﺰﻋﺖ ..وﻃ ﺮﺣﺖ ﻓﻘ ﻴﻞ :إﻧﻬ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺣ ﺎﻣ ً وﻟﺪهﺎ .. وأﻗﺒﻞ اﻟﻜﻔﺎر ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن إﻟﻴﻬﺎ ..وﻋﻬﻢ اﻟﺴﻼح .. وهﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﺎ إﻻ أﺧﻮ زوﺟﻬﺎ آﻨﺎﻧﺔ .. ﻓﻠﻤﺎ رأى ذﻟﻚ .. وﺑ ﺮك ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ..ﺛ ﻢ ﻧﺜ ﺮ آﻨﺎﻧ ﺘﻪ وﺻ ﻒ رﻣﺎﺣﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ..ﺛﻢ ﻗﺎل : و اﷲ ﻻ ﻳﺪﻧ ﻮ ﻣﻨ ﻲ رﺟ ﻞ إﻻ وﺿﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺳﻬﻤﺎ .. وآﺎن راﻣﻴ ًﺎ ..ﻓﺘﻜﺮآﺮ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ وﺗﺮاﺟﻌﻮا ..
125
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وأﺧﺬوا ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ..ﻻ هﻮ ﻳﻘﺪر ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺬهﺎب ..وﻻ ه ﻢ ﻳﺠﺘ ﺮﺋﻮن ﻋﻠ ﻰ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﻪ .. ﺣﺘ ﻰ ﺑﻠ ﻎ أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن أن زﻳ ﻨﺐ ﺧ ﺮﺟﺖ إﻟ ﻰ أﺑﻴﻬﺎ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﻓ ﻲ ﺟﻠﺔ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ..ﻓﻠﻤﺎ رأى آ ﻨﺎﻧﺔ ﻗ ﺪ ﺗﺠﻬ ﺰ ﺑﻨ ﺒﻠﻪ ..ورأى اﻟﻘ ﻮم ﻗ ﺪ اﺳﺘﻮﻓﺰوا ﻟﻘﺘﺎﻟﻪ .. ﺻﺎح ﺑﻪ وﻗﺎل : ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟ ﺮﺟﻞ ..آ ﻒ ﻋﻨﺎ ﻧﺒﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﻧﻜﻠﻤﻚ .. ﻓﻜ ﻒ ﻧ ﺒﻠﻪ ..ﻓﺄﻗ ﺒﻞ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺣﺘ ﻰ وﻗ ﻒ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻓﻘﺎل : إﻧ ﻚ ﻟ ﻢ ﺗﺼ ﺐ ..ﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﺎﻟﻤ ﺮأة ﻋﻠ ﻰ رؤوس اﻟﻨﺎس ﻋﻼﻧﻴﺔ .. وﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺼﻴﺒﺘﻨﺎ وﻧﻜﺒﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺪر ..و ﻣﺎ دﺧ ﻞ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﻣ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ ..ﻗ ﺘﻞ أﺷ ﺮاﻓﻨﺎ .. ورﻣﻞ ﻧﺴﺎءﻧﺎ .. ﻓﺈذا رﺁك اﻟﻨﺎس .ز وﺗﺴﺎﻣﻌﺖ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ..أﻧﻚ ﺧﺮﺟﺖ ﺑﺎﺑﻨﺘﻪ ﻋﻼﻧﻴﺔ ..ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻇﻬﺮﻧﺎ .. أن ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ ذل أﺻ ﺎﺑﻨﺎ ..وأن ذﻟﻚ ﺿﻌﻒ ﻣﻨﺎ ووهﻦ .. وﻟﻌﻤ ﺮي ﻣﺎﻟ ﻨﺎ ﺑﺤﺒﺴ ﻬﺎ ﻣﻦ أﺑﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ..وﻣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺛﺄر ﻋﻠﻴﻬﺎ .. وﻟﻜ ﻦ ارﺟ ﻊ ﺑﺎﻟﻤ ﺮأة ..ﺣﺘ ﻰ إذا ه ﺪأت اﻷﺻ ﻮات ..وﺗﺤ ﺪث اﻟ ﻨﺎس أن ﻗ ﺪ رددﻧﺎه ﺎ .. ﺴﻠّﻬﺎ ﺳﺮًا ..وأﻟﺤﻘﻬﺎ ﺑﺄﺑﻴﻬﺎ .. ﻓ ُ ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ آ ﻨﺎﻧﺔ ذﻟ ﻚ ..اﻗﺘ ﻨﻊ ﺑ ﻪ ..وﻋ ﺎد ﺑﻬﺎ .. ﻓﺄﻗﺎﻣﺖ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ .. ﺣﺘ ﻰ إذا ه ﺪأت اﻷﺻ ﻮات ..ﺧ ﺮج ﺑﻬ ﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ..ﻓﻤﺸﻰ ﺑﻬﺎ .. ﺣﺘﻰ أﺳﻠﻤﻬﺎ إﻟﻰ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ وﺻﺎﺣﺒﻪ .. ﻼ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﻘﺪﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﻟﻴ ً وﺣﻲ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﺎ آﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﻲء إﻻ زاﻧﻪ ..وﻣﺎ ﻧﺰع ﻣﻦ ﺷﻲء إﻻ ﺷﺎﻧﻪ .. 54.ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻲ ..واﻟﻤﻴﺖ .. ﻼ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ..ﻋﻠ ﻰ زﻣﻼﺋﻪ ..ﺟﻴﺮاﻧﻪ آ ﺎن ﺛﻘ ﻴ ً ..إﺧﻮاﻧﻪ ..ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ أوﻻدﻩ .. ﻧﻌﻢ ..آﺎن ﺛﻘﻴﻞ اﻟﺪم .. ﻃﺎﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻬﻢ ﻣ ﺮارًا ﻳﻘﻮﻟ ﻮن :ﻳ ﺎ أﺧﻲ ﻣﺎ ﻋﻨﺪك ﻣﺸﺎﻋﺮ !! ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﻢ أﺑﺪًا .. أﺗ ﺎﻩ وﻟ ﺪﻩ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﺮﺣ ًﺎ ﻣﺴﺘﺒﺸ ﺮًا ..ﻳﻠ ﻮّح ﺑﺪﻓﺘ ﺮ اﻟﻮاﺟﺐ وﻗﺪ وﻗﻊ اﻟﻤﺪرس ﻓﻴﻪ آﻠﻤﺔ " ﻣﻤﺘﺎز " .. ﻟ ﻢ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ اﻷب إﻟﻴﻪ ..وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل :ﻃﻴﺐ ..ﻋﺎدي ..واﷲ ﻟﻮ أﻧﻚ ﺟﺎﻳﺐ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪآﺘﻮراﻩ !! آﺎن اﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ .. ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ..آﺎن ﺧﻔﻴﻒ اﻟﺪم ..ﻻﺣﻆ ﺛﻘ ﻞ اﻟ ﺪرس ) واﻟﻤ ﺪرس !!( ﻓﻠﻄ ﻒ اﻟﺠ ﱠﻮ ﺑﻨﻜ ﺘﺔ أﻃﻠﻘﻬ ﺎ ..ﻓﻠ ﻢ ﺗﺘﺤ ﺮك ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ وﺟﻪ اﻟﻤﺪرس وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل :ﺗﺴﺘﺨﻒ دﻣﻚ ؟! آﻨﺖ أﺗﻤﻨﻰ أن ﻳﻜﻮن ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ .. دﺧ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟ ﺒﻘﺎﻟﺔ ..ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﺒﺴ ﻴﻂ : اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ..ﺟﺎءﺗﻨ ﻲ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻣ ﻦ أهﻠ ﻲ ..ﻟ ﻢ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ .. ﻼ ..ﻟﻴﺸ ﺎرآﻪ ه ﻼ ﺳ ﺄل ﻧﻔﺴ ﻪ ﻟﻤ ﺎذا أﺧﺒ ﺮﻩ أﺻ ً ﻓﺮﺣﺘﻪ .. زار أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻪ ..ﻓﻮﺿ ﻊ ﻟ ﻪ اﻟﻘﻬﻮة واﻟﺸﺎي .. ﺛﻢ دﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ وﺟﺎء ﺑﻄﻔﻠﻪ اﻷول ﺣﺪﻳﺚ ﻻوﻻدﻩ .. ﻗ ﺪ ﻟﻔﻪ ﻓﻲ ﻣﻬﺎدﻩ ..وﻟﻮ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻠﻔﻪ ﺑﺠﻔﻮن ﻋﻴﻨ ﻴﻪ ﻟﻔﻌ ﻞ ..ﺛ ﻢ وﻗ ﻒ ﺑ ﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ وﻗ ﺎل :ﻣ ﺎ رأﻳﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﻄﻞ ؟ ﻓﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ﺑﺒ ﺮود ..وﻗ ﺎل ..ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ..اﷲ ﻳﺨﻠﻲ ﻟﻚ إﻳﺎﻩ ..ﺛﻢ رﻓﻊ ﻓﻨﺠﺎل اﻟﺸﺎي ﻟﻴﺸﺮب .. آ ﺎن اﻟﻤﻨﺘﻈ ﺮ أن ﻳ ﺘﻔﺎﻋﻞ أآﺜ ﺮ ..ﻳﺄﺧ ﺬ اﻟﻐﻼم ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ..ﻳﻘﺒﻠﻪ ..ﻳﻤﺪح ﺟﻤﺎﻟﻪ ..وﺻﺤﺘﻪ .. ﻟﻜﻦ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ آﺎن ) ﻏﺒﻴ ًﺎ ( .. ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻨﺎس ..ﻗﺲ اﻷﻣﻮر ﺑﺄهﻤﻴﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪهﻢ ..ﻻ ﻋﻨﺪك أﻧﺖ .. ﻓﻜﻠﻤ ﺔ "ﻣﻤ ﺘﺎز" ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟ ﻮﻟﺪك أﻏﻠ ﻰ ﻋ ﻨﺪﻩ ﻣ ﻦ
126
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺷﻬﺎدة اﻟﺪآﺘﻮراﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺪآﺘﻮر .. وه ﺬا اﻟﻤﻮﻟ ﻮد ﻋ ﻨﺪ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ أﻏﻠﻰ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ..آﻠﻤﺎ رﺁﻩ و ﱠد أن ﻳﺸﻖ ﻗﻠﺒﻪ وﻳﺴﻜﻨﻪ ﻓ ﻴﻪ ..أﻓ ﻼ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ ﻣ ﻨﻚ ﺣ ﺒﻚ ﻟﺼ ﺎﺣﺒﻚ أن ﺗﺸﺎرآﻪ وﻟﻮ ﺑﻌﺾ ﺷﻌﻮرﻩ .. أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ﻟﺸ ﻲء ﻣﻌﻴﻦ .. ﻟ ﺬﻟﻚ ﺗﺠ ﺪ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳ ﺘﻔﺎﻋﻠﻮن ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺸﺘﻜﻲ أﺣﺪهﻢ داﺋﻤ ًﺎ .. ﻟﻤ ﺎذا أوﻻدي ﻻ ﻳﺤ ﺒﻮن ) اﻟﺴ ﻮاﻟﻒ ( ﻣﻌ ﻲ ..ﻓ ﻨﻘﻮل :ﻷﻧﻬ ﻢ ﻳﺤﻜ ﻮن ﻟ ﻚ اﻟﻨﻜ ﺘﺔ ﻓ ﻼ ﺗ ﺘﻔﺎﻋﻞ ..وﻳ ﺮوون ﻗﺼﺼ ﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻣﺪارﺳﻬﻢ ..وآﺄﻧﻬﻢ ﻳﻜﻠﻤﻮن ﺟﺪارًا .. ﺣﺘﻰ ذآﺮ ﻟﻚ ﺷﺨﺺ ﻗﺼﺔ ..أﻧﺖ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ .. ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ .. ﻗ ﺎل ﻋ ﺒﺪ اﷲ اﺑ ﻦ اﻟﻤﺒﺎرك :واﷲ إن اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺤﺪﺛﻨ ﻲ ﺑﺎﻟﺤ ﺪﻳﺚ وأﻧ ﺎ أﻋ ﺮﻓﻪ ﻣ ﻦ ﻗ ﺒﻞ أن ﺗﻠ ﺪﻩ أﻣ ﻪ ﻓﺄﺳ ﻤﻌﻪ ﻣ ﻨﻪ ..وآﺄﻧ ﻲ أول ﻣ ﺮة أﺳﻤﻌﻪ .. ﻣﺎ أﺟﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة .. ﻗﺒﻴﻞ ﻣﻌﺮآﺔ اﻟﺨﻨﺪق .. ﻋﻤ ﻞ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓ ﻲ ﺣﻔ ﺮ اﻟﺨ ﻨﺪق ﺣﺘ ﻰ أﺣﻜﻤﻮﻩ .. وآ ﺎن ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ رﺟﻞ اﺳﻤﻪ ﺟﻌﻴﻞ ..ﻓﻐﻴﺮﻩ اﻟﻨﺒﻲ εإﻟﻰ ﻋﻤﺮو .. ﻓﻜﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮن ..وﻳﻌﻤﻠﻮن .. وﻳﺮددون ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ : ﺳﻤﺎﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺟﻌﻴﻞ ﻋﻤﺮًا *** وآﺎن ﻟﻠﺒﺎﺋﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻇﻬﺮًا ﻓﻜﺎﻧ ﻮا إذا ﻗﺎﻟ ﻮا :ﻋﻤ ﺮوًا ..ﻗ ﺎل ﻣﻌﻬ ﻢ رﺳﻮل اﷲ : ρﻋﻤﺮوًا .. وإذا ﻗﺎﻟﻮا :ﻇﻬﺮًا ..ﻗﺎل ﻟﻬﻢ :ﻇﻬﺮًا .. ﻓﻴﺘﺤﻤﺴﻮن أآﺜﺮ ..وﻳﺸﻌﺮون أﻧﻪ ﻣﻌﻬﻢ .. واﷲ ﻟﻮﻻ اﷲ ﻣﺎ اهﺘﺪﻳﻨﺎ .. وﻟﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﺷﺘﺪ اﻟﺒﺮد .. واﺳﺘﻤﺮوا ﻳﺤﻔﺮون .. ﻓﺨﺮج ﻋﻠﻴﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ .. ε
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﺮﺁهﻢ ﻳﺤﻔﺮون ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ راﺿﻴﻦ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ .. ﻓﻠﻤﺎ رأوا رﺳﻮل اﷲ εﻗﺎﻟﻮا : ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻳﻌﻮا ﻣﺤﻤﺪًا *** ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎد ﻣﺎ ﺑﻘﻴﻨﺎ أﺑﺪا ﻓﻘﺎل ﻣﺠﻴﺒ ًﺎ ﻟﻬﻢ : اﻟﻠﻬﻢ إن اﻟﻌﻴﺶ ﻋﻴﺶ اﻵﺧﺮة ،ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻸﻧﺼﺎر واﻟﻤﻬﺎﺟﺮة .. وﻳﺴﺘﻤﺮ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻌﻬﻢ ..ﻃﻮال اﻷﻳﺎم .. ﻓﺴﻤﻌﻬﻢ وﻗﺪ ﻋﻼهﻢ اﻟﻐﺒﺎر ..وهﻢ ﻳﺮددون : وﻻ ﺗﺼﺪﻗﻨﺎ وﻻ واﷲ ﻟﻮﻻ اﷲ ﻣﺎ اهﺘﺪﻳﻨﺎ ﺻﻠﻴﻨﺎ وﺛﺒﺖ اﻷﻗﺪام إن ﻻﻗﻴﻨﺎ ﻓﺄﻧﺰﻟﻦ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ إذا أرادوا ﻓﺘﻨﺔ أﺑﻴﻨﺎ إن اﻷﻟﻰ ﻗﺪ ﺑﻐﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻼ :أﺑﻴﻨﺎ .. ﻼ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻗ ﺎﺋ ً ﻓﻜ ﺎن ﻳ ﺮﻓﻊ ﺻ ﻮﺗﻪ ﻣ ﺘﻔﺎﻋ ً أﺑﻴﻨﺎ . وآ ﺎن εإذا ﻣﺎزﺣ ﻪ أﺣ ﺪ ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ..وﺿ ﺤﻚ وﺗﺒﺴﻢ .. دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻋﻤ ﺮ وه ﻮ ρﻏﻀ ﺒﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻧﺴ ﺎﺋﻪ .. ﻟﻤﺎ أآﺜﺮن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ..ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ :ﻳَﺎ ﺶ .. ﺸ َﺮ ُﻗ َﺮ ْﻳ ٍ ﷲ َ ..ﻟ ْﻮ َرَأ ْﻳ َﺘ ﻨﺎ َو ُآ ﻨﱠﺎ َﻣ ْﻌ َ ﺳ ﻮ َل ا ِﱠ َر ُ ﺐ اﻟ ﱢﻨﺴَﺎ َء .. َﻧ ْﻐ ِﻠ ُ ﻓﻜ ﻨﺎ إذا ﺳ ﺄﻟﺖ أﺣ ﺪَﻧﺎ اﻣ ﺮأﺗُﻪ ﻧﻔﻘ ًﺔ ﻗﺎم إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻮﺟﺄ ﻋﻨﻘﻬﺎ .. ﺴ ﺎ ُؤ ُه ْﻢ .. َﻓ َﻠ ﱠﻤ ﺎ َﻗ ِﺪ ْﻣ ﻨَﺎ ا ْﻟ َﻤ ِﺪﻳ َﻨ َﺔ ِإذَا َﻗ ْﻮ ٌم َﺗ ْﻐ ِﻠ ُﺒ ُﻬ ْﻢ ِﻧ َ ﻓﻄﻔﻖ ﻧﺴﺎؤﻧﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻦ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ .. ﻲ .. ρﺛ ﻢ زاد ﻋﻤ ﺮ اﻟﻜ ﻼم ..ﻓ ﺎزداد ﺴ َﻢ اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱡ َﻓ َﺘ َﺒ ﱠ ﺗﺒﺴﻢ اﻟﻨﺒﻲ .. ρ وﺗﻘﺮأ ﻓﻲ أﺣﺎدﻳﺚ أﻧﻪ ﺗﺒﺴﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت ﻧﻮاﺟﺬﻩ .. وآ ﺎن εﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ أﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﻘﺪرون اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗ ﻲ ..وﻻ ﻳ ﺘﻔﺎﻋﻠﻮن ﻣﻌ ﻪ ..ﺑ ﻞ ﻳﻨﻐﻠﻘﻮن وﻳﺘﻌﺠﻠﻮن .. وﻣﻊ ذﻟﻚ آﺎن ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. آ ﺎن .. ρﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻧ ﺎز ًﻻ ﺑﻤﻮﺿ ﻊ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ "اﻟﺠﻌﺮاﻧﺔ " ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. وﻣﻌ ﻪ ﺑ ﻼل ..ﻓﺠ ﺎءﻩ ρأﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ آﺎن ﻗﺪ ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ εﺣﺎﺟ ﺔ ﻓ ﻮﻋﺪﻩ ﺑﻬ ﺎ وﻟ ﻢ ﺗﺘﻴﺴ ﺮ ﻼ ..ﻓﻘﺎل : ﺑﻌﺪ ..وآﺎن اﻷﻋﺮاﺑﻲ ﻣﺴﺘﻌﺠ ً ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ..أﻻ ﺗﻨﺠﺰ ﻟﻲ ﻣﺎ وﻋﺪﺗﻨﻲ ؟
127
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻘﺎل ﻟﻪ εﻣﺘﻠﻄﻔ ًﺎ :أﺑﺸﺮ .. وهﻞ هﻨﺎك آﻠﻤﺔ أرق ﻣﻨﻬﺎ !!.. ﻓﻘﺎل اﻷﻋﺮاﺑﻲ ﺑﻜﻞ ﺻﻼﻓﺔ :ﻗﺪ أآﺜﺮت ﻋﻠﻲ ﻣﻦ أﺑﺸﺮ ! ﻓﻐﻀ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻣ ﻦ ﻋ ﺒﺎرﺗﻪ ..ﻟﻜ ﻨﻪ آ ﺘﻢ ﻏ ﻴﻈﻪ ..واﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻰ وﺑ ﻼل وآﺎﻧﺎ ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ..ﻓﻘﺎل : رد اﻟﺒﺸﺮى ﻓﺎﻗﺒﻼ أﻧﺘﻤﺎ .. ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮا .. ﺛ ﻢ دﻋﺎ εﺑﻘﺪح ﻓﻴﻪ ﻣﺎء ﻓﻐﺴﻞ ﻳﺪﻳﻪ ووﺟﻬﻪ ﺞ ﻓﻴﻪ .. ﻓﻴﻪ وﻣ ﱠ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :اﺷﺮﺑﺎ ﻣﻨﻪ وأﻓﺮﻏﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻮهﻜﻤﺎ وﻧﺤ ﻮرآﻤﺎ وأﺑﺸ ﺮا ..أي ﺑﺒ ﺮآﺔ ه ﺬا اﻟﻤ ﺎء .. ﻓﺄﺧﺬا اﻟﻘﺪح ﻓﻔﻌﻼ .. وآﺎﻧ ﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ τﻗ ﺮﻳﺒﺔ ﻣ ﻨﻬﻢ ..ﺟﺎﻟﺴ ﺔ وراء ﺳ ﺘﺎر ..ﻓ ﺄرادت أن ﻻ ﺗﻔ ﻮﺗﻬﺎ اﻟﺒ ﺮآﺔ ..ﻓﻨﺎدت ﻣﻦ وراء اﻟﺴﺘﺮ :أﻓﻀﻼ ﻷﻣﻜﻤﺎ .. أي أﺑﻘﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻪ .. )(70 .. ﻓﺄﻓﻀﻼ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻃﺎﺋﻔﺔ .. إذن آﺎن ﻟﻄﻴﻒ اﻟﻤﻌﺸﺮ ..أﻧﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ .. ﻼ ..ﻻ ﻳﻌﻤ ﻞ ﻗﻀ ﻴﺔ وﺧﻼﻓ ًﺎ ﻣ ﻦ آ ﻞ ﻣ ﺘﺤﻤ ً ﺷﻲء .. ﺟﻠﺲ εﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ .. ﻓﺄﺧ ﺬت ﺗﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺄﺣﺎدﻳ ﺚ ﻧﺴ ﺎء ..وه ﻮ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ .. وه ﻲ ﺗﻔﺼ ﻞ اﻟﻜ ﻼم وﺗﻄ ﻴﻞ ..وه ﻮ ﻋﻠ ﻰ آﺜﺮة ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ ﻳﺴﺘﻤﻊ وﻳﺘﻔﺎﻋﻞ وﻳﻌﻠﻖ .. ﺣﺘﻰ ﻗﻀﺖ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ .. ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ أﻧﻪ ﺟﻠﺴﺖ إﺣﺪى ﻋﺸﺮة اﻣﺮأة – ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ -ﻓﺘﻌﺎهﺪن وﺗﻌﺎﻗﺪن أن ﻻ ﻳﻜﺘﻤﻦ ﻣﻦ أﺧﺒﺎر أزواﺟﻬﻦ ﺷﻴﺌًﺎ .. ﻓﺠﻌﻠﻦ ﻳﺘﺬاآﺮن أزواﺟﻬﻦ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ وﻻ ﻳﻜﺬﺑﻦ !! ﻗﺎﻟﺖ اﻷوﻟﻰ : زوﺟﻲ ﻟﺤﻢ ﺟﻤﻞ ﻏﺚ ﻋﻠﻰ رأس ﺟﺒﻞ .. ) ( 70
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻻ ﺳﻬﻞ ﻓﻴﺮﺗﻘﻰ وﻻ ﺳﻤﻴﻦ ﻓﻴﻨﺘﻘﻞ .. ) ﺗﺸﺒﻪ زوﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺒﻞ اﻟﻮﻋﺮ اﻟﺬي وﺿﻌﻮا ﻓﻮﻗﻪ ﻟﺤﻢ ﺟﻤﻞ آﺒﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺟﻴﺪ ..ﻓﻼ ﻳﺤﺮص أﺣﺪ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ..وهﻮ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻌﺐ ﻷﺟﻠﻪ ..أي :ﻟﺴﻮء ﺧﻠﻘﺔ ..وأﻧﻪ ﻳﺘﻜﺒﺮ ..ﻣﻊ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻓﻬﻮ ﺑﺨﻴﻞ ﻓﻘﻴﺮ ( .. ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : زوﺟﻲ ﻻ أﺑﺚ ﺧﺒﺮﻩ .. إﻧﻲ أﺧﺎف أن ﻻ أذرﻩ .. إن أذآﺮﻩ أذآﺮ ﻋﺠﺮﻩ وﺑﺠﺮﻩ .. ) أي :زوﺟﻬﺎ آﺜﻴﺮ اﻟﻌﻴﻮب ..وﺗﺨﺸﻰ إذا ذآﺮت ﻣﺎ ﻓﻴﻪ أن ﻳﺒﻠﻐﻪ ذﻟﻚ ﻓﻴﻄﻠﻘﻬﺎ ..وهﻲ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺑﺴﺒﺐ أوﻻدهﺎ .. ﻋﺠَﺮ و ُﺑﺠَﺮ !! واﻟﻌﺠﺮ : ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻤﺪﺣﻪ ﻓﺈن ﻟﻪ ُ أن ﺗﻨﻌﻘﺪ اﻟﻌﺮوق ﻓﻲ اﻟﺠﺴﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻴﺮ ﻣﻨﺘﻔﺨﺔ ..ﻓﺘﺆﻟﻢ .. واﻟ ُﺒﺠَﺮ اﻧﺘﻔﺎخ ﻋﺮوق ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻦ (!! .. ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺸﻨﱠﻖ .. زوﺟﻲ اﻟ َﻌ َ إن أﻧﻄﻖ أﻃﻠﻖ .. وإن أﺳﻜﺖ أُﻋﻠﱠﻖ .. وهﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ اﻟﺴﱢﻨﺎن اﻟـ ُﻤ َﺬﻟﱠﻖ .. ) أي :زوﺟﻬﺎ ﻃﻮﻳﻞ ﻗﺒﻴﺢ ..ﺳﻲء اﻟﺨﻠﻖ ..وﻻ ﻳﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﺣﺪ اﻟﺴﻴﻒ !! ﻓﻬﻲ ﻣﻬﺪدة ﺑﺎﻟﻄﻼق آﻞ ﻟﺤﻈﺔ ..ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ آﻼﻣﻬﺎ .. وﻣﺘﻰ اﺷﺘﻜﺖ إﻟﻴﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻃﻠﻘﻬﺎ ..وﻻ ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷزواج ..ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪﻩ آﺎﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ( .. ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺮاﺑﻌﺔ : زوﺟﻲ آـ ﻟَـﻴْـ ِﻞ ﺗِﻬﺎﻣﺔ .. ﺣ ٌﺮ وﻻ َﻗ ٌﺮ .. ﻻ َ وﻻ ﻣﺨﺎﻓﺔ وﻻ ﺳﺂﻣﺔ .. ) ﻟﻴﻞ ﺗﻬﺎﻣﺔ ﻻ رﻳﺎح ﻓﻴﻪ ﻓﻴﻄﻴﺐ ﻷهﻠﻪ ..ﻓﻮﺻﻔﺖ زوﺟﻬﺎ ﺑﺠﻤﻴﻞ اﻟﻌﺸﺮة ..واﻋﺘﺪال اﻷﺧﻼق ..ﻓﻼ أذى ﻋﻨﺪﻩ ( .. ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ : زوﺟﻲ إن دﺧﻞ ﻓَـﻬِﺪ .. وإن ﺧﺮج َأﺳِﺪ ..
128
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻻ ﻳﺴﺄل ﻋﻤﺎ ﻋَـﻬِﺪ .. ) أي :إذا دﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﺻﺎر آﺎﻟﻔﻬﺪ وهﻮ اﻟﺤﻴﻮان اﻟﻤﻌﺮوف وهﻮ آﺮﻳﻢ ﻧﺸﻴﻂ ..وﻏﺬا ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ وﺧﺎﻟﻂ اﻟﻨﺎس ﻓﻬﻮ أﺳﺪ ﺢ ﻻ ﻳﺪﻗﻖ ﻓﻲ ﻟﺸﺠﺎﻋﺘﻪ ..وهﻮ أﻳﻀًﺎ ﺳﻤ ٌ اﻟﺴﺆال ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻩ أهﻠﻪ أو ﻳﺼﺮﻓﻮﻧﻪ (.. ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺴﺎدﺳﺔ : ﻒ .. زوﺟﻲ إن أآﻞ ﻟ ﱠ ﻒ .. وإن ﺷﺮب اﺷﺘ ﱠ ﻒ .. وإن اﺿﻄﺠﻊ اﻟﺘ ﱠ ﺚ .. ﻒ ..ﻟﻴﻌﻠﻢ اﻟﺒ ﱠ وﻻ ﻳُﻮﻟِﺞ اﻟﻜ ﱠ )أي :إن زوﺟﻬﺎ ﻳﻜﺜﺮ اﻷآﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﻔﻪ ﻟﻔًﺎ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻲ ﻟﻬﻢ ﺷﻴﺌًﺎ ..واﻟﺸﺮاف ﻳﺸﻔّﻪ ﺷﻔًﺎ ﻒ ﺑﺎﻟﻠﺤﺎف وﻟﻢ ..ﻳﺸﺮﺑﻪ آﻠﻪ ..وإذا ﻧﺎم اﻟﺘ ﱠ ﻳﺪع ﻟﺰوﺟﺘﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ..وإذا ﺣﺰﻧﺖ ﻟﻢ ﻳﻘﺮب آﻔﻪ إﻟﻴﻬﺎ أو ﻳﻼﻃﻔﻬﺎ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺳﺒﺐ ﺣﺰﻧﻬﺎ ( .. .. ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ : زوﺟﻲ ﻏﻴﺎﻳﺎء أو ﻋﻴﺎﻳﺎء ) أي ﻏﺒﻲ !! ( ﻃﺒﺎﻗﺎء ) أﺣﻤﻖ !( آﻞ داء ﻟﻪ داء ) ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻴﻮب ﻓﻴﻪ !( إن ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺳﺒﻚ ) ..ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ وﻻ ﻣﺆاﻧﺴﺔ .ﺑﻞ ﻳﺴﺐ وﻳﻠﻌﻦ دوﻣًﺎ ( .. وإن ﻣﺎزﺣﺘﻪ :ﺷﺠًﻚ ) ﺿﺮب رأﺳﻚ ﻓﺠﺮﺣﻪ !( .. أو ﻓﻠًﻚ ) ﺿﺮب اﻟﺠﻠﺪ ﻓﺠﺮﺣﻪ ( .. ﻚ ) ..ﻳﻀﺮب آﻞ اﻟﻤﻮاﺿﻊ آﻼ ﻟ ِ أو ﺟﻤﻊ ًّ اﻟﺮأس واﻟﺠﺴﺪ ! ( .. ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ : زوﺟﻲ ..اﻟﻤﺲ ﻣﺲ أرﻧﺐ ) ..أي ﻧﺎﻋﻢ رﻗﻴﻖ ( .. واﻟﺮﻳﺢ رﻳﺢ زرﻧﺐ ) ..وهﻮ ﻧﺒﺎت ﻃﻴﺐ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ( .. وأﻧﺎ اﻏﻠﺒﻪ واﻟﻨﺎس ﻳﻐﻠﺐ ) ..أي ﺳﻬﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻳﻨﺼﺎع ﻟﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ..ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻄﻞ ﻳﻐﻠﺐ اﻟﻨﺎس وﺷﺨﺼﻴﺘﻪ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻗﻮﻳﺔ ( .. ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ : زوﺟﻲ رﻓﻴﻊ اﻟﻨﺠﺎد ) ..ﺑﻴﺘﻪ واﺳﻊ ﻣﻔﺘﻮح
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻠﻀﻴﻮف ( .. ﻋﻈﻴﻢ اﻟﺮﻣﺎد ) ..آﺜﻴﺮ إﺷﻌﺎل اﻟﻨﺎر اﺳﺘﻘﺒﺎ ًﻻ ﻟﻠﻀﻴﻮف وﻃﺒﺨ ًﺎ ﻟﻬﻢ ( .. ﻗﺮﻳﺐ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﺎد ) ..اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺬي ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ وهﻮ اﻟﻨﺎدي ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻟﺤﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ أهﻠﻪ ( .. ﻻ ﻳﺸﺒﻊ ﻟﻴﻠﻪ ﻳﻀﺎف ) ..ﻻ ﻳﺄآﻞ آﺜﻴﺮًا ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس ( .. وﻻ ﻳﻨﺎم ﻟﻴﻠﺔ ُﻳﺨَﺎف ) ..إذا آﺎن هﻨﺎك ﺧﻄﺮ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺪو أو ﻏﻴﺮﻩ ..ﻳﻈﻞ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈ ًﺎ ﻳﺤﺮس وﻳﺮاﻗﺐ ( .. ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﺎﺷﺮة : زوﺟﻲ ﻣﺎﻟﻚ .. وﻣﺎ ﻣﺎﻟﻚ ؟! .. ﻣﺎﻟﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .. ﻟﻪ إﺑﻞ آﺜﻴﺮات اﻟﻤﺒﺎرك .. ﻗﻠﻴﻼت اﻟﻤﺴﺎرح .. ﻦ أﻧﻬﻦ هﻮاﻟﻚ .. وإذا ﺳﻤﻌﻦ اﻟﻤﺰهﺮ ..أﻳﻘ ﱠ ) زوﺟﻬﺎ اﺳﻤﻪ ﻣﺎﻟﻚ ..ﻣﻬﻤﺎ وﺻﻔﺘﻪ ﻟﻦ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺄوﺻﺎﻓﻪ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ..إﺑﻠﻪ داﺋﻤ ًﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻪ وﻗﻞ ﻣﺎ ﺗﺴﺮح أي ﺗﺬهﺐ ﻟﻠﺮﻋﻲ ..ﻟﺘﻜﻮن ﺟﺎهﺔ ﻟﻠﺤﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ وﻧﺤﺮهﺎ ﻟﻠﻀﻴﻮف ..وإذا ﺳﻤﻌﺖ اﻓﺒﻞ ﺻﻮت ﺤﺪّ وﺗﺠﻬّﺰ ..ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﺳﻴﻬﻠﻚ اﻟﻤﺰهﺮ اﻟﺴﻜﻴﻦ ُﺗ َ ﺑﻌﻀﻬﻦ ذﺑﺤًﺎ ﻟﻠﻀﻴﻮف ( .. ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة : زوﺟﻲ أﺑﻮ زرع ؟! ) اﺳﻤﻪ أﺑﻮ زرع ( .. ﻓﻤﺎ أﺑﻮ زرع .. أﻧﺎس ﻣﻦ ﺣﻠﻲ أذﻧﻲ ) ..أﻟﺒﺴﻬﺎ اﻟﺤﻠﻲ واﻟﺬهﺐ ( .. وﻣﻸ ﻣﻦ ﺷﺤﻢ ﻋﻀﺪي ) ..ﺳﻤﻨﺖ ﻋﻨﺪﻩ ( .. وﺑﺠﺤﻨﻲ ﻓﺒﺠﺤﺖ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ) ..ﻣﺪﺣﻨﻲ ﺣﺘﻰ أﻋﺠﺒﺖ ﺑﻨﻔﺴﻲ ( .. ﻖ ) ..آﺎن اهﻠﻬﺎ ﺸﱟ وﺟﺪﻧﻲ ﻓﻲ أهﻞ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﺑ ِ ﻓﻘﺮاء ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن إﻻ ﻏﻨﻴﻤﺎت ( .. ﻓﺠﻌﻠﻨﻲ ﻓﻲ أهﻞ ﺻﻬﻴﻞ وأﻃﻴﻂ ) ﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﻞ وإﺑﻞ ( .. وداﺋﺲ وﻣﻨﻖ ) أي دواب آﺜﻴﺮة ( .. ﻓﻌﻨﺪﻩ أﻗﻮل ﻓﻼ أﻗﺒﺢ ) ..ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﺎءت وﻻ
129
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻳﻨﺘﻘﺪ آﻼﻣﻬﺎ ( .. وأرﻗﺪ ﻓﺄﺗﺼﺒﺢ ) ..ﺗﺸﺒﻊ ﻧﻮﻣًﺎ إﻟﻰ اﻟﺼﺒﺎح ..ﻟﻜﺜﺮة اﻟﺨﺪم ( .. وأﺷﺮب ﻓﺄﺗﻘﻨﺢ ) ..ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﺮﺑﺔ ﻋﻨﺪهﺎ ..ﺗﺮوى ﻣﻨﻬﺎ ( .. أم أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ أم أﺑﻲ زرع !! ﻋﻜﻮﻣﻬﺎ رداح ) ..ﺳﻤﻴﻨﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ( .. وﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺴﺎح ) ..ﺑﻴﺘﻬﺎ واﺳﻊ ( .. اﺑﻦ أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ ﺑﻦ أﺑﻲ زرع !! ﻣﻀﺠﻌﻪ آﻤﺴﻞ ﺷﻄﺒﺔ ) ..ﻳﻨﺎم ﻧﻮﻣ ًﺎ رﻓﻴﻘًﺎ ﺑﺄدب ( .. وﻳﺸﺒﻌﻪ ذراع اﻟﺠﻔﺮة ) ..ﻻ ﻳﺄآﻞ آﺜﻴﺮًا ( .. ﺑﻨﺖ أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ زرع !! ﻃﻮع أﺑﻴﻬﺎ وﻃﻮع أﻣﻬﺎ .. وﻣﻞء آﺴﺎﺋﻬﺎ ) ..ﻣﺘﺴﺘﺮة ( .. وﻏﻴﻆ ﺟﺎرﺗﻬﺎ ) ..ﺗﻐﺎر ﺟﺎراﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ وﻟﺬة ﻋﻴﺸﻬﺎ ( .. ﺟﺎرﻳﺔ أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ ﺟﺎرﻳﺔ أﺑﻲ زرع !! ) اﻟﺨﺎدﻣﺔ !! ( ﻻ ﺗﺒﺚ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﺗﺒﺜﻴﺜ ًﺎ ) ..ﻻ ﺗﻨﺸﺮ أﺳﺮار اﻟﺒﻴﺖ ( .. وﻻ ﺗﻨﻔﺚ ﻣﻴﺮﺗﻨﺎ ﺗﻨﻔﻴﺜًﺎ ) ..ﻻ ﺗﺒﺪد ﻃﻌﺎم اﻟﺒﻴﺖ وﺗﻌﺒﺚ ﺑﻪ ( .. وﻻ ﺗﻤﻸ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺗﻌﺸﻴﺸًﺎ ) ..ﻻ ﺗﻬﻤﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻴﻤﺘﻸ ﺑﺎﻷوﺳﺎخ ( .. ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ : ﺧﺮج أﺑﻮ زرع واﻷوﻃﺎب ﺗﻤﺨﺾ ) ..ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ رﺑﻴﻊ ( .. ﻓﻠﻘﻰ اﻣﺮأة ﻣﻌﻬﺎ وﻟﺪان ﻟﻬﺎ آﺎﻟﻔﻬﺪﻳﻦ ) .. رأى اﻣﺮأة ﺟﺎﻟﺴﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻃﻔﻼن ﺟﻤﻴﻼن ﻗﻮﻳﺎ اﻟﺒﻨﻴﺔ ( .. ﻳﻠﻌﺒﺎن ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺧﺼﺮهﺎ ﺑﺮﻣﺎﻧﺘﻴﻦ ) .. ﻳﻠﻌﺒﺎن ﺑﺜﺪﻳﻴﻬﺎ ( .. ﻓﻄﻠﻘﻨﻲ وﻧﻜﺤﻬﺎ ) ..أﻋﺠﺒﺘﻪ ..ﻓﻄﻠﻖ أم زرع وﺗﺰوﺟﻬﺎ !! ( .. ﻓﻨﻜﺤﺖ ﺑﻌﺪﻩ رﺟﻼ ﺳﺮﻳًﺎ ) ..ﺗﺰوﺟﺖ ام ﻼ آﺮﻳﻤًﺎ ( .. زرع رﺟ ً
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻼ ﺳﺎﺑﻘ ًﺎ ( .. رآﺐ ﺷﺮﻳًﺎ ) ..رآﺐ ﺧﻴ ً وأﺧﺬ ﺧﻄﻴ ًﺎ .. وأراح ﻋﻠﻲ ﻧﻌﻤًﺎ ﺛﺮﻳ ًﺎ ) ..أآﺮﻣﻬﺎ وأهﺪاهﺎ ﻷﻧﻪ ﺛﺮي ( .. وأﻋﻄﺎﻧﻲ ﻣﻦ آﻞ راﺋﺤﺔ زوﺟ ًﺎ ) ..أآﺜﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻃﻴﺎب وﻳﻌﻄﻴﻬﺎ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ آﻞ ﺷﻲء ﻟﺘﺴﺘﻌﻤﻞ وﺗﻬﺪي إن ﺷﺎءت ( .. وﻗﺎل :آﻠﻲ أم زرع .. وﻣﻴﺮي أهﻠﻚ ) ..أهﺪي ﻷهﻠﻚ وأﻋﻄﻴﻬﻢ ( .. ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ : ﻓﻠﻮ ﺟﻤﻌﺖ آﻞ ﺷﻲء أﻋﻄﺎﻧﻴﻪ .. ﻣﺎ ﺑﻠﻎ أﺻﻐﺮ ﺁﻧﻴﺔ أﺑﻲ زرع ) ..ﻻ ﻳﺰال ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻌﻠﻘًﺎ ﺑﺄﺑﻲ زرع !!..ﻣﺎ اﻟﺤﺐ إﻻ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ اﻷول ( آﺎن εﻳﺴﺘﻤﻊ ﺑﻜﻞ ﻏﻨﺼﺎت إﻟﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ وهﻲ ﻼ ..ﻣﻊ ﺗﺤﺪﺛﻪ ..وﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻬﺎ ﺿﺠﺮًا وﻻ ﻣﻠ ً ﺗﻌﺒﻪ وآﺜﺮة ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ ..وﺗﺮاآﻢ هﻤﻮﻣﻪ .. ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺘﻬﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ : ﻗﺎل : εآﻨﺖ ﻟﻚ آﺄﺑﻲ زرع ﻷم زرع .. إذن ..اﺗﻔﻘ ﻨﺎ ..ﻋﻠ ﻰ أهﻤ ﻴﺔ إﻇﻬ ﺎر اﻟﻠﻄ ﻒ واﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻨﺎس .. ﻓﺈذا ﺟﺎءك وﻟﺪك ﻣﺘﺰﻳﻨ ًﺎ ﺑﺜﻮب ﺟﻤﻴﻞ ..ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻳﺎ أﺑﻲ ؟ ..ﺗﻔﺎﻋﻞ .. اﺑﻨﺘﻚ ..زوﺟﺘﻚ .. زوﺟﻚ ..وﻟﺪك ..زﻣﻴﻠﺘﻚ .. ﻼ .. آﻞ ﻣﻦ ﺗﺨﺎﻟﻄﻬﻢ آﻦ ﺣﻴ ًﺎ ﻣﺘﻔﺎﻋ ً ﻼ- أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜﻮن ﻧﺎﺳﻴ ًﺎ اﻟﻤﻮﺿﻮع ..ﻗﺎل ﻟﻚ – ﻣﺜ ً ﺷ ﻔﻲ ﻣ ﻦ ﻣﺮﺿ ﻪ ..ﻓ ﻼ ﺗﻘ ﻞ : :أﺑﺸ ﺮك اﻟ ﻮاﻟﺪ ُ ﻼ ..ﻣﺘﻰ ﻣﺮض ؟!! أﺻ ً أو :أﺧ ﻲ ﺧ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺠﻦ ..ﻻ ﺗﻘ ﻞ :واﷲ ﻣ ﺎ ﻼ أﻧﻪ دﺧﻞ اﻟﺴﺠﻦ .. درﻳﺖ أﺻ ً وأﺧﻴﺮًا ..ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ .. اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻳﻨﻔﻊ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت .. ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺮﻗﻲ : آﻨﺖ ﺑﺎﻟﺒﺎدﻳﺔ .. ﻓﻮاﻓﻴﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮب ..ﻓﺄﺿﺎﻓﻨﻲ رﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ وأدﺧﻠﻨﻲ ﺧﺒﺎءﻩ .. ﻓﺮأﻳﺖ ﻓﻲ اﻟﺨﺒﺎء ﻋﺒﺪا أﺳﻮد ﻣﻘﻴﺪًا ﺑﻘﻴﺪ ..ورأﻳﺖ ﺟِﻤﺎﻻ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺒﻴﺖ ..
130
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻗﺪ ﺑﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻤﻞ وهﻮ ﻧﺎﺣﻞ ذاﺑﻞ آﺄﻧﻪ ﻳﻨﺰع روﺣﻪ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻲ اﻟﻐﻼم :أﻧﺖ ﺿﻴﻒ ..وﻟﻚ ﺣﻖ .. ﻲ إﻟﻰ ﻣﻮﻻي ..ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻜﺮم ﻟﻀﻴﻔﻪ ﻓﺘﺸﻔﻊ ﻓ ﱠ ..ﻓﻼ ﻳﺮد ﺷﻔﺎﻋﺘﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻘﺪر ..ﻓﻌﺴﺎﻩ ﻳﺤﻞ اﻟﻘﻴﺪ ﻋﻨﻲ .. ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻨﻪ ..وﻟﻢ أدر ﻣﺎ ﺟﺮﻣﻪ .. ﻓﻠﻤﺎ أﺣﻀﺮوا اﻟﻄﻌﺎم ..اﻣﺘﻨﻌﺖ ..وﻗﻠﺖ : ﻻ ﺁآﻞ ..ﻣﺎ ﻟﻢ أﺷﻔﻊ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺒﺪ .. ﻓﻘﺎل اﻟﺴﻴﺪ :إن هﺬا اﻟﻌﺒﺪ ﻗﺪ أﻓﻘﺮﻧﻲ .. ﻚ ﺟﻤﻴ َﻊ ﻣﺎﻟﻲ .. وأه َﻠ َ ﻓﻘﻠﺖ :ﻣﺎذا ﻓﻌﻞ ؟! ﻓﻘﺎل :إن ﻟﻪ ﺻﻮﺗًﺎ ﻃﻴﺒ ًﺎ ..وإﻧﻲ آﻨﺖ أﻋﻴﺶ ﻣﻦ ﻇﻬﻮر هﺬﻩ اﻟﺠﻤﺎل ..ﻓﺤﻤﱠﻠﻬﺎ أﺣﻤﺎ ًﻻ ﺛﻘﺎ ًﻻ .. وآﺎن ﻳﻨﺸﺪ اﻷﺷﻌﺎر وﻳﺤﺪو ﺑﻬﺎ ..ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻌﺖ ﻣﺴﻴﺮة ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻃﻴﺐ ﻧﻐﻤﺘﻪ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻄﺖ أﺣﻤﺎﻟﻬﺎ ..ﻣﺎﺗﺖ آﻠﻬﺎ ..إﻻ هﺬا اﻟﺠﻤﻞ اﻟﻮاﺣﺪ .. وﻟﻜﻦ أﻧﺖ ﺿﻴﻔﻲ ..ﻓﻠﻜﺮاﻣﺘﻚ ﻗﺪ وهﺒﺘﻪ ﻟﻚ ..وأﻃﻠﻖ اﻟﻐﻼم ﻣﻦ ﻗﻴﺪﻩ .. ﻓﺎﺷﺘﻘﺖ إﻟﻰ ﺳﻤﺎع هﺬا اﻟﺼﻮت .. ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﻨﺎ أﻣﺮﻩ أن ﻳﺤﺪو ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ ﻳﺴﺘﻘﻰ اﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﺑﺌﺮ هﻨﺎك ..ﻟﻴﻨﺸﻂ اﻟﺠﻤﻞ ﻟﻠﻌﻤﻞ .. ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ اﻟﻐ ﻼم ﺑﺼ ﻮت ﺣﺴ ﻦ ..ﻓﻠﻤ ﺎ رﻓ ﻊ ﺻﻮﺗﻪ .. ﺳ ﻤﻌﻪ اﻟﺠﻤ ﻞ ﻓﻬ ﺎم وه ﺎج وﻧﺴ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ .. ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻊ ﺣﺒﺎﻟﻪ .. ووﻗﻌ ﺖ أﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻰ وﺟﻬ ﻲ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺼﻮت ..ﻓﻤﺎ أﻇﻦ أﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻂ ﺻﻮﺗ ًﺎ أﻃﻴﺐ ﻣﻨﻪ )(71 .. ﻃﻮر ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺐ .. آﻦ ﺣﻴ ًﺎ ﻻ ﻣﻴﺘ ًﺎ ..ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺑﻜﻼﻣﻚ .. ﺑﺘﻌﺒﻴﺮات وﺟﻬﻚ ..ﺣﺘﻰ ﻳﺄﻧﺲ اﻵﺧﺮون ﺑﻚ ) ( 71
إﺣﻴﺎء ﻋﻠﻮم اﻟﺪﻳﻦ 275/2
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..
55.اﺟﻌﻞ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻋﺬﺑ ًﺎ .. ﻻ ﺗﺨﻠ ﻮ ﺣﻴﺎﺗ ﻨﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻮاﻗﻒ ﻧﺤﺘﺎج ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت وﻧﺼﺎﺋﺢ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ .. اﻟﻮﻟﺪ ..اﻟﺰوج ..اﻟﺼﺪﻳﻖ ..اﻟﺠﺎر ..اﻷﺑﻮﻳﻦ .. ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻧﻬﺎﻳﺎت اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ..ﺑﺎﺧﺘﻼف ﺑﺪاﻳﺎﺗﻬﺎ .. أﻋﻨ ﻲ :إن آﺎﻧ ﺖ اﻟ ﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳ ﺐ .. وﻣﺪﺧﻞ ﻟﻄﻴﻒ .. اﻧﺘﻬﺖ آﺬﻟﻚ .. وإن آﺎﻧ ﺖ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﺟ ﺎف ..وﻣ ﺪﺧﻞ ﻋﻨ ﻴﻒ .. اﻧﺘﻬﺖ آﺬﻟﻚ .. ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﺼ ﺢ اﻟ ﻨﺎس ..ﻓ ﻨﺤﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ..ﻻ أﺟﺴﺎدهﻢ .. ﻟ ﺬﻟﻚ ﺗﺠ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺑ ﻨﺎء ﻳﺘﻘ ﺒﻞ ﻣ ﻦ أﻣﻪ وﻻ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ أﺑﻴﻪ ..أو اﻟﻌﻜﺲ .. واﻟﻄﻼب ﻳﺘﻘﺒﻠﻮن ﻣﻦ ﻣﺪرس ..دون اﻵﺧﺮ .. وأول اﻟﺒﺮاﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ .. أن ﻻ ﺗﻜﺜ ﺮ ﻣ ﻨﻬﺎ وﺗﺪﻗ ﻖ ﻋﻠ ﻰ آﻞ ﺻﻐﻴﺮ وآﺒﻴﺮ .. ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺸ ﻌﺮ اﻵﺧ ﺮون أﻧ ﻚ ﻣ ﺮاﻗﺐ ﻟﺤ ﺮآﺎﺗﻬﻢ وﺳﻜﻨﺎﺗﻬﻢ ..ﻓﺘﺜﻘﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺒﻲ ﺑﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ *** ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ اﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ وإن اﺳ ﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﻘﺪم اﻧﺼﻴﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﻗﺘﺮاح ..ﻓﺎﻓﻌﻞ .. ﻟﻮ ﻗﻠﻠﺖ اﻟﻤﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻄﻌﺎم ..ﻟﻜﺎن أﺣﺴﻦ .. ﻟﻮ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻼﺑﺴﻚ ﺑﺜﻴﺎب أﺟﻤﻞ .. ﻟﻮ ﻣﺎ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﻣﺪرﺳﺘﻚ ﻣﺮة أﺧﺮى ..أﻓﻀﻞ .. ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻟﻮ ﻓﻌﻠﺖ آﺬا ..أﻗﺘﺮح ﻋﻠﻴﻚ آﺬا وآﺬا .. أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻚ .. ﻳ ﺎ ﻗﻠ ﻴﻞ اﻷدب ..آ ﻢ ﻣﺮة ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ..أﻧﺖ ﻣﺎ ﺗﻔﻬﻢ ..إﻟﻰ ﻣﺘﻰ أﻋﻠﻤﻚ ؟!! اﺟﻌﻠ ﻪ ﻳﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﻤ ﺎء وﺟﻬﻪ ..وﻳﺸﻌﺮ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ ﺣﺘﻰ وهﻮ ﻣﺨﻄﺊ .. ﻷن اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﻋ ﻼج أﺧﻄﺎﺋ ﻪ ﻻ اﻻﻧ ﺘﻘﺎم ﻣ ﻨﻪ أوإهﺎﻧﺘﻪ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ..ﺑﺎﻟﻌﺒﺎرة اﻟﺼﺮﻳﺤﺔ : ﻻ أﺣﺪ ﻳﺤﺐ أن ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻷواﻣﺮ ..
131
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
أراد εﻳ ﻮﻣ ًﺎ أن ﻳ ﻮﺟﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ﻟﻠﺘﻌﺒﺪ ﺑﺼﻼة اﻟﻠﻴﻞ .. ﻓﻤﺎ دﻋﺎﻩ وﻗﺎل :ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﻢ اﻟﻠﻴﻞ .. وإﻧﻤ ﺎ ﻗ ﺪم اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ اﻗﺘ ﺮاح .. وﻗ ﺎل :ﻧﻌ ﻢ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻳﻘ ﻮم اﻟﻠﻴﻞ .. وﻓ ﻲ رواﻳ ﺔ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻣ ﺜﻞ ﻓﻼن ..آﺎن ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ .. ﺑ ﻞ إن اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮﻩ إﻟﻰ اﻷﺧﻄﺎء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﻓﻬﻮ أوﻟﻰ .. ﻋﻄﺲ رﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك ..ﻓﻠﻢ ﻳﻘ ﻞ اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ..ﻓﻘ ﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ :ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل اﻟﻌ ﺎﻃﺲ إذا ﻋﻄ ﺲ ؟ ﻗ ﺎل :اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ .. ﻓﻘﺎل :ﻋﺒﺪ اﷲ :ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ .. وآﺎن رﺳﻮل اﷲ ρآﺬﻟﻚ .. آ ﺎن إذا اﻧﺼ ﺮف ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺼ ﺮ ..دﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺋﻪ واﺣﺪة واﺣﺪة .. ﻓﻴﺪﻧﻮ ﻣﻦ إﺣﺪاهﻦ ..وﻳﺘﺤﺪث ﻣﻌﻬﺎ .. ﻓ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻰ زﻳ ﻨﺐ ﺑﻤ ﻦ ﺟﺤ ﺶ ..ﻓ ﻮﺟﺪ ﻼ ..وآ ﺎن ρﻳﺤ ﺐ اﻟﻌﺴ ﻞ ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻋﺴ ً واﻟﺤﻠﻮاء .. ﻓﺎﺣﺘ ﺒﺲ ﻋ ﻨﺪهﺎ أآﺜ ﺮ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺤﺘ ﺒﺲ ﻋ ﻨﺪ ﻏﻴﺮهﺎ .. ﻓﻐ ﺎرت ﻋﺎﺋﺸ ﺔ وﺣﻔﺼ ﺔ ..وﺗﻮاﺻ ﺘﺎ ﻣ ﻦ دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻘﻮل ﻟﻪ : أﺟ ﺪ ﻣ ﻨﻚ رﻳ ﺢ ﻣﻐﺎﻓﻴ ﺮ ..وه ﻮ ﺷ ﺮاب ﺣﻠ ﻮ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻌﺴﻞ ..وﻟﻜﻦ ﻟﻪ راﺋﺤﺔ ﺳﻴﺌﺔ .. وآ ﺎن ρﻳﺸ ﺘﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ أن ﻳ ﻮﺟﺪ ﻣ ﻨﻪ اﻟ ﺮﻳﺢ ﻣ ﻦ ﺑﺪﻧ ﻪ أو ﻓﻤ ﻪ ..ﻷﻧ ﻪ ﻳﻨﺎﺟ ﻲ ﺟﺒ ﺮﻳﻞ .. وﻳﻨﺎﺟﻲ اﻟﻨﺎس .. ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﺼﺔ ..ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻣﺎذا أآﻞ ؟ ﻼ ﻋﻨﺪ زﻳﻨﺐ .. ﻓﻘﺎل :ﺷﺮﺑﺖ ﻋﺴ ً ﻓﻘﺎﻟﺖ :إﻧﻲ أﺟﺪ ﻣﻨﻚ رﻳﺢ ﻣﻐﺎﻓﻴﺮ .. ﻼ ..وﻟﻦ أﻋﻮد ﻟﻪ ﻓﻘ ﺎل :ﻻ ﺑ ﻞ ﺷ ﺮﺑﺖ ﻋﺴ ً .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ودﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ..ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻟ ﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ .. وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ..وآﺸ ﻒ اﷲ ﻟ ﻪ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آﻠﻬﺎ .. وﺑﻌﺪ أﻳﺎم ..أﺳﺮ إﻟﻰ ﺣﻔﺼﺔ τﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ..ﻓﺄﻇﻬﺮﺗﻪ .. ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ..وﻋﻨﺪهﺎ اﻟﺸﻔﺎء ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ اﷲ ..وآﺎﻧ ﺖ ﺻ ﺤﺎﺑﻴﺔ ﺗ ﺘﻌﻠﻢ اﻟﻄ ﺐ ..وﺗﻌ ﺎﻟﺞ اﻟﻨﺎس .. ﻓﻘ ﺎل εﻟﻠﺸ ﻔﺎء :أﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ هﺬﻩ رﻗﻴﺔ اﻟﻨﻤﻠﺔ آﻤﺎ ﻋﻠﻤﺘﻴﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ .. ورﻗ ﻴﺔ اﻟ ﻨﻤﻠﺔ آ ﻼم آﺎﻧ ﺖ ﻧﺴ ﺎء اﻟﻌ ﺮب ﺗﻘ ﻮﻟﻪ .. ﻳﻌﻠﻢ آﻞ ﻣﻦ ﺳﻤﻌﻪ أﻧﻪ آﻼم ﻻ ﻳﻀﺮ وﻻ ﻳﻨﻔﻊ .. ورﻗﻴﺔ اﻟﻨﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﺑﻴﻨﻬﻦ أن ﻳﻘﺎل : اﻟﻌ ﺮوس ﺗﺤ ﺘﻔﻞ ..وﺗﺨﺘﻀ ﺐ وﺗﻜ ﺘﺤﻞ ..وآ ﻞ ﺷﻲء ﺗﻔﺘﻌﻞ ..ﻏﻴﺮ أن ﻻ ﺗﻌﺼﻲ اﻟﺮﺟﻞ .. ﻓ ﺄراد ρﺑﻬ ﺬا اﻟﻤﻘ ﺎل ﺗﺄﻧ ﻴﺐ ﺣﻔﺼ ﺔ واﻟﺘﺄدﻳﺐ ﻟﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳﻀ ًﺎ ..ﺑ ﺄن ﺗ ﺮدد ﺟﻤﻠ ﺔ :ﻏﻴ ﺮ أن ﻻ ﺗﻌﺼ ﻲ اﻟﺮﺟﻞ .. أﺣ ﺪ اﻟﺴ ﻠﻒ اﺳ ﺘﻠﻒ ﻣ ﻨﻪ رﺟ ﻞ آ ﺘﺎﺑ ًﺎ ..ﻓﺮدﻩ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم وﻋﻠﻴﻪ ﺁﺛﺎر ﻃﻌﺎم ..آﺄﻧﻪ ﺣﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺒﺰًا أو ﻋﻨﺒ ًﺎ ..ﻓﺴﻜﺖ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻜﺘﺎب .. وﺑﻌ ﺪ أﻳ ﺎم ﺟﺎءﻩ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﺴﺘﻌﻴﺮ ﻣﻨﻪ آﺘﺎﺑ ًﺎ ﺁﺧﺮ .. ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻃﺒﻖ !!.. ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ :إﻧﻤ ﺎ أرﻳﺪ اﻟﻜﺘﺎب ..ﻓﻤﺎ ﺑﺎل اﻟﻄﺒﻖ ؟! ﻓﻘ ﺎل :اﻟﻜ ﺘﺎب ﻟﺘﻘ ﺮأ ﻓ ﻴﻪ ..واﻟﻄ ﺒﻖ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻌﺎﻣﻚ !! ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻜﺘﺎب ..وﻣﻀﻰ ..ﻓﻘﺪ وﺻﻠﺖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ .. ﻼ .. وأذآ ﺮ أن أن أﺣ ﺪهﻢ آ ﺎن ﻳﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻟ ﻴ ً وﻳﻨﺰع ﺛﻮﺑﻪ ..ﻳﻌﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻤﺎﻋﺔ ..وﻳﻨﺎم .. ﻓﺘﺄﺗ ﻲ زوﺟﺘﻪ ..وﺗﻔﺘﺢ ﻣﺤﻔﻈﺔ اﻟﻨﻘﻮد ..ﺛﻢ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺼ ﺮف اﻟﻤﻮﺟ ﻮد ..ﻣ ﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﺮﻳﺎل ..واﻟﺨﻤﺴﺔ .. ﻓ ﺈذا اﺳﺘﻴﻘﻆ ﺻﺒﺎﺣ ًﺎ وذهﺐ إﻷى ﻋﻤﻠﻪ ..واﺣﺘﺎج أن ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻟﺔ وﻧﺤﻮهﺎ ..ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺻﺮﻓ ًﺎ .. ﻓﺮاﻗﺒﻬﺎ ..ﺣﺘﻰ ﻓﻬﻢ اﻟﻘﻀﻴﺔ .. ﻓ ﺮﺟﻊ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ..وﻗ ﺪ ﺟﻌ ﻞ ﻓ ﻲ ﺟﻴ ﺒﻪ ﺿﻔﺪﻋ ًﺎ .. وﻧ ﺰع ﺛ ﻮﺑﻪ آﺎﻟﻌ ﺎدة ..واﺿ ﻄﺠﻊ آﻬﻴ ﺌﺔ اﻟﻨﺎﺋﻢ .. وأﺧﺬ ﻳﺸﺨﺮ ..وهﻮ ﻳﺮاﻗﺐ اﻟﺜﻮب ..
132
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ زوﺟﺘﻪ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﺴﺮ ..آﺎﻟﻌﺎدة !! أﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ اﻟ ﺜﻮب ﺗﻤﺸ ﻲ روﻳ ﺪًا ..أدﺧﻠ ﺖ ﻳﺪهﺎ ﺑﻬﺪوووء .. ﻓﻠﻤﺴﺖ اﻟﻀﻔﺪع ..ﻓﺘﺤﺮك ﻓﺠﺄة ..ﻓﺼﺮﺧﺖ :ﺁﺁﺁﺁﻩ ..ﻳﺪي .. ﻓﻔ ﺘﺢ اﻟﺰوج ﻋﻴﻨﻴﻪ ..وﻗﺎل :وأﻧﺎ ..ﺁﺁﺁﻩ .. ﺟﻴﺒﻲ .. ﻟﻴﺘ ﻨﺎ ﻧﺴ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ..ﻣ ﻊ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟﻨﺎس .. أوﻻدﻧ ﺎ إذا وﻗﻌ ﻮا ﻓ ﻲ أﺧﻄﺎء ..وﻣﻊ ﻃﻼﺑﻨﺎ .. ﻧﺎﻳﻒ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء ..آﺎن ﻟﻪ أم ﺻﺎﻟﺤﺔ .. ﻻ ﺗﺮﺿ ﻰ ن ﻳﺒﻘ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﻴﺖ ﺻ ﻮر أﺑ ﺪًا .. ﻷن اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﻻ ﺗ ﺪﺧﻞ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ﻓ ﻴﻪ آﻠ ﺐ وﻻ ﺻﻮرة .. آ ﺎن ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻃﻘﻠ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ..ﻋ ﻨﺪهﺎ أﻟﻌ ﺎب ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ..إﻻ اﻟﺪﱡﻣﻰ ..اﻟﻌﺮاﺋﺲ .. أه ﺪت إﻟ ﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟ ﺘﻬﺎ دُﻣ ﻴﺔ ..ﻋﺮوﺳ ﺔ .. وﻗﺎﻟ ﺖ ﻟﻬ ﺎ :اﻟﻌﺒ ﻲ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺘﻚ .. واﺣﺬري أن ﺗﺮاهﺎ أﻣﻚ .. وﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ..ﻋﻠﻤﺖ اﻷم .. ﻓ ﺄرادت أن ﺗﻘ ﺪم اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳﺐ .. ﺟﻠﺴ ﻮا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﻌ ﺎم ..ﻓﻘﺎﻟ ﺖ أم ﻧﺎﻳ ﻒ :ﻳﺎ أوﻻد !!..ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻴﻦ ..وأﻧﺎ أﺷﻌﺮ أن اﻟﺒﻴﺖ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ !! ﻻ أدري ﻟﻤﺎذا ﺧﺮﺟﺖ .. ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ .. واﻟﺒﻨﺖ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺗﺴﻤﻊ وهﻲ ﺳﺎآﺘﻪ .. وﺑﻌ ﺪ اﻟﻐﺪاء رﺟﻌﺖ اﻟﺼﻐﻴﺮة إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ .. ﻓ ﺈذا ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ أﻟﻌ ﺎب آﺜﻴ ﺮة ..واﻟﻌﺮوﺳ ﺔ ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﺎ ..ﻓﺎﻟﺘﻘﻄ ﺘﻬﺎ ..وﺟ ﺎءت ﺑﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻷم وﻗ ﺎل :ﻣﺎﻣ ﺎ ..هﺬﻩ اﻟﺘﻴﻄﺮدت اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ..اﻓﻌﻠﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﺎﺷﺌﺖ !! ﻳﻌﻨ ﻲ دع اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ﻳﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﻤ ﺎء وﺟﻬ ﻪ .. وﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺄآ ﻞ اﻟﻌﺴ ﻞ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أن ﺗﺤﻄ ﻢ اﻟﺨﻠﻴﺔ .. ﻻ ﺗﻨﺼﺤﻪ آﺄﻧﻪ ﻗﺪ آﻔﺮ ﺑﻔﻌﻠﻪ .. ﺑ ﻞ وأﺣﺴ ﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﻪ ..واﻋﺘﺒﺮ أﻧﻪ وﻗﻊ ﻓﻲ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ ..أو ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻌﻠﻢ .. آﺎﻧﺖ اﻟﺨﻤﺮ ﻓﻲ أول اﻹﺳﻼم ﻟﻢ ﺗﺤﺮم ﺑﻌﺪ .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻗ ﺒﻞ ﻋﺎﻣ ﺮ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ ..اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻲ اﻟﺠﻠﻴﻞ .. ﻣ ﻦ ﺳ ﻔﺮ ..ﻓﺄه ﺪى ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ρراوﻳﺔ ﺧﻤﺮ .. ﺟﺮة آﺎﻣﻠﺔ ﻣﻤﻠﻮءة ﺧﻤﺮًا .. ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ εإﻟ ﻰ اﻟﺨﻤ ﺮ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑ ًﺎ ..واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻋﺎﻣ ﺮ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ ..وﻗ ﺎل :أﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧﻬ ﺎ ﻗ ﺪ ﺣﺮﻣﺖ ..؟ ﻗﺎل :ﺣﺮﻣﺖ ؟! ﻻ ..ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻗﺎل :ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺣﺮﻣﺖ .. ﻓﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﺎﻣﺮ ..ﻓﺄﺳ ﱠﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺄن ﻳﺒﻴﻌﻬﺎ .. ﻓﺴ ﻤﻌﻪ اﻟﻨﺒﻲ εﻓﻘﺎل :ﻻ ..إن اﷲ إذا ﺣﺮم ﺷﻴﺌ ًﺎ ..ﺣﺮم ﺛﻤﻨﻪ .. )(72 ﻓﺄﺧﺬهﺎ τﻓﺎهﺮاﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاب .. واﻧﺘ ﺒﻪ أن ﺗﻤ ﺪح ﻧﻔﺴ ﻚ وأﻧ ﺖ ﺗﻨﺼ ﺢ ..ﻓﺘ ﺮﻓﻊ ﻧﻔﺴ ﻚ وﺗﺴ ﺤﺐ اﻟﻤﻨﺼ ﻮح إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﺎع ..ﻻ أﺣ ﺪ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺬﻟﻚ .. ﻼ .. -إذا ﻧﺼ ﺢ وﻟ ﺪﻩ ﺑﺪأ ﻳﺬآﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻵﺑ ﺎء – ﻣ ﺜ ً أﻣﺠﺎدﻩ ..أﻧﺎ آﻨﺖ وآﻨﺖ ..وﻟﻌﻞ اﻟﻮﻟﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﺎرﻳﺦ واﻟﺪﻩ !!.. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر .. اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ ..ﺻﺪﻗﺔ .. اﺧﺘﺼﺮ ..وﻻ ﺗﺠﺎدل .. 56. ﻳﻘﻮﻟﻮن :إن اﻟﻨﺎﺻﺢ آﺎﻟﺠﻼد .. وﺑﻘﺪر ﻣﻬﺎرة اﻟﺠﻼد ﻓﻲ اﻟﺠﻠﺪ ..ﻳﺒﻘﻰ اﻷﻟﻢ .. أﻗﻮل :ﻣﻬﺎرة اﻟﺠﻠﺪ ..ﻻ ﻗﻮة اﻟﺠﻠﺪ !! ﻓ ﺎﻟﺠﻼد اﻟﻌﻨ ﻴﻒ اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﺮب ﺑﻘ ﻮة ..ﻳ ﺘﺄﻟﻢ اﻟﻤﻀﺮوب وﻗﺖ وﻗﻮع اﻟﺴﻴﺎط ..ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺴﺎهﺎ .. أﻣ ﺎ اﻟﺠ ﻼد اﻷﺳ ﺘﺎذ ﻓ ﻲ ﺻ ﻨﻌﺘﻪ ..ﻓﻘ ﺪ ﻻ ﻳﻀ ﺮب ﺑﻘﻮة ..ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻠﻢ أن ﻳﻮﻗﻊ اﻟﺴﻮط .. آ ﺬﻟﻚ اﻟﻨﺎﺻﺢ ..ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻌﺒﺮة ﺑﻜﺜﺮة اﻟﻜﻼم ..وﻻ ﻃﻮل اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ .. ) ( 72
رواﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ
133
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وإﻧﻤﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟﻨﺎﺻﺢ .. ﻓﺎﺧﺘﺼ ﺮ ﻗ ﺪر اﻟﻤﺴ ﺘﻄﺎع ..إذا أردت أن ﺗﻨﺼﺤﻪ ﻓﻼ ﺗﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﺎﺿﺮة !!.. ﺧﺎﺻ ﺔ إذا آ ﺎن اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﺘﻔﻘ ًﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ ..آﻤ ﻦ ﺗﻨﺼ ﺤﻪ ﻋ ﻦ اﻟﻐﻀ ﺐ ..أو ﺷ ﺮب اﻟﺨﻤ ﺮ .. أو ﺗﺮك اﻟﺼﻼة ..أو ﻋﻘﻮق اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ..اﻟﺦ .. ﺗﺄﻣﻠﺖ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ..ﻓ ﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﻻ ﺗ ﺰﻳﺪ اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﻄﺮ واﺣﺪ ..أو ﺳﻄﺮﻳﻦ .. اﺳﻤﻊ :ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ..ﻻ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻨﻈﺮة .. ﻓﺈن ﻟﻚ اﻷوﻟﻰ وﻟﻴﺴﺖ ﻟﻚ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .. اﻧﺘﻬﻰ ..ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر .. ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ..آ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ آﺄﻧﻚ ﻏﺮﻳﺐ ..أو ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ .. اﻧﺘﻬﻰ .. ﻳ ﺎ ﻣﻌ ﺎذ ..واﷲ إﻧ ﻲ أﺣ ﺒﻚ ..ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻦ ﻓﻲ دﺑ ﺮ آ ﻞ ﺻ ﻼة أن ﺗﻘ ﻮل :اﻟﻠﻬ ﻢ أﻋﻨﻲ ﻋﻠﻰ ذآﺮك ..وﺷﻜﺮك ..وﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻚ .. ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ ..إﻧ ﻚ رﺟ ﻞ ﻗ ﻮي ..ﻓ ﻼ ﺗ ﺰاﺣﻤﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺠﺮ .. وآﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﻌﻘﻼء ﺑﻌﺪﻩ .. ﻟﻘﻲ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة τاﻟﻔﺮزدق اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻘﺎل : ﻳ ﺎ اﺑ ﻦ أﺧ ﻲ إﻧ ﻲ أرى ﻗﺪﻣ ﻴﻚ ﺻ ﻐﻴﺮﺗﻴﻦ .. وﻟﻦ ﺗﻌﺪم ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ .. ﻳﻌﻨ ﻲ ﻓﺎﻋﻤ ﻞ ﻟﻬ ﺎ ..ودع ﻋ ﻨﻚ ﻗ ﺬف ﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ﻓﻲ ﺷﻌﺮك .. وﻋﻤ ﺮ .. τآ ﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاش اﻟﻤ ﻮت .. ﻓﺠﻌﻠﻮا اﻟﻨﺎس ﻳﺜﻨﻮن ﻋﻠﻴﻪ .. وﺟ ﺎء ﺷ ﺎب ﻓﻘ ﺎل :أﺑﺸ ﺮ ﻳﺎ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺒﺸ ﺮى اﷲ ﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﺻ ﺤﺒﺔ رﺳﻮل اﷲ .. ε وﻗ ﺪم ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻣ ﺎ ﻗ ﺪ ﻋﻠﻤ ﺖ ..ﺛﻢ َوﻟِﻴﺖ ﻓﻌﺪﻟﺖ ..ﺛﻢ ﺷﻬﺎدة .. ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤ ﺮ :وددت أن ذﻟ ﻚ آﻔ ﺎف ﻻ ﻋﻠ ﻲ وﻻ ﻟﻲ .. ﻓﻠﻤﺎ أدﺑﺮ اﻟﺸﺎب ..ﻓﺈذا إزارﻩ ﻳﻤﺲ اﻷرض ..ﻣﺴﺒﻞ .. ﻓﺄراد ﻋﻤﺮ τأن ﻳﻘﺪم اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﺸﺎب ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻘﺎل :ردوا ﻋﻠﻲ اﻟﻐﻼم .. ﻓﻠﻤﺎ وﻗﻒ اﻟﺸﺎب ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ..ﻗﺎل :ﻳﺎ ﺑﻦ أﺧﻲ .. ارﻓ ﻊ ﺛ ﻮﺑﻚ ..ﻓﺈﻧ ﻪ أﻧﻘ ﻰ ﻟ ﺜﻮﺑﻚ ..وأﺗﻘ ﻰ ﻟ ﺮﺑﻚ ).. (73 اﻧﺘﻬﻰ ..ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ..اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وﺻﻠﺖ .. واﺗﺮك اﻟﺠﺪال ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع .. ﺧﺎﺻ ﺔ إذا ﺷ ﻌﺮت أن اﻟ ﺬي أﻣﺎﻣ ﻚ ﻳﻜﺎﺑ ﺮ .. ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮد إﻳﺼﺎل اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ إﻟﻴﻪ .. وﻗﺪ ذم اﷲ اﻟﺠﺪال ) :ﻣﺎ ﺿﺮﺑﻮﻩ ﻟﻚ إﻻ ﺟﺪ ًﻻ ( .. وﻗ ﺎل : εﻣ ﺎ ﺿﻞ ﻗﻮم ﺑﻌﺪ هﺪى آﺎﻧﻮا ﻋﻠﻴﻪ ..إﻻ أوﺗﻮا اﻟﺠﺪل .. وﻗ ﺎل :أﻧ ﺎ زﻋ ﻴﻢ ﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ رﺑﺾ اﻟﺠﻨﺔ ﻟﻤﻦ ﺗﺮك اﻟﺠﺪال وإن آﺎن ﻣﺤﻘ ًﺎ .. أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻘﺘ ﻨﻊ اﻟﺸ ﺨﺺ ﺑﺎﻟﻔﻜ ﺮة ..ﻟﻜ ﻦ أآﺜ ﺮ اﻟﻨﻔﻮس ﻓﻴﻬﺎ أﻧﻔﺔ وآﺒﺮ .. ) وﺟﺤ ﺪوا ﺑﻬ ﺎ واﺳﺘﻴﻘﻨﺘﻬﺎ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻇﻠﻤ ًﺎ وﻋﻠﻮًا ( .. ﻼ أن ﻳﻌﺮف اﻟﺨﻄﺄ ﻟﻴﺘﺠﻨﺒﻪ ﻓﺎﻟﻐﺎﻳ ﺔ ﻋ ﻨﺪك أﻧﺖ أﺻ ً ﻓ ﻲ اﻟﻤﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ..وﻟﻴﺲ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﻨﺘﺼﺮ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻓﻠﺴﺘﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﺒﺔ ﻣﺼﺎرﻋﺔ .. ﻼ .. دﺧﻞ اﻟﻨﺒﻲ εﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ وﻓﺎﻃﻤﺔ .. τﻟﻴ ً ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻤﺎ :أﻻ ﺗﺼﻠﻴﺎن ..أي أﻻ ﺗﻘﻮﻣﺎ اﻟﻠﻴﻞ .. ﻓﻘ ﺎل ﻋﻠﻲ :أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻴﺪ اﷲ ..ﻣﺘﻰ ﺷﺎء أن ﻳﺒﻌﺜﻨﺎ ..ﺑﻌﺜﻨﺎ .. ﻓ ﻮﻻهﻤﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻇﻬ ﺮﻩ ..وﻣﻀ ﻰ وه ﻮ ﻳﻀ ﺮب ﺑ ﻴﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺨ ﺬﻩ وﻳﻘ ﻮل :وآ ﺎن اﻹﻧﺴ ﺎن أآﺜ ﺮ ﺷﻲء ﺟﺪ ًﻻ .. (74) .. وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻗ ﺪ ﻳﺬآ ﺮ اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ..آﻼﻣ ًﺎ ﻳﻌ ﺘﺬر ﺑﻪ .. وه ﻮ ﻟ ﻴﺲ ﻋ ﺬرًا ﻣﻘ ﻨﻌ ًﺎ ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﻘ ﻮﻟﻪ ..ﻟ ﻴﺤﻔﻆ ﻣﺎء وﺟﻬﻪ .. ﻓﻜﻦ ﺳﻤﺤ ًﺎ .. وﻻ ﺗﻐﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻷﺑ ﻮاب ﺑ ﻞ أﺑﻘﻬ ﺎ ﻣﻔ ﺘﻮﺣﺔ أﻣﺎﻣﻪ وأﻧﺖ ﺗﻨﺼﺢ .. وﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ ﺗﻜﻠ ﻢ ﺑﻜ ﻼم ﺧﺎﻃ ﺊ ..ﻓ ﻴﻤﻜﻦ أن ﺗﻌ ﺎﻟﺞ ﺧﻄﺄﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ .. ) ( 73 ) ( 74
اﻟﺒﺨﺎري
134
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
آﺄن ﺗﻘﻮل :ﺻﺤﻴﺢ ..وأﻧﺎ ﻣﻌﻚ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻔﻘﺪ أﻋﺼﺎﺑﻪ ﻏﺼﺒ ًﺎ ﻋﻨﻪ .. وأﺛ ﻦ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﺛ ﻢ ﻗ ﻞ :وﻟﻜ ﻦ ..ﺛ ﻢ اﻧﺴ ﻒ آﻼﻣﻪ إن آﺎن ﺧﺎﻃﺌ ًﺎ .. وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ .. ﻧﺒﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺄ ..وﻻ ﺗﻠﻖ ﻣﺤﺎﺿﺮة ..
57.ﻻ ﺗﺒﺎل ﺑﻜﻼم اﻟﺨﻠﻖ .. أﻋﺠﺒﺘﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺎرة ردده ﺎ اﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ..وأﻇ ﻨﻪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺴ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻔﻘﻪ ﻣﻌﻨﺎهﺎ.. آﺎن ﻳﻘﻮل :ﻃﻨﱢﺶ ﺗﻌِﺶ ﺗَـﻨْـﺘَـﻌِﺶ !!.. ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻌ ﺒﺎرة وأﻧ ﺎ أﻻﺣ ﻆ ﺣﻮﻟ ﻲ اﻧﺘﻘﺎدات اﻟﻨﺎس ..وﺁراءهﻢ ..وأﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ .. ﻓ ﻮﺟﺪت أن اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ آﻼﻣﻬ ﻢ وذﻣﻬ ﻢ ﻟ ﻨﺎ ﻳﺘﻨﻮﻋﻮن .. ﻓ ﻴﻬﻢ اﻟﻨﺎﺻ ﺢ اﻟﺼ ﺎدق اﻟ ﺬي ﻻ ﻳ ﺘﻘﻦ ﻓ ﻦ اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ..وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻳﺤ ﺰﻧﻚ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻧﺼﺤﻪ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺮﺣﻚ .. وﻓ ﻴﻬﻢ اﻟﺤﺎﺳ ﺪ ..اﻟ ﺬي ﻳﻘﺼﺪ ﺣﺰﻧﻚ وهﻤﻚ .. وﻓ ﻴﻬﻢ ﻗﻠ ﻴﻞ اﻟﺨﺒ ﺮة ..اﻟ ﺬي ﻳﻬ ﺬي ﺑﻤ ﺎ ﻻ ﻳﺪري ..وﻟﻮ ﺳﻜﺖ ﻟﻜﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ .. ﻼ ..ﻓﻬ ﻮ وﻓ ﻴﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻃﺒﻴﻌ ﺘﻪ اﻻﻧ ﺘﻘﺎد أﺻ ً ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﺑﻨﻈﺎرة ﺳﻮداء .. وﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﻗ ﻴﻞ :ﻟ ﻮ اﺗﺤ ﺪت اﻷذواق ﻟ ﺒﺎرت اﻟﺴﻠﻊ .. ذآ ﺮوا أن ﺟﺤ ﺎ رآ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻤ ﺎر ..ووﻟ ﺪﻩ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ .. ﻓﻤ ﺮوا ﺑ ﻨﺎس ..ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻨﺎس :اﻧﻈﺮوا ﻟﻬﺬا اﻷب اﻟﻐﻠ ﻴﻆ ﻳ ﺮآﺐ ﻣ ﺮﺗﺎﺣ ًﺎ ..وﻳ ﺪع وﻟ ﺪﻩ ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺲ .. ﺳ ﻤﻌﻬﻢ ﺟﺤ ﺎ ..ﻓﺄوﻗ ﻒ اﻟﺤﻤ ﺎر ..وﻧ ﺰل .. وأرآﺐ وﻟﺪﻩ .. ﺛﻢ ﻣﺸﻴﺎ ..وﺟﺤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺰهﻮ .. ﻓﻤ ﺮا ﺑﻘ ﻮم ﺁﺧ ﺮﻳﻦ ..ﻓﻘ ﺎل أﺣﺪهﻢ :اﻧﻈﺮوا إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻻﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎق ..ﻳ ﺮآﺐ وﻳ ﺪع أﺑ ﺎﻩ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺲ .. ﺳﻤﻌﻬﻢ ﺟﺤﺎ .. ﻓ ﺄوق اﻟﺤﻤ ﺎر ..ﺛ ﻢ رآ ﺐ ﻣ ﻊ وﻟ ﺪﻩ ..ﻟﻴﺘﻘﻮ آﻼم اﻟﻨﺎس واﻧﺘﻘﺎداﺗﻬﻢ .. ﻓﻤ ﺮا ﺑﻘﻮم ..ﻓﻘﺎﻟﻮا :اﻧﻈﺮوا إﻟﻰ هﺬﻳﻦ اﻟﻐﻠﻴﻈﻴﻦ ..ﻻ ﻳﺮﺣﻤﻮن اﻟﺤﻴﻮان .. ﻓﻨﺰل ﺟﺤﺎ ..وﻗﺎل :ﻳﺎ وﻟﺪي ..اﻧﺰل .. ﻓﻨ ﺰل اﻟ ﻮﻟﺪ وﺟﻌ ﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ أﺑﻴﻪ ..واﻟﺤﻤﺎر ﻟﻴﺲ ﻓﻮﻗﻪ أﺣﺪ .. ﻓﻤﺮا ﺑﻘﻮم ..ﻓﻘﺎﻟﻮا :اﻧﻈﺮوا إﻟﻰ هﺬﻳﻦ اﻟﺴﻔﻴﻬﻴﻦ ..ﻳﻤﺸﻴﺎن واﻟﺤﻤﺎر ﻓﺎرغ ..وهﻞ ﺧﻠﻖ اﻟﺤﻤﺎر إﻻ ﻟﻴُﺮآﺐ .. ﻓﺼ ﺮخ ﺟﺤ ﺎ وﺟ ّﺮ وﻟ ﺪﻩ ﻣﻌ ﻪ ..ودﺧ ﻼ ﺗﺤ ﺖ اﻟﺤﻤﺎر ..وﺣﻤﻼﻩ !!.. وﻟﻮ رأﻳﺖ ﺟﺤﺎ وﻗﺘﻬﺎ ﻟﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺐ اﻟﻘﻠﺐ .. اﻓﻌ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗﺸ ﺎء ..وﻻ ﺗ ﺒﺎل ﺑﻜ ﻼم اﻟﺨﻠ ﻖ ..ﻓﺮﺿﺎ اﻟﻨﺎس ﻏﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﺪرك .. وﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺳﺎﻟﻤ ًﺎ وﻟﻮ ﻏﺎب ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺧﺎﻓﻴﺘﻲ ﻧﺴﺮ .. ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ..ﻻ ﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ رأﻳﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻄﺮﺣﻪ .. ﻳﺄﺗ ﻴﻚ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺗﺘ ﺰوج ..وﻳﻘ ﻮل ..ﻟ ﻴﺶ ﺗﺨﻄ ﺐ ﻓﻼﻧﺔ ؟ وآﺄﻧﻲ ﺑﻚ ..ﺗﺘﻤﻨﻰ أن ﺗﺼﺮخ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ وﺗﻘﻮل : ﻳ ﺎ أﺧﻲ ﺗﺰوﺟﺖ ..ﺧﻼص ..اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮع .. ﻣﺎ أﺣﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ اﻗﺘﺮاﺣﺎت .. أو ﻳﺄﺗ ﻴﻚ وﻗ ﺪ ﺑﻌ ﺖ ﺳ ﻴﺎرﺗﻚ ..ﻓ ﻴﻘﻮل ..ﻟﻴ ﺘﻚ أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ..ﻓﻼن آﺎن ﺳﻴﻌﻄﻴﻚ أآﺜﺮ .. ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ..ﺑ ﺲ !! اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺎع ﺳﻴﺎرﺗﻪ ..ﺧﻼص واﻧﺘﻬﻰ ..ﻻ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﺑﺎﻻﻟﺘﻔﺎت وراءﻩ !! وﻋﻤﻮﻣ ًﺎ .. ﻟﻴﺲ ﻳﺨﻠﻮ اﻟﻤﺮء ﻣﻦ ﺿﺪ وﻟﻮ ** ﻃﻠ ﺐ اﻟﻌ ﺰﻟﺔ ﻓ ﻲ رأس ﺟ ﺒﻞ !!.. ﻓﻼ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ .. ﺗﺠﺮﺑﺔ .. ﻗﺎل أﺣﺪ اﻟﺴﻠﻒ :ﻣﻦ ﺟﻌﻞ دﻳﻨﻪ ﻋﺮﺿﺔ
135
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻟﻠﺨﺼﻮﻣﺎت ..أآﺜﺮ اﻟﺘﻨﻘﻞ !!
58.اﺑﺘﺴﻢ ..ﺛﻢ اﺑﺘﺴﻢ ..ﺛﻢ اﺑﺘﺴـ ..ﺛﻢ أﺑﺘـ .. أﻋ ﺮﻓﻪ ﻣ ﻨﺬ ﺳ ﻨﻴﻦ ..ﻓﻬ ﻮ أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻲ ﻓ ﻲ ﻋﻤﻠﻲ ..ﻋﻠﻰ آﻞ ﺣﺎل .. ﻟﻜ ﻦ ه ﻞ ﺗﺼ ﺪق أﻧﻨ ﻲ إﻟﻰ اﻵن ﻻ أدري هﻞ ﻧﺒﺘﺖ ﻟﻪ أﺳﻨﺎن أم ﻻ !! داﺋﻢ اﻟﺘﺠﻬﻢ ..واﻟﻌﺒﻮس ..وآﺄﻧﻪ إذا اﺑﺘﺴﻢ ﻧﻘﺺ ﻋﻤﺮﻩ ..أو ﻗ ﱠﻞ ﻣﺎﻟﻪ !! ﻗ ﺎل ﺟﺮﻳ ﺮ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ اﻟﺒﺠﻠ ﻲ :ﻣ ﺎ رﺁﻧ ﻲ رﺳﻮل اﷲ εإﻻ ﺗﺒﺴﻢ ﻓﻲ وﺟﻬﻲ .. اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ أﻧﻮاع ..وﻣﺮاﺗﺐ .. ﻓﻤ ﻨﻬﺎ اﻟﺒﺸﺎﺷ ﺔ اﻟﺪاﺋﻤ ﺔ ..أن ﻳﻜ ﻮن وﺟﻬﻚ ﺻﺒﻮﺣ ًﺎ ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ داﺋﻤ ًﺎ .. ﻓﻠﻮ آﻨﺖ ﻣﺪرﺳ ًﺎ ودﺧﻠﺖ اﻟﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺑﻚ ..ﻓﺎﻟﻘﻬﻢ ﺑﻮﺟﻪ ﺑﺸﻮش .. رآ ﺒﺖ ﻃﺎﺋ ﺮة ..وﻣﺸ ﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺮ واﻟﻨﺎس ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻚ ..آﻦ ﺑﺸﻮﺷ ًﺎ .. دﺧﻠ ﺖ ﺑﻘﺎﻟ ﺔ ..أو ﻣﺤﻄ ﺔ وﻗﻮد ..ﻣﺪدت ﻟﻪ اﻟﺤﺴﺎب ..اﺑﺘﺴﻢ .. ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ..ودﺧﻞ ﺷﺨﺺ وﺳﻠﻢ ﺑﺼﻮت ﻋﺎل ..وﻣﺮ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ..اﺑﺘﺴﻢ .. دﺧﻠ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ..وﺻ ﺎﻓﺤﺘﻬﻢ .. اﺑﺘﺴﻢ .. وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ :اﻻﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﻟﻬ ﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓ ﻲ اﻣﺘﺼﺎص اﻟﻐﻀﺐ واﻟﺸﻚ واﻟﺘﺮدد ..ﻣﺎ ﻻ ﻳﺸﺎرآﻬﺎ ﻏﻴﺮهﺎ .. اﻟ ﺒﻄﻞ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟ ﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻮاﻃﻔﻪ ..واﻟﺘﺒﺴﻢ .. آ ﺎن أﻧ ﺲ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ τﻳﻤﺸ ﻲ ﻣ ﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ρ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ..واﻟﻨﺒ ﻲ εﻋﻠ ﻴﻪ ُﺑ ﺮد ﻧﺠﺮاﻧ ﻲ ﻏﻠ ﻴﻆ اﻟﺤﺎﺷﻴﺔ .. ﻓﻠﺤﻘﻬﻤﺎ أﻋﺮاﺑﻲ .. أﻗ ﺒﻞ ه ﺬا اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳﺠ ﺮي وراء اﻟﻨﺒ ﻲ ε ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻪ ..ﺣﺘﻰ إذا اﻗﺘﺮب ﻣﻨﻪ .. ﺟ ﺒﺬﻩ ﺑ ﺮداﺋﻪ ﺟ ﺒﺬة ﺷﺪﻳﺪة ..ﻓﺘﺤﺮك اﻟﺮداء
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﻌﻨﻒ ﻋﻠﻰ رﻗﺒﺔ اﻟﻨﺒﻲ .. ρ ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ :ﺣﺘ ﻰ ﻧﻈﺮت إﻟﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﺎﺗﻖ رﺳﻮل اﷲ .. ρﻗ ﺪ أﺛ ﺮت ﺑﻬ ﺎ ﺣﺎﺷ ﻴﺔ اﻟ ُﺒ ﺮد ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة ﺟﺒﺬﺗﻪ .. ﻓﻤ ﺎذا ﻳ ﺮﻳﺪ ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ؟! ﻟﻌﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻳﺤﺘﺮق وأﻗﺒﻞ ﻳ ﺮﻳﺪ ﻣﻌ ﻮﻧﺔ ..أو أﺣﺎﻃ ﺖ ﺑﻬ ﻢ ﻏ ﺎرة ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ .. اﺳ ﻤﻊ ﻣ ﺎذا ﻳ ﺮﻳﺪ ..ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ) ..ﻻﺣﻆ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ( .. ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤﺪ ..ﻣُﺮ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺎل اﷲ اﻟﺬي ﻋﻨﺪك ..ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ رﺳﻮل اﷲ .. ρﺛﻢ ﺿﺤﻚ ..ﺛﻢ أﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﻌﻄﺎء .. ﻼ ﻻ ﺗﺴ ﺘﻔﺰﻩ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬﻩ ﻧﻌ ﻢ ..آ ﺎن ρﺑﻄ ً اﻟﺘﺼ ﺮﻓﺎت ..وﻻ ﻳﻌﺎﻗ ﺐ أو ﺗ ﺜﻮر أﻋﺼ ﺎﺑﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﺎﻓﻬﺎت .. آ ﺎن واﺳﻊ اﻟﺒﻄﺎن ..ﻗﻮﻳ ًﺎ ﻳﻀﺒﻂ أﻋﺼﺎﺑﻪ ..داﺋﻢ اﻻﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ أﺣﻠ ﻚ اﻟﻈ ﺮوف ..ﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ ﻋﻮاﻗﺐ اﻷﻣﻮر ﻗﺒﻞ أن ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ .. وﻣﺎذا ﻳﻔﻴﺪ ﻟﻮ أﻧﻪ ﺻﺮخ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ أو ﻃﺮدﻩ ! ه ﻞ ﺳﻴﺸﻔﻰ ﺟﺮح ﻋﻨﻘﻪ ! أو ﻳﺼﻠﺢ أدب اﻟﺮﺟﻞ ! آﻼ .. إذن ﻟﻴﺲ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺘﺤﻤﻞ .. ﻧﻌ ﻢ ﺑﻌ ﺾ اﻷﻣ ﻮر ﻧﺜﻮر ﻟﻬﺎ وﻧﻐﻀﺐ ..وﻋﻼﺟﻬﺎ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ .. وﺻﺪق εﻟﻤﺎ ﻗﺎل :ﻟﻴﺲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺼﺮﻋﺔ ..إﻧﻤﺎ اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻐﻀﺐ .. آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ اﻟﻜ ﺮﻳﻢ .. εﻳﺠ ﺬب اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟﺘﺒﺴ ﻢ واﻟﺒﺸﺎﺷﺔ .. ﺧﺮﺟﻮ إﻟﻰ ﻏﺰوة ﺧﻴﺒﺮ ..وﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻘﺘﺎل .. وﻗ ﻊ ﻣ ﻦ ﺣﺼ ﻦ اﻟ ﻴﻬﻮد ﺟ ﺮاب ﻓ ﻴﻪ ﺷﺤﻢ ..ﻗﺮﺑﺔ آﺎﻣﻠﺔ ﻣﻤﻠﻮءة ﺳﻤﻨ ًﺎ .. ﺣﻤﻠ ﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻣﻐﻔ ﻞ τﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺗﻘ ﻪ ﻓ ﺮﺣ ًﺎ وﻣﻀﻰ ﺑﻪ إﻟﻰ رﺣﻠﻪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﻓﻠﻘ ﻴﻪ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﻤﺴ ﺌﻮل ﻋﻦ ﺟﻤﻊ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ وﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ..ﻓﺠﺬب اﻟﺠﺮاب إﻟﻴﻪ ..وﻗﺎل : ت هﺬا ﻧﻘﺴﻤﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. هﺎ ِ ﻓ ﺘﻌﻠﻖ ﺑ ﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ :ﻻ واﷲ ..ﻻ أﻋﻄ ﻴﻜﻪ ..أﻧ ﺎ أﺻﺒﺘﻪ ..
136
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ ..وﺟﻌﻼ ﻳﺘﺠﺎذﺑﺎ اﻟﺠﺮاب .. ﻓﻤ ﺮ ﺑﻬﻤ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻓ ﺮﺁهﻤﺎ ..وهﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎذﺑﺎن اﻟﺠﺮاب .. ﻓﺘﺒﺴ ﻢ ρﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ ..ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻤﻐﺎﻧﻢ : ﻻ أﺑﺎﻟﻚ ..ﺧﻞ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻨﻪ .. ﻓﺘ ﺮآﻪ ..ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ ﺑ ﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ إﻟ ﻰ رﺣﻠ ﻪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ..ﻓﺄآﻠﻮﻩ .. وأﺧﻴﺮًا ..ﺗﺒﺴﻤﻚ ﻓﻲ وﺟﻪ أﺧﻴﻚ ﺻﺪﻗﺔ .. ﻗﺎل ﻟﻲ : ﻓﻼن ﺳﺤﺮﻧﻲ ﺑﺄﺧﻼﻗﻪ ..ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻲ ..ﻗﻠﺖ :ﻟﻢ ؟! ﻗﺎل :داﺋﻤًﺎ ﺑﺸﻮش .. وﻣﺎ رﺁﻧﻲ إﻻ ﺗﺒﺴﻢ !! 59.اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮ .. آﺎن ﻣﻦ ﻃﻼﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ.. آﺎن واﺳﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ..ﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ..ﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﺛﻘﻴﻞ اﻟﺪم ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﺟﺎءﻧﻲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ..وﻗﺎل : ﻳ ﺎ دآ ﺘﻮر ..زﻣﻼﺋ ﻲ ﻳﻐﻀﺒﻮن ﻣﻨﻲ داﺋﻤ ًﺎ .. ﻻ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮن ﻣﺰﺣﻲ .. ﻗﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ :أﻧ ﺎ ﻻ أﺣ ﺘﻤﻠﻚ ﺳ ﺎآﺘ ًﺎ .. ﻓﻜ ﻴﻒ أﺣ ﺘﻤﻠﻚ ﻣ ﺘﻜﻠﻤ ًﺎ ..؟! ﺧﺎﺻ ﺔ إذا آ ﻨﺖ ﺗﺴﺘﺨﻒ دﻣﻚ وﺗﻤﺰح !.. ﺳﺄﻟﺘﻪ :ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻠﻮن ﻣﺰﺣﻚ ؟! أﻋﻄﻨﻲ ﻣﺜﺎ ًﻻ .. ﻗ ﺎل :ﻋﻄ ﺲ أﺣ ﺪهﻢ ﻓﻘﻠﺖ :اﷲ ﻳﻠﻌﻨﻚ ) .. ﻼ: ﺖ ( ..ﻓﻠﻤ ﺎ ﻏﻀ ﺐ ..أآﻤﻠﺖ ﻗﺎﺋ ً ﺛﻢ ﺳﻜ ﱡ ﻳﺎ إﺑﻠﻴﺲ ..وﻳﺮﺣﻤﻚ ﻳﺎ ﻓﻼن !!.. ﻣﺴ ﻜﻴﻦ آ ﺎن ﻳﻈ ﻦ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑ ﺬﻟﻚ ..ﺧﻔ ﻴﻒ اﻟﺪم!! اﻟ ﻨﺎس ﻣﻬﻤ ﺎ ﻗﺒﻠﻮا ﻣﺰاﺣﻚ وﻣﺪاﻋﺒﺎﺗﻚ ..إﻻ أﻧ ﻪ ﺗﺒﻘ ﻰ هﻨﺎك ﺧﻄﻮط ﺣﻤﺮاء ﻻ ﻳﺤﺒﻮن أن ﺗﺘﻌﺪاهﺎ .. ﺧﺎﺻﺔ إذا آﺎن ذﻟﻚ أﻣﺎم اﻵﺧﺮﻳﻦ .. ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ .. ﻓﺘﺠﺪ أﻧﻪ ﻳﻌﺘﺪي ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻼ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب ) اﻟﻤ ﻴﺎﻧﺔ ( ﻳﺄﺧ ﺬ هﺎﺗﻔ ﻚ اﻟﺠ ﻮال ﻓﻤ ﺜ ً وﻳﺘﺼ ﻞ ﺑﻪ آﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ..أو رﺑﻤﺎ أرﺳﻞ رﺳﺎﺋﻞ إﻟﻰ أﺷ ﺨﺎص أﻧ ﺖ ﻻ ﺗ ﺮﻏﺐ أن ﻳﻈﻬ ﺮ رﻗ ﻢ هﺎﺗﻔ ﻚ ﻋﻨﺪهﻢ .. أو ﻳﺄﺧ ﺬ ﺳ ﻴﺎرﺗﻚ ﺑﻐﻴ ﺮ إذﻧﻚ ..أو ﻳﺤﺮﺟﻚ ﺑﻄﻠﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺄذن ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ .. أو ﺗﺠ ﺪ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻃ ﻼب ﻓ ﻲ ﻳﺴ ﻜﻨﻮن ﻓ ﻲ ﺷ ﻘﺔ واﺣ ﺪة ..ﻳﺴ ﺘﻴﻘﻆ أﺣ ﺪهﻢ ﻟ ﻴﺬهﺐ إﻟ ﻰ ﺟﺎﻣﻌ ﺘﻪ .. ﻓ ﻴﺠﺪ أن ﻣﻌﻄﻔ ﻪ ﻟﺒﺴ ﻪ ﻓ ﻼن ..وﺣ ﺬاءﻩ ﻓﻲ رﺟﻞ ﻓﻼن .. وﻣ ﻦ ﺗﻌ ﺪي اﻟﺨﻄ ﻮط اﻟﺤﻤ ﺮاء أﻧ ﻚ ..ﺗﺠ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺤ ﺮج ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﺑﻤ ﺰﺣﺔ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ أو ﺳ ﺆال ﻣﺤﺮج ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺎم .. واﻟﺸ ﺨﺺ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺤ ﺒﺔ ﻟ ﻚ ..إﻻ أﻧ ﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺸﺮًا ﻳﺮﺿﻰ وﻳﻐﻀﺐ ..وﻳﻔﺮح وﻳﺴﺨﻂ .. ﻟﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ρإﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ راﺟﻌ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺗﺒﻮك .. ﻗﺪم ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺸﻬﺮ ﻋﺮوة ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺜﻘﻔﻲ ..وآ ﺎن ﺳ ﻴﺪًا ﺟﻠ ﻴﻞ اﻟﻘ ﺪر ..رﻓ ﻴﻊ اﻟﻤﻜﺎﻧ ﺔ ﻋ ﻨﺪ ﻗﻮﻣﻪ ﺛﻘﻴﻒ .. ﻓﺄدرك اﻟﻨﺒﻲ εﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﺄﺳﻠﻢ .. وﺳ ﺄﻟﻪ أن ﻳ ﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻴﺪﻋﻮهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم .. ﻓﺨﺎف ﻋﻠﻴﻪ ..وﻗﺎل ﻟﻪ :إﻧﻬﻢ ﻗﺎﺗﻠﻮك .. وﻋ ﺮف ρأن ﻗﺒ ﻴﻠﺔ ﺛﻘ ﻴﻒ ﻓﻴﻬﻢ ﻧﺨﻮة اﻻﻣﺘﻨﺎع .. واﻟﺼ ﺮاﻣﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ..ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣ ﻊ رﺋﻴﺴﻬﻢ .. ﻓﻘ ﺎل ﻋ ﺮوة :ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ..أﻧﺎ أﺣﺐ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ أﺑﻜﺎرهﻢ ..وأﺑﺼﺎرهﻢ .. وآﺎن ﻣﺤﺒﺒ ًﺎ ﻣﻄﺎﻋ ًﺎ ﻓﻴﻬﻢ .. ﻓﺨ ﺮج ﻳﺪﻋ ﻮ ﻗ ﻮﻣﻪ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم رﺟ ﺎء أن ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻩ ..ﻟﻌﻈﻢ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻓﻴﻬﻢ .. ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ دﻳ ﺎر ﻗ ﻮﻣﻪ ..رﻗ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺮﺗﻔﻊ وﺻﺎح ﺑﻬﻢ ﺣﺘﻰ اﺟﺘﻤﻌﻮا ..وهﻮ ﺳﻴﺪهﻢ .. ﻓ ﺪﻋﺎهﻢ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ..وأﻇﻬ ﺮ ﻟﻬ ﻢ أﻧ ﻪ أﺳ ﻠﻢ .. وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺮدد :أﺷ ﻬﺪ أن ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ وأﺷ ﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ ..
137
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻮا ﻣ ﻨﻪ ذﻟ ﻚ ..ﺻ ﺎﺣﻮا ..وﺛﺎروا أن ﻳﺘﺮآﻮا ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ .. ورﻣﻮﻩ ﺑﺎﻟﻨﺒﻞ ﻣﻦ آﻞ ﺟﻬﺔ .. ﺣﺘﻰ وﻗﻊ ﺻﺮﻳﻌ ًﺎ .. τ ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻴﻪ أﺑﻨﺎء ﻋﻤﻪ ..وهﻮ ﻳﻨﺎزع اﻟﻤﻮت .. وﻗﺎل :ﻳﺎ ﻋﺮوة :ﻣﺎ ﺗﺮى ﻓﻲ دﻣﻚ ؟ ﻓﻘ ﺎل :آ ﺮاﻣﺔ أآﺮﻣﻨ ﻲ اﷲ ﺑﻬ ﺎ ..وﺷ ﻬﺎدة ﺳﺎﻗﻬﺎ اﷲ إﻟﻲ .. ﻲ إﻻ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﻣﻊ ﻓﻠﻴﺲ ﻓ ﱠ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻓ ﻼ ﺗﻘﺘ ﺘﻠﻮا ﻷﺟﻠ ﻲ ..وﻻ ﺗﺄﺧﺬوا ﺑﺜﺄري ﻣﻦ أﺣﺪ .. ﻓﻘﻴﻞ إن اﻟﻨﺒﻲ .. εﻟﻤﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﺧﺒﺮ ﻣﻘﺘﻠﻪ .. ﻗ ﺎل ﻓ ﻴﻪ :إن ﻣ ﺜﻠﻪ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ..آﻤ ﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ .. τ .. ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ! اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﻢ أﺣﺎﺳ ﻴﺲ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﻠﻐ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮب ﻣ ﻨﻬﻢ ..وإن آﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ ﻣﻨ ﺰﻟﺔ اﻷخ واﻟﻮﻟﺪ .. ﻟ ﺬا ﻧ ﺒﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ..ﻓﻨﻬ ﻰ ﻋ ﻦ ﺗﺮوﻳﻊ اﻟﻤﺆﻣﻦ .. آﺎن εﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ .. وآ ﺎن آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﻪ ﻣﺘﺎﻋﻪ ..ﺳﻼﺣﻪ ..ﻓﺮاﺷﻪ ..ﻃﻌﺎﻣﻪ .. ﻧﺰﻟﻮا ﻣﻨﺰ ًﻻ ..ﻓﻨﺎم رﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﺒﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﺄﺧﺬﻩ ..ﻣﺎزﺣ ًﺎ .. ﻓﺎﺳ ﺘﻴﻘﻆ اﻟ ﺮﺟﻞ ..ﻓ ﻮﺟﺪ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ﻧﺎﻗﺼ ًﺎ .. ﻓﻔﺰع ..وأﺧﺬ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﺒﻠﻪ .. ﻓﻘ ﺎل : εﻻ ﻳﺤ ﻞ ﻟﻤﺴ ﻠﻢ أن ﻳ ﺮوع ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ).. (75 وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ .. آﺎﻧﻮا ﻳﺴﻴﺮون ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ εﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮ .. ﻓﻨﻌﺲ رﺟﻞ وهﻮ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﻪ .. ﻓﻐﺎﻓﻠﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ واﻧﺘﺰع ﺳﻬﻤ ًﺎ ﻣﻦ آﻨﺎﻧﺘﻪ .. ﻓﺸ ﻌﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺑﻤ ﻦ ﻳﻌ ﺒﺚ ﺑﺴ ﻼﺣﻪ ..ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ﻓﺰﻋ ًﺎ ﻣﺬﻋﻮرًا .. ) ( 75
رواﻩ أﺑﻮ داود
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )(76
ﻓﻘﺎل : εﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﺮﺟﻞ أن ﻳﺮوع ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ .. وﻣ ﺜﻠﻪ اﻟ ﺬي ﻳﻤ ﺰح ﻓﻴ ﺮاك أوﻗﻔ ﺖ ﺳ ﻴﺎرﺗﻚ ﻋ ﻨﺪ ﻼ -وه ﻲ ﺗﺸ ﺘﻐﻞ ﻓﻴﺄﺗ ﻲ وﻳﻘ ﻮدهﺎ .. ﺑﻘﺎﻟ ﺔ – ﻣ ﺜ ً وﻳﻮهﻤﻚ أﻧﻬﺎ ﺳﺮﻗﺖ ..ﻣﺎزﺣ ًﺎ.. ﻗ ﺪ ﻳﺠﺎﻣﻠ ﻚ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ وﻳﻀ ﺤﻚ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺰﺣﺔ ﻣﺮوﻋﺔ ..ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺘﺄﻟﻢ .. وﻟﺮﺑﻤﺎ ﺻﺒﺮ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻷذى وﻓﺆادﻩ ﻣﻦ ﺣﺮﻩ ﻳﺘﺄوﻩ وﻟﺮﺑﻤﺎ ﺷﻜﻞ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺣﺬر اﻟﻜﻼم وإﻧﻪ ﻟﻤﻔﻮﻩ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ .. آﻞ ﻣﺎ زاد ﻋﻦ ﺣﺪﻩ ..اﻧﻘﻠﺐ ﺿﺪﻩ ..وآﻢ ﻣﺰﺣﺔ اﻧﺘﻬﺖ ﺷﺠﺎرًا !! 60.ﺣﻔﻆ اﻟﺴﺮ .. اﺷﺘﻬﺮ ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ :آﻞ ﺳ ٍﺮ ﺟﺎوز اﻹﺛﻨﻴﻦ ..ﺷﺎع .. وﻣ ﻦ اﻟﻠﻄﺎﺋ ﻒ أن أﺣ ﺪهﻢ ﺳ ﺌﻞ :ﻣ ﻦ اﻹﺛﻨ ﻴﻦ ؟ ﻓﺄﺷﺎر إﻟﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ..وﻗﺎل :هﺬان !! ﻻ أذآ ﺮ أﻧ ﻲ هﻤﺴ ﺖ ﻓﻲ أذن أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﺴ ّﺮ ﻼ :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ .. ..واﺳﺘﺄﻣﻨﺘﻪ إﻳﺎﻩ ..ﺛﻢ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﻗﺎﺋ ً اﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أآﺘﻤﻪ .. ﺑ ﻞ آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ ﻳﻀ ﺮب ﺑ ﻴﺪﻩ ﺻ ﺪرﻩ ..وﻳﻘ ﻮل : واﷲ ﻟﻮ وﺿﻌﻮا اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻳﻤﻴﻨﻲ ..واﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻟﻲ ..أو اﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ رﻗﺒﺘﻲ ..ﻋﻠﻰ أن أﺧﺒﺮ ﺑﺴﺮك ..ﻣﺎ أﺧﺒﺮت !! ﺛ ﻢ إذا اﻃﻤﺄﻧﻨﺖ ووﺛﻘﺖ ..وآﺸﻔﺖ ﻟﻪ أﺳﺮارك .. ﺗﺼﺒّﺮ ﺷﻬﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ ..ﺛﻢ ﺣﺪث ﺑﻪ ..ﻓﻼ ﻳﺰال ﻳُﺘﻨﺎﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻚ .. ﻓ ﻮﺟﺪت أن ﺳ ﺮك ﻻ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻳﺠ ﺎوز ﺷ ﻔﺘﻴﻚ .. ﻓﻼ ﺗﻜﻠﻒ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻮن .. إذا ﺿﺎق ﺻﺪر اﻟﻤﺮء ﻋﻦ ﺳﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺼ ﺪر اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺘﻮدع اﻟﺴ ﺮ أﺿﻴﻖ ﺟﺮﺑﺖ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ..ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﻢ آﺬﻟﻚ .. واﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أﻧ ﻚ ﺗﺄﺗ ﻴﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻻﺳﺘﺸ ﺎرة .. ) ( 76
رواﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ وﻏﻴﺮﻩ
138
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻴﺸﻴﺮون ﻋﻠﻴﻚ ..ﺛﻢ ﻳﻔﻀﺤﻮن ﺳﺮك .. ﻓﻴﺴ ﻘﻄﻮن ﻣ ﻦ ﻋﻴ ﻨﻚ ..وﻳﺼ ﺒﺤﻮن ﻣ ﻦ أﺑﻐﺾ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻚ .. وﻣﻦ أﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .. أﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺮآﺔ ﺑﺪر .. ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εﺑﻘﺎﻓﻠ ﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻣﻘ ﺒﻠﺔ وأراد ﻗﺘﺎﻟﻬﺎ .. ﺧ ﺮج ρإﻟﻴﻬﺎ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..ﻓﻠﻤﺎ ﺷﻌﺮ ﺑﻬﻢ ﻼ اﺳﻤﻪ ﺿﻤﻀﻢ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ..اﺳ ﺘﺄﺟﺮ رﺟ ً ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو اﻟﻐﻔ ﺎري ..وﻗ ﺎل اذه ﺐ وأﺧﺒ ﺮ ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ .. ﻓﻤﻀ ﻰ ﺿﻤﻀ ﻢ ..ﻣﺴ ﺮﻋ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ..آﺎن وﺻﻮﻟﻪ ﻣﻜﺔ ﻳﺤﺘﺎج أن ﻳﺴﻴﺮ أﻳﺎﻣ ًﺎ .. وأهﻞ ﻣﻜﺔ ﻻ ﻳﺪرون ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ .. وﻓ ﻲ ﻟ ﻴﻠﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟ ﻲ رأت ﻋﺎﺗﻜﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ..رؤﻳ ﺎ أﻓ ﺰﻋﺘﻬﺎ ..ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺤﺖ ﺑﻌ ﺜﺖ إﻟﻰ أﺧﻴﻬﺎ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ..واﷲ ﻟﻘ ﺪ رأﻳ ﺖ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ رؤﻳ ﺎ أﻓﻈﻌﺘﻨ ﻲ ..وﺗﺨ ﻮﻓﺖ أن ﻳ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮﻣﻚ ﻲ ﻣﺎ أﺣﺪﺛﻚ ﻣ ﻨﻬﺎ ﺷ ﺮ وﻣﺼ ﻴﺒﺔ ..ﻓﺎآ ﺘﻢ ﻋﻠ ﱠ ..وﻻ ﺗﺤﺪث ﺑﻪ أﺣﺪًا .. ﻗﺎل ﻟﻬﺎ :ﻧﻌﻢ ..وﻣﺎ رأﻳﺖ ؟ ﻗﺎﻟ ﺖ :رأﻳ ﺖ راآ ﺒ ًﺎ أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮ ..ﺣﺘﻰ وﻗ ﻒ ﺑ ﻮادي "اﻷﺑﻄ ﺢ" ..ﺛ ﻢ ﺻﺮخ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻ ﻮﺗﻪ :أﻻ اﻧﻔ ﺮوا ﻳ ﺎ ﺁل ﻏ ﺪر إﻟ ﻰ ﻣﺼﺎرﻋﻜﻢ ﻓﻲ ﺛﻼث !.. ﻓ ﺄرى اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪ اﺟ ﺘﻤﻌﻮا إﻟ ﻴﻪ ..ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ واﻟﻨﺎس ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ .. ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻢ ﺣ ﻮﻟﻪ ..إذ ﺻ ﻌﺪ ﺑ ﻪ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ﻓﻮق اﻟﻜﻌ ﺒﺔ ..ﺛ ﻢ ﺻ ﺮخ ﺑﻤ ﺜﻠﻬﺎ :اﻧﻔ ﺮوا ﻳ ﺎ ﺁل ﻏﺪر إﻟﻰ ﻣﺼﺎرﻋﻜﻢ ﻓﻲ ﺛﻼث .. ﺛ ﻢ ﺻ ﻌﺪ ﺑ ﻪ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ رأس ﺟ ﺒﻞ أﺑ ﻲ ﻗﺒﻴﺲ ..ﻓﺼﺮخ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ : اﻧﻔ ﺮوا ﻳ ﺎ ﺁل ﻏ ﺪر إﻟ ﻰ ﻣﺼ ﺎرﻋﻜﻢ ﻓﻲ ﺛﻼث .. ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ ﺻ ﺨﺮة ﻓﻘ ﺬﻓﻬﺎ ﻣ ﻦ أﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﺒﻞ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻠﺖ ﺗﻬ ﻮي ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﺠ ﺒﻞ ..ﺣﺘ ﻰ إذا
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آﺎﻧﺖ ﺑﺄﺳﻔﻞ اﻟﺠﺒﻞ ﺗﻜﺴﺮت .. ﻓﻤ ﺎ ﺑﻘ ﻲ ﺑ ﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻮت ﻣﻜﺔ إﻻ دﺧﻠﺘﻪ آﺴﺮة ﻣﻦ اﻟﺼ ﺨﺮة ..ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟﻌ ﺒﺎس وﻗ ﺎل :واﷲ إن هﺬﻩ ﻟﺮؤﻳﺎ ! ﺛ ﻢ ﺧﺸ ﻲ أن ﺗﻨﺘﺸ ﺮ ﻓﻴﺼ ﻴﺒﻪ أذى ..ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ ﻣﺤﺬرًا :وأﻧﺖ ﻓﺎآﺘﻤﻴﻬﺎ ﻻ ﺗﺬآﺮﻳﻬﺎ ﻷﺣﺪ .. ﺛ ﻢ ﺧﺮج اﻟﻌﺒﺎس ﻣﻨﺸﻐﻞ اﻟﺒﺎل ﺑﺄﻣﺮ هﺬﻩ اﻟﺮؤﻳﺎ .. ﻓﻠﻘ ﻲ اﻟﻮﻟ ﻴﺪ ﺑ ﻦ ﻋﺘ ﺒﺔ وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ..وآﺎن ﻟﻪ ﺻﺪﻳﻘ ًﺎ .. ﻓﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺮؤﻳﺎ ..وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ :اآ ﺘﻤﻬﺎ ..ﻓ ﻼ ﺗﺨﺒ ﺮ ﺑﻬﺎ أﺣﺪًا .. ﻓﻤﻀﻰ اﻟﻮﻟﻴﺪ .. ﻓﻠﻘﻲ اﺑﻨﻪ ﻋﺘﺒﺔ ﻓﺤﺪﺛﻪ ﺑﻬﺎ .. ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﺳﻮﻳﻌﺎت .. ﺣﺘ ﻰ ﺣﺪث ﺑﻬﺎ ﻋﺘﺒﺔ ..ﺛﻢ ﺗﻨﺎﻗﻠﻬﺎ اﻟﻨﺎس ..وﻓﺸﺎ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ ..ﺣﺘ ﻰ ﺗﺤ ﺪﺛﺖ ﺑﻬ ﺎ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﺎ .. وﻓﻲ اﻟﻀﺤﻰ ذهﺐ اﻟﻌﺒﺎس ﻟﻴﻄﻮف ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ .. ﻓ ﺈذا أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻓ ﻲ َر ْه ﻂ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ..ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ ..ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﺑﺮؤﻳﺎ ﻋﺎﺗﻜﺔ !! س ﻗﺎل : ﻓﻠﻤﺎ رأى أﺑﻮ ﺟﻬﻞ اﻟﻌﺒﺎ َ ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ اﻟﻔﻀ ﻞ ..إذا ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﻃﻮاﻓﻚ ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻨﺎ .. ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﻌﺒﺎس وﺟﻠﺲ ﻣﻌﻬﻢ .. ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ :ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ..ﻣﺘ ﻰ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻴﻜﻢ هﺬﻩ اﻟﻨﺒﻴﺔ ؟ ﻗﺎل :وﻣﺎ ذاك ؟ ﻗﺎل :ﺗﻠﻚ اﻟﺮؤﻳﺎ اﻟﺘﻲ رأت ﻋﺎﺗﻜﺔ .. ﻗﺎل اﻟﻌﺒﺎس :وﻣﺎ رأت ؟ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ..أﻣﺎ رﺿﻴﺘﻢ أن ﻳﺘﻨﺒﺄ رﺟﺎﻟﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻨﺒﺄ ﻧﺴﺎؤآﻢ ؟ ﻗ ﺪ زﻋﻤﺖ ﻋﺎﺗﻜﺔ ﻓﻲ رؤﻳﺎهﺎ أﻧﻪ ﻗﺎل :اﻧﻔﺮوا ﻓﻲ ﺛﻼث ..ﻓﺴﻨﻨﺘﻈﺮ ﺑﻜﻢ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم .. ﻓﺈن ﻳﻚ ﺣﻘ ًﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ..ﻓﺴﻴﻜﻮن .. وإن ﺗﻤ ﺾ اﻟ ﺜﻼث وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺷ ﺊ ﻧﻜ ﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ آﺘﺎﺑ ًﺎ أﻧﻜﻢ أآﺬب أهﻞ ﺑﻴﺖ اﻟﻌﺮب .. ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟﻌﺒﺎس ..وﻣﺎ رد ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ..وﺟﺤﺪ اﻟﺮؤﻳﺎ ..وأﻧﻜﺮ أن ﺗﻜﻮن رأت ﺷﻴﺌ ًﺎ ..
139
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺛﻢ ﺗﻔﺮﻗﻮا .. ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻟﻌﺒﺎس إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻟ ﻢ ﺗ ﺒﻖ اﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ..إﻻ ﺟ ﺎءت إﻟ ﻴﻪ ﻏﺎﺿ ﺒﺔ ..ﺗﻘ ﻮل :أﻗ ﺮرﺗﻢ ﻟﻬﺬا اﻟﻔﺎﺳ ﻖ اﻟﺨﺒﻴﺚ أن ﻳﻘﻊ ﻓﻲ رﺟﺎﻟﻜﻢ ..ﺛﻢ ﻗﺪ ﺗﻨﺎول اﻟﻨﺴﺎء وأﻧﺖ ﺗﺴﻤﻊ ..أﻣﺎ ﻓﻴﻜﻢ ﺣﻤﻴﺔ .. ﻓﺎﺣﺘﻤ ﻰ اﻟﻌ ﺒﺎس ..وﺛ ﺎر ..وﻗ ﺎل :واﷲ .. ﻟ ﺌﻦ ﻋ ﺎد أﺑ ﻮ ﺟﻬﻞ إﻟﻰ ﻣﺜﻞ آﻼﻣﻪ ..ﻷﻓﻌﻠﻦ وأﻓﻌﻠﻦ .. ﻓﻠﻤﺎ آﺎن اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ..ﻣﻦ رؤﻳﺎ ﻋﺎﺗﻜﺔ .. ذه ﺐ اﻟﻌ ﺒﺎس إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..وه ﻮ ﻣﻐﻀﺐ .. ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ رأى أﺑ ﺎ ﺟﻬ ﻞ ..ﻓﻤﺸ ﻲ ﻧﺤ ﻮﻩ ﻳﺘﻌﺮﺿﻪ ﻟﻴﻌﻮد ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻓﻴﻘﻊ ﺑﻪ .. ﻓﺈذا ﺑﺄﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﺸﺘﺪ ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ .. ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟﻌ ﺒﺎس ﻣ ﻦ ﺳ ﺮﻋﺘﻪ !!..ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﻣﺴ ﺘﻌﺪًا ﻟﺨﺼ ﻮﻣﺔ وﻋ ﺮاك ..ﻓﻘ ﺎل اﻟﻌ ﺒﺎس ف ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ :ﻣﺎﻟ ﻪ ﻟﻌﻨﻪ اﷲ ؟! أآ ّﻞ هﺬاﺧﻮ ٌ ﻣﻨﻲ أن أﺷﺎﺗﻤﻪ ؟! وإذا أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت ﺿﻤﻀ ﻢ ﺑﻦ ﻋﻤ ﺮو اﻟﻐﻔ ﺎري اﻟ ﺬي أرﺳ ﻠﻪ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻟﻴﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺄهﻞ ﻣﻜﺔ .. وإذا ﺿﻤﻀ ﻢ ﻳﺼ ﺮخ ﻓﻲ اﻟﻮادي واﻗﻔ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮﻩ .. ﻗ ﺪ ﺟ ﺪع أﻧ ﻒ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ..واﻟ ﺪم ﻳﺴ ﻴﻞ ﻋﻠ ﻰ وﺟﻪ اﻟﺒﻌﻴﺮ .. وﻗ ﺪ ﺷ ﻖ ﺿﻤﻀ ﻢ ﻗﻤﻴﺼ ﻪ وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل :ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ اﻟﻠﻄﻴﻤﺔ ..اﻟﻠﻄﻴﻤﺔ .. أﻣﻮاﻟﻜﻢ ﻣﻊ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻗﺪ ﻋﺮض ﻟﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻻ أرى أن ﺗﺪرآﻮهﺎ .. ﺛﻢ ﺻﺎح ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ :اﻟﻐﻮث ..اﻟﻐﻮث .. ﻋﻨﺪهﺎ ﺗﺠﻬﺰت ﻗﺮﻳﺶ وﺧﺮﺟﺖ ..وآﺎن ﻣﻦ أﻣﺮهﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ ﺑﺪر ﻣﺎ آﺎن .. ﻓ ﺘﺄﻣﻞ آ ﻴﻒ اﻧﺘﺸ ﺮ اﻟﺴ ﺮ ﻓ ﻲ ﻟﻤﺤ ﺔ ﻋﻴﻦ .. ﻣﻊ ﻗﻮة اﻟﺤﺮص وﺷﺪة اﻻﺳﺘﺌﻤﺎن !!..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﻣﻦ ﻧﺸﺮ اﻟﺴﺮ أﻳﻀ ًﺎ .. أن ﻋﻤﺮ τﻟﻤﺎ أﺳﻠﻢ ..أراد أن ﻳﻨﺸﺮ اﻟﺨﺒﺮ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ رﺟ ﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ ..ه ﻮ أﻋﻈﻤﻬ ﻢ ﻧﺸ ﺮًا ﻟﻺﺷﺎﻋﺔ .. ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ..إﻧﻲ ﻣﺤﺪﺛﻚ ﺑﺴ ٍﺮ ..ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻨﻲ !.. ﻗﺎل :ﻣﺎ ﺳﺮك ؟ ﻗﺎل :أﺷﻌﺮت أﻧﻲ ﻗﺪ أﺳﻠﻤﺖ ..ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ..ﻻ ﺗﺨﺒﺮ أﺣﺪًا .. ﺛﻢ ﺗﻮﻟﻰ ﻋﻨﻪ ﻋﻤﺮ .. ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد ﻳﻐ ﻴﺐ ﻋ ﻨﻪ ..ﺣﺘ ﻰ ﺟﻌ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻄ ﻮف ﺖ أن ﻋﻤ ﺮ أﺳ ﻠﻢ !!.. ﺑﺎﻟ ﻨﺎس وﻳ ﺮدد :أﻋﻠﻤ َ ﺖ أن ﻋﻤﺮ أﺳﻠﻢ !!.. أﻋﻠﻤ َ ﻋﺠﺒ ًﺎ !! وآﺎﻟﺔ أﻧﺒﺎء ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ .. وﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﺑﻌﺚ اﻟﻨﺒﻲ εأﻧﺴًﺎ τﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻓﻤ ﱠﺮ ﺑﺄﻣﻪ ..ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ..إﻟﻰ ﻣﺎذا أرﺳﻠﻚ اﻟﻨﺒﻲ ε؟ ﻓﻘ ﺎل :واﷲ ..ﻣ ﺎ آ ﻨﺖ ﻷﻓﺸﻲ ﺳ ّﺮ رﺳﻮل اﷲ ρ .. هﻜ ﺬا آ ﺎن أﻧ ﺲ وه ﻮ ﺻ ﻐﻴﺮ ..ﻓ ﻲ ﺷ ﺪة ﺣﻔﻈ ﻪ ﻟﻠﺴﺮ .. وأﻧﻰ ﻟﻚ اﻟﻴﻮم أن ﺗﺠﺪ ﻣﺜﻞ أﻧﺲ .. ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ .. τ أﻗ ﺒﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺗﻤﺸ ﻲ ..آ ﺄن ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﻣﺸﻴﺔ اﻟﻨﺒﻲ .. ρ ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ : ρﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﺎﺑﻨﺘ ﻲ ..ﺛ ﻢ أﺟﻠﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ -أو ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ .. - ﺛﻢ أﺳ ﱠﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ..ﻓﺒﻜﺖ .. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ :ﻟﻢ ﺗﺒﻜﻴﻦ .. ﺛﻢ أﺳ ﱠﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ..ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻓﻘﻠﺖ : ﻣﺎ رأﻳﺖ آﺎﻟﻴﻮم ..ﻓﺮﺣ ًﺎ أﻗﺮب ﻣﻦ ﺣﺰن .. ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻤﺎ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ε؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻣﺎ آﻨﺖ ﻷﻓﺸﻲ ﺳﺮ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﺾ اﻟﻨﺒﻲ .. ρ ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ ؟ )(77 ﻲ :إن ﺟﺒﺮﻳﻞ آﺎن ﻳﻌﺎرﺿﻨﻲ ﻓﻘﺎﻟﺖ :أﺳﺮ إﻟ ﱠ ) ( 77
ﻳﻌﺎرﺿﻪ اﻟﻘﺮﺁن :ﻳﺮاﺟﻊ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻌﻪ .
140
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اﻟﻘ ﺮﺁن آ ﻞ ﺳ ﻨﺔ ﻣ ﺮة وإﻧ ﻪ ﻋﺎرﺿ ﻨﻲ اﻟﻌ ﺎم ﻣ ﺮﺗﻴﻦ ..وﻻ أراﻩ إﻻ ﺣﻀ ﺮ أﺟﻠ ﻲ ..وإﻧ ﻚ أول أهﻞ ﺑﻴﺘﻲ ﻟﺤﺎﻗ ًﺎ ﺑﻲ ..ﻓﺒﻜﻴﺖ .. ﻓﻘ ﺎل :أﻣ ﺎ ﺗﺮﺿ ﻴﻦ أن ﺗﻜﻮﻧ ﻲ ﺳ ﻴﺪة ﻧﺴ ﺎء أهﻞ اﻟﺠﻨﺔ ..أو ﻧﺴﺎء اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ..ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻟﺬﻟﻚ .. ﻗﺎﻟﻮا .. ﻣﻦ ﻋﺮف ﺳﺮك أﺳﺮك ..
61.ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺎت .. ت ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴ ﺘﻴﺮ ..اﻃﻠﻌ ﺖ ﻟﻤ ﺎ ﺑ ﺪأ ُ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد أوﺳﻊ ﻣﻦ آﺘﺐ اﻟﻔﺮق واﻟﻄﻮاﺋﻒ .. ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺬاهﺐ ..اﻟﻤ ﺬهﺐ اﻟﺒﺮاﺟﻤﺎﺗﻲ bragmatizem .. وﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ :اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﻨﻔﻌﻲ .. ﻟﻤ ﺎ ﺗﺒﺤ ﺮت ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ هﺬا اﻟﻤﺬهﺐ أدرآﺖ ﻟﻤ ﺎذا آ ﻨﺎ ﻧﺴ ﻤﻊ ﻓ ﻲ أوروﺑ ﺎ وأﻣﺮﻳﻜﺎ ..أﻧﻪ ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻴﺎن ﻳﻬﺠ ﺮ اﻻﺑ ﻦ أﺑ ﺎﻩ .. وإذا ﻗﺎﺑﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻄﻌ ﻢ ﻓﻜ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻤﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻼ ..ﻣ ﺎدام أﻧ ﻲ ﻟ ﻦ أﺳ ﺘﻔﻴﺪ ﻣ ﻨﻚ ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻓﻌ ً أﺧﺪﻣﻚ ؟! ﻟﻤ ﺎذا أﻧﻔ ﻖ ﻣﺎﻟ ﻲ ؟! واﺻ ﺮف وﻗﺘ ﻲ ؟! وأﺑ ﺬل ﺟﻬ ﺪي ؟! دون ﻣ ﺮدود ﻣ ﺎدي ﻳﻌ ﻮد ﻋﻠﻲ .. اﻹﺳﻼم ﻗﻠﺐ هﺬا اﻟﻤﻴﺰان .. ﻓﻘﺎل اﷲ ) وأﺣﺴﻨﻮا إن اﷲ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ (. وﻗ ﺎل ) : εﻟ ﺌﻦ اﻣﺸ ﻲ ﻣ ﻊ اﺧ ﻲ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻲ ﻣﻦ أن أﻋﺘﻜﻒ ﺣﺘ ﻰ أﺛﺒ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻪ ..أﺣ ﺐ إﻟ ﱠ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪي هﺬا ﺷﻬﺮًا ( .. وﻣ ﻦ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ أﺧ ﻴﻪ ..آ ﺎن اﷲ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ .. وآ ﺎن εﻳﻤﺸ ﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺘﻮﻗﻔﻪ اﻟﺠﺎرﻳﺔ وﺗﻘ ﻮل :ﻟﻲ إﻟﻴﻚ ﺣﺎﺟﺔ ..ﻓﻴﻘﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺴ ﻤﻊ ﺣﺎﺟ ﺔ ..وﻗ ﺪ ﻳﻤﻀ ﻲ ﻣﻌﻬ ﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺳﻴﺪهﺎ ﻟﻴﻘﻀﻴﻬﺎ ﻟﻬﺎ .. ﺑﻞ آﺎن ρﻳﺨﺎﻟﻂ اﻟﻨﺎس وﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ أذاهﻢ .. آ ﺎن ﻳﻌ ﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑ ﻨﻔﺲ رﺣ ﻴﻤﺔ ..وﻋ ﻴﻦ داﻣﻌ ﺔ .. وﻟﺴﺎن داع ..وﻗﻠﺐ ﻋﻄﻮف .. آ ﺎن ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ه ﻮ وه ﻢ ..ﺟﺴ ﺪ واﺣ ﺪ ..ﻳﺸ ﻌﺮ ﺑﻔﻘ ﺮ اﻟﻔﻘﻴ ﺮ ..وﺣ ﺰن اﻟﺤ ﺰﻳﻦ ..وﻣ ﺮض اﻟﻤﺮﻳﺾ ..وﺣﺎﺟﺔ اﻟﻤﺤﺘﺎج .. اﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ .. ρوﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺠﺪﻩ ﻳﺤ ﺪث أﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ .. ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻳﺮى ﺳﻮادًا ﻣﻘﺒ ً ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻬﻢ ..ﻓ ﺈذا ه ﻢ ﻗﻮم ﻓﻘﺮاء أﻗﺒﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻀﺮ ..ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﺠﺪ .. وﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﻘﺮهﻢ ﻗﺪ اﺟﺘﺎﺑﻮا اﻟﻨﻤﺎر .. ﻳﻌﻨ ﻲ ﻳﻤﻠ ﻚ أﺣ ﺪهﻢ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻗﻤ ﺎش ﻓ ﻼ ﻳﺠ ﺪ ﺛﻤ ﻦ اﻹﺑ ﺮة واﻟﺨ ﻴﻂ ..ﻓﻴﺨ ﺮق اﻟﻘﻤ ﺎش ﻣ ﻦ وﺳﻄﻪ ﺛﻢ ﻳﺨﺮج رأﺳﻪ وﻳﺴﺪل ﺑﺎﻗﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ .. أﻗ ﺒﻠﻮا ﻗ ﺪ اﺟ ﺘﺎﺑﻮا اﻟ ﻨﻤﺎر ..وﺗﻘﻠ ﺪوا اﻟﺴ ﻴﻮف .. وﻟ ﻴﺲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أزر وﻻ ﺷ ﻲء ﻏﻴ ﺮُهﺎ ..ﻻ ﻋﻤﺎﻣ ﺔ وﻻ ﺳﺮاوﻳﻞ وﻻ رداء .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى رﺳ ﻮل اﷲ ρاﻟ ﺬي ﺑﻬ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻬ ﺪ واﻟﻌﺮي واﻟﺠﻮع ..ﺗﻐﻴﺮ وﺟﻬﻪ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ..ﻓ ﺪﺧﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ..ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺘﺼﺪق ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻓﺨ ﺮج ..ودﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ اﻵﺧﺮ ..وﺧﺮج ..ﻳﺒﺤﺚ .. ﻳﻠﺘﻤﺲ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻟﻬﻢ ..ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ .. ﺛ ﻢ راح إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..ﻓﺼ ﻠﻰ اﻟﻈﻬﺮ ..ﺛﻢ ﺻﻌﺪ ﻣﻨﺒﺮﻩ .. ﻓﺤﻤﺪ اﷲ وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ..ﺛﻢ ﻗﺎل : أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ..ﻓﺈن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ..أﻧﺰل ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ) : ﺲ ﻦ َﻧ ْﻔ ٍ ﺧ َﻠ َﻘ ُﻜ ْﻢ ِﻣ ْ س ا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا َر ﱠﺑ ُﻜ ُﻢ اﱠﻟ ﺬِي َ َﻳ ﺎ َأ ﱡﻳ َﻬ ﺎ اﻟ ﻨﱠﺎ ُ ﺟ ﺎ ًﻻ ﺚ ِﻣ ْﻨ ُﻬﻤَﺎ ِر َ ﺟ َﻬ ﺎ َو َﺑ ﱠ ﻖ ِﻣ ْﻨﻬَﺎ َز ْو َ ﺧ َﻠ َ ﺣ َﺪ ٍة َو َ وَا ِ ن ِﺑ ِﻪ ﺴ ﺎ َءﻟُﻮ َ ﷲ اﱠﻟ ﺬِي َﺗ َ ﺴ ﺎ ًء وَا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا ا َﱠ َآﺜِﻴ ﺮًا َو ِﻧ َ ﻋ َﻠ ْﻴ ُﻜ ْﻢ َرﻗِﻴﺒ ًﺎ ( .. ن َ ﷲ آَﺎ َ ن ا َﱠ وَا َْﻷ ْرﺣَﺎ َم ِإ ﱠ ﺛﻢ ﻗﺮأ .. ﺲ ﻣَﺎ ﻈ ْﺮ َﻧ ْﻔ ٌ ﷲ َو ْﻟ َﺘ ْﻨ ُ ﻦ ﺁ َﻣ ﻨُﻮا ا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا ا َﱠ ) َﻳ ﺎ َأ ﱡﻳ َﻬ ﺎ اﱠﻟ ﺬِﻳ َ ن( ﺧﺒِﻴ ٌﺮ ِﺑﻤَﺎ َﺗ ْﻌ َﻤﻠُﻮ َ ﷲ َ ن ا َﱠ ﷲ ِإ ﱠ ﺖ ِﻟ َﻐ ٍﺪ وَا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا ا َﱠ َﻗ ﱠﺪ َﻣ ْ .. وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻮا اﻵﻳ ﺎت واﻟﻤﻮاﻋﻆ ..ﺛﻢ ﺻﺎح ﺑﻬﻢ ..
141
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻗﺎل : ﺗﺼ ﺪﻗﻮا ﻗ ﺒﻞ أن ﻻ ﺗﺼ ﺪﻗﻮا ..ﺗﺼ ﺪﻗﻮا ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﺤﺎل ﺑﻴﻨﻜﻢ وﺑﻴﻦ اﻟﺼﺪﻗﺔ .. ﺗﺼ ﺪق اﻣ ﺮؤ ﻣ ﻦ دﻳ ﻨﺎرﻩ ..ﻣ ﻦ درهﻤ ﻪ .. ﻣ ﻦ ﺑ ﺮﻩ ..ﻣﻦ ﺷﻌﻴﺮﻩ ..وﻻ ﻳﺤﻘﺮن أﺣﺪآﻢ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺪﻗﺔ ..وﺟﻌ ﻞ ﻳﻌ ﺪد أﻧ ﻮاع اﻟﺼﺪﻗﺎت ﺣﺘﻰ ﻗﺎل : وﻟﻮ ﺑﺸﻖ ﺗﻤﺮة .. ﻓﻘ ﺎم رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ﺑﺼ ﺮة ﻓ ﻲ آﻔ ﻪ .. ﻓﻨﺎوﻟﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ ρوهﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ .. ﻓﻘﺒﻀ ﻬﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ρﻳﻌ ﺮف اﻟﺴﺮور ﻓﻲ وﺟﻬﻪ .. وﻗ ﺎل :ﻣ ﻦ ﺳ ﻦ ﺳ ﻨﺔ ﺣﺴ ﻨﺔ ..ﻓﻌﻤ ﻞ ﺑﻬ ﺎ آ ﺎن ﻟﻪ أﺟﺮهﺎ ..وﻣﺜﻞ أﺟﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ أﺟﻮرهﻢ ﺷﻲء .. وﻣ ﻦ ﺳ ﻦ ﺳ ﻨﺔ ﺳ ﻴﺌﺔ ..ﻓﻌﻤ ﻞ ﺑﻬ ﺎ ..آ ﺎن ﻋﻠ ﻴﻪ وزره ﺎ ..وﻣ ﺜﻞ وزر ﻣ ﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ أوزارهﻢ ﺷﻲء .. ﻓﻘ ﺎم اﻟ ﻨﺎس ..ﻓﺘﻔ ﺮﻗﻮا إﻟ ﻰ ﺑ ﻴﻮﺗﻬﻢ .. وﺟ ﺎءوا ﺑﺼ ﺪﻗﺎت ..ﻓﻤﻦ ذي دﻳﻨﺎر ..وﻣﻦ ذي درهﻢ .. وﻣﻦ ذي ﺗﻤﺮ ..وﻣﻦ ذي ﺛﻴﺎب .. ﺣﺘ ﻰ اﺟﺘﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ρآﻮﻣﺎن ..آﻮم ﻣﻦ ﻃﻌﺎم ..وآﻮم ﻣﻦ ﺛﻴﺎب .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ρذﻟ ﻚ ﺗﻬﻠ ﻞ وﺟﻬ ﻪ ﺣﺘ ﻰ آﺄﻧ ﻪ ﻓﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﻤﺮ .. ﺛﻢ ﻗﺴﻤﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻘﺮاء ..رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ .. وﻟﻤ ﺎ ﺳ ﺌﻠﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ εﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻗﺎﻟﺖ : آ ﺎن ﻳﻜ ﻮن ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ أهﻠ ﻪ ..أو ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﻨﺔ أهﻠﻪ .. أﻓ ﻼ ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮق دﺧ ﻮﻟﻚ إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﻮب اﻟﻨﺎس ..ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ .. اﺣ ﺘﺎج ﺷ ﺨﺺ إﻟ ﻰ ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ ..ﻓﺄوﺻ ﻠﺘﻪ إﻟﻴﻪ .. اﺳﺘﻌﺎن ﺑﻚ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﺄﻋﻨﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻳﺮاك ﺗﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ..وﺗﻘﻒ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ آﺮﺑﺘﻪ ..وهﻮ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻚ ﻻ ﺗﺮﺟﻮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺟﺰاء وﻻ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺷﻜﻮرًا .. أﺣﺴﻦ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ اﺳﺘﻌﺒﺪ اﻹﻧﺴﺎن إﺣﺴﺎن رؤﻳﺔ .. ﻣﻦ ﻋﺎش ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻓﺴﻴﻌﻴﺶ ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ ..ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﺤﻴﺎ آﺒﻴﺮًا ..وﻳﻤﻮت آﺒﻴﺮًا .. 62.ﻻ ﺗﺘﻜﻠﻒ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ !! آ ﺎن ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻣﻦ ﺧﻴﺎر اﻟﻨﺎس ..ﺧﻠﻘ ًﺎ ..ودﻳﻨ ًﺎ .. ﻼ .. وﻋﻘ ً آﺎن إﻣﺎم ﻣﺴﺠﺪ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻟﻜﻨﻲ آﻨﺖ أﺳﻤﻊ ذﻣﻪ ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ أﻧﺎس آﺜﻴﺮﻳﻦ .. آﻨﺖ أﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ذﻟﻚ ..وﻻ أﺟﺪ ﻟﻪ ﺟﻮاﺑ ًﺎ .. ﺣﺘ ﻰ ﺟﺎءﻧ ﻲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺟ ﺎرﻩ ..ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ .. ﺻﺎﺣﺒﻚ ..ﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﻨﺎ ..وﻻ ﻣﻌﻨﺎ !! ﻗﻠﺖ :ﻟﻢ ؟!! ﻗ ﺎل :ﻻ أدري ..ﻟﻜ ﻨﻪ ه ﻮ اﻹﻣ ﺎم ..وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻳﻐﻴﺐ آﺜﻴﻴﻴﻴﺮًا ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. ﻓﺠﻌﻠﺖ أﻟﺘﻤﺲ ﻟﻪ اﻷﻋﺬار ..ﻓﻘﻠﺖ :ﻟﻌﻠﻪ ﻣﺸﻐﻮل ﺑﺄﻣﺮ ﺿﺮوري ..ﻟﻌﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮد ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ .. ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﻴﻴﻴﺦ ..ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ واﻗﻔ ﺔ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺒﺎب .. وأﻧﺎ ﻣﺘﺄآﺪ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ .. ﺟﻌﻠﺖ أﺗﻘﺼﻰ اﻟﺴﺒﺐ ﻟﻨﺼﺢ ﺻﺎﺣﺒﻲ .. ﺣﺘﻰ وﺟﺪت اﻟﺴﺒﺐ .. اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺤﻜﻢ إﻣﺎﻣﺘﻪ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ .. ﻳﺄﺗ ﻲ إﻟ ﻴﻪ اﻟ ﻨﺎس وﻳﻠﺘﻤﺴ ﻮن ﻣ ﻨﻪ اﻹﻋﺎﻧ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ .. هﺬا ﻋﻠﻴﻪ دﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺒﺤﺚ ﻟﻪ ﻋﻤﻦ ﻳﺴﺪدﻩ .. وه ﺬا ﻣﺘﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ وﻳ ﺮﻳﺪ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻟﺪﺧﻮل اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .. وه ﺬا ﻣ ﺮﻳﺾ ﻳﺮﻳﺪ إﻋﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ دﺧﻮل اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻔﻼﻧﻲ .. وهﺬا ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻨﺎت آﺒﺎر وﻳﺮﻳﺪ ﻟﻬﻦ أزواج .. وهﺬا ﻋﻠﻴﻪ أﻳﺠﺎر ﻟﺒﻴﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺪدﻩ .. وه ﺬا أﻋﻄ ﺎﻩ ورﻗ ﺔ اﺳ ﺘﻔﺘﺎء ﻓﻲ ﻃﻼق ﻟﻴﺬهﺐ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻤﻔﺘﻲ اﻟﻌﺎم .. وهﺬا ..
142
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وه ﻮ رﺟ ﻞ ﻋ ﺎدي ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻗﺪرات آﺒﻴﺮة وﻻ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻮاﺳﻌﺔ ..وﻻ وﺟﺎهﺔ ﻣﺘﻤﻴّﺰة .. وآﺎن اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻐﻠﺒﻪ اﻟﺤﻴﺎء واﻟﺨﺠﻞ ﻣﻦ آﻞ أﺣﺪ ..ﻓﻼ ﻳﻘﺪر أن ﻳﻌﺘﺬر ﻣﻦ أﺣﺪ أﺑﺪًا .. ﺑﻞ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻌﺮوض هﺬا وﻳﻌﺪﻩ ﺑﺴﺪاد دﻳﻨﻪ .. وﻳﻜ ﺘﺐ رﻗ ﻢ هﺎﺗ ﻒ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ..وﻳﻌﺪﻩ أن ﻳﻘﺒﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .. وﻳﻘﻮل ﻟﻠﺜﺎﻟﺚ :ﺗﻌﺎل ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ وﺗﺠﺪ ورﻗﺔ دﺧﻮل اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺟﺎهﺰة .. وهﻜﺬا دواﻟﻴﻚ .. ﻓ ﻴﺄﺗﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻋﺪ ..وﻳﻌﺘﺬر ..وﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﻣﻮاﻋﻴﺪ أﺧﺮى .. ﺣﺘ ﻰ ﺻ ﺎر ﻳﺘﻬ ﺮب ﻣ ﻨﻬﻢ ..وﻻ ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻰ هﺎﺗﻔﻪ ..ﺑﻞ وأﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻻ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ !!.. وﺻ ﺎر ﻣ ﻦ ﻳﻠﻘ ﺎﻩ ﻣﻨﻬﻢ ..إن وﺟﺪﻩ ..ﻳﺴﺒﻪ وﻳﺼﺮخ ﺑﻪ ..وﻳﺮدد :ﻃﻴﺐ ﻟﻤﺎذا ﺗﻌﺪﻧﻲ .. ﻟﻤﺎذا ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ أﺑﻨﻲ اﻵﻣﺎل ﻋﻠﻴﻚ .. واﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻳﻘ ﻮل :ﻟ ﻢ أآﻠ ﻢ إﻻ أﻧ ﺖ ..وﺗ ﺮآﺖ ﻏﻴﺮك ﻟﻤﺎ وﻋﺪﺗﻨﻲ .. ﻟﻤ ﺎ ﻋ ﺮﻓﺖ ﺣﺎﻟ ﻪ ..أﻳﻘ ﻨﺖ أﻧ ﻪ ﺣﻔ ﺮ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ ﺣﻔﺮة ..ﺛﻢ ﺗﺮدى ﻓﻴﻬﺎ .. ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﺮة ﻳﻌﺘﺬر ﻣﻦ أﺣﺪهﻢ ..وﻳﻘﻮل : ﺁﺳ ﻒ ..ﻟ ﻢ أﺳ ﺘﻄﻊ أن أﻓﻌ ﻞ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻚ .. وذاك ﻳﻘ ﻮل ﺑﻜ ﻞ ﻗ ﻮة :ﻃ ﻴﺐ أﻧ ﺖ ﺿ ﻴﻌﺖ ﻲ ..ﻟﻴﺘﻚ أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .. اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠ ﱠ ﺗﺬآ ﺮت ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﻮل اﻟﺤﻜ ﻴﻢ :اﻻﻋ ﺘﺬار ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺬار ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .. ﻣﺎ أﺟﻤﻞ أن ﻳﻌﺮف اﻟﻤﺮء ﻗﺪراﺗﻪ ..وﻳﺘﺤﺮك ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﺣﻮﻟﻪ .. وﻟﻘﺪ ﺟﺮﺑﺖ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ .. أذآﺮ أﻧﻲ أﻟﻘﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﺠﻤﻌﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎض .. وﺑﻌﺪهﺎ ﺟﺎءﻧﻲ أﺣﺪهﻢ وﻗﺎل :ﻳﺎ ﺷﻴﺦ أرﻳﺪك ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﺿﺮوري ﺟﺪًا .. ﻗﻠﺖ :ﺗﻔﻀﻞ ..ﻣﺎ هﻮ ؟ ﻗﺎل :ﻻ ..ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ أن أذآﺮﻩ اﻵن ..ﻻ ﺑ ّﺪ أن أﻗﺎﺑﻠﻚ ﻓﻲ وﻗﺖ واﺳﻊ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻈ ﻢ ﺣﺠ ﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع وأﻧﺎ أﺳﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﺑﻠﻄﻒ ﺟﻌ ﻞ ُﻳ َﻌ ّ ..ﻟﻜﻨ ﻲ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ اﻟﺤﻴﺎة أن أآﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﻳﻌﻄﻮن اﻷﻣ ﻮر أآﺒ ﺮ ﻣ ﻦ ﺣﺠﻤﻬ ﺎ ..وﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ ﻣﺠﻨﻮن ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻀﻰ .. ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ :أﻇﻦ ﻟﻚ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻏﺪًا ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ آﺬا .. وهﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ 200آﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎض .. ﻗﻠﺖ :ﺻﺤﻴﺢ .. ﻗ ﺎل :ﺳﺂﺗﻲ إﻟﻴﻚ هﻨﺎك ..وأﻗﺎﺑﻠﻚ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة .. ﺗﻌﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻪ .. ﻼ ..ﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ﻓﺨ ﺮج اﻟ ﺮﺟﻞ وﻓﻌ ً وراءي ﻣﺴ ﻌ ًﺎ ﺣﺎﻓ ﻲ اﻟﻘﺪﻣ ﻴﻦ ..ﻳﺤﻤ ﻞ ورﻗ ﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .. وﻗﻔ ﺖ ﻣﻌ ﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ ..ﻗﻠ ﺖ :ﺗﻔﻀ ﻞ ..ﺷ ﻜﺮ اﷲ ﺣﺮﺻﻚ ..ﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻚ ؟ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ..ﻋ ﻨﺪي أخ ﻳﺤﻤ ﻞ اﻟﺸ ﻬﺎدة اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ..وأرﻳﺪك أن ﺗﺪﺑﺮ ﻟﻪ وﻇﻴﻔﺔ .. ﻗﻠﺖ :ﺑﺲ ؟!! ﻗﺎل :ﺑﺲ ؟!! آ ﺎن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ..وﻣﻨﻈ ﺮﻩ ﻳﺜﻴ ﺮ اﻟﺸ ﻔﻘﺔ .. ﻼ .. وﻳﺒﺪو أن أﺧﺎﻩ ﻳﻤﺮ ﺑﻈﺮوف ﺻﻌﺒﺔ ﻓﻌ ً أﻳﻘﻨﺖ أﻧﻲ ﻟﻮ وﻋﺪﺗﻪ ﺳﺄﺧﻠﻒ ..ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻻ ﻼ ﻳﻜ ﺎد ﺣﺎﻣ ﻞ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس أن ﻳﺠﺪ وﻇﻴﻔﺔ ..ﻓﻀ ً ﻋ ﻦ ﺣﺎﻣ ﻞ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ..وأﻧﺎ أﻋﺮف ﺣﺪود ﻗﺪراﺗﻲ .. ﻗﻠ ﺖ :ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ..واﷲ أﺗﻤﻨ ﻰ أن أﺳ ﺎﻋﺪك .. وأﺧﻮك أﺧﻲ ..وأﻧﺎ أﺗﺄﻟﻢ ﻟﻪ آﻤﺎ ﺗﺘﺄﻟﻢ .. ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ أﺑﺪًا ..أﺗﻤﻨﻰ أن ﺗﺘﻜﺮم ﻲ وﺗﻌﻔﻴﻨﻲ .. ﻋﻠ ﱠ ﻗﺎل :ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ..ﺣﺎول .. ﻗﻠﺖ :ﻻااا أﻗﺪر .. ﻓﻨﺎوﻟﻨﻲ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ..وﻗﺎل :ﻃﻴﺐ ..ﻳﺎ ﺷ ﻴﺦ ﺧ ﺬ ه ﺬﻩ اﻟ ﻮرﻗﺔ ﻓ ﻴﻬﺎ أرﻗ ﺎم هﻮاﺗﻔ ﻨﺎ ..إذا وﺟﺪت ﻟﻪ وﻇﻴﻔﺔ ﻓﺎﺗﺼﻞ ﺑﻨﺎ .. أدرآ ﺖ أﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺮﺑﻄﻨﻲ ﺑﺤﺒﻞ أﻣﻞ ..وﺳﻴﻈﻞ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻻﺗﺼﺎل .. ﻓﻘﻠ ﺖ :ﺑ ﻞ دع اﻟﻮرﻗﺔ ﻣﻌﻚ ..وﺧﺬ رﻗﻤﻲ أﻧﺖ .. وإن وﺟ ﺪت ﻟ ﻪ وﻇ ﻴﻔﺔ ﻓﺎﺗﺼ ﻞ ﺑ ﻲ ..ﻟﻌﻠ ﻲ أن
143
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
أآﺘﺐ ﻟﻚ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺴﺌﻮل ﻓﻴﻬﺎ .. ﻼ ..اﻧﺘﻈﺮت أن ﻳﻮدﻋﻨﻲ .. ﺳﻜﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﻗﻠﻴ ً ﻟﻜﻨﻲ ﺗﻔﺎﺟﺄت أﻧﻪ ﻗﺎل ﻟﻲ :ﺑﻴﺾ اﷲ وﺟﻬﻚ ..واﷲ ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ..ﺳ ﺒﻖ أن آﻠﻤ ﺖ اﻷﻣﻴ ﺮ ﻓ ﻼن ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻮع أﺧ ﻲ ﻣ ﻨﺬ ﺳ ﻨﺔ ..ﻓﺄﺧ ﺬ اﻟﻮرﻗﺔ ..وﻟﻢ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻲ إﻟﻰ اﻵن .. وﻣ ﺮة آﻠﻤ ﺖ اﻟﻠ ﻮاء ﻓ ﻼن ..ﻓﺄﺧ ﺬ اﻟ ﻮرﻗﺔ أﻳﻀ ًﺎ ..وﻟﻢ ﻳﺘﺼﻞ وﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ..هﺆﻻء أﻧﺎس ﻣ ﺎ ﻳﻬ ﺘﻤﻮن ﺑﺎﻟﻀ ﻌﻔﺎء ..اﷲ ﻳﻨ ﺘﻘﻢ ﻣﻨﻬﻢ .. اﷲ ..وﺑﺪأ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ..اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ..ﻟ ﻮ أﺧ ﺬت اﻟﻮرﻗﺔ ﻟﺼﺮت ﺛﺎﻟﺜﻬﻢ .. ﻧﻌ ﻢ ..اﻻﻋ ﺘﺬار ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ إﺧﻼف اﻟﻮﻋﺪ .. ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﻧﻜ ﻮن ﺻ ﺮﺣﺎء ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ .. ﻋﺎرﻓﻴﻦ ﻟﺤﺪود ﻗﺪراﺗﻨﺎ .. أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻋﻨﺪ ﺧﺮوﺟﻚ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ..ﺗﺼﺮخ ﺑﻚ زوﺟﺘﻚ .. أﺣﻀ ﺮ ﻣﻌ ﻚ ﺣﻠﻴ ﺒ ًﺎ ..وﺳ ﻜﺮًا ..وﺣﻔ ﺎﺋﻆ .. وﻋﺸﺎء .. ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ..ﻻ ﺗ ﺮدد :ﻃ ﻴﺐ ..ﻃ ﻴﺐ ..وإﻧﻤ ﺎ اﺻﺮخ ﺑﻬﺎ أﻧﺖ أﻳﻀ ًﺎ وﻗﻞ : ﻣ ﺎاااااا أﻗ ﺪر !! ..ﻓﻬ ﻲ ﺧﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻻﻋ ﺘﺬار ﻋ ﻨﺪ اﻟﻌ ﻮدة ..ﺿ ﺎق وﻗﺘ ﻲ ..أﻗﻔﻠ ﺖ اﻟﻤﺤﻼت ..ﻧﺴﻴﺖ .. وآﺬﻟﻚ ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ..وإﺧﻮاﻧﻚ .. أرﺟﻮ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻔﻜﺮة وﺻﻠﺖ .. ﺗﺠﺮﺑﺔ .. اﻻﻋﺘﺬار ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ..ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺬار ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .. 63.ﻣﻦ رآﻞ اﻟﻘﻄﺔ ؟! ﻗ ﺒﻞ أن ﺗﺠ ﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺆال ..اﺳﻤﻊ اﻟﻘﺼﺔ آﺎﻣﻠﺔ .. آ ﺎن ﻳﻌﻤ ﻞ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮًا ﻟﻤﺪﻳﺮ ﺳﻲء اﻷﺧﻼق .. ﻻ ﻳﻄ ﺒﻖ ﻣﻬ ﺎرة واﺣﺪة ﻣﻦ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آ ﺎن ه ﺬا اﻟﻤﺪﻳ ﺮ ﻳ ﺮاآﻢ اﻷﻋﻤ ﺎل ﻋﻠ ﻰ ﻧﻔﺴ ﻪ .. وﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ .. ﺻﺎح ﺑﺴﻜﺮﺗﻴﺮﻩ ﻳﻮﻣ ًﺎ ..ﻓﺪﺧﻞ ووﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. ﺳ ْﻢ ..ﺗﻔﻀﻞ ؟ ﻗﺎل َ : ﺻﺮخ ﺑﻪ :اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻬﺎﺗﻒ ﻣﻜﺘﺒﻚ ..وﻟﻢ ﺗﺮد .. ﻗﺎل :آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﻤﺠﺎور ..ﺁﺳﻒ .. ﻗ ﺎل ﺑﻀ ﺠﺮ :آ ﻞ ﻣ ﺮة ﺁﺳ ﻒ ..ﺁﺳ ﻒ ..ﺧﺬ هﺬﻩ اﻷوراق ..ﻧﺎوﻟﻬ ﺎ ﻟ ﺮﺋﻴﺲ ﻗﺴ ﻢ اﻟﺼ ﻴﺎﻧﺔ ..وﻋ ﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ .. ﻣﻀﻰ ﻣﺘﻀﺠﺮًا ..وأﻟﻘﺎهﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺐ رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ..وﻗﺎل :ﻻ ﺗﺆﺧﺮهﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ .. ﻗﺎل :ﻃﻴﺐ ﺿﻌﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳﺐ .. ﻗ ﺎل :ﻣﻨﺎﺳ ﺐ ..ﻏﻴ ﺮ ﻣﻨﺎﺳ ﺐ ..اﻟﻤﻬ ﻢ ﺧﻠﺼ ﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ .. ﺗﺸﺎﺗﻤﺎ ..ﺣﺘﻰ ارﺗﻔﻌﺖ أﺻﻮاﺗﻬﻤﺎ .. وﻣﻀﻰ اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ .. ﺑﻌ ﺪ ﺳ ﺎﻋﺘﻴﻦ أﻗ ﺒﻞ أﺣ ﺪ اﻟﻤﻮﻇﻔ ﻴﻦ اﻟﺼ ﻐﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻴﺎﻧﺔ ..إﻟ ﻰ رﺋﻴﺴ ﻪ وﻗ ﺎل :ﺳ ﺄذهﺐ ﻷﺧ ﺬ أوﻻدي ﻣﻦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ وأﻋﻮد .. ﺻﺮخ اﻟﺮﺋﻴﺲ :وأﻧﺖ آﻞ ﻳﻮم ﺗﺨﺮج .. ﻗ ﺎل :ه ﺬا ﺣﺎﻟ ﻲ ﻣ ﻦ ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات ..أول ﻣ ﺮة ﻲ .. ﺗﻌﺘﺮض ﻋﻠ ﱠ ﻗ ﺎل :أﻧ ﺖ ﻣ ﺎ ﻳﺼ ﻠﺢ ﻣﻌ ﻚ إﻻ اﻟﻌ ﻴﻦ اﻟﺤﻤ ﺮاء .. ارﺟﻊ ﻟﻤﻜﺘﺒﻚ .. ﻣﻀ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺘ ﺒﻪ ..وﺗﻮﻟ ﻰ أﺣ ﺪ اﻟﻤﺪرﺳ ﻴﻦ إﻳﺼ ﺎﻟﻬﻢ ..ﻟﻤ ﺎ ﻃ ﺎل وﻗ ﻮﻓﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺸﻤﺲ .. ﻋ ﺎد ه ﺬا اﻟﻤﻮﻇ ﻒ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ..ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ وﻟﺪﻩ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻌﻪ ﻟﻌﺒﺔ ..وﻗﺎل : ﺑﺎﺑﺎ ..هﺬﻩ أﻋﻄﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﻤﺪرس ﻷﻧﻨﻲ .. ﺻﺎح ﺑﻪ اﻷب :اذهﺐ ﻷﻣﻚ ..ودﻓﻌﻪ ﺑﻴﺪﻩ .. ﻣﻀ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻞ ﺑﺎآ ﻴ ًﺎ ..ﻓﺄﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻴﻪ ﻗﻄ ﺘﻪ اﻟﺠﻤ ﻴﻠﺔ ﺗﺘﻤﺴ ﺢ ﺑ ﺮﺟﻠﻴﻪ آﺎﻟﻌﺎدة ..ﻓﺮآﻠﻬﺎ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﻓﻀﺮﺑﺖ ﺑﺎﻟﺠﺪار .. اﻟﺴﺆال :ﻣﻦ رآﻞ اﻟﻘﻄﺔ ؟ أﻇﻨﻚ ..ﺗﺒﺘﺴﻢ ..وﺗﻘﻮل :اﻟﻤﺪﻳﺮ .. ﺻﺤﻴﺢ اﻟﻤﺪﻳﺮ .. ﻦ ﺗﻮزﻳﻊ اﻷدوار .. ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻓ ﱠ
144
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
واﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻧﻘ ﺪر ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻧﻘ ﻮل ﺑﻜ ﻞ ﺷ ﺠﺎﻋﺔ ..ه ﺬﻩ ﻟﻴﺴ ﺖ ﻓ ﻲ أﻳﺪﻳﻨﺎ ..ﻻ ﻧﻘﺪر .. ﺧﺎﺻ ﺔ أن ﺗﺼ ﺮﻓﺎﺗﻚ ﻗ ﺪ ﻳﺘﻌﺪى ﺿﺮرهﺎ إﻟﻰ ﻼ .. أﻗﻮام ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻃﺮﻓ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ أﺻ ً واﻧﺘﺒﻪ أن ﻳﺴﺘﺜﻴﺮك اﻵﺧﺮون ..وﻳﺤﺮﺟﻮﻧﻚ ﻓﺘﻀﻄﺮ ﻟﻮﻋﻮد ..ﻗﺪ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬهﺎ .. اﻧ ﺘﻘﻞ ﻣﻌ ﻲ إن ﺷ ﺌﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..واﻧﻈﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ εوﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠﺴ ﻪ اﻟﻤ ﺒﺎرك ..ﺑﻌﺪﻣﺎ اﻧﺘﺸﺮ اﻟﺪﻳﻦ ..و ُوﺣﱢﺪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .. ﺟﻌ ﻞ رؤﺳ ﺎء اﻟﻘ ﺒﺎﺋﻞ ﻳﺄﺗ ﻮن إﻟ ﻴﻪ ﻣﺬﻋﻨ ﻴﻦ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ..وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺄﺗﻮن ﺻﺎﻏﺮﻳﻦ ﺣﺎﻗﺪﻳﻦ .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻗ ﺒﻞ رﺋﻴﺲ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻌﺮب .. ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻠﻚ وﻣﻨﻌﻪ .. أﻗ ﺒﻞ ﻋﺎﻣ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ..وآ ﺎن ﻗ ﻮﻣﻪ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻟ ﻪ ﻟﻤ ﺎ رأوا اﻧﺘﺸ ﺎر اﻹﺳ ﻼم :ﻳ ﺎ ﻋﺎﻣ ﺮ إن اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻤﻮا ﻓﺄﺳﻠﻢ ..وآﺎن ﻣﺘﻜﺒﺮًا آﺘﻐﻄﺮﺳ ًﺎ .. ﻓﻜ ﺎن ﻳﻘ ﻮل ﻟﻬ ﻢ :واﷲ ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أﻗﺴﻤﺖ أﻻ أﻣ ﻮت ﺣﺘ ﻰ ﺗﻤﻠﱢﻜﻨ ﻲ اﻟﻌ ﺮب ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﺗﺘ ﺒ َﻊ ﻋﻘﺒ ﻲ ..ﻓﺄﻧ ﺎ أﺗ ﺒﻊ ﻋﻘ ﺐ ه ﺬا اﻟﻔﺘ ﻰ ﻣ ﻦ ﻗﺮﻳﺶ !! ﺛ ﻢ ﻟﻤ ﺎ رأى ﺗﻤﻜ ﻦ اﻹﺳ ﻼم ..واﻧﺼ ﻴﺎع اﻟ ﻨﺎس ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ .. εرآ ﺐ ﻧﺎﻗ ﺘﻪ ﻣ ﻊ ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻣﻀﻰ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ε دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ εوه ﻮ ﺑ ﻴﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮام .. ﻓﻠﻤ ﺎ وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺧﺎﻟﻨ ﻲ ..أي ﻗ ﻒ ﻣﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻔﺮاد .. وآ ﺎن εﺣ ﺬرًا ﻣﻦ أﻣﺜﺎل هﺆﻻء ..ﻓﻘﺎل :ﻻ واﷲ ﺣﺘﻰ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ وﺣﺪﻩ .. ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎﻟﻨﻲ .. ﻓﺄﺑﻰ اﻟﻨﺒﻲ .. εﻓﻼ زال ﻳﻜﺮر ..ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻢ ﻣﻌﻲ أآﻠﻤْﻚ ..ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻢ ﻣﻌﻲ أآﻠﻤْﻚ .. ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم ﻣﻌ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ .. εﻓﺎﺟﺘﺮ ﻋﺎﻣﺮ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إﻟ ﻴﻪ أﺣ ﺪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ اﺳ ﻤﻪ إرﺑ ﺪ ..وﻗ ﺎل :إﻧ ﻲ ﺳﺄﺷ ﻐﻞ ﻋ ﻨﻚ وﺟﻬ ﻪ ﻓ ﺈذا ﻓﻌﻠ ﺖ ذﻟ ﻚ ﻓﺎﺿ ﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ..ﻓﺠﻌﻞ إرﺑﺪ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻔﻪ واﺳﺘﻌﺪ .. ﻓﺎﻧﻔﺮد اﻻﺛﻨﺎن إﻟﻰ اﻟﺠﺪار ..ووﻗﻒ ﻣﻌﻬﻤﺎ رﺳﻮل اﷲ εﻳﻜﻠ ﻢ ﻋﺎﻣ ﺮًا ..وﻗ ﺒﺾ أرﺑ ﺪ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻴﻒ ..ﻓﻜﻠﻤ ﺎ أراد أن ﻳﺴ ﻠﻪ ﻳﺒﺴ ﺖ ﻳ ﺪﻩ ..ﻓﻠ ﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺳﻞ اﻟﺴﻴﻒ .. وﺟﻌ ﻞ ﻋﺎﻣ ﺮ ﻳﺸ ﺎﻏﻞ رﺳ ﻮل اﷲ .. εوﻳﻨﻈ ﺮ إﻟﻰ إرﺑﺪ ..وإرﺑﺪ ﺟﺎﻣﺪ ﻻ ﻳﺘﺤﺮك .. ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ εﻓﺮأى أرﺑﺪ وﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ .. ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ اﻟﻄﻔﻴﻞ ..أﺳﻠﻢ .. ﻓﻘﺎل ﻋﺎﻣﺮ :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻲ إن أﺳﻠﻤﺖ ؟ ﻓﻘﺎل εﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻗﺎل ﻋﺎﻣﺮ :أﺗﺠﻌﻞ ﻟﻲ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪك إن أﺳﻠﻤﺖ ؟ ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﺄ اﻟﻨﺒ ﻲ εأن ﻳﻌﺪ ﻋﺎﻣﺮًا ﺑﻮﻋﺪ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ .. ﻓﻜ ﺎن ﺻ ﺮﻳﺤ ًﺎ ﺟ ﺮﻳﺌ ًﺎ ﻣﻌ ﻪ ..وﻗﺎل :ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻟﻚ وﻻ ﻟﻘﻮﻣﻚ .. ﻼ ..وﻗﺎل :أﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ أن ﻓﺨﻔﻒ ﻋﺎﻣﺮ اﻟﻄﻠﺐ ﻗﻠﻴ ً ﻟﻲ اﻟﻮﺑﺮ وﻟﻚ اﻟﻤﺪر ..أي أآﻮن ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎدﻳﺔ وأﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺿﺮة .. ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ .. εأﻳﻀ ًﺎ ﻻ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳﻠ ﺰم ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻮﻋﻮد ..ﻻ ﻳﺪري ﺗﺘﺤﻘﻖ أم ﻻ ..ﻓﻘﺎل :ﻻ .. ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻏﻀ ﺐ ﻋﺎﻣ ﺮ وﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ ..وﺻ ﺎح ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ : ﻼ ﺟ ﺮدًا .. واﷲ ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ..ﻷﻣﻸﻧﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻴﻚ ﺧ ﻴ ً ورﺟﺎ ًﻻ ﻣﺮدًا ..وﻷرﺑﻄﻦ ﺑﻜﻞ ﻧﺨﻠﺔ ﻓﺮﺳ ًﺎ .. وﻷﻏﺰوك ﺑﻐﻄﻔﺎن ﺑﺄﻟﻒ أﺷﻘﺮ وأﻟﻒ ﺷﻘﺮاء .. ﺛﻢ ﺧﺮج ﻳﺰﺑﺪ وﻳﺮﻋﺪ .. ﻓﺠﻌﻞ εﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ وهﻮ ﻣﻮ ﱟل .. ﺛ ﻢ رﻓ ﻊ εﺑﺼ ﺮﻩ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﻗﺎل :اﻟﻠﻬﻢ اآﻔﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮًا ..وا ْه ِﺪ ﻗﻮﻣﻪ .. ﺧﺮج ﻋﺎﻣﺮ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﺘﻰ إذا ﻓﺎرق اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﺗﻌ ﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺮ ..ﻓﺼﺎدف اﻣﺮأة ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻳﻘﺎل ﻟﻬ ﺎ ﺳ ﻠﻮﻟﻴﺔ وآﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺧﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ..وآﺎﻧﺖ اﻣﺮأة ﻓﺎﺟﺮة ..ﻳﺬﻣﻬﺎ اﻟﻨﺎس وﻳﺘﻬﻤﻮن ﻣﻦ دﺧﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ .. ﻓﻠ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ﻣ ﺄوى ﺁﺧ ﺮ ..ﻓﻨ ﺰل ﻋ ﻦ ﻓﺮﺳﻪ ﻣﻀﻄﺮًا
145
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻧﺎم ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ .. ﻓﺎﺧﺬﺗﻪ ﻏﺪة واﻧﺘﻔﺎخ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻪ آﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ أﻋﻨﺎق اﻹﺑﻞ ﻓﻴﻘﺘﻠُﻬﺎ ..ﻓﻔﺰع واﺿﻄﺮب .. وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻤﺲ اﻟ ﻮرم وﻳﻘ ﻮل :ﻏ ﺪة آﻐ ﺪة اﻟﺒﻌﻴﺮ ..وﻣﻮت ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺳﻠﻮﻟﻴﺔ .. أي :ﻻ ﻣﻮت ﻳﺸﺮّف ..وﻻ ﻣﻜﺎن ﻳﺸﺮّف .. آ ﺎن ﻳﺘﻤﻨ ﻰ أن ﻳﻤ ﻮت ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣﺔ ﻗ ﺘﺎل .. ﺑﺴ ﻴﻮف اﻷﺑﻄ ﺎل ..ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ﻳﻤ ﻮت ﺑﻤ ﺮض ﺣﻴﻮاﻧﺎت ..ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻓﺎﺟﺮة !! ﺗﺒ ًﺎ ..ﻟﻠﺬل واﻟﻤﻬﺎﻧﺔ .. ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻬﻢ :ﻗﺮﺑﻮا ﻓﺮﺳﻲ .. ﻓﻘ ﺮﺑﻮﻩ ..ﻓﻮﺛﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺳﻪ ..وأﺧﺬ رﻣﺤﻪ ..وﺻﺎر ﻳﺠﻮل ﺑﻪ اﻟﻔﺮس .. وه ﻮ ﻳﺼ ﻴﺢ ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻷﻟ ﻢ ..وﻳﺘﺤﺴ ﺲ ﻋﻨﻘﻪ ﺑﻴﺪﻩ وﻳﻘﻮل :ﻏﺪة آﻐﺪة اﻟﺒﻌﻴﺮ وﻣﻮت ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺳﻠﻮﻟﻴﺔ .. ﻓﻠ ﻢ ﺗ ﺰل ﺗﻠ ﻚ ﺣﺎﻟ ﻪ ﻳ ﺪور ﺑ ﻪ ﻓﺮﺳ ﻪ ..ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﻋﻦ ﻓﺮﺳﻪ ﻣﻴﺘ ًﺎ .. ﺗﺮآﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..ورﺟﻌﻮا إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ .. ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﻮا دﻳ ﺎرهﻢ ..أﻗ ﺒﻞ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ إرﺑﺪ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ :ﻣﺎ وراءك ﻳﺎ أرﺑﺪ ؟ ﻓﻘﺎل :ﻻ ﺷﻲء ..واﷲ ﻟﻘﺪ دﻋﺎﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ إﻟﻰ ﻋ ﺒﺎدة ﺷ ﻲء ..ﻟ ﻮددت ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ ﻋ ﻨﺪي اﻵن ﻓﺄرﻣ ﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨ ﺒﻞ ﺣﺘ ﻰ أﻗ ﺘﻠﻪ .. ﻓﺨ ﺮج ﺑﻌ ﺪ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺑﻴﻮم أو ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﻌﻪ ﺟﻤﻞ ﻟ ﻪ ﻟﻴﺒ ﻴﻌﻪ ..ﻓﺄرﺳ ﻞ اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻋﻠ ﻰ ﺟﻤﻠ ﻪ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻓﺄﺣﺮﻗﺘﻬﻤﺎ .. وأﻧ ﺰل اﷲ ﻋ ﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋﺎﻣﺮ وأرﺑﺪ : ﺤ ِﻤ ُﻞ ُآ ﱡﻞ أُﻧ َﺜ ﻰ َو َﻣ ﺎ ﷲّ َﻳ ْﻌ َﻠ ُﻢ َﻣ ﺎ َﺗ ْ "ا ُ ﻲ ٍء ﺷ ْ ﺣ ﺎ ُم َو َﻣ ﺎ َﺗ ْﺰدَا ُد َو ُآﻞﱡ َ ﺾ ا َﻷ ْر َ َﺗ ِﻐ ﻴ ُ ﻋِﻨ َﺪ ُﻩ ِﺑ ِﻤ ْﻘﺪَا ٍر * ﺸﻬَﺎ َد ِة ا ْﻟ َﻜﺒِﻴ ُﺮ ا ْﻟ ُﻤ َﺘﻌَﺎ ِل * ﺐ وَاﻟ ﱠ ﻋَﺎ ِﻟ ُﻢ ا ْﻟ َﻐ ْﻴ ِ ﺟ َﻬ َﺮ ﺳ ﱠﺮ ا ْﻟ َﻘ ْﻮ َل َوﻣَﻦ َ ﻦ َأ َ ﺳﻮَاء ﻣﱢﻨﻜُﻢ ﱠﻣ ْ َ ب ﺳ ﺎ ِر ٌ ﻒ ﺑِﺎﻟﱠﻠ ْﻴ ِﻞ َو َ ﺨ ٍ ﺴ َﺘ ْ ﻦ ُه َﻮ ُﻣ ْ ِﺑ ِﻪ َو َﻣ ْ ﺑِﺎﻟ ﱠﻨﻬَﺎ ِر * ﺧ ْﻠ ِﻔ ِﻪ ﻦ َ ﻦ َﻳ َﺪ ْﻳ ِﻪ َو ِﻣ ْ ت ﻣﱢﻦ َﺑ ْﻴ ِ َﻟ ُﻪ ُﻣ َﻌ ﱢﻘﺒَﺎ ٌ ﷲ َﻻ ُﻳ َﻐﻴﱢ ُﺮ ن ا َّ ﷲ ِإ ﱠ ﻦ َأ ْﻣ ِﺮ ا ِّ ﺤ َﻔﻈُﻮ َﻧ ُﻪ ِﻣ ْ َﻳ ْ ﺴ ِﻬ ْﻢ َوِإذَا ﺣﺘﱠﻰ ُﻳ َﻐ ﱢﻴﺮُو ْا ﻣَﺎ ِﺑ َﺄ ْﻧ ُﻔ ِ ﻣَﺎ ِﺑ َﻘ ْﻮ ٍم َ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻼ َﻣ َﺮ ﱠد َﻟ ُﻪ َوﻣَﺎ َﻟﻬُﻢ ﷲّ ِﺑ َﻘ ْﻮ ٍم ﺳُﻮءًا َﻓ َ َأرَا َد ا ُ ﻣﱢﻦ دُو ِﻧ ِﻪ ﻣِﻦ وَا ٍل * ﻃ َﻤﻌًﺎ َو ُﻳ ْﻨﺸِﻰ ُء ﺧ ْﻮﻓًﺎ َو َ ق َ ُه َﻮ اﱠﻟﺬِي ُﻳﺮِﻳ ُﻜ ُﻢ ا ْﻟ َﺒ ْﺮ َ ب اﻟ ﱢﺜﻘَﺎ َل * ﺴﺤَﺎ َ اﻟ ﱠ ﻦ ﺧِﻴ َﻔ ِﺘ ِﻪ ﻼ ِﺋ َﻜ ُﺔ ِﻣ ْ ﺤ ْﻤ ِﺪ ِﻩ وَا ْﻟ َﻤ َ ﻋ ُﺪ ِﺑ َ ﺢ اﻟ ﺮﱠ ْ ﺴ ﺒﱢ ُ َو ُﻳ َ ﺸ ﺎء ﺐ ِﺑ َﻬ ﺎ َﻣ ﻦ َﻳ َ ﺼﻴ ُ ﻖ َﻓ ُﻴ ِ ﻋ َ ﺼ ﻮَا ِ ﺳ ُﻞ اﻟ ﱠ َو ُﻳ ْﺮ ِ ﺷﺪِﻳ ُﺪ ا ْﻟ ِﻤﺤَﺎ ِل * ﷲ َو ُه َﻮ َ ن ﻓِﻲ ا ِّ َو ُه ْﻢ ُﻳﺠَﺎ ِدﻟُﻮ َ ن ِﻣ ﻦ دُو ِﻧ ِﻪ َﻻ ﻋﻮ َ ﻦ َﻳ ْﺪ ُ ﻖ وَاﱠﻟ ﺬِﻳ َ ﺤ ﱢ ﻋ َﻮ ُة ا ْﻟ َ َﻟ ُﻪ َد ْ ﻂ َآ ﱠﻔ ْﻴ ِﻪ ِإﻟَﻰ ا ْﻟﻤَﺎء ﺳِ ﻲ ٍء ِإ ﱠﻻ َآﺒَﺎ ِ ﺸ ْ ن َﻟ ُﻬ ﻢ ِﺑ َ ﺴ َﺘﺠِﻴﺒُﻮ َ َﻳ ْ ﻦ ِإ ﱠﻻ ﻓِﻲ ِﻟ َﻴ ْﺒُﻠ َﻎ ﻓَﺎ ُﻩ َوﻣَﺎ ُه َﻮ ِﺑﺒَﺎ ِﻟ ِﻐ ِﻪ َوﻣَﺎ ُدﻋَﺎء ا ْﻟﻜَﺎ ِﻓﺮِﻳ َ ﻼ ٍل " .. ﺿَ َ ﻧﻌﻢ ..ﻻ ﺗﻠﺘﺰم إﻻ ﺑﻤﺎ ﺗﺜﻖ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻪ .. ﺑﻌﻮن اﷲ .. ﻗ ﺎم εﻣ ﺮة ﺧﻄﻴ ﺒ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ..ﻓﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻵﺧﺮة ﻼ :ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ وأﺣ ﻮاﻟﻬﺎ ..ﺛﻢ ﺻﺎح ﻗﺎﺋ ً ..ﺳﻠﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ..ﻓﺈﻧﻲ ﻻ أﻏﻨﻲ ﻋﻨﻚ ﻣﻦ اﷲ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. وأﺧﻴﺮًا .. ﻣ ﻊ اﻟﺘﺄآ ﻴﺪ ﻋﻠ ﻰ أهﻤ ﻴﺔ ﻋ ﺪم اﻻﻟﺘ ﺰام ﺑﺎﻟﺸﻲء إﻻ وأﻧﺖ ﻗﺎدر ﻋﻠﻴﻪ ..إﻻ أﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻨﺪ اﻻﻋﺘﺬار أن ﻧﺴﺘﻌﻤﻞ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ذآﻴ ًﺎ .. ﻼ :ﺟﺎء إﻟﻴﻚ ﻟﺘﺒﺤﺚ ﻷﺧﻴﻪ ﻋﻦ وﻇﻴﻔﺔ ..ﻷن ﻓﻤﺜ ً أﺑﺎك ﻣﺴﺌﻮل آﺒﻴﺮ ..أو أﺧﺎك ..أو أﻧﺖ .. ﻓﺎﻋ ﺘﺬر ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻳﺤﻔ ﻆ ﻣ ﺎء وﺟﻬﻪ وﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﻼ:- أﻧﻚ ﺗﺸﺎرآﻪ اﻟﻬﻢ ..ﻗﻞ – ﻣﺜ ً ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ..أﻧ ﺎ أﺷ ﻌﺮ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺗ ﻚ ..وأﺧ ﻮك أﻋﺘﺒﺮﻩ أﺧﻲ ..وﻟﺌﻦ آﺎن إﺧﻮاﻧﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﻓﻬﻮ اﻟﺴﺎدس .. ﻟﻜ ﻦ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أﻧﻨ ﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌ ًﺎ اﻵن ..ﻓﺎﻋﺬرﻧﻲ ..وأﺳﺄل اﷲ أن ﻳﻮﻓﻖ أﺧﺎك .. ﻣﻊ ﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ..وﺗﻌﺒﻴﺮات وﺟﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ .. ﻓﻜﺄﻧ ﻚ ﺑﻬ ﺬا اﻟ ﺮد اﻟﺠﻤ ﻴﻞ ﻗﻀ ﻴﺖ ﻟ ﻪ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮﻳﺪ .. أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ ..؟ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ .. آﻦ ﺻﺮﻳﺤ ًﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ ..ﺟﺮﻳﺌ ًﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس .. واﻋﺮف ﻗﺪراﺗﻚ واﻟﺘﺰم ﺑﺤﺪودهﺎ .. 64.اﻟـﺘـﻮاﺿـﻊ .. آﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﺎء ..
146
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓ ﺘﺤﺪث أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ رﺁﻩ اﺳ ﺘﻐﻨﻰ ! وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ أﺛﻨﺎء ﺣﺪﻳﺜﻪ : ..وﻣ ﺮرت ﺑﺄﺣ ﺪ اﻟﻌﻤ ﺎل ..ﻓﻤ ّﺪ ﻳ ﺪﻩ ﻟﻴﺼ ﺎﻓﺤﻨﻲ ..ﻓﺘ ﺮددت ﺛ ﻢ ﻣ ﺪدت ﻳ ﺪي وﺻﺎﻓﺤﺘﻪ .. ﺛﻢ ﻗﺎل :ﻣﻊ أﻧﻲ ﻻ أﻋﻄﻲ ﻳﺪي ﻷي أﺣﺪ .. ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ﻳﻘ ﻮل :ﻻ أﻋﻄﻲ ﻳﺪي ﻷي أﺣﺪ .. أﻣ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻓﻜﺎﻧ ﺖ اﻷﻣ ﺔ اﻟﻤﻤﻠﻮآﺔ اﻟﻀ ﻌﻴﻔﺔ ..ﺗﻠﻘ ﺎﻩ ﻓ ﻲ وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ .. ﻓﺘﺸ ﺘﻜﻲ إﻟ ﻴﻪ ﻣ ﻦ ﻇﻠ ﻢ أهﻠﻬ ﺎ ..أو آﺜ ﺮة ﺷ ﻐﻠﻬﺎ ..ﻓ ﻴﺠﻌﻞ ﻳ ﺪﻩ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪهﺎ ..ﻓﻴ ﻨﻄﻠﻖ ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ أهﻠﻬﺎ ﻟﻴﺸﻔﻊ ﻟﻬﺎ .. وآ ﺎن ﻳﻘ ﻮل :ﻻ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﺠ ﻨﺔ ﻣ ﻦ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎل ذرة ﻣﻦ آﺒﺮ .. آ ﻢ ﺳ ﻤﻌﻨﺎ اﻟﻨﺎس ﻳﺮددون :ﻳﺎ أﺧﻲ ..ﻓﻼن ﻣﺘﻜﺒﺮ ..ﻓﻼن "ﺷﺎﻳﻒ ﻧﻔﺴﻪ " .. وﺗﺴ ﺄﻟﻪ :ﻟﻤ ﺎذا ﻟ ﻢ ﺗﺴﺘﻌﻦ ﺑﺠﺎرك ﻓﻲ آﺬا ؟ ﻓﻴﻘﻮل :ﻓﻼن ﻣﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ..ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ وﺟﻪ !! آ ﻢ ه ﻢ ﻣﺒﻐﻮﺿ ﻮن أوﻟ ﺌﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘﻜﺒ ﺮون ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ..وﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﻌﻼء .. آ ﻢ ه ﻮ ﻣﻨ ﺒﻮذ ..ذاك اﻟ ﺬي ﻳﻄﻐ ﻰ أن رﺁﻩ اﺳﺘﻐﻨﻰ .. ذاك اﻟ ﺬي ﻳﺼ ﻌﺮ ﺧ ﺪﻩ ﻟﻠ ﻨﺎس وﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ اﻷرض ﻣﺮﺣ ًﺎ .. ذاك اﻟ ﺬي ﻳﺘﻜﺒ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻤ ﺎل ..واﻟﺨ ﺪام .. واﻟﻔﻘﺮاء .. ﻳﺘﻜﺒ ﺮ ﻋ ﻦ ﻣﺤﺎدﺛ ﺘﻬﻢ ..وﻣﺼ ﺎﻓﺤﺘﻬﻢ .. وﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ .. ﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ εﻣﻜ ﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ..ﺟﻌﻞ ﻳﻤﺮ ﺑﻄﺮﻗﺎت ﻣﻜ ﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ أوذي ﻓﻴﻬﺎ ..واﺳﺘُﻬﺰئ ﺑﻪ .. آﻢ ﺳﻤﻊ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎﺗﻬﺎ ..ﻳﺎ ﻣﺠﻨﻮن ..ﺳﺎﺣﺮ ..آﺎهﻦ ..آﺬاب .. وه ﻮ اﻟ ﻴﻮم ﻳ ﺪﺧﻠﻬﺎ ﻗﺎﺋ ﺪًا ﻋﺰﻳﺰًا ..ﻣﻤﻜﻨ ًﺎ .. ﻗﺪ أذل اﷲ أهﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. ﻓﻜﻴﻒ آﺎن ﺷﻌﻮرﻩ وهﻮ داﺧﻞ ؟
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ : ﻟﻤ ﺎ وﺻ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ εإﻟ ﻰ ذي ﻃ ﻮى ..وﻗ ﻒ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﻪ ﻣﻌﺘﺠﺮًا ﺑﻘﻄﻌﺔ ﺑﺮد ﺣﻤﺮاء .. وأن رﺳﻮل اﷲ εﻟﻴﻀﻊ رأﺳﻪ ﺗﻮاﺿﻌ ًﺎ ﷲ ..ﺣﻴﻦ رأى ﻣ ﺎ أآ ﺮﻣﻪ اﷲ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﺘﺢ ..ﺣﺘ ﻰ إن ﻋﺜ ﻨﻮﻧﻪ ) ﻃ ﺮف ﻟﺤﻴ ﺘﻪ ( ﻟ ﻴﻜﺎد ﻳﻤ ﺲ واﺳ ﻄﺔ اﻟﺮﺣﻞ .. وﻗ ﺎل أﻧ ﺲ :دﺧ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ εﻣﻜ ﺔ ﻳ ﻮم اﻟﻔ ﺘﺢ وذﻗﻨﻪ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﻪ ﻣﺘﺨﺸﻌ ًﺎ .. وﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد :أﻗ ﺒﻞ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ رﺳﻮل اﷲ ε ﻓﻜﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺷﻲء ..ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ اﻟﺮﻋﺪة .. ﻓﻘ ﺎل : εه ﻮن ﻋﻠ ﻴﻚ ..ﻓﺈﻧﻤ ﺎ أﻧ ﺎ اﺑ ﻦ اﻣ ﺮأة ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺗﺄآﻞ اﻟﻘﺪﻳﺪ ) ..اﻟﻠﺤﻢ اﻟـﻤﺠﻔﻒ ( .. وآ ﺎن εﻳﻘ ﻮل :أﺟﻠ ﺲ آﻤ ﺎ ﻳﺠﻠﺲ اﻟﻌﺒﺪ ..وﺁآﻞ آﻤﺎ ﻳﺄآﻞ اﻟﻌﺒﺪ .. ﻧﻌﻢ .. ﺗﻮاﺿﻊ ﺗﻜﻦ آﺎﻟﻨﺠﻢ ﻻح ﻟﻨﺎﻇﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻔﺤﺎت اﻟﻤ ﺎء وهﻮ رﻓﻴﻊ ﻚ آﺎﻟﺪﺧﺎن ﻳﻌﻠﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ وﻻ ﺗ ُ ﻋﻠ ﻰ ﻃ ﺒﻘﺎت اﻟﺠ ّﻮ وه ﻮ رﻓﻴﻊ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر .. ﻣﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﷲ رﻓﻌﻪ ..وﻣﺎ زاد اﷲ ﻋﺒﺪًا ﺑﺎﻟﺘﻮاﺿﻊ إﻻ ﻋﺰًا .. 65.اﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺨﻔﻴﺔ .. ﻗ ﺒﻞ ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات ..ﻓ ﻲ أﻳ ﺎم رﺑ ﻴﻊ ..وﻓ ﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﺎردة آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺮ ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎء .. ﺗﻌﻄﻠﺖ إﺣﺪى اﻟﺴﻴﺎرات ..ﻓﺎﺿﻄﺮرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاء .. أذآ ﺮ أﻧ ﺎ أﺷ ﻌﻠﻨﺎ ﻧ ﺎرًا ﺗﺤﻠﻘ ﻨﺎ ﺣ ﻮﻟﻬﺎ ..وﻣﺎ أﺟﻤﻞ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺸﺘﺎء ﻓﻲ دفء اﻟﻨﺎر .. ﻃ ﺎل ﻣﺠﻠﺴ ﻨﺎ ﻓﻼﺣﻈﺖ أﺣﺪ اﻹﺧﻮة اﻧﺴ ﱠﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻨﺎ .. ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ..آﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﺒﺎدات ﺧﻔﻴﺔ .. آﺎن رﺟ ً آ ﻨﺖ أراﻩ ﻳ ﺘﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ ﺻ ﻼة اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻣﺒﻜ ﺮًا ..ﺑﻞ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ وﺑﺎب اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻌﺪ !!..
147
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗﺎم وأﺧﺬ إﻧﺎ ًء ﻣﻦ ﻣﺎء .. ﻇﻨﻨﺖ أﻧﻪ ذهﺐ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ .. أﺑﻄ ﺄ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ..ﻓﻘﻤ ﺖ أﺗ ﺮﻗﺒﻪ ..ﻓ ﺮأﻳﺘﻪ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋ ﻨﺎ ..ﻗ ﺪ ﻟ ﻒ ﺟﺴ ﺪﻩ ﺑ ﺮداء ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒﺮد وه ﻮ ﺳ ﺎﺟﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﺮاب ..ﻓ ﻲ ﻇﻠﻤ ﺔ .. ﻳﺘﻤﻠﻖ رﺑﻪ وﻳﺘﺤﺒﺐ إﻟﻴﻪ .. ﻋ ﺰًا ﻓ ﻲ أﻳﻘ ﻨﺖ أن ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻌ ﺒﺎدة اﻟﺨﻔ ﻴﺔ ِ .. اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ اﻵﺧﺮة .. ﻣﻀﺖ اﻟﺴﻨﻮات .. وأﻋﺮﻓﻪ اﻟﻴﻮم ..ﻗﺪ وﺿﻊ اﷲ ﻟﻪ اﻟﻘﺒﻮل ﻓﻲ اﻷرض .. ﻟ ﻪ ﻣﺸ ﺎرآﺎت ﻓ ﻲ اﻟﺪﻋ ﻮة ..وهﺪاﻳ ﺔ اﻟﻨﺎس .. إذا ﻣﺸ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻮق أو اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..رأﻳ ﺖ اﻟﺼ ﻐﺎر ﻗ ﺒﻞ اﻟﻜ ﺒﺎر ﻳﺘﺴ ﺎﺑﻘﻮن إﻟ ﻴﻪ .. ﻣﺼﺎﻓﺤﻴﻦ ..وﻣﺤﺒﻴﻦ .. آ ﻢ ﻳﺘﻤﻨ ﻰ اﻟﻜﺜﻴ ﺮون ﻣ ﻦ ﺗﺠﺎر ..وأﻣﺮاء .. وﻣﺸ ﻬﻮرﻳﻦ ..أن ﻳ ﻨﺎﻟﻮا ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻧﺎل .. وﻟﻜﻦ هﻴﻬﺎااات .. أأﺑ ﻴﺖ ﺳ ﻬﺮان اﻟﺪﺟ ﻰ ..وﺗﺒﻴﺘﻪ *** ﻧﻮﻣ ًﺎ ! وﺗﺒﻐﻲ ﺑﻌﺪ ذاك ﻟﺤﺎﻗﻲ ؟ ﻧﻌ ﻢ ) ..إن اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا وﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ﺳ ﻴﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ اﻟﺮﺣﻤﻦ وُدًا ( ..أي ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺨﻠﻖ .. إذا أﺣﺒﻚ اﷲ ﺟﻌﻞ ﻟﻚ اﻟﻘﺒﻮل ﻓﻲ اﻷرض .. ﻗ ﺎل : εإن اﷲ إذا أﺣ ﺐ ﻋ ﺒﺪًا ﻧ ﺎدى ﺟﺒﺮﻳﻞ ..ﻓﻘﺎل : إﻧﻲ ﻗﺪ أﺣﺒﺒﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﺄﺣﺒﻪ .. ﻗﺎل :ﻓﻴﺤﺒﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ .. ﺛ ﻢ ُﻳ ﻨﺎدى ﻓ ﻲ أه ﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء :إن اﷲ ﻳﺤ ﺐ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ .. ﻓﻴﺤﺒﻪ أهﻞ اﻟﺴﻤﺎء .. ﻗﺎل :ﺛﻢ ﺗﻨﺰل ﻟﻪ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻓﻲ أهﻞ اﻷرض .. ﻓ ﺬﻟﻚ ﻗ ﻮل اﷲ " إن اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣ ﻨﻮا وﻋﻤﻠ ﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ اﻟﺮﺣﻤﻦ ُو ّدًا " .. وإذا أﺑﻐ ﺾ اﷲ ﻋ ﺒﺪًا ..ﻧ ﺎدى ﺟﺒﺮﻳﻞ :إﻧﻲ أﺑﻐﻀ ﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﺄﺑﻐﻀ ﻪ ..ﻓﻴﺒﻐﻀﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺛ ﻢ ُﻳ ﻨﺎدى ﻓ ﻲ أه ﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء :إن اﷲ ﻳ ﺒﻐﺾ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﺄﺑﻐﻀﻪ .. ﻓﻴﺒﻐﻀﻪ أهﻞ اﻟﺴﻤﺎء .. )(78 .. ﺛﻢ ﺗﻨﺰل ﻟﻪ اﻟﺒﻐﻀﺎء ﻓﻲ اﻷرض .. ﻗ ﺎل اﻟﺰﺑﻴ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻮام : τﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻄﺎع ﻣ ﻨﻜﻢ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺧﺒﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ .. واﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺨﻔﻴﺔ أﻧﻮاع .. ﻣ ﻨﻬﺎ ..اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻼة اﻟﻠ ﻴﻞ ..وﻟ ﻮ رآﻌ ﺔ واﺣ ﺪة وﺗ ﺮًا آ ﻞ ﻟ ﻴﻠﺔ ..ﺗﺼ ﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻌﺸ ﺎء ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ..أو ﻗ ﺒﻞ أن ﺗ ﻨﺎم ..أو ﻗ ﺒﻞ اﻟﻔﺠ ﺮ .. ﻟﺘﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﻦ ﻗﻮام اﻟﻠﻴﻞ .. ﻗﺎل : εإن اﷲ وﺗﺮ ﻳﺤﺐ اﻟﻮﺗﺮ ..ﻓﺄوﺗﺮوا ﻳﺎ أهﻞ اﻟﻘﺮﺁن .. وﻣ ﻨﻬﺎ ..اﻟﺴ ﻌﻲ ﻓ ﻲ اﻹﺻ ﻼح ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ..ﺑﻴﻦ اﻟ ﺰﻣﻼء اﻟﻤﺘﺨﺎﺻ ﻤﻴﻦ ..ﺑ ﻴﻦ اﻟﺠﻴ ﺮان ..ﺑ ﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ .. ﻗ ﺎل : εاﻻ أﺧﺒ ﺮآﻢ ﺑﺄﻓﻀ ﻞ ﻣ ﻦ درﺟ ﺔ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺼﻴﺎم واﻟﺼﺪﻗﺔ ؟ ﻗﺎﻟﻮا :ﺑﻠﻰ .. ﻗ ﺎل :إﺻﻼح ذات اﻟﺒﻴﻦ ..وﻓﺴﺎد ذات اﻟﺒﻴﻦ هﻲ )(79 اﻟﺤﺎﻟﻘﺔ وﻣﻨﻬﺎ اﻹآﺜﺎر ﻣﻦ ذآﺮ اﷲ .. ﻓﺈن ﻣﻦ أﺣﺐ ﺷﻴﺌ ًﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ذآﺮﻩ .. وﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ..ﻗ ﺎل : εأﻻ أﻧﺒ ﺌﻜﻢ ﺑﺨﻴﺮ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ..وأزآﺎهﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻠﻴﻜﻜﻢ ..وأرﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ درﺟﺎﺗﻜﻢ .. وﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ إﻋﻄﺎء اﻟﺬهﺐ واﻟﻮرق ..وﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ﻣ ﻦ أن ﺗﻠﻘ ﻮا ﻋ ﺪوآﻢ ﻓﺘﻀﺮﺑﻮا أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ وﻳﻀﺮﺑﻮا أﻋﻨﺎﻗﻜﻢ ..؟ ﻗﺎﻟﻮا :ﺑﻠﻰ ..وﻣﺎ ذاك ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻗﺎل :ذآﺮ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ).. (80 وﻣ ﻨﻬﺎ ..ﺻ ﺪﻗﺔ اﻟﺴ ﺮ ..ﻓﺼ ﺪﻗﺔ اﻟﺴ ّﺮ ﺗﻄﻔ ﺊ ﻏﻀﺐ اﻟﺮب .. آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ τإذا ﺻ ﻠﻰ اﻟﻔﺠ ﺮ ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺤﺮاء ..ﻓﺎﺣﺘ ﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا ..ﺛﻢ ﻋﺎد ) ( 78 ) ( 79 ) ( 80
رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ،واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ . رواﻩ أﺣﻤﺪ وﻏﻴﺮﻩ . رواﻩ أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﻴﺮهﻤﺎ ،ﺻﺤﻴﺢ .
148
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻓﻌﺠ ﺐ ﻋﻤ ﺮ τﻣ ﻦ ﺧ ﺮوﺟﻪ ..ﻓﺘ ﺒﻌﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺧﻔﻴﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ .. ﻓ ﺈذا أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻤﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ..ﻓﺎﺧﺘﺒﺄ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ ﺧﻠﻒ ﺻﺨﺮة .. ﻓﻠ ﺒﺚ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﻤﺔ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا ..ﺛﻢ ﺧﺮج .. ﻓﺨ ﺮج ﻋﻤ ﺮ ﻣ ﻦ وراء ﺻ ﺨﺮﺗﻪ ودﺧ ﻞ اﻟﺨ ﻴﻤﺔ ..ﻓ ﺈذا ﻓﻴﻬﺎ اﻣﺮأة ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻋﻤﻴﺎء .. وﻋﻨﺪهﺎ ﺻﺒﻴﺔ ﺻﻐﺎر .. ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻤﺮ :ﻣﻦ هﺬا اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻻ أﻋﺮﻓﻪ ..هﺬا رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ آﻞ ﺻﺒﺎح ..ﻣﻨﺬ آﺬا وآﺬا .. ﻗ ﺎل ﻓﻤ ﺎذا ﻳﻔﻌ ﻞ :ﻗﺎﻟ ﺖ :ﻳﻜ ﻨﺲ ﺑﻴﺘ ﻨﺎ .. وﻳﻌﺠ ﻦ ﻋﺠﻴﻨ ﻨﺎ ..وﻳﺤﻠ ﺐ داﺟﻨ ﻨﺎ ..ﺛ ﻢ ﻳﺨﺮج .. ﻓﺨ ﺮج ﻋﻤﺮ وهﻮ ﻳﻘﻮل :ﻟﻘﺪ أﺗﻌﺒﺖ اﻟﺨﻠﻔﺎء ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪك ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ..ﻟﻘ ﺪ أﺗﻌ ﺒﺖ اﻟﺨﻠﻔ ﺎء ﻣﻦ ﺑﻌﺪك ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ .. * * * * * * * * وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻋﻤ ﺮ τﺑﻌ ﻴﺪًا ﻓ ﻲ ﺗﻌﺒﺪﻩ وإﺧﻼﺻﻪ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ .. ﻓﻘﺪ رﺁﻩ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ .. ﺧ ﺮج ﻓ ﻲ ﺳ ﻮاد اﻟﻠ ﻴﻞ ..ﻓ ﺪﺧﻞ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ﺛ ﻢ .. ﺧﺮج ﻣﻨﻪ ودﺧﻞ ﺑﻴﺘ ًﺎ ﺁﺧﺮ ..ﻓﻌﺠﺐ ﻃﻠﺤﺔ .. ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺒﻴﻮت !! ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ ﻃﻠﺤ ﺔ ذه ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﻴﺖ اﻷول..ﻓﺈذا ﻋﺠﻮز ﻋﻤﻴﺎء ﻣﻘﻌﺪة.. ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ :ﻣﺎ ﺑﺎل هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺄﺗﻴﻚ ؟ ﻗﺎﻟﺖ :إﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎهﺪﻧﻲ ﻣﻨﺬ آﺬا وآﺬا ..ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺤﻨﻲ وﻳﺨﺮج ﻋﻨﻲ اﻷذى .. ﻓﺨ ﺮج ﻃﻠﺤ ﺔ وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل :ﺛﻜﻠ ﺘﻚ أﻣ ﻚ ﻳ ﺎ ت ﻋﻤ َﺮ ﺗﺘﺒﻊ؟ ﻃﻠﺤﺔ..أﻋﺜﺮا ُ * * * * * * * * وﺧ ﺮج ﻣ ﺮة τإﻟ ﻰ ﺿ ﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﺈذا ﺑ ﺮﺟﻞ ﻋﺎﺑ ﺮ ﺳ ﺒﻴﻞ ﻧ ﺎزل وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ .. وﻗﺪ ﻧﺼﺐ ﺧﻴﻤﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ..وﻗﻌﺪ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺑﻬﺎ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب اﻟﺤﺎل ..ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻤﺮ :ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻣﻀﻄﺮ َ ﻗ ﺎل :ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ..ﺟﺌﺖ إﻟﻰ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ أﺻﻴﺐ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ .. ﻓﺴ ﻤﻊ ﻋﻤ ﺮ أﻧ ﻴﻦ اﻣ ﺮأة داﺧ ﻞ اﻟﺨ ﻴﻤﺔ ..ﻓﺴ ﺄﻟﻪ ﻋﻨﻪ ؟ ﻓﻘﺎل :اﻧﻄﻠﻖ رﺣﻤﻚ اﷲ ﻟﺤﺎﺟﺘﻚ .. ﻗﺎل ﻋﻤﺮ :هﺬا ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺘﻲ .. ﻓﻘ ﺎل :اﻣﺮأﺗ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻄﻠ ﻖ -ﻳﻌﻨ ﻲ ﺗﻠ ﺪ -وﻟ ﻴﺲ ﻋﻨﺪي ﻣﺎل وﻻ ﻃﻌﺎم وﻻ أﺣﺪ .. ﻓ ﺮﺟﻊ ﻋﻤ ﺮ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ ..ﻓﻘ ﺎل ﻻﻣ ﺮأﺗﻪ أم آﻠ ﺜﻮم ﺑ ﻨﺖ ﻋﻠﻲ :هﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﺳﺎﻗﻪ اﷲ إﻟﻴﻚ ؟ ﻗﺎﻟ ﺖ :وﻣ ﺎ ذاك ..ﻓﺄﺧﺒ ﺮهﺎ ﺑﺨﺒ ﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ .. ﻓﺤﻤﻠ ﺖ اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻣ ﺘﺎﻋ ًﺎ ..وﺣﻤ ﻞ ه ﻮ ﺟ ﺮاﺑ ًﺎ ﻓ ﻴﻪ ﻃﻌ ﺎم ..وﻗ ﺪرًا وﺣﻄ ﺒ ًﺎ ..وﻣﻀ ﻰ إﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ .. ودﺧﻠﺖ اﻣﺮأة ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﺧﻴﻤﺘﻬﺎ .. وﻗﻌ ﺪ ه ﻮ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﺮﺟﻞ ..ﻓﺄﺷ ﻌﻞ اﻟ ﻨﺎر وأﺧﺬ ﻳﻨﻔﺦ اﻟﺤﻄ ﺐ ..وﻳﺼ ﻨﻊ اﻟﻄﻌ ﺎم ..واﻟ ﺪﺧﺎن ﻳ ﺘﺨﻠﻞ ﻟﺤﻴﺘﻪ ..واﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﻋﺪ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ .. ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻮ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ..إذ ﺻ ﺎﺣﺖ اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻣ ﻦ داﺧﻞ اﻟﺨﻴﻤﺔ ..ﻳﺎ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ..ﺑﺸﺮ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﺑﻐﻼم .. ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﺮﺟﻞ ..أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ..ﻓﺰع وﻗﺎل : أﻧ ﺖ ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب ..ﻗ ﺎل :ﻧﻌﻢ ..ﻓﺎﺿﻄﺮب اﻟﺮﺟﻞ ..وﺟﻌﻞ ﻳﺘﻨﺤﻰ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ..ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻤﺮ : ﻣﻜﺎﻧﻚ .. ﺛ ﻢ ﺣﻤ ﻞ ﻋﻤ ﺮ اﻟﻘﺪر ..وﻗﺮﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﻤﺔ وﺻﺎح ﺑﺎﻣﺮأﺗﻪ ..أﺷﺒﻌﻴﻬﺎ .. ﻓﺄآﻠ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﻣ ﻦ اﻟﻄﻌ ﺎم ..ﺛ ﻢ أﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﺎﻗ ﻲ اﻟﻄﻌﺎم ﺧﺎرج اﻟﺨﻴﻤﺔ .. ﻓﻘ ﺎم ﻋﻤﺮ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﻮﺿﻌﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺮﺟﻞ ..وﻗﺎل ﻟﻪ :آﻞ ..ﻓﺈﻧﻚ ﻗﺪ ﺳﻬﺮت ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ .. ﺛﻢ ﻧﺎدى ﻋﻤﺮ اﻣﺮأﺗﻪ ﻓﺨﺮﺟﺖ إﻟﻴﻪ .. ﻓﻘ ﺎل ﻟﻠ ﺮﺟﻞ :إذا آ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺪ ..ﻓﺄﺗ ﻨﺎ ﻧﺄﻣ ﺮ ﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺤﻚ .. * * * * * * * * وآ ﺎن ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺤﺴ ﻴﻦ ﻳﺤﻤ ﻞ ﺟﺮاب اﻟﺨﺒﺰ ﻋﻠﻰ
149
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻇﻬ ﺮﻩ ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ..ﻓﻴﺘﺼ ﺪق ﺑﻬ ﺎ..وﻳﻘ ﻮل :إن ﺻﺪﻗﺔ اﻟﺴﺮ ﺗﻄﻔﻰء ﻏﻀﺐ اﻟﺮب .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣ ﺎت وﺟ ﺪوا ﻓ ﻲ ﻇﻬ ﺮﻩ ﺁﺛ ﺎر ﺳ ﻮاد .. ﻓﻘﺎﻟ ﻮا :ه ﺬا ﻇﻬ ﺮ ﺣﻤ ﺎل ..وﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﻨﺎﻩ اﺷﺘﻐﻞ ﺣﻤﺎ ًﻻ .. ﻓﺎﻧﻘﻄ ﻊ اﻟﻄﻌ ﺎم ﻋﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻮت اﻷراﻣ ﻞ واﻷﻳ ﺘﺎم ..آ ﺎن ﻳﺄﺗ ﻴﻬﻢ ﻃﻌ ﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ..ﻻ ﻳ ﺪرون ﻣ ﻦ ﻳﺤﻀ ﺮﻩ إﻟﻴﻬﻢ ..ﻓﻌﻠﻤﻮا أﻧﻪ اﻟﺬي ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. وﺻ ﺎم أﺣ ﺪ اﻟﺴ ﻠﻒ ﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺳ ﻨﺔ ..ﻳﺼ ﻮم ﻳ ﻮﻣ ًﺎ وﻳﻔﻄ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ..وأهﻠ ﻪ ﻻ ﻳ ﺪرون ﻋﻨﻪ ..آ ﺎن ﻟ ﻪ دآ ﺎن ﻳﺨ ﺮج إﻟ ﻴﻪ إذا ﻃﻠﻌ ﺖ اﻟﺸ ﻤﺲ وﻳﺄﺧ ﺬ ﻣﻌﻪ ﻓﻄﻮرﻩ وﻏﺪاءﻩ ..ﻓﺈذا آﺎن ﻳﻮم ﺻﻮﻣﻪ ﺗﺼﺪق ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم ..وإذا آﺎن ﻳﻮم ﻓﻄﺮﻩ أآﻠﻪ .. ﻓ ﺈذا ﻏ ﺮﺑﺖ اﻟﺸ ﻤﺲ ..رﺟ ﻊ إﻟ ﻰ أهﻠ ﻪ وﺗﻌﺸﻰ ﻣﻌﻬﻢ .. ﻧﻌ ﻢ ..آﺎﻧ ﻮا ﻳﺴﺘﺸ ﻌﺮون اﻟﻌ ﺒﻮدﻳﺔ ﷲ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﺣﻮاﻟﻬﻢ .. ﻦ ن ِﻟ ْﻠ ُﻤ ﱠﺘﻘِﻴ َ هﻢ اﻟﻤﺘﻘﻮن ..واﷲ ﻳﻘﻮل ِ } :إ ﱠ ﺐ َأ ْﺗﺮَاﺑًﺎ ﻋ َ ﻋﻨَﺎﺑًﺎ * َو َآﻮَا ِ ﻖ َوَأ ْ ﺣﺪَا ِﺋ َ َﻣ َﻔ ﺎزًا * َ ن ﻓِﻴﻬَﺎ َﻟ ْﻐﻮًا ﺴ َﻤﻌُﻮ َ * َو َآ ْﺄﺳًﺎ ِدهَﺎﻗًﺎ * ﱠﻻ َﻳ ْ ﻄ ﺎء ﻋَ ﻚ َ ﺟ ﺰَاء ﱢﻣ ﻦ ﱠر ﱢﺑ َ َو َﻻ ِآ ﺬﱠاﺑًﺎ * َ ﺣﺴَﺎﺑًﺎ { .. ِ ﻓﺎﻃﻠ ﺐ ﻣﺤ ﺒﺔ اﻟﺨﺎﻟ ﻖ ..وه ﻮ ﻳ ﺘﻜﻔﻞ ﺑ ﺰرع ﻣﺤﺒﺘﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب ﺧﻠﻘﻪ .. إﺿﺎءة .. ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻇﻮاهﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺗﺤﺒﻚ ..إﻧﻤﺎ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﺤﺒﻚ ﺑﻮاﻃﻨﻬﻢ أﻳﻀ ًﺎ .. 66.أﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺮة .. أﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻊ ﻣﺮة أن أﺣﺮﺟﻚ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺎم ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺟﺎرﺣﺔ .. أو رﺑﻤ ﺎ ﺳ ﺨﺮ ﻣ ﻨﻚ ..ﺑ ﺄي ﺷ ﻲء وإن آ ﺎن ﺻ ﻐﻴﺮًا ..ﺑﻠﺒﺎﺳ ﻚ أو آﻼﻣ ﻚ ..أو أﺳ ﻠﻮﺑﻚ .. ﻓﺪاﻓ ﻊ ﻋ ﻨﻚ ﺷ ﺨﺺ ﻣ ﺎ ..ﻓﺸ ﻌﺮت ﺑﺎﻣﺘ ﻨﺎن
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻋﻈ ﻴﻢ ﻟ ﻪ ..ﻷﻧﻪ آﺄﻧﻤﺎ أﻣﺴﻚ ﺑﻄﺮف ﺛﻮﺑﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ دﻓﻌﻚ ﻏﻴﺮك إﻟﻰ هﺎوﻳﺔ .. ﻣ ﺎرس ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرة ﻣ ﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ..وﺳﺘﺮى ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﺳﺎﺣﺮًا .. ﻟﻮ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ وأﻗﺒﻞ وﻟﺪﻩ ﻳﺤﻤﻞ ﻃﺒﻘ ًﺎ ﻓﻲ ﻼ ..ﻓﻜﺎد أن ﻳﻘﻊ اﻟﻄﺒﻖ ﻃﻌ ﺎم ..ﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﻌﺠﻞ ﻗﻠﻴ ً ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ..ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ اﻷب ﻋﻠ ﻴﻪ ﺛﺎﺋﺮًا ..ﻟﻤﺎذا اﻟﻌﺠﻠﺔ ؟ آﻢ ﻣﺮة أﻋﻠﻤﻚ ؟ .. ﻓﺎﺣﻤ ﱠﺮ وﺟﻪ اﻟﻮﻟﺪ واﺻﻔ ﱠﺮ .. ﻓﻘﻠﺖ أﻧﺖ :ﻻ ..ﺑﻞ ﻓﻼن ﺑﻄﻞ ..رﺟُﻞ ..ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻳﺤﻤ ﻞ آ ﻞ ه ﺬا ﻟﻮﺣﺪﻩ ..وﻟﻌﻠﻪ اﺳﺘﻌﺠﻞ ﻷن ﻓﻴﻪ أﻏﺮاض أﺧﺮى أﻳﻀ ًﺎ .. أي اﻣﺘﻨﺎن ﺳﻴﺸﻌﺮ ﺑﻪ اﻟﻐﻼم ﻟﻚ .. هﺬا ﻣﻊ اﻟﺼﻐﺎر ..ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﻜﺒﺎر .. ﻟ ﻮ أﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻰ زﻣ ﻴﻞ ﻓ ﻲ اﺟ ﺘﻤﺎع ..ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﺒﻮا ﻼ ﻣﻦ اﻟﻠﻮم .. ﻋﻠﻴﻪ واﺑ ً أو أﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻰ أﺣ ﺪ إﺧ ﻮاﻧﻚ ..ﺑﻌ ﺪﻣﺎ اﻧﻜﺐ اﻹراد اﻷﺳﺮة ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎﺗﺒﻴﻦ .. ﺸ ْﺮ ﻳﺎ ﺷﺎب أﺣﺮﺟﻪ ﺷﺨﺺ ﺑﺴﺆال أﻣﺎم اﻟﻨﺎس َ :ﺑ ﱠ ﻓﻼن ..آﻢ ﻧﺴﺒﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ؟! ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ..ه ﻞ ه ﺬا ﺳ ﺆال ﻳﺴ ﺄﻟﻪ ﻋﺎﻗ ﻞ أﻣ ﺎم اﻟﻨﺎس ؟!! ﻼ ﺑﻠﻄﻒ ﻓﺎﻧﻘﻠ ﺐ وﺟﻪ اﻟﺸﺎب ﻣﺘﻠﻮﻧ ًﺎ ..ﻓﺄﻧﻘﺬﺗﻪ ﻗﺎﺋ ً :ﻟ ﻴﺶ ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﻓ ﻼن ..ﺳ ﺘﺰوﺟﻪ ؟!! أو ﻋ ﻨﺪك وﻇﻴﻔﺔ ﻟﻪ ؟ أو .. ﻓﻀﺤﻜﻮا وﻧُﺴﻲ اﻟﺴﺆال .. أو ﻟ ﻮ ﻋﺎﺗ ﺒﻪ ﻋﻠ ﻰ دﻧ ﱢﻮ ﻣﻌﺪﻟﻪ اﻟﺪراﺳﻲ ..ﻓﻘﻠﺖ : ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ﻻ ﺗﻠﻤ ﻪ ..ﺗﺨﺼﺼﻪ ﺻﻌﺐ ..ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺸﺪ ﺣﻴﻠﻪ إن ﺷﺎء اﷲ .. آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﺮص ﻳﻘﺘﻨﺼﻬﺎ اﻷذآﻴﺎء .. إذا ه ﺒﺖ رﻳﺎﺣ ﻚ ﻓﺎﻏﺘ ﻨﻤﻬﺎ *** ﻓ ﺈن ﻟﻜ ﻞ ﺧﺎﻓﻘ ﺔ ﺳﻜﻮن آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد .. τﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ρ .. ﻓﻤ ﺮا ﺑﺸ ﺠﺮة ﻓﺄﻣ ﺮﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ أن ﻳﺼ ﻌﺪهﺎ وﻳﺤﺘ ﱠﺰ ﻟﻪ ﻋﻮدًا ﻳﺘﺴﻮك ﺑﻪ .. ﻓﺮﻗ ﻰ اﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد وآﺎن ﺧﻔﻴﻔ ًﺎ ..ﻧﺤﻴﻞ اﻟﺠﺴﻢ .. ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻌﺎﻟﺞ اﻟﻌﻮد ﻟﻘﻄﻌﻪ ..
150
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﺄﺗ ﺖ اﻟﺮﻳﺢ ﻓﺤﺮآﺖ ﺛﻮﺑﻪ وآﺸﻔﺖ ﺳﺎﻗﻴﻪ .. ﻓﺈذا هﻤﺎ ﺳﺎﻗﺎن دﻗﻴﻘﺘﺎن ﺻﻐﻴﺮﺗﺎن .. ﻓﻀﺤﻚ اﻟﻘﻮم ﻣﻦ دﻗﺔ ﺳﺎﻗﻴﻪ .. ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ : ρﻣ ّﻢ ﺗﻀﺤﻜﻮن ؟! ..ﻣﻦ دﻗﺔ ﺳﺎﻗﻴﻪ ؟! واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ إﻧﻬﻤ ﺎ أﺛﻘ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺰان )(81 ﻣﻦ أﺣﺪ .. وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ .. آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﺮص ﻳﻘﺘﻨﺼﻬﺎ اﻷذآﻴﺎء .. 67.اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻤﻈﻬﺮ .. آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻃﻼﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﺪرس .. وآ ﺎن ﺑ ﻪ أﻟ ﻢ ﻓ ﻲ رآﺒ ﺘﻪ ..وﻗﺪ ﻣﺪ رﺟﻠﻪ .. واﺗﻜﺄ ﻋﻠﻰ ﺟﺪار .. ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻷﺛ ﻨﺎء ..أﻗ ﺒﻞ رﺟ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟ ﺒﺎس ﺣﺴ ﻦ ..وﻋﻤﺎﻣ ﺔ ﺣﺴ ﻨﺔ ..وﻣﻈﻬ ﺮ ﻣﻬ ﻴﺐ ﻼﻓ ﻲ ..آ ﺎن وﻗ ﻮرًا ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﻴﺘﻪ ..ﺟﻠ ﻴ ً ﺧﻄﻮﺗﻪ .. أﻓﺴ ﺢ ﻟ ﻪ ﻟﻄ ﻼب ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠ ﺲ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ أﺑ ﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻣﻈﻬ ﺮﻩ ..ورزاﻧﺘﻪ .. ورﺗﺎﺑ ﺔ هﻴﺌ ﺘﻪ ,,اﺳﺘﺤﻰ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﻠﺴﺘﻪ وﺛﻨﻰ رﺟﻠﻪ ..وﺗﺤﻤﻞ أﻟﻢ رآﺒﺘﻪ ﻷﺟﻠﻪ .. اﺳ ﺘﻤﺮ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻓﻲ درﺳﻪ واﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻤﻊ .. ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ اﻟﺪرس .. ﺑ ﺪأ اﻟﻄﻼب ﻳﺴﺄﻟﻮن ..ﻓﺮﻓﻊ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﻩ ﻟﻴﺴﺄل .. اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﺸﻴﺦ ..وﻗﺎل :ﻣﺎ ﺳﺆاﻟﻚ ؟ ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ..ﻣﺘﻰ وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻤﻐﺮب ؟ ﻗﺎل :إذا ﻏﺮﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ !! .. ﻗ ﺎل :وإذا ﺟ ﺎء اﻟﻠﻴﻞ واﻟﺸﻤﺲ ﻟﻢ ﺗﻐﺮب .. ) ( 81
رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ وﻏﻴﺮهﻤﺎ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻤﺎذا ﻧﻔﻌﻞ ؟! ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ :ﺁن ﻷﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ أن ﻳﻤﺪ رﺟﻠﻴﻪ .. وﻣﺪ رﺟﻠﻪ آﻤﺎ آﺎﻧﺖ .. وﺳ ﻜﺖ ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟﺴ ﺆال اﻟﻤﺘ ﻨﺎﻗﺾ !! ..إذ آ ﻴﻒ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻠﻴﻞ واﻟﺸﻤﺲ ﻟﻢ ﺗﻐﺮب ؟!! ﻳﻘﻮﻟ ﻮن إن اﻟﻨﻈ ﺮة اﻷوﻟ ﻰ إﻟ ﻴﻚ ﺗﻜ ﻮﱢن ﻓ ﻲ ذه ﻦ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ أآﺜﺮ ﻣﻦ %70ﻣﻦ ﺗﺼﻮرﻩ ﻋﻨﻚ .. وﻳ ﺒﺪو أﻧ ﻪ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﺘﺄﻣﻞ ﺳ ﺘﺠﺪ أن اﻟﻨﻈ ﺮة اﻷوﻟ ﻰ ﺗﻜ ﻮن أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ %95ﻋ ﻨﻚ ..ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ..أو ﺗﻌﺮﱢف ﺑﻨﻔﺴﻚ .. وﻟ ﻮ ﻣﺸ ﻴﺖ ﻓ ﻲ ﻣﻤ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ أو ﺷ ﺮآﺔ وﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎب ﺣﺴﻨﺔ ..وﻋﻠﻴﻪ وﻗﺎر ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻪ ..ﻟﺮأﻳﺖ أﻧﻚ – رﺑﻤﺎ ﻻ ﺷﻌﻮرﻳ ًﺎ – إذا ﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﻠﺖ ﻟﻪ : وﺻ ﻠﺖ إﻟ ﻰ ﺑﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺮ اﻟﺘﻔ ﱠ ﺗﻔﻀﻞ ..ﻃﺎل ﻋﻤﺮك !! وﻟﻮ رآﺒﺖ ﺳﻴﺎرة أﺣﺪ أﺻﺪﻗﺎﺋﻚ ﻓﺮأﻳﺘﻬﺎ ﻓﻮﺿﻰ .. ه ﻨﺎ ﻓ ﺮدة ﺣ ﺬاء ﻣﺮﻣ ﻲ ..وه ﻨﺎ روق ﺷ ﺎورﻣﺎ .. وهﻤﺎ ﻣﻨﺪﻳﻞ ..وأﺷﺮﻃﺔ آﺎﺳﻴﺖ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮة .. ﻟﻜ ﻮﻧﺖ ﻓﻜ ﺮة ﻋ ﻦ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة أﻧﻪ ﻓﻮﺿﻮي ..ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎل ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺐ .. وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻟﺒﺎس اﻟﻨﺎس ..وﻣﻈﻬﺮهﻢ اﻟﻌﺎم .. واﻟ ﺬي أﻋﻨ ﻴﻪ ه ﻨﺎ ه ﻮ اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻤﻈﻬ ﺮ ﻻ اﻹﺳ ﺮاف ﻓ ﻲ اﻟﻠ ﺒﺎس أو اﻟﺴ ﻴﺎرة ..أو اﻷﺛﺎث .. أوﻏﻴﺮهﺎ .. آﺎن رﺳﻮل اﷲ εﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻨﻮاﺣﻲ آﺜﻴﺮًا .. ﻓﻜ ﺎن ﻟ ﻪ ﺣﻠ ﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺪﻳﻦ واﻟﺠﻤﻌﺔ .. وآﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺣﻠﺔ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻮﻓﻮد .. آﺎن ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻤﻈﻬﺮﻩ وراﺋﺤﺘﻪ .. وآﺎن ﻳﺤﺐ اﻟﻄﻴﺐ .. ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ : τآ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ .. ρأزه ﺮ اﻟﻠﻮن آﺄن ﻋﺮﻗﻪ اﻟﻠﺆﻟﺆ ..إذا ﻣﺸﺎ ﺗﻜﻔﺄ .. وﻣ ﺎ ﻣﺴﺴ ﺖ دﻳ ﺒﺎﺟ ًﺎ وﻻ ﺣﺮﻳ ﺮًا أﻟ ﻴﻦ ﻣ ﻦ آ ﻒ رﺳﻮل اﷲ .. ρ وﻻ ﺷ ﻤﻤﺖ ﻣﺴ ﻜ ًﺎ وﻻ ﻋﻨﺒ ﺮًا أﻃ ﻴﺐ ﻣ ﻦ راﺋﺤ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρوآﺎﻧ ﺖ ﻳ ﺪُﻩ ﻣﻄﻴﺒ ًﺔ آﺄﻧﻤﺎ أﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺟﺆﻧﺔ ﻋﻄﺎر .. وآﺎن .. ρﻳﻌﺮف ﺑﺮﻳﺢ اﻟﻄﻴﺐ إذا أﻗﺒﻞ ..
151
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ) τآ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ρﻻ ﻳ ﺮد اﻟﻄﻴﺐ ( .. ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ :ﻣ ﺎ ﻣﺴﺴ ﺖ ﺣﺮﻳ ﺮًا وﻻ دﻳ ﺒﺎﺟ ًﺎ أﻟﻴﻦ ﻣﻦ آﻒ رﺳﻮل اﷲ .. ε وآ ﺎن ρأﺣﺴﻦ اﻟﻨﺎس وﺟﻬ ًﺎ ..آﺎن وﺟﻬﻪ ﻣﺴﺘﻨﻴﺮًا آﺎﻟﺸﻤﺲ .. ﺳ ﺮّ اﺳ ﺘﻨـﺎر وﺟﻬ ﻪ ..ﺣﺘ ﻰ آ ﺄن وآ ﺎن إذا ُ وﺟﻬﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺮ .. ﻗ ﺎل ﺟﺎﺑ ﺮ ﺑﻦ ﺳﻤﺮة رأﻳﺖ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻣﻘﻤﺮة .. ﻓﺠﻌﻠ ﺖ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ρوإﻟﻰ اﻟﻘﻤﺮ ..وﻋﻠ ﻴﻪ ﺣﻠ ﺔ ﺣﻤ ﺮاء ..ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻋ ﻨﺪي أﺣﺴﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺮ .. وآ ﺎن ﻳﺄﻣ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻳﺄﻣﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻤﺮاﻋﺎة اﻟﻤﻈﻬﺮ .. ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ اﻷﺣ ﻮص ﻋ ﻦ أﺑ ﻴﻪ .. τﻗ ﺎل : ﻲ ﺛﻮب دون ) أي ردئ أﺗ ﻴﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ρوﻋﻠ ّ ( .. ﻓﻘﺎل : ρأﻟﻚ ﻣﺎل ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ .. ﻗ ﺎل :ﻣ ﻦ أي اﻟﻤ ﺎل ؟ ﻗﻠ ﺖ :ﻣ ﻦ اﻹﺑ ﻞ واﻟﺒﻘﺮ واﻟﻐﻨﻢ واﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮﻗﻴﻖ .. ﻓﻘ ﺎل : ρﻓ ﺈذا ﺁﺗ ﺎك اﷲ ﻣ ﺎ ًﻻ ..ﻓﻠُﻴ َﺮ أﺛ ُﺮ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ وآﺮاﻣﺘِﻪ .. وﻗ ﺎل ) : ρﻣ ﻦ أﻧﻌ ﻢ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻌﻤﺔ ..ﻓﺈن اﷲ ﻳﺤﺐ أن ﻳﺮى أﺛﺮ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ( . وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﷲ τﻗﺎل : أﺗﺎﻧﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ρزاﺋﺮًا ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﻓﺮأى ﻼ ﺷﻌﺜ ًﺎ ﻗﺪ ﺗﻔﺮق ﺷﻌﺮﻩ .. رﺟ ً ﻓﻘ ﺎل :أﻣ ﺎ آﺎن ﻳﺠﺪ هﺬا ﻣﺎ ﻳُﺴﻜﻦ ﺑﻪ ﺷﻌﺮﻩ ؟ ﻼ ﺁﺧﺮ وﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎب وﺳﺨﺔ ﻓﻘﺎل : ورأى رﺟ ً أﻣﺎ آﺎن هﺬا ﻳﺠﺪ ﻣﺎء ﻳﻐﺴﻞ ﺑﻪ ﺛﻮﺑﻪ ؟ .. وﻗﺎل ) :ﻣﻦ آﺎن ﻟﻪ ﺷﻌﺮ ﻓﻠﻴﻜﺮﻣﻪ ( .. وآ ﺎن ﻳﺤﺮّص ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺴﻤﺖ ..وﺟﻤﺎل اﻟﺸﻜﻞ ..واﻟﻠﺒﺎس ..وﻃﻴﺐ اﻟﺮاﺋﺤﺔ .. ﻼ ) :إن اﷲ ﺟﻤﻴﻞ وآﺎن ﻳﺮدد ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﻗﺎﺋ ً
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻳﺤﺐ اﻟﺠﻤﺎل ( ).. (82
ﺗﺠﺮﺑﺔ .. اﻟﻨﻈﺮة اﻷوﻟﻰ إﻟﻴﻚ ﺗﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذهﻦ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ %70 ﻣﻦ ﺗﺼﻮرﻩ ﻋﻨﻚ .. 68.اﻟﺼﺪق .. أذآ ﺮ أﻧﻲ آﻨﺖ أراﻗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻼب ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻻﻣ ﺘﺤﺎن ..وآ ﺎن اﻻﻣ ﺘﺤﺎن ﻳ ﻮم ﺧﻤ ﻴﺲ ..وﻣﻊ ﻼ إﻻ أﻧ ﻨﺎ أن ﻳ ﻮم اﻟﺨﻤ ﻴﺲ ه ﻮ إﺟ ﺎزة أﺻ ً اﺿﻄﺮرﻧﺎ أن ﻧﺠﻌﻞ ﻓﻴﻪ اﻣﺘﺤﺎﻧ ًﺎ ﻟﺰﺣﻤﺔ اﻟﻤﻮاد .. ﺑﻌ ﺪ ﻣﻀ ﻲ رﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﻣﺘﺤﺎن ..أﻗﺒﻞ أﺣ ﺪ اﻟﻄ ﻼب ﻣﺘﺄﺧ ﺮًا ..آ ﺎن اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻳ ﺒﺪو ﻋﻠﻴﻪ اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺸﺪﻳﺪ .. ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ :ﻋﻔ ﻮًا ..أﺗ ﻴﺖ ﻣﺘﺄﺧ ﺮًا وﻟ ﻦ أﺳ ﻤﺢ ﻟ ﻚ ﺑﺪﺧﻮل اﻻﻣﺘﺤﺎن .. ﻓﺒﺪأ ﻳﺮﺟﻮﻧﻲ أن أﺳﻤﺢ ﻟﻪ .. ﻗﻠﺖ :ﻣﺎ اﻟﺬي أﺧﺮك ؟! ﻗﺎل :واﷲ ﻳﺎ دآﺘﻮر ..راﺣﺖ ﻋﻠﻲ ﻧﻮﻣﺔ !! أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ﺻ ﺪﻗﻪ ..وﻗﻠ ﺖ ﺗﻔﻀﻞ ..ﻓﺪﺧﻞ واﻣﺘﺤﻦ .. ﺑﻌﺪﻩ ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ أﻗﺒﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﺁﺧﺮ ..ﻗﻠﺖ :ﻣﺎ أﺧﺮك ؟ ﻗﺎل :ﻳﺎ دآﺘﻮر واﷲ اﻟﻄﺮﻳﻖ زﺣﺤﺤﺤﻤﺔ ..ﺗﻌﺮف اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ﻃﺎﻟﻌﻴﻦ ﻟﺪواﻣﺎﺗﻬﻢ ..هﺬا راﻳﺢ ﺟﺎﻣﻌﺘﻪ ..وهﺬا ﻟﺸﺮآﺘﻪ ..وهﺬا .. ﻲ ﻟﻴﻘﻨﻌﻨﻲ أن اﻟﻄﺮﻳﻖ زﺣﻤﺔ .. وﺟﻌﻞ ﻳﻌﺪد ﻋﻠ ﱠ وﻧﺴ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ أن اﻟ ﻴﻮم إﺟ ﺎزة ﻟﻠﻤﻮﻇﻔ ﻴﻦ .. ورﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮق إﻻ ﻃﻼﺑﻨﺎ !! ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ :ﻳﻌﻨ ﻲ اﻟﺸ ﻮارع زﺣﻤ ﺔ ..واﻟﺴ ﻴﺎرات ﺗﻤﻸ اﻟﻄﺮق ؟ ﻗﺎل :إي واﷲ ﻳﺎ دآﺘﻮر آﺄﻧﻚ ﺗﺮى .. ﻗﻠ ﺖ :ﻳ ﺎ ﺷ ﺎﻃﺮ !! إذا أردت أن ﺗﻜ ﺬب ﻓﺎﺿ ﺒﻂ اﻟﻜﺬﺑ ﺔ ..ﻳ ﺎ أﺧﻲ اﻟﻴﻮم ﺧﻤﻴﻴﻴﻴﺲ ..ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ دواﻣﺎت ..ﻣﻦ أﻳﻦ ﺟﺎءت اﻟﺰﺣﻤﺔ ؟!! ﻗﺎل :ﺁﻩ ﻳﺎ دآﺘﻮر ..ﻧﺴﻴﺖ " ..ﺑﻨﺸﺮ ﻋﻠﻲ اﻟﻜﻔﺮ " ..أي ﺗﻌﻄﻠ ﺖ إﺣ ﺪى إﻃ ﺎرات اﻟﺴ ﻴﺎرة ﻓﻮﻗ ﻒ ) ( 82
رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ
152
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻹﺻﻼﺣﻬﺎ !!.. آ ﺎن اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻣﻀﻄﺮﺑ ًﺎ ﻣﺘﻮرﻃ ًﺎ ..ﻓﻀﺤﻜﺖ ودﺧﻞ ﻟﻴﻤﺘﺤﻦ .. ﻧﻌ ﻢ ..ﻣﺎ أﻗﺒﺢ أن ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﻨﺎس أﻧﻚ ﺗﻜﺬب ﻋﻠﻴﻬﻢ .. اﻟﻜ ﺬب ﻳﻨﻔ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻨﻚ ..وﻳﻔﻘ ﺪك اﻟﻤﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻋﻨﺪهﻢ .. وﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺜﻘﻮن ﻓﻴﻚ .. ﻓﻠ ﻮ وﻗﻌ ﺖ ﻷﺣ ﺪهﻢ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ..ﻓﻠ ﻦ ﻳﺸ ﻜﻮهﺎ إﻟﻴﻚ .. وﻟﻮ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺑﺸﻲء ﻟﻦ ﻳﺴﻤﻌﻮﻩ ﺑﺘﻘﺒﻞ .. ﻗ ﺎل : εﻳﻄ ﺒﻊ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼل آﻠﻬﺎ إﻻ )(83 اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ واﻟﻜﺬب وﺳ ﺌﻞ .. εﻓﻘ ﻴﻞ ﻟ ﻪ :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ .. أﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺟﺒﺎﻧ ًﺎ ؟ ﻓﻘﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻼ؟ ﻓﻘﻴﻞ :أﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺨﻴ ً ﻓﻘﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻓﻘﻴﻞ :أﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ آﺬاﺑ ًﺎ ؟ )(84 ﻓﻘﺎل :ﻻ .. وﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ : τ دﻋﺘﻨﻲ أﻣﻲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ..ورﺳﻮل اﷲ εﻗﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ..ﻓﻘﺎﻟﺖ : هﺎ ..ﺗﻌﺎل أﻋﻄﻴﻚ .. ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ : εوﻣ ﺎ أردت أن ﺗﻌﻄﻴﻪ ؟ ﻗﺎﻟﺖ :أﻋﻄﻴﻪ ﺗﻤﺮًا .. ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ :أﻣ ﺎ إﻧ ﻚ ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﺗﻌﻄ ﻴﻪ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ .. ( آﺘﺒﺖ ﻋﻠﻴﻚ آﺬﺑﺔ )85 وآ ﺎن εإذا اﻃﻠ ﻊ ﻋﻠ ﻰ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ أه ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ آﺬب آﺬﺑﺔ ..ﻟﻢ ﻳﺰل ﻣﻌﺮﺿ ًﺎ ﻋﻨﻪ .. ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻴﺎن ﻳ ﻨﺪﻓﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻰ اﻟﻜ ﺬب ..ﻷﺟ ﻞ إﻇﻬ ﺎر أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺼﻮرة أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .. ) ( 83 ) ( 84 ) ( 85
رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ وﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﻃﺄ رواﻩ أﺑﻮ داود
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓ ﺘﺠﺪﻩ ﻳﻜ ﺬب ﻓ ﻲ ﺑﻄ ﻮﻻت ﻳ ﺆﻟﻔﻬﺎ ..وﻣﻮاﻗ ﻒ ﻳﺨﺘﺮﻋﻬﺎ .. أو ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺺ ..ﻟﻴﻤﻠّﺤﻬﺎ .. أو ﻳﺪﻋ ﻲ أﺷ ﻴﺎء ﻋ ﻨﺪﻩ ..وه ﻮ آ ﺎذب ..ﻓﻴﺘﺸ ﺒﻊ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻂ .. أو ﺗﺠﺪ اﻟﻜﺬاب ﻳﻌﺪ وﻳﺨﻠﻒ .. أو ﻳ ﺘﻮرط ﺑﺄﻣ ﻮر ..ﻓﻴﺨ ﺘﻠﻖ أﻋ ﺬارًا ﻣﺘ ﻨﻮﻋﺔ .. وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﻨﺎس آﺬﺑﻪ ﻓﻴﻬﺎ .. وﻗ ﻒ أﺣ ﺪ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء أﻣ ﺎم اﻟﺴ ﻠﻄﺎن ..ﻓﺸ ﻬﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺷﻲء .. ﻓﻘﺎل اﻟﺴﻠﻄﺎن :آﺬﺑﺖ .. ﻓﺼ ﺎح اﻟﻌ ﺎﻟﻢ :أﻋ ﻮذ ﺑ ﺎﷲ ..واﷲ ﻟ ﻮ ﻧﺎدى ﻣﻨﺎ ٍد ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء :إن اﷲ أﺣ ﱠﻞ اﻟﻜ ﺬب ..ﻟﻤ ﺎ آﺬﺑﺖ .. ﻓﻜﻴﻒ وهﻮ ﺣﺮام !! ﺣﻘﻴﻘﺔ .. اﻟﻜﺬب ﻟﻮن واﺣﺪ آﻠﻪ أﺳﻮد ..
69.اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ .. ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺧ ﺮﺟﻨﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻮﻟ ﻴﻤﺔ :ﺗﺼﺪق آﻨﺖ أﻋﺮف اﺳﻢ اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﺗﻜﻠﻤﺘﻢ ﻋﻨﻪ .. ﻗﻠ ﺖ :ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ﻟ ﻴﺶ ﻣ ﺎ ذآ ﺮﺗﻪ ..وﻗ ﺪ رأﻳﺘ ﻨﺎ ﻣﺘﺤﻴﺮﻳﻦ ؟! ﺧﻔﺾ رأﺳﻪ وﻗﺎل :ﺧﺠﻠﺖ أﺗﻜﻠﻢ .. ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ :ﺗﺒ ًﺎ ﻟﻠﺠُﺒﻦ .. وﺁﺧ ﺮ آ ﺎن ﻳﺪرس ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ .. اﻟﺘﻘ ﻴﺖ ﺑ ﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻲ :ﻗ ﺒﻞ ﻳﻮﻣ ﻴﻦ دﺧﻠ ﺖ اﻟﻔﺼ ﻞ ..ﻓ ﺮأﻳﺖ اﻟﻄ ﻼب واﺟﻤ ﻴﻦ ..واﻟﻤ ﺪرس ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ آﺮﺳﻴﻪ ..ﺑﺪون ﺷﺮح .. ﺟﻠﺴﺖ وﺳﺄﻟﺖ اﻟﺬي ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ :ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟! ﻗﺎل :زﻣﻴﻠﻨﺎ ﻋﺴﺎف ﻣﺎت اﻟﺒﺎرﺣﺔ .. آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻔﺼ ﻞ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ أﺻ ﺪﻗﺎء ﻋﺴ ﺎف .. ﺗﺎرآﻮن ﻟﻠﺼﻼة ..واﻟﻐﻮن ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت .. آ ﺎن ﺗﺄﺛﻴ ﺮ اﻟﺨﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ واﺿﺤ ًﺎ ..ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﻧﻔﺴﻲ أن أﻟﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ آﻠﻤ ﺔ وﻋﻈ ﻴﺔ أﺣ ﺜﻬﻢ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼﻼة ..وﺑﺮ اﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ..وإﺻﻼح اﻟﻨﻔﺲ ..
153
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻣﻤﺘﺎاااز ..هﻞ ﻓﻌﻠﺖ ؟ ﻗﺎل :ﺑﺼﺮاﺣﺔ ..ﻻ ..ﺧﺠﻠﺖ .. ﺳ ﻜﺖ ..وآﻈﻤ ﺖ ﻏﻴﻈ ﻲ وأﻧ ﺎ أﻗ ﻮل ﻓ ﻲ ﺠﺒْﻦ ؟!! ﻧﻔﺴﻲ :ﺗﺒ ًﺎ ﻟﻠـ ُ اﻣ ﺮأة ﺗﺴ ﺄﻟﻬﺎ :ﻟﻤ ﺎذا ﻟ ﻢ ﺗﺼ ﺎرﺣﻲ زوﺟ ﻚ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮع ؟ ﻓ ﺘﻘﻮل :أﺳ ﺘﺤﻲ !! ﺧﻔ ﺖ ﻳ ﺰﻋﻞ !! ﺧﻔ ﺖ ﻳﻬﺠﺮﻧﻲ ..ﺧﻔﺖ .. ﺷ ﺎب ﺗﺴ ﺄﻟﻪ :ﻟ ـ َﻢ ﻟ ﻢ ﺗﺨﺒ ﺮ أﺑ ﺎك ﺑﺎﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ؟! ﻓﻴﻘﻮل :أﺧﺎف ..ﻣﺎ أﺗﺠﺮأ .. أو رﺑﻤﺎ رﻓﻊ أﺣﺪهﻢ ﺿﻐﻄﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ :أﺳﺘﺤﻲ أﺑﺘﺴﻢ ..أﺧﺠﻞ أﺛﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ .. أﺧﺎف ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻳﺠﺎﻣﻞ ..ﻳﺴﺘﺨﻒ دﻣﻪ .. أﺳ ﻤﻊ ه ﺬﻩ اﻟﺘﺼ ﺮﻓﺎت آﺜﻴ ﺮًا ..ﻓﺄﺗﻤﻨ ﻰ أن أﺻﺮخ ﻓﻴﻬﻢ :ﻳﺎ ﺟﺒﻨﺎااااء ..إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ؟! اﻟﺠ ﺒﺎن ﻻ ﻳﺒﻨ ﻲ ﻣﺠ ﺪًا ..ه ﻮ ﺻ ﻔﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸﻤﺎل داﺋﻤ ًﺎ .. إن ﺣﻀ ﺮ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﺗﻠﺤّﻒ ﺑـﺠُـﺒْﻨﻪ وﻟﻢ ﻳﺸﺎرك ﺑﺮأي ..أو ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ .. وإن ذآ ﺮوا ﻧﻜ ﺘﺔ ﺿ ﺤﻜﻮا وﻋﻠّﻘ ﻮا ..وﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳ ﺰﻳﺪ ﻋﻠ ﻰ أن ﺧﻔ ﺾ رأﺳ ﻪ وﺗﺒﺴﻢ .. وإن ﺣﻀ ﺮ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ..ﻟ ﻢ ﻳﻨﺘ ﺒﻪ أﺣﺪ ﻟﻮﺟﻮدﻩ .. واﻷﻋﻈ ﻢ ﻣ ﻦ ذﻟﻚ إن آﺎن أﺑ ًﺎ ..أو زوﺟ ًﺎ .. أو ﻣﺪﻳﺮًا .. أو ﺣﺘﻰ زوﺟﺔ أو أﻣ ًﺎ .. اﻟﻨﺎس ﻳﻜﺮهﻮن اﻟﺠﺒﺎن ..وﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻗﺪر .. ﻓﻌﻮد ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﻟﻘﺎء .. اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﺢ .. اﻟﺸ ﺠﺎﻋﺔ ﻓ ﻲ ﺗﻄﺒ ﻴﻖ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻨﺎس .. وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ .. ﻋﻮّد ﻧﻔﺴﻚ ودرﺑﻬﺎ ..وإﻧﻤﺎ اﻟﻨﺼﺮ :ﺻﺒﺮ ﺳﺎﻋﺔ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
70.اﻟﺜﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺎدئ .. آﻠﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﺨﺺ أﻗﻮى ..وﺛﺒﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدﺋﻪ أﺷﺪ ..آﺎن أهﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة .. أﺣﻴ ﻨ ًﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﺒﺎدﺋﻚ ﻋﺪم أﺧﺬ اﻟﺮﺷﻮة ..ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻠﱠﺤﻮا أﺳﻤﺎءهﺎ ..ﺑﺨﺸﻴﺶ ..هﺪﻳﺔ ..ﻋﻤﻮﻟﺔ .. زوﺟ ﺔ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﻣ ﺒﺎدﺋﻬﺎ ..ﻋ ﺪم اﻟﻜ ﺬب ﻋﻠ ﻰ زوﺟﻬ ﺎ ..ﻣﻬﻤﺎ زﻳﻨﻮﻩ ﻟﻬﺎ ..ﺗﻤﺸﻴﺔ ﺣﺎل ..آﺬب أﺑﻴﺾ .. ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺒﺎدئ ..ﻋ ﺪم ﺗﻜ ﻮﻳﻦ ﻋﻼﻗ ﺎت ﻣﺤ ﺮﻣﺔ ﻣ ﻊ اﻟﺠﻨﺲ اﻵﺧﺮ ..ﻋﺪم ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ .. ﺷ ﺨﺺ ﻻ ﻳ ﺪﺧﻦ ..ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ..ﻟﻴﺜ ﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدﺋﻪ .. اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدﺋﻪ وإن اﻧﺘﻘﺪﺗﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ..واﺗﻬﻤ ﻮﻩ ﺑﻌ ﺪم اﻟﻤ ﺮوﻧﺔ ..إﻻ أن ﻣﺸﺎﻋﺮهﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺗﺆﻣﻦ أﻧﻬﺎ أﻣﺎم ﺑﻄﻞ .. ﻓﺘﺠﺪ أن أآﺜﺮهﻢ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ وﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄهﻤﻴﺘﻪ أآﺜﺮ ن ﻏﻴﺮﻩ .. وﻟﻴﺶ هﺬا ﺧﺎﺻ ًﺎ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﺠﻨﺴﻴﻦ دون اﻵﺧﺮ ..ﺑﻞ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺳﻮاء .. ﻓﺎﺛ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺒﺎدﺋﻚ وﻻ ﺗﻘ ﺪم ﺗ ﻨﺎزﻻت ..ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺳﻴﺮﺿﺦ اﻟﻨﺎس ﻟﻬﺎ .. ﻟﻤ ﺎ ﻇﻬﺮ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﺟﻌﻠﺖ ﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺗﻔﺪ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻼ ﻓﺠ ﺎء وﻓ ﺪ ﻗﺒ ﻴﻠﺔ ﺛﻘ ﻴﻒ وآﺎﻧ ﻮا ﺑﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ رﺟ ً .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﺪﻣﻮا أﻧﺰﻟﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ εاﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻴﺴﻤﻌﻮا اﻟﻘﺮﺁن .. ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ :ﻋﻦ اﻟﺮﺑﺎ واﻟﺰﻧﺎ واﻟﺨﻤﺮ ؟ ﻓﺤﺮم ﻋﻠﻴﻬﻢ ذﻟﻚ آﻠﻪ .. وآ ﺎن ﻟﻬ ﻢ ﺻ ﻨﻢ ورﺛ ﻮا ﻋ ﺒﺎدﺗﻪ وﺗﻌﻈ ﻴﻤﻪ ﻋ ﻦ ﺁﺑ ﺎﺋﻬﻢ ..اﺳ ﻤﻪ " اﻟ ﺮﺑﺔ " ..وﻳﺼ ﻔﻮﻧﻪ ﺑ ـ " اﻟﻄﺎﻏ ﻴﺔ " ..وﻳﻨﺴ ﺠﻮن ﺣ ﻮﻟﻪ اﻟﻘﺼ ﺺ واﻟﺤﻜﺎﻳﺎت ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﻪ .. ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ " اﻟﺮﺑﺔ " ﻣﺎ هﻮ ﺻﺎﻧﻊ ﺑﻬﺎ ؟ ﻗﺎل :اهﺪﻣﻮهﺎ .. ﻓﻔ ﺰﻋﻮا ..وﻗﺎﻟ ﻮا :ه ﻴﻬﺎت ..ﻟ ﻮ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺮﺑﺔ أﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻬﺪﻣﻬﺎ ..ﻗﺘﻠﺖ أهﻠﻬﺎ !! وآ ﺎن ﻋﻤ ﺮ ﺣﺎﺿﺮًا ..ﻓﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ هﺪم
154
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺻﻨﻢ .. ﻓﻘ ﺎل :وﻳﺤﻜ ﻢ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺛﻘﻴﻒ !! ﻣﺎ أﺟﻬﻠﻜﻢ !! إﻧﻤﺎ اﻟﺮﺑﺔ ﺣﺠﺮ .. ﻓﻐﻀ ﺒﻮا ..وﻗﺎﻟ ﻮا :إﻧ ﺎ ﻟ ﻢ ﻧﺄﺗ ﻚ ﻳ ﺎ اﺑ ﻦ اﻟﺨﻄﺎب .. ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻤﺮ .. ﻓﻘﺎﻟ ﻮا :ﻧﺸ ﺘﺮط أن ﺗ ﺪع ﻟ ﻨﺎ اﻟﻄﺎﻏ ﻴﺔ ﺛ ﻼث ﺳﻨﻴﻦ ..ﺛﻢ ﺗﻬﺪﻣﻪ ﺑﻌﺪهﺎ إن ﺷﺌﺖ .. ﻓ ﺮأى اﻟﻨﺒﻲ εأﻧﻬﻢ ﻳﺴﺎوﻣﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻘ ﻴﺪة !! ه ﻮ أﺻ ﻞ ﻣ ﻦ أﺻ ﻮل اﻹﺳ ﻼم .. ﻓﻤ ﺎ دام أﻧﻬ ﻢ ﺳﻴﺴ ﻠﻤﻮن ..ﻓﻤ ﺎ اﻟﺪاﻋ ﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺼﻨﻢ !! .. ﻓﻘﺎل : εﻻ .. ﻗﺎﻟﻮا :ﻓﺪﻋﻪ ﺳﻨﺘﻴﻦ ..ﺛﻢ اهﺪﻣﻪ .. ﻗﺎل :ﻻ .. ﻗﺎﻟﻮا :ﻓﺪﻋﻪ ﺳﻨﺔ واﺣﺪة .. ﻗﺎل :ﻻ .. ﻗﺎﻟﻮا :ﻓﺪﻋﻪ ﺷﻬﺮًا واﺣﺪًا !! ﻗﺎل :ﻻ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأوا أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﺠﺐ ﻟﻬ ﻢ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ .. ﻓﺎﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﺷ ﺮك وإﻳﻤ ﺎن ..ﻻ ﻣﺠ ﺎل ﻓ ﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎوﺿﺔ !! ﻗﺎﻟ ﻮا :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻓﺘﻮ ﱠل أﻧﺖ هﺪﻣﻬﺎ .. أﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﺈﻧﺎ ﻟﻦ ﻧﻬﺪﻣﻬﺎ أﺑﺪًا .. ﻓﻘﺎل : εﺳﺄﺑﻌﺚ إﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﻔﻴﻜﻢ هﺪﻣﻬﺎ .. ﻓﻘﺎﻟ ﻮا :واﻟﺼ ﻼة ..ﻻ ﻧ ﺮﻳﺪ أن ﻧﺼ ﻠﻲ .. ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺄﻧﻒ أن ﺗﻌﻠﻮ إﺳﺖ اﻟﺮﺟﻞ رأﺳﻪ !! ﻓﻘ ﺎل : εأﻣ ﺎ آﺴ ﺮ أﺻ ﻨﺎﻣﻜﻢ ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻜﻢ ﻓﺴﻨﻌﻔﻴﻜﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ .. وأﻣ ﺎ اﻟﺼ ﻼة ..ﻓ ﻼ ﺧﻴ ﺮ ﻓ ﻲ دﻳ ﻦ ﻻ ﺻ ﻼة ﻓﻴﻪ !!.. ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﺳﻨﺆﺗﻴﻜﻬﺎ ..وإن آﺎﻧﺖ دﻧﺎءة .. ﻓﻜﺎﺗﺒﻮﻩ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .. وذه ﺒﻮا إﻟ ﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ..ودﻋﻮهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ..ﻓﺄﺳﻠﻤﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ .. ﺛ ﻢ ﻗﺪم ﻋﻠﻴﻬﻢ رﺟﺎل ﻣﻦ أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ εﻟﻬﺪم اﻟﺼﻨﻢ .. ﻓ ﻴﻬﻢ ﺧﺎﻟ ﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻮﻟ ﻴﺪ ..واﻟﻤﻐﻴﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﺜﻘﻔﻲ .. ﻓﺘﻮﺟﻪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﻨﻢ .. ﻓﻔ ﺰﻋﺖ ﺛﻘ ﻴﻒ ..وﺧ ﺮج اﻟ ﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴ ﺎء واﻟﺼﺒﻴﺎن .. وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺮﻗﺒﻮن اﻟﺼﻨﻢ ..وﻗﺪ وﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻨﻬﺪم ..وأن اﻟﺼﻨﻢ ﺳﻴﻤﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻓﻘ ﺎم اﻟﻤﻐﻴ ﺮة ﺑ ﻦ ﺷﻌﺒﺔ ..ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻔﺄس ..واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ وﻗﺎل : واﷲ ﻷﺿﺤﻜﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺛﻘﻴﻒ !! ﺛﻢ اﻗﺒﻞ إﻟﻰ اﻟﺼﻨﻢ ..ﻓﻀﺮب اﻟﺼﻨﻢ ﺑﺎﻟﻔﺄس ..ﺛﻢ ﺳﻘﻂ وﺟﻌﻞ ﻳﺮﻓﺲ ﺑﺮﺟﻠﻪ .. ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺛﻘﻴﻒ ..وارﺗﺠﻮا ..وﻓﺮﺣﻮا ..وﻗﺎﻟﻮا : أﺑﻌﺪ اﷲ اﻟﻤﻐﻴﺮة ..ﻗﺘﻠﺘﻪ اﻟﺮﺑﺔ .. ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺘﻮا إﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﻗﺎﻟﻮا : ﻣﻦ ﺷﺎء ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻠﻴﻘﺘﺮب .. ﻋﻨﺪهﺎ ﻗﺎم اﻟﻤﻐﻴﺮة ﺿﺎﺣﻜ ًﺎ ..وﻗﺎل : وﻳﺤﻜ ﻢ ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﺛﻘ ﻴﻒ ..إﻧﻤ ﺎ ه ﻲ ﻟﻜ ﺎع ) أي ﻣ ﺰﺣﺔ ( ..وه ﺬا ﺻﻨﻢ ..ﺣﺠﺎرة وﻣﺪر ..ﻓﺎﻗﺒﻠﻮا ﻋﺎﻓﻴﺔ اﷲ واﻋﺒﺪوﻩ .. ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻳﻬ ﺪم اﻟﺼﻨﻢ ..واﻟﻨﺎس ﻣﻌﻪ ..ﻓﻤﺎ زاﻟﻮا ﻳﻬﺪﻣ ﻮﻧﻬﺎ ﺣﺠ ﺮًا ﺣﺠ ﺮًا ..ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﻮوهﺎ ﺑﺎﻻرض ..
ﻲ .. وﺣْـ ْ "ﻣﻦ ﻃﻠﺐ رﺿﺎ اﻟﻨﺎس ﺑﺴﺨﻂ اﷲ ﺳﺨﻂ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وأﺳﺨﻂ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎس ،وﻣﻦ ﻃﻠﺐ رﺿﺎ اﷲ ﺑﺴﺨﻂ اﻟﻨﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ وأرﺿﻰ ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺎس " 71.إﻏﺮاءات .. ﻗ ﺮأت أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺑ ﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ..اﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻗ ﺮأ إﻋ ﻼن ﻹﺣ ﺪى اﻟﺸ ﺮآﺎت ﺣ ﻮل ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻮﻇﻔﻴﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﺤﺮاﺳﺎت .. أﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻠﺠ ﻨﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼ ﺔ ﺑﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣ ﻴﻦ .. ﻓ ﺈذا ﺟﻤ ﻊ آﺒﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺒﺎب ..ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﻴﻦ وﻏﻴﺮ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ .. آﻠﻤ ﺎ ﺧﺮج ﺷﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺳﺄﻟﻪ اﻟﻮاﻗﻔﻮن .. ﻋﻦ ﻣﺎذا ﺳﺄﻟﻮك ؟ وﺑﻤﺎذا أﺟﺒﺖ ؟ آﺎن ﻣﻦ أهﻢ أﺳﺌﻠﺘﻬﻢ :آﻢ آﺄﺳ ًﺎ ﺗﺸﺮب ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺮ
155
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻳﻮﻣﻴ ًﺎ ؟! ﺟﺎء دور ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ..ﻓﺪﺧﻞ ..وﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ..ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﺄﻟﻮﻩ :آ ﻢ ﺗﺸ ﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺨﻤﺮ ؟ ﻓﻘﺎل :أﻧﺎ ﻻ أﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ .. ﻗﺎﻟﻮا :ﻟﻤﺎذا !! هﻞ أﻧﺖ ﻣﺮﻳﺾ ؟! ﻗﺎل :ﻻ ..ﻟﻜﻨﻲ ﻣﺴﻠﻢ ..واﻟﺨﻤﺮ ﺣﺮام .. ﻗﺎﻟﻮا :ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﺗﺸﺮﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻋﻄﻠﺔ ﺁﺧﺮ اﻷﺳﺒﻮع ؟!! ﻗﺎل :ﻻ .. ﻓﻨﻈﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﺘﻌﺠﺒﻴﻦ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻇﻬ ﺮت اﻟﻨ ﺘﺎﺋﺞ ..ﻓﺈذا اﺳﻤﻪ ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﻤﻘﺒﻮﻟﻴﻦ .. ﺑﺪأ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻌﻬﻢ ..وﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ أﺷﻬﺮ .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻟﻘ ﻲ أﺣ ﺪ اﻟﻤﺴ ﺌﻮﻟﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ وﺳﺄﻟﻪ :ﻟﻤﺎذا آﻨﺘﻢ ﺗﻜﺮرون ﺳﺆاﻟﻲ ﻋﻦ اﻟﺨﻤﺮ ؟! ﻓﻘ ﺎل :ﻷن اﻟﻮﻇ ﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﻠ ﻮﺑﺔ ه ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺮاﺳ ﺎت ..وآﻠﻤ ﺎ ﺗﻮﻇ ﻒ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺷ ﺎب .. ﻓﻮﺟﺌ ﻨﺎ ﺑ ﻪ ﻳﺸ ﺮب اﻟﺨﻤ ﺮ وﻳﺴﻜﺮ ..ﻓﻴﻀﻴﻊ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ..وﻳﻬﺠ ﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺮآﺔ ﻣ ﻦ ﻳﺴﺮﻗﻬﺎ ..ﻓﻠﻤ ﺎ وﺟ ﺪﻧﺎك ﻻ ﺗﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ ﻋﺮﻓﻨﺎ أﻧﻨﺎ وﻗﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺘﻐﺎﻧﺎ ..ﻓﻮﻇﻔﻨﺎك هﻨﺎ !! ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ اﻟﺜ ﺒﺎت ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺒﺎدئ وإن آﺜ ﺮت اﻹﻏﺮاءات .. اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أﻧ ﻨﺎ ﻧﻌ ﻴﺶ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺘﻤﻌﺎت ﻗ ﱠﻞ أن ﺗﺠ ﺪ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻣ ﻦ ﻳﺘﻤﺴ ﻚ ﻣ ﺒﺎدﺋﻪ ..ﻳﻌ ﻴﺶ ﻣ ﻦ أﺟﻠﻬ ﺎ وﻳﻤ ﻮت ﻣ ﻦ أﺟﻠﻬ ﺎ ..وﻳﺜ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻬﺎ ..وإن آﺜﺮت اﻹﻏﺮاءات .. إذا ﻣﺸ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﺤﻴﺢ ..واﻟﺘ ﺰﻣﺖ ﺑﺎﻟﺼ ﺮاط اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻴﻢ ..ﻓﺄﺻ ﺤﺎب اﻟﻤ ﺒﺎدئ اﻷﺧﺮى ﻟﻦ ﻳﺘﺮآﻮك .. ﻓﻌ ﺪم ﻗ ﺒﻮﻟﻚ ﻟﻠﺮﺷ ﻮة ﻳﻐﻀ ﺐ زﻣ ﻼءك اﻟﻤﺮﺗﺸﻴﻦ .. واﻣﺘﻨﻌﺎك ﻋﻦ اﻟﺰﻧﺎ ..ﻳﻐﻀﺐ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ !! ﺲ ﻟﻴﻠﺔ ذُآ ﺮ أن ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب τآﺎن ﻳ ِﻌ ّ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ .. ﻳﺮاﻗﺐ وﻳﻨﻈﺮ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻤ ﺮ ﺑﺄﺣ ﺪ اﻟﺒ ﻴﻮت ﻓ ﻲ ﻇﻠﻤ ﺔ اﻟﻠ ﻴﻞ ..ﻓﺴ ﻤﻊ ﻓ ﻴﻪ ﻼ رﺟﺎل ﺳﻜﺎرى ..ﻓﻜﺮﻩ أن ﻳﻄﺮق ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺒﺎب ﻟﻴ ً ..وﺧﺸﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻇﻨﻪ ﺧﺎﻃﺌ ًﺎ ..وأراد أن ﻳﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ .. ﻓﺘﻨﺎول آﺴﺮة ﻓﺤﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻷرض ..ووﺿﻊ ﺑﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎب ..وﻣﻀﻰ .. ﺳ ﻤﻊ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﺪار ﺻﻮﺗ ًﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﺎب ..ﻓﺨﺮج .. ﻓ ﺮأى اﻟﻌﻼﻣ ﺔ ..ورأى ﻇﻬ ﺮ ﻋﻤ ﺮ ﻣﻮﻟﻴ ًﺎ ..ﻓﻔﻬﻢ اﻟﻘﺼﺔ .. ﻓﻜ ﺎن اﻷﺻ ﻞ أن ﻳﻤﺴ ﺢ اﻟﻌﻼﻣ ﺔ وﻳﻨﺘﻬ ﻲ اﻷﻣ ﺮ .. ﻟﻜﻨﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ !!.. وإﻧﻤﺎ أﺧﺬ آﺴﺮة اﻟﻔﺤﻢ وأﻗﺒﻞ إﻟﻰ ﺑﻴﻮت ﺟﻴﺮاﻧﻪ .. وﺟﻌﻞ ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ أﺑﻮاﺑﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎت !! وآﺄﻧ ﻪ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳﻨ ﺰل اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻮاﻩ .. وﻳﻜﻮﻧ ﻮن ﻣ ﺜﻠﻪ ..وﻻ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳ ﺮﺗﻔﻊ إﻟ ﻰ ﻣﺴﺘﻮاهﻢ !!.. وﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺜﻞ :ودت اﻟ ﺰاﻧﻴﺔ ﻟ ﻮ أن اﻟﻨﺴ ﺎء آﻠﻬ ﻦ زﻧﻴﻦ .. ﻣ ﻦ اﻟ ﺘﺠﺎرب ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻨﺎ ..أن ﺗﺠ ﺪ زوﺟ ﺔ آﺜﻴ ﺮة اﻟﻜﺬب ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ ..ﺗﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ..وﺗﻌﻮدت ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻓ ﺈذا رأت ﻣ ﻦ ﺗﻨﻜ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ..وﺗﻨﺼ ﺤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼ ﺪق ..ﺣﺎوﻟ ﺖ أن ﺗﺠ ﺮهﺎ إﻟ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻨﻘﻌﻬﺎ .. ﻓﻜﺮرت ﻋﻠﻴﻬﺎ :اﻟﺮﺟﺎل ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻣﻌﻬﻢ إﻻ آﺬا .. ﻣﺎ ﺗﻤﺸﻲ أﻣﻮرك ﻣﻌﻪ إﻻ ﺑﺎﻟﻜﺬب .. ﻓﻼ ﺗﺰال ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﻣﺒﺎدﺋﻪ وﺗﺘﻐﻴﺮ ..أو رﺑﻤﺎ ﺗﺜﺒﺖ ..وﻟﻌﻠﻬﺎ .. وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺌﻮل ﺣﺴ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ ﻣ ﻊ ﻣﻮﻇﻔ ﻴﻪ ..وﻳ ﺮى أن ه ﺬا ﻣﻤ ﺎ ﻳﻔ ﻴﺪ اﻟﻌﻤ ﻞ .. وﻳﺰرث اﻟﺮاﺣﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ..وﻳﺰﻳﺪ اﻹﻧﺘﺎج .. ﻓ ﻴﻠﻘﺎﻩ ﻣﺴ ﺌﻮل ﺳ ﻲء اﻟﺨﻠ ﻖ ..ﻣ ﺒﻐﻮض ﻣ ﻦ ِﻗﺒَﻞ ﻣﻮﻇﻔ ﻴﻪ ..ﻓﻴﺤﺴ ﺪﻩ – رﺑﻤ ﺎ – أو ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳﻘﻨﻌﻪ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﺁﺧ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ..ﻓ ﻴﻘﻮل ﻟ ﻪ :ﻻ ﺗﻔﻌﻞ آﺬا ..واﻓﻌﻞ آﺬا ..وﻻ ﺗﺒﺘﺴﻢ ..وﻻ .. أو ﺻ ﺎﺣﺐ ﺑﻘﺎﻟ ﺔ ﻻ ﻳﺒ ﻴﻊ اﻟﺴ ﺠﺎﺋﺮ ..ﻓ ﻴﺤﻮل أن ﻳﻘﻨﻌﻪ .. ﻼ واﺛ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺒﺎدﺋﻚ ..وﻗ ﻞ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﻓﻜ ﻦ ﺑﻄ ً ﺻﻮﺗﻚ :ﻻااااا ..ﻣﻬﻤﺎ أﻏﺮوك .. وﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﺣ ﺎول اﻟﻜﻔ ﺎر ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ εأن ﻳﺘﻨﺎزل
156
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻋ ﻦ ﻣ ﺒﺎدﺋﻪ ..ﻓﻘ ﺎل اﷲ ﻟ ﻪ ) :ودوا ﻟ ﻮ ُﺗﺪْهﻦ ﻓﻴﺪهﻨﻮن ( .. ﻼ ﻟﻴﺤﺎﻓﻈﻮا ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧﻬ ﻢ ﻻ ﻣ ﺒﺎدئ ﻋﻨﺪهﻢ أﺻ ً ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ..وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻻ ﻣﺎﻧ ﻊ ﻋ ﻨﺪهﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﻨﺎزل ﻋ ﻦ ﻣ ﺒﺎدﺋﻬﻢ ..ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ أن ﻳﻐ ﺮوك ﺑﺘﺮك ﻣﺒﺎدﺋﻚ .. ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﻓﻼ ﺗﻄﻊ اﻟﻤﻜﺬﺑﻴﻦ * ودوا ﻟﻮ ﺗﺪهﻦ ﻓﻴﺪهﻨﻮن "
72.اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ .. ﻻ ﺗﺨﻠ ﻮ اﻟﺤ ﻴﺎة ﻣ ﻦ ﻋﺜ ﺮات ﺗﺼ ﻴﺒﻨﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس .. ﻓﻬ ﺬﻩ ﻣ ﺰﺣﺔ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ..وﺗﻠ ﻚ آﻠﻤ ﺔ ﻧﺎﺑ ﻴﺔ .. وﺗﻌ ﱟﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ .. ﺧﺼ ﻮﻣﺔ ﺑ ﻴﻦ اﺛﻨ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ..أو اﺧﺘﻼف ﻓﻲ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ ..أو ﺁراء .. وﺑﻌﻀ ﻨﺎ ﻳﻜﺒﺮ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ..وﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻌﻔﻮ أو اﻟﻨﺴﻴﺎن .. أو رﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻤﻠ ﻚ اﺳ ﺘﻌﺪادًا ﻟﻘ ﺒﻮل أﻋ ﺬار اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﻬﻢ .. ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﻌﺬب ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪم ﻋﻔﻮﻩ ..ﻳﻤﻸ ﺻﺪرﻩ ﺑﺄﺣﻘﺎد ﺗﺸﻐﻠﻪ ﺗﻌﺬﺑﻪ .. وﷲ در اﻟﺤﺴ ﺪ ﻣ ﺎ أﻋﺪﻟ ﻪ ..ﺑ ﺪأ ﺑﺼ ﺎﺣﺒﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ .. ﻓ ﻼ ﺗﻌ ﺬب ﻧﻔﺴﻚ ..هﻨﺎك أﺷﻴﺎء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ..وﻋﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ .. اِﻧ َ ﻟﻤﺎ دﺧﻞ رﺳﻮل اﷲ εﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ..واﻃﻤﺄن اﻟﻨﺎس .. ﺧﺮج ﺣﺘﻰ ﺟﺎء اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻄﺎف ﺑﻬﺎ ﺳﺒﻌ ًﺎ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻀ ﻰ ﻃ ﻮاﻓﻪ ..دﻋ ﺎ ﻋ ﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﻓﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻜﻌﺒﺔ ..ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻟﻪ ﻓﺪﺧﻠﻬﺎ .. ﻓﺮأى ﻓﻴﻪ ﺻﻮر اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وﻏﻴﺮهﻢ .. ورأى إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﺼﻮرًا ﻓﻲ ﻳﺪﻩ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻷزﻻم ﻳﺴﺘﻘﺴﻢ ﺑﻬﺎ .. ﻓﻘ ﺎل : εﻗ ﺎﺗﻠﻬﻢ اﷲ ..ﺟﻌﻠ ﻮا ﺷ ﻴﺨﻨﺎ ﻳﺴﺘﻘﺴ ﻢ ﺑﺎﻷزﻻم !! ﻣﺎ ﺷﺄن اﺑﺮاهﻴﻢ واﻷزﻻم ؟! ﻣ ﺎ آ ﺎن إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻳﻬ ﻮدﻳ ًﺎ وﻻ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴ ًﺎ وﻟﻜ ﻦ آ ﺎن ﺣﻨﻴﻔ ًﺎ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ وﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ .. ﺛﻢ أﻣﺮ εﺑﺘﻠﻚ اﻟﺼﻮر آﻠﻬﺎ ﻓﻄﻤﺴﺖ .. ﺛ ﻢ وﺟ ﺪ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺣﻤﺎﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﻋ ﻴﺪان ﻓﻜﺴﺮهﺎ ﺑﻴﺪﻩ .. ﺛﻢ ﻃﺮﺣﻬﺎ .. ﺛﻢ وﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ .. وﻗ ﺪ اﺟ ﺘﻤﻊ ﻟ ﻪ اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻣﺴ ﻠﻤﻴﻦ واﻟﻜﻔﺎر ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ .. ﺛ ﻢ ﺻ ﻠﻰ رآﻌﺘ ﻴﻦ ﺛ ﻢ اﻧﺼﺮف إﻟﻰ زﻣﺰم ..ﻓﺎﻃﻠﻊ ﻓﻴﻬﺎ ..ودﻋﺎ ﺑﻤﺎء ﻓﺸﺮب ﻣﻨﻬﺎ وﺗﻮﺿﺄ .. واﻟﻨﺎس ﻳﺒﺘﺪرون وﺿﻮءﻩ .. واﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ﻳﺘﻌﺠ ﺒﻮن ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ..وﻳﻘﻮﻟﻮن :ﻣﺎ رأﻳﻨﺎ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻗﻂ وﻻ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺑﻪ ﻣﺜﻞ هﺬا .. ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻘ ﺎم إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻓﺄﺧ ﺮﻩ ﻋ ﻦ اﻟﻜﻌ ﺒﺔ .. وآﺎن ﻣﻠﺼﻘﺎ ﺑﻬﺎ .. ﺛﻢ ﻗﺎم εﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻘﺎل : ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ..وﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ..ﺻﺪق وﻋﺪﻩ ..وﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪﻩ ..وهﺰم اﻻﺣﺰاب وﺣﺪﻩ .. أﻻ آ ﻞ ﻣﺄﺛ ﺮة ..أو دم ..أو ﻣ ﺎل ُﻳﺪﱠﻋ ﻰ ..ﻓﻬ ﻮ ﻣﻮﺿ ﻮع ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻲ هﺎﺗﻴﻦ ..إﻻ ﺳﺪاﻧﺔ اﻟﺒﻴﺖ .. وﺳ ﻘﺎﻳﺔ اﻟﺤ ﺎج ..ﺛ ﻢ ﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﺮر ﺑﻌ ﺾ اﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻘﺎل : َأ َﻻ وﻗﺘ ﻴﻞ اﻟﺨﻄ ﺄ ﺷ ﺒﻪ اﻟﻌﻤ ﺪ ﺑﺎﻟﺴ ﻮط واﻟﻌﺼ ﺎ .. ﻓﻔ ﻴﻪ اﻟﺪﻳ ﺔ ﻣﻐﻠﻈﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻻﺑﻞ ..أرﺑﻌﻮن ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ أوﻻدهﺎ .. ﺛ ﻢ ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رؤوس ﻗ ﺮﻳﺶ وﺳ ﺎداﺗﻬﺎ ..ﻓﺼ ﺎح ﺑﻬﻢ : ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ..إن اﷲ ﻗ ﺪ أذه ﺐ ﻋ ﻨﻜﻢ ﻧﺨ ﻮة اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ..وﺗﻌﻈّﻤﻬﺎ ﺑﺎﻵﺑﺎء .. اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺁدم ..وﺁدم ﻣﻦ ﺗﺮاب .. ﺧَﻠ ْﻘﻨَﺎآُﻢ ﻣﱢﻦ َذ َآ ٍﺮ س ِإﻧﱠﺎ َ ﺛﻢ ﺗﻼ " ﻳَﺎ َأ ﱡﻳﻬَﺎ اﻟﻨﱠﺎ ُ ن ﺷﻌُﻮﺑًﺎ َو َﻗﺒَﺎ ِﺋ َﻞ ِﻟ َﺘﻌَﺎ َرﻓُﻮا ِإ ﱠ ﺟ َﻌ ْﻠ ﻨَﺎ ُآ ْﻢ ُ َوأُﻧ َﺜ ﻰ َو َ ﺧﺒِﻴ ٌﺮ " ﻋﻠِﻴ ٌﻢ َ ﷲ َ ن ا َﱠ ﷲ َأ ْﺗﻘَﺎ ُآ ْﻢ ِإ ﱠ َأ ْآ َﺮ َﻣ ُﻜ ْﻢ ﻋِﻨ َﺪ ا ِﱠ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ وﺟﻮﻩ اﻟﻜﻔﺎر .. وه ﻮ ﻓﻲ ﻋﺰﻩ وﻣﻠﻜﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ ..وهﻢ ﻓﻲ ذﻟﻬﻢ
157
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﺿﻌﻔﻬﻢ .. ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن ﻃﺎﻟﻤ ﺎ آﺬﺑ ﻮﻩ ﻓ ﻴﻪ ..وأهﺎﻧ ﻮﻩ .. وأﻟﻘﻮا اﻷوﺳﺎخ ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ وهﻮ ﺳﺎﺟﺪ .. وآﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ..ﻣﻬ ﺰوﻣﻴﻦ .. أذﻻء ..ﺻﺎﻏﺮﻳﻦ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ..ﻣ ﺎ ﺗﺮون أﻧﻲ ﻓﺎﻋﻞ ﻓﻴﻜﻢ ؟ ﻓﺎﻧﺘﻨﻔﻀﻮا ..وﻗﺎﻟﻮا :ﺗﻔﻌﻞ ﺑﻨﺎ ﺧﻴﺮًا ..أﻧﺖ أخ آﺮﻳﻢ ..واﺑﻦ أخ آﺮﻳﻢ .. ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ه ﻞ ﻧﺴ ﻮا ﻣ ﺎ آﺎﻧ ﻮا ﻳﻔﻌﻠ ﻮﻧﻪ ﺑﻬ ﺬا اﻷخ اﻟﻜﺮﻳﻢ ..أﻳﻦ ﺳﺒﻜﻢ :ﻣﺠﻨﻮن ..ﺳﺎﺣﺮ ..آﺎهﻦ ؟! ﻣ ﺎ دام أﺧ ًﺎ آ ﺮﻳﻤ ًﺎ ..وأﺑ ﻮﻩ أخ آ ﺮﻳﻢ !! ﻓﻠﻤﺎذا ﺣﺎرﺑﺘﻤﻮﻩ ؟! أﻳﻦ ﺗﻌﺬﻳﺒﻜﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻀﻌﻔﺎء .. هﺬا ﺑﻼل واﻗﻒ ..وﺁﺛﺎر اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻻ ﺗﺰال ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ .. وﺗﻠ ﻚ ﻧﺨﻠ ﺔ ﻗ ﺮﻳﺒﺔ ﻗ ﺘﻠﺖ ﻋ ﻨﺪهﺎ أﻣ ﻴﺔ .. وزوﺟﻬ ﺎ ﻳﺎﺳ ﺮ ..وه ﺬا اﺑ ﻨﻬﻤﺎ ﻋﻤ ﺎر ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺸﻬﺪ .. أﻳ ﻦ ﺣﺒﺴ ﻜﻢ ﻟ ﻪ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻟﻀ ﻌﻔﺎء .. ﺛ ﻼث ﺳ ﻨﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺐ ﺑﻨ ﻲ ﻋﺎﻣ ﺮ ..ﺣﺘ ﻰ أآﻠﻮا ورق اﻟﺸﺠﺮ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺠﻮع ..؟!! ﻣﺎ رﺣﻤ ﺘﻢ ﺑﻜ ﺎء اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ..وﻻ أﻧ ﻴﻦ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻼ وﻻ ﻣﺮﺿﻌ ًﺎ !! اﻟﻜﺒﻴﺮ ..وﻻ ﺣﺎﻣ ً أﻳ ﻦ ﺣ ﺮﺑﻜﻢ ﻟ ﻪ ﻓﻲ ﺑﺪر ..وأﺣﺪ ..وﺗﺤﺰﺑﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻨﺪق ؟ أﻳ ﻦ ﻣ ﻨﻌﻜﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ دﺧﻮل ﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ..ﻟﻤﺎ ﺟ ﺎءآﻢ ﻗ ﺒﻞ ﺳﻨﻴﻦ ..وﺗﺮآﺘﻤﻮﻩ ﻣﺤﺒﻮﺳ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ..ﻣﻤﻨﻮﻋﺎًﻣﻦ دﺧﻮل ﻣﻜﺔ ؟ أﻳ ﻦ ﺻ ﺪآﻢ ﻟﻌﻤ ﻪ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻋ ﻦ اﻹﺳ ﻼم وهﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش اﻟﻤﻮت ؟ أﻳ ﻦ ..؟ أﻳ ﻦ ..؟ ﺷ ﺮﻳﻂ ﻃﻮﻳﻴﻴﻴ ﻴﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺬآﺮﻳﺎت اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻳﻤﺮ أﻣﺎم ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ .. ε ﻟ ﻴﺲ ه ﻮ ﻓﻘ ﻂ ..ﺑ ﻞ أﻣ ﺎم ﻧﺎﻇ ﺮي أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ وﻋﻤ ﺮ ..وﻋﺜﻤﺎن وﻋﻠﻲ ..وﺑﻼل وﻋﻤﺮ .. ﻓﻜ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻦ هﺆﻻء ..ﻟﻪ ﻣﻊ ﻗﺮﻳﺶ ﻗﺼﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻨﺰل ﺑﻬﻢ أﻗﺴﻰ أﻧﻮاع اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ .. ﻓﻬﻢ أﻋﺪاء ﻣﺤﺎرﺑﻮن ..ﻣﻌﺘﺪون ..ﺧﻮﻧﺔ .. ﻧﻌﻢ ﺧﻮﻧﺔ ..ﺧﺎﻧﻮا ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ..واﻋﺘﺪوا .. آﺎﻧ ﻮا ﻣﺠ ﺮﻣﻴﻦ ..ﻣﺘﺤﻴ ﺮﻳﻦ ..ﻻ ﻳ ﺪرون ﻣ ﺎذا ﺳﻴُﻔﻌﻞ ﺑﻬﻢ .. ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ εﻳ ﺪوس ﻋﻠ ﻰ اﻷﺣﻘ ﺎد ..وﻳﺤﻠ ﻖ ﺑﻬﻤ ﺘﻪ ﻋﺎاااﻟﻴ ًﺎ .. وﻳﻘ ﻮل آﻠﻤ ﺔ ﻳﻬ ﺘﻒ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ :اذهﺒﻮا ..ﻓﺄﻧﺘﻢ اﻟﻄﻠﻘﺎء .. ﻓﻴﻨﻄﻠﻘﻮن ..ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ ..ﺗﻜﺎد أرﺟﻠﻬﻢ ﺗﻄﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺮح .. أﺣﻘ ًﺎ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﺎ ؟!! ﺛ ﻢ ﺗﻠﻔ ﺖ εﻳﻨﻈ ﺮ ﺣ ﻮل اﻟﻜﻌ ﺒﺔ ..ﻓ ﺈذا ﺛﻠ ﺜﻤﺎﺋﺔ وﺳ ﺘﻮن ﺻ ﻨﻤ ًﺎ ..ﺗﻌ ﺒﺪ ﻣ ﻦ دون اﷲ ..ﻋ ﻨﺪ ﺑﻴ ﺘﻪ اﻟﻤﻌﻈّﻢ !!.. ﻓﺠﻌ ﻞ εﻳﻀ ﺮﺑﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ..ﻓﺘﻬﻮي ..وهﻮ ﻳﻘﻮل : ﺟ ﺎء اﻟﺤ ﻖ ..وزه ﻖ اﻟﺒﺎﻃﻞ ..ﺟﺎء اﻟﺤﻖ ..وﻣﺎ ﻳﺒﺪئ اﻟﺒﺎﻃﻞ وﻣﺎ ﻳﻌﻴﺪ .. ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ آﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ اﻟﻌ ﺘﺎة اﻟ ﺒﻐﺎة ..اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟﻬ ﻢ ﺗ ﺎرﻳﺦ أﺳ ﻮد ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ..ﻓ ﺮوا ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻗﺒﻞ دﺧﻮل اﻟﻨﺒﻲ εوأﺻﺤﺎﺑﻪ إﻟﻴﻬﺎ .. ﻣﻨﻬﻢ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ .. ﻓﺈﻧﻪ ﻓﺮ ﻣﻨﻬﺎ هﺎرﺑ ًﺎ ..وﻗﺪ ﺗﺤﻴﺮ أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ .. ﻓﻤﻀﻰ إﻟﻰ ﺟﺪة ﻟﻴﺮآﺐ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻴﻤﻦ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟ ﻨﺎس ﻋﻔ ﻮ رﺳ ﻮل اﷲ .. εوﻧﺴ ﻴﺎﻧﻪ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ اﻷﻟﻴﻢ .. ﺟﺎء ﻋﻤﻴﺮ ﺑﻦ وهﺐ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ εﻓﻘﺎل : ﻳ ﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ إن ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ ..وﻗﺪ ﺧ ﺮج هﺎرﺑ ًﺎ ﻣ ﻨﻚ ..ﻟ ﻴﻘﺬف ﻧﻔﺴ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺮ .. ﻓّﺄﻣﱢﻨﻪ ..ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ .. ﻗﺎل ρﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ :هﻮ ﺁﻣﻦ .. ﻗ ﺎل ﻋﻤﻴ ﺮ :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..ﻓﺄﻋﻄﻨ ﻲ ﺁﻳﺔ ﻳﻌﺮف ﺑﻬ ﺎ أﻣﺎﻧ ﻚ ..ﻓﺄﻋﻄ ﺎﻩ رﺳ ﻮل اﷲ ρﻋﻤﺎﻣ ﺘﻪ اﻟﺘﻲ دﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺔ ..ﺣﺘﻰ إذا رﺁهﺎ ﺻﻔﻮان ..ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻓﻮﺛﻖ ﻓﻲ ﺻﺪق ﻋﻤﻴﺮ .. ﺧ ﺮج ﺑﻬ ﺎ ﻋﻤﻴ ﺮ ﺣﺘ ﻰ أدرآ ﻪ ..وه ﻮ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳﺮآﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ..
158
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺻﻔﻮان ..ﻓﺪاك أﺑﻲ وأﻣﻲ ..اﷲ ..اﷲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ أن ﺗﻬﻠﻜﻬﺎ ..ﻓﻬﺬا أﻣﺎن ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ ρﻗﺪ ﺟﺌﺘﻚ ﺑﻪ .. ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﻔﻮان :وﻳﺤ ﻚ ..أﻏ ﺮب ﻋﻨ ﻲ ﻓ ﻼ ﺗﻜﻠﻤﻨ ﻲ ..ﻓﺈﻧ ﻚ آ ﺬاب ..وآ ﺎن ﺧﺎﺋﻔ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻐﺒﺔ ﻣﺎ آﺎن ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﻗ ﺎل :أي ﺻ ﻔﻮان ..ﻓ ﺪاك أﺑ ﻲ وأﻣ ﻲ .. رﺳﻮل اﷲ ..أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺎس ..وأﺑﺮ اﻟﻨﺎس .. وأﺣﻠ ﻢ اﻟ ﻨﺎس ..وﺧﻴ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ..وه ﻮ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻚ ..ﻋ ﺰﱡﻩ ﻋ ﺰك ..وﺷ ﺮﻓُﻪ ﺷ ﺮﻓﻚ .. وﻣﻠﻜُﻪ ﻣﻠﻜﻚ .. ﻗﺎل :إﻧﻲ أﺧﺎﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ .. ﻗﺎل :هﻮ أﺣﻠﻢ ﻣﻦ ذاك وأآﺮم .. ﻓﺮﺟﻊ ﺻﻔﻮان ﻣﻌﻪ .. ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻼ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ..ﻓﻤﻀ ﻰ ﺑ ﻪ ﻋﻤﻴ ﺮ ﺣﺘﻰ وﻗﻒ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﻘ ﺎل ﺻﻔﻮان :إن هﺬا ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻚ ﻗﺪ أﻣﻨﺘﻨﻲ .. ﻗﺎل : εﺻﺪق .. ﻗ ﺎل ﺻ ﻔﻮان :أﻣ ﺎ دﺧﻮﻟ ﻲ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم .. ﻓﺎﺟﻌﻠﻨﻲ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎر ﻓﻴﻪ ﺷﻬﺮﻳﻦ .. ﻓﻘﺎل : ρأﻧﺖ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎر ﻓﻴﻪ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ .. ﺛﻢ أﺳﻠﻢ ﺻﻔﻮان ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ .. ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ اﻟﻌﻔ ﻮ ﻋ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ..وﻧﺴ ﻴﺎن اﻟﻤﺎﺿ ﻲ اﻷﻟ ﻴﻢ ..ه ﺬا ﺧﻠ ﻖ ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻪ إﻻ اﻟﻌﻈﻤ ﺎء ..اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘ ﺮﻓﻌﻮن ﺑ ﺄﺧﻼﻗﻬﻢ ﻋ ﻦ ﺳ ﻔﺎﻟﺔ اﻻﻧ ﺘﻘﺎم ..واﻟﺤﻘ ﺪ .. وﺷ ﻔﺎء اﻟﻐ ﻴﻆ ..ﻓﺎﻟﺤ ﻴﺎة ﻗﺼ ﻴﺮة -ﻋﻠﻰ آﻞ ﺣ ﺎل .. -ﻧﻌ ﻢ ه ﻲ أﻗﺼ ﺮ ﻣ ﻦ أن ﻧﺪﻧﺴ ﻬﺎ ﺑﺤﻘﺪ وﺿﻐﻴﻨﺔ .. ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺎﺟ ﺎت اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ..آ ﺎن εهﻴ ﻨ ًﺎ ﻟﻴﻨ ًﺎ .. ﻗ ﺎل اﻟﻤﻘ ﺪاد ﺑ ﻦ اﻷﺳ ﻮد : τﻗ ﺪﻣﺖ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ أﻧﺎ وﺻﺎﺣﺒﺎن ﻟﻲ .. ﻓﺘﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻠﻨﺎس ﻓﻠﻢ ﻳﻀﻔﻨﺎ أﺣﺪ .. ﻓﺄﺗﻴ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρﻓﺬآﺮﻧﺎ ﻟﻪ ..ﻓﺄﺿﺎﻓﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺰل وﻋﻨﺪﻩ أرﺑﻊ أﻋﻨﺰ .. ﻓﻘ ﺎل :اﺣﻠ ﺒﻬﻦ ﻳ ﺎ ﻣﻘ ﺪاد ..وﺟﺰﺋﻬﻦ أرﺑﻌﺔ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أﺟ ﺰاء ..وأﻋ ﻂ آ ﻞ إﻧﺴ ﺎن ﺟﺰءًا ﻓﻜﻨﺖ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ .. ﻓﻜ ﺎن اﻟﻤﻘ ﺪاد آ ﻞ ﻣﺴ ﺎء ..ﻳﺤﻠ ﺐ ﻓﻴﺸ ﺮب ه ﻮ وﺻ ﺎﺣﺒﺎﻩ ..وﻳﺒﻘ ﻰ ﺟ ﺰء اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ..ﻓ ﺈن آ ﺎن ﻣﻮﺟ ﻮدًا ﺷ ﺮﺑﻪ ..وإن آ ﺎن ﻏﺎﺋﺒ ًﺎ ﺣﻔﻈﻮﻩ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺟﻊ .. وﻓ ﻲ ﻟ ﻴﻠﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟ ﻲ ..ﺗﺄﺧ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻴﻬﻢ .. واﺿﻄﺠﻊ اﻟﻤﻘﺪاد ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻪ ..ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : إن اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρﻗ ﺪ أﺗ ﻰ أه ﻞ ﺑ ﻴﺖ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر .. ﻓﺄﻃﻌﻤﻮﻩ .. ﻓﻠﻮ ﻗﻤﺖ ﻓﺸﺮﺑﺖ هﺬﻩ اﻟﺸﺮﺑﺔ .. ﻓﻠ ﻢ ﺗ ﺰل ﺑ ﻪ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم ﻓﺸ ﺮﺑﻬﺎ ..وﻟ ﻢ ﻳ ﺒﻖ ﻟﻠﻨﺒﻲ ρﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻗﺎل اﻟﻤﻘﺪاد :ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻲ وﺗﻘﺎر ..أﺧﺬﻧﻲ ﻣﺎ ﻗﺪم وﻣﺎ ﺣﺪث .. ﻓﻘﻠ ﺖ :ﻳﺠ ﻲء اﻵن اﻟﻨﺒﻲ ρﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ..ﻇﻤﺂﻧ ًﺎ ..ﻓﻼ ﻳﺮى ﻓﻲ اﻟﻘﺪح ﺷﻴﺌ ًﺎ ..ﻓﻴﺪﻋﻮ ﻋﻠﻲ .. ﻓﺴﺠﻴﺖ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻲ ..ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻬﻢ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻴﻞ .. وﺟ ﺎء اﻟﻨﺒﻲ .. ρﻓﺴﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺔ ﺗﺴﻤﻊ اﻟﻴﻘﻈﺎن .. وﻻ ﺗﻮﻗﻆ اﻟﻨﺎﺋﻢ .. واﻟﻤﻘﺪاد ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻪ ..ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ..ﻓﺄﻗﺒﻞ ρإﻟﻰ إﻧﺎﺋﻪ .. ﻓﻜﺸ ﻒ ﻋ ﻨﻪ ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺮ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ..ﻓ ﺮﻓﻊ ﺑﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ اﻟﺴﻤﺎء .. ﻲ .. ﻓﻔﺰع اﻟﻤﻘﺪاد ..وﻗﺎل :اﻵن ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠ ﱠ ﻓﺘﺴﻤﻊ ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل ..ﻓﺈذا ﺑﻪ .. ρﻳﻘﻮل : اﻟﻠﻬﻢ اﺳﻖ ﻣﻦ ﺳﻘﺎﻧﻲ ..وأﻃﻌﻢ ﻣﻦ أﻃﻌﻤﻨﻲ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﻤﻘﺪاد ذﻟﻚ ..أَﻏﺘﻨﻢ دﻋﻮة اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم .. ﻗ ﺎم ﻓﺄﺧ ﺬ اﻟﺸ ﻔﺮة اﻟﺴ ﻜﻴﻦ ..ﻓ ﺪﻧﺎ إﻟ ﻰ اﻷﻋﻨ ﺰ .. ﻟﻴﺬﺑﺢ إﺣﺪاهﺎ ..ﻟﻴﻄﻌﻢ اﻟﻨﺒﻲ .. ρ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺠﺴﻬﻦ ﻳﻨﻈﺮ أﻳﺘﻬﻦ أﺳﻤﻦ ﻟﻴﺬﺑﺤﻬﺎ .. ﻓ ﻮﻗﻌﺖ ﻳ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺿﺮع إﺣﺪاهﻦ ﻓﺈذا هﻲ ﺣﺎﻓﻞ .. ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻠﺒﻦ .. وﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻷﺧﺮى ﻓﺈذا هﻲ ﺣﺎﻓﻞ .. ﻓﻨﻈ ﺮت ﻓ ﺈذا ه ﻲ آﻠﻬ ﻦ ﺣﻔ ﻞ ..ﻓﺤﻠ ﺐ ﻓ ﻲ إﻧ ﺎء
159
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
آﺒﻴﺮ ..ﻓﻤﻸﻩ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﺖ رﻏﻮﺗﻪ .. ﺛﻢ أﺗﻰ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ .. ρﻓﻘﺎل :اﺷﺮب .. ﻓﻠﻤﺎ رأى رﺳﻮل اﷲ ρآﺜﺮة اﻟﻠﺒﻦ ..ﻗﺎل : أﻣﺎ ﺷﺮﺑﺘﻢ ﺷﺮاﺑﻜﻢ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻳﺎ ﻣﻘﺪاد ؟ ﻓﻘ ﺎل :اﺷ ﺮب ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..ﻓﻘ ﺎل :ﻣ ﺎ اﻟﺨﺒﺮ ﻳﺎ ﻣﻘﺪاد ؟ ﻗ ﺎل :اﺷﺮب ﺛﻢ اﻟﺨﺒﺮ ..ﻓﺸﺮب اﻟﻨﺒﻲ εﺛﻢ ﻧﺎول اﻟﻘﺪح ﻟﻠﻤﻘﺪاد ..ﻓﻘﺎل اﻟﻤﻘﺪاد :اﺷﺮب ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..ﻓﺸ ﺮب ﺛ ﻢ ﻧﺎوﻟ ﻪ اﻟﻘ ﺪح .. ﻗﺎل :اﺷﺮب ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻗ ﺎل اﻟﻤﻘ ﺪاد ..ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ أن رﺳﻮل اﷲ ρ ﻗﺪ روي ..وأﺻﺎﺑﺘﻨﻲ دﻋﻮﺗﻪ .. ﺿﺤﻜﺖ ﺣﺘﻰ أﻟﻘﻴﺖ إﻟﻰ اﻷرض .. ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ :إﺣ ﺪى ﺳﻮﺁﺗﻚ ﻳﺎ ﻣﻘﺪاد ! . ﻓﻘﻠﺖ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..إﻧﻚ ﻗﺪ أﺑﻄﺄت ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ ..وآ ﻨﺖ ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ﻟﻌﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ρﻗ ﺪ ﺗﻌﺸ ﻰ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺼﺎر ..وﻗ ﺺ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻘﺼ ﺔ آﻠﻬ ﺎ ..وآ ﻴﻒ أن اﻷﻋﻨ ﺰ ﺣﻠﺒﺖ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ﻣﺮﺗﻴﻦ ..ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺎدة .. آﺎن ﻣﻦ أﻣﺮي آﺬا ..ﻓﺼﻨﻌﺖ آﺬا وآﺬا .. ﻓﻘ ﺎل :ﻣ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ إﻻ رﺣﻤ ﺔ اﷲ ..أﻻ آ ﻨﺖ ﺁذﻧﺘ ﻲ ﺗ ﻮﻗﻆ ﺻ ﺎﺣﺒﻴﻚ ه ﺬﻳﻦ ﻓﻴﺼ ﻴﺒﺎن ﻣﻨﻬﺎ .. ﻓﻘﻠ ﺖ :واﻟ ﺬي ﺑﻌ ﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤ ﻖ ﻣ ﺎ أﺑﺎﻟ ﻲ إذا أﺻ ﺒﺘَﻬﺎ ..وأﺻ ﺒﺘُﻬﺎ ﻣﻌ ﻚ ﻣ ﻦ أﺻ ﺎﺑﻬﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس .. وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ..
اﻟﺤﻴﺎة أﺧﺬ وﻋﻄﺎء ..ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻋﻄﺎءك أآﺜﺮ ﻣﻦ أﺧﺬك .. 73.اﻟﻜﺮم .. ﻗﺎل ﻟﻬﻢ :ﻣﻦ ﺳﻴﺪآﻢ ؟ ﻗﺎﻟﻮا :ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻓﻼن ..ﻋﻠﻰ أﻧﻨﺎ ﻧﺒﺨﱢﻠﻪ .. ﻓﻘ ﺎل :وأي داء أدوُأ ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﺨﻞ ؟!! ﺑ ﻞ ﺳﻴﺪآﻢ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﺠﻌﺪ ﻓﻼن .. هﻜ ﺬا ﺟ ﺮى اﻟﻨﻘﺎش ﺑﻴﻦ إﺣﺪى اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ وﺑﻴﻦ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رﺳ ﻮل اﷲ εﻟﻤ ﺎ أﺳ ﻠﻤﻮا ﻓﺴ ﺄﻟﻬﻢ ﻋ ﻦ ﺳ ﻴﺪهﻢ ﻟﻴﻘﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ إﺳﻼﻣﻬﻢ أو ﻳﻐﻴﺮﻩ .. ﻧﻌﻢ وأي داء أدوأ ﻣﻦ اﻟﺒﺨﻞ .. ﻣ ﺎ أﻗ ﺒﺢ اﻟ ﺒﺨﻞ وﻣ ﺎ أﻋ ﺮض اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻨﻪ ..وﻣ ﺎ أﺛﻘﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻘ ﻴﻢ ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺘﻪ وﻟ ﻴﻤﺔ ﻳﺘﺤ ﺒﺐ ﺑﻬ ﺎ إﻟﻴﻬﻢ .. وﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻬ ﺪي هﺪﻳ ﺔ ..وﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﺠﻤ ﺎل ﻣﻈﻬ ﺮﻩ ..وﻻ ﻳﻬ ﺘﻢ ﺑ ﺰآﺎء ﺑ ﺮاﺋﺤﺘﻪ ..ﺗﻮﻓﻴ ﺮًا ﻟﻠﻤﺎل ..ورﺿ ًﺎ ﺑﺎﻟﺪون .. أﻣﺎ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﻔﻀﺎل ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ أﺣ ﺒﺎﺑﻪ ..إن اﺷﺘﺎﻗﻮا ﻟﻼﺟﺘﻤﺎع واﻷﻧﺲ ﻓﻔﻲ ﺑﻴﺘﻪ ..وإن ﻧﻘﺺ ﻋﻠﻰ أﺣﺪهﻢ ﺷﻲء ﺗﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻪ .. ﻓﻴﺄﺳ ﺮ ﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ ﺑﻜ ﺮﻣﻪ ..وﻳﺴ ﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻧﻪ .. أﺣﺴﻦ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﻄﺎﻟﻤ ﺎ اﺳ ﺘﻌﺒﺪ اﻹﻧﺴ ﺎن إﺣﺴﺎن وﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻋﻨﺪ إآﺮام ﻏﻴﺮك أن ﺗﻜﻮن ﻧﻴﺘﻚ ﺣﺴﻨﺔ .. ﻟﻠ ﺘﺂﻟﻒ ﻣ ﻊ إﺧ ﻮاﻧﻚ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ..وآﺴ ﺐ ﻣﻮدﺗﻬﻢ ..واﻟﺘﻘ ﺮب إﻟ ﻰ اﷲ ﺑﺎﻹﺣﺴ ﺎن إﻟ ﻴﻬﻢ ..ﻻ ﻷﺟ ﻞ ﺷﻬﺮة أو رﺋﺎﺳﺔ أو آﺴﺐ ﻣﺪﻳﺤﻬﻢ وﺛﻨﺎﺋﻬﻢ .. ﻗ ﺎل : εأول ﻣ ﻦ ﺗﺴ ﻌﺮ ﺑﻬ ﻢ اﻟ ﻨﺎر ﺛﻼﺛ ﺔ ..وذآﺮ ﻼ آﺎن ﻳﻨﻔﻖ ﻟﻴﻘﺎل ﺟﻮاد أي آﺮﻳﻢ ..ﻓﻠﻢ ﻣ ﻨﻬﻢ رﺟ ً ﻳﻌﻤ ﻞ اﺑ ﺘﻐﺎء وﺟ ﻪ اﻟﺨﺎﻟ ﻖ وإﻧﻤ ﺎ اﺑﺘﻐ ﻰ وﺟ ﻪ اﻟﻤﺨﻠﻮق ..رﻳﺎ ًء وﺳﻤﻌﺔ .. ﻼ: وإﻟﻴﻚ اﻟﺤﺪﻳﺚ آﺎﻣ ً ﻗﺎل ﺳﻔﻴﺎن : دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..ﻓ ﺈذا أﻧ ﺎ ﺑ ﺮﺟﻞ ﻗﺪ اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻘﻠﺖ :ﻣﻦ هﺬا ؟ ﻗﺎﻟﻮا :أﺑﻮ هﺮﻳﺮة .. ﻓﺪﻧ ﻮت ﻣ ﻨﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻗﻌ ﺪت ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ..وهﻮ ﻳﺤﺪث اﻟﻨﺎس .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻜﺖ وﺧ ﻼ ..ﻗﻠ ﺖ :أﻧﺸ ﺪك اﷲ ..ﺑﺤ ﻖ وﺣ ﻖ ..ﻟﻤﺎ ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ .. εوﻋﻠﻤﺘﻪ .. ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة :أﻓﻌﻞ ..ﻷﺣﺪﺛﻨﻚ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ﺣﺪﺛﻨﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ .. εﻋﻘﻠﺘﻪ وﻋﻠﻤﺘﻪ ..
160
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺛ ﻢ ﻧﺸ ﻎ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ﻧﺸ ﻐﺔ ) ﺷ ﻬﻖ ( .. ﻼ ..ﺛﻢ أﻓﺎق .. ﻓﻤﻜﺚ ﻗﻠﻴ ً ﻓﻘ ﺎل :ﻷﺣﺪﺛ ﻨﻚ ﺣﺪﻳ ﺜ ًﺎ ﺣﺪﺛﻨﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ ε ..وأﻧ ﺎ وه ﻮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ..ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ أﺣﺪ ﻏﻴﺮي وﻏﻴﺮﻩ .. ﺛ ﻢ ﻧﺸ ﻎ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ﻧﺸ ﻐﺔ أﺧ ﺮى ..ﻓﻤﻜ ﺚ ﺑﺬﻟﻚ ..ﺛﻢ أﻓﺎق ..وﻣﺴﺢ وﺟﻬﻪ ..ﻓﻘﺎل : أﻓﻌ ﻞ ..ﻷﺣﺪﺛ ﻨﻚ ﺑﺤ ﺪﻳﺚ ﺣﺪﺛﻨ ﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ .. εوأﻧ ﺎ وه ﻮ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺒ ﻴﺖ ..ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻪ أﺣﺪ ﻏﻴﺮي وﻏﻴﺮﻩ .. ﺛ ﻢ ﻧﺸ ﻎ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ﻧﺸ ﻐﺔ أﺧﺮى ..ﺛﻢ ﻣﺎل ﻼ ..ﺛ ﻢ ﺧ ﺎ ّرًا ﻋﻠ ﻰ وﺟﻬ ﻪ ..وأﺳ ﻨﺪﺗﻪ ﻃ ﻮﻳ ً أﻓﺎق ..ﻓﻘﺎل : ﺣﺪﺛﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ : ε إن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ إذا آﺎن ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ..ﻧﺰل إﻟ ﻰ اﻟﻌ ﺒﺎد ﻟﻴﻘﻀ ﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ..وآﻞ أﻣﺔ ﺟﺎﺛﻴﺔ .. ﻓ ﺄول ﻣ ﻦ ﻳﺪﻋ ﻮ ﺑ ﻪ :رﺟ ﻞ ﺟﻤ ﻊ اﻟﻘ ﺮﺁن .. ورﺟ ﻞ ﻳﻘ ﺘﻞ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﷲ ..ورﺟ ﻞ آﺜﻴ ﺮ اﻟﻤﺎل .. ﻓ ﻴﻘﻮل اﷲ ﻟﻠﻘ ﺎرىء :أﻟ ﻢ أﻋﻠﻤ ﻚ ﻣ ﺎ أﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻲ ؟ ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ ﻳﺎ رب .. ﻗﺎل :ﻓﻤﺎذا ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ؟ ﻗ ﺎل :آ ﻨﺖ أﻗ ﻮم ﺑ ﻪ ﺁﻧﺎء اﻟﻠﻴﻞ وﺁﻧﺎء اﻟﻨﻬﺎر .. ﻓﻴﻘﻮل اﷲ ﻟﻪ :آﺬﺑﺖ .. وﺗﻘﻮل اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﻪ :آﺬﺑﺖ .. ﻓﻴﻘﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ :أردت أن ﻳﻘﺎل :ﻓﻼن ﻗﺎرىء ..ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ .. وﻳﺆﺗ ﻰ ﺑﺼ ﺎﺣﺐ اﻟﻤ ﺎل ﻓ ﻴﻘﻮل :أﻟ ﻢ أوﺳ ﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ أدﻋﻚ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ أﺣﺪ ؟ ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ .. ﻗﺎل :ﻓﻤﺎذا ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺁﺗﻴﺘﻚ ؟ ﻗﺎل :آﻨﺖ أﺻﻞ اﻟﺮﺣﻢ ..وأﺗﺼﺪق .. ﻓﻴﻘﻮل اﷲ :آﺬﺑﺖ .. وﺗﻘﻮل اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ :آﺬﺑﺖ .. وﻳﻘﻮل اﷲ :ﺑﻞ أردت أن ﻳﻘﺎل :ﻓﻼن ﺟﻮاد
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ ذﻟﻚ .. وﻳﺆﺗﻰ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ..ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ :ﻓﻴﻢ ﻗﺘﻠﺖ ؟ ﻓﻴﻘﻮل :أﻣﺮت ﺑﺎﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻚ ..ﻓﻘﺎﺗﻠﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻠﺖ .. ﻓﻴﻘﻮل اﷲ :آﺬﺑﺖ .. وﺗﻘﻮل اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﻪ :آﺬﺑﺖ .. وﻳﻘ ﻮل اﷲ :ﺑ ﻞ أردت أن ﻳﻘ ﺎل :ﻓ ﻼن ﺟﺮيء .. ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ ذﻟﻚ .. ﺛﻢ ﺿﺮب رﺳﻮل اﷲ εﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻲ ﻓﻘﺎل : ﻳ ﺎ أﺑﺎ هﺮﻳﺮة ..أوﻟﺌﻚ اﻟﺜﻼﺛﺔ أول ﺧﻠﻖ اﷲ ﺗﺴﻌﺮ ﺑﻬﻢ اﻟﻨﺎر ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ).. (86 ﻓﺈذا أﺣﺴﻨﺖ اﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ آﺮﻣﻚ ﻓﺄﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ .. وأوﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺤﺴﻦ إﻟﻴﻬﻢ ﻟﻴﺤﺒﻮك وﻳﻜﺮﻣﻮك ..أهﻞ ﺑﻴ ﺘﻚ ..اﻷم ..اﻷب ..اﻟ ﺰوﺟﺔ ..اﻷوﻻد ..ﺛ ﻢ اﻷﻗ ﺮب ﻗﺎﻷﻗ ﺮب ..اﺑ ﺪأ ﺑﻨﻔﺴ ﻚ ﺛ ﻢ ﺑﻤ ﻦ ﺗﻌ ﻮل .. وآﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮء إﺛﻤ ًﺎ أن ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻦ ﻳﻌﻮل .. وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﻜﺮم واﻹﺳﺮاف .. دﻟ ﻒ رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ ﺷ ﺎرع ﻗ ﺪﻳﻢ ﻓﻤ ﺮ ﺑﺒ ﻴﺖ ﻣ ﺘﻬﺎﻟﻚ .. ﻓ ﺈذا ﻓ ﺘﺎة ﺻ ﻐﻴﺮة ﻗ ﺪ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺘ ﺒﺔ اﻟ ﺒﺎب ﺑﺜﻴﺎب رﺛﺔ ..وهﻴﺌﺔ ﻓﻘﻴﺮة ..ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ :ﻣﻦ أﻧﺖ ؟ ﻗﺎﻟﺖ :أﻧﺎ اﺑﻨﺔ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋﻲ .. ﻓﻘ ﺎل :ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! اﺑ ﻨﺔ ﺣ ﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋ ﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺠﻮاد ..ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ؟!! ﻓﻘﺎﻟﺖ :آﺮم أﺑﻲ ﺻﻴﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺮى !! آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ εأآ ﺮم اﻟ ﻨﺎس ..وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﺸﻌ ًﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻧﻔﺴﻪ وﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ .. آﻼ .. ﻗﺎل اﺑﻮ هﺮﻳﺮة : τ واﷲ اﻟ ﺬي ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ ه ﻮ إن آ ﻨﺖ ﻷﻋ ﺘﻤﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻣﻦ اﻟﺠﻮع ..وإن آﻨﺖ ﻷﺷﺪ اﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﻮع .. وﻟﻘﺪ ﻗﻌﺪت ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﻨﻪ ..ﻓﻤﺮ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ..ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ آﺘﺎب اﷲ .. ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ إﻻ ﻟﻴﺴﺘﺘﺒﻌﻨﻲ ..ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ .. ﺛﻢ ﻣ ﱠﺮ ﻋﻤﺮ ..ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ آﺘﺎب اﷲ ..ﻣﺎ ) ( 86
رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎآﻢ ،وهﻮ ﺻﺤﻴﺢ
161
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺳﺄﻟﺘﻪ إﻻ ﻟﻴﺴﺘﺘﺒﻌﻨﻲ ..ﻓﻤﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ .. ﺛﻢ ﻣ ﱠﺮ ﺑﻲ أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ .. ρﻓﺘﺒﺴﻢ ﺣﻴﻦ رﺁﻧﻲ ..وﻋﺮف ﻣﺎ ﻓﻲ وﺟﻬﻲ وﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ .. ﺛﻢ ﻗﺎل :أﺑﺎ هﺮ ..ﻗﻠﺖ :ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻖ .. ﺤ ْ ..ﻗﺎل ِ :ا ْﻟ َ وﻣﻀ ﻰ ..ﻓﺎﺗﺒﻌ ﺘﻪ ..ﻓ ﺪﺧﻞ ..ﻓﺎﺳ ﺘﺄذن .. ﻓﺄذن ﻟﻲ ..ﻓﺪﺧﻠﺖ .. ﻓ ﻮﺟﺪ ﻟﺒ ﻨ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﺪح ..ﻓﻘ ﺎل :ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ ه ﺬا اﻟﻠﺒﻦ ؟ ﻗﺎﻟﻮا :أهﺪاﻩ ﻟﻚ ﻓﻼن ..أو ﻓﻼﻧﺔ .. ﻗﺎل :أﺑﺎ هﺮ ..ﻗﻠﺖ :ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ﻖ أهﻞ اﻟﺼﻔﺔ ..ﻓﺎدﻋﻬﻢ ﻟﻲ .. ﺤ ْ ﻗﺎل ِ :ا ْﻟ َ ﻗ ﺎل :وأه ﻞ اﻟﺼ ﻔﺔ أﺿ ﻴﺎف اﻹﺳ ﻼم ..ﻻ ﻳ ﺄوون إﻟ ﻰ أه ﻞ وﻻ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎل ..إذا أﺗ ﺘﻪ ﺻ ﺪﻗﺔ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ إﻟﻴﻬﻢ وﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎول ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ..وإذا أﺗ ﺘﻪ هﺪﻳ ﺔ أرﺳ ﻞ إﻟ ﻴﻬﻢ ..وأﺻ ﺎب ﻣﻨﻬﺎ وأﺷﺮآﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ..ﻓﺴﺎءﻧﻲ ذﻟﻚ .. وﻗﻠ ﺖ :وﻣ ﺎ ه ﺬا اﻟﻠ ﺒﻦ ﻓ ﻲ أه ﻞ اﻟﺼ ﻔﺔ !! آ ﻨﺖ أﺣ ﻖ أن أﺻ ﻴﺐ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻠ ﺒﻦ ﺷ ﺮﺑﺔ أﺗﻘ ﻮى ﺑﻬﺎ ..ﻓﺈذا ﺟﺎءوا ..أﻣﺮﻧﻲ ..ﻓﻜﻨﺖ أﻧﺎ أﻋﻄﻴﻬﻢ ..وﻣﺎ ﻋﺴﻰ أن ﻳﺒﻠﻐﻨﻲ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻠﺒﻦ .. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ..وﻃﺎﻋﺔ رﺳﻮﻟﻪ ﺑ ٌﺪ ..ﻓﺄﺗﻴﺘﻬﻢ ..ﻓﺪﻋﻮﺗﻬﻢ .. ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا ..ﻓﺄذن ﻟﻬﻢ ..وأﺧﺬوا ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ..ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ أﺑﺎ هﺮ .. ﻗﻠ ﺖ :ﻟﺒ ﻴﻚ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..ﻗ ﺎل :ﺧ ﺬ .. ﻓﺄﻋﻄﻬﻢ .. ﻓﺄﺧ ﺬت اﻟﻘ ﺪح ..ﻓﺠﻌﻠ ﺖ أﻋﻄ ﻴﻪ اﻟ ﺮﺟ َﻞ ﻲ اﻟﻘﺪح .. ﻓﻴﺸﺮب ﺣﺘﻰ ﻳﺮوى ..ﺛﻢ ﻳﺮد ﻋﻠ ﱠ ﻓﺄﻋﻄ ﻴﻪ اﻵﺧ ﺮ ..ﻓﻴﺸ ﺮب ﺣﺘﻰ ﻳﺮوى ..ﺛﻢ ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻲ اﻟﻘ ﺪح ..ﻓﺄﻋﻄ ﻴﻪ اﻵﺧ ﺮ ﻓﻴﺸ ﺮب ﺣﺘﻰ ﻳﺮوى ..ﺛﻢ ﻳﺮد ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺪح .. ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻴﺖ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ .. ρوﻗﺪ روي اﻟﻘﻮم آﻠﻬ ﻢ ..ﻓﺄﺧ ﺬ اﻟﻘ ﺪح ﻓﻮﺿ ﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪﻩ .. ﻲ ﻓﺘﺒﺴ ﻢ ﻓﻘ ﺎل :أﺑ ﺎ ه ﺮ ..ﻗﻠ ﺖ : ﻓﻨﻈ ﺮ إﻟ ﱠ ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻗﺎل : ﺑﻘ ﻴﺖ أﻧ ﺎ وأﻧ ﺖ ؟ ﻗﻠ ﺖ :ﺻ ﺪﻗﺖ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﷲ ..ﻗ ﺎل :اﻗﻌ ﺪ ﻓﺎﺷ ﺮب ..ﻓﻘﻌ ﺪت ﻓﺸ ﺮﺑﺖ .. ﻓﻘﺎل :اﺷﺮب ..ﻓﺸﺮﺑﺖ .. ﻓﻤﺎ زال ﻳﻘﻮل :اﺷﺮب ..ﺣﺘﻰ ﻗﻠﺖ :ﻻ ..واﻟﺬي ﺑﻌ ﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤ ﻖ ..ﻣ ﺎ أﺟ ﺪ ﻟﻪ ﻣﺴﻠﻜ ًﺎ ..ﻗﺎل :ﻓﺄرﻧﻲ ..ﻓﺄﻋﻄﻴ ﺘﻪ اﻟﻘ ﺪح ..ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ وﺳﻤﱠﻰ ..وﺷﺮب )(87 اﻟﻔﻀﻠﺔ .. وﻟﻠﻜﺮم أﺳﺮار .. أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻻ ﺗﺘﻜ ﺮم ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ..وإﻧﻤ ﺎ ﺗﺘﻜﺮم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻬﻢ ..ﻓﻴﺤﺒﻚ .. زارﻧ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ..وآ ﺎن ﻳﺤﻤ ﻞ آﻴﺴ ًﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮﻳﺎت واﻷﻟﻌﺎب ..أﻇﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻠﻔﻪ ﺑﻀﻌﺔ رﻳﺎﻻت ..وﺿﻌﻬﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﺒﺎب ﻟﻤﺎ دﺧﻞ .. وﻗﺎل :هﺬﻩ ﻟﻸوﻻد .. ﻓ ﺮح ﺑﻬﺎ اﻟﺼﻐﺎر ..وﻓﺮﺣﺖ ﺑﻬﺎ أﻧﺎ ﻷﻧﻪ أﺷﻌﺮﻧﻲ أﻧﻪ ﻳﺤﺐ إدﺧﺎل اﻟﺴﺮور ﻋﻠﻰ أوﻻدي .. آﺎن أﺣﺪ اﻟﺴﻠﻒ ﻋﺎﻟﻤ ًﺎ ..ﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﻓﻘﻴﺮًا .. ﻓﻜ ﺎن ﻃﻼﺑ ﻪ ﻳﻬ ﺪون إﻟ ﻴﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻓﺘ ﺮة وأﺧ ﺮى .. أﻧﻮاﻋ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﺪاﻳﺎ ..ﺗﻤﺮ ..دﻗﻴﻖ .. وآ ﺎن اﻟﻄﺎﻟ ﺐ إذا أه ﺪى إﻟ ﻴﻪ ..ﻟ ﻢ ﻳ ﺰل اﻟﺸ ﻴﺦ ﻼ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻣﺎ داﻣﺖ هﺪﻳﺘﻪ ﺑﺎﻗﻴﺔ .. ﻣﻜﺮﻣ ًﺎ ﻣﻘﺒ ً ﻓﺈذا اﻧﺘﻬﺖ ..رﺟﻊ إﻟﻰ ﻃﺒﻌﻪ اﻷول .. ﻓﻔﻜ ﺮ أﺣ ﺪ ﻃﻼﺑ ﻪ ﺑﻬﺪﻳ ﺔ ﻳﺤﻤﻠﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﻴﺦ .. ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ اﻟﺜﻤﻦ ..وﺗﻄﻮل ﻣﺪة ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ .. ﻓﺄهﺪى إﻟﻴﻪ آﻴﺲ ﻣﻠﺢ .. وﻟ ﻮ اﺳﺘﺸ ﺮﺗﻨﻲ ﻓ ﻲ هﺪﻳﺘﻴﻦ ﺳﺘﻬﺪي إﺣﺪاهﻤﺎ إﻟﻰ ﺻﺪﻳﻖ .. أوﻟﻬﻤﺎ زﺟﺎﺟﺔ ﻋﻄﺮ راﺋﻊ ..ﺛﻤﻴﻦ .. أو ﺳﺎﻋﺔ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ إهﺪا ًء ﺑﺎﺳﻤﻪ .. ﻻﺧﺘ ﺮت اﻟﺴ ﺎﻋﺔ ..ﻷﻧﻬﺎ ﻳﻄﻮل ﺑﻘﺎؤهﺎ ..وﻳﺮاهﺎ داﺋﻤ ًﺎ .. وأذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ ﻃﻼﺑ ﻲ أهﺪﻳﺘﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ إهﺪاء ﺑﺎﺳﻤﻪ .. وﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻴﺔ ..وﻣﺮت اﻟﺴﻨﻴﻦ .. ﺛ ﻢ زرت إﺣ ﺪى اﻟﻤ ﺪن ﻓ ﺘﻔﺎﺟﺄت ﺑ ﻪ ﻳﺤﻀ ﺮ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة وﻳﺪﻋﻮﻧﻲ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﺖ ﻣﺠﻠ ﺲ اﻟﻀ ﻴﻮف ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ﻳﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ ..وﻳﻘﻮل :هﺬﻩ أﻏﻠﻰ ) ( 87
رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري
162
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
هﺪﻳﺔ ﻋﻨﺪي .. وﻗﺪ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ .. ﺑﻘ ﻲ أن ﺗﻌﻠ ﻢ أن ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﺎﻋﺔ ﻟ ﻢ ﺗﻜﻠ ﻒ إﻻ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴ ﻴﺮًا ..ﻟﻜ ﻦ ﻗﻴﻤ ﺘﻬﺎ اﻟﻤﻌ ﻨﻮﻳﺔ أﻋﻠ ﻰ وأآﺒﺮ .. وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ .. آﺴﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ﻓﺮص ﻗﺪ ﻻ ﺗﺘﻜﺮر
74.آﻒ اﻷذى .. آﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﺒﻐﻀﻮﻧﻪ .. ﻣﺎ ﻳﻜﺎد أﺣﺪ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ أذاﻩ .. إن ﺳ ﻠﻤﺖ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪﻩ ﻓﻠ ﻦ ﺗﺴ ﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻟﺴﺎﻧﻪ .. وإن ﻓﺎﺗ ﻪ أن ﻳﺠﻠ ﺪك ﺑﺴ ﻮط ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ﻓ ﻲ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻓﻠﻦ ﻳﻔﻮﺗﻪ أن ﻳﺠﻠﺪك ﻓﻲ ﻏﻴﺒﺘﻚ .. ﻼ ﻣﻜ ﺮوه ًﺎ ..أﺛﻘ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻼ ..آ ﺎن رﺟ ً ﻓﻌ ً اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺻﻢ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﺮاﺳﻴﺎت .. وإذا ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻲ أﺣ ﻮال اﻟ ﻨﺎس ﻓﺴﻮف ﺗﺼﻞ إﻟ ﻰ ﻳﻘ ﻴﻦ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻻ ﻳ ﺆذي ﻏﺎﻟ ﺒ ًﺎ إﻻ ﻣ ﻦ آ ﺎن ﻋﻨﺪﻩ ﻧﻌﻤﺔ ﺗﻔﻮق ﻣﻦ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ .. ﻓﺎﻟﻘ ﻮي ﻳﺘﺠﺮأ ﻋﻠﻰ إﻳﺬاء اﻟﻀﻌﻴﻒ ..ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺑﻴﺪﻩ ..أو ﻳﺮآﻠﻪ ﺑﺮﺟﻠﻪ ..ﻳﻀﺮب وﻳﺤﻘّﺮ .. ﻓﻴﺼ ﻴﺮ أﺳ ﺪًا ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟﻜ ﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺮوب ﻧﻌﺎﻣﺔ !! واﻟﻐﻨ ﻲ ﻳ ﺘﻌﺪى ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔﻘﻴ ﺮ ..ﻓﻴﻬﻴ ﻨﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ..ﻳﻘﺎﻃﻌﻪ ﻓﻲ آﻼﻣﻪ .. أﻣﺎ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻨﺼﺐ واﻟﺠﺎﻩ ..ﻓﻠﻪ ﺣﻆ آﺒﻴﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .. وﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﻦ ﺟﻌﻞ اﷲ ﻧﺴﺒﻪ رﻓﻴﻌ ًﺎ .. وه ﺆﻻء ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ..إﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ ﺑﻐ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﻢ ..وﺗﻤﻨ ﻴﻬﻢ زوال ﻋ ﺰهﻢ .. وﻓﺮﺣﻬﻢ ﺑﻤﺼﺎﺋﺒﻬﻢ .. هﻢ أﻳﻀ ًﺎ ﻣﻔﻠﺴﻮن .. واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. εوﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ : أﺗﺪرون ﻣﺎ اﻟﻤﻔﻠﺲ ؟ ﻗﺎﻟ ﻮا :اﻟﻤﻔﻠ ﺲ ﻓﻴ ﻨﺎ ﻣ ﻦ ﻻ دره ﻢ ﻟ ﻪ وﻻ ﻣﺘﺎع ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻘ ﺎل :إن اﻟﻤﻔﻠ ﺲ ﻣ ﻦ أﻣﺘ ﻲ ﻳﺄﺗ ﻲ ﻳ ﻮم اﻟﻘ ﻴﺎﻣﺔ ﺑﺼ ﻼة ..وﺻ ﻴﺎم ..وزآ ﺎة ..وﻳﺄﺗ ﻲ ﻗﺪ ﺷﺘﻢ هﺬا ..وﻗ ﺬف ه ﺬا ..وأآ ﻞ ﻣ ﺎل ه ﺬا ..وﺳﻔﻚ دم هﺬا ..وﺿﺮب هﺬا .. ﻓﻴﻌﻄ ﻰ ه ﺬا ﻣ ﻦ ﺣﺴ ﻨﺎﺗﻪ ..وه ﺬا ﻣ ﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ .. ﻓ ﺈن ﻓﻨ ﻴﺖ ﺣﺴ ﻨﺎﺗﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﻀﻰ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ..أﺧﺬ ﻣ ﻦ ﺧﻄﺎﻳ ﺎهﻢ ﻓﻄ ﺮﺣﺖ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﺛﻢ ﻃﺮح ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ).. (88 ﻟﺬا آﺎن ﻳﺘﺠﻨﺐ εأذى اﻟﻨﺎس ﺑﺸﺘﻰ أﺷﻜﺎﻟﻪ .. ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ : τﻣﺎ ﺿﺮب رﺳﻮل اﷲ εﺷﻴﺌ ًﺎ ﻗﻂ ﺑ ﻴﺪﻩ ..وﻻ اﻣ ﺮأة ..وﻻ ﺧﺎدﻣ ًﺎ ..إﻻ أن ﻳﺠﺎه ﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ..وﻣﺎ ﻧﻴﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﻗﻂ ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ..إﻻ أن ﻳﻨ ﺘﻬﻚ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﻣﺤ ﺎرم اﷲ .. ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ).. (89 وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ..ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬﻩ اﻟ ﻨﻌﻢ ﻷذى اﻟ ﻨﺎس أﺑﻐﻀ ﻮﻩ ..وﻗ ﺪ ﻳﺒﺘﻠﻴﻪ اﷲ ﻓﻲ دﻧﻴﺎﻩ ﻗﺒﻞ أﺧﺮاﻩ .. ﻓﻴﺸﻔﻲ ﺻﺪورهﻢ .. أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺒﺔ اﻟﻌﻠ ﻢ وﺣﻔﻈ ﺔ ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ..ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس اﻟﻘ ﺮﺁن ..آﺎن رﺟ ً أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻘﺮأ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن آﺮﻗﻴﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ..وﻗﺪ ﺷﻔﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺷﺎء .. دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم رﺟ ﻞ ﺗ ﺒﺪو ﻋﻠ ﻴﻪ ﻋﻼﻣ ﺎت اﻟﺜ ﺮاء ..ﺟﻠ ﺲ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺸﻴﺦ وﻗﺎل : ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ..أﻧ ﺎ ﻋ ﻨﺪي ﺁﻻم ﻓ ﻲ ﻳ ﺪي اﻟﻴﺴ ﺮى ﺗﻜﺎد ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ ..ﻻ أﻧﺎم ﻓﻲ ﻟﻴﻞ ..وﻻ أرﺗﺎح ﻓﻲ ﻧﻬﺎر .. ذه ﺒﺖ إﻟ ﻰ ﻋ ﺪد آﺒﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﻃ ﺒﺎء ..أﺟ ﺮوا ﻟ ﻲ اﻟﻔﺤﻮﺻ ﺎت ..ﻋﻤﻠﻮا ﺗﻤﺎرﻳﻦ ..ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪة أﺑﺪًا .. اﻷﻟﻢ ﻳﺰﻳﺪ وﻳﺸﺘﺪ ﺣﺘﻰ اﻧﻘﻠﺒﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻋﺬاﺑ ًﺎ .. ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ..أﻧ ﺎ ﺗﺎﺟﺮ وﻋﻨﺪي ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﺸ ﺮآﺎت ..ﻓﺄﺧﺸ ﻰ أن أآ ﻮن أﺻ ﺒﺖ ﺑﻌ ﻴﻦ ﺣﺎﺳﺪة ..أو وﺿﻊ ﻟﻲ أﺣﺪ اﻷﺷﺮار ﺳﺤﺮًا .. ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﻴﺦ :ﻗ ﺮأت ﻋﻠ ﻴﻪ ﺳ ﻮرة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ..وﺁﻳﺔ اﻟﻜﺮﺳﻲ ..وﺳﻮرة اﻹﺧﻼص واﻟﻤﻌﻮذﺗﻴﻦ .. ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺄﺛﺮ ..ﺧﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪي ﺷﺎآﺮًا .. ) ( 88 ) ( 89
رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ
163
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻲ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻳﺸﻜﻮ اﻷﻟﻢ ﻧﻔﺴﻪ ..ﻗﺮأت رﺟﻊ إﻟ ﱠ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ذه ﺐ ورﺟ ﻊ ..وﻗ ﺮأت ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ أي ﺗﺤﺴﻦ .. ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ﻟﻤ ﺎ اﺷ ﺘﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻠ ﻢ :ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻣﺎ أﺻ ﺎﺑﻚ ه ﻮ ﻋﻘ ﻮﺑﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷﻲء ﻓﻌﻠﺘﻪ ..ﻣﻦ ﻇﻠ ﻢ أﺣ ﺪ اﻟﻀ ﻌﻔﺎء ..أو أآ ﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ..أو ﻇﻠﻤ ﺖ أﺣﺪًا ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻤﻨﻌﺘﻪ ﺣﻘﻪ ..أو ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ..ﻓﺈن آﺎن هﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺴﺎرع إﻟ ﻰ اﻟ ﺘﻮﺑﺔ ﻣﻤ ﺎ ﺟﻨﻴﺖ ..وأﻋﺪ اﻟﺤﻘﻮق إﻟﻰ أهﻠﻬﺎ ..واﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ ﻣﻤﺎ ﻣﻀﻰ .. اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻟﻢ ﻳﺮق ﻟﻪ آﻼﻣﻲ ..وﻗﺎل -ﺑﻜﺒﺮ : - أﺑ ﺪًا ..ﻣ ﺎ ﻇﻠﻤ ﺖ أﺣ ﺪًا ..وﻟ ﻢ أﻋ ﺘ ِﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺣﻘ ﻮق اﻟ ﻨﺎس ..وأﺷ ﻜﺮك ﻋﻠ ﻰ ﻧﺼﻴﺤﺘﻚ ..وﺧﺮج .. ﻣ ﺮت أﻳ ﺎم وﻏ ﺎب اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻨﻲ ..ﺧﺸﻴﺖ أن ﻲ ﻳﻜ ﻮن وﺟ ﺪ ﻋﻠ ﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ..وﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﻠ ﱠ ﻓﻬ ﻲ ﻧﺼ ﻴﺤﺔ أﺳ ﺪﻳﺘﻬﺎ إﻟ ﻴﻪ ..ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑ ﻪ ﻲ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ..ﻟﻘﻴﻨﻲ ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟ ﱠ ﻣﺴﺮورًا .. ﺳﺄﻟﺘﻪ :هﺎﻩ ..ﻣﺎ اﻷﺧﺒﺎر ؟ ﻗ ﺎل :اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ..اﻵن ﻳ ﺪي ﺑﺨﻴ ﺮ ..ﺑﻐﻴ ﺮ ﻃﺐ وﻻ ﻋﻼج !! ﻗﻠﺖ :آﻴﻒ ؟ ﻗ ﺎل :ﻟﻤ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ ﻋ ﻨﺪك ..ﺟﻌﻠﺖ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﻧﺼﻴﺤﺘﻚ ..وأﺳﺘﻌﻴﺪ ﺷﺮﻳﻂ ذآﺮﻳﺎﺗﻲ ﻓﻲ ذهﻨ ﻲ ..وأﻓﻜ ﺮ !! ﺗ ﺮى ه ﻞ ﻇﻠﻤﺖ أﺣﺪًا ؟! ه ﻞ أآﻠ ﺖ ﺣ ﻖ أﺣ ﺪ ؟! ﻓﺘﺬآ ﺮت أﻧ ﻲ ﻗ ﺒﻞ ﺳﻨﻮات ﻟﻤﺎ آﻨﺖ أﺑﻨﻲ ﻗﺼﺮي ..آﺎن ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ أرض رﻏﺒﺖ ﻓﻲ ﺿﻤﻬﺎ إﻟﻴﻪ ﻟﻴﻜﻮن أﺟﻤﻞ .. آﺎﻧ ﺖ اﻷرض ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻻﻣ ﺮأة أرﻣﻠ ﺔ ﺗﻮﻓ ﻲ زوﺟﻬﺎ وﺧﻠّﻒ أﻳﺘﺎﻣ ًﺎ .. أردﺗﻬ ﺎ أن ﺗﺒ ﻴﻊ اﻷرض ﻓﺄﺑ ﺖ ..وﻗﺎﻟ ﺖ : وﻣ ﺎذا أﻓﻌ ﻞ ﺑﻘ ﻴﻤﺔ اﻷرض ..ﺑ ﻞ ﺗﺒﻘ ﻰ ﻟﻬ ﺆﻻء اﻷﻳ ﺘﺎم ﺣﺘ ﻰ ﻳﻜﺒ ﺮوا ..أﺧﺸ ﻰ أن أﺑﻴﻌﻬﺎ وﻳﺘﺸﺘﺖ اﻟﻤﺎل .. أرﺳ ﻠﺖ إﻟ ﻴﻬﺎ ﻣ ﺮارًا ﻟﺸ ﺮاﺋﻬﺎ ..وه ﻲ ﺗﺄﺑﻰ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ .. ﻗﻠﺖ :ﻓﻤﺎذا ﻓﻌﻠﺖ ؟
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻗﺎل :اﻧﺘﺰﻋﺖ اﻷرض ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻄﺮﻗﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ .. ﻗﻠﺖ :ﻃﺮﻗﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ !! ﻗ ﺎل :ﻧﻌ ﻢ ..ﻋﻼﻗﺎﺗ ﻲ اﻟﻮاﺳ ﻌﺔ ..وﻣﻌﺎرﻓ ﻲ .. اﺳ ﺘﺨﺮﺟﺖ ﺗﺮﺧﻴﺼ ًﺎ ﺑﺒ ﻨﺎء اﻷرض وﺿﻤﻤﺘﻬﺎ إﻟﻰ أرﺿﻲ .. ﻗﻠﺖ :وأم اﻷﻳﺘﺎم ؟!! ﻗ ﺎل :ﺳ ﻤﻌﺖ ﺑﻤ ﺎ ﺣﺼ ﻞ ﻷرﺿ ﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧ ﺖ ﺗﺄﺗ ﻲ وﺗﺼﺮخ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻟﺘﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء ..وه ﻢ ﻳﻀ ﺤﻜﻮن ﻣ ﻨﻬﺎ ﻳﻈ ﻨﻮﻧﻬﺎ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ..وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻨﻲ أﻧﺎ اﻟﻤﺠﻨﻮن ﻟﻴﺲ هﻲ .. آﺎﻧ ﺖ ﺗﺒﻜ ﻲ وﺗ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻤﺎء ..ه ﺬا ﻣ ﺎ رأﻳ ﺘﻪ ﺑﻌﻴﻨ ﻲ ..وﻟﻌﻞ دﻋﺎءهﺎ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ آﺎن أﻋﻈﻢ .. ﻗﻠﺖ :هﺎﻩ ..أآﻤﻞ .. ﻗ ﺎل :رﺣ ﺖ أﺳ ﺄل وأﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻨﻬﺎ ..ﺣﺘ ﻰ ﻋﺜ ﺮت ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ..ﻓﺒﻜ ﻴﺖ واﻋ ﺘﺬرت ..وﻻ زﻟ ﺖ ﺑﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺒﻠﺖ ﻣﻨﻲ ﺗﻌﻮﻳﻀ ًﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻷرض ..ودﻋﺖ ﻟﻲ وﺳﺎﻣﺤﺘﻨﻲ .. ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ إن ﺧﻔﻀ ﺖ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ ..ﺣﺘ ﻰ دﺑ ﺖ اﻟﻌﺎﻓ ﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻲ .. ﻼ ..ﺛﻢ رﻓﻌﻪ وﻗﺎل : ﺛ ﻢ أﻃ ﺮق اﻟﺘﺎﺟ ﺮ ﺑﺮأﺳ ﻪ ﻗﻠ ﻴ ً وﻧﻔﻌﻨ ﻲ دﻋﺎؤه ﺎ – ﺑ ﺈذن اﷲ – ﻧﻔﻌ ًﺎ ﻋﺠ ﺰ ﻋ ﻨﻪ ﻃﺐ اﻷﻃﺒﺎء ..
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗﺎﻟﻮا .. ﻧﺎﻣ ﺖ ﻋ ﻴﻮﻧﻚ واﻟﻤﻈﻠﻮم ﻣﻨﺘﺒﻪ*ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻚ وﻋﻴﻦ اﷲ ﻟﻢ ﺗﻨﻢ
أذآ ﺮ ﻟﻤﺎ آﻨﺖ ﺷﺎﺑ ًﺎ – وأﻇﻨﻨﻲ ﻻ أزال آﺬﻟﻚ – أﻋﻨﻲ ﻟﻤﺎ آﻨﺖ ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ..أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﺿ ﻴﻒ ﺛﻘ ﻴﻞ ..ﻻ أدري ه ﻞ أآﻤ ﻞ دراﺳ ﺘﻪ اﻻﺑﺘﺪاﺋ ﻴﺔ أم ﻻ ؟ ﻟﻜ ﻦ اﻟ ﺬي أﺟﺰم ﺑﻪ أﻧﻪ ﻳﻘﺮأ وﻳﻜﺘﺐ .. وآ ﻨﺖ ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ وﻗﺖ دﺧﻮﻟﻪ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻟﻢ أﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﺟﻮاﺑ ًﺎ .. وﺿﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻮﺿﻊ ﻟﻠﻀﻴﻒ ﻣﻦ ﻗِﺮى ..ﺛﻢ ﺗ ﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻬﺎﺗ ﻒ وﺟﻌﻠ ﺖ أآ ﺮر اﻻﺗﺼ ﺎل ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ اﺑﻦ ﺑﺎز رﺣﻤﻪ اﷲ ﻟﺴﺆاﻟﻪ ﻋﻨﻬﺎ .. ﻟﻢ أﺟﺪ اﻟﺸﻴﺦ .. ﻼ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟﺤ ﺪ .. رﺁﻧ ﻲ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻣﻨﺸ ﻐ ً ﻓﺴﺄﻟﻨﻲ :ﺑﻤﻦ ﺗﺘﺼﻞ .. ﻗﻠ ﺖ :ﺑﺎﻟﺸ ﻴﺦ اﺑ ﻦ ﺑ ﺎز ..ﻋ ﻨﺪي اﺳ ﺘﻔﺘﺎء ﻣﻬﻢ .. ﻼ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ :ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ..اﺑﻦ ﻓﺒﺎدرﻧ ﻲ ﻗ ﺎﺋ ً ﺑﺎز ..وأﻧﺎ ﻣﻮﺟﻮد ؟!! ) ﻟﻮﻻ اﻟﺤﻴﺎء ﻟﺠﻌﻠﺖ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻼﻣﺎت ﺗﻌﺠﺐ !! ( ﺗﺠ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس آﺜﻴ ﺮﻳﻦ آ ﺬﻟﻚ ..ﻓ ﺘﺤﻤﻞ ﺛﻘﻠﻬﻢ ..وﻋﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﻠﻄﻒ ..واآﺴﺒﻬﻢ .. ﺣﺎول ﺑﻘﺪر اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻚ أن ﻻ ﺗﻜﺴﺐ ﻋﺪاوات .. ﻼ ..أﻧﻘ ﺬ ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻓﻠ ﻢ ﺗ ﺒﻌﺚ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وآ ﻴ ً إﻧﻘﺎذﻩ ..وﻻ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ .. ﺧﺎﻃﺮة .. اﻟﺤﻴﺎة اﻗﺼﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺸﻐﻠﻬﺎ ﺑﺎآﺘﺴﺎب ﻋﺪاوات
75.ﻻ ﻟﻠﻌﺪاوات .. ﺗﺠﺪ أن اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻬﻢ ﻃﺒﺎﺋﻊ .. ﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﻐﻀ ﻮب وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟ ﺒﺎرد ..وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﺬآ ﻲ وﻣﻨﻬﻢ اﻟﻐﺒﻲ ..واﻟﻤﺘﻌﻠﻢ واﻟﺠﺎهﻞ .. وﻣﻨﻬﻢ ﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ وﺳﻲء اﻟﻈﻦ ..و : ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس ﻻﻗﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺼﺒ ًﺎ .. ﻲ وﻃﻐﻴﺎن ﺳ ْﻮﺳَﻬﻢ ﺑـﻐ ٌ ﻓﺈن َ ﻓﺎﻟﻈﺎﻟﻢ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻪ وﻳﺮى أﻧﻪ أﻋﺪل اﻟﻨﺎس .. واﻟﻐﺒﻲ ﻳﺮى أﻧﻪ أذآﻰ اﻟﻨﺎس .. واﻷﺧﺮق اﻟﺴﻔﻴﻪ ..ﻳﺮى أﻧﻪ ﺣﻜﻴﻢ زﻣﺎﻧﻪ ..
76.اﻟﻠﺴﺎن ..ﻣﻠﻚ !! ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻳﺤ ﺪث اﻟﺘ ﺒﺎﻏﺾ واﻟﺸ ﻘﺎق ﺑﻴﻦ اﻟ ﻨﺎس ..وﻳﺠﻌ ﻞ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ أﺛﻘ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ..ﻓ ﻼ ﻳﺤ ﺒﻮن رؤﻳ ﺘﻪ وﻻ ﻣﺠﺎﻟﺴ ﺘﻪ ..وﻻ اﻟﺴ ﻔﺮ ﻣﻌ ﻪ ..وﻻ ﺣﻀ ﻮر وﻟﻴﻤﺔ هﻮ ﻣﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ .. وﺟ ﺪت أن أآﺜ ﺮ ﻳﻮﺻ ﻞ اﻟﺸ ﺨﺺ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺒﻐﻴﺾ هﻮ اﻟﻠﺴﺎن .. ﻓﻜ ﻢ ﻣ ﻦ ﺧﺼ ﻮﻣﺎت وﻗﻌ ﺖ ﺑ ﻴﻦ إﺧ ﻮان .. وأزواج ..و ..ﺑﺴ ﺒﺐ ﻣﺴ ﺒﺔ أو ﻏﻴ ﺒﺔ أو
164
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺷﺘﻢ !!.. ﻟﺴ ﺎن اﻟﻔﺘ ﻰ ﻧﺼ ﻒ وﻧﺼ ﻒ ﻓ ﺆادﻩ ..ﻓﻠ ﻢ ﻳﺒﻖ إﻻ ﺻﻮرة اﻟﻠﺤﻢ واﻟﺪم ذُآ ﺮ أن ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻣﻌﻈﻤ ًﺎ رأى ﻓ ﻲ ﻣ ﻨﺎﻣﻪ أن أﺳ ﻨﺎﻧﻪ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ .. ﻓﺎﺳ ﺘﺪﻋﻰ أﺣ ﺪ اﻟﻤﻌﺒ ﺮﻳﻦ ..وﻗ ﺺ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟ ﺮؤﻳﺎ وﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺗﻌﺒﻴﺮهﺎ ؟! ﻓﺘﻐﻴ ﺮ اﻟﻤﻌﺒ ﺮ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻬﺎ ..وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺮدد :أﻋ ﻮذ ﺑ ﺎﷲ ..أﻋ ﻮذ ﺑ ﺎﷲ ..ﺗﻤﻀ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻚ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ .. وﻳﻤ ﻮت أوﻻدك وأهﻠ ﻚ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ..وﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻚ وﺣﺪك .. ﻓﺼ ﺎح اﻟﻤﻠ ﻚ ..وﻏﻀ ﺐ ..وﺳ ﺐ وﻟﻌﻦ ..وأﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺒﺮ أن ﻳﺴﺤﺐ وﻳﺠﻠﺪ .. ﺛﻢ دﻋﺎ ﺑﻤﻌﺒﺮ ﺁﺧﺮ ..وﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮؤﻳﺎ ..وﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺗﻌﺒﻴﺮهﺎ .. ﻓﺎﺳ ﺘﻬﻞ ذاك اﻟﻤﻌﺒﺮ ..وﺗﺒﺴﻢ ..وأﻇﻬﺮ اﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ..وﻗﺎل :أﺑﺸﺮ ..ﺧﻴﺮ ..ﺧﻴﺮ ..أﻳﻬﺎ اﻟﻤﻠﻚ .. ه ﺬا ﻣﻌ ﻨﺎﻩ أﻧ ﻚ ﺳ ﻴﻄﻮل ﻋﻤﺮك ﺟﺪًا ..ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن ﺁﺧﺮ أهﻠﻚ ﻣﻮﺗ ًﺎ ..وﺗﺒﻘﻰ ﻃﻮل ﻋﻤﺮك ﻣﻠﻜ ًﺎ .. ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﺮ اﻟﻤﻠ ﻚ وأﻣ ﺮ ﻟ ﻪ ﺑﺎﻷﻋﻄ ﻴﺎت ..وﺑﻘ ﻲ راﺿﻴ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ..ﺳﺎﺧﻄ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ !! ﻣ ﻊ أﻧ ﻚ ﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻟﻮﺟﺪت أن اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﻦ ﻣﺘﻤﺎﺛﻼن ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺎن ..ﻟﻜﻦ اﻷول ﻋﺒﺮ ﺑﺄﺳﻠﻮب واﻵﺧﺮ ﻋﺒﺮ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺁﺧﺮ .. ﻧﻌﻢ ..اﻟﻠﺴﺎن ﺳﻴﺪ اﻷﻋﻀﺎء .. وﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ..ﻗﺎل : ε إذا أﺻﺒﺢ اﺑﻦ ﺁدم ﻓﺈن اﻷﻋﻀﺎء آﻠﻬﺎ ﺗﻜﻔﺮ اﻟﻠﺴﺎن ..ﻓﺘﻘﻮل : اﺗ ﻖ اﷲ ﻓﻴ ﻨﺎ ..ﻓﺈﻧﻤ ﺎ ﻧﺤ ﻦ ﺑ ﻚ ..ﻓ ﺈن اﺳ ﺘﻘﻤﺖ اﺳﺘﻘﻤﻨﺎ ..وإن اﻋﻮﺟﺠﺖ اﻋﻮﺟﺠﻨﺎ .. (90) .. ﻧﻌﻢ ..واﷲ إﻧﻪ ﻟﺴﻴﺪ .. ﺳ ﻴﺪ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ..وﺳﻴﺪ ﻓﻲ اﻹﺻﻼح ﺑﻴﻦ اﻟ ﻨﺎس ..وﺳ ﻴﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺴ ﻮﻳﻖ ..وﺳ ﻴﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺤﺎﻣﺎة .. وﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ ه ﺬا أﻧ ﻪ إذا ﻓﻘ ﺪﻩ اﻹﻧﺴ ﺎن ..اﻧ ﺘﻬﺖ ﻼ .. ﺣﻴﺎﺗﻪ ..آﻼ ﺑﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻬﻤﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻄ ً ) ( 90
رواﻩ أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي
165
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻳﺨﺘﻠﻒ آﺜﻴﺮًُا ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻲ ..ﻟﻜ ﻨﻪ – واﷲ ﻳﺸ ﻬﺪ – ﻣ ﻦ أﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺮ .. ﻟﻪ ﻋﺪة ﻧﺸﺎﻃﺎت دﻋﻮﻳﺔ ﻣﻦ أﺑﺮزهﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﺑ ﻪ أﺛ ﻨﺎء ﻋﻤﻠ ﻪ ..ﻓﻬ ﻮ ﻳﻌﻤ ﻞ ﻣﺘ ﺮﺟﻤﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺼﻢ اﻟﺒﻜﻢ . اﺗﺼ ﻞ ﺑ ﻲ ﻳ ﻮﻣﺎ وﻗ ﺎل :ﻣ ﺎ رأﻳﻚ أن أﺣﻀﺮ إﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪك اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﺴﻮﺑﻲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺼﻢ ﻹﻟﻘﺎء آﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ .. ﺗﻌﺠ ﺒﺖ !! وﻗﻠ ﺖ :ﺻ ﻢ ﻳﻠﻘ ﻮن آﻠﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺎﻃﻘﻴﻦ ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ..وﻟﻴﻜﻦ ﻣﺠﻴﺌﻨﺎ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ .. اﻧﺘﻈﺮت ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ﺑﻔﺎرغ اﻟﺼﺒﺮ .. وﺟﺎء اﻟﻤﻮﻋﺪ .. وﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺠﺪ أﻧﺘﻈﺮ .. ﻓﺈذا ﺑﺄﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ .. وﻗ ﻒ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﺎب ..ﻧﺰل وﻣﻌﻪ رﺟﻼن .. أﺣﺪهﻤﺎ آﺎن ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ .. واﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻗ ﺪ أﻣﺴ ﻜﻪ أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻳﻘﻮدﻩ ﺑﻴﺪﻩ .. ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ اﻷول ﻓ ﺈذا ه ﻮ أﺻ ﻢ أﺑﻜ ﻢ ..ﻻ ﻳﺴﻤﻊ وﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ..ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮى .. واﻟﺜﺎﻧ ﻲ أﺻ ﻢ ..أﺑﻜ ﻢ ..أﻋﻤ ﻰ ..ﻻ ﻳﺴ ﻤﻊ وﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ وﻻ ﻳﺮى .. ﻣﺪدت ﻳﺪي وﺻﺎﻓﺤﺖ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ .. آ ﺎن اﻟ ﺬي ﻋ ﻦ ﻳﻤﻴ ﻨﻪ – وﻋﻠﻤ ﺖ ﺑﻌ ﺪهﺎ أن ﻲ ﻣﺒﺘﺴ ﻤ ًﺎ ..ﻓﻤﺪدت اﺳ ﻤﻪ أﺣﻤ ﺪ -ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ّ ﻳﺪي إﻟﻴﻪ ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ .. ﻓﻘﺎل ﻟﻲ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ -وأﺷﺎر إﻟﻰ اﻷﻋﻤﻰ - : ﺳ ﻠﻢ أﻳﻀ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻳﺰ ..ﻗﻠﺖ :اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ..ﻓﺎﻳﺰ .. ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ :أﻣﺴ ﻚ ﻳ ﺪﻩ ..ه ﻮ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻚ وﻻ ﻳﺮاك .. ﺟﻌﻠﺖ ﻳﺪي ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ..ﻓﺸﺪﻧﻲ وهﺰ ﻳﺪي .. دﺧ ﻞ اﻟﺠﻤ ﻴﻊ اﻟﻤﺴﺠﺪ ..وﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ﺟﻠﺲ أﺑ ﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ وﻋﻦ ﻳﻜﻴﻨﻪ أﺣﻤﺪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..وﻋﻦ ﻳﺴﺎرﻩ ﻓﺎﻳﺰ .. آ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﻈ ﺮون ﻣﻨﺪهﺸ ﻴﻦ ..ﻟ ﻢ ﻳﺘﻌﻮدوا أن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ آﺮﺳﻲ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات أﺻﻢ .. اﻟﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ إﻟﻰ أﺣﻤﺪ وأﺷﺎر إﻟﻴﻪ .. ﻓ ﺒﺪأ أﺣﻤ ﺪ ﻳﺸ ﻴﺮ ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ..واﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﻈﺮون ..ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮا ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻓﺄﺷ ﺮت إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ..ﻓﺎﻗﺘ ﺮب إﻟ ﻰ ﻣﻜﺒ ﺮ اﻟﺼﻮت وﻗﺎل : أﺣﻤ ﺪ ﻳﺤﻜ ﻲ ﻟﻜ ﻢ ﻗﺼ ﺔ هﺪاﻳ ﺘﻪ ..وﻳﻘ ﻮل ﻟﻜ ﻢ .. وﻟ ﺪت أﺻ ﻢ ..وﻧﺸ ﺄت ﻓ ﻲ ﺟ ﺪة ..وآ ﺎن أهﻠ ﻲ ﻲ ..آ ﻨﺖ أرى اﻟ ﻨﺎس ﻳﻬﻤﻠﻮﻧﻨ ﻲ ..ﻻ ﻳﻠﺘﻔ ﺘﻮن إﻟ ّ ﻳﺬه ﺒﻮن إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..وﻻ أدري ﻟﻤ ﺎذا ! أرى أﺑ ﻲ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻔ ﺮش ﺳﺠﺎدﺗﻪ وﻳﺮآﻊ وﻳﺴﺠﺪ ..وﻻ أدري ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ .. وإذا ﺳ ﺄﻟﺖ أهﻠ ﻲ ﻋ ﻦ ﺷ ﻲء ..اﺣﺘﻘﺮوﻧ ﻲ وﻟ ﻢ ﻳﺠﻴﺒﻮﻧﻲ .. ﺛ ﻢ ﺳﻜﺖ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﺣﻤﺪ وأﺷﺎر ﻟﻪ .. ﻓﻮاﺻ ﻞ أﺣﻤ ﺪ ﺣﺪﻳ ﺜﻪ ..وأﺧ ﺬ ﻳﺸ ﻴﺮ ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ..ﺛ ﻢ ﺗﻐﻴﺮ وﺟﻬﻪ ..وآﺄﻧﻪ ﺗﺄﺛﺮ .. ﺧﻔﺾ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ رأﺳﻪ .. ﺛﻢ ﺑﻜﻰ أﺣﻤﺪ ..وأﺟﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء .. ﺗﺄﺛﺮ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ..ﻻ ﻳﺪرون ﻟﻤﺎذا ﻳﺒﻜﻲ .. واﺻﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ وإﺷﺎراﺗﻪ ﺑﺘﺄﺛﺮ ..ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻒ .. ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ :أﺣﻤ ﺪ ﻳﺤﻜ ﻲ ﻟﻜ ﻢ اﻵن ﻓﺘ ﺮة اﻟ ﺘﺤﻮل ﻓ ﻲ ﺣ ﻴﺎﺗﻪ ..وآ ﻴﻒ أﻧ ﻪ ﻋ ﺮف اﷲ واﻟﺼ ﻼة ﺑﺴ ﺒﺐ ﺷ ﺨﺺ ﻓ ﻲ اﻟﺸﺎرع ﻋﻄﻒ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻤ ﻪ ..وآ ﻴﻒ أﻧ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﺑ ﺪأ ﻳﺼ ﻠﻲ ﺷ ﻌﺮ ﺑﻘ ﺪر ﻗ ﺮﺑﻪ ﻣ ﻦ اﷲ ..وﺗﺨ ﻴﻞ اﻷﺟ ﺮ اﻟﻌﻈ ﻴﻢ ﻟ ﺒﻼﺋﻪ .. وآﻴﻒ أﻧﻪ ذاق ﺣﻼوة اﻹﻳﻤﺎن .. وﻣﻀﻰ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻨﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﻗﺼﺔ أﺣﻤﺪ .. آﺎن أآﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﻣﺸﺪودًا ﻣﺘﺄﺛﺮًا .. ﻼ ..أﻧﻈﺮ إﻟﻰ أﺣﻤﺪ ﺗﺎرة ..وإﻟﻰ ﻟﻜﻨﻲ آﻨﺖ ﻣﻨﺸﻐ ً ﻓﺎﻳ ﺰ ﺗ ﺎرة أﺧ ﺮى ..وأﻗ ﻮل ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ..هﺎه ﻮ أﺣﻤ ﺪ ﻳ ﺮى وﻳﻌ ﺮف ﻟﻐ ﺔ اﻹﺷﺎرة ..وأﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻳ ﺘﻔﺎهﻢ ﻣﻌ ﻪ ﺑﺎﻹﺷ ﺎرة ..ﺗ ﺮى آ ﻴﻒ ﺳ ﻴﺘﻔﺎهﻢ ﻣ ﻊ ﻓﺎﻳﺰ ..وهﻮ ﻻ ﻳﺮى وﻻ ﻳﺴﻤﻊ وﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ !!.. اﻧﺘﻬ ﻰ أﺣﻤ ﺪ ﻣ ﻦ آﻠﻤ ﺘﻪ ..وﻣﻀ ﻰ ﻳﻤﺴ ﺢ ﺑﻘﺎﻳ ﺎ
166
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
دﻣﻮﻋﻪ .. اﻟﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ إﻟﻰ ﻓﺎﻳﺰ .. ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ :هﻪ ؟؟ ﻣﺎذا ﺳﻴﻔﻌﻞ ؟!! ﺿﺮب أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ﻋﻠﻰ رآﺒﺔ ﻓﺎﻳﺰ .. ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ ﻓﺎﻳ ﺰ آﺎﻟﺴ ﻬﻢ ..وأﻟﻘﻰ آﻠﻤﺔ ﻣﺆﺛﺮة .. ﺗﺪري آﻴﻒ أﻟﻘﺎهﺎ ؟ ﺑﺎﻟﻜﻼم ؟ آﻼ ..ﻓﻬﻮ أﺑﻜﻢ ..ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ .. ﺑﺎﻹﺷﺎرة ؟ آﻼ ..ﻓﻬﻮ أﻋﻤﻰ ..ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻟﻐﺔ اﻹﺷﺎرة .. أﻟﻘ ﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑـ ) اﻟﻠﻤﺲ ( ..ﻧﻌﻢ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ .. ﻳﺠﻌﻞ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ) اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ( ﻳﺪﻩ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي ﻓﺎﻳ ﺰ ..ﻓﻴﻠﻤﺴ ﻪ ﻓﺎﻳ ﺰ ﻟﻤﺴﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ..ﻳﻔﻬﻢ ﻣ ﻨﻬﺎ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻣﺮادﻩ ..ﺛﻢ ﻳﻤﻀﻲ ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻨﺎ ﻣ ﺎ ﻓﻬﻤ ﻪ ﻣﻦ ﻓﺎﻳﺰ ..وﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮق ذﻟﻚ رﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ .. وﻓﺎﻳ ﺰ ﺳ ﺎآﻦ ه ﺎدئ ﻻ ﻳ ﺪري ه ﻞ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ أم ﻻ ..ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ وﻻ ﻳﺮى .. ﻓ ﺈذا اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻤﺘ ﺮﺟﻢ ﻣ ﻦ آﻼﻣ ﻪ ..ﺿ ﺮب رآﺒﺔ ﻓﺎﻳﺰ ..ﻓﻴﻤﺪ ﻓﺎﻳﺰ ﻳﺪﻳﻪ .. ﻓﻴﻀ ﻊ اﻟﻤﺘ ﺮﺟﻢ ﻳ ﺪﻩ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ..ﺛ ﻢ ﻳﻠﻤﺴﻪ ﻓﺎﻳﺰ ﻟﻠﻤﺴﺎت أﺧﺮ .. ﻇ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺘ ﻨﻘﻠﻮن ﺑﺄﻋﻴ ﻨﻬﻢ ﺑ ﻴﻦ ﻓﺎﻳ ﺰ واﻟﻤﺘ ﺮﺟﻢ ..ﺑ ﻴﻦ ﻋﺠ ﺐ ﺗ ﺎرة ..وإﻋﺠ ﺎب أﺧﺮى .. وﺟﻌ ﻞ ﻓﺎﻳ ﺰ ﻳﺤﺚ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ ..آﺎن أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻤﺴ ﻚ أذﻧ ﻴﻪ ..وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ .. وأﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻀﻊ آﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ .. ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﺄﻣ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺤﻔ ﻆ اﻷﺳ ﻤﺎع واﻷﺑﺼﺎر ﻋﻦ اﻟﺤﺮام .. آﻨﺖ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ..ﻓﺄرى ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺘﻤﺘﻢ :ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ ..وﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻳﻬﻤ ﺲ إﻟﻰ اﻟﺬي ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ..وﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻳ ﺘﺎﺑﻊ ﺑﺸ ﻐﻒ .. وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺒﻜﻲ .. أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻘﺪ ذهﺒﺖ ﺑﻌﻴﻴﻴﻴﻴﺪًا .. أﺧ ﺬت أﻗ ﺎرن ﺑ ﻴﻦ ﻗﺪراﺗ ﻪ وﻗ ﺪراﺗﻬﻢ ..ﺛ ﻢ أﻗﺎرن ﺑﻴﻦ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﻟﻠﺪﻳﻦ وﺧﺪﻣﺘﻬﻢ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻬ ﻢ اﻟ ﺬي ﻳﺤﻤﻠ ﻪ رﺟ ﻞ أﻋﻤ ﻰ أﺻ ﻢ أﺑﻜ ﻢ ..ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻌﺪل اﻟﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻠﻪ هﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ .. واﻟ ﻨﺎس أﻟ ﻒ ﻣ ﻨﻬﻢ آ ﻮاﺣﺪ ** وواﺣ ﺪ آﺎﻷﻟ ﻒ إن أﻣﺮ ﻋﻨﺎ رﺟ ﻞ ﻣﺤ ﺪود اﻟﻘ ﺪرات ..ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺤﺘ ﺮق ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ ﺧﺪﻣ ﺔ ه ﺬا اﻟ ﺪﻳﻦ ..ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﺟ ﻨﺪي ﻣ ﻦ ﺟ ﻨﻮد اﻹﺳﻼم ..ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ آﻞ ﻋﺎص وﻣﻘﺼﺮ .. آ ﺎن ﻳﺤ ﺮك ﻳﺪﻳ ﻪ ﺑﺤ ﺮﻗﺔ ..وآﺄﻧ ﻪ ﻳﻘ ﻮل ﻳ ﺎ ﺗ ﺎرك اﻟﺼ ﻼة إﻟ ﻰ ﻣﺘ ﻰ ..؟ ﻳ ﺎ ﻣﻄﻠ ﻖ اﻟﺒﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺮام ﻼ إﻟ ﻰ ﻣﺘ ﻰ ..؟ ﻳ ﺎ واﻗﻌ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﻮاﺣﺶ ؟ ﻳ ﺎ ﺁآ ً ﻟﻠﺤﺮام ؟ ﺑﻞ ﻳﺎ واﻗﻌ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮك ؟ آﻠﻜﻢ إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ..أﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﺣﺮب اﻷﻋﺪاء ﻟﺪﻳﻨﻨﺎ .. ﻓﺘﺤﺎرﺑﻮﻧﻪ أﻧﺘﻢ أﻳﻀ ًﺎ !! آ ﺎن اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻳ ﺘﻠﻮن وﺟﻬ ﻪ وﻳﻌﺘﺼ ﺮ ﻟﻴﺴ ﺘﻄﻴﻊ إﺧﺮاج ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ .. ﺗﺄﺛ ﺮ اﻟ ﻨﺎس آﺜﻴ ﺮًا ..ﻟ ﻢ أﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻬﻢ ..ﻟﻜﻨ ﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻜﺎء وﺗﺴﺒﻴﺤﺎت .. اﻧﺘﻬ ﻰ ﻓﺎﻳ ﺰ ﻣ ﻦ آﻠﻤ ﺘﻪ ..وﻗ ﺎم ..ﻳﻤﺴﻚ اﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻴﺪﻩ ..ﺗﺰاﺣﻢ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﻠﻤﻮن .. آ ﻨﺖ أراﻩ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ..وأﺣ ﺲ أﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ أن اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻮاﺳﻴﻪ .. ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠﻤ ﻴﻊ ..ﻻ ﻳﻔ ﺮق ﺑ ﻴﻦ ﻣﻠﻚ وﻣﻤﻠﻮك ..ورﺋﻴﺲ وﻣﺮؤوس ..وأﻣﻴﺮ وﻣﺄﻣﻮر .. ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻷﻏﻨ ﻴﺎء واﻟﻔﻘ ﺮاء ..واﻟﺸ ﺮﻓﺎء واﻟﻮﺿﻌﺎء ..واﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻮاء .. آ ﻨﺖ أﻗ ﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻴﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻔﻌﻴﻴﻦ ﻣﺜﻠﻚ ﻳﺎ ﻓﺎﻳﺰ .. أﺧﺬ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻴﺪ ﻓﺎﻳﺰ ..وﻣﻀﻰ ﺑﻪ ﺧﺎرﺟًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. أﺧﺬت أﻣﺸﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻤﺎ ..وهﻤﺎ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎن ﻟﻠﺴﻴﺎرة .. واﻟﻤﺘﺮﺟﻢ وﻓﺎﻳﺰ ﻳﺘﻤﺎزﺣﺎن ﻓﻲ ﺳﻌﺎدة ﻏﺎﻣﺮة .. ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎ أﺣﻘﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ .. آ ﻢ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﻟ ﻢ ﻳﺼ ﺐ ﺑ ﺮﺑﻊ ﻣﺼ ﺎﺑﻚ ﻳ ﺎ ﻓﺎﻳ ﺰ وﻟ ﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻴﻖ واﻟﺤﺰن .. أﻳ ﻦ أﺻ ﺤﺎب اﻷﻣ ﺮاض اﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ..ﻓﺸﻞ آﻠﻮي .. ﺷﻠﻞ ..ﺟﻠﻄﺎت ..ﺳﻜﺮي ..إﻋﺎﻗﺎت .. ﻟﻤ ﺎذا ﻻ ﻳﺴ ﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺤ ﻴﺎﺗﻬﻢ..وﻳﺘﻜ ﻴﻔﻮن ﻣ ﻊ
167
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
واﻗﻌﻬﻢ .. ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﻳﺒﺘﻠ ﻲ اﷲ ﻋ ﺒﺪﻩ ﺛ ﻢ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻴﺮاﻩ ﺷﺎآﺮًا راﺿﻴ ًﺎ ﻣﺤﺘﺴﺒ ًﺎ .. ﻣ ﺮت اﻷﻳ ﺎم ..وﻻ ﺗ ﺰال ﺻ ﻮرة ﻓﺎﻳ ﺰ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ أﻣﺎم ﻧﺎﻇﺮي .. ﺣﻘﻴﻘﺔ ..
اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﻟﺤﻤﻪ ﻳﺆآﻞ ..وﻻ ﺟﻠﺪﻩ ﻳﻠﺒﺲ ..ﻓﻤﺎذا ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺣﻼوة اﻟﻠﺴﺎن !! 77.اﺿﺒﻂ ﻟﺴﺎﻧﻚ .. إن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﻴ ﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤ ﺔ ﻣ ﻦ ﺳ ﺨﻂ اﷲ ﻻ ﻳﻠﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺎ ًﻻ ﻳﻜﺘﺐ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﺎ ﺳﺨﻄﻪ إﻟﻰ ﻳﻮم ﻳﻠﻘﺎﻩ .. هﻜ ﺬا ﺣ ﺬر اﻟﻨﺒ ﻲ εاﻟﻨﺎس ﻣﻦ إﻃﻼق اﻟﻜﻼم ﻋﻠﻰ ﻋﻮاهﻨﻪ ..دون اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻮاﻗﺐ .. ﻋﺪم ﺿﺒﻂ اﻟﻠﺴﺎن ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﻤﻬﺎﻟﻚ .. اﺣﻔﻆ ﻟﺴﺎﻧﻚ أﻳﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﻳﻠﺪﻏﻨﻚ إﻧـﻪ ﺛـﻌﺒﺎن آﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻣﻦ ﻗﺘﻴﻞ ﻟﺴﺎﻧﻪ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻬ ﺎب ﻟﻘ ﺎءﻩ اﻟﺸﺠﻌﺎن آﻢ ﻣﻦ اﻣﺮأة ﻃﻠﻘﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻠﺴﺎن .. ﻳﺨ ﺘﻠﻒ ﻣﻌﻬ ﺎ ..ﻓﺘ ﺮدد ﻗﺎﺋﻠ ﺔ ﻟﻪ :ﻃﻠﻘﻨﻲ .. ﻼ ﻃﻠﻘﻨ ﻲ .. أﺗﺤ ﺪاك ﺗﻄﻠﻘﻨ ﻲ ..إن آ ﻨﺖ رﺟ ً ﻓﻴﺄﻣ ﺮهﺎ ﺑﺎﻟﺴ ﻜﻮت ..ﻳﺼ ﺮخ ﺑﻬﺎ ..ﻳﻨﻬﺮهﺎ ..ﻳﺸ ﺘﺪ اﻷﻣ ﺮ ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ ..ﻓﻴ ﻨﻬﺪم اﻟﺒ ﻨﺎء .. وﻳﻄﻠﻘﻬﺎ .. ﻟ ﺬا أﻣ ﺮ εاﻟﺸﺨﺺ إذا ﻏﻀﺐ أن ﻳﺴﻜﺖ .. ﻧﻌﻢ ﻳﺴﻜﺖ .. ﻷﻧ ﻪ إن ﻟ ﻢ ﻳﻀ ﺒﻂ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ..أرداﻩ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻬﺎﻟﻚ .. ﻳﻤﻮت اﻟﻔﺘﻰ ﻣﻦ زﻟﺔ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ وﻟﻴﺲ ﻳﻤﻮت اﻟﻤﺮء ﻣﻦ زﻟﺔ اﻟﺮﺟﻞ أذآ ﺮ أﻧ ﻲ دﺧﻠ ﺖ ﻗ ﺒﻞ ﻓﺘ ﺮة ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻴﻦ ﻟﻺﺻﻼح ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .. ﻼ آﺒﻴ ﺮًا ﻓﻲ ﻼ ﻋ ﺎﻗ ً وﻗﺼ ﺔ اﻟﺨ ﻼف :أن رﺟ ً
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﺴ ﻦ أﻇ ﻨﻪ ﻗ ﺪ ﺗﺠ ﺎوز اﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ..ﺧﺮج ﻓ ﻲ ﻧ ﺰهﺔ ﺻ ﻴﺪ ﻣ ﻊ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻪ .. وﺳﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻣﺘﻘﺎرب .. دارت ﺑﻴ ﻨﻬﻢ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ وذآ ﺮﻳﺎت اﻟﺼ ﺒﺎ ..ﺛ ﻢ ﺗﻜﻠﻤ ﻮا ﻋ ﻦ أراض ﻷﺟ ﺪادهﻢ ﺑﺎﻟﻘ ﺮﻳﺔ ..ﻓ ﺜﺎر ﺧ ﻼف ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﻮل أﺣﺪ اﻷراﺿﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ أﺣﺪهﻤﺎ وادﻋﻰ اﻵﺧﺮ أﻧﻬﺎ ﻟﺠﺪﻩ .. اﺷ ﺘﺪ ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ اﻟ ﻨﻘﺎش ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎل ﻣﺎﻟ ﻚ اﻷرض ﻟﺼ ﺎﺣﺒﻪ :واﷲ ﻹن رأﻳ ﺘﻚ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ أرﺿ ﻲ ﻷﻓﺮﻏﻦ هﺬا ﻓﻲ رأﺳﻚ .. ﺛﻢ ﺗﻨﺎول ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ووﺟﻬﻬﺎ أﻋﻠﻰ ﻣ ﻦ رأس ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﺑﻤﺘﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ ﺛﻢ أﻃﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ رﺻﺎﺻﺔ .. ﺛ ﺎر اﻟ ﺮﺟﻼن وآ ﺎدا أن ﻳﻘﺘ ﺘﻼ ..ﻟﻜ ﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻬﻤﺎ هﺪؤوهﻤﺎ وﺗﻔﺮﻗﻮا إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ .. ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺬي أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﺻﺎص أن ﻳﻨﺎم ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻐﻴﻆ ..ﻓﻤﺎ آﺎد أن ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺘﻰ آﺎن ﻗ ﺪ أﺟﻤ ﻊ أن ﻳﺸ ﻔﻲ ﻏ ﻴﻈﻪ ﻣ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ..ﻓﺤﻤ ﻞ ﺳ ﻼﺣ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻧ ﻮع " آﻼﺷ ﻴﻨﻜﻮف " وﻣﻀ ﻰ ﻳ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ..ﺣﺘﻰ رﺁﻩ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﺪرﺳﺔ ﺑﻨﺎت .. آ ﺎن ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻣ ﺘﻘﺎﻋﺪًا ﻣ ﻦ وﻇﻴﻔ ﺘﻪ وﻳﻌﻤ ﻞ ﺳ ﺎﺋﻘﺎ ﻟﺴ ﻴﺎرة ﺧﺎﺻ ﺔ ﻟ ﻨﻘﻞ اﻟﻤﺪرﺳ ﺎت ..وﻗ ﺪ أوﻗ ﻒ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ﻋ ﻨﺪ ﺑ ﺎب اﻟﻤﺪرﺳﺔ وﺟﻠﺲ داﺧﻠﻬﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺧ ﺮوﺟﻬﻦ ..وﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻴﺎرات ﺗﺸ ﺒﻪ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ آﻠﻬ ﺎ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻨﻘﻞ اﻟﻤﺪرﺳﺎت أو اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت .. اﺧﺘ ﺒﺄ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺧﻠ ﻖ ﺷ ﺠﺮة ﺑﻌﻴﺪة ﻟﺌﻼ ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻴﻪ .. وآﺎن ﺿﻌﻴﻒ اﻟﺒﺼﺮ ..ووﺟﻪ ﺳﻼﺣﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺋﻖ ..وﺣﺎول ﺟﺎهﺪًا أن ﻳﺴﺪد اﻟﻄﻠﻘﺔ إﻟﻰ رأﺳﻪ ..ﺛﻢ ﺿ ﻐﻂ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺰﻧﺎد ..ودوى ﺻ ﻮت اﻟﺮﺻ ﺎص واﻧﻄﻠﻘ ﺖ ﺛ ﻼث رﺻﺎﺻ ﺎت واﺳ ﺘﻘﺮت ﻓ ﻲ رأس اﻟﺴ ﺎﺋﻖ ..ﺛ ﺎر اﻟ ﻨﺎس واﺿ ﻄﺮﺑﻮا ..وﻓ ﺰﻋﺖ اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ..وارﺗﻔﻊ اﻟﺼﺮاخ .. واﺟﺘﻤﻊ اﻟﺸﺮﻃﺔ ..وأﺣﺎﻃﻮا ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ..واﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ هﺸﻤﺖ اﻟﻄﻠﻘﺎت ﺟﻤﺠﻤﺘﻪ ..وﻣﺎت .. أﻣ ﺎ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ﻓﻘ ﺪ ﺗ ﻮﺟﻪ ﺑﻜ ﻞ ه ﺪووووء إﻟ ﻰ ﻣﺨﻔ ﺮ اﻟﺸ ﺮﻃﺔ وأﺧﺒ ﺮهﻢ ﺑﺎﻟﻘﺼ ﺔ ..وﻗ ﺎل :أﻧ ﺎ ﻗ ﺘﻠﺖ
168
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻼﻧ ًﺎ ..واﻵن ﻗ ﺪ ﺷ ﻔﻴﺖ ﺻ ﺪري ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻧ ﻲ أو أﺣﺮﻗﻮﻧ ﻲ أو اﺳ ﺠﻨﻮﻧﻲ ..اﻓﻌﻠﻮا ﻣﺎﺷﺌﺘﻢ .. أدﺧﻠ ﻮﻩ إﻟ ﻰ ﻏ ﺮﻓﺔ اﻟﺘﻮﻗ ﻴﻒ ..وﺧ ﺮج اﻟﻀ ﺎﺑﻂ ﻟﻤﻌﺎﻳ ﻨﺔ ﻣﻜ ﺎن اﻟﺤﺎدث ..ﻓﻠﻤﺎ اﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﻘﺘﻮل ﻓﺈذا اﻟﻤﻔﺎﺟﺄة اﻟﻜﺒﺮى !! إذا ﺑﺎﻟﻘﺘ ﻴﻞ ﻟ ﻴﺲ ه ﻮ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ اﻟ ﺬي أراد أن ﻳﺸ ﻔﻲ ﺻ ﺪرﻩ ﻣ ﻨﻪ وإﻧﻤ ﺎ ه ﻮ ﺷ ﺨﺺ ﺁﺧ ﺮ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ دﺧﻞ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﻀ ﺎﺑﻂ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ،واﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﻤﺴ ﻦ اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﺑﺎﻟﻘ ﺘﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ .. ﺣﺘ ﻰ أدﺧﻠ ﻪ ﻣﺨﻔ ﺮ اﻟﺸ ﺮﻃﺔ وأوﻗﻔ ﻪ أﻣ ﺎم اﻟﺰﻧ ﺰاﻧﺔ ..وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ! أﺗﺪﻋ ﻲ أﻧ ﻚ ﻗ ﺘﻠﺖ ه ﺬا ؟! اﻟﺮﺻ ﺎص أﺻﺎب ﺷﺨﺼ ًﺎ ﺁﺧﺮ !! ﻓﺼ ﺮخ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ وأﺻﺎﺑﻪ ﺣﺎﻟﺔ هﺴﺘﻴﺮﻳﺔ .. ﺛ ﻢ أﻏﻤ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻣﻜ ﺚ ﻓ ﻲ ﻏﻴ ﺒﻮﺑﺔ أﻳﺎﻣ ًﺎ .. ﺛﻢ ﺷﻔﻲ وأدﺧﻞ اﻟﺴﺠﻦ وﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺣﺪ اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻠﻴﻪ .. وﺻ ﺪق أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺎل :ﻣ ﺎ ﺷﻲء أﺣﻮج إﻟﻰ ﻃﻮل ﺳﺠﻦ ﻣﻦ ﻟﺴﺎن .. ﻻ أﻧ ﺲ ﺧﺒ ﺮ ذﻟ ﻚ اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ اﻟ ﺬي ﺟﻠﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ ﻧﺪﻳﻤ ﻪ ..ﻳﻀ ﺎﺣﻜﻪ وﻳﻤﺎزﺣ ﻪ ..ﻓﻠﻌ ﺐ اﻟﺸ ﻴﻄﺎن ﺑﺮؤوﺳ ﻬﻤﺎ ﻓﺸ ﺮﺑﺎ ﺧﻤ ﺮًا ..ﻓﻠﻤ ﺎ ﻏﺎﺑ ﺖ اﻟﻌﻘ ﻮل ..وﺳ ﻴﻄﺮت أم اﻟﺨ ﺒﺎﺋﺚ .. وﺻﺎر اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ أﺿﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎر .. اﻟ ﺘﻔﺖ اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ إﻟ ﻰ ﺣﺎﺟ ﺒﻪ وأﺷ ﺎر ﻟ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺪﻳﻢ وﻗﺎل :اﻗﺘﻠﻮﻩ .. وآﺎن اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ إذا أﻣﺮ أﻣﺮًا ﻟﻢ ﻳﺮاﺟَﻊ ﻓﻴﻪ .. ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ اﻟﺤﺎﺟ ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺪﻳﻢ وﺗﻠﻪ ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ .. وه ﻮ ﻳﺼ ﺮخ ..وﻳﺴ ﺘﻐﻴﺚ ﺑﺎﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ .. واﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ﻳﻀ ﺤﻚ وﻳ ﺮدد :اﻗ ﺘﻠﻮﻩ ..اﻗ ﺘﻠﻮﻩ .. ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ ..وأﻟﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﻣﻬﺠﻮرة .. ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ..اﺷ ﺘﺎق إﻟ ﻰ ﻣ ﻦ ﻳﺆاﻧﺴﻪ ..ﻓﻘﺎل :ادﻋﻮا ﻟﻲ ﻧﺪﻳﻤﻲ ﻓﻼن .. ﻗﺎﻟ ﻮا :ﻗﺘﻠﻨﺎﻩ !! ﻗﺎل :ﻗﺘﻠﺘﻤﻮﻩ ؟!! ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻪ ؟! وﻟﻤ ﺎذا ؟ وﻣ ﻦ أﻣ ﺮآﻢ ؟! وﺟﻌ ﻞ ﻳﺪاﻓ ﻊ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻋﺒﺮاﺗﻪ .. ﻓﻘﺎﻟ ﻮا :أﻧ ﺖ أﻣﺮﺗﻨﺎ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ..وأﺧﺒﺮوﻩ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ .. ﻓﺴ ﻜﺖ ..وﺧﻔ ﺾ رأﺳ ﻪ ﻣﺘ ﻨﺪﻣ ًﺎ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :رب آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ دﻋﻨﻲ .. أﻋ ﻮد وأﻗ ﻮل :آ ﻢ ﻣ ﻦ ﺷ ﺨﺺ ﻧﻔ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ ﺷﺨﺼ ﻪ ..وﺑﻐﻀ ﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ..وﺟﺮ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻮﻳﻼت ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺿﺒﻄﻪ ﻟﻠﺴﺎﻧﻪ .. ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﺠﻮزي : وﻣﻦ اﻟﻌﺠﺐ أن ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮز ﻣ ﻦ أآ ﻞ اﻟﺤﺮام ..وﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ ..واﻟﺴﺮﻗﺔ ..ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻘ ﻮى ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﺘﺤ ﺮز ﻣ ﻦ ﺣ ﺮآﺔ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ .. ﻓﻴ ﺘﻜﻠﻢ ﻓ ﻲ أﻋ ﺮاض اﻟ ﻨﺎس ..وﻻ ﻳﻘ ﺪر ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ذﻟﻚ .. ﻋﺠﻴﺒﺔ .. اﻟﺤﻴﻮان ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻃﻮﻳﻞ وﻻ ﻳﻨﻄﻖ ..واﻹﻧﺴﺎن ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻗﺼﻴﺮ وﻻ ﻳﺼﻤﺖ !!
78.اﻟﻤﻔﺘﺎح .. اﻟﻤﺪح ..هﻮ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻘﻠﻮب .. ﻧﻌ ﻢ ..ﻣ ﻦ أﺟﻤ ﻞ ﻣﻬ ﺎرات اﻟﻜﻼم أن ﺗﻜﻮن ﻣﺒﺪﻋ ًﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻮﻳﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ اآﺘﺸﺎف ﺻﻮاب اﻵﺧﺮﻳﻦ .. وﻣ ﺪﺣﻬﻢ واﻟﺜ ﻨﺎء ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑ ﻪ ..ﻗ ﺒﻞ اﻻﻧﺘ ﺒﺎﻩ إﻟ ﻰ ﺧﻄﺌﻬﻢ .. وﻳ ﺘﺄآﺪ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﺒﻪ ﺷﺨﺼ ًﺎ إﻟﻰ ﺧﻄﺄ ﻣﺎ .. آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻳﺮد اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻻ ﻷﺟﻞ ﺗﻜﺒﺮﻩ ﻋﻨﻬﺎ ..أو ﻋﺪم اﻗﺘﻨﺎﻋﻪ ﺑﺨﻄﺌﻪ ..وإﻧﻤﺎ ﻷن اﻟﻨﺎﺻﺢ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻚ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ .. هﺐ أﻧﻚ ذهﺒﺖ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻟﻌﻼج .. ﻓﻠﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ ﻣﻮﻇ ﻒ اﻻﺳ ﺘﻘﺒﺎل ﻓ ﺈذا وراء اﻟ ﺰﺟﺎج ﺷ ﺎب ﻣ ﺮاهﻖ ﻳﻘﻠ ﺐ ﺟ ﺮﻳﺪة ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ .. وﺑﻴﺪﻩ ﺳﻴﺠﺎرﻩ ..ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎل ﺑﻤﺎ ﺣﻮﻟﻪ .. وإذا ﺷ ﻴﺦ آﺒﻴ ﺮ أﻋﻤ ﻰ ﻳﻘ ﻒ ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻃﻔ ﻞ ﺻﻐﻴﺮ ..وﻓﻲ اﻷﺧﺮى ورﻗﺔ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﺤﻮﻟﻪ اﻟﻤﻮﻇﻒ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ .. وإذا ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ﻋﺠ ﻮز آﺒﻴ ﺮة ﺑ ﻴﺪهﺎ ﻃﻔﻠ ﺔ ﺗﺒﻜ ﻲ وﻗﺪ
169
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺗﻤﻜ ﻨﺖ اﻟﺤﻤ ﻰ ﻣ ﻦ ﺟﺴ ﺪهﺎ ..وﺗﻨﺘﻈﺮ أﻳﻀ ًﺎ اﻟﻤﻮﻇ ﻒ أن ﻳﻔ ﺮغ ﻣ ﻦ ﻗ ﺮاءة أﺧ ﺒﺎر ﻧﺎدﻳ ﻪ اﻟﻤﻔﻀﻞ ﻟﻴﺤﻮﻟﻬﺎ ﻟﻄﺒﻴﺐ اﻷﻃﻔﺎل .. ﻟﻤ ﺎ رأﻳ ﺖ هﺬا اﻟﻤﻨﻈﺮ ﺛﺎرت أﻋﺼﺎﺑﻚ – وﻻ ﻧﻠ ﻮﻣﻚ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ – ﻓﺼ ﺮﺧﺖ ﺑﺎﻟﻤﻮﻇ ﻒ : ه ﻴﻪ !! أﻧ ﺖ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ أو ﻓﻲ ... ﻣ ﺎ ﺗﺨ ﺎف اﷲ ؟!! اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ﻳﺌ ﻨﻮن ﻣﻦ اﻷﻟﻢ وأﻧ ﺖ ﺗﻘ ﺮأ ﺟ ﺮﻳﺪة !! ﻻ وﺗ ﺪﺧﻦ أﻳﻀ ًﺎ !! واﷲ ﻋﺠ ﺐ ..ﻣ ﺜﻠﻚ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮﺑﻴﻪ إﻻ ﺷ ﻜﻮى ﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ..أو اﻟﻤﻔﺮوض أن ﺗﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻚ .. وﺑﺪأت ﺗﻬﻴﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات آﺎﻟﺒﺮق ﻋﻠﻴﻪ .. ه ﺐ أﻧ ﻪ ..ﻟ ﻢ ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻴﻚ ..وﻟ ﻢ ﻳﻘﺎﺑ ﻞ ﺻﺮاﺧﻚ ﺑﺼﺮاخ .. ﻼ أﻧﻪ أﻟﻘﻰ ﺟﺮﻳﺪﺗﻪ ..وأﻧﻬﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ه ﺐ ﻓﻌ ً اﻟﻤﺮﺿﻰ إﻟﻰ اﻷﻃﺒﺎء .. ه ﻞ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ﻧﻔﺴ ﻚ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .. آ ﻼ ..أﻧ ﺖ ه ﻨﺎ ﻋﺎﻟﺠ ﺖ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻟﻜ ﻨﻚ ﻟ ﻢ ﺗﻌ ﺎﻟﺞ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ ..ﻷﻧ ﻪ وإن اﺳ ﺘﺠﺎب إﻟ ﻴﻚ اﻵن إﻻ أﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮد إﻟﻰ ﺗﺼﺮﻓﻪ اﻟﻤﺸﻴﻦ ﻏﺪًا وﺑﻌﺪ ﻏ ٍﺪ .. إذن آﻴﻒ أﺗﺼﺮف ؟!! ﺗﻌ ﺎل إﻟ ﻴﻪ واآﻈ ﻢ ﻏ ﻴﻈﻚ ..ﺗﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﺑﻌﻘ ﻞ ﻻ ﺑﻌﺎﻃﻔ ﺔ ..ﻻ ﺗ ﺪع اﻟﻤﻨﺎﻇﺮ اﻟﻤﺆذﻳﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻚ ..اﺑﺘﺴﻢ – وإن آ ﻨﺖ ﻣﻐﻀ ﺒ ًﺎ ،وإن آﺎﻧﺖ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺻﻔﺮاء ﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ ،اﺑﺘﺴﻢ – وﻗﻞ :اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ .. ﺳ ﻴﻘﻮل وه ﻮ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻻﻋ ﺒﻪ اﻟﻤﻔﻀ ﻞ : ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم ..اﻧﺘﻈﺮ ﻟﺤﻈﺔ .. ﻗ ﻞ أي آﻠﻤﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻚ ..آﺄن ﺗﻘﻮل :آﻴﻒ اﻟﺤﺎل ؟ ..ﻣﺴﺎك اﷲ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ .. ﺳﻴﺮﻓﻊ رأﺳﻪ -ﺣﺘﻤ ًﺎ – إﻟﻴﻚ وﻳﻘﻮل :اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺑﺨﻴﺮ .. ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮﺣﻠﺔ ﺗﻜ ﻮن ﻗ ﺪ ﻗﻄﻌ ﺖ ﻧﺼ ﻒ اﻟﻤﺸﻮار .. ﺗﻠﻄ ﻒ إﻟ ﻴﻪ ﺑ ﺄي ﻋﺒﺎرة ﺗﻤﺪﺣﻪ ﺑﻬﺎ ..ﻗﻞ ﻟﻪ ﻼ :ﺗﺼ ﺪق ! اﻟﻤﻔ ﺮوض ﻣ ﺜﻠﻚ ﻣ ﺎ ﻳﻌﻤ ﻞ ﻣﺜ ً ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺒﺎل ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺳﻴﺘﻐﻴﺮ وﻳﻘﻮل :ﻟﻤﺎذا ؟ ﻗ ﻞ :ﻷن ه ﺬا اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻤﻨﻴﺮ إذا رﺁﻩ اﻟﻤﺮﻳﺾ زال ﻣﺮﺿﻪ ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻃﺒﻴﺐ .. ﺳﻴﺒﺘﺴﻢ ﻣﺘﻌﺠﺒ ًﺎ ﻣﻦ ﺟﺮأﺗﻚ – ﻳﺎ ﺑﻄﻞ .. -وﺗﻨﺒﻠﺞ أﺳﺎرﻳﺮﻩ .. وﻗ ﺪ ﺻ ﺎر اﻵن ﻣﻬﻴ ﺌ ًﺎ ﻟﻘﺒﻮل ﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ..وﻳﻘﻮل : ﻣﺎذا ﻋﻨﺪك ؟ ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﻞ :ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ اﻟﺤﺒ ﻴﺐ ﺗ ﺮى ه ﺬا اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﻜﺒﻴ ﺮ ..وه ﺬﻩ اﻟﻌﺠ ﻮز اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻨﺔ ..ﻟﻴ ﺘﻚ ﺗﻨﻬ ﻲ ﻟﻬﻤﺎ إﺟﺮاءات اﻟﺪﺧﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ .. ﺳ ﻴﺘﻨﺎول أوراﻗﻬﻤ ﺎ ..وﻳﺤ ﻮﻟﻬﻤﺎ ﻟﻠﻄﺒ ﻴﺐ ..ﺛ ﻢ ﻳﺘ ﻨﺎول ورﻗ ﺘﻚ ..ﻓ ﺈذا اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻨﻚ وﺳﻠﻤﻚ اﻟﻮرﻗﺔ .. ﻓﻘ ﻞ ﻟ ﻪ :ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ ..ه ﺬﻩ أول ﻣﺮة أراك وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ دﺧﻠﺖ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ..ﻻ أدري آﻴﻒ !! واﷲ ﻼ أﻧ ﺖ ﻲ ﻣ ﻦ ﺁﻻف اﻟ ﻨﺎس ) ..وﻓﻌ ً إﻧ ﻚ أﺣ ﺐ إﻟ ﱠ ﺻﺎدق ﻓﻬﻮ ﻣﺴﻠﻢ أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ﺣﺘﻤ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ( .. ﺳﻴﻔﺮح وﻳﺸﻜﺮ ﻟﻚ ﻟﻄﻔﻚ .. ﻓﻘ ﻞ :وﻋﻨﺪي آﻠﻤﺎت أود أن ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻟﻜﻨﻲ أﺧﺎف أن ﺗﻐﻀﺒﻚ .. ﺳﻴﻘﻮل :ﻻ ..ﻻ ..ﺗﻔﻀﻞ .. ﻦ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﺪم ﻟ ﻪ اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ..أﻧ ﺖ ﻗﺪ ﻣ ّ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ..وﻓﻲ واﺟﻬﺔ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ..وأﻧﺖ ﻼ ﻣﻊ اﻟﻤﺮاﺟﻌﻴﻦ ﻗ ﺪوة ﻟﻐﻴ ﺮك ..ﻓﻠﻴﺘﻚ ﺗﺘﻠﻄﻒ ﻗﻠﻴ ً ..وﺗﻬ ﺘﻢ ﺑﻬ ﻢ ..ﻟﻌ ﻞ دﻋ ﻮة ﺻ ﺎﻟﺤﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻇﻠﻤ ﺔ اﻟﻠ ﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﻢ ﻋﺠﻮز ﻋﺎﺑﺪة ..أو ﺷﻴﺦ زاهﺪ .. أﺟ ﺰم أﻧ ﻪ ﺳﻴﺨﻔﺾ رأﺳﻪ وأﻧﺖ ﺗﺘﻜﻠﻢ ..وﻳﺮدد : أﺷﻜﺮك ..ﺟﺰاك اﷲ ﺧﻴﺮًا .. وآ ﺬﻟﻚ اﺳ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﻣ ﻊ آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺳﻠﻮآﻪ .. ﻣﺜﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻬﺎون ﺑﺎﻟﺼﻼة ..أو أب ﻳﻬﻤﻞ ﺑﻨﺎﺗﻪ ﻓﻴﺘﻜﺸﻔﻦ ..وﻳﺘﺴﺎهﻠﻦ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎب .. أو ﺷﺎب ﻋﺎق ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ .. ﻷﺟ ﻞ أن ﻳﻘ ﺒﻠﻮا ﻣ ﻨﻚ ﻻ ﺑ ﺪ أن ﺗﻤ ﺎرس اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺔ ..ﻧﻌ ﻢ ..اﺳ ﺘﺨﺪم اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﻓﻲ إﺻ ﻼح ﺧﻄ ﺄ اﻵﺧﺮ ..آﻦ ﻣﺆدﺑ ًﺎ ..ﻣﺤﺘﺮﻣ ًﺎ ﻟﺮأﻳﻪ
170
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
.. ﻗ ﻞ ﻟﻪ :أﻧﺎ ﻣﺎ أﻧﺼﺤﻚ إﻻ ﻷﻧﻲ أﻋﻠﻢ ..أﻧﻚ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﺢ .. وﻓﻲ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﻘﻮل اﷲ ) :إذا ﻧﺎﺟﻴﺘﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓﻘﺪﻣ ﻮا ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ﻧﺠ ﻮاآﻢ ﺻﺪﻗﺔ ( .. وﻗ ﺪ آ ﺎن اﻟﻤﺮﺑ ﻲ اﻟﺤﻜ ﻴﻢ εﻳﺴ ﺘﻌﻤﻞ ﻃ ﺮﻗ ًﺎ وﻣﻬ ﺎرات ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺪل ﺳ ﻠﻮآﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن إﻻ أن ﻳﻘﺒﻠﻮا ﻣﻨﻪ .. أراد ﻳ ﻮﻣ ًﺎ أن ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ذآﺮًا ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻌ ﺎذ وﻗﺎل :ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ..واﷲ إﻧﻲ أﺣ ﺒﻚ ..ﻓ ﻼ ﺗ ﺪﻋﻦ ﻓ ﻲ دﺑ ﺮ آ ﻞ ﺻ ﻼة أن ﺗﻘ ﻮل :اﻟﻠﻬ ﻢ أﻋﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ذآ ﺮك وﺷ ﻜﺮك وﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻚ .. ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ..ﻣ ﺎ ﻋﻼﻗ ﺔ اﻟﻤﻘﻄ ﻊ اﻷول ﻣ ﻦ اﻟﻜﻼم "واﷲ إﻧﻲ أﺣﺒﻚ " ﺑﺎﻟﻤﻘﻄﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ " ﻻ ﺗ ﺪﻋﻦ أن ﺗﻘ ﻮل اﻟﻠﻬ ﻢ أﻋﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ذآ ﺮك ".. ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن اﻷﻧﺴ ﺐ ﻟﻘ ﻮﻟﻪ إﻧﻲ أﺣﺒﻚ أن ﻳﻘﻮل ﻼ – أو ﺑﻌ ﺪهﺎ وأرﻳ ﺪ أن أزوﺟﻚ اﺑﻨﺘﻲ – ﻣﺜ ً أﻋﻄﻴﻚ ﻣﺎ ًﻻ ..أو أدﻋﻮك إﻟﻰ ﻃﻌﺎم .. وﻟﻜ ﻦ أن ﻳﺘ ﺒﻊ ﺧﺒﺮ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ذآﺮًا ﻣﻦ أذآﺎر اﻟﺼﻼة !!..ﻓﻬﺬا ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺄﻣﻞ .. أﺗﺪري ﻣﺎ ﻣﻮﻗﻊ ﻗﻮﻟﻪ " :واﷲ إﻧﻲ أﺣﺒﻚ " ؟ إﻧ ﻪ اﻟﺘﻬﻴ ﺌﺔ ﻟﻘ ﺒﻮل اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ..ﻓ ﺈذا ارﺗﺎﺣ ﺖ ﻧﻔ ﺲ ﻣﻌ ﺎذ واﺳﺘﺒﺸ ﺮ ،أﻋﻄ ﺎﻩ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ .. وﻓ ﻲ ﻣﻮﻗ ﻒ ﺁﺧ ﺮ ..ﻗﺒﺾ εﻳﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻰ ،ﺛﻢ وﺿﻊ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮى ﻓﻮﻗﻬﺎ ،آﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻄﻒ واﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ،ﺛﻢ ﻗﺎل :ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ..إذا ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻬﺪ ﻓﻘﻞ : اﻟﺘﺤ ﻴﺎت ﷲ واﻟﺼ ﻠﻮﻻت واﻟﻄﻴﺒﺎت ،اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻚ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮآﺎﺗﻪ .. وﻣﻀﺖ اﻟﺴﻨﻴﻦ وﻣﺎت رﺳﻮل اﷲ .. εﻓﻜﺎن ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻳﻔﺨ ﺮ ﺑﺬﻟﻚ وﻳﻘﻮل :ﻋﻠﻤﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ εاﻟﺘﺸﻬﺪ وآﻔﻲ ﺑﻴﻦ آﻔﻴﻪ .. وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ﻻﺣ ﻆ εأن ﻋﻤﺮ τإذا ﻃﺎف
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﺎﻟﻜﻌ ﺒﺔ وﺣ ﺎذى اﻟﺤﺠ ﺮ اﻷﺳ ﻮد ..زاﺣ ﻢ اﻟ ﻨﺎس وﻗ ﺒﻠﻪ ..وآ ﺎن ﺻ ﻠﺒ ًﺎ ﻗ ﻮي اﻟ ﺒﺪن ..ورﺑﻤ ﺎ زاﺣﻢ اﻟﻀﻌﻔﺎء .. ﻓ ﺄراد εأن ﻳﻌ ﺪل ﺳ ﻠﻮآﻪ ..ﻓﻘ ﺎل – ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﺘﻬﻴ ﺌﺔ ﻟﻘ ﺒﻮل اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ : -ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ إﻧ ﻚ رﺟ ﻞ ﻗﻮي .. ﻓ ﺮح ﻋﻤ ﺮ ﺑﻬ ﺬا اﻟﺜ ﻨﺎء ..ﻓﻘ ﺎل : εﻓ ﻼ ﺗ ﺰاﺣﻤﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺠﺮ .. وﻣﺮة أراد أن ﻳﻨﺼﺢ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻘﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ ..ﻓﻘﺎل : ﻧﻌ ﻢ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻳﻘ ﻮم اﻟﻠ ﻴﻞ ..وﻓ ﻲ رواﻳ ﺔ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻣﺜﻞ ﻓﻼن ..آﺎن ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ .. ﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻣ ﺜﻞ ﻓ ﻼن ..آ ﺎن ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ ..ﻓﺘﺮك ﻗﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ .. ﻧﻌ ﻢ ..آ ﺎن εﻳﺴ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟ ﺮاﺋﻊ ﻣ ﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ..وﻣﻊ اﻟﻮﺟﻬﺎء ﺧﺎﺻﺔ .. ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺑﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻲ .. εآﺎن اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻘﺒﻞ وﻣﺪﺑﺮ .. وآ ﺎن رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﺳﻤﻪ ﺳﻮﻳﺪ ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﻼ ﺷﺎﻋﺮًا .. ﻼ ﺷ ﺮﻳﻔ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ..ﻋ ﺎﻗ ً وآ ﺎن رﺟ ً ﻳﺤﻔﻆ آﻼم اﻟﺤﻜﻤﺎء ..ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ إﻧﻪ آﺎن ﻳﺤﻔﻆ آﻞ ﻣﺎ روي ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺎن اﻟﺤﻜﻴﻢ .. ﺣﺘ ﻰ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ إﻋﺠ ﺎب اﻟ ﻨﺎس ﺑ ﻪ أﻧﻬ ﻢ آﺎﻧ ﻮا ﻳﺴ ﻤﻮﻧﻪ :اﻟﻜﺎﻣ ﻞ ..ﻟﺠﻠ ﺪﻩ وﺷ ﻌﺮﻩ ..وﺷ ﺮﻓﻪ وﻧﺴﺒﻪ ..وهﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل : أﻻ رب ﻣﻦ ﺗﺪﻋﻮ ﺻﺪﻳﻘ ًﺎ وﻟﻮ ﺗﺮى ﻣﻘﺎﻟ ﺘﻪ ﺑﺎﻟﻐ ﻴﺐ ﺳ ﺎءك ﻣ ﺎ ﻳﻔﺮي ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ آﺎﻟﺸﻬﺪ ﻣﺎ آﺎن ﺷﺎهﺪًا وﺑﺎﻟﻐ ﻴﺐ ﻣﺄﺛ ﻮر ﻋﻠ ﻰ ﺛﻐ ﺮة اﻟﻨﺤﺮ ﻳﺴﺮك ﺑﺎدﻳﻪ وﺗﺤﺖ أدﻳﻤﻪ ﻧﻤ ﻴﻤﺔ ﻏ ﺶ ﺗﺒﺘ ﺮي ﻋﻘ ﺐ اﻟﻈﻬﺮ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻚ اﻟﻌﻴﻨﺎن ﻣﺎ هﻮ آﺎﺗﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﻞ واﻟﺒﻐﻀ ﺎء ﺑﺎﻟﻨﻈ ﺮ اﻟﺸﺰر
171
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗ ﺪم ﺳ ﻮﻳﺪ ﺑ ﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺣﺎﺟ ًﺎ ..أو ﻣﻌﺘﻤﺮًا .. ﻓ ﺘﺤﺪث اﻟ ﻨﺎس ﺑﺪﺧ ﻮﻟﻪ ﻣﻜ ﺔ ..وأﻗ ﺒﻠﻮا ﻟ ﺮؤﻳﺘﻪ ..ﻓﺴ ﻤﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ εﺑ ﻪ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓ ﺪﻋﺎﻩ إﻟ ﻰ اﷲ ..وإﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ..وﺟﻌ ﻞ ﻳﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣ ﻴﺪ واﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ وأﻧ ﻪ ﻧﺒﻲ ﻳﻮﺣﻰ إﻟ ﻴﻪ ﻗ ﺮﺁن ..وأن ه ﺬا اﻟﻘ ﺮﺁن ه ﻮ آ ﻼم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ..ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺮ وأﺣﻜﺎم .. ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﺳ ﻮﻳﺪ :ﻓﻠﻌ ﻞ اﻟﺬي ﻣﻌﻚ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﻣﻌﻲ ؟ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ رﺳﻮل اﷲ : ρﻣﺎ اﻟﺬي ﻣﻌﻚ ؟ ﻗﺎل :ﻣﻌﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﻟﻘﻤﺎن -ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻜﻤﺔ ﻟﻘﻤﺎن ..ﻓﻠ ﻢ ﻳﻌ ﻨﻔﻪ εأو ﻳﺤﻘ ﺮﻩ - ..ﻣﻊ أﻧﻪ ﻳﻀﺎهﻲ آ ﻼم اﷲ ﺑﻜ ﻼم اﻟﺒﺸﺮ .. -وإﻧﻤﺎ ﺗﻠﻄﻒ ﻣﻌﻪ ..وﻗﺎل : ρاﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻲ .. ﻓﺸ ﺮع ﺳ ﻮﻳﺪ ﻳﻘ ﺮأ ﻣﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﻦ آﻼم ﻟﻘﻤﺎن ﺣ َﻜ ِﻤ ﻪ ..ورﺳ ﻮل اﷲ εﻳﺴ ﺘﻤﻊ إﻟ ﻴﻪ ﺑﻜ ﻞ وِ هﺪوووء .. ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ ﺳ ﻮﻳﺪ ..ﻗ ﺎل εﻟ ﻪ :إن ه ﺬا ﻟﻜﻼم ﺣﺴﻦ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل -ﻣﺸ ﻮﻗ ًﺎ ﻟﺴ ﻮﻳﺪ : -واﻟ ﺬي ﻣﻌ ﻲ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ هﺬا ..ﻗﺮﺁن أﻧﺰﻟﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻲ ..هﻮ هﺪى وﻧﻮر .. ﺛ ﻢ ﺗ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ ρاﻟﻘﺮﺁن ..ودﻋﺎﻩ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ..وﺳﻮﻳﺪ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻣﻨﺼﺘًﺎ ..ﻓﻠﻤﺎ ﻓ ﺮغ εﻣﻦ آﻼﻣﻪ ..ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﻳﺪ اﻟﺘﺄﺛﺮ ..وﻗﺎل :إن هﺬا ﻟﻘﻮل ﺣﺴﻦ .. ﺛ ﻢ اﻧﺼﺮف ﺳﻮﻳﺪ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ .. εوﻻ ﻳﺰال ﻣﺘﺄﺛﺮًا ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻊ .. ﻓﻘﺪم اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ ..ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن وﻗﻊ ﻗ ﺘﺎل ﺑ ﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘ ﻲ اﻷوس واﻟﺨ ﺰرج ..وآﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻷوس ﻓﻘﺘﻠﺘﻪ اﻟﺨﺰرج .. وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻬﺎﺟﺮ اﻟﻨﺒﻲ εإﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. وﻻ ﻳ ﺪرى ه ﻞ أﺳ ﻠﻢ أم ﻻ ؟ وإن آ ﺎن رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ ﻟ ﻴﻘﻮﻟﻮن :إﻧ ﺎ ﻟﻨ ﺮاﻩ ﻗﺪ ﻗﺘﻞ وهﻮ ﻣﺴﻠﻢ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ..
أﺳﺮف ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﺢ ..واﻗﺘﺼﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺪ .. اﻟﺮﺻﻴﺪ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ 79. ﺗﺼﻮرات اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺼﻨﻌﻬﺎ .. ﻓﻠﻮ ﻟﻘﻴﻚ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ﻓﻌﺒﺲ ﻓﻲ وﺟﻬﻚ .. ﺛﻢ ﻟﻘﻴﻚ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻟﺔ ..ﻓﻌﺒﺲ ﻓﻲ وﺟﻬﻚ أﻳﻀ ًﺎ .. ﺛ ﻢ ﺻ ﺎدﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺮس ..ﻓﻠﻘﻴﻚ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ ..ﻟﺮﺳﻤﺖ ﻋ ﻨﻪ ﺻ ﻮرة ﻗﺎﺗﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺨﻴﻠ ﺘﻚ ..ﻓ ﺈذا رأﻳ ﺖ ﺻ ﻮرﺗﻪ أو ﺳ ﻤﻌﺖ اﺳ ﻤﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن ﺗ ﺒﺎدر إﻟ ﻰ ذهﻨﻚ ذاك اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻌﺎﺑﺲ .. وﻟ ﻮ ﻟﻘ ﻴﻚ ﺷ ﺨﺺ ﺑﺎﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮﻗ ﻒ ..ﺛ ﻢ اﺑﺘﺴ ﻢ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺁﺧﺮ ..وﺛﺎﻟﺚ ..ﻻﻧﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذهﻨﻚ ﻋﻨﻪ ﺻﻮرة ﻣﺸﺮﻗﺔ .. ه ﺬا ﻓ ﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ ﻋﻼﻗﺔ داﺋﻤﺔ وإﻧﻤﺎ هﻲ ﻟﻘﺎءات ﻋﺎﺑﺮة .. أﻣ ﺎ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬي ﻧﻠﻘ ﺎهﻢ داﺋﻤ ًﺎ آﺰوﺟﺔ وأوﻻد ..وزﻣ ﻼء ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ..وﺟﻴﺮان ﻓﻲ ﺣﺎرة ..ﻓﺈن ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺑﺄﺳﻠﻮب واﺣﺪ داﺋﻤ ًﺎ ..ﻧﻌﻢ ه ﻢ ﺳ ﻴﺮوﻧﻨﺎ ﺿ ﺎﺣﻜﻴﻦ ﻟﻄﻴﻔ ﻴﻦ ..ﻟﻜ ﻨﻬﻢ ﺣ ﺘﻤ ًﺎ ﺳ ﻴﺮوﻧﻨﺎ ﺗ ﺎرة ﻏﺎﺿ ﺒﻴﻦ ..وﺗ ﺎرة ﻋﺎﺑﺴ ﻴﻦ ..أو ﻣﺨﺎﺻﻤﻴﻦ ..أو ﺷﺎﺗﻤﻴﻦ ..ﻷﻧﻨﺎ ﺑﺸﺮ .. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﺗﺘﺤﺪد ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻃﻐﻴﺎن ﺣﺴﻨﺎﺗﻨﺎ ﻋﻨﺪهﻢ أو ﺳﻴﺌﺎﺗﻨﺎ ..أو ﻗﻞ ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى :ﺗ ﺘﺤﺪد ﻣﺤﺒ ﺘﻬﻢ ﻟ ﻨﺎ ﺑﺤﺴ ﺐ ﻣﻘ ﺪار اﻟﺮﺻ ﻴﺪ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ اﻟﺬي ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﻨﺎ ﻋﻨﺪهﻢ .. آﻴﻒ ؟! ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘ ﻊ ﻟ ﻚ ﻣﻮﻗ ﻒ ﺟﻤ ﻴﻞ ﻣ ﻊ إﻧﺴ ﺎن ﻓﺈﻧ ﻚ ﺗﻀ ﻴﻒ إﻟ ﻰ ﺳ ﺠﻞ ذآ ﺮﻳﺎﺗﻪ ذآ ﺮى ﺟﻤ ﻴﻠﺔ ﻋﻨﻚ .. أو ﺑﻌ ﺒﺎرة أﺧ ﺮى ﺗﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻪ ﺣﺴ ﺎﺑ ًﺎ ﺗﻮدع ﻓﻴﻪ ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻚ واﺣﺘﺮاﻣ ًﺎ ..ﺛﻢ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ زﻳﺎدة رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ أو اﻟﺴﺤﺐ ﻣﻨﻪ .. ﻓﻜ ﻞ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﺗﻘﺎﺑﻠ ﻪ ﺑﻬ ﺎ ..ﺗ ﺰﻳﺪ ﻣ ﻦ رﺻ ﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻋﻨﺪﻩ .. وآﻞ هﺪﻳﺔ ..ﺗﺰﻳﺪ رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ .. وآﻞ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ..ﺗﺰﻳﺪ رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ .. وآ ﻞ إهﺎﻧ ﺔ ﺗﻘ ﻊ ﻣﻨﻚ ﻟﻪ ..أو ﻣﺴﺒﺔ ..أو ﺷﺘﻢ .. ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺴﺤﺐ ﻣﻦ رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ .. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ إذا آ ﺎن رﺻ ﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻋﻨﺪﻩ آﺜﻴﺮًا ..
172
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ووﻗﻌ ﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻮﻗﻒ أﻏﺎﻇﻪ ﻓﺴﺤﺒﺖ ﻣ ﻦ رﺻ ﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ ﻣﻘ ﺪارًا ﻣﻌﻴ ﻨ ًﺎ ..ﻓ ﺈن ه ﺬا ﻟ ﻦ ﻳﺆﺛ ﺮ آﺜﻴ ﺮًا ﻷن رﺻ ﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ ﻋﻨﺪﻩ آﺜﻴﺮ .. وإذا اﻟﺤﺒﻴﺐ أﺗﻰ ﺑﺬﻧﺐ واﺣﺪ ﺟ ﺎءت ﻣﺤﺎﺳ ﻨﻪ ﺑﺄﻟﻒ ﺷﻔﻴﻊ أﻣ ﺎ إن ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻋ ﻨﺪﻩ ﻟ ﻚ رﺻ ﻴﺪ ﻋﺎﻃﻔ ﻲ وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﺴ ﺤﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺻ ﻴﺪ وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻪ ﻼ ..ﻓ ﺈن ﺣﺴ ﺎﺑﻚ ﻋ ﻨﺪﻩ ﺳ ﻴﻜﻮن ﺷ ﻲء أﺻ ً ﺑﺎﻟ ﻨﺎﻗﺺ !! وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻗ ﺪ ﻳﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻪ ﻟ ﻚ آ ﺮﻩ ..أو اﺳ ﺘﺜﻘﺎل ..ﻷﻧ ﻚ ﺗﺴ ﺤﺐ ﻣ ﻦ رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ وﻻ ﺗﻮدع .. أﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻊ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻋﻦ زوﺟﺔ ﻃﻠﻘﻬﺎ زوﺟﻬﺎ .. ﻓ ﺈذا ﺳﺌﻠﺖ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ اﻟﻄﻼق ﻗﺎﻟﺖ :اﻟﺴﺒﺐ ﺗﺎﻓ ﻪ ..ﻃﻠ ﺐ ﻣﻨﻲ اﻟﺬهﺎب ﻣﻌﻪ ﻟﺰﻳﺎرة أﺧﺘﻪ ﻓﺮﻓﻀ ﺖ ..ﻓﻐﻀ ﺐ وﺟﻌﻞ ﻳﺴﺒﻨﻲ وﻳﺸﺘﻤﻨﻲ ﺛﻢ ﻃﻠﻘﻨﻲ !! وﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﺑ ﺬآﺎء ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﺐ اﻟﻄ ﻼق ..ﻟﻤ ﺎ وﺟ ﺪت اﻟﺴ ﺒﺐ ه ﻮ ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ اﻟ ﺘﺎﻓﻪ .. وإﻧﻤ ﺎ ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ه ﻮ اﻟﻘﺸ ﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ .. ﻼ آﺎن ﻟﻪ ﺟﻤﻞ ﺟﻠﺪ ﻗﻮي .. ﻓﻘ ﺪ ذُآ ﺮ أن رﺟ ً ﻓ ﺄراد ﺳ ﻔﺮًا ..ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺤﻤ ﻞ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ﻋﻠﻴﻪ .. وﻳ ﺮﺑﻄﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻇﻬ ﺮﻩ ..واﻟﺠﻤﻞ ﻣﺘﻤﺎﺳﻚ .. ﺣﺘﻰ آﻮم ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ أرﺑﻌﺔ ﺟﻤﺎل ..ﻓ ﺒﺪأ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻳﻬﺘ ﺰ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ اﻟﺤﻤﻞ واﻟﻨﺎس ﻳﺼ ﻴﺤﻮن ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ :ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﺄﺧ ﺬ ﺣ ﺰﻣﺔ ﻣ ﻦ ﺗ ﺒﻦ وﻗ ﺎل :ه ﺬﻩ ﺧﻔ ﻴﻔﺔ وهﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﺘﺎع ..ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﺳ ﻘﻂ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ..ﻓﻘ ﻴﻞ :ﻗﺸ ﺔ ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﻴﺮ !! وﻟ ﻮ ﺗﻔﻜ ﺮت ﻟ ﺮأﻳﺖ أن اﻟﻘﺸ ﺔ ﻣﻈﻠ ﻮﻣﺔ ﻓﻠﻴﺴ ﺖ ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ وإﻧﻤﺎ اﻧﻘﺼ ﻢ ﻇﻬ ﺮ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﺑﺴ ﺒﺐ ﺗ ﺮاآﻤﺎت آ ﺒﺎر ﺻ ﺒﺮ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻰ أوﻟﻬﺎ ..وﺻﺒﺮ ..وﺻﺒﺮ ..ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻢ ﻳﻄ ﻖ ﺻ ﺒﺮًا ..ﻓﺎﻧﻘﺼ ﻢ ﻇﻬ ﺮﻩ ﺑﺸﻲء ﺻﻐﻴﺮ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهﻜ ﺬا اﻟﻤ ﺮأة اﻟﺘ ﻲ ﻃﻠﻘﻬ ﺎ زوﺟﻬ ﺎ ..أﺟ ﺰم أن اﻟﺴ ﺒﺐ ﻟ ﻴﺲ ه ﻮ ﺗ ﺮآﻬﺎ زﻳ ﺎرة أﺧ ﺘﻪ ﻓﺤﺴ ﺐ .. وإﻧﻤ ﺎ ﺗ ﺮاآﻤﺎت ﻗ ﺒﻠﻪ ..ﻣ ﻦ ﻋﺼ ﻴﺎن ﻟﻄﻠ ﺒﺎﺗﻪ .. ﻋ ﺪم ﺗﺤﻘ ﻴﻖ ﻟ ﺮﻏﺒﺎﺗﻪ ..ﻋ ﺪم ﺗﺤﺒ ﺒﻬﺎ إﻟ ﻴﻪ .. ﺗﻜﺒ ﺮهﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻋ ﺪم اﺣﺘﺮام رأﻳﻪ ..ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺤﺐ دوﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ رﺻ ﻴﺪهﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ ﻋ ﻨﺪﻩ دون أن ﺗ ﻮدع ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ..وﺗﺠﺮح وﻻ ﺗﺪاوي .. وه ﻮ ﻳﺤ ﺘﻤﻞ وﻳﺤ ﺘﻤﻞ ..ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﺎء ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻓﻘﺼﻢ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ .. وﻟ ﻮ أﻧﻬ ﺎ اﻋﺘ ﻨﺖ ﺑﻜﺜ ﺮة اﻹﻳ ﺪاع ﻓ ﻲ رﺻ ﻴﺪهﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ ..ﻣ ﻦ ﺣﺴ ﻦ ﻟﻘﺎء ﻟﻪ ..وﺗﻐﻨﺞ ودﻻل .. وﺗﺤ ﺒﺐ إﻟ ﻴﻪ ..وﻣﻤﺎزﺣ ﺔ وﺧﻔ ﺔ ﻇ ﻞ ..وﻋ ﻨﺎﻳﺔ ﺑﻄﻌﺎﻣ ﻪ وﻟﺒﺎﺳ ﻪ ..واﺣﺘ ﺮام ﻟ ﺮأﻳﻪ ..ﻟﺼ ﺎر رﺻ ﻴﺪهﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ آﺒﻴ ﺮًا ..وﻣﻠﻜ ﺖ ﻣﻠ ﻴﺎرات ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻪ ..وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻟ ﻦ ﻳﻀ ﺮ ﻟﻮ وﻗﻊ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﺤﺒﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ رﺻﻴﺪهﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ .. وﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﺸﺎآﺲ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﻮﻗ ﻒ ﺻ ﻐﻴﺮ ﻓﻴﻐﻀ ﺐ اﻟﻤ ﺪرس ﻏﻀ ﺒ ًﺎ ﺷ ﺪﻳﺪًا .. وﻗ ﺪ ﻳﻀ ﺮﺑﻪ وﻳﻄ ﺮدﻩ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ..و ..ﺛﻢ ﻳﻘﻮل اﻟﻄﺎﻟ ﺐ أﻧﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺷﻴﺌ ًﺎ هﻲ ﻣﺠﺮد ﻧﻜﺘﺔ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﺳ ﺘﺌﺬان ..وﻻ ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ أن هﺬﻩ اﻟﻨﻜﺘﺔ هﻲ اﻟﻘﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ .. ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻠﻪ ﻓ ﻲ زﻣ ﻼء ﺗﺨﺎﺻ ﻤﻮا ..أو ﺟﻴ ﺮان ﺗﻨﺎزﻋﻮا .. إذن ..ﻧﺤ ﻦ ﻧﺤ ﺘﺎج داﺋﻤ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻧ ﻮدع ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺐ آﻞ واﺣﺪ ﻧﻠﻘﺎﻩ رﺻﻴﺪًا ﻋﺎﻃﻔﻴ ًﺎ .. اﻟ ﺰوج ﻳﺘﺤ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮص ﻟ ﻴﻮدع ﻓ ﻲ ﻗﻠﺐ زوﺟﺘﻪ .. وﻳﺴﺠﻞ ﻧﻘﺎﻃ ًﺎ أآﺜﺮ وأآﺜﺮ .. واﻟﺰوﺟﺔ ﺗﺤﺘﺎج أﻳﻀ ًﺎ .. واﻟﻮﻟﺪ ﻳﺤﺘﺎج أن ﻳﻮدع ﻓﻲ ﻗﻠﺐ واﻟﺪﻩ .. واﻟﻤﺪرس ﻣﻊ ﻃﻼﺑﻪ ..واﻷخ ﻣﻊ أﺧﻴﻪ .. ﺑ ﻞ ﺣﺘ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﺮ ﻣﻊ ﻣﻦ هﻢ ﺗﺤﺖ إدارﺗﻪ ..ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ذﻟﻚ .. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر .. وإذا اﻟﺤﺒﻴﺐ أﺗﻰ ﺑﺬﻧﺐ واﺣﺪ ﺟﺎءت ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ ﺑﺄﻟﻒ ﺷﻔﻴﻊ
173
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
80.اﻟﺴﺎﺣﺮ .. ﺳﻤﱢﻌﻨﺎ آﻠﻤﺔ ﺣﻠﻮة اﻟﻜ ﻼم ﺑ ﺒﻼش ..ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ َ .. هﻜﺬا ﺑﺪأت اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺗﻌﺎﺗﺐ زوﺟﻬﺎ .. ﺻ ﺤﻴﺢ ه ﻮ ﻣ ﺎ ﻗﺼ ﺮ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻃﻌ ﺎم وﻻ ﻟ ﺒﺎس ..وﻟﻜ ﻨﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﺤﺮهﺎ ﺑﻤﻌﺴ ﻮل اﻟﻜﻼم !! .. ﻳﺠﻤ ﻊ اﻟﻌﻘ ﻼء أن أه ﻢ ﺻ ﻔﺎت اﻟﺒﺎﺋﻊ اﻟﻤﺎهﺮ أن ﻳﻜ ﻮن ﺳ ﺎﺣﺮًا ﻓ ﻲ آﻼﻣ ﻪ ..ﻓﻴ ﺮدد :ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻧ ﻲ ..ﺗﻔﻀ ﻞ ..ﺧ ﻞ اﻟﺤﺴ ﺎب ﻋﻠﻴ ﻨﺎ .. ﺗﻌﺒﻚ راﺣﺔ .. وﺗﺰﻳﺪ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺒﺎﺋﻊ آﻠﻤﺎ زادت ﻋﺒﺎراﺗﻪ ﺟﻤﺎ ًﻻ ..ﻓ ﺈن أﺿ ﺎف إﻟ ﻰ ﺣﺴ ﻦ اﻟﻌﺒﺎرة ﺟﻮدة ﻓﻲ وﺻ ﻒ اﻟﺴ ﻠﻌﺔ ..وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ إﻗﻨﺎع اﻟﺰﺑﻮن ﺑﺎﻟﺸ ﺮاء ..ﺻ ﺎر ﻗ ﺪ اآﺘﺴﺐ ﻧﻮرًا ﻋﻠﻰ ﻧﻮر .. وﻳﺠﻤ ﻊ اﻟﻤﺠ ﺮﺑﻮن أن ﻣ ﻦ أه ﻢ ﺻ ﻔﺎت اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﺬﺑ ًﺎ ..وﻋﺒﺎراﺗﻪ ﺳ ْﻢ .. ﺣﻠ ﻮة ..ﻓﻴﻄ ﺮب اﻷﺳ ﻤﺎع ﺑﻘ ﻮﻟﻪ َ : أﺑﺸﺮ ..ﻧﺤﻦ ) ﺧﺪّاﻣﻴﻨﻚ ( .. ورﺑﻤ ﺎ ﺷ ﻐﻔﺖ زوﺟ ﺔ ﺑ ﺰوﺟﻬﺎ ﺣ ﺒ ًﺎ ..وه ﻮ آﺜﻴ ﺮ اﻟ ﺒﺨﻞ ﻗﻠ ﻴﻞ اﻟﺠﻤ ﺎل ..ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺴ ﺤﺮهﺎ ﺑﻌﺒﺎراﺗﻪ .. أذآ ﺮ أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﻣ ﺮاهﻘ ًﺎ آ ﺎن ﻣﻐ ﺮﻣ ًﺎ ﺑﻤﻐﺎزﻟ ﺔ اﻟﻔﺘ ﻴﺎت ..وآ ﺎن ﻟ ﻪ ﻗ ﺪرة ﻋﺠﻴ ﺒﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻹﻳﻘ ﺎع ﺑﻬ ﻦ ..وآ ﻢ ﻣ ﻦ ﻣﺴ ﻜﻴﻨﺔ ﺻ ﺎرت ﻣﺘ ﻴﻤﺔ ﺑﺤ ﺒﻪ ..ﻋﺎﻟﻘ ﺔ ﺑﺸ ﺮاآﻪ ..وﻣ ﻦ اﻟﻌﺠ ﺐ أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻤﻠ ﻚ ﺳ ﻴﺎرة ﻓﺎره ﺔ ﻳﻐ ﺮﻳﻬﻦ ﺑ ﺮآﻮﺑﻬﺎ ..وﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ ﻣﻠﻴ ﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎل ﻟﻴﻐﺪق ﻋﻠﻴﻬﻦ اﻟﻬﺪاﻳﺎ .. وﻻ ﺗﻈ ﻨﻦ أﻧ ﻪ أوﺗﻲ وﺳﺎﻣﺔ أو ﺟﻤﺎ ًﻻ ..آﻼ ..ﻓﺈﻧﻲ أﺳﺄل اﷲ ﻟﻚ أن ﻻ ﺗﺒﺘﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ وﺟﻬﻪ !! ﻟﻜ ﻨﻪ آ ﺎن ﻳﻐﻠ ﻖ ﻓﻤ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻟﺴ ﺎن ..ﻟﻮ ﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺣﺠﺮ ﻟﻔﻠﻘﻪ ..وﻟﻮ ﺳﻤﻌﻪ ﻧﻬﺮ ﻟﺪﻓّﻘﻪ .. ﻓﻜﺎن ﻳﺼﻄﺎد اﻟﻔﺘﻴﺎت ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ اﺻﻄﻴﺎدًا ..ﺑﻞ ﻳﺴﺤﺮهﻦ ﺳﺤﺮًا .. وﺣﺪﻳﺜﻬﺎ اﻟﺴﺤﺮ اﻟﺤﻼل ﻟﻮ أﻧﻪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻢ ﻳﺠﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻤﺘﺤﺮز إن ﻃﺎل ﻟﻢ ﻳﻤﻠﻞ وإن هﻲ أوﺟﺰت ود اﻟﻤﺤﺪث أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺰ أﻗ ﺒﻞ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ εﺛﻼﺛ ُﺔ رﺟﺎل ﺳﺎدة ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻬﻢ .. ﻗ ﻴﺲ ﺑ ﻦ ﻋﺎﺻ ﻢ ..واﻟﺰﺑﺮﻗﺎن ﺑﻦ ﺑﺪر ..وﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻷهﺘﻢ .. وآﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﻤﻴﻢ .. ﻓﺒﺪؤوا ﻳﺘﻔﺎﺧﺮون .. ﻓﻘ ﺎل اﻟﺰﺑ ﺮﻗﺎن :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..أﻧﺎ ﺳﻴﺪ ﺗﻤﻴﻢ .. واﻟﻤﻄ ﺎع ﻓ ﻴﻬﻢ ..واﻟﻤﺠ ﺎب ﻓ ﻴﻬﻢ ..أﻣ ﻨﻌﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻈﻠﻢ ..ﻓﺂﺧﺬ ﻟﻬﻢ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ .. ﺛ ﻢ أﺷ ﺎر إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻴﺪ اﻵﺧ ﺮ ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻷه ﺘﻢ .. وﻗﺎل :وهﺬا ﻳﻌﻠﻢ ذاك .. ﻓﺄﺛﻨ ﻰ ﻋﻤ ﺮو ﻋﻠ ﻴﻪ وﻗ ﺎل :واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ .. إﻧ ﻪ ﻟﺸ ﺪﻳﺪ اﻟﻌﺎرﺿ ﺔ ..ﻣﺎﻧ ﻊ ﻟﺠﺎﻧﺒﻪ ..ﻣﻄﺎع ﻓﻲ ﻧﺎدﻳﻪ .. ﺛﻢ ﺳﻜﺖ ﻋﻤﺮو .. ﻓﻐﻀ ﺐ اﻟﺰﺑ ﺮﻗﺎن ..وو ﱠد ﻟ ﻮ ﻷن ﻋﻤ ﺮوًا زاد ﻓ ﻲ اﻟﺜﻨﺎء ..وﻇﻦ أﻧﻪ ﺣﺴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎدﺗﻪ .. ﻓﻘﺎل اﻟﺰﺑﺮﻗﺎن :واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻗﺎل ..وﻣﺎ ﻣﻨﻌﻪ أن ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ إﻻ اﻟﺤﺴﺪ .. ﻓﻐﻀ ﺐ ﻋﻤ ﺮو ..وﻗ ﺎل :أﻧ ﺎ أﺣﺴ ﺪك ؟!! ﻓ ﻮاﷲ إﻧﻚ ﻟﺌﻴﻢ اﻟﺨﺎل ..ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻤﺎل ..أﺣﻤﻖ اﻟﻤﻮاﻟﺪ .. ﻣﻀ ﻴﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺸ ﻴﺮة ..واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻟﻘ ﺪ ﺻﺪﻗﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻠﺖ أو ًﻻ ..وﻣﺎ آﺬﺑﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺁﺧﺮًا ﻦ ﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ .. ..ﻟﻜﻨ ﻲ رﺟ ﻞ رﺿ ﻴﺖ ﻓﻘﻠ ﺖ أﺣﺴ َ ﺢ ﻣ ﺎ وﺟ ﺪت ..وواﷲ ﻟﻘ ﺪ ﺖ أﻗ ﺒ َ وﻏﻀ ﺒﺖ ﻓﻘﻠ ُ ﺻﺪﻗﺖ ﻓﻲ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ .. ﻓﻌﺠ ﺐ εﻣ ﻦ ﺳ ﺮﻋﺔ ﺣﺠ ﺘﻪ ..وﻗ ﻮة ﺑ ﻴﺎﻧﻪ .. وﻣﻬﺎرات ﻟﺴﺎﻧﻪ .. ﻓﻘ ﺎل :إن ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﻴﺎن ﻟﺴ ﺤﺮًا ..إن ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﻴﺎن ﻟﺴﺤﺮًا ).. (91 ﻓﻜ ﻦ ﻣ ﺒﺪﻋ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﺎرات ﻟﺴ ﺎﻧﻚ ..ﻓﻠ ﻮ ﻗ ﺎل ﻟﻚ : ﻧﺎوﻟﻨﻲ اﻟﻘﻠﻢ ..ﻗﻞ :ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻧﻲ ..ﺗﻔﻀﻞ .. ) ( 91 اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ
رواﻩ اﻟﺤﺎآﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك ،وأﺻﻠﻪ ﻓﻲ
174
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻟﻮ ﻗﺎل ..ﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﻓﻼن ﻋﻨﺪي ﻃﻠﺐ :اﻃﻠﺐ ﺳ ْﻢ .. ﻋﻴﻮﻧﻲ َ .. أرﻳ ﺪ ﻣ ﻨﻚ ﺧﺪﻣﺔ :ﺗﻔﻀﻞ ..ﺧﺪﻣﻨﺎ أﻧﺎﺳ ًﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺎوون أﺛﺮ رﺟﻠﻴﻚ .. ﻣ ﺎرس ه ﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﻳﺪﻏﺪغ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ..ﻣﻊ أﻣﻚ ..ﻧﻌﻢ أﺳﻤﻌﻬﺎ آﻠﻤﺎت رﻗﻴﻘﺔ ﻟﻴﻨﺔ .. ﻣﻊ أﺑﻴﻚ ..زوﺟﺘﻚ ..أوﻻدك ..زﻣﻼﺋﻚ .. ﻓﻬ ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻻ ﻳﺨﺴ ﺮك ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ..وﺗﺴ ﺤﺮ ﺑﻪ اﻵﺧﺮﻳﻦ ..وﺗﺰﻳﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ .. واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺣ ﺎل اﻷﻧﺼ ﺎر ψﺑﻌ ﺪ ﻣﻌ ﺮآﺔ ﺣﻨﻴﻦ .. اﻷﻧﺼﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ τﻓﻲ ﺑﺪر ﺛﻢ ﻗ ﺘﻠﻮا ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ ..وﺣﻮﺻ ﺮوا ﻓﻲ اﻟﺨﻨﺪق .. وﻻ زاﻟ ﻮا ﻣﻌ ﻪ ﻳﻘﺎﺗﻠ ﻮن وﻳُﻘ ﺘَﻠﻮن ..ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﺘﺤﻮا ﻣﻌ ﻪ ﻣﻜ ﺔ ..ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻮا إﻟ ﻰ ﻣﻌ ﺮآﺔ ﺣﻨﻴﻦ .. ﻓﻔﻲ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ .. أن اﻟﻘ ﺘﺎل اﺷ ﺘﺪ أول اﻟﻤﻌ ﺮآﺔ ..واﻧﻜﺸ ﻒ اﻟﻨﺎس ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ..ﻓﺈذا اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺗﻠﻮح أﻣﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ εإﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..ﻓﺈذا هﻢ ﻳﻔﺮون ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. ﻓﺼﺎح ﺑﺎﻷﻧﺼﺎر .. ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎر ..ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ .. وﻋﺎدوا إﻟﻴﻪ ..وﺻﻔﻮا ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. وﻻ زاﻟ ﻮا ﻳﺪﻓﻌ ﻮن اﻟﻌ ﺪو ﺑﺴ ﻴﻮﻓﻬﻢ .. وﻳﻔ ﺪون رﺳ ﻮل اﷲ εﺑ ﻨﺤﻮرهﻢ ..ﺣﺘﻰ ﻓﺮ اﻟﻜﻔﺎر واﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن .. وﺑﻌ ﺪﻣﺎ اﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﻤﻌ ﺮآﺔ ..وﺟﻤﻌ ﺖ اﻟﻐ ﻨﺎﺋﻢ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي اﻟﻨﺒ ﻲ .. εأﺧ ﺬوا ﻳﻨﻈ ﺮون إﻟﻴﻬﺎ .. وأﺣ ﺪهﻢ ﻳﺘﺬآ ﺮ أوﻻدﻩ اﻟﺠﻮﻋ ﻰ ..وأه َﻠ ﻪ اﻟﻔﻘ ﺮا ..وﻳ ﺮﺟﻮ أن ﻳ ﻨﺎﻟﻪ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻐ ﻨﺎﺋﻢ ﺷﻲء ﻳﻮﺳﻊ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .. ﻓ ﺈذا ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ .. εﻳﺪﻋ ﻮ اﻷﻗ ﺮع ﺑ ﻦ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺣ ﺎﺑﺲ -ﻣ ﺎ أﺳ ﻠﻢ إﻻ ﻗ ﺒﻞ أﻳ ﺎم ﻓ ﻲ ﻓ ﺘﺢ ﻣﻜ ﺔ .. ﻓﻴﻌﻄ ﻴﻪ ﻣﺎﺋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻹﺑ ﻞ ..ﺛ ﻢ ﻳﺪﻋ ﻮ أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن وﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ .. وﻻ ﻳ ﺰال ﻳﻘﺴﻢ اﻟﻨﻌﻢ ..ﺑﻴﻦ أﻗﻮام ..ﻣﺎ ﺑﺬﻟﻮا ﺑﺬل اﻷﻧﺼ ﺎر ..وﻻ ﺟﺎه ﺪوا ﺟﻬ ﺎدهﻢ ..وﻻ ﺿ ﺤﻮا ﺗﻀﺤﻴﺘﻬﻢ .. ﻓﻠﻤﺎ رأى اﻷﻧﺼﺎر ذﻟﻚ .. ﻗ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻟ ﺒﻌﺾ :ﻳﻐﻔ ﺮ اﷲ ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ .. ﻳﻌﻄ ﻲ ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ وﻳﺘ ﺮآﻨﺎ ..وﺳ ﻴﻮﻓﻨﺎ ﺗﻘﻄ ﺮ ﻣ ﻦ دﻣﺎﺋﻬﻢ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ﺳ ﻴﺪهﻢ ﺳ ﻌﺪ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺎدة τذﻟ ﻚ ..دﺧ ﻞ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ .. εﻓﻘﺎل : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..إن أﺻ ﺤﺎﺑﻚ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر وﺟﺪوا ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ..ﻗﺎل :وﻣﺎ ذاك ؟!! ﻗ ﺎل :ﻟﻤ ﺎ ﺻ ﻨﻌﺖ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻔ ﺊ اﻟ ﺬي أﺻ ﺒﺖ .. ﻗﺴﻤﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻚ ..وأﻋﻄﻴﺖ ﻋﻄﺎﻳ ًﺎ ﻋﻈﺎﻣ ًﺎ ..ﻓﻲ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮب .. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻷﻧﺼﺎر ﻣﻨﻪ ﺷﺊ .. ﻓﻘﺎل : εﻓﺄﻳﻦ أﻧﺖ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻌﺪ ؟ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..ﻣ ﺎ أﻧﺎ إﻻ اﻣﺮؤ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻲ .. ﻓﻘ ﺎل :ﻓﺎﺟﻤ ﻊ ﻟ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻚ ..ﻓﻠﻤﺎ اﺟﺘﻤﻌﻮا ..أﺗﺎهﻢ رﺳﻮل اﷲ .. ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ وأﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ اﻷﻧﺼﺎر ..ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺔ ﺑﻠﻐﺘﻨﻲ ﻋﻨﻜﻢ ؟ ﻗﺎﻟ ﻮا :أﻣ ﺎ رؤﺳ ﺎؤﻧﺎ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻘﻮﻟ ﻮا ﺷ ﻴﺌﺎ وأﻣ ﺎ ﻧ ﺎس ﻣ ﻨﺎ ﺣﺪﻳ ﺜﺔ أﺳ ﻨﺎﻧﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ﻳﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ ﻳﻌﻄ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ وﻳﺘ ﺮآﻨﺎ وﺳ ﻴﻮﻓﻨﺎ ﺗﻘﻄﺮ ﻣﻦ دﻣﺎﺋﻬﻢ .. ﻓﻘ ﺎل : εﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ اﻷﻧﺼ ﺎر ..أﻟ ﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﺿﻼ ًﻻ ﻓﻬﺪاآﻢ اﷲ ﺑﻲ .. ﻗﺎﻟﻮا :ﺑﻠﻰ وﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ..اﻟﻤﻨﺔ اﻟﻔﻀﻞ .. ﻗ ﺎل :أﻟ ﻢ ﺗﻜﻮﻧ ﻮا ﻋﺎﻟ ﺔ ﻓﺄﻏ ﻨﺎآﻢ اﷲ ..وأﻋ ﺪا ًء ﻓﺄﻟﻒ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ .. ﻗﺎﻟﻮا :ﺑﻠﻰ وﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ..اﻟﻤﻨﺔ اﻟﻔﻀﻞ .. ﺛ ﻢ ﺳ ﻜﺖ رﺳ ﻮل اﷲ .. εوﺳ ﻜﺘﻮا ..واﻧﺘﻈ َﺮ .. واﻧﺘﻈﺮوا .. ﻓﻘﺎل :أﻻ ﺗﺠﻴﺒﻮﻧﻲ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎر ..
175
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗﺎﻟ ﻮا :وﺑﻤ ﺎذا ﻧﺠﻴ ﺒﻚ ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ..وﷲ وﻟﺮﺳﻮﻟﻪ اﻟﻤﻨﺔ واﻟﻔﻀﻞ .. ﺼ ﺪَﻗﺘﻢ ﻗ ﺎل :أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﻮ ﺷ ﺌﺘﻢ ﻟﻘﻠ ﺘﻢ ..ﻓﻠ َ ﺼﺪﱢﻗﺘﻢ .. وﻟ ُ ﻟ ﻮ ﺷ ﺌﺘﻢ ﻟﻘﻠ ﺘﻢ :أﺗﻴﺘ ﻨﺎ ﻣﻜ ﺬﺑ ًﺎ ﻓﺼ ﺪﻗﻨﺎك .. وﻣﺨ ﺬو ًﻻ ﻓﻨﺼ ﺮﻧﺎك ..وﻃ ﺮﻳﺪًا ﻓﺂوﻳ ﻨﺎك .. ﻼ ﻓﻮاﺳﻴﻨﺎك .. وﻋﺎﺋ ً ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ اﻷﻧﺼﺎر ..أوﺟﺪﺗﻢ ﻋﻠﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ﻓ ﻲ أﻧﻔﺴ ﻜﻢ ..ﻓ ﻲ ﻟﻌﺎﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ..ﺗﺄﻟﻔﺖ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﻣ ًﺎ ﻟﻴﺴﻠﻤﻮا ..ووآﻠﺘﻢ اﻟﻰ إﺳﻼﻣﻜﻢ .. إن ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺣﺪﻳﺜﻮا ﻋﻬﺪ ﺑﺠﺎهﻠﻴﺔ وﻣﺼﻴﺒﺔ .. وإﻧﻲ أردت أن أﺟﺒﺮهﻢ ..وأﺗﺄﻟﻔﻬﻢ .. أﻻ ﺗﺮﺿ ﻮن ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ اﻷﻧﺼ ﺎر ..أن ﻳﺬهﺐ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟﺸ ﺎة واﻟﺒﻌﻴﺮ ..وﺗﺮﺟﻌﻮن ﺑﺮﺳﻮل اﷲ εإﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ .. ﻟ ﻮ ﺳ ﻠﻚ اﻟ ﻨﺎس وادﻳ ًﺎ أو ﺷ ﻌﺒ ًﺎ ..وﺳ ﻠﻜﺖ اﻷﻧﺼ ﺎر وادﻳ ًﺎ أو ﺷ ﻌﺒ ًﺎ ..ﻟﺴ ﻠﻜﺖ وادي اﻷﻧﺼﺎر ..أو ﺷﻌﺐ اﻷﻧﺼﺎر .. ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ ..إﻧﻪ ﻟﻮﻻ اﻟﻬﺠﺮة ..ﻟﻜ ﻨﺖ اﻣ ﺮءًا ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ..اﻟﻠﻬ ﻢ ارﺣﻢ اﻷﻧﺼ ﺎر ..وأﺑ ﻨﺎء اﻷﻧﺼ ﺎر ..وأﺑ ﻨﺎء أﺑﻨﺎء اﻷﻧﺼﺎر .. ﻓﺒﻜﻰ اﻟﻘﻮم ﺣﺘﻰ أﺧﻀﻠﻮا ﻟﺤﺎهﻢ ..وﻗﺎﻟﻮا : ﺴ ﻤ ًﺎ وﺣﻈ ًﺎ ..ﺛ ﻢ رﺿ ﻴﻨﺎ ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ َﻗ ْ اﻧﺼﺮف رﺳﻮل اﷲ وﺗﻔﺮﻗﻮا .. ﺑﻞ إﻧﻚ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎرات اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺨﺪر اﻟﻨﺎس أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ .. ذآ ﺮ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﻌﻴﺪ ﻣﺼ ﺮ رﺟ ﻞ ﻏﻨ ﻲ ﻣﺘﺴ ﻠﻂ ﻳﺴ ﻤﻮﻧﻪ " اﻟﺒﺎﺷ ﺎ " آ ﺎن ﻳﻤﻠ ﻚ ﻓ ﺪادﻳﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺰارع ..آ ﺎن ﻣﺘﻐﻄﺮﺳ ًﺎ ﻳﻤ ﺎرس أﺻ ﻨﺎف اﻹذﻻل ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺰارﻋﻴﻦ اﻟﺼﻐﺎر .. دارت اﻟ ﺰﻣﺎن دورﺗ ﻪ ﻓﺄﺻ ﺎب أرﺿ ﻪ ﻣ ﺎ أﺗﻠﻔﻬﺎ ..ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻓﻘﻴﺮًا ﺑﻌﺪ ﻏﻨﻰ ..آﺴﻴﺮًا ﺟ ﺎع أوﻻدﻩ وه ﻮ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺼﺪر ﻳﺘﻜﺴﺐ ﻣ ﻨﻪ ..وﻻ ﻳﻌ ﺮف ﺻ ﻨﻌﺔ ﻏﻴ ﺮ اﻟ ﺰراﻋﺔ .. ﻟﻜﻦ أرﺿﻪ ﺗﺎﻟﻔﺔ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﺨﺮج ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ..أي ﻋﻤﻞ .. أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺰرﻋﺔ ﻷﺣ ﺪ اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ اﻟﻀﻌﻔﺎء اﻟﺬﻳﻦ ذاﻗ ﻮا ﻣ ﻦ إذﻻﻟ ﻪ ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ..دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ..وﻗﺎل ﺑﻜﻞ ﻼ ..أﻗﻄﻒ اﻟﺜﻤﺮ ..أو ﻣﺬﻟ ﺔ :ه ﻞ أﺟ ﺪ ﻋ ﻨﻚ ﻋﻤ ً أﻧﻘﻲ اﻟﺤﺒﻮب ..أو أﻗﻠﻢ اﻷﺷﺠﺎر ..أو .. ﻓ ﺜﺎر اﻟﻤ ﺰارع ﻓﻲ وﺟﻬﻪ وﻗﺎل :أﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪي !! أﻧ ﺖ اﻟﻤﺘﻜﺒ ﺮ اﻟﻤﺘﻐﻄ ﺮس ..اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ أن اﺳ ﺘﺠﺎب دﻋﺎءﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻴﻚ وأذﻟ ﻚ ..ﺛ ﻢ ﻃ ﺮدﻩ ﻣ ﻦ ﺑﺴﺘﺎﻧﻪ .. ﻣﻀ ﻰ ﻳﺠ ﺮ ﻗﺪﻣﻲ ﺧﻴﺒﺘﻪ ..ﺣﺘﻰ دﺧﻞ ﺑﺴﺘﺎﻧ ًﺎ ﺁﺧﺮ ..ﻓﺈذا ﺑﻔﻼح ﻟﻪ ﻣﻌﻪ ذآﺮﻳﺎت أﻟﻴﻤﺔ ..ﻓﻄﺮدﻩ آﻤﺎ ﻃﺮدﻩ اﻷول .. ﻣﻀ ﻰ اﻟﺒﺎﺷﺎ ) !! ( اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻻ ﻳﻠﻮي ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ..وﻻ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ أوﻻدﻩ ﺧﺎﻟﻴ ًﺎ .. ﻣ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺰرﻋﺔ ﻟﻔ ﻼح ﺛﺎﻟ ﺚ ..ﻓ ﺪﺧﻞ ﻟﻴﺠ ﺮب ﺣﻈﻪ ﻣﻌﻪ .. رﺁﻩ اﻟﻔﻼح ﻓﺎﻧﺒﻬﺮ ..وﻗﺪ ذاق أﻳﻀ ًﺎ ﻣﻦ إذﻻﻟﻪ ﻣﻦ ﻗ ﺒﻞ ..ﻗﺎل اﻟﺒﺎﺷﺎ :أﻧﺎ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ..أوﻻدي ﺟﻮﻋﻰ .. ﻓ ﺄراد اﻟﻔ ﻼح أن ﻳﺬﻟ ﻪ ..وأن ﻳﻨ ﺘﻘﻢ ﻣ ﻨﻪ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ذآﻲ .. ﻼ أﻳﻬ ﺎ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ !! ﻧ ﻮرت ﺑﺴ ﺘﺎﻧﻲ !! ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ :أه ً ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺪﺧﻞ أرﺿﻲ !! أﻧﺖ اﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ..أﻧﺖ اﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻮﺟﻴﻪ !! أﻧﺖ .. وﺟﻌ ﻞ ﻳﺨ ﺪّرﻩ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات ..ﺣﺘﻰ ﺻﺎر اﻟﺒﺎﺷﺎ ﻣﻨﻮﻣ ًﺎ ﺗﻨﻮﻳﻤ ًﺎ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴ ًﺎ !! ﻼ ..ﻋ ﻨﺪي ﻋﻤ ﻞ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل اﻟﻔ ﻼح :ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ وأه ً ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أدري هﻞ ﻳﻨﺎﺳﺒﻚ أم ﻻ ؟ ﻗﺎل اﻟﺒﺎﺷﺎ :وﻣﺎ هﻮ ؟ ﻗ ﺎل :اﻟ ﻴﻮم ﺳ ﻮف أﺣ ﺮث اﻷرض ..وﻋ ﻨﺪي ﻣﺤﺮاث ﻳﺠﺮﻩ ﺛﻮران ..ﺛﻮر أﺑﻴﺾ وﺛﻮر أﺳﻮد .. واﻟ ﺜﻮر اﻷﺳ ﻮد اﻟ ﻴﻮم ﻣ ﺮﻳﺾ وﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻤ ﻞ ..واﻟ ﺜﻮر اﻷﺑ ﻴﺾ ﻻ ﻳﻄ ﻴﻖ ﺟ ﺮ اﻟﺤ ﺮاﺛﺔ وﺣ ﺪﻩ ..ﻓﺄرﻳ ﺪك أن ﺗﻘ ﻮم اﻟ ﻴﻮم ﺑﻮﻇ ﻴﻔﺔ اﻟ ﺜﻮر اﻷﺳ ﻮد ..ﻓﺄﻧ ﺖ ﻗ ﻮي أﻳﻬ ﺎ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ..أﻧ ﺖ ﻗﺎﺋﺪ .. أﻧﺖ رﺋﻴﺲ ..ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﻷﻣﺎم داﺋﻤ ًﺎ .. ﺗ ﻮﺟﻪ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ﺑﻜ ﻞ آﺒ ﺮﻳﺎء إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺮاﺛﺔ ..ووﻗ ﻒ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ اﻟ ﺜﻮر اﻷﺑ ﻴﺾ ..أﻗ ﺒﻞ اﻟﻤ ﺰارع إﻟﻴﻪ وﺑﺪأ
176
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺑﺎﻟ ﺜﻮر اﻷﺑ ﻴﺾ ورﺑﻄ ﻪ ﺑﺎﻟﺤ ﺒﺎل ﻟﻴﺠ ﺮ اﻟﻤﺤ ﺮاث ..ﺛ ﻢ ﺗ ﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺎﺷﺎ وهﻮ ﻳﺮدد ﻼ :ﻳ ﺎ أﺣﺴ ﻦ ﺑﺎﺷ ﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ..ﻳﺎ ﻗﻮي ﻗ ﺎﺋ ً ..ﻳ ﺎ ﺑﻄ ﻞ ..واﻟﺒﺎﺷ ﺎ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻓ ﻲ زهﻮ ..ﺛﻢ رﺑ ﻂ اﻟﺤ ﺒﺎل ﻓ ﻲ آﺘﻔ ﻲ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ..ورآ ﺐ هﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮاﺛﺔ ﻣﻌﻪ اﻟﺴﻮط !! وﺻﺎح :اﻣﺶ ..وﺿ ﺮب ﻇﻬ ﺮ اﻟ ﺜﻮر ﻓﺘﺤ ﺮك ..وﺗﺤ ﺮك اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ﻳﺠ ﺮ اﻟﻤﺤ ﺮاث ..واﻟﻔ ﻼح ﻳ ﺮدد : ﺟﻤ ﻴﻞ ﻳ ﺎ ﺑﺎﺷ ﺎ ..ﻣﻤ ﺘﺎز ﻳﺎ ﻣﻠﻚ ..وﻳﻀﺮب ﻇﻬ ﺮ اﻟ ﺜﻮر ..وﻳﺼ ﻴﺢ أﻗ ﻮى ﻳ ﺎ ﺑﺎﺷ ﺎ .. أﺣﺴﻦ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ .. واﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻮد ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ..ﻟﻜﻨﻪ آ ﺎن ﻳﺠ ﺮ ﺑﻜ ﻞ ﻗ ﻮﺗﻪ ..ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺒﺎح ﺣﺘ ﻰ ﻏﺎﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ ..وآﺄﻧﻪ ﻏﺎﺋﺐ اﻟﻌﻘﻞ .. ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ ﻓ ﻚ اﻟﻔ ﻼح ﻋ ﻨﻪ اﻟﺤ ﺒﺎل ..وهﻮ ﻳﻘ ﻮل :واﷲ ﺷ ﻐﻠﻚ ﺟﻤ ﻴﻞ ﻳ ﺎ ﺑﺎﺷ ﺎ ..ه ﺬا أﺣﺴﻦ ﻳﻮم ﻣﺮ ﻋﻠﻲ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ .. ﺛ ﻢ ﺑﻀﻊ ﺟﻨﻴﻬﺎت ..وﻣﻀﻰ اﻟﺒﺎﺷﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ .. دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ أوﻻدﻩ ..وﻗ ﺪ ﺗﻘ ﺮﺣﺖ آ ﺘﻔﺎﻩ .. وﺳ ﺎﻟﺖ اﻟ ﺪﻣﺎء ﻣ ﻦ أﺳ ﻔﻞ ﻗﺪﻣﻴﻪ ..واﻟﻌﺮق ﻳﻐ ﺮق ﺛ ﻴﺎﺑﻪ ..و ..ﻟﻜ ﻨﻪ ﻻ ﻳ ﺰال ﻣﻨﺘﺸ ﻴ ًﺎ ﻣﺨﺪرًا .. ﻼ .. ﺳﺄﻟﻪ أوﻻدﻩ :هﺎﻩ ..هﻞ وﺟﺪت ﻋﻤ ً ﻓﻘ ﺎل -ﺑﻜ ﻞ ﻓﺨ ﺮ : -ﻧﻌ ﻢ ..أﻧ ﺎ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ .. ﻼ .. آﻴﻒ ﻻ أﺟﺪ ﻋﻤ ً ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﻓﻤﺎذا اﺷﺘﻐﻠﺖ ؟! ﻓﻘﺎل :اﺷﺘﻐﻠﺖ ..هﺎﻩ !! اﺷﺘﻐﻠﺖ !! وﺑﺪأ ﻳﺼﺤﻮ ﻣﻦ ﺗﺨﺪﻳﺮﻩ ..وﻳﺪرك ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ .. ﻗﺎل :اﺷﺘﻐﻠﺖ ﺛﻮرًا !!! ﻗﺮار .. اﺧﺘﺮ أﻃﻴﺐ اﻟﻜﻼم آﻤﺎ ﺗﺨﺘﺎر أﻃﻴﺐ اﻟﺜﻤﺮ .. 81.ﻓﻠﻴﺴﻌﺪ اﻟﻨﻄﻖ إن ﻟﻢ ﺗﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل !! ﻣ ﻦ أﺣ ﺮج اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ أن ﻳﻘﺼ ﺪك ﺻ ﺎﺣﺐ ﺣﺎﺟﺔ ..ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺧﺎﺋﺒ ًﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻀﻴﺔ ﺣﺎﺟﺘﻪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. ﻧﻌﻢ ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎس ﻃﺎﻋﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ..وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻓ ﻴﻬﺎ إﻻ ﻗ ﻮﻟﻪ : εﻟ ﺌﻦ أﻣﺸ ﻲ ﻣ ﻊ أﺧ ﻲ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ﺣﺘ ﻰ أﺛﺒ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻪ ،أﺣ ﺐ إﻟﻲ ﻣﻦ أن أﻋﺘﻜﻒ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪي هﺬا ﺷﻬﺮًا " ) (92ﻟﻜﻔﻰ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ .. ﻟﻜ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻳﺼﻌﺐ ﻗﻀﺎؤهﺎ ..ﻓﻠﻴﺲ آﻞ ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻚ أن ﺗﺴﻠﻔﻪ ﻣﺎ ًﻻ ﻗﺪرت ﻋﻠﻰ إﻋﻄﺎﺋﻪ .. وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻚ ﻣ ﺮاﻓﻘﺘﻪ ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ﻗ ﺪرت ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻃﻠﺒﻪ .. وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻣﻌ ﻚ آﻘﻠ ﻢ أو ﺳ ﺎﻋﺔ أو ﻏﻴﺮهﺎ ..اﺳﺘﻄﻌﺖ إﻋﻄﺎءهﺎ ﻟﻪ .. ﺐ ﺣﺎﺟ ﺎﺗﻬﻢ واﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أن أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس إذا ﻟ ﻢ ﺗﻠ ﱢ وﺟ ﺪوا ﻋﻠ ﻴﻚ ﻓ ﻲ أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ..وﻗ ﺪ ﻳﺬﻣ ﻮﻧﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠ ﺎﻟﺲ ..وﻳ ﺘﻬﻤﻮﻧﻚ ﺗ ﺎرة ﺑﺎﻟ ﺒﺨﻞ ..وﺗ ﺎرة ﺑﺎﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ..وﺗﺎرة .. إذن ﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ ؟! آ ﻦ ﻣﺎه ﺮًا ﻓ ﻲ اﻟﺨ ﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ ..ﻓﺈذا ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ أﺣﺪ ﺷﻴﺌ ًﺎ وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻗﻀﺎءﻩ ﻓﻌﻠﻰ اﻷﻗﻞ ردﻩ ﺑﻌﺒﺎرات ﺟﻤﻴﻠﺔ ..آﻤﺎ ﻗﺎل : ﻻ ﺧ ﻴﻞ ﻋ ﻨﺪك ﺗﻬ ﺪﻳﻬﺎ وﻻ ﻣ ﺎل *** ﻓﻠﻴﺴ ﻌﺪ اﻟﻨﻄﻖ إن ﻟﻢ ﺗﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل ﻓﻠﻮ ﻋﻠﻢ ﺷﺨﺺ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .. ﻓﺤ ﺎءك وﻗ ﺎل :أرﻳ ﺪك أن ﺗﺸ ﺘﺮي ﻟ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻟﺘ ﻲ أﻧ ﺖ ﻣﺴ ﺎﻓﺮ إﻟ ﻴﻬﺎ ..وأﻧﺖ ﻻ رﻏﺒﺔ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻷي ﺳﺒﺐ ..ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺠﻴﺐ ؟ ﻓﻠﻴﺴ ﻌﺪ اﻟﻨﻄﻖ إن ﻟﻢ ﺗﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل ..ﻗﻞ ﻟﻪ :واﷲ ﻲ ﻣﻦ ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن أﺧ ﺪﻣﻚ ﺑﻌﻴﻮﻧ ﻲ ..وأﻧ ﺖ أﺣ ﺐ إﻟ ّ أﻧ ﺎس آﺜﻴ ﺮ ..ﻟﻜﻨ ﻲ أﺧﺸ ﻰ أن ﻳﻀ ﻴﻖ وﻗﺘ ﻲ .. وﻋ ﻨﺪي ﺑﻌ ﺾ اﻟﻈ ﺮوف ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ إﺣﻀﺎرهﺎ .. و .. وﻟ ﻮ دﻋ ﺎك إﻟ ﻰ وﻟ ﻴﻤﺔ وأردت أن ﺗﻌ ﺘﺬر وﺧﺸﻴﺖ أن ﻳﺠ ﺪ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻚ ..ﻓﻘﺪم ﻣﻘﺪﻣﺎت ..ﻗﻞ – ﻼ – أﻧ ﺎ ﻣ ﺎ أﻋﺘﺒ ﺮك إﻻ آ ﻮاﺣﺪ ﻣ ﻦ إﺧﻮاﻧ ﻲ .. ﻣﺜ ً وأﻧ ﺖ ﻣ ﻦ أﻏﻠﻰ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ..ﻟﻜﻨﻲ ﻣﺸﻐﻮل اﻟﻠﻴﻠﺔ .. ) ( 92
177
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وأﻧ ﺖ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﺬب ﻓﻘ ﺪ ﻳﻜﻮن ﺷﻐﻠﻚ هﺬا ﺟﻠﺴﺔ ﻣ ﻊ أوﻻدك ..أو ﻗ ﺮاءة ﻓﻲ آﺘﺎب ..أو ﻧﻮم !! ﻓﻬﻲ آﻠﻬﺎ أﺷﻐﺎل .. وﻗﺪ آﺎن ﻣﺤﻤﺪ εﻳﻤﻠﻚ اﻟﻨﺎس ﺑﺄﺧﻼق ﻳﺄﺳﺮ ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ .. اﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ..وﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮام .. ﺖ اﻟﺤﺮام ..وﻓﻀ ِﻞ اﻟﻌﻤﺮة ﻓﺤ ﺪﺛﻬﻢ ﻋ ﻦ اﻟﺒﻴ ِ واﻹﺣﺮام .. ﻓﻄﺎرت أﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﺷﻮﻗ ًﺎ إﻟﻰ ذاك اﻟﻤﻘﺎم .. ﻓﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺎﻟﺘﺠﻬﺰ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ إﻟﻴﻪ ..وﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻤ ﺎ ﻟﺒ ﺜﻮا أن ﺗﺠﻬ ﺰوا ..وﺣﻤﻠ ﻮا ﺳ ﻼﺣﻬﻢ وﺗﺤﺮزوا .. ﻓﺨﺮج εﻣﻊ أﻟﻒ وأرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﻣﻬﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻤﺮة ﻣﻠﺒﻴﻦ ..ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن إﻟﻰ اﻟﺒﻠﺪ اﻷﻣﻴﻦ .. ﻓﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﻮا ﻣﻦ ﺟﺒﺎل ﻣﻜﺔ .. ﺑ ﺮآﺖ اﻟﻘﺼﻮاء -ﻧﺎﻗﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم - ..ﻓﺤﺎول أن ﻳﺒﻌﺜﻬﺎ ﻟﺘﺴﻴﺮ ..ﻓﺄﺑﺖ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻨﺎس :ﺧ ﻸت اﻟﻘﺼ ﻮاء ) ..أي ﻋﺼﺖ ( ﻓﻘﺎل : ε ﻣ ﺎ ﺧ ﻸت اﻟﻘﺼﻮاء ..وﻣﺎ ذاك ﻟﻬﺎ ﺑﺨﻠﻖ .. وﻟﻜ ﻦ ﺣﺒﺴ ﻬﺎ ﺣ ﺎﺑﺲ اﻟﻔ ﻴﻞ ) ﻳﻌﻨ ﻲ ﻓ ﻴﻞ أﺑﺮهﺔ ﻟﻤﺎ أﻗﺒﻞ ﺑﻪ ﻣﻊ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ هﺪم اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﺤﺒﺴﻬﻢ اﷲ ﻋﻦ ذﻟﻚ ( .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل : Jواﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻻ ﻳﺴ ﺄﻟﻮﻧﻲ ﺧﻄ ﺔ ﻳﻌﻈﻤ ﻮن ﻓ ﻴﻬﺎ ﺣ ﺮﻣﺎت اﷲ ..إﻻ أﻋﻄﻴﺘﻬﻢ إﻳﺎهﺎ .. ﺛﻢ زﺟﺮهﺎ ﻓﻮﺛﺒﺖ ..ﻓﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ..ﺣﺘﻰ ﻧ ﺰل ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺒ ﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ..ﻓﺘﺴﺎﻣﻊ ﺑﻪ آﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ ..ﻓﺨ ﺮج إﻟ ﻴﻪ آ ﺒﺎرهﻢ ﻟﻴ ﺮدوﻩ ﻋﻦ ﻣﻜﺔ ..ﻓﺄﺑﻰ إﻻ أن ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻣﻌﺘﻤﺮًا .. ﻓﻤ ﺎ زاﻟ ﺖ اﻟ ﺒﻌﻮث ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ..ﺣﺘ ﻰ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو .. ﻓﺼ ﺎﻟﺢ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻋﻠ ﻰ أن ﻳﻌ ﻮدوا إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ..وﻳﻌﺘﻤﺮوا ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎدم.. ﺛﻢ آﺘﺒﻮا ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺻﻠﺤ ًﺎ ﻋﺎﻣ ًﺎ ..وﻓﻴﻪ :
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﺷ ﺘﺮط ﺳ ﻬﻴﻞ :أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﻣﻜ ﺔ ﻣﺴ ﻠﻢ ﻣﺴﺘﻀ ﻌﻒ ﻳ ﺮﻳﺪ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..إﻻ ُردﱠ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ..أﻣﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ وﺟ ﺎء إﻟ ﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﺮﺗﺪًا إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺮ ..ﻓﻴُﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ .. ﻓﻘﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن :ﺳﺒﺤﺎن اﷲ !! ﻣﻦ ﺟﺎءﻧﺎ ﻣﺴﻠﻤًﺎ ﻧ ﺮدﻩ إﻟ ﻰ اﻟﻜﺎﻓ ﺮﻳﻦ !! آ ﻴﻒ ﻧ ﺮدﻩ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ وﻗ ﺪ ﺟﺎء ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ..ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ آﺬﻟﻚ إذ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ..ﺷ ﺎب ﻳﺴ ﻴﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﻣﻀ ﺎء ..ﻳ ﺮﻓﻞ ﻓﻲ ﻗﻴﻮدﻩ ..وه ﻮ ﻳﺼ ﻴﺢ :ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻓﻨﻈﺮوا إﻟﻴﻪ .. ﻓ ﺈذا ه ﻮ أﺑ ﻮ ﺟ ﻨﺪل وﻟ ﺪ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ..وآﺎن ﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻢ ﻓﻌﺬﺑ ﻪ أﺑ ﻮﻩ وﺣﺒﺴ ﻪ ..ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ﺑﺎﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ..ﺗﻔﻠ ﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺲ وأﻗﺒﻞ ﻳﺠﺮ ﻗﻴﻮدﻩ ..ﺗﺴﻴﻞ ﺟﺮاﺣﻪ دﻣ ًﺎ ..وﺗﻔﻴﺾ ﻋﻴﻮﻧﻪ دﻣﻌ ًﺎ .. ﺛ ﻢ رﻣ ﻰ ﺑﺠﺴ ﺪﻩ اﻟﻤ ﺘﻬﺎﻟﻚ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي اﻟﻨﺒ ﻲ ε ..واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ .. ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ ﺳﻬﻴﻞ ..ﻏﻀﺐ !! آﻴﻒ ﺗﻔﻠﺖ هﺬا اﻟﻔﺘﻰ ﻣ ﻦ ﺣﺒﺴ ﻪ ..ﺛ ﻢ ﺻ ﺎح ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻮﺗﻪ :ه ﺬا ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤﺪ أول ﻣﻦ أﻗﺎﺿﻴﻚ ﻋﻠﻴﻪ أن ﺗﺮدﻩ إﻟﻲ .. ﻓﻘﺎل : εإﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﻘﺾ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻌﺪ .. ﻗﺎل :ﻓﻮاﷲ إذًا ﻻ أﺻﺎﻟﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء أﺑﺪًا .. ﻓﻘ ﺎل : εﻓﺄﺟ ﺰﻩ ﻟﻲ ..ﻗﺎل :ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﻤﺠﻴﺰﻩ ﻟﻚ .. ﻗ ﺎل :ﺑﻠ ﻰ ﻓﺎﻓﻌ ﻞ ..ﻗ ﺎل :ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﻔﺎﻋﻞ ..ﻓﺴﻜﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εوﻗ ﺎم ﺳ ﻬﻴﻞ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟ ﻰ وﻟ ﺪﻩ ﻳﺠ ﺮﻩ ﺑﻘﻴﻮدﻩ ..وأﺑﻮ ﺟﻨﺪل ﻳﺼﻴﺢ وﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..ﻳﻘﻮل : أي ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أرد إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ وﻗﺪ ﺟﺌﺖ ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ..أﻻ ﺗ ﺮون ﻣﺎ ﻗﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ..وﻻ زال ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻏﺎب ﻋﻨﻬﻢ .. واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺗ ﺬوب أﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﺣﺰﻧ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻓﺘﻰ ﻓﻲ رﻳﻌﺎن اﻟﺸﺒﺎب ..ﻳُﺸﺪد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺬاب .. وﻳﻨﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﺮﻏﻴﺪ ..إﻟﻰ اﻟﺒﻼء اﻟﺸﺪﻳﺪ .. وه ﻮ اﺑ ﻦ ﺳ ﻴﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺎدات..ﻃﺎﻟﻤ ﺎ ﺗ ﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﻤﻠﺬات..وﺗﻠﺬذ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮات .. ﺛ ﻢ ﻳﺠﺮ أﻣﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻘﻴﻮدﻩ ..ﻟﻴﻌﺎد إﻟﻰ ﺳﺠﻨﻪ وﺣﺪﻳﺪﻩ .. وه ﻢ ﻻ ﻳﻤﻠﻜ ﻮن ﻟ ﻪ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ..ﻣﻀ ﻰ أﺑ ﻮ ﺟﻨﺪل إﻟﻰ ﻣﻜ ﺔ وﺣ ﻴﺪًا ..ﻳﺴ ﺄل رﺑ ﻊ اﻟﺜ ﺒﺎت ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪﻳﻦ .. واﻟﻌﺼ ﻤﺔ واﻟﻴﻘ ﻴﻦ ..أﻣ ﺎ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓﻘ ﺪ رﺟﻌ ﻮا
178
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ εإﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..وه ﻢ ﻓ ﻲ ﺣ ﻨﻖ ﺷ ﺪﻳﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﺎﻓ ﺮﻳﻦ ..وﺣ ﺰن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻴﻦ ..ﺛ ﻢ اﺷﺘﺪ اﻟﻌﺬاب ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻌﻔﺎء ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ..ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻄﻴﻘﻮا ﻟﻪ اﺣﺘﻤﺎ ًﻻ .. ﻓ ﺒﺪأ أﺑ ﻮ ﺟ ﻨﺪل ..وﺻ ﺎﺣﺒﻪ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ .. واﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻮن ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ..ﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻟﺘﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﻴﻮدهﻢ .. ﺣﺘ ﻰ اﺳ ﺘﻄﺎع أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ τأن ﻳﻬ ﺮب ﻣ ﻦ ﺣﺒﺴ ﻪ ..ﻓﻤﻀ ﻰ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻳﺤﻤﻠ ﻪ اﻟﺸ ﻮق ..وﻳﺤ ﺪوﻩ اﻷﻣ ﻞ ..ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺒﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ εوأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ..ﻣﻀ ﻰ ﻳﻄ ﻮي ﻗﻔ ﺎر اﻟﺼ ﺤﺮاء ..ﺗﺤﺘ ﺮق ﻗ ﺪﻣﺎﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﻣﻀﺎء .. ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻞ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..ﻓ ﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪهﺎ ..ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻣ ﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ..إذ دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ..ﻋﻠ ﻴﻪ أﺛ ُﺮ اﻟﻌ ﺬاب ..ووﻋ ﺜﺎ ُء اﻟﺴ ﻔﺮ ..وه ﻮ أﺷ ﻌﺚ أﻏﺒﺮ .. ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد ﻳﻠ ﺘﻘﻂ أﻧﻔﺎﺳ ﻪ ..ﺣﺘ ﻰ أﻗ ﺒﻞ رﺟﻼن ﻣ ﻦ آﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﺪﺧﻼ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁهﻤ ﺎ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ..ﻓ ﺰع واﺿ ﻄﺮب .. وﻋ ﺎدت إﻟ ﻴﻪ ﺻ ﻮرة اﻟﻌ ﺬاب ..ﻓ ﺈذا هﻤ ﺎ ﻳﺼ ﻴﺤﺎن ..ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ..ردﻩ إﻟﻴ ﻨﺎ ..اﻟﻌﻬ ُﺪ اﻟ ﺬي ﺟﻌﻠ ﺖ ﻟ ﻨﺎ ..ﻓﺘﺬآ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻋﻬ ﺪﻩ ﻟﻘ ﺮﻳﺶ أن ﻳ ﺮد إﻟ ﻴﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺄﺗ ﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ .. ﻓﺄﺷ ﺎر إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﺼ ﻴﺮ ..أن ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..ﻓﺨ ﺮج ﻣﻌﻬﻤ ﺎ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ..ﻓﻠﻤﺎ ﺟ ﺎوزا اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..ﻧ ﺰﻻ ﻟﻄﻌ ﺎم ..وﺟﻠ ﺲ أﺣﺪهﻤﺎ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺑﺼﻴﺮ .. وﻏﺎب اﻵﺧﺮ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ .. ﻓﺄﺧ ﺮج اﻟﻘﺎﻋ ﺪ ﻋ ﻨﺪ أﺑ ﻲ ﺑﺼ ﻴﺮ ﺳ ﻴﻔﻪ ..ﺛﻢ أﺧ ﺬ ﻳﻬﺰﻩ ..وﻳﻘﻮل ﻣﺴﺘﻬﺰءًا ﺑﺄﺑﻲ ﺑﺼﻴﺮ : ﻷﺿ ﺮﺑﻦ ﺑﺴ ﻴﻔﻲ ه ﺬا ﻓ ﻲ اﻷوس واﻟﺨ ﺰرج ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻠﻴﻞ .. ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ :واﷲ إﻧﻲ ﻷرى ﺳﻴﻔﻚ ه ﺬا ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ﺟ ﻴﺪًا ..ﻓﻘ ﺎل :أﺟ ﻞ واﷲ إﻧ ﻪ ﻟﺠ ﻴﺪ ﻟﻘﺪ ﺟﺮﺑﺖ ﺑﻪ ..ﺛﻢ ﺟﺮﺑﺖ ..ﻓﻘﺎل أﺑﻮ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﺼ ﻴﺮ :أرﻧ ﻲ أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ..ﻓﻨﺎوﻟﻪ إﻳﺎﻩ ..ﻓﻤﺎ آﺎد اﻟﺴ ﻴﻒ ﻳﺴ ﺘﻘﺮ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ..ﺣﺘ ﻰ رﻓﻌﻪ ﺛﻢ هﻮى ﺑﻪ ﻋﻠﻰ رﻗﺒﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺄﻃﺎر رأﺳﻪ ..ﻓﻠﻤﺎ رﺟﻊ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ .. رأى ﺟﺴ ﺪ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻣﻤ ﺰﻗ ًﺎ ..ﻣﺠ ﻨﺪ ًﻻ ﻣﻤ ﺰﻗ ًﺎ .. ﻓﻔ ﺰع ..وﻓ ﱠﺮ ﺣﺘ ﻰ أﺗ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﻌﺪو .. ﻼ ..ﻓ ﺰﻋ ًﺎ ..ﻗ ﺎل :ﻟﻘ ﺪ رأى ه ﺬا ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ εﻣﻘ ﺒ ً ذﻋﺮًا .. ﻓﻠﻤ ﺎ وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ εﺻ ﺎح ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟﻔ ﺰع .. ﻗﺎل ُ :ﻗﺘِﻞ واﷲ ﺻﺎﺣﺒﻲ ..وإﻧﻲ ﻟﻤﻘﺘﻮل .. ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﺑﻮ ﺑﺼﻴﺮ ..ﺗﻠﺘﻤﻊ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺷﺮرًا ..واﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻳﻘﻄﺮ دﻣ ًﺎ ..ﻓﻘﺎل : ﻳ ﺎ ﻧﺒ ﻲ اﷲ ..ﻗ ﺪ أوﻓ ﻰ اﷲ ذﻣ ﺘﻚ ..ﻗ ﺪ رددﺗﻨ ﻲ إﻟ ﻴﻬﻢ ﺛﻢ أﻧﺠﺎﻧﻲ اﷲ ﻣﻨﻬﻢ ..ﻓﻀﻤﻨﻲ إﻟﻴﻜﻢ ..ﻗﺎل :ﻻ .. ﻓﺼ ﺎح أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﺻﻮﺗﻪ ..ﻗﺎل :أو ..ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..أﻋﻄﻨﻲ رﺟﺎ ًﻻ أﻓﺘﺢ ﻟﻚ ﻣﻜﺔ .. ﻓﺄﻋﺠ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ εﺑﺸ ﺠﺎﻋﺘﻪ ..ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻨﻔﺬ ﻟﻪ ﻃﻠﺒﻪ ﻓﺒﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ أهﻞ ﻣﻜﺔ ﻋﻬﺪ .. ﻟﻜ ﻨﻪ εأراد أن ﻳ ﺮدﻩ ﺑﻠﻄ ﻒ ..ﻓﻠﻴﺴ ﻌﺪ اﻟﻨﻄﻖ إن ﻟﻢ ﻳﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل .. اﻟ ﺘﻔﺖ εإﻟ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ وﻗ ﺎل ﻣﺎدﺣ ًﺎ ﻷﺑ ﻲ ﺑﺼﻴﺮ : وﻳﻞ أﻣﻪ !! ﻣﺴﻌﱢﺮ ﺣﺮب ﻟﻮ آﺎن ﻣﻌﻪ رﺟﺎل .. ﻓﻜﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ﺑﻤ ﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﺨﻔ ﻴﻒ واﻻﻋ ﺘﺬار ﻣﻦ أﺑﻲ ﺑﺼﻴﺮ .. وﻇ ﻞ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ واﻗﻔ ًﺎ ﻋ ﻨﺪ ﺑ ﺎب اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻳﻨﺘﻈ ﺮ إذن اﻟﻨﺒﻲ εﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﻜﻮث ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻟﻜ ﻨﻪ εﺗﺬآ ﺮ ﻋﻬ ﺪﻩ ﻣ ﻊ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓﺄﻣ ﺮ أﺑ ﺎ ﺑﺼ ﻴﺮ ﺑﺎﻟﺨ ﺮوج ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..ﻓﺴﻤﻊ أﺑﻮ ﺑﺼﻴﺮ وأﻃﺎع .. ﻧﻌ ﻢ ..وﻣ ﺎ ﺣﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪﻳﻦ ..وﻻ اﻧﻘﻠﺐ ﻋﺪوًا ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﻓﻬ ﻮ ﻳ ﺮﺟﻮ ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺤﻠ ﻴﻢ اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ..ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﻮاب اﻟﻌﻈﻴﻢ ..اﻟﺬي ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﺗﺮك أهﻠﻪ ..وﻓﺎرق وﻟﺪﻩ ..وأﺗﻌﺐ ﻧﻔﺴﻪ ..وﻋﺬب ﺟﺴﺪﻩ .. ﺧ ﺮج أﺑ ﻮ ﺑﺼﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﺎﺣﺘﺎر أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ ..ﻓﻔ ﻲ ﻣﻜﺔ ﻋﺬاب وﻗﻴﻮد ..وﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻮاﺛﻴﻖ
179
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻋﻬﻮد .. ﻓﻤﻀ ﻰ إﻟ ﻰ ﺳ ﻴﻒ اﻟﺒﺤ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺟ ﺪة .. ﻓﻨﺰل هﻨﺎك ..ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء ﻗﺎﺣﻠﺔ ..ﻻ أﻧﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﺟﻠﻴﺲ .. ﻓﺘﺴ ﺎﻣﻊ ﺑ ﻪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن اﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻮن ﺑﻤﻜ ﺔ ..ﻓﻌﻠﻤ ﻮا أﻧ ﻪ ﺑ ﺎب ﻓ ﺮج اﻧﻔ ﺘﺢ ﻟﻬ ﻢ .. ﻓﺎﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻻ ﻳﻘ ﺒﻠﻮﻧﻬﻢ .. واﻟﻜﻔﺎر ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻳﻌﺬﺑﻮﻧﻬﻢ .. ﻓ ﺘﻔﻠﺖ أﺑ ﻮ ﺟ ﻨﺪل ﻣ ﻦ ﻗ ﻴﻮدﻩ ..ﻓﻠﺤ ﻖ ﺑﺄﺑ ﻲ ﺑﺼ ﻴﺮ ..ﺛ ﻢ ﺟﻌ ﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﺘﻮاﻓﺪون إﻟﻴﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ..ﺣﺘ ﻰ آﺜ ﺮ ﻋ ﺪدهﻢ ..واﺷ ﺘﺪت ﻗﻮﺗﻬﻢ .. ﻓﺠﻌﻠ ﺖ ﻻ ﺗﻤ ﺮ ﺑﻬ ﻢ ﻗﺎﻓﻠ ﺔ ﺗﺠ ﺎرة ﻟﻘ ﺮﻳﺶ .. إﻻ اﻋﺘﺮﺿﻮا ﻟﻬﺎ .. ﻓﻠﻤ ﺎ آﺜ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ ..أرﺳ ﻠﻮا إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻧﺎﺷ ﺪوﻧﻪ ﺑ ﺎﷲ أن ﻳﻀ ﻤﻬﻢ إﻟ ﻴﻪ .. ﻓﺄرﺳ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ εإﻟ ﻴﻬﻢ أن ﻳﺄﺗ ﻮا اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ؟ ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ إﻟ ﻴﻬﻢ اﻟﻜ ﺘﺎب ..اﺳﺘﺒﺸ ﺮوا وﻓﺮﺣﻮا .. ﻟﻜ ﻦ أﺑ ﺎ ﺑﺼ ﻴﺮ آﺎن ﻗﺪ أﻟﻢ ﺑﻪ ﻣﺮض اﻟﻤﻮت ﻼ :رﺑ ﻲ اﻟﻌﻠ ﻲ اﻷآﺒﺮ ﻣﻦ ..وه ﻮ ﻳ ﺮدد ﻗ ﺎﺋ ً ﻳﻨﺼﺮ اﷲ ﻓﺴﻮف ﻳﻨﺼﺮ .. ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﻮا ﻋﻠ ﻴﻪ وأﺧﺒ ﺮوﻩ أن اﻟﻨﺒﻲ εأذن ﻟﻬ ﻢ ﺑﺴ ﻜﻨﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ..وأن ﻏ ﺮﺑﺘﻬﻢ اﻧ ﺘﻬﺖ ..وﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ﻗﻀﻴﺖ ..وﻧﻔﻮﺳﻬﻢ أﻣﻨﺖ .. ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﺮ أﺑ ﻮ ﺑﺼﻴﺮ ..ﺛﻢ ﻗﺎل وهﻮ ﻳﺼﺎرع اﻟﻤ ﻮت :أروﻧ ﻲ آ ﺘﺎب رﺳ ﻮل اﷲ .. ε ﻓﻨﺎوﻟﻮﻩ إﻳﺎﻩ .. ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﻘﺒﻠﻪ ..ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ..وﻗﺎل :أﺷ ﻬﺪ أن ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ..وأﺷ ﻬﺪ أن ﻣﺤﻤ ﺪًا رﺳﻮل اﷲ ..أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ..وأﺷ ﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ ..ﺛﻢ ﺷﻬﻖ وﻣﺎت .. ﻓ ﺮﺣﻢ اﷲ أﺑ ﺎ ﺑﺼ ﻴﺮ ..وﺻ ﻠﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺒ ﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ وﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤ ًﺎ آﺜﻴﺮًا .. وﻣ ﻦ اﻹﺳﻌﺎد ﺑﺎﻟﻨﻄﻖ واﻟﺴﺤﺮ ﺑﺎﻟﻜﻼم ..أن ﺗﺮاﻋ ﻲ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ إذا ﺟﺎﻣﻠﻚ ..وﺗﺘﻠﻄﻒ ﻣﻌﻪ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذآ ﺮ أن اﻣ ﺮأة ﻓﻘﻴ ﺮة اﺿ ﻄﺠﻌﺖ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ زوﺟﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاش ﻋﺘ ﻴﻖ ..ﻓ ﻲ آ ﻮخ ﻗ ﺪﻳﻢ ..ﺟﺪراﻧ ﻪ ﻣﺮﻗﻌﺔ ..وﺳﻘﻔﻪ ﻣﻦ ﺟﺬوع اﻟﻨﺨﻞ .. ﻓﺠﺎﻟ ﺖ ﺑﺒﺼ ﺮهﺎ ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺟ ﺪران ﺑﻴ ﺘﻬﺎ ..ﺛ ﻢ ر ّآ ﺰت ﺑﺼ ﺮهﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻘﻒ ..وﺳ ﺮﺣﺖ ﺑﻔﻜ ﺮهﺎ ﺑﻌﻴﺪًا ..ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ : ﺗﺪري ﻣﺎذا أﺗﻤﻨﻰ ؟ ﻗﺎل :هﺎﻩ !! ﻣﺎذا ﺗﺘﻤﻨﻴﻦ ؟ ﻗﺎﻟ ﺖ :أﺗﻤﻨ ﻰ أن ﻧﻤﻠ ﻚ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ﺗﺴ ﻌﺪ ﻓ ﻴﻪ ﻣ ﻊ أوﻻدك ..وﺗﺪﻋ ﻮ إﻟ ﻴﻪ أﺻﺪﻗﺎءك ..وﻧﻤﻠﻚ ﺳﻴﺎرة ﻓﺎره ﺔ ..ﺗ ﺮﺗﺎح إذا ﺳ ﻘﺘﻬﺎ ..وﻳ ﺰﻳﺪ راﺗ ﺒﻚ ﺿ ﻌﻔﻴﻦ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺴ ﺪد دﻳ ﻮﻧﻚ ..و ..وﻣﻀ ﺖ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻨﺔ ﺗﺴ ﺮد ﻟ ﻪ ﺑﺤﻤﺎس أﺳﺒﺎب اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻨﺎهﺎ ﻟﻪ .. واﻟ ﺮﺟﻞ ﻏ ﺎرق ﻓ ﻲ أﺣ ﻼم ﺧﻴﺒ ﺘﻪ ..ﻳ ﺎﺋﺲ ﻣ ﻦ ﺻ ﻼح ﺣﺎﻟ ﻪ ..ﻻ ﻳﻤﻠ ﻚ أﻳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرة ﻣ ﻦ ﻣﻬ ﺎرات اﻟﻜﻼم .. ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻌﺒﺖ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ :وأﻧﺖ ﻣﺎذا ﺗﺘﻤﻨﻰ ؟! ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل :أﺗﻤﻨﻰ أن ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻘﻒ ﻃﻮﻳ ً ﺟ ﺬع ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﺴ ﻘﻒ وﻳﻘ ﻊ ﻋﻠ ﻰ رأﺳﻚ ﻓﻴﻘﺴﻤﻪ ﻧﺼﻔﻴﻦ .. ﺣﺪﻳﺚ .. ﺳﺄﻟﻮﻩ : εﻣﺎ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎس اﻟﻨﺎر ؟ ﻓﻘﺎل : هﺬا وهﺬا ..ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻔﺮج واﻟﻠﺴﺎن 82.اﻟﺪﻋﺎء .. ﻻ أﻋﻨ ﻲ ه ﻨﺎ اﻟﻜ ﻼم ﻋ ﻦ ﻓﻀ ﻞ اﻟ ﺪﻋﺎء ..وﺁداﺑ ﻪ وﺷﺮوط إﺟﺎﺑﺘﻪ .. ﻓﻬ ﺬا ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻤﺎ ﻧﻨﺎﻗﺸﻪ هﻨﺎ وهﻮ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس .. وإﻧﻤﺎ أﻋﻨﻲ :آﻴﻒ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻬﺎرة ﻓﻲ آﺴﺐ اﻟﻨﺎس ؟ وﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﺗﺪﻋﻮ اﷲ أﻳﻀ ًﺎ أن ﻳﻬﺪﻳﻚ إﻟﻰ أﺣﺴﻦ ﻼ: اﻷﺧﻼق ..آﻤﺎ آﺎن اﻟﺤﺒﻴﺐ εﻳﺪﻋﻮ ﻗﺎﺋ ً )اﻟﻠﻬ ﻢ ﻟ ﻚ اﻟﺤﻤ ﺪ ..ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ أﻧ ﺖ ..ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻚ وﺑﺤﻤﺪك ..ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ..واﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﺬﻧﺒﻲ .. ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ذﻧﻮﺑﻲ ..ﻻ ﻳﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب إﻻ أﻧﺖ ..
180
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
اهﺪﻧﻲ ﻷﺣﺴﻦ اﻷﺧﻼق ..ﻻ ﻳﻬﺪي ﻷﺣﺴﻨﻬﺎ إﻻ أﻧﺖ .. واﺻ ﺮف ﻋﻨ ﻲ ﺳ ﻴﺌﻬﺎ ..إﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺼ ﺮف ﺳﻴﺌﻬﺎ إﻻ أﻧﺖ .. )(93 ﻟﺒﻴﻚ وﺳﻌﺪﻳﻚ واﻟﺨﻴﺮ ﺑﻴﺪﻳﻚ .. ( .. ﻧﻌ ﻮد إﻟ ﻰ أﺻﻞ آﻼﻣﻨﺎ ..آﻴﻒ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻬﺎرة ﻓﻲ آﺴﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ..؟ اﻟ ﻨﺎس ﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﺤ ﺒﻮن اﻟ ﺪﻋﺎء ﻟﻬ ﻢ ..ﺣﺘ ﻰ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺴ ﻼم ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﻟﻘ ﺎﺋﻬﻢ ﻳﻔ ﺮﺣﻮن إن دﻋﻮت ﻟﻬﻢ .. ﻓﻤ ﻊ ﻗ ﻮﻟﻚ :آ ﻴﻒ اﻟﺤ ﺎل وﻣ ﺎ اﻷﺧ ﺒﺎر ؟ أﺿ ﻒ إﻟ ﻴﻬﺎ :اﷲ ﻳﺤﺮﺳ ﻚ ..اﷲ ﻳﺠﻌﻠ ﻚ ﻣﺒﺎرآ ًﺎ ..اﷲ ﻳﺜﺒﺖ ﻗﻠﺒﻚ .. وﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻋ ﺒﺎرات دﻋﺎﺋ ﻚ ﻣﺴ ﺘﻬﻠﻜﺔ أو اﻋﺘ ﻴﺎدﻳﺔ ﻣﺜﻞ :اﷲ ﻳﻮﻓﻘﻚ ..اﷲ ﻳﺤﻔﻈﻚ .. ﻧﻌ ﻢ ه ﻲ دﻋ ﺎء ﺣﺴ ﻦ ﻟﻜ ﻦ اﻟﺴ ﺎﻣﻊ اﻋ ﺘﺎد ﻋﻠ ﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺮن ﻓﻲ أذﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ .. وإن ﻗﺎﺑﻠ ﺖ أﺣ ﺪًا ﻣﻌ ﻪ أوﻻدﻩ ..ﻓ ﺎدع ﻟﻬ ﻢ وه ﻮ ﻳﺴ ﻤﻊ ..اﷲ ﻳﻘ ﺮ ﺑﻬ ﻢ ﻋﻴ ﻨﻚ ..اﷲ ﻳﺠﻤ ﻊ ﺷ ﻤﻠﻜﻢ ..اﷲ ﻳ ﺮزﻗﻚ ﺑ ﺮهﻢ ..وﻧﺤ ﻮ ذﻟﻚ .. أﻧﺎ أﺣﻜﻲ هﺬا ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ..ﻟﻘﺪ ﺟﺮﺑﺘﻪ آﺜﻴﺮًا آﺜﻴﺮًا ..ﻓﺮأﻳﺘﻪ ﻳﺴﻠﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ﺳﻠﺒ ًﺎ .. دﻋ ﻴﺖ ﻓ ﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﻗﺒﻞ ﺳ ﻨﺘﻴﻦ إﻟ ﻰ ﻟﻘ ﺎء ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ﻓ ﻲ إﺣﺪى اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ .. آ ﺎن اﻟﻠﻘ ﺎء ﺣ ﻮل أﺣﻮال اﻟﻌﺒﺎدة ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ..وآ ﺎن اﻧﻌﻘ ﺎد اﻟﻠﻘ ﺎء ﻓﻲ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻔﻨﺎدق ﻣﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮم ..آﻨﺎ ﻧ ﺘﺤﺪث ﻋ ﻦ رﻣﻀﺎن ..واﻟﻤﺸﺎهﺪون ﻳﺮون ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟ ﻨﺎﻓﺬة اﻟﺘ ﻲ ﺧﻠﻔ ﻨﺎ اﻟﻤﻌﺘﻤ ﺮﻳﻦ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﻦ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮاء ﻣﺒﺎﺷﺮة .. آ ﺎن اﻟﻤﻨﻈﺮ ﻣﻬﻴﺒ ًﺎ ..واﻟﻜﻼم ﻣﺆﺛﺮًا ..ﺣﺘﻰ إن ﻣﻘ ﺪم اﻟﺒ ﺮﻧﺎﻣﺞ رق ﻗﻠ ﺒﻪ وﺑﻜ ﻰ أﺛ ﻨﺎء اﻟﺤﻠﻘﺔ .. آ ﺎن اﻟﺠ ﻮ إﻳﻤﺎﻧ ﻴ ًﺎ ..ﻣﺎ أﻓﺴﺪﻩ ﻋﻠﻴﻨﺎ إﻻ أﺣﺪ ) ( 93
أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻤﺼ ﻮرﻳﻦ !! آ ﺎن ﻳﻤﺴﻚ آﺎﻣﻴﺮا اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺑﻴﺪ .. واﻟ ﻴﺪ اﻟﺜﺎﻧ ﻴﺔ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺳ ﻴﺠﺎرة ..وآﺄﻧ ﻪ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻻ ﺗﻀ ﻴﻊ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟﺤﻈ ﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﻞ رﻣﻀﺎن إﻻ وﻗﺪ أﺷﺒﻊ رﺋﺘﻴﻪ ﺳﻴﺠﺎرًا !! أزﻋﺠﻨ ﻲ ه ﺬا آﺜﻴ ﺮًا ..وﺧﻨﻘﻨ ﻲ وﺻﺎﺣﺒﻲ اﻟﺪﺧﺎن ..ﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ ..ﻓﺎﻟﻠﻘﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮ .. وﻣﺎ ﺣﻴﻠﺔ اﻟﻤﻀﻄﺮ إﻻ رآﻮﺑﻬﺎ !! ﻣﻀﺖ ﺳﺎﻋﺔ آﺎﻣﻠﺔ ..واﻧﺘﻬﻰ اﻟﻠﻘﺎء ﺑﺴﻼم .. ﻲ اﻟﻤﺼ ﻮر -واﻟﺴ ﻴﺠﺎرة ﻓﻲ ﻳﺪﻩ -ﺷﺎآﺮًا أﻗ ﺒﻞ إﻟ ّ ﻣﺜﻨ ﻴ ًﺎ ..ﻓﺸ ﺪدت ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪﻩ وﻗﻠ ﺖ ..وأﻧ ﺖ أﻳﻀ ًﺎ أﺷ ﻜﺮك ﻋﻠ ﻰ ﻣﺸ ﺎرآﺘﻚ ﻓ ﻲ ﺗﺼ ﻮﻳﺮ اﻟﺒ ﺮاﻣﺞ اﻟﺪﻳﻨ ﻴﺔ ..وﻟ ﻲ إﻟ ﻴﻚ آﻠﻤ ﺔ ﻟﻌﻠ ﻚ ﺗﻘ ﺒﻠﻬﺎ ..ﻗ ﺎل : ﺗﻔﻀﻞ ..ﺗﻔﻀﻞ .. ﻗﻠ ﺖ :اﻟ ﺪﺧﺎن واﻟﺴ ﺠﺎ ..ﻓﻘﺎﻃﻌﻨﻲ :ﻻ ﺗﻨﺼﺤﻨﻲ ..واﷲ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪة ﻳﺎ ﺷﻴﺦ .. ﻗﻠ ﺖ :ﻃ ﻴﺐ اﺳ ﻤﻊ ﻣﻨ ﻲ ..أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ أن اﻟﺴﺠﺎﻳﺮ ﺣ ﺮام وأن اﷲ ﻳﻘ ﻮل ..ﻓﻘﺎﻃﻌﻨ ﻲ ﻣ ﺮة أﺧﺮى :ﻳﺎ ﺷ ﻴﺦ ﻻ ﺗﻀ ﻊ وﻗ ﺘﻚ ..أﻧ ﺎ ﻣﻀ ﻰ ﻟ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﻴﻦ ﺳ ﻨﺔ وأﻧ ﺎ أدﺧ ﻦ ..اﻟ ﺪﺧﺎن ﻳﺠ ﺮي ﻓ ﻲ ﻋﺮوﻗﻲ ..ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎااﺋﺪة ..آﺎن ﻏﻴﺮك أﺷﻄﺮ !! ﻗﻠﺖ :ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪة ؟!! ﻓﺄﺣﺮج ﻣﻨﻲ وﻗﺎل :ادع ﻟﻲ ..ادع ﻟﻲ .. ﻓﺄﻣﺴﻜﺖ ﻳﺪﻩ وﻗﻠﺖ :ﺗﻌﺎل ﻣﻌﻲ .. ﻗﻠﺖ ﺗﻌﺎل ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ .. ﻓﻮﻗﻔ ﻨﺎ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﻨﺎﻓﺬة اﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮم ..ﻓﺈذا آﻞ ﺷﺒﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻨﺎس ..ﻣﺎ ﺑﻴﻦ راآﻊ وﺳﺎﺟﺪ .. ﻼ ﻣﺆﺛﺮًا .. وﻣﻌﺘﻤﺮ وﺑﺎك ..آﺎن اﻟﻤﻨﻈﺮ ﻓﻌ ً ﻗﻠﺖ :هﻞ ﺗﺮى هﺆﻻء ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗﻠ ﺖ :ﺟ ﺎؤوا ﻣ ﻦ آ ﻞ ﻣﻜ ﺎن ..ﺑ ﻴﺾ وﺳ ﻮد .. ﻋ ﺮب وأﻋ ﺎﺟﻢ ..أﻏﻨ ﻴﺎء وﻓﻘ ﺮاء ..آﻠﻬ ﻢ ﻳﺪﻋ ﻮن اﷲ أن ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ وﻳﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ .. ﻗﺎل :ﺻﺤﻴﺢ ..ﺻﺤﻴﺢ .. ﻗﻠ ﺖ أﻓﻼ ﺗﺘﻤﻨﻰ أن ﻳﻌﻄﻴﻚ اﷲ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ؟ ﻗﺎل : ﺑﻠﻰ .. ﻗﻠ ﺖ :ارﻓ ﻊ ﻳ ﺪﻳﻚ ..وﺳ ﺄدﻋﻮ ﻟ ﻚ .ز أﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ دﻋﺎﺋﻲ .. رﻓﻌ ﺖ ﻳ ﺪي وﻗﻠ ﺖ :اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻪ ..ﻗﺎل :ﺁﻣﻴﻦ
181
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
..ﻗﻠ ﺖ :اﻟﻠﻬ ﻢ ارﻓ ﻊ درﺟ ﺘﻪ واﺟﻤﻌ ﻪ ﻣ ﻊ أﺣﺒﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ..اﻟﻠﻬﻢ .. وﻻ زﻟﺖ أدﻋﻮ ﺣﺘﻰ رق ﻗﻠﺒﻪ وﺑﻜﻰ ..وأﺧﺬ ﻳﺮدد :ﺁﻣﻴﻦ ..ﺁﻣﻴﻦ .. ﻓﻠﻤ ﺎ أردت أن أﺧ ﺘﻢ اﻟ ﺪﻋﺎء ..ﻗﻠ ﺖ :اﻟﻠﻬ ﻢ إن ﺗ ﺮك اﻟﺘﺪﺧ ﻴﻦ ﻓﺎﺳ ﺘﺠﺐ ه ﺬا اﻟﺪﻋﺎء وإن ﻟﻢ ﻳﺘﺮآﻪ ﻓﺎﺣﺮﻣﻪ ﻣﻨﻪ .. ﻓﺎﻧﻔﺠ ﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺑﺎآ ﻴ ًﺎ ..وﻏﻄﻰ وﺟﻬﻪ ﺑﻴﺪﻳﻪ وﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ .. ﻣﻀ ﺖ ﻋ ﺪة ﺷ ﻬﻮر ..ﻓﺪﻋ ﻴﺖ إﻟ ﻰ ﻣﻘﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻨﺎة ﻟﻠﻘﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮ .. ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺒﻨ ﻰ ﻓ ﺈذا ﺑ ﺮﺟﻞ ﺑ ﺪﻳﻦ ﻳﻘ ﺒﻞ ﻲ ﺛ ﻢ ..ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻲ ﺑﺤ ﺮارة ..وﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ﱠ رأﺳ ﻲ ..وﻳﻨﺤﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪي ﻟﻴﻘﺒﻠﻬﺎ ..وهﻮ ﻣﺘﺄﺛﺮ ﺟﺪًا .. ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ :ﺷ ﻜﺮ اﷲ ﻟﻄﻔ ﻚ ..وأدﺑ ﻚ .. وأﻗ ﺪر ﻟ ﻚ ﻣﺤﺒ ﺘﻚ ..ﻟﻜ ﻦ اﺳ ﻤﺢ ﻟ ﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ أﻋﺮﻓﻚ .. ﻓﻘ ﺎل :ه ﻞ ﺗﺬآﺮ اﻟﻤﺼﻮر اﻟﺬي ﻧﺼﺤﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻟﻴﺘﺮك اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ؟! ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ .. ﻗ ﺎل :أﻧ ﺎ ه ﻮ ..واﷲ ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ إﻧ ﻲ ﻟ ﻢ ﺳﻴﺠﺎرة ﻓﻲ ﻓﻤﻲ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﻟﺬآﺮﻳﺎت إذا آﺎﻧﺖ ﺳﺎرة .. ﻓ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻢ اﻟﺤﺞ ﻗﺒﻞ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ..ذهﺒﺖ ﻹﻟﻘ ﺎء آﻠﻤﺔ ﻓﻲ إﺣﺪى ﺣﻤﻼت اﻟﺤﺞ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ .. ﺑﻌ ﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ازدﺣﻢ اﻟﻨﺎس ﻳﺴﺄﻟﻮن وﻳﺴﻠﻤﻮن ..ﺣﺎوﻟ ﺖ اﻟ ﺘﺨﻠﺺ اﻟﺴ ﺮﻳﻊ ﻻرﺗﺒﺎﻃ ﻲ ﺑﻤﺤﺎﺿﺮة ﺑﻌﺪهﻢ ﻓﻮرًا ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺔ أﺧﺮى .. ﻼ وﻳﺆﺧﺮ ﻻﺣﻈ ﺖ ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺷ ﺎب ﻳﻘ ﺪم رﺟ ً ﺢ أن ﻳﺰاﺣﻢ اﻟﻨﺎس .. أﺧﺮى ..ﻣﺴﺘ ٍ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ..وﻣ ﺪدت ﻳﺪي ﻧﺤﻮﻩ ﻓﺼﺎﻓﺤﻨﻲ ..ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﺘﻪ ﻓ ﻲ وﺳ ﻂ اﻟ ﺰﺣﺎم : ..ﻋ ﻨﺪك ﺳﺆال ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻲ واﻟ ﻨﺎس ﻣ ﺰدﺣﻤﻮن ..ﺣﺘ ﻰ ﻓﺠ ﺮرﺗﻪ إﻟ ﱠ اﻗﺘﺮب ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻗﻠﺖ :ﻣﺎ ﺳﺆاﻟﻚ ؟ ﻓﻘ ﺎل وه ﻮ ﻣﺴ ﺘﻌﺠﻞ :ذه ﺒﺖ ﻟﺮﻣ ﻲ اﻟﺠﻤ ﺮات .. ﻣﻌﻲ ﺟﺪﺗﻲ وأﺧﺘﻲ ..وآﺎن زﺣﺎﻣ ًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ..و .. اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺳﺆاﻟﻪ ..ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺷ ﻤﻤﺖ ﻣ ﻨﻪ ﺧ ﻼل ذﻟ ﻚ راﺋﺤ ﺔ دﺧ ﺎن ..ﻓﺘﺒﺴ ﻤﺖ وﺳﺄﻟﺘﻪ :ﺗﺪﺧﻦ ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ .. ﻗﻠ ﺖ :أﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳﻐﻔ ﺮ ﻟ ﻚ ..وﻳﺘﻘ ﺒﻞ ﺣﺠ ﻚ .. إن ﺗﺮآﺖ اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﺳ ﻜﺖ اﻟﺸ ﺎب ..آ ﺎن واﺿ ﺤ ًﺎ ﻣ ﻦ وﺟﻬﻪ أﻧﻪ ﺗﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻜﻼم .. ﻣﻀﺖ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺷﻬﺮ .. ﻓﺬهﺒﺖ ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﺪن .. أﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..ﻓ ﺈذا ﺷ ﺎب وﻗ ﻮر ﻳﻨﺘﻈﺮﻧ ﻲ ﻲ ﻋ ﻨﺪ ﺑﺎﺑ ﻪ ..ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑ ﻪ ﻟﻤ ﺎ رﺁﻧ ﻲ ..ﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ّ ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ وﻳﺴﻠﻢ ﺑﺤﺮارة .. ﻟﻢ أﻋﺮﻓﻪ ..ﻟﻜﻨﻲ ﺑﺎدﻟﺘﻪ اﻟﺴﻼم واﻟﺘﺮﺣﻴﺐ .. ﻗﺎل :هﻞ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ .. ﻗﻠ ﺖ :أﺷ ﻜﺮ ﻟ ﻚ ﻟﻄﻔ ﻚ ..وﻣﺤﺒ ﺘﻚ ..ﻟﻜﻨ ﻲ ﻟ ﻢ أﻋﺮﻓﻚ .. ﻗ ﺎل :ه ﻞ ﺗﺬآ ﺮ اﻟﺸ ﺎب اﻟﻤ ﺪﺧﻦ اﻟ ﺬي ﻗﺎﺑﻠ ﺘﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺞ ..وﻧﺼﺤﺘﻪ ﺑﺘﺮك اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ ..ﻧﻌﻢ .. ﻗﺎل :أﻧﺎ هﻮ ..أﺑﺸﺮك وﷲ اﻟﺤﻤﺪ أﻧﻲ ﻣﺎ وﺿﻌﺖ اﻟﺴ ﻴﺠﺎرة ﻓ ﻲ ﻓﻤ ﻲ ﻣ ﻨﺬ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ ..ﺗ ﺮآﺖ اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ..ﻓﺼﻠﺤﺖ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻣﻮر ﺣﻴﺎﺗﻲ .. ه ﺰزت ﻳ ﺪﻩ ﻣﺸ ﺠﻌ ًﺎ ..وﻣﻀ ﻴﺖ ..وﻗ ﺪ أﻳﻘﻨﺖ أن اﻟ ﺪﻋﺎء ﻟﻠ ﻨﺎس ﻓ ﻲ وﺟ ﻮهﻬﻢ ..وه ﻢ ﻳﺴ ﻤﻌﻮن .. رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن أآﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻨﺼﺢ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ .. وﻣ ﺜﻠﻪ ﻟ ﻮ رأﻳ ﺖ ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﺑ ﺎرًا ﺑﺄﺑ ﻴﻪ ..ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ : ﺟ ﺰاك اﷲ ..اﷲ ﻳ ﻮﻓﻘﻚ ..اﷲ ﻳﺠﻌ ﻞ أوﻻدك ﺑﺎرﻳﻦ ﺑﻚ .. ﺑﻼ ﺷﻚ أن هﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﺳﻴﻜﻮن داﻓﻌ ًﺎ ﻟﻪ أآﺜﺮ .. آ ﺎن اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ..ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ..ﻣ ﺒﺪﻋ ًﺎ ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟ ﺪﻋﺎء ﻟﺪﻋ ﻮة اﻟ ﻨﺎس وآﺴﺒﻬﻢ واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻬﻢ ﻟﻠﺪﻳﻦ .. آ ﺎن اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو ﺳ ﻴﺪًا ﻣﻄﺎﻋ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺒﻴﻠ ﺘﻪ دوس ..
182
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗ ﺪم ﻣﻜ ﺔ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ..ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠﻬ ﺎ .. رﺁﻩ أﺷﺮاف ﻗﺮﻳﺶ ..ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ..وﻗﺎﻟﻮا :ﻣ ﻦ أﻧ ﺖ ؟ ﻗ ﺎل :أﻧ ﺎ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو .. ﺳﻴﺪ دوس .. ﻓﻘﺎﻟ ﻮا :إن هﻬ ﻨﺎ رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ ﻳ ﺰﻋﻢ أﻧ ﻪ ﻧﺒ ﻲ ..ﻓﺎﺣ ﺬر أن ﺗﺠﻠ ﺲ ﻣﻌ ﻪ أو ﺗﺴ ﻤﻊ آﻼﻣ ﻪ ..ﻓﺈﻧ ﻪ ﺳ ﺎﺣﺮ ..إن اﺳ ﺘﻤﻌﺖ إﻟ ﻴﻪ ذهﺐ ﺑﻌﻘﻠﻚ .. ﻗﺎل اﻟﻄﻔﻴﻞ :ﻓﻮ اﷲ ﻣﺎ زاﻟﻮا ﺑﻲ ﻳﺨﻮﻓﻮﻧﻨﻲ ﻣ ﻨﻪ ..ﺣﺘ ﻰ أﺟﻤﻌ ﺖ أﻻ أﺳ ﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻲ آﺮﺳﻔﺎ - وﻻ أآﻠﻤ ﻪ ..ﺑ ﻞ ﺣﺸ ﻮت ﻓ ﻲ أذﻧ ﱠ وه ﻮ اﻟﻘﻄ ﻦ – ﺧ ﻮﻓ ًﺎ ﻣ ﻦ أن ﻳﺒﻠﻐﻨ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ..وأﻧﺎ ﻣﺎ ّر ﺑﻪ .. ﻗ ﺎل اﻟﻄﻔ ﻴﻞ :ﻓﻐ ﺪوت إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..ﻓ ﺈذا رﺳﻮل اﷲ ρﻗﺎﺋﻢ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ .. ﻓﻘﻤﺖ ﻣﻨﻪ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ..ﻓﺄﺑﻰ اﷲ إﻻ أن ﻳﺴﻤﻌﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﻮﻟﻪ .. ﻓﺴ ﻤﻌﺖ آﻼﻣ ًﺎ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ..ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ : واﺛﻜ ﻞ أﻣ ﻲ ! واﷲ إﻧ ﻲ ﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﺒ ﻴﺐ ..ﻣ ﺎ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺒ ﻴﺢ ..ﻓﻤ ﺎ ﻲ اﻟﺤﺴ ُ ﻳﺨﻔ ﻰ ﻋﻠ ﱠ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ أن أﺳﻤﻊ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل .. ﻓ ﺈن آ ﺎن اﻟ ﺬي ﺑ ﻪ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ﻗﺒﻠ ﺘﻪ ..وإن آ ﺎن ﻗﺒﻴﺤ ًﺎ ﺗﺮآﺘﻪ ..ﻓﻤﻜﺜﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﻀﻰ ﺻﻼﺗﻪ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎم ﻣﻨﺼﺮﻓ ًﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺗﺒﻌﺘﻪ .. ﺣﺘ ﻰ إذا دﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻓﻘﻠﺖ :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ..إن ﻗﻮﻣﻚ ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻲ آﺬا وآﺬا .. وواﷲ ﻣ ﺎ ﺑ ﺮﺣﻮا ﻳﺨﻮﻓﻮﻧﻨ ﻲ ﻣ ﻨﻚ ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﺪدت أذﻧ ﻲ ﺑﻜﺮﺳ ﻒ ﻟ ﺌﻼ أﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮﻟﻚ .. وﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﻨﻚ ﻗ ﻮ ًﻻ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ..ﻓﺎﻋ ﺮض ﻲ أﻣﺮك .. ﻋﻠ ﱠ ﻓﺎﺑ ﺘﻬﺞ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم .. وﻓ ﺮح ..وﻋ ﺮض اﻹﺳ ﻼم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ .. وﺗ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁن ..ﻓﺘﻔﻜﺮ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ ..ﻓﺈذا آﻞ ﻳﻮم ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻳﺰﻳﺪﻩ ﻣﻦ اﷲ ﺑﻌﺪًا .. وإذا ه ﻮ ﻳﻌ ﺒﺪ ﺣﺠ ﺮًا ..ﻻ ﻳﺴ ﻤﻊ دﻋ ﺎءﻩ إذا دﻋ ﺎﻩ ..وﻻ ﻳﺠ ﻴﺐ ﻧ ﺪاءﻩ إذا ﻧ ﺎداﻩ ..وه ﺬا اﻟﺤﻖ ﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ .. ﺛﻢ ﺑﺪأ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﺎﻗﺒﺔ إﺳﻼﻣﻪ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آ ﻴﻒ ﻳﻐﻴ ﺮ دﻳ ﻨﻪ ودﻳ ﻦ ﺁﺑﺎﺋ ﻪ !! ..ﻣ ﺎذا ﺳ ﻴﻘﻮل اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ ؟! ﺣ ﻴﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ..أﻣﻮاﻟﻪ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ..أهﻠﻪ ..وﻟﺪﻩ ..ﺟﻴﺮاﻧﻪ ..ﺧﻼﻧﻪ ..آﻞ هﺬا ﺳﻴﻀﻄﺮب .. ﺳﻜﺖ اﻟﻄﻔﻴﻞ ..ﻳﻔﻜﺮ ..ﻳﻮازن ﺑﻴﻦ دﻧﻴﺎﻩ وﺁﺧﺮﺗﻪ .. وﻓﺠﺄة إذا ﺑﻪ ﻳﻀﺮب ﺑﺪﻧﻴﺎﻩ ﻋﺮض اﻟﺤﺎﺋﻂ .. ﻧﻌ ﻢ ﺳ ﻮف ﻳﺴ ﺘﻘﻴﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪﻳﻦ ..وﻟﻴ ﺮض ﻣ ﻦ ﻳﺮﺿﻰ ..وﻟﻴﺴﺨﻂ ﻣﻦ ﻳﺴﺨﻂ ..وﻣﺎذا ﻳﻜﻮن أهﻞ اﻷرض ..إذا رﺿﻲ أهﻞ اﻟﺴﻤﺎء .. ﻣﺎﻟﻪ ورزﻗﻪ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ..ﺻﺤﺘﻪ وﺳﻘﻤﻪ ﺑ ﻴﺪ ﻣ ﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ..ﻣﻨﺼﺒﻪ وﺟﺎهﻪ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ..ﺑﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻣﻮﺗﻪ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .. ﻓ ﺈذا رﺿ ﻲ أه ﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء ..ﻓ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ .. إذا أﺣ ﺒﻪ اﷲ ..ﻓﻠﺒﻴﻐﻀ ﻪ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻣ ﻦ ﺷ ﺎء .. وﻟﻴﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﺎء ..وﻟﻴﺴﺘﻬﺰئ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﺎء .. ﻓﻠﻴﺘﻚ ﺗﺤﻠﻮ واﻟﺤﻴﺎة ﻣﺮﻳﺮة وﻟﻴﺘﻚ ﺗﺮﺿﻰ واﻷﻧﺎم ﻏﻀﺎب وﻟﻴﺖ اﻟﺬي ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻚ ﻋﺎﻣﺮ وﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺧﺮاب إذا ﺻﺢ ﻣﻨﻚ اﻟﻮد ﻓﺎﻟﻜﻞ هﻴﻦ وآﻞ اﻟﺬي ﻓﻮق اﻟﺘﺮاب ﺗﺮاب ﻧﻌ ﻢ ..أﺳ ﻠﻢ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ..وﺷ ﻬﺪ ﺷ ﻬﺎدة اﻟﺤﻖ .. ﺛ ﻢ ارﺗﻔﻌ ﺖ هﻤ ﺘﻪ ..ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻧﺒ ﻲ اﷲ ..إﻧ ﻲ اﻣ ﺮؤ ﻣﻄ ﺎع ﻓ ﻲ ﻗﻮﻣ ﻲ ..وإﻧ ﻲ راﺟ ﻊ إﻟ ﻴﻬﻢ وداﻋﻴﻬﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم .. ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ..ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ .. ﻼ ه ﱠﻢ هﺬا اﻟﺪﻳﻦ .. ﺣﺎﻣ ً ﻳﺼﻌﺪ ﺑﻪ ﺟﺒﻞ ..وﻳﻨﺰل ﺑﻪ واد .. ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻞ دﻳﺎر ﻗﻮﻣﻪ ..ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻠﻬﺎ ..أﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ أﺑﻮﻩ ..وآﺎن ﺷﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴﺮًا .. ﻓﻘ ﺎل اﻟﻄﻔ ﻴﻞ :إﻟ ﻴﻚ ﻋﻨ ﻲ ﻳ ﺎ أﺑ ﺖ ..ﻓﻠﺴ ﺖ ﻣ ﻨﻚ وﻟﺴﺖ ﻣﻨﻲ .. ﻗ ﺎل :وﻟ ﻢ ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻲ ؟ ﻗ ﺎل :أﺳ ﻠﻤﺖ وﺗﺎﺑﻌ ﺖ دﻳ ﻦ ﻣﺤﻤﺪ .. ρ
183
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻗﺎل :أي ﺑﻨﻲ دﻳﻨﻲ دﻳﻨﻚ .. ﻗ ﺎل :ﻓﺎذه ﺐ ﻓﺎﻏﺘﺴ ﻞ وﻃﻬ ﺮ ﺛ ﻴﺎﺑﻚ ..ﺛ ﻢ اﺋﺘﻨﻲ ﺣﺘﻰ أﻋﻠﻤﻚ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ .. ﻓ ﺬهﺐ أﺑﻮﻩ واﻏﺘﺴﻞ وﻃﻬﺮ ﺛﻴﺎﺑﻪ ..ﺛﻢ ﺟﺎء ﻓﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ اﻹﺳﻼم ﻓﺄﺳﻠﻢ .. ﺛ ﻢ ﻣﺸ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ..ﻓﺄﺗ ﺘﻪ زوﺟ ﺘﻪ ﻣﺮﺣﺒﺔ .. ﻓﻘ ﺎل :إﻟﻴﻚ ﻋﻨﻲ ..ﻓﻠﺴﺖ ﻣﻨﻚ وﻟﺴﺖ ﻣﻨﻲ .. ﻗﺎﻟﺖ :وﻟﻢ ؟ ﺑﺄﺑﻲ أﻧﺖ وأﻣﻲ .. ﻗ ﺎل :ﻓ ﺮﱠق ﺑﻴﻨ ﻲ وﺑﻴ ﻨﻚ اﻹﺳ ﻼم ..وﺗﺎﺑﻌﺖ دﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ .. ρ ﻗﺎﻟﺖ :ﻓﺪﻳﻨﻲ دﻳﻨﻚ .. ﻗ ﺎل :ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓﺎذهﺒ ﻲ ﻓﺘﻄﻬ ﺮي ..ﺛﻢ ارﺟﻌﻲ ﻲ ..ﻓﻮاّﺗﻪ ﻇﻬﺮهﺎ ذاهﺒﺔ .. إﻟ ﱠ ﺛﻢ ﺧﺎﻓﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻤﻬﻢ أن ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﺎ ﻓﻲ أوﻻدهﺎ إن ﺗﺮآﺖ ﻋﺒﺎدﺗﻪ .. ﻓﺮﺟﻌﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﺎﻟﺖ :ﺑﺄﺑﻲ أﻧﺖ وأﻣﻲ ..أﻣﺎ ﺗﺨﺸﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﻴﺔ ﻣﻦ ذي اﻟﺸﺮى ..؟ وذو اﻟﺸ ﺮى ﺻﻨﻢ ﻋﻨﺪهﻢ ﻳﻌﺒﺪوﻧﻪ ..وآﺎﻧﻮا ﻳ ﺮون أن ﻣ ﻦ ﺗﺮك ﻋﺒﺎدﺗﻪ أﺻﺎﺑﻪ أو أﺻﺎب وﻟﺪﻩ ﺑﺄذى .. ﻓﻘﺎل اﻟﻄﻔﻴﻞ :اذهﺒﻲ ..أﻧﺎ ﺿﺎﻣﻦ ﻟﻚ أن ﻻ ﻳﻀﺮهﻢ ذو اﻟﺸﺮى .. ﻓﺬه ﺒﺖ ﻓﺎﻏﺘﺴ ﻠﺖ ..ﺛ ﻢ ﻋ ﺮض ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻹﺳﻼم ﻓﺄﺳﻠﻤﺖ .. ﺛﻢ ﺟﻌﻞ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻳﻄﻮف ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ..ﻳﺪﻋﻮهﻢ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ..وﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻧﻮادﻳﻬﻢ ..وﻳﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎﺗﻬﻢ .. ﻟﻜ ﻨﻬﻢ َأ َﺑ ﻮْا إﻻ ﻋ ﺒﺎدة اﻷﺻ ﻨﺎم ..ﻓﻐﻀ ﺐ اﻟﻄﻔﻴﻞ ..وذهﺐ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ρﻓﻘ ﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..إن دوﺳ ًﺎ ﻗﺪ ﻋﺼﺖ وأﺑﺖ ..ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻓﺎدع اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟ ﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم .. ورﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء .. ﻓﻘﺎل اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ..هﻠﻜﺖ دوْس .. ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟ ﺮﺣﻴﻢ اﻟﺸﻔﻴﻖ .. ρﻳﻘﻮل " :اﻟﻠﻬﻢ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اهﺪ دوﺳ ًﺎ ..اﻟﻠﻬﻢ اهﺪ دوﺳ ًﺎ .. ﺛ ﻢ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ وﻗ ﺎل :ارﺟﻊ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻚ .. ﻓﺎدﻋُﻬﻢ ..وارﻓﻖ ﺑﻬﻢ .. ﻓﺮﺟﻊ إﻟﻴﻬﻢ ..ﻓﻠﻢ ﻳﺰل ﺑﻬﻢ ..ﺣﺘﻰ أﺳﻠﻤﻮا .. ﻧﻌﻢ ..ﻣﺎ أﺣﺴﻦ ﻗﺮع أﺑﻮاب اﻟﺴﻤﺎء .. ﻟﻴﺲ اﻟﻄﻔﻴﻞ وﻗﻮﻣﻪ ﻓﻘﻂ ..وإﻧﻤﺎ ﻏﻴﺮهﻢ آﺜﻴﺮ .. آﺎن اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻗﻠﺔ ..ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺪوا ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ وﺛﻼﺛﻴﻦ رﺟﻼ .. ﺢ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ εﻓ ﻲ ﻓ ﺄﻟـ ﱠ اﻟﻈﻬﻮر أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة وﻻﺟﻬﺮ ﺑﺎﻹﺳﻼم .. ﻓﻘﺎل : εﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ..إﻧﺎ ﻗﻠﻴﻞ .. ﺢ ﻋﻠ ﻰ آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ τﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ..ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰل ﻳﻠ ّ رﺳ ﻮل اﷲ εﺣﺘ ﻰ اﺟ ﺘﻤﻌﻮا ﻓﺨ ﺮﺟﻮا ..ﻳ ﺘﻘﺪﻣﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﺗﻮﺟﻬﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ .. ﺗﻔ ﺮﻗﻮا ﻓ ﻲ ﻧﻮاﺣ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..آ ﻞ رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ ﻋﺸﻴﺮﺗﻪ .. وﻗ ﺎم أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﺎس ﺧﻄﻴ ﺒ ًﺎ ..ﻳﺪﻋ ﻮ إﻟ ﻰ اﻹﺳﻼم ..وﻳﺬم ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ .. وﺛ ﺎر اﻟﻤﺸﺮآﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..ﻓﻀﺮﺑﻮهﻢ ﻓﻲ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺿﺮﺑ ًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا .. آﺎن اﻟﻤﺸﺮآﻮن آﺜﻴﺮ ..ﻓﺘﻔﺮق اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن .. أﻗ ﺒﻞ ﺟﻤ ﻊ ﻣ ﻨﻬﻢ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ..وﺿﺮﺑﻮﻩ ﺿﺮﺑ ًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا .. ﻓﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺮﻣﻀﺎء .. ﻓﺪﻧﺎ ﻣﻨﻪ اﻟﻔﺎﺳﻖ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ..ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻀﺮﺑﻪ ﺑﻨﻌﻠﻴﻦ ﻣﺨﺼﻮﻓﻴﻦ ..وﻳﻔﺮآﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ﻋﻠ ﻰ ﺑﻄ ﻦ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ..ﺣﺘ ﻰ ﺳﺎﻟﺖ اﻟﺪﻣﺎء ﻣ ﻦ وﺟ ﻪ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ..وﺗﻤ ﺰق ﻟﺤﻢ وﺟﻬﻪ ..ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﻓﻤﻪ ﻣﻦ أﻧﻔﻪ .. وﺟﺎء ﺑﻨﻮ ﺗﻴﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ..ﻳﺘﻌﺎدون .. وأﺑﻌ ﺪوا اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ..وﺣﻤﻠﻮﻩ ﻓﻲ ﺛﻮب ﺣﺘﻰ أدﺧﻠﻮﻩ ﻣﻨﺰﻟﻪ .. وهﻢ ﻻ ﻳﺸﻜﻮن أﻧﻪ ﻣﻴﺖ .. ﺛ ﻢ رﺟ ﻊ ﻗ ﻮﻣﻪ ﺑ ﻨﻮ ﺗ ﻴﻢ ..ﻓﺪﺧﻠ ﻮا اﻟﻤﺴ ﺠﺪ .. وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺼﺮﺧﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ..ﻳﻘﻮﻟﻮن : واﷲ ﻟﺌﻦ ﻣﺎت أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻟﻨﻘﺘﻠﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ .. ﺛ ﻢ رﺟﻌ ﻮا اﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ..وه ﻮ ﻣﻐﻤ ﻰ ﻋﻠ ﻴﻪ ..
184
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻻﻳﺪرون ..ﺣﻲ أو ﻣﻴﺖ !! ﻇ ﻞ أﺑ ﻮ ﻗﺤﺎﻓﺔ واﻟﺪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ..ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ .. واﻗﻔ ﻴﻦ ﻋ ﻨﺪ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ..ﻳﻜﻠﻤ ﻮﻧﻪ ..ﻓ ﻼ ﻳﺠﻴﺒﻬﻢ .. وأﻣﻪ ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻨﺪ رأﺳﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ آ ﺎن ﺁﺧ ﺮ اﻟﻨﻬﺎر ..ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ..ﻓﻜﺎن أول آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ : ﻣﺎ ﻓﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ .. ε؟! رﺿﻲ اﷲ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ..آﺎن ﻳﻬﻴﻢ ﺑﺮﺳﻮل اﷲ εﺣ ﺒ ًﺎ ..ﻳﺨ ﺎف ﻋﻠ ﻴﻪ أآﺜ ﺮ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺨ ﺎف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ .. آ ﺎن آ ﻞ ﻣ ﻦ ﺣ ﻮﻟﻪ ..أﺑ ﻮﻩ أﻣ ﻪ ..ﻗ ﻮﻣﻪ .. ﻣﺸﺮآﻴﻦ .. ﻓﻐﻀﺒﻮا ..وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺴﺒﻮن رﺳﻮل اﷲ .. ε ﺛ ﻢ ﻗﺎﻣ ﻮا ..وﻗﺎﻟ ﻮا ﻷم أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ :أﻃﻌﻤ ﻴﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ أو اﺳﻘﻴﻪ .. ﻓﺠﻌﻠﺖ أﻣﻪ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻼ :ﻣﺎ ﻓﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ .. ε؟ وهﻮ ﻳﺮدد ﻗﺎﺋ ً ﻓﻘﺎﻟﺖ :واﷲ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻢ ﺑﺼﺎﺣﺒﻚ .. ﻓﻘ ﺎل :اذهﺒ ﻲ إﻟﻰ أم ﺟﻤﻴﻞ ﺑﻨﺖ اﻟﺨﻄﺎب .. ﻓﺴﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﻪ .. وآﺎﻧﺖ أم ﺟﻤﻴﻞ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺗﻜﺘﻢ إﺳﻼﻣﻬﺎ .. ﺧﺮﺟﺖ أﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﺟﺎءت أم ﺟﻤﻴﻞ ..ﻓﻘﺎﻟﺖ : إن أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻳﺴﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ .. ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :ﻣ ﺎ أﻋ ﺮف أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ..وﻻ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ..ﻟﻜ ﻦ أﺗﺤﺒﻴﻦ أن أﻣﻀﻲ ﻣﻌﻚ إﻟﻰ اﺑﻨﻚ ؟ ﻗﺎﻟﺖ :ﻧﻌﻢ .. ﻓﻤﻀﺖ ﻣﻌﻬﺎ ..ﺣﺘﻰ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ .. ﻓ ﻮﺟﺪﺗﻪ ﺻ ﺮﻳﻌ ًﺎ دﻧﻔ ًﺎ ..ﻣﻤ ﺰق اﻟ ﻮﺟﻪ .. ﻣﺮهﻖ اﻟﺠﺴﺪ .. ﻓﻠﻤﺎ رأﺗﻪ أم ﺟﻤﻴﻞ ﺻﺎﺣﺖ ..وﻗﺎﻟﺖ : واﷲ إن ﻗ ﻮﻣ ًﺎ ﻧﺎﻟ ﻮا ه ﺬا ﻣ ﻨﻚ ﻷه ﻞ ﻓﺴ ﻖ وآﻔ ﺮ ..وإﻧ ﻲ ﻷرﺟﻮ أن ﻳﻨﺘﻘﻢ اﷲ ﻟﻚ ﻣﻨﻬﻢ .. ﻗﺎل :ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ .. ε وآﺎﻧ ﺖ أم أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻬﺎ ..ﻓﺨﺎﻓ ﺖ أم ﺟﻤ ﻴﻞ أن ﻳﻔﻀ ﺢ أﻣ ﺮ إﺳ ﻼﻣﻬﺎ ..ﻓ ﻴﺆذوﻧﻬﺎ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ..هﺬﻩ أﻣﻚ ﺗﺴﻤﻊ .. ﻗﺎل :ﻓﻼ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻗﺎﻟﺖ :أﺑﺸﺮ ..ﻓﺮﺳﻮل اﷲ .. εﺳﺎﻟﻢ ﺻﺎﻟﺢ .. ﻗﺎل :ﻓﺄﻳﻦ هﻮ ؟ ﻗﺎﻟﺖ :ﻓﻲ دار أﺑﻲ اﻷرﻗﻢ .. ﻓﻘﺎﻟ ﺖ أﻣ ﻪ :ﻗ ﺪ ﻋﻠﻤ ﺖ ﺧﺒ ﺮ ﺻﺎﺣﺒﻚ ..ﻓﻘﻢ ﻓﺄآﻞ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ..أو اﺷﺮب .. ﻲ أن ﻻ أذوق ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ أو ﺷﺮاﺑ ًﺎ .. ﻗﺎل :ﻓﺈن ﷲ ﻋﻠ ﱠ ﺣﺘﻰ أرى رﺳﻮل اﷲ εﺑﻌﻴﻨﻲ .. ﻓﺎﻧﺘﻈ ﺮﺗﺎ ..ﺣﺘ ﻰ إذا ه ﺪأ اﻟ ﻨﺎس ..ﺧ ﺮﺟﺘﺎ ﺑ ﻪ ﻳﺘﻜﻲء ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .ﻓﺬهﺒﺘﺎ ﺑﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﺑﻲ اﻷرﻗﻢ .. ﺣﺘﻰ أدﺧﻠﺘﺎﻩ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﻓ ﺈذا وﺟ ﻪ ﺟ ﺮﻳﺢ ..ودﻣ ﺎء ﺗﺴ ﻴﻞ .. وﺛﻴﺎب ﻣﻤﺰﻗﺔ .. ﻓﺮﺁﻩ رﺳﻮل اﷲ .. εﻓﺄآﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ εﻳﻘﺒﻠﻪ .. وأآﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻪ .. ق ﻟ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ εرﻗ ﺔ ﺷ ﺪﻳﺪة ..ﺣﺘ ﻰ ﻇﻬ ﺮ ور ﱠ اﻟﺘﺄﺛﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ اﻟﺸﺮﻳﻒ .. ε ﻓ ﺄراد أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ أن ﻳﺨﻔ ﻒ ﻋﻠ ﻴﻪ ..ﻓﻘ ﺎل :ﺑﺄﺑ ﻲ وأﻣﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﺄس ..إﻻ ﻣﺎ ﻧﺎل اﻟﻔﺎﺳﻖ ﻣﻦ وﺟﻬﻲ .. ﺛﻢ ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ..اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ هﻢ اﻟﺪﻋﻮة .. وﻳﺤﺴﻦ اﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻤﻮاﻗﻒ .. آ ﺎن ﺟ ﺮﻳﺤ ًﺎ ..ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ﻋﻄﺸﺎﻧ ًﺎ ..وﻣﻊ ذﻟﻚ ..ﻗﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..هﺬﻩ أﻣﻲ ﺑﺮة ﺑﻮاﻟﺪﻳﻬﺎ ..وأﻧﺖ ﻣ ﺒﺎرك ..ﻓﺎدﻋﻬ ﺎ اﻟ ﻰ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ ..وادع اﷲ ﻟﻬﺎ ..ﻋﺴﻰ اﷲ أن ﻳﺴﺘﻨﻘﺬهﺎ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر .. ﻓ ﺪﻋﺎ ﻟﻬ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ .. εﺛ ﻢ دﻋﺎه ﺎ اﻟ ﻰ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟﻞ ..ﻓﺄﺳﻠﻤﺖ ﻓﻮرًا ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ .. ﻼ ﻣﻦ اﻷﺻﻮل اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﺑﻬﺎ آ ﺎن اﻟﺪﻋﺎء أﺻ ً .. أﺳﻠﻢ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة .. τ وﺑﻘﻴﺖ أﻣﻪ آﺎﻓﺮة .. آﺎن ﻳﺪﻋﻮهﺎ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﻓﺘﺄﺑﻰ .. ﺢ ﻓﺄﺳ ﻤﻌﺘﻪ ﻓﻲ رﺳﻮل اﷲ ε ﻓ ﺪﻋﺎهﺎ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ..وأﻟ ـ ﱠ ﻣﺎ ﻳﻜﺮﻩ .. ﻓﻀ ﺎق ﺻ ﺪر أﺑ ﻲ هﺮﻳ ﺮة ﺑ ﺬﻟﻚ ..وذه ﺐ إﻟ ﻰ
185
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رﺳﻮل اﷲ εوهﻮ ﻳﺒﻜﻲ ..ﻓﻘﺎل : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..إﻧ ﻲ آ ﻨﺖ أدﻋ ﻮ أﻣ ﻲ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ﻓﺘﺄﺑ ﻰ ﻋﻠ ﻲ ..وإﻧ ﻲ دﻋ ﻮﺗﻬﺎ اﻟ ﻴﻮم ﻓﺄﺳ ﻤﻌﺘﻨﻲ ﻓ ﻴﻚ ﻣ ﺎ أآ ﺮﻩ ..ﻓ ﺎدع اﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ أن ﻳﻬ ﺪي أم أﺑ ﻲ هﺮﻳ ﺮة إﻟ ﻰ اﻹﺳﻼم .. ﻓﺪﻋﺎ ﻟﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﺮﺟﻊ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة إﻟﻰ أﻣﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ آ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺒﺎب ..ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻣﻐﻠ ﻖ .. ﻓﺤﺮآﻪ ﻟﻴﺪﺧﻞ .. ﻓ ﺈذا ﺑﺄﻣ ﻪ ﺗﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻪ اﻟ ﺒﺎب ..وﺗﻘﻮل :أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ..وأن ﻣﺤﻤ ﺪًا رﺳ ﻮل اﷲ .. ﻓ ﺮﺟﻊ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ εوه ﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﺮح .. وﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﻮل :أﺑﺸ ﺮ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺠﺎب اﷲ دﻋ ﻮﺗﻚ ..وه ﺪى اﷲ أم أﺑ ﻲ هﺮﻳﺮة إﻟﻰ اﻹﺳﻼم .. ﺛﻢ ﻗﺎل أﺑﻮ هﺮﻳﺮة :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..أدع اﷲ أن ﻳﺤﺒﺒﻨ ﻲ وأﻣ ﻲ إﻟ ﻰ ﻋ ﺒﺎدﻩ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ .. وﻳﺤﺒﺒﻬﻢ إﻟﻴﻨﺎ .. ﻓﻘ ﺎل : εاﻟﻠﻬ ﻢ ﺣ ﺒﺐ ﻋﺒ ﻴﺪك ه ﺬا وأﻣﻪ إﻟﻰ ﻋﺒﺎدك اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ..وﺣﺒﺒﻬﻢ إﻟﻴﻬﻤﺎ .. ﻗ ﺎل أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة :ﻓﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻣ ﺆﻣﻦ )(94 وﻻ ﻣﺆﻣﻨﺔ ..إﻻ وهﻮ ﻳﺤﺒﻨﻲ وأﺣﺒﻪ .. إﺿﺎءة .. ) وﻗﺎل رﺑﻜﻢ ادﻋﻮﻧﻲ أﺳﺘﺠﺐ ﻟﻜﻢ ( 83.اﻟﺘﺮﻗﻴﻊ !! أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻋ ﻨﺪ ﻣﻤﺎرﺳ ﺘﻨﺎ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﺑﺄﻧﻨﺎ أﺧﻄﺄﻧﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﻤﻬﺎرة اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ..أو ﻗﺪ ﻧﻜﻮن وﺿﻌﻨﺎهﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ .. ﻣ ﺜﻞ ﻣ ﻦ رأى ﺷ ﺎﺑ ًﺎ وﺳ ﻴﻤ ًﺎ ..ﻓ ﺄراد أن ﻳﻤ ﺎرس ﻣﻌ ﻪ ﻣﻬ ﺎرة " آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ " ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ) ( 94
رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﺜ ﻴﺎب اﻟﺠﻤ ﻴﻠﺔ واﻟ ﺮوﻧﻖ اﻟﺒﻬ ﻲ واﻟ ﻮﺟﻪ اﻟﻤﺴ ﻔﺮ ..ﺛ ﻢ ﺑ ﺪل أن ﻳﻘ ﻮل :ﻣ ﺎ أﺳ ﻌﺪ زوﺟ ﺘﻚ ﺑ ﻚ ..ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻟﻴ ﺘﻚ ﺑﻨ ﺘ ًﺎ ﺣﺘ ﻰ أﺗﺰوﺟﻚ !!! ﻣﺰﺣﺔ ﺛﻘﻴﻴﻴﻴﻠﺔ ﺟﺪًا ..أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ ؟! ﻗﺎل أﺣﺪ اﻟﺰﻣﻼء : ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ آ ﺎن ﻟ ﺪي ﻃﺎﻟ ﺐ ﺑﻠ ﻴﺪ ﻟﻜ ﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻮﺿ ﻪ ﻋ ﻦ ﺑﻼدﺗ ﻪ ﺑﺸ ﻲء ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﻣﺔ ..وآﺎن ﻳﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ داﺋﻤ ًﺎ ..وﻳﺴ ﺮح ﺑﻔﻜ ﺮﻩ ﺑﻌﻴﻴﻴﻴﺪًا .. آ ﻨﺖ أﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻪ داﺋﻤ ًﺎ أن ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ اﻷﻣﺎم ﻟﻴﺘﺎﺑﻊ ..وهﻮ ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ ذﻟﻚ ..آﻨﺖ أﺗﺠﻨﺐ إﺣﺮاﺟﻪ أو إﺣ ﺮاج ﻏﻴ ﺮﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﻼب ﻓﻬ ﻢ آ ﺒﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ .. دﺧﻠﺖ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﺈذا هﻮ ﻣﻨﺸﻐﻞ ﺁﺧﺮ اﻟﻘﺎﻋﺔ آﻌﺎدﺗﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﺮﺳ ﻲ ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ :ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﺤﺴ ﻦ ..ﺗﻌ ﺎل ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺎم ..ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ دآ ﺘﻮر ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻣﻨﺎﺳﺐ وﺳﺄﻧﺘﺒﻪ ﻣﻌﻚ .. ﻼ ﺧﻠ ﻨﺎ ﻧﺸ ﻮف ﻓﻘﻠ ﺖ " :ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ اﻗﺘ ﺮب ﻗﻠ ﻴ ً ﺧ ﺪودك اﻟﺤﻠ ﻮة " ..اﻟ ﺘﻔﺖ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻄ ﻼب إﻟ ﻴﻪ ﻣﻌﻠﻘﻴﻦ ..ﻓﺎﻧﻘﻠﺐ وﺟﻬﻪ أﺣﻤﺮ .. ﺷ ﻌﺮت أﻧﻲ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺣﻔﺮة ..ﻓﻘﻠﺖ -ﻣﺮﻗﻌ ًﺎ : - " اﷲ ﻳ ﺎ ه ﻲ ﺑﺘﻨﺒﺴ ﻂ اﻟﺒﻨﺖ اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﺰوﺟﻚ ..أﻣﺎ ه ﺆﻻء ﻓﺴ ﻴﺘﻌﺒﻮن ﻟﻴﺠﺪوا ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﺑﻬﻢ !!".. ﺛ ﻢ ﺑ ﺪأت ﻓ ﻲ ﺷ ﺮح اﻟ ﺪرس ﻓ ﻮرًا دون أن أﺗ ﺮك ﻼ ..ﺗﺒﺴ ﻢ ﻓﺮﺻ ﺔ ﻷﺣ ﺪ ﻟﻴﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ أﺻ ً اﻟﻄﺎﻟﺐ واﻧﺒﻠﺠﺖ أﺳﺎرﻳﺮﻩ وﺟﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ .. وإن آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻷﺧﻄ ﺎء ﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺪرب ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻤﻬﺎرات ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺰول .. وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺗﺼ ﺮﻓﻚ اﻟﻤﺤ ﺮج ﻟﻶﺧ ﺮﻳﻦ أو اﻟﻤﺤ ﺰن ﻟﻬ ﻢ ﻟ ﻴﺲ ﺧﺎﻃﺌ ًﺎ ..ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻳﻔﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ .. ﻣ ﺜﻞ أن ﻳﺨ ﺘﻠﻒ اﺛ ﻨﺎن ﻣ ﻦ زﻣﻼﺋ ﻚ ..ﻓﺘ ﺮى أن اﻟﺤ ﻖ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻓ ﺘﻘﻒ ﻣﻌ ﻪ ..وﻗﺪ ﺗﻌﺎﺗﺐ اﻵﺧﺮ .. أو ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ذﻟﻚ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ أوﻻدك أو ﻃﻼﺑﻚ أو ﺟﻴﺮاﻧﻚ ..أو ﻏﻴﺮهﻢ ..
186
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻤ ﺎ اﻟﺤ ﻞ ؟ ه ﻞ ﻧﺴ ﻤﺢ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ أن ﺗﻔﻘ ﺪﻧﺎ اﻟ ﻨﺎس واﺣ ﺪًا ﺗﻠ ﻮ اﻵﺧ ﺮ ..وﻧﺤ ﻦ ﻧﺘﻌﺐ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻬﻢ واﻟﺘﺤﺒﺐ إﻟﻴﻬﻢ .. آﻼ .. إذن ﻣﺎ اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺼﺤﻴﺢ ؟ اﻟﺠ ﻮاب :أﻧ ﻚ إذا أﺣﺴﺴ ﺖ أن أﺣ ﺪًا ﺿ ﺎق ﺻ ﺪرﻩ ﻣ ﻦ آﻠﻤ ﺔ ﻣ ﻨﻚ ..أو ﺗﻀ ﺎﻳﻖ ﻣ ﻦ ﺗﺼ ﺮف ﻣﻌ ﻴﻦ ﻓﺴ ﺎرع ﻓ ﻮرًا إﻟ ﻰ ﻣ ﺪاواة اﻟﺠ ﺮح ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻠ ﺘﻬﺐ ..ﺑﺎﺳ ﺘﻌﻤﺎل أي ﻣﻬﺎرة أﺧﺮى ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ .. آﻴﻒ ؟! ﺧﺬ ﻣﺜﺎ ًﻻ .. آﺎﻧ ﺖ ﻣﻜ ﺔ ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻔ ﺘﺤﻬﺎ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺗﺤﺖ ﻗﺒﻀﺔ آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ .. وآﺎﻧ ﻮا ﻗ ﺪ ﺿ ﻴﻘﻮا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻴﻦ ﻓ ﻴﻬﺎ ..وﺳ ﻴﻄﺮوا ﻋﻠ ﻰ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ هﺎﺟﺮوا وﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا أﺧﺬ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻣﻌﻬﻢ .. ﻼ آﺎﻧﺖ ﺣﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﺼﻴﺒﺔ .. ﻓﻌ ً أﻗ ﺒﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ εإﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ﻓﺮدﺗﻪ ﻗﺮﻳﺶ ..وآﺎن ﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ ﻗﺼﺔ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ..وآﺘﺐ εﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺻ ﻠﺤ ًﺎ ..واﺗﻔ ﻖ ﻧﻌﻬ ﻢ أن ﻳ ﺮﺟﻊ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻋﻤﺮة ﻋﻠﻰ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎدم وﻳﻌﺘﻤﺮ .. وﻣﻀﻰ εإﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. وﺑﻌ ﺪ ﺳ ﻨﺔ أﻗ ﺒﻞ εﻣ ﻊ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻣﺤ ﺮﻣﻴﻦ ﻣﻠﺒﻴﻦ ..ودﺧﻠﻮا ﻣﻜﺔ ..واﻋﺘﻤﺮوا .. ﻟ ﺒﺚ εﻓﻴﻬﺎ أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم ..ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﺧﺎرﺟ ًﺎ ﻣ ﻨﻬﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﺗﺒﻌ ﺘﻪ ﻃﻔﻠ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ه ﻲ اﺑﻨﺔ ﺣﻤﺰة .. τوآﺎن ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ أﺣﺪ ..وﺑﻘﻴﺖ اﺑﻨﺘﻪ ﻳﺘﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ .. أﺧﺬت اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺗﻨﺎدي رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﺗﻘﻮل :ﻳﺎ ﻋﻢ ﻳﺎ ﻋﻢ .. وآﺎن ﻋﻠﻲ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻨﺒﻲ εﻣﻊ زوﺟﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻲ τﻓﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪهﺎ وﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ وﻗﺎل :دوﻧﻚ اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻚ .. ﻓﺤﻤﻠﺘﻬﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻠﻤﺎ رﺁهﺎ زﻳﺪ .. τﺗﺬآﺮ أن رﺳﻮل اﷲ εﻗﺪ ﺁﺧﻰ ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ ﺣﻤ ﺰة ﻟﻤ ﺎ هﺎﺟ ﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﺄﻗﺒﻞ زﻳ ﺪ إﻟ ﻴﻬﺎ ﻟ ﻴﺄﺧﺬهﺎ وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل :ﺑ ﻨﺖ أﺧ ﻲ ..أﻧ ﺎ أﺣﻖ ﺑﻬﺎ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺟﻌﻔ ﺮ وﻗ ﺎل :اﺑ ﻨﺔ ﻋﻤ ﻲ وﺧﺎﻟ ﺘﻬﺎ ﺗﺤﺘﻲ .. ﻳﻌﻨ ﻲ أﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻴﺲ زوﺟﺘﻪ ..وأﻧﺎ أﺣﻖ ﺑﻬﺎ .. ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻲ :أﻧﺎ أﺧﺬﺗﻬﺎ وهﻲ اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻲ .. ﻓﻠﻤﺎ رأى εاﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ..ﻗﻀﻰ ﺑﻬﺎ ﻟﺨﺎﻟﺘﻬﺎ ودﻓﻌﻬﺎ إﻟ ﻰ ﺟﻌﻔﺮ ﻟﻴﻜﻔﻠﻬﺎ ..وﻗﺎل " :اﻟﺨﺎﻟﺔ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻷم " .. ﺛ ﻢ ﺧﺸ ﻲ εأن ﻳﺠ ﺪ ﻋﻠ ﻲ أو زﻳ ﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ .. ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻋﻬﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ .. ﻓﻘﺎل ﻣﻮاﺳﻴ ًﺎ ﻟﻌﻠﻲ " :أﻧﺖ ﻣﻨﻲ و أﻧﺎ ﻣﻨﻚ " .. وﻗﺎل ﻟﺰﻳﺪ " :أﻧﺖ أﺧﻮﻧﺎ و ﻣﻮﻻﻧﺎ " .. ﺛ ﻢ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ ﺟﻌﻔ ﺮ وﻗ ﺎل " :أﺷ ﺒﻬﺖ ﺧﻠﻘ ﻲ وﺧﻠﻘﻲ " .. ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ آ ﺎن εﺣﻜ ﻴﻤ ًﺎ ﻣﺎهﺮًا ﻓﻲ ﻏﺴﻞ ﻗﻠﻮب اﻵﺧﺮﻳﻦ وآﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ .. ﻃ ﻴﺐ ﻣ ﺎ رأﻳ ﻚ أن ﻧﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﻗﺼ ﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ اﻟ ﺬي ﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻟﻴﺘﻚ ﺑﻨﺘ ًﺎ ﺣﺘﻰ أﺗﺰوﺟﻚ !! آﻴﻒ ﻳﺮﻗﻊ ﻣﺎ ﺧﺮّق ؟!! ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﺪة أﺑﻮاب ﻟﻠﻬﺮب .. ﻣ ﻨﻬﺎ أن ﻳ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻮع ﺁﺧ ﺮ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة –ﻟ ﺌﻼ ﻳﺘ ﺮك ﻟﻠﺴ ﺎﻣﻊ ﻓﺮﺻ ﺔ ﻟﻴﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻤﻠ ﺔ اﻟﺠﺎرﺣﺔ ﻼ :اﷲ ﻳ ﺮزﻗﻚ اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﻤﻌﻬﺎ ﻣ ﻨﻪ – ﻓ ﻴﻘﻮل ﻣ ﺜ ً ﺣﻮرﻳﺔ أﺟﻤﻞ ﻣﻨﻚ ..ﻗﻞ :ﺁﻣﻴﻦ .. أو ﻳﻄﺮح ﻣﻮﺿﻮﻋ ًﺎ ﺑﻌﻴﺪًا ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ..آﺄن ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ أﺧ ﻴﻪ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ..أو ﺳﻴﺎرﺗﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة ..أو ﻧﺤﻮهﺎ ..ﻟ ﺌﻼ ﻳﺘ ﺮك ﻟﻪ أو ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﺣﻮﻟﻪ أي ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺤﺮج .. ﺗﺠﺮﺑﺔ .. ﻟﻴﺲ اﻟﻌﻴﺐ أن ﺗﺨﻄﺊ إﻧﻤﺎ اﻟﺨﻄﺄ أن ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻴﻪ 84.اﻧﻈﺮ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ .. ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺒﺪع ﻓ ﻲ أﺣ ﻴﺎن آﺜﻴ ﺮة ﻓ ﻲ رؤﻳ ﺔ أﺧﻄ ﺎء اﻟﻨﺎس وﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ..ورﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﺒﻴﻬﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
187
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
وﻟﻜﻨ ﻨﺎ ﻗﻠﻤ ﺎ ﻧ ﺒﺪع ﻓ ﻲ رؤﻳ ﺔ اﻟﺨﻴ ﺮ اﻟ ﺬي ﻋ ﻨﺪهﻢ ..واﻻﻧﺘ ﺒﺎﻩ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﻮاب اﻟ ﺬي ﻳﻤﺎرﺳﻮﻧﻪ ..ﻟﻨﻤﺪﺣﻬﻢ ﺑﻪ .. ﻗ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪرس ﻣ ﻊ ﻃﻼﺑ ﻪ ..ﻓﻜ ﻞ اﻟﻤﺪرﺳ ﻴﻦ ﻳﺬﻣ ﻮن اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﺒﻠﻴﺪ اﻟﻤﻬﻤﻞ ﻓﻲ واﺟ ﺒﺎﺗﻪ ..اﻟﻜﺴ ﻮل اﻟﻤﺘﺄﺧ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻀ ﻮر ﻼ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﻤ ﺪح اﻟﻄﺎﻟ ﺐ داﺋﻤ ًﺎ ..ﻟﻜ ﻦ ﻗﻠ ﻴ ً اﻟﻤﺠ ﺪ ..اﻟ ﺬي ﻳﺤﻀ ﺮ ﻣﺒﻜ ﺮًا وﺧﻄ ﻪ ﺣﺴ ﻦ وآﻼﻣﻪ ﺟﻴﺪ .. آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﺎ ﻧﻨﺒﻪ أوﻻدﻧﺎ إﻟﻰ أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ..ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻼ .. ﻳﺤﺴﻨﻮن وﻻ ﻧﻨﺘﺒﻪ إﻻ ﻗﻠﻴ ً ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧﻔﻮت ﻓﺮﺻ ًﺎ آﺜﻴﺮة آﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻨﻔﺬ إﻟﻰ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس .. ﻓﻤﻦ أﺑﺪع ﻣﻬﺎرات اﻟﻜﻼم ..أن ﺗﻤﺘﺪح اﻟﺨﻴﺮ اﻟﺬي ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس .. آﺎن ﻗﻮم أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي τﻟﻬﻢ اهﺘﻤﺎم ﺑ ﺘﻼوة اﻟﻘ ﺮﺁن وﺣﻔﻈﻪ ..ورﺑﻤﺎ ﻓﺎﻗﻮا آﺜﻴﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻓ ﻲ آﺜ ﺮة ﺗﻼوﺗ ﻪ وﺗﺤﺴ ﻴﻦ اﻟﺼﻮت ﺑﻪ .. ﻓﺮاﻓﻘﻮا اﻟﻨﺒﻲ εﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ .. ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ اﻟ ﻨﺎس ..واﺟ ﺘﻤﻌﻮا ﻗ ﺎل ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم : إﻧ ﻲ ﻷﻋ ﺮف أﺻ ﻮات رﻓﻘ ﺔ اﻷﺷ ﻌﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘ ﺮﺁن ﺣ ﻴﻦ ﻳﺪﺧﻠ ﻮن ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ..وأﻋ ﺮف ﻣ ﻨﺎزﻟﻬﻢ ..ﻣ ﻦ أﺻ ﻮاﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘ ﺮﺁن ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ .. وإن آ ﻨﺖ ﻟ ﻢ أر ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﻧﺰﻟﻮا ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر .. (95).. ﻓﻜﺄﻧ ﻚ ﺑﺄﻟﺸ ﻌﺮﻳﻴﻦ وهﻢ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن هﺬا ﻻﺛﻨﺎء أﻣ ﺎم اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺘﻮﻗﺪون ﺣﺮﺻ ًﺎ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﻴﺮ .. وﻓ ﻲ ذات ﺻ ﺒﺎح ..ﻟﻘﻲ اﻟﻨﺒﻲ εأﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ..ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : ﻟ ﻮ رأﻳﺘﻨ ﻲ اﻟﺒﺎرﺣﺔ وأﻧﺎ أﺳﺘﻤﻊ ﻟﻘﺮاءﺗﻚ .. ﻟﻘﺪ أوﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﻣﺰاﻣﻴﺮ ﺁل داود .. ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﻣﻮﺳ ﻰ :ﻟ ﻮ ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧ ﻚ ﺗﺴ ﺘﻤﻊ
) ( 95
ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻘﺮاءﺗﻲ ..ﻟﺤﺒﺮﺗﻬﺎ ﻟﻚ ﺗﺤﺒﻴﺮًا ).. (96 ﻼ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وآﺎن ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ τرﺟ ً ..ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﻠﻢ آﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ..وﻻ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ آﻤ ﺎ ﺗﻤﻴ ﺰ ﻋﻤ ﺮ ..وﻻ ﺑﻘ ﻮة ﺣﻔ ﻆ آﺄﺑ ﻲ هﺮﻳﺮة .. ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ آﺎن ﻣﻤﻠﻮءًا إﻳﻤﺎﻧ ًﺎ ..وآﺎن εﻳﻠﺤﻆ ذﻟﻚ ﻓﻴﻪ .. ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ اﻟﻨﺒﻲ εﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ .. إذ ﺟ ﻲء إﻟ ﻴﻪ ﺑﻤ ﺎل ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻘﺴ ﻤﻪ ﺑ ﻴﻦ ﺑﻌ ﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﻓﺄﻋﻄﻰ رﺟﺎ ًﻻ ..وﺗﺮك رﺟﺎ ًﻻ .. ﻓﻜ ﺄن اﻟ ﺬﻳﻦ ﺗ ﺮآﻬﻢ وﺟ ﺪوا ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ..وﻋﺘﺒﻮا ..ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻨﺎ .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻢ εﺑ ﺬﻟﻚ ..ﻗ ﺎم أﻣ ﺎم اﻟﻨﺎس ..ﻓﺤﻤﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺛﻢ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ..ﺛﻢ ﻗﺎل : أﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ..ﻓ ﻮاﷲ إﻧ ﻲ ﻷﻋﻄ ﻲ اﻟ ﺮﺟﻞ ..وأدع ﻲ ﻣﻦ اﻟﺬي أُﻋﻄﻲ .. ﺐ إﻟ ﱠ اﻟﺮﺟﻞ ..واﻟﺬي أدع أﺣ ﱡ وﻟﻜﻨ ﻲ أﻋﻄ ﻲ أﻗ ﻮاﻣ ًﺎ ﻟﻤ ﺎ أرى ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺰع واﻟﻬﻠﻊ .. وَأ ِآ ُﻞ أﻗﻮاﻣ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﷲ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ ..ﻣﻨﻬﻢ :ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ هﺬا اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻸ .. ﻃﺎر ﻓﺮﺣ ًﺎ .. وآﺎن ﻳﺤﺪث ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻌﺪهﺎ ..وﻳﻘﻮل :ﻓﻮاﷲ )(97 ﻣﺎ أﺣﺐ أن ﻟﻲ ﺑﻜﻠﻤﺔ رﺳﻮل اﷲ εﺣﻤﺮ اﻟﻨﻌﻢ .. وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ .. ﻼ :ﻣﻦ أﻗ ﺒﻞ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة .. τﻓﺴﺄل اﻟﻨﺒﻲ .. εﻗﺎﺋ ً أﺳﻌﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .. ﻓﻘ ﺎل - εﻣﺸ ﺠﻌ ًﺎ – :ﻟﻘ ﺪ آ ﻨﺖ أﻇ ﻦ أن ﻻ أﺣ ﺪ ﻳﺴ ﺄل ﻋﻦ هﺬا ﻗﺒﻠﻚ ..ﻟﻤﺎ رأﻳﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻢ .. أﺳﻌﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ..ﻣﻦ ﻗﺎل :ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺧﺎﻟﺼ ًﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ .. وﺳﻠﻤﺎن اﻟﻔﺎرﺳﻲ ..آﺎن ﻣﻦ ﺧﻴﺎر اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ..ﺑﻞ آﺎن اﺑﻨ ًﺎ ﻷﺣﺪ آﺒﺎر ﻓﺎرس
..وآ ﺎن أﺑ ﻮﻩ ﻳﺤ ﺒﻪ وﻳﻘ ﺮﺑﻪ ..ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧ ﻪ آﺎن ﻳﺤﺒﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ .. أدﺧﻞ اﷲ اﻹﻳﻤﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺳﻠﻤﺎن .. τ ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﺖ أﺑﻴﻪ .. ﺳ ﺎﻓﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎم ﺑﺎﺣ ﺜ ًﺎ ﻋ ﻦ اﻟﺤ ﻖ ..اﺣﺘﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ وﺑﺎﻋﻮﻩ إﻟﻰ ﻳﻬﻮدي ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﻣﻤﻠﻮك .. وﺣﺼ ﻠﺖ ﻟ ﻪ ﻗﺼ ﺔ ﻃﻮﻳﻴﻴ ﻴﻠﺔ ..ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻞ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﻜﺎن اﻟﻨﺒﻲ εﻳﻘﺪر ﻟﻪ ذﻟﻚ .. ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ آ ﺎن εﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ .. إذا أﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮرة اﻟﺠﻤﻌﺔ .. ﻓﺠﻌ ﻞ εﻳﻘ ﺮؤهﺎ ﻋﻠ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ..وه ﻢ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن .. ﺚ ِﻓ ﻲ وه ﻮ ﻳﻘ ﺮأ ُ " :ه َﻮ اﱠﻟ ﺬِي َﺑ َﻌ َ ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ﺁﻳَﺎ ِﺗ ِﻪ ﻦ َرﺳُﻮ ًﻻ ﱢﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ َﻳ ْﺘﻠُﻮ َ ا ُْﻷ ﱢﻣﻴﱢﻴ َ ﺤ ْﻜ َﻤ َﺔ َوإِن ب وَا ْﻟ ِ َو ُﻳ َﺰآﱢﻴ ِﻬ ْﻢ َو ُﻳ َﻌﻠﱢ ُﻤ ُﻬ ُﻢ ا ْﻟ ِﻜﺘَﺎ َ ﻦ" ﻼ ٍل ﱡﻣﺒِﻴ ٍ ﺿَ آَﺎﻧُﻮا ﻣِﻦ َﻗ ْﺒ ُﻞ َﻟﻔِﻲ َ ﺤﻘُﻮا ﻦ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ َﻟﻤﱠﺎ َﻳ ْﻠ َ ﺧ ﺮِﻳ َ ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗ ﺮأ " :وَﺁ َ ﺤﻜِﻴ ُﻢ " .. ِﺑ ِﻬ ْﻢ َو ُه َﻮ ا ْﻟ َﻌﺰِﻳ ُﺰ ا ْﻟ َ ﻗ ﺎل رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ :ﻣ ﻦ ه ﺆﻻء ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻓﺴﻜﺖ اﻟﻨﺒﻲ .. ε ﻓﺄﻋﺎد اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺴﺆال ..ﻣﻦ هﺆﻻء ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻓﻠﻢ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﺄﻋﺎد ..ﻣﻦ هﺆﻻء ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻓﻠﺘﻔﺖ اﻟﻨﺒﻲ εإﻟﻰ ﺳﻠﻤﺎن .. ﺛ ﻢ وﺿ ﻊ ﻳ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻗ ﺎل :ﻟ ﻮ آﺎن اﻹﻳﻤﺎن ﻋﻨﺪ اﻟﺜﺮﻳﺎ ..ﻟﻨﺎﻟﻪ رﺟﺎل ﻣﻦ هﺆﻻء ).. (98 وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ .. ﺗﻔﺎءل وأﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻨﺎس ..وﺷﺠﻌﻬﻢ ..ﻟﻴﻨﻄﻠﻘﻮا أآﺜﺮ 85.ﻓﻦ اﻻﺳﺘﻤﺎع ..
) ( 96 ) ( 97
رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري
) ( 98
188
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﻬ ﺎرات ﺟ ﺬب اﻟ ﻨﺎس وآﺴ ﺐ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ..ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺸﻲء ..وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﺘﺮآﻪ .. ﻓﺎﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﺠﺬب ..آﻤﺎ أن ﺗﺮك اﻟﻌﺒﻮس ﻳﺠﺬﺑﻬﻢ .. واﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﺠﻤ ﻴﻠﺔ واﻟ ﻨﻜﺎت واﻟﻠﻄﺎﺋ ﻒ ﺗﺠ ﺬب اﻟ ﻨﺎس ..آﻤ ﺎ أن اﻻﺳ ﺘﻤﺎع إﻟ ﻴﻬﻢ واﻟ ﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣ ﻊ أﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ ..ﻳﺠﺬﺑﻬﻢ .. ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﻚ أن أﺗﻜﻠ ﻢ ﻣﻌ ﻚ ه ﻨﺎ ﻋ ﻦ :اﻟﻬ ﺪووووء اﻟﺠﺬاب !! ﻧﻌ ﻢ ..ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ آﺜﻴ ﺮًا ..وﻻ ﺗﻜ ﺎد ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ واﻟﻤﺘﺠﻤﻌﺎت .. ﺑ ﻞ ﻟ ﻮ راﻗﺒ ﺘﻪ ﻓ ﻲ ﺟﻠﺴ ﺔ أو ﻧ ﺰهﺔ ..ﻟ ﺮأﻳﺘﻪ ﻻ ﻳﺘﺤ ﺮك ﻣ ﻨﻪ إﻻ رأﺳ ﻪ وﻋﻴ ﻨﺎﻩ ..ﻧﻌ ﻢ ﻗ ﺪ ﻳﺘﺤ ﺮك ﻓﻤﻪ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺑﺎﻟﺘﺒﺴﻢ ..ﻻ ﺑﺎﻟﻜﻼم !! وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺤﺒﻪ اﻟﻨﺎس ..وﻳﺄﻧﺴﻮن ﺑﻤﺠﺎﻟﺴﺘﻪ .. ﺗﺪري ﻟﻤﺎذا ؟! ﻷﻧﻪ ﻳﻤﺎرس اﻟﻬﺪووووء اﻟﺠﺬااااب .. ﻓﻦ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﻪ ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻌﺪدة ..ﺑﻞ ﺣﺪﺛﻨﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﻬﺘﻤ ﻴﻦ أﻧ ﻪ ﺣﻀﺮ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة دورة ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺎرات اﻻﺳﺘﻤﺎع !!.. ﻗﺎرن ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ : رﺟ ﻞ إذا ﺗﻜﻠﻤ ﺖ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﺑﻘﺼ ﺔ وﻗﻌ ﺖ ﻟ ﻚ .. ﻗﺎﻃﻌ ﻚ ﻓﻲ أوﻟﻬﺎ وﻗﺎل :وأﻧﺎ أﻳﻀ ًﺎ وﻗﻊ ﻟﻲ ﺷﻲء ﻣﺸﺎﺑﻪ .. ﻓﺘﻘﻮل :ﻟﻪ اﺻﺒﺮ ﺣﺘﻰ أآﻤﻞ .. ﻼ ..ﻓ ﺈذا اﻧﺴ ﺠﻤﺖ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺘﻚ .. ﻓﻴﺴ ﻜﺖ ﻗﻠ ﻴ ً ﻼ :ﺻ ﺤﻴﺢ ..ﺻ ﺤﻴﺢ ..ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺼﺔ ﻗﺎﻃﻌ ﻚ ﻗ ﺎﺋ ً اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻟﻲ وهﻮ أﻧﻨﻲ ذات ﻣﺮة ذهﺒﺖ .. ﻓﺘﻘﻮل ﻟﻪ :أﺧﻲ اﻧﺘﻈﺮ ..ﻓﻴﺴﻜﺖ ..ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﺮ ﻼ :ﻋﺠﻞ ..ﻋﺠﻞ .. ﻓﻴﻘﺎﻃﻌﻚ ﻗﺎﺋ ً هﺬا اﻷول .. اﻟﺜﺎﻧﻲ .. آ ﺎن وأﻧ ﺖ ﺗ ﺘﺤﺪث ﻣﻌ ﻪ أو ﻣﻌﻬ ﻢ ..ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳﻤﻴ ﻨ ًﺎ وﻳﺴ ﺎرًا ..وﻗ ﺪ ﻳﺨ ﺮج ﺟﻬ ﺎز هﺎﺗﻔ ﻪ ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ .. وﻳﻜﺘﺐ رﺳﺎﻟﺔ أو ﻳﻘﺮأ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ..أو ﻣﻦ ﻳ ﺪري ﻟﻌﻠ ﻪ ﻳﻠﻌ ﺐ ﺑﺎﻷﻟﻌ ﺎب اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻴﻪ !! أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ ..ﻓﻴﻤﻠﻚ ﻣﻬﺎرات اﻻﺳﺘﻤﺎع ..ﺗﺠﺪ أﻧﻚ
189
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺗ ﺘﺤﺪث وﻗ ﺪ رآ ﺰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺮﻓﻖ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ .. وﺗﺸ ﻌﺮ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌ ﺘﻪ ..ﻓﻬ ﻮ ﺗ ﺎرة ﻳﻬ ﺰ رأﺳ ﻪ ﻣﻮاﻓﻘ ًﺎ ..وﺗﺎرة ﻳﺘﺒﺴﻢ ..وﺗﺎرة ﻳﻀ ّﻢ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻣﺘﻌﺠ ﺒ ًﺎ ..ورﺑﻤ ﺎ ردد :ﻋﺠ ﻴﺐ ..ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ .. أي هﺆﻻء ﺳﺘﻜﻮن راﻏﺒ ًﺎ داﺋﻤ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ..وﺗﻔ ﺮح ﺑ ﺰﻳﺎرﺗﻪ ..وﺗﻨ ﺒﻠﺞ أﺳ ﺎرﻳﺮك ﻓ ﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ ..؟ ﻻ أﺷﻚ أﻧﻪ اﻷﺧﻴﺮ .. إذن ﺟ ﺬب ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس ..ﻻ ﻳﻜ ﻮن ﻓﻘ ﻂ ﺑﺈﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ ﻣ ﺎ ﻳﺤ ﺒﻮن ..ﺑ ﻞ وﺑﺎﻻﺳ ﺘﻤﺎع ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺒﻮن !! أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ اﻟ ﺪﻋﺎة اﻟ ﺒﺎرزﻳﻦ ﻣﻤ ﻦ أوﺗ ﻲ ﻣ ﻨﻄﻘ ًﺎ وﻟﺴ ﺎﻧ ًﺎ ..آﺎن ﻳﺘﻨﻘﻞ ﻣﺘﺤﺪﺛ ًﺎ داﺋﻤ ًﺎ .. ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻣﻨﺒ ﺮ ﺟﻤﻌ ﺔ ..وآﺮﺳ ﻲ ﻓ ﺘﻮى .. وﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ..ﻓﻬﻮ داﺋﻤ ًﺎ ﻳﺘﻜﻠﻢ .. وﻳﺘﻜﻠﻢ ..وﻳﺘﻜﻠﻢ .. وآ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺮوﻧﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨﺎﺑﺮ واﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀ ﺎﺋﻴﺔ وﻳﺤ ﺒﻮﻧﻪ وﻳ ﺮﻏﺒﻮن ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻤﺎع ﺣﺪﻳ ﺜﻪ ..إﻻ زوﺟ ﺘﻪ ..ﻓﻬﻮ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ داﺋﻤ ًﺎ ..وﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﺴ ﺘﻤﻊ ﻣ ﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳ ﺜ ًﺎ أو ﻗﺼﺔ ..ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎدﺗﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ..وﻳﺘﻜﻠﻢ .. آﺎﻧ ﺖ آﺜﻴ ﺮة اﻟﺘﺬﻣ ﺮ ﻣ ﻨﻪ دون أن ﻳﻨﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ .. آ ﺎن آ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻜ ﺮﻣﻮﻧﻪ وﻳﻤﺪﺣﻮﻧﻪ إﻻ هﻲ ..ﻓﻘ ﺮر أن ﻳﺼ ﻄﺤﺒﻬﺎ ﻣﻌ ﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ إﺣﺪى ﻣﺤﺎﺿﺮاﺗﻪ ﻟﺘﺮى ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺮ .. ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ :ﺗﺮاﻓﻘﻴﻨﻲ ؟ ﻗﺎﻟﺖ :إﻟﻰ أﻳﻦ ؟ ﻗ ﺎل :ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻷﺣﺪ اﻟﺪﻋﺎة ..ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ .. رآﺒﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ..ﻣﺸﻴﺎ ..وﻗﻔﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..آﺎﻧ ﺖ اﻟﺠﻤﺎهﻴ ﺮ ﻏﻔﻴ ﺮة ..آﻠﻬ ﻢ ﺟﺎؤوا ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن إﻟﻰ هﺬا اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ اﻟﻔﺬ .. دﺧﻠ ﺖ ه ﻲ إﻟ ﻰ ﻗﺴ ﻢ اﻟﻨﺴ ﺎء ..ودﺧ ﻞ ه ﻮ وﺳ ﻂ ﺟﻤﻬ ﺮة اﻟ ﻨﺎس واﻋﺘﻠ ﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ وﺑﺪأ ﻣﺤﺎﺿﺮﺗﻪ .. آ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﺼ ﺘﻮن ﻣﻌﺠﺒ ﻴﻦ ..ﺣﺘ ﻰ زوﺟﺘﻪ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﻌﺠﺒﺔ !..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ..ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ وﺳ ﻂ ﻧﺸ ﻮة اﻟ ﻨﺠﺎح ..وأﻗ ﺒﻠﺖ زوﺟ ﺘﻪ ورآﺒﺖ اﻟﺴﻴﺎرة ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ .. ﻟ ﻢ ﻳ ﺪع ﻟﻬ ﺎ ﻓﺮﺻ ﺔ ..ﺑ ﺪأ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻓ ﻮرًا ﻋ ﻦ زﺣﻤﺔ اﻟ ﻨﺎس ..وﺟﻤ ﺎل اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..و ..ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﻬﺎ :ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ؟ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :آﺎﻧ ﺖ ﺟﻤ ﻴﻠﺔ وﻣﺆﺛ ﺮة ..وﻟﻜ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ؟ ﻗﺎل :ﻋﺠﺒ ًﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ..ﻗﺎﻟﺖ :ﻣﻊ زﺣﻤﺔ اﻟﻨﺎس ..وﺿﻌﻒ ﺳﻤﺎﻋﺎت اﻟﺼﻮت ﻟﻢ أﻧﺘﺒﻪ آﺜﻴﺮًا .. ﻓﻘﺎل – ﻣﻨﺘﺸﻴ ًﺎ : -أﻧﺎ ..أﻧﺎ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﺁﺁﺁ ..وأﻧﺎ أﻗﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻃﻮال ﺟﻠﻮﺳﻲ :ﻣﺎ أآﺜﺮ آﻼﻣﻪ .. إذن ..اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﻦ وﻣﻬﺎرة .. ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﺴ ﻰ أن اﷲ ﺟﻌ ﻞ ﻟ ﻚ ﻓﻤ ًﺎ واﺣ ﺪًا وأذﻧﻴﻦ ..ﻟﻴﺴﺘﻤﻊ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ .. وأﻇ ﻨﻪ ﻟ ﻮ اﺳ ﺘﻄﺎع ﻟﻘﻠ ﺐ اﻟﻤﻌﺎدﻟ ﺔ ..ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ .. ﻓﻌ ﻮد ﻧﻔﺴ ﻚ ﻋﻠ ﻰ اﻹﻧﺼ ﺎت ..ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻟ ﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم ﻣﻼﺣﻈﺔ .. ﻓ ﻲ أواﺋ ﻞ ﺑﻌ ﺜﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ .. εآ ﺎن ﻋ ﺪد اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻼ ..وآﺎن اﻟﻜﻔﺎر ﻳﻜﺬﺑﻮﻧﻪ وﻧﻔﺮون اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ ﻗﻠﻴ ً ..وﻳﺸﻴﻌﻮن أﻧﻪ εآﺎهﻦ وآﺬاب ..ورﺑﻤﺎ أﺷﺎﻋﻮا أﻧﻪ ﻣﺠﻨﻮن أو ﺳﺎﺣﺮ .. ﻓ ﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﻗﺪم إﻟﻰ ﻣﻜﺔ رﺟﻞ اﺳﻤﻪ ﺿﻤﺎد ..وه ﻮ ﺣﻜ ﻴﻢ ﻟ ﻪ ﻋﻠ ﻢ ﺑﺎﻟﻄ ﺐ واﻟﻌ ﻼج ..ﻳﻌ ﺎﻟﺞ اﻟﻤﺠﻨﻮن واﻟﻤﺴﺤﻮر .. ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺎﻟﻂ اﻟﻨﺎس ﺳﻤﻊ ﺳﻔﻬﺎء اﻟﻜﻔﺎر ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻋﻦ رﺳ ﻮل اﷲ : εﺟ ﺎء اﻟﻤﺠ ﻨﻮن ..ورأﻳﻨﺎ اﻟﻤﺠﻨﻮن .. ﻓﻘﺎل ﺿﻤﺎد :أﻳﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻟﻌﻞ اﷲ أن ﻳﺸﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪي ؟ ﻓﺪﻟﻪ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ε ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟﻘ ﻴﻪ ..ﻗ ﺎل ﺿ ﻤﺎد :ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ..إﻧ ﻲ أرﻗ ﻰ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟ ﺮﻳﺎح ..وإن اﷲ ﻳﺸ ﻔﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻳﺪي ﻣﻦ ﺷ ﺎء ..ﻓﻬﻠ ﻢ أﻋﺎﻟﺠ ﻚ ..وﺟﻌ ﻞ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻼﺟﻪ وﻗﺪراﺗﻪ ..
190
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
واﻟﻨﺒ ﻲ εﻳﻨﺼ ﺖ إﻟ ﻴﻪ ..وذاك ﻳ ﺘﻜﻠﻢ .. واﻟﻨﺒ ﻲ εﻳﻨﺼ ﺖ ..أﺗ ﺪري ﻳﻨﺼﺖ إﻟﻰ ﻣﺎذا ؟ ﻳﻨﺼ ﺖ إﻟ ﻰ آ ﻼم رﺟ ﻞ آﺎﻓ ﺮ ﺟﺎء ﻟﻴﻌﺎﻟﺠﻪ ﻣﻦ ﻣﺮض اﻟﺠﻨﻮن !! ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎ أﺣﻜﻤﻪ .. ε ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺘﻬﻰ ﺿﻤﺎد ﻣﻦ آﻼﻣﻪ .. ﻗ ﺎل εﺑﻜ ﻞ ه ﺪوووء :إن اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ .. ﻧﺤﻤ ﺪﻩ وﻧﺴ ﺘﻌﻴﻨﻪ ..ﻣ ﻦ ﻳﻬﺪﻩ اﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ وﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ هﺎدي ﻟﻪ ..وأﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ وﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ .. ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ ﺿ ﻤﺎد وﻗ ﺎل :أﻋ ﺪ ﻋﻠ ﻲ آﻠﻤﺎﺗ ﻚ هﺆﻻء .. ﻓﺄﻋﺎدهﺎ εﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻘﺎل ﺿﻤﺎد :واﷲ ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻮل اﻟﻜﻬﻨﺔ ، وﻗ ﻮل اﻟﺴ ﺤﺮة ،وﻗ ﻮل اﻟﺸ ﻌﺮاء ،ﻓﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﺜﻞ ه ﺆﻻء اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ..ﻓﻠﻘ ﺪ ﺑﻠﻐ ﻦ ﻧﺎﻋﻮس اﻟﺒﺤﺮ .. ﻓﻬﻠﻢ ﻳﺪك أﺑﺎﻳﻌﻚ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم .. ﻓﺒﺴ ﻂ اﻟﻨﺒ ﻲ εﻳ ﺪﻩ ..وأﺧ ﺬ ﺿ ﻤﺎد ﻳﺨﻠ ﻊ ﺛ ﻮب اﻟﻜﻔ ﺮ وﻳ ﺮدد :أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ .. ﻓﻌﻠ ﻢ εأن ﻟ ﻪ ﻋ ﻨﺪ ﻗﻮﻣﻪ ﺷﺮﻓ ًﺎ ..ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : وﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻚ ؟ أي ﺗﺪﻋﻮهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ؟ ﻓﻘ ﺎل ﺿ ﻤﺎد :وﻋﻠ ﻰ ﻗﻮﻣ ﻲ ..ﺛ ﻢ ذهﺐ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ هﺎدﻳ ًﺎ داﻋﻴ ًﺎ .. إذن ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺴﺘﻤﻌ ًﺎ ﻣﺎهﺮًا :.. أﻧﺼﺖ ..هﺰ رأﺳﻚ ﻣﺘﺎﺑﻌ ًﺎ .. ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﺑﺘﻌﺎﺑﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻚ آﺘﻘﻄﻴﺐ اﻟﺠﺒﻴﻦ ﺣﻴﻨ ًﺎ ..ورﻓﻊ اﻟﺤﺎﺟﺒﻴﻦ ﺣﻴﻨ ًﺎ ﺁﺧﺮ .. واﻟﺘﺒﺴﻢ ..وﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﺸﻔﺘﻴﻦ ﺑﺘﻌﺠﺐ .. واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ أﺛ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻴﻤﻦ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌ ﻚ .. ﺳﻮاء آﺎن ﺻﻐﻴﺮًا أو آﺒﻴﺮًا .. ﺳ ﺘﺠﺪ أﻧ ﻪ ﻳﺮآ ﺰ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﻠﻴﻚ ..وﻳﻘﺒﻞ ﺑﻘﻠﺒﻪ إﻟﻴﻚ .. ﻧﺘﻴﺠﺔ .. ﺑﺮاﻋﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ .. ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﺑﺎرﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺘﻨﺎ واﻻﺳﺘﺌﻨﺎس ﺑﻨﺎ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..
86.ﻓﻦ اﻟﺤﻮار .. أﻻ ﺗﺬآ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺪه ﺮ أﻧ ﻚ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن ﻓﺎﺣ ﺘﺪ اﻟﺤ ﻮار ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑ ﻴﻦ ﺷ ﺨﺺ ﻣﺎ ..ﻓﺒﻘﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻐﺾ أو ﻏﻀﺐ أﻳﺎﻣ ًﺎ .. أو ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺬآﺮ ﺟﺪا ًﻻ ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ – وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺎﻓﻬﺔ – وأﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻤﺎ وﻗﺪ ارﺗﻔﻌﺖ اﻷﺻﻮات واﺣﻤﺮت اﻟﻌﻴﻮن ..ﺛﻢ ﺗﻔﺮﻗﺎ ..واﺳﺜﻘﻞ آﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﻌﺪهﺎ .. إذن ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺘﻌﺐ ﻓ ﻲ ﺟ ﺬب ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس إﻟﻴ ﻨﺎ ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرات ﻣﺘ ﻨﻮﻋﺔ ..ﺛ ﻢ ﻧﻔ ﺮﻗﻬﻢ ﻋ ﻨﺎ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻻ ﻧﺤﺴﻦ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻴﻪ .. وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﺪم إﺗﻘﺎن ﻓﻦ اﻟﺤﻮار .. ﻼ وﻋ ﺮًا ..ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن اﻟﻤﺤ ﺎور آﺎﻟ ﺬي ﻳﺼ ﻌﺪ ﺟ ﺒ ً ﻳﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﻤﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ وﻣﻮﺿﻊ رﺟﻠﻪ ..ﻓﺘﺠﺪ ﺻﺎﻋﺪ اﻟﺠ ﺒﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺼﺨﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ..وﻳﻔﺤﺼﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﻩ وﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻗﻮة ﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻀ ﻊ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻗﺒﻀ ﺘﻪ ..وآ ﺬﻟﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺨﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺜ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻗﺪﻣ ﻪ ..ﺛ ﻢ إذا أراد أن ﻳ ﺮﻓﻊ ﻗﺪﻣ ﻪ ﻋ ﻦ ﺻ ﺨﺮة ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺨﺮة ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻐﺎدره ﺎ ﺧﺸ ﻴﺔ أن ﻻ ﻳﺤﺴ ﻦ رﻓ ﻊ رﺟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺘﻬﻮي ﺑﻪ .. ﻟﻦ أﻃﻴﻞ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﻼم ..ﻓﺨﻴﺮﻩ ﻣﺎ ﻗﻞ ودل .. اﻟﺪﺧ ﻮل ﻓ ﻲ ﺣ ﻮار أو ﺟ ﺪال أﻣ ﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺤﻤ ﻮد .. وﻟﻌﻠ ﻚ ﺗﻮاﻓﻘﻨ ﻲ أن أآﺜﺮ ﻣﻦ %90ﻣﻦ اﻟﺤﻮارات واﻟﻤﺠﺎدﻻت ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻴﺪة .. ﻓﺤﺎول ﺗﺠﻨﺐ اﻟﺠﺪال ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ..وﻻ ﺗﻐﻀﺐ إذا اﻋﺘ ﺮض ﻋﻠ ﻴﻚ أﺣ ﺪ أو ﺟﺎدﻟ ﻚ ..ﺧ ﺬ اﻷﻣ ﺮ ﺑﺄرﻳﺤ ﻴﺔ ﻗ ﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع وﻻ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓ ﻲ ﻧ ﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘ ﺮض ..وﻣ ﺎذا ﻳﻘﺼ ﺪ ..وﻟﻤ ﺎذا أﺣﺮﺟﻨﻲ أﻣﺎﻣﻬﻢ ..ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬﻢ ..وﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﺑﻬ ﺪووووء ..ﻓﺎﻟ ﺮﻳﺎح ﻻ ﺗﻬ ﺰ إﻻ ﻼ .. اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻐﻴﺮة ..ﻓﻜﻦ ﺟﺒ ً ﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺪم اﻟﻨﺒ ﻲ ρإﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ..ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻧﻘﻀﺖ ﻗﺮﻳﺶ اﻟﻌﻬﺪ .. آ ﺎن .. ρﻗ ﺪ دﻋ ﺎ اﷲ أن ﻳﻌﻤ ﻲ ﻋ ﻨﻪ ﻗ ﺮﻳﺶ .. ﻟﻴﺒﻐﺘﻬﻢ ..ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﻌﺪوا ﻟﻠﻘﺘﺎل ..
191
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ..إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻧﺰل ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻨﻬﺎ .. وﻟﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺸﻲء .. وﻟﻜﻨﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺘﻮﺟﺴﻮن وﻳﺘﺮﻗﺒﻮن .. ﻓﺨ ﺮج ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻧ ﺰل ﻓ ﻴﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ..أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻲ ﻧﻔﺮ ﻣﻌ ﻪ ﻳﺘﺠﺴﺴ ﻮن اﻷﺧ ﺒﺎر ..وﻳﻨﻈ ﺮون ه ﻞ ﻳﺠﺪون ﺧﺒﺮًا ..أو ﻳﺴﻤﻌﻮن ﺑﻪ .. وﺟﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ..ﻳﺘﺮﻗﺐ اﻟﺼﺒﺢ ﻟﻴﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ .. ﻓﻠﻤﺎ رأى اﻟﻌﺒﺎس .. τذﻟﻚ .. ﻗ ﺎل :واﺻ ﺒﺎح ﻗ ﺮﻳﺶ ! واﷲ ﻟ ﺌﻦ دﺧ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ρﻣﻜ ﺔ ﻋ ﻨﻮة أي ﺑﺎﻟﻘ ﻮة ..ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﺄﺗﻮﻩ ﻓﻴﺴﺘﺄﻣﻨﻮﻩ ..إﻧﻪ ﻟﻬﻼك ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ اﻟﺪهﺮ .. ﻓﻘﺎم اﻟﻌﺒﺎس ..ﻓﺎﺳﺘﺄذن اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم .. ﻓ ﺄذن ﻟ ﻪ ..ﻓ ﺮآﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻐﻠ ﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ρ اﻟﺒﻴﻀﺎء .. وﻣﻀﻰ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ .. وأﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻓ ﻲ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ..ﻳﻘﺘ ﺮب وﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻧﻴﺮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..وﻳﻘﻮل : ﻣ ﺎ رأﻳﺖ آﺎﻟﻠﻴﻠﺔ ﻧﻴﺮاﻧ ًﺎ ﻗﻂ وﻻ ﻋﺴﻜﺮًا ..ﻣﺎ أﻋﻈﻢ هﺬا ..ﻣﻦ ﺗﺮى هﺆﻻء ..؟ ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺒﻪ :ه ﺬﻩ واﷲ ﺧ ﺰاﻋﺔ ﺣﻤﺸ ﺘﻬﺎ اﻟﺤﺮب .. ﻗ ﺎل :ﺧ ﺰاﻋﺔ أذل وأﻗ ﻞ ﻣ ﻦ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ ﻧﻴﺮاﻧﻬﺎ وﻋﺴﻜﺮهﺎ .. ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺒﺎس ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻐﻠﺔ .. إذا ﺑﺄﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ..ﻗ ﺪ ﻗﺒﻀ ﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻴﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻓ ﺰﻋ ًﺎ ..ﻓ ﺮآﺐ ﺧﻠ ﻒ اﻟﻌﺒﺎس .. وﺟﻌ ﻞ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻳﺘ ﺒﻌﻮﻧﻪ ﻓ ﺰﻋﻴﻦ .. واﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ﺧﻠﻔﻬﻢ .. ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﻌ ﺒﺎس ﻳﺴ ﺮع ﺑﺄﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ..إﻟ ﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ وآﻠﻤ ﺎ ﻣﺮ ﺑﻨﺎر ﻣﻦ ﻧﻴﺮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..ﻗﺎﻟﻮا
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:ﻣﻦ هﺬا ؟ ﻓ ﺈذا رأوا ﺑﻐﻠ ﺔ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρورأوا اﻟﻌ ﺒﺎس ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻗﺎﻟ ﻮا :ﻋ ﻢ رﺳﻮل اﷲ .. ρﻋﻠﻰ ﺑﻐﻠﺔ رﺳﻮل اﷲ .. ρ واﻟﻌ ﺒﺎس ﻳﺴ ﺮع ﺑﻬ ﺎ ..ﻳﺨ ﺎف أن ﻳﻔﻄ ﻨﻮا ﻷﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ..ﻓﻴﻘ ﺘﻠﻪ أﺣ ﺪ ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﺆﻣ ﻨﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم .. ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺮ ﺑ ﻨﺎر ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب τﻓﻘﺎل :ﻣﻦ هﺬا ؟ وﻗ ﺎم إﻟ ﻴﻬﻢ ..ﻓﻠﻤ ﺎ رأى أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠ ﺰ اﻟﺪاﺑﺔ .. ﺻ ﺎح ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺎل :أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻋ ﺪو اﷲ ! .. اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي أﻣﻜﻦ ﻣﻨﻚ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻘﺪ وﻻ ﻋﻬﺪ .. ﻓﻤﻨﻌﻪ اﻟﻌﺒﺎس .. ﺛ ﻢ ذه ﺐ ﻋﻤ ﺮ ﻳﺸ ﺘﺪ ..ﻧﺤ ﻮ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρ واﻟﻌ ﺒﺎس ﻳﺴ ﺮع ﺑﺎﻟﺪاﺑ ﺔ ..ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﺒﻘﻪ ..ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻮﺿ ﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρاﻗﺘﺤﻢ اﻟﻌﺒﺎس ﻋﻦ اﻟﺒﻐﻠﺔ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ .. ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﺮ .. وﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﻮل :ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ..هﺬا أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن .. ﻗ ﺪ أﻣﻜ ﻦ اﷲ ﻣ ﻨﻪ ﺑﻐﻴ ﺮ ﻋﻘ ﺪ وﻻ ﻋﻬ ﺪ ..ﻓﺪﻋﻨ ﻲ ﻓﻸﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ ؟ .. ﻓﻘﺎل اﻟﻌﺒﺎس :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..إﻧﻲ ﻗﺪ أﺟﺮﺗﻪ .. ﺛ ﻢ ﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻓﺄﺧ ﺬ ﺑﺮأﺳ ﻪ .. وﺟﻌﻞ ﻳﻨﺎﺟﻴﻪ ﻓﻲ أذﻧﻪ .. وﻋﻤﺮ ﻳﺮدد ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ..اﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ .. ﻓﻠﻤﺎ أآﺜﺮ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ .. اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﻌﺒﺎس وﻗﺎل : ﻼ ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ ! ﻓ ﻮاﷲ أن ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣ ﻦ رﺟﺎل ﺑﻨﻲ ﻣﻬ ً ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ آﻌ ﺐ ..ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ه ﺬا ..أي ﻟﻮ آﺎن ﻣﻦ ﻗ ﺮاﺑﺘﻚ ..ﻣﺎ ﻗﻠﺖ هﺬا ..وﻟﻜﻨﻚ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻪ ﻣﻦ رﺟﺎل ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎف .. ﻓﺸ ﻌﺮ ﻋﻤ ﺮ أﻧ ﻪ ﺳ ﻴﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﺟ ﺪال ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﺤ ﺎل اﻟ ﺬي ه ﻢ ﻓﻴﻪ ..ﺛﻢ ﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻤﺮﺟﻮة ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﻮ آﺎن ﻣﻦ ﺑﻨﻲ آﻌﺐ رﻏﺐ ﻓﻲ إﺳﻼﻣﻪ أﻣﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮهﻢ ﻓﻼ ﻳﻬﻤﻪ !!
192
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻼ ﻳﺎ ﻋﺒﺎس .. ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ﺑﻜﻞ هﺪووووء :ﻣﻬ ً ﻼ .. ﻣﻬ ً ﻓﻮاﷲ ﻹﺳﻼﻣﻚ ﻳﻮم أﺳﻠﻤﺖ ..آﺎن أﺣﺐ إﻟﻲ ﻣﻦ إﺳﻼم أﺑﻲ اﻟﺨﻄﺎب ﻟﻮ أﺳﻠﻢ ! ﻷﻧ ﻲ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أن إﺳﻼﻣﻚ ..آﺎن أﺣﺐ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ρﻣﻦ إﺳﻼم اﻟﺨﻄﺎب .. ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﻌﺒﺎس τذﻟﻚ ﺳﻜﺖ .. اﻧﺘﻬﻰ اﻟﺤﻮار ..ﻣﻊ أﻧﻪ آﺎن ﻓﻲ إﻣﻜﺎن ﻋﻤﺮ أن ﻳﻄﻴﻠﻪ وﻳﺰﻳﺪﻩ ..ﻓﻴﻘﻮل :ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪ ؟!! ه ﻞ ﺗ ﺘﻬﻢ ﻧﻴﺘ ﻲ ؟! ه ﻞ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒﻲ ؟! ﻟﻤﺎذا ﺗﺜﻴﺮ اﻟﻨﻌﺮة اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ؟! آﻼ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ذﻟﻚ ..ﻓﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ آﺎﻧﻮا أرﻓﻊ ﻣﻦ أن ﻳﻨﺰغ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﺑﻴﻨﻬﻢ .. ﺳ ﻜﺖ ﻋﻤ ﺮ واﻟﻌ ﺒﺎس ..وأﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن واﻗﻒ ﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﺄﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ εﻓﻴﻪ ﺑﺸﻲء .. ﻓﻘﺎل : ρاذهﺐ ﺑﻪ ﻳﺎ ﻋﺒﺎس إﻟﻰ رﺣﻠﻚ ﻓﺈذا أﺻﺒﺤﺖ ﻓﺄﺗﻨﻲ ﺑﻪ .. ﻓﺬهﺐ ﺑﻪ اﻟﻌﺒﺎس ..إﻟﻰ ﺧﻴﻤﺘﻪ .. ﻓ ﺒﺎت ﻋ ﻨﺪﻩ ..ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ .. ورأى اﻟﻨﺎس ﻳﺠﻨﺤﻮن ﻟﻠﺼﻼة ..وﻳﻨﺘﺸﺮون ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟﻄﻬ ﺎرة ..ﺧ ﺎف ..وﻗ ﺎل ﻟﻠﻌﺒﺎس :ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻬﻢ ؟ ﻗ ﺎل :إﻧﻬ ﻢ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻌﻮا اﻟﻨﺪاء ﻓﻬﻢ ﻳﻨﺘﺸﺮون ﻟﻠﺼﻼة .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﺣﻀ ﺮت اﻟﺼ ﻼة ..ورﺁه ﻢ ﻳ ﺮآﻌﻮن ﺑﺮآﻮﻋﻪ ..وﻳﺴﺠﺪون ﺑﺴﺠﻮدﻩ .. أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﻠﻰ ..ﻟﻴﻤﻀﻲ ﺑﻪ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺸﻲء إﻻ ﻓﻌﻠﻮﻩ ؟ ﻗ ﺎل :ﻧﻌ ﻢ ..واﷲ ﻟ ﻮ أﻣ ﺮهﻢ ﺑﺘ ﺮك اﻟﻄﻌ ﺎم واﻟﺸﺮاب ﻷﻃﺎﻋﻮﻩ .. ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن :ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺎس ..ﻣ ﺎ رأﻳ ﺖ آﺎﻟﻠﻴﻠﺔ ..وﻻ ﻣﻠﻚ آﺴﺮى وﻗﻴﺼﺮ ! ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﻘﻀ ﺖ اﻟﺼ ﻼة ..ﻏ ﺪا ﺑ ﻪ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ ρﻗﺎل :
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" وﻳﺤﻚ ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ..أﻟﻢ ﻳﺄن ﻟﻚ أن ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ؟ ﻓﻘ ﺎل :ﺑﺄﺑ ﻲ أﻧ ﺖ وأﻣ ﻲ ! ﻣ ﺎ أﺣﻠﻤ ﻚ وأآ ﺮﻣﻚ وأوﺻﻠﻚ ! واﷲ ﻟﻘ ﺪ ﻇﻨ ﻨﺖ أن ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻟ ﻲ ﻣ ﻊ اﷲ إﻟ ٌﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻷﻏﻨﻰ ﻋﻨﻲ ﺷﻴﺌ ًﺎ! ﻓﻘ ﺎل : ρوﻳﺤ ﻚ ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن أﻟﻢ ﻳﺄن ﻟﻚ أن ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻲ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن :ﺑﺄﺑ ﻲ أﻧ ﺖ وأﻣ ﻲ ﻣ ﺎ أﺣﻠﻤ ﻚ وأآﺮﻣﻚ وأوﺻﻠﻚ ! أﻣﺎ هﺬﻩ واﷲ ﻓﺈن ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺷﻴﺌ ًﺎ ! ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟﻌ ﺒﺎس :وﻳﺤ ﻚ أﺳ ﻠﻢ واﺷ ﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ..وأن ﻣﺤﻤ ﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ﻗ ﺒﻞ أن ﺗﻀ ﺮب ﻋﻨﻘﻚ ؟ ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل :أﺷﻬﺪ .. ﻓﺴﻜﺖ ﻗﻠﻴ ً ﻓﺴ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ..ﺳ ﺮورًا ﻋﻈﻴﻤ ًﺎ .. ﻓﻘ ﺎل اﻟﻌ ﺒﺎس :ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ..إن أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن رﺟﻞ ﻳﺤﺐ اﻟﻔﺨﺮ ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻓﻘ ﺎل " : ρﻧﻌ ﻢ ..ﻣ ﻦ دﺧﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ " .. ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن : ﻓﺄﻧﺸ ﺪ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن τﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي رﺳ ﻮل اﷲ .. ρ أﺑﻴﺎﺗ ًﺎ ..ﻳﻌﺘﺬر إﻟﻴﻪ ﻣﻤﺎ آﺎن ﻣﻀﻰ ﻣﻨﻪ .. ﻟﻌﻤﺮك إﻧﻲ ﻳﻮم أﺣﻤﻞ راﻳﺔ ﻟﺘﻐﻠﺐ ﺧﻴﻞ اﻟﻼت ﺧﻴﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻜﺎﻟﻤﺪﻟﺞ اﻟﺤﻴﺮان أﻇﻠﻢ ﻟﻴﻠﻪ ﻓﻬ ﺬا أواﻧ ﻲ ﺣ ﻴﻦ أه ﺪي و أهﺘﺪي هﺪاﻧﻲ هﺎد ﻏﻴﺮ ﻧﻔﺴﻲ و ﻧﺎﻟﻨﻲ ﻣﻊ اﷲ ﻣﻦ ﻃﺮدت آﻞ ﻣﻄﺮد أﺻﺪ و أﻧﺄى ﺟﺎهﺪًا ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ وأدﻋ ﻰ و إن ﻟﻢ أﻧﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻘ ﻴﻞ إﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﻗﺎل :وﻧﺎﻟﻨﻲ ..ﻣﻊ اﷲ ﻣﻦ ﻃﺮدت آ ﻞ ﻣﻄ ﺮد ..ﺿ ﺮب رﺳﻮل اﷲ ρﺑﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ وﻗﺎل " :أﻧﺖ ﻃﺮدﺗﻨﻲ آﻞ ﻣﻄﺮد " ..
193
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻜﺮة .. ﻟﻴﺲ اﻟﺬآﺎء أن ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﺪال ..وإﻧﻤﺎ ﻼ .. اﻟﺬآﺎء أن ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﺪال أﺻ ً 87.اﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﺮﺿﻴﻦ .. ﻣﻦ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻮﻏﺮ ﺻﺪور ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﺠﻨﻴﻪ اﻟﻠﺴﺎن ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺳﺪ .. وﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﺳ ﺘﻌﺠﺎل ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻻﻋﺘ ﺮاض ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ وﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ دون ﺗ ﺮ ﱟو وﻧﻈ ﺮ ..ﻓﻴ ﺜﻮر ﻋ ﻨﺪ ذﻟ ﻚ ﺟ ﺪال ﻋﻘﻴﻢ ﻳﻮﻏﺮ اﻟﺼﺪور وﻳﻔﺴﺪ اﻟﻨﻔﻮس .. ﻟ ﻦ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ إﺻ ﻼح ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس وﺗﺄدﻳﺒﻬﻢ ﺑ ﺎﻵداب اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ..أو ﺗﺪرﻳ ﺒﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻤﻴﺰة .. ودﻋ ﻨﺎ ﻧ ﺘﺠﺎوز ﻣ ﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴ ﺮ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﻠ ﻮ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس أن ﻳﺪﻧﺪن ﻋﻠﻴﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ : اﻟﻤﻔ ﺮوض اﻟ ﻨﺎس ﻳﻔﻌﻠ ﻮن آ ﺬا .. واﻟﻤﻔ ﺮوض ﻳ ﺘﻌﻮدون ﻋﻠ ﻰ آﺬا ..دﻋﻚ ﻣﻦ ه ﺬا ..وأ ﱢد اﻟﺼ ﻼة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﻴﺖ اﻟﺤﺎﺿ ﺮ – آﻤﺎ ﻳﻘﺎل .. - أﻋﻨﻲ أﻧﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻊ اﻷﺧﻄﺎء أن ﻻ ﻧﻨﺸ ﻐﻞ ﺑ ﺒﺤﺚ ﻣ ﺎ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ أن ﻳﻔﻌﻠﻮﻩ ﺑﻞ ﻣﺎذا ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ أن ﻧﻔﻌﻠﻪ .. ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ﺑﺸ ﻲء ﻏ ﺮﻳﺐ ﻗ ﺪ ﻳﺴﺘﻌﺠﻞ اﻵﺧﺮون اﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻴﻪ ..ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠ ﻴﻚ أن ﺗﻐﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أﺑ ﻮاب اﻻﻋﺘ ﺮاض ﺑﻤﻘ ﺪﻣﺎت ﺗﺠﻴ ﺒﻬﻢ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋ ﻦ أﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻄ ﺮﺣﻮهﺎ ..ﺑ ﻞ وﺗ ﺰﻳﻞ ﺑﻬ ﺎ اﺳ ﺘﻐﺮاﺑﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻜﻠﻤﻮا ﺑﻪ .. ﻼ أن ﻳﻐﻠﻖ اﻷﺑﻮاب وﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﺤﺴﻦ ﻓﻌ ً ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﺮض ﻗﺒﻞ أن ﻳﺸﻌﺮﻩ ﺑﺎﻋﺘﺮاﺿﻪ .. أذآ ﺮ أن ﺷﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴﺮ اﻟﺴﻦ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻓ ﺘﻜﻠﻢ ﻋ ﻦ ﺣﺎدﺛ ﺔ ﺧﺼ ﻮﻣﺔ رﺁه ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﺛﻨ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻣﺤﻄﺔ وﻗﻮد ..وآﻴﻒ أن ﺷﺠﺎرهﻤﺎ زاد واﺷﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﺣﻤﻼ إﻟﻰ ﻣﺨﻔﺮ اﻟﺸﺮﻃﺔ .. ﻓﻘﻔ ﺰ أﺣ ﺪ اﻟﺠﺎﻟﺴ ﻴﻦ – ﻣ ﻦ اﻟﺜ ﺮﺛﺎرﻳﻦ – ﻣﺸ ﺎرآ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺼ ﺔ ﻓﻘ ﺎل :ﻧﻌ ﻢ ﺻ ﺤﻴﺢ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺣﺼ ﻞ ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ آﺬا ..وﻓﻼن هﻮ اﻟﻤﺨﻄﺊ ..وﺑﺪأ ﻳﺬآﺮ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻟﻢ ﺗﺤﺪث .. ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ اﻟﺸ ﻴﺦ وآﺄﻧ ﻲ ﺑﻪ ﻳﻜﺎد ﻳﻨﻔﺠﺮ ..ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻤﺎﺳﻚ وﻗﺎل ﺑﻜﻞ هﺪووووء : أﻧﺖ هﻞ ﺣﻀﺮت اﻟﺤﺎدﺛﺔ ؟ ﻗﺎل :ﻻ ﻗﺎل :ﻓﻬﻞ ﺣﺪﺛﻚ أﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﺣﻀﺮوهﺎ ؟ ﻗﺎل :ﻻ ﻗ ﺎل :ﻓﻬ ﻞ اﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺿﺮ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ؟ ﻗﺎل : ﻻ ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺻ ﺎح اﻟﺸ ﻴﺦ وﻗ ﺎل :ﻃ ﻴﺐ ﻳ ﺎ ...آ ﻴﻒ ﺗﻜﺬﺑﻨﻲ وأﻧﺖ ﻻ ﺗﺪري ﻋﻦ ﺷﻲء !! ﻓﺄﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻣﻘﺪﻣﺎﺗﻪ ﻗﺒﻞ اﻋﺘﺮاﺿﻪ .. وﻟ ﻮ أﻧﻪ اﻋﺘﺮض دون أن ﻳﺬآﺮ ﻣﻘﺪﻣﺎت ﻳﻐﻠﻖ ﺑﻬﺎ اﻷﺑ ﻮاب ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ..ﻟﻜ ﺎن ﻟﺼ ﺎﺣﺒﻪ ﻣﺠ ﺎل واﺳﻊ ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ وﻟﻮ ﺑﺎﻟﻜﺬب .. ﻓ ﻨﺤﻦ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧﺤ ﺘﺎج ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻧ ﺮﻳﺪ أن ﻧﻘ ﺮر أﺷ ﻴﺎء أن ﻧﻘ ﺪم ﺑﻤﻘ ﺪﻣﺎت ﻧﻘ ﻨﻊ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔ ﻴﻦ ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻌﺘﺮﺿﻮا .. ﻟﻤ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻟﻘ ﺘﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ εوأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ ﺑﺪر ..آﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻘﻼء ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون اﻟﺨﺮوج ..ﻟﻜﻦ ﻗﻮﻣﻬﻢ أآﺮهﻮهﻢ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻌﻠ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ εﺑﻬ ﻢ ..وﺗﺄآ ﺪ أﻧﻬ ﻢ وإن ﺣﻀ ﺮوا اﻟﻤﻌﺮآﺔ ﻓﻠﻦ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺘﺎل ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﻓﻠﻤ ﺎ اﻗﺘ ﺮب εﻣﻦ ﻣﻴﺪان اﻟﻤﻌﺮآﺔ ..أراد أن ﻳﻨﺒﻪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻟ ﺬﻟﻚ ..وأن ﻳ ﻨﻬﺎهﻢ ﻋ ﻦ ﻗ ﺘﻠﻬﻢ ..ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻪ ﺳ ﻴﻘﻊ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮب ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﺳ ﺆال : آ ﻴﻒ ﻻ ﻧﻘ ﺘﻠﻬﻢ وه ﻢ ﺧ ﺮﺟﻮا ﻟﺤ ﺮﺑﻨﺎ !! ﻟﻤ ﺎذا اﺳﺘﺜﻨﻰ هﺆﻻء ﺑﺎﻟﺬات ؟! ﻓﻘ ﺪم ﻣﻘﺪﻣ ﺔ أزال ﺑﻬ ﺎ اﻻﻋﺘﺮاﺿ ﺎت ﺛ ﻢ ذآ ﺮ اﻟﺘﻮﺟ ﻴﻪ ..ﻗ ﺎم εﻓ ﻲ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ وﻗ ﺎل :إﻧ ﻲ ﻗ ﺪ ﻋ ﺮﻓﺖ أن رﺟ ﺎ ًﻻ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ وﻏﻴ ﺮهﻢ ﻗ ﺪ أﺧﺮﺟﻮا آﺮه ًﺎ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻘﺘﺎﻟﻨﺎ .. اﻧﺘﻬﻰ هﺬﻩ ﻣﻘﺪﻣﺔ .. ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ﻓﻤ ﻦ ﻟﻘ ﻲ ﻣ ﻨﻜﻢ أﺣ ﺪًا ﻣﻦ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ .. وﻣ ﻦ ﻟﻘ ﻲ أﺑ ﺎ اﻟﺒﺨﺘ ﺮي ﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث ﺑﻦ أﺳﺪ ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ .. وﻣ ﻦ ﻟﻘ ﻲ اﻟﻌ ﺒﺎس ﺑ ﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ..ﻋﻢ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ ..
194
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﺈﻧﻪ إﻧﻤﺎ ﺧﺮج ﻣﺴﺘﻜﺮهﺎ .. ﻓﻤﻀ ﻰ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ..وﺑ ﺪؤوا ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ .. ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺣﺬﻳﻔ ﺔ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ :أﻧﻘﺘﻞ ﺁﺑﺎءﻧﺎ وأﺑﻨﺎءﻧﺎ وإﺧﻮاﻧﻨﺎ وﻧﺘﺮك اﻟﻌﺒﺎس .. واﷲ ﻟﺌﻦ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻷﻟﺤﻤﻨﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ .. ﻓ ﺒﻠﻐﺖ اﻟﻜﻠﻤ ﺔ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ ﻋﻤﺮ ﻓﻘﺎل " :ﻳﺎ أﺑﺎ ﺣﻔﺺ " .. ﻗ ﺎل ﻋﻤ ﺮ :واﷲ إﻧ ﻪ ﻷول ﻳ ﻮم آﻨﺎﻧ ﻲ ﻓ ﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ ρﺑﺄﺑﻲ ﺣﻔﺺ .. ﻗ ﺎل ρﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﺣﻔ ﺺ ) :أﻳﻀ ﺮب وﺟ ﻪ ﻋ ﻢ رﺳﻮل اﷲ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ! ( .. ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﻊ ذﻟ ﻚ ..واﻧ ﺘﻔﺾ ..آﻴﻒ ﻳﺮد أﻣﺮ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρأﻟ ﻴﺲ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ..ﻓﺼﺎح ﻗﺎل : ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ دﻋﻨﻲ ﻓﻸﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ..ﻓﻮاﷲ ﻟﻘﺪ ﻧﺎﻓﻖ .. ﻓ ﻨﺪم أﺑ ﻮ ﺣﺬﻳﻔ ﺔ .. ψﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﺗﻜﻠ ﻢ ﺑ ﻪ .. وﻗﺎل : ﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﺑﺂﻣﻦ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺖ ﻳﻮﻣﺌﺬ ..و ﻻ أزال ﻣ ﻨﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔ ًﺎ إﻻ أن ﺗﻜﻔﺮهﺎ ﻋﻨﻲ اﻟﺸﻬﺎدة .. ﻓﻘﺘﻞ ﻳﻮم اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ﺷﻬﻴﺪًا .. ψ ﻧﺼﻴﺤﺔ .. آﻦ ذآﻴ ًﺎ وﺗﻐ ﱠﺪ ﺑﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻌﺸﻮا ﺑﻚ ! 88.اﻧﺘﻈﺮ ..ﻻ ﺗﻌﺘﺮض !!.. أذآ ﺮ أن ﻣﺤﺎﺿﺮًا آﺎن ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻓﻦ اﻟﺤﻮار .. ﻓﻌ ﺮض ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم .. ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ ﻗ ﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ) ودﺧ ﻞ ﻣﻌ ﻪ اﻟﺴﺠﻦ ﻓﺘﻴﺎن ﻗﺎل أﺣﺪهﻤﺎ إﻧﻲ أراﻧﻲ أﻋﺼﺮ ﺧﻤ ﺮًا وﻗ ﺎل اﻵﺧ ﺮ إﻧ ﻲ أراﻧ ﻲ أﺣﻤ ﻞ ﻓ ﻮق رأﺳﻲ ﺧﺒﺰًا ﺗﺄآﻞ اﻟﻄﻴﺮ ﻣﻨﻪ ( .. ﺟﻌﻞ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﻢ : ودﺧ ﻞ ﻣﻌ ﻪ اﻟﺴﺠﻦ ﻓﺘﻴﺎن ؟! أﻳﻬﻤﺎ دﺧﻞ ﻗﺒﻞ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻵﺧﺮ ..ﻳﻮﺳﻒ أم اﻟﻔﺘﻴﺎن ؟ ﻓﺼﺎح أﺣﺪهﻢ :ﻳﻮﺳﻒ .. ﻓﺼﺎح ﺁﺧﺮ :ﻻ ..ﻻ ..اﻟﻔﺘﻴﺎن .. ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺛﺎﻟﺚ :ﻻ ..ﻻ ..ﺑﻞ ﻳﻮﺳﻒ ..ﻳﻮﺳﻒ .. ﻓﺎﺳﺘﺬآﻰ راﺑﻊ وﻗﺎل :دﺧﻠﻮا ﻣﻊ ﺑﻌﺾ !! وﺗﻜﻠ ﻢ ﺧ ﺎﻣﺲ ..وارﺗﻔ ﻊ اﻟﻠﻐ ﻂ ..ﺣﺘ ﻰ ﺿ ﺎع اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷﺳﺎﺳﻲ .. وﻳﺒﺪو أن اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻗﺼﺪ ذﻟﻚ .. ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺘﺄﻣﻞ وﺟﻮهﻬﻢ ..واﻟﻮﻗﺖ ﻳﻤﻀﻲ .. ﺛ ﻢ اﺑﺘﺴ ﻢ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ..وأﺷﺎر ﻟﻬﻢ ﺑﺨﻔﺾ اﻷﺻﻮات وﻗﺎل : وﻣ ﺎ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ !! دﺧ ﻞ ﻗﺒﻠﻬﻢ أو دﺧﻠﻮا ﻗﺒﻠﻪ !! هﻞ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ آﻞ هﺬا اﻟﺨﻼف ؟! ﻼ ..ﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ واﻗﻌ ﻨﺎ ﻟ ﻮﺟﺪت أﻧ ﻨﺎ ﻓ ﻲ أﺣ ﻴﺎن ﻓﻌ ً آﺜﻴ ﺮة ﻧﻜﻮن ﺛﻘﻼء ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻜﺜﺮة اﻋﺘﺮاﺿﻨﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻓﻴﻜﻮن أﺣﺪهﻢ ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻳﺤﻜ ﻴﻬﺎ ..ﺛ ﻢ ﻳﻔﺎﺟ ﺄ ﺑﻤ ﻦ ﻳﻌﺘ ﺮض وﻳﻔﺴ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣ ﺘﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ أﺷﻴﺎء ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺔ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻼ ﺗﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷﻲء .. ﻧﻌﻢ ..ﻻ ﺗﻜﻦ ﺛﻘﻴ ً ﻼ ﻓﻲ أذآ ﺮ أن أﺧ ﻲ اﻷﺻ ﻐﺮ ﺳ ﻌﻮد ﻟﻤ ﺎ آ ﺎن ﻃﻔ ً اﻟﺴ ﺎﺑﻌﺔ ..دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﺼﻼة اﻟﻌﺸﺎء ..وﻳﺒﺪو ﻼ وﺗﺄﺧ ﺮ اﻹﻣ ﺎم ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠ ﻲء أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﺴ ﺘﻌﺠ ً ﻹﻗﺎﻣ ﺔ اﻟﺼ ﻼة ..ﻓﻠﻤ ﺎ ﺿ ﺎق ﺑ ﺬﻟﻚ ذرﻋ ًﺎ ﺗ ﻮﺟﻪ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤ ﺆذن وآ ﺎن ﺷ ﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ﺿ ﻌﻴﻒ اﻟﺴ ﻤﻊ ووﻗ ﻒ ﺧﻠﻔ ﻪ ..ﺛﻢ ﻗﺎل ﻣﺤﺎو ًﻻ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺻﻮﺗﻪ :أﻗﻢ اﻟﺼﻼة ..وآﺎن ﻗﺪ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻃﺮف أﻧﻔﻪ ﺑﻴﺪﻩ .. ﺛﻢ وﻟﻰ هﺎرﺑ ًﺎ .. أﻣﺎ اﻟﻤﺆذن ﻓﻤﺎ آﺎد ﻳﺴﻤﻊ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺮك ﻧﺎهﻀ ًﺎ ﻟﻴﻘﻴﻢ اﻟﺼﻼة ..ﻓﻨﺒﻬﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺄﻣﻮﻣﻴﻦ ..ﻓﺠﻠﺲ .. آﺎن ﻣﻮﻗﻔ ًﺎ ﻃﺮﻳﻔ ًﺎ ..ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أوردﻩ ﻟﻄﺮاﻓﺘﻪ .. وإﻧﻤ ﺎ ﻷﻧ ﻲ ﺟﻠﺴ ﺖ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻓﺬآ ﺮ أﺣ ﺪ اﻟﺠﺎﻟﺴ ﻴﻦ اﻟﻘﺼ ﺔ وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ أﺛﻨﺎﺋﻬﺎ :وآﺎن ﺳﻌﻮد ﻼ ﻷﻧ ﻪ ﺳ ﻴﺬهﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ _ ﻣﻊ ﻣﺴ ﺘﻌﺠ ً اﻟﻌﻠ ﻢ ﺑ ﺄن اﻟ ﺮﻳﺎض ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺮاء وﻻ ﺗﻘ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺎﺣﻞ ﺑﺤ ﺮ .. -ﻓﺘﺤﻴ ﺮت ه ﻞ أﻓﺴ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻗﺼ ﺘﻪ وأﻋﺘ ﺮض ..أم أن اﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺆﺛ ﺮة ﻓ ﻲ
195
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ع ﻟﻼﻋﺘ ﺮاض واآﺘﺴ ﺎب اﻟﻘﺼ ﺔ ﻓ ﻼ دا ٍ اﻟﻌﺪاوات ..ﻓﺂﺛﺮت اﻟﺜﺎﻧﻲ وﺳﻜﺖ .. وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻗ ﺪ ﺗﻌﺘ ﺮض ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻲء أﻧ ﺖ ﻏﻴ ﺮ ﻼ .. ﻓﺎهﻤﻪ أﺻ ً ﻟﻌﻞ ﻟﻪ ﻋﺬرًا وأﻧﺖ ﺗﻠﻮم .. آﺎن زﻳﺎد ﻟﻄﻴﻔ ًﺎ ﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺢ اﻟﻨﺎس .. وﻗ ﻒ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋ ﻨﺪ إﺷﺎرة ﻣﺮور ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﺻ ﻮﺗ ًﺎ ﻋﺎﻟﻴ ًﺎ ﻷﻏﺎﻧﻲ ﻏﺮﺑﻴﺔ ..ﺗﺤﻴﺮ ﻣﻦ أﻳﻦ ه ﺬا اﻟﺼ ﻮت ..وأﺧ ﺬ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ ﻣﺼ ﺪرﻩ ..ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻴﺎرة اﻟﻤﺠ ﺎورة ﻟﻪ .. وإذا ﺻ ﺎﺣﺒﻬﺎ ﻗ ﺪ زاد ﺻ ﻮت اﻟﻤ ﺬﻳﺎع إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ درﺟﺎﺗﻪ ..ﺣﺘﻰ أﺳﻤﻊ اﻟﺒﻌﻴﺪ واﻟﻘﺮﻳﺐ .. ﺟﻌ ﻞ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻳﻀ ﺮب ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨ ﺒﻪ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ وﻳﺤ ﺎول أن ﻳﻨ ﺒﻪ ذاك اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻰ ﺧﻔ ﺾ ﺻ ﻮت ﻣﺬﻳﺎﻋ ﻪ ..ﻟﻜ ﻦ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ وﻻ ﻳ ﺮد ..ﻳ ﺒﺪوا أﻧ ﻪ ﻟﺸ ﺪة اﻧﺴ ﺠﺎﻣﻪ ﻣ ﻊ ﻣ ﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﺻﺎر ﻻ ﻳﺪري ﻋﻤﺎ ﺣﻮﻟﻪ .. ﺣ ﺎول زﻳ ﺎد أن ﻳﺘﺒ ﻴﻦ وﺟ ﻪ اﻟﺴ ﺎﺋﻖ اﻟ ﺬي أﺳ ﺪل ﻏﺘ ﺮﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧﺒ ﻲ وﺟﻬ ﻪ ..وﺑﻌ ﺪ ﺟﻬﺪ رﺁﻩ ﻓﺈذا ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺗﻤﻸ وﺟﻬﻪ !! ازداد اﻟﻌﺠ ﺐ ..ﺷﺨﺺ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻬﻴﺌﺔ ﺑﺪل أن ﻳﺴ ﺘﻤﻊ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺴ ﺘﻤﻊ اﻷﻏﺎﻧ ﻲ !! ﻻ وﺑﺼﻮت ﻋﺎ ٍل أﻳﻀ ًﺎ !! أﺿ ﺎءت اﻹﺷ ﺎرة ﺧﻀﺮاء ..وﻣﺸﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ .. أﺻ ّﺮ زﻳ ﺎد ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﺎﺻ ﺤﺔ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ وراءﻩ ..وﻗ ﻒ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋ ﻨﺪ دآ ﺎن .. وﻧﺰل ﻟﻴﺸﺘﺮي ﻣﻨﻪ ﺣﺎﺟﺔ .. أوﻗ ﻒ زﻳ ﺎد ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ وراءﻩ وﺻ ﺎر ﻳ ﺘﺄﻣﻠﻪ وه ﻮ ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﺈذا اﻟ ﺜﻮب ﻗﺼ ﻴﺮ ..واﻟﻠﺤ ﻴﺔ ﺗﻤﻸ ﻋﺎرﺿﻴﻪ .. ﺗﺴ ﺎﺑﻘﺖ إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﺒﻪ اﻟﻮﺳ ﺎوس ..أﻇ ﻨﻪ ﻧ ﺰل ﻟﻴﺨﺮج اﻵن ﺑﻌﻠﺒﺔ ﺳﺠﺎﺋﺮ !! ﺧﺮج اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺈذا ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻣﺠﻠﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ !! ﻟ ﻢ ﻳﺼ ﺒﺮ زﻳ ﺎد ..وأﺧ ﺬ ﻳ ﻨﺎدي ﺑﻠﻄ ﻒ :ﻳ ﺎ أﺧﻲ ..ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ..هﻴﻪ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻢ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﺟﻞ وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ .. رﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ :هﻴﻪ ..هﻴﻪ ..ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ..ﻳﺎ أﺧﻲ ..اﺳﻤﻊ .. وﺻﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ورآﺒﻬﺎ ..وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ .. ﻧﺰل زﻳﺎد وﻗﺪ ﻏﻀﺐ وأﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ ..وﻗﺎل :ﻳﺎ أﺧﻲ ..اﷲ ﻳﻬﺪﻳﻚ ..ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ .. ﻧﻈﺮ اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻴﻪ واﺑﺘﺴﻢ وﺷﻐﻞ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ..ﻓﺎﺷﺘﻐﻞ اﻟﻤﺬﻳﺎع ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺼﻮت ﻣﺰﻋﺞ ﺟﺪًا .. ﻓ ﺜﺎر زﻳ ﺎد ..وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ﺣ ﺮام ﻋﻠ ﻴﻚ .. أزﻋﺠ ﺖ اﻟ ﻨﺎس ..ﺗ ﺮﻳﺪ ﺗﺴ ﻤﻊ اﻷﻏﺎﻧ ﻲ اﺳ ﻤﻌﻬﺎ ن ؟! ﻟﻮﺣﺪك ..ﺑﺪل ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ﻗﺮﺁن ﺗﺴﻤﻊ أﻏﺎ ٍ ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳ ﺰﻳﺪ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻪ ..واﻷﻏﺎﻧ ﻲ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﺻﻮت .. ﺛ ﺎر زﻳ ﺎد أآﺜ ﺮ ..وﺟﻌ ﻞ وﺟﻬ ﻪ ﻳﺤﻤ ّﺮ ..وﺻ ﺎر ﻳﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻟﻴﺴﻤﻌﻪ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟ ﺮﺟﻞ أن اﻷﻣ ﺮ وﺻﻞ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ .. ﺟﻌﻞ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻴﺪﻳﻪ إﻟﻰ أذﻧﻴﻪ وﻳﻨﻔﻀﻬﻤﺎ .. ﺛ ﻢ أﺧ ﺮج دﻓﺘ ﺮًا ﺻ ﻐﻴﺮًا ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ وﻣﻜ ﺘﻮب ﻋﻠﻰ أول ورﻗﺔ ﻣﻨﻪ : ﻼ اآﺘﺐ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ !! أﻧﺎ رﺟﻞ أﺻﻢ ﻻ أﺳﻤﻊ ..ﻓﻀ ً ﻟﻤﺤﺔ .. ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :وآﺎن اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺠﻮ ًﻻ " ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ﻻ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﺠﻠﺘﻚ ﺗﺆدﺗﻚ ..
89.ﻗﺒﻞ ﻧﺠﻮاآﻢ ..ﺻﺪﻗﺔ .. اﻟﻄﻠ ﺒﺎت اﻟﻜﺒﻴ ﺮة ﺗﺤ ﺘﺎج إﻟ ﻰ ﺗﻬﻴ ﺌﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﺒﻬﺎ ..ﻟﺌﻼ ﻳﺴﺎرع إﻟﻰ اﻟﺮﻓﺾ .. وهﺬا ﻋﺎم ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ واﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ .. ﻓﻠ ﻮ أردت أن ﺗﻜ ﺘﺐ إﻟﻰ ﻏﻨﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻟﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻜﺘﺐ ﻗﺒﻞ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺟ ﻮدﻩ وآ ﺮﻣﻪ وﻣﺤﺒ ﺘﻪ ﻟﻠﺨﻴﺮ ..ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻜﺘﺐ ﺣﺎﺟﺘﻚ .. وﻣﺜﻠﻪ ﻟﻮ أردت ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ أﺑﻴﻚ أو أﺧﻴﻚ أو – ﻣﻦ ﻳ ﺪري رﺑﻤ ﺎ – زوﺟ ﺘﻚ ..ﻳﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻘ ﺪم ﻗ ﺒﻠﻬﺎ ﺑﻤﻘﺪﻣﺔ .. ﻓﻠ ﻮ دﻋ ﻮت ﻧﻔﺮًا ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻚ إﻟﻰ ﻣﺄدﺑﺔ ﻏﺪاء .. وأردت أن ﺗﺨﺒﺮ زوﺟﺘﻚ ﻟﺘﻌﺪ اﻟﻄﻌﺎم وﺗﻬﻴﺊ اﻟﺒﻴﺖ
196
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
..ﻟﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻘ ﻮل ﻗ ﺒﻞ ذﻟ ﻚ ..ﺑﺼ ﺮاﺣﺔ ﻃﻌﺎﻣ ﻚ ﻟﺬﻳ ﺬ ..ﺟﻤﻴﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻳﻔﺮﺣﻮن إذا دﻋ ﻮﺗﻬﻢ ﻷﺟ ﻞ أن ﻳﺄآﻠ ﻮا ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﻞ ﻳ ﺪك .. ﺗﺼ ﺪﻗﻴﻦ !! ﻟﻘ ﺪ أآﻠ ﺖ ﻓ ﻲ أرﻗﻰ اﻟﻤﻄﺎﻋﻢ .. وﻣ ﺎ ذﻗﺖ ﻟﺬة آﻠﺬة ﻃﻌﺎﻣﻚ أﺑﺪًا ..وﺑﺼﺮاﺣﺔ رأﻳ ﺖ اﻟ ﺒﺎرﺣﺔ ﺻ ﺪﻳﻘ ًﺎ ﻟ ﻲ ﺟ ﺎء ﻣ ﻦ ﺳﻔﺮ .. وﻣ ﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺗﻐﺪ ﻣﻌﻲ ﻏﺪًا .. ﻓ ﺘﻔﺎﺟﺄت ﺑ ﻪ أن واﻓ ﻖ !!..ﻓﺪﻋ ﻮت ﻣﻌ ﻪ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء ..ﻓﻠﻴ ﺘﻚ ﺗﻌﻤﻠ ﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ .. ه ﺬا اﻷﺳﻠﻮب أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺻﺮاﺧﻚ إذا دﺧﻠﺖ ﺑﻴﺘﻚ :ﻳﺎ ﻓﻼﻧﺔ ..ﻓﻼﻧﺔ .. ﻓﺘﺠﻴ ﺒﻚ :ﻟﺒ ﻴﻚ ..أﻧ ﺎ ﻗﺎدﻣ ﺔ ..وه ﻲ ﺗﻈ ﻦ أﻧﻚ ﺳﺘﺪﻋﻮهﺎ إﻟﻰ ﻧﺰهﺔ .. ﻓ ﺘﻘﻮل :ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ..ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ..اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .. اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ..ﻋ ﻨﺪي رﺟ ﺎل ﺳ ﻴﺄﺗﻮن ..ﻻ ﺗﺘﺄﺧ ﺮي ﺑﺎﻟﻐﺪاء ..واﻧﺘﺒﻬﻲ أﺛﻨﺎء إﻋﺪادﻩ .. و .. وﻣ ﺜﻠﻪ ﻟ ﻮ أردت أن ﺗﻄﻠﺐ إﺟﺎزة ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮك .. أو ﺗﺨﺒﺮ أﻣﻚ أو أﺑﺎك ﺑﺨﺒﺮ .. وﻗ ﺪ ﻗ ﺮأت ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺮة اﻟﻨﺒ ﻲ اﻷآ ﺮم .. εﻣ ﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .. آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ρﻗ ﺪ رﺿﻊ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻦ دﻳﺎر هﻮازن ..وآﺎن ﻳﺮﺟﻮ أن ﻳﺴﻠﻤﻮا .. ﻓ ﺒﻠﻐﻪ ..أن ه ﻮازن ﻗ ﺪ ﺟﻤﻌ ﺖ ﺟﻤ ﻮﻋﻬﺎ .. ﻓﺨﺮج إﻟﻴﻬﻢ ..وﻗﺎﺗﻠﻬﻢ .. ﻓﻨﺼﺮ اﷲ ﻧﺒﻴﻪ ρﻋﻠﻴﻬﻢ ..ﻓﺴﺎق اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ .. ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρوه ﻮ ﻧﺎزل ﺑﺎﻟﺠﻌﺮاﻧﺔ .. وﻗ ﺪ ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ رﺟ ﺎﻟﻬﻢ ..وﺟﻌ ﻞ رﺳﻮل اﷲ ρاﻟﻨﺴﺎء واﻷﻃﻔﺎل ﻓﻲ ﻣﻜﺎن .. ﻓﻘﺎم ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻄﻴﺒﻬﻢ زهﻴﺮ ﺑﻦ ﺻﺮد ﻓﻘﺎل : ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إﻧﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻈﺎﺋ ﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎﻳﺎ ﺧﺎﻻﺗ ﻚ ..وﺣﻮاﺿ ﻨﻚ ..اﻟﻼﺗ ﻲ آ ﻦ ﻳﻜﻔﻠ ﻨﻚ .. وﻟ ﻮ أﻧ ﺎ ﻣﻠﺤﻨﺎ ﻻﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﻤﺮ ..أو اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺛ ﻢ أﺻ ﺎﺑﻨﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻨﺎ ﻣﻨﻚ ..رﺟﻮﻧﺎ ﻋﺎﺋﺪﺗﻬﻢ وﻋﻄﻔﻬﻢ .. وأﻧ ﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ﺧﻴﺮ اﻟﻤﻜﻔﻮﻟﻴﻦ ..ﺛﻢ أﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮل : اﻣﻨﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻓﻲ آﺮم ﻓﺈﻧﻚ اﻟﻤﺮء ﻧﺮﺟﻮﻩ و ﻧﻨﺘﻈﺮ اﻣﻨﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻮة ﻗﺪ آﻨﺖ ﺗﺮﺿﻌﻬﺎ إذ ﻓ ﻮك ﺗﻤﻠ ﺆﻩ ﻣ ﻦ ﻣﺤﻀ ﻬﺎ اﻟﺪرر ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ آﻤﻦ ﺷﺎﻟﺖ ﻧﻌﺎﻣﺘﻪ و اﺳﺘﺒﻖ ﻣﻨﺎ ﻓﺈﻧﺎ ﻣﻌﺸﺮ زهﺮ إﻧﺎ ﻟﻨﺸﻜﺮ ﺁﻻء و إن آﻔﺮت وﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻌﺪ هﺬا اﻟﻴﻮم ﻣﺪﺧﺮ ﻦ وﻗ ﺪ أدب اﷲ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ ..ﻓﻘ ﺎل َ ":ﻳ ﺎ َأ ﱡﻳ َﻬ ﺎ اﱠﻟﺬِﻳ َ ﺠﻮَا ُآ ْﻢ ي َﻧ ْ ﻦ َﻳ َﺪ ْ ﺟ ْﻴ ُﺘ ُﻢ اﻟ ﱠﺮﺳُﻮ َل َﻓ َﻘ ﱢﺪﻣُﻮا َﺑ ْﻴ َ ﺁ َﻣﻨُﻮا ِإذَا ﻧَﺎ َ ﺻ َﺪ َﻗ ًﺔ" ).. (99 َ وآﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ..إذا أرادت أن ﺗﺴﺘﻨﺠﺪ ﺑﺄﺣﺪ ..أو ﺗﻄﻠ ﺐ ﻋ ﻮﻧﻪ ..أول ﻣ ﺎ ﺗﻠﺠ ﺄ إﻟﻰ اﻟﻜﻼم واﻷﺷﻌﺎر ..ﻓﺘﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﺎﻻ ﺗﻔﻌﻠﻪ اﻟﺴﻴﻮف .. ﻟﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻞ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρﻳ ﺮﻳﺪ اﻟﻌﻤ ﺮة ..ﺧﺎﻓ ﺖ ﻗﺮﻳﺶ .. وآ ﺎد اﻟﻨﺒ ﻲ ρأن ﻳﻘ ﺎﺗﻠﻬﻢ ..ﻟ ﻮﻻ أﻧﻬ ﻢ ..أﻟﺤ ﻮا ﻋﻠ ﻴﻪ ﺣﺘ ﻰ آ ﺘﺐ ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑﻴ ﻨﻬﻢ ..هﺪﻧﺔ ﻟﻤﺪة ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ..وﻗﻒ ﻟﻠﻘﺘﺎل .. وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒ ﻴﺔ ..ﻟﻤ ﺎ آ ﺘﺐ ..أﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﺷ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺒﺎﺋﻞ أن ﻳ ﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻬﺪﻩ دﺧﻞ وﻣﻦ ﺷﺎء أن ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻗﺮﻳﺶ وﻋﻬﺪهﻢ دﺧﻞ .. ﻓﺘﻮاﺛ ﺒﺖ ﺧ ﺰاﻋﺔ وﻗﺎﻟ ﻮا :ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﺪ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻬﺪﻩ .. وﺗﻮاﺛ ﺒﺖ ﺑ ﻨﻮ ﺑﻜ ﺮ وﻗﺎﻟ ﻮا :ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﺪ ﻗﺮﻳﺶ وﻋﻬﺪهﻢ .. وآﺎن ﺑﻴﻦ هﺬﻳﻦ اﻟﺤﻴﻴﻦ دﻣﺎء وﻗﺘﺎل .. واﺷ ﺘﺪت ﺿ ﻐﻴﻨﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﺰاﻋﺔ ..ﻟﻜ ﻨﻬﻢ ﺧﺎﻓ ﻮا أن ﻳﺼ ﻴﺒﻮهﻢ ﺑﺸ ﻲء ﻓﻴﻨﺘﺼ ﺮ ﻟﻬﻢ اﻟﻨﺒﻲ ρ .. ) ( 99
ﺳﻮرة اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ) .. ( 12
197
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﻀ ﻰ ﻣ ﻦ هﺪﻧ ﺔ اﻟﺤﺪﻳﺒ ﻴﺔ ..ﻧﺤ ﻮ اﻟﺴﺒﻌﺔ أو اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮًا .. ﻼ ﺑﻤﺎء ﻳﻘﺎل وﺛﺐ ﺑﻨﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﺰاﻋﺔ ..ﻟﻴ ً ﻟﻪ اﻟﻮﺗﻴﺮ ..وهﻮ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ..وﻃﻠﺒﻮا اﻹﻋﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻗﺮﻳﺶ :ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ وهﺬا اﻟﻠﻴﻞ وﻣﺎ ﻳﺮاﻧﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ .. ﻓﺄﻋﺎﻧ ﻮهﻢ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜ ﺮاع واﻟﺴ ﻼح .. وﻗﺎﺗﻠﻮهﻢ ﻣﻌﻬﻢ .. ﻓﻔﺰﻋﺖ ﺧﺰاﻋﺔ .. وﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ رﺟ ﺎﻟﻬﻢ وﻧﺴ ﺎﺋﻬﻢ وذرارﻳﻬﻢ .. ﻓﻠﻤ ﺎ رأى رﺟ ﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ وه ﻮ ﻋﻤ ﺮو ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ..ﻣ ﺎ ﺣ ﻞ ﺑﻘ ﻮﻣﻪ ..رآ ﺐ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ..وه ﺮب ﻣﻦ ﻳﺪ ﻗﺮﻳﺶ .. ﺣﺘﻰ ﻗﺪم ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻓﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓﺰﻋ ًﺎ ..ﻣﺼﺎﺑ ًﺎ ﻣﻜﺮوﺑ ًﺎ .. ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ..ﻋﻠ ﻴﻪ أﺛ ﺮ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ووﻋﺜﺎء اﻟﺴﻔﺮ .. ووﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي رﺳﻮل اﷲ .. ρﻓﻘﺎل : ﻳﺎ رب إﻧﻲ ﻧﺎﺷﺪ ﻣﺤﻤﺪًا ﺣﻠﻒ أﺑﻴﻪ وأﺑﻴﻨﺎ اﻷﺗﻠﺪا ﻗﺪ آﻨﺘﻢ ِوﻟْﺪًا وآﻨﺎ واﻟﺪًا ﺛﻤﺖ أﺳﻠﻤﻨﺎ ﻓﻠﻢ ﻧﻨﺰع ﻳﺪا ﻓﺎﻧﺼﺮ رﺳﻮل اﷲ ﻧﺼﺮًا أﺑﺪا وادع ﻋﺒﺎد اﷲ ﻳﺄﺗﻮا ﻣﺪدا ﻓﻴﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ﻗﺪ ﺗﺠﺮدا إن ﺳﻴﻤﺎ ﺧﺴﻔ ًﺎ وﺟﻬﻪ ﺗﺮﺑﺪا ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻖ آﺎﻟﺒﺤﺮ ﻳﺠﺮي ﻣﺰﺑﺪا إن ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ أﺧﻠﻔﻮك اﻟﻤﻮﻋﺪا وﻧﻘّﻀﻮا ﻣﻴﺜﺎﻗﻚ اﻟﻤﺆآﺪا وﺟﻌﻠﻮا ﻟﻲ ﻓﻲ آﺪاء رﺻﺪًا وزﻋﻤﻮا أن ﻟﺴﺖ أدﻋﻮأﺣﺪا ﻓﻬﻢ أذل وأﻗﻞ ﻋﺪدًا هﻢ ﺑﻴﺘﻮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻮﺗﻴﺮ هﺠﺪا وﻗﺘﻠﻮﻧﺎ رآﻌ ًﺎ وﺳﺠﺪا ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ ρهﺬا اﻟﻜﻼم ..واﻟﺸﻌﺮ .. واﻟﻨﺪاء ..اﻧﺘﻔﺾ ..وﻏﻀﺐ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﻗﺎل " :ﻧﺼﺮت ﻳﺎ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ " .. ﺛﻢ ﻗﺎم ..ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ ..وأﻣﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺘﺠﻬﺰ ﻟﻠﺨﺮوج ﻟﻠﻘﺘﺎل .. ﻓﻔ ﺰع اﻟ ﻨﺎس ﻳﺘﺠﻬ ﺰون ..وه ﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤ ﻮن أﻳ ﻦ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﻘﺘﺎل .. وﻗ ﺪ ﺧﺸ ﻲ ρأن ﻳﺨﺒ ﺮ ﺑﻮﺟﻬ ﺘﻪ ..ﻓﻴﺼ ﻞ اﻟﺨﺒ ﺮ إﻟ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ ..وﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳﻌﻤ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺧﺒﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻐﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻼدهﻢ .. ورﺳ ﻮل اﷲ ..ρﻗ ﺪ اﺷ ﺘﺪ ﻏﻀ ﺒﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻟﺨﻴﺎﻧ ﺘﻬﻢ ..ﻓﻜ ﺎن ﻳﺘﺠﻬ ﺰ وﻳﻘ ﻮل :آ ﺄﻧﻜﻢ ﺑﺄﺑ ﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻗﺪ ﺟﺎءآﻢ ﻳﺸﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ وﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪة " . ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺧﺰاﻋﺔ ﺁﺧﺮﻳﻦ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ρ .. ﻓ ﻴﻬﻢ ﺑ ﺪﻳﻞ ﺑ ﻦ ورﻗ ﺎء ..ﺣﺘ ﻰ ﻗﺪﻣ ﻮا ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﺄﺧﺒﺮوﻩ ﺑﻤﺎ أﺻﻴﺐ ﻣﻨﻬﻢ ..وﻣﻈﺎهﺮة ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻨﻲ ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻓﻮﻋﺪهﻢ اﻟﻨﺒﻲ ρﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ..وﻗﺎل ﻟﻬﻢ " :ارﺟﻌﻮا ﻓﺘﻔ ﺮﻗﻮا ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻠﺪان " ..وﺧﺸ ﻲ أن ﺗﻌﻠ ﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺨﺒﺮهﻢ ﻣﻌﻪ ..ﻓﺘﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ..ﻗﺒﻞ وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻴﻬﻢ .. ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﻮا راﺟﻌﻴﻦ إﻟﻰ دﻳﺎرهﻢ .. ﻓﻠﻘ ﻮا أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺑﻌﺴ ﻔﺎن ..ﻗ ﺪ ﺑﻌﺜ ﺘﻪ ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻳﺸﺪ اﻟﻌﻘﺪ وﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪة ..وﻗﺪ رهﺒﻮا أن ﻳﻜﻮن ﺑﻠﻐﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮا .. ﻼ ..ﺧﺸﻲ أن ﻳﻜﻮن أﻗﺒﻞ ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟﻘﻲ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﺪﻳ ً ﻣ ﻦ ﻋ ﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ .. ρﻓﻘﺎل :ﻣﻦ أﻳﻦ أﻗﺒﻠﺖ ﻳﺎ ﺑﺪﻳﻞ ؟ ﻓﻘﺎل ﺑﺪﻳﻞ :ﺳﺮت ﻓﻲ ﺧﺰاﻋﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ هﺬا اﻟﻮادي .. ﻓﺴﻜﺖ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن .. ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎوزﻩ ﺑﺪﻳﻞ ..أﻗﺒﻞ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن إﻟﻰ ﻣﺒﺮك ﻧﺎﻗﺔ ﺑ ﺪﻳﻞ ..ﻓﺄﺧ ﺬ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺮهﺎ ﻓﻔ ﺘﻪ ﺑ ﻴﺪﻩ ..ﻓ ﺮأى ﻓ ﻴﻪ ﻧﻮى اﻟﺘﻤﺮ ..ﻓﻌﻠﻢ أن اﻟﻨﺎﻗﺔ آﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﻬﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻄﻌﻤ ﻮن دواﺑﻬ ﻢ ﻧ ﻮى اﻟﺘﻤ ﺮ ..ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺳﻔﻴﺎن :أﺣﻠﻒ ﺑﺎﷲ ﻟﻘﺪ ﺟﺎء ﺑﺪﻳﻞ ﻣﺤﻤﺪًا .. ﺛﻢ ﻣﻀﻰ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ..
198
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﺣﺘ ﻰ وﺻﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﺑﻨﺘﻪ أم ﺣﺒﻴﺒﺔ زوج رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ أﻗ ﺒﻞ ﻟ ﻴﺠﻠﺲ ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاش رﺳﻮل اﷲ .. ρﻓﻄﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ .. ﻓﻘ ﺎل :ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺎ أدري أرﻏﺒﺖ ﺑﻲ ﻋﻦ هﺬا اﻟﻔﺮاش ..أو رﻏﺒﺖ ﺑﻪ ﻋﻨﻲ ؟ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :ﺑ ﻞ ه ﻮ ﻓ ﺮاش رﺳ ﻮل اﷲ ρوأﻧﺖ ﻣﺸ ﺮك ﻧﺠ ﺲ ..ﻓﻠ ﻢ أﺣ ﺐ أن ﺗﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮاﺷﻪ .. ﻓﻌﺠ ﺐ ﻣ ﻨﻬﺎ ..وﻗ ﺎل :ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻴﺔ واﷲ ﻟﻘ ﺪ أﺻﺎﺑﻚ ﺑﻌﺪي ﺷﺮ ! ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ .. ρ ﻓﻘ ﺎل :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ اﺷﺪد اﻟﻌﻘﺪ وزدﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪة .. ﻓﻘ ﺎل : ρوﻟ ﺬﻟﻚ ﻗ ﺪﻣﺖ ؟ هﻞ آﺎن ﻣﻦ ﺣﺪث ﻗﺒﻠﻜﻢ ؟! ﻗ ﺎل :ﻣﻌ ﺎذ اﷲ ! ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪﻧﺎ وﺻﻠﺤﻨﺎ ﻳﻮم اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ﻻ ﻧﻐﻴﺮ وﻻ ﻧﺒﺪل .. ﻓﺴ ﻜﺖ ﻋ ﻨﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ .. ρﻓﻜ ﺮر ﻋﻠ ﻴﻪ أﺑ ﻮ ﺳﻔﻴﺎن ..ورﺳﻮل اﷲ ρﻻ ﻳﺠﻴﺒﻪ .. ﻓﺨﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ .. ρ وأﺗ ﻰ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﻘﺎل :اﺷﻔﻊ ﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻤﺪ .. أن ﻳﺠ ﺪد اﻟﻌﻘ ﺪ ..وﻳ ﺰﻳﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪة ..أو اﻣﻨﻌﻨﻲ وﻗﻮﻣﻲ .. ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ :ﺟﻮاري ﻓﻲ ﺟﻮار رﺳﻮل اﷲ .. ρوﻻ أﻣﻨﻊ أﺣﺪًا ﻣﻨﻪ ..وأﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻮاﷲ ﻟﻮ وﺟﺪت اﻟﺬر ﺗﻘﺎﺗﻠﻜﻢ ﻷﻋﻨﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ .. ﻓﺨ ﺮج أﺑ ﻮ ﺳﻔﻴﺎن ..ﻓﺄﺗﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻓﻜﻠﻤ ﻪ ..ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب :أﻧﺎ أﺷﻔﻊ ﻟﻜﻢ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ρ؟ ﺑﻞ ﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ ﺣﻠﻔﻨﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ﻓﺄﺧﻠﻘﻪ اﷲ .. وﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ ﻣﺜﺒﺘ ًﺎ ﻓﻘﻄﻌﻪ اﷲ .. وﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ ﻣﻘﻄﻮﻋ ًﺎ ﻓﻼ وﺻﻠﻪ اﷲ ! ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ذﻟﻚ ..ﺗﻐﻴﺮ ..ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ُﻟﻄِﻢ .. ﻓﺨ ﺮج أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل :ﺟ ﺰﻳﺖ ﻣﻦ ذي رﺣﻢ ﺷﺮًا .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻳ ﺌﺲ ﻣﻤ ﺎ ﻋ ﻨﺪهﻢ دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻠ ﻲ ..
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : ﻳ ﺎ ﻋﻠ ﻲ أﻧ ﺖ أﻗ ﺮﺑﻬﻢ ﺑ ﻲ ﻧﺴ ﺒ ًﺎ ..ﻓﺎﺷ ﻔﻊ ﻟ ﻲ إﻟ ﻰ رﺳﻮل اﷲ .. ρ ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﻋﻠﻲ :ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ..إﻧﻪ ﻟﻴﺲ أﺣﺪ ﻣﻦ أﺻ ﺤﺎب رﺳ ﻮل اﷲ ρﻳﻔ ﺘﺎت ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ρ ﺑﺠ ﻮار ..أي ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻌﻪ ﻋ ﻦ أﺣ ﺪ إن أرادﻩ ..ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ اﻟﻬﻮى .. وأﻧ ﺖ ﺳ ﻴﺪ ﻗﺮﻳﺶ ..وأآﺒﺮهﺎ ..وأﻣﻨﻌﻬﺎ ..ﻓﺄﺟﺮ ﺑ ﻴﻦ ﻋﺸ ﻴﺮﺗﻚ ..واﻣ ﻨﻊ ﻧﻔﺴ ﻚ ..ﻳﻌﻨ ﻲ :ﺻ ﺢ ﺑﺎﻟﻨﺎس إﻧﻲ ﻗﺪ ﻣﻨﻌﺖ ﻧﻔﺴﻲ ..ﺛﻢ اﻟﺤﻖ ﺑﺄرﺿﻚ .. ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن :أو ﺗﺮى ذﻟﻚ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻲ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻗﺎل :ﻻ ..وﻟﻜﻦ هﻮ رأي أراﻩ .. ﻓﺨﺮج أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺛﻢ ﺻﺎح .. أﻻ إﻧ ﻲ ﻗ ﺪ أﺟ ﺮت ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ..وﻻ واﷲ ﻣﺎ أﻇﻦ أن ﻳﺨﻔﺮﻧﻲ أﺣﺪ .. ﻓﻘ ﺎم أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﻘ ﺎل :أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺎس إﻧﻲ ﻗﺪ أﺟﺮت ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس .. ﺛﻢ رآﺐ ﺑﻌﻴﺮﻩ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ .. ﻓﻠﻤﺎ أن ﻗﺪم ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻗﺎﻟﻮا :ﻣﺎ وراءك ؟ هﻞ ﺟﺌﺖ ﺑﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ أو ﻋﻬﺪ ؟ ﻗﺎل :ﻻ واﷲ ﻟﻘﺪ أﺑﻰ ﻋﻠﻲ .. وﻗ ﺪ ﺗﺘ ﺒﻌﺖ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﺖ ﻗ ﻮﻣ ًﺎ ﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻃﻮع ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻪ .. وﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺌﺖ ﻣﺤﻤ ﺪًا ﻓﻜﻠﻤ ﺘﻪ ..ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ رد ﻋﻠ ﻲ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﺛﻢ ﺟﺌﺖ اﺑﻦ أﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ وﺟﺪت ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮًا .. ﺛﻢ ﺟﺌﺖ ﻋﻤﺮ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ أﻋﺪى ﻋﺪو.. ﺛﻢ ﺟﺌﺖ ﻋﻠﻴ ًﺎ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ أﻟﻴﻦ اﻟﻘﻮم .. وﻗﺪ أﺷﺎر ﻋﻠﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﺻﻨﻌﺘﻪ ..ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ أدري هﻞ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ أم ﻻ ؟ ﻗﺎﻟﻮا :ﺑﻤﺎذا أﻣﺮك ؟ ﻗﺎل :أﻣﺮﻧﻲ أن أﺟﻴﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻔﻌﻠﺖ .. ﻗﺎﻟﻮا :هﻞ أﺟﺎز ذﻟﻚ ﻣﺤﻤﺪ ؟ ﻗﺎل :ﻻ .. ﻗﺎﻟﻮا :وﻳﺤﻚ ﻣﺎ زادك اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻟﻌﺐ ﺑﻚ .. ﻓﻤﺎ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ..
199
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
ﻓﻘﺎل :ﻻ واﷲ ﻣﺎ وﺟﺪت ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ .. ﻓﺎﻏ ﺘﻢ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ..ودﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻓﺤﺪﺛﻬﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻗﺒﺤﻚ اﷲ ﻣﻦ واﻓﺪ ﻗﻮم ! ﻓﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﺑﺨﻴﺮ .. ﺛﻢ أﻗﺒﻞ رﺳﻮل اﷲ .. ρإﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ .. ..ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﻳﻔﻬ ُﻢ .. اﻟﻠﻘﻤﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺗﺤﺘﺎج ﻟﻤﻀﻎ ﺟﻴﺪ ﻗﺒﻞ اﺑﺘﻼﻋﻬﺎ 90.ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤ ًﺎ أن ﺗﻨﺠﺢ داﺋﻤًﺎ .. آ ﺎن ﻓﻬﺪ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ -اﻟﻌﻨﻴﺪ اﻟﻤﻜﺎﺑﺮ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺮاء ﻓ ﺮأﻳﺎ ﺳ ﻮادًا راﺑﻀ ًﺎ ﻋﻠ ﻰاﻟﺘ ﺮاب ..ﺗﺨﻔ ﻴﻪ اﻟ ﺮﻳﺢ ﺗ ﺎرة وﺗﻈﻬ ﺮﻩ ﺗﺎرة .. اﻟﺘﻔﺖ ﻓﻬﺪ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ وﺳﺄﻟﻪ :ﺗﺘﻮﻗﻊ ..ﻣﺎ هﺬا ؟! ﻓﻘﺎل ﺻﺎﺣﺒﻪ :هﺬﻩ ﻋﻨﺰ !! ﻗﺎل ﻓﻬﺪ :ﺑﻞ ﻏﺮاب .. ﻗ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺒﻪ :أﻗ ﻮل ﻟﻚ :ﻋﻨﺰ ..ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻨﺰ .. ﻗﺎل ﻓﻬﺪ :ﻃﻴﺐ ﻧﻘﺘﺮب وﻧﺘﺄآﺪ .. اﻗﺘ ﺮﺑﺎ ..وﺟﻌ ﻼ ﻳﺮآ ﺰان اﻟﻨﻈ ﺮ أآﺜ ﺮ وأآﺜ ﺮ .. آﺎن واﺿﺤ ًﺎ أن اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻬﻤﺎ ﻏﺮاب !! ﻗﺎل ﻓﻬﺪ :ﻳﺎ أﺧﻲ ..واﷲ ﻏﺮاب .. ه ﺰ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ رأﺳ ﻪ ﺑﻜ ﻞ ﺣ ﺰام وﻗ ﺎل : ﻋﻨـﺰزززز ﺳ ﻜﺖ ﻓﻬ ﺪ ..واﻗﺘ ﺮﺑﺎ أآﺜﺮ ..ﻓﺸﻌﺮ اﻟﻐﺮاب ﺑﺎﻗﺘﺮاﺑﻬﻤﺎ ﻓﻄﺎاار .. ﻓﺼ ﺎح ﻓﻬ ﺪ :اﷲ أآﺒ ﺮ ..ﻏ ﺮاب ..أرأﻳ ﺖ ﻏ ﺮاب ..ﻃ ﺎر ..ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺒﻪ :ﻋﻨﻨﻨﻨـ ﺰ .. ﻟﻮ ﻃﺎر !! ﻟﻤﺎذا أوردت هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ؟ أوردﺗﻬ ﺎ ﻷﺟ ﻞ أن أﺑ ﻴﻦ :أن ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﺪﻣﺖ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻣﻀ ﻰ ﻣ ﻦ ﺻ ﻔﺤﺎت .. ﺗﺼﻠﺢ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ .. ﻟﻜ ﻦ ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻳﺒﻘ ﻰ أن ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻣﻬﻤ ﺎ
ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ ا ْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﺎرﺳﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﻬﺎرات ﻻ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻚ .. ﻓﻠ ﻮ ﻣﺎرﺳ ﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﻬﺎرة اﻟﻠﻤﺢ ..ﻓﻘﻠﺖ :ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ ﻣﺎ أﺟﻤﻞ ﺛﻴﺎﺑﻚ ..آﺄﻧﻚ ﻋﺮﻳﺲ ..وأﻧﺖ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣ ﻨﻪ أن ﻳﺘﺒﺴ ﻢ وﻳﺸ ﻜﺮك ﻋﻠ ﻰ ﻟﻄﻔ ﻚ ..ﻓﺈﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ..وإﻧﻤ ﺎ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻚ ﺷ ﺰرًا ..وﻳﻘﻮل : ﻃ ﻴﺐ ..ﻃ ﻴﺐ ..ﻻ ﺗﺠﺎﻣ ﻞ ..ﻻ ﺗﺴ ﺘﺨﻒ دﻣ ﻚ .. وﻧﺤ ﻮ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺒﺎرات اﻟﺴﺎﻣﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺧﺒﺮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس .. وﻣﺜﻠﻪ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻤﺎرس ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ ﻣﻬﺎرات ﻼ ..ﻓﻴﺤﻜ ﻲ ﻧﻜ ﺘﺔ ﺑﺎردة .. ..آﻤﻬ ﺎرة اﻟ ﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣ ﺜ ً ﻓﺘ ﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌ ﻪ ﺿ ﺎﺣﻜﺔ ..ﻓ ﻴﻘﻮل :ﻃ ﻴﺐ ..ﻻ ﺗﻐﺼﺒﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺤﻚ ؟!! إذا واﺟﻬ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻮﻋ ﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﺎﻋﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .. وﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺮﺑﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﺑﻨﻔﺴ ﻲ ..ﻧﻌ ﻢ واﷲ ﺟ ﺮﺑﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴ ﻲ ﻓ ﺮأﻳﺖ ﺁﺛﺎرهﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ..آﺒﺎرًا وﺻ ﻐﺎرًا ..ﺑﺴ ﻄﺎء وأذآﻴﺎء ..وأﺻﺤﺎب ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﻠ ﻴﺎ ..وﻃ ﻼب ﻋ ﻨﺪي ﻓ ﻲ اﻟﻜﻠﻴﺔ ..وﻣﻊ أوﻻدي ..ﻓﺮأﻳﺖ ﻟﻬﺎ أﻋﺎﺟﻴﺐ .. ﺑ ﻞ ﺟ ﺮﺑﺘﻬﺎ ﻣ ﻊ ﻣﺨ ﺘﻠﻒ اﻷﺟ ﻨﺎس واﻟﺠﻨﺴ ﻴﺎت .. ﻓﺮأﻳﺖ ﺁﺛﺎرهﺎ .. واﷲ إﻧﻲ ﻟﻚ ﻧﺎﺻﺢ .. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر .. هﻞ أﻧﺖ ﺟﺎد ﻓﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ؟ ﻼ واﺑﺪأ اﻵن 91.آﻦ ﺑﻄ ً أذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ دورة ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ..آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤﻀ ﻮر .. آﺎن ﺗﺄﺛﺮﻩ واﺿﺤ ًﺎ .. ﻻﺣﻈﺘﻪ ﻳﻜﺘﺐ آﻞ ﺷﺎردة وواردة .. ﻣﻀﺖ أﻳﺎم اﻟﺪورة اﻟﺜﻼﺛﺔ ..وﺗﻔﺮﻗﻨﺎ .. ﺑﻌ ﺪهﺎ ﺑﺸ ﻬﺮ أﻟﻘ ﻴﺖ اﻟ ﺪورة ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى .. ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ اﻟﺤﻀ ﻮر ..ﻓ ﺈذا ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ اﻷول !! ﺗﻤﻠﻜﻨﻲ اﻟﻌﺠﺐ !! ﻟﻤﺎذا ﻳﺤﻀﺮهﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى وهﻮ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻲ ﺳﺄﻋﻴﺪ اﻟﻜﻼم ﻧﻔﺴﻪ ! ﻟﻤ ﺎ أذن ﻟﻠﺼ ﻼة ..أﺧﺬﺗ ﻪ وﻣﺸ ﻴﺖ ﺑ ﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ .. وﺳ ﺄﻟﺘﻪ :ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ..ﻟﻤﺎذا ﺗﺤﻀﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى
200
ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ ِﺑـ َ
..وأﻧ ﺖ ﺗﻌﻠ ﻢ أﻧﻲ ﺳﺄﻋﻴﺪ اﻟﻜﻼم ﻧﻔﺴﻪ !! .. واﻟﻤﺬآﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ هﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﻤﺬآﺮة اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ !! واﻟﺸ ﻬﺎدة اﻟﺘ ﻲ ﺳﺘﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ه ﻲ اﻟﺸ ﻬﺎدة ﻧﻔﺴ ﻬﺎ !! ﻳﻌﻨ ﻲ ﻟ ﻦ ﺗﺴ ﺘﻔﻴﺪ ﺷﻴﺌ ًﺎ .. ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻲ :ﺗﺼ ﺪق !! واﷲ إن أﺻ ﺤﺎﺑﻲ وزﻣﻼﺋ ﻲ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻟ ﻲ :ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ أﻧﺖ ﺗﻐﻴﺮت ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﺮ .. ﻓﻔﻜ ﺮت ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﺈذا أﻧﺎ أﻃﺒﻖ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻬ ﺎرات ﻓ ﻲ اﻟ ﺪورة اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ..ﻓﺠ ﺌﺖ ﻷﺣﻀ ﺮ اﻟﺪورة ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﺘﺄآﻴﺪ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻬﺎرات .. ﻼ واﺑ ﺪأ إذا آ ﻨﺖ ﺟ ﺎدًا ﻓ ﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﻓﻜ ﻦ ﺑﻄ ً اﻵﺁﺁﺁن ..