. إستمتع بحياتك

Page 1

‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫آﺘﺎب ‪:‬‬

‫ِاﺳْـﺘـﻤـﺘِـ ْﻊ ﺑـِﺤـَﻴـﺎﺗـِﻚ‬ ‫ﻣﻬﺎرات وﻓﻨﻮن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ‬ ‫ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺑﺤﻮث ودورات وذآﺮﻳﺎت أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ‬

‫ﺴ َﻨ ٌﺔ [‬ ‫ﺣ َ‬ ‫ﺳ َﻮ ٌة َ‬ ‫ﷲ ُأ ْ‬ ‫ن َﻟ ُﻜ ْﻢ ﻓِﻲ َرﺳُﻮ ِل ا ِﱠ‬ ‫] َﻟ َﻘ ْﺪ آَﺎ َ‬

‫ﺑﻘﻠﻢ ‪ /‬د‪.‬ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟ ّﺮﺣﻤﻦ اﻟﻌﺮﻳﻔﻲ‬ ‫أﺳﺘﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ ‪ ،‬ﺧﻄﻴﺐ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺒﻮاردي ﺑﺎﻟﺮﻳﺎض‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻟﺪورات اﻟﺴﻌﺎدة وﻓﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﻋﻀﻮ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻋﻼم اﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم ﻣﺮآﺰ ﻧﺎﺻﺢ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻻﺳﺘﺸﺎرات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫‪1427/2/6‬هـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ‪2006/3/6‬م‬ ‫ﺗﻨﺒﻴﻪ هﺎم ﺟﺪًا ‪ :‬هﺬﻩ اﻟﻨﺴﺨﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺮ وﻻ‬ ‫ﻟﻠﻨﺸﺮ ‪ ،‬ﻓﺄرﺟﻮ ﻣﺮاﻋﺎة ذﻟﻚ ‪ ،‬وﻓﻖ اﷲ اﻟﺠﻤﻴﻊ ‪..‬‬ ‫ﺁﻣﻴﻦ ‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﻟﻤ ﺎ آ ﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮي وﻗﻊ ﻓﻲ‬ ‫ﻳ ﺪي‪ -‬آ ﺘﺎب " ﻓﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس " ﻟﻤﺆﻟﻔﻪ "‬ ‫داﻳﻞ آﺎرﻧﻴﺠﻲ " آﺎن آﺘﺎﺑ ًﺎ راﺋﻌ ًﺎ ﻗﺮأﺗﻪ ﻋﺪة ﻣﺮات‬ ‫‪..‬‬ ‫آ ﺎن آﺎﺗ ﺒﻪ اﻗﺘ ﺮح أن ﻳﻌ ﻴﺪ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻗ ﺮاءﺗﻪ آ ﻞ‬ ‫ﺷ ﻬﺮ ‪ ..‬ﻓﻔﻌﻠ ﺖ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺟﻌﻠ ﺖ أﻃ ﺒﻖ ﻗﻮاﻋﺪﻩ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﺮأﻳﺖ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﺠﻴﺒﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن آﺎرﻧﻴﺠ ﻲ ﻳﺴ ﻮق اﻟﻘﺎﻋﺪة وﻳﺬآﺮ ﺗﺤﺘﻬﺎ أﻣﺜﻠﺔ‬ ‫ووﻗﺎﺋ ﻊ ﻟ ﺮﺟﺎل ﺗﻤﻴ ﺰوا ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬روزﻓﻠ ﺖ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻨﻜﻮﻟﻦ ‪ ..‬ﺟ ﻮزف ‪ ..‬ﻣﺎﻳ ﻚ ‪ ..‬ﻓﺒﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ‬ ‫ﻓ ﺮأﻳﺖ أن ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺮة رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ‬ ‫وﻣﻮاﻗ ﻒ اﻟﻤﺘﻤﻴ ﺰﻳﻦ ﻣ ﻦ رﺟ ﺎل أﻣﺘ ﻨﺎ ﻣ ﺎ ﻳﻐﻨﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﺪأت ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟﺤ ﻴﻦ أؤﻟ ﻒ ه ﺬا اﻟﻜ ﺘﺎب ﻓ ﻲ ﻓﻦ‬ ‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﺬا اﻟﻜ ﺘﺎب اﻟ ﺬي ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪﻳﻚ ﻟ ﻴﺲ وﻟ ﻴﺪ ﺷﻬﺮ أو‬ ‫ﺳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ه ﻮ ﻧﺘ ﻴﺠﺔ دراﺳ ﺎت ﻗﻤ ﺖ ﺑﻬ ﺎ ﻟﻤ ﺪة ﻋﺸ ﺮﻳﻦ‬ ‫ﻋﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻲ ﺑﺘﺄﻟ ﻴﻒ ﻗ ﺮاﺑﺔ‬ ‫ﻦ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫وﻣ ﻊ أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﻗ ﺪ ﻣ ﱠ‬ ‫اﻟﻌﺸ ﺮﻳﻦ ﻋﻨﻮاﻧ ًﺎ إﻟﻰ اﻵن ‪ ..‬إﻻ أﻧﻲ أﺟﺪ أن أﺣﺐ‬ ‫ﻲ وأﻏﻼه ﺎ إﻟ ﻰ ﻗﻠﺒ ﻲ ‪ ..‬وأآﺜ ﺮهﺎ ﻓﺎﺋ ﺪة‬ ‫آﺘﺒ ﻲ إﻟ ﱠ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ‪ -‬ﻓﻴﻤﺎ أﻇﻦ – هﻮ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ‪..‬‬ ‫آﺘ ﺒﺖ آﻠﻤﺎﺗﻪ ﺑﻤﺪاد ﺧﻠﻄﺘﻪ ﺑﺪﻣﻲ ‪ ..‬ﺳﻜﺒﺖ روﺣﻲ‬ ‫ﺑﻴﻦ أﺳﻄﺮﻩ ‪ ..‬ﻋﺼﺮت ذآﺮﻳﺎﺗﻲ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ آﻠﻤﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ إﻟﻰ اﻟﻘﻠﺐ ‪..‬‬ ‫وأﻗﺴ ﻢ أﻧﻬ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ ﻗﻠﺒ ﻲ ﻣﺸ ﺘﺎﻗﺔ أن ﻳﻜ ﻮن‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﺮهﺎ ﻗﻠﺒﻚ ‪ ..‬ﻓﺮﺣﻤﺎك ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ أﻋﻈ ﻢ ﺳ ﺮوري ﻟ ﻮ ﻋﻠﻤ ﺖ أن ﻗﺎرﺋ ًﺎ أو ﻗﺎرﺋ ﺔ‬ ‫ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟ ﻮرﻗﺎت ﻃ ﺒﻖ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺸﻌﺮ وﺷﻌﺮ ﻏﻴﺮﻩ‬ ‫ﺑﺘﻄﻮر ﻣﻬﺎراﺗﻪ ‪ ..‬وازدادت ﻣﺘﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﻄﺮ ﺑﻴﻤﻴ ﻨﻪ اﻟﻄﺎه ﺮة – ﻣﺸ ﻜﻮرًا ‪ -‬رﺳﺎﻟﺔ ﻋﺒﺮ‬ ‫ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋ ﻦ رأﻳ ﻪ ‪ ..‬وﺻ ّﻮر ﻣﺸ ﺎﻋﺮﻩ ﺑﺼ ﺪق‬ ‫وﺻﺮاﺣﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ أرﺳﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺑﺮﻳﺪ أو رﺳﺎﻟﺔ ﺟﻮال‬ ‫‪ sms‬إﻟ ﻰ آﺎﺗ ﺐ ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﻄﻮر ‪ ..‬ﻷآ ﻮن ﻟﻠﻄﻔ ﻪ‬ ‫ﺷﺎآﺮًا ‪ ..‬وﺑﻈﻬﺮ اﻟﻐﻴﺐ ﻟﻪ داﻋﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳ ﻨﻔﻊ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟ ﻮرﻗﺎت ‪ ..‬وأن ﻳﺠﻌﻠﻬ ﺎ‬ ‫ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻮﺟﻬﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ‪..‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫آﺘﺒﻪ اﻟﺪاﻋﻲ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ‪/‬‬ ‫د‪.‬ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻌﺮﻳﻔﻲ‬

‫ﺑﺪاﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﻘﺮأ آﺘﺎﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﺑﻞ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن‬ ‫ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫‪ 1.‬هﺆﻻء ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪوا ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أن رﺳ ﺎﻟﺔ ﺟﺎءﺗﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ هﺎﺗﻔ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﺤﻤ ﻮل ‪ ..‬ﻧﺼ ﻬﺎ ‪ :‬ﻓﻀ ﻴﻠﺔ اﻟﺸ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻣ ﺎ‬ ‫ﺣﻜﻢ اﻻﻧﺘﺤﺎر ؟‬ ‫ﻓﺎﺗﺼ ﻠﺖ ﺑﺎﻟﺴ ﺎﺋﻞ ﻓﺄﺟ ﺎب ﺷ ﺎب ﻓ ﻲ ﻋﻤ ﺮ‬ ‫اﻟﺰهﻮر ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ‪ :‬ﻋﻔﻮًا ﻟﻢ أﻓﻬﻢ ﺳﺆاﻟﻚ ‪..‬‬ ‫أﻋﺪ اﻟﺴﺆال !‬ ‫ﻓﺄﺟ ﺎب ﺑﻜ ﻞ ﺗﻀ ﺠﺮ ‪ :‬اﻟﺴ ﺆال واﺿ ﺢ ‪ ..‬ﻣ ﺎ‬ ‫ﺣﻜﻢ اﻻﻧﺘﺤﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄردت أن أﻓﺎﺟ ﺌﻪ ﺑﺠ ﻮاب ﻻ ﻳ ﺘﻮﻗﻌﻪ‬ ‫ﻓﻀﺤﻜﺖ وﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺴﺘﺤﺐ ‪..‬‬ ‫ﺻﺮخ ‪ :‬ﻣﺎذا ؟!‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬أﻗﻮل ﻟﻚ ‪ :‬ﺣﻜﻢ اﻻﻧﺘﺤﺎر أﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﺐ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻦ ﻣ ﺎ رأﻳﻚ أن ﻧﺘﻌﺎون ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺤﺮ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬؟‬ ‫ﺳﻜﺖ اﻟﺸﺎب ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻃﻴﺐ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﺘﺤﺮ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻷﻧ ﻲ ﻣ ﺎ وﺟﺪت وﻇﻴﻔﺔ ‪ ..‬واﻟﻨﺎس ﻣﺎ‬ ‫ﻼ أﻧﺎ إﻧﺴﺎن ﻓﺎﺷﻞ ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫ﻳﺤﺒﻮﻧﻨﻲ ‪ ..‬وأﺻ ً‬ ‫واﻧﻄﻠﻖ ﻳﺮوي ﻟﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻄﻮﻟﺔ ﺗﺤﻜﻲ ﻓﺸﻠﻪ‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ذاﺗﻪ ‪ ..‬وﻋﺪم اﺳﺘﻌﺪادﻩ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة‬ ‫ﺑﻤﺎ هﻮ ﻣﺘﺎح ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻗﺪرات ‪..‬‬ ‫وهﺬﻩ ﺁﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﻳﻨﻈﺮ أﺣﺪﻧﺎ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﻈﺮة دوﻧﻴﺔ ؟‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻠﺤ ﻆ ﺑﺒﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ اﻟﻮاﻗﻔ ﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ‬ ‫اﻟﺠ ﺒﻞ وﻳ ﺮى ﻧﻔﺴ ﻪ أﻗ ﻞ ﻣ ﻦ أن ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻘﻤﺔ آﻤﺎ وﺻﻠﻮا ‪ ..‬أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أن ﻳﺼﻌﺪ‬ ‫اﻟﺠﺒﻞ آﻤﺎ ﺻﻌﺪوا ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ ﻳﺘﻬﻴﺐ ﺻﻌﻮد اﻟﺠﺒﺎل *** ﻳﻌﺶ أﺑﺪ‬ ‫اﻟﺪهﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻔﺮ‬

‫‪2‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗ ﺪري ﻣ ﻦ اﻟ ﺬي ﻟ ﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ‪ ،‬وﻻ‬ ‫ﻣﻦ أي آﺘﺎب ﺁﺧﺮ ﻣﻦ آﺘﺐ اﻟﻤﻬﺎرات ؟!‬ ‫إﻧ ﻪ اﻟﺸ ﺨﺺ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ اﻟ ﺬي اﺳﺘﺴ ﻠﻢ ﻷﺧﻄﺎﺋ ﻪ‬ ‫وﻗ ﻨﻊ ﺑﻘﺪراﺗ ﻪ ‪ ،‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا ﻃﺒﻌ ﻲ اﻟ ﺬي ﻧﺸ ﺄت‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬وﺗﻌ ﻮدت ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ،‬وﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن أﻏﻴ ﺮ‬ ‫ﻃﺮﻳﻘﺘﻲ ‪ ..‬واﻟﻨﺎس ﺗﻌﻮدوا ﻋﻠﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻄﺒﻊ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ أن أآ ﻮن ﻣ ﺜﻞ ﺧﺎﻟ ﺪ ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ إﻟﻘﺎﺋ ﻪ ‪ ..‬أو‬ ‫أﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ ﺑﺸﺎﺷ ﺘﻪ ‪ ..‬أو زﻳﺎد ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس ﻟﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻬﺬا ﻣﺤﺎل ‪..‬‬ ‫ﺟﻠﺴ ﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺮ ﻋﺘﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ‪ ،‬آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻓ ﻴﻪ ﻋ ﻮام ﻣﺘﻮاﺿ ﻌﻮ‬ ‫اﻟﻘﺪرات ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻟﺸ ﻴﺦ ﻳ ﺘﺠﺎذب أﺣﺎدﻳ ﺚ ﻋﺎﻣ ﺔ ﻣ ﻊ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻤ ﺜﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ إﻻ واﺣﺪًا‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻪ ﺣﻖ اﻻﺣﺘﺮام ﻟﻜﺒﺮ ﺳﻨﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﻂ ‪..‬‬ ‫أﻟﻘ ﻴﺖ آﻠﻤ ﺔ ﻳﺴﻴﺮة ‪ ..‬ذآﺮت ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓﺘﻮى ﻟﻠﺸﻴﺦ‬ ‫اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎز ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻴﺖ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻣﻔﺘﺨ ﺮًا ‪ :‬أﻧ ﺎ‬ ‫واﻟﺸ ﻴﺦ اﺑ ﻦ ﺑ ﺎز آ ﻨﺎ زﻣ ﻼء ﻧ ﺪرس ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‬ ‫ﻋ ﻨﺪ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ ‪ ..‬ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ أﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻗ ﺪ اﻧﺒﻠﺠﺖ أﺳﺎرﻳﺮﻩ‬ ‫ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺔ ‪ ..‬آ ﺎن ﻓ ﺮﺣ ًﺎ ﺟ ﺪًا ﻷﻧ ﻪ ﺻ ﺎﺣﺐ‬ ‫ﻼ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺪهﺮ ‪..‬‬ ‫رﺟ ً‬ ‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻌﻠﺖ أردد ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪ :‬وﻟﻤﺎذا ﻳﺎ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻣﺎ‬ ‫ﺻﺮت ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ ﻣﺜﻞ اﺑﻦ ﺑﺎز ؟‬ ‫ﻣﺎ دام أﻧﻚ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﻮاﺻﻞ ‪..‬؟‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻤ ﻮت اﺑ ﻦ ﺑ ﺎز ﻓﺘﺒﻜ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻤﻨﺎﺑ ﺮ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺤﺎرﻳﺐ ‪ ..‬واﻟﻤﻜﺘﺒﺎت ‪ ..‬وﺗﺌﻦ أﻗﻮام ﻟﻔﻘﺪﻩ ‪..‬‬ ‫وأﻧ ﺖ ﺳ ﺘﻤﻮت ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺪه ﺮ ‪ ..‬وﻟﻌﻠ ﻪ ﻻ ﻳﺒﻜﻲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ أﺣﺪ ‪ ..‬إﻻ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ‪ ..‬أو ﻋﺎدة ‪!!..‬‬ ‫آﻠ ﻨﺎ ﻗ ﺪ ﻧﻘ ﻮل ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬ﻋ ﺮﻓﻨﺎ ﻓﻼﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وزاﻣﻠﻨﺎ ﻓﻼﻧ ًﺎ ‪ ..‬وﺟﺎﻟﺴﻨﺎ ﻓﻼﻧ ًﺎ !!‬ ‫وﻟ ﻴﺲ ه ﺬا ه ﻮ اﻟﻔﺨ ﺮ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ اﻟﻔﺨ ﺮ أن ﺗﺸ ﻤﺦ‬ ‫ﻓﻮق اﻟﻘﻤﺔ آﻤﺎ ﺷﻤﺦ ‪..‬‬ ‫ﻼ واﻋ ﺰم ﻣ ﻦ اﻵن أن ﺗﻄ ﺒﻖ ﻣ ﺎ ﺗﻘﺘ ﻨﻊ‬ ‫ﻓﻜ ﻦ ﺑﻄ ً‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺑﻨﻔﻌﻪ ﻣﻦ ﻗﺪرات ‪ ..‬آﻦ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻗﻠ ﺐ ﻋﺒﻮﺳﻚ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ‪ ..‬وآﺂﺑﺘﻚ ﺑﺸﺎﺷﺔ ‪..‬‬ ‫وﺑﺨﻠﻚ آﺮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻏﻀﺒﻚ ﺣﻠﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﺟﻌﻞ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ أﻓﺮاﺣ ًﺎ ‪ ..‬واﻹﻳﻤﺎن ﺳﻼﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﺳ ﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤ ﻴﺎﺗﻚ‪..‬ﻓﺎﻟﺤ ﻴﺎة ﻗﺼ ﻴﺮة ﻻ وﻗ ﺖ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻐﻢ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ آ ﻴﻒ ﺗﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ‪..‬ﻓﻬ ﺬا ﻣ ﺎ أﻟﻔﺖ اﻟﻜﺘﺎب‬ ‫ﻷﺟﻠﻪ‬ ‫آﻦ ﻣﻌﻲ وﺳﻨﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﺑﺈذن اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺑﻘﻲ ﻣﻌﻨﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺬي ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻌﺰﻳﻤﺔ واﻹﺻﺮار ﻋﻠﻰ أن‬ ‫ﻳﻄﻮر ﻣﻬﺎراﺗﻪ ‪ ..‬وﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻗﺪراﺗﻪ ‪..‬‬ ‫‪ 2.‬ﻣﺎذا ﺳﻨﺘﻌﻠﻢ ؟‬ ‫ﻳﺸ ﺘﺮك اﻟ ﻨﺎس ﻏﺎﻟ ﺒ ًﺎ ﻓ ﻲ أﺳ ﺒﺎب اﻟﺤ ﺰن‬ ‫واﻟﻔﺮح ‪..‬‬ ‫ﻓﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻳﻔﺮﺣﻮن إذا آﺜﺮت أﻣﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻳﻔﺮﺣﻮن إذا ﺗﺮﻗﻮا ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻳﻔﺮﺣﻮن إذا ﺷﻔﻮا ﻣﻦ أﻣﺮاﺿﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻳﻔﺮﺣﻮن إذا اﺑﺘﺴﻤﺖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺘﺤﻘﻘﺖ‬ ‫ﻟﻬﻢ ﻣﺮاداﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟ ﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬هﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻳﺤﺰﻧﻮن إذا‬ ‫اﻓﺘﻘ ﺮوا ‪ ..‬وﻳﺤ ﺰﻧﻮن إذا ﻣﺮﺿ ﻮا ‪..‬‬ ‫وﻳﺤﺰﻧﻮن إذا أُهﻴﻨﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ دام ذﻟ ﻚ آﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﺘﻌﺎل ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺮق‬ ‫ﻧ ﺪﻳﻢ ﻓ ﻴﻬﺎ أﻓ ﺮاﺣﻨﺎ ‪ ..‬وﻧ ﺘﻐﻠﺐ ﺑﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫أﺗﺮاﺣﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﺳ ﻨﺔ اﻟﺤ ﻴﺎة أن ﻳ ﺘﻘﻠﺐ اﻟﻤ ﺮء ﺑ ﻴﻦ‬ ‫ﺣُﻠﻮ ٍة وﻣُﺮ ٍة ‪ ..‬أﻧﺎ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ هﺬا ‪..‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ ﻟﻤ ﺎذا ﻧﻌﻄ ﻲ اﻟﻤﺼ ﺎﺋﺐ واﻷﺣ ﺰان ﻓ ﻲ‬ ‫أﺣ ﻴﺎن آﺜﻴﺮة أآﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻨﻐﺘﻢ أﻳﺎﻣ ًﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻣ ﻊ إﻣﻜﺎﻧ ﻨﺎ أن ﻧﺠﻌ ﻞ ﻏﻤ ﻨﺎ ﺳ ﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫وﻧﺤ ﺰن ﺳ ﺎﻋﺎت ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ اﻟﺤﺰن‬ ‫‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ‪..‬؟!‬ ‫أﻋﻠ ﻢ أن اﻟﺤ ﺰن واﻟﻐ ﻢ ﻳﻬﺠﻤ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﻠﺐ‬ ‫وﻳﺪﺧﻼﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﺳﺘﺌﺬان ‪ ..‬وﻟﻜﻦ آﻞ ﺑﺎب‬ ‫ه ﻢ ﻳﻔ ﺘﺢ ﻓﻬ ﻨﺎك أﻟﻒ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻹﻏﻼﻗﻪ ‪ ..‬هﺬا‬ ‫ﻣﻤﺎ ﺳﻨﺘﻌﻠﻤﻪ ‪..‬‬

‫‪3‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗﻌﺎل إﻟﻰ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫آ ﻢ ﻧ ﺮى ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس اﻟﻤﺤﺒﻮﺑ ﻴﻦ ‪ ..‬اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻔ ﺮح‬ ‫اﻵﺧ ﺮون ﺑﻠﻘ ﺎﺋﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺄﻧﺴﻮن ﺑﻤﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ ‪ ..‬أﻓﻠﻢ‬ ‫ﺗﻔﻜﺮ أن ﺗﻜﻮن واﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬؟‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﺗﺮﺿﻰ أن ﺗﺒﻘﻰ داﺋﻤ ًﺎ ﻣﻌﺠَـﺒ ًﺎ ) ﺑﻔﺘﺢ اﻟﺠﻴﻢ (‬ ‫وﻻ ﺗﺴﻌﻰ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺠِـﺒ ًﺎ ) ﺑﻜﺴﺮهﺎ ( !!‬ ‫هﻨﺎ ﺳﻨﺘﻌﻠﻢ آﻴﻒ ﺗﺼﺒﺢ آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا إذا ﺗﻜﻠ ﻢ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ أﻧﺼ ﺖ ﻟ ﻪ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس وﻣﻠ ﻚ أﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ ‪ ..‬وأﻋﺠ ﺒﻮا ﺑﺄﺳ ﻠﻮب‬ ‫آﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫وإذا ﺗﻜﻠﻤ ﺖ أﻧ ﺖ اﻧﺼ ﺮﻓﻮا ﻋ ﻨﻚ ‪ ..‬وﺗﻨﺎزﻋ ﺘﻬﻢ‬ ‫اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ؟!‬ ‫ﻟﻤﺎذا ؟‬ ‫ﻣﻊ أن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻚ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أآﺜﺮ ‪ ..‬وﺷﻬﺎدﺗﻚ أﻋﻠﻰ‬ ‫‪ ..‬وﻣﻨﺼﺒﻚ أرﻓﻊ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا إذن اﺳ ﺘﻄﺎع ﻣﻠ ﻚ أﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ وﻋﺠ ﺰت أﻧ ﺖ‬ ‫؟!!‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا ذاك اﻷب ﻳﺤ ﺒﻪ أوﻻدﻩ وﻳﻔ ﺮﺣﻮن ﺑﻤ ﺮاﻓﻘﺘﻪ‬ ‫ﻓ ﻲ آ ﻞ ذه ﺎب وﻣﺠ ﻲء ‪ ..‬وﺁﺧ ﺮ ﻻ ﻳ ﺰال ﻳﻠ ﺘﻤﺲ‬ ‫ﻣ ﻦ أوﻻدﻩ ﻣ ﺮاﻓﻘﺘﻪ وه ﻢ ﻳﻌ ﺘﺬرون ﺑﺼ ﻨﻮف‬ ‫اﻷﻋﺬار ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ؟! أﻟﻴﺲ آﻼهﻤﺎ أب ؟!!‬ ‫وﻟﻤﺎذا ‪ ..‬وﻟﻤﺎذا ‪..‬‬ ‫ﺳﻨﺘﻌﻠﻢ هﻨﺎ آﻴﻔﻴﺔ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬ ‫أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺬب اﻟﻨﺎس ‪ ..‬واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺗﺤﻤﻞ أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﺻﺤﺎب اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻤﺆذﻳﺔ ‪..‬‬ ‫إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻤﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﻚ ‪..‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻋﺠﺒ ًﺎ !! أﻟﻴﺴﺖ اﻟﻤﺪارس ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻜﻔﻠﻬﻢ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬آ ﺬﻟﻚ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ‪ ..‬أﻟﻴﺴ ﺖ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﺗﺼﺮف ﻟﻠﻄﻼب ﻣﻜﺎﻓﺂت ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺄﺷﺮح ﻟﻚ اﻟﻘﺼﺔ ‪..‬‬ ‫ت ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬هﺎ ِ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳﺘﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋ ﻨﺪﻧﺎ ﻃ ﻼب‬ ‫ﻧﺴ ﺒﺘﻬﻢ اﻟﻤ ﺌﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﻘ ﻞ ﻋ ﻦ ‪ .. %99‬ﻳﻤﻠﻚ‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟ ﺬآﺎء واﻟﻔﻬ ﻢ ﻗ ﺪرًا ﻟ ﻮ ُوزﱢع ﻋﻠ ﻰ أﻣ ﺔ‬ ‫ﻟﻜﻔﺎهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺗﺨ ﺮج وﻋ ﺰم أن ﻳﺴ ﺎﻓﺮ ﺧ ﺎرج ﻗ ﺮﻳﺘﻪ‬ ‫ﻟ ﻴﺪرس ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺐ أو اﻟﻬﻨﺪﺳ ﺔ ‪ ..‬أو‬ ‫اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ‪ ..‬أو اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗ ﺮ ‪ ..‬أو ﻏﻴ ﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﻌﻪ أﺑ ﻮﻩ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳﻜﻔ ﻲ ﻣ ﺎ ﺗﻌﻠﻤ ﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺟﻠﺲ ﻋﻨﺪي ﻟﺮﻋﻲ اﻟﻐﻨﻢ ‪..‬‬ ‫ﺻﺮﺧﺖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺷﻌﻮر ‪ :‬رﻋﻲ ﻏﻨﻢ !!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬رﻋﻲ ﻏﻨﻢ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻳﺠﻠﺲ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻋﻨﺪ أﺑﻴﻪ ﻳﺮﻋﻰ اﻟﻐﻨﻢ‬ ‫وﻓﻌ ً‬ ‫‪ ..‬وﺗﻤ ﻮت ه ﺬﻩ اﻟﻘ ﺪرات واﻟﻤﻬ ﺎرات ‪..‬‬ ‫وﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻨﻴﻦ وهﻮ راﻋﻲ ﻏﻨﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ﻗ ﺪ ﻳﺘ ﺰوج ‪ ..‬وﻳﺮزق ﺑﺄوﻻد ‪ ..‬وﻳﻤﺎرس‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ أﺳﻠﻮب أﺑﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻴﺮﻋﻮن اﻟﻐﻨﻢ !!‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬واﻟﺤﻞ؟!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬اﻟﺤ ﻞ أﻧ ﻨﺎ ﻧﻘﻨﻊ اﻷب ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام راﻋﻲ‬ ‫ﻏ ﻨﻢ ‪ ..‬ﺑﺒﻀ ﻊ ﻣ ﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎﻻت ‪ ..‬ﻧﺪﻓﻌﻬﺎ‬ ‫ﻧﺤ ﻦ ﻟ ﻪ ‪ ..‬ووﻟ ﺪﻩ اﻟ ﻨﺎﺑﻐﺔ ﻳﺴ ﺘﺜﻤﺮ ﻣﻮاه ﺒﻪ‬ ‫وﻗﺪراﺗ ﻪ ‪ ..‬وﻧ ﺘﻜﻔﻞ ﺑﻤﺼ ﺎرﻳﻒ اﻟ ﻮﻟﺪ أﻳﻀ ًﺎ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺨﺮج ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧﻔ ﺾ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺪرس رأﺳ ﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪:‬‬ ‫ﺣ ﺮام أن ﺗﻤ ﻮت اﻟﻤ ﻮاهﺐ واﻟﻘ ﺪرات ﻓ ﻲ‬ ‫ﺻﺪور أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ‪ ..‬وهﻢ ﻳﺘﺤﺴﺮون ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗﻔﻜ ﺮت ﻓ ﻲ آﻼﻣ ﻪ ﺑﻌ ﺪهﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺮأﻳﺖ أﻧ ﻨﺎ ﻻ‬ ‫ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻧﺼ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻘﻤ ﺔ إﻻ ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺔ‬ ‫ﻣﻬﺎرات ‪ ..‬أو اآﺘﺴﺎب ﻣﻬﺎرات ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫أﺗﺤ ﺪى أن ﺗﺠ ﺪ أﺣﺪًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ‪ ..‬ﺳﻮاء‬

‫آﻠﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﻨﺠﺎح أن ﺗﻜﺘﺸﻒ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ اﻵﺧﺮون ‪ ..‬إﻧﻤﺎ‬ ‫اﻟﻨﺠﺎح أن ﺗﻤﺎرس ﻣﻬﺎرات ﺗﻜﺴﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫‪ 3.‬ﻟﻤﺎذا ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻬﺎرات؟‬ ‫زرت إﺣﺪى اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻔﻘﻴﺮة ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬ ‫ﺟﺎءﻧ ﻲ ﺑﻌ ﺪهﺎ أﺣﺪ اﻟﻤﺪرﺳﻴﻦ اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﺎرج‬ ‫اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻲ ‪ :‬ﻧﻮد أن ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ آﻔﺎﻟﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻼب‬ ‫‪..‬‬

‫‪4‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻢ ‪ ..‬أو دﻋ ﻮة ‪ ..‬أو ﺧﻄﺎﺑﺔ ‪ ..‬أو ﺗﺠﺎرة ‪..‬‬ ‫أو ﻃﺐ ‪ ..‬أو هﻨﺪﺳﺔ ‪ ..‬أو آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫أو اﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ أﺳﺮﻳ ًﺎ ‪ ..‬آﺄب ﻧﺎﺟﺢ ﻣﻊ أوﻻدﻩ ‪ ..‬أو‬ ‫زوﺟﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أو اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ًﺎ ‪ ..‬آﺎﻟﻨﺎﺟﺢ ﻣﻊ ﺟﻴﺮاﻧﻪ وزﻣﻼﺋﻪ ‪..‬‬ ‫أﻋﻨ ﻲ اﻟﻨﺎﺟﺤ ﻴﻦ ‪ ..‬وﻻ أﻋﻨ ﻲ اﻟﺼ ﺎﻋﺪﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫أآﺘﺎف اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪!!..‬‬ ‫أﺗﺤ ﺪى أن ﺗﺠ ﺪ أﺣ ﺪًا ﻣ ﻦ ه ﺆﻻء ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﺮﺗﺒﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻨﺠﺎح ‪ ..‬إﻻ وهﻮ ﻳﻤﺎرس ﻣﻬﺎرات ﻣﻌﻴﻨﺔ – ﺷﻌﺮ‬ ‫أو ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ‪ -‬اﺳﺘﻄﺎع ﺑﻬﺎ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺠﺎح ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ ﻳﻤ ﺎرس ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻣﻬﺎرات ﻧﺎﺟﺤﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ‬ ‫‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳ ﺘﻌﻠﻢ ﺁﺧ ﺮون ﻣﻬ ﺎرات ﻓﻴﻤﺎرﺳ ﻮﻧﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻨﺠﺤﻮن ‪..‬‬ ‫ﻧﺤ ﻦ ه ﻨﺎ ﻧ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ هﺆﻻء اﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ‪ ..‬وﻧﺪرس‬ ‫ﺣ ﻴﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬وﻧ ﺮاﻗﺐ ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻨﻌ ﺮف آ ﻴﻒ‬ ‫ﻧﺠﺤ ﻮا ؟ وه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻧﺴ ﻠﻚ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ﻧﻔﺴ ﻪ‬ ‫ﻓﻨﻨﺠﺢ ﻣﺜﻠﻬﻢ ‪..‬؟‬ ‫اﺳ ﺘﻤﻌﺖ ﻗ ﺒﻞ ﻓﺘ ﺮة إﻟ ﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪ أﺛ ﺮﻳﺎء‬ ‫اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﺸ ﻴﺦ ﺳ ﻠﻴﻤﺎن ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ اﻟﺮاﺟﺤ ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ وﻓﻜﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺟﺒ ً‬ ‫رﺟ ﻞ ﻳﻤﻠ ﻚ اﻟﻤﻠ ﻴﺎرات ‪ ..‬ﺁﻻف اﻟﻌﻘ ﺎرات ‪ ..‬ﺑﻨ ﻰ‬ ‫ﻣﺌﺎت اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ‪ ..‬آﻔﻞ ﺁﻻف اﻷﻳﺘﺎم ‪..‬‬ ‫رﺟﻞ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻟﻨﺠﺎح ‪..‬‬ ‫ﺗﻜﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﺑﺪاﻳﺎﺗ ﻪ ﻗ ﺒﻞ ﺧﻤﺴ ﻴﻦ ﺳ ﻨﺔ ‪ ..‬آ ﺎن ﻣ ﻦ‬ ‫ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻤﻠﻚ إﻻ ﻗﻮت ﻳﻮﻣﻪ ورﺑﻤﺎ‬ ‫ﻻ ﻳﺠﺪﻩ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ !‪..‬‬ ‫ذآ ﺮ أﻧ ﻪ رﺑﻤ ﺎ ﻧﻈ ﻒ ﺑ ﻴﻮت ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻟﻴﻜﺴ ﺐ‬ ‫ﻼ ﻓﻲ دآﺎن‬ ‫رزﻗﻪ ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ واﺻﻞ ﻟﻴﻠﻪ ﺑﻨﻬﺎرﻩ ﻋﺎﻣ ً‬ ‫أو ﻣﺼﺮف ‪..‬‬ ‫ﺗﻜﻠﻢ آﻴﻒ آﺎن ﻓﻲ ﺳﻔﺢ اﻟﺠﺒﻞ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻻ زال ﻳﺼﻌﺪ‬ ‫ﺣﺘﻰ وﺻﻞ اﻟﻘﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻠﺖ أﺗﺄﻣﻞ ﻣﻬﺎراﺗﻪ وﻗﺪراﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪت أن آﺜﻴﺮًا‬ ‫ﻣ ﻨﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﺜﻠﻪ ﺑﺘﻮﻓ ﻴﻖ اﷲ ‪ ..‬ﻟ ﻮ ﺗﻌﻠ ﻢ‬ ‫ﻣﻬﺎرات وﺗﺪرب ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺛﺎﺑﺮ وﺛﺒﺖ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫أﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻬﺎرات ‪..‬‬ ‫ه ﻮ أن ﺑﻌﻀ ﻨﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻋ ﻨﺪﻩ ﻗ ﺪرات ﻋﻠ ﻰ اﻹﺑ ﺪاع‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ ﻏﺎﻓ ﻞ ﻋ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬أو ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺎﻋﺪﻩ أﺣ ﺪ ﻋﻠ ﻰ‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫إذآﺎﺋﻬﺎ ‪..‬‬ ‫آﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻹﻟﻘ ﺎء ‪ ..‬أو ﻓﻜﺮ ﺗﺠﺎري ‪ ..‬أو‬ ‫ذآﺎء ﻣﻌﺮﻓﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ ﻳﻜﺘﺸ ﻒ هﺬﻩ اﻟﻘﺪرات ﺑﻨﻔﺴﻪ ‪ ..‬أو ﻳﺬآﻲ‬ ‫ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات ﻣﺪرس ‪ ..‬أو ﻣﺴﺌﻮل وﻇﻴﻔﻲ‬ ‫‪ ..‬أو أخ ﻧﺎﺻﺢ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ أﻗﻠّﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﺗﺒﻘﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات ﺣﺒﻴﺴﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻳﻐﻠ ﺒﻬﺎ اﻟﻄ ﺒﻊ اﻟﺴ ﺎﺋﺮ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﺗﻤﻮت‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻬﺪهﺎ ‪..‬‬ ‫وﻧﻔﻘ ﺪ ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗﺎﺋﺪًا أو ﺧﻄﻴﺒ ًﺎ أو ﻋﺎﻟﻤ ًﺎ ‪ ..‬أو‬ ‫رﺑﻤﺎ زوﺟ ًﺎ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ أو أﺑ ًﺎ ﻧﺎﺻﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻧﺤﻦ هﻨﺎ ﺳﻨﺬآﺮ ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻧﺬآﺮك ﺑﻬﺎ‬ ‫إن آﺎﻧ ﺖ ﻋ ﻨﺪك ‪ ..‬وﻧ ﺪرﺑﻚ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ إن آ ﻨﺖ‬ ‫ﻓﺎﻗﺪًا ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬﻠ ّﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬ ‫إذا ﺻﻌﺪت اﻟﺠﺒﻞ ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻘﻤﺔ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﺗﻠﺘﻔﺖ ﻟﻠﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة ﺣﻮﻟﻚ ‪..‬‬ ‫اﺻﻌﺪ ﺑﺨﻄﻮات واﺛﻘﺔ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻘﻔﺰ ﻓﺘﺰل‬ ‫ﻗﺪﻣﻚ ‪..‬‬ ‫‪ 4.‬ﻃﻮر ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬ ‫ﺗﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس وﻋﻤ ﺮﻩ ﻋﺸ ﺮون‬ ‫ﺳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺮى ﻟ ﻪ أﺳ ﻠﻮﺑ ًﺎ وﻣ ﻨﻄﻘ ًﺎ وﻓﻜ ﺮًا‬ ‫ﻣﻌﻴﻨ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﺠﻠﺲ ﻣﻌﻪ وﻋﻤﺮﻩ ﺛﻼﺛﻮن ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻗﺪراﺗﻪ‬ ‫ﻲ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺘﻄﻮر ﻓﻴﻪ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫هﻲ ه َ‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﺗﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﺁﺧ ﺮﻳﻦ ﻓﺘﺠﺪهﻢ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون‬ ‫ﻣ ﻦ ﺣ ﻴﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﺗﺠ ﺪﻩ آ ﻞ ﻳ ﻮم ﻣ ﺘﻄﻮرًا ﻋ ﻦ‬ ‫اﻟ ﻴﻮم اﻟ ﺬي ﻗ ﺒﻠﻪ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗﻤ ﺮ ﺳ ﺎﻋﺔ إﻻ‬ ‫ارﺗﻔﻊ ﺑﻬﺎ دﻳﻨ ًﺎ أو دﻧﻴﺎ ‪..‬‬ ‫إذا أردت أن ﺗﻌﺮف أﻧﻮاع اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻌﺎل ﻧﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ أﺣﻮاﻟﻬﻢ واهﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺜ ً‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻣﺎ ﻳﻨﻤﻲ ﻓﻜﺮﻩ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ‬ ‫‪ ..‬وﻳﻄ ﻮر ذآ ﺎءﻩ ‪ ..‬وﻳﺴ ﺘﻔﻴﺪ ﻣ ﻦ ﺧﺒ ﺮات‬

‫‪5‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻣ ﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺤ ﻮارات اﻟﻬﺎدﻓ ﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻬﺎرات راﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎش ‪ ..‬واﻟﻠﻐﺔ‬ ‫‪ ..‬واﻟﻔﻬ ﻢ ‪ ..‬وﺳ ﺮﻋﺔ اﻟ ﺒﺪﻳﻬﺔ ‪ ..‬واﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﻨﺎﻇﺮة ‪ ..‬وأﺳﺎﻟﻴﺐ اﻹﻗﻨﺎع ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ ﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻔ ﻮﺗﻪ ﻣﺴﻠﺴ ﻞ ﻳﺤﻜ ﻲ‬ ‫ﻗﺼ ﺔ ﺣ ﺐ ﻓﺎﺷ ﻠﺔ ‪ ..‬أو ﻣﺴ ﺮﺣﻴﺔ ﻋﺎﻃﻔ ﻴﺔ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻓ ﻴﻠﻢ ﺧﻴﺎﻟ ﻲ ﻣﺮﻋﺐ ‪ ..‬أو أﻓﻼم ﻟﻘﺼﺺ اﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ‬ ‫ﺗﺎﻓﻬﺔ ‪ ..‬ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌ ﺎل ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺣ ﺎل اﻷول وﺣ ﺎل‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ‪ ..‬أو ﻋﺸﺮ ‪..‬‬ ‫أﻳﻬﻤ ﺎ ﺳ ﻴﻜﻮن أآﺜ ﺮ ﺗﻄ ﻮرًا ﻓ ﻲ ﻣﻬﺎراﺗ ﻪ ؟ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳ ﺘﻴﻌﺎب ؟ ﻓ ﻲ ﺳ ﻌﺔ اﻟ ﺜﻘﺎﻓﺔ ؟ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻹﻗ ﻨﺎع ؟ ﻓ ﻲ أﺳ ﻠﻮب اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻷﺣﺪاث ؟‬ ‫ﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ اﻷول ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ﺗﺠ ﺪ أﺳ ﻠﻮب اﻷول ﻣﺨ ﺘﻠﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﺸ ﻬﺎداﺗﻪ‬ ‫ﺑﻨﺼﻮص ﺷﺮﻋﻴﺔ ‪ ..‬أو أرﻗﺎم وﺣﻘﺎﺋﻖ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻓﺎﺳﺸ ﻬﺎداﺗﻪ ﺑﺄﻗ ﻮال اﻟﻤﻤﺜﻠ ﻴﻦ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﻐﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎل أﺣ ﺪهﻢ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض آﻼﻣﻪ ‪ ..‬واﷲ‬ ‫ﺳ َﻊ ﻳﺎ ﻋﺒﺪي وأﻧﺎ أﺳﻌﻰ ﻣﻌﺎك !!‬ ‫ﻳﻘﻮل ‪ِ :‬ا ْ‬ ‫ﻓﻨﺒﻬ ﻨﺎﻩ إﻟ ﻰ أن ه ﺬﻩ ﻟﻴﺴ ﺖ ﺁﻳ ﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ‬ ‫وﺳﻜﺖ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ اﻟﻌ ﺒﺎرة ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬي ذآ ﺮﻩ ه ﻮ ﻣ ﺜﻞ‬ ‫ﻣﺼﺮي اﻧﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذهﻨﻪ ﻣﻦ إﺣﺪى اﻟﻤﺴﻠﺴﻼت !!‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬آﻞ إﻧﺎء ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﻨﻀﺢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﺗﻌﺎل إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻗ ﺮاءة اﻟﺼ ﺤﻒ واﻟﻤﺠ ﻼت ‪ ..‬آ ﻢ ه ﻢ أوﻟ ﺌﻚ‬ ‫اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻬ ﺘﻤﻮن ﺑﻘ ﺮاءة اﻷﺧ ﺒﺎر اﻟﻤﻔ ﻴﺪة‬ ‫واﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺎت اﻟ ﻨﺎﻓﻌﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻄﻮﻳ ﺮ‬ ‫اﻟﺬات ‪ ..‬وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎرات ‪ ..‬وزﻳﺎدة اﻟﻤﻌﺎرف ‪..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ آ ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻜ ﺎدون ﻳﻠﺘﻔ ﺘﻮن إﻟ ﻰ ﻏﻴ ﺮ‬ ‫اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ ؟!‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺻﺎرت اﻟﺠﺮاﺋﺪ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺗﻜﺜﻴﺮ اﻟﺼﻔﺤﺎت‬ ‫اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺠﻠﺴﻬﺎ ‪ ..‬وأوﻗﺎﺗﻨﺎ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻧﺼﺮﻓﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬اﺣﺮص‬ ‫ﻓﺄﻧ ﺖ إذا أردت أن ﺗﻜ ﻮن رأﺳ ًﺎ ﻻ ذﻳ ً‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻋﻠ ﻰ ﺗﺘ ﺒﻊ اﻟﻤﻬ ﺎرات أﻳ ﻨﻤﺎ آﺎﻧ ﺖ ‪ ..‬درﱢب‬ ‫ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﺘﺤﻤﺴًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻨﻘﺼﻪ‬ ‫آﺎن ﻋﺒﺪ اﷲ رﺟ ً‬ ‫ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻬﺎرات ‪ ..‬ﺧﺮج ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻴﺼﻠﻲ اﻟﻈﻬﺮ ‪ ..‬ﻳﺴﻮﻗﻪ اﻟﺤﺮص‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة وﻳﺪﻓﻌﻪ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﻟﻠﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻳﺤﺚ ﺧﻄﺎﻩ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ أن ﺗﻘﺎم اﻟﺼﻼة‬ ‫ﻗﺒﻞ وﺻﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺮ أﺛﻨﺎء اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻨﺨﻠﺔ ﻓﻲ أﻋﻼهﺎ رﺟﻞ‬ ‫ﺑﻠﺒﺎس ﻣﻬﻨﺘﻪ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺈﺻﻼح اﻟﺘﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠﺐ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺬي ﻣﺎ اهﺘﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﻼة ‪ ..‬وآﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ إذاﻧ ًﺎ وﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ‬ ‫إﻗﺎﻣﺔ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﺼﺎح ﺑﻪ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ‪ :‬اﻧﺰل ﻟﻠﺼﻼة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻜﻞ ﺑﺮود ‪ :‬ﻃﻴﺐ ‪ ..‬ﻃﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﺠﻞ ‪ ..‬ﺻﻞ ﻳﺎ ﺣﻤﺎر !!‬ ‫ﻓﺼﺮخ اﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬أﻧﺎ ﺣﻤﺎر ‪ !!..‬ﺛﻢ اﻧﺘﺰع‬ ‫ﻋﺴﻴﺒ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻠﺔ وﻧﺰل ﻟﻴﻔﻠﻖ ﺑﻪ رأﺳﻪ !!‬ ‫ﻏﻄﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ وﺟﻬﻪ ﺑﻄﺮف ﻏﺘﺮﺗﻪ ﻟﺌﻼ‬ ‫ﻳﻌﺮﻓﻪ ‪ ..‬واﻧﻄﻠﻖ ﻳﻌﺪو إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻧﺰل اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻠﺔ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺧﺮج‬ ‫إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ وﺻﻠﻰ وارﺗﺎح ﻗﻠﻴ ً‬ ‫إﻟﻰ ﻧﺨﻠﺘﻪ ﻟﻴﻜﻤﻞ ﻋﻤﻠﻪ ‪..‬‬ ‫دﺧﻞ وﻗﺖ اﻟﻌﺼﺮ وﺧﺮج ﻋﺒﺪ اﷲ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻣ ّﺮ ﺑﺎﻟﻨﺨﻠﺔ ﻓﺈذا اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻮﻗﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ‪ ..‬آﻴﻒ اﻟﺤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺑﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﺸﺮ !! آﻴﻒ اﻟﺜﻤﺮ هﺬﻩ اﻟﺴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ :‬اﷲ ﻳﻮﻓﻘﻚ وﻳﺮزﻗﻚ ‪..‬‬ ‫وﻳﻮﺳﻊ ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺤﺮﻣﻚ أﺟﺮ ﻋﻤﻠﻚ‬ ‫وآﺪك ﻷوﻻدك ‪..‬‬ ‫اﺑﺘﻬﺞ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻬﺬا اﻟﺪﻋﺎء ‪ ..‬ﻓﺄﻣﻦ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﺪﻋﺎء وﺷﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ :‬ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أﻧﻚ ﻟﺸﺪة اﻧﺸﻐﺎﻟﻚ‬ ‫ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ أذان اﻟﻌﺼﺮ !! ﻗﺪ أذن اﻟﻌﺼﺮ‬ ‫‪ ..‬واﻹﻗﺎﻣﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻌﻠﻚ ﺗﻨﺰل ﻟﺘﺮﺗﺎح‬

‫‪6‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﺗﺪرك اﻟﺼﻼة ‪ ..‬وﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة أآﻤﻞ ﻋﻤﻠﻚ ‪ ..‬اﷲ‬ ‫ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻚ ﺻﺤﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬إن ﺷﺎء اﷲ ‪ ..‬إن ﺷﺎء اﷲ ‪..‬‬ ‫وﺑﺪأ ﻳﻨﺰل ﺑﺮﻓﻖ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ وﺻﺎﻓﺤﻪ‬ ‫ﺑﺤﺮارة ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬أﺷﻜﺮك ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺧﻼق‬ ‫اﻟﺮاﺋﻌﺔ ‪ ..‬أﻣﺎ اﻟﺬي ﻣﺮ ﺑﻲ اﻟﻈﻬﺮ ﻓﻴﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ أراﻩ‬ ‫ﻷﻋﻠﻤﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎر !!‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫إﻟ ﻰ ﻋﻤﺎﻣ ﺘﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ اﻟﻴﻮم ‪ ..‬وﻣﺎ‬ ‫أﺣﺴ ﻦ ﻟﺒﺎﺳ ﻚ ‪ ..‬ﺧﺎﺻ ﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻤﺎﻣ ﺔ‬ ‫اﻟﺨﻀﺮاء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺘﺎﺟﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺟﻞ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﺑﻴﻀﺎء ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻞ ﺧﻀﺮاء ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻴﻀﺎء ‪ ..‬اذهﺐ ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻳﻜﻠ ﻢ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬وﻳﻨﻈﺮ ﺑﻴﻦ‬ ‫اﻟﻔﻴ ﻨﺔ واﻷﺧ ﺮى إﻟﻰ ﻃﺮف ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ اﻟﻤﺘﺪﻟﻲ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ آ ﺘﻔﻪ ‪ ..‬ﻟﻴ ﺘﺄآﺪ أﻧﻬ ﺎ ﺑﻴﻀ ﺎء ‪ ..‬وﺻ ﻞ‬ ‫إﻟ ﻰ دآﺎﻧ ﻪ ‪ ..‬وﺣ ﺮك اﻟﻘﻔ ﻞ ﻟﻴﻔ ﺘﺤﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ‬ ‫إﻟﻴﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﻣﺎ أﺟﻤﻞ هﺬا‬ ‫اﻟﺼ ﺒﺎح ‪ ..‬ﺧﺎﺻ ﺔ ﻟﺒﺎﺳﻚ اﻟﺠﻤﻴﻞ ‪ ..‬وزادت‬ ‫ﺟﻤﺎﻟﻚ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺰرﻗﺎء ‪..‬‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻟﺘﺎﺟﺮ إﻟﻰ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻟﻴﺘﺄآﺪ ﻣﻦ ﻟﻮﻧﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻓ ﺮك ﻋﻴﻨ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ﻋﻤﺎﻣﺘ ﻲ‬ ‫ﺑﻴﻀﺎاااااء ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻞ زرﻗﺎء ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﺗﺤﺰن ‪ ..‬ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻪ‬ ‫‪ ..‬اﻟﻌﻤﺎﻣ ﺔ ﺑﻴﻀﺎء ‪ ..‬وﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﻘﻠﺐ‬ ‫أﻃﺮاﻓﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬وهﻮ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺼﺮف‬ ‫ﺟﻠﺲ ﻓﻲ دآﺎﻧﻪ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻦ ﻃﺮف ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬أه ً‬ ‫ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ !! ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ اﺷ ﺘﺮﻳﺖ ه ﺬﻩ‬ ‫اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺤﻤﺮاء ؟!‬ ‫ﻓﺼﺎح اﻟﺘﺎﺟﺮ ‪ :‬ﻋﻤﺎﻣﺘﻲ زرﻗﺎء ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻞ ﺣﻤﺮاء ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﺘﺎﺟ ﺮ ‪ :‬ﺑ ﻞ ﺧﻀ ﺮاء ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﺑ ﻞ‬ ‫ﺑﻴﻀﺎء ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬زرﻗﺎء ‪ ..‬ﺳﻮداء ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺿ ﺤﻚ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺻ ﺮخ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺑﻜ ﻰ ‪ ..‬وﻗ ﺎم‬ ‫ﻳﻘﻔﺰ !!‬ ‫ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﺣ ﺰم ‪ :‬ﻓﻠﻘ ﺪ آ ﻨﺖ أراﻩ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺷ ﻮارع اﻷﻧ ﺪﻟﺲ ﻣﺠ ﻨﻮﻧ ًﺎ ﻳﺤﺬﻓ ﻪ اﻟﺼ ﺒﻴﺎن‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺤﺼﻰ !!‬ ‫ﻓﺈذا آﺎن هﺆﻻء ﺑﻤﻬﺎرات ﺑﺪاﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮوا ﻃﺒﻊ‬ ‫رﺟﻞ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻏﻴﺮوا ﻋﻘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ﺑﺎﻟ ﻚ ﺑﻤﻬ ﺎرات ﻣﺪروﺳ ﺔ ‪ ..‬ﻣ ﻨﻮرة‬

‫ﻧﺘﻴﺠﺔ‬ ‫ﻣﻬﺎراﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ‬ ‫ﺗﺘﺤﺪد ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻌﻚ ‪..‬‬ ‫‪ 5.‬ﻻ ﺗﺒﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺒﻦ اﻟﻤﺴﻜﻮب ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻌﺘﺒ ﺮ ﻃ ﺒﻌﻪ اﻟ ﺬي ﻧﺸ ﺄ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻋﺮﻓﻪ اﻟﻨﺎس ﺑﻪ ‪ ..‬وﺗﻜﻮﻧﺖ ﻓﻲ أذهﺎﻧﻬﻢ اﻟﺼﻮرة‬ ‫اﻟﺬهﻨﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ‪ ..‬ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻻزﻣ ًﺎ ﻟﻪ‬ ‫ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻐﻴﻴ ﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﻴﺴﺘﺴ ﻠﻢ ﻟ ﻪ وﻳﻘ ﻨﻊ ‪ ..‬آﻤ ﺎ‬ ‫ﻳﺴﺘﺴ ﻠﻢ ﻟﺸ ﻜﻞ ﺟﺴ ﻤﻪ أو ﻟ ﻮن ﺑﺸ ﺮﺗﻪ ‪ ..‬إذ ﻻ‬ ‫ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﻐﻴﻴﺮ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻊ أن اﻟﺬآ ﻲ ﻳ ﺮى أن ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻟﻄ ﺒﺎع ﻟﻌﻠ ﻪ أﺳ ﻬﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻤﻼﺑﺲ !!‬ ‫ﻓﻄﺒﺎﻋ ﻨﺎ ﻟﻴﺴ ﺖ آﺎﻟﻠ ﺒﻦ اﻟﻤﺴ ﻜﻮب اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ‬ ‫ﺗﺪارآﻪ أو ﺟﻤﻌﻪ ‪ ..‬ﺑﻞ هﻲ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺑﺄﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﻣﻌﻴﻨﺔ أن ﻧﻐﻴﺮ ﻃﺒﺎع اﻟﻨﺎس‬ ‫‪ ..‬ﺑﻞ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ – رﺑﻤﺎ ‪!! -‬‬ ‫ذآﺮ اﺑﻦ ﺣﺰم ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻃﻮق اﻟﺤﻤﺎﻣﺔ ‪:‬‬ ‫أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻷﻧ ﺪﻟﺲ ﺗﺎﺟ ﺮ ﻣﺸ ﻬﻮر ‪ ..‬وﻗﻊ ﺑﻴﻨﻪ‬ ‫وﺑ ﻴﻦ أرﺑﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺘﺠﺎر ﺗ ﻨﺎﻓﺲ ‪ ..‬ﻓﺄﺑﻐﻀ ﻮﻩ ‪..‬‬ ‫وﻋ ﺰﻣﻮا ﻋﻠ ﻰ أن ﻳ ﺰﻋﺠﻮﻩ ‪ ..‬ﻓﺨ ﺮج ذات ﺻ ﺒﺎح‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺘﺠﻬ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﺘﺠﺮﻩ ‪ ..‬ﻻﺑﺴ ًﺎ ﻗﻤﻴﺼ ًﺎ أﺑﻴﺾ‬ ‫وﻋﻤﺎﻣﺔ ﺑﻴﻀﺎء ‪..‬‬ ‫ﻟﻘ ﻴﻪ أوﻟﻬ ﻢ ﻓﺤ ﻴﺎﻩ ﺛ ﻢ ﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ‬ ‫أﺟﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺼﻔﺮاء ‪..‬‬ ‫ﻲ ﺑﺼ ﺮُك ؟!! ه ﺬﻩ ﻋﻤﺎﻣ ﺔ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﺘﺎﺟ ﺮ ‪ :‬أﻋﻤ َ‬ ‫ﺑﻴﻀﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺑﻞ ﺻﻔﺮاء ‪ ..‬ﺻﻔﺮاء ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﺮآﻪ اﻟﺘﺎﺟﺮ وﻣﻀﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﺸ ﻰ ﺧﻄ ﻮات ﻟﻘ ﻴﻪ اﻵﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻓﺤ ﻴﺎﻩ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ‬

‫) ‪ ( 1‬اﻟﻘﺼﺔ ﻋﻠﻰ ذﻣﺔ اﺑﻦ ﺣﺰم ‪ ..‬رﺣﻤﻪ اﷲ ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺑﻨﺼ ﻮص اﻟﻮﺣﻴ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﻤﺎرﺳ ﻬﺎ اﻟﻤ ﺮء ﺗﻌ ﺒﺪًا ﷲ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻄﺒﻖ ﻣﺎ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻬﺎرات ﺣﺴﻨﺔ ﻟﺘﺴﻌﺪ ‪..‬‬ ‫وإن ﻗﻠﺖ ﻟﻲ ‪ :‬ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ‪ !..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺣﺎول ‪..‬‬ ‫وإن ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻ أﻋﺮف ‪ !! ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺗﻌﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ρ‬إﻧﻤﺎ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ اﻟﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻢ ‪..‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺷ ﺎآﻴ ًﺎ ﻣﺴﺘﺸ ﻴﺮًا ‪ ..‬وﻟ ﻮ ﻓ ﺘﺢ ﻣﻜﺘ ﺒﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻃﻠ ﻮع اﻟﺸ ﻤﺲ إﻟ ﻰ ﻏ ﺮوﺑﻬﺎ ‪ ..‬وﺁﻧ ﺎء اﻟﻠﻴﻞ‬ ‫وأﻃ ﺮاف اﻟ ﻨﻬﺎر ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ اﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻨﻪ أﺣ ﺪ أو‬ ‫رﻏﺐ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ؟!!‬ ‫إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا إذا دﺧﻞ ﺷﺨﺺ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺎم هﺶ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﻪ وﺑﺸ ﻮا ‪ ..‬وﻓﺮﺣﻮا ﺑﻠﻘﺎﺋﻪ‬ ‫‪ ..‬وود آﻞ واﺣﺪ ﻟﻮ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﺼ ﺎﻓﺤﻮﻧﻪ ﻣﺼ ﺎﻓﺤﺔ‬ ‫ﺑ ﺎردة ‪ -‬ﻋ ﺎدة أو ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ – ﺛﻢ ﻳﺘﻠﻔﺖ ﻳﺒﺤﺚ‬ ‫ﻟ ﻪ ﻋ ﻦ ﻣﻜ ﺎن ﻓ ﻼ ﻳﻜ ﺎد أﺣ ﺪ ﻳﻮﺳ ﻊ ﻟ ﻪ أو‬ ‫ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﻠﺠﻠﻮس إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ؟!!‬ ‫إﻧﻬ ﺎ ﻣﻬ ﺎرات ﺟ ﺬب اﻟﻘﻠ ﻮب واﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﻳﺪﺧﻞ أب إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻴﻬﺶ أوﻻدﻩ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻘﺒﻠﻮن إﻟﻴﻪ ﻓﺮﺣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻋﻠ ﻰ أوﻻدﻩ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬ ‫ﻳﻠﺘﻔﺘﻮن إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺑﻨﺎء ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬وﻓﻲ اﻷﻋﺮاس‬ ‫‪ ..‬وﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﺨ ﺘﻠﻒ اﻟ ﻨﺎس ﺑﻘ ﺪراﺗﻬﻢ وﻣﻬ ﺎراﺗﻬﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻳﺨ ﺘﻠﻒ‬ ‫اﻵﺧ ﺮون ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ اﻻﺣ ﺘﻔﺎء ﺑﻬ ﻢ أو‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﺎس وآﺴ ﺐ ﻣﺤﺒ ﺘﻬﻢ أﺳ ﻬﻞ‬ ‫ﻣﻤﺎ ﺗﺘﺼﻮر ‪!..‬‬ ‫ﻻ أﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺟﺮﺑﺘﻪ ﻣﺮارًا ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪت‬ ‫أن ﻗﻠ ﻮب أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻤﻜ ﻦ ﺻ ﻴﺪهﺎ ﺑﻄ ﺮق‬ ‫وﻣﻬ ﺎرات ﺳ ﻬﻠﺔ ‪ ..‬ﺑﺸ ﺮط أن ﻧﺼ ﺪق ﻓ ﻴﻬﺎ‬ ‫وﻧﺘﺪرب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻨﺘﻘﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫واﻟ ﻨﺎس ﻳﺘﺄﺛ ﺮون ﺑﻄ ﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ‪ ..‬وإن ﻟﻢ‬ ‫ﻧﺸﻌﺮ ‪..‬‬ ‫أﺗﻮﻟ ﻰ ﻣ ﻨﺬ ﺛ ﻼث ﻋﺸ ﺮة ﺳ ﻨﺔ اﻹﻣﺎﻣ ﺔ‬ ‫واﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻃﺮﻳﻘ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻳﻤ ﺮ ﺑ ﺒﻮاﺑﺔ ﻳﻘﻒ‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺣ ﺎرس أﻣ ﻦ ﻳﺘﻮﻟ ﻰ ﻓ ﺘﺤﻬﺎ وإﻏﻼﻗﻬ ﺎ‬ ‫‪..‬‬

‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫اﻟﺒﻄﻞ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﺎراﺗﻪ ‪ ..‬إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﺎرات اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ‬ ‫ﺗﻐﻴﻴﺮهﺎ !!‬ ‫‪ 6.‬آﻦ ﻣﺘﻤﻴﺰًا ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا ﻳ ﺘﺤﺎور اﺛ ﻨﺎن ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻓﻴﻨﺘﻬﻲ ﺣﻮارهﻤﺎ‬ ‫ﺑﺨﺼ ﻮﻣﺔ ‪ ..‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺤﺎور ﺁﺧﺮان وﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﺤﻮار‬ ‫ﺑﺄﻧﺲ ورﺿﺎ ‪..‬‬ ‫إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﺤﻮار ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﻳﺨﻄﺐ اﺛﻨﺎن اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺘ ﺮى اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﻋ ﻨﺪ اﻷول ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻣﺘ ﺜﺎﺋﺐ‬ ‫وﻧ ﺎﺋﻢ ‪ ..‬أو ﻋﺎﺑ ﺚ ﺑﺴ ﺠﺎد اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬أو ﻣﻐﻴ ﺮ‬ ‫ﻟﺠﻠﺴﺘﻪ ﻣﺮارًا ‪..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ اﻟﺤﺎﺿ ﺮون ﻋ ﻨﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﺸﺪون ﻣﺘﻔﺎﻋﻠﻮن‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺮﻣﺶ ﻟﻬﻢ ﻋﻴﻦ أو ﻳﻐﻔﻞ ﻟﻬﻢ ﻗﻠﺐ ‪..‬‬ ‫إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻹﻟﻘﺎء ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا إذا ﺗﺤ ﺪث ﻓ ﻼن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ أﻧﺼ ﺖ ﻟ ﻪ‬ ‫اﻟﺴﺎﻣﻌﻮن ‪ ..‬ورﻣﻮا إﻟﻴﻪ أﺑﺼﺎرهﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ إذا ﺗﺤ ﺪث ﺁﺧﺮ اﻧﺸﻐﻞ اﻟﺠﺎﻟﺴﻮن ﺑﺎﻷﺣﺎدﻳﺚ‬ ‫اﻟﺠﺎﻧﺒ ﻴﺔ ‪ ..‬أو ﻗ ﺮاءة اﻟﺮﺳ ﺎﺋﻞ ﻣ ﻦ ه ﻮاﺗﻔﻬﻢ‬ ‫اﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ ‪..‬‬ ‫إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﻜﻼم ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا إذا ﻣﺸ ﻰ ﻣﺪرس ﻓﻲ ﻣﻤﺮات ﻣﺪرﺳﺘﻪ رأﻳﺖ‬ ‫اﻟﻄ ﻼب ﺣ ﻮﻟﻪ ‪ ..‬ه ﺬا ﻳﺼﺎﻓﺤﻪ ‪ ..‬وذاك ﻳﺴﺘﺸﻴﺮﻩ‬ ‫‪ ..‬وﺛﺎﻟ ﺚ ﻳﻌ ﺮض ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬وﻟ ﻮ ﺟﻠ ﺲ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻜﺘﺒﻪ وﺳﻤﺢ ﻟﻠﻄﻼب ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻻﻣﺘﻸت ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﻟﺤﻈﺎت ‪ ..‬اﻟﻜﻞ ﻳﺤﺐ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺪرس ﺁﺧﺮ ‪ ..‬أو ﻣﺪرﺳﻮن ‪ ..‬ﻳﻤﺸﻲ أﺣﺪهﻢ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺘﻪ وﺣﺪﻩ ‪ ..‬وﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻤﺪرﺳﺔ‬ ‫وﺣ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻳﻘﺘﺮب ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ ‪ ..‬أو‬

‫‪8‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻗﺪ آﺎن ‪ ρ‬ﻗﺪوة ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫إذ أن ﻣ ﻦ ﺗﺘ ﺒﻊ ﺳ ﻴﺮﺗﻪ ‪ ..‬وﺟ ﺪ أﻧ ﻪ آ ﺎن‬ ‫ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻤﻬ ﺎرات أﺧﻼﻗ ﻴﺔ راﻗ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻌﺎﻣﻞ‬ ‫آ ﻞ أﺣ ﺪ ﻳﻠﻘ ﺎﻩ ﺑﻤﻬ ﺎرات ﻣﻦ اﺣﺘﻔﺎء وﺗﻔﺎﻋﻞ‬ ‫وﺑﺸﺎﺷ ﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻳﺸ ﻌﺮ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﺨﺺ أﻧ ﻪ‬ ‫أﺣﺐ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻜﻮن هﻮ أﻳﻀ ًﺎ‬ ‫‪ ρ‬أﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ أﺷ ﻌﺮهﻢ‬ ‫ﺑﻤﺤﺒﺘﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص ‪ τ‬داه ﻴﺔ ﻣ ﻦ ده ﺎة‬ ‫اﻟﻌ ﺮب ‪ ..‬ﺣﻜﻤ ﺔ وﻓﻄ ﻨﺔ وذآ ﺎ ًء ‪ ..‬ﻓﺄده ﻰ‬ ‫اﻟﻌﺮب أرﺑﻌﺔ ‪ ..‬ﻋﻤﺮو واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﺳﻠﻢ ﻋﻤﺮو وآﺎن رأﺳ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن إذا ﻟﻘ ﻲ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻖ رأى‬ ‫اﻟﺒﺸﺎﺷﺔ واﻟﺒﺸﺮ واﻟﻤﺆاﻧﺴﺔ ‪..‬‬ ‫وإذا دﺧﻞ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬رأى اﻻﺣﺘﻔﺎء‬ ‫واﻟﺴﻌﺎدة ﺑﻤﻘﺪﻣﻪ ‪..‬‬ ‫وإذا دﻋ ﺎﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻧ ﺎداﻩ ﺑﺄﺣ ﺐ اﻷﺳ ﻤﺎء‬ ‫إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺷ ﻌﺮ ﻋﻤ ﺮو ﺑﻬ ﺬا اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗ ﻲ ‪ ..‬ودوام‬ ‫اﻻه ﺘﻤﺎم واﻟﺘﺒﺴ ﻢ أﻧ ﻪ أﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓ ﺄراد أن ﻳﻘﻄ ﻊ اﻟﺸ ﻚ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣ ًﺎ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬وﺟﻠﺲ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أي اﻟﻨﺎس أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋﻤ ﺮو ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫؟ ﻟﺴﺖ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ أهﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬أﺑﻮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮو ‪ :‬ﺛﻢ ﻣﻦ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺛﻢ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺛﻢ أي ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﻌﺪد رﺟﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻓﻼن ‪ ..‬ﺛﻢ ﻓﻼن ‪..‬‬ ‫ﺑﺤﺴ ﺐ ﺳ ﺒﻘﻬﻢ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وﺗﻀ ﺤﻴﺘﻬﻢ‬ ‫ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﺖ ﻣﺨﺎﻓ ﺔ أن ﻳﺠﻌﻠﻨ ﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋﻤ ﺮو ‪ :‬ﻓﺴ ﻜ ّ‬ ‫ﺁﺧﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آﻴﻒ اﺳﺘﻄﺎع ‪ ρ‬أن ﻳﻤﻠﻚ ﻗﻠﺐ ﻋﻤﺮو‬ ‫ﺑﻤﻬﺎرات أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬

‫آﻨﺖ أﺣﺮص إذا ﻣﺮرت ﺑﻪ أن أﻣﺎرس ﻣﻌﻪ ﻣﻬﺎرة‬ ‫اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺷﻴﺮ ﺑﻴﺪي ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻣﺒﺘﺴﻤ ًﺎ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ‬ ‫واﺿ ﺤﺔ ‪ ..‬وﺑﻌ ﺪ اﻟﺼ ﻼة أرآ ﺐ ﺳ ﻴﺎرﺗﻲ راﺟﻌ ًﺎ‬ ‫ﻟﻠﺒﻴﺖ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻳﻜ ﻮن هﺎﺗﻔ ﻲ اﻟﻤﺤﻤ ﻮل ﻣﻠﻴ ﺌ ًﺎ‬ ‫ﺑﺎﺗﺼﺎﻻت ورﺳﺎﺋﻞ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ وردت أﺛﻨﺎء اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫ﻓﺄآ ﻮن ﻣﺸ ﻐﻮ ًﻻ ﺑﻘ ﺮاءة اﻟﺮﺳ ﺎﺋﻞ ﻓﻴﻔ ﺘﺢ اﻟﺤ ﺎرس‬ ‫اﻟﺒﻮاﺑﺔ وأﻏﻔﻞ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﺴﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺎﺟﺄت ﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﻮﻗﻔﻨﻲ وأﻧﺎ ﺧﺎرج وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪ !..‬أﻧﺖ زﻋﻼن ﻣﻨﻲ ؟!‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻷﻧﻚ وأﻧﺖ داﺧﻞ ﺗﺒﺘﺴﻢ وﺗﺴﻠﻢ وأﻧﺖ ﻓﺮﺣﺎن‬ ‫‪ ..‬أﻣ ﺎ وأﻧﺖ ﺧﺎرج ﻓﺘﻜﻮن ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺘﺴﻢ وﻻ ﻓﺮﺣﺎن‬ ‫!!‬ ‫ﻼ ﺑﺴ ﻴﻄ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﺪأ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻘﺴﻢ ﻟﻲ أﻧﻪ‬ ‫وآ ﺎن رﺟ ً‬ ‫ﻳﺤﺒﻨﻲ وﻳﻔﺮح ﺑﺮؤﻳﺘﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻋﺘﺬرت ﻣﻨﻪ وﺑﻴﻨﺖ ﻟﻪ ﺳﺒﺐ اﻧﺸﻐﺎﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻼ إﻟﻰ أن هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات ﻣﻊ ﺗﻌﻮدﻧﺎ‬ ‫ﺛ ﻢ اﻧﺘ ﺒﻬﺖ ﻓﻌ ً‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﺗﺼ ﺒﺢ ﻣ ﻦ ﻃﺒﻌ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻳﻼﺣﻈﻬ ﺎ اﻟ ﻨﺎس إذا‬ ‫ﻏﻔﻠﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫إﺿﺎءة ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﻜﺴﺐ اﻟﻤﺎل وﺗﻔﻘﺪ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺈن آﺴﺐ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻜﺴﺐ اﻟﻤﺎل ‪..‬‬ ‫‪ 7.‬أي اﻟﻨﺎس أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ؟‬ ‫ﺗﻜ ﻮن أﻗ ﻮى اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل ﻣﻬﺎرات‬ ‫اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ آ ﻞ أﺣ ﺪ‬ ‫ﻼ راﺋﻌ ًﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ أﻧﻪ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺎﻣ ً‬ ‫ﻼ راﺋﻌ ًﺎ ﻣﺸ ﺒﻌ ًﺎ ﺑﺎﻟ ﺘﻔﺎﻋﻞ‬ ‫ﻓﺘ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ أﻣ ﻚ ﺗﻌ ﺎﻣ ً‬ ‫واﻷﻧ ﺲ واﻻﺣ ﺘﻔﺎء إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺸﻌﺮ أن هﺬا‬ ‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗﻲ ﻟﻢ ﻳﻠﻘﻪ أﺣﺪ ﻣﻨﻚ ﻗﺒﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻊ أﺑﻴﻚ ‪ ..‬ﻣﻊ زوﺟﺘﻚ‬ ‫‪ ..‬أوﻻدك ‪ ..‬زﻣﻼﺋﻚ ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﻗﻞ ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎهﻢ ﻣﺮة واﺣﺪة‬ ‫‪ ..‬آﺒﺎﺋﻊ ﻓﻲ دآﺎن ‪ ..‬أو ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ وﻗﻮد ‪..‬‬ ‫آ ﻞ ه ﺆﻻء ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺠﻤﻌﻮن ﻋﻠﻰ أﻧﻚ‬ ‫أﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﻢ إذا أﺷﻌﺮﺗﻬﻢ أﻧﻬﻢ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس‬ ‫إﻟﻴﻚ ‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺑ ﻞ آ ﺎن ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻳﻨ ﺰل اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻳﺘ ﺮك أﺷ ﻐﺎﻟﻪ ﻷﺟﻠﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻹﺷ ﻌﺎرهﻢ ﺑﻤﺤﺒ ﺘﻪ‬ ‫ﻟﻬﻢ وﻗﺪرهﻢ ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎ ﺗﻮﺳﻊ ‪ ρ‬ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﺣﺎت وﺑﺪأ ﻳﻨﺘﺸﺮ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻞ ‪ ρ‬ﻳﺮﺳﻞ اﻟﺪﻋﺎة ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﺪﻋﻮة اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ إﻟﻰ‬ ‫اﻹﺳﻼم ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ اﺣﺘﺎج اﻷﻣﺮ أن ﻳﺮﺳﻞ ﺟﻴﺸ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋﻲ ‪ ..‬ﻣﻠﻜ ًﺎ اﺑﻦ ﻣﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﻗ ﻊ ﺑ ﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠ ﺘﻪ " ﻃ ﻲ " وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺮب‬ ‫‪ ..‬وآﺎن ﻋﺪي ﻗﺪ هﺮب ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻓﻠﻢ ﻳﺸﻬﺪهﺎ ‪..‬‬ ‫واﺣﺘﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮوم ﻓﻲ اﻟﺸﺎم ‪..‬‬ ‫وﺻﻞ ﺟﻴﺶ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻰ دﻳﺎر ﻃﻲء ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﺖ هﺰﻳﻤﺔ ﻃﻲء ﺳﻬﻠﺔ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻣﻠﻚ ﻳﻘﻮد ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﺟﻴﺶ ﻣﺮﺗﺐ ‪..‬‬ ‫وآﺎن اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﺣﺮوﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﺤﺴﻨﻮن إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻳﻌﻄﻔﻮن وهﻢ ﻓﻲ ﻗﺘﺎل ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺻﺪ آﻴﺪ ﻗﻮم ﻋﺪي ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫‪ ..‬وإﻇﻬﺎر ﻗﻮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﺳﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﻌﺾ ﻗﻮم ﻋﺪي ‪ ..‬وآﺎن ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻢ أﺧﺖ ﻟﻌﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀﻮا ﺑﺎﻷﺳﺮى إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﺣﻴﺚ رﺳﻮل اﷲ ‪ε‬‬ ‫‪ ..‬وأﺧﺒﺮوا اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﻔﺮار ﻋﺪي إﻟﻰ اﻟﺸﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠﺐ ‪ ε‬ﻣﻦ ﻓﺮارﻩ !! آﻴﻒ ﻳﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ؟ آﻴﻒ‬ ‫ﻳﺘﺮك ﻗﻮﻣﻪ ؟‬ ‫وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻋﺪي ﺳﺒﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﻄ ﺐ اﻟﻤﻘ ﺎم ﻟﻌ ﺪي ﻓ ﻲ دﻳ ﺎر اﻟ ﺮوم ‪ ..‬ﻓﺎﺿﻄﺮ‬ ‫ﻟﻠ ﺮﺟﻮع ﻟ ﺪﻳﺎر اﻟﻌ ﺮب ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ﺑ ﺪًا ﻣ ﻦ أن‬ ‫ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﻘﺎء اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬وﻣﺼﺎﻟﺤﺘﻪ ‪ ..‬أو‬ ‫اﻟﺘﻔﺎهﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻳﺮﺿﻴﻬﻤﺎ ‪.. (2) ..‬‬ ‫ﻳﻘﻮل ﻋﺪي وهﻮ ﻳﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ذهﺎﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺎ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب آﺎن أﺷﺪ آﺮاهﺔ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﻣﻨﻲ ‪..‬‬ ‫وآﻨﺖ ﻋﻠﻰ دﻳﻦ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ‪..‬‬ ‫وآﻨﺖ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻲ ‪.‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﺖ ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬آﺮهﺘﻪ آﺮاهﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة‬ ‫‪..‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫وﻗﻴﻞ إن أﺧﺘﻪ هﻲ اﻟﺘﻲ ذهﺒﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﺎم وردﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺮب ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﺮوم ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺼﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻜﺮهﺖ ﻣﻜﺎﻧﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬واﷲ ﻟﻮ أﺗﻴﺖ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﺈن آﺎن‬ ‫آﺎذﺑ ًﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻀ ﺮﻧﻲ ‪ ..‬وإن آ ﺎن ﺻﺎدﻗ ًﺎ ﻋﻠﻤﺖ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺪﻣﺖ ﻓﺄﺗﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﺟﻌ ﻞ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬ه ﺬا ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ‪ ..‬هﺬا‬ ‫ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺸ ﻴﺖ ﺣﺘ ﻰ أﺗﻴﺖ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ ρ‬ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ‪ :‬ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ؟‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮح اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﺑﻤﻘﺪﻣ ﻪ ‪ ..‬واﺣﺘﻔ ﻰ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻣﻊ‬ ‫أن ﻋﺪﻳ ًﺎ ﻣﺤﺎرب ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻓﺎ ٌر ﻣﻦ اﻟﺤﺮب‬ ‫ﺊ إﻟﻰ اﻟﻨﺼﺎرى‬ ‫‪ ..‬وﻣﺒﻐﺾ ﻟﻺﺳﻼم ‪ ..‬وﻻﺟ ٌ‬ ‫‪ ..‬وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻟﻘ ﻴﻪ ‪ ρ‬ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺷ ﺔ واﻟﺒﺸ ﺮ ‪..‬‬ ‫وأﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻳﺴﻮﻗﻪ ﻣﻌﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺪي وه ﻮ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﺮى أن‬ ‫اﻟﺮأﺳﻴﻦ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺎن ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻤﺤﻤ ﺪ ) ‪ ( ρ‬ﻣﻠ ﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬وﻋﺪي ﻣﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎل ﻃﻲ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻣﺤﻤ ﺪ ) ‪ ( ρ‬ﻋﻠ ﻰ دﻳ ﻦ ﺳﻤﺎوي " اﻹﺳﻼم‬ ‫" ‪ ..‬وﻋﺪي ﻋﻠﻰ دﻳﻦ ﺳﻤﺎوي " اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ‬ ‫" ‪..‬‬ ‫وﻣﺤﻤﺪ ) ‪ ( ρ‬ﻋﻨﺪﻩ آﺘﺎب ﻣﻨﺰل " اﻟﻘﺮﺁن "‬ ‫‪ ..‬وﻋﺪي ﻋﻨﺪﻩ آﺘﺎب ﻣﻨﺰل " اﻹﻧﺠﻴﻞ " ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻋ ﺪي ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﻻ ﻓ ﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ إﻻ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻘﻮة واﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻄﺮﻳﻖ وﻗﻌﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮاﻗﻒ ‪:‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ هﻤ ﺎ ﻳﻤﺸ ﻴﺎن إذا ﺑﺎﻣ ﺮأة ﻗ ﺪ وﻗﻔﺖ ﻓﻲ‬ ‫وﺳﻂ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺗﺼﻴﺢ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻲ إﻟﻴﻚ ﺣﺎﺟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺘ ﺰع اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪ ﻋ ﺪي وﻣﻀ ﻰ‬ ‫إﻟﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ ﺣ ﺎﺗﻢ ‪ ..‬اﻟ ﺬي ﻗ ﺪ ﻋ ﺮف اﻟﻤﻠ ﻮك‬ ‫واﻟ ﻮزراء ﺟﻌ ﻞ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟﻤﺸ ﻬﺪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻘ ﺎرن ﺗﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ﺑ ﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣﻦ رﺁهﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻦ اﻟﺮؤﺳﺎء واﻟﺴﺎدة ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ هﺬﻩ ﺑﺄﺧﻼق‬ ‫ﻓ ﺘﺄﻣﻞ ﻃ ﻮﻳ ً‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻤﻠﻮك ‪ ..‬هﺬﻩ أﺧﻼق اﻷﻧﺒﻴﺎاااااء ‪..‬‬ ‫واﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻌ ﺎد اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬إﻟﻰ‬ ‫ﻋ ﺪي ‪ ..‬وﻣﻀ ﻴﺎ ﻳﻤﺸ ﻴﺎن ‪ ..‬ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ هﻤ ﺎ آ ﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا ﺑﺮﺟﻞ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎذا ﻗ ﺎل اﻟﺮﺟﻞ ؟ هﻞ ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻋﻨﺪي‬ ‫أﻣ ﻮال زاﺋ ﺪة أﺑﺤ ﺚ ﻟﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻓﻘﻴ ﺮ ؟! أم ﻗ ﺎل ‪:‬‬ ‫ﺣﺼ ﺪت أرﺿ ﻲ وزاد ﻋ ﻨﺪي اﻟﺜﻤ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎذا أﻓﻌ ﻞ‬ ‫ﺑﻪ ؟‬ ‫ﻳ ﺎ ﻟﻴ ﺘﻪ ﻗ ﺎل ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣ ﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻟﻌﻞ ﻋﺪﻳ ًﺎ إذا ﺳﻤﻌﻪ‬ ‫ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻐﻨﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وآﺜﺮة أﻣﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أﺷ ﻜﻮ إﻟ ﻴﻚ اﻟﻔﺎﻗ ﺔ‬ ‫واﻟﻔﻘﺮ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﻳﻜ ﺎد ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﺠ ﺪ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ﻳﺴ ﺪ ﺑ ﻪ ﺟ ﻮﻋﺔ‬ ‫أوﻻدﻩ ‪ ..‬وﻣ ﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻜﻔﺎف ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪهﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪوﻧﻪ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت وﻋ ﺪي ﻳﺴﻤﻊ ‪ ..‬ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺑﻜﻠﻤﺎت وﻣﻀﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﺸ ﻴﺎ ﺧﻄ ﻮات ‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ رﺟﻞ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ أﺷﻜﻮ إﻟﻴﻚ ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ !!‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧ ﻨﺎ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻟﻜﺜ ﺮة أﻋﺪاﺋ ﻨﺎ ﺣﻮﻟ ﻨﺎ ﻻ‬ ‫ﻧ ﺄﻣﻦ أن ﻧﺨ ﺮج ﻋ ﻦ ﺑﻨ ﻴﺎن اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻟﻜﺜ ﺮة ﻣ ﻦ‬ ‫ﻳﻌﺘﺮﺿﻨﺎ ﻣﻦ آﻔﺎر أو ﻟﺼﻮص ‪..‬‬ ‫أﺟﺎﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺑﻜﻠﻤﺎت وﻣﻀﻰ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌ ﻞ ﻋ ﺪي ﻳﻘﻠ ﺐ اﻷﻣ ﺮ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬ه ﻮ ﻓ ﻲ ﻋﺰ‬ ‫وﺷ ﺮف ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬وﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻪ أﻋ ﺪاء ﻳﺘﺮﺑﺼﻮن‬ ‫ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻳ ﺪﺧﻞ ه ﺬا اﻟ ﺪﻳﻦ اﻟ ﺬي أهﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﺿ ﻌﻒ‬ ‫وﻣﺴﻜﻨﺔ ‪ ..‬وﻓﻘﺮ وﺣﺎﺟﺔ ‪..‬‬ ‫وﺻ ﻼ إﻟ ﻰ ﺑ ﻴﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻓ ﺪﺧﻼ ‪ ..‬ﻓﺈذا وﺳﺎدة‬ ‫واﺣ ﺪة ﻓ ﺪﻓﻌﻬﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ ﻋ ﺪي إآ ﺮاﻣ ًﺎ ﻟ ﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ :‬ﺧ ﺬ ه ﺬﻩ ﻓ ﺎﺟﻠﺲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺪﻓﻌﻬﺎ ﻋ ﺪي‬ ‫إﻟ ﻴﻪ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺑ ﻞ اﺟﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ أﻧ ﺖ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬ﺑﻞ‬ ‫أﻧﺖ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻘﺮت ﻋﻨﺪ ﻋﺪي ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ‪ ..‬ﺑ ﺪأ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﺤﻄ ﻢ اﻟﺤﻮاﺟ ﺰ ﺑ ﻴﻦ ﻋﺪي‬ ‫واﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ ﻋﺪي أﺳﻠﻢ ‪ ..‬ﺗﺴﻠﻢ ‪ ..‬أﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻢ ‪ ..‬أﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﺪي ‪ :‬إﻧﻲ ﻋﻠﻰ دﻳﻦ ‪..‬‬

‫‪11‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬أﻧﺎ أﻋﻠﻢ ﺑﺪﻳﻨﻚ ﻣﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺪﻳﻨﻲ ﻣﻨﻲ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬أﻟﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﺮآﻮﺳﻴﺔ ‪..‬‬ ‫واﻟﺮآﻮﺳ ﻴﺔ دﻳﺎﻧ ﺔ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴﺔ ﻣﺸ ﺮّﺑﺔ ﺑﺸ ﻲء‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻮﺳﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻤﻦ ﻣﻬﺎرﺗﻪ ‪ ρ‬ﻓﻲ اﻹﻗﻨﺎع‬ ‫أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻞ أﻟﺴ ﺖ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴ ًﺎ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﺗﺠﺎوز‬ ‫هﺬﻩ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ أدق ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ‬ ‫ﺑﻤﺬهﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ‪..‬‬ ‫آﻤ ﺎ ﻟ ﻮ ﻟﻘ ﻴﻚ ﺷ ﺨﺺ ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ ﺑ ﻼد أوروﺑ ﺎ‬ ‫وﻗ ﺎل ﻟ ﻚ ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا ﻻ ﺗﺘﻨﺼ ﺮ ؟ ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬إﻧ ﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ دﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻘ ﻞ ﻟ ﻚ ‪ :‬أﻟﺴ ﺖ ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻞ ‪:‬‬ ‫أﻟﺴ ﺖ ﺳ ُﻨ ّﻴ ًﺎ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬أﻟﺴﺖ ﺷﺎﻓﻌﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أو ﺣﻨﺒﻠﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺳ ﺘﺪرك أﻧ ﻪ ﻳﻌ ﺮف آ ﻞ ﺷ ﻲء ﻋ ﻦ‬ ‫دﻳﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﺬا اﻟﺬي ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻤﻌﻠﻢ اﻷول ‪ ρ‬ﻣﻊ ﻋﺪي ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻟﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﺮآﻮﺳﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺪي ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻓﺈﻧ ﻚ إذا ﻏ ﺰوت ﻣ ﻊ ﻗ ﻮﻣﻚ ﺗﺄآ ﻞ‬ ‫)‪(3‬‬ ‫ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻤﺮﺑﺎع ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬ﻓﺈن هﺬا ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ دﻳﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻀﻌﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﺪي ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬أﻣ ﺎ إﻧ ﻲ أﻋﻠ ﻢ اﻟ ﺬي ﻳﻤ ﻨﻌﻚ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫أﻧﻚ ﺗﻘﻮل ‪ :‬إﻧﻤﺎ اﺗﺒﻌﻪ ﺿﻌﻔﺔ اﻟﻨﺎس وﻣﻦ ﻻ‬ ‫ﻗﻮة ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ رﻣﺘﻬﻢ اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫ﻳﺎ ﻋﺪي ‪ ..‬أﺗﻌﺮف اﻟﺤﻴﺮة ؟‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻢ أرهﺎ وﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻴ ﺘﻤﻦ اﷲ ه ﺬا‬ ‫اﻷﻣ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺨ ﺮج اﻟﻈﻌﻴ ﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺮة ﺣﺘﻰ‬ ‫) ‪ ( 3‬اﻟﻤﺮﺑﺎع ‪ :‬إذا ﻏﺰت اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻗﺴﻢ رﺋﻴﺴﻬﺎ‬ ‫اﻟﻐﻨﻴﻤﺔ أرﺑﻌﺔ أﻗﺴﺎم ﻓﺄﺧﺬ اﻟﺮﺑﻊ ﻟﻪ وﺣﺪﻩ ‪ ،‬وهﺬا‬ ‫ﺣﺮام ﻓﻲ دﻳﻦ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﺋﺰ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ‪.‬‬ ‫) ‪ ( 4‬اﻟﺤﻴﺮة ‪ :‬ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮاق‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺟﻮار أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫أي ﺳﻴﻘﻮى اﻹﺳﻼم إﻟﻰ درﺟﺔ أن اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ‬ ‫اﻟﺤﺎﺟ ﺔ ﺗﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﺤﻴ ﺮة ﺣﺘ ﻰ ﺗﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ‬ ‫ﻟ ﻴﺲ ﻣﻌﻬ ﺎ إﻻ ﻣﺤ ﺮم ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أﺣ ﺪ ﻳﺤﻤ ﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﺗﻤ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺌﺎت اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻼ ﻳﺠﺮؤ أﺣﺪ أن ﻳﻌﺘﺪي‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﻳﺴﻠﺒﻬﺎ ﻣﺎﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﻷن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺻﺎر ﻟﻬﻢ‬ ‫ﻗ ﻮة وهﻴ ﺒﺔ ‪ ..‬إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ أن أﺣ ﺪًا ﻻ ﻳﺠ ﺮؤ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻤﺴﻠﻢ ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻣﻦ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ﻋ ﺪي ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺟﻌ ﻞ ﻳﺘﺼﻮر اﻟﻤﻨﻈﺮ ﻓﻲ‬ ‫ذه ﻨﻪ ‪ ..‬اﻣ ﺮأة ﺗﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺮاق ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ‬ ‫ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﻣﻌﻨ ﻰ ذﻟ ﻚ أﻧﻬ ﺎ ﺳ ﺘﻤﺮ ﺑﺸﻤﺎل اﻟﺠﺰﻳﺮة ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﺳﺘﻤﺮ ﺑﺠﺒﺎل ﻃﻲ ‪ ..‬دﻳﺎر ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻌﺠﺐ ﻋ ﺪي وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ :‬ﻓ ﺄﻳﻦ ﻋﻨﻬﺎ ُذﻋّﺎر‬ ‫ﻃﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﺮوا اﻟﺒﻼد !!‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ : ρ‬وﻟﻴﻔﺘﺤﻦ آﻨﻮز آﺴﺮى ﺑﻦ هﺮﻣﺰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬آﻨﻮز اﺑﻦ هﺮﻣﺰ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ آﺴ ﺮى ﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺰ ‪ ..‬وﻟﺘ ﻨﻔﻘﻦ أﻣ ﻮاﻟﻪ‬ ‫ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ρ‬وﻟﺌﻦ ﻃﺎﻟﺖ ﺑﻚ ﺣﻴﺎة ﻟﺘﺮﻳﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺨﺮج‬ ‫ﺑﻤ ﻞء آﻔ ﻪ ﻣ ﻦ ذهﺐ أوﻓﻀﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺠﺪ أﺣﺪا ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ آﺜﺮة اﻟﻤﺎل ﻳﺨﺮج اﻟﻐﻨﻲ ﻳﻄﻮف ﺑﺼﺪﻗﺘﻪ‬ ‫ﻻ ﻳﺠﺪ ﻓﻘﻴﺮًا ﻳﻌﻄﻴﻪ إﻳﺎهﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺑﺪأ ‪ ε‬ﻳﻌﻆ ﻋﺪﻳ ًﺎ وﻳﺬآﺮﻩ ﺑﺎﻵﺧﺮة ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﷲ أﺣ ﺪُآﻢ ﻳ ﻮم ﻳﻠﻘ ﺎﻩ ﻟ ﻴﺲ ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑﻴ ﻨﻪ‬ ‫وﻟﻴﻠﻘ ﻴﻦ ا َ‬ ‫ﺗ ﺮﺟﻤﺎن ‪ ،‬ﻓﻴﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﻳﻤﻴ ﻨﻪ ﻓ ﻼ ﻳﺮى إﻻ ﺟﻬﻨﻢ ‪،‬‬ ‫وﻳﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻓﻼ ﻳﺮى إﻻ ﺟﻬﻨﻢ " ‪..‬‬ ‫ﺳﻜﺖ ﻋﺪي ﻣﺘﻔﻜﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺪي ‪ ..‬ﻓﻤﺎ ﻳﻔﺮك أن ﺗﻘﻮل ﻻ‬ ‫ﻓﻔﺎﺟ ﺄﻩ ‪ ε‬ﻗﺎﺋ ً‬ ‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ ؟‪ ..‬أو ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ إﻟﻪ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﷲ ؟!‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋ ﺪي ‪ :‬ﻓﺈﻧ ﻲ ﺣﻨﻴﻒ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ..‬أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ‬ ‫إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻬﻠﻞ وﺟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻓﺮﺣ ًﺎ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ‪:‬‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻈﻌﻴﻨﺔ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺮة ﺗﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ‬ ‫ﻏﻴﺮ ﺟﻮار ‪..‬وﻟﻘﺪ آﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﻓﺘﺢ آﻨﻮز آﺴﺮى ‪..‬‬ ‫واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟ ﺘﻜﻮﻧﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻷن رﺳﻮل اﷲ‬

‫)‪(5‬‬

‫‪ ρ‬ﻗﺪ ﻗﺎﻟﻬﺎ " ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﺄﻣﻞ آ ﻴﻒ آ ﺎن هﺬا اﻷﻧﺲ ﻣﻨﻪ ‪ ε‬ﻟﻌﺪي ‪..‬‬ ‫وه ﺬا اﻻﺣ ﺘﻔﺎء اﻟ ﺬي ﻗﺎﺑﻠ ﻪ ﺑ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮ‬ ‫ﺑ ﻪ ﻋ ﺪي ‪ ..‬ﺗﺄﻣ ﻞ آ ﻴﻒ آ ﺎن آ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺟﺎذﺑ ًﺎ‬ ‫ﻟﻌﺪي ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻮ ﻣﺎرﺳ ﻨﺎ ه ﺬا اﻟﺤ ﺐ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻣﻬﻤ ﺎ‬ ‫آﺎﻧﻮا ‪ ..‬ﻟﻤﻠﻜﻨﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ واﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻹﻗﻨﺎع‬ ‫‪ ..‬ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ ‪..‬‬ ‫‪ 8.‬اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎرات ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻣ ﺘﻌﺔ ﺣﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﻻ أﻋﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﺟﺮ‬ ‫اﻷﺧ ﺮوي ﻓﻘ ﻂ ‪ ،‬ﻻ وإﻧﻤ ﺎ ه ﻲ ﻣ ﺘﻌﺔ وﻓ ﺮح‬ ‫ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳ ﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ‪،‬‬ ‫آﺒﻴ ﺮهﻢ وﺻ ﻐﻴﺮهﻢ ‪ ،‬ﻏﻨ ﻴﻬﻢ وﻓﻘﻴ ﺮهﻢ ‪،‬‬ ‫ﻗ ﺮﻳﺒﻬﻢ وﺑﻌ ﻴﺪهﻢ ‪ ..‬آﻠﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﺎرس ﻣﻌﻬ ﻢ‬ ‫هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات ‪..‬‬ ‫إﻣﺎ ﻻﺗﻘﺎء أذاهﻢ ‪..‬‬ ‫أو ﻟﻜﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أو ﻹﺻﻼﺣﻬﻢ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ إﺻﻼﺣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬﻢ ﺷﺎﻋﺮًا ﻓﺼﻴﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ‬ ‫آ ﺎن أﻋﺮاﺑﻴ ًﺎ ﺟﻠﻔ ًﺎ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة إﻻ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺮاﻩ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ﺧﻠ ﻴﻔﺔ ﻣﺘﻤﻜﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻳُﻐﺪى ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫وﻳﺮاح ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺘﻬﻲ ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬ ﻢ ﺑﻐ ﺪاد ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫إن ﻣ ﻦ ﻣ ﺪح اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ﺣﻈﻲ ﻋﻨﺪﻩ وﻟﻘﻲ ﻣﻨﻪ‬ ‫اﻷﻋﻄﻴﺎت ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮ ﻋﻠﻲ وﻳﻤﻢ ﺟﻬﺔ ﻗﺼﺮ اﻟﺨﻼﻓﺔ ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺮأى اﻟﺸ ﻌﺮاء‬ ‫ﻳﻨﺸﺪون وﻳﺮﺑﺤﻮن ‪..‬‬ ‫واﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ه ﻮ اﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ‪ ..‬ﺳ ﻄﻮة وهﻴ ﺒﺔ‬ ‫وﺟﺒﺮوت ‪..‬‬ ‫) ‪ ( 5‬رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ ‪..‬‬

‫‪12‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻣﺎدﺣ ًﺎ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﻘﺼﻴﺪة ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫أﻧ ﺖ آﺎﻟﻜﻠ ﺐ ﻓ ﻲ ﺣﻔﺎﻇ ﻚ ﻟﻠ ﻮد ‪ ..‬وآﺎﻟﺘ ﻴﺲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗﺮاع اﻟﺨﻄﻮب‬ ‫أﻧ ﺖ آﺎﻟﺪﻟﻮ ﻻ ﻋﺪﻣﺘﻚ دﻟﻮًا ‪ ..‬ﻣﻦ آﺒﺎر اﻟﺪ ْﻻ آﺜﻴﺮ‬ ‫اﻟﺬﻧﻮب‬ ‫وﻣﻀ ﻰ ﻳﻀ ﺮب ﻟﻠﺨﻠ ﻴﻔﺔ اﻷﻣ ﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘ ﻴﺲ واﻟﻌﻨ ﺰ‬ ‫واﻟﺒﺌﺮ واﻟﺘﺮاب ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺜﺎر اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬واﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﺤ ﺮاس ‪ ..‬واﺳ ﺘﻞ‬ ‫اﻟﺴﻴﺎف ﺳﻴﻔﻪ ‪ ..‬وﻓﺮش اﻟﻨﻄﻊ ‪ ..‬وﺗﺠﻬﺰ ﻟﻠﻘﺘﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄدرك اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ أن ﻋﻠ ﻲ ﺑﻦ اﻟﺠﻬﻢ ﻗﺪ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺄراد أن ﻳﻐﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣ ﺮ ﺑ ﻪ ﻓﺄﺳ ﻜﻨﻮﻩ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺮ ﻣﻨ ﻴﻒ ‪ ..‬ﺗﻐﺪو ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫أﺟﻤﻞ اﻟﺠﻮاري وﺗﺮوح ﻳﻤﺎ ﻳﻠﺬ وﻳﻄﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ذاق ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬﻢ اﻟﻨﻌﻤﺔ ‪ ..‬واﺗﻜﺄ ﻋﻠﻰ اﻷراﺋﻚ‬ ‫‪ ..‬وﺟﺎﻟﺲ أرق اﻟﺸﻌﺮاء ‪ ..‬وأﻏﺰل اﻷدﺑﺎء ‪..‬‬ ‫وﻣﻜﺚ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻬﺮ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟﻠﺲ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺳﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﺬآﺮ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻓﺴ ﺄل ﻋ ﻨﻪ ‪ ،‬ﻓﺪﻋ ﻮﻩ ﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺜﻞ‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺸﺪﻧﻲ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺠﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﺸﺪًا ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ﻋ ﻴﻮن اﻟﻤﻬ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺻ ﺎﻓﺔ واﻟﺠﺴ ﺮ ‪ ..‬ﺟﻠ ﺒﻦ‬ ‫اﻟﻬﻮى ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أدري وﻻ أدري‬ ‫أﻋ ﺪن ﻟ ﻲ اﻟﺸ ﻮق اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻟﻢ أآﻦ ‪ ..‬ﺳﻠﻮت وﻟﻜﻦ‬ ‫زدن ﺟﻤﺮًا ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺮ‬ ‫وﻣﻀﻰ ﻳﺤﺮك اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺑﺄرق اﻟﻜﻠﻤﺎت ‪ ..‬ﺛﻢ ﺷﺮع‬ ‫ﻳﺼﻒ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ واﻟﻨﺠﻢ واﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ اﺳ ﺘﻄﺎع اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ أن ﻳﻐﻴ ﺮ ﻃ ﺒﺎع اﺑ ﻦ‬ ‫اﻟﺠﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻧﺤ ﻦ آ ﻢ ﺿ ﺎﻳﻘﺘﻨﺎ ﻃ ﺒﺎع ﻷوﻻدﻧ ﺎ أو أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻨﺎ‬ ‫ﻓﺴﻌﻴﻨﺎ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮهﺎ ‪ ..‬ﻓﻐﻴﺮﻧﺎهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺑﺎب أوﻟﻰ أن ﺗﻘﺪر أﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻃﺒﺎﻋﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻘﻠﺐ اﻟﻌﺒﻮس ﺗﺒﺴﻤ ًﺎ ‪ ..‬واﻟﻐﻀﺐ ﺣﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬واﻟﺒﺨﻞ‬ ‫آ ﺮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وه ﺬا ﻟ ﻴﺲ ﺻ ﻌﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺤ ﺘﺎج إﻟ ﻰ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻋﺰﻳﻤﺔ وﻣﺮاس ‪ ..‬ﻓﻜﻦ ﺑﻄ ً‬ ‫وﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮة ﻣﺤﻤﺪ ‪ ρ‬وﺟﺪ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻘﺪرات أﺧﻼﻗﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﻠﻚ ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ‪ ρ‬ﻳﺘﺼ ﻨﻊ ه ﺬﻩ اﻷﺧ ﻼق أﻣ ﺎم اﻟﻨﺎس ‪..‬‬

‫ﻓ ﺈذا ﺧﻼ ﺑﺄهﻞ ﺑﻴﺘﻪ ‪ ..‬اﻧﻘﻠﺐ ﺣﻠﻤﻪ ﻏﻀﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻴﻨﻪ ﻏﻠﻈ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻻ ‪ ..‬ﻣ ﺎ آ ﺎن ﺑﺴ ﺎﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ﻋﺒﻮﺳ ًﺎ ﻣ ﻊ‬ ‫أهﻞ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﻻ آﺮﻳﻤ ًﺎ ﻣﻊ اﻟﺨﻠﻖ إﻻ ﻣﻊ وﻟﺪﻩ وزوﺟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻻ ‪ ..‬ﺑ ﻞ آﺎﻧ ﺖ أﺧﻼﻗ ﻪ ﺳ ﺠﻴﺔ ‪ ..‬ﻳﺘﻌ ﺒﺪ ﷲ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬آﻤﺎ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺑﺼﻼة اﻟﻀﺤﻰ وﻗﻴﺎم‬ ‫اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻳﺤﺘﺴ ﺐ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻪ ﻗ ﺮﺑﺔ ‪ ..‬ورﻓ َﻘ ﻪ ﻋﺒﺎدة ‪..‬‬ ‫وﻋﻔﻮَﻩ وﻟﻴﻨَﻪ ﺣﺴﻨﺎت ‪..‬‬ ‫إن ﻣ ﻦ اﻋﺘﺒ ﺮ ﺣﺴ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ ﻋ ﺒﺎدة ‪ ..‬ﺗﺤﻠ ﻰ‬ ‫ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﺣﻮاﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﻲ ﺳﻠﻤﻪ وﺣﺮﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﺟ ﻮﻋﻪ وﺷ ﺒﻌﻪ ‪ ..‬وﺻ ﺤﺘﻪ وﻣﺮﺿ ﻪ ‪ ..‬ﺑﻞ‬ ‫وﻓﺮﺣﻪ وﺣﺰﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﺰوﺟﺎت ﺗﺴ ﻤﻊ ﻋ ﻦ أﺧ ﻼق‬ ‫زوﺟﻬﺎ‪ ..‬وﺳﻌﺔ ﺻﺪرﻩ ‪ ..‬واﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ وآﺮﻣﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻖ اﻟﺼﺪر ‪..‬‬ ‫ﺊ اﻟﺨﻠﻖ ‪ ..‬ﺿﻴ َ‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺳﻴ َ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺲ اﻟ ﻮﺟﻪ ‪ ..‬ﺻ ﺨﺎﺑ ًﺎ ﻟﻌﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﺑﺨ ﻴ ً‬ ‫ﻋ ﺎﺑ َ‬ ‫وﻣﻨﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ هﻮ ‪ ρ‬ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻗﺎل ‪ ) :‬ﺧﻴﺮآﻢ ﺧﻴﺮُآﻢ‬ ‫ﻷهﻠﻪ‪ ،‬وأﻧﺎ ﺧﻴﺮآﻢ ﻷهﻠﻲ ( )‪.. (6‬‬ ‫واﻧﻈﺮ آﻴﻒ آﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أهﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻷﺳﻮد ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ : τ‬ﻣﺎ‬ ‫آﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﺼﻨﻊ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻳﻜ ﻮن ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﻨﺔ أهﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫ﺣﻀﺮت اﻟﺼﻼة ﻳﺘﻮﺿﺄ وﻳﺨﺮج ﻟﻠﺼﻼة ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬ﻓﻜﻢ هﻢ أوﻟﺌﻚ‬ ‫اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺣﺴﻦ أﺧﻼﻗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وآ ﺮﻣﻬﻢ وﺗﺒﺴ ﻤﻬﻢ ‪ ..‬وﺟﻤ ﻴﻞ ﻣﻌﺎﺷ ﺮﺗﻬﻢ‬ ‫ﻟﻶﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬أﻣ ﺎ ﻣ ﻊ أﻗ ﺮب اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وأﻋﻈ ﻢ اﻟ ﻨﺎس ﺣﻘ ًﺎ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻊ اﻟ ﻮاﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﻓﺠﻔﺎء وهﺠﺮ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﺧﻴ ﺮآﻢ ﺧﻴ ﺮآﻢ ﻷهﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻮاﻟﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﺰوﺟﻪ ‪ ..‬ﻟﺨﺪﻣﻪ ‪ ..‬ﺑﻞ وﻷﻃﻔﺎﻟﻪ ‪..‬‬

‫)‪(6‬‬

‫‪13‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رواﻩ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ‪ ..‬ﻳﺠﻠﺲ أﺑﻮ ﻟﻴﻠﻰ ‪τ‬‬ ‫ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻴﺄﺗﻲ اﻟﺤﺴﻦ أو اﻟﺤﺴﻴﻦ‬ ‫ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ ‪ .. ε‬ﻓﻴﻘﻌﺪﻩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺑﻄﻨﻪ ‪ ..‬ﻓﺒﺎل اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﻟﻴﻠﻰ ‪ :‬ﺣﺘﻰ رأﻳﺖ ﺑﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻦ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ε‬أﺳﺎرﻳﻊ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻮﺛﺒﻨﺎ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬دﻋﻮا اﺑﻨﻲ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﺗﻔﺰﻋﻮا اﺑﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮغ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻮﻟﻪ ‪ ..‬دﻋﺎ ‪ ε‬ﺑﻤﺎء ﻓﺼﺒﻪ‬ ‫)‪(7‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻠ ﻪ درﻩ آ ﻴﻒ ﺗﺮوﺿ ﺖ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺧﻼق‬ ‫‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻋﺠ ﺐ إذن أن ﻳﻤﻠ ﻚ ﻗﻠﻮب اﻟﺼﻐﺎر واﻟﻜﺒﺎر‬ ‫‪..‬‬ ‫رأي ‪..‬‬ ‫ﺑﺪل أن ﺗﺴﺐ اﻟﻈﻼم ‪ ..‬ﺣﺎول إﺻﻼح اﻟﻤﺼﺒﺎح ‪..‬‬ ‫‪ 9.‬ﻣﻊ اﻟﻔﻘﺮاء ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﻴﻮم أﺧﻼﻗﻬ ﻢ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﻐﻨﻲ‬ ‫ﻓﻘ ﻂ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﺗﻜ ﻮن ﻧﻜﺘﻪ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻓﻴﻀﺤﻜﻮن ﻋﻨﺪ‬ ‫ﺳ ﻤﺎﻋﻬﺎ ‪ ..‬وأﺧﻄ ﺎؤﻩ ﺻﻐﻴﺮة ‪ ..‬ﻓﻴﺘﻐﺎﺿﻮن ﻋﻨﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﻔﻘ ﺮاء ﻓﻨﻜ ﺘﻬﻢ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻳﺴ ﺨﺮ ﺑﻬ ﻢ ﻋ ﻨﺪ‬ ‫ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ‪ ..‬وأﺧﻄﺎؤهﻢ ﺟﺴﻴﻤﺔ ‪ ..‬ﻳﺼﺮخ ﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪ‬ ‫وﻗﻮﻋﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻜﺎن ﻋﻄﻔﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻨﻲ واﻟﻔﻘﻴﺮ‬ ‫ﺳﻮاء ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل أﻧﺲ ‪: τ‬‬ ‫آﺎن رﺟﻞ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ اﺳﻤﻪ زاهﺮ ﺑﻦ ﺣﺮام ‪..‬‬ ‫وآﺎن رﺑﻤﺎ ﺟﺎء اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻴﻬﺪي ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ρ‬‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ إﻗﻂ أو ﺳﻤﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴُﺠﻬ ﺰﻩ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إذا أراد أن ﻳﺨ ﺮج إﻟ ﻰ‬ ‫أهﻠﻪ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺗﻤﺮ وﻧﺤﻮﻩ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﺤﺒﻪ ‪ ..‬وآﺎن ﻳﻘﻮل ‪ ) :‬إن زاهﺮًا‬ ‫ﺑﺎدﻳﺘ ﻨﺎ ‪ ..‬وﻧﺤ ﻦ ﺣﺎﺿ ﺮوﻩ (‪ ..‬وآﺎن زاهﺮًا دﻣﻴﻤ ًﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج زاه ﺮ ‪ τ‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺑﺎدﻳ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺗ ﻰ ﺑ ﻴﺖ‬ ‫) ‪ ( 7‬رواﻩ أﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻩ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﺘﺎع ﻓ ﺬهﺐ ﺑ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻢ ﺑ ﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣﻀ ﻰ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق‬ ‫ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺗ ﺎﻩ ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﺒ ﻴﻊ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ‪ ..‬واﻟﻌ ﺮق‬ ‫ﻳﺘﺼ ﺒﺐ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬وﺛ ﻴﺎﺑﻪ ﺛ ﻴﺎب أه ﻞ اﻟ ﺒﺎدﻳﺔ‬ ‫ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ وراﺋﺤﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺣﺘﻀ ﻨﻪ ‪ ρ‬ﻣ ﻦ وراﺋ ﻪ ‪ ،‬وزاه ﺮ ﻻ ﻳُﺒﺼﺮﻩ‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﻳﺪري ﻣﻦ أﻣﺴﻜﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﺰع زاهﺮ وﻗﺎل ‪ :‬أرﺳﻠﻨﻲ ‪ ..‬ﻣﻦ هﺬا ؟ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺎول زاهﺮ أن ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻀﺔ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ وراءﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺮأى اﻟﻨﺒ ﻲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺎﻃﻤﺄﻧﺖ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﺳﻜﻦ ﻓﺰﻋﻪ ‪..‬‬ ‫ﺼٍﻖ ﻇﻬﺮﻩ ﺑﺼﺪر اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﺣﻴﻦ‬ ‫وﺻﺎر ﻳُﻠ ٍ‬ ‫ﻋﺮﻓﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﻤ ﺎزح زاه ﺮًا ‪ ..‬وﻳﺼ ﻴﺢ‬ ‫ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻳﻘ ﻮل ‪:‬ﻣ ﻦ ﻳﺸ ﺘﺮي اﻟﻌ ﺒﺪ ؟ ‪ ..‬ﻣ ﻦ‬ ‫ﻳﺸﺘﺮي اﻟﻌﺒﺪ ؟ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﻈ ﺮ زاه ﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا هﻮ ﻓﻘﻴﺮ آﺴﻴﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﻣﺎل ‪ ..‬وﻻ ﺟﻤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إذًا واﷲ ﺗﺠﺪﻧ ﻲ آﺎﺳﺪًا ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻟﻜ ﻦ ﻋ ﻨﺪ اﷲ ﻟﺴ ﺖ ﺑﻜﺎﺳﺪ ‪ ..‬أﻧﺖ‬ ‫ﻋﻨﺪ اﷲ ﻏﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻼ ﻋﺠ ﺐ أن ﺗ ﺘﻌﻠﻖ ﻗﻠ ﻮب اﻟﻔﻘ ﺮاء ﺑ ﻪ ‪ε‬‬ ‫وهﻮ ﻳﻤﻠﻜﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺧﻼق ‪..‬‬ ‫آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻘ ﺮاء ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﻻ ﻳﻌ ﻴﺐ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻷﻏﻨﻴﺎء اﻟﺒﺨﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎل واﻟﻄﻌﺎم ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ‬ ‫ﻳﺠﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺨﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﻄﻒ وﺣﺴﻦ اﻟﻤﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪..‬‬ ‫وآ ﻢ ﻣ ﻦ ﻓﻘﻴ ﺮ ﺗﺒﺴ ﻤﺖ ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﻪ ‪..‬‬ ‫وأﺷ ﻌﺮﺗﻪ ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻪ واﺣﺘ ﺮاﻣﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺮﻓﻊ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻇﻠﻤ ﺔ اﻟﻠ ﻴﻞ ﻳ ﺪًا داﻋ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻳﺴ ﺘﻨﺰل ﺑﻬ ﺎ ﻟ ﻚ‬ ‫اﻟﺮﺣﻤﺎت ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ورب أﺷ ﻌﺚ أﻏﺒ ﺮ ذي ﻃﻤ ﺮﻳﻦ ﻣﺪﻓ ﻮع‬ ‫ﺑﺎﻷﺑ ﻮاب ﻻ ﻳ ﺆﺑﻪ ﻟ ﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻮ أﻗﺴ ﻢ ﻋﻠ ﻰ اﷲ‬ ‫ﻷﺑﺮﻩ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻜﻦ داﺋﻢ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻊ هﺆﻻء اﻟﻀﻌﻔﺎء ‪..‬‬

‫إﺷﺎرة ‪..‬‬ ‫ﻟﻌﻞ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ ﻓﻘﻴﺮ ‪ ..‬ﺗﺮﻓﻌﻚ ﻋﻨﺪ اﷲ‬ ‫درﺟﺎت ‪..‬‬ ‫‪ 10.‬اﻟﻨﺴﺎء ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﺟ ﺪي ﻳﺴﺘﺸ ﻬﺪ ﺑﻤ ﺜﻞ ﻗﺪﻳﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻏﺎب ﻋﻦ‬ ‫ﻋﻨﺰﻩ ﺟﺎﺑﺖ ﺗﻴﺲ " ‪..‬‬ ‫ﺑﻤﻌﻨ ﻰ أن ﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﺗﺠ ﺪ ﻋ ﻨﺪﻩ زوﺟ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺒﻊ‬ ‫ﻋﺎﻃﻔ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬وﻳ ﺮوي ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ‬ ‫ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻐﻴﺮﻩ ‪ ..‬ﻣﻤﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻌﺴﻮل اﻟﻜﻼم ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻴﺲ ﻣﻘﺼ ﻮدهﻢ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤ ﺜﻞ ﺗﺸ ﺒﻴﻪ اﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫واﻟﻤﺮأة ﺑﺎﻟﺘﻴﺲ واﻟﻌﻨﺰ ‪ ..‬ﻣﻌﺎذ اﷲ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤ ﺮأة ﺷ ﻘﻴﻘﺔ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬وﻟ ﺌﻦ آ ﺎن اﷲ ﻗ ﺪ وه ﺐ‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ﺟﺴﻤ ًﺎ ﻗﻮﻳ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ وهﺒﻬﺎ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻗﻮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫وآ ﻢ رأﻳ ﻨﺎ ﺳ ﻼﻃﻴﻦ اﻟ ﺮﺟﺎل وﺷ ﺠﻌﺎﻧﻬﻢ ﺗﺨ ﻮر‬ ‫ﻗﻮاهﻢ ﻋﻨﺪ ﻗﻮة ﻋﺎﻃﻔﺔ اﻣﺮأة ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤ ﺮأة أن ﺗﻌ ﺮف‬ ‫اﻟﻤﻔ ﺘﺎح اﻟ ﺬي ﺗﺆﺛ ﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﻘﺎﺗﻠﻬﺎ ﺑﺴﻼﺣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳﻮﺻ ﻴﻚ ﺑﺎﻹﺣﺴ ﺎن إﻟ ﻰ اﻟﻤ ﺮأة ‪..‬‬ ‫واﺣﺘﺮام ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﻷﺟﻞ أن ﺗﺴﻌﺪ ﻣﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وأوﺻﻰ اﻷب ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن إﻟﻰ ﺑﻨﺎﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ ) :‬ﻣﻦ‬ ‫ﻋ ﺎل ﺟﺎرﻳﺘ ﻴﻦ ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﺒﻠﻐﺎ ‪ ..‬ﺟ ﺎء ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ أﻧﺎ‬ ‫)‪(8‬‬ ‫وهﻮ وﺿﻢ أﺻﺎﺑﻌﻪ ( ‪..‬‬ ‫وأوﺻ ﻰ ﺑﻬ ﺎ أوﻻده ﺎ ﻓﻘ ﺎل ﻓﺈﻧ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﺄﻟﻪ رﺟ ﻞ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﻦ أﺣﻖ اﻟﻨﺎس ﺑﺤﺴﻦ ﺻﺤﺎﺑﺘﻲ ؟‬ ‫)‪(9‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻣﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻣﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻣﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ أﺑﻮك ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ أوﺻ ﻰ ‪ ρ‬ﺑﺎﻟﻤ ﺮأة زوﺟﻬ ﺎ ‪ ..‬وذ ّم ﻣ ﻦ ﻏﺎﺿﺐ‬ ‫زوﺟﺘﻪ أو أﺳﺎء إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ‪ ρ‬وﻗ ﺪ ﻗ ﺎم ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﺔ اﻟ ﻮداع ‪ ..‬ﻓﺈذا‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺎﺋ ُﺔ أﻟﻒ ﺣﺎج ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻬﻢ اﻷﺳ ﻮد واﻷﺑ ﻴﺾ ‪ ..‬واﻟﻜﺒﻴ ﺮ واﻟﺼ ﻐﻴﺮ ‪..‬‬ ‫واﻟﻐﻨﻲ واﻟﻔﻘﻴﺮ ‪..‬‬

‫ﺻﺎح ‪ ρ‬ﺑﻬﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ وﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫أﻻ واﺳﺘﻮﺻ ﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺎء ﺧﻴ ﺮًا ‪ ..‬أﻻ‬ ‫)‪(10‬‬ ‫واﺳﺘﻮﺻﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم أﻃ ﺎف ﺑ ﺄزواج رﺳ ﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ρ‬ﻧﺴ ﺎء آﺜﻴ ﺮ ﻳﺸ ﺘﻜﻴﻦ أزواﺟﻬ ﻦ ‪..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺑﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﻗﺎم ‪ ..‬وﻗﺎل ﻟﻠﻨﺎس ‪:‬‬ ‫ﻟﻘ ﺪ ﻃ ﺎف ﺑ ﺂل ﻣﺤﻤﺪ ‪ ρ‬ﻧﺴﺎء آﺜﻴﺮ ﻳﺸﺘﻜﻴﻦ‬ ‫)‪(11‬‬ ‫أزواﺟﻬﻦ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ أوﻻﺋﻚ ﺑﺨﻴﺎرآﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪: ε‬‬ ‫) ﺧﻴ ﺮُآﻢ ﺧﻴ ﺮُآﻢ ﻷهﻠ ﻪ وأﻧ ﺎ ﺧﻴﺮآﻢ ﻷهﻠﻲ (‬ ‫)‪(12‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ إآﺮام اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﺮأة ‪ ..‬أﻧﻬﺎ‬ ‫آﺎﻧ ﺖ ﺗﻘ ﻮم اﻟﺤﺮوب ‪ ..‬وﺗﺴﺤﻖ اﻟﺠﻤﺎﺟﻢ ‪..‬‬ ‫وﺗﺘﻄﺎﻳ ﺮ اﻟ ﺮؤوس ‪ ..‬ﻷﺟ ﻞ ﻋ ﺮض اﻣ ﺮأة‬ ‫واﺣﺪة ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻳﺴﺎآﻨﻮن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻳﻐﻴﻈﻬﻢ ﻧﺰو ُل اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎب ‪..‬‬ ‫وﺗﺴﺘ ُﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ‪ ..‬وﻳﺤﺎوﻟﻮن أن ﻳﺰرﻋﻮا‬ ‫اﻟﻔﺴﺎد واﻟﺘﻜﺸﻒ ﻓﻲ ﺻﻔﻮف اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﻳ ﺎم ﺟ ﺎءت اﻣ ﺮأة ﻣﺴ ﻠﻤﺔ إﻟ ﻰ‬ ‫ﺳﻮق ﻳﻬﻮد ﺑﻨﻲ ﻗﻴﻨﻘﺎع ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ ﻋﻔﻴﻔﺔ ﻣﺘﺴﺘﺮة ‪ ..‬ﻓﺠﻠﺴﺖ إﻟﻰ ﺻﺎﺋﻎ‬ ‫هﻨﺎك ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻏ ﺘﺎظ اﻟ ﻴﻬﻮد ﻣ ﻦ ﺗﺴ ﺘﺮهﺎ وﻋﻔ ﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وودوا ﻟ ﻮ ﻳﺘﻠﺬذون ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ وﺟﻬﻬﺎ ‪ ..‬أو‬ ‫ﺚ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬آﻤﺎ آﺎﻧﻮا ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ‬ ‫ﻟﻤﺴِﻬﺎ واﻟﻌﺒ ِ‬ ‫ﻗ ﺒﻞ إآ ﺮاﻣﻬﺎ ﺑﺎﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﻮا ﻳ ﺮﻳﺪوﻧﻬﺎ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ آﺸ ﻒ وﺟﻬﻬ ﺎ ‪ ..‬وﻳﻐ ﺮوﻧﻬﺎ ﻟﺘﻨ ﺰع‬ ‫ﺣﺠﺎﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺑﺖ ‪ ..‬وﺗﻤﻨﻌﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﺎﻓﻠﻬ ﺎ اﻟﺼﺎﺋﻎ وهﻲ ﺟﺎﻟﺴﺔ ‪ ..‬وأﺧﺬ ﻃﺮف‬ ‫ﺛ ﻮﺑﻬﺎ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﻔﻞ ‪ ..‬ورﺑﻄ ﻪ إﻟ ﻰ ﻃ ﺮف‬ ‫) ‪( 10‬‬ ‫) ‪( 11‬‬ ‫) ‪( 12‬‬

‫) ‪ ( 8‬رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫) ‪ ( 9‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬

‫‪15‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻣﺴﻠﻢ‬ ‫رواﻩ أﺑﻮ داود‬ ‫رواﻩ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﺘﺮﻣﺬي‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺧﻤﺎرهﺎ اﻟﻤﺘﺪﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ‪ ..‬ارﺗﻔﻊ ﺛﻮﺑﻬﺎ ﻣﻦ وراﺋﻬﺎ ‪ ..‬وﺗﻜﺸﻔﺖ‬ ‫أﻋﻀﺎؤهﺎ ‪ ..‬ﻓﻀﺤﻚ اﻟﻴﻬﻮد ﻣﻨﻬﺎ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺎﺣﺖ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ‪ ..‬وودت ﻟﻮ ﻗﺘﻠﻮهﺎ وﻟﻢ‬ ‫ﻳﻜﺸﻔﻮا ﻋﻮرﺗﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ذﻟﻚ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﺳ ﱠﻞ ﺳﻴﻔﻪ ‪..‬‬ ‫ووﺛ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﺎﺋﻎ ﻓﻘ ﺘﻠﻪ ‪..‬ﻓﺸ ﺪ اﻟ ﻴﻬﻮد ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺑﺬﻟﻚ ‪ ..‬وأن اﻟﻴﻬﻮد ﻗﺪ ﻧﻘﻀﻮا‬ ‫اﻟﻌـﻬﺪ وﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﺎت ‪ ..‬ﺣﺎﺻﺮهﻢ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫اﺳﺘﺴﻠﻤﻮا وﻧﺰﻟﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أراد اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬أن ﻳﻨﻜﻞ ﺑﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺜﺄر ﻟﻌﺮض‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎم إﻟﻴﻪ ﺟﻨﺪي ﻣﻦ ﺟﻨﺪ اﻟﺸﻴﻄﺎن ‪..‬‬ ‫اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻬﻤﻬﻢ ﻋﺮض اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ‪ ..‬وﻻ ﺻﻴﺎﻧﺔ‬ ‫اﻟﻤﻜﺮﻣﺎت ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤﺎ هﻢ أﺣﺪهﻢ ﻣﺘﻌﺔ ﺑﻄﻨﻪ وﻓﺮﺟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻲ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل‬ ‫ﻗﺎم رأس اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ‪ ..‬ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أُﺑ ّ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﻣﻮاﻟﻲ اﻟﻴﻬﻮد وآﺎﻧﻮا‬ ‫أﻧﺼﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺮض ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬وأﺑـَﻰ ‪..‬‬ ‫إذ آﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ أﻗﻮام ﻳﺮﻳﺪون أن ﺗﺸﻴﻊ‬ ‫اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا !!‬ ‫ﻓﻘﺎم اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻣﺮة أﺧﺮى ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫أﺣﺴﻦ إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺮض ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻟﻌﺮض‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ‪ ..‬وﻏﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻔﻴﻔﺎت ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ‪ ..‬وأدﺧﻞ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺟﻴﺐ درع‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬وﺟﺮﱠﻩ وهﻮ ﻳﺮدد ‪:‬‬ ‫ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ ..‬أﺣﺴﻦ إﻟﻰ ﻣﻮاﻟ ّ‬ ‫أﺣﺴﻦ إﻟﻰ ﻣﻮاﻟ ّ‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﺻﺎح ﺑﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أرﺳﻠﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺑﻰ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ‪ ..‬وأﺧﺬ ﻳﻨﺎﺷﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬اﻟﻌﺪول ﻋﻦ‬ ‫ﻗﺘﻠﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬وﻗﺎل ‪ :‬هﻢ ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻋﺪل ﻋﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ‪ ρ‬أﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬ ‫‪ ..‬وﻃﺮﱠدهﻢ ﻣﻦ دﻳﺎرهﻢ ‪..‬‬

‫‪16‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻧﻌﻢ اﻟﻤﺮأة اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ أآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ ﺧ ﻮﻟﺔ ﺑ ﻨﺖ ﺛﻌﻠ ﺒﺔ ‪ τ‬ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻴﺎت‬ ‫اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ‪..‬‬ ‫وآﺎن زوﺟﻬﺎ أوس ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﺷﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴﺮًا‬ ‫ﻳﺴﺮع إﻟﻴﻪ اﻟﻐﻀﺐ ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ راﺟﻌ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻓﺮدت ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺨﺎﺻﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺖ ﻋﻠ ﻲ آﻈﻬ ﺮ أﻣ ﻲ ‪..‬‬ ‫وﺧﺮج ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎهﻠ ﻴﺔ إذا ﻗﺎﻟﻬ ﺎ‬ ‫اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟ ﺰوﺟﺘﻪ ﺻ ﺎرت ﻃﻼﻗ ًﺎ ‪ ..‬أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻹﺳﻼم ﻓﻼ ﺗﻌﻠﻢ ﺧﻮﻟﺔ ﺣﻜﻤﻬﺎ ‪..‬‬ ‫رﺟ ﻊ أوس إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻣ ﺮأﺗﻪ ﺗﺘ ﺒﺎﻋﺪ‬ ‫ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎﻟ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬واﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺲ ﺧ ﻮﻳﻠﺔ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻻ‬ ‫ﺗﺨﻠ ﺺ إﻟ ﻲ وﻗ ﺪ ﻗﻠ ﺖ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ‬ ‫اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﺤﻜﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧ ﺮﺟﺖ ﺧ ﻮﻟﺔ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﺬآ ﺮت‬ ‫ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻦ زوﺟﻬﺎ ‪ ..‬وﺟﻌﻠﺖ ﺗﺸﻜﻮ إﻟﻴﻪ‬ ‫ﻣﺎ ﺳﻮء ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﺼ ﺒﺮهﺎ وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫ﺧ ﻮﻳﻠﺔ اﺑ ﻦ ﻋﻤﻚ ‪ ..‬ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺎﺗﻘﻲ اﷲ‬ ‫ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وه ﻲ ﺗﺪاﻓ ﻊ ﻋﺒ ﺮاﺗﻬﺎ وﺗﻘﻮل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ ..‬أآ ﻞ ﺷ ﺒﺎﺑﻲ ‪ ..‬وﻧﺜ ﺮت ﻟ ﻪ ﺑﻄﻨ ﻲ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫إذا آﺒ ﺮت ﺳ ﻨﻲ ‪ ..‬واﻧﻘﻄ ﻊ وﻟ ﺪي ‪ ..‬ﻇﺎه ﺮ‬ ‫ﻣﻨﻲ ‪ ..‬اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻲ أﺷﻜﻮ إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫وه ﻮ ‪ ε‬ﻳﻨﺘﻈ ﺮ أن ﻳﻨ ﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﻓ ﻴﻬﻤﺎ‬ ‫ﺣﻜﻤ ًﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ﺧ ﻮﻟﺔ ﻋ ﻨﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إذ ه ﺒﻂ‬ ‫ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﺑﻘﺮﺁن ﻓﻴﻪ ﺣﻜﻤﻬﺎ وﺣﻜﻢ زوﺟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟ ﻴﻬﺎ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺧﻮﻳﻠﺔ ‪ ..‬ﻗﺪ أﻧﺰل‬ ‫ﻓﻴﻚ وﻓﻲ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻗﺮﺁﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺮأ " ﻗﺪ ﺳﻤﻊ‬ ‫اﷲ ﻗ ﻮل اﻟﺘ ﻲ ﺗﺠﺎدﻟ ﻚ ﻓ ﻲ زوﺟﻬ ﺎ وﺗﺸ ﺘﻜﻲ‬ ‫إﻟﻰ اﷲ واﷲ ﻳﺴﻤﻊ ﺗﺤﺎورآﻤﺎ إن اﷲ ﺳﻤﻴﻊ‬ ‫ﺑﺼ ﻴﺮ " إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ اﻵﻳ ﺎت ﻣ ﻦ أول ﺳ ﻮرة‬ ‫اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ‪ ε‬ﻣُﺮﻳﻪ ﻓﻠﻴﻌﺘﻖ رﻗﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻖ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻠﻴﺼﻢ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬واﷲ إﻧﻪ ﻟﺸﻴﺦ آﺒﻴﺮ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺻﻴﺎم ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻠﻴﻄﻌﻢ ﺳﺘﻴﻦ ﻣﺴﻜﻴﻨ ًﺎ وﺳﻘ ًﺎ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻣﺎ ذاك ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻓﺈﻧﺎ ﺳﻨﻌﻴﻨﻪ ﺑﻌﺮق ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﺳ ﺄﻋﻴﻨﻪ ﺑﻌ ﺮق‬ ‫ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻗ ﺪ أﺻﺒﺖ وأﺣﺴﻨﺖ ‪ ..‬ﻓﺎذهﺒﻲ ﻓﺘﺼﺪﻗﻲ‬ ‫)‪(13‬‬ ‫ﺑﻪ ﻋﻨﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ اﺳﺘﻮﺻﻲ ﺑﺎﺑﻦ ﻋﻤﻚ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﺒﺤﺎن ﻣ ﻦ وه ﺒﻪ اﻟﻠ ﻴﻦ واﻟ ﺘﺤﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺸﺎآﻠﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪ ..‬ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺟ ﺮﺑﺖ ﺑﻨﻔﺴ ﻲ ‪ ..‬اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻦ واﻟﻤﻬﺎرات‬ ‫اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻴﺔ ﻣ ﻊ اﻟﺒ ﻨﺖ واﻟ ﺰوﺟﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺒﻞ ذﻟ ﻚ اﻷم‬ ‫واﻷﺧ ﺖ ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪت ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻻ‬ ‫ﻳﺘﺼﻮرﻩ إﻻ ﻣﻦ ﻣﺎرﺳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻤ ﺮأة ﻻ ﻳﻜ ﺮﻣﻬﺎ إﻻ آ ﺮﻳﻢ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻬﻴﻨﻬﺎ إﻻ ﻟﺌﻴﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻗﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺪ ﺗﺼﺒﺮ اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ ‪ ..‬ﻓﻘﺮ زوﺟﻬﺎ ‪ ..‬وﻗﺒﺤﻪ ‪..‬‬ ‫واﻧﺸﻐﺎﻟﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﻞ أن ﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻮء ﺧﻠﻘﻪ‬ ‫‪..‬‬

‫‪ 11.‬اﻟﺼﻐﺎر ‪..‬‬ ‫آ ﻢ ه ﻲ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﺘ ﻲ وﻗﻌ ﺖ ﻟ ﻨﺎ ﻓ ﻲ ﺻﻐﺮﻧﺎ وﻻ‬ ‫ﺗ ﺰال ﻣﻄ ﺒﻮﻋﺔ ﻓ ﻲ أذهﺎﻧ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟ ﻴﻮم ‪ ..‬ﺳ ﻮاء‬ ‫آﺎﻧﺖ ﻣﻔﺮﺣﺔ أو ﻣﺤﺰﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺪ ﺑﺬاآ ﺮﺗﻚ إﻟﻰ أﻳﺎم ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ ‪ ..‬ﺳﺘﺬآﺮ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ‬ ‫ُ‬ ‫ﺟﺎﺋ ﺰة آ ﺮﻣﺖ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺪرﺳ ﺘﻚ ‪ ..‬أو ﺛ ﻨﺎء أﺛ ﻨﺎﻩ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻚ أﺣ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ‪ ..‬ﻓﻬﻲ ﻣﻮاﻗﻒ ﺗﺤﻔﺮ‬ ‫ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺬاآﺮة ‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﻜﺎد ﺗﻨﺴﻰ ‪..‬‬ ‫وإﻟ ﻰ ﺟﺎﻧ ﺐ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻻ ﻧﺰال ﻧﺘﺬآﺮ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺤﺰﻧﺔ‬ ‫‪ ..‬وﻗﻌ ﺖ ﻟ ﻨﺎ ﻓ ﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻣﺪرس ﺿﺮﺑﻨﺎ ‪ ..‬أو‬ ‫ﺧﺼ ﻮﻣﺔ ﻣ ﻊ زﻣ ﻼء ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ ‪ ..‬أو ﻣﻮاﻗ ﻒ‬ ‫) ‪ ( 13‬رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ‪ ،‬ﺻﺤﻴﺢ ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺗﻌﺮﺿ ﻨﺎ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻟﻺهﺎﻧ ﺔ ﻣ ﻦ أﺳ ﺮﺗﻨﺎ ‪ ..‬أو‬ ‫ﺗﻌ ﺮض ﻟﻬﺎ أﺣﺪﻧﺎ ﻣﻦ زوﺟﺔ أﺑﻴﻪ ‪ ..‬أو ﻧﺤﻮ‬ ‫ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وآ ﻢ ﺻ ﺎر اﻹﺣﺴ ﺎن إﻟ ﻰ اﻟﺼﻐﺎر ﻃﺮﻳﻘ ًﺎ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻬﻢ ﻓﻘ ﻂ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﻓ ﻲ ﺁﺑ ﺎﺋﻬﻢ‬ ‫وأهﻠﻴﻬﻢ ‪ ..‬وآﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﻜ ﺮر آﺜﻴ ﺮًا ﻟﻤ ﺪرس اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ أن‬ ‫ﻳﺘﺼ ﻞ ﺑ ﻪ أﺣ ﺪ أﺑ ﻮي ﻃﺎﻟ ﺐ ﺻ ﻐﻴﺮ وﻳﺜﻨ ﻲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ وأﻧﻪ أﺣﺒﻪ ﻟﻤﺤﺒﺔ وﻟﺪﻩ ﻟﻪ وآﺜﺮة ذآﺮﻩ‬ ‫ﺑﺎﻟﺨﻴ ﺮ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳﻌﺒ ﺮون ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺸ ﺎﻋﺮ‬ ‫ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻋﺎﺑﺮ ‪ ..‬أو هﺪﻳﺔ أو رﺳﺎﻟﺔ ‪..‬‬ ‫إذن ﻻ ﺗﺤﺘﻘﺮ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وآﺴ ﺐ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬وﻣﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫اﻟﺮاﺋﻊ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫أﻟﻘ ﻴﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﻼة ﻟﻄ ﻼب‬ ‫ﺻﻐﺎر ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻬﻢ ﻋ ﻦ ﺣ ﺪﻳﺚ ﺣ ﻮل أهﻤ ﻴﺔ اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺟ ﺎب أﺣ ﺪهﻢ ‪ :‬ﻗ ﺎل ‪ : ε‬ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺮﺟﻞ وﺑ ﻴﻦ‬ ‫اﻟﻜﻔﺮ أو اﻟﺸﺮك ﺗﺮك اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ﺟ ﻮاﺑﻪ ‪ ..‬وﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟﺤﻤ ﺎس‬ ‫ﻧﺰﻋﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺪي وأﻋﻄﻴﺘﻪ إﻳﺎهﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧ ﺖ – ﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ – ﺳ ﺎﻋﺔ ﻋﺎدﻳﺔ آﺴﺎﻋﺎت‬ ‫اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻜﺎدﺣﺔ ‪!..‬‬ ‫آ ﺎن ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻣﺸ ﺠﻌ ًﺎ ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﻐ ﻼم ‪..‬‬ ‫أﺣ ﺐ اﻟﻌﻠ ﻢ أآﺜ ﺮ ‪ ..‬وﺗ ﻮﺟﻪ ﻟﺤﻔﻆ اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬ ‫وﺷﻌﺮ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬ﺑ ﻞ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ‬ ‫اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺗﻔﺎﺟﺄت أن اﻹﻣﺎم هﻮ ذﻟﻚ اﻟﻐﻼم ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﺻﺎر ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻣﺘﺨﺮﺟ ًﺎ ﻣﻦ آﻠﻴﺔ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ‪..‬‬ ‫وﻳﻌﻤ ﻞ ﻓﻲ ﺳﻠﻚ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻤﺤﺎآﻢ ‪ ..‬ﻟﻢ‬ ‫أذآﺮﻩ وإﻧﻤﺎ ﺗﺬآﺮﻧﻲ هﻮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ اﻧﻄ ﺒﻌﺖ ﻓ ﻲ ذه ﻨﻪ اﻟﻤﺤ ﺒﺔ‬ ‫واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻋﺎﺷﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وأذآﺮ أﻧﻲ دﻋﻴﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻹﺣﺪى اﻟﻮﻻﺋﻢ ‪ ..‬ﻓﺈذا‬ ‫ﺷ ﺎب ﻣﺸ ﺮق اﻟ ﻮﺟﻪ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﺤﺮارة ﺑﻲ‬ ‫وﻳﺬآﺮﻧ ﻲ ﺑﻤﻮﻗ ﻒ ﻟﻄ ﻴﻒ وﻗ ﻊ ﻟ ﻪ ﻣﻌ ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮة أﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺘﻪ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻏﻼﻣًﺎ‬ ‫ﺻﻐﻴﺮًا ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وآ ﻢ ﺗ ﺮى ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺤﺴﻨﻮن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬ ‫اﻟﺼ ﻐﺎر ﻣﻦ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ..‬ﻓﺘﺮى أﺑ ًﺎ ﻳﺠﺮﻩ‬ ‫وﻟ ﺪﻩ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻴﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓﻴﺴ ﻠﻢ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ وﻳﺒﻠﻐﻪ ﺑﻤﺤﺒﺔ وﻟﺪﻩ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻳﻘ ﻊ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻓ ﻲ وﻟ ﻴﻤﺔ آﺒﻴ ﺮة أو‬ ‫ﻋﺮس ‪ ..‬ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺪﻋﻮون ‪..‬‬ ‫وﻻ أآ ﺘﻤﻚ أﻧﻨ ﻲ أﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ إآﺮام اﻟﺼﻐﺎر واﻟﺤﻔﺎوة‬ ‫ﺑﻬ ﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ‪ ..‬ﺑﻞ واﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ أﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ‬ ‫اﻟﻌﺬﺑ ﺔ – وإن آﺎﻧ ﺖ ﻓ ﻲ أآﺜ ﺮ اﻷﺣﻴﺎن ﻏﻴﺮ ﻣﻬﻤﺔ‬ ‫– ﺑ ﻞ أزﻳ ﺪ اﻟﺤﻔ ﺎوة ﺑﺒﻌﻀﻬﻢ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ إآﺮاﻣ ًﺎ ﻟﻮاﻟﺪﻩ‬ ‫وآﺴﺒ ًﺎ ﻟﻤﺤﺒﺘﻪ ‪..‬‬ ‫أﺣ ﺪ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء آ ﻨﺖ أﻟﻘﺎﻩ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻣﻊ وﻟﺪﻩ اﻟﺼﻐﻴﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻜﻨﺖ أﺣﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺼﻐﻴﺮ وأﻻﻃﻔﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻘﻴﻨ ﻲ ﺻ ﺪﻳﻘﻲ ه ﺬا ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻞ آﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ‬ ‫ﻲ ﺑ ﻮﻟﺪﻩ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻲ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎذا ﻓﻌﻠ ﺖ‬ ‫إﻟ ﱠ‬ ‫ﺑ ﻮﻟﺪي ! ﻳﺴ ﺄﻟﻬﻢ ﻣﺪرﺳ ﻬﻢ ﻗ ﺒﻞ أﻳ ﺎم ﻋﻦ أﻣﻨﻴﺎﺗﻬﻢ‬ ‫ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﺒﻞ ‪ ..‬ﻓﻤ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل ‪ :‬أآﻮن ﻃﺒﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫واﻵﺧ ﺮ ﻗ ﺎل ‪ :‬أآ ﻮن ﻣﻬﻨﺪﺳ ًﺎ ‪ ..‬ووﻟ ﺪي ﻗ ﺎل ‪:‬‬ ‫أآﻮن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺮﻳﻔﻲ !!‬ ‫وﻳﻤﻜ ﻨﻚ أن ﺗﻼﺣ ﻆ أﻧ ﻮاع اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﺼ ﻐﺎر ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم‬ ‫وﻳﻄ ﻮف ﺑﺎﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ ‪ ..‬ووﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ‬ ‫ﻳﻔﻌﻞ آﻔﻌﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ اﻟﺼﻐﻴﺮ‬ ‫‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺼ ﺎﻓﺤﻪ ﺑﻄ ﺮف ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻼ ﻳ ﺎ ﺑﻄ ﻞ ‪ ..‬آ ﻴﻒ‬ ‫ﻳﻬ ﺰ ﻳ ﺪﻩ ﻣﺒﺘﺴ ﻤ ًﺎ ﻣ ﺮددًا ‪ :‬أه ً‬ ‫ﺣﺎﻟ ﻚ ﻳ ﺎ ﺷ ﺎﻃﺮ ‪ ..‬ﻓﻬ ﺬا اﻟ ﺬي ﺗﻨﻄ ﺒﻊ ﻣﺤﺒ ﺘﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗﻠﺐ اﻟﺼﻐﻴﺮ ‪ ..‬ﺑﻞ وﻗﻠﺐ أﺑﻴﻪ وأﻣﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤﺮﺑ ﻲ اﻷول ‪ ε‬ﻟ ﻪ أﺣﺴ ﻦ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﺼﻐﺎر ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻷﻧ ﺲ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ أخ ﺻ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬وآ ﺎن ‪ρ‬‬ ‫ﻳﻤﺎزﺣ ﻪ وﻳﻜﻨ ﻴﻪ ﺑﺄﺑﻲ ﻋﻤﻴﺮ ‪ ..‬وآﺎن ﻟﻠﺼﻐﻴﺮ ﻃﻴﺮ‬ ‫ﺻﻐﻴﺮ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﺎت اﻟﻄﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻤﺎزﺣ ﻪ إذا ﻟﻘ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﻤﻴﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻣﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﻨﻐﻴﺮ ؟ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻄﺎﺋﺮ اﻟﺼﻐﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻳﻌﻄ ﻒ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﻐﺎر وﻳﻼﻋ ﺒﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﻼﻋﺐ‬ ‫زﻳ ﻨﺐ ﺑ ﻨﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ وﻳﻘ ﻮل ‪ ) :‬ﻳ ﺎ زوﻳ ﻨﺐ ‪ ..‬ﻳ ﺎ‬ ‫زوﻳﻨﺐ ‪.. ( ..‬‬ ‫وآﺎن إذا ﻣﺮ ﺑﺼﺒﻴﺎن ﻳﻠﻌﺒﻮن ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬

‫‪18‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وآ ﺎن ﻳ ﺰور اﻷﻧﺼ ﺎر وﻳُﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺻﺒﻴﺎﻧﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬وﻳﻤﺴﺢ رؤوﺳﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻋ ﻨﺪ رﺟ ﻮﻋﻪ ‪ ρ‬ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌﺮآﺔ آﺎن ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻪ‬ ‫اﻷﻃﻔﺎل ﻓﻴﺮآﺒﻬﻢ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻨﺪ ﻋﻮدة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺆﺗﺔ ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻞ اﻟﺠﻴﺶ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ راﺟﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻠﻘﺎهﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬ ‫وﻟﻘﻴﻬﻢ اﻟﺼﺒﻴﺎن ﻳﺸﺘﺪون ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ‪ ρ‬اﻟﺼ ﺒﻴﺎن ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺧ ﺬوا‬ ‫اﻟﺼﺒﻴﺎن ﻓﺎﺣﻤﻠﻮهﻢ ‪..‬‬ ‫وأﻋﻄﻮﻧﻲ اﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄُﺗ ﻲ ﺑﻌ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺟﻌﻔ ﺮ ﻓﺄﺧ ﺬﻩ ﻓﺤﻤﻠ ﻪ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ρ‬ﻳﺘﻮﺿ ﺄ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﺎء ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ‬ ‫ﻣﺤﻤﻮد ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﻃﻔﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات‬ ‫‪ ..‬ﻓﺠﻌ ﻞ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ ﻓﻤ ﻪ ﻣﺎء ﺛﻢ ﻣﺠﻪ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ‬ ‫ﻳﻤﺎزﺣﻪ ‪.. ( 14) ..‬‬ ‫وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ρ‬ﺿ ﺤﻮآ ًﺎ ﻣ ﺰوﺣ ًﺎ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﺴ ﺮور إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺧﻔ ﻴﻔ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﻔﻮس ﻻ ﻳﻤ ﻞ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ رﺟﻞ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺮﻳﺪ داﺑﺔ ﻟﻴﺴﺎﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫أو ﻳﻐﺰو ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ρ‬ﻣﻤﺎزﺣ ًﺎ ﻟﻪ ‪ ) :‬إﻧﻲ ﺣﺎﻣﻠﻚ ﻋﻠﻰ وﻟﺪ‬ ‫ﻧﺎﻗﺔ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬آ ﻴﻒ ﻳ ﺮآﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻤ ﻞ‬ ‫ﺻ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ وﻣﺎ أﺻﻨﻊ ﺑﻮﻟﺪ اﻟﻨﺎﻗﺔ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ) : ρ‬وه ﻞ ﺗﻠ ﺪ اﻹﺑ ﻞ إﻻ اﻟ ﻨﻮق ( ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﺳﺄﻋﻄﻴﻚ ﺑﻌﻴﺮًا آﺒﻴﺮًا ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ‪ -‬ﻗﻄﻌ ًﺎ ‪-‬‬ ‫ﻗﺪ وﻟﺪﺗﻪ ﻧﺎﻗﺔ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ ρ‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻷﻧ ﺲ ﻣﻤﺎزﺣ ًﺎ ‪ ) :‬ﻳ ﺎ ذا‬ ‫اﻷذﻧﻴﻦ ( ‪..‬‬ ‫وأﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻴﻪ اﻣ ﺮأة ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺗﺸ ﺘﻜﻲ زوﺟﻬ ﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪ : ε‬زوﺟﻚ اﻟﺬي ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻴﺎض ؟‬ ‫) ‪( 14‬‬

‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻔ ﺰﻋﺖ اﻟﻤ ﺮأة وﻇﻨﺖ أﻧﻪ زوﺟﻬﺎ ﻋﻤﻲ ﺑﺼﺮﻩ ‪..‬‬ ‫آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل اﷲ ﻋ ﻦ ﻳﻌﻘﻮب ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم " واﺑﻴﻀﺖ‬ ‫ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﺤﺰن " أي ‪ :‬ﻋﻤﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮﺟﻌﺖ ﻓ ﺰﻋﺔ إﻟ ﻰ زوﺟﻬ ﺎ وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻋﻴﻨﻴﻪ ‪ ..‬وﺗﺪﻗﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺧﺒﺮهﺎ ؟!‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻗ ﺪ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬إن ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻚ ﺑﻴﺎض‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻳﺎ اﻣﺮأة ‪ ..‬أﻣﺎ أﺧﺒﺮك أن ﺑﻴﺎﺿﻬﺎ أآﺜﺮ‬ ‫ﻣﻦ ﺳﻮادهﺎ ‪..‬‬ ‫أي أن آﻞ أﺣﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻴﺎض وﺳﻮاد ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬إذا ﻣﺎزﺣ ﻪ أﺣ ﺪ ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وﺿ ﺤﻚ‬ ‫وﺗﺒﺴﻢ ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻋﻤ ﺮ وه ﻮ ‪ ρ‬ﻏﻀ ﺒﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻧﺴ ﺎﺋﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎ أآﺜﺮن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻳَﺎ‬ ‫ﺶ ‪..‬‬ ‫ﺸ َﺮ ُﻗ َﺮ ْﻳ ٍ‬ ‫ﷲ ‪َ ..‬ﻟ ْﻮ َرَأ ْﻳ َﺘ ﻨﺎ َو ُآ ﻨﱠﺎ َﻣ ْﻌ َ‬ ‫ﺳ ﻮ َل ا ِﱠ‬ ‫َر ُ‬ ‫ﺴ ﺎ َء ‪ ..‬ﻓﻜﻨﺎ إذا ﺳﺄﻟﺖ أﺣﺪَﻧﺎ اﻣﺮأﺗُﻪ ﻧﻔﻘ ًﺔ‬ ‫ﺐ اﻟ ﱢﻨ َ‬ ‫َﻧ ْﻐ ِﻠ ُ‬ ‫ﻗﺎم إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻮﺟﺄ ﻋﻨﻘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺴ ﺎ ُؤ ُه ْﻢ ‪..‬‬ ‫َﻓ َﻠ ﱠﻤ ﺎ َﻗ ِﺪ ْﻣ ﻨَﺎ ا ْﻟ َﻤﺪِﻳ َﻨ َﺔ ِإذَا َﻗ ْﻮ ٌم َﺗ ْﻐ ِﻠ ُﺒ ُﻬ ْﻢ ِﻧ َ‬ ‫ﻓﻄﻔﻖ ﻧﺴﺎؤﻧﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻦ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻘﻮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺴﺎؤﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ .. ρ‬ﺛ ﻢ زاد ﻋﻤ ﺮ اﻟﻜ ﻼم ‪ ..‬ﻓ ﺎزداد‬ ‫ﺴ َﻢ اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱡ‬ ‫َﻓ َﺘ َﺒ ﱠ‬ ‫ﺗﺒﺴﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﺗﻠﻄﻔ ًﺎ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ‪.. τ‬‬ ‫وﺗﻘﺮأ ﻓﻲ أﺣﺎدﻳﺚ أﻧﻪ ﺗﺒﺴﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت ﻧﻮاﺟﺬﻩ ‪..‬‬ ‫إذن آﺎن ﻟﻄﻴﻒ اﻟﻤﻌﺸﺮ ‪ ..‬أﻧﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻮ وﻃّﻨﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻟﺸﻌﺮﻧﺎ ﺑﻄﻌﻢ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻌ ً‬ ‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬ ‫اﻟﻄﻔﻞ ﻃﻴﻨﺔ ﻟﻴﻨﺔ ﻧﺸﻜﻠﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻌﺒﻴﺪ واﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫‪12.‬‬ ‫آﺎن ‪ ε‬ﻳﺤﺴﻦ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺗﻮﻓ ﻲ ﻋ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬اﺷ ﺘﺪ أذى ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺨﺮج ‪ ρ‬إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺋﻒ ‪ ..‬ﻳﻠﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﺛﻘﻴﻒ اﻟﻨﺼﺮة‬ ‫واﻟﻤ ﻨﻌﺔ ﺑﻬ ﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ورﺟﺎ أن ﻳﻘﺒﻠﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﺟﺎءهﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪..‬‬

‫‪19‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺧﺮج إﻟﻴﻬﻢ وﺣﺪﻩ ‪..‬‬ ‫وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺎﺋ ﻒ ‪ ..‬وﻋﻤ ﺪ إﻟ ﻰ ﻧﻔ ﺮ ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫ﻣ ﻦ ﺛﻘ ﻴﻒ وه ﻢ ﺳ ﺎدة ﺛﻘﻴﻒ وأﺷﺮاﻓﻬﻢ وهﻢ‬ ‫إﺧ ﻮة ﺛﻼﺛ ﺔ ‪ ..‬ﻋ ﺒﺪ ﻳ ﺎ ﻟ ﻴﻞ ‪ ..‬وﻣﺴ ﻌﻮد ‪..‬‬ ‫وﺣﺒﻴﺐ ‪ ..‬ﺑﻨﻮ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻠ ﺲ إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ .. ρ‬ﻓ ﺪﻋﺎهﻢ إﻟ ﻰ اﷲ وآﻠﻤﻬﻢ‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺟ ﺎءهﻢ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ﻧﺼ ﺮﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻹﺳ ﻼم‬ ‫واﻟﻘﻴﺎم ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺣﺪهﻢ ‪ :‬هﻮ ﻳﻤﺮط ﺛﻴﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ إن آﺎن‬ ‫اﷲ أرﺳﻠﻚ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل اﻵﺧ ﺮ ‪ :‬أﻣ ﺎ وﺟ ﺪ اﷲ أﺣ ﺪًا أرﺳ ﻠﻪ‬ ‫ﻏﻴﺮك ؟‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘﺎل – ﻣﺘﻔﻠﺴﻔ ًﺎ ‪: -‬‬ ‫واﷲ ﻻ أآﻠﻤ ﻚ أﺑ ﺪًا ! ﻟ ﺌﻦ آ ﻨﺖ رﺳ ﻮ ًﻻ ﻣ ﻦ‬ ‫اﷲ آﻤ ﺎ ﺗﻘ ﻮل ﻷﻧﺖ أﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮًا ﻣﻦ أن أرد‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﻼم ‪ ..‬وﻟﺌﻦ آﻨﺖ ﺗﻜﺬب ﻋﻠﻰ اﷲ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻲ أن أآﻠﻤﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ‪ ε‬ﻣ ﻨﻬﻢ ه ﺬا اﻟ ﺮد اﻟﻘﺒ ﻴﺢ ‪ ..‬ﻗ ﺎم‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻨﺪهﻢ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻳﺌﺲ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺛﻘﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ ﺧ ﺎف أن ﺗﻌﻠ ﻢ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑﺨﺒﺮ ﺛﻘﻴﻒ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﻓﻴﺠﺘﺮﺋﻮن ﻋﻠﻴﻪ أآﺜﺮ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫إذا ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻓﺎآﺘﻤﻮا ﻋﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮا ‪ ..‬وأﻏﺮوا ﺑﻪ ﺳﻔﻬﺎءهﻢ وﻋﺒﻴﺪهﻢ‬ ‫ﻳﺴﺒﻮﻧﻪ وﻳﺼﻴﺤﻮن ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ اﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎس وأﻟﺠﺌﻮﻩ إﻟﻰ ﺣﺎﺋﻂ‬ ‫ﻟﻌﺘ ﺒﺔ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ ‪ ..‬وﺷ ﻴﺒﺔ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ ‪..‬‬ ‫وهﻤﺎ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ورﺟ ﻊ ﻋ ﻨﻪ ﻣ ﻦ ﺳ ﻔﻬﺎء ﺛﻘ ﻴﻒ ﻣﻤ ﻦ آ ﺎن‬ ‫ﻳﺘﺒﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻤ ﺪ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ ﻇ ﻞ ﺣ ﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺐ ﻓﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫واﺑ ﻨﺎ رﺑ ﻴﻌﺔ ﻳﻨﻈ ﺮان إﻟ ﻴﻪ وﻳ ﺮﻳﺎن ﻣ ﺎ ﻳﻠﻘ ﻰ‬ ‫ﻣﻦ ﺳﻔﻬﺎء أهﻞ اﻟﻄﺎﺋﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ اﺑ ﻨﺎ رﺑ ﻴﻌﺔ ﻋﺘ ﺒﺔ وﺷ ﻴﺒﺔ وﻣ ﺎ ﻟﻘ ﻲ‬ ‫ﺗﺤﺮآﺖ ﻟﻪ رﺣﻤﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻋ ﻮا ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻟﻬﻤ ﺎ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴ ًﺎ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﺪاس‬ ‫‪ ..‬وﻗﺎﻻ ‪ :‬ﻟﻪ ﺧﺬ ﻗﻄﻔ ًﺎ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﻨﺐ ﻓﻀﻌﻪ‬ ‫ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻄ ﺒﻖ ‪ ..‬ﺛ ﻢ اذه ﺐ ﺑ ﻪ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ﻳﺄآﻞ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻌ ﻞ ﻋ ﺪاس ‪ ..‬وﺟﺎء ﺑﺎﻟﻌﻨﺐ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ وﺿﻌﻪ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﻳﺪي رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ :‬آﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳ ﺪﻩ إﻟ ﻴﻪ وﻗ ﺎل ‪ " :‬ﺑﺴﻢ اﷲ "‬ ‫ﺛﻢ أآﻞ ‪..‬‬ ‫ﻧﻈﺮ ﻋﺪاس إﻟﻴﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫واﷲ إن هﺬا اﻟﻜﻼم ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ أهﻞ هﺬﻩ اﻟﺒﻼد ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ " : ρ‬وﻣﻦ أهﻞ أي ﺑﻼد أﻧﺖ ﻳﺎ ﻋﺪاس ؟‬ ‫وﻣﺎ دﻳﻨﻚ ؟ " ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﺼﺮاﻧﻲ ‪ ..‬وأﻧﺎ رﺟﻞ ﻣﻦ أهﻞ ﻧﻴﻨﻮى ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ρ‬ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺔ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺼ ﺎﻟﺢ ﻳ ﻮﻧﺲ ﺑ ﻦ‬ ‫ﻣﺘﻰ ؟ " ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺪاس ‪ :‬وﻣﺎ ﻳﺪرﻳﻚ ﻣﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺘﻰ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " : ρ‬ذﻟﻚ أﺧﻲ ‪ ..‬آﺎن ﻧﺒﻴ ًﺎ ‪ ..‬وأﻧﺎ ﻧﺒﻲ " ‪..‬‬ ‫ﻓﺄآ ﺐ ﻋ ﺪاس ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﻘ ﺒﻞ رأﺳ ﻪ‬ ‫وﻳﺪﻳﻪ وﻗﺪﻣﻴﻪ ‪..‬‬ ‫واﺑ ﻨﺎ رﺑ ﻴﻌﺔ ﻳﻨﻈ ﺮان إﻟ ﻴﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل أﺣ ﺪهﻤﺎ‬ ‫ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬أﻣﺎ ﻏﻼﻣﻚ ﻓﻘﺪ أﻓﺴﺪﻩ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺟ ﻊ ﻋ ﺪاس ﻟﺴ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺑ ﺪا ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺘﺄﺛ ﺮ‬ ‫ﺑﺮؤﻳﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وﺳﻤﺎع آﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻪ ﺳﻴﺪﻩ ‪ :‬وﻳﻠﻚ ﻳﺎ ﻋﺪاس ! ﻣﺎ ﻟﻚ ﺗﻘﺒﻞ رأس‬ ‫هﺬا اﻟﺮﺟﻞ وﻳﺪﻳﻪ وﻗﺪﻣﻴﻪ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺳﻴﺪي ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﺷﺊ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ هﺬا‬ ‫‪ ..‬ﻟﻘﺪ أﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻪ إﻻ ﻧﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺳ ﻴﺪﻩ ‪ :‬وﻳﺤ ﻚ ﻳ ﺎ ﻋ ﺪاس ﻻ ﻳﺼ ﺮﻓﻨﻚ ﻋ ﻦ‬ ‫دﻳﻨﻚ ‪ ..‬ﻓﺈن دﻳﻨﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ دﻳﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﻞ ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﻧﺤ ﻦ اﻟ ﻴﻮم أن ﻧﺠﻌ ﻞ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻨﺎ راﻗ ﻴ ًﺎ‬ ‫ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﻢ ؟‬ ‫ﻟﻤﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﺑﺸﺮ ‪ ..‬ﻻ ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أو أﻣﻮاﻟﻬﻢ ‪ ..‬أو وﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ‪..‬‬

‫وﺗﺄﻣ ﻞ ﺣ ﺎل اﻟ ﻴﻬﻮد‪ ..‬ﻳﺬﻣ ﻮﻧﻪ وﻳﺒ ﺘﺪﺋﻮن‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﺪاوة ‪ ..‬وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬إن اﻟﻴﻬﻮد ﻣﺮوا ﺑﺒﻴﺖ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪:‬‬ ‫اﻟﺴﺎم ﻋﻠﻴﻜﻢ ) أي ‪ :‬اﻟﻤﻮت ﻋﻠﻴﻚ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬وﻋﻠﻴﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﺗﺼ ﺒﺮ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻨﻌﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪:‬‬ ‫اﻟﺴ ﺎم ﻋﻠ ﻴﻜﻢ ‪ ..‬وﻟﻌ ﻨﻜﻢ اﷲ وﻏﻀ ﺐ ﻋﻠ ﻴﻜﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ ..‬ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻣﻬ ً‬ ‫وإﻳﺎك واﻟﻌﻨﻒ واﻟﻔﺤﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬أو ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮا ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أو ﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻌﻲ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ؟! رددت‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﺴﺘﺠﺎب ﻟﻲ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺴﺘﺠﺎب ﻟﻬﻢ ﻓ ّ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﺎ اﻟﺪاﻋ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﺴ ﺒﺎب‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﺒﺎب ! أﻟﻴﺲ اﷲ ﻗﺪ ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ ) :‬وأﻋﺮض‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺠﺎهﻠﻴﻦ ( ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ‪ ..‬ﺧﺮج ‪ ε‬ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﺰوة‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ آﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻖ ﻋ ﻮدﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻧﺰﻟﻮا ﻓﻲ‬ ‫واد آﺜﻴﺮ اﻟﺸﺠﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻔ ﺮق اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﺗﺤ ﺖ اﻟﺸ ﺠﺮ وﻧﺎﻣ ﻮا ‪..‬‬ ‫وأﻗ ﺒﻞ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﺷ ﺠﺮة ﻓﻌﻠﻖ ﺳﻴﻔﻪ ﺑﻐﺼﻦ ﻣﻦ‬ ‫أﻏﺼﺎﻧﻬﺎ ‪ ..‬وﻓﺮش رداءﻩ وﻧﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻷﺛ ﻨﺎء آ ﺎن رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ‬ ‫ﻳﺘﺒﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺧﺎﻟﻴ ًﺎ ‪ ..‬أﻗﺒﻞ ﻳﻤﺸﻲ‬ ‫ﺑﻬ ﺪوء ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ اﻟ ﺘﻘﻂ اﻟﺴ ﻴﻒ ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻐﺼﻦ ‪ ..‬وﺻﺎح ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ..‬ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟‬

‫‪ 13.‬ﻣﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟﻜﻔﺎر ‪ ..‬آﺎن ‪ ρ‬ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪل ‪ ..‬وﻳﺴﺘﻤﻴﺖ ﻓﻲ‬ ‫ﺳﺒﻴﻞ دﻋﻮﺗﻬﻢ وإﺻﻼﺣﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﻤﻞ أذاهﻢ ‪..‬‬ ‫وﻳﺘﻐﺎﺿ ﻰ ﻋ ﻦ ﺳ ﻮﺋﻬﻢ ‪ ..‬آ ﻴﻒ ﻻ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ‬ ‫رﺑ ﻪ ‪ ) :‬وﻣ ﺎ أرﺳ ﻠﻨﺎك إﻻ رﺣﻤ ﺔ ( ‪ ..‬ﻟﻤ ﻦ ؟!‬ ‫ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ؟! ﻻ ‪ ) ..‬إﻻ رﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ( ‪..‬‬

‫ﻓﺎﺳ ﺘﻴﻘﻆ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬واﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫رأﺳ ﻪ ‪ ..‬واﻟﺴ ﻴﻒ ﺻ ﻠﺘ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻳﻠ ﺘﻤﻊ‬ ‫ﻣﻨﻪ اﻟﻤﻮت ‪..‬‬ ‫اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ ε‬وﺣ ﻴﺪًا ‪ ..‬ﻟ ﻴﺲ ﻋﻠ ﻴﻪ إﻻ إزار ‪..‬‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺘﻔﺮﻗﻮن ﻋﻨﻪ ‪ ..‬ﻧﺎﺋﻤﻮن ‪..‬‬ ‫واﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻌ ﻴﺶ ﻧﺸ ﻮة اﻟﻘ ﻮة واﻻﻧﺘﺼ ﺎر ‪..‬‬

‫‪20‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﻳﺮدد ‪ :‬ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟ ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ ε‬ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ ‪ :‬اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ اﻟﺮﺟﻞ وﺳﻘﻂ اﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم ‪ ε‬واﻟﺘﻘﻂ اﻟﺴﻴﻒ وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟‬ ‫ﻓﺘﻐﻴﺮ اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬واﺿﻄﺮب ‪ ..‬وأﺧﺬ ﻳﺴﺘﺮﺣﻢ اﻟﻨﺒﻲ‬ ‫‪ .. ε‬وﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻻ أﺣﺪ ‪ ..‬آﻦ ﺧﻴﺮ ﺁﺧﺬ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ : ε‬ﺗﺴﻠﻢ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﻻ أآﻮن ﻓﻲ ﻗﻮم هﻢ ﺣﺮب ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻔﺎ ﻋﻨﻪ ‪ .. ε‬وأﺣﺴﻦ إﻟﻴﻪ !!‬ ‫وآ ﺎن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺼ ﺮف إﻟ ﻴﻬﻢ‬ ‫ﻓﺪﻋﺎهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬ﻓﺄﺳﻠﻤﻮا ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬أﺣﺴﻦ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﻊ اﻷﻋ ﺪاء اﻷﻟ ﺪاء آ ﺎن ‪ ρ‬ﻟ ﻪ ﺧﻠ ﻖ‬ ‫ﻋﻈ ﻴﻢ ‪ ..‬آﺴ ﺐ ﺑ ﻪ ﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ ‪ ..‬وه ﺪى ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ودﺣﺮ ﺑﻪ آﻔﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎ ﻇﻬﺮ ‪ ε‬ﺑﺪﻋﻮﺗﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﺟﻌﻠﺖ ﻗﺮﻳﺶ‬ ‫ﺗﺤﺎول ﺣﺮﺑﻪ ﺑﻜﻞ ﺳﺒﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻣﻤﺎ ﺑﺬﻟﺘﻪ أن ﺗﺸﺎور آﺒﺎرهﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬ ‫دﻋﻮﺗﻪ ‪ .. ε‬وﺗﺴﺎرع اﻟﻨﺎس ﻟﻺﻳﻤﺎن ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬أﻧﻈﺮوا أﻋﻠﻤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ واﻟﻜﻬﺎﻧﺔ واﻟﺸﻌﺮ‬ ‫ﻓﻠﻴﺄت هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻓﺮق ﺟﻤﺎﻋﺘﻨﺎ ‪ ..‬وﺷﺘﺖ‬ ‫أﻣﺮﻧﺎ ‪ ..‬وﻋﺎب دﻳﻨﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻴﻜﻠﻤﻪ وﻟﻴﻨﻈﺮ ﻣﺎذا ﻳﺮد‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﺎ ﻧﻌﻠﻢ أﺣﺪا ﻏﻴﺮ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬أﻧﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻋﺘﺒﺔ ﺳﻴﺪًا ﺣﻠﻴﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬أﺗﺮون أن أﻗﻮم إﻟﻰ هﺬا‬ ‫ﻓﺄآﻠﻤﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﺮض ﻋﻠﻴﻪ أﻣﻮرًا ﻟﻌﻠﻪ أن ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم ﻋﺘﺒﺔ وﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺲ ﺑﻜﻞ ﺳﻜﻴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ وﻗﻒ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ! أﻧﺖ‬ ‫ﺧﻴﺮ أم ﻋﺒﺪ اﷲ ؟!‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﺗﺄدﺑًﺎ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻧﺖ ﺧﻴﺮ أم ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ؟‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ‪ .. ε‬ﺗﺄدﺑًﺎ ﻣﻊ ﺟﺪﻩ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺘﺒﺔ ‪ :‬ﻓﺈن آﻨﺖ ﺗﺰﻋﻢ أن هﺆﻻء ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻚ‬

‫‪21‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺖ ‪ ..‬وإن آﻨﺖ‬ ‫ﻋ ْﺒ َ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻋﺒﺪوا اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺘﻲ ِ‬ ‫ﺗﺰﻋﻢ أﻧﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺘﻜﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﻤﻊ‬ ‫ﻗﻮﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﻗﺒﻞ أن ﻳﺠﻴﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﻜﻠﻤﺔ ‪ ..‬ﺛﺎر ﻋﺘﺒﺔ‬ ‫وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫إﻧﺎ واﷲ ﻣﺎ رأﻳﻨﺎ ﺳﺨﻠﺔ ﻗﻂ أﺷﺄم ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ‬ ‫ﻣﻨﻚ !!‪ ..‬ﻓﺮﻗﺖ ﺟﻤﺎﻋﺘﻨﺎ ‪ ..‬وﺷﺘﺖ أﻣﺮﻧﺎ ‪..‬‬ ‫وﻋﺒﺖ دﻳﻨﻨﺎ ‪ ..‬وﻓﻀﺤﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮب ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻃﺎر ﻓﻴﻬﻢ أن ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﺎﺣﺮًا ‪ ..‬وأن‬ ‫ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺶ آﺎهﻨ ًﺎ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ إﻻ ﻣﺜﻞ‬ ‫ﺻﻴﺤﺔ اﻟﺤﺒﻠﻰ ‪ ..‬أن ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻀﻨﺎ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻴﻮف ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻔﺎﻧﻰ ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻋﺘﺒﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮًا ﻏﻀﺒﺎﻧًﺎ ‪ ..‬واﻟﻨﺒﻲ ‪ε‬‬ ‫ﺳﺎآﺖ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺑﻜﻞ أدب ‪..‬‬ ‫وﺑﺪأ ﻋﺘﺒﺔ ﻳﻘﺪم إﻏﺮاءات ﻟﻴﺘﺨﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ε‬‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺪﻋﻮة ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫أﻳﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ إن آﻨﺖ ﺟﺌﺖ ﺑﺎﻟﺬي ﺟﺌﺖ ﺑﻪ‬ ‫ﻷﺟﻞ اﻟﻤﺎل ‪ ..‬ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن أﻏﻨﻰ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ رﺟ ً‬ ‫وان آﻨﺖ إﻧﻤﺎ ﺑﻚ ﺣﺐ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ‪ ..‬ﻋﻘﺪﻧﺎ‬ ‫أﻟﻮﻳﺘﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﻜﻨﺖ رأﺳ ًﺎ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ‪..‬‬ ‫وإن آﺎن إﻧﻤﺎ ﺑﻚ اﻟﺒﺎﻩ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء‬ ‫ي ﻧﺴﺎء ﻗﺮﻳﺶ ﺷﺌﺖ ﻓﻠﻨﺰوﺟﻚ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﺧﺘﺮ أ ﱠ‬ ‫ﻋﺸﺮًا ‪!!..‬‬ ‫وان آﺎن هﺬا اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻴﻚ رﺋﻴ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ ﺗﺮاﻩ‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ردﻩ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ‪ ..‬ﻃﻠﺒﻨﺎ ﻟﻚ‬ ‫اﻟﻄﺐ ‪ ..‬وﺑﺬﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ أﻣﻮاﻟﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺒﺮﺋﻚ ﻣﻨﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺈﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻏﻠﺐ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻳﺘﺪاوى ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺴﻲء‬ ‫ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻳﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺮوﺿًﺎ‬ ‫وﻳﻐﺮﻳﻪ ‪ ..‬واﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم‬ ‫ﻳﻨﺼﺖ إﻟﻴﻪ ﺑﻜﻞ هﺪوء ‪..‬‬ ‫واﻧﺘﻬﺖ اﻟﻌﺮوض ‪ ..‬ﻣﻠﻚ ‪ ..‬ﻣﺎل ‪ ..‬ﻧﺴﺎء ‪..‬‬ ‫ﻋﻼج ﻣﻦ ﺟﻨﻮن !!‬ ‫ﺳﻜﺖ ﻋﺘﺒﺔ ‪ ..‬وهﺪأ ‪ ..‬ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﺠﻮاب ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﻓﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺼﺮﻩ‬ ‫إﻟﻴﻪ وﻗﺎل ﺑﻜﻞ هﺪووووء ‪:‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أﻓﺮﻏﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ؟‬ ‫ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻐﺮب ﻋﺘﺒﺔ هﺬا اﻷدب ﻣﻦ اﻟﺼﺎدق اﻷﻣﻴﻦ‬ ‫‪ ..‬ﺑﻞ ﻗﺎل ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻓﺎﺳﻤﻊ ﻣﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻓﻌﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ " ﺣﻢ * ﺗَﻨﺰِﻳ ٌﻞ‬ ‫ﺖ ﺁﻳَﺎ ُﺗ ُﻪ ُﻗﺮْﺁﻧًﺎ‬ ‫ﺼَﻠ ْ‬ ‫ب ُﻓ ﱢ‬ ‫ﻦ اﻟ ﱠﺮﺣِﻴ ِﻢ * ِآﺘَﺎ ٌ‬ ‫ﺣ َﻤ ِ‬ ‫ﻦ اﻟ ﱠﺮ ْ‬ ‫ﱢﻣ َ‬ ‫ض‬ ‫ﻋ َﺮ َ‬ ‫ن * َﺑﺸِﻴﺮًا َو َﻧﺬِﻳﺮًا َﻓ َﺄ ْ‬ ‫ﻋ َﺮﺑِﻴًّﺎ ﱢﻟ َﻘ ْﻮ ٍم َﻳ ْﻌ َﻠﻤُﻮ َ‬ ‫َ‬ ‫ن ‪.. ( ..‬‬ ‫ﺴ َﻤﻌُﻮ َ‬ ‫َأ ْآ َﺜ ُﺮ ُه ْﻢ َﻓ ُﻬ ْﻢ َﻻ َﻳ ْ‬ ‫وﻣﻀﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬ﻳﺘﻠﻮا‬ ‫اﻵﻳﺎت وﻋﺘﺒﺔ ﻳﺴﺘﻤﻊ ‪..‬‬ ‫وﻓﺠﺄة ﺟﻠﺲ ﻋﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ..‬ﺛﻢ اهﺘﺰ ﺟﺴﻤﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻟﻘﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻩ ‪ ..‬واﺗﻜﺄ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫وهﻮ ﻳﺴﺘﻤﻊ ‪ ..‬وﻳﺴﺘﻤﻊ ‪ ..‬واﻟﻨﺒﻲ ﻳﺘﻠﻮ ‪ ..‬وﻳﺘﻠﻮ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪..‬‬ ‫ﻋ َﻘ ِﺔ‬ ‫ﻋ َﻘ ًﺔ ﱢﻣ ْﺜ َﻞ ﺻَﺎ ِ‬ ‫ﺿ ﻮا َﻓ ُﻘ ْﻞ أَﻧ َﺬ ْر ُﺗ ُﻜ ْﻢ ﺻَﺎ ِ‬ ‫ﻋ َﺮ ُ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫) َﻓ ِﺈ ْ‬ ‫ﻋ ﺎ ٍد َو َﺛ ُﻤ ﻮ َد ( ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ ﻋﺘﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ‬ ‫َ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌ ﺬاب ‪ ..‬وﻗﻔ ﺰ ووﺿﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻢ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ .. ε‬ﻟﻴﻮﻗﻒ اﻟﻘﺮاءة ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﻤﺮ ‪ ε‬ﻳﺘﻠﻮ اﻵﻳﺎت ‪ ..‬ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻰ إﻟﻰ اﻵﻳﺔ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺠﺪة اﻟﺘﻼوة ‪ ..‬ﻓﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ رﻓﻊ رأﺳﻪ ﻣﻦ ﺳﺠﻮدﻩ ‪ ..‬وﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﺘﺒﺔ‬ ‫وﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﻧﺖ وذاك ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم ﻋﺘﺒﺔ ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬وهﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮوﻧﻪ‬ ‫ﻣﺘﺸﻮﻗﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﺎل ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ‪ :‬ﻧﺤﻠﻒ‬ ‫ﺑﺎﷲ ﻟﻘﺪ ﺟﺎءآﻢ أﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺬي ذهﺐ‬ ‫ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﺎ وراءك ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ‬ ‫؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬وراﺋﻲ أﻧﻲ واﷲ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻮ ًﻻ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ‬ ‫ﻣﺜﻠﻪ ﻗﻂ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ هﻮ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ‪ ..‬وﻻ اﻟﺴﺤﺮ ‪..‬‬ ‫وﻻ اﻟﻜﻬﺎﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ‪ :‬أﻃﻴﻌﻮﻧﻲ واﺟﻌﻠﻮهﺎ ﺑﻲ ‪ ..‬ﺧﻠﻮا‬

‫‪22‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺑﻴﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ وﺑﻴﻦ ﻣﺎ هﻮ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ‬ ‫ﻟﻴﻜﻮﻧﻦ ﻟﻘﻮﻟﻪ اﻟﺬي ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﺒﺄ ﻋﻈﻴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ ﻗﻮم !! ﻗﺮأ ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ "‬ ‫ﺣﻢ * ﺗﻨﺰﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ " ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ‬ ‫‪ " :‬ﻓﻘﻞ أﻧﺬرﺗﻜﻢ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻋﺎد‬ ‫وﺛﻤﻮد " ﻓﺄﻣﺴﻜﺘﻪ ﺑﻔﻴﻪ ‪ ..‬وﻧﺎﺷﺪﺗﻪ اﻟﺮﺣﻢ‬ ‫أن ﻳﻜﻒ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻢ أن ﻣﺤﻤﺪًا إذا ﻗﺎل‬ ‫ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﺬب ‪ ..‬ﻓﺨﻔﺖ أن ﻳﻨﺰل ﺑﻜﻢ اﻟﻌﺬاب‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﺘﻔﻜﺮًا ‪ ..‬وﻗﻮﻣﻪ‬ ‫ﺛﻢ ﺳﻜﺖ أﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫واﺟﻤﻮن ﻳﺤﺪون اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬واﷲ إن ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻟﺤﻼوة ‪ ..‬وإن ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻟﻄﻼوة ‪ ..‬وإن أﻋﻼﻩ ﻟﻤﺜﻤﺮ ‪ ..‬وإن أﺳﻔﻠﻪ‬ ‫ﻟﻤﻐﺪق ‪ ..‬وإﻧﻪ ﻟﻴﻌﻠﻮ وﻣﺎ ﻳﻌﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وإﻧﻪ‬ ‫ﻟﻴﺤﻄﻢ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﻪ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻳﻘﻮل هﺬا ﺑﺸﺮ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ ﻳﻘﻮل هﺬا ﺑﺸﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬هﺬا ﺷﻌﺮ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪ ..‬ﺷﻌﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ رﺟﻞ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻷﺷﻌﺎر ﻣﻨﻲ ‪..‬‬ ‫وﻻ أﻋﻠﻢ ﺑﺮﺟﺰﻩ وﻻ ﺑﻘﺼﻴﺪﻩ ﻣﻨﻲ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﺑﺄﺷﻌﺎر اﻟﺠﻦ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ هﺬا اﻟﺬي‬ ‫ﻳﻘﻮل ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ هﺬا ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻲ أﻣﺮ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ .. ε‬ﺻﺤﻴﺢ أن ﻋﺘﺒﺔ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ‬ ‫اﻹﺳﻼم ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻻﻧﺖ ﻟﻠﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺄﻣﻞ آﻴﻒ أﺛﺮ هﺬا اﻟﺨﻠﻖ اﻟﺮﻓﻴﻊ ‪ ..‬وﻣﻬﺎرة‬ ‫ﺣﺴ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻤﺎع ﻓ ﻲ ﻋﺘ ﺒﺔ ﻣ ﻊ أﻧ ﻪ ﻣﻦ أﺷﺪ‬ ‫اﻷﻋﺪاء ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﺗﺠ ﺘﻤﻊ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﻴﻨ ﺘﺪﺑﻮن ﺣﺼ ﻴﻦ ﺑ ﻦ‬ ‫اﻟﻤ ﻨﺬر اﻟﺨﺰاﻋ ﻲ ‪ ..‬وه ﻮ أﺑ ﻮ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻲ‬ ‫اﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻳﻨﺘ ﺒﻮﻧﻪ ﻟ ﻨﻘﺎش اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم‬ ‫وردﻩ ﻋﻦ دﻋﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺪﺧﻞ أﺑ ﻮ ﻋﻤ ﺮان ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬وﺣ ﻮﻟﻪ‬ ‫أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻴ ﺮدد ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣ ﺎ ﺗ ﺮددﻩ ﻗ ﺮﻳﺶ‬ ‫دوﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺮﻗﺖ ﺟﻤﺎﻋﺘ ﻨﺎ ‪ ..‬ﺷ ﺘﺖ ﺷ ﻤﻠﻨﺎ ‪..‬‬ ‫واﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻳﻨﺼﺖ ﺑﻠﻄﻒ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ ε‬ﺑﻜﻞ أدب ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أﻓﺮﻏﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﻤﺮان ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﺟﺒﻨﻲ ﻋﻤﺎ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻞ ‪ ..‬أﺳﻤﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﻤﺮان ‪ ..‬آﻢ إﻟﻬ ًﺎ ﺗﻌﺒﺪ اﻟﻴﻮم ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺳ ﺒﻌﺔ ‪ !!..‬ﺳ ﺘﺔ ﻓ ﻲ اﻷرض ‪ ..‬وواﺣﺪًا ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء ‪!!..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﻳﻬﻢ ﺗﻌﺪ ﻟﺮﻏﺒﺘﻚ ورهﺒﺘﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ε‬ﺑﻜ ﻞ ﻟﻄ ﻒ ‪ :‬ﻳﺎ ﺣﺼﻴﻦ أﻣﺎ إﻧﻚ ﻟﻮ أﺳﻠﻤﺖ‬ ‫ﻋﻠﻤﺘﻚ آﻠﻤﺘﻴﻦ ﻳﻨﻔﻌﺎﻧﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻦ ﺣﺼﻴﻦ إﻻ أن أﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻮرًا ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻋﻠﻤﻨﻲ اﻟﻜﻠﻤﺘﻴﻦ اﻟﻠﺘﻴﻦ‬ ‫وﻋﺪﺗﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻗ ﻞ ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ أﻟﻬﻤﻨ ﻲ رﺷ ﺪي ‪ ..‬وأﻋﺬﻧ ﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺮ ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫ﺁﺁﺁﻩ ﻣ ﺎ أروع ه ﺬا اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗ ﻲ ! وﺷﺪة ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ ﻣﺨﺎﻟﻄﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ اﻟﺪﻋ ﻮي ﻳﻔ ﻴﺪ ﻓ ﻲ دﻋ ﻮة‬ ‫اﻟﻜﻔﺎر وﺟﺬﺑﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺎﻓﺮ أﺣ ﺪ اﻟﺸ ﺒﺎب ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻓﻲ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻓﺴﻜﻦ ﻓﻲ‬ ‫ﺷ ﻘﺔ ‪ ..‬وآ ﺎن ﻳﺴ ﻜﻦ أﻣﺎﻣ ﻪ ﺷ ﺎب أﻟﻤﺎﻧ ﻲ ‪ ،‬ﻟ ﻴﺲ‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻪ ﺟﺎرﻩ ‪..‬‬ ‫ﺳﺎﻓﺮ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻓﺠﺄة ‪ ..‬وآﺎن ﻣﻮزع اﻟﺠﺮاﺋﺪ ﻳﻀﻊ‬ ‫اﻟﺠ ﺮﻳﺪة آ ﻞ ﻳ ﻮم ﻋ ﻨﺪ ﺑﺎﺑ ﻪ ‪ ..‬اﻧﺘ ﺒﻪ ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫آﺜﺮة اﻟﺠﺮاﺋﺪ ‪ ..‬ﺳﺄل ﻋﻦ ﺟﺎرﻩ ‪ ..‬ﻓﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻣﺴﺎﻓﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫َﻟ ـ ﱠﻢ اﻟﺠ ﺮاﺋﺪ ووﺿ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ درج ﺧ ﺎص ‪ ..‬وﺻ ﺎر‬ ‫ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ آﻞ ﻳﻮم وﻳﺮﺗﺒﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ رﺟ ﻊ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﺑﻌ ﺪ ﺷ ﻬﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛ ﺔ ‪ ..‬ﺳ ﻠﻢ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ وه ﻨﺄﻩ ﺑﺴ ﻼﻣﺔ اﻟﺮﺟﻮع ‪ ..‬ﺛﻢ ﻧﺎوﻟﻪ اﻟﺠﺮاﺋﺪ‬ ‫‪..‬وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ :‬ﺧﺸ ﻴﺖ أﻧ ﻚ ﻣ ﺘﺎﺑﻊ ﻟﻤﻘ ﺎل ‪ ..‬أو‬ ‫ﻣﺸﺘﺮك ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ‪ ..‬ﻓﺄردت أن ﻻ ﻳﻔﻮﺗﻚ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻧﻈﺮ اﻟﺠﺎر إﻟﻴﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒ ًﺎ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺤﺮص ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫هﻞ ﺗﺮﻳﺪ أﺟﺮًا أو ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻋﻠﻰ هﺬا ؟‬ ‫ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ دﻳﻨﻨﺎ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺠﺎر ‪ ..‬وأﻧﺖ ﺟﺎر ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ‬ ‫اﻹﺣﺴﺎن إﻟﻴﻚ‬

‫‪23‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺛ ﻢ ﻣﺎ زال ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻣﺤﺴﻨ ًﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺠﺎر ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫هﺬﻩ واﷲ هﻲ اﻟﻤﺘﻌﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ‪ ..‬أن‬ ‫ﺗﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻚ رﻗﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﺗﺘﻌﺒﺪ ﷲ ﺑﻜﻞ‬ ‫ﺷﻲء ﺣﺘﻰ ﺑﺄﺧﻼﻗﻚ ‪..‬‬ ‫وآ ﻢ ﺻ ﱠﺪ أﻋ ﺪادًا آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻋ ﻦ‬ ‫اﻟﺪﺧ ﻮل ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺗﻌ ﺎﻣﻼت ﻓ ﺮﻳﻖ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣﻌﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻈﻠﻤﻮﻧﻬﻢ ﻋﻤ ﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫وﻳﻐﺸﻮﻧﻬﻢ ﻣﺘﺴﻮﻗﻴﻦ ‪ ..‬وﻳﺆذوﻧﻬﻢ ﺟﻴﺮاﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬﻠ ﱠﻢ ﻧﺒﺪأ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫إﺿﺎءة ‪..‬‬ ‫ﺧﻴﺮ اﻟﺪاﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﻗﺒﻞ أﻗﻮاﻟﻪ ‪..‬‬ ‫‪ 14.‬اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت !!‬ ‫ﻣ ﻦ ﺻ ﺎرت اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻟﺤﺴ ﻨﺔ دﻳﺪﻧ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺤ ﻮﻟﺖ إﻟ ﻰ ﻃ ﺒﻊ ﻳﺨ ﺎﻟﻂ دﻣ ﻪ وﻋﻘﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻨﻪ أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻋﻄﻮﻓ ًﺎ‬ ‫ﻓ ﺘﺠﺪﻩ داﺋﻤ ًﺎ ﻟﻴ ﻨ ًﺎ هﻴ ﻨ ًﺎ رﻓﻴﻘ ًﺎ ﻣﺘﺤﻤ ً‬ ‫‪ ..‬ﻣ ﻊ آ ﻞ أﺣ ﺪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﻊ اﻟﺤ ﻴﻮاﻧﺎت ‪..‬‬ ‫واﻟﺠﻤﺎدات ‪..‬‬ ‫آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ‬ ‫ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮأى ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺣُﻤﺮة ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺮﺧﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﺮﺧﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺠﺎءت اﻟﺤﻤﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺗﺤﻮم ﺣﻮﻟﻬﻢ وﺗﺮﻓﺮف ﺑﺠﻨﺎﺣﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎء اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ورﺁه ﺎ ‪ ..‬اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻣﻦ ﻓﺠﻊ هﺬﻩ ﺑﻮﻟﺪهﺎ ؟ ردوا وﻟﺪهﺎ إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬رأى ‪ ρ‬ﻗ ﺮﻳﺔ ﻧﻤ ﻞ ﻗ ﺪ‬ ‫أﺣﺮﻗﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﻦ أﺣﺮق هﺬﻩ ؟‬ ‫ﻗﺎل ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ :‬أﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻻ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻳُﻌﺬب ﺑﺎﻟﻨﺎر إﻻ‬ ‫رب اﻟﻨﺎر ‪..‬‬ ‫وآﺎن ‪ ρ‬ﻣﻦ رأﻓﺘﻪ ‪ ..‬أﻧﻪ إذا ﺗﻮﺿﺄ وأﻗﺒﻠﺖ‬ ‫إﻟﻴﻪ هﺮة ‪..‬‬ ‫أﺻ ﻐﻰ ﻟﻬ ﺎ اﻹﻧ ﺎء ‪ ..‬ﻓﺘﺸ ﺮب ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻳﺘﻮﺿ ﺄ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺑﻔﻀﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻣ ّﺮ ‪ ρ‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ رﺟ ﻞ ﻣﻠﻘﻴ ًﺎ ﺷﺎة ﻋﻠﻰ اﻷرض‬ ‫‪ ..‬وﻗﺪ وﺿﻊ رﺟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻣﻤﺴﻜًﺎ ﻟﻬﺎ‬ ‫ﻟ ﻴﺬﺑﺤﻬﺎ ‪ ..‬وه ﻮ ﻳﺤ ﺪ ﺷ ﻔﺮﺗﻪ ‪ ..‬وه ﻲ ﺗﻠﺤ ﻆ إﻟﻴﻪ‬ ‫ﺑﺒﺼﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ ‪ ρ‬ﻟﻤ ﺎ رﺁﻩ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗﻤﻴ ﺘﻬﺎ‬ ‫ﻣﻮﺗﺘﻴﻦ ؟ هﻼ ﺣﺪدت ﺷﻔﺮﺗﻚ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻀﺠﻌﻬﺎ ؟‬ ‫وﻣﺮ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﺮﺟﻠﻴﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎن ‪ ..‬وﻗﺪ رآﺐ آﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁهﻤ ﺎ رﺣ ﻢ اﻟﺒﻌﻴ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﻧﻬ ﻰ أن ﺗ ﺘﺨﺬ‬ ‫اﻟ ﺪواب آﺮاﺳ ﻲ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻻ ﺗ ﺮآﺐ اﻟﺒﻌﻴﺮ إﻻ وﻗﺖ‬ ‫اﻟﺤﺎﺟ ﺔ ﻓﻘ ﻂ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻧ ﺘﻬﺖ ﺣﺎﺟ ﺘﻚ ﻓﺎﻧ ﺰل ودﻋ ﻪ‬ ‫ﻳﺮﺗﺎح ‪..‬‬ ‫وﻧﻬﻰ ‪ ρ‬ﻋﻦ وﺳﻢ اﻟﺪاﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ أﻃﺮف ﻣﺎ ذآﺮ ‪..‬‬ ‫أﻧﻪ آﺎن ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻧﺎﻗﺔ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﻌﻀﺒﺎء ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ إن ﻧﻔ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ أﻏ ﺎروا ﻋﻠ ﻰ إﺑ ٍﻞ‬ ‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻋﻰ ﻓﻲ أﻃﺮاف اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺬهﺒﻮا ﺑﻬﺎ ‪ ..‬وآﺎﻧﺖ اﻟﻌﻀﺒﺎء ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وأﺳ ﺮوا اﻣ ﺮأة ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬واﺳﺘﺎﻗﻮهﺎ ﻣﻌﻬﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫وهﺮب اﻟﻤﺸﺮآﻮن ‪ ..‬ﺑﺎﻟﻤﺮأة واﻹﺑﻞ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧ ﻮا إذا ﻧ ﺰﻟﻮا أﺛ ﻨﺎء اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬أﻃﻠﻘ ﻮا اﻹﺑ ﻞ‬ ‫ﺗﺮﻋﻰ ﺣﻮﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨ ﺰﻟﻮا ﻣﻨ ﺰ ًﻻ ﻓ ﻨﺎﻣﻮا ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻣ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ‬ ‫ﻟﺘﻬﺮب ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ اﻹﺑ ﻞ ﻟﺘ ﺮآﺐ إﺣ ﺪاهﺎ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ آﻠﻤ ﺎ‬ ‫أﺗ ﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮ رﻏﺎ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺘﺮآﻪ ﺧﻮﻓ ًﺎ‬ ‫ﻣﻦ اﺳﺘﻴﻘﺎﻇﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻠﺖ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﻞ واﺣﺪًا واﺣﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ أﺗ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻀ ﺒﺎء ‪ ..‬ﻓﺤ ﺮآﺘﻬﺎ ﻓ ﺈذا ﻧﺎﻗ ﺔ‬ ‫ذﻟ ﻮل ﻣﺠﺮﺳ ﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺮآﺒﺘﻬﺎ اﻟﻤ ﺮأة ‪ ..‬ﺛ ﻢ وﺟﻬ ﺘﻬﺎ‬ ‫ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ اﻟﻌﻀﺒﺎء ﻣﺴﺮﻋﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺷﻌﺮت اﻟﻤﺮأة ﺑﺎﻟﻨﺠﺎة ‪ ..‬اﺷﺘﺪ ﻓﺮﺣﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫ﻲ ﻧ ﺬرًا ‪ ..‬إن أﻧﺠﻴﺘﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ أن‬ ‫اﻟﻠﻬ ﻢ إن ﻟ ﻚ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫أﻧﺤﺮهﺎ ‪!!..‬‬ ‫وﺻ ﻠﺖ اﻟﻤ ﺮأة إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﻌ ﺮف اﻟﻨﺎس ﻧﺎﻗﺔ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬

‫‪24‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻧ ﺰﻟﺖ ﻟﻤ ﺮأة ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺘﻬﺎ وﻣﻀ ﻮا ﺑﺎﻟ ﻨﺎﻗﺔ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺠﺎءت اﻟﻤﺮأة ﺗﻄﻠﺐ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻟﺘﻨﺤﺮهﺎ !!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﺑ ﺌﺲ ﻣ ﺎ ﺟ ﺰﻳﺘﻴﻬﺎ ‪ ..‬أو ﺑ ﺌﺲ ﻣ ﺎ‬ ‫ﺟﺰﺗﻬﺎ ‪ ..‬إن أﻧﺠﺎهﺎ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺘﻨﺤﺮﻧﻬﺎ !!‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗﺎل ‪ " : ρ‬ﻻ وﻓﺎء ﻟﻨﺬر ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ اﷲ‬ ‫وﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﺑﻦ ﺁدم " ‪.‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﺗﺤﻮل ﻣﻬﺎراﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ –‬ ‫آﺎﻟﺮﻓﻖ واﻟﺒﺸﺮ واﻟﻜﺮم – إﻟﻰ ﺳﺠﻴﺔ‬ ‫ﺗﻼزﻣﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﺣﻮاﻟﻚ ‪ ..‬ﻣﻊ آﻞ ﺷﻲء‬ ‫ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ اﻟﺠﻤﺎدات واﻷﺷﺠﺎر‬ ‫‪!!..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﻘ ﻮم ﻳ ﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ‪ ..‬ﻓﻴﺴ ﻨﺪ‬ ‫ﻇﻬ ﺮﻩ إﻟ ﻰ ﺟ ﺬع ﻣﻨﺼ ﻮب ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‬ ‫ﻓ ﻴﺨﻄﺐ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻣﺮأة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر‬ ‫‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻻ أﺟﻌ ﻞ ﻟ ﻚ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﺗﻘﻌ ﺪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺈن ﻟﻲ ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻧﺠﺎرًا ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬إن ﺷﺌﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻤﻠﺖ ﻟﻪ اﻟﻤﻨﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ آﺎن ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ ..‬ﺻﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻤﻨﺒﺮ اﻟﺬي ﺻﻨﻊ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻌ ﺪ ‪ ρ‬ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻨﺒﺮ ‪ ..‬ﺧﺎر اﻟﺠﺬع‬ ‫آﺨ ﻮار اﻟ ﺜﻮر ‪ ..‬وﺻ ﺎﺣﺖ اﻟ ﻨﺨﻠﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫آﺎدت أن ﺗﻨﺸﻖ ‪ ..‬وارﺗﺞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨ ﺰل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻓﻀ ﻢ اﻟﺠ ﺬع إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ‬ ‫اﻟ ﻨﺨﻠﺔ ﺗ ﺌﻦ أﻧ ﻴﻦ اﻟﺼ ﺒﻲ اﻟ ﺬي ﻳُﺴ ﻜّﺖ ﺣﺘﻰ‬ ‫اﺳﺘﻘﺮت ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ ) : ρ‬أﻣ ﺎ و اﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫‪ ..‬ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ أﻟﺘ ﺰﻣﻪ ﻟﻤ ﺎ زال هﻜ ﺬا إﻟ ﻰ ﻳ ﻮم‬ ‫اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪.. ( ..‬‬ ‫إﺷﺎرة ‪..‬‬ ‫اﷲ آﺮّم اﻹﻧﺴﺎن ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل‬ ‫ﻟﻪ ﻻﺿﻄﻬﺎد ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ‪..‬‬ ‫‪ 100 15.‬ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻜﺴﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس‬ ‫آﻞ ﺻﺎﺣﺐ هﻢ ﻳﺘﻔﻨﻦ ﻓﻲ ﺻﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻋﺎﺷ ﻖ اﻟﻤ ﺎل ﻳﺘﻔ ﻨﻦ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻌ ﻪ وﺗﻨﻤﻴ ﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺮﺑﺢ ‪..‬‬ ‫اﻟﻘ ﻨﻮات اﻟﻔﻀ ﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﻔ ﻨﻦ ﻓ ﻲ اﺻ ﻄﻴﺎد اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﺑﺘ ﻨﻮﻳﻊ اﻟﺒ ﺮاﻣﺞ واﺧﺘ ﻴﺎر اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻤ ﺘﺠﺪدة ‪..‬‬ ‫وﺗ ﺪرﻳﺐ ﻣﻘﺪﻣ ﻲ اﻟﺒ ﺮاﻣﺞ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻬ ﺎرات ﺗﺠ ﺬب‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻹﻋ ﻼم اﻟﻤﻘ ﺮوءة ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺜﻠﻪ ﻣ ﺮوﺟﻮ اﻟﺒﻀ ﺎﺋﻊ اﻟﻤﺨ ﺘﻠﻔﺔ ﺳ ﻮاء آﺎﻧ ﺖ‬ ‫ﺣﻼ ًﻻ أم ﺣﺮاﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫آﻠﻬﻢ ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ إﺗﻘﺎن اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻴﺪهﻢ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺴ ﺐ اﻟﻘﻠﻮب ﻓﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن ﻟﻪ ﻃﺮﻗﻪ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ه ﺐ أﻧ ﻚ دﺧﻠ ﺖ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﻓ ﻴﻪ أرﺑﻌ ﻮن رﺟ ً‬ ‫ﻓﻤﺮرت ﺑﺎﻟﻨﺎس ﺗﺼﺎﻓﺤﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻷول ﻣﺪدت ﻳﺪك إﻟﻴﻪ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻓﻨﺎوﻟﻚ ﻃﺮف ﻳﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬أه ً‬ ‫وﻗﺎل ﺑﺒﺮود ‪ :‬أه ً‬ ‫واﻟﺜﺎﻧ ﻲ آ ﺎن ﻣﺸ ﻐﻮ ًﻻ ﺑﺤ ﺪﻳﺚ ﺟﺎﻧﺒ ﻲ ‪ ..‬ﻓﻔﺎﺟﺄﺗ ﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴ ﻼم ‪ ..‬ﻓ ﺮد ﺑﺒ ﺮود أﻳﻀ ًﺎ وﺻ ﺎﻓﺤﻚ دون أن‬ ‫ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫واﻟ ﺜﺎﻟﺚ آ ﺎن ﻳ ﺘﺤﺪث ﺑﻬﺎﺗﻔﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﺪ ﻳﺪﻩ إﻟﻴﻚ دون‬ ‫أن ﻳ ﺘﻠﻔﻆ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺗﺮﺣﻴﺐ ‪ ..‬أو ﻳﺒﺪي ﻟﻚ أي اهﺘﻤﺎم‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ ﻗﺎم ﻣﺴﺘﻌﺪًا ﻟﻠﺴﻼم ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رﺁك ﻣﻘﺒ ً‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻟ ﺘﻘﺖ ﻋﻴ ﻨﻚ ﺑﻌﻴ ﻨﻪ اﺑﺘﺴ ﻢ وأﻇﻬ ﺮ اﻟﺒﺸﺎﺷ ﺔ‬ ‫ﺑﻠﻘﻴﺎك ‪..‬‬ ‫وﺻ ﺎﻓﺤﻚ ﺑﺤ ﺮارة ‪ ..‬واﺣﺘﻔﻰ ﺑﻘﺪوﻣﻚ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﻻ‬ ‫ﺗﻌﺮﻓﻪ وﻻ ﻳﻌﺮﻓﻚ !!‬ ‫ﺛﻢ أآﻤﻠﺖ ﺳﻼﻣﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﺟﻠﺴﺖ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ! أﻻ ﺗﺸ ﻌﺮ أن ﻗﻠ ﺒﻚ ﻳ ﻨﺠﺬب ﻧﺤ ﻮ ذﻟﻚ‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ ؟‬ ‫ﺑﻠﻰ ‪ ..‬ﻳﻨﺠﺬب إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺪري‬ ‫ﻋ ﻦ اﺳﻤﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻌﻠﻢ وﻇﻴﻔﺘﻪ وﻻ ﻣﺮآﺰﻩ ‪ ..‬وﻣﻊ‬ ‫ذﻟ ﻚ اﺳ ﺘﻄﺎع أن ﻳﺴ ﻠﺐ ﻗﻠ ﺒﻚ ‪ ..‬ﻻ ﺑﻤﺎﻟ ﻪ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﺑﻤﻨﺼ ﺒﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺑﺤﺴ ﺒﻪ وﻧﺴ ﺒﻪ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﺑﻤﻬﺎرات‬ ‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ‪..‬‬ ‫إذن اﻟﻘﻠ ﻮب ﻻ ﺗﻜﺴ ﺐ ﺑﺎﻟﻘ ﻮة وﻻ ﺑﺎﻟﻤ ﺎل وﻻ‬

‫‪25‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺑﺎﻟﺠﻤ ﺎل وﻻ ﺑﺎﻟﻮﻇ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ ﺗﻜﺴﺐ ﺑﺄﻗﻞ‬ ‫ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ وأﺳ ﻬﻞ ‪ ..‬وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻘﻠ ﻴﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ آﺴﺒﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ ﻃﻼﺑ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻜﻠ ﻴﺔ أﺻ ﻴﺐ‬ ‫ﺑﻤ ﺮض ﻧﻔﺴ ﻲ ‪ ..‬آ ﺎن ﻧ ﻮﻋ ًﺎ ﺻ ﻌﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻻآﺘﺌﺎب ‪..‬‬ ‫آ ﺎن واﻟ ﺪﻩ ﺿ ﺎﺑﻄ ًﺎ ﻳﺸ ﻐﻞ ﻣﻨﺼ ﺒ ًﺎ ﻋﺎﻟ ﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺟ ﺎء ﻣﺮارًا إﻟﻰ اﻟﻜﻠﻴﺔ وﻗﺎﺑﻠﻨﻲ وﺗﻌﺎوﻧّﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋﻼج اﺑﻨﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ أذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻬﻢ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻓ ﺄراﻩ ﻗﺼ ﺮًا‬ ‫ﻣﻨﻴﻔ ًﺎ ‪ ..‬وأرى ﻣﺠﻠﺲ اﻷب ﻣﻠﻴﺌ ًﺎ ﺑﺎﻟﻀﻴﻮف‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻜﺎﻧ ًﺎ ﻓﺎرﻏ ًﺎ ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ أﻋﺠ ﺐ ﻣ ﻦ ﻣﺤ ﺒﺔ اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫وإﻗﺒﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀﺖ ﺳﻨﻮات وﺗﻘﺎﻋﺪ اﻷب ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺬه ﺒﺖ إﻟ ﻴﻪ زاﺋ ﺮًا ‪ ..‬دﺧﻠ ﺖ اﻟﻘﺼ ﺮ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫دﻟﻔ ﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ وﻓ ﻴﻪ أآﺜ ﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ‬ ‫آﺮﺳ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ أر ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ إﻻ اﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫ﻳ ﺘﺎﺑﻊ ﺑ ﺮﻧﺎﻣﺠ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺎز ‪ ..‬وﺧﺎدﻣ ًﺎ ﻳﺨﺪﻣﻪ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻘﻬﻮة واﻟﺸﺎي ‪ ..‬ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻌﻪ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﺟﻌﻠ ﺖ أﺗﺬآ ﺮ ﺣﺎﻟﻪ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻓﻲ‬ ‫وﻇﻴﻔ ﺘﻪ ‪ ..‬وﺣﺎﻟ ﻪ اﻵن ‪ ..‬ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي آ ﺎن‬ ‫ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ؟‬ ‫ﻣﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻠﺘﻤﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺆاﻧﺴﻴﻦ‬ ‫ﻣﺘﺤﺒﺒﻴﻦ ؟!‬ ‫أدرآ ﺖ ﻋ ﻨﺪهﺎ أن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﺑﺄﺧﻼﻗ ﻪ وﻟﻄﻔ ﻪ وﺣﺴ ﻦ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬ ‫آﺴﺒﻬﻢ ﺑﻤﻨﺼﺒﻪ ووﺟﺎهﺘﻪ وﺳﻌﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ زال اﻟﻤﻨﺼﺐ زاﻟﺖ ﻣﻌﻪ اﻟﻤﺤﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺬ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ درﺳ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﺑﻤﻬ ﺎرات ﺗﺠﻌﻠﻬ ﻢ ﻳﺤ ﺒﻮﻧﻚ ﻟﺸﺨﺼ ﻚ ‪..‬‬ ‫ﻳﺤ ﺒﻮن أﺣﺎدﻳ ﺜﻚ واﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻚ ورﻓﻘ ﻚ وﺣﺴﻦ‬ ‫ﻣﻌﺸ ﺮك ‪ ..‬ﻳﺤﺒﻮن ﺗﻐﺎﺿﻴﻚ ﻋﻦ أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ووﻗﻮﻓﻚ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺋﺒﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﺮﺳﻴﻚ وﺟﻴﺒﻚ !!‬ ‫اﻟ ﺬي ﻳﻮﻓ ﺮ ﻷوﻻدﻩ وزوﺟ ﺘﻪ اﻟﻤ ﺎل واﻟﻄﻌ ﺎم‬ ‫واﻟﺸ ﺮاب ﻟ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ آﺴﺐ‬ ‫ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫واﻟ ﺬي ﻳﻐ ﺪق ﻋﻠ ﻰ أهﻠ ﻪ اﻷﻣ ﻮال ‪ ..‬ﻣ ﻊ ﺳ ﻮء‬ ‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻜﺴﺐ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬إﻧﻤﺎ آﺴﺐ ﺟﻴﻮﺑﻬﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴ ﺘﻐﺮب إذا وﺟ ﺪت ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﺗﻘ ﻊ ﻟﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ‬ ‫ﻓﻴﺸ ﻜﻮهﺎ إﻟﻰ ﺻﺪﻳﻖ أو إﻣﺎم ﻣﺴﺠﺪ أو ﻣﺪرس ‪..‬‬ ‫وﻳﺘ ﺮك أﺑ ﺎﻩ ‪ ..‬ﻷن اﻷب ﻟ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬وﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﺤﻄ ﻢ اﻷﺳ ﻮار ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﺑﻴ ﻨﻤﺎ آﺴ ﺐ ه ﺬا اﻟﻘﻠ ﺐ‬ ‫ﻣﺪرس أو ﺻﺪﻳﻖ ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ آﺴﺒﻪ ﻋﺪو ﺣﺎﻗﺪ !!‬ ‫وأﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﻻ ﺗﻼﺣ ﻆ ﻣﻌ ﻲ أن ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس إذا دﺧ ﻞ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ‬ ‫ﻣ ﺰدﺣﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﺑﺎﺣ ﺜ ًﺎ ﻋ ﻦ ﻣﻜ ﺎن ﻳﺠﻠﺲ‬ ‫ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬رأﻳ ﺖ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن ﻋﻠﻴﻪ آﻞ ﻳﻨﺎدﻳﻪ‬ ‫ﻟﻴﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ !‪ ..‬ﻟﻤﺎذا؟‬ ‫ه ﻞ دﻋ ﻴﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻋﺸ ﺎء ‪ ..‬وآ ﺎن ﺑ ﻨﻈﺎم )‬ ‫اﻟﺒﻮﻓ ﻴﻪ اﻟﻤﻔ ﺘﻮح ( ‪ ..‬ﺑﺤ ﻴﺚ إن آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ ﻳﺄﺧﺬ‬ ‫ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ﻓ ﻲ ﻃ ﺒﻖ وﻳﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ إﺣ ﺪى اﻟﻄ ﺎوﻻت‬ ‫اﻟﺪاﺋ ﺮﻳﺔ ‪ ..‬أﻟ ﻢ ﺗ ﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ إن ﻳﻤﻸ ﻃﺒﻘﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﻄﻌ ﺎم ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﺘﻬﺎﻓﺖ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺸ ﻴﺮون‬ ‫إﻟﻴﻪ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﻜﺎن ﻓﺎرغ ‪ ..‬ﻟﻴﺠﻠﺲ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻳﻤ ﻸ ﻃ ﺒﻘﻪ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم ‪ ..‬وﻳﺘﻠﻔﺖ وﻻ أﺣﺪ‬ ‫ﻳ ﻨﺎدﻳﻪ أو ﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺗﺴ ﻮﻗﻪ ﻗ ﺪﻣﺎﻩ إﻟ ﻰ‬ ‫إﺣﺪى اﻟﻄﺎوﻻت ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﺣﺮص اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻷول دون اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪..‬‬ ‫أﻻ ﺗﺸﻌﺮ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﻠﻮب أﻳﻨﻤﺎ‬ ‫آ ﺎن ‪ ..‬وآ ﺄن ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ﻣﻐﻨﺎﻃ ﻴﺲ ﻳﺠ ﺬﺑﻬﺎ ﺑﻪ ﺟﺬﺑ ًﺎ‬ ‫!!‬ ‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ ! آ ﻴﻒ اﺳ ﺘﻄﺎع هﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﺎ آﺴﺐ اﻟﻨﺎس‬ ‫؟!‬ ‫إﻧﻬ ﺎ ﻃ ﺮق ذآ ﻴﺔ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺑﻬ ﺎ اﻟﺸ ﺨﺺ أن ﻳﺼﻴﺪ‬ ‫ﺑﻬﺎ اﻟﻘﻠﻮب ‪..‬‬ ‫ﻗﺮار ‪..‬‬ ‫ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺮ ﻗﻠﻮب اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬وآﺴﺐ‬ ‫ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ اﻟﺼﺎدﻗﺔ ‪ ..‬ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﺟﺎﻧﺒًﺎ آﺒﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬

‫وﻋﺸ ﺖ ﻣﻌﻬ ﻢ ﺳ ﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﻻ أذآ ﺮ أﻧ ﻲ رأﻳ ﺖ‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﺑ ﻞ وﻻ ﺣﺘ ﻰ ﻣﺠﺎﻣﻠ ﺔ‬ ‫ﺑﻀ ﺤﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻃﺮﻓﺔ ‪ ..‬أو ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻣﺘﺤﺪث‬ ‫‪ ..‬آ ﻨﺖ أﻇ ﻦ أﻧﻬ ﻢ ﻧﺸ ﺌﻮا هﻜ ﺬا وﻻ‬ ‫ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑ ﺮؤﻳﺘﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻣ ﻮاﻃﻦ ﻣﻌﻴ ﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس – ﻣﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء وأﺻﺤﺎب‬ ‫اﻟﻨﻔﻮذ ﺗﺤﺪﻳﺪًا – ﻳﺤﺴﻨﻮن اﻟﻀﺤﻚ واﻟﺘﻠﻄﻒ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺄدرآﺖ أﻧﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ إﻻ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻔﻮﺗﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ أﺟﺮ ﻋﻈﻴﻢ ‪..‬‬ ‫إذن اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻳﺘﻌ ﺒﺪ ﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﺑﺄﺧﻼﻗ ﻪ‬ ‫وﻣﻬ ﺎرات ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻣ ﻊ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻷﺟ ﻞ ﻣﻨﺼﺐ أو ﻣﺎل ‪ ..‬وﻻ ﻷﺟﻞ أن ﻳﻤﺪﺣﻪ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻻ ﻷﺟﻞ أن ﻳﺰوج أو ﻳﺴﻠﻒ ﻣﺎ ًﻻ‬ ‫‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻟﻴﺤﺒﻪ اﷲ وﻳﺤﺒﺒﻪ إﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻋﺘﺒ ﺮ ﺣﺴ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ ﻋ ﺒﺎدة ‪..‬‬ ‫ﺻ ﺎر ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺄﺣﺴ ﻦ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻣ ﻊ اﻟﻐﻨ ﻲ‬ ‫واﻟﻔﻘﻴﺮ ‪ ..‬واﻟﻤﺪﻳﺮ واﻟﻔﺮاش ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻮ ﻣ ﺮرت ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺑﻌﺎﻣ ﻞ ﻣﺴ ﻜﻴﻦ ﻳﻜ ﻨﺲ‬ ‫اﻟﺸﺎرع ‪ ..‬وﻣﺪ ﻳﺪﻩ إﻟﻴﻚ ؟ ودﺧﻠﺖ ﻳﻮﻣًﺎ ﺁﺧﺮ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻣﺴ ﺌﻮل آﺒﻴ ﺮ ﻓﻤ ﺪ ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬ه ﻞ هﻤ ﺎ‬ ‫ﻣﺘﺴ ﺎوﻳﺎن ؟ ﻓ ﻲ اﺣ ﺘﻔﺎﺋﻚ ﺑﻬﻤ ﺎ ‪ ..‬وﺗﺒﺴ ﻤﻚ‬ ‫وﺑﺸﺎﺷﺘﻚ ؟‬ ‫ﻻ أدري !!‬ ‫أﻣ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﻜﺎﻧ ﺎ ﻋ ﻨﺪﻩ ﻣﺘﺴﺎوﻳﻴﻦ ﻓﻲ‬ ‫اﻻﺣﺘﻔﺎء واﻟﻨﺼﺢ واﻟﺸﻔﻘﺔ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺎ ﻳ ﺪرﻳﻚ ﻟﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﺗ ﺰدرﻳﻪ وﺗﺘﻜﺒ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫ﻳﻜ ﻮن ﻋ ﻨﺪ اﷲ ﺧﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ ﻣ ﻞء اﻷرض ﻣ ﻦ‬ ‫ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﺗﻜﺮﻣﻪ وﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ ) ε‬إن ﻣ ﻦ أﺣ ﺒﻜﻢ إﻟ ﻲ وأﻗ ﺮﺑﻜﻢ ﻣﻨ ﻲ‬ ‫)‪(15‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﻳ ﻮم اﻟﻘ ﻴﺎﻣﺔ أﺣﺎﺳ ﻨﻜﻢ أﺧﻼﻗ ًﺎ (‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ﻟﻸﺷ ﺞ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ ﻗ ﻴﺲ ‪ ) :‬إن ﻓ ﻴﻚ‬ ‫ﻟﺨﺼﻠﺘﻴﻦ ﻳﺤﺒﻬﻤﺎ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ هﻤ ﺎ اﻟﺨﺼ ﻠﺘﺎن ‪ :‬ﻗ ﻴﺎم اﻟﻠ ﻴﻞ ! ﺻ ﻴﺎم‬

‫‪ 16.‬أﺣﺴﻦ اﻟﻨﻴﺔ‪ ..‬ﻟﻮﺟﻪ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻠ ﺖ أﺗﺄﻣ ﻞ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺷ ﺨﺎص ‪..‬‬ ‫) ‪( 15‬‬

‫‪26‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻨﻬﺎر ؟ ‪..‬‬ ‫اﺳﺘﺒﺸﺮ اﻷﺷﺞ ‪ .. τ‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ هﻤﺎ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫؟ ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ) اﻟﺤﻠﻢ ‪ ..‬واﻷﻧﺎة (‬ ‫)‪(16‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وﺳﺌﻞ ‪ ρ‬ﻋﻦ اﻟﺒﺮ ؟‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ ) :‬اﻟﺒﺮ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ‬ ‫)‪(17‬‬ ‫( ‪..‬‬ ‫وﺳ ﺌﻞ ﻋ ﻦ أآﺜ ﺮ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟ ﻨﺎس اﻟﺠ ﻨﺔ ﻓﻘﺎل ‪) :‬‬ ‫)‪(18‬‬ ‫ﺗﻘﻮى اﷲ وﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ( ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪ ) : ρ‬أآﻤﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ إﻳﻤﺎﻧ ًﺎ أﺣﺎﺳﻨﻬﻢ أﺧﻼﻗًﺎ‬ ‫اﻟﻤﻮﻃ ﺆون أآﻨﺎﻓ ًﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﻟﻔﻮن وﻳﺆﻟﻔﻮن وﻻ ﺧﻴﺮ‬ ‫)‪(19‬‬ ‫ﻓﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﺄﻟﻒ وﻻ ﻳﺆﻟﻒ ( ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ ) : ε‬ﻣ ﺎ ﺷ ﻲء أﺛﻘ ﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺰان ﻣﻦ ﺣﺴﻦ‬ ‫)‪(20‬‬ ‫اﻟﺨﻠﻖ ( ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ ) : ρ‬إن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﻴ ﺒﻠﻎ ﺑﺤﺴ ﻦ ﺧﻠﻘﻪ درﺟﺔ‬ ‫)‪(21‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻢ اﻟﻠﻴﻞ وﺻﺎﺋﻢ اﻟﻨﻬﺎر ( ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﺣﺴ ﻦ ﺧﻠﻘ ﻪ رﺑ ﺢ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪارﻳﻦ ‪ ..‬وإن ﺷﺌﺖ‬ ‫ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﻰ أم ﺳﻠﻤﺔ ‪.. τ‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺘﺬآﺮت اﻵﺧﺮة‬ ‫وﻣﺎ أﻋﺪ اﷲ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اﻟﻤﺮأة ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ زوﺟﺎن‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻣﺎﺗﺖ ‪ ..‬وﻣﺎﺗﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا ﻣﺎﺗﺖ وﻣﺎﺗﺎ ودﺧﻠﻮا ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﻦ‬ ‫ﺗﻜﻮن ؟‬ ‫ﻓﻤ ﺎذا ﻗ ﺎل ؟ ﺗﻜ ﻮن ﻷﻃ ﻮﻟﻬﻤﺎ ﻗ ﻴﺎﻣ ًﺎ ؟ أم ﻷآﺜﺮهﻤﺎ‬ ‫ﺻﻴﺎﻣ ًﺎ ؟ أم ﻷوﺳﻌﻬﻤﺎ ﻋﻠﻤ ًﺎ ؟ آﻼ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﻜﻮن ﻷﺣﺴﻨﻬﻤﺎ ﺧﻠﻘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺒﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رأى دهﺸ ﺘﻬﺎ ﻗ ﺎل ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎااا أم ﺳ ﻠﻤﺔ ‪ ..‬ذهﺐ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﺑﺨﻴﺮي اﻟﺪﻧﻴﺎ‬ ‫واﻵﺧﺮة ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ذهﺐ ﺑﺨﻴﺮي اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ‪..‬‬ ‫) ‪( 16‬‬

‫رواﻩ أﺣﻤﺪ‬

‫) ‪( 17‬‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬

‫) ‪( 18‬‬

‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي‬

‫) ‪( 19‬‬

‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي‬

‫) ‪( 20‬‬

‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻤﻔﺮد‬

‫) ‪( 21‬‬

‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي‬

‫‪27‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫أﻣ ﺎ ﺧﻴ ﺮ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ﻓﻬ ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺨﻠﻖ ‪ ..‬وأﻣﺎ ﺧﻴﺮ اﻵﺧﺮة ﻓﻬﻮ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﻦ اﻷﺟﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﻬﻤﺎ أآﺜﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت‬ ‫‪ ..‬ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﻗﺪ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ إذا آﺎن ﺳﻲء اﻟﺨﻠﻖ‬ ‫‪..‬‬ ‫ذُآﺮ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺣﺎ ُل اﻣﺮأة ‪..‬‬ ‫وذآ ﺮ ﻟ ﻪ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺼ ﻠﻲ وﺗﺼ ﻮم وﺗﺘﺼ ﺪق‬ ‫وﺗﻔﻌ ﻞ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻬﺎ ﺗ ﺆذي ﺟﻴ ﺮاﻧﻬﺎ ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ ‪)..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﺳﻴﺌﺔ اﻟﺨﻠﻖ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ ) : ρ‬هﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ( ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬اﻷﺳﻮة اﻟﺤﺴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺧﻠ ﻖ ﺣﻤ ﻴﺪ ‪ ..‬آ ﺎن أآ ﺮ َم اﻟ ﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وأﺷﺠﻌَﻬﻢ ‪ ..‬وأﺣﻠﻤَﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آﺎن أﺷ ﱠﺪ ﺣﻴﺎ ًء ﻣﻦ اﻟﻌﺬراء ﻓﻲ ﺧﺪرهﺎ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أﻣﻴ ﻨ ًﺎ ﺻ ﺎدﻗ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺸ ﻬﺪ ﻟ ﻪ اﻟﻜﻔ ﺎر ﺑ ﺬﻟﻚ‬ ‫ق ﻗﺒﻞ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬واﻟﻔﺴﺎ ُ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻗﺎﻟ ﺖ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ‪ τ‬أول ﻣ ﺎ ﻧ ﺰل ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫اﻟﻮﺣﻲ ‪ ..‬ﻟﻤﺎ رأت ﺗﻐﻴﺮ ﺣﺎﻟﻪ ‪ ..‬ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫واﷲ ﻻ ﻳﺨﺰﻳﻚ اﷲ أﺑﺪًا ‪ ) ..‬ﻟﻤـــﺎذا ؟؟ ( ‪..‬‬ ‫إﻧﻚ ﻟﺘﺼﻞ اﻟﺮﺣﻢ ‪..‬‬ ‫وﺗﺤﻤﻞ اﻟﻜﻞ ‪..‬‬ ‫وﺗﻜﺴﺐ اﻟﻤﻌﺪوم ‪..‬‬ ‫وﺗﻘﺮي اﻟﻀﻴﻒ ‪..‬‬ ‫وﺗﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﺋﺐ اﻟﺤﻖ ‪..‬‬ ‫وﺗﺼﺪق اﻟﺤﺪﻳﺚ ‪..‬‬ ‫وﺗﺆدي اﻷﻣﺎﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ أﺛﻨ ﻰ اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺛ ﻨﺎء ﻧ ﺘﻠﻮﻩ إﻟ ﻰ ﻳ ﻮم‬ ‫اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ ) :‬وإﻧﻚ ﻟﻌﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ (‬ ‫‪..‬‬ ‫وآﺎن ‪ ρ‬ﺧﻠﻘَﻪ اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﺧﻠﻘ ﻪ اﻟﻘﺮﺁن ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻗﺮأ ) وأﺣﺴﻨﻮا إن‬ ‫اﷲ ﻳﺤ ﺐ اﻟﻤﺤﺴ ﻨﻴﻦ ( ‪ ..‬أﺣﺴ ﻦ ‪ ..‬ﻧﻌ ﻢ‬ ‫أﺣﺴ ﻦ إﻟ ﻰ اﻟﻜﺒﻴ ﺮ واﻟﺼ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬واﻟﻐﻨ ﻲ‬ ‫واﻟﻔﻘﻴ ﺮ ‪ ..‬إﻟﻰ ﺷﺮﻓﺎء اﻟﻨﺎس ووﺿﻌﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وآﺒﺎرهﻢ وﺻﻐﺎرهﻢ ‪..‬‬ ‫ﺻ َﻔﺤُﻮا (‬ ‫ﻋ ُﻔ ﻮا وَا ْ‬ ‫وإذا ﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮل اﷲ ‪ ) :‬ﻓَﺎ ْ‬ ‫‪ ..‬ﻋﻔﺎ وﺻﻔﺢ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وإذا ﺗ ﻼ ‪ ) :‬وﻗﻮﻟ ﻮا ﻟﻠ ﻨﺎس ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ( ‪ ..‬ﺗﻜﻠ ﻢ‬ ‫ﺑﺄﺣﺴﻦ اﻟﻜﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎدام أﻧﻪ ‪ ρ‬ﻗﺪوﺗﻨﺎ ‪ ..‬وﻣﻨﻬﺠﻪ ﻣﻨﻬﺠُﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗﺄﻣ ﻞ ﺣ ﻴﺎﺗﻪ ‪ .. ρ‬آ ﻴﻒ آﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ آﺎن ﻳﻌﺎﻟﺞ أﺧﻄﺎءهﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﻤﻞ أذاهﻢ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ آﺎن ﻳﺘﻌﺐ ﻟﺮاﺣﺘﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﻨﺼﺐ ﻟﺪﻋﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻮﻣ ًﺎ ﺗ ﺮاﻩ ﻳﺴ ﻌﻰ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻣﺴ ﻜﻴﻦ ‪ ..‬وﻳ ﻮﻣ ًﺎ‬ ‫ﻳﻔﺼﻞ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺪﻋﻮ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ آﺒ ﺮت ﺳ ﻨﻪ ‪ ..‬ورق ﻋﻈﻤ ﻪ ‪ ..‬ووﺻ ﻔﺖ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫آ ﺎن أآﺜ ُﺮ ﺻ ﻼة اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﺑﻌ ﺪﻣﺎ آﺒ ﺮ ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ )‬ ‫ﻟﻤـــﺎذا ؟؟ ( ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﻄﻤﻪ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﺣﻄﻤﻪ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫*** ﺗﻌﺒﺖ ﻓﻲ‬ ‫وإذا آﺎﻧﺖ اﻟﻨﻔﻮس آﺒﺎرًا‬ ‫ﻣﺮادهﺎ اﻷﺟﺴﺎم‬ ‫ﺑ ﻞ ﺑﻠ ﻎ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻪ ‪ ρ‬ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻖ اﻟﺤﺴﻦ ‪ ..‬أﻧﻪ‬ ‫ﺧﻠْﻘﻲ‬ ‫آﺎن ﻳﺪﻋﻮ اﷲ ﻓﻴﻘﻮل – ) اﻟﻠﻬﻢ آﻤﺎ أﺣﺴﻨﺖ َ‬ ‫ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺧُﻠﻘﻲ ( )‪.. (22‬‬ ‫وآ ﺎن ﻳﻘ ﻮل ‪ ) :‬اﻟﻠﻬ ﻢ أهﺪﻧ ﻲ ﻷﺣﺴ ﻦ اﻷﺧ ﻼق ﻻ‬ ‫ﻳﻬ ﺪي ﻷﺣﺴ ﻨﻬﺎ إﻻ أﻧ ﺖ‪ ،‬وأﺻ ﺮف ﻋﻨﻲ ﺳﻴﺌﻬﺎ ﻻ‬ ‫)‪(23‬‬ ‫ﻳﺼﺮف ﻋﻨﻲ ﺳﻴﺌﻬﺎ إﻻ أﻧﺖ (‬ ‫ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ أن ﻧﻘﺘﺪي ﺑﻪ ‪ ρ‬ﻓﻲ أﺧﻼﻗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻜﺴﺒﻬﻢ ودﻋﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ وﻣﻊ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻟﻴﻌﺮﻓﻮا ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫إﺷﺎرة ‪..‬‬ ‫أﺣﺴﻦ اﻟﻨﻴﺔ ‪ ..‬ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻬﺎرات ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻊ‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺎدة ﺗﺘﻘﺮب ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﷲ ‪..‬‬ ‫‪ 17.‬اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻄﱡﻌﻢ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ !!‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﻳﺘﻔﻘﻮن ﻓﻲ أﺷﻴﺎء آﻠﻬﻢ ﻳﺤﺒﻮﻧﻬﺎ‬ ‫وﻳﻔﺮﺣﻮن ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻳﺘﻔﻘﻮن ﻓﻲ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى آﻠﻬﻢ ﻳﻜﺮهﻮﻧﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻳﺨ ﺘﻠﻔﻮن ﻓ ﻲ أﺷ ﻴﺎء ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﻔ ﺮح ﺑﻬ ﺎ ‪..‬‬ ‫) ‪( 22‬‬

‫رواﻩ أﺣﻤﺪ‬

‫) ‪( 23‬‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬

‫‪28‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺜﻘﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺤ ﺒﻮن اﻟﺘﺒﺴ ﻢ ﻓ ﻲ وﺟ ﻮهﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻳﻜﺮهﻮن اﻟﻌﺒﻮس واﻟﻜﺂﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻬﻢ إﻟ ﻰ ﺟﺎﻧ ﺐ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﺐ‬ ‫اﻟﻤﺮح واﻟﻤﺰاح ‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺜﻘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﺐ أن ﻳ ﺰورﻩ اﻟ ﻨﺎس وﻳﺪﻋﻮﻧﻪ‬ ‫‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ اﻻﻧﻄﻮاﺋﻲ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﺐ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ وآﺜ ﺮة اﻟﻜﻼم ‪..‬‬ ‫وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺒﻐﺾ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وآ ﻞ واﺣ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻳ ﺮﺗﺎح ﻟﻤ ﻦ واﻓ ﻖ‬ ‫ﻃﺒﺎﻋﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﺗﻮاﻓﻖ ﻃﺒﺎع اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ ‪ ..‬وﺗﻌﺎﻣﻞ آﻞ واﺣﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ‬ ‫ﻟﻴﺮﺗﺎح إﻟﻴﻚ ؟‬ ‫ﻼ رأى ﺻ ﻘﺮًا ﻳﻄﻴ ﺮ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ‬ ‫ذآ ﺮوا أن رﺟ ً‬ ‫ﻏ ﺮاب !! ﻓﻌﺠ ﺐ ‪ ..‬آ ﻴﻒ ﻳﻄﻴﺮ ﻣﻠﻚ اﻟﻄﻴﻮر‬ ‫ﻣ ﻊ ﻏﺮاب !! ﻓﺠﺰم أن ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﺸﺘﺮآ ًﺎ‬ ‫ﺟﻌﻠﻬﻤﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻘﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺘ ﺒﻌﻬﻤﺎ ﺑﺒﺼ ﺮﻩ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺗﻌ ﺒﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻄﻴ ﺮان ﻓﺤﻄ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻓ ﺈذا آﻠﻬﻤ ﺎ‬ ‫أﻋﺮج !!‬ ‫ﻓ ﺈذا ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻮﻟﺪ أن أﺑ ﺎﻩ ﻳﺆﺛ ﺮ اﻟﺴ ﻜﻮت وﻻ‬ ‫ﻳﺤ ﺐ آﺜﺮة اﻟﻜﻼم ‪ ..‬ﻓﻠﻴﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻤﺜﻞ ذﻟﻚ‬ ‫ﻟﻴﺤﺒﻪ وﻳﺄﻧﺲ ﺑﻘﺮﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وإذا ﻋﻠﻤﺖ اﻟﺰوﺟﺔ أن زوﺟﻬﺎ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺰاح‬ ‫‪ ..‬ﻓﻠ ﺘﻤﺎزﺣﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈن ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧ ﻪ ﺿ ﺪ ذﻟ ﻚ‬ ‫ﻓﻠﺘﺘﺠﻨﺐ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻣ ﻊ‬ ‫زﻣﻼﺋﻪ ‪ ..‬أو ﺟﻴﺮاﻧﻪ ‪ ..‬أو إﺧﻮاﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺤﺴﺐ اﻟﻨﺎس ﻃﺒﻌ ًﺎ واﺣﺪًا ﻓﻠﻬﻢ‬ ‫ﻃﺒﺎﺋﻊ ﻟﺴﺖ ﺗﺤﺼﻴﻬﻦ أﻟﻮان‬ ‫أذآ ﺮ أن ﻋﺠ ﻮزًا ﺻ ﺎﻟﺤﺔ – وه ﻲ أم ﻷﺣ ﺪ‬ ‫اﻷﺻ ﺪﻗﺎء – آﺎﻧ ﺖ ﺗﻤ ﺪح أﺣﺪ أوﻻدهﺎ آﺜﻴﺮًا‬ ‫‪ ..‬وﺗ ﺮﺗﺎح إذا زاره ﺎ أو ﺗﺤ ﺪث ﻣﻌﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻣﻊ‬ ‫أن ﺑﻘ ﻴﺔ أوﻻدهﺎ ﻳﺒﺮون ﺑﻬﺎ وﻳﺤﺴﻨﻮن إﻟﻴﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ذاك اﻟﻮﻟﺪ ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ أﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ اﻟﺴ ّﺮ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻣﻌ ﻪ‬ ‫ﻣ ﺮة ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ‪ :‬اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ‬ ‫أن إﺧﻮاﻧ ﻲ ﻻ ﻳﻌ ﺮﻓﻮن ﻃﺒ ﻴﻌﺔ أﻣ ﻲ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺟﻠﺴﻮا ﻣﻌﻬﺎ ﺻﺎروا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻘﻼء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ﻣﺪاﻋ ﺒ ًﺎ ‪ :‬وه ﻞ اآﺘﺸﻒ ﻣﻌﺎﻟﻴﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ‬ ‫‪!!..‬‬ ‫ﺿﺤﻚ ﺻﺎﺣﺒﻲ وﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﺳﺄﺧﺒﺮك ﺑﺎﻟﺴ ّﺮ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﻲ آﺒﻘ ﻴﺔ اﻟﻌﺠﺎﺋ ﺰ ‪ ..‬ﺗﺤﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮل اﻟﻨﺴﺎء‬ ‫وأﺧ ﺒﺎر ﻣ ﻦ ﺗ ﺰوﺟﺖ وﻃﻠﻘ ﺖ ‪ ..‬وآ ﻢ ﻋ ﺪد أﺑ ﻨﺎء‬ ‫ﻓﻼﻧ ﺔ ‪ ..‬وأﻳﻬ ﻢ أآﺒ ﺮ ‪ ..‬وﻣﺘﻰ ﺗﺰوج ﻓﻼن ﻓﻼﻧﺔ ؟‬ ‫وﻣﺎ اﺳﻢ أول أوﻻدهﻤﺎ ‪..‬‬ ‫إﻟ ﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ أﻋﺘﺒﺮهﺎ أﻧﺎ ﻏﻴﺮ‬ ‫ﻣﻔ ﻴﺪة ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻬﺎ ﺗﺠ ﺪ ﺳ ﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻜ ﺮارهﺎ ‪..‬‬ ‫وﺗﺸ ﻌﺮ ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺬآﺮهﺎ ‪ ..‬ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻦ‬ ‫ﻧﻘ ﺮأهﺎ ﻓ ﻲ آ ﺘﺎب وﻟ ﻦ ﻧﺴ ﻤﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﺮﻳﻂ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﺗﺠﺪهﺎ – ﻗﻄﻌ ًﺎ – ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ !!‬ ‫ﻓﺘﺸ ﻌﺮ أﻣ ﻲ وأﻧ ﺎ أﺳ ﺄﻟﻬﺎ ﻋ ﻨﻬﺎ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺄﺗ ﻲ ﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳ ﺄت ﺑ ﻪ اﻷوﻟ ﻮن ‪ ..‬ﻓﺘﻔ ﺮح وﺗﻨﺒﺴ ﻂ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫ﺟﺎﻟﺴ ﺘﻬﺎ ﺣ ﺮآﺖ ﻓﻴﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﻓﺎﺑﺘﻬﺠﺖ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻰ اﻟﻮﻗﺖ وهﻲ ﺗﺘﺤﺪث ‪..‬‬ ‫وإﺧﻮاﻧ ﻲ ﻻ ﻳ ﺘﺤﻤﻠﻮن ﺳ ﻤﺎع ه ﺬﻩ اﻷﺧ ﺒﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺸ ﻐﻠﻮﻧﻬﺎ ﺑﺄﺧ ﺒﺎر ﻻ ﺗﻬﻤﻬ ﺎ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﺗﺴ ﺘﺜﻘﻞ‬ ‫ﻣﺠﻠﺴﻬﻢ ‪ ..‬وﺗﻔﺮح ﺑﻲ !!‬ ‫هﺬا آﻞ ﻣﺎ هﻨﺎﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ أﻧ ﺖ إذا ﻋ ﺮﻓﺖ ﻃﺒ ﻴﻌﺔ ﻣ ﻦ أﻣﺎﻣ ﻚ ‪ ..‬وﻣ ﺎذا‬ ‫ﻳﺤﺐ وﻣﺎذا ﻳﻜﺮﻩ ‪ ..‬اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﺄﺳﺮ ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻣﻊ اﻟﻨﺎس وﺟﺪ‬ ‫أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ ﺑﻤ ﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳ ﺐ ﻣ ﻊ‬ ‫ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ﻣ ﻊ زوﺟﺎﺗ ﻪ آ ﺎن ﻳﻌﺎﻣ ﻞ آ ﻞ واﺣ ﺪة‬ ‫ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋﺎﺋﺸ ﺔ آﺎﻧ ﺖ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻬﺎ اﻧﻔﺘﺎﺣ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻜ ﺎن ﻳﻤﺰح‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﻼﻃﻔﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ذه ﺒﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﺮة ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻔﻠ ﻮا راﺟﻌ ﻴﻦ‬ ‫واﻗﺘﺮﺑﻮا ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ ε‬ﻟﻠﻨﺎس ‪:‬‬ ‫ﺗﻘﺪﻣﻮا ﻋﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻘﺪم اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺑﻘﻲ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ ﺟﺎرﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ اﻟﺴﻦ ‪ ..‬ﻧﺸﻴﻄﺔ اﻟﺒﺪن ‪..‬‬ ‫ﻲ ﺣﺘ ﻰ أﺳ ﺎﺑﻘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻬﺎ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺗﻌﺎﻟ ْ‬ ‫ﻓﺴﺎﺑﻘﺘﻪ ‪ ..‬ورآﻀﺖ ورآﻀﺖ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺳﺒﻘﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺰﻣﺎن ‪ ..‬ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻌﻪ ‪ ρ‬ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ‪..‬‬

‫‪29‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺑﻌ ﺪﻣﺎ آﺒ ﺮت وﺳ ﻤﻨﺖ ‪ ..‬وﺣﻤﻠ ﺖ اﻟﻠﺤ ﻢ‬ ‫وﺑﺪﻧﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ ρ‬ﻟﻠﻨﺎس ‪ :‬ﺗﻘﺪﻣﻮا ‪ ..‬ﻓﺘﻘﺪﻣﻮا ‪..‬‬ ‫ﻲ ﺣﺘ ﻰ أﺳ ﺎﺑﻘﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ﻟﻌﺎﺋﺸ ﺔ ‪ :‬ﺗﻌﺎﻟ ْ‬ ‫ﻓﺴﺎﺑﻘﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺴﺒﻘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌ ﻞ ﻳﻀ ﺤﻚ وﻳﻀﺮب ﺑﻴﻦ آﺘﻔﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل‬ ‫‪ :‬هﺬﻩ ﺑﺘﻠﻚ ‪ ..‬هﺬﻩ ﺑﺘﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ آ ﺎن ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺗﻌﺎﻣ ً‬ ‫ﻓﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻜﺒ ﺮﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻦ ﺑﺨﻤ ﺲ ﻋﺸ ﺮة‬ ‫ﺳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬آﺎن ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻳﻠ ﺒﺲ أﺑ ﺎ هﺮﻳ ﺮة ﻋ ﺒﺎءة ﺧﺎﻟ ﺪ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻌﺎﻣﻞ‬ ‫أﺑﺎ ﺑﻜﺮ آﻤﺎ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﻃﻠﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺧﺎﺻًﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺗﻌﺎﻣ ً‬ ‫وﻳﺴﻨﺪ إﻟﻴﻪ أﺷﻴﺎء ﻻ ﻳﺴﻨﺪهﺎ إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫اﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪ ε‬وﻗﺪ ﺧﺮج ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺑﺪر‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺑﺨﺮوج ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻋﺮف أن رﺟﺎ ًﻻ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﻴﺤﻀﺮون إﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﻌﺮآﺔ‬ ‫آﺮه ًﺎ ‪ ..‬وﻟﻦ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺘﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم ‪ ε‬ﻓﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻲ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ‬ ‫رﺟﺎ ًﻻ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ وﻏﻴﺮهﻢ ﻗﺪ أﺧﺮﺟﻮا‬ ‫آﺮه ًﺎ ‪ ..‬ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻘﺘﺎﻟﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻦ ﻟﻘﻲ ﻣﻨﻜﻢ أﺣﺪًا ﻣﻦ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻣﻦ ﻟﻘﻲ أﺑﺎ اﻟﺒﺨﺘﺮي ﺑﻦ هﺸﺎم ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ ﻟﻘﻲ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻋﻢ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻪ إﻧﻤﺎ ﺧﺮج‬ ‫ﻣﺴﺘﻜﺮه ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗﻴﻞ إن اﻟﻌﺒﺎس آﺎن ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻳﻜﺘﻢ إﺳﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻨﻘﻞ أﺧﺒﺎر ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻳﺤﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أن ﻳﻘﺘﻠﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪ ..‬وﻟﻢ‬ ‫ﻳﺤﺐ آﺬﻟﻚ أن ﻳﻈﻬﺮ أﻣﺮ إﺳﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺮآﺔ أول ﻣﻌﺮآﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻴﻦ‬ ‫اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ‪ ..‬اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وآﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ ﻧﻔﻮس اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺸﺪودة ‪ ..‬ﻓﻬﻢ ﻟﻢ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻳﺴﺘﻌﺪوا ﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬وﺳﻴﻘﺎﺗﻠﻮن أﻗﺮﺑﺎء وأﺑﻨﺎء وﺁﺑﺎء‬ ‫‪..‬‬ ‫وهﺬا رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﺒﻌﺾ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ﻣﻦ آﺒﺎر آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﺤﺮب ‪..‬‬ ‫وآﺎن اﺑﻨﻪ أﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ‪ ..‬ﻣﻊ‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺒﺮ أﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻧﻘﺘﻞ ﺁﺑﺎءﻧﺎ وأﺑﻨﺎءﻧﺎ وإﺧﻮاﻧﻨﺎ وﻧﺘﺮك اﻟﻌﺒﺎس !!‬ ‫واﷲ ﻟﺌﻦ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻷﻟﺤﻤﻨﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻠﻐﺖ آﻠﻤﺘﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺣﻮﻟﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ‬ ‫ﺑﻄﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﺟﻪ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﻮرًا إﻟﻰ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ‬ ‫ﻏﻴﺮﻩ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ أﺑﺎ ﺣﻔﺺ ‪ ..‬أﻳﻀﺮب وﺟﻪ ﻋﻢ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ؟!‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬واﷲ إﻧﻪ ﻷول ﻳﻮم آﻨﺎﻧﻲ ﻓﻴﻪ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ε‬ﺑﺄﺑﻲ ﺣﻔﺺ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻋﻤﺮ رهﻦ إﺷﺎرة اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﻓﻲ‬ ‫ﺳﺎﺣﺔ ﻗﺘﺎل ﻻ ﻣﺠﺎل ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﺴﺎهﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬ ‫ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ أﻣﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ ‪ ..‬أو ﻳﻌﺘﺮض أﻣﺎم اﻟﺠﻴﺶ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ ﺻﺎرﻣ ًﺎ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻓﺎﺧﺘﺎر ﻋﻤﺮ ﺣ ً‬ ‫دﻋﻨﻲ ﻓﻸﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻨﻌﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ورأى أن هﺬا اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ آﺎف ﻓﻲ‬ ‫ﺗﻬﺪﺋﺔ اﻟﻮﺿﻊ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻜﺎن ﺑﻌﺪهﺎ‬ ‫آﺎن أﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ ‪ τ‬رﺟ ً‬ ‫ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﺂﻣﻦ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺖ‬ ‫ﻳﻮﻣﺌﺬ ‪ ..‬وﻻ أزال ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔ ًﺎ إﻻ أن ﺗﻜﻔﺮهﺎ ﻋﻨﻲ‬ ‫اﻟﺸﻬﺎدة ‪ ..‬ﻓﻘﺘﻞ ﻳﻮم اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ﺷﻬﻴﺪًا ‪.. τ‬‬ ‫ه ﺬا ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻌﻠ ﻢ ﺑ ﻨﻮع اﻷﻋﻤ ﺎل اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﻳﺴ ﻨﺪهﺎ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﻣﺘﻌﻠﻘ ًﺎ ﺑﺠﻤﻊ ﺻﺪﻗﺎت‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﺑﺈﺻ ﻼح ﻣﺘﺨﺎﺻﻤﻴﻦ ‪ ..‬وﻻ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺟﺎهﻞ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ ه ﻢ ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣﺔ ﻗ ﺘﺎل ﻓﻜﺎﻧ ﺖ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺤ ﺎزم اﻟﻤﻬﻴﺐ أآﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪ ..‬ﻟﺬا‬ ‫اﺧ ﺘﺎر ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬واﺳ ﺘﺜﺎرﻩ ‪ :‬أﻳﻀ ﺮب وﺟ ﻪ ﻋ ﻢ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ؟!‬ ‫وﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬

‫‪30‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻳﻘ ﺒﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻠ ﻰ ﺧﻴﺒ ﺮ ‪ ..‬وﻳﻘﺎﺗ ﻞ أهﻠﻬ ﺎ‬ ‫ﻗﺘﺎ ًﻻ ﻳﺴﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻳﺼﺎﻟﺤﻬﻢ وﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ‪ ..‬واﺷﺘﺮط ﻋﻠﻴﻬﻢ أن‬ ‫ﻻ ﻳﻜ ﺘﻤﻮا ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻮال ‪ ..‬وﻻ ﻳﻐﻴ ﺒﻮا‬ ‫ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺨﺒ ﺌﻮا ذه ﺒ ًﺎ وﻻ ﻓﻀ ﺔ ‪ ..‬ﺑ ﻞ‬ ‫ﻳﻈﻬﺮون ذﻟﻚ آﻠﻪ وﻳﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﺗﻮﻋﺪهﻢ إن آﺘﻤﻮا ﺷﻴﺌ ًﺎ أن ﻻ ذﻣﺔ ﻟﻬﻢ وﻻ‬ ‫ﻋﻬﺪ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﺣﻴﻲ ﺑﻦ أﺧﻄﺐ ﻣﻦ رؤوﺳﻬﻢ ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫ﺟ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﺑﺠﻠﺪ ﺗﻴﺲ ﻣﺪﺑﻮغ وﻣﺨﻴﻂ‬ ‫ووﻣﻠﻮء ذهﺒ ًﺎ وﺣﻠﻴ ًﺎ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻣﺎت ﺣﻴﻲ وﺗﺮك‬ ‫اﻟﻤﺎل ‪ ..‬ﻓﺨﺒﺌﻮﻩ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ε‬ﻟﻌ ﻢ ﺣﻴ ﻲ ﺑ ﻦ أﺧﻄﺐ ‪ :‬ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺴﻚ‬ ‫ﺣﻴ ﻲ اﻟ ﺬي ﺟ ﺎء ﺑ ﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻀﻴﺮ ؟ أي اﻟﺠﻠﺪ‬ ‫اﻟﻤﻤﻠﻮء ذهﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أذهﺒﺘﻪ اﻟﻨﻔﻘﺎت واﻟﺤﺮوب ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻔﻜ ﺮ ‪ ε‬ﻓ ﻲ اﻟﺠ ﻮاب ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﻣ ﻮت ﺣﻴ ﻲ‬ ‫ﻗ ﺮﻳﺐ واﻟﻤﺎل آﺜﻴﺮ ‪ ..‬وﻟﻢ ﺗﻘﻊ ﺣﺮوب ﻗﺮﻳﺒﺔ‬ ‫ﺗﻀﻄﺮهﻢ إﻟﻰ إﻧﻔﺎﻗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬اﻟﻌﻬ ﺪ ﻗ ﺮﻳﺐ ‪ ..‬واﻟﻤ ﺎل أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ‬ ‫ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻴﻬﻮدي ‪ :‬اﻟﻤﺎل واﻟﺤﻠﻲ ﻗﺪ ذهﺐ آﻠﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻠ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أﻧ ﻪ ﻳﻜ ﺬب ‪ ..‬ﻓﻨﻈ ﺮ ‪ ε‬إﻟ ﻰ‬ ‫أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﺈذا ه ﻢ آﺜﻴ ﺮ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪ ..‬وآﻠﻬ ﻢ‬ ‫رهﻦ إﺷﺎرﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﻮام وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ زﺑﻴﺮ‬ ‫‪ُ ..‬ﻣﺴﱠﻪ ﺑﻌﺬاب ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ اﻟ ﻴﻬﻮدي ‪ ..‬وﻋﻠ ﻢ أن اﻷﻣ ﺮ ﺟﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺪ رأﻳ ﺖ ﺣُﻴ ﻴ ًﺎ ﻳﻄ ﻮف ﻓ ﻲ ﺧ ﺮﺑﺔ هﺎ‬ ‫ه ﻨﺎ ‪ ..‬وأﺷ ﺎر إﻟ ﻰ ﺑ ﻴﺖ ﻗ ﺪﻳﻢ ﺧ ﺮاب ‪..‬‬ ‫ﻓﺬه ﺒﻮا ﻓﻄﺎﻓ ﻮا ﻓ ﻮﺟﺪوا اﻟﻤ ﺎل ﻣﺨﺒ ﺌ ًﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺨﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ه ﺬا ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟﻪ ‪ ε‬ﻣﻊ اﻟﺰﺑﻴﺮ ‪ ..‬ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻘﻮس‬ ‫ﺑﺎرﻳﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫ﻋﻠﻰ هﺬا اﻷﺳﺎس ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻟﻤ ﺎ ﻣ ﺮض رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻣ ﺮض اﻟﻤﻮت ‪ ..‬واﺷﺘﺪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺟﻊ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻴﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل وه ﻮ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﻪ ‪ :‬ﻣ ﺮوا أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﻓﻠﻴﺼ ﻞ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻼ رﻗﻴﻘ ًﺎ ‪ ..‬وهﻮ ﺻﺎﺣﺐ رﺳﻮل‬ ‫وآ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ رﺟ ً‬ ‫اﷲ ‪ ε‬ﻓ ﻲ ﺣ ﻴﺎﺗﻪ وﺑﻌ ﺪ ﻣﻤﺎﺗ ﻪ ‪ ..‬وه ﻮ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺠﺎهﻠ ﻴﺔ واﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وه ﻮ أﺑ ﻮ زوﺟ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬ ‫ﻼ ﻣﻦ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ ..‬وهﻮ ‪ ..‬وآﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ ﺟﺒ ً‬ ‫ﺣﺰن ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮض اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أن ﻳﺒﻠﻐﻮا أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ : ε‬إن أﺑ ﺎ ﺑﻜﺮ‬ ‫رﺟ ﻞ أﺳ ﻴﻒ ‪ ..‬أي رﻗ ﻴﻖ ‪ ..‬إذا ﻗ ﺎم ﻣﻘﺎﻣ ﻚ ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳﺼ ﻠﻲ ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬أي ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟﺘﺄﺛ ﺮ‬ ‫واﻟﺒﻜﺎء ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳﻌﻠ ﻢ ذﻟﻚ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬أﻧﻪ رﺟﻞ‬ ‫رﻗﻴﻖ ﻳﻐﻠﺒﻪ اﻟﺒﻜﺎء ‪ ..‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﻃﻦ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻨﻪ ‪ ε‬آﺎن ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﺣﻘﻴﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻌ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ‪ :‬إذا أﻧ ﺎ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻮﺟ ﻮد ﻓﺄﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ‬ ‫ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋ ﺎد ‪ ε‬اﻷﻣ ﺮ ‪ :‬ﻣ ﺮوا أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﻓﻠﻴﺼﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺻﻠﻰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻊ رﻗ ﺔ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬إﻻ أﻧﻪ آﺎن ذا هﻴﺒﺔ ‪ ..‬وﻟﻪ‬ ‫ﺣﺪة ﻏﻀﺐ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜﺴﻮﻩ ﺟﻼ ًﻻ ‪..‬‬ ‫وآﺎن رﻓﻴﻖ درﺑﻪ ﻋﻤﺮ ‪ τ‬ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫اﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪ .. ψ‬وﻗﺪ اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻓﻲ ﺳﻘﻴﻔﺔ‬ ‫ﺑﻨﻲ ﺳﺎﻋﺪة ‪ ..‬ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻟﻴﺘﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺧﻠﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون واﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬واﻧﻄﻠﻖ ﻋﻤﺮ إﻟﻰ‬ ‫أﺑﻲ ﺑﻜﺮ واﺻﻄﺤﺒﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻘﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻓﺄﺗﻴﻨﺎهﻢ ﻓﻲ ﺳﻘﻴﻔﺔ ﺑﻨﻲ ﺳﺎﻋﺪة ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﺧﻄﻴﺐ اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﷲ ﺑﻤﺎ هﻮ ﻟﻪ أهﻞ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻨﺤﻦ أﻧﺼﺎر اﷲ ‪ ..‬وآﺘﻴﺒﺔ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫وأﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ رهﻂ ﻣﻨﺎ ‪ ..‬وﻗﺪ دﻓﺖ‬ ‫داﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻜﻢ وإذا هﻢ ﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﺤﺘﺎزوﻧﺎ ﻣﻦ‬ ‫أﺻﻠﻨﺎ ‪ ..‬وﻳﻐﺼﺒﻮﻧﺎ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻜﺖ أردت أن أﺗﻜﻠﻢ ‪ ،‬وﻗﺪ زورت ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ‬

‫‪31‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻗﺪ أﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ‪ ،‬أرﻳﺪ أن أﻗﺪﻣﻬﺎ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﻳﺪي أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وآﻨﺖ أداري ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﺤﺪّة ‪..‬‬ ‫اﻟ ِ‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ :‬ﻋﻠﻰ رﺳﻠﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺮهﺖ أن أﻏﻀﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻜﻠﻢ وهﻮ آﺎن أﻋﻠﻢ ﻣﻨﻲ وأوﻗﺮ ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ‬ ‫ﻣﺎ ﺗﺮك ﻣﻦ آﻠﻤﺔ أﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺗﺰوﻳﺮي إﻻ‬ ‫ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﻳﻬﺘﻪ ‪ ..‬أو ﻗﺎل ﻣﺜﻠﻬﺎ ‪ ..‬أو‬ ‫ﺖ ‪..‬‬ ‫ﺳ َﻜ َ‬ ‫أﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ َ‬ ‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ :‬أﻣﺎ ﻣﺎ ذآﺮﺗﻢ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ‬ ‫ﻓﺄﻧﺘﻢ ﻟﻪ أهﻞ ‪ ..‬وﻟﻦ ﺗﻌﺮف اﻟﻌﺮب هﺬا اﻷﻣﺮ‬ ‫إﻻ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬هﻢ أوﺳﻂ‬ ‫اﻟﻌﺮب ﻧﺴﺒًﺎ ودارًا ‪ ..‬وﻗﺪ رﺿﻴﺖ ﻟﻜﻢ أﺣﺪ‬ ‫هﺬﻳﻦ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻓﺒﺎﻳﻌﻮا أﻳﻬﻤﺎ ﺷﺌﺘﻢ ‪..‬‬ ‫وأﺧﺬ ﺑﻴﺪي وﺑﻴﺪ أﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح وهﻮ‬ ‫ﺟﺎﻟﺲ ﺑﻴﻨﻨﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻢ أآﺮﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻏﻴﺮهﺎ ‪ ..‬آﺎن واﷲ‬ ‫أن أﻗﺪم ﻓﺘﻀﺮب ﻋﻨﻘﻲ ﻻ ﻳﻘﺮّﺑﻨﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ‬ ‫إﺛﻢ ‪ ..‬أﺣﺐ إﻟﻲ ﻣﻦ أن أﺗﺄﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻮم ﻓﻴﻬﻢ‬ ‫أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﺳﻜﺖ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻗﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ‪ :‬أﻧﺎ ﺟﺬﻳﻠﻬﺎ اﻟﻤﺤﻜﻚ‬ ‫‪ ..‬وﻋﺬﻳﻘﻬﺎ اﻟﻤﺮﺟﺐ ‪ ..‬ﻣﻨﺎ أﻣﻴﺮ وﻣﻨﻜﻢ أﻣﻴﺮ‬ ‫ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻓﻜﺜﺮ اﻟﻠﻐﻂ وارﺗﻔﻌﺖ اﻷﺻﻮات‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻮﻓﺖ اﻻﺧﺘﻼف ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬اﺑﺴﻂ ﻳﺪك ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ‬ ‫ﻓﺒﺎﻳﻌﺘﻪ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺑﺎﻳﻌﻪ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون ‪ ،‬ﺛﻢ ﺑﺎﻳﻌﻪ‬ ‫اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻟ ﻪ ﻣﻔ ﺘﺎح‬ ‫ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺑ ﻪ ﻓ ﺘﺢ أﺑ ﻮاب ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬وآﺴ ﺐ‬ ‫ﻣﺤﺒﺘﻪ واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا ﺗﻼﺣﻈﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﺎس ‪ ..‬أﻓﻠﻢ ﺗﺴﻤﻊ‬ ‫زﻣ ﻼء ﻋﻤﻠ ﻚ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬اﻟﻤﺪﻳ ﺮ ‪..‬‬ ‫ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ ﻓﻼن ‪ ..‬إذا أردﺗﻢ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻓﺎﺟﻌﻠﻮا ﻓﻼﻧًﺎ‬ ‫ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻟﻜﻢ ‪ ..‬أو ﻳﻘﻨﻊ اﻟﻤﺪﻳﺮ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻻ ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣﻬﺎراﺗ ﻚ ﻣﻔﺎﺗ ﻴﺢ ﻟﻘﻠ ﻮب‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺘﻜﻮن رأﺳ ًﺎ ﻻ ذﻳ ً‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻧﻌ ﻢ آ ﻦ ﻣﺘﻤﻴ ﺰًا ‪ ..‬واﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻣﻔ ﺘﺎح ﻗﻠ ﺐ أﻣ ﻚ‬ ‫وأﺑﻴﻚ وزوﺟﺘﻚ ووﻟﺪك ‪..‬‬ ‫اﻋﺮف ﻣﻔﺘﺎح ﻗﻠﺐ ﻣﺪﻳﺮك ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ‪ ..‬زﻣﻼﺋﻚ ‪..‬‬ ‫وﻣﻌ ﺮﻓﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻔﺎﺗ ﻴﺢ ﺗﻔ ﻴﺪﻧﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ ﺟﻌﻠﻬ ﻢ‬ ‫ﻳﺘﻘ ﺒﻠﻮن اﻟﻨﺼﺢ اﻟﺬي ﻳﺼﺪر ﻣﻨﺎ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬إذا أﺣﺴﻨﺎ‬ ‫ﺗﻘﺪﻳﻢ هﺬا اﻟﻨﺼﺢ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﻢ ﻟﻴﺴ ﻮا ﺳ ﻮاء ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ اﻟﻨﺼ ﺢ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻓﻲ إﻧﻜﺎر اﻟﺨﻄﺄ إذا وﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﺠﻠﺴﻪ اﻟﻤﺒﺎرك ﻳﺤﺪث أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻢ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﺑ ﺮﺟﻞ ﻳ ﺪﺧﻞ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳﻤﻴ ﻨ ًﺎ وﻳﺴ ﺎرًا ‪ ..‬ﻓ ﺒﺪل أن ﻳﺄﺗﻲ‬ ‫وﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ زاوﻳﺔ ﻣﻦ‬ ‫زواﻳﺎ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﺤﺮك إزارﻩ !!‬ ‫ﻋﺠﺒ ًﺎ !! ﻣﺎذا ﺳﻴﻔﻌﻞ ؟!‬ ‫رﻓ ﻊ ﻃ ﺮف إزارﻩ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺎم ﺛ ﻢ ﺟﻠﺲ ﺑﻜﻞ هﺪوء‬ ‫‪ ..‬ﻳﺒﻮل ‪!!..‬‬ ‫ﻋﺠﺐ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪ ..‬وﺛﺎروا ‪ ..‬ﻳﺒﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ !!‬ ‫وﺟﻌﻠ ﻮا ﻳﺘﻘﺎﻓ ﺰون ﻟﻴ ﺘﻮﺟﻬﻮا إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬ ‫ﻳﻬ ﺪﺋﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺴﻜﻦ ﻏﻀﺒﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺮدد ‪ :‬ﻻ ﺗﺰرﻣﻮﻩ‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﺗﻌﺠﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫واﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮن إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وهﻮ ﻟﻌﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺪر ﻋﻨﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﻳﺰال ﻳﺒﻮل ‪..‬‬ ‫واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳ ﺮى هﺬا اﻟﻤﻨﻈﺮ ‪ ..‬ﺑﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻬﺪئ أﺻﺤﺎﺑﻪ !!‬ ‫ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎاااا أﺣﻠﻤﻪ !!‬ ‫ﺣﺘ ﻰ إذا اﻧﺘﻬ ﻰ اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ﻣ ﻦ ﺑ ﻮﻟﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺎم ﻳﺸ ﺪ‬ ‫ﻋﻠﻰ وﺳﻄﻪ إزارﻩ ‪ ..‬دﻋﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﻜﻞ رﻓﻖ ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺣﺘ ﻰ إذا وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ε‬‬ ‫ﺑﻜﻞ رﻓﻖ ‪:‬‬ ‫إن هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻢ ﺗﺒﻦ ﻟﻬﺬا ‪ ..‬إﻧﻤﺎ ﺑﻨﻴﺖ ﻟﻠﺼﻼة‬ ‫وﻗﺮاءة اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬ ‫َﻓﻬِﻢ اﻟﺮﺟﻞ ذﻟﻚ وﻣﻀﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎء وﻗﺖ اﻟﺼﻼة أﻗﺒﻞ ذاك اﻷﻋﺮاﺑﻲ وﺻﻠﻰ‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آﺒ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑﺄﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻣﺼ ﻠﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺮأ ﺛﻢ رآﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﻓﻊ ‪ ε‬ﻣﻦ رآﻮﻋﻪ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪﻩ‬

‫‪32‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻤﺄﻣﻮﻣ ﻮن ‪ :‬رﺑ ﻨﺎ وﻟ ﻚ اﻟﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬إﻻ‬ ‫ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻗﺎﻟﻬ ﺎ وزاد ﺑﻌ ﺪهﺎ ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ‬ ‫ارﺣﻤﻨﻲ وﻣﺤﻤﺪًا وﻻ ﺗﺮﺣﻢ ﻣﻌﻨﺎ أﺣﺪًا !!‬ ‫وﺳ ﻤﻌﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﺼ ﻼة ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟ ﻴﻬﻢ وﺳ ﺄﻟﻬﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻘﺎﺋ ﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺷﺎروا إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻨﺎداﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻓﻠﻤ ﺎ وﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺈذا هﻮ‬ ‫اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺗﻤﻜ ﻦ ﺣ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬ ‫ﻣ ﻦ ﻗﻠ ﺒﻪ ﺣﺘ ﻰ ود ﻟ ﻮ أن اﻟ ﺮﺣﻤﺔ ﺗﺼ ﻴﺒﻬﻤﺎ‬ ‫دون ﻏﻴﺮهﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ ε‬ﻣﻌﻠﻤ ًﺎ ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺠﺮت واﺳﻌًﺎ !! أي‬ ‫إن رﺣﻤ ﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﺗﺴ ﻌﻨﺎ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ وﺗﺴ ﻊ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﻀﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻲ وﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ ﻣﻠ ﻚ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻋ ﺮف‬ ‫آ ﻴﻒ ﻳﺘﺼﺮف ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ أﻋﺮاﺑﻲ أﻗﺒﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﺎدﻳ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳ ﺒﻠﻎ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ رﺗ ﺒﺔ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ‬ ‫وﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬وﻻ ﻣﻌ ﺎذ وﻋﻤ ﺎر ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳ ﺆاﺧﺬ‬ ‫آﻐﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وإن ﺷ ﺌﺖ ﻓﺎﻧﻈ ﺮ أﻳﻀ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ﺑ ﻦ‬ ‫اﻟﺤﻜ ﻢ ‪ .. τ‬آ ﺎن ﻣ ﻦ ﻋﺎﻣ ﺔ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ‪ ..‬ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﻜﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣﺠﺎﻟﺴ ًﺎ‬ ‫ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ آ ﺎن ﻟ ﻪ ﻏ ﻨﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺤﺮاء ﻳﺘﺘﺒﻊ ﺑﻬﺎ‬ ‫اﻟﺨﻀﺮاء ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬ ‫‪ ..‬وﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻤﻌﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﻄﺎس ‪ ..‬وآﺎن ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻢ‬ ‫أﺻ ﺤﺎﺑﻪ أن إذا ﺳ ﻤﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ أﺧ ﺎﻩ ﻋﻄ ﺲ‬ ‫ﻓﺤﻤﺪ اﷲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ‪ :‬ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪ ..‬وذهﺐ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﺑﻌ ﺪ أﻳ ﺎم ﺟ ﺎء إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓ ﺈذا اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة‬ ‫واﻟﺴ ﻼم ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻢ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ إذ ﻋﻄ ﺲ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد ﻳﺤﻤ ﺪ اﷲ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺗﺬآﺮ ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﻧﻪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗﻌﻠ ﻢ أن اﻟﻤﺴ ﻠﻢ إذا ﻋﻄ ﺲ ﻓﻘ ﺎل اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪ ..‬ﻓﺈن‬ ‫أﺧﺎﻩ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺑﺼ ﻮت ﻋ ﺎ ٍل ‪:‬‬ ‫ﻓ ﺒﺎدر ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ اﻟﻌ ﺎﻃﺲ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟﻤﺼ ﻠﻮن ‪ ..‬وﺟﻌﻠ ﻮا ﻳﻠﺘﻔ ﺘﻮن إﻟ ﻴﻪ‬ ‫ﻣﻨﻜﺮﻳﻦ ‪.‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى دهﺸ ﺘﻬﻢ ‪ ..‬اﺿ ﻄﺮب وﻗ ﺎل ‪ :‬وااااﺛﻜ ﻞ‬ ‫ﻲ ؟ ‪..‬‬ ‫ُأﻣﱢﻴﺎﻩ !!‪ ..‬ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ ﺗﻨﻈﺮون إﻟ ّ‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﻮا ﻳﻀﺮﺑﻮن ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ أﻓﺨﺎذهﻢ ﻟﻴﺴﻜﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁهﻢ ﻳﺼﻤّﺘﻮﻧﻪ ﺻﻤﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﺟﻠﺒ ﺘﻬﻢ‬ ‫وأﺻ ﻮاﺗﻬﻢ ‪ ..‬وﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت ﻣ ﻦ ﺗﻜﻠ ﻢ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ‬ ‫ﺻﻮت ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ‬ ‫‪:‬‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﺷﺎروا إﻟﻰ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻋﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻓﺰﻋ ًﺎ ﻻ ﻳﺪري ﺑﻤﺎذا ﺳﻴﺴﺘﻘﺒﻠﻪ‬ ‫‪ ..‬وهﻮ اﻟﺬي أﺷﻐﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻬﻢ ‪ ..‬وﻗﻄﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﺧﺸﻮﻋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ‪ : τ‬ﻓﺒﺄﺑ ﻲ ه ﻮ وأﻣﻲ ‪ .. ρ‬واﷲ ﻣﺎ‬ ‫رأﻳـ ﺖ ﻣﻌﻠﻤ ًﺎ ﻗ ﺒﻠﻪ وﻻ ﺑﻌ ﺪﻩ أﺣﺴ ﻦ ﺗﻌﻠ ﻴﻤ ًﺎ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫واﷲ ﻣﺎ آﻬﺮﻧﻲ ‪ ..‬وﻻ ﺿﺮﺑﻨﻲ ‪ ..‬وﻻ ﺷﺘﻤﻨﻲ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪ ..‬إن هﺬﻩ اﻟﺼﻼة ﻻ ﻳﺼﻠﺢ‬ ‫ﻓ ﻴﻬﺎ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ آ ﻼم اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ ه ﻲ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ‬ ‫واﻟﺘﻜﺒﻴ ﺮ ‪ ..‬وﻗ ﺮاءة اﻟﻘ ﺮﺁن ‪ ..‬اﻧﺘﻬ ﻰ ‪ ..‬ﻧﺼ ﻴﺤﺔ‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻬﻤﻬﺎ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ارﺗﺎﺣ ﺖ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬واﻃﻤ ﺄن ﻗﻠﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺴﺄل‬ ‫ص أﻣﻮرﻩ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻦ ﺧﻮا ّ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧ ﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺠﺎهﻠﻴﺔ‬ ‫‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺟ ﺎء اﷲ ﺑﺎﻹﺳﻼم ‪ ..‬وإن ﻣﻨﺎ رﺟﺎ ًﻻ ﻳﺄﺗﻮن‬ ‫اﻟﻜﻬﺎن ) وهﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮن ﻋﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ ( ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻮﻧﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻐﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻓ ﻼ ﺗ ﺄﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻷﻧ ﻚ ﻣﺴ ﻠﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﻐﻴﺐ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ إﻻ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ‪ :‬وﻣ ﻨﺎ رﺟ ﺎل ﻳﺘﻄﻴ ﺮون ) أي‬ ‫ﻳﺘﺸﺎءﻣﻮن ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻄﻴﺮ ( ‪..‬‬

‫‪33‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ذاك ﺷ ﻲء ﻳﺠﺪوﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﺻ ﺪورهﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳﺼ ﺪﻧﻬﻢ ) أي ﻻ ﻳﻤ ﻨﻌﻬﻢ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ‬ ‫وﺟﻬﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻧﻔﻌ ًﺎ وﻻ ﺿﺮًا (‬ ‫‪..‬‬ ‫هﺬا ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ‪ ε‬ﻣﻊ أﻋﺮاﺑﻲ ﺑﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ورﺟﻞ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬ﻋﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﺮاﻋﻴًﺎ‬ ‫أﺣﻮاﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻷن اﻟﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮب‬ ‫‪..‬‬ ‫أﻣﺎ ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻓﻘﺪ آﺎن ﻣﻦ أﻗﺮب‬ ‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻣﻦ أآﺜﺮهﻢ‬ ‫ﺣﺮﺻًﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎن ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻣﻊ أﺧﻄﺎﺋﻪ ﻣﺨﺘﻠﻔ ًﺎ ﻋﻦ‬ ‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ أﺧﻄﺎء ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻣﻌﺎذ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬اﻟﻌﺸﺎء ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻴﺼﻠﻲ ﺑﻘﻮﻣﻪ اﻟﻌﺸﺎء إﻣﺎﻣ ًﺎ ﺑﻬﻢ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪهﻢ ‪ ..‬ﻓﺘﻜﻮن اﻟﺼﻼة ﻟﻪ ﻧﺎﻓﻠﺔ‬ ‫وﻟﻬﻢ ﻓﺮﻳﻀﺔ ‪..‬‬ ‫رﺟﻊ ﻣﻌﺎذ ذات ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻘﻮﻣﻪ ودﺧﻞ ﻣﺴﺠﺪهﻢ‬ ‫ﻓﻜﺒﺮ ﻣﺼﻠﻴ ًﺎ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻞ ﻓﺘﻰ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ودﺧﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‬ ‫‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ أﺗﻢ ﻣﻌﺎذ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻗﺎل " وﻻ اﻟﻀﺎﻟﻴﻦ‬ ‫" ﻓﻘﺎﻟﻮا " ﺁﻣﻴﻦ " ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﻓﺘﺘﺢ ﻣﻌﺎذ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة !!‬ ‫آﺎن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم ﻳﺘﻌﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺰارﻋﻬﻢ ورﻋﻴﻬﻢ دواﺑﻬﻢ ﻃﻮال اﻟﻨﻬﺎر‬ ‫‪ ..‬ﺛﻢ ﻻ ﻳﻜﺎدون ﻳﺼﻠﻮن اﻟﻌﺸﺎء ﺣﺘﻰ ﻳﺄوون‬ ‫إﻟﻰ ﻓﺮﺷﻬﻢ ‪..‬‬ ‫هﺬا اﻟﺸﺎب ‪ ..‬وﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬وﻣﻌﺎذ‬ ‫ﻳﻘﺮأ وﻳﻘﺮأ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﻰ ‪ ..‬أﺗﻢ ﺻﻼﺗﻪ‬ ‫وﺣﺪﻩ ‪ ..‬وﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ واﻧﻄﻠﻖ إﻟﻰ‬ ‫ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻌﺎذ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮم ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ‪ ..‬ﻓﻼن دﺧﻞ‬ ‫ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬ﺛﻢ ﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ أﻃﻠﺖ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ ﻣﻌﺎذ وﻗﺎل ‪ :‬إن هﺬا ﺑﻪ ﻟﻨﻔﺎق ‪..‬‬ ‫ﻷﺧﺒﺮن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺑﺎﻟﺬي ﺻﻨﻊ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﺄﺑﻠﻐﻮا ذﻟﻚ اﻟﺸﺎب ﺑﻜﻼم ﻣﻌﺎذ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل اﻟﻔﺘﻰ ‪:‬‬ ‫وأﻧﺎ ﻷﺧﺒﺮن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺑﺎﻟﺬي ﺻﻨﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﺪوا ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﻣﻌﺎذ ﺑﺎﻟﺬي ﺻﻨﻊ‬ ‫اﻟﻔﺘﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻔﺘﻰ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻳﻄﻴﻞ اﻟﻤﻜﺚ ﻋﻨﺪك‬ ‫ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻴﻄﻴﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ إﻧﺎ ﻟﻨﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ﻣﻤﺎ ﻳﻄﻮل ﺑﻨﺎ‬ ‫ﻣﻌﺎذ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺄل اﷲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻣﻌﺎذًا ‪ :‬ﻣﺎذا ﺗﻘﺮأ ؟!‬ ‫ﻓﺈذا ﺑﻤﻌﺎذ ﻳﺨﺒﺮﻩ أﻧﻪ ﻳﻘﺮأ ﺑﺎﻟﺒﻘﺮة ‪ ..‬و ‪ ..‬وﺟﻌﻞ‬ ‫ﻳﻌﺪد اﻟﺴﻮر اﻟﻄﻮال ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻢ أن اﻟﻨﺎس ﻳﺘﺄﺧﺮون ﻋﻦ‬ ‫اﻟﺼﻼة ﺑﺴﺒﺐ اﻹﻃﺎﻟﺔ ‪ ..‬وآﻴﻒ ﺻﺎرت اﻟﺼﻼة‬ ‫ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻣﻌﺎذ وﻗﺎل ‪ :‬أﻓﺘﺎن أﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ‪..‬؟!‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻔﺘﻦ اﻟﻨﺎس وﺗﺒﻐﻀﻬﻢ ﻓﻲ دﻳﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻗﺮأ ﺑـ "اﻟﺴﻤﺎء واﻟﻄﺎرق" ‪" ،‬واﻟﺴﻤﺎء ذات‬ ‫اﻟﺒﺮوج" ‪" ،‬واﻟﺸﻤﺲ وﺿﺤﺎهﺎ" ‪" ،‬واﻟﻠﻴﻞ إذا‬ ‫ﻳﻐﺸﻰ" ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﻔﺘﻰ وﻗﺎل ﻟﻪ ﻣﺘﻠﻄﻔ ًﺎ ‪ :‬آﻴﻒ‬ ‫ﺗﺼﻨﻊ أﻧﺖ ﻳﺎ ﺑﻦ أﺧﻲ إذا ﺻﻠﻴﺖ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻗﺮأ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ..‬وأﺳﺄل اﷲ اﻟﺠﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وأﻋﻮذ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﺬآﺮ اﻟﻔﺘﻰ أﻧﻪ ﻳﺮى اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻳﺪﻋﻮ وﻳﻜﺜﺮ ‪..‬‬ ‫وﻳﺮى ﻣﻌﺎذًا آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﺁﺧﺮ آﻼﻣﻪ ‪ :‬وإﻧﻲ ﻻ أدري ﻣﺎ دﻧﺪﻧﺘﻚ‬ ‫ودﻧﺪﻧﺔ ﻣﻌﺎذ ‪ ..‬أي دﻋﺎؤآﻤﺎ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻻ أﻋﺮف‬ ‫ﻣﺜﻠﻪ !!‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬إﻧﻲ وﻣﻌﺎذ ﺣﻮل هﺎﺗﻴﻦ ﻧﺪﻧﺪن ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ‬ ‫دﻋﺎؤﻧﺎ هﻮ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺪﻋﻮ ﺑﻪ ‪ ..‬ﺣﻮل اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺸﺎب ‪ :‬وﻟﻜﻦ ﺳﻴﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎذ إذا ﻗﺪم اﻟﻘﻮم وﻗﺪ‬ ‫ﺧﺒﺮوا أن اﻟﻌﺪو ﻗﺪ أﺗﻮا ‪ ..‬ﻣﺎ أﺻﻨﻊ ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪ ..‬ﺳﻴﺘﺒﻴﻦ ﻟﻤﻌﺎذ إﻳﻤﺎﻧﻲ وهﻮ‬ ‫اﻟﺬي ﻳﺼﻔﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق !‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻟﺒﺜﻮا أﻳﺎﻣًﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻌﺮآﺔ ﻓﻘﺎﺗﻞ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻟﺸﺎب ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﺸﻬﺪ ‪.. τ‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﻪ ‪ .. ε‬ﻗﺎل ﻟﻤﻌﺎذ ‪ :‬ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺧﺼﻤﻲ‬ ‫وﺧﺼﻤﻚ ؟ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺬي اﺗﻬﻤﺘﻪ ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق ‪..‬‬

‫‪34‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺖ‬ ‫ﻗﺎل ﻣﻌﺎذ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﺻﺪق اﷲ وآﺬﺑ ُ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺸﻬﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﺄﻣﻞ اﻟﻔ ﺮق ﻓ ﻲ ﻃ ﺒﺎﺋﻊ اﻟ ﺮﺟﺎل ‪..‬‬ ‫وﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬وآﻴﻒ أدى إﻟﻰ اﺧﺘﻼف ﺗﻌﺎﻣﻞ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ‪ ..‬اﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ‪ ε‬ﻣﻊ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ‬ ‫‪ ..‬وهﻮ ﺣﺒﻴﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻗﺪ ﺗﺮﺑﻰ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺚ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أﺻ ﺤﺎﺑﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺮﻗﺎت ﻣ ﻦ‬ ‫ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺟﻬﻴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ ‪ τ‬ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ‬ ‫ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬ ‫اﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن وهﺮب ﻣﻘﺎﺗﻠﻮ اﻟﻌﺪو ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﺶ اﻟﻌﺪو رﺟﻞ ﻳﻘﺎﺗﻞ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫رأى أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻣﻨﻬ ﺰﻣﻴﻦ ‪ ..‬أﻟﻘ ﻰ ﺳ ﻼﺣﻪ‬ ‫وه ﺮب ‪..‬ﻓﻠﺤﻘ ﻪ أﺳ ﺎﻣﺔ وﻣﻌ ﻪ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬رآ ﺾ اﻟﺮﺟﻞ ورآﻀﻮا ﺧﻠﻔﻪ ‪..‬‬ ‫وهﻮ ﻳﺸﺘﺪ ﻓﺰﻋ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻋﺮﺿﺖ ﻟﻬﻢ ﺷﺠﺮة ﻓﺎﺣﺘﻤﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺣﺎط ﺑﻪ أﺳﺎﻣﺔ واﻷﻧﺼﺎري ‪ ..‬ورﻓﻌﺎ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫اﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺴ ﻴﻔﻴﻦ ﻳﻠ ﺘﻤﻌﺎن ﻓ ﻮق‬ ‫ﺲ اﻟﻤ ﻮت ﻳﻬﺠ ﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫رأﺳ ﻪ ‪ ..‬وأﺣ ﱠ‬ ‫اﻧ ﺘﻔﺾ وﺟﻌ ﻞ ﻳﺠﻤ ﻊ ﻣ ﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ رﻳﻘﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻤﻪ ‪ ..‬وﻳﺮدد ﻓﺰﻋ ًﺎ ‪ :‬أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ‬ ‫‪ ..‬وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺤﻴ ﺮ اﻷﻧﺼﺎري وأﺳﺎﻣﺔ ‪ ..‬هﻞ أﺳﻠﻢ اﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬أم أﻧﻬﺎ ﺣﻴﻠﺔ اﻓﺘﻌﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ً‬ ‫آﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣﺔ ﻗ ﺘﺎل ‪ ..‬واﻷﻣﻮر ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ‬ ‫‪ ..‬ﻳﺘﻠﻔ ﺘﻮن ﺣ ﻮﻟﻬﻢ ﻓ ﻼ ﻳ ﺮون إﻻ أﺟﺴ ﺎدًا‬ ‫ﻣﻤ ﺰﻗﺔ‪..‬وأﻳ ﺪي ﻣﻘﻄﻌ ﺔ‪..‬ﻗ ﺪ اﺧ ﺘﻠﻂ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ‬ ‫ﺑﺒﻌﺾ ‪..‬اﻟﺪﻣﺎء ﺗﺴﻴﻞ‪..‬اﻟﻨﻔﻮس ﺗﺮﺗﺠﻒ ‪..‬‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮان إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ‬ ‫اﻹﺳ ﺮاع ﺑﺎﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘﺮار ‪ ..‬ﻓﻔﻲ أي ﻟﺤﻈﺔ ﻗﺪ‬ ‫ﻳﺄﺗ ﻲ ﺳ ﻬﻢ ﻃ ﺎﺋﺶ أو ﻏﻴ ﺮ ﻃ ﺎﺋﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺮدﻳﻬﻤﺎ ﻗﺘﻴﻠﻴﻦ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻟﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻬﺎدئ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ اﻷﻧﺼﺎري ﻓﻜﻒ ﺳﻴﻔﻪ ‪..‬‬ ‫وأﻣ ﺎ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻓﻈ ﻦ أﻧﻬ ﺎ ﺣ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻓﻀ ﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴ ﻴﻒ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺎدوا إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺪاﻋﺐ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻧﺸﻮة اﻻﻧﺘﺼﺎر‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻗ ﻒ أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﺣﻜﻰ ﻟﻪ ﻗﺼﺔ‬ ‫اﻟﻤﻌﺮآﺔ ‪ ..‬وأﺧﺒﺮﻩ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﺮﺟﻞ وﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻗﺼ ﺔ اﻟﻤﻌ ﺮآﺔ ﺗﺤﻜ ﻲ اﻧﺘﺼ ﺎرًا ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ‪ ε‬ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻦ أﺳﺎﻣﺔ ﻗﺎل ‪ .. :‬ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺎل ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﻗﺘﻠﺘﻪ ؟!!‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬إﻧﻤﺎ‬ ‫ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻗ ﺎل ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗﺘﻠ ﺘﻪ !! ه ﻼ‬ ‫ﺷ ﻘﻘﺖ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ إﻧﻤﺎ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗ ًﺎ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺴﻼح ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ‪ ε‬ﻳﺤ ﺪ ﺑﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ أﺳ ﺎﻣﺔ وﻳﻜ ﺮر ‪ :‬ﻗ ﺎل ﻻ‬ ‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ‪ !!..‬ﻗﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ‬ ‫‪ !!..‬ﺛ ﻢ ﻗﺘﻠ ﺘﻪ ‪ !!..‬آ ﻴﻒ ﻟ ﻚ ﺑ ﻼ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ إذا‬ ‫ﺟﺎءت ﺗﺤﺎﺟﻚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ !!‬ ‫وﻣﺎ زال ‪ ε‬ﻳﻜﺮر ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﺳ ﺎﻣﺔ ‪ :‬ﻓﻤ ﺎ زال ﻳﻜ ﺮرهﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺣﺘ ﻰ وددت‬ ‫أﻧﻲ ﻟﻢ أآﻦ أﺳﻠﻤﺖ إﻻ ﻳﺆﻣﺌﺬ ‪..‬‬ ‫رأي ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺤﺴﺐ اﻟﻨﺎس ﻧﻮﻋ ًﺎ واﺣﺪًا ﻓﻠﻬﻢ‬ ‫ﻃﺒﺎﺋﻊ ﻟﺴﺖ ﺗﺤﺼﻴﻬﻦ أﻟﻮان‬

‫‪ 18.‬اﺧﺘﺮ اﻟﻜﻼم اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬ ‫ﻳﺘ ﺒﻊ ﻣ ﺎ ﺳ ﺒﻖ أﻳﻀ ًﺎ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ اﻟﻜ ﻼم ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫وﻧﻮﻋﻴﺔ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﺎر ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ أﺣﺪ ﻓﺄﺛﺮ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا ﻣ ﻦ ﻃﺒ ﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮ ‪ ..‬ﻓﺎﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮهﺎ‬ ‫ﻣﻊ ﺷﺎب ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ‪..‬‬ ‫وﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺠﺎهﻞ ‪..‬‬ ‫وﻣﻊ اﻟﺰوﺟﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻷﺧﺖ ‪..‬‬ ‫ﻻ أﻋﻨ ﻲ اﻻﺧ ﺘﻼف اﻟ ﺘﺎم ‪ ..‬ﺑﺤﻴﺚ إن اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ‬

‫‪35‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺗﺤﻜﻴﻬﺎ ﻟﻸﺧﺖ ﻻ ﻳﺼﺢ أن ﺗﺤﻜﻴﻬﺎ ﻟﻠﺰوﺟﺔ !‬ ‫أو اﻟﺘ ﻲ ﺗﺬآ ﺮهﺎ ﻟﻠﺸﺎب ﻻ ﻳﺼﺢ أن ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﺸﻴﺦ !! ﻻ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ أﻋﻨ ﻲ اﻻﺧ ﺘﻼف اﻟﻴﺴ ﻴﺮ اﻟ ﺬي ﻳﻄ ﺮأ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﻠﻮب ﻋ ﺮض اﻟﻘﺼ ﺔ ورﺑﻤ ﺎ آ ﻴﺎﻧﻬﺎ‬ ‫آﻠﻪ ‪..‬‬ ‫وﺑﺎﻟﻤﺜﺎل ﻳﺘﻀﺢ اﻟﻤﻘﺎل ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻮ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻣ ﻊ ﺿ ﻴﻮف آ ﺒﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻦ‬ ‫ﺟ ﺎوزت أﻋﻤ ﺎرهﻢ اﻟﺜﻤﺎﻧ ﻴﻦ أﻗ ﺒﻠﻮا زاﺋ ﺮﻳﻦ‬ ‫ﻟﺠ ﺪك ‪ ..‬ﻓﻬ ﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ أن ﺗﻘﺺ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫وأﻧ ﺖ ﺿﺎﺣﻚ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮ ﻗﺼﺘﻚ ﻟﻤﺎ ذهﺒﺖ ﻣﻊ‬ ‫زﻣﻼﺋ ﻚ ﻟﻠﺒ ﺮ ؟! وآ ﻴﻒ أن ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺳ ﺠﻞ هﺪﻓ ًﺎ‬ ‫أﺛﻨﺎء ﻟﻌﺐ اﻟﻜﺮة ‪ ..‬وآﻴﻒ ﺛﺒﺖ اﻟﻜﺮة ﺑﺮأﺳﻪ‬ ‫ﺛﻢ ﺿﺮﺑﻬﺎ ﺑﺮآﺒﺘﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ‬ ‫‪..‬‬ ‫وآ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻮ ﺗﺤ ﺪﺛﺖ ﻣ ﻊ أﻃﻔ ﺎل ﺻ ﻐﺎر ‪ ..‬ﻣ ﻦ‬ ‫ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﺬآ ﺮ ﻟﻬ ﻢ ﻗﺼﺼ ًﺎ ﺗ ﺘﻌﻠﻖ‬ ‫ﺑﺘﻌﺎﻣﻞ اﻷزواج ﻣﻊ زوﺟﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﻇﻨﻨﺎ ﻧﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫إذن ﻣ ﻦ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺟ ﺬب اﻟ ﻨﺎس اﺧﺘ ﻴﺎر‬ ‫اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻮﻧﻬﺎ ‪ ..‬وإﺛﺎرﺗﻬﺎ ‪..‬‬ ‫آ ﺄب ﻟ ﻪ وﻟ ﺪ ﻣ ﺘﻔﻮق ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن‬ ‫ﺗﺴ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻳﻔﺨﺮ ﺑﻪ وﻳﺤﺐ‬ ‫أن ﻳﺬآﺮﻩ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أو رﺟ ﻞ ﻓ ﺘﺢ دآﺎﻧ ًﺎ وآﺴ ﺐ ﻣ ﻨﻪ أرﺑﺎﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﺴ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ دآﺎﻧ ﻪ وإﻗ ﺒﺎل‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻷن ه ﺬا ﻳﻔ ﺮﺣﻪ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬ ‫ﻳﺤﺒﻚ وﻳﺤﺐ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻚ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺪﻳ ﺜﻪ ﻣ ﻊ اﻟﺸ ﺎب ﻳﺨ ﺘﻠﻒ ﻋ ﻦ ﺣﺪﻳ ﺜﻪ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﺸﻴﺦ ‪ ..‬أو اﻟﻤﺮأة ‪ ..‬أو اﻟﻄﻔﻞ ‪..‬‬ ‫ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ τ‬اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ اﻟﺠﻠﻴﻞ ‪ ..‬ﻗﺘﻞ‬ ‫أﺑ ﻮﻩ ﻓ ﻲ ﻣﻌ ﺮآﺔ أﺣ ﺪ ‪ ..‬وﺧﻠ ﻒ ﻋ ﻨﺪﻩ ﺗﺴ ﻊ‬ ‫أﺧﻮات ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻦ ﻋﺎﺋﻞ ﻏﻴﺮﻩ ‪ ..‬وﺧﻠﻒ دﻳﻨ ًﺎ‬ ‫آﺜﻴﺮًا ‪ ..‬ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ هﺬا اﻟﺸﺎب اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال‬ ‫ﻓﻲ أول ﺷﺒﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﺟﺎﺑ ﺮ داﺋﻤ ًﺎ ﺳ ﺎهﻢ اﻟﻔﻜ ﺮ ‪ ..‬ﻣﻨﺸ ﻐﻞ‬ ‫اﻟ ﺒﺎل ﺑﺄﻣ ﺮ دَﻳ ﻨﻪ وأﺧ ﻮاﺗﻪ ‪ ..‬واﻟﻐ ﺮﻣﺎء‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻧﻪ ﺻﺒﺎﺣ ًﺎ وﻣﺴﺎ ًء ‪..‬‬ ‫ﺧﺮج ﺟﺎﺑﺮ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻓﻲ ﻏﺰوة ذات اﻟﺮﻗﺎع ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻟﺸ ﺪة ﻓﻘ ﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ آﻠﻴﻞ ﺿﻌﻴﻒ ﻣﺎ ﻳﻜﺎد‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻳﺴ ﻴﺮ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ﺟﺎﺑ ﺮ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺘﺮي ﺑ ﻪ ﺟﻤ ً‬ ‫ﻓﺴﺒﻘﻪ اﻟﻨﺎس وﺻﺎر هﻮ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﺴ ﻴﺮ ﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟﺠ ﻴﺶ ‪ ..‬ﻓﺄدرك‬ ‫ب ﺑﻪ دﺑﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬واﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻮﻩ‬ ‫ﺟﺎﺑ ﺮًا وﺟﻤﻠ ﻪ ﻳ ﺪ ﱡ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ : ρ‬ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ أﺑﻄﺄ ﺑﻲ ﺟﻤﻠﻲ هﺬا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ : ρ‬أﻧﺨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻧﺎﺧﻪ ﺟﺎﺑﺮ وأﻧﺎخ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻧﺎﻗﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻋﻄﻨ ﻲ اﻟﻌﺼ ﺎ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪك أو اﻗﻄ ﻊ ﻟ ﻲ‬ ‫ﻋﺼﺎ ﻣﻦ ﺷﺠﺮة ‪..‬ﻓﻨﺎوﻟﻪ ﺟﺎﺑﺮ اﻟﻌﺼﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺿﻌﻴﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ك اﻟﺠﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻠﻴ ً‬ ‫ﺑ َﺮ َ‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻞ وﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻨﻬﺾ اﻟﺠﻤﻞ ﻳﺠﺮي ﻗﺪ اﻣﺘﻸ ﻧﺸﺎﻃ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ‬ ‫ﺟﺎﺑﺮ ورآﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻣﺸ ﻰ ﺟﺎﺑ ﺮ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻓﺮﺣ ًﺎ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮًا ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﺻﺎر ﺟﻤﻠﻪ ﻧﺸﻴﻄ ًﺎ ﺳﺎﺑﻘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟﻰ ﺟﺎﺑﺮ ‪ ..‬وأراد أن ﻳﺘﺤﺪث ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ه ﻲ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﺘ ﻲ اﺧ ﺘﺎرهﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻟﻴﺜﻴﺮهﺎ‬ ‫ﻣﻊ ﺟﺎﺑﺮ ‪..‬‬ ‫ﺟﺎﺑﺮ آﺎن ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻓﻲ أول ﺷﺒﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫هﻤ ﻮم اﻟﺸ ﺒﺎب ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﺗ ﺪور ﺣ ﻮل اﻟ ﺰواج ‪..‬‬ ‫وﻃﻠﺐ اﻟﺮزق ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ε‬ﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ ‪ ..‬هﻞ ﺗﺰوﺟﺖ ‪..‬؟‬ ‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻜﺮًا ‪ ..‬أم ﺛﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻞ ﺛﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬آ ﻴﻒ أن ﺷﺎﺑ ًﺎ ﺑﻜﺮًا ﻓﻲ أول زواج‬ ‫ﻟﻪ ‪ ..‬ﻳﺘﺰوج ﺛﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻣﻼﻃﻔ ًﺎ ﻟﺠﺎﺑ ﺮ ‪ :‬ه ﻼ ﺑﻜ ﺮًا ﺗﻼﻋ ﺒﻬﺎ وﺗﻼﻋﺒﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺟﺎﺑ ﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إن أﺑﻲ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ أﺣﺪ‬ ‫ع ﻏﻴ ﺮي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﺗ ﺮك ﺗﺴ ﻊ أﺧ ﻮات ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﻦ را ٍ‬ ‫ﻓﻜ ﺮهﺖ أن أﺗ ﺰوج ﻓ ﺘﺎة ﻣ ﺜﻠﻬﻦ ﻓﺘﻜﺜ ﺮ ﺑﻴ ﻨﻬﻦ‬ ‫اﻟﺨﻼﻓ ﺎت ‪ ..‬ﻓﺘ ﺰوﺟﺖ اﻣ ﺮأة أآﺒ ﺮ ﻣ ﻨﻬﻦ ﻟ ﺘﻜﻮن‬

‫‪36‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻣﺜﻞ أﻣﻬﻦ ‪..‬‬ ‫هﺬا ﻣﻌﻨﻰ آﻼم ﺟﺎﺑﺮ ‪..‬‬ ‫رأى اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن أﻣﺎﻣ ﻪ ﺷ ﺎب ﺿﺤﻰ ﺑﻤﺘﻌﺘﻪ‬ ‫اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻷﺟﻞ أﺧﻮاﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄراد ‪ ε‬أن ﻳﻤﺎزﺣ ﻪ ﺑﻜﻠﻤ ﺎت ﺗﺼ ﻠﺢ ﻟﻠﺸﺒﺎب‬ ‫‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ﻟﻌﻠ ﻨﺎ إذا أﻗﺒﻠ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ أن ﻧﻨ ﺰل ﻓ ﻲ‬ ‫ﺻﺮار )‪ .. (24‬ﻓﺘﺴﻤﻊ ﺑﻨﺎ زوﺟﺘﻚ ﻓﺘﻔﺮش ﻟﻚ‬ ‫اﻟﻨﻤﺎرق ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ وإن آﻨﺖ ﺗﺰوﺟﺖ ﺛﻴﺒ ًﺎ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺰال‬ ‫ﻋﺮوﺳ ًﺎ ﺗﻔ ﺮح ﺑﻚ إذا ﻗﺪﻣﺖ وﺗﺒﺴﻂ ﻓﺮاﺷﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬وﺗﺼﻒ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺳﺎﺋﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺬآ ﺮ ﺟﺎﺑ ﺮ ﻓﻘ ﺮﻩ وﻓﻘ ﺮ أﺧ ﻮاﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪:‬‬ ‫ﻧﻤ ﺎرق !! واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪﻧﺎ‬ ‫ﻧﻤﺎرق ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬إﻧ ﻪ ﺳ ﺘﻜﻮن ﻟﻜ ﻢ ﻧﻤ ﺎرق إن ﺷ ﺎء‬ ‫اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻣﺸﻴﺎ ‪ ..‬ﻓﺄراد ‪ ε‬أن ﻳﻬﺐ ﻟﺠﺎﺑﺮ ﻣﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﺗﺒﻴﻌﻨﻲ ﺟﻤﻠﻚ ؟‬ ‫ﺗﻔﻜﺮ ﺟﺎﺑﺮ ﻓﺈذا ﺟﻤﻠﻪ هﻮ رأس ﻣﺎﻟﻪ ‪ ..‬هﻜﺬا‬ ‫آ ﺎن وه ﻮ آﻠ ﻴﻞ ﺿ ﻌﻴﻒ ‪ ..‬ﻓﻜ ﻴﻒ وﻗ ﺪ ﺻﺎر‬ ‫ﻗﻮﻳ ًﺎ ﺟﻠﺪًا !!‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ رأى أﻧ ﻪ ﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﺮد ﻃﻠﺐ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪.. ε‬‬ ‫ﺳﻤْﻪ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﺑﻜﻢ ؟‬ ‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ‪ُ :‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺑﺪرهﻢ !!‬ ‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ‪ :‬درهﻢ !! ﺗﻐﺒﻨﻨﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺑﺪرهﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﺗﻐﺒﻨﻨﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ زاﻻ ﻳﺘ ﺰاﻳﺪان ﺣﺘ ﻰ ﺑﻠﻐ ﺎ ﺑ ﻪ أرﺑﻌ ﻴﻦ‬ ‫درهﻤ ًﺎ ‪ ..‬أوﻗﻴﺔ ﻣﻦ ذهﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺟﺎﺑ ﺮ ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ أﺷ ﺘﺮط ﻋﻠﻴﻚ أن‬ ‫أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ρ‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫) ‪( 24‬‬

‫ﻣﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ‪5‬آﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻠﻤﺎ وﺻﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻣﻀﻰ ﺟﺎﺑﺮ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ‬ ‫وأﻧ ﺰل ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻞ وﻣﻀﻰ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﻣﻊ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ورﺑﻂ اﻟﺠﻤﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ﺧ ﺮج اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ هﺬا‬ ‫ﺟﻤﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻳ ﺎ ﺑ ﻼل ‪ ..‬أﻋ ﻂ ﺟﺎﺑ ﺮًا أرﺑﻌ ﻴﻦ درهﻤ ًﺎ‬ ‫وزدﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺎول ﺑﻼل ﺟﺎﺑﺮًا أرﺑﻌﻴﻦ درهﻤ ًﺎ وزادﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻤ ﻞ ﺟﺎﺑ ﺮ اﻟﻤ ﺎل وﻣﻀ ﻰ ﺑ ﻪ ﻳﻘﻠ ﺒﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺘﻔﻜ ﺮًا ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﻪ !! ﻣ ﺎذا ﻳﻔﻌ ﻞ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤ ﺎل ؟!‬ ‫ﻼ ‪ ..‬أم ﻳﺒﺘﺎع ﺑﻪ ﻣﺘﺎﻋ ًﺎ ﻟﺒﻴﺘﻪ ‪ ..‬أم‬ ‫أﻳﺸﺘﺮي ﺑﻪ ﺟﻤ ً‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻓﺠ ﺄة اﻟ ﺘﻔﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﺑ ﻼل وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫ﺑﻼل ‪ ..‬ﺧﺬ اﻟﺠﻤﻞ وأﻋﻄﻪ ﺟﺎﺑﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺟ ﺒﺬ ﺑ ﻼل اﻟﺠﻤ ﻞ وﻣﻀ ﻰ ﺑ ﻪ إﻟ ﻰ ﺟﺎﺑ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ‬ ‫وﺻﻞ ﺑﻪ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﺗﻌﺠﺐ ﺟﺎﺑﺮ ‪ ..‬هﻞ أﻟﻐﻴﺖ اﻟﺼﻔﻘﺔ‬ ‫؟!‬ ‫ﻗﺎل ﺑﻼل ‪ :‬ﺧﺬ اﻟﺠﻤﻞ ﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ !!‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﺑ ﻼل ‪ :‬ﻗ ﺪ أﻣﺮﻧ ﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬أن أﻋﻄ ﻴﻚ‬ ‫اﻟﺠﻤﻞ ‪ ..‬واﻟﻤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺟﻊ ﺟﺎﺑﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﺨﺒﺮ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺠﻤﻞ !!‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬أﺗﺮاﻧﻲ ﻣﺎآﺴﺘﻚ ﻵﺧﺬ ﺟﻤﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧ ﺎ ﻟ ﻢ أآ ﻦ أﻃﺎﻟ ﺒﻚ ﺑﺨﻔ ﺾ اﻟﺴﻌﺮ ﻷﺟﻞ أن‬ ‫ﺁﺧ ﺬ اﻟﺠﻤ ﻞ وإﻧﻤ ﺎ ﻷﺟ ﻞ أن أﻗ ﺪر آ ﻢ أﻋﻄ ﻴﻚ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺎل ﻣﻌﻮﻧﺔ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﻣﻮرك ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ أرﻓﻊ هﺬﻩ اﻷﺧﻼق ‪ ..‬ﻳﺨﺘﺎر ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﺸﺎب‬ ‫ﻣ ﻦ أﺣﺎدﻳ ﺚ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻟﻤ ﺎ أراد أن ﻳﺤﺴ ﻦ إﻟ ﻴﻪ‬ ‫وﻳﺘﺼﺪق ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻏﻠﻒ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻠﻄﻒ واﻷدب ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﻳ ﺎم ﻳﺠﻠ ﺲ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺷ ﺎب اﺳﻤﻪ‬ ‫ﺟﻠﻴﺒ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﺧ ﻴﺎر ﺷﺒﺎب اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ آﺎن‬ ‫ﻓﻘﻴﺮًا ﻣﻌﺪﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ‪ τ‬ﻓﻲ وﺟﻬﻪ دﻣﺎﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﺟﻠﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻤﺎ هﻲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺣﺮص اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻋﻠﻰ إﺛﺎرﺗﻬﺎ ﻣﻌﻪ ؟ ﺷﺎب ﻓﻲ‬ ‫رﻳﻌﺎن ﺷﺒﺎﺑﻪ ‪ ..‬أﻋﺰب ‪..‬‬ ‫ه ﻞ ﻳ ﺘﺤﺪث ﻣﻌ ﻪ ﻋﻦ أﻧﺴﺎب اﻟﻌﺮب واﻟﺮﻓﻴﻊ ﻣﻨﻬﺎ‬

‫‪37‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫واﻟﻮﺿﻴﻊ ؟‬ ‫أم ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻷﺳﻮاق وأﺣﻜﺎم اﻟﺒﻴﻮع ؟‬ ‫ﻻ ‪ ..‬ﻓﻬﺬا ﺷﺎب ﻟﻪ ﻧﻮع ﺧﺎص ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ‬ ‫ﻳﻔﻀﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫أﺛﺎر ﻣﻌﻪ ‪ ε‬ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺰواج واﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮﻟﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻠﻄﺎﻟﻤﺎ ﻃﺮب اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻋﺮض ﻋﻠﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ اﻟﺘﺰوﻳﺞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬إذن ﺗﺠﺪﻧﻲ آﺎﺳﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻏﻴﺮ أﻧﻚ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻟﺴﺖ ﺑﻜﺎﺳﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﺘﺤ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮص ﻟﺘ ﺰوﻳﺞ‬ ‫ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﺎء رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﻌ ﺮض‬ ‫اﺑﻨﺘﻪ اﻟﺜﻴﺐ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻟﻴﺘﺰوﺟﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬زوﺟﻨﻲ اﺑﻨﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ وﻧﻌﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬إﻧﻲ ﻟﺴﺖ أرﻳﺪهﺎ ﻟﻨﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻠﻤﻦ ؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﺠﻠﻴﺒﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣﺘﻔﺎﺟ ﺌ ًﺎ ‪ :‬ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ !! ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ !!‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ !! ﺣﺘﻰ اﺳﺘﺄﻣﺮ أﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أﺗ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ زوﺟ ﺘﻪ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إن رﺳ ﻮل اﷲ‬ ‫ﻳﺨﻄﺐ اﺑﻨﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬وﻧﻌﻤﻴﻦ ‪ ..‬زوﱢج رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻳﺮﻳﺪهﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﻠﻤﻦ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺮﻳﺪهﺎ ﻟﺠﻠﻴﺒﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻔﺎﺟﺄت اﻟﻤ ﺮأة أن ُﺗ ﺰف اﺑﻨ ﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ رﺟ ﻞ‬ ‫ﺣ ْﻠﻘَﻰ !! ﻟﺠﻠﻴﺒﻴﺐ ‪..‬؟‬ ‫ﻓﻘﻴ ﺮ دﻣﻴﻢ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪َ :‬‬ ‫ﻻ ﻟﻌﻤ ﺮ اﷲ ﻻ أزوج ﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻣﻨﻌﻨﺎهﺎ‬ ‫ﻓﻼﻧ ًﺎ وﻓﻼﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻏ ﺘﻢ أﺑ ﻮهﺎ ﻟ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬وﻗﺎم ﻟﻴﺄﺗﻲ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺼ ﺎﺣﺖ اﻟﻔ ﺘﺎة ﻣ ﻦ ﺧ ﺪرهﺎ ﺑﺄﺑ ﻮﻳﻬﺎ ‪ :‬ﻣ ﻦ‬ ‫ﺧﻄﺒﻨﻲ إﻟﻴﻜﻤﺎ ؟‬ ‫ﻗﺎﻻ ‪ :‬رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬أﺗ ﺮدان ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬أﻣ ﺮﻩ ؟‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ادﻓﻌﺎﻧﻲ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻀﻴﻌﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺟﻠﱠﺖ ﻋﻨﻬﻤﺎ ‪ ..‬واﻃﻤﺄﻧّﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺬهﺐ أﺑﻮهﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺷﺄﻧﻚ ﺑﻬﺎ ﻓﺰوﱢﺟﻬﺎ ﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺰوﺟﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ودﻋﺎ ﻟﻬﺎ وﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻠﻬﻢ ﺻﺐ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺨﻴﺮ ﺻﺒًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻋﻴﺸﻬﻤﺎ آﺪًا آﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻤﺾ ﻋﻠﻰ زواﺟﻪ أﻳﺎم ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺧﺮج اﻟﻨﺒﻲ ‪ρ‬‬ ‫ﻓﻲ ﻏﺰوة ‪ ..‬وﺧﺮج ﻣﻌﻪ ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻘ ﺘﺎل ‪ ..‬وﺑ ﺪأ اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺘﻔﻘﺪ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ‬ ‫ﺑﻌﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺄﻟﻬﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ : ρ‬ه ﻞ ﺗﻔﻘ ﺪون ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﻗﺎﻟ ﻮا ‪:‬‬ ‫ﻧﻔﻘﺪ ﻓﻼﻧ ًﺎ وﻓﻼﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬هﻞ ﺗﻔﻘﺪون ﻣﻦ أﺣﺪ ؟‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻔﻘﺪ ﻓﻼﻧﺎ وﻓﻼﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬هﻞ ﺗﻔﻘﺪون ﻣﻦ أﺣﺪ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻔﻘﺪ ﻓﻼﻧ ًﺎ وﻓﻼﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻟﻜﻨﻲ أﻓﻘﺪ ﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻣﻮا ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻨﻪ ‪ ..‬وﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻠﻰ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻳﺠﺪوﻩ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ وﺟ ﺪوﻩ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻗﺮﻳﺐ ‪ ..‬إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﻗ ﻒ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺟﺜ ﺘﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺘﻞ‬ ‫ﺳ ﺒﻌﺔ ﺛ ﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ‪ ..‬ﻗﺘﻞ ﺳﺒﻌﺔ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ‪ ..‬هﺬا ﻣﻨﻲ‬ ‫وأﻧﺎ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺣﻤﻠﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻋﺪﻳﻪ ‪ ..‬وأﻣﺮهﻢ أم‬ ‫ﻳﺤﻔﺮوا ﻟﻪ ﻗﺒﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ :‬ﻓﻤﻜﺜ ﻨﺎ ﻧﺤﻔ ﺮ اﻟﻘﺒ ﺮ ‪ ..‬وﺟﻠﻴﺒ ﻴﺐ ﻣﺎﻟ ﻪ‬ ‫ﺳﺮﻳﺮ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﻋﺪي رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺣﻔﺮ ﻟﻪ ﺛﻢ وﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ :‬ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻷﻧﺼ ﺎر أﻳ ﻢ أﻧﻔﻖ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أي ﺗﺴﺎﺑﻖ اﻟﺮﺟﺎل إﻟﻴﻬﺎ آﻠﻬﻢ ﻳﺨﻄﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ‬ ‫‪..‬‬ ‫هﻜﺬا آﺎن ‪ ε‬ﻳﺨﺘﺎر ﻟﻜﻞ أﺣﺪ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻦ أﺣﺎدﻳﺚ‬ ‫‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻤﻞ ﻣﺠﺎﻟﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺟﻠﺲ ‪ ε‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻊ زوﺟﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ إﺛﺎرﺗﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ‪..‬؟‬

‫‪38‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ه ﻞ آﻠﻤﻬﺎ ﻋﻦ ﻏﺰو اﻟﺮوم ؟ وﻧﻮع اﻷﺳﻠﺤﺔ‬ ‫اﻟﺘ ﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ؟ آﻼ ﻓﻠﻴﺴﺖ هﻲ‬ ‫أﺑﻮ ﺑﻜﺮ !!‬ ‫أم ﺣ ﺪﺛﻬﺎ ﻋ ﻦ ﻓﻘ ﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ‬ ‫وﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ؟ آﻼ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻋﺜﻤﺎن !!‬ ‫إﻧﻤ ﺎ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ ‪ :‬إﻧﻲ ﻷﻋﺮف‬ ‫إن آﺎﻧ ﺖ راﺿ ﻴﺔ ﻋﻨ ﻲ ‪ ..‬وإذا آ ﻨﺖ ﻏﻀﺒﻰ‬ ‫‪!! ..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬آﻴﻒ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬إذا آﻨﺖ راﺿﻴﺔ ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻ ورب ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫) ‪ .. ( ε‬وإذا آ ﻨﺖ ﻏﻀ ﺒﻰ ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻻ ورب‬ ‫إﺑﺮاهﻴﻢ ) ‪.. ( ε‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬واﷲ ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻻ أهﺠﺮ‬ ‫إﻻ اﺳﻤﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬﻞ ﻧﺮاﻋﻲ هﺬا ﻧﺤﻦ اﻟﻴﻮم ؟‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫ﺗﺤﺪث ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮن هﻢ‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﻤﺎﻋﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺑﻤﺎ ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ أﻧﺖ ﺑﺤﻜﺎﻳﺘﻪ ‪..‬‬ ‫‪ 19.‬آﻦ ﻟﻄﻴﻔ ًﺎ ﻋﻨﺪ أول ﻟﻘﺎء ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﺸ ﺮ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ أرﻳ ﺎف ﻣﺼ ﺮ ﺑ ﺮهﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟ ﺰﻣﻦ أن اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﻌﺮوس ﻗﺒﻴﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺮﺳﻪ‬ ‫ﻳﺨﺒﺊ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻗﻄ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا دﺧﻞ ﺑﺰوﺟﺘﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﻓﺮاش اﻟﺰوﺟﻴﺔ‬ ‫‪ ..‬ﺣ ﺮك آﺮﺳ ﻴ ًﺎ ﻟﻴﺨ ﺮج ذﻟ ﻚ اﻟﻘ ﻂ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫ﺧ ﺮج أﻗ ﺒﻞ اﻟﻌ ﺮوس ﻳﺴ ﺘﻌﺮض ﻗ ﻮاﻩ أﻣ ﺎم‬ ‫زوﺟ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺒﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻂ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﺧﻨﻘﻪ وﻋﺼﺮﻩ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻮت ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪!!..‬‬ ‫أﺗﺪري ﻟﻤﺎذا ؟!‬ ‫ﻷﺟ ﻞ أن ﻳﻄ ﺒﻊ ﺻ ﻮرة اﻟ ﺮﻋﺐ واﻟﻬﻴﺒﺔ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻓﻲ ذهﻦ زوﺟﺘﻪ ﻣﻦ أول ﻟﻘﺎء ‪..‬‬ ‫وأذآ ﺮ أﻧ ﻲ ﻟﻤ ﺎ ﺗﺨ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ‪..‬‬ ‫وﺗﻌﻴﻨﺖ ﻣﻌﻴﺪًا ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻜﻠﻴﺎت ‪ ..‬أوﺻﺎﻧﻲ‬ ‫ﻼ‪:‬‬ ‫ﻣﻌﻠﻢ ﻗﺪﻳﻢ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫ﺷ ﺪﱠ‬ ‫ﻓ ﻲ أول ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻄ ﻼب ‪ُ ..‬‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬واﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﺑﻌﻴﻦ ﺣﻤﺮاء !! ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻳﺨﺎﻓ ﻮا ﻣ ﻨﻚ وﺗﻔ ﺮض ﻗ ﻮة ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻚ ﻣ ﻦ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﺒﺪاﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﺬآ ﺮت ه ﺬا ‪ ..‬وأﻧﺎ أآﺘﺐ هﺬا اﻟﺒﺎب ‪ ..‬ﻓﺄﻳﻘﻨﺖ أن‬ ‫ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻮر اﻟﻤﻘ ﺮرة ﻋ ﻨﺪ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس أن اﻟﻠﻘﺎء‬ ‫اﻷول ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻳﻄ ﺒﻊ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ‪ %70‬ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺼﻮرة ﻋﻨﻚ ‪ ..‬وهﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﺬهﻨﻴﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫أذآﺮ أن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎط ﺳﺎﻓﺮوا إﻟﻰ أﻣﺮﻳﻜﺎ‬ ‫ﻓﻲ دورة ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﺖ اﻟﺪورة ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ أول ﻳ ﻮم ‪ ..‬ﺣﻀ ﺮوا إﻟ ﻰ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ ﻣﺒﻜ ﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻠﻮا ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ‪ ..‬وﻳﺘﻌﺎرﻓﻮن ‪..‬‬ ‫دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﺪرس ﻓﺠﺄة ﻓﺴﻜﺘﻮا ‪ ..‬ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻋﻴﻦ‬ ‫اﻟﻤﺪرس ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻻ ﻳﺰال ﻣﺘﺒﺴﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺮخ ﺑﻪ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﺗﻀﺤﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻋﺬرًا ‪ ..‬ﻣﺎ ﺿﺤﻜﺖ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ﺗﻀﺤﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟﻌ ﻞ ﻳﺆﻧ ﺒﻪ ‪ :‬أﻧ ﺖ إﻧﺴ ﺎن ﻏﻴ ﺮ ﺟ ﺎد ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻔ ﺮوض أن ﺗﻌﻮد ﻷهﻠﻚ ﻋﻠﻰ أول رﺣﻠﺔ ﻃﻴﺮان‬ ‫‪ ..‬ﻻ أﺗﺸﺮف ﺑﺘﺪرﻳﺲ ﻣﺜﻠﻚ ‪..‬‬ ‫واﻟﻄﺎﻟ ﺐ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻗﺪ ﺗﻠﻮن وﺟﻬﻪ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ‬ ‫إﻟ ﻰ ﻣﺪرﺳ ﻪ ‪ ..‬وﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ زﻣﻼﺋ ﻪ ‪ ..‬وﻳﺤ ﺎول‬ ‫ﺣﻔﻆ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﺎء وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺣ ﺪق اﻟﻤ ﺪرس ﻓ ﻴﻪ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ وأﺷ ﺎر إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﺒﺎب وﻗﺎل ‪ :‬أﺧﺮج ‪..‬‬ ‫ﻗﺎم اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻀﻄﺮﺑ ًﺎ ‪ ..‬وﺧﺮج ‪..‬‬ ‫ﻧﻈﺮ اﻟﻤﺪرس إﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻄﻼب وﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ اﻟﺪآﺘﻮر‬ ‫ﻓﻼن ‪ ..‬ﺳﺄدرﺳﻜﻢ ﻣﺎدة آﺬا ‪..‬‬ ‫وﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ أن أﺑﺪأ اﻟﺸﺮح ‪ ..‬أرﻳﺪآﻢ أن ﺗﻌﺒﺌﻮا هﺬﻩ‬ ‫اﻻﺳﺘﻤﺎرة ‪ ..‬دون آﺘﺎﺑﺔ اﻻﺳﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ وزع ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﺳ ﺘﻤﺎرة ﺗﻘﻴ ﻴﻢ ﻟﻠﻤ ﺪرس ‪ ..‬ﻓ ﻴﻬﺎ‬ ‫ﺧﻤﺴﺔ أﺳﺌﻠﺔ ‪:‬‬ ‫‪ 1.‬ﻣﺎ رأﻳﻚ ﺑﺄﺧﻼق ﻣﺪرﺳﻚ ؟‬ ‫‪ 2.‬ﻣﺎ رأﻳﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺷﺮﺣﻪ ؟‬ ‫‪ 3.‬هﻞ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺮأي اﻵﺧﺮ ؟‬ ‫‪ 4.‬ﻣ ﺎ ﻣ ﺪى رﻏﺒ ﺘﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻟﺪﻳ ﻪ ﻣ ﺮة‬ ‫أﺧﺮى ؟‬ ‫‪ 5.‬هﻞ ﺗﻔﺮح ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺧﺎرج اﻟﻤﻌﻬﺪ ؟‬ ‫آ ﺎن أﻣ ﺎم آ ﻞ ﺳﺆال ﻣﻨﻬﺎ ‪ ..‬اﺧﺘﻴﺎرات ‪ :‬ﻣﻤﺘﺎز ‪..‬‬

‫‪39‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺟﻴﺪ ‪ ..‬ﻣﻘﺒﻮل ‪ ..‬ﺿﻌﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻋﺒﺄ ﻟﻄﻼب اﻻﺳﺘﻤﺎرة وأﻋﺎدوهﺎ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﺿ ﻌﻬﺎ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﺑ ﺪأ ﻳﺸ ﺮح ﺗﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻦ‬ ‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﻮ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬أوﻩ !‪ ..‬ﻟﻤ ﺎذا ﻧﺤ ﺮم زﻣ ﻴﻠﻜﻢ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻻﺳﺘﻔﺎدة ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وﺻ ﺎﻓﺤﻪ واﺑﺘﺴ ﻢ ﻟ ﻪ ‪..‬‬ ‫وأدﺧﻠﻪ اﻟﻘﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺒﺪو أﻧﻨ ﻲ ﻏﻀﺒﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ‬ ‫ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺳ ﺒﺐ ﺣﻘﻴﻘ ﻲ ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ آﻨﺖ أﻋﺎﻧﻲ‬ ‫ﻣ ﻦ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ‪ ..‬أدت ﺑ ﻲ أن أﺻ ﺐ‬ ‫ﻏﻀ ﺒﻲ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺎ أﻋ ﺘﺬر إﻟ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺖ‬ ‫ﻃﺎﻟ ﺐ ﺣ ﺮﻳﺺ ‪ ..‬ﻳﻜﻔ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻻﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺣﺮﺻﻚ ﺗﺮآﻚ ﻷهﻠﻚ ووﻟﺪك وﻣﺠﻴﺆك هﻨﺎ ‪..‬‬ ‫أﺷ ﻜﺮك ‪ ..‬ﺑ ﻞ أﺷ ﻜﺮآﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺻﻜﻢ‬ ‫‪ ..‬وﻣ ﻦ أﻋﻈ ﻢ اﻟﺸ ﺮف ﻟ ﻲ أن أدرس ﻣﺜﻠﻜﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﻠﻄﻒ ﻣﻌﻬﻢ وﺿﺤﻚ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﺟﺪﻳ ﺪة ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻤﺎرات‬ ‫وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻣ ﺎ دام أن زﻣ ﻴﻠﻜﻢ ﻓﺎﺗﻪ ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻻﺳﺘﻤﺎرة ﻓﻤﺎ‬ ‫رأﻳﻜﻢ أن ﺗﻌﺒﺌﻮهﺎ آﻠﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ‪..‬‬ ‫ووزع ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷوراق ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺒﺌﻮهﺎ وأﻋﺎدوهﺎ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺮج اﻻﺳﺘﻤﺎرات اﻟﺘﻲ ﻋﺒﺌﻮهﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ‬ ‫‪ ..‬وأﺧﺮج اﻷﺧﻴﺮة وﺟﻌﻞ ﻳﻘﺎرن ﺑﻴﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا اﻟﺨﺎﻧ ﺔ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﺑ ـ ﺿ ﻌﻴﻒ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻌﺒ ﺌﺔ‬ ‫اﻷوﻟﻰ آﻠﻬﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﻌﻴﻒ وﻻ ﻣﻘﺒﻮل ‪..‬‬ ‫أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻀﺤﻚ وﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫ﻼ ﻋﻤﻠﻴ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫آﺎن ﻣﺎ رأﻳﺘﻢ دﻟﻴ ً‬ ‫اﻟﺴ ﻲء ﻋﻠ ﻰ ﺑﻴ ﺌﺔ اﻟﻌﻤ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﺮ‬ ‫ﻼ‬ ‫وﻣﻮﻇﻔ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻣ ﺎ ﻓﻌﻠ ﺘﻪ ﺑ ﺰﻣﻴﻠﻜﻢ آﺎن ﺗﻤﺜﻴ ً‬ ‫أردت أن أﺟ ﺮﻳﻪ أﻣ ﺎﻣﻜﻢ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ‬ ‫ﺻﺎر ﺿﺤﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮوا آ ﻴﻒ ﺗﻐﻴ ﺮت ﻧﻈ ﺮﺗﻜﻢ ﺑﻤﺠ ﺮد ﺗﻐﻴ ﺮ‬ ‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻲ ﻣﻌﻜﻢ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ه ﺬا ﻣ ﻦ ﻃﺒ ﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن ‪ ..‬ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺮاﻋﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﻢ ﻟﻤﺮة واﺣﺪة ﻓﻘﻂ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤﻌﻠ ﻢ اﻷول ‪ ε‬ﻳﺄﺳ ﺮ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ أول‬ ‫ﻟﻘﺎء ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﺗﻤﻜﻦ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫وﺑ ﺪأت اﻟﻮﻓ ﻮد ﺗﺘﺴ ﺎﺑﻖ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪم وﻓﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﻴﺲ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫رﺁه ﻢ وه ﻢ ﻋﻠ ﻰ رﺣﺎﻟﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺰﻟﻮا ‪ ..‬ﺑﺎدرهﻢ‬ ‫ﻼ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﺋ ً‬ ‫ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮم ‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﺧﺰاﻳﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻧﺪاﻣﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﺮوا ‪ ..‬وﺗﻮاﺛ ﺒﻮا ﻣ ﻦ رﺣ ﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻠﻮا‬ ‫إﻟﻴﻪ ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن ﻟﻠﺴﻼم ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮا ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن ﺑﻴﻨ ﻨﺎ وﺑﻴ ﻨﻚ ه ﺬا اﻟﺤ ﻲ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻀﺮ ‪..‬‬ ‫وإﻧ ﺎ ﻻ ﻧﺼ ﻞ إﻟ ﻴﻚ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﻬﺮ اﻟﺤ ﺮام ‪ ..‬ﺣ ﻴﻦ‬ ‫ﻳﻘﻒ اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺪﺛ ﻨﺎ ﺑﺠﻤ ﻴﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺮ ‪ ..‬إن ﻋﻤﻠ ﻨﺎ ﺑ ﻪ دﺧﻠ ﻨﺎ‬ ‫اﻟﺠﻨﺔ ‪ ..‬وﻧﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﻣﻦ وراءﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺁﻣﺮآﻢ ﺑﺄرﺑﻊ ‪ ..‬وأﻧﻬﺎآﻢ ﻋﻦ أرﺑﻊ ‪..‬‬ ‫ﺁﻣ ﺮآﻢ ﺑﺎﻹﻳﻤ ﺎن ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬وه ﻞ ﺗ ﺪرون ﻣ ﺎ اﻹﻳﻤ ﺎن‬ ‫ﺑﺎﷲ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ أﻋﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺷ ﻬﺎدة أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬وإﻗﺎم اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫وإﻳﺘﺎء اﻟﺰآﺎة ‪ ..‬وأن ﺗﻌﻄﻮا اﻟﺨﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬ ‫وأﻧﻬﺎآﻢ ﻋﻦ أرﺑﻊ ‪ :‬ﻋﻦ ﻧﺒﻴﺬ ﻓﻲ اﻟﺪﺑﺎء ‪ ..‬واﻟﻨﻘﻴﺮ‬ ‫واﻟﺤﻨﺘﻢ ‪ ..‬واﻟﻤﺰﻓﺖ )‪.. (25‬‬ ‫وﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫آﺎن ‪ ε‬ﻣﺴﺎﻓﺮًا ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻓﺴﺎروا ﻓﻲ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ إذا آﺎن ﺁﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﻠﻬﻢ ﻣﺴﻴﺮًا ﻃﻮﻳ ً‬ ‫ﻧﺰﻟﻮا ﻓﻲ ﻃﺮف اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻴﻨﺎﻣﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻠﺒﺘﻬﻢ أﻋﻴﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺸﻤﺲ وارﺗﻔﻌﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎن أول ﻣﻦ اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻣﻪ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻌﺪ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻨﺪ رأﺳﻪ ‪ .. ε‬ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻜﺒﺮ وﻳﺮﻓﻊ‬ ‫) ‪ ( 25‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬

‫‪40‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺻﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻴﻘﻆ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻨﺰل وﺻﻠﻰ ﺑﻬﻢ اﻟﻔﺠﺮ ‪..‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ اﻟﺘﻔﺖ ﻓﺮأى رﺟ ً‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻘﻮم ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻌﻚ أن ﺗﺼﻠﻲ ﻣﻌﻨﺎ‬ ‫؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺻﺎﺑﺘﻨﻲ ﺟﻨﺎﺑﺔ ‪ ..‬وﻻ ﻣﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺮﻩ ‪ ε‬أن ﻳﺘﻴﻤﻢ ﺑﺎﻟﺼﻌﻴﺪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ أﻣﺮ ‪ ε‬أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎﻻرﺗﺤﺎل ‪..‬‬ ‫وﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎء ‪ ..‬ﻓﻌﻄﺸﻮا ﻋﻄﺸ ًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا‬ ‫‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻘﻔﻮا ﻋﻠﻰ ﺑﺌﺮ وﻻ ﻣﺎء ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﻴﻦ ‪:‬‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺴﻴﺮ ﻓﺈذا ﻧﺤﻦ ﺑﺎﻣﺮأة ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺑﻌﻴﺮ ‪ ..‬وﻣﻌﻬﺎ ﻣﺰادﺗﺎن ) ﻗﺮﺑﺘﺎن ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻬﺎ ‪ :‬أﻳﻦ اﻟﻤﺎء ؟!‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬إﻧﻪ ﻻ ﻣﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﻨﺎ ‪ :‬آﻢ ﺑﻴﻦ أهﻠﻚ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎء ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﻮم وﻟﻴﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﻨﺎ ‪ :‬اﻧﻄﻠﻘﻲ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬وﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﺴﻘﻨﺎهﺎ ﻣﻌﻨﺎ ﻃﻤﻌًﺎ أن ﺗﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ أﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺎء ‪ ..‬ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ ﺑﻤﺜﻞ اﻟﺬي‬ ‫ﺣﺪﺛﺘﻨﺎ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﺷﻜﺖ إﻟﻴﻪ أﻧﻬﺎ أم‬ ‫أﻳﺘﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻨﺎول ‪ ε‬ﻣﺰادﺗﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺴﻤﻰ اﷲ ‪ ..‬وﻣﺴﺢ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ‪ ε‬ﻳﻔﺮغ ﻣﻦ ﻗﺮﺑﺘﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺁﻧﻴﺘﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ روﻳﻨﺎ‬ ‫ﻓﺸﺮﺑﻨﺎ ﻋﻄﺎﺷ ًﺎ أرﺑﻌﻴﻦ رﺟ ً‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻣﻸﻧﺎ آﻞ ﻗﺮﺑﺔ ﻣﻌﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﺮآﻨﺎ ﻗﺮﺑﺘﻴﻬﺎ ‪ ..‬وهﻤﺎ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن‬ ‫اﻣﺘﻼ ًء ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ : ε‬هﺎﺗﻮا ﻣﺎ ﻋﻨﺪآﻢ ‪ ..‬أي ﻃﻌﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻤﻊ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ آﺴﺮ اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺘﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪ :‬اذهﺒﻲ ﺑﻬﺬا ﻣﻌﻚ ﻟﻌﻴﺎﻟﻚ ‪..‬‬ ‫واﻋﻠﻤﻲ أﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﺮزأك ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻚ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ‬ ‫أن اﷲ ﺳﻘﺎﻧﺎ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺛﻢ رآﺒﺖ اﻟﻤﺮأة ﺑﻌﻴﺮهﺎ ‪ ..‬ﻣﺴﺘﺒﺸﺮة ﺑﻤﺎ ﺣﺼﻠﺖ‬ ‫ﻣﻦ ﻃﻌﺎم ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ أهﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬أﺗﻴﺖ أﺳﺤﺮ اﻟﻨﺎس‬ ‫‪ ..‬أو هﻮ ﻧﺒﻲ آﻤﺎ زﻋﻤﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠﺐ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻢ‬ ‫)‪(26‬‬ ‫ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ زﻣﻦ ﺣﺘﻰ أﺳﻠﻤﺖ وأﺳﻠﻤﻮا ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬أﻋﺠﺒﺖ ﺑﺘﻌﺎﻣﻠﻪ وآﺮﻣﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ أول ﻟﻘﺎء‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻗ ﺒﻞ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺴ ﺄﻟﻪ‬ ‫ﻣﺎ ًﻻ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻗﻄﻴﻌ ًﺎ ﻣﻦ ﻏﻨﻢ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻠﻴﻦ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺟﻊ اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻗ ﻮم ‪ ..‬أﺳ ﻠﻤﻮا ﻓﺈن ﻣﺤﻤﺪًا ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻄﺎء ﻣﻦ ﻻ‬ ‫ﻳﺨﺎف اﻟﻔﺎﻗﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﻧﺲ ‪ :‬وﻗﺪ آﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺠﻲء إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ ε‬ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ إﻻ اﻟﺪﻧﻴﺎ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ ﻳﻤﺴﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن دﻳﻨﻪ‬ ‫أﺣ ﺐ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وأﻋ ﺰ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ وﻣ ﺎ ﻓ ﻴﻬﺎ‬ ‫)‪.. (27‬‬ ‫اﻗﺘﺮاح ‪..‬‬ ‫أول ﻟﻘﺎء ﻳﻄﺒﻊ ‪ %70‬ﻣﻦ اﻟﺼﻮرة ﻋﻨﻚ ‪ ..‬ﻓﻌﺎﻣﻞ‬ ‫آﻞ إﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ أن هﺬا هﻮ اﻟﻠﻘﺎء اﻷول واﻷﺧﻴﺮ‬ ‫ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ‪..‬‬ ‫‪ 20.‬اﻟﻨﺎس آﻤﻌﺎدن اﻷرض ‪..‬‬ ‫ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﻟﻮﺟﺪت أن ﻟﻬﻢ ﻃﺒﺎﺋﻊ آﻄﺒﺎﺋﻊ‬ ‫اﻷرض ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﻨﻢ اﻟ ﺮﻓﻴﻖ اﻟﻠ ﻴﻦ ‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﺼ ﻠﺐ اﻟﺨﺸ ﻦ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﻜﺮﻳﻢ آﺎﻷرض اﻟﻤﻨﺒﺘﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ‬ ‫اﻟﺒﺨ ﻴﻞ آ ﺎﻷرض اﻟﺠ ﺪﺑﺎء اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﻤﺴ ﻚ ﻣ ﺎ ًء وﻻ‬ ‫ﻸ ‪..‬‬ ‫ﺗﻨﺒﺖ آ ً‬ ‫إذن اﻟﻨﺎس أﻧﻮاع ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻟ ﻮﺟﺪت أﻧ ﻚ ﻋ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻚ ﻣ ﻊ أﻧ ﻮاع‬ ‫اﻷرض ﺗﺮاﻋﻲ ﺣﺎل اﻷرض وﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻄ ﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸ ﻴﻚ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض اﻟﺼ ﻠﺒﺔ ‪ ..‬ﺗﺨ ﺘﻠﻒ‬ ‫) ‪( 26‬‬ ‫) ‪( 27‬‬

‫ﻋ ﻦ ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻠﻴﻨﺔ‬ ‫ن ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ‪ ..‬ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻧﺖ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺖ ﺣ ﺬر ﻣ ﺘﺄ ﱢ‬ ‫ﻣﺮﺗﺎح ﻣﻄﻤﺌﻦ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪..‬‬ ‫وهﻜﺬا اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ ) ε‬إن اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﺧﻠ ﻖ ﺁدم ﻣ ﻦ ﻗﺒﻀ ﺔ‬ ‫ﻗﺒﻀ ﻬﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻷرض ﻓﺠ ﺎء ﺑ ﻨﻮ ﺁدم‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﻷرض ﻓﺠﺎء ﻣﻨﻬﻢ ‪:‬‬ ‫اﻷﺣﻤﺮ‬ ‫واﻷﺑﻴﺾ‬ ‫واﻷﺳﻮد‬ ‫وﺑﻴﻦ ذﻟﻚ‬ ‫واﻟﺴﻬﻞ‬ ‫واﻟﺤﺰن‬ ‫واﻟﺨﺒﻴﺚ‬ ‫)‪(28‬‬ ‫واﻟﻄﻴﺐ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻚ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس اﻧﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ ه ﺬا –‬ ‫واﻧﺘﺒﻬﻲ ‪ -‬ﺳﻮاء ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻊ ‪:‬‬ ‫ﻗﺮﻳﺐ آﺄب وأم وزوﺟﺔ ووﻟﺪ ‪..‬‬ ‫أو ﺑﻌﻴﺪ آﺠﺎر وزﻣﻴﻞ وﺑﺎﺋﻊ ‪..‬‬ ‫وﻟﻌﻠ ﻚ ﺗﻼﺣ ﻆ أن ﻃ ﺒﺎﺋﻊ اﻟ ﻨﺎس ﺗﺆﺛ ﺮ ﻓ ﻴﻬﻢ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮاراﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺣﺘﻰ ﺗﺘﻴﻘﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬اﻋﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ‪:‬‬ ‫إذا وﻗﻌ ﺖ ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑ ﻴﻦ زوﺟ ﺘﻚ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺸ ﺮ أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻚ ﻣﻤ ﻦ ﺗﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻪ ﺻ ﻠﺐ‬ ‫ﺧﺸ ﻦ ‪ ..‬ﻗ ﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬زوﺟﺘ ﻲ آﺜﻴ ﺮة اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ‬ ‫ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻣﻌﻲ ‪ ..‬ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻻﺣﺘﺮام ﻟﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﺷﺮ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫آﺄﻧ ﻲ ﺑ ﻪ ﺳ ﻴﻘﻮل ‪ :‬اﻟﺤ ﺮﻳﻢ ﻣ ﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻣﻌﻬﻦ‬ ‫ق ﺧﺸ ﻤﻬﺎ ! ﺧ ﻞ‬ ‫إﻻ اﻟﻌ ﻴﻦ اﻟﺤﻤ ﺮاء !! د ﱠ‬ ‫ﻼ !!‬ ‫ﺷﺨﺼﻴﺘﻚ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ !! آﻦ رﺟ ً‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗ ﺜﻮر أﻧ ﺖ وﻳﺨ ﺮب ﻋﻠ ﻴﻚ ﺑﻴ ﺘﻚ‬ ‫ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت ‪..‬‬ ‫أآﻤﻞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫اذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺻ ﺪﻳﻖ ﺁﺧ ﺮ ﺗﻌ ﺮف أﻧﻪ هﻴﻦ ﻟﻴﻦ‬ ‫ﻟﻄﻴﻒ ‪ ..‬وﻗﻞ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻸول ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺘﺠﺪ ﺣ ﺘﻤ ًﺎ أﻧ ﻪ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ه ﺬﻩ أم‬ ‫) ‪( 28‬‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬

‫‪41‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رواﻩ أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ﺣﺴﻦ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻋ ﻴﺎﻟﻚ ‪ ..‬وﻣ ﺎ ﻓ ﻴﻪ زواج ﻳﺨﻠ ﻮ ﻣ ﻦ ﻣﺸ ﺎآﻞ ‪..‬‬ ‫اﺻﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺣﺎول أن ﺗﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ‪ ..‬وهﺬﻩ ﻣﻬﻤﺎ‬ ‫ﺻﺎر ﻓﻬﻲ زوﺟﺘﻚ ‪ ..‬وﺷﺮﻳﻜﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ ﺻ ﺎرت ﻃﺒ ﻴﻌﺔ اﻟﺸ ﺨﺺ ﺗﺆﺛ ﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺁراﺋﻪ وﻗﺮاراﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﻧﻬ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﻳﻘﻀ ﻲ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ‬ ‫وه ﻮ ﻋﻄﺸ ﺎن ! أو ﺟ ﻮﻋﺎن ! أو ﺣ ﺎﺑﺲ ﻟ ﺒﻮل أو‬ ‫ﻏ ﺎﺋﻂ ! ﻷن ه ﺬﻩ اﻷﻣ ﻮر ﻗ ﺪ ﺗﻐﻴ ﺮ ﻧﻔﺴ ﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻗﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﻢ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ رﺟ ﻞ ﺳ ﻔﺎح !! ﺳ ﻔﺎح ؟!‬ ‫ﻼ واﺣﺪًا وﻻ اﺛﻨﻴﻦ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﻧﻌﻢ ﺳﻔﺎح ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ رﺟ ً‬ ‫ﻋﺸﺮة ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﺗﺴﻌ ًﺎ وﺗﺴﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻻ أدري آ ﻴﻒ ﻧﺠ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس واﻧ ﺘﻘﺎﻣﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻌﻠ ﻪ‬ ‫آ ﺎن ﻣﺨ ﻴﻔ ًﺎ ﺟ ﺪًا إﻟ ﻰ درﺟﺔ أﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺠﺮؤ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻻﻗﺘ ﺮاب ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬أو أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺘﺨﻔ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺮاري‬ ‫واﻟﻤﻐ ﺎرات ‪ ..‬ﻻ أدري ﺑﺎﻟﻀ ﺒﻂ ‪ ..‬اﻟﻤﻬ ﻢ أﻧ ﻪ‬ ‫ارﺗﻜﺐ ‪ 99‬ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ !!‬ ‫ﺛ ﻢ ﺣﺪﺛ ﺘﻪ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺘﻮﺑﺔ ‪ ..‬ﻓﺴ ﺄل ﻋ ﻦ أﻋﻠ ﻢ أه ﻞ‬ ‫اﻷرض ﻓﺪﻟ ﻮﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺑ ﺪ ﻓ ﻲ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻜﺎد‬ ‫ﻳﻔﺎرق ﻣﺼﻼﻩ ‪ ..‬ﻳﻤﻀﻲ وﻗﺘﻪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺑﻜﺎء ودﻋﺎء‬ ‫‪ ..‬هﻴﻦ ﻟﻴﻦ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ ﺟﻴﺎﺷﺔ ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺑﺪ ‪ ..‬وﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺛﻢ‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻪ ﺑﻘ ﻮﻟﻪ ‪ :‬أﻧ ﺎ ﻗ ﺘﻠﺖ ﺗﺴ ﻌ ًﺎ وﺗﺴ ﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ؟‬ ‫ه ﺬا اﻟﻌﺎﺑ ﺪ ‪ ..‬أﻇ ﻨﻪ ﻟ ﻮ ﻗ ﺘﻞ ﻧﻤﻠ ﺔ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻗﺼ ﺪ‬ ‫ﻟﻘﻀ ﻰ ﺑﻘ ﻴﺔ ﻳ ﻮﻣﻪ ﺑﺎآ ﻴ ًﺎ ﻣﺘﺄﺳ ﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻜﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن‬ ‫ﺟﻮاﺑﻪ ﻟﺮﺟﻞ ﻗﺘﻞ ﺑﻴﺪﻩ ‪ 99‬ﻧﻔﺴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﻌﺎﺑ ﺪ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﺘﺨ ﻴﻞ ‪ 99‬ﺟ ﺜﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ‬ ‫ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻮاﻗﻒ أﻣﺎﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﺻ ﺎح اﻟﻌﺎﺑ ﺪ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻚ ﺗ ﻮﺑﺔ ‪ ..‬ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻚ‬ ‫ﺗﻮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻌﺠ ﺐ أن ﻳﺼ ﺪر ه ﺬا اﻟﺠ ﻮاب ﻣ ﻦ ﻋﺎﺑ ﺪ ﻗﻠﻴﻞ‬ ‫اﻟﻌﻠﻢ ‪ ..‬ﻳﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﻮر ﺑﻌﺎﻃﻔﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ه ﺬا اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﺠ ﻮاب ‪ ..‬وه ﻮ اﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫اﻟﺼ ﻠﺐ اﻟﺨﺸ ﻦ ‪ ..‬ﻏﻀ ﺐ واﺣﻤ ﺮت ﻋﻴ ﻨﺎﻩ ‪..‬‬ ‫وﺗﻨﺎول ﺳﻜﻴﻨﻪ ﺛﻢ اﻧﻬﺎل ﻃﻌﻨ ًﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ اﻟﻌﺎﺑﺪ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻣﺰﻗﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺧﺮج ﺛﺎﺋﺮًا ﻣﻦ اﻟﺼﻮﻣﻌﺔ ‪..‬‬

‫‪42‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﺮة‬ ‫أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﺄل ﻋ ﻦ أﻋﻠ ﻢ أهﻞ اﻷرض ‪ ..‬ﻓﺪﻟﻪ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻋﺎﻟﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﻰ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺣﺘ ﻰ دﺧ ﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻼ رزﻳ ﻨ ًﺎ‬ ‫وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ﻳ ﺮى رﺟ ً‬ ‫ﻳﺰﻳﻨﻪ وﻗﺎر اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺨﺸﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺑﻜ ﻞ ﺟ ﺮأة ‪ :‬إﻧ ﻲ‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ إﻟ ﻴﻪ ﺳ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻗﺘﻠﺖ ﻣﺎﺋﺔ ﻧﻔﺲ !! ﻓﻬﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ؟!‬ ‫ﻓﺄﺟﺎﺑ ﻪ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻓ ﻮرًا ‪ :‬ﺳ ﺒﺤﺎااان اﷲ ‪!!..‬‬ ‫وﻣﻦ ﻳﺤﻮل ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ اﻟﺘﻮﺑﺔ ؟!!‬ ‫ﻼ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﻮل ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ‬ ‫ﺟ ﻮاب راﺋ ﻊ !! ﻓﻌ ً‬ ‫اﻟ ﺘﻮﺑﺔ ؟! ﻓﺎﻟﺨﺎﻟ ﻖ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎء ﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ‬ ‫أي ﻗ ﻮة ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ان ﺗﺤ ﻮل ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑ ﻴﻦ‬ ‫اﻹﻧﺎﺑﺔ إﻟﻴﻪ واﻻﻧﻜﺴﺎر ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳ ﺘﺨﺬ ﻗﺮاراﺗﻪ ﺑﻨﺎء‬ ‫ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻠ ﻢ واﻟﺸ ﺮع ‪ ..‬ﻻ ﺑ ﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ‬ ‫وﻣﺸ ﺎﻋﺮﻩ ‪ ..‬أو ﻗ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﻃﻔ ﺘﻪ‬ ‫وأﺣﺎﺳﻴﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ :‬ﻟﻜﻨﻚ ﺑﺄرض ﺳﻮء ‪..‬‬ ‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ ! آ ﻴﻒ ﻋﻠ ﻢ ؟ ﻋ ﺮف ذﻟ ﻚ ﺑ ﻨﺎء ﻋﻠ ﻰ‬ ‫آﺒ ﺮ اﻟﺠ ﺮاﺋﻢ وﻗﻠ ﺔ اﻟـﻤُﺪاﻓﻊ ﻟﻪ اﻟـﻤُﻨﻜِﺮ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻼ ﻳﻨﺘﺸ ﺮ ﻓ ﻴﻬﺎ اﻟﻘ ﺘﻞ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻌﻠ ﻢ أن اﻟ ﺒﻠﺪ أﺻ ً‬ ‫واﻟﻈﻠ ﻢ إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ أﻧ ﻪ ﻻ أﺣ ﺪ ﻳﻨﺘﺼ ﺮ‬ ‫ﻟﻠﻤﻈﻠﻮم ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬إﻧ ﻚ ﺑ ﺄرض ﺳ ﻮء ‪ ..‬ﻓﺎذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ‬ ‫آ ﺬا وآ ﺬا ﻓ ﺈن ﺑﻬ ﺎ ﻗ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﻌ ﺒﺪون اﷲ ﻓﺎﻋ ﺒﺪ‬ ‫اﷲ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ذه ﺐ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺗﺎﺋﺒ ًﺎ ﻣﻨﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻤﺎت ﻗﺒﻞ‬ ‫أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻤﻘﺼﻮد ‪..‬‬ ‫ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ وﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﻌﺬاب ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬أﻗﺒﻞ ﺗﺎﺋﺒ ًﺎ ﻣﻨﻴﺒ ًﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫وأﻣ ﺎ ﻣﻼﺋﻜ ﺔ اﻟﻌ ﺬاب ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺧﻴﺮًا‬ ‫ﻗﻂ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﻌﺚ اﷲ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓﻲ ﺻﻮرة رﺟﻞ ﻟﻴﺤﻜﻢ‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻜ ﺎن اﻟﺤﻜ ﻢ أن ﻳﻘﻴﺴ ﻮا ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ‪ ..‬ﺑﻠﺪ اﻟﻄﺎﻋﺔ وﺑﻠﺪ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﺈﻟﻰ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أﻳﺘﻬﻤﺎ آﺎن أﻗﺮب ‪.‬ز ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وأوﺣ ﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ إﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﺔ أن ﺗﻘﺎرﺑﻲ ‪..‬‬ ‫وإﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ أن ﺗﺒﺎﻋﺪي ‪ ..‬ﻓﻜﺎن أﻗﺮب إﻟﻰ‬ ‫ﺑﻠﺪ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ اﻟﻤﻔﺘ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺎﺋﻞ اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ﺗﺠ ﺪ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻷﺳﻒ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺗﻐﻠﺒﻪ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ ﺟﻴﺮاﻧ ﻲ آ ﺎن آﺜﻴ ﺮ اﻟﺨﻼﻓ ﺎت ﻣ ﻊ‬ ‫زوﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫اﺷ ﺘﺪ اﻟﺨ ﻼف ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻄﻠﻘﻬ ﺎ ﺗﻄﻠ ﻴﻘﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ راﺟﻌﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﺷﺘﺪ أﺧﺮى ‪ ..‬ﻓﻄﻠﻘﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ راﺟﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وآ ﻨﺖ آﻠﻤ ﺎ ﻗﺎﺑﻠ ﺘﻪ أﺣ ﺬرﻩ وأوﺻ ﻴﻪ ‪ ..‬وأذآ ﺮﻩ‬ ‫ﺑﺄﺑ ﻨﺎﺋﻪ اﻟﺼﻐﺎر ‪ ..‬وأهﻤﻴﺔ اﻋﺘﺒﺎرهﻢ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬وأآﺮر ﻋﻠﻴﻪ ‪:‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳ ﺒﻖ ﻟ ﻚ إﻻ ﻃﻠﻘ ﺔ واﺣ ﺪة – اﻟﺜﺎﻟ ﺜﺔ – ﻓ ﺈن‬ ‫أوﻗﻌ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻢ ﺗﺤﻞ ﻟﻚ ﻣﺮاﺟﻌﺘﻬﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ زواﺟﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺁﺧ ﺮ وﺗﻄﻠ ﻴﻘﻪ ﻟﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺗ ﻖ اﷲ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺨﺮب ﺑﻴﺘﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺟﺎءﻧ ﻲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣﺘﻐﻴ ﺮ اﻟ ﻮﺟﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷﻴﺦ‬ ‫ﺗﺨﺎﺻﻤﻨﺎ وﻃﻠﻘﺘﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ !!‬ ‫وه ﺬا اﻟﻜ ﻼم ﻣ ﻨﻪ ﻟ ﻴﺲ ﻏ ﺮﻳﺒ ًﺎ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ اﻟﻐﺮﻳﺐ أﻧﻪ‬ ‫ﻗﺎل ﺑﻌﺪهﺎ ‪ :‬ﻣﺎ ﺗﻌﺮف ﻟﻲ ﺷﻴﺨ ًﺎ ﺣﺒﻴﺒ ًﺎ ﻳﻔﺘﻴﻨﻲ اﻵن‬ ‫أراﺟﻌﻬﺎ !!‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺒﺖ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎل ﻓﺎآﺘﺸﻔﺖ ﻣﺎ‬ ‫ﺗﻘﺮر ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ أن آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺁراؤهﻢ‬ ‫– ورﺑﻤ ﺎ اﺧﺘ ﻴﺎراﺗﻬﻢ اﻟﻔﻘﻬ ﻴﺔ – ﺗﺄﺛ ﺮًا ﺑﻌﺎﻃﻔ ﺘﻪ‬ ‫وﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣ ﻦ ﻃﺒﻴﻌ ﺘﻪ أﻧ ﻪ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﺤﺐ‬ ‫ﻟﻠﻤ ﺎل ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗﻌﺠ ﺐ إذا رأﻳ ﺘﻪ ﻳ ﺬل ﻧﻔﺴ ﻪ ﻷرﺑ ﺎب‬ ‫اﻷﻣﻮال ‪ ..‬ﻳﻬﻤﻞ أوﻻدﻩ وﺑﻴﺘﻪ ﻷﺟﻞ ﺟﻤﻌﻪ ‪ ..‬ﻳﻘﺘﺮ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﻮل ‪ ..‬ﻻ ﺗﻌﺠ ﺐ ﻓﻬ ﻮ ﻃﻤ ﺎع ‪ ..‬ﺑ ﻞ إن‬ ‫اﺗﺨﺎذﻩ ﻟﻘﺮاراﺗﻪ وﺗﺒﻨﻴﻪ ﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺗﻪ ﻳﻨﺒﻨﻲ آﺜﻴﺮًا ﻋﻠﻰ‬ ‫ه ﺬﻩ اﻟﻄﺒ ﻴﻌﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا أردت أن ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌ ﻪ أو‬ ‫ﺗﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻓﻀﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻜﻠﻢ أﻧﻪ‬ ‫ﻣﺤ ﺐ ﻟﻠﻤ ﺎل ‪ ..‬ﻓﺤﺎول أن ﻻ ﺗﻌﺎرض هﺬﻩ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫وﻷن اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﻔﻬﻮم ‪ ..‬ﺧﺬ ﻣﺜﺎ ًﻻ ‪:‬‬ ‫ﻧﻔ ﺮض أﻧ ﻚ زرت ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ وﻗﺎﺑﻠ ﺖ ﻣﺼ ﺎدﻓﺔ‬

‫‪43‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻼ ﻟﻚ أﻳﺎم اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﺻ ﺪﻳﻘ ًﺎ ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ آ ﺎن زﻣﻴ ً‬ ‫ﻓﺪﻋ ﻮﺗﻪ إﻟﻰ وﻟﻴﻤﺔ ﻏﺪاء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ ‪ ..‬ﻓﻮاﻓﻖ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺬه ﺒﺖ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق واﺷ ﺘﺮﻳﺖ ﺣﺎﺟ ﺎت ﺛ ﻢ‬ ‫رﺟﻌ ﺖ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﻴﺖ ﻟﺘﺴ ﺘﻌﺪ وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﺘﺼ ﻞ‬ ‫ﺑﻌ ﺪد ﻣ ﻦ زﻣﻼﺋﻜ ﻢ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﻴﻦ ﺗﺪﻋ ﻮهﻢ‬ ‫ﻟﻤﺸ ﺎرآﺘﻜﻢ اﻟﻮﻟ ﻴﻤﺔ ورؤﻳ ﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ‪ ..‬ﻣ ﻦ‬ ‫ﺑ ﻴﻦ ه ﺆﻻء ﺻ ﺪﻳﻖ ‪ -‬ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﺨﻼء اﻟ ﺬﻳﻦ‬ ‫اﺳﺘﻮﻟﻰ ﺣﺐ اﻟﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪ -‬اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ‬ ‫ﻓ ﺮﺣﺐ وﺣ ﻴﱠﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ أﺧﺒﺮﺗﻪ ﻋﻦ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺁﺁﻩ ‪ ..‬ﻳ ﺎ ﻟﻴﺘﻨ ﻲ أﺳ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﻀ ﻮر‬ ‫ورؤﻳ ﺔ ﻓ ﻼن ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻐﻞ هﺎاام ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﻠﻐﻪ ﺳ ﻼﻣﻲ ‪ ..‬وﻟﻌﻠ ﻲ أراﻩ ﻓ ﻲ وﻗ ﺖ ﺁﺧﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺄدرآ ﺖ أﻧ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺮﻓﺘﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌ ﺘﻪ أﻧ ﻪ‬ ‫ﻳﺨﺸ ﻰ أن ﻳﺠ ﻲء ‪ ..‬ﻓﻴﻀ ﻄﺮ إﻟ ﻰ أن ﻳﺪﻋ ﻮ‬ ‫اﻟﻀ ﻴﻒ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ وﻳﺼ ﻨﻊ ﻟ ﻪ وﻟ ﻴﻤﺔ ﺗﻜﻠﻔ ﻪ‬ ‫ﻣﺒﻠﻐ ًﺎ وﻗﺪرﻩ ‪ !! ..‬وهﻮ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ هﺬا اﻟﻀﻴﻒ ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ‬ ‫اﻟ ﺒﻠﺪ ﺳﻴﺴ ﺎﻓﺮ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻐﺪاء ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﺁﺁﺁ ‪ ..‬إذن ﺳﺄؤﺟﻞ ﺷﻐﻠﻲ وﺁﺗﻲ ﻟﺮؤﻳﺘﻪ !!‬ ‫وﺑﻌ ﺾ ﻣ ﻦ ﺗﺨ ﺎﻟﻄﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻜ ﻮن‬ ‫اﺟﺘﻤﺎﻋ ﻴ ًﺎ أﺳ ﺮﻳ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺤﺐ أﺳﺮﺗﻪ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺼﺒﺮ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاﻗﻬﻢ ‪ ..‬اﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻪ أي ﺷﻲء إﻻ أن‬ ‫ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ أوﻻدﻩ ﺑﺴﻔﺮ أو ﻧﺤﻮﻩ ‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﻜﻠﻔﻪ‬ ‫ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ ‪..‬‬ ‫إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻃﺒﺎﺋﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻦ اﺻﻄﻴﺎد‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻠﻮب ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺳ ﺎﻓﺮ ﻣ ﻊ ﺑﺨ ﻼء اﻗﺘﺼ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﻻ‬ ‫ﻳﺤﺮﺟﻬﻢ ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ ‪..‬‬ ‫وإن ﺟ ﺎﻟﺲ ﻋﺎﻃﻔﻴﻴﻦ زاد ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ‬ ‫ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ ‪..‬‬ ‫وإن ﻣﺸ ﻰ ﻣ ﻊ ﻓﻜﺎهﻴ ﻴﻦ ﻣ ﺮﺣﻴﻦ ﺿ ﺤﻚ‬ ‫وﻣﺰح وﺟﺎﻣﻠﻬﻢ ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻳﻠ ﺒﺲ ﻟﻜ ﻞ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻟﺒﻮﺳﻬﺎ ‪ ..‬إﻣﺎ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ وإﻣﺎ‬ ‫ﺑﺆﺳﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻌ ﻲ ‪ ..‬واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻋ ﺪ ﺑﺬاآ ﺮﺗﻚ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫وُ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وﻗﺪ أﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ﻟﻔﺘﺢ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻗ ﺪ ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻗ ﺒﻞ أن‬ ‫ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺳﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻗﺼﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ‪ ..‬اﻟﺸﺎهﺪ ﻣﻨﻬﺎ أﻧﻪ ﻟﻤﺎ أﺳﻠﻢ ﻗﺎل‬ ‫اﻟﻌﺒﺎس ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن رﺟ ﻞ ﻳﺤ ﺐ اﻟﻔﺨﺮ‬ ‫ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ρ‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ دﺧﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻬﻮ‬ ‫ﺁﻣﻦ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ أﻏﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺎﺑ ﻪ ﻓﻬ ﻮ ﺁﻣ ﻦ ‪ ..‬وﻣ ﻦ دﺧ ﻞ‬ ‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ذهﺐ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﻟﻴﻨﺼﺮف إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺈذا هﻮ اﻟﺬي اﺳﺘﻨﻔﺮ ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﻟﺤﺮﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﺪر ‪..‬‬ ‫واﺳﺘﻨﻔﺮهﺎ ﻟﺤﺮﺑﻪ ﻓﻲ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﺳﺘﻨﻔﺮهﺎ ﻟﺤﺮﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻨﺪق ‪..‬‬ ‫وإذا رﺟﻞ ﻗﺎﺋﺪ ‪ ..‬ﻗﺪ ﻃﺤﻨﺘﻪ اﻟﺤﺮب وﻃﺤﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وإذا هﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺈﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﺄراد رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬أن ﻳﺮﻳﻪ ﻗﻮة اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " : ε‬ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﺣﺒﺲ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻤﻀﻴﻖ اﻟﻮادي ﻋﻨﺪ ﺧﻄﻢ‬ ‫اﻟﺠﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺮ ﺑﻪ ﺟﻨﻮد اﷲ ﻓﻴﺮاهﺎ ‪..‬‬ ‫أي أوﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺠﻴﺶ وهﻮ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج اﻟﻌ ﺒﺎس ﺑﺄﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ وﻗ ﻒ ﻣﻌ ﻪ‬ ‫ﺑﻤﻀ ﻴﻖ اﻟ ﻮادي ‪ ..‬ﺣ ﻴﺚ ﺗ ﺘﺪﻓﻖ اﻟﻜ ﺘﺎﺋﺐ آﺎﻟﺴ ﻴﻞ‬ ‫إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻠ ﺖ اﻟﻜ ﺘﺎﺋﺐ ﺗﻤ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑ ﺮاﻳﺎﺗﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮت‬ ‫اﻟﻜﺘﻴﺒﺔ اﻷوﻟﻰ ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ﻣﻦ هﺆﻻء ؟‬ ‫ﻗﺎل اﻟﻌﺒﺎس ‪ :‬ﺳﻠﻴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎﻟﻲ وﻟﺴﻠﻴﻢ ‪!!..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻣﺮت ﺑﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ﻣﻦ هﺆﻻء ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺰﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎﻟﻲ وﻟﻤﺰﻳﻨﺔ ‪!!..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻧﻔ ﺪت اﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ‪ ..‬وهﻮ ﻣﺎ ﺗﻤﺮ آﺘﻴﺒﺔ إﻻ ﺳﺄل‬ ‫اﻟﻌﺒﺎس ﻋﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا أﺧﺒﺮﻩ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎﻟﻲ وﻟﺒﻨﻲ ﻓﻼن ‪..‬‬

‫‪44‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻲ آﺘﻴﺒﺘﻪ اﻟﺨﻀﺮاء‬ ‫‪ ..‬وﻓ ﻴﻬﺎ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون واﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬ﻗﺪ ﻏﻄﻮا‬ ‫أﺟﺴ ﺎدهﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳ ﺪ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳ ﺮى ﻣ ﻨﻬﻢ إﻻ‬ ‫ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ! ﻣﻦ هﺆﻻء ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻌ ﺒﺎس ‪ :‬ه ﺬا رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا اﻟﻤ ﻮت اﻷﺣﻤ ﺮ ‪ ..‬واﷲ ﻣ ﺎ ﻷﺣ ﺪ‬ ‫ﺑﻬﺆﻻء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﻻ ﻃﺎﻗﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬واﷲ ﻳ ﺎ أﺑﺎ اﻟﻔﻀﻞ ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﻠﻚ‬ ‫اﺑﻦ أﺧﻴﻚ ﻋﻈﻴﻤ ًﺎ !‬ ‫ﻗﺎل اﻟﻌﺒﺎس ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ‪ ..‬إﻧﻬﺎ اﻟﻨﺒﻮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪ :‬ﻓﻨﻌﻢ إذن ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺠﺎوزﺗﻬﻢ اﻟﺨﻴﻞ ‪ ..‬ﺻﺎح ﺑﻪ اﻟﻌﺒﺎس ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺠﺎ َء إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻀﻰ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﺼﺮخ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬هﺬا ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺪ ﺟﺎءآﻢ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﻻ ﻗ ﺒﻞ ﻟﻜ ﻢ ﺑ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻤ ﻦ دﺧ ﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن‬ ‫ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻗﺎﺗﻠﻚ اﷲ ! وﻣﺎ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻨﺎ دارك ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬وﻣ ﻦ أﻏﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺎﺑ ﻪ ﻓﻬ ﻮ ﺁﻣ ﻦ ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻔﺮق اﻟﻨﺎس إﻟﻰ دورهﻢ وإﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻠ ﻪ در ﻧﺒ ﻴﻪ ‪ ε‬آ ﻴﻒ أﺛ ﺮ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ أﺑ ﻲ‬ ‫ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻤ ﺎ ﻳﺤﺴ ﻦ هﻬ ﻨﺎ ‪ ..‬أن ﺗﻌ ﺮف ﻃﺒ ﻴﻌﺔ‬ ‫اﻟﺸ ﺨﺺ وﻧﻔﺴﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﻓﺈن‬ ‫ﻣﻌ ﺮﻓﺔ ﻃﺒﻴﻌ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻣ ﺎذا ﻳﻨﺎﺳ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻳﻔ ﻴﺪك‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ أو اﻟﻜﻼم ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﻏﺰوة اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﺑﻤ ﻦ ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﻬﺎﺟ ﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼ ﺎر وﻣ ﻦ ﻟﺤ ﻖ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﻮا أﻟﻔ ًﺎ وأرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺎﻗﻮا ﻣﻌﻬ ﻢ اﻟﻬﺪى وأﺣﺮﻣﻮا ﺑﺎﻟﻌﻤﺮة ﻟﻴﻌﻠﻢ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس أﻧﻬ ﻢ إﻧﻤﺎ ﺧﺮﺟﻮا زاﺋﺮﻳﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﻣﻌﻈﻤﻴﻦ ﻟﻪ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﺳ ﺎق ‪ ε‬ﻣﻌﻪ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ‪ ..‬هﺪﻳ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫اﻟﺤﺮام ‪..‬‬ ‫وﺻﻠﻮا ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓﻤﻨﻌﺘﻬﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ دﺧﻮﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋﺴ ﻜﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑﺄﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ اﺳ ﻤﻪ‬ ‫اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻠ ﺖ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺗﺮﺳ ﻞ إﻟ ﻴﻪ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺗﻠ ﻮ اﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫ﻟﻠﺘﻔﺎوض ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻌﺜﻮا إﻟﻴﻪ أو ًﻻ ﻣﻜﺮز ﺑﻦ ﺣﻔﺺ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﻌﻬﺪ‬ ‫آ ﺎن ﻣﻜ ﺮز رﺟ ً‬ ‫وﻻ ﻣﻴﺜﺎق ‪ ..‬ﺑﻞ هﻮ ﻓﺎﺟﺮ ﻏﺎدر ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻗﺎل ‪ :‬هﺬا رﺟﻞ ﻏﺎدر‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻘﺒ ً‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬آﻠﻤﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ‬ ‫ﻟﻤﺜﻠﻪ ‪..‬‬ ‫وأﺧﺒﺮﻩ أﻧﻪ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻳﺮﻳﺪ ﺣﺮﺑ ًﺎ ‪ ..‬إﻧﻤﺎ ﺟﺎء ﻣﻌﺘﻤﺮًا‬ ‫ﻼ‬ ‫‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﺘﺐ ﻣﻌ ﻪ ﻋﻬ ﺪًا ﻷﻧ ﻪ ﻳﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻪ ﻟﻴﺲ أه ً‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫رﺟﻊ ﻣﻜﺮز إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﺄﺧﺒﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻌﺜﻮا ﺣﻠﻴﺲ ﺑﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ ‪ ..‬ﺳﻴﺪ اﻷﺣﺎﺑﻴﺶ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻷﺣﺎﺑ ﻴﺶ ﻗ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺮب ﺳ ﻜﻨﻮا ﻣﻜ ﺔ‬ ‫ﺗﻌﻈﻴﻤ ًﺎ ﻟﻠﺤﺮم وﻋﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫إن ه ﺬا ﻣ ﻦ ﻗ ﻮم ﻳ ﺘﺄﻟﻬﻮن ‪.‬ز أي ﻳﺘﻌ ﺒﺪون ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺑﻌﺜﻮا اﻟﻬﺪي ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮاﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟﻬ ﺪي ﻣﻦ إﺑﻞ وﻏﻨﻢ ‪ ..‬ﺗﺴﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻋ ﺮض اﻟ ﻮادي ﻓ ﻲ ﻗﻼﺋ ﺪﻩ وﺣ ﺒﺎﻟﻪ ﻣﺮﺑﻮﻃ ًﺎ ﻣﻬﻴﺌ ًﺎ‬ ‫ﻟﻴﺬﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﺤﺮم ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ أآ ﻞ أوﺑ ﺎرﻩ ﻣ ﻦ ﻃ ﻮل اﻟﺤﺒﺲ ﻋﻦ ﻣﺤﻠﻪ ‪ ..‬ﻗﺪ‬ ‫أﺿﻨﺎﻩ اﻟﺠﻮع واﻟﻌﻄﺶ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ رأى ﺳ ﻴﺪ اﻷﺣﺎﺑ ﻴﺶ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬اﻧ ﺘﻔﺾ ‪ ..‬وﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﻘﺎﺑ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إﻋﻈﺎﻣ ًﺎ ﻟﻤ ﺎ رأى ‪ ..‬وآ ﻴﻒ‬ ‫ﻳﻤﻨﻊ اﻟﻤﻌﺘﻤﺮون ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮام !!‬ ‫رﺟ ﻊ إﻟ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﻢ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫اﺟﻠﺲ ﻓﺈﻧﻤﺎ أﻧﺖ أﻋﺮاﺑﻲ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ اﻟﺤﻠﻴﺲ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ هﺬا ﺣﺎﻟﻔﻨﺎآﻢ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﻋﻠﻰ هﺬا ﻋﺎهﺪﻧﺎآﻢ ‪..‬‬ ‫أﻳﺼﺪ ﻋﻦ ﺑﻴﺖ اﷲ ﻣﻦ ﺟﺎءﻩ ﻣﻌﻈﻤ ًﺎ ﻟﻪ ؟‬

‫‪45‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫واﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺲ اﻟﺤﻠ ﻴﺲ ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﻟ ﺘﺨﻠﻦ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫ﻣﺤﻤ ﺪ وﺑ ﻴﻦ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﺮة ‪ ..‬أو‬ ‫ﻷﻧﻔﺮن ﺑﺎﻷﺣﺎﻳﺶ ﻧﻔﺮة رﺟﻞ واﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪َ :‬ﻣ ْﻪ ‪ُ ..‬آﻒﱠ ﻋﻨﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻧﺄﺧﺬ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ‬ ‫ﻣﺎ ﻧﺮﺿﻰ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺷ ﺮﻳﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أرادوا ‪ ..‬أن ﻳﺒﻌ ﺜﻮا رﺟ ً‬ ‫ﻓﺎﺧﺘﺎروا ﻋﺮوة ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺜﻘﻔﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ إﻧ ﻲ ﻗ ﺪ رأﻳ ﺖ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻳﻠﻘ ﻰ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﺘﻤﻮﻩ إﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ إذ ﺟﺎءآﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻟﺘﻌﻨ ﻴﻒ وﺳ ﻮء اﻟﻠﻔ ﻆ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻋﺮﻓﺘﻢ‬ ‫أﻧﻜﻢ واﻟﺪ وأﻧﻲ وﻟﺪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺻﺪﻗﺖ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻤﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج ﻋ ﺮوة ‪ ..‬وآ ﺎن ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻟﻪ‬ ‫ﺷﺮف وﻣﻜﺎﻧﺔ ‪ ..‬وﻟﻪ ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺗ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺟﻠ ﺲ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﺛ ﻢ‬ ‫ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ !! أﺟﻤﻌ ﺖ أوﺷﺎب اﻟﻨﺎس ﺛﻢ ﺟﺌﺖ‬ ‫ﺑﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻴﻀﺘﻚ ﻟﺘﻔﻀﻬﺎ ﺑﻬﻢ ؟‬ ‫إﻧﻬ ﺎ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣﻌﻬ ﺎ اﻟﻌ ﻮذ‬ ‫اﻟﻤﻄﺎﻓﻴﻞ ‪ ..‬ﻗﺪ ﻟﺒﺴﻮا ﺟﻠﻮد اﻟﻨﻤﻮر ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﺎه ﺪون اﷲ ﻻ ﺗ ﺪﺧﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻨﻮة أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫وأﻳﻢ اﷲ ﻟﻜﺄﻧﻲ ﺑﻬﺆﻻء ﻗﺪ اﻧﻜﺸﻔﻮا ﻋﻨﻚ ﻏﺪًا‬ ‫‪..‬‬ ‫وآﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬واﻗﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ :‬اﻣﺼﺺ ﺑﻈﺮ اﻟﻼت ! أﻧﺤﻦ‬ ‫ﻧﻨﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ ؟‬ ‫ﺗﻔﺎﺟ ﺄ ﻣﻠ ﻚ ﻗ ﻮﻣﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺠﻮاب ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻌﻮد‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺜﻠﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ آ ﺎن ﻳﺤﺘﺎج‬ ‫إﻟ ﻰ ﺟ ﺮﻋﺔ آﻬ ﺬﻩ ﺗﺨﻔ ﺾ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ رأﺳﻪ ﻣﻦ‬ ‫آﺒﺮﻳﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺮوة ﻣﺘﺄﺛﺮًا ‪ :‬ﻣﻦ هﺬا ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬هﺬا اﺑﻦ أﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﻮﻻ ﻳ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪي‬ ‫ﻟﻜﻔﺄﺗﻚ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ هﺬﻩ ﺑﻬﺬﻩ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻋ ﺮوة ﻳﻠ ﻴﻦ اﻟﻌﺒﺎرات ﺑﻌﺪهﺎ ‪ ..‬وﻳﻜﻠﻢ‬ ‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪.. ρ‬وﻳﻠﻤ ﺲ ﻟﺤ ﻴﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ..‬واﻟﻤﻐﻴﺮة‬ ‫ﺑ ﻦ ﺷ ﻌﺒﺔ اﻟﺜﻘﻔ ﻲ واﻗ ﻒ وراء رأس رﺳ ﻮل‬ ‫اﷲ ‪ .. ρ‬ﻗﺪ ﻏﻄﻰ وﺟﻬﻪ اﻟﺤﺪﻳﺪ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻜ ﺎن آﻠﻤﺎ ﻗﺮب ﻋﺮوة ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﻟﺤﻴﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺮﻋﻬﺎ ﺷﻌﺒﺔ ﺑﻄﺮف اﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻳﻤ ﺪهﺎ ﺛﺎﻧ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻴﻘ ﺮﻋﻬﺎ ﺷ ﻌﺒﺔ ﺑﻄﺮف اﻟﺴﻴﻒ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣ ﺪهﺎ اﻟﺜﺎﻟ ﺜﺔ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﺷ ﻌﺒﺔ ‪ :‬اآﻔ ﻒ ﻳﺪك ﻋﻦ‬ ‫وﺟ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗ ﺒﻞ أﻻ ﺗﺼ ﻞ إﻟﻴﻚ ﻳﺪك ‪ ..‬أي‬ ‫أﻗﻄﻌﻬﺎ !!‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺮوة ‪ :‬وﻳﺤﻚ ﻣﺎ أﻓﻈﻚ وأﻏﻠﻈﻚ ! وﻣﻦ هﺬا‬ ‫ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ؟‬ ‫ﻓﺘﺒﺴﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وﻗﺎل ‪..‬‬ ‫هﺬا اﺑﻦ أﺧﻴﻚ اﻟﻤﻐﻴﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ اﻟﺜﻘﻔﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻋ ﺮوة ‪ :‬أي ﻏ ﺪر وه ﻞ ﻏﺴ ﻠﺖ ﺳ ﻮأﺗﻚ إﻻ‬ ‫ﺑﺎﻷﻣﺲ !‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم ﻋﺮوة ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬وﻋﺎد إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺶ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬واﷲ ﻟﻘ ﺪ رأﻳﺖ آﺴﺮى‬ ‫وﻗﻴﺼ ﺮ واﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ ‪ ..‬واﷲ ﻣ ﺎ رأﻳ ﺖ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻳﻌﻈﻤﻪ‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ آﻤﺎ ﻳﻌﻈﻢ أﺻﺤﺎب ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﻗ ﻊ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺐ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮهﺒﺔ ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ‬ ‫ﻗﺒﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄرﺳﻠﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻀ ﻰ ﻳﻤﺸ ﻲ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺳ ﻬﻞ أﻣ ﺮآﻢ ‪ ..‬ﺛ ﻢ آﺘ ﺒﻮا‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ه ﺬا ﺟﺎﻧ ﺐ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺮﻓﺘﻪ ‪ ε‬ﻷﻧ ﻮاع اﻟ ﻨﺎس ‪..‬‬ ‫واﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﻔ ﺘﺎح اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ آ ﻞ‬ ‫أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫وه ﺬﻩ اﻷﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ ﻃﺒﺎع اﻟﻨﺎس ﺗﻼﺣﻈﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ‬ ‫إﻟﻘﺎء اﻟﻜﻠﻤﺎت أو اﻟﺴﻮاﻟﻴﻒ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺸﺎهﺪ دﻟﻴﻞ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ‪..‬‬ ‫ﺣ ﺎول أن ﺗﻠﻘ ﻲ ﻗﺼ ﺔ ﻣﺒﻜ ﻴﺔ أﻣﺎم ﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‬ ‫‪ ..‬واﻧﻈﺮ إﻟﻰ أﻧﻮاع ﺗﺄﺛﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺧﻄ ﺒﺔ ﺿﻤﻨﺘﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻣﻘﺘﻞ‬ ‫ﻋﻤﺮ ‪ .. τ‬وﻟﻤﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ آﻴﻔﻴﺔ ﻃﻌﻦ أﺑﻲ ﻟﺆﻟﺆة‬ ‫اﻟﻤﺠﻮﺳﻲ ﻟﻌﻤﺮ ‪ .. τ‬ﻗﻠﺖ – ﺑﺼﻮت ﻋﺎ ٍل ‪: -‬‬ ‫وﻓﺠﺄة ﺧﺮج أﺑﻮ ﻟﺆﻟﺆة ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮاب ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬

‫‪46‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺛﻢ ﻃﻌﻨﻪ ﺛﻼث ﻃﻌﻨﺎت ‪..‬‬ ‫وﻗﻌﺖ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ‬ ‫واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﺳ ﺘﺠﻤﻊ ﻗ ﻮﺗﻪ وﻃﻌ ﻦ ﺑﺎﻟﺨﻨﺠ ﺮ ﺗﺤ ﺖ‬ ‫ﺳﺮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟ ﺮرررر اﻟﺨﻨﺠ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫أﻣﻌﺎﺋﻪ ‪..‬‬ ‫ﺖ وأﻧ ﺎ أﻧﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺟ ﻮﻩ أن اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻻﺣﻈ ُ‬ ‫ﺗﻨﻮﻋﻮا ﻓﻲ آﻴﻔﻴﺔ ﺗﺄﺛﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ أﻏﻤ ﺾ ﻋﻴﻨ ﻴﻪ ﻓﺠ ﺄة وآﺄﻧﻪ ﻳﺮى‬ ‫اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ أﻣﺎﻣﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻜﻰ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ آ ﺎن ﻳﺴ ﺘﻤﻊ دون أدﻧ ﻰ ﺗﺄﺛ ﺮ‬ ‫وآﺄﻧﻪ ﻳﻨﺼﺖ إﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻮم !!‬ ‫ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻮ ﻋﺮﺿ ﺖ ﻗﺼﺔ ﺣﻤﺰة ‪ τ‬ﻟﻤﺎ‬ ‫وﻗ ﻊ ﺷ ﻬﻴﺪًا ﻓ ﻲ ﻣﻌﺮآﺔ أﺣﺪ ‪ ..‬وآﻴﻒ ﺷﻘﻮا‬ ‫ﺑﻄ ﻨﻪ ﻓﺄﺧ ﺮﺟﻮا آ ﺒﺪﻩ ‪ ..‬وﻗﻄﻌ ﻮا أذﻧ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﺟﺪﻋ ﻮا أﻧﻔ ﻪ ‪ ..‬وه ﻮ ﺳ ﻴﺪ اﻟﺸ ﻬﺪاء وأﺳ ﺪ‬ ‫اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻤﺘﻨ ﻲ اﻟﺤ ﻴﺎة أن اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﺨﻠ ﻮن ﻣﻦ أن‬ ‫ﻳ ﻮﺟﺪ ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﻏﻠ ﻴﻆ ﻏﺒ ﻲ ‪ !!..‬ﻻ ﻳﺤﺴ ﻦ‬ ‫ﺿﺒﻂ ﻋﺒﺎراﺗﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ اﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﺼ ﻨﻒ ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﺮة‬ ‫أذآ ﺮ أن رﺟ ً‬ ‫ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ‪ ..‬ﻓﺬآﺮ ﻗﺼﺔ وﻗﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﻊ‬ ‫أﺣ ﺪ اﻟﺒﺎﺋﻌ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻓ ﻲ ﻣﻌ ﺮض ﺣﺪﻳ ﺜﻪ ‪:‬‬ ‫وه ﺬا اﻟ ﺒﺎﺋﻊ ﺿﺨﻢ ﺟﺪًا آﺄﻧﻪ ﺣﻤﺎر ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل‬ ‫‪ :‬ﻳﺸﺒﻪ ﺧﺎﻟﺪ !! وأﺷﺎر إﻟﻰ رﺟﻞ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ !!‬ ‫ﻓ ﻼ أدري آ ﻴﻒ ﺻ ﺎر ﻳﺸ ﺒﻪ ﺧﺎﻟ ﺪًا ‪ ..‬وه ﻮ‬ ‫آﺄﻧﻪ ﺣﻤﺎر !!‬ ‫وﻗﺒﻞ اﻟﺨﺘﺎم ‪ ..‬هﻨﺎ ﺳﺆال آﺒﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻨﻚ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ﻃﺒﺎﻋﻚ ﻟﺘﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻃﺒﺎع‬ ‫ﻣﻦ ﺗﺨﺎﻟﻄﻪ ‪..‬؟‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﺎن ﻋﻤ ﺮ ‪ τ‬ﻣﺸ ﻬﻮرًا ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﺑﻘﻮﺗﻪ وﺻﺮاﻣﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬اﺧ ﺘﻠﻒ رﺟ ﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫زوﺟ ﺘﻪ ‪ ..‬وﺟ ﺎء ﻳﺴ ﺄل ﻋﻤ ﺮ آ ﻴﻒ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪ ﺑ ﻴﺖ ﻋﻤ ﺮ وآ ﺎد أن ﻳﻄ ﺮق اﻟ ﺒﺎب‬ ‫ﺳﻤﻊ زوﺟﺔ ﻋﻤﺮ ﺗﺼﺮخ ﺑﻪ ‪ ..‬وﻋﻤﺮ ﺳﺎآﺖ ‪ ..‬ﻟﻢ‬ ‫ﻳﺼﺮخ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻀﺮب ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻠﺒﺎب وآ ّﺮ راﺟﻌ ًﺎ ﻣﺘﻌﺠﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﺣ ﺲ ﻋﻤ ﺮ ﺑﺼ ﻮت ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﺒﺎب ﻓﺨ ﺮج وﻧ ﺎدى‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ‪ .. :‬ﻣﺎ ﺧﺒﺮك ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﻣﻴ ﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ ‪ ..‬ﺟ ﺌﺖ أﺷ ﺘﻜﻲ إﻟ ﻴﻚ‬ ‫اﻣﺮأﺗﻲ ﻓﺴﻤﻌﺖ اﻣﺮأﺗﻚ ﺗﺼﺮخ ﺑﻚ !!‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺟﻞ إﻧﻬﺎ اﻣﺮأﺗﻲ ‪ ..‬ﺣﻠﻴﻠﺔ ﻓﺮاﺷﻲ‬ ‫‪ ..‬وﺻﺎﻧﻌﺔ ﻃﻌﺎﻣﻲ ‪ ..‬وﻏﺎﺳﻠﺔ ﺛﻴﺎﺑﻲ ‪ ..‬أﻓﻼ أﺻﺒﺮ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻮء ‪..‬‬ ‫وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ‪ :‬ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻋ ﻼج ﻟ ﻪ ﻓ ﻼ ﺑ ﺪ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺷﺪة ﻏﻀﺐ أﺑﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﺸ ﺘﻜﻲ إﻟ ﱠ‬ ‫أو ﺑﺨﻞ زوﺟﺘﻪ ‪ ..‬أو ‪..‬‬ ‫ض ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﻌ ﺾ ﻃ ﺮق اﻟﻌ ﻼج ﻓﻴﻔﻴﺪﻧ ﻲ أﻧ ﻪ‬ ‫ﻋﺮ ُ‬ ‫ﻓ َﺄ ْ‬ ‫ﺟﺮﺑﻬﺎ آﻠﻬﺎ وﻟﻢ ﺗﻨﻔﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ اﻟﺤ ﻞ ‪..‬؟! اﻟﺤ ﻞ أن ﻳﺼ ﺒﺮ ﻋﻠ ﻰ أﺧﻼﻗﻬ ﻢ ‪..‬‬ ‫ﺴ ِﻨﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﺘﻜﻴﻒ‬ ‫ﺣ َ‬ ‫وﻳﻐﻤ َﺮ ﺳﻲء أﺧﻼﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ َ‬ ‫ﻣﻊ واﻗﻌﻪ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻌﺾ اﻟﻤﺸﺎآﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﻞ ‪..‬‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﺗﺨﺎﻟﻄﻪ ﺗﺠﻌﻠﻚ‬ ‫ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻪ ‪..‬‬ ‫‪ 21.‬أﺳﺘﺎذ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻳ ﺪرس ﻣ ﺎدة اﻟﺮﻳﺎﺿ ﻴﺎت ﻟﻄ ﻼب اﻟﻤ ﺮﺣﻠﺔ‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ‪ ..‬اﻟﺴﻨﺔ اﻷﺧﻴﺮة ‪ ..‬آﺎن ﻳﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ اﻹهﻤ ﺎل وﻋ ﺪم اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ‪ ..‬ﻓﺄراد أن ﻳﺆدﺑﻬﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وأول ﻣ ﺎ اﺳ ﺘﻘﺮ ﻋﻠ ﻰ آﺮﺳ ﻴﻪ ﻓﺎﺟﺄهﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪ :‬آﻞ‬ ‫واﺣﺪ ﻳﻀﻊ آﺘﺎﺑﻪ ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ وﻳﺨﺮج ورﻗﺔ وﻗﻠﻤ ًﺎ !!‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ ؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﺧﺘﺒﺎر ‪ ..‬اﺧﺘﺒﺎر ﻣﻔﺎﺟﺊ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﺪأ اﻟﻄ ﻼب ﺑ ﻨﻮع ﻣ ﻦ اﻟﺘﺬﻣ ﺮ ﻳ ﻨﻔﺬون ﻣﺎ ﻃﻠﺐ ‪..‬‬ ‫وﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻮن ﺑﺎﺳﺘﻴﺎء ‪..‬‬

‫‪47‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫آ ﺎن ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﻃﺎﻟ ﺐ آﺒﻴ ﺮ اﻟﺠﺴ ﻢ ﺻ ﻐﻴﺮ‬ ‫اﻟﻌﻘ ﻞ ‪ ..‬ﻣﺸ ﺎآﺲ آﺜﻴ ﺮ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ ﺳ ﺮﻳﻊ‬ ‫اﻟﻐﻀﺐ ﻣﺘﻬﻮر ‪ ..‬ﺻﺎح ﺑﺄﺳﺘﺎذﻩ ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ أﺳ ﺘﺎذ ‪ ..‬ﻻ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺨﺘﺒﺮ ‪ ..‬ﻧﺤﻦ ﺑﺎﻟﻜﺎد‬ ‫ﻧﺠ ﻴﺐ وﻧﺤ ﻦ ﻣﺬاآ ﺮون ‪ ..‬ﺑﺎﷲ آﻴﻒ إذا آﻨﺎ‬ ‫ﻣﺎ ذاآﺮﻧﺎ ؟!!‬ ‫ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻨﺒﺮة ﺣﺎدة ‪..‬‬ ‫ﺛ ﺎر اﻟﻤ ﺪرس وه ﺎج ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻋﻠﻰ‬ ‫آﻴﻔﻚ ‪ ..‬ﺗﺨﺘﺒﺮ ﻏﺼﺒ ًﺎ ﻋﻨﻚ ‪ ..‬ﻓﺎهﻢ ؟! إذا ﻣﺎ‬ ‫هﻮ ﻋﺎﺟﺒﻚ اﻃﻠﻊ َﺑﺮّا !!!‬ ‫ﺛ ﺎر اﻟﻄﺎﻟ ﺐ ‪ ..‬وﺻ ﺎح ‪ :‬أﻧﺖ اﻟﻠﻲ ﺗﻄﻠﻊ َﺑﺮّا‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺗ ﻮﺟﻪ اﻟﻤ ﺪرس إﻟ ﻰ اﻟﻄﺎﻟ ﺐ وه ﻮ ﻳﺼ ﻴﺢ‬ ‫وﻳﺮدد ‪ :‬ﻳﺎ ﻗﻠﻴﻞ اﻷدب ‪ ..‬ﻳﺎ ﻋﺪﻳﻢ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ ‪ ..‬وﻳﻘﺘﺮب أآﺜﺮ وأآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻧﻬﺾ اﻟﻄﺎﻟﺐ واﻗﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻈﻦ ﺷﺮًا‬ ‫آﺎن ﻣﺎ آﺎن ﻣﻤﺎ ﻟﺴﺖ أذآﺮﻩ‬ ‫‪ ،‬وﻻ ﺗﺴﺄل ﻋﻦ اﻟﺨﺒﺮ!!‬ ‫وﺻﻞ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ إدارة اﻟﻤﺪرﺳﺔ ‪ ..‬ﻋﻮﻗﺐ‬ ‫اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺨﺼﻢ درﺟﺘﻴﻦ وآﺘﺎﺑﺔ ﺗﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﺘﺰام‬ ‫اﻷدب ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﻤ ﺪرس ﻓﺼ ﺎر ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻘﺎﺻﻲ واﻟﺪاﻧﻲ‬ ‫‪ ..‬وأﺻﺒﺢ ﻣﻀﺮب اﻷﻣﺜﺎل ‪ ..‬وﻣﺜﺎر أﺣﺎدﻳﺚ‬ ‫اﻟﻄ ﻼب ﻓ ﻲ آ ﻞ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ ‪ ..‬ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﻤ ﺮاﺗﻬﺎ وﻳﺴ ﻤﻊ اﻟﺘﻌﻠ ﻴﻘﺎت واﻟﻬﻤﺴ ﺎت ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪهﺎ إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺔ أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﻣ ﺪرس ﺁﺧ ﺮ وﻗ ﻊ ﻟ ﻪ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻧﻔﺴ ﻪ‬ ‫ﻟﻜﻨﻪ أﺣﺴﻦ اﻟﺘﺼﺮف ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺑﻪ ‪ ..‬وﻓﺎﺟﺄهﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪ :‬أﺧﺮج‬ ‫ورﻗﺔ وﻗﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬اﺧﺘﺒﺎر ﻣﻔﺎﺟﺊ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻃﺎﻟﺐ آﺬاك اﻟﻄﺎﻟﺐ ‪ ..‬ﺻﺎح‬ ‫‪ :‬ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ !! ﻣﺎ هﻮ ﻋﻠﻰ آﻴﻔﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻳﺤ ﺲ ﺑ ﺜﻘﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺘﻲ‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤ ﺪرس ﺟ ﺒ ً‬ ‫ﻳﺤ ﺎول أن ﻳﺼ ﻌﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ !!‪ ..‬ﻳﻔﻬ ﻢ أن‬ ‫اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ‪..‬‬ ‫اﺑﺘﺴ ﻢ وﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺎﻟ ﺐ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻳ ﺎ‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺨﺘﺒﺮ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ -‬ﺻﺎرﺧ ًﺎ ‪ : -‬ﻻ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻘﺎل اﻟﻤﺪرس ﺑﻜﻞ هﺪووووء ‪ :‬ﺧﻼص ‪ ..‬اﻟﻠﻲ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺮﻳﺪ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم ‪..‬‬ ‫اآﺘ ﺒﻮا ﻳ ﺎ ﺷ ﺒﺎب ‪ :‬اﻟﺴ ﺆال اﻷول ‪ :‬أوﺟ ﺪ ﻧﺘ ﻴﺠﺔ‬ ‫ه ﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ ‪ :‬س ‪ +‬ص = ع ‪ .. 15 +‬وﻣﻀﻰ‬ ‫ﻳﺴﻮق اﻷﺳﺌﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﺼﺒﺮ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﺸﺎآﺲ وﻗﺎل ‪ :‬أﻗﻮﻟﻚ ﻣﺎ أرﻳﺪ‬ ‫أن أﺧﺘﺒ ﺮ ‪ ..‬ﻧﻈ ﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺪرس واﺑﺘﺴﻢ ﺑﻬﺪوووء‬ ‫‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬وه ﻞ أﻟ ﺰﻣﺘﻚ أن ﺗﺨﺘﺒ ﺮ ‪ ..‬أﻧ ﺖ رﺟ ﻞ‬ ‫وﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻚ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ اﻟﻄﺎﻟ ﺐ ﻣ ﺎ ﻳﺜﻴ ﺮ ﻏﻀ ﺒﻪ أآﺜ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻬ ﺪأ‬ ‫وأﺧ ﺮج ورﻗ ﺔ وﻗﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﺑ ﺪأ ﻳﻜ ﺘﺐ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ﻣ ﻊ‬ ‫زﻣﻼﺋﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺑﻌﺪهﺎ ﺗﻤﺖ ﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻮء أدﺑﻪ‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إدارة اﻟﻤﺪرﺳﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﺬآ ﺮت ه ﺬﻩ اﻟﻤﻔﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬ ‫اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ وأﻧ ﺎ أﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﻨﺎس ﻋﻠ ﻰ‬ ‫إذآﺎء اﻟﻨﻴﺮان وإﺧﻤﺎدهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻌﺼ ﺒﻲ ﺑﻌﺼ ﺒﻴﺔ ﻳ ﺆدي إﻟ ﻰ ﺗﻔﺠ ﺮ‬ ‫اﻟﻤﻮﻗﻒ واﺣﺘﺪام اﻟﺨﻼف ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﻼء ‪ ..‬أن ﻣﻦ ﻳﻼﻗﻲ‬ ‫اﻟﻨﺎر ﺑﺎﻟﻨﺎر ﻳﺰدهﺎ ﺷﺮرًا واﺣﺘﺪاﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﺠﻬ ﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﺗﺠ ﺪ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ أن ﻣ ﻦ ﻳﻘﺎﺑ ﻞ‬ ‫اﻟﺒ ﺮود – داﺋﻤ ًﺎ – ﺑﺒ ﺮود ‪ ..‬ﻻ ﺗﺴ ﺘﻘﻴﻢ ﻟﻪ اﻷﻣﻮر‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻴﻜﻦ راﺑﻄﻚ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﺷﻌﺮة ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻞ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪ τ‬آﻴﻒ اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﺤﻜﻢ اﻟﻨﺎس‬ ‫أﻣﻴ ﺮًا ﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﺤﻜﻤﻬﻢ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ‬ ‫ﺳﻨﺔ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﺟﻌﻠ ﺖ ﺑﻴﻨ ﻲ وﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺷﻌﺮة ‪ ..‬أﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻓ ﻲ ﻳ ﺪي واﻵﺧ ﺮ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﺷ ﺪوهﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺟﻬ ﺘﻬﻢ أرﺧ ﻴﺖ ﻣ ﻦ ﺟﻬﺘ ﻲ ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ‪ ..‬وإذا‬ ‫أرﺧﻮا ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﻢ ﺷﺪدت ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻲ ‪..‬‬ ‫ﺻﺪق رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ‪ ..‬ﻣﺎ أﺣﻜﻤﻪ !!‬ ‫أﻇ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﱠﻤﺎت ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻨﺎ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن‬ ‫ﻳﻬ ﻨﺄ ﺑﺎﻟﻌ ﻴﺶ زوﺟ ﺎن آﻼهﻤ ﺎ ﻋﺼ ﺒﻲ ﻏﻀ ﻮب ‪..‬‬ ‫آﻤ ﺎ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻄ ﻮل ﻋﻼﻗ ﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻴﻦ آﻼهﻤ ﺎ‬ ‫آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻓ ﻲ أﺣﺪى اﻟﺴﺠﻮن ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻗ ﺪري أن ﺗﻜ ﻮن اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻌﻨﺒ ﺮ‬

‫‪48‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﻟﺨﺎص ﺑﻤﺮﺗﻜﺒﻲ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ‪ ..‬ﻟﻤﺎ اﻧﺘﻬﻴﺖ‬ ‫ﻣ ﻦ ﻣﺤﺎﺿ ﺮﺗﻲ ‪ ..‬ﺗﻔ ﺮﻗﻮا إﻟ ﻰ ﻣﻬ ﺎﺟﻌﻬﻢ‬ ‫وأﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻲ أﺣﺪهﻢ ﺷﺎآﺮًا ‪ ..‬وﻋﺮﻓﻨﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ‬ ‫وأﻧ ﻪ اﻟﻤﺴ ﺌﻮل ﻋ ﻦ اﻷﻧﺸ ﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓ ﻴﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻌﻨﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺄﻟﺘﻪ ﻋ ﻦ ﺳ ﺒﺐ ارﺗﻜ ﺎب ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻨﺪ‬ ‫أآﺜﺮ هﺆﻻء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﻟﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬اﻟﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬واﷲ ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ‬ ‫إن ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻗ ﺘﻞ ﻷﺟ ﻞ ﺣﻔ ﻨﺔ رﻳﺎﻻت ﺗﺨﺎﺻﻢ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻟﺔ أو ﻣﺤﻄﺔ وﻗﻮد ‪..‬‬ ‫ﺗﺬآﺮت ﻋﻨﺪهﺎ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ ) : ε‬ﻟﻴﺲ اﻟﺸﺪﻳﺪ‬ ‫ﺼ َﺮﻋَﺔ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ اﻟﺸ ﺪﻳﺪ اﻟ ﺬي ﻳﻤﻠ ﻚ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟ ﱡ‬ ‫)‪(29‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻟﻐﻀﺐ (‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﻟ ﻴﺲ اﻟ ﺒﻄﻞ ه ﻮ ﻗ ﻮي اﻟ ﺒﺪن اﻟ ﺬي ﻣ ﺎ‬ ‫ﻳﺼ ﺎرع أﺣﺪًا إﻻ ﻏﻠﺒﻪ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﻓﻠﻮ آﺎن هﺬا‬ ‫ه ﻮ ﻣﻘ ﻴﺎس اﻟ ﺒﻄﻮﻟﺔ ﻷﺻ ﺒﺤﺖ اﻟﺤ ﻴﻮاﻧﺎت‬ ‫واﻟﻮﺣﻮش أﻓﺨﺮ ﻣﻦ اﻵدﻣﻴﻴﻦ ‪..‬‬ ‫إﻧﻤ ﺎ اﻟ ﺒﻄﻞ ه ﻮ اﻟﻌﺎﻗ ﻞ اﻟ ﺬي ﻳﻌ ﺮف آ ﻴﻒ‬ ‫ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ ﺑﻤﻬ ﺎرة ‪ ..‬ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫زوﺟﺘﻪ ‪ ..‬أوﻻدﻩ ‪ ..‬ﻣﺪﻳﺮﻩ ‪ ..‬زﻣﻼﺋﻪ ‪ ..‬دون‬ ‫أن ﻳﻔﻘﺪهﻢ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ‪ :‬ﻻ ﻳﻘﻀ ﻲ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ وه ﻮ‬ ‫ﻏﻀﺒﺎن )‪.. (30‬‬ ‫وأﻣ ﺮ ‪ ε‬ﺑ ﺘﺪرﻳﺐ اﻟ ﻨﻔﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﻠ ﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪:‬‬ ‫إﻧﻤﺎ اﻟﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻢ )‪.. (31‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﺑﺎﻟ ﺘﺤﻠﻢ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻋ ﻨﺪ آﻈ ﻢ اﻟﻐﻀ ﺐ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤ ﺮة اﻷوﻟ ﻰ ﺳ ﺘﺘﻌﺐ ‪ %100‬وﻟﻜ ﻦ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺜﺎﻧ ﻴﺔ ﺳ ﺘﺘﻌﺐ ‪ %90‬ﺛ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺜﺎﻟ ﺜﺔ إذا‬ ‫آﻈﻤ ﺖ ﻏﻀ ﺒﻚ ﺳ ﺘﺘﻌﺐ ‪ %80‬وهﻜ ﺬا ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﺗﺘﺪرب وﻳﺼﺒﺢ اﻟﺤﻠﻢ واﻟﻬﺪوء ﻋﻨﺪك ﻃﺒﻴﻌﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﻃ ﺮاﺋﻒ ﻗﺼ ﺺ اﻟﻐﻀ ﺐ أﻧ ﻲ ذه ﺒﺖ‬ ‫ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ أﻣﻠ ﺞ ) ‪300‬ك ﺟ ﻨﻮب ﺟ ﺪة (‬ ‫ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬ ‫) ‪( 29‬‬ ‫) ‪( 30‬‬ ‫) ‪( 31‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫آ ﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺷﺎب ﺳﺮﻳﻊ اﻟﻐﻀﺐ ﺛﺎﺋﺮ‬ ‫اﻷﻋﺼﺎب ﺟﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻼ‬ ‫هﺬا اﻟﺸﺎب ﺳﺎﻓﺮ ﻣﺮة ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺘﻌﺠ ً‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑ ﺒﻂء ‪ ..‬آ ﺎن وراءﻩ ﺳﻴﺎرة ﻣﺴﺮﻋﺔ‬ ‫ﺗ ﺮﻳﺪﻩ أن ﻳﻔﺴ ﺢ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬وه ﻮ ﻳ ﺰداد ﺑﻄﺌ ًﺎ‬ ‫وﻳﺸﻴﺮ ﻟﻬﻢ ﺑﻴﺪﻩ أن ﺧﻔﻔﻮا اﻟﺴﺮﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﺿ ﺎق ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺴ ﻴﺎرة اﻷﺧﺮى ﺑﺼﺎﺣﺒﻨﺎ ذرﻋ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﺗﻌ ﺪاﻩ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ واﻧﺤ ﺮف ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ ﻣﺆدﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﺼﺐ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻀﺮر ‪..‬‬ ‫ﺛﺎرت أﻋﺼﺎب ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ – وهﻲ ﺗﺜﻮر ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ‬ ‫ذﻟ ﻚ ﺑﻜﺜﻴﻴﻴﻴ ﺮ – ﻓ ﺰاد ﺳ ﺮﻋﺔ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬وأﺧ ﺬ‬ ‫ﻳﺼ ﺮخ وﻳﺰﻣﺠ ﺮ ‪ ..‬وﻳﺸ ﻴﺮ ﻟﻬ ﻢ ﺑﺄﺿﻮاء اﻟﺴﻴﺎرة‬ ‫ﻣ ﺮارًا ﺣﺘ ﻰ ﺗﻮﻗﻔ ﻮا ‪ ..‬ﻓﺄﻟﻘ ﻰ ﻏﺘ ﺮﺗﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﺗ ﻨﺎول ﻗﻄﻌ ﺔ ﺣﺪﻳ ﺪ ‪ -‬ه ﻲ ﻓ ﻲ اﻷﺻ ﻞ ﻣﻔ ﻚ ﻟﻔ ﺘﺢ‬ ‫ﺑﺮاﻏ ﻲ اﻟﻌﺠ ﻼت ﻋ ﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ ‪ .. -‬وﻧ ﺰل ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺴ ﻴﺎرة ﻣ ﺘﻮﺟﻬ ًﺎ إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬واﻟﻐﻀ ﺐ ﺑ ﺎ ٍد ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫وﻗﻄﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟﺴ ﻴﺎرة اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻳﻨ ﺰل ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺒﺎب ﻗﺪ‬ ‫ﺿ ﺎﻗﺖ ﻣﻼﺑﺴ ﻬﻢ ﺑﻌﻀ ﻼﺗﻬﻢ ‪ ..‬وﺗ ﺒﺎﻋﺪت أﻳ ﺪﻳﻬﻢ‬ ‫ﻋﻦ ﺟﻨﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺮض أآﺘﺎﻓﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻠﻮا ﻳﺮآﻀﻮن ﺑﺎﻧﻔﻌﺎل إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ‪ ..‬وﻗﺪ رأوﻩ‬ ‫ﺗﻬﻴﺄ ﻟﻠﻘﺘﺎل !!‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁه ﻢ اﻧ ﺘﻔﺾ ‪ ..‬وﻏ ﺺ ﺑ ﺮﻳﻘﻪ ‪ ..‬وه ﻢ‬ ‫ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ وإﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻻﺣﻆ أﻧﻬﻢ ﻳﺤﺪون اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪ ‪..‬‬ ‫رﻓﻌﻬﺎ ﺑﺮﻓﻖ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻋﻔﻮًا ‪ ..‬أردت أن أﻧﺒﻬﻜﻢ إﻟﻰ أن هﺬﻩ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻨﻜﻢ‬ ‫‪!! ..‬‬ ‫ﻓﺘ ﻨﺎوﻟﻬﺎ أﺣﺪهﻢ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎل ‪ ..‬ووﻟﻮا إﻟﻰ ﺳﻴﺎرﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وهﻮ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻴﺪﻩ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻮدﻋ ًﺎ ‪!!..‬‬ ‫ﻣﻌﺎدﻟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻋﺼﺒﻲ ‪ +‬ﻋﺼﺒﻲ = اﻧﻔﺠﺎر‬ ‫‪ 22.‬ﻣﺎذا ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة ؟‬ ‫آ ﻞ ﺑ ﺎب ﻟ ﻪ ﻣﻔ ﺘﺎح ‪ ..‬واﻟﻤﻔ ﺘﺎح اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻟﻔ ﺘﺢ‬ ‫ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس هﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺒﺎﺋﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣ ﻞ ﻣﺸﺎآﻞ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬اﻹﺻﻼح ﺑﻴﻨﻬﻢ ‪ ..‬اﻻﺳﺘﻔﺎدة‬

‫‪49‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬اﺗﻘﺎء ﺷﺮورهﻢ ‪..‬‬ ‫آ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺗﺼ ﺒﺢ ﻓ ﻴﻪ ﺑﺎرﻋ ًﺎ إذا ﻋ ﺮﻓﺖ‬ ‫ﻃﺒﺎﺋﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻓ ﺮض أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ وﻗ ﻊ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ أﺑﻴﻪ ﺧﻼف‬ ‫‪ ..‬اﺷ ﺘﺪ اﻟﺨ ﻼف ﺣﺘ ﻰ ﻃﺮدﻩ أﺑﻮﻩ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫‪ ..‬ﺣ ﺎول اﻻﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻮدة ﻣﺮارًا ﻟﻜﻦ اﻷب آﺎن‬ ‫ﻋﻨﻴﺪًا ﻣﺼﺮًا ‪..‬‬ ‫دﺧﻠ ﺖ ﻟﻺﺻ ﻼح ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﺣ ﺪﺛﺖ اﻷب‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺼ ﻮص اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ‪ ..‬ﺧﻮﻓ ﺘﻪ ﻣ ﻦ إﺛ ﻢ‬ ‫اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻚ ‪ ..‬آ ﺎن ﻣﺸﺤﻮﻧ ًﺎ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ﺟﺪًا‬ ‫‪..‬‬ ‫أردت أن ﺗﺴ ﺘﻌﻤﻞ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ أﺧ ﺮى ﻟﻺﺻ ﻼح‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻋ ﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ هﺬا اﻷب أﻧﻪ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﺟﺪًا‬ ‫‪ ..‬ﺟﺌﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬أﻣ ﺎ ﺗ ﺮﺣﻢ وﻟ ﺪك ‪ ..‬ﻳﻔﺘ ﺮش‬ ‫اﻷرض ‪ ..‬وﻳﻠﺘﺤﻒ اﻟﺴﻤﺎء ‪!!..‬‬ ‫أﻧﺖ ﺗﺄآﻞ وﺗﺸﺮب ‪ ..‬واﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﺒﻴﺖ ﻃﺎوﻳ ًﺎ‬ ‫وﻳﺼﺒﺢ ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ ﺗﺬآ ﺮﻩ إذا رﻓﻌ ﺖ آﺴ ﺮة اﻟﺨﺒ ﺰ إﻟﻰ ﻓﻤﻚ‬ ‫‪ ..‬أﻣﺎ ﺗﺬآﺮ ﻣﺸﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺮ اﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ ﺗﺬآ ﺮ ﻟﻤﺎ آﻨﺖ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺻﻐﻴﺮًا ‪ ..‬وﺗﻀﻤﻪ‬ ‫إﻟﻰ ﺻﺪرك ‪ ..‬وﺗﺸﻤﻪ وﺗﻘﺒﻠﻪ ‪..‬‬ ‫أﻳﺮﺿﻴﻚ أن ﻳﺴﺘﺠﺪي اﻟﻨﺎس وأﺑﻮﻩ ﺣﻲ!! ‪..‬‬ ‫ﺗﺠ ﺪ أن ﻋﺎﻃﻔ ﺔ اﻷب ﺗﻬ ﻴﺞ ﺑﻬ ﺬا ﻟﻜ ﻼم ‪..‬‬ ‫وﻳﻘﺘﺮب أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻻﻟﺘﻘﺎء ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﺤﺒ ًﺎ ﻟﻠﻤﺎل ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫وإن آﺎن أﺑﻮﻩ ﺑﺨﻴ ً‬ ‫ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن أﻧﺘﺒﻪ ﻻ ﺗﻮرط ﻧﻔﺴﻚ ‪ ..‬أرﺟﻊ اﻟﻮﻟﺪ‬ ‫ﺗﺤ ﺖ ﻧﻈ ﺮك وﺗﺼ ﺮﻓﻚ ‪ ..‬أﺧﺸ ﻰ أن ﻳﺴ ﺮق‬ ‫أو ﻳﻌﺘﺪي ‪ ..‬ﻓﺘﻠﺰﻣﻚ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺴﺪاد ﻣﺎ أﺧﺬ‬ ‫‪ ..‬وإﺻ ﻼح ﻣ ﺎ ﺧ ﺮب ‪ ..‬ﻓﺄﻧﺖ أﺑﻮﻩ ﻋﻠﻰ آﻞ‬ ‫ﺣﺎل ‪ ..‬اﻧﺘﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺠﺪ أن اﻷب اﻟﺒﺨﻴﻞ ﺳﻴﺒﺪأ ﻳﻌﻴﺪ ﻣﻮازﻳﻨﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪ ‪..‬‬ ‫وإن آ ﺎن آﻼﻣ ﻚ ﻣ ﻮﺟﻬ ًﺎ إﻟ ﻰ اﻻﺑﻦ ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫ﺟﺸﻌ ًﺎ ﻣﺤﺒ ًﺎ ﻟﻠﻤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬ﻟ ﻦ ﻳ ﻨﻔﻌﻚ أﻻ أﺑﻮك ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻏﺪًا ﺳﺘﺤﺘﺎج أن ﺗﺘﺰوج ‪ ..‬ﻣﻦ ﻳﺴﺪد ﻣﻬﺮك ؟‬ ‫ﻟﻮ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﻣﻦ ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ ؟‬ ‫ﻟﻮ ﻣﺮﺿﺖ ‪ ..‬ﻣﻦ ﺳﻴﺤﺎﺳﺐ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ؟‬ ‫إﺧ ﻮاﻧﻚ ﻳﺴ ﺘﻔﻴﺪون آﻤ ﺎ ﺷ ﺎءوا ‪ ..‬ﻣﺼ ﺮوف ‪..‬‬ ‫هﺪاﻳﺎ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﺟﺎﻟﺲ هﻜﺬا ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﻳﻀ ﺮك أن ﺗﺼ ﻠﺢ ذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ﺑﻘﺒﻠﺔ ﺗﻄﺒﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟﺒ ﻴﻦ أﺑ ﻴﻚ ‪ ..‬أو آﻠﻤ ﺔ أﺳﻒ ﺗﻬﻤﺲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ أذﻧﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫وآ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻮ دﺧﻠﺖ ﻟﻺﺻﻼح ﺑﻴﻦ زوﺟﺔ وزوﺟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻠ ﺖ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وﻓ ﺘﺤﺖ ﺑ ﺎب آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻤﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﺎح اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬ ‫وﻣﺜﻠﻪ ﻟﻮ أردت إﺟﺎزة ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮك ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ‪..‬‬ ‫وﻋ ﺮﻓﺖ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻌﻮاﻃ ﻒ وﻻ أﻷﻣ ﻮر‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻋﻤﻞ ) وﺑﺲ ! ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬أﺣﺘﺎج إﻟﻰ إﺟﺎزة ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم أﺟﺪد ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻧﺸﺎﻃﻲ ‪ ..‬وأﺳﺘﻌﻴﺪ ﺣﻴﻮﻳﺘﻲ ‪ ..‬أﺷﻌﺮ أن إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻲ‬ ‫ﻣ ﻊ ﺿ ﻐﻂ اﻟﻌﻤﻞ ﺗﻨﺤﺪر ﺗﺪرﻳﺠﻴ ًﺎ ‪ ..‬أﻋﻄﻨﻲ ﻓﺮﺻﺔ‬ ‫ﻹراﺣ ﺔ ) رأﺳ ﻲ ( ﻓﻘ ﻂ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ‪ ..‬ﻷﻋﻮد أﻧﺸﻂ‬ ‫وأﻗﺪر ‪..‬‬ ‫وإن آ ﺎن اﺟﺘﻤﺎﻋ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﺗﻠﺤﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻪ ‪..‬‬ ‫أﻧﻪ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺮة واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ي ‪ ..‬أوﻻدي ‪ ..‬أﺷﻌﺮ أﻧﻬﻢ‬ ‫أرﻳ ﺪ إﺟ ﺎزة ﻷرى واﻟﺪ ﱠ‬ ‫ﻓﻲ واد وأﻧﺎ ﻓﻲ واد ﺁﺧﺮ ‪ ..‬إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫أﺗﻘ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرة ‪ ..‬وﺳﺘﺴ ﻤﻊ اﻟ ﻨﺎس ﻏ ﺪًا‬ ‫ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬ﻣ ﺎ رأﻳ ﻨﺎ أﺑ ﺮع ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻹﻗﻨﺎع ‪!!..‬‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ‪..‬‬ ‫آﻞ إﻧﺴﺎن ﻟﻪ ﻣﻔﺘﺎح ‪ ..‬وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫ﺗﺪﻟّﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬ ‫‪ 23.‬ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻨﻔﺴﻴﺎت ‪..‬‬ ‫ﺗ ﺘﻘﻠﺐ أﻣ ﺰﺟﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺣﺰن وﻓﺮح‬ ‫‪ ..‬وﺻ ﺤﺔ وﻣ ﺮض ‪ ..‬وﻏﻨ ﻰ وﻓﻘ ﺮ ‪ ..‬واﺳ ﺘﻘﺮار‬ ‫واﺿﻄﺮاب ‪..‬‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻳﺘ ﻨﻮع ﺗﻘ ﺒﻠﻬﻢ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻷﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻼت ‪ ..‬أو رده ﻢ ﻟﻬ ﺎ ﺑﺤﺴ ﺐ ﺣﺎﻟ ﺘﻬﻢ‬ ‫اﻟﺸﻌﻮرﻳﺔ وﻗﺖ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ﻳﻘ ﺒﻞ ﻣ ﻨﻚ اﻟﻨﻜﺘﺔ واﻟﻄﺮﻓﺔ وﻳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺰاح ﻓﻲ‬ ‫وﻗ ﺖ اﺳ ﺘﻘﺮارﻩ وراﺣ ﺔ ﺑﺎﻟ ﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺘﻘﺒﻞ ذﻟﻚ‬

‫‪50‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻲ وﻗﺖ ﺣﺰﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ أن ﺗﻄﻠﻖ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺪوﻳﺔ‬ ‫ﻓ ﻲ ﻋ ﺰاء ‪ !!..‬ﻟﻜ ﻨﻬﺎ ﺗﺤ ﺘﻤﻞ ﻣ ﻨﻚ ﻓﻲ ﻧﺰهﺔ‬ ‫ﺑﺮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا أﻣ ﺮ ﻣﻘ ﺮر ﻋ ﻨﺪ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟﻌﻘ ﻼء وﻟ ﻴﺲ‬ ‫هﻮ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺤﺪﻳﺜﻲ هﻨﺎ ‪..‬‬ ‫إﻧﻤ ﺎ اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ه ﻮ ﻣ ﺮاﻋﺎة اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺎت‬ ‫واﻟﻤﺸ ﺎﻋﺮ اﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﻨﺎس أو اﻟﺘﺼﺮف ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻓ ﺮض أن اﻣ ﺮأة ﻃﻠﻘﻬ ﺎ زوﺟﻬ ﺎ وﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ‬ ‫أب وﻻ أم ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﻣﺎﺗ ﺎ ‪ ..‬وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﺠﻤ ﻊ‬ ‫أﻏﺮاﺿﻬﺎ ﻟﺘﻌﻴﺶ ﻣﻊ أﺧﻴﻬﺎ وزوﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ هﻲ آﺬﻟﻚ إذ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﺎرﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻀ ﺤﻰ زاﺋ ﺮة ‪ ..‬ﻓ ﺮﺣﺒﺖ اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ ﺑﻬ ﺎ ‪..‬‬ ‫ووﺿ ﻌﺖ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻘﻬ ﻮة واﻟﺸ ﺎي ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ‬ ‫اﻟﺰاﺋ ﺮة ﺗ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ أﺣﺎدﻳ ﺚ ﻟﺘﺆاﻧﺴ ﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ‪:‬‬ ‫ﺑﺎﻷﻣﺲ رأﻳﺘﻜﻢ ﺧﺎرﺟﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺰل ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ اﻟﺠ ﺎرة ‪ :‬إي واﷲ ‪ ..‬أﺑ ﻮ ﻓ ﻼن أﺻ ﺮ‬ ‫ﻋﻠ ﻲ أن ﻧﺘﻌﺸﻰ ﺧﺎرج اﻟﺒﻴﺖ ﻓﺬهﺒﺖ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻣ ﺮ اﻟﺴ ﻮق واﺷ ﺘﺮى ﻟ ﻲ ﻓﺴ ﺘﺎﻧ ًﺎ ﻟﻌ ﺮس‬ ‫أﺧﺘ ﻲ ‪ ..‬ﺛ ﻢ وﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪ ﻣﺤ ﻞ ذه ﺐ وﻧ ﺰل‬ ‫واﺷﺘﺮى ﻟﻲ ﺳﻮارًا أﻟﺒﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮس ‪..‬‬ ‫وﻟﻤ ﺎ رﺟﻌ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺒﻴﺖ رأى اﻷوﻻد ﻓﻲ ﻣﻠﻞ‬ ‫ﻓﻮﻋﺪهﻢ ﺁﺧﺮ اﻷﺳﺒﻮع أن ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﻄﻠﻘﺔ اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺗﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ ذﻟﻚ وﺗﺘﺨﻴﻞ‬ ‫ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ زوﺟﺔ أﺧﻴﻬﺎ !!‬ ‫اﻟﺴ ﺆال ‪ :‬ه ﻞ ﻳﻨﺎﺳ ﺐ إﺛ ﺎرة ه ﺬا اﻟ ﻨﻮع ﻣ ﻦ‬ ‫اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ ﻣ ﻊ اﻣ ﺮأة ﻓﺸ ﻠﺖ ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﺮوع‬ ‫اﻟﺰواج ؟!!‬ ‫هﻞ ﺗﻈﻦ أن هﺬا اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺳﺘﺰداد ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻬﺬﻩ‬ ‫اﻟﺠ ﺎرة ؟‪ ..‬ورﻏ ﺒﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴ ﺘﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ ؟‪..‬‬ ‫وﻓﺮﺣ ًﺎ ﺑﺰﻳﺎرﺗﻬﺎ ﻟﻬﺎ ؟‪..‬‬ ‫ﻧ ﺘﻔﻖ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻮاب واﺣ ﺪ ﻧﺼ ﺮخ ﺑ ﻪ‬ ‫ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ‪ :‬ﻻااااا ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﺳﻴﻤﺘﻠﺊ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺣﻘﺪًا وﻗﻬﺮًا ‪..‬‬ ‫إذن ﻣﺎ اﻟﺤﻞ ؟ هﻞ ﺗﻜﺬب ﻋﻠﻴﻬﺎ ؟‬ ‫ﻻ ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﺧﺘﺼ ﺎر ‪ ..‬آ ﺄن ﺗﻘ ﻮل ‪:‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫واﷲ آ ﺎن ﻋ ﻨﺪﻧﺎ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺷ ﻐﺎل ﻗﻀ ﻴﻨﺎهﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﺗﺼﺮف اﻟﻜﻼم إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع ﺁﺧﺮ ﺗﺼﺒﺮهﺎ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫آﺮﺑﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أو اﻓ ﺮض ‪ ..‬أن ﺻ ﺪﻳﻘﻴﻦ اﺧﺘﺒ ﺮا ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻤ ﺮﺣﻠﺔ‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ‪ ..‬ﻓﻨﺠﺢ أﺣﺪهﻤﺎ وﺗﺨﺮج ﺑﺘﻔﻮق ‪..‬‬ ‫واﻟﺜﺎﻧ ﻲ رﺳ ﺐ ﻓ ﻲ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﻮاد ‪ ..‬أو ﺗﺨ ﺮج‬ ‫ﺑﻨﺴ ﺒﺔ ﺿ ﻌﻴﻔﺔ ﻻ ﺗ ﺆهﻠﻪ ﻟﻠﻘ ﺒﻮل ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ‪..‬‬ ‫ق‬ ‫ﻓﻬ ﻞ َﺗ ﺮَى ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳ ﺰور اﻟﻤ ﺘﻔﻮ ُ‬ ‫ﺻ ﺎﺣﺒﻪ أن ﻳﺴ ﻬﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﺣ ﻮل اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺎت‬ ‫اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﻢ ﻗ ﺒﻮﻟﻪ ﻓ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬واﻟﻤﻴﺰات اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﻨﺢ ﻟﻪ‬ ‫‪..‬؟‬ ‫ﻗﻄﻌ ًﺎ ﺟﻮاﺑﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫إذن ﻣﺎ اﻟﺤﻞ ؟‬ ‫اﻟﺤ ﻞ أن ﻳﺬآ ﺮ ﻟ ﻪ ﻋﻤﻮﻣ ﻴﺎت ﻳﺨﻔ ﻒ ﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻨﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺄن ﻳﺸ ﺘﻜﻲ ﻣ ﻦ آﺜ ﺮة اﻟ ﺰﺣﺎم ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺎت ‪..‬‬ ‫وﻗﻠ ﺔ اﻟﻘ ﺒﻮل ‪ ..‬وﺧ ﻮف آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ إﻟﻴﻬﺎ‬ ‫ﻣ ﻦ ﻋ ﺪم اﻟﻘ ﺒﻮل ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻳﺨﻔ ﻒ ﻋ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ‬ ‫ﻣﺼ ﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻴ ﺮﻏﺐ ﻋ ﻨﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ أآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫وﻳﺤ ﺒﻪ وﻳ ﺄﻧﺲ ﺑﻘ ﺮﺑﻪ ‪ ..‬وﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﻗ ﺮﻳﺐ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻟﻮ اﻟﺘﻘﻰ ﺷﺎﺑﺎن أﺣﺪهﻤﺎ أﺑﻮﻩ آﺮﻳﻢ‬ ‫ﻳﻐﺪق ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﻮال ‪..‬‬ ‫واﻵﺧﺮ أﺑﻮﻩ ﺑﺨﻴﻞ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ أن ﻳﺘﺤﺪث اﺑﻦ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺈﻏﺪاق‬ ‫أﺑﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وآﺜﺮة اﻟﻤﺎل ﻟﺪﻳﻪ ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫ﻷن ه ﺬا اﻟ ﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ﻳﻀﻴﻖ ﺑﻪ ﺻﺪر ﺻﺪﻳﻘﻪ‬ ‫‪ ..‬وﻳﺬآ ﺮﻩ ﺑﻤﺄﺳ ﺎﺗﻪ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﺴﺘﺜﻘﻞ اﻟﺠﻠﻮس‬ ‫ﻣﻊ هﺬا اﻟﺼﺪﻳﻖ وﻳﺸﻌﺮ ﺑﺒﻌﺪﻩ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ هﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﻧ ﺒﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﻣ ﺮاﻋﺎة ﻣﺸ ﺎﻋﺮ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ‬ ‫وﻧﻔﺴﻴﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ﺗﻄﻴﻠﻮا اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺬوم‬ ‫)‪ .. (32‬واﻟﻤﺠ ﺬوم ه ﻮ اﻟﻤﺼ ﺎب ﺑﻤﺮض ﻇﺎهﺮ ﻓﻲ‬ ‫ﺟﻠ ﺪﻩ ﻗ ﺪ ﺟﻌﻠ ﻪ ﻣﺸ ﻮه ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻨﻈ ﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﻤ ﻦ ﻏﻴ ﺮ‬ ‫اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أﻧ ﻪ إذا ﻣ ﺮ ﺑﻘ ﻮم أن ﻳﻄ ﻴﻠﻮا اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ‬ ‫ﺟﻠﺪﻩ ‪ ..‬ﻷن هﺬا ﻳﺬآﺮﻩ ﺑﻤﺼﻴﺒﺘﻪ ﻓﻴﺤﺰن ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﻋﺎة واﻟﻠﻄﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ‪ε‬‬ ‫) ‪( 32‬‬

‫‪51‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻣﻊ واﻟﺪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪.. ψ‬‬ ‫ﻓﺈﻧ ﻪ ‪ ε‬ﻟﻤﺎ أﻗﺒﻞ ﺑﺠﻴﻮش اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ‬ ‫ﻟﻔﺘﺤﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﺑ ﻮ ﻗﺤﺎﻓ ﺔ أﺑ ﻮ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ .. ψ‬وآ ﺎن‬ ‫ﺷ ﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ‪ ..‬أﻋﻤ ﻰ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﻻﺑ ﻨﺔ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫أﺻﻐﺮ وﻟﺪﻩ ‪:‬‬ ‫أي ﺑﻨﻴﺔ ‪ ..‬اﻇﻬﺮي ﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ أﺑﻲ ﻗﺒﻴﺲ‬ ‫ﻷﻧﻈ ﺮ ﺻ ﺪق ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ ..‬ه ﻞ ﺟ ﺎء ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫؟‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺷ ﺮﻓﺖ ﺑ ﻪ اﺑﻨ ﺘﻪ ﻓﻮق اﻟﺠﺒﻞ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬أي‬ ‫ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﻦ ؟‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أرى ﺳﻮادًا ﻣﺠﺘﻤﻌ ًﺎ ﻣﻘﺒ ً‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻳﺴ ﻌﻰ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ذﻟ ﻚ‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬وأرى رﺟ ً‬ ‫ﻼ وﻣﺪﺑﺮًا ‪..‬‬ ‫اﻟﺴﻮاد ﻣﻘﺒ ً‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أي ﺑﻨﻴﺔ ذﻟﻚ اﻟﻮازع اﻟﺬي ﻳﺄﻣﺮ اﻟﺨﻴﻞ‬ ‫وﻳﺘﻘﺪم إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺖ اﻧﺘﺸﺮ اﻟﺴﻮاد ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗﺪ واﷲ ﻳﺎ أﺑ ِ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺪ واﷲ إذًا دﻓﻌ ﺖ اﻟﺨ ﻴﻞ ووﺻ ﻠﺖ‬ ‫ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺳ ﺮﻋﻲ ﺑ ﻲ إﻟ ﻰ ﺑﻴﺘ ﻲ ‪ ..‬ﻓ ﺈﻧﻬﻢ‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻣﻦ دﺧﻞ دارﻩ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺤﻄﺖ اﻟﻔﺘﺎة ﺑﻪ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻠﻘ ﺘﻪ ﺧ ﻴﻞ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﺼ ﻞ إﻟﻰ‬ ‫ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺣﺘﻔﻰ ﺑﻪ ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻳﻘ ﻮدﻩ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أﺗ ﻰ ﺑ ﻪ رﺳ ﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺈذا ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺪ ﺿﻌﻒ ﺟﺴﻤﻪ ‪ ..‬ورق ﻋﻈﻤﻪ ‪ ..‬واﻗﺘﺮﺑﺖ‬ ‫ﻣﻨﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وإذا أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ .. τ‬ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ أﺑ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ‬ ‫ﻓﺎرﻗﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ ‪ ..‬واﻧﺸﻐﻞ ﻋﻨﻪ ﺑﺨﺪﻣﺔ هﺬا‬ ‫اﻟﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ τ‬ﻓﻘﺎل ﻣﻄﻴﺒ ًﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﺒﻴﻨ ًﺎ ﻗﺪرﻩ اﻟﺮﻓﻴﻊ ﻋﻨﺪﻩ ‪:‬‬ ‫ه ﻼ ﺗ ﺮآﺖ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺘﻪ ﺣﺘ ﻰ أآ ﻮن أﻧ ﺎ‬ ‫ﺁﺗﻴﻪ ﻓﻴﻪ ؟!‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫آﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺮب ‪ ..‬ﻗﺎﺋﺪهﻢ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ .. ε‬وأن وﻗﺘﻪ أﺿﻴﻖ ‪ ..‬وأﺷﻌﺎﻟﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ أن‬ ‫ﻳﺘﻔﺮغ ﻟﻠﺬهﺎب ﻟﺒﻴﺖ ﺷﻴﺦ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﻺﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺷﺎآﺮًا‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬هﻮ أﺣﻖ أن‬ ‫ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻴﻚ ‪ ..‬ﻣﻦ أن ﺗﻤﺸﻲ أﻧﺖ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄﺟﻠﺲ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬أﺑﺎ ﻗﺤﺎﻓﺔ‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﺑﻜﻞ ﻟﻄﻒ وﺣﻨﺎن ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺳﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺷﺮق وﺟﻪ أﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ‬ ‫إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫اﻧ ﺘﻔﺾ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻣﻨﺘﺸ ﻴ ًﺎ ﻣﺴ ﺮورًا ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻌﻪ‬ ‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺮﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗﺄﻣ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ اﻟﺸ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻟﺸ ﻴﺐ‬ ‫ﻳﻜﺴ ﻮﻩ ﺑﻴﺎﺿ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻏﻴ ﺮوا هﺬا ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﺗﻘﺮﺑﻮﻩ ﺳﻮادًا ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ آﺎن ﻳﺮاﻋﻲ اﻟﻨﻔﺴﻴﺎت ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ إﻧ ﻪ ‪ ε‬ﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﻣﻜﺔ ﻗﺴﻢ ﺟﻴﺸﻪ إﻟﻰ آﺘﺎﺋﺐ ‪..‬‬ ‫وأﻋﻄ ﻰ راﻳ ﺔ إﺣ ﺪى اﻟﻜ ﺘﺎﺋﺐ ‪ ..‬إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻲ‬ ‫اﻟﺒﻄﻞ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎدة ‪.. τ‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ اﻟ ﺮاﻳﺔ ﻣﻔﺨ ﺮة ﻟﻤ ﻦ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﻘﻂ‬ ‫ﺑﻞ ﻟﻪ وﻟﻘﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌ ﻞ ﺳ ﻌﺪ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ وﺳ ﻜﺎﻧﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻢ‬ ‫اﻟ ﺬﻳﻦ ﺣﺎرﺑ ﻮا رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﺿ ﻴﻘﻮا ﻋﻠ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﺻﺪوا ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وإذا هﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﺳﻤﻴﺔ وﻳﺎﺳﺮ ‪ ..‬وﻋﺬﺑﻮا ﺑﻼ ًُﻻ‬ ‫وﺧﺒﺎﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن اﻟﺘﺄدﻳﺐ ﻓﻌ ً‬ ‫ه ﺰ ﺳ ﻌﺪ اﻟ ﺮاﻳﻴﺔ ‪ ..‬وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬اﻟ ﻴﻮم ﻳ ﻮم‬ ‫اﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ** اﻟﻴﻮم ﺗﺴﺘﺤﻞ اﻟﺤﺮﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻤﻌﺘﻪ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓﺸ ﻖ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬وآﺒ ﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫أﻧﻔﺴﻬﻢ ‪ ..‬وﺧﺎﻓﻮا أن ﻳﻔﻨﻴﻬﻢ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺎرﺿ ﺖ اﻣ ﺮأة رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬وه ﻮ ﻳﺴ ﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺸﻜﺖ إﻟﻴﻪ ﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻌﺪ ‪ ..‬وﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫ﻲ ﻗﺮﻳﺶ وﻻت ﺣﻴﻦ ﻟﺠﺎء‬ ‫ﻳﺎ ﻧﺒﻲ اﻟﻬﺪى إﻟﻴﻚ ﻟﺠﺎﺋ ﱡ‬ ‫ﺣ ﻴﻦ ﺿ ﺎﻗﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺳ ﻌﺔ اﻷرض وﻋ ﺎداهﻢ إﻟ ﻪ‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء‬ ‫إن ﺳ ﻌﺪًا ﻳ ﺮﻳﺪ ﻗﺎﺳ ﻤﺔ اﻟﻈﻬـ ﺮ ﺑﺄه ﻞ اﻟﺤﺠ ﻮن و‬

‫‪52‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﻟﺒﻄﺤﺎء‬ ‫ﺧﺰرﺟ ﻲ ﻟ ﻮ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﻴـﻆ رﻣﺎﻧ ﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺮ واﻟﻌﻮاء‬ ‫ﻓﺎﻧﻬﻴ ﻨﻪ إﻧ ﻪ اﻷﺳ ﺪ اﻷﺳـﻮد واﻟﻠﻴﺚ واﻟ ٌﻎ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺪﻣﺎء‬ ‫ﻓﻠﺌﻦ أﻗﺤﻢ اﻟﻠﻮاء وﻧﺎدى ﻳﺎ ﺣﻤﺎة اﻟﻠﻮاء أهﻞ‬ ‫اﻟﻠﻮاء‬ ‫ﻟ ﺘﻜﻮﻧﻦ ﺑﺎﻟ ﺒﻄﺎح ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻘﻌ َﺔ اﻟﻘﺎع ﻓﻲ أآﻒ‬ ‫اﻹﻣﺎء‬ ‫إﻧ ﻪ ﻣﺼ ﻠﺖ ﻳ ﺮﻳﺪ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻘ ﺘﻞ ﺻ ﻤﻮت آﺎﻟﺤﻴﺔ‬ ‫اﻟﺼﻤﺎء‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ه ﺬا اﻟﺸ ﻌﺮ ‪..‬‬ ‫دﺧﻠﻪ رﺣﻤﺔ ورأﻓﺔ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وأﺣﺐ أﻻ ﻳﺨﻴﺒﻬﺎ إذ رﻏﺒﺖ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وأﺣ ﺐ أﻻ ﻳﻐﻀﺐ ﺳﻌﺪًا ﺑﺄﺧﺬ اﻟﺮاﻳﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ‬ ‫أن ﺷﺮﻓﻪ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺮ ﺳﻌﺪًا ﻓﻨﺎول اﻟﺮاﻳﺔ ﻻﺑﻨﻪ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ‬ ‫‪ ..‬ﻓ ﺪﺧﻞ ﺑﻬ ﺎ ﻣﻜ ﺔ‪ ..‬وأﺑ ﻮﻩ ﺳ ﻌﺪ ﻳﻤﺸ ﻲ‬ ‫ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺿ ﻴﺖ اﻟﻤ ﺮأة وﻗ ﺮﻳﺶ ﻟﻤ ﺎ رأت ﻳ ﺪ ﺳ ﻌﺪ‬ ‫ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺮاﻳﺔ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻢ ﻳﻐﻀ ﺐ ﺳ ﻌﺪ ﻷﻧ ﻪ ﺑﻘ ﻲ ﻗﺎﺋﺪًا ﻟﻜﻨﻪ أرﻳﺢ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻨﺎء ﺣﻤﻞ اﻟﺮاﻳﺔ وﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻨﻪ اﺑﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﻧﺼ ﻴﺪ ﻋ ﺪة ﻋﺼ ﺎﻓﻴﺮ ﺑﺤﺠ ﺮ‬ ‫واﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﺣ ﺎول أن ﻻ ﺗﻔﻘﺪ أﺣﺪًا ‪ ..‬آﻦ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ واآﺴﺐ‬ ‫اﻟﺠﻤﻴﻊ ‪ ..‬وإن ﺗﻌﺎرﺿﺖ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﺗﻔﺎق ‪..‬‬ ‫ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﻠﻮب ‪ ..‬ﻻ ﻣﻊ اﻷﺑﺪان ‪..‬‬ ‫‪ 24.‬اهﺘﻢ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﺤ ﺒﻮن أن ﻳﺸ ﻌﺮوا ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻬﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻟﺬا ﺗﺠﺪهﻢ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت‬ ‫ﻟﻴﻠﻔﺘﻮا اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ‪!..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻳﺨﺘ ﺮﻋﻮن ﻗﺼﺼ ًﺎ وﺑﻄ ﻮﻻت ﻷﺟ ﻞ أن‬ ‫ﻳﻬﺘﻢ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﻢ أو ﻳﻌﺠﺒﻮا ﺑﻬﻢ أآﺜﺮ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻟ ﻮ رﺟ ﻊ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻗﺎدﻣ ًﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﺻ ﺎﻟﺔ اﻟﺒ ﻴﺖ رأى أوﻻدﻩ اﻷرﺑﻌ ﺔ آ ﻞ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎل ‪..‬‬ ‫أآﺒﺮهﻢ ﻋﻤﺮﻩ أﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ‪ ..‬ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠ ًﺎ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺎز ‪..‬‬ ‫واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺄآﻞ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﻌﺒﺚ ﺑﺄﻟﻌﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫واﻟﺮاﺑﻊ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ دﻓﺎﺗﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻠﻢ اﻷب ﺑﺼﻮت ﻣﺴﻤﻮع ‪ ..‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ أﺣﺪ ‪ ..‬ذاك ﻣﻨﻬﻤﻚ ﻣﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ ‪..‬‬ ‫واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺄﺧﻮذ ﺑﺄﻟﻌﺎﺑﻪ ‪ ..‬واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﺸﻐﻮل ﺑﻄﻌﺎﻣﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫إﻻ اﻟ ﺮاﺑﻊ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻪ ﻟﻤ ﺎ اﻟ ﺘﻔﺖ ﻓ ﺮأى أﺑ ﺎﻩ ‪ ..‬ﻧﻔ ﺾ‬ ‫ﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ دﻓﺎﺗ ﺮﻩ وأﻗ ﺒﻞ ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺒﻞ ﻳﺪ‬ ‫أﺑﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ رﺟﻊ إﻟﻰ دﻓﺎﺗﺮﻩ ‪..‬‬ ‫أي هﺆﻻء اﻷرﺑﻌﺔ ﺳﻴﻜﻮن أﺣﺐ إﻟﻰ اﻷب ؟‬ ‫أﺟ ﺰم أن ﺟﻮاﺑ ﻨﺎ ﺳ ﻴﻜﻮن واﺣ ﺪًا ‪ :‬أﺣ ﺒﻬﻢ إﻟ ﻴﻪ‬ ‫اﻟﺮاﺑﻊ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻴﺲ ﻷﻧ ﻪ ﻳﻔ ﻮﻗﻬﻢ ﺟﻤ ﺎ ًﻻ أو ذآ ﺎ ًء ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ ﻷﻧ ﻪ‬ ‫أﺷﻌﺮ أﺑﺎﻩ ﺑﺄﻧﻪ إﻧﺴﺎن ﻣﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬ ‫آﻠﻤﺎ أﻇﻬﺮت اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻨﺎس أآﺜﺮ ‪ ..‬آﻠﻤﺎ ازدادوا‬ ‫ﻟﻚ ﺣﻴ ًﺎ وﺗﻘﺪﻳﺮًا ‪..‬‬ ‫آﺎن ﺳﻴﺪ اﻟﺨﻠﻖ ‪ ε‬ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻳﺸﻌﺮ‬ ‫آﻞ إﻧﺴﺎن أن ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻗﻀﻴﺘﻪ ‪ ..‬وهﻤﻪ هﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎم ‪ ε‬ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺨﻄﺐ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﺧﻞ رﺟ ﻞ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ..‬وﻧﻈﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ε‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬رﺟﻞ ﻳﺴﺄل ﻋﻦ دﻳﻨﻪ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻳﺪري‬ ‫ﻣﺎ دﻳﻨﻪ ؟!‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا رﺟﻞ أﻋﺮاﺑﻲ ‪ ..‬ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن‬ ‫ﻣﺴ ﺘﻌﺪًا أن ﻳﻨﺘﻈ ﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﺨﻄﺒﺔ ‪ ..‬وﻳﺘﻔﺮغ‬ ‫ﻟ ﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻟﻴﺤﺪﺛﻪ ﻋﻦ دﻳﻨﻪ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻳﺨﺮج اﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﻻ ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺑﻠ ﻎ اﻷﻣ ﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺟﻞ أهﻤﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ‪ ..‬ﻟﺪرﺟﺔ‬ ‫أﻧﻪ ﻳﻘﻄﻊ اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻟﻴﺴﺄل ﻋﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﺪﻳﻦ !!‬ ‫آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻔﻜ ﺮ ﻣ ﻦ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈ ﺮ اﻵﺧ ﺮ ﻻ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ‬ ‫ﻧﻈﺮﻩ هﻮ ﻓﻘﻂ ‪..‬‬ ‫ﻧ ﺰل ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﺒ ﺮﻩ اﻟﺸ ﺮﻳﻒ ‪ ..‬ودﻋ ﺎ ﺑﻜﺮﺳ ﻲ‬

‫‪53‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﺠﻠ ﺲ أﻣ ﺎم اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳﻠﻘﻨﻪ وﻳﻔﻬﻤﻪ‬ ‫أﺣﻜﺎم اﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻓﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗﺎم ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ‪ ..‬ورﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ وأآﻤﻞ‬ ‫ﺧﻄﺒﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎ أﻋﻈﻤﻪ وأﺣﻠﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺮﺑ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺪرﺳ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻜﺎﻧ ﻮا‬ ‫ﻳﻈﻬ ﺮون اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬واﻻﺣ ﺘﻔﺎء‬ ‫ﺑﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﺸﺎرآﺘﻬﻢ أﻓﺮاﺣﻬﻢ وأﺗﺮاﺣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻃﻠﺤﺔ ﻣﻊ آﻌﺐ ‪.. ψ‬‬ ‫آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪ τ‬ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻧﺠﻠﺲ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺪﻣﺎ آﺒ ﺮ ﺳ ﻨﻪ ‪ ..‬ورق ﻋﻈﻤ ﻪ ‪ ..‬وآ ﻒ‬ ‫ﺑﺼﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وهﻮ ﻳﺤﻜﻲ ذآﺮﻳﺎت ﺷﺒﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻲ ﺗﺨﻠﻔﻪ ﻋﻦ‬ ‫ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻏﺰوة ﻏﺰاهﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﺁذن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟ ﺮﺣﻴﻞ وأراد أن‬ ‫ﻳﺘﺄهﺒﻮا أهﺒﺔ ﻏﺰوهﻢ ‪..‬‬ ‫وﺟﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻨﻔﻘﺎت ﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﺠﻴﺶ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﺠﻴﺶ ﺛﻼﺛﻴﻦ أﻟﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وذﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﻃﺎﺑﺖ اﻟﻈﻼل اﻟﺜﻤﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﺣ ﺮ ﺷ ﺪﻳﺪ ‪ ..‬وﺳ ﻔﺮ ﺑﻌﻴﺪ ‪ ..‬وﻋﺪو ﻗﻮي‬ ‫ﻋﻨﻴﺪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻋ ﺪد اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ‬ ‫أﺳﻤﺎؤهﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ آﺘﺎب ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪:‬‬ ‫وأﻧ ﺎ أﻳﺴ ﺮ ﻣ ﺎ آﻨﺖ ‪ ..‬ﻗﺪ ﺟﻤﻌﺖ راﺣﻠﺘﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وأﻧﺎ أﻗﺪر ﺷﻲء ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎد ‪..‬‬ ‫وأﻧ ﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ أﺻ ﻐﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻈ ﻼل ‪ ..‬وﻃ ﻴﺐ‬ ‫اﻟﺜﻤﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ أزل آ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﻏﺎدﻳ ًﺎ ﺑﺎﻟﻐﺪاة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬أﻧﻄﻠ ﻖ ﻏ ﺪا إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق ﻓﺄﺷ ﺘﺮي‬ ‫ﺟﻬﺎزي ‪ ..‬ﺛﻢ أﻟﺤﻖ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ إﻟﻰ اﻟﺴﻮق ﻣﻦ اﻟﻐﺪ ‪ ..‬ﻓﻌﺴﺮ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺷﺄﻧﻲ ‪ ..‬ﻓﺮﺟﻌﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬أرﺟ ﻊ ﻏ ﺪا إن ﺷ ﺎء اﷲ ﻓﺄﻟﺤ ﻖ ﺑﻬﻢ‬ ‫ﻲ ﺑﻌﺾ ﺷﺄﻧﻲ أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﻌﺴﺮ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬أرﺟ ﻊ ﻏ ﺪا إن ﺷ ﺎء اﷲ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ أزل‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻣﻀﺖ اﻷﻳﺎم ‪ ..‬وﺗﺨﻠﻔﺖ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﺖ أﻣﺸﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق ‪ ..‬وأﻃﻮف ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻐﻤﻮﺻ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺎق ‪ ..‬أو‬ ‫ﻓ ﻼ أرى إﻻ رﺟ ً‬ ‫ﻼ ﻗﺪ ﻋﺬرﻩ اﷲ ‪..‬‬ ‫رﺟ ً‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﺗﺨﻠ ﻒ آﻌ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬أﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ أﻟﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ إذا وﺻﻞ ﺗﺒﻮك ‪ ..‬ﻧﻈﺮ ﻓﻲ وﺟﻮﻩ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺻ ﺎﻟﺤ ًﺎ ﻣﻤ ﻦ ﺷ ﻬﺪوا ﺑ ﻴﻌﺔ‬ ‫ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﻔﻘ ﺪ رﺟ ً‬ ‫اﻟﻌﻘﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ : ρ‬ﻣﺎ ﻓﻌﻞ آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ؟!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل رﺟ ﻞ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﺧﻠّﻔﻪ ﺑﺮداﻩ واﻟﻨﻈﺮ‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻄﻔﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻣﻌ ﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ‪ :‬ﺑﺌﺲ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ‪ ..‬واﷲ ﻳﺎ ﻧﺒﻲ‬ ‫اﷲ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪:‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻀ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻏ ﺰوة ﺗ ﺒﻮك ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻞ راﺟﻌ ًﺎ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﺟﻌﻠﺖ أﺗﺬآﺮ ‪ ..‬ﺑﻤﺎذا أﺧﺮج ﺑﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺳ ﺨﻄﻪ ‪ ..‬وأﺳ ﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﺑﻜ ﻞ ذي رأي ﻣ ﻦ‬ ‫أهﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﺖ أﻧﻲ ﻻ أﻧﺠﻮ إﻻ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ إذا وﺻ ﻞ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻋ ﺮﻓ ُ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﺪق ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺼﻠﻰ ﻓﻴﻪ‬ ‫رآﻌﺘﻴﻦ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﻟﻠﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﺠ ﺎءﻩ اﻟﻤﺨﻠﻔ ﻮن ‪ ..‬ﻓﻄﻔﻘ ﻮا ﻳﻌ ﺘﺬرون إﻟ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﺤﻠﻔﻮن ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ رﺳﻮل‬ ‫وآﺎﻧ ﻮا ﺑﻀﻌﺔ وﺛﻤﺎﻧﻴﻦ رﺟ ً‬ ‫اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻼﻧﻴ ﺘﻬﻢ ‪ ..‬واﺳ ﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬ووآ ﻞ‬ ‫ﺳﺮاﺋﺮهﻢ إﻟﻰ اﷲ ‪..‬‬ ‫وﺟ ﺎءﻩ آﻌ ﺐ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻧﻈﺮ‬ ‫إﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﺛﻢ ﺗﺒﺴﱠﻢ ﺗﺒﺴﱡﻢ اﻟﻤﻐﻀﺐ ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻞ آﻌﺐ ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻴﻪ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ : ρ‬ﻣﺎ ﺧﻠﻔﻚ ‪ ..‬أﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ اﺑﺘﻌﺖ ﻇﻬﺮك‬ ‫؟ ﻳﻌﻨﻲ اﺷﺘﺮﻳﺖ داﺑﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎ ﺧﻠﻔﻚ ؟!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل آﻌ ﺐ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧﻲ واﷲ ﻟﻮ ﺟﻠﺴﺖ‬

‫‪54‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻋ ﻨﺪ ﻏﻴ ﺮك ﻣ ﻦ أه ﻞ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ‪ ..‬ﻟ ﺮأﻳﺖ أﻧ ﻲ‬ ‫أﺧﺮج ﻣﻦ ﺳﺨﻄﻪ ﺑﻌﺬر ‪ ..‬وﻟﻘﺪ أﻋﻄﻴﺖ ﺟﺪ ًﻻ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻟﻜﻨ ﻲ واﷲ ﻟﻘ ﺪ ﻋﻠﻤ ﺖ ‪ ..‬أﻧ ﻲ إن ﺣﺪﺛ ﺘﻚ‬ ‫اﻟ ﻴﻮم ﺣ ﺪﻳﺚ آ ﺬب ﺗﺮﺿ ﻰ ﺑ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﻮﺷﻜﻦ اﷲ أن ﻳﺴﺨﻄﻚ ﻋﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﻲ ﻓﻴﻪ‬ ‫وﻟ ﺌﻦ ﺣﺪﺛ ﺘﻚ ﺣ ﺪﻳﺚ ﺻ ﺪق ‪ ..‬ﺗﺠﺪ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫‪ ..‬إﻧﻲ ﻷرﺟﻮ ﻓﻴﻪ ﻋﻔ َﻮ اﷲ ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ آﺎن ﻟﻲ ﻣﻦ ﻋﺬر ‪..‬‬ ‫واﷲ ﻣ ﺎ آ ﻨﺖ ﻗ ﻂ أﻗ ﻮى ‪ ..‬وﻻ أﻳﺴ ﺮ ﻣﻨ ﻲ‬ ‫ﺣﻴﻦ ﺗﺨﻠﻔﺖ ﻋﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺳﻜﺖ آﻌﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻣ ﺎ ه ﺬا ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ ﺻ ﺪﻗﻜﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ‪ ..‬ﻓﻘ ﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻲ اﷲ ﻓﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎم آﻌ ﺐ ﻳﺠ ﺮ ﺧﻄ ﺎﻩ ‪ ..‬وﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬ ‫‪ ..‬ﻣﻬﻤﻮﻣ ًﺎ ﻣﻜﺮوﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺪري ﻣﺎ ﻳﻘﻀﻲ اﷲ‬ ‫ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ﻗ ﻮﻣﻪ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺗ ﺒﻌﻪ رﺟﺎل ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وأﺧﺬوا ﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ‪ ..‬وﻳﻘﻮﻟﻮن ‪:‬‬ ‫واﷲ ﻣ ﺎ ﻧﻌﻠﻤ ﻚ أذﻧ ﺒﺖ ذﻧ ﺒ ًﺎ ﻗ ﻂ ﻗ ﺒﻞ ه ﺬا ‪..‬‬ ‫إﻧ ﻚ رﺟ ﻞ ﺷ ﺎﻋﺮ أﻋﺠﺰت أﻻ ﺗﻜﻮن اﻋﺘﺬرت‬ ‫إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺑﻤﺎ اﻋﺘﺬر إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺨﻠﻔﻮن‬ ‫!‪ ..‬هﻼ اﻋﺘﺬرت ﺑﻌﺬر ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻚ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻴﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪:‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰاﻟﻮا ﻳﺆﻧﺒﻮﻧﻨ ﻲ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ هﻤﻤ ﺖ أن‬ ‫أرﺟﻊ ﻓﺄآﺬب ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬هﻞ ﻟﻘﻲ هﺬا ﻣﻌﻲ أﺣﺪ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬رﺟ ﻼن ﻗ ﺎﻻ ﻣ ﺜﻞ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻣ ﻦ هﻤ ﺎ ؟ ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻣ ﺮارة ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ‬ ‫‪ ..‬وهﻼل ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا هﻤ ﺎ رﺟ ﻼن ﺻ ﺎﻟﺤﺎن ﻗ ﺪ ﺷﻬﺪا ﺑﺪرًا ‪..‬‬ ‫ﻟﻲ ﻓﻴﻬﻤﺎ أﺳﻮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬واﷲ ﻻ أرﺟ ﻊ إﻟ ﻴﻪ ﻓ ﻲ ه ﺬا أﺑ ﺪًا ‪..‬‬ ‫وﻻ أآﺬب ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ آﻌ ﺐ ‪ .. τ‬ﻳﺴﻴﺮ ﺣﺰﻳﻨ ًﺎ ‪ ..‬آﺴﻴﺮ اﻟﻨﻔﺲ‬ ‫‪ ..‬وﻗﻌﺪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺾ وﻗ ﺖ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻧﻬﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬اﻟﻨﺎس ﻋﻦ‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻤ ِ‬ ‫آﻼم آﻌﺐ وﺻﺎﺣﺒﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪:‬‬ ‫ﻓﺎﺟﺘﻨﺒ ﻨﺎ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﺗﻐﻴ ﺮوا ﻟ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ أﺧ ﺮج‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺴﻮق ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫وﺗﻨﻜﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻣﺎ هﻢ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻧﻌﺮف ‪..‬‬ ‫وﺗﻨﻜ ﺮت ﻟ ﻨﺎ اﻟﺤ ﻴﻄﺎن ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎ ه ﻲ ﺑﺎﻟﺤ ﻴﻄﺎن‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮف ‪..‬‬ ‫وﺗﻨﻜ ﺮت ﻟﻨﺎ اﻷرض ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻣﺎ هﻲ ﺑﺎﻷرض اﻟﺘﻲ‬ ‫ﻧﻌﺮف ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣ ﺎ ﺻ ﺎﺣﺒﺎي ﻓﺠﻠﺴﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻤﺎ ﻳﺒﻜﻴﺎن ‪ ..‬ﺟﻌﻼ‬ ‫ﻳﺒﻜ ﻴﺎن اﻟﻠ ﻴﻞ واﻟ ﻨﻬﺎر ‪ ..‬وﻻ ﻳﻄﻠﻌﺎن رؤوﺳﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫وﻳﺘﻌﺒﺪان آﺄﻧﻬﻤﺎ اﻟﺮهﺒﺎن ‪..‬‬ ‫ﺐ اﻟﻘ ﻮم وأﺟﻠ ﺪَهﻢ ‪ ..‬ﻓﻜ ﻨﺖ‬ ‫ﺷ ﱠ‬ ‫وأﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﻓﻜ ﻨﺖ أ َ‬ ‫أﺧ ﺮج ﻓﺄﺷ ﻬﺪ اﻟﺼ ﻼة ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وأﻃ ﻮف‬ ‫ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق ‪ ..‬وﻻ ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫وﺁﺗﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺄدﺧﻞ ‪..‬‬ ‫وﺁﺗﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﻮل ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪ :‬ه ﻞ ﺣ ﺮك ﺷ ﻔﺘﻴﻪ ﺑ ﺮد اﻟﺴ ﻼم‬ ‫ﻋﻠﻲ أم ﻻ ؟‬ ‫ﺛ ﻢ أﺻ ﻠﻲ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺳ ﺎرﻗﻪ اﻟﻨﻈ ﺮ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫أﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﻲ ‪ ..‬أﻗﺒﻞ إﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﺖ ﻧﺤﻮﻩ ‪ ..‬أﻋﺮض ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫وإذا اﻟﺘﻔ ﱡ‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫وﻣﻀﺖ ﻋﻠﻰ آﻌﺐ اﻷﻳﺎم ‪ ..‬واﻵﻻم ﺗﻠﺪ اﻵﻻم ‪..‬‬ ‫وهﻮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ه ﻮ ﻣ ﻦ أﺑﻠ ﻎ اﻟﺸ ﻌﺮاء ‪ ..‬ﻋ ﺮﻓﻪ اﻟﻤﻠ ﻮك‬ ‫واﻷﻣﺮاء ‪..‬‬ ‫وﺳ ﺎرت أﺷﻌﺎرﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻈﻤﺎء ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻨﻮا ﻟﻘﻴﺎﻩ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ هﻮ اﻟﻴﻮم ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻻ أﺣﺪ‬ ‫ﻳﻜﻠﻤﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ‪ ..‬إذا اﺷ ﺘﺪت ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻐﺮﺑﺔ ‪ ..‬وﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫اﻟﻜﺮﺑﺔ ‪ ..‬ﻧﺰل ﺑﻪ اﻣﺘﺤﺎن ﺁﺧﺮ ‪:‬‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻮ ﻳﻄﻮف ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫إذا رﺟﻞ ﻧﺼﺮاﻧﻲ ﺟﺎء ﻣﻦ اﻟﺸﺎم ‪..‬‬

‫‪55‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻣ ﻦ ﻳﺪﻟﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ آﻌ ﺐ ﺑ ﻦ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ ‪ ..‬؟‬ ‫ﻓﻄﻔ ﻖ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺸﻴﺮون ﻟﻪ إﻟﻰ آﻌﺐ ‪ ..‬ﻓﺄﺗﺎﻩ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻨﺎوﻟﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻏﺴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻋﺠﺒ ًﺎ !! ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻏﺴﺎن ‪!!..‬‬ ‫إذن ﻗﺪ وﺻﻞ ﺧﺒﺮﻩ إﻟﻰ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم ‪ ..‬واهﺘﻢ‬ ‫ﺑ ﻪ ﻣﻠ ﻚ اﻟﻐﺴﺎﺳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ﻓﻤ ﺎذا ﻳ ﺮﻳﺪ‬ ‫اﻟﻤﻠﻚ ؟!!‬ ‫ﻓﺘﺢ آﻌﺐ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﺈذا ﻓﻴﻬﺎ ‪:‬‬ ‫" أﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ‪ ..‬ﻳ ﺎ آﻌ ﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪ ..‬إﻧﻪ ﺑﻠﻐﻨﻲ‬ ‫أن ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻗﺪ ﺟﻔﺎك وأﻗﺼﺎك ‪ ..‬وﻟﺴﺖ ﺑﺪار‬ ‫ﻣﻀﻴﻌﺔ وﻻ هﻮان ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺤﻖ ﺑﻨﺎ ﻧﻮاﺳﻚ "‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺗﻢ ﻗﺮاءة اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ : τ‬إﻧﺎ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻲ أه ﻞ اﻟﻜﻔ ﺮ ‪ !!..‬ه ﺬا أﻳﻀ ًﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻗ ﺪ ﻃﻤ ﻊ ﻓ ﱠ‬ ‫اﻟﺒﻼء واﻟﺸﺮ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ ﺑﺎﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ ﻓ ﻮرًا إﻟ ﻰ اﻟﺘ ﻨﻮر ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺷﻌﻠﻪ ﺛﻢ أﺣﺮﻗﻬﺎ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ آﻌﺐ إﻟﻰ إﻏﺮاء اﻟﻤﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ﻓُﺘﺢ ﻟﻪ ﺑﺎب إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻤﻠﻮك ‪ ..‬وﻗﺼﻮر‬ ‫اﻟﻌﻈﻤ ﺎء ‪ ..‬ﻳﺪﻋ ﻮﻧﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻜ ﺮاﻣﺔ واﻟﺼﺤﺒﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻣ ﻦ ﺣ ﻮﻟﻪ ﺗ ﺘﺠﻬﻤﻪ ‪ ..‬واﻟﻮﺟ ﻮﻩ‬ ‫ﺗﻌﺒﺲ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﺴﻠﻢ ﻓﻼ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫وﻳﺴﺄل ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﺠﻮاب ‪..‬‬ ‫وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺎر ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻢ ﻳﻔﻠ ﺢ اﻟﺸ ﻴﻄﺎن ﻓ ﻲ زﻋ ﺰﻋﺘﻪ ‪ ..‬أو‬ ‫ﺗﻌﺒﻴﺪﻩ ﻟﺸﻬﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫أﻟﻘﻰ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ‪ ..‬وأﺣﺮﻗﻬﺎ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ﺗ ﺘﻠﻮهﺎ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬واﻧﻘﻀ ﻰ‬ ‫ﺷﻬﺮ آﺎﻣﻞ ‪ ..‬وآﻌﺐ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ‪..‬‬ ‫واﻟﺤﺼ ﺎر ﻳﺸ ﺘﺪ ﺧ ﻨﺎﻗﻪ ‪ ..‬واﻟﻀ ﻴﻖ ﻳ ﺰداد‬ ‫ﺛﻘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻼ اﻟﺮﺳﻮل ‪ ρ‬ﻳُﻤﻀﻲ ‪ ..‬وﻻ اﻟﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ‬ ‫ﻳﻘﻀﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ اآﺘﻤﻠﺖ أرﺑﻌﻮن ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا رﺳ ﻮل ﻣ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﺄﺗﻲ إﻟﻰ آﻌﺐ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻴﻄﺮق ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﺎب ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺨ ﺮج آﻌ ﺐ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻟﻌﻠ ﻪ ﺟ ﺎء ﺑﺎﻟﻔ ﺮج ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫اﻟﺮﺳﻮل ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫إن رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﺄﻣﺮك أن ﺗﻌﺘﺰل اﻣﺮأﺗﻚ ‪..‬‬ ‫ﻃﻠﱢﻘﻬﺎ ‪ ..‬أم ﻣﺎذا ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ُ :‬أ َ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ اﻋﺘﺰﻟﻬﺎ وﻻ ﺗﻘﺮﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﺧﻞ آﻌ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻣ ﺮأﺗﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻘ ﻲ ﺑﺄهﻠ ﻚ‬ ‫ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻋﻨﺪهﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻲ اﷲ ﻓﻲ هﺬا اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫وأرﺳﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻲ آﻌﺐ ﺑﻤﺜﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﺎءت اﻣﺮأة هﻼل ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن ه ﻼل ﺑ ﻦ أﻣ ﻴﺔ ﺷ ﻴﺦ آﺒﻴ ﺮ‬ ‫ﺿﻌﻴﻒ ‪ ..‬ﻓﻬﻞ ﺗﺄذن ﻟﻲ أن أﺧﺪﻣﻪ ‪..‬؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻧﺒ ﻲ اﷲ ‪ ..‬واﷲ ﻣ ﺎ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺣ ﺮآﺔ ﻟﺸ ﻲء ‪ ..‬ﻣ ﺎ زال ﻣﻜﺘﺌ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺒﻜ ﻲ اﻟﻠ ﻴﻞ‬ ‫واﻟﻨﻬﺎر ‪ ..‬ﻣﻨﺬ آﺎن ﻣﻦ أﻣﺮﻩ ﻣﺎ آﺎن ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫وﻣ ﺮت اﻷﻳ ﺎم ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ﻋﻠ ﻰ آﻌ ﺐ ‪..‬واﺷﺘﺪت اﻟﺠﻔﻮة‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬ﺣﺘﻰ ﺻﺎر ﻳﺮاﺟﻊ إﻳﻤﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﻠﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻻ ﻳﻜﻠﻤﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻼ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈﻟﻰ أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ ‪ !!..‬وﻣﻦ ﻳﺴﺘﺸﻴﺮ !؟‬ ‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪: τ‬‬ ‫ﻲ اﻟ ﺒﻼء ‪ ..‬ذه ﺒﺖ إﻟ ﻰ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻃ ﺎل ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻲ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا هﻮ‬ ‫وه ﻮ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻲ ‪ ..‬وأﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﱠ‬ ‫ﻓﻲ ﺣﺎﺋﻂ ﺑﺴﺘﺎﻧﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺴﻮرت اﻟﺠﺪار ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ودﺧﻠﺖ ‪ ..‬ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ رد ﻋﻠﻲ اﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬أﻧﺸ ﺪك اﷲ ‪ ..‬ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﻗ ﺘﺎدة ‪ ..‬أﺗﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻲ‬ ‫أﺣﺐ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ؟‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﻗﺘﺎدة ‪ ..‬أﺗﻌﻠﻢ أﻧﻲ أﺣﺐ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ‬ ‫؟‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬أﻧﺸ ﺪك اﷲ ‪ ..‬ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﻗ ﺘﺎدة ‪ ..‬أﺗﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻲ‬ ‫أﺣﺐ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ أﻋﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻤﻊ آﻌ ﺐ ه ﺬا اﻟﺠ ﻮاب ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻪ وأﺣ ﺐ‬

‫‪56‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺪري أهﻮ ﻣﺆﻣﻦ أم ﻻ ؟‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳ ﺘﺠﻠﺪ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﻪ ‪ ..‬وﻓﺎﺿﺖ‬ ‫ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﻗﺘﺤﻢ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﺧﺎرﺟ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وذهﺐ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ‪ ..‬وﺟﻠﺲ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﻠﺐ ﻃﺮﻓﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﺪراﻧﻪ ‪ ..‬ﻻ زوﺟﺔ ﺗﺠﺎﻟﺴﻪ‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﻗﺮﻳﺐ ﻳﺆاﻧﺴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻤﺴﻮن ﻟﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻣﻦ ﺣﻴﻦ‬ ‫ﻧﻬﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬اﻟﻨﺎس ﻋﻦ آﻼﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ اﻟﺨﻤﺴ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻧ ﺰﻟﺖ ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻓﻲ ﺛﻠﺚ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ‪ ε‬ﻓﻲ ﺑﻴﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﻼ اﻵﻳﺎت ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ ‪: τ‬‬ ‫ﻳﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ ‪ ..‬أﻻ ﻧﺒﺸﺮ آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬إذًا ﻳﺤﻄﻤﻜ ﻢ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻳﻤ ﻨﻌﻮﻧﻜﻢ‬ ‫اﻟﻨﻮم ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻠﻴﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺻ ﻠﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬اﻟﻔﺠ ﺮ ‪ ..‬ﺁذن اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﺑﺘﻮﺑﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎس ﻳﺒﺸﺮوﻧﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪:‬‬ ‫وآ ﻨﺖ ﻗ ﺪ ﺻﻠﻴﺖ اﻟﻔﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴ ﻨﺎ أﻧ ﺎ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺎل اﻟﺘ ﻲ ذآ ﺮ اﷲ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺿ ﺎﻗﺖ ﻋﻠ ﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪ ..‬وﺿﺎﻗﺖ‬ ‫ﻲ اﻷرض ﺑﻤﺎ رﺣﺒﺖ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻲ ‪ ..‬ﻣﻦ أن أﻣﻮت ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺷ ﻲء أه ﻢ إﻟ ّ‬ ‫ﻲ رﺳﻮ ُل اﷲ ‪ .. ρ‬أو ﻳﻤﻮت ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﺄآ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﺑ ﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨ ﺰﻟﺔ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬ ‫ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫إذ ﺳ ﻤﻌﺖ ﺻ ﻮت ﺻ ﺎرخ ‪ ..‬ﻋﻠ ﻰ ﺟﺒﻞ ﺳﻠﻊ‬ ‫ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﻳﺎااااا آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ! ‪ ..‬أﺑﺸﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮرت ﺳ ﺎﺟﺪًا ‪ ..‬وﻋ ﺮﻓﺖ أن ﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﺮج‬ ‫ﻣﻦ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻲ رﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺮس ‪ ..‬واﻵﺧﺮ ﺻﺎح‬ ‫وأﻗ ﺒﻞ إﻟ ﱠ‬ ‫ﻣﻦ ﻓﻮق ﺟﺒﻞ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وآﺎن اﻟﺼﻮت أﺳﺮع ﻣﻦ اﻟﻔﺮس ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟﺎءﻧ ﻲ اﻟ ﺬي ﺳ ﻤﻌﺖ ﺻ ﻮﺗﻪ ﻳﺒﺸ ﺮﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﻲ ﻓﻜﺴﻮﺗﻪ إﻳﺎهﻤﺎ ﺑﺒﺸﺮاﻩ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ‬ ‫ﻧﺰﻋﺖ ﻟﻪ ﺛﻮﺑ ﱠ‬ ‫أﻣﻠﻚ ﻏﻴﺮهﻤﺎ ‪..‬‬ ‫واﺳﺘﻌﺮت ﺛﻮﺑﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻠﺴﺒﺘﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫واﻧﻄﻠﻘ ﺖ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺘﻠﻘﺎﻧ ﻲ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻓﻮﺟ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻮﺟ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﻬﻨﺌﻮﻧ ﻲ ﺑﺎﻟ ﺘﻮﺑﺔ ‪ ..‬ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬ﻟﻴﻬ ﻨﻚ ﺗ ﻮﺑﺔ اﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺲ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﺑﻴﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رأوﻧﻲ واﷲ ﻣﺎ ﻗﺎم ﻣﻨﻬﻢ إﻟ ﱠ‬ ‫إﻻ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ‪ ..‬ﻗﺎم ﻓﺎﻋﺘﻨﻘﻨﻲ وهﻨﺄﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ رﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺴﻪ ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ أﻧﺴﺎهﺎ ﻟﻄﻠﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺸ ﻴﺖ ﺣﺘ ﻰ وﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﺴ ﻠﻤﺖ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺮﱠ‬ ‫وه ﻮ ﻳﺒ ﺮق وﺟﻬ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺮور ‪ ..‬وآ ﺎن إذا ُ‬ ‫اﺳﺘﻨﺎر وﺟﻬﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ آﺄﻧﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻧ ﻲ ﻗ ﺎل ‪ :‬أﺑﺸ ﺮ ﺑﺨﻴ ﺮ ﻳ ﻮم ﻣ ﱠﺮ ﻋﻠ ﻴﻚ ﻣ ﻨﺬ‬ ‫وﻟﺪﺗﻚ أﻣﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬أﻣﻦ ﻋﻨﺪك ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أم ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ‬ ‫؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻼ اﻵﻳﺎت ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻠﺴﺖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ! إن ﻣ ﻦ ﺗﻮﺑﺘ ﻲ أن أﻧﺨﻠ ﻊ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ ﺻﺪﻗﺔ إﻟﻰ اﷲ ‪ ..‬وإﻟﻰ رﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻣﺴﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﺎﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ! إن اﷲ إﻧﻤ ﺎ ﻧﺠﺎﻧ ﻲ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼ ﺪق ‪ ..‬وإن ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺘﻲ أﻻ أﺣﺪث إﻻ ﺻﺪﻗ ًﺎ ﻣﺎ‬ ‫ﺑﻘﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﺗﺎب اﷲ ﻋﻠﻰ آﻌﺐ وﺻﺎﺣﺒﻴﻪ ‪ ..‬وأﻧﺰل ﻓﻲ‬ ‫ذﻟﻚ ﻗﺮءاﻧ ًﺎ ﻳﺘﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ ‪:‬‬ ‫ﻦ وَا َْﻷ ْﻧﺼَﺎ ِر‬ ‫ﺟﺮِﻳ َ‬ ‫ﻲ وَا ْﻟ ُﻤﻬَﺎ ِ‬ ‫ﻋ َﻠ ﻰ اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱢ‬ ‫ﷲﱠ َ‬ ‫با ُ‬ ‫] َﻟ َﻘ ْﺪ َﺗ ﺎ َ‬ ‫ﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ َﻣ ﺎ َآ ﺎ َد‬ ‫ﺴ َﺮ ِة ِﻣ ْ‬ ‫ﻋ ِﺔ ا ْﻟ ُﻌ ْ‬ ‫ﺳﺎ َ‬ ‫ﻦ اﺗﱠ َﺒﻌُﻮ ُﻩ ِﻓ ﻲ َ‬ ‫اﱠﻟ ﺬِﻳ َ‬ ‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ِإﻧﱠ ُﻪ ِﺑ ِﻬ ْﻢ‬ ‫ب َ‬ ‫ﻖ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ُﺛ ﻢﱠ َﺗ ﺎ َ‬ ‫ب َﻓ ﺮِﻳ ٍ‬ ‫َﻳ ﺰِﻳ ُﻎ ُﻗُﻠ ﻮ ُ‬ ‫ﺣﺘﱠﻰ ِإذَا‬ ‫ﺧﻠﱢﻔُﻮا َ‬ ‫ﻦ ُ‬ ‫ﻋﻠَﻰ اﻟﺜﱠﻼ َﺛ ِﺔ اﱠﻟﺬِﻳ َ‬ ‫ﺣﻴ ٌﻢ * َو َ‬ ‫ف َر ِ‬ ‫َرؤُو ٌ‬ ‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ‬ ‫ﺖ َ‬ ‫ﺖ َوﺿَﺎ َﻗ ْ‬ ‫ﺣ َﺒ ْ‬ ‫ض ِﺑ َﻤ ﺎ َر ُ‬ ‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ُﻢ ا َْﻷ ْر ُ‬ ‫ﺖ َ‬ ‫ﺿ ﺎ َﻗ ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ﷲ ِإ ﱠﻻ ِإ َﻟ ْﻴ ِﻪ ُﺛﻢﱠ ﺗَﺎ َ‬ ‫ﻦ ا ِﱠ‬ ‫ﺠ َﺄ ِﻣ َ‬ ‫ن ﻻ َﻣ ْﻠ َ‬ ‫ﻇﻨﱡﻮا َأ ْ‬ ‫ﺴ ُﻬ ْﻢ َو َ‬ ‫َأ ْﻧ ُﻔ ُ‬

‫‪57‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ب اﻟ ﱠﺮﺣِﻴ ُﻢ [‬ ‫ﷲ ُه َﻮ اﻟ ﱠﺘﻮﱠا ُ‬ ‫ن ا َﱠ‬ ‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ِﻟ َﻴ ﺘُﻮﺑُﻮا ِإ ﱠ‬ ‫َ‬ ‫‪..‬‬ ‫واﻟﺸ ﺎهﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ‪ ..‬أن ﻃﻠﺤﺔ ‪ τ‬ﻟﻤﺎ‬ ‫رأى آﻌ ﺒ ًﺎ ﻗﺎم إﻟﻴﻪ واﻋﺘﻨﻘﻪ وهﻨﺄﻩ ‪ ..‬ﻓﺰادت‬ ‫ﻣﺤ ﺒﺔ آﻌ ﺐ ﻟ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ آﺎن ﻳﻘﻮل ﺑﻌﺪ ﻣﻮت‬ ‫ﻃﻠﺤ ﺔ ‪ ..‬وهﻮ ﻳﺤﻜﻲ اﻟﻘﺼﺔ ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺴﻨﻴﻦ ‪:‬‬ ‫ﻓﻮاﷲ ﻻ أﻧﺴﺎهﺎ ﻟﻄﻠﺤﺔ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺎذا ﻓﻌ ﻞ ﻃﻠﺤ ﺔ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺄﺳ ﺮ ﻗﻠ ﺐ آﻌ ﺐ ؟‬ ‫ﻓﻌ ﻞ ﻣﻬ ﺎرة راﺋ ﺪة ‪ ..‬اه ﺘ ﱠﻢ ﺑ ﻪ ‪ ..‬ﺷ ﺎرآﻪ‬ ‫ﻓﺮﺣﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺼﺎر ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﻈﻮة ‪..‬‬ ‫اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟ ﻨﺎس وﻣﺸﺎرآﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮهﻢ‬ ‫ﻳﺄﺳﺮ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻮ آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ زﺣﻤ ﺔ اﻻﻣ ﺘﺤﺎﻧﺎت ‪ ..‬ووﺻ ﻠﺖ‬ ‫إﻟ ﻰ هﺎﺗﻔ ﻚ اﻟﻤﺤﻤﻮل رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻜﺘﻮب ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﺸ ﺮﻧﻲ ﻋ ﻦ اﻣ ﺘﺤﺎﻧﺎﺗﻚ واﷲ إن ﺑﺎﻟ ﻲ‬ ‫ﻣﺸ ﻐﻮل ﻋﻠ ﻴﻚ وأدﻋ ﻮ ﻟ ﻚ ‪ ،‬ﺻ ﺪﻳﻘﻚ ‪:‬‬ ‫إﺑﺮاهﻴﻢ ‪..‬‬ ‫أﻟﻴﺲ ﺳﺘﺰداد ﻣﺤﺒﺘﻚ ﻟﻬﺬا اﻟﺼﺪﻳﻖ ؟ ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻮ آ ﺎن أﺑ ﻮك ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﻔﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻘ ﻴﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺘﻪ وأﻧ ﺖ ﻣﺸﻐﻮل اﻟﺒﺎل‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬واﺗﺼ ﻞ ﺑ ﻚ ﺻ ﺪﻳﻖ وﺳ ﺄﻟﻚ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪ :‬ﺗﺤﺘﺎج ﻣﺴﺎﻋﺪة ؟ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺸﻜﺮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺎء اﺗﺼ ﻞ وﻗ ﺎل ‪ :‬إذا اﻷه ﻞ‬ ‫ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن أي ﺷﻲء أﺷﺘﺮﻳﻪ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺸﻜﺮﺗﻪ ودﻋﻮت ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫أﻻ ﺗﺸﻌﺮ أن ﻗﻠﺒﻚ ﻳﻨﺠﺬب إﻟﻴﻪ أآﺜﺮ ‪..‬؟‬ ‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻮ اﺗﺼﻞ ﺑﻚ ﺁﺧﺮ وﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻼن ‪ ..‬ﻧﺤﻦ‬ ‫ﺧﺎرﺟ ﻮن إﻟ ﻰ ﻧﺰهﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ‪ ..‬هﺎﻩ ﺗﺬهﺐ‬ ‫ﻣﻌﻨﺎ ؟‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬واﷲ واﻟﺪي ﻣﺮﻳﺾ وﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﺪل أن ﻳﺪﻋ ﻮ ﻟ ﻪ وﻳﻌ ﺘﺬر أن ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺄل ﻋﻦ‬ ‫ﺣﺎﻟﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻚ ‪ :‬أدري أﻧﻪ ﻣﺮﻳﺾ ﻟﻜﻦ هﻮ‬ ‫ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﻔﻰ وﻋ ﻨﺪﻩ ﻣﻤﺮﺿ ﻮن وﻟ ﻦ‬ ‫ﻳﺴ ﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺋﻚ ﺗﻌﺎل ﻣﻌﻨﺎ اﺳﺘﻤﺘﻊ واﺳﺒﺢ‬ ‫و ‪ ..‬ﻗﺎﻟﻬ ﺎ وه ﻮ ﻳﻤﺎزﺣ ﻚ ﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ ‪ ..‬وآ ﺄن‬ ‫ﻣ ﺮض واﻟ ﺪك ﻻ ﻳﻌﻨ ﻴﻪ ‪ ..‬آ ﻴﻒ ﺳ ﺘﻜﻮن‬ ‫ﻧﻈﺮﺗﻚ إﻟﻴﻪ ؟‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ أن ﻗ ﺪرﻩ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻚ ﻳ ﻨﺨﻔﺾ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ‬ ‫ﺑﻬﻤﻮﻣﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ أﺣﺮج ﻣﺎ وﻗﻊ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ ‪..‬‬ ‫أﻧ ﻲ آ ﻨﺖ ﻣﺴ ﺎﻓﺮًا إﻟ ﻰ ﺟ ﺪة ﻟﻌ ﺪة أﻳ ﺎم ‪ ..‬آ ﻨﺖ‬ ‫ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ ﺟﺪًا ‪..‬‬ ‫وﺻ ﻠﺘﻨﻲ رﺳ ﺎﻟﺔ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ هﺎﺗﻔ ﻲ ﻣ ﻦ أﺧ ﻲ‬ ‫ﺳﻌﻮد آﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ‪:‬‬ ‫أﺣﺴ ﻦ اﷲ ﻋ ﺰاءك ﻓ ﻲ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻨﺎ ﻓ ﻼن ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ‬ ‫أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ‪..‬‬ ‫اﺗﺼ ﻠﺖ ﺑﺄﺧ ﻲ ﻓﺄﺧﺒﺮﻧ ﻲ أن اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻨﺎ هﺬا ‪ -‬وهﻮ‬ ‫ﺷ ﻴﺦ آﺒﻴ ﺮ ‪ -‬ذه ﺐ ﻗ ﺒﻞ ﻳﻮﻣ ﻴﻦ ﻟﻌ ﻼج اﻟﻘﻠ ﺐ ﻓ ﻲ‬ ‫أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ وﺗﻮﻓﻲ أﺛﻨﺎء إﺟﺮاء اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ‪ ..‬وأن ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ‬ ‫ﺳﻴﺼ ﻞ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻄ ﺎر اﻟ ﺮﻳﺎض ‪ ..‬دﻋ ﻮت ﻟ ﻪ‬ ‫وﺗﺮﺣﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وأﻧﻬﻴﺖ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﻴﻮﻣﻴﻦ اﻧﺘﻬﺖ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺟﺪة وذهﺒﺖ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻤﻄﺎر أﻧﺘﻈﺮ وﻗﺖ إﻗﻼع رﺣﻠﺘﻲ ﻟﻠﺮﻳﺎض ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ هﺬﻩ اﻷﺛﻨﺎء آﺎن ﻳﻤﺮ ﺑﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﺈذا‬ ‫رأوﻧ ﻲ ﻋﺮﻓﻮﻧ ﻲ وأﻗ ﺒﻠﻮا ﻣﺴ ﻠﻤﻴﻦ وآﺎﻧ ﻮا أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻤﺮاهﻘﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻗﺼﺎت ﺷﻌﺮ ﻏﺮﻳﺒﺔ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ آ ﻨﺖ أﻣ ﺎزﺣﻬﻢ وأﻃﻠﻖ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﺗﺤﺒﺒ ًﺎ وﺗﻠﻄﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻧﺸﻐﻠﺖ ﺑﻤﻜﺎﻟﻤﺔ هﺎﺗﻔﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ أﻧﻬﻴﺘﻬﺎ ﻓﺈذا ﺷﺎب‬ ‫ﺴ ﻠّﻤ ًﺎ‬ ‫ﻳﻠ ﺒﺲ ﺑ ﻨﻄﺎ ًﻻ وﻗﻤﻴﺼ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺮاﻧ ﻲ ﻓﻴﻘ ﺒﻞ ﻣ َ‬ ‫ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫رﺣ ﺒﺖ ﺑ ﻪ وﻗﻠ ﺖ ﻣﺎزﺣ ًﺎ ‪ :‬ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻷﻧﺎﻗ ﺔ ‪ ..‬أﻧﺖ‬ ‫اﻟﻴﻮم آﺄﻧﻚ ﻋﺮﻳﺲ ‪ ..‬وﻧﺤﻮ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﺳﻜﺖ اﻟﺸﺎب ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻣ ﺎ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ ‪ ..‬أﻧﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬اﻵن وﺻﻠﺖ ﻣﻦ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ‬ ‫ﻣﻌﻲ ﺟﺜﻤﺎن أﺑﻲ ‪ ..‬وأﻧﺎ ﻣﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺮﻳﺎض اﻵن‬ ‫ﻋﻠﻰ أﻗﺮب رﺣﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ‪ ..‬آﺄﻧﻤﺎ ﺻﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻣﺎء ﺑﺎرد ‪..‬‬ ‫ﺻ ﺮت ﻣﺤ ﺮﺟ ًﺎ ﺟ ﺪًا ‪ ..‬أﺑﻮﻩ ﻣﺎت ‪ ..‬وﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﻓ ﻲ اﻟﻄﺎﺋ ﺮة وأﻧ ﺎ أﻣﺎزﺣ ﻪ وأﺿ ﺤﻚ ‪ ..‬إن ه ﺬا‬ ‫ﻟﺸﻲء ﻋﺠﺎب !!‬ ‫ﻼ ﺛ ﻢ ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺁﺁﺁﺁﺳﻒ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ اﻧﺘﺒﻬﺖ‬ ‫ﺖ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫ﺳﻜ ﱡ‬ ‫إﻟ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺎ ه ﻨﺎ ﻣ ﻨﺬ أﻳ ﺎم ‪ ..‬ﻓﺄﺣﺴ ﻦ اﷲ ﻋ ﺰاءك‬ ‫وﻏﻔﺮ ﻟﻮاﻟﺪك ‪..‬‬ ‫ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ﻣﻌ ﺬورًا ﻓ ﻲ ﻋ ﺪم اﻧﺘﺒﺎه ﻲ‬ ‫وإن آ ﻨ ُ‬

‫‪58‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻼ ‪..‬‬ ‫إﻟﻰ ﺷﺨﺼﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ آﻨﺖ ﻻ أﻗﺎﺑﻠﻪ إﻻ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫وأراﻩ ﺑ ﺜﻮﺑﻪ وﻏﺘ ﺮﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟ ﺒﺲ اﻟﺒ ﻨﻄﺎل‬ ‫وﺟﺎءﻧ ﻲ ﻓﺠ ﺄة ﻓ ﻲ زﺣﻤﺔ ﺷﺒﺎب ﻣﻦ ﺟﺪة ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ أﻧﻪ ﻓﻼن ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﻦ اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻣﺸ ﺎرآﺘﻬﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﺸ ﺎﻋﺮهﻢ وإﺷ ﻌﺎرهﻢ أن هﻤﻬﻢ هﻮ هﻤﻚ ‪..‬‬ ‫وأﻧﻚ ﺗﺤﺐ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻤ ﻨﻄﻠﻖ ﺗﺠ ﺪ أن اﻟﺸ ﺮآﺎت‬ ‫اﻟﻤ ﺘﻄﻮرة ﻳﻜ ﻮن ﻋ ﻨﺪهﺎ إدارة ﻟﻠﻌﻼﻗ ﺎت‬ ‫اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ‪ ..‬ﻣﻬﻤ ﺘﻬﺎ إرﺳ ﺎل اﻟﺘﻬﺎﻧ ﻲ‬ ‫واﻟﺘﺒﺮﻳﻜﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت ‪ ..‬وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻬﺪاﻳﺎ‬ ‫‪ ..‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﻨﺎس آﻠﻤ ﺎ أﺷ ﻌﺮﺗﻬﻢ ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻬﻢ وأﻇﻬ ﺮت‬ ‫اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﻬﻢ ﻣﻠﻜﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ وأﺣﺒﻮك ‪..‬‬ ‫ﺧﺬ أﻣﺜﻠﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ ‪:‬‬ ‫ﻟﻮ دﺧﻞ ﺷﺨﺺ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻳﺠ ﺪ ﻣﻜﺎﻧ ًﺎ ﻳﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﻔﺴ ﺤﺖ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫وأوﺳﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧ ًﺎ وﻗﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ﺗﻔﻀ ﻞ ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬ﺗﻌ ﺎل ه ﻨﺎ ‪ ..‬ﻟﺸ ﻌﺮ‬ ‫ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ وأﺣﺒﻚ ‪..‬‬ ‫أو ﻟ ﻮ آﻨ ﺘﻢ ﻓ ﻲ ﺣﻔ ﻞ ﻋﺸ ﺎء ‪ ..‬وأﻗﺒﻞ ﻳﺤﻤﻞ‬ ‫ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ ﻃﺎوﻟ ﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺎن‬ ‫ﻓ ﺎرغ ‪ ..‬ﻓﺠﻬ ﺰت ﻟ ﻪ آﺮﺳ ﻴ ًﺎ وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺣ ﻴﺎك‬ ‫اﻟﻪ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﺗﻔﻀﻞ هﻨﺎ ‪ ..‬ﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ‬ ‫أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ أﺷﻌﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﻘﻴﻤﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﺤﺒﻮك ‪..‬‬ ‫آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﺤ ﺮص ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ أﻳﻤ ﺎ‬ ‫ﺣﺮص ‪..‬‬ ‫اﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ وﻗ ﺪ ﻗ ﺎم ﻳﺨﻄ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﺒ ﺮﻩ ﻳﻮم‬ ‫ﺟﻤﻌﺔ ‪..‬‬ ‫وﻓﺠ ﺄة ﻓ ﺈذا ﺑﺄﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳ ﺪﺧﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‬ ‫وﻳﺘﺨﻄﻰ اﻟﺼﻔﻮف ‪ ..‬وﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬رﺟ ﻞ‬ ‫‪ .. ε‬وﻳﺼ ﻴﺢ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻻ ﻳﺪري ﻣﺎ دﻳﻨﻪ ! ﻓﻌﻠﻤﻪ دﻳﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨ ﺰل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣ ﻦ ﻣﻨﺒ ﺮﻩ ‪ ..‬وﺗ ﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ وﻃﻠﺐ آﺮﺳﻴ ًﺎ ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﻌﻞ‬ ‫ﻳ ﺘﺤﺪث ﻣ ﻊ اﻟﺮﺟﻞ وﻳﺸﺮح ﻟﻪ اﻟﺪﻳﻦ إﻟﻰ أن‬ ‫ﻓﻬﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻗﻤ ﺔ اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻣ ﻦ ﻳ ﺪري رﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻮ‬ ‫ﻼ ﺑﺪﻳ ﻨﻪ إﻟ ﻰ أن‬ ‫أهﻤﻠ ﻪ ﻟﺨ ﺮج اﻟ ﺮﺟﻞ وﺑﻘ ﻲ ﺟ ﺎه ً‬ ‫ﻳﻤﻮت ‪..‬‬ ‫وﻟﻮ ﻧﻈﺮت ﻓﻲ ﺷﻤﺎﺋﻠﻪ ‪ .. ε‬ﻟﻮﺟﺪت ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ أﻧﻪ‬ ‫آ ﺎن إذا ﺻ ﺎﻓﺤﻪ أﺣ ﺪ ﻟ ﻢ ﻳﻨ ﺰع ‪ ε‬ﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪ‬ ‫اﻟﻤﺼﺎﻓﺢ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺰع ذاك ﻳﺪﻩ أو ًﻻ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬إذا آﻠﻤ ﻪ أﺣ ﺪ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬أي‬ ‫اﻟﺘﻔﺖ ﺑﻮﺟﻬﻪ وﺟﺴﻤﻪ إﻟﻴﻪ ﻳﺴﺘﻤﻊ وﻳﻨﺼﺖ ‪..‬‬ ‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس آﻠﻤﺎ أﺷﻌﺮﺗﻬﻢ ﺑﻘﻴﻤﺘﻬﻢ وأﻇﻬﺮت اﻻهﺘﻤﺎم‬ ‫ﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻣﻠﻜﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬وأﺣﺒﻮك ‪..‬‬ ‫‪ 25.‬أﺷﻌﺮهﻢ أﻧﻚ ﺗﺤﺐ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آﻠﻤ ﺎ آﺎن ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻤﻠﻮءًا ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﻨﺼﺢ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ‬ ‫‪ ..‬آﻠﻤ ﺎ ﺻ ﺮت ﺻ ﺎدﻗ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻬﺎراﺗ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وآﻠﻤﺎ أﺣﺲ اﻟﻨﺎس ﺑﺤﺒﻚ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬ازدادوا هﻢ أﻳﻀ ًﺎ‬ ‫ﻟﻚ ﻣﺤﺒﺔ وﻗﺒﻮ ًﻻ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ إﺣ ﺪى اﻟﻄﺒﻴ ﺒﺎت ﺗﻤﺘﻠ ﺊ ﻋ ﻴﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ‬ ‫داﺋﻤ ًﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮاﺟِﻌﺎت ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮﻳﻀﺎت ﻳﺮﻏﺒﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻴﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ‬ ‫وآ ﻞ واﺣ ﺪة ﺗﺸ ﻌﺮ أﻧﻬ ﺎ ﺻ ﺪﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ‬ ‫اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ هﺬﻩ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺗﻤﺎرس ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﺴﺤﺮ‬ ‫ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻮب اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬أﻧﻬ ﺎ اﺗﻔﻘ ﺖ ﻣ ﻊ اﻟﺴ ﻜﺮﺗﻴﺮة أﻧﻬ ﺎ إذا‬ ‫اﺗﺼ ﻠﺖ إﺣ ﺪى اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺎت ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗ ﺘﺤﺪث ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ أو ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻳﺨﺺ اﻟﻤﺮض ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈن اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮة ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﺳﻤﻬﺎ ‪ ..‬وﺗﺮﺣﺐ ﺑﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺗﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻬﺎ اﻟﺘﻜ ﺮم ﺑﺎﻻﺗﺼ ﺎل ﺑﻌ ﺪ ﺧﻤ ﺲ‬ ‫دﻗﺎﺋﻖ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮة اﻟﻤﻠﻒ اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ‬ ‫‪ ..‬وﺗ ﻨﺎوﻟﻪ ﻟﻠﻄﺒﻴ ﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﻘ ﺮأ اﻟﻄﺒﻴ ﺒﺔ ﻣﻌﻠ ﻮﻣﺎت‬ ‫اﻟﻤ ﺮض ‪ ..‬وﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺑﻄﺎﻗ ﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ‪..‬‬ ‫وﻣﻌﻠ ﻮﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ ﺑﻤ ﺎ ﻓ ﻴﻬﺎ وﻇﻴﻔ ﺘﻬﺎ وأﺳ ﻤﺎء‬ ‫أوﻻدهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا اﺗﺼ ﻠﺖ اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺔ ‪ ..‬رﺣ ﺒﺖ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻄﺒﻴ ﺒﺔ ‪..‬‬

‫‪59‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﺳ ﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋ ﻦ ﻣﺮﺿ ﻬﺎ ‪ ..‬وﻋ ﻦ ﻓ ﻼن وﻟ ﺪهﺎ‬ ‫اﻟﺼﻐﻴﺮ ‪ ..‬وأﺧﺒﺎر وﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺸ ﻌﺮ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ أن هﺬﻩ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺗﺤﺒﻬﺎ ﺟﺪًا‬ ‫ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺤﻔ ﻆ أﺳ ﻤﺎء أوﻻده ﺎ وﺗﺘﺬآ ﺮ‬ ‫ﻣﺮﺿﻬﺎ ‪ ..‬وﻟﻢ ﺗﻨﺲ ﻣﻜﺎن ﻋﻤﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺘﺮﻏﺐ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻴﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أرأﻳ ﺖ أن اﻣﺘﻼك اﻟﻘﻠﻮب وأﺳﺮهﺎ ﺳﻬﻞ ﺟﺪًا‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻻ ﺑ ﺄس أن ﺗﻌﺒ ﺮ ﻋﻦ ﻣﺤﺒﺘﻚ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺑﻜﻞ‬ ‫ﺻ ﺮاﺣﺔ ‪ ..‬ﺳ ﻮاء آﺎﻧ ﻮا أﺑ ًﺎ أو أﻣ ًﺎ ‪ ..‬أو‬ ‫زوﺟﺔ أو أﺑﻨﺎء ‪ ..‬أو زﻣﻼء وﺟﻴﺮان ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﻜ ﺘﻢ ﻣﺸ ﺎﻋﺮك ﻧﺤﻮهﻢ ‪ ..‬ﻗﻞ ﻟﻤﻦ ﺗﺤﺒﻪ ‪:‬‬ ‫أﻧﺎ أﺣﺒﻚ ‪ ..‬أﻧﺖ ﻏﺎ ٍل إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻋﺎﺻ ﻴ ًﺎ ﻗﻞ ﻟﻪ ‪ :‬إﻧﻚ أﺣﺐ إﻟﻲ‬ ‫ﻣﻦ أﻧﺎس آﺜﻴﻴﻴﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وﻟﻢ ﺗﻜﺬب ﻓﻬﻮ أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد‬ ‫‪ ..‬أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ ‪ ..‬آﻦ ذآﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ ذهﺒﺖ ﻣﺮة ﻷداء اﻟﻌﻤﺮة ‪ ..‬وآﻨﺖ‬ ‫ﺧﻼل ﻃﻮاﻓﻲ وﺳﻌﻴﻲ أدﻋﻮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌًﺎ‬ ‫‪ ..‬ﺑ ﺎﻟﺤﻔﻆ واﻟﻨﺼ ﺮ واﻟﺘﻤﻜ ﻴﻦ ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ ﻗﻠﺖ‬ ‫‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ واﻏﻔﺮ ﻷﺣﺒﺎﺑﻲ وأﺻﺤﺎﺑﻲ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﺑﻌ ﺪ اﻧﺘﻬﺎﺋ ﻲ ﻣ ﻦ ﺷ ﻌﺎﺋﺮهﺎ ‪ ..‬ﺣﻤ ﺪت اﷲ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻴﺴﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اآﺘ ﺮﻳﺖ ﻓ ﻨﺪﻗ ًﺎ ﻷﺑ ﻴﺖ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ وﺿﻌﺖ‬ ‫رأﺳ ﻲ ﻋﻠ ﻰ وﺳ ﺎدﺗﻲ آﺘ ﺒﺖ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻋﺒ ﺮ‬ ‫اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﺠﻮال أﻗﻮل ﻓﻴﻬﺎ ‪:‬‬ ‫"اﻵن أﻧﻬ ﻴﺖ اﻟﻌﻤ ﺮة وﺗﺬآﺮت أﺣﺒﺎﺑﻲ وأﻧﺖ‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ ﻓﻠ ﻢ أﻧﺴ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﻋﺎء اﷲ ﻳﺤﻔﻈ ﻚ‬ ‫وﻳﻮﻓﻘﻚ " ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ‪..‬‬ ‫أرﺳ ﻠﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ اﻷﺳ ﻤﺎء اﻟﻤﺨ ﺰﻧﺔ ﻓ ﻲ ذاآ ﺮة‬ ‫اﻟﻬﺎﺗﻒ ‪ ..‬آﺎﻧﺖ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ اﺳﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ أآﻦ أﺗﺼﻮر اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﺠﻴﺐ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ :‬واﷲ إﻧ ﻲ أﺑﻜﻲ وأﻧﺎ‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ أرﺳ ﻞ إﻟ ّ‬ ‫أﻗﺮأ رﺳﺎﻟﺘﻚ ‪ ..‬أﺷﻜﺮك أﻧﻚ ذآﺮﺗﻨﻲ ﺑﺪﻋﺎﺋﻚ‬ ‫‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﺁﺧ ﺮ آﺘﺐ ‪ :‬واﷲ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺎ أدري ﺑﻢ‬ ‫أرد ﻋﻠﻴﻚ ! وﻟﻜﻦ ﺟﺰاك اﷲ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫واﻟ ﺜﺎﻟﺚ آ ﺘﺐ ‪ :‬أﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳﺴ ﺘﺠﻴﺐ دﻋ ﺎءك ‪..‬‬ ‫وﻧﺤﻦ واﷲ ﻻ ﻧﻨﺴﺎك ‪..‬‬ ‫ﻧﺤ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ﻧﺤ ﺘﺎج ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻴﻨﺔ واﻷﺧﺮى أن‬ ‫ُﻧ َﺬ ّآ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺄﻧ ﻨﺎ ﻧﺤ ﺒﻬﻢ ‪ ..‬وأن آﺜ ﺮة ﻣﺸ ﺎﻏﻞ‬ ‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺴﻨﺎ إﻳﺎهﻢ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺑﺄس أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ‪..‬‬ ‫ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻜ ﺘﺐ إﻟ ﻰ أﺣ ﺒﺎﺑﻚ ‪ :‬دﻋ ﻮت ﻟﻜ ﻢ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫اﻷذان واﻹﻗﺎﻣ ﺔ ‪ ..‬أو ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﻋﺔ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ اﻷﺧﻴﺮة‬ ‫‪..‬‬ ‫وإذا آﺎﻧ ﺖ ﻧﻴ ﺘﻚ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ هﺬا إﻇﻬﺎر‬ ‫ﻟﻠﻌﻤ ﻞ أو رﻳ ﺎء ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ زﻳ ﺎدة أﻟﻔ ﺔ وﻣﺤ ﺒﺔ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫أذآﺮ أﻧﻲ أﻟﻘﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ دﻋﻮي ﺻﻴﻔﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻄﺎﻳﻒ ‪ ..‬ﻓﻲ ﺟﺒﺎل اﻟﺸﻔﺎء وهﻲ ﻣﺘﻨﺰﻩ‬ ‫ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ أﻋﺪاد آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أآﺜ ﺮ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ هﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻬﺮ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﺨﻴ ﺮ واﻟﺼ ﻼح ‪ ..‬أﻣ ﺎ اﻟﺸ ﺒﺎب اﻵﺧ ﺮون‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ﺑﻘ ﻮا ﻓ ﻲ أﻃ ﺮاف اﻟﻤﺘﻨ ﺰهﺎت ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻟﻬ ﻮ‬ ‫وﻃﺮب ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﺖ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻞ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺎب ﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﺷﻌﺮ ﻏﺮﻳﺒﺔ وﻳﻠﺒﺲ‬ ‫ﺑ ﻨﻄﺎل ﺟﻴﻨ ﺰ ﺿ ﻴﻖ ‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ ﻳﺼ ﺎﻓﺢ وﻳﺸ ﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﻠﻤﺖ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺤ ﺮارة ‪ ..‬وﺷ ﻜﺮﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻀ ﻮرﻩ‬ ‫وه ﺰزت ﻳ ﺪﻩ وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬وﺟﻬﻚ وﺟﻪ داﻋﻴﺔ ‪ ..‬ﺗﺒﺴﻢ‬ ‫واﻧﺼﺮف ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺪهﺎ ﺑﺄﺳ ﺒﻮﻋﻴﻦ ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑﺎﺗﺼﺎل ﻳﻘﻮل ‪ :‬هﺎﻩ ﻣﺎ‬ ‫ﻋﺮﻓﺘﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻳ ﺎ ﺷﻴﺦ أﻧﺎ اﻟﺬي ﻗﻠﺖ ﻟﻲ وﺟﻬﻚ وﺟﻪ‬ ‫داﻋ ﻴﺔ ‪ ..‬واﷲ ﻷﺻ ﺒﺤﻦ داﻋ ﻴﺔ إن ﺷﺎء اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﺻﺎر ﻳﺸﺮح ﻟﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت ‪..‬‬ ‫أرأﻳ ﺖ آ ﻴﻒ ﻳﺘﺄﺛ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺼ ﺪق اﻟﻌ ﺒﺎرة ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺤﺒﺔ ‪!..‬‬ ‫أﻣ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﻳﺎﺳ ﺮ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﺑ ﺮوﻋﺔ أﺧﻼﻗ ﻪ ‪ ..‬وﻗﺪرﺗ ﻪ ﻋﻠ ﻰ إﻇﻬ ﺎر ﻣﺤﺒ ﺘﻪ‬ ‫اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ‪ ..‬أﺟ ّﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪..‬‬

‫‪60‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وآﺎﻧﺎ ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺮ دوﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ ﻳﺴﺒﻖ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺈن ﺑﻜﺮ ﻋﻤﺮ‬ ‫ﻟﻠﺼ ﻼة وﺟ ﺪ أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﺳ ﺒﻘﻪ ‪ ..‬وإن أﻃﻌ ﻢ‬ ‫ﻣﺴﻜﻴﻨ ًﺎ وﺟﺪ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺳﺒﻘﻪ ‪..‬‬ ‫وإن ﺻﻠﻰ ﻟﻴﻠﺔ ‪ ..‬وﺟﺪ اﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻗﺒﻠﻪ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻣ ﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﺴﺪ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ ﻧﺎزﻟﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫واﻓ ﻖ ذﻟ ﻚ اﻟ ﻮﻗﺖ أن ﻋﻤ ﺮ ﻋ ﻨﺪﻩ ﺳ ﻌﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﻟ ﻴﻮم أﺳ ﺒﻖ أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬إن ﺳ ﺒﻘﺘﻪ‬ ‫ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ذه ﺐ ﻋﻤ ﺮ ﻓﺠ ﺎء ﺑﻨﺼ ﻒ ﻣﺎﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﺪﻓﻌﻪ إﻟﻰ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻤﺎ أول آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ ‪ ε‬ﻟﻌﻤﺮ ﻟﻤﺎ رأى اﻟﻤﺎل ؟‬ ‫ه ﻞ ﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ ﻣﻘ ﺪار اﻟﻤ ﺎل ؟ أم ﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ‬ ‫ﻧﻮﻋﻪ ذهﺐ أم ﻓﻀﺔ ؟‬ ‫ﻻ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﻟﻤ ﺎ رأى ‪ ε‬آﺜ ﺮة اﻟﻤ ﺎل ‪ ..‬ﺗﻜﻠ ﻢ‬ ‫ﺑﻜﻠﻤ ﺎت ﻳﺴ ﺘﻨﺘﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻤﺮ أﻧﻪ ﻣﺤﺒﻮب ﻋﻨﺪ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻌﻤﺮ ‪ ) :‬ﻣﺎ أﺑﻘﻴﺖ ﻷهﻠﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ؟ ( ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﺑﻘﻴﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺜﻠﻪ‬ ‫" ‪..‬‬ ‫وﻳﺠﻠ ﺲ ﻋﻤ ﺮ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻨﺘﺸﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﻨﺘﻈﺮ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺄﺗ ﻲ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ τ‬ﺑﻤ ﺎ ٍل آﺜﻴ ﺮ ﻓ ﻴﺪﻓﻌﻪ إﻟ ﻰ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬وﻋﻤ ﺮ واﻗ ﻒ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ‪ ..‬ﻳ ﺮى‬ ‫اﻟﻌﻄﺎء وﻳﺴﻤﻊ اﻟﺤﻮار ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺎل ‪ ..‬ﻳﺴﺄل أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ) :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫أﺑﻘﻴﺖ ﻷهﻠﻚ ؟ ( ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﻓﻬ ﻮ ﻳﺤﺐ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وﻳﺤﺐ أهﻠﻪ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻀﺮر ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أﺑﻘ ﻴﺖ ﻟﻬ ﻢ‬ ‫اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ‪ ..‬أﻣﺎ اﻟﻤﺎل ﻓﻘﺪ أﺗﻴﺖ ﺑﻪ ﺟﻤﻴﻌًﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻟﻢ ﻳﺄت ﺑﻨﺼﻔﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺑﺮﺑﻌﻪ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ أﺗﻰ ﺑﻪ‬ ‫آﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ‪ τ‬إﻻ أن ﻗﺎل ‪ ":‬ﻻ ﺟﺮَم ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻻ ﺳﺎﺑﻘﺖ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ أﺑﺪًا " ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﺸﻌﺮون أﻧﻪ ‪ ε‬ﻳﺤﺒﻬﻢ‪..‬ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻳﻬﻴﻤﻮن‬ ‫ﺑ ﻪ ﺣ ﺒ ًﺎ ‪..‬ﺻ ﻠﻰ ﺑﻬ ﻢ ‪ ε‬إﺣ ﺪى اﻟﺼ ﻠﻮات ‪ ..‬ﻓﻜﺄﻧ ﻪ‬ ‫ﻼ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت أﻗﺼﺮ ﻣﻦ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ‬ ‫ﻋﺠ ﻞ ﺑﺼ ﻼﺗﻪ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ اﻧﻘﻀﺖ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬رأى ‪ ε‬ﺗﻌﺠﺐ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ ‪ :‬ﻟﻌﻠﻜﻢ ﻋﺠﺒﺘﻢ ﻣﻦ ﺗﺨﻔﻴﻔﻲ ﻟﻠﺼﻼة ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ ! ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬إﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻜﺎء ﺻﺒﻲ ﻓﺮﺣﻤﺖ أﻣﻪ ‪!!..‬‬ ‫أرأﻳ ﺖ آ ﻴﻒ ﻳﺤ ﺐ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﻳﻈﻬ ﺮ ﻟﻬ ﻢ ه ﺬﻩ‬ ‫اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﺴﺖ وﺣﺪك ‪..‬‬ ‫أﻇﻬﺮ ﻋﻮاﻃﻔﻚ ‪ ..‬آﻦ ﺻﺮﻳﺤ ًﺎ ‪ :‬أﻧﺎ أﺣﺒﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺣﺖ ﺑﻠﻘﻴﺎك ‪ ..‬أﻧﺖ ﻏﺎل إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ‪..‬‬ ‫‪ 26.‬اِﺣﻔﻆ اﻷﺳﻤﺎء ‪..‬‬ ‫وهﺬا ﻣﻦ اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﺗﻘﺎﺑ ﻞ ﺷﺨﺼ ًﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺎرض‬ ‫‪ ..‬آﻠﻘﺎء ﻋﻨﺪ ﺑﻨﻚ ‪ ..‬أو ﻓﻲ ﻃﺎﺋﺮة ‪ ..‬أو ﻓﻲ وﻟﻴﻤﺔ‬ ‫ﻋﺎﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﺳﻤﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﺮاﻩ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫ﻻ ﺷﻚ أن ذﻟﻚ ﻳﻄﺒﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻚ ﻣﺤﺒﺔ وﺗﻘﺪﻳﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺣﻔﻈ ﻚ ﻻﺳ ﻢ اﻟﺸ ﺨﺺ اﻟ ﺬي أﻣﺎﻣ ﻚ ﻳﺸ ﻌﺮﻩ‬ ‫ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮق ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﺪرس اﻟ ﺬي ﻳﺤﻔ ﻆ أﺳ ﻤﺎء ﻃﻼﺑ ﻪ ‪..‬‬ ‫واﻟﺬي ﻻ ﻳﺤﻔﻆ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻮﻟﻚ ﻟﻠﻄﺎﻟ ﺐ ‪ :‬ﻗ ﻢ ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ‪ :‬ﻗﻢ ﻳﺎ‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺗﻒ ‪ ..‬أﻳﻬﻤﺎ أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫أن ﻳﺠﻴﺒﻚ ﻣﻦ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬أو أﻟﻮ ‪..‬‬ ‫أو ﻳﻘ ﻮل ﻣﺤﺘﻔ ﻴ ًﺎ ‪ :‬ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟﺪ ‪ ..‬هﻼ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ان اﺳ ﺘﻤﺎﻋﻚ ﻻﺳ ﻤﻚ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻘﻠ ﺐ رﻧ ﺔ‬ ‫ﻗﺒﻞ اﻷذن ‪..‬‬ ‫ﺟ ﺮت اﻟﻌ ﺎدة ﺑﻌ ﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮات اﻟﻌﺎﻣ ﺔ أن ﻳ ﺰدﺣﻢ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺼﺎﻓﺤﻮن وﻳﺸﻜﺮون ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ أﺣ ﺮص ﻋﻠ ﻰ ﺗ ﺮدﻳﺪ آﻠﻤ ﺔ ‪ :‬اﻻﺳ ﻢ اﻟﻜﺮﻳﻢ ؟‬

‫‪61‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺣ ﻴﺎك اﷲ ﻣ ﻦ اﻷخ ؟ ‪ ..‬أﻗ ﻮﻟﻬﺎ ﻟﻜ ﻞ واﺣ ﺪ‬ ‫أﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﺑﺪي ﻟﻪ اهﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻜﺎن آﻞ‬ ‫واﺣ ﺪ ﻳﺠﻴﺒﻨ ﻲ ﻣﺴﺘﺒﺸ ﺮًا ‪ :‬أﺧ ﻮك زﻳ ﺎد ‪..‬‬ ‫اﺑﻨﻚ ﻳﺎﺳﺮ ‪..‬‬ ‫وأذآ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ أﻧ ﻪ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺳﻠﻢ ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫وﻣﻀ ﻮا ‪ ..‬ﻋ ﺎد أﺣ ﺪهﻢ ﻟﻴﺴ ﺄل ‪ ..‬ﻓ ﺄول ﻣ ﺎ‬ ‫ﻲ ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﺣ ﻴﺎك اﷲ ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟ ﺪ ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﺎﺑ ﺘﻬﺞ وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ !! ﺗﻌﺮف اﺳﻤﻲ‬ ‫!!‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ﻳﺤﺒﻮن ﻣﻨﺎداﺗﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌ ﺮوف أن اﻟﻤﻮﻇ ﻒ اﻟﻌﺴ ﻜﺮي ﻳﻌﻠﻖ‬ ‫ﻟﻮﺣﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻓ ﻲ إﺣ ﺪى‬ ‫اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ‪ ..‬ﻓﺎزدﺣﻢ أآﺜﺮهﻢ ﻣﺴﻠﻤًﺎ‬ ‫ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أﺣ ﺪهﻢ ﻳﻘﺘ ﺮب وﻳﺒ ﺘﻌﺪ ‪ ..‬وآﺄﻧ ﻪ ﻳ ﺮﻳﺪ‬ ‫اﻟﺴﻼم ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﻣﺰاﺣﻤﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ وﻟﻤﺤ ﺖ ﻟ ﻮﺣﺔ اﺳ ﻤﻪ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺪدت‬ ‫ﻳ ﺪي إﻟ ﻴﻪ وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﻓ ﻼن !! ﻓﺘﻐﻴ ﺮ‬ ‫وﺟﻬ ﻪ وﺗﻌﺠ ﺐ ‪ ..‬وﻣ ﺪ ﻳ ﺪﻩ ﻣﺼ ﺎﻓﺤ ًﺎ وه ﻮ‬ ‫ﻳﺘﺒﺴﻢ وﻳﻘﻮل ‪ :‬هﺎﻩ !! آﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ اﺳﻤﻲ ؟‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺒﻬﻢ ‪ ..‬ﻻزم ﻧﻌﺮف‬ ‫أﺳﻤﺎءهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎن ﻟﻬﺬا ﺗﺄﺛﻴﺮ آﺒﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻘﺘ ﻨﻊ ﺑﻬ ﺬا وﻳﺘﻤﻨ ﻰ ﻟ ﻮ‬ ‫اﺳﺘﻄﺎع ﺣﻔﻆ أﺳﻤﺎء اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ أﺳﺒﺎب ﻋﺪم ﺣﻔﻆ اﻷﺳﻤﺎء ‪ ..‬ﻓﻬﻲ آﺜﻴﺮة‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﻋ ﺪم اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻷﺷ ﺨﺎص أﺛ ﻨﺎء‬ ‫ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﻨﻬﺎ ‪ ..‬اﻟﺘﺸﺎﻏﻞ وﻗﺖ اﻟﺘﻌﺎرف وﻋﺪم‬ ‫اﻟﺘﺮآﻴﺰ أﺛﻨﺎء اﺳﺘﻤﺎع اﻻﺳﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﻣﻮﻗﻔﻚ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ‪..‬‬ ‫آﺎﻋ ﺘﻘﺎدك ﺑﺄﻧ ﻚ ﻟ ﻦ ﺗﻘﺎﺑﻠ ﻪ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻘﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ‪ :‬ﻻ داﻋﻲ ﻟﺤﻔﻆ اﻻﺳﻢ ‪..‬‬ ‫أو آﺎن إﻧﺴﺎﻧ ًﺎ ﺑﺴﻴﻄ ًﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺜﻴﺮ اهﺘﻤﺎﻣﻚ ‪..‬‬ ‫أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ اﻻﺳﻢ ﺟﻴﺪًا وﺗﺸﻌﺮ‬ ‫ﺑﺤﺮج ﻣﻦ ﻃﻠﺐ إﻋﺎدة اﺳﻤﻪ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻬﺬﻩ أﺳﺒﺎب ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺤﻔﻈﻮن اﻷﺳﻤﺎء ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﻌﻼج ﻟﺤﻔﻆ اﻷﺳﻤﺎء ‪ ..‬ﻓﻠﻪ ﻃﺮق ‪ ..‬ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬ ‫اﻻﻗﺘﻨﺎع ﺑﺄهﻤﻴﺔ ﺗﺬآﺮ اﻻﺳﻢ واﺳﺘﺸﻌﺎرك أﻧﻚ‬ ‫ﺑﺴﻤﺎﻋﻚ ﻟﻪ ﺳﺘﺴﺄل ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ دﻗﺎﺋﻖ ‪..‬‬ ‫وﻣﻨﻬﺎ ‪ ..‬اﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺸﺨﺺ أﺛﻨﺎء‬ ‫اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﺳﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺎول أن ﺗﻼﺣﻆ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺪﻳﺜﻪ‬ ‫واﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻟﻴﻨﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذاآﺮﺗﻚ ‪..‬‬ ‫أﺛﻨﺎء ﺣﺪﻳﺜﻚ ﻣﻌﻪ ﻧﺎدﻩ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻣﺮارًا ‪ ..‬ﺻﺤﻴﺢ ﻳﺎ‬ ‫ﻓﻼن ‪..‬؟ ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪..‬؟ أﻧﺖ ﻣﻌﻲ ﻳﺎ ﻓﻼن‬ ‫‪..‬؟ وآﺮرﻩ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬ ‫أﺷﻌﺮﻧﻲ ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑﻲ ‪ ..‬ﺑﺤﻔﻈﻚ اﺳﻤﻲ ‪..‬‬ ‫وﻧﺎدﻧﻲ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻷﺣﺒﻚ ‪..‬‬

‫‪ 27.‬آﻦ ﻟﻤﺎﺣًﺎ‬ ‫ﻗﺴﻢ آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻧﻤﺎرﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬ ‫ﻧﻔﻌﻠﻬﺎ ﻷﺟﻞ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻷﺟﻞ أﻧﻔﺴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﺪﻋﻰ ﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﻋﺮس ‪ ..‬ﻓﺘﻠﺒﺲ أﺣﺴﻦ ﺛﻴﺎﺑﻚ‬ ‫‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ ﺗﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻷﺟ ﻞ ﻟﻔ ﺖ اﻧﺘﺒﺎﻩ اﻟﻨﺎس وﺟﺬب‬ ‫إﻋﺠﺎﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻻ ﻷﺟﻞ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻩ ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬ ‫وﺗﻔ ﺮح إذا ﻻﺣﻈ ﺖ أﻧﻬ ﻢ أُﻋﺠﺒﻮا ﺑﺠﻤﺎل هﻴﺌﺘﻚ ‪..‬‬ ‫أو روﻧﻖ ﺛﻴﺎﺑﻚ ‪..‬‬ ‫وﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺆﺛﺚ ﻣﺠﻠ ﺲ ﺿ ﻴﻮﻓﻚ ‪ ..‬وﺗ ﺘﻜﻠﻒ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺗ ﺰوﻳﻘﻪ واﻟﻌ ﻨﺎﻳﺔ ﺑ ﻪ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ أﻳﻀ ًﺎ ﻷﺟﻞ‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ ﻷﺟ ﻞ ﻧﻈ ﺮ ﻧﻔﺴ ﻚ ‪ ..‬ﺑﺪﻟ ﻴﻞ أﻧ ﻚ‬ ‫ﺗﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﻐ ﺮﻓﺔ اﺳ ﺘﻘﺒﺎل اﻟﻀ ﻴﻮف أآﺜ ﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺘﻚ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ‪ ..‬أو ﺑﺤﻤﺎم أﻃﻔﺎﻟﻚ !!‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﻋ ﻮ أﺻ ﺤﺎﺑﻚ إﻟ ﻰ ﻃﻌ ﺎم ‪ ..‬أﻻ ﺗ ﺮى أن‬ ‫زوﺟ ﺘﻚ – ورﺑﻤ ﺎ أﻧ ﺖ ‪ -‬ﺗﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﺘ ﺮﺗﻴﺐ اﻟﻄﻌ ﺎم‬ ‫وﺗ ﻨﻮﻳﻌﻪ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺎدة ‪ ..‬ﺑﻠ ﻰ ‪ ..‬وآﻠﻤ ﺎ زادت‬ ‫أهﻤ ﻴﺔ ه ﺆﻻء اﻷﺻ ﺤﺎب ‪ ..‬زادت اﻟﻌ ﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم‬ ‫‪..‬‬ ‫وآ ﻢ ﺗﻜ ﻮن ﺳ ﻌﺎدﺗﻨﺎ ﻏﺎﻣ ﺮة ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳﺜﻨﻲ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻟﺒﺎﺳﻨﺎ أو دﻳﻜﻮرات ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ‪ ..‬أو ﻟﺬة ﻃﻌﺎﻣﻨﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل ‪ " : ε‬وﻟ ﻴﺄت إﻟ ﻰ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﺬي ﻳﺤﺐ أن‬ ‫ﻳﺄﺗ ﻮا إﻟ ﻴﻪ " أي ﻋﺎﻣ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﺑﻤ ﺎ ﺗﺤ ﺐ أن‬

‫‪62‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻳﻌﺎﻣﻠﻮك ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ‪..‬؟!‬ ‫ﻼ ‪ ..‬اﻧﺘﺒﻪ ﻟﻪ‬ ‫رأﻳ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ﺟﻤ ﻴ ً‬ ‫‪ ..‬أﺛ ﻦ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬أﺳ ﻤﻌﻪ آﻠﻤ ﺎت رﻧﺎﻧ ﺔ ‪ ..‬ﻣ ﺎ‬ ‫ﺷ ﺎء اﷲ !! ﻣ ﺎ ه ﺬا اﻟﺠﻤ ﺎل !! اﻟ ﻴﻮم آﺄﻧ ﻚ‬ ‫ﻋﺮﻳﺲ !!‬ ‫زارك ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﺸ ﻤﻤﺖ ﻣ ﻦ ﺛ ﻴﺎﺑﻪ ﻋﻄﺮًا ﻓﻮاﺣ ًﺎ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬أﺛ ﻦ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬آ ﻦ‬ ‫ﺟﻤ ﻴ ً‬ ‫ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ ﻣﺎ وﺿﻊ اﻟﻄﻴﺐ إﻻ ﻷﺟﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ردد ﻋ ﺒﺎرات ﺟﻤ ﻴﻠﺔ ‪ ..:‬ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﺋﺢ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ أﺣﺴﻦ ذوﻗﻚ ‪..‬‬ ‫دﻋ ﺎك ﺷ ﺨﺺ ﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬أﺛ ﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈﻧ ﻚ ﺗﻌﻠ ﻢ أن أﻣﻪ أو زوﺟﺘﻪ أو أﺧﺘﻪ وﻗﻔﺖ‬ ‫ﺳ ﺎﻋﺎت ﻓ ﻲ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ﻷﺟﻠ ﻚ ‪ ..‬أو ﻷﺟ ﻞ‬ ‫اﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻴﻦ ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أو أﻧ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ﻞ ﺗﻌ ﺐ ﻓ ﻲ إﺣﻀ ﺎرﻩ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﻄﻌ ﻢ وﻣﺤ ﻞ اﻟﺤﻠ ﻮﻳﺎت ‪ ..‬و ‪ ..‬ﻓﺄﺳ ﻤﻌﻪ‬ ‫آﻠﻤ ﺎت ﺗﺠﻌﻠ ﻪ ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻚ ﻣﻤ ﺘﻦ ﻟ ﻪ ﺑﻤ ﺎ ﻗﺪم‬ ‫ﺳﺪَى ‪..‬‬ ‫ﻟﻚ ‪ ..‬وأن ﺗﻌﺒﻪ ﻟﻢ ﻳﺬهﺐ ُ‬ ‫دﺧﻠ ﺖ ﺑ ﻴﺖ أﺣ ﺪ أﺻﺪﻗﺎﺋﻚ – أو دﺧﻠﺘﻲ ﺑﻴﺖ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫إﺣ ﺪى ﺻ ﺪﻳﻘﺎﺗﻚ – ﻓ ﺮأﻳﺖ أﺛﺎﺛ ًﺎ ﺟﻤ ﻴ ً‬ ‫ﻓﺄﺛﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺛﺎث ‪ ..‬واﻟﺬوق اﻟﺮﻓﻴﻊ ‪ ) ..‬ﻟﻜﻦ‬ ‫اﻧﺘ ﺒﻪ ﻻ ﺗ ﺒﺎﻟﻎ ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ أﻧﻪ اﺳﺘﻬﺰاء (‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺣﻀ ﺮت ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ‪ ..‬ﻓﺴ ﻤﻌﺖ ﺣﻤ ﺪ‬ ‫ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻣ ﻊ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﺑ ﺎﻧﻄﻼق ‪ ..‬وﻗ ﺪ أﺣ ﻴﺎ‬ ‫اﻟﻤﺠﻠ ﺲ ‪ ..‬وأﺳ ﻌﺪ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫‪ ..‬ﺧ ﺬ ﺑ ﻴﺪﻩ إذا ﻗﻤ ﺘﻢ ‪ ..‬ﻗﻞ ﻟﻪ ‪ :‬ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ‬ ‫‪ !!..‬ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﻘ ﺪرات !! ﺑﺼ ﺮاﺣﺔ ﻣ ﺎ ﻣﱠﻠ ﺢ‬ ‫اﻟﻤﺠﻠﺲ إﻻ ﺣﻀﻮرك ‪..‬‬ ‫ﺟﺮب اﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﺴﻮف ﻳﺤﺒﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻟﻮﻟﺪ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ‪ ..‬ﻗﺒﱠﻞ ﻳﺪَﻩ‬ ‫رأﻳ ﺖ ﻣ ﻮﻗﻔ ًﺎ ﺟﻤﻴ ً‬ ‫ب إﻟ ﻴﻪ ﻧﻌﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬أﺛﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﺪ ‪ ..‬آﻦ‬ ‫‪ ..‬ﻗ ﱠﺮ َ‬ ‫ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ‪ ..‬أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫زرت أﺧﺘﻚ ‪ ..‬رأﻳﺖ ﻋﻨﺎﻳﺘﻬﺎ ﺑﺄوﻻدهﺎ ‪ ..‬آﻦ‬ ‫ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫رأﻳ ﺖ ﻋ ﻨﺎﻳﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ﺑ ﺄوﻻدﻩ ‪ ..‬أو روﻋ ﺔ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗ ﺮﺣﻴﺒﻪ ﺑﻀ ﻴﻮﻓﻪ ‪ ..‬آ ﻦ ﺟ ﺮﻳﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬أﺛ ﻦ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬أﺧﺮج ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪرك ﻣﻦ اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫رآ ﺒﺖ ﻣ ﻊ ﺷ ﺨﺺ ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬أو اﺳ ﺘﺄﺟﺮت‬ ‫ﻦ ﻗﻴﺎدﺗﻪ‬ ‫ﺗﺎآﺴ ﻲ ‪ ..‬ﻻﺣﻈ ﺖ ﻧﻈﺎﻓ ﺔ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﺣُﺴ َ‬ ‫‪ ..‬آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ ﺗﻘ ﻮل ‪ :‬ه ﺬﻩ أﻣ ﻮر ﻋﺎدﻳ ﺔ ‪ ..‬ﺻ ﺤﻴﺢ ﻟﻜ ﻨﻬﺎ‬ ‫ﻣﺆﺛﺮة ‪..‬‬ ‫ﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺮﺑﺖ ذﻟ ﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ ‪ ..‬وﻣﺎرﺳﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة‬ ‫ﻣ ﻊ أﻋ ﺪاد ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬آﺒﺎرًا وﺻﻐﺎرًا ‪ ..‬وﻋﻤﺎ ًﻻ‬ ‫ﺑﺴﻄﺎء ‪ ..‬وﻣﺪرﺳﻴﻦ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻣﺎرﺳﺘﻬﺎ ﻣﻊ أﺷﺨﺎص‬ ‫ﻳﺸ ﻐﻠﻮن ﻣﻨﺎﺻ ﺐ ﻋﻠ ﻴﺎ ‪ ..‬ورأﻳ ﺖ ﻣ ﻦ ﺗﺄﺛ ﺮهﻢ‬ ‫أﻋﺎﺟﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﺘﻈ ﺮهﺎ اﻟ ﻨﺎس ﻣﻨﻚ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ؟‬ ‫ﻋﺮﻳﺲ ‪ ..‬رأﻳﺘﻪ ﺑﻌﺪ زواﺟﻪ ﺑﺄﺳﺒﻮع ‪..‬‬ ‫رﺟﻞ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﻋﻠﻴﺎ ‪..‬‬ ‫ﺷﺨﺺ ﺳﻜﻦ ﺑﻴﺘ ًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ‪..‬‬ ‫آﻠﻬ ﻢ ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ﻳﻨﺘﻈ ﺮون ﻣ ﻨﻚ آﻠﻤ ﺎت ‪ ..‬آ ﻦ آﻤ ﺎ‬ ‫ﻳﺘﻮﻗﻌﻮن ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﺠ ﻴﺪ ‪ -‬اﺑ ﻦ ﻋﻤﻲ ‪ -‬ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ‬ ‫اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ‪ ..‬ﺑﻌ ﺪ ﺗﺨ ﺮﺟﻪ ﻃﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ اﻟ ﺬهﺎب ﻣﻌ ﻪ‬ ‫ﻟﻠﺠﺎﻣﻌ ﺔ ﻟﺘﺴ ﺠﻴﻠﻪ ﻓ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬اﺗﺼ ﻠﺖ ﺑﻪ ذات ﺻﺒﺎح‬ ‫وﻣﺮرت ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻲ ﻟﻴﺮاﻓﻘﻨﻲ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ اﻟﻤﺸ ﺎﻋﺮ ﺗﺘﺰاﺣﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ‬ ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ‪ ..‬وﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ‪..‬‬ ‫أول ﻣ ﺎ رآ ﺐ ﺳ ﻴﺎرﺗﻲ ﺷ ﻤﻤﺖ راﺋﺤ ﺔ ﻋﻄ ﺮﻩ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ راﺋﺤ ﺔ ﻧﻔﺎﺛ ﺔ ﺟ ﺪًا ‪ ..‬وﻳ ﺒﺪو أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ أﻓ ﺮغ‬ ‫اﻟﻌﻠﺒﺔ آﻠﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺑﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﺼ ﺮاﺣﺔ ﺧﻨﻘﻨ ﻲ ﺑﺎﻟ ﺮاﺋﺤﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺘﺤﺖ اﻟ ﻨﻮاﻓﺬ‬ ‫ﻷﺗ ﻨﻔﺲ ‪ ..‬ﺷ ﻌﺮت أن اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﺗﻜﻠﻒ ﻓﻲ ﺗﺰوﻳﻖ‬ ‫ﺛﻴﺎﺑﻪ ‪ ..‬وﺗﻄﻴﻴﺒﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺖ إﻟﻴﻪ واﺑﺘﺴﻤﺖ وﻗﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔ ﱡ‬ ‫ﻣ ﺎااا ﺷ ﺎااااء اﷲ !!‪ ..‬إﻳ ﺶ هﺎﻟ ﺮواﺋﺢ اﻟﺤﻠ ﻮة !!‬ ‫أﺧ ﺎف ﻋﻤ ﻴﺪ اﻟﻜﻠ ﻴﺔ أول ﻣﺎ ﻳﺸﻢ هﺎﻟﺮاﺋﺤﺔ اﻟﺤﻠﻮة‬ ‫ﻳﺼﺮخ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻣﻘﺒﻮووووول ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺘﺼ ﻮر ﻣ ﺪى اﻟﺴ ﺮور اﻟﺬي ﻏﻄﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬ ‫واﻟﺒﺸﺮ اﻟﺬي ﻃﻔﺢ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ﺑﺤﻤ ﺎس ‪ :‬أﺷ ﻜﺮك ﻳ ﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﱠ‬

‫‪63‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ‪ ..‬أﺷ ﻜﺮك ‪ ..‬واﷲ إﻧ ﻪ ﻋﻄﺮ ﻏﺎاال‬ ‫‪ ..‬وأﺿﻌﻪ داﺋﻤ ًﺎ واﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻈﻮﻧﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﺑ ﺪأ ﻳﺸ ﻤﻪ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮف ﻏﺘ ﺮﺗﻪ وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﺑ ﺎﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ‪ :‬ذوﻗﻲ ﺣﻠﻮ ‪..‬؟!‬ ‫ﺁﺁﺁﻩ ‪ ..‬ﻣ ﺮ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﺳ ﻨﻮات ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ ﺗﺨ ﺮج ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﺠ ﻴﺪ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وﺗﻌﻴﻦ ﻓﻲ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ‪ ..‬إﻻ‬ ‫أن ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻻ ﻳ ﺰال ﻋﺎﻟﻘ ًﺎ ﻓ ﻲ أذﻧ ﻪ ‪..‬‬ ‫رﺑﻤﺎ ذآﺮﻧﻲ ﺑﻪ ﻣﺎزﺣ ًﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻘﺎءات ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻌﻮاﻃﻒ اﻟﻨﺎس‬ ‫وآﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﺳﻬﻞ ﺟﺪًا ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﻲ أﺣﻴﺎن‬ ‫آﺜﻴ ﺮة ﻧﻐﻔ ﻞ ﻋ ﻦ ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرات ﻋﺎدﻳ ﺔ‬ ‫ﻧﻜﺴﺒﻬﻢ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻌﺠﺐ إن ﻗﻠﺖ إن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺨﻠﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ‬ ‫‪ ε‬آ ﺎن ﻳﻤ ﺎرس ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرات ‪ ..‬وأﺣﺴ ﻦ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ أول ﺳ ﻨﻴﻦ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ ﺿ ﻴﻖ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ دﻳ ﻨﻬﻢ ﺑﻤﻜ ﺔ ‪ ..‬هﺎﺟ ﺮوا إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﺮآﻮا دﻳﺎرهﻢ وأﻣﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪم ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻬﺎﺟﺮًا‬ ‫‪ ..‬وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ ﺗﺎﺟ ﺮًا ﻣﻤﻜﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﺟﺎء‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﻴﺮًا ﻣﻌﺪﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫آﺤ ﻞ ﺳ ﺮﻳﻊ ﻟﻠﻤﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬ﺁﺧ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑ ﻴﻦ‬ ‫اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﺁﺧ ﻰ ﺑ ﻴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف وﺑﻴﻦ ﺳﻌﺪ‬ ‫ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻷﻧﺼﺎري ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﺖ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺳﻠﻴﻤﺔ ‪ ..‬وﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺻﺎﻓﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ ..‬أﻧ ﺎ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺳ ﻌﺪ ﻟﻌ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ‪ :‬أي أُﺧ ﱠ‬ ‫أآﺜﺮ أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺴ ﻢ ﻣﺎﻟﻲ ﻧﺼﻔﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺨﺬ ﻧﺼﻔﻪ وأﺑﻖ ﻟﻲ‬ ‫ﻧﺼﻔﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧﺸ ﻲ ﺳ ﻌﺪ أن ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﻳ ﺮﻳﺪ أن‬ ‫ﻳﺘﺰوج ‪ ..‬وﻻ ﻳﺠﺪ زوﺟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺰوﺟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ :‬ﺑﺎرك اﷲ ﻟﻚ ﻓﻲ أهﻠﻚ‬ ‫وﻣﺎﻟﻚ ‪ُ ..‬دﻟّﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮق ‪!!..‬‬ ‫ﺻ ﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺗ ﺮك ﻣﺎﻟ ﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫واﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎر ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ آﺎن ذا ﻋﻘﻞ راﺟﺢ ‪ ..‬وﺧﺒﺮة ﺗﺠﺎرﻳﺔ واﺳﻌﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫دﻟ ﻪ ﺳ ﻌﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻮق ‪ ..‬ﻓ ﺬهﺐ ﻓﺎﺷ ﺘﺮى وﺑ ﺎع‬ ‫ﻓﺮﺑﺢ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ اﺷ ﺘﺮى ﺑﻀ ﺎﻋﺔ ﺑﺎﻵﺟ ﻞ ﺛ ﻢ ﺑﺎﻋﻬ ﺎ ﺣﺎﻟ ﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺎر ﻋﻨﺪﻩ رأس ﻣﺎل ﺗﺎﺟﺮ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻳﺘﻘﻦ ﻓﻦ اﻟﺒﻴﻊ واﻟﺸﺮاء واﻟﻤﻤﺎآﺴﺔ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫ﺟﻤﻊ ﻣﺎ ًﻻ ﻓﺘﺰوج ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬وﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ع زﻋﻔﺮان ‪ ..‬أي أﺛﺮ ﻃﻴﺐ ﻧﺴﺎء ‪!!..‬‬ ‫و ْد ُ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒ ًﺎ ﻓﻬﻮ ) ﻋﺮﻳﺲ ( ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻃﺒ ﻴﺐ اﻟ ﻨﻔﻮس ‪ ..‬آ ﺎن ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺘ ﺮﻗﺐ‬ ‫اﻟﻔ ﺮص ﻻﺻ ﻄﻴﺎد اﻟﻘﻠ ﻮب ‪ ..‬أول ﻣ ﺎ رﺁﻩ ‪ ..‬اﻧﺘ ﺒﻪ‬ ‫ﻟﻬ ﺬا اﻟﺘﻐﻴ ﺮ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﺛﺮ اﻟﻄﻴﺐ وﻳﻘﻮل‬ ‫ﻟﻌﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ " :‬ﻣﻬﻴﻢ ؟ " ‪ ..‬أي ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟‬ ‫اﺑ ﺘﻬﺞ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺗﺰوﺟﺖ اﻣﺮأة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻋﺠ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬آ ﻴﻒ اﺳ ﺘﻄﺎع أن ﻳﺘ ﺰوج وه ﻮ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﻬﺠﺮة ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻓﻤﺎ أﺻﺪﻗﺘﻬﺎ ؟"‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬وزن ﻧﻮاة ﻣﻦ ذهﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄراد ‪ ρ‬أن ﻳ ﺰﻳﺪ ﻣ ﻦ ﻓ ﺮﺣﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل " أو ِﻟ ْﻢ وﻟﻮ‬ ‫ﺑﺸﺎة " ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ دﻋﺎ ﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﺑﺎﻟﺒﺮآﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ وﺗﺠﺎرﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻠﺖ اﻟﺒﺮآﺔ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ وه ﻮ ﻳﺼ ﻒ آﺴ ﺒﻪ وﺗﺠﺎرﺗ ﻪ ‪:‬‬ ‫ﻓﻠﻘ ﺪ رأﻳﺘﻨ ﻲ وﻟ ﻮ رﻓﻌ ﺖ ﺣﺠﺮًا ﻟﺮﺟﻮت أن أﺻﻴﺐ‬ ‫ذهﺒ ًﺎ وﻓﻀﺔ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ‪ ε‬ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ اﻟﻀﻌﻔﺎء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻳﺸ ﻌﺮهﻢ ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﺠﻌﻠﻬ ﻢ ﻳﺤﺴ ﻮن أﻧ ﻪ ﻣﻨﺘ ﺒﻪ‬ ‫ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬وأﻧﻬ ﻢ ﻣﻬﻤ ﻮن ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬وأﻧ ﻪ ﻳﻘ ﺪر ﻟﻬ ﻢ‬ ‫أﻋﻤ ﺎﻟﻬﻢ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘﻮﻣ ﻮن ﺑﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا اﻓ ﺘﻘﺪهﻢ ‪َ ..‬ذ َآ ﺮهﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ‪ ..‬وﺗﻠﻤّﺢ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺘﺸﺠﻊ اﻵﺧﺮون أن ﻳﻔﻌﻠﻮا آﻔﻌﻠﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻣ ﺮأة ﺳ ﻮداء ‪ ..‬ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ‬ ‫‪ ..‬آﺎﻧﺖ ﺗﻜﻨﺲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬

‫‪64‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫آﺎن ‪ ε‬ﻳﺮاهﺎ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻴﻌﺠﺐ ﺑﺤﺮﺻﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺮت أﻳ ﺎم ‪ ..‬ﻓﻔﻘ ﺪهﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺴﺄل‬ ‫ﻋﻨﻬﺎ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﺎﺗﺖ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻓﻼ آﻨﺘﻢ ﺁذﻧﺘﻤﻮﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﻐّﺮوا أﻣﺮهﺎ ‪ ..‬وأﻧﻬﺎ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻣﻐﻤﻮرة ﻻ‬ ‫ﺗﺴ ﺘﺤﻖ أن ﻳﺨﺒ ﺮ ﻋ ﻨﻬﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫وﻗﺎﻟ ﻮا أﻳﻀ ًﺎ ‪ :‬ﻣﺎﺗ ﺖ ﺑﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻜ ﺮهﻨﺎ أن‬ ‫ﻧﻮﻗﻈﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤ ﺮص ‪ ε‬ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﺼ ﻠﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻌﻤﻠﻬﺎ‬ ‫وإن رﺁﻩ اﻟﻨﺎس ﺻﻐﻴﺮًا ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ اﷲ آﺒﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ آ ﻴﻒ ﻳﺼ ﻠﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ وﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ودﻓﻨﺖ‬ ‫؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ρ‬دﻟﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺸﻮا ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ أوﻗﻔﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮهﺎ ‪ ..‬دﻟﻮﻩ‬ ‫ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗﺎل ‪ : ε‬إن هﺬﻩ اﻟﻘﺒﻮر ‪ ..‬ﻣﻤﻠﻮءة ﻇﻠﻤﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ أهﻠﻬﺎ ‪ ..‬وإن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﻨﻮرهﺎ ﻟﻬﻢ‬ ‫ﺑﺼﻼﺗﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ه ﻮ ﺷ ﻌﻮر ﻣ ﻦ رأوﻩ ‪ε‬‬ ‫ﻳﻨﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ﻣ ﻦ اﻣ ﺮأة‬ ‫ﺿ ﻌﻴﻔﺔ ‪ ..‬آ ﻴﻒ ﺳ ﻴﻜﻮن ﺣﻤﺎﺳ ﻬﻢ ﻟﻠﻘ ﻴﺎم‬ ‫ﺑﻤﺜﻞ ﻓﻌﻠﻬﺎ وأﻋﻈﻢ ‪..‬‬ ‫دﻋﻨﻲ أهﻤﺲ ﻓﻲ أذﻧﻚ ‪:‬‬ ‫ﻧﺤ ﻦ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﻘ ﺪر أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬﻩ‬ ‫ﺳﻚ‬ ‫ﺊ ﺣﻤﺎ َ‬ ‫اﻟﻤﻬ ﺎرات ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ !! ﻻ ﻳﻄﻔ ْ‬ ‫ﻓ ﺮﻳﻖ ﻣ ﻦ اﻟﺜﻘﻼء اﻟﻐﻼظ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻤﺤﺖ‬ ‫ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪهﻢ ﻣ ﻦ ﻟﻄﺎﺋ ﻒ ‪ ..‬وأﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ اﻟﺮﻧﺎﻧﺔ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮوا ‪ ..‬أو‬ ‫ردوا ﻋﻠ ﻰ ﺗﻠﻄﻔ ﻚ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﺳﺎﻣﺠﺔ ﻣﻤﺠﻮﺟﺔ‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﻃﻌﻢ ﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﺑﻞ وﻻ ﻟﻮن وﻻ راﺋﺤﺔ !!‬ ‫وﻣﻦ ﻟﻄﺎﺋﻒ هﺆﻻء ‪..‬‬ ‫أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ – أﻋﺮﻓﻪ – دُﻋﻲ إﻟﻰ وﻟﻴﻤﺔ آﺒﻴﺮة‬ ‫‪ ..‬ﻓﻴﻬﺎ أﺷﺨﺎص ﻣﻬﻤﻮن ‪ ..‬ﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮق‬ ‫ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ‪ ..‬ودﺧﻞ ﻣﺤﻞ ﻋﻄﻮر وأﻇﻬﺮ أﻧﻪ‬ ‫ﺳﻴﺸ ﺘﺮي ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﻤﻮﻇ ﻒ ﻳﺤﺘﻔ ﻲ ﺑ ﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﺮش ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻌﻄﻮر ﻣﺎ ﻏﻼ ﺛﻤﻨﻪ‬ ‫وزآ ﺎ رﻳﺤ ﻪ ‪ ..‬ﻟﻴﺨ ﺘﺎر ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻣ ﺘﻸت ﺛ ﻴﺎب ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ ﻃﻴ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﻟﻠ ﺒﺎﺋﻊ‬ ‫ﺑﻠﻄ ﻒ ‪ :‬أﺷ ﻜﺮك ‪ ..‬وإن أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﺪ‬ ‫أﻋﻮد إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ذه ﺐ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻮﻟ ﻴﻤﺔ ﻣ ﺘﺪارآ ًﺎ راﺋﺤ ﺔ اﻟﻌﻄ ﺮ‬ ‫ﻗﺒﻞ أن ﺗﺰول ‪..‬‬ ‫ﺟﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﺸ ﺎء ﺑﺠﺎﻧ ﺐ ﺻ ﺪﻳﻘﻪ ﺧﺎﻟ ﺪ ‪ ..‬ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﻼﺣﻆ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻌﻠﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮاب ‪ :‬ﻣﺎ ﺗﺸﻢ راﺋﺤﺔ ﻋﻄﺮ‬ ‫ﺟﻤﻴﻠﺔ ؟!‬ ‫ﻗﺎل ﺧﺎﻟﺪ ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﺻﺤﺒﻨﺎ ‪ :‬أآﻴﺪ أﻧﻔﻚ ﻣﺴﺪود ‪!!..‬‬ ‫ﻓﺄﺟﺎب ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻮرًا ‪ .. :‬ﻟﻮ آﺎن أﻧﻔﻲ ﻣﺴﺪودًا ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫ﺷﻤﻤﺖ راﺋﺤﺔ ﻋﺮﻗﻚ ‪!!..‬‬ ‫اﻋﺘﺮاف ‪..‬‬ ‫ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح ‪ ..‬إﻻ أﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ‬ ‫ﺑﺸﺮًا ﻳﻄﺮب ﻟﻠﺜﻨﺎء ‪..‬‬ ‫‪ 28.‬اﻧﺘﺒﻪ ‪ :‬آﻦ ﻟ ّﻤـّﺎﺣًﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎل ﻓﻘﻂ ‪..‬‬ ‫ن ﻳﻜ ﻮن ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺘﺤﻤﺲ آﺜﻴ ﺮًا ﻷ ْ‬ ‫ﻓﻼ ﻳﻜﺎد ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻦ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ واﻟﺜﻨﺎء ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻬﻢ ﻗﺎﻟ ﻮا ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ‪ :‬اﻟﺸ ﻲء إذا زاد ﻋ ﻦ ﺣ ﺪﻩ ‪..‬‬ ‫اﻧﻘﻠﺐ إﻟﻰ ﺿﺪﻩ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﺗﻌﺠ ﻞ اﻟﺸ ﻲء ﻗ ﺒﻞ أواﻧﻪ ‪ ..‬ﻋﻮﻗﺐ ﺑﺤﺮﻣﺎﻧﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ﻟﻸﺷﻴﺎء اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ‪ ..‬اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮح‬ ‫اﻟﺸ ﺨﺺ ﺑ ﺮؤﻳﺔ اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﺎ ‪ ..‬وﻳﻨﺘﻈ ﺮ ﺛ ﻨﺎءهﻢ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﻄﺮب ﻟﺴﻤﺎع أﻟﻔﺎظ اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﻲ ﻣﻦ رؤﻳﺘﻬﺎ ‪ ..‬أو ﻳﺨﺠﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﻓﺤﺎول أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻰ ﻋﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ‪:‬‬ ‫ﻣﺜ ً‬ ‫دﺧﻠﺖ ﺑﻴﺖ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻓﺮأﻳﺖ اﻟﻜﺮاﺳﻲ ﻗﺪﻳﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ﻣ ﻦ أن ﺗﻜ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﻘﻼء اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻜﻔ ﻮن‬ ‫ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻗﺘﺮاﺣﺎت ﻟﻢ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘ ﺒﻪ ﻣ ﻦ أن ﻳﻔ ﺮط ﻟﺴ ﺎﻧﻚ ﺑﻘ ﻮل ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا ﻣ ﺎ ﺗﻐﻴﺮ‬ ‫اﻟﻜﺮاﺳﻲ ؟!‬ ‫اﻟﺜﺮﻳﺎت ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻐﻞ ‪!!..‬‬

‫‪65‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻟﻤﺎذا ﻻ ﺗﺸﺘﺮي ﺛﺮﻳﺎت ﺟﺪﻳﺪة !!‬ ‫ده ﺎن اﻟﺠ ﺪار ﻗﺪﻳﻴﻴﻴ ﻴﻢ ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎذا ﻣ ﺎ ﺗﺪه ﻨﻪ‬ ‫ﺑﺄﻟﻮان ﺟﺪﻳﺪة !!‬ ‫ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ه ﻮ ﻟ ﻢ ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻚ اﻗﺘ ﺮاﺣﺎت ‪..‬‬ ‫وﻟﺴ ﺖ ﻣﻬ ﻨﺪس دﻳﻜ ﻮر اﺗﻔ ﻖ ﻣﻌ ﻚ ﻋﻠ ﻰ أن‬ ‫ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺁراﺋﻚ ‪ ..‬اﺑﻖ ﺳﺎآﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻐﻴﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻤﺮ ﺑﻀﺎﺋﻘﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻌﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ أﺛﻘﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺮﺟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ‬ ‫إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﺴ ﺘﺤﻮن ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻳﺜﻴﺮﻩ وﻳﺒﺪأ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻟﻮ آﺎن ﺛﻮﺑﻪ ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ ‪ ..‬أو ﻣﻜﻴﻒ‬ ‫ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻣﺘﻌﻄﻞ ‪ ..‬ﻗﻞ ﺧﻴﺮًا أو اﺻﻤﺖ ‪..‬‬ ‫ﻼ زار ﺻ ﺎﺣﺒ ًﺎ ﻟ ﻪ ﻓﻮﺿ ﻊ ﻟ ﻪ‬ ‫ذآ ﺮوا أن رﺟ ً‬ ‫ﺧﺒﺰًا وزﻳﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻀ ﻴﻒ ‪ :‬ﻟﻮ آﺎن ﻣﻊ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ زﻋﺘﺮ‬ ‫!!‬ ‫ﻓ ﺪﺧﻞ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﺪار وﻃﻠ ﺐ ﻣﻦ أهﻠﻪ زﻋﺘﺮًا‬ ‫ﻟﻠﻀﻴﻒ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج ﻟﻴﺸ ﺘﺮي وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﺎل ‪ !..‬ﻓﺄﺑﻰ‬ ‫ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﺪآﺎن أن ﻳﺒ ﻴﻌﻪ ﺑﺎﻵﺟ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺮﺟﻊ‬ ‫وأﺧ ﺬ وأﺧ ﺬ ﻣﻄﻬ ﺮﺗﻪ ) وه ﻲ اﻹﻧ ﺎء اﻟ ﺬي‬ ‫ﻳﻀ ﻊ ﻓ ﻴﻪ اﻟﻤ ﺎء ﻟﻴﺘﻮﺿ ﺄ ﻣ ﻨﻪ ( ﻓﺨ ﺮج ﺑﻬ ﺎ‬ ‫ودﻓﻌﻬ ﺎ إﻟ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺪآﺎن – رهﻨ ًﺎ – ﺣﺘﻰ‬ ‫إذا ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺪد ﻟ ﻪ ﻗ ﻴﻤﺔ اﻟﺰﻋﺘ ﺮ ﻳﺒ ﻴﻊ ﺻ ﺎﺣﺐ‬ ‫اﻟﺪآﺎن اﻟﻤﻄﻬﺮة وﻳﺴﺘﻮﻓﻲ اﻟﺜﻤﻦ ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﺧﺬ اﻟﺰﻋﺘﺮ ورﺟﻊ ﺑﻪ إﻟﻰ ﺿﻴﻔﻪ ‪ ..‬ﻓﺄآﻞ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻀﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ‬ ‫ﷲ اﻟ ﺬي أﻃﻌﻤ ﻨﺎ وﺳ ﻘﺎﻧﺎ ‪ ..‬وﻗﻨﻌ ﻨﺎ ﺑﻤ ﺎ ﺁﺗﺎﻧﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﺄوﱠﻩ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺪار ﺗﺄوﱡﻩ اﻟﺤﺰﻳﻦ وﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻮ‬ ‫ﻗ ّﻨﻌَﻚ اﷲ ﺑﻤ ﺎ ﺁﺗ ﺎك ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﻣﻄﻬﺮﺗ ﻲ‬ ‫ﻣﺮهﻮﻧﺔ !!‬ ‫وآﺬﻟﻚ ﻟﻮ زرت ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ﻓﻼ ﺗﺮدد ﻋﻠﻴﻪ ‪:‬‬ ‫أووووﻩ ‪ ..‬وﺟﻬ ﻚ أﺻ ﻔﺮ ‪ ..‬ﻋﻴ ﻨﺎك زاﺋﻐﺘﺎن‬ ‫‪ ..‬ﺟﻠﺪك ﻳﺎﺑﺲ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻋﺠﺒ ًﺎ !! هﻞ أﻧﺖ ﻃﺒﻴﺒﻪ ؟ ﻗﻞ ﺧﻴﺮًا أو اﺻﻤﺖ ‪..‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻼ زار ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ذآ ﺮوا أن رﺟ ً‬ ‫‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ ﻋﻠ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺒ ﺮﻩ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ ﻋﻠﺔ ﺧﻄﻴﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺮخ اﻟﺰاﺋﺮ ‪:‬‬ ‫ﺁﺁﺁﺁ ‪ ..‬هﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ أﺻﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻓﻤﺎت ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬وأﺻ ﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺻ ﺪﻳﻖ أﺧ ﻲ وﻻ ﻳ ﺰال ﻣﻘﻌ ﺪًا‬ ‫ﻣ ﻨﻬﺎ أﺷ ﻬﺮًا ﺛ ﻢ ﻣ ﺎت ‪ ..‬وأﺻﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺟﺎر زوج‬ ‫أﺧﺘﻲ وﻣﺎت ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻪ وﻳﻜﺎد أن ﻳﻨﻔﺠﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﻧﻬﻰ اﻟﺰاﺋﺮ آﻼﻣﻪ وأراد اﻟﺨﺮوج اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻤﺮﻳﺾ وﻗﺎل ‪ :‬هﺎﻩ ‪ ..‬ﺗﻮﺻﻴﻨﻲ ﺑﺸﻲء ؟‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﻤ ﺮﻳﺾ ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬إذا ﺧﺮﺟﺖ ﻓﻼ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻲ ﱠ‬ ‫‪ ..‬وإذا زرت ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ﻓﻼ ﺗﺬآﺮ ﻋﻨﺪﻩ اﻟﻤﻮﺗﻰ ‪..‬‬ ‫وذآ ﺮوا آ ﺬﻟﻚ أن اﻣ ﺮأة ﻋﺠ ﻮزًا ﻣﺮﺿ ﺖ ﻋﺠ ﻮز‬ ‫ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻌﺠ ﻮز ﺗﻠ ﺘﻤﺲ ﻣ ﻦ أﺑ ﻨﺎﺋﻬﺎ واﺣ ﺪًا‬ ‫وَاﺣﺪًا أن ﻳﺬهﺒﻮا ﺑﻬﺎ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻟﺰﻳﺎرﺗﻬﺎ وهﻢ‬ ‫ﻳﺘﻌﻠﻠﻮن وﻳﻌﺘﺬرون ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ رﺿ ﻲ أﺣ ﺪ أﺑ ﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻀ ﺾ ‪ ..‬وذه ﺐ‬ ‫ﺑﻬﺎ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ ﺑ ﻴﺖ اﻟﻌﺠ ﻮز اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺔ ﻧ ﺰﻟﺖ أﻣ ﻪ‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﻨﺘﻈﺮهﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪..‬‬ ‫دﺧﻠ ﺖ اﻷم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻓﺈذا هﻲ ﻗﺪ ﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫اﻟﻤﺮض ‪ ..‬ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ودﻋﺖ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﺸ ﺖ ﺧﺎرﺟ ﺔ ﻣ ﺮت ﺑﺒ ﻨﺎت اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺔ وه ﻦ‬ ‫ﻳﺒﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺔ اﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﻜﻞ ﺑﺮاءة ‪ :‬أﻧﺎ ﻻ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻲ اﻟﻤﺠﻲء أﻟﻴﻜﻦ‬ ‫آﻠﻤ ﺎ أردت ‪ ..‬وأﻣﻜ ﻢ ﻣﺮﻳﻀ ﺔ وﻳ ﺒﺪو ﻟ ﻲ أﻧﻬ ﺎ‬ ‫ﺳﺘﻤﻮت ‪ ..‬ﻓﺄﺣﺴﻦ اﷲ ﻋﺰاءآﻢ ﻣﻦ اﻵن ‪!!..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ﻳ ﺎ ﻟﺒﻴﺐ ‪ ..‬آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﻔﺮح وﻳﺴﺮ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺰن ‪..‬‬ ‫ﻣﺸﻜﻠﺔ ‪:‬‬ ‫إذا اﺿﻄﺮرت ﻟﻠﻤﺢ ﺳﻲء ‪ ..‬آﻮﺳﺦ ﺛﻮﺑﻪ ‪ ..‬أو‬ ‫راﺋﺤﺔ ﺳﻴﺌﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺣﺴﻦ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ‪ ..‬آﻦ ﻟﻄﻴﻔًﺎ ذآﻴًﺎ‬ ‫‪..‬‬

‫‪66‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪ 29.‬ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺴﻦ إﺳﻼم اﻟﻤﺮء ﺗﺮآﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة وأﻧﺖ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻢ‬ ‫اﻟﺰآﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ‪ ..‬ﻓﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﺗﺮآﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ‪..‬‬ ‫آﻢ هﻢ ﺛﻘﻼء أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﺠﻮﻧﻚ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﺸﻐﻠﻚ إذا رأى ﺳﺎﻋﺘﻚ ‪ ..‬ﺑﻜﻢ اﺷﺘﺮﻳﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻘﻮل ‪ :‬ﺟﺎءﺗﻨﻲ هﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬هﺪﻳﺔ !! ﻣﻤﻦ ؟‬ ‫ﻓﺘﺠﻴﺐ ‪ :‬ﻣﻦ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ :‬ﺻ ﺪﻳﻘﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ‪ ..‬أم ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺤﺎرة ‪ ..‬أم أﻳﻦ ؟!‬ ‫ﻓ ﺘﻘﻮل ‪ :‬واﷲ ‪ ..‬ﺁﺁﺁ ‪ ..‬ﺻ ﺪﻳﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻃﻴﺐ ‪ ..‬ﻣﺎ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ؟!‬ ‫ﻓﺘﻘﻮل ‪ :‬ﻳﻌﻨﻲ ‪ ..‬ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أﻳﺎم اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻣﻨﺎﺳ ﺒﺔ إﻳ ﺶ ؟!! ﻧﺠ ﺎح ‪ ..‬أم آﻨﺘﻢ‬ ‫ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ‪ ..‬أو ﻳﻤﻜﻦ ‪ ..‬أأ ‪..‬‬ ‫وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﺳﺘﺠﻮاﺑﻪ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺎﻓﻬﺔ‬ ‫‪!!..‬‬ ‫ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ أﻻ ﺗﺤﺪﺛﻚ ﻧﻔﺴﻚ أن ﺗﺼﺮخ ﺑﻪ ‪:‬‬ ‫ﻻاااا ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻳ ﺰداد اﻷﻣ ﺮ ﺳﻮءًا ﻟﻮ أﺣﺮﺟﻚ ﺑﺎﻟﺴﺆال‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺎم ﻓﺴﺒﺐ ﻟﻚ إﺣﺮاﺟ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺰﻣﻼء ‪ ..‬ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻐﺮب ‪..‬‬ ‫رن هﺎﺗﻒ أﺣﺪهﻢ ‪ ..‬آﺎن ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ‪..‬‬ ‫أﺟﺎب ‪ :‬ﻧﻌﻢ ؟‬ ‫زوﺟﺘﻪ ‪ :‬أﻟﻮ ‪ ..‬وﻳﻨﻚ ﻳﺎ ﺣﻤﺎر ؟!‬ ‫آ ﺎن ﺻ ﻮﺗﻬﺎ ﻋﺎﻟ ﻴ ًﺎ ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧ ﻲ ﺳ ﻤﻌﺖ‬ ‫ﺣﻮارهﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﺨﻴﺮ ‪ ..‬اﷲ ﻳﺴﻠﻤﻚ ) !!! ( ‪..‬‬ ‫) ﻳ ﺒﺪو أﻧﻪ آﺎن ﻗﺪ وﻋﺪهﺎ أن ﻳﺬهﺐ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ‬ ‫اﻟﻤﻐﺮب ﻟﺒﻴﺖ أهﻠﻬﺎ واﻧﺸﻐﻞ ﺑﻨﺎ ( ‪..‬‬ ‫ﻏﻀ ﺒﺖ اﻟ ﺰوﺟﺔ ‪ :‬اﷲ ﻻ ﻳﺴ ﻠﻤﻚ ‪ ..‬أﻧ ﺖ‬ ‫ﻣﺒﺴﻮط أﻧﻚ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻚ وأﻧﺎ أﻧﺘﻈﺮ ‪ ..‬واﷲ‬ ‫اﻧﻚ ﺛﻮر ) !! ( ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻗﺎل ‪ :‬اﷲ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬أﻣﺮﱡك ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺎء ‪..‬‬ ‫ﺖ أن آﻼﻣﻪ ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ آﻼﻣﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄدرآﺖ‬ ‫ﻻﺣﻈ ُ‬ ‫أﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﻜﻴﻼ ﻳﺤﺮج ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫اﻧ ﺘﻬﺖ ﻣﻜﺎﻟﻤ ﺘﻪ ‪ ..‬ﺟﻌﻠ ﺖ أﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ‬ ‫وأﺗﺨﻴﻞ أن واﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ﺳﺄﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ﻣﻦ آﻠﻤﻚ ؟ وﻣﺎذا ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻚ ؟ وﻟﻤﺎذا ﺗﻐﻴﺮ وﺟﻬﻚ‬ ‫ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ‪..‬؟!!‬ ‫ﺣﻤَﻪ ﻷن أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻦ اﷲ ر ِ‬ ‫وﻣ ﺜﻠﻪ ﻟ ﻮ زرت ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﺮﺿﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺟﺎﺑ ﻚ ﺑﻜﻠﻤ ﺎت ﻋﺎﻣ ﺔ ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪ ..‬ﺷﻲء ﺑﺴﻴﻂ‬ ‫‪ ..‬ﻣ ﺮض ﺻ ﻐﻴﺮ واﻧﺘﻬ ﻰ ‪ ..‬أو ﻧﺤ ﺮهﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻌ ﺒﺎرات اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺤﻤ ﻞ ﺟ ﻮاﺑ ًﺎ ﺻ ﺮﻳﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬ ‫ﺗﺤ ﺮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺪﻗ ﻴﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ :‬ﻋﻔ ﻮًا ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻣ ﺎ ه ﻮ‬ ‫اﻟﻤ ﺮض ﺑﺎﻟﻀ ﺒﻂ ؟ وﺿ ﺢ أآﺜ ﺮ ‪ !!..‬ﻣ ﺎذا ﺗﻌﻨ ﻲ‬ ‫‪ !!..‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ﻣﺎ اﻟﺪاﻋﻲ ﻹﺣﺮاﺟﻪ ‪..‬؟ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ إﺳﻼم‬ ‫اﻟﻤ ﺮء ﺗ ﺮآﻪ ﻣ ﺎ ﻳﻌﻨ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ‪ ..‬ﺗﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﻘﻮل‬ ‫ﻟ ﻚ ‪ :‬أﻧ ﺎ ﻣ ﺮﻳﺾ ﺑﺎﻟﺒﻮاﺳ ﻴﺮ ‪ ..‬أو ﻣﺼ ﺎب ﺑﺠ ﺮح‬ ‫ﻓﻲ ‪ ..‬أو ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ دام أﻧ ﻪ أﺟ ﺎب إﺟﺎﺑ ﺔ ﻋﺎﻣ ﺔ ﻓﻼ داﻋﻲ ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﻞ‬ ‫ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫وﻻ أﻋﻨﻲ ﺑﻬﺬا ﻋﺪم ﺳﺆال اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻋﻦ ﻣﺮﺿﻪ ؟‬ ‫إﻧﻤﺎ أﻋﻨﻲ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ اﻷﺳﺌﻠﺔ ‪..‬‬ ‫وﻣﺜﻠﻪ ‪ ..‬اﻟﺬي ﻳﻨﺎدي ﻃﺎﻟﺒ ًﺎ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ‬ ‫ﻋﺎم ‪ ..‬وﻳﺴﺄﻟﻪ ﺑﺼﻮت ﻋﺎ ٍل ‪:‬‬ ‫هﺎﻩ ﻳﺎ أﺣﻤﺪ ‪ ..‬ﻧﺠﺤﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺴﺄﻟﻪ ‪ :‬آﻢ ﻧﺴﺒﺘﻚ ؟ آﻢ ﺗﺮﺗﻴﺒﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ؟‬ ‫إن آ ﻨﺖ ﺻ ﺎدﻗ ًﺎ ﻓ ﻲ اه ﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑ ﻪ ﻓﺎﺳ ﺄﻟﻪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻧﻔﺮاد ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻻ داﻋﻲ ﻟﻠﺘﺪﻗﻴﻖ ‪ ..‬آﻢ ﻧﺴﺒﺘﻚ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﺬاآﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻤ ﺎذا ﻟ ﻢ ﺗﻘ ﺒﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ‪ ..‬إن آﻨﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪًا‬ ‫ﻹﻋﺎﻧ ﺘﻪ ﻓﻘ ﻒ ﻣﻌ ﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ وﺣﺪﺛ ﻪ ﺑﻤ ﺎ ﺗ ﺮﻳﺪ ‪ ..‬أﻣ ﺎ‬ ‫ﻧﺸﺮ ﻏﺴﻴﻠﻪ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﻼ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ : ε‬ﻣ ﻦ ﺣﺴﻦ إﺳﻼم اﻟﻤﺮء ﺗﺮآﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻦ اﻧﺘﺒﻪ !! ﻻ ﺗﻌﻂ اﻟﻤﻮﺿﻮع أآﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺎﻓﺮت إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻟﻨ ﺒﻮﻳﺔ ﻗ ﺒﻞ ﻣ ﺪة ‪ ..‬آ ﻨﺖ‬

‫‪67‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺗﻔﻘ ﺖ ﻣ ﻊ ﺷﺎب ﻓﺎﺿﻞ أن ﻳﺄﺧﺬ وﻟﺪي ﻋﺒﺪ‬ ‫اﻟ ﺮﺣﻤﻦ وأﺧ ﺎﻩ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺼﺮ إﻟﻰ ﺣﻠﻘﺔ ﺗﺤﻔﻴﻆ‬ ‫أو ﻣﺮآ ﺰ ﺻ ﻴﻔﻲ ﺗﺮﻓﻴﻬ ﻲ ‪ ..‬وﻳﻌ ﻴﺪهﻢ ﺑﻌ ﺪ‬ ‫اﻟﻌﺸﺎء ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﺧﺸ ﻴﺖ أن ﻳﺴ ﺄﻟﻪ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﺎب ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب‬ ‫اﻟﻔﻀ ﻮل أﺳ ﺌﻠﺔ ﻻ داﻋﻲ ﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﻣﺎ اﺳﻢ أﻣﻚ‬ ‫؟ أﻳ ﻦ ﺑﻴ ﺘﻜﻢ ؟ آ ﻢ ﻋ ﺪد إﺧﻮاﻧﻚ ؟ آﻢ ﻳﻌﻄﻴﻚ‬ ‫أﺑﻮك ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ؟‬ ‫ﻼ ‪ :‬إذا ﺳﺄﻟﻚ ﺳﺆا ًﻻ‬ ‫ﻓﻨ ﺒﻬﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫ﻏﻴ ﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ‪ ..‬ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ‪ :‬ﻗﺎل ‪ : ε‬ﻣﻦ ﺣﺴﻦ‬ ‫إﺳ ﻼم اﻟﻤ ﺮء ﺗ ﺮآﻪ ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻌﻨ ﻴﻪ ‪ ..‬وآ ﺮرت‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﺣﻔﻈﻪ ‪..‬‬ ‫رآ ﺐ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ وأﺧ ﻮﻩ ‪ ..‬ﻣ ﻊ اﻟﺸﺎب ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺸﺪودًا ﻣﺘﻬﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﺒﺎب ﻣ ﺘﻠﻄﻔ ًﺎ ‪ :‬ﺣ ﻴﺎك اﷲ ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ‬ ‫اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺤﺰم ‪ :‬اﷲ ﻳﺤﻴﻴﻚ ‪..‬‬ ‫أراد اﻟﺸﺎب اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ أن ﻳﻠﻄّﻒ اﻟﺠﻮ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل‬ ‫‪ :‬اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺤﺎﺿﺮة اﻟﻴﻮم ؟!‬ ‫ﺣ ﺎول اﻟ ﻮﻟﺪ أن ﻳﺘﺬآ ﺮ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻓﻠ ﻢ ﺗﺴ ﻌﻔﻪ‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻻ ﺗ ﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻻ‬ ‫ذاآ ﺮﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﺼ ﺮخ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻳﻌﻨﻴﻚ !!‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﺎب ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬أﻗﺼ ﺪ ‪ ..‬ﺑﻞ ﺣﺘﻰ أﺣﻀﺮ‬ ‫وأﺳﺘﻔﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻈ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ أﻧﻪ ﻳﺘﺬاآﻰ ﻋﻠﻴﻪ ‪ :‬ﻓﺄﻋﺎد‬ ‫اﻟﺠﻮاب ‪ :‬ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﻟﺸﺎب ‪ :‬ﻋﻔﻮًا ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ أﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺮخ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ‪ :‬ﻻاااا ﺗ ﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻻ‬ ‫ﻳﻌﻨﻴﻚ !!‬ ‫وﻟﻢ ﻳﺰل هﺬا ﺣﺎﻟﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ رﺟﻌﺎ !!‬ ‫أﺧﺒﺮﻧ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺑﺎﻟﻘﺼ ﺔ ﻣﻔﺘﺨ ﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻀﺤﻜﺖ وﻓﻬﻤﺘﻪ اﻷﻣﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫ورﺷﺔ ﻋﻤﻞ ‪..‬‬ ‫ﻣﺠﺎهﺪة اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﺷﺌﻮن اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻣﺘﻌﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﺎ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ‪..‬‬

‫‪ 30.‬آﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ "اﻟﻤﻼﻗﻴﻒ " )‪ (33‬؟‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﺘﻨﺎول ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس هﺎﺗﻔﻚ اﻟﺠﻮال ‪ -‬ﺑﺪون‬ ‫اﺳﺘﺌﺬان ‪ -‬وﻳﻘﺮأ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫آﺎن ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻓﻲ دﻋﻮة ﻋﺎﻣﺔ ‪ ..‬وﻟﻴﻤﺔ ﻋﺸﺎء ﻋﻨﺪ‬ ‫أﺣﺪ اﻟﻘﻀﺎة ‪ ..‬آﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻓﻀﻼء‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺟﻠ ﺲ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻳ ﺘﺠﺎذب أﻃ ﺮاف اﻟﺤﺪﻳﺚ‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺿ ﺎﻳﻘﻪ وﺟ ﻮد هﺎﺗﻔ ﻪ اﻟﺠ ﻮال ﻓ ﻲ ﺟﻴ ﺒﻪ ﻓﺄﺧ ﺮﺟﻪ‬ ‫ووﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ‬ ‫آ ﺎن اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺬي ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻣﺘﻔﺎﻋ ً‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ ﺑﺎب اﻟﻌﺎدة أﺧﺬ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﺠﻮال ‪ ..‬رﻓﻊ‬ ‫إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺸﺎﺷ ﺔ ﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ ‪..‬‬ ‫وأرﺟﻌﻪ ﻣﻜﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫آﺘﻢ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺪوﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺧ ﺮج رآ ﺒﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ وﺿ ﻊ‬ ‫ﻲ ‪ -‬آﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ‬ ‫هﺎﺗﻔ ﻪ اﻟﺠ ﻮال ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺮﻓﻌﺘﻪ إﻟ ﱠ‬ ‫اﻟﺸ ﻴﺦ – ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ اﻟﺸﺎﺷﺔ ﺿﺤﻜﺖ ‪ ..‬ﺑﻞ‬ ‫ﻏﺮﻗﺖ ﻓﻲ اﻟﻀﺤﻚ ‪..‬‬ ‫ﺗﺪري ﻟﻤﺎذا ؟‬ ‫ﺟ ﺮت ﻋﺎدة ﺑﻌﻀﻬﻢ أن ﻳﻜﺘﺐ ﻋﺒﺎرات ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ‬ ‫اﻟﻬﺎﺗ ﻒ ‪ ..‬ﻳﻜ ﺘﺐ اﺳ ﻤﻪ ‪ ..‬أو "اذآ ﺮ اﷲ" ‪ ..‬أو‬ ‫ﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻓﻘﺪ آﺘﺐ ‪ " :‬أرﺟﻊ اﻟﺠﻬﺎز ﻳﺎ ﻣﻠﻘﻮف‬ ‫" ‪..‬‬ ‫آﺜﻴ ﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻳﺘﺪﺧﻠﻮن ﻓﻲ أﻣﻮر‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﺮآﺐ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﺛﻢ ﻳﻔﺘﺢ‬ ‫اﻟﺪرج اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻪ ‪ ..‬وﻳﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻪ ‪!!..‬‬ ‫واﻣ ﺮأة ﺗﻔ ﺘﺢ ﺣﻘﻴ ﺒﺔ اﻣ ﺮأة أﺧ ﺮى ﻟ ﺘﺄﺧﺬ أﺣﻤ ﺮ‬ ‫اﻟﺸﻔﺎﻩ أو ﻇﻞ اﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫) ‪ ( 33‬ﻣﻼﻗﻴﻒ ‪ :‬ﻟﻔﻈﺔ ﻋﺎﻣﻴﺔ ‪ ،‬ﺟﻤﻊ " ﻣﻠﻘﻮف "‬ ‫وهﻮ اﻟﻤﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﺴﻤﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ " ﺣٍﺸﺮي‬ ‫" ﻣﺘﻄﻔﻞ ‪..‬‬

‫‪68‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻗ ﺪ ﻳﺘﺼ ﻞ ﺑ ﻚ ﻓﻴﺴ ﺄﻟﻚ أﻳ ﻦ أﻧ ﺖ ﻓ ﺘﻘﻮل "‬ ‫ﻃﺎﻟﻊ ﻣﺸﻮار " ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬أﻳﻦ ‪..‬؟ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ ؟‬ ‫ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻧﺨ ﺎﻟﻄﻬﻢ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧ ﻨﺎ‬ ‫ﺑﻤﺜﻞ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ؟‬ ‫أه ﻢ ﺷ ﻲء أن ﻻ ﺗﻔﻘ ﺪﻩ ‪ ..‬ﺣ ﺎول أن ﺗﺘﺠ ﻨﺐ‬ ‫اﻟﻤﺼﺎدﻣﺔ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺎول أن ﻻ ) ﻳﺰﻋﻞ ( ﻣﻨﻚ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫آ ﻦ ذآ ﻴ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺨ ﺮوج ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ‪ ..‬دون‬ ‫أن ﻳﺤﺪث ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺘﺴ ﺎهﻞ ﺑﻜﺴ ﺐ اﻷﻋ ﺪاء أو ﻓﻘ ﺪان‬ ‫اﻷﺻﺪﻗﺎء ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻷﺳﺒﺎب ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ أﺣﺴﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻴﻠﻴﻴﻦ‬ ‫‪ ..‬ه ﻮ إﺟﺎﺑ ﺔ اﻟﺴ ﺆال ﺑﺴ ﺆال ‪ ..‬أو اﻻﻧ ﺘﻘﺎل‬ ‫إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع ﺁﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻟﻴﻨﺴﻰ ﺳﺆاﻟﻪ اﻷول‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬آﻢ ﻣﺮﺗﺒﻚ اﻟﺸﻬﺮي ؟‬ ‫ﻓﻠﻮ ﺳﺄﻟﻚ ﻣﺜ ً‬ ‫ﻗ ﻞ ﻟ ﻪ ﺑﻠﻄ ﻒ وﺗﺒﺴ ﻢ ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا هﻞ وﺟﺪت ﻟﻲ‬ ‫وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻐﺮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ أرﻳﺪ أن أﻋﺮف ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻞ ‪ :‬اﻟﻤ ﺮﺗﺒﺎت ه ﺬﻩ اﻷﻳ ﺎم ﻣﺸﺎآﻞ ‪ ..‬وﻳﺒﺪو‬ ‫أن ذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺒﺘﺮول !!‬ ‫ﺳﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻣﺎ دﺧﻞ اﻟﺒﺘﺮول ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻞ ‪ :‬اﻟﺒﺘﺮول هﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻐﻲ اﻷﺳﻌﺎر‬ ‫‪ ..‬أﻻ ﺗﻼﺣﻆ أن اﻟﺤﺮوب ﺗﻘﻮم ﻷﺟﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺤ ﺮوب ﻟﻬ ﺎ أﺳ ﺒﺎب أﺧ ﺮى ‪ ..‬واﻟﻬ ﺎﻟﻤﻢ‬ ‫اﻟﻴﻮم ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﺤﺮوب ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫وﻳﻨﺴﻰ ﺳﺆاﻟﻪ اﻷول ‪..‬‬ ‫) ه ﺎﻩ ‪ ..‬ﻣ ﺎ رأﻳ ﻚ أﻟ ﻢ ﺗﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ‬ ‫ﺑﺬآﺎء ؟ ( ‪..‬‬ ‫وآﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ وﻇﻴﻔﺘﻚ ‪..‬‬ ‫أو أﻳﻦ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮ ‪..‬‬ ‫اﺳﺄﻟﻪ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ‪ ..‬هﻞ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮ ﻣﻌﻲ ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻻ أدري!! أول ﺷﻲء أﺧﺒﺮﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻞ ‪ :‬ﻟﻜﻦ إن ﺳﺎﻓﺮت ﻣﻌﻲ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺘﺬاآﺮ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺳ ﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺬاآﺮ وﻳﻨﺴﻰ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷﺻﻠﻲ ‪..‬‬ ‫وهﻜ ﺬا ‪ ..‬ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻗﻒ‬ ‫ﻣﻦ ﻏﻴﺮ وﻗﻮع ﻣﺸﺎآﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻦ أﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫وﻗﻔﺔ ‪..‬‬ ‫إذا اﺑﺘﻠﻴﺖ ﺑﻤﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻜﻦ ﺧﻴﺮًا ﻣﻨﻪ‬ ‫‪ ..‬أﺣﺴﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن‬ ‫ﺗﺠﺮﺣﻪ ‪..‬‬ ‫‪ 31.‬ﻻ ﺗﻨﺘﻘﺪ !!‬ ‫رآ ﺐ ﺳ ﻴﺎرة ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﻜﺎﻧ ﺖ أول آﻠﻤ ﺔ ﻗﺎﻟﻬ ﺎ ‪:‬‬ ‫ﻳﺎااﻩ !! ﻣﺎ أﻗﺪم ﺳﻴﺎرﺗﻚ !!‬ ‫وﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬رأى اﻷﺛ ﺎث ﻓﻘﺎل ‪ :‬أووووﻩ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﻏﻴﺮت أﺛﺎﺛﻚ ؟!‬ ‫وﻟﻤ ﺎ رأى أوﻻدﻩ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ‪ ..‬ﺣﻠ ﻮﻳﻦ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎذا ﻣﺎ ﺗﻠﺒﺴﻬﻢ ﻣﻼﺑﺲ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ هﺬﻩ !!‬ ‫وﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺪّﻣﺖ ﻟ ﻪ زوﺟ ﺘﻪ ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ وﻗﻔ ﺖ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻨﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ﺳ ﺎﻋﺎت ‪ ..‬رأى أﻧ ﻮاﻋﻪ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎااا اﷲ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﻣﺎ ﻃﺒﺨﺘﻲ ر ّز ؟ أوووﻩ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻠﺢ ﻗﻠﻴﻞ ! ﻟﻢ أآﻦ أﺷﺘﻬﻲ هﺬا اﻟﻨﻮع !!‬ ‫ﻼ ﻟﺒ ﻴﻊ اﻟﻔﺎآﻬ ﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻟﻤﺤ ﻞ ﻣﻠ ﻲء‬ ‫دﺧ ﻞ ﻣﺤ ً‬ ‫ﺑﺄﺻﻨﺎف اﻟﻔﻮاآﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﻨﺪك ﻣﺎﻧﺠﻮ ؟‬ ‫ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺤﻞ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬هﺬﻩ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ ﻓﻘﻂ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﻨﺪك ﺑﻄﻴﺦ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟﻬﻪ وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﻋﻨﺪك ﺷﻲء ‪ ..‬ﻟﻴﺶ ﻓﺎﺗﺢ‬ ‫اﻟﻤﺤﻞ ! وﺧﺮج ‪..‬‬ ‫وﻧﺴ ﻲ أن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺤ ﻞ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﻴﻦ ﻧ ﻮﻋ ًﺎ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻔﻮاآﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﺰﻋﺠﻚ ﺑﻜﺜﺮة اﻧﺘﻘﺎدﻩ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻜﺎد أن‬ ‫ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺮى ﻓﻲ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻠﺬﻳﺬ إﻻ اﻟﺸﻌﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺳﻬﻮًا ‪..‬‬ ‫وﻻ ﻓﻲ اﻟﺜﻮب اﻟﻨﻈﻴﻒ إﻻ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺤﺒﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻟﺖ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻄﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻔﻴﺪ إﻻ ﺧﻄﺌ ًﺎ ﻣﻄﺒﻌﻴ ًﺎ وﻗﻊ ﺳﻬﻮًا‬ ‫‪..‬‬

‫‪69‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓ ﻼ ﻳﻜ ﺎد ﻳﺴ ﻠﻢ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻧ ﺘﻘﺎدﻩ ‪ ..‬داﺋ ﻢ‬ ‫اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت ‪ ..‬ﻳﺪﻗﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ ﻓﻲ أﻳﺎم‬ ‫أﻋ ﺮف أﺣ ﺪ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬زاﻣﻠﺘﻪ ﻃﻮﻳ ً‬ ‫اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ‪ ..‬وﻻ ﺗ ﺰال ﻋﻼﻗﺘ ﻨﺎ‬ ‫ﻣﺴ ﺘﻤﺮة ‪ ..‬إﻻ أﻧ ﻲ ﻻ ذآ ﺮ أﻧ ﻪ أﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫أﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ آﺘﺎب أﻟﻔﺘﻪ وﻗﺪ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ أﻧﺎس‬ ‫آﺜﻴ ﺮًا وﻃ ﺒﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻓﻴﻘﻮل ﺑﺒﺮود‬ ‫‪ :‬واﷲ ﺟ ﻴﺪ ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ ﻓﻴﻪ ﻗﺼﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ‬ ‫‪ ..‬وﺣﺠ ﻢ اﻟﺨ ﻂ ﻣ ﺎ أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ‪ ..‬وﻧﻮﻋ ﻴﺔ‬ ‫اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ أﻳﻀ ًﺎ ﺳﻴﺌﺔ ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫وأﺳ ﺄﻟﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋ ﻦ أداء ﻓ ﻼن ﻓ ﻲ ﺧﻄﺒ ﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ﻳﻜﺎد ﻳﺬآﺮ ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ ﻣﺸﺮﻗ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺻ ﺎر أﺛﻘ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ ‪ ..‬وﺻﺮت‬ ‫ﻻ أﺳ ﺄﻟﻪ أﺑ ﺪًا ﻋ ﻦ رأﻳ ﻪ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻷﻧ ﻲ‬ ‫أﻋﺮﻓﻪ ﺳﻠﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻴﻤﻦ ﻳﻔﺘ ﺮض اﻟﻤﺜﺎﻟ ﻴﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻴ ﺮﻳﺪ ﻣ ﻦ زوﺟ ﺘﻪ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻧﻈﻴﻔ ًﺎ ‪24‬‬ ‫ﺳﺎﻋﺔ ‪.. %100‬‬ ‫وﻳ ﺮﻳﺪهﺎ أﻳﻀ ًﺎ أن ﻳﺒﻘ ﻰ أﻃﻔﺎﻟﻬ ﺎ ﻧﻈﻴﻔ ﻴﻦ‬ ‫ﻣﺘﺰﻳﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻴﻮم ‪..‬‬ ‫وإن زارﻩ ﺿ ﻴﻮف اﻓﺘ ﺮض أن ﺗﻄ ﺒﺦ أﺣﺴﻦ‬ ‫اﻟﻄﻌﺎم ‪..‬‬ ‫وإن ﺟﺎﻟﺴ ﻬﺎ اﻓﺘ ﺮض أن ﺗﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺄﺟﻤ ﻞ‬ ‫اﻷﺣﺎدﻳﺚ ‪..‬‬ ‫وآﺬﻟﻚ هﻮ ﻣﻊ أوﻻدﻩ ‪ ..‬ﻳﺮﻳﺪهﻢ ‪ %100‬ﻓﻲ‬ ‫آﻞ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻊ زﻣﻼﺋ ﻪ ‪ ..‬وﻣ ﻊ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻳﺨﺎﻟﻄ ﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺸﺎرع واﻟﺴﻮق ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫وإن ﻗﺼّﺮ أﺣﺪ ﻣﻦ هﺆﻻء أآﻠﻪ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ وأآﺜﺮ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ اﻻﻧﺘﻘﺎد وآﺮر اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻞ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻻ ﻳ ﺮى ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ‬ ‫اﻟﺒﻴﻀﺎء إﻻ اﻷﺳﻮ َد ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ آ ﺎن ه ﺬا ﺣﺎﻟ ﻪ ﻋ ﺬب ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ‬ ‫‪ ..‬وآ ﺮهﻪ أﻗ ﺮب اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻪ واﺳ ﺘﺜﻘﻠﻮا‬ ‫ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺳﺘﻌﺎﺗﺒﻪ‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ أﻣ ﻨﺎ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ τ‬وه ﻲ ﺗﺼ ﻒ ﺣ ﺎل ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ‪ε‬‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ‪:‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﻋ ﺎب رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ﻗ ﻂ ‪ ..‬إن اﺷ ﺘﻬﺎﻩ‬ ‫أآﻠ ﻪ وإﻻ ﺗ ﺮآﻪ ‪ .. (34) ..‬ﻧﻌ ﻢ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺼ ﻨﻊ‬ ‫ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ آﻞ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ : τ‬واﷲ ﻟﻘ ﺪ ﺧ ﺪﻣﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﺗﺴ ﻊ ﺳ ﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺘﻪ ﻗ ﺎل ﻟﺸﻲء ﺻﻨﻌﺘﻪ ‪ :‬ﻟﻢ‬ ‫ﻲ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻗﻂ ‪ ..‬وواﷲ‬ ‫ﻓﻌﻠﺖ آﺬا وآﺬا ؟ وﻻ ﻋﺎب ﻋﻠ ّ‬ ‫ف ﻗﻂ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ أ ﱠ‬ ‫هﻜﺬا آﺎن ‪ ..‬وهﻜﺬا ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻜﻮن ‪..‬‬ ‫وأﻧ ﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻻ أدﻋﻮ إﻟﻰ ﺗﺮك اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ أو اﻟﺴﻜﻮت‬ ‫ﻋ ﻦ اﻷﺧﻄ ﺎء ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ ﻻ ﺗﻜﻦ ﻣﺪﻗﻘ ًﺎ ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء‬ ‫‪ ..‬ﺧﺎﺻ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﻮر اﻟﺪﻧ ﻴﻮﻳﺔ ‪ ..‬ﺗﻌﻮد أن ﺗﻤﺸّﻲ‬ ‫اﻷﻣﻮر ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻮ ﻃ ﺮق ﺑﺎﺑ ﻚ ﺿ ﻴﻒ ﻓ ﺮﺣﺒﺖ ﺑ ﻪ وأدﺧﻠ ﺘﻪ ﻏﺮﻓﺔ‬ ‫اﻟﻀ ﻴﻮف ﻓﻠﻤ ﺎ أﺣﻀ ﺮت اﻟﺸ ﺎي ﺗﻨﺎول اﻟﻔﻨﺠﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎي ﺑﺪاﺧﻠ ﻪ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟ ـ َﻢ ﻟ ﻢ ﺗﻤ ﻸ‬ ‫اﻟﻔ ﻨﺠﺎن ؟ ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬أزﻳﺪك ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﻳﻜﻔﻲ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻄﻠ ﺐ ﻣ ﺎء ﻓﺄﺣﻀ ﺮت ﻟ ﻪ آ ﺄس ﻣ ﺎء ﻓﺸ ﻜﺮك‬ ‫وﺷﺮﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎؤآﻢ ﺣﺎر ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻜ ﻴﻒ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﻜ ﻴﻔﻜﻢ ﻻ ﻳﺒﺮّد !!‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﺸﺘﻜﻰ اﻟﺤﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ‪..‬‬ ‫أﻻ ﺗﺸ ﻌﺮ ﺑ ﺜﻘﻞ ه ﺬا اﻹﻧﺴ ﺎن ‪ ..‬وﺗﺘﻤﻨ ﻰ ﻟﻮ ﻳﺨﺮج‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻚ وﻻ ﻳﻌﻮد ‪..‬‬ ‫إذن اﻟﻨﺎس ﻳﻜﺮهﻮن اﻻﻧﺘﻘﺎد ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻦ إن اﺣ ﺘﺠﺖ إﻟ ﻴﻪ ﻓﻐﻠﻔﻪ ﺑﻐﻼف ﺟﻤﻴﻞ ﺛﻢ ﻗﺪﻣﻪ‬ ‫ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺪﻣ ﻪ ﻓ ﻲ ﺻ ﻮرة اﻗﺘ ﺮاح ‪ ..‬أو ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻏﻴ ﺮ‬ ‫ﻣﺒﺎﺷﺮ ‪ ..‬أو ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻋﺎﻣﺔ ‪..‬‬

‫آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إذا ﻻﺣ ﻆ ﺧﻄ ﺌ ًﺎ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳ ﻮاﺟﻬﻪ ﺑ ﻪ وإﻧﻤ ﺎ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام‬ ‫ﻳﻔﻌﻠﻮن آﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫ك أﻋﻨﻲ واﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺟﺎرة ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ‪ :‬إﻳﺎ ِ‬ ‫ﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟﺪه ﺮ أﻗ ﺒﻞ ﺛﻼﺛ ﺔ ﺷ ﺒﺎب‬ ‫ﻣﺘﺤﻤﺴﻴﻦ ‪ ..‬إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﻮا ﻳ ﺮﻳﺪون ﻣﻌ ﺮﻓﺔ آﻴﻔ ﻴﺔ ﻋ ﺒﺎدة اﻟﻨﺒﻲ ‪ε‬‬ ‫وﺻﻼﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺄﻟﻮا أزواج اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻋ ﻦ ﻋﻤﻠ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺴﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻬﻢ زوﺟﺎت اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬أﻧﻪ ﻳﺼﻮم أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ‬ ‫وﻳﻔﻄ ﺮ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬وﻳ ﻨﺎم ﺑﻌﻀ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻠ ﻴﻞ‬ ‫وﻳﺼﻠﻲ ﺑﻌﻀﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻟ ﺒﻌﺾ ‪ :‬هﺬا رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺪ‬ ‫ﻏﻔﺮ اﷲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﺗﺨﺬ آﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺮارًا ‪!..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺣ ﺪهﻢ ‪ :‬أﻧ ﺎ ﻟ ﻦ أﺗ ﺰوج ‪ ..‬أي ﺳ ﺄﺑﻘﻰ‬ ‫ﻋﺰﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﺘﻔﺮﻏ ًﺎ ﻟﻠﻌﺒﺎدة ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل اﻵﺧﺮ ‪ :‬وأﻧﺎ ﺳﺄﺻﻮم داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬آﻞ ﻳﻮم‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل اﻟ ﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬وأﻧ ﺎ ﻻ أﻧ ﺎم اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬أي‬ ‫ﺳﺄﻗﻮم اﻟﻠﻴﻞ آﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻠﻎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﺤﻤﺪ اﷲ وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ‬ ‫ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام !! ) هﻜ ﺬا ﻣ ﺒﻬﻤ ًﺎ ‪ ،‬ﻟ ﻢ ﻳﻘﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﺑﺎل ﻓﻼن وﻓﻼن ( ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﺑﺎل أﻗﻮام ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬آﺬا وآﺬا ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ أﺻﻠﻲ‬ ‫وأﻧ ﺎم ‪ ..‬وأﺻ ﻮم وأﻓﻄ ﺮ ‪ ..‬وأﺗ ﺰوج اﻟﻨﺴﺎء‬ ‫‪..‬‬ ‫)‪(35‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ﻓﻤﻦ رﻏﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﺘﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﻲ‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻻﺣ ﻆ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬أن رﺟ ﺎ ًﻻ‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﻤﺼ ﻠﻴﻦ ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﻳﺮﻓﻌﻮن أﺑﺼﺎرهﻢ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﺻﻼﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا ﺧﻄ ﺄ ﻓﺎﻷﺻ ﻞ أن ﻳﻨﻈ ﺮ أﺣ ﺪهﻢ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮدﻩ ‪..‬‬

‫) ‪( 34‬‬

‫) ‪( 35‬‬

‫إذا أﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺸﺮب ﻣﺮارًا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺬا‬ ‫ﻇﻤﺌﺖ ‪ ,‬وأي اﻟﻨﺎس ﺗﺼﻔﻮ‬ ‫ﻣﺸﺎرﺑﻪ؟!‬ ‫إذا آـﻨﺖ ﻓـﻲ آﻞ اﻷﻣﻮر ﻣﻌﺎﺗﺒ ًﺎ‬ ‫رﻓـﻴﻘﻚ ﻟﻦ ﺗﻠـﻖ اﻟـﺬي‬

‫‪70‬‬

‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام ﻳ ﺮﻓﻌﻮن أﺑﺼ ﺎرهﻢ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻨ ﺘﻬﻮا ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ واﺳ ﺘﻤﺮوا ﻳﻔﻌﻠ ﻮﻧﻪ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ‬ ‫ﻳﻔﻀﺤﻬﻢ أو ﻳﺴﻤﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻦ ﻋﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬أو ﻟﺘﺨﻄﻔﻦ أﺑﺼﺎرهﻢ )‪.. (36‬‬ ‫ﻟﻴﻨﺘ ُﻬ ﱠ‬ ‫وآﺎﻧ ﺖ ﺑﺮﻳ ﺮة ﺟﺎرﻳ ﺔ أﻣ ًﺔ ﻣﻤﻠ ﻮآﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫أرادت أن ﺗﻌ ﺘﻖ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮق ‪ ..‬ﻓﻄﻠ ﺒﺖ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺳﻴﺪهﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺷﺘﺮط ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ًﻻ ﺗﺪﻓﻌﻪ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠ ﺎءت ﺑﺮﻳ ﺮة ‪ ..‬إﻟ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﺗﻠ ﺘﻤﺲ ﻣ ﻨﻬﺎ أن‬ ‫ﺗﻌﻴﻨﻬﺎ ﺑﻤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ :‬إن ﺷ ﺌﺖ أﻋﻄ ﻴﺖ أهﻠ ﻚ ﺛﻤ ﻨﻚ ‪..‬‬ ‫)‪(37‬‬ ‫ﻓﺘﻌﺘﻘﻴﻦ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻳﻜﻮن اﻟﻮﻻء ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺒ ﺮت اﻟﺠﺎرﻳ ﺔ أهﻠﻬ ﺎ ﻓﺄﺑ ﻮا ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وأرادوا أن‬ ‫ﻳﺮﺑﺤﻮا اﻷﻣﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﺛﻤﻦ ﻋﺘﻘﻬﺎ ‪ ..‬ووﻻءهﺎ !!‬ ‫ﻓﺴ ﺄﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﻌﺠﺐ ‪ ε‬ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻬﻢ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎل ‪ ..‬وﻣﻨﻌﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ !!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻌﺎﺋﺸ ﺔ ‪ :‬اﺑﺘﺎﻋ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﺘﻘ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻤ ﺎ‬ ‫اﻟﻮﻻء ﻟﻤﻦ أﻋﺘﻖ ‪..‬‬ ‫أي اﻟ ﻮﻻء ﻟ ﻚ ﻣ ﺎ دام أﻧ ﻚ دﻓﻌ ﺖ اﻟﻤ ﺎل ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﺗﻠﺘﻔﺘﻲ إﻟﻰ ﺷﺮوﻃﻬﻢ ﻓﻬﻲ ﻇﺎﻟﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام ) وﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻞ ﺁل ﻓ ﻼن ( ‪ ..‬ﻳﺸ ﺘﺮﻃﻮن‬ ‫ﺷ ﺮوﻃ ًﺎ ﻟﻴﺴ ﺖ ﻓﻲ آﺘﺎب اﷲ ‪ ..‬ﻣﻦ اﺷﺘﺮط ﺷﺮﻃ ًﺎ‬ ‫ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ آ ﺘﺎب اﷲ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻴﺲ ﻟ ﻪ ‪ ..‬وإن اﺷ ﺘﺮط‬ ‫ﻣﺎﺋﺔ ﺷﺮط )‪.. (38‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ هﻜﺬا ‪ ..‬ﻟﻮّح ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ وﻻ ﺗﻀﺮب ﺑﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﺗﻘ ﻮل ﻟ ﺰوﺟﺘﻚ اﻟﻤﻬﻤﻠ ﺔ ﻓ ﻲ ﻧﻈﺎﻓ ﺔ‬ ‫ﺑﻴ ﺘﻬﺎ ‪ :‬اﻟ ﺒﺎرﺣﺔ ﺗﻌﺸ ﻴﻨﺎ ﻋ ﻨﺪ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻓ ﻼن ‪..‬‬ ‫وآﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ ‪..‬‬ ‫أو ﺗﻘ ﻮل ﻟ ﻮﻟﺪك اﻟﻤﻬﻤ ﻞ ﻟﻠﺼ ﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪: ..‬‬

‫) ‪ ( 36‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬ ‫) ‪ ( 37‬اﻟﻮﻻء ‪ :‬هﻮ إذا أﻋﺘﻖ اﻟﺸﺨﺺ ﻋﺒﺪًا ﻣﻤﻠﻮآ ًﺎ‬ ‫ﺻﺎر اﻟﻮﻻء ﻟﻠﻤﻌﺘﻖ ‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﻟﻤﻌﺘﻖ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ‬ ‫ورﺛﺔ هﺬا اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻤﻤﻠﻮك ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ‪ ،‬ﻓﻴﺸﺎرك أهﻞ اﻟﻌﺒﺪ‬ ‫ﻓﻲ ورﺛﻪ ‪.‬‬ ‫) ‪ ( 38‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬

‫‪71‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫أﻧ ﺎ أﻋﺠ ﺐ ﻣ ﻦ ﻓ ﻼن اﺑ ﻦ ﺟﻴ ﺮاﻧﻨﺎ ﻣ ﺎ ﻧﻜ ﺎد‬ ‫ﻧﻔﻘﺪﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ أﺑﺪًا ‪!!..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ‪ ..‬إﻳﺎك أﻋﻨﻲ واﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺟﺎرة !!‬ ‫وﻳﺤ ﻖ ﻟ ﻚ أن ﺗﺴ ﺄل ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻜ ﺮﻩ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫اﻻﻧﺘﻘﺎد ؟‬ ‫ﻓﺄﻗ ﻮل ‪ :‬ﻷﻧ ﻪ ﻳﺸ ﻌﺮهﻢ ﺑﺎﻟ ﻨﻘﺺ ‪ ..‬ﻓﻜ ﻞ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻳﺤﺒﻮن اﻟﻜﻤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺑﺴ ﻴﻄ ًﺎ أراد أن ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻪ‬ ‫ذآ ﺮوا أن رﺟ ً‬ ‫ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻤ ﺪ إﻟ ﻰ ﺗﺮﻣﺴ ﻲ ﻣ ﺎء أﺣ ﺪهﻤﺎ أﺧﻀ ﺮ‬ ‫واﻟﺜﺎﻧﻲ أﺣﻤﺮ ‪ ..‬وﻋﺒﺄهﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﺒﺎرد ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﻟﻠﻨﺎس ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﺼﻴﺢ‬ ‫‪ :‬ﻣﺎء ﺑﺎرد ﻣﺠﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن اﻟﻌﻄﺸ ﺎن ﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻳﺘ ﻨﺎول اﻟﻜ ﺄس‬ ‫ﻟﻴﺼ ﺐ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ وﻳﺸ ﺮب ‪ ..‬ﻓ ﺈذا رﺁﻩ ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ‬ ‫ﻗﺪ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻠﺘﺮﻣﺲ اﻷﺧﻀﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬اﺷﺮب ﻣﻦ اﻷﺣﻤﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﺸﺮب‬ ‫ﻣﻦ اﻷﺣﻤﺮ ‪..‬‬ ‫وإذا أﻗ ﺒﻞ ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬وأراد أن ﻳﺸ ﺮب ﻣ ﻦ‬ ‫اﻷﺣﻤﺮ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬اﺷﺮب ﻣﻦ اﻷﺧﻀﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا اﻋﺘﺮض أﺣﺪهﻢ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﻔﺮق ؟!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ اﻟﻤﺴﺌﻮل ﻋﻦ اﻟﻤﺎء ‪ ..‬ﻳﻌﺠﺒﻚ هﺬا‬ ‫اﻟﻨﻈﺎم أو دﺑﺮ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻣﺎ ًء ‪..‬‬ ‫إﻧ ﻪ ﺷ ﻌﻮر اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟ ﺪاﺋﻢ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻋﺘﺒﺎرﻩ واﻻهﺘﻤﺎم ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﺤﻠﺔ ‪ ..‬وذﺑﺎب !!‬ ‫آﻦ ﻧﺤﻠﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻴﺐ وﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺨﺒﻴﺚ‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﺗﻚ آﺎﻟﺬﺑﺎب ﻳﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺮوح !!‬ ‫‪ 32.‬ﻻ ﺗﻜﻦ أُﺳﺘﺎذ ّﻳًﺎ !!‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎرن ﺑ ﻴﻦ ﺛﻼﺛ ﺔ ﺁﺑﺎء ‪ ..‬رأى آﻞ واﺣﺪ وﻟﺪﻩ‬ ‫ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻠﻔﺎز ﻓﻲ أﻳﺎم اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻷول ﻟﻮﻟﺪﻩ ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ..‬ذاآﺮ دروﺳﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ‪ :‬ﻣﺎﺟ ﺪ ‪ ..‬إذا ﻣ ﺎ ذاآ ﺮت‬ ‫دروﺳ ﻚ واﷲ ﻷﺿ ﺮﺑﻚ ‪ ..‬وأﺣ ﺮﻣﻚ ﻣ ﻦ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻤﺼﺮوف ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﺻ ﺎﻟﺢ ‪ ..‬ﻟ ﻮ ﺗﺬاآﺮ دروﺳﻚ ‪..‬‬ ‫أﺣﺴﻦ ﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻔﺎز ‪ ..‬ﺻﺢ ؟!‬ ‫أﻳﻬﻢ أﺣﺴﻦ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ‪..‬؟‬ ‫ﻻ ﺷ ﻚ أﻧ ﻪ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻗ ﺪم أﻣ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ‬ ‫اﻗﺘﺮاح ‪..‬‬ ‫وآ ﺬﻟﻚ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ زوﺟ ﺘﻚ ‪ ..‬ﺳ ﺎرة ﻟﻴ ﺘﻚ‬ ‫ﺗﻌﻤﻠﻴﻦ ﺷﺎي ‪ ..‬هﻨﺪ أﺗﻤﻨﻰ أﺗﻐﺪى ﻣﺒﻜﺮًا اﻟﻴﻮم ‪..‬‬ ‫وآﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﻄ ﺊ إﻧﺴ ﺎن ‪ ..‬ﻋ ﺎﻟﺞ ﺧﻄ ﺄﻩ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب‬ ‫ﻳﺠﻌﻠ ﻪ ﻳﺸ ﻌﺮ أن اﻟﻔﻜ ﺮة ﻓﻜ ﺮﺗﻪ هﻮ ‪ ..‬وﻟﺪك ﻳﻐﻴﺐ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻼ – ‪ :‬ﺳﻌﺪ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻞ ﻟﻪ – ﻣﺜ ً‬ ‫ﺑﻠﻰ ‪ ..‬إذن ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬وﻓ ﻲ ﺧ ﻴﻤﺔ أﻋﺮاﺑ ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺼﺤﺮاء ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻠ ﺖ اﻣ ﺮأة ﺗ ﺘﺄوﻩ ﺗﻠ ﺪ ‪ ..‬وزوﺟﻬ ﺎ ﻋ ﻨﺪ رأﺳ ﻬﺎ‬ ‫ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺧﺮوج اﻟﻤﻮﻟﻮد ‪..‬‬ ‫اﺷﺘﺪ اﻟﻤﺨﺎض ﺑﺎﻟﻤﺮأة ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﺖ ﺷﺪﺗﻬﺎ ووﻟﺪت‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻨﻬﺎ وﻟﺪت ﻏﻼﻣ ًﺎ أﺳﻮد !!‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻰ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬وﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻓ ﺈذا‬ ‫ﺐ آﻴﻒ ﺻﺎر اﻟﻐﻼم أﺳﻮد !!‬ ‫ﺠ َ‬ ‫هﻤﺎ أﺑﻴﻀﺎن ‪ ..‬ﻓﻌ ِ‬ ‫أوﻗﻊ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻮﺳﺎوس ‪..‬‬ ‫ﻟﻌﻞ هﺬا اﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮك !!‬ ‫ﻟﻌﻠﻬﺎ زﻧﻰ ﺑﻬﺎ رﺟﻞ أﺳﻮد ﻓﺤﻤﻠﺖ ﻣﻨﻪ !!‬ ‫ﻟﻌﻞ ‪..‬‬ ‫اﺿ ﻄﺮب اﻟ ﺮﺟﻞ وذه ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻟﻨ ﺒﻮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وﻋﻨﺪﻩ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن اﻣﺮأﺗ ﻲ وﻟ ﺪت ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻓﺮاﺷ ﻲ ﻏﻼﻣ ًﺎ أﺳﻮد !! وإﻧﺎ أهﻞ ﺑﻴﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻨﺎ‬ ‫أﺳﻮد ﻗﻂ !!‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وآ ﺎن ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ أن ﻳﺴﻤﻌﻪ‬ ‫ﻣ ﻮﻋﻈﺔ ﺣ ﻮل ﺣﺴ ﻦ اﻟﻈ ﻦ ﺑﺎﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﻋ ﺪم‬ ‫اﺗﻬﺎم اﻣﺮأﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻨﻪ أراد أن ﻳﻤﺎرس ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻞ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫أراد أن ﻳﺠﻌ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﺤ ﻞ ﻣﺸﻜﻠﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ‪ ..‬ﻓﺒﺪأ‬ ‫ﻼ ﻳﻘﺮب ﻟﻪ اﻟﺠﻮاب ‪..‬‬ ‫ﻳﻀﺮب ﻟﻪ ﻣﺜ ً‬

‫‪72‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻤ ﺎ اﻟﻤ ﺜﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻟ ﻪ ‪..‬؟ ه ﻞ ﻳﻀ ﺮب ﻟ ﻪ‬ ‫ﻼ ﺑﺎﻷﺷ ﺠﺎر ؟ أم ﺑﺎﻟ ﻨﺨﻞ ؟ أم ﺑﺎﻟ ُﻔ ﺮْس‬ ‫ﻣﺜً‬ ‫واﻟﺮوم ؟‬ ‫ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ‪ ε‬ﻓﺈذا اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺛﺎر اﻟﺒﺎدﻳﺔ ‪..‬‬ ‫وإذا ه ﻮ ﻣﻀﻄﺮب ﺗﺘﺰاﺣﻢ اﻷﻓﻜﺎر ﻓﻲ رأﺳﻪ‬ ‫ﺣﻮل اﻣﺮأﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ : ε‬هﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ إﺑﻞ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎ أﻟﻮاﻧﻬﺎ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺣﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻬﻞ ﻓﻴﻬﺎ أﺳﻮد ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻴﻬﺎ أورق ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﻧﻰ آﺎن ذﻟﻚ ؟!‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ ‪ :‬ﻣ ﺎ دام أﻧﻬ ﺎ آﻠﻬ ﺎ ﺣﻤﺮ ذآﻮرًا وإﻧﺎﺛ ًﺎ‬ ‫‪ ..‬وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻬﺎ أي ﻟ ﻮن ﺁﺧﺮ ‪ ..‬ﻓﻜﻴﻒ وﻟﺪت‬ ‫اﻟ ﻨﺎﻗﺔ اﻟﺤﻤ ﺮاء وﻟ ﺪًا أورق ‪ ..‬ﻳﺨ ﺘﻠﻒ ﻋ ﻦ‬ ‫ﻟﻮﻧﻬﺎ وﻟﻮن اﻷب ) اﻟﻔﺤﻞ ( ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻋﺴﻰ أن ﻳﻜﻮن‬ ‫ﻓﻜﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻧ ﺰﻋﻪ ﻋ ﺮق ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ أﺟ ﺪادﻩ‬ ‫ﻣ ﻦ ه ﻮ أورق ‪ ..‬ﻓ ﻼ زال اﻟﺸ ﺒﻪ ﺑﺎﻗ ﻴ ًﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺴﻼﻟﺔ ‪ ..‬ﻓﻈﻬﺮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻮﻟﺪ ‪..‬‬ ‫)‪(39‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻓﻠﻌﻞ اﺑﻨﻚ هﺬا ﻧﺰﻋﻪ ﻋﺮق‬ ‫ﻼ ﻓﺈذا‬ ‫ﺳ ﻤﻊ اﻟ ﺮﺟﻞ ه ﺬا اﻟﺠ ﻮاب ‪ ..‬ﻓﻜ ﺮ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫ه ﻮ ﺟ ﻮاﺑﻪ ه ﻮ ‪ ..‬واﻟﻔﻜ ﺮة ﻓﻜ ﺮﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻗﺘ ﻨﻊ‬ ‫وأﻳﻘﻦ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ إﻟﻰ اﻣﺮأﺗﻪ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﺟﻠ ﺲ ‪ ε‬ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺤ ﺪﺛﻬﻢ ﻋﻦ‬ ‫أﺑﻮب اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻣﻤ ﺎ ذآ ﺮﻩ ‪ ..‬أن ﻗ ﺎل ‪ :‬وﻓ ﻲ ﺑﻀ ﻊ‬ ‫أﺣﺪآﻢ ﺻﺪﻗﺔ ‪..‬‬ ‫أي وطء أﺣﺪآﻢ اﻣﺮأﺗﻪ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ أﺟﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻳﺄﺗﻲ أﺣﺪﻧﺎ ﺷﻬﻮﺗﻪ ‪ ..‬وﻳﻜﻮن ﻟﻪ أﺟﺮ ؟!!‬ ‫ﻓﺄﺟ ﺎﺑﻬﻢ ‪ ε‬ﺑﺠ ﻮاب ﻳﺸ ﻌﺮون ﺑ ﻪ أن اﻟﻔﻜ ﺮة‬ ‫) ‪( 39‬‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻜﺮﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن ﻟﻨﻘﺎش ﻹﻗﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬أرأﻳ ﺘﻢ ﻟ ﻮ وﺿ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺣ ﺮام ‪ ..‬أآ ﺎن‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ وزر ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻟﻮ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻼل آﺎن ﻟﻪ أﺟﺮ ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﺣﺘﻰ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﺗ ﺪرج ﻣﻌ ﻪ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻨﺼ ﺢ ﻓ ﻲ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ أﻧ ﺘﻤﺎ‬ ‫ﻣﺘﻔﻘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺧﺮج ‪ ρ‬إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ﻓﻲ أﻟﻒ وأرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﻨﻌﺘﻬﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ دﺧﻮل ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ووﻗﻌﺖ أﺣﺪاث ﻗﺼﺔ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ اﻟﻤﺸﻬﻮرة ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻷﻣﺮ وﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎورات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺒﻲ‬ ‫‪ ρ‬وﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬اﺗﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺢ ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﺬي ﺗﻮﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻮد اﻟﺼﻠﺢ ﻣﻦ‬ ‫ﺟﺎﻧﺐ ﻗﺮﻳﺶ هﻮ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫اﺗﻔﻖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻣﻊ ﺳﻬﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺮوط ‪..‬‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬ ‫أن ﻳﻌﻮد اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن أدراﺟﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﻤﺮة ‪..‬‬ ‫وأن ﻣﻦ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ أهﻞ ﻣﻜﺔ‬ ‫وأراد أن ﻳﻬﺎﺟﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺈن‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ ﻣﻦ ارﺗﺪ ﻋﻦ إﺳﻼﻣﻪ وأراد اﻟﺬهﺎب إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺒﻞ ‪!!..‬‬ ‫إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻇﺎهﺮهﺎ أﻧﻬﺎ‬ ‫هﺰﻳﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وإذﻻل ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﺪد‬ ‫اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وﺗﻌﻠﻢ أن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻮ‬ ‫ﺷﺎءوا ﻟﻔﺘﺤﻮا ﻣﻜﺔ ‪ ..‬وﻟﻬﺬا آﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺗﻀﻄﺮ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺘﻠﻄﻒ واﻟﻤﺼﺎﻧﻌﺔ ‪..‬‬ ‫وآﺄﻧﻲ ﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻣﺎ آﺎﻧﻮا ﻳﺤﻠﻤﻮن أن ﻳﻈﻔﺮوا وﻻ‬ ‫ﺑﺮﺑﻊ هﺬﻩ اﻟﺸﺮوط ‪..‬‬ ‫آﺎن أآﺜﺮ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘًﺎ ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﻌﻘﺪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻦ أﻧﻰ ﻟﻬﻢ أن ﻳﻌﺘﺮﺿﻮا ‪ ..‬واﻟﺬي ﻳﻜﺘﺐ اﻟﻌﻘﺪ‬ ‫وﻳﻤﻀﻴﻪ رﺟﻞ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ اﻟﻬﻮى ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻋﻤﺮ ﻣﺘﺤﻔﺰًا ‪ ..‬ﻳﻨﻈﺮ ﻳﻤﻴﻨ ًﺎ وﺷﻤﺎ ًﻻ ‪ ..‬ﻳﺘﻤﻨﻰ‬ ‫ﻟﻮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻤﻞ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺒﺮ ‪..‬‬

‫‪73‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﺛﺐ ﻋﻤﺮ ﻓﺄﺗﻰ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وأراد أن ﻳﻨﺎﻗﺸﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺣﻜﻤﺘﻪ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاض ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ‬ ‫ﺑﺪأ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ هﻤﺎ ﻣﺘﻔﻘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﺴﺄل أﺑﺎ ﺑﻜﺮ أﺳﺌﻠﺔ ﺟﻮاﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﺻﺤﻴﺢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬أﻟﻴﺲ ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ‪..‬؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﻴﺴﻮا ﺑﺎﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﻴﺴﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻌﻼم ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ دﻳﻨﻨﺎ ؟!‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬أﻟﻴﺲ هﻮ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪.‬؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻏﺮْزﻩ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻲ أﺷﻬﺪ أﻧﻪ رﺳﻮل‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺎﻟﺰم ِ‬ ‫اﷲ ‪..‬‬ ‫أي آﻦ وراءﻩ ﺗﺎﺑﻌ ًﺎ ﻻ ﺗﺨﺎﻟﻔﻪ أﺑﺪًا ‪ ..‬آﻤﺎ أن‬ ‫ﻏﺮزات اﻟﺨﻴﻂ ﻓﻲ اﻟﺜﻮب ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬وأﻧﺎ أﺷﻬﺪ أﻧﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀﻰ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬ﺣﺎول أن ﻳﺼﺒﺮ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻳﺴﺘﻄﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﺬهﺐ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻟﺴﺖ ﺑﺮﺳﻮل اﷲ‬ ‫؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﻴﺴﻮا ﺑﺎﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ‪ ..‬؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻌﻼم ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ دﻳﻨﻨﺎ ؟!‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬أﻧﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ‪ ..‬ﻟﻦ أﺧﺎﻟﻒ‬ ‫أﻣﺮﻩ ‪ ..‬وﻟﻦ ﻳﻀﻴﻌﻨﻲ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺳﻜﺖ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ..‬ورﺟﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﺖ اﻷﻳﺎم ‪ ..‬وﻧﻘﻀﺖ ﻗﺮﻳﺶ اﻟﻌﻬﺪ ‪ ..‬وأﻗﺒﻞ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻣﻄﻬﺮًا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮام‬ ‫ﻣﻦ اﻷﺻﻨﺎم ‪..‬‬ ‫وأدرك ﻋﻤﺮ أﻧﻪ آﺎن ﻓﻲ اﻋﺘﺮاﺿﻪ ﺣﻴﻨﺬاك ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻏﻴﺮ اﻟﺴﺒﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎن ‪ τ‬ﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﻣﺎ زﻟﺖ أﺻﻮم ‪ ..‬وأﺗﺼﺪق ‪ ..‬وأﺻﻠﻲ ‪ ..‬وأﻋﺘﻖ‬ ‫‪ ..‬ﻣﻦ اﻟﺬي ﺻﻨﻌﺖ ﻳﻮﻣﺌﺬ ‪ ..‬ﻣﺨﺎﻓﺔ آﻼﻣﻲ اﻟﺬي‬ ‫ﺗﻜﻠﻤﺘﻪ ﻳﻮﻣﺌﺬ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ رﺟﻮت أن ﻳﻜﻮن ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻠﻪ در ﻋﻤﺮ ‪ ..‬ودر رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺒﻠﻪ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة ؟‬ ‫ﻟﻮ آﺎن وﻟﺪك ﻻ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﺤﻔﻆ اﻟﻘﺮﺁن ‪ ..‬وﺗﺮﻳﺪﻩ أن‬ ‫ﻳﺰداد ﺣﺮﺻ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﺑ ﺪأ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ أﻧﺘﻤﺎ ﻣﺘﻔﻘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ..‬أﻻ ﺗﺮﻳﺪ‬ ‫أن ﻳﺤ ﺒﻚ اﷲ ‪ ..‬أﻻ ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗﺮﺗﻘ ﻲ ﻓ ﻲ درﺟ ﺎت‬ ‫اﻟﺠﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﺠﻴﺒﻚ ﺣﺘﻤ ًﺎ ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﺪم اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ اﻗﺘﺮاح ‪ : ..‬إذن‬ ‫ﻓﻠﻮ أﻧﻚ ﺷﺎرآﺖ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺗﺤﻔﻴﻆ اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬ ‫ﺖ اﻣﺮأة ﻻ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺤﺠﺎﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺖ ‪ :‬ﻟﻮ رأﻳ ِ‬ ‫وآﺬﻟﻚ أﻧ ِ‬ ‫اﺑﺪﺋﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ أﻧﺘﻤﺎ ﻣﺘﻔﻘﺘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أﻧﺎ أﻋﻠﻢ أﻧﻚ ﻣﺴﻠﻤﺔ ‪ ..‬وﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺳﺘﻘﻮل ‪ :‬ﺻﺤﻴﺢ ‪ ..‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫واﻣﺮأة ﻋﻔﻴﻔﺔ ‪ ..‬وﺗﺤﺒﻴﻦ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺳﺘﻘﻮل ‪ :‬إي واﷲ ‪ ..‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗﺪﻣ ﻲ اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ اﻗﺘ ﺮاح ‪ :‬ﻓﻠ ﻮ‬ ‫أﻧﻚ اﻋﺘﻨﻴﺖ ﺑﺤﺠﺎﺑﻚ أآﺜﺮ ‪ ..‬وﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺘﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫هﻜ ﺬا ﻳﻤﻜﻨ ﻨﺎ أن ﻧﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻧ ﺮﻳﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﺸﻌﺮوا ‪..‬‬ ‫ﺑﺎرﻗﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺄآﻞ اﻟﻌﺴﻞ دون ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻟﺨﻠﻴﺔ ‪..‬‬ ‫‪ 33.‬أﻣﺴﻚ اﻟﻌﺼﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ !!‬ ‫أﺷ ﻜﺮك ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻴﺎرك ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ‪ ..‬وﻗﺪ ﺁﺗﺎك‬

‫‪74‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﷲ أﺳ ﻠﻮﺑ ًﺎ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬وﻃﻼﺑ ﻚ ﻳﺤ ﺒﻮﻧﻚ آﺜﻴﺮًا‬ ‫‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ ‪ :‬ﻟﻴ ﺘﻚ ﻣ ﺎ ﺗﺘﺄﺧ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪوام ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺼﺒﺎح ‪..‬‬ ‫أﻧ ﺖ ﺟﻤ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬واﻟﺒﻴﺖ ﻣﺮﺗﺐ ‪ ..‬وﻻ أﻧﻜﺮ أن‬ ‫اﻷوﻻد ﻣﺘﻌﺒﻮن ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫وﻟﻜﻦ ‪ :‬أﺗﻤﻨﻰ أن ﺗﻬﺘﻤﻲ ﺑﻤﻼﺑﺴﻬﻢ أآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫هﻜ ﺬا آ ﺎن أﺳﻠﻮب ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻳﺬآﺮ‬ ‫اﻟﺠ ﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺸ ﺮﻗﺔ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻤﺨﻄ ﺊ ﺛ ﻢ ﻳﻨ ﺒﻬﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ أﺧﻄﺎﺋﻪ ‪ ..‬ﻟﻴﻜﻮن ﻋﺎد ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻘﺪ ﺣﺎول أن ﺗﺬآﺮ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺼﻮاب‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻤﺨﻄﺊ ‪ ..‬ﻗﺒﻞ ﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﺎول داﺋﻤ ًﺎ أن ﺗﺸﻌﺮ اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻚ أن ﻧﻈﺮﺗﻚ‬ ‫إﻟ ﻴﻪ ﻣﺸ ﺮﻗﺔ ‪ ..‬وأﻧ ﻚ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨ ﺒﻬﻪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫أﺧﻄﺎﺋ ﻪ ﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ ذﻟ ﻚ أﻧﻪ ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻚ ‪..‬‬ ‫أو أﻧ ﻚ ﻧﺴ ﻴﺖ ﺣﺴ ﻨﺎﺗﻪ وﻻ ﺗﺬآ ﺮ إﻻ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻻ ‪ ..‬ﺑ ﻞ أﺷ ﻌﺮﻩ أن ﻣﻼﺣﻈﺎﺗ ﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻐﻮص‬ ‫ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣﺤ ﺒﻮﺑ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫ﻳﻤﺎرس أﺳﺎﻟﻴﺐ راﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻒ ﻣ ﺮة ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺸ ﺨﺺ ﺑﺒﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء ‪ ..‬آﺄﻧﻪ ﻳﻔﻜﺮ أو ﻳﺘﺮﻗﺐ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ن ﻳﺨﺘﻠﺲ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا أوا ُ‬ ‫‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺪروا ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫أي ‪ :‬ﻳُﻌ ﺮض اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ اﻟﻘ ﺮﺁن وﺗﻌﻠﻤﻪ ‪..‬‬ ‫وﻋ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫وﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﺲ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬أي ‪ :‬ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴُﺨﺘﻠ ُ‬ ‫ﻓﻘ ﺎم ﺻ ﺤﺎﺑﻲ ﺟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ه ﻮ زﻳ ﺎد ﺑ ﻦ ﻟﺒ ﻴﺪ‬ ‫اﻷﻧﺼﺎري وﻗﺎل ﺑﻜﻞ ﺣﻤﺎس ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ،‬وآ ﻴﻒ ﻳﺨ ﺘﻠﺲ ﻣ ﻨﺎ ؟! وﻗ ﺪ‬ ‫ﻗ ﺮأﻧﺎ اﻟﻘ ﺮﺁن ! ﻓ ﻮاﷲ ﻟﻨﻘ ﺮأﻧﻪ ‪ ،‬وﻟﻨﻘ ﺮﺋﻨﻪ‬ ‫ﻧﺴﺎءﻧﺎ وأﺑﻨﺎءﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻓ ﺈذا ﺷ ﺎب ﻳﺘﻔﺠ ﺮ‬ ‫ﺣﻤﺎﺳ ًﺎ وﻏﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬ﻓﺄراد أن ﻳﻨﺒﻬﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﺛﻜﻠ ﺘﻚ أﻣ ﻚ ﻳ ﺎ زﻳ ﺎد ‪ ،‬إﻧ ﻲ آ ﻨﺖ ﻷﻋ ﺪك ﻣ ﻦ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻘﻬﺎء أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا ﺛ ﻨﺎء ﻋﻠﻰ زﻳﺎد ‪ ..‬أن ﻳﻘﻮل ﻟﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ε‬‬ ‫أﻣ ﺎم اﻟ ﻨﺎس إﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﻓﻘﻬ ﺎء اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ه ﺬا ذآ ﺮ‬ ‫ﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺼﻮاب واﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻟﺰﻳﺎد ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ : ε‬ه ﺬا اﻟ ﺘﻮراة واﻹﻧﺠ ﻴﻞ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﻴﻬﻮد‬ ‫واﻟﻨﺼﺎرى ﻓﻤﺎذا ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ ؟! )‪.. (40‬‬ ‫أي ﻟﻴﺴ ﺖ اﻟﻌﺒ ﺮة ﻳ ﺎ زﻳ ﺎد ﺑﻮﺟﻮد اﻟﻘﺮﺁن ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ‬ ‫اﻟﻌﺒ ﺮة ﺑﻘ ﺮاءﺗﻪ وﻣﻌ ﺮﻓﺔ ﻣﻌﺎﻧ ﻴﻪ واﻟﻌﻤ ﻞ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫هﻜﺬا آﺎن ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ راﺋﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻳﻤ ﺮ ‪ ε‬ﺑ ﺒﻌﺾ ﻗ ﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌ ﺮب‬ ‫ﻳﺪﻋ ﻮهﻢ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وآ ﺎن ﻳﺨ ﺘﺎر أﺣﺴ ﻦ‬ ‫اﻟﻌ ﺒﺎرات ﻷﺟ ﻞ ﺗ ﺮﻏﻴﺒﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟ ﻪ‬ ‫واﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺮ ﺑﻘﺒ ﻴﻠﺔ ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬اﺳ ﻤﻬﻢ ‪ :‬ﺑ ﻨﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻋﺎهﻢ إﻟﻰ اﷲ ‪ ..‬وﻋﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ‬ ‫ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ ..‬إن اﷲ ﻗﺪ أﺣﺴﻦ اﺳﻢ أﺑﻴﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ ﻟﺴﺘﻢ ﺑﺒﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰى ‪ ..‬أو ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻼت‬ ‫‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ أﻧ ﺘﻢ ﺑ ﻨﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻴﺲ ﻓ ﻲ اﺳ ﻤﻜﻢ‬ ‫ﺷﺮك ﻓﺎدﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ آﺎن ﻣﻦ ﺑﺮاﻋﺘﻪ ‪ ρ‬أﻧﻪ آﺎن ﻳﺮﺳﻞ رﺳﺎﺋﻞ ﻏﻴﺮ‬ ‫ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻳﺬآﺮ ﻓﻴﻬﺎ إﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﺤﺒﺘﻪ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ‪..‬‬ ‫ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻪ – رﺑﱠﻤﺎ –‬ ‫اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ‪..‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻄ ً‬ ‫آﺎن ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪ τ‬ﺑﻄ ً‬ ‫ﻼ ﻣﻐﻮارًا ‪ ..‬ﻳﻀﺮب ﻟﻪ أﻟﻒ‬ ‫ﻋﺎدﻳ ًﺎ ‪ ..‬ﺑﻞ آﺎن ﺑﻄ ً‬ ‫ﺣﺴﺎب ‪..‬‬ ‫وآﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﺘﺸﻮق ﻹﺳﻼﻣﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ أﻧﻰ ﻟﻪ‬ ‫ذﻟﻚ ‪ ..‬وﺧﺎﻟﺪ ﻣﺎ ﺗﺮك ﺣﺮﺑًﺎ ﺿﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻻ‬ ‫ﺧﺎﺿﻬﺎ ‪ ..‬ﺑﻞ آﺎن هﻮ ﻣﻦ أآﺒﺮ أﺳﺒﺎب هﺰﻳﻤﺔ‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻮ ﺟﺎءﻧﺎ ﻷآﺮﻣﻨﺎﻩ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ آﺎن ﺗﺄﺛﻴﺮ ذﻟﻚ ؟‬ ‫) ‪( 40‬‬

‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎآﻢ‬

‫‪75‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺧﺬ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ أوﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫آﺎن ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻦ أﺷﺪاء اﻟﻜﻔﺎر وﻗﺎدﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻔﻮت ﻓﺮﺻﺔ إﻻ ﺣﺎرب ﻓﻴﻬﺎ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ε‬أو ﺗﺮﺻّﺪ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪ ..‬وأرادوا اﻟﻌﻤﺮة ‪..‬‬ ‫ﺧﺮج ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﺧﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻠﻘﻮا‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻤﻮﺿﻊ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ﻋﺴﻔﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم ﺧﺎﻟﺪ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﺤﻴﻦ اﻟﻔﺮﺻﺔ‬ ‫ﻟﻴﺼﻴﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺑﺮﻣﻴﺔ ﺳﻬﻢ أو ﺿﺮﺑﺔ‬ ‫ﺳﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻞ ﻳﺘﺮﺻﺪ وﻳﺘﺮﻗﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﺻﻼة اﻟﻈﻬﺮ‬ ‫أﻣﺎﻣﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻬﻤﻮا أن ﻳﻬﺠﻤﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺄن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻋﻠﻢ ﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ﺻﻼة اﻟﺨﻮف ‪..‬‬ ‫أي ﻗﺴﻢ أﺻﺤﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﻓﺮﻳﻘﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺮﻳﻖ‬ ‫ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻌﻪ وﻓﺮﻳﻖ ﻳﺤﺮس ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﻗﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻮﻗﻌًﺎ ‪ ..‬وﻗﺎل‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ :‬اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻤﻨﻮع ﻋﻨﺎ ‪ ..‬أي هﻨﺎك‬ ‫ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻴﻪ وﻳﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ اﻷذى !!‬ ‫ﺛﻢ ارﺗﺤﻞ ‪ ε‬وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬وﺳﻠﻜﻮا ﻃﺮﻳﻘًﺎ‬ ‫ذات اﻟﻴﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻟﺌﻼ ﻳﻤﺮوا ﺑﺨﺎﻟﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﺻﻞ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪ ..‬ﺻﺎﻟﺢ ﻗﺮﻳﺸًﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫أن ﻳﻌﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎدم ‪ ..‬ورﺟﻊ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫رأى ﺧﺎﻟﺪ أن ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﻻ ﻳﺰال ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻳﻨﺨﻔﺾ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﺮب ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ :‬أي ﺷﻲء ﺑﻘﻲ ؟ أﻳﻦ أذهﺐ‬ ‫؟‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ؟ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ اﺗﺒﻊ ﻣﺤﻤﺪًا‬ ‫وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺁﻣﻨﻮن ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺮج إﻟﻰ هﺮﻗﻞ ؟‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬أﺧﺮج ﻣﻦ دﻳﻨﻲ‬ ‫إﻟﻰ ﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ ؟‪ ..‬أو ﻳﻬﻮدﻳﺔ ؟ وأﻗﻴﻢ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﺠﻢ ؟‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻨﻤﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ ‪ ..‬وﻳﺘﺮدد ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫واﻷﻳﺎم واﻟﺸﻬﻮر ﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫إذ ﺟﺎء ﻣﻮﻋﺪ ﻋﻤﺮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫دﺧﻞ ‪ ρ‬ﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺧﺎﻟﺪ رؤﻳﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺤﺮﻣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬وﻏﺎب أﻳﺎﻣًﺎ أرﺑﻌﺔ وهﻲ اﻷﻳﺎم‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎهﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﻀﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻋﻤﺮﺗﻪ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎت‬ ‫ﻣﻜﺔ وﺑﻴﻮﺗﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﺴﺘﻌﻴﺪ اﻟﺬآﺮﻳﺎت ‪..‬‬ ‫ﺗﺬآﺮ اﻟﺒﻄﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪ ..‬وهﻮ أﺧﻮ ﺧﺎﻟﺪ ‪..‬‬ ‫وآﺎن اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻗﺪ دﺧﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻣﻌﺘﻤﺮًا‬ ‫‪..‬‬ ‫وأراد ‪ ε‬أن ﻳﺒﻌﺚ إﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ رﺳﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪..‬‬ ‫ﻳﺮﻏﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ ε‬ﻟﻠﻮﻟﻴﺪ ‪ :‬أﻳﻦ ﺧﺎﻟﺪ ؟‬ ‫ﻓﻮﺟﺊ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﺎﻟﺴﺆال ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺄﺗﻲ اﷲ ﺑﻪ ﻳﺎ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " : ε‬ﻣﺜﻠﻪ ﻳﺠﻬﻞ اﻹﺳﻼم !! وﻟﻮ آﺎن ﺟﻌﻞ‬ ‫ﺣﺪﱠﻩ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬آﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻜﺎﻳﺘﻪ َو َ‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬وﻟﻮ ﺟﺎءﻧﺎ ﻷآﺮﻣﻨﺎﻩ ‪ ..‬وﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫اﺳﺘﺒﺸﺮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﺧﺎﻟﺪًا وﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺰﻣﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫آﺘﺐ اﻟﻮﻟﻴﺪ آﺘﺎﺑًﺎ إﻟﻰ أﺧﻴﻪ ‪:‬‬ ‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ‪ ..‬أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻲ ﻟﻢ أر‬ ‫أﻋﺠﺐ ﻣﻦ ذهﺎب رأﻳﻚ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬وﻋﻘﻠﻚ‬ ‫ﻋﻘﻠﻚ ! وﻣﺜﻞ اﻹﺳﻼم ﻳﺠﻬﻠﻪ أﺣﺪ ؟‬ ‫وﻗﺪ ﺳﺄﻟﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻨﻚ وﻗﺎل ‪ :‬أﻳﻦ ﺧﺎﻟﺪ ؟‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺄﺗﻲ اﷲ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻣﺜﻠﻪ ﺟﻬﻞ اﻹﺳﻼم !! وﻟﻮ آﺎن ﺟﻌﻞ‬ ‫ﺣﺪﱠﻩ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬آﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ ‪ ..‬وﻟﻮ‬ ‫ﻧﻜﺎﻳﺘﻪ َو َ‬ ‫ﺟﺎءﻧﺎ ﻷآﺮﻣﻨﺎﻩ ‪ ..‬وﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺪرك ﻳﺎ أﺧﻲ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻓﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﻣﻮاﻃﻦ ﺻﺎﻟﺤﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﺧﺎﻟﺪ ‪ :‬ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎءﻧﻲ آﺘﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻧﺸﻄﺖ ﻟﻠﺨﺮوج‬ ‫‪ ..‬وزادﻧﻲ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬

‫‪76‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﺳﺮﻧﻲ ﺳﺆال رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫وأرى ﻓﻲ اﻟﻨﻮم آﺄﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻼد ﺿﻴﻘﺔ ﻣﺠﺪﺑﺔ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺨﺮﺟﺖ إﻟﻰ ﺑﻼد ﺧﻀﺮاء واﺳﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬إن هﺬﻩ ﻟﺮؤﻳﺎ ﺣﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﺟﻤﻌﺖ اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﻠﺖ‬ ‫‪:‬‬ ‫ﻣﻦ أﺻﺎﺣﺐ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬؟!‬ ‫ﻓﻠﻘﻴﺖ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ أﺑﺎ وهﺐ أﻣﺎ ﺗﺮى ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ؟ إﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ‬ ‫آﺄﺿﺮاس ﻳﻄﺤﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮب واﻟﻌﺠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻮ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ واﺗﺒﻌﻨﺎﻩ ‪ ..‬ﻓﺈن ﺷﺮف‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻨﺎ ﺷﺮف ؟‬ ‫ﻓﺄﺑﻰ أﺷﺪ اﻹﺑﺎء ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻏﻴﺮي‬ ‫ﻣﺎ اﺗﺒﻌﺘﻪ أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻓﺘﺮﻗﻨﺎ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪:‬‬ ‫هﺬا رﺟﻞ ﻣﺼﺎب ‪ ..‬ﻗﺘﻞ أﺧﻮﻩ وأﺑﻮﻩ ﺑﻤﻌﺮآﺔ‬ ‫ﺑﺪر ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻘﻴﺖ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ‬ ‫ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﺼﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻠﻲ ﺧﺮوﺟﻲ إﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ أذآﺮﻩ ﻷﺣﺪ ‪.‬‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﺖ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﻣﺮت ﺑﺮاﺣﻠﺘﻲ‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫إﻟﻰ أن ﻟﻘﻴﺖ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪:‬‬ ‫إن هﺬا ﻟﻲ ﺻﺪﻳﻖ ‪ ..‬ﻓﻠﻮ ذآﺮت ﻟﻪ ﻣﺎ أرﺟﻮ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ذآﺮت ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻨﺎ ﻣﻊ‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻜﺮهﺖ أن أذآﱢﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﻠﺖ ‪ :‬وﻣﺎ ﻋﻠﻲ أن أﺧﺒﺮﻩ ‪ ..‬وأﻧﺎ راﺣﻞ‬ ‫ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻲ هﺬﻩ !‪..‬‬ ‫ﻓﺬآﺮت ﻟﻪ ﻣﺎ ﺻﺎر أﻣﺮ ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ‬ ‫‪:‬‬ ‫إﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺛﻌﻠﺐ ﻓﻲ ﺟﺤﺮ ‪ ..‬ﻟﻮ ﺻُﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ذﻧﻮب ﻣﻦ ﻣﺎء ﻟﺨﺮج ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﺳﺮع‬ ‫وﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻧﺤﻮًا ﻣﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﺼﺎﺣ َﺒ ْ‬ ‫اﻹﺳﺘﺠﺎﺑﺔ وﻋﺰم ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوج ﻣﻌﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫!‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ‪ :‬إﻧﻲ ﺧﺮﺟﺖ هﺬا اﻟﻴﻮم ‪ ..‬وأﻧﺎ أرﻳﺪ أن‬ ‫أﻣﻀﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وهﺬﻩ راﺣﻠﺘﻲ ﻣﺠﻬﺰة ﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺘﻮاﻋﺪﻧﺎ أﻧﺎ وهﻮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ‬ ‫"ﻳﺄﺟﺞ " ‪ ..‬إن ﺳﺒﻘﻨﻲ أﻗﺎم ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ‪ ..‬وإن‬ ‫ﺳﺒﻘﺘﻪ أﻗﻤﺖ أﻧﺘﻈﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﺳﺤَﺮًا ‪ ..‬ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ َ‬ ‫أن ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺨﺮوﺟﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻄﻠﻊ اﻟﻔﺠﺮ ﺣﺘﻰ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ "ﻳﺄﺟﺞ" ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﺪوﻧﺎ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻴﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﺪة ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮم ‪ ..‬إﻟﻰ أﻳﻦ ﻣﺴﻴﺮآﻢ ؟‬ ‫ﻓﻘﻠﻨﺎ ‪ :‬وﻣﺎ أﺧﺮﺟﻚ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬وﻣﺎ أﺧﺮﺟﻜﻢ ؟‬ ‫ﻗﻠﻨﺎ ‪ :‬اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬واﺗﺒﺎع ﻣﺤﻤﺪ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وذاك اﻟﺬي أﻗﺪﻣﻨﻲ ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﺻﻄﺤﺒﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺣﺘﻰ دﺧﻠﻨﺎ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻧﺨﻨﺎ ﺑﻈﻬﺮ اﻟﺤﺮة رآﺎﺑﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄُﺧﺒﺮ ﺑﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﺴﺮ ﺑﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﺒﺴﺖ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺛﻴﺎﺑﻲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺖ إﻟﻰ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻠﻘﻴﻨﻲ أﺧﻲ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﺴﺮﱠ‬ ‫أﺳﺮع ‪ ..‬ﻓﺈن رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻗﺪ أُﺧﺒﺮ ﺑﻚ ﻓ ُ‬ ‫ﺑﻘﺪوﻣﻚ وهﻮ ﻳﻨﺘﻈﺮآﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺳﺮﻋﻨﺎ اﻟﺴّﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ أﻣﺸﻲ‬ ‫ﻲ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻧﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺗﺒﺴّﻢ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ زال ﻳﺘﺒﺴﻢ إﻟ ﱠ‬ ‫ﺣﺘﻰ وﻗﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮة ‪ ..‬ﻓﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼم ﺑﻮﺟﻪ‬ ‫ﻃﻠْﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬إﻧﻲ أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأﻧﻚ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي هﺪاك ‪ ..‬ﻗﺪ آﻨﺖ أرى ﻟﻚ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬رﺟﻮت أﻻ ﻳﺴﻠﻤﻚ إﻻ إﻟﻰ ﺧﻴﺮ " ‪..‬‬ ‫ﻋﻘ ً‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧﻲ ﻗﺪ رأﻳﺖ ﻣﺎ آﻨﺖ أﺷﻬﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬ﻣﻌﺎﻧﺪًا ﻟﻠﺤﻖ ‪ ..‬ﻓﺎدع‬ ‫اﷲ أن ﻳﻐﻔﺮهﺎ ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " : ρ‬اﻹﺳﻼم ﻳﺠﺐ ﻣﺎ آﺎن ﻗﺒﻠﻪ " ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ‬

‫‪77‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪ ..‬آﻞ‬ ‫ﻣﺎ َأوْﺿﻊ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﻣﻦ ﺻﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ " ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺪهﺎ آﺎن ﺧﺎﻟﺪ رأﺳ ًﺎ ﻣﻦ رؤوس هﺬا‬ ‫اﻟﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ إﺳ ﻼﻣﻪ ﻓﻜ ﺎن ﺑﺮﺳ ﺎﻟﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة‬ ‫وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻤﺎ أﺣﻠﻤﻪ ‪ ε‬وأﺣﻜﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻨﺘ ﺒﻊ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻓ ﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻮ رأﻳ ﺖ ﺷﺨﺼ ًﺎ ﻳﺒ ﻴﻊ دﺧﺎﻧ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻘﺎﻟ ﺔ‬ ‫ﻓﺄردت ﺗﻨﺒﻴﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ع ﻟﻪ‬ ‫ﻓ ﺄﺛﻦ أو ًﻻ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻘﺎﻟ ﺘﻪ وﻧﻈﺎﻓﺘﻬﺎ ‪ ..‬واد ُ‬ ‫ﺑﺎﻟﺒ ﺮآﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮﺑﺢ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻧ ﺒﻬﻪ ﻋﻠ ﻰ أهﻤ ﻴﺔ‬ ‫اﻟﻜﺴ ﺐ اﻟﺤ ﻼل ‪ ..‬ﻟﻴﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻚ ﻟ ﻢ ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟﻴﻪ‬ ‫ﺑﻤ ﻨﻈﺎر أﺳ ﻮد ‪ ..‬ﺑ ﻞ أﻣﺴ ﻜﺖ اﻟﻌﺼ ﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻨﺼﻒ ‪..‬‬ ‫آ ﻦ ذآ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬اﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ أي ﺣﺴ ﻨﺎت ﻓ ﻴﻤﻦ‬ ‫أﻣﺎﻣ ﻚ ﺗﻐﻤ ﺮ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺳ ﻴﺌﺎﺗﻪ ‪ ..‬أﺣﺴ ﻦ اﻟﻈ ﻦ‬ ‫ﺑﺎﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻟﻴﺸ ﻌﺮوا ﺑﻌ ﺪﻟﻚ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻓﻴﺤﺒﻮك‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﻨﻊ اﻟﻨﺎس أﻧﻨﺎ ﻧﻠﺤﻆ ﺣﺴﻨﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آﻤﺎ ﻧﻠﺤﻆ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﻘﺒﻠﻮن ﻣﻨﺎ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫‪ 34.‬اﺟﻌﻞ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺨﻄﺄ ﺳﻬﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﺘ ﻨﻮع اﻷﺧﻄ ﺎء اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس آﺒ ﺮًا‬ ‫وﺻﻐﺮًا ‪..‬‬ ‫وﻣﻬﻤﺎ آﺎن ﺣﺠﻢ اﻟﺨﻄﺄ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻼﺟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﻗ ﺪ ﻻ ﻳﻔ ﻴﺪ اﻟﻌ ﻼج ﻓﻲ إﺻﻼح ﻣﺎ أﻓﺴﺪﻩ‬ ‫اﻟﺨﻄ ﺄ ‪ .. %100‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ﻞ ﻳﺼ ﻠﺢ‬ ‫أآﺜﺮ اﻟﻔﺎﺳﺪ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺪد ﻏﻴ ﺮ ﻗﻠ ﻴﻞ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﺴ ﻌﻰ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻼ ﻋﻠﻰ‬ ‫إﺻ ﻼح أﺧﻄﺎﺋ ﻪ ﻟﺸ ﻜﻪ ﻓﻲ ﻗﺪرﺗﻪ أﺻ ً‬ ‫ﻋﻼﺟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻷﺧﻄﺎء هﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻳﻘ ﻊ وﻟ ﺪي ﻓ ﻲ ﺧﻄ ﺄ ﻓﺄﻟﻮﻣﻪ وأﺣﻘﺮﻩ وأﻋﻈﱢﻢ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫اﻟﺨﻄ ﺄ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻗﺎع‬ ‫!! ﻓﻴ ﻴﺄس ﻣ ﻦ اﻹﺻ ﻼح ‪ ..‬وﻳﺒﻘ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ه ﻮ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺄ زوﺟﺘﻲ أو ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺻﺪﻳﻘﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا أﺷﻌﺮﺗﻪ أﻧﻪ أﺧﻄﺄ وﻟﻜﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻓﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺨﻄﺄ ﺳﻬﻠﺔ ‪ ..‬واﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﺧﻴﺮ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺎدي ﻓﻲ اﻟﺒﺎﻃﻞ ‪..‬‬ ‫ﺟ ﺎء رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳ ﺒﺎﻳﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻬﺠ ﺮة ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ :‬إﻧ ﻲ ﺟ ﺌﺖ أﺑﺎﻳﻌ ﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﺮة ‪ ..‬وﺗﺮآﺖ‬ ‫أﺑﻮي ﻳﺒﻜﻴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻨﻔﻪ ‪ .. ε‬أو ﻳﺤﻘﺮ ِﻓﻌْﻠﻪ ‪ ..‬أو ﻳﺼﻐﺮ ﻋﻘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺮﺟﻞ ﺟ ﺎء ﺑﻨ ﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ وﻳﺮى أﻧﻪ ﻓﻌﻞ اﻷﺻﻠﺢ‬ ‫‪..‬‬ ‫أﺷ ﻌﺮﻩ ‪ ε‬أن ﻣﻌﺎﻟﺠ ﺔ اﻟﺨﻄ ﺄ ﺳ ﻬﻠﺔ ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﺑﻜ ﻞ‬ ‫ﺑﺴ ﺎﻃﺔ ‪ :‬ارﺟ ﻊ إﻟ ﻴﻬﻤﺎ ﻓﺄﺿ ﺤﻜﻬﻤﺎ آﻤ ﺎ أﺑﻜﻴ ﺘﻬﻤﺎ‬ ‫‪.. (41)..‬‬ ‫واﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ‪ ε‬ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺄﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺗﺮﺑ ﻲ ﻓ ﻴﻬﻢ‬ ‫اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺮ وﺗﺸﻌﺮهﻢ أﻧﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ أﻗﺮب‬ ‫‪ ..‬ﺣﺘﻰ وإن وﻗﻌﻮا ﻓﻲ أﺧﻄﺎء ‪..‬‬ ‫وﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ﺣﺎدﺛ ﺔ ﻣ ﺮوّﻋﺔ ‪ ..‬اﻟﺸﺎهﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﺧﺮُهﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄوردهﺎ ﻣﻦ أوﻟﻬﺎ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺋﺪة ‪..‬‬ ‫آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إذا أراد أن ﻳﺨ ﺮج ﺳ ﻔﺮًا أﻗﺮع‬ ‫ﺑ ﻴﻦ ﻧﺴﺎﺋﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻳﺘﻬﻦ ﺧﺮج ﺳﻬﻤﻬﺎ ﺧﺮج ﺑﻬﺎ ﻣﻌﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أراد اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ ﻏﺰوة ﺑﻨﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ‪..‬‬ ‫أﻗﺮع ﺑﻴﻨﻬﻦ ﻓﺨﺮج ﺳﻬﻢ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وذﻟ ﻚ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ أﻧ ﺰل‬ ‫اﻟﺤﺠ ﺎب ‪..‬وآﺎﻧ ﺖ ﺗﺤﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ه ﻮدج ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻧﺰﻟﻮا‬ ‫ﻧ ﺰﻟﺖ ﻣ ﻦ ه ﻮدﺟﻬﺎ ‪ ..‬وﻗﻀ ﺖ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫أرادوا اﻻرﺗﺤﺎل رآﺒﺖ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻓﺮغ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻦ ﻏﺰوﺗﻪ ‪ ..‬ﺗﻮﺟﻪ ﻗﺎﻓ ً‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ إذا آﺎن ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻧﺰل‬ ‫ﻣﻨﺰ ًﻻ ﻓﺒﺎت ﺑﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺁذن اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟ ﺮﺣﻴﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺒﺪأ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺠﻤﻌ ﻮن‬ ‫) ‪ ( 41‬ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺢ إﺳﻨﺎدﻩ ‪..‬‬

‫‪78‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻣ ﺘﺎﻋﻬﻢ ﻟﻠ ﺮﺣﻴﻞ ‪..‬ﻓﺨ ﺮﺟﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻟ ﺒﻌﺾ‬ ‫ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬وﻓ ﻲ ﻋ ﻨﻘﻬﺎ ﻋﻘ ﺪ ﻟﻬ ﺎ ﻓ ﻴﻪ ﺟ ﺰع‬ ‫ﻇﻔﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻓ ﺮﻏﺖ ﻣ ﻦ ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬اﻧﺴ ﻞ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﻋﻨﻘﻬﺎ وهﻲ ﻻ ﺗﺪري ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺟﻌ ﺖ اﻟﻌﺴ ﻜﺮ ‪ ..‬وأرادت اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ‬ ‫ه ﻮدﺟﻬﺎ ‪ ..‬ﻟﻤﺴ ﺖ ﻋ ﻨﻘﻬﺎ ﻓﻠ ﻢ ﺗﺠ ﺪ اﻟﻌﻘﺪ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮﺟﻌﺖ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬ ﺎ اﻟﺬي ﻗﻀﺖ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺬت ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ‪ ..‬وأﺑﻄﺄت ‪..‬‬ ‫وﺟ ﺎء اﻟﻘ ﻮم ﻓﺤﻤﻠ ﻮا ه ﻮدﺟﻬﺎ وه ﻢ ﻳﻈ ﻨﻮن‬ ‫أﻧﻬ ﺎ ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﺣﺘﻤﻠﻮﻩ ‪ ..‬ﻓﺸﺪوﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻌﻴﺮ‬ ‫‪ ..‬ﺛﻢ أﺧﺬوا ﺑﺮأس اﻟﺒﻌﻴﺮ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮا ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﺳ ﺎر اﻟﺠ ﻴﺶ ‪ ..‬أﻣ ﺎ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻓ ﺒﻌﺪ ﺑﺤ ﺚ‬ ‫ﻃ ﻮﻳﻞ ‪ ..‬وﺟ ﺪت اﻟﻌﻘ ﺪ ‪ ..‬ﻓﻌ ﺎدت إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺎن‬ ‫اﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪:‬‬ ‫‪ .‬ﻓﺠ ﺌﺖ ﻣ ﻨﺎزﻟﻬﻢ وﻟ ﻴﺲ ﺑﻬﺎ داع وﻻ ﻣﺠﻴﺐ‬ ‫‪ ..‬ﻗﺪ اﻧﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﺘ ﻴﻤﻤﺖ ﻣﻨﺰﻟ ﻲ اﻟ ﺬي آ ﻨﺖ ﻓ ﻴﻪ وﻇﻨ ﻨﺖ أن‬ ‫اﻟﻘﻮم ﺳﻴﻔﻘﺪوﻧﻲ ﻓﻴﺮﺟﻌﻮن إﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻠﻔﻔﺖ ﺑﺠﻠﺒﺎﺑ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ أﻧ ﺎ ﺟﺎﻟﺴ ﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﻨﺰﻟﻲ إذ ﻏﻠﺒﺘﻨﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻓﻨﻤﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻮاﷲ إﻧﻲ ﻟﻤﻀﻄﺠﻌﺔ إذ ﻣ ﱠﺮ ﺑﻲ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ‬ ‫اﻟﻤﻌﻄﻞ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻗ ﺪ ﺗﺨﻠ ﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﻟﺒﻌﺾ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺒﺖ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮأى ﺳ ﻮاد إﻧﺴ ﺎن ﻧ ﺎﺋﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﺗﺎﻧ ﻲ ﻓﻌﺮﻓﻨ ﻲ‬ ‫ﺣﻴﻦ رﺁﻧﻲ ‪ ..‬وﻗﺪ آﺎن ﻳﺮاﻧﻲ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻀﺮب‬ ‫اﻟﺤﺠﺎب ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻧﻲ ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﺎ ﷲ وإﻧﺎ إﻟﻴﻪ راﺟﻌﻮن ‪..‬‬ ‫ﻇﻌﻴﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬؟‬ ‫ﻓﺎﺳ ﺘﻴﻘﻈﺖ ﺑﺎﺳ ﺘﺮﺟﺎﻋﻪ ﺣ ﻴﻦ ﻋﺮﻓﻨ ﻲ‬ ‫ﻓﺨﻤﺮت وﺟﻬﻲ ﺑﺠﻠﺒﺎﺑﻲ ‪..‬‬ ‫وواﷲ ﻣ ﺎ آﻠﻤﻨ ﻲ آﻠﻤ ﺔ ‪ ..‬وﻻ ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﻨﻪ‬ ‫ﻏﻴﺮ اﺳﺘﺮﺟﺎﻋﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ أﻧ ﺎخ راﺣﻠ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻮﻃ ﺊ ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓ ﺮآﺒﺖ وأﺧ ﺬ ﺑ ﺮأس اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ ﻳﻄﻠﺐ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ أدرآ ﻨﺎ اﻟ ﻨﺎس وﻣ ﺎ اﻓﺘﻘﺪوﻧ ﻲ ﺣﺘ ﻰ‬ ‫أﺻﺒﺤﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪﻧﺎهﻢ ﻧﺎزﻟﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫إذ ﻃﻠﻊ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﻮد ﺑﻲ اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺞ اﻟﻌﺴ ﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أه ﻞ اﻹﻓ ﻚ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ ..‬وارﺗ ﱠ‬ ‫وواﷲ ﻣﺎ أﻋﻠﻢ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺪﻣﻨﺎ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ أﻟﺒﺚ أن ﻣﺮﺿﺖ واﺷﺘﻜﻴﺖ‬ ‫ﺷ ﻜﻮى ﺷ ﺪﻳﺪة ‪ ..‬وأﻧ ﺎ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻨ ﻲ ﻣ ﻦ آ ﻼم اﻟﻨﺎس‬ ‫ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ي‬ ‫وﻗ ﺪ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬وإﻟﻰ أﺑﻮ ﱠ‬ ‫ﻼ وﻻ آﺜﻴﺮًا ‪ ..‬إﻻ‬ ‫‪ ..‬وه ﻢ ﻻ ﻳﺬآ ﺮون ﻟ ﻲ ﻣ ﻨﻪ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫أﻧ ﻲ ﻗ ﺪ أﻧﻜ ﺮت ﻣ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺑﻌﺾ ﻟﻄﻔﻪ ﺑﻲ‬ ‫‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ إذا اﺷ ﺘﻜﻴﺖ رﺣﻤﻨ ﻲ وﻟﻄ ﻒ ﺑ ﻲ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ‬ ‫ذﻟﻚ ﺑﻲ ﻓﻲ ﺷﻜﻮاي ﺗﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ آﺎن إذا دﺧﻞ ﻋﻠﻲ وﻋﻨﺪي أﻣﻲ ﺗﻤﺮﺿﻨﻲ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫آﻴﻒ ﺗﻴﻜﻢ ؟ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ وﺟ ﺪت ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رأﻳ ﺖ ﺟﻔ ﺎءﻩ ﻟ ﻲ‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻟ ﻮ أذﻧ ﺖ ﻟ ﻲ ﻓﺎﻧ ﺘﻘﻠﺖ إﻟ ﻰ أﻣ ﻲ‬ ‫ﻓﻤﺮﺿﺘﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫ﻓﺎﻧ ﺘﻘﻠﺖ إﻟ ﻰ أﻣ ﻲ وﻻ ﻋﻠ ﻢ ﻟ ﻲ ﺑﺸﻲء ﻣﻤﺎ آﺎن ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻬﺖ ﻣﻦ وﺟﻌﻲ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻟﻴﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺣﺎﺟﺘﻲ وﻣﻌﻲ أم ﻣﺴﻄﺢ ﺑﻨﺖ‬ ‫ﺧﺎﻟﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪.. τ‬‬ ‫ﻓ ﻮاﷲ إﻧﻬ ﺎ ﻟﺘﻤﺸ ﻲ ﻣﻌ ﻲ إذ ﺗﻌﺜ ﺮت ﻓﻲ ﻣِﺮﻃﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﺳﻘﻄﺖ أو آﺎدت ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺗﻌﺲ ﻣﺴﻄﺢ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻗﺪ‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺑ ﺌﺲ ﻟﻌﻤ ﺮ اﷲ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ‪ ..‬ﺗﺴﺒﻴﻦ رﺟ ً‬ ‫ﺷﻬﺪ ﺑﺪرًا ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬أي هﻨ ﺘﺎﻩ ‪ ..‬أوﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻌﻲ ﻣﺎ ﻗﺎل ؟ أوﻣﺎ‬ ‫ﺑﻠﻐﻚ اﻟﺨﺒﺮ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬وﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟‬ ‫ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎﻟﺬي آﺎن ﻣﻦ ﻗﻮل أهﻞ اﻹﻓﻚ ‪..‬‬

‫‪79‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬أوﻗﺪ آﺎن هﺬا ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ واﷲ ﻟﻘﺪ آﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ ﻗ ﺪرت ﻋﻠ ﻰ أن أﻗﻀ ﻲ ﺣﺎﺟﺘ ﻲ‬ ‫ورﺟﻌﺖ ‪ ..‬ﻓﺎزددت ﻣﺮﺿ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﺿﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ زﻟﺖ أﺑﻜﻲ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻨﺖ أن اﻟﺒﻜﺎء‬ ‫ﺳﻴﺼﺪع آﺒﺪي ‪..‬‬ ‫وﻗﻠ ﺖ ﻷﻣ ﻲ ‪ :‬ﻳﻐﻔ ﺮ اﷲ ﻟﻚ ‪ ..‬ﺗﺤﺪث اﻟﻨﺎس‬ ‫ﺑﻤ ﺎ ﺗﺤﺪﺛ ﻮا ﻳ ﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺬآ ﺮﻳﻦ ﻟ ﻲ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ‬ ‫ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أي ﺑﻨﻴﺔ ﺧﻔﻔﻲ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺸﺄن ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ‬ ‫ﻟﻘ ﱠﻞ ﻣ ﺎ آﺎﻧﺖ اﻣﺮأة ﺣﺴﻨﺎء ﻋﻨﺪ رﺟﻞ ﻳﺤﺒﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬وﻟﻬ ﺎ ﺿ ﺮاﺋﺮ إﻻ آ ّﺜ ﺮن ‪ ..‬وآ ّﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ وﻗﺪ ﺗﺤﺪث اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬا ؟‬ ‫ﻓﺒﻜ ﻴﺖ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ ﺣﺘ ﻰ أﺻ ﺒﺤﺖ ‪ ..‬ﻻ ﻳ ﺮﻗﺄ‬ ‫ﻟﻲ دﻣﻊ ‪ ..‬وﻻ أآﺘﺤﻞ ﺑﻨﻮم ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ أﺻﺒﺤﺖ أﺑﻜﻲ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫ه ﺬا ﺣ ﺎل ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ ..‬ﺗ ﺘﻬﻢ ﺑ ﺬﻟﻚ وه ﻲ اﻟﻔﺘﺎة‬ ‫اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳ ﺘﺠﺎوز ﻋﻤ ﺮهﺎ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺗ ﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟ ﺰﻧﺎ ‪ ..‬وه ﻲ اﻟﻌﻔ ﻴﻔﺔ اﻟﺸ ﺮﻳﻔﺔ ‪..‬‬ ‫زوﺟ ﺔ أﻃﻬ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬اﻟﺘ ﻲ ﻣ ﺎ آﺸ ﻔﺖ‬ ‫ﺳ ﺘﺮهﺎ ‪ ..‬وﻻ ه ﺘﻜﺖ ﻋﺮﺿ ﻬﺎ ‪ ..‬ه ﺬا ﺣﺎﻟﻬﺎ‬ ‫ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ أﺑﻮﻳﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ ﺣ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓ ﻼ ﻳ ﺒﻌﺪ ﺣ ﺰﻧ ًﺎ‬ ‫وهﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻼ ﺟﺒ ﺮﻳﻞ ﻳﺮﺳ ﻞ ‪ ..‬وﻻ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﻨ ﺰل ‪..‬‬ ‫وﻳﺒﻘ ﻰ ‪ ρ‬ﻣﺘﺤﻴﺮًا ﻓﻲ أﻣﺮﻩ ‪ ..‬وﻗﺪ آﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫اﺗﻬ ﺎم اﻟﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ ‪ ..‬وآﻼم اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻋﺮﺿﻪ‬ ‫زوﺟﻪ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻃ ﺎل اﻷﻣ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻗ ﺎم ‪ ρ‬ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻓﺨﻄ ﺒﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ ‪ ..‬وأﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﺑﺎل رﺟﺎل ﻳﺆذوﻧﻨﻲ ﻓﻲ أهﻠﻲ‬ ‫‪ ..‬وﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻏﻴ ﺮ اﻟﺤ ﻖ ‪ ..‬واﷲ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻋﻠﻤ ﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ إﻻ ﺧﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﻳﻘﻮﻟ ﻮن ذﻟ ﻚ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻨﻪ إﻻ ﺧﻴﺮًا ‪ ..‬وﻻ ﻳﺪﺧﻞ‬ ‫ﺑﻴﺘ ًﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻲ إﻻ وهﻮ ﻣﻌﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎم أﻣﻴﺮ اﻷوس ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎذ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ إن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ اﻷوس ﻧﻜﻔﻚ إﻳﺎهﻢ ‪..‬‬ ‫وإن ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﻣ ﻦ إﺧﻮاﻧﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺰرج ﻓﻤﺮﻧﺎ أﻣﺮك‬ ‫ﻓﻮاﷲ إﻧﻬﻢ ﻷهﻞ أن ﺗﻀﺮب أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ذﻟﻚ أﻣﻴﺮ اﻟﺨﺰرج ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎدة ﻗﺎم ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ أﺧﺬﺗﻪ اﻟﺤﻤﻴﺔ ‪..‬‬ ‫وآﺎن رﺟ ً‬ ‫ﻗ ﺎم ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬آ ﺬﺑﺖ ﻟﻌﻤﺮ اﷲ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺗﻀﺮب أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬أﻣ ﺎ واﷲ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ إﻻ أﻧﻚ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ‬ ‫أﻧﻬ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺰرج ؟ وﻟ ﻮ آﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻚ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ‬ ‫هﺬا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺳ ﻴﺪ ﺑ ﻦ ﺣﻀ ﻴﺮ ‪ :‬آ ﺬﺑﺖ ﻟﻌﻤ ﺮ اﷲ ‪ ..‬واﷲ‬ ‫ﻟﻨﻘﺘﻠﻨﻪ ‪ ..‬وﻟﻜﻨﻚ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﺗﺠﺎدل ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺛﺎر اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ آﺎدوا أن‬ ‫ﻳﻘﺘﺘﻠﻮا ‪..‬‬ ‫ورﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗ ﺎﺋﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨﺒ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰل‬ ‫ﻳﺨﻔﻀﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺳﻜﺘﻮا ‪ ..‬وﺳﻜﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ‪ ρ‬ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻧﺰل ﻓﺪﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫وﻟﻤ ﺎ رأى أن اﻷﻣ ﺮ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺣﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻋﻤﻮم‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ أه ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬وأﺧ ﺺ‬ ‫أراد أن ﻳﺠ ﺪ ﺣ ً‬ ‫اﻟﻨﺎس ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻋﺎ ﻋﻠﻴ ًﺎ وأﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﺸﺎرهﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣ ﺎ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻓﺄﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﺧﻴ ﺮًا وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أهﻠ ﻚ وﻣ ﺎ ﻧﻌﻠ ﻢ ﻣ ﻨﻬﻢ إﻻ ﺧﻴ ﺮًا ‪..‬‬ ‫وهﺬا اﻟﻜﺬب واﻟﺒﺎﻃﻞ ‪..‬‬ ‫وأﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إن اﻟﻨﺴ ﺎء‬ ‫ﻟﻜﺜﻴ ﺮ ‪ ..‬وإﻧ ﻚ ﻟﻘ ﺎدر ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﺴ ﺘﺨﻠﻒ ‪ ..‬وﺳ ﻞ‬ ‫اﻟﺠﺎرﻳ ﺔ ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﺳﺘﺼ ﺪﻗﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺪﻋﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﺑﺮﻳﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أي ﺑﺮﻳﺮة ‪ ..‬هﻞ رأﻳﺖ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻳﺮﻳﺒﻚ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺮﻳﺮة ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬واﻟﺬي ﺑﻌﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻧﺒﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫واﷲ ﻣ ﺎ أﻋﻠ ﻢ إﻻ ﺧﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﻣ ﺎ آ ﻨﺖ أﻋ ﻴﺐ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬إﻻ أﻧﻬ ﺎ ﺟﺎرﻳ ﺔ ﺣﺪﻳ ﺜﺔ اﻟﺴ ﻦ ‪..‬‬

‫‪80‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻜ ﻨﺖ أﻋﺠ ﻦ ﻋﺠﻴﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺂﻣ ﺮهﺎ أن ﺗﺤﻔﻈ ﻪ‬ ‫ﻓﺘﻨﺎم ﻋﻨﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺄﺗﻲ اﻟﺸﺎة ﻓﺘﺄآﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آﻴﻒ ﺗﺮى اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﻳﺒﺔ‬ ‫‪ ..‬وه ﻲ اﻟﻔ ﺘﺎة اﻟﺼ ﺎﻟﺤﺔ اﻟﺘ ﻲ رﺑﺎهﺎ ﺻﺪﻳﻖ‬ ‫اﻷﻣﺔ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وﺗﺰوﺟﻬﺎ ﺳﻴﺪ وﻟﺪ ﺁدم ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ آ ﻴﻒ ﺗﻘ ﻊ ﻓ ﻲ رﻳﺒﺔ ‪ ..‬وهﻲ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس‬ ‫إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ‪ ρ‬ﻳﺤﺐ إﻻ ﻃﻴﺒ ًﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻬﻲ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ اﻟﻤﺒﺮأة ‪ ..‬وﻟﻜﻦ اﷲ ﻳﺒﺘﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﻟﻴﻌﻈﻢ أﺟﺮهﺎ ‪ ..‬وﻳﺮﻓﻊ ذآﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫وﺗﻤﻀ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬واﻵﻻم ﺗﻠ ﺪ‬ ‫اﻵﻻم ‪ ..‬وهﻲ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش ﻣﺮﺿﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﻬﻨﺄ ﺑﻄﻌﺎم وﻻ ﺷﺮاب ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﺣﺎول رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬أن ﻳﺤﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﺨﻄﺒﺔ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﻨﺎس ﻓﻜﺎدت أن ﺗﻘﻊ‬ ‫اﻟﺤﺮب ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وﺣﺎول أن ﻳﺤﻠﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ وﻳﺴﺄل ﻋﻠﻴ ًﺎ وزﻳﺪًا ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮج‬ ‫ﺑﺸﻲء ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ذﻟ ﻚ ‪ ..‬أراد أن ﻳﻨﻬ ﻲ اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺟﻬﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ‪:‬‬ ‫وﺑﻜﻴﺖ ﻳﻮﻣﻲ ذﻟﻚ ﻻ ﺗﺮﻗﺄ ﻟﻲ دﻣﻌﻪ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫اآﺘﺤﻞ ﺑﻨﻮم ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺑﻜﻴﺖ ﻟﻴﻠﺘﻲ اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻻ ﺗﺮﻗﺄ ﻟﻲ دﻣﻌﻪ وﻻ‬ ‫أآﺘﺤﻞ ﺑﻨﻮم ‪..‬‬ ‫وأﺑﻮاي ﻳﻈﻨﺎن أن اﻟﺒﻜﺎء ﻓﺎﻟﻖ آﺒﺪي ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﺤﺚ اﻟﺨﻄﻰ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳ ﺘﺄذن ‪ ..‬ودﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ وﻋ ﻨﺪهﺎ أﺑ ﻮهﺎ‬ ‫وأﻣﻬﺎ‪ ..‬واﻣﺮأة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫وه ﻲ أول ﻣ ﺮة ﻳ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺑ ﻴﺖ أﺑ ﻲ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﺬ ﻗﺎل اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮا ‪ ..‬وﻣﺎ رأى ﻋﺎﺋﺸﺔ‬ ‫ﻣ ﻨﺬ ﻗ ﺮاﺑﺔ اﻟﺸ ﻬﺮ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻟ ﺒﺚ ﺷ ﻬﺮًا ﻻ‬ ‫ﻳﻮﺣﻰ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺷﺄن ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫دﺧﻞ ‪ ρ‬ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﻃﺮﻳﺤﺔ اﻟﻔﺮاش ‪ ..‬وآﺄﻧﻬﺎ ﻓﺮخ ﻣﻨﺘﻮف‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒﻜﺎء واﻟﻬﻢ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وإذا هﻲ ﺗﺒﻜﻲ ‪ ..‬واﻟﻤﺮأة ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻌﻬﺎ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻤﻠﻜﺎن‬ ‫ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻠ ﺲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ وأﺛﻨ ﻰ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﻋﻨﻚ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫وذآﺮ ‪ ε‬ﺧﺒﺮ اﻹﻓﻚ ‪ ..‬وﻣﺎ أﺷﻴﻊ ﻣﻦ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺧﻄﺄ آﺒﻴﺮ ‪..‬ﺛﻢ أراد ‪ ε‬أن ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻬﺎ أن اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫ﻣﻬﻤﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ ﺧﻄﺄ ﻓﺈن ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ هﺬا اﻟﺨﻄﺄ ﻟﻴﺴﺖ‬ ‫ﺻﻌﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ﻓﺈن آﻨﺖ ﺑﺮﻳﺌﻪ ﻓﺴﻴﺒﺮﺋﻚ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪..‬‬ ‫وإن آﻨﺖ أﻟﻤﻤﺖ ﺑﺬﻧﺐ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮي اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‬ ‫وﺗﻮﺑﻲ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺈن اﻟﻌﺒﺪ إذا اﻋﺘﺮف ﺑﺬﻧﺐ ﺛﻢ ﺗﺎب‬ ‫‪ ..‬ﺗﺎب اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫هﻜﺬا ‪ ..‬ﺣﻞ ﺳﻬﻞ ﻟﻠﺨﻄﺄ – إن آﺎن ﻗﺪ وﻗﻊ –‬ ‫دون ﺗﻌﻘﻴﺪ وﺗﻄﻮﻳﻞ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪:‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ‪ ..‬ﻗﻠﺺ دﻣﻌﻲ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻣﺎ أﺣﺲ ﻣﻨﻪ ﻗﻄﺮة ‪..‬‬ ‫ي أن ﻳﺠﻴﺒﺎ ﻋﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻠﻢ‬ ‫واﻧﺘﻈﺮت أﺑﻮ ﱠ‬ ‫ﻳﺘﻜﻠﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻷﺑﻲ ‪ :‬أﺟﺐ ﻋﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ أدري ﻣﺎ أﻗﻮل ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪.. ! ρ‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻷﻣﻲ ‪ :‬أﺟﻴﺒﻲ ﻋﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ أدري ﻣﺎ أﻗﻮل ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪! ρ‬‬ ‫وواﷲ ﻣﺎ أﻋﻠﻢ أهﻞ ﺑﻴﺖ دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺁل أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ اﺳﺘﻌﺠﻤﺎ ﻋﻠﻲ ‪ ..‬اﺳﺘﻌﺒﺮت ﻓﺒﻜﻴﺖ ؟‬ ‫ﺛﻢ ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬واﷲ ﻻ أﺗﻮب إﻟﻰ اﷲ ﻣﻤﺎ ذآﺮت‬ ‫أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫إﻧﻲ واﷲ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻜﻢ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺑﻬﺬا ﺣﺘﻰ‬ ‫اﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻜﻢ وﺻﺪﻗﺘﻢ ﺑﻪ ‪ ..‬وﻟﺌﻦ ﻗﻠﺖ ﻟﻜﻢ‬ ‫إﻧﻲ ﺑﺮﻳﺌﺔ ‪ -‬واﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﻌﻠﻢ إﻧﻲ ﺑﺮﻳﺌﺔ ‪ -‬ﻻ‬ ‫ﺗﺼﺪﻗﻮﻧﻲ ‪..‬‬ ‫وإن اﻋﺘﺮﻓﺖ ﻟﻜﻢ ﺑﺄﻣﺮ ‪ -‬واﷲ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﺮﻳﺌﺔ‬ ‫ ﺗﺼﺪﻗﻮﻧﻲ ‪..‬‬‫ﻼ إﻻ آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل أﺑﻮ‬ ‫وإﻧ ﻲ واﷲ ﻻ أﺟ ﺪ ﻟ ﻲ وﻟﻜ ﻢ ﻣ ﺜ ً‬ ‫ﻳﻮﺳ ﻒ ‪ ] :‬ﻓﺼ ﺒﺮ ﺟﻤ ﻴﻞ واﷲ اﻟﻤﺴ ﺘﻌﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬ ‫ﺗﺼﻔﻮن [ ‪..‬‬

‫‪81‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﺛ ﻢ ﺗﺤ ﻮﻟﺖ ﻓﺎﺿﻄﺠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻲ‬ ‫‪..‬‬ ‫وأﻧ ﺎ واﷲ أﻋﻠ ﻢ أﻧ ﻲ ﺑ ﺮﻳﺌﺔ وأن اﷲ ﻣﺒﺮﺋ ﻲ‬ ‫ﺑﺒﺮاءﺗﻲ ‪..‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ واﷲ ﻣ ﺎ آﻨﺖ أﻇﻦ أن ﻳَﻨ ِﺰ َل ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻲ‬ ‫ﻲ ﻳﺘﻠﻰ ‪..‬‬ ‫وﺣ ٌ‬ ‫وﻟﺸ ﺄﻧﻲ آ ﺎن أﺣﻘ َﺮ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ﻣﻦ أن ﻳﺘﻜﻠﻢ‬ ‫ﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﻳﺘﻠﻰ ‪..‬‬ ‫اﷲ ﻓ ﱠ‬ ‫وﻟﻜ ﻦ آ ﻨﺖ أرﺟ ﻮ أن ﻳﺮى رﺳﻮ ُل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻨﻮم رؤﻳﺎ ﻳﺒﺮﺋﻨﻲ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ ﺑﺮح رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﺠﻠﺴﻪ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﺧﺮج ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺒﻴﺖ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺗﻐﺸﺎﻩ ﻣﻦ اﷲ ﻣﺎ آﺎن ﻳﺘﻐﺸﺎﻩ ‪ ..‬وأﻧﺰل‬ ‫اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﺣ ﻴﻦ رأﻳ ﺘﻪ ﻳﻮﺣﻰ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ‬ ‫ﻓ ﺰﻋﺖ ‪ ..‬وﻣﺎ ﺑﺎﻟﻴﺖ ‪ ..‬ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻲ ﺑﺮﻳﺌﺔ‬ ‫‪ ..‬وأن اﷲ ﻏﻴﺮ ﻇﺎﻟﻤﻲ ‪..‬‬ ‫وأﻣ ﺎ أﺑﻮاي ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺲ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫ﺳ ﺮّي ﻋ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺣﺘ ﻰ ﻇﻨ ﻨﺖ‬ ‫ُ‬ ‫ﻟﺘﺨ ﺮﺟﻦ أﻧﻔﺴ ﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺮﻗ ًﺎ ﻣ ﻦ أن ﻳﺄﺗ ﻲ ﻣﻦ‬ ‫اﷲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﺳﺮّي ﻋﻨﻪ ‪ .. ρ‬ﻓﺈذا هﻮ ﻳﻀﺤﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ُ‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻤﺴﺢ اﻟﻌﺮق ﻋﻦ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎن أول آﻠﻤﺔ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻬﺎ أن ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﺑﺸﺮي ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺪ أﻧﺰل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‬ ‫ﺑﺮاءﺗﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻚ‬ ‫ﻦ ﺟَﺎءُوا ﺑِﺎ ِْﻷ ْﻓ ِ‬ ‫ن اﱠﻟﺬِﻳ َ‬ ‫وأﻧﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ِ ] :‬إ ﱠ‬ ‫ﺷ ّﺮًا َﻟ ُﻜ ْﻢ َﺑ ْﻞ ُه َﻮ‬ ‫ﺴﺒُﻮ ُﻩ َ‬ ‫ﺤ َ‬ ‫ﺼ َﺒ ٌﺔ ِﻣ ْﻨ ُﻜ ْﻢ ﻻ َﺗ ْ‬ ‫ﻋ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ﻦ‬ ‫ﺐ ِﻣ َ‬ ‫ﺴ َ‬ ‫ئ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ﻣَﺎ ا ْآ َﺘ َ‬ ‫ﺧ ْﻴ ٌﺮ َﻟ ُﻜ ْﻢ ِﻟ ُﻜﻞﱢ ا ْﻣ ِﺮ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ﻋﺬَا ٌ‬ ‫ا ِْﻷ ْﺛ ِﻢ وَاﱠﻟﺬِي َﺗ َﻮﻟﱠﻰ ِآ ْﺒ َﺮ ُﻩ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ َﻟ ُﻪ َ‬ ‫ن‬ ‫ﻦ ا ْﻟ ُﻤ ْﺆ ِﻣﻨُﻮ َ‬ ‫ﻇﱠ‬ ‫ﺳ ِﻤ ْﻌ ُﺘﻤُﻮ ُﻩ َ‬ ‫ﻋﻈﻴﻢ * َﻟﻮْﻻ ِإ ْذ َ‬ ‫ﻚ‬ ‫ﺧﻴْﺮًا َوﻗَﺎﻟُﻮا َهﺬَا ِإ ْﻓ ٌ‬ ‫ﺴ ِﻬ ْﻢ َ‬ ‫ت ِﺑ َﺄ ْﻧ ُﻔ ِ‬ ‫وَا ْﻟ ُﻤ ْﺆ ِﻣﻨَﺎ ُ‬ ‫ﺷ َﻬﺪَا َء َﻓ ِﺈ ْذ‬ ‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻪ ِﺑَﺄ ْر َﺑ َﻌ ِﺔ ُ‬ ‫ﻦ * َﻟﻮْﻻ ﺟَﺎءُوا َ‬ ‫ُﻣﺒِﻴ ٌ‬ ‫ﷲ ُه ُﻢ‬ ‫ﻋ ْﻨ َﺪ ا ِﱠ‬ ‫ﻚ ِ‬ ‫ﺸ َﻬﺪَا ِء َﻓﺄُو َﻟ ِﺌ َ‬ ‫َﻟ ْﻢ َﻳ ْﺄﺗُﻮا ﺑِﺎﻟ ﱡ‬ ‫ن [ ‪..‬‬ ‫ا ْﻟﻜَﺎ ِذﺑُﻮ َ‬ ‫ﻦ‬ ‫ن اﱠﻟ ﺬِﻳ َ‬ ‫وﺗ ﻮﻋﺪ اﷲ أوﻟ ﺌﻚ ﺑﻘ ﻮﻟﻪ ‪ِ ] :‬إ ﱠ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻦ ﺁ َﻣ ﻨُﻮا َﻟ ُﻬ ْﻢ‬ ‫ﺸ ُﺔ ِﻓ ﻲ اﱠﻟ ﺬِﻳ َ‬ ‫ﺣ َ‬ ‫ﺸ ﻴ َﻊ ا ْﻟﻔَﺎ ِ‬ ‫ن َﺗ ِ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫ﺤ ﺒﱡﻮ َ‬ ‫ُﻳ ِ‬ ‫ﷲﱠ َﻳ ْﻌ َﻠ ُﻢ َوَأ ْﻧ ُﺘ ْﻢ ﻻ‬ ‫ﺧ َﺮ ِة وَا ُ‬ ‫ﻵِ‬ ‫ب َأ ِﻟ ﻴ ٌﻢ ِﻓ ﻲ اﻟ ﱡﺪ ْﻧ ﻴَﺎ وَا ْ‬ ‫ﻋ ﺬَا ٌ‬ ‫َ‬ ‫ن [ ‪..‬‬ ‫َﺗ ْﻌ َﻠﻤُﻮ َ‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺨﻄ ﺒﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺗ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮان ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫أﻗﺎم ﺣﺪ اﻟﻘﺬف ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺬف ‪..‬‬ ‫إذن ‪ ..‬ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺨﻄ ﺊ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ‬ ‫ﻣ ﺮﻳﺾ ﻳﺤ ﺘﺎج إﻟ ﻰ ﻋ ﻼج ‪ ..‬ﻻ أن ﺗﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ آﺒﺘﻪ‬ ‫وﺗﻌﻨ ﻴﻔﻪ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ ﻳﺸ ﻌﺮ ﻣﻌﻬﺎ‬ ‫ح ﺑﻬﺬا اﻟﺨﻄﺄ ‪..‬‬ ‫أﻧﻚ ﻓﺮ ٌ‬ ‫واﻟﻄﺒ ﻴﺐ اﻟﻨﺎﺻ ﺢ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﻬ ﺘﻢ ﺑﺼ ﺤﺔ ﻣﺮﺿﺎﻩ‬ ‫أآﺜﺮ ﻣﻦ اهﺘﻤﺎﻣﻬﻢ هﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪: ρ‬‬ ‫إﻧﻤﺎ ﻣﺜﻠﻲ وﻣﺜﻞ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬آﻤﺜﻞ رﺟﻞ اﺳﺘﻮﻗﺪ ﻧﺎرًا‬ ‫‪..‬‬ ‫ش وه ﺬﻩ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺿ ﺎءت ﻣ ﺎ ﺣ ﻮﻟﻪ ‪ ..‬ﺟﻌ ﻞ اﻟ َﻔ ﺮَا ُ‬ ‫اﻟﺪواب اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﻳﻘﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻨﺰﻋﻬﻦ ‪ ..‬وﻳﻐﻠﺒﻨﻪ ﻓﻴﻘﺘﺤﻤﻦ ﻓﻴﻬﺎ !!‬ ‫ﺠ ِﺰآُﻢ ﻋﻦ اﻟﻨﺎر ‪ ..‬وأﻧﺘﻢ ﺗﻘﺤﻤﻮن ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻓﺄﻧﺎ ﺁﺧ ٌﺬ ﺑﺤ َ‬ ‫‪..‬‬ ‫رأي ‪..‬‬ ‫أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜﻮن ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺧﻄﺎء‬ ‫أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫‪35.‬‬ ‫آﻤ ﺎ أن اﻟ ﻨﺎس ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻓﻲ ﻃﺒﺎﻋﻬﻢ وأﺷﻜﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آ ﺬﻟﻚ ه ﻢ ﻳﺨ ﺘﻠﻔﻮن ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﺎت ﻧﻈ ﺮهﻢ ‪ ..‬وﻓ ﻲ‬ ‫ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻬﻢ وﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺷ ﻌﺮت أن أﺣ ﺪًا ﺧﺎﻟﻒ اﻟﺼﻮاب ‪ ..‬وﻧﺼﺤﺘﻪ‬ ‫وﺣﺎوﻟﺖ إﺻﻼح ﺧﻄﺌﻪ وﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻼ ﺗﺼ ﻨﻒ اﺳ ﻤﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻋﺪاﺋﻚ ‪ ..‬وﺧﺬ اﻷﻣﻮر‬ ‫ﺑﺄرﻳﺤﻴﺔ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻮ ﺣﺎوﻟ ﺖ إﺻ ﻼح ﺧﻄ ﺄ ﻋ ﻨﺪ أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻚ ﻓﻠ ﻢ‬ ‫ﻳﺴ ﺘﺠﺐ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗﻘﻠ ﺐ اﻟﺼ ﺪاﻗﺔ ﻋ ﺪاوة ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬ ‫اﺳ ﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻄﻒ ﻓﻠﻌﻠﻪ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺌﻪ وﻻ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﻗﻴﻞ ‪ :‬ﺣﻨﺎﻧﻴﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺮ أهﻮن ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ‪..‬‬

‫‪82‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫إذا ﺗﻌﺎﻣﻠ ﺖ ﻣ ﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬﻩ اﻷرﻳﺤﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﺗﻐﻀ ﺐ ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ ﺻ ﻐﻴﺮة وآﺒﻴ ﺮة ‪ ..‬ﻋﺸ ﺖ‬ ‫ﺳﻌﻴﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪: τ‬‬ ‫ﻣﺎ اﻧﺘﻘﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻗﻂ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺎ ﺿ ﺮب ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻗ ﻂ ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫اﻣ ﺮأة ‪ ..‬وﻻ ﺧﺎدﻣ ًﺎ ‪ ..‬إﻻ أن ﻳﺠﺎه ﺪ‬ ‫ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺎ ﻧ ﻴﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﻗﻂ ‪ ..‬ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬إﻻ أن ﻳﻨ ﺘﻬﻚ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ‬ ‫)‪(42‬‬ ‫ﻣﺤﺎرم اﷲ ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﷲ ‪..‬‬ ‫إذن ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ρ‬ﻳﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻏﻀﺒﻪ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﻐﻀ ﺐ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬وﺣﺘ ﻰ ﻧﻔﻬﻢ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ‬ ‫اﻟﻐﻀﺒﻴﻦ ‪:‬‬ ‫اﻓ ﺮض أن وﻟ ﺪك اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺟﺎءك ذات ﺻﺒﺎح‬ ‫وﻃﻠﺐ رﻳﺎ ًﻻ أو رﻳﺎﻟﻴﻦ ﻣﺼﺮوﻓ ًﺎ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻈﺔ ﻧﻘﻮدك ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺪ إﻻ ﻓﺌﺔ‬ ‫اﻟﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ رﻳﺎل ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ﻟﻪ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ه ﺬﻩ ﺧﻤﺴ ﻤﺎﺋﺔ رﻳﺎل ‪ ..‬اﺻﺮف ﻣﻨﻬﺎ رﻳﺎﻟﻴﻦ‬ ‫‪ ..‬وأرﺟﻊ اﻟﺒﺎﻗﻲ ‪ ..‬وأآﺪت ﻋﻠﻴﻪ وآﺮرت ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺟ ﻊ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻈﻬ ﺮ ﻓ ﺈذا اﻟﻤ ﺎل آﻠ ﻪ ﻗ ﺪ‬ ‫ﺻﺮﻓﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎذا ﺳ ﺘﻔﻌﻞ ؟‪ ..‬وآﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن ﻏﻀﺒﻚ ‪..‬؟‬ ‫ﻗ ﺪ ﺗﻀ ﺮب وﺗﻌ ﻨﻒ وﺗﻤ ﻨﻌﻪ ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﺮوﻓﻪ‬ ‫أﻳﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻮ رﺟﻌ ﺖ ﻣ ﺮة ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺼ ﺮ‬ ‫ووﺟﺪﺗ ﻪ ﻳﻠﻌ ﺐ ﺑﺎﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ‪ ..‬أو ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻠﻔﺎز‬ ‫‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﺼ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻞ ﺳﺘﻐﻀ ﺐ‬ ‫آﻐﻀﺒﻚ اﻷول ؟‬ ‫أﻇﻨ ﻨﺎ ﻧ ﺘﻔﻖ أن ﻏﻀ ﺒﻨﺎ أﻟ ﻮل ﺳ ﻴﻜﻮن أﺷ ﺪ‬ ‫وأﻃﻮل وأآﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻨﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻜﺎن ﻏﻀﺒﻪ ﷲ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻳﻌ ﺮض اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ وﻻ ﺗﻘ ﺒﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﺎﺧﺬ اﻷﻣ ﺮ ﺑﻬ ﺪووووء ‪ ..‬ﻓﺎﻟﻬﺪاﻳﺔ ﺑﻴﺪ اﷲ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪم رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﺗ ﺒﻮك ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺪود‬

‫) ‪( 42‬‬

‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﺸﺎم ‪..‬‬ ‫اﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﻣﻤﻠﻜ ﺔ اﻟ ﺮوم ‪ ..‬ﻓﺒﻌﺚ دﺣﻴﺔ اﻟﻜﻠﺒﻲ ‪τ‬‬ ‫رﺳﻮ ًﻻ إﻟﻰ هﺮﻗﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﺮوم ‪..‬‬ ‫وﺻ ﻞ دﺣ ﻴﺔ ‪ τ‬إﻟ ﻰ ه ﺮﻗﻞ ‪ ..‬دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻧﺎوﻟ ﻪ‬ ‫آﺘﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أن رأى ه ﺮﻗﻞ اﻟﻜ ﺘﺎب دﻋ ﺎ ﻗﺴﻴﺴ ﻲ اﻟ ﺮوم‬ ‫وﺑﻄﺎرﻗﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻏﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺪار ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻲ‬ ‫" ﻗﺪ ﻧﺰل هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺣﻴﺚ رأﻳﺘﻢ ‪ ..‬وﻗﺪ أرﺳﻞ إﻟ ﱠ‬ ‫أن ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ إﻟﻰ ﺛﻼث ﺧﺼﺎل ‪ ..‬ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ ‪:‬‬ ‫أن أﺗﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ دﻳﻨﻪ ‪..‬‬ ‫أو ﻋﻠ ﻰ أن ﻧﻌﻄ ﻴﻪ ﻣﺎﻟ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻰ أرﺿ ﻨﺎ‬ ‫واﻷرض أرﺿﻨﺎ ‪..‬‬ ‫أو ﻧﻠﻘﻲ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺮب ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل هﺮﻗﻞ ‪:‬‬ ‫واﷲ ﻟﻘ ﺪ ﻋ ﺮﻓﺘﻢ ﻓ ﻴﻤﺎ ﺗﻘ ﺮأون ﻣ ﻦ اﻟﻜ ﺘﺐ ﻟﻴﺄﺧﺬن‬ ‫أرﺿ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﻬﻠ ﱠﻢ ﻓﻠﻨﺘ ﺒﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ دﻳ ﻨﻪ ‪ ..‬أو ﻧﻌﻄ ﻴﻪ‬ ‫ﻣﺎﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ أرﺿﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻘﺴﺎوﺳ ﺔ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ورأوا أﻧ ﻪ ﻳﺪﻋ ﻮهﻢ‬ ‫ﻟﺘ ﺮك دﻳ ﻨﻬﻢ ! ﻏﻀ ﺒﻮا ‪ ..‬وﻧﺨ ﺮوا ﻧﺨ ﺮة رﺟ ﻞ‬ ‫واﺣ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﺧ ﺮﺟﻮا ﻣ ﻦ ﺑﺮاﻧﺴ ﻬﻢ ‪ ..‬أي ﺳ ﻘﻄﺖ‬ ‫أردﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻐﻀﺐ واﻻﻧﺘﻔﺎض !!‬ ‫وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﺗﺪﻋ ﻮﻧﺎ إﻟ ﻰ أن ﻧ ﺬر اﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻴﺔ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻧﻜﻮن ﻋﺒﻴﺪًا ﻷﻋﺮاﺑﻲ ﺟﺎء ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎز ‪!!.‬‬ ‫أﺳ ﻘﻂ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪ ه ﺮﻗﻞ ‪ ..‬وأﻳﻘ ﻦ أﻧ ﻪ ﺗ ﻮرط ﺑﻌﺮﺿ ﻪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ه ﺆﻻء اﻟﻘﺴﺎوﻳﺔ ﻟﻬﻢ ﺳﻄﻮة وﺟﻤﻬﻮر ﻗﻮي‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻠ ﻢ ه ﺮﻗﻞ أﻧﻬ ﻢ إن ﺧ ﺮﺟﻮا ﻣ ﻦ ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬أﻓﺴﺪوا‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮوم ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻬ ﺪﺋﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬إﻧﻤ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ذﻟ ﻚ ﻷﻋﻠ ﻢ‬ ‫ﺻﻼﺑﺘﻜﻢ ﻋﻠﻰ أﻣﺮآﻢ ‪..‬‬ ‫آﺎن هﺮﻗﻞ ﻳﻌﻠﻢ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬هﻮ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﺬي ﺑﺸﺮ‬ ‫ﺑﻪ ﻋﻴﺴﻰ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺄراد أن ﻳﺘﺄآﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻦ ﻋﺮب ﻗﺒﻴﻠﺔ "ﺗﺠﻴﺐ" ‪ ..‬آﺎن‬ ‫دﻋ ﺎ ه ﺮﻗﻞ رﺟ ً‬ ‫ﻣﻦ ﻧﺼﺎرى اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ﻲ اﻟﻠﺴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺣﺎﻓﻈ ًﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ‪ ..‬ﻋﺮﺑ ﱠ‬ ‫ادع ﻟ ﻲ رﺟ ً‬

‫‪83‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫أﺑﻌﺜﻪ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺠﻮاب آﺘﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﻰ ذاك اﻟﺘﺠﻴﺒ ﻲ ‪ ..‬وﺟﺎء ﺑﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ‬ ‫ﺗﻨﻮخ ‪ ..‬ﻣﻦ ﻧﺼﺎرى اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫دﻓ ﻊ ه ﺮﻗﻞ آ ﺘﺎﺑ ًﺎ ﻟﻬ ﺬا اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﻟﻴﻮﺻ ﻠﻪ‬ ‫ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ :‬اذه ﺐ ﺑﻜﺘﺎﺑ ﻲ‬ ‫إﻟﻰ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻓﺎﺣﻔﻆ ﻟﻲ ﻣﻨﻪ ﺛﻼث‬ ‫ﺧﺼﺎل ‪:‬‬ ‫اﻧﻈ ﺮ ه ﻞ ﻳﺬآ ﺮ ﺻ ﺤﻴﻔﺘﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺘ ﻲ‬ ‫آﺘﺐ ﺑﺸﻲء ‪..‬؟‬ ‫واﻧﻈ ﺮ إذا ﻗﺮأ آﺘﺎﺑﻲ ﻓﻬﻞ ﻳﺬآﺮ اﻟﻠﻴﻞ‬ ‫؟‬ ‫واﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ هﻞ ﺑﻪ ﺷﻲء ﻳﺮﻳﺒﻚ‬ ‫؟‬ ‫ﻣﻀ ﻰ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ آﻔﺎرﻗ ًﺎ ﻟﻠﺸﺎم ‪ ..‬ﺣﺘﻰ وﺻﻞ‬ ‫إﻟﻰ ﺗﺒﻮك ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺟ ﺎﻟﺲ ﺑ ﻴﻦ ﻇﻬﺮاﻧ ﻲ‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻣﺤﺘﺒﻴ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﻗ ﻒ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻳ ﻦ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ؟‬ ‫ﻗﻴﻞ ‪ :‬هﺎ هﻮ ذا ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺎوﻟﻪ آﺘﺎب هﺮﻗﻞ ‪..‬‬ ‫ﺣﺠْﺮﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪" :‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬﻩ ‪ .. ε‬ﻓﻮﺿﻌﻪ ﻓﻲ ِ‬ ‫ﻣﻤﻦ أﻧﺖ " ‪ ..‬؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ أﺧﻮ ﺗﻨﻮخ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ε‬ه ﻞ ﻟ ﻚ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬اﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ‬ ‫‪ ..‬ﻣﻠﺔ أﺑﻴﻚ إﺑﺮاهﻴﻢ ؟‬ ‫آ ﺎن ‪ ε‬راﻏ ﺒ ًﺎ ﻓ ﻲ دﺧ ﻮل ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ‬ ‫ﻣﻦ اﺗﺒﺎع اﻟﺤﻖ ‪ ..‬إﻻ اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟﺪﻳﻦ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺴﺐ !!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﺑﻜ ﻞ ﺻ ﺮاﺣﺔ ‪ :‬إﻧ ﻲ رﺳ ﻮل‬ ‫ﻗ ﻮم ‪ ..‬وﻋﻠ ﻰ دﻳ ﻦ ﻗﻮﻣ ﻲ ‪ ..‬ﻻ أرﺟ ﻊ ﻋ ﻨﻪ‬ ‫ﺣﺘﻰ أرﺟﻊ إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ رأى ‪ ε‬هﺬا اﻟﺘﻌﺼﺐ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ‪ ..‬وﻟﻢ‬ ‫ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﺿﺤﻚ وﻗﺎل ‪:‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫" إﻧ ﻚ ﻻ ﺗﻬ ﺪي ﻣ ﻦ أﺣﺒ ﺒﺖ وﻟﻜ ﻦ اﷲ ﻳﻬ ﺪي ﻣ ﻦ‬ ‫ﻳﺸﺎء وهﻮ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻬﺘﺪﻳﻦ " ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ ε‬ﺑﻜﻞ هﺪوء ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ أﺧﺎ ﺗﻨﻮخ ‪..‬‬ ‫إﻧ ﻲ آﺘ ﺒﺖ ﺑﻜ ﺘﺎب إﻟ ﻰ آﺴ ﺮى ﻓﻤﺰﻗﻪ واﷲ‬ ‫ﻣﻤﺰﻗﻪ وﻣﻤﺰق ﻣﻠﻜﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺘ ﺒﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ ﺑﺼ ﺤﻴﻔﺔ ﻓﺨ ﺮﻗﻬﺎ‬ ‫واﷲ ﻣﺨﺮق ﻣﻠﻜﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺘ ﺒﺖ إﻟ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ﺑﺼ ﺤﻴﻔﺔ ﻓﺄﻣﺴﻜﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻦ ﻳ ﺰال اﻟ ﻨﺎس ﻳﺠ ﺪون ﻣﻨﻪ ﺑﺄﺳ ًﺎ ﻣﺎ دام‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺶ ﺧﻴﺮ " ‪..‬‬ ‫ﺗﺬآ ﺮ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ وﺻ ﻴﺔ ه ﺮﻗﻞ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪:‬‬ ‫هﺬﻩ إﺣﺪى اﻟﺜﻼث اﻟﺘﻲ أوﺻﺎﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺸ ﻲ أن ﻳﻨﺴ ﺎهﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ ﺳ ﻬﻤ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻌﺒ ﺘﻪ‬ ‫ﻓﻜﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺳﻴﻔﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼﻋﻦ‬ ‫ﺛ ﻢ إن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻧ ﺎول اﻟﺼ ﺤﻴﻔﺔ رﺟ ً‬ ‫ﻳﺴﺎرﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ‪ :‬ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ آﺘﺎﺑﻜﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﺮأ ﻟﻜﻢ‬ ‫؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﺪأ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪ τ‬ﻳﻘﺮأ ‪ ..‬ﻓﺈذا هﺮﻗﻞ ﻗﺪ آﺘﺐ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ‬ ‫‪:ε‬‬ ‫ﺗﺪﻋﻮﻧ ﻲ إﻟ ﻰ ﺟ ﻨﺔ ﻋﺮﺿ ﻬﺎ اﻟﺴ ﻤﻮات واﻷرض‬ ‫أﻋﺪت ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ !! ﻓﺄﻳﻦ اﻟﻨﺎر ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ρ‬ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ ! أﻳ ﻦ اﻟﻠ ﻴﻞ إذا ﺟ ﺎء‬ ‫اﻟﻨﻬﺎر " ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ أن ه ﺬﻩ اﻟﺜﺎﻧ ﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ أﻣ ﺮﻩ هﺮﻗﻞ‬ ‫ﺑﺘ ﺮﻗﺒﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ ﺳ ﻬﻤ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻌﺒ ﺘﻪ ﻓﻜﺘ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺟﻠﺪ‬ ‫ﺳﻴﻔﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أن ﻓﺮغ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺎب ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟ ﻰ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ‪ ..‬اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﺢ ‪..‬‬ ‫وﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬وﻗﺎل ﻟﻪ ﻣﺘﻠﻄﻔ ًﺎ ‪:‬‬ ‫إن ﻟ ﻚ ﺣﻘ ًﺎ وإﻧ ﻚ ﻟﺮﺳ ﻮل ‪ ..‬ﻓﻠ ﻮ وﺟ ﺪت ﻋ ﻨﺪﻧﺎ‬ ‫ﺳﻔْﺮ ﻣُﺮﻣِﻠﻮن ‪..‬‬ ‫ﺟﺎﺋﺰة ﺟﻮزﻧﺎك ﺑﻬﺎ ‪ ..‬إﻧﺎ ِ‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﺗﻤﻨ ﻰ أن أﻋﻄ ﻴﻚ هﺪﻳ ﺔ ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻨﺎ آﻤ ﺎ ﺗ ﺮاﻧﺎ‬ ‫ﻣﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻣﺎل !!‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺜﻤﺎن ‪ : τ‬أﻧﺎ أﺟﻮزﻩ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ﻋ ﺜﻤﺎن ﻓﻔ ﺘﺢ رﺣﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺗ ﻰ ﺑﺤﻠ ﺔ وﻟ ﺒﺎس‬

‫‪84‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺮ اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ ρ‬اﻟﻜﺮﻳﻢ ‪ " :‬أﻳﻜﻢ ﻳﻨﺰل هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ؟‬ ‫" ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﺤﻖ ﺿﻴﺎﻓﺘﻪ !!‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻓﺘﻰ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ‪ :‬أﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم اﻷﻧﺼﺎري وﻗﺎم اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫وﺑﺎﻟ ﻪ ﻣﺸ ﻐﻮل ﺑﺎﻷﻣ ﺮ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ اﻟ ﺬي أﻣ ﺮﻩ‬ ‫ه ﺮﻗﻞ أن ﻳ ﺘﺄآﺪ ﻟ ﻪ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬وهﻮ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻨﺒﻮة‬ ‫ﺑﻴﻦ آﺘﻔﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻣﺸ ﻰ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﺧﻄ ﻮات ‪ ..‬وﻓﺠ ﺄة ‪ ..‬إذا‬ ‫ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻪ ‪:‬‬ ‫" ﺗﻌﺎل ﻳﺎ أﺧﺎ ﺗﻨﻮخ " ‪!!..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﻳﻬ ﻮي ﻣﺴ ﺮﻋ ًﺎ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺤﻞ ‪ ε‬ﺣﺒﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ أﺳﻘﻂ رداءﻩ ﻋﻦ ﻇﻬﺮﻩ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﻧﻜﺸ ﻒ ﻇﻬ ﺮﻩ ﻟﻠﺘﻨﻮﺧ ﻲ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪" : ε‬‬ ‫هﺎهﻨﺎ اﻣﺾ ﻟﻤﺎ أﻣﺮت ﺑﻪ " ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ‪ :‬ﻓﻨﻈﺮت ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﺈذا أﻧﺎ‬ ‫ﺑﺨ ﺎﺗﻢ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﻏﻀ ﻮن اﻟﻜ ﺘﻒ ﻣ ﺜﻞ‬ ‫)‪(43‬‬ ‫اﻟﺤﺠﻤﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻘﺼﻮد أن ﻳﺪرك اﻟﻨﺎس أﺧﻄﺎءهﻢ ‪..‬‬ ‫وﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃ ًﺎ أن ﻳﺼﺤﺤﻮهﺎ أﻣﺎﻣﻚ ‪ ..‬ﻓﻼ‬ ‫ﺗﻐﻀﺐ ‪..‬‬ ‫‪ 36.‬ﻗﺎﺑﻞ اﻹﺳﺎءة ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻚ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮﻳﺪون ُه ﻢ ‪ ..‬ﻻ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ‬ ‫ﺗﺮﻳﺪ أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻴﺲ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ ﺑﺒﺸﺎﺷﺔ ﺑﺎدﻟﻚ ﺑﺸﺎﺷﺔ‬ ‫ﻣ ﺜﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﻌﻀ ﻬﻢ ﻗ ﺪ ﻳﻐﻀ ﺐ وﻳﺴﻲء اﻟﻈﻦ‬ ‫وﻳﺴﺄﻟﻚ ‪ :‬ﻣﻢ ﺗﻀﺤﻚ ؟!‬ ‫وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ أه ﺪﻳﺖ ﻟﻪ هﺪﻳﺔ ‪ ..‬رد ﻟﻚ ﻣﺜﻠﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺒﻌﻀ ﻬﻢ ﻗ ﺪ ﺗﻬ ﺪي إﻟ ﻴﻪ ﺛ ﻢ ﻳﻐ ﺘﺎﺑﻚ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﺠ ﺎﻟﺲ وﻳ ﺘﻬﻤﻚ ﺑﺎﻟﺴ ﻔﻪ وﺗﻀ ﻴﻴﻊ اﻟﻤ ﺎل‬ ‫) ‪ ( 43‬ﻓ ﻲ ﻣﺴﻨﺪ أﺣﻤﺪ ‪ ..‬ﺑﺈﺳﻨﺎد ﻗﺎل ﻓﻴﻪ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ‬ ‫ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ‪ ..‬ﺳﻴﺮة اﺑﻦ آﺜﻴﺮ ‪. 27/4‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪!!..‬‬ ‫وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﺗﻔﺎﻋﻠ ﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻓ ﻲ آﻼﻣ ﻪ ‪ ..‬أو أﺛﻨ ﻴﺖ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻠﻄﻔﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎراﺗﻚ ﻗﺎﺑﻠﻚ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈن اﷲ ﻗﺴﻢ اﻷﺧﻼق آﻤﺎ ﻗﺴﻢ اﻷرزاق ‪..‬‬ ‫واﻟﻤ ﻨﻬﺞ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ هﻮ ‪ ) :‬وﻻ ﺗﺴﺘﻮي اﻟﺤﺴﻨﺔ وﻻ‬ ‫اﻟﺴ ﻴﺌﺔ ادﻓ ﻊ ﺑﺎﻟﺘ ﻲ ه ﻲ أﺣﺴ ﻦ ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬي ﺑﻴ ﻨﻚ‬ ‫وﺑﻴﻨﻪ ﻋﺪاوة آﺄﻧﻪ وﻟﻲ ﺣﻤﻴﻢ ( ‪..‬‬ ‫وﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻻ ﺣﻞ ﻟﻪ وﻻ إﺻﻼح إﻻ أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣﻌﻪ ﺑﻤﺎ هﻮ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ أو ﺗﻔﺎرﻗﻪ ‪..‬‬ ‫ذُآﺮ أن أﺷﻌﺐ ﺳﺎﻓﺮ ﻣﻊ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎر ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻘ ﻮم ﺑﻜ ﻞ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺧﺪﻣ ﺔ وإﻧ ﺰال‬ ‫ﻣﺘﺎع وﺳﻘﻲ دواب ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺐ وﺿﺠﺮ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ رﺟﻮﻋﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﻧﺰﻻ ﻟﻠﻐﺪاء ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻧﺎﺧ ﺎ ﺑﻌﻴ ﺮﻳﻬﻤﺎ وﻧ ﺰﻻ ‪ ..‬ﻓﺄﻣ ﺎ أﺷﻌﺐ ﻓﺘﻤﺪد ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻷرض ‪..‬‬ ‫وأﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﻮﺿﻊ اﻟﻔﺮش ‪ ..‬وأﻧﺰل اﻟﻤﺘﺎع ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﺷﻌﺐ وﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻢ اﺟﻤﻊ اﻟﺤﻄﺐ وأﻧﺎ‬ ‫أﻗﻄﻊ اﻟﻠﺤﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺷ ﻌﺐ ‪ :‬أﻧ ﺎ واﷲ ﻣ ﺘﻌﺐ ﻣ ﻦ ﻃ ﻮل رآ ﻮب‬ ‫اﻟﺪاﺑﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎم اﻟﺮﺟﻞ وﺟﻤﻊ اﻟﺤﻄﺐ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ أﺷ ﻌﻞ اﻟﺤﻄ ﺐ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳﺆذﻳﻨ ﻲ اﻟ ﺪﺧﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﺪري إن اﻗﺘ ﺮﺑﺖ ﻣ ﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺷﻌﻠﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ أﻣﺴﻚ ﻋﻠﻲ ﻷﻗﻄﻊ اﻟﻠﺤﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﺧﺸﻰ أن ﺗﺼﻴﺐ اﻟﺴﻜﻴﻦ ﻳﺪي ‪ ..‬ﻓﻘﻄﻊ‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻠﺤﻢ وﺣﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ ﺿ ﻊ اﻟﻠﺤ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺪر‬ ‫واﻃ ﺒﺦ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳﺘﻌﺒﻨ ﻲ آﺜ ﺮة اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻄﻌﺎم ﻗﺒﻞ ﻧﻀﻮﺟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻮﻟ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﻄ ﺒﺦ واﻟ ﻨﻔﺦ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺟﻬﺰ اﻟﻄﻌﺎم‬ ‫وﻗ ﺪ ﺗﻌ ﺐ ‪ ..‬ﻓﺎﺿ ﺠﻊ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ ﺟﻬ ﺰ ﺳ ﻔﺮة اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬وﺿ ﻊ اﻟﻄﻌ ﺎم‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺷﻌﺐ ‪ :‬ﺟﺴﻤﻲ ﺛﻘﻴﻞ وﻻ أﻧﺸﻂ ﻟﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم اﻟﺮﺟﻞ وﺟﻬﺰ اﻟﻄﻌﺎم ووﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮة ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ أﺷﻌﺐ ! ﻗﻢ ﺷﺎرآﻨﻲ ﻓﻲ أآﻞ اﻟﻄﻌﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺷ ﻌﺐ ‪ :‬ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺤﻴﻴﺖ واﷲ ﻣ ﻦ آﺜﻴ ﺮة‬ ‫اﻋﺘﺬاري وهﺎ أﻧﺎ أﻃﻴﻌﻚ اﻵن ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎم وأآﻞ !!‬

‫‪85‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻘ ﺪ ﺗﻼﻗ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ هﻮ ﻣﺜﻞ أﺷﻌﺐ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ﺗﺤﺰن ‪ ..‬وآﻦ ﺟﺒ ً‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤﺮﺑ ﻲ اﻷول ‪ ε‬ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﺑﻌﻘﻠ ﻪ ﻻ ﺑﻌﺎﻃﻔ ﺘﻪ ‪ ..‬آ ﺎن ﻳ ﺘﺤﻤﻞ أﺧﻄ ﺎء‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻳﺮﻓﻖ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪ ρ‬وﻗﺪ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﺒﺎرك‬ ‫ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺄﺗ ﻴﻪ أﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳﺴ ﺘﻌﻴﻨﻪ ﻓ ﻲ دﻳ ﺔ ﻗﺘﻴﻞ ‪ ..‬ﻗﺪ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﻗ ﺘﻞ ‪ -‬ه ﻮ أو ﻏﻴﺮﻩ ‪-‬رﺟ ً‬ ‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﻳﻌﻴ ﻨﻪ ﺑﻤﺎل ‪ ..‬ﻳﺆدﻳﻪ إﻟﻰ أوﻟﻴﺎء‬ ‫اﻟﻤﻘﺘﻮل ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﻄ ﺎﻩ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ﺗﻠﻄﻔ ًﺎ‬ ‫ﻣﻌﻪ ‪ :‬أﺣﺴﻨﺖ إﻟﻴﻚ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ أﺣﺴﻨﺖ وﻻ أﺟﻤﻠﺖ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ وهﻤ ﻮا أن ﻳﻘﻮﻣﻮا‬ ‫إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺷﺎر اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻴﻬﻢ أن آﻔﻮا ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﻣﻨ ﺰﻟﻪ ‪ ..‬ودﻋﺎ اﻷﻋﺮاﺑﻲ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫إﻧﻚ ﺟﺌﺘﻨﺎ ﻓﺴﺄﻟﺘﻨﺎ ﻓﺄﻋﻄﻴﻨﺎك ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ زادﻩ ‪ ρ‬ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﺎل وﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﺣﺴﻨﺖ إﻟﻴﻚ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ﻓﺠ ﺰاك اﷲ ﻣ ﻦ أه ﻞ‬ ‫وﻋﺸﻴﺮة ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺠ ﺒﻪ ‪ ρ‬ه ﺬا اﻟﺮﺿ ﻰ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﺧﺸﻲ‬ ‫أن ﻳﺒﻘ ﻰ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮب أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﻴﺮاﻩ أﺣﺪهﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ أو ﺳﻮق ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺰال ﺣﺎﻗﺪًا ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄراد أن ﻳﺴ ﱠﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪورهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ : ε‬إﻧ ﻚ آ ﻨﺖ ﺟﺌﺘ ﻨﺎ ﻓﺄﻋﻄﻴ ﻨﺎك ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ‪ ..‬وﻓ ﻲ ﻧﻔﺲ أﺻﺤﺎﺑﻲ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺟﺌﺖ ﻓﻘﻞ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ‬ ‫ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﺬهﺐ ﻋ ﻦ‬ ‫ﺻﺪورهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎء اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ : ε‬إن ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ‬ ‫آ ﺎن ﺟﺎءﻧ ﺎ ﻓﺴ ﺄﻟﻨﺎ ﻓﺄﻋﻄﻴ ﻨﺎﻩ ﻓﻘﺎل ﻣﺎ ﻗﺎل ‪..‬‬ ‫وإﻧ ﺎ ﻗ ﺪ دﻋ ﻮﻧﺎﻩ ﻓﺄﻋﻄﻴ ﻨﺎﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺰﻋﻢ أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫رﺿﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻷﻋﺮاﺑﻲ وﻗﺎل ‪ :‬أآﺬاك ؟‬ ‫ﻗ ﺎل اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ﻓﺠﺰاك اﷲ ﻣﻦ أهﻞ وﻋﺸﻴﺮة‬ ‫ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ هﻢ اﻷﻋﺮاﺑﻲ أن ﻳﺨﺮج إﻟﻰ أهﻠﻪ ‪..‬‬ ‫أراد ‪ ρ‬أن ﻳﻌﻄ ﻲ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ درﺳ ًﺎ ﻓ ﻲ آﺴ ﺐ‬ ‫اﻟﻘﻠﻮب ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫إن ﻣﺜﻠ ﻲ وﻣ ﺜﻞ هﺬا اﻷﻋﺮاﺑﻲ آﻤﺜﻞ رﺟﻞ آﺎﻧﺖ ﻟﻪ‬ ‫ﻧﺎﻗ ﺔ ﻓﺸ ﺮدت ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﺗ ﺒﻌﻬﺎ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ‬ ‫ﻳﺮآﻀﻮن وراءهﺎ ﻟﻴﻤﺴﻜﻮهﺎ ‪ ..‬وهﻲ ﺗﻬﺮب ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻓ ﺰﻋ ًﺎ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳ ﺰﻳﺪوهﺎ إﻻ ﻧﻔ ﻮرًا ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺐ‬ ‫اﻟﻨﺎﻗﺔ ‪:‬‬ ‫ﺧﻠ ﻮا ﺑﻴﻨ ﻲ وﺑ ﻴﻦ ﻧﺎﻗﺘ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺎ أرﻓ ﻖ ﺑﻬ ﺎ وأﻋﻠ ﻢ‬ ‫ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻮﺟﻪ إﻟ ﻴﻬﺎ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﻨﺎﻗﺔ ﻓﺄﺧ ﺬ ﻟﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻗﺸ ﺎم‬ ‫اﻷرض ‪ ..‬ودﻋﺎهﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﺎءت واﺳ ﺘﺠﺎﺑﺖ ‪ ..‬وﺷ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ رﺣﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫واﺳﺘﻮى ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻮ أﻧﻲ أﻃﻌﺘﻜﻢ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ﻣﺎ ﻗﺎل ‪ ..‬دﺧﻞ اﻟﻨﺎر ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ ﻟ ﻮ ﻃ ﺮدﺗﻤﻮﻩ ‪ ..‬ﻟﻌﻠ ﻪ ﻳ ﺮﺗ ّﺪ ﻋ ﻦ اﻟ ﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫)‪(44‬‬ ‫ﻓﻴﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎر ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ آﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﻲء إﻻ زاﻧﻪ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻧﺰع ﻣﻦ‬ ‫ﺷﻲء إﻻ ﺷﺎﻧﻪ ‪.‬‬ ‫) وﻻ ﺗﺴ ﺘﻮي اﻟﺤﺴ ﻨﺔ وﻻ اﻟﺴﻴﺌﺔ ادﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻲ هﻲ‬ ‫أﺣﺴ ﻦ ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬي ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑﻴ ﻨﻪ ﻋ ﺪاوة آﺄﻧ ﻪ وﻟ ﻲ‬ ‫ﺣﻤﻴﻢ ( ‪..‬‬ ‫ذُآﺮ أﻧﻪ ‪ ρ‬ﻟﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﺟﻌﻞ ﻳﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻓﻀﺎﻟﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ‪ ..‬رﺟﻞ ﻳﻈﻬﺮ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻄﻮف ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻪ ﻏﻔﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﻘﺘﻠﻪ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ دﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫اﻧﺘﺒﻪ ‪ ε‬إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﺎل ‪ :‬أﻓﻀﺎﻟﺔ !!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻓﻀﺎﻟﺔ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎذا آﻨﺖ ﺗﺤﺪث ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻﺷﻲء ‪ ..‬آﻨﺖ أذآﺮ اﷲ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻀﺤﻚ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ ‪..‬‬ ‫) ‪( 44‬‬

‫واﻟﺤﺪﻳﺚ رواﻩ اﻟﺒﺰار وﻓﻲ ﺳﻨﺪﻩ ﻣﻘﺎل ‪..‬‬

‫‪86‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗ ﺎل ﻓﻀ ﺎﻟﺔ ‪ : ..‬ﺛ ﻢ وﺿﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﺪﻩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﺪري ‪ ..‬ﻓﺴﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ رﻓﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﺪﻩ ﻋﻦ ﺻﺪري‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ اﷲ ﺷﻲء أﺣﺐ إﻟﻲ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ رﺟﻊ ﻓﻀﺎﻟﺔ إﻟﻰ أهﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﺮ ﺑﺎﻣﺮأة آﺎن‬ ‫ﻳﺠﺎﻟﺴﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﺪث إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأﺗﻪ ‪ ..‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬هﻠﻢ إﻟﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ هﻠ ﻢ إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻓﻘﻠ ﺖ ﻻ ** ﻳﺄﺑ ﻰ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ اﷲ و اﻹﺳﻼم‬ ‫ﻟ ﻮ ﻣ ﺎ رأﻳ ﺖ ﻣﺤﻤ ﺪًا وﻗﺒ ﻴﻠﻪ ** ﺑﺎﻟﻔ ﺘﺢ ﻳ ﻮم‬ ‫ﺗﻜﺴﱠﺮ اﻷﺻﻨﺎ ُم‬ ‫ﻟ ﺮأﻳﺖ دﻳﻦ اﻟﻀﺤﻰ ﺑﻴﻨﺎ ** واﻟﺸﺮك ﻳﻐﺸﻰ‬ ‫وﺟﻬﻪ اﻹﻇﻼم‬ ‫وآﺎن ﻓﻀﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪهﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺤﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫‪..‬‬ ‫آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻤﻠ ﻚ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟﻌﻔ ﻮ ﻋ ﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺘﺤﻤﻞ اﻷذى ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺟﺮهﻢ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻳﻜ ﻒ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ‬ ‫أذى ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎت أﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ‪ ..‬ﺿﻴﻘﺖ ﻗﺮﻳﺶ آﺜﻴﺮًا‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫وﻧﺎﻟﺖ ﻣﻦ اﻷذى ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﺎﻟﺘﻪ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﺣﻴﺎة ﻋﻤﻪ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ‪ ε‬ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺁﺧﺮ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺼﺮة واﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺋﻒ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺛﻘﻴﻒ‬ ‫اﻟﻨﺼﺮة واﻟﻤﻨﻌﺔ ‪..‬‬ ‫دﺧﻞ اﻟﻄﺎﺋﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ رﺟﺎل هﻢ ﺳﺎدة ﺛﻘﻴﻒ‬ ‫وأﺷﺮاﻓﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وهﻢ أﺧﻮة ﺛﻼﺛﺔ ‪:‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﻳﺎﻟﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫وأﺧﻮﻩ ﻣﺴﻌﻮد ‪..‬‬ ‫وﺣﺒﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﺟﻠﺲ اﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬دﻋﺎهﻢ إﻟﻰ اﷲ ‪ ..‬آﻠﻤﻬﻢ ﻟﻤﺎ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺟﺎءهﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﺼﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬واﻟﻘﻴﺎم‬ ‫ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎن ردهﻢ ﺑﺬﻳﺌًﺎ !!‬ ‫أﻣﺎ أﺣﺪهﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻧﺎ أﻣﺮط ﺛﻴﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ..‬إن آﺎن‬ ‫اﷲ أرﺳﻠﻚ !!‬ ‫وﻗﺎل اﻵﺧﺮ ‪ :‬أﻣﺎ وﺟﺪ اﷲ أﺣﺪًا ﻳﺮﺳﻠﻪ ﻏﻴﺮك ؟!‬ ‫وﺟﻌﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺒﺤﺚ ﻣﺘﺤﺬﻟﻘًﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺎرة ﻳﺮد ﺑﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬ﺣﺮص ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن أﺑﻠﻎ ﻣﻦ آﻼم ﺻﺎﺣﺒﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬واﷲ ﻻ أرد ﻋﻠﻴﻚ أﺑﺪًا ‪ ..‬ﻟﺌﻦ آﻨﺖ رﺳﻮ ًﻻ‬ ‫ﻣﻦ اﷲ آﻤﺎ ﺗﻘﻮل ‪ ..‬ﻷﻧﺖ أﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮًا ﻣﻦ أن أرد‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﻼم ‪ ..‬وﻟﺌﻦ آﻨﺖ ﺗﻜﺬب ﻋﻠﻰ اﷲ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻲ أن أآﻠﻤﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم ‪ ε‬ﻣﻦ ﻋﻨﺪهﻢ وﻗﺪ ﻳﺌﺲ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺛﻘﻴﻒ ‪..‬‬ ‫وﺧﺸﻲ أن ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺮﻳﺶ أﻧﻬﻢ ردوﻩ ‪ ..‬ﻓﻴﺰدادون‬ ‫أذى ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ ‪ :‬إن ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ‪ ..‬ﻓﺎآﺘﻤﻮا ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮا ‪ ..‬ﺑﻞ أﻏﺮوا ﺑﻪ ﺳﻔﻬﺎءهﻢ وﻋﺒﻴﺪهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﻮا ﻳﺮآﻀﻮن وراء رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻳﺴﺒﻮﻧﻪ‬ ‫وﻳﺼﻴﺤﻮن ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ اﺻﻄﻔﻮا ﺻﻔﻴﻦ ‪ ..‬وهﻮ ﻳﺴﺮع اﻟﺨﻄﻰ ﺑﻴﻨﻬﻢ‬ ‫ﻼ رﺿﺨﻮهﺎ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وآﻠﻤﺎ رﻓﻊ رﺟ ً‬ ‫وهﻮ ‪ ε‬ﻳﺤﺎول ‪ ..‬أن ﻳﺴﺮع ﻓﻴﺨﻄﺎﻩ ﻟﻴﺘﻘﻲ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺮﻣﻮﻧﻪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺠﺎرة ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻠﺖ ﻗﺪﻣﺎﻩ اﻟﺸﺮﻳﻔﺘﺎن ‪ ε‬ﺗﺴﻴﻼن ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء ‪..‬‬ ‫وهﻮ اﻟﻜﻬﻞ اﻟﺬي ﺟﺎوز اﻷرﺑﻌﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺑﻌﺪ ﻋﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﺸﻰ ‪ ..‬وﻣﺸﻰ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﻣﻦ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ‪ ..‬ﺗﺤﺖ ﻇﻞ‬ ‫ﻧﺨﻠﺔ ‪..‬‬ ‫وهﻮ ﻣﻨﺸﻐﻞ اﻟﺒﺎل ‪ ..‬آﻴﻒ ﺳﺘﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ﺳﻴﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﻓﻊ ﻃﺮﻓﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫اﻟﻠﻬﻢ اﻟﻴﻚ أﺷﻜﻮ ﺿﻌﻒ ﻗﻮﺗﻲ ‪ ..‬وﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺘﻲ ‪..‬‬ ‫وهﻮاﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫أﻧﺖ رب اﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ‪ ..‬وأﻧﺖ رﺑﻲ ‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﻦ‬ ‫ﺗﻜﻠﻨﻲ ! إﻟﻰ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺘﺠﻬﻤﻨﻲ ‪ ..‬أم إﻟﻰ ﻋﺪو ﻣﻠﻜﺘﻪ‬ ‫أﻣﺮي !‬ ‫إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻚ ﻏﻀﺐ ﻋﻠﻲ ﻓﻼ أﺑﺎﻟﻲ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ‬

‫‪87‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻋﺎﻓﻴﺘﻚ هﻲ أوﺳﻊ ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫أﻋﻮذ ﺑﻨﻮر وﺟﻬﻚ اﻟﺬي أﺷﺮﻗﺖ ﻟﻪ اﻟﻈﻠﻤﺎت‬ ‫‪ ..‬وﺻﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ أﻣﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ‪..‬‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻣﻦ أن ﺗﻨﺰل ﺑﻲ ﻏﻀﺒﻚ ‪ ..‬أو ﺗﺤﻞ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﺳﺨﻄﻚ ‪..‬‬ ‫ﻟﻚ اﻟﻌﺘﺒﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺿﻰ ‪ ..‬وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة‬ ‫اﻻ ﺑﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻮ آﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﺈذ ﺑﺴﺤﺎﺑﺔ ﺗﻈﻠﻪ ‪.. ε‬‬ ‫وإذا ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ‪ ..‬ﻓﻨﺎداﻩ ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬إن اﷲ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮل ﻗﻮﻣﻚ ﻟﻚ‬ ‫‪ ..‬وﻣ ﺎ ردوا ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺑﻌ ﺚ ﻟ ﻚ ﻣﻠ ﻚ‬ ‫اﻟﺠﺒﺎل ﻟﺘﺄﻣﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖ ﻓﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻄﻖ ‪ ε‬ﺑﻜﻠﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻧ ﺎداﻩ ﻣﻠ ﻚ اﻟﺠ ﺒﺎل ‪ ..‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬إن اﷲ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮل ﻗﻮﻣﻚ ﻟﻚ‬ ‫‪ ..‬وأﻧ ﺎ ﻣﻠ ﻚ اﻟﺠ ﺒﺎل ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺑﻌﺜﻨ ﻲ اﻟ ﻴﻚ رﺑ ﻚ‬ ‫ﻟﺘﺄﻣﺮﻧﻲ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻄﻖ ‪ ε‬أو ﻳﺨﺘﺎر ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫إن ﺷ ﺌﺖ ﺗﻄ ﺒﻖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻷﺧﺸ ﺒﻴﻦ ‪ ..‬وهﻤ ﺎ‬ ‫ﺟﺒﻼن ﻋﻈﻴﻤﺎن ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ‪ ε‬ﻳﻄ ﺄ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻈ ﻮظ اﻟ ﻨﻔﺲ ‪..‬‬ ‫وﺷﻬﻮة اﻻﻧﺘﻘﺎم ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﺑ ﻞ ‪ ..‬أﺳ ﺘﺄﻧﻲ ﺑﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻲ أرﺟﻮ أن ﻳﺨﺮج‬ ‫اﷲ ﻣ ﻦ أﺻ ﻼﺑﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺒﺪ اﷲ ﻻ ﻳﺸ ﺮك ﺑﻪ‬ ‫ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫آﻦ ﺑﻄ ً‬ ‫وإن اﻟﺬي ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ أﺑﻲ‬ ‫وﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﻲ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺟﺪًا‬ ‫ﻓﺈن أآﻠﻮا ﻟﺤﻤﻲ وﻓﺮت ﻟﺤﻮﻣﻬﻢ‬ ‫وإن هﺪﻣﻮا ﻣﺠﺪي ﺑﻨﻴﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺠﺪًا‬ ‫وﻟﻴﺴﻮا إﻟﻰ ﻧﺼﺮي ﺳﺮاﻋ ًﺎ وإن هﻢ‬ ‫دﻋﻮﻧﻲ إﻟﻰ ﻧﺼﺮ أﺗﻴﺘﻬﻢ ﺷﺪًا‬ ‫وﻻ أﺣﻤﻞ اﻟﺤﻘﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫وﻟﻴﺲ رﺋﻴﺲ اﻟﻘﻮم ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺤﻘﺪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 37.‬أﻗﻨﻌﻪ ﺑﺨﻄﺌﻪ ﻟﻴﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﺢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺸ ﻐﻞ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﺑﻜﺜ ﺮة اﻟﺘﻮﺟ ﻴﻬﺎت‬ ‫واﻟﻤﻼﺣﻈ ﺎت ﺣﺘ ﻰ ﻳﻮﺻ ﻠﻬﻢ إﻟ ﻰ ﻣ ﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﻠ ﻞ‬ ‫واﻻﺳﺘﺜﻘﺎل ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ إذا آﺎﻧﺖ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ واﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺁراء وأﻣﺰﺟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪..‬‬ ‫آﻤ ﻦ ﻳﻨﺼ ﺤﻚ ﺑﻌ ﺪ وﻟ ﻴﻤﺔ دﻋ ﻮت اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﺎ‬ ‫وﺗﻌ ﺒﺖ ﻓ ﻲ إﻋ ﺪادهﺎ وﺗﻌﺐ ﻣﻌﻚ أهﻠﻚ وﻣﺎﻟﻚ ! ﺛﻢ‬ ‫ﻳﻘ ﻮل ﻟ ﻚ ه ﺬا اﻟﻨﺎﺻ ﺢ ‪ :‬ﻳﺎ أﺧﻲ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﻣﺎ آﺎﻧﺖ‬ ‫ﻣﻨﺎﺳ ﺒﺔ ‪ ..‬وﺗﻌ ﺒﻚ ذه ﺐ ه ﺪرًا ‪ ..‬وآ ﻨﺖ أﻇﻦ أﻧﻬﺎ‬ ‫ﺳ ﺘﻜﻮن ﺑﻤﺴ ﺘﻮى أﻋﻠ ﻰ ﻣﻦ هﺬا ‪ ..‬ﻓﺘﻘﻮل ﻟﻤﺎذا ؟‬ ‫ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ أآﺜ ﺮ اﻟﻠﺤ ﻢ آ ﺎن ﻣﺸ ﻮﻳ ًﺎ ‪ ..‬وأﻧ ﺎ‬ ‫أﺣﺐ اﻟﻠﺤﻢ اﻟﻤﺴﻠﻮق !!‬ ‫واﻟﺴ ﻠﻄﺎت آﺎﻧ ﺖ ﺣﺎﻣﻀﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻠﻠﻴﻤﻮن ‪ ..‬وأﻧﺎ‬ ‫ﻻ أﺣﺐ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وآ ﺬﻟﻚ اﻟﺤﻠ ﻮﻳﺎت آﺎﻧ ﺖ ﻣ ﺰﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻜ ﺮﻳﻤﺔ ‪ ..‬وه ﺬا‬ ‫ﻳﺠﻌﻞ ﻃﻌﻤﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮل ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻳﻘﻮل ﻟﻚ ‪ :‬وﻋﻤﻮﻣ ًﺎ أآﺜﺮ اﻟﻨﺎس أﻳﻀ ًﺎ ﺗﻀﺎﻳﻘﻮا‬ ‫‪ ..‬وﻣﺎ أآﻠﻮا إﻻ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ‪ ..‬أو ﻷﻧﻬﻢ اﺿﻄﺮوا إﻟﻴﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻄﻌ ًﺎ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ه ﻨﺎ ﺳ ﺘﻨﻈﺮ إﻟﻰ هﺬا اﻟﻨﺎﺻﺢ ﻧﻈﺮة‬ ‫ازدراء وإﻋ ﺮاض ‪ ..‬وﻟ ﻦ ﺗﻘ ﺒﻞ ﻣ ﻨﻪ ﻧﺼ ﻴﺤﺘﻪ ؛‬ ‫ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺁراء وأﻣﺰﺟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪!!..‬‬ ‫ﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﻨﺼﺢ ﺁﺧﺮ ﺣﻮل ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ‬ ‫ﻣ ﻊ أوﻻدﻩ ‪ ..‬أو ﻣ ﻊ زوﺟ ﺘﻪ ‪ ..‬أو ﻃ ﺮﻳﻘﺔ ﺑ ﻨﺎﺋﻪ‬ ‫ﻟﺒﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬أو ﻧ ﻮع ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﺑ ﻨﺎء ﻋﻠ ﻰ ذوﻗ ﻪ‬ ‫اﻟﺨﺎص ‪..‬‬ ‫اﻧﺘ ﺒﻪ داﺋﻤ ًﺎ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻨﺼ ﺎﺋﺢ واﻻﻧ ﺘﻘﺎدات‬ ‫ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮد أﻣﺰﺟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﻟ ﻮ ﻃﻠ ﺐ رأﻳ ﻚ ‪ ..‬أﺑ ﺪﻩ ﻟ ﻪ واﻋﺮﺿ ﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ أن ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌ ﻪ وﺗﻨﺼﺢ آﻤﺎ ﺗﻨﺼﺢ اﻟﻤﺨﻄﺊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ‪..‬‬ ‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ﻻ ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﻣﺨﻄ ﺊ ﻓ ﻼ ﺑﺪ‬ ‫أن ﺗﻜﻮن ﺣﺠﺘﻚ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﺼﺤﻪ ‪..‬‬ ‫ﺟﻠ ﺲ أﻋﺮاﺑﻲ ﺻﻠﻒ ﻣﻊ ﻗﻮم ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺘﻜﻠﻤﻮا‬ ‫ﺣﻮل ﺑﺮ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬واﻷﻋﺮاﺑﻲ ﻳﺴﻤﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ أﺣ ﺪهﻢ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬آﻴﻒ ﺑﺮك‬

‫‪88‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺑﺄﻣﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻷﻋﺮاﺑﻲ ‪ :‬أﻧﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﺎر ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺑﺮك ﺑﻬﺎ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ ﻗﺮﻋﺘﻬﺎ ﺑﺴﻮط ﻗﻂ !!‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ إن اﺣ ﺘﺎج إﻟﻰ ﺿﺮﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﺿﺮﺑﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫أو ﻋﻤﺎﻣ ﺘﻪ ‪ ..‬أﻣ ﺎ اﻟﺴﻮط ﻓﻼ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒ ّﺮ!!‬ ‫ﻓﺎﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻣﻴ ﺰان اﻟﺨﻄ ﺄ واﻟﺼ ﻮاب‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﻦ رﻓ ﻴﻘ ًﺎ ﻟﻄ ﻴﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺘﻨﻊ اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻚ‬ ‫ﺑﺨﻄﺌﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋﻬ ﺪﻩ ‪ ε‬اﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﻣﺨ ﺰوم‬ ‫ﺗﺴ ﺘﻠﻒ اﻟﻤ ﺘﺎع ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ ..‬وﺗ ﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋ ﻦ‬ ‫ردﻩ ﻓ ﺈذا ﺳ ﺄﻟﻮهﺎ ﻋ ﻨﻪ ﺟﺤﺪﺗ ﻪ ‪ ..‬وأﻧﻜ ﺮت‬ ‫أﻧﻬﺎ أﺧﺬت ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ زاد أذاه ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺤ ﺪ واﻟﺴ ﺮﻗﺔ ﻓ ﺮﻓﻊ‬ ‫أﻣ ﺮهﺎ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻘﻀ ﻰ ﻓ ﻴﻬﺎ أن‬ ‫ﺗﻘﻄﻊ ﻳﺪهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺸ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ أن ﺗﻘﻄ ﻊ ﻳ ﺪهﺎ وهﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ آﺒﺎر ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄرادوا أن ﻳﻜﻠﻤ ﻮا اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻟ ﻴﺨﻔﻒ ه ﺬا‬ ‫اﻟﺤﻜ ﻢ إﻟ ﻰ ﺣﻜﻢ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬آﺠﻠﺪ أو ﻏﺮاﻣﺔ ﻣﺎل‬ ‫‪ ..‬أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وآﻠﻤ ﺎ ﺗ ﻮﺟﻪ رﺟ ﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻨﻘﺎش اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻲ‬ ‫هﺬا اﻷﻣﺮ ‪ ..‬ﺗﺮدد ورﺟﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ﻟ ﻦ ﻳﺠﺘ ﺮئ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻻ‬ ‫ﺐ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬واﺑ ﻦ‬ ‫ﺣ ﱡ‬ ‫أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑ ﻦ زﻳ ﺪ ‪ِ ..‬‬ ‫ﺣ ﺒﱢﻪ ‪ ..‬ﺗﺮﺑ ﻰ ه ﻮ وأﺑ ﻮﻩ ﻓ ﻲ ﺑ ﻴﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺻﺎر آﻮﻟﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻠﻤﻮا أﺳﺎﻣﺔ ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ أﺳ ﺎﻣﺔ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓ ﺮﺣﺐ ﺑﻪ‬ ‫وأﺟﻠﺴﻪ ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌ ﻞ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻳﻜﻠ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻟ ﻴﺨﻔﻒ اﻟﺤﻜﻢ ‪..‬‬ ‫وﻳﺒﻴﻦ أن هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ﻣﻦ أﺷﺮاف اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وأﺳ ﺎﻣﺔ ﻳﻮاﺻ ﻞ اﻟﻜ ﻼم واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳﺴﺘﻤﻊ ‪..‬‬ ‫آﺎن أﺳﺎﻣﺔ ﻳﺤﺎول إﻗﻨﺎع اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﺮأﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ أﺳ ﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻓﺈذا هﻮ ﻳﺤﺎول‬ ‫وﻳ ﻨﺎﻗﺶ ‪ ..‬ﺑﻜ ﻞ ﻗ ﻨﺎﻋﺔ ‪ ..‬وﻻ ﻳ ﺪري أﻧ ﻪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﻮز ‪!!..‬‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ وﻏﻀ ﺐ ‪ ε‬وآ ﺎن أول آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ أن‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻟﻪ ﺧﻄﺄﻩ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫أﺗﺸﻔﻊ ﻓﻲ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﺪود اﷲ ﻳﺎ أﺳﺎﻣﺔ ؟‬ ‫ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻳﺒﻴﻦ ﺳﺒﺐ ﻏﻀﺒﻪ ﻷﺳﺎﻣﺔ ‪ ..‬وأن ﺣﺪود اﷲ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟ ﻰ اﻟﺘ ﻲ أوﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻋ ﺒﺎدﻩ إﻗﺎﻣ ﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺠ ﻮز‬ ‫اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ أﺳﺎﻣﺔ ‪ ..‬وﻗﺎل ﻓﻮرًا ‪ :‬اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ آ ﺎن اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻗ ﺎم ‪ ε‬ﻓﺨﻄﺐ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس وأﺛﻨﻰ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﷲ ﺑﻤﺎ هﻮ أهﻠﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫" أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻤﺎ أهﻠﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ‪:‬‬ ‫أﻧﻬ ﻢ آﺎﻧﻮا إذا ﺳﺮق ﻓﻴﻬﻢ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺗﺮآﻮﻩ ‪ ..‬وإذا‬ ‫ﺳﺮق ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻀﻌﻴﻒ ‪ ..‬أﻗﺎﻣﻮا ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺪ ‪..‬‬ ‫وإﻧ ﻲ واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﻟ ﻮ أن ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺑ ﻨﺖ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺮﻗﺖ ﻟﻘﻄﻌﺖ ﻳﺪهﺎ ‪"..‬‬ ‫ﺛﻢ أﻣﺮ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﺳﺮﻗﺖ ﻓﻘﻄﻌﺖ ﻳﺪهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ : τ‬ﻓﺤﺴﻨﺖ ﺗﻮﺑﺘﻬﺎ ﺑﻌ ُﺪ ‪ ..‬وﺗﺰوﺟﺖ‬ ‫‪..‬‬ ‫وآﺎﻧ ﺖ ﺗﺄﺗﻴﻨ ﻲ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻓﺄرﻓ ﻊ ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. (45) ε‬‬ ‫أﺳ ﺎﻣﺔ ‪ τ‬ﻟ ﻪ ﻣﻮاﻗ ﻒ ﻣ ﺘﻌﺪدة ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫آﻠﻬﺎ ﺗﻔﻴﺾ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑ ﻦ زﻳ ﺪ ‪ :‬ﺑﻌﺜ ﻨﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﺤﺮﻗﺎت ﻣﻦ ﺟﻬﻴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﺰﻣﻨﺎهﻢ وﺧ ﺮﺟﻨﺎ ﻓ ﻲ ﺁﺛ ﺎرهﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﺤﻘ ﺖ أﻧ ﺎ‬ ‫ﻼ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ورﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر رﺟ ً‬ ‫ﻓﻼذ ﻣﻨﺎ ﺑﺸﺠﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أدرآ ﻨﺎﻩ ‪ ..‬ورﻓﻌ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺴ ﻴﻒ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻻ‬ ‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ اﻷﻧﺼﺎري ﻓﺨﻔﺾ ﺳﻴﻔﻪ ‪..‬‬ ‫وأﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﻓﻈﻨ ﻨﺖ أﻧ ﻪ ﻳﻘ ﻮﻟﻬﺎ ﻓ ﺮﻗ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻼح ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺘﻠﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ﺮض ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ أﻣﺮﻩ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﺄﺗﻴﺖ اﻟﻨﺒﻲ‬ ‫‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫) ‪( 45‬‬

‫ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ‪ :‬أﻗﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ؟!‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘﻠﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ِﻗ َﺒ ِﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ‬ ‫ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋ ﺎد ﻋﻠ ﻲ ‪ :‬أﻗ ﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ‬ ‫؟!‬ ‫ﻓﻬ ﻼ ﺷ ﻘﻘﺖ ﻋ ﻦ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ إﻧﻤﺎ‬ ‫ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻜﺖ أﺳ ﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﻖ ﻋ ﻦ ﻗﻠ ﺐ‬ ‫ﻼ ‪ !!..‬ﻟﻜ ﻨﻪ آ ﺎن ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺣﺮب‬ ‫اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓﻌ ً‬ ‫‪ ..‬واﻟﺮﺟﻞ ﻣﻘﺎﺗﻞ !!‬ ‫ﻓﺄﻋﺎد ﻋﻠﻴﻪ ‪ ε‬اﻟﺴﺆال ﻣﺴﺘﻨﻜﺮًا ‪ :‬أﻗﺎل ﻻ إﻟﻪ‬ ‫إﻻ اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ؟!‬ ‫ﻼ ﺑﻌ ﺪ أن ﻗ ﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ‬ ‫ﻳ ﺎ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻗ ﺘﻠﺖ رﺟ ً‬ ‫اﷲ !! آ ﻴﻒ ﺗﺼ ﻨﻊ ﺑ ﻼ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ﻳ ﻮم‬ ‫اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ؟!‬ ‫ﻓﻤ ﺎ زال ﻳﻘ ﻮل ذﻟ ﻚ ﺣﺘ ﻰ وددت إﻧ ﻲ ﻟﻢ أآﻦ‬ ‫أﺳﻠﻤﺖ إﻻ ﻳﻮﻣﺌﺬ )‪.. (46‬‬ ‫ﻓ ﺘﺄﻣﻞ آﻴﻒ ﺗﺪرج ﻣﻌﻪ ﺑﺒﻴﺎن اﻟﺨﻄﺄ وإﻗﻨﺎﻋﻪ‬ ‫ﺑﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ وﻋﻈﻪ وﻧﺼﺤﻪ ‪..‬‬ ‫وﻷﺟ ﻞ أن ﻳﻘﺘ ﻨﻊ اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ﺑﻤ ﺎ ﺗﻘ ﻮل ‪..‬‬ ‫ﻧﺎﻗﺸ ﻪ ﺑﺄﻓﻜ ﺎرﻩ وﻣ ﺒﺎدﺋﻪ ه ﻮ ﻗ ﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ﻓﻜﺮ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠﺴ ﻪ اﻟﻤ ﺒﺎرك ‪..‬‬ ‫ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ أﻷﻃﻬﺎر ‪..‬‬ ‫إذ دﺧ ﻞ ﺷ ﺎب إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ وﺟﻌ ﻞ ﻳﺘﻠ ﺘﻔﺖ‬ ‫ﻳﻤﻴﻨ ًﺎ وﺷﻤﺎ ًﻻ آﺄﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫وﻗﻌ ﺖ ﻋﻴ ﻨﺎﻩ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺄﻗ ﺒﻞ‬ ‫ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤ ﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺠﻠ ﺲ اﻟﺸ ﺎب ﻓ ﻲ اﻟﺤﻠﻘ ﺔ‬ ‫وﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ اﻟﺬآﺮ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ‪!..‬‬ ‫إﻧﻤﺎ ﻧﻈﺮ اﻟﺸﺎب إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وأﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﺣﻮﻟﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﺑﻜﻞ ﺟﺮأة ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬اﺋ ﺬن ﻟ ﻲ ﺑ ـ ‪ ..‬ﺑﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ‬ ‫؟!‬ ‫ﻻ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﺎ ﻟﻴﺘﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫) ‪( 46‬‬

‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬

‫‪89‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﺋﺬن ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎد ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬وﻳﺎ ﻟﻴﺘﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أﺗﺪري ﻣﺎذا ﻗﺎل ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اﺋﺬن ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠﺒ ًﺎ !! هﻜﺬا ﺑﻜﻞ ﺻﺮاﺣﺔ ؟!!‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬هﻜﺬا ‪ :‬اﺋﺬن ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻧﻈﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﺸﺎب ‪ ..‬آﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻈﻪ‬ ‫ﺑﺂﻳﺎت ﻳﻘﺮؤهﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬أو ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻣﺨﺘﺼﺮة ﻳﺤﺮك‬ ‫ﺑﻬ ﺎ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ‪ ε‬ﺳﻠﻚ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ﺁﺧﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ ε‬ﺑﻜﻞ هﺪوء ‪ :‬أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻷﻣﻚ ؟‬ ‫ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﺸ ﺎب وﻗﺪ ﻣ ﱠﺮ ﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮﻩ أن أﻣﻪ ﺗﺰﻧﻲ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ أرﺿﺎﻩ ﻷﻣﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ ε‬ﺑﻜ ﻞ ه ﺪوء ‪ :‬آ ﺬﻟﻚ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﺮﺿﻮﻧﻪ‬ ‫ﻷﻣﻬﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻷﺧﺘﻚ ؟!‬ ‫ﺛﻢ ﻓﺎﺟﺄﻩ ﺳﺎﺋ ً‬ ‫ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﺸ ﺎب أﺧﺮى ‪ ..‬وﻗﺪ ﺗﺨﻴﻞ أﺧﺘﻪ اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ‬ ‫ﺗﺰﻧﻲ ‪ ..‬وﻗﺎل ﻣﺒﺎدرًا ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ أرﺿﺎﻩ ﻷﺧﺘﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬آﺬﻟﻚ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺮﺿﻮﻧﻪ ﻷﺧﻮاﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ‪ :‬أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻟﻌﻤﺘﻚ ؟! أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻟﺨﺎﻟﺘﻚ ؟!‬ ‫واﻟﺸﺎب ﻳﺮدد ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻓﺄﺣ ﺐ ﻟﻠ ﻨﺎس ﻣ ﺎ ﺗﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ ‪ ..‬واآﺮﻩ‬ ‫ﻟﻠﻨﺎس ﻣﺎ ﺗﻜﺮﻩ ﻟﻨﻔﺴﻚ ‪..‬‬ ‫أدرك اﻟﺸﺎب ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ أﻧﻪ آﺎن ﻣﺨﻄﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﺑﻜﻞ‬ ‫ﺧﻀﻮع ‪:‬‬ ‫ع اﷲ أن ﻳﻄﻬﺮ ﻗﻠﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اد ُ‬ ‫ﻓ ﺪﻋﺎﻩ ‪ .. ε‬ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﺸ ﺎب ﻳﻘﺘ ﺮب ‪ ..‬وﻳﻘﺘ ﺮب ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠ ﺲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ وﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ‬ ‫‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫اﻟﻠﻬﻢ اهﺪ ﻗﻠﺒﻪ ‪ ..‬واﻏﻔﺮ ذﻧﺒﻪ ‪ ..‬وﺣﺼﻦ ﻓﺮﺟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج اﻟﺸ ﺎب وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬واﷲ ﻟﻘ ﺪ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻲ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ ‪..‬‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻣ ﺎ ﺷ ﻲء أﺣﺐ إﻟ ﱠ‬ ‫ﻲ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ‬ ‫وﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ وﻣﺎ ﺷﻲء أﺑﻐﺾ إﻟ ﱠ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﻧﻈ ﺮ إﻟﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻌﻮاﻃﻒ ‪ ..‬دﻋﺎﻩ ‪ ..‬وﺿﻊ‬ ‫ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ‪ ..‬دﻋﺎ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ اﺳ ﺘﻌﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻹﺻﻼح ﻣﻦ أﻣﺎﻣﻪ‬ ‫‪ ..‬ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺟﻌﻠ ﻪ ﻳﻘﺘ ﻨﻊ ﺑﺸ ﻨﺎﻋﺔ اﻟﻔﻌ ﻞ ﻟﻴﺘ ﺮآﻪ ﻋ ﻦ‬ ‫ﻗﻨﺎﻋﺔ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﻔﻌﻠﻪ أﺑﺪًا ‪ ..‬ﻻ أﻣﺎﻣﻪ وﻻ ﺧﻠﻔﻪ ‪..‬‬

‫‪90‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗﺎﻋﺪة ‪..‬‬ ‫إذا ﺷﻌﺮ اﻟﻤﺨﻄﺊ ﺑﺒﺸﺎﻋﺔ ﺧﻄﺌﻪ اﻗﺘﻨﻊ‬ ‫ﺑﺤﺎﺟﺘﻪ ﻟﻠﻨﺼﻴﺤﺔ ‪ ..‬وﺻﺎر ﻗﺒﻮﻟﻪ أآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫وﻗﻨﺎﻋﺘﻪ أآﺒﺮ ‪..‬‬ ‫‪ 38.‬ﻻ ﺗﻠﻤﻨﻲ !! اﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ‪ ..‬؟‬ ‫ﻳﻈ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﻮم اﻵﺧﺮﻳﻦ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ أﺧﻄ ﺎﺋﻬﻢ اﻟﺘ ﻲ رﺑﻤ ﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻻ ﺗ ﺮى إﻻ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﺠﻬﺮ ‪..‬‬ ‫ﻳﻈ ﻦ أﻧ ﻪ ﻳﺘﻘ ﺮب ﻣﻨﻬﻢ أآﺜﺮ ‪ ..‬أو أﻧﻪ ﻳﻘﻮي‬ ‫ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫واﻟﺤﻖ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ اﻟﺬآﺎء واﻟﻔﻄﻨﺔ أن ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ‬ ‫اﻟﻠﻮم ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ هﻮ أن ﺗﺘﺠﻨﺒﻪ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع‬ ‫‪ ..‬وﺗﺴ ﻌﻰ إﻟ ﻰ إﺻ ﻼح اﻷﺷ ﺨﺎص ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫ﻻ ﺗﺠﺮح ‪ ..‬وﻻ ﺗﺤﺮج ‪..‬‬ ‫أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻮر أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻰ ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻ ﺔ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺪﻧ ﻴﻮﻳﺔ ‪ ..‬واﻟﺤﻘ ﻮق‬ ‫اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺒﻲ ﺑﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪ 00‬ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪ‬ ‫ﻗﻮﻣﻪ اﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ‬ ‫واﻟﻤﻠ ﻮم ﻳﻌﺘﺒ ﺮ اﻟﻠ ﻮم ﺳ ﻬﻤ ًﺎ ﺣﺎدًا ﻳﻮﺟﻪ إﻟﻴﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻷﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮﻩ ﺑﻨﻘﺼﻪ ‪..‬‬ ‫هﺬا أو ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﺛﺎﻧ ﻴ ًﺎ ‪ :‬ﺗﺠ ﻨﺐ اﻟﻨﺼ ﺢ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﻸ ﻗ ﺪر‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪..‬‬ ‫ﺗﻐﻤﺪﻧﻲ ﺑﻨﺼﺤﻚ ﻓﻲ اﻧﻔﺮادي ‪..‬‬ ‫وﺟﻨﺒﻨﻲ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‬ ‫ﻓﺈن اﻟﻨﺼﺢ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻧﻮع ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻻ أرﺿﻰ اﺳﺘﻤﺎﻋﻪ‬ ‫ﺑ ﻞ ‪ ..‬إذا اﻧﺘﺸ ﺮ ﺧﻄ ﺄ ﻣﻌ ﻴﻦ ‪ ..‬واﺿ ﻄﺮرت‬ ‫إﻟ ﻰ اﻟﻨﺼ ﺢ اﻟﻌﺎم ‪ ..‬ﻓﺎﻋﻤﻞ ﺑﻘﺎﻋﺪة ‪ :‬ﻣﺎ ﺑﺎل‬ ‫أﻗﻮام ﻳﻔﻌﻠﻮن آﺬا وآﺬا ‪ ..‬آﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻌﻨﺎ ‪..‬‬ ‫إذن ‪ ..‬اﻟﻠ ﻮم آﺎﻟﺴ ﻮط اﻟ ﺬي ﻳﺠﻠ ﺪ ﺑ ﻪ اﻟﻼﺋ ﻢ‬ ‫ﻇﻬﺮ اﻟﻤﻠﻮم ‪..‬‬ ‫وﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﻨﻔﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ إﻣﺎ ﺑﻜﺜﺮة ﻟﻮﻣﻪ‬ ‫‪ ..‬أو ﺑﻠ ﻮﻣﻪ ﻋﻠ ﻰ أﻣ ﻮر اﻧ ﺘﻬﺖ وﻻ ﻳﻘ ﺪم‬ ‫اﻟﻠﻮم أو ﻳﺆﺧﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻼ ﻓﻘﻴ ﺮًا ‪ ..‬ﺗﻐ ﺮب ﻋ ﻦ أهﻠ ﻪ إﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ‬ ‫أذآ ﺮ أن رﺟ ً‬ ‫ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬واﺷ ﺘﻐﻞ ﺳ ﺎﺋﻖ ﺷ ﺎﺣﻨﺔ ‪ ..‬آ ﺎن ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ‬ ‫اﻷﻳ ﺎم ﻣﺘﻌ ﺒ ًﺎ ﻟﻜ ﻨﻪ رآ ﺐ اﻟﺸ ﺎﺣﻨﺔ وﻣﻀ ﻰ ﺑﻬ ﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻏﻠ ﺒﻪ اﻟ ﻨﻮم أﺛ ﻨﺎء اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺼ ﺎرﻋﻪ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓ ﺘﺠﺎوز ﺳ ﻴﺎرة أﻣﺎﻣ ﻪ دون أن‬ ‫وأﺳ ﺮع ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫ﻳﻨﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ﻓ ﺈذا أﻣ ﺎﻩ ﺳ ﻴﺎرة ﺻ ﻐﻴﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺛﻼﺛ ﺔ أﺷﺨﺎص ‪ ..‬ﺣﺎول أن ﻳﺘﻔﺎداهﺎ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﺻﻄﺪم ﺑﻬﺎ وﺟﻬ ًﺎ ﻟﻮﺟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﺎر اﻟﻐ ﺒﺎر ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ اﻟﻤ ﺎرة ﻳﻮﻗﻔ ﻮن ﺳ ﻴﺎراﺗﻬﻢ‬ ‫وﻳﺘﻔﺮﺟﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎدث ‪..‬‬ ‫ﻧ ﺰل ﺳ ﺎﺋﻖ اﻟﺸ ﺎﺣﻨﺔ ‪ ..‬وﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻴﺎرة‬ ‫اﻟﻤﺼﺪوﻣﺔ ‪ ..‬وإﻟﻰ ﻣﻦ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ﻓﺈذا هﻢ ﻣﻮﺗﻰ ‪..‬‬ ‫أﻧﺰﻟﻬﻢ اﻟﻨﺎس واﺗﺼﻠﻮا ﺑﺎﻹﺳﻌﺎف ‪..‬‬ ‫ﻗﻌ ﺪ ﺳ ﺎﺋﻖ اﻟﺸ ﺎﺣﻨﺔ ﻳﻨﺘﻈ ﺮ ووﺻ ﻮل اﻹﺳ ﻌﺎف ‪..‬‬ ‫وﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻴﻤﺎ ﺳﻴﺤﺼ ﻞ ﻟ ﻪ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺤ ﺎدث ﻣ ﻦ ﺳ ﺠﻦ‬ ‫ودﻳﺔ ‪ ..‬وﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ أوﻻدﻩ اﻟﺼﻐﺎر ‪ ..‬وزوﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺴﻜﻴﻦ ‪ ..‬هﻤﻮم اﻧﻬﺪت ﻋﻠﻴﻪ آﺎﻟﺠﺒﺎل ‪!!..‬‬ ‫ﺟﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﻳﻤﺮون ﺑﻪ وﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ ‪ !!..‬أه ﺬا وﻗ ﺖ اﻟﻠ ﻮم ‪ ..‬أﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺆﺟﻞ‬ ‫ﻼ؟‬ ‫ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻗ ﺎل أﺣ ﺪهﻢ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﺗﺴﺮع ؟ هﺬﻩ ﻋﻮاﻗﺐ اﻟﺴﺮﻋﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ﺁﺧ ﺮ ‪ :‬أآ ﻴﺪ أﻧ ﻚ آ ﻨﺖ ﻧﻌﺴ ﺎن وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ‬ ‫اﺳ ﺘﻤﺮﻳﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﻴﺎدة ‪ !..‬ﻟﻢ ﺗﻮﻗﻒ ﺳﻴﺎرﺗﻚ وﺗﻨﺎم‬ ‫‪..‬؟‬ ‫وﻗ ﺎل ﺛﺎﻟ ﺚ ‪ :‬اﻟﻤﻔ ﺮوض أن ﻣ ﺜﻠﻚ ﻻ ﺗﺼ ﺮف ﻟﻬﻢ‬ ‫رﺧﺺ ﻗﻴﺎدة !!‬ ‫آﺎﻧ ﻮا ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻌ ﺒﺎرات ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺣﺎد ‪ ..‬ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺗﻌﻨﻴﻒ وﺻﺮاخ ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﺮﺟﻞ واﺟﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮة ﺳﺎآﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﺘﻜﺌ ًﺎ ﺑﺮأﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫وﻓﺠﺄة هﻮى ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻪ ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪ ..‬ﻣﺎاات ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻟﻜﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ‬ ‫ﻗ ﺘﻠﻮﻩ ﺑﻠ ﻮﻣﻬﻢ ‪ ..‬وﻟ ﻮ ﺻ ﺒﺮوا ﻗﻠﻴ ً‬ ‫وﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺿ ﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻤﻠﻮم ‪..‬اﻟﻤﺨﻄﺊ ‪ ..‬وﻓﻜﺮ ﻣﻦ‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻟ ﻮ آ ﻨﺖ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﺗﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﺧﻄﺄ أآﺒﺮ ﻣﻦ‬

‫‪91‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺧﻄﺌﻪ ‪..‬‬ ‫آﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ اﻧﺼ ﺮف ‪ ρ‬ﻣ ﻦ ﺧﻴﺒ ﺮ‪ ..‬أﻃﺎﻟ ﻮا اﻟﻤﺴ ﻴﺮ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻞ اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻧ ﺰﻟﻮا ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻴﻨﺎﻣﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻣ ﻦ رﺟ ﻞ ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻔﺠﺮ ﻟﻌﻠﻨﺎ‬ ‫ﻧﻨﺎم ؟‬ ‫آﺎن ﺑﻼل ‪ τ‬ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻧﺎ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫أﺣﻔﻈﻪ ﻋﻠﻴﻚ ؟‬ ‫ﻓﺎﺿ ﻄﺠﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وﻧ ﺰل اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻓﻨﺎﻣﻮا ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎم ﺑ ﻼل ﻳﺼ ﻠﻲ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻌ ﺐ ‪ ..‬وﻗ ﺪ آ ﺎن‬ ‫ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ ﻣﻦ ﻃﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻌ ﺪ واﺳ ﺘﻨﺪ إﻟ ﻰ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ﻣﺴ ﺘﺮﻳﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫واﺳ ﺘﻘﺒﻞ اﻟﻔﺠ ﺮ ﻳ ﺮﻣﻘﻪ ‪ ..‬ﻓﻐﻠﺒ ﺘﻪ ﻋﻴ ﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺎااام ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﺠﻤ ﻴﻊ ﻓ ﻲ ﺗﻌ ﺐ ﺷ ﺪﻳﺪ ‪ ..‬ﻓﻄ ﺎل ﻧ ﻮﻣﻪ‬ ‫وﻧﻮﻣﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ اﻟﻠﻴﻞ ‪ ..‬وﻃﻠﻊ ﻻﺻﺒﺢ ‪..‬‬ ‫واﻟﻜ ﻞ ﻧ ﻴﺎم ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳ ﻮﻗﻈﻬﻢ إﻻ ﺣ ﺮ اﻟﺸﻤﺲ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺐ اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ‬ ‫اﺳ ﺘﻴﻘﻆ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وه ﱠ‬ ‫ﻧ ﻮﻣﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رأوا اﻟﺸ ﻤﺲ اﺿ ﻄﺮﺑﻮا ‪..‬‬ ‫وآﺜﺮ ﻟﻐﻄﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﻜﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺑﻼل ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻔﺖ ‪ ρ‬إﻟﻰ ﺑﻼل وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎذا ﺻﻨﻌﺖ ﺑﻨﺎ ﻳﺎ‬ ‫ﺑﻼل ؟‬ ‫ﻓﺄﺟﺎب ﺑﻼل ﺑﺠﻮاب ﻣﺨﺘﺼﺮ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻮﺿﺢ‬ ‫ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﺧﺬ ﺑﻨﻔﺴﻲ اﻟﺬي أﺧﺬ‬ ‫ﺑﻨﻔﺴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧ ﺎ ﺑﺸ ﺮ ‪ ..‬ﺣﺎوﻟ ﺖ أن أﻗ ﺎوم اﻟﻨﻮم ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ أﺳﺘﻄﻊ ‪ ..‬ﻏﻠﺒﻨﻲ اﻟﻨﻮم آﻤﺎ ﻏﻠﺒﻜﻢ !!‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺻﺪﻗﺖ ‪ ..‬وﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪة اﻟﻠﻮم هﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ‪ ρ‬اﺿ ﻄﺮاب اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪: ρ‬‬ ‫ارﺗﺤﻠﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﺎرﺗﺤﻠﻮا ‪ ..‬ﻓﻤﺸﻰ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺛﻢ ﻧﺰل وﻧﺰﻟﻮا ‪ ..‬ﻓﺘﻮﺿﺄ وﺗﻮﺿﺌﻮا ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﻢ ‪ ..‬أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫إذا ﻧﺴﻴﺘﻢ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬ﻓﺼﻠﻮهﺎ إذا ذآﺮﺗﻤﻮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻠﻪ درﻩ ﻣﺎ أﻋﻘﻠﻪ وأﺣﻜﻤﻪ ‪.. ε‬‬ ‫آﺎن ﻣﺪرﺳﺔ ﻟﻜﻞ ﻗﺎﺋﺪ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻴﺲ ﻣ ﺜﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺮؤﺳ ﺎء اﻟ ﻴﻮم ﻻ ﺗﻜ ﺎد ﻋﺼ ﺎ‬ ‫اﻟﻠﻮم واﻟﺘﻘﺮﻳﻊ ﺗﻨﺰل ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻀ ﻊ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻣﻜ ﺎن ﻣ ﻦ ﺗﺤ ﺘﻪ وﻳﻔﻜ ﺮ‬ ‫ﺑﻌﻘﻮﻟﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﻠﻮب ﻗﺒﻞ اﻷﺟﺴﺎد ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﺑﺸﺮ ‪ ..‬وﻟﻴﺴﻮا ﺁﻻت !!‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة ‪..‬‬ ‫ﺟﻤ ﻊ اﻟ ﺮوم ﺟﻴﺸ ًﺎ ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻞ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ اﻟﺸ ﺎم ‪..‬‬ ‫ﻟﻘﺘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗﻴﻞ إﻧﻪ ‪ ρ‬ﺟﻤﻊ ﺟﻴﺸ ًﺎ ﻟﻐﺰوهﻢ اﺑﺘﺪا ًء ‪..‬‬ ‫ﺑﺪأ ‪ ρ‬ﻳﺠﻬﺰ ﺟﻴﺸ ًﺎ ﻹرﺳﺎﻟﻪ إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺰل ﻳﺤﺚ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ ﺟﻤﻊ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻف ‪..‬‬ ‫ﻓﺰودهﻢ ﺑﻤﺎ وﺟﺪ ﻣﻦ ﺳﻼح وﻋﺘﺎد ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪ :‬أﻣﻴﺮآﻢ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈن أﺻ ﻴﺐ زﻳ ﺪ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻔ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﺈن أﺻﻴﺐ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ رواﺣﺔ ‪..‬‬ ‫وﺧﺮج ﻣﻌﻬﻢ ‪ ρ‬ﻳﻮدﻋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺧﺮج اﻟﻨﺎس ﻳﻮدﻋﻮن اﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬ ‫وﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬ﺻ ﺤﺒﻜﻢ اﷲ ودﻓ ﻊ ﻋ ﻨﻜﻢ وردآ ﻢ إﻟﻴ ﻨﺎ‬ ‫ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ رواﺣ ﺔ ﻣﺸ ﺘﺎﻗ ًﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﻬﺎدة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻟﻜﻨﻨ ﻲ أﺳ ﺄل اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﻣﻐﻔ ﺮ ًة وﺿ ﺮﺑ ًﺔ ذات ﻓﺮغ‬ ‫ﺗﻘﺬف اﻟﺰﺑﺪا‬ ‫أو ﻃﻌ ﻨﺔ ﺑ ﻴﺪي ﺣ ﺮان ﻣﺠﻬ ﺰة ﺑﺤ ﺮﺑﺔ ﺗ ﻨﻔﺬ‬ ‫اﻷﺣﺸﺎء واﻟﻜﺒﺪا‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻳﻘ ﺎل إذا ﻣ ﺮوا ﻋﻠ ﻰ ﺟﺪﺛ ﻲ ﻳﺎأرﺷ ﺪ اﷲ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻏﺎ ٍزوَﻗﺪ رﺷﺪا‬ ‫ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ اﻟﺠ ﻴﺶ ﺣﺘ ﻰ ﻧ ﺰﻟﻮا "ﻣﻌﺎن" ﻣﻦ أرض‬ ‫اﻟﺸﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﻠﻐﻬﻢ أن ه ﺮﻗﻞ ﻣﻠ ﻚ اﻟ ﺮوم ﻗ ﺪ ﻧ ﺰل ﻣ ﻦ أرض‬ ‫اﻟﺒﻠﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻣﻦ اﻟﺮوم ‪..‬‬

‫‪92‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫واﻧﻀ ﻢ إﻟ ﻴﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺒﺎﺋﻞ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺎر ﺟﻴﺶ اﻟﺮوم ﻣﺎﺋﺘﻲ أﻟﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺗ ﻴﻘﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬أﻗﺎﻣﻮا ﻓﻲ‬ ‫"ﻣﻌﺎن" ﻟﻴﻠﺘﻴﻦ ﻳﻨﻈﺮون ﻓﻲ أﻣﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ‪ :‬ﻧﻜ ﺘﺐ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﻧﺨﺒﺮﻩ ﺑﻌﺪد ﻋﺪوﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈﻣﺎ أن ﻳﻤﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎل ‪..‬‬ ‫أو ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺎء ﻓﻨﻤﻀﻲ ﻟﻪ ‪ ..‬وآﺜﺮ آﻼم‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎم ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ رواﺣﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺻﺎح ﺑﺎﻟﻨﺎس‬ ‫وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻗ ﻮم ‪ ..‬واﷲ إن اﻟﺘ ﻲ ﺗﻜ ﺮهﻮن ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﺧ ﺮﺟﺘﻢ ﺗﻄﻠﺒﻮن ‪ ..‬اﻟﺸﻬﺎدة ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺗﻔﺮون ﻣﻨﻬﺎ !!‬ ‫وﻣ ﺎ ﻧﻘﺎﺗ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﺑﻌ ﺪد وﻻ ﻗﻮة وﻻ آﺜﺮة ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ إﻻ ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي أآﺮﻣﻨﺎ اﷲ ﺑﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻘ ﻮا ﻓﺈﻧﻤ ﺎ ه ﻲ إﺣ ﺪى اﻟﺤﺴ ﻨﻴﻴﻦ ‪..‬‬ ‫إﻣﺎ ﻇﻬﻮر وإﻣﺎ ﺷﻬﺎدة ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻀﻰ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻳﺴﻴﺮون ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ إذا دﻧﻮا ﻣﻦ ﺟﻴﺶ اﻟﺮوم ‪ ..‬ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ‬ ‫"ﻣ ﺆﺗﺔ" ﻓ ﺈذا أﻋﺪاد ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﻗﺒﻞ ﻷﺣﺪ ﺑﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪ : τ‬ﺷﻬﺪت ﻳﻮم ﻣﺆﺗﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫دﻧ ﺎ ﻣ ﻨﺎ اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ‪ ..‬رأﻳ ﻨﺎ ﻣ ﺎ ﻻ ﻗﺒﻞ ﻷﺣﺪ‬ ‫ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺪة ‪ ..‬واﻟﺴ ﻼح ‪ ..‬واﻟﻜ ﺮاع ‪..‬‬ ‫واﻟﺪﻳﺒﺎج ‪ ..‬واﻟﺤﺮﻳﺮ ‪ ..‬واﻟﺬهﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﺮق ﺑﺼﺮي ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻲ ﺛﺎﺑ ﺖ ﺑ ﻦ أرﻗ ﻢ ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ هﺮﻳ ﺮة ‪..‬‬ ‫آﺄﻧﻚ ﺗﺮى ﺟﻤﻮﻋ ًﺎ آﺜﻴﺮة ؟‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﺪرًا ﻣﻌﻨﺎ ‪ ..‬إﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﻨﺼﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﺜﺮة ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻘﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﺎﻗﺘﺘﻠﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﺗ ﻞ زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﺣﺎرﺛ ﺔ ﺑ ﺮاﻳﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ آﺜ ﺮت ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟ ﺮﻣﺎح وﺳ ﻘﻂ ﺻ ﺮﻳﻌ ًﺎ‬ ‫ﺷﻬﻴﺪًا ‪.. τ‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ اﻟﺮاﻳﺔ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻜﻞ ﺑﻄﻮﻟﺔ ‪ ..‬ﻓﺎﻗﺘﺤﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﻓ ﺮس ﻟ ﻪ ﺷ ﻘﺮاء ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻘﺎﺗﻞ اﻟﻘﻮم ‪ ..‬وهﻮ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ ﺣﺒﺬا اﻟﺠﻨﺔ واﻗـﺘﺮاﺑﻬﺎ ﻃﻴﺒﺔ وﺑﺎرد ﺷﺮاﺑﻬﺎ‬ ‫واﻟﺮوم روم ﻗﺪ دﻧﺎ ﻋﺬاﺑﻬﺎ آﺎﻓﺮة ﺑﻌﻴﺪة أﻧﺴﺎﺑﻬﺎ‬ ‫ﻋﻠﻲ إن ﻻﻗﻴﺘﻬﺎ ﺿﺮاﺑﻬﺎ‬ ‫أن ﺟﻌﻔﺮ أﺧﺬ اﻟﻠﻮاء ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ﻓﻘﻄﻌﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻠﻮاء ﺑﺸﻤﺎﻟﻪ ﻓﻘﻄﻌﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺣﺘﻀ ﻨﻪ ﺑﻌﻀ ﺪﻳﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺘﻞ وه ﻮ اﺑ ﻦ ﺛ ﻼث‬ ‫وﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪ :‬وﻗﻔ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﻮﻣﺌﺬ ‪ ..‬وهﻮ‬ ‫ﻗﺘ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻌ ﺪدت ﺑ ﻪ ﺧﻤﺴ ﻴﻦ ﺑ ﻴﻦ ﻃﻌ ﻨﺔ وﺿ ﺮﺑﺔ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ﻓﻲ دﺑﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺛﺎﺑ ﻪ اﷲ ﺑ ﺬﻟﻚ ﺟﻨﺎﺣ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺠ ﻨﺔ ﻳﻄﻴ ﺮ ﺑﻬﻤ ﺎ‬ ‫ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺎء ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮوم ﺿ ﺮﺑﻪ ﻳﻮﻣ ﺌﺬ ﺿﺮﺑﺔ ﻓﻘﻄﻌﺘﻪ‬ ‫إن رﺟ ً‬ ‫ﻧﺼﻔﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗ ﺘﻞ ﺟﻌﻔ ﺮ ‪ ..‬أﺧ ﺬ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ رواﺣﺔ اﻟﺮاﻳﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﻘﺪم ﺑﻬﺎ وهﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺴ ﺘﻨﺰل ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬وﻳﺘ ﺮدد ﺑﻌ ﺾ اﻟﺘ ﺮدد ‪..‬‬ ‫وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﻟﺘﻨﺰﻟﻦ أو ﻟﺘﻜﺮهﻨﻪ‬ ‫أﻗﺴﻤﺖ ﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﻟﺘﻨﺰﻟﻨﻪ‬ ‫ﻣﺎﻟ ﻲ أراك‬ ‫إن أﺟﻠ ﺐ اﻟ ﻨﺎس وﺷ ﺪوا اﻟ ﺮﻧﺔ‬ ‫ﺗﻜﺮهﻴﻦ اﻟﺠﻨﺔ‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫هﺬا ﺣﻤﺎم اﻟﻤﻮت‬ ‫ﻳ ﺎ ﻧﻔ ﺲ إﻻ ﺗﻘﺘﻠ ﻲ ﺗﻤﻮﺗﻲ‬ ‫ﻗﺪ ﺻﻠﻴﺖ‬ ‫إن ﺗﻔﻌﻠ ﻲ ﻓﻌﻠﻬﻤﺎ‬ ‫وﻣ ﺎ ﺗﻤﻨ ﻴﺖ ﻓﻘ ﺪ أﻋﻄ ﻴﺖ‬ ‫هﺪﻳﺖ‬ ‫ﺛﻢ ﻧﺰل ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰل أﺗﺎﻩ اﺑﻦ ﻋﻢ ﻟﻪ ﺑﻌﺮق ﻣﻦ ﻟﺤﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺷﺪ ﺑﻬﺬا ﺻﻠﺒﻚ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻚ ﻗﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﻓﻲ أﻳﺎﻣﻚ هﺬﻩ ﻣﺎ‬ ‫ﻟﻘﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧ ﺬﻩ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪﻩ ﻓﺎﻧ ﺘﻬﺶ ﻣ ﻨﻪ ﻧﻬﺸ ﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺳ ﻤﻊ‬ ‫اﻟﺤﻄﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬وأﻧ ﺖ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ! ﻓﺄﻟﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ أﺧﺬ‬ ‫ﺳﻴﻔﻪ ﺛﻢ ﺗﻘﺪم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﺗﻞ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻞ ‪.. τ‬‬ ‫ﻓ ﻮﻗﻌﺖ اﻟﺮاﻳﺔ ‪ ..‬واﺿﻄﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪ ..‬واﺑﺘﻬﺞ‬

‫‪93‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﻟﻜﺎﻓﺮون ‪..‬‬ ‫واﻟﺮاﻳﺔ ﺗﻄﺆهﺎ اﻟﺨﻴﻞ ‪ ..‬وﻳﻐﻠﻮهﺎ اﻟﻐﺒﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ اﻟﺒﻄﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ أرﻗﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ رﻓﻌﻬﺎ ‪ ..‬وﺻﺎح ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻣﻌﺎﺷ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ه ﺬﻩ اﻟ ﺮاﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺻﻄﻠﺤﻮا ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻣﻨﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺼﺎﻳﺢ ﻣﻦ ﺳﻤﻌﻪ وﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬أﻧﺖ ‪ ..‬أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﻔﺎﻋﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺷﺎروا إﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺧ ﺬ اﻟ ﺮاﻳﺔ ‪ ..‬ﻗﺎﺗ ﻞ ﺑﻘ ﻮة ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إﻧ ﻪ‬ ‫آﺎن ﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ق ﻓﻲ ﻳﺪي ﻳﻮم ﻣﺆﺗﺔ ﺗﺴﻌﺔ أﺳﻴﺎف ‪،‬‬ ‫ﻟﻘﺪ اﻧﺪ ﱠ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻳﺪي إﻻ ﺻﻔﻴﺤﺔ ﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﻧﺤﺎز ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ‪ ..‬واﻧﺤﺎز اﻟﺮوم إﻟﻰ‬ ‫ﻣﻌﺴﻜﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫ﺧﺸ ﻲ ﺧﺎﻟ ﺪ أن ﻳ ﺮﺟﻊ ﺑﺎﻟﺠ ﻴﺶ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻴﺘﺒﻌﻬﻢ اﻟﺮوم ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﻮا ‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺠﻴﺶ ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺧﺮة ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﺠﻴﺶ ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ آﺎﻧ ﻮا ﻳﻘﺎﺗﻠ ﻮن ﻓ ﻲ ﻳﻤ ﻴﻦ اﻟﺠ ﻴﺶ ‪..‬‬ ‫أﻣﺮهﻢ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ ﻳﺴﺎرﻩ ‪..‬‬ ‫وأﻣﺮ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺴﺮة أن ﻳﺬهﺒﻮا ﻟﻠﻤﻴﻤﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ اﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬وأﻗﺒﻞ اﻟﺮوم ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا آ ﻞ ﺳ ﺮﻳﺔ ﻣ ﻨﻬﻢ ﺗ ﺮى راﻳ ﺎت ﺟﺪﻳ ﺪة ‪..‬‬ ‫ووﺟﻮه ًﺎ ﺟﺪﻳﺪة ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟ ﺮوم ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻗ ﺪ ﺟﺎءهﻢ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻠﻴﻞ ﻣﺪد ‪ ..‬ﻓﺮﻋﺒﻮا ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺘﻞ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣﻘﺘﻠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ‪ ..‬وﻟﻢ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻻ اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ رﺟ ً‬ ‫واﻧﺴ ﺤﺐ ﺧﺎﻟ ﺪ ﺑﺎﻟﺠ ﻴﺶ ‪ ..‬ﺁﺧ ﺮ اﻟ ﻨﻬﺎر ﻣ ﻦ‬ ‫ﺳ ﺎﺣﺔ اﻟﻘ ﺘﺎل ‪ ..‬ﺛ ﻢ واﺻ ﻞ ﻣﺴ ﻴﺮﻩ ﻧﺤ ﻮ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻘ ﻴﻬﻢ اﻟﺼﺒﻴﺎن ﻳﺘﺮاآﻀﻮن إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬وﻟﻘﻴﺘﻬﻢ‬ ‫اﻟﻨﺴﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠ ﻮا ﻳﺤ ﺜﻮن اﻟﺘﺮاب ﻓﻲ وﺟﻮﻩ اﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬ ‫وﻳﻘﻮﻟﻮن ‪:‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻳﺎ ﻓﺮار ‪ ..‬ﻓﺮرﺗﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻣﺎﻣﻬﻢ إﻻ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وأﻧﻬﻢ ﻓﻌﻠﻮا ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ ρ‬ﻣﺪاﻓﻌ ًﺎ ﻋﻨﻬﻢ ‪:‬‬ ‫ﻟﻴﺴ ﻮا ﺑﺎﻟﻔ ﺮار وﻟﻜ ﻨﻬﻢ اﻟﻜ ﺮار ‪ ..‬إن ﺷﺎء اﷲ ﻋﺰ‬ ‫وﺟﻞ " ‪.‬‬ ‫ﻧﻌﻢ اﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ‪ ..‬وهﻢ أﺑﻄﺎل ﻣﺎﻗﺼﺮوا ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﻢ‬ ‫ﺑﺸﺮ واﻷﻣﺮ آﺎن ﻓﻮق ﻃﺎﻗﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫إذن اﻟﺼ ﻼة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﻴﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ ‪ ..‬أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ اﻧﺘﻬﻰ‬ ‫اﻷﻣﺮ ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ اﻟﻠﻮم ‪..‬‬ ‫آﺎن هﺬا ﻣﻨﻬﺠﻪ ‪ ε‬داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻜﻔ ﺎر ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺎدﻣ ًﺎ ﺑﺠﻴﺸﻪ إﻟﻰ‬ ‫ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪ ..‬دﺧﻠﻬﻢ اﻟﺮﻋﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄرﺳﻞ إﻟﻴﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻦ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫ﻣ ﻦ دﺧ ﻞ دارﻩ وأﻏﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻣﻦ دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻌﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ دﺧﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﻔﺮون ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺎﺟ ﺘﻤﻊ ﺑﻌ ﺾ ﻓﺮﺳ ﺎن ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬وأردوا أن‬ ‫ﻳﺤﺎرﺑﻮا ‪ ..‬ﻓﺄﺑﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻮﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻧﻔﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻳﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺨﻨﺪﻣﺔ ‪..‬‬ ‫اﺟ ﺘﻤﻊ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪ ..‬وﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ‬ ‫‪ ..‬وﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫وﺟﻤﻌﻮا ﻧﺎﺳ ًﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﻨﺪﻣﺔ ﻟﻴﻘﺎﺗﻠﻮا ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﺣﻤﺎس ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﺪ ﺳﻼﺣ ًﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﺪوم اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﻳﺼﻠﺤﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ اﻣﺮأﺗﻪ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﺗﻌﺪ ﻣﺎ أرى ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻤﺤﻤﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪!!..‬‬ ‫آﺎﻧﺖ اﻣﺮأﺗﻪ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﻘﻮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬واﷲ‬ ‫ﻣﺎ أرى ﻳﻘﻮم ﻟﻤﺤﻤﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﺷﻲء !‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬واﷲ إﻧﻲ ﻷرﺟﻮ أن أﺧﺪﻣﻚ ﺑﻌﻀﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﻌﻴﻦ‬ ‫ﻳﺎﺳﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ وﻳﺠﻲء ﺑﻬﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﺧﺪﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ﻣﻔﺘﺨﺮًا ‪:‬‬ ‫ه ﺬا ﺳ ﻼح‬ ‫إن ﻳﻘ ﺒﻠﻮا اﻟ ﻴﻮم ﻓﻤ ﺎ ﻟ ﻲ ﻋﻠ ﺔ‬ ‫آﺎﻣﻞ وأﻟﻪ‬ ‫وذو ﻏﺮارﻳﻦ ﺳﺮﻳﻊ اﻟﺴﻠﺔ‬

‫‪94‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺛﻢ ﺧﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪهﺎ ‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ "اﻟﺨﻨﺪﻣﺔ"‬ ‫‪ ..‬ﺣﻴﺚ اﺟﺘﻤﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ه ﻮ إﻻ أن ﻟﻘ ﻴﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪ ..‬ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﻢ‬ ‫ﺳﻴﻒ اﷲ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬وﺻﺎل اﻷﺑﻄﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺘﻞ ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ واﺣ ﺪة ‪ ..‬أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﺛﻨ ﻲ‬ ‫ﻋﺸﺮ أو ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ‪ ..‬ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ﺣﻤﺎس ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ ﺻ ﻔﻮان وﻋﻜ ﺮﻣﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا هﻤ ﺎ‬ ‫ﻳﻔﺮان إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻬ ﺰم ﻣﻌﻬ ﻢ ‪ ..‬وذه ﺐ ﻳﻌ ﺪو إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﺧﻠﻪ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وأﺧ ﺬ ﻳﺼ ﻴﺢ ﺑﺎﻣ ﺮأﺗﻪ ﻓ ﺰﻋ ًﺎ ‪ :‬أﻏﻠﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻲ‬ ‫ﺑﺎﺑﻲ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻣﻦ دﺧﻞ دارﻩ وأﻏﻠﻖ‬ ‫ﺑﺎﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﺄﻳﻦ ﻣﺎ آﻨﺖ ﺗﻘﻮل ؟ أن ﺗﻬﺰﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺗﺨﺪﻣﻨﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫إﻧ ﻚ ﻟ ﻮ ﺷ ﻬﺪت ﻳ ﻮم اﻟﺨ ﻨﺪﻣﺔ إذ ﻓ ﺮ‬ ‫ﺻﻔﻮان وﻓﺮ ﻋﻜﺮﻣﺔ‬ ‫واﺳ ﺘﻘﺒﻠﺘﻬﻢ‬ ‫وأﺑ ﻮ ﻳ ﺰﻳﺪ ﻗ ﺎﺋﻢ آﺎﻟﻤ ﺆﺗﻤﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻴﻮف اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ‬ ‫ﻳﻘﻄﻌ ﻦ آ ﻞ ﺳ ﺎﻋﺪ وﺟﻤﺠﻤ ﺔ ﺿ ﺮﺑ ًﺎ ﻓ ﻼ‬ ‫ﻳﺴﻤﻊ إﻻ ﻏﻤﻐﻤﺔ‬ ‫ﻟﻬ ﻢ ﻧﻬ ﻴﺖ ﺧﻠﻔﻨﺎ وهﻤﻬﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﻄﻘﻲ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻠﻮم أدﻧﻰ آﻠﻤﺔ‬ ‫ﺻ ﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﻟ ﻮ رأت اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻣﺎ رأى ﻣﻦ ﺷﺪة‬ ‫اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬ﻣﺎ ﻧﻄﻘﺖ ﻓﻲ ﻟﻮﻣﻪ آﻠﻤﺔ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻣﻜ ﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ آﺎن‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺤﺮام ‪ ..‬ﻓﻘﺎﺗﻞ ﻗﺘﺎ ًﻻ ﻳﺴﻴﺮًا‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬إن اﷲ ﺣ ﺮم ه ﺬا اﻟ ﺒﻠﺪ ﻳ ﻮم ﺧﻠ ﻖ‬ ‫اﻟﺴ ﻤﻮات واﻷرض ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ ﺣ ﱠﻞ ﻟ ﻲ ﺳ ﺎﻋﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻧﻬﺎر " ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﻴﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ﺗﻨﻬ ﻰ ﻋ ﻦ‬ ‫اﻟﻘ ﺘﻞ ‪ ..‬وه ﺬا ﺧﺎﻟ ﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻓﻲ آﺘﻴﺒﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻟﻘﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ؟‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ρ‬ﻗ ﻢ ﻳ ﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﻓﺄت ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ‪ :‬ﻓﻠﻴﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ " ‪.‬‬ ‫ه ﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ اﻵن ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮب ‪..‬‬ ‫وأن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أﻣﺮهﻢ ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻟﺌﻼ‬ ‫ﻳﻘ ﺘﻠﻮا ‪ ..‬ﻓﻤ ﻦ آﺎن ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﺘﻪ اﺳﺘﺤﻖ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻬ ﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﻮل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ : ρ‬ﻳ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺘﻞ ‪..‬‬ ‫أي ﻳﻘ ﺘﻞ آ ﻞ ﻣ ﻦ وﻗ ﻒ أﻣﺎﻣ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻩ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻞ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﺄﺗ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺧﺎﻟ ﺪًا ﻓﺼ ﺎح ﺑ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟ ﺪ ‪ ..‬إن‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻳﻘﻮل ‪ :‬اﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺪرت ﻋﻠﻴﻪ !‬ ‫ﻓﻘﺘﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺳﺒﻌﻴﻦ إﻧﺴﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺗ ﻲ رﺟ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬هﺬا‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ ﻳﻘﺘﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬آﻴﻒ ﻳﻘﺘﻞ وﻗﺪ ﻧﻬﺎﻩ ‪..‬؟!‬ ‫ﻓﺄرﺳ ﻞ إﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﻟﻴﺄﺗﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺗﺎﻩ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ " : ε‬أﻟﻢ‬ ‫أﻧﻬﻚ ﻋﻦ اﻟﻘﺘﻞ ؟ "‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺐ ﺧﺎﻟ ﺪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﺟﺎءﻧﻲ ﻓﻼن‬ ‫ﻓﺄﻣﺮﻧﻲ أن أﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺪرت ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄرﺳ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ ذاك اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﺠ ﺎء ورأى‬ ‫ﺧﺎﻟﺪًا ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ " : ε‬أﻟﻢ أﻗﻞ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ‬ ‫؟"‬ ‫ﻓ ﺄدرك اﻟﺮﺟﻞ ﺧﻄﺄﻩ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ اﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ت أﻣ ﺮًا ‪ ..‬وأراد اﷲ أﻣ ﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أرد ﱠ‬ ‫ﺖ إﻻ اﻟﺬي‬ ‫ﻓﻜﺎن أﻣ ُﺮ اﷲ ﻓﻮق أﻣﺮك ‪ ..‬وﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌ ُ‬ ‫آﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬وﻣﺎ ر ﱠد ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ ﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﻴﺮة اﻟﺤ ﻴﺎة ‪ ..‬وﺟ ﺪ ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ‬ ‫ﻇﺎهﺮًا ‪..‬‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺸ ﺨﺺ ﻗ ﺪ ﻓﻌﻞ أﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ‬ ‫‪..‬‬ ‫رآ ﺒﺖ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻗﻴﺎدﺗﻪ‬ ‫ﺟﻴﺪة ‪..‬‬ ‫وآ ﻨﺖ أﻋﻠ ﻢ أﻧﻪ وﻗﻊ ﻟﻪ ﺣﺎدث ﺗﺼﺎدم ﻗﺒﻞ اﺳﺒﻮع‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬أﻻﺣﻆ أن ﻗﻴﺎدﺗﻚ ﺟﻴﺪة ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎذا ﺻﺪﻣﺖ‬ ‫ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮع ؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن أﺻﺪم !!‬

‫‪95‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗﻠﺖ ﻋﺠﺒ ًﺎ !!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﺎن ﻻ ﺑ ﺪ أن أﺻ ﺪم ‪ ..‬أﺗﺪري‬ ‫ﻟﻤﺎذا ؟‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻗﺒﻠﺖ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺮ ‪ ..‬وآﻨﺖ ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﺈذا اﻟﺴﻴﺎرات أﻣﺎﻣﻲ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ‬ ‫ﺻﻔﻮﻓ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻻ أدري ﻣﺎ اﻟﺴﺒﺐ ‪ ..‬ﺣﺎدث ﻓﻲ اﻷﻣﺎم ‪ ..‬أو‬ ‫ﻧﻘﻄ ﺔ ﺗﻔﺘ ﻴﺶ ‪ ..‬ﻻ أدري ‪ ..‬اﻟﻤﻬ ﻢ أﻧ ﻲ‬ ‫ﺗﻔﺎﺟﺎت ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أﻣﺎﻣ ﻲ أرﺑﻌ ﺔ ﻣﺴ ﺎرات آﻠﻬ ﺎ ﻣﻠﻴ ﺌﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴ ﻴﺎرات ‪ ..‬وآ ﻨﺖ ﻣﺨﻴ ﺮًا ﺑﻴﻦ أن أﻧﺤﺮف‬ ‫ﻋ ﻨﻬﺎ آﻠﻬ ﺎ وأﺳ ﻘﻂ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﺠﺴ ﺮ ‪ ..‬أو‬ ‫أﻣﺴ ﻚ ﻓ ﺮاﻣﻞ ﺑﺄﻗ ﻮى ﻣ ﺎ أﺳ ﺘﻄﻴﻊ وﻋ ﻨﺪهﺎ‬ ‫ﺳﺘﻠﻌﺐ ﺑﻲ اﻟﺴﻴﺎرة ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ‪..‬‬ ‫أو اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ..‬وهﻮ أهﻮﻧﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬وﻣﺎ هﻮ ؟!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أن أﺻ ﺪم إﺣ ﺪى اﻟﺴ ﻴﺎرات اﻷرﺑ ﻊ‬ ‫اﻟﻮاﻗﻔﺔ أﻣﺎﻣﻲ ‪..‬‬ ‫ﺿﺤﻜﺖ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ ‪ ..‬هﺎﻩ وﻣﺎذا ﻓﻌﻠﺖ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺧﻔﻔ ﺖ ﺳ ﺮﻋﺘﻲ ﻗ ﺪر اﺳ ﺘﻄﺎﻋﺘﻲ ‪..‬‬ ‫واﺧﺘﺮت أرﺧﺺ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺘﻲ أﻣﺎﻣﻲ ‪ ..‬و‬ ‫‪ ..‬و ‪ ..‬ﺻﺪﻣﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺮت ﻓ ﻴﻤﺎ ﻗ ﺎل ‪ ..‬ﻓ ﺮأﻳﺖ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ‬ ‫اﻟﻠ ﻮم آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬وذﻟ ﻚ أن اﻻﺧﺘ ﻴﺎرات اﻟﺘ ﻲ‬ ‫آﺎﻧﺖ أﻣﺎﻣﻪ ﻣﺤﺪودة ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ ﺣ ﻞ ‪..‬‬ ‫ﺷ ﺨﺺ أﺑ ﻮﻩ ﻋﺼ ﺒﻲ ‪ ..‬ﻧﺼ ﺤﻪ ﺑﺠﻤ ﻴﻊ‬ ‫اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻧﻔﻊ ‪ ..‬ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ ؟‬ ‫ﻟﻔﺘﺔ ‪..‬‬ ‫ﺿﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻤﻠﻮم وﻓﻜﺮ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ‬ ‫ﻧﻈﺮﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ اﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫‪ 39.‬ﺗﺄآﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن واﺿ ﺤ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻧﺒ ﺮة ﺻﻮﺗﻪ ﻟﻤﺎ اﺗﺼﻞ ﺑﻲ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ..‬أﻧﻪ آﻦ ﻏﻀﺒﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜﺘﻢ ﻏﻴﻈﻪ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺴﺖ هﺬﻩ هﻲ اﻟﻨﺒﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮدت ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻬﺪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺷﻌﺮت أن ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﺪأ آﻼﻣ ﻪ ‪ ..‬ﻣ ﺘﺤﺪﺛ ًﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻔ ﺘﻦ وﺗﻌ ﺮض اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﺣ ﺘﺪت اﻟﻨﺒ ﺮة ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳﻜ ﺮر ‪ :‬أﻧﺖ داﻋﻴﺔ ‪..‬‬ ‫وﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ ‪ ..‬وأﻓﻌﺎﻟﻚ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬أﺑ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻟﻴ ﺘﻚ ﺗ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﺿ ﻮع‬ ‫ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ﻟﺘﻲ أﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺠﺒﺖ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺘﻰ آﺎن ذﻟﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻢ أذهﺐ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪ ..‬وﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ آﺬا ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺗﺒ ﻴﻦ ﻟ ﻲ أن ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ‪ ..‬ﺑﻠﻐﺘﻪ إﺷﺎﻋﺔ ﻓﺼﺪﻗﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬وﺑﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻰ أﺳﺎﺳ ﻬﺎ ﻣﻨﺎﺻ ﺤﺘﻪ ‪ ..‬وﻣ ﻮﻗﻔﻪ ‪..‬‬ ‫وآﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﺻ ﺤﻴﺢ أﻧﻨ ﻲ ﻻ أزال أﺣ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ ﻧﻈﺮﺗ ﻲ إﻟ ﻴﻪ‬ ‫ﻗﺼ ﺮت ‪ ..‬ﻷﻧﻨ ﻲ اآﺘﺸﻔﺖ أﻧﻪ ﻣﺘﺴﺮع ‪ ..‬وﻣﺜﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮن ) ﻳﻄﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺠّﺔ ( ‪!!..‬‬ ‫آ ﻢ ه ﻢ أوﻟ ﺌﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺒ ﻨﻮن ﻣ ﻮاﻗﻔﻬﻢ وﻧﻈ ﺮاﺗﻬﻢ‬ ‫ﻋﻠﻰ إﺷﺎﻋﺎت ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﻴﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺄﺗ ﻴﻚ ﻣﻨﺎﺻ ﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻴﻜﺘﺸ ﻒ ﺑﻌﺪهﺎ‬ ‫أﻧﻪ آﺎن ﻳﺠﺮي وراء إﺷﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫وآﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﺗﻨﻄ ﺒﻊ ه ﺬﻩ اﻹﺷﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻜﻮّن ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﺗﺼﻮرﻩ ﻋﻨﻚ ‪ ..‬وهﻲ آﺬﺑﺔ ‪..‬‬ ‫أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﺸﺎع أن ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﻌﻞ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫ﻓﻸﺟ ﻞ أن ﺗﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﻘ ﺪرك ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬ﺗﺄآ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺨﺒﺮ‬ ‫ﻗﺒﻞ اﻟﻜﻼم ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫وهﺬا ﻣﻨﻬﺞ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫أﺗﻰ رﺟﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﻨﻈﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا رﺟ ﻞ رث اﻟﻬﻴ ﺌﺔ ‪ ..‬ﻣﻐﺒ ﺮ اﻟﺸ ﻌﺮ ‪ ..‬ﻓ ﺄراد ‪ρ‬‬ ‫أن ﻳﻨﺼ ﺤﻪ ﻟﻴﺼ ﻠﺢ ﻣ ﻦ هﻴﺌ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﺧﺸ ﻲ أن‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ذا ﻣﺎل ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮًا أﺻ ً‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ :‬هﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺎل ؟‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ أي اﻟﻤﺎل ‪..‬؟‬

‫‪96‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﻦ آﻞ اﻟﻤﺎل ‪ ..‬ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ‪ ..‬واﻟﺮﻗﻴﻖ‬ ‫‪ ..‬واﻟﺨﻴﻞ ‪ ..‬واﻟﻐﻨﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺈذا ﺁﺗﺎك اﷲ ﻣﺎ ًﻻ ‪ ..‬ﻓﻠﻴُﺮ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺗﻨ ﺘﺞ إﺑ ﻞ ﻗ ﻮﻣﻚ ﺻ ﺤﺎح ﺁذاﻧﻬ ﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻌﻤﺪ إﻟﻰ اﻟﻤﻮﺳﻰ ‪ ..‬ﻓﺘﻘﻄﻊ ﺁذاﻧﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻘﻮل ‪ :‬ه ﺬﻩ ﺑﺤﻴ ﺮة ‪ ..‬وﺗﺸ ﻘﻬﺎ ‪ ..‬أو ﺗﺸﻖ‬ ‫ﺟﻠﻮدهﺎ ‪..‬‬ ‫وﺗﻘ ﻮل ‪:‬ه ﺬﻩ ﺻﺮم ‪ ..‬ﻓﺘﺤﺮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ وﻋﻠﻰ‬ ‫أهﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﺈن ﻣ ﺎ أﻋﻄ ﺎك اﷲ ﻟﻚ ﺣﻞ ‪ ..‬ﻣﻮﺳﻰ‬ ‫)‪(47‬‬ ‫اﷲ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻋ ﺎم اﻟﻮﻓ ﻮد ‪ ..‬آﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﺄﺗﻲ‬ ‫ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﻳ ﺒﺎﻳﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺄﺗﻲ‬ ‫آﺎﻓﺮًا ‪ ..‬وﻳﺴﻠﻢ أو ﻳﻌﺎهﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬إذ‬ ‫ﺼﺪِف ‪ ..‬وهﻢ ﺑﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ راآﺒﺎ‬ ‫ﺟ ﺎء وﻓﺪ اﻟ ّ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﺠﻠﺴﻮا و‬ ‫ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻤﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺄﻷهﻢ ‪ " :‬أﻣﺴﻠﻤﻮن أﻧﺘﻢ ؟ "‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻓﻬﻼ ﺳﻠﻤﺘﻢ ؟ " ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻣ ﻮا ﻗ ﻴﺎﻣ ًﺎ ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬اﻟﺴ ﻼم ﻋﻠ ﻴﻚ أﻳﻬ ﺎ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮآﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬وﻋﻠ ﻴﻜﻢ اﻟﺴ ﻼم ‪ ..‬اﺟﻠﺴ ﻮا " ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻠﺴ ﻮا ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﻮﻩ ‪ ρ‬ﻋ ﻦ أوﻗ ﺎت اﻟﺼﻠﻮات‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻤﺮ ‪ .. τ‬ﺗﻮﺳﻌﺖ ﺑﻼد اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ﻴﻦ ﻋﻤ ﺮ ﺳ ﻌﺪ ﺑ ﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص أﻣﻴﺮًا ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻜﻮﻓﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أه ﻞ اﻟﻜ ﻮﻓﺔ ﺣﻴ ﻨﺬاك ﻣﺸ ﺎﻏﺒﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫وﻻﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أرﺳ ﻞ ﻧﻔ ﺮ ﻣﻨﻬﻢ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ‪τ‬‬ ‫‪ ..‬ﻳﺸﺘﻜﻮن إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻌﺪ ‪..‬‬ ‫وذآ ﺮوا ﻋ ﻴﻮﺑ ًﺎ آﺜﻴ ﺮة ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إﻧﻬ ﻢ ﻗﺎﻟ ﻮا ‪:‬‬ ‫وﻻ ﻳﺤﺴﻦ أن ﻳﺼﻠﻲ !!‬

‫) ‪( 47‬‬

‫أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﺎآﻢ وﺻﺤﺢ إﺳﻨﺎدﻩ ‪.‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮأ ﻋﻤﺮ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺘﺴﺮع ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ‪..‬‬ ‫وﻻ آﺘﺎﺑﺔ ﻧﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ أرﺳ ﻞ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻜ ﻮﻓﺔ ﻣﻌ ﻪ‬ ‫آﺘﺎب إﻟﻰ ﺳﻌﺪ ‪..‬‬ ‫وأﻣﺮﻩ أن ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻊ ﺳﻌﺪ وﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌ ﻞ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﺔ ﻳﺼ ﻠﻲ ﻣ ﻊ ﺳ ﻌﺪ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ‪ ..‬وﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎس ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻢ ﻳ ﺪع ﻣﺴ ﺠﺪ إﻻ ﺳﺄل ﻋﻨﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺬآﺮون ﻋﻦ‬ ‫ﺳﻌﺪ إﻻ ﻣﻌﺮوﻓ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ دﺧﻼ ﻣﺴﺠﺪًا ﻟﺒﻨﻲ ﻋﺒﺲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎم ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﺔ ‪ ..‬وﺳ ﺄل اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ‬ ‫أﻣﻴﺮهﻢ ﺳﻌﺪ ؟؟‬ ‫ﻓﺄﺛﻨﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻣﺤﻤﺪ ‪ :‬أﻧﺸﺪآﻢ ﺑﺎﷲ ‪ ..‬هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻮن ﻣﻨﻪ ﻏﻴﺮ‬ ‫ذﻟﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻻ ﻧﻌﻠﻢ إﻻ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺮر ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﺆال ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﺎم رﺟﻞ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ..‬اﺳﻤﻪ أﺳﺎﻣﺔ‬ ‫ﺑﻦ ﻗﺘﺎدة ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫أﻣﺎ إذ ﻧﺸﺪﺗﻨﺎ ﺑﺎﷲ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﻤﻊ ‪:‬‬ ‫إن ﺳ ﻌﺪًا آ ﺎن ﻻ ﻳﺴ ﻴﺮ ﺑﺎﻟﺴ ﻮﻳﺔ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻌ ﺪل ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻘﻀﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠﺐ ﺳﻌﺪ وﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ آﺬﻟﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎل اﻟﺮﺟﻞ ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﺳﻌﺪ ‪ :‬أﻣﺎ واﷲ ﻷدﻋﻮن ﺑﺜﻼث ‪:‬‬ ‫اﻟﻠﻬ ﻢ إن آ ﺎن ﻋ ﺒﺪك ه ﺬا آﺎذﺑ ًﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻗ ﺎم رﻳ ﺎء‬ ‫وﺳﻤﻌﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻠﻬﻢ ﻓـ ‪:‬‬ ‫أﻃﻞ ﻋﻤﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وأﻃﻞ ﻓﻘﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﻔﺘﻦ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺧﺮج ﺳﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻰ إﻟﻰ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻣﺎت ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺴﻨﻮات ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻼ زاﻟﺖ دﻋﻮة ﺳﻌﺪ ﺗﻼﺣﻘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ آﺒ ﺮت ﺳ ﻨﻪ ‪ ..‬ورق ﻋﻈﻤ ﻪ ‪ ..‬واﺣ ﺪودب‬ ‫ﻇﻬﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وﻃﺎل ﻋﻤﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻣﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪ ..‬واﺷﺘﺪ ﻓﻘﺮﻩ ‪..‬‬

‫‪97‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻜ ﺎن ﻳﺠﻠ ﺲ وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﺣﺎﺟﺒﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻜﺒﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﻣ ﺮت ﺑ ﻪ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻣ ﺪ ﻳ ﺪﻩ ﻳﻐﻤ ﺰهﻦ‬ ‫وﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳﺼ ﻴﺤﻮن ﺑ ﻪ ‪ ..‬وﻳﺴ ﺒﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪:‬‬ ‫وﻣﺎذا أﻓﻌﻞ !! ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ﻣﻔﺘﻮن ‪ ..‬أﺻﺎﺑﺘﻨﻲ‬ ‫دﻋﻮة اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص ‪..‬‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ‪..‬‬ ‫ﺑﺌﺲ ﻣﻄﻴﺔ اﻟﺮﺟﻞ زﻋﻤﻮا ‪ ..‬وآﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮء‬ ‫إﺛﻤًﺎ أن ﻳﺤﺪث ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ‪..‬‬ ‫‪ 40.‬اﺟﻠﺪﻧﻲ ﺑﺮﻓﻖ !!‬ ‫ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ آﻼم ﻋﺪ ُم اﻟﻠﻮم أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺑﻠﻰ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺘﺎج ﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻣﺘﻜﺮرة أن‬ ‫ﺗﻠﻮم اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﻟﺪك ‪ ..‬زوﺟﺘﻚ ‪ ..‬ﺻﺪﻳﻘﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬أو اﺳﺘﺨﺪام‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄﺟﻴﻠﻪ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫أﺳﺎﻟﻴﺐ أﺧﻒ ‪..‬‬ ‫دع اﻟﻤﻠﻮم ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻤﺎء وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﻓ ﺘﺢ ‪ ε‬ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻗ ﻮي ﺷ ﺄﻧﻪ ﻋ ﻨﺪ‬ ‫اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫وآﺜﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻮن ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻏ ﺰا ‪ ε‬ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﺣﻨﻴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺠ ﺎء اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن‬ ‫ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺻﻔﻮف ‪ ..‬ﻓﺼﻔﺖ اﻟﺨﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺻ ﻔﺖ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠ ﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺻ ﻔﺖ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻣ ﻦ‬ ‫وراء ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺻﻔﺖ اﻟﻐﻨﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ اﻟﻨﻌﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺑﺸ ﺮ آﺜﻴ ﺮ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺑﻠﻐ ﻮا اﺛﻨ ﻲ‬ ‫ﻋﺸﺮ أﻟﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻟﻤﺸﺮآﻮن ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻮا إﻟﻰ وادي ﺣﻨﻴﻦ‬ ‫‪ ..‬واﺧﺘ ﺒﺄت آ ﺘﺎﺋﺐ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺟﺎﻧﺒ ﻴﻪ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫اﻟﺼﺨﻮر ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ هﻮ إﻻ أن اﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬ودﺧﻠﺖ ﺟﻤﻮع‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻮادي ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺗﻔﺠ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻣ ﻦ آ ﻞ ﺟﺎﻧ ﺐ ‪..‬‬ ‫واﺿﻄﺮب اﻟﻨﺎس ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﺟﻌﻠ ﺖ ﺧ ﻴﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﺗﻠﻮذ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﻮرهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻠﺒﺜﻮا أن اﻧﻜﺸﻔﺖ ﺧﻴﻠﻬﻢ ‪ ..‬وآﺎن أو ُل ﻣﻦ ﻓ ﱠﺮ‬ ‫اﻷﻋﺮاب ‪ ..‬وﺗﺴﻠﻂ اﻟﻜﻔﺎر وﻇﻬﺮوا ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓ ﺈذا اﻟﺠﻤ ﻮع ﺗﻔ ﺮ ‪..‬‬ ‫واﻟ ﺪﻣﺎء ﺗﺴ ﻴﻞ ‪ ..‬واﻟﺨ ﻴﻞ ﻳﻀ ﺮب ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺑﻌﺾ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺄﻣ ﺮ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﺄن ﻳﻨﺎدي ‪ :‬ﻳﺎ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻳﺎ‬ ‫ﻟﻸﻧﺼﺎر ؟‬ ‫ﻓﺮﺟﻌﻮا ﺣﺘﻰ ﺛﺒﺖ ‪ ρ‬ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ أو ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻧﺼﺮ اﷲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬واﻧﺘﻬﻰ اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬ ‫وﺟﻤﻌﺖ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬﻳﻦ ﻓ ﺮوا ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬وﺧﺎﻓﻮا ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎح‬ ‫واﻟﻨﺒﺎل ‪..‬‬ ‫ه ﻢ أول ﻣ ﻦ اﺟ ﺘﻤﻊ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻳ ﺮﻳﺪ‬ ‫اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﻠﻘﺖ اﻷﻋﺮاب ‪ ..‬ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫اﻗﺴ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﻓﻴﺌ ﻨﺎ ‪ ..‬اﻗﺴ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﻓﻴﺌ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻳﺮﻳﺪون‬ ‫اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ ‪ !!..‬ﻳﻘﺴ ﻢ ﻓﻴ ﺌﻜﻢ ‪ ..‬ﻣﺘ ﻰ ﺻﺎر ﻓﻴﺆآﻢ وأﻧﺘﻢ‬ ‫ﻟﻢ ﺗﻘﺎﺗﻠﻮا ‪..‬‬ ‫آ ﻴﻒ ﺗﻄﻠ ﺒﻮن ﻣ ﻦ اﻟﻐﻨ ﻴﻤﺔ ‪ ..‬وه ﻮ اﻟ ﺬي آ ﺎن‬ ‫ﻳﺼﺮخ ﺑﻜﻢ ﻟﺘﻌﻮدوا وأﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﺠﻴﺒﻮن ‪!!..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ ‪ ρ‬ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺪﻗ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ‬ ‫ﺗﺴﺎوي ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻠﻮا ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ وﻳﺮددون ‪ :‬اﻗﺴﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻴﺌﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺗﺰاﺣﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﺿﻴﻘﻮا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫واﺿ ﻄﺮوﻩ إﻟ ﻰ ﺷ ﺠﺮة ‪ ..‬ﻓﻤ ّﺮ ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟ ﺰﺣﺎم‬ ‫ﻣﻼﺻﻘ ًﺎ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻌﻠﻖ رداؤﻩ ﺑﺄﻏﺼ ﺎﻧﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﻋﻦ ﻣﻨﻜﺒﻴﻪ‬ ‫‪ ..‬وﺻﺎر ﺑﻄﻨﻪ وﻇﻬﺮﻩ ﻣﻜﺸﻮﻓ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻬﻢ وﻗ ﺎل ‪ ..‬ﺑﻜ ﻞ‬ ‫هﺪووووء ‪:‬‬ ‫أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ردوا ﻋﻠﻲ رداﺋﻲ ‪ ..‬ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ‬ ‫ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻮ آﺎن ﻟﻲ ﻋﺪد ﺷﺠﺮ ﺗﻬﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻧَﻌﻤ ًﺎ ﻟﻘﺴﻤﺘﻪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻻ ﺗﺠﺪوﻧﻲ ﺑﺨﻴﻼ ‪ ..‬وﻻ ﺟﺒﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬وﻻ آﺬاﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻷﻣﺴﻚ اﻷﻣﻮال ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻷﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ﺑﺨﻴ ً‬

‫‪98‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻟﻮ آﺎن ﺟﺒﺎﻧ ًﺎ ﻟﻔ ّﺮ ﻣﻊ اﻟﻔﺎرﻳﻦ ‪..‬‬ ‫وﻟﻮ آﺎن آﺬاﺑ ًﺎ ﻟﻤﺎ ﻧﺼﺮﻩ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻣﻮاﻗﻔﻪ ‪ ε‬اﻟﺮاﺋﻌﺔ آﺜﻴﺮة ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻤﺸ ﻲ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺮ‬ ‫ﺑﺎﻣﺮأة ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ ﺻﺒﻲ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪ : ε‬اﺗﻘﻲ اﷲ واﺻﺒﺮي ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﺑﺎآ ﻴﺔ ﻣﻬﻤ ﻮﻣﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺮف‬ ‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬إﻟﻴﻚ ﻋﻨﻲ ‪ ..‬وﻣﺎ ﺗﺒﺎﻟﻲ‬ ‫أﻧﺖ ﺑﻤﺼﻴﺒﺘﻲ ‪..‬؟!‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وذهﺐ وﺗﺮآﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ أدى‬ ‫ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وأدرك أن اﻟﻤ ﺮأة اﻵن ﻓ ﻲ وﺿ ﻊ ﻧﻔﺴ ﻲ ﻗ ﺪ‬ ‫ﻻ ﻳﻨﺎﺳ ﺐ أن ﻳ ﺰاد ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺼ ﺢ أآﺜ ﺮ‬ ‫ﻣﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ إﻟ ﻴﻬﺎ وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ه ﺬا‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪!!.. ε‬‬ ‫ﻓ ﻨﺪﻣﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ ..‬وﻗﺎﻣ ﺖ‬ ‫ﺗﺤ ﺎول أن ﺗﻠﺤ ﻖ ﺑﺎﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻠﺖ‬ ‫ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﺑﻮاﺑﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻣﻌ ﺘﺬرة ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻟﻢ أﻋﺮﻓﻚ‬ ‫‪ ..‬اﻵن أﺻﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل إﻧﻤ ﺎ اﻟﺼ ﺒﺮ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺼ ﺪﻣﺔ اﻷوﻟ ﻰ ‪..‬‬ ‫(‬ ‫)‪48‬‬ ‫اﻗﺘﻞ ﺑﺮﻓﻖ ‪..‬‬ ‫إن اﷲ آﺘﺐ اﻹﺣﺴﺎن ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﺈذا‬ ‫ﻗﺘﻠﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا اﻟﻘﺘﻠﺔ ‪ ..‬وإذا ذﺑﺤﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا‬ ‫اﻟﺬﺑﺢ ‪ ..‬وﻟﻴﺤﺪ أﺣﺪآﻢ ﺷﻔﺮﺗﻪ ‪ ..‬وﻟﻴﺮح‬ ‫ذﺑﻴﺤﺘﻪ ‪ ..‬ﺣﺪﻳﺚ رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫‪ِ 41.‬ﻓ ﱠﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎآﻞ !!‬ ‫ﻼ ﻓ ﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺪاﺋﻲ‬ ‫أﻇ ﻨﻪ ﻟ ﻮ أﺟ ﺮى ﺗﺤﻠ ﻴ ً‬ ‫ﻻآﺘﺸ ﻒ ﻓ ﻲ ﺟﺴ ﻤﻪ ﻋﺸ ﺮة أﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ‬ ‫اﻷﻣﺮاض ‪ ..‬أهﻮﻧﻬﺎ اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺴﻜﺮ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻌﺬب ﻧﻔﺴﻪ آﺜﻴﺮًا ﻷﻧﻪ ﻳﻄﺎﻟﺐ‬ ‫) ‪( 48‬‬

‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ‪ ..‬داﺋﻤ ًﺎ ﺗﺠﺪﻩ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘ ًﺎ ﻣﻦ‬ ‫زوﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫آﺴﺮت اﻟﺼﺤﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ ‪..‬‬ ‫ﻧﺴﻴﺖ آﻨﺲ اﻟﺼﺎﻟﺔ ‪..‬‬ ‫أﺣﺮﻗﺖ ﺛﻮﺑﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﻜﻮاة ‪..‬‬ ‫وأوﻻدﻩ ‪ ..‬ﺧﺎﻟ ﺪ إﻟﻰ اﻵن ﻟﻢ ﻳﺤﻔﻆ ﺟﺪول اﻟﻀﺮب‬ ‫‪..‬‬ ‫وﺳﻌﺪ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻈﻔﺮ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﻤﺘﺎز ‪..‬‬ ‫وﺳﺎرة ‪ ..‬وهﻨﺪ ‪..‬‬ ‫هﺬا ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ زﻣﻼﺋﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻈﻢ ‪ ..‬أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﺼﺪﻧﻲ‬ ‫ﻟﻤﺎ ذآﺮ ﻗﺼﺔ اﻟﺒﺨﻴﻞ ‪!..‬‬ ‫واﻟﺒﺎرﺣﺔ أﺑﻮ أﺣﻤﺪ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎرات‬ ‫اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬آﺎن ﻳﻨﻈﺮ‬ ‫ﻲ ‪..‬‬ ‫إﻟ ﱠ‬ ‫إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﻮاﻗﻒ وﺗﻔﻜﻴﺮات هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﻗﺎﻟ ﻮا ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺜﻞ ‪ :‬إن أﻃﺎﻋ ﻚ اﻟ ﺰﻣﺎن وإﻻ‬ ‫ﻓﺄﻃﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ‬ ‫أذآ ﺮ أن أﻋ ﺮاﺑﻴ ًﺎ ‪ -‬ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ‪ -‬آﺎن ﻳﺮدد ﻣﺜ ً‬ ‫ﺣﻔﻈ ﻪ ﻣ ﻦ ﺟ ﺪﻩ ‪ ..‬آ ﺎن ﻳﺴ ﻤﻌﻨﻲ إﻳ ﺎﻩ آﺜﻴ ﺮًا إذا‬ ‫ﺑ ﺪأت أﺗﻔﻠﺴ ﻒ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺎت ‪ ..‬ﻓﻜ ﺎن‬ ‫ﻼ ﻣ ﻦ ﺻﺪرﻩ ﺛﻢ ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻳﺎااا‬ ‫ﻳﺨ ﺮج زﻓﻴ ﺮًا ﻃﻮﻳﻴﻴ ﻴ ً‬ ‫ﺷﻴﺦ ‪ ..‬اﻟﻴﺪ اﻟﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪر ﺗﻠﻮﻳﻬﺎ ﺻﺎﻓﺤﻬﺎ ‪!!..‬‬ ‫وإذا ﺗﻔﻜ ﺮت ﻓ ﻲ ه ﺬا وﺟﺪﺗ ﻪ ﺻﺤﻴﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻨﺤﻦ إذا‬ ‫ﻟ ﻢ ﻧﻌ ﻮد أﻧﻔﺴ ﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ وﺗﻤﺸﻴﺔ اﻷﻣﻮر ‪..‬‬ ‫أو ﺑﻤﻌﻨ ﻰ ﺁﺧ ﺮ اﻟﺘﻐﺎﺑ ﻲ ‪ ..‬وﻋ ﺪم اﻹﻏ ﺮاق ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات واﻟﻈﻨﻮن ‪ ..‬وإﻻ ﻓﺴﻮف ﻧﺘﻌﺐ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺒﻲ ﺑﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ‬ ‫اﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ‬ ‫وأذآ ﺮ أن ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ أﻗﺒﻞ إﻟﻰ ﺷﻴﺨﻪ ﻳﺮﻳﺪﻩ أن‬ ‫ﻳﺴ ﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر زوﺟﺔ ﺗﻜﻮن رﻓﻴﻘﺔ درﺑﻪ ﺣﺘﻰ‬ ‫اﻟﻤﻤ ﺎت ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل اﻟﺸ ﻴﺦ ‪ :‬ﻣ ﺎ ه ﻲ اﻟﺼ ﻔﺎت اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﺗﺮﻏﺐ وﺟﻮدهﺎ ﻓﻲ زوﺟﺘﻚ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻣﻨﻈ ﺮهﺎ ﺟﻤ ﻴﻞ ‪ ..‬وﻗ ﻮاﻣﻬﺎ ﻃ ﻮﻳﻞ ‪..‬‬ ‫وﺷ ﻌﺮهﺎ ﺣﺮﻳ ﺮ‪ ..‬وراﺋﺤ ﺘﻬﺎ ﻋﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻟﺬﻳﺬة اﻟﻄﻌﺎم‬ ‫‪ ..‬ﻋﺬﺑ ﺔ اﻟﻜ ﻼم ‪ ..‬إن ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺮﺗﻨﻲ ‪ ..‬وإن‬ ‫ﻏ ﺒﺖ ﻋ ﻨﻬﺎ ﺣﻔﻈﺘﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺨﺎﻟ ﻒ ﻟﻲ أﻣﺮًا ‪ ..‬وﻻ‬ ‫أﺧﺸ ﻰ ﻣ ﻨﻬﺎ ﺷ ﺮًا ‪ ..‬ﻟﻬ ﺎ دﻳ ﻦ ﻳ ﺮﻓﻌﻬﺎ ‪ ..‬وﺣﻜﻤ ﺔ‬

‫ﺗﻨﻔﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وراح ﻳﺴﺮد ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻜﻤﺎل اﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻨﺴﺎء وﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻣﺮأة واﺣﺪة ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أآﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﻳﺎ وﻟﺪي‬ ‫‪ ..‬ﻋﻨﺪي ﻃﻠﺒﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻳﻦ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﺈذن اﷲ ‪ ..‬أﻣﺎ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻌﻮد ﻧﻔﺴﻚ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ﻋ ﻮد ﻧﻔﺴ ﻚ اﻟﺘﺴ ﺎﻣﺢ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﺗﻌ ﺬب ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺸﺎآﻞ ﻹﺛﺎرﺗﻬﺎ ‪..‬‬ ‫واﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻮﻣ ًﺎ ﺗﺼ ﺮخ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ ﺟﻠ ﻴﺲ ‪ :‬أﻧ ﺖ‬ ‫ﺗﻘﺼﺪﻧﻲ ﺑﻜﻼﻣﻚ ؟‬ ‫وﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ وﻟ ﺪك ‪ :‬أﻧ ﺖ ﺗ ﺮﻳﺪ أن‬ ‫ﺗﺤﺰﻧﻨﻲ ﺑﻜﺴﻠﻚ ؟‬ ‫وﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ زوﺟ ﺘﻚ ‪ :‬أﻧ ﺖ ﺗ ﺘﻌﻤﺪﻳﻦ‬ ‫إهﻤﺎل ﺑﻴﺘﻚ ؟ ‪...‬‬ ‫وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻣﻨﻬﺞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻜﺎن ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻳ ﺪﺧﻞ ‪ ρ‬ﻋﻠ ﻰ أهﻠ ﻪ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻀ ﺤﻰ ‪ ..‬وه ﻮ ﺟﺎﺋ ﻊ ‪ ..‬ﻓﻴﺴ ﺄﻟﻬﻢ ‪ :‬ه ﻞ‬ ‫ﻋﻨﺪآﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻋﻨﺪآﻢ ﻃﻌﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ : ρ‬إﻧﻲ إذا ﺻﺎﺋﻢ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺼﻨﻊ ﻷﺟﻞ ذﻟﻚ ﻣﺸﺎآﻞ ‪ ..‬ﻣﺎ آﺎن‬ ‫ﻳﻘ ﻮل ‪ِ :‬ﻟ َﻢ ﻟ ﻢ ﺗﺼ ﻨﻌﻮا ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ‪ِ ..‬ﻟ ﻢ ﻟ ﻢ‬ ‫ﺗﺨﺒﺮوﻧ ﻲ ﻷﺷ ﺘﺮي ‪ ..‬إﻧ ﻲ إذا ﺻ ﺎﺋﻢ ‪..‬‬ ‫)‪(49‬‬ ‫واﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻜﻞ‬ ‫ﺳﻤﺎﺣﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل آﻠ ﺜﻮم ﺑ ﻦ اﻟﺤﺼ ﻴﻦ ‪ ..‬آ ﺎن ﻣ ﻦ ﺧ ﻴﺎر‬ ‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻏ ﺰوت ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك‬ ‫‪ ..‬ﻓﺴ ﺮت ذات ﻟ ﻴﻠﺔ ﻣﻌ ﻪ وﻧﺤ ﻦ ﺑ ﻮادي‬ ‫"اﻷﺧﻀﺮ" ‪..‬‬ ‫أﻃﺎﻟﻮا اﻟﻤﺸﻲ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻐﻠﺒﻪ اﻟﻨﻌﺎس ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻠ ﺖ ﻧﺎﻗ ﺘﻪ ﺗﻘﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﻧﺎﻗ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪.. ε‬‬ ‫) ‪( 49‬‬

‫‪99‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رواﻩ أﺑﻮ داود ‪ -‬ﺻﺤﻴﺢ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﻳﺴ ﺘﻴﻘﻆ ﻓﺠ ﺄة ‪ ..‬ﻓﻴﺒﻌﺪهﺎ ‪ ..‬ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻣﻦ أن ﻳﺼﻴﺐ‬ ‫رﺣﻞ ﻧﺎﻗﺘﻪ رﺟﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻏﻠﺒ ﺘﻪ ﻋﻴ ﻨﻪ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬ﻓﺰاﺣﻤﺖ‬ ‫راﺣﻠ ﺘﻪ راﺣﻠ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬وﺿ ﺮب رﺣﻠ ﻪ رﺟ ﻞ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻓﺂﻟﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﺲ"‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻣﻦ ﺣﺮ ﻣﺎ ﻳﺠﺪ ‪ " :‬ﺣ ّ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ آﻠﺜﻮم ‪ ..‬ﻓﺎﺿﻄﺮب وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﺳ ْﺮ ‪..‬‬ ‫ﺳ ْﺮ ‪ِ ..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ ε‬ﺑﻜﻞ ﺳﻤﺎﺣﺔ ‪ِ :‬‬ ‫ﺳ ْﺮ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﻗﻀﻴﺔ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﺗﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ؟‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ِ :‬‬ ‫اﻟﻄﺮﻳﻖ واﺳﻊ ! ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻚ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ؟! ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺐ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬ﺿﺮﺑﺔ رﺟﻞ ‪ ..‬واﻧﺘﻬﺖ ‪..‬‬ ‫آﺎن هﺬا أﺳﻠﻮﺑﻪ ‪ ε‬داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺟﻠﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﻴﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ إﻟﻴﻪ اﻣﺮأة ﺑﺒﺮدة ‪ ..‬ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧﻲ ﻧﺴﺠﺖ هﺬﻩ ﺑﻴﺪي ‪..‬‬ ‫أآﺴﻮآﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬهﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وآﺎن ﻣﺤﺘﺎﺟ ًﺎ إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎم ودﺧ ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﺒﺴ ﻬﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ وهﻲ إزارﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اآﺴﻨﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ رﺟ ﻊ ‪ .. ε‬ﻓﺨﻠﻌﻬ ﺎ وﻃ ﻮاهﺎ ‪ ..‬وﻟ ﺒﺲ إزارًا‬ ‫ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ أرﺳﻞ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻨﺎس ﻟﻠ ﺮﺟﻞ ‪ :‬ﻣ ﺎ أﺣﺴ ﻨﺖ ‪ ..‬ﺳ ﺄﻟﺘﻪ إﻳﺎه ﺎ‬ ‫ﻼ ؟!‬ ‫وﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺮد ﺳﺎﺋ ً‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ :‬واﷲ ﻣ ﺎ ﺳ ﺄﻟﺘﻪ ‪ ..‬إﻻ ﻟ ﺘﻜﻮن آﻔﻨ ﻲ‬ ‫ﻳﻮم أﻣﻮت ‪..‬‬ ‫)‪(50‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎت اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬آﻔﻨﻪ أهﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﺣﺘﻮاء اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺘﻌﺎﻣﻼت ‪..‬‬ ‫ﻗﺎم ‪ ε‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺆم أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﺧﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻃﻔﻼن ‪ ..‬اﻟﺤﺴﻦ واﻟﺤﺴﻴﻦ ‪..‬‬ ‫اﺑﻨﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ‪.. τ‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻼ إﻟﻰ ﺟﺪهﻤﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وهﻮ ﻳﺼﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن إذا ﺳ ﺠﺪ ‪ ..‬وﺛ ﺐ اﻟﺤﺴ ﻦ واﻟﺤﺴ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫) ‪( 50‬‬

‫ﻇﻬﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا أراد ‪ ε‬أن ﻳﺮﻓﻊ رأﺳﻪ ‪ ..‬ﺗﻨﺎوﻟﻬﻤﺎ ﺑﻴﺪﻳﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﺗﻨﺎو ًﻻ رﻓﻴﻘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ووﺿﻌﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﺠﻠﺴﺎ ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﻋ ﺎد ﻟﺴﺠﻮدﻩ ‪ ..‬ﻋﺎدا ﻓﻮﺛﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻗﻀﻰ ‪ ε‬ﺻﻼﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧ ﺬهﻤﺎ ﺑﻜ ﻞ رﻓﻖ ‪ ..‬وأﻗﻌﺪهﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻳﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪ .. τ‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫أردﱡهﻤﺎ ‪..‬؟ ﻳﻌﻨﻲ أﻋﻴﺪهﻤﺎ ﻷﻣﻬﻤﺎ ‪..‬؟‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺠﻞ ‪ ε‬ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﺒﺮﻗﺖ ﺑﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻟﺒﺚ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬﻤ ﺎ ‪ : ε‬اﻟﺤﻘ ﺎ ﺑﺄﻣﻜﻤ ﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻣﺎ ﻓﺪﺧﻼ‬ ‫)‪(51‬‬ ‫ﻋﻠﻰ أﻣﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ .. ε‬ﻋﻠ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫إﺣﺪى ﺻﻼﺗﻲ اﻟﻈﻬﺮ أو اﻟﻌﺼﺮ ‪..‬‬ ‫وهﻮ ﺣﺎﻣﻞ اﻟﺤﺴﻦ أو اﻟﺤﺴﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻘﺪم إﻟ ﻰ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺻ ﻼﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﻮﺿ ﻌﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫آﺒﺮ ﻣﺼﻠﻴ ًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺠﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺳﺠﺪة ‪ ..‬أﻃﺎﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫ﺧﺸ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ أن ﻳﻜ ﻮن ﻗ ﺪ أﺻ ﺎﺑﻪ‬ ‫ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ رﻓﻊ ﻣﻦ ﺳﺠﻮدﻩ ‪..‬‬ ‫وﺑﻌ ﺪ اﻧ ﺘﻬﺎء اﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ﺳ ﺄﻟﻪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻟﻘ ﺪ ﺳ ﺠﺪت ﻓ ﻲ‬ ‫ﺻ ﻼﺗﻚ ه ﺬﻩ ﺳ ﺠﺪة ﻣ ﺎ آ ﻨﺖ ﺗﺴ ﺠﺪهﺎ ‪!!..‬‬ ‫أﺷﻲء أﻣﺮت ﺑﻪ ؟ أو آﺎن ﻳﻮﺣﻰ إﻟﻴﻚ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬آ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ اﺑﻨ ﻲ‬ ‫ارﺗﺤﻠﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻓﻜ ﺮهﺖ أن أﻋﺠﻠ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪.. (52) ..‬‬ ‫ودﺧ ﻞ ‪ ε‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠﻰ أم هﺎﻧﺊ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ‬ ‫‪ .. τ‬وآﺎن ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬هﻞ ﻋﻨﺪك ﻣﻦ ﻃﻌﺎم ﻧﺄآﻠﻪ ؟‬ ‫) ‪( 51‬‬ ‫) ‪( 52‬‬

‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬

‫‪100‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رواﻩ أﺣﻤﺪ وﻗﺎل اﻟﻬﻴﺜﻤﻲ ‪ :‬رﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎت‬ ‫اﻟﺤﺎآﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻟ ﻴﺲ ﻋ ﻨﺪي إﻻ آﺴ ﺮ ﻳﺎﺑﺴ ﺔ ‪ ..‬وإﻧ ﻲ‬ ‫ﻷﺳﺘﺤﻲ أن أﻗﺪﻣﻬﺎ إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬هﻠﻤﻲ ﺑﻬﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺗ ﺘﻪ ﺑﻬ ﻦ ‪ ..‬ﻓﻜﺴ ﺮهﻦ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎء ‪ ..‬وﺟﺎءت ﺑﻤﻠﺢ‬ ‫ﻓﺬرﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ‪ .. ε‬ﻳﺄآﻞ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ ﻣﺨﻠﻮﻃ ًﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أم هﺎﻧﺊ وﻗﺎل ‪ :‬هﻞ ﻣﻦ إدام ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪي ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إﻻ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ‬ ‫"ﺧ ﱟﻞ" ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬هﻠﻤﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﺎءﺗﻪ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﺼﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﺄآﻞ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺣﻤ ﺪ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟﻞ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ اﻹدام اﻟﺨﻞ‬ ‫)‪.. (53‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ آﻤﺎ هﻲ ‪ ..‬ﻳﺘﻘﺒﻞ اﻷﻣﻮر‬ ‫ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ هﻲ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﺤﺞ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج ‪ ε‬ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻨ ﺰﻟﻮا ﻣﻨ ﺰ ًﻻ ‪ ..‬ﻓ ﺬهﺐ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻘﻀﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺟﺎء إﻟﻰ ﺣﻮض ﻣﺎء ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم ‪ ε‬ﻟﻴﺼﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﺟ ﺎء ﺟﺎﺑ ﺮ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ .. τ‬ﻓﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ ﻳﺴ ﺎر‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وآﺒّﺮ ﻣﺼﻠﻴ ًﺎ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﺄدارﻩ ﺣﺘﻰ أﻗﺎﻣﻪ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻴﺎ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﺎء ﺟﺒﺎر ﺑﻦ ﺻﺨﺮ ‪ .. τ‬ﻓﺘﻮﺿﺄ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ أﻗﺒﻞ ﻓﻘﺎم ﻋﻦ ﻳﺴﺎر رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺄﺧ ﺬ ‪ ε‬ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻬﻤﺎ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ – ﺑﻜ ﻞ ه ﺪوء ‪ -‬ﻓ ﺪﻓﻌﻬﻤﺎ‬ ‫ﺣﺘﻰ أﻗﺎﻣﻬﻤﺎ ﺧﻠﻔﻪ )‪.. (54‬‬ ‫وﻓﻲ ﻳﻮم آﺎن ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﻠ ﺒﺖ إﻟ ﻴﻪ أم ﻗﻴﺲ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﺼﻦ ﺑﺎﺑﻦ ﻟﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫اﻟﻮﻻدة ‪ ..‬ﻟﻴﺤﻨﻜﻪ وﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬﻩ ‪ ε‬ﻓﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ اﻟﺼﻐﻴﺮ أن‬ ‫ﺑﺎل ﻓﻲ ﺣﺠﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﺑﻠﻞ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺒﻮل ‪..‬‬ ‫) ‪( 53‬‬ ‫اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ‬ ‫) ‪ ( 54‬رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬

‫ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰد اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻠﻰ أن دﻋﺎ ﺑﻤﺎء ﻓﻨﻀﺤﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ أﺛﺮ اﻟﺒﻮل )‪.. (55‬‬ ‫واﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻌﺒﺲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻧﻌ ﺬب ﻧﺤﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ وﻧﺼﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺔ‬ ‫ﻗ ﺒﺔ ‪ ..‬ﻟ ﻴﺲ ﺷ ﺮﻃ ًﺎ أن ﻳﻜ ﻮن آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﻘ ﻊ‬ ‫ﺣﻮﻟﻚ ﻣﺮﺿﻴ ًﺎ ﻟﻚ ‪.. %100‬‬ ‫وإن ﺗﺠﺪ ﻋﻴﺒ ًﺎ ﻓﺴ ﱠﺪ اﻟﺨﻠﻼ ﺟﻞ ﻣﻦ ﻻ‬ ‫ﻋﻴﺐ ﻓﻴﻪ وﻋﻼ‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺤ ﺮق أﻋﺼ ﺎﺑﻪ ‪ ..‬وﻳﻜﺒ ﺮ‬ ‫اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ‪ ..‬وﺑﻌﺾ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ورﺑﻤﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺪرﺳﻴﻦ واﻟﻤﺪرﺳﺎت آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻔﺘﺶ ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺨﻔﻴﺔ ‪..‬‬ ‫وآ ﻦ ﺳ ﻤﺤ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﺒﻮل أﻋ ﺬار اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺘﺬرون إﻟ ﻴﻚ ﺣﻔﺎﻇ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻣﻌﻚ ‪ ..‬ﻻ ﻷﺟﻞ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪..‬‬ ‫اﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎذﻳﺮ ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻣﻌﺘﺬرًا‬ ‫إن ﺑ ﱠﺮ ﻋﻨﺪك ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎل أو‬ ‫ﻓﺠﺮا‬ ‫ﻓﻘﺪ أﻃﺎﻋﻚ ﻣﻦ ﻳﺮﺿﻴﻚ ﻇﺎهﺮﻩ‬ ‫وﻗﺪ أﺟﻠّﻚ ﻣﻦ ﻳﻌﺼﻴﻚ‬ ‫ﻣﺴﺘﺘﺮًا‬ ‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻗﺪ رﻗﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ‬ ‫ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﺧﻄ ﺐ ﺑﺄﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﺮﻓﻊ ﺻ ﻮﺗﻪ ﺣﺘ ﻰ أﺳ ﻤﻊ‬ ‫اﻟﻨﺴ ﺎء اﻟﻌﻮاﺗ ﻖ ﻓ ﻲ ﺧ ﺪورهﺎ داﺧﻞ ﺑﻴﻮﺗﻬﻦ‬ ‫‪!!..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻣ ﻦ ﺁﻣ ﻦ ﺑﻠﺴ ﺎﻧﻪ وﻟ ﻢ‬ ‫ﻳ ﺪﺧﻞ اﻹﻳﻤ ﺎن إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻐ ﺘﺎﺑﻮا‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮا ﻋﻮراﺗﻬﻢ ‪..‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻳﺘﺒﻊ ﻋﻮرة أﺧﻴﻪ ‪ ..‬ﻳﺘﺒﻊ اﷲ ﻋﻮرﺗﻪ ‪ ..‬وﻣﻦ‬ ‫ﻳﺘ ﺒﻊ اﷲ ﻋ ﻮرﺗﻪ ‪ ..‬ﻳﻔﻀ ﺤﻪ وﻟ ﻮ ﻓ ﻲ ﺟﻮف‬ ‫ﺑﻴﺘﻪ ‪.. (56) ..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﻻ ﺗﺘﺼ ﻴﺪ اﻷﺧﻄﺎء ‪ ..‬وﺗﺘﺒﻊ اﻟﻌﻮرات ‪..‬‬ ‫آﻦ ﺳﻤﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬ﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺪم إﺛﺎرة اﻟﻤﺸﻜﻼت‬

‫رواﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻷوﺳﻂ ‪ ،‬وأﺻﻠﻪ ﻓﻲ‬ ‫) ‪( 55‬‬ ‫) ‪( 56‬‬

‫‪101‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ‪ ،‬ﺻﺤﻴﺢ ‪.‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻼ ‪..‬‬ ‫أﺻ ً‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ هﺎدئ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﺻﻔﺖ ﻓﻴﻪ‬ ‫اﻟﻨﻔﻮس ‪ ..‬واﻃﻤﺄﻧﺖ اﻟﻘﻠﻮب ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ ε‬ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ‪:‬‬ ‫أﻻ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻨﻲ أﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻲ ﺷﻴﺌًﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻲ أﺣﺐ أن أﺧﺮج إﻟﻴﻜﻢ وأﻧﺎ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺼﺪر ‪..‬‬ ‫)‪.. (57‬‬ ‫ﻻ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ اﻟﻐﺒﺎر ﻣﺎ دام ﺳﺎآﻨ ًﺎ ‪ ..‬وإن ﺛﺎر‬ ‫ﻓﺴ ﱠﺪ أﻧﻔﻚ ِﺑ ُﻜﻤﱢﻚ ‪ ..‬واﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ‪..‬‬ ‫‪ 42.‬اﻋﺘﺮف ﺑﺨﻄﺌﻚ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻜﺎﺑﺮ ‪..‬‬ ‫آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ اﻟﺘ ﻲ رﺑﻤ ﺎ ﺗﺴ ﺘﻤﺮ اﻟﻌ ﺪاوة‬ ‫ﺑﺴ ﺒﺒﻬﺎ ‪ ..‬ﺳ ﻨﺔ وﺳ ﻨﺘﻴﻦ ‪ ..‬ورﺑﻤ ﺎ اﻟﻌﻤ ﺮ آﻠ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﻜ ﻮن ﺣﻠﻬ ﺎ أن ﻳﻘ ﻮل أﺣﺪهﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ ‪ :‬أﻧﺎ أﺧﻄﺄت‬ ‫‪ ..‬وأﻋﺘﺬر ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻮﻋﺪ أﺧﻠﻔ ﺘﻪ ‪ ..‬أو ﻣ ﺰﺣﺔ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ‪..‬أو آﻠﻤﺔ ﻧﺎﺑﻴﺔ‬ ‫‪ ..‬ﺳﺎرع إﻟﻰ إﻃﻔﺎء ﺷﺮارهﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻀﻄﺮم اﻟﻨﺎر‬ ‫ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻳﺼ ﻴﺮ ﺧﺎﻃ ﺮك إﻻ‬ ‫أﻧ ﺎ ﺁﺳ ﻒ ‪ ..‬ﺣﻘ ﻚ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻃﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ أن ﻧﺘﻮاﺿﻊ وﻧﺴﻤﻊ اﻟﻨﺎس هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻗﻌ ﺖ ﺧﺼ ﻮﻣﺔ ﺑ ﻴﻦ أﺑ ﻲ ذر وﺑ ﻼل ‪ ..‬رﺿ ﻲ اﷲ‬ ‫ﻋﻨﻬﻤﺎ ‪ ..‬وهﻤﺎ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎن ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺑﺸﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ أﺑﻮ ذر ‪ ..‬وﻗﺎل ﻟﺒﻼل ‪ :‬ﻳﺎ اﺑﻦ اﻟﺴﻮداء ‪..‬‬ ‫ﻓﺸﻜﺎﻩ ﺑﻼل إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺪﻋﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﺳﺎﺑﺒﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻬﻞ ذآﺮت أﻣﻪ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﻦ ﻳﺴ ﺎﺑﺐ اﻟ ﺮﺟﺎل ‪ ..‬ذُآ ﺮ أﺑ ﻮﻩ وأﻣ ﻪ ﻳ ﺎ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬إﻧﻚ اﻣﺮؤ ﻓﻴﻚ ﺟﺎهﻠﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ أﺑ ﻮ ذر ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺎﻋﺘﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺒ ﺮ‬ ‫‪..‬؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﻋﻄ ﺎﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣ ﻨﻬﺠ ًﺎ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑ ﻪ ﻣ ﻊ ﻣ ﻦ هﻢ‬ ‫) ‪( 57‬‬

‫أﻗﻞ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫إﻧﻤ ﺎ ه ﻢ إﺧ ﻮاﻧﻜﻢ ‪ ..‬ﺟﻌﻠﻬ ﻢ اﷲ ﺗﺤﺖ أﻳﺪﻳﻜﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻤ ﻦ آ ﺎن أﺧﻮﻩ ﺗﺤﺖ ﻳﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﻠﻴﻄﻌﻤﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ‪ ..‬وﻟﻴﻠﺒﺴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻟﺒﺎﺳ ﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻜﻠﻔ ﻪ‬ ‫ﻣ ﺎ ﻳﻐﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈن آﻠﻔ ﻪ ﻣﺎ ﻳﻐﻠﺒﻪ ﻓﻠﻴﻌﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎذا ﻓﻌﻞ أﺑﻮ ذر ‪ τ‬؟!‬ ‫ﻣﻀ ﻰ أﺑﻮ ذر ﺣﺘﻰ ﻟﻘﻲ ﺑﻼ ًﻻ ‪ ..‬ﺛﻢ اﻋﺘﺬر ‪..‬‬ ‫وﻗﻌ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ‪ ..‬ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ﺑ ﻼل ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﺮب ﻣ ﻦ اﻷرض ﺣﺘ ﻰ وﺿ ﻊ ﺧ ﺪﻩ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﺮاب وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺑ ﻼل ‪ ..‬ﻃ ﺄ ﺑ ﺮﺟﻠﻚ‬ ‫)‪(58‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺧﺪي ‪..‬‬ ‫هﻜ ﺬا آ ﺎن اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ‪ ψ‬ﻓ ﻲ ﺣﺮﺻ ﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫إﻃﻔ ﺎء ﻧ ﺎر اﻟﻌ ﺪاوة ﻗ ﺒﻞ اﺷ ﺘﻌﺎﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺈن‬ ‫اﺷﺘﻌﻠﺖ ﻣﻨﻌﻮهﺎ ﻣﻦ اﻻﻣﺘﺪاد ‪..‬‬ ‫وﻗﻌ ﺖ ﺑ ﻴﻦ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ وﻋﻤ ﺮ ‪ ψ‬ﻣﺤ ﺎورة ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻏﻀﺐ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻤ َﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺼﺮف ﻋﻨﻪ ﻋﻤ ُﺮ ﻣﻐﻀﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻧﺪم ‪ ..‬وﺧﺸﻲ أن‬ ‫ﻳﺘﻄﻮر اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻳﺘﺒﻊ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪ :‬اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﻳﺎ‬ ‫ﻋﻤﺮ ‪..‬‬ ‫وﻋﻤ ﺮ ﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وأﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻳﻌ ﺘﺬر ‪..‬‬ ‫وﻳﻤﺸﻲ وراءﻩ ﺣﺘﻰ وﺻﻞ ﻋﻤﺮ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وأﻏﻠﻖ ﺑﺎﺑﻪ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻀﻰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻼ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﻴﺪ ‪ ..‬رﺁﻩ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣﻘ ﺒ ً‬ ‫ﻣﺘﻐﻴﺮًا ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫أﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ هﺬا ﻓﻘﺪ ﻏﺎﻣﺮ ‪ ..‬ﺟﻠﺲ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﺳﺎآﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﺗﻤﺾ ﻟﺤﻈﺎت ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻧﺪم ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬ ‫آﺎن ﻣﻨﻪ ‪ ..‬وآﺎﻧﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﻴﻀﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺠﻠ ﺲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺴ ﻠﻢ‬ ‫وﺟﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺨﺒﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﺣﻜ ﻰ آ ﻴﻒ أﻋ ﺮض ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ وﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ‬ ‫) ‪( 58‬‬

‫أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود ‪ ،‬ﺻﺤﻴﺢ ‪.‬‬

‫‪102‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺨﺘﺼﺮ ًا‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻋﺘﺬارﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ ﻏﻀﺒﻪ ‪ ..‬ﺟﻌﻞ ﻳﻘﻮل ‪ :‬واﷲ ﻳﺎ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻷﻧﺎ آﻨﺖ أﻇﻠﻢ ‪ ..‬أﻧﺎ آﻨﺖ أﻇﻠﻢ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ وﻳﻌﺘﺬر ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ه ﻞ أﻧ ﺘﻢ ﺗﺎرآﻮن ﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﻲ ؟ هﻞ أﻧﺘﻢ‬ ‫ﺗﺎرآﻮن ﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﻲ ؟ إﻧﻲ ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺄﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس إﻧﻲ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ إﻟ ﻴﻜﻢ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﻠ ﺘﻢ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪ ..‬وﻗﺎل‬ ‫أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ :‬ﺻﺪﻗﺖ )‪.. (59‬‬ ‫واﻧﺘ ﺒﻪ أن ﺗﻜ ﻮن ﻣﻤﻦ ﻳﺼﻠﺢ اﻟﻨﺎس وﻳﻔﺴﺪ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻳﺪور ﺑﻬﺎ آﻤﺎ ﻳﺪور اﻟﺤﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا آﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﻮﺟﻴﻪ أو اﻗﺘﺪاء ‪ ..‬آﻤﺪرس‬ ‫ﻣ ﻊ ﻃﻼﺑ ﻪ ‪ ..‬وأب ﻣ ﻊ أوﻻدﻩ ‪ ..‬أو أم ‪ ..‬وآ ﺬﻟﻚ‬ ‫اﻟﺰوﺟﺎن ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫وزع ﻋﻤ ﺮ ‪ τ‬ﺛ ﻴﺎﺑ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓ ﻨﺎل آ ﻞ واﺣ ﺪ‬ ‫ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ﺗﻜﻔﻴﻪ إزارًا أو ردا ًء ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم ﻳﺨﻄﺐ اﻟﻨﺎس ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻓ ﻲ أول ﺧﻄﺒ ﺘﻪ ‪ :‬إن اﷲ آ ﺘﺐ ﻟ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻜﻢ‬ ‫اﻟﺴﻤﻊ واﻟﻄﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم وﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﺳﻤﻊ ﻟﻚ وﻻ ﻃﺎﻋﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻟﻤﻪ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻷﻧ ﻚ ﻗﺴ ﻤﺖ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ‪ ..‬وأﻧ ﺖ‬ ‫ﺗﻠﺒﺲ ﺛﻮﺑﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫أي إزارك ورداؤك ‪ ..‬آﻼهﻤﺎ ﻧﻠﺤﻆ أﻧﻪ ﺟﺪﻳﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤ ﺮ ‪ :‬ﻗ ﻢ ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻟﺴﺖ دﻓﻌﺖ ﻟﻲ ﺛﻮﺑﻚ ﻷﺧﻄﺐ ﺑﻪ ‪..‬؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻌ ﺪ اﻟﺮﺟﻞ وﻗﺎل ‪ :‬اﻵن ﻧﺴﻤﻊ وﻧﻄﻴﻊ ‪ ..‬واﻧﺘﻬﺖ‬ ‫اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﻣﻌ ﻚ أن أﺳ ﻠﻮب‬ ‫ﻋﺰﻳ ﺰي ﻻ ﺗﻌﺠ ﻞ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﻤ ﺎ اﻋﺘ ﺮض ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻦ اﻟﻌﺠ ﺐ ه ﻮ ﻣ ﻦ ﻗ ﺪرة ﻋﻤ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﻴﻌﺎب‬ ‫اﻟﻤﻮﻗﻒ ‪ ..‬وإﻃﻔﺎء اﻟﻨﺎر ‪..‬‬ ‫وأﺧﻴﺮًا ‪ ..‬إذا أردت أن ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻨﻚ ﻣﻼﺣﻈﺘﻚ‬ ‫‪ ..‬وﻧﺼ ﺤﻚ ‪ ..‬أﻳ ًﺎ آﺎﻧ ﻮا ‪ ..‬زوﺟﺔ ‪ ..‬وﻟﺪًا ‪ ..‬أﺧﺘ ًﺎ‬ ‫) ‪( 59‬‬

‫اﻟﺒﺨﺎري‬

‫‪103‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺒﺮ‬ ‫ﻼ ﻟﻠﻨﺼﺢ أﺻ ً‬ ‫ﻓﻜ ﻦ أﻧﺖ ﻣﺘﻘﺒ ً‬ ‫ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫آﺎن آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ ‪ :‬اﻋﺘﻦ ﺑﺄوﻻدك أآﺜﺮ‬ ‫‪ ..‬اﻃﺒﺨ ﻲ ﺟ ﻴﺪًا ‪ ..‬إﻟ ﻰ ﻣﺘ ﻰ أﻗ ﻮل ‪ :‬رﺗﺒ ﻲ‬ ‫ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ ﺗﺮدد داﺋﻤ ًﺎ ﺑﻜﻞ أرﻳﺤﻴﺔ ‪ :‬أﺑﺸﺮ ‪ ..‬إن‬ ‫ﺷﺎء اﷲ ‪ ..‬أﻣﺮك ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ – ﻧﺎﺻﺤﺔ ‪ : -‬اﻷوﻻد ﻓﻲ أﻳﺎم‬ ‫اﺧﺘ ﺒﺎرات وﻳﺤ ﺘﺎﺟﻮن وﺟ ﻮدك ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬ ‫ﺗﺘﺄﺧ ﺮ إذا ﺧ ﺮﺟﺖ ﻷﺻ ﺤﺎﺑﻚ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد‬ ‫ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﺎ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺻﺎح ﺑﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ﻟﺴ ﺖ ﻣﺘﻔ ﺮﻏ ًﺎ ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬أﺗﺄﺧ ﺮ أو ﻻ أﺗﺄﺧ ﺮ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ ﺷﻐﻠﻚ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﻟﻚ دﺧﻞ ﻓ ﱠ‬ ‫ﻓ ﺒﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ﻗ ﻞ ﻟ ﻲ ‪ :‬آ ﻴﻒ ﺗ ﺮﻳﺪهﺎ أن ﺗﻘﺒﻞ‬ ‫ﻣﻨﻪ ﻧﺼﺤ ًﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ !!‬ ‫وأﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫اﻟﺬآ ﻲ ‪ ..‬ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺴﺪ اﻟﻔﺘﺤﺎت ﻓﻲ ﺟﺪارﻩ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس أن ﻳﺴ ﺘﺮﻗﻮا اﻟﻨﻈ ﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺑﻤﻌﻨ ﻰ ‪ :‬أن ﻻ ﺗﻔ ﺘﺢ ﻣﺠﺎ ًﻻ ﻟﺸﻚ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أن إﺣﺪى اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺪﻋﻮﻳﺔ اﺳﺘﺪﻋﺖ‬ ‫ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﻋﺎة ﻟﻌﻘ ﺪ ﻣﺤﺎﺿ ﺮات ﻓ ﻲ‬ ‫أﻟﺒﺎﻧﻴﺎ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن رﺋ ﻴﺲ اﻟﻤﺮاآ ﺰ اﻟﺪﻋ ﻮﻳﺔ ﻓ ﻲ أﻟﺒﺎﻧ ﻴﺎ‬ ‫ﺣﺎﺿﺮًا اﻻﺟﺘﻤﺎع ‪..‬‬ ‫ﻧﻈ ﺮﻧﺎ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ﺧﺪﻳ ﻪ ﺷ ﻌﺮة‬ ‫واﺣﺪة ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﻈ ﺮ ﺑﻌﻀ ﻨﺎ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ ﻣﺴ ﺘﻐﺮﺑ ًﺎ ‪ !!..‬ﻓﻘ ﺪ‬ ‫ﺟ ﺮت اﻟﻌﺎدة أن ﻳﻜﻮن اﻟﺪاﻋﻴﺔ ﻣﻠﺘﺰﻣ ًﺎ ﺑﻬﺪي‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻣﻌﻔ ﻴ ًﺎ ﻟﺤﻴﺘﻪ ‪ ..‬وﻟﻮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺮﺋﻴﺲ اﻟﺪﻋﺎة ؟!‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﺑ ﺘﺪأ اﻻﺟ ﺘﻤﺎع ﻗ ﺎل ﻟ ﻨﺎ ﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫ﻼ ﻻ ﻳﻨ ﺒﺖ ﻟ ﻲ‬ ‫ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ‪ ..‬أﻧ ﺎ أﻣ ﺮد ‪ ..‬أﺻ ً‬ ‫ﻟﺤﻴﺔ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻌﻤﻠﻮا ﻟﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮة إذا اﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗﺒﺴﻤﻨﺎ وﺷﻜﺮﻧﺎﻩ ‪..‬‬ ‫وإن ﺷ ﺌﺖ ﻓﺎرﺣ ﻞ ﻣﻌ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻣﻌ ﺘﻜﻔ ًﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ رﻣﻀﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ إﻟﻴﻪ زوﺟﻪ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺣﻴﻲ ‪ τ‬زاﺋﺮة ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻜﺜﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺖ ﻟﺘﻌﻮد ﻟﺒﻴﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﺸ ﺄ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﺗﻌ ﻮد ﻓ ﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ وﺣﺪهﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻴﻮﺻﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺸ ﻰ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺮ ﺑ ﻪ رﺟ ﻼن ﻣ ﻦ‬ ‫اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأﻳﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬واﻟﻤﺮأة ﻣﻌﻪ ‪ ..‬أﺳﺮﻋﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ε‬ﻟﻬﻤﺎ ‪ :‬ﻋﻠﻰ رﺳﻠﻜﻤﺎ إﻧﻬﺎ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺣﻴﻲ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻻ ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أي ‪ :‬أﻳُﻌﻘﻞ أن‬ ‫ﻧﺸﻚ ﻓﻴﻚ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻚ اﻣﺮأة أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻨﻚ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬إن اﻟﺸ ﻴﻄﺎن ﻳﺠﺮي ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺠﺮى‬ ‫اﻟﺪم ‪ ..‬وإﻧﻲ ﺧﺸﻴﺖ أن ﻳﻘﺬف ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻤﺎ ﺷﺮًا ‪..‬‬ ‫أو ﻗﺎل ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪.. (60) ..‬‬ ‫ﺷﺠﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ أن ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺌﻚ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ أن‬ ‫ﺗﻌﺘﺮف ﺑﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻜﺮرﻩ ﻣﺮة أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫‪ 43.‬ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻷﺧﻄﺎء!‬ ‫اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻷﺧﻄ ﺎء ﻓ ﻦ ‪ ..‬ﻓﻠﻜ ﻞ ﺑ ﺎب ﻣﻔ ﺘﺎح ‪..‬‬ ‫وﻟﻠﻘﻠﻮب دروب ‪..‬‬ ‫إذا وﻗ ﻊ أﺣ ﺪ ﻓ ﻲ ﺧﻄ ﺄ آﺒﻴ ﺮ ‪ ..‬واﻧﺘﺸ ﺮ ﺧﺒ ﺮﻩ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﺘﺮﻗﺒﻮن ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻞ ﻓﺄﺷﻐﻠﻬﻢ‬ ‫ﺑﺸﻲء ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪك وﻗﺖ ﻟﺪراﺳﺔ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺘﺠ ﺮّأ أﺣ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺜﻞ ﻓﻌﻠ ﻪ ‪ ..‬أو ﻳﺘﻌﻮدوا‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺨﻄﺄ ‪..‬‬ ‫ﺧﺮج ‪ ε‬ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﺰوة ﺑﻨﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ‪..‬‬ ‫وأﺛﻨﺎء رﺟﻮﻋﻬﻢ ‪ ..‬ﻧﺰﻟﻮا ﻳﺴﺘﺮﻳﺤﻮن ‪..‬‬ ‫ﻓﺄرﺳﻞ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻟﻬﻢ اﺳﻤﻪ ‪ :‬ﺟﻬﺠﺎﻩ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺴﻌﻮد ‪ ..‬ﻟﻴﺴﺘﻘﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺌﺮ ﻣﺎ ًء ‪..‬‬ ‫وأرﺳﻞ اﻷﻧﺼﺎر ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻟﻬﻢ اﺳﻤﻪ ‪ :‬ﺳﻨﺎن ﺑﻦ وﺑﺮ‬ ‫) ‪( 60‬‬

‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬

‫‪104‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﻟﺠﻬﻨﻲ ‪ ..‬ﻟﻴﺴﺘﻘﻲ ﻟﻬﻢ أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺎزدﺣﻢ اﻟﻐﻼﻣ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺎء ‪ ..‬ﻓﻜﺴ ﻊ‬ ‫أﺣ ﺪهﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬أي ﺿﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺮخ اﻟﺠﻬﻨﻲ ‪ :‬ﻳﺎاااا ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫وﺻﺮخ ﺟﻬﺠﺎﻩ ‪ :‬ﻳﺎاااا ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺜﺎر اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬وﺛﺎر اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون ‪..‬‬ ‫واﺷ ﺘﺪ اﻟﺨﻼف ‪ ..‬واﻟﻘﻮم ﻗﺎدﻣﻮن ﻣﻦ ﺣﺮب‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﺑﺴﻼﺣﻬﻢ !!‬ ‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ‪ .. ε‬ﺣﺘﻰ اﻃﻔﺄ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺤﺮآﺖ اﻷﻓﺎﻋﻲ ‪..‬‬ ‫ﻏﻀ ﺐ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻦ ﺳﻠﻮل ‪ ..‬وﻋﻨﺪﻩ‬ ‫رهﻂ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أوﻗ ﺪ ﻓﻌﻠ ﻮهﺎ!! ﻗ ﺪ ﻧﺎﻓ ﺮوﻧﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺎﺛ ﺮوﻧﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻼدﻧ ﺎ ‪ ..‬واﷲ ﻣ ﺎ أﻋ ﺪﱡﻧﺎ‬ ‫وﺟﻼﺑ ﻴﺐ ﻗ ﺮﻳﺶ هﺬﻩ ‪ ..‬إﻻ آﻤﺎ ﻗﺎل اﻷول ‪:‬‬ ‫ﺳَـﻤﱢﻦ آﻠﺒﻚ ﻳﺄآﻠﻚ ‪ ..‬وﺟﻮﱢع آﻠﺒﻚ ﻳﺘﺒﻌﻚ !!‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل اﻟﺨﺒ ﻴﺚ ‪ :‬أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﺌﻦ رﺟﻌ ﻨﺎ اﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻟﻴﺨﺮﺟﻦ اﻷﻋ ﱡﺰ ﻣﻨﻬﺎ اﻷذ ﱠل ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﺣﻀ ﺮﻩ ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ه ﺬا ﻣ ﺎ ﻓﻌﻠ ﺘﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴ ﻜﻢ ‪ ..‬أﺣﻠﻠﺘﻤﻮهﻢ ﺑﻼدآﻢ‬ ‫‪ ..‬وﻗﺎﺳ ﻤﺘﻤﻮهﻢ أﻣ ﻮاﻟﻜﻢ ‪ ..‬أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﻮ‬ ‫أﻣﺴ ﻜﺘﻢ ﻋ ﻨﻬﻢ ﻣ ﺎ ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻜﻢ ‪ ..‬ﻟ ﺘﺤﻮﻟﻮا إﻟ ﻰ‬ ‫ﻏﻴﺮ دارآﻢ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻳﻬﺪد وﻳﺘﻮﻋﺪ ‪ ..‬واﻟﺬﻳﻦ ﻋﻨﺪﻩ‬ ‫ﻣ ﻦ أﻧﺼ ﺎرﻩ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻳ ﺆﻳﺪوﻧﻪ‬ ‫وﻳﺸﺠﻌﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻏﻼم ﺻﻐﻴﺮ ‪ ..‬اﺳﻤﻪ‬ ‫زﻳﺪ اﺑﻦ أرﻗﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻀﻰ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ اﻟﺨﺒﺮ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻋﻤ ﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ε‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺜﺎر ‪ ..‬آﻴﻒ ﻳﺠﺮؤ هﺬا اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ε‬ﺑﻬ ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻘﺒ ﻴﺢ ‪ ..‬ورأى ﻋﻤ ﺮ‬ ‫أن ﻗﺘﻞ اﻷﻓﻌﻰ أوﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ذﻳﻠﻬﺎ ‪ ..‬ورأى‬ ‫أن ﻗ ﺘﻞ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل ‪ ..‬ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻬﺪهﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ أن ﻳﻘ ﺘﻠﻪ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ اﻷﻧﺼ ﺎر ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أﺳﻠﻢ ﻣﻦ أن ﻳﻘﺘﻠﻪ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺮ ﺑﻪ ﻋﺒﺎد اﺑﻦ ﺑﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎري ﻓﻠﻴﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ آ ﺎن أﺣﻜ ﻢ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻢ ﻗﺎدﻣ ﻮن ﻣ ﻦ‬ ‫ﺣ ﺮب ‪ ..‬واﻟ ﻨﺎس ﺑﺴﻼﺣﻬﻢ ‪ ..‬واﻟﻨﻔﻮس ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ‬ ‫‪ ..‬وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ إﺛﺎرﺗﻬﻢ أآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻓﻜ ﻴﻒ ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ اذا ﺗﺤ ﺪث اﻟ ﻨﺎس أن‬ ‫ﻣﺤﻤﺪًا ﻳﻘﺘﻞ أﺻﺤﺎﺑﻪ ؟!‬ ‫ﻻ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﺁذن اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪ ﻧ ﺰﻟﻮا ﻟﻠ ﺘ ّﻮ واﺳ ﺘﻈﻠﻮا ‪ ..‬ﻓﻜ ﻴﻒ‬ ‫ﻳﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺤﺮ واﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬ ‫وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﺎدﺗﻪ ‪ ε‬أن ﻳﺮﺗﺤﻞ ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺤﺮ ‪..‬‬ ‫ارﺗﺤﻞ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وﺑﻠ ﻎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺳ ﻠﻮل أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫أﺧﺒﺮﻩ زﻳﺪ ﺑﻦ أرﻗﻢ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﺟﻌﻞ ﻳﺤﻠﻒ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻜﻠﻤ ﺖ ﺑ ﻪ ‪ ..‬آ ﺬب ﻋﻠ ﱠ‬ ‫اﻟﻐﻼم ‪..‬‬ ‫وآﺎن اﺑﻦ ﺳﻠﻮل رﺋﻴﺴ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﺷﺮﻳﻔﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻋﺴ ﻰ أن ﻳﻜﻮن‬ ‫اﻟﻐﻼم أوْه َﻢ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﺮﺟﻞ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺳ ﻴﺪ ﻣ ﻦ ﺳ ﺎدة اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬أﺳﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﻀﻴﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺤﻴﺎﻩ ﺑﺘﺤﻴﺔ اﻟﻨﺒﻮة وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬واﷲ ﻟﻘ ﺪ رﺣﺖ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻨﻜﺮة‬ ‫‪ ..‬ﻣﺎ آﻨﺖ ﺗﺮوح ﻓﻲ ﻣﺜﻠﻬﺎ !!‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ ‪ ε‬وﻗﺎل ‪ :‬أو ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻚ ﻣﺎ ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ‬ ‫؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أي ﺻﺎﺣﺐ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻣﺎ ﻗﺎل ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬زﻋ ﻢ أﻧﻪ ان رﺟﻊ اﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أﺧﺮج اﻷﻋ ﱡﺰ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ اﻷذ ﱠل ‪..‬‬ ‫ﻓﺜﺎر أﺳﻴﺪ وﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﻧﺖ واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺗﺨﺮﺟﻪ‬ ‫إن ﺷﺌﺖ ‪ ..‬هﻮ واﷲ اﻟﺬﻟﻴﻞ ‪ ..‬وأﻧﺖ اﻟﻌﺰﻳﺰ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل أﺳﻴﺪ ﻣﺨﻔﻔ ًﺎ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪: ε‬‬

‫‪105‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ارﻓ ﻖ ‪ ..‬ﻟﻘ ﺪ ﺟﺎءﻧﺎ اﷲ ﺑﻚ‬ ‫وإن ﻗ ﻮﻣﻪ ﻟﻴ ﻨﻈﻤﻮن ﻟ ﻪ اﻟﺨ ﺮز ﻟﻴ ﺘﻮﺟﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺮى أﻧﻚ ﻗﺪ اﺳﺘﻠﺒﺘﻪ ﻣﻠﻜ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﻜﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬وﻣﻀ ﻰ ﺑ ﺮاﺣﻠﺘﻪ ‪..‬‬ ‫واﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺠﻤ ﻊ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﻳﺮﺣﻞ راﺣﻠﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻠ ﺖ اﻟﺤﺎدﺛ ﺔ ﺗﻨﺘﺸ ﺮ ‪ ..‬وﺻﺎرت أﺣﺎدﻳﺚ‬ ‫اﻟﺠ ﻴﺶ ‪ .. :‬ﻟﻤﺎذا ارﺗﺤﻠﻨﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻮﻗﺖ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎذا ﻗ ﺎل ؟ آ ﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ؟ ﺻ ﺪق اﺑ ﻦ‬ ‫ﺳﻠﻮل ‪ ..‬ﻻ ﺑﻞ آﺬب ‪..‬‬ ‫وﺑ ﺪأت اﻟﺸ ﺎﺋﻌﺎت ﺗ ﺰﻳﺪ ‪ ..‬واﻟﻜ ﻼم ﻳ ﺰاد ﻓ ﻴﻪ‬ ‫و ُﻳ ﻨﻘَﺺ ‪ ..‬واﺿ ﻄﺮب اﻟﺠ ﻴﺶ ‪ ..‬وه ﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻃ ﺮﻳﻘﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﺘﺎل ‪ ..‬وﻳﻤ ﺮون ﺑﻘﺒﺎﺋﻞ أﻋﺪاء‬ ‫ﻳﺘﺮﺑﺼﻮن ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺸ ﻌﺮ ‪ ε‬أن اﻟﺠ ﻴﺶ ﺑ ﺪأ ﻳﻨﻘﺴ ﻢ ‪ ..‬ﻓ ﺄراد أن‬ ‫ﻳﺸ ﻐﻠﻬﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬وﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻷﻧﻬ ﻢ ﻳﺰﻳﺪون أوارهﺎ ‪ ..‬وﻳﺸﻌﻠﻮن اﻟﻔﺘﻨﺔ‬ ‫ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫وﺻ ﺎر اﻟ ﻨﺎس ﻳﺘ ﺮﻗﺒﻮن ﻣﺘ ﻰ ﻳﻨ ﺰﻟﻮن ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻳﺠ ﺘﻤﻊ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ وﻳ ﺘﺤﺪﺛﻮا ﻓ ﻲ‬ ‫اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺸ ﻰ ‪ ε‬ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻳ ﻮﻣﻬﻢ ذﻟ ﻚ واﻟﺸ ﻤﺲ‬ ‫ﻓﻮﻗﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﺸﻰ وﻣﺸﻰ ﺣﺘﻰ ﻏﺎﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻈ ﻦ اﻟ ﻨﺎس أﻧﻬ ﻢ ﺳ ﻴﻨﺰﻟﻮن ﻟﻠﺼ ﻼة‬ ‫وﻳ ﺮﺗﺎﺣﻮن ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ ﻳﻨ ﺰل إﻻ دﻗﺎﺋ ﻖ ﻣﻌﺪودات‬ ‫‪ ..‬ﺻ ﻠﻮا ﺛ ﻢ أﻣ ﺮهﻢ ﻓﺎرﺗﺤﻠ ﻮا ‪ ..‬وواﺻ ﻞ‬ ‫اﻟﻤﺸﻲ ﻟﻴﻠﺘﻬﻢ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻧ ﺰل ﻓﺼ ﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻣﺮهﻢ ﻓﺎرﺗﺤﻠﻮا‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻣﺸ ﻮا ﺻ ﺒﺎﺣﻬﻢ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻌ ﺒﻮا ‪ ..‬وﺁذﺗﻬ ﻢ‬ ‫اﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺷﻌﺮ أن اﻹرهﺎق واﻟﺘﻌﺐ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﺟﻬﺪ ﻟﻠﻜﻼم ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺮهﻢ ﻓﻨ ﺰﻟﻮا ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ آ ﺎدت أﺟﺴﺎدهﻢ ﺗﻤﺲ‬ ‫اﻷرض ‪ ..‬ﺣﺘﻰ وﻗﻌﻮا ﻧﻴﺎﻣﺎ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤﺎ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﻴﺸﻐﻞ اﻟﻨﺎس ﻋﻤﺎ ﺣﺪث ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﻳﻘﻈﻬ ﻢ ‪ ..‬وارﺗﺤ ﻞ ﺑﻬ ﻢ ‪ ..‬وواﺻﻞ ﺣﺘﻰ‬ ‫دﺧ ﻞ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬وﺗﻔ ﺮق اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ ﺑ ﻴﻮﺗﻬﻢ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻋﻨﺪ أهﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وأﻧﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻮرة اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ‪:‬‬ ‫ﻦ ﻋِﻨ َﺪ‬ ‫ﻋﻠَﻰ َﻣ ْ‬ ‫ن َﻻ ﺗُﻨ ِﻔﻘُﻮا َ‬ ‫ﻦ َﻳﻘُﻮﻟُﻮ َ‬ ‫) ُه ُﻢ اﱠﻟﺬِﻳ َ‬ ‫ﻦ‬ ‫ﺧ ﺰَا ِﺋ ُ‬ ‫ﷲ َ‬ ‫ﻀ ﻮا َو ﱠِ‬ ‫ﺣ ﱠﺘ ﻰ ﻳَﻨ َﻔ ﱡ‬ ‫ﷲ َ‬ ‫ﺳ ﻮ ِل ا ِﱠ‬ ‫َر ُ‬ ‫ﻦ َﻻ‬ ‫ﻦ ا ْﻟ ُﻤﻨَﺎ ِﻓ ِﻘ ﻴ َ‬ ‫ض َو َﻟ ِﻜ ﱠ‬ ‫ت وَا َْﻷ ْر ِ‬ ‫ﺴ ﻤَﺎوَا ِ‬ ‫اﻟ ﱠ‬ ‫ﺟ ْﻌ ﻨَﺎ ِإ َﻟ ﻰ ا ْﻟ َﻤﺪِﻳ َﻨ ِﺔ‬ ‫ن َﻟ ﺌِﻦ ﱠر َ‬ ‫ن * َﻳﻘُﻮُﻟ ﻮ َ‬ ‫َﻳ ْﻔ َﻘ ُﻬ ﻮ َ‬ ‫ﷲ ا ْﻟ ِﻌ ﺰﱠ ُة‬ ‫ﻋ ﱡﺰ ِﻣ ْﻨﻬَﺎ ا َْﻷ َذ ﱠل َو ﱠِ‬ ‫ﻦ ا َْﻷ َ‬ ‫ﺟﱠ‬ ‫ﺨ ِﺮ َ‬ ‫َﻟ ُﻴ ْ‬ ‫ﻦ َﻻ‬ ‫ﻦ ا ْﻟ ُﻤﻨَﺎ ِﻓ ِﻘ ﻴ َ‬ ‫ﻦ َو َﻟ ِﻜ ﱠ‬ ‫ﺳ ﻮ ِﻟ ِﻪ َو ِﻟ ْﻠ ُﻤ ْﺆ ِﻣ ِﻨ ﻴ َ‬ ‫َو ِﻟ َﺮ ُ‬ ‫ن ( ‪..‬‬ ‫َﻳ ْﻌ َﻠﻤُﻮ َ‬ ‫ﻓﻘﺮأهﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﺛﻢ أﺧﺬ ﺑﺄذن اﻟﻐﻼم زﻳﺪ ﺑﻦ‬ ‫أرﻗﻢ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬هﺬا اﻟﺬي أوﻓﻰ ﷲ ﺑﺄذﻧﻪ ‪..‬‬ ‫وﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﺴﺒﻮن اﺑﻦ ﺳﻠﻮل ‪ ..‬وﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﻋﻤ ﺮ وﻗ ﺎل ‪ :‬أرأﻳ ﺖ ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬ﻟﻮ‬ ‫ﻗﺘﻠ ﺘﻪ ﻳ ﻮم ذآ ﺮت ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻷرﻋ ﺪت ﻟ ﻪ أﻧ ﻮف ﻟ ﻮ‬ ‫أﻣﺮﺗﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﺑﻘﺘﻠﻪ ﻟﻘﺘﻠﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﺑﺸﻲء ‪..‬‬ ‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ إذا وﻗ ﻊ اﻟﺨﻄ ﺄ أﻣ ﺎم اﻟ ﻨﺎس ﻗﺪ ﺗﺤﺘﺎج أن‬ ‫ﺗﻨﻜ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳ ﺐ ‪ ..‬وإن آ ﺎن أﻣ ﺎم‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ أﻳ ﺎم ﻗﺤ ﻂ ‪ ..‬واﺣﺘ ﺒﺎس ﻣﻄ ﺮ ‪ ..‬وﻗﻠ ﺔ‬ ‫زرع ‪..‬‬ ‫إذ أﺗﺎﻩ أﻋﺮاﺑﻲ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺟﻬﺪت اﻷﻧﻔﺲ ‪ ..‬وﺿﺎﻋﺖ اﻟﻌﻴﺎل ‪..‬‬ ‫وﻧﻬﻜﺖ اﻷﻣﻮال ‪ ..‬وهﻠﻜﺖ اﻷﻧﻌﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺴ ﻖ اﷲ ﻟ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﺎ ﻧﺴﺘﺸ ﻔﻊ ﺑ ﻚ ﻋﻠﻰ اﷲ ‪..‬‬ ‫وﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻪ ﻳﻘ ﻮل ﻧﺴﺘﺸ ﻔﻊ‬ ‫ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ واﻟﻮاﺳﻄﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﻦ اﻷدﻧﻰ إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ‬ ‫‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳﺠ ﻮز أن ﻳﻘ ﺎل إن اﷲ ﻳﺸ ﻔﻊ ﻋ ﻨﺪ ﺧﻠﻘ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﻳﺄﻣﺮهﻢ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ‪ ..‬ﻷﻧﻪ أﻋﻠﻰ وأرﻓﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬وﻳﺤﻚ !! أﺗﺪري ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ؟!!‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟﻌﻞ ‪ ε‬ﻳﻘﺪس اﷲ ‪ ..‬وﻳﺮدد ‪ ..‬ﺳﺒﺤﺎاان اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺳﺒﺤﺎاان اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ زال ﻳﺴﺒﺢ ﺣﺘﻰ ﻋُﺮف ذﻟﻚ ﻓﻲ وﺟﻮﻩ أﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬

‫‪106‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺴﺘَﺸﻔ ُﻊ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﻣﻦ‬ ‫وﻳﺤ ﻚ !! إﻧ ﻪ ﻻ ُﻳ ْ‬ ‫ن اﷲ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺧﻠﻘﻪ ‪ ..‬ﺷﺄ ُ‬ ‫وﻳﺤ ﻚ !! أﺗ ﺪري ﻣ ﺎ اﷲ ؟! إن ﻋﺮﺷ ﻪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺳ ﻤﺎواﺗﻪ ﻟﻬﻜ ﺬا ‪ ..‬وﻗ ﺎل ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺒﺔ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬وإﻧ ﻪ ﻟﻴﺌﻂ ﺑﻪ أﻃﻴﻂ اﻟﺮﺣﻞ ﺑﺎﻟﺮاآﺐ‬ ‫‪.. (61) ..‬‬ ‫وﻟﻜﻦ إذا وﻗﻊ اﻟﺨﻄﺄ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻗﺪ‬ ‫ﻳﻜﻮن هﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻦ ‪..‬‬ ‫أﺗ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ ﺑ ﻴﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ τ‬ﻓ ﻲ‬ ‫ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﺿﻊ ﻧﻌﻠﻴﻪ ﻣﻦ رﺟﻠﻴﻪ ‪ ..‬ووﺿﻊ رداءﻩ ‪..‬‬ ‫واﺿﻄﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﺒﺚ آﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻇﻦ أن ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺪ رﻗﺪت‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎم ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﻪ ‪ ..‬وﻟ ﺒﺲ رداءﻩ‬ ‫وﻧﻌﻠﻴﻪ ‪ ..‬روﻳﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻓ ﺘﺢ اﻟ ﺒﺎب روﻳ ﺪًا ‪ ..‬وﺧ ﺮج ‪ ..‬وأﻏﻠﻘ ﻪ‬ ‫روﻳﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻏ ْﻴ ﺮ ُة‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأت ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬دﺧﻠ ﺘﻬﺎ َ‬ ‫اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ ..‬وﺧﺸ ﻴﺖ أﻧ ﻪ ذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫ﻧﺴﺎﺋﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻣ ﺖ ‪ ..‬وﻟﺒﺴ ﺖ درﻋﻬ ﺎ ‪ ..‬وﺧﻤﺎره ﺎ ‪..‬‬ ‫واﻧﻄﻠﻘ ﺖ ﻓ ﻲ إﺛ ﺮﻩ ‪ ..‬ﺗﻤﺸﻲ وراءﻩ ‪ ..‬دون‬ ‫أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ‪ .. ρ‬ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫ﺟﺎء ﻣﻘﺒﺮة اﻟﺒﻘﻴﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪهﺎ ‪ ..‬ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﺒﻮر أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮا ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ‪ ..‬وﻣﺎﺗﻮا ﻣﺠﺎهﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫واﺟ ﺘﻤﻌﻮا ﺗﺤ ﺖ اﻟﺜﺮى ‪ ..‬ﻟﻴﺮﺿﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺴ ﱠﺮ وأﺧﻔﻰ ‪..‬‬ ‫أﺧ ﺬ ‪ ρ‬ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻗ ﺒﻮرهﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﺬآ ﺮ‬ ‫أﺣﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ رﻓ ﻊ ﻳﺪﻳ ﻪ ﻓ ﺪﻋﺎ ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ أﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻘﺒﻮر ‪ ..‬ﺛﻢ رﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺪﻋﺎ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻟﺒﺚ ﻣﻠﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ رﻓﻌﻬﺎ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وأﻃﺎل اﻟﻘﻴﺎم ‪ ..‬وﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ‬ ‫) ‪( 61‬‬

‫رواﻩ أﺑﻮ داود‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ ‪ ρ‬وراءﻩ راﺟﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأت ذﻟ ﻚ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ ..‬اﻧﺤ ﺮﻓﺖ إﻟ ﻰ وراﺋﻬ ﺎ‬ ‫راﺟﻌﺔ ‪ ..‬ﺧﺸﻴﺔ أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺳﺮع ‪ ρ‬ﻣﺸﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﺖ ‪ ..‬ﻓﺄﺣﻀ َﺮ – أي ﺟ ﺮى‬ ‫ﻓﻬ ﺮول ‪ ..‬ﻓﻬ ﺮوﻟ ْ‬ ‫ت وﺟﺮت ‪..‬‬ ‫ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ ‪ -‬ﻓﺄﺣﻀﺮ ْ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺳﺒﻘﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﺪﺧﻠﺖ ‪..‬‬ ‫وﻧ ﺰﻋﺖ درﻋﻬ ﺎ وﺧﻤﺎره ﺎ ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻠﺖ إﻟﻰ ﻓﺮاﺷﻬﺎ‬ ‫ﻓﺎﺿ ﻄﺠﻌﺖ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬آﻬﻴ ﺌﺔ اﻟ ﻨﺎﺋﻤﺔ ‪ ..‬وﻧﻔَﺴ ﻬﺎ‬ ‫ﻳﺘﺮدد ﻓﻲ ﺻﺪرهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﺧﻞ ‪ ρ‬اﻟﺒﻴﺖ ‪ ..‬ﻓﺴﻤﻊ ﺻﻮت َﻧﻔَﺴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺶ ‪ ..‬ﺣﺸﻴ ًﺎ راﺑﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻻ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﺘﺨﺒﺮﻧﻲ ‪ ..‬أو ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﻲ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﺨﺒﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺒ ﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺨﺒ ﺮ ‪ ..‬وأﻧﻬﺎ ﻏﺎرت ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ‬ ‫ﺗﻨﻈﺮ أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ ‪..‬‬ ‫ﺖ أﻣﺎﻣﻲ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬أﻧﺖ اﻟﺬي رأﻳ ُ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺪرهﺎ ‪ ..‬دﻓﻌﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻇﻨﻨﺖ أن ﻳﺤﻴﻒ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫س ‪ ..‬ﻳﻌﻠﻤ ﻪ اﷲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ :‬ﻣﻬﻤ ﺎ ﻳﻜ ﺘ ِﻢ اﻟ ﻨﺎ ُ‬ ‫ﻋﺰ وﺟﻞ ‪..‬؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ ρ‬ﻣﺒﻴﻨ ًﺎ ﻟﻬﺎ ﺧﺒﺮ ﺧﺮوﺟﻪ ‪:‬‬ ‫إن ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ‪ ..‬أﺗﺎﻧﻲ ﺣﻴﻦ رأﻳﺖ ‪ ..‬وﻟﻢ‬ ‫ﻳﻜﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻚ وﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﺛﻴﺎﺑﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺎداﻧ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﺧﻔ ﻰ ﻣ ﻨﻚ ﻓﺄﺟﺒ ﺘﻪ وأﺧﻔﻴ ﺘﻪ ﻣ ﻨﻚ ‪..‬‬ ‫وﻇﻨ ﻨﺖ أﻧ ﻚ ﻗ ﺪ رﻗ ﺪت ‪ ..‬ﻓﻜ ﺮهﺖ أن أوﻗﻈ ﻚ ‪..‬‬ ‫وﺧﺸ ﻴﺖ أن ﺗﺴﺘﻮﺣﺸ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﻣﺮﻧ ﻲ أن ﺁﺗ ﻲ أه ﻞ‬ ‫اﻟﺒﻘﻴﻊ ﻓﺄﺳﺘﻐﻔ َﺮ ﻟﻬﻢ ‪.. (62) ..‬‬ ‫ﻼ ﻟـﻴﱢﻨ ًﺎ ﻻ ﻳﻜﺒﺮ اﻷﺧﻄﺎء ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬آﺎن ‪ .. ρ‬ﺳﻬ ً‬ ‫ﺑﻞ آﺎن ﻳﺮددهﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫آﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ‪ :‬ﻻ ﻳﻔﺮك ﻣﺆﻣﻦ ﻣﺆﻣﻨﺔ ‪ ..‬إن آﺮﻩ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘ ًﺎ ‪ ..‬رﺿﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫أي ﻻ ﻳﺒﻐﻀ ﻬﺎ ﺑﻐﻀ ًﺎ ﺗﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻷﺟﻞ ﺧﻠﻖ ﻋﻨﺪهﺎ ‪..‬‬ ‫أو ﻃﺒ ٍﻊ ﻳﻼزﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫) ‪( 62‬‬

‫رواﻩ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺟﻴﺪ‬

‫‪107‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺑ ﻞ ﻳﻐﻔ ﺮ ﺳ ﻴﺌﺘﻬﺎ ﻟﺤﺴ ﻨﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا رأى‬ ‫ﺧﻄﺄه ﺎ ﺗﺬآ ﺮ ﺻﻮاﺑﻬﺎ ‪ ..‬وإذا ﺷﺎهﺪ ﺳﻮءهﺎ‬ ‫ﺗﺬآﺮ ﺣﺴﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻳﺘﻐﺎﺿ ﻰ ﻋﻤ ﺎ ﻳﻜ ﺮهﻪ ﻣ ﻦ ﺧﻠﻘﻬ ﺎ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻻ‬ ‫ﻳﺮﺿﺎﻩ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫إﺿﺎءة ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﻠﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ‬ ‫‪..‬‬

‫ﻓَـﻜﱢﻚ اﻟﺤﺰﻣﺔ ‪!!..‬‬ ‫‪44.‬‬ ‫إذا آ ﺎن اﻟﺨﻄ ﺄ واﻗﻌ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻷﺻﻞ أن ﺗﻨﺼﺤﻬﻢ وهﻢ ﻣﺠﺘﻤﻌﻮن ‪..‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ ﻗ ﺪ ﺗﺤ ﺘﺎج أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ أن ﺗﻔﻜ ﻚ اﻟﺤﺰﻣﺔ ‪..‬‬ ‫أﻋﻨ ﻲ ‪..‬أن ﺗﻜﻠ ﻢ آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻋﻠى ﺎ ﺣ ﺪة ‪..‬‬ ‫وﺗﻨﺼﺤﻪ ‪.‬‬ ‫ﻣ ﺜﺎل ‪ :‬ﻣ ﺮرت ﺑﻤﺠﻠ ﺲ ﻣﻨ ﺰﻟﻜﻢ ‪ ..‬وﺳ ﻤﻌﺖ‬ ‫أﺧ ﺎك ﻳﺘﺤﺪث ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ – وآﺎﻧﻮا ﺿﻴﻮﻓ ًﺎ‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻩ – وﻳﺨﻄﻄﻮن أن ﻳﺴﺎﻓﺮوا إﻟﻰ ﺑﻠﺪ آﺬا‬ ‫‪ ..‬وه ﺬا اﻟ ﺒﻠﺪ ﻻ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺬهﺐ إﻟﻴﻪ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﺘﻌ ﺮض ﻟﻠﻤﺤ ﺮﻣﺎت اﻟﻜ ﺒﺎر ‪ ..‬آﺎﻟ ﺰﻧﺎ‬ ‫وﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ ‪..‬‬ ‫أردت أن ﺗﻨﺼﺢ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ أن ﺗ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﺗﻨﺼ ﺤﻬﻢ‬ ‫ﺑﻜﻠﻤﺘ ﻴﻦ ‪ ..‬وﺗﺨ ﺮج ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻻ‬ ‫ﺗﻜﻮن ﻧﺎﺟﺤﺔ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﻚ أن ﺗﻔﻜ ﻚ اﻟﺤ ﺰﻣﺔ ‪ ..‬وﺗﻜﺴ ﺮ آ ﻞ‬ ‫ﻋﻮد ﻋﻠﻰ ﺣﺪة ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ؟!‬ ‫إذا ﺗﻔ ﺮﻗﻮا اﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﻣ ﻦ ﺗﻈ ﻨﻪ أﻋﻘﻠﻬ ﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻞ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﺑﻠﻐﻨﻲ أﻧﻜﻢ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮون ‪..‬‬ ‫وأﻧ ﺖ أﻋﻘﻠﻬﻢ ‪ ..‬وﺗﻌﻠﻢ أن هﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻻ ﻳﺴﻠﻢ‬ ‫اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﻼﻳﺎ واﻟﻔﺘﻦ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻳﻌﻮد‬ ‫ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ أو ﻣﺒﺘﻠ ﻰ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﻚ أن ﺗﻜﺴ ﺐ‬ ‫أﺟ ﺮهﻢ ‪ ..‬وﺗﻘﺘ ﺮح ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أن ﻳﺴ ﺎﻓﺮوا إﻟ ﻰ‬ ‫ﺑﻠ ﺪ ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﺗﺴﺘﻤﺘﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻷﻧﻬﺎر واﻟﺒﺤﺎر‬ ‫‪ ..‬واﻟﻠﻌﺐ واﻷﻧﺲ ‪ ..‬ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺼﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺷ ﻚ أﻧ ﻪ إذا ﺳ ﻤﻊ ﻣ ﻨﻚ ه ﺬا اﻟﻜ ﻼم‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﺤﺴﻦ ‪ ..‬ﺳﻴﻘﻞ ﺣﻤﺎﺳﻪ إﻟﻰ اﻟﻨﺼﻒ ‪..‬‬ ‫اذهﺐ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬وﻗﻞ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﻞ ﻟﻠﺜﺎﻟﺚ ﻣﺜﻠﻪ ‪..‬‬ ‫دون أن ﻳﺸﻌﺮ آﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺤﺪﻳﺜﻚ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﺠﺪ أﻧﻬ ﻢ إذا اﺟﺘﻤﻌﻮا ‪ ..‬وﺗﺸﺠﱠﻊ أﺣﺪهﻢ واﻗﺘﺮح‬ ‫ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺒﻠﺪ ‪ ..‬وﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﺎوﻧﻪ ‪..‬‬ ‫أو ﻟ ﻮ اآﺘﺸ ﻔﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ أن أوﻻدك ﻳﺠ ﺘﻤﻌﻮن ﻓ ﻲ‬ ‫ﻏ ﺮﻓﺔ أﺣ ﺪهﻢ ‪ ..‬وﻳﻨﻈﺮون إﻟﻰ ﺷﺮﻳﻂ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺧﻠﻴﻊ‬ ‫‪ ..‬أو ﻣﻘﺎﻃ ﻊ ) ﺑﻠﻮﺗ ﻮث ( ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮر ﺧﻠﻴﻌﺔ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻨﺼﺢ آ ً‬ ‫ﺣﺪة ‪ ..‬ﻟﻜﻴﻼ ﺗﺄﺧﺬهﻢ اﻟﻌﺰة ﺑﺎﻹﺛﻢ ‪..‬‬ ‫هﻞ ﻟﻬﺬا ﺷﺎهﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮة ؟ ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ اﺷﺘﺪ اﻟﺨﻼف ﺑﻴﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬وﺑﻴﻦ ﻗﺮﻳﺶ‬ ‫‪..‬‬ ‫اﺟ ﺘﻤﻌﺖ ﻗﺮﻳﺶ وﻗﺎﻃﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ وﺟﻤﻴﻊ أﻗﺎرﺑﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ ‪ ..‬وآﺘ ﺒﺖ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ أن ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ ﻻ‬ ‫ﻳُﺸ ﺘﺮى ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻻ ُﻳ ﺒﺎع ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪ ..‬وﻻ ﻳُﺰوﱠﺟﻮن‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﻳُﺘﺰوﱠج ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣ ﺒﺲ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ وا ٍد ﻏﻴ ﺮ ذي‬ ‫وُ‬ ‫زرع ‪..‬‬ ‫واﺷ ﺘﺪت اﻟﻜﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺣﺘﻰ أآﻠﻮا اﻟﺸﺠﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﻣﻀﻰ أﺣﺪهﻢ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻟﻴﺒﻮل ‪ ..‬ﻓﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗ ًﺎ ﺗﺤﺘﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻨﻈ ﺮ ﻓ ﺈذا ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣ ﻦ ﺟﻠ ﺪ ﺑﻌﻴ ﺮ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬهﺎ ‪..‬‬ ‫وﻏﺴ ﻠﻬﺎ وﺷ ﻮاهﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎر ‪ ..‬ﺛﻢ ﻓﺘّـﺘَـﺘﻬﺎ ‪ ..‬وﺧﻠﻄﻬﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﺎء ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﺘﻤﻮﱠن ﺑﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم !!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ε‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻟﻌﻤ ﻪ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ – وآ ﺎن ﻣﺤﺒﻮﺳ ًﺎ‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺐ ‪: -‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻋ ﻢ إن اﷲ ﻗ ﺪ ﺳ ﻠﻂ ا َﻷرَﺿ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﺗﺪع ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻤ ًﺎ هﻮ ﷲ إﻻ أﺛﺒﺘﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬وﻧﻔﺖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻘﻄﻴﻌﺔ واﻟﺒﻬﺘﺎن ‪..‬‬ ‫أي إن داﺑ ﺔ اﻷرﺿ ﺔ أآﻠ ﺖ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ ﻗﺮﻳﺸ ﺲ ﻓﻠ ﻢ‬ ‫ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ ﻋﺒﺎرة ‪ :‬ﺑﺎﺳﻤﻚ اﻟﻠﻬﻢ !!‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺐ أﺑ ﻮ ﻃﺎﻟ ﺐ وﻗﺎل ‪ :‬أرﺑﻚ أﺧﺒﺮك ﺑﻬﺬا ؟ ﻗﺎل‬ ‫‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻴﻚ أﺣ ﺪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أﺧﺒ ﺮ‬ ‫ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺑﺬﻟﻚ ‪..‬‬

‫‪108‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺛﻢ ﺧﺮج إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬إن اﺑﻦ أﺧﻲ ﻗﺪ أﺧﺒﺮﻧﻲ‬ ‫ﺑﻜﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫ﻓﻬﻠ ﱠﻢ ﺻﺤﻴﻔﺘﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈن آﺎﻧ ﺖ آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ﻓﺎﻧ ﺘﻬﻮا ﻋ ﻦ ﻗﻄﻴﻌﺘ ﻨﺎ‬ ‫واﻧﺰﻟﻮا ﻋﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وإن آ ﺎن آﺎذﺑ ًﺎ ‪ ..‬دﻓﻌ ﺖ إﻟ ﻴﻜﻢ اﺑ ﻦ أﺧ ﻲ‬ ‫ﻓﺎﻓﻌﻠﻮا ﺑﻪ ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻘﻮم ‪ :‬ﻗﺪ رﺿﻴﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺘﻌﺎﻗﺪوا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻧﻈﺮوا ﻓﺈذا هﻲ آﻤﺎ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺰادهﻢ ذﻟﻚ ﺷﺮًا ‪..‬‬ ‫وﻇ ﻞ ﺑﻨﻮ هﺎﺷﻢ وﺑﻨﻮ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻓﻲ وادﻳﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ آﺎدوا أن ﻳﻬﻠﻜﻮا ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻣﻦ آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ رﺟﺎل رﺣﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ :‬هﺸ ﺎم ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو ‪ ..‬وآﺎن ذا ﺷﺮف‬ ‫ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﻳﺄﺗ ﻲ ﺑﺎﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻗ ﺪ ﺣﻤﻠ ﻪ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﺑﻨﻮ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫هﺎﺷﻢ وﺑﻨﻮ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺐ ﻟﻴ ً‬ ‫ﺣﺘ ﻰ إذا ﺑﻠ ﻎ ﺑ ﻪ ﻓ ﻢ اﻟﺸ ﻌﺐ ‪ ..‬ﺧﻠ ﻊ ﺧﻄﺎﻣﻪ‬ ‫ﻣﻦ رأﺳﻪ ﺛﻢ ﺿﺮب ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻪ ﻓﺪﺧﻞ اﻟﺸﻌﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﺖ اﻟﻴﺎم ورأى هﺸﺎم ‪ ..‬أﻧﻪ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻪ‬ ‫ﺑﺈﻃﻌﺎﻣﻬﻢ آﻞ ﻟﻴﻠﺔ ‪ ..‬وهﻢ آﺜﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺮر أن ﻳﺴ ﻌﻰ ﻟﻨﻘﺾ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ‪..‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ أﻧ ﻰ ﻟﻪ ذﻟﻚ وﻗﺮﻳﺶ ﻗﺪ أﺟﻤﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺗﺒﻊ أﺳﻠﻮب ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻟﺤﺰﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﺸ ﻰ إﻟ ﻰ زهﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ أﻣﻴﺔ ‪ ..‬وآﺎﻧﺖ أﻣﻪ‬ ‫ﻋﺎﺗﻜﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ زهﻴ ﺮ أرﺿ ﻴﺖ أن ﺗﺄآ ﻞ اﻟﻄﻌ ﺎم‬ ‫وﺗﻠ ﺒﺲ اﻟﺜ ﻴﺎب وﺗ ﻨﻜﺢ اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ ..‬وأﺧ ﻮاﻟﻚ‬ ‫ﺣﻴﺚ ﻋﻠﻤﺖ ؟ ﻻ ﻳﺒﺎع ﻟﻬﻢ وﻻ ﻳﺒﺘﺎع ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺢ إﻟﻴﻬﻢ ؟!‬ ‫وﻻ ُﻳ َﻨﻜﱠﺤﻮن وﻻ ﻳُﻨﻜ ُ‬ ‫أﻣ ﺎ إﻧ ﻲ أﺣﻠ ﻒ ﺑ ﺎﷲ ﻟ ﻮ آﺎﻧ ﻮا أﺧ ﻮال أﺑ ﻲ‬ ‫اﻟﺤﻜ ﻢ ﺑﻦ هﺸﺎم ‪ - ..‬ﻳﻌﻨﻲ أﺑﺎ ﺟﻬﻞ ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫أﺷ ﺪهﻢ ﻋ ﺪاوة ﻟﻠﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ وﺗﻌﺼ ﺒ ًﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﻃﻌﺔ‬ ‫‪ – ..‬ﻣﺎ ﺗﺮآﻬﻢ ﻋﻠﻰ هﺬا ﻻﺣﺎل ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻳﺤﻚ ﻳﺎ هﺸﺎم ‪ ..‬ﻓﻤﺎذا أﺻﻨﻊ ؟‬ ‫إﻧﻤ ﺎ أﻧ ﺎ رﺟ ﻞ واﺣ ﺪ واﷲ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣﻌﻲ رﺟﻞ ﺁﺧﺮ‬ ‫ﻟﻘﻤﺖ ﻓﻲ ﻧﻘﻀﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺪ وﺟﺪت رﺟ ً‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ هﻮ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل زهﻴﺮ ‪ :‬أﺑﻐﻨﺎ ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل هﺸﺎم ‪ :‬ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻼ ﻋﺎﻗ ً‬ ‫ﻓ ﺬهﺐ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄﻌ ﻢ ﺑ ﻦ ﻋﺪي ‪ ..‬وآﺎن رﺟ ً‬ ‫‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﻄﻌﻢ ‪ ..‬أرﺿﻴﺖ أن ﻳﻬﻠﻚ ﺑﻄﻨﺎن‬ ‫ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ ﻣ ﻨﺎف ‪ ..‬وأﻧ ﺖ ﺷ ﺎهﺪ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﻮاﻓﻖ ﻟﻘﺮﻳﺶ ﻓﻴﻪ ؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻳﺤﻚ ﻓﻤﺎذا أﺻﻨﻊ ؟ إﻧﻤﺎ أﻧﺎ رﺟﻞ واﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﺟﺪت ﻟﻚ ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﻐﻨﺎ ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ ‪.‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ هﻮ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬زهﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﻐﻨﺎ راﺑﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺬهﺐ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ اﻟﺒﺨﺘ ﺮي ﺑ ﻦ هﺸﺎم ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﻗﺎل ﻟﺼﺎﺣﺒﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺤﻤﺲ ﻟﺬﻟﻚ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬وهﻞ ﺗﺠﺪ أﺣﺪا ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ‬ ‫هﺬا ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ هﻮ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬زهﻴ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ أﻣﻴﺔ واﻟﻤﻄﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺪي وأﻧﺎ‬ ‫ﻣﻌﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﻐﻨﺎ ﺧﺎﻣﺴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺬهﺐ هﺸﺎم إﻟﻰ زﻣﻌﺔ ﺑﻦ اﻷﺳﻮد ‪ ..‬ﻓﻜﻠﻤﻪ وذآﺮ‬ ‫ﻟﻪ ﻗﺮاﺑﺘﻬﻢ وﺣﻘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ :‬وهﻞ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﺪﻋﻮﻧﻲ إﻟﻴﻪ‬ ‫ﻣﻦ أﺣﺪ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻓﻼن وﻓﻼن ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺗﻔﻘ ﻮا ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻟ ﺮأي ‪ ..‬وﺗ ﻮﻋﺪوا ﻋﻨﺪ‬ ‫ﻼ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﻓﺎﺟ ﺘﻤﻌﻮا‬ ‫"ﺣﻄ ﻢ اﻟﺤﺠ ﻮن " ﻟ ﻴ ً‬ ‫هﻨﺎﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وأﺟﻤﻌ ﻮا أﻣ ﺮهﻢ وﺗﻌﺎﻗ ﺪوا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﻴﺎم ﻓ ﻲ‬

‫‪109‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻘﻀﻮهﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل زهﻴ ﺮ ‪ :‬أﻧ ﺎ أﺑ ﺪؤآﻢ ﻓﺄآ ﻮن أول ﻣ ﻦ‬ ‫ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻘﻤﻮا أﻧﺘﻢ ﻓﺘﺘﻜﻠﻤﻮن ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺤﻮا ﻏ ﺪوا إﻟ ﻰ ﻣﺠﺎﻟﺴ ﻬﻢ ﺣ ﻮل‬ ‫اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ..‬ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎس وﻳﺘﺒﺎﻳﻌﻮن ‪..‬‬ ‫وﻏﺪا زهﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ أﻣﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻄ ﺎف ﺑﺎﻟﺒ ﻴﺖ ﺳ ﺒﻌ ًﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس‬ ‫وﺻﺮخ ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎااا أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ أﻧﺄآ ﻞ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪..‬؟ وﻧﻠ ﺒﺲ‬ ‫اﻟﺜ ﻴﺎب ‪..‬؟ وﺑﻨﻮ هﺎﺷﻢ هﻠﻜﻲ !! ﻻ ﻳﺒﺎع ﻟﻬﻢ‬ ‫وﻻ ﻳﺒ ﺘﺎع ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬واﷲ ﻻ أﻗﻌ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺸ ﻖ‬ ‫هﺬﻩ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺮخ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ‪..‬وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪ ..‬واﷲ ﻻ ﺗﺸﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎم زﻣﻌ ﺔ ﺑ ﻦ اﻷﺳ ﻮد وﺻ ﺮخ ‪ :‬ﺑ ﻞ أﻧ ﺖ‬ ‫واﷲ أآ ﺬب ‪ ..‬ﻣ ﺎ رﺿ ﻴﻨﺎ آﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﺣﻴﻦ آﺘﺒﺖ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ﻟﻴ ﺮد ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻔﺎﺟﺄﻩ‬ ‫اﻟﺒﺨﺘ ﺮى ﻗﺎﺋﻤ ًﺎ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﺻ ﺪق زﻣﻌ ﺔ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻧﺮﺿﻰ ﻣﺎ آﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﻧﻘﺮ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﺟﻬﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﺨﻨﺮي ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑ ﺎﻟﻤﻄﻌﻢ ﺑ ﻦ ﻋ ﺪى ﻳﺼ ﺮخ ‪ :‬ﺻ ﺪﻗﺘﻤﺎ‬ ‫وآ ﺬب ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل ﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻧﺒ ﺮأ إﻟ ﻰ اﷲ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ وﻣﻤﺎ آﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎم هﺸﺎم ﺑﻦ ﻋﻤﺮو وﻗﺎل ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺤﻴ ﺮ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ‪ ..‬وﺳ ﻜﺖ هﻨ ﻴﺔ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪:‬‬ ‫ه ﺬا أﻣﺮ ُﻗﻀِﻲ ﺑﻠﻴﻞ ‪ ..‬ﺗﺸﻮور ﻓﻴﻪ ﺑﻐﻴﺮ هﺬا‬ ‫اﻟﻤﻜﺎن ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﻧﻄﻠ ﻖ اﻟﻤﻄﻌ ﻢ ﺑ ﻦ ﻋ ﺪي إﻟ ﻰ اﻟﻜﻌ ﺒﺔ ‪..‬‬ ‫وﺗ ﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺤﻔﻴﺔ ﻟﻴﺸﻘﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪ داﺑﺔ‬ ‫اﻷرﺿﺔ ﻗﺪ أآﻠﺘﻬﺎ ‪ ..‬إﻻ ﺑﺎﺳﻤﻚ اﻟﻠﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آﻦ ذآﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺤﺎذق ﻳﺘﻠﻤﺲ أو ًﻻ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺨﺘﺎر اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻗﺒﻞ ﻏﺮز اﻹﺑﺮة‬ ‫‪..‬‬ ‫‪ 45.‬ﺟﻠﺪ اﻟﺬات !!‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﻦ اﻟﺬآﺮﻳﺎت ‪..‬‬ ‫أﻧ ﺎ ﺧ ﺮﺟﻨﺎ ﻣ ﺮة ﻟﻠﺒ ﺮ ‪ ..‬وآ ﺎن ﻣﻌ ﻨﺎ أﺑ ﻮ ﺧﺎﻟ ﺪ ‪..‬‬ ‫ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻨﺎ ﻧﻈﺮﻩ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪًا ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺎ ﻧﺨﺪﻣﻪ ‪ ..‬ﻧﻘﺮب إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺎء ‪ ..‬اﻟﺘﻤﺮ ‪ ..‬اﻟﻘﻬﻮة‬ ‫‪ ..‬وه ﻮ ﻳ ﺮدد ‪ :‬ﻻ ﺑ ﺪ أن أﺳ ﺎﻋﺪآﻢ ‪ ..‬أرﻳ ﺪ أن‬ ‫أﺷﺘﻐﻞ ﻣﻌﻜﻢ ‪ ..‬آﻠﻔﻮﻧﻲ ﺑﺄي ﻋﻤﻞ ‪..‬‬ ‫وﻧﺤﻦ ﻧﻨﻬﺎﻩ ﻋﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ذﺑﺤﻨﺎ ﺷﺎة ﻣﻌﻨﺎ ‪ ..‬وﻗﻄﻌﻨﺎهﺎ ووﺿﻌﻨﺎهﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺪر‬ ‫‪ ..‬ﺗﻤﻬﻴﺪًا ﻟﻄﺒﺨﻬﺎ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻧﺸﻌﻞ اﻟﻨﺎر ﺑﻌﺪ ‪..‬‬ ‫واﻧﺸﻐﻠﻨﺎ ﺑﻨﺼﺐ اﻟﺨﻴﻤﺔ ‪ ..‬وﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻏﺮاض ‪..‬‬ ‫ﺗﺤ ﺮآﺖ اﻟﺸ ﻬﺎﻣﺔ ﻓ ﻲ أﺑ ﻲ ﺧﺎﻟ ﺪ – وﻳ ﺎ ﻟﻴ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻢ‬ ‫ﺗﻔﻌ ﻞ ‪ -‬ﻓﻘ ﺎم وﺗ ﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﺪر ‪ ..‬ﻓ ﺮأى اﻟﻠﺤﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄدرك أن أول ﺷ ﻲء ﺳ ﻨﻔﻌﻠﻪ هﻮ أن ﻧﺼﺐ اﻟﻤﺎء‬ ‫ﻋﻠ ﻰ اﻟﻠﺤ ﻢ ‪ ..‬ﻓ ﺘﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ اﻷﻏ ﺮاض ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة‬ ‫‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻤﺲ اﻷﻏ ﺮاض ‪ ..‬ﻣ ﻮﻟﺪ آﻬ ﺮﺑﺎء ‪..‬‬ ‫أﺳﻼك ‪ ..‬ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ‪ ..‬أرﺑﻊ ﻣﻄﺎرات ﺑﻼﺳﺘﻴﻚ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻣﺎء ‪ ..‬وﺑﻨﺰﻳﻦ ‪ ..‬وأﻏﺮاض أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻘﻂ أﻗﺮب ﻣﻄﺎرة إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وأﻗﺒﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻘﺪر ‪ ..‬وأﻓﺮغ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺤﻪ أﺣﺪﻧﺎ ‪ ..‬ﻓﺼﺮخ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬أﺑﻮ ﺧﺎﻟﺪ ‪..‬‬ ‫وهﻮ ﻳﺮدد ‪ :‬ﺧﻠﻮﻧﻲ أﺷﺘﻐﻞ ‪ ..‬ﺧﻠﻮﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﺤﺒﻨﺎ اﻟﻤﻄﺎرة ﻣﻨﻪ ﻓﻮرًا ‪ ..‬وﻏﺮﻗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻀﺤﻚ‬ ‫اﻟﺬي ﻳﻐﺎﻟﺒﻪ اﻟﺒﻜﺎء ‪..‬‬ ‫ﻷﻧ ﻨﺎ اآﺘﺸ ﻔﻨﺎ أﻧﻬ ﺎ ﻣﻄ ﺎرة اﻟﺒﻨ ﺰﻳﻦ ‪ ..‬وﻟﻴﺴ ﺖ‬ ‫ﻣﻄﺎرة اﻟﻤﺎء ‪!!..‬‬ ‫وﺗﻐﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺰ وﺷﺎي ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ ﺗﻔﺴﺪ اﻟﺮﺣﻠﺔ ‪ ..‬ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﻣﻦ أﻣﺘﻊ اﻟﺮﺣﻼت ‪..‬‬ ‫وﻟﻤﺎذا ﻧﻌﺬب أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺄﻣﺮ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ ‪..‬‬ ‫وأذآﺮ أﻳﻀ ًﺎ ‪:‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺰﻣﻼء‬ ‫ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ‪ ..‬ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺑﻄﺎرﻳﺔ إﺣﺪى اﻟﺴﻴﺎرات ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻠ ﻨﺎ ﺑﺴ ﻴﺎرة أﺧ ﺮى وأوﻗﻔﺎﻧﺎه ﺎ أﻣﺎﻣﻬ ﺎ ﻟﻨﻮﺻ ﻞ‬ ‫ﺑﺒﻄﺎرﻳﺘﻬﺎ اﻟﺒﻄﺎرﻳﺔ اﻟﻤﺘﻌﻄﻠﺔ ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻃ ﺎرق ووﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺴ ﻴﺎرﺗﻴﻦ ‪ ..‬وﺷ ﺒﻚ‬ ‫اﻷﺳ ﻼك ﻓ ﻲ ﺑﻄﺎرﻳ ﺔ اﻟﺴﻴﺎرة اﻷوﻟﻰ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺷﺒﻜﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺒﻄﺎرﻳﺔ اﻟﻤﺘﻌﻄﻠﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ أﺷﺎر ﻷﺣﺪ اﻟﺸﺒﺎب ‪..‬‬ ‫ﺷﻐﻞ اﻟﺴﻴﺎرة ‪..‬‬ ‫رآﺐ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ‪ ..‬وآﺎن ﻧﺎﻗﻞ اﻟﺤﺮآﺔ ) اﻟﻘﻴﺮ ( ﻋﻠﻰ‬

‫‪110‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رﻗ ﻢ واﺣ ﺪ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ إن ﺷ ﻐﻞ اﻟﺴ ﻴﺎرة ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻗﻔ ﺰت اﻟﺴ ﻴﺎرة إﻟ ﻰ اﻷﻣ ﺎم وﺻ ﻜﺖ رآﺒﺘ ﻲ‬ ‫ﻃﺎرق ﺑﻴﻦ ﺻﺪاﻣﻲ اﻟﺴﻴﺎرﺗﻴﻦ ‪ ..‬ووﻗﻊ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻷرض ﻣﺼﺎﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻴﺎرة ﻳ ﺮدد ‪ :‬أﺷ ﻐﻞ ﻣ ﺮة‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺔ ؟!!‬ ‫أﺑﻌ ﺪﻧﺎ اﻟﺴ ﻴﺎرﺗﻴﻦ ‪ ..‬وﺳ ﺎﻋﺪﻧﺎ ﻃ ﺎرق ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺸ ﻲ ‪ ..‬آ ﺎن ﻳﻌ ﺮج وﻳ ﺘﺄﻟﻢ ﻣ ﻦ رآﺒﺘ ﻴﻪ‬ ‫ﺑﺸﺪة ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ أﻋﺠﺒﻨ ﻲ أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰد أﻟﻤ ﻪ ﺑﺼ ﺮاخ أو‬ ‫ﺐ ‪ ..‬أو ﺗﻮﺑ ﻴﺦ ‪ ..‬ﺑ ﻞ اﺑﺘﺴ ﻢ وأﻇﻬ ﺮ‬ ‫ﺳ ّ‬ ‫اﻟﺮﺿﻰ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺎ ﻓﺎﺋ ﺪة اﻟﺼ ﺮاخ ؟ واﻷﻣ ﺮ ﻗ ﺪ اﻧﺘﻬ ﻰ ‪..‬‬ ‫وﺻﺎﺣﺒﻨﺎ أدرك ﺧﻄﺄﻩ ‪..‬‬ ‫إذا أردت أن ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ‪ ..‬ﻓﺎﻋﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ‬ ‫اﻟﻘﺎﻋﺪة ‪:‬‬ ‫ﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺼﻐﺎﺋﺮ اﻷﻣﻮر ‪..‬‬ ‫ﻧﺤﻦ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧﻌﺬب أﻧﻔﺴﻨﺎ ‪ ..‬وﻧﺠﻠﺪهﺎ ‪..‬‬ ‫وﻧﻀﻴﻖ وﻧﺘﺄﻟﻢ ‪ ..‬واﻷﻟﻢ ﻻ ﻳﺤﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫اﻓ ﺮض أﻧ ﻚ دﺧﻠ ﺖ إﻟ ﻰ ﺣﻔ ﻞ ﻋ ﺮس ‪ ..‬وﻗ ﺪ‬ ‫ﻟﺒﺴ ﺖ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬ووﺿ ﻌﺖ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻚ‬ ‫ﻏﺘ ﺮة وﻋﻘ ﺎ ًﻻ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺻ ﺮت أﺟﻤ ﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻌﺮﻳﺲ !!‬ ‫وﺑﺪأت ﺗﺼﺎﻓﺢ اﻟﻨﺎس واﺣﺪًا واﺣﺪًا ‪ ..‬وﻓﺠﺄة‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻃﻔ ﻞ ﻣ ﻦ وراﺋ ﻚ ‪ ..‬وﺗﻌﻠ ﻖ ﺑﻄ ﺮف‬ ‫ﻏﺘ ﺮﺗﻚ ‪ ..‬وﺳ ﺤﺒﻬﺎ ﻓﺴ ﻘﻄﺖ اﻟﻐﺘﺮة واﻟﻌﻘﺎل‬ ‫‪ ..‬واﻟﻄﺎﻗﻴﺔ ‪ ..‬وﺻﺎر ﺷﻜﻠﻚ ﻣﻀﺤﻜ ًﺎ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ﺗﺘﺼﺮف؟‬ ‫آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻨﺎ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب‬ ‫ﻼ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫هﻮ ﻟﻴﺲ ﺣ ً‬ ‫ﻳ ﺮآﺾ وراء اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬ﻳﺼﺮخ ‪ ..‬ﻳﺴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻳﻠﻌﻦ ‪..‬‬ ‫واﻟﻨﺘ ﻴﺠﺔ ‪ :‬أﻧ ﻪ ﺣﻘ ﻖ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳ ﺮﻳﺪﻩ اﻟﻄﻔ ﻞ‬ ‫ﻣ ﻦ ﺟ ﺬب اﻧﺘ ﺒﺎﻩ ‪ ..‬وﺿ ﺠﺔ ‪ ..‬وأﺿ ﺤﻚ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ورﺑﻤ ﺎ ﺻ ﻮرﻩ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ وﺻ ﺎر ﺑﻠﻮﺗ ﻮﺛ ًﺎ‬ ‫ﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻮﻧﻪ ‪!!..‬‬ ‫أﻧ ﺖ ه ﻨﺎ – ﺣﻘ ﻴﻘﺔ – ﻻ ﺗﻌ ﺬب اﻟﻄﻔ ﻞ إﻧﻤ ﺎ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬ ‫أو اﻓﺮض أﻧﻚ ‪..‬‬ ‫ﻟﺒﺴﺖ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ‪ ..‬رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺪد ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺑﻌﺪ ‪..‬‬ ‫وذهﺒﺖ إﻟﻰ ﺷﺮآﺔ ﻟﺘﻘﺪم ﻋﻠﻰ وﻇﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺮرت ﺑﺄﺣ ﺪ اﻷﺑﻮاب آﺎن ﻣﺪهﻮﻧ ًﺎ ﺑﺎﻟﻄﻼء ﻟﻠﺘ ّﻮ ‪..‬‬ ‫وﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻓﺠ ﺄة ﻣﺴ ﺤﺖ ﻧﺼ ﻒ اﻟﻄ ﻼء ﺑ ﺜﻮﺑﻚ ‪ ..‬وﻃﻔ ﻖ‬ ‫ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻄﻼء ﻳﺼﺮخ ﺑﻚ ﺳﺎﺑ ًﺎ ﻏﻀﺒﺎﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ؟‬ ‫ﻧﺤ ﻦ ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻴﺎن أﻳﻀ ًﺎ ﻧ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬ ﺎ‬ ‫ﻼ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻟﻴﺲ ﺣ ً‬ ‫ﺐ اﻟﻌﺎﻣﻞ ‪ِ ..‬ﻟ َﻢ ﻟﻢ ﺗﻀﻊ ﻟﻮﺣﺔ واﺿﺤﺔ‬ ‫ﻧﺜﻮر ‪ ..‬ﻧﺴ ﱡ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻴ ﺮد ﻋﻠ ﻴﻚ ﺑﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺗﻜ ﻮن اﻟﻨﺘ ﻴﺠﺔ أن‬ ‫ﺗ ﺘﻠﻄﺦ ﺑﺘ ﺮاب اﻷرض أآﺜ ﺮ ﻣﻤ ﺎ ﺗﻠﻄﺨ ﺖ ﺑﻄ ﻼء‬ ‫اﻟﺒﺎب !!‬ ‫ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻠﻚ ‪ ..‬ﺗ ﺪري أﻧ ﺖ اﻵن ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻞ ؟! إﻧﻚ‬ ‫ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪ ..‬ﺗﺠﻠﺪ ذاﺗﻚ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻮ ﺗ ﺰﻳﻨﺖ وذهﺒﺖ ﺧﺎﻃﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻤﺮت‬ ‫ﺑﻚ ﺳﻴﺎرة وأﻧﺖ ﺧﺎرج ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ‪ ..‬ورﺷﺖ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء آﺎن ﻣﺠﺘﻤﻌ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ..‬هﻞ ﺳﺘﻌﺬب‬ ‫ﻧﻔﺴﻚ ﻓﺘﺼﺮخ وﺗﺰﻋﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة ورآﺎﺑﻬﺎ ‪ ..‬وهﻲ‬ ‫ﻗﺪ وﻟﱠﺘﻚ ﻇﻬﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻻ داﻋﻲ ﻟﻨﺘﺬآﺮ داﺋﻤ ًﺎ اﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﻣﺴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ‪ ε‬ﻣﺮت ﺑﻪ ﻟﺤﻈﺎت ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠ ﺲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ زوﺟ ﻪ اﻟﺤﻨﻮن ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪.. τ‬‬ ‫ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺳﺎآﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ‪:‬‬ ‫هﻞ أﺗﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﻮم أﺷﺪ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﻳﻮم أﺣﺪ ؟‬ ‫ﻣﺮﱠت ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺮآﺔ ﻓﻲ ذاآﺮة اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ﺁﺁﺁﻩ ‪ ..‬ﻣﺎ أﻗﺴﻰ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ‪ ..‬ﻳﻮم ﻗُﺘﻞ ﻋﻤﻪ ﺣﻤﺰة‬ ‫وهﻮ ﻣﻦ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﻮم وﻗﻒ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻤﻪ وﻗﺮة ﻋﻴﻨﻪ ‪ ..‬وﻗﺪ ﺟُﺪع‬ ‫ﺷ ﻖﱠ ﺑﻄ ﻨﻪ ‪ ..‬و ُﻣ ﺰﱢق‬ ‫أﻧﻔ ﻪ ‪ ..‬وﻗﻄﻌ ﺖ أذﻧ ﺎﻩ ‪ ..‬و ُ‬ ‫ﺟﺴﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﻮم آﺴ ﺮت أﺳﻨﺎﻧﻪ ‪ .. ε‬وﺟُﺮح وﺟﻬﻪ ‪ ..‬وﺳﺎﻟﺖ‬ ‫ﻣﻨﻪ اﻟﺪﻣﺎء ‪..‬‬ ‫ﻳﻮم ﻗﺘﻞ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬

‫‪111‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻳﻮم ﻋﺎد ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻧﻘﺺ ﺳﺒﻌﻮن‬ ‫ﻣ ﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺮأى اﻟﻨﺴ ﺎء اﻷراﻣ ﻞ‬ ‫واﻷﻃﻔ ﺎل اﻟﻴﺘﺎﻣ ﻰ ‪ ..‬ﻳﺒﺤ ﺜﻮن ﻋ ﻦ أﺣ ﺒﺎﺑﻬﻢ‬ ‫وﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬آﺎن ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻗﺎﺳﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ً‬ ‫آﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﺠﻮاب ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪: ε‬‬ ‫ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻚ آﺎن أﺷﺪ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﻮم اﻟﻌﻘﺒﺔ ‪ ..‬إذ ﻋﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ذآﺮ ﻟﻬﺎ ﻗﺼﺔ اﺳﺘﻨﺼﺎرﻩ ﺑﺄهﻞ اﻟﻄﺎﺋﻒ ‪..‬‬ ‫وﺗﻜﺬﻳ ﺒﻬﻢ ﻟ ﻪ ‪ ..‬ورﻣ ﻲ ﺳ ﻔﻬﺎﺋﻬﻢ ﻟ ﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة ﺣﺘﻰ أدﻣﻮا ﻗﺪﻣﻴﻪ ‪.. (63) ..‬‬ ‫وﻣﻊ وﺟﻮد هﺬﻩ اﻵﻻم ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪.. ε‬‬ ‫إﻻ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻻ ﻳﺴ ﻤﺢ ﻟﻬ ﺎ أن ﺗ ﻨﻐﺺ ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫اﺳﺘﻤﺘﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺴ ﺘﺤﻖ اﻻﻟ ﺘﻔﺎت إﻟ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻣﻀ ﺖ‬ ‫ﺁﻻﻣﻬﺎ وﺑﻘﻴﺖ ﺣﺴﻨﺎﺗﻬﺎ ‪..‬‬ ‫إذن ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬ ّﻢ ‪..‬‬ ‫وآﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﻘﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻬﻢ واﻟﻠﻮم ‪..‬‬ ‫ﻧﺤ ﻦ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ‬ ‫ﻼ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ هﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺣ ً‬ ‫آﺎن اﻷﺣﻨﻒ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺳ ﺎد ﻗ ﻮﻣﻪ ﺑﻘ ﻮة ﺟﺴ ﺪ ‪ ..‬وﻻ آﺜ ﺮة‬ ‫ﻣﺎل ‪ ..‬وﻻ ارﺗﻔﺎع ﻧﺴﺐ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤﺎ ﺳﺎدهﻢ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ واﻟﻌﻘﻞ ‪..‬‬ ‫ﺣﻘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮم ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ ﺳﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻔﻬﺎﺋﻬﻢ وﻗﺎﻟﻮا ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫هﺬﻩ أﻟﻒ درهﻢ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺬهﺐ إﻟﻰ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ‬ ‫ﺗﻤ ﻴﻢ ‪ ..‬اﻷﺣ ﻨﻒ ﺑ ﻦ ﻗ ﻴﺲ ‪ ..‬ﻓ ﺘﻠﻄﻤﻪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﻰ اﻟﺴ ﻔﻴﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻷﺣ ﻨﻒ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻣ ﻊ‬ ‫رﺟ ﺎل ‪ ..‬ﻣﺤﺘﺒ ﻴ ًﺎ ﺑﻜ ﻞ رزاﻧ ﺔ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺿ ﻢ‬ ‫رآﺒﺘﻴﻪ إﻟﻰ ﺻﺪرﻩ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﺤﺪث ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫اﻗﺘ ﺮب اﻟﺴ ﻔﻴﻪ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ودﻧ ﺎ ‪ ..‬ودﻧ ﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫وﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬ﻣ ﱠﺪ اﻷﺣ ﻨﻒ إﻟ ﻴﻪ رأﺳ ﻪ ﻇﺎﻧ ًﺎ‬ ‫أﻧﻪ ﺳﻴﺴ ّﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﺸﻲء ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟﺴ ﻔﻴﻪ ﻳ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻩ وﻳﻠﻄﻢ اﻷﺣﻨﻒ ﻋﻠﻰ‬

‫) ‪( 63‬‬

‫ﺗﻘﺪﻣﺖ اﻟﻘﺼﺔ آﺎﻣﻠﺔ ص‬

‫‪.‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﺟﻬﻪ ﻟﻄﻤﺔ آﺎدت ﺗﻤﺰق ﺧﺪﻩ !!‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻷﺣ ﻨﻒ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﺤ ّﻞ ﺣﺒﻮﺗﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ﺑﻜﻞ‬ ‫هﺪوووء ‪:‬‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﻟﻄﻤﺘﻨﻲ ؟!!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﻮم أﻋﻄﻮﻧﻲ أﻟﻒ درهﻢ ﻋﻠﻰ أن أﻟﻄﻢ ﺳﻴﺪ‬ ‫ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻷﺣﻨﻒ ‪ ..‬ﺁﺁﺁﻩ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﺴﺖ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ‪!..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻋﺠﺒ ًﺎ !! ﻓﺄﻳﻦ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﻞ ﺗ ﺮى ذاك اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺠ ﺎﻟﺲ وﺣ ﺪﻩ ‪..‬‬ ‫وﺳﻴﻔﻪ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ؟‬ ‫وأﺷ ﺎر إﻟ ﻰ رﺟ ﻞ اﺳ ﻤﻪ ﺣﺎرﺛﺔ ﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ ‪ ..‬اﻣﺘﻸ‬ ‫ﻏﻀ ﺒ ًﺎ وﻏ ﻴﻈ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻮ ُﻗﺴﱢﻢ ﻏﻀﺒﻪ ﻋﻠﻰ أﻣ ٍﺔ ﻟﻜﻔﺎهﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ أراﻩ ‪ ..‬اﻟﺠﺎﻟﺲ هﻨﺎك ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺎذهﺐ واﻟﻄﻤﻪ ﻟﻄﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﺬاك ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻴﻪ ‪ :‬واﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﺣﺎرﺛ ﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫ﻋﻴﻨﺎ ﺣﺎرﺛﺔ ﺗﻠﺘﻤﻊ ﺷﺮرًا ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻒ اﻟﺴ ﻔﻴﻪ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ورﻓ ﻊ ﻳ ﺪﻩ وﻟﻄﻤ ﻪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫وﺟﻬ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ آ ﺎدت ﻳ ﺪﻩ ﺗﻔ ﺎرق ﺧ ﺪﻩ ﺣﺘ ﻰ اﻟ ﺘﻘﻂ‬ ‫ﺣﺎرﺛﺔ ﺳﻴﻔﻪ ‪ ..‬وﻗﻄﻊ ﻳﺪﻩ ‪!!..‬‬ ‫وﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﻗ ﻴﻞ ‪ :‬اﻟﻔﺎﺋ ﺰ هﻮ اﻟﺬي ﻳﻀﺤﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ‬ ‫!!‬ ‫ﻗﻨﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﺣ ً‬ ‫ﻳﻌﺬﺑﻚ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺤﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ !!‬ ‫‪ 46.‬ﻣﺸﺎآﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﻞ ‪..‬‬ ‫آﻢ ﺗﺮى ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ وهﻮ ﻳﻘﻮد ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ورﺑﻤ ﺎ ﺿ ﺮب ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻘ ﻮدهﺎ ‪ ..‬وردد ‪..‬‬ ‫أوووﻩ داﺋﻤ ًﺎ زﺣﻤﺔ ‪ ..‬زﺣﻤﺔ ‪..‬‬ ‫أو ﻗ ﺪ ﺗ ﺮاﻩ ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺤ ﺘﻤﻞ أن‬ ‫ﻳﻜﻠﻤﻪ أﺣﺪ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻣﺘﻀﺎﻳﻖ أﺷﺪ اﻟﻀﻴﻖ ‪ ..‬وﻳﺮدد ‪:‬‬ ‫أوووف ﺣﺮرر ﺷﺪﻳﻴﻴﺪ ‪!!..‬‬ ‫ﻼ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺘﺐ واﺣ ﺪ ‪ ..‬ﺗﺒﺘﻠ ﻰ‬ ‫ورﺑﻤ ﺎ آ ﻨﺖ زﻣ ﻴ ً‬ ‫ﺑ ﺮؤﻳﺘﻪ آﻞ ﻳﻮم ‪ ..‬وﻳﺸﻐﻠﻚ آﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ ‪ " ..‬ﻳﺎﺧﻲ‬

‫‪112‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﻟﻌﻤ ﻞ آﺜﻴﻴﻴ ﺮ ‪ ..‬أوووﻩ إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪون‬ ‫رواﺗﺒ ﻨﺎ " ‪ ..‬وﻳ ﺪﺧﻞ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ ‪ ..‬وﻳﺨ ﺮج‬ ‫ﺳﺎﺧﻄ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ورﺑﻤ ﺎ أآﺜ ﺮ اﻟﺘﺸ ﻜﻲ ﻣ ﻦ ﺁﻻم ﺑﺪﻧ ﻪ ‪ ..‬أو‬ ‫إﻋﺎﻗﺔ وﻟﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻘﺘﻨﻊ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ أﻧﻨﺎ ﺗﻮاﺟﻬﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ‬ ‫ﻣﺸ ﺎآﻞ ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ ﺣ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺑ ﺪ أن ﻧ ﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺄرﻳﺤﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺴﻤﺎء آﺌﻴﺒﺔ وﺗﺠﻬﻤﺎ ***‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﺑﺘﺴﻢ ‪ ،‬ﻳﻜﻔﻲ اﻟﺘﺠﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎ!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺼﺒﺎ وﻟﻰ ! ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ‪ :‬اﺑﺘﺴﻢ ***‬ ‫ﻟﻦ ﻳﺮﺟﻊ اﻷﺳﻒ اﻟﺼﺒﺎ اﻟﻤﺘﺼﺮﻣﺎ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺳﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻬﻮى ***‬ ‫ﺻﺎرت ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺮام ﺟﻬﻨﻤﺎ‬ ‫ﺧﺎﻧﺖ ﻋﻬﻮدي ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻣﻠﻜﺘﻬﺎ ***‬ ‫ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻜﻴﻒ أﻃﻴﻖ أن أﺗﺒﺴﻤﺎ‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﺑﺘﺴﻢ واﻃﺮب ﻓﻠﻮ ﻗﺎرﻧﺘﻬﺎ ***‬ ‫ﻗﻀﻴﺖ ﻋﻤﺮك آﻠﻪ ﻣﺘﺄﻟﻤﺎ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻌﺪى ﺣﻮﻟﻲ ﻋﻠﺖ ﺻﻴﺤﺎﺗﻬﻢ ***‬ ‫ﺳ ﱡﺮ واﻷﻋﺪاء ﺣﻮﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻤﻰ‬ ‫َأُأ َ‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﺑﺘﺴﻢ ‪ ،‬ﻟﻢ ﻳﻄﻠﺒﻮك ﺑﺬﻣﻬﻢ ***‬ ‫ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻬﻢ أﺟ ﱠﻞ وأﻋﻈﻤﺎ!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺟﺮﻋﺘﻨﻲ ﻋﻠﻘﻤًﺎ ***‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﺑﺘﺴﻢ وﻟﺌﻦ ﺟﺮﻋﺖ اﻟﻌﻠﻘﻤﺎ‬ ‫ﻓﻠﻌﻞ ﻏﻴﺮك إن رﺁك ُﻣ َﺮﻧﱢـﻤًﺎ ***‬ ‫ﻃﺮح اﻟﻜﺂﺑﺔ ﺧﻠﻔﻪ وﺗﺮﻧﻤﺎ‬ ‫أﺗﺮاك ﺗﻐﻨﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﻧﻢ درهﻤ ًﺎ ***‬ ‫أم أﻧﺖ ﺗﺨﺴﺮ ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻣﻐﻨﻤًﺎ‬ ‫ﻓﺎﺿﺤﻚ ﻓﺈن اﻟﺸﻬﺐ ﺗﻀﺤﻚ واﻟﺪﺟﻰ ***‬ ‫ﻣﺘﻼﻃﻢ وﻟﺬا ﻧﺤﺐ اﻷﻧﺠﻤﺎ )‪.. (64‬‬ ‫ﻧﻌﻢ اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘ ﺒﻪ أن ﺗﻜ ﻮن ﻇﺮوﻓﻚ ﻣﺆﺛﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮآﻚ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ ‪ ..‬أوﻻدك ‪ ..‬زﻣﻼﺋﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ذﻧ ﺒﻬﻢ أن ﻳ ﺘﻌﺬﺑﻮا ﺑﺄﻣﻮر ﻟﻴﺲ هﻢ ﻃﺮﻓ ًﺎ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن ﺣﻠﻬﺎ ؟‬ ‫ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻬ ﻢ إذا رأوك ‪ ..‬أو ذآ ﺮوك ‪ .‬ذآ ﺮوا‬ ‫‪64‬‬

‫)‬ ‫‪656‬‬

‫(‬

‫أﺑﻴﺎت ﻹﻳﻠﻴﺎ أﺑﻮ ﻣﺎﺿﻲ ﻣﻦ دﻳﻮاﻧﻪ ص‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﻌﻚ اﻟﻬﻢ واﻟﺤﺰن ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺬا ﻧﻬ ﻰ ‪ ε‬ﻋ ﻦ اﻟﻨ ﻴﺎﺣﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻴﺖ ‪ ..‬واﻟﺼﺮاخ‬ ‫‪ ..‬وﺷﻖ اﻟﺠﻴﺐ ‪ ..‬وﺣﻠﻖ اﻟﺸﻌﺮ ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎذا ؟‬ ‫ﻷن اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤ ﻮت ﻳﻜ ﻮن ﺑﺘﻐﺴ ﻴﻞ اﻟﻤ ﻴﺖ‬ ‫وﺗﻜﻔﻴﻨﻪ واﻟﺼﻼة ﻋﻠﻴﻪ ودﻓﻨﻪ ‪ ..‬واﻟﺪﻋﺎء ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﺼ ﺮاخ واﻟﻌ ﻮﻳﻞ ﻓ ﻼ ﻳﻨﻔﻊ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﺳﻮى أﻧﻪ‬ ‫ﻳﻘﻠﺐ ﻣﺘﻌﺔ اﻟﺤﻴﺎة إﻟﻰ أﺣﺰان ‪..‬‬ ‫ﻣﺸ ﻰ اﻟﻤﻌﺎﻓ ﻰ ﺑ ﻦ ﺳ ﻠﻴﻤﺎن ﻣ ﻊ ﺻ ﺎﺣﺐ ﻟ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﺎ أﺷﺪ اﻟﺒﺮد‬ ‫اﻟﻴﻮم ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻤﻌﺎﻓﻰ ‪ :‬أﺳﺘﺪﻓﺄت اﻵن ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﻤ ﺎذا اﺳ ﺘﻔﺪت ﻣ ﻦ اﻟ ﺬم ؟ ﻟ ﻮ ﺳ ﺒّﺤﺖ ﻟﻜﺎن‬ ‫ﺧﻴﺮًا ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻋﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﻨﻘﺐ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﻜﻼت ‪ ..‬وﻻ ﺗﺪﻗﻖ ﻓﻲ ﺻﻐﺎﺋﺮ‬ ‫اﻷﻣﻮر ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ‪..‬‬

‫‪ 47.‬ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آﺎن أﺣﺪ ﻃﻼﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬ﺳﻼﻣﺎت‬ ‫ﻏﺎب أﺳﺒﻮﻋ ًﺎ آﺎﻣ ً‬ ‫‪ ..‬ﺳﻌﺪ ‪..‬؟‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﺷﻲء ‪ ..‬آﻨﺖ ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫آﺎن اﻟﺤﺰن واﺿﺤ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬آ ﺎن وﻟ ﺪي ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬ﻋﻨﺪﻩ ﺗﻠﻴﻒ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﺪ‬ ‫‪ ..‬وأﺻ ﺎﺑﻪ ﻗ ﺒﻞ أﻳ ﺎم ﺗﺴ ﻤﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪم ‪ ..‬وﺗﻔﺎﺟ ﺄت‬ ‫أﻣﺲ أن اﻟﺘﺴﻤﻢ ﺗﺴﻠﻞ إﻟﻰ اﻟﺪﻣﺎغ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ‪ ..‬اﺻﺒﺮ ‪ ..‬وأﺳﺄل‬ ‫اﷲ أن ﻳﺸﻔﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وإن ﻗﻀ ﻰ اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺸ ﻲء ‪ ..‬ﻓﺄﺳ ﺄل اﷲ أن‬ ‫ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺷﺎﻓﻌ ًﺎ ﻟﻚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺷﺎﻓﻊ ؟ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪ ..‬اﻟﻮﻟﺪ ﻟﻴﺲ ﺻﻐﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬آﻢ ﻋﻤﺮﻩ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺒﻊ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﷲ ﻳﺸﻔﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﺒﺎرك ﻟﻚ ﻓﻲ إﺧﻮاﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﻔ ﺾ رأﺳ ﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷﻴﺦ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﻟﻪ إﺧﻮان‬

‫‪113‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪ ..‬ﻟﻢ ُأرْزق ﺑﻐﻴﺮ هﺬا اﻟﻮﻟﺪ ‪ ..‬وﻗﺪ أﺻﺎﺑﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﺗﺮى ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﺳ ﻌﺪ ‪ ..‬ﺑﻜ ﻞ اﺧﺘﺼ ﺎر ‪ ..‬ﻻ ﺗﻘ ﺘﻞ‬ ‫ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻦ ﻳﺼﻴﺒﻨﺎ إﻻ ﻣﺎ آﺘﺐ اﷲ ﻟﻨﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺧﻔﻔﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﺼﺎﺑﻪ وذهﺒﺖ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﻻ ﺗﻘ ﺘﻞ ﻧﻔﺴ ﻚ ﺑ ﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻓ ﺎﻟﻬﻢ ﻻ ﻳﺨﻔﻒ‬ ‫اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ ﻗ ﺒﻞ ﻓﺘ ﺮة ‪ ..‬ذه ﺒﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ‬ ‫اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻘ ﻴﺖ ﺑﺨﺎﻟﺪ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻲ ‪ :‬ﻣﺎ رأﻳﻚ أن ﻧﺰور‬ ‫اﻟﺪآﺘﻮر ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ‪ ..‬ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﺰﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﺰﻳﻪ ؟!!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ذهﺐ وﻟﺪﻩ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ آﻠﻬﺎ‬ ‫ﻟﺤﻀ ﻮر ﺣﻔ ﻞ ﻋ ﺮس ﻓ ﻲ ﻣﺪﻳ ﻨﺔ ﻣﺠﺎورة ‪..‬‬ ‫وﺑﻘﻲ هﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻻرﺗﺒﺎﻃﻪ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﻋﻮدﺗﻬﻢ وﻗﻊ ﻟﻬﻢ ﺣﺎدث ﻣﺮوع ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎﺗﻮا ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬أﺣﺪى ﻋﺸﺮ ﻧﻔﺴ ًﺎ !!‬ ‫ﻼ ﺻ ﺎﻟﺤ ًﺎ ﻗ ﺪ ﺟ ﺎوز‬ ‫آ ﺎن اﻟﺪآ ﺘﻮر رﺟ ً‬ ‫اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ آﻞ ﺣﺎل ‪ ..‬ﺑﺸﺮ ‪ ..‬ﻟﻪ‬ ‫ﻣﺸﺎﻋﺮ وأﺣﺎﺳﻴﺲ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﺻ ﺪرﻩ ﻗﻠ ﺐ ‪ ..‬وﻟ ﻪ ﻋﻴ ﻨﺎن ﺗﺒﻜ ﻴﺎن ‪..‬‬ ‫وﻧﻔﺲ ﺗﻔﺮح وﺗﺤﺰن ‪..‬‬ ‫ﺗﻠﻘ ﻰ اﻟﺨﺒ ﺮ اﻟﻤﻔ ﺰع ‪ ..‬ﺻ ﻠﻰ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫وﺳ ﺪهﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺮاب ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ‪ ..‬إﺣ ﺪى ﻋﺸ ﺮ‬ ‫ﻧﻔﺴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺻ ﺎر ﻳﻄ ﻮف ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺣﻴﺮان ‪ ..‬ﻳﻤﺮ ﺑﺄﻟﻌﺎب‬ ‫ﻣﺘﻨﺎﺛ ﺮة ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻳﺎم ﻟﻢ ﺗﺤﺮك ‪..‬‬ ‫ﻷن ﺧﻠ ﻮد وﺳ ﺎرة اﻟﻠﺘﺎن آﺎﻧﺘﺎ ﺗﻠﻌﺒﺎن ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎﺗﺘﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺄوي إﻟ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳ ﺮﺗﺐ ‪ ..‬ﻷن أم‬ ‫ﺻﺎﻟﺢ ‪ ..‬ﻣﺎﺗﺖ ‪..‬‬ ‫ﻳﻤ ﺮ ﺑﺪراﺟﺔ ﻳﺎﺳﺮ ‪ ..‬ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺮك ‪ ..‬ﻷن اﻟﺬي‬ ‫آﺎن ﻳﻘﻮدهﺎ ‪ ..‬ﻣﺎاات ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺪﺧﻞ ﻏ ﺮف اﺑﻨ ﺘﻪ اﻟﻜﺒ ﺮى ‪ ..‬ﻳ ﺮى ﺣﻘﺎﺋ ﺐ‬ ‫ﻋﺮﺳ ﻬﺎ ﻣﺼ ﻔﻮﻓﺔ ‪ ..‬وﻣﻼﺑﺴ ﻬﺎ ﻣﻔﺮوﺷ ﺔ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺮﻳﺮهﺎ ‪ ..‬ﻣﺎﺗ ﺖ ‪ ..‬وه ﻲ ﺗ ﺮﺗﺐ أﻟ ﻮاﻧﻬﺎ‬ ‫وﺗﻨﺴﻘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺳﺒﺤﺎن ﻣﻦ ﺻﺒّﺮﻩ ‪ ..‬وﺛﺒﺖ ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻀ ﻴﻮف ﻳﺄﺗ ﻮن ‪ ..‬ﻣﻌﻬ ﻢ ﻗﻬ ﻮﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻻ‬ ‫أﺣﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﻳﺨﺪم أو ﻳُﻌﻴﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟﻌﺠﻴﺐ أﻧﻚ إذا رأﻳﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺰاء ‪ ..‬ﺣﺴﺒﺖ‬ ‫أﻧﻪ أﺣﺪ اﻟﻤﻌﺰﻳﻦ ‪ ..‬وأن اﻟﻤﺼﺎب ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻳ ﺮدد ‪ ..‬إﻧ ﺎ ﷲ وإﻧ ﺎ إﻟ ﻴﻪ راﺟﻌ ﻮن ‪ ..‬ﷲ ﻣ ﺎ‬ ‫أﺧ ﺬ وﻟ ﻪ ﻣ ﺎ أﻋﻄ ﻰ ‪ ..‬وآ ﻞ ﺷ ﻲء ﻋ ﻨﺪﻩ ﺑﺄﺟ ﻞ‬ ‫ﻣﺴﻤﻰ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا ه ﻮ ﻗﻤ ﺔ اﻟﻌﻘ ﻞ ‪ ..‬ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻟﻤﺎت‬ ‫هﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﻋ ﺮف أﺣﺪ اﻟﻨﺎس أراﻩ داﺋﻤ ًﺎ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ..‬وإذا ﺗﺄﻣﻠﺖ‬ ‫ﺣﺎﻟﻪ وﺟﺪت ‪:‬‬ ‫وﻇﻴﻔﺘﻪ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ‬ ‫ﺑﻴﺘﻪ وﺿﻴﻖ ‪ ..‬إﻳﺠﺎر ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻗﺪﻳﻤﺔ ‪..‬‬ ‫أوﻻدﻩ آﺜﻴﺮون ‪..‬‬ ‫وﻣﻊ ذﻟﻚ آﺎن داﺋﻢ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻣﺤﺒﻮﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﻌﻴﺶ‬ ‫ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻜﺜﺮ اﻟﺘﺸﻜﻲ‪..‬ﻓﻴﻤﻠّﻚ اﻟﻨﺎس‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻩ وﻟ ﺪ ﻣﻌ ﻮق ‪ ..‬وﻟ ﺪي ﻣ ﺮﻳﺾ ‪ ..‬ﺿ ﺎﻳﻖ‬ ‫ﺻ ﺪري ‪ ..‬ﻳﺎ أﺧﻲ ﻣﺴﻜﻴﻦ وﻟﺪي ‪ ..‬ﺧﻼص ﻓﻬﻤﻨﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫راﺗﺒﻲ ﻗﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫اﻣ ﺮأة ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ ‪ :‬ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻗﺪﻳﻢ ‪ ..‬ﺳﻴﺎرﺗﻨﺎ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ‬ ‫‪ ..‬ﺛﻴﺎﺑﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺿﺔ ‪..‬‬ ‫أﻓﻨﻴﺖ ﻳﺎ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻋﻤﺮك ﺑﺎﻟﺘﺄوﻩ واﻟﺤﺰن‬ ‫وﻇﻠﻠﺖ ﻣﻜﺘﻮف اﻟﻴﺪﻳﻦ ﺗﻘﻮل ﺣﺎرﺑﻨﻲ اﻟﺰﻣﻦ‬ ‫إن ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺎﻟﻌﺐء أﻧﺖ ﻓﻤﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ إذن‬ ‫إﺿﺎءة‬ ‫ﻋﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪك ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎت ‪ ..‬ﻟﺘﺴﻌﺪ‬ ‫‪ 48.‬ارض ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ اﷲ ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ رﺣﻠ ﺔ إﻟ ﻰ أﺣ ﺪ اﻟ ﺒﻠﺪان ﻹﻟﻘ ﺎء ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات ‪..‬‬

‫‪114‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫آ ﺎن ذﻟ ﻚ اﻟ ﺒﻠﺪ ﻣﺸ ﻬﻮرًا ﺑﻮﺟ ﻮد ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ‬ ‫آﺒﻴ ﺮ ﻟﻸﻣ ﺮاض اﻟﻌﻘﻠ ﻴﺔ ‪..‬أو آﻤ ﺎ ﻳﺴ ﻤﻴﻪ‬ ‫اﻟﻨﺎس "ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ" ‪..‬‬ ‫أﻟﻘ ﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿ ﺮﺗﻴﻦ ﺻ ﺒﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬وﺧ ﺮﺟﺖ وﻗ ﺪ‬ ‫ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ أذان اﻟﻈﻬﺮ ﺳﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻣﻌ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ‪ ..‬رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ أﺑ ﺮز‬ ‫اﻟﺪﻋﺎة ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻧﺤﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻋﺒﺪ‬ ‫اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ‪ ..‬ه ﻨﺎك ﻣﻜ ﺎن أود أن أذهﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﺎ‬ ‫دام ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺴﻊ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻳ ﻦ ؟ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻣﺴ ﺎﻓﺮ ‪ ..‬واﻟﺪآ ﺘﻮر أﺣﻤ ﺪ اﺗﺼ ﻠﺖ ﺑ ﻪ وﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﺠ ﺐ ‪ ..‬أو ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﻧﻤﺮ اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ‪..‬‬ ‫أو ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬آ ﻼ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ‪ :‬ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ اﻷﻣ ﺮاض‬ ‫اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ !! ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻀﺤﻚ وﻗﺎل ﻣﺎزﺣ ًﺎ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ‪ ..‬ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﺄآﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻘﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ‪ ..‬ﻧﻌﺘﺒﺮ ‪ ..‬ﻧﻌﺮف‬ ‫ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﺳﻜﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﺷﻌﺮت‬ ‫أﻧ ﻪ ﺣ ﺰﻳﻦ ‪ ..‬آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ﻋﺎﻃﻔﻴ ًﺎ أآﺜﺮ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻼزم ‪..‬‬ ‫أﺧﺬﻧﻲ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ إﻟﻰ هﻨﺎك ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻠ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺒﻨ ﻰ آﺎﻟﻤﻐ ﺎرة‪..‬اﻷﺷ ﺠﺎر ﺗﺤ ﻴﻂ‬ ‫ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ آ ﻞ ﺟﺎﻧ ﺐ‪..‬آﺎﻧ ﺖ اﻟﻜﺂﺑ ﺔ ﻇﺎه ﺮة‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﺑﻠ ﻨﺎ أﺣ ﺪ اﻷﻃﺒﺎء ‪ ..‬رﺣﺐ ﺑﻨﺎ ﺛﻢ أﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺟﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ‪..‬‬ ‫أﺧﺬ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺂﺳﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫وﻟﻴﺲ اﻟﺨﺒﺮ آﺎﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫دﻟ ﻒ ﺑ ﻨﺎ إﻟ ﻰ أﺣ ﺪ اﻟﻤﻤ ﺮات ‪ ..‬ﺳ ﻤﻌﺖ‬ ‫أﺻﻮاﺗ ًﺎ هﻨﺎ وهﻨﺎك ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ ﻏ ﺮف اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ﻣ ﻮزﻋﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧﺒ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺮرﻧﺎ ﺑﻐ ﺮﻓﺔ ﻋ ﻦ ﻳﻤﻴﻨ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻧﻈ ﺮت داﺧﻠﻬ ﺎ‬ ‫ﻓ ﺈذا أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻋﺸ ﺮة أﺳ ﺮة ﻓﺎرﻏ ﺔ ‪ ..‬إﻻ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫واﺣ ﺪًا ﻣ ﻨﻬﺎ ﻗ ﺪ اﻧ ﺒﻄﺢ ﻋﻠ ﻴﻪ رﺟ ﻞ ﻳﻨ ﺘﻔﺾ ﺑ ﻴﺪﻳﻪ‬ ‫ورﺟﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺖ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ وﺳﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬ﻣﺎ هﺬا !!‬ ‫اﻟﺘﻔ ﱡ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا ﻣﺠ ﻨﻮن ‪ ..‬وﻳﺼ ﺎب ﺑ ﻨﻮﺑﺎت ﺻ ﺮع ‪..‬‬ ‫ﺗﺼﻴﺒﻪ آﻞ ﺧﻤﺲ أو ﺳﺖ ﺳﺎﻋﺎت ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻻ ﺣ ﻮل وﻻ ﻗ ﻮة إﻻ ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ وهﻮ‬ ‫ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪:‬ﻣﻨﺬ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ‪..‬آﺘﻤﺖ ﻋﺒﺮة ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻔﺴﻲ ‪ ..‬وﻣﻀﻴﺖ ﺳﺎآﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺪ ﺧﻄ ﻮات ﻣﺸﻴﻨﺎهﺎ ‪ ..‬ﻣﺮرﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻓﺔ أﺧﺮى‬ ‫‪ ..‬ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻣﻐﻠﻖ ‪ ..‬وﻓﻲ اﻟﺒﺎب ﻓﺘﺤﺔ ﻳﻄﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ‬ ‫رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺮﻓﺔ ‪ ..‬وﻳﺸ ﻴﺮ ﻟ ﻨﺎ إﺷ ﺎرات ﻏﻴ ﺮ‬ ‫ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺎوﻟ ﺖ أن أﺳ ﺮق اﻟﻨﻈ ﺮ داﺧ ﻞ اﻟﻐ ﺮﻓﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫ﺟﺪراﻧﻬﺎ وأرﺿﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻟﺒﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﺳﺄﻟﺖ اﻟﻄﺒﻴﺐ ‪ :‬ﻣﺎ هﺬا ؟!! ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺠﻨﻮن ‪..‬‬ ‫ﺷﻌﺮت أﻧﻪ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﺳﺆاﻟﻲ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬أدري أﻧﻪ‬ ‫ﻼ ﻟﻤﺎ رأﻳﻨﺎﻩ هﻨﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻣﺎ‬ ‫ﻣﺠ ﻨﻮن ‪ ..‬ﻟ ﻮ آﺎن ﻋﺎﻗ ً‬ ‫ﻗﺼﺘﻪ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ إذا رأى ﺟ ﺪارًا ‪ ..‬ﺛ ﺎر وأﻗ ﺒﻞ‬ ‫ﻳﻀ ﺮﺑﻪ ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬وﺗ ﺎرة ﻳﻀ ﺮﺑﻪ ﺑ ﺮﺟﻠﻪ ‪ ..‬وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ‬ ‫ﺑﺮأﺳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻮﻣ ًﺎ ﺗﺘﻜﺴ ﺮ أﺻ ﺎﺑﻌﻪ ‪ ..‬وﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺗﻜﺴ ﺮ رﺟﻠ ﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺸﺞ رأﺳﻪ ‪ ..‬وﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ ﻋﻼﺟﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺤﺒﺴ ﻨﺎﻩ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺔ آﻤ ﺎ ﺗ ﺮى ‪ ..‬ﺟ ﺪراﻧﻬﺎ‬ ‫وأرﺿﻬﺎ ﻣﺒﻄﻨﺔ ﺑﺎﻹﺳﻔﻨﺞ ‪ ..‬ﻓﻴﻀﺮب آﻤﺎ ﻳﺸﺎء ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺳﻜﺖ اﻟﻄﺒﻴﺐ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻣﺎﺷﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ أﻧ ﺎ وﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ‪ ..‬ﻓﻈﻠﻠ ﻨﺎ واﻗﻔ ﻴﻦ‬ ‫ﻧﺘﻤﺘﻢ ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻋﺎﻓﺎﻧﺎ ﻣﻤﺎ اﺑﺘﻼك ﺑﻪ‬ ‫ﺛﻢ ﻣﻀﻴﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﻏﺮف اﻟﻤﺮﺿﻰ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺮرﻧﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ أﺳﺮة ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬آﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻓ ﻴﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ رﺟ ً‬ ‫ﺣ ﺎل ‪ ..‬هﺬا ﻳﺆذن ‪ ..‬وهﺬا ﻳﻐﻨﻲ ‪ ..‬وهﺬا ﻳﺘﻠﻔﺖ ‪..‬‬ ‫وهﺬا ﻳﺮﻗﺺ ‪..‬‬ ‫وإذا ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻗ ﺪ أُﺟﻠﺴ ﻮا ﻋﻠﻰ آﺮاﺳﻲ ‪..‬‬ ‫ورﺑﻄ ﺖ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ وأرﺟﻠﻬ ﻢ ‪ ..‬وهﻢ ﻳﺘﻠﻔﺘﻮن ﺣﻮﻟﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬وﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻟﺘﻔﻠﺖ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺠ ﺒﺖ وﺳ ﺄﻟﺖ اﻟﻄﺒ ﻴﺐ ‪ :‬ﻣ ﺎ ه ﺆﻻء ؟ وﻟﻤ ﺎذا‬

‫‪115‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رﺑﻄﺘﻤﻮهﻢ دون اﻟﺒﺎﻗﻴﻦ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ه ﺆﻻء إذا رأوا ﺷ ﻴﺌ ًﺎ أﻣﺎﻣﻬﻢ اﻋﺘﺪوا‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻳﻜﺴ ﺮون اﻟ ﻨﻮاﻓﺬ ‪ ..‬واﻟﻤﻜ ﻴﻔﺎت ‪..‬‬ ‫واﻷﺑﻮاب ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺮﺑﻄﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻟﺤ ﺎل ‪ ..‬ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺼﺒﺎح إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎء ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ وأﻧﺎ أداﻓﻊ ﻋﺒﺮﺗﻲ ‪ :‬ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ وهﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫هﺬا اﻟﺤﺎل ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا ﻣ ﻨﺬ ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات ‪ ..‬وه ﺬا ﻣ ﻨﺬ‬ ‫ﺳﺒﻊ ‪ ..‬وهﺬا ﺟﺪﻳﺪ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻟﻪ إﻻ ﺧﻤﺲ‬ ‫ﺳﻨﻴﻦ !!‬ ‫ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻬﻢ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬وأﺣﻤﺪ اﷲ اﻟﺬي ﻋﺎﻓﺎﻧﻲ ﻣﻤﺎ اﺑﺘﻼهﻢ ‪..‬‬ ‫ﺳﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬أﻳﻦ ﺑﺎب اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺑﻘ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺔ واﺣ ﺪة ‪ ..‬ﻟﻌ ﻞ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮة‬ ‫ﺟﺪﻳﺪة ‪ ..‬ﺗﻌﺎل ‪..‬‬ ‫وأﺧ ﺬ ﺑ ﻴﺪي إﻟ ﻰ ﻏ ﺮﻓﺔ آﺒﻴ ﺮة ‪ ..‬ﻓ ﺘﺢ اﻟﺒﺎب‬ ‫ودﺧﻞ ‪ ..‬وﺟﺮﻧﻲ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻐ ﺮﻓﺔ ﺷ ﺒﻴﻬ ًﺎ ﺑﻤ ﺎ رأﻳ ﺘﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻏ ﺮﻓﺔ ﺳ ﺎﺑﻘﺔ ‪ ..‬ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ‪..‬‬ ‫آﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎل ‪ ..‬راﻗﺺ ‪ ..‬وﻧﺎﺋﻢ ‪..‬‬ ‫و ‪ ..‬و ‪ ..‬ﻋﺠﺒ ًﺎ ﻣﺎذا أرى ؟؟‬ ‫رﺟﻞ ﺟﺎوز ﻋﻤﺮﻩ اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ‪ ..‬اﺷﺘﻌﻞ رأﺳﻪ‬ ‫ﺷ ﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﺟﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض اﻟﻘﺮﻓﺼ ﺎء ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ ﺟﻤ ﻊ ﺟﺴ ﻤﻪ ﺑﻌﻀ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌﺾ ‪ ..‬ﻳﻨﻈﺮ‬ ‫إﻟﻴﻨﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ زاﺋﻐﺘﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﺘﻠﻔﺖ ﺑﻔﺰع ‪..‬‬ ‫آﻞ هﺬا ﻃﺒﻴﻌﻲ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻦ اﻟﺸﻲء اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻓﺰع ‪ ..‬ﺑﻞ‬ ‫أﺛﻮر ‪ ..‬هﻮ أن اﻟﺮﺟﻞ آﺎن ﻋﺎرﻳ ًﺎ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻠ ﺒﺎس وﻻ ﻣ ﺎ ﻳﺴ ﺘﺮ اﻟﻌ ﻮرة‬ ‫اﻟﻤﻐﻠﻈﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬﻲ ‪ ..‬واﻣﺘﻘﻊ ﻟﻮﻧﻲ ‪ ..‬واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻮرًا ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رأى ﺣﻤﺮة ﻋﻴﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ ‪ ..‬ه ﺪئ ﻣ ﻦ ﻏﻀﺒﻚ ‪ ..‬ﺳﺄﺷﺮح ﻟﻚ‬ ‫ﺣﺎﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ه ﺬا اﻟﺮﺟﻞ آﻠﻤﺎ أﻟﺒﺴﻨﺎﻩ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﻋﻀﻪ ﺑﺄﺳﻨﺎﻧﻪ‬ ‫وﻗﻄﻌ ﻪ ‪ ..‬وﺣ ﺎول ﺑﻠﻌ ﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻧﻠﺒﺴ ﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻴﻮم اﻟﻮاﺣﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮة ﺛﻴﺎب ‪ ..‬وآﻠﻬﺎ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﺘ ﺮآﻨﺎﻩ هﻜ ﺬا ﺻ ﻴﻔ ًﺎ وﺷ ﺘﺎ ًء ‪ ..‬واﻟ ﺬﻳﻦ ﺣ ﻮﻟﻪ‬ ‫ﻣﺠﺎﻧﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮن ﺣﺎﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻐﺮﻓﺔ ‪ ..‬وﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ أن أﺗﺤﻤﻞ‬ ‫أآﺜ ﺮ ‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ﻟﻠﻄﺒ ﻴﺐ ‪ :‬دﻟﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺒﺎب ‪..‬‬ ‫ﻟﻠﺨﺮوج ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻘﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﺴﺎم ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺎ رأﻳﻨﺎﻩ ‪..‬‬ ‫ﻣﺸ ﻰ اﻟﻄﺒ ﻴﺐ وﻣﺸ ﻴﺖ ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳﻤ ﺮ ﻓﻲ‬ ‫ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻐﺮف اﻟﻤﺮﺿﻰ ‪ ..‬وﻧﺤﻦ ﺳﺎآﺘﺎن ‪..‬‬ ‫ﻲ وآﺄﻧﻪ ﺗﺬآﺮ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻧﺴﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل‬ ‫وﻓﺠ ﺄة اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ّ‬ ‫‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬ه ﻨﺎ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ آ ﺒﺎر اﻟ ﺘﺠﺎر ‪ ..‬ﻳﻤﻠ ﻚ‬ ‫ﻣ ﺌﺎت اﻟﻤﻼﻳ ﻴﻦ ‪ ..‬أﺻ ﺎﺑﻪ ﻟ ﻮﺛﺔ ﻋﻘﻠ ﻴﺔ ﻓﺄﺗ ﻰ ﺑ ﻪ‬ ‫أوﻻدﻩ وأﻟﻘﻮﻩ هﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺘﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وه ﻨﺎ رﺟ ﻞ ﺁﺧ ﺮ آﺎن ﻣﻬﻨﺪﺳ ًﺎ ﻓﻲ ﺷﺮآﺔ ‪ ..‬وﺛﺎﻟﺚ‬ ‫آﺎن ‪..‬‬ ‫وﻣﻀ ﻰ اﻟﻄﺒ ﻴﺐ ﻳﺤﺪﺛﻨ ﻲ ﺑﺄﻗ ﻮام ذﻟ ﻮا ﺑﻌ ﺪ ﻋ ﺰ ‪..‬‬ ‫وﺁﺧﺮﻳﻦ اﻓﺘﻘﺮوا ﺑﻌﺪ ﻏﻨﻰ ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫أﺧﺬت أﻣﺸﻲ ﺑﻴﻦ ﻏﺮف اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﺘﻔﻜﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺳﺒﺤﺎن ﻣﻦ ﻗﺴﻢ اﻷرزاق ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎدﻩ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ‪ ..‬وﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ ﻳ ﺮزق اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣ ﺎ ًﻻ وﺣﺴ ﺒ ًﺎ وﻧﺴ ﺒ ًﺎ وﻣﻨﺼ ﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺄﺧ ﺬ ﻣ ﻨﻪ اﻟﻌﻘ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺘﺠﺪﻩ ﻣ ﻦ أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻣ ﺎ ًﻻ ‪ ..‬وأﻗ ﻮاهﻢ ﺟﺴ ﺪًا ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻣﺴ ﺠﻮن ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻳ ﺮزق ﺁﺧ ﺮ ﺣﺴ ﺒ ًﺎ رﻓ ﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬وﻣ ﺎ ًﻻ وﻓﻴ ﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻼ آﺒﻴ ﺮًا ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺴﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺼﺤﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﺠﺪﻩ‬ ‫وﻋﻘ ً‬ ‫ﻣﻘﻌ ﺪًا ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺮﻳﺮﻩ ‪ ..‬ﻋﺸ ﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ أﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﻣﺎﻟﻪ وﺣﺴﺒﻪ ‪!!..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ ﻳﺆﺗ ﻴﻪ اﷲ ﺻﺤﺔ وﻗﻮة وﻋﻘ ً‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﻤ ﻨﻌﻪ اﻟﻤ ﺎل ﻓﺘ ﺮاﻩ ﻳﺸ ﺘﻐﻞ ﺣﻤ ﺎل أﻣ ﺘﻌﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺳ ﻮق أو ﺗ ﺮاﻩ ﻣﻌ ﺪﻣ ًﺎ ﻓﻘﻴ ﺮًا ﻳﺘ ﻨﻘﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤ ﺮف‬ ‫اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺪ ﺑﻪ رﻣﻘﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﺆﺗﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﺤﺮﻣﻪ ‪ ..‬ورﺑﻚ ﻳﺨﻠﻖ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺸﺎء وﻳﺨﺘﺎر ‪ ..‬ﻣﺎ آﺎن ﻟﻬﻢ اﻟﺨﻴﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﺣ ﺮﻳ ًﺎ ﺑﻜ ﻞ ﻣﺒﺘﻠ ﻰ أن ﻳﻌ ﺮف ه ﺪاﻳﺎ اﷲ إﻟ ﻴﻪ‬ ‫ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﺪ ﻣﺼﺎﺋﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺈن ﺣﺮﻣﻚ اﻟﻤﺎل ﻓﻘﺪ‬

‫‪116‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫أﻋﻄ ﺎك اﻟﺼ ﺤﺔ ‪ ..‬وإن ﺣ ﺮﻣﻚ ﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ‬ ‫أﻋﻄ ﺎك اﻟﻌﻘ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺈن ﻓﺎﺗ ﻚ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ أﻋﻄ ﺎك‬ ‫اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬هﻨﻴﺌ ًﺎ ﻟﻚ أن ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻤﻮت‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﻞ ﺑﻤ ﻞء ﻓ ﻴﻚ اﻵن ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻮﺗﻚ ‪:‬‬ ‫اﻟﺤﻤﻤﻤﻤﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫وآﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﻜﺮام ‪.. ψ‬‬ ‫ﺑﻌ ﺚ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص ‪τ‬‬ ‫ﺟﻬﺔ اﻟﺸﺎم ‪ ..‬ﻓﻲ ﻏﺰوة ذات اﻟﺴﻼﺳﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎر إﻟﻰ هﻨﺎك رأى آﺜﺮة ﻋﺪوﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻌﺚ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﺴﺘﻤﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﻌﺚ إﻟ ﻴﻪ ‪ ρ‬أﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح ‪ ..‬أﻣﻴﺮًا‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺪد ‪ ..‬ﻓ ﻴﻪ اﻟﻤﻬﺎﺟ ﺮون اﻷوﻟ ﻮن ‪..‬‬ ‫وﻓﻴﻬﻢ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ ρ‬ﻷﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪة‬ ‫ﺣﻴﻦ وﺟﻬﻪ ‪ :‬ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻔﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮج أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ إذا ﻗ ﺪم ﻋﻠ ﻰ ﻋﻤ ﺮو ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ ﻋﻤ ﺮو ‪:‬‬ ‫إﻧﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﻣﺪدًا ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ أﺑ ﻮ ﻋﺒ ﻴﺪة ‪ :‬ﻻ وﻟﻜ ﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ أﻧ ﺎ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ وأﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬هﻴ ﻨ ًﺎ‬ ‫ﻼ ﻟﻴ ﻨ ًﺎ ﺳ ﻬ ً‬ ‫وآ ﺎن أﺑ ﻮ ﻋﺒ ﻴﺪة رﺟ ً‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ أﻣﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻤﺮو ‪ :‬ﺑﻞ أﻧﺖ ﻣﺪدي ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﻤﺮو إن رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ .. ρ‬ﻗﺪ ﻗﺎل ﻟﻲ ‪:‬‬ ‫ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻔﺎ ‪ ..‬وإﻧﻚ إن ﻋﺼﻴﺘﻨﻲ أﻃﻌﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﻋﻤ ﺮو‪ :‬ﻓﺈﻧ ﻲ أﻣﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬ ‫أﻧﺖ ﻣﺪد ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺪوﻧﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻘﺪم ‪ ..‬ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ‪ τ‬ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎس‬ ‫‪..‬‬ ‫وﺑﻌ ﺪ اﻟﻐ ﺰوة ‪ ..‬آ ﺎن أول ﻣﻦ وﺻﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬ ‫‪ ..‬ﻋﻮف ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪.. τ‬‬ ‫ﻓﻤﻀﻰ إﻟﻰ رﺳﻮل ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ .. ρ‬أﺧﺒﺮﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺒ ﺮﻩ ﻋ ﻦ اﻟﻐ ﺰوة ‪ ..‬وﻣ ﺎ آ ﺎن ﺑ ﻴﻦ أﺑ ﻲ‬ ‫ﻋﺒﻴﺪة وﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬ﻳﺮﺣﻢ اﷲ أﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻳﺮﺣﻢ اﷲ أﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪة ‪.. τ‬‬ ‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬ ‫اﻧﻈﺮ ﻟﻠﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ ‪ ..‬ﻗﺒﻞ أن‬ ‫ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﻈﻠﻤﺔ ‪ ..‬ﻟﺘﻜﻮن أﺳﻌﺪ ‪..‬‬

‫ﻼ ‪..‬‬ ‫‪ 49.‬آﻦ ﺟﺒ ً‬ ‫ﻓ ﻲ ﺑﺪاﻳ ﺔ ﺳ ﻠﻮآﻲ ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻖ اﻟﺪﻋ ﻮة ‪ ..‬دﻋ ﻴﺖ‬ ‫ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻘﺮى ‪..‬‬ ‫اﺳ ﺘﻘﺒﻠﻨﻲ اﻟﻤﺴ ﺌﻮل ﻋ ﻦ اﻟﺪﻋ ﻮة ه ﻨﺎك ‪ ..‬رآ ﺒﺖ‬ ‫ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬آﺎﻧﺖ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﻌﻪ ‪ ..‬أﺧﺒﺮﻧﻲ أﻧﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺰواج ‪..‬‬ ‫ﻲ ﻣ ﻦ ﻏ ﻼء اﻟﻤﻬ ﻮر ﻓ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﺷ ﺘﻜﻰ إﻟ ﱠ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳﺸ ﺘﺮي ﺳ ﻴﺎرة ﺟﺪﻳﺪة ‪..‬‬ ‫أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪..‬‬ ‫دﻋﻮت ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ دﺧﻠ ﺖ وأﻟﻘ ﻴﺖ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ‪ ..‬وﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻲ اﻷﺳﺌﻠﺔ ‪ ..‬وآﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺳﺆال ﻋﻦ‬ ‫ﻗ ﺮﺋﺖ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻏﻼء اﻟﻤﻬﻮر ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﺮﺣﺖ ﺑﻪ وﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺟﺎءك ﻳﺎ ﻣﻬﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﻨﺎ !!‬ ‫واﻧﻄﻠﻘ ﺖ أﺗﻜﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﻏ ﻼء اﻟﻤﻬ ﻮر وﺗﺄﺛﻴ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻔﺘﻴﺎت ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ذآﺮت إن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻣﺎ زوج ﺑﻨﺎﺗﻪ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻳﻌﻨﻲ‬ ‫ﺧﻤﺴ ﻤﺎﺋﺔ دره ﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ رﻓﻌﺖ ﺻﻮﺗﻲ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫ﺑﻨﺎﺗﻜﻢ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﺎت اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬؟!!‬ ‫ﻼ ‪ :‬إﻳﺶ‬ ‫ﻓﺼ ﺮخ رﺟﻞ ﻣُﺴﻦ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺼﻒ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ؟‬ ‫ﻓﺜﺎر ﺁﺧﺮ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ !!‬ ‫وﻧﻬ ﺾ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ ﺟﺎﺛ ﻴ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ رآﺒﺘ ﻴﻪ وﻗﺎل ‪ :‬أوووﻩ‬ ‫ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ؟!!‬ ‫آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ ﺣ ﺎل ﻻ أﺣﺴ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬وآ ﻨﺖ ﻓ ﻲ أواﺋﻞ‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪﻋﻮة ‪ ..‬وﺣﺪﻳﺚ اﻟﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﻘ ﻴﺖ ﺳ ﺎآﺘ ًﺎ ﻟ ﻢ أﻧ ﺒﺲ ﺑﺒ ﻨﺖ ﺷ ﻔﺔ ‪ ..‬ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ‬ ‫اﻷول ﻟﻤ ﺎ ﺗﻜﻠ ﻢ وﺗﺒﺴ ﻤﺖ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺗﻜﻠ ﻢ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻪ أﻳﻀ ًﺎ وﺗﺒﺴﻤﺖ ‪ ..‬وآﺬﻟﻚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﺑﻌ ﺾ اﻟﺸ ﺒﺎب ﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﺘﻀﺎﺣﻜﻮن‬ ‫‪ ..‬وﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻗﺎﻣ ﻮا وﻗ ﻮﻓ ًﺎ ﻳﻨﻈ ﺮون ‪ ..‬وآﺄﻧ ﻲ ﺑﻬ ﻢ‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮن ‪ :‬وﻗﻒ ﺣﻤﺎر اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺒﺔ !!‬ ‫ﻟﻤﺎ رأوا هﺪوﺋﻲ ‪ ..‬هﺪؤوا ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎم أﺣﺪهﻢ وﻗﺎل ‪:‬‬

‫‪117‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ‪ ..‬ﺧﻠﻮا اﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺿﺢ ﻗﺼﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﻜﺘﻮا ‪ ..‬ﻓﺸ ﻜﺮت ﻟ ﻪ ﻋﻤﻠ ﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ اﻋﺘﺬرت‬ ‫وأﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ – وﻋﻠ ﻰ ﺑ ﻨﺎﺗﻬﻢ ‪ -‬ووﺿﺤﺖ‬ ‫ﻣﺮادي ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻚ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬أﻧ ﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﺗﺼ ﻨﻊ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻚ ‪ ..‬وﺗﺒﻨ ﻲ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﻮﻟﻬﻢ‬ ‫ﺗﺼ ﻮرات ﻋ ﻨﻚ ‪ ..‬ﻳﺒ ﻨﻮن ﻋﻠ ﻰ أﺳﺎﺳ ﻬﺎ‬ ‫أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻌﻚ ‪ ..‬واﺣﺘﺮاﻣﻬﻢ ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺗﺄآﺪ أن اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻌﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح ‪..‬‬ ‫ﻣﻬﻤﺎ اﺷﺘﺪت ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ اﻟﻨﺼﺮ ﺻﺒﺮ ﺳﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫آﻠﻤ ﺎ زاد ﻋﻘﻠ ﻚ ‪ ..‬ﻗ ﻞ ﺟﻬﻠ ﻚ ‪ ..‬وإذا زاد‬ ‫ﻗﺪرك ‪ ..‬ﻗﻞ ﻏﻀﺒﻚ ‪..‬‬ ‫آﺎﻟﺒﺤ ﺮ ﻻ ﻳﺤ ﺮآﻪ أي ﺷ ﻲء ‪ ..‬وﻳ ﺎ ﺟ ﺒﻞ ﻣ ﺎ‬ ‫ﺗﻬﺰك رﻳﺢ ‪!..‬‬ ‫ﺑﻞ إﻧﻚ ﻟﻮ اﺳﺘﺜﺎرك ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ‪ ..‬ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ‬ ‫‪ ..‬أو ﺑﻴﺖ ‪ ..‬أو ﻗﻨﺎة ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ‪ ..‬أو ﻣﺤﺎﺿﺮة‬ ‫ﻋﺎﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈﻧ ﻚ إذا ﺑﻘ ﻴﺖ هﺎدﺋ ًﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻐﻀ ﺐ وﻟ ﻢ ﺗﺜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎل اﻟﻨﺎس ﻣﻌﻚ ﺿﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺑﻘﺎﻓﻠﺔ ﺗﺠﺎرة‬ ‫آﺎن أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻦ ﺣﺮب ﻣﻘﺒ ً‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺸﺎم ‪ ..‬ﻓﺨﺮج إﻟﻴﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻟﻘﺘﺎﻟﻬﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻔ ﺮ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺑﺎﻟﻘﺎﻓﻠ ﺔ ‪ ..‬وأرﺳ ﻞ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺑﺠﻴﺶ ﻋﺮﻣﺮم ‪..‬‬ ‫ووﻗﻌ ﺖ ﻣﻌ ﺮآﺔ ﺑ ﺪر ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻗﺮﻳﺶ‬ ‫‪ ..‬واﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ﺳﺒﻌﻮن ‪ ..‬وُأﺳِﺮ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﺳﺒﻌﻮن ‪..‬‬ ‫رﺟ ﻊ ﻣ ﻦ ﺗﺒﻘ ﻰ ﻣ ﻦ ﺟ ﻴﺶ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬وه ﻢ‬ ‫ﺟﺮﺣﻰ ‪ ..‬وﺟﻮﻋﻰ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ وﺻﻞ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻘﺎﻓﻠﺘﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺸ ﻰ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ رﺑﻴﻌﺔ وﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ‬ ‫أﺑﻲ ﺟﻬﻞ وﺻﻔﻮان اﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ رﺟ ﺎل ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻣﻤ ﻦ أﺻ ﻴﺐ ﺁﺑ ﺎؤهﻢ‬ ‫وأﺑﻨﺎؤهﻢ وإﺧﻮاﻧﻬﻢ ﻳﻮم ﺑﺪر ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻠﻤ ﻮا أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن وﻣ ﻦ آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ‬ ‫اﻟﻌﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺗﺠﺎرة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬إن ﻣﺤﻤ ﺪًا ﻗ ﺪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﺗ ﺮآﻢ وﻗ ﺘﻞ ﺧ ﻴﺎرآﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻴ ﻨﻮﻧﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﺎل ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺣﺮﺑﻪ ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺪرك ﻣﻨﻪ ﺛﺄرًا ‪ ..‬ﻓﻔﻌﻠﻮا ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل اﷲ ﻓ ﻴﻬﻢ ‪ " :‬إن اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا ﻳ ﻨﻔﻘﻮن‬ ‫أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ ﻟﻴﺼ ﺪوا ﻋ ﻦ ﺳ ﺒﻴﻞ اﷲ ﻓﺴ ﻴﻨﻔﻘﻮﻧﻬﺎ ﺛ ﻢ‬ ‫ﺗﻜ ﻮن ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺣﺴﺮة ﺛﻢ ﻳﻐﻠﺒﻮن واﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا إﻟﻰ‬ ‫ﺟﻬﻨﻢ ﻳﺤﺸﺮون " ‪.‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮﺟﺖ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﺑﺤ ﺪهﺎ وﺣﺪﻳ ﺪهﺎ ‪ ..‬وﺟ ﺪهﺎ‬ ‫وأﺣﺎﺑﻴﺸﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﺧ ﺮج ﻣﻌﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺗﺎﺑﻌﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ آ ﻨﺎﻧﺔ وأه ﻞ‬ ‫ﺗﻬﺎﻣ ﺔ ‪ ..‬وﺧ ﺮﺟﻮا ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﻟﺌﻼ ﻳﻔﺮ اﻟﺮﺟﺎل‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮج أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﺰوﺟﺘﻪ هﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ ‪..‬‬ ‫وﺧﺮج ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﺑﺰوﺟﺘﻪ أم ﺣﻜﻴﻢ ﺑﻨﺖ‬ ‫اﻟﺤﺎرث ‪..‬‬ ‫وﺧ ﺮج اﻟﺤ ﺎرث ﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﺑﻔﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫اﻟﻤﻐﻴﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﻜﻔ ﺎر ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻧ ﺰﻟﻮا ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻔﻴﺮ اﻟ ﻮادي‬ ‫ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ﺑﻬ ﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬اﺳﺘﺸﺎر أﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻣﺎ رأﻳﻜﻢ ؟‬ ‫ﻧﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺈذا دﺧﻠﻮهﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﻧ ﺎس ﻟ ﻢ ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﺷ ﻬﺪوا ﺑﺪرًا ‪ :‬ﻧﺨﺮج ﻳﺎ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ إﻟﻴﻬﻢ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﺑـ "أﺣﺪ" ‪..‬‬ ‫ورﺟ ﻮا أن ﻳﺼ ﻴﺒﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻀ ﻴﻠﺔ ﻣ ﺎ أﺻ ﺎب أه ﻞ‬ ‫ﺑﺪر ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ زاﻟﻮا ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺣﺘﻰ ﻟﺒﺲ أداة اﻟﺤﺮب ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻧﺪﻣ ﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻗﻢ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺮأي‬ ‫رأﻳﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﻢ ‪ :‬ﻣ ﺎ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻟﻨﺒ ﻲ أن ﻳﻀﻊ أداﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ‬ ‫ﻟﺒﺴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ اﷲ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ ﻋﺪوﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﺰل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن واﻟﻤﺸﺮآﻮن ﺑﺄﺻﻞ أﺣﺪ ﻓﺮح‬ ‫اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﻬﺪوا ﺑ ﺪرًا ﺑﻘ ﺪوم اﻟﻌ ﺪو‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻗﺪ ﺳﺎق اﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻣﻨﻴﺘﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ‪:‬‬ ‫" ﻣ ﻦ رﺟ ﻞ ﻳﺨ ﺮج ﺑ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﻮم ﻣﻦ آﺜﺐ ـ أي‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ـ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻻ ﻳﻤﺮ ﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ " ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﺣﺎرﺛ ﺔ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث اﺳﻤﻪ أﺑﻮ‬

‫‪118‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺧﻴﺜﻤﺔ ‪:‬‬ ‫أﻧﺎ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﻠﻚ ﺑ ﻪ ﻓ ﻲ أرض ﺑﻨ ﻲ ﺣﺎرﺛ ﺔ وﺑ ﻴﻦ‬ ‫أﻣﻮاﻟﻬﻢ وﻣﺰارﻋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﻠﻚ ﺑ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎل ﻟﺮﺟﻞ اﺳﻤﻪ ‪ :‬ﻣﺮﺑﻊ‬ ‫اﺑﻦ ﻗﻴﻈﻲ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻨﺎﻓﻘ ًﺎ ﺿﺮﻳﺮ اﻟﺒﺼﺮ ‪..‬‬ ‫وآﺎن رﺟ ً‬ ‫ﺲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وﻣﻦ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﺣ ّ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ِ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎم ﻳﺤﺜ ﻲ ﻓ ﻲ وﺟ ﻮهﻬﻢ اﻟﺘﺮاب ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫إن آﻨﺖ رﺳﻮل اﷲ ﻓﺈﻧﻲ ﻻ أﺣﻞ ﻟﻚ أن ﺗﺪﺧﻞ‬ ‫ﻓﻲ ﺣﺎﺋﻄﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ اﻟﺨﺒ ﻴﺚ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاب ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫واﷲ ﻟ ﻮ أﻋﻠ ﻢ أﻧ ﻲ ﻻ أﺻ ﻴﺐ ﺑﻬ ﺎ ﻏﻴ ﺮك ﻳ ﺎ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻀﺮﺑﺖ ﺑﻬﺎ وﺟﻬﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺑﺘﺪرﻩ اﻟﻘﻮم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪: ε‬‬ ‫" ﻻ ﺗﻘ ﺘﻠﻮﻩ ‪ ..‬ﻓﻬ ﺬا اﻷﻋﻤﻰ ‪ ..‬أﻋﻤﻰ اﻟﻘﻠﺐ‬ ‫‪ ..‬أﻋﻤﻰ اﻟﺒﺼﺮ ‪" ..‬‬ ‫وﻣﻀ ﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ ذﻟﻚ‬ ‫اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻮ آﻞ آﻠﺐ ﻋﻮى أﻟﻘﻤﺘﻪ ﺣﺠﺮًا‬ ‫ﻷﺻ ﺒﺢ اﻟﺼﺨﺮ ﻣﺜﻘﺎ ًﻻ‬ ‫ﺑﺪﻳﻨﺎر‬ ‫واﻟﻜﻼب ﺗﻨﺒﺢ ‪ ..‬واﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺗﺴﻴﻴﻴﻴﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﻨﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﺮﻳﺎح ﻻ ﺗﺤﺮك اﻟﺠﺒﺎل ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻠﻌﺐ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﻣﺎل ‪ ..‬وﺗﺸﻜﻠﻬﺎ آﻤﺎ ﺗﺸﺎء ‪..‬‬ ‫‪ 50.‬ﻻ ﺗﻠﻌﻨﻪ ‪ ..‬إﻧﻪ ﻳﺸﺮب ﺧﻤﺮًا ‪!!..‬‬ ‫أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﺬﻳﻦ ﻧﺨ ﺎﻟﻄﻬﻢ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺴ ﻮء ‪ ..‬إﻻ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ وإن آﺎن‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻓﻠ ﻮ اﺳ ﺘﻄﻌﻨﺎ أن ﻧﻌﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻔ ﺘﺎح اﻟﺨﻴ ﺮ‬ ‫ﻟﻜﺎن ﺣﺴﻨ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﺷ ﺘﻬﺮ ﻋ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺠ ﺮﻣﻴﻦ ‪ ..‬أﻧ ﻪ آ ﺎن‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻳﺴ ﻄﻮ ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﻴﻮت اﻟ ﻨﺎس وﻳﺴ ﺮق أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴ ﻨﻔﻖ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﺎء وأﻳﺘﺎم !! أو ﻳﺒﻨﻲ ﺑﻬﺎ‬ ‫ﻣﺴﺎﺟﺪ !!‬ ‫أو آﺎﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺮى أﻳ ﺘﺎﻣ ًﺎ ﺟﻮﻋ ﻰ ﻓﺘﺰﻧ ﻲ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﻣﺎ ًﻻ‬ ‫ﺗﺴﺪ ﺑﻪ ﺟﻮﻋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻨﻰ ﻣﺴﺠﺪًا ﷲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﻠﻪ **‬ ‫ﻓﻜﺎن ﺑﺤﻤﺪ اﷲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﻓﻖ‬ ‫آﻤﻄﻌﻤﺔ اﻷﻳﺘﺎم ﻣﻦ آ ﱢﺪ ﻋﺮﺿﻬﺎ ! **‬ ‫ﻟﻚ اﻟﻮﻳﻞ ﻻ ﺗﺰﻧﻲ وﻻ‬ ‫ﺗﺘﺼﺪﻗﻲ‬ ‫وآ ﻢ ﻣ ﻦ ﺣﺎﻣ ﻞ ﺳ ﻜﻴﻦ ﻟ ﻴﻄﻌﻦ ﺑﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺳ ﺘﻌﻄﻔﻪ‬ ‫ﻃﻔﻞ أو اﻣﺮأة ﻓﺮق ﻗﻠﺒﻪ ‪ ..‬وأﻟﻘﻰ ﺳﻜﻴﻨﻪ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫إذن ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﻲء اﻟﻈﻦ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ‪ .. ε‬ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻠﺘﻤﺲ اﻟﻤﻌﺎذﻳﺮ‬ ‫ﻟﻠﻤﺨﻄﺌﻴﻦ ‪ ..‬وﻳﺤﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻤﺬﻧﺒﻴﻦ ‪ ..‬وآﺎن إذا‬ ‫ﻗﺎﺑ ﻞ ﻋﺎﺻ ﻴ ًﺎ ﻳﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻴﻪ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮاﻧﺐ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻗ ﺒﻞ‬ ‫ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺸﻬﻮة واﻟﻌﺼﻴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ آﺎن ﻳﺴﻲء اﻟﻈﻦ ﺑﺄﺣﺪ ‪ ..‬ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻢ آﺄﻧﻬﻢ أوﻻدﻩ‬ ‫وإﺧﻮاﻧﻪ ‪ ..‬ﻳﺤﺐ ﻟﻬﻢ اﻟﺨﻴﺮ آﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫آﺎن رﺟﻞ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻗﺪ اﺑﺘﻠﻲ ﺑﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻲ ﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﺠُﻠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄُﺗ َ‬ ‫ﺛ ﻢ ﻣ ﺮت أﻳ ﺎم ‪ ..‬ﻓﺸﺮب ﺧﻤﺮًا ‪ ..‬ﻓﺠﻲء ﺑﻪ أﺧﺮى‬ ‫ﻓﺠﻠﺪ ‪..‬‬ ‫وﻣﺮت أﻳﺎم ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﻲء ﺑﻪ ﻗﺪ ﺷﺮب ﺧﻤﺮًا ‪ ..‬ﻓﺠﻠﺪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ وﻟﻰ ﺧﺎرﺟ ًﺎ ‪ ..‬ﻗﺎل رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪:‬‬ ‫ﻟﻌﻨﻪ اﷲ ‪ ..‬ﻣﺎ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻪ !!‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ‪ .. ε‬وﻗ ﺪ ﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻻ‬ ‫ﺗﻠﻌ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧ ﻪ ﻳﺤ ﺐ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﻪ‬ ‫)‪(65‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒﺪأ ﻓﻲ ﻧﺰع ﺷﺠﺮة اﻟﺸﺮ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫اﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺠﺮة اﻟﺨﻴﺮ واﺳﻘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫) ‪( 65‬‬

‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬

‫‪119‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪ 51.‬إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﺄرد ﻣﺎ ﻳﻜﻮن‬ ‫‪!!..‬‬ ‫ﻣﺎ دﻣﺖ ﻣُﻠﺰﻣﺎ ﻓﺎﺳﺘﻤﺘﻊ ‪ ..‬هﻜﺬا آﻨﺖ أﻗﻮل‬ ‫ﻟﺸﺎب أﺻﻴﺐ ﺑﻤﺮض اﻟﺴﻜﺮ ‪ ..‬ﻓﻜﺎن ﻳﺸﺮب‬ ‫اﻟﺸﺎي ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﻜﺮ ‪ ..‬وﻳﺘﺄﺳﻒ ﻟﺤﺎﻟﻪ ‪..‬‬ ‫آﻨﺖ أﻗﻮل ﻟﻪ ‪ :‬هﻞ إذا ﺗﺄﺳﻔﺖ وﺣﺰﻧﺖ أﺛﻨﺎء‬ ‫ﺷﺮﺑﻚ اﻟﺸﺎي ‪ ..‬هﻞ ﺗﻨﻘﻠﺐ اﻟﻤﺮارة ﺣﻼوة‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ دﻣﺖ ﻣﻠﺰﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﻤﺘﻊ ‪..‬‬ ‫أﻋﻨﻲ ﻟﻦ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ داﺋﻤ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺤﺐ ‪..‬‬ ‫وهﺬا ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﻗﺪﻳﻤﺔ ‪ ..‬ﻣﻜﻴﻒ ﻻ ﻳﺸﺘﻐﻞ ‪ ..‬ﻣﺮاﺗﺐ‬ ‫ﻣﻤ ﺰﻗﺔ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺣﺎﻟ ﻴ ًﺎ ﺗﻐﻴﻴ ﺮهﺎ ‪ ..‬ﻣ ﺎ‬ ‫اﻟﺤﻞ ؟‬ ‫ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺒﻠﺖ ﻓﻲ آﻠﻴﺔ‬ ‫ﻻ ﺗ ﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺎوﻟﺖ ﺗﻌﺪﻳﻞ‬ ‫اﻟﺤ ﺎل ﻓﻠ ﻢ ﺗﺴ ﺘﻄﻊ ‪ ..‬ﻓﺎﺿ ﻄﺮرت ﻟﻤﻮاﺻ ﻠﺔ‬ ‫اﻟﺪراﺳ ﺔ ‪ ..‬وأآﻤﻠ ﺖ ﺳ ﻨﺘﻴﻦ وﺛ ﻼث ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ‬ ‫اﻟﺤﻞ ؟‬ ‫ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﻘﺒﻞ ‪ ..‬وﻗﺒﻠﺖ ﻓﻲ أﺧﺮى‬ ‫‪ ..‬وﺑﺪأت دواﻣﻚ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ اﻟﺤﻞ؟‬ ‫ﺧﻄﺒﺖ ﻓﺘﺎﺗ ًﺎ ﻓﺮﻓﻀﺖ ‪ ..‬وﺗﺰوﺟﺖ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫اﻟﺤﻞ ؟‬ ‫آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺠﻌ ﻞ اﻟﺤ ﻞ ه ﻮ اﻻآﺘ ﺌﺎب‬ ‫اﻟ ﺪاﺋﻢ ‪ ..‬واﻟ ﺘﺄﻓﻒ ﻣ ﻦ واﻗﻌ ﻪ ‪ ..‬وآﺜ ﺮة‬ ‫اﻟﺘﺸ ﻜﻲ إﻟ ﻰ ﻣ ﻦ ﻋ ﺮف وﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻌ ﺮف !‬ ‫وه ﺬا ﻻ ﻳ ﺮد إﻟ ﻴﻪ رزﻗ ًﺎ ﻓﺎﺗ ﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻌﺠ ﻞ‬ ‫ﺑﺮزق ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫إذن ﻣﺎ اﻟﺤﻞ ؟‬ ‫اﻟﻌﺎﻗ ﻞ ﻓﻬ ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺘﻜ ﻴﻒ ﻣ ﻊ واﻗﻌ ﻪ آ ﻴﻔﻤﺎ‬ ‫آﺎن ‪ ..‬ﻣﺎدام ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ إﻟﻰ اﻷﺣﺴﻦ‬ ‫‪..‬‬ ‫أﺣ ﺪ أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻲ آﺎن ﻳﺸﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺠﺪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻀ ﺎﻗﺖ ﺑﻬ ﻢ اﻟ ﻨﻔﻘﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺘﻮﺟﻬﻮا إﻟ ﻰ أﺣ ﺪ‬ ‫اﻟﺘﺠﺎر ﻟﻼﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ إآﻤﺎل اﻟﺒﻨﺎء ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻼ ‪ ..‬وأﻋﻄﺎهﻢ‬ ‫ﻓ ﺘﺢ ﻟﻬ ﻢ اﻟ ﺒﺎب ‪ ..‬ﺟﻠ ﺲ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫ﻣ ﺎ ﺗﻴﺴ ﺮ ‪ ..‬ﺛ ﻢ أﺧ ﺮج دواء ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ وﺟﻌ ﻞ‬ ‫ﻳﺘﻨﺎوﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻪ أﺣﺪهﻢ ‪ :‬ﺳﻼﻣﺎت ‪ ..‬ﻋﺴﻰ ﻣﺎ ﺷﺮ !!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬هﺬﻩ ﺣﺒﻮب ﻣﻨﻮﻣﺔ ‪ ..‬ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ‬ ‫ﻻ أﻧﺎم إﻻ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫دﻋﻮا ﻟﻪ ‪ ..‬وﺧﺮﺟﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺮوا ﻋﻠ ﻰ ﺣﻔ ﺮﻳﺎت وأﻋﻤ ﺎل ﻃ ﺮق ﻋ ﻨﺪ ﻣﺨ ﺮج‬ ‫اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺪ وﺿ ﻊ ﻋ ﻨﺪهﺎ أﻧ ﻮار ﺗﻌﻤ ﻞ ﺑﻤ ﻮﻟﺪ‬ ‫آﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻗﺪ ﻣﻸ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﺠﻴﺠ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ هﺬا هﻮ اﻟﻐﺮﻳﺐ ‪..‬‬ ‫اﻟﻐ ﺮﻳﺐ أن ﺣ ﺎرس اﻟﻤ ﻮﻟﺪ ه ﻮ ﻋﺎﻣ ﻞ ﻓﻘﻴ ﺮ ﻗ ﺪ‬ ‫اﻓﺘﺮش ﻗﺼﺎﺻﺎت ﺟﺮاﺋﺪ ‪ ..‬وﻧﺎاااام ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻋ ﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ‪ ..‬ﻻ وﻗﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻟِﻠﻬ ﱢﻢ ‪ ..‬ﺗﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣﻊ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج ‪ ε‬ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ ﻏ ﺰوة ﻓﻘ ﱠﻞ ﻃﻌ ﺎﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺗﻌﺒﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺮهﻢ ‪ ..‬أن ﻳﺠﻤﻌﻮا ﻣﺎ ﻋﻨﺪهﻢ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم ‪..‬‬ ‫وﻓ ﺮش رداءﻩ ‪ ..‬وﺻ ﺎر اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﺄﺗ ﻲ ﺑﺎﻟﺘﻤ ﺮة ‪..‬‬ ‫واﻟﺘﻤ ﺮﺗﻴﻦ ‪ ..‬وآﺴﺮة اﻟﺨﺒﺰ ‪ ..‬وآﻠﻬﺎ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻮق‬ ‫هﺬا اﻟﺮداء ‪ ..‬ﺛﻢ أآﻠﻮا ‪ ..‬وهﻢ ﻣﺴﺘﻤﺘﻌﻮن ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ آﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﻰ اﻟﻤﺮء ﻳﺪرآﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺠﺮي اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﻬﻲ‬ ‫اﻟﺴﻔﻦ‬

‫‪ 52.‬ﻧﺨﺘﻠﻒ وﻧﺤﻦ إﺧﻮان !‬ ‫ذُآﺮ أن اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رﺣﻤﻪ اﷲ ﺗﻨﺎﻇﺮ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﻊ أﺣﺪ‬ ‫اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺣﻮل ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻋﻮﻳﺼﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺧ ﺘﻠﻔﺎ ‪ ..‬وﻃ ﺎل اﻟﺤ ﻮار ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻋﻠﺖ أﺻﻮاﺗﻬﻤﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أﺣﺪهﻤﺎ أن ﻳﻘﻨﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺄن اﻟﺮﺟﻞ ﺗﻐﻴﺮ وﻏﻀﺐ ‪ ..‬ووﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ وﺗ ﻮﺟﻬﺎ ﻟﻠﺨ ﺮوج ‪ ..‬اﻟ ﺘﻔﺖ‬ ‫اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬وأﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻻ ﻳﺼﺢ أن ﻧﺨﺘﻠﻒ وﻧﺒﻘﻰ إﺧﻮاﻧ ًﺎ ‪!..‬‬ ‫وﺟﻠﺲ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻋﻨﺪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ‬

‫‪120‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻜﻠﻢ رﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﺑﺤﺪﻳﺚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳ ﺘﻐﺮب اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ ه ﺬا‬ ‫اﻟﺤ ﺪﻳﺚ !! ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ ﺟ ﺌﺖ ﺑ ﻪ ؟ ﺗﻜ ﺬب ﻋﻠ ﻰ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬؟‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬ﺑﻞ هﺬا ﺣﺪﻳﺚ ‪ ..‬ﺛﺎﺑﺖ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬هﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﻟﻢ ﻧﺤﻔﻈﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ وزﻳﺮ ﻋﺎﻗﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻗﺎل ﺑﻬﺪوء ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪..‬‬ ‫هﻞ ﺣﻔﻈﺖ ﺟﻤﻴﻴﻴﻴﻊ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻬﻞ ﺣﻔﻈﺖ ﻧﺼﻔﻬﺎ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬رﺑﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻓﺎﻋﺘﺒﺮ هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺬي‬ ‫ﻟﻢ ﺗﺤﻔﻈﻪ ‪..‬‬ ‫واﻧﺘﻬﺖ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻔﻀ ﻴﻞ ﺑ ﻦ ﻋ ﻴﺎض وﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺒﺎرك ﺻﺎﺣﺒﻴﻦ ﻻ ﻳﻔﺘﺮﻗﺎن ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ زاهﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻦ ﻟﻌ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﻤ ﺒﺎرك ﻓﺨ ﺮج ﻟﻠﻘ ﺘﺎل‬ ‫ﻋ ﱠ‬ ‫واﻟﺮﺑﺎط ﻓﻲ اﻟﺜﻐﻮر ‪..‬‬ ‫وﺑﻘ ﻲ اﻟﻔﻀ ﻴﻞ ﺑ ﻦ ﻋ ﻴﺎض ﻓﻲ اﻟﺤﺮم ﻳﺼﻠﻲ‬ ‫وﻳﺘﻌﺒﺪ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم رق ﻓ ﻴﻪ اﻟﻘﻠﺐ ‪ ..‬وأﺳﺒﻠﺖ اﻟﺪﻣﻌﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫آ ﺘﺐ اﻟﻔﻀ ﻴﻞ إﻟ ﻰ اﺑ ﻦ اﻟﻤﺒﺎرك آﺘﺎﺑ ًﺎ ﻳﺪﻋﻮﻩ‬ ‫ﻓ ﻴﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺠ ﻲء واﻟﺘﻌ ﺒﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺮم ‪..‬‬ ‫واﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﺎﻟﺬآﺮ وﻗﺮاءة اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮأ اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك اﻟﻜﺘﺎب ‪..‬‬ ‫أﺧﺬ رﻗﻌﺔ وآﺘﺐ إﻟﻰ اﻟﻔﻀﻴﻞ ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ ﻋﺎﺑﺪ اﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻟﻮ أﺑﺼﺮﺗﻨﺎ ***‬ ‫ﻟﻌﻠﻤﺖ أﻧﻚ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻌﺒﺎدة ﺗﻠﻌﺐ‬ ‫ﻣﻦ آﺎن ﻳﺨﻀﺐ ﺧﺪﻩ ﺑﺪﻣﻮﻋﻪ ***‬ ‫ﻓﻨﺤﻮرﻧﺎ ﺑﺪﻣﺎﺋﻨﺎ‬ ‫ﺗﺘﺨﻀﺐ‬ ‫أو آﺎن ﻳﺘﻌﺐ ﺧﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻞ ***‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﺨﻴﻮﻟﻨﺎ ﻳﻮم اﻟﺼﺒﻴﺤﺔ ﺗﺘﻌﺐ‬ ‫رﻳﺢ اﻟﻌﺒﻴﺮ ﻟﻜﻢ وﻧﺤﻦ ﻋﺒﻴﺮﻧﺎ ***‬ ‫رهﺞ اﻟﺴﻨﺎﺑﻚ واﻟﻐﺒﺎر اﻷﻃﻴﺐ‬ ‫وﻟﻘﺪ أﺗﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎل ﻧﺒﻴﻨﺎ ***‬ ‫ﻗﻮل ﺻﺤﻴﺢ ﺻﺎدق ﻻ‬ ‫ﻳﻜﺬب‬ ‫ﻻ ﻳﺴﺘﻮي وﻏﺒﺎر ﺧﻴﻞ اﷲ ﻓﻲ ***‬ ‫أﻧﻒ اﻣﺮيء ودﺧﺎن ﻧﺎر‬ ‫ﺗﻠﻬﺐ‬ ‫هﺬا آﺘﺎب اﷲ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻴﻨﻨﺎ ***‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﻤﻴﺖ ﻻ ﻳﻜﺬب‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫إن ﻣﻦ ﻋﺒﺎد ﻣﻦ ﻓﺘﺢ اﷲ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﺎم ‪ ..‬ﻓﻴﺼﻮم ﻣﺎ‬ ‫ﻻ ﻳﺼ ﻮﻣﻪ ﻏﻴ ﺮﻩ ‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺮاءة‬ ‫اﻟﻘ ﺮﺁن ‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻓ ﺘﺢ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﻃﻠ ﺐ اﻟﻌﻠ ﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻓ ﺘﺢ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻬﺎد ‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻟﻪ‬ ‫ﻓﻲ ﻗﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وﻟﻴﺲ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وآﻼﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وهﻜﺬا آﺎن ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪..‬‬ ‫اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻜﻔﺎر وﺗﺄﻟﺒﻮا ﻟﺤﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬ ‫‪ ..‬وﺟ ﺎؤوا ﻓ ﻲ ﺟ ﻴﺶ ﻟ ﻢ ﺗﺸ ﻬﺪ اﻟﻌﺮب ﻣﺜﻠﻪ آﺜﺮة‬ ‫وﻋﺘﺎدًا ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻔ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺧ ﻨﺪﻗ ًﺎ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ اﻟﻜﻔ ﺎر أن‬ ‫ﻳﺘﺠﺎوزوﻩ ﻟﺪﺧﻮل اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺴﻜﺮ اﻟﻜﻔﺎر وراء اﻟﺨﻨﺪق ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻗﺒ ﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ‪ ..‬وهﻢ ﻳﻬﻮد‬ ‫ﻳﺘﺮﺑﺼﻮن ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻠﻮا إﻟ ﻰ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻳﻤ ﺪوﻧﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﻌﻴ ﺜﻮن ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺴﺎدًا وﻧﻬﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ اﻧﺸ ﻐﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﻋﻨﺪ اﻟﺨﻨﺪق‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ﻋﺼ ﻴﺒﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أرﺳ ﻞ اﷲ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻜﻔ ﺎر رﻳﺤ ًﺎ وﺟ ﻨﻮدًا ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺘﻤﺰق ﺟﻴﺸﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬واﻧﻘﻠ ﺒﻮا ﺧﺎﺋﺒ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﺠﺮون أذﻳﺎل هﺰﻳﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ‬ ‫ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬اﻧﺼﺮف ﻋﻦ اﻟﺨﻨﺪق‬

‫‪121‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫راﺟﻌ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ووﺿ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن اﻟﺴ ﻼح ‪ ..‬ورﺟﻌ ﻮا إﻟ ﻰ‬ ‫ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ودﺧ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺑﻴﺘﻪ ‪ ..‬ووﺿﻊ اﻟﺴﻼح‬ ‫واﻏﺘﺴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻈﻬﺮ ‪ ..‬ﺟﺎءﻩ ﺟﺒﺮﻳﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺎدى رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﺰﻋ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ‪ :‬أوﻗﺪ وﺿﻌﺖ‬ ‫اﻟﺴﻼح ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﺟﺒ ﺮﻳﻞ ‪ :‬ﻣ ﺎ وﺿ ﻌﺖ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ اﻟﺴ ﻼح‬ ‫ﺑﻌ ﺪ ‪ ..‬وﻣ ﺎ رﺟﻌ ﺖ اﻵن إﻻ ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ اﻟﻘﻮم‬ ‫‪ ..‬ﻃﻠﺒﻨﺎهﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺣﻤﺮاء اﻷﺳﺪ ‪..‬‬ ‫إن اﷲ ﻳﺄﻣ ﺮك ﺑﺎﻟﻤﺴ ﻴﺮ إﻟ ﻰ ﺑﻨ ﻲ ﻗ ﺮﻳﻈﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈﻧﻲ ﻋﺎﻣﺪ إﻟﻴﻬﻢ ﻓﻤﺰﻟﺰل ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﺆذﻧ ًﺎ ﻓﺄذن ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ‪:‬‬ ‫" ﻣ ﻦ آ ﺎن ﺳ ﺎﻣﻌ ًﺎ ﻣﻄ ﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳﺼ ﻠﻴﻦ‬ ‫اﻟﻌﺼﺮ إﻻ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ " ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺴ ﺎﺑﻖ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻰ ﺳ ﻼﺣﻬﻢ ‪ ..‬وﺳ ﻤﻌﻮا‬ ‫وأﻃﺎﻋﻮا ‪ ..‬وﻣﻀﻮا إﻟﻰ دﻳﺎر ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﻗ ﺖ اﻟﻌﺼ ﺮ وهﻢ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻻ ﻧﺼ ﻠﻲ اﻟﻌﺼ ﺮ إﻻ ﻓ ﻲ ﺑﻨ ﻲ‬ ‫ﻗﺮﻳﻈﺔ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ﺑﻌﻀﻬﻢ ‪ :‬ﺑﻞ ﻧﺼﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﺮد ﻣﻨﺎ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ إﻧﻤﺎ أراد اﻹﺳﺮاع إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﻠﻮا اﻟﻌﺼﺮ وأآﻤﻠﻮا ﻣﺴﻴﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫وأﺧ ﺮهﺎ اﻵﺧ ﺮون ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻠﻮا ﺑﻨ ﻲ‬ ‫ﻗﺮﻳﻈﺔ ‪ ..‬ﻓﺼﻠﻮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺬآ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻟﻠﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻓﻠ ﻢ ﻳﻌ ﻨﻒ واﺣ ﺪًا ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺎﺻ ﺮهﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﺣﺘ ﻰ ﻧﺼ ﺮﻩ اﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﻧﺘﻔﻖ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﻻ‬ ‫ﻧﺨﺘﻠﻒ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 53.‬اﻟﺮﻓﻖ ‪ ..‬إﻻ زاﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﻜ ﺮر ﻋﻠ ﻰ أﻟﺴ ﻨﺘﻨﺎ آﺜﻴ ﺮًا ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﺠ ﺐ ﺑﺸﺨﺺ‬ ‫ﻣﺎ ‪ ..‬أن ﻧﺼﻔﻪ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ‪:‬‬ ‫ﻓﻼن رزﻳﻦ ‪ ..‬ﻓﻼن ﺛﻘﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻼن راآﺪ ‪..‬‬ ‫وإذا أردﻧ ﺎ ﻣﺬﻣ ﺔ ﺷ ﺨﺺ ﻗﻠ ﻨﺎ ‪ :‬ﻓ ﻼن ﻋﺠ ﻮل ‪..‬‬ ‫ﻓﻼن ﺧﻔﻴّﻒ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻣﺎ آﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﻲء‬ ‫)‪(66‬‬ ‫إﻻ زاﻧﻪ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻧﺰع ﻣﻦ ﺷﻲء إﻻ ﺷﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫هﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﻃﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺑﺄﺻﺒﻊ ؟‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ :‬إذا أﺣﻀ ﺮت راﻓﻌ ﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ رﺑﻄ ﺘﻪ ﺑ ﺮﻓﻖ ‪..‬‬ ‫وأﺣﻜﻤﺖ رﺑﻄﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ رﻓﻌﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺗﻌﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ‪ ..‬ﺣﺮآﻪ ﺑﺄﺻﻐﺮ‬ ‫أﺻﺎﺑﻌﻚ ‪..‬‬ ‫اﺗﻔﻖ ﺻﺪﻳﻘﺎن ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﻘﺪﻣﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﻟﺨﻄﺒﺔ اﺑﻨﺘﻴﻪ‬ ‫‪ ..‬آﺎﻧﺖ إﺣﺪاهﻤﺎ أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻷﺧﺮى ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻟﻶﺧ ﺮ ‪ :‬أﻧ ﺎ ﺁﺧ ﺬ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة ‪ ..‬وأﻧ ﺖ‬ ‫ﺗﺄﺧﺬ اﻟﻜﺒﻴﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺎح ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬ﻻاااا ‪ ..‬ﺑ ﻞ أﻧ ﺖ ﺧ ﺬ اﻟﻜﺒﻴ ﺮة ‪..‬‬ ‫وأﻧﺎ ﺁﺧﺬ اﻟﺼﻐﻴﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻷول ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ﺗﺄﺧ ﺬ اﻟﺼﻐﻴﺮة ‪ ..‬وأﻧﺎ‬ ‫ﺁﺧﺬ اﻟﺘﻲ أﺻﻐﺮ ﻣﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻮاﻓﻖ ‪!!..‬‬ ‫وﻟ ﻢ ﻳ ﺪرك أن ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺮارﻩ ‪ ..‬ﺳﻮى أﻧﻪ‬ ‫ﻏﻴﺮ أﺳﻠﻮب اﻟﻜﻼم ﺑﺮﻓﻖ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ‪ :‬إذا أراد اﷲ ﺑﺄهﻞ ﺑﻴﺖ ﺧﻴﺮًا أدﺧﻞ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟ ﺮﻓﻖ ‪ ..‬وإذا أراد اﷲ ﺑﺄه ﻞ ﺑ ﻴﺖ ﺷ ﺮًا ‪..‬‬ ‫)‪(67‬‬ ‫ﻧﺰع ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺮﻓﻖ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻴﻪ ‪ :‬إن اﷲ رﻓ ﻴﻖ ﻳﺤﺐ اﻟﺮﻓﻖ ‪ ..‬وﻳﻌﻄﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟ ﺮﻓﻖ ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻌﻄ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌ ﻨﻒ ‪ ..‬وﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻌﻄ ﻲ‬ ‫)‪(68‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻮاﻩ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺮﻓﻴﻖ ‪ ..‬اﻟﻬ ﻴﻦ اﻟﻠ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻣﺤ ﺒﻮب ﻋ ﻨﺪ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﺗﻄﻤﺌﻦ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﻔﻮس ‪ ..‬وﺗﺜﻖ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺻﺎﺣﺐ ذﻟﻚ وزن ﻟﻠﻜﻼم ‪ ..‬وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ‬ ‫) ‪( 66‬‬ ‫) ‪( 67‬‬ ‫) ‪( 68‬‬

‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬ ‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬

‫‪122‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﺋﻊ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ أﺷ ﻬﺮ ﻃ ﻼب ﻋﻠﻤ ﺎء اﻟﺤﻨﻔ ﻴﺔ اﻹﻣﺎم أﺑﻮ‬ ‫ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪..‬‬ ‫هﻮ أﺷﻬﺮ ﻃﻼب أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﻓ ﻲ ﺻ ﻐﺮﻩ ﻓﻘﻴ ﺮًا ‪ ..‬وآ ﺎن‬ ‫أﺑ ﻮﻩ ﻳﻤ ﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺣﻀﻮر درس أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫وﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺬهﺎب ﻟﻠﺴﻮق ﻟﺘﻜﺴﺐ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬وإذا ﻏ ﺎب‬ ‫ﻋﺎﺗﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺷ ﺘﻜﻰ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ‬ ‫ﺣﺎﻟ ﻪ ﻣﻊ واﻟﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻰ أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ واﻟﺪ‬ ‫أﺑ ﻲ ﻳﻮﺳ ﻒ وﺳ ﺄﻷﻩ ‪ :‬آ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ اﻟ ﻮﻟﺪ آ ﻞ‬ ‫ﻳﻮم ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬درهﻤﺎن ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ أﻋﻄ ﻴﻚ اﻟﺪرهﻤﻴﻦ ‪ ..‬ودﻋﻪ ﻳﻄﻠﺐ‬ ‫اﻟﻌﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻼزم أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﺷﻴﺨﻪ ﺳﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺑﻠ ﻎ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﺳ ﻦ اﻟﺸ ﺒﺎب ‪ ..‬وﻧ ﺒﻎ‬ ‫ﻋﻠﻰ أﻗﺮاﻧﻪ ‪ ..‬أﺻﺎﺑﻪ ﻣﺮض أﻗﻌﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺰارﻩ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬وآ ﺎن اﻟﻤ ﺮض ﺷ ﺪﻳﺪًا‬ ‫ﻣﺘﻤﻜ ﻨ ًﺎ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﺣﺰن ‪..‬‬ ‫وﺧﺎف ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻬﻼك ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﺁﺁﺁﻩ ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ‬ ‫وﺧ ﺮج وه ﻮ ﻳﻜﻠ ﻢ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻳﻮﺳﻒ ‪ ..‬ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أرﺟﻮك ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻌﺪي‬ ‫!!‬ ‫وﻣﻀ ﻰ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻳﺠ ﺮ ﺧﻄ ﺎﻩ ﺣ ﺰﻳﻨ ًﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫ﺣﻠﻘﺘﻪ وﻃﻼﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀ ﺖ ﻳ ﻮﻣﺎن ‪ ..‬ﻓﺸ ﻔﻲ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ‪..‬‬ ‫واﻏﺘﺴ ﻞ وﻟ ﺒﺲ ﺛ ﻴﺎﺑﻪ ﻟ ﻴﺬهﺐ ﻟﺪرس ﺷﻴﺨﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ‪ :‬إﻟﻰ أﻳﻦ ﺗﺬهﺐ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬إﻟﻰ درس اﻟﺸﻴﺦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬إﻟ ﻰ اﻵن ﺗﻄﻠ ﺐ اﻟﻌﻠ ﻢ ؟ أﻧ ﺖ ﻗ ﺪ‬ ‫اآﺘﻔﻴﺖ ‪ ..‬أﻣﺎ ﺑﻠﻐﻚ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻓﻴﻚ اﻟﺸﻴﺦ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻣﺎ ﻗﺎل ؟!‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻗ ﺪ ﻗ ﺎل ‪ :‬آ ﻨﺖ أرﺟ ﻮك ﻟﻠ ﻨﺎس ﻣ ﻦ‬ ‫ﺑﻌ ﺪي ‪ ..‬أي أﻧ ﻚ ﻗ ﺪ ﺣﺼ ﻠﺖ آ ﻞ ﻋﻠ ﻢ أﺑ ﻲ‬ ‫ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻮ ﻣ ﺎت اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟ ﻴﻮم ﺟﻠﺴ ﺖ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﻜﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺠﺐ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀ ﻰ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ورأى ﺣﻠﻘ ﺔ أﺑ ﻲ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻧﺎﺣ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺎﺣ ﻴﺔ اﻷﺧ ﺮى ‪ ..‬وﺑ ﺪأ‬ ‫ﻳﺪرس وﻳﻔﺘﻲ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ إﻟ ﻰ اﻟﺤﻠﻘ ﺔ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة ‪ ..‬ﻓﺴﺄل ‪:‬‬ ‫ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ هﺬﻩ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬هﺬا أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺷُﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻪ ؟!‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﺄت إﻟﻰ درﺳﻨﺎ ؟!‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﺣﺪﺛ ﻮﻩ ﺑﻤ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ‪ ..‬ﻓﺠﻠ ﺲ ﻳ ﺪرس اﻟ ﻨﺎس‬ ‫واﺳﺘﻐﻨﻰ ﻋﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻜﺮ أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ آﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﺮﻓﻖ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﻔﻜﺮ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳﺄﺑﻰ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ إﻻ أن ﻧﻘﺸﱢﺮ ﻟﻪ اﻟﻌﺼﺎ!!‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﺣﺪ ﻃﻼﺑﻪ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬اذه ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﺠ ﺎﻟﺲ ه ﻨﺎك ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﺑ ﺎ ﻳﻮﺳ ﻒ ‪ ..‬ﻓﻘ ﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪي‬ ‫ﻣﺴﺄﻟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻴﻔﺮح ﺑﻚ وﻳﺴﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺘﻚ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ ﺟﻠﺲ إﻻ‬ ‫ﻟﻴﺴﺄل !!‬ ‫ﻓﻘ ﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬رﺟ ﻞ دﻓﻊ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﻟﻪ إﻟﻰ ﺧﻴﺎط ﻟﻴﻘﺼﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎءﻩ ﺑﻌ ﺪ أﻳ ﺎم ﻳ ﺮﻳﺪ ﺛ ﻮﺑﻪ ﺟﺤ ﺪﻩ اﻟﺨ ﻴﺎط ‪..‬‬ ‫وأﻧﻜ ﺮ أﻧ ﻪ أﺧ ﺬ ﻣ ﻨﻪ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺬهﺐ اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﺸ ﺮﻃﺔ ﻓﺎﺷ ﺘﻜﺎﻩ ﻓﺄﻗ ﺒﻠﻮا واﺳ ﺘﺨﺮﺟﻮا اﻟﺜﻮب ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺪآﺎن ‪..‬‬ ‫واﻟﺴ ﺆال ‪ :‬ه ﻞ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ اﻟﺨ ﻴﺎط أﺟ ﺮة ﺗﻘﺼ ﻴﺮ‬ ‫اﻟﺜﻮب أم ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ؟‬ ‫ﻓﺈن أﺟﺎﺑﻚ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺴﺘﺤﻖ ‪ ..‬ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ‪ :‬أﺧﻄﺄت ‪..‬‬ ‫وإن ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ‪ ..‬ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ‪ :‬أﺧﻄﺄت ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮح اﻟﻄﺎﻟ ﺐ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬وﻣﻀ ﻰ‬ ‫ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﻳﻮﺳﻒ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪ ..‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺘﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬رﺟﻞ دﻓﻊ ﺛﻮﺑ ًﺎ إﻟﻰ ﺧﻴﺎط ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ﻳﺴﺘﺤﻖ‬ ‫ﻓﺄﺟﺎب أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻗﺎﺋ ً‬ ‫اﻷﺟﺮة ‪ ..‬ﻣﺎ دام أﺗﻢ اﻟﻌﻤﻞ ‪..‬‬ ‫ت ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺴﺎﺋﻞ ‪ :‬أﺧﻄﺄ َ‬

‫‪123‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻌﺠ ﺐ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ‪ ..‬وﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ‬ ‫أآﺜﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻷﺟﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺴﺎﺋﻞ ‪ :‬أﺧﻄﺄت ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﻈﺮ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ‪ :‬ﺑﺎﷲ ﻣﻦ‬ ‫أرﺳﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺷ ﺎر إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أرﺳ ﻠﻨﻲ‬ ‫اﻟﺸﻴﺦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ﺣﺘﻰ‬ ‫وﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻠﻘﺔ أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ‬ ‫‪ ..‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﺣﺘ ﻰ ﺟﺜ ﻰ ﻋﻠ ﻰ رآﺒﺘ ﻴﻪ‬ ‫ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺸﻴﺦ ‪ ..‬وﻗﺎل ﺑﻜﻞ أدب ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ‬ ‫‪ ..‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺘﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺨﻴﺎط واﻟﺜﻮب ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اذهﺐ وأﺟﺐ ‪.‬ز أﻟﺴﺖ ﺷﻴﺨ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺸﻴﺦ أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ‪ :‬ﻧﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﻘ ﺪار ﺗﻘﺼ ﻴﺮ‬ ‫اﻟﺨ ﻴﺎط ﻟﻠ ﺜﻮب ‪ ..‬ﻓ ﺈن آ ﺎن ﻗﺼ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻣﻘ ﺎس اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﻤﻌﻨ ﻰ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺑﺪا ﻟﻪ أن ﻳﺠﺤﺪ اﻟﺜﻮب ‪ ..‬ﻓﻴﻜﻮن‬ ‫آﺎﻣ ً‬ ‫ﻗ ﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤ ﻞ ﻷﺟ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﻴﺴ ﺘﺤﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫اﻷﺟﺮة ‪..‬‬ ‫وإن آﺎن ﻗﺼﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎس ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﻌﻨﻰ‬ ‫ذﻟ ﻚ أﻧ ﻪ ﻗ ﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤ ﻞ ﻷﺟ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬ ‫ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أﺟﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺒﻞ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ رأس أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ‪ ..‬وﻻزﻣﻪ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎت أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗﻌﺪ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ‬ ‫ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻮ اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﺰوﺟﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺬﻟﻚ اﻷﺑﻮان ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺪراء ‪ ..‬واﻟﻤﺪرﺳﻮن ‪..‬‬ ‫ﻧﺴ ﺘﻌﻤﻞ اﻟ ﺮﻓﻖ داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻲ ﺳﻮاﻗﺔ اﻟﺴﻴﺎرة‬ ‫‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻊ واﻟﺸﺮاء ‪..‬‬ ‫وإن آ ﺎن اﻟﻤ ﺮء ﻗ ﺪ ﻳﺤ ﺘﺎج اﻟﺸ ﺪة أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﺢ ‪ ..‬وهﺬا هﻮ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ‬ ‫‪ ..‬وهﻲ وﺿﻊ اﻷﻣﻮر ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻏﻀ ﺒﻪ ‪ ρ‬داﺋﻤ ًﺎ – إن ﻏﻀ ﺐ – ﻓ ﻲ‬ ‫اﻷﻣﻮر اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ﻏﻀ ﺐ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻟﻨﻔﺴ ﻪ ﻗ ﻂ ‪ ..‬إﻻ أن‬ ‫ﺗﻨﺘﻬﻚ ﺣﺮﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺎرم اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﺑﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ‪ τ‬ﻳﻮﻣ ًﺎ رﺟ ً‬ ‫ﻓﺄﻃﻠﻌ ﻪ ﻋﻠﻰ آﻼم ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة ‪ ..‬ﻓﺄﻋﺠﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻣﺮﻩ‬ ‫ﻓﻨﺴﺨﻪ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟ ﺎء ﻋﻤ ﺮ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺼ ﺤﻴﻔﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺘﻮراة إﻟ ﻰ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻘﺮأهﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻼﺣ ﻆ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﻋﻤ ﺮ ﻣﻌﺠ ﺐ ﺑﻤ ﺎ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وأن‬ ‫اﻟﺘﻠﻘﻲ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ‪ ..‬إن ﻓُﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻪ‬ ‫‪ ..‬اﺧ ﺘﻠﻂ ذﻟ ﻚ ﺑﺎﻟﻘ ﺮﺁن ‪ ..‬واﻟﺘ ﺒﺲ اﻷﻣ ﺮ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وآ ﻴﻒ ﻳﻔﻌ ﻞ ﻋﻤ ﺮ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وﻳﻨﺴ ﺦ ‪ ..‬وﻳﻜ ﺘﺐ ‪..‬‬ ‫دون اﺳﺘﺌﺬان اﻟﻨﺒﻲ ‪!! ε‬‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ ‪ .. ε‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺘﻬﻮآﻮن ﻓ ﻴﻬﺎ ﻳ ﺎ اﺑ ﻦ‬ ‫اﻟﺨﻄﺎب ؟! أي ﺷﺎآّﻮن ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻲ ‪..‬‬ ‫واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻘ ﺪ ﺟﺌ ﺘﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻀﺎء ﻧﻘﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮهﻢ ﻋﻦ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﻴﺨﺒﺮوآﻢ ﺑﺤﻖ ﻓﺘﻜﺬﺑﻮا‬ ‫ﺑ ﻪ ‪ ..‬أو ﺑ ﺒﺎﻃﻞ ﻓﺘﺼﺪﻗﻮا ﺑﻪ ‪ ..‬واﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫)‪(69‬‬ ‫ﻟ ﻮ أن ﻣﻮﺳﻰ ﺣﻴ ًﺎ ﻣﺎ وﺳﻌﻪ إﻻ أن ﻳﺘﺒﻌﻨﻲ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫واﷲ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺑﺎﻟﺬﺑﺢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ أواﺋﻞ ﺑﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬آﺎن ‪ ε‬ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ‬ ‫وﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴ ﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺼ ﻠﻲ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ‬ ‫إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﻮا ﻳﺆذوﻧﻪ ﺑﺄﻧﻮاع اﻷذى ‪ ..‬وهﻮ ﺻﺎﺑﺮ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﻳﻮم ‪..‬‬ ‫اﺟ ﺘﻤﻊ أﺷ ﺮاﻓﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺠﺮ ‪ ..‬ﻓﺬآﺮوا رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ ε‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪:‬‬ ‫ﻣﺎ رأﻳﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺻﺒﺮﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻗﻂ ‪..‬‬ ‫ﺳ ّﻔ َﻪ أﺣﻼﻣ ﻨﺎ ‪ ..‬وﺷ ﺘﻢ ﺁﺑﺎءﻧ ﺎ ‪ ..‬وﻋ ﺎب دﻳﻨ ﻨﺎ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﺮق ﺟﻤﺎﻋﺘ ﻨﺎ ‪ ..‬وﺳ ﺐ ﺁﻟﻬﺘ ﻨﺎ ‪ ..‬وﺻ ﺮﻧﺎ ﻣ ﻨﻪ‬ ‫) ‪( 69‬‬

‫رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ واﻟﺒﺰار‬

‫‪124‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪ ..‬إذ ﻃﻠﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻠﻢ اﻟﺮآﻦ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻣﺮ ﺑﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔ ًﺎ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻤﺰوﻩ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻘﻮل ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓ ﺮﻓﻖ ﺑﻬ ﻢ ‪..‬‬ ‫وﺳﻜﺖ ﻋﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﻬﻢ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ ..‬ﻏﻤﺰوﻩ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ أﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺴ ﻜﺖ ﻋ ﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻰ ﻓﻲ ﻃﻮاﻓﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺮ ﺑﻬﻢ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ ..‬ﻓﻐﻤﺰوﻩ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮأى أن اﻟ ﺮﻓﻖ ﻻ ﻳﺼ ﻠﺢ ﻣ ﻊ أﻣ ﺜﺎل ه ﺆﻻء‬ ‫‪ ..‬ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﺗﺴ ﻤﻌﻮن ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ !! أﻣ ﺎ واﻟ ﺬي‬ ‫ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻘ ﺪ ﺟﺌ ﺘﻜﻢ ﺑﺎﻟ ﺬﺑﺢ ‪ ..‬ووﻗ ﻒ‬ ‫أﻣﺎﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻘ ﻮم ه ﺬا اﻟ ﺘﻬﺪﻳﺪ ‪ ..‬اﻟ ﺬﺑﺢ ‪..‬‬ ‫وهﻮ اﻟﺼﺎدق اﻷﻣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻔﻀ ﻮا ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ رﺟ ﻞ إﻻ‬ ‫وآﺄﻧﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ رأﺳ ﻪ ﻃﺎﺋ ﺮ وﻗ ﻊ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أن‬ ‫أﺷ ﺪهﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟﻴ ﺘﻠﻄﻒ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وﺻ ﺎروا‬ ‫ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬اﻧﺼ ﺮف أﺑ ﺎ اﻟﻘﺎﺳﻢ راﺷﺪا ‪ ..‬ﻓﻤﺎ‬ ‫آﻨﺖ ﺟﻬﻮ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺼﺮف رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻋﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫إذا ﻗﻴﻞ ‪ :‬ﺣﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﻞ ‪ :‬ﻓﻠﻠﺤﻠﻢ ﻣﻮﺿﻊ **‬ ‫وﺣﻠ ﻢ اﻟﻔﺘ ﻰ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ‬ ‫ﻣﻮﺿﻌﻪ ﺟﻬﻞ‬ ‫وإن آ ﺎن اﻟﻤﺘﺘ ﺒﻊ ﻟﺴ ﻴﺮة اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﺠ ﺪ أﻧ ﻪ‬ ‫آﺎن ﻳﻐﻠﺐ اﻟﺮﻓﻖ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘ ﺒﻪ !! ﻟ ﻴﺲ اﻟﻀ ﻌﻒ واﻟﺠ ﺒﻦ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬ ‫اﻟﺮﻓﻖ ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺮﻓﻖ ‪:‬‬ ‫أﻧ ﻪ ﺑﻌﺪ وﻗﻌﺔ ﺑﺪر ﺑﺸﻬﺮ ‪ ..‬أراد أﺑﻮ اﻟﻌﺎص‬ ‫زوج زﻳ ﻨﺐ ﺑ ﻨﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﻳﺮﺳ ﻠﻬﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺪ أﺑﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻓﺒﻌﺚ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ ‪ ..‬ورﺟ ً‬ ‫ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻘ ﺎل ‪:‬آ ﻮﻧﺎ ﺑ ﺒﻄﻦ ﻳ ﺄﺟﺢ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻤ ﺮ ﺑﻜﻤ ﺎ زﻳ ﻨﺐ‬ ‫ﻓﺘﺼﺤﺒﺎهﺎ ﻓﺘﺄﺗﻴﺎﻧﻲ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣ ﺮهﺎ أﺑ ﻮ اﻟﻌ ﺎص ﺑﺎﻟﺘﺠﻬ ﺰ ‪ ..‬ﻓ ﺒﺪأت ﻓ ﻲ ﺟﻤ ﻊ‬ ‫ﻣﺘﺎﻋﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﺎ هﻲ ﺗﺘﺠﻬﺰ ‪ ..‬ﻟﻘﻴﺘﻬﺎ هﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ ‪ ..‬زوﺟﺔ‬ ‫أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ اﺑ ﻨﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬أﻟ ﻢ ﻳﺒﻠﻐﻨ ﻲ أﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ‬ ‫اﻟﻠﺤﻮق ﺑﺄﺑﻴﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻣﺎ أردت ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬أي اﺑﻨﺔ ﻋﻢ ‪ ..‬أن أردت أن ﺗﻔﻌﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈن آﺎن ﻟﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻤﺘﺎع ﻣﻤﺎ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺳﻔﺮك‬ ‫‪ ..‬أو ﺑﻤﺎل ﺗﺘﺒﻠﻐﻴﻦ ﺑﻪ إﻟﻰ أﺑﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈن ﻋ ﻨﺪي ﺣﺎﺟ ﺘﻚ ﻓ ﻼ ﺗﻀ ﻄﻨﻲ ﻣﻨ ﻲ ‪ ..‬أي ﻻ‬ ‫ﺗﺨﺠﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﺎل ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ زﻳﻨﺐ ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ أراهﺎ ﻗﺎﻟﺖ ذﻟﻚ إﻻ ﻟﺘﻔﻌﻞ ‪..‬‬ ‫وﻟﻜﻨﻲ ﺧﻔﺘﻬﺎ ﻓﺄﻧﻜﺮت أن أآﻮن أرﻳﺪ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﺗﻤﺖ ﺟﻬﺎزهﺎ ‪ ..‬ﻗﺪّم إﻟﻴﻬﺎ أﺧﻮ زوﺟﻬﺎ آﻨﺎﻧﺔ‬ ‫ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻌﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﺮآﺒﺘﻪ و أﺧﺬ ﻗﻮﺳﻪ و آﻨﺎﻧﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج ﺑﻬﺎ ﻧﻬﺎرًا ﻳﻘﻮد ﺑﻬﺎ و هﻲ ﻓﻲ هﻮدج ﻟﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺁهﺎ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬و ﺗﺤﺪث ﺑﺬﻟﻚ رﺟﺎل ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ﺗﺨﺮج إﻟﻴﻪ اﺑﻨﺘﻪ وﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ ﺑﺪر‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﻮا ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ أدرآﻮهﺎ ﺑﺬي ﻃﻮى ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن أول ﻣ ﻦ ﺳ ﺒﻖ إﻟ ﻴﻬﺎ ه ﺒﺎر ﺑ ﻦ اﻷﺳ ﻮد ‪..‬‬ ‫ﻓﺮوﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻣﺢ و هﻲ ﻓﻲ اﻟﻬﻮدج ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻓﻔ ﺰﻋﺖ ‪ ..‬وﻃ ﺮﺣﺖ‬ ‫ﻓﻘ ﻴﻞ ‪ :‬إﻧﻬ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺣ ﺎﻣ ً‬ ‫وﻟﺪهﺎ ‪..‬‬ ‫وأﻗﺒﻞ اﻟﻜﻔﺎر ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن إﻟﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻋﻬﻢ اﻟﺴﻼح ‪..‬‬ ‫وهﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﺎ إﻻ أﺧﻮ زوﺟﻬﺎ آﻨﺎﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﺑ ﺮك ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻧﺜ ﺮ آﻨﺎﻧ ﺘﻪ وﺻ ﻒ‬ ‫رﻣﺎﺣﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫و اﷲ ﻻ ﻳﺪﻧ ﻮ ﻣﻨ ﻲ رﺟ ﻞ إﻻ وﺿﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺳﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺎن راﻣﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺘﻜﺮآﺮ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ وﺗﺮاﺟﻌﻮا ‪..‬‬

‫‪125‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وأﺧﺬوا ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ‪ ..‬ﻻ هﻮ ﻳﻘﺪر‬ ‫ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺬهﺎب ‪ ..‬وﻻ ه ﻢ ﻳﺠﺘ ﺮﺋﻮن ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺑﻠ ﻎ أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن أن زﻳ ﻨﺐ ﺧ ﺮﺟﺖ إﻟ ﻰ‬ ‫أﺑﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﻓ ﻲ ﺟﻠﺔ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رأى‬ ‫آ ﻨﺎﻧﺔ ﻗ ﺪ ﺗﺠﻬ ﺰ ﺑﻨ ﺒﻠﻪ ‪ ..‬ورأى اﻟﻘ ﻮم ﻗ ﺪ‬ ‫اﺳﺘﻮﻓﺰوا ﻟﻘﺘﺎﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺻﺎح ﺑﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬آ ﻒ ﻋﻨﺎ ﻧﺒﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﻧﻜﻠﻤﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﻒ ﻧ ﺒﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻗ ﺒﻞ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺣﺘ ﻰ وﻗ ﻒ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫إﻧ ﻚ ﻟ ﻢ ﺗﺼ ﺐ ‪ ..‬ﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﺎﻟﻤ ﺮأة ﻋﻠ ﻰ‬ ‫رؤوس اﻟﻨﺎس ﻋﻼﻧﻴﺔ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺼﻴﺒﺘﻨﺎ وﻧﻜﺒﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺪر ‪ ..‬و ﻣﺎ‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﻣ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬ﻗ ﺘﻞ أﺷ ﺮاﻓﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ورﻣﻞ ﻧﺴﺎءﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا رﺁك اﻟﻨﺎس ‪.‬ز وﺗﺴﺎﻣﻌﺖ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ‪ ..‬أﻧﻚ‬ ‫ﺧﺮﺟﺖ ﺑﺎﺑﻨﺘﻪ ﻋﻼﻧﻴﺔ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﻨﺎس‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻇﻬﺮﻧﺎ ‪..‬‬ ‫أن ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ ذل أﺻ ﺎﺑﻨﺎ ‪ ..‬وأن ذﻟﻚ ﺿﻌﻒ‬ ‫ﻣﻨﺎ ووهﻦ ‪..‬‬ ‫وﻟﻌﻤ ﺮي ﻣﺎﻟ ﻨﺎ ﺑﺤﺒﺴ ﻬﺎ ﻣﻦ أﺑﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ‬ ‫‪ ..‬وﻣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺛﺄر ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ ارﺟ ﻊ ﺑﺎﻟﻤ ﺮأة ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إذا ه ﺪأت‬ ‫اﻷﺻ ﻮات ‪ ..‬وﺗﺤ ﺪث اﻟ ﻨﺎس أن ﻗ ﺪ رددﻧﺎه ﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺴﻠّﻬﺎ ﺳﺮًا ‪ ..‬وأﻟﺤﻘﻬﺎ ﺑﺄﺑﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ُ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ آ ﻨﺎﻧﺔ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬اﻗﺘ ﻨﻊ ﺑ ﻪ ‪ ..‬وﻋ ﺎد‬ ‫ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺎﻣﺖ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ إذا ه ﺪأت اﻷﺻ ﻮات ‪ ..‬ﺧ ﺮج ﺑﻬ ﺎ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ‪ ..‬ﻓﻤﺸﻰ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ أﺳﻠﻤﻬﺎ إﻟﻰ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ وﺻﺎﺣﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻘﺪﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﻟﻴ ً‬ ‫وﺣﻲ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﺎ آﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﻲء إﻻ زاﻧﻪ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻧﺰع ﻣﻦ‬ ‫ﺷﻲء إﻻ ﺷﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫‪ 54.‬ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻲ ‪ ..‬واﻟﻤﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻋﻠ ﻰ زﻣﻼﺋﻪ ‪ ..‬ﺟﻴﺮاﻧﻪ‬ ‫آ ﺎن ﺛﻘ ﻴ ً‬ ‫‪ ..‬إﺧﻮاﻧﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ أوﻻدﻩ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬آﺎن ﺛﻘﻴﻞ اﻟﺪم ‪..‬‬ ‫ﻃﺎﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻬﻢ ﻣ ﺮارًا ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧﻲ ﻣﺎ ﻋﻨﺪك‬ ‫ﻣﺸﺎﻋﺮ !!‬ ‫ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﻢ أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫أﺗ ﺎﻩ وﻟ ﺪﻩ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﺮﺣ ًﺎ ﻣﺴﺘﺒﺸ ﺮًا ‪ ..‬ﻳﻠ ﻮّح ﺑﺪﻓﺘ ﺮ‬ ‫اﻟﻮاﺟﺐ وﻗﺪ وﻗﻊ اﻟﻤﺪرس ﻓﻴﻪ آﻠﻤﺔ " ﻣﻤﺘﺎز " ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ اﻷب إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬ﻃﻴﺐ ‪ ..‬ﻋﺎدي‬ ‫‪ ..‬واﷲ ﻟﻮ أﻧﻚ ﺟﺎﻳﺐ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪآﺘﻮراﻩ !!‬ ‫آﺎن اﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ‪ ..‬آﺎن ﺧﻔﻴﻒ اﻟﺪم ‪ ..‬ﻻﺣﻆ‬ ‫ﺛﻘ ﻞ اﻟ ﺪرس ) واﻟﻤ ﺪرس !!( ﻓﻠﻄ ﻒ اﻟﺠ ﱠﻮ ﺑﻨﻜ ﺘﺔ‬ ‫أﻃﻠﻘﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ ﺗﺘﺤ ﺮك ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ وﺟﻪ اﻟﻤﺪرس وإﻧﻤﺎ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﺴﺘﺨﻒ دﻣﻚ ؟!‬ ‫آﻨﺖ أﺗﻤﻨﻰ أن ﻳﻜﻮن ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟ ﺒﻘﺎﻟﺔ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﺒﺴ ﻴﻂ ‪:‬‬ ‫اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪ ..‬ﺟﺎءﺗﻨ ﻲ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻣ ﻦ أهﻠ ﻲ ‪ ..‬ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻟﻴﺸ ﺎرآﻪ‬ ‫ه ﻼ ﺳ ﺄل ﻧﻔﺴ ﻪ ﻟﻤ ﺎذا أﺧﺒ ﺮﻩ أﺻ ً‬ ‫ﻓﺮﺣﺘﻪ ‪..‬‬ ‫زار أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻮﺿ ﻊ ﻟ ﻪ اﻟﻘﻬﻮة واﻟﺸﺎي ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ دﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ وﺟﺎء ﺑﻄﻔﻠﻪ اﻷول ﺣﺪﻳﺚ ﻻوﻻدﻩ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ ﻟﻔﻪ ﻓﻲ ﻣﻬﺎدﻩ ‪ ..‬وﻟﻮ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻠﻔﻪ ﺑﺠﻔﻮن‬ ‫ﻋﻴﻨ ﻴﻪ ﻟﻔﻌ ﻞ ‪ ..‬ﺛ ﻢ وﻗ ﻒ ﺑ ﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ‬ ‫رأﻳﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﻄﻞ ؟‬ ‫ﻓﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ﺑﺒ ﺮود ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ‪ ..‬اﷲ‬ ‫ﻳﺨﻠﻲ ﻟﻚ إﻳﺎﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ رﻓﻊ ﻓﻨﺠﺎل اﻟﺸﺎي ﻟﻴﺸﺮب ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤﻨﺘﻈ ﺮ أن ﻳ ﺘﻔﺎﻋﻞ أآﺜ ﺮ ‪ ..‬ﻳﺄﺧ ﺬ اﻟﻐﻼم ﺑﻴﻦ‬ ‫ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﻳﻘﺒﻠﻪ ‪ ..‬ﻳﻤﺪح ﺟﻤﺎﻟﻪ ‪ ..‬وﺻﺤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ آﺎن ) ﻏﺒﻴ ًﺎ ( ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻗﺲ اﻷﻣﻮر ﺑﺄهﻤﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﻋﻨﺪهﻢ ‪ ..‬ﻻ ﻋﻨﺪك أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻠﻤ ﺔ "ﻣﻤ ﺘﺎز" ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟ ﻮﻟﺪك أﻏﻠ ﻰ ﻋ ﻨﺪﻩ ﻣ ﻦ‬

‫‪126‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺷﻬﺎدة اﻟﺪآﺘﻮراﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺪآﺘﻮر ‪..‬‬ ‫وه ﺬا اﻟﻤﻮﻟ ﻮد ﻋ ﻨﺪ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ أﻏﻠﻰ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ‪ ..‬آﻠﻤﺎ رﺁﻩ و ﱠد أن ﻳﺸﻖ ﻗﻠﺒﻪ وﻳﺴﻜﻨﻪ‬ ‫ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬أﻓ ﻼ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ ﻣ ﻨﻚ ﺣ ﺒﻚ ﻟﺼ ﺎﺣﺒﻚ أن‬ ‫ﺗﺸﺎرآﻪ وﻟﻮ ﺑﻌﺾ ﺷﻌﻮرﻩ ‪..‬‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ﻟﺸ ﻲء‬ ‫ﻣﻌﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﺗﺠ ﺪ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳ ﺘﻔﺎﻋﻠﻮن ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻳﺸﺘﻜﻲ أﺣﺪهﻢ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا أوﻻدي ﻻ ﻳﺤ ﺒﻮن ) اﻟﺴ ﻮاﻟﻒ ( ﻣﻌ ﻲ‬ ‫‪ ..‬ﻓ ﻨﻘﻮل ‪ :‬ﻷﻧﻬ ﻢ ﻳﺤﻜ ﻮن ﻟ ﻚ اﻟﻨﻜ ﺘﺔ ﻓ ﻼ‬ ‫ﺗ ﺘﻔﺎﻋﻞ ‪ ..‬وﻳ ﺮوون ﻗﺼﺼ ﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻣﺪارﺳﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬وآﺄﻧﻬﻢ ﻳﻜﻠﻤﻮن ﺟﺪارًا ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ذآﺮ ﻟﻚ ﺷﺨﺺ ﻗﺼﺔ ‪ ..‬أﻧﺖ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋ ﺒﺪ اﷲ اﺑ ﻦ اﻟﻤﺒﺎرك ‪ :‬واﷲ إن اﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻟﻴﺤﺪﺛﻨ ﻲ ﺑﺎﻟﺤ ﺪﻳﺚ وأﻧ ﺎ أﻋ ﺮﻓﻪ ﻣ ﻦ ﻗ ﺒﻞ أن‬ ‫ﺗﻠ ﺪﻩ أﻣ ﻪ ﻓﺄﺳ ﻤﻌﻪ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬وآﺄﻧ ﻲ أول ﻣ ﺮة‬ ‫أﺳﻤﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة ‪..‬‬ ‫ﻗﺒﻴﻞ ﻣﻌﺮآﺔ اﻟﺨﻨﺪق ‪..‬‬ ‫ﻋﻤ ﻞ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓ ﻲ ﺣﻔ ﺮ اﻟﺨ ﻨﺪق ﺣﺘ ﻰ‬ ‫أﺣﻜﻤﻮﻩ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ رﺟﻞ اﺳﻤﻪ ﺟﻌﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻐﻴﺮﻩ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻰ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮن ‪ ..‬وﻳﻌﻤﻠﻮن ‪..‬‬ ‫وﻳﺮددون ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ‪:‬‬ ‫ﺳﻤﺎﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺟﻌﻴﻞ ﻋﻤﺮًا ***‬ ‫وآﺎن ﻟﻠﺒﺎﺋﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ‬ ‫ﻇﻬﺮًا‬ ‫ﻓﻜﺎﻧ ﻮا إذا ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻋﻤ ﺮوًا ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﻣﻌﻬ ﻢ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ : ρ‬ﻋﻤﺮوًا ‪..‬‬ ‫وإذا ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻇﻬﺮًا ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪ :‬ﻇﻬﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺘﺤﻤﺴﻮن أآﺜﺮ ‪ ..‬وﻳﺸﻌﺮون أﻧﻪ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﷲ ﻟﻮﻻ اﷲ ﻣﺎ اهﺘﺪﻳﻨﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﺷﺘﺪ اﻟﺒﺮد ‪..‬‬ ‫واﺳﺘﻤﺮوا ﻳﺤﻔﺮون ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮج ﻋﻠﻴﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﺮﺁهﻢ ﻳﺤﻔﺮون ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ راﺿﻴﻦ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأوا رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻗﺎﻟﻮا ‪:‬‬ ‫ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻳﻌﻮا ﻣﺤﻤﺪًا *** ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎد ﻣﺎ‬ ‫ﺑﻘﻴﻨﺎ أﺑﺪا‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻣﺠﻴﺒ ًﺎ ﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫اﻟﻠﻬﻢ إن اﻟﻌﻴﺶ ﻋﻴﺶ اﻵﺧﺮة ‪ ،‬ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻸﻧﺼﺎر‬ ‫واﻟﻤﻬﺎﺟﺮة ‪..‬‬ ‫وﻳﺴﺘﻤﺮ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻌﻬﻢ ‪ ..‬ﻃﻮال اﻷﻳﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻤﻌﻬﻢ وﻗﺪ ﻋﻼهﻢ اﻟﻐﺒﺎر ‪ ..‬وهﻢ ﻳﺮددون ‪:‬‬ ‫وﻻ ﺗﺼﺪﻗﻨﺎ وﻻ‬ ‫واﷲ ﻟﻮﻻ اﷲ ﻣﺎ اهﺘﺪﻳﻨﺎ‬ ‫ﺻﻠﻴﻨﺎ‬ ‫وﺛﺒﺖ اﻷﻗﺪام إن ﻻﻗﻴﻨﺎ‬ ‫ﻓﺄﻧﺰﻟﻦ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ‬ ‫إذا أرادوا ﻓﺘﻨﺔ أﺑﻴﻨﺎ‬ ‫إن اﻷﻟﻰ ﻗﺪ ﺑﻐﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ‬ ‫ﻼ ‪ :‬أﺑﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﻳ ﺮﻓﻊ ﺻ ﻮﺗﻪ ﻣ ﺘﻔﺎﻋ ً‬ ‫أﺑﻴﻨﺎ ‪.‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬إذا ﻣﺎزﺣ ﻪ أﺣ ﺪ ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وﺿ ﺤﻚ‬ ‫وﺗﺒﺴﻢ ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻋﻤ ﺮ وه ﻮ ‪ ρ‬ﻏﻀ ﺒﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻧﺴ ﺎﺋﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎ أآﺜﺮن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻳَﺎ‬ ‫ﺶ ‪..‬‬ ‫ﺸ َﺮ ُﻗ َﺮ ْﻳ ٍ‬ ‫ﷲ ‪َ ..‬ﻟ ْﻮ َرَأ ْﻳ َﺘ ﻨﺎ َو ُآ ﻨﱠﺎ َﻣ ْﻌ َ‬ ‫ﺳ ﻮ َل ا ِﱠ‬ ‫َر ُ‬ ‫ﺐ اﻟ ﱢﻨﺴَﺎ َء ‪..‬‬ ‫َﻧ ْﻐ ِﻠ ُ‬ ‫ﻓﻜ ﻨﺎ إذا ﺳ ﺄﻟﺖ أﺣ ﺪَﻧﺎ اﻣ ﺮأﺗُﻪ ﻧﻔﻘ ًﺔ ﻗﺎم إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻮﺟﺄ‬ ‫ﻋﻨﻘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺴ ﺎ ُؤ ُه ْﻢ ‪..‬‬ ‫َﻓ َﻠ ﱠﻤ ﺎ َﻗ ِﺪ ْﻣ ﻨَﺎ ا ْﻟ َﻤ ِﺪﻳ َﻨ َﺔ ِإذَا َﻗ ْﻮ ٌم َﺗ ْﻐ ِﻠ ُﺒ ُﻬ ْﻢ ِﻧ َ‬ ‫ﻓﻄﻔﻖ ﻧﺴﺎؤﻧﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻦ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ .. ρ‬ﺛ ﻢ زاد ﻋﻤ ﺮ اﻟﻜ ﻼم ‪ ..‬ﻓ ﺎزداد‬ ‫ﺴ َﻢ اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱡ‬ ‫َﻓ َﺘ َﺒ ﱠ‬ ‫ﺗﺒﺴﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬ ‫وﺗﻘﺮأ ﻓﻲ أﺣﺎدﻳﺚ أﻧﻪ ﺗﺒﺴﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت ﻧﻮاﺟﺬﻩ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ أﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﻘﺪرون‬ ‫اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗ ﻲ ‪ ..‬وﻻ ﻳ ﺘﻔﺎﻋﻠﻮن ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬ﺑ ﻞ‬ ‫ﻳﻨﻐﻠﻘﻮن وﻳﺘﻌﺠﻠﻮن ‪..‬‬ ‫وﻣﻊ ذﻟﻚ آﺎن ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ‪ .. ρ‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻧ ﺎز ًﻻ ﺑﻤﻮﺿ ﻊ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ "اﻟﺠﻌﺮاﻧﺔ‬ ‫" ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وﻣﻌ ﻪ ﺑ ﻼل ‪ ..‬ﻓﺠ ﺎءﻩ ‪ ρ‬أﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ آﺎن ﻗﺪ‬ ‫ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺣﺎﺟ ﺔ ﻓ ﻮﻋﺪﻩ ﺑﻬ ﺎ وﻟ ﻢ ﺗﺘﻴﺴ ﺮ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﺑﻌﺪ ‪ ..‬وآﺎن اﻷﻋﺮاﺑﻲ ﻣﺴﺘﻌﺠ ً‬ ‫ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ..‬أﻻ ﺗﻨﺠﺰ ﻟﻲ ﻣﺎ وﻋﺪﺗﻨﻲ ؟‬

‫‪127‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ ε‬ﻣﺘﻠﻄﻔ ًﺎ ‪ :‬أﺑﺸﺮ ‪..‬‬ ‫وهﻞ هﻨﺎك آﻠﻤﺔ أرق ﻣﻨﻬﺎ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻷﻋﺮاﺑﻲ ﺑﻜﻞ ﺻﻼﻓﺔ ‪ :‬ﻗﺪ أآﺜﺮت ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻣﻦ أﺑﺸﺮ !‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣ ﻦ ﻋ ﺒﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ آ ﺘﻢ‬ ‫ﻏ ﻴﻈﻪ ‪ ..‬واﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻰ وﺑ ﻼل‬ ‫وآﺎﻧﺎ ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫رد اﻟﺒﺸﺮى ﻓﺎﻗﺒﻼ أﻧﺘﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮا ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ دﻋﺎ ‪ ε‬ﺑﻘﺪح ﻓﻴﻪ ﻣﺎء ﻓﻐﺴﻞ ﻳﺪﻳﻪ ووﺟﻬﻪ‬ ‫ﺞ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻪ وﻣ ﱠ‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬اﺷﺮﺑﺎ ﻣﻨﻪ وأﻓﺮﻏﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻮهﻜﻤﺎ‬ ‫وﻧﺤ ﻮرآﻤﺎ وأﺑﺸ ﺮا ‪ ..‬أي ﺑﺒ ﺮآﺔ ه ﺬا اﻟﻤ ﺎء‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬا اﻟﻘﺪح ﻓﻔﻌﻼ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧ ﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ ‪ τ‬ﻗ ﺮﻳﺒﺔ ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﺟﺎﻟﺴ ﺔ‬ ‫وراء ﺳ ﺘﺎر ‪ ..‬ﻓ ﺄرادت أن ﻻ ﺗﻔ ﻮﺗﻬﺎ اﻟﺒ ﺮآﺔ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻨﺎدت ﻣﻦ وراء اﻟﺴﺘﺮ ‪ :‬أﻓﻀﻼ ﻷﻣﻜﻤﺎ ‪..‬‬ ‫أي أﺑﻘﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫)‪(70‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻓﻀﻼ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ‪..‬‬ ‫إذن آﺎن ﻟﻄﻴﻒ اﻟﻤﻌﺸﺮ ‪ ..‬أﻧﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻌﻤ ﻞ ﻗﻀ ﻴﺔ وﺧﻼﻓ ًﺎ ﻣ ﻦ آ ﻞ‬ ‫ﻣ ﺘﺤﻤ ً‬ ‫ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ﺟﻠﺲ ‪ ε‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧ ﺬت ﺗﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺄﺣﺎدﻳ ﺚ ﻧﺴ ﺎء ‪ ..‬وه ﻮ‬ ‫ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وه ﻲ ﺗﻔﺼ ﻞ اﻟﻜ ﻼم وﺗﻄ ﻴﻞ ‪ ..‬وه ﻮ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫آﺜﺮة ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ ﻳﺴﺘﻤﻊ وﻳﺘﻔﺎﻋﻞ وﻳﻌﻠﻖ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻗﻀﺖ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ أﻧﻪ ﺟﻠﺴﺖ إﺣﺪى ﻋﺸﺮة اﻣﺮأة –‬ ‫ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ‪ -‬ﻓﺘﻌﺎهﺪن وﺗﻌﺎﻗﺪن أن ﻻ‬ ‫ﻳﻜﺘﻤﻦ ﻣﻦ أﺧﺒﺎر أزواﺟﻬﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﻦ ﻳﺘﺬاآﺮن أزواﺟﻬﻦ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ وﻻ‬ ‫ﻳﻜﺬﺑﻦ !!‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻷوﻟﻰ ‪:‬‬ ‫زوﺟﻲ ﻟﺤﻢ ﺟﻤﻞ ﻏﺚ ﻋﻠﻰ رأس ﺟﺒﻞ ‪..‬‬ ‫) ‪( 70‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻻ ﺳﻬﻞ ﻓﻴﺮﺗﻘﻰ وﻻ ﺳﻤﻴﻦ ﻓﻴﻨﺘﻘﻞ ‪..‬‬ ‫) ﺗﺸﺒﻪ زوﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺒﻞ اﻟﻮﻋﺮ اﻟﺬي وﺿﻌﻮا ﻓﻮﻗﻪ‬ ‫ﻟﺤﻢ ﺟﻤﻞ آﺒﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺟﻴﺪ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﺤﺮص أﺣﺪ‬ ‫ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وهﻮ ﻻ‬ ‫ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻌﺐ ﻷﺟﻠﻪ ‪ ..‬أي ‪ :‬ﻟﺴﻮء ﺧﻠﻘﺔ ‪ ..‬وأﻧﻪ‬ ‫ﻳﺘﻜﺒﺮ ‪ ..‬ﻣﻊ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻓﻬﻮ‬ ‫ﺑﺨﻴﻞ ﻓﻘﻴﺮ ( ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪:‬‬ ‫زوﺟﻲ ﻻ أﺑﺚ ﺧﺒﺮﻩ ‪..‬‬ ‫إﻧﻲ أﺧﺎف أن ﻻ أذرﻩ ‪..‬‬ ‫إن أذآﺮﻩ أذآﺮ ﻋﺠﺮﻩ وﺑﺠﺮﻩ ‪..‬‬ ‫) أي ‪ :‬زوﺟﻬﺎ آﺜﻴﺮ اﻟﻌﻴﻮب ‪ ..‬وﺗﺨﺸﻰ إذا ذآﺮت‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻴﻪ أن ﻳﺒﻠﻐﻪ ذﻟﻚ ﻓﻴﻄﻠﻘﻬﺎ ‪ ..‬وهﻲ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ أوﻻدهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠَﺮ و ُﺑﺠَﺮ !! واﻟﻌﺠﺮ ‪:‬‬ ‫ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻤﺪﺣﻪ ﻓﺈن ﻟﻪ ُ‬ ‫أن ﺗﻨﻌﻘﺪ اﻟﻌﺮوق ﻓﻲ اﻟﺠﺴﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻴﺮ ﻣﻨﺘﻔﺨﺔ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺘﺆﻟﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟ ُﺒﺠَﺮ اﻧﺘﻔﺎخ ﻋﺮوق ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻦ ‪(!! ..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪:‬‬ ‫ﺸﻨﱠﻖ ‪..‬‬ ‫زوﺟﻲ اﻟ َﻌ َ‬ ‫إن أﻧﻄﻖ أﻃﻠﻖ ‪..‬‬ ‫وإن أﺳﻜﺖ أُﻋﻠﱠﻖ ‪..‬‬ ‫وهﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ اﻟﺴﱢﻨﺎن اﻟـ ُﻤ َﺬﻟﱠﻖ ‪..‬‬ ‫) أي ‪ :‬زوﺟﻬﺎ ﻃﻮﻳﻞ ﻗﺒﻴﺢ ‪ ..‬ﺳﻲء اﻟﺨﻠﻖ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﻳﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﺣﺪ اﻟﺴﻴﻒ !! ﻓﻬﻲ‬ ‫ﻣﻬﺪدة ﺑﺎﻟﻄﻼق آﻞ ﻟﺤﻈﺔ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ آﻼﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻣﺘﻰ اﺷﺘﻜﺖ إﻟﻴﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻃﻠﻘﻬﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﺎ‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷزواج ‪ ..‬ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪﻩ آﺎﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ( ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪:‬‬ ‫زوﺟﻲ آـ ﻟَـﻴْـ ِﻞ ﺗِﻬﺎﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣ ٌﺮ وﻻ َﻗ ٌﺮ ‪..‬‬ ‫ﻻ َ‬ ‫وﻻ ﻣﺨﺎﻓﺔ وﻻ ﺳﺂﻣﺔ ‪..‬‬ ‫) ﻟﻴﻞ ﺗﻬﺎﻣﺔ ﻻ رﻳﺎح ﻓﻴﻪ ﻓﻴﻄﻴﺐ ﻷهﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﻮﺻﻔﺖ‬ ‫زوﺟﻬﺎ ﺑﺠﻤﻴﻞ اﻟﻌﺸﺮة ‪ ..‬واﻋﺘﺪال اﻷﺧﻼق ‪ ..‬ﻓﻼ‬ ‫أذى ﻋﻨﺪﻩ ( ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪:‬‬ ‫زوﺟﻲ إن دﺧﻞ ﻓَـﻬِﺪ ‪..‬‬ ‫وإن ﺧﺮج َأﺳِﺪ ‪..‬‬

‫‪128‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻻ ﻳﺴﺄل ﻋﻤﺎ ﻋَـﻬِﺪ ‪..‬‬ ‫) أي ‪ :‬إذا دﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﺻﺎر آﺎﻟﻔﻬﺪ وهﻮ‬ ‫اﻟﺤﻴﻮان اﻟﻤﻌﺮوف وهﻮ آﺮﻳﻢ ﻧﺸﻴﻂ ‪ ..‬وﻏﺬا‬ ‫ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ وﺧﺎﻟﻂ اﻟﻨﺎس ﻓﻬﻮ أﺳﺪ‬ ‫ﺢ ﻻ ﻳﺪﻗﻖ ﻓﻲ‬ ‫ﻟﺸﺠﺎﻋﺘﻪ ‪ ..‬وهﻮ أﻳﻀًﺎ ﺳﻤ ٌ‬ ‫اﻟﺴﺆال ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻩ أهﻠﻪ أو ﻳﺼﺮﻓﻮﻧﻪ ‪(..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ‪:‬‬ ‫ﻒ ‪..‬‬ ‫زوﺟﻲ إن أآﻞ ﻟ ﱠ‬ ‫ﻒ ‪..‬‬ ‫وإن ﺷﺮب اﺷﺘ ﱠ‬ ‫ﻒ ‪..‬‬ ‫وإن اﺿﻄﺠﻊ اﻟﺘ ﱠ‬ ‫ﺚ ‪..‬‬ ‫ﻒ ‪ ..‬ﻟﻴﻌﻠﻢ اﻟﺒ ﱠ‬ ‫وﻻ ﻳُﻮﻟِﺞ اﻟﻜ ﱠ‬ ‫)أي ‪ :‬إن زوﺟﻬﺎ ﻳﻜﺜﺮ اﻷآﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﻔﻪ ﻟﻔًﺎ‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻲ ﻟﻬﻢ ﺷﻴﺌًﺎ ‪ ..‬واﻟﺸﺮاف ﻳﺸﻔّﻪ ﺷﻔًﺎ‬ ‫ﻒ ﺑﺎﻟﻠﺤﺎف وﻟﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻳﺸﺮﺑﻪ آﻠﻪ ‪ ..‬وإذا ﻧﺎم اﻟﺘ ﱠ‬ ‫ﻳﺪع ﻟﺰوﺟﺘﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ‪ ..‬وإذا ﺣﺰﻧﺖ ﻟﻢ ﻳﻘﺮب‬ ‫آﻔﻪ إﻟﻴﻬﺎ أو ﻳﻼﻃﻔﻬﺎ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺳﺒﺐ ﺣﺰﻧﻬﺎ ‪( ..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪:‬‬ ‫زوﺟﻲ ﻏﻴﺎﻳﺎء أو ﻋﻴﺎﻳﺎء ) أي ﻏﺒﻲ !! (‬ ‫ﻃﺒﺎﻗﺎء ) أﺣﻤﻖ !(‬ ‫آﻞ داء ﻟﻪ داء ) ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻴﻮب ﻓﻴﻪ !(‬ ‫إن ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺳﺒﻚ ‪ ) ..‬ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ وﻻ‬ ‫ﻣﺆاﻧﺴﺔ ‪ .‬ﺑﻞ ﻳﺴﺐ وﻳﻠﻌﻦ دوﻣًﺎ ( ‪..‬‬ ‫وإن ﻣﺎزﺣﺘﻪ ‪ :‬ﺷﺠًﻚ ) ﺿﺮب رأﺳﻚ‬ ‫ﻓﺠﺮﺣﻪ !( ‪..‬‬ ‫أو ﻓﻠًﻚ ) ﺿﺮب اﻟﺠﻠﺪ ﻓﺠﺮﺣﻪ ( ‪..‬‬ ‫ﻚ ‪ ) ..‬ﻳﻀﺮب آﻞ اﻟﻤﻮاﺿﻊ‬ ‫آﻼ ﻟ ِ‬ ‫أو ﺟﻤﻊ ًّ‬ ‫اﻟﺮأس واﻟﺠﺴﺪ ! ( ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ‪:‬‬ ‫زوﺟﻲ ‪ ..‬اﻟﻤﺲ ﻣﺲ أرﻧﺐ ‪ ) ..‬أي ﻧﺎﻋﻢ‬ ‫رﻗﻴﻖ ( ‪..‬‬ ‫واﻟﺮﻳﺢ رﻳﺢ زرﻧﺐ ‪ ) ..‬وهﻮ ﻧﺒﺎت ﻃﻴﺐ‬ ‫اﻟﺮاﺋﺤﺔ ( ‪..‬‬ ‫وأﻧﺎ اﻏﻠﺒﻪ واﻟﻨﺎس ﻳﻐﻠﺐ ‪ ) ..‬أي ﺳﻬﻞ‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ ﻳﻨﺼﺎع ﻟﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻄﻞ ﻳﻐﻠﺐ‬ ‫اﻟﻨﺎس وﺷﺨﺼﻴﺘﻪ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻗﻮﻳﺔ ( ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ‪:‬‬ ‫زوﺟﻲ رﻓﻴﻊ اﻟﻨﺠﺎد ‪ ) ..‬ﺑﻴﺘﻪ واﺳﻊ ﻣﻔﺘﻮح‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻟﻠﻀﻴﻮف ( ‪..‬‬ ‫ﻋﻈﻴﻢ اﻟﺮﻣﺎد ‪ ) ..‬آﺜﻴﺮ إﺷﻌﺎل اﻟﻨﺎر اﺳﺘﻘﺒﺎ ًﻻ‬ ‫ﻟﻠﻀﻴﻮف وﻃﺒﺨ ًﺎ ﻟﻬﻢ ( ‪..‬‬ ‫ﻗﺮﻳﺐ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﺎد ‪ ) ..‬اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺬي ﻳﺠﻠﺲ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ وهﻮ اﻟﻨﺎدي ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ‬ ‫ﻟﺤﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ أهﻠﻪ ( ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﺸﺒﻊ ﻟﻴﻠﻪ ﻳﻀﺎف ‪ ) ..‬ﻻ ﻳﺄآﻞ آﺜﻴﺮًا ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس‬ ‫( ‪..‬‬ ‫وﻻ ﻳﻨﺎم ﻟﻴﻠﺔ ُﻳﺨَﺎف ‪ ) ..‬إذا آﺎن هﻨﺎك ﺧﻄﺮ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﺪو أو ﻏﻴﺮﻩ ‪ ..‬ﻳﻈﻞ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈ ًﺎ ﻳﺤﺮس‬ ‫وﻳﺮاﻗﺐ ( ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﺎﺷﺮة ‪:‬‬ ‫زوﺟﻲ ﻣﺎﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ ﻣﺎﻟﻚ ؟! ‪..‬‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻟﻪ إﺑﻞ آﺜﻴﺮات اﻟﻤﺒﺎرك ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﻴﻼت اﻟﻤﺴﺎرح ‪..‬‬ ‫ﻦ أﻧﻬﻦ هﻮاﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وإذا ﺳﻤﻌﻦ اﻟﻤﺰهﺮ ‪ ..‬أﻳﻘ ﱠ‬ ‫) زوﺟﻬﺎ اﺳﻤﻪ ﻣﺎﻟﻚ ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ وﺻﻔﺘﻪ ﻟﻦ ﺗﺤﻴﻂ‬ ‫ﺑﺄوﺻﺎﻓﻪ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ‪ ..‬إﺑﻠﻪ داﺋﻤ ًﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻪ وﻗﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﺗﺴﺮح أي ﺗﺬهﺐ ﻟﻠﺮﻋﻲ ‪..‬ﻟﺘﻜﻮن ﺟﺎهﺔ ﻟﻠﺤﻠﺐ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ وﻧﺤﺮهﺎ ﻟﻠﻀﻴﻮف ‪ ..‬وإذا ﺳﻤﻌﺖ اﻓﺒﻞ ﺻﻮت‬ ‫ﺤﺪّ وﺗﺠﻬّﺰ ‪ ..‬ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﺳﻴﻬﻠﻚ‬ ‫اﻟﻤﺰهﺮ اﻟﺴﻜﻴﻦ ُﺗ َ‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﻦ ذﺑﺤًﺎ ﻟﻠﻀﻴﻮف ( ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة ‪:‬‬ ‫زوﺟﻲ أﺑﻮ زرع ؟! ) اﺳﻤﻪ أﺑﻮ زرع ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ أﺑﻮ زرع ‪..‬‬ ‫أﻧﺎس ﻣﻦ ﺣﻠﻲ أذﻧﻲ ‪ ) ..‬أﻟﺒﺴﻬﺎ اﻟﺤﻠﻲ واﻟﺬهﺐ (‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻣﻸ ﻣﻦ ﺷﺤﻢ ﻋﻀﺪي ‪ ) ..‬ﺳﻤﻨﺖ ﻋﻨﺪﻩ ( ‪..‬‬ ‫وﺑﺠﺤﻨﻲ ﻓﺒﺠﺤﺖ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ‪ ) ..‬ﻣﺪﺣﻨﻲ ﺣﺘﻰ‬ ‫أﻋﺠﺒﺖ ﺑﻨﻔﺴﻲ ( ‪..‬‬ ‫ﻖ ‪ ) ..‬آﺎن اهﻠﻬﺎ‬ ‫ﺸﱟ‬ ‫وﺟﺪﻧﻲ ﻓﻲ أهﻞ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﺑ ِ‬ ‫ﻓﻘﺮاء ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن إﻻ ﻏﻨﻴﻤﺎت ( ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﻨﻲ ﻓﻲ أهﻞ ﺻﻬﻴﻞ وأﻃﻴﻂ ) ﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺧﻴﻞ وإﺑﻞ ( ‪..‬‬ ‫وداﺋﺲ وﻣﻨﻖ ) أي دواب آﺜﻴﺮة ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻨﺪﻩ أﻗﻮل ﻓﻼ أﻗﺒﺢ ‪ ) ..‬ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﺎءت وﻻ‬

‫‪129‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻳﻨﺘﻘﺪ آﻼﻣﻬﺎ ( ‪..‬‬ ‫وأرﻗﺪ ﻓﺄﺗﺼﺒﺢ ‪ ) ..‬ﺗﺸﺒﻊ ﻧﻮﻣًﺎ إﻟﻰ اﻟﺼﺒﺎح‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﺜﺮة اﻟﺨﺪم ( ‪..‬‬ ‫وأﺷﺮب ﻓﺄﺗﻘﻨﺢ ‪ ) ..‬ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﺮﺑﺔ ﻋﻨﺪهﺎ‬ ‫‪ ..‬ﺗﺮوى ﻣﻨﻬﺎ ( ‪..‬‬ ‫أم أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ أم أﺑﻲ زرع !!‬ ‫ﻋﻜﻮﻣﻬﺎ رداح ‪ ) ..‬ﺳﻤﻴﻨﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ( ‪..‬‬ ‫وﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺴﺎح ‪ ) ..‬ﺑﻴﺘﻬﺎ واﺳﻊ ( ‪..‬‬ ‫اﺑﻦ أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ ﺑﻦ أﺑﻲ زرع !!‬ ‫ﻣﻀﺠﻌﻪ آﻤﺴﻞ ﺷﻄﺒﺔ ‪ ) ..‬ﻳﻨﺎم ﻧﻮﻣ ًﺎ رﻓﻴﻘًﺎ‬ ‫ﺑﺄدب ( ‪..‬‬ ‫وﻳﺸﺒﻌﻪ ذراع اﻟﺠﻔﺮة ‪ ) ..‬ﻻ ﻳﺄآﻞ آﺜﻴﺮًا (‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺑﻨﺖ أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ زرع !!‬ ‫ﻃﻮع أﺑﻴﻬﺎ وﻃﻮع أﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻣﻞء آﺴﺎﺋﻬﺎ ‪ ) ..‬ﻣﺘﺴﺘﺮة ( ‪..‬‬ ‫وﻏﻴﻆ ﺟﺎرﺗﻬﺎ ‪ ) ..‬ﺗﻐﺎر ﺟﺎراﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ‬ ‫وﻟﺬة ﻋﻴﺸﻬﺎ ( ‪..‬‬ ‫ﺟﺎرﻳﺔ أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ ﺟﺎرﻳﺔ أﺑﻲ زرع !!‬ ‫) اﻟﺨﺎدﻣﺔ !! (‬ ‫ﻻ ﺗﺒﺚ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﺗﺒﺜﻴﺜ ًﺎ ‪ ) ..‬ﻻ ﺗﻨﺸﺮ أﺳﺮار‬ ‫اﻟﺒﻴﺖ ( ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻨﻔﺚ ﻣﻴﺮﺗﻨﺎ ﺗﻨﻔﻴﺜًﺎ ‪ ) ..‬ﻻ ﺗﺒﺪد ﻃﻌﺎم‬ ‫اﻟﺒﻴﺖ وﺗﻌﺒﺚ ﺑﻪ ( ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻤﻸ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺗﻌﺸﻴﺸًﺎ ‪ ) ..‬ﻻ ﺗﻬﻤﻞ اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﻓﻴﻤﺘﻸ ﺑﺎﻷوﺳﺎخ ( ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫ﺧﺮج أﺑﻮ زرع واﻷوﻃﺎب ﺗﻤﺨﺾ ‪ ) ..‬ﺧﺮج‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ رﺑﻴﻊ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻘﻰ اﻣﺮأة ﻣﻌﻬﺎ وﻟﺪان ﻟﻬﺎ آﺎﻟﻔﻬﺪﻳﻦ ‪) ..‬‬ ‫رأى اﻣﺮأة ﺟﺎﻟﺴﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻃﻔﻼن ﺟﻤﻴﻼن‬ ‫ﻗﻮﻳﺎ اﻟﺒﻨﻴﺔ ( ‪..‬‬ ‫ﻳﻠﻌﺒﺎن ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺧﺼﺮهﺎ ﺑﺮﻣﺎﻧﺘﻴﻦ ‪) ..‬‬ ‫ﻳﻠﻌﺒﺎن ﺑﺜﺪﻳﻴﻬﺎ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻄﻠﻘﻨﻲ وﻧﻜﺤﻬﺎ ‪ ) ..‬أﻋﺠﺒﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻄﻠﻖ أم‬ ‫زرع وﺗﺰوﺟﻬﺎ !! ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﻜﺤﺖ ﺑﻌﺪﻩ رﺟﻼ ﺳﺮﻳًﺎ ‪ ) ..‬ﺗﺰوﺟﺖ ام‬ ‫ﻼ آﺮﻳﻤًﺎ ( ‪..‬‬ ‫زرع رﺟ ً‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻼ ﺳﺎﺑﻘ ًﺎ ( ‪..‬‬ ‫رآﺐ ﺷﺮﻳًﺎ ‪ ) ..‬رآﺐ ﺧﻴ ً‬ ‫وأﺧﺬ ﺧﻄﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وأراح ﻋﻠﻲ ﻧﻌﻤًﺎ ﺛﺮﻳ ًﺎ ‪ ) ..‬أآﺮﻣﻬﺎ وأهﺪاهﺎ ﻷﻧﻪ‬ ‫ﺛﺮي ( ‪..‬‬ ‫وأﻋﻄﺎﻧﻲ ﻣﻦ آﻞ راﺋﺤﺔ زوﺟ ًﺎ ‪ ) ..‬أآﺜﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫اﻷﻃﻴﺎب وﻳﻌﻄﻴﻬﺎ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ آﻞ ﺷﻲء ﻟﺘﺴﺘﻌﻤﻞ‬ ‫وﺗﻬﺪي إن ﺷﺎءت ( ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪ :‬آﻠﻲ أم زرع ‪..‬‬ ‫وﻣﻴﺮي أهﻠﻚ ‪ ) ..‬أهﺪي ﻷهﻠﻚ وأﻋﻄﻴﻬﻢ ( ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫ﻓﻠﻮ ﺟﻤﻌﺖ آﻞ ﺷﻲء أﻋﻄﺎﻧﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﺑﻠﻎ أﺻﻐﺮ ﺁﻧﻴﺔ أﺑﻲ زرع ‪ ) ..‬ﻻ ﻳﺰال ﻗﻠﺒﻬﺎ‬ ‫ﻣﻌﻠﻘًﺎ ﺑﺄﺑﻲ زرع ‪ !!..‬ﻣﺎ اﻟﺤﺐ إﻻ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ اﻷول (‬ ‫آﺎن ‪ ε‬ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺑﻜﻞ ﻏﻨﺼﺎت إﻟﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ وهﻲ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻣﻊ‬ ‫ﺗﺤﺪﺛﻪ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻬﺎ ﺿﺠﺮًا وﻻ ﻣﻠ ً‬ ‫ﺗﻌﺒﻪ وآﺜﺮة ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ ‪ ..‬وﺗﺮاآﻢ هﻤﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺘﻬﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ε‬آﻨﺖ ﻟﻚ آﺄﺑﻲ زرع ﻷم زرع ‪..‬‬ ‫إذن ‪ ..‬اﺗﻔﻘ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻋﻠ ﻰ أهﻤ ﻴﺔ إﻇﻬ ﺎر اﻟﻠﻄ ﻒ‬ ‫واﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا ﺟﺎءك وﻟﺪك ﻣﺘﺰﻳﻨ ًﺎ ﺑﺜﻮب ﺟﻤﻴﻞ ‪ ..‬ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻳﺎ‬ ‫أﺑﻲ ؟ ‪ ..‬ﺗﻔﺎﻋﻞ ‪..‬‬ ‫اﺑﻨﺘﻚ ‪ ..‬زوﺟﺘﻚ ‪..‬‬ ‫زوﺟﻚ ‪ ..‬وﻟﺪك ‪ ..‬زﻣﻴﻠﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫آﻞ ﻣﻦ ﺗﺨﺎﻟﻄﻬﻢ آﻦ ﺣﻴ ًﺎ ﻣﺘﻔﺎﻋ ً‬ ‫ﻼ‪-‬‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜﻮن ﻧﺎﺳﻴ ًﺎ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻚ – ﻣﺜ ً‬ ‫ﺷ ﻔﻲ ﻣ ﻦ ﻣﺮﺿ ﻪ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗﻘ ﻞ ‪:‬‬ ‫‪ :‬أﺑﺸ ﺮك اﻟ ﻮاﻟﺪ ُ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻣﺘﻰ ﻣﺮض ؟!!‬ ‫أﺻ ً‬ ‫أو ‪ :‬أﺧ ﻲ ﺧ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺠﻦ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻘ ﻞ ‪ :‬واﷲ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻼ أﻧﻪ دﺧﻞ اﻟﺴﺠﻦ ‪..‬‬ ‫درﻳﺖ أﺻ ً‬ ‫وأﺧﻴﺮًا ‪ ..‬ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻳﻨﻔﻊ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺮﻗﻲ ‪:‬‬ ‫آﻨﺖ ﺑﺎﻟﺒﺎدﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮاﻓﻴﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮب ‪ ..‬ﻓﺄﺿﺎﻓﻨﻲ رﺟﻞ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ وأدﺧﻠﻨﻲ ﺧﺒﺎءﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮأﻳﺖ ﻓﻲ اﻟﺨﺒﺎء ﻋﺒﺪا أﺳﻮد ﻣﻘﻴﺪًا ﺑﻘﻴﺪ ‪ ..‬ورأﻳﺖ‬ ‫ﺟِﻤﺎﻻ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬

‫‪130‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻗﺪ ﺑﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻤﻞ وهﻮ ﻧﺎﺣﻞ ذاﺑﻞ آﺄﻧﻪ‬ ‫ﻳﻨﺰع روﺣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻲ اﻟﻐﻼم ‪ :‬أﻧﺖ ﺿﻴﻒ ‪ ..‬وﻟﻚ ﺣﻖ ‪..‬‬ ‫ﻲ إﻟﻰ ﻣﻮﻻي ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻜﺮم ﻟﻀﻴﻔﻪ‬ ‫ﻓﺘﺸﻔﻊ ﻓ ﱠ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﺮد ﺷﻔﺎﻋﺘﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻘﺪر ‪ ..‬ﻓﻌﺴﺎﻩ‬ ‫ﻳﺤﻞ اﻟﻘﻴﺪ ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻨﻪ ‪ ..‬وﻟﻢ أدر ﻣﺎ ﺟﺮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﺣﻀﺮوا اﻟﻄﻌﺎم ‪ ..‬اﻣﺘﻨﻌﺖ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ﻻ ﺁآﻞ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻟﻢ أﺷﻔﻊ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺒﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺴﻴﺪ ‪ :‬إن هﺬا اﻟﻌﺒﺪ ﻗﺪ أﻓﻘﺮﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﻚ ﺟﻤﻴ َﻊ ﻣﺎﻟﻲ ‪..‬‬ ‫وأه َﻠ َ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎذا ﻓﻌﻞ ؟!‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬إن ﻟﻪ ﺻﻮﺗًﺎ ﻃﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬وإﻧﻲ آﻨﺖ‬ ‫أﻋﻴﺶ ﻣﻦ ﻇﻬﻮر هﺬﻩ اﻟﺠﻤﺎل ‪ ..‬ﻓﺤﻤﱠﻠﻬﺎ‬ ‫أﺣﻤﺎ ًﻻ ﺛﻘﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻳﻨﺸﺪ اﻷﺷﻌﺎر وﻳﺤﺪو ﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻗﻄﻌﺖ ﻣﺴﻴﺮة ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ‬ ‫ﻃﻴﺐ ﻧﻐﻤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻄﺖ أﺣﻤﺎﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﻣﺎﺗﺖ آﻠﻬﺎ ‪ ..‬إﻻ هﺬا‬ ‫اﻟﺠﻤﻞ اﻟﻮاﺣﺪ ‪..‬‬ ‫وﻟﻜﻦ أﻧﺖ ﺿﻴﻔﻲ ‪ ..‬ﻓﻠﻜﺮاﻣﺘﻚ ﻗﺪ وهﺒﺘﻪ ﻟﻚ‬ ‫‪ ..‬وأﻃﻠﻖ اﻟﻐﻼم ﻣﻦ ﻗﻴﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺷﺘﻘﺖ إﻟﻰ ﺳﻤﺎع هﺬا اﻟﺼﻮت ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﻨﺎ أﻣﺮﻩ أن ﻳﺤﺪو ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ‬ ‫ﻳﺴﺘﻘﻰ اﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﺑﺌﺮ هﻨﺎك ‪ ..‬ﻟﻴﻨﺸﻂ اﻟﺠﻤﻞ‬ ‫ﻟﻠﻌﻤﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ اﻟﻐ ﻼم ﺑﺼ ﻮت ﺣﺴ ﻦ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رﻓ ﻊ‬ ‫ﺻﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻤﻌﻪ اﻟﺠﻤ ﻞ ﻓﻬ ﺎم وه ﺎج وﻧﺴ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻊ ﺣﺒﺎﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ووﻗﻌ ﺖ أﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻰ وﺟﻬ ﻲ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺼﻮت‬ ‫‪ ..‬ﻓﻤﺎ أﻇﻦ أﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻂ ﺻﻮﺗ ًﺎ أﻃﻴﺐ ﻣﻨﻪ‬ ‫)‪(71‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻃﻮر ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺐ ‪..‬‬ ‫آﻦ ﺣﻴ ًﺎ ﻻ ﻣﻴﺘ ًﺎ ‪ ..‬ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺑﻜﻼﻣﻚ ‪..‬‬ ‫ﺑﺘﻌﺒﻴﺮات وﺟﻬﻚ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﺄﻧﺲ اﻵﺧﺮون ﺑﻚ‬ ‫) ‪( 71‬‬

‫إﺣﻴﺎء ﻋﻠﻮم اﻟﺪﻳﻦ ‪275/2‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪..‬‬

‫‪ 55.‬اﺟﻌﻞ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻋﺬﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺨﻠ ﻮ ﺣﻴﺎﺗ ﻨﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻮاﻗﻒ ﻧﺤﺘﺎج ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ‬ ‫ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت وﻧﺼﺎﺋﺢ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟﻮﻟﺪ ‪ ..‬اﻟﺰوج ‪ ..‬اﻟﺼﺪﻳﻖ ‪ ..‬اﻟﺠﺎر ‪ ..‬اﻷﺑﻮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻧﻬﺎﻳﺎت اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ‪ ..‬ﺑﺎﺧﺘﻼف ﺑﺪاﻳﺎﺗﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أﻋﻨ ﻲ ‪ :‬إن آﺎﻧ ﺖ اﻟ ﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳ ﺐ ‪..‬‬ ‫وﻣﺪﺧﻞ ﻟﻄﻴﻒ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﺖ آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وإن آﺎﻧ ﺖ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﺟ ﺎف ‪ ..‬وﻣ ﺪﺧﻞ ﻋﻨ ﻴﻒ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﺖ آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﺼ ﺢ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓ ﻨﺤﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣﻊ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻻ أﺟﺴﺎدهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﺗﺠ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺑ ﻨﺎء ﻳﺘﻘ ﺒﻞ ﻣ ﻦ أﻣﻪ وﻻ ﻳﺘﻘﺒﻞ‬ ‫ﻣﻦ أﺑﻴﻪ ‪ ..‬أو اﻟﻌﻜﺲ ‪..‬‬ ‫واﻟﻄﻼب ﻳﺘﻘﺒﻠﻮن ﻣﻦ ﻣﺪرس ‪ ..‬دون اﻵﺧﺮ ‪..‬‬ ‫وأول اﻟﺒﺮاﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬ ‫أن ﻻ ﺗﻜﺜ ﺮ ﻣ ﻨﻬﺎ وﺗﺪﻗ ﻖ ﻋﻠ ﻰ آﻞ ﺻﻐﻴﺮ وآﺒﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺸ ﻌﺮ اﻵﺧ ﺮون أﻧ ﻚ ﻣ ﺮاﻗﺐ ﻟﺤ ﺮآﺎﺗﻬﻢ‬ ‫وﺳﻜﻨﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺘﺜﻘﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺒﻲ ﺑﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ *** ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ‬ ‫اﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ‬ ‫وإن اﺳ ﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﻘﺪم اﻧﺼﻴﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﻗﺘﺮاح‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﻓﻌﻞ ‪..‬‬ ‫ﻟﻮ ﻗﻠﻠﺖ اﻟﻤﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻄﻌﺎم ‪ ..‬ﻟﻜﺎن أﺣﺴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻟﻮ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻼﺑﺴﻚ ﺑﺜﻴﺎب أﺟﻤﻞ ‪..‬‬ ‫ﻟﻮ ﻣﺎ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﻣﺪرﺳﺘﻚ ﻣﺮة أﺧﺮى ‪ ..‬أﻓﻀﻞ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻟﻮ ﻓﻌﻠﺖ آﺬا ‪ ..‬أﻗﺘﺮح ﻋﻠﻴﻚ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻗﻠ ﻴﻞ اﻷدب ‪ ..‬آ ﻢ ﻣﺮة ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ‪ ..‬أﻧﺖ ﻣﺎ ﺗﻔﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﺘﻰ أﻋﻠﻤﻚ ؟!!‬ ‫اﺟﻌﻠ ﻪ ﻳﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﻤ ﺎء وﺟﻬﻪ ‪ ..‬وﻳﺸﻌﺮ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ ﺣﺘﻰ‬ ‫وهﻮ ﻣﺨﻄﺊ ‪..‬‬ ‫ﻷن اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﻋ ﻼج أﺧﻄﺎﺋ ﻪ ﻻ اﻻﻧ ﺘﻘﺎم ﻣ ﻨﻪ‬ ‫أوإهﺎﻧﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ‪ ..‬ﺑﺎﻟﻌﺒﺎرة اﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻻ أﺣﺪ ﻳﺤﺐ أن ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻷواﻣﺮ ‪..‬‬

‫‪131‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫أراد ‪ ε‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ أن ﻳ ﻮﺟﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ‬ ‫ﻟﻠﺘﻌﺒﺪ ﺑﺼﻼة اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ دﻋﺎﻩ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﻢ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ ﻗ ﺪم اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ اﻗﺘ ﺮاح ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻳﻘ ﻮم‬ ‫اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ رواﻳ ﺔ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻣ ﺜﻞ‬ ‫ﻓﻼن ‪ ..‬آﺎن ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ إن اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮﻩ إﻟﻰ اﻷﺧﻄﺎء‬ ‫ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﻓﻬﻮ أوﻟﻰ ‪..‬‬ ‫ﻋﻄﺲ رﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻳﻘ ﻞ اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ :‬ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل‬ ‫اﻟﻌ ﺎﻃﺲ إذا ﻋﻄ ﺲ ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ :‬ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ ‪..‬‬ ‫وآﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن إذا اﻧﺼ ﺮف ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺼ ﺮ ‪ ..‬دﺧﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺋﻪ واﺣﺪة واﺣﺪة ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺪﻧﻮ ﻣﻦ إﺣﺪاهﻦ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﺪث ﻣﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻰ زﻳ ﻨﺐ ﺑﻤ ﻦ ﺟﺤ ﺶ ‪ ..‬ﻓ ﻮﺟﺪ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬وآ ﺎن ‪ ρ‬ﻳﺤ ﺐ اﻟﻌﺴ ﻞ‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻋﺴ ً‬ ‫واﻟﺤﻠﻮاء ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺣﺘ ﺒﺲ ﻋ ﻨﺪهﺎ أآﺜ ﺮ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺤﺘ ﺒﺲ ﻋ ﻨﺪ‬ ‫ﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐ ﺎرت ﻋﺎﺋﺸ ﺔ وﺣﻔﺼ ﺔ ‪ ..‬وﺗﻮاﺻ ﺘﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻘﻮل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫أﺟ ﺪ ﻣ ﻨﻚ رﻳ ﺢ ﻣﻐﺎﻓﻴ ﺮ ‪ ..‬وه ﻮ ﺷ ﺮاب ﺣﻠ ﻮ‬ ‫ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻌﺴﻞ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﻟﻪ راﺋﺤﺔ ﺳﻴﺌﺔ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ρ‬ﻳﺸ ﺘﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ أن ﻳ ﻮﺟﺪ ﻣ ﻨﻪ اﻟ ﺮﻳﺢ‬ ‫ﻣ ﻦ ﺑﺪﻧ ﻪ أو ﻓﻤ ﻪ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻳﻨﺎﺟ ﻲ ﺟﺒ ﺮﻳﻞ ‪..‬‬ ‫وﻳﻨﺎﺟﻲ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﺼﺔ ‪ ..‬ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻣﺎذا أآﻞ ؟‬ ‫ﻼ ﻋﻨﺪ زﻳﻨﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺷﺮﺑﺖ ﻋﺴ ً‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬إﻧﻲ أﺟﺪ ﻣﻨﻚ رﻳﺢ ﻣﻐﺎﻓﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬وﻟﻦ أﻋﻮد ﻟﻪ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻻ ﺑ ﻞ ﺷ ﺮﺑﺖ ﻋﺴ ً‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ودﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻟ ﻪ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬وآﺸ ﻒ اﷲ ﻟ ﻪ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫آﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﺑﻌﺪ أﻳﺎم ‪ ..‬أﺳﺮ إﻟﻰ ﺣﻔﺼﺔ ‪ τ‬ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﻇﻬﺮﺗﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻋﻨﺪهﺎ اﻟﺸﻔﺎء ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ اﷲ‬ ‫‪ ..‬وآﺎﻧ ﺖ ﺻ ﺤﺎﺑﻴﺔ ﺗ ﺘﻌﻠﻢ اﻟﻄ ﺐ ‪ ..‬وﺗﻌ ﺎﻟﺞ اﻟﻨﺎس‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ε‬ﻟﻠﺸ ﻔﺎء ‪ :‬أﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ هﺬﻩ رﻗﻴﺔ اﻟﻨﻤﻠﺔ آﻤﺎ‬ ‫ﻋﻠﻤﺘﻴﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ورﻗ ﻴﺔ اﻟ ﻨﻤﻠﺔ آ ﻼم آﺎﻧ ﺖ ﻧﺴ ﺎء اﻟﻌ ﺮب ﺗﻘ ﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ آﻞ ﻣﻦ ﺳﻤﻌﻪ أﻧﻪ آﻼم ﻻ ﻳﻀﺮ وﻻ ﻳﻨﻔﻊ ‪..‬‬ ‫ورﻗﻴﺔ اﻟﻨﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﺑﻴﻨﻬﻦ أن ﻳﻘﺎل ‪:‬‬ ‫اﻟﻌ ﺮوس ﺗﺤ ﺘﻔﻞ ‪ ..‬وﺗﺨﺘﻀ ﺐ وﺗﻜ ﺘﺤﻞ ‪ ..‬وآ ﻞ‬ ‫ﺷﻲء ﺗﻔﺘﻌﻞ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ أن ﻻ ﺗﻌﺼﻲ اﻟﺮﺟﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄراد ‪ ρ‬ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤﻘ ﺎل ﺗﺄﻧ ﻴﺐ ﺣﻔﺼ ﺔ واﻟﺘﺄدﻳﺐ ﻟﻬﺎ‬ ‫ﺗﻌﺮﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬ﺑ ﺄن ﺗ ﺮدد ﺟﻤﻠ ﺔ ‪ :‬ﻏﻴ ﺮ أن ﻻ ﺗﻌﺼ ﻲ‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ‪..‬‬ ‫أﺣ ﺪ اﻟﺴ ﻠﻒ اﺳ ﺘﻠﻒ ﻣ ﻨﻪ رﺟ ﻞ آ ﺘﺎﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺮدﻩ إﻟﻴﻪ‬ ‫ﺑﻌﺪ أﻳﺎم وﻋﻠﻴﻪ ﺁﺛﺎر ﻃﻌﺎم ‪ ..‬آﺄﻧﻪ ﺣﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺒﺰًا‬ ‫أو ﻋﻨﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺴﻜﺖ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻜﺘﺎب ‪..‬‬ ‫وﺑﻌ ﺪ أﻳ ﺎم ﺟﺎءﻩ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﺴﺘﻌﻴﺮ ﻣﻨﻪ آﺘﺎﺑ ًﺎ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻃﺒﻖ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ :‬إﻧﻤ ﺎ أرﻳﺪ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ..‬ﻓﻤﺎ ﺑﺎل اﻟﻄﺒﻖ‬ ‫؟!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﻟﻜ ﺘﺎب ﻟﺘﻘ ﺮأ ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬واﻟﻄ ﺒﻖ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻃﻌﺎﻣﻚ !!‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ وﺻﻠﺖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫وأذآ ﺮ أن أن أﺣ ﺪهﻢ آ ﺎن ﻳﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻟ ﻴ ً‬ ‫وﻳﻨﺰع ﺛﻮﺑﻪ ‪ ..‬ﻳﻌﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻤﺎﻋﺔ ‪ ..‬وﻳﻨﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺄﺗ ﻲ زوﺟﺘﻪ ‪ ..‬وﺗﻔﺘﺢ ﻣﺤﻔﻈﺔ اﻟﻨﻘﻮد ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﺄﺧﺬ‬ ‫اﻟﺼ ﺮف اﻟﻤﻮﺟ ﻮد ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﺮﻳﺎل ‪ ..‬واﻟﺨﻤﺴﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا اﺳﺘﻴﻘﻆ ﺻﺒﺎﺣ ًﺎ وذهﺐ إﻷى ﻋﻤﻠﻪ ‪ ..‬واﺣﺘﺎج‬ ‫أن ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻟﺔ وﻧﺤﻮهﺎ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺻﺮﻓ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮاﻗﺒﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻓﻬﻢ اﻟﻘﻀﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮﺟﻊ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺟﻌ ﻞ ﻓ ﻲ ﺟﻴ ﺒﻪ‬ ‫ﺿﻔﺪﻋ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻧ ﺰع ﺛ ﻮﺑﻪ آﺎﻟﻌ ﺎدة ‪ ..‬واﺿ ﻄﺠﻊ آﻬﻴ ﺌﺔ اﻟﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬ ‫وأﺧﺬ ﻳﺸﺨﺮ ‪ ..‬وهﻮ ﻳﺮاﻗﺐ اﻟﺜﻮب ‪..‬‬

‫‪132‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ زوﺟﺘﻪ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﺴﺮ ‪..‬آﺎﻟﻌﺎدة !!‬ ‫أﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ اﻟ ﺜﻮب ﺗﻤﺸ ﻲ روﻳ ﺪًا ‪ ..‬أدﺧﻠ ﺖ‬ ‫ﻳﺪهﺎ ﺑﻬﺪوووء ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺴﺖ اﻟﻀﻔﺪع ‪ ..‬ﻓﺘﺤﺮك ﻓﺠﺄة ‪ ..‬ﻓﺼﺮﺧﺖ‬ ‫‪ :‬ﺁﺁﺁﺁﻩ‪ ..‬ﻳﺪي ‪..‬‬ ‫ﻓﻔ ﺘﺢ اﻟﺰوج ﻋﻴﻨﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬وأﻧﺎ ‪ ..‬ﺁﺁﺁﻩ ‪..‬‬ ‫ﺟﻴﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺘ ﻨﺎ ﻧﺴ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ‪ ..‬ﻣ ﻊ ﺟﻤ ﻴﻊ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫أوﻻدﻧ ﺎ إذا وﻗﻌ ﻮا ﻓ ﻲ أﺧﻄﺎء ‪ ..‬وﻣﻊ ﻃﻼﺑﻨﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻧﺎﻳﻒ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء ‪ ..‬آﺎن ﻟﻪ أم ﺻﺎﻟﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺮﺿ ﻰ ن ﻳﺒﻘ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﻴﺖ ﺻ ﻮر أﺑ ﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻷن اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﻻ ﺗ ﺪﺧﻞ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ﻓ ﻴﻪ آﻠ ﺐ وﻻ‬ ‫ﺻﻮرة ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻃﻘﻠ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪهﺎ أﻟﻌ ﺎب‬ ‫ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ‪ ..‬إﻻ اﻟﺪﱡﻣﻰ ‪ ..‬اﻟﻌﺮاﺋﺲ ‪..‬‬ ‫أه ﺪت إﻟ ﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟ ﺘﻬﺎ دُﻣ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻋﺮوﺳ ﺔ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎﻟ ﺖ ﻟﻬ ﺎ ‪ :‬اﻟﻌﺒ ﻲ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺘﻚ ‪..‬‬ ‫واﺣﺬري أن ﺗﺮاهﺎ أﻣﻚ ‪..‬‬ ‫وﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ‪ ..‬ﻋﻠﻤﺖ اﻷم ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄرادت أن ﺗﻘ ﺪم اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳﺐ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺟﻠﺴ ﻮا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ أم ﻧﺎﻳ ﻒ ‪ :‬ﻳﺎ‬ ‫أوﻻد ‪ !!..‬ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻴﻦ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﺷﻌﺮ أن اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ !! ﻻ أدري ﻟﻤﺎذا ﺧﺮﺟﺖ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ‪..‬‬ ‫واﻟﺒﻨﺖ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺗﺴﻤﻊ وهﻲ ﺳﺎآﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﺑﻌ ﺪ اﻟﻐﺪاء رﺟﻌﺖ اﻟﺼﻐﻴﺮة إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ أﻟﻌ ﺎب آﺜﻴ ﺮة ‪ ..‬واﻟﻌﺮوﺳ ﺔ‬ ‫ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺘﻘﻄ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬وﺟ ﺎءت ﺑﻬ ﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻷم وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﺎﻣ ﺎ ‪ ..‬هﺬﻩ اﻟﺘﻴﻄﺮدت اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ‬ ‫‪ ..‬اﻓﻌﻠﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﺎﺷﺌﺖ !!‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ دع اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ﻳﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﻤ ﺎء وﺟﻬ ﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺄآ ﻞ اﻟﻌﺴ ﻞ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أن ﺗﺤﻄ ﻢ‬ ‫اﻟﺨﻠﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﻨﺼﺤﻪ آﺄﻧﻪ ﻗﺪ آﻔﺮ ﺑﻔﻌﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ وأﺣﺴ ﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﻪ ‪ ..‬واﻋﺘﺒﺮ أﻧﻪ وﻗﻊ ﻓﻲ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ ‪ ..‬أو ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻌﻠﻢ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﺖ اﻟﺨﻤﺮ ﻓﻲ أول اﻹﺳﻼم ﻟﻢ ﺗﺤﺮم ﺑﻌﺪ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻗ ﺒﻞ ﻋﺎﻣ ﺮ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ ‪ ..‬اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻲ‬ ‫اﻟﺠﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ ﺳ ﻔﺮ ‪ ..‬ﻓﺄه ﺪى ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬راوﻳﺔ ﺧﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﺟﺮة آﺎﻣﻠﺔ ﻣﻤﻠﻮءة ﺧﻤﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ اﻟﺨﻤ ﺮ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑ ًﺎ ‪ ..‬واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ‬ ‫ﻋﺎﻣ ﺮ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧﻬ ﺎ ﻗ ﺪ‬ ‫ﺣﺮﻣﺖ ‪..‬؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺮﻣﺖ ؟! ﻻ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺣﺮﻣﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﺎﻣﺮ ‪ ..‬ﻓﺄﺳ ﱠﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺄن ﻳﺒﻴﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﻤﻌﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬إن اﷲ إذا ﺣﺮم ﺷﻴﺌ ًﺎ‬ ‫‪ ..‬ﺣﺮم ﺛﻤﻨﻪ ‪..‬‬ ‫)‪(72‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬهﺎ ‪ τ‬ﻓﺎهﺮاﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاب ‪..‬‬ ‫واﻧﺘ ﺒﻪ أن ﺗﻤ ﺪح ﻧﻔﺴ ﻚ وأﻧ ﺖ ﺗﻨﺼ ﺢ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺮﻓﻊ‬ ‫ﻧﻔﺴ ﻚ وﺗﺴ ﺤﺐ اﻟﻤﻨﺼ ﻮح إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﺎع ‪ ..‬ﻻ أﺣ ﺪ‬ ‫ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ‪ .. -‬إذا ﻧﺼ ﺢ وﻟ ﺪﻩ ﺑﺪأ ﻳﺬآﺮ‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻵﺑ ﺎء – ﻣ ﺜ ً‬ ‫أﻣﺠﺎدﻩ ‪..‬أﻧﺎ آﻨﺖ وآﻨﺖ ‪ ..‬وﻟﻌﻞ اﻟﻮﻟﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫واﻟﺪﻩ ‪!!..‬‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ ‪ ..‬ﺻﺪﻗﺔ ‪..‬‬ ‫اﺧﺘﺼﺮ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺠﺎدل ‪..‬‬ ‫‪56.‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮن ‪ :‬إن اﻟﻨﺎﺻﺢ آﺎﻟﺠﻼد ‪..‬‬ ‫وﺑﻘﺪر ﻣﻬﺎرة اﻟﺠﻼد ﻓﻲ اﻟﺠﻠﺪ ‪ ..‬ﻳﺒﻘﻰ اﻷﻟﻢ ‪..‬‬ ‫أﻗﻮل ‪ :‬ﻣﻬﺎرة اﻟﺠﻠﺪ ‪ ..‬ﻻ ﻗﻮة اﻟﺠﻠﺪ !!‬ ‫ﻓ ﺎﻟﺠﻼد اﻟﻌﻨ ﻴﻒ اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﺮب ﺑﻘ ﻮة ‪ ..‬ﻳ ﺘﺄﻟﻢ‬ ‫اﻟﻤﻀﺮوب وﻗﺖ وﻗﻮع اﻟﺴﻴﺎط ‪ ..‬ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻳﻨﺴﺎهﺎ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﺠ ﻼد اﻷﺳ ﺘﺎذ ﻓ ﻲ ﺻ ﻨﻌﺘﻪ ‪..‬ﻓﻘ ﺪ ﻻ ﻳﻀ ﺮب‬ ‫ﺑﻘﻮة ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻠﻢ أن ﻳﻮﻗﻊ اﻟﺴﻮط ‪..‬‬ ‫آ ﺬﻟﻚ اﻟﻨﺎﺻﺢ ‪ ..‬ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻌﺒﺮة ﺑﻜﺜﺮة اﻟﻜﻼم ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﻃﻮل اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬ ‫) ‪( 72‬‬

‫رواﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ‬

‫‪133‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وإﻧﻤﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟﻨﺎﺻﺢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺧﺘﺼ ﺮ ﻗ ﺪر اﻟﻤﺴ ﺘﻄﺎع ‪ ..‬إذا أردت أن‬ ‫ﺗﻨﺼﺤﻪ ﻓﻼ ﺗﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﺎﺿﺮة ‪!!..‬‬ ‫ﺧﺎﺻ ﺔ إذا آ ﺎن اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﺘﻔﻘ ًﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬آﻤ ﻦ‬ ‫ﺗﻨﺼ ﺤﻪ ﻋ ﻦ اﻟﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬أو ﺷ ﺮب اﻟﺨﻤ ﺮ ‪..‬‬ ‫أو ﺗﺮك اﻟﺼﻼة ‪ ..‬أو ﻋﻘﻮق اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬اﻟﺦ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺗﺄﻣﻠﺖ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة‬ ‫‪ ..‬ﻓ ﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﻻ ﺗ ﺰﻳﺪ اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﻄﺮ‬ ‫واﺣﺪ ‪ ..‬أو ﺳﻄﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫اﺳﻤﻊ ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻨﻈﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﺈن ﻟﻚ اﻷوﻟﻰ وﻟﻴﺴﺖ ﻟﻚ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬آ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ آﺄﻧﻚ‬ ‫ﻏﺮﻳﺐ ‪ ..‬أو ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﻰ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻣﻌ ﺎذ ‪ ..‬واﷲ إﻧ ﻲ أﺣ ﺒﻚ ‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻦ ﻓﻲ‬ ‫دﺑ ﺮ آ ﻞ ﺻ ﻼة أن ﺗﻘ ﻮل ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ أﻋﻨﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ذآﺮك ‪ ..‬وﺷﻜﺮك ‪ ..‬وﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻚ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬إﻧ ﻚ رﺟ ﻞ ﻗ ﻮي ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗ ﺰاﺣﻤﻦ‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺠﺮ ‪..‬‬ ‫وآﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﻌﻘﻼء ﺑﻌﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻟﻘﻲ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪ τ‬اﻟﻔﺮزدق اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ اﺑ ﻦ أﺧ ﻲ إﻧ ﻲ أرى ﻗﺪﻣ ﻴﻚ ﺻ ﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وﻟﻦ ﺗﻌﺪم ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ ﻓﺎﻋﻤ ﻞ ﻟﻬ ﺎ ‪ ..‬ودع ﻋ ﻨﻚ ﻗ ﺬف‬ ‫ﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ﻓﻲ ﺷﻌﺮك ‪..‬‬ ‫وﻋﻤ ﺮ ‪ .. τ‬آ ﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاش اﻟﻤ ﻮت ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﻮا اﻟﻨﺎس ﻳﺜﻨﻮن ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﺟ ﺎء ﺷ ﺎب ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﺑﺸ ﺮ ﻳﺎ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ‬ ‫ﺑﺒﺸ ﺮى اﷲ ﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﺻ ﺤﺒﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫وﻗ ﺪم ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻣ ﺎ ﻗ ﺪ ﻋﻠﻤ ﺖ ‪ ..‬ﺛﻢ َوﻟِﻴﺖ‬ ‫ﻓﻌﺪﻟﺖ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺷﻬﺎدة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤ ﺮ ‪ :‬وددت أن ذﻟ ﻚ آﻔ ﺎف ﻻ ﻋﻠ ﻲ‬ ‫وﻻ ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أدﺑﺮ اﻟﺸﺎب ‪ ..‬ﻓﺈذا إزارﻩ ﻳﻤﺲ اﻷرض‬ ‫‪ ..‬ﻣﺴﺒﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄراد ﻋﻤﺮ ‪ τ‬أن ﻳﻘﺪم اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﺸﺎب ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ردوا ﻋﻠﻲ اﻟﻐﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ وﻗﻒ اﻟﺸﺎب ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺑﻦ أﺧﻲ ‪..‬‬ ‫ارﻓ ﻊ ﺛ ﻮﺑﻚ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻪ أﻧﻘ ﻰ ﻟ ﺜﻮﺑﻚ ‪ ..‬وأﺗﻘ ﻰ ﻟ ﺮﺑﻚ‬ ‫)‪.. (73‬‬ ‫اﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪ ..‬اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وﺻﻠﺖ ‪..‬‬ ‫واﺗﺮك اﻟﺠﺪال ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻ ﺔ إذا ﺷ ﻌﺮت أن اﻟ ﺬي أﻣﺎﻣ ﻚ ﻳﻜﺎﺑ ﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮد إﻳﺼﺎل اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ذم اﷲ اﻟﺠﺪال ‪ ) :‬ﻣﺎ ﺿﺮﺑﻮﻩ ﻟﻚ إﻻ ﺟﺪ ًﻻ ( ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ : ε‬ﻣ ﺎ ﺿﻞ ﻗﻮم ﺑﻌﺪ هﺪى آﺎﻧﻮا ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬إﻻ‬ ‫أوﺗﻮا اﻟﺠﺪل ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ زﻋ ﻴﻢ ﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ رﺑﺾ اﻟﺠﻨﺔ ﻟﻤﻦ ﺗﺮك‬ ‫اﻟﺠﺪال وإن آﺎن ﻣﺤﻘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻘﺘ ﻨﻊ اﻟﺸ ﺨﺺ ﺑﺎﻟﻔﻜ ﺮة ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ أآﺜ ﺮ‬ ‫اﻟﻨﻔﻮس ﻓﻴﻬﺎ أﻧﻔﺔ وآﺒﺮ ‪..‬‬ ‫) وﺟﺤ ﺪوا ﺑﻬ ﺎ واﺳﺘﻴﻘﻨﺘﻬﺎ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻇﻠﻤ ًﺎ وﻋﻠﻮًا (‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ أن ﻳﻌﺮف اﻟﺨﻄﺄ ﻟﻴﺘﺠﻨﺒﻪ‬ ‫ﻓﺎﻟﻐﺎﻳ ﺔ ﻋ ﻨﺪك أﻧﺖ أﺻ ً‬ ‫ﻓ ﻲ اﻟﻤﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ‪ ..‬وﻟﻴﺲ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﻨﺘﺼﺮ أﻧﺖ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﺴﺘﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﺒﺔ ﻣﺼﺎرﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫دﺧﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ وﻓﺎﻃﻤﺔ ‪ .. τ‬ﻟﻴ ً‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻤﺎ ‪ :‬أﻻ ﺗﺼﻠﻴﺎن ‪ ..‬أي أﻻ ﺗﻘﻮﻣﺎ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻋﻠﻲ ‪ :‬أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻴﺪ اﷲ ‪ ..‬ﻣﺘﻰ ﺷﺎء أن ﻳﺒﻌﺜﻨﺎ‬ ‫‪ ..‬ﺑﻌﺜﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻮﻻهﻤﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻇﻬ ﺮﻩ ‪ ..‬وﻣﻀ ﻰ وه ﻮ ﻳﻀ ﺮب‬ ‫ﺑ ﻴﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺨ ﺬﻩ وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬وآ ﺎن اﻹﻧﺴ ﺎن أآﺜ ﺮ‬ ‫ﺷﻲء ﺟﺪ ًﻻ ‪.. (74) ..‬‬ ‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻗ ﺪ ﻳﺬآ ﺮ اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ‪ ..‬آﻼﻣ ًﺎ ﻳﻌ ﺘﺬر ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وه ﻮ ﻟ ﻴﺲ ﻋ ﺬرًا ﻣﻘ ﻨﻌ ًﺎ ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﻘ ﻮﻟﻪ ‪..‬ﻟ ﻴﺤﻔﻆ ﻣﺎء‬ ‫وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻦ ﺳﻤﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻐﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻷﺑ ﻮاب ﺑ ﻞ أﺑﻘﻬ ﺎ ﻣﻔ ﺘﻮﺣﺔ أﻣﺎﻣﻪ‬ ‫وأﻧﺖ ﺗﻨﺼﺢ ‪..‬‬ ‫وﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ ﺗﻜﻠ ﻢ ﺑﻜ ﻼم ﺧﺎﻃ ﺊ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻤﻜﻦ أن ﺗﻌ ﺎﻟﺞ‬ ‫ﺧﻄﺄﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ‪..‬‬ ‫) ‪( 73‬‬ ‫) ‪( 74‬‬

‫اﻟﺒﺨﺎري‬

‫‪134‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫آﺄن ﺗﻘﻮل ‪ :‬ﺻﺤﻴﺢ ‪ ..‬وأﻧﺎ ﻣﻌﻚ أن اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫ﻳﻔﻘﺪ أﻋﺼﺎﺑﻪ ﻏﺼﺒ ًﺎ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫وأﺛ ﻦ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗ ﻞ ‪ :‬وﻟﻜ ﻦ ‪ ..‬ﺛ ﻢ اﻧﺴ ﻒ‬ ‫آﻼﻣﻪ إن آﺎن ﺧﺎﻃﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫ﻧﺒﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺄ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻠﻖ ﻣﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬

‫‪ 57.‬ﻻ ﺗﺒﺎل ﺑﻜﻼم اﻟﺨﻠﻖ ‪..‬‬ ‫أﻋﺠﺒﺘﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺎرة ردده ﺎ اﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ‬ ‫ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وأﻇ ﻨﻪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺴ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻔﻘﻪ‬ ‫ﻣﻌﻨﺎهﺎ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻃﻨﱢﺶ ﺗﻌِﺶ ﺗَـﻨْـﺘَـﻌِﺶ ‪!!..‬‬ ‫ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻌ ﺒﺎرة وأﻧ ﺎ أﻻﺣ ﻆ ﺣﻮﻟ ﻲ‬ ‫اﻧﺘﻘﺎدات اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﺁراءهﻢ ‪ ..‬وأﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻮﺟﺪت أن اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ آﻼﻣﻬ ﻢ وذﻣﻬ ﻢ ﻟ ﻨﺎ‬ ‫ﻳﺘﻨﻮﻋﻮن ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻬﻢ اﻟﻨﺎﺻ ﺢ اﻟﺼ ﺎدق اﻟ ﺬي ﻻ ﻳ ﺘﻘﻦ ﻓ ﻦ‬ ‫اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻳﺤ ﺰﻧﻚ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب‬ ‫ﻧﺼﺤﻪ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺮﺣﻚ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻴﻬﻢ اﻟﺤﺎﺳ ﺪ ‪ ..‬اﻟ ﺬي ﻳﻘﺼﺪ ﺣﺰﻧﻚ وهﻤﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻓ ﻴﻬﻢ ﻗﻠ ﻴﻞ اﻟﺨﺒ ﺮة ‪ ..‬اﻟ ﺬي ﻳﻬ ﺬي ﺑﻤ ﺎ ﻻ‬ ‫ﻳﺪري ‪ ..‬وﻟﻮ ﺳﻜﺖ ﻟﻜﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ‬ ‫وﻓ ﻴﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻃﺒﻴﻌ ﺘﻪ اﻻﻧ ﺘﻘﺎد أﺻ ً‬ ‫ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﺑﻨﻈﺎرة ﺳﻮداء ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﻗ ﻴﻞ ‪ :‬ﻟ ﻮ اﺗﺤ ﺪت اﻷذواق ﻟ ﺒﺎرت‬ ‫اﻟﺴﻠﻊ ‪..‬‬ ‫ذآ ﺮوا أن ﺟﺤ ﺎ رآ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻤ ﺎر ‪ ..‬ووﻟ ﺪﻩ‬ ‫ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺮوا ﺑ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻨﺎس ‪ :‬اﻧﻈﺮوا ﻟﻬﺬا‬ ‫اﻷب اﻟﻐﻠ ﻴﻆ ﻳ ﺮآﺐ ﻣ ﺮﺗﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬وﻳ ﺪع وﻟ ﺪﻩ‬ ‫ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻤﻌﻬﻢ ﺟﺤ ﺎ ‪ ..‬ﻓﺄوﻗ ﻒ اﻟﺤﻤ ﺎر ‪ ..‬وﻧ ﺰل ‪..‬‬ ‫وأرآﺐ وﻟﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻣﺸﻴﺎ ‪ ..‬وﺟﺤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺰهﻮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺮا ﺑﻘ ﻮم ﺁﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل أﺣﺪهﻢ ‪ :‬اﻧﻈﺮوا‬ ‫إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻻﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎق ‪ ..‬ﻳ ﺮآﺐ وﻳ ﺪع أﺑ ﺎﻩ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬ ‫ﺳﻤﻌﻬﻢ ﺟﺤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄوق اﻟﺤﻤ ﺎر ‪ ..‬ﺛ ﻢ رآ ﺐ ﻣ ﻊ وﻟ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻟﻴﺘﻘﻮ آﻼم‬ ‫اﻟﻨﺎس واﻧﺘﻘﺎداﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺮا ﺑﻘﻮم ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬اﻧﻈﺮوا إﻟﻰ هﺬﻳﻦ اﻟﻐﻠﻴﻈﻴﻦ‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﻳﺮﺣﻤﻮن اﻟﺤﻴﻮان ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺰل ﺟﺤﺎ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ وﻟﺪي ‪ ..‬اﻧﺰل ‪..‬‬ ‫ﻓﻨ ﺰل اﻟ ﻮﻟﺪ وﺟﻌ ﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ أﺑﻴﻪ ‪ ..‬واﻟﺤﻤﺎر‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻓﻮﻗﻪ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺮا ﺑﻘﻮم ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬اﻧﻈﺮوا إﻟﻰ هﺬﻳﻦ اﻟﺴﻔﻴﻬﻴﻦ‬ ‫‪ ..‬ﻳﻤﺸﻴﺎن واﻟﺤﻤﺎر ﻓﺎرغ ‪ ..‬وهﻞ ﺧﻠﻖ اﻟﺤﻤﺎر إﻻ‬ ‫ﻟﻴُﺮآﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺮخ ﺟﺤ ﺎ وﺟ ّﺮ وﻟ ﺪﻩ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬ودﺧ ﻼ ﺗﺤ ﺖ‬ ‫اﻟﺤﻤﺎر ‪ ..‬وﺣﻤﻼﻩ ‪!!..‬‬ ‫وﻟﻮ رأﻳﺖ ﺟﺤﺎ وﻗﺘﻬﺎ ﻟﻘﻠﺖ ﻟﻪ ‪ :‬ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺐ اﻟﻘﻠﺐ ‪..‬‬ ‫اﻓﻌ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗﺸ ﺎء ‪ ..‬وﻻ ﺗ ﺒﺎل ﺑﻜ ﻼم اﻟﺨﻠ ﻖ ‪ ..‬ﻓﺮﺿﺎ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻏﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﺪرك ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺳﺎﻟﻤ ًﺎ‬ ‫وﻟﻮ ﻏﺎب ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺧﺎﻓﻴﺘﻲ ﻧﺴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ ﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ رأﻳﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻄﺮﺣﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻳﺄﺗ ﻴﻚ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺗﺘ ﺰوج ‪ ..‬وﻳﻘ ﻮل ‪ ..‬ﻟ ﻴﺶ ﺗﺨﻄ ﺐ‬ ‫ﻓﻼﻧﺔ ؟‬ ‫وآﺄﻧﻲ ﺑﻚ ‪ ..‬ﺗﺘﻤﻨﻰ أن ﺗﺼﺮخ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ وﺗﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ أﺧﻲ ﺗﺰوﺟﺖ ‪ ..‬ﺧﻼص ‪ ..‬اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ أﺣﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ اﻗﺘﺮاﺣﺎت ‪..‬‬ ‫أو ﻳﺄﺗ ﻴﻚ وﻗ ﺪ ﺑﻌ ﺖ ﺳ ﻴﺎرﺗﻚ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ ..‬ﻟﻴ ﺘﻚ‬ ‫أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ‪ ..‬ﻓﻼن آﺎن ﺳﻴﻌﻄﻴﻚ أآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ‪ ..‬ﺑ ﺲ !! اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺎع ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﺧﻼص‬ ‫واﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﺑﺎﻻﻟﺘﻔﺎت وراءﻩ !!‬ ‫وﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻳﺨﻠﻮ اﻟﻤﺮء ﻣﻦ ﺿﺪ وﻟﻮ **‬ ‫ﻃﻠ ﺐ اﻟﻌ ﺰﻟﺔ ﻓ ﻲ رأس ﺟ ﺒﻞ‬ ‫‪!!..‬‬ ‫ﻓﻼ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬ ‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل أﺣﺪ اﻟﺴﻠﻒ ‪ :‬ﻣﻦ ﺟﻌﻞ دﻳﻨﻪ ﻋﺮﺿﺔ‬

‫‪135‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻟﻠﺨﺼﻮﻣﺎت ‪ ..‬أآﺜﺮ اﻟﺘﻨﻘﻞ !!‬

‫‪ 58.‬اﺑﺘﺴﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ اﺑﺘﺴﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ اﺑﺘﺴـ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫أﺑﺘـ ‪..‬‬ ‫أﻋ ﺮﻓﻪ ﻣ ﻨﺬ ﺳ ﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻋﻤﻠﻲ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ آﻞ ﺣﺎل ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻦ ه ﻞ ﺗﺼ ﺪق أﻧﻨ ﻲ إﻟﻰ اﻵن ﻻ أدري هﻞ‬ ‫ﻧﺒﺘﺖ ﻟﻪ أﺳﻨﺎن أم ﻻ !!‬ ‫داﺋﻢ اﻟﺘﺠﻬﻢ ‪ ..‬واﻟﻌﺒﻮس ‪ ..‬وآﺄﻧﻪ إذا اﺑﺘﺴﻢ‬ ‫ﻧﻘﺺ ﻋﻤﺮﻩ ‪ ..‬أو ﻗ ﱠﻞ ﻣﺎﻟﻪ !!‬ ‫ﻗ ﺎل ﺟﺮﻳ ﺮ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ اﻟﺒﺠﻠ ﻲ ‪ :‬ﻣ ﺎ رﺁﻧ ﻲ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻻ ﺗﺒﺴﻢ ﻓﻲ وﺟﻬﻲ ‪..‬‬ ‫اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ أﻧﻮاع ‪ ..‬وﻣﺮاﺗﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﻨﻬﺎ اﻟﺒﺸﺎﺷ ﺔ اﻟﺪاﺋﻤ ﺔ ‪ ..‬أن ﻳﻜ ﻮن وﺟﻬﻚ‬ ‫ﺻﺒﻮﺣ ًﺎ ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻮ آﻨﺖ ﻣﺪرﺳ ًﺎ ودﺧﻠﺖ اﻟﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺑﻚ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﻟﻘﻬﻢ ﺑﻮﺟﻪ ﺑﺸﻮش ‪..‬‬ ‫رآ ﺒﺖ ﻃﺎﺋ ﺮة ‪ ..‬وﻣﺸ ﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺮ واﻟﻨﺎس‬ ‫ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻚ ‪ ..‬آﻦ ﺑﺸﻮﺷ ًﺎ ‪..‬‬ ‫دﺧﻠ ﺖ ﺑﻘﺎﻟ ﺔ ‪ ..‬أو ﻣﺤﻄ ﺔ وﻗﻮد ‪ ..‬ﻣﺪدت ﻟﻪ‬ ‫اﻟﺤﺴﺎب ‪ ..‬اﺑﺘﺴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ‪ ..‬ودﺧﻞ ﺷﺨﺺ وﺳﻠﻢ ﺑﺼﻮت‬ ‫ﻋﺎل ‪ ..‬وﻣﺮ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ‪ ..‬اﺑﺘﺴﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫دﺧﻠ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ‪ ..‬وﺻ ﺎﻓﺤﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﺑﺘﺴﻢ ‪..‬‬ ‫وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ‪ :‬اﻻﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﻟﻬ ﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ‬ ‫ﻓ ﻲ اﻣﺘﺼﺎص اﻟﻐﻀﺐ واﻟﺸﻚ واﻟﺘﺮدد ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫ﻻ ﻳﺸﺎرآﻬﺎ ﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺒﻄﻞ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟ ﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻋﻮاﻃﻔﻪ ‪ ..‬واﻟﺘﺒﺴﻢ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أﻧ ﺲ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ ‪ τ‬ﻳﻤﺸ ﻲ ﻣ ﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ρ‬‬ ‫ﻳ ﻮﻣ ًﺎ‪ ..‬واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻠ ﻴﻪ ُﺑ ﺮد ﻧﺠﺮاﻧ ﻲ ﻏﻠ ﻴﻆ‬ ‫اﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﺤﻘﻬﻤﺎ أﻋﺮاﺑﻲ ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ه ﺬا اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳﺠ ﺮي وراء اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬ ‫ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ إذا اﻗﺘﺮب ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺟ ﺒﺬﻩ ﺑ ﺮداﺋﻪ ﺟ ﺒﺬة ﺷﺪﻳﺪة ‪ ..‬ﻓﺘﺤﺮك اﻟﺮداء‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺑﻌﻨﻒ ﻋﻠﻰ رﻗﺒﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ :‬ﺣﺘ ﻰ ﻧﻈﺮت إﻟﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﺎﺗﻖ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ .. ρ‬ﻗ ﺪ أﺛ ﺮت ﺑﻬ ﺎ ﺣﺎﺷ ﻴﺔ اﻟ ُﺒ ﺮد ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة‬ ‫ﺟﺒﺬﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎذا ﻳ ﺮﻳﺪ ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ؟! ﻟﻌﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻳﺤﺘﺮق وأﻗﺒﻞ‬ ‫ﻳ ﺮﻳﺪ ﻣﻌ ﻮﻧﺔ ‪ ..‬أو أﺣﺎﻃ ﺖ ﺑﻬ ﻢ ﻏ ﺎرة ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ‪..‬‬ ‫اﺳ ﻤﻊ ﻣ ﺎذا ﻳ ﺮﻳﺪ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ) ..‬ﻻﺣﻆ ﻟﻢ‬ ‫ﻳﻘﻞ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ( ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ..‬ﻣُﺮ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺎل اﷲ اﻟﺬي ﻋﻨﺪك‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﺛﻢ ﺿﺤﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻣﺮ ﻟﻪ‬ ‫ﺑﻌﻄﺎء ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻻ ﺗﺴ ﺘﻔﺰﻩ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬﻩ‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ρ‬ﺑﻄ ً‬ ‫اﻟﺘﺼ ﺮﻓﺎت ‪ ..‬وﻻ ﻳﻌﺎﻗ ﺐ أو ﺗ ﺜﻮر أﻋﺼ ﺎﺑﻪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﺘﺎﻓﻬﺎت ‪..‬‬ ‫آ ﺎن واﺳﻊ اﻟﺒﻄﺎن ‪ ..‬ﻗﻮﻳ ًﺎ ﻳﻀﺒﻂ أﻋﺼﺎﺑﻪ ‪ ..‬داﺋﻢ‬ ‫اﻻﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ أﺣﻠ ﻚ اﻟﻈ ﺮوف ‪ ..‬ﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻋﻮاﻗﺐ اﻷﻣﻮر ﻗﺒﻞ أن ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎذا ﻳﻔﻴﺪ ﻟﻮ أﻧﻪ ﺻﺮخ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ أو ﻃﺮدﻩ !‬ ‫ه ﻞ ﺳﻴﺸﻔﻰ ﺟﺮح ﻋﻨﻘﻪ ! أو ﻳﺼﻠﺢ أدب اﻟﺮﺟﻞ !‬ ‫آﻼ ‪..‬‬ ‫إذن ﻟﻴﺲ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺘﺤﻤﻞ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﺑﻌ ﺾ اﻷﻣ ﻮر ﻧﺜﻮر ﻟﻬﺎ وﻧﻐﻀﺐ ‪ ..‬وﻋﻼﺟﻬﺎ‬ ‫ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﺻﺪق ‪ ε‬ﻟﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻴﺲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺼﺮﻋﺔ ‪ ..‬إﻧﻤﺎ‬ ‫اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻐﻀﺐ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ‪ .. ε‬ﻳﺠ ﺬب اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟﺘﺒﺴ ﻢ‬ ‫واﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ‪..‬‬ ‫ﺧﺮﺟﻮ إﻟﻰ ﻏﺰوة ﺧﻴﺒﺮ ‪ ..‬وﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻊ ﻣ ﻦ ﺣﺼ ﻦ اﻟ ﻴﻬﻮد ﺟ ﺮاب ﻓ ﻴﻪ ﺷﺤﻢ ‪ ..‬ﻗﺮﺑﺔ‬ ‫آﺎﻣﻠﺔ ﻣﻤﻠﻮءة ﺳﻤﻨ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﻤﻠ ﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻣﻐﻔ ﻞ ‪ τ‬ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺗﻘ ﻪ ﻓ ﺮﺣ ًﺎ‬ ‫وﻣﻀﻰ ﺑﻪ إﻟﻰ رﺣﻠﻪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻘ ﻴﻪ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﻤﺴ ﺌﻮل ﻋﻦ ﺟﻤﻊ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ وﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺠﺬب اﻟﺠﺮاب إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ت هﺬا ﻧﻘﺴﻤﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫هﺎ ِ‬ ‫ﻓ ﺘﻌﻠﻖ ﺑ ﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ :‬ﻻ واﷲ ‪ ..‬ﻻ أﻋﻄ ﻴﻜﻪ ‪ ..‬أﻧ ﺎ‬ ‫أﺻﺒﺘﻪ ‪..‬‬

‫‪136‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪ ..‬وﺟﻌﻼ ﻳﺘﺠﺎذﺑﺎ اﻟﺠﺮاب ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺮ ﺑﻬﻤ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓ ﺮﺁهﻤﺎ ‪ ..‬وهﻤﺎ‬ ‫ﻳﺘﺠﺎذﺑﺎن اﻟﺠﺮاب ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺒﺴ ﻢ ‪ ρ‬ﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻤﻐﺎﻧﻢ‬ ‫‪:‬‬ ‫ﻻ أﺑﺎﻟﻚ ‪ ..‬ﺧﻞ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘ ﺮآﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ ﺑ ﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ إﻟ ﻰ رﺣﻠ ﻪ‬ ‫وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﺄآﻠﻮﻩ ‪..‬‬ ‫وأﺧﻴﺮًا ‪ ..‬ﺗﺒﺴﻤﻚ ﻓﻲ وﺟﻪ أﺧﻴﻚ ﺻﺪﻗﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻲ ‪:‬‬ ‫ﻓﻼن ﺳﺤﺮﻧﻲ ﺑﺄﺧﻼﻗﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻪ‬ ‫ﻧﻔﺴﻲ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻢ ؟! ﻗﺎل ‪ :‬داﺋﻤًﺎ ﺑﺸﻮش ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ رﺁﻧﻲ إﻻ ﺗﺒﺴﻢ !!‬ ‫‪ 59.‬اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮ ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻣﻦ ﻃﻼﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪..‬‬ ‫آﺎن واﺳﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‪ ..‬ﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ‬ ‫ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﺛﻘﻴﻞ اﻟﺪم‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺟﺎءﻧﻲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ دآ ﺘﻮر ‪ ..‬زﻣﻼﺋ ﻲ ﻳﻐﻀﺒﻮن ﻣﻨﻲ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮن ﻣﺰﺣﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪ :‬أﻧ ﺎ ﻻ أﺣ ﺘﻤﻠﻚ ﺳ ﺎآﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﻴﻒ أﺣ ﺘﻤﻠﻚ ﻣ ﺘﻜﻠﻤ ًﺎ ‪..‬؟! ﺧﺎﺻ ﺔ إذا آ ﻨﺖ‬ ‫ﺗﺴﺘﺨﻒ دﻣﻚ وﺗﻤﺰح ‪!..‬‬ ‫ﺳﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻠﻮن ﻣﺰﺣﻚ ؟! أﻋﻄﻨﻲ‬ ‫ﻣﺜﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻋﻄ ﺲ أﺣ ﺪهﻢ ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬اﷲ ﻳﻠﻌﻨﻚ ‪) ..‬‬ ‫ﻼ‪:‬‬ ‫ﺖ ( ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻏﻀ ﺐ ‪ ..‬أآﻤﻠﺖ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫ﺛﻢ ﺳﻜ ﱡ‬ ‫ﻳﺎ إﺑﻠﻴﺲ ‪ ..‬وﻳﺮﺣﻤﻚ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪!!..‬‬ ‫ﻣﺴ ﻜﻴﻦ آ ﺎن ﻳﻈ ﻦ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﺧﻔ ﻴﻒ‬ ‫اﻟﺪم!!‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﻣﻬﻤ ﺎ ﻗﺒﻠﻮا ﻣﺰاﺣﻚ وﻣﺪاﻋﺒﺎﺗﻚ ‪ ..‬إﻻ‬ ‫أﻧ ﻪ ﺗﺒﻘ ﻰ هﻨﺎك ﺧﻄﻮط ﺣﻤﺮاء ﻻ ﻳﺤﺒﻮن أن‬ ‫ﺗﺘﻌﺪاهﺎ ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ إذا آﺎن ذﻟﻚ أﻣﺎم اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺠﺪ أﻧﻪ ﻳﻌﺘﺪي ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻼ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب ) اﻟﻤ ﻴﺎﻧﺔ ( ﻳﺄﺧ ﺬ هﺎﺗﻔ ﻚ اﻟﺠ ﻮال‬ ‫ﻓﻤ ﺜ ً‬ ‫وﻳﺘﺼ ﻞ ﺑﻪ آﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ‪ ..‬أو رﺑﻤﺎ أرﺳﻞ رﺳﺎﺋﻞ إﻟﻰ‬ ‫أﺷ ﺨﺎص أﻧ ﺖ ﻻ ﺗ ﺮﻏﺐ أن ﻳﻈﻬ ﺮ رﻗ ﻢ هﺎﺗﻔ ﻚ‬ ‫ﻋﻨﺪهﻢ ‪..‬‬ ‫أو ﻳﺄﺧ ﺬ ﺳ ﻴﺎرﺗﻚ ﺑﻐﻴ ﺮ إذﻧﻚ ‪ ..‬أو ﻳﺤﺮﺟﻚ ﺑﻄﻠﺒﻬﺎ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺗﺄذن ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ‪..‬‬ ‫أو ﺗﺠ ﺪ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻃ ﻼب ﻓ ﻲ ﻳﺴ ﻜﻨﻮن ﻓ ﻲ ﺷ ﻘﺔ‬ ‫واﺣ ﺪة ‪ ..‬ﻳﺴ ﺘﻴﻘﻆ أﺣ ﺪهﻢ ﻟ ﻴﺬهﺐ إﻟ ﻰ ﺟﺎﻣﻌ ﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﺠﺪ أن ﻣﻌﻄﻔ ﻪ ﻟﺒﺴ ﻪ ﻓ ﻼن ‪ ..‬وﺣ ﺬاءﻩ ﻓﻲ رﺟﻞ‬ ‫ﻓﻼن ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﺗﻌ ﺪي اﻟﺨﻄ ﻮط اﻟﺤﻤ ﺮاء أﻧ ﻚ ‪ ..‬ﺗﺠ ﺪ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﻳﺤ ﺮج ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﺑﻤ ﺰﺣﺔ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ أو ﺳ ﺆال‬ ‫ﻣﺤﺮج ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺎم ‪..‬‬ ‫واﻟﺸ ﺨﺺ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺤ ﺒﺔ ﻟ ﻚ ‪ ..‬إﻻ أﻧ ﻪ‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺸﺮًا ﻳﺮﺿﻰ وﻳﻐﻀﺐ ‪ ..‬وﻳﻔﺮح وﻳﺴﺨﻂ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ راﺟﻌ ًﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺗﺒﻮك ‪..‬‬ ‫ﻗﺪم ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺸﻬﺮ ﻋﺮوة ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺜﻘﻔﻲ‬ ‫‪ ..‬وآ ﺎن ﺳ ﻴﺪًا ﺟﻠ ﻴﻞ اﻟﻘ ﺪر ‪ ..‬رﻓ ﻴﻊ اﻟﻤﻜﺎﻧ ﺔ ﻋ ﻨﺪ‬ ‫ﻗﻮﻣﻪ ﺛﻘﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄدرك اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺳﻠﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﺳ ﺄﻟﻪ أن ﻳ ﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻴﺪﻋﻮهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺎف ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ﻟﻪ ‪ :‬إﻧﻬﻢ ﻗﺎﺗﻠﻮك ‪..‬‬ ‫وﻋ ﺮف ‪ ρ‬أن ﻗﺒ ﻴﻠﺔ ﺛﻘ ﻴﻒ ﻓﻴﻬﻢ ﻧﺨﻮة اﻻﻣﺘﻨﺎع ‪..‬‬ ‫واﻟﺼ ﺮاﻣﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣ ﻊ‬ ‫رﺋﻴﺴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻋ ﺮوة ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻧﺎ أﺣﺐ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫أﺑﻜﺎرهﻢ ‪ ..‬وأﺑﺼﺎرهﻢ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻣﺤﺒﺒ ًﺎ ﻣﻄﺎﻋ ًﺎ ﻓﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج ﻳﺪﻋ ﻮ ﻗ ﻮﻣﻪ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم رﺟ ﺎء أن ﻻ‬ ‫ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻩ ‪ ..‬ﻟﻌﻈﻢ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻓﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ دﻳ ﺎر ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬رﻗ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺮﺗﻔﻊ‬ ‫وﺻﺎح ﺑﻬﻢ ﺣﺘﻰ اﺟﺘﻤﻌﻮا ‪ ..‬وهﻮ ﺳﻴﺪهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﻋﺎهﻢ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وأﻇﻬ ﺮ ﻟﻬ ﻢ أﻧ ﻪ أﺳ ﻠﻢ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺮدد ‪ :‬أﺷ ﻬﺪ أن ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ وأﺷ ﻬﺪ أن‬ ‫ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬

‫‪137‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻮا ﻣ ﻨﻪ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺻ ﺎﺣﻮا ‪ ..‬وﺛﺎروا‬ ‫أن ﻳﺘﺮآﻮا ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ورﻣﻮﻩ ﺑﺎﻟﻨﺒﻞ ﻣﻦ آﻞ ﺟﻬﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ وﻗﻊ ﺻﺮﻳﻌ ًﺎ ‪.. τ‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻴﻪ أﺑﻨﺎء ﻋﻤﻪ ‪ ..‬وهﻮ ﻳﻨﺎزع اﻟﻤﻮت‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺮوة ‪ :‬ﻣﺎ ﺗﺮى ﻓﻲ دﻣﻚ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬آ ﺮاﻣﺔ أآﺮﻣﻨ ﻲ اﷲ ﺑﻬ ﺎ ‪ ..‬وﺷ ﻬﺎدة‬ ‫ﺳﺎﻗﻬﺎ اﷲ إﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻲ إﻻ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﻣﻊ‬ ‫ﻓﻠﻴﺲ ﻓ ﱠ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓ ﻼ ﺗﻘﺘ ﺘﻠﻮا ﻷﺟﻠ ﻲ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﺗﺄﺧﺬوا ﺑﺜﺄري ﻣﻦ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻴﻞ إن اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻟﻤﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﺧﺒﺮ ﻣﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻓ ﻴﻪ ‪ :‬إن ﻣ ﺜﻠﻪ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬آﻤ ﺜﻞ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪.. τ ..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ! اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﻢ أﺣﺎﺳ ﻴﺲ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﻠﻐ ﺖ‬ ‫ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮب ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬وإن آﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ ﻣﻨ ﺰﻟﺔ‬ ‫اﻷخ واﻟﻮﻟﺪ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺬا ﻧ ﺒﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻓﻨﻬ ﻰ ﻋ ﻦ‬ ‫ﺗﺮوﻳﻊ اﻟﻤﺆﻣﻦ ‪..‬‬ ‫آﺎن ‪ ε‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﻪ ﻣﺘﺎﻋﻪ ‪ ..‬ﺳﻼﺣﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺮاﺷﻪ ‪ ..‬ﻃﻌﺎﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﺰﻟﻮا ﻣﻨﺰ ًﻻ ‪ ..‬ﻓﻨﺎم رﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﺒﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﺄﺧﺬﻩ ‪ ..‬ﻣﺎزﺣ ًﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳ ﺘﻴﻘﻆ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓ ﻮﺟﺪ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ﻧﺎﻗﺼ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﺰع ‪ ..‬وأﺧﺬ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﺒﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻻ ﻳﺤ ﻞ ﻟﻤﺴ ﻠﻢ أن ﻳ ﺮوع ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ‬ ‫)‪.. (75‬‬ ‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﻮا ﻳﺴﻴﺮون ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﻌﺲ رﺟﻞ وهﻮ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﺎﻓﻠﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ واﻧﺘﺰع ﺳﻬﻤ ًﺎ ﻣﻦ آﻨﺎﻧﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺸ ﻌﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺑﻤ ﻦ ﻳﻌ ﺒﺚ ﺑﺴ ﻼﺣﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ‬ ‫ﻓﺰﻋ ًﺎ ﻣﺬﻋﻮرًا ‪..‬‬ ‫) ‪( 75‬‬

‫رواﻩ أﺑﻮ داود‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)‪(76‬‬

‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﺮﺟﻞ أن ﻳﺮوع ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺜﻠﻪ اﻟ ﺬي ﻳﻤ ﺰح ﻓﻴ ﺮاك أوﻗﻔ ﺖ ﺳ ﻴﺎرﺗﻚ ﻋ ﻨﺪ‬ ‫ﻼ ‪ -‬وه ﻲ ﺗﺸ ﺘﻐﻞ ﻓﻴﺄﺗ ﻲ وﻳﻘ ﻮدهﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﻘﺎﻟ ﺔ – ﻣ ﺜ ً‬ ‫وﻳﻮهﻤﻚ أﻧﻬﺎ ﺳﺮﻗﺖ ‪ ..‬ﻣﺎزﺣ ًﺎ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ ﻳﺠﺎﻣﻠ ﻚ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ وﻳﻀ ﺤﻚ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺰﺣﺔ‬ ‫ﻣﺮوﻋﺔ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺘﺄﻟﻢ ‪..‬‬ ‫وﻟﺮﺑﻤﺎ ﺻﺒﺮ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻷذى‬ ‫وﻓﺆادﻩ ﻣﻦ ﺣﺮﻩ ﻳﺘﺄوﻩ‬ ‫وﻟﺮﺑﻤﺎ ﺷﻜﻞ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻟﺴﺎﻧﻪ‬ ‫ﺣﺬر اﻟﻜﻼم وإﻧﻪ ﻟﻤﻔﻮﻩ‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫آﻞ ﻣﺎ زاد ﻋﻦ ﺣﺪﻩ ‪ ..‬اﻧﻘﻠﺐ ﺿﺪﻩ ‪ ..‬وآﻢ ﻣﺰﺣﺔ‬ ‫اﻧﺘﻬﺖ ﺷﺠﺎرًا !!‬ ‫‪ 60.‬ﺣﻔﻆ اﻟﺴﺮ ‪..‬‬ ‫اﺷﺘﻬﺮ ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ ‪ :‬آﻞ ﺳ ٍﺮ ﺟﺎوز اﻹﺛﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﺷﺎع ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ اﻟﻠﻄﺎﺋ ﻒ أن أﺣ ﺪهﻢ ﺳ ﺌﻞ ‪ :‬ﻣ ﻦ اﻹﺛﻨ ﻴﻦ ؟‬ ‫ﻓﺄﺷﺎر إﻟﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬هﺬان !!‬ ‫ﻻ أذآ ﺮ أﻧ ﻲ هﻤﺴ ﺖ ﻓﻲ أذن أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﺴ ّﺮ‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬واﺳﺘﺄﻣﻨﺘﻪ إﻳﺎﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫اﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أآﺘﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ ﻳﻀ ﺮب ﺑ ﻴﺪﻩ ﺻ ﺪرﻩ ‪ ..‬وﻳﻘ ﻮل ‪:‬‬ ‫واﷲ ﻟﻮ وﺿﻌﻮا اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻳﻤﻴﻨﻲ ‪ ..‬واﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ‬ ‫ﺷﻤﺎﻟﻲ ‪ ..‬أو اﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ رﻗﺒﺘﻲ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ أن أﺧﺒﺮ‬ ‫ﺑﺴﺮك ‪ ..‬ﻣﺎ أﺧﺒﺮت !!‬ ‫ﺛ ﻢ إذا اﻃﻤﺄﻧﻨﺖ ووﺛﻘﺖ ‪ ..‬وآﺸﻔﺖ ﻟﻪ أﺳﺮارك ‪..‬‬ ‫ﺗﺼﺒّﺮ ﺷﻬﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺣﺪث ﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﺰال‬ ‫ﻳُﺘﻨﺎﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻮﺟﺪت أن ﺳ ﺮك ﻻ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻳﺠ ﺎوز ﺷ ﻔﺘﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ﺗﻜﻠﻒ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻮن ‪..‬‬ ‫إذا ﺿﺎق ﺻﺪر اﻟﻤﺮء ﻋﻦ ﺳﺮ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫ﻓﺼ ﺪر اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺘﻮدع اﻟﺴ ﺮ‬ ‫أﺿﻴﻖ‬ ‫ﺟﺮﺑﺖ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﻢ آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أﻧ ﻚ ﺗﺄﺗ ﻴﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻻﺳﺘﺸ ﺎرة ‪..‬‬ ‫) ‪( 76‬‬

‫رواﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ وﻏﻴﺮﻩ‬

‫‪138‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻴﺸﻴﺮون ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﻔﻀﺤﻮن ﺳﺮك ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺴ ﻘﻄﻮن ﻣ ﻦ ﻋﻴ ﻨﻚ ‪ ..‬وﻳﺼ ﺒﺤﻮن ﻣ ﻦ‬ ‫أﺑﻐﺾ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ أﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ‪..‬‬ ‫أﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺮآﺔ ﺑﺪر ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﺑﻘﺎﻓﻠ ﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻣﻘ ﺒﻠﺔ‬ ‫وأراد ﻗﺘﺎﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج ‪ ρ‬إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﺷﻌﺮ ﺑﻬﻢ‬ ‫ﻼ اﺳﻤﻪ ﺿﻤﻀﻢ‬ ‫أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ ..‬اﺳ ﺘﺄﺟﺮ رﺟ ً‬ ‫ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو اﻟﻐﻔ ﺎري ‪ ..‬وﻗ ﺎل اذه ﺐ وأﺧﺒ ﺮ‬ ‫ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻀ ﻰ ﺿﻤﻀ ﻢ ‪ ..‬ﻣﺴ ﺮﻋ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬آﺎن‬ ‫وﺻﻮﻟﻪ ﻣﻜﺔ ﻳﺤﺘﺎج أن ﻳﺴﻴﺮ أﻳﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وأهﻞ ﻣﻜﺔ ﻻ ﻳﺪرون ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻟ ﻴﻠﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟ ﻲ رأت ﻋﺎﺗﻜﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ‬ ‫اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ‪ ..‬رؤﻳ ﺎ أﻓ ﺰﻋﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺤﺖ‬ ‫ﺑﻌ ﺜﺖ إﻟﻰ أﺧﻴﻬﺎ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ‪ ..‬واﷲ ﻟﻘ ﺪ رأﻳ ﺖ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ رؤﻳ ﺎ‬ ‫أﻓﻈﻌﺘﻨ ﻲ ‪ ..‬وﺗﺨ ﻮﻓﺖ أن ﻳ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮﻣﻚ‬ ‫ﻲ ﻣﺎ أﺣﺪﺛﻚ‬ ‫ﻣ ﻨﻬﺎ ﺷ ﺮ وﻣﺼ ﻴﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﺎآ ﺘﻢ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﺗﺤﺪث ﺑﻪ أﺣﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬وﻣﺎ رأﻳﺖ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬رأﻳ ﺖ راآ ﺒ ًﺎ أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫وﻗ ﻒ ﺑ ﻮادي "اﻷﺑﻄ ﺢ" ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺻﺮخ ﺑﺄﻋﻠﻰ‬ ‫ﺻ ﻮﺗﻪ ‪ :‬أﻻ اﻧﻔ ﺮوا ﻳ ﺎ ﺁل ﻏ ﺪر إﻟ ﻰ‬ ‫ﻣﺼﺎرﻋﻜﻢ ﻓﻲ ﺛﻼث ‪!..‬‬ ‫ﻓ ﺄرى اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪ اﺟ ﺘﻤﻌﻮا إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ‬ ‫ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ واﻟﻨﺎس ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻢ ﺣ ﻮﻟﻪ ‪ ..‬إذ ﺻ ﻌﺪ ﺑ ﻪ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ﻓﻮق‬ ‫اﻟﻜﻌ ﺒﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺻ ﺮخ ﺑﻤ ﺜﻠﻬﺎ ‪ :‬اﻧﻔ ﺮوا ﻳ ﺎ ﺁل‬ ‫ﻏﺪر إﻟﻰ ﻣﺼﺎرﻋﻜﻢ ﻓﻲ ﺛﻼث ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺻ ﻌﺪ ﺑ ﻪ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ رأس ﺟ ﺒﻞ أﺑ ﻲ‬ ‫ﻗﺒﻴﺲ ‪ ..‬ﻓﺼﺮخ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ‪:‬‬ ‫اﻧﻔ ﺮوا ﻳ ﺎ ﺁل ﻏ ﺪر إﻟ ﻰ ﻣﺼ ﺎرﻋﻜﻢ ﻓﻲ ﺛﻼث‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ ﺻ ﺨﺮة ﻓﻘ ﺬﻓﻬﺎ ﻣ ﻦ أﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﺒﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻠﺖ ﺗﻬ ﻮي ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﺠ ﺒﻞ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إذا‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫آﺎﻧﺖ ﺑﺄﺳﻔﻞ اﻟﺠﺒﻞ ﺗﻜﺴﺮت ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ﺑﻘ ﻲ ﺑ ﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻮت ﻣﻜﺔ إﻻ دﺧﻠﺘﻪ آﺴﺮة ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺼ ﺨﺮة ‪ ..‬ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟﻌ ﺒﺎس وﻗ ﺎل ‪ :‬واﷲ إن‬ ‫هﺬﻩ ﻟﺮؤﻳﺎ !‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧﺸ ﻲ أن ﺗﻨﺘﺸ ﺮ ﻓﻴﺼ ﻴﺒﻪ أذى ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ‬ ‫ﻣﺤﺬرًا ‪ :‬وأﻧﺖ ﻓﺎآﺘﻤﻴﻬﺎ ﻻ ﺗﺬآﺮﻳﻬﺎ ﻷﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧﺮج اﻟﻌﺒﺎس ﻣﻨﺸﻐﻞ اﻟﺒﺎل ﺑﺄﻣﺮ هﺬﻩ اﻟﺮؤﻳﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻘ ﻲ اﻟﻮﻟ ﻴﺪ ﺑ ﻦ ﻋﺘ ﺒﺔ وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬وآﺎن ﻟﻪ‬ ‫ﺻﺪﻳﻘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺮؤﻳﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ :‬اآ ﺘﻤﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗﺨﺒ ﺮ‬ ‫ﺑﻬﺎ أﺣﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻀﻰ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻘﻲ اﺑﻨﻪ ﻋﺘﺒﺔ ﻓﺤﺪﺛﻪ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﺳﻮﻳﻌﺎت ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺣﺪث ﺑﻬﺎ ﻋﺘﺒﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻨﺎﻗﻠﻬﺎ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻓﺸﺎ‬ ‫اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺗﺤ ﺪﺛﺖ ﺑﻬ ﺎ‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﻀﺤﻰ ذهﺐ اﻟﻌﺒﺎس ﻟﻴﻄﻮف ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻓ ﻲ َر ْه ﻂ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﻲ‬ ‫ﻇﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ..‬ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﺑﺮؤﻳﺎ ﻋﺎﺗﻜﺔ !!‬ ‫س ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى أﺑﻮ ﺟﻬﻞ اﻟﻌﺒﺎ َ‬ ‫ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ اﻟﻔﻀ ﻞ ‪ ..‬إذا ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﻃﻮاﻓﻚ ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻨﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﻌﺒﺎس وﺟﻠﺲ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ‪ ..‬ﻣﺘ ﻰ‬ ‫ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻴﻜﻢ هﺬﻩ اﻟﻨﺒﻴﺔ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻣﺎ ذاك ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﻠﻚ اﻟﺮؤﻳﺎ اﻟﺘﻲ رأت ﻋﺎﺗﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﻟﻌﺒﺎس ‪ :‬وﻣﺎ رأت ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ ..‬أﻣﺎ رﺿﻴﺘﻢ أن ﻳﺘﻨﺒﺄ‬ ‫رﺟﺎﻟﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻨﺒﺄ ﻧﺴﺎؤآﻢ ؟‬ ‫ﻗ ﺪ زﻋﻤﺖ ﻋﺎﺗﻜﺔ ﻓﻲ رؤﻳﺎهﺎ أﻧﻪ ﻗﺎل ‪ :‬اﻧﻔﺮوا ﻓﻲ‬ ‫ﺛﻼث ‪ ..‬ﻓﺴﻨﻨﺘﻈﺮ ﺑﻜﻢ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﺈن ﻳﻚ ﺣﻘ ًﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ‪ ..‬ﻓﺴﻴﻜﻮن ‪..‬‬ ‫وإن ﺗﻤ ﺾ اﻟ ﺜﻼث وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺷ ﺊ ﻧﻜ ﺘﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻜﻢ آﺘﺎﺑ ًﺎ أﻧﻜﻢ أآﺬب أهﻞ ﺑﻴﺖ اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟﻌﺒﺎس ‪ ..‬وﻣﺎ رد ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬وﺟﺤﺪ‬ ‫اﻟﺮؤﻳﺎ ‪ ..‬وأﻧﻜﺮ أن ﺗﻜﻮن رأت ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬

‫‪139‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺛﻢ ﺗﻔﺮﻗﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻟﻌﺒﺎس إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﺗ ﺒﻖ اﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ‪ ..‬إﻻ‬ ‫ﺟ ﺎءت إﻟ ﻴﻪ ﻏﺎﺿ ﺒﺔ ‪ ..‬ﺗﻘ ﻮل ‪ :‬أﻗ ﺮرﺗﻢ ﻟﻬﺬا‬ ‫اﻟﻔﺎﺳ ﻖ اﻟﺨﺒﻴﺚ أن ﻳﻘﻊ ﻓﻲ رﺟﺎﻟﻜﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺪ‬ ‫ﺗﻨﺎول اﻟﻨﺴﺎء وأﻧﺖ ﺗﺴﻤﻊ ‪ ..‬أﻣﺎ ﻓﻴﻜﻢ ﺣﻤﻴﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺣﺘﻤ ﻰ اﻟﻌ ﺒﺎس ‪ ..‬وﺛ ﺎر ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬واﷲ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺌﻦ ﻋ ﺎد أﺑ ﻮ ﺟﻬﻞ إﻟﻰ ﻣﺜﻞ آﻼﻣﻪ ‪ ..‬ﻷﻓﻌﻠﻦ‬ ‫وأﻓﻌﻠﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ آﺎن اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ..‬ﻣﻦ رؤﻳﺎ ﻋﺎﺗﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ذه ﺐ اﻟﻌ ﺒﺎس إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬وه ﻮ ﻣﻐﻀﺐ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ رأى أﺑ ﺎ ﺟﻬ ﻞ ‪ ..‬ﻓﻤﺸ ﻲ‬ ‫ﻧﺤ ﻮﻩ ﻳﺘﻌﺮﺿﻪ ﻟﻴﻌﻮد ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻓﻴﻘﻊ ﺑﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا ﺑﺄﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﺸﺘﺪ‬ ‫ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟﻌ ﺒﺎس ﻣ ﻦ ﺳ ﺮﻋﺘﻪ ‪ !!..‬ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن‬ ‫ﻣﺴ ﺘﻌﺪًا ﻟﺨﺼ ﻮﻣﺔ وﻋ ﺮاك ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل اﻟﻌ ﺒﺎس‬ ‫ف‬ ‫ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ :‬ﻣﺎﻟ ﻪ ﻟﻌﻨﻪ اﷲ ؟! أآ ّﻞ هﺬاﺧﻮ ٌ‬ ‫ﻣﻨﻲ أن أﺷﺎﺗﻤﻪ ؟!‬ ‫وإذا أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت ﺿﻤﻀ ﻢ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻤ ﺮو اﻟﻐﻔ ﺎري اﻟ ﺬي أرﺳ ﻠﻪ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن‬ ‫ﻟﻴﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺄهﻞ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫وإذا ﺿﻤﻀ ﻢ ﻳﺼ ﺮخ ﻓﻲ اﻟﻮادي واﻗﻔ ًﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺑﻌﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ ﺟ ﺪع أﻧ ﻒ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ‪ ..‬واﻟ ﺪم ﻳﺴ ﻴﻞ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫وﺟﻪ اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺷ ﻖ ﺿﻤﻀ ﻢ ﻗﻤﻴﺼ ﻪ وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ اﻟﻠﻄﻴﻤﺔ ‪ ..‬اﻟﻠﻄﻴﻤﺔ ‪..‬‬ ‫أﻣﻮاﻟﻜﻢ ﻣﻊ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻗﺪ ﻋﺮض ﻟﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﻓﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻻ أرى أن ﺗﺪرآﻮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺻﺎح ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪ :‬اﻟﻐﻮث ‪ ..‬اﻟﻐﻮث ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪهﺎ ﺗﺠﻬﺰت ﻗﺮﻳﺶ وﺧﺮﺟﺖ ‪ ..‬وآﺎن ﻣﻦ‬ ‫أﻣﺮهﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ ﺑﺪر ﻣﺎ آﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﺄﻣﻞ آ ﻴﻒ اﻧﺘﺸ ﺮ اﻟﺴ ﺮ ﻓ ﻲ ﻟﻤﺤ ﺔ ﻋﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻣﻊ ﻗﻮة اﻟﺤﺮص وﺷﺪة اﻻﺳﺘﺌﻤﺎن ‪!!..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﻣﻦ ﻧﺸﺮ اﻟﺴﺮ أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أن ﻋﻤﺮ ‪ τ‬ﻟﻤﺎ أﺳﻠﻢ ‪ ..‬أراد أن ﻳﻨﺸﺮ اﻟﺨﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ رﺟ ﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ه ﻮ أﻋﻈﻤﻬ ﻢ ﻧﺸ ﺮًا‬ ‫ﻟﻺﺷﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬إﻧﻲ ﻣﺤﺪﺛﻚ ﺑﺴ ٍﺮ ‪ ..‬ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻨﻲ‬ ‫‪!..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﺳﺮك ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﻌﺮت أﻧﻲ ﻗﺪ أﺳﻠﻤﺖ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺨﺒﺮ‬ ‫أﺣﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﻮﻟﻰ ﻋﻨﻪ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد ﻳﻐ ﻴﺐ ﻋ ﻨﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺟﻌ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻄ ﻮف‬ ‫ﺖ أن ﻋﻤ ﺮ أﺳ ﻠﻢ ‪!!..‬‬ ‫ﺑﺎﻟ ﻨﺎس وﻳ ﺮدد ‪ :‬أﻋﻠﻤ َ‬ ‫ﺖ أن ﻋﻤﺮ أﺳﻠﻢ ‪!!..‬‬ ‫أﻋﻠﻤ َ‬ ‫ﻋﺠﺒ ًﺎ !! وآﺎﻟﺔ أﻧﺒﺎء ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﺑﻌﺚ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أﻧﺴًﺎ ‪ τ‬ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﱠﺮ ﺑﺄﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﺎذا أرﺳﻠﻚ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬واﷲ ‪ ..‬ﻣ ﺎ آ ﻨﺖ ﻷﻓﺸﻲ ﺳ ّﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫‪..‬‬ ‫هﻜ ﺬا آ ﺎن أﻧ ﺲ وه ﻮ ﺻ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬ﻓ ﻲ ﺷ ﺪة ﺣﻔﻈ ﻪ‬ ‫ﻟﻠﺴﺮ ‪..‬‬ ‫وأﻧﻰ ﻟﻚ اﻟﻴﻮم أن ﺗﺠﺪ ﻣﺜﻞ أﻧﺲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪.. τ‬‬ ‫أﻗ ﺒﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺗﻤﺸ ﻲ ‪ ..‬آ ﺄن ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﻣﺸﻴﺔ اﻟﻨﺒﻲ‬ ‫‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ : ρ‬ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﺎﺑﻨﺘ ﻲ ‪ ..‬ﺛ ﻢ أﺟﻠﺴﻬﺎ ﻋﻦ‬ ‫ﻳﻤﻴﻨﻪ ‪ -‬أو ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ‪.. -‬‬ ‫ﺛﻢ أﺳ ﱠﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﻜﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻟﻢ ﺗﺒﻜﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ أﺳ ﱠﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻓﻘﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ﻣﺎ رأﻳﺖ آﺎﻟﻴﻮم ‪ ..‬ﻓﺮﺣ ًﺎ أﻗﺮب ﻣﻦ ﺣﺰن ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻤﺎ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻣﺎ آﻨﺖ ﻷﻓﺸﻲ ﺳﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻗﺒﺾ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ ؟‬ ‫)‪(77‬‬ ‫ﻲ ‪ :‬إن ﺟﺒﺮﻳﻞ آﺎن ﻳﻌﺎرﺿﻨﻲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬أﺳﺮ إﻟ ﱠ‬ ‫) ‪( 77‬‬

‫ﻳﻌﺎرﺿﻪ اﻟﻘﺮﺁن ‪ :‬ﻳﺮاﺟﻊ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻌﻪ ‪.‬‬

‫‪140‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اﻟﻘ ﺮﺁن آ ﻞ ﺳ ﻨﺔ ﻣ ﺮة وإﻧ ﻪ ﻋﺎرﺿ ﻨﻲ اﻟﻌ ﺎم‬ ‫ﻣ ﺮﺗﻴﻦ ‪ ..‬وﻻ أراﻩ إﻻ ﺣﻀ ﺮ أﺟﻠ ﻲ ‪ ..‬وإﻧ ﻚ‬ ‫أول أهﻞ ﺑﻴﺘﻲ ﻟﺤﺎﻗ ًﺎ ﺑﻲ ‪ ..‬ﻓﺒﻜﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺎ ﺗﺮﺿ ﻴﻦ أن ﺗﻜﻮﻧ ﻲ ﺳ ﻴﺪة ﻧﺴ ﺎء‬ ‫أهﻞ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ..‬أو ﻧﺴﺎء اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻀﺤﻜﺖ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﻋﺮف ﺳﺮك أﺳﺮك ‪..‬‬

‫‪ 61.‬ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺎت ‪..‬‬ ‫ت ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴ ﺘﻴﺮ ‪ ..‬اﻃﻠﻌ ﺖ‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺑ ﺪأ ُ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﺪد أوﺳﻊ ﻣﻦ آﺘﺐ اﻟﻔﺮق واﻟﻄﻮاﺋﻒ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺬاهﺐ ‪ ..‬اﻟﻤ ﺬهﺐ‬ ‫اﻟﺒﺮاﺟﻤﺎﺗﻲ ‪bragmatizem ..‬‬ ‫وﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪ :‬اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﻨﻔﻌﻲ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺗﺒﺤ ﺮت ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ هﺬا اﻟﻤﺬهﺐ أدرآﺖ‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا آ ﻨﺎ ﻧﺴ ﻤﻊ ﻓ ﻲ أوروﺑ ﺎ وأﻣﺮﻳﻜﺎ ‪ ..‬أﻧﻪ‬ ‫ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻴﺎن ﻳﻬﺠ ﺮ اﻻﺑ ﻦ أﺑ ﺎﻩ ‪..‬‬ ‫وإذا ﻗﺎﺑﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻄﻌ ﻢ ﻓﻜ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻤﺎ‬ ‫ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻣ ﺎدام أﻧ ﻲ ﻟ ﻦ أﺳ ﺘﻔﻴﺪ ﻣ ﻨﻚ ﻓﻠﻤ ﺎذا‬ ‫ﻓﻌ ً‬ ‫أﺧﺪﻣﻚ ؟!‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا أﻧﻔ ﻖ ﻣﺎﻟ ﻲ ؟! واﺻ ﺮف وﻗﺘ ﻲ ؟!‬ ‫وأﺑ ﺬل ﺟﻬ ﺪي ؟! دون ﻣ ﺮدود ﻣ ﺎدي ﻳﻌ ﻮد‬ ‫ﻋﻠﻲ ‪..‬‬ ‫اﻹﺳﻼم ﻗﻠﺐ هﺬا اﻟﻤﻴﺰان ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﷲ ) وأﺣﺴﻨﻮا إن اﷲ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ‬ ‫(‪.‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ ) : ε‬ﻟ ﺌﻦ اﻣﺸ ﻲ ﻣ ﻊ اﺧ ﻲ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟﺔ‬ ‫ﻲ ﻣﻦ أن أﻋﺘﻜﻒ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ أﺛﺒ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻪ ‪ ..‬أﺣ ﺐ إﻟ ﱠ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪي هﺬا ﺷﻬﺮًا ( ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ أﺧ ﻴﻪ ‪ ..‬آ ﺎن اﷲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺘﻮﻗﻔﻪ اﻟﺠﺎرﻳﺔ‬ ‫وﺗﻘ ﻮل ‪ :‬ﻟﻲ إﻟﻴﻚ ﺣﺎﺟﺔ ‪ ..‬ﻓﻴﻘﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻳﺴ ﻤﻊ ﺣﺎﺟ ﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳﻤﻀ ﻲ ﻣﻌﻬ ﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺳﻴﺪهﺎ ﻟﻴﻘﻀﻴﻬﺎ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ آﺎن ‪ ρ‬ﻳﺨﺎﻟﻂ اﻟﻨﺎس وﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ أذاهﻢ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻳﻌ ﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑ ﻨﻔﺲ رﺣ ﻴﻤﺔ ‪ ..‬وﻋ ﻴﻦ داﻣﻌ ﺔ ‪..‬‬ ‫وﻟﺴﺎن داع ‪ ..‬وﻗﻠﺐ ﻋﻄﻮف ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ه ﻮ وه ﻢ ‪ ..‬ﺟﺴ ﺪ واﺣ ﺪ ‪ ..‬ﻳﺸ ﻌﺮ‬ ‫ﺑﻔﻘ ﺮ اﻟﻔﻘﻴ ﺮ ‪ ..‬وﺣ ﺰن اﻟﺤ ﺰﻳﻦ ‪ ..‬وﻣ ﺮض‬ ‫اﻟﻤﺮﻳﺾ ‪ ..‬وﺣﺎﺟﺔ اﻟﻤﺤﺘﺎج ‪..‬‬ ‫اﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ‪ .. ρ‬وﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺠﺪﻩ ﻳﺤ ﺪث‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻳﺮى ﺳﻮادًا ﻣﻘﺒ ً‬ ‫ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻢ ﻗﻮم ﻓﻘﺮاء أﻗﺒﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻀﺮ ‪ ..‬ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﺠﺪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﻘﺮهﻢ ﻗﺪ اﺟﺘﺎﺑﻮا اﻟﻨﻤﺎر ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ ﻳﻤﻠ ﻚ أﺣ ﺪهﻢ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻗﻤ ﺎش ﻓ ﻼ ﻳﺠ ﺪ ﺛﻤ ﻦ‬ ‫اﻹﺑ ﺮة واﻟﺨ ﻴﻂ ‪ ..‬ﻓﻴﺨ ﺮق اﻟﻘﻤ ﺎش ﻣ ﻦ وﺳﻄﻪ ﺛﻢ‬ ‫ﻳﺨﺮج رأﺳﻪ وﻳﺴﺪل ﺑﺎﻗﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻠﻮا ﻗ ﺪ اﺟ ﺘﺎﺑﻮا اﻟ ﻨﻤﺎر ‪ ..‬وﺗﻘﻠ ﺪوا اﻟﺴ ﻴﻮف ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻴﺲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أزر وﻻ ﺷ ﻲء ﻏﻴ ﺮُهﺎ ‪ ..‬ﻻ ﻋﻤﺎﻣ ﺔ‬ ‫وﻻ ﺳﺮاوﻳﻞ وﻻ رداء ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬اﻟ ﺬي ﺑﻬ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻬ ﺪ‬ ‫واﻟﻌﺮي واﻟﺠﻮع ‪ ..‬ﺗﻐﻴﺮ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ‪ ..‬ﻓ ﺪﺧﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺘﺼﺪق ﺑﻪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج ‪ ..‬ودﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ اﻵﺧﺮ ‪ ..‬وﺧﺮج ‪ ..‬ﻳﺒﺤﺚ ‪..‬‬ ‫ﻳﻠﺘﻤﺲ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ راح إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓﺼ ﻠﻰ اﻟﻈﻬﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺻﻌﺪ‬ ‫ﻣﻨﺒﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻤﺪ اﷲ وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ‪ ..‬ﻓﺈن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ ..‬أﻧﺰل ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ‪) :‬‬ ‫ﺲ‬ ‫ﻦ َﻧ ْﻔ ٍ‬ ‫ﺧ َﻠ َﻘ ُﻜ ْﻢ ِﻣ ْ‬ ‫س ا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا َر ﱠﺑ ُﻜ ُﻢ اﱠﻟ ﺬِي َ‬ ‫َﻳ ﺎ َأ ﱡﻳ َﻬ ﺎ اﻟ ﻨﱠﺎ ُ‬ ‫ﺟ ﺎ ًﻻ‬ ‫ﺚ ِﻣ ْﻨ ُﻬﻤَﺎ ِر َ‬ ‫ﺟ َﻬ ﺎ َو َﺑ ﱠ‬ ‫ﻖ ِﻣ ْﻨﻬَﺎ َز ْو َ‬ ‫ﺧ َﻠ َ‬ ‫ﺣ َﺪ ٍة َو َ‬ ‫وَا ِ‬ ‫ن ِﺑ ِﻪ‬ ‫ﺴ ﺎ َءﻟُﻮ َ‬ ‫ﷲ اﱠﻟ ﺬِي َﺗ َ‬ ‫ﺴ ﺎ ًء وَا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا ا َﱠ‬ ‫َآﺜِﻴ ﺮًا َو ِﻧ َ‬ ‫ﻋ َﻠ ْﻴ ُﻜ ْﻢ َرﻗِﻴﺒ ًﺎ ( ‪..‬‬ ‫ن َ‬ ‫ﷲ آَﺎ َ‬ ‫ن ا َﱠ‬ ‫وَا َْﻷ ْرﺣَﺎ َم ِإ ﱠ‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺮأ ‪..‬‬ ‫ﺲ ﻣَﺎ‬ ‫ﻈ ْﺮ َﻧ ْﻔ ٌ‬ ‫ﷲ َو ْﻟ َﺘ ْﻨ ُ‬ ‫ﻦ ﺁ َﻣ ﻨُﻮا ا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا ا َﱠ‬ ‫) َﻳ ﺎ َأ ﱡﻳ َﻬ ﺎ اﱠﻟ ﺬِﻳ َ‬ ‫ن(‬ ‫ﺧﺒِﻴ ٌﺮ ِﺑﻤَﺎ َﺗ ْﻌ َﻤﻠُﻮ َ‬ ‫ﷲ َ‬ ‫ن ا َﱠ‬ ‫ﷲ ِإ ﱠ‬ ‫ﺖ ِﻟ َﻐ ٍﺪ وَا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا ا َﱠ‬ ‫َﻗ ﱠﺪ َﻣ ْ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻮا اﻵﻳ ﺎت واﻟﻤﻮاﻋﻆ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺻﺎح ﺑﻬﻢ ‪..‬‬

‫‪141‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﺗﺼ ﺪﻗﻮا ﻗ ﺒﻞ أن ﻻ ﺗﺼ ﺪﻗﻮا ‪ ..‬ﺗﺼ ﺪﻗﻮا ﻗ ﺒﻞ‬ ‫أن ﻳﺤﺎل ﺑﻴﻨﻜﻢ وﺑﻴﻦ اﻟﺼﺪﻗﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﺼ ﺪق اﻣ ﺮؤ ﻣ ﻦ دﻳ ﻨﺎرﻩ ‪ ..‬ﻣ ﻦ درهﻤ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ ﺑ ﺮﻩ ‪ ..‬ﻣﻦ ﺷﻌﻴﺮﻩ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺤﻘﺮن أﺣﺪآﻢ‬ ‫ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺪﻗﺔ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳﻌ ﺪد أﻧ ﻮاع‬ ‫اﻟﺼﺪﻗﺎت ﺣﺘﻰ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫وﻟﻮ ﺑﺸﻖ ﺗﻤﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎم رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ﺑﺼ ﺮة ﻓ ﻲ آﻔ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺎوﻟﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬وهﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺒﻀ ﻬﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﻌ ﺮف اﻟﺴﺮور ﻓﻲ‬ ‫وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﻦ ﺳ ﻦ ﺳ ﻨﺔ ﺣﺴ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﻌﻤ ﻞ ﺑﻬ ﺎ‬ ‫آ ﺎن ﻟﻪ أﺟﺮهﺎ ‪ ..‬وﻣﺜﻞ أﺟﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻻ‬ ‫ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ أﺟﻮرهﻢ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﺳ ﻦ ﺳ ﻨﺔ ﺳ ﻴﺌﺔ ‪ ..‬ﻓﻌﻤ ﻞ ﺑﻬ ﺎ ‪ ..‬آ ﺎن‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ وزره ﺎ ‪ ..‬وﻣ ﺜﻞ وزر ﻣ ﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻻ‬ ‫ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ أوزارهﻢ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎم اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺘﻔ ﺮﻗﻮا إﻟ ﻰ ﺑ ﻴﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺟ ﺎءوا ﺑﺼ ﺪﻗﺎت ‪ ..‬ﻓﻤﻦ ذي دﻳﻨﺎر ‪ ..‬وﻣﻦ‬ ‫ذي درهﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ ذي ﺗﻤﺮ ‪ ..‬وﻣﻦ ذي ﺛﻴﺎب ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ اﺟﺘﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ρ‬آﻮﻣﺎن ‪ ..‬آﻮم ﻣﻦ‬ ‫ﻃﻌﺎم ‪ ..‬وآﻮم ﻣﻦ ﺛﻴﺎب ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ‪ ρ‬ذﻟ ﻚ ﺗﻬﻠ ﻞ وﺟﻬ ﻪ ﺣﺘ ﻰ آﺄﻧ ﻪ‬ ‫ﻓﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺴﻤﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻘﺮاء ‪ ..‬رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ‪..‬‬ ‫وﻟﻤ ﺎ ﺳ ﺌﻠﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ ‪ ε‬ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫آ ﺎن ﻳﻜ ﻮن ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ أهﻠ ﻪ ‪ ..‬أو ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﻨﺔ‬ ‫أهﻠﻪ ‪..‬‬ ‫أﻓ ﻼ ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮق دﺧ ﻮﻟﻚ إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﻮب‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﺣ ﺘﺎج ﺷ ﺨﺺ إﻟ ﻰ ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ ‪ ..‬ﻓﺄوﺻ ﻠﺘﻪ‬ ‫إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫اﺳﺘﻌﺎن ﺑﻚ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﺄﻋﻨﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﺮاك ﺗﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪ ..‬وﺗﻘﻒ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ آﺮﺑﺘﻪ‬ ‫‪ ..‬وهﻮ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻚ ﻻ ﺗﺮﺟﻮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺟﺰاء وﻻ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺷﻜﻮرًا ‪..‬‬ ‫أﺣﺴﻦ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ‬ ‫ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ اﺳﺘﻌﺒﺪ اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫إﺣﺴﺎن‬ ‫رؤﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﻋﺎش ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻓﺴﻴﻌﻴﺶ ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﺤﻴﺎ‬ ‫آﺒﻴﺮًا ‪ ..‬وﻳﻤﻮت آﺒﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫‪ 62.‬ﻻ ﺗﺘﻜﻠﻒ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ !!‬ ‫آ ﺎن ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻣﻦ ﺧﻴﺎر اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﺧﻠﻘ ًﺎ ‪ ..‬ودﻳﻨ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫وﻋﻘ ً‬ ‫آﺎن إﻣﺎم ﻣﺴﺠﺪ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻨﻲ آﻨﺖ أﺳﻤﻊ ذﻣﻪ ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ أﻧﺎس آﺜﻴﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫آﻨﺖ أﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬وﻻ أﺟﺪ ﻟﻪ ﺟﻮاﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺟﺎءﻧ ﻲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺟ ﺎرﻩ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪..‬‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻚ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﻨﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻣﻌﻨﺎ !!‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻢ ؟!!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻻ أدري ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ه ﻮ اﻹﻣ ﺎم ‪ ..‬وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ‬ ‫ﻳﻐﻴﺐ آﺜﻴﻴﻴﻴﺮًا ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﺖ أﻟﺘﻤﺲ ﻟﻪ اﻷﻋﺬار ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻌﻠﻪ ﻣﺸﻐﻮل‬ ‫ﺑﺄﻣﺮ ﺿﺮوري ‪ ..‬ﻟﻌﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮد ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﻴﻴﻴﺦ ‪ ..‬ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ واﻗﻔ ﺔ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺒﺎب ‪..‬‬ ‫وأﻧﺎ ﻣﺘﺄآﺪ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻠﺖ أﺗﻘﺼﻰ اﻟﺴﺒﺐ ﻟﻨﺼﺢ ﺻﺎﺣﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ وﺟﺪت اﻟﺴﺒﺐ ‪..‬‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺤﻜﻢ إﻣﺎﻣﺘﻪ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻳﺄﺗ ﻲ إﻟ ﻴﻪ اﻟ ﻨﺎس وﻳﻠﺘﻤﺴ ﻮن ﻣ ﻨﻪ اﻹﻋﺎﻧ ﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫هﺬا ﻋﻠﻴﻪ دﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺒﺤﺚ ﻟﻪ ﻋﻤﻦ ﻳﺴﺪدﻩ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا ﻣﺘﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ وﻳ ﺮﻳﺪ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻟﺪﺧﻮل‬ ‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا ﻣ ﺮﻳﺾ ﻳﺮﻳﺪ إﻋﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ دﺧﻮل اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ‬ ‫اﻟﻔﻼﻧﻲ ‪..‬‬ ‫وهﺬا ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻨﺎت آﺒﺎر وﻳﺮﻳﺪ ﻟﻬﻦ أزواج ‪..‬‬ ‫وهﺬا ﻋﻠﻴﻪ أﻳﺠﺎر ﻟﺒﻴﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺪدﻩ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا أﻋﻄ ﺎﻩ ورﻗ ﺔ اﺳ ﺘﻔﺘﺎء ﻓﻲ ﻃﻼق ﻟﻴﺬهﺐ ﺑﻬﺎ‬ ‫ﻟﻠﻤﻔﺘﻲ اﻟﻌﺎم ‪..‬‬ ‫وهﺬا ‪..‬‬

‫‪142‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وه ﻮ رﺟ ﻞ ﻋ ﺎدي ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻗﺪرات آﺒﻴﺮة وﻻ‬ ‫ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻮاﺳﻌﺔ ‪ ..‬وﻻ وﺟﺎهﺔ ﻣﺘﻤﻴّﺰة ‪..‬‬ ‫وآﺎن اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻐﻠﺒﻪ اﻟﺤﻴﺎء واﻟﺨﺠﻞ ﻣﻦ آﻞ‬ ‫أﺣﺪ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﻘﺪر أن ﻳﻌﺘﺬر ﻣﻦ أﺣﺪ أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻌﺮوض هﺬا وﻳﻌﺪﻩ ﺑﺴﺪاد دﻳﻨﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻜ ﺘﺐ رﻗ ﻢ هﺎﺗ ﻒ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ‪ ..‬وﻳﻌﺪﻩ أن ﻳﻘﺒﻞ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬ ‫وﻳﻘﻮل ﻟﻠﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺗﻌﺎل ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ وﺗﺠﺪ ورﻗﺔ‬ ‫دﺧﻮل اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺟﺎهﺰة ‪..‬‬ ‫وهﻜﺬا دواﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﺄﺗﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻋﺪ ‪ ..‬وﻳﻌﺘﺬر ‪ ..‬وﻳﻌﻄﻴﻬﻢ‬ ‫ﻣﻮاﻋﻴﺪ أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺻ ﺎر ﻳﺘﻬ ﺮب ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻻ ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻰ‬ ‫هﺎﺗﻔﻪ ‪ ..‬ﺑﻞ وأﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻻ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ‪!!..‬‬ ‫وﺻ ﺎر ﻣ ﻦ ﻳﻠﻘ ﺎﻩ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬إن وﺟﺪﻩ ‪ ..‬ﻳﺴﺒﻪ‬ ‫وﻳﺼﺮخ ﺑﻪ ‪ ..‬وﻳﺮدد ‪ :‬ﻃﻴﺐ ﻟﻤﺎذا ﺗﻌﺪﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ أﺑﻨﻲ اﻵﻣﺎل ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫واﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻟ ﻢ أآﻠ ﻢ إﻻ أﻧ ﺖ ‪ ..‬وﺗ ﺮآﺖ‬ ‫ﻏﻴﺮك ﻟﻤﺎ وﻋﺪﺗﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﻋ ﺮﻓﺖ ﺣﺎﻟ ﻪ ‪ ..‬أﻳﻘ ﻨﺖ أﻧ ﻪ ﺣﻔ ﺮ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ‬ ‫ﺣﻔﺮة ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﺮدى ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﺮة ﻳﻌﺘﺬر ﻣﻦ أﺣﺪهﻢ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﺁﺳ ﻒ ‪ ..‬ﻟ ﻢ أﺳ ﺘﻄﻊ أن أﻓﻌ ﻞ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻚ ‪..‬‬ ‫وذاك ﻳﻘ ﻮل ﺑﻜ ﻞ ﻗ ﻮة ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ أﻧ ﺖ ﺿ ﻴﻌﺖ‬ ‫ﻲ ‪ ..‬ﻟﻴﺘﻚ أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ‪..‬‬ ‫اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﺗﺬآ ﺮت ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﻮل اﻟﺤﻜ ﻴﻢ ‪ :‬اﻻﻋ ﺘﺬار ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺬار ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ أن ﻳﻌﺮف اﻟﻤﺮء ﻗﺪراﺗﻪ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﺮك‬ ‫ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﺣﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وﻟﻘﺪ ﺟﺮﺑﺖ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫أذآﺮ أﻧﻲ أﻟﻘﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﺠﻤﻌﺎت‬ ‫اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎض ‪..‬‬ ‫وﺑﻌﺪهﺎ ﺟﺎءﻧﻲ أﺣﺪهﻢ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ أرﻳﺪك‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﺿﺮوري ﺟﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺗﻔﻀﻞ ‪ ..‬ﻣﺎ هﻮ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ أن أذآﺮﻩ اﻵن ‪ ..‬ﻻ ﺑ ّﺪ‬ ‫أن أﻗﺎﺑﻠﻚ ﻓﻲ وﻗﺖ واﺳﻊ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻈ ﻢ ﺣﺠ ﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع وأﻧﺎ أﺳﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﺑﻠﻄﻒ‬ ‫ﺟﻌ ﻞ ُﻳ َﻌ ّ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ اﻟﺤﻴﺎة أن أآﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﻳﻌﻄﻮن‬ ‫اﻷﻣ ﻮر أآﺒ ﺮ ﻣ ﻦ ﺣﺠﻤﻬ ﺎ ‪ ..‬وﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ‬ ‫ﻣﺠﻨﻮن ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻀﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ ‪ :‬أﻇﻦ ﻟﻚ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻏﺪًا ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ آﺬا ‪..‬‬ ‫وهﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ‪200‬آﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎض ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺻﺤﻴﺢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺳﺂﺗﻲ إﻟﻴﻚ هﻨﺎك ‪ ..‬وأﻗﺎﺑﻠﻚ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ﻓﺨ ﺮج اﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫وﻓﻌ ً‬ ‫وراءي ﻣﺴ ﻌ ًﺎ ﺣﺎﻓ ﻲ اﻟﻘﺪﻣ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﺤﻤ ﻞ ورﻗ ﺔ‬ ‫ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪..‬‬ ‫وﻗﻔ ﺖ ﻣﻌ ﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺗﻔﻀ ﻞ ‪ ..‬ﺷ ﻜﺮ اﷲ‬ ‫ﺣﺮﺻﻚ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻚ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪي أخ ﻳﺤﻤ ﻞ اﻟﺸ ﻬﺎدة‬ ‫اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ‪ ..‬وأرﻳﺪك أن ﺗﺪﺑﺮ ﻟﻪ وﻇﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺑﺲ ؟!!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﺲ ؟!!‬ ‫آ ﺎن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ‪ ..‬وﻣﻨﻈ ﺮﻩ ﻳﺜﻴ ﺮ اﻟﺸ ﻔﻘﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫وﻳﺒﺪو أن أﺧﺎﻩ ﻳﻤﺮ ﺑﻈﺮوف ﺻﻌﺒﺔ ﻓﻌ ً‬ ‫أﻳﻘﻨﺖ أﻧﻲ ﻟﻮ وﻋﺪﺗﻪ ﺳﺄﺧﻠﻒ ‪ ..‬ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻻ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻳﻜ ﺎد ﺣﺎﻣ ﻞ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس أن ﻳﺠﺪ وﻇﻴﻔﺔ ‪ ..‬ﻓﻀ ً‬ ‫ﻋ ﻦ ﺣﺎﻣ ﻞ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﻋﺮف ﺣﺪود ﻗﺪراﺗﻲ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ‪ ..‬واﷲ أﺗﻤﻨ ﻰ أن أﺳ ﺎﻋﺪك ‪..‬‬ ‫وأﺧﻮك أﺧﻲ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﺗﺄﻟﻢ ﻟﻪ آﻤﺎ ﺗﺘﺄﻟﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ أﺑﺪًا ‪ ..‬أﺗﻤﻨﻰ أن ﺗﺘﻜﺮم‬ ‫ﻲ وﺗﻌﻔﻴﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪ ..‬ﺣﺎول ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻااا أﻗﺪر ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺎوﻟﻨﻲ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻃﻴﺐ ‪ ..‬ﻳﺎ‬ ‫ﺷ ﻴﺦ ﺧ ﺬ ه ﺬﻩ اﻟ ﻮرﻗﺔ ﻓ ﻴﻬﺎ أرﻗ ﺎم هﻮاﺗﻔ ﻨﺎ ‪ ..‬إذا‬ ‫وﺟﺪت ﻟﻪ وﻇﻴﻔﺔ ﻓﺎﺗﺼﻞ ﺑﻨﺎ ‪..‬‬ ‫أدرآ ﺖ أﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺮﺑﻄﻨﻲ ﺑﺤﺒﻞ أﻣﻞ ‪ ..‬وﺳﻴﻈﻞ‬ ‫ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻻﺗﺼﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﺑ ﻞ دع اﻟﻮرﻗﺔ ﻣﻌﻚ ‪ ..‬وﺧﺬ رﻗﻤﻲ أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫وإن وﺟ ﺪت ﻟ ﻪ وﻇ ﻴﻔﺔ ﻓﺎﺗﺼ ﻞ ﺑ ﻲ ‪ ..‬ﻟﻌﻠ ﻲ أن‬

‫‪143‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫أآﺘﺐ ﻟﻚ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺴﺌﻮل ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬اﻧﺘﻈﺮت أن ﻳﻮدﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﺳﻜﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻟﻜﻨﻲ ﺗﻔﺎﺟﺄت أﻧﻪ ﻗﺎل ﻟﻲ ‪ :‬ﺑﻴﺾ اﷲ وﺟﻬﻚ‬ ‫‪ ..‬واﷲ ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬ﺳ ﺒﻖ أن آﻠﻤ ﺖ اﻷﻣﻴ ﺮ‬ ‫ﻓ ﻼن ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻮع أﺧ ﻲ ﻣ ﻨﺬ ﺳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ‬ ‫اﻟﻮرﻗﺔ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻲ إﻟﻰ اﻵن ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺮة آﻠﻤ ﺖ اﻟﻠ ﻮاء ﻓ ﻼن ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ اﻟ ﻮرﻗﺔ‬ ‫أﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﺘﺼﻞ وﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ‪ ..‬هﺆﻻء أﻧﺎس‬ ‫ﻣ ﺎ ﻳﻬ ﺘﻤﻮن ﺑﺎﻟﻀ ﻌﻔﺎء ‪ ..‬اﷲ ﻳﻨ ﺘﻘﻢ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﷲ ‪ ..‬وﺑﺪأ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪ ..‬اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪ ..‬ﻟ ﻮ أﺧ ﺬت‬ ‫اﻟﻮرﻗﺔ ﻟﺼﺮت ﺛﺎﻟﺜﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬اﻻﻋ ﺘﺬار ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ إﺧﻼف‬ ‫اﻟﻮﻋﺪ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﻧﻜ ﻮن ﺻ ﺮﺣﺎء ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻋﺎرﻓﻴﻦ ﻟﺤﺪود ﻗﺪراﺗﻨﺎ ‪..‬‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻋﻨﺪ ﺧﺮوﺟﻚ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ‪ ..‬ﺗﺼﺮخ ﺑﻚ‬ ‫زوﺟﺘﻚ ‪..‬‬ ‫أﺣﻀ ﺮ ﻣﻌ ﻚ ﺣﻠﻴ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﺳ ﻜﺮًا ‪ ..‬وﺣﻔ ﺎﺋﻆ ‪..‬‬ ‫وﻋﺸﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺗ ﺮدد ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬ ‫اﺻﺮخ ﺑﻬﺎ أﻧﺖ أﻳﻀ ًﺎ وﻗﻞ ‪:‬‬ ‫ﻣ ﺎاااااا أﻗ ﺪر ‪ !! ..‬ﻓﻬ ﻲ ﺧﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻻﻋ ﺘﺬار‬ ‫ﻋ ﻨﺪ اﻟﻌ ﻮدة ‪ ..‬ﺿ ﺎق وﻗﺘ ﻲ ‪ ..‬أﻗﻔﻠ ﺖ‬ ‫اﻟﻤﺤﻼت ‪ ..‬ﻧﺴﻴﺖ ‪..‬‬ ‫وآﺬﻟﻚ ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ‪ ..‬وإﺧﻮاﻧﻚ ‪..‬‬ ‫أرﺟﻮ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻔﻜﺮة وﺻﻠﺖ ‪..‬‬ ‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫اﻻﻋﺘﺬار ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ‪ ..‬ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺬار ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ‪..‬‬ ‫‪ 63.‬ﻣﻦ رآﻞ اﻟﻘﻄﺔ ؟!‬ ‫ﻗ ﺒﻞ أن ﺗﺠ ﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺆال ‪ ..‬اﺳﻤﻊ اﻟﻘﺼﺔ‬ ‫آﺎﻣﻠﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻳﻌﻤ ﻞ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮًا ﻟﻤﺪﻳﺮ ﺳﻲء اﻷﺧﻼق ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﻄ ﺒﻖ ﻣﻬ ﺎرة واﺣﺪة ﻣﻦ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫آ ﺎن ه ﺬا اﻟﻤﺪﻳ ﺮ ﻳ ﺮاآﻢ اﻷﻋﻤ ﺎل ﻋﻠ ﻰ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ‪..‬‬ ‫ﺻﺎح ﺑﺴﻜﺮﺗﻴﺮﻩ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻞ ووﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﺳ ْﻢ ‪ ..‬ﺗﻔﻀﻞ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪َ :‬‬ ‫ﺻﺮخ ﺑﻪ ‪ :‬اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻬﺎﺗﻒ ﻣﻜﺘﺒﻚ ‪ ..‬وﻟﻢ ﺗﺮد ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﻤﺠﺎور ‪ ..‬ﺁﺳﻒ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﺑﻀ ﺠﺮ ‪ :‬آ ﻞ ﻣ ﺮة ﺁﺳ ﻒ ‪ ..‬ﺁﺳ ﻒ ‪ ..‬ﺧﺬ هﺬﻩ‬ ‫اﻷوراق ‪ ..‬ﻧﺎوﻟﻬ ﺎ ﻟ ﺮﺋﻴﺲ ﻗﺴ ﻢ اﻟﺼ ﻴﺎﻧﺔ ‪ ..‬وﻋ ﺪ‬ ‫ﺑﺴﺮﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀﻰ ﻣﺘﻀﺠﺮًا ‪ ..‬وأﻟﻘﺎهﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺐ رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ‬ ‫اﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﺗﺆﺧﺮهﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻃﻴﺐ ﺿﻌﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﻨﺎﺳ ﺐ ‪ ..‬ﻏﻴ ﺮ ﻣﻨﺎﺳ ﺐ ‪ ..‬اﻟﻤﻬ ﻢ ﺧﻠﺼ ﻬﺎ‬ ‫ﺑﺴﺮﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﺸﺎﺗﻤﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ارﺗﻔﻌﺖ أﺻﻮاﺗﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻰ اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺪ ﺳ ﺎﻋﺘﻴﻦ أﻗ ﺒﻞ أﺣ ﺪ اﻟﻤﻮﻇﻔ ﻴﻦ اﻟﺼ ﻐﺎر ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺼ ﻴﺎﻧﺔ ‪ ..‬إﻟ ﻰ رﺋﻴﺴ ﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﺳ ﺄذهﺐ ﻷﺧ ﺬ‬ ‫أوﻻدي ﻣﻦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ وأﻋﻮد ‪..‬‬ ‫ﺻﺮخ اﻟﺮﺋﻴﺲ ‪ :‬وأﻧﺖ آﻞ ﻳﻮم ﺗﺨﺮج ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا ﺣﺎﻟ ﻲ ﻣ ﻦ ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات ‪ ..‬أول ﻣ ﺮة‬ ‫ﻲ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺘﺮض ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺖ ﻣ ﺎ ﻳﺼ ﻠﺢ ﻣﻌ ﻚ إﻻ اﻟﻌ ﻴﻦ اﻟﺤﻤ ﺮاء ‪..‬‬ ‫ارﺟﻊ ﻟﻤﻜﺘﺒﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺘ ﺒﻪ ‪ ..‬وﺗﻮﻟ ﻰ أﺣ ﺪ‬ ‫اﻟﻤﺪرﺳ ﻴﻦ إﻳﺼ ﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ ﻃ ﺎل وﻗ ﻮﻓﻬﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺎد ه ﺬا اﻟﻤﻮﻇ ﻒ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ‬ ‫وﻟﺪﻩ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻌﻪ ﻟﻌﺒﺔ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﺑﺎﺑﺎ ‪ ..‬هﺬﻩ أﻋﻄﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﻤﺪرس ﻷﻧﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﺻﺎح ﺑﻪ اﻷب ‪ :‬اذهﺐ ﻷﻣﻚ ‪ ..‬ودﻓﻌﻪ ﺑﻴﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻞ ﺑﺎآ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻴﻪ ﻗﻄ ﺘﻪ اﻟﺠﻤ ﻴﻠﺔ‬ ‫ﺗﺘﻤﺴ ﺢ ﺑ ﺮﺟﻠﻴﻪ آﺎﻟﻌﺎدة ‪ ..‬ﻓﺮآﻠﻬﺎ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﻓﻀﺮﺑﺖ‬ ‫ﺑﺎﻟﺠﺪار ‪..‬‬ ‫اﻟﺴﺆال ‪ :‬ﻣﻦ رآﻞ اﻟﻘﻄﺔ ؟‬ ‫أﻇﻨﻚ ‪ ..‬ﺗﺒﺘﺴﻢ ‪ ..‬وﺗﻘﻮل ‪ :‬اﻟﻤﺪﻳﺮ ‪..‬‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ اﻟﻤﺪﻳﺮ ‪..‬‬ ‫ﻦ ﺗﻮزﻳﻊ اﻷدوار ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻓ ﱠ‬

‫‪144‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫واﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻧﻘ ﺪر ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻧﻘ ﻮل ﺑﻜ ﻞ‬ ‫ﺷ ﺠﺎﻋﺔ ‪ ..‬ه ﺬﻩ ﻟﻴﺴ ﺖ ﻓ ﻲ أﻳﺪﻳﻨﺎ ‪ ..‬ﻻ ﻧﻘﺪر‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻ ﺔ أن ﺗﺼ ﺮﻓﺎﺗﻚ ﻗ ﺪ ﻳﺘﻌﺪى ﺿﺮرهﺎ إﻟﻰ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫أﻗﻮام ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻃﺮﻓ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ أﺻ ً‬ ‫واﻧﺘﺒﻪ أن ﻳﺴﺘﺜﻴﺮك اﻵﺧﺮون ‪ ..‬وﻳﺤﺮﺟﻮﻧﻚ‬ ‫ﻓﺘﻀﻄﺮ ﻟﻮﻋﻮد ‪ ..‬ﻗﺪ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬهﺎ ‪..‬‬ ‫اﻧ ﺘﻘﻞ ﻣﻌ ﻲ إن ﺷ ﺌﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬واﻧﻈﺮ‬ ‫إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠﺴ ﻪ‬ ‫اﻟﻤ ﺒﺎرك ‪ ..‬ﺑﻌﺪﻣﺎ اﻧﺘﺸﺮ اﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬و ُوﺣﱢﺪ رب‬ ‫اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌ ﻞ رؤﺳ ﺎء اﻟﻘ ﺒﺎﺋﻞ ﻳﺄﺗ ﻮن إﻟ ﻴﻪ ﻣﺬﻋﻨ ﻴﻦ‬ ‫ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺄﺗﻮن ﺻﺎﻏﺮﻳﻦ‬ ‫ﺣﺎﻗﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻗ ﺒﻞ رﺋﻴﺲ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻠﻚ وﻣﻨﻌﻪ ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻋﺎﻣ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ‪ ..‬وآ ﺎن ﻗ ﻮﻣﻪ‬ ‫ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻟ ﻪ ﻟﻤ ﺎ رأوا اﻧﺘﺸ ﺎر اﻹﺳ ﻼم ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫ﻋﺎﻣ ﺮ إن اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻤﻮا ﻓﺄﺳﻠﻢ ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫ﻣﺘﻜﺒﺮًا آﺘﻐﻄﺮﺳ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﻳﻘ ﻮل ﻟﻬ ﻢ ‪ :‬واﷲ ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أﻗﺴﻤﺖ أﻻ‬ ‫أﻣ ﻮت ﺣﺘ ﻰ ﺗﻤﻠﱢﻜﻨ ﻲ اﻟﻌ ﺮب ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﺗﺘ ﺒ َﻊ‬ ‫ﻋﻘﺒ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺎ أﺗ ﺒﻊ ﻋﻘ ﺐ ه ﺬا اﻟﻔﺘ ﻰ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ !!‬ ‫ﺛ ﻢ ﻟﻤ ﺎ رأى ﺗﻤﻜ ﻦ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬واﻧﺼ ﻴﺎع‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬رآ ﺐ ﻧﺎﻗ ﺘﻪ ﻣ ﻊ‬ ‫ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻣﻀﻰ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وه ﻮ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮام ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة‬ ‫واﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺧﺎﻟﻨ ﻲ ‪ ..‬أي ﻗ ﻒ‬ ‫ﻣﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻔﺮاد ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬ﺣ ﺬرًا ﻣﻦ أﻣﺜﺎل هﺆﻻء ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ‬ ‫واﷲ ﺣﺘﻰ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ وﺣﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎﻟﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺑﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻓﻼ زال ﻳﻜﺮر ‪ ..‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻢ‬ ‫ﻣﻌﻲ أآﻠﻤْﻚ ‪ ..‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻢ ﻣﻌﻲ أآﻠﻤْﻚ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم ﻣﻌ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺎﺟﺘﺮ ﻋﺎﻣﺮ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إﻟ ﻴﻪ أﺣ ﺪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ اﺳ ﻤﻪ إرﺑ ﺪ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬إﻧ ﻲ‬ ‫ﺳﺄﺷ ﻐﻞ ﻋ ﻨﻚ وﺟﻬ ﻪ ﻓ ﺈذا ﻓﻌﻠ ﺖ ذﻟ ﻚ ﻓﺎﺿ ﺮﺑﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ إرﺑﺪ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻔﻪ واﺳﺘﻌﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻔﺮد اﻻﺛﻨﺎن إﻟﻰ اﻟﺠﺪار ‪ ..‬ووﻗﻒ ﻣﻌﻬﻤﺎ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ε‬ﻳﻜﻠ ﻢ ﻋﺎﻣ ﺮًا ‪ ..‬وﻗ ﺒﺾ أرﺑ ﺪ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﺴ ﻴﻒ ‪ ..‬ﻓﻜﻠﻤ ﺎ أراد أن ﻳﺴ ﻠﻪ ﻳﺒﺴ ﺖ ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ‬ ‫ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺳﻞ اﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻋﺎﻣ ﺮ ﻳﺸ ﺎﻏﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻳﻨﻈ ﺮ إﻟﻰ‬ ‫إرﺑﺪ ‪ ..‬وإرﺑﺪ ﺟﺎﻣﺪ ﻻ ﻳﺘﺤﺮك ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ‪ ε‬ﻓﺮأى أرﺑﺪ وﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ اﻟﻄﻔﻴﻞ ‪ ..‬أﺳﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺎﻣﺮ ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻲ إن أﺳﻠﻤﺖ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ ε‬ﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﺎﻣﺮ ‪ :‬أﺗﺠﻌﻞ ﻟﻲ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪك إن أﺳﻠﻤﺖ‬ ‫؟‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﺄ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﻳﻌﺪ ﻋﺎﻣﺮًا ﺑﻮﻋﺪ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﺻ ﺮﻳﺤ ًﺎ ﺟ ﺮﻳﺌ ًﺎ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻟﻚ‬ ‫وﻻ ﻟﻘﻮﻣﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬أﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ أن‬ ‫ﻓﺨﻔﻒ ﻋﺎﻣﺮ اﻟﻄﻠﺐ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻟﻲ اﻟﻮﺑﺮ وﻟﻚ اﻟﻤﺪر ‪ ..‬أي أآﻮن ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎدﻳﺔ‬ ‫وأﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ‪ .. ε‬أﻳﻀ ًﺎ ﻻ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳﻠ ﺰم ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻮﻋﻮد‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﻳﺪري ﺗﺘﺤﻘﻖ أم ﻻ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻏﻀ ﺐ ﻋﺎﻣ ﺮ وﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ ‪ ..‬وﺻ ﺎح‬ ‫ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪:‬‬ ‫ﻼ ﺟ ﺮدًا ‪..‬‬ ‫واﷲ ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬ﻷﻣﻸﻧﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻴﻚ ﺧ ﻴ ً‬ ‫ورﺟﺎ ًﻻ ﻣﺮدًا ‪ ..‬وﻷرﺑﻄﻦ ﺑﻜﻞ ﻧﺨﻠﺔ ﻓﺮﺳ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻷﻏﺰوك ﺑﻐﻄﻔﺎن ﺑﺄﻟﻒ أﺷﻘﺮ وأﻟﻒ ﺷﻘﺮاء ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺧﺮج ﻳﺰﺑﺪ وﻳﺮﻋﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ‪ ε‬ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ وهﻮ ﻣﻮ ﱟل ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ رﻓ ﻊ ‪ ε‬ﺑﺼ ﺮﻩ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻠﻬﻢ اآﻔﻨﻲ‬ ‫ﻋﺎﻣﺮًا ‪ ..‬وا ْه ِﺪ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﺧﺮج ﻋﺎﻣﺮ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﺘﻰ إذا ﻓﺎرق اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌ ﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺼﺎدف اﻣﺮأة ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻳﻘﺎل‬ ‫ﻟﻬ ﺎ ﺳ ﻠﻮﻟﻴﺔ وآﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺧﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ‪ ..‬وآﺎﻧﺖ اﻣﺮأة‬ ‫ﻓﺎﺟﺮة ‪ ..‬ﻳﺬﻣﻬﺎ اﻟﻨﺎس وﻳﺘﻬﻤﻮن ﻣﻦ دﺧﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ﻣ ﺄوى ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻨ ﺰل ﻋ ﻦ ﻓﺮﺳﻪ ﻣﻀﻄﺮًا‬

‫‪145‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻧﺎم ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺧﺬﺗﻪ ﻏﺪة واﻧﺘﻔﺎخ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻪ آﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ‬ ‫أﻋﻨﺎق اﻹﺑﻞ ﻓﻴﻘﺘﻠُﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻔﺰع واﺿﻄﺮب ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻤﺲ اﻟ ﻮرم وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻏ ﺪة آﻐ ﺪة‬ ‫اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪ ..‬وﻣﻮت ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺳﻠﻮﻟﻴﺔ ‪..‬‬ ‫أي ‪ :‬ﻻ ﻣﻮت ﻳﺸﺮّف ‪ ..‬وﻻ ﻣﻜﺎن ﻳﺸﺮّف ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻳﺘﻤﻨ ﻰ أن ﻳﻤ ﻮت ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣﺔ ﻗ ﺘﺎل ‪..‬‬ ‫ﺑﺴ ﻴﻮف اﻷﺑﻄ ﺎل ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ﻳﻤ ﻮت ﺑﻤ ﺮض‬ ‫ﺣﻴﻮاﻧﺎت ‪ ..‬ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻓﺎﺟﺮة !!‬ ‫ﺗﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻠﺬل واﻟﻤﻬﺎﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻬﻢ ‪ :‬ﻗﺮﺑﻮا ﻓﺮﺳﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺮﺑﻮﻩ ‪ ..‬ﻓﻮﺛﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺳﻪ ‪ ..‬وأﺧﺬ رﻣﺤﻪ‬ ‫‪ ..‬وﺻﺎر ﻳﺠﻮل ﺑﻪ اﻟﻔﺮس ‪..‬‬ ‫وه ﻮ ﻳﺼ ﻴﺢ ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻷﻟ ﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﺴ ﺲ‬ ‫ﻋﻨﻘﻪ ﺑﻴﺪﻩ وﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻏﺪة آﻐﺪة اﻟﺒﻌﻴﺮ وﻣﻮت‬ ‫ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺳﻠﻮﻟﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﺗ ﺰل ﺗﻠ ﻚ ﺣﺎﻟ ﻪ ﻳ ﺪور ﺑ ﻪ ﻓﺮﺳ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫ﺳﻘﻂ ﻋﻦ ﻓﺮﺳﻪ ﻣﻴﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗﺮآﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ورﺟﻌﻮا إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﻮا دﻳ ﺎرهﻢ ‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ إرﺑﺪ‬ ‫ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ‪ :‬ﻣﺎ وراءك ﻳﺎ أرﺑﺪ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ﺷﻲء ‪ ..‬واﷲ ﻟﻘﺪ دﻋﺎﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ إﻟﻰ‬ ‫ﻋ ﺒﺎدة ﺷ ﻲء ‪ ..‬ﻟ ﻮددت ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ ﻋ ﻨﺪي اﻵن‬ ‫ﻓﺄرﻣ ﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨ ﺒﻞ ﺣﺘ ﻰ أﻗ ﺘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج ﺑﻌ ﺪ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺑﻴﻮم أو ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﻌﻪ ﺟﻤﻞ‬ ‫ﻟ ﻪ ﻟﻴﺒ ﻴﻌﻪ ‪ ..‬ﻓﺄرﺳ ﻞ اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻋﻠ ﻰ ﺟﻤﻠ ﻪ‬ ‫ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻓﺄﺣﺮﻗﺘﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫وأﻧ ﺰل اﷲ ﻋ ﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋﺎﻣﺮ وأرﺑﺪ ‪:‬‬ ‫ﺤ ِﻤ ُﻞ ُآ ﱡﻞ أُﻧ َﺜ ﻰ َو َﻣ ﺎ‬ ‫ﷲّ َﻳ ْﻌ َﻠ ُﻢ َﻣ ﺎ َﺗ ْ‬ ‫"ا ُ‬ ‫ﻲ ٍء‬ ‫ﺷ ْ‬ ‫ﺣ ﺎ ُم َو َﻣ ﺎ َﺗ ْﺰدَا ُد َو ُآﻞﱡ َ‬ ‫ﺾ ا َﻷ ْر َ‬ ‫َﺗ ِﻐ ﻴ ُ‬ ‫ﻋِﻨ َﺪ ُﻩ ِﺑ ِﻤ ْﻘﺪَا ٍر *‬ ‫ﺸﻬَﺎ َد ِة ا ْﻟ َﻜﺒِﻴ ُﺮ ا ْﻟ ُﻤ َﺘﻌَﺎ ِل *‬ ‫ﺐ وَاﻟ ﱠ‬ ‫ﻋَﺎ ِﻟ ُﻢ ا ْﻟ َﻐ ْﻴ ِ‬ ‫ﺟ َﻬ َﺮ‬ ‫ﺳ ﱠﺮ ا ْﻟ َﻘ ْﻮ َل َوﻣَﻦ َ‬ ‫ﻦ َأ َ‬ ‫ﺳﻮَاء ﻣﱢﻨﻜُﻢ ﱠﻣ ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ﺳ ﺎ ِر ٌ‬ ‫ﻒ ﺑِﺎﻟﱠﻠ ْﻴ ِﻞ َو َ‬ ‫ﺨ ٍ‬ ‫ﺴ َﺘ ْ‬ ‫ﻦ ُه َﻮ ُﻣ ْ‬ ‫ِﺑ ِﻪ َو َﻣ ْ‬ ‫ﺑِﺎﻟ ﱠﻨﻬَﺎ ِر *‬ ‫ﺧ ْﻠ ِﻔ ِﻪ‬ ‫ﻦ َ‬ ‫ﻦ َﻳ َﺪ ْﻳ ِﻪ َو ِﻣ ْ‬ ‫ت ﻣﱢﻦ َﺑ ْﻴ ِ‬ ‫َﻟ ُﻪ ُﻣ َﻌ ﱢﻘﺒَﺎ ٌ‬ ‫ﷲ َﻻ ُﻳ َﻐﻴﱢ ُﺮ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫ﷲ ِإ ﱠ‬ ‫ﻦ َأ ْﻣ ِﺮ ا ِّ‬ ‫ﺤ َﻔﻈُﻮ َﻧ ُﻪ ِﻣ ْ‬ ‫َﻳ ْ‬ ‫ﺴ ِﻬ ْﻢ َوِإذَا‬ ‫ﺣﺘﱠﻰ ُﻳ َﻐ ﱢﻴﺮُو ْا ﻣَﺎ ِﺑ َﺄ ْﻧ ُﻔ ِ‬ ‫ﻣَﺎ ِﺑ َﻘ ْﻮ ٍم َ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻼ َﻣ َﺮ ﱠد َﻟ ُﻪ َوﻣَﺎ َﻟﻬُﻢ‬ ‫ﷲّ ِﺑ َﻘ ْﻮ ٍم ﺳُﻮءًا َﻓ َ‬ ‫َأرَا َد ا ُ‬ ‫ﻣﱢﻦ دُو ِﻧ ِﻪ ﻣِﻦ وَا ٍل *‬ ‫ﻃ َﻤﻌًﺎ َو ُﻳ ْﻨﺸِﻰ ُء‬ ‫ﺧ ْﻮﻓًﺎ َو َ‬ ‫ق َ‬ ‫ُه َﻮ اﱠﻟﺬِي ُﻳﺮِﻳ ُﻜ ُﻢ ا ْﻟ َﺒ ْﺮ َ‬ ‫ب اﻟ ﱢﺜﻘَﺎ َل *‬ ‫ﺴﺤَﺎ َ‬ ‫اﻟ ﱠ‬ ‫ﻦ ﺧِﻴ َﻔ ِﺘ ِﻪ‬ ‫ﻼ ِﺋ َﻜ ُﺔ ِﻣ ْ‬ ‫ﺤ ْﻤ ِﺪ ِﻩ وَا ْﻟ َﻤ َ‬ ‫ﻋ ُﺪ ِﺑ َ‬ ‫ﺢ اﻟ ﺮﱠ ْ‬ ‫ﺴ ﺒﱢ ُ‬ ‫َو ُﻳ َ‬ ‫ﺸ ﺎء‬ ‫ﺐ ِﺑ َﻬ ﺎ َﻣ ﻦ َﻳ َ‬ ‫ﺼﻴ ُ‬ ‫ﻖ َﻓ ُﻴ ِ‬ ‫ﻋ َ‬ ‫ﺼ ﻮَا ِ‬ ‫ﺳ ُﻞ اﻟ ﱠ‬ ‫َو ُﻳ ْﺮ ِ‬ ‫ﺷﺪِﻳ ُﺪ ا ْﻟ ِﻤﺤَﺎ ِل *‬ ‫ﷲ َو ُه َﻮ َ‬ ‫ن ﻓِﻲ ا ِّ‬ ‫َو ُه ْﻢ ُﻳﺠَﺎ ِدﻟُﻮ َ‬ ‫ن ِﻣ ﻦ دُو ِﻧ ِﻪ َﻻ‬ ‫ﻋﻮ َ‬ ‫ﻦ َﻳ ْﺪ ُ‬ ‫ﻖ وَاﱠﻟ ﺬِﻳ َ‬ ‫ﺤ ﱢ‬ ‫ﻋ َﻮ ُة ا ْﻟ َ‬ ‫َﻟ ُﻪ َد ْ‬ ‫ﻂ َآ ﱠﻔ ْﻴ ِﻪ ِإﻟَﻰ ا ْﻟﻤَﺎء‬ ‫ﺳِ‬ ‫ﻲ ٍء ِإ ﱠﻻ َآﺒَﺎ ِ‬ ‫ﺸ ْ‬ ‫ن َﻟ ُﻬ ﻢ ِﺑ َ‬ ‫ﺴ َﺘﺠِﻴﺒُﻮ َ‬ ‫َﻳ ْ‬ ‫ﻦ ِإ ﱠﻻ ﻓِﻲ‬ ‫ِﻟ َﻴ ْﺒُﻠ َﻎ ﻓَﺎ ُﻩ َوﻣَﺎ ُه َﻮ ِﺑﺒَﺎ ِﻟ ِﻐ ِﻪ َوﻣَﺎ ُدﻋَﺎء ا ْﻟﻜَﺎ ِﻓﺮِﻳ َ‬ ‫ﻼ ٍل " ‪..‬‬ ‫ﺿَ‬ ‫َ‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻠﺘﺰم إﻻ ﺑﻤﺎ ﺗﺜﻖ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﻮن اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎم ‪ ε‬ﻣ ﺮة ﺧﻄﻴ ﺒ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻵﺧﺮة‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫وأﺣ ﻮاﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺻﺎح ﻗﺎﺋ ً‬ ‫‪ ..‬ﺳﻠﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻲ ﻻ أﻏﻨﻲ ﻋﻨﻚ‬ ‫ﻣﻦ اﷲ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وأﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻊ اﻟﺘﺄآ ﻴﺪ ﻋﻠ ﻰ أهﻤ ﻴﺔ ﻋ ﺪم اﻻﻟﺘ ﺰام ﺑﺎﻟﺸﻲء إﻻ‬ ‫وأﻧﺖ ﻗﺎدر ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬إﻻ أﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻨﺪ اﻻﻋﺘﺬار أن‬ ‫ﻧﺴﺘﻌﻤﻞ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ذآﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﺟﺎء إﻟﻴﻚ ﻟﺘﺒﺤﺚ ﻷﺧﻴﻪ ﻋﻦ وﻇﻴﻔﺔ ‪ ..‬ﻷن‬ ‫ﻓﻤﺜ ً‬ ‫أﺑﺎك ﻣﺴﺌﻮل آﺒﻴﺮ ‪ ..‬أو أﺧﺎك ‪ ..‬أو أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻋ ﺘﺬر ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻳﺤﻔ ﻆ ﻣ ﺎء وﺟﻬﻪ وﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ‬ ‫ﻼ‪:-‬‬ ‫أﻧﻚ ﺗﺸﺎرآﻪ اﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﻞ – ﻣﺜ ً‬ ‫ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬أﻧ ﺎ أﺷ ﻌﺮ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺗ ﻚ ‪ ..‬وأﺧ ﻮك أﻋﺘﺒﺮﻩ‬ ‫أﺧﻲ ‪ ..‬وﻟﺌﻦ آﺎن إﺧﻮاﻧﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﻓﻬﻮ اﻟﺴﺎدس ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻦ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أﻧﻨ ﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌ ًﺎ اﻵن‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﻋﺬرﻧﻲ ‪ ..‬وأﺳﺄل اﷲ أن ﻳﻮﻓﻖ أﺧﺎك ‪..‬‬ ‫ﻣﻊ ﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ‪ ..‬وﺗﻌﺒﻴﺮات وﺟﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺄﻧ ﻚ ﺑﻬ ﺬا اﻟ ﺮد اﻟﺠﻤ ﻴﻞ ﻗﻀ ﻴﺖ ﻟ ﻪ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮﻳﺪ ‪..‬‬ ‫أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ ‪..‬؟‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫آﻦ ﺻﺮﻳﺤ ًﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ ‪ ..‬ﺟﺮﻳﺌ ًﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫واﻋﺮف ﻗﺪراﺗﻚ واﻟﺘﺰم ﺑﺤﺪودهﺎ ‪..‬‬ ‫‪ 64.‬اﻟـﺘـﻮاﺿـﻊ ‪..‬‬ ‫آﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﺎء ‪..‬‬

‫‪146‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓ ﺘﺤﺪث أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ رﺁﻩ اﺳ ﺘﻐﻨﻰ ! وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ‬ ‫أﺛﻨﺎء ﺣﺪﻳﺜﻪ ‪:‬‬ ‫‪ ..‬وﻣ ﺮرت ﺑﺄﺣ ﺪ اﻟﻌﻤ ﺎل ‪ ..‬ﻓﻤ ّﺪ ﻳ ﺪﻩ‬ ‫ﻟﻴﺼ ﺎﻓﺤﻨﻲ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺮددت ﺛ ﻢ ﻣ ﺪدت ﻳ ﺪي‬ ‫وﺻﺎﻓﺤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻊ أﻧﻲ ﻻ أﻋﻄﻲ ﻳﺪي ﻷي أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻻ أﻋﻄﻲ ﻳﺪي ﻷي أﺣﺪ‬ ‫‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻜﺎﻧ ﺖ اﻷﻣ ﺔ اﻟﻤﻤﻠﻮآﺔ‬ ‫اﻟﻀ ﻌﻴﻔﺔ ‪ ..‬ﺗﻠﻘ ﺎﻩ ﻓ ﻲ وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺸ ﺘﻜﻲ إﻟ ﻴﻪ ﻣ ﻦ ﻇﻠ ﻢ أهﻠﻬ ﺎ ‪ ..‬أو آﺜ ﺮة‬ ‫ﺷ ﻐﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻴﺠﻌﻞ ﻳ ﺪﻩ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪهﺎ ‪ ..‬ﻓﻴ ﻨﻄﻠﻖ‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ أهﻠﻬﺎ ﻟﻴﺸﻔﻊ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻻ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﺠ ﻨﺔ ﻣ ﻦ آ ﺎن ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎل ذرة ﻣﻦ آﺒﺮ ‪..‬‬ ‫آ ﻢ ﺳ ﻤﻌﻨﺎ اﻟﻨﺎس ﻳﺮددون ‪ :‬ﻳﺎ أﺧﻲ ‪ ..‬ﻓﻼن‬ ‫ﻣﺘﻜﺒﺮ ‪ ..‬ﻓﻼن "ﺷﺎﻳﻒ ﻧﻔﺴﻪ " ‪..‬‬ ‫وﺗﺴ ﺄﻟﻪ ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا ﻟ ﻢ ﺗﺴﺘﻌﻦ ﺑﺠﺎرك ﻓﻲ آﺬا ؟‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻓﻼن ﻣﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ وﺟﻪ‬ ‫!!‬ ‫آ ﻢ ه ﻢ ﻣﺒﻐﻮﺿ ﻮن أوﻟ ﺌﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘﻜﺒ ﺮون‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﻌﻼء ‪..‬‬ ‫آ ﻢ ه ﻮ ﻣﻨ ﺒﻮذ ‪ ..‬ذاك اﻟ ﺬي ﻳﻄﻐ ﻰ أن رﺁﻩ‬ ‫اﺳﺘﻐﻨﻰ ‪..‬‬ ‫ذاك اﻟ ﺬي ﻳﺼ ﻌﺮ ﺧ ﺪﻩ ﻟﻠ ﻨﺎس وﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻷرض ﻣﺮﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ذاك اﻟ ﺬي ﻳﺘﻜﺒ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻤ ﺎل ‪ ..‬واﻟﺨ ﺪام ‪..‬‬ ‫واﻟﻔﻘﺮاء ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﻜﺒ ﺮ ﻋ ﻦ ﻣﺤﺎدﺛ ﺘﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﺼ ﺎﻓﺤﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ‪ ε‬ﻣﻜ ﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﺟﻌﻞ ﻳﻤﺮ ﺑﻄﺮﻗﺎت‬ ‫ﻣﻜ ﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ أوذي ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬واﺳﺘُﻬﺰئ ﺑﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫آﻢ ﺳﻤﻊ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎﺗﻬﺎ ‪ ..‬ﻳﺎ ﻣﺠﻨﻮن ‪ ..‬ﺳﺎﺣﺮ‬ ‫‪ ..‬آﺎهﻦ ‪ ..‬آﺬاب ‪..‬‬ ‫وه ﻮ اﻟ ﻴﻮم ﻳ ﺪﺧﻠﻬﺎ ﻗﺎﺋ ﺪًا ﻋﺰﻳﺰًا ‪ ..‬ﻣﻤﻜﻨ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺪ أذل اﷲ أهﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ آﺎن ﺷﻌﻮرﻩ وهﻮ داﺧﻞ ؟‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪:‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ وﺻ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ذي ﻃ ﻮى ‪ ..‬وﻗ ﻒ‬ ‫ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﻪ ﻣﻌﺘﺠﺮًا ﺑﻘﻄﻌﺔ ﺑﺮد ﺣﻤﺮاء ‪..‬‬ ‫وأن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻟﻴﻀﻊ رأﺳﻪ ﺗﻮاﺿﻌ ًﺎ ﷲ ‪ ..‬ﺣﻴﻦ‬ ‫رأى ﻣ ﺎ أآ ﺮﻣﻪ اﷲ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﺘﺢ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إن‬ ‫ﻋﺜ ﻨﻮﻧﻪ ) ﻃ ﺮف ﻟﺤﻴ ﺘﻪ ( ﻟ ﻴﻜﺎد ﻳﻤ ﺲ واﺳ ﻄﺔ‬ ‫اﻟﺮﺣﻞ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ :‬دﺧ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻣﻜ ﺔ ﻳ ﻮم اﻟﻔ ﺘﺢ‬ ‫وذﻗﻨﻪ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﻪ ﻣﺘﺨﺸﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد ‪ :‬أﻗ ﺒﻞ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ε‬‬ ‫ﻓﻜﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ اﻟﺮﻋﺪة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ه ﻮن ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻤ ﺎ أﻧ ﺎ اﺑ ﻦ اﻣ ﺮأة ﻣﻦ‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ ﺗﺄآﻞ اﻟﻘﺪﻳﺪ ‪ ) ..‬اﻟﻠﺤﻢ اﻟـﻤﺠﻔﻒ ( ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬أﺟﻠ ﺲ آﻤ ﺎ ﻳﺠﻠﺲ اﻟﻌﺒﺪ ‪ ..‬وﺁآﻞ‬ ‫آﻤﺎ ﻳﺄآﻞ اﻟﻌﺒﺪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﺗﻮاﺿﻊ ﺗﻜﻦ آﺎﻟﻨﺠﻢ ﻻح ﻟﻨﺎﻇﺮ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻔﺤﺎت اﻟﻤ ﺎء‬ ‫وهﻮ رﻓﻴﻊ‬ ‫ﻚ آﺎﻟﺪﺧﺎن ﻳﻌﻠﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ‬ ‫وﻻ ﺗ ُ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻃ ﺒﻘﺎت اﻟﺠ ّﻮ وه ﻮ‬ ‫رﻓﻴﻊ‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﷲ رﻓﻌﻪ ‪ ..‬وﻣﺎ زاد اﷲ ﻋﺒﺪًا‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻮاﺿﻊ إﻻ ﻋﺰًا ‪..‬‬ ‫‪ 65.‬اﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺨﻔﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺒﻞ ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات ‪ ..‬ﻓ ﻲ أﻳ ﺎم رﺑ ﻴﻊ ‪ ..‬وﻓ ﻲ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﺑﺎردة آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺮ ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎء ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﻄﻠﺖ إﺣﺪى اﻟﺴﻴﺎرات ‪ ..‬ﻓﺎﺿﻄﺮرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺒﻴﺖ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﺮاء ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أﻧ ﺎ أﺷ ﻌﻠﻨﺎ ﻧ ﺎرًا ﺗﺤﻠﻘ ﻨﺎ ﺣ ﻮﻟﻬﺎ ‪ ..‬وﻣﺎ أﺟﻤﻞ‬ ‫أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺸﺘﺎء ﻓﻲ دفء اﻟﻨﺎر ‪..‬‬ ‫ﻃ ﺎل ﻣﺠﻠﺴ ﻨﺎ ﻓﻼﺣﻈﺖ أﺣﺪ اﻹﺧﻮة اﻧﺴ ﱠﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻨﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ‪ ..‬آﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﺒﺎدات ﺧﻔﻴﺔ ‪..‬‬ ‫آﺎن رﺟ ً‬ ‫آ ﻨﺖ أراﻩ ﻳ ﺘﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ ﺻ ﻼة اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻣﺒﻜ ﺮًا ‪ ..‬ﺑﻞ‬ ‫أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ وﺑﺎب اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻌﺪ ‪!!..‬‬

‫‪147‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗﺎم وأﺧﺬ إﻧﺎ ًء ﻣﻦ ﻣﺎء ‪..‬‬ ‫ﻇﻨﻨﺖ أﻧﻪ ذهﺐ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫أﺑﻄ ﺄ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﻤ ﺖ أﺗ ﺮﻗﺒﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺮأﻳﺘﻪ ﺑﻌﻴﺪًا‬ ‫ﻋ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﻟ ﻒ ﺟﺴ ﺪﻩ ﺑ ﺮداء ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒﺮد‬ ‫وه ﻮ ﺳ ﺎﺟﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﺮاب ‪ ..‬ﻓ ﻲ ﻇﻠﻤ ﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﻤﻠﻖ رﺑﻪ وﻳﺘﺤﺒﺐ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺰًا ﻓ ﻲ‬ ‫أﻳﻘ ﻨﺖ أن ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻌ ﺒﺎدة اﻟﺨﻔ ﻴﺔ ‪ِ ..‬‬ ‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ اﻵﺧﺮة ‪..‬‬ ‫ﻣﻀﺖ اﻟﺴﻨﻮات ‪..‬‬ ‫وأﻋﺮﻓﻪ اﻟﻴﻮم ‪ ..‬ﻗﺪ وﺿﻊ اﷲ ﻟﻪ اﻟﻘﺒﻮل ﻓﻲ‬ ‫اﻷرض ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻪ ﻣﺸ ﺎرآﺎت ﻓ ﻲ اﻟﺪﻋ ﻮة ‪ ..‬وهﺪاﻳ ﺔ اﻟﻨﺎس‬ ‫‪..‬‬ ‫إذا ﻣﺸ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻮق أو اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬رأﻳ ﺖ‬ ‫اﻟﺼ ﻐﺎر ﻗ ﺒﻞ اﻟﻜ ﺒﺎر ﻳﺘﺴ ﺎﺑﻘﻮن إﻟ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺼﺎﻓﺤﻴﻦ ‪ ..‬وﻣﺤﺒﻴﻦ ‪..‬‬ ‫آ ﻢ ﻳﺘﻤﻨ ﻰ اﻟﻜﺜﻴ ﺮون ﻣ ﻦ ﺗﺠﺎر ‪ ..‬وأﻣﺮاء ‪..‬‬ ‫وﻣﺸ ﻬﻮرﻳﻦ ‪ ..‬أن ﻳ ﻨﺎﻟﻮا ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻧﺎل ‪..‬‬ ‫وﻟﻜﻦ هﻴﻬﺎااات ‪..‬‬ ‫أأﺑ ﻴﺖ ﺳ ﻬﺮان اﻟﺪﺟ ﻰ ‪ ..‬وﺗﺒﻴﺘﻪ *** ﻧﻮﻣ ًﺎ !‬ ‫وﺗﺒﻐﻲ ﺑﻌﺪ ذاك ﻟﺤﺎﻗﻲ ؟‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ) ..‬إن اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا وﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت‬ ‫ﺳ ﻴﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ اﻟﺮﺣﻤﻦ وُدًا ( ‪ ..‬أي ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ‬ ‫ﻣﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺨﻠﻖ ‪..‬‬ ‫إذا أﺣﺒﻚ اﷲ ﺟﻌﻞ ﻟﻚ اﻟﻘﺒﻮل ﻓﻲ اﻷرض ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ : ε‬إن اﷲ إذا أﺣ ﺐ ﻋ ﺒﺪًا ﻧ ﺎدى ﺟﺒﺮﻳﻞ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫إﻧﻲ ﻗﺪ أﺣﺒﺒﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﺄﺣﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻴﺤﺒﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ُﻳ ﻨﺎدى ﻓ ﻲ أه ﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء ‪ :‬إن اﷲ ﻳﺤ ﺐ‬ ‫ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺤﺒﻪ أهﻞ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺛﻢ ﺗﻨﺰل ﻟﻪ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻓﻲ أهﻞ اﻷرض ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺬﻟﻚ ﻗ ﻮل اﷲ " إن اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣ ﻨﻮا وﻋﻤﻠ ﻮا‬ ‫اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ اﻟﺮﺣﻤﻦ ُو ّدًا " ‪..‬‬ ‫وإذا أﺑﻐ ﺾ اﷲ ﻋ ﺒﺪًا ‪ ..‬ﻧ ﺎدى ﺟﺒﺮﻳﻞ ‪ :‬إﻧﻲ‬ ‫أﺑﻐﻀ ﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﺄﺑﻐﻀ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻴﺒﻐﻀﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺛ ﻢ ُﻳ ﻨﺎدى ﻓ ﻲ أه ﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء ‪ :‬إن اﷲ ﻳ ﺒﻐﺾ ﻓﻼﻧ ًﺎ‬ ‫ﻓﺄﺑﻐﻀﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺒﻐﻀﻪ أهﻞ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫)‪(78‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﻨﺰل ﻟﻪ اﻟﺒﻐﻀﺎء ﻓﻲ اﻷرض ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﺰﺑﻴ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻮام ‪ : τ‬ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻄﺎع ﻣ ﻨﻜﻢ أن‬ ‫ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺧﺒﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ ‪..‬‬ ‫واﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺨﻔﻴﺔ أﻧﻮاع ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻼة اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬وﻟ ﻮ رآﻌ ﺔ‬ ‫واﺣ ﺪة وﺗ ﺮًا آ ﻞ ﻟ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﺗﺼ ﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻌﺸ ﺎء‬ ‫ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ‪ ..‬أو ﻗ ﺒﻞ أن ﺗ ﻨﺎم ‪ ..‬أو ﻗ ﺒﻞ اﻟﻔﺠ ﺮ ‪..‬‬ ‫ﻟﺘﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﻦ ﻗﻮام اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ε‬إن اﷲ وﺗﺮ ﻳﺤﺐ اﻟﻮﺗﺮ ‪ ..‬ﻓﺄوﺗﺮوا ﻳﺎ أهﻞ‬ ‫اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬اﻟﺴ ﻌﻲ ﻓ ﻲ اﻹﺻ ﻼح ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﺑﻴﻦ‬ ‫اﻟ ﺰﻣﻼء اﻟﻤﺘﺨﺎﺻ ﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﺑ ﻴﻦ اﻟﺠﻴ ﺮان ‪ ..‬ﺑ ﻴﻦ‬ ‫اﻟﺰوﺟﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ : ε‬اﻻ أﺧﺒ ﺮآﻢ ﺑﺄﻓﻀ ﻞ ﻣ ﻦ درﺟ ﺔ اﻟﺼ ﻼة‬ ‫واﻟﺼﻴﺎم واﻟﺼﺪﻗﺔ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬إﺻﻼح ذات اﻟﺒﻴﻦ ‪ ..‬وﻓﺴﺎد ذات اﻟﺒﻴﻦ هﻲ‬ ‫)‪(79‬‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﻘﺔ‬ ‫وﻣﻨﻬﺎ اﻹآﺜﺎر ﻣﻦ ذآﺮ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈن ﻣﻦ أﺣﺐ ﺷﻴﺌ ًﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ذآﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ : ε‬أﻻ أﻧﺒ ﺌﻜﻢ ﺑﺨﻴﺮ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ‬ ‫‪ ..‬وأزآﺎهﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻠﻴﻜﻜﻢ ‪ ..‬وأرﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ درﺟﺎﺗﻜﻢ ‪..‬‬ ‫وﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ إﻋﻄﺎء اﻟﺬهﺐ واﻟﻮرق ‪ ..‬وﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ‬ ‫ﻣ ﻦ أن ﺗﻠﻘ ﻮا ﻋ ﺪوآﻢ ﻓﺘﻀﺮﺑﻮا أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ وﻳﻀﺮﺑﻮا‬ ‫أﻋﻨﺎﻗﻜﻢ ‪..‬؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪ ..‬وﻣﺎ ذاك ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ذآﺮ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ )‪.. (80‬‬ ‫وﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﺻ ﺪﻗﺔ اﻟﺴ ﺮ ‪ ..‬ﻓﺼ ﺪﻗﺔ اﻟﺴ ّﺮ ﺗﻄﻔ ﺊ‬ ‫ﻏﻀﺐ اﻟﺮب ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ τ‬إذا ﺻ ﻠﻰ اﻟﻔﺠ ﺮ ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﺼ ﺤﺮاء ‪ ..‬ﻓﺎﺣﺘ ﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا ‪ ..‬ﺛﻢ ﻋﺎد‬ ‫) ‪( 78‬‬ ‫) ‪( 79‬‬ ‫) ‪( 80‬‬

‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ ‪.‬‬ ‫رواﻩ أﺣﻤﺪ وﻏﻴﺮﻩ ‪.‬‬ ‫رواﻩ أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﻴﺮهﻤﺎ ‪ ،‬ﺻﺤﻴﺢ ‪.‬‬

‫‪148‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺐ ﻋﻤ ﺮ ‪ τ‬ﻣ ﻦ ﺧ ﺮوﺟﻪ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺒﻌﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ‬ ‫ﺧﻔﻴﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺧﻴﻤﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ‪ ..‬ﻓﺎﺧﺘﺒﺄ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ‬ ‫ﺧﻠﻒ ﺻﺨﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﺒﺚ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﻤﺔ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﺧﺮج ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج ﻋﻤ ﺮ ﻣ ﻦ وراء ﺻ ﺨﺮﺗﻪ ودﺧ ﻞ‬ ‫اﻟﺨ ﻴﻤﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﻓﻴﻬﺎ اﻣﺮأة ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻋﻤﻴﺎء ‪..‬‬ ‫وﻋﻨﺪهﺎ ﺻﺒﻴﺔ ﺻﻐﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻣﻦ هﺬا اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻻ أﻋﺮﻓﻪ ‪ ..‬هﺬا رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫‪ ..‬ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ آﻞ ﺻﺒﺎح ‪ ..‬ﻣﻨﺬ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻓﻤ ﺎذا ﻳﻔﻌ ﻞ ‪ :‬ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻳﻜ ﻨﺲ ﺑﻴﺘ ﻨﺎ ‪..‬‬ ‫وﻳﻌﺠ ﻦ ﻋﺠﻴﻨ ﻨﺎ ‪ ..‬وﻳﺤﻠ ﺐ داﺟﻨ ﻨﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﻳﺨﺮج ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج ﻋﻤﺮ وهﻮ ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻟﻘﺪ أﺗﻌﺒﺖ اﻟﺨﻠﻔﺎء‬ ‫ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪك ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬ﻟﻘ ﺪ أﺗﻌ ﺒﺖ اﻟﺨﻠﻔ ﺎء‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻌﺪك ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪ τ‬ﺑﻌ ﻴﺪًا ﻓ ﻲ ﺗﻌﺒﺪﻩ وإﺧﻼﺻﻪ‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺪ رﺁﻩ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج ﻓ ﻲ ﺳ ﻮاد اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺪﺧﻞ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ﺛ ﻢ ‪..‬‬ ‫ﺧﺮج ﻣﻨﻪ ودﺧﻞ ﺑﻴﺘ ًﺎ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬ﻓﻌﺠﺐ ﻃﻠﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺒﻴﻮت !!‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ ﻃﻠﺤ ﺔ ذه ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﻴﺖ‬ ‫اﻷول‪..‬ﻓﺈذا ﻋﺠﻮز ﻋﻤﻴﺎء ﻣﻘﻌﺪة‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻣﺎ ﺑﺎل هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺄﺗﻴﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬إﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎهﺪﻧﻲ ﻣﻨﺬ آﺬا وآﺬا ‪ ..‬ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ‬ ‫ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺤﻨﻲ وﻳﺨﺮج ﻋﻨﻲ اﻷذى ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج ﻃﻠﺤ ﺔ وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل‪ :‬ﺛﻜﻠ ﺘﻚ أﻣ ﻚ ﻳ ﺎ‬ ‫ت ﻋﻤ َﺮ ﺗﺘﺒﻊ؟‬ ‫ﻃﻠﺤﺔ‪..‬أﻋﺜﺮا ُ‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫وﺧ ﺮج ﻣ ﺮة ‪ τ‬إﻟ ﻰ ﺿ ﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺈذا‬ ‫ﺑ ﺮﺟﻞ ﻋﺎﺑ ﺮ ﺳ ﺒﻴﻞ ﻧ ﺎزل وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﻧﺼﺐ ﺧﻴﻤﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ‪ ..‬وﻗﻌﺪ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺑﻬﺎ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ب اﻟﺤﺎل ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ ؟‬ ‫ﻣﻀﻄﺮ َ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ‪ ..‬ﺟﺌﺖ إﻟﻰ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ‬ ‫أﺻﻴﺐ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﻤﻊ ﻋﻤ ﺮ أﻧ ﻴﻦ اﻣ ﺮأة داﺧ ﻞ اﻟﺨ ﻴﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﺴ ﺄﻟﻪ‬ ‫ﻋﻨﻪ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﻧﻄﻠﻖ رﺣﻤﻚ اﷲ ﻟﺤﺎﺟﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬هﺬا ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺘﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﻣﺮأﺗ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻄﻠ ﻖ ‪ -‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﺗﻠ ﺪ ‪ -‬وﻟ ﻴﺲ‬ ‫ﻋﻨﺪي ﻣﺎل وﻻ ﻃﻌﺎم وﻻ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮﺟﻊ ﻋﻤ ﺮ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻻﻣ ﺮأﺗﻪ أم‬ ‫آﻠ ﺜﻮم ﺑ ﻨﺖ ﻋﻠﻲ ‪ :‬هﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﺳﺎﻗﻪ اﷲ إﻟﻴﻚ‬ ‫؟‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬وﻣ ﺎ ذاك ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺒ ﺮهﺎ ﺑﺨﺒ ﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻤﻠ ﺖ اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻣ ﺘﺎﻋ ًﺎ ‪ ..‬وﺣﻤ ﻞ ه ﻮ ﺟ ﺮاﺑ ًﺎ‬ ‫ﻓ ﻴﻪ ﻃﻌ ﺎم ‪ ..‬وﻗ ﺪرًا وﺣﻄ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﻣﻀ ﻰ إﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ‬ ‫‪..‬‬ ‫ودﺧﻠﺖ اﻣﺮأة ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﺧﻴﻤﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗﻌ ﺪ ه ﻮ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﺄﺷ ﻌﻞ اﻟ ﻨﺎر وأﺧﺬ ﻳﻨﻔﺦ‬ ‫اﻟﺤﻄ ﺐ ‪ ..‬وﻳﺼ ﻨﻊ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬واﻟ ﺪﺧﺎن ﻳ ﺘﺨﻠﻞ‬ ‫ﻟﺤﻴﺘﻪ ‪ ..‬واﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﻋﺪ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻮ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬إذ ﺻ ﺎﺣﺖ اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫داﺧﻞ اﻟﺨﻴﻤﺔ ‪ ..‬ﻳﺎ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﺑﺸﺮ ﺻﺎﺣﺒﻚ‬ ‫ﺑﻐﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺰع وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻧ ﺖ ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻓﺎﺿﻄﺮب‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﺘﻨﺤﻰ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻤﺮ ‪:‬‬ ‫ﻣﻜﺎﻧﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺣﻤ ﻞ ﻋﻤ ﺮ اﻟﻘﺪر ‪ ..‬وﻗﺮﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﻤﺔ وﺻﺎح‬ ‫ﺑﺎﻣﺮأﺗﻪ ‪ ..‬أﺷﺒﻌﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄآﻠ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﻣ ﻦ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬ﺛ ﻢ أﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﺎﻗ ﻲ‬ ‫اﻟﻄﻌﺎم ﺧﺎرج اﻟﺨﻴﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎم ﻋﻤﺮ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﻮﺿﻌﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬وﻗﺎل‬ ‫ﻟﻪ ‪ :‬آﻞ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻚ ﻗﺪ ﺳﻬﺮت ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻧﺎدى ﻋﻤﺮ اﻣﺮأﺗﻪ ﻓﺨﺮﺟﺖ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻠ ﺮﺟﻞ ‪ :‬إذا آ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺪ ‪ ..‬ﻓﺄﺗ ﻨﺎ ﻧﺄﻣ ﺮ ﻟﻚ‬ ‫ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺤﻚ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫وآ ﺎن ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺤﺴ ﻴﻦ ﻳﺤﻤ ﻞ ﺟﺮاب اﻟﺨﺒﺰ ﻋﻠﻰ‬

‫‪149‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻇﻬ ﺮﻩ ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻴﺘﺼ ﺪق ﺑﻬ ﺎ‪..‬وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬إن‬ ‫ﺻﺪﻗﺔ اﻟﺴﺮ ﺗﻄﻔﻰء ﻏﻀﺐ اﻟﺮب ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣ ﺎت وﺟ ﺪوا ﻓ ﻲ ﻇﻬ ﺮﻩ ﺁﺛ ﺎر ﺳ ﻮاد ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ه ﺬا ﻇﻬ ﺮ ﺣﻤ ﺎل ‪ ..‬وﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﻨﺎﻩ‬ ‫اﺷﺘﻐﻞ ﺣﻤﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻘﻄ ﻊ اﻟﻄﻌ ﺎم ﻋﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻮت اﻷراﻣ ﻞ واﻷﻳ ﺘﺎم ‪ ..‬آ ﺎن ﻳﺄﺗ ﻴﻬﻢ‬ ‫ﻃﻌ ﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻻ ﻳ ﺪرون ﻣ ﻦ ﻳﺤﻀ ﺮﻩ‬ ‫إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻌﻠﻤﻮا أﻧﻪ اﻟﺬي ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺻ ﺎم أﺣ ﺪ اﻟﺴ ﻠﻒ ﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻳﺼ ﻮم‬ ‫ﻳ ﻮﻣ ًﺎ وﻳﻔﻄ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وأهﻠ ﻪ ﻻ ﻳ ﺪرون ﻋﻨﻪ‬ ‫‪ ..‬آ ﺎن ﻟ ﻪ دآ ﺎن ﻳﺨ ﺮج إﻟ ﻴﻪ إذا ﻃﻠﻌ ﺖ‬ ‫اﻟﺸ ﻤﺲ وﻳﺄﺧ ﺬ ﻣﻌﻪ ﻓﻄﻮرﻩ وﻏﺪاءﻩ ‪ ..‬ﻓﺈذا‬ ‫آﺎن ﻳﻮم ﺻﻮﻣﻪ ﺗﺼﺪق ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم ‪ ..‬وإذا آﺎن‬ ‫ﻳﻮم ﻓﻄﺮﻩ أآﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﻏ ﺮﺑﺖ اﻟﺸ ﻤﺲ ‪ ..‬رﺟ ﻊ إﻟ ﻰ أهﻠ ﻪ‬ ‫وﺗﻌﺸﻰ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آﺎﻧ ﻮا ﻳﺴﺘﺸ ﻌﺮون اﻟﻌ ﺒﻮدﻳﺔ ﷲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ أﺣﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻦ‬ ‫ن ِﻟ ْﻠ ُﻤ ﱠﺘﻘِﻴ َ‬ ‫هﻢ اﻟﻤﺘﻘﻮن ‪ ..‬واﷲ ﻳﻘﻮل ‪ِ } :‬إ ﱠ‬ ‫ﺐ َأ ْﺗﺮَاﺑًﺎ‬ ‫ﻋ َ‬ ‫ﻋﻨَﺎﺑًﺎ * َو َآﻮَا ِ‬ ‫ﻖ َوَأ ْ‬ ‫ﺣﺪَا ِﺋ َ‬ ‫َﻣ َﻔ ﺎزًا * َ‬ ‫ن ﻓِﻴﻬَﺎ َﻟ ْﻐﻮًا‬ ‫ﺴ َﻤﻌُﻮ َ‬ ‫* َو َآ ْﺄﺳًﺎ ِدهَﺎﻗًﺎ * ﱠﻻ َﻳ ْ‬ ‫ﻄ ﺎء‬ ‫ﻋَ‬ ‫ﻚ َ‬ ‫ﺟ ﺰَاء ﱢﻣ ﻦ ﱠر ﱢﺑ َ‬ ‫َو َﻻ ِآ ﺬﱠاﺑًﺎ * َ‬ ‫ﺣﺴَﺎﺑًﺎ { ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﺎﻃﻠ ﺐ ﻣﺤ ﺒﺔ اﻟﺨﺎﻟ ﻖ ‪ ..‬وه ﻮ ﻳ ﺘﻜﻔﻞ ﺑ ﺰرع‬ ‫ﻣﺤﺒﺘﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب ﺧﻠﻘﻪ ‪..‬‬ ‫إﺿﺎءة ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻇﻮاهﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺗﺤﺒﻚ‬ ‫‪ ..‬إﻧﻤﺎ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﺤﺒﻚ ﺑﻮاﻃﻨﻬﻢ أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫‪ 66.‬أﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺮة ‪..‬‬ ‫أﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻊ ﻣﺮة أن أﺣﺮﺟﻚ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ‬ ‫ﻋﺎم ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺟﺎرﺣﺔ ‪..‬‬ ‫أو رﺑﻤ ﺎ ﺳ ﺨﺮ ﻣ ﻨﻚ ‪ ..‬ﺑ ﺄي ﺷ ﻲء وإن آ ﺎن‬ ‫ﺻ ﻐﻴﺮًا ‪ ..‬ﺑﻠﺒﺎﺳ ﻚ أو آﻼﻣ ﻚ ‪ ..‬أو أﺳ ﻠﻮﺑﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺪاﻓ ﻊ ﻋ ﻨﻚ ﺷ ﺨﺺ ﻣ ﺎ ‪ ..‬ﻓﺸ ﻌﺮت ﺑﺎﻣﺘ ﻨﺎن‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻋﻈ ﻴﻢ ﻟ ﻪ ‪ ..‬ﻷﻧﻪ آﺄﻧﻤﺎ أﻣﺴﻚ ﺑﻄﺮف ﺛﻮﺑﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ‬ ‫دﻓﻌﻚ ﻏﻴﺮك إﻟﻰ هﺎوﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎرس ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرة ﻣ ﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﺳﺘﺮى ﻟﻬﺎ‬ ‫ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﺳﺎﺣﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻟﻮ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ وأﻗﺒﻞ وﻟﺪﻩ ﻳﺤﻤﻞ ﻃﺒﻘ ًﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﻜﺎد أن ﻳﻘﻊ اﻟﻄﺒﻖ‬ ‫ﻃﻌ ﺎم ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﻌﺠﻞ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ اﻷب ﻋﻠ ﻴﻪ ﺛﺎﺋﺮًا ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا‬ ‫اﻟﻌﺠﻠﺔ ؟ آﻢ ﻣﺮة أﻋﻠﻤﻚ ؟ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺣﻤ ﱠﺮ وﺟﻪ اﻟﻮﻟﺪ واﺻﻔ ﱠﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ أﻧﺖ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻓﻼن ﺑﻄﻞ ‪ ..‬رﺟُﻞ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺷﺎء‬ ‫اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻳﺤﻤ ﻞ آ ﻞ ه ﺬا ﻟﻮﺣﺪﻩ ‪ ..‬وﻟﻌﻠﻪ اﺳﺘﻌﺠﻞ‬ ‫ﻷن ﻓﻴﻪ أﻏﺮاض أﺧﺮى أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أي اﻣﺘﻨﺎن ﺳﻴﺸﻌﺮ ﺑﻪ اﻟﻐﻼم ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫هﺬا ﻣﻊ اﻟﺼﻐﺎر ‪ ..‬ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﻜﺒﺎر ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻮ أﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻰ زﻣ ﻴﻞ ﻓ ﻲ اﺟ ﺘﻤﺎع ‪ ..‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﺒﻮا‬ ‫ﻼ ﻣﻦ اﻟﻠﻮم ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ واﺑ ً‬ ‫أو أﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻰ أﺣ ﺪ إﺧ ﻮاﻧﻚ ‪ ..‬ﺑﻌ ﺪﻣﺎ اﻧﻜﺐ اﻹراد‬ ‫اﻷﺳﺮة ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎﺗﺒﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺸ ْﺮ ﻳﺎ‬ ‫ﺷﺎب أﺣﺮﺟﻪ ﺷﺨﺺ ﺑﺴﺆال أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ‪َ :‬ﺑ ﱠ‬ ‫ﻓﻼن ‪ ..‬آﻢ ﻧﺴﺒﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ؟!‬ ‫ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬ه ﻞ ه ﺬا ﺳ ﺆال ﻳﺴ ﺄﻟﻪ ﻋﺎﻗ ﻞ أﻣ ﺎم‬ ‫اﻟﻨﺎس ؟!!‬ ‫ﻼ ﺑﻠﻄﻒ‬ ‫ﻓﺎﻧﻘﻠ ﺐ وﺟﻪ اﻟﺸﺎب ﻣﺘﻠﻮﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﻧﻘﺬﺗﻪ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫‪ :‬ﻟ ﻴﺶ ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬ﺳ ﺘﺰوﺟﻪ ؟!! أو ﻋ ﻨﺪك‬ ‫وﻇﻴﻔﺔ ﻟﻪ ؟ أو ‪..‬‬ ‫ﻓﻀﺤﻜﻮا وﻧُﺴﻲ اﻟﺴﺆال ‪..‬‬ ‫أو ﻟ ﻮ ﻋﺎﺗ ﺒﻪ ﻋﻠ ﻰ دﻧ ﱢﻮ ﻣﻌﺪﻟﻪ اﻟﺪراﺳﻲ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ﻻ ﺗﻠﻤ ﻪ ‪ ..‬ﺗﺨﺼﺼﻪ ﺻﻌﺐ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺸﺪ‬ ‫ﺣﻴﻠﻪ إن ﺷﺎء اﷲ ‪..‬‬ ‫آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﺮص ﻳﻘﺘﻨﺼﻬﺎ اﻷذآﻴﺎء ‪..‬‬ ‫إذا ه ﺒﺖ رﻳﺎﺣ ﻚ ﻓﺎﻏﺘ ﻨﻤﻬﺎ *** ﻓ ﺈن ﻟﻜ ﻞ ﺧﺎﻓﻘ ﺔ‬ ‫ﺳﻜﻮن‬ ‫آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ‪ .. τ‬ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ρ‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺮا ﺑﺸ ﺠﺮة ﻓﺄﻣ ﺮﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ أن ﻳﺼ ﻌﺪهﺎ وﻳﺤﺘ ﱠﺰ ﻟﻪ‬ ‫ﻋﻮدًا ﻳﺘﺴﻮك ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﻗ ﻰ اﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد وآﺎن ﺧﻔﻴﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﻧﺤﻴﻞ اﻟﺠﺴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻌﺎﻟﺞ اﻟﻌﻮد ﻟﻘﻄﻌﻪ ‪..‬‬

‫‪150‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﺄﺗ ﺖ اﻟﺮﻳﺢ ﻓﺤﺮآﺖ ﺛﻮﺑﻪ وآﺸﻔﺖ ﺳﺎﻗﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا هﻤﺎ ﺳﺎﻗﺎن دﻗﻴﻘﺘﺎن ﺻﻐﻴﺮﺗﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﻀﺤﻚ اﻟﻘﻮم ﻣﻦ دﻗﺔ ﺳﺎﻗﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ : ρ‬ﻣ ّﻢ ﺗﻀﺤﻜﻮن ؟! ‪ ..‬ﻣﻦ دﻗﺔ‬ ‫ﺳﺎﻗﻴﻪ ؟!‬ ‫واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ إﻧﻬﻤ ﺎ أﺛﻘ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺰان‬ ‫)‪(81‬‬ ‫ﻣﻦ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﺮص ﻳﻘﺘﻨﺼﻬﺎ اﻷذآﻴﺎء‬ ‫‪..‬‬ ‫‪ 67.‬اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻤﻈﻬﺮ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻃﻼﺑﻪ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﺪرس ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﺑ ﻪ أﻟ ﻢ ﻓ ﻲ رآﺒ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻣﺪ رﺟﻠﻪ ‪..‬‬ ‫واﺗﻜﺄ ﻋﻠﻰ ﺟﺪار ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻷﺛ ﻨﺎء ‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ رﺟ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟ ﺒﺎس‬ ‫ﺣﺴ ﻦ ‪ ..‬وﻋﻤﺎﻣ ﺔ ﺣﺴ ﻨﺔ ‪ ..‬وﻣﻈﻬ ﺮ ﻣﻬ ﻴﺐ‬ ‫ﻼﻓ ﻲ‬ ‫‪ ..‬آ ﺎن وﻗ ﻮرًا ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﻴﺘﻪ ‪ ..‬ﺟﻠ ﻴ ً‬ ‫ﺧﻄﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫أﻓﺴ ﺢ ﻟ ﻪ ﻟﻄ ﻼب ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠ ﺲ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ أﺑ ﻲ‬ ‫ﺣﻨﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻣﻈﻬ ﺮﻩ ‪ ..‬ورزاﻧﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ورﺗﺎﺑ ﺔ هﻴﺌ ﺘﻪ ‪ ,,‬اﺳﺘﺤﻰ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﻠﺴﺘﻪ‬ ‫وﺛﻨﻰ رﺟﻠﻪ ‪ ..‬وﺗﺤﻤﻞ أﻟﻢ رآﺒﺘﻪ ﻷﺟﻠﻪ ‪..‬‬ ‫اﺳ ﺘﻤﺮ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻓﻲ درﺳﻪ واﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻤﻊ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ اﻟﺪرس ‪..‬‬ ‫ﺑ ﺪأ اﻟﻄﻼب ﻳﺴﺄﻟﻮن ‪ ..‬ﻓﺮﻓﻊ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﻩ‬ ‫ﻟﻴﺴﺄل ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﺸﻴﺦ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﺳﺆاﻟﻚ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻣﺘﻰ وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻤﻐﺮب‬ ‫؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬إذا ﻏﺮﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ ‪!! ..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬وإذا ﺟ ﺎء اﻟﻠﻴﻞ واﻟﺸﻤﺲ ﻟﻢ ﺗﻐﺮب ‪..‬‬ ‫) ‪( 81‬‬

‫رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ وﻏﻴﺮهﻤﺎ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻤﺎذا ﻧﻔﻌﻞ ؟!‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ‪ :‬ﺁن ﻷﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ أن ﻳﻤﺪ رﺟﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﺪ رﺟﻠﻪ آﻤﺎ آﺎﻧﺖ ‪..‬‬ ‫وﺳ ﻜﺖ ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟﺴ ﺆال اﻟﻤﺘ ﻨﺎﻗﺾ !!‪ ..‬إذ آ ﻴﻒ‬ ‫ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻠﻴﻞ واﻟﺸﻤﺲ ﻟﻢ ﺗﻐﺮب ؟!!‬ ‫ﻳﻘﻮﻟ ﻮن إن اﻟﻨﻈ ﺮة اﻷوﻟ ﻰ إﻟ ﻴﻚ ﺗﻜ ﻮﱢن ﻓ ﻲ ذه ﻦ‬ ‫اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ أآﺜﺮ ﻣﻦ ‪ %70‬ﻣﻦ ﺗﺼﻮرﻩ ﻋﻨﻚ ‪..‬‬ ‫وﻳ ﺒﺪو أﻧ ﻪ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﺘﺄﻣﻞ ﺳ ﺘﺠﺪ أن اﻟﻨﻈ ﺮة اﻷوﻟ ﻰ‬ ‫ﺗﻜ ﻮن أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ‪ %95‬ﻋ ﻨﻚ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬أو‬ ‫ﺗﻌﺮﱢف ﺑﻨﻔﺴﻚ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻮ ﻣﺸ ﻴﺖ ﻓ ﻲ ﻣﻤ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ أو ﺷ ﺮآﺔ‬ ‫وﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎب ﺣﺴﻨﺔ ‪ ..‬وﻋﻠﻴﻪ وﻗﺎر‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻪ ‪ ..‬ﻟﺮأﻳﺖ أﻧﻚ – رﺑﻤﺎ ﻻ ﺷﻌﻮرﻳ ًﺎ – إذا‬ ‫ﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﻠﺖ ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫وﺻ ﻠﺖ إﻟ ﻰ ﺑﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺮ اﻟﺘﻔ ﱠ‬ ‫ﺗﻔﻀﻞ ‪ ..‬ﻃﺎل ﻋﻤﺮك !!‬ ‫وﻟﻮ رآﺒﺖ ﺳﻴﺎرة أﺣﺪ أﺻﺪﻗﺎﺋﻚ ﻓﺮأﻳﺘﻬﺎ ﻓﻮﺿﻰ ‪..‬‬ ‫ه ﻨﺎ ﻓ ﺮدة ﺣ ﺬاء ﻣﺮﻣ ﻲ ‪ ..‬وه ﻨﺎ روق ﺷ ﺎورﻣﺎ ‪..‬‬ ‫وهﻤﺎ ﻣﻨﺪﻳﻞ ‪ ..‬وأﺷﺮﻃﺔ آﺎﺳﻴﺖ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮة ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻮﻧﺖ ﻓﻜ ﺮة ﻋ ﻦ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة أﻧﻪ ﻓﻮﺿﻮي‬ ‫‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎل ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ‪..‬‬ ‫وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻟﺒﺎس اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻣﻈﻬﺮهﻢ اﻟﻌﺎم ‪..‬‬ ‫واﻟ ﺬي أﻋﻨ ﻴﻪ ه ﻨﺎ ه ﻮ اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻤﻈﻬ ﺮ ﻻ‬ ‫اﻹﺳ ﺮاف ﻓ ﻲ اﻟﻠ ﺒﺎس أو اﻟﺴ ﻴﺎرة ‪ ..‬أو اﻷﺛﺎث ‪..‬‬ ‫أوﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫آﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻨﻮاﺣﻲ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﻟ ﻪ ﺣﻠ ﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺪﻳﻦ واﻟﺠﻤﻌﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺣﻠﺔ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻮﻓﻮد ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻤﻈﻬﺮﻩ وراﺋﺤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻳﺤﺐ اﻟﻄﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ : τ‬آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬أزه ﺮ اﻟﻠﻮن‬ ‫آﺄن ﻋﺮﻗﻪ اﻟﻠﺆﻟﺆ ‪ ..‬إذا ﻣﺸﺎ ﺗﻜﻔﺄ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺎ ﻣﺴﺴ ﺖ دﻳ ﺒﺎﺟ ًﺎ وﻻ ﺣﺮﻳ ﺮًا أﻟ ﻴﻦ ﻣ ﻦ آ ﻒ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫وﻻ ﺷ ﻤﻤﺖ ﻣﺴ ﻜ ًﺎ وﻻ ﻋﻨﺒ ﺮًا أﻃ ﻴﺐ ﻣ ﻦ راﺋﺤ ﺔ‬ ‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬وآﺎﻧ ﺖ ﻳ ﺪُﻩ ﻣﻄﻴﺒ ًﺔ آﺄﻧﻤﺎ أﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﺟﺆﻧﺔ ﻋﻄﺎر ‪..‬‬ ‫وآﺎن ‪ .. ρ‬ﻳﻌﺮف ﺑﺮﻳﺢ اﻟﻄﻴﺐ إذا أﻗﺒﻞ ‪..‬‬

‫‪151‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ ) τ‬آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻻ ﻳ ﺮد‬ ‫اﻟﻄﻴﺐ ( ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ :‬ﻣ ﺎ ﻣﺴﺴ ﺖ ﺣﺮﻳ ﺮًا وﻻ دﻳ ﺒﺎﺟ ًﺎ‬ ‫أﻟﻴﻦ ﻣﻦ آﻒ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ρ‬أﺣﺴﻦ اﻟﻨﺎس وﺟﻬ ًﺎ ‪ ..‬آﺎن وﺟﻬﻪ‬ ‫ﻣﺴﺘﻨﻴﺮًا آﺎﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺮّ اﺳ ﺘﻨـﺎر وﺟﻬ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ آ ﺄن‬ ‫وآ ﺎن إذا ُ‬ ‫وﺟﻬﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﺟﺎﺑ ﺮ ﺑﻦ ﺳﻤﺮة رأﻳﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻲ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻣﻘﻤﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠ ﺖ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬وإﻟﻰ اﻟﻘﻤﺮ‬ ‫‪ ..‬وﻋﻠ ﻴﻪ ﺣﻠ ﺔ ﺣﻤ ﺮاء ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻋ ﻨﺪي‬ ‫أﺣﺴﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺮ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻳﺄﻣ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻳﺄﻣﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫ﺑﻤﺮاﻋﺎة اﻟﻤﻈﻬﺮ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ اﻷﺣ ﻮص ﻋ ﻦ أﺑ ﻴﻪ ‪ .. τ‬ﻗ ﺎل ‪:‬‬ ‫ﻲ ﺛﻮب دون ) أي ردئ‬ ‫أﺗ ﻴﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬وﻋﻠ ّ‬ ‫( ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬أﻟﻚ ﻣﺎل ؟ ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﻦ أي اﻟﻤ ﺎل ؟ ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻣ ﻦ اﻹﺑ ﻞ‬ ‫واﻟﺒﻘﺮ واﻟﻐﻨﻢ واﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮﻗﻴﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻓ ﺈذا ﺁﺗ ﺎك اﷲ ﻣ ﺎ ًﻻ ‪ ..‬ﻓﻠُﻴ َﺮ أﺛ ُﺮ‬ ‫ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ وآﺮاﻣﺘِﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ ) : ρ‬ﻣ ﻦ أﻧﻌ ﻢ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻌﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﺈن‬ ‫اﷲ ﻳﺤﺐ أن ﻳﺮى أﺛﺮ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ( ‪.‬‬ ‫وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ‪ τ‬ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﺗﺎﻧﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬زاﺋﺮًا ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﻓﺮأى‬ ‫ﻼ ﺷﻌﺜ ًﺎ ﻗﺪ ﺗﻔﺮق ﺷﻌﺮﻩ ‪..‬‬ ‫رﺟ ً‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺎ آﺎن ﻳﺠﺪ هﺬا ﻣﺎ ﻳُﺴﻜﻦ ﺑﻪ ﺷﻌﺮﻩ‬ ‫؟‬ ‫ﻼ ﺁﺧﺮ وﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎب وﺳﺨﺔ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ورأى رﺟ ً‬ ‫أﻣﺎ آﺎن هﺬا ﻳﺠﺪ ﻣﺎء ﻳﻐﺴﻞ ﺑﻪ ﺛﻮﺑﻪ ؟ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪ ) :‬ﻣﻦ آﺎن ﻟﻪ ﺷﻌﺮ ﻓﻠﻴﻜﺮﻣﻪ ( ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻳﺤﺮّص ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺴﻤﺖ ‪ ..‬وﺟﻤﺎل‬ ‫اﻟﺸﻜﻞ ‪ ..‬واﻟﻠﺒﺎس ‪ ..‬وﻃﻴﺐ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ) :‬إن اﷲ ﺟﻤﻴﻞ‬ ‫وآﺎن ﻳﺮدد ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﻗﺎﺋ ً‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻳﺤﺐ اﻟﺠﻤﺎل ( )‪.. (82‬‬

‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﻈﺮة اﻷوﻟﻰ إﻟﻴﻚ ﺗﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذهﻦ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ‪%70‬‬ ‫ﻣﻦ ﺗﺼﻮرﻩ ﻋﻨﻚ ‪..‬‬ ‫‪ 68.‬اﻟﺼﺪق ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أﻧﻲ آﻨﺖ أراﻗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻼب ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ‬ ‫اﻻﻣ ﺘﺤﺎن ‪ ..‬وآ ﺎن اﻻﻣ ﺘﺤﺎن ﻳ ﻮم ﺧﻤ ﻴﺲ ‪ ..‬وﻣﻊ‬ ‫ﻼ إﻻ أﻧ ﻨﺎ‬ ‫أن ﻳ ﻮم اﻟﺨﻤ ﻴﺲ ه ﻮ إﺟ ﺎزة أﺻ ً‬ ‫اﺿﻄﺮرﻧﺎ أن ﻧﺠﻌﻞ ﻓﻴﻪ اﻣﺘﺤﺎﻧ ًﺎ ﻟﺰﺣﻤﺔ اﻟﻤﻮاد ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺪ ﻣﻀ ﻲ رﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﻣﺘﺤﺎن ‪ ..‬أﻗﺒﻞ‬ ‫أﺣ ﺪ اﻟﻄ ﻼب ﻣﺘﺄﺧ ﺮًا ‪ ..‬آ ﺎن اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻳ ﺒﺪو ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺸﺪﻳﺪ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻋﻔ ﻮًا ‪ ..‬أﺗ ﻴﺖ ﻣﺘﺄﺧ ﺮًا وﻟ ﻦ أﺳ ﻤﺢ ﻟ ﻚ‬ ‫ﺑﺪﺧﻮل اﻻﻣﺘﺤﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﺪأ ﻳﺮﺟﻮﻧﻲ أن أﺳﻤﺢ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﺬي أﺧﺮك ؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬واﷲ ﻳﺎ دآﺘﻮر ‪ ..‬راﺣﺖ ﻋﻠﻲ ﻧﻮﻣﺔ !!‬ ‫أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ﺻ ﺪﻗﻪ ‪ ..‬وﻗﻠ ﺖ ﺗﻔﻀﻞ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻞ واﻣﺘﺤﻦ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺑﻌﺪﻩ ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ أﻗﺒﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ أﺧﺮك ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ دآﺘﻮر واﷲ اﻟﻄﺮﻳﻖ زﺣﺤﺤﺤﻤﺔ ‪ ..‬ﺗﻌﺮف‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ﻃﺎﻟﻌﻴﻦ ﻟﺪواﻣﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬هﺬا راﻳﺢ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺘﻪ ‪ ..‬وهﺬا ﻟﺸﺮآﺘﻪ ‪ ..‬وهﺬا ‪..‬‬ ‫ﻲ ﻟﻴﻘﻨﻌﻨﻲ أن اﻟﻄﺮﻳﻖ زﺣﻤﺔ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﻌﺪد ﻋﻠ ﱠ‬ ‫وﻧﺴ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ أن اﻟ ﻴﻮم إﺟ ﺎزة ﻟﻠﻤﻮﻇﻔ ﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ورﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮق إﻻ ﻃﻼﺑﻨﺎ !!‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳﻌﻨ ﻲ اﻟﺸ ﻮارع زﺣﻤ ﺔ ‪ ..‬واﻟﺴ ﻴﺎرات‬ ‫ﺗﻤﻸ اﻟﻄﺮق ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬إي واﷲ ﻳﺎ دآﺘﻮر آﺄﻧﻚ ﺗﺮى ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﺎﻃﺮ !! إذا أردت أن ﺗﻜ ﺬب ﻓﺎﺿ ﺒﻂ‬ ‫اﻟﻜﺬﺑ ﺔ ‪ ..‬ﻳ ﺎ أﺧﻲ اﻟﻴﻮم ﺧﻤﻴﻴﻴﻴﺲ ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ‬ ‫دواﻣﺎت ‪ ..‬ﻣﻦ أﻳﻦ ﺟﺎءت اﻟﺰﺣﻤﺔ ؟!!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺁﻩ ﻳﺎ دآﺘﻮر ‪ ..‬ﻧﺴﻴﺖ ‪ " ..‬ﺑﻨﺸﺮ ﻋﻠﻲ اﻟﻜﻔﺮ‬ ‫" ‪ ..‬أي ﺗﻌﻄﻠ ﺖ إﺣ ﺪى إﻃ ﺎرات اﻟﺴ ﻴﺎرة ﻓﻮﻗ ﻒ‬ ‫) ‪( 82‬‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬

‫‪152‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻹﺻﻼﺣﻬﺎ ‪!!..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻣﻀﻄﺮﺑ ًﺎ ﻣﺘﻮرﻃ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻀﺤﻜﺖ‬ ‫ودﺧﻞ ﻟﻴﻤﺘﺤﻦ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣﺎ أﻗﺒﺢ أن ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﻨﺎس أﻧﻚ ﺗﻜﺬب‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﻜ ﺬب ﻳﻨﻔ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻨﻚ ‪ ..‬وﻳﻔﻘ ﺪك‬ ‫اﻟﻤﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻋﻨﺪهﻢ ‪..‬‬ ‫وﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺜﻘﻮن ﻓﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻮ وﻗﻌ ﺖ ﻷﺣ ﺪهﻢ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻦ ﻳﺸ ﻜﻮهﺎ‬ ‫إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫وﻟﻮ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺑﺸﻲء ﻟﻦ ﻳﺴﻤﻌﻮﻩ ﺑﺘﻘﺒﻞ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ : ε‬ﻳﻄ ﺒﻊ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼل آﻠﻬﺎ إﻻ‬ ‫)‪(83‬‬ ‫اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ واﻟﻜﺬب‬ ‫وﺳ ﺌﻞ ‪ .. ε‬ﻓﻘ ﻴﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫أﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺟﺒﺎﻧ ًﺎ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻼ؟‬ ‫ﻓﻘﻴﻞ ‪ :‬أﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺨﻴ ً‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻴﻞ ‪ :‬أﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ آﺬاﺑ ًﺎ ؟‬ ‫)‪(84‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ‪: τ‬‬ ‫دﻋﺘﻨﻲ أﻣﻲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬ورﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻗﺎﻋﺪ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﻴﺘﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫هﺎ ‪ ..‬ﺗﻌﺎل أﻋﻄﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ : ε‬وﻣ ﺎ أردت أن‬ ‫ﺗﻌﻄﻴﻪ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أﻋﻄﻴﻪ ﺗﻤﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ ‪ :‬أﻣ ﺎ إﻧ ﻚ ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﺗﻌﻄ ﻴﻪ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫(‬ ‫آﺘﺒﺖ ﻋﻠﻴﻚ آﺬﺑﺔ )‪85‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬إذا اﻃﻠ ﻊ ﻋﻠ ﻰ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ أه ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ‬ ‫آﺬب آﺬﺑﺔ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺰل ﻣﻌﺮﺿ ًﺎ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻴﺎن ﻳ ﻨﺪﻓﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫إﻟ ﻰ اﻟﻜ ﺬب ‪ ..‬ﻷﺟ ﻞ إﻇﻬ ﺎر أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺼﻮرة‬ ‫أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ‪..‬‬ ‫) ‪( 83‬‬ ‫) ‪( 84‬‬ ‫) ‪( 85‬‬

‫رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ وﻏﻴﺮهﻤﺎ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﻃﺄ‬ ‫رواﻩ أﺑﻮ داود‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓ ﺘﺠﺪﻩ ﻳﻜ ﺬب ﻓ ﻲ ﺑﻄ ﻮﻻت ﻳ ﺆﻟﻔﻬﺎ ‪ ..‬وﻣﻮاﻗ ﻒ‬ ‫ﻳﺨﺘﺮﻋﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أو ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺺ ‪ ..‬ﻟﻴﻤﻠّﺤﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أو ﻳﺪﻋ ﻲ أﺷ ﻴﺎء ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬وه ﻮ آ ﺎذب ‪ ..‬ﻓﻴﺘﺸ ﺒﻊ‬ ‫ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻂ ‪..‬‬ ‫أو ﺗﺠﺪ اﻟﻜﺬاب ﻳﻌﺪ وﻳﺨﻠﻒ ‪..‬‬ ‫أو ﻳ ﺘﻮرط ﺑﺄﻣ ﻮر ‪ ..‬ﻓﻴﺨ ﺘﻠﻖ أﻋ ﺬارًا ﻣﺘ ﻨﻮﻋﺔ ‪..‬‬ ‫وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﻨﺎس آﺬﺑﻪ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻒ أﺣ ﺪ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء أﻣ ﺎم اﻟﺴ ﻠﻄﺎن ‪ ..‬ﻓﺸ ﻬﺪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺴﻠﻄﺎن ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺎح اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ‪ :‬أﻋ ﻮذ ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬واﷲ ﻟ ﻮ ﻧﺎدى ﻣﻨﺎ ٍد‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ‪ :‬إن اﷲ أﺣ ﱠﻞ اﻟﻜ ﺬب ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ وهﻮ ﺣﺮام !!‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻜﺬب ﻟﻮن واﺣﺪ آﻠﻪ أﺳﻮد ‪..‬‬

‫‪ 69.‬اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺧ ﺮﺟﻨﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻮﻟ ﻴﻤﺔ ‪ :‬ﺗﺼﺪق آﻨﺖ‬ ‫أﻋﺮف اﺳﻢ اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﺗﻜﻠﻤﺘﻢ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ﻟ ﻴﺶ ﻣ ﺎ ذآ ﺮﺗﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ رأﻳﺘ ﻨﺎ‬ ‫ﻣﺘﺤﻴﺮﻳﻦ ؟!‬ ‫ﺧﻔﺾ رأﺳﻪ وﻗﺎل ‪ :‬ﺧﺠﻠﺖ أﺗﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪ :‬ﺗﺒ ًﺎ ﻟﻠﺠُﺒﻦ ‪..‬‬ ‫وﺁﺧ ﺮ آ ﺎن ﻳﺪرس ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻘ ﻴﺖ ﺑ ﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻲ ‪ :‬ﻗ ﺒﻞ ﻳﻮﻣ ﻴﻦ دﺧﻠ ﺖ‬ ‫اﻟﻔﺼ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺮأﻳﺖ اﻟﻄ ﻼب واﺟﻤ ﻴﻦ ‪ ..‬واﻟﻤ ﺪرس‬ ‫ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ آﺮﺳﻴﻪ ‪ ..‬ﺑﺪون ﺷﺮح ‪..‬‬ ‫ﺟﻠﺴﺖ وﺳﺄﻟﺖ اﻟﺬي ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬زﻣﻴﻠﻨﺎ ﻋﺴﺎف ﻣﺎت اﻟﺒﺎرﺣﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻔﺼ ﻞ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ أﺻ ﺪﻗﺎء ﻋﺴ ﺎف ‪..‬‬ ‫ﺗﺎرآﻮن ﻟﻠﺼﻼة ‪ ..‬واﻟﻐﻮن ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت‬ ‫‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﺗﺄﺛﻴ ﺮ اﻟﺨﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ واﺿﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﻧﻔﺴﻲ‬ ‫أن أﻟﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ آﻠﻤ ﺔ وﻋﻈ ﻴﺔ أﺣ ﺜﻬﻢ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﺼﻼة ‪ ..‬وﺑﺮ اﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬وإﺻﻼح اﻟﻨﻔﺲ ‪..‬‬

‫‪153‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ‪ :‬ﻣﻤﺘﺎاااز ‪ ..‬هﻞ ﻓﻌﻠﺖ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﺼﺮاﺣﺔ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﺧﺠﻠﺖ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻜﺖ ‪ ..‬وآﻈﻤ ﺖ ﻏﻴﻈ ﻲ وأﻧ ﺎ أﻗ ﻮل ﻓ ﻲ‬ ‫ﺠﺒْﻦ ؟!!‬ ‫ﻧﻔﺴﻲ ‪ :‬ﺗﺒ ًﺎ ﻟﻠـ ُ‬ ‫اﻣ ﺮأة ﺗﺴ ﺄﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا ﻟ ﻢ ﺗﺼ ﺎرﺣﻲ زوﺟ ﻚ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮع ؟‬ ‫ﻓ ﺘﻘﻮل ‪ :‬أﺳ ﺘﺤﻲ !! ﺧﻔ ﺖ ﻳ ﺰﻋﻞ !! ﺧﻔ ﺖ‬ ‫ﻳﻬﺠﺮﻧﻲ ‪ ..‬ﺧﻔﺖ ‪..‬‬ ‫ﺷ ﺎب ﺗﺴ ﺄﻟﻪ ‪ :‬ﻟ ـ َﻢ ﻟ ﻢ ﺗﺨﺒ ﺮ أﺑ ﺎك ﺑﺎﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ‬ ‫ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ؟!‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬أﺧﺎف ‪ ..‬ﻣﺎ أﺗﺠﺮأ ‪..‬‬ ‫أو رﺑﻤﺎ رﻓﻊ أﺣﺪهﻢ ﺿﻐﻄﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪ :‬أﺳﺘﺤﻲ‬ ‫أﺑﺘﺴﻢ ‪ ..‬أﺧﺠﻞ أﺛﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫أﺧﺎف ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻳﺠﺎﻣﻞ ‪ ..‬ﻳﺴﺘﺨﻒ دﻣﻪ ‪..‬‬ ‫أﺳ ﻤﻊ ه ﺬﻩ اﻟﺘﺼ ﺮﻓﺎت آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬ﻓﺄﺗﻤﻨ ﻰ أن‬ ‫أﺻﺮخ ﻓﻴﻬﻢ ‪ :‬ﻳﺎ ﺟﺒﻨﺎااااء ‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ؟!‬ ‫اﻟﺠ ﺒﺎن ﻻ ﻳﺒﻨ ﻲ ﻣﺠ ﺪًا ‪ ..‬ه ﻮ ﺻ ﻔﺮ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﺸﻤﺎل داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫إن ﺣﻀ ﺮ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﺗﻠﺤّﻒ ﺑـﺠُـﺒْﻨﻪ وﻟﻢ ﻳﺸﺎرك‬ ‫ﺑﺮأي ‪ ..‬أو ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ ‪..‬‬ ‫وإن ذآ ﺮوا ﻧﻜ ﺘﺔ ﺿ ﺤﻜﻮا وﻋﻠّﻘ ﻮا ‪ ..‬وﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳ ﺰﻳﺪ ﻋﻠ ﻰ أن ﺧﻔ ﺾ رأﺳ ﻪ‬ ‫وﺗﺒﺴﻢ ‪..‬‬ ‫وإن ﺣﻀ ﺮ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳﻨﺘ ﺒﻪ أﺣﺪ ﻟﻮﺟﻮدﻩ‬ ‫‪..‬‬ ‫واﻷﻋﻈ ﻢ ﻣ ﻦ ذﻟﻚ إن آﺎن أﺑ ًﺎ ‪ ..‬أو زوﺟ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أو ﻣﺪﻳﺮًا ‪..‬‬ ‫أو ﺣﺘﻰ زوﺟﺔ أو أﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻳﻜﺮهﻮن اﻟﺠﺒﺎن ‪ ..‬وﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻗﺪر ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻮد ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﻟﻘﺎء ‪..‬‬ ‫اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﺢ ‪..‬‬ ‫اﻟﺸ ﺠﺎﻋﺔ ﻓ ﻲ ﺗﻄﺒ ﻴﻖ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫ﻋﻮّد ﻧﻔﺴﻚ ودرﺑﻬﺎ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ اﻟﻨﺼﺮ ‪ :‬ﺻﺒﺮ‬ ‫ﺳﺎﻋﺔ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 70.‬اﻟﺜﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺎدئ ‪..‬‬ ‫آﻠﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﺨﺺ أﻗﻮى ‪ ..‬وﺛﺒﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺒﺎدﺋﻪ أﺷﺪ ‪ ..‬آﺎن أهﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬ ‫أﺣﻴ ﻨ ًﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﺒﺎدﺋﻚ ﻋﺪم أﺧﺬ اﻟﺮﺷﻮة ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ‬ ‫ﻣﻠﱠﺤﻮا أﺳﻤﺎءهﺎ ‪ ..‬ﺑﺨﺸﻴﺶ ‪ ..‬هﺪﻳﺔ ‪ ..‬ﻋﻤﻮﻟﺔ ‪..‬‬ ‫زوﺟ ﺔ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﻣ ﺒﺎدﺋﻬﺎ ‪ ..‬ﻋ ﺪم اﻟﻜ ﺬب ﻋﻠ ﻰ‬ ‫زوﺟﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ زﻳﻨﻮﻩ ﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﺗﻤﺸﻴﺔ ﺣﺎل ‪ ..‬آﺬب‬ ‫أﺑﻴﺾ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺒﺎدئ ‪ ..‬ﻋ ﺪم ﺗﻜ ﻮﻳﻦ ﻋﻼﻗ ﺎت ﻣﺤ ﺮﻣﺔ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﺠﻨﺲ اﻵﺧﺮ ‪ ..‬ﻋﺪم ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﺷ ﺨﺺ ﻻ ﻳ ﺪﺧﻦ ‪ ..‬ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻟﻴﺜ ﺒﺖ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدﺋﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدﺋﻪ وإن اﻧﺘﻘﺪﺗﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬واﺗﻬﻤ ﻮﻩ ﺑﻌ ﺪم اﻟﻤ ﺮوﻧﺔ ‪ ..‬إﻻ أن‬ ‫ﻣﺸﺎﻋﺮهﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺗﺆﻣﻦ أﻧﻬﺎ أﻣﺎم ﺑﻄﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺠﺪ أن أآﺜﺮهﻢ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ وﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄهﻤﻴﺘﻪ أآﺜﺮ ن‬ ‫ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وﻟﻴﺶ هﺬا ﺧﺎﺻ ًﺎ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﺠﻨﺴﻴﻦ دون اﻵﺧﺮ ‪ ..‬ﺑﻞ‬ ‫اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺳﻮاء ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺛ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺒﺎدﺋﻚ وﻻ ﺗﻘ ﺪم ﺗ ﻨﺎزﻻت ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪهﺎ‬ ‫ﺳﻴﺮﺿﺦ اﻟﻨﺎس ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﻇﻬﺮ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﺟﻌﻠﺖ ﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺗﻔﺪ إﻟﻰ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻓﺠ ﺎء وﻓ ﺪ ﻗﺒ ﻴﻠﺔ ﺛﻘ ﻴﻒ وآﺎﻧ ﻮا ﺑﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ رﺟ ً‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﺪﻣﻮا أﻧﺰﻟﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻴﺴﻤﻌﻮا‬ ‫اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ‪ :‬ﻋﻦ اﻟﺮﺑﺎ واﻟﺰﻧﺎ واﻟﺨﻤﺮ ؟‬ ‫ﻓﺤﺮم ﻋﻠﻴﻬﻢ ذﻟﻚ آﻠﻪ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻟﻬ ﻢ ﺻ ﻨﻢ ورﺛ ﻮا ﻋ ﺒﺎدﺗﻪ وﺗﻌﻈ ﻴﻤﻪ ﻋ ﻦ‬ ‫ﺁﺑ ﺎﺋﻬﻢ ‪ ..‬اﺳ ﻤﻪ " اﻟ ﺮﺑﺔ " ‪ ..‬وﻳﺼ ﻔﻮﻧﻪ ﺑ ـ "‬ ‫اﻟﻄﺎﻏ ﻴﺔ " ‪ ..‬وﻳﻨﺴ ﺠﻮن ﺣ ﻮﻟﻪ اﻟﻘﺼ ﺺ‬ ‫واﻟﺤﻜﺎﻳﺎت ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ " اﻟﺮﺑﺔ " ﻣﺎ هﻮ ﺻﺎﻧﻊ ﺑﻬﺎ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اهﺪﻣﻮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔ ﺰﻋﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ه ﻴﻬﺎت ‪ ..‬ﻟ ﻮ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺮﺑﺔ أﻧﻚ‬ ‫ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻬﺪﻣﻬﺎ ‪ ..‬ﻗﺘﻠﺖ أهﻠﻬﺎ !!‬ ‫وآ ﺎن ﻋﻤ ﺮ ﺣﺎﺿﺮًا ‪ ..‬ﻓﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ هﺪم‬

‫‪154‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺻﻨﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬وﻳﺤﻜ ﻢ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺛﻘﻴﻒ !! ﻣﺎ أﺟﻬﻠﻜﻢ‬ ‫!! إﻧﻤﺎ اﻟﺮﺑﺔ ﺣﺠﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺒﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬إﻧ ﺎ ﻟ ﻢ ﻧﺄﺗ ﻚ ﻳ ﺎ اﺑ ﻦ‬ ‫اﻟﺨﻄﺎب ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻧﺸ ﺘﺮط أن ﺗ ﺪع ﻟ ﻨﺎ اﻟﻄﺎﻏ ﻴﺔ ﺛ ﻼث‬ ‫ﺳﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻬﺪﻣﻪ ﺑﻌﺪهﺎ إن ﺷﺌﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮأى اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أﻧﻬﻢ ﻳﺴﺎوﻣﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻌﻘ ﻴﺪة !! ه ﻮ أﺻ ﻞ ﻣ ﻦ أﺻ ﻮل اﻹﺳ ﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ دام أﻧﻬ ﻢ ﺳﻴﺴ ﻠﻤﻮن ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ اﻟﺪاﻋ ﻲ‬ ‫ﻟﻠﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺼﻨﻢ ‪!! ..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻓﺪﻋﻪ ﺳﻨﺘﻴﻦ ‪ ..‬ﺛﻢ اهﺪﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻓﺪﻋﻪ ﺳﻨﺔ واﺣﺪة ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻓﺪﻋﻪ ﺷﻬﺮًا واﺣﺪًا !!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأوا أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﺠﺐ ﻟﻬ ﻢ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﺷ ﺮك وإﻳﻤ ﺎن ‪ ..‬ﻻ ﻣﺠ ﺎل ﻓ ﻴﻬﺎ‬ ‫ﻟﻠﻤﻔﺎوﺿﺔ !!‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻓﺘﻮ ﱠل أﻧﺖ هﺪﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﺈﻧﺎ ﻟﻦ ﻧﻬﺪﻣﻬﺎ أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺳﺄﺑﻌﺚ إﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﻔﻴﻜﻢ هﺪﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬واﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ﻻ ﻧ ﺮﻳﺪ أن ﻧﺼ ﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺄﻧﻒ أن ﺗﻌﻠﻮ إﺳﺖ اﻟﺮﺟﻞ رأﺳﻪ !!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬أﻣ ﺎ آﺴ ﺮ أﺻ ﻨﺎﻣﻜﻢ ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻜﻢ‬ ‫ﻓﺴﻨﻌﻔﻴﻜﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وأﻣ ﺎ اﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺧﻴ ﺮ ﻓ ﻲ دﻳ ﻦ ﻻ ﺻ ﻼة‬ ‫ﻓﻴﻪ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺳﻨﺆﺗﻴﻜﻬﺎ ‪ ..‬وإن آﺎﻧﺖ دﻧﺎءة ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎﺗﺒﻮﻩ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وذه ﺒﻮا إﻟ ﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ‪ ..‬ودﻋﻮهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم‬ ‫‪ ..‬ﻓﺄﺳﻠﻤﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗﺪم ﻋﻠﻴﻬﻢ رﺟﺎل ﻣﻦ أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ ε‬ﻟﻬﺪم اﻟﺼﻨﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻬﻢ ﺧﺎﻟ ﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻮﻟ ﻴﺪ ‪ ..‬واﻟﻤﻐﻴﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﺜﻘﻔﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻮﺟﻪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﻨﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔ ﺰﻋﺖ ﺛﻘ ﻴﻒ ‪ ..‬وﺧ ﺮج اﻟ ﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴ ﺎء‬ ‫واﻟﺼﺒﻴﺎن ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺮﻗﺒﻮن اﻟﺼﻨﻢ ‪ ..‬وﻗﺪ وﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ أﻧﻪ‬ ‫ﻟﻦ ﻳﻨﻬﺪم ‪ ..‬وأن اﻟﺼﻨﻢ ﺳﻴﻤﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎم اﻟﻤﻐﻴ ﺮة ﺑ ﻦ ﺷﻌﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻔﺄس ‪ ..‬واﻟﺘﻔﺖ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫واﷲ ﻷﺿﺤﻜﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺛﻘﻴﻒ !!‬ ‫ﺛﻢ اﻗﺒﻞ إﻟﻰ اﻟﺼﻨﻢ ‪ ..‬ﻓﻀﺮب اﻟﺼﻨﻢ ﺑﺎﻟﻔﺄس ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﺳﻘﻂ وﺟﻌﻞ ﻳﺮﻓﺲ ﺑﺮﺟﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺛﻘﻴﻒ ‪ ..‬وارﺗﺠﻮا ‪ ..‬وﻓﺮﺣﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟﻮا ‪:‬‬ ‫أﺑﻌﺪ اﷲ اﻟﻤﻐﻴﺮة ‪ ..‬ﻗﺘﻠﺘﻪ اﻟﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺘﻮا إﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﻗﺎﻟﻮا ‪:‬‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺎء ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻠﻴﻘﺘﺮب ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪهﺎ ﻗﺎم اﻟﻤﻐﻴﺮة ﺿﺎﺣﻜ ًﺎ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫وﻳﺤﻜ ﻢ ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﺛﻘ ﻴﻒ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ ه ﻲ ﻟﻜ ﺎع ) أي‬ ‫ﻣ ﺰﺣﺔ ( ‪ ..‬وه ﺬا ﺻﻨﻢ ‪ ..‬ﺣﺠﺎرة وﻣﺪر ‪ ..‬ﻓﺎﻗﺒﻠﻮا‬ ‫ﻋﺎﻓﻴﺔ اﷲ واﻋﺒﺪوﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻳﻬ ﺪم اﻟﺼﻨﻢ ‪ ..‬واﻟﻨﺎس ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ زاﻟﻮا‬ ‫ﻳﻬﺪﻣ ﻮﻧﻬﺎ ﺣﺠ ﺮًا ﺣﺠ ﺮًا ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﻮوهﺎ ﺑﺎﻻرض‬ ‫‪..‬‬

‫ﻲ ‪..‬‬ ‫وﺣْـ ْ‬ ‫"ﻣﻦ ﻃﻠﺐ رﺿﺎ اﻟﻨﺎس ﺑﺴﺨﻂ اﷲ ﺳﺨﻂ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫وأﺳﺨﻂ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎس ‪ ،‬وﻣﻦ ﻃﻠﺐ رﺿﺎ اﷲ ﺑﺴﺨﻂ‬ ‫اﻟﻨﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ وأرﺿﻰ ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺎس "‬ ‫‪ 71.‬إﻏﺮاءات ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺮأت أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺑ ﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ‪ ..‬اﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗ ﺮأ إﻋ ﻼن ﻹﺣ ﺪى اﻟﺸ ﺮآﺎت ﺣ ﻮل ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻣﻮﻇﻔﻴﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﺤﺮاﺳﺎت ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻠﺠ ﻨﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼ ﺔ ﺑﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣ ﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺟﻤ ﻊ آﺒﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺒﺎب ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﻴﻦ‬ ‫وﻏﻴﺮ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫آﻠﻤ ﺎ ﺧﺮج ﺷﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺳﺄﻟﻪ اﻟﻮاﻗﻔﻮن ‪..‬‬ ‫ﻋﻦ ﻣﺎذا ﺳﺄﻟﻮك ؟ وﺑﻤﺎذا أﺟﺒﺖ ؟‬ ‫آﺎن ﻣﻦ أهﻢ أﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ‪ :‬آﻢ آﺄﺳ ًﺎ ﺗﺸﺮب ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺮ‬

‫‪155‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻳﻮﻣﻴ ًﺎ ؟!‬ ‫ﺟﺎء دور ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻞ ‪ ..‬وﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﺄﻟﻮﻩ ‪ :‬آ ﻢ ﺗﺸ ﺮب ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺨﻤﺮ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻧﺎ ﻻ أﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻟﻤﺎذا !! هﻞ أﻧﺖ ﻣﺮﻳﺾ ؟!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ..‬واﻟﺨﻤﺮ ﺣﺮام ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﺗﺸﺮﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻋﻄﻠﺔ ﺁﺧﺮ‬ ‫اﻷﺳﺒﻮع ؟!!‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﻈﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﺘﻌﺠﺒﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻇﻬ ﺮت اﻟﻨ ﺘﺎﺋﺞ ‪ ..‬ﻓﺈذا اﺳﻤﻪ ﻓﻲ أواﺋﻞ‬ ‫اﻟﻤﻘﺒﻮﻟﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺑﺪأ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻌﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ أﺷﻬﺮ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻟﻘ ﻲ أﺣ ﺪ اﻟﻤﺴ ﺌﻮﻟﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ‬ ‫اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ وﺳﺄﻟﻪ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا آﻨﺘﻢ ﺗﻜﺮرون ﺳﺆاﻟﻲ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺨﻤﺮ ؟!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻷن اﻟﻮﻇ ﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﻠ ﻮﺑﺔ ه ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺤﺮاﺳ ﺎت ‪ ..‬وآﻠﻤ ﺎ ﺗﻮﻇ ﻒ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺷ ﺎب ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﺟﺌ ﻨﺎ ﺑ ﻪ ﻳﺸ ﺮب اﻟﺨﻤ ﺮ وﻳﺴﻜﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﻀﻴﻊ‬ ‫ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ‪ ..‬وﻳﻬﺠ ﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺮآﺔ ﻣ ﻦ ﻳﺴﺮﻗﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ وﺟ ﺪﻧﺎك ﻻ ﺗﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ ﻋﺮﻓﻨﺎ أﻧﻨﺎ‬ ‫وﻗﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺘﻐﺎﻧﺎ ‪ ..‬ﻓﻮﻇﻔﻨﺎك هﻨﺎ !!‬ ‫ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ اﻟﺜ ﺒﺎت ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺒﺎدئ وإن آﺜ ﺮت‬ ‫اﻹﻏﺮاءات ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أﻧ ﻨﺎ ﻧﻌ ﻴﺶ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺘﻤﻌﺎت ﻗ ﱠﻞ أن‬ ‫ﺗﺠ ﺪ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻣ ﻦ ﻳﺘﻤﺴ ﻚ ﻣ ﺒﺎدﺋﻪ ‪ ..‬ﻳﻌ ﻴﺶ ﻣ ﻦ‬ ‫أﺟﻠﻬ ﺎ وﻳﻤ ﻮت ﻣ ﻦ أﺟﻠﻬ ﺎ ‪ ..‬وﻳﺜ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻬﺎ ‪ ..‬وإن آﺜﺮت اﻹﻏﺮاءات ‪..‬‬ ‫إذا ﻣﺸ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﺤﻴﺢ ‪ ..‬واﻟﺘ ﺰﻣﺖ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼ ﺮاط اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻴﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﺻ ﺤﺎب اﻟﻤ ﺒﺎدئ‬ ‫اﻷﺧﺮى ﻟﻦ ﻳﺘﺮآﻮك ‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ﺪم ﻗ ﺒﻮﻟﻚ ﻟﻠﺮﺷ ﻮة ﻳﻐﻀ ﺐ زﻣ ﻼءك‬ ‫اﻟﻤﺮﺗﺸﻴﻦ ‪..‬‬ ‫واﻣﺘﻨﻌﺎك ﻋﻦ اﻟﺰﻧﺎ ‪ ..‬ﻳﻐﻀﺐ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ !!‬ ‫ﺲ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ذُآ ﺮ أن ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب ‪ τ‬آﺎن ﻳ ِﻌ ّ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻳﺮاﻗﺐ وﻳﻨﻈﺮ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻤ ﺮ ﺑﺄﺣ ﺪ اﻟﺒ ﻴﻮت ﻓ ﻲ ﻇﻠﻤ ﺔ اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﺴ ﻤﻊ ﻓ ﻴﻪ‬ ‫ﻼ‬ ‫رﺟﺎل ﺳﻜﺎرى ‪ ..‬ﻓﻜﺮﻩ أن ﻳﻄﺮق ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺒﺎب ﻟﻴ ً‬ ‫‪ ..‬وﺧﺸﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻇﻨﻪ ﺧﺎﻃﺌ ًﺎ ‪ ..‬وأراد أن ﻳﺘﺜﺒﺖ‬ ‫ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻨﺎول آﺴﺮة ﻓﺤﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ..‬ووﺿﻊ ﺑﻬﺎ‬ ‫ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎب ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻤﻊ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﺪار ﺻﻮﺗ ًﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﺎب ‪ ..‬ﻓﺨﺮج ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮأى اﻟﻌﻼﻣ ﺔ ‪ ..‬ورأى ﻇﻬ ﺮ ﻋﻤ ﺮ ﻣﻮﻟﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻔﻬﻢ‬ ‫اﻟﻘﺼﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن اﻷﺻ ﻞ أن ﻳﻤﺴ ﺢ اﻟﻌﻼﻣ ﺔ وﻳﻨﺘﻬ ﻲ اﻷﻣ ﺮ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻨﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ‪!!..‬‬ ‫وإﻧﻤﺎ أﺧﺬ آﺴﺮة اﻟﻔﺤﻢ وأﻗﺒﻞ إﻟﻰ ﺑﻴﻮت ﺟﻴﺮاﻧﻪ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ أﺑﻮاﺑﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎت !!‬ ‫وآﺄﻧ ﻪ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳﻨ ﺰل اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻮاﻩ ‪..‬‬ ‫وﻳﻜﻮﻧ ﻮن ﻣ ﺜﻠﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳ ﺮﺗﻔﻊ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻣﺴﺘﻮاهﻢ ‪!!..‬‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺜﻞ ‪ :‬ودت اﻟ ﺰاﻧﻴﺔ ﻟ ﻮ أن اﻟﻨﺴ ﺎء آﻠﻬ ﻦ‬ ‫زﻧﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟ ﺘﺠﺎرب ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻨﺎ ‪ ..‬أن ﺗﺠ ﺪ زوﺟ ﺔ آﺜﻴ ﺮة‬ ‫اﻟﻜﺬب ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ ‪ ..‬ﺗﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪ ..‬وﺗﻌﻮدت‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا رأت ﻣ ﻦ ﺗﻨﻜ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺗﻨﺼ ﺤﻬﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼ ﺪق ‪ ..‬ﺣﺎوﻟ ﺖ أن ﺗﺠ ﺮهﺎ إﻟ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻨﻘﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺮرت ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ :‬اﻟﺮﺟﺎل ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻣﻌﻬﻢ إﻻ آﺬا ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﺗﻤﺸﻲ أﻣﻮرك ﻣﻌﻪ إﻻ ﺑﺎﻟﻜﺬب ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ﺗﺰال ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﻣﺒﺎدﺋﻪ وﺗﺘﻐﻴﺮ ‪ ..‬أو‬ ‫رﺑﻤﺎ ﺗﺜﺒﺖ ‪ ..‬وﻟﻌﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺌﻮل ﺣﺴ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ ﻣ ﻊ‬ ‫ﻣﻮﻇﻔ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻳ ﺮى أن ه ﺬا ﻣﻤ ﺎ ﻳﻔ ﻴﺪ اﻟﻌﻤ ﻞ ‪..‬‬ ‫وﻳﺰرث اﻟﺮاﺣﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺰﻳﺪ اﻹﻧﺘﺎج ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻠﻘﺎﻩ ﻣﺴ ﺌﻮل ﺳ ﻲء اﻟﺨﻠ ﻖ ‪ ..‬ﻣ ﺒﻐﻮض ﻣ ﻦ ِﻗﺒَﻞ‬ ‫ﻣﻮﻇﻔ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻴﺤﺴ ﺪﻩ – رﺑﻤ ﺎ – أو ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳﻘﻨﻌﻪ‬ ‫ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﺁﺧ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻘﻮل ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻻ ﺗﻔﻌﻞ‬ ‫آﺬا ‪ ..‬واﻓﻌﻞ آﺬا ‪ ..‬وﻻ ﺗﺒﺘﺴﻢ ‪ ..‬وﻻ ‪..‬‬ ‫أو ﺻ ﺎﺣﺐ ﺑﻘﺎﻟ ﺔ ﻻ ﻳﺒ ﻴﻊ اﻟﺴ ﺠﺎﺋﺮ ‪ ..‬ﻓ ﻴﺤﻮل أن‬ ‫ﻳﻘﻨﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ واﺛ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺒﺎدﺋﻚ ‪ ..‬وﻗ ﻞ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻓﻜ ﻦ ﺑﻄ ً‬ ‫ﺻﻮﺗﻚ ‪ :‬ﻻااااا ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ أﻏﺮوك ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﺣ ﺎول اﻟﻜﻔ ﺎر ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬أن ﻳﺘﻨﺎزل‬

‫‪156‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻋ ﻦ ﻣ ﺒﺎدﺋﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل اﷲ ﻟ ﻪ ‪ ) :‬ودوا ﻟ ﻮ‬ ‫ُﺗﺪْهﻦ ﻓﻴﺪهﻨﻮن ( ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻟﻴﺤﺎﻓﻈﻮا‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧﻬ ﻢ ﻻ ﻣ ﺒﺎدئ ﻋﻨﺪهﻢ أﺻ ً‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻻ ﻣﺎﻧ ﻊ ﻋ ﻨﺪهﻢ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺘ ﻨﺎزل ﻋ ﻦ ﻣ ﺒﺎدﺋﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ أن ﻳﻐ ﺮوك‬ ‫ﺑﺘﺮك ﻣﺒﺎدﺋﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬ ‫" ﻓﻼ ﺗﻄﻊ اﻟﻤﻜﺬﺑﻴﻦ * ودوا ﻟﻮ ﺗﺪهﻦ‬ ‫ﻓﻴﺪهﻨﻮن "‬

‫‪ 72.‬اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺨﻠ ﻮ اﻟﺤ ﻴﺎة ﻣ ﻦ ﻋﺜ ﺮات ﺗﺼ ﻴﺒﻨﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﺬﻩ ﻣ ﺰﺣﺔ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬وﺗﻠ ﻚ آﻠﻤ ﺔ ﻧﺎﺑ ﻴﺔ ‪..‬‬ ‫وﺗﻌ ﱟﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺧﺼ ﻮﻣﺔ ﺑ ﻴﻦ اﺛﻨ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ‪ ..‬أو‬ ‫اﺧﺘﻼف ﻓﻲ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ ‪ ..‬أو ﺁراء ‪..‬‬ ‫وﺑﻌﻀ ﻨﺎ ﻳﻜﺒﺮ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﻟﻴﺲ‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻌﻔﻮ أو اﻟﻨﺴﻴﺎن ‪..‬‬ ‫أو رﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻤﻠ ﻚ اﺳ ﺘﻌﺪادًا ﻟﻘ ﺒﻮل أﻋ ﺬار‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﻌﺬب ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪم ﻋﻔﻮﻩ ‪ ..‬ﻳﻤﻸ‬ ‫ﺻﺪرﻩ ﺑﺄﺣﻘﺎد ﺗﺸﻐﻠﻪ ﺗﻌﺬﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﷲ در اﻟﺤﺴ ﺪ ﻣ ﺎ أﻋﺪﻟ ﻪ ‪ ..‬ﺑ ﺪأ ﺑﺼ ﺎﺣﺒﻪ‬ ‫ﻓﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻼ ﺗﻌ ﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪ ..‬هﻨﺎك أﺷﻴﺎء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن‬ ‫ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ‪ ..‬وﻋﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ‪..‬‬ ‫اِﻧ َ‬ ‫ﻟﻤﺎ دﺧﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪ ..‬واﻃﻤﺄن‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﺧﺮج ﺣﺘﻰ ﺟﺎء اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻄﺎف ﺑﻬﺎ ﺳﺒﻌ ًﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫راﺣﻠﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻀ ﻰ ﻃ ﻮاﻓﻪ ‪ ..‬دﻋ ﺎ ﻋ ﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻟﻪ ﻓﺪﺧﻠﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺮأى ﻓﻴﻪ ﺻﻮر اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وﻏﻴﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫ورأى إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﺼﻮرًا ﻓﻲ ﻳﺪﻩ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻷزﻻم ﻳﺴﺘﻘﺴﻢ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻗ ﺎﺗﻠﻬﻢ اﷲ ‪ ..‬ﺟﻌﻠ ﻮا ﺷ ﻴﺨﻨﺎ ﻳﺴﺘﻘﺴ ﻢ‬ ‫ﺑﺎﻷزﻻم !! ﻣﺎ ﺷﺄن اﺑﺮاهﻴﻢ واﻷزﻻم ؟!‬ ‫ﻣ ﺎ آ ﺎن إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻳﻬ ﻮدﻳ ًﺎ وﻻ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴ ًﺎ وﻟﻜ ﻦ آ ﺎن‬ ‫ﺣﻨﻴﻔ ًﺎ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ وﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ أﻣﺮ ‪ ε‬ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺼﻮر آﻠﻬﺎ ﻓﻄﻤﺴﺖ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ وﺟ ﺪ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺣﻤﺎﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﻋ ﻴﺪان ﻓﻜﺴﺮهﺎ ﺑﻴﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻃﺮﺣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ وﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ اﺟ ﺘﻤﻊ ﻟ ﻪ اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻣﺴ ﻠﻤﻴﻦ‬ ‫واﻟﻜﻔﺎر ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺻ ﻠﻰ رآﻌﺘ ﻴﻦ ﺛ ﻢ اﻧﺼﺮف إﻟﻰ زﻣﺰم ‪ ..‬ﻓﺎﻃﻠﻊ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬ودﻋﺎ ﺑﻤﺎء ﻓﺸﺮب ﻣﻨﻬﺎ وﺗﻮﺿﺄ ‪..‬‬ ‫واﻟﻨﺎس ﻳﺒﺘﺪرون وﺿﻮءﻩ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ﻳﺘﻌﺠ ﺒﻮن ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وﻳﻘﻮﻟﻮن ‪ :‬ﻣﺎ‬ ‫رأﻳﻨﺎ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻗﻂ وﻻ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺑﻪ ﻣﺜﻞ هﺬا ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻘ ﺎم إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻓﺄﺧ ﺮﻩ ﻋ ﻦ اﻟﻜﻌ ﺒﺔ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻣﻠﺼﻘﺎ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم ‪ ε‬ﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬وﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ‪ ..‬ﺻﺪق وﻋﺪﻩ‬ ‫‪ ..‬وﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪﻩ ‪ ..‬وهﺰم اﻻﺣﺰاب وﺣﺪﻩ ‪..‬‬ ‫أﻻ آ ﻞ ﻣﺄﺛ ﺮة ‪ ..‬أو دم ‪ ..‬أو ﻣ ﺎل ُﻳﺪﱠﻋ ﻰ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ‬ ‫ﻣﻮﺿ ﻮع ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻲ هﺎﺗﻴﻦ ‪ ..‬إﻻ ﺳﺪاﻧﺔ اﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬ ‫وﺳ ﻘﺎﻳﺔ اﻟﺤ ﺎج ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﺮر ﺑﻌ ﺾ اﻷﺣﻜ ﺎم‬ ‫اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫َأ َﻻ وﻗﺘ ﻴﻞ اﻟﺨﻄ ﺄ ﺷ ﺒﻪ اﻟﻌﻤ ﺪ ﺑﺎﻟﺴ ﻮط واﻟﻌﺼ ﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔ ﻴﻪ اﻟﺪﻳ ﺔ ﻣﻐﻠﻈﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻻﺑﻞ ‪ ..‬أرﺑﻌﻮن ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ أوﻻدهﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رؤوس ﻗ ﺮﻳﺶ وﺳ ﺎداﺗﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺼ ﺎح‬ ‫ﺑﻬﻢ ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬إن اﷲ ﻗ ﺪ أذه ﺐ ﻋ ﻨﻜﻢ ﻧﺨ ﻮة‬ ‫اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ‪ ..‬وﺗﻌﻈّﻤﻬﺎ ﺑﺎﻵﺑﺎء ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺁدم ‪ ..‬وﺁدم ﻣﻦ ﺗﺮاب ‪..‬‬ ‫ﺧَﻠ ْﻘﻨَﺎآُﻢ ﻣﱢﻦ َذ َآ ٍﺮ‬ ‫س ِإﻧﱠﺎ َ‬ ‫ﺛﻢ ﺗﻼ " ﻳَﺎ َأ ﱡﻳﻬَﺎ اﻟﻨﱠﺎ ُ‬ ‫ن‬ ‫ﺷﻌُﻮﺑًﺎ َو َﻗﺒَﺎ ِﺋ َﻞ ِﻟ َﺘﻌَﺎ َرﻓُﻮا ِإ ﱠ‬ ‫ﺟ َﻌ ْﻠ ﻨَﺎ ُآ ْﻢ ُ‬ ‫َوأُﻧ َﺜ ﻰ َو َ‬ ‫ﺧﺒِﻴ ٌﺮ "‬ ‫ﻋﻠِﻴ ٌﻢ َ‬ ‫ﷲ َ‬ ‫ن ا َﱠ‬ ‫ﷲ َأ ْﺗﻘَﺎ ُآ ْﻢ ِإ ﱠ‬ ‫َأ ْآ َﺮ َﻣ ُﻜ ْﻢ ﻋِﻨ َﺪ ا ِﱠ‬ ‫ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ وﺟﻮﻩ اﻟﻜﻔﺎر ‪..‬‬ ‫وه ﻮ ﻓﻲ ﻋﺰﻩ وﻣﻠﻜﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ..‬وهﻢ ﻓﻲ ذﻟﻬﻢ‬

‫‪157‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﺿﻌﻔﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن ﻃﺎﻟﻤ ﺎ آﺬﺑ ﻮﻩ ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬وأهﺎﻧ ﻮﻩ ‪..‬‬ ‫وأﻟﻘﻮا اﻷوﺳﺎخ ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ وهﻮ ﺳﺎﺟﺪ ‪..‬‬ ‫وآﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪ ..‬ﻣﻬ ﺰوﻣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫أذﻻء ‪ ..‬ﺻﺎﻏﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﺗﺮون أﻧﻲ‬ ‫ﻓﺎﻋﻞ ﻓﻴﻜﻢ ؟‬ ‫ﻓﺎﻧﺘﻨﻔﻀﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺗﻔﻌﻞ ﺑﻨﺎ ﺧﻴﺮًا ‪ ..‬أﻧﺖ‬ ‫أخ آﺮﻳﻢ ‪ ..‬واﺑﻦ أخ آﺮﻳﻢ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ه ﻞ ﻧﺴ ﻮا ﻣ ﺎ آﺎﻧ ﻮا ﻳﻔﻌﻠ ﻮﻧﻪ ﺑﻬ ﺬا‬ ‫اﻷخ اﻟﻜﺮﻳﻢ ‪ ..‬أﻳﻦ ﺳﺒﻜﻢ ‪ :‬ﻣﺠﻨﻮن ‪ ..‬ﺳﺎﺣﺮ‬ ‫‪ ..‬آﺎهﻦ ؟!‬ ‫ﻣ ﺎ دام أﺧ ًﺎ آ ﺮﻳﻤ ًﺎ ‪ ..‬وأﺑ ﻮﻩ أخ آ ﺮﻳﻢ !!‬ ‫ﻓﻠﻤﺎذا ﺣﺎرﺑﺘﻤﻮﻩ ؟!‬ ‫أﻳﻦ ﺗﻌﺬﻳﺒﻜﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻀﻌﻔﺎء ‪..‬‬ ‫هﺬا ﺑﻼل واﻗﻒ ‪ ..‬وﺁﺛﺎر اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻻ ﺗﺰال ﻓﻲ‬ ‫ﻇﻬﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وﺗﻠ ﻚ ﻧﺨﻠ ﺔ ﻗ ﺮﻳﺒﺔ ﻗ ﺘﻠﺖ ﻋ ﻨﺪهﺎ أﻣ ﻴﺔ ‪..‬‬ ‫وزوﺟﻬ ﺎ ﻳﺎﺳ ﺮ ‪ ..‬وه ﺬا اﺑ ﻨﻬﻤﺎ ﻋﻤ ﺎر ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺸﻬﺪ ‪..‬‬ ‫أﻳ ﻦ ﺣﺒﺴ ﻜﻢ ﻟ ﻪ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻟﻀ ﻌﻔﺎء ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻼث ﺳ ﻨﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺐ ﺑﻨ ﻲ ﻋﺎﻣ ﺮ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫أآﻠﻮا ورق اﻟﺸﺠﺮ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺠﻮع ‪..‬؟!! ﻣﺎ‬ ‫رﺣﻤ ﺘﻢ ﺑﻜ ﺎء اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬وﻻ أﻧ ﻴﻦ اﻟﺸ ﻴﺦ‬ ‫ﻼ وﻻ ﻣﺮﺿﻌ ًﺎ !!‬ ‫اﻟﻜﺒﻴﺮ ‪ ..‬وﻻ ﺣﺎﻣ ً‬ ‫أﻳ ﻦ ﺣ ﺮﺑﻜﻢ ﻟ ﻪ ﻓﻲ ﺑﺪر ‪ ..‬وأﺣﺪ ‪ ..‬وﺗﺤﺰﺑﻜﻢ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻨﺪق ؟‬ ‫أﻳ ﻦ ﻣ ﻨﻌﻜﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ دﺧﻮل ﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ‪ ..‬ﻟﻤﺎ‬ ‫ﺟ ﺎءآﻢ ﻗ ﺒﻞ ﺳﻨﻴﻦ ‪ ..‬وﺗﺮآﺘﻤﻮﻩ ﻣﺤﺒﻮﺳ ًﺎ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪ ..‬ﻣﻤﻨﻮﻋﺎًﻣﻦ دﺧﻮل ﻣﻜﺔ ؟‬ ‫أﻳ ﻦ ﺻ ﺪآﻢ ﻟﻌﻤ ﻪ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻋ ﻦ اﻹﺳ ﻼم‬ ‫وهﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش اﻟﻤﻮت ؟‬ ‫أﻳ ﻦ ‪..‬؟ أﻳ ﻦ ‪..‬؟ ﺷ ﺮﻳﻂ ﻃﻮﻳﻴﻴﻴ ﻴﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺬآﺮﻳﺎت اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻳﻤﺮ أﻣﺎم ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ‪.. ε‬‬ ‫ﻟ ﻴﺲ ه ﻮ ﻓﻘ ﻂ ‪ ..‬ﺑ ﻞ أﻣ ﺎم ﻧﺎﻇ ﺮي أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ‬ ‫وﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬وﻋﺜﻤﺎن وﻋﻠﻲ ‪ ..‬وﺑﻼل وﻋﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻦ هﺆﻻء ‪ ..‬ﻟﻪ ﻣﻊ ﻗﺮﻳﺶ ﻗﺼﺔ‬ ‫ﺣﺰﻳﻨﺔ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫آﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻨﺰل ﺑﻬﻢ أﻗﺴﻰ أﻧﻮاع اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬﻢ أﻋﺪاء ﻣﺤﺎرﺑﻮن ‪ ..‬ﻣﻌﺘﺪون ‪ ..‬ﺧﻮﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ﺧﻮﻧﺔ ‪ ..‬ﺧﺎﻧﻮا ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪ ..‬واﻋﺘﺪوا ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﻮا ﻣﺠ ﺮﻣﻴﻦ ‪ ..‬ﻣﺘﺤﻴ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻻ ﻳ ﺪرون ﻣ ﺎذا‬ ‫ﺳﻴُﻔﻌﻞ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ‪ ε‬ﻳ ﺪوس ﻋﻠ ﻰ اﻷﺣﻘ ﺎد ‪ ..‬وﻳﺤﻠ ﻖ ﺑﻬﻤ ﺘﻪ‬ ‫ﻋﺎاااﻟﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻳﻘ ﻮل آﻠﻤ ﺔ ﻳﻬ ﺘﻒ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ‪ :‬اذهﺒﻮا ‪ ..‬ﻓﺄﻧﺘﻢ‬ ‫اﻟﻄﻠﻘﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻨﻄﻠﻘﻮن ‪ ..‬ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﺗﻜﺎد أرﺟﻠﻬﻢ ﺗﻄﻴﺮ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻔﺮح ‪..‬‬ ‫أﺣﻘ ًﺎ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﺎ ؟!!‬ ‫ﺛ ﻢ ﺗﻠﻔ ﺖ ‪ ε‬ﻳﻨﻈ ﺮ ﺣ ﻮل اﻟﻜﻌ ﺒﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﺛﻠ ﺜﻤﺎﺋﺔ‬ ‫وﺳ ﺘﻮن ﺻ ﻨﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﺗﻌ ﺒﺪ ﻣ ﻦ دون اﷲ ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪ ﺑﻴ ﺘﻪ‬ ‫اﻟﻤﻌﻈّﻢ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ ‪ ε‬ﻳﻀ ﺮﺑﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﻬﻮي ‪ ..‬وهﻮ‬ ‫ﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﺟ ﺎء اﻟﺤ ﻖ ‪ ..‬وزه ﻖ اﻟﺒﺎﻃﻞ ‪ ..‬ﺟﺎء اﻟﺤﻖ ‪ ..‬وﻣﺎ‬ ‫ﻳﺒﺪئ اﻟﺒﺎﻃﻞ وﻣﺎ ﻳﻌﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ آﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ اﻟﻌ ﺘﺎة اﻟ ﺒﻐﺎة ‪ ..‬اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟﻬ ﻢ‬ ‫ﺗ ﺎرﻳﺦ أﺳ ﻮد ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓ ﺮوا ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻗﺒﻞ‬ ‫دﺧﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬وأﺻﺤﺎﺑﻪ إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻓﺮ ﻣﻨﻬﺎ هﺎرﺑ ًﺎ ‪ ..‬وﻗﺪ ﺗﺤﻴﺮ أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻀﻰ إﻟﻰ ﺟﺪة ﻟﻴﺮآﺐ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻴﻤﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟ ﻨﺎس ﻋﻔ ﻮ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻧﺴ ﻴﺎﻧﻪ‬ ‫ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ اﻷﻟﻴﻢ ‪..‬‬ ‫ﺟﺎء ﻋﻤﻴﺮ ﺑﻦ وهﺐ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ إن ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬وﻗﺪ‬ ‫ﺧ ﺮج هﺎرﺑ ًﺎ ﻣ ﻨﻚ ‪ ..‬ﻟ ﻴﻘﺬف ﻧﻔﺴ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓّﺄﻣﱢﻨﻪ ‪ ..‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ ρ‬ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ‪ :‬هﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋﻤﻴ ﺮ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄﻨ ﻲ ﺁﻳﺔ ﻳﻌﺮف‬ ‫ﺑﻬ ﺎ أﻣﺎﻧ ﻚ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄ ﺎﻩ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻤﺎﻣ ﺘﻪ اﻟﺘﻲ‬ ‫دﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ إذا رﺁهﺎ ﺻﻔﻮان ‪ ..‬ﻋﺮﻓﻬﺎ‬ ‫ﻓﻮﺛﻖ ﻓﻲ ﺻﺪق ﻋﻤﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج ﺑﻬ ﺎ ﻋﻤﻴ ﺮ ﺣﺘ ﻰ أدرآ ﻪ ‪ ..‬وه ﻮ ﻳ ﺮﻳﺪ أن‬ ‫ﻳﺮآﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ‪..‬‬

‫‪158‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺻﻔﻮان ‪ ..‬ﻓﺪاك أﺑﻲ وأﻣﻲ ‪ ..‬اﷲ‬ ‫‪ ..‬اﷲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ أن ﺗﻬﻠﻜﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻬﺬا أﻣﺎن ﻣﻦ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺪ ﺟﺌﺘﻚ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﻔﻮان ‪ :‬وﻳﺤ ﻚ ‪ ..‬أﻏ ﺮب ﻋﻨ ﻲ ﻓ ﻼ‬ ‫ﺗﻜﻠﻤﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻚ آ ﺬاب ‪ ..‬وآ ﺎن ﺧﺎﺋﻔ ًﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻣﻐﺒﺔ ﻣﺎ آﺎن ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أي ﺻ ﻔﻮان ‪ ..‬ﻓ ﺪاك أﺑ ﻲ وأﻣ ﻲ ‪..‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وأﺑﺮ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وأﺣﻠ ﻢ اﻟ ﻨﺎس ‪..‬وﺧﻴ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وه ﻮ اﺑ ﻦ‬ ‫ﻋﻤ ﻚ ‪ ..‬ﻋ ﺰﱡﻩ ﻋ ﺰك ‪ ..‬وﺷ ﺮﻓُﻪ ﺷ ﺮﻓﻚ ‪..‬‬ ‫وﻣﻠﻜُﻪ ﻣﻠﻜﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻲ أﺧﺎﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬هﻮ أﺣﻠﻢ ﻣﻦ ذاك وأآﺮم ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺟﻊ ﺻﻔﻮان ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻼ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﻓﻤﻀ ﻰ ﺑ ﻪ ﻋﻤﻴ ﺮ‬ ‫ﺣﺘﻰ وﻗﻒ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺻﻔﻮان ‪ :‬إن هﺬا ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻚ ﻗﺪ أﻣﻨﺘﻨﻲ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ε‬ﺻﺪق ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﺻ ﻔﻮان ‪ :‬أﻣ ﺎ دﺧﻮﻟ ﻲ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺟﻌﻠﻨﻲ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎر ﻓﻴﻪ ﺷﻬﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬أﻧﺖ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎر ﻓﻴﻪ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ أﺳﻠﻢ ﺻﻔﻮان ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ اﻟﻌﻔ ﻮ ﻋ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻧﺴ ﻴﺎن‬ ‫اﻟﻤﺎﺿ ﻲ اﻷﻟ ﻴﻢ ‪ ..‬ه ﺬا ﺧﻠ ﻖ ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ﻻ‬ ‫ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻪ إﻻ اﻟﻌﻈﻤ ﺎء ‪ ..‬اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘ ﺮﻓﻌﻮن‬ ‫ﺑ ﺄﺧﻼﻗﻬﻢ ﻋ ﻦ ﺳ ﻔﺎﻟﺔ اﻻﻧ ﺘﻘﺎم ‪ ..‬واﻟﺤﻘ ﺪ ‪..‬‬ ‫وﺷ ﻔﺎء اﻟﻐ ﻴﻆ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺤ ﻴﺎة ﻗﺼ ﻴﺮة ‪ -‬ﻋﻠﻰ آﻞ‬ ‫ﺣ ﺎل ‪ .. -‬ﻧﻌ ﻢ ه ﻲ أﻗﺼ ﺮ ﻣ ﻦ أن ﻧﺪﻧﺴ ﻬﺎ‬ ‫ﺑﺤﻘﺪ وﺿﻐﻴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺎﺟ ﺎت اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ε‬هﻴ ﻨ ًﺎ‬ ‫ﻟﻴﻨ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﻤﻘ ﺪاد ﺑ ﻦ اﻷﺳ ﻮد ‪ : τ‬ﻗ ﺪﻣﺖ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ‬ ‫أﻧﺎ وﺻﺎﺣﺒﺎن ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻠﻨﺎس ﻓﻠﻢ ﻳﻀﻔﻨﺎ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺗﻴ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﺬآﺮﻧﺎ ﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺿﺎﻓﻨﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻨﺰل وﻋﻨﺪﻩ أرﺑﻊ أﻋﻨﺰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﺣﻠ ﺒﻬﻦ ﻳ ﺎ ﻣﻘ ﺪاد ‪ ..‬وﺟﺰﺋﻬﻦ أرﺑﻌﺔ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أﺟ ﺰاء ‪ ..‬وأﻋ ﻂ آ ﻞ إﻧﺴ ﺎن ﺟﺰءًا ﻓﻜﻨﺖ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن اﻟﻤﻘ ﺪاد آ ﻞ ﻣﺴ ﺎء ‪ ..‬ﻳﺤﻠ ﺐ ﻓﻴﺸ ﺮب ه ﻮ‬ ‫وﺻ ﺎﺣﺒﺎﻩ ‪ ..‬وﻳﺒﻘ ﻰ ﺟ ﺰء اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة‬ ‫واﻟﺴ ﻼم ‪ ..‬ﻓ ﺈن آ ﺎن ﻣﻮﺟ ﻮدًا ﺷ ﺮﺑﻪ ‪ ..‬وإن آ ﺎن‬ ‫ﻏﺎﺋﺒ ًﺎ ﺣﻔﻈﻮﻩ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺟﻊ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻟ ﻴﻠﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟ ﻲ ‪ ..‬ﺗﺄﺧ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﺿﻄﺠﻊ اﻟﻤﻘﺪاد ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪:‬‬ ‫إن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻗ ﺪ أﺗ ﻰ أه ﻞ ﺑ ﻴﺖ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻃﻌﻤﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻮ ﻗﻤﺖ ﻓﺸﺮﺑﺖ هﺬﻩ اﻟﺸﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﺗ ﺰل ﺑ ﻪ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم ﻓﺸ ﺮﺑﻬﺎ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳ ﺒﻖ‬ ‫ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﻟﻤﻘﺪاد ‪ :‬ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻲ وﺗﻘﺎر ‪ ..‬أﺧﺬﻧﻲ‬ ‫ﻣﺎ ﻗﺪم وﻣﺎ ﺣﺪث ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳﺠ ﻲء اﻵن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ‪..‬ﻇﻤﺂﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻼ‬ ‫ﻳﺮى ﻓﻲ اﻟﻘﺪح ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻴﺪﻋﻮ ﻋﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺠﻴﺖ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻲ ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وﺟ ﺎء اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﺴﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺔ ﺗﺴﻤﻊ اﻟﻴﻘﻈﺎن ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻮﻗﻆ اﻟﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﻘﺪاد ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻪ ‪ ..‬ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ ‪ ρ‬إﻟﻰ‬ ‫إﻧﺎﺋﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺸ ﻒ ﻋ ﻨﻪ ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺮ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺮﻓﻊ ﺑﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﺰع اﻟﻤﻘﺪاد ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬اﻵن ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﺘﺴﻤﻊ ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺑﻪ ‪ .. ρ‬ﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫اﻟﻠﻬﻢ اﺳﻖ ﻣﻦ ﺳﻘﺎﻧﻲ ‪ ..‬وأﻃﻌﻢ ﻣﻦ أﻃﻌﻤﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﻤﻘﺪاد ذﻟﻚ ‪ ..‬أَﻏﺘﻨﻢ دﻋﻮة اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎم ﻓﺄﺧ ﺬ اﻟﺸ ﻔﺮة اﻟﺴ ﻜﻴﻦ ‪ ..‬ﻓ ﺪﻧﺎ إﻟ ﻰ اﻷﻋﻨ ﺰ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺬﺑﺢ إﺣﺪاهﺎ ‪ ..‬ﻟﻴﻄﻌﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺠﺴﻬﻦ ﻳﻨﻈﺮ أﻳﺘﻬﻦ أﺳﻤﻦ ﻟﻴﺬﺑﺤﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻮﻗﻌﺖ ﻳ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺿﺮع إﺣﺪاهﻦ ﻓﺈذا هﻲ ﺣﺎﻓﻞ ‪..‬‬ ‫ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻠﺒﻦ ‪..‬‬ ‫وﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻷﺧﺮى ﻓﺈذا هﻲ ﺣﺎﻓﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﻈ ﺮت ﻓ ﺈذا ه ﻲ آﻠﻬ ﻦ ﺣﻔ ﻞ ‪ ..‬ﻓﺤﻠ ﺐ ﻓ ﻲ إﻧ ﺎء‬

‫‪159‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫آﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﻤﻸﻩ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﺖ رﻏﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ أﺗﻰ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﺷﺮب ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬آﺜﺮة اﻟﻠﺒﻦ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻣﺎ ﺷﺮﺑﺘﻢ ﺷﺮاﺑﻜﻢ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻳﺎ ﻣﻘﺪاد ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﺷ ﺮب ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ‬ ‫اﻟﺨﺒﺮ ﻳﺎ ﻣﻘﺪاد ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬اﺷﺮب ﺛﻢ اﻟﺨﺒﺮ ‪ ..‬ﻓﺸﺮب اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺛﻢ‬ ‫ﻧﺎول اﻟﻘﺪح ﻟﻠﻤﻘﺪاد ‪ ..‬ﻓﻘﺎل اﻟﻤﻘﺪاد ‪ :‬اﺷﺮب‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬ﻓﺸ ﺮب ﺛ ﻢ ﻧﺎوﻟ ﻪ اﻟﻘ ﺪح ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﺷﺮب ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﻤﻘ ﺪاد ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﻗﺪ روي ‪ ..‬وأﺻﺎﺑﺘﻨﻲ دﻋﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺿﺤﻜﺖ ﺣﺘﻰ أﻟﻘﻴﺖ إﻟﻰ اﻷرض ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ :‬إﺣ ﺪى ﺳﻮﺁﺗﻚ ﻳﺎ ﻣﻘﺪاد !‬ ‫‪.‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧﻚ ﻗﺪ أﺑﻄﺄت ﻋﻠﻴﻨﺎ‬ ‫اﻟﻠ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬وآ ﻨﺖ ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ﻟﻌﻞ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗ ﺪ ﺗﻌﺸ ﻰ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺼﺎر‬ ‫‪ ..‬وﻗ ﺺ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻘﺼ ﺔ آﻠﻬ ﺎ ‪ ..‬وآ ﻴﻒ أن‬ ‫اﻷﻋﻨ ﺰ ﺣﻠﺒﺖ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ﻣﺮﺗﻴﻦ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺎدة ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻣﻦ أﻣﺮي آﺬا ‪ ..‬ﻓﺼﻨﻌﺖ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ إﻻ رﺣﻤ ﺔ اﷲ ‪ ..‬أﻻ‬ ‫آ ﻨﺖ ﺁذﻧﺘ ﻲ ﺗ ﻮﻗﻆ ﺻ ﺎﺣﺒﻴﻚ ه ﺬﻳﻦ ﻓﻴﺼ ﻴﺒﺎن‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬واﻟ ﺬي ﺑﻌ ﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤ ﻖ ﻣ ﺎ أﺑﺎﻟ ﻲ إذا‬ ‫أﺻ ﺒﺘَﻬﺎ ‪ ..‬وأﺻ ﺒﺘُﻬﺎ ﻣﻌ ﻚ ﻣ ﻦ أﺻ ﺎﺑﻬﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬

‫اﻟﺤﻴﺎة أﺧﺬ وﻋﻄﺎء ‪ ..‬ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻋﻄﺎءك‬ ‫أآﺜﺮ ﻣﻦ أﺧﺬك ‪..‬‬ ‫‪ 73.‬اﻟﻜﺮم ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪ :‬ﻣﻦ ﺳﻴﺪآﻢ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﻋﻠﻰ أﻧﻨﺎ ﻧﺒﺨﱢﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬وأي داء أدوُأ ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﺨﻞ ؟!! ﺑ ﻞ‬ ‫ﺳﻴﺪآﻢ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﺠﻌﺪ ﻓﻼن ‪..‬‬ ‫هﻜ ﺬا ﺟ ﺮى اﻟﻨﻘﺎش ﺑﻴﻦ إﺣﺪى اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ وﺑﻴﻦ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻟﻤ ﺎ أﺳ ﻠﻤﻮا ﻓﺴ ﺄﻟﻬﻢ ﻋ ﻦ ﺳ ﻴﺪهﻢ‬ ‫ﻟﻴﻘﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ إﺳﻼﻣﻬﻢ أو ﻳﻐﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ وأي داء أدوأ ﻣﻦ اﻟﺒﺨﻞ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ أﻗ ﺒﺢ اﻟ ﺒﺨﻞ وﻣ ﺎ أﻋ ﺮض اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻨﻪ ‪ ..‬وﻣ ﺎ‬ ‫أﺛﻘﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻘ ﻴﻢ ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺘﻪ وﻟ ﻴﻤﺔ ﻳﺘﺤ ﺒﺐ ﺑﻬ ﺎ إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻬ ﺪي هﺪﻳ ﺔ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﺠﻤ ﺎل‬ ‫ﻣﻈﻬ ﺮﻩ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻬ ﺘﻢ ﺑ ﺰآﺎء ﺑ ﺮاﺋﺤﺘﻪ ‪ ..‬ﺗﻮﻓﻴ ﺮًا‬ ‫ﻟﻠﻤﺎل ‪ ..‬ورﺿ ًﺎ ﺑﺎﻟﺪون ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﻔﻀﺎل ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ‬ ‫أﺣ ﺒﺎﺑﻪ ‪ ..‬إن اﺷﺘﺎﻗﻮا ﻟﻼﺟﺘﻤﺎع واﻷﻧﺲ ﻓﻔﻲ ﺑﻴﺘﻪ‬ ‫‪ ..‬وإن ﻧﻘﺺ ﻋﻠﻰ أﺣﺪهﻢ ﺷﻲء ﺗﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺄﺳ ﺮ ﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ ﺑﻜ ﺮﻣﻪ ‪ ..‬وﻳﺴ ﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ‬ ‫ﺑﺈﺣﺴﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫أﺣﺴﻦ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ‬ ‫ﻓﻄﺎﻟﻤ ﺎ اﺳ ﺘﻌﺒﺪ اﻹﻧﺴ ﺎن‬ ‫إﺣﺴﺎن‬ ‫وﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻋﻨﺪ إآﺮام ﻏﻴﺮك أن ﺗﻜﻮن ﻧﻴﺘﻚ ﺣﺴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻠ ﺘﺂﻟﻒ ﻣ ﻊ إﺧ ﻮاﻧﻚ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وآﺴ ﺐ ﻣﻮدﺗﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬واﻟﺘﻘ ﺮب إﻟ ﻰ اﷲ ﺑﺎﻹﺣﺴ ﺎن إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻻ ﻷﺟ ﻞ‬ ‫ﺷﻬﺮة أو رﺋﺎﺳﺔ أو آﺴﺐ ﻣﺪﻳﺤﻬﻢ وﺛﻨﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ : ε‬أول ﻣ ﻦ ﺗﺴ ﻌﺮ ﺑﻬ ﻢ اﻟ ﻨﺎر ﺛﻼﺛ ﺔ ‪ ..‬وذآﺮ‬ ‫ﻼ آﺎن ﻳﻨﻔﻖ ﻟﻴﻘﺎل ﺟﻮاد أي آﺮﻳﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ رﺟ ً‬ ‫ﻳﻌﻤ ﻞ اﺑ ﺘﻐﺎء وﺟ ﻪ اﻟﺨﺎﻟ ﻖ وإﻧﻤ ﺎ اﺑﺘﻐ ﻰ وﺟ ﻪ‬ ‫اﻟﻤﺨﻠﻮق ‪ ..‬رﻳﺎ ًء وﺳﻤﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ‪:‬‬ ‫وإﻟﻴﻚ اﻟﺤﺪﻳﺚ آﺎﻣ ً‬ ‫ﻗﺎل ﺳﻔﻴﺎن ‪:‬‬ ‫دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا أﻧ ﺎ ﺑ ﺮﺟﻞ ﻗﺪ اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻣﻦ هﺬا ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻧ ﻮت ﻣ ﻨﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻗﻌ ﺪت ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪ ..‬وهﻮ ﻳﺤﺪث‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻜﺖ وﺧ ﻼ ‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬أﻧﺸ ﺪك اﷲ ‪ ..‬ﺑﺤ ﻖ‬ ‫وﺣ ﻖ ‪ ..‬ﻟﻤﺎ ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ .. ε‬وﻋﻠﻤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ‪ :‬أﻓﻌﻞ ‪ ..‬ﻷﺣﺪﺛﻨﻚ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ﺣﺪﺛﻨﻴﻪ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻋﻘﻠﺘﻪ وﻋﻠﻤﺘﻪ ‪..‬‬

‫‪160‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺛ ﻢ ﻧﺸ ﻎ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ﻧﺸ ﻐﺔ ) ﺷ ﻬﻖ ( ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻓﺎق ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻜﺚ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻷﺣﺪﺛ ﻨﻚ ﺣﺪﻳ ﺜ ًﺎ ﺣﺪﺛﻨﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ε‬‬ ‫‪ ..‬وأﻧ ﺎ وه ﻮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ أﺣﺪ‬ ‫ﻏﻴﺮي وﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻧﺸ ﻎ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ﻧﺸ ﻐﺔ أﺧ ﺮى ‪ ..‬ﻓﻤﻜ ﺚ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻓﺎق ‪ ..‬وﻣﺴﺢ وﺟﻬﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫أﻓﻌ ﻞ ‪ ..‬ﻷﺣﺪﺛ ﻨﻚ ﺑﺤ ﺪﻳﺚ ﺣﺪﺛﻨ ﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ .. ε‬وأﻧ ﺎ وه ﻮ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺒ ﻴﺖ ‪ ..‬ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻪ‬ ‫أﺣﺪ ﻏﻴﺮي وﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻧﺸ ﻎ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ﻧﺸ ﻐﺔ أﺧﺮى ‪ ..‬ﺛﻢ ﻣﺎل‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﺧ ﺎ ّرًا ﻋﻠ ﻰ وﺟﻬ ﻪ ‪ ..‬وأﺳ ﻨﺪﺗﻪ ﻃ ﻮﻳ ً‬ ‫أﻓﺎق ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﺣﺪﺛﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪: ε‬‬ ‫إن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ إذا آﺎن ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻧﺰل‬ ‫إﻟ ﻰ اﻟﻌ ﺒﺎد ﻟﻴﻘﻀ ﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ‪ ..‬وآﻞ أﻣﺔ ﺟﺎﺛﻴﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄول ﻣ ﻦ ﻳﺪﻋ ﻮ ﺑ ﻪ ‪ :‬رﺟ ﻞ ﺟﻤ ﻊ اﻟﻘ ﺮﺁن ‪..‬‬ ‫ورﺟ ﻞ ﻳﻘ ﺘﻞ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﷲ ‪ ..‬ورﺟ ﻞ آﺜﻴ ﺮ‬ ‫اﻟﻤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻘﻮل اﷲ ﻟﻠﻘ ﺎرىء ‪ :‬أﻟ ﻢ أﻋﻠﻤ ﻚ ﻣ ﺎ أﻧﺰﻟﺖ‬ ‫ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻲ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ﻳﺎ رب ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎذا ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬آ ﻨﺖ أﻗ ﻮم ﺑ ﻪ ﺁﻧﺎء اﻟﻠﻴﻞ وﺁﻧﺎء اﻟﻨﻬﺎر‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل اﷲ ﻟﻪ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫وﺗﻘﻮل اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﻪ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ :‬أردت أن ﻳﻘﺎل ‪ :‬ﻓﻼن‬ ‫ﻗﺎرىء ‪ ..‬ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وﻳﺆﺗ ﻰ ﺑﺼ ﺎﺣﺐ اﻟﻤ ﺎل ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ :‬أﻟ ﻢ أوﺳ ﻊ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ أدﻋﻚ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ أﺣﺪ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎذا ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺁﺗﻴﺘﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬آﻨﺖ أﺻﻞ اﻟﺮﺣﻢ ‪ ..‬وأﺗﺼﺪق ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل اﷲ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫وﺗﻘﻮل اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫وﻳﻘﻮل اﷲ ‪ :‬ﺑﻞ أردت أن ﻳﻘﺎل ‪ :‬ﻓﻼن ﺟﻮاد‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ..‬ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﻳﺆﺗﻰ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪ ..‬ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ‬ ‫‪ :‬ﻓﻴﻢ ﻗﺘﻠﺖ ؟‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬أﻣﺮت ﺑﺎﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻚ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﺗﻠﺖ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻗﺘﻠﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل اﷲ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫وﺗﻘﻮل اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﻪ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫وﻳﻘ ﻮل اﷲ ‪ :‬ﺑ ﻞ أردت أن ﻳﻘ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﻼن ﺟﺮيء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺿﺮب رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻲ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ أﺑﺎ هﺮﻳﺮة ‪ ..‬أوﻟﺌﻚ اﻟﺜﻼﺛﺔ أول ﺧﻠﻖ اﷲ ﺗﺴﻌﺮ‬ ‫ﺑﻬﻢ اﻟﻨﺎر ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )‪.. (86‬‬ ‫ﻓﺈذا أﺣﺴﻨﺖ اﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ آﺮﻣﻚ ﻓﺄﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وأوﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺤﺴﻦ إﻟﻴﻬﻢ ﻟﻴﺤﺒﻮك وﻳﻜﺮﻣﻮك ‪ ..‬أهﻞ‬ ‫ﺑﻴ ﺘﻚ ‪ ..‬اﻷم ‪ ..‬اﻷب ‪ ..‬اﻟ ﺰوﺟﺔ ‪ ..‬اﻷوﻻد ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫اﻷﻗ ﺮب ﻗﺎﻷﻗ ﺮب ‪ ..‬اﺑ ﺪأ ﺑﻨﻔﺴ ﻚ ﺛ ﻢ ﺑﻤ ﻦ ﺗﻌ ﻮل ‪..‬‬ ‫وآﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮء إﺛﻤ ًﺎ أن ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻦ ﻳﻌﻮل ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﻜﺮم واﻹﺳﺮاف ‪..‬‬ ‫دﻟ ﻒ رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ ﺷ ﺎرع ﻗ ﺪﻳﻢ ﻓﻤ ﺮ ﺑﺒ ﻴﺖ ﻣ ﺘﻬﺎﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﻓ ﺘﺎة ﺻ ﻐﻴﺮة ﻗ ﺪ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺘ ﺒﺔ اﻟ ﺒﺎب‬ ‫ﺑﺜﻴﺎب رﺛﺔ ‪ ..‬وهﻴﺌﺔ ﻓﻘﻴﺮة ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻣﻦ أﻧﺖ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أﻧﺎ اﺑﻨﺔ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! اﺑ ﻨﺔ ﺣ ﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋ ﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺠﻮاد‬ ‫‪ ..‬ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ؟!!‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬آﺮم أﺑﻲ ﺻﻴﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺮى !!‬ ‫آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬أآ ﺮم اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﺸﻌ ًﺎ‬ ‫ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻧﻔﺴﻪ وﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫آﻼ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪: τ‬‬ ‫واﷲ اﻟ ﺬي ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ ه ﻮ إن آ ﻨﺖ ﻷﻋ ﺘﻤﺪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻷرض ﻣﻦ اﻟﺠﻮع ‪ ..‬وإن آﻨﺖ ﻷﺷﺪ اﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺑﻄﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﻮع ‪..‬‬ ‫وﻟﻘﺪ ﻗﻌﺪت ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﻨﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻤﺮ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ آﺘﺎب اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ إﻻ ﻟﻴﺴﺘﺘﺒﻌﻨﻲ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻣ ﱠﺮ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ آﺘﺎب اﷲ ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫) ‪( 86‬‬

‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎآﻢ ‪ ،‬وهﻮ ﺻﺤﻴﺢ‬

‫‪161‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺳﺄﻟﺘﻪ إﻻ ﻟﻴﺴﺘﺘﺒﻌﻨﻲ ‪ ..‬ﻓﻤﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻣ ﱠﺮ ﺑﻲ أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ‪ .. ρ‬ﻓﺘﺒﺴﻢ ﺣﻴﻦ رﺁﻧﻲ‬ ‫‪ ..‬وﻋﺮف ﻣﺎ ﻓﻲ وﺟﻬﻲ وﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﺎ هﺮ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻖ ‪..‬‬ ‫ﺤ ْ‬ ‫‪ ..‬ﻗﺎل ‪ِ :‬ا ْﻟ َ‬ ‫وﻣﻀ ﻰ ‪ ..‬ﻓﺎﺗﺒﻌ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺪﺧﻞ ‪ ..‬ﻓﺎﺳ ﺘﺄذن ‪..‬‬ ‫ﻓﺄذن ﻟﻲ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻠﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻮﺟﺪ ﻟﺒ ﻨ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﺪح ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ ه ﺬا‬ ‫اﻟﻠﺒﻦ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬أهﺪاﻩ ﻟﻚ ﻓﻼن ‪ ..‬أو ﻓﻼﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﺎ هﺮ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻖ أهﻞ اﻟﺼﻔﺔ ‪ ..‬ﻓﺎدﻋﻬﻢ ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﺤ ْ‬ ‫ﻗﺎل ‪ِ :‬ا ْﻟ َ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬وأه ﻞ اﻟﺼ ﻔﺔ أﺿ ﻴﺎف اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻳ ﺄوون إﻟ ﻰ أه ﻞ وﻻ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎل ‪ ..‬إذا أﺗ ﺘﻪ‬ ‫ﺻ ﺪﻗﺔ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ إﻟﻴﻬﻢ وﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎول ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ‬ ‫‪ ..‬وإذا أﺗ ﺘﻪ هﺪﻳ ﺔ أرﺳ ﻞ إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬وأﺻ ﺎب‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ وأﺷﺮآﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺴﺎءﻧﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬وﻣ ﺎ ه ﺬا اﻟﻠ ﺒﻦ ﻓ ﻲ أه ﻞ اﻟﺼ ﻔﺔ !!‬ ‫آ ﻨﺖ أﺣ ﻖ أن أﺻ ﻴﺐ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻠ ﺒﻦ ﺷ ﺮﺑﺔ‬ ‫أﺗﻘ ﻮى ﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺟﺎءوا ‪ ..‬أﻣﺮﻧﻲ ‪ ..‬ﻓﻜﻨﺖ‬ ‫أﻧﺎ أﻋﻄﻴﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻋﺴﻰ أن ﻳﺒﻠﻐﻨﻲ ﻣﻦ هﺬا‬ ‫اﻟﻠﺒﻦ ‪..‬‬ ‫وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ‪ ..‬وﻃﺎﻋﺔ رﺳﻮﻟﻪ ﺑ ٌﺪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺄﺗﻴﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺪﻋﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا ‪ ..‬ﻓﺄذن ﻟﻬﻢ ‪ ..‬وأﺧﺬوا ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺒﻴﺖ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ هﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻟﺒ ﻴﻚ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺧ ﺬ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﻄﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧ ﺬت اﻟﻘ ﺪح ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ أﻋﻄ ﻴﻪ اﻟ ﺮﺟ َﻞ‬ ‫ﻲ اﻟﻘﺪح ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺸﺮب ﺣﺘﻰ ﻳﺮوى ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﺮد ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﺄﻋﻄ ﻴﻪ اﻵﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﺸ ﺮب ﺣﺘﻰ ﻳﺮوى ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻲ اﻟﻘ ﺪح ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄ ﻴﻪ اﻵﺧ ﺮ ﻓﻴﺸ ﺮب‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻳﺮوى ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﺮد ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺪح ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻴﺖ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬وﻗﺪ روي اﻟﻘﻮم‬ ‫آﻠﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ اﻟﻘ ﺪح ﻓﻮﺿ ﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻲ ﻓﺘﺒﺴ ﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﺑ ﺎ ه ﺮ ‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ‪:‬‬ ‫ﻓﻨﻈ ﺮ إﻟ ﱠ‬ ‫ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﺑﻘ ﻴﺖ أﻧ ﺎ وأﻧ ﺖ ؟ ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺻ ﺪﻗﺖ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﷲ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬اﻗﻌ ﺪ ﻓﺎﺷ ﺮب ‪ ..‬ﻓﻘﻌ ﺪت ﻓﺸ ﺮﺑﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﺷﺮب ‪ ..‬ﻓﺸﺮﺑﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ زال ﻳﻘﻮل ‪ :‬اﺷﺮب ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬واﻟﺬي‬ ‫ﺑﻌ ﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤ ﻖ ‪ ..‬ﻣ ﺎ أﺟ ﺪ ﻟﻪ ﻣﺴﻠﻜ ًﺎ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄرﻧﻲ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄﻴ ﺘﻪ اﻟﻘ ﺪح ‪ ..‬ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ وﺳﻤﱠﻰ ‪ ..‬وﺷﺮب‬ ‫)‪(87‬‬ ‫اﻟﻔﻀﻠﺔ ‪..‬‬ ‫وﻟﻠﻜﺮم أﺳﺮار ‪..‬‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻻ ﺗﺘﻜ ﺮم ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬ ‫ﺗﺘﻜﺮم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻴﺤﺒﻚ ‪..‬‬ ‫زارﻧ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وآ ﺎن ﻳﺤﻤ ﻞ آﻴﺴ ًﺎ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮﻳﺎت واﻷﻟﻌﺎب ‪ ..‬أﻇﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻠﻔﻪ‬ ‫ﺑﻀﻌﺔ رﻳﺎﻻت ‪ ..‬وﺿﻌﻬﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﺒﺎب ﻟﻤﺎ دﺧﻞ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪ :‬هﺬﻩ ﻟﻸوﻻد ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮح ﺑﻬﺎ اﻟﺼﻐﺎر ‪ ..‬وﻓﺮﺣﺖ ﺑﻬﺎ أﻧﺎ ﻷﻧﻪ أﺷﻌﺮﻧﻲ‬ ‫أﻧﻪ ﻳﺤﺐ إدﺧﺎل اﻟﺴﺮور ﻋﻠﻰ أوﻻدي ‪..‬‬ ‫آﺎن أﺣﺪ اﻟﺴﻠﻒ ﻋﺎﻟﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﻓﻘﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﻃﻼﺑ ﻪ ﻳﻬ ﺪون إﻟ ﻴﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻓﺘ ﺮة وأﺧ ﺮى ‪..‬‬ ‫أﻧﻮاﻋ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﺪاﻳﺎ ‪ ..‬ﺗﻤﺮ ‪ ..‬دﻗﻴﻖ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻟﻄﺎﻟ ﺐ إذا أه ﺪى إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳ ﺰل اﻟﺸ ﻴﺦ‬ ‫ﻼ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻣﺎ داﻣﺖ هﺪﻳﺘﻪ ﺑﺎﻗﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﻜﺮﻣ ًﺎ ﻣﻘﺒ ً‬ ‫ﻓﺈذا اﻧﺘﻬﺖ ‪ ..‬رﺟﻊ إﻟﻰ ﻃﺒﻌﻪ اﻷول ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻜ ﺮ أﺣ ﺪ ﻃﻼﺑ ﻪ ﺑﻬﺪﻳ ﺔ ﻳﺤﻤﻠﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﻴﺦ ‪..‬‬ ‫ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ اﻟﺜﻤﻦ ‪ ..‬وﺗﻄﻮل ﻣﺪة ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄهﺪى إﻟﻴﻪ آﻴﺲ ﻣﻠﺢ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻮ اﺳﺘﺸ ﺮﺗﻨﻲ ﻓ ﻲ هﺪﻳﺘﻴﻦ ﺳﺘﻬﺪي إﺣﺪاهﻤﺎ إﻟﻰ‬ ‫ﺻﺪﻳﻖ ‪..‬‬ ‫أوﻟﻬﻤﺎ زﺟﺎﺟﺔ ﻋﻄﺮ راﺋﻊ ‪ ..‬ﺛﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫أو ﺳﺎﻋﺔ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ إهﺪا ًء ﺑﺎﺳﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﻻﺧﺘ ﺮت اﻟﺴ ﺎﻋﺔ ‪ ..‬ﻷﻧﻬﺎ ﻳﻄﻮل ﺑﻘﺎؤهﺎ ‪ ..‬وﻳﺮاهﺎ‬ ‫داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وأذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ ﻃﻼﺑ ﻲ أهﺪﻳﺘﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫إهﺪاء ﺑﺎﺳﻤﻪ ‪..‬‬ ‫وﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻴﺔ ‪ ..‬وﻣﺮت اﻟﺴﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ زرت إﺣ ﺪى اﻟﻤ ﺪن ﻓ ﺘﻔﺎﺟﺄت ﺑ ﻪ ﻳﺤﻀ ﺮ‬ ‫اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة وﻳﺪﻋﻮﻧﻲ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﺖ ﻣﺠﻠ ﺲ اﻟﻀ ﻴﻮف ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ﻳﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪ :‬هﺬﻩ أﻏﻠﻰ‬ ‫) ‪( 87‬‬

‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬

‫‪162‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫هﺪﻳﺔ ﻋﻨﺪي ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺑﻘ ﻲ أن ﺗﻌﻠ ﻢ أن ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﺎﻋﺔ ﻟ ﻢ ﺗﻜﻠ ﻒ إﻻ‬ ‫ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴ ﻴﺮًا ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ ﻗﻴﻤ ﺘﻬﺎ اﻟﻤﻌ ﻨﻮﻳﺔ أﻋﻠ ﻰ‬ ‫وأآﺒﺮ ‪..‬‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫آﺴﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ﻓﺮص ﻗﺪ ﻻ ﺗﺘﻜﺮر‬

‫‪ 74.‬آﻒ اﻷذى ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﺒﻐﻀﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻜﺎد أﺣﺪ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ أذاﻩ ‪..‬‬ ‫إن ﺳ ﻠﻤﺖ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪﻩ ﻓﻠ ﻦ ﺗﺴ ﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻟﺴﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫وإن ﻓﺎﺗ ﻪ أن ﻳﺠﻠ ﺪك ﺑﺴ ﻮط ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻓﻠﻦ ﻳﻔﻮﺗﻪ أن ﻳﺠﻠﺪك ﻓﻲ ﻏﻴﺒﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻜ ﺮوه ًﺎ ‪ ..‬أﺛﻘ ﻞ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬آ ﺎن رﺟ ً‬ ‫ﻓﻌ ً‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺻﻢ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﺮاﺳﻴﺎت ‪..‬‬ ‫وإذا ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻲ أﺣ ﻮال اﻟ ﻨﺎس ﻓﺴﻮف ﺗﺼﻞ‬ ‫إﻟ ﻰ ﻳﻘ ﻴﻦ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻻ ﻳ ﺆذي ﻏﺎﻟ ﺒ ًﺎ إﻻ ﻣ ﻦ آ ﺎن‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ ﻧﻌﻤﺔ ﺗﻔﻮق ﻣﻦ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻘ ﻮي ﻳﺘﺠﺮأ ﻋﻠﻰ إﻳﺬاء اﻟﻀﻌﻴﻒ ‪ ..‬ﻳﺪﻓﻌﻪ‬ ‫ﺑﻴﺪﻩ ‪ ..‬أو ﻳﺮآﻠﻪ ﺑﺮﺟﻠﻪ ‪ ..‬ﻳﻀﺮب وﻳﺤﻘّﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺼ ﻴﺮ أﺳ ﺪًا ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟﻜ ﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺮوب ﻧﻌﺎﻣﺔ‬ ‫!!‬ ‫واﻟﻐﻨ ﻲ ﻳ ﺘﻌﺪى ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔﻘﻴ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﻬﻴ ﻨﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ‪ ..‬ﻳﻘﺎﻃﻌﻪ ﻓﻲ آﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻨﺼﺐ واﻟﺠﺎﻩ ‪ ..‬ﻓﻠﻪ ﺣﻆ آﺒﻴﺮ‬ ‫ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﻦ ﺟﻌﻞ اﷲ ﻧﺴﺒﻪ رﻓﻴﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وه ﺆﻻء ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ‪ ..‬إﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ ﺑﻐ ﺾ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬وﺗﻤﻨ ﻴﻬﻢ زوال ﻋ ﺰهﻢ ‪..‬‬ ‫وﻓﺮﺣﻬﻢ ﺑﻤﺼﺎﺋﺒﻬﻢ ‪..‬‬ ‫هﻢ أﻳﻀ ًﺎ ﻣﻔﻠﺴﻮن ‪..‬‬ ‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫أﺗﺪرون ﻣﺎ اﻟﻤﻔﻠﺲ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬اﻟﻤﻔﻠ ﺲ ﻓﻴ ﻨﺎ ﻣ ﻦ ﻻ دره ﻢ ﻟ ﻪ وﻻ‬ ‫ﻣﺘﺎع ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إن اﻟﻤﻔﻠ ﺲ ﻣ ﻦ أﻣﺘ ﻲ ﻳﺄﺗ ﻲ ﻳ ﻮم اﻟﻘ ﻴﺎﻣﺔ‬ ‫ﺑﺼ ﻼة ‪ ..‬وﺻ ﻴﺎم ‪ ..‬وزآ ﺎة ‪ ..‬وﻳﺄﺗ ﻲ ﻗﺪ ﺷﺘﻢ هﺬا‬ ‫‪ ..‬وﻗ ﺬف ه ﺬا ‪ ..‬وأآ ﻞ ﻣ ﺎل ه ﺬا ‪ ..‬وﺳﻔﻚ دم هﺬا‬ ‫‪ ..‬وﺿﺮب هﺬا ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻌﻄ ﻰ ه ﺬا ﻣ ﻦ ﺣﺴ ﻨﺎﺗﻪ ‪ ..‬وه ﺬا ﻣ ﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈن ﻓﻨ ﻴﺖ ﺣﺴ ﻨﺎﺗﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﻀﻰ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬أﺧﺬ‬ ‫ﻣ ﻦ ﺧﻄﺎﻳ ﺎهﻢ ﻓﻄ ﺮﺣﺖ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻃﺮح ﻓﻲ اﻟﻨﺎر‬ ‫)‪.. (88‬‬ ‫ﻟﺬا آﺎن ﻳﺘﺠﻨﺐ ‪ ε‬أذى اﻟﻨﺎس ﺑﺸﺘﻰ أﺷﻜﺎﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ : τ‬ﻣﺎ ﺿﺮب رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻗﻂ‬ ‫ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬وﻻ اﻣ ﺮأة ‪ ..‬وﻻ ﺧﺎدﻣ ًﺎ ‪ ..‬إﻻ أن ﻳﺠﺎه ﺪ‬ ‫ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻧﻴﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﻗﻂ ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬إﻻ أن ﻳﻨ ﺘﻬﻚ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﻣﺤ ﺎرم اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ )‪.. (89‬‬ ‫وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬﻩ اﻟ ﻨﻌﻢ ﻷذى اﻟ ﻨﺎس‬ ‫أﺑﻐﻀ ﻮﻩ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳﺒﺘﻠﻴﻪ اﷲ ﻓﻲ دﻧﻴﺎﻩ ﻗﺒﻞ أﺧﺮاﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺸﻔﻲ ﺻﺪورهﻢ ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺒﺔ اﻟﻌﻠ ﻢ وﺣﻔﻈ ﺔ‬ ‫ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس‬ ‫اﻟﻘ ﺮﺁن ‪ ..‬آﺎن رﺟ ً‬ ‫أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻘﺮأ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن آﺮﻗﻴﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ‬ ‫‪ ..‬وﻗﺪ ﺷﻔﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺷﺎء ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم رﺟ ﻞ ﺗ ﺒﺪو ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫ﻋﻼﻣ ﺎت اﻟﺜ ﺮاء ‪ ..‬ﺟﻠ ﺲ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺸﻴﺦ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﻋ ﻨﺪي ﺁﻻم ﻓ ﻲ ﻳ ﺪي اﻟﻴﺴ ﺮى ﺗﻜﺎد‬ ‫ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ ‪ ..‬ﻻ أﻧﺎم ﻓﻲ ﻟﻴﻞ ‪ ..‬وﻻ أرﺗﺎح ﻓﻲ ﻧﻬﺎر ‪..‬‬ ‫ذه ﺒﺖ إﻟ ﻰ ﻋ ﺪد آﺒﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﻃ ﺒﺎء ‪ ..‬أﺟ ﺮوا ﻟ ﻲ‬ ‫اﻟﻔﺤﻮﺻ ﺎت ‪ ..‬ﻋﻤﻠﻮا ﺗﻤﺎرﻳﻦ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪة أﺑﺪًا‬ ‫‪..‬‬ ‫اﻷﻟﻢ ﻳﺰﻳﺪ وﻳﺸﺘﺪ ﺣﺘﻰ اﻧﻘﻠﺒﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻋﺬاﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﺗﺎﺟﺮ وﻋﻨﺪي ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت‬ ‫واﻟﺸ ﺮآﺎت ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺸ ﻰ أن أآ ﻮن أﺻ ﺒﺖ ﺑﻌ ﻴﻦ‬ ‫ﺣﺎﺳﺪة ‪ ..‬أو وﺿﻊ ﻟﻲ أﺣﺪ اﻷﺷﺮار ﺳﺤﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﻴﺦ ‪ :‬ﻗ ﺮأت ﻋﻠ ﻴﻪ ﺳ ﻮرة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ‪ ..‬وﺁﻳﺔ‬ ‫اﻟﻜﺮﺳﻲ ‪ ..‬وﺳﻮرة اﻹﺧﻼص واﻟﻤﻌﻮذﺗﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺄﺛﺮ ‪ ..‬ﺧﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪي ﺷﺎآﺮًا ‪..‬‬ ‫) ‪( 88‬‬ ‫) ‪( 89‬‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬

‫‪163‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻲ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻳﺸﻜﻮ اﻷﻟﻢ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬ﻗﺮأت‬ ‫رﺟﻊ إﻟ ﱠ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ذه ﺐ ورﺟ ﻊ ‪ ..‬وﻗ ﺮأت ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻟﻢ‬ ‫ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ أي ﺗﺤﺴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ﻟﻤ ﺎ اﺷ ﺘﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻠ ﻢ ‪ :‬ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻣﺎ‬ ‫أﺻ ﺎﺑﻚ ه ﻮ ﻋﻘ ﻮﺑﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷﻲء ﻓﻌﻠﺘﻪ ‪ ..‬ﻣﻦ‬ ‫ﻇﻠ ﻢ أﺣ ﺪ اﻟﻀ ﻌﻔﺎء ‪ ..‬أو أآ ﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻇﻠﻤ ﺖ أﺣﺪًا ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻤﻨﻌﺘﻪ ﺣﻘﻪ ‪ ..‬أو ﻏﻴﺮ‬ ‫ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﺈن آﺎن هﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺴﺎرع‬ ‫إﻟ ﻰ اﻟ ﺘﻮﺑﺔ ﻣﻤ ﺎ ﺟﻨﻴﺖ ‪ ..‬وأﻋﺪ اﻟﺤﻘﻮق إﻟﻰ‬ ‫أهﻠﻬﺎ ‪ ..‬واﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ ﻣﻤﺎ ﻣﻀﻰ ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻟﻢ ﻳﺮق ﻟﻪ آﻼﻣﻲ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ -‬ﺑﻜﺒﺮ ‪: -‬‬ ‫أﺑ ﺪًا ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻇﻠﻤ ﺖ أﺣ ﺪًا ‪ ..‬وﻟ ﻢ أﻋ ﺘ ِﺪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺣﻘ ﻮق اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وأﺷ ﻜﺮك ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻧﺼﻴﺤﺘﻚ ‪ ..‬وﺧﺮج ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺮت أﻳ ﺎم وﻏ ﺎب اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻨﻲ ‪ ..‬ﺧﺸﻴﺖ أن‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻳﻜ ﻮن وﺟ ﺪ ﻋﻠ ﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﻬ ﻲ ﻧﺼ ﻴﺤﺔ أﺳ ﺪﻳﺘﻬﺎ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑ ﻪ‬ ‫ﻲ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ‬ ‫ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ‪ ..‬ﻟﻘﻴﻨﻲ ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟ ﱠ‬ ‫ﻣﺴﺮورًا ‪..‬‬ ‫ﺳﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬هﺎﻩ ‪ ..‬ﻣﺎ اﻷﺧﺒﺎر ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪ ..‬اﻵن ﻳ ﺪي ﺑﺨﻴ ﺮ ‪ ..‬ﺑﻐﻴ ﺮ‬ ‫ﻃﺐ وﻻ ﻋﻼج !!‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬آﻴﻒ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟﻤ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ ﻋ ﻨﺪك ‪ ..‬ﺟﻌﻠﺖ أﻓﻜﺮ‬ ‫ﻓﻲ ﻧﺼﻴﺤﺘﻚ ‪ ..‬وأﺳﺘﻌﻴﺪ ﺷﺮﻳﻂ ذآﺮﻳﺎﺗﻲ ﻓﻲ‬ ‫ذهﻨ ﻲ ‪ ..‬وأﻓﻜ ﺮ !! ﺗ ﺮى ه ﻞ ﻇﻠﻤﺖ أﺣﺪًا ؟!‬ ‫ه ﻞ أآﻠ ﺖ ﺣ ﻖ أﺣ ﺪ ؟! ﻓﺘﺬآ ﺮت أﻧ ﻲ ﻗ ﺒﻞ‬ ‫ﺳﻨﻮات ﻟﻤﺎ آﻨﺖ أﺑﻨﻲ ﻗﺼﺮي ‪ ..‬آﺎن ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ‬ ‫أرض رﻏﺒﺖ ﻓﻲ ﺿﻤﻬﺎ إﻟﻴﻪ ﻟﻴﻜﻮن أﺟﻤﻞ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ اﻷرض ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻻﻣ ﺮأة أرﻣﻠ ﺔ ﺗﻮﻓ ﻲ‬ ‫زوﺟﻬﺎ وﺧﻠّﻒ أﻳﺘﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أردﺗﻬ ﺎ أن ﺗﺒ ﻴﻊ اﻷرض ﻓﺄﺑ ﺖ ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﺖ ‪:‬‬ ‫وﻣ ﺎذا أﻓﻌ ﻞ ﺑﻘ ﻴﻤﺔ اﻷرض ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﺗﺒﻘ ﻰ‬ ‫ﻟﻬ ﺆﻻء اﻷﻳ ﺘﺎم ﺣﺘ ﻰ ﻳﻜﺒ ﺮوا ‪ ..‬أﺧﺸ ﻰ أن‬ ‫أﺑﻴﻌﻬﺎ وﻳﺘﺸﺘﺖ اﻟﻤﺎل ‪..‬‬ ‫أرﺳ ﻠﺖ إﻟ ﻴﻬﺎ ﻣ ﺮارًا ﻟﺸ ﺮاﺋﻬﺎ ‪ ..‬وه ﻲ ﺗﺄﺑﻰ‬ ‫ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻓﻤﺎذا ﻓﻌﻠﺖ ؟‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻧﺘﺰﻋﺖ اﻷرض ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻄﺮﻗﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻃﺮﻗﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ !!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻋﻼﻗﺎﺗ ﻲ اﻟﻮاﺳ ﻌﺔ ‪ ..‬وﻣﻌﺎرﻓ ﻲ ‪..‬‬ ‫اﺳ ﺘﺨﺮﺟﺖ ﺗﺮﺧﻴﺼ ًﺎ ﺑﺒ ﻨﺎء اﻷرض وﺿﻤﻤﺘﻬﺎ إﻟﻰ‬ ‫أرﺿﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬وأم اﻷﻳﺘﺎم ؟!!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺳ ﻤﻌﺖ ﺑﻤ ﺎ ﺣﺼ ﻞ ﻷرﺿ ﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧ ﺖ ﺗﺄﺗ ﻲ‬ ‫وﺗﺼﺮخ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻟﺘﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء‬ ‫‪ ..‬وه ﻢ ﻳﻀ ﺤﻜﻮن ﻣ ﻨﻬﺎ ﻳﻈ ﻨﻮﻧﻬﺎ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ‪ ..‬وﻓﻲ‬ ‫اﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻨﻲ أﻧﺎ اﻟﻤﺠﻨﻮن ﻟﻴﺲ هﻲ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ ﺗﺒﻜ ﻲ وﺗ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻤﺎء ‪ ..‬ه ﺬا ﻣ ﺎ‬ ‫رأﻳ ﺘﻪ ﺑﻌﻴﻨ ﻲ ‪ ..‬وﻟﻌﻞ دﻋﺎءهﺎ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ آﺎن‬ ‫أﻋﻈﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬هﺎﻩ ‪ ..‬أآﻤﻞ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬رﺣ ﺖ أﺳ ﺄل وأﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻋﺜ ﺮت‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﻜ ﻴﺖ واﻋ ﺘﺬرت ‪ ..‬وﻻ زﻟ ﺖ ﺑﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻗ ﺒﻠﺖ ﻣﻨﻲ ﺗﻌﻮﻳﻀ ًﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻷرض ‪ ..‬ودﻋﺖ ﻟﻲ‬ ‫وﺳﺎﻣﺤﺘﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ إن ﺧﻔﻀ ﺖ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ دﺑ ﺖ اﻟﻌﺎﻓ ﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ رﻓﻌﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﻃ ﺮق اﻟﺘﺎﺟ ﺮ ﺑﺮأﺳ ﻪ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫وﻧﻔﻌﻨ ﻲ دﻋﺎؤه ﺎ – ﺑ ﺈذن اﷲ – ﻧﻔﻌ ًﺎ ﻋﺠ ﺰ ﻋ ﻨﻪ‬ ‫ﻃﺐ اﻷﻃﺒﺎء ‪..‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗﺎﻟﻮا ‪..‬‬ ‫ﻧﺎﻣ ﺖ ﻋ ﻴﻮﻧﻚ واﻟﻤﻈﻠﻮم ﻣﻨﺘﺒﻪ*ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻚ وﻋﻴﻦ‬ ‫اﷲ ﻟﻢ ﺗﻨﻢ‬

‫أذآ ﺮ ﻟﻤﺎ آﻨﺖ ﺷﺎﺑ ًﺎ – وأﻇﻨﻨﻲ ﻻ أزال آﺬﻟﻚ‬ ‫– أﻋﻨﻲ ﻟﻤﺎ آﻨﺖ ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‬ ‫‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﺿ ﻴﻒ ﺛﻘ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻻ أدري ه ﻞ‬ ‫أآﻤ ﻞ دراﺳ ﺘﻪ اﻻﺑﺘﺪاﺋ ﻴﺔ أم ﻻ ؟ ﻟﻜ ﻦ اﻟ ﺬي‬ ‫أﺟﺰم ﺑﻪ أﻧﻪ ﻳﻘﺮأ وﻳﻜﺘﺐ ‪..‬‬ ‫وآ ﻨﺖ ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ وﻗﺖ دﺧﻮﻟﻪ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ‬ ‫ﻟﻢ أﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﺟﻮاﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﺿﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻮﺿﻊ ﻟﻠﻀﻴﻒ ﻣﻦ ﻗِﺮى ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﺗ ﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻬﺎﺗ ﻒ وﺟﻌﻠ ﺖ أآ ﺮر اﻻﺗﺼ ﺎل‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ اﺑﻦ ﺑﺎز رﺣﻤﻪ اﷲ ﻟﺴﺆاﻟﻪ ﻋﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ أﺟﺪ اﻟﺸﻴﺦ ‪..‬‬ ‫ﻼ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟﺤ ﺪ ‪..‬‬ ‫رﺁﻧ ﻲ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻣﻨﺸ ﻐ ً‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻨﻲ ‪ :‬ﺑﻤﻦ ﺗﺘﺼﻞ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺑﺎﻟﺸ ﻴﺦ اﺑ ﻦ ﺑ ﺎز ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪي اﺳ ﺘﻔﺘﺎء‬ ‫ﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ‪ ..‬اﺑﻦ‬ ‫ﻓﺒﺎدرﻧ ﻲ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﺑﺎز ‪ ..‬وأﻧﺎ ﻣﻮﺟﻮد ؟!! ) ﻟﻮﻻ اﻟﺤﻴﺎء ﻟﺠﻌﻠﺖ‬ ‫ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻼﻣﺎت ﺗﻌﺠﺐ !! (‬ ‫ﺗﺠ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس آﺜﻴ ﺮﻳﻦ آ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺘﺤﻤﻞ‬ ‫ﺛﻘﻠﻬﻢ ‪ ..‬وﻋﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﻠﻄﻒ ‪ ..‬واآﺴﺒﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣﺎول ﺑﻘﺪر اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻚ أن ﻻ ﺗﻜﺴﺐ ﻋﺪاوات‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬أﻧﻘ ﺬ ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﺗ ﺒﻌﺚ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وآ ﻴ ً‬ ‫إﻧﻘﺎذﻩ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﻃﺮة ‪..‬‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة اﻗﺼﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺸﻐﻠﻬﺎ ﺑﺎآﺘﺴﺎب‬ ‫ﻋﺪاوات‬

‫‪ 75.‬ﻻ ﻟﻠﻌﺪاوات ‪..‬‬ ‫ﺗﺠﺪ أن اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻬﻢ ﻃﺒﺎﺋﻊ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﻐﻀ ﻮب وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟ ﺒﺎرد ‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﺬآ ﻲ‬ ‫وﻣﻨﻬﻢ اﻟﻐﺒﻲ ‪ ..‬واﻟﻤﺘﻌﻠﻢ واﻟﺠﺎهﻞ ‪..‬‬ ‫وﻣﻨﻬﻢ ﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ وﺳﻲء اﻟﻈﻦ ‪ ..‬و ‪:‬‬ ‫ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس ﻻﻗﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺼﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻲ وﻃﻐﻴﺎن‬ ‫ﺳ ْﻮﺳَﻬﻢ ﺑـﻐ ٌ‬ ‫ﻓﺈن َ‬ ‫ﻓﺎﻟﻈﺎﻟﻢ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻪ وﻳﺮى أﻧﻪ أﻋﺪل اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫واﻟﻐﺒﻲ ﻳﺮى أﻧﻪ أذآﻰ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫واﻷﺧﺮق اﻟﺴﻔﻴﻪ ‪ ..‬ﻳﺮى أﻧﻪ ﺣﻜﻴﻢ زﻣﺎﻧﻪ ‪..‬‬

‫‪ 76.‬اﻟﻠﺴﺎن ‪ ..‬ﻣﻠﻚ !!‬ ‫ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻳﺤ ﺪث اﻟﺘ ﺒﺎﻏﺾ واﻟﺸ ﻘﺎق ﺑﻴﻦ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻳﺠﻌ ﻞ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ أﺛﻘ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺒﻞ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳﺤ ﺒﻮن رؤﻳ ﺘﻪ وﻻ‬ ‫ﻣﺠﺎﻟﺴ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻻ اﻟﺴ ﻔﺮ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺣﻀ ﻮر‬ ‫وﻟﻴﻤﺔ هﻮ ﻣﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﺟ ﺪت أن أآﺜ ﺮ ﻳﻮﺻ ﻞ اﻟﺸ ﺨﺺ إﻟ ﻰ ه ﺬا‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺒﻐﻴﺾ هﻮ اﻟﻠﺴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﻢ ﻣ ﻦ ﺧﺼ ﻮﻣﺎت وﻗﻌ ﺖ ﺑ ﻴﻦ إﺧ ﻮان ‪..‬‬ ‫وأزواج ‪ ..‬و ‪ ..‬ﺑﺴ ﺒﺐ ﻣﺴ ﺒﺔ أو ﻏﻴ ﺒﺔ أو‬

‫‪164‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺷﺘﻢ ‪!!..‬‬ ‫ﻟﺴ ﺎن اﻟﻔﺘ ﻰ ﻧﺼ ﻒ وﻧﺼ ﻒ ﻓ ﺆادﻩ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ ﻳﺒﻖ إﻻ‬ ‫ﺻﻮرة اﻟﻠﺤﻢ واﻟﺪم‬ ‫ذُآ ﺮ أن ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻣﻌﻈﻤ ًﺎ رأى ﻓ ﻲ ﻣ ﻨﺎﻣﻪ أن أﺳ ﻨﺎﻧﻪ‬ ‫ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳ ﺘﺪﻋﻰ أﺣ ﺪ اﻟﻤﻌﺒ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﻗ ﺺ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟ ﺮؤﻳﺎ‬ ‫وﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺗﻌﺒﻴﺮهﺎ ؟!‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ اﻟﻤﻌﺒ ﺮ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻬﺎ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺮدد ‪ :‬أﻋ ﻮذ‬ ‫ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬أﻋ ﻮذ ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬ﺗﻤﻀ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻚ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وﻳﻤ ﻮت أوﻻدك وأهﻠ ﻚ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻚ‬ ‫وﺣﺪك ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺎح اﻟﻤﻠ ﻚ ‪ ..‬وﻏﻀ ﺐ ‪ ..‬وﺳ ﺐ وﻟﻌﻦ ‪ ..‬وأﻣﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﻌﺒﺮ أن ﻳﺴﺤﺐ وﻳﺠﻠﺪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ دﻋﺎ ﺑﻤﻌﺒﺮ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬وﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮؤﻳﺎ ‪ ..‬وﺳﺄﻟﻪ‬ ‫ﻋﻦ ﺗﻌﺒﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳ ﺘﻬﻞ ذاك اﻟﻤﻌﺒﺮ ‪ ..‬وﺗﺒﺴﻢ ‪ ..‬وأﻇﻬﺮ اﻟﺒﺸﺎﺷﺔ‬ ‫‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬أﺑﺸﺮ ‪ ..‬ﺧﻴﺮ ‪ ..‬ﺧﻴﺮ ‪ ..‬أﻳﻬﺎ اﻟﻤﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ه ﺬا ﻣﻌ ﻨﺎﻩ أﻧ ﻚ ﺳ ﻴﻄﻮل ﻋﻤﺮك ﺟﺪًا ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن‬ ‫ﺁﺧﺮ أهﻠﻚ ﻣﻮﺗ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﺒﻘﻰ ﻃﻮل ﻋﻤﺮك ﻣﻠﻜ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﺮ اﻟﻤﻠ ﻚ وأﻣ ﺮ ﻟ ﻪ ﺑﺎﻷﻋﻄ ﻴﺎت ‪ ..‬وﺑﻘ ﻲ‬ ‫راﺿﻴ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﺳﺎﺧﻄ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ !!‬ ‫ﻣ ﻊ أﻧ ﻚ ﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻟﻮﺟﺪت أن اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﻦ ﻣﺘﻤﺎﺛﻼن‬ ‫ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺎن ‪ ..‬ﻟﻜﻦ اﻷول ﻋﺒﺮ ﺑﺄﺳﻠﻮب واﻵﺧﺮ ﻋﺒﺮ‬ ‫ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬اﻟﻠﺴﺎن ﺳﻴﺪ اﻷﻋﻀﺎء ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪: ε‬‬ ‫إذا أﺻﺒﺢ اﺑﻦ ﺁدم ﻓﺈن اﻷﻋﻀﺎء آﻠﻬﺎ ﺗﻜﻔﺮ اﻟﻠﺴﺎن‬ ‫‪ ..‬ﻓﺘﻘﻮل ‪:‬‬ ‫اﺗ ﻖ اﷲ ﻓﻴ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻤ ﺎ ﻧﺤ ﻦ ﺑ ﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺈن اﺳ ﺘﻘﻤﺖ‬ ‫اﺳﺘﻘﻤﻨﺎ ‪ ..‬وإن اﻋﻮﺟﺠﺖ اﻋﻮﺟﺠﻨﺎ ‪.. (90) ..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬واﷲ إﻧﻪ ﻟﺴﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻴﺪ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ ..‬وﺳﻴﺪ ﻓﻲ اﻹﺻﻼح ﺑﻴﻦ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﺳ ﻴﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺴ ﻮﻳﻖ ‪ ..‬وﺳ ﻴﺪ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﺤﺎﻣﺎة ‪..‬‬ ‫وﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ ه ﺬا أﻧ ﻪ إذا ﻓﻘ ﺪﻩ اﻹﻧﺴ ﺎن ‪ ..‬اﻧ ﺘﻬﺖ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪ ..‬آﻼ ﺑﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻬﻤﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻄ ً‬ ‫) ‪( 90‬‬

‫رواﻩ أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي‬

‫‪165‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻳﺨﺘﻠﻒ آﺜﻴﺮًُا ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ‬ ‫أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻲ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ – واﷲ ﻳﺸ ﻬﺪ – ﻣ ﻦ‬ ‫أﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻟﻪ ﻋﺪة ﻧﺸﺎﻃﺎت دﻋﻮﻳﺔ ﻣﻦ أﺑﺮزهﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮم‬ ‫ﺑ ﻪ أﺛ ﻨﺎء ﻋﻤﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ ﻳﻌﻤ ﻞ ﻣﺘ ﺮﺟﻤﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺼﻢ اﻟﺒﻜﻢ ‪.‬‬ ‫اﺗﺼ ﻞ ﺑ ﻲ ﻳ ﻮﻣﺎ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ رأﻳﻚ أن أﺣﻀﺮ‬ ‫إﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪك اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﺴﻮﺑﻲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺼﻢ‬ ‫ﻹﻟﻘﺎء آﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺠ ﺒﺖ !! وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺻ ﻢ ﻳﻠﻘ ﻮن آﻠﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻧﺎﻃﻘﻴﻦ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬وﻟﻴﻜﻦ ﻣﺠﻴﺌﻨﺎ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻈﺮت ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ﺑﻔﺎرغ اﻟﺼﺒﺮ ‪..‬‬ ‫وﺟﺎء اﻟﻤﻮﻋﺪ ‪..‬‬ ‫وﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺠﺪ أﻧﺘﻈﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا ﺑﺄﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻒ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﺎب ‪ ..‬ﻧﺰل وﻣﻌﻪ رﺟﻼن‬ ‫‪..‬‬ ‫أﺣﺪهﻤﺎ آﺎن ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫واﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻗ ﺪ أﻣﺴ ﻜﻪ أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻳﻘﻮدﻩ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ اﻷول ﻓ ﺈذا ه ﻮ أﺻ ﻢ أﺑﻜ ﻢ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻳﺴﻤﻊ وﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮى ‪..‬‬ ‫واﻟﺜﺎﻧ ﻲ أﺻ ﻢ ‪ ..‬أﺑﻜ ﻢ ‪ ..‬أﻋﻤ ﻰ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺴ ﻤﻊ‬ ‫وﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ وﻻ ﻳﺮى ‪..‬‬ ‫ﻣﺪدت ﻳﺪي وﺻﺎﻓﺤﺖ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟ ﺬي ﻋ ﻦ ﻳﻤﻴ ﻨﻪ – وﻋﻠﻤ ﺖ ﺑﻌ ﺪهﺎ أن‬ ‫ﻲ ﻣﺒﺘﺴ ﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻤﺪدت‬ ‫اﺳ ﻤﻪ أﺣﻤ ﺪ ‪ -‬ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ّ‬ ‫ﻳﺪي إﻟﻴﻪ ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻲ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ -‬وأﺷﺎر إﻟﻰ اﻷﻋﻤﻰ ‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ﺳ ﻠﻢ أﻳﻀ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻳﺰ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﻳﺰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ :‬أﻣﺴ ﻚ ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬ه ﻮ ﻻ‬ ‫ﻳﺴﻤﻌﻚ وﻻ ﻳﺮاك ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻠﺖ ﻳﺪي ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﺸﺪﻧﻲ وهﺰ ﻳﺪي ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ اﻟﺠﻤ ﻴﻊ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ..‬وﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ﺟﻠﺲ‬ ‫أﺑ ﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ وﻋﻦ ﻳﻜﻴﻨﻪ أﺣﻤﺪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ..‬وﻋﻦ ﻳﺴﺎرﻩ ﻓﺎﻳﺰ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﻈ ﺮون ﻣﻨﺪهﺸ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳﺘﻌﻮدوا أن‬ ‫ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ آﺮﺳﻲ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات أﺻﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ إﻟﻰ أﺣﻤﺪ وأﺷﺎر إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﺪأ أﺣﻤ ﺪ ﻳﺸ ﻴﺮ ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ‪ ..‬واﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﻈﺮون ‪ ..‬ﻟﻢ‬ ‫ﻳﻔﻬﻤﻮا ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺷ ﺮت إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ ..‬ﻓﺎﻗﺘ ﺮب إﻟ ﻰ ﻣﻜﺒ ﺮ‬ ‫اﻟﺼﻮت وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﺣﻤ ﺪ ﻳﺤﻜ ﻲ ﻟﻜ ﻢ ﻗﺼ ﺔ هﺪاﻳ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻳﻘ ﻮل ﻟﻜ ﻢ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﺪت أﺻ ﻢ ‪ ..‬وﻧﺸ ﺄت ﻓ ﻲ ﺟ ﺪة ‪ ..‬وآ ﺎن أهﻠ ﻲ‬ ‫ﻲ ‪ ..‬آ ﻨﺖ أرى اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻳﻬﻤﻠﻮﻧﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻠﺘﻔ ﺘﻮن إﻟ ّ‬ ‫ﻳﺬه ﺒﻮن إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬وﻻ أدري ﻟﻤ ﺎذا ! أرى‬ ‫أﺑ ﻲ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻔ ﺮش ﺳﺠﺎدﺗﻪ وﻳﺮآﻊ وﻳﺴﺠﺪ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫أدري ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ ‪..‬‬ ‫وإذا ﺳ ﺄﻟﺖ أهﻠ ﻲ ﻋ ﻦ ﺷ ﻲء ‪ ..‬اﺣﺘﻘﺮوﻧ ﻲ وﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﺠﻴﺒﻮﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺳﻜﺖ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﺣﻤﺪ وأﺷﺎر ﻟﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻮاﺻ ﻞ أﺣﻤ ﺪ ﺣﺪﻳ ﺜﻪ ‪ ..‬وأﺧ ﺬ ﻳﺸ ﻴﺮ ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﺗﻐﻴﺮ وﺟﻬﻪ ‪ ..‬وآﺄﻧﻪ ﺗﺄﺛﺮ ‪..‬‬ ‫ﺧﻔﺾ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ رأﺳﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺑﻜﻰ أﺣﻤﺪ ‪ ..‬وأﺟﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ‪..‬‬ ‫ﺗﺄﺛﺮ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ ﻳﺪرون ﻟﻤﺎذا ﻳﺒﻜﻲ ‪..‬‬ ‫واﺻﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ وإﺷﺎراﺗﻪ ﺑﺘﺄﺛﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ :‬أﺣﻤ ﺪ ﻳﺤﻜ ﻲ ﻟﻜ ﻢ اﻵن ﻓﺘ ﺮة‬ ‫اﻟ ﺘﺤﻮل ﻓ ﻲ ﺣ ﻴﺎﺗﻪ ‪ ..‬وآ ﻴﻒ أﻧ ﻪ ﻋ ﺮف اﷲ‬ ‫واﻟﺼ ﻼة ﺑﺴ ﺒﺐ ﺷ ﺨﺺ ﻓ ﻲ اﻟﺸﺎرع ﻋﻄﻒ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫وﻋﻠﻤ ﻪ ‪ ..‬وآ ﻴﻒ أﻧ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﺑ ﺪأ ﻳﺼ ﻠﻲ ﺷ ﻌﺮ ﺑﻘ ﺪر‬ ‫ﻗ ﺮﺑﻪ ﻣ ﻦ اﷲ ‪ ..‬وﺗﺨ ﻴﻞ اﻷﺟ ﺮ اﻟﻌﻈ ﻴﻢ ﻟ ﺒﻼﺋﻪ ‪..‬‬ ‫وآﻴﻒ أﻧﻪ ذاق ﺣﻼوة اﻹﻳﻤﺎن ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻰ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻨﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﻗﺼﺔ أﺣﻤﺪ ‪..‬‬ ‫آﺎن أآﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﻣﺸﺪودًا ﻣﺘﺄﺛﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬أﻧﻈﺮ إﻟﻰ أﺣﻤﺪ ﺗﺎرة ‪ ..‬وإﻟﻰ‬ ‫ﻟﻜﻨﻲ آﻨﺖ ﻣﻨﺸﻐ ً‬ ‫ﻓﺎﻳ ﺰ ﺗ ﺎرة أﺧ ﺮى ‪ ..‬وأﻗ ﻮل ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪ ..‬هﺎه ﻮ‬ ‫أﺣﻤ ﺪ ﻳ ﺮى وﻳﻌ ﺮف ﻟﻐ ﺔ اﻹﺷﺎرة ‪ ..‬وأﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ‬ ‫ﻳ ﺘﻔﺎهﻢ ﻣﻌ ﻪ ﺑﺎﻹﺷ ﺎرة ‪ ..‬ﺗ ﺮى آ ﻴﻒ ﺳ ﻴﺘﻔﺎهﻢ ﻣ ﻊ‬ ‫ﻓﺎﻳﺰ ‪ ..‬وهﻮ ﻻ ﻳﺮى وﻻ ﻳﺴﻤﻊ وﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪!!..‬‬ ‫اﻧﺘﻬ ﻰ أﺣﻤ ﺪ ﻣ ﻦ آﻠﻤ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻣﻀ ﻰ ﻳﻤﺴ ﺢ ﺑﻘﺎﻳ ﺎ‬

‫‪166‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫دﻣﻮﻋﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ إﻟﻰ ﻓﺎﻳﺰ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪ :‬هﻪ ؟؟ ﻣﺎذا ﺳﻴﻔﻌﻞ ؟!!‬ ‫ﺿﺮب أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ﻋﻠﻰ رآﺒﺔ ﻓﺎﻳﺰ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ ﻓﺎﻳ ﺰ آﺎﻟﺴ ﻬﻢ ‪ ..‬وأﻟﻘﻰ آﻠﻤﺔ ﻣﺆﺛﺮة‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺗﺪري آﻴﻒ أﻟﻘﺎهﺎ ؟‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻼم ؟ آﻼ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ أﺑﻜﻢ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻹﺷﺎرة ؟ آﻼ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ أﻋﻤﻰ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻟﻐﺔ‬ ‫اﻹﺷﺎرة ‪..‬‬ ‫أﻟﻘ ﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑـ ) اﻟﻠﻤﺲ ( ‪ ..‬ﻧﻌﻢ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ ‪..‬‬ ‫ﻳﺠﻌﻞ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ) اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ( ﻳﺪﻩ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي‬ ‫ﻓﺎﻳ ﺰ ‪ ..‬ﻓﻴﻠﻤﺴ ﻪ ﻓﺎﻳ ﺰ ﻟﻤﺴﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪ ..‬ﻳﻔﻬﻢ‬ ‫ﻣ ﻨﻬﺎ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻣﺮادﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﻤﻀﻲ ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻨﺎ‬ ‫ﻣ ﺎ ﻓﻬﻤ ﻪ ﻣﻦ ﻓﺎﻳﺰ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮق ذﻟﻚ رﺑﻊ‬ ‫ﺳﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫وﻓﺎﻳ ﺰ ﺳ ﺎآﻦ ه ﺎدئ ﻻ ﻳ ﺪري ه ﻞ اﻧﺘﻬ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ أم ﻻ ‪ ..‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ وﻻ ﻳﺮى ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻤﺘ ﺮﺟﻢ ﻣ ﻦ آﻼﻣ ﻪ ‪ ..‬ﺿ ﺮب‬ ‫رآﺒﺔ ﻓﺎﻳﺰ ‪ ..‬ﻓﻴﻤﺪ ﻓﺎﻳﺰ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻀ ﻊ اﻟﻤﺘ ﺮﺟﻢ ﻳ ﺪﻩ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻳﻠﻤﺴﻪ‬ ‫ﻓﺎﻳﺰ ﻟﻠﻤﺴﺎت أﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﻇ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺘ ﻨﻘﻠﻮن ﺑﺄﻋﻴ ﻨﻬﻢ ﺑ ﻴﻦ ﻓﺎﻳ ﺰ‬ ‫واﻟﻤﺘ ﺮﺟﻢ ‪ ..‬ﺑ ﻴﻦ ﻋﺠ ﺐ ﺗ ﺎرة ‪ ..‬وإﻋﺠ ﺎب‬ ‫أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻓﺎﻳ ﺰ ﻳﺤﺚ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪ ..‬آﺎن‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻤﺴ ﻚ أذﻧ ﻴﻪ ‪ ..‬وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫وأﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻀﻊ آﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﺄﻣ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺤﻔ ﻆ اﻷﺳ ﻤﺎع‬ ‫واﻷﺑﺼﺎر ﻋﻦ اﻟﺤﺮام ‪..‬‬ ‫آﻨﺖ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺄرى ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺘﻤﺘﻢ‬ ‫‪ :‬ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ ‪ ..‬وﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻳﻬﻤ ﺲ إﻟﻰ اﻟﺬي‬ ‫ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ‪ ..‬وﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻳ ﺘﺎﺑﻊ ﺑﺸ ﻐﻒ ‪..‬‬ ‫وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺒﻜﻲ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻘﺪ ذهﺒﺖ ﺑﻌﻴﻴﻴﻴﻴﺪًا ‪..‬‬ ‫أﺧ ﺬت أﻗ ﺎرن ﺑ ﻴﻦ ﻗﺪراﺗ ﻪ وﻗ ﺪراﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫أﻗﺎرن ﺑﻴﻦ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﻟﻠﺪﻳﻦ وﺧﺪﻣﺘﻬﻢ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻬ ﻢ اﻟ ﺬي ﻳﺤﻤﻠ ﻪ رﺟ ﻞ أﻋﻤ ﻰ أﺻ ﻢ أﺑﻜ ﻢ ‪ ..‬ﻟﻌﻠﻪ‬ ‫ﻳﻌﺪل اﻟﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻠﻪ هﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫واﻟ ﻨﺎس أﻟ ﻒ ﻣ ﻨﻬﻢ آ ﻮاﺣﺪ ** وواﺣ ﺪ آﺎﻷﻟ ﻒ إن‬ ‫أﻣﺮ ﻋﻨﺎ‬ ‫رﺟ ﻞ ﻣﺤ ﺪود اﻟﻘ ﺪرات ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺤﺘ ﺮق ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ‬ ‫ﺧﺪﻣ ﺔ ه ﺬا اﻟ ﺪﻳﻦ ‪ ..‬ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﺟ ﻨﺪي ﻣ ﻦ ﺟ ﻨﻮد‬ ‫اﻹﺳﻼم ‪ ..‬ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ آﻞ ﻋﺎص وﻣﻘﺼﺮ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻳﺤ ﺮك ﻳﺪﻳ ﻪ ﺑﺤ ﺮﻗﺔ ‪ ..‬وآﺄﻧ ﻪ ﻳﻘ ﻮل ﻳ ﺎ ﺗ ﺎرك‬ ‫اﻟﺼ ﻼة إﻟ ﻰ ﻣﺘ ﻰ ‪..‬؟ ﻳ ﺎ ﻣﻄﻠ ﻖ اﻟﺒﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺮام‬ ‫ﻼ‬ ‫إﻟ ﻰ ﻣﺘ ﻰ ‪..‬؟ ﻳ ﺎ واﻗﻌ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﻮاﺣﺶ ؟ ﻳ ﺎ ﺁآ ً‬ ‫ﻟﻠﺤﺮام ؟ ﺑﻞ ﻳﺎ واﻗﻌ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮك ؟‬ ‫آﻠﻜﻢ إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ‪ ..‬أﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﺣﺮب اﻷﻋﺪاء ﻟﺪﻳﻨﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺤﺎرﺑﻮﻧﻪ أﻧﺘﻢ أﻳﻀ ًﺎ !!‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻳ ﺘﻠﻮن وﺟﻬ ﻪ وﻳﻌﺘﺼ ﺮ ﻟﻴﺴ ﺘﻄﻴﻊ‬ ‫إﺧﺮاج ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ ‪..‬‬ ‫ﺗﺄﺛ ﺮ اﻟ ﻨﺎس آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬ﻟ ﻢ أﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ‬ ‫ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻜﺎء وﺗﺴﺒﻴﺤﺎت ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬ ﻰ ﻓﺎﻳ ﺰ ﻣ ﻦ آﻠﻤ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺎم ‪ ..‬ﻳﻤﺴﻚ اﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫اﷲ ﺑﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﺗﺰاﺣﻢ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ أراﻩ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وأﺣ ﺲ أﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ‬ ‫أن اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻮاﺳﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠﻤ ﻴﻊ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻔ ﺮق ﺑ ﻴﻦ ﻣﻠﻚ وﻣﻤﻠﻮك‬ ‫‪ ..‬ورﺋﻴﺲ وﻣﺮؤوس ‪..‬وأﻣﻴﺮ وﻣﺄﻣﻮر ‪..‬‬ ‫ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻷﻏﻨ ﻴﺎء واﻟﻔﻘ ﺮاء ‪ ..‬واﻟﺸ ﺮﻓﺎء‬ ‫واﻟﻮﺿﻌﺎء ‪ ..‬واﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻮاء ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ أﻗ ﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻴﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻔﻌﻴﻴﻦ ﻣﺜﻠﻚ ﻳﺎ‬ ‫ﻓﺎﻳﺰ ‪..‬‬ ‫أﺧﺬ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻴﺪ ﻓﺎﻳﺰ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ﺑﻪ ﺧﺎرﺟًﺎ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫أﺧﺬت أﻣﺸﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻤﺎ ‪ ..‬وهﻤﺎ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎن ﻟﻠﺴﻴﺎرة‬ ‫‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺘﺮﺟﻢ وﻓﺎﻳﺰ ﻳﺘﻤﺎزﺣﺎن ﻓﻲ ﺳﻌﺎدة ﻏﺎﻣﺮة ‪..‬‬ ‫ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎ أﺣﻘﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ‪..‬‬ ‫آ ﻢ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﻟ ﻢ ﻳﺼ ﺐ ﺑ ﺮﺑﻊ ﻣﺼ ﺎﺑﻚ ﻳ ﺎ ﻓﺎﻳ ﺰ وﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻴﻖ واﻟﺤﺰن ‪..‬‬ ‫أﻳ ﻦ أﺻ ﺤﺎب اﻷﻣ ﺮاض اﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺸﻞ آﻠﻮي ‪..‬‬ ‫ﺷﻠﻞ ‪ ..‬ﺟﻠﻄﺎت ‪ ..‬ﺳﻜﺮي ‪ ..‬إﻋﺎﻗﺎت ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا ﻻ ﻳﺴ ﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺤ ﻴﺎﺗﻬﻢ‪..‬وﻳﺘﻜ ﻴﻔﻮن ﻣ ﻊ‬

‫‪167‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫واﻗﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﻳﺒﺘﻠ ﻲ اﷲ ﻋ ﺒﺪﻩ ﺛ ﻢ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻴﺮاﻩ ﺷﺎآﺮًا راﺿﻴ ًﺎ ﻣﺤﺘﺴﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺮت اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬وﻻ ﺗ ﺰال ﺻ ﻮرة ﻓﺎﻳ ﺰ‬ ‫ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ أﻣﺎم ﻧﺎﻇﺮي ‪..‬‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ‪..‬‬

‫اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﻟﺤﻤﻪ ﻳﺆآﻞ ‪ ..‬وﻻ ﺟﻠﺪﻩ‬ ‫ﻳﻠﺒﺲ ‪ ..‬ﻓﻤﺎذا ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺣﻼوة اﻟﻠﺴﺎن‬ ‫!!‬ ‫‪ 77.‬اﺿﺒﻂ ﻟﺴﺎﻧﻚ ‪..‬‬ ‫إن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﻴ ﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤ ﺔ ﻣ ﻦ ﺳ ﺨﻂ اﷲ ﻻ‬ ‫ﻳﻠﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺎ ًﻻ ﻳﻜﺘﺐ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﺎ ﺳﺨﻄﻪ إﻟﻰ‬ ‫ﻳﻮم ﻳﻠﻘﺎﻩ ‪..‬‬ ‫هﻜ ﺬا ﺣ ﺬر اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬اﻟﻨﺎس ﻣﻦ إﻃﻼق اﻟﻜﻼم‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﻮاهﻨﻪ ‪ ..‬دون اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻮاﻗﺐ ‪..‬‬ ‫ﻋﺪم ﺿﺒﻂ اﻟﻠﺴﺎن ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﻤﻬﺎﻟﻚ ‪..‬‬ ‫اﺣﻔﻆ ﻟﺴﺎﻧﻚ أﻳﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫ﻻ ﻳﻠﺪﻏﻨﻚ إﻧـﻪ ﺛـﻌﺒﺎن‬ ‫آﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻣﻦ ﻗﺘﻴﻞ ﻟﺴﺎﻧﻪ‬ ‫آﺎﻧ ﺖ ﺗﻬ ﺎب ﻟﻘ ﺎءﻩ‬ ‫اﻟﺸﺠﻌﺎن‬ ‫آﻢ ﻣﻦ اﻣﺮأة ﻃﻠﻘﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻠﺴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻳﺨ ﺘﻠﻒ ﻣﻌﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺮدد ﻗﺎﺋﻠ ﺔ ﻟﻪ ‪ :‬ﻃﻠﻘﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻃﻠﻘﻨ ﻲ ‪..‬‬ ‫أﺗﺤ ﺪاك ﺗﻄﻠﻘﻨ ﻲ ‪ ..‬إن آ ﻨﺖ رﺟ ً‬ ‫ﻓﻴﺄﻣ ﺮهﺎ ﺑﺎﻟﺴ ﻜﻮت ‪ ..‬ﻳﺼ ﺮخ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﻳﻨﻬﺮهﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻳﺸ ﺘﺪ اﻷﻣ ﺮ ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﻓﻴ ﻨﻬﺪم اﻟﺒ ﻨﺎء ‪..‬‬ ‫وﻳﻄﻠﻘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺬا أﻣ ﺮ ‪ ε‬اﻟﺸﺨﺺ إذا ﻏﻀﺐ أن ﻳﺴﻜﺖ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ﻳﺴﻜﺖ ‪..‬‬ ‫ﻷﻧ ﻪ إن ﻟ ﻢ ﻳﻀ ﺒﻂ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ‪ ..‬أرداﻩ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﻬﺎﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻳﻤﻮت اﻟﻔﺘﻰ ﻣﻦ زﻟﺔ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ‬ ‫وﻟﻴﺲ ﻳﻤﻮت اﻟﻤﺮء ﻣﻦ‬ ‫زﻟﺔ اﻟﺮﺟﻞ‬ ‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ دﺧﻠ ﺖ ﻗ ﺒﻞ ﻓﺘ ﺮة ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫ﻋﺎﺋﻠﺘﻴﻦ ﻟﻺﺻﻼح ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ آﺒﻴ ﺮًا ﻓﻲ‬ ‫ﻼ ﻋ ﺎﻗ ً‬ ‫وﻗﺼ ﺔ اﻟﺨ ﻼف ‪ :‬أن رﺟ ً‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﺴ ﻦ أﻇ ﻨﻪ ﻗ ﺪ ﺗﺠ ﺎوز اﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ‪ ..‬ﺧﺮج‬ ‫ﻓ ﻲ ﻧ ﺰهﺔ ﺻ ﻴﺪ ﻣ ﻊ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻪ ‪..‬‬ ‫وﺳﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻣﺘﻘﺎرب ‪..‬‬ ‫دارت ﺑﻴ ﻨﻬﻢ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ وذآ ﺮﻳﺎت اﻟﺼ ﺒﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﺗﻜﻠﻤ ﻮا ﻋ ﻦ أراض ﻷﺟ ﺪادهﻢ ﺑﺎﻟﻘ ﺮﻳﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺜﺎر‬ ‫ﺧ ﻼف ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﻮل أﺣﺪ اﻷراﺿﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ‬ ‫أﺣﺪهﻤﺎ وادﻋﻰ اﻵﺧﺮ أﻧﻬﺎ ﻟﺠﺪﻩ ‪..‬‬ ‫اﺷ ﺘﺪ ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ اﻟ ﻨﻘﺎش ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎل ﻣﺎﻟ ﻚ اﻷرض‬ ‫ﻟﺼ ﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬واﷲ ﻹن رأﻳ ﺘﻚ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ أرﺿ ﻲ‬ ‫ﻷﻓﺮﻏﻦ هﺬا ﻓﻲ رأﺳﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﻨﺎول ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ووﺟﻬﻬﺎ أﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣ ﻦ رأس ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﺑﻤﺘﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ ﺛﻢ أﻃﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫رﺻﺎﺻﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﺎر اﻟ ﺮﺟﻼن وآ ﺎدا أن ﻳﻘﺘ ﺘﻼ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻬﻤﺎ‬ ‫هﺪؤوهﻤﺎ وﺗﻔﺮﻗﻮا إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺬي أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﺻﺎص أن‬ ‫ﻳﻨﺎم ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻐﻴﻆ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ آﺎد أن ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺘﻰ آﺎن‬ ‫ﻗ ﺪ أﺟﻤ ﻊ أن ﻳﺸ ﻔﻲ ﻏ ﻴﻈﻪ ﻣ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﺤﻤ ﻞ‬ ‫ﺳ ﻼﺣ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻧ ﻮع " آﻼﺷ ﻴﻨﻜﻮف " وﻣﻀ ﻰ ﻳ ﺒﺤﺚ‬ ‫ﻋ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ رﺁﻩ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﺪرﺳﺔ‬ ‫ﺑﻨﺎت ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻣ ﺘﻘﺎﻋﺪًا ﻣ ﻦ وﻇﻴﻔ ﺘﻪ وﻳﻌﻤ ﻞ ﺳ ﺎﺋﻘﺎ‬ ‫ﻟﺴ ﻴﺎرة ﺧﺎﺻ ﺔ ﻟ ﻨﻘﻞ اﻟﻤﺪرﺳ ﺎت ‪ ..‬وﻗ ﺪ أوﻗ ﻒ‬ ‫ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ﻋ ﻨﺪ ﺑ ﺎب اﻟﻤﺪرﺳﺔ وﺟﻠﺲ داﺧﻠﻬﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ‬ ‫ﺧ ﺮوﺟﻬﻦ ‪ ..‬وﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻴﺎرات‬ ‫ﺗﺸ ﺒﻪ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ آﻠﻬ ﺎ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻨﻘﻞ اﻟﻤﺪرﺳﺎت أو‬ ‫اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ‪..‬‬ ‫اﺧﺘ ﺒﺄ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺧﻠ ﻖ ﺷ ﺠﺮة ﺑﻌﻴﺪة ﻟﺌﻼ ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﺿﻌﻴﻒ اﻟﺒﺼﺮ ‪ ..‬ووﺟﻪ ﺳﻼﺣﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺋﻖ‬ ‫‪ ..‬وﺣﺎول ﺟﺎهﺪًا أن ﻳﺴﺪد اﻟﻄﻠﻘﺔ إﻟﻰ رأﺳﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﺿ ﻐﻂ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺰﻧﺎد ‪ ..‬ودوى ﺻ ﻮت اﻟﺮﺻ ﺎص‬ ‫واﻧﻄﻠﻘ ﺖ ﺛ ﻼث رﺻﺎﺻ ﺎت واﺳ ﺘﻘﺮت ﻓ ﻲ رأس‬ ‫اﻟﺴ ﺎﺋﻖ ‪ ..‬ﺛ ﺎر اﻟ ﻨﺎس واﺿ ﻄﺮﺑﻮا ‪ ..‬وﻓ ﺰﻋﺖ‬ ‫اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ‪ ..‬وارﺗﻔﻊ اﻟﺼﺮاخ ‪..‬‬ ‫واﺟﺘﻤﻊ اﻟﺸﺮﻃﺔ ‪ ..‬وأﺣﺎﻃﻮا ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ‪ ..‬واﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻗﺪ هﺸﻤﺖ اﻟﻄﻠﻘﺎت ﺟﻤﺠﻤﺘﻪ ‪ ..‬وﻣﺎت ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ﻓﻘ ﺪ ﺗ ﻮﺟﻪ ﺑﻜ ﻞ ه ﺪووووء إﻟ ﻰ ﻣﺨﻔ ﺮ‬ ‫اﻟﺸ ﺮﻃﺔ وأﺧﺒ ﺮهﻢ ﺑﺎﻟﻘﺼ ﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ ﻗ ﺘﻠﺖ‬

‫‪168‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻼﻧ ًﺎ ‪ ..‬واﻵن ﻗ ﺪ ﺷ ﻔﻴﺖ ﺻ ﺪري ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻧ ﻲ‬ ‫أو أﺣﺮﻗﻮﻧ ﻲ أو اﺳ ﺠﻨﻮﻧﻲ ‪ ..‬اﻓﻌﻠﻮا ﻣﺎﺷﺌﺘﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫أدﺧﻠ ﻮﻩ إﻟ ﻰ ﻏ ﺮﻓﺔ اﻟﺘﻮﻗ ﻴﻒ ‪ ..‬وﺧ ﺮج‬ ‫اﻟﻀ ﺎﺑﻂ ﻟﻤﻌﺎﻳ ﻨﺔ ﻣﻜ ﺎن اﻟﺤﺎدث ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ اﻃﻠﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﻘﺘﻮل ﻓﺈذا اﻟﻤﻔﺎﺟﺄة اﻟﻜﺒﺮى !!‬ ‫إذا ﺑﺎﻟﻘﺘ ﻴﻞ ﻟ ﻴﺲ ه ﻮ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ اﻟ ﺬي أراد أن‬ ‫ﻳﺸ ﻔﻲ ﺻ ﺪرﻩ ﻣ ﻨﻪ وإﻧﻤ ﺎ ه ﻮ ﺷ ﺨﺺ ﺁﺧ ﺮ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻟﻪ دﺧﻞ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﻀ ﺎﺑﻂ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ‪ ،‬واﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﻦ اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﺑﺎﻟﻘ ﺘﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ أدﺧﻠ ﻪ ﻣﺨﻔ ﺮ اﻟﺸ ﺮﻃﺔ وأوﻗﻔ ﻪ أﻣ ﺎم‬ ‫اﻟﺰﻧ ﺰاﻧﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ! أﺗﺪﻋ ﻲ أﻧ ﻚ‬ ‫ﻗ ﺘﻠﺖ ه ﺬا ؟! اﻟﺮﺻ ﺎص أﺻﺎب ﺷﺨﺼ ًﺎ ﺁﺧﺮ‬ ‫!!‬ ‫ﻓﺼ ﺮخ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ وأﺻﺎﺑﻪ ﺣﺎﻟﺔ هﺴﺘﻴﺮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﻏﻤ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻣﻜ ﺚ ﻓ ﻲ ﻏﻴ ﺒﻮﺑﺔ أﻳﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺷﻔﻲ وأدﺧﻞ اﻟﺴﺠﻦ وﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ‬ ‫اﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺣﺪ اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﺻ ﺪق أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ ﺷﻲء أﺣﻮج‬ ‫إﻟﻰ ﻃﻮل ﺳﺠﻦ ﻣﻦ ﻟﺴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻻ أﻧ ﺲ ﺧﺒ ﺮ ذﻟ ﻚ اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ اﻟ ﺬي ﺟﻠﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ‬ ‫ﻣ ﻊ ﻧﺪﻳﻤ ﻪ ‪ ..‬ﻳﻀ ﺎﺣﻜﻪ وﻳﻤﺎزﺣ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻌ ﺐ‬ ‫اﻟﺸ ﻴﻄﺎن ﺑﺮؤوﺳ ﻬﻤﺎ ﻓﺸ ﺮﺑﺎ ﺧﻤ ﺮًا ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ‬ ‫ﻏﺎﺑ ﺖ اﻟﻌﻘ ﻮل ‪ ..‬وﺳ ﻴﻄﺮت أم اﻟﺨ ﺒﺎﺋﺚ ‪..‬‬ ‫وﺻﺎر اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ أﺿﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎر ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ إﻟ ﻰ ﺣﺎﺟ ﺒﻪ وأﺷ ﺎر ﻟ ﻪ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻨﺪﻳﻢ وﻗﺎل ‪ :‬اﻗﺘﻠﻮﻩ ‪..‬‬ ‫وآﺎن اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ إذا أﻣﺮ أﻣﺮًا ﻟﻢ ﻳﺮاﺟَﻊ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ اﻟﺤﺎﺟ ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺪﻳﻢ وﺗﻠﻪ ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وه ﻮ ﻳﺼ ﺮخ ‪ ..‬وﻳﺴ ﺘﻐﻴﺚ ﺑﺎﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫واﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ﻳﻀ ﺤﻚ وﻳ ﺮدد ‪ :‬اﻗ ﺘﻠﻮﻩ ‪ ..‬اﻗ ﺘﻠﻮﻩ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ ‪ ..‬وأﻟﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﻣﻬﺠﻮرة ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬اﺷ ﺘﺎق إﻟ ﻰ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻳﺆاﻧﺴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ادﻋﻮا ﻟﻲ ﻧﺪﻳﻤﻲ ﻓﻼن ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻗﺘﻠﻨﺎﻩ !! ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺘﻠﺘﻤﻮﻩ ؟!! ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻪ‬ ‫؟! وﻟﻤ ﺎذا ؟ وﻣ ﻦ أﻣ ﺮآﻢ ؟! وﺟﻌ ﻞ ﻳﺪاﻓ ﻊ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻋﺒﺮاﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬أﻧ ﺖ أﻣﺮﺗﻨﺎ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ‪ ..‬وأﺧﺒﺮوﻩ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﻜﺖ ‪ ..‬وﺧﻔ ﺾ رأﺳ ﻪ ﻣﺘ ﻨﺪﻣ ًﺎ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬رب‬ ‫آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ دﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫أﻋ ﻮد وأﻗ ﻮل ‪ :‬آ ﻢ ﻣ ﻦ ﺷ ﺨﺺ ﻧﻔ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ‬ ‫ﺷﺨﺼ ﻪ ‪ ..‬وﺑﻐﻀ ﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﺟﺮ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫اﻟﻮﻳﻼت ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺿﺒﻄﻪ ﻟﻠﺴﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﺠﻮزي ‪:‬‬ ‫وﻣﻦ اﻟﻌﺠﺐ أن ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮز‬ ‫ﻣ ﻦ أآ ﻞ اﻟﺤﺮام ‪ ..‬وﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ ‪ ..‬واﻟﺴﺮﻗﺔ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ‬ ‫ﻻ ﻳﻘ ﻮى ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﺘﺤ ﺮز ﻣ ﻦ ﺣ ﺮآﺔ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴ ﺘﻜﻠﻢ ﻓ ﻲ أﻋ ﺮاض اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻻ ﻳﻘ ﺪر ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠﻴﺒﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﺤﻴﻮان ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻃﻮﻳﻞ وﻻ ﻳﻨﻄﻖ ‪ ..‬واﻹﻧﺴﺎن‬ ‫ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻗﺼﻴﺮ وﻻ ﻳﺼﻤﺖ !!‬

‫‪ 78.‬اﻟﻤﻔﺘﺎح ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺪح ‪ ..‬هﻮ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻘﻠﻮب ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ أﺟﻤ ﻞ ﻣﻬ ﺎرات اﻟﻜﻼم أن ﺗﻜﻮن ﻣﺒﺪﻋ ًﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻌﻮﻳﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ اآﺘﺸﺎف ﺻﻮاب اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺪﺣﻬﻢ واﻟﺜ ﻨﺎء ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑ ﻪ ‪ ..‬ﻗ ﺒﻞ اﻻﻧﺘ ﺒﺎﻩ إﻟ ﻰ‬ ‫ﺧﻄﺌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻳ ﺘﺄآﺪ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﺒﻪ ﺷﺨﺼ ًﺎ إﻟﻰ ﺧﻄﺄ‬ ‫ﻣﺎ ‪..‬‬ ‫آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻳﺮد اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻻ ﻷﺟﻞ ﺗﻜﺒﺮﻩ ﻋﻨﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬أو ﻋﺪم اﻗﺘﻨﺎﻋﻪ ﺑﺨﻄﺌﻪ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻷن اﻟﻨﺎﺻﺢ ﻟﻢ‬ ‫ﻳﺴﻠﻚ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬ ‫هﺐ أﻧﻚ ذهﺒﺖ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻟﻌﻼج ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ ﻣﻮﻇ ﻒ اﻻﺳ ﺘﻘﺒﺎل ﻓ ﺈذا وراء‬ ‫اﻟ ﺰﺟﺎج ﺷ ﺎب ﻣ ﺮاهﻖ ﻳﻘﻠ ﺐ ﺟ ﺮﻳﺪة ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪..‬‬ ‫وﺑﻴﺪﻩ ﺳﻴﺠﺎرﻩ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎل ﺑﻤﺎ ﺣﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وإذا ﺷ ﻴﺦ آﺒﻴ ﺮ أﻋﻤ ﻰ ﻳﻘ ﻒ ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻰ‬ ‫ﻃﻔ ﻞ ﺻﻐﻴﺮ ‪ ..‬وﻓﻲ اﻷﺧﺮى ورﻗﺔ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻳﻨﺘﻈﺮ‬ ‫أن ﻳﺤﻮﻟﻪ اﻟﻤﻮﻇﻒ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ ‪..‬‬ ‫وإذا ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ﻋﺠ ﻮز آﺒﻴ ﺮة ﺑ ﻴﺪهﺎ ﻃﻔﻠ ﺔ ﺗﺒﻜ ﻲ وﻗﺪ‬

‫‪169‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺗﻤﻜ ﻨﺖ اﻟﺤﻤ ﻰ ﻣ ﻦ ﺟﺴ ﺪهﺎ ‪ ..‬وﺗﻨﺘﻈﺮ أﻳﻀ ًﺎ‬ ‫اﻟﻤﻮﻇ ﻒ أن ﻳﻔ ﺮغ ﻣ ﻦ ﻗ ﺮاءة أﺧ ﺒﺎر ﻧﺎدﻳ ﻪ‬ ‫اﻟﻤﻔﻀﻞ ﻟﻴﺤﻮﻟﻬﺎ ﻟﻄﺒﻴﺐ اﻷﻃﻔﺎل ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ رأﻳ ﺖ هﺬا اﻟﻤﻨﻈﺮ ﺛﺎرت أﻋﺼﺎﺑﻚ – وﻻ‬ ‫ﻧﻠ ﻮﻣﻚ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ – ﻓﺼ ﺮﺧﺖ ﺑﺎﻟﻤﻮﻇ ﻒ ‪:‬‬ ‫ه ﻴﻪ !! أﻧ ﺖ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ أو ﻓﻲ ‪...‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﺗﺨ ﺎف اﷲ ؟!! اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ﻳﺌ ﻨﻮن ﻣﻦ اﻷﻟﻢ‬ ‫وأﻧ ﺖ ﺗﻘ ﺮأ ﺟ ﺮﻳﺪة !! ﻻ وﺗ ﺪﺧﻦ أﻳﻀ ًﺎ !!‬ ‫واﷲ ﻋﺠ ﺐ ‪ ..‬ﻣ ﺜﻠﻚ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮﺑﻴﻪ إﻻ ﺷ ﻜﻮى‬ ‫ﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ‪ ..‬أو اﻟﻤﻔﺮوض أن ﺗﻔﺼﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻚ ‪..‬‬ ‫وﺑﺪأت ﺗﻬﻴﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات آﺎﻟﺒﺮق ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ه ﺐ أﻧ ﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﻘﺎﺑ ﻞ‬ ‫ﺻﺮاﺧﻚ ﺑﺼﺮاخ ‪..‬‬ ‫ﻼ أﻧﻪ أﻟﻘﻰ ﺟﺮﻳﺪﺗﻪ ‪ ..‬وأﻧﻬﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ‬ ‫ه ﺐ ﻓﻌ ً‬ ‫اﻟﻤﺮﺿﻰ إﻟﻰ اﻷﻃﺒﺎء ‪..‬‬ ‫ه ﻞ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ﻧﻔﺴ ﻚ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﻼ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ه ﻨﺎ ﻋﺎﻟﺠ ﺖ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻟﻜ ﻨﻚ ﻟ ﻢ‬ ‫ﺗﻌ ﺎﻟﺞ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ وإن اﺳ ﺘﺠﺎب إﻟ ﻴﻚ‬ ‫اﻵن إﻻ أﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮد إﻟﻰ ﺗﺼﺮﻓﻪ اﻟﻤﺸﻴﻦ ﻏﺪًا‬ ‫وﺑﻌﺪ ﻏ ٍﺪ ‪..‬‬ ‫إذن آﻴﻒ أﺗﺼﺮف ؟!!‬ ‫ﺗﻌ ﺎل إﻟ ﻴﻪ واآﻈ ﻢ ﻏ ﻴﻈﻚ ‪ ..‬ﺗﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﺑﻌﻘ ﻞ ﻻ ﺑﻌﺎﻃﻔ ﺔ ‪ ..‬ﻻ ﺗ ﺪع اﻟﻤﻨﺎﻇﺮ‬ ‫اﻟﻤﺆذﻳﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻚ ‪ ..‬اﺑﺘﺴﻢ – وإن‬ ‫آ ﻨﺖ ﻣﻐﻀ ﺒ ًﺎ ‪ ،‬وإن آﺎﻧﺖ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺻﻔﺮاء‬ ‫ﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ ‪ ،‬اﺑﺘﺴﻢ – وﻗﻞ ‪ :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻴﻘﻮل وه ﻮ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻻﻋ ﺒﻪ اﻟﻤﻔﻀ ﻞ ‪:‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم ‪ ..‬اﻧﺘﻈﺮ ﻟﺤﻈﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻞ أي آﻠﻤﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻚ ‪ ..‬آﺄن ﺗﻘﻮل‬ ‫‪ :‬آﻴﻒ اﻟﺤﺎل ؟ ‪ ..‬ﻣﺴﺎك اﷲ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﺮﻓﻊ رأﺳﻪ ‪ -‬ﺣﺘﻤ ًﺎ – إﻟﻴﻚ وﻳﻘﻮل ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ‬ ‫ﷲ ﺑﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮﺣﻠﺔ ﺗﻜ ﻮن ﻗ ﺪ ﻗﻄﻌ ﺖ ﻧﺼ ﻒ‬ ‫اﻟﻤﺸﻮار ‪..‬‬ ‫ﺗﻠﻄ ﻒ إﻟ ﻴﻪ ﺑ ﺄي ﻋﺒﺎرة ﺗﻤﺪﺣﻪ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﻗﻞ ﻟﻪ‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﺗﺼ ﺪق ! اﻟﻤﻔ ﺮوض ﻣ ﺜﻠﻚ ﻣ ﺎ ﻳﻌﻤ ﻞ‬ ‫ﻣﺜ ً‬ ‫ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺒﺎل ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺳﻴﺘﻐﻴﺮ وﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ؟‬ ‫ﻗ ﻞ ‪ :‬ﻷن ه ﺬا اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻤﻨﻴﺮ إذا رﺁﻩ اﻟﻤﺮﻳﺾ زال‬ ‫ﻣﺮﺿﻪ ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻃﺒﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﺒﺘﺴﻢ ﻣﺘﻌﺠﺒ ًﺎ ﻣﻦ ﺟﺮأﺗﻚ – ﻳﺎ ﺑﻄﻞ ‪ .. -‬وﺗﻨﺒﻠﺞ‬ ‫أﺳﺎرﻳﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺻ ﺎر اﻵن ﻣﻬﻴ ﺌ ًﺎ ﻟﻘﺒﻮل ﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﻣﺎذا ﻋﻨﺪك ؟‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﻞ ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ اﻟﺤﺒ ﻴﺐ ﺗ ﺮى ه ﺬا اﻟﺸ ﻴﺦ‬ ‫اﻟﻜﺒﻴ ﺮ ‪ ..‬وه ﺬﻩ اﻟﻌﺠ ﻮز اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻨﺔ ‪ ..‬ﻟﻴ ﺘﻚ ﺗﻨﻬ ﻲ‬ ‫ﻟﻬﻤﺎ إﺟﺮاءات اﻟﺪﺧﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻴﺘﻨﺎول أوراﻗﻬﻤ ﺎ ‪ ..‬وﻳﺤ ﻮﻟﻬﻤﺎ ﻟﻠﻄﺒ ﻴﺐ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﻳﺘ ﻨﺎول ورﻗ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻨﻚ وﺳﻠﻤﻚ اﻟﻮرﻗﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ ‪ ..‬ه ﺬﻩ أول ﻣﺮة أراك وﻣﻊ‬ ‫ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ دﺧﻠﺖ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ‪ ..‬ﻻ أدري آﻴﻒ !! واﷲ‬ ‫ﻼ أﻧ ﺖ‬ ‫ﻲ ﻣ ﻦ ﺁﻻف اﻟ ﻨﺎس ‪ ) ..‬وﻓﻌ ً‬ ‫إﻧ ﻚ أﺣ ﺐ إﻟ ﱠ‬ ‫ﺻﺎدق ﻓﻬﻮ ﻣﺴﻠﻢ أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ﺣﺘﻤ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻏﻴﺮ‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ( ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﻔﺮح وﻳﺸﻜﺮ ﻟﻚ ﻟﻄﻔﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﻞ ‪ :‬وﻋﻨﺪي آﻠﻤﺎت أود أن ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻟﻜﻨﻲ أﺧﺎف‬ ‫أن ﺗﻐﻀﺒﻚ ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﺗﻔﻀﻞ ‪..‬‬ ‫ﻦ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﺪم ﻟ ﻪ اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ﻗﺪ ﻣ ّ‬ ‫ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ‪ ..‬وﻓﻲ واﺟﻬﺔ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ‪ ..‬وأﻧﺖ‬ ‫ﻼ ﻣﻊ اﻟﻤﺮاﺟﻌﻴﻦ‬ ‫ﻗ ﺪوة ﻟﻐﻴ ﺮك ‪ ..‬ﻓﻠﻴﺘﻚ ﺗﺘﻠﻄﻒ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫‪ ..‬وﺗﻬ ﺘﻢ ﺑﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻟﻌ ﻞ دﻋ ﻮة ﺻ ﺎﻟﺤﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﻟﻚ ﻓﻲ‬ ‫ﻇﻠﻤ ﺔ اﻟﻠ ﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﻢ ﻋﺠﻮز ﻋﺎﺑﺪة ‪ ..‬أو ﺷﻴﺦ زاهﺪ‬ ‫‪..‬‬ ‫أﺟ ﺰم أﻧ ﻪ ﺳﻴﺨﻔﺾ رأﺳﻪ وأﻧﺖ ﺗﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬وﻳﺮدد ‪:‬‬ ‫أﺷﻜﺮك ‪ ..‬ﺟﺰاك اﷲ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫وآ ﺬﻟﻚ اﺳ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﻣ ﻊ آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺳﻠﻮآﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺜﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻬﺎون ﺑﺎﻟﺼﻼة ‪ ..‬أو أب ﻳﻬﻤﻞ ﺑﻨﺎﺗﻪ‬ ‫ﻓﻴﺘﻜﺸﻔﻦ ‪ ..‬وﻳﺘﺴﺎهﻠﻦ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎب ‪..‬‬ ‫أو ﺷﺎب ﻋﺎق ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻷﺟ ﻞ أن ﻳﻘ ﺒﻠﻮا ﻣ ﻨﻚ ﻻ ﺑ ﺪ أن ﺗﻤ ﺎرس اﻟﻤﻬ ﺎرات‬ ‫اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺔ ‪ ..‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬اﺳ ﺘﺨﺪم اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﻓﻲ‬ ‫إﺻ ﻼح ﺧﻄ ﺄ اﻵﺧﺮ ‪ ..‬آﻦ ﻣﺆدﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﺤﺘﺮﻣ ًﺎ ﻟﺮأﻳﻪ‬

‫‪170‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪..‬‬ ‫ﻗ ﻞ ﻟﻪ ‪ :‬أﻧﺎ ﻣﺎ أﻧﺼﺤﻚ إﻻ ﻷﻧﻲ أﻋﻠﻢ ‪ ..‬أﻧﻚ‬ ‫ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﺢ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﻘﻮل اﷲ ‪ ) :‬إذا ﻧﺎﺟﻴﺘﻢ‬ ‫اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓﻘﺪﻣ ﻮا ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ﻧﺠ ﻮاآﻢ ﺻﺪﻗﺔ (‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ آ ﺎن اﻟﻤﺮﺑ ﻲ اﻟﺤﻜ ﻴﻢ ‪ ε‬ﻳﺴ ﺘﻌﻤﻞ ﻃ ﺮﻗ ًﺎ‬ ‫وﻣﻬ ﺎرات ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺪل ﺳ ﻠﻮآﻬﻢ ﻻ‬ ‫ﻳﻤﻠﻜﻮن إﻻ أن ﻳﻘﺒﻠﻮا ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫أراد ﻳ ﻮﻣ ًﺎ أن ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ذآﺮًا ﻳﻘﻮﻟﻪ‬ ‫ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻌ ﺎذ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ‪ ..‬واﷲ إﻧﻲ‬ ‫أﺣ ﺒﻚ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗ ﺪﻋﻦ ﻓ ﻲ دﺑ ﺮ آ ﻞ ﺻ ﻼة أن‬ ‫ﺗﻘ ﻮل ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ أﻋﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ذآ ﺮك وﺷ ﻜﺮك‬ ‫وﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻚ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻋﻼﻗ ﺔ اﻟﻤﻘﻄ ﻊ اﻷول ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻜﻼم "واﷲ إﻧﻲ أﺣﺒﻚ " ﺑﺎﻟﻤﻘﻄﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ "‬ ‫ﻻ ﺗ ﺪﻋﻦ أن ﺗﻘ ﻮل اﻟﻠﻬ ﻢ أﻋﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ذآ ﺮك‬ ‫"‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن اﻷﻧﺴ ﺐ ﻟﻘ ﻮﻟﻪ إﻧﻲ أﺣﺒﻚ أن ﻳﻘﻮل‬ ‫ﻼ – أو‬ ‫ﺑﻌ ﺪهﺎ وأرﻳ ﺪ أن أزوﺟﻚ اﺑﻨﺘﻲ – ﻣﺜ ً‬ ‫أﻋﻄﻴﻚ ﻣﺎ ًﻻ ‪ ..‬أو أدﻋﻮك إﻟﻰ ﻃﻌﺎم ‪..‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ أن ﻳﺘ ﺒﻊ ﺧﺒﺮ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ذآﺮًا ﻣﻦ‬ ‫أذآﺎر اﻟﺼﻼة ‪ !!..‬ﻓﻬﺬا ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺄﻣﻞ ‪..‬‬ ‫أﺗﺪري ﻣﺎ ﻣﻮﻗﻊ ﻗﻮﻟﻪ ‪ " :‬واﷲ إﻧﻲ أﺣﺒﻚ "‬ ‫؟ إﻧ ﻪ اﻟﺘﻬﻴ ﺌﺔ ﻟﻘ ﺒﻮل اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫ارﺗﺎﺣ ﺖ ﻧﻔ ﺲ ﻣﻌ ﺎذ واﺳﺘﺒﺸ ﺮ ‪ ،‬أﻋﻄ ﺎﻩ‬ ‫اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻣﻮﻗ ﻒ ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻗﺒﺾ ‪ ε‬ﻳﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺴ ﻌﻮد ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻰ ‪ ،‬ﺛﻢ وﺿﻊ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮى‬ ‫ﻓﻮﻗﻬﺎ ‪ ،‬آﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻄﻒ واﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل‬ ‫‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ ..‬إذا ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻬﺪ ﻓﻘﻞ ‪:‬‬ ‫اﻟﺘﺤ ﻴﺎت ﷲ واﻟﺼ ﻠﻮﻻت واﻟﻄﻴﺒﺎت ‪ ،‬اﻟﺴﻼم‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮآﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﺖ اﻟﺴﻨﻴﻦ وﻣﺎت رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻜﺎن‬ ‫ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻳﻔﺨ ﺮ ﺑﺬﻟﻚ وﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻋﻠﻤﻨﻲ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ε‬اﻟﺘﺸﻬﺪ وآﻔﻲ ﺑﻴﻦ آﻔﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ﻻﺣ ﻆ ‪ ε‬أن ﻋﻤﺮ ‪ τ‬إذا ﻃﺎف‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺑﺎﻟﻜﻌ ﺒﺔ وﺣ ﺎذى اﻟﺤﺠ ﺮ اﻷﺳ ﻮد ‪ ..‬زاﺣ ﻢ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫وﻗ ﺒﻠﻪ ‪ ..‬وآ ﺎن ﺻ ﻠﺒ ًﺎ ﻗ ﻮي اﻟ ﺒﺪن ‪ ..‬ورﺑﻤ ﺎ زاﺣﻢ‬ ‫اﻟﻀﻌﻔﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄراد ‪ ε‬أن ﻳﻌ ﺪل ﺳ ﻠﻮآﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل – ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ‬ ‫اﻟﺘﻬﻴ ﺌﺔ ﻟﻘ ﺒﻮل اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ‪ : -‬ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ إﻧ ﻚ رﺟ ﻞ‬ ‫ﻗﻮي ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮح ﻋﻤ ﺮ ﺑﻬ ﺬا اﻟﺜ ﻨﺎء ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻓ ﻼ ﺗ ﺰاﺣﻤﻦ‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺠﺮ ‪..‬‬ ‫وﻣﺮة أراد أن ﻳﻨﺼﺢ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻘﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل‬ ‫‪:‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻳﻘ ﻮم اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬وﻓ ﻲ‬ ‫رواﻳ ﺔ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻣﺜﻞ ﻓﻼن ‪ ..‬آﺎن‬ ‫ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻣ ﺜﻞ ﻓ ﻼن ‪ ..‬آ ﺎن ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﺘﺮك ﻗﻴﺎم‬ ‫اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﺴ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟ ﺮاﺋﻊ ﻣ ﻊ‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻣﻊ اﻟﻮﺟﻬﺎء ﺧﺎﺻﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺑﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬آﺎن اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻘﺒﻞ‬ ‫وﻣﺪﺑﺮ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﺳﻤﻪ ﺳﻮﻳﺪ ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ‬ ‫ﻼ ﺷﺎﻋﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺷ ﺮﻳﻔ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻋ ﺎﻗ ً‬ ‫وآ ﺎن رﺟ ً‬ ‫ﻳﺤﻔﻆ آﻼم اﻟﺤﻜﻤﺎء ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ إﻧﻪ آﺎن ﻳﺤﻔﻆ آﻞ‬ ‫ﻣﺎ روي ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺎن اﻟﺤﻜﻴﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ إﻋﺠ ﺎب اﻟ ﻨﺎس ﺑ ﻪ أﻧﻬ ﻢ آﺎﻧ ﻮا‬ ‫ﻳﺴ ﻤﻮﻧﻪ ‪ :‬اﻟﻜﺎﻣ ﻞ ‪ ..‬ﻟﺠﻠ ﺪﻩ وﺷ ﻌﺮﻩ ‪ ..‬وﺷ ﺮﻓﻪ‬ ‫وﻧﺴﺒﻪ ‪ ..‬وهﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫أﻻ رب ﻣﻦ ﺗﺪﻋﻮ ﺻﺪﻳﻘ ًﺎ وﻟﻮ ﺗﺮى‬ ‫ﻣﻘﺎﻟ ﺘﻪ ﺑﺎﻟﻐ ﻴﺐ ﺳ ﺎءك ﻣ ﺎ‬ ‫ﻳﻔﺮي‬ ‫ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ آﺎﻟﺸﻬﺪ ﻣﺎ آﺎن ﺷﺎهﺪًا‬ ‫وﺑﺎﻟﻐ ﻴﺐ ﻣﺄﺛ ﻮر ﻋﻠ ﻰ ﺛﻐ ﺮة‬ ‫اﻟﻨﺤﺮ‬ ‫ﻳﺴﺮك ﺑﺎدﻳﻪ وﺗﺤﺖ أدﻳﻤﻪ‬ ‫ﻧﻤ ﻴﻤﺔ ﻏ ﺶ ﺗﺒﺘ ﺮي ﻋﻘ ﺐ‬ ‫اﻟﻈﻬﺮ‬ ‫ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻚ اﻟﻌﻴﻨﺎن ﻣﺎ هﻮ آﺎﺗﻢ‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﻞ واﻟﺒﻐﻀ ﺎء ﺑﺎﻟﻨﻈ ﺮ‬ ‫اﻟﺸﺰر‬

‫‪171‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗ ﺪم ﺳ ﻮﻳﺪ ﺑ ﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺣﺎﺟ ًﺎ‬ ‫‪ ..‬أو ﻣﻌﺘﻤﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﺤﺪث اﻟ ﻨﺎس ﺑﺪﺧ ﻮﻟﻪ ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻠﻮا‬ ‫ﻟ ﺮؤﻳﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺴ ﻤﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑ ﻪ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﻋﺎﻩ إﻟ ﻰ اﷲ ‪ ..‬وإﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ‬ ‫ﻳﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣ ﻴﺪ واﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ وأﻧ ﻪ ﻧﺒﻲ ﻳﻮﺣﻰ‬ ‫إﻟ ﻴﻪ ﻗ ﺮﺁن ‪ ..‬وأن ه ﺬا اﻟﻘ ﺮﺁن ه ﻮ آ ﻼم اﷲ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ..‬ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺮ وأﺣﻜﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﺳ ﻮﻳﺪ ‪ :‬ﻓﻠﻌ ﻞ اﻟﺬي ﻣﻌﻚ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي‬ ‫ﻣﻌﻲ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ : ρ‬ﻣﺎ اﻟﺬي ﻣﻌﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻌﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﻟﻘﻤﺎن ‪ -‬ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻜﻤﺔ ﻟﻘﻤﺎن‬ ‫ ‪..‬‬‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻌ ﻨﻔﻪ ‪ ε‬أو ﻳﺤﻘ ﺮﻩ ‪ - ..‬ﻣﻊ أﻧﻪ ﻳﻀﺎهﻲ‬ ‫آ ﻼم اﷲ ﺑﻜ ﻼم اﻟﺒﺸﺮ ‪ .. -‬وإﻧﻤﺎ ﺗﻠﻄﻒ ﻣﻌﻪ‬ ‫‪ ..‬وﻗﺎل ‪ : ρ‬اﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺸ ﺮع ﺳ ﻮﻳﺪ ﻳﻘ ﺮأ ﻣﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﻦ آﻼم ﻟﻘﻤﺎن‬ ‫ﺣ َﻜ ِﻤ ﻪ ‪ ..‬ورﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﺴ ﺘﻤﻊ إﻟ ﻴﻪ ﺑﻜ ﻞ‬ ‫وِ‬ ‫هﺪوووء ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ ﺳ ﻮﻳﺪ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ ε‬ﻟ ﻪ ‪ :‬إن ه ﺬا‬ ‫ﻟﻜﻼم ﺣﺴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ -‬ﻣﺸ ﻮﻗ ًﺎ ﻟﺴ ﻮﻳﺪ ‪ : -‬واﻟ ﺬي ﻣﻌ ﻲ‬ ‫أﻓﻀﻞ ﻣﻦ هﺬا ‪ ..‬ﻗﺮﺁن أﻧﺰﻟﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪ ..‬هﻮ هﺪى وﻧﻮر ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺗ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬اﻟﻘﺮﺁن ‪ ..‬ودﻋﺎﻩ‬ ‫إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬وﺳﻮﻳﺪ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻣﻨﺼﺘًﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻓ ﺮغ ‪ ε‬ﻣﻦ آﻼﻣﻪ ‪ ..‬ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﻳﺪ اﻟﺘﺄﺛﺮ‬ ‫‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬إن هﺬا ﻟﻘﻮل ﺣﺴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﻧﺼﺮف ﺳﻮﻳﺪ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﻻ ﻳﺰال‬ ‫ﻣﺘﺄﺛﺮًا ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺪم اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن وﻗﻊ‬ ‫ﻗ ﺘﺎل ﺑ ﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘ ﻲ اﻷوس واﻟﺨ ﺰرج ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻷوس ﻓﻘﺘﻠﺘﻪ اﻟﺨﺰرج ‪..‬‬ ‫وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻬﺎﺟﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﻳ ﺪرى ه ﻞ أﺳ ﻠﻢ أم ﻻ ؟ وإن آ ﺎن رﺟ ﻞ‬ ‫ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ ﻟ ﻴﻘﻮﻟﻮن ‪ :‬إﻧ ﺎ ﻟﻨ ﺮاﻩ ﻗﺪ ﻗﺘﻞ وهﻮ‬ ‫ﻣﺴﻠﻢ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬

‫أﺳﺮف ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﺢ ‪ ..‬واﻗﺘﺼﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺮﺻﻴﺪ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ‬ ‫‪79.‬‬ ‫ﺗﺼﻮرات اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺼﻨﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻮ ﻟﻘﻴﻚ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ﻓﻌﺒﺲ ﻓﻲ وﺟﻬﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻟﻘﻴﻚ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻟﺔ ‪ ..‬ﻓﻌﺒﺲ ﻓﻲ وﺟﻬﻚ أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺻ ﺎدﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺮس ‪ ..‬ﻓﻠﻘﻴﻚ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﺮﺳﻤﺖ‬ ‫ﻋ ﻨﻪ ﺻ ﻮرة ﻗﺎﺗﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺨﻴﻠ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا رأﻳ ﺖ‬ ‫ﺻ ﻮرﺗﻪ أو ﺳ ﻤﻌﺖ اﺳ ﻤﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن ﺗ ﺒﺎدر إﻟ ﻰ‬ ‫ذهﻨﻚ ذاك اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻌﺎﺑﺲ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻮ ﻟﻘ ﻴﻚ ﺷ ﺨﺺ ﺑﺎﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮﻗ ﻒ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫اﺑﺘﺴ ﻢ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺁﺧﺮ ‪ ..‬وﺛﺎﻟﺚ ‪ ..‬ﻻﻧﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذهﻨﻚ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﺻﻮرة ﻣﺸﺮﻗﺔ ‪..‬‬ ‫ه ﺬا ﻓ ﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ ﻋﻼﻗﺔ داﺋﻤﺔ وإﻧﻤﺎ‬ ‫هﻲ ﻟﻘﺎءات ﻋﺎﺑﺮة ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬي ﻧﻠﻘ ﺎهﻢ داﺋﻤ ًﺎ آﺰوﺟﺔ وأوﻻد‬ ‫‪ ..‬وزﻣ ﻼء ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ‪ ..‬وﺟﻴﺮان ﻓﻲ ﺣﺎرة ‪ ..‬ﻓﺈن‬ ‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺑﺄﺳﻠﻮب واﺣﺪ داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ‬ ‫ه ﻢ ﺳ ﻴﺮوﻧﻨﺎ ﺿ ﺎﺣﻜﻴﻦ ﻟﻄﻴﻔ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻬﻢ ﺣ ﺘﻤ ًﺎ‬ ‫ﺳ ﻴﺮوﻧﻨﺎ ﺗ ﺎرة ﻏﺎﺿ ﺒﻴﻦ ‪ ..‬وﺗ ﺎرة ﻋﺎﺑﺴ ﻴﻦ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻣﺨﺎﺻﻤﻴﻦ ‪ ..‬أو ﺷﺎﺗﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻷﻧﻨﺎ ﺑﺸﺮ ‪..‬‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﺗﺘﺤﺪد ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻃﻐﻴﺎن‬ ‫ﺣﺴﻨﺎﺗﻨﺎ ﻋﻨﺪهﻢ أو ﺳﻴﺌﺎﺗﻨﺎ ‪ ..‬أو ﻗﻞ ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى‬ ‫‪ :‬ﺗ ﺘﺤﺪد ﻣﺤﺒ ﺘﻬﻢ ﻟ ﻨﺎ ﺑﺤﺴ ﺐ ﻣﻘ ﺪار اﻟﺮﺻ ﻴﺪ‬ ‫اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ اﻟﺬي ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﻨﺎ ﻋﻨﺪهﻢ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ؟!‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘ ﻊ ﻟ ﻚ ﻣﻮﻗ ﻒ ﺟﻤ ﻴﻞ ﻣ ﻊ إﻧﺴ ﺎن ﻓﺈﻧ ﻚ‬ ‫ﺗﻀ ﻴﻒ إﻟ ﻰ ﺳ ﺠﻞ ذآ ﺮﻳﺎﺗﻪ ذآ ﺮى ﺟﻤ ﻴﻠﺔ ﻋﻨﻚ ‪..‬‬ ‫أو ﺑﻌ ﺒﺎرة أﺧ ﺮى ﺗﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻪ ﺣﺴ ﺎﺑ ًﺎ ﺗﻮدع‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻚ واﺣﺘﺮاﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ زﻳﺎدة‬ ‫رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ أو اﻟﺴﺤﺐ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﻞ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﺗﻘﺎﺑﻠ ﻪ ﺑﻬ ﺎ ‪ ..‬ﺗ ﺰﻳﺪ ﻣ ﻦ رﺻ ﻴﺪك‬ ‫اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬ ‫وآﻞ هﺪﻳﺔ ‪ ..‬ﺗﺰﻳﺪ رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ‪..‬‬ ‫وآﻞ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ‪ ..‬ﺗﺰﻳﺪ رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ‪..‬‬ ‫وآ ﻞ إهﺎﻧ ﺔ ﺗﻘ ﻊ ﻣﻨﻚ ﻟﻪ ‪ ..‬أو ﻣﺴﺒﺔ ‪ ..‬أو ﺷﺘﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺴﺤﺐ ﻣﻦ رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ‪..‬‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ إذا آ ﺎن رﺻ ﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻋﻨﺪﻩ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬

‫‪172‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ووﻗﻌ ﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻮﻗﻒ أﻏﺎﻇﻪ ﻓﺴﺤﺒﺖ‬ ‫ﻣ ﻦ رﺻ ﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ ﻣﻘ ﺪارًا ﻣﻌﻴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺈن‬ ‫ه ﺬا ﻟ ﻦ ﻳﺆﺛ ﺮ آﺜﻴ ﺮًا ﻷن رﺻ ﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ آﺜﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وإذا اﻟﺤﺒﻴﺐ أﺗﻰ ﺑﺬﻧﺐ واﺣﺪ‬ ‫ﺟ ﺎءت ﻣﺤﺎﺳ ﻨﻪ‬ ‫ﺑﺄﻟﻒ ﺷﻔﻴﻊ‬ ‫أﻣ ﺎ إن ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻋ ﻨﺪﻩ ﻟ ﻚ رﺻ ﻴﺪ ﻋﺎﻃﻔ ﻲ‬ ‫وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﺴ ﺤﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺻ ﻴﺪ وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻪ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓ ﺈن ﺣﺴ ﺎﺑﻚ ﻋ ﻨﺪﻩ ﺳ ﻴﻜﻮن‬ ‫ﺷ ﻲء أﺻ ً‬ ‫ﺑﺎﻟ ﻨﺎﻗﺺ !! وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻗ ﺪ ﻳﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻪ ﻟ ﻚ‬ ‫آ ﺮﻩ ‪ ..‬أو اﺳ ﺘﺜﻘﺎل ‪ ..‬ﻷﻧ ﻚ ﺗﺴ ﺤﺐ ﻣ ﻦ‬ ‫رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ وﻻ ﺗﻮدع ‪..‬‬ ‫أﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻊ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻋﻦ زوﺟﺔ ﻃﻠﻘﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺳﺌﻠﺖ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ اﻟﻄﻼق ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬اﻟﺴﺒﺐ‬ ‫ﺗﺎﻓ ﻪ ‪ ..‬ﻃﻠ ﺐ ﻣﻨﻲ اﻟﺬهﺎب ﻣﻌﻪ ﻟﺰﻳﺎرة أﺧﺘﻪ‬ ‫ﻓﺮﻓﻀ ﺖ ‪ ..‬ﻓﻐﻀ ﺐ وﺟﻌﻞ ﻳﺴﺒﻨﻲ وﻳﺸﺘﻤﻨﻲ‬ ‫ﺛﻢ ﻃﻠﻘﻨﻲ !!‬ ‫وﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﺑ ﺬآﺎء ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﺐ اﻟﻄ ﻼق ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ‬ ‫وﺟ ﺪت اﻟﺴ ﺒﺐ ه ﻮ ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ اﻟ ﺘﺎﻓﻪ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ه ﻮ اﻟﻘﺸ ﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺼﻤﺖ‬ ‫ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻼ آﺎن ﻟﻪ ﺟﻤﻞ ﺟﻠﺪ ﻗﻮي ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ذُآ ﺮ أن رﺟ ً‬ ‫ﻓ ﺄراد ﺳ ﻔﺮًا ‪ ..‬ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺤﻤ ﻞ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳ ﺮﺑﻄﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻇﻬ ﺮﻩ ‪ ..‬واﻟﺠﻤﻞ ﻣﺘﻤﺎﺳﻚ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ آﻮم ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ أرﺑﻌﺔ ﺟﻤﺎل‬ ‫‪ ..‬ﻓ ﺒﺪأ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻳﻬﺘ ﺰ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ اﻟﺤﻤﻞ واﻟﻨﺎس‬ ‫ﻳﺼ ﻴﺤﻮن ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧ ﺬ ﺣ ﺰﻣﺔ ﻣ ﻦ ﺗ ﺒﻦ وﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬﻩ ﺧﻔ ﻴﻔﺔ‬ ‫وهﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﺘﺎع ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ‬ ‫ﺳ ﻘﻂ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ‪ ..‬ﻓﻘ ﻴﻞ ‪ :‬ﻗﺸ ﺔ‬ ‫ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﻴﺮ !!‬ ‫وﻟ ﻮ ﺗﻔﻜ ﺮت ﻟ ﺮأﻳﺖ أن اﻟﻘﺸ ﺔ ﻣﻈﻠ ﻮﻣﺔ‬ ‫ﻓﻠﻴﺴ ﺖ ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ وإﻧﻤﺎ‬ ‫اﻧﻘﺼ ﻢ ﻇﻬ ﺮ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﺑﺴ ﺒﺐ ﺗ ﺮاآﻤﺎت آ ﺒﺎر‬ ‫ﺻ ﺒﺮ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻰ أوﻟﻬﺎ ‪ ..‬وﺻﺒﺮ ‪ ..‬وﺻﺒﺮ‬ ‫‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻢ ﻳﻄ ﻖ ﺻ ﺒﺮًا ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻘﺼ ﻢ ﻇﻬ ﺮﻩ‬ ‫ﺑﺸﻲء ﺻﻐﻴﺮ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وهﻜ ﺬا اﻟﻤ ﺮأة اﻟﺘ ﻲ ﻃﻠﻘﻬ ﺎ زوﺟﻬ ﺎ ‪ ..‬أﺟ ﺰم أن‬ ‫اﻟﺴ ﺒﺐ ﻟ ﻴﺲ ه ﻮ ﺗ ﺮآﻬﺎ زﻳ ﺎرة أﺧ ﺘﻪ ﻓﺤﺴ ﺐ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ ﺗ ﺮاآﻤﺎت ﻗ ﺒﻠﻪ ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﻋﺼ ﻴﺎن ﻟﻄﻠ ﺒﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺪم ﺗﺤﻘ ﻴﻖ ﻟ ﺮﻏﺒﺎﺗﻪ ‪ ..‬ﻋ ﺪم ﺗﺤﺒ ﺒﻬﺎ إﻟ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﻜﺒ ﺮهﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻋ ﺪم اﺣﺘﺮام رأﻳﻪ ‪ ..‬ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺤﺐ‬ ‫دوﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ رﺻ ﻴﺪهﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ ﻋ ﻨﺪﻩ دون أن ﺗ ﻮدع‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﺠﺮح وﻻ ﺗﺪاوي ‪..‬‬ ‫وه ﻮ ﻳﺤ ﺘﻤﻞ وﻳﺤ ﺘﻤﻞ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﺎء ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ‬ ‫ﻓﻘﺼﻢ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻮ أﻧﻬ ﺎ اﻋﺘ ﻨﺖ ﺑﻜﺜ ﺮة اﻹﻳ ﺪاع ﻓ ﻲ رﺻ ﻴﺪهﺎ‬ ‫اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﺣﺴ ﻦ ﻟﻘﺎء ﻟﻪ ‪ ..‬وﺗﻐﻨﺞ ودﻻل ‪..‬‬ ‫وﺗﺤ ﺒﺐ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻣﻤﺎزﺣ ﺔ وﺧﻔ ﺔ ﻇ ﻞ ‪ ..‬وﻋ ﻨﺎﻳﺔ‬ ‫ﺑﻄﻌﺎﻣ ﻪ وﻟﺒﺎﺳ ﻪ ‪ ..‬واﺣﺘ ﺮام ﻟ ﺮأﻳﻪ ‪ ..‬ﻟﺼ ﺎر‬ ‫رﺻ ﻴﺪهﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ آﺒﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﻣﻠﻜ ﺖ ﻣﻠ ﻴﺎرات ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻟ ﻦ ﻳﻀ ﺮ ﻟﻮ وﻗﻊ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﺤﺒﺖ‬ ‫ﺑﻪ ﻣﻦ رﺻﻴﺪهﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ‪..‬‬ ‫وﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﺸﺎآﺲ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻣﻮﻗ ﻒ ﺻ ﻐﻴﺮ ﻓﻴﻐﻀ ﺐ اﻟﻤ ﺪرس ﻏﻀ ﺒ ًﺎ ﺷ ﺪﻳﺪًا ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻳﻀ ﺮﺑﻪ وﻳﻄ ﺮدﻩ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ ..‬و ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﻘﻮل‬ ‫اﻟﻄﺎﻟ ﺐ أﻧﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺷﻴﺌ ًﺎ هﻲ ﻣﺠﺮد ﻧﻜﺘﺔ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ‬ ‫ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﺳ ﺘﺌﺬان ‪ ..‬وﻻ ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ أن هﺬﻩ اﻟﻨﻜﺘﺔ‬ ‫هﻲ اﻟﻘﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻠﻪ ﻓ ﻲ زﻣ ﻼء ﺗﺨﺎﺻ ﻤﻮا ‪ ..‬أو ﺟﻴ ﺮان‬ ‫ﺗﻨﺎزﻋﻮا ‪..‬‬ ‫إذن ‪ ..‬ﻧﺤ ﻦ ﻧﺤ ﺘﺎج داﺋﻤ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻧ ﻮدع ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺐ آﻞ‬ ‫واﺣﺪ ﻧﻠﻘﺎﻩ رﺻﻴﺪًا ﻋﺎﻃﻔﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺰوج ﻳﺘﺤ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮص ﻟ ﻴﻮدع ﻓ ﻲ ﻗﻠﺐ زوﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﺴﺠﻞ ﻧﻘﺎﻃ ًﺎ أآﺜﺮ وأآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫واﻟﺰوﺟﺔ ﺗﺤﺘﺎج أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫واﻟﻮﻟﺪ ﻳﺤﺘﺎج أن ﻳﻮدع ﻓﻲ ﻗﻠﺐ واﻟﺪﻩ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺪرس ﻣﻊ ﻃﻼﺑﻪ ‪ ..‬واﻷخ ﻣﻊ أﺧﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ﺣﺘ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﺮ ﻣﻊ ﻣﻦ هﻢ ﺗﺤﺖ إدارﺗﻪ ‪ ..‬ﻳﺤﺘﺎج‬ ‫إﻟﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬ ‫وإذا اﻟﺤﺒﻴﺐ أﺗﻰ ﺑﺬﻧﺐ واﺣﺪ‬ ‫ﺟﺎءت ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ ﺑﺄﻟﻒ ﺷﻔﻴﻊ‬

‫‪173‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪ 80.‬اﻟﺴﺎﺣﺮ ‪..‬‬ ‫ﺳﻤﱢﻌﻨﺎ آﻠﻤﺔ ﺣﻠﻮة‬ ‫اﻟﻜ ﻼم ﺑ ﺒﻼش ‪ ..‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ َ‬ ‫‪..‬‬ ‫هﻜﺬا ﺑﺪأت اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺗﻌﺎﺗﺐ زوﺟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺻ ﺤﻴﺢ ه ﻮ ﻣ ﺎ ﻗﺼ ﺮ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻃﻌ ﺎم وﻻ‬ ‫ﻟ ﺒﺎس ‪ ..‬وﻟﻜ ﻨﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﺤﺮهﺎ ﺑﻤﻌﺴ ﻮل‬ ‫اﻟﻜﻼم ‪!! ..‬‬ ‫ﻳﺠﻤ ﻊ اﻟﻌﻘ ﻼء أن أه ﻢ ﺻ ﻔﺎت اﻟﺒﺎﺋﻊ اﻟﻤﺎهﺮ‬ ‫أن ﻳﻜ ﻮن ﺳ ﺎﺣﺮًا ﻓ ﻲ آﻼﻣ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻴ ﺮدد ‪ :‬ﻣﻦ‬ ‫ﻋﻴﻮﻧ ﻲ ‪ ..‬ﺗﻔﻀ ﻞ ‪ ..‬ﺧ ﻞ اﻟﺤﺴ ﺎب ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺒﻚ راﺣﺔ ‪..‬‬ ‫وﺗﺰﻳﺪ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺒﺎﺋﻊ آﻠﻤﺎ زادت ﻋﺒﺎراﺗﻪ ﺟﻤﺎ ًﻻ‬ ‫‪ ..‬ﻓ ﺈن أﺿ ﺎف إﻟ ﻰ ﺣﺴ ﻦ اﻟﻌﺒﺎرة ﺟﻮدة ﻓﻲ‬ ‫وﺻ ﻒ اﻟﺴ ﻠﻌﺔ ‪ ..‬وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ إﻗﻨﺎع اﻟﺰﺑﻮن‬ ‫ﺑﺎﻟﺸ ﺮاء ‪ ..‬ﺻ ﺎر ﻗ ﺪ اآﺘﺴﺐ ﻧﻮرًا ﻋﻠﻰ ﻧﻮر‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻳﺠﻤ ﻊ اﻟﻤﺠ ﺮﺑﻮن أن ﻣ ﻦ أه ﻢ ﺻ ﻔﺎت‬ ‫اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﺬﺑ ًﺎ ‪ ..‬وﻋﺒﺎراﺗﻪ‬ ‫ﺳ ْﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣﻠ ﻮة ‪ ..‬ﻓﻴﻄ ﺮب اﻷﺳ ﻤﺎع ﺑﻘ ﻮﻟﻪ ‪َ :‬‬ ‫أﺑﺸﺮ ‪ ..‬ﻧﺤﻦ ) ﺧﺪّاﻣﻴﻨﻚ ( ‪..‬‬ ‫ورﺑﻤ ﺎ ﺷ ﻐﻔﺖ زوﺟ ﺔ ﺑ ﺰوﺟﻬﺎ ﺣ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬وه ﻮ‬ ‫آﺜﻴ ﺮ اﻟ ﺒﺨﻞ ﻗﻠ ﻴﻞ اﻟﺠﻤ ﺎل ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺴ ﺤﺮهﺎ‬ ‫ﺑﻌﺒﺎراﺗﻪ ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﻣ ﺮاهﻘ ًﺎ آ ﺎن ﻣﻐ ﺮﻣ ًﺎ ﺑﻤﻐﺎزﻟ ﺔ‬ ‫اﻟﻔﺘ ﻴﺎت ‪ ..‬وآ ﺎن ﻟ ﻪ ﻗ ﺪرة ﻋﺠﻴ ﺒﺔ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻹﻳﻘ ﺎع ﺑﻬ ﻦ ‪ ..‬وآ ﻢ ﻣ ﻦ ﻣﺴ ﻜﻴﻨﺔ ﺻ ﺎرت‬ ‫ﻣﺘ ﻴﻤﺔ ﺑﺤ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻋﺎﻟﻘ ﺔ ﺑﺸ ﺮاآﻪ ‪ ..‬وﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻌﺠ ﺐ أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻤﻠ ﻚ ﺳ ﻴﺎرة ﻓﺎره ﺔ‬ ‫ﻳﻐ ﺮﻳﻬﻦ ﺑ ﺮآﻮﺑﻬﺎ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ ﻣﻠﻴ ﺌﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﺎل ﻟﻴﻐﺪق ﻋﻠﻴﻬﻦ اﻟﻬﺪاﻳﺎ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻈ ﻨﻦ أﻧ ﻪ أوﺗﻲ وﺳﺎﻣﺔ أو ﺟﻤﺎ ًﻻ ‪ ..‬آﻼ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺈﻧﻲ أﺳﺄل اﷲ ﻟﻚ أن ﻻ ﺗﺒﺘﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ‬ ‫وﺟﻬﻪ !!‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ آ ﺎن ﻳﻐﻠ ﻖ ﻓﻤ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻟﺴ ﺎن ‪ ..‬ﻟﻮ ﺗﻜﻠﻢ‬ ‫ﻣﻊ ﺣﺠﺮ ﻟﻔﻠﻘﻪ ‪ ..‬وﻟﻮ ﺳﻤﻌﻪ ﻧﻬﺮ ﻟﺪﻓّﻘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎن ﻳﺼﻄﺎد اﻟﻔﺘﻴﺎت ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ اﺻﻄﻴﺎدًا ‪ ..‬ﺑﻞ‬ ‫ﻳﺴﺤﺮهﻦ ﺳﺤﺮًا ‪..‬‬ ‫وﺣﺪﻳﺜﻬﺎ اﻟﺴﺤﺮ اﻟﺤﻼل ﻟﻮ أﻧﻪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻟﻢ ﻳﺠﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻤﺘﺤﺮز‬ ‫إن ﻃﺎل ﻟﻢ ﻳﻤﻠﻞ وإن هﻲ أوﺟﺰت‬ ‫ود اﻟﻤﺤﺪث أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺰ‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺛﻼﺛ ُﺔ رﺟﺎل ﺳﺎدة ﻓﻲ‬ ‫ﻗﻮﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻴﺲ ﺑ ﻦ ﻋﺎﺻ ﻢ ‪ ..‬واﻟﺰﺑﺮﻗﺎن ﺑﻦ ﺑﺪر ‪ ..‬وﻋﻤﺮو‬ ‫ﺑﻦ اﻷهﺘﻢ ‪..‬‬ ‫وآﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﻤﻴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﺪؤوا ﻳﺘﻔﺎﺧﺮون ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﺰﺑ ﺮﻗﺎن ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻧﺎ ﺳﻴﺪ ﺗﻤﻴﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﻄ ﺎع ﻓ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬واﻟﻤﺠ ﺎب ﻓ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬أﻣ ﻨﻌﻬﻢ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻈﻠﻢ ‪ ..‬ﻓﺂﺧﺬ ﻟﻬﻢ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﺷ ﺎر إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻴﺪ اﻵﺧ ﺮ ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻷه ﺘﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪ :‬وهﺬا ﻳﻌﻠﻢ ذاك ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺛﻨ ﻰ ﻋﻤ ﺮو ﻋﻠ ﻴﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫إﻧ ﻪ ﻟﺸ ﺪﻳﺪ اﻟﻌﺎرﺿ ﺔ ‪ ..‬ﻣﺎﻧ ﻊ ﻟﺠﺎﻧﺒﻪ ‪ ..‬ﻣﻄﺎع ﻓﻲ‬ ‫ﻧﺎدﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺳﻜﺖ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ اﻟﺰﺑ ﺮﻗﺎن ‪ ..‬وو ﱠد ﻟ ﻮ ﻷن ﻋﻤ ﺮوًا زاد ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺜﻨﺎء ‪ ..‬وﻇﻦ أﻧﻪ ﺣﺴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎدﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺰﺑﺮﻗﺎن ‪ :‬واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﺎ‬ ‫ﻗﺎل ‪ ..‬وﻣﺎ ﻣﻨﻌﻪ أن ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ إﻻ اﻟﺤﺴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ ﻋﻤ ﺮو ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ أﺣﺴ ﺪك ؟!! ﻓ ﻮاﷲ‬ ‫إﻧﻚ ﻟﺌﻴﻢ اﻟﺨﺎل ‪ ..‬ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻤﺎل ‪ ..‬أﺣﻤﻖ اﻟﻤﻮاﻟﺪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﻴﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺸ ﻴﺮة ‪ ..‬واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻟﻘ ﺪ‬ ‫ﺻﺪﻗﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻠﺖ أو ًﻻ ‪ ..‬وﻣﺎ آﺬﺑﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺁﺧﺮًا‬ ‫ﻦ ﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ رﺟ ﻞ رﺿ ﻴﺖ ﻓﻘﻠ ﺖ أﺣﺴ َ‬ ‫ﺢ ﻣ ﺎ وﺟ ﺪت ‪ ..‬وواﷲ ﻟﻘ ﺪ‬ ‫ﺖ أﻗ ﺒ َ‬ ‫وﻏﻀ ﺒﺖ ﻓﻘﻠ ُ‬ ‫ﺻﺪﻗﺖ ﻓﻲ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺐ ‪ ε‬ﻣ ﻦ ﺳ ﺮﻋﺔ ﺣﺠ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻗ ﻮة ﺑ ﻴﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻬﺎرات ﻟﺴﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إن ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﻴﺎن ﻟﺴ ﺤﺮًا ‪ ..‬إن ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﻴﺎن‬ ‫ﻟﺴﺤﺮًا )‪.. (91‬‬ ‫ﻓﻜ ﻦ ﻣ ﺒﺪﻋ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﺎرات ﻟﺴ ﺎﻧﻚ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻮ ﻗ ﺎل ﻟﻚ ‪:‬‬ ‫ﻧﺎوﻟﻨﻲ اﻟﻘﻠﻢ ‪ ..‬ﻗﻞ ‪ :‬ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻧﻲ ‪ ..‬ﺗﻔﻀﻞ ‪..‬‬ ‫) ‪( 91‬‬ ‫اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ‬

‫رواﻩ اﻟﺤﺎآﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك ‪ ،‬وأﺻﻠﻪ ﻓﻲ‬

‫‪174‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻟﻮ ﻗﺎل ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﻓﻼن ﻋﻨﺪي ﻃﻠﺐ ‪ :‬اﻃﻠﺐ‬ ‫ﺳ ْﻢ ‪..‬‬ ‫ﻋﻴﻮﻧﻲ ‪َ ..‬‬ ‫أرﻳ ﺪ ﻣ ﻨﻚ ﺧﺪﻣﺔ ‪ :‬ﺗﻔﻀﻞ ‪ ..‬ﺧﺪﻣﻨﺎ أﻧﺎﺳ ًﺎ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺴﺎوون أﺛﺮ رﺟﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎرس ه ﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﻳﺪﻏﺪغ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻣﻊ أﻣﻚ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ أﺳﻤﻌﻬﺎ آﻠﻤﺎت رﻗﻴﻘﺔ ﻟﻴﻨﺔ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻣﻊ أﺑﻴﻚ ‪ ..‬زوﺟﺘﻚ ‪ ..‬أوﻻدك ‪ ..‬زﻣﻼﺋﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻻ ﻳﺨﺴ ﺮك ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﺴ ﺤﺮ‬ ‫ﺑﻪ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﺗﺰﻳﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺣ ﺎل اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ψ‬ﺑﻌ ﺪ ﻣﻌ ﺮآﺔ‬ ‫ﺣﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫اﻷﻧﺼﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ τ‬ﻓﻲ ﺑﺪر ﺛﻢ‬ ‫ﻗ ﺘﻠﻮا ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ ‪ ..‬وﺣﻮﺻ ﺮوا ﻓﻲ اﻟﺨﻨﺪق ‪..‬‬ ‫وﻻ زاﻟ ﻮا ﻣﻌ ﻪ ﻳﻘﺎﺗﻠ ﻮن وﻳُﻘ ﺘَﻠﻮن ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻓ ﺘﺤﻮا ﻣﻌ ﻪ ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻮا إﻟ ﻰ ﻣﻌ ﺮآﺔ‬ ‫ﺣﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻲ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫أن اﻟﻘ ﺘﺎل اﺷ ﺘﺪ أول اﻟﻤﻌ ﺮآﺔ ‪ ..‬واﻧﻜﺸ ﻒ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻓﺈذا اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺗﻠﻮح‬ ‫أﻣﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا هﻢ ﻳﻔﺮون ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺎح ﺑﺎﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪..‬‬ ‫وﻋﺎدوا إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﺻﻔﻮا ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫وﻻ زاﻟ ﻮا ﻳﺪﻓﻌ ﻮن اﻟﻌ ﺪو ﺑﺴ ﻴﻮﻓﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻳﻔ ﺪون رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺑ ﻨﺤﻮرهﻢ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻓﺮ‬ ‫اﻟﻜﻔﺎر واﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬ ‫وﺑﻌ ﺪﻣﺎ اﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﻤﻌ ﺮآﺔ‪ ..‬وﺟﻤﻌ ﺖ اﻟﻐ ﻨﺎﺋﻢ‬ ‫ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬أﺧ ﺬوا ﻳﻨﻈ ﺮون إﻟﻴﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫وأﺣ ﺪهﻢ ﻳﺘﺬآ ﺮ أوﻻدﻩ اﻟﺠﻮﻋ ﻰ ‪ ..‬وأه َﻠ ﻪ‬ ‫اﻟﻔﻘ ﺮا ‪ ..‬وﻳ ﺮﺟﻮ أن ﻳ ﻨﺎﻟﻪ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻐ ﻨﺎﺋﻢ‬ ‫ﺷﻲء ﻳﻮﺳﻊ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻳﺪﻋ ﻮ اﻷﻗ ﺮع ﺑ ﻦ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺣ ﺎﺑﺲ ‪ -‬ﻣ ﺎ أﺳ ﻠﻢ إﻻ ﻗ ﺒﻞ أﻳ ﺎم ﻓ ﻲ ﻓ ﺘﺢ ﻣﻜ ﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻌﻄ ﻴﻪ ﻣﺎﺋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻹﺑ ﻞ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻳﺪﻋ ﻮ أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن‬ ‫وﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﻳ ﺰال ﻳﻘﺴﻢ اﻟﻨﻌﻢ ‪ ..‬ﺑﻴﻦ أﻗﻮام ‪ ..‬ﻣﺎ ﺑﺬﻟﻮا ﺑﺬل‬ ‫اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬وﻻ ﺟﺎه ﺪوا ﺟﻬ ﺎدهﻢ ‪ ..‬وﻻ ﺿ ﺤﻮا‬ ‫ﺗﻀﺤﻴﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى اﻷﻧﺼﺎر ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻟ ﺒﻌﺾ ‪ :‬ﻳﻐﻔ ﺮ اﷲ ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻄ ﻲ ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ وﻳﺘ ﺮآﻨﺎ ‪ ..‬وﺳ ﻴﻮﻓﻨﺎ ﺗﻘﻄ ﺮ ﻣ ﻦ‬ ‫دﻣﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ﺳ ﻴﺪهﻢ ﺳ ﻌﺪ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺎدة ‪ τ‬ذﻟ ﻚ ‪ ..‬دﺧ ﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن أﺻ ﺤﺎﺑﻚ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر وﺟﺪوا‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬وﻣﺎ ذاك ؟!!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟﻤ ﺎ ﺻ ﻨﻌﺖ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻔ ﺊ اﻟ ﺬي أﺻ ﺒﺖ ‪..‬‬ ‫ﻗﺴﻤﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻚ ‪ ..‬وأﻋﻄﻴﺖ ﻋﻄﺎﻳ ًﺎ ﻋﻈﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻷﻧﺼﺎر ﻣﻨﻪ ﺷﺊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻓﺄﻳﻦ أﻧﺖ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻌﺪ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻣ ﺎ أﻧﺎ إﻻ اﻣﺮؤ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻲ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻓﺎﺟﻤ ﻊ ﻟ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻚ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ اﺟﺘﻤﻌﻮا ‪ ..‬أﺗﺎهﻢ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ وأﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ‬ ‫اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺔ ﺑﻠﻐﺘﻨﻲ ﻋﻨﻜﻢ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬أﻣ ﺎ رؤﺳ ﺎؤﻧﺎ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻘﻮﻟ ﻮا‬ ‫ﺷ ﻴﺌﺎ وأﻣ ﺎ ﻧ ﺎس ﻣ ﻨﺎ ﺣﺪﻳ ﺜﺔ أﺳ ﻨﺎﻧﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ﻳﻐﻔﺮ‬ ‫اﷲ ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ ﻳﻌﻄ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ وﻳﺘ ﺮآﻨﺎ وﺳ ﻴﻮﻓﻨﺎ‬ ‫ﺗﻘﻄﺮ ﻣﻦ دﻣﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬أﻟ ﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﺿﻼ ًﻻ‬ ‫ﻓﻬﺪاآﻢ اﷲ ﺑﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻠﻰ وﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ‪ ..‬اﻟﻤﻨﺔ اﻟﻔﻀﻞ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻟ ﻢ ﺗﻜﻮﻧ ﻮا ﻋﺎﻟ ﺔ ﻓﺄﻏ ﻨﺎآﻢ اﷲ ‪ ..‬وأﻋ ﺪا ًء‬ ‫ﻓﺄﻟﻒ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻠﻰ وﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ‪ ..‬اﻟﻤﻨﺔ اﻟﻔﻀﻞ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺳ ﻜﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﺳ ﻜﺘﻮا ‪ ..‬واﻧﺘﻈ َﺮ ‪..‬‬ ‫واﻧﺘﻈﺮوا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻻ ﺗﺠﻴﺒﻮﻧﻲ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬

‫‪175‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬وﺑﻤ ﺎذا ﻧﺠﻴ ﺒﻚ ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬وﷲ‬ ‫وﻟﺮﺳﻮﻟﻪ اﻟﻤﻨﺔ واﻟﻔﻀﻞ ‪..‬‬ ‫ﺼ ﺪَﻗﺘﻢ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﻮ ﺷ ﺌﺘﻢ ﻟﻘﻠ ﺘﻢ ‪ ..‬ﻓﻠ َ‬ ‫ﺼﺪﱢﻗﺘﻢ ‪..‬‬ ‫وﻟ ُ‬ ‫ﻟ ﻮ ﺷ ﺌﺘﻢ ﻟﻘﻠ ﺘﻢ ‪ :‬أﺗﻴﺘ ﻨﺎ ﻣﻜ ﺬﺑ ًﺎ ﻓﺼ ﺪﻗﻨﺎك ‪..‬‬ ‫وﻣﺨ ﺬو ًﻻ ﻓﻨﺼ ﺮﻧﺎك ‪ ..‬وﻃ ﺮﻳﺪًا ﻓﺂوﻳ ﻨﺎك ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻓﻮاﺳﻴﻨﺎك ‪..‬‬ ‫وﻋﺎﺋ ً‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬أوﺟﺪﺗﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ﻓ ﻲ أﻧﻔﺴ ﻜﻢ ‪ ..‬ﻓ ﻲ ﻟﻌﺎﻋ ﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ‪ ..‬ﺗﺄﻟﻔﺖ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﻣ ًﺎ ﻟﻴﺴﻠﻤﻮا ‪ ..‬ووآﻠﺘﻢ‬ ‫اﻟﻰ إﺳﻼﻣﻜﻢ ‪..‬‬ ‫إن ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺣﺪﻳﺜﻮا ﻋﻬﺪ ﺑﺠﺎهﻠﻴﺔ وﻣﺼﻴﺒﺔ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻲ أردت أن أﺟﺒﺮهﻢ ‪ ..‬وأﺗﺄﻟﻔﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﻻ ﺗﺮﺿ ﻮن ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬أن ﻳﺬهﺐ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟﺸ ﺎة واﻟﺒﻌﻴﺮ ‪ ..‬وﺗﺮﺟﻌﻮن ﺑﺮﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ε‬إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻮ ﺳ ﻠﻚ اﻟ ﻨﺎس وادﻳ ًﺎ أو ﺷ ﻌﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﺳ ﻠﻜﺖ‬ ‫اﻷﻧﺼ ﺎر وادﻳ ًﺎ أو ﺷ ﻌﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﺴ ﻠﻜﺖ وادي‬ ‫اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬أو ﺷﻌﺐ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ ‪ ..‬إﻧﻪ ﻟﻮﻻ اﻟﻬﺠﺮة‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﺖ اﻣ ﺮءًا ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬اﻟﻠﻬ ﻢ ارﺣﻢ‬ ‫اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬وأﺑ ﻨﺎء اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬وأﺑ ﻨﺎء أﺑﻨﺎء‬ ‫اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻜﻰ اﻟﻘﻮم ﺣﺘﻰ أﺧﻀﻠﻮا ﻟﺤﺎهﻢ ‪ ..‬وﻗﺎﻟﻮا ‪:‬‬ ‫ﺴ ﻤ ًﺎ وﺣﻈ ًﺎ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫رﺿ ﻴﻨﺎ ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ َﻗ ْ‬ ‫اﻧﺼﺮف رﺳﻮل اﷲ وﺗﻔﺮﻗﻮا ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ إﻧﻚ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎرات اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺨﺪر‬ ‫اﻟﻨﺎس أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ذآ ﺮ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﻌﻴﺪ ﻣﺼ ﺮ رﺟ ﻞ ﻏﻨ ﻲ‬ ‫ﻣﺘﺴ ﻠﻂ ﻳﺴ ﻤﻮﻧﻪ " اﻟﺒﺎﺷ ﺎ " آ ﺎن ﻳﻤﻠ ﻚ‬ ‫ﻓ ﺪادﻳﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺰارع ‪ ..‬آ ﺎن ﻣﺘﻐﻄﺮﺳ ًﺎ‬ ‫ﻳﻤ ﺎرس أﺻ ﻨﺎف اﻹذﻻل ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺰارﻋﻴﻦ‬ ‫اﻟﺼﻐﺎر ‪..‬‬ ‫دارت اﻟ ﺰﻣﺎن دورﺗ ﻪ ﻓﺄﺻ ﺎب أرﺿ ﻪ ﻣ ﺎ‬ ‫أﺗﻠﻔﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻓﻘﻴﺮًا ﺑﻌﺪ ﻏﻨﻰ ‪ ..‬آﺴﻴﺮًا‬ ‫ﺟ ﺎع أوﻻدﻩ وه ﻮ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺼﺪر ﻳﺘﻜﺴﺐ‬ ‫ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻌ ﺮف ﺻ ﻨﻌﺔ ﻏﻴ ﺮ اﻟ ﺰراﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻦ أرﺿﻪ ﺗﺎﻟﻔﺔ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﺨﺮج ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ‪ ..‬أي ﻋﻤﻞ ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺰرﻋﺔ ﻷﺣ ﺪ اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ اﻟﻀﻌﻔﺎء اﻟﺬﻳﻦ‬ ‫ذاﻗ ﻮا ﻣ ﻦ إذﻻﻟ ﻪ ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ‪ ..‬دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ﺑﻜﻞ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬أﻗﻄﻒ اﻟﺜﻤﺮ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻣﺬﻟ ﺔ ‪ :‬ه ﻞ أﺟ ﺪ ﻋ ﻨﻚ ﻋﻤ ً‬ ‫أﻧﻘﻲ اﻟﺤﺒﻮب ‪ ..‬أو أﻗﻠﻢ اﻷﺷﺠﺎر ‪ ..‬أو ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺜﺎر اﻟﻤ ﺰارع ﻓﻲ وﺟﻬﻪ وﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪي‬ ‫!! أﻧ ﺖ اﻟﻤﺘﻜﺒ ﺮ اﻟﻤﺘﻐﻄ ﺮس ‪ ..‬اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ أن‬ ‫اﺳ ﺘﺠﺎب دﻋﺎءﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻴﻚ وأذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻃ ﺮدﻩ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺑﺴﺘﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﻰ ﻳﺠ ﺮ ﻗﺪﻣﻲ ﺧﻴﺒﺘﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ دﺧﻞ ﺑﺴﺘﺎﻧ ًﺎ ﺁﺧﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺈذا ﺑﻔﻼح ﻟﻪ ﻣﻌﻪ ذآﺮﻳﺎت أﻟﻴﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﻄﺮدﻩ آﻤﺎ‬ ‫ﻃﺮدﻩ اﻷول ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﻰ اﻟﺒﺎﺷﺎ ) !! ( اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻻ ﻳﻠﻮي ﻋﻠﻰ ﺷﻲء‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ أوﻻدﻩ ﺧﺎﻟﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺰرﻋﺔ ﻟﻔ ﻼح ﺛﺎﻟ ﺚ ‪ ..‬ﻓ ﺪﺧﻞ ﻟﻴﺠ ﺮب‬ ‫ﺣﻈﻪ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫رﺁﻩ اﻟﻔﻼح ﻓﺎﻧﺒﻬﺮ ‪ ..‬وﻗﺪ ذاق أﻳﻀ ًﺎ ﻣﻦ إذﻻﻟﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻗ ﺒﻞ ‪ ..‬ﻗﺎل اﻟﺒﺎﺷﺎ ‪ :‬أﻧﺎ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ‪ ..‬أوﻻدي‬ ‫ﺟﻮﻋﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄراد اﻟﻔ ﻼح أن ﻳﺬﻟ ﻪ ‪ ..‬وأن ﻳﻨ ﺘﻘﻢ ﻣ ﻨﻪ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب‬ ‫ذآﻲ ‪..‬‬ ‫ﻼ أﻳﻬ ﺎ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ !! ﻧ ﻮرت ﺑﺴ ﺘﺎﻧﻲ !!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ :‬أه ً‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺪﺧﻞ أرﺿﻲ !! أﻧﺖ‬ ‫اﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ‪ ..‬أﻧﺖ اﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻮﺟﻴﻪ !! أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻳﺨ ﺪّرﻩ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺻﺎر اﻟﺒﺎﺷﺎ‬ ‫ﻣﻨﻮﻣ ًﺎ ﺗﻨﻮﻳﻤ ًﺎ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴ ًﺎ !!‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪي ﻋﻤ ﻞ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل اﻟﻔ ﻼح ‪ :‬ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ وأه ً‬ ‫ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أدري هﻞ ﻳﻨﺎﺳﺒﻚ أم ﻻ ؟‬ ‫ﻗﺎل اﻟﺒﺎﺷﺎ ‪ :‬وﻣﺎ هﻮ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬اﻟ ﻴﻮم ﺳ ﻮف أﺣ ﺮث اﻷرض ‪ ..‬وﻋ ﻨﺪي‬ ‫ﻣﺤﺮاث ﻳﺠﺮﻩ ﺛﻮران ‪ ..‬ﺛﻮر أﺑﻴﺾ وﺛﻮر أﺳﻮد ‪..‬‬ ‫واﻟ ﺜﻮر اﻷﺳ ﻮد اﻟ ﻴﻮم ﻣ ﺮﻳﺾ وﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن‬ ‫ﻳﻌﻤ ﻞ ‪ ..‬واﻟ ﺜﻮر اﻷﺑ ﻴﺾ ﻻ ﻳﻄ ﻴﻖ ﺟ ﺮ اﻟﺤ ﺮاﺛﺔ‬ ‫وﺣ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﺄرﻳ ﺪك أن ﺗﻘ ﻮم اﻟ ﻴﻮم ﺑﻮﻇ ﻴﻔﺔ اﻟ ﺜﻮر‬ ‫اﻷﺳ ﻮد ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺖ ﻗ ﻮي أﻳﻬ ﺎ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ﻗﺎﺋﺪ ‪..‬‬ ‫أﻧﺖ رﺋﻴﺲ ‪ ..‬ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﻷﻣﺎم داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗ ﻮﺟﻪ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ﺑﻜ ﻞ آﺒ ﺮﻳﺎء إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺮاﺛﺔ ‪ ..‬ووﻗ ﻒ‬ ‫ﺑﺠﺎﻧ ﺐ اﻟ ﺜﻮر اﻷﺑ ﻴﺾ ‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ اﻟﻤ ﺰارع إﻟﻴﻪ وﺑﺪأ‬

‫‪176‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺑﺎﻟ ﺜﻮر اﻷﺑ ﻴﺾ ورﺑﻄ ﻪ ﺑﺎﻟﺤ ﺒﺎل ﻟﻴﺠ ﺮ‬ ‫اﻟﻤﺤ ﺮاث ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺗ ﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺎﺷﺎ وهﻮ ﻳﺮدد‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺣﺴ ﻦ ﺑﺎﺷ ﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ ..‬ﻳﺎ ﻗﻮي‬ ‫ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫‪ ..‬ﻳ ﺎ ﺑﻄ ﻞ ‪ ..‬واﻟﺒﺎﺷ ﺎ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻓ ﻲ زهﻮ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫رﺑ ﻂ اﻟﺤ ﺒﺎل ﻓ ﻲ آﺘﻔ ﻲ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ‪ ..‬ورآ ﺐ هﻮ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮاﺛﺔ ﻣﻌﻪ اﻟﺴﻮط !! وﺻﺎح ‪ :‬اﻣﺶ‬ ‫‪ ..‬وﺿ ﺮب ﻇﻬ ﺮ اﻟ ﺜﻮر ﻓﺘﺤ ﺮك ‪ ..‬وﺗﺤ ﺮك‬ ‫اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ﻳﺠ ﺮ اﻟﻤﺤ ﺮاث ‪ ..‬واﻟﻔ ﻼح ﻳ ﺮدد ‪:‬‬ ‫ﺟﻤ ﻴﻞ ﻳ ﺎ ﺑﺎﺷ ﺎ ‪ ..‬ﻣﻤ ﺘﺎز ﻳﺎ ﻣﻠﻚ ‪ ..‬وﻳﻀﺮب‬ ‫ﻇﻬ ﺮ اﻟ ﺜﻮر ‪ ..‬وﻳﺼ ﻴﺢ أﻗ ﻮى ﻳ ﺎ ﺑﺎﺷ ﺎ ‪..‬‬ ‫أﺣﺴﻦ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ‪..‬‬ ‫واﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻮد ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ‬ ‫آ ﺎن ﻳﺠ ﺮ ﺑﻜ ﻞ ﻗ ﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺒﺎح ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻏﺎﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ ‪ ..‬وآﺄﻧﻪ ﻏﺎﺋﺐ اﻟﻌﻘﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ ﻓ ﻚ اﻟﻔ ﻼح ﻋ ﻨﻪ اﻟﺤ ﺒﺎل ‪ ..‬وهﻮ‬ ‫ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬واﷲ ﺷ ﻐﻠﻚ ﺟﻤ ﻴﻞ ﻳ ﺎ ﺑﺎﺷ ﺎ ‪ ..‬ه ﺬا‬ ‫أﺣﺴﻦ ﻳﻮم ﻣﺮ ﻋﻠﻲ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺑﻀﻊ ﺟﻨﻴﻬﺎت ‪ ..‬وﻣﻀﻰ اﻟﺒﺎﺷﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ أوﻻدﻩ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺗﻘ ﺮﺣﺖ آ ﺘﻔﺎﻩ ‪..‬‬ ‫وﺳ ﺎﻟﺖ اﻟ ﺪﻣﺎء ﻣ ﻦ أﺳ ﻔﻞ ﻗﺪﻣﻴﻪ ‪ ..‬واﻟﻌﺮق‬ ‫ﻳﻐ ﺮق ﺛ ﻴﺎﺑﻪ ‪ ..‬و ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻻ ﻳ ﺰال ﻣﻨﺘﺸ ﻴ ًﺎ‬ ‫ﻣﺨﺪرًا ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﺳﺄﻟﻪ أوﻻدﻩ ‪ :‬هﺎﻩ ‪ ..‬هﻞ وﺟﺪت ﻋﻤ ً‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ -‬ﺑﻜ ﻞ ﻓﺨ ﺮ ‪ : -‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬أﻧ ﺎ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ﻻ أﺟﺪ ﻋﻤ ً‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻓﻤﺎذا اﺷﺘﻐﻠﺖ ؟!‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﺷﺘﻐﻠﺖ ‪ ..‬هﺎﻩ !! اﺷﺘﻐﻠﺖ !!‬ ‫وﺑﺪأ ﻳﺼﺤﻮ ﻣﻦ ﺗﺨﺪﻳﺮﻩ ‪ ..‬وﻳﺪرك ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﺷﺘﻐﻠﺖ ﺛﻮرًا !!!‬ ‫ﻗﺮار ‪..‬‬ ‫اﺧﺘﺮ أﻃﻴﺐ اﻟﻜﻼم آﻤﺎ ﺗﺨﺘﺎر أﻃﻴﺐ اﻟﺜﻤﺮ ‪..‬‬ ‫‪ 81.‬ﻓﻠﻴﺴﻌﺪ اﻟﻨﻄﻖ إن ﻟﻢ ﺗﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل !!‬ ‫ﻣ ﻦ أﺣ ﺮج اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ أن ﻳﻘﺼ ﺪك ﺻ ﺎﺣﺐ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺧﺎﺋﺒ ًﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻀﻴﺔ ﺣﺎﺟﺘﻪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎس ﻃﺎﻋﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ‪ ..‬وﻟﻮ ﻟﻢ‬ ‫ﻳﻜ ﻦ ﻓ ﻴﻬﺎ إﻻ ﻗ ﻮﻟﻪ ‪ : ε‬ﻟ ﺌﻦ أﻣﺸ ﻲ ﻣ ﻊ أﺧ ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺣﺎﺟ ﺔ ﺣﺘ ﻰ أﺛﺒ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻪ ‪ ،‬أﺣ ﺐ إﻟﻲ ﻣﻦ أن أﻋﺘﻜﻒ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪي هﺬا ﺷﻬﺮًا " )‪ (92‬ﻟﻜﻔﻰ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻳﺼﻌﺐ ﻗﻀﺎؤهﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻴﺲ آﻞ‬ ‫ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻚ أن ﺗﺴﻠﻔﻪ ﻣﺎ ًﻻ ﻗﺪرت ﻋﻠﻰ إﻋﻄﺎﺋﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻚ ﻣ ﺮاﻓﻘﺘﻪ ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ﻗ ﺪرت‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻃﻠﺒﻪ ‪..‬‬ ‫وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻣﻌ ﻚ آﻘﻠ ﻢ أو ﺳ ﺎﻋﺔ أو‬ ‫ﻏﻴﺮهﺎ ‪ ..‬اﺳﺘﻄﻌﺖ إﻋﻄﺎءهﺎ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺐ ﺣﺎﺟ ﺎﺗﻬﻢ‬ ‫واﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أن أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس إذا ﻟ ﻢ ﺗﻠ ﱢ‬ ‫وﺟ ﺪوا ﻋﻠ ﻴﻚ ﻓ ﻲ أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳﺬﻣ ﻮﻧﻚ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﺠ ﺎﻟﺲ ‪ ..‬وﻳ ﺘﻬﻤﻮﻧﻚ ﺗ ﺎرة ﺑﺎﻟ ﺒﺨﻞ ‪ ..‬وﺗ ﺎرة‬ ‫ﺑﺎﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ‪ ..‬وﺗﺎرة ‪..‬‬ ‫إذن ﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ ؟!‬ ‫آ ﻦ ﻣﺎه ﺮًا ﻓ ﻲ اﻟﺨ ﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻃﻠﺐ‬ ‫ﻣﻨﻚ أﺣﺪ ﺷﻴﺌ ًﺎ وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻗﻀﺎءﻩ ﻓﻌﻠﻰ اﻷﻗﻞ ردﻩ‬ ‫ﺑﻌﺒﺎرات ﺟﻤﻴﻠﺔ ‪ ..‬آﻤﺎ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻻ ﺧ ﻴﻞ ﻋ ﻨﺪك ﺗﻬ ﺪﻳﻬﺎ وﻻ ﻣ ﺎل *** ﻓﻠﻴﺴ ﻌﺪ‬ ‫اﻟﻨﻄﻖ إن ﻟﻢ ﺗﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل‬ ‫ﻓﻠﻮ ﻋﻠﻢ ﺷﺨﺺ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤ ﺎءك وﻗ ﺎل ‪ :‬أرﻳ ﺪك أن ﺗﺸ ﺘﺮي ﻟ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻟﺘ ﻲ أﻧ ﺖ ﻣﺴ ﺎﻓﺮ إﻟ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﻻ رﻏﺒﺔ‬ ‫ﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻷي ﺳﺒﺐ ‪ ..‬ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺠﻴﺐ ؟‬ ‫ﻓﻠﻴﺴ ﻌﺪ اﻟﻨﻄﻖ إن ﻟﻢ ﺗﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل ‪ ..‬ﻗﻞ ﻟﻪ ‪ :‬واﷲ‬ ‫ﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن أﺧ ﺪﻣﻚ ﺑﻌﻴﻮﻧ ﻲ ‪ ..‬وأﻧ ﺖ أﺣ ﺐ إﻟ ّ‬ ‫أﻧ ﺎس آﺜﻴ ﺮ ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ أﺧﺸ ﻰ أن ﻳﻀ ﻴﻖ وﻗﺘ ﻲ ‪..‬‬ ‫وﻋ ﻨﺪي ﺑﻌ ﺾ اﻟﻈ ﺮوف ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ إﺣﻀﺎرهﺎ ‪..‬‬ ‫و ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻮ دﻋ ﺎك إﻟ ﻰ وﻟ ﻴﻤﺔ وأردت أن ﺗﻌ ﺘﺬر وﺧﺸﻴﺖ‬ ‫أن ﻳﺠ ﺪ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬ﻓﻘﺪم ﻣﻘﺪﻣﺎت ‪ ..‬ﻗﻞ –‬ ‫ﻼ – أﻧ ﺎ ﻣ ﺎ أﻋﺘﺒ ﺮك إﻻ آ ﻮاﺣﺪ ﻣ ﻦ إﺧﻮاﻧ ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻣﺜ ً‬ ‫وأﻧ ﺖ ﻣ ﻦ أﻏﻠﻰ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ ﻣﺸﻐﻮل‬ ‫اﻟﻠﻴﻠﺔ ‪..‬‬ ‫) ‪( 92‬‬

‫‪177‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وأﻧ ﺖ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﺬب ﻓﻘ ﺪ ﻳﻜﻮن ﺷﻐﻠﻚ هﺬا ﺟﻠﺴﺔ‬ ‫ﻣ ﻊ أوﻻدك ‪ ..‬أو ﻗ ﺮاءة ﻓﻲ آﺘﺎب ‪ ..‬أو ﻧﻮم‬ ‫!! ﻓﻬﻲ آﻠﻬﺎ أﺷﻐﺎل ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ آﺎن ﻣﺤﻤﺪ ‪ ε‬ﻳﻤﻠﻚ اﻟﻨﺎس ﺑﺄﺧﻼق ﻳﺄﺳﺮ‬ ‫ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮام ‪..‬‬ ‫ﺖ اﻟﺤﺮام ‪ ..‬وﻓﻀ ِﻞ اﻟﻌﻤﺮة‬ ‫ﻓﺤ ﺪﺛﻬﻢ ﻋ ﻦ اﻟﺒﻴ ِ‬ ‫واﻹﺣﺮام ‪..‬‬ ‫ﻓﻄﺎرت أﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﺷﻮﻗ ًﺎ إﻟﻰ ذاك اﻟﻤﻘﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺎﻟﺘﺠﻬﺰ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﺘﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ﻟﺒ ﺜﻮا أن ﺗﺠﻬ ﺰوا ‪ ..‬وﺣﻤﻠ ﻮا ﺳ ﻼﺣﻬﻢ‬ ‫وﺗﺤﺮزوا ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮج ‪ ε‬ﻣﻊ أﻟﻒ وأرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻬﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻤﺮة ﻣﻠﺒﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن إﻟﻰ اﻟﺒﻠﺪ‬ ‫اﻷﻣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﻮا ﻣﻦ ﺟﺒﺎل ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﺮآﺖ اﻟﻘﺼﻮاء ‪ -‬ﻧﺎﻗﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ‪-‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﺤﺎول أن ﻳﺒﻌﺜﻬﺎ ﻟﺘﺴﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺄﺑﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻨﺎس ‪ :‬ﺧ ﻸت اﻟﻘﺼ ﻮاء ‪ ) ..‬أي‬ ‫ﻋﺼﺖ ( ﻓﻘﺎل ‪: ε‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﺧ ﻸت اﻟﻘﺼﻮاء ‪ ..‬وﻣﺎ ذاك ﻟﻬﺎ ﺑﺨﻠﻖ ‪..‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ ﺣﺒﺴ ﻬﺎ ﺣ ﺎﺑﺲ اﻟﻔ ﻴﻞ ) ﻳﻌﻨ ﻲ ﻓ ﻴﻞ‬ ‫أﺑﺮهﺔ ﻟﻤﺎ أﻗﺒﻞ ﺑﻪ ﻣﻊ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ‬ ‫هﺪم اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﺤﺒﺴﻬﻢ اﷲ ﻋﻦ ذﻟﻚ ( ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ : J‬واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻻ ﻳﺴ ﺄﻟﻮﻧﻲ‬ ‫ﺧﻄ ﺔ ﻳﻌﻈﻤ ﻮن ﻓ ﻴﻬﺎ ﺣ ﺮﻣﺎت اﷲ ‪ ..‬إﻻ‬ ‫أﻋﻄﻴﺘﻬﻢ إﻳﺎهﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ زﺟﺮهﺎ ﻓﻮﺛﺒﺖ ‪ ..‬ﻓﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻧ ﺰل ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺒ ﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﺴﺎﻣﻊ ﺑﻪ‬ ‫آﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﺨ ﺮج إﻟ ﻴﻪ آ ﺒﺎرهﻢ ﻟﻴ ﺮدوﻩ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺑﻰ إﻻ أن ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ زاﻟ ﺖ اﻟ ﺒﻌﻮث ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ‪..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺎﻟﺢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﻌ ﻮدوا إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‪..‬وﻳﻌﺘﻤﺮوا ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎدم‪..‬‬ ‫ﺛﻢ آﺘﺒﻮا ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺻﻠﺤ ًﺎ ﻋﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻓﻴﻪ ‪:‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﺷ ﺘﺮط ﺳ ﻬﻴﻞ ‪ :‬أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﻣﻜ ﺔ ﻣﺴ ﻠﻢ‬ ‫ﻣﺴﺘﻀ ﻌﻒ ﻳ ﺮﻳﺪ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬إﻻ ُردﱠ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬أﻣﺎ‬ ‫ﻣ ﻦ ﺧ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ وﺟ ﺎء إﻟ ﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﺮﺗﺪًا إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻜﻔﺮ ‪ ..‬ﻓﻴُﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ !! ﻣﻦ ﺟﺎءﻧﺎ ﻣﺴﻠﻤًﺎ‬ ‫ﻧ ﺮدﻩ إﻟ ﻰ اﻟﻜﺎﻓ ﺮﻳﻦ !! آ ﻴﻒ ﻧ ﺮدﻩ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ‬ ‫وﻗ ﺪ ﺟﺎء ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ آﺬﻟﻚ إذ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬ﺷ ﺎب ﻳﺴ ﻴﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﻣﻀ ﺎء ‪ ..‬ﻳ ﺮﻓﻞ ﻓﻲ ﻗﻴﻮدﻩ‬ ‫‪ ..‬وه ﻮ ﻳﺼ ﻴﺢ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻓﻨﻈﺮوا إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ه ﻮ أﺑ ﻮ ﺟ ﻨﺪل وﻟ ﺪ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫ﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻢ ﻓﻌﺬﺑ ﻪ أﺑ ﻮﻩ وﺣﺒﺴ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﺗﻔﻠ ﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺲ وأﻗﺒﻞ ﻳﺠﺮ ﻗﻴﻮدﻩ‬ ‫‪ ..‬ﺗﺴﻴﻞ ﺟﺮاﺣﻪ دﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﻔﻴﺾ ﻋﻴﻮﻧﻪ دﻣﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ رﻣ ﻰ ﺑﺠﺴ ﺪﻩ اﻟﻤ ﺘﻬﺎﻟﻚ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬ ‫‪..‬واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ ﺳﻬﻴﻞ ‪ ..‬ﻏﻀﺐ !! آﻴﻒ ﺗﻔﻠﺖ هﺬا اﻟﻔﺘﻰ‬ ‫ﻣ ﻦ ﺣﺒﺴ ﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺻ ﺎح ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻮﺗﻪ ‪ :‬ه ﺬا ﻳ ﺎ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ أول ﻣﻦ أﻗﺎﺿﻴﻚ ﻋﻠﻴﻪ أن ﺗﺮدﻩ إﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬إﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﻘﺾ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻌﺪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻮاﷲ إذًا ﻻ أﺻﺎﻟﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻓﺄﺟ ﺰﻩ ﻟﻲ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﻤﺠﻴﺰﻩ ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺑﻠ ﻰ ﻓﺎﻓﻌ ﻞ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﻔﺎﻋﻞ ‪ ..‬ﻓﺴﻜﺖ‬ ‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬وﻗ ﺎم ﺳ ﻬﻴﻞ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟ ﻰ وﻟ ﺪﻩ ﻳﺠ ﺮﻩ‬ ‫ﺑﻘﻴﻮدﻩ ‪ ..‬وأﺑﻮ ﺟﻨﺪل ﻳﺼﻴﺢ وﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫‪ ..‬ﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫أي ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أرد إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ وﻗﺪ ﺟﺌﺖ‬ ‫ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬أﻻ ﺗ ﺮون ﻣﺎ ﻗﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ‪ ..‬وﻻ‬ ‫زال ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻏﺎب ﻋﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺗ ﺬوب أﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﺣﺰﻧ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﻰ ﻓﻲ‬ ‫رﻳﻌﺎن اﻟﺸﺒﺎب ‪ ..‬ﻳُﺸﺪد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺬاب ‪..‬‬ ‫وﻳﻨﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﺮﻏﻴﺪ ‪ ..‬إﻟﻰ اﻟﺒﻼء اﻟﺸﺪﻳﺪ ‪..‬‬ ‫وه ﻮ اﺑ ﻦ ﺳ ﻴﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺎدات‪..‬ﻃﺎﻟﻤ ﺎ ﺗ ﻨﻌﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﻠﺬات‪..‬وﺗﻠﺬذ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮات ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻳﺠﺮ أﻣﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻘﻴﻮدﻩ ‪ ..‬ﻟﻴﻌﺎد إﻟﻰ ﺳﺠﻨﻪ‬ ‫وﺣﺪﻳﺪﻩ ‪..‬‬ ‫وه ﻢ ﻻ ﻳﻤﻠﻜ ﻮن ﻟ ﻪ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﻀ ﻰ أﺑ ﻮ ﺟﻨﺪل إﻟﻰ‬ ‫ﻣﻜ ﺔ وﺣ ﻴﺪًا ‪ ..‬ﻳﺴ ﺄل رﺑ ﻊ اﻟﺜ ﺒﺎت ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫واﻟﻌﺼ ﻤﺔ واﻟﻴﻘ ﻴﻦ ‪ ..‬أﻣ ﺎ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓﻘ ﺪ رﺟﻌ ﻮا‬

‫‪178‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬وه ﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺣ ﻨﻖ ﺷ ﺪﻳﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﺎﻓ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﺣ ﺰن ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻴﻦ ‪ ..‬ﺛ ﻢ اﺷﺘﺪ اﻟﻌﺬاب‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻌﻔﺎء ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻄﻴﻘﻮا ﻟﻪ‬ ‫اﺣﺘﻤﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﺪأ أﺑ ﻮ ﺟ ﻨﺪل ‪ ..‬وﺻ ﺎﺣﺒﻪ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻮن ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻟﺘﻔﻠﺖ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﻴﻮدهﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ اﺳ ﺘﻄﺎع أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ τ‬أن ﻳﻬ ﺮب ﻣ ﻦ‬ ‫ﺣﺒﺴ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﻀ ﻰ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﺤﻤﻠ ﻪ اﻟﺸ ﻮق ‪ ..‬وﻳﺤ ﺪوﻩ اﻷﻣ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﻲ‬ ‫ﺻ ﺤﺒﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻣﻀ ﻰ ﻳﻄ ﻮي‬ ‫ﻗﻔ ﺎر اﻟﺼ ﺤﺮاء ‪ ..‬ﺗﺤﺘ ﺮق ﻗ ﺪﻣﺎﻩ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﺮﻣﻀﺎء ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻞ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪهﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻣ ﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫‪ ..‬إذ دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬ﻋﻠ ﻴﻪ أﺛ ُﺮ‬ ‫اﻟﻌ ﺬاب ‪ ..‬ووﻋ ﺜﺎ ُء اﻟﺴ ﻔﺮ ‪ ..‬وه ﻮ أﺷ ﻌﺚ‬ ‫أﻏﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد ﻳﻠ ﺘﻘﻂ أﻧﻔﺎﺳ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أﻗ ﺒﻞ رﺟﻼن‬ ‫ﻣ ﻦ آﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﺪﺧﻼ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ‬ ‫رﺁهﻤ ﺎ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬ﻓ ﺰع واﺿ ﻄﺮب ‪..‬‬ ‫وﻋ ﺎدت إﻟ ﻴﻪ ﺻ ﻮرة اﻟﻌ ﺬاب ‪ ..‬ﻓ ﺈذا هﻤ ﺎ‬ ‫ﻳﺼ ﻴﺤﺎن ‪ ..‬ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬ردﻩ إﻟﻴ ﻨﺎ ‪ ..‬اﻟﻌﻬ ُﺪ‬ ‫اﻟ ﺬي ﺟﻌﻠ ﺖ ﻟ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺘﺬآ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻬ ﺪﻩ‬ ‫ﻟﻘ ﺮﻳﺶ أن ﻳ ﺮد إﻟ ﻴﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺄﺗ ﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺷ ﺎر إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬أن ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺨ ﺮج ﻣﻌﻬﻤ ﺎ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺟ ﺎوزا اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻧ ﺰﻻ ﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬وﺟﻠ ﺲ‬ ‫أﺣﺪهﻤﺎ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺑﺼﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وﻏﺎب اﻵﺧﺮ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧ ﺮج اﻟﻘﺎﻋ ﺪ ﻋ ﻨﺪ أﺑ ﻲ ﺑﺼ ﻴﺮ ﺳ ﻴﻔﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫أﺧ ﺬ ﻳﻬﺰﻩ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ﻣﺴﺘﻬﺰءًا ﺑﺄﺑﻲ ﺑﺼﻴﺮ ‪:‬‬ ‫ﻷﺿ ﺮﺑﻦ ﺑﺴ ﻴﻔﻲ ه ﺬا ﻓ ﻲ اﻷوس واﻟﺨ ﺰرج‬ ‫ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ :‬واﷲ إﻧﻲ ﻷرى ﺳﻴﻔﻚ‬ ‫ه ﺬا ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ﺟ ﻴﺪًا ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﺟ ﻞ واﷲ إﻧ ﻪ‬ ‫ﻟﺠ ﻴﺪ ﻟﻘﺪ ﺟﺮﺑﺖ ﺑﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﺮﺑﺖ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل أﺑﻮ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ :‬أرﻧ ﻲ أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻨﺎوﻟﻪ إﻳﺎﻩ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ آﺎد‬ ‫اﻟﺴ ﻴﻒ ﻳﺴ ﺘﻘﺮ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ رﻓﻌﻪ ﺛﻢ هﻮى ﺑﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ رﻗﺒﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺄﻃﺎر رأﺳﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رﺟﻊ اﻵﺧﺮ‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫رأى ﺟﺴ ﺪ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻣﻤ ﺰﻗ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﺠ ﻨﺪ ًﻻ ﻣﻤ ﺰﻗ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔ ﺰع ‪ ..‬وﻓ ﱠﺮ ﺣﺘ ﻰ أﺗ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬ ‫ﻳﻌﺪو ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓ ﺰﻋ ًﺎ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟﻘ ﺪ رأى ه ﺬا‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ ‪ ε‬ﻣﻘ ﺒ ً‬ ‫ذﻋﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪ ε‬ﺻ ﺎح ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟﻔ ﺰع ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ُ :‬ﻗﺘِﻞ واﷲ ﺻﺎﺣﺒﻲ ‪ ..‬وإﻧﻲ ﻟﻤﻘﺘﻮل ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﺑﻮ ﺑﺼﻴﺮ ‪ ..‬ﺗﻠﺘﻤﻊ ﻋﻴﻨﺎﻩ‬ ‫ﺷﺮرًا ‪ ..‬واﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻳﻘﻄﺮ دﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻧﺒ ﻲ اﷲ ‪ ..‬ﻗ ﺪ أوﻓ ﻰ اﷲ ذﻣ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻗ ﺪ رددﺗﻨ ﻲ‬ ‫إﻟ ﻴﻬﻢ ﺛﻢ أﻧﺠﺎﻧﻲ اﷲ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻀﻤﻨﻲ إﻟﻴﻜﻢ ‪ ..‬ﻗﺎل‬ ‫‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺎح أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬أو ‪ ..‬ﻳﺎ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻋﻄﻨﻲ رﺟﺎ ًﻻ أﻓﺘﺢ ﻟﻚ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺠ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑﺸ ﺠﺎﻋﺘﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن‬ ‫ﻳﻨﻔﺬ ﻟﻪ ﻃﻠﺒﻪ ﻓﺒﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ أهﻞ ﻣﻜﺔ ﻋﻬﺪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ ‪ ε‬أراد أن ﻳ ﺮدﻩ ﺑﻠﻄ ﻒ ‪ ..‬ﻓﻠﻴﺴ ﻌﺪ اﻟﻨﻄﻖ إن‬ ‫ﻟﻢ ﻳﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ وﻗ ﺎل ﻣﺎدﺣ ًﺎ ﻷﺑ ﻲ ﺑﺼﻴﺮ ‪:‬‬ ‫وﻳﻞ أﻣﻪ !! ﻣﺴﻌﱢﺮ ﺣﺮب ﻟﻮ آﺎن ﻣﻌﻪ رﺟﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ﺑﻤ ﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﺨﻔ ﻴﻒ واﻻﻋ ﺘﺬار‬ ‫ﻣﻦ أﺑﻲ ﺑﺼﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وﻇ ﻞ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ واﻗﻔ ًﺎ ﻋ ﻨﺪ ﺑ ﺎب اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻳﻨﺘﻈ ﺮ‬ ‫إذن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﻜﻮث ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ ‪ ε‬ﺗﺬآ ﺮ ﻋﻬ ﺪﻩ ﻣ ﻊ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓﺄﻣ ﺮ أﺑ ﺎ ﺑﺼ ﻴﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﺨ ﺮوج ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺴﻤﻊ أﺑﻮ ﺑﺼﻴﺮ وأﻃﺎع‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬وﻣ ﺎ ﺣﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪﻳﻦ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫اﻧﻘﻠﺐ ﻋﺪوًا ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﻮ ﻳ ﺮﺟﻮ ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺤﻠ ﻴﻢ اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﻮاب‬ ‫اﻟﻌﻈﻴﻢ ‪ ..‬اﻟﺬي ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﺗﺮك أهﻠﻪ ‪ ..‬وﻓﺎرق وﻟﺪﻩ‬ ‫‪ ..‬وأﺗﻌﺐ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﻋﺬب ﺟﺴﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج أﺑ ﻮ ﺑﺼﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺎﺣﺘﺎر أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻔ ﻲ ﻣﻜﺔ ﻋﺬاب وﻗﻴﻮد ‪ ..‬وﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻮاﺛﻴﻖ‬

‫‪179‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻋﻬﻮد ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻀ ﻰ إﻟ ﻰ ﺳ ﻴﻒ اﻟﺒﺤ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺟ ﺪة ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺰل هﻨﺎك ‪ ..‬ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء ﻗﺎﺣﻠﺔ ‪ ..‬ﻻ أﻧﻴﺲ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﺟﻠﻴﺲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺴ ﺎﻣﻊ ﺑ ﻪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن اﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻮن ﺑﻤﻜ ﺔ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻌﻠﻤ ﻮا أﻧ ﻪ ﺑ ﺎب ﻓ ﺮج اﻧﻔ ﺘﺢ ﻟﻬ ﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻻ ﻳﻘ ﺒﻠﻮﻧﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﻜﻔﺎر ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻳﻌﺬﺑﻮﻧﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻔﻠﺖ أﺑ ﻮ ﺟ ﻨﺪل ﻣ ﻦ ﻗ ﻴﻮدﻩ ‪ ..‬ﻓﻠﺤ ﻖ ﺑﺄﺑ ﻲ‬ ‫ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺟﻌ ﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﺘﻮاﻓﺪون إﻟﻴﻪ‬ ‫ﻓ ﻲ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ آﺜ ﺮ ﻋ ﺪدهﻢ ‪ ..‬واﺷ ﺘﺪت‬ ‫ﻗﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠ ﺖ ﻻ ﺗﻤ ﺮ ﺑﻬ ﻢ ﻗﺎﻓﻠ ﺔ ﺗﺠ ﺎرة ﻟﻘ ﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫إﻻ اﻋﺘﺮﺿﻮا ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ آﺜ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬أرﺳ ﻠﻮا إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻧﺎﺷ ﺪوﻧﻪ ﺑ ﺎﷲ أن ﻳﻀ ﻤﻬﻢ إﻟ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄرﺳ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟ ﻴﻬﻢ أن ﻳﺄﺗ ﻮا اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ؟‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ إﻟ ﻴﻬﻢ اﻟﻜ ﺘﺎب ‪ ..‬اﺳﺘﺒﺸ ﺮوا‬ ‫وﻓﺮﺣﻮا ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻦ أﺑ ﺎ ﺑﺼ ﻴﺮ آﺎن ﻗﺪ أﻟﻢ ﺑﻪ ﻣﺮض اﻟﻤﻮت‬ ‫ﻼ ‪ :‬رﺑ ﻲ اﻟﻌﻠ ﻲ اﻷآﺒﺮ ﻣﻦ‬ ‫‪ ..‬وه ﻮ ﻳ ﺮدد ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻳﻨﺼﺮ اﷲ ﻓﺴﻮف ﻳﻨﺼﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﻮا ﻋﻠ ﻴﻪ وأﺧﺒ ﺮوﻩ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أذن‬ ‫ﻟﻬ ﻢ ﺑﺴ ﻜﻨﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬وأن ﻏ ﺮﺑﺘﻬﻢ اﻧ ﺘﻬﺖ‬ ‫‪ ..‬وﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ﻗﻀﻴﺖ ‪ ..‬وﻧﻔﻮﺳﻬﻢ أﻣﻨﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﺮ أﺑ ﻮ ﺑﺼﻴﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل وهﻮ ﻳﺼﺎرع‬ ‫اﻟﻤ ﻮت ‪ :‬أروﻧ ﻲ آ ﺘﺎب رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻨﺎوﻟﻮﻩ إﻳﺎﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﻘﺒﻠﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ‪ ..‬وﻗﺎل‬ ‫‪ :‬أﺷ ﻬﺪ أن ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأﺷ ﻬﺪ أن‬ ‫ﻣﺤﻤ ﺪًا رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ‬ ‫‪ ..‬وأﺷ ﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺷﻬﻖ‬ ‫وﻣﺎت ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮﺣﻢ اﷲ أﺑ ﺎ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬وﺻ ﻠﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺒ ﻲ‬ ‫اﻟﺮﺣﻤﺔ وﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤ ًﺎ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ اﻹﺳﻌﺎد ﺑﺎﻟﻨﻄﻖ واﻟﺴﺤﺮ ﺑﺎﻟﻜﻼم ‪ ..‬أن‬ ‫ﺗﺮاﻋ ﻲ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ إذا ﺟﺎﻣﻠﻚ ‪ ..‬وﺗﺘﻠﻄﻒ ﻣﻌﻪ‬ ‫‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ذآ ﺮ أن اﻣ ﺮأة ﻓﻘﻴ ﺮة اﺿ ﻄﺠﻌﺖ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ زوﺟﻬ ﺎ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاش ﻋﺘ ﻴﻖ ‪ ..‬ﻓ ﻲ آ ﻮخ ﻗ ﺪﻳﻢ ‪ ..‬ﺟﺪراﻧ ﻪ‬ ‫ﻣﺮﻗﻌﺔ ‪ ..‬وﺳﻘﻔﻪ ﻣﻦ ﺟﺬوع اﻟﻨﺨﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﺎﻟ ﺖ ﺑﺒﺼ ﺮهﺎ ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺟ ﺪران ﺑﻴ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ر ّآ ﺰت ﺑﺼ ﺮهﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻘﻒ ‪ ..‬وﺳ ﺮﺣﺖ ﺑﻔﻜ ﺮهﺎ‬ ‫ﺑﻌﻴﺪًا ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫ﺗﺪري ﻣﺎذا أﺗﻤﻨﻰ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬هﺎﻩ !! ﻣﺎذا ﺗﺘﻤﻨﻴﻦ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬أﺗﻤﻨ ﻰ أن ﻧﻤﻠ ﻚ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ﺗﺴ ﻌﺪ ﻓ ﻴﻪ ﻣ ﻊ‬ ‫أوﻻدك ‪ ..‬وﺗﺪﻋ ﻮ إﻟ ﻴﻪ أﺻﺪﻗﺎءك ‪ ..‬وﻧﻤﻠﻚ ﺳﻴﺎرة‬ ‫ﻓﺎره ﺔ ‪ ..‬ﺗ ﺮﺗﺎح إذا ﺳ ﻘﺘﻬﺎ ‪ ..‬وﻳ ﺰﻳﺪ راﺗ ﺒﻚ‬ ‫ﺿ ﻌﻔﻴﻦ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺴ ﺪد دﻳ ﻮﻧﻚ ‪ ..‬و ‪ ..‬وﻣﻀ ﺖ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻨﺔ ﺗﺴ ﺮد ﻟ ﻪ ﺑﺤﻤﺎس أﺳﺒﺎب اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺘﻤﻨﺎهﺎ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫واﻟ ﺮﺟﻞ ﻏ ﺎرق ﻓ ﻲ أﺣ ﻼم ﺧﻴﺒ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻳ ﺎﺋﺲ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺻ ﻼح ﺣﺎﻟ ﻪ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻤﻠ ﻚ أﻳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرة ﻣ ﻦ ﻣﻬ ﺎرات‬ ‫اﻟﻜﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻌﺒﺖ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ‪ :‬وأﻧﺖ ﻣﺎذا ﺗﺘﻤﻨﻰ ؟!‬ ‫ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺗﻤﻨﻰ أن ﻳﻨﻄﻠﻖ‬ ‫ﻓﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻘﻒ ﻃﻮﻳ ً‬ ‫ﺟ ﺬع ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﺴ ﻘﻒ وﻳﻘ ﻊ ﻋﻠ ﻰ رأﺳﻚ ﻓﻴﻘﺴﻤﻪ‬ ‫ﻧﺼﻔﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ‪..‬‬ ‫ﺳﺄﻟﻮﻩ ‪ : ε‬ﻣﺎ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎس اﻟﻨﺎر ؟ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫هﺬا وهﺬا ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻔﺮج واﻟﻠﺴﺎن‬ ‫‪ 82.‬اﻟﺪﻋﺎء ‪..‬‬ ‫ﻻ أﻋﻨ ﻲ ه ﻨﺎ اﻟﻜ ﻼم ﻋ ﻦ ﻓﻀ ﻞ اﻟ ﺪﻋﺎء ‪ ..‬وﺁداﺑ ﻪ‬ ‫وﺷﺮوط إﺟﺎﺑﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﺬا ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻤﺎ ﻧﻨﺎﻗﺸﻪ هﻨﺎ وهﻮ‬ ‫ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤﺎ أﻋﻨﻲ ‪ :‬آﻴﻒ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻬﺎرة ﻓﻲ آﺴﺐ‬ ‫اﻟﻨﺎس ؟‬ ‫وﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﺗﺪﻋﻮ اﷲ أﻳﻀ ًﺎ أن ﻳﻬﺪﻳﻚ إﻟﻰ أﺣﺴﻦ‬ ‫ﻼ‪:‬‬ ‫اﻷﺧﻼق ‪ ..‬آﻤﺎ آﺎن اﻟﺤﺒﻴﺐ ‪ ε‬ﻳﺪﻋﻮ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫)اﻟﻠﻬ ﻢ ﻟ ﻚ اﻟﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ أﻧ ﺖ ‪ ..‬ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻚ‬ ‫وﺑﺤﻤﺪك ‪ ..‬ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ‪ ..‬واﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﺬﻧﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ذﻧﻮﺑﻲ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب إﻻ أﻧﺖ ‪..‬‬

‫‪180‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫اهﺪﻧﻲ ﻷﺣﺴﻦ اﻷﺧﻼق ‪ ..‬ﻻ ﻳﻬﺪي ﻷﺣﺴﻨﻬﺎ‬ ‫إﻻ أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫واﺻ ﺮف ﻋﻨ ﻲ ﺳ ﻴﺌﻬﺎ ‪ ..‬إﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺼ ﺮف‬ ‫ﺳﻴﺌﻬﺎ إﻻ أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫)‪(93‬‬ ‫ﻟﺒﻴﻚ وﺳﻌﺪﻳﻚ واﻟﺨﻴﺮ ﺑﻴﺪﻳﻚ ‪.. ( ..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻮد إﻟ ﻰ أﺻﻞ آﻼﻣﻨﺎ ‪ ..‬آﻴﻒ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺪﻋﺎء‬ ‫ﻣﻬﺎرة ﻓﻲ آﺴﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ‪..‬؟‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﺤ ﺒﻮن اﻟ ﺪﻋﺎء ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻋ ﻨﺪ اﻟﺴ ﻼم ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﻟﻘ ﺎﺋﻬﻢ ﻳﻔ ﺮﺣﻮن إن‬ ‫دﻋﻮت ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﻊ ﻗ ﻮﻟﻚ ‪ :‬آ ﻴﻒ اﻟﺤ ﺎل وﻣ ﺎ اﻷﺧ ﺒﺎر ؟‬ ‫أﺿ ﻒ إﻟ ﻴﻬﺎ ‪ :‬اﷲ ﻳﺤﺮﺳ ﻚ ‪ ..‬اﷲ ﻳﺠﻌﻠ ﻚ‬ ‫ﻣﺒﺎرآ ًﺎ ‪ ..‬اﷲ ﻳﺜﺒﺖ ﻗﻠﺒﻚ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻋ ﺒﺎرات دﻋﺎﺋ ﻚ ﻣﺴ ﺘﻬﻠﻜﺔ أو‬ ‫اﻋﺘ ﻴﺎدﻳﺔ ﻣﺜﻞ ‪ :‬اﷲ ﻳﻮﻓﻘﻚ ‪ ..‬اﷲ ﻳﺤﻔﻈﻚ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ه ﻲ دﻋ ﺎء ﺣﺴ ﻦ ﻟﻜ ﻦ اﻟﺴ ﺎﻣﻊ اﻋ ﺘﺎد‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺮن ﻓﻲ أذﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫وإن ﻗﺎﺑﻠ ﺖ أﺣ ﺪًا ﻣﻌ ﻪ أوﻻدﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺎدع ﻟﻬ ﻢ‬ ‫وه ﻮ ﻳﺴ ﻤﻊ ‪ ..‬اﷲ ﻳﻘ ﺮ ﺑﻬ ﻢ ﻋﻴ ﻨﻚ ‪ ..‬اﷲ‬ ‫ﻳﺠﻤ ﻊ ﺷ ﻤﻠﻜﻢ ‪ ..‬اﷲ ﻳ ﺮزﻗﻚ ﺑ ﺮهﻢ ‪ ..‬وﻧﺤ ﻮ‬ ‫ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫أﻧﺎ أﺣﻜﻲ هﺬا ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪ ..‬ﻟﻘﺪ ﺟﺮﺑﺘﻪ آﺜﻴﺮًا‬ ‫آﺜﻴﺮًا ‪ ..‬ﻓﺮأﻳﺘﻪ ﻳﺴﻠﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ﺳﻠﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫دﻋ ﻴﺖ ﻓ ﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺳ ﻨﺘﻴﻦ إﻟ ﻰ ﻟﻘ ﺎء ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ﻓ ﻲ إﺣﺪى اﻟﻘﻨﻮات‬ ‫اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻠﻘ ﺎء ﺣ ﻮل أﺣﻮال اﻟﻌﺒﺎدة ﻓﻲ رﻣﻀﺎن‬ ‫‪ ..‬وآ ﺎن اﻧﻌﻘ ﺎد اﻟﻠﻘ ﺎء ﻓﻲ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻔﻨﺎدق ﻣﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮم ‪ ..‬آﻨﺎ‬ ‫ﻧ ﺘﺤﺪث ﻋ ﻦ رﻣﻀﺎن ‪ ..‬واﻟﻤﺸﺎهﺪون ﻳﺮون‬ ‫ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟ ﻨﺎﻓﺬة اﻟﺘ ﻲ ﺧﻠﻔ ﻨﺎ اﻟﻤﻌﺘﻤ ﺮﻳﻦ‬ ‫واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﻦ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮاء ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤﻨﻈﺮ ﻣﻬﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬واﻟﻜﻼم ﻣﺆﺛﺮًا ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫إن ﻣﻘ ﺪم اﻟﺒ ﺮﻧﺎﻣﺞ رق ﻗﻠ ﺒﻪ وﺑﻜ ﻰ أﺛ ﻨﺎء‬ ‫اﻟﺤﻠﻘﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﺠ ﻮ إﻳﻤﺎﻧ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﺎ أﻓﺴﺪﻩ ﻋﻠﻴﻨﺎ إﻻ أﺣﺪ‬ ‫) ‪( 93‬‬

‫أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻤﺼ ﻮرﻳﻦ !! آ ﺎن ﻳﻤﺴﻚ آﺎﻣﻴﺮا اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺑﻴﺪ ‪..‬‬ ‫واﻟ ﻴﺪ اﻟﺜﺎﻧ ﻴﺔ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺳ ﻴﺠﺎرة ‪ ..‬وآﺄﻧ ﻪ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻻ‬ ‫ﺗﻀ ﻴﻊ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟﺤﻈ ﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﻞ رﻣﻀﺎن إﻻ وﻗﺪ أﺷﺒﻊ‬ ‫رﺋﺘﻴﻪ ﺳﻴﺠﺎرًا !!‬ ‫أزﻋﺠﻨ ﻲ ه ﺬا آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﺧﻨﻘﻨ ﻲ وﺻﺎﺣﺒﻲ اﻟﺪﺧﺎن‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﻠﻘﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ ﺣﻴﻠﺔ اﻟﻤﻀﻄﺮ إﻻ رآﻮﺑﻬﺎ !!‬ ‫ﻣﻀﺖ ﺳﺎﻋﺔ آﺎﻣﻠﺔ ‪ ..‬واﻧﺘﻬﻰ اﻟﻠﻘﺎء ﺑﺴﻼم ‪..‬‬ ‫ﻲ اﻟﻤﺼ ﻮر ‪ -‬واﻟﺴ ﻴﺠﺎرة ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪ -‬ﺷﺎآﺮًا‬ ‫أﻗ ﺒﻞ إﻟ ّ‬ ‫ﻣﺜﻨ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺸ ﺪدت ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪﻩ وﻗﻠ ﺖ ‪ ..‬وأﻧ ﺖ أﻳﻀ ًﺎ‬ ‫أﺷ ﻜﺮك ﻋﻠ ﻰ ﻣﺸ ﺎرآﺘﻚ ﻓ ﻲ ﺗﺼ ﻮﻳﺮ اﻟﺒ ﺮاﻣﺞ‬ ‫اﻟﺪﻳﻨ ﻴﺔ ‪ ..‬وﻟ ﻲ إﻟ ﻴﻚ آﻠﻤ ﺔ ﻟﻌﻠ ﻚ ﺗﻘ ﺒﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪:‬‬ ‫ﺗﻔﻀﻞ ‪ ..‬ﺗﻔﻀﻞ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬اﻟ ﺪﺧﺎن واﻟﺴ ﺠﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻃﻌﻨﻲ ‪ :‬ﻻ ﺗﻨﺼﺤﻨﻲ‬ ‫‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪة ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ اﺳ ﻤﻊ ﻣﻨ ﻲ ‪ ..‬أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ أن اﻟﺴﺠﺎﻳﺮ‬ ‫ﺣ ﺮام وأن اﷲ ﻳﻘ ﻮل ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻃﻌﻨ ﻲ ﻣ ﺮة أﺧﺮى ‪ :‬ﻳﺎ‬ ‫ﺷ ﻴﺦ ﻻ ﺗﻀ ﻊ وﻗ ﺘﻚ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﻣﻀ ﻰ ﻟ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ‬ ‫أرﺑﻌ ﻴﻦ ﺳ ﻨﺔ وأﻧ ﺎ أدﺧ ﻦ ‪ ..‬اﻟ ﺪﺧﺎن ﻳﺠ ﺮي ﻓ ﻲ‬ ‫ﻋﺮوﻗﻲ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎااﺋﺪة ‪ ..‬آﺎن ﻏﻴﺮك أﺷﻄﺮ !!‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪة ؟!!‬ ‫ﻓﺄﺣﺮج ﻣﻨﻲ وﻗﺎل ‪ :‬ادع ﻟﻲ ‪ ..‬ادع ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺴﻜﺖ ﻳﺪﻩ وﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺗﻌﺎل ﻣﻌﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ﺗﻌﺎل ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﻗﻔ ﻨﺎ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﻨﺎﻓﺬة اﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮم ‪ ..‬ﻓﺈذا آﻞ‬ ‫ﺷﺒﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻣﺎ ﺑﻴﻦ راآﻊ وﺳﺎﺟﺪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﺆﺛﺮًا ‪..‬‬ ‫وﻣﻌﺘﻤﺮ وﺑﺎك ‪ ..‬آﺎن اﻟﻤﻨﻈﺮ ﻓﻌ ً‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬هﻞ ﺗﺮى هﺆﻻء ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺟ ﺎؤوا ﻣ ﻦ آ ﻞ ﻣﻜ ﺎن ‪ ..‬ﺑ ﻴﺾ وﺳ ﻮد ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺮب وأﻋ ﺎﺟﻢ ‪ ..‬أﻏﻨ ﻴﺎء وﻓﻘ ﺮاء ‪..‬آﻠﻬ ﻢ ﻳﺪﻋ ﻮن‬ ‫اﷲ أن ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ وﻳﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺻﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﺻﺤﻴﺢ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ أﻓﻼ ﺗﺘﻤﻨﻰ أن ﻳﻌﻄﻴﻚ اﷲ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ؟ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ارﻓ ﻊ ﻳ ﺪﻳﻚ ‪ ..‬وﺳ ﺄدﻋﻮ ﻟ ﻚ ‪.‬ز أﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫دﻋﺎﺋﻲ ‪..‬‬ ‫رﻓﻌ ﺖ ﻳ ﺪي وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺁﻣﻴﻦ‬

‫‪181‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ ارﻓ ﻊ درﺟ ﺘﻪ واﺟﻤﻌ ﻪ ﻣ ﻊ‬ ‫أﺣﺒﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ..‬اﻟﻠﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻻ زﻟﺖ أدﻋﻮ ﺣﺘﻰ رق ﻗﻠﺒﻪ وﺑﻜﻰ ‪ ..‬وأﺧﺬ‬ ‫ﻳﺮدد ‪ :‬ﺁﻣﻴﻦ ‪ ..‬ﺁﻣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أردت أن أﺧ ﺘﻢ اﻟ ﺪﻋﺎء ‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ‬ ‫إن ﺗ ﺮك اﻟﺘﺪﺧ ﻴﻦ ﻓﺎﺳ ﺘﺠﺐ ه ﺬا اﻟﺪﻋﺎء وإن‬ ‫ﻟﻢ ﻳﺘﺮآﻪ ﻓﺎﺣﺮﻣﻪ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻔﺠ ﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺑﺎآ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬وﻏﻄﻰ وﺟﻬﻪ ﺑﻴﺪﻳﻪ‬ ‫وﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﺖ ﻋ ﺪة ﺷ ﻬﻮر ‪ ..‬ﻓﺪﻋ ﻴﺖ إﻟ ﻰ ﻣﻘﺮ ﺗﻠﻚ‬ ‫اﻟﻘﻨﺎة ﻟﻠﻘﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺒﻨ ﻰ ﻓ ﺈذا ﺑ ﺮﺟﻞ ﺑ ﺪﻳﻦ ﻳﻘ ﺒﻞ‬ ‫ﻲ ﺛ ﻢ ‪ ..‬ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻲ ﺑﺤ ﺮارة ‪ ..‬وﻳﻘ ﺒﻞ‬ ‫ﻋﻠ ﱠ‬ ‫رأﺳ ﻲ ‪ ..‬وﻳﻨﺤﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪي ﻟﻴﻘﺒﻠﻬﺎ ‪ ..‬وهﻮ‬ ‫ﻣﺘﺄﺛﺮ ﺟﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﺷ ﻜﺮ اﷲ ﻟﻄﻔ ﻚ ‪ ..‬وأدﺑ ﻚ ‪..‬‬ ‫وأﻗ ﺪر ﻟ ﻚ ﻣﺤﺒ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ اﺳ ﻤﺢ ﻟ ﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ‬ ‫أﻋﺮﻓﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ه ﻞ ﺗﺬآﺮ اﻟﻤﺼﻮر اﻟﺬي ﻧﺼﺤﺘﻪ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻟﻴﺘﺮك اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ؟!‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ ه ﻮ ‪ ..‬واﷲ ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ إﻧ ﻲ ﻟ ﻢ‬ ‫ﺳﻴﺠﺎرة ﻓﻲ ﻓﻤﻲ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﻟﺬآﺮﻳﺎت إذا آﺎﻧﺖ ﺳﺎرة ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻢ اﻟﺤﺞ ﻗﺒﻞ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ‪ ..‬ذهﺒﺖ‬ ‫ﻹﻟﻘ ﺎء آﻠﻤﺔ ﻓﻲ إﺣﺪى ﺣﻤﻼت اﻟﺤﺞ اﻟﻜﺒﺮى‬ ‫ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ازدﺣﻢ اﻟﻨﺎس ﻳﺴﺄﻟﻮن وﻳﺴﻠﻤﻮن‬ ‫‪ ..‬ﺣﺎوﻟ ﺖ اﻟ ﺘﺨﻠﺺ اﻟﺴ ﺮﻳﻊ ﻻرﺗﺒﺎﻃ ﻲ‬ ‫ﺑﻤﺤﺎﺿﺮة ﺑﻌﺪهﻢ ﻓﻮرًا ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺔ أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫ﻼ وﻳﺆﺧﺮ‬ ‫ﻻﺣﻈ ﺖ ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺷ ﺎب ﻳﻘ ﺪم رﺟ ً‬ ‫ﺢ أن ﻳﺰاﺣﻢ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫أﺧﺮى ‪ ..‬ﻣﺴﺘ ٍ‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻣ ﺪدت ﻳﺪي ﻧﺤﻮﻩ ﻓﺼﺎﻓﺤﻨﻲ‬ ‫‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﺘﻪ ﻓ ﻲ وﺳ ﻂ اﻟ ﺰﺣﺎم ‪ : ..‬ﻋ ﻨﺪك‬ ‫ﺳﺆال ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻲ واﻟ ﻨﺎس ﻣ ﺰدﺣﻤﻮن ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻓﺠ ﺮرﺗﻪ إﻟ ﱠ‬ ‫اﻗﺘﺮب ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ ﺳﺆاﻟﻚ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل وه ﻮ ﻣﺴ ﺘﻌﺠﻞ ‪ :‬ذه ﺒﺖ ﻟﺮﻣ ﻲ اﻟﺠﻤ ﺮات ‪..‬‬ ‫ﻣﻌﻲ ﺟﺪﺗﻲ وأﺧﺘﻲ ‪ ..‬وآﺎن زﺣﺎﻣ ًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺳﺆاﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺷ ﻤﻤﺖ ﻣ ﻨﻪ ﺧ ﻼل ذﻟ ﻚ راﺋﺤ ﺔ دﺧ ﺎن ‪ ..‬ﻓﺘﺒﺴ ﻤﺖ‬ ‫وﺳﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬ﺗﺪﺧﻦ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬أﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳﻐﻔ ﺮ ﻟ ﻚ ‪ ..‬وﻳﺘﻘ ﺒﻞ ﺣﺠ ﻚ ‪..‬‬ ‫إن ﺗﺮآﺖ اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻜﺖ اﻟﺸ ﺎب ‪ ..‬آ ﺎن واﺿ ﺤ ًﺎ ﻣ ﻦ وﺟﻬﻪ أﻧﻪ ﺗﺄﺛﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻼم ‪..‬‬ ‫ﻣﻀﺖ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺷﻬﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺬهﺒﺖ ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﺪن ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﺷ ﺎب وﻗ ﻮر ﻳﻨﺘﻈﺮﻧ ﻲ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻋ ﻨﺪ ﺑﺎﺑ ﻪ ‪ ..‬ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑ ﻪ ﻟﻤ ﺎ رﺁﻧ ﻲ ‪ ..‬ﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ّ‬ ‫ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ وﻳﺴﻠﻢ ﺑﺤﺮارة ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ أﻋﺮﻓﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ ﺑﺎدﻟﺘﻪ اﻟﺴﻼم واﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬هﻞ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬أﺷ ﻜﺮ ﻟ ﻚ ﻟﻄﻔ ﻚ ‪ ..‬وﻣﺤﺒ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ ﻟ ﻢ‬ ‫أﻋﺮﻓﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﻞ ﺗﺬآ ﺮ اﻟﺸ ﺎب اﻟﻤ ﺪﺧﻦ اﻟ ﺬي ﻗﺎﺑﻠ ﺘﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺤﺞ ‪ ..‬وﻧﺼﺤﺘﻪ ﺑﺘﺮك اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ؟‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ هﻮ ‪ ..‬أﺑﺸﺮك وﷲ اﻟﺤﻤﺪ أﻧﻲ ﻣﺎ وﺿﻌﺖ‬ ‫اﻟﺴ ﻴﺠﺎرة ﻓ ﻲ ﻓﻤ ﻲ ﻣ ﻨﺬ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ ‪ ..‬ﺗ ﺮآﺖ‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺼﻠﺤﺖ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻣﻮر ﺣﻴﺎﺗﻲ ‪..‬‬ ‫ه ﺰزت ﻳ ﺪﻩ ﻣﺸ ﺠﻌ ًﺎ ‪ ..‬وﻣﻀ ﻴﺖ ‪ ..‬وﻗ ﺪ أﻳﻘﻨﺖ أن‬ ‫اﻟ ﺪﻋﺎء ﻟﻠ ﻨﺎس ﻓ ﻲ وﺟ ﻮهﻬﻢ ‪ ..‬وه ﻢ ﻳﺴ ﻤﻌﻮن ‪..‬‬ ‫رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن أآﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻨﺼﺢ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺜﻠﻪ ﻟ ﻮ رأﻳ ﺖ ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﺑ ﺎرًا ﺑﺄﺑ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪:‬‬ ‫ﺟ ﺰاك اﷲ ‪ ..‬اﷲ ﻳ ﻮﻓﻘﻚ ‪ ..‬اﷲ ﻳﺠﻌ ﻞ أوﻻدك‬ ‫ﺑﺎرﻳﻦ ﺑﻚ ‪..‬‬ ‫ﺑﻼ ﺷﻚ أن هﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﺳﻴﻜﻮن داﻓﻌ ًﺎ ﻟﻪ أآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ‪ ..‬ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺘﺴﻠﻴﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻣ ﺒﺪﻋ ًﺎ ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟ ﺪﻋﺎء ﻟﺪﻋ ﻮة اﻟ ﻨﺎس‬ ‫وآﺴﺒﻬﻢ واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻬﻢ ﻟﻠﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو ﺳ ﻴﺪًا ﻣﻄﺎﻋ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺒﻴﻠ ﺘﻪ‬ ‫دوس ‪..‬‬

‫‪182‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗ ﺪم ﻣﻜ ﺔ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠﻬ ﺎ ‪..‬‬ ‫رﺁﻩ أﺷﺮاف ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎﻟﻮا‬ ‫‪ :‬ﻣ ﻦ أﻧ ﺖ ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﺪ دوس ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬إن هﻬ ﻨﺎ رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ ﻳ ﺰﻋﻢ أﻧ ﻪ‬ ‫ﻧﺒ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺎﺣ ﺬر أن ﺗﺠﻠ ﺲ ﻣﻌ ﻪ أو ﺗﺴ ﻤﻊ‬ ‫آﻼﻣ ﻪ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻪ ﺳ ﺎﺣﺮ ‪ ..‬إن اﺳ ﺘﻤﻌﺖ إﻟ ﻴﻪ‬ ‫ذهﺐ ﺑﻌﻘﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﻟﻄﻔﻴﻞ ‪ :‬ﻓﻮ اﷲ ﻣﺎ زاﻟﻮا ﺑﻲ ﻳﺨﻮﻓﻮﻧﻨﻲ‬ ‫ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أﺟﻤﻌ ﺖ أﻻ أﺳ ﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻲ آﺮﺳﻔﺎ ‪-‬‬ ‫وﻻ أآﻠﻤ ﻪ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﺣﺸ ﻮت ﻓ ﻲ أذﻧ ﱠ‬ ‫وه ﻮ اﻟﻘﻄ ﻦ – ﺧ ﻮﻓ ًﺎ ﻣ ﻦ أن ﻳﺒﻠﻐﻨ ﻲ ﺷ ﻲء‬ ‫ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ‪ ..‬وأﻧﺎ ﻣﺎ ّر ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ‪ :‬ﻓﻐ ﺪوت إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺎﺋﻢ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻤﺖ ﻣﻨﻪ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺑﻰ اﷲ إﻻ أن ﻳﺴﻤﻌﻨﻲ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﻗﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﻤﻌﺖ آﻼﻣ ًﺎ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪:‬‬ ‫واﺛﻜ ﻞ أﻣ ﻲ ! واﷲ إﻧ ﻲ ﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﺒ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻣ ﺎ‬ ‫ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺒ ﻴﺢ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ‬ ‫ﻲ اﻟﺤﺴ ُ‬ ‫ﻳﺨﻔ ﻰ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ أن أﺳﻤﻊ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈن آ ﺎن اﻟ ﺬي ﺑ ﻪ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ﻗﺒﻠ ﺘﻪ ‪ ..‬وإن آ ﺎن‬ ‫ﻗﺒﻴﺤ ًﺎ ﺗﺮآﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﻜﺜﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﻀﻰ ﺻﻼﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎم ﻣﻨﺼﺮﻓ ًﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺗﺒﻌﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ إذا دﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ‪ ..‬إن ﻗﻮﻣﻚ ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻲ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫وواﷲ ﻣ ﺎ ﺑ ﺮﺣﻮا ﻳﺨﻮﻓﻮﻧﻨ ﻲ ﻣ ﻨﻚ ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﺳ ﺪدت أذﻧ ﻲ ﺑﻜﺮﺳ ﻒ ﻟ ﺌﻼ أﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﻨﻚ ﻗ ﻮ ًﻻ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﻋ ﺮض‬ ‫ﻲ أﻣﺮك ‪..‬‬ ‫ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﺎﺑ ﺘﻬﺞ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ‪..‬‬ ‫وﻓ ﺮح ‪..‬وﻋ ﺮض اﻹﺳ ﻼم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وﺗ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁن ‪ ..‬ﻓﺘﻔﻜﺮ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺈذا آﻞ ﻳﻮم ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻳﺰﻳﺪﻩ ﻣﻦ اﷲ ﺑﻌﺪًا ‪..‬‬ ‫وإذا ه ﻮ ﻳﻌ ﺒﺪ ﺣﺠ ﺮًا ‪ ..‬ﻻ ﻳﺴ ﻤﻊ دﻋ ﺎءﻩ إذا‬ ‫دﻋ ﺎﻩ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺠ ﻴﺐ ﻧ ﺪاءﻩ إذا ﻧ ﺎداﻩ ‪ ..‬وه ﺬا‬ ‫اﻟﺤﻖ ﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺑﺪأ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﺎﻗﺒﺔ إﺳﻼﻣﻪ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫آ ﻴﻒ ﻳﻐﻴ ﺮ دﻳ ﻨﻪ ودﻳ ﻦ ﺁﺑﺎﺋ ﻪ !!‪ ..‬ﻣ ﺎذا ﺳ ﻴﻘﻮل‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ ؟!‬ ‫ﺣ ﻴﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ‪ ..‬أﻣﻮاﻟﻪ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ‪ ..‬أهﻠﻪ‬ ‫‪ ..‬وﻟﺪﻩ ‪ ..‬ﺟﻴﺮاﻧﻪ ‪ ..‬ﺧﻼﻧﻪ ‪ ..‬آﻞ هﺬا ﺳﻴﻀﻄﺮب‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺳﻜﺖ اﻟﻄﻔﻴﻞ ‪ ..‬ﻳﻔﻜﺮ ‪ ..‬ﻳﻮازن ﺑﻴﻦ دﻧﻴﺎﻩ وﺁﺧﺮﺗﻪ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻓﺠﺄة إذا ﺑﻪ ﻳﻀﺮب ﺑﺪﻧﻴﺎﻩ ﻋﺮض اﻟﺤﺎﺋﻂ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﺳ ﻮف ﻳﺴ ﺘﻘﻴﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪﻳﻦ ‪ ..‬وﻟﻴ ﺮض ﻣ ﻦ‬ ‫ﻳﺮﺿﻰ ‪ ..‬وﻟﻴﺴﺨﻂ ﻣﻦ ﻳﺴﺨﻂ ‪ ..‬وﻣﺎذا ﻳﻜﻮن أهﻞ‬ ‫اﻷرض ‪ ..‬إذا رﺿﻲ أهﻞ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻣﺎﻟﻪ ورزﻗﻪ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ..‬ﺻﺤﺘﻪ وﺳﻘﻤﻪ‬ ‫ﺑ ﻴﺪ ﻣ ﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ..‬ﻣﻨﺼﺒﻪ وﺟﺎهﻪ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء ‪ ..‬ﺑﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻣﻮﺗﻪ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا رﺿ ﻲ أه ﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ‪..‬‬ ‫إذا أﺣ ﺒﻪ اﷲ ‪ ..‬ﻓﻠﺒﻴﻐﻀ ﻪ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻣ ﻦ ﺷ ﺎء ‪..‬‬ ‫وﻟﻴﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﺎء ‪ ..‬وﻟﻴﺴﺘﻬﺰئ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻴﺘﻚ ﺗﺤﻠﻮ واﻟﺤﻴﺎة ﻣﺮﻳﺮة‬ ‫وﻟﻴﺘﻚ ﺗﺮﺿﻰ واﻷﻧﺎم ﻏﻀﺎب‬ ‫وﻟﻴﺖ اﻟﺬي ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻚ ﻋﺎﻣﺮ‬ ‫وﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺧﺮاب‬ ‫إذا ﺻﺢ ﻣﻨﻚ اﻟﻮد ﻓﺎﻟﻜﻞ هﻴﻦ‬ ‫وآﻞ اﻟﺬي ﻓﻮق اﻟﺘﺮاب ﺗﺮاب‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬أﺳ ﻠﻢ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ‪ ..‬وﺷ ﻬﺪ ﺷ ﻬﺎدة‬ ‫اﻟﺤﻖ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ارﺗﻔﻌ ﺖ هﻤ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻧﺒ ﻲ اﷲ ‪ ..‬إﻧ ﻲ‬ ‫اﻣ ﺮؤ ﻣﻄ ﺎع ﻓ ﻲ ﻗﻮﻣ ﻲ ‪ ..‬وإﻧ ﻲ راﺟ ﻊ إﻟ ﻴﻬﻢ‬ ‫وداﻋﻴﻬﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ه ﱠﻢ هﺬا اﻟﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺣﺎﻣ ً‬ ‫ﻳﺼﻌﺪ ﺑﻪ ﺟﺒﻞ ‪ ..‬وﻳﻨﺰل ﺑﻪ واد ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻞ دﻳﺎر ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻠﻬﺎ ‪ ..‬أﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ‬ ‫أﺑﻮﻩ ‪ ..‬وآﺎن ﺷﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ‪ :‬إﻟ ﻴﻚ ﻋﻨ ﻲ ﻳ ﺎ أﺑ ﺖ ‪ ..‬ﻓﻠﺴ ﺖ ﻣ ﻨﻚ‬ ‫وﻟﺴﺖ ﻣﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬وﻟ ﻢ ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻲ ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬أﺳ ﻠﻤﺖ وﺗﺎﺑﻌ ﺖ دﻳ ﻦ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ‪.. ρ‬‬

‫‪183‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻗﺎل ‪ :‬أي ﺑﻨﻲ دﻳﻨﻲ دﻳﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﺎذه ﺐ ﻓﺎﻏﺘﺴ ﻞ وﻃﻬ ﺮ ﺛ ﻴﺎﺑﻚ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫اﺋﺘﻨﻲ ﺣﺘﻰ أﻋﻠﻤﻚ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺬهﺐ أﺑﻮﻩ واﻏﺘﺴﻞ وﻃﻬﺮ ﺛﻴﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﺎء‬ ‫ﻓﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ اﻹﺳﻼم ﻓﺄﺳﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻣﺸ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺗ ﺘﻪ زوﺟ ﺘﻪ‬ ‫ﻣﺮﺣﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إﻟﻴﻚ ﻋﻨﻲ ‪ ..‬ﻓﻠﺴﺖ ﻣﻨﻚ وﻟﺴﺖ ﻣﻨﻲ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬وﻟﻢ ؟ ﺑﺄﺑﻲ أﻧﺖ وأﻣﻲ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﺮﱠق ﺑﻴﻨ ﻲ وﺑﻴ ﻨﻚ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وﺗﺎﺑﻌﺖ‬ ‫دﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﺪﻳﻨﻲ دﻳﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓﺎذهﺒ ﻲ ﻓﺘﻄﻬ ﺮي ‪ ..‬ﺛﻢ ارﺟﻌﻲ‬ ‫ﻲ ‪ ..‬ﻓﻮاّﺗﻪ ﻇﻬﺮهﺎ ذاهﺒﺔ ‪..‬‬ ‫إﻟ ﱠ‬ ‫ﺛﻢ ﺧﺎﻓﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻤﻬﻢ أن ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﺎ ﻓﻲ أوﻻدهﺎ‬ ‫إن ﺗﺮآﺖ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺟﻌﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺑﺄﺑﻲ أﻧﺖ وأﻣﻲ ‪ ..‬أﻣﺎ‬ ‫ﺗﺨﺸﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﻴﺔ ﻣﻦ ذي اﻟﺸﺮى ‪ ..‬؟‬ ‫وذو اﻟﺸ ﺮى ﺻﻨﻢ ﻋﻨﺪهﻢ ﻳﻌﺒﺪوﻧﻪ ‪ ..‬وآﺎﻧﻮا‬ ‫ﻳ ﺮون أن ﻣ ﻦ ﺗﺮك ﻋﺒﺎدﺗﻪ أﺻﺎﺑﻪ أو أﺻﺎب‬ ‫وﻟﺪﻩ ﺑﺄذى ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻄﻔﻴﻞ ‪ :‬اذهﺒﻲ ‪ ..‬أﻧﺎ ﺿﺎﻣﻦ ﻟﻚ أن ﻻ‬ ‫ﻳﻀﺮهﻢ ذو اﻟﺸﺮى ‪..‬‬ ‫ﻓﺬه ﺒﺖ ﻓﺎﻏﺘﺴ ﻠﺖ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻋ ﺮض ﻋﻠ ﻴﻬﺎ‬ ‫اﻹﺳﻼم ﻓﺄﺳﻠﻤﺖ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺟﻌﻞ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻳﻄﻮف ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻳﺪﻋﻮهﻢ‬ ‫إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ‪ ..‬وﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻧﻮادﻳﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻬﻢ َأ َﺑ ﻮْا إﻻ ﻋ ﺒﺎدة اﻷﺻ ﻨﺎم ‪ ..‬ﻓﻐﻀ ﺐ‬ ‫اﻟﻄﻔﻴﻞ ‪ ..‬وذهﺐ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ..‬إن دوﺳ ًﺎ ﻗﺪ ﻋﺼﺖ وأﺑﺖ ‪ ..‬ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ..‬ﻓﺎدع اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟ ﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫ورﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬هﻠﻜﺖ دوْس ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟ ﺮﺣﻴﻢ اﻟﺸﻔﻴﻖ ‪ .. ρ‬ﻳﻘﻮل ‪ " :‬اﻟﻠﻬﻢ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اهﺪ دوﺳ ًﺎ ‪ ..‬اﻟﻠﻬﻢ اهﺪ دوﺳ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ وﻗ ﺎل ‪ :‬ارﺟﻊ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎدﻋُﻬﻢ ‪ ..‬وارﻓﻖ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺟﻊ إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺰل ﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ أﺳﻠﻤﻮا ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻣﺎ أﺣﺴﻦ ﻗﺮع أﺑﻮاب اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﻄﻔﻴﻞ وﻗﻮﻣﻪ ﻓﻘﻂ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻏﻴﺮهﻢ آﺜﻴﺮ ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻗﻠﺔ ‪ ..‬ﻟﻢ‬ ‫ﻳﺘﻌﺪوا ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ وﺛﻼﺛﻴﻦ رﺟﻼ ‪..‬‬ ‫ﺢ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓ ﻲ‬ ‫ﻓ ﺄﻟـ ﱠ‬ ‫اﻟﻈﻬﻮر أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة وﻻﺟﻬﺮ ﺑﺎﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬إﻧﺎ ﻗﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﺢ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ τ‬ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰل ﻳﻠ ّ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺣﺘ ﻰ اﺟ ﺘﻤﻌﻮا ﻓﺨ ﺮﺟﻮا ‪ ..‬ﻳ ﺘﻘﺪﻣﻬﻢ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﺗﻮﺟﻬﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﺗﻔ ﺮﻗﻮا ﻓ ﻲ ﻧﻮاﺣ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬آ ﻞ رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻋﺸﻴﺮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎم أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﺎس ﺧﻄﻴ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺪﻋ ﻮ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻹﺳﻼم ‪ ..‬وﻳﺬم ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺛ ﺎر اﻟﻤﺸﺮآﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻀﺮﺑﻮهﻢ ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺿﺮﺑ ًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﻤﺸﺮآﻮن آﺜﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺘﻔﺮق اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﺟﻤ ﻊ ﻣ ﻨﻬﻢ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬وﺿﺮﺑﻮﻩ ﺿﺮﺑ ًﺎ‬ ‫ﺷﺪﻳﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺮﻣﻀﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻧﺎ ﻣﻨﻪ اﻟﻔﺎﺳﻖ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻀﺮﺑﻪ‬ ‫ﺑﻨﻌﻠﻴﻦ ﻣﺨﺼﻮﻓﻴﻦ ‪ ..‬وﻳﻔﺮآﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ﻋﻠ ﻰ ﺑﻄ ﻦ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺳﺎﻟﺖ اﻟﺪﻣﺎء‬ ‫ﻣ ﻦ وﺟ ﻪ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬وﺗﻤ ﺰق ﻟﺤﻢ وﺟﻬﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﻓﻤﻪ ﻣﻦ أﻧﻔﻪ ‪..‬‬ ‫وﺟﺎء ﺑﻨﻮ ﺗﻴﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬ﻳﺘﻌﺎدون ‪..‬‬ ‫وأﺑﻌ ﺪوا اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وﺣﻤﻠﻮﻩ ﻓﻲ ﺛﻮب‬ ‫ﺣﺘﻰ أدﺧﻠﻮﻩ ﻣﻨﺰﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وهﻢ ﻻ ﻳﺸﻜﻮن أﻧﻪ ﻣﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ رﺟ ﻊ ﻗ ﻮﻣﻪ ﺑ ﻨﻮ ﺗ ﻴﻢ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻠ ﻮا اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺼﺮﺧﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﻘﻮﻟﻮن ‪:‬‬ ‫واﷲ ﻟﺌﻦ ﻣﺎت أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻟﻨﻘﺘﻠﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ رﺟﻌ ﻮا اﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬وه ﻮ ﻣﻐﻤ ﻰ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪..‬‬

‫‪184‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻻﻳﺪرون ‪ ..‬ﺣﻲ أو ﻣﻴﺖ !!‬ ‫ﻇ ﻞ أﺑ ﻮ ﻗﺤﺎﻓﺔ واﻟﺪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫واﻗﻔ ﻴﻦ ﻋ ﻨﺪ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬ﻳﻜﻠﻤ ﻮﻧﻪ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬ ‫ﻳﺠﻴﺒﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وأﻣﻪ ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻨﺪ رأﺳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ آ ﺎن ﺁﺧ ﺮ اﻟﻨﻬﺎر ‪ ..‬ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻜﺎن‬ ‫أول آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬؟!‬ ‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬آﺎن ﻳﻬﻴﻢ ﺑﺮﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ε‬ﺣ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺨ ﺎف ﻋﻠ ﻴﻪ أآﺜ ﺮ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺨ ﺎف‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن آ ﻞ ﻣ ﻦ ﺣ ﻮﻟﻪ ‪ ..‬أﺑ ﻮﻩ أﻣ ﻪ ‪ ..‬ﻗ ﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺸﺮآﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀﺒﻮا ‪ ..‬وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺴﺒﻮن رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗﺎﻣ ﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﻮا ﻷم أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ :‬أﻃﻌﻤ ﻴﻪ‬ ‫ﺷﻴﺌ ًﺎ أو اﺳﻘﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﺖ أﻣﻪ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻣﺎ ﻓﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬؟‬ ‫وهﻮ ﻳﺮدد ﻗﺎﺋ ً‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬واﷲ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻢ ﺑﺼﺎﺣﺒﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اذهﺒ ﻲ إﻟﻰ أم ﺟﻤﻴﻞ ﺑﻨﺖ اﻟﺨﻄﺎب ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ أم ﺟﻤﻴﻞ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺗﻜﺘﻢ إﺳﻼﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺧﺮﺟﺖ أﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﺟﺎءت أم ﺟﻤﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫إن أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻳﺴﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻣ ﺎ أﻋ ﺮف أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وﻻ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ أﺗﺤﺒﻴﻦ أن أﻣﻀﻲ ﻣﻌﻚ إﻟﻰ‬ ‫اﺑﻨﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻀﺖ ﻣﻌﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻮﺟﺪﺗﻪ ﺻ ﺮﻳﻌ ًﺎ دﻧﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﻤ ﺰق اﻟ ﻮﺟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺮهﻖ اﻟﺠﺴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأﺗﻪ أم ﺟﻤﻴﻞ ﺻﺎﺣﺖ ‪ ..‬وﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫واﷲ إن ﻗ ﻮﻣ ًﺎ ﻧﺎﻟ ﻮا ه ﺬا ﻣ ﻨﻚ ﻷه ﻞ ﻓﺴ ﻖ‬ ‫وآﻔ ﺮ ‪ ..‬وإﻧ ﻲ ﻷرﺟﻮ أن ﻳﻨﺘﻘﻢ اﷲ ﻟﻚ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫وآﺎﻧ ﺖ أم أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺨﺎﻓ ﺖ أم‬ ‫ﺟﻤ ﻴﻞ أن ﻳﻔﻀ ﺢ أﻣ ﺮ إﺳ ﻼﻣﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻴﺆذوﻧﻬﺎ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬هﺬﻩ أﻣﻚ ﺗﺴﻤﻊ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻼ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أﺑﺸﺮ ‪ ..‬ﻓﺮﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﺳﺎﻟﻢ ﺻﺎﻟﺢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﻳﻦ هﻮ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﻲ دار أﺑﻲ اﻷرﻗﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ أﻣ ﻪ ‪ :‬ﻗ ﺪ ﻋﻠﻤ ﺖ ﺧﺒ ﺮ ﺻﺎﺣﺒﻚ ‪ ..‬ﻓﻘﻢ ﻓﺄآﻞ‬ ‫ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬أو اﺷﺮب ‪..‬‬ ‫ﻲ أن ﻻ أذوق ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ أو ﺷﺮاﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺈن ﷲ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﺣﺘﻰ أرى رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺑﻌﻴﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺘﻈ ﺮﺗﺎ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إذا ه ﺪأ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﺧ ﺮﺟﺘﺎ ﺑ ﻪ‬ ‫ﻳﺘﻜﻲء ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ‪ .‬ﻓﺬهﺒﺘﺎ ﺑﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﺑﻲ اﻷرﻗﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ أدﺧﻠﺘﺎﻩ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﻓ ﺈذا وﺟ ﻪ ﺟ ﺮﻳﺢ ‪ ..‬ودﻣ ﺎء ﺗﺴ ﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وﺛﻴﺎب ﻣﻤﺰﻗﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺁﻩ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺄآﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻳﻘﺒﻠﻪ ‪..‬‬ ‫وأآﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ق ﻟ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬رﻗ ﺔ ﺷ ﺪﻳﺪة ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻇﻬ ﺮ‬ ‫ور ﱠ‬ ‫اﻟﺘﺄﺛﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ اﻟﺸﺮﻳﻒ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓ ﺄراد أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ أن ﻳﺨﻔ ﻒ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﺑﺄﺑ ﻲ‬ ‫وأﻣﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﺄس ‪ ..‬إﻻ ﻣﺎ ﻧﺎل‬ ‫اﻟﻔﺎﺳﻖ ﻣﻦ وﺟﻬﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ هﻢ اﻟﺪﻋﻮة ‪..‬‬ ‫وﻳﺤﺴﻦ اﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻤﻮاﻗﻒ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﺟ ﺮﻳﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ﻋﻄﺸﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬وﻣﻊ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻗﺎل‬ ‫‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬هﺬﻩ أﻣﻲ ﺑﺮة ﺑﻮاﻟﺪﻳﻬﺎ ‪ ..‬وأﻧﺖ‬ ‫ﻣ ﺒﺎرك ‪ ..‬ﻓﺎدﻋﻬ ﺎ اﻟ ﻰ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ ‪ ..‬وادع اﷲ‬ ‫ﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﻋﺴﻰ اﷲ أن ﻳﺴﺘﻨﻘﺬهﺎ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﻋﺎ ﻟﻬ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﺛ ﻢ دﻋﺎه ﺎ اﻟ ﻰ اﷲ ﻋ ﺰ‬ ‫وﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﺄﺳﻠﻤﺖ ﻓﻮرًا ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻦ اﻷﺻﻮل اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﺑﻬﺎ‬ ‫آ ﺎن اﻟﺪﻋﺎء أﺻ ً‬ ‫‪..‬‬ ‫أﺳﻠﻢ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪.. τ‬‬ ‫وﺑﻘﻴﺖ أﻣﻪ آﺎﻓﺮة ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻳﺪﻋﻮهﺎ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﻓﺘﺄﺑﻰ ‪..‬‬ ‫ﺢ ﻓﺄﺳ ﻤﻌﺘﻪ ﻓﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ε‬‬ ‫ﻓ ﺪﻋﺎهﺎ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وأﻟ ـ ﱠ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻜﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻀ ﺎق ﺻ ﺪر أﺑ ﻲ هﺮﻳ ﺮة ﺑ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬وذه ﺐ إﻟ ﻰ‬

‫‪185‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وهﻮ ﻳﺒﻜﻲ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧ ﻲ آ ﻨﺖ أدﻋ ﻮ أﻣ ﻲ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻹﺳ ﻼم ﻓﺘﺄﺑ ﻰ ﻋﻠ ﻲ ‪ ..‬وإﻧ ﻲ دﻋ ﻮﺗﻬﺎ اﻟ ﻴﻮم‬ ‫ﻓﺄﺳ ﻤﻌﺘﻨﻲ ﻓ ﻴﻚ ﻣ ﺎ أآ ﺮﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺎدع اﷲ ﻳ ﺎ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ أن ﻳﻬ ﺪي أم أﺑ ﻲ هﺮﻳ ﺮة إﻟ ﻰ‬ ‫اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻋﺎ ﻟﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺮﺟﻊ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة إﻟﻰ أﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ آ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺒﺎب ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻣﻐﻠ ﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺮآﻪ ﻟﻴﺪﺧﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑﺄﻣ ﻪ ﺗﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻪ اﻟ ﺒﺎب ‪ ..‬وﺗﻘﻮل ‪ :‬أﺷﻬﺪ‬ ‫أن ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأن ﻣﺤﻤ ﺪًا رﺳ ﻮل اﷲ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮﺟﻊ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وه ﻮ‬ ‫ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﺮح ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬أﺑﺸ ﺮ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻗ ﺪ‬ ‫اﺳ ﺘﺠﺎب اﷲ دﻋ ﻮﺗﻚ ‪ ..‬وه ﺪى اﷲ أم أﺑ ﻲ‬ ‫هﺮﻳﺮة إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أدع اﷲ‬ ‫أن ﻳﺤﺒﺒﻨ ﻲ وأﻣ ﻲ إﻟ ﻰ ﻋ ﺒﺎدﻩ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وﻳﺤﺒﺒﻬﻢ إﻟﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬اﻟﻠﻬ ﻢ ﺣ ﺒﺐ ﻋﺒ ﻴﺪك ه ﺬا وأﻣﻪ إﻟﻰ‬ ‫ﻋﺒﺎدك اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬وﺣﺒﺒﻬﻢ إﻟﻴﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ‪ :‬ﻓﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻣ ﺆﻣﻦ‬ ‫)‪(94‬‬ ‫وﻻ ﻣﺆﻣﻨﺔ ‪ ..‬إﻻ وهﻮ ﻳﺤﺒﻨﻲ وأﺣﺒﻪ ‪..‬‬ ‫إﺿﺎءة ‪..‬‬ ‫) وﻗﺎل رﺑﻜﻢ ادﻋﻮﻧﻲ أﺳﺘﺠﺐ ﻟﻜﻢ (‬ ‫‪ 83.‬اﻟﺘﺮﻗﻴﻊ !!‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻋ ﻨﺪ ﻣﻤﺎرﺳ ﺘﻨﺎ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻣﻊ‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﺑﺄﻧﻨﺎ أﺧﻄﺄﻧﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﻤﻬﺎرة‬ ‫اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ‪ ..‬أو ﻗﺪ ﻧﻜﻮن وﺿﻌﻨﺎهﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺜﻞ ﻣ ﻦ رأى ﺷ ﺎﺑ ًﺎ وﺳ ﻴﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺄراد أن‬ ‫ﻳﻤ ﺎرس ﻣﻌ ﻪ ﻣﻬ ﺎرة " آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ " ﻓﻘﺎل ﻟﻪ‬ ‫) ‪( 94‬‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﺜ ﻴﺎب اﻟﺠﻤ ﻴﻠﺔ واﻟ ﺮوﻧﻖ‬ ‫اﻟﺒﻬ ﻲ واﻟ ﻮﺟﻪ اﻟﻤﺴ ﻔﺮ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺑ ﺪل أن ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻣ ﺎ‬ ‫أﺳ ﻌﺪ زوﺟ ﺘﻚ ﺑ ﻚ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻟﻴ ﺘﻚ ﺑﻨ ﺘ ًﺎ ﺣﺘ ﻰ‬ ‫أﺗﺰوﺟﻚ !!!‬ ‫ﻣﺰﺣﺔ ﺛﻘﻴﻴﻴﻴﻠﺔ ﺟﺪًا ‪ ..‬أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ ؟!‬ ‫ﻗﺎل أﺣﺪ اﻟﺰﻣﻼء ‪:‬‬ ‫ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ آ ﺎن ﻟ ﺪي ﻃﺎﻟ ﺐ ﺑﻠ ﻴﺪ ﻟﻜ ﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬ ‫ﻋﻮﺿ ﻪ ﻋ ﻦ ﺑﻼدﺗ ﻪ ﺑﺸ ﻲء ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﻣﺔ ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫ﻳﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﻳﺴ ﺮح ﺑﻔﻜ ﺮﻩ‬ ‫ﺑﻌﻴﻴﻴﻴﺪًا ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ أﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻪ داﺋﻤ ًﺎ أن ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ اﻷﻣﺎم ﻟﻴﺘﺎﺑﻊ‬ ‫‪ ..‬وهﻮ ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬آﻨﺖ أﺗﺠﻨﺐ إﺣﺮاﺟﻪ أو‬ ‫إﺣ ﺮاج ﻏﻴ ﺮﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﻼب ﻓﻬ ﻢ آ ﺒﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ‬ ‫اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ‪..‬‬ ‫دﺧﻠﺖ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﺈذا هﻮ ﻣﻨﺸﻐﻞ ﺁﺧﺮ اﻟﻘﺎﻋﺔ آﻌﺎدﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﺮﺳ ﻲ ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ‬ ‫اﻟﻤﺤﺴ ﻦ ‪ ..‬ﺗﻌ ﺎل ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺎم ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ دآ ﺘﻮر‬ ‫ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻣﻨﺎﺳﺐ وﺳﺄﻧﺘﺒﻪ ﻣﻌﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺧﻠ ﻨﺎ ﻧﺸ ﻮف‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ " :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ اﻗﺘ ﺮب ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫ﺧ ﺪودك اﻟﺤﻠ ﻮة " ‪ ..‬اﻟ ﺘﻔﺖ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻄ ﻼب إﻟ ﻴﻪ‬ ‫ﻣﻌﻠﻘﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻘﻠﺐ وﺟﻬﻪ أﺣﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﺷ ﻌﺮت أﻧﻲ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺣﻔﺮة ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ -‬ﻣﺮﻗﻌ ًﺎ ‪: -‬‬ ‫" اﷲ ﻳ ﺎ ه ﻲ ﺑﺘﻨﺒﺴ ﻂ اﻟﺒﻨﺖ اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﺰوﺟﻚ ‪ ..‬أﻣﺎ‬ ‫ه ﺆﻻء ﻓﺴ ﻴﺘﻌﺒﻮن ﻟﻴﺠﺪوا ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج‬ ‫ﺑﻬﻢ !!"‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺑ ﺪأت ﻓ ﻲ ﺷ ﺮح اﻟ ﺪرس ﻓ ﻮرًا دون أن أﺗ ﺮك‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺗﺒﺴ ﻢ‬ ‫ﻓﺮﺻ ﺔ ﻷﺣ ﺪ ﻟﻴﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ أﺻ ً‬ ‫اﻟﻄﺎﻟﺐ واﻧﺒﻠﺠﺖ أﺳﺎرﻳﺮﻩ وﺟﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ‪..‬‬ ‫وإن آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻷﺧﻄ ﺎء ﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺪرب‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻤﻬﺎرات ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺰول ‪..‬‬ ‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺗﺼ ﺮﻓﻚ اﻟﻤﺤ ﺮج ﻟﻶﺧ ﺮﻳﻦ أو‬ ‫اﻟﻤﺤ ﺰن ﻟﻬ ﻢ ﻟ ﻴﺲ ﺧﺎﻃﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻳﻔﺮﺿﻪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺜﻞ أن ﻳﺨ ﺘﻠﻒ اﺛ ﻨﺎن ﻣ ﻦ زﻣﻼﺋ ﻚ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺮى أن‬ ‫اﻟﺤ ﻖ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻓ ﺘﻘﻒ ﻣﻌ ﻪ ‪..‬وﻗﺪ ﺗﻌﺎﺗﺐ اﻵﺧﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫أو ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ذﻟﻚ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ أوﻻدك أو ﻃﻼﺑﻚ أو‬ ‫ﺟﻴﺮاﻧﻚ ‪ ..‬أو ﻏﻴﺮهﻢ ‪..‬‬

‫‪186‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻤ ﺎ اﻟﺤ ﻞ ؟ ه ﻞ ﻧﺴ ﻤﺢ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ أن‬ ‫ﺗﻔﻘ ﺪﻧﺎ اﻟ ﻨﺎس واﺣ ﺪًا ﺗﻠ ﻮ اﻵﺧ ﺮ ‪ ..‬وﻧﺤ ﻦ‬ ‫ﻧﺘﻌﺐ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻬﻢ واﻟﺘﺤﺒﺐ إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آﻼ ‪..‬‬ ‫إذن ﻣﺎ اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺼﺤﻴﺢ ؟‬ ‫اﻟﺠ ﻮاب ‪ :‬أﻧ ﻚ إذا أﺣﺴﺴ ﺖ أن أﺣ ﺪًا ﺿ ﺎق‬ ‫ﺻ ﺪرﻩ ﻣ ﻦ آﻠﻤ ﺔ ﻣ ﻨﻚ ‪ ..‬أو ﺗﻀ ﺎﻳﻖ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺗﺼ ﺮف ﻣﻌ ﻴﻦ ﻓﺴ ﺎرع ﻓ ﻮرًا إﻟ ﻰ ﻣ ﺪاواة‬ ‫اﻟﺠ ﺮح ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻠ ﺘﻬﺐ ‪ ..‬ﺑﺎﺳ ﺘﻌﻤﺎل أي‬ ‫ﻣﻬﺎرة أﺧﺮى ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ؟!‬ ‫ﺧﺬ ﻣﺜﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ ﻣﻜ ﺔ ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻔ ﺘﺤﻬﺎ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺗﺤﺖ‬ ‫ﻗﺒﻀﺔ آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧ ﻮا ﻗ ﺪ ﺿ ﻴﻘﻮا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻴﻦ ﻓ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺳ ﻴﻄﺮوا ﻋﻠ ﻰ أﺑﻨﺎء‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ هﺎﺟﺮوا وﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا أﺧﺬ‬ ‫أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻼ آﺎﻧﺖ ﺣﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﺼﻴﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ً‬ ‫أﻗ ﺒﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ﻓﺮدﺗﻪ ﻗﺮﻳﺶ‬ ‫‪ ..‬وآﺎن ﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ ﻗﺼﺔ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪ ..‬وآﺘﺐ‬ ‫‪ ε‬ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺻ ﻠﺤ ًﺎ ‪ ..‬واﺗﻔ ﻖ ﻧﻌﻬ ﻢ‬ ‫أن ﻳ ﺮﺟﻊ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻋﻤﺮة ﻋﻠﻰ‬ ‫أن ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎدم وﻳﻌﺘﻤﺮ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻰ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وﺑﻌ ﺪ ﺳ ﻨﺔ أﻗ ﺒﻞ ‪ ε‬ﻣ ﻊ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻣﺤ ﺮﻣﻴﻦ‬ ‫ﻣﻠﺒﻴﻦ ‪ ..‬ودﺧﻠﻮا ﻣﻜﺔ ‪ ..‬واﻋﺘﻤﺮوا ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺒﺚ ‪ ε‬ﻓﻴﻬﺎ أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﺧﺎرﺟ ًﺎ‬ ‫ﻣ ﻨﻬﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﺗﺒﻌ ﺘﻪ ﻃﻔﻠ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ه ﻲ‬ ‫اﺑﻨﺔ ﺣﻤﺰة ‪ .. τ‬وآﺎن ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ أﺣﺪ‬ ‫‪ ..‬وﺑﻘﻴﺖ اﺑﻨﺘﻪ ﻳﺘﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫أﺧﺬت اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺗﻨﺎدي رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﺗﻘﻮل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﻢ ﻳﺎ ﻋﻢ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻋﻠﻲ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ‬ ‫ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻲ ‪ τ‬ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪهﺎ وﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ‬ ‫وﻗﺎل ‪ :‬دوﻧﻚ اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻤﻠﺘﻬﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁهﺎ زﻳﺪ ‪ .. τ‬ﺗﺬآﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻗﺪ ﺁﺧﻰ‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ ﺣﻤ ﺰة ﻟﻤ ﺎ هﺎﺟ ﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ‬ ‫زﻳ ﺪ إﻟ ﻴﻬﺎ ﻟ ﻴﺄﺧﺬهﺎ وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﺑ ﻨﺖ أﺧ ﻲ ‪ ..‬أﻧ ﺎ‬ ‫أﺣﻖ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺟﻌﻔ ﺮ وﻗ ﺎل ‪ :‬اﺑ ﻨﺔ ﻋﻤ ﻲ وﺧﺎﻟ ﺘﻬﺎ ﺗﺤﺘﻲ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻴﺲ زوﺟﺘﻪ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﺣﻖ ﺑﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻲ ‪ :‬أﻧﺎ أﺧﺬﺗﻬﺎ وهﻲ اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ‪ ε‬اﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﻀﻰ ﺑﻬﺎ ﻟﺨﺎﻟﺘﻬﺎ ودﻓﻌﻬﺎ‬ ‫إﻟ ﻰ ﺟﻌﻔﺮ ﻟﻴﻜﻔﻠﻬﺎ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺨﺎﻟﺔ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻷم‬ ‫" ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧﺸ ﻲ ‪ ε‬أن ﻳﺠ ﺪ ﻋﻠ ﻲ أو زﻳ ﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻋﻬﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻣﻮاﺳﻴ ًﺎ ﻟﻌﻠﻲ ‪ " :‬أﻧﺖ ﻣﻨﻲ و أﻧﺎ ﻣﻨﻚ " ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ﻟﺰﻳﺪ ‪ " :‬أﻧﺖ أﺧﻮﻧﺎ و ﻣﻮﻻﻧﺎ " ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ ﺟﻌﻔ ﺮ وﻗ ﺎل ‪ " :‬أﺷ ﺒﻬﺖ ﺧﻠﻘ ﻲ‬ ‫وﺧﻠﻘﻲ " ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ آ ﺎن ‪ ε‬ﺣﻜ ﻴﻤ ًﺎ ﻣﺎهﺮًا ﻓﻲ ﻏﺴﻞ ﻗﻠﻮب‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ وآﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻃ ﻴﺐ ﻣ ﺎ رأﻳ ﻚ أن ﻧﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﻗﺼ ﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ اﻟ ﺬي‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻟﻴﺘﻚ ﺑﻨﺘ ًﺎ ﺣﺘﻰ أﺗﺰوﺟﻚ !! آﻴﻒ ﻳﺮﻗﻊ ﻣﺎ‬ ‫ﺧﺮّق ؟!!‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﺪة أﺑﻮاب ﻟﻠﻬﺮب ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﻬﺎ أن ﻳ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻮع ﺁﺧ ﺮ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة –ﻟ ﺌﻼ‬ ‫ﻳﺘ ﺮك ﻟﻠﺴ ﺎﻣﻊ ﻓﺮﺻ ﺔ ﻟﻴﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻤﻠ ﺔ اﻟﺠﺎرﺣﺔ‬ ‫ﻼ ‪ :‬اﷲ ﻳ ﺮزﻗﻚ‬ ‫اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﻤﻌﻬﺎ ﻣ ﻨﻪ – ﻓ ﻴﻘﻮل ﻣ ﺜ ً‬ ‫ﺣﻮرﻳﺔ أﺟﻤﻞ ﻣﻨﻚ ‪ ..‬ﻗﻞ ‪ :‬ﺁﻣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫أو ﻳﻄﺮح ﻣﻮﺿﻮﻋ ًﺎ ﺑﻌﻴﺪًا ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬آﺄن ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ‬ ‫أﺧ ﻴﻪ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ‪ ..‬أو ﺳﻴﺎرﺗﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة ‪ ..‬أو ﻧﺤﻮهﺎ‬ ‫‪ ..‬ﻟ ﺌﻼ ﻳﺘ ﺮك ﻟﻪ أو ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﺣﻮﻟﻪ أي‬ ‫ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺤﺮج ‪..‬‬ ‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﻌﻴﺐ أن ﺗﺨﻄﺊ إﻧﻤﺎ اﻟﺨﻄﺄ أن ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫‪ 84.‬اﻧﻈﺮ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺒﺪع ﻓ ﻲ أﺣ ﻴﺎن آﺜﻴ ﺮة ﻓ ﻲ رؤﻳ ﺔ أﺧﻄ ﺎء‬ ‫اﻟﻨﺎس وﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﺒﻴﻬﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬

‫‪187‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫وﻟﻜﻨ ﻨﺎ ﻗﻠﻤ ﺎ ﻧ ﺒﺪع ﻓ ﻲ رؤﻳ ﺔ اﻟﺨﻴ ﺮ اﻟ ﺬي‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﻢ ‪ ..‬واﻻﻧﺘ ﺒﺎﻩ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﻮاب اﻟ ﺬي‬ ‫ﻳﻤﺎرﺳﻮﻧﻪ ‪ ..‬ﻟﻨﻤﺪﺣﻬﻢ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪرس ﻣ ﻊ ﻃﻼﺑ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻜ ﻞ‬ ‫اﻟﻤﺪرﺳ ﻴﻦ ﻳﺬﻣ ﻮن اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﺒﻠﻴﺪ اﻟﻤﻬﻤﻞ ﻓﻲ‬ ‫واﺟ ﺒﺎﺗﻪ ‪ ..‬اﻟﻜﺴ ﻮل اﻟﻤﺘﺄﺧ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻀ ﻮر‬ ‫ﻼ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﻤ ﺪح اﻟﻄﺎﻟ ﺐ‬ ‫داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫اﻟﻤﺠ ﺪ ‪ ..‬اﻟ ﺬي ﻳﺤﻀ ﺮ ﻣﺒﻜ ﺮًا وﺧﻄ ﻪ ﺣﺴ ﻦ‬ ‫وآﻼﻣﻪ ﺟﻴﺪ ‪..‬‬ ‫آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﺎ ﻧﻨﺒﻪ أوﻻدﻧﺎ إﻟﻰ أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﻢ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻳﺤﺴﻨﻮن وﻻ ﻧﻨﺘﺒﻪ إﻻ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧﻔﻮت ﻓﺮﺻ ًﺎ آﺜﻴﺮة آﻨﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻨﻔﺬ إﻟﻰ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻦ أﺑﺪع ﻣﻬﺎرات اﻟﻜﻼم ‪ ..‬أن ﺗﻤﺘﺪح اﻟﺨﻴﺮ‬ ‫اﻟﺬي ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻗﻮم أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي ‪ τ‬ﻟﻬﻢ اهﺘﻤﺎم‬ ‫ﺑ ﺘﻼوة اﻟﻘ ﺮﺁن وﺣﻔﻈﻪ ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ ﻓﺎﻗﻮا آﺜﻴﺮًا‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻓ ﻲ آﺜ ﺮة ﺗﻼوﺗ ﻪ وﺗﺤﺴ ﻴﻦ‬ ‫اﻟﺼﻮت ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮاﻓﻘﻮا اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬واﺟ ﺘﻤﻌﻮا ﻗ ﺎل ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪:‬‬ ‫إﻧ ﻲ ﻷﻋ ﺮف أﺻ ﻮات رﻓﻘ ﺔ اﻷﺷ ﻌﺮﻳﻴﻦ‬ ‫ﺑﺎﻟﻘ ﺮﺁن ﺣ ﻴﻦ ﻳﺪﺧﻠ ﻮن ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬وأﻋ ﺮف‬ ‫ﻣ ﻨﺎزﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ أﺻ ﻮاﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘ ﺮﺁن ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وإن آ ﻨﺖ ﻟ ﻢ أر ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﻧﺰﻟﻮا ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر‬ ‫‪.. (95)..‬‬ ‫ﻓﻜﺄﻧ ﻚ ﺑﺄﻟﺸ ﻌﺮﻳﻴﻦ وهﻢ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن هﺬا ﻻﺛﻨﺎء‬ ‫أﻣ ﺎم اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺘﻮﻗﺪون ﺣﺮﺻ ًﺎ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ذات ﺻ ﺒﺎح ‪ ..‬ﻟﻘﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ﻟ ﻮ رأﻳﺘﻨ ﻲ اﻟﺒﺎرﺣﺔ وأﻧﺎ أﺳﺘﻤﻊ ﻟﻘﺮاءﺗﻚ ‪..‬‬ ‫ﻟﻘﺪ أوﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﻣﺰاﻣﻴﺮ ﺁل داود ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﻣﻮﺳ ﻰ ‪ :‬ﻟ ﻮ ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧ ﻚ ﺗﺴ ﺘﻤﻊ‬

‫) ‪( 95‬‬

‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻟﻘﺮاءﺗﻲ ‪ ..‬ﻟﺤﺒﺮﺗﻬﺎ ﻟﻚ ﺗﺤﺒﻴﺮًا )‪.. (96‬‬ ‫ﻼ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬ ‫وآﺎن ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ ‪ τ‬رﺟ ً‬ ‫‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﻠﻢ آﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وﻻ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ‬ ‫آﻤ ﺎ ﺗﻤﻴ ﺰ ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬وﻻ ﺑﻘ ﻮة ﺣﻔ ﻆ آﺄﺑ ﻲ هﺮﻳﺮة ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ آﺎن ﻣﻤﻠﻮءًا إﻳﻤﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬وآﺎن ‪ ε‬ﻳﻠﺤﻆ ذﻟﻚ‬ ‫ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫إذ ﺟ ﻲء إﻟ ﻴﻪ ﺑﻤ ﺎل ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻘﺴ ﻤﻪ ﺑ ﻴﻦ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﻄﻰ رﺟﺎ ًﻻ ‪ ..‬وﺗﺮك رﺟﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺄن اﻟ ﺬﻳﻦ ﺗ ﺮآﻬﻢ وﺟ ﺪوا ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ‪ ..‬وﻋﺘﺒﻮا‬ ‫‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻢ ‪ ε‬ﺑ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﻗ ﺎم أﻣ ﺎم اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺤﻤﺪ اﷲ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺛﻢ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫أﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ‪ ..‬ﻓ ﻮاﷲ إﻧ ﻲ ﻷﻋﻄ ﻲ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬وأدع‬ ‫ﻲ ﻣﻦ اﻟﺬي أُﻋﻄﻲ ‪..‬‬ ‫ﺐ إﻟ ﱠ‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬واﻟﺬي أدع أﺣ ﱡ‬ ‫وﻟﻜﻨ ﻲ أﻋﻄ ﻲ أﻗ ﻮاﻣ ًﺎ ﻟﻤ ﺎ أرى ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺠﺰع واﻟﻬﻠﻊ ‪..‬‬ ‫وَأ ِآ ُﻞ أﻗﻮاﻣ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﷲ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻣﻨﻬﻢ ‪ :‬ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ هﺬا اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻸ ‪..‬‬ ‫ﻃﺎر ﻓﺮﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻳﺤﺪث ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻌﺪهﺎ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻓﻮاﷲ‬ ‫)‪(97‬‬ ‫ﻣﺎ أﺣﺐ أن ﻟﻲ ﺑﻜﻠﻤﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺣﻤﺮ اﻟﻨﻌﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻣﻦ‬ ‫أﻗ ﺒﻞ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪ .. τ‬ﻓﺴﺄل اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻗﺎﺋ ً‬ ‫أﺳﻌﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ - ε‬ﻣﺸ ﺠﻌ ًﺎ – ‪ :‬ﻟﻘ ﺪ آ ﻨﺖ أﻇ ﻦ أن ﻻ أﺣ ﺪ‬ ‫ﻳﺴ ﺄل ﻋﻦ هﺬا ﻗﺒﻠﻚ ‪ ..‬ﻟﻤﺎ رأﻳﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻚ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻌﻠﻢ ‪..‬‬ ‫أﺳﻌﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻣﻦ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ‬ ‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺧﺎﻟﺼ ًﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬ ‫وﺳﻠﻤﺎن اﻟﻔﺎرﺳﻲ ‪ ..‬آﺎن ﻣﻦ ﺧﻴﺎر اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ‪ ..‬ﺑﻞ آﺎن اﺑﻨ ًﺎ ﻷﺣﺪ آﺒﺎر ﻓﺎرس‬

‫‪ ..‬وآ ﺎن أﺑ ﻮﻩ ﻳﺤ ﺒﻪ وﻳﻘ ﺮﺑﻪ ‪ ..‬ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧ ﻪ‬ ‫آﺎن ﻳﺤﺒﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫أدﺧﻞ اﷲ اﻹﻳﻤﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺳﻠﻤﺎن ‪.. τ‬‬ ‫ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﺖ أﺑﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺎﻓﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎم ﺑﺎﺣ ﺜ ًﺎ ﻋ ﻦ اﻟﺤ ﻖ ‪ ..‬اﺣﺘﺎل‬ ‫ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ وﺑﺎﻋﻮﻩ إﻟﻰ ﻳﻬﻮدي ﻋﻠﻰ‬ ‫أﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﻣﻤﻠﻮك ‪..‬‬ ‫وﺣﺼ ﻠﺖ ﻟ ﻪ ﻗﺼ ﺔ ﻃﻮﻳﻴﻴ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻞ‬ ‫إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻜﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻳﻘﺪر ﻟﻪ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ آ ﺎن ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫إذا أﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮرة اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ ‪ ε‬ﻳﻘ ﺮؤهﺎ ﻋﻠ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬وه ﻢ‬ ‫ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن ‪..‬‬ ‫ﺚ ِﻓ ﻲ‬ ‫وه ﻮ ﻳﻘ ﺮأ ‪ُ " :‬ه َﻮ اﱠﻟ ﺬِي َﺑ َﻌ َ‬ ‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ﺁﻳَﺎ ِﺗ ِﻪ‬ ‫ﻦ َرﺳُﻮ ًﻻ ﱢﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ َﻳ ْﺘﻠُﻮ َ‬ ‫ا ُْﻷ ﱢﻣﻴﱢﻴ َ‬ ‫ﺤ ْﻜ َﻤ َﺔ َوإِن‬ ‫ب وَا ْﻟ ِ‬ ‫َو ُﻳ َﺰآﱢﻴ ِﻬ ْﻢ َو ُﻳ َﻌﻠﱢ ُﻤ ُﻬ ُﻢ ا ْﻟ ِﻜﺘَﺎ َ‬ ‫ﻦ"‬ ‫ﻼ ٍل ﱡﻣﺒِﻴ ٍ‬ ‫ﺿَ‬ ‫آَﺎﻧُﻮا ﻣِﻦ َﻗ ْﺒ ُﻞ َﻟﻔِﻲ َ‬ ‫ﺤﻘُﻮا‬ ‫ﻦ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ َﻟﻤﱠﺎ َﻳ ْﻠ َ‬ ‫ﺧ ﺮِﻳ َ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗ ﺮأ ‪" :‬وَﺁ َ‬ ‫ﺤﻜِﻴ ُﻢ " ‪..‬‬ ‫ِﺑ ِﻬ ْﻢ َو ُه َﻮ ا ْﻟ َﻌﺰِﻳ ُﺰ ا ْﻟ َ‬ ‫ﻗ ﺎل رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ‪ :‬ﻣ ﻦ ه ﺆﻻء ﻳ ﺎ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ؟‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺎد اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺴﺆال ‪ ..‬ﻣﻦ هﺆﻻء ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ؟‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺎد ‪ ..‬ﻣﻦ هﺆﻻء ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟‬ ‫ﻓﻠﺘﻔﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻰ ﺳﻠﻤﺎن ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ وﺿ ﻊ ﻳ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟ ﻮ آﺎن اﻹﻳﻤﺎن‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻟﺜﺮﻳﺎ ‪ ..‬ﻟﻨﺎﻟﻪ رﺟﺎل ﻣﻦ هﺆﻻء )‪.. (98‬‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫ﺗﻔﺎءل وأﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬وﺷﺠﻌﻬﻢ‬ ‫‪..‬ﻟﻴﻨﻄﻠﻘﻮا أآﺜﺮ‬ ‫‪ 85.‬ﻓﻦ اﻻﺳﺘﻤﺎع ‪..‬‬

‫) ‪( 96‬‬ ‫) ‪( 97‬‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬

‫) ‪( 98‬‬

‫‪188‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﻬ ﺎرات ﺟ ﺬب اﻟ ﻨﺎس وآﺴ ﺐ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﺑﻌﻀ ﻬﺎ‬ ‫ﻳﻜﻮن ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺸﻲء ‪ ..‬وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﺘﺮآﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﺠﺬب ‪ ..‬آﻤﺎ أن ﺗﺮك اﻟﻌﺒﻮس ﻳﺠﺬﺑﻬﻢ‬ ‫‪..‬‬ ‫واﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﺠﻤ ﻴﻠﺔ واﻟ ﻨﻜﺎت واﻟﻠﻄﺎﺋ ﻒ ﺗﺠ ﺬب‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬آﻤ ﺎ أن اﻻﺳ ﺘﻤﺎع إﻟ ﻴﻬﻢ واﻟ ﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫أﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﺠﺬﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﻚ أن أﺗﻜﻠ ﻢ ﻣﻌ ﻚ ه ﻨﺎ ﻋ ﻦ ‪ :‬اﻟﻬ ﺪووووء‬ ‫اﻟﺠﺬاب !!‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﻻ ﺗﻜ ﺎد‬ ‫ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ واﻟﻤﺘﺠﻤﻌﺎت ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ﻟ ﻮ راﻗﺒ ﺘﻪ ﻓ ﻲ ﺟﻠﺴ ﺔ أو ﻧ ﺰهﺔ ‪ ..‬ﻟ ﺮأﻳﺘﻪ ﻻ‬ ‫ﻳﺘﺤ ﺮك ﻣ ﻨﻪ إﻻ رأﺳ ﻪ وﻋﻴ ﻨﺎﻩ ‪ ..‬ﻧﻌ ﻢ ﻗ ﺪ ﻳﺘﺤ ﺮك‬ ‫ﻓﻤﻪ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺑﺎﻟﺘﺒﺴﻢ ‪ ..‬ﻻ ﺑﺎﻟﻜﻼم !!‬ ‫وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺤﺒﻪ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻳﺄﻧﺴﻮن ﺑﻤﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺪري ﻟﻤﺎذا ؟!‬ ‫ﻷﻧﻪ ﻳﻤﺎرس اﻟﻬﺪووووء اﻟﺠﺬااااب ‪..‬‬ ‫ﻓﻦ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﻪ ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻌﺪدة ‪ ..‬ﺑﻞ ﺣﺪﺛﻨﻲ أﺣﺪ‬ ‫اﻟﻤﻬﺘﻤ ﻴﻦ أﻧ ﻪ ﺣﻀﺮ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة دورة‬ ‫ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺎرات اﻻﺳﺘﻤﺎع ‪!!..‬‬ ‫ﻗﺎرن ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ ‪:‬‬ ‫رﺟ ﻞ إذا ﺗﻜﻠﻤ ﺖ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﺑﻘﺼ ﺔ وﻗﻌ ﺖ ﻟ ﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻃﻌ ﻚ ﻓﻲ أوﻟﻬﺎ وﻗﺎل ‪ :‬وأﻧﺎ أﻳﻀ ًﺎ وﻗﻊ ﻟﻲ ﺷﻲء‬ ‫ﻣﺸﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻘﻮل ‪ :‬ﻟﻪ اﺻﺒﺮ ﺣﺘﻰ أآﻤﻞ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻧﺴ ﺠﻤﺖ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺴ ﻜﺖ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﺻ ﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﺻ ﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺼﺔ‬ ‫ﻗﺎﻃﻌ ﻚ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻟﻲ وهﻮ أﻧﻨﻲ ذات ﻣﺮة ذهﺒﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻘﻮل ﻟﻪ ‪ :‬أﺧﻲ اﻧﺘﻈﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﺴﻜﺖ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﺮ‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻋﺠﻞ ‪ ..‬ﻋﺠﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﺎﻃﻌﻚ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫هﺬا اﻷول ‪..‬‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن وأﻧ ﺖ ﺗ ﺘﺤﺪث ﻣﻌ ﻪ أو ﻣﻌﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳﻤﻴ ﻨ ًﺎ‬ ‫وﻳﺴ ﺎرًا ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳﺨ ﺮج ﺟﻬ ﺎز هﺎﺗﻔ ﻪ ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻜﺘﺐ رﺳﺎﻟﺔ أو ﻳﻘﺮأ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ‪ ..‬أو ﻣﻦ‬ ‫ﻳ ﺪري ﻟﻌﻠ ﻪ ﻳﻠﻌ ﺐ ﺑﺎﻷﻟﻌ ﺎب اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة‬ ‫ﻓﻴﻪ !!‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ..‬ﻓﻴﻤﻠﻚ ﻣﻬﺎرات اﻻﺳﺘﻤﺎع ‪ ..‬ﺗﺠﺪ أﻧﻚ‬

‫‪189‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺗ ﺘﺤﺪث وﻗ ﺪ رآ ﺰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺮﻓﻖ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫وﺗﺸ ﻌﺮ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ ﺗ ﺎرة ﻳﻬ ﺰ رأﺳ ﻪ‬ ‫ﻣﻮاﻓﻘ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﺎرة ﻳﺘﺒﺴﻢ ‪ ..‬وﺗﺎرة ﻳﻀ ّﻢ ﺷﻔﺘﻴﻪ‬ ‫ﻣﺘﻌﺠ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ورﺑﻤ ﺎ ردد ‪ :‬ﻋﺠ ﻴﺐ ‪ ..‬ﺳ ﺒﺤﺎن‬ ‫اﷲ ‪..‬‬ ‫أي هﺆﻻء ﺳﺘﻜﻮن راﻏﺒ ًﺎ داﺋﻤ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ‬ ‫‪ ..‬وﺗﻔ ﺮح ﺑ ﺰﻳﺎرﺗﻪ ‪ ..‬وﺗﻨ ﺒﻠﺞ أﺳ ﺎرﻳﺮك ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ ‪..‬؟ ﻻ أﺷﻚ أﻧﻪ اﻷﺧﻴﺮ ‪..‬‬ ‫إذن ﺟ ﺬب ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ ﻳﻜ ﻮن ﻓﻘ ﻂ‬ ‫ﺑﺈﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ ﻣ ﺎ ﻳﺤ ﺒﻮن ‪ ..‬ﺑ ﻞ وﺑﺎﻻﺳ ﺘﻤﺎع‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺒﻮن !!‬ ‫أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ اﻟ ﺪﻋﺎة اﻟ ﺒﺎرزﻳﻦ ﻣﻤ ﻦ أوﺗ ﻲ‬ ‫ﻣ ﻨﻄﻘ ًﺎ وﻟﺴ ﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬آﺎن ﻳﺘﻨﻘﻞ ﻣﺘﺤﺪﺛ ًﺎ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻣﻨﺒ ﺮ ﺟﻤﻌ ﺔ ‪ ..‬وآﺮﺳ ﻲ ﻓ ﺘﻮى ‪..‬‬ ‫وﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ داﺋﻤ ًﺎ ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫وﻳﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺮوﻧﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨﺎﺑﺮ واﻟﻘﻨﻮات‬ ‫اﻟﻔﻀ ﺎﺋﻴﺔ وﻳﺤ ﺒﻮﻧﻪ وﻳ ﺮﻏﺒﻮن ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻤﺎع‬ ‫ﺣﺪﻳ ﺜﻪ ‪ ..‬إﻻ زوﺟ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﺴ ﺘﻤﻊ ﻣ ﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳ ﺜ ًﺎ أو‬ ‫ﻗﺼﺔ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎدﺗﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ آﺜﻴ ﺮة اﻟﺘﺬﻣ ﺮ ﻣ ﻨﻪ دون أن ﻳﻨﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ‬ ‫ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن آ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻜ ﺮﻣﻮﻧﻪ وﻳﻤﺪﺣﻮﻧﻪ إﻻ هﻲ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻘ ﺮر أن ﻳﺼ ﻄﺤﺒﻬﺎ ﻣﻌ ﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ إﺣﺪى‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮاﺗﻪ ﻟﺘﺮى ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ :‬ﺗﺮاﻓﻘﻴﻨﻲ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬إﻟﻰ أﻳﻦ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻷﺣﺪ اﻟﺪﻋﺎة ‪ ..‬ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫رآﺒﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﻣﺸﻴﺎ ‪ ..‬وﻗﻔﺎ ﻋﻨﺪ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬آﺎﻧ ﺖ اﻟﺠﻤﺎهﻴ ﺮ ﻏﻔﻴ ﺮة ‪ ..‬آﻠﻬ ﻢ‬ ‫ﺟﺎؤوا ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن إﻟﻰ هﺬا اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ اﻟﻔﺬ ‪..‬‬ ‫دﺧﻠ ﺖ ه ﻲ إﻟ ﻰ ﻗﺴ ﻢ اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ ..‬ودﺧ ﻞ ه ﻮ‬ ‫وﺳ ﻂ ﺟﻤﻬ ﺮة اﻟ ﻨﺎس واﻋﺘﻠ ﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ وﺑﺪأ‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﺼ ﺘﻮن ﻣﻌﺠﺒ ﻴﻦ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫زوﺟﺘﻪ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﻌﺠﺒﺔ ‪!..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ‪ ..‬ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ وﺳ ﻂ‬ ‫ﻧﺸ ﻮة اﻟ ﻨﺠﺎح ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻠﺖ زوﺟ ﺘﻪ ورآﺒﺖ اﻟﺴﻴﺎرة‬ ‫ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳ ﺪع ﻟﻬ ﺎ ﻓﺮﺻ ﺔ ‪ ..‬ﺑ ﺪأ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻓ ﻮرًا ﻋ ﻦ زﺣﻤﺔ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﺟﻤ ﺎل اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬و ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻣﺎ‬ ‫رأﻳﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬آﺎﻧ ﺖ ﺟﻤ ﻴﻠﺔ وﻣﺆﺛ ﺮة ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻋﺠﺒ ًﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻣﻊ زﺣﻤﺔ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﺿﻌﻒ ﺳﻤﺎﻋﺎت اﻟﺼﻮت ﻟﻢ أﻧﺘﺒﻪ آﺜﻴﺮًا‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل – ﻣﻨﺘﺸﻴ ًﺎ ‪ : -‬أﻧﺎ ‪ ..‬أﻧﺎ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺁﺁﺁ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﻗﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻃﻮال ﺟﻠﻮﺳﻲ‬ ‫‪ :‬ﻣﺎ أآﺜﺮ آﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫إذن ‪ ..‬اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﻦ وﻣﻬﺎرة ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﺴ ﻰ أن اﷲ ﺟﻌ ﻞ ﻟ ﻚ ﻓﻤ ًﺎ واﺣ ﺪًا‬ ‫وأذﻧﻴﻦ ‪ ..‬ﻟﻴﺴﺘﻤﻊ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫وأﻇ ﻨﻪ ﻟ ﻮ اﺳ ﺘﻄﺎع ﻟﻘﻠ ﺐ اﻟﻤﻌﺎدﻟ ﺔ ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة‬ ‫ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ﻮد ﻧﻔﺴ ﻚ ﻋﻠ ﻰ اﻹﻧﺼ ﺎت ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻟ ﻚ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ أواﺋ ﻞ ﺑﻌ ﺜﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬آ ﺎن ﻋ ﺪد اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬وآﺎن اﻟﻜﻔﺎر ﻳﻜﺬﺑﻮﻧﻪ وﻧﻔﺮون اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ‬ ‫ﻗﻠﻴ ً‬ ‫‪ ..‬وﻳﺸﻴﻌﻮن أﻧﻪ ‪ ε‬آﺎهﻦ وآﺬاب ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ أﺷﺎﻋﻮا‬ ‫أﻧﻪ ﻣﺠﻨﻮن أو ﺳﺎﺣﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﻗﺪم إﻟﻰ ﻣﻜﺔ رﺟﻞ اﺳﻤﻪ ﺿﻤﺎد‬ ‫‪ ..‬وه ﻮ ﺣﻜ ﻴﻢ ﻟ ﻪ ﻋﻠ ﻢ ﺑﺎﻟﻄ ﺐ واﻟﻌ ﻼج ‪ ..‬ﻳﻌ ﺎﻟﺞ‬ ‫اﻟﻤﺠﻨﻮن واﻟﻤﺴﺤﻮر ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺎﻟﻂ اﻟﻨﺎس ﺳﻤﻊ ﺳﻔﻬﺎء اﻟﻜﻔﺎر ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻋﻦ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ : ε‬ﺟ ﺎء اﻟﻤﺠ ﻨﻮن ‪ ..‬ورأﻳﻨﺎ اﻟﻤﺠﻨﻮن‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﺿﻤﺎد ‪ :‬أﻳﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻟﻌﻞ اﷲ أن ﻳﺸﻔﻴﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻳﺪي ؟‬ ‫ﻓﺪﻟﻪ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟﻘ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﺿ ﻤﺎد ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬إﻧ ﻲ أرﻗ ﻰ‬ ‫ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟ ﺮﻳﺎح ‪ ..‬وإن اﷲ ﻳﺸ ﻔﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻳﺪي ﻣﻦ‬ ‫ﺷ ﺎء ‪ ..‬ﻓﻬﻠ ﻢ أﻋﺎﻟﺠ ﻚ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻼﺟﻪ‬ ‫وﻗﺪراﺗﻪ ‪..‬‬

‫‪190‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳﻨﺼ ﺖ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وذاك ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳﻨﺼ ﺖ ‪ ..‬أﺗ ﺪري ﻳﻨﺼﺖ إﻟﻰ ﻣﺎذا‬ ‫؟ ﻳﻨﺼ ﺖ إﻟ ﻰ آ ﻼم رﺟ ﻞ آﺎﻓ ﺮ ﺟﺎء ﻟﻴﻌﺎﻟﺠﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺮض اﻟﺠﻨﻮن !!‬ ‫ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎ أﺣﻜﻤﻪ ‪.. ε‬‬ ‫ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺘﻬﻰ ﺿﻤﺎد ﻣﻦ آﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ ε‬ﺑﻜ ﻞ ه ﺪوووء ‪ :‬إن اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻧﺤﻤ ﺪﻩ وﻧﺴ ﺘﻌﻴﻨﻪ ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﻳﻬﺪﻩ اﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ‬ ‫ﻟﻪ وﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ هﺎدي ﻟﻪ ‪ ..‬وأﺷﻬﺪ أن ﻻ‬ ‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ وﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ ﺿ ﻤﺎد وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻋ ﺪ ﻋﻠ ﻲ آﻠﻤﺎﺗ ﻚ‬ ‫هﺆﻻء ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺎدهﺎ ‪ ε‬ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﺿﻤﺎد ‪ :‬واﷲ ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻮل اﻟﻜﻬﻨﺔ ‪،‬‬ ‫وﻗ ﻮل اﻟﺴ ﺤﺮة ‪ ،‬وﻗ ﻮل اﻟﺸ ﻌﺮاء ‪ ،‬ﻓﻤ ﺎ‬ ‫ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﺜﻞ ه ﺆﻻء اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ‪ ..‬ﻓﻠﻘ ﺪ ﺑﻠﻐ ﻦ‬ ‫ﻧﺎﻋﻮس اﻟﺒﺤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬﻠﻢ ﻳﺪك أﺑﺎﻳﻌﻚ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﺴ ﻂ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬وأﺧ ﺬ ﺿ ﻤﺎد ﻳﺨﻠ ﻊ‬ ‫ﺛ ﻮب اﻟﻜﻔ ﺮ وﻳ ﺮدد ‪ :‬أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ‬ ‫وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻠ ﻢ ‪ ε‬أن ﻟ ﻪ ﻋ ﻨﺪ ﻗﻮﻣﻪ ﺷﺮﻓ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫وﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻚ ؟ أي ﺗﺪﻋﻮهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺿ ﻤﺎد ‪ :‬وﻋﻠ ﻰ ﻗﻮﻣ ﻲ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ذهﺐ إﻟﻰ‬ ‫ﻗﻮﻣﻪ هﺎدﻳ ًﺎ داﻋﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫إذن ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺴﺘﻤﻌ ًﺎ ﻣﺎهﺮًا ‪:..‬‬ ‫أﻧﺼﺖ ‪ ..‬هﺰ رأﺳﻚ ﻣﺘﺎﺑﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﺑﺘﻌﺎﺑﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻚ آﺘﻘﻄﻴﺐ اﻟﺠﺒﻴﻦ ﺣﻴﻨ ًﺎ‬ ‫‪ ..‬ورﻓﻊ اﻟﺤﺎﺟﺒﻴﻦ ﺣﻴﻨ ًﺎ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫واﻟﺘﺒﺴﻢ ‪ ..‬وﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﺸﻔﺘﻴﻦ ﺑﺘﻌﺠﺐ ‪..‬‬ ‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ أﺛ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻴﻤﻦ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌ ﻚ ‪..‬‬ ‫ﺳﻮاء آﺎن ﺻﻐﻴﺮًا أو آﺒﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺘﺠﺪ أﻧ ﻪ ﻳﺮآ ﺰ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬وﻳﻘﺒﻞ ﺑﻘﻠﺒﻪ‬ ‫إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﺮاﻋﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﺑﺎرﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺘﻨﺎ واﻻﺳﺘﺌﻨﺎس ﺑﻨﺎ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪..‬‬

‫‪ 86.‬ﻓﻦ اﻟﺤﻮار ‪..‬‬ ‫أﻻ ﺗﺬآ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺪه ﺮ أﻧ ﻚ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن‬ ‫ﻓﺎﺣ ﺘﺪ اﻟﺤ ﻮار ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑ ﻴﻦ ﺷ ﺨﺺ ﻣﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﻘﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻐﺾ أو ﻏﻀﺐ أﻳﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أو ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺬآﺮ ﺟﺪا ًﻻ ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ – وﻗﺪ ﻳﻜﻮن‬ ‫ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺎﻓﻬﺔ – وأﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻤﺎ وﻗﺪ ارﺗﻔﻌﺖ‬ ‫اﻷﺻﻮات واﺣﻤﺮت اﻟﻌﻴﻮن ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻔﺮﻗﺎ ‪ ..‬واﺳﺜﻘﻞ‬ ‫آﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﻌﺪهﺎ ‪..‬‬ ‫إذن ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺘﻌﺐ ﻓ ﻲ ﺟ ﺬب ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس إﻟﻴ ﻨﺎ‬ ‫ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرات ﻣﺘ ﻨﻮﻋﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻧﻔ ﺮﻗﻬﻢ ﻋ ﻨﺎ‬ ‫ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻻ ﻧﺤﺴﻦ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﺪم إﺗﻘﺎن ﻓﻦ اﻟﺤﻮار ‪..‬‬ ‫ﻼ وﻋ ﺮًا ‪ ..‬ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن‬ ‫اﻟﻤﺤ ﺎور آﺎﻟ ﺬي ﻳﺼ ﻌﺪ ﺟ ﺒ ً‬ ‫ﻳﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﻤﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ وﻣﻮﺿﻊ رﺟﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺠﺪ ﺻﺎﻋﺪ‬ ‫اﻟﺠ ﺒﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺼﺨﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬وﻳﻔﺤﺼﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﻩ وﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻗﻮة ﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن‬ ‫ﻳﻀ ﻊ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻗﺒﻀ ﺘﻪ ‪ ..‬وآ ﺬﻟﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺨﺮة اﻟﺘﻲ‬ ‫ﻳﺜ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻗﺪﻣ ﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ إذا أراد أن ﻳ ﺮﻓﻊ ﻗﺪﻣ ﻪ‬ ‫ﻋ ﻦ ﺻ ﺨﺮة ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺨﺮة ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻐﺎدره ﺎ‬ ‫ﺧﺸ ﻴﺔ أن ﻻ ﻳﺤﺴ ﻦ رﻓ ﻊ رﺟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺘﻬﻮي‬ ‫ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻦ أﻃﻴﻞ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﻼم ‪ ..‬ﻓﺨﻴﺮﻩ ﻣﺎ ﻗﻞ ودل ‪..‬‬ ‫اﻟﺪﺧ ﻮل ﻓ ﻲ ﺣ ﻮار أو ﺟ ﺪال أﻣ ﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺤﻤ ﻮد ‪..‬‬ ‫وﻟﻌﻠ ﻚ ﺗﻮاﻓﻘﻨ ﻲ أن أآﺜﺮ ﻣﻦ ‪ %90‬ﻣﻦ اﻟﺤﻮارات‬ ‫واﻟﻤﺠﺎدﻻت ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻴﺪة ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺎول ﺗﺠﻨﺐ اﻟﺠﺪال ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪ ..‬وﻻ ﺗﻐﻀﺐ‬ ‫إذا اﻋﺘ ﺮض ﻋﻠ ﻴﻚ أﺣ ﺪ أو ﺟﺎدﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺧ ﺬ اﻷﻣ ﺮ‬ ‫ﺑﺄرﻳﺤ ﻴﺔ ﻗ ﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع وﻻ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ‬ ‫ﻓ ﻲ ﻧ ﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘ ﺮض ‪ ..‬وﻣ ﺎذا ﻳﻘﺼ ﺪ ‪ ..‬وﻟﻤ ﺎذا‬ ‫أﺣﺮﺟﻨﻲ أﻣﺎﻣﻬﻢ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬وﺗﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣ ﻊ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﺑﻬ ﺪووووء ‪ ..‬ﻓﺎﻟ ﺮﻳﺎح ﻻ ﺗﻬ ﺰ إﻻ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻐﻴﺮة ‪ ..‬ﻓﻜﻦ ﺟﺒ ً‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺪم اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻧﻘﻀﺖ‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ اﻟﻌﻬﺪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ‪ .. ρ‬ﻗ ﺪ دﻋ ﺎ اﷲ أن ﻳﻌﻤ ﻲ ﻋ ﻨﻪ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺒﻐﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﻌﺪوا ﻟﻠﻘﺘﺎل ‪..‬‬

‫‪191‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬إﻟﻰ‬ ‫ﻣﻜﺔ ﻧﺰل ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺸﻲء ‪..‬‬ ‫وﻟﻜﻨﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺘﻮﺟﺴﻮن وﻳﺘﺮﻗﺒﻮن ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻧ ﺰل ﻓ ﻴﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻲ ﻧﻔﺮ‬ ‫ﻣﻌ ﻪ ﻳﺘﺠﺴﺴ ﻮن اﻷﺧ ﺒﺎر ‪ ..‬وﻳﻨﻈ ﺮون ه ﻞ‬ ‫ﻳﺠﺪون ﺧﺒﺮًا ‪ ..‬أو ﻳﺴﻤﻌﻮن ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬ﻳﺘﺮﻗﺐ‬ ‫اﻟﺼﺒﺢ ﻟﻴﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى اﻟﻌﺒﺎس ‪ .. τ‬ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬واﺻ ﺒﺎح ﻗ ﺮﻳﺶ ! واﷲ ﻟ ﺌﻦ دﺧ ﻞ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻜ ﺔ ﻋ ﻨﻮة أي ﺑﺎﻟﻘ ﻮة ‪ ..‬ﻗ ﺒﻞ‬ ‫أن ﻳﺄﺗﻮﻩ ﻓﻴﺴﺘﺄﻣﻨﻮﻩ ‪ ..‬إﻧﻪ ﻟﻬﻼك ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻰ‬ ‫ﺁﺧﺮ اﻟﺪهﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم اﻟﻌﺒﺎس ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﺄذن اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة‬ ‫واﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄذن ﻟ ﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺮآﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻐﻠ ﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻰ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وأﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻓ ﻲ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻳﻘﺘ ﺮب وﻳﻨﻈﺮ‬ ‫إﻟﻰ ﻧﻴﺮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﻣ ﺎ رأﻳﺖ آﺎﻟﻠﻴﻠﺔ ﻧﻴﺮاﻧ ًﺎ ﻗﻂ وﻻ ﻋﺴﻜﺮًا ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫أﻋﻈﻢ هﺬا ‪ ..‬ﻣﻦ ﺗﺮى هﺆﻻء ‪..‬؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬ه ﺬﻩ واﷲ ﺧ ﺰاﻋﺔ ﺣﻤﺸ ﺘﻬﺎ‬ ‫اﻟﺤﺮب ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺧ ﺰاﻋﺔ أذل وأﻗ ﻞ ﻣ ﻦ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ‬ ‫ﻧﻴﺮاﻧﻬﺎ وﻋﺴﻜﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺒﺎس ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻐﻠﺔ ‪..‬‬ ‫إذا ﺑﺄﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﻗﺒﻀ ﺖ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻴﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻓ ﺰﻋ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺮآﺐ ﺧﻠ ﻒ‬ ‫اﻟﻌﺒﺎس ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻳﺘ ﺒﻌﻮﻧﻪ ﻓ ﺰﻋﻴﻦ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ﺧﻠﻔﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﻌ ﺒﺎس ﻳﺴ ﺮع ﺑﺄﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ ..‬إﻟ ﻰ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫وآﻠﻤ ﺎ ﻣﺮ ﺑﻨﺎر ﻣﻦ ﻧﻴﺮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻗﺎﻟﻮا‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬ﻣﻦ هﺬا ؟‬ ‫ﻓ ﺈذا رأوا ﺑﻐﻠ ﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ورأوا اﻟﻌ ﺒﺎس‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻋ ﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻋﻠﻰ ﺑﻐﻠﺔ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪.. ρ‬‬ ‫واﻟﻌ ﺒﺎس ﻳﺴ ﺮع ﺑﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻳﺨ ﺎف أن ﻳﻔﻄ ﻨﻮا ﻷﺑ ﻲ‬ ‫ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ ..‬ﻓﻴﻘ ﺘﻠﻪ أﺣ ﺪ ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﺆﻣ ﻨﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺮ ﺑ ﻨﺎر ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ‪ τ‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﻦ هﺬا‬ ‫؟‬ ‫وﻗ ﺎم إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رأى أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠ ﺰ‬ ‫اﻟﺪاﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﺻ ﺎح ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺎل ‪ :‬أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻋ ﺪو اﷲ ! ‪..‬‬ ‫اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي أﻣﻜﻦ ﻣﻨﻚ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻘﺪ وﻻ ﻋﻬﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻨﻌﻪ اﻟﻌﺒﺎس ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ذه ﺐ ﻋﻤ ﺮ ﻳﺸ ﺘﺪ ‪ ..‬ﻧﺤ ﻮ رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫واﻟﻌ ﺒﺎس ﻳﺴ ﺮع ﺑﺎﻟﺪاﺑ ﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﺒﻘﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ‬ ‫وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻮﺿ ﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬اﻗﺘﺤﻢ اﻟﻌﺒﺎس ﻋﻦ‬ ‫اﻟﺒﻐﻠﺔ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬هﺬا أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ أﻣﻜ ﻦ اﷲ ﻣ ﻨﻪ ﺑﻐﻴ ﺮ ﻋﻘ ﺪ وﻻ ﻋﻬ ﺪ ‪ ..‬ﻓﺪﻋﻨ ﻲ‬ ‫ﻓﻸﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ ؟ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻌﺒﺎس ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧﻲ ﻗﺪ أﺟﺮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺄﺧ ﺬ ﺑﺮأﺳ ﻪ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﻨﺎﺟﻴﻪ ﻓﻲ أذﻧﻪ ‪..‬‬ ‫وﻋﻤﺮ ﻳﺮدد ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أآﺜﺮ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﻌﺒﺎس وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻼ ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ ! ﻓ ﻮاﷲ أن ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣ ﻦ رﺟﺎل ﺑﻨﻲ‬ ‫ﻣﻬ ً‬ ‫ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ آﻌ ﺐ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ه ﺬا ‪ ..‬أي ﻟﻮ آﺎن ﻣﻦ‬ ‫ﻗ ﺮاﺑﺘﻚ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻗﻠﺖ هﺬا ‪ ..‬وﻟﻜﻨﻚ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻪ ﻣﻦ‬ ‫رﺟﺎل ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎف ‪..‬‬ ‫ﻓﺸ ﻌﺮ ﻋﻤ ﺮ أﻧ ﻪ ﺳ ﻴﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﺟ ﺪال ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ‬ ‫اﻟﺤ ﺎل اﻟ ﺬي ه ﻢ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻤﺮﺟﻮة ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﻮ آﺎن ﻣﻦ ﺑﻨﻲ آﻌﺐ رﻏﺐ ﻓﻲ‬ ‫إﺳﻼﻣﻪ أﻣﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮهﻢ ﻓﻼ ﻳﻬﻤﻪ !!‬

‫‪192‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻼ ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ﺑﻜﻞ هﺪووووء ‪ :‬ﻣﻬ ً‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻣﻬ ً‬ ‫ﻓﻮاﷲ ﻹﺳﻼﻣﻚ ﻳﻮم أﺳﻠﻤﺖ ‪ ..‬آﺎن أﺣﺐ إﻟﻲ‬ ‫ﻣﻦ إﺳﻼم أﺑﻲ اﻟﺨﻄﺎب ﻟﻮ أﺳﻠﻢ !‬ ‫ﻷﻧ ﻲ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أن إﺳﻼﻣﻚ ‪ ..‬آﺎن أﺣﺐ إﻟﻰ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻦ إﺳﻼم اﻟﺨﻄﺎب ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﻌﺒﺎس ‪ τ‬ذﻟﻚ ﺳﻜﺖ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﻰ اﻟﺤﻮار ‪ ..‬ﻣﻊ أﻧﻪ آﺎن ﻓﻲ إﻣﻜﺎن ﻋﻤﺮ‬ ‫أن ﻳﻄﻴﻠﻪ وﻳﺰﻳﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪ ؟!!‬ ‫ه ﻞ ﺗ ﺘﻬﻢ ﻧﻴﺘ ﻲ ؟! ه ﻞ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒﻲ ؟!‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﺗﺜﻴﺮ اﻟﻨﻌﺮة اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ؟!‬ ‫آﻼ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ آﺎﻧﻮا أرﻓﻊ ﻣﻦ‬ ‫أن ﻳﻨﺰغ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﺑﻴﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻜﺖ ﻋﻤ ﺮ واﻟﻌ ﺒﺎس ‪ ..‬وأﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن واﻗﻒ‬ ‫ﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﺄﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻴﻪ ﺑﺸﻲء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬اذهﺐ ﺑﻪ ﻳﺎ ﻋﺒﺎس إﻟﻰ رﺣﻠﻚ ﻓﺈذا‬ ‫أﺻﺒﺤﺖ ﻓﺄﺗﻨﻲ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺬهﺐ ﺑﻪ اﻟﻌﺒﺎس ‪ ..‬إﻟﻰ ﺧﻴﻤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﺎت ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن‬ ‫ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ورأى اﻟﻨﺎس ﻳﺠﻨﺤﻮن ﻟﻠﺼﻼة ‪ ..‬وﻳﻨﺘﺸﺮون‬ ‫ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟﻄﻬ ﺎرة ‪ ..‬ﺧ ﺎف ‪ ..‬وﻗ ﺎل‬ ‫ﻟﻠﻌﺒﺎس ‪ :‬ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻬﻢ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬إﻧﻬ ﻢ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻌﻮا اﻟﻨﺪاء ﻓﻬﻢ ﻳﻨﺘﺸﺮون‬ ‫ﻟﻠﺼﻼة ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺣﻀ ﺮت اﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ورﺁه ﻢ ﻳ ﺮآﻌﻮن‬ ‫ﺑﺮآﻮﻋﻪ ‪ ..‬وﻳﺴﺠﺪون ﺑﺴﺠﻮدﻩ ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﻠﻰ ‪ ..‬ﻟﻴﻤﻀﻲ ﺑﻪ‬ ‫إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺸﻲء إﻻ ﻓﻌﻠﻮﻩ‬ ‫؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬واﷲ ﻟ ﻮ أﻣ ﺮهﻢ ﺑﺘ ﺮك اﻟﻄﻌ ﺎم‬ ‫واﻟﺸﺮاب ﻷﻃﺎﻋﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺎس ‪ ..‬ﻣ ﺎ رأﻳ ﺖ‬ ‫آﺎﻟﻠﻴﻠﺔ ‪ ..‬وﻻ ﻣﻠﻚ آﺴﺮى وﻗﻴﺼﺮ !‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﻘﻀ ﺖ اﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ﻏ ﺪا ﺑ ﻪ إﻟﻰ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ ‪ ρ‬ﻗﺎل ‪:‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫" وﻳﺤﻚ ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ‪ ..‬أﻟﻢ ﻳﺄن ﻟﻚ أن ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻻ‬ ‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﺑﺄﺑ ﻲ أﻧ ﺖ وأﻣ ﻲ ! ﻣ ﺎ أﺣﻠﻤ ﻚ وأآ ﺮﻣﻚ‬ ‫وأوﺻﻠﻚ !‬ ‫واﷲ ﻟﻘ ﺪ ﻇﻨ ﻨﺖ أن ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻟ ﻲ ﻣ ﻊ اﷲ إﻟ ٌﻪ ﻏﻴﺮﻩ‬ ‫ﻷﻏﻨﻰ ﻋﻨﻲ ﺷﻴﺌ ًﺎ!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬وﻳﺤ ﻚ ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن أﻟﻢ ﻳﺄن ﻟﻚ أن ﺗﻌﻠﻢ‬ ‫أﻧﻲ رﺳﻮل اﷲ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ :‬ﺑﺄﺑ ﻲ أﻧ ﺖ وأﻣ ﻲ ﻣ ﺎ أﺣﻠﻤ ﻚ‬ ‫وأآﺮﻣﻚ وأوﺻﻠﻚ !‬ ‫أﻣﺎ هﺬﻩ واﷲ ﻓﺈن ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺷﻴﺌ ًﺎ‬ ‫!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟﻌ ﺒﺎس ‪ :‬وﻳﺤ ﻚ أﺳ ﻠﻢ واﺷ ﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ‬ ‫إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأن ﻣﺤﻤ ﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ﻗ ﺒﻞ أن ﺗﻀ ﺮب‬ ‫ﻋﻨﻘﻚ ؟‬ ‫ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﻬﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻓﺴ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ‪ ..‬ﺳ ﺮورًا‬ ‫ﻋﻈﻴﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻌ ﺒﺎس ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن‬ ‫رﺟﻞ ﻳﺤﺐ اﻟﻔﺨﺮ ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ρ‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ دﺧﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻬﻮ‬ ‫ﺁﻣﻦ " ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪:‬‬ ‫ﻓﺄﻧﺸ ﺪ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ τ‬ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫أﺑﻴﺎﺗ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﻌﺘﺬر إﻟﻴﻪ ﻣﻤﺎ آﺎن ﻣﻀﻰ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻌﻤﺮك إﻧﻲ ﻳﻮم أﺣﻤﻞ راﻳﺔ‬ ‫ﻟﺘﻐﻠﺐ ﺧﻴﻞ اﻟﻼت ﺧﻴﻞ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﻟﻜﺎﻟﻤﺪﻟﺞ اﻟﺤﻴﺮان أﻇﻠﻢ ﻟﻴﻠﻪ‬ ‫ﻓﻬ ﺬا أواﻧ ﻲ ﺣ ﻴﻦ أه ﺪي و‬ ‫أهﺘﺪي‬ ‫هﺪاﻧﻲ هﺎد ﻏﻴﺮ ﻧﻔﺴﻲ و ﻧﺎﻟﻨﻲ‬ ‫ﻣﻊ اﷲ ﻣﻦ ﻃﺮدت آﻞ ﻣﻄﺮد‬ ‫أﺻﺪ و أﻧﺄى ﺟﺎهﺪًا ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫وأدﻋ ﻰ و إن ﻟﻢ أﻧﺘﺴﺐ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﻓﻘ ﻴﻞ إﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﻗﺎل ‪ :‬وﻧﺎﻟﻨﻲ ‪ ..‬ﻣﻊ اﷲ ﻣﻦ ﻃﺮدت‬ ‫آ ﻞ ﻣﻄ ﺮد ‪ ..‬ﺿ ﺮب رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ‬ ‫وﻗﺎل ‪ " :‬أﻧﺖ ﻃﺮدﺗﻨﻲ آﻞ ﻣﻄﺮد " ‪..‬‬

‫‪193‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﺬآﺎء أن ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﺪال ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫اﻟﺬآﺎء أن ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﺪال أﺻ ً‬ ‫‪ 87.‬اﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﺮﺿﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻮﻏﺮ ﺻﺪور ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﺠﻨﻴﻪ اﻟﻠﺴﺎن ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺳﺪ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﺳ ﺘﻌﺠﺎل ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﺑﺎﻻﻋﺘ ﺮاض ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ وﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ‬ ‫دون ﺗ ﺮ ﱟو وﻧﻈ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻴ ﺜﻮر ﻋ ﻨﺪ ذﻟ ﻚ ﺟ ﺪال‬ ‫ﻋﻘﻴﻢ ﻳﻮﻏﺮ اﻟﺼﺪور وﻳﻔﺴﺪ اﻟﻨﻔﻮس ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻦ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ إﺻ ﻼح ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس وﺗﺄدﻳﺒﻬﻢ‬ ‫ﺑ ﺎﻵداب اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ‪ ..‬أو ﺗﺪرﻳ ﺒﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻤﻴﺰة ‪..‬‬ ‫ودﻋ ﻨﺎ ﻧ ﺘﺠﺎوز ﻣ ﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴ ﺮ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﻠ ﻮ‬ ‫ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس أن ﻳﺪﻧﺪن ﻋﻠﻴﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﻔ ﺮوض اﻟ ﻨﺎس ﻳﻔﻌﻠ ﻮن آ ﺬا ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﻔ ﺮوض ﻳ ﺘﻌﻮدون ﻋﻠ ﻰ آﺬا ‪ ..‬دﻋﻚ ﻣﻦ‬ ‫ه ﺬا ‪ ..‬وأ ﱢد اﻟﺼ ﻼة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﻴﺖ اﻟﺤﺎﺿ ﺮ –‬ ‫آﻤﺎ ﻳﻘﺎل ‪.. -‬‬ ‫أﻋﻨﻲ أﻧﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻊ اﻷﺧﻄﺎء أن‬ ‫ﻻ ﻧﻨﺸ ﻐﻞ ﺑ ﺒﺤﺚ ﻣ ﺎ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ أن‬ ‫ﻳﻔﻌﻠﻮﻩ ﺑﻞ ﻣﺎذا ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ أن ﻧﻔﻌﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ﺑﺸ ﻲء ﻏ ﺮﻳﺐ ﻗ ﺪ‬ ‫ﻳﺴﺘﻌﺠﻞ اﻵﺧﺮون اﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻚ أن ﺗﻐﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أﺑ ﻮاب اﻻﻋﺘ ﺮاض‬ ‫ﺑﻤﻘ ﺪﻣﺎت ﺗﺠﻴ ﺒﻬﻢ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋ ﻦ أﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن‬ ‫ﻳﻄ ﺮﺣﻮهﺎ ‪ ..‬ﺑ ﻞ وﺗ ﺰﻳﻞ ﺑﻬ ﺎ اﺳ ﺘﻐﺮاﺑﻬﻢ ﻗﺒﻞ‬ ‫أن ﻳﺘﻜﻠﻤﻮا ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ أن ﻳﻐﻠﻖ اﻷﺑﻮاب‬ ‫وﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﺤﺴﻦ ﻓﻌ ً‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﺮض ﻗﺒﻞ أن ﻳﺸﻌﺮﻩ ﺑﺎﻋﺘﺮاﺿﻪ ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أن ﺷﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴﺮ اﻟﺴﻦ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ‬ ‫ﻓ ﺘﻜﻠﻢ ﻋ ﻦ ﺣﺎدﺛ ﺔ ﺧﺼ ﻮﻣﺔ رﺁه ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﺛﻨ ﻴﻦ‬ ‫ﻓ ﻲ ﻣﺤﻄﺔ وﻗﻮد ‪ ..‬وآﻴﻒ أن ﺷﺠﺎرهﻤﺎ زاد‬ ‫واﺷﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﺣﻤﻼ إﻟﻰ ﻣﺨﻔﺮ اﻟﺸﺮﻃﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻔ ﺰ أﺣ ﺪ اﻟﺠﺎﻟﺴ ﻴﻦ – ﻣ ﻦ اﻟﺜ ﺮﺛﺎرﻳﻦ –‬ ‫ﻣﺸ ﺎرآ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺼ ﺔ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ﺻ ﺤﻴﺢ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﺣﺼ ﻞ ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ آﺬا ‪ ..‬وﻓﻼن هﻮ اﻟﻤﺨﻄﺊ ‪ ..‬وﺑﺪأ‬ ‫ﻳﺬآﺮ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻟﻢ ﺗﺤﺪث ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ اﻟﺸ ﻴﺦ وآﺄﻧ ﻲ ﺑﻪ ﻳﻜﺎد ﻳﻨﻔﺠﺮ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ‬ ‫ﺗﻤﺎﺳﻚ وﻗﺎل ﺑﻜﻞ هﺪووووء ‪:‬‬ ‫أﻧﺖ هﻞ ﺣﻀﺮت اﻟﺤﺎدﺛﺔ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻬﻞ ﺣﺪﺛﻚ أﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﺣﻀﺮوهﺎ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﻬ ﻞ اﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺿﺮ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ؟ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺻ ﺎح اﻟﺸ ﻴﺦ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ ﻳ ﺎ ‪ ...‬آ ﻴﻒ‬ ‫ﺗﻜﺬﺑﻨﻲ وأﻧﺖ ﻻ ﺗﺪري ﻋﻦ ﺷﻲء !!‬ ‫ﻓﺄﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻣﻘﺪﻣﺎﺗﻪ ﻗﺒﻞ اﻋﺘﺮاﺿﻪ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻮ أﻧﻪ اﻋﺘﺮض دون أن ﻳﺬآﺮ ﻣﻘﺪﻣﺎت ﻳﻐﻠﻖ ﺑﻬﺎ‬ ‫اﻷﺑ ﻮاب ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﺎن ﻟﺼ ﺎﺣﺒﻪ ﻣﺠ ﺎل‬ ‫واﺳﻊ ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ وﻟﻮ ﺑﺎﻟﻜﺬب ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻨﺤﻦ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧﺤ ﺘﺎج ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻧ ﺮﻳﺪ أن ﻧﻘ ﺮر أﺷ ﻴﺎء‬ ‫أن ﻧﻘ ﺪم ﺑﻤﻘ ﺪﻣﺎت ﻧﻘ ﻨﻊ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔ ﻴﻦ ﻗ ﺒﻞ أن‬ ‫ﻳﻌﺘﺮﺿﻮا ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻟﻘ ﺘﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺑﺪر ‪ ..‬آﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻘﻼء ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون اﻟﺨﺮوج‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻗﻮﻣﻬﻢ أآﺮهﻮهﻢ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﻠ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑﻬ ﻢ ‪ ..‬وﺗﺄآ ﺪ أﻧﻬ ﻢ وإن ﺣﻀ ﺮوا‬ ‫اﻟﻤﻌﺮآﺔ ﻓﻠﻦ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺘﺎل ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻗﺘ ﺮب ‪ ε‬ﻣﻦ ﻣﻴﺪان اﻟﻤﻌﺮآﺔ ‪ ..‬أراد أن ﻳﻨﺒﻪ‬ ‫أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻟ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬وأن ﻳ ﻨﻬﺎهﻢ ﻋ ﻦ ﻗ ﺘﻠﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ‬ ‫ﻳﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻪ ﺳ ﻴﻘﻊ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮب ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﺳ ﺆال ‪:‬‬ ‫آ ﻴﻒ ﻻ ﻧﻘ ﺘﻠﻬﻢ وه ﻢ ﺧ ﺮﺟﻮا ﻟﺤ ﺮﺑﻨﺎ !! ﻟﻤ ﺎذا‬ ‫اﺳﺘﺜﻨﻰ هﺆﻻء ﺑﺎﻟﺬات ؟!‬ ‫ﻓﻘ ﺪم ﻣﻘﺪﻣ ﺔ أزال ﺑﻬ ﺎ اﻻﻋﺘﺮاﺿ ﺎت ﺛ ﻢ ذآ ﺮ‬ ‫اﻟﺘﻮﺟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻗ ﺎم ‪ ε‬ﻓ ﻲ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬إﻧ ﻲ ﻗ ﺪ‬ ‫ﻋ ﺮﻓﺖ أن رﺟ ﺎ ًﻻ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ وﻏﻴ ﺮهﻢ ﻗ ﺪ‬ ‫أﺧﺮﺟﻮا آﺮه ًﺎ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻘﺘﺎﻟﻨﺎ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﻰ هﺬﻩ ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﻤ ﻦ ﻟﻘ ﻲ ﻣ ﻨﻜﻢ أﺣ ﺪًا ﻣﻦ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ ﻓﻼ‬ ‫ﻳﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﻟﻘ ﻲ أﺑ ﺎ اﻟﺒﺨﺘ ﺮي ﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث ﺑﻦ‬ ‫أﺳﺪ ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﻟﻘ ﻲ اﻟﻌ ﺒﺎس ﺑ ﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ ..‬ﻋﻢ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬

‫‪194‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﺈﻧﻪ إﻧﻤﺎ ﺧﺮج ﻣﺴﺘﻜﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻀ ﻰ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وﺑ ﺪؤوا‬ ‫ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺣﺬﻳﻔ ﺔ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ‪ :‬أﻧﻘﺘﻞ‬ ‫ﺁﺑﺎءﻧﺎ وأﺑﻨﺎءﻧﺎ وإﺧﻮاﻧﻨﺎ وﻧﺘﺮك اﻟﻌﺒﺎس ‪..‬‬ ‫واﷲ ﻟﺌﻦ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻷﻟﺤﻤﻨﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﻠﻐﺖ اﻟﻜﻠﻤ ﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺣﻔﺺ " ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋﻤ ﺮ ‪ :‬واﷲ إﻧ ﻪ ﻷول ﻳ ﻮم آﻨﺎﻧ ﻲ ﻓ ﻴﻪ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺑﺄﺑﻲ ﺣﻔﺺ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ ρ‬ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﺣﻔ ﺺ ‪ ) :‬أﻳﻀ ﺮب وﺟ ﻪ ﻋ ﻢ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ! ( ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﻊ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬واﻧ ﺘﻔﺾ ‪ ..‬آﻴﻒ ﻳﺮد أﻣﺮ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬أﻟ ﻴﺲ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺼﺎح ﻗﺎل‬ ‫‪:‬‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ دﻋﻨﻲ ﻓﻸﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻮاﷲ ﻟﻘﺪ ﻧﺎﻓﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻨﺪم أﺑ ﻮ ﺣﺬﻳﻔ ﺔ ‪ .. ψ‬ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﺗﻜﻠ ﻢ ﺑ ﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﺑﺂﻣﻦ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺖ ﻳﻮﻣﺌﺬ‬ ‫‪ ..‬و ﻻ أزال ﻣ ﻨﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔ ًﺎ إﻻ أن ﺗﻜﻔﺮهﺎ ﻋﻨﻲ‬ ‫اﻟﺸﻬﺎدة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺘﻞ ﻳﻮم اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ﺷﻬﻴﺪًا ‪.. ψ‬‬ ‫ﻧﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬ ‫آﻦ ذآﻴ ًﺎ وﺗﻐ ﱠﺪ ﺑﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻌﺸﻮا ﺑﻚ !‬ ‫‪ 88.‬اﻧﺘﻈﺮ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻌﺘﺮض ‪!!..‬‬ ‫أذآ ﺮ أن ﻣﺤﺎﺿﺮًا آﺎن ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻓﻦ اﻟﺤﻮار‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ﺮض ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ ﻗ ﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ) ودﺧ ﻞ ﻣﻌ ﻪ‬ ‫اﻟﺴﺠﻦ ﻓﺘﻴﺎن ﻗﺎل أﺣﺪهﻤﺎ إﻧﻲ أراﻧﻲ أﻋﺼﺮ‬ ‫ﺧﻤ ﺮًا وﻗ ﺎل اﻵﺧ ﺮ إﻧ ﻲ أراﻧ ﻲ أﺣﻤ ﻞ ﻓ ﻮق‬ ‫رأﺳﻲ ﺧﺒﺰًا ﺗﺄآﻞ اﻟﻄﻴﺮ ﻣﻨﻪ ( ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻞ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫ودﺧ ﻞ ﻣﻌ ﻪ اﻟﺴﺠﻦ ﻓﺘﻴﺎن ؟! أﻳﻬﻤﺎ دﺧﻞ ﻗﺒﻞ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻵﺧﺮ ‪ ..‬ﻳﻮﺳﻒ أم اﻟﻔﺘﻴﺎن ؟‬ ‫ﻓﺼﺎح أﺣﺪهﻢ ‪ :‬ﻳﻮﺳﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺎح ﺁﺧﺮ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬اﻟﻔﺘﻴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺛﺎﻟﺚ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻳﻮﺳﻒ ‪ ..‬ﻳﻮﺳﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺬآﻰ راﺑﻊ وﻗﺎل ‪ :‬دﺧﻠﻮا ﻣﻊ ﺑﻌﺾ !!‬ ‫وﺗﻜﻠ ﻢ ﺧ ﺎﻣﺲ ‪ ..‬وارﺗﻔ ﻊ اﻟﻠﻐ ﻂ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺿ ﺎع‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷﺳﺎﺳﻲ ‪..‬‬ ‫وﻳﺒﺪو أن اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻗﺼﺪ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺘﺄﻣﻞ وﺟﻮهﻬﻢ ‪ ..‬واﻟﻮﻗﺖ ﻳﻤﻀﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﺑﺘﺴ ﻢ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ‪ ..‬وأﺷﺎر ﻟﻬﻢ ﺑﺨﻔﺾ‬ ‫اﻷﺻﻮات وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫وﻣ ﺎ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ !! دﺧ ﻞ ﻗﺒﻠﻬﻢ أو دﺧﻠﻮا ﻗﺒﻠﻪ !! هﻞ‬ ‫ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ آﻞ هﺬا اﻟﺨﻼف ؟!‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ واﻗﻌ ﻨﺎ ﻟ ﻮﺟﺪت أﻧ ﻨﺎ ﻓ ﻲ أﺣ ﻴﺎن‬ ‫ﻓﻌ ً‬ ‫آﺜﻴ ﺮة ﻧﻜﻮن ﺛﻘﻼء ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻜﺜﺮة اﻋﺘﺮاﺿﻨﺎ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻓﻴﻜﻮن أﺣﺪهﻢ ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ‬ ‫ﻳﺤﻜ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻳﻔﺎﺟ ﺄ ﺑﻤ ﻦ ﻳﻌﺘ ﺮض وﻳﻔﺴ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫ﻣ ﺘﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ أﺷﻴﺎء ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻘﺼﺔ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺗﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻜﻦ ﺛﻘﻴ ً‬ ‫ﻼ ﻓﻲ‬ ‫أذآ ﺮ أن أﺧ ﻲ اﻷﺻ ﻐﺮ ﺳ ﻌﻮد ﻟﻤ ﺎ آ ﺎن ﻃﻔ ً‬ ‫اﻟﺴ ﺎﺑﻌﺔ ‪ ..‬دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﺼﻼة اﻟﻌﺸﺎء ‪ ..‬وﻳﺒﺪو‬ ‫ﻼ وﺗﺄﺧ ﺮ اﻹﻣ ﺎم ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠ ﻲء‬ ‫أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﺴ ﺘﻌﺠ ً‬ ‫ﻹﻗﺎﻣ ﺔ اﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺿ ﺎق ﺑ ﺬﻟﻚ ذرﻋ ًﺎ ﺗ ﻮﺟﻪ‬ ‫ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤ ﺆذن وآ ﺎن ﺷ ﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ﺿ ﻌﻴﻒ اﻟﺴ ﻤﻊ‬ ‫ووﻗ ﻒ ﺧﻠﻔ ﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﻣﺤﺎو ًﻻ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺻﻮﺗﻪ ‪ :‬أﻗﻢ‬ ‫اﻟﺼﻼة ‪ ..‬وآﺎن ﻗﺪ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻃﺮف أﻧﻔﻪ ﺑﻴﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ وﻟﻰ هﺎرﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﻤﺆذن ﻓﻤﺎ آﺎد ﻳﺴﻤﻊ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺮك ﻧﺎهﻀ ًﺎ‬ ‫ﻟﻴﻘﻴﻢ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬ﻓﻨﺒﻬﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺄﻣﻮﻣﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺠﻠﺲ‬ ‫‪..‬‬ ‫آﺎن ﻣﻮﻗﻔ ًﺎ ﻃﺮﻳﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أوردﻩ ﻟﻄﺮاﻓﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ ﻷﻧ ﻲ ﺟﻠﺴ ﺖ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻓﺬآ ﺮ أﺣ ﺪ‬ ‫اﻟﺠﺎﻟﺴ ﻴﻦ اﻟﻘﺼ ﺔ وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ أﺛﻨﺎﺋﻬﺎ ‪ :‬وآﺎن ﺳﻌﻮد‬ ‫ﻼ ﻷﻧ ﻪ ﺳ ﻴﺬهﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ _ ﻣﻊ‬ ‫ﻣﺴ ﺘﻌﺠ ً‬ ‫اﻟﻌﻠ ﻢ ﺑ ﺄن اﻟ ﺮﻳﺎض ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺮاء وﻻ ﺗﻘ ﻊ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺳ ﺎﺣﻞ ﺑﺤ ﺮ ‪ .. -‬ﻓﺘﺤﻴ ﺮت ه ﻞ أﻓﺴ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻗﺼ ﺘﻪ‬ ‫وأﻋﺘ ﺮض ‪ ..‬أم أن اﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺆﺛ ﺮة ﻓ ﻲ‬

‫‪195‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ع ﻟﻼﻋﺘ ﺮاض واآﺘﺴ ﺎب‬ ‫اﻟﻘﺼ ﺔ ﻓ ﻼ دا ٍ‬ ‫اﻟﻌﺪاوات ‪ ..‬ﻓﺂﺛﺮت اﻟﺜﺎﻧﻲ وﺳﻜﺖ ‪..‬‬ ‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻗ ﺪ ﺗﻌﺘ ﺮض ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻲء أﻧ ﺖ ﻏﻴ ﺮ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎهﻤﻪ أﺻ ً‬ ‫ﻟﻌﻞ ﻟﻪ ﻋﺬرًا وأﻧﺖ ﺗﻠﻮم ‪..‬‬ ‫آﺎن زﻳﺎد ﻟﻄﻴﻔ ًﺎ ﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺢ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻒ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋ ﻨﺪ إﺷﺎرة ﻣﺮور ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻳﺴﻤﻊ‬ ‫ﺻ ﻮﺗ ًﺎ ﻋﺎﻟﻴ ًﺎ ﻷﻏﺎﻧﻲ ﻏﺮﺑﻴﺔ ‪ ..‬ﺗﺤﻴﺮ ﻣﻦ أﻳﻦ‬ ‫ه ﺬا اﻟﺼ ﻮت ‪ ..‬وأﺧ ﺬ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ‬ ‫ﻣﺼ ﺪرﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻴﺎرة اﻟﻤﺠ ﺎورة‬ ‫ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وإذا ﺻ ﺎﺣﺒﻬﺎ ﻗ ﺪ زاد ﺻ ﻮت اﻟﻤ ﺬﻳﺎع إﻟ ﻰ‬ ‫أﻋﻠ ﻰ درﺟﺎﺗﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ أﺳﻤﻊ اﻟﺒﻌﻴﺪ واﻟﻘﺮﻳﺐ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺟﻌ ﻞ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻳﻀ ﺮب ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨ ﺒﻪ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ‬ ‫وﻳﺤ ﺎول أن ﻳﻨ ﺒﻪ ذاك اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻰ ﺧﻔ ﺾ‬ ‫ﺻ ﻮت ﻣﺬﻳﺎﻋ ﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ وﻻ‬ ‫ﻳ ﺮد ‪ ..‬ﻳ ﺒﺪوا أﻧ ﻪ ﻟﺸ ﺪة اﻧﺴ ﺠﺎﻣﻪ ﻣ ﻊ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻳﺴﻤﻊ ﺻﺎر ﻻ ﻳﺪري ﻋﻤﺎ ﺣﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣ ﺎول زﻳ ﺎد أن ﻳﺘﺒ ﻴﻦ وﺟ ﻪ اﻟﺴ ﺎﺋﻖ اﻟ ﺬي‬ ‫أﺳ ﺪل ﻏﺘ ﺮﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧﺒ ﻲ وﺟﻬ ﻪ ‪ ..‬وﺑﻌ ﺪ‬ ‫ﺟﻬﺪ رﺁﻩ ﻓﺈذا ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺗﻤﻸ وﺟﻬﻪ !!‬ ‫ازداد اﻟﻌﺠ ﺐ ‪ ..‬ﺷﺨﺺ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻬﻴﺌﺔ ﺑﺪل أن‬ ‫ﻳﺴ ﺘﻤﻊ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺴ ﺘﻤﻊ اﻷﻏﺎﻧ ﻲ !! ﻻ‬ ‫وﺑﺼﻮت ﻋﺎ ٍل أﻳﻀ ًﺎ !!‬ ‫أﺿ ﺎءت اﻹﺷ ﺎرة ﺧﻀﺮاء ‪ ..‬وﻣﺸﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ‬ ‫‪..‬‬ ‫أﺻ ّﺮ زﻳ ﺎد ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﺎﺻ ﺤﺔ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓﺠﻌ ﻞ‬ ‫ﻳﻤﺸ ﻲ وراءﻩ ‪ ..‬وﻗ ﻒ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋ ﻨﺪ دآ ﺎن ‪..‬‬ ‫وﻧﺰل ﻟﻴﺸﺘﺮي ﻣﻨﻪ ﺣﺎﺟﺔ ‪..‬‬ ‫أوﻗ ﻒ زﻳ ﺎد ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ وراءﻩ وﺻ ﺎر ﻳ ﺘﺄﻣﻠﻪ‬ ‫وه ﻮ ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﺈذا اﻟ ﺜﻮب ﻗﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬واﻟﻠﺤ ﻴﺔ‬ ‫ﺗﻤﻸ ﻋﺎرﺿﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺴ ﺎﺑﻘﺖ إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﺒﻪ اﻟﻮﺳ ﺎوس ‪ ..‬أﻇ ﻨﻪ ﻧ ﺰل‬ ‫ﻟﻴﺨﺮج اﻵن ﺑﻌﻠﺒﺔ ﺳﺠﺎﺋﺮ !!‬ ‫ﺧﺮج اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺈذا ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻣﺠﻠﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ !!‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﺼ ﺒﺮ زﻳ ﺎد ‪ ..‬وأﺧ ﺬ ﻳ ﻨﺎدي ﺑﻠﻄ ﻒ ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫أﺧﻲ ‪ ..‬ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ‪ ..‬هﻴﻪ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻟﻢ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﺟﻞ وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ‪..‬‬ ‫رﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ‪ :‬هﻴﻪ ‪ ..‬هﻴﻪ ‪ ..‬ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ‪ ..‬ﻳﺎ أﺧﻲ‬ ‫‪ ..‬اﺳﻤﻊ ‪..‬‬ ‫وﺻﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ورآﺒﻬﺎ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ‪..‬‬ ‫ﻧﺰل زﻳﺎد وﻗﺪ ﻏﻀﺐ وأﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ أﺧﻲ‬ ‫‪ ..‬اﷲ ﻳﻬﺪﻳﻚ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ‪..‬‬ ‫ﻧﻈﺮ اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻴﻪ واﺑﺘﺴﻢ وﺷﻐﻞ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﺷﺘﻐﻞ‬ ‫اﻟﻤﺬﻳﺎع ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺼﻮت ﻣﺰﻋﺞ ﺟﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺜﺎر زﻳ ﺎد ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ﺣ ﺮام ﻋﻠ ﻴﻚ ‪..‬‬ ‫أزﻋﺠ ﺖ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﺗ ﺮﻳﺪ ﺗﺴ ﻤﻊ اﻷﻏﺎﻧ ﻲ اﺳ ﻤﻌﻬﺎ‬ ‫ن ؟!‬ ‫ﻟﻮﺣﺪك ‪ ..‬ﺑﺪل ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ﻗﺮﺁن ﺗﺴﻤﻊ أﻏﺎ ٍ‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳ ﺰﻳﺪ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻪ ‪ ..‬واﻷﻏﺎﻧ ﻲ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺻﻮت ‪..‬‬ ‫ﺛ ﺎر زﻳ ﺎد أآﺜ ﺮ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ وﺟﻬ ﻪ ﻳﺤﻤ ّﺮ ‪ ..‬وﺻ ﺎر‬ ‫ﻳﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻟﻴﺴﻤﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟ ﺮﺟﻞ أن اﻷﻣ ﺮ وﺻﻞ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻞ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻴﺪﻳﻪ إﻟﻰ أذﻧﻴﻪ وﻳﻨﻔﻀﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﺧ ﺮج دﻓﺘ ﺮًا ﺻ ﻐﻴﺮًا ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ وﻣﻜ ﺘﻮب ﻋﻠﻰ‬ ‫أول ورﻗﺔ ﻣﻨﻪ ‪:‬‬ ‫ﻼ اآﺘﺐ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ !!‬ ‫أﻧﺎ رﺟﻞ أﺻﻢ ﻻ أﺳﻤﻊ ‪ ..‬ﻓﻀ ً‬ ‫ﻟﻤﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬وآﺎن اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺠﻮ ًﻻ " ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ‬ ‫ﻻ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﺠﻠﺘﻚ ﺗﺆدﺗﻚ ‪..‬‬

‫‪ 89.‬ﻗﺒﻞ ﻧﺠﻮاآﻢ ‪ ..‬ﺻﺪﻗﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻄﻠ ﺒﺎت اﻟﻜﺒﻴ ﺮة ﺗﺤ ﺘﺎج إﻟ ﻰ ﺗﻬﻴ ﺌﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻗﺒﻞ ﻃﻠﺒﻬﺎ ‪ ..‬ﻟﺌﻼ ﻳﺴﺎرع إﻟﻰ اﻟﺮﻓﺾ ‪..‬‬ ‫وهﺬا ﻋﺎم ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ واﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻮ أردت أن ﺗﻜ ﺘﺐ إﻟﻰ ﻏﻨﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺣﺎﺟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻜﺘﺐ ﻗﺒﻞ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟ ﻮدﻩ وآ ﺮﻣﻪ وﻣﺤﺒ ﺘﻪ ﻟﻠﺨﻴﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻜﺘﺐ‬ ‫ﺣﺎﺟﺘﻚ ‪..‬‬ ‫وﻣﺜﻠﻪ ﻟﻮ أردت ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ أﺑﻴﻚ أو أﺧﻴﻚ أو – ﻣﻦ‬ ‫ﻳ ﺪري رﺑﻤ ﺎ – زوﺟ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻳﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻘ ﺪم ﻗ ﺒﻠﻬﺎ‬ ‫ﺑﻤﻘﺪﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻮ دﻋ ﻮت ﻧﻔﺮًا ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻚ إﻟﻰ ﻣﺄدﺑﺔ ﻏﺪاء ‪..‬‬ ‫وأردت أن ﺗﺨﺒﺮ زوﺟﺘﻚ ﻟﺘﻌﺪ اﻟﻄﻌﺎم وﺗﻬﻴﺊ اﻟﺒﻴﺖ‬

‫‪196‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪ ..‬ﻟﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻘ ﻮل ﻗ ﺒﻞ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺑﺼ ﺮاﺣﺔ‬ ‫ﻃﻌﺎﻣ ﻚ ﻟﺬﻳ ﺬ ‪ ..‬ﺟﻤﻴﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻳﻔﺮﺣﻮن إذا‬ ‫دﻋ ﻮﺗﻬﻢ ﻷﺟ ﻞ أن ﻳﺄآﻠ ﻮا ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﻞ ﻳ ﺪك ‪..‬‬ ‫ﺗﺼ ﺪﻗﻴﻦ !! ﻟﻘ ﺪ أآﻠ ﺖ ﻓ ﻲ أرﻗﻰ اﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺎ ذﻗﺖ ﻟﺬة آﻠﺬة ﻃﻌﺎﻣﻚ أﺑﺪًا ‪ ..‬وﺑﺼﺮاﺣﺔ‬ ‫رأﻳ ﺖ اﻟ ﺒﺎرﺣﺔ ﺻ ﺪﻳﻘ ًﺎ ﻟ ﻲ ﺟ ﺎء ﻣ ﻦ ﺳﻔﺮ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺗﻐﺪ ﻣﻌﻲ ﻏﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻔﺎﺟﺄت ﺑ ﻪ أن واﻓ ﻖ ‪ !!..‬ﻓﺪﻋ ﻮت ﻣﻌ ﻪ‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء ‪ ..‬ﻓﻠﻴ ﺘﻚ ﺗﻌﻤﻠ ﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ‬ ‫‪..‬‬ ‫ه ﺬا اﻷﺳﻠﻮب أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺻﺮاﺧﻚ إذا دﺧﻠﺖ‬ ‫ﺑﻴﺘﻚ ‪ :‬ﻳﺎ ﻓﻼﻧﺔ ‪ ..‬ﻓﻼﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺠﻴ ﺒﻚ ‪ :‬ﻟﺒ ﻴﻚ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﻗﺎدﻣ ﺔ ‪ ..‬وه ﻲ ﺗﻈ ﻦ‬ ‫أﻧﻚ ﺳﺘﺪﻋﻮهﺎ إﻟﻰ ﻧﺰهﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻘﻮل ‪ :‬ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ‪ ..‬ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ‪ ..‬اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪي رﺟ ﺎل ﺳ ﻴﺄﺗﻮن ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﺗﺘﺄﺧ ﺮي ﺑﺎﻟﻐﺪاء ‪ ..‬واﻧﺘﺒﻬﻲ أﺛﻨﺎء إﻋﺪادﻩ ‪..‬‬ ‫و ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺜﻠﻪ ﻟ ﻮ أردت أن ﺗﻄﻠﺐ إﺟﺎزة ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮك‬ ‫‪..‬‬ ‫أو ﺗﺨﺒﺮ أﻣﻚ أو أﺑﺎك ﺑﺨﺒﺮ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻗ ﺮأت ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺮة اﻟﻨﺒ ﻲ اﻷآ ﺮم ‪ .. ε‬ﻣ ﺎ‬ ‫ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻗ ﺪ رﺿﻊ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻦ‬ ‫دﻳﺎر هﻮازن ‪ ..‬وآﺎن ﻳﺮﺟﻮ أن ﻳﺴﻠﻤﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﻠﻐﻪ ‪ ..‬أن ه ﻮازن ﻗ ﺪ ﺟﻤﻌ ﺖ ﺟﻤ ﻮﻋﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮج إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬وﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺼﺮ اﷲ ﻧﺒﻴﻪ ‪ ρ‬ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺴﺎق اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وه ﻮ‬ ‫ﻧﺎزل ﺑﺎﻟﺠﻌﺮاﻧﺔ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ رﺟ ﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬اﻟﻨﺴﺎء واﻷﻃﻔﺎل ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻄﻴﺒﻬﻢ زهﻴﺮ ﺑﻦ ﺻﺮد ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إﻧﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻈﺎﺋ ﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎﻳﺎ‬ ‫ﺧﺎﻻﺗ ﻚ ‪ ..‬وﺣﻮاﺿ ﻨﻚ ‪ ..‬اﻟﻼﺗ ﻲ آ ﻦ ﻳﻜﻔﻠ ﻨﻚ‬ ‫‪..‬‬ ‫وﻟ ﻮ أﻧ ﺎ ﻣﻠﺤﻨﺎ ﻻﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﻤﺮ ‪ ..‬أو اﻟﻨﻌﻤﺎن‬ ‫ﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺛ ﻢ أﺻ ﺎﺑﻨﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻨﺎ ﻣﻨﻚ ‪ ..‬رﺟﻮﻧﺎ‬ ‫ﻋﺎﺋﺪﺗﻬﻢ وﻋﻄﻔﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وأﻧ ﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ﺧﻴﺮ اﻟﻤﻜﻔﻮﻟﻴﻦ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮل‬ ‫‪:‬‬ ‫اﻣﻨﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻓﻲ آﺮم‬ ‫ﻓﺈﻧﻚ اﻟﻤﺮء ﻧﺮﺟﻮﻩ و ﻧﻨﺘﻈﺮ‬ ‫اﻣﻨﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻮة ﻗﺪ آﻨﺖ ﺗﺮﺿﻌﻬﺎ‬ ‫إذ ﻓ ﻮك ﺗﻤﻠ ﺆﻩ ﻣ ﻦ ﻣﺤﻀ ﻬﺎ‬ ‫اﻟﺪرر‬ ‫ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ آﻤﻦ ﺷﺎﻟﺖ ﻧﻌﺎﻣﺘﻪ‬ ‫و اﺳﺘﺒﻖ ﻣﻨﺎ ﻓﺈﻧﺎ ﻣﻌﺸﺮ زهﺮ‬ ‫إﻧﺎ ﻟﻨﺸﻜﺮ ﺁﻻء و إن آﻔﺮت‬ ‫وﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻌﺪ هﺬا اﻟﻴﻮم ﻣﺪﺧﺮ‬ ‫ﻦ‬ ‫وﻗ ﺪ أدب اﷲ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪َ ":‬ﻳ ﺎ َأ ﱡﻳ َﻬ ﺎ اﱠﻟﺬِﻳ َ‬ ‫ﺠﻮَا ُآ ْﻢ‬ ‫ي َﻧ ْ‬ ‫ﻦ َﻳ َﺪ ْ‬ ‫ﺟ ْﻴ ُﺘ ُﻢ اﻟ ﱠﺮﺳُﻮ َل َﻓ َﻘ ﱢﺪﻣُﻮا َﺑ ْﻴ َ‬ ‫ﺁ َﻣﻨُﻮا ِإذَا ﻧَﺎ َ‬ ‫ﺻ َﺪ َﻗ ًﺔ" )‪.. (99‬‬ ‫َ‬ ‫وآﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ‪ ..‬إذا أرادت أن ﺗﺴﺘﻨﺠﺪ ﺑﺄﺣﺪ ‪ ..‬أو‬ ‫ﺗﻄﻠ ﺐ ﻋ ﻮﻧﻪ ‪ ..‬أول ﻣ ﺎ ﺗﻠﺠ ﺄ إﻟﻰ اﻟﻜﻼم واﻷﺷﻌﺎر‬ ‫‪ ..‬ﻓﺘﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﺎﻻ ﺗﻔﻌﻠﻪ اﻟﺴﻴﻮف ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻳ ﺮﻳﺪ اﻟﻌﻤ ﺮة ‪ ..‬ﺧﺎﻓ ﺖ‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎد اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬أن ﻳﻘ ﺎﺗﻠﻬﻢ ‪ ..‬ﻟ ﻮﻻ أﻧﻬ ﻢ ‪ ..‬أﻟﺤ ﻮا‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ﺣﺘ ﻰ آ ﺘﺐ ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑﻴ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬هﺪﻧﺔ ﻟﻤﺪة ﻋﺸﺮ‬ ‫ﺳﻨﻮات ‪ ..‬وﻗﻒ ﻟﻠﻘﺘﺎل ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ آ ﺘﺐ ‪ ..‬أﻧ ﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺷ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺒﺎﺋﻞ أن ﻳ ﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻬﺪﻩ‬ ‫دﺧﻞ وﻣﻦ ﺷﺎء أن ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻗﺮﻳﺶ وﻋﻬﺪهﻢ‬ ‫دﺧﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻮاﺛ ﺒﺖ ﺧ ﺰاﻋﺔ وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﺪ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻬﺪﻩ ‪..‬‬ ‫وﺗﻮاﺛ ﺒﺖ ﺑ ﻨﻮ ﺑﻜ ﺮ وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﺪ‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ وﻋﻬﺪهﻢ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﺑﻴﻦ هﺬﻳﻦ اﻟﺤﻴﻴﻦ دﻣﺎء وﻗﺘﺎل ‪..‬‬ ‫واﺷ ﺘﺪت ﺿ ﻐﻴﻨﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﺰاﻋﺔ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻬﻢ‬ ‫ﺧﺎﻓ ﻮا أن ﻳﺼ ﻴﺒﻮهﻢ ﺑﺸ ﻲء ﻓﻴﻨﺘﺼ ﺮ ﻟﻬﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ρ‬‬ ‫‪..‬‬ ‫) ‪( 99‬‬

‫ﺳﻮرة اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ) ‪.. ( 12‬‬

‫‪197‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﻀ ﻰ ﻣ ﻦ هﺪﻧ ﺔ اﻟﺤﺪﻳﺒ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻧﺤ ﻮ‬ ‫اﻟﺴﺒﻌﺔ أو اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺑﻤﺎء ﻳﻘﺎل‬ ‫وﺛﺐ ﺑﻨﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﺰاﻋﺔ ‪ ..‬ﻟﻴ ً‬ ‫ﻟﻪ اﻟﻮﺗﻴﺮ ‪ ..‬وهﻮ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬وﻃﻠﺒﻮا‬ ‫اﻹﻋﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻗﺮﻳﺶ ‪ :‬ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ وهﺬا اﻟﻠﻴﻞ‬ ‫وﻣﺎ ﻳﺮاﻧﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺎﻧ ﻮهﻢ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜ ﺮاع واﻟﺴ ﻼح ‪..‬‬ ‫وﻗﺎﺗﻠﻮهﻢ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﺰﻋﺖ ﺧﺰاﻋﺔ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ رﺟ ﺎﻟﻬﻢ وﻧﺴ ﺎﺋﻬﻢ‬ ‫وذرارﻳﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى رﺟ ﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ وه ﻮ ﻋﻤ ﺮو ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻣ ﺎ ﺣ ﻞ ﺑﻘ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬رآ ﺐ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ‪ ..‬وه ﺮب‬ ‫ﻣﻦ ﻳﺪ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻗﺪم ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓﺰﻋ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﺼﺎﺑ ًﺎ ﻣﻜﺮوﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻋﻠ ﻴﻪ أﺛ ﺮ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ‬ ‫ووﻋﺜﺎء اﻟﺴﻔﺮ ‪..‬‬ ‫ووﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ رب إﻧﻲ ﻧﺎﺷﺪ ﻣﺤﻤﺪًا‬ ‫ﺣﻠﻒ أﺑﻴﻪ وأﺑﻴﻨﺎ اﻷﺗﻠﺪا‬ ‫ﻗﺪ آﻨﺘﻢ ِوﻟْﺪًا وآﻨﺎ واﻟﺪًا‬ ‫ﺛﻤﺖ أﺳﻠﻤﻨﺎ ﻓﻠﻢ ﻧﻨﺰع ﻳﺪا‬ ‫ﻓﺎﻧﺼﺮ رﺳﻮل اﷲ ﻧﺼﺮًا أﺑﺪا‬ ‫وادع ﻋﺒﺎد اﷲ ﻳﺄﺗﻮا ﻣﺪدا‬ ‫ﻓﻴﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ﻗﺪ ﺗﺠﺮدا‬ ‫إن ﺳﻴﻤﺎ ﺧﺴﻔ ًﺎ وﺟﻬﻪ ﺗﺮﺑﺪا‬ ‫ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻖ آﺎﻟﺒﺤﺮ ﻳﺠﺮي ﻣﺰﺑﺪا‬ ‫إن ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ أﺧﻠﻔﻮك اﻟﻤﻮﻋﺪا‬ ‫وﻧﻘّﻀﻮا ﻣﻴﺜﺎﻗﻚ اﻟﻤﺆآﺪا‬ ‫وﺟﻌﻠﻮا ﻟﻲ ﻓﻲ آﺪاء رﺻﺪًا‬ ‫وزﻋﻤﻮا أن ﻟﺴﺖ أدﻋﻮأﺣﺪا‬ ‫ﻓﻬﻢ أذل وأﻗﻞ ﻋﺪدًا‬ ‫هﻢ ﺑﻴﺘﻮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻮﺗﻴﺮ هﺠﺪا‬ ‫وﻗﺘﻠﻮﻧﺎ رآﻌ ًﺎ وﺳﺠﺪا‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬هﺬا اﻟﻜﻼم ‪ ..‬واﻟﺸﻌﺮ ‪..‬‬ ‫واﻟﻨﺪاء ‪ ..‬اﻧﺘﻔﺾ ‪ ..‬وﻏﻀﺐ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﻗﺎل ‪ " :‬ﻧﺼﺮت ﻳﺎ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ " ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم ‪ ..‬ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ ‪ ..‬وأﻣﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺘﺠﻬﺰ ﻟﻠﺨﺮوج‬ ‫ﻟﻠﻘﺘﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﻔ ﺰع اﻟ ﻨﺎس ﻳﺘﺠﻬ ﺰون ‪ ..‬وه ﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤ ﻮن أﻳ ﻦ‬ ‫ﺳﻴﻜﻮن اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺧﺸ ﻲ ‪ ρ‬أن ﻳﺨﺒ ﺮ ﺑﻮﺟﻬ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻴﺼ ﻞ اﻟﺨﺒ ﺮ‬ ‫إﻟ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬وﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳﻌﻤ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ‬ ‫ﺧﺒﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻐﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻼدهﻢ ‪..‬‬ ‫ورﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..ρ‬ﻗ ﺪ اﺷ ﺘﺪ ﻏﻀ ﺒﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ‬ ‫ﻟﺨﻴﺎﻧ ﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻜ ﺎن ﻳﺘﺠﻬ ﺰ وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬آ ﺄﻧﻜﻢ ﺑﺄﺑ ﻲ‬ ‫ﺳﻔﻴﺎن ﻗﺪ ﺟﺎءآﻢ ﻳﺸﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ وﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪة "‬ ‫‪.‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺧﺰاﻋﺔ ﺁﺧﺮﻳﻦ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻬﻢ ﺑ ﺪﻳﻞ ﺑ ﻦ ورﻗ ﺎء ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻗﺪﻣ ﻮا ﻋﻠﻰ رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺒﺮوﻩ ﺑﻤﺎ أﺻﻴﺐ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﻈﺎهﺮة ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻨﻲ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﻋﺪهﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ‪ ..‬وﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪ " :‬ارﺟﻌﻮا‬ ‫ﻓﺘﻔ ﺮﻗﻮا ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻠﺪان " ‪ ..‬وﺧﺸ ﻲ أن ﺗﻌﻠ ﻢ ﻗﺮﻳﺶ‬ ‫ﺑﺨﺒﺮهﻢ ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﺒﻞ وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﻮا راﺟﻌﻴﻦ إﻟﻰ دﻳﺎرهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻘ ﻮا أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺑﻌﺴ ﻔﺎن ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺑﻌﺜ ﺘﻪ ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻰ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻳﺸﺪ اﻟﻌﻘﺪ وﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪة ‪ ..‬وﻗﺪ رهﺒﻮا أن ﻳﻜﻮن‬ ‫ﺑﻠﻐﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮا ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺧﺸﻲ أن ﻳﻜﻮن أﻗﺒﻞ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟﻘﻲ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﺪﻳ ً‬ ‫ﻣ ﻦ ﻋ ﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﻦ أﻳﻦ أﻗﺒﻠﺖ ﻳﺎ‬ ‫ﺑﺪﻳﻞ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ﺑﺪﻳﻞ ‪ :‬ﺳﺮت ﻓﻲ ﺧﺰاﻋﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﻄﻦ هﺬا اﻟﻮادي ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎوزﻩ ﺑﺪﻳﻞ ‪..‬أﻗﺒﻞ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن إﻟﻰ ﻣﺒﺮك ﻧﺎﻗﺔ‬ ‫ﺑ ﺪﻳﻞ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺮهﺎ ﻓﻔ ﺘﻪ ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺮأى ﻓ ﻴﻪ‬ ‫ﻧﻮى اﻟﺘﻤﺮ ‪ ..‬ﻓﻌﻠﻢ أن اﻟﻨﺎﻗﺔ آﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﻬﻢ‬ ‫اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻄﻌﻤ ﻮن دواﺑﻬ ﻢ ﻧ ﻮى اﻟﺘﻤ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ‬ ‫ﺳﻔﻴﺎن ‪ :‬أﺣﻠﻒ ﺑﺎﷲ ﻟﻘﺪ ﺟﺎء ﺑﺪﻳﻞ ﻣﺤﻤﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻣﻀﻰ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪..‬‬

‫‪198‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﺣﺘ ﻰ وﺻﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﺑﻨﺘﻪ‬ ‫أم ﺣﺒﻴﺒﺔ زوج رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ أﻗ ﺒﻞ ﻟ ﻴﺠﻠﺲ ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاش رﺳﻮل‬ ‫اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻄﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺎ أدري أرﻏﺒﺖ ﺑﻲ ﻋﻦ هﺬا‬ ‫اﻟﻔﺮاش ‪ ..‬أو رﻏﺒﺖ ﺑﻪ ﻋﻨﻲ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﺑ ﻞ ه ﻮ ﻓ ﺮاش رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬وأﻧﺖ‬ ‫ﻣﺸ ﺮك ﻧﺠ ﺲ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ أﺣ ﺐ أن ﺗﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻓﺮاﺷﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺐ ﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻴﺔ واﷲ ﻟﻘ ﺪ‬ ‫أﺻﺎﺑﻚ ﺑﻌﺪي ﺷﺮ !‬ ‫ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ اﺷﺪد اﻟﻌﻘﺪ وزدﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪة‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬وﻟ ﺬﻟﻚ ﻗ ﺪﻣﺖ ؟ هﻞ آﺎن ﻣﻦ ﺣﺪث‬ ‫ﻗﺒﻠﻜﻢ ؟!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﻌ ﺎذ اﷲ ! ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪﻧﺎ وﺻﻠﺤﻨﺎ‬ ‫ﻳﻮم اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ﻻ ﻧﻐﻴﺮ وﻻ ﻧﺒﺪل ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﻜﺖ ﻋ ﻨﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﻜ ﺮر ﻋﻠ ﻴﻪ أﺑ ﻮ‬ ‫ﺳﻔﻴﺎن ‪ ..‬ورﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻻ ﻳﺠﻴﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫وأﺗ ﻰ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﺷﻔﻊ ﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻤﺪ ‪..‬‬ ‫أن ﻳﺠ ﺪد اﻟﻌﻘ ﺪ ‪ ..‬وﻳ ﺰﻳﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪة ‪ ..‬أو‬ ‫اﻣﻨﻌﻨﻲ وﻗﻮﻣﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ :‬ﺟﻮاري ﻓﻲ ﺟﻮار رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ .. ρ‬وﻻ أﻣﻨﻊ أﺣﺪًا ﻣﻨﻪ ‪ ..‬وأﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻮاﷲ ﻟﻮ‬ ‫وﺟﺪت اﻟﺬر ﺗﻘﺎﺗﻠﻜﻢ ﻷﻋﻨﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج أﺑ ﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪ ..‬ﻓﺄﺗﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب‬ ‫ﻓﻜﻠﻤ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ‪ :‬أﻧﺎ أﺷﻔﻊ‬ ‫ﻟﻜﻢ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬؟‬ ‫ﺑﻞ ﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ ﺣﻠﻔﻨﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ﻓﺄﺧﻠﻘﻪ اﷲ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ ﻣﺜﺒﺘ ًﺎ ﻓﻘﻄﻌﻪ اﷲ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ ﻣﻘﻄﻮﻋ ًﺎ ﻓﻼ وﺻﻠﻪ اﷲ !‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ذﻟﻚ ‪ ..‬ﺗﻐﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ‬ ‫ُﻟﻄِﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﺟ ﺰﻳﺖ ﻣﻦ‬ ‫ذي رﺣﻢ ﺷﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻳ ﺌﺲ ﻣﻤ ﺎ ﻋ ﻨﺪهﻢ دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻠ ﻲ ‪..‬‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻋﻠ ﻲ أﻧ ﺖ أﻗ ﺮﺑﻬﻢ ﺑ ﻲ ﻧﺴ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺷ ﻔﻊ ﻟ ﻲ إﻟ ﻰ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﻋﻠﻲ ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ‪ ..‬إﻧﻪ ﻟﻴﺲ أﺣﺪ ﻣﻦ‬ ‫أﺻ ﺤﺎب رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﻔ ﺘﺎت ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﺑﺠ ﻮار ‪ ..‬أي ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻌﻪ ﻋ ﻦ أﺣ ﺪ إن‬ ‫أرادﻩ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ اﻟﻬﻮى ‪..‬‬ ‫وأﻧ ﺖ ﺳ ﻴﺪ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬وأآﺒﺮهﺎ ‪ ..‬وأﻣﻨﻌﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺟﺮ‬ ‫ﺑ ﻴﻦ ﻋﺸ ﻴﺮﺗﻚ ‪ ..‬واﻣ ﻨﻊ ﻧﻔﺴ ﻚ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ‪ :‬ﺻ ﺢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺎس إﻧﻲ ﻗﺪ ﻣﻨﻌﺖ ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬ﺛﻢ اﻟﺤﻖ ﺑﺄرﺿﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪ :‬أو ﺗﺮى ذﻟﻚ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻲ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ هﻮ رأي أراﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮج أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺛﻢ ﺻﺎح‬ ‫‪..‬‬ ‫أﻻ إﻧ ﻲ ﻗ ﺪ أﺟ ﺮت ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻻ واﷲ ﻣﺎ أﻇﻦ‬ ‫أن ﻳﺨﻔﺮﻧﻲ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎم أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺎس‬ ‫إﻧﻲ ﻗﺪ أﺟﺮت ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ رآﺐ ﺑﻌﻴﺮﻩ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أن ﻗﺪم ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﺎ وراءك ؟‬ ‫هﻞ ﺟﺌﺖ ﺑﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ أو ﻋﻬﺪ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ واﷲ ﻟﻘﺪ أﺑﻰ ﻋﻠﻲ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺗﺘ ﺒﻌﺖ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﺖ ﻗ ﻮﻣ ًﺎ ﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫أﻃﻮع ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺌﺖ ﻣﺤﻤ ﺪًا ﻓﻜﻠﻤ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ رد ﻋﻠ ﻲ‬ ‫ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺟﺌﺖ اﺑﻦ أﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ وﺟﺪت ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮًا‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺟﺌﺖ ﻋﻤﺮ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ أﻋﺪى ﻋﺪو‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺟﺌﺖ ﻋﻠﻴ ًﺎ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ أﻟﻴﻦ اﻟﻘﻮم ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ أﺷﺎر ﻋﻠﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﺻﻨﻌﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ أدري هﻞ‬ ‫ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ أم ﻻ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻤﺎذا أﻣﺮك ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻣﺮﻧﻲ أن أﺟﻴﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻔﻌﻠﺖ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬هﻞ أﺟﺎز ذﻟﻚ ﻣﺤﻤﺪ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬وﻳﺤﻚ ﻣﺎ زادك اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻟﻌﺐ ﺑﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ‪..‬‬

‫‪199‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ واﷲ ﻣﺎ وﺟﺪت ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻏ ﺘﻢ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ ..‬ودﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻣ ﺮأﺗﻪ‬ ‫ﻓﺤﺪﺛﻬﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫ﻗﺒﺤﻚ اﷲ ﻣﻦ واﻓﺪ ﻗﻮم ! ﻓﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﺑﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ أﻗﺒﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﻳﻔﻬ ُﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﻠﻘﻤﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺗﺤﺘﺎج ﻟﻤﻀﻎ ﺟﻴﺪ ﻗﺒﻞ‬ ‫اﺑﺘﻼﻋﻬﺎ‬ ‫‪ 90.‬ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤ ًﺎ أن ﺗﻨﺠﺢ داﺋﻤًﺎ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻓﻬﺪ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ ‪ -‬اﻟﻌﻨﻴﺪ اﻟﻤﻜﺎﺑﺮ‬ ‫ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺮاء ﻓ ﺮأﻳﺎ ﺳ ﻮادًا راﺑﻀ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ‬‫اﻟﺘ ﺮاب ‪ ..‬ﺗﺨﻔ ﻴﻪ اﻟ ﺮﻳﺢ ﺗ ﺎرة وﺗﻈﻬ ﺮﻩ ﺗﺎرة‬ ‫‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻔﺖ ﻓﻬﺪ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ وﺳﺄﻟﻪ ‪ :‬ﺗﺘﻮﻗﻊ ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫هﺬا ؟!‬ ‫ﻓﻘﺎل ﺻﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬هﺬﻩ ﻋﻨﺰ !!‬ ‫ﻗﺎل ﻓﻬﺪ ‪ :‬ﺑﻞ ﻏﺮاب ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬أﻗ ﻮل ﻟﻚ ‪ :‬ﻋﻨﺰ ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻨﺰ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻓﻬﺪ ‪ :‬ﻃﻴﺐ ﻧﻘﺘﺮب وﻧﺘﺄآﺪ ‪..‬‬ ‫اﻗﺘ ﺮﺑﺎ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻼ ﻳﺮآ ﺰان اﻟﻨﻈ ﺮ أآﺜ ﺮ وأآﺜ ﺮ‬ ‫‪..‬‬ ‫آﺎن واﺿﺤ ًﺎ أن اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻬﻤﺎ ﻏﺮاب !!‬ ‫ﻗﺎل ﻓﻬﺪ ‪ :‬ﻳﺎ أﺧﻲ ‪ ..‬واﷲ ﻏﺮاب ‪..‬‬ ‫ه ﺰ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ رأﺳ ﻪ ﺑﻜ ﻞ ﺣ ﺰام وﻗ ﺎل ‪:‬‬ ‫ﻋﻨـﺰزززز‬ ‫ﺳ ﻜﺖ ﻓﻬ ﺪ ‪ ..‬واﻗﺘ ﺮﺑﺎ أآﺜﺮ ‪ ..‬ﻓﺸﻌﺮ اﻟﻐﺮاب‬ ‫ﺑﺎﻗﺘﺮاﺑﻬﻤﺎ ﻓﻄﺎاار ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺎح ﻓﻬ ﺪ ‪ :‬اﷲ أآﺒ ﺮ ‪ ..‬ﻏ ﺮاب ‪ ..‬أرأﻳ ﺖ‬ ‫ﻏ ﺮاب ‪ ..‬ﻃ ﺎر ‪..‬ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬ﻋﻨﻨﻨﻨـ ﺰ ‪..‬‬ ‫ﻟﻮ ﻃﺎر !!‬ ‫ﻟﻤﺎذا أوردت هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ؟‬ ‫أوردﺗﻬ ﺎ ﻷﺟ ﻞ أن أﺑ ﻴﻦ ‪ :‬أن ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات‬ ‫اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﺪﻣﺖ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻣﻀ ﻰ ﻣ ﻦ ﺻ ﻔﺤﺎت ‪..‬‬ ‫ﺗﺼﻠﺢ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻦ ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻳﺒﻘ ﻰ أن ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻣﻬﻤ ﺎ‬


‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬ ‫ا ْ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﺎرﺳﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﻬﺎرات ﻻ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻮ ﻣﺎرﺳ ﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﻬﺎرة اﻟﻠﻤﺢ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ ﺷﺎء‬ ‫اﷲ ﻣﺎ أﺟﻤﻞ ﺛﻴﺎﺑﻚ ‪ ..‬آﺄﻧﻚ ﻋﺮﻳﺲ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﺗﺘﻮﻗﻊ‬ ‫ﻣ ﻨﻪ أن ﻳﺘﺒﺴ ﻢ وﻳﺸ ﻜﺮك ﻋﻠ ﻰ ﻟﻄﻔ ﻚ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻪ ﻻ‬ ‫ﻳﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻚ ﺷ ﺰرًا ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺠﺎﻣ ﻞ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺴ ﺘﺨﻒ دﻣ ﻚ ‪..‬‬ ‫وﻧﺤ ﻮ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺒﺎرات اﻟﺴﺎﻣﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋﺪم ﺧﺒﺮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وﻣﺜﻠﻪ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻤﺎرس ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ ﻣﻬﺎرات‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﻴﺤﻜ ﻲ ﻧﻜ ﺘﺔ ﺑﺎردة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬آﻤﻬ ﺎرة اﻟ ﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣ ﺜ ً‬ ‫ﻓﺘ ﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌ ﻪ ﺿ ﺎﺣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﺗﻐﺼﺒﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺤﻚ ؟!!‬ ‫إذا واﺟﻬ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻮﻋ ﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﺎﻋﻠﻢ أﻧﻬﻢ‬ ‫ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ‪..‬‬ ‫وﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺮﺑﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﺑﻨﻔﺴ ﻲ ‪ ..‬ﻧﻌ ﻢ واﷲ‬ ‫ﺟ ﺮﺑﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴ ﻲ ﻓ ﺮأﻳﺖ ﺁﺛﺎرهﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬آﺒﺎرًا‬ ‫وﺻ ﻐﺎرًا ‪ ..‬ﺑﺴ ﻄﺎء وأذآﻴﺎء ‪ ..‬وأﺻﺤﺎب ﻣﻨﺎﺻﺐ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﺎ ‪ ..‬وﻃ ﻼب ﻋ ﻨﺪي ﻓ ﻲ اﻟﻜﻠﻴﺔ ‪ ..‬وﻣﻊ أوﻻدي‬ ‫‪ ..‬ﻓﺮأﻳﺖ ﻟﻬﺎ أﻋﺎﺟﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ﺟ ﺮﺑﺘﻬﺎ ﻣ ﻊ ﻣﺨ ﺘﻠﻒ اﻷﺟ ﻨﺎس واﻟﺠﻨﺴ ﻴﺎت ‪..‬‬ ‫ﻓﺮأﻳﺖ ﺁﺛﺎرهﺎ ‪..‬‬ ‫واﷲ إﻧﻲ ﻟﻚ ﻧﺎﺻﺢ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬ ‫هﻞ أﻧﺖ ﺟﺎد ﻓﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ؟‬ ‫ﻼ واﺑﺪأ اﻵن‬ ‫‪ 91.‬آﻦ ﺑﻄ ً‬ ‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ دورة ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤﻀ ﻮر ‪..‬‬ ‫آﺎن ﺗﺄﺛﺮﻩ واﺿﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻻﺣﻈﺘﻪ ﻳﻜﺘﺐ آﻞ ﺷﺎردة وواردة ‪..‬‬ ‫ﻣﻀﺖ أﻳﺎم اﻟﺪورة اﻟﺜﻼﺛﺔ ‪ ..‬وﺗﻔﺮﻗﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺪهﺎ ﺑﺸ ﻬﺮ أﻟﻘ ﻴﺖ اﻟ ﺪورة ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ اﻟﺤﻀ ﻮر ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ‬ ‫ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ اﻷول !!‬ ‫ﺗﻤﻠﻜﻨﻲ اﻟﻌﺠﺐ !! ﻟﻤﺎذا ﻳﺤﻀﺮهﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى وهﻮ‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻲ ﺳﺄﻋﻴﺪ اﻟﻜﻼم ﻧﻔﺴﻪ !‬ ‫ﻟﻤ ﺎ أذن ﻟﻠﺼ ﻼة ‪ ..‬أﺧﺬﺗ ﻪ وﻣﺸ ﻴﺖ ﺑ ﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﺳ ﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﺗﺤﻀﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى‬

‫‪200‬‬

‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬ ‫ِﺑـ َ‬

‫‪ ..‬وأﻧ ﺖ ﺗﻌﻠ ﻢ أﻧﻲ ﺳﺄﻋﻴﺪ اﻟﻜﻼم ﻧﻔﺴﻪ ‪!! ..‬‬ ‫واﻟﻤﺬآﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ هﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﻤﺬآﺮة‬ ‫اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ !! واﻟﺸ ﻬﺎدة اﻟﺘ ﻲ ﺳﺘﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ‬ ‫ه ﻲ اﻟﺸ ﻬﺎدة ﻧﻔﺴ ﻬﺎ !! ﻳﻌﻨ ﻲ ﻟ ﻦ ﺗﺴ ﺘﻔﻴﺪ‬ ‫ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻲ ‪ :‬ﺗﺼ ﺪق !! واﷲ إن أﺻ ﺤﺎﺑﻲ‬ ‫وزﻣﻼﺋ ﻲ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻟ ﻲ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ أﻧﺖ‬ ‫ﺗﻐﻴﺮت ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻜ ﺮت ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﺈذا أﻧﺎ أﻃﺒﻖ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻬ ﺎرات ﻓ ﻲ اﻟ ﺪورة اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ‪ ..‬ﻓﺠ ﺌﺖ‬ ‫ﻷﺣﻀ ﺮ اﻟﺪورة ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﺘﺄآﻴﺪ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻬﺎرات ‪..‬‬ ‫ﻼ واﺑ ﺪأ‬ ‫إذا آ ﻨﺖ ﺟ ﺎدًا ﻓ ﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﻓﻜ ﻦ ﺑﻄ ً‬ ‫اﻵﺁﺁﺁن ‪..‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.