اﻷﻋﲈل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
اﻷﻋﲈل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻃﻮﻗﺎن
ﺗﺄﻟﻴﻒ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻃﻮﻗﺎن
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻃﻮﻗﺎن
رﻗﻢ إﻳﺪاع ٢٠١٢/٢١٢٣٦ ﺗﺪﻣﻚ٩٧٨ ٩٧٧ ٧١٩ ١٩١ ٣ : ﻛﻠﻤﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﱰﺟﻤﺔ واﻟﻨﴩ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻠﻨﺎﴍ ﻛﻠﻤﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﱰﺟﻤﺔ واﻟﻨﴩ )ﴍﻛﺔ ذات ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣﺤﺪودة( إن ﻛﻠﻤﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﱰﺟﻤﺔ واﻟﻨﴩ ﻏري ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ آراء املﺆﻟﻒ وأﻓﻜﺎره وإﻧﻤﺎ ّ ﻳﻌﱪ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ آراء ﻣﺆﻟﻔﻪ ص.ب ،٥٠ .ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﴫ ،١١٧٦٨اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﴫ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﻛﺲ+ ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥١ : ﺗﻠﻴﻔﻮن+ ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ : اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲkalimat@kalimat.org : املﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲhttp://www.kalimat.org : اﻟﻐﻼف :ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻫﺎﻧﻲ ﻣﺎﻫﺮ. ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺼﻮرة وﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻐﻼف ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﴩﻛﺔ ﻛﻠﻤﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﱰﺟﻤﺔ واﻟﻨﴩ .ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق اﻷﺧﺮى ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. Cover Artwork and Design Copyright © 2013 Kalimat Arabia. All other rights related to this work are in the public domain.
اﳌﺤﺘﻮﻳﺎت
دﻳﻮان إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ ذﻛﺮى ﺣﻤﻴﺔ أﻫﻞ اﻟﺸﺎم ﻋﺎرﴈ ﻧﻮﺣﻲ ﺑﺴﺠﻊ ﻳﺎ ﻣﻮﻃﻨﻲ ﻳﺎ َﴎا َة اﻟﺒﻼد ﻋﻴﻨﺎي ﻣﻄﺒﻘﺘﺎن ﺷﻮق وﻋﺘﺎب ذﻛﺮى دﻣﺸﻖ ﻋﻨﺪ ﺷﺒﺎﻛﻲ ﰲ املﻜﺘﺒﺔ ﺳﻼم ﻋﻠﻴﻚ ﺗﺤﻴﺔ اﻟﺮﻳﺤﺎﻧﻲ ﻧﺰﻳﻬﺔ ﻛﺎرﺛﺔ ﻧﺎﺑﻠﺲ ﴎ اﻟﺨﻠﻮد ﻣَ ﻌِ ني اﻟﺠﻤﺎل ﺣﻤﻠﺘﻨﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﺤﻤﻰ أﺷﺠﺎﻧﻲ ﻣﻨﺪﻳﻞ ﺣﺴﻨﺎء ﺣﺮﻳﻖ اﻟﺸﺎم
11 13 15 19 21 23 25 27 29 33 35 37 39 41 43 47 51 53 57 59
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
61 65 67 71 73 75 77 79 81 83 85 87 89 91 93 95 99 101 105 107 109 111 113 117 119 121 123 125
ﺗﻔﺎؤل وأﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﻋﻴﻨﺎك ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ﺣ ﱢ ﻄني ﺣرية اﻟﺤﺒﻴﺐ اﻟﺬاﻫﻞ ﻟﺬة اﻟﻌﻴﺶ وﺣﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﰲ دﻳﺮ ﻗﺪﻳﺲ إﱃ ذات املﻨﺪﻳﻞ إﱃ م … اﻟﺰﻫﺮﺗﺎن واﻟﺸﺎﻋﺮ وداﻋً ﺎ اﻏﻔﺮي ﱄ إﱃ ﺑﺎﺋﻌﻲ اﻟﺒﻼد ﺧﻄﺮة ﰲ اﻟﻬﻮى رد ﻋﲆ رﺋﻮﺑني ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻴﻬﻮد رﻣﺎن ﻛﻔﺮ ﻛﻨﱠﺎ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻜﺌﻴﺐ ﻋَ ﻨ َ ُﺖ اﻟﺪﻫﺮ أﻳﻦ اﻟﺮﺳﺎﻻت؟ اﻟﺸﻘﻲ ﺑﺤﺎﻟﻪ ﺧ ﱢﻞ ّ رﺛﺎء ﻧﺎﻓﻊ اﻟﻌﺒّﻮﳾ ﻓﺮﺣﺘﻲ …! ذﻛﺮى اﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﻮﳻ ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء ﺣﻠﻔﺖ ّأﻻ ﺗﻜﻠﻤﻴﻨﻲ 6
املﺤﺘﻮﻳﺎت
127 129 131 137 139 141 143 145 147 149 151 153 155 157 159 161 163 165 167 169 171 173 175 177 179 181 183 185
اﻟﻔﺪاﺋﻲ ﻣﻨﺎﺟﺎت وردة اﻟﺜﻼﺛﺎء اﻟﺤﻤﺮاء ﻟﻴﲆ ﻛﻮراﻧﻲ ﻫﻮاكِ ﺟﺒﱠﺎر اﻟﺤﺒﴚ اﻟﺬﺑﻴﺢ ﺻﺎﺣﺐ ﻏﻤﺪان ﺗﺤﻴﺔ ﻣﴫ إﱃ ذات اﻟﻌﺼﺎﺑﺔ اﻟﺰرﻗﺎء ﻃﻴﻒ اﻷﻣﻞ ﺑﻬﺎء اﻟﻐﺮام اﻷول اﴍﺑﻲ أﻋﺠﺐ اﻟﻬﻮى ﻏﺎدة إﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺑﻴﻨﻲ وﺑني اﻟﻨﺎس … اﺷﱰوا اﻷرض ﺗﺸﱰﻳﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﻢ ﻃري ﱢ اﻟﺼﺒﺎ ﻋﺎش ﻛﻼﻧﺎ ﺑﺎملﻨﻰ اﻟﺪ ُم اﻟﺨﻔﻴﻒ اﻟﴩﻳﻒ ﺣﺴني اﻟﺸﺎﻋﺮ املﻌﻠﻢ ﻣﺪاﻋﺒﺔ ﻗﺪري ﻃﻮﻗﺎن ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ذﻛﺮى ِ ﻋﺸﻴﱠﺔ زﻫﺮاء آل ﻋﺒﺪ اﻟﻬﺎدي ﻫﺪﻳﺔ رﻣﱠ ﺎن ﺻﻮ َرﺗﻬﺎ ﱠ ُ املﻜﱪة 7
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
187 189 191 195 197 201 203 205 207 211 213 215 217 219 221 223 225 227 229 231 233 235 237 239 241 243 245 247
ﻳﺎ رﺟﺎل اﻟﺒﻼد ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﻧﴪ املﻠﻮك ِور ٌد ﻳﻐﻴﺾ وﻫﺠﺮة ﺗﺘﺪﻓﻖ أﻃﻠﻘﻲ ذاك اﻟﻌﻴﺎرا اﻟﺸﻬﻴﺪ إﱃ اﻷﺣﺮار ﻓﻠﺴﻄني ﻣﻬﺪ اﻟﺸﻬﺪاء ﻣﴫع ﺑُﻠﺒُﻞ ﻳﺎ ﻗﻮم! اﻹﻳﻤﺎن اﻟﻮﻃﻨﻲ أو ﺟﻤﺎﻋﺔ )اﻟﺴﺎر( اﻟﺸﻴﺦ املﻈﻔﺮ اﻟﺴﻤﺎﴎة! أﻳﻬﺎ اﻷﻗﻮﻳﺎء زﻳﺎدة اﻟ ﱢ ﻄني! إﱃ ﺛﻘﻴﻞ ﺗﻌﺰﻳﺔ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﻏﺎﻳﺘﻲ ﻣﻨﺎﻫﺞ! أﻧﺘﻢ! ملﻦ اﻟ ّﺮﺑﻴﻊ؟ ﻳﺎ ﺣﴪﺗﺎ ١٠٠٠ ﻧِﻌﻤَ ﺔ …! أﻳﺘﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ رﺛﺎء اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻜﺮﻣﻲ اﻟﻘﺪس ﴍﻳﻌﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل 8
املﺤﺘﻮﻳﺎت
إﱃ املﻤﺮﺿﺔ اﻟﺮوﺳﻴﱠﺔ … رﺛﺎء أﺑﻲ املﻜﺎرم ﻋﺒﺪ املﺤﺴﻦ اﻟﻜﺎﻇﻤﻲ ﻧﺎﺷﺪﺗﻚِ اﻹﺳﻼم إﱃ ذات ﱢ اﻟﺴﻮار ﻣﺮاﺑﻊ اﻟﺨﻠﻮد رﺛﺎء أدﻳﺐ ﻣﻨﺼﻮر ﺑﻼ ﻋﻨﻮان …!
249 251 253 255 257 263 265
ﻗﺼﺎﺋﺪ وﻣﻘﻄﻌﺎت ﻏري ﻣﺆرﺧﺔ اﻗﺘﺒﺎﺳﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ﻋﺘﺎب إﱃ ﺷﻌﺮاء ﻣﴫ ﻣﺎ ﻟﻚ واﻟﺬﻛﺮﻳﺎت
267 269 271 273
أﻧﺎﺷﻴﺪ ﻧﺸﻴﺪ ﺑﻄﻞ اﻟﺮﻳﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ وداع ﻧﺸﻴﺪ اﻟﱪاق وﻃﻨﻲ أﻧﺖ ﱄ ﻓِ ﺘْﻴَﺔ املﻐﺮب ﻧﺸﻴﺪ ﻓﻠﺴﻄني ﻣﻮﻃﻨﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻧﺸﻴﺪ رﺛﺎء ﻏﺎزي أﺷﻮاق اﻟﺤﺠﺎز
277 279 281 283 285 287 289 293 295 297 299
9
دﻳﻮان إﺑﺮاﻫﻴﻢ
ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﲪﺔ
ِﺑ ﻴ ُ ﺾ اﻟ ﺤ ﻤ ﺎﺋ ِﻢ ﺣ ﺴ ﺒُ ﻬ ﻨ ﱠ ْﻪ رﻣ ُﺰ اﻟ ﺴ ﻼﻣَ ِﺔ واﻟ ﻮَدا روض ﻓ ﻮق دا ﻓ ﻲ ﻛ ﱢﻞ ٍ وﻳ ﻤ ْﻠ َﻦ واﻷﻏ ﺼ َ ﺎن ﻣ ﺎ ﻓ ﺈذا ﺻ ﻼﻫ ﱠﻦ اﻟ ﻬَ ﺠ ﻴ ـ ﻳ ﻬ ﺒ ﻄ َﻦ ﺑ ﻌ ﺪ اﻟ ﺤَ ﻮْم ِﻣ ﺜ ْ ـ ﻓ ﺈذا وﻗ ﻌ َﻦ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ َﻐ ﺪﻳ ـ َ ﺻ ﱠﻔ ﻴْ ِﻦ ﻃ ﻮ َل اﻟ ّﻀ ﱠﻔ ﺘَ ﻴْ ـ ﻛ ﱞﻞ ﺗُ َﻘ ﺒﱢ ُﻞ رﺳ ﻤَ ﻬ ﺎ ﻳُ ﻄ ﻔ ﺌْ َﻦ ﺣَ ﱠﺮ ﺟُ ﺴ ﻮ ِﻣ ِﻬ ﱠﻦ ﻳ ﻘ ﻊ اﻟ ﱠﺮﺷ ُ ﺎش إذا اﻧ ﺘ ﻔ ْﻀ ـ وﻳ ﻄ ْﺮ َن ﺑ ﻌ ﺪ اﻻﺑ ﺘ ﺮا ﺗُ ﻨ ﺒ ﻴ َﻚ أﺟ ﻨ ﺤ ٌﺔ ﺗُ َ ﺼ ْﻔ ـ وﻳُ ﻘِ ﱡﺮ ﻋ ﻴ ﻨ َ َﻚ ﻋَ ﺒْ ﺜ ُ ﻬُ ﱠﻦ، وﺗ ﺨ ﺎﻟ ﻬ ﱠﻦ ﺑ ﻼ رؤو أﺧ َﻔ ﻴْ ﻨ َ ﻬ ﺎ ﺗ ﺤ ﺖ اﻟ ﺠَ ﻨ ﺎ ﻛ ﻢ ﻫِ ﺠْ ﻨ َ ﻨ ﻲ وروﻳ ُﺖ ﻋَ ﻨ ْ ـ اﻟ ﻤ ﺤ ﺴ ﻨ ُ ﺎت إﻟ ﻰ اﻟ ﻤ ﺮﻳ ـ
أﻧ ﱢ ﻲ أُر ﱢد ُد ﺳ ﺠ ﻌَ ﻬ ﻨ ّ ْﻪ ﻋ ِﺔ ﻣ ﻨ ﺬُ ﺑ ﺪءِ اﻟ ﺨ ﻠ ِﻖ ُﻫ ﻨ ﱠ ْﻪ ِﻧ ﻴَ ِﺔ اﻟ ﻘ ﻄ ِ ﻮف ﻟ ﻬ ﱠﻦ أﻧ ﱠ ْﻪ ﻄ َﺮ اﻟ ﻨ ﺴ ﻴ ُﻢ ﺑ ﺮوﺿ ﻬ ﻨ ْﻪﱠ َﺧ َ ـ ُﺮ ﻫ ﺒ ﺒْ َﻦ ﻧ ﺤ ﻮ ﻏ ﺪﻳ ﺮﻫ ﻨ ﱠ ْﻪ ـ َﻞ اﻟ ﻮﺣ ِﻲ ،ﻻ ﺗ ﺪري ِﺑ ﻬ ﻨ ﱠ ْﻪ ـ ِﺮ ،ﺗ ﺮﺗﱠ ﺒ ْﺖ أﺳ ﺮاﺑُ ﻬ ﻨ ﱠ ْﻪ ـ ِﻦ ،ﺗَ ﻌ ﱠﺮﺟ ﺎ ﺑ ﻮﻗ ﻮﻓ ﻬ ﻨ ﱠ ْﻪ ﻓ ﻲ اﻟ ﻤ ﺎء ﺳ ﺎﻋ َﺔ ُﺷ ﺮﺑ ﻬ ﻨ ﱠ ْﻪ ﺑ ﻐ ﻤ ِﺴ ﻬ ﱠﻦ ﺻ ﺪو َرﻫ ﻨ ﱠ ْﻪ ـ َﻦ َﻵﻟ ﺌً ﺎ ﻟ ﺮؤوﺳ ﻬ ﻨ ﱠ ْﻪ دِ إﻟ ﻰ اﻟ ﻐ ْ ﻮن ُﻣ ﻬ ﻮدِﻫ ﻨ ﱠ ْﻪ ﺼ ِ ـ ﻔِ ُﻖ ﻛ ﻴ ﻒ ﻛ ﺎن ُﺳ ﺮو ُرﻫ ﻨ ّ ْﻪ إذا ﺟ ﺜ ﻤ َﻦ ،ﺑ ﺮﻳ ِﺸ ﻬ ﻨ ﱠ ْﻪ ٍس ﺣ ﻴ ﻦ ﻳُ ﻘ ﺒ ُﻞ ﻟ ﻴ ﻠُ ﻬ ﻨ ﱠ ْﻪ ِح وﻧ ﻤ َﻦ ﻣ ﻞءَ ﺟُ ﻔ ﻮﻧ ﻬ ﻨ ﱠ ْﻪ ـ ﻬُ ﱠﻦ اﻟ ﻬ ﺪﻳ َﻞ ،ﻓ ﺪﻳ ﺘُ ﻬ ﻨ ﱠ ﻪْ! ـ ِﺾَ ،ﻏ َ ﺪون أﺷ ﺒ ً ﺎﻫ ﺎ ﻟ ﻬ ﻨ ﱠ ْﻪ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ِت ،دواؤﻫ ﺎ إﻳ ﻨ ُ ﺎﺳ ﻬ ﻨ ﱠ ْﻪ ﺑ ﺄﺟ ﱠﻞ ﻣ ﻦ ﻧ َ َ ﻈ ﺮا ِﺗ ﻬ ﻨ ﱠ ﻪ وﻋ ﻄ ﻔ ﻬ ﱠﻦ وﻟ ﻄ ُﻔ ﻬ ﻨ ﱠ ﻪ ـ ٌﻮ ﻣ ﻦ ﻋ ﺬوﺑ ﺔ ﻧ ُ ﻄ ﻘِ ﻬ ﻨ ﱠ ﻪ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﺤَ ﻤ ﺎ ِم وﺑ ﻴ ﻨ ﻬ ﻨ ﱠ ﻪ ﺋ ُﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﱡﺟﻰ ﻋﻦ ﺷﺪوﻫﻨ ﱠﻪ ِت ،ﻓﻔﻲ اﻟﻨﻬﺎر وﻓﻲ اﻟﺪﱠﺟَ ﻨ ﱠﻪ
اﻟ ﱠﺮ ُ وض ﻛ ﺎﻟ ﻤ ﺴ ﺘ ﺸ ﻔ ﻴ ﺎ ﻣ ﺎ اﻟ ﻜ ﻬ ﺮﺑ ﺎءُ ِ وﻃ ﺒﱡ ﻬ ﺎ ﻳُ ﺸ ﻔ ﻲ اﻟ ﻌ ﻠ ﻴ َﻞ ﻋ ﻨ ﺎؤﻫ ﱠﻦ ُﻣ ﱡﺮ اﻟ ﺪواءِ ﺑ ﻔِ ﻴ َﻚ ﺣُ ْﻠ ـ ﻣ ﻬ ًﻼ ،ﻓ ﻌ ﻨ ﺪي ﻓ ٌ ﺎرق ﻓ ﻠ ﺮﺑّ ﻤ ﺎ اﻧ ﻘ ﻄ ﻊ اﻟ ﺤَ ﻤ ﺎ أﻣﱠ ﺎ ﺟ ﻤ ﻴ ُﻞ اﻟ ُﻤ ﺤْ ﺴ ﻨ ﺎ
١٩٢٤
14
ذﻛﺮى ﲪﻴﺔ أﻫﻞ اﻟﺸﺎم
ﻫ ﻮ ذا اﻟ ﺒ ﺤ ُﺮ ُﻣ ﺰﺑ ﺪًا ﻳ ﺘ ﻌ ﺎﻟ ﻰ ﺗ ﻠ ﻄ ﻢ اﻟ ﺼ ﺨ َﺮ ﻛ ﺒ ﺮﻳ ﺎءً وﻋ ﻨ ًﻔ ﺎ ﺑ ﻀ ﺠ ﻴ ٍﺞ ﻛ ﺄﻧ ﻪ زﺟ ﻞ اﻟ ﱠﺮﻋْ ـ ﻣﺎ وﻧ ْﺖ ﻋﻦ ﺟﻬﺎدﻫﺎ اﻟﺪﻫ َﺮ ﻟﻜ ْﻦ و َْﻫ ﻲ ﺗ ﺴ ﺘ ﺄﻧ ﻒ اﻟ ﺠ ﻬ ﺎ َد ﺑ ﻌ ﺰ ٍم
إﺛ ْ َﺮ ﺑ ﻌ ٍﺾ أﻣ ﻮاﺟُ ﻪ ﺗ ﺘ ﻮاﻟ ﻰ ﺛ ﻢ ﺗ ﺮﺗ ﱡﺪ ﻟ ﻠ ﺨ ﻀ ّﻢ ﺧ ﺬاﻟ ﻰ ـ ﺪِ ،ورﺟ ٍﻒ ﺗ ﺨ ﺎﻟ ﻪ زﻟ ﺰاﻻ َﻟ ّ ﻄ َ ﻒ اﻟ ﺼ ﺒ ﺢُ َﻛ ﱠﺮﻫ ﺎ واﻟ ﻨ ﻀ ﺎﻻ ﻛ ﱠﻞ ﻳ ﻮ ٍم إذا اﻟ ﻨ ﻬ ﺎ ُر ﺗ ﻌ ﺎﻟ ﻰ
∗∗∗
أرض ﻋ ﻨ ﺪ ذاك اﻟ ﺨِ ﻀ ﱢﻢ ﺑ ﻘ ﻌ ُﺔ ٍ ﻫ ﻲ ﺣ ﱡﺪ اﻟ ﱡﺴ ﻮرﻳّ ﺘ ﻴ ِﻦ ﺷ ﻤ ًﺎﻻ ﻟ ﺴ َﺖ ﺗ ﻠ ﻘ ﻰ ﺳ ﻮرﻳّ ﺘ ﻴ ﻦ وﻟ ﻜ ْﻦ ﻳﺒﺘﻐﻮن اﻟﺘﻔﺮﻳ َﻖ ﻓﻲ اﻟﺠﺴﺪ اﻟﻮا َﺧ ﱢﻞ ﻋﻨﻲ وذ ْﻛ َﺮ ﻣﻦ أﻋﺘﻘﻮا اﻟﻌَ ﺒْـ أرض ﻋ ﻨ ﺪ ذاك اﻟ ﺨ ﻀ ﱢﻢ ﺑ ﻘ ﻌ ُﺔ ٍ ﻻ ﺗ ﺮى ﻓ ﻲ ﻓِ ﻨ ﺎﺋ ﻬ ﺎ آدﻣ ﻴٍّ ﺎ ﺷ ﻤ ُﺴ ﻨ ﺎ دون ﺷ ﻤ ِﺴ ﻬ ﺎ ﺗ ﺘ ﺠ ّﻠ ﻰ وﺳ ﻜ ﻮ ُن اﻟ ﺪﺟ ﻰ ﻳ ﻔ ﱡﻚ ﻋ ﻦ اﻟ َﻘ ْﻠ ـ وﻳ ﻬ ﺐّ اﻟ ﻨ ﺴ ﻴ ُﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﱠﺴ ﺤَ ﺮ اﻟ ﺪا زاﻧ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻵﻟ ﺊ اﻟ ﻄ ﱢﻞ ِﺗ ﻴ ﺠ ﺎ
ﻗ ﺪﱠر اﻟ ﻠ ُﻪ ﻣ ﻨ ﺤَ ﻬ ﺎ اﺳ ﺘ ﻘ ﻼﻻ وﺟ ﻨ ﻮﺑً ﺎ ،وﻣ ﺎ ﺗ ﻨ ﻮء ﻣ ﺠ ﺎﻻ ﻗ ﻴ ﻞ ﻫ ﺬا ﺗَ ﻔ ﻨ ّ ﻨ ً ﺎ وﺿ ﻼﻻ ﺣِ ﺪِ ،ﺧ ﺎﺑ ﺖ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﺸ ﻴ ﺎﻃ ﻴ ُﻦ ﻓ ﺎﻻ ـ ﺪَ ،وﺷ ﺪّوا ﻣ ﻦ اﻟ ﻄ ﻠ ﻴ ِﻖ اﻟ ﻌ ﻘ ﺎﻻ ﺣ ﺮس اﻟ ﻠ ُﻪ ﺳ ﻬ َﻠ ﻬ ﺎ واﻟ ﺠ ﺒ ﺎﻻ و َْﻫ ﻲ ْ آوت ﺻ ﻮادﺣً ﺎ ِ وﺻ ﻼﻻ ﺑ ﺪ ُرﻧ ﺎ دون ﺑ ﺪرﻫ ﺎ ﻳ ﺘ ﻼﻻ ـ ِﺐ ﻗ ﻴ ﻮدًا ،وﻳ ﺒ ﻌ ُﺚ اﻵﻣ ﺎﻻ ِﻛ ِﻦ ،ﻳُ ﺤ ﻴ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟ ﺰﻫ ﻮر ِﺗ ﻼﻻ ٌن ،زﻫ ْﺖ روﻧ ًﻘ ﺎ ،وﻓ ﺎﺿ ﺖ ﺟ ﻤ ﺎﻻ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻳ ﻠ ﺒ ﺲ اﻟ َ ﻄ ﱡﻞ ﺳ َﺎﻗ ﻪ ﺧ ﻠ ﺨ ﺎﻻ وﺛِ ﻘ ًﺎﻻ وﻳ ﻤْ ﻨ ًﺔ ِ وﺷ ﻤ ﺎﻻ ﻛ ّﻠ ﻤ ﺎ اﻟ ﺸ ﻤ ُﺲ ﻗ ﺎرﺑ ﺘْ ﻪ اﺳ ﺘ ﺤ ﺎﻻ ﻮن ﺷ ﺎﻻ و َْﻫ ﻮ ﻳُ ْﻜ َﺴ ﻰ ﻣ ﻦ ﻛ ﱢﻞ ﻟ ٍ وﺗ ﻮﺣ ﻲ ﻟ ﻨ ﺎﻇ ِﺮﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﺨ ﻴ ﺎﻻ واﺧ ﻔ ِﺾ اﻟ ﱠ ﻄ ْﺮ َ ف ﻋ ﻨ ﺪﻫ ﺎ إﺟ ﻼﻻ ﻗ ﺪﻳ ﻤً ﺎ ،واﻟ ﻴ ﻮ َم ﻋ ّﺰ ْت ﻣ ﻨ ﺎﻻ ﻮن ﺷ ﻘ ِﺘ ﻨ ﺎ أﺟ ﻴ ﺎﻻ ـ ُﺸ ﻮد َة اﻟ ﻜ ِ ﻧ ُ ﻮ ُره ﻳُ ﻔ ﻌِ ُﻢ اﻟ ﻘ ﻠ ﻮبَ ﺟ ﻼﻻ ﻳ ﺼ ﺪ ُع اﻟ ﺠ ْﻮ َر ﻳ ﺼ ﻬ ُﺮ اﻷﻏ ﻼﻻ أ َ َوﺗُ ﺤ ﺼ ﻴ ﻦ ﻛ ﻢ أﺑ ﺪت رﺟ ﺎﻻ؟ ﻳ ﻮ َم ﺧ ّﻠ ِ ﺪت ﺑ ﻌ ﺪﻫ ﻢ أﻋ ﻤ ﺎﻻ
َ اﻷرض ﻏ ﺎدٍ ﻓ ﺈذا اﺟ ﺘ ﺎز ﺗ ﻠ ﻜ ُﻢ ﺮات ﺧِ ﻔ ً وﺗ ﺮى اﻟ ﻄ ﻴ َﺮ ﻧ ﺎﻓ ٍ ﺎﻓ ﺎ وﻳ ﻠ ﻮح اﻟ ﺼ ﺒ ﺎحُ ﻟ ﻮﻧ ً ﺎ ﻓ ﻠ ﻮﻧ ً ﺎ وﻛ ﺬا اﻟ ﺒ ﺤ ُﺮ ﺧ ﺎﺷ ٌﻊ ﻣ ﺴ ﺘ ﻜ ﻴ ٌﻦ ﻳ ﺎ ﻟ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣ ﻈ ﺎﻫ ٍﺮ ﺗ ﻤ ﻠ ﻚ اﻟ ﺤِ ﱠﺲ أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﺴ ﺎﺋ ُﺮ اﻟ ﻤ ﺠ ﺪﱡ ،روﻳ ﺪًا ﺗ ﻠ ﻚ ﻣ ﺄوى )ﺣ ﺮﻳّ ٍﺔ( ُﺳ ِﻠ ﺒ ْﺖ ِﻣ ﻨ ﱠ ﺎ ﻮب وﻳ ﺎ أُﻧ ْ ـ إﻳ ِﻪ ﻳ ﺎ ﻓ ﺘ ﻨ َ َﺔ اﻟ ﺸ ﻌ ِ ﻟ ﻚِ وﺟ ٌﻪ ﻣ ﻼﺋ ﻜ ﱞﻲ وﺳ ﻴ ٌﻢ وﻣ ﺰاجٌ ﺟ ﻬ ﻨ ّ ﻤ ﱞﻲ ﻋ ﺘ ﱞﻲ ﺻ ﺎﻧ ﻚِ اﻟ ﻠ ُﻪ ﻛ ﻢ َﻓ ﺪاكِ وﻓ ﱞﻲ أﻧ ﺎ أﺳ ﺘ ﻐ ﻔ ُﺮ اﻟ ﻮَﻓ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳَ ﺒ ﻴ ﺪوا
∗∗∗
ﻮن« دﻓ ﻴ ٌﻦ ﻟ ﻚِ ﻓ ﻲ ﺗُ ْﺮب »ﻣ ﻴ ﺴ ﻠ ٍ ﺎب ﺷ ﻬ ﻴ ﺪًا ﻣ ﺎت ﻓ ﻲ ﻣ ﻴ ﻌ ِﺔ اﻟ ﺸ ﺒ ِ ﺎن ﺳ ﺎﻟ ﺖ دِ ﻣ ﺎ ُه ﻓ ﻲ ﺳ ﺒ ﻴ ﻞ اﻷوﻃ ِ ﻓ ﺴ ﻼ ٌم ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ ﻳ ﻮ َم دﻋ ﺎ ُه وﺳ ﻼ ٌم ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ ﻳ ﻮ َم أُرﻳ ﻖ اﻟ ْﺪ ﻫ ﺬه روﺣُ ﻪ أﻃ ّﻠ ْﺖ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ّﺸ ﺎ وﺗﺤ ّﺾ اﻟﺮﺟﺎ َل ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗَ ْﻀـ ﻳ ﻮ َم ﻛ ﺎﻧ ﺖ ﻗ ﻠ ﻮﺑُ ﻨ ﺎ ﺗ ﺘ ﻠ ّ ﻈﻰ ﺎح ﺑ ﺮﺟ ﻴ ٍﻢ ﻟ ﻤّ ﺎ أﺗ ﺎﻫ ﻢ وَﻗ ٍ ﻟ ﻢ ﻳ ﺒ ْﺖ ﻏ ﻴ َﺮ ﻟ ﻴ ﻠ ٍﺔ ﻛ ﺎن ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ وﻛ ﺄﻧ ﻲ ﺑ ﻪ ﺗُ ﺠ ﺎذﺑ ﻪ اﻷ َ ْو َﻗ ِﻠ ٌﻖ ﻳ ﺮﻗ ﺐُ اﻟ ﺼ ﺒ ﺎحَ ﻓ ﻠ ﻤّ ﺎ اﻟ ﻔِ ﺮا َر اﻟ ﻔ ﺮا َر أ َ ْﻟ َﻔ ﻴْ ُﺖ ﻓ ﻲ اﻟ ﱠﺸ ﺎ َو َﻟ َﻮ ّ أن اﻟ ﻤ ﻘ ﺎ َم ﻃ ﺎل ﺑ ﺒَ ﻴْ ُﺮو
ﻛ ﺎن ﻟ ﻠ ﺬاﺋ ﺪﻳ ﻦ ﻋ ﻨ ﻚِ ِﻣ ﺜ ﺎﻻ وﻛ ﺬا اﻟ ﺤ ﱡﺮ ﻻ ﻳ ﻤ ُ ﻮت اﻛ ﺘ ﻬ ﺎﻻ »ذي اﻟﻤﻌﺎﻟﻲ َﻓ ْﻠﻴَﻌْ ﻠُﻮ َْن ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻟﻰ« وﻃ ٌﻦ ُﻣ َ ﺮﻫ ٌﻖ ﻓ ﺼ ﺎل وﺟ ﺎﻻ َد ُم ﻣ ﻨ ﻪ ،وﺿ ﻤّ َﺦ اﻷﺟ ﺒ ﺎﻻ ِم ،ﺗ ﺰور اﻟ ﱡﺮﺑ ﻰ وﺗَ ﻐ ﺸ ﻰ اﻟ ﻈ ﻼﻻ ـ ﺤِ ﻴَ ِﺔ اﻟ ﻨ ﻔ ِﺲ ﻣ ﺎ أُﻫ ﻴ ﻨ ﻮا اﺣ ﺘ ﻼﻻ واﻟ ﻌِ ﺪى ﺗُ ِ ﻮﺳ ﻊ اﻟ ﺒ ﻼ َد اﺣ ﺘ ﻤ ﺎﻻ ﻛ ﺎن إﺗ ﻴ ﺎﻧ ُ ﻪ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ وﺑ ﺎﻻ ﻳُ ﺒ ِﺼ ُﺮ اﻟ ﻤ َ ﻮت ﺣ ﻮﻟ ﻪ أﺷ ﻜ ﺎﻻ ﻫ ﺎ ُم رﻋ ﺒً ﺎ ،ﻓ ﻴ ﺴ ﺘ ﻮي إﺟ ﻔ ﺎﻻ أ َ ْن ﺗ ﺠ ّﻠ ﻰ ﺷ ﱠﺪ اﻟ ﺮﺣ ﺎ َل ،وﻗ ﺎﻻ ِم ﻧ َ ﻜ ًﺎﻻ ،وﻓ ﺘ ﻴ ًﺔ أﺑ ﻄ ﺎﻻ َت؛ ﻟ ﻜ ﺎن اﻟ ﻤ ﺼ ﻴ ُﺮ أﺳ ﻮأ َ ﺣ ﺎﻻ 16
ذﻛﺮى ﺣﻤﻴﺔ أﻫﻞ اﻟﺸﺎم
∗∗∗
ﻫ ﺬه ﺷ ﻴ ﻤ ُﺔ اﻟ ﻜ ﺮا ِم ﺑ ﻨ ﻲ اﻟ ﱠﺸ ﺎ ﻋ ﺮﺑ ﱞﻲ إﺑ ﺎؤﻛ ﻢ أُﻣ ﻮيﱞ ﺮح أﺻ ﺎﺑ ﻜ ﻢ ﺣ ﱠﻞ ﻣ ﻨ ّ ﺎ ﻛ ﱡﻞ ﺟ ٍ ﻳ ﺤ ﺮس اﻟ ﻠ ُﻪ ﻣ ﺠ ﺪَﻧ ﺎ ﻣ ﺎ ﺑ ﺬﻟ ﻨ ﺎ
ِمَ ،ﺳ ﻤ ْﺖ ﻫِ ﻤّ ًﺔ ،وﻃ ﺎﺑ ﺖ ﻓ ﻌ ﺎﻻ ﻻ أﺑ ﺎ َد اﻟ ﺰﻣ ﺎ ُن ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﺨِ ﻼﻻ ﻮب ﻳ ﺄﺑ ﻰ اﻧ ﺪﻣ ﺎﻻ ﻓ ﻲ ﺻ ﻤ ﻴ ﻢ اﻟ ﻘ ﻠ ِ ﺎن ﻧ َ ْﻔ ًﺴ ﺎ وﻣ ﺎﻻ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒ ﻴ ﻞ اﻷوﻃ ِ ٢٤ﻣﺎرس ١٩٢٥
17
ﻋﺎرﴈ ﻧﻮﺣﻲ ﺑﺴﺠﻊ
ﺧﻄ ْ ﺮت ﺑ ﺎﻷﻣ ﺲ رﻳ ﺢٌ ﺻ ﺮﺻ ُﺮ ﻓﺎﻟﺘﻮى ُﻏ ْ ﺼ ُﻦ ﺷﺒﺎﺑﻲ اﻷﺧﻀ ُﺮ ورأﻳ ﺖ اﻟ ﺰﻫ َﺮ ﻋ ﻨ ﻪ ﻳُ ﻨ ْ ﺜ َ ُﺮ ﻣ ﺜ ﻠ ﻤ ﺎ ﻳُ ﻨ ْ ﺜ َ ُﺮ دﻣ ﻌ ﻲ ∗∗∗
ﻳ ﺎ ﺷ ﺒ ﺎﺑ ﻲ أﻧ َﺖ أﺣ ﺮى ﺑ ﺪﻣ ﻲ ﻻ ﺑ ﺪﻣ ﻌ ﻲ أو ﺷ ﻜ ﺎﻳ ﺎت ﻓ ﻤ ﻲ ﺧ ﱢﻞ ﻋ ﻨ ﻲ ﻓ ِﺼ ﺤ ﺎﺑ ﻲ ﻟُ ﻮﱠﻣ ﻲ ﻣ ﻸوا ﺑ ﺎﻟ ﻠ ﻮ ِم ﺳ ﻤ ﻌ ﻲ ∗∗∗
ﺳ ﺌ ﻤ ﻮا ﻧ َﻮْﺣ ﻲ وﻋ ﺎﻓ ﻮا ﻣ ﻨ ﻄ ﻘ ﻲ ﻫ ﻢ ذوو أﻓ ﺌ ﺪ ٍة ﻟ ﻢ ﺗ ﺨ ﻔ ِﻖ أﻧﺎ — ْ إن ﻳﺪروا — ﺑﺤﺘﻔﻲ ﻣﻠﺘ ِﻖ وﻏ ﺪًا ﻳ ﻬ ﺪأ روﻋ ﻲ ∗∗∗
وﻃﺄ ُة اﻟﻠﻴ ِﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﺤﺰﻳ ْﻦ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻣ ﺰﺟ ْﺖ ﻣ ﻨ ﻪ ﺑ ﺄﻧ ﻔ ﺎﺳ ﻲ أﻧ ﻴ ﻦ ﻣ ﺎ ﻟ ﻪ وﻗ ٌﻊ ﺑ ﺴ ﻤ ﻊ اﻟ ﻌ ﺎﻟ ﻤ ﻴ ﻦ وﺑ ﺴ ﻤ ﻌ ﻲ أيّ و َْﻗ ِﻊ ∗∗∗
أﻧ ِﺖ ﻳ ﺎ ورﻗ ﺎءُ ﻣ ﻦ دون اﻷﻧ ﺎ ِم ﺗﺴﻤﻌﻴﻦ اﻟﻨﻮحَ ﻣﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻈﻼم ﻓ ﺈذا ﻣ ﺎ ﻧ ُ ﺤْ ُﺖ ﻳ ﺎ رﻣ َﺰ اﻟ ﺴ ﻼم ﻋ ﺎرﺿ ﻲ ﻧ َ ﻮْﺣ ﻲ ﺑ َﺴ ﺠْ ِﻊ
20
ﻳﺎ ﻣﻮﻃﻨﻲ
أﻟﻘﻴﺖ ﰲ ﺣﻔﻠﺔ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺸﻬﺎدات ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻨﺎﺑﻠﺴﻴﺔ. ﻮّن ﺧ ﻄ ﺮ اﻟ ﻤَ َﺴ ﺎ ﺑ ﻮﺷ ﺎﺣ ﻪ اﻟ ﻤ ﺘ ﻠ ِ وﺗَ ﻠ ﻤّ َﺲ اﻟ ﺰﻫ َﺮ اﻟ ﺤَ ِﻴ ﱠﻲ ﻓ ﺄﻃ ﺮﻗ ْﺖ ودﻋﺎ اﻟﻄﻴﻮ َر إﻟﻰ اﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﺮﻓﺮﻓ ْﺖ وﺗَ ﺴ ﱠﻠ َﻠ ْﺖ ﻧ ﺴ ﻤ ﺎﺗُ ﻪ ﻓ ﻲ إﺛ ْ ﺮ ِه آﻣ ﺎ ُل أﻳ ﺎ ِم اﻟ ﺮﺑ ﻴ ِﻊ ﺟ ﻤ ﻴ ﻌُ ﻬ ﺎ ﻮع َ ﺻ ﺒ ﺎﺑ ٌﺔ ﺟ ﺒ ٌﻞ ﻟ ﻪ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻀ ﻠ ِ وﺗ ﻔ ﺠّ ْ ﺮت ِﺷ ﻌ ًﺮا ﺑ ﻘ ﻠ ﺒ ﻲ داﻓ ًﻘ ﺎ
ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﱡﺮﺑ ﻰ ﻳَ ﻬَ ﺐ اﻟ ﻜ ﺮى ﻟ ﻸَﻋْ ﻴُ ِﻦ أﺟ ﻔ ﺎﻧ ُ ﻪ ﺷ َ ﺄن اﻟ ُﻤ ﺤ ﺐﱢ اﻟ ﻤ ﺬﻋ ﻦ ﻮن ﻟ ﻬ ﺎ ﻟُ ﺤ ﻮ ُن »اﻷ ُ ْر ُﻏ ﻦ« ﻓ ﻮق اﻟ ﻮﻛ ِ ﱡ َ ﻓ ﺈذا اﻟ ﻐ ﺼ ﻮ ُن ﺑ ﻬ ﺎ ﺗ ﺮﻧ ﺢُ ُﻣ ﺪ ِْﻣ ﻦ ﺣَ َﺴ ٌﻦ )و ِﻋﻴﺒﺎ ُل( اﻛﺘﺴﻰ ﺑﺎﻷَﺣْ ﺴﻦ ﻛ ﺎدت ﺗ ﺤ ﻮل إﻟ ﻰ َﺳ ﻘ ﺎم ُﻣ ْﺰ ِﻣ ﻦ ﻓ ﺴ ﻜ ﺒ ُﺖ ﺻ ﺎﻓ ﻴ ﻪ ﻟ ﻴ ﺸ ﺮبَ ﻣ ﻮﻃ ﻨ ﻲ
∗∗∗
ﻳ ﺎ ﻣ ﻮﻃ ﻨ ً ﺎ ﻗ ﺮع اﻟ ﻌ ﺪا ُة ﺻ ﻔ ﺎﺗ ُﻪ ﻳ ﺎ ﻣ ﻮﻃ ﻨ ً ﺎ ﻃ ﻌ ﻦ اﻟ ﻌ ﺪا ُة ﻓ ﺆا َد ُه َﻟ ﻬْ ﻔ ﻲ ﻋ ﻠ ﻴ َﻚ وﻣ ﺎ اﻟ ﺘ ﻬ ﺎﻓ ﻲ ﺑ ﻌ ﺪﻣ ﺎ وأﺗَ ْﻮ َك ﻳُ ﺒ ﺪون اﻟ ﻮدا َد وﻛ ﱡﻠ ﻬ ﻢ ﻗﺪ ﻛﻨ ُﺖ أﺣﺴﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺪّن ﻧﻌﻤ ًﺔ ﻓ ﺈذا ﺑ ﺠ ﺎﻧ ﺐ ِر ْﻓ ﻘ ﻪ أﻛ ُﺮ اﻟ ﻮﻏ ﻰ اﻟ ﺬﻧ ﺐُ ذﻧ ﺒ ﻲ ﻳ ﻮ َم ﻫِ ﻤ ُﺖ ﺑ ﺤ ﺒّ ﻬ ﻢ واﻏ ﻤ ْﺮ ﺟ ﺮاﺣَ َﻚ ﻓ ﻲ دﻣ ﻲ ﻓ ﻠ ﻌ ّﻠ ُﻪ
أﺷ ﺠ ﻴ ﺘَ ﻨ ﻲ وﻣ ﻦ اﻟ ﺮﻗ ﺎد ﻣ ﻨ ﻌ ﺘ ﻨ ﻲ ﻗ ﺪ ﻛ ﻨ َﺖ ﻣ ﻦ ِﺳ ّﻜ ﻴ ﻨ ﻬ ﻢ ﻓ ﻲ ﻣ ﺄﻣ ﻦ ﻧ ﺰﻟ ﻮا ﺣِ ﻤ ﺎ َك ﻋ ﻠ ﻰ ﺳ ﺒ ﻴ ٍﻞ َﻫ ﻴّ ﻦ ﻮب ﺑ ﺎﻟ ﺨ ﺪاع ُﻣ ﺒ ﱠ ﻄﻦ ﻳ ﺰﻫ ﻮ ﺑ ﺜ ٍ ﺣ ﺘ ﻰ رأﻳ ُﺖ ﺷ ﺮاﺳ َﺔ اﻟ ﻤ ﺘ ﻤ ﺪّن وإذا اﻟ ﺤ ﺪﻳ ُﺪ ﻣ ﻊ اﻟ ﻜ ﻼ ِم اﻟ ﻠ ﻴّ ﻦ ﻳ ﺎ ﻣ ﻮﻃ ﻨ ﻲ ﻫ ﺬا ﻓ ﺆادي ﻓ ﺎ ْ ﻃﻌﻦ ﻳُ ﺠ ﺪي ﻓ ﺘ ﺒ ﺮأ َ ﺑ ﻌ ﺪه ﻳ ﺎ ﻣ ﻮﻃ ﻨ ﻲ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
∗∗∗
ﻋ ﺠ ﺒً ﺎ ﻟ ﻘ ﻮﻣ ﻲ ُﻣ ْﻘ ﻌَ ﺪﻳ ﻦ وﻧ ُ ﻮﱠﻣً ﺎ ﻋ ﺠ ﺒً ﺎ ﻟ ﻘ ﻮﻣ ﻲ ﻛ ﱡﻠ ﻬ ﻢ ﺑُ ْﻜ ٌﻢ وﻣَ ْﻦ ِﻟ َﻢ ﻳُﻮﺟﺴﻮن ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺧِ ﻴﻔ ًﺔ؟ إن اﻟ ﺒ ﻼ َد ﻛ ﺮﻳ ﻤ ٌﺔ ﻳ ﺎ ﻟ ﻴ ﺘ ﻬ ﺎ
وﻋَ ﺪوﱡﻫ ﻢ ﻋ ﻦ ﺳ ﺤ ﻘ ﻬ ﻢ ﻻ ﻳ ﻨ ﺜ ﻨ ﻲ ﻳ ﻨ ﻄ ْﻖ ﻳَ ﻘ ْﻞ ﻳ ﺎ ﻟ ﻴ ﺘ ﻨ ﻲ وﻟ ﻌ ّﻠ ﻨ ﻲ ِﻟ َﻢ ﻳ ﺼ ﺪﻓ ﻮن ﻋ ﻦ اﻟ ﻄ ﺮﻳ ﻖ اﻟ ﺒ ﻴﱢ ﻦ؟ ﺿ ﻨ ّ ْﺖ ﻋ ﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﻋ ﱠﻘ ﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﺪﻓ ﻦ
∗∗∗
وإذا ﺗَ ﺜ ّﻘ َ ﻒ ﻛ ﺎن ﺻ ﺎﻓ ﻲ اﻟ ﻤ ﻌ ﺪن ﻛ ﱞﻞ ﺑ ﻐ ﻴ ﺮ ﺑ ﻼده ﻟ ﻢ ﻳُ ْﻔ ﺘَ ﻦ ﱠإﻻ اﻟ ﺴ ﻤ ﱡﻮ إﻟ ﻰ اﻟ ﻌُ ﻼ ﻣ ﻦ َدﻳْ ﺪَن ﻳ ﺎ أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻮﻃ ُﻦ اﻟ ﻤ ﺠ ﻴ ﺪ ﺗَ ﻴ ﻤﱠ ﻦ
ﻗﺎﻟﻮا :اﻟﺸﺒﺎبُ … ﻓﻘﻠ ُﺖ :ﺳﻴﻒ ﺑﺎﺗ ٌﺮ ﻣ ﺮﺣ ﻰ ﻟ ﺸ ﺒّ ﺎن اﻟ ﺒ ﻼدِ إذا ﻏ ﺪا ﻣ ﺮﺣ ﻰ ﻟ ﺸ ﺒّ ﺎن اﻟ ﺒ ﻼدِ ﻓ ﻤ ﺎ ﻟ ﻬ ﻢ ﻧﻬﺾ اﻟﺸﺒﺎبُ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮن ﺑﻤﺠﺪﻫﻢ
١٦ﻳﻮﻟﻴﻪ ١٩٢٥
22
ﻳﺎ َﴎا َة اﻟﺒﻼد
ﻳ ﺎ َﺳ ﺮا َة اﻟ ﺒ ﻼدِ ﻳ ﻜ ﻔ ﻲ اﻟ ﺒ ﻼدا اﻧ ﺘ ﺪابٌ أﺣ ﱡﺪ ﻣ ﻦ ﺷ ﻔ ﺮة اﻟ ﱠﺴ ﻴ ِﻒ وﻋ ُﺪ ﺑَ ﻠ ﻔ ﻮ َر د ّﻛ ﻬ ﺎ ﻓ ﻠ ﻤ ﺎذا ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي ﺗ ﻔ ﻌ ﻠ ﻮن واﻟ ﺠ ﱡﻮ ُﻣ ْﺮﺑَ ﱞﺪ أ َ َﻓ َﺮ ْﻏ ﺘُ ْﻢ ﻣ ﻦ ﻛ ّﻞ أﻣ ٍﺮ ﺳ ﻮى أﺣ ﺒ َ ﻂ اﻟ ﻠ ُﻪ ﺳ ﻌ ﻴَ ﻜ ﻢ أ َ ِﻟ ﺤُ ﺐﱢ ﺗ ﻨ ﺒ ﺬون اﻷوﻃ َ ﺎن ﻓ ﻲ ﻃ ﻠ ﺐ إن ﻓ ﻲ اﻟ ﻤ ﻮﻃ ﻦ اﻟ ﻌ ﺰﻳ ِﺰ ﺳ ﻮا ُه وﻃ ٌﻦ ﺑ ﺎﺋ ٌﺲ ﻳُ ﺒ ﺎع وأﻧ ﺘ ﻢ ُﻣ ﺜ َﺨ ٌﻦ ﺑ ﺎﻟ ﺠ ﺮاح أﺑ ﺮأه اﻟ ﻠ ُﻪ ﻛ ﻴ ﻒ ﻳ ﻠ ﻘ ﻰ ﻣ ﻦ ﻫ ﺎدﻣ ﻴ ﻪ ﺑ ﻨ ﺎ ًة ﻳ ﺎ ﺟُ ﻨ ﺎ ًة ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺒ ﻼد ﺑ ﺪﻋ ﻮى ﻗ ﺎم ﻣ ﻦ ﺑ ﻴ ﻨ ﻜ ﻢ ﺳ ﻤ ﺎﺳ ﺮ ُة اﻟ ﱡﺴ ﻮء ﺼ ﻐ ﺎ ُر ﻓ ﻴ ﺒ ﻐ َ ﻓ ﻲ ﻏ ٍﺪ ﻳ ﻨ ﺸ ﺄ اﻟ ﱢ ﻮن َ ﺑ ﻌ ﺘ ﻤ ﻮه إﻟ ﻰ اﻟ ﻌ ﺪوّ ﻓ ﻤ ﻦ أﻳْ ـ أﻧ ﺘ ُﻢ اﻟ ﻴ ﻮ َم ﺗ ﺰرﻋ ﻮن ﻓ ﺴ ﺎدًا ﻳﺎ ﺳﻤﺎءُ اﻧﻘ ّﻀﻲ وﻳﺎ ُ أرض ِﻣﻴﺪي
ﻣ ﺎ أذاب اﻟ ﻘ ﻠ ﻮبَ واﻷﻛ ﺒ ﺎدا وأورى ﻣ ﻦ اﻟ ﻤ ﻨ ﺎﻳ ﺎ ِزﻧ ﺎدا ﻮن اﻷﻧ ﻘ َ ﺗﺠﻌﻠ َ ﺎض ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ رﻣ ﺎدا وﻫ ﺬي اﻷﻋ ﺪاءُ ﺗ ﻘ ﻀ ﻲ اﻟ ﻤ ﺮادا اﻟ ﻤَ ﺠْ ِﻠ ِﺲ ﻳ ﺤ ﺘ ﺎج ﻫِ ﻤّ ًﺔ وﺟ ﻬ ﺎدا اﻟ ِ ﺬات ﻗ ﻤ ﺘ ﻢ ﺗُ ﻬ ﻴّ ﺌ ﻮن اﻟ ﻌ ﺘ ﺎدا اﻟﻤﻨ ِﺼ ِﺐ واﻟﺪﻳ َﻦ واﻟﻬﺪى واﻟﺮﺷﺎدا أﻟ َ ﻒ ُﺷ ْﻐ ٍﻞ ﻓ ﺄَو ِْﺳ ﻌ ﻮﻫ ﺎ اﺟ ﺘ ﻬ ﺎدا ﻻ ﺗ ﺰاﻟ ﻮن ﺗ ﺨ ﺪﻋ ﻮن اﻟ ﻌ ﺒ ﺎدا ﻓ ﻬ ﱠﻼ ﻛ ﻨ ﺘ ْﻢ ﻟ ﻪ ﻋُ ﻮّادا ﻛﻴﻒ ﻳﺮﺟﻮ ﻣﻦ ﺟﺎرﺣﻴﻪ ِﺿﻤﺎدا اﻟ َﺨ ﻴ ِﺮ واﻟ ِﺒ ﱢﺮ ﻻ ﻧ َ ﻌ ﻤ ﺘ ﻢ ُرﻗ ﺎدا ﻓ ﻬ ﻞ ﺗ ﺸ ﺘ ﻜ ﻮن ﺛ َ ﱠﻢ اﻗ ﺘ ﺼ ﺎدا ِﺗ ﻼدًا وﻣ ﺎ ﺗ ﺮﻛ ﺘ ﻢ ِﺗ ﻼدا ـ َﻦ ﻳ ﻼﻗ ﻮن ﻣ ﻠ ﺠ ﺄ ً وﻣ ﻬ ﺎدا وﻏ ﺪًا ﺳ ﻮف ﻳُ ﺜ ﻤ ﺮ اﺳ ﺘ ﻌ ﺒ ﺎدا ﻗ ﺘ ﻠ ْﺖ أُﻣّ ﺔ وﺑ ﺎدت ﺑ ﻼدا ٢٩آب ١٩٢٥
ﻋﻴﻨﺎي ﻣﻄﺒﻘﺘﺎن
اﻟ ﻘ ﻠ ﺐُ ﻣ ﺘّ ﺼ ﻞ اﻟ ﻮَﺟ ﻴ ـ ـ ِﻒ ﺗﻜﺎد ﺗﻠ ُﻔﻈﻪ ﺿﻠﻮﻋﻲ ﻮع واﻟ ﻠ ﻴ ُﻞ ﻟ ﻢ ﻳ ﻬ ﺐ اﻟ ﻜ ﺮى ﻟ ﻜ ﻦ ﺣ ﺒ ﺎﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻟ ﺪﻣ ِ واﻟﺼﺒﺢُ ﻓﻲ ﻣﻬﻮًى َﺳﺤﻴـ ـ ٍﻖ ،ﻻ ﻳُ ﺒ ﱢﺸ ﺮ ﺑ ﺎﻟ ﻄ ﻠ ﻮع واﻟﻜﻮ ُن ﻧﺎﺋ ْﻢ واﻟﻔﻜ ُﺮ ﻫﺎﺋ ْﻢ ﻳ ﺘ ﻠ ﻤّ ﺲ اﻟ ﺤ ﺴ ﻨ ﺎءَ ﻓ ﺎ ﺗ ﻨ ﺘ ﻲ ﺑ ﻬ ﺎﺗ ﻴ ﻚ اﻟ ﺮﺑ ﻮع ∗∗∗
ﻋ ﻴ ﻨ ﺎيَ ﻣ ﻄ ﺒ ﻘ ﺘ ﺎن … ﻟ ـ ـ ِﻜ ﻨ ّ ﻲ أرى ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﻨ ﺠ ﻮ ْم ُﻣ ﺘ ﺄ ّﻟ ﻘ ٍ ﺎت ﺑ ﺎﻟ ﻔ ﻀ ﺎ ءِ ﻋ ﻠ ﻰ ﻏ ﻴ ﺎﻫ ِﺒ ﻪ ﺗ ﻌ ﻮم ﻓ ﺈﺧ ﺎل ﻓ ﺎﺗ ﻨ ﺘ ﻲ ﺗ ﻤ ﺘ ـ ـ ﺘ ُﻊ ﺑ ﻴ ﻨ ﻬ ﱠﻦ ﺑ ﻤ ﺎ ﺗ ﺮوم ﻓ ﺄُﺟ ﻴ ﻞ ﻋَ ﻴْ ﻨ ﺎ ﺗ ﻨ ﻬ ﱡﻞ ﺣ ﺰﻧ ﺎ ﻓ ﺄرى اﻟ ﻨ ﺠ ﻮ َم ﺗ ﺮﻳ ﺪ ْ ﺗ ﻨ ﻘ ﱠﺾ ﻓ ﻮﻗ ﻲ ﻛ ﺎﻟ ﱡﺮﺟ ﻮم أن ∗∗∗
َن ﺳ ﻮى ﻫ ﺪﻳ ِﻞ ﺣ ﻤ ﺎﺋ ﻤ ﻲ ﻻ ﺷ ﻲءَ ﻳ ﺨ ﺘ ﺮق اﻟ ﺴ ﻜ ﻮ ﺣ ﻤ ﻠ ﺘْ ﻪ ﻟ ﻲ ﺑ ﻌ ُ ﺾ اﻟ ﻨ ﺴ ﺎ ﺋ ِﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﻈ ﻼم اﻟ ﻘ ﺎﺗ ِﻢ ُ ﻮددت ﻟ ﻮ ﻳُ ﺸ َﻔ ﻰ اﻟ ﻔ ﺆا ُد ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﻰ اﻟ ﻤ ﺘ ﻘ ﺎدم ﻓ ﻓ ﺈذا اﻟ ﻬ ﺪﻳ ْﻞ ﻻ ﻳ ﺴ ﺘ ﺤ ﻴ ْﻞ ﻗ ﻠ ﺒً ﺎ ﻳ ﺴ ﻴ ﺮ ﺑ ﻪ اﻟ ﻬ ﻮى ﻓ ﻲ ﻟُ ﺠّ ﻪ اﻟ ﻤ ﺘ ﻼﻃ ﻢ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
∗∗∗
ﻋ ﺒ ﺜ ً ﺎ أُﺧ ّﻔ ﻒ ﻋ ﻦ ﻓ ﺆا ﻋ ﺒ ﺜ ً ﺎ أُﻋ ّﻠ ﻠ ﻪ ﺑ ﻠُ ْﻘ ـ ﺣَ ّﺬرﺗُ ﻪ ﺣُ ﺒٍّ ﺎ ﻋ ﻮا ﻟ ّﻠ ﻪ ﻗ ﻠ ﺐُ ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ﺟ ﱡﻢ اﻟ ﻌ ﺜ ﺎ
دٍ ﻻ ﻳَ ﻘ ّﺮ ﻟ ﻪ ﻗ ﺮا ُر ـ ﻴ ﺎﻫ ﺎ ،وﻗ ﺪ ﺷ ﱠ ﻂ اﻟ ﻤ ﺰار ﻗ ﺒُ ﻪ اﻟ ﻠ ﻮاﻋ ﺞُ واﻟ ﺪﻣ ﺎر أﻏ ﻮاه ﺣ ﺐﱡ ِر وﻳ ﺴ ﺘ ﺠ ﻴ ُﺮ وﻻ ﻳُ ﺠ ﺎر ١٩٢٥
26
ﺷﻮق وﻋﺘﺎب
ﻛ ﻴ ﻒ أﻏ ﻮﻳ ﺘَ ﻨ ﻲ وأﻣ ﻌ ﻨ َﺖ َ ﺻ ﺪّا و ﱠد ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ ﻟ ﻮ ﻳ ﺠ ﻬ ﻞ اﻟ ﺤ ﺐﱠ ﻟ ﻤ ﺎ وﺷﻜ ْﺖ أﺿﻠﻌﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ ﻧﺎ ًرا
ﻳ ﺎ ﺣ ﺒ ﻴ ﺒً ﺎ أﻋ ﻄ ﻰ ﻗ ﻠ ﻴ ًﻼ وأﻛ ﺪى ْ أن رآه ﻳ ﺤ ﻮل َﺳ ْﻘ ﻤً ﺎ ووَﺟْ ﺪا ﻫﻞ ﻋﻬ َ ﺪن اﻟﻬﻮى ﺳﻼﻣً ﺎ وﺑَﺮدا؟!
∗∗∗
ﻃ ﻠ ﻊ اﻟ ﻔ ﺠ ُﺮ ﺑ ﺎﺳ ﻤً ﺎ ﻓ ﺘ ﺄﻣّ ْﻞ ﻫ ﻲ ﻣ ﺜ ﻠ ﻲ ﺣ ﻴ ﺮى وﻋ ﻤّ ﺎ ﻗ ﺮﻳ ٍﺐ ﻮق ﻟ َﻚ ﺣ ﻤّ ﻠ ﺘُ ﻬ ﺎ رﺳ ﺎﻟ َﺔ ﺷ ٍ
ﺑ ﻨ ﺠ ﻮم اﻟ ﺪﺟ ﻰ ﺗَ ﺮﻧ ﱠ ﺢُ ُﺳ ﻬْ ﺪا ﺗ ﺘ ﻮارى ﻣ ﻊ اﻟ ﻈ ﻼم وﺗ ﻬ ﺪا ﺎب ،أﻇ ﻨ ّ ﻬ ﺎ ﻻ ﺗُ ﺆدّى … وﻋ ﺘ ٍ
∗∗∗
ﻗﻠ ُﺖ ﻟﻠﻄﻴﺮ ﺣﻴﻦ أﺻﺒﺢ ﻳﺸﺪو ﺛ ﻢ ﻏ ﻨ ّ ﻰ أﻧ ﺸ ﻮد ًة ﻋ ﻦ ﺣ ﺒ ﻴ ٍﺐ أﺿ ﺮ َم اﻟ ﺬﻛ ﺮﻳ ِ ﺎت ﺑ ﻲ ﺛ ُ ّﻢ و ّﻟ ﻰ
»أﻳﻬﺎ اﻟﻄﻴ ُﺮ ﻋِ ْﻢ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ!« َﻓﺮدّا ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ﻦ ﻇ ﺎﻟ ﻤً ﺎ ،وﻻ ﺧ ﺎن ﻋ ﻬ ﺪا ﻻ رﻣﺎ َك اﻟﺼﻴّﺎ ُد … أﺳﺮﻓ َﺖ ِﺟﺪّا
∗∗∗
ﺟ ﻤ ﻊ اﻟ ﻠ ُﻪ ﻓ ﻲ ُﻣ ﺤ ﻴّ ﺎ ﺣ ﺒ ﻴ ﺒ ﻲ واﺑ ﺘ ﺴ ﺎﻣً ﺎ ﻻ ﻳ ﻬ ﺠ ﺮ اﻟ ﺜ ﻐ َﺮ ﱠإﻻ ﻻ ﻋ ﺮﻓ َﺖ اﻟ ﻮَﻓ ﺎ وﻻ ﻛ ﺎن وﻋ ٌﺪ
أُﻗ ﺤ ﻮاﻧ ً ﺎ وﻳ َ ﺎﺳ ﻤ ﻴ ﻨ ً ﺎ َووَردا ﻋ ﻨ ﺪ ﻗ ﻮﻟ ﻲ ﻟ ﻪ :أَﺗُ ﻨ ﺠ ﺰ وﻋ ﺪا؟ ﻳ ﺠ ﻌ ﻞ اﻟ ﺒ ﺴ ﻤ َﺔ اﻟ ﻮدﻳ ﻌ َﺔ ﺣِ ﻘ ﺪا اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ١٦ ،أﻳﺎر ١٩٢٦
ذﻛﺮى دﻣﺸﻖ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﺳﺘﺸﻬﺎد املﺠﺎﻫﺪ أﺣﻤﺪ ﻣﺮﻳﻮد
ﺎن ﻫ ﺎدئ ُ اﻟ ﻘ ﻠ ِﺐ ُﻣ ﻄ ﺒَ ُﻖ اﻷﺟ ﻔ ِ ﻣَ َﻠ ٌﻚ ﻋ ﻨ ﺪ رأﺳ ﻪ ﺑ ﺎﺳ ُﻢ اﻟ ﺜ ﱠ ْﻐ ـ ﺆوس َ ﻏ ﺎد ٌة ﺗ ﻤ ﻸ اﻟ ﻜ َ وﺧ ْﻮ ٌد ﻮر وﺣ ﻮاﻟ ﻴ ﻪ ﻃ ﺎف أﺳ ﺮابُ ﺣُ ٍ وﺗﻬﺎوى اﻟﻄﻴﻮ ُر ﻋﻦ ﺷﺠﺮ اﻟ ُﺨ ْﻠـ ﺎش ﻣ ﻦ ﻛ ﺒ ﻴ ٍﺮ ﻳ ﺰﻫ ﻮ ﺑ ﺄﺑ ﻬ ﻰ رﻳ ٍ وأﻓ ﺎق اﻟ ﺸ ﻬ ﻴ ُﺪ ُﻣ ﻨ ﺸ ِﺮحَ اﻟ ﱠ ﺼ ْﺪ واﺳﺘﻮى ﺟﺎﻟ ًﺴﺎ ﻋﻠﻰ َر ْﻓ ٍ ﺮف ُﺧ ْﻀـ وﺳ ﻘ ﺘْ ﻪ ﻣ ﻼﺋ ُﻚ اﻟ ﻠ ِﻪ ﺧ ﻤ ًﺮا
ﺎن ﺮوح راﻗ ُﺪ اﻟ ﺠ ﺜ ﻤ ِ ُﻣ ﻄ َﻠ ُﻖ اﻟ ِ ـ ِﺮ ﺟ ﻨ ﺎﺣ ﺎه ﻓ ﻮﻗ ﻪ ﻳ ﺨ ﻔ ﻘ ﺎن ﺗﻨﻀﺢ اﻟﺠﺮحَ ﻣﻦ رﺣﻴﻖ اﻟ ِﺠﻨﺎن ﺑ ﻐ ﺼ ﻮن اﻟ ﻨ ﺨ ﻴ ِﻞ واﻟ ﺮﻳ ﺤ ﺎن ـ ِﺪ ﺗَ ﻐ ﻨ ﱠ ﻰ ﺑ ﺄﻋ ﺬب اﻷﻟ ﺤ ﺎن وﺻ ﻐ ﻴ ٍﺮ ُﻣ ﺼ ﻮ ٍﱠر ﻣ ﻦ ﺣ ﻨ ﺎن ِر ﺷ ﻜ ﻮ ًرا ﻷﻧ ﻌُ ِﻢ اﻟ ﺮﺣ ﻤ ﺎن ﻮال وﻋ ﺒ ﻘ ﺮيﱟ ﺣِ ﺴ ﺎن ـ ٍﺮ ﻏ ٍ ﺟ ﻌ ﻠ ﺘْ ﻪ ﺣ ﻴٍّ ﺎ ﻣ ﺪى اﻷزﻣ ﺎن
∗∗∗
وﺗ ﺠ ّﻠ ْﺖ أﻧ ﻮا ُر ﻣَ ْﻦ ﻣَ َﻠ َﻚ اﻟ ُﻤ ْﻠ ـ ﺛ ﻢ ﺣ ﻴﱠ ﺎ ذاك اﻟ ﺸ ﻬ ﻴ َﺪ وﻧ ﺎدى رﺿ ﻲ اﻟ ﻠ ُﻪ ﻋ ﻦ ﺟ ﻬ ﺎد َك ﻓ ﺎﺧ ﻠ ْﺪ وﺧ ﻠ ﻮ ُد اﻟ ﻨ ﻌ ﻴ ِﻢ ﻋ ﻨ ﺪي ﺟ ﺰاءٌ
ـ َﻚ ،ﻓ َﺨ ﱠﺮ اﻟ ﺤ ﻀ ﻮ ُر ﻟ ﻸذﻗ ﺎن أﻳّ ﻬ ﺬا اﻟ ﺸ ﻬ ﻴ ُﺪ ﻟ ﺴ َﺖ ﺑ ﻔ ﺎن وﺗَ ﺒ ﻮّأ ْ ﻓ ﻲ اﻟ ُﺨ ْﻠ ﺪ أﻋ ﻠ ﻰ ﻣ ﻜ ﺎن ﻟ ﻠ ﺬي ﻣ ﺎت ﻓ ﻲ ﻫ ﻮى اﻷوﻃ ﺎن
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
∗∗∗
ﻏ ﺒ ﻄ ٌﺔ ﻋ ﻨ ﺪ راﺳ ِﺦ اﻹﻳ ﻤ ﺎن واﻟﺘﻮى اﻟﻐﺼ ُﻦ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﺮﻳﻌﺎن ﻋ ﺒ ﺜ ْﺖ ﻟ ﻠ ﺮﻳ ﺎح ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﻳ ﺪان دﻣ َﻊ ﺳ ﻠ ﻮى ﻟ ﻜ ْﻦ ﺑ ﻼ ُﺳ ْﻠ ﻮان
ﻣ ﺎ ﻣ ﺼ ﻴ ُﺮ اﻟ ﺸ ﻬ ﻴ ِﺪ ﻳ ﺎ ربﱢ إﻻ ﻏ ﻴ َﺮ أن اﻟ ﺸ ﺒ ﺎب ْ إن ﻛ ﺎن َﻏ ٍّﻀ ﺎ ْ ٍ ﻼت ﺮاءت أزﻫ ﺎ ُره ذاﺑ وﺗ ﺗُ ﻌْ ﺬَر اﻟ ﻌ ﻴ ُﻦ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒ ﻜ ﺎءِ ﻋ ﻠ ﻴ ِﻪ
∗∗∗
ﺿﺎﺣﻚِ اﻟﻮﺟ ِﻪ ﻓﻲ ُﻗﻄﻮب اﻟﺰﻣﺎن ﻳ ُﺪ ﺣُ ّﺮﻳ ٍﺔ أَﻧ ٍ ﻮف ﺣَ َ ﺼ ﺎن ﻓ ﻲ رﻗ ﺎب اﻷﻋ ﺪاءِ ﻳ ﻮ َم اﻟ ﻄ ﻌ ﺎن ﺗَ ﻘ ﻨ ﻌ ﻲ ﺑ ﺎﻟ ﻘ ﺮﻳ ﺢ ﻣ ﻦ أﺟ ﻔ ﺎﻧ ﻲ وﺣ ﻠ ﻴ ُ ﻒ اﻟ ﺰﻓ ﻴ ِﺮ واﻟ ﺨ ﻔ ﻘ ﺎن
َربﱢ ﻋ ﻔ ﻮًا ْ إن راﻋ ﻨ ﺎ َﻓ ْﻘ ُﺪ ﻧ َ ﺪ ٍْب ﺻ ﺎر ٌم ﻛ ﺎن ُﻣ ﻐ ﻤَ ﺪًا ﺻ ﻘ ﻠ ﺘْ ُﻪ ﺷ ﻬ ﺮﺗْ ُﻪ ﺣ ﺘ ﻰ أذاﺑ ﺘْ ﻪ ﻣَ ْﺴ ﺤً ﺎ ﻳ ﺎ دﻣ ﻮﻋ ﻲ وﻫ ﺒ ﺘُ ﻚِ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐَ إن ﻟ ﻢ َﻓ ﻬْ ﻮ ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ أﻟ ﻴ ُ ﻒ َﻫ ﻤّ ﻲ وﺣ ﺰﻧ ﻲ
∗∗∗
ُ ﻮارق اﻟ ﺤَ ﺪَﺛ ﺎن أَﻳّ ﻤ ﺘْ ﻬ ﺎ ﻃ ـ ِﺮ وﻟ ﻢ ﺗ ﻨ ﻘ ﻄ ﻊ أﻏ ﺎﻧ ﻲ اﻟ ﻐ ﻮاﻧ ﻲ ﺑ ﺎدﻳ ٌ ﺎت ﻧ ﻮاﺿ ًﺮا ﻟ ﻠ ﻌ ﻴ ﺎن َرﻧ ّ ﺤ ﺘْ ﻬ ﻢ ُﻣ ﺪاﻣ ُﺔ اﻟ ُﻐ ﺪران ﺑ ﺎﻷراﺟ ﻴ ﺢ و َْﻫ ﻲ ﻓ ﻲ اﻷﻏ ﺼ ﺎن ﻓ ﺠ ﻌ ﺘْ ﻪ أﺣ ﺰاﻧ ُ ﻪ ﺑ ﺎﻷﻣ ﺎﻧ ﻲ ﻗ ﺪ أﺣ ﻠ َﻦ اﻟ ﻬَ ﻨ ﺎ إﻟ ﻰ أﺣ ﺰان ﺑ ﻚِ ﻟ ﻤ ﺎ ُﻗ ﺬِﻓ ِﺖ ﺑ ﺎﻟ ﻨ ﻴ ﺮان ﺑ ﺮدى واﻟ ﻤ ﺤ ﺐﱡ ُﻣ ﺘّ ﻔ ﻘ ﺎن ُﻣ ﻜ ﻔ ِﻬ ٍّﺮا ﻓ ﻜ ﻴ ﻒ ﺣ ﺎ ُل اﻟ ﺜ ﺎﻧ ﻲ؟
ﻳ ﺎ رﺑ ﻮ َع »اﻟ ﻔ ﻴ ﺤ ﺎءِ« أﻧ ِﺖ ﻋ ٌ ﺮوس اﻷﻛ ﺎﻟ ﻴ ُﻞ ﻟ ﻢ ﺗ ﺰل ﻏ ّﻀ َﺔ اﻟ ﱠﺰ ْﻫ ـ واﻟ ﻤ ﻐ ﺎﻧ ﻲ ﻣ ﺄﻫ ﻮﻟ ٌﺔ واﻟ ﺮواﺑ ﻲ ﺆوس ﻗ ﻴ ﺎ ٌم واﻟ ﻨ ﺪاﻣ ﻰ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻜ ِ واﻟ ﻌ ﺬارى ﺳ ﻮاﻓ ٌﺮ ﻻﻫ ﻴ ٌ ﺎت ﻳﺎ ﻋ َ ﺮوس اﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎ وﻣ ﺎ ﺣ ﺎل ﻗ ﻠ ﺐ اﻟ ﺨ ﻄ ﻮبُ اﻟ ﻼﺋ ﻲ ﻧ ﺰﻟ َﻦ ِﺟ ﺴ ﺎ ٌم واﻷﺳ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟ ﻀ ﻠ ﻮع أﺷ ﺒ ُﻪ ﺷ ﻲءٍ ﻣ ﻨ ﻚِ دﻣ ٌﻊ وﻣ ﻦ ُﻣ ﺤ ﺒّ َﻚ دﻣ ٌﻊ رﺣ ﻞ اﻟ ﻌ ﺎ ُم ﻋ ﻨ ﻚِ ﺟَ ﻬْ َﻢ اﻟ ﻤ ﺤ ﻴّ ﺎ
∗∗∗
ﻻ ﺗ ﺮﻋْ ﻚِ اﻟ ﺨ ﻄ ﻮبُ ﻳ ﺎ اﺑ ﻨ َﺔ ﻣَ ْﺮوا
َن وﻟُ ﻮذي ﺑ ﺎﻟ ﻠ ﻪ واﻟ ﻔ ﺘ ﻴ ﺎن 30
ذﻛﺮى دﻣﺸﻖ
اﻟ ﺸ ﺒ ﺎبُ اﻟ ﻨ ﻀ ﻴ ﺮ واﻷﻣ ُﻞ اﻟ ﺜ ّ ﺎ واﻟﺸﺒﺎبُ اﻟﻨﻀﻴﺮ إن ِﺳﻴﻢ ﺧﺴ ًﻔﺎ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ أن ﺗﺤﺸ َﺪ اﻟﺠﻴ َﺶ ﻛﺎﻟ ﱠﺴﻴْـ ﻟ ﻔ ﺮﻧ ﺴ ﺎ ﻣ ﺎ ﺗ ﺸ ﺘ ﻬ ﻲ ﻟ ﻔ ﺮﻧ ﺴ ﺎ
ﺑ ُﺖ ﺧِ ّﻼن ﻛ ﻴ ﻒ ﻳ ﻔ ﺘ ﺮﻗ ﺎن ﺛ ﺎﺋ ٌﺮ ﺑ ﺎﺳ ٌﻞ َوﺛ ُ ﻮب اﻟ ﺠَ ﻨ ﺎن ـ ِﻞ وﺗُ ﺒ ﺪي ﻋ ﺠ ﺎﺋ ﺐَ اﻟ ﻄ ﻴ ﺮان … ﻣ ﺎ ﺗَ ﻤ ﻨ ﱠ ﻰ ﻓ ﻤ ﻮﻋ ُﺪ اﻟ ﺜ ِﺄر دان
∗∗∗
ٌن وأﺿ ﺤ ﻰ ﻳ ﺠ ﻴ ُﺶ ﻛ ﺎﻟ ﺒ ﺮﻛ ﺎن ﺷ ﺎﻫ ٌﺮ ﻟ ﻠ ﻮﻏ ﻰ ﺣُ ﺴ ﺎﻣً ﺎ ﻳَ ﻤ ﺎﻧ ﻲ ـ ُﻪ ﻟ ﻴ ﻮ ٍم ُﻣ ﺤ ﺠﱠ ٍﻞ أ َ ْروﻧ ﺎن ِق وﻓ ﻲ ﻣَ ﻀ ﺮﺑَ ﻴْ ﻪ ﺻ ﺎﻋ ﻘ ﺘ ﺎن«
ﻮل اﻟ ﻮﻏ ﻰ وﻗ ﺪ ﻫ ﺎج ُﺳ ْﻠ ﻄ ﺎ ﻳ ﺎ َﻟ ﻬ ِ أ َ َﺳ ٌﺪ ﻓ ﻮق ﺿ ﺎﻣ ٍﺮ ﻋ ﺮﺑ ﱟﻲ أرﻫ ﻘ ﺘْ ﻪ اﻟ ﻤ ﻨ ﻮ ُن ،ﺛ ّﻢ أﻧ ﺎﻣ ﺘْ ـ »ﺻ ﻔ ﺤ ﺘ ﺎه ﻋ ﻘ ﻴ ﻘ ﺘ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟ ﺒَ ْﺮ
∗∗∗
وﻃ ﺒ ﻴ ﺐٌ أﻏ ﱡﺮ ﻳُ ﻌ ﻄ ﻲ دواءً أﻟُ ﻴ ﻮﺛ ً ﺎ أ َ ْﻓ ﻠ ﱠﺖ ﻳ ﺎ ﺳ ﺠ َﻦ أ َ ْروا ﺮب أﺛ ﺎر ﻇ ﻠ ُﻢ ﻓ ﺮﻧ ﺴ ﺎ أيﱡ ﺣ ٍ اﻟ ﻤ ﻐ ﺎوﻳ ُﺮ ﺣُ ﱠﻀ ٌﺮ وﺑُ ﺪاةٌ واﻟ ﺠ ﻴ ﺎ ُد اﻟ ﻌِ ﺘ ﺎق َو ْﻟ ﻬ ﻰ ِﻃ ﺮادٍ واﻟ ﺴ ﻴ ُ ﻮف اﻟ ﺮﻗ ﺎق ﻇ ﻤ ﺄى دﻣ ﺎءٍ ﻓ ﺎﺳ ﺄﻟ ﻲ ﻋ ﻦ َﻓ ﻌ ﺎﻟ ﻬ ﻢ ﻳ ﺎ ﻓ ﺮﻧ ﺴ ﺎ وأﻗ ﻴ ﻤ ﻲ ﻣ ﻤ ﺎﻟ ًﻜ ﺎ وﻋ ً ﺮوﺷ ﺎ ّ إن ﻣَ ﻦ ﺗ ﻤ ﻨ ﺤ ﻴ ﻦ ﻣ ﺠ ﺪًا و ُﻣ ْﻠ ًﻜ ﺎ ﺳﻮف ﻻ ﻳﻨﺜﻨ ﻮن ﻋ ﻦ ﻃ ﻠ ﺐ اﻟ ﺤ ﱢﻖ
ﺪان … ﺎن … واﻷﺑ ِ ﻟ ﺴ ﻘ ﺎم اﻷوﻃ ِ د ﺗ ﺬﻳ ﻖ اﻟ ﻌ ﺪا َة ﻛ َ ﺄس اﻟ ﻬ ﻮان ﻓ ﺪﻫ ﺎﻫ ﺎ ﻣ ﺎ ﻟ ﻴ ﺲ ﺑ ﺎﻟ ﺤُ ْﺴ ﺒ ﺎن زﻣ ﺠ ﺮوا دون أُﻣّ ِﺔ اﻟ ﻄ ﻐ ﻴ ﺎن ﻣ ﺴ ﺮﻋ ٌ ﺎت ﺑ ﻬ ﻢ إﻟ ﻰ اﻟ ﻤ ﻴ ﺪان ﺗ ﺸ ﺘ ﻜ ﻲ ﺑ ﺜ ﱠ ﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟ ُﻤ ﱠﺮان إن أﺑ ﻨ ﺎءﻫ ﻢ ﻟ ﺪى ﻏ ﻤ ﻼن ﺪاع واﻟ ﺒ ﻬ ﺘ ﺎن واﻓ ﺰﻋ ﻲ ﻟ ﻠ ﺨ ِ ورﺛ ﻮا اﻟ ﻤ ﻠ َﻚ ﻋ ﻦ ﺑ ﻨ ﻲ ﻣ ﺮوان ﻗ ﺘ ًﺎﻻ أو ﺗ ﻀ ﺮﻋ ﻲ ﻟ ﻸﻣ ﺎن
∗∗∗
ـ َﻦ ،و ُ ﻃ ﻮﻓ ﻲ ﻗ ﺪﺳ ﻴّ ًﺔ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﻐ ﺎﻧ ﻲ ـ ﺪُِ ، وﺳ ّﻠ ﻲ ﺳ ﺠ ﻴّ َﺔ اﻟ ﱠﺸ ﻨ َ ﺂن ﻫ ﻤﱡ ﻨ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣ ﺠ ﺎﻟ ٍﺲ وﻟ ﺠ ﺎن ﺎج ﻇ ﻔ َ ﺮت أم ﺻ ﻮﻟ ﺠ ﺎن أﺑ ﺘ ٍ
إﻳ ِﻪ روحَ اﻟﺸﻬﻴ ِﺪ ُزوري ﻓِ ﻠﺴﻄﻴـ واﻧﺰﻋﻲ ﻣﻦ ﺻﺪورﻧﺎ ﺟﻤﺮ َة اﻟﺤِ ْﻘـ َﻫ ﱡﻢ إﺧ ﻮاﻧ ﻨ ﺎ اﻟ ﺠ ﻬ ﺎ ُد وأﺿ ﺤ ﻰ أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻌ ﺎﺷ ُﻖ اﻟ ﻤ ﻨ ﺎﺻ ﺐَ ﻣ ﻬ ًﻼ 31
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
أﻧ َﺖ ﻟ ﻮﻻه ﻛ ﻨ َﺖ ﻟ ﻠ ﻨ ﺴ ﻴ ﺎن ﻏ ﻴ ُﺮ ذي ﻣ ﻄ ﻤ ٍﻊ وﻻ ُﻣ ﺘَ ﻮان ـ ِﻪ ،وﻗ ﻠ ٍﺐ ُﻣ ﻮ ﱠﻟ ٍﻪ ﺑ ﻚِ ﻋ ﺎن ﻮع أودﻋ ﺘُ ﻬ ﺎ أﺷ ﺠ ﺎﻧ ﻲ ودﻣ ٍ أم وﺟﺪﻧﺎ اﻟﻬ َ ﻮان ﺣﻠ َﻮ اﻟﻤﺠﺎﻧﻲ؟ أﻳ ﻦ ﻣ ﻨ ّ ﺎ ُﻣ ﻌ ﺬﱠبُ اﻟ ﻮﺟ ﺪان؟ ِم ُ وﺧ ّ ﺼ ﻮا اﻟ ﻌ ﺪ ﱠو ﺑ ﺎﻷﺿ ﻐ ﺎن
ﻛ ﻴ ﻒ أﻧ ﺴ ﺎ َك ﺣ ﺐﱡ ذاﺗ َﻚ ﻣ ﻬ ﺪًا ﻳ ﺎ ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ُﻦ ﻫ ﻞ ﻟ ﺪﻳ ﻚِ َﺳ ﺮيﱞ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪي ﺳﻮى اﻟﺘﻠﻬّ ِﻒ أﻫﺪﻳـ ﻮر ﻧ ّﺴ ﻘ ﺘُ ﻪ ﻓ ﻲ ﺑ ﻴ ﺎﻧ ﻲ وﺷ ﻌ ٍ ﻫ ﻞ أ َ ِﻣ ﻨ ّ ﺎ اﻟ ﻌ ﺪا َة ﺣ ﺘ ﻰ رﻗ ﺪﻧ ﺎ أﻳ ﻦ ﻣ ﻨ ّ ﺎ اﻷﺑ ﱡﻲ؟ أﻳ ﻦ اﻟ ُﻤ ﻌَ ّﺰي؟ ﻓ ﺎﺗّ ﻘ ﻮا اﻟ ﻠ َﻪ واذﻛ ﺮوا ﻧ ﻬ ﻀ َﺔ اﻟ ّﺸ ﺎ
ﻧﺎﺑﻠﺲ ١٦ ،ﺗﻤﻮز ١٩٢٦
32
ﻋﻨﺪ ﺷﺒﺎﻛﻲ
ﺑُ ﻜ ﻮري ﻋ ﻨ ﺪ ُﺷ ﺒّ ﺎﻛ ﻲ وﻻ ﺳ ﻠ ﻮى ﺳ ﻮى ﻧ ﺠ ﻮى أُﺳ ﱢﺮحُ ﻧ ﺤ ﻮه َ ﻃ ْﺮ ًﻓ ﺎ و َ ﻃ ْﺮ ًﻓ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﺮار )اﻟ ﺪّا ﺗ ﻤ ﱡﺮ ﻋ ﻠ ﱠﻲ ﺳ ﺎﻋ ٌ ﺎت وأﺧ ﺸ ﻰ أن ﻳ ﱠ ﺮف اﻟ ﺠَ ْﻔ ـ
ﻷﻧ ﺸ َﻖ ﻃ ﻴ ﺐَ رﻳّ ﺎكِ أُﺳ ﱡﺮ ﺑ ﻬ ﺎ ﻟ ﻤ ﻐ ﻨ ﺎكِ أُﻣ ﻨ ﱢ ﻴ ﻪ ﺑ ﻤ ﺮآك ِر( ﻣ ﻮﻋ ﻮدًا ﺑ ﻠ ﻘ ﻴ ﺎك أﺷ ﻴﱢ ﻌُ ﻬ ﺎ ﺑ ﺬﻛ ﺮاكِ ـ ُﻦ ﻳ ﺤ ﺮﻣ ﻨ ﻲ ُﻣ ﺤ ﻴّ ﺎكِ
∗∗∗
ﻃ ﻠ ﻌ ِﺖ ﻓ ﻤ ﺎ ﻟ ﻘ ﻠ ﺒ ﻲ ﺷ ﺎ ﺻ ﺒ ﺎحَ اﻟ ﻨ ﻮر! ﻣ ﻦ َد ِﻧ ٍﻒ ﺳ ﻼ َم اﻟ ﱠﺮو ِْح واﻟ ﱠﺮﻳْ ﺤ ﺎ ﻣ ِ ﺮرت وﻗ ﻴ ﻞ ﻣ ﱠﺮ اﻟ ﻨ ّ ﺎ
ءَ ﻳ ﻔ ﻀ ﺤُ ﻨ ﻲ َﻓ َﺴ ﻤّ ﺎك ﺗَ ﻨ ﻬّ ﺪَ ،ﺛ ُ ﱠﻢ ﺣ ﻴّ ﺎكِ … ِن ،أﻧ ِﺖ ﻧ ﻌ ﻴ ُﻢ دﻧ ﻴ ﺎك ُس ﻫ ﻞ أﺑ ﺼ ُ ﺮت ﱠإﻻكِ ؟!
∗∗∗
وداﻋً ﺎ ﻳ ﺎ ُﻣ ﻌ ﱢﺬﺑ ﺘ ﻲ ودا َع ُﺳ ﻮﻳ ﻌ ٍﺔ ﺗ ﻤ ﻀ ﻲ وأﻧ ﺴ ﻰ ﻟ ﻴ ﻠ ًﺔ َﺳ َﻠ َﻔ ْﺖ وﻣ ﻀ ﺠ َﻊ أﺿ ﻠُ ٍﻊ ُﻣ ِﻨ ﻴَ ْﺖ
وﻋ ﻴ ُﻦ اﻟ ﻠ ِﻪ ﺗ ﺮﻋ ﺎك ﻋ ﻠ ﻰ ﺟ ﻤ ٍﺮ وأﻟ ﻘ ﺎك و َ ﻃ ْﺮﻓ ﻲ ﺳ ﺎﻫ ٌﺮ ﺑ ﺎك ﺮان وأﺷ ﻮاك ﺑ ﻨ ﻴ ٍ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
∗∗∗
ﺮت اﻟ ﻠ َﻪ ّ ﺷﻜ ُ أن )اﻟ ﺪّا وﺗُ ﻠ ﻘ ﻴ ﻦ اﻟ ﱡﺴ ﺆا َل ﻋَ َﻠ ﱠﻲ وﺣ ﻴ ﻦ أُﺟ ﻴ ﺐُ ﺗ ﻤ ﻨ ﺤ ﻨ ﻲ
َر( ﺗ ﺠ ﻤ ﻌ ﻨ ﻲ وإﻳﱠ ﺎك ﻓ ﻲ أﻣ ٍﺮ ﺗ ﻌ ﺪّاك اﺑ ﺘ ﺴ ﺎ َم اﻟ ﺸ ﻜ ِﺮ ﻋ ﻴ ﻨ ﺎك
∗∗∗
ﻫﺠ ُ ﺮت )اﻟﺪا َر( أﺿﺮبُ ﻓﻲ وﻟ ﻮﻻ رﺣ ﻤ ُﺔ اﻟ ﻌَ ﻴْ ﻨ َ ﻴْ ـ وﻋ ﻄ ٌ ﻒ ﻣ ﻦ َﻟ ُﺪﻧ ْ ﻚِ ﻋ ﻠ ﻰ ْ إذن ﻟ ﺮأﻳ ِﺘ ﻨ ﻲ ﻳ ﻮﻣً ﺎ
ﻓ ﻀ ﺎء اﻟ ﻠ ِﻪ ﻟ ﻮﻻك ـ ِﻦ ﻗ ﻠ ﺒً ﺎ ﺑ ﺎت ﻳ ﻬ ﻮاك ً أﺳ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨ ﻔ ﺲ َﻓ ﺘّ ﺎك ﺻ ﺮﻳ ﻌً ﺎ ﺗ ﺤ ﺖ ُﺷ ﺒّ ﺎﻛ ﻲ ١٩٢٦
34
ﰲ اﳌﻜﺘﺒﺔ
وﻏ ﺮﻳ ﺮ ٍة ﻓ ﻲ اﻟ ﻤ ﻜ ﺘ ﺒ ﻪ أﺑ ﺼ ﺮﺗُ ﻬ ﺎ ﻋ ﻨ ﺪ اﻟ ﺼ ﺒ ﺎ ﺟ ﻠ ﺴ ْﺖ ﻟ ﺘ ﻘ ﺮأ َ أو ﻟ ﺘ ْﻜ ـ ﻮت أﺳ ﺘ ُ ﻓ ﺪﻧ ُ ﺮق اﻟ ﺨ ﻄ ﻰ وﺣ ﺒ ﺴ ُﺖ ﺣ ﺘ ﻰ ﻻ أُرى وﻧ ﻬ ﻴ ُﺖ ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ ﻋ ﻦ ُﺧ ﻔ ﻮ
ﺑ ﺠ ﻤ ﺎﻟ ﻬ ﺎ ُﻣ ﺘ ﻨ ﱢﻘ ﺒَ ْﻪ ِح اﻟ ﻐ ﱢﺾ ﺗُ ﺸ ﺒ ﻪ ﻛ ﻮﻛ ﺒ ﻪ ـ ﺘ ﺐَ ﻣ ﺎ اﻟ ﻤ ﻌ ﱢﻠ ُﻢ رﺗﱠ ﺒ ﻪ ﺣ ﺘ ﻰ ﺟ ﻠ ﺴ ُﺖ ﺑ ﻤ ﻘ ُﺮﺑ ﻪ أﻧ ﻔ ﺎﺳ َﻲ اﻟ ﻤ ﺘ ﻠ ﻬﱢ ﺒ ﻪ ٍق ﻓ ﺎﺿ ٍﺢ ﻓ ﺘ ﺠ ﻨ ﱠ ﺒ ﻪ
∗∗∗
ﺪت ﱠ راﻗ ﺒ ﺘُ ﻬ ﺎ ،ﻓ ﺸ ﻬ ُ أن ﺣ ﻤ َﻞ اﻟ ﺜ ﺮى ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ وﺳﻘﺎه ﻓﻲ اﻟﻔﺮدوس ﻣَ ْﺨـ ﻓ ﺈذا ﺑ ﻬ ﺎ ﻣَ َﻠ ٌﻚ ﺗَ ﻨ َ ﱠﺰ ﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﺣ ﱠ ﻆ ﻛ ﺘ ﺎﺑ ﻬ ﺎ ﺣ َﻀ ﻨ َ ﺘْ ﻪ ﺗ ﻘ ﺮأ ﻣ ﺎ ﺣ ﻮى ﻓ ﺈذا اﻧ ﺘ ﻬ ﻰ وﺟ ٌﻪ وﻧ ﺎ ﺳ ﻤ ﺤ ْﺖ ﻷﻧ ُﻤ ِﻠ ﻬ ﺎ اﻟ ﺠ ﻤ ﻴ ـ وﺳﻤ ﻌ ُﺖ و َْﻫ ﻲ ﺗ ﻐﻤ ﻐِ ُﻢ ا ْﻟـ ورأﻳ ُﺖ ﻓ ﻲ اﻟ ﻔ ﻢ ﺑ ﺪﻋ ًﺔ
اﻟ ﻠ َﻪ أﺟ ﺰ َل ﻓ ﻲ اﻟ ِﻬ ﺒ ﻪ ﻮر اﻟ ﻴ ﺪﻳ ﻦ َ وﻗ ّﻠ ﺒَ ﻪ ﻧُ ِ ـ ﺘُ ﻮ َم اﻟ ﺮﺣ ﻴ ِﻖ ور ﱠﻛ ﺒ ﻪ َل ﻟ ﻠ ﻘ ﻠ ﻮب اﻟ ﻤ ﺘ ﻌ ﺒ ﻪ ﻟ ﻀ ﻠ ﻮﻋ َﻲ اﻟ ﻤ ﺘ ﻌ ﺬﱢﺑ ﻪ وﺣ ﻨ ْﺖ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ وﻣ ﺎ اﻧ ﺘ ﺒ ﻪ َل ذﻛ ﺎؤﻫ ﺎ ﻣ ﺎ اﺳ ﺘ ﻮﻋ ﺒ ﻪ ـ ِﻞ ﺑ ِﺮﻳ ﻘِ ﻬ ﺎ ﻛ ﻲ ﺗَ ﻘ ِﻠ ﺒ ﻪ ـﻜﻠﻤ ِ ﺎت ﻧ َ ﺠ ﻮى ُﻣ ﻄ ِﺮﺑَ ﻪ ﺧ ّﻼﺑ ًﺔ ُﻣ ﺴ ﺘ ﻌ ﺬﺑَ ﻪ …
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ِت ﺑ ْ ﺪت ،وﻟ ﻴ ﺲ ﻟ ﻬ ﺎ َﺷ ﺒَ ﻪ ﻻ ﺗ ﺤ َﺴ ﺒَ ﻨ ْ ﻬ ﺎ ﻣَ ﺜ ْ ﻠ ﺒ ﻪ … ﺳ ِﻦ ﻋ ﻨ ﺪ أرﻓ ِﻊ ﻣ ﺮﺗ ﺒ ﻪ ـ ِﺴ ﺒُ ﻬ ﺎ ﺻ ﺪًى ،ﻣ ﺎ أﻋ ﺬﺑ ﻪ
إﺣ ﺪى اﻟ ﺜ ﻨ ﺎﻳ ﺎ اﻟ ﻨ ﻴﱢ ﺮا ﻣ ﺜ ﻠ ﻮﻣ ًﺔ ﻣ ﻦ َ ﻃ ْﺮﻓ ﻬ ﺎ ﻫﻲ ،ﻟ ﻮ ﻋﻠﻤ َﺖ ،ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎ ﻫﻲ ﻣﺼﺪ ُر )اﻟ ﱢﺴﻴﻨ ِ ﺎت( ﺗُ ْﻜـ
∗∗∗
ﻓ ﻲ اﻟ ﺴ ﺎﺟ ﺪﻳ ﻦ ﺗَ َﻘ ﱡﻠ ﺒَ ْﻪ ِل ،وﻻ ﻳ ﺰا ُل ُﻣ ﻌ ﺬﱢﺑَ ْﻪ واﻟ ﻠ ﻴ ُﻞ ﻳ ﻨ ﺸ ُﺮ ﻏ ﻴْ ﻬ ﺒَ ﻪ ﺣ ﺘ ﻰ ﻳ ﺰو َر اﻟ ﻤ ﻜ ﺘ ﺒ ﻪ … ـ ﺤْ ﺮﻳّ ِﺔ اﻟ ﻤ ﺘ ﺤ ﺠﱢ ﺒَ ﻪ ـ ٍﺚ ﻃ ﻴ ﺐُ ﺛ ﻐ ِﺮكِ ﻃ ﻴﱠ ﺒَ ﻪ ُ ﺣ ﺘ ﻰ ﻳ ﻠ ﻮحَ وأرﻗ ﺒَ ﻪ
وأﻣَ ﺎ وﻗ ﻠ ٍﺐ ﻗ ﺪ ْ رأت ﺻ ﱠﻠ ﻰ ﻟ ﺠ ﺒﱠ ِﺎر اﻟ ﺠ ﻤ ﺎ َﺧ َﻔ ﻘ ﺎﻧ ُ ُﻪ ﻣ ﺘ ﻮاﺻ ٌﻞ ُﻣ ﺘ ﻌ ﺬﱢبٌ ﺑ ﻨ ﻬ ِﺎر ِه وأﻣَ ﺎ وﻋﻴ ِﻨﻚِ واﻟ ُﻘﻮى اﻟ ﱢﺴـ ﻣ ﺎ ُرﻣ ُﺖ أﻛ ﺜ َﺮ ﻣ ﻦ ﺣَ ﺪِﻳ ـ وأرو ُم ِﺳ ﻨ ﱠ ﻚِ ﺿ ﺎﺣ ًﻜ ﺎ
ﻧﴩت ﰲ اﻟﻌﺪد ٤٠ﻣﻦ اﻷﺣﺮار املﺼﻮرة١٩٢٦ ،
36
ﺳﻼم ﻋﻠﻴﻚ
ﺳ ﻼ ٌم ﻋ ﻠ ﻴ ﻚِ وﻟ ﻮ ﺷ ﱠﻔ ﻨ ﻲ أُداري ﻏ ﺮاﻣَ ﻚِ ﺟ ﻬ َﺪ اﻟ ﺤ ﻠ ﻴ ِﻢ وﻗﻠﺒﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ اﻟﻬﻮى َﺧ ﻔ ٌ ﻮق ،وﻟ ﻮ ﺷ ﺌ ِﺖ ﺳ ّﻜ ﻨ ِﺘ ِﻪ ﺳ ﻘ ﻴ ﻢٌ ،وﻟ ﻮ ﺷ ﺌ ِﺖ أﺑ ﺮأ ِﺗ ِﻪ إذا ﻛ ﻨ ِﺖ ﻣ ﻨ ﻪ ﺗُﺠ ﺎه اﻟ ﻴ ﻤ ﻴ ِﻦ أﻻ إﻧ ﻪ ُﻣ َ ﺮﻫ ٌﻖ ﻳ ﺴ ﺘ ﺠ ﻴ ُﺮ
ﻣﻦ اﻟﻮﺟﺪ واﻟﻴﺄس ﻣﺎ ﺷ ّﻔﻨﻲ ﻓ ﻤ ﺎ ﻳ ﺴ ﺘ ﺮﻳ ﺢُ وﻣ ﺎ أﻧ ﺜ ﻨ ﻲ ﻟ ﻐ ﻴ ﺮ ﺟ ﻤ ﺎﻟ ﻚِ ﻟ ﻢ ﻳُ ﺬﻋ ِﻦ وﻟ ﻮ ﺷ ﺎء ﻏ ﻴ ُﺮكِ ﻟ ﻢ ﻳ ﺴ ﻜ ﻦ ﺑ ﻌ ﻄ ﻔ ﻚِ ﻣ ﻦ داﺋ ﻪ اﻟ ﻤ ﺰﻣ ﻦ ﻳﺨ ﱡ ﻒ إﻟ ﻰ ﺟ ﺎﻧ ﺒ ﻲ اﻷﻳ ﻤ ﻦ ﻓ ﺘ ﺮﺛ ﻲ ﻟ ﻪ أدﻣ ُﻊ اﻷﻋ ﻴ ﻦ ٣١ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ١٩٢٦
ﲢﻴﺔ اﻟﺮﳛﺎﲏ
ﻣ ﺮﺣ ﺒً ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﺜ ﻘ ﺎﻓ ﺔ اﻟ ﻐ ﺮﺑ ﻴّ ْﻪ ﻣﺮﺣﺒًﺎ ﺑﺎﻟﺤﻜﻴﻢ ُﻣﺤﻴﻲ اﻟﻤﻌ ّﺮي ﻣ ﺮﺣ ﺒً ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﻈ ﻴ ﻢ أﻛ ﺮ ِم ﺿ ﻴ ٍﻒ ﻮف اﻟ ﻔ ﺮﻳ ﻜ ِﺔ اﻟ ﺼ ﺎﺋ ﺐ اﻟ ﱠﺮأ ْ ﻓﻴﻠﺴ ِ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰدﻧ ﺎ ﻗ ﺪو ُﻣ َﻚ اﻟ ﻴ ﻮ َم ﻋ ﻠ ﻤً ﺎ ﺣ ﻤ ﻠ ْﺖ ﻫ ﺬه اﻟ ﺒ ﻨ ﺎ ُن ﻳَ ﺮاﻋً ﺎ ﻓﺎض ﺣﺘﻰ ﻏ َ ﺪوت ،واﻟﻨ ُ ﺎس ﻣﻨ ُﻪ ﻋ ﻴ ﺒُ ُﻪ أﻧ ﻪ ﻟ ﺴ ﺎ ُن ﺣ ﺴ ﻮ ٍد ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺷﺎء ذو اﻟﺤِ ﺠﻰ ،وﺗَﻤﻨ ّﻰ ﺣ ﻜ ﻤ ٌﺔ ﺗ ﻤ ﻸ اﻟ ﺼ ﺪو َر ﺿ ﻴ ﺎءً وﻫ ﺪى ﺟ ﺎﺋ ٍﺮ ،وﺳ ﻠ ﻮى ﺣ ﺰﻳ ٍﻦ ﺎن ﻛ ﺄﻧ ﻪ ﻧ َ َﻔ ﺤ ٌ ﺎت ﺑ ﺒ ﻴ ٍ
ﺗ ﺘ ﺠ ّﻠ ﻰ ﻓ ﻲ روﺣ َﻚ اﻟ ﺸ ﺮﻗ ﻴّ ْﻪ ﻣ ﺮﺣ ﺒً ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﻨ ﺒ ﻮغ واﻟ ﻌ ﺒ ﻘ ﺮﻳّ ﻪ ﻟ ﻤ ﻠ ﻮك اﻟ ﺠ ﺰﻳ ﺮ ِة اﻟ ﻌ ﺮﺑ ﻴّ ﻪ ي ،رﺑ ﻴ ِﺐ اﻟ ﺤ ﺮﻳّ ﺔ اﻟ ﻔ ﻜ ﺮﻳّ ﻪ ِ َ ﺎن اﻟ ﻨ ﺪﻳّ ﻪ ﺑ ﻚ ﻳ ﺎ ﺻ ﺎﺣ ﺐَ اﻟ ﺒَ ﻨ ِ ﻓ ﺒَ َﻠ ﻮْﻧ ﺎ ﻛ ﻴ ﻒ اﻟ ﻘ ﻮى اﻟ ﺴ ﺤ ﺮﻳّ ﻪ ﻮن ﻋ ﻦ أن ﺗ ﺮا َك ﻏ ﻨ ﻴّ ﻪ ﺑﻌﻴ ٍ ﻧ ﺸ َﺮ اﻟ ﻔ ﻀ َﻞ ﻣ ﻨ َﻚ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﺒ ﺮﻳّ ﻪ ﻣ ﻦ ﻏ ﺬاءٍ ﻟ ﻪ ،وﻣ ﻦ أُﻣ ﻨ ﻴّ ﻪ ﺧ ﺒ ﺮ ُة اﻟ ﺪﻫ ِﺮ أﻣﱡ ﻬ ﺎ واﻟ ﺮوﻳّ ﻪ ﻣ ﻦ ﺿ ﻤ ﻴ ٍﺮ ﺣ ﱟﻲ ،وأﺻ ﺪق ﻧ ﻴّ ﻪ ﺣ ﻤ ﻠ ﺘْ ﻬ ﺎ ﻳ ُﺪ اﻟ ﻨ ﺴ ﻴ ِﻢ زﻛ ﻴّ ﻪ
∗∗∗
ﺟ ﺌ َﺖ واﻟ ﻘ ﻮ ُم ﻳ ﺎ أﻣ ﻴ ُﻦ ﺳ ﻜ ﺎرى ﺟ ﺌ َﺖ واﻟ ﻘ ﻮ ُم ذاﻫ ﻠ ﻮن ﻧ ﻴ ﺎ ٌم ﺟﺌ َﺖ واﻟﻘﻮ ُم ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴ َﻦ ﻧ َﻬْ ﺐٌ ﺑ ﻠ ﺪي ﻛ ﺎن ُﻗ ﺪو ًة ﻟ ﻔ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ـ
ﺂرب اﻟ ﺸ ﺨ ﺼ ﻴّ ﻪ وﻋ ﺒ ﻴ ُﺪ اﻟ ﻤ ِ ﻗ ﺪ أﺿ ﺎﻋ ﻮا اﻟ ﻘ ﻀ ﻴّ َﺔ اﻟ ﻮﻃ ﻨ ﻴّ ﻪ ﻷﻳ ﺎدي اﻟ ﻤ ﻄ ﺎﻣ ِﻊ اﻷﺷ ﻌ ﺒ ﻴﱠ ﻪ ـ َﻦ ،ﺷ ﺪﻳ ﺪًا دﻓ ﺎﻋُ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟ ﻘ ﻀ ﻴّ ﻪ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
أﻳ ﻦ ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ﺣ ﻤ ﻴّ ُﺔ اﻟ ﺠ ﺎﻫ ﻠ ﻴﱠ ﻪ وﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ُﻦ ﻣ ﻨ ﻪ ﺗَ ﻠ ﻘ ﻰ اﻟ ﺮزﻳﱠ ﻪ أﻳ ﻦ ﺑ ﺎﺗ ﺖ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﻨ ﻔ ُ ﻮس اﻷﺑ ﻴّ ﻪ ﻮب ُﺳ ﻮ َد اﻟ ﻄ ﻮﻳّ ﻪ ﺷ ﺘّ ﻰ اﻟ ﻘ ﻠ ِ ﺎق ووﺣ ﺪة ﻗ ﻮﻣ ﻴّ ﻪ ﻟ ﻮﻓ ٍ ﻣ ﻦ ﺣ ﺠ ﺎزﻳّ ٍﺔ إﻟ ﻰ ﻧ ﺠ ﺪﻳّ ﻪ أﺻ ﺒ ﺤ ْﺖ ﺗ ﺤ ﺖ رﺣ ﻤ ِﺔ اﻟ ﺤ ﺰﺑ ﻴّ ﻪ وﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ُﻦ ﻣ ﻨ ﻪ ﻟ ﻴ ﺴ ْﺖ روﻳّ ﻪ أﺗ ﺮاﻫ ﻢ ﻓ ﻲ رﻗ ﺪ ٍة أﺑ ﺪﻳّ ﻪ؟ وﻳ َﺮوْا ﻛ ﻢ ﻳ ٍﺪ ﺗ ﻌ ﻴ ﺚ ﺧ ﻔ ﻴّ ﻪ
ﻛ ﺎن ذا ﻧ ﺨ ﻮ ٍة وﻓ ﻴ ﻪ ﺣ ﻤ ﻴﱠ ﻪ ﻛﺎن ﻳُﺪﻋﻰ ﺣﺼ َﻦ اﻟﺒﻼدِ ﻓﺄﺿﺤﻰ ﻧ َ ﺒﱢ ِﻪ اﻟ ﻘ ﻮ َم ﻳ ﺎ أﻣ ﻴ ُﻦَ ، وﺳ ْﻠ ﻬ ﻢ ﺟ ﻌ ﻠ ﺘْﻬ ﻢ أﻫ ﻮاؤﻫ ﻢ ﺳ ﺎﻋ َﺔ اﻟ ﱢﺸ ﺪﱠة ﺑ ﻴ ﻨ ﻤ ﺎ أﻧ َﺖ ﺑ ﺎﻟ ﺠ ﺰﻳ ﺮة ﺗ ﺴ ﻌ ﻰ وﺗ ﺮود اﻟ ﻘ ﻔ ﺎ َر و َْﻫ ﻲ ﺳ ﻌ ﻴ ٌﺮ دبﱠ ﻓ ﻴ ﻨ ﺎ اﻟ ﺸ ﻘ ُ ﺎق ﻳ ﺎ ﻟ ﺒ ﻼدٍ دﻣ ﻌ ًﺔ ﻳ ﺎ أﻣ ﻴ ُﻦ ﻗ ﺪ ﻏ ﺎض دﻣ ﻌ ﻲ ﺻ ﺮﺧ ًﺔ ﻳ ﺎ أﻣ ﻴ ُﻦ ﻗ ﺪ ﺑُ ﺢﱠ ﺻ ﻮﺗ ﻲ ﺑُ ﱠﺚ ﻓ ﻴ ﻬ ﻢ روﺣً ﺎ ﺟ ﺪﻳ ﺪًا ﻳ ﻔ ﻴ ﻘ ﻮا
∗∗∗
ْ إن أﻛ ْﻦ ُﻣ ْﺴ ِﺮ ًﻓ ﺎ ﺑ ﻠ ﻮﻣ ﻲ َﻓ َﻠ ﻮْﻣ ﻲ وﻋ ﺰﻳ ٌﺰ ﻋ ﻠ ﱠﻲ ْ أن ﺗُ ﺒ ﺼ َﺮ اﻟ ﻌَ ﻴْ ـ وﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ُﻦ ﻟ ﻦ ﺗ ﻜ َ ﻮن ﺿ ﺤ ﻴّ ﻪ أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻔ ﻴ ﻠ ﺴ ُ ﻮف ﺟ ﺌ َﺖ ﺑ ﺨ ﻴ ٍﺮ دﻣ َﺖ ﺣ ﺘ ﻰ ﺗ ﺸ ﺎﻫ َﺪ اﻟ ﻌُ ْﺮبَ ُ ﻃ ٍّﺮا
ﺻ ﺎد ٌر ﻋ ﻦ ﻣَ ﺤ ّﺒ ﺘ ﻲ اﻟ ﻘ ﻠ ﺒ ﻴّ ﻪ ـ ُﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴ َﻦ ،و َْﻫﻲ ﺗُﻌﻄﻰ ﻫﺪﻳّﻪ ﻗﺒﻞ ْ أن ﺗ ﺬﻫ ﺐ اﻟ ﻨ ﻔ ُ ﻮس ﺿ ﺤ ﻴّ ﻪ ﻓ ﺴ ﻼﻣً ﺎ وراﺣ ًﺔ وﺗ ﺤ ﻴّ ﻪ ﻓ ﻲ ﻇ ﻼل اﻟ ﺴ ﻼ ِم واﻟ ﺤ ﺮﻳّ ﻪ ١٩ﻧﻴﺴﺎن ١٩٢٧
40
ﻧﺰﳞﺔ
رأﻳ ﺘُ ﻬ ﺎ أﻟ َ ﻒ ﻣَ ّﺮه ﺣﺘﻰ ﻏ ُ ﺪوت وﻣ ﺎ ﻟ ﻲ ﻓ ﺒ ﺎح ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﺐّ دﻣ ﻌ ﻲ ﻓ ﻬ ﻞ أﺗ ﺎكِ ﺣ ﺪﻳ ﺜ ﻲ ﻳﺎ ﻏﺎد ًة ﻓﻲ ﺟﺒﻴﻦ ا ْﻟـ ﻣ ﺘ ﻰ ﺗ ﺠ ﻮدﻳ ﻦ ﻟ ﻠ ﻨ ﱠ ْﻔ ـ ﻋ ﺠ ﺒ ُﺖ ﻟ ﻠ ﺤ ﺐّ إﻧ ﻲ ُﺧ ِﻠ ْﻘ َﻦ ﻣﻦ ﻃﻠﻌﺔ اﻟ َﻔﺠْ ـ ﻓ ﻤ ﺎ اﺑ ﺘ ﻐ ﻴ ُﺖ وﻋَ ﻴْ ﻨ َ ﻴْ ـ ﻟ ﻜ ْﻦ ﻟ ﺤُ ﺴ ﻨ ﻚِ وا ْﻟ َﻠ ـ أﻧ ِﺖ اﻟ ﺤ ﺪﻳ ُﺚ ُ وﺷ ﻐ ﻠ ﻲ ﻟﻢ ﺗﻐﺮﺑﻲ ﻳﺎ ذُﻛﺎءَ ا ْﻟـ ﻓ ﻬ ﻞ ﻟ ﻘ ﻠ ٍﺐ ﻛ ﺌ ﻴ ٍﺐ
ﻓ ﻠ ﻢ ﺗَ ﺠُ ْﺪ ﻟ ﻲ ﺑ ﻨ ﻈ َﺮ ْه ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺘ ﺠ ﱡﻠ ﺪ ُﻗ ﺪْره وﻧ ﻠ ُﺖ ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﺐّ ُﺷ ﻬ ﺮه ﻓ ﻔ ﻴ ﻪ ﻟ ﻠ ﻐِ ﻴ ﺪ ﻋِ ﺒ ﺮه؟ ﺎل واﻟ ﻠ ﻄ ﻒ ُﻏ ّﺮه ـ ﺠَ ﻤ ِ ـ ِﺲ ﺑ ﺎﻟ ﻬ ﻨ ﺎ واﻟ ﻤ ﺴ ّﺮه أرى اﻟ ﺤ ﺴ َ ﺎن ﺑ ﻜ ﺜ ﺮه ـ ِﺮ ،و َْﻫﻮ ﻳﻔﺘﺢ ﺻﺪره ـ ﻚِ ﻣ ﻦ ﻫ ُ ﻮاﻫ ﱠﻦ ذَ ّره ـ ِﻪ ،ﻓ ﺘّ ﺢَ اﻟ ﺤ ﺐﱡ زﻫ ﺮه ﻟ ﺪى اﻟ ﻌ ﺸ ﱢﻲ وﺑُ ﻜ ﺮه ﺎل ﻋ ﻨ ّ ﻲ َﻓ ﺘ ﺮه ـ ﺠَ ﻤ ِ ﻳ ﺎ ُﻣ ﻨ ﻴ ﺘ ﻲ ﻣ ﻦ ﻣَ ﺒ ﱠﺮه ﻣﺎرس ١٩٢٧
ﻛﺎرﺛﺔ ﻧﺎﺑﻠﺲ
ﺎل أدﻣ ﻮ ُع اﻟ ﻨ ﺴ ﺎءِ واﻷﻃ ﻔ ِ ﺑ ﻠ ٌﺪ ﻛ ﺎن آﻣ ﻨ ً ﺎ ﻣ ﻄ ﻤ ِﺌ ﻨ ٍّ ﺎ ﻫِ ﱠﺰ ٌة ،إﺛ ْ َﺮ ﻫِ ﱠﺰ ٍة ﺗ ﺮﻛ ﺘْ ُﻪ ُ ﻣ ِ ﺎدت اﻷرض ﺛ ﻢ َﺷ ﺒﱠ ْﺖ وأﻟ ﻘ ْﺖ ﻓ ﺘ ﻬ ﺎوت َ ذات اﻟ ﻴ ﻤ ﻴ ِﻦ دﻳ ﺎ ٌر ﺎج ﺗُ ﺜ ﻴ ﺮه ﺗ ﺮ َك اﻟ ﱡﺪﻧ ْ ـ ﺑﻌﺠ ٍ ﻓ ﺈذا اﻟ ﺪو ُر و َْﻫ ﻲ إﻣﱠ ﺎ ﻗ ﺒ ﻮ ٌر ﱡ وأرق اﻟ ﻨ ﺴ ﻴ ِﻢ ﻟ ﻮ ﻣ ﱠﺮ ﺑ ﺎﻟ ﻘ ﺎ
ﺎل ﺗ ﺠ ﺮح اﻟ ﻘ ﻠ ﺐَ أم دﻣ ﻮ ُع اﻟ ﺮﺟ ِ ﻓ ﺮﻣ ﺎه اﻟ ﻘ ﻀ ﺎءُ ﺑ ﺎﻟ ﺰﻟ ﺰال َ ً ﻃ َﻠ ًﻼ دارﺳ ﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻃ ﻼل ﻣ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ ﻇ ﻬ ﺮﻫ ﺎ ﻣ ﻦ اﻷﺛ ﻘ ﺎل َ ﻟ ﻔ ﻈ ْﺖ أﻫ َﻠ ﻬ ﺎ، وذات اﻟ ﺸ ﻤ ﺎل ـﻴﺎ ﻇﻼﻣً ﺎ ،وﺷﻤ ُﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺰوال ﺗ ﺤ ﺘ ﻬ ﺎ أﻫ ﻠُ ﻬ ﺎ ،وإﻣﱠ ﺎ ﺧ ﻮال ﺋ ِﻢ ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ﻟ ﺪ ﱠﻛ ﻪَ ،ﻓ ﻬْ ﻮ ﺑ ﺎل
∗∗∗
ﻻ ﺗﻘ ْ ﻒ ﺳ ﺎﺋ ًﻼ ﺑ ﻨ ﺎﺑُ ﻠُ ﺲ اﻟ ﺜ ﱠ ْﻜ ـ أرأﻳ َﺖ اﻟ ﻄ ﻴ ﻮ َر ﺗ ﻨ ﻔ ﺮ ذﻋ ًﺮا ﻫ ﻜ ﺬا ﻧ ُ ﱢﻔ ْ ﺪور أﻫ ٌﻞ ﺮت ﻋ ﻦ اﻟ ِ أرﺳ ﻮمٌ؟ وﻛ ﱠﻦ ﻗ ﺒ ُﻞ ُ ﺻ ﺮوﺣً ﺎ ﻮر ﻓ ﺎﻟ ﺘ ﺤ ﻔ ﻨ ﺎ اﻟ ﺴ ﻤ ﺎءَ ﺑ ﻌ ﺪ ُﺳ ﺘ ٍ وﻟ ﻴ ﺎﻟ ﻲ اﻷﻋ ﺮاس ﻳ ﺎ َﻟ ﻬْ َ ﻒ ﻗﻠﺒﻲ أﺿﺤ َﻚ اﻟﺪﻫ ُﺮ ﻳﺎ اﺑ َﻦ ودّي وأﺑﻜﻰ ُربّ وادٍ ﻛ ﺄﻧ ّ ﻪ اﻟ ﻨ ﱠ ﻬ ُﺮ اﻷ َ ْﺧ ـ
ـ ﻠ ﻰ ،ﻓ ﻤ ﺎ ﻋ ﻨ ﺪﻫ ﺎ ﻣ ﺠ ﻴ ﺐُ ﺳ ﺆال ﻣ ﻦ ﺧِ ﻔ ٍ ﺎف ﻋ ﻦ َﺳ ْﺮﺣ ﻬ ﺎ وﺛِ ﻘ ﺎل ﻋَ ﻤَ ﺮوﻫ ﺎ ،إﻟ ﻰ ﻛ ﻬ ﻮف اﻟ ﺠ ﺒ ﺎل ﺻ ْﺮ ٍح ﻋ ٍ ﻛ ﱡﻞ َ ﺎل ﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻫﺮ ﻋ ِ ُ وﺷ ﻔ ٍ ﻮف ُﻣ ﺬاﻟ ٍﺔ وﺣِ ﺠ ﺎل ﻋ ﱠ ﻄ ﻠ ﺘْ ﻬ ﺎ ﺗ ﻘ ﱡﻠ ﺒ ُ ﺎت اﻟ ﻠ ﻴ ﺎﻟ ﻲ ﻳ ﻮ َم ﻟ ﻢ ﻳ ﺨ ﻄ ِﺮ اﻷﺳ ﻰ ﻓ ﻲ ﺑ ﺎل ـ َﻀ ُﺮ ،ﻳﺨﺘﺎ ُل ﻓﻲ ﺑُﺮو ِد اﻟﺠَ ﻤﺎل
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺮات اﻟ ﻨ ﺴ ﻴ ِﻢ ُ ﺧﻄ ُ ﻼل ذات اﻋ ﺘ ٍ َﻏ ِﺸ ﻴَ ﺘْ ُﻪ اﻟ ﻄ ﻴ ﻮ ُر ﻣ ﺨ ﺘ ﻠ ﻔ ٍ ﺎت ﺻ ﺎدﺣ ٍ ﺎت ﻋ ﻠ ﻰ أراﺋ ﻚ ﻓ ﻲ اﻷﻳْ ـ
ﻓ ﻴ ﻪ واﻟ ﺪّوحُ ﻣ ﺎﺋ ٌﺲ ﺑ ﺎﺧ ﺘ ﻴ ﺎل راﺋ ﻌ ِ ﻮان واﻷﺷ ﻜ ﺎل ﺎت اﻷﻟ ِ ـ ﻚِ ،ﻳَ ِﺼ ْﻠ َﻦ اﻟ ُﻐ ﺪ ﱠو ﺑ ﺎﻵﺻ ﺎل
∗∗∗
ﺎت أرﺳ ﻠ ﻨ َ ﻬ ﺎ ُ ﻧ َ َﻐ ﻤ ٌ ذات ﺗَ ْﺴ ﺠ ﻴ ـ ﻳ ﺎ ﻃ ﻴ ﻮ َر اﻟ ﻮادي ﻏ ﻠ ﻴ ُﻞ ﻓ ﺆادي ﻳ ﺎ ﻃ ﻴ ﻮ َر اﻟ ﻮادي رزاﻳ ﺎ ﺑ ﻼدي ﻛ ﺎن وادﻳ ﻚِ ﻟ ﻠ ﺴ ﺮور ﻣ ًﺂﻻ ﻛ ﺎن )ﻋ ﻴ ﺒ ﺎ ُل( ﻣ ﻦ ﺻ ﺪى اﻷُﻧ ِﺲ ﻛ ﺎن )ﺟ ﺮزﻳ ﻢُ( ﻣَ ﻨ ْ ً ﺰﻫ ﺎ واﻟ ﻐ ﻮاﻧ ﻲ أدﻣ ﻮ ٌع ﻋ ﻴ ﻮﻧ ُ ﻪ؟ َ أﺻ ﺒ ﺎ ُه
ـ ٍﻊ و َﻛ ﱟﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﻠ ﺤ ﻦ واﺳ ﺘ ﺮﺳ ﺎل ﻛ ﺎن ﻳ ﺸ ﻔ ﻴ ﻪ ﺑَ ْﺮ ُد ﺗ ﻠ َﻚ اﻟ ﻈ ﻼل ﻣ َﺰﺟَ ْﺖ ﻟ ﻲ اﻟ ﻐ ﻨ ﺎءَ ﺑ ﺎﻹﻋ ﻮال ﻓ ﻐ ﺪا ﺑ ﺎﻟ ﺜ ﺒ ﻮر ﺷ ﱠﺮ ﻣ ﺂل ﻳﻬﺘ ﱡﺰ ﻓﻤﺎذا ﺳﻤﻌ ِﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﺒﺎل؟ ﻻل ﻼل ﻣ ﻨ ﻪ ،وﻣ ﺎءٍ ُز ِ ﻓﻲ ﻇ ٍ زﻓ ُ ﺎل واﻹﺛ ﻜ ﺎل؟ ﺮات اﻹرﻣ ِ
∗∗∗
ﺪت أُﻟ ً ﻮت ﻣ ﺎ ﻋ ﻬ ُ ﻳ ﺎ ﻳ َﺪ اﻟ ﻤ ِ ﻮﻓ ﺎ ﻃ ﻐ ِﺖ اﻟ ﺤ ﺮبُ ﺧ ﻤ ﺴ ًﺔ ﻣ ﺎ دﻫ ﺘْﻨ ﺎ ﻮن ﺷ ﺘﱠ ﻰ ،ﻓ ﺒ ﺎﻧ ﺖ ووﺟ ﻮ ُه اﻟ ﻤ ﻨ ِ ﻣ ﻦ وﺣ ﻴ ٍﺪ ﻷﻣﱢ ﻪ وأﺑ ﻴ ِﻪ و ُﻣ ِﻜ ﺐﱟ ﻋ ﻠ ﻰ ﺑ ﻨ ﻴ ﻪ ﺑ ﻮﺟ ٍﻪ ْ ﻻذت ﺑ ﺤِ ْﻘ ﻮَيْ أﺑ ﻴ ﻬ ﺎ وﻓ ﺘ ﺎ ٍة وﺣ ﺮﻳ ٍﺾ رأى اﺑ ﻨ َﻪ ﻳُ ﺴ ِﻠ ُﻢ اﻟ ﱡﺮو وﻣ ﺮﻳ ٍﺾ وﻋُ ﱠﻮ ٍد ُ ﺻ ﱠﺮ ِخ اﻟ ﻤَ ْﻮ ُﺧ ِﺴ َ ﻒ اﻟﺒﻴ ُﺖ ﺑﺎﻟﻤﺮﻳﺾ ،وﻣﻦ ﻋﺎ ﻗ ﺪ رأﻳ ﻨ ﺎ ﻓ ﻲ ﻟ ﺤ ﻈ ٍﺔ وﺳ ﻤ ﻌ ﻨ ﺎ ﻫ ﻬ ﻨ ﺎ ِﻧ ْﺴ ﻮ ٌة ﺟ ﻴ ﺎ ٌع ﺑ ﻼ ﻣ ﺄ ﻫ ﻬ ﻨ ﺎ أﺳ ﺮ ٌة ﺗُ ﻬ ﺎﺟ ﺮ واﻟ َﻐ ﱡﻢ ﻫ ﻬ ﻨ ﺎ ُﻣ ﺒ ﺘ ﻠ ًﻰ ﺑ ﻔ ﻘ ﺪ ذوﻳ ِﻪ ْ وأودت ﻣ ﻸ اﻟ ﺤ ﺰ ُن ﻛ ﱠﻞ ﻗ ﻠ ٍﺐ
ﻣ ﻨ ﻚِ ُﻫ ﻮﺟً ﺎ ﺗ ﻤ ﺘ ّﺪ ﻟ ﻼﻏ ﺘ ﻴ ﺎل ﻮان ﻣَ ﱠﺮ ْت ﺑ ﻐ ﻴ ﺮ ﻗ ﺘ ﺎل ﻛﺜ ٍ ﻛ ﱡﻠ ﻬ ﺎ ﻋ ﻨ ﺪ ﻫ ﺬه اﻷﻫ ﻮال ﺟ ﻤ ﻌ ﻮه ُﻣ َﻔ ﱠﺮ َق اﻷوﺻ ﺎل ﺧ ﻠ ﻂ اﻟ ﺪﻣ َﻊ ﺑ ﺎﻟ ﺜ ﺮى اﻟ ﻤ ﻨ ﻬ ﺎل ﺟَ َﺰﻋً ﺎ ،و َْﻫ ﻮ ﺿ ﺎر ٌع ﺑ ﺎﺑ ﺘ ﻬ ﺎل حَ ﻗ ﺮﻳ ﺒً ﺎ ﻣ ﻨ ﻪ ﺑ ﻌ ﻴ َﺪ اﻟ ﻤ ﻨ ﺎل ِت ،وﻛ ﺎﻧ ﻮا ﻳ ﺪﻋُ ﻮن ﺑ ﺎﻹﺑ ﻼل دَ ،وﺑ ﺎﻟ ﻤ ﺤ َ ﺼ ﻨ ﺎت واﻷﻃ ﻔ ﺎل ﻛ ﻴ ﻒ ﺗ ﻠ ﻬ ﻮ اﻟ ﻤ ﻨ ﻮ ُن ﺑ ﺎﻵﺟ ﺎل وًى ،ﺳ ﺘ َ ﺮن اﻟ ﺠ ﺴ ﻮ َم ﺑ ﺎﻷﺳ ﻤ ﺎل ﺑ ﺪﻳ ُﻞ اﻷﺛ ِ ﺎث ﻓ ﻮق اﻟ ﺮﺣ ﺎل ﻫ ﻬ ﻨ ﺎ ُﻣ ﻌْ ِﺪ ٌم ﻛ ﺜ ﻴ ﺮ اﻟ ﻌِ ﻴ ﺎل ﺄس ﺑ ﻨ ﻀ ﺮة اﻵﻣ ﺎل رﻳ ﺢُ ﻳ ٍ 44
ﻛﺎرﺛﺔ ﻧﺎﺑﻠﺲ
∗∗∗
ـ َﻦ ﻷ َ ٌ رض ﻛ ﻨ ﻮ ُزﻫ ﺎ ﻣ ﻦ ﻧ ﻜ ﺎل ﻋ ﻦ ﺑ ﻨ ﻴ ﻬ ﺎ ،وآذِ ﻧ ﻮا ﺑ ﺎرﺗ ﺤ ﺎل ﺑ ﻮﺑ ﺎءٍ ﻣ ﻦ ﺑ ﻌ ﺪ ﻫ ﺬا اﻟ ﻮﺑ ﺎل أ َ َوﺑَ ﻌْ َﺪ اﻹﻣ ﺤ ﺎل ﻣ ﻦ إﻣ ﺤ ﺎل؟ ﺣ ﺴ ﺒُ ﻨ ﺎ َﻛ ْﺮبُ ﻫ ﺠ ﺮ ٍة واﺣ ﺘ ﻼل
دﺧ ﻼءَ اﻟ ﺒ ﻼدِ ،ﱠ إن ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ـ ِﺗ ﺒْ ُﺮﻫ ﺎ ﺻ ﻔ ﺮ ُة اﻟ ﺮدى ﻓ ُﺨ ﺬو ُه َربﱢ ﻟُ ْ ﻄ ًﻔ ﺎ! ﻓ ﻘ ﺪ أﺗ ﺎﻧ ﺎ ﻧ ﺬﻳ ٌﺮ وﺟ ﺮادٌ ،وﻛ ﱡﻞ ٍ آت ﻗ ﺮﻳ ﺐٌ ، َربﱢ إن اﻟ ﻜ ﺮوبَ ﺗَ ﺘ ﺮى ﻋ ﻠ ﻴ ﻨ ﺎ
١٦ﺗﻤﻮز ١٩٢٧
45
ﴎ اﳋﻠﻮد ﰲ رﺛﺎء ﺳﻌﺪ زﻏﻠﻮل
ﻟ ﻲ ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﻴ ﺎة ﺗَ ﻌ ﱡﻠ ٌﻖ وﺗَ ﺸ ﱡﺪ ُد ﻧ َ َﻔ ٌﺲ أُردّده وأﻋ ﻠ ﻢ أﻧ ّ ُﻪ وﻳَ ﻠُ ﱡﻢ ﺑ ﻲ أﻟ ٌﻢ أُﺧ ﺎﺗ ﻠ ﻪ ﺑ ﻤ ﺎ وﻳ ﺴ ّﺮﻧ ﻲ أﻧ ّ ﻲ ﻧ ﺠ ُ ﻮت ﻣ ﻦ اﻷذى وﻛ ﺄﻧ ﻨ ﻲ ﺿ ّﻠ ﻠ ُﺖ ﺳ ﻴ َﺮ ﻣ ﻨ ﻴّ ﺘ ﻲ ﻫﻴﻬ َ ﺎدع ﻋ ﻴ َﻦ اﻟ ﺮدى ﺎت ﻟ ﺴ ُﺖ ﺑ ﺨ ٍ أﻧ ﺎ أﻧ َﺖ ﺑ ﻌ ﺪ اﻟ ﻤ ِ ﻮت ﻻ ُﻣ ﺴ ﺘ ﻌ ِﺒ ٌﺪ ورأﻳ ُﺖ ﺧ ّﺰ َ اف اﻟ ﺤ ﻴ ﺎ ِة ﻳُ ﺬ ّﻟ ﻬ ﺎ ﻫﻞ ﻛﺎن ﺳﻌﺪ ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻤ َﺖ ﻣﻦ اﻟﻮرى ﻫ ﺒّ ْﺖ ﻋ ﻮاﺻ ُ ﻒ ﻧ ﻌ ﻴ ﻪ ﻣ ﺼ ﺮﻳّ ًﺔ وﻃ ﻔ ﻘ ُﺖ أﺳ ﺄل ﻳ ﻮﻣَ ﻪ ﻓ ﺈذا ﺑ ِﻪ وارﺗ ﺒ ُﺖ ﻓ ﻲ اﻷﻗ ﺪار ﻟ ﻴ ﻠ َﺔ ﻧ ﻌ ﻴ ِﻪ ُﻓ ِﺠ ﻌ ْﺖ ﺑ ﻨ ﻮ ﻣ ﺼ ٍﺮ ﺑ ﻔ ﻘ ﺪ زﻋ ﻴ ﻤ ﻬ ﺎ ﻳ ﺎ ﺳ ﻌ ُﺪ ﻳ ﺎ اﺑ َﻦ اﻟ ﻨ ﻴ ِﻞ رﻧ ّ ﻖ ﻣ ﺎء ُه ﻣ ﺼ ُﺮ اﻟ ﺘ ﻲ ﻓ ﻘ ﺪﺗْ َﻚ ﻗ ﻠ ﺐٌ ﺧ ﺎﻓ ٌﻖ وﻛ ﺄﻧ ﻬ ﺎ ﻛ ﺒ ٌﺪ ﻳُ ﺼ ّﺮﻋ ﻬ ﺎ اﻷﺳ ﻰ
واﻟ ﻌ ﻤ ُﺮ ﻣ ﺎ ﺑ ﻌ ﺪ اﻟ ﻤ ﺪى ﻓ ﻴ ﺴ ﻨ َﻔ ُﺪ ِﻟ ﻠ ﻤ ِ ﻮت ﺑ ﻴ ﻦ ﺟ ﻮاﻧ ﺤ ﻲ ﻳ ﺘ ﺮدّد ﻳ ﺼ ﻒ اﻟ ﻄ ﺒ ﻴ ﺐُ ﻓ ﻴ ﺴ ﺘ ﻜ ﻴ ُﻦ وﻳ ﺨ ﻤ ﺪ وﻳ ﻠ ﻲ ﻛ ﺄﻧ ﻲ ْ إن ﻧ ﺠ ُ ﻮت ُﻣ ﺨ ﱠﻠ ﺪ ّ إن اﻟ ﻄ ﺮﻳ ﻖ إﻟ ﻰ اﻟ ﻔ ﻨ ﺎءِ ُﻣ ﻌ ﺒﱠ ﺪ ﻋ ﻴ ُﻦ اﻟ ﺮدى ﻳَ ْﻘ ﻈ ﻰ وﻋ ﻴ ﻨ ُ َﻚ ﺗ ﺮﻗ ﺪ ﺣُ ٍّﺮا ﻓ ﺄﺣ ﻘ ﺮه وﻻ ُﻣ ﺴ ﺘ ﻌ ﺒَ ﺪ ﻓﻴ ُ ﺪوﺳ ﻬ ﺎ ،وﻳُ ﻌ ّﺰﻫ ﺎ ﻓ ﻴُ ﻨ ّﻀ ﺪ ﻮت؟ ﻛ ﻼ ّ ﻓﻴﻤ َ إن ﺳ ﻌ َﺪ ﻷَوﺣ ﺪ ﻓ ﺈذا ﺑ ﻬ ﺎ ﺷ ﺮﻗ ﻴّ ٌﺔ ﺗَ ﺘ ﻤ ﱠﺮد ﻳ ﻮ ٌم َﻟ ﻌَ ﻤ ُﺮ اﻟ ﻤ ِ ﻮت أﺑ ﻜ ُﻢ أﺳ ﻮد و َﻟ ﺤ ُ ﺪت َرﻳْ ﺒ ﻲ ﻳ ﻮ َم ﻗ ﻴ ﻞ ﺳ ﻴُ ﻠ ﺤَ ﺪ اﻟ ﻠ ُﻪ أﻛ ﺒ ُﺮ أيﱡ أرو َع ﺗ ﻔ ﻘ ﺪ؟ ﺛ ُ ﻜ ُﻞ اﻟ ﺒ ﻨ ﻴ ﻦ ،وﻫ ﻞ ﻛ ﺴ ﻌ ٍﺪ ﻳُ ﻮﻟ ﺪ؟ ﺮق أﺿ ﻠ ﻌُ ﻪ اﻟ ﺘ ﻲ ﺗَ ﺘ ﱠ واﻟ ﺸ ُ ﻮﻗ ﺪ وﻛ ﺄﻧ ﻪ ﻟ ﻤّ ﺎ ﺗَ ﻌ ّﻠ ﻘ ﻬ ﺎ ﻳ ﺪ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
إن اﻟ ﺒ ﻄ ﻮﻟ ﺔ ﻣ ﻨ ﺬ ﻛ ﺎﻧ ﺖ ﺗُ ﻌ ﺒَ ﺪ ﻮب ﻳُ ﺒ ﻴ ﺪﻫ ﺎ وﻳُ ﺒ ﺪّد ﺷ ﻤ َﻞ اﻟ ﺨ ﻄ ِ ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ﺻ ﺨ ٌﺮ ﻫ ﻨ ﺎﻟ ﻚ ﺟَ ْﻠ ﻤ ﺪ ﻓ ﻴ ﺼ ﺪّﻫ ﺎ ﻓ ﺘَ ﺤ ﻮ ُر ﻋ ﻨ ﻪ وﻳ ﺼ ﻤ ﺪ ﺑ ﺎﻟ ﻐ ﺎر ﻳُ ﻜ ﺒ ﺮه اﻟ ﻮرى وﻳُ ﻤ ﺠﱢ ﺪ واﻟ ﻜ ﻌ ﺒ ُﺔ اﻟ ﻐ ّﺮاء ﺣ ﻴ ﺚ اﻟ ﻤ ﻌ ﺒ ﺪ ﺗ ﻌ ﻨ ﻮ ﻟ ﻪ ﺣُ ﱡﺮ اﻟ ﻮﺟ ﻮ ِه وﺗ ﺴ ﺠ ﺪ ﺗ ﺠ ﺜ ﻮ ﻟ ﺪﻳ َﻚ ،وأﻧ َﺖ أﻧ َﺖ اﻟ ﺴ ﻴّ ﺪ واﻟ ﻤ ُ ﻮت ﻣَ ّﻀ ﺎءُ اﻟ ﻌ ﺰﻳ ﻤ ِﺔ ﻳ ﻄ ﺮد وﻋ ﻬ ﺪﺗُ ﻪ ﻳ ﺮﻣ ﻲ اﻟ ﺴ ﻬ ﺎ َم ﻓ ﻴُ ْﻘ ِﺼ ﺪ ﻣ ﺼ ٍﺮ ﻳ ﺮﻳ ُﺶ ﺳ ﻬ ﺎﻣَ ﻪ وﻳُ ﺴ ﺪﱢد وﻛ ﺄﻧ ﻬ ﺎ در ٌع ﻋ ﻠ ﻴ َﻚ ُﻣ ﺴ ﱠﺮد وأﺗ ﻰ ﺳ ﺮﻳ َﺮ َك ﺧ ﺎﺋ ًﻔ ﺎ ﻳ ﺘ ﱠ ﺮﺻ ﺪ وﺟ ﺮﻋ ﺘَ ﻬ ﺎ» ،وأﻧ ﺎ اﻧ ﺘ ﻬ ﻴ ُﺖ« ﺗُ ﺮدّد ﻧ ﻮ ٌر ﻳ ﻔ ﻴ ﺾ وﺟ ﺬو ٌة ﻻ ﺗ ﻬ ﻤ ﺪ ﻓ ﺠ ﺮى ﻳُ ﻐ ﻮّر ﻓ ﻲ اﻟ ﺤ ﻴ ﺎة وﻳُ ﻨ ِﺠ ﺪ وﺗَ ﻔ ﺮﻋ ﻨ ْﺖ ﻣ ﺼ ٌﺮ ﻟ ﻤ ﻦ ﻳ ﺘ ﻨ ﻤ ﺮد ﻓ ﻤ ﺘ ﻰ ﻳ ﺆوب؟ وأﻳ ﻦ ﻳ ﻄ ﻠ ﻊ ﻓ ﺮﻗ ﺪ؟ ﻏ ﺪ ُر اﻟ ﻤ ﻨ ﻴّ ِﺔ ﺑ ﺎﻟ ﺮﺋ ﻴ ﺲ وﻳُ ﻘ ﻌِ ﺪ ﻣ ﻦ ﻫ ﻮﻟ ﻬ ﱠﻦ ﻗ ﻠ ﻮﺑُ ﻨ ﺎ واﻷ َ ْﻛ ﺒُ ﺪ ﻣ ﺎ اﻧ ﻔ ّﻚ ﻳُ ﺴ ﻌ ﺪه ﻧ ﺪا َك وﻳَ ﺴ ﻌ ﺪ ﺣ ﺴ ﺒ ﻲ ﻋ ﺰاؤ َك ﻧ ﻌ ﻤ ًﺔ ﻻ ﺗُ ﺠ ﺤَ ﺪ َﻟ ﺨ ﺘ ﺎ ُم أﻟ ِﻒ ﺻ ﻨ ﻴ ﻌ ٍﺔ ﻟ َﻚ ﺗُ ﺤ ﻤَ ﺪ ﻋ ﻴ ٌﻦ ﺗ ﺴ ﻴ ﻞ ﺑ ﻪ وﻋ ﻴ ٌﻦ ﺗ ﺠ ﻤ ﺪ ﻧ َ ْﻢ ﻫ ﺎدﺋً ﺎ ﻳ ﺎ ﺳ ﻌ ُﺪ ﻃ ﺎب اﻟ ﻤ ﺮﻗ ﺪ أﻣ ﺴ ْﺖ ﻫ ﻲ اﻟ ﺮﻣ ُﺲ اﻟ ﺬي ﺗَ ﺘ ﱠ ﻮﺳ ﺪ ﻗ ﺪ ﻛ ّﻠ ﻠ ﻮ َك ﺑ ﻬ ﺎ ﻋ ﻴ ﻮ ٌن ﺗ ﺴ ﻬ ﺪ
ﻋ ﺒ ﺪﺗْ َﻚ ﻣ ﺼ ُﺮ ،وأﻧ َﺖ ﺑ ﺎﻋ ُﺚ ﻣ ﺠ ﺪﻫ ﺎ ربﱡ اﻟ ﺒ ﻄ ﻮﻟ ِﺔ ﻋ ﺒ ﺪﻫ ﺎ ﻗ ﺬﻓ ْﺖ ﺑ ِﻪ ﻳ ﻠ ﻘ ﻰ اﻟ ﺨ ﻄ ﻮبَ وﻗ ﺪ ﻃ ﻐ ﻰ ﺗ ﻴّ ﺎ ُرﻫ ﺎ وإذا ﺑ ﻬ ﺎ ﻟُ ﺠ ﺞٌ ﺗَ ﺪاﻓ َﻊ ﻣ ﻮﺟُ ﻬ ﺎ وإذا ﺑ ﻪ ﻓ ﻮق اﻷﻛ ﱢ ﻒ ُﻣ ﻜ ﱠﻠ ٌﻞ وإذا ﺑ ﻪ ﺗ ﺤ ﺖ اﻟ ﺼ ﻔ ﻴ ِﺢ ﺑ ﻤ ﻌ ﺒ ٍﺪ وإذا ﺑ ﻪ ﻋ ﻴ ُﻦ اﻟ ﺨ ﻠ ﻮ ِد ِ وﺳ ﱡﺮ ُه ﻳ ﺎ ﺳ ﻌ ُﺪ ﺷ ﺄﻧ ُ َﻚ واﻟ ﺒ ﻄ ﻮﻟ ُﺔ إﻧ ﻬ ﺎ اﻟ ﻠ ﻪُ ،ﻓ ﻲ ﺳ ﺒ ٍﻊ وﺳ ﺘ ﻴ ﻦ اﻧ ﻄ ْ ﻮت ﻧ ﺼ ﺐَ اﻟ ﺤ ﺒ ﺎﺋ َﻞ ﺟ ﻤّ ًﺔ ﻓ ﺘ ﻘ ّ ﻄ ﻌ ْﺖ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻔﻰ ﺑﺄﺧﻔ َﻖ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ورأى ﺑ ﻄ ﻮﻟ ﺘَ َﻚ اﻟ ﺘ ﻲ ﺻ ﻤ ْ ﺪت ﻟ ُﻪ ﻓ ﺮﻣ ﻰ ﺣ ﺒ ﺎﺋ َﻠ ﻪ ،وﺣ ّ ﻄﻢ ﻗ َ ﻮﺳ ُﻪ ﻓ ﺴ ﻘ ﺎ َك ﺧ ﻤ ﺮ َة ﻛ ﺄﺳ ﻪ ﻓ ﻌ ﺮﻓ ﺘَ ﻬ ﺎ ﻧ َ ﻌَ ِﻢ اﻧ ﺘ ﻬ ﻴ َﺖ ،وإﻧ ﻤ ﺎ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﻘ ﻮى ﺮق ﻓ ﻲ ُ ﻓﻬ ْ ﻇ ﻠ ﻤ ﺎﺗ ِﻪ ﺪت ﺳ ﺒ ﻴ َﻞ اﻟ ﺸ ِ وﻫ ْ ﻮت ﺑ ﻜ ﻠ ﻜ ﻠ ﻬ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ أﻋ ﺪاﺋ ﻬ ﺎ اﻟ ﻔ ﺮﻗ ُﺪ اﻟ ﻬ ﺎدي ﻳُ ﺤ ﺠّ ﺒ ﻪ اﻟ ﺜ ﺮى ﻳ ﺎ ﺣ ﺴ ﺮﺗ ﺎه ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺒ ﻼد ﻳُ ﻘ ﻴ ﻤ ﻬ ﺎ زﻓ ﺮاﺗُ ﻬ ﺎ زﻓ ُ ﺮات ﻣ ﺼ َﺮ ﺗ ﺼ ﺪّﻋ ْﺖ )ﻋ ﻴ ﺒ ﺎ ُل( ﻣ ﻨ ﺬ ﺗ ﺰﻟ ﺰﻟ ْﺖ أرﻛ ﺎﻧ ُ ُﻪ ﻋ ﱠﺰﻳ ﺘَ ﻪ ﺑ ُﻤ ﺼ ﺎﺑ ﻪ ووﺻ ﻠ ﺘَ ُﻪ ﺟ ﻮ ٌد ﺧ ﺘ ﻤ َﺖ ﺑ ﻪ اﻟ ﺤ ﻴ ﺎ َة وإﻧ ُﻪ وﻟ ﻘ ﺪ ﻧ ُ ﻌِ ﻴ َﺖ ﻟ ﻪ ﻓ ﺒ ﺎت وﺣ ﺰﻧ ُ ُﻪ ﻫ ﺬا ﺛ ﺮى ﻣ ﺼ َﺮ اﻟ ﺘ ﻲ أﺣ ﺒ ﺒ ﺘَ ﻬ ﺎ ﺗ ﻔ ﺪﻳ َﻚ أﻓ ﺌ ﺪ ٌة ﺗ ﻮ ّد َﻟ َﻮ أﻧ ّ ﻬ ﺎ وﺗ ﻮ ّد ﻟ ﻮ أن اﻷزاﻫ ﻴ َﺮ اﻟ ﺘ ﻲ 48
ﴎ اﻟﺨﻠﻮد
واﻟﺴﻠﺴﺒﻴ ُﻞ — وﻟﺴ َﺖ ﺗﻈﻤﺄ — ﻣﻮرد ﺑَ ِﺮﺣَ ْﺖ ﻟ ﺬﻛ ﺮ َك ﻟ ﻮﻋ ٌﺔ ﺗَ ﺘ ﺠ ﺪﱠد
اﻟ ﱠﺮوْحُ واﻟ ﺮﻳ ﺤ ﺎن ﺧ ﻴ ُﺮ ﺗ ﺤ ﻴّ ٍﺔ ﻟ ﻢ ﻳ ﺨ ُﻞ ﻣ ﻨ َﻚ اﻟ ﺬﻛ ُﺮ ﻓ ﻲ وﻃ ٍﻦ وﻣ ﺎ
ﻧﺎﺑﻠﺲ ،ﰲ ٢٧ﺳﺒﺘﻤﱪ ١٩٢٧
49
َﻣ ِﻌﲔ اﳉﲈل
ْ أﺳ ﻌ ﺪﻳ ﻨ ﻲ ﺑ َﺰ ْو َر ٍة أو ﻋِ ﺪﻳ ﻨ ﻲ أدﱠﻋ ﻲ اﻟ ﻬ ﺠ َﺮ ﻛ ﺎذﺑً ﺎ ،وﻏ ﺮاﻣ ﻲ ﻏِ ﻴ ﺾ دﻣ ﻌ ﻲ وﻛ ﺎن ِرﻳٍّ ﺎ ﻟ ﺮوﺣ ﻲ ﺎل أذﺑ ﻠ ِﺖ ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ ﻳ ﺎ ﻣَ ﻌ ﻴ َﻦ اﻟ ﺠ ﻤ ِ ﺎل ،ﻗ ﻄ ﺮ َة ﻣ ﺎءٍ ﻳ ﺎ ﻣ ﻌ ﻴ َﻦ اﻟ ﺠ ﻤ ِ
ﻃ ﺎل ﻋ ﻬ ﺪي ﺑ ﻠ ﻮﻋ ﺘ ﻲ وﺣ ﻨ ﻴ ﻨ ﻲ ﺮار ﻣ ﻦ اﻟ ﻔ ﺆاد ﻣَ ﻜ ﻴ ِﻦ ﻓﻲ ﻗ ٍ ﻣ ﻦ ﻏ ﻠ ﻴ ﻞ اﻷﺳ ﻰ ﻓ ﻤ ْﻦ ﻳ ﺮوﻳ ﻨ ﻲ أﻧ ﻌ ﺸ ﻴ ﻨ ﻲ ﺑ ﻨ ﻬ ﻠ ٍﺔ أﻧ ﻌ ﺸ ﻴ ﻨ ﻲ أو أﻓ ﻴ ﻀ ﻲ اﺑ ﺘ ﺴ ﺎﻣ ًﺔ ﺗُ ﺤ ﻴ ﻴ ﻨ ﻲ
∗∗∗
ﺎض ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﺮﻳ ﺎﺣ ﻴ ـ ﺿ ﺠ ﻌ ﺘ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮﻳ ِ ﻓ ﺘ ﻨ ﺎوﻟ ُﺖ أ ُ ْﻗ ﺤ ﻮاﻧ ً ﺎ ﻧ ﺪﻳٍّ ﺎ َ اﻷوراق ﻋ ﻨ ﻬ ﺎ ِﺗ ﺒ ﺎﻋً ﺎ وﻧ ﺰﻋ ُﺖ ﻓ ﺈذا واﻓ ﻘ ْﺖ ُﻣ ﻨ ﺎيَ ﺗَ ﻔ ﺎءَ ْﻟ ـ ذاك ﻟ ﻬ ٌﻮ ﻓ ﻴ ﻪ اﻟ ﻌ ﺰاءُ ﻟ ﻨ ﻔ ﺴ ﻲ ُ ﻃ ﻔ ُﺖ ﺑ ﻴ ﻦ اﻷزﻫ ﺎر ،واﻟ ﻨ ﱠ ْﺸ ُﺮ ﻣ ﻦ ﻧ َ ْﺸ ـ ﻗﻄ ُ ﺮات اﻟ ﻨ ﺪى ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ دﻣ ﻮﻋ ﻲ ُ ً أﻧ ﺘ ﻘ ﻲ ﻃ ﺎﻗ ﺔ وذوﻗ ﻚِ ﻳَ ﻬْ ﺪِﻳ ـ ﻮب وﻳْ ﻠ ﻲ ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ ﻳ ﺎ ﺣ ﻴ ﺎ َة اﻟ ﻘ ﻠ ِ ﻓ ُﺨ ﺬﻳ ﻬ ﺎ ﻋ ﺴ ﻰ ﺗُ َﺮ ﱡد إﻟ ﻴ ﻬ ﺎ اﻟ ﱡﺮوح
ـ ِﻦ ﻗ ﺮﻳ ﺒً ﺎ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء ﻋَ ﻴْ ٍﻦ ﻣَ ﻌ ﻴ ِﻦ ﻮن وﻧ ﺪا ُه ﻛ ﺎﻟ ﻠ ﺆﻟ ﺆ اﻟ ﻤ ﻜ ﻨ ِ أﺗ ﺤ ﱠﺮى ﺷ ﱢﻜ ﻲ ﺑ ﻬ ﺎ وﻳ ﻘ ﻴ ﻨ ﻲ ـ ُﺖ ،وإﻻ ﻛ ﺬﱠﺑ ُﺖ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﻇ ﻨ ﻮﻧ ﻲ ﻓ ﺎﺿ ﺤ ﻜ ﻲ ﻣ ﻦ ﺗ ﻌ ﱡﻠ ﻠ ﻲ وﺟ ﻨ ﻮﻧ ﻲ ـ ِﺮكِ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ّ ودﻗ ُﺔ اﻟ ﺘ ﻜ ﻮﻳ ﻦ أﻧ ِﺖ أدرى ﻣ ﻨ ﱢ ﻲ ﺑ ﻤ ﺎ ﻳُ ﺒ ﻜ ﻴ ﻨ ﻲ ـ ﻨ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟ ﺮاﺋ ﻌ ِ ﺎت ﻓ ﻲ اﻟ ﺘّ ﻠ ﻮﻳ ِﻦ ذَﺑُ َﻠ ْﺖ ﻣ ﻦ ﺑ ﻘ ﺎﺋ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻳ ﻤ ﻴ ﻨ ﻲ إﻧ ّ ﻲ أﺧ ﺎف ﻣ ﺮأى اﻟ ﻤ ﻨ ﻮن
∗∗∗
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻣ ﺎ أﺷ ﱠﺪ اﻟ ﻬ ﻮى ،وﻣ ﺎ أﻃ ﻮ َل اﻟ ﱠﻠ ﻴْ ـ ُربﱠ ذﻛﺮى — وﻣﺎ ﻫﺠﻌ ُﺖ — اﺳﺘﺤﺎﻟ ْﺖ ﺿ ﻤّ ﻨ ﻲ ،ﺛ ﻢ َردﱠﻧ ﻲ وﺗ ﻼﺷ ﻰ راﻋ ﻨ ﻲ أﻣ ُﺮه ﻓ ﻨ ﺒﱠ ﻬ ُﺖ ﻣَ ْﻦ ﺣَ ْﻮ ﺳ ﺄﻟ ﻮﻧ ﻲ ﻓ ﻠ ﻢ أُﺟ ﺐْ ،ﺑ ﻞ ﺗَ ﻨ ﺎوﻣْ ـ
ـ َﻞ ،وﻣ ﺎ أﺑ ﻌ َﺪ اﻟ ﻜ ﺮى ﻋ ﻦ ﺟ ﻔ ﻮﻧ ﻲ ﺎل ﺳ ﺮى ﻓ ﺄذﻛ ﻰ ﺷ ﺠ ﻮﻧ ﻲ ﻟﺨﻴ ٍ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪّﻳ ﺎﺟ ﻲ ﻛ ﻤ ﺎ ﺗ ﻼﺷ ﻰ أﻧ ﻴ ﻨ ﻲ ِﻟ ﻲ ذُﻋْ ًﺮا ﺑ ﺼ ﺮﺧ ٍﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﱡﺴ ﻜ ﻮن ـ ُﺖ ،ﻓ ﻨ ﺎﻣ ﻮا وﻟ ﻸﺳ ﻰ َﺧ ﱠﻠ ﻔ ﻮﻧ ﻲ
∗∗∗
ﺎح ُﻣ ﺒ ﻴ ﻦ واﻧ ﺠ ﻠ ﻰ اﻟ ﻠ ﻴ ُﻞ ﻋ ﻦ ﺻ ﺒ ٍ ﺗ ﺘ ﻐ ﻨ ﱠ ﻰ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎﺋ ﺴ ِ ﺎت اﻟ ﻐ ﺼ ﻮن ـ ُﺮ ﺷ ﺠ ﱡﻲ اﻟ ﻐ ﻨ ﺎءِ ﻋ ﺬبُ اﻟ ﻤ ﺠ ﻮن ﻮن وﺟ ﻤ ﺎ ُل اﻟ ﺠ ﺒ ِ ﺎل ِﻣ ْﻞءُ اﻟ ﻌ ﻴ ِ ـ ﻚِ ،وﺛ ﻠ ٍﺞ ﻧ ﻘ ﺎؤ ُه ﻛ ﺎﻟ ﺠ ﺒ ﻴ ﻦ
ﻣ ﺮﺣ ﺒً ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﻴ ﺎة ﻋ ﺎ َد ﺻ ﺪاﻫ ﺎ ﺎح ﻧ ﻮ ٌر وﻃ ﻴ ٌﺮ ُﺳ ﻔ ﺮاءُ اﻟ ﺼ ﺒ ِ وﻧ ﺴ ﻴ ٌﻢ ﻳ ﺪاﻋ ﺐُ اﻟ ﱠﺪوْحَ ،واﻟ ﺒَ ﺤْ ـ ﺎن ِﻣ ْﻞءُ اﻟ ﺤ ﻨ ﺎﻳ ﺎ وﺟ ﻼ ُل اﻟ ِﻮدْﻳ ِ ﺮار ﻛ ﺄﻧ ﻪ أﻣَ ﻠ ﻲ ﻓِ ﻴ ـ ﻓ ﻲ اﺧ ﻀ ٍ
∗∗∗
إﻧ ّ ﻤ ﺎ ﻫ ﺬه اﻟ ﻄ ﺒ ﻴ ﻌ ُﺔ أُﻧ ْ ﺴ ﻲ أﺗَ ﻘ ﱠﺮى ﺟ ﻤ ﺎ َل ذاﺗ ﻚِ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎ ﺼ ﺎﻓ ﻲ ،وأُﻧ ﺸ ﻮدة اﻟ ّ ﻓ ﻲ اﻟ ﻐ ﺪﻳ ﺮ اﻟ ﱠ ﻄ ﻴْ ـ ْت ﱠإﻻ ﺣ ﻨ ﻴ ﻨ ﺎً ﻏ ﻴ َﺮ أﻧ ﻲ ﻣ ﺎ از َدد ُ
و ُﻣ ﻌ ﻴ ﻨ ﻲ إن ﻟ ﻢ أﺟ ﺪ ﻣ ﻦ ُﻣ ﻌ ﻴ ﻦ ﻮن أﺑ ﺪَﻋَ ﺘْ ُﻪ ﻳ ﻤ ﻴ ﻨ ُ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻓ ﻨ ِ ـ ِﺮ وﻃ ﻴ ِﺐ اﻟ ﻮرود واﻟ ﻴ َ ﺎﺳ ﻤ ﻴ ِﻦ ْ أﺳ ﻌِ ﺪﻳ ﻨ ﻲ ﺑ َﺰ ْو َر ٍة أو ﻋِ ﺪﻳ ﻨ ﻲ ﻧﻈﻤﺖ ﰲ ) ١٩٢٧وﻧﴩت ﺳﻨﺔ (١٩٢٨
52
ﲪﻠﺘﻨﻲ ﻧﺤﻮ اﳊﻤﻰ أﺷﺠﺎﲏ
ﻧ َ ّﺒ ﻬ ﺘْ ﻨ ﻲ ﺻ ﻮادحُ اﻷﻃ ﻴ ﺎر ﺗَ ﺘَ ﻐ ﻨ ﱠ ﻰ ﻋ ﻠ ﻰ ذُرى اﻷﺷ ﺠ ﺎر وﺗَ ﺠَ ّﻠ ْﺖ ﻣ ﻠ ﻴ ﻜ ُﺔ اﻷﻧ ﻮار ﺎح ﺗ ُ ﺮﺷ ﻒ َ ﺎح َﻏ ٍّﻼ وﻧ َ ﻬْ ﻼ ﻃ ّﻼ ﻓ ﻮق ﻋ ِ ﻣ ﻦ ﺛ ُ ﻐ ﻮر اﻷﻗ ِ ﺮش اﻟ ﺼ ﺒ ِ ﻓ ﺘ ﻤ ﻨ ّ ﻴْ ُﺖ ﻟ ﻮ ﺷ ﻘ ﻴ ﻘ ُﺔ روﺣ ﻲ ﺑ ﺎﻛ َﺮﺗْ ﻨ ﻲ إﻟ ﻰ ﺟَ ﻨ َ ﻰ اﻷزﻫ ﺎر ∗∗∗
أﻧ ﺎ ﻓ ﻲ روﺿ ٍﺔ أﺑ ﺎﺣ ْﺖ ﺟَ ﻨ ﺎﻫ ﺎ ﻛ ﱠﻞ ذي َ ﺻ ﺒْ ﻮ ٍة ﻛ ﺌ ﻴ ٍﺐ أﺗ ﺎﻫ ﺎ ﻫ ﺎ ُﻫ ﻨ ﺎ ورد ٌة ﻳ ﻔ ﻮحُ ﺷ ﺬاﻫ ﺎ ﻫ ﺎ ﻫ ﻨ ﺎ ﻧ َ ﺮﺟ ٌﺲ ﻳُ ﺤ ﻴﱢ ﻲ اﻷﻗ ﺎﺣ ﺎ واﻟ ﺪﱠواﻟ ﻲ ﺗُ ﻌ ﺎﻧ ُﻖ اﻟ ﺘﱡ ﱠﻔ ﺎﺣ ﺎ وارف اﻟ ـ ـ ﱢ َ ﺑ ﺎدري ﻧ ﺴ ﺘ ﺒ ْﻖ ﻣ ﻌً ﺎ ﻈ ﱢﻞ ،وﻧ َ ْﻘ ِﺾ اﻟ ﻨ ﻬ ﺎ َر ﺑ ﻌ ﺪ اﻟ ﻨ ﱠﻬ ِﺎر ∗∗∗
ﺿﺤِ َﻚ اﻟ ُ ﺮوض ﺣﻴﻦ ﻓﺎﺿ ْﺖ ﻋُ ﻴﻮﻧ ُ ْﻪ وﺗ ﺮاﻣ ﻰ ﻓ َ ﻮق اﻟ ﺜ ﺮى ﻳ َ ﺎﺳ ﻤ ﻴ ﻨ ُ ﻪ ﺼ ُ ﺻ ْﻔ َ ﻫ ﺎ َم َ ﺎﻓ ُﻪ ﻓ ﻨ ﺎﺣ ْﺖ ُﻏ ﺼ ﻮﻧ ُﻪ ﻓ ﺴ ﻮاءٌ ُﻫ ﻴ ﺎ ُﻣ ُﻪ ُ وﻫ ﻴ ﺎﻣ ﻲ ﻏ ﻴ َﺮ أﻧ ﻲ أﺑ ﻜ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ أﻳّ ﺎﻣ ﻲ َﻟ ﻮْﻋَ ٌﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﻀ ﻠ ﻮع ُ وار َﻓ ﺠَ ﻌَ ﺘْ ﻨ ﻲ ِﺑ َﻚ اﻟ ﻨ ﱠﻮى ﺣ ﻴ ﻦ ﺷ ﺒّ ْﺖ ذات أ ُ ِ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
∗∗∗
ﻣ ﱠﺮ ﻋ ﺎ ٌم أُﺧ ﻔ ﻲ ﻋ ﻦ اﻟ ﻨ ﺎس ﻣ ﺎ ﺑ ﻲ ﺬاب ِﻣ ﻦ ﺣَ ﻨ ﻴ ٍﻦ ُﻣ ﺒ ﱢﺮ ٍح وﻋ ِ وﻟ ﻘ ﺪ ﻳَ ﺴ ﺄﻟ َ ﻮن ﻓ ﻴ َﻢ اﻛ ﺘ ﺌ ﺎﺑ ﻲ وﻳْ ﺤَ ﻬ ْﻢ ﻛ ﻴ ﻒ ﻳُ ﺒ ﺼ ﺮون دﻣ ﻮﻋ ﻲ ﺛ ﱠﻢ ﻻ ﻳُ ﺪرﻛ ﻮن ﻣ ﺎ ﺑ ﻀ ﻠ ﻮﻋ ﻲ؟ ﺮار وﻟ ﻘ ﺪ ﻳ ﻜ ﺘ ُﻢ اﻟ ﻤ ﺤ ﺐﱡ ﻫ ﻮا ُه ﻓ ﺘ ﺒ ﻮحُ اﻟ ﺪﱡﻣ ﻮ ُع ﺑ ﺎﻷﺳ ِ ∗∗∗
ذاﻛ ٌﺮ أﻧ َﺖ ﻋ ﻬ ﺪَﻧ ﺎ ﻳ ﺎ ﻏ ﺪﻳ ُﺮ ﻳ ﻮم ﻛ ﻨ ّ ﺎ واﻟ ﻌ ﻴ ُﺶ َﻏ ﱞﺾ ﻧ ﻀ ﻴ ُﺮ وﻋ ﻠ ﻰ َ ﺿ ّﻔ ﺘ ﻴْ َﻚ ﻛ ﻨ ّ ﺎ ﻧ ﺴ ﻴ ُﺮ ﻓ ﺮوﻳ َﺖ اﻟ ﺤ ﺪﻳ َﺚ ﻋ ﻨ ﺎ ُﺷ ﺠ ﻮﻧ ﺎ وأﺧ ﺬﻧ ﺎ ﻋ ﻠ ﻴ َﻚ ﱠأﻻ ﺗَ ﺨ ﻮﻧ ﺎ ﻓ ﺄَﻋِ ْﺪ ﻟ ﻲ ذاك اﻟ ﺤ ﺪﻳ َﺚ ﻓ ﺈﻧ ﻲ أذْﻫ ﻠ ﺘْ ﻨ ﻲ اﻟ ﻨ ّ ﻮى ﻋ ﻦ اﻟ ﺘﱠ ﺬْﻛ ِﺎر ∗∗∗
ذاﻛ ٌﺮ أﻧ َﺖ واﻷزاﻫ ﻴ ُﺮ ﺗَ ﻨ ْ ﺪَى ﻛ ﻢ ﻧَ َ ﻈ ﻤْ ﻨ ﺎ ِﻣ ﻨ ْ ﻬ ﱠﻦ ﻟ ﻠ ِﺠ ﻴ ﺪ ﻋِ ْﻘ ﺪا ﻓ ﺈذا ﻫ ﺒﱠ ِﺖ اﻟ ﱠ ﺼ ﺒ ﺎ ﻓ ﺎح ﻧ َ ﺪﱠا ﺎق ﺮاق َﻓ ﺬَوى اﻟ ﻌِ ْﻘ ُﺪ ﻣ ﻦ ﻃ ﻮﻳ ِﻞ اﻟ ﻌ ﻨ ِ واﻧ ﻘ ﻀ ﻰ اﻟ ﻠ ﻬ ُﻮ ُﻣ ﺆ ِذﻧ ً ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﻔ ِ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰ ْل َﺧ ﻴْ ُ ﻄ ﻪ ﻳ ﻠ ﻮحُ وﺟ ﺴ ﻤ ﻲ ﻳَ ﺘَ ﻮارى ُﺳ ْﻘ ﻤً ﺎ ﻋ ﻦ اﻷﺑْ ﺼ ِﺎر ∗∗∗
ﻳ ﺎ اﺑ ﻨ َﺔ اﻷﻳ ﻚِ َﻏ ﱢﺮدي أو َﻓ ﻨ ُ ﻮﺣ ﻲ ﻓ ﻌ ﺴ ﻰ ﻳَ ﻸ ُم اﻟ ﻬَ ﺪﻳ ُﻞ ﺟ ﺮوﺣ ﻲ ﻧ َ َﻔ َﺪ اﻟ ﱠ ﺼ ﺒ ُﺮ ﻋ ْﻦ ﺷ ﻘ ﻴ ﻘ ِﺔ ُروﺣ ﻲ واﺳ ﺠ ﻌ ﻲ ْ إن أﺗ ﻴ ِﺘ ﻬ ﺎ ﻓ ﻮق ُﻏ ْ ْ ﻓ ﺎﺣ ﻤ ﻠ ﻲ ﻫ ﺬه اﻟ ﱢﺮﺳ ﺎﻟ َﺔ ﻋ ﻨ ّ ﻲ ﺼ ِﻦ َﻓﻬْ َﻲ ﻋﻨﺪ اﻷﺻﻴ ِﻞ ﺗُﺼﻐﻲ إﻟﻰ اﻟـ ـ ﱠ ﻄ ﻴْ ِﺮ ﻋ ﺴ ﺎﻫ ﺎ ﺗ ﺮوح ﺑ ﺎﻷﺧ ﺒ ِﺎر 54
ﺣﻤﻠﺘﻨﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﺤﻤﻰ أﺷﺠﺎﻧﻲ
∗∗∗
ﺣَ ﻤَ َﻠ ﺘْ ﻨ ﻲ ﻧ ﺤ ﻮ اﻟ ﺤِ ﻤ ﻰ أﺷ ﺠ ﺎﻧ ﻲ ﺎن ﻓ ﺘ ﻬ ﻴﱠ ﺒ ُﺖ ﻣ ﻦ ﺟ ﻼل اﻟ ﻤ ﻜ ِ ﺪان وإذا ﻓ ﻮق ﻣ ﻘ ﻠ ﺘ ﱠﻲ ﻳ ِ ﻓ ﺘ ﻠ ﻤّ ﺴ ُﺖ ﻧ ﻀ ﺮ ًة وﻧ ﻌ ﻴ ﻤ ﺎ وﺗَ ﻌ ﱠﺮ ْﻓ ُﺖ ﻣ ﺎ َﻟ ﺜ َ ﻤْ ُﺖ ﻗ ﺪﻳ ﻤ ﺎ ﻗ ﻠ ُﺖ ﻳ ﺎ ﻣ ﺮﺣ ﺒً ﺎ َ دار وﻗ ﺒﱠ ﻠ ُﺖ ﻛ ٍّﻔ ﺎ أﻧ ﺰﻟ ﺘْ ﻨ ﻲ ﺿ ﻴ ًﻔ ﺎ ﺑ ﺄﻛ ﺮ ِم ِ ∗∗∗
ﺧﻄ ُ ﺮات اﻟ ﻨ ﺴ ﻴ ِﻢ ﻓ ﻲ وادﻳ ﻚِ َ ﺻ ﺒﱠ ﺤ ﺘْ ﻨ ﻲ ﺑ ُﻘ ﺒ ﻠ ٍﺔ ِﻣ ﻦ ﻓِ ﻴ ﻚ ﺛﻢ ﻋ ْ ﺎدت ﺑ ﻘ ﺒ ﻠ ٍﺔ ﺗَ ﺸ ﻔ ﻴ ﻚِ ُﻓ ُ ﺎن« ﺎن ﻓ ﺴ ﻼﻣً ﺎ ﻳ ﺎ »واديَ اﻟ ﱡﺮﻣﱠ ِ ﺰت ﺑ ﺎﻟ ﱠﺮوْح ﻣ ﻨ َﻚ واﻟ ﱠﺮﻳْ ﺤ ِ دان ﻳُ ِﻈ ﱡﻞ أﻫ َﻞ اﻟ ﺪﻳ ِﺎر واﺣ ﻨ ﻴ ﻨ ﻲ إﻟ ﻰ دﻳ ِﺎر َك واﻟ ﱡﺮﻣﱠ ﺎ ُن ٍ ﻧﴩت ﰲ ٢١أﻳﺎر ١٩٢٨
55
ﻣﻨﺪﻳﻞ ﺣﺴﻨﺎء
ﻣ ﺎ روﻧ ُﻖ اﻟ ﻔ ﺠ ِﺮ واﻟ ﻈ ﻠ ﻤ ﺎءُ ﻋ ﺎﻛ ﻔ ٌﺔ ﻓﻬﺒﱠ ِﺖ اﻟﻄﻴ ُﺮ ﺗﺪﻋﻮ اﻟﻄﻴ َﺮ ُﻣ ِ ﺮﺳﻠ ًﺔ وﻻ اﻟ ﻮرو ُد ﻛ ﺄﻣ ﺜ ﺎل اﻟ ﺨ ﺪو ِد وﻗ ﺪ ﻛ ﻼ وﻻ ﻗ ﻄ ُ ﺮات اﻟ ﻄ ﱢﻞ ﻛ ﺎﻣ ﻨ ٌﺔ ﻳﻮﻣً ﺎ ﺑﺄﺟﻤ َﻞ ﻣﻦ ﻣَ ﱟﻲ إذا اﺑﺘﺴﻤ ْﺖ ﻏ ﺪًا ﺗ ﻔ ﺎرﻗ ﻨ ﻲ ﻣ ﱞﻲ وﻓ ﻲ ﻛ ﺒ ﺪي
إذا ﺗَ ﻨ ﱠﻔ َﺲ ﻧ ُ ﻮ ًرا ﻓ ﻲ ﺣ ﻨ ﺎﻳ ﺎﻫ ﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻏ ﺎرﻳ ﺪ أﺣ ﻼﻫ ﺎ وأﺷ ﺠ ﺎﻫ ﺎ ﺗﻔﺘﱠﺤ ْﺖ ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎض اﻟﻔِ ﻴﺢ ﺗﻐﺸﺎﻫﺎ ﻓ ﻲ اﻷُﻗ ﺤ ﻮان وأ ﱡم اﻟ ﺸ ﻬ ِﺪ ﺗ ﺮﻋ ﺎﻫ ﺎ ﺎب ،وﻻﺣ ﺖ ﻟ ﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫ ﺎ ﺗ ﺤﺖ اﻟﻨ ﱢﻘ ِ ﺷ ٌ ﻮق أُﻛ ﺎﺑ ﺪه ً آﻫ ﺎ وأَوّاﻫ ﺎ ﻣﺴﺎء ١٢ﺣﺰﻳﺮان ١٩٢٨
ﺣﺮﻳﻖ اﻟﺸﺎم إﱃ ﻧﺪﻳﻢ
َﻟﻬْ ﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎم ُ وﺳ ّﻜﺎﻧﻬﺎ ﻣ ﺎ أﺣ ﺮﻗ ﺘْ ﻬ ﺎ اﻟ ﻨ ﺎ ُر ﻟ ﻜ ﻨ ﱠ ﻤ ﺎ واﻟ ﺤ ﺐﱡ إﻣّ ﺎ أُﺿ ِﺮﻣ ْﺖ ﻧ ﺎ ُر ُه »ﻧﺪﻳﻢُ« أﺧﺒ ْﺮﻧﻲ ﻓﻘﺪ راﻋﻨﻲ ﻫﻞ ﺳ ِ ﺮت اﻟﻨﺎ ُر إﻟﻰ )ﺗﻴﻨﻬﺎ(
ﺮوح ﺣَ ّﺮا ِﻧﻬﺎ ﻟﻬﻔ َﺔ ﻇﺎﻣﻲ اﻟ ِ ﻮن ﺑ ﻐ ﺰﻻﻧ ﻬ ﺎ ﺿ ﻠ ﻮ ُع ﻣَ ﻔ ﺘ ٍ ﺗ ﺴ ﻤ ﻌ ﻪ اﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎ ﺑ ﺂذاﻧ ﻬ ﺎ ﺗَ ﺸ ﺒﱡ ُﺚ اﻟ ﻨ ِﺎر ﺑ ﻐ ﻴ ﻄ ﺎﻧ ﻬ ﺎ وﺗُ ﻮﺗِ ﻬ ﺎ اﻟ ﻐ ّﺾ و ُرﻣّ ﺎﻧ ﻬ ﺎ ٢٥ﺣﺰﻳﺮان ١٩٢٨
ﺗﻔﺎؤل وأﻣﻞ
ﻛﻔﻜ ْ ﻒ دﻣ ﻮﻋَ َﻚ ،ﻟ ﻴ ﺲ ﻳَ ﻨ ْـ واﻧ ﻬ ْﺾ وﻻ ﺗ ﺸ ُﻚ اﻟ ﱠﺰﻣ ﺎ واﺳ ﻠ ْﻚ ﺑ ﻬ ﻤّ ﺘ َﻚ اﻟ ﱠﺴ ِﺒ ﻴ ـ ﻣ ﺎ ﺿ ّﻞ ذو أﻣ ٍﻞ ﺳ ﻌ ﻰ ﻛ ﻼﱠ ،وﻻ ﺧ ﺎب اﻣ ﺮ ٌؤ أﻓ ﻨ ﻴ َﺖ ﻳ ﺎ ﻣ ﺴ ﻜ ﻴ ُﻦ ﻋُ ﻤْ ـ ﺪت ﻣ ﻜ ﺘ َ وﻗ ﻌ َ ﻮف اﻟ ﻴَ َﺪﻳْ ـ ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗ ﻘ ﻢ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﺐء أَﻧ ْ ـ
ـ َﻔ ﻌُ َﻚ اﻟ ﺒ ﻜ ﺎءُ وﻻ اﻟ ﻌ ﻮﻳ ُﻞ َن ،ﻓ ﻤ ﺎ ﺷ ﻜ ﺎ ﱠإﻻ اﻟ ﻜ ﺴ ﻮل ـ َﻞ ،وﻻ ﺗ ﻘ ْﻞ ﻛ ﻴ ﻒ اﻟ ﺴ ﺒ ﻴ ﻞ ﻳ ﻮﻣً ﺎ وﺣ ﻜ ﻤ ﺘُ ﻪ اﻟ ﺪﻟ ﻴ ﻞ ﻳ ﻮﻣً ﺎ وﻣَ ﻘ ﺼ ﺪُه ﻧ ﺒ ﻴ ُﻞ ـ َﺮ َك ﺑ ﺎﻟ ﺘ ﺄوﱡه واﻟ ﺤَ َﺰ ْن ـ ِﻦ ،ﺗﻘﻮ ُل :ﺣﺎرﺑﻨﻲ اﻟﺰﻣﻦ ـ َﺖ ،ﻓ ﻤ ﻦ ﻳ ﻘ ﻮم ﺑ ﻪ إذن؟
∗∗∗
ﻛ ﻢ ﻗ ﻠ َﺖ» :أﻣ ُ ﺮاض اﻟ ﺒ ﻼ واﻟ ﺸ ﺆ ُم ﻋِ ﱠﻠ ﺘُ ﻬ ﺎ ﻓ ﻬ ْﻞ ﻳ ﺎ ﻣَ ﻦ ﺣَ ﻤَ ْﻠ َﺖ اﻟ ﻔ َ ﺄس ﺗَ ﻬْ ـ اﻗ ﻌ ْﺪ ﻓ ﻤ ﺎ أﻧ َﺖ اﻟ ﺬي واﻧ ﻈ ْﺮ ﺑ ﻌ ﻴ ﻨ ﻴْ َﻚ اﻟ ّﺬﺋ ﺎ وﻃ ٌﻦ ﻳُ ﺒ ﺎع وﻳُ ﺸ ﺘ ﺮى ﻟ ﻮ ﻛ ﻨ َﺖ ﺗ ﺒ ﻐ ﻲ َﺧ ﻴْ َﺮ ُه وﻟ ﻘ ﻤ َﺖ ﺗَ ْﻀ ِﻤ ُﺪ ﺟ ﺮﺣَ ُﻪ
دِ « وأﻧ َﺖ ﻣ ﻦ أﻣ ﺮاﺿ ﻬ ﺎ ﻓ ﺘﱠ ﺸ َﺖ ﻋ ﻦ أﻋ ِ ﺮاﺿ ﻬ ﺎ؟ ـ ِﺪ ُﻣ ﻬ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ أﻧ ﻘ ِ ﺎﺿ ﻬ ﺎ ﻳَ ﺴ ﻌ ﻰ إﻟ ﻰ إﻧ ﻬ ِ ﺎﺿ ﻬ ﺎ بَ ﺗَ ﻌُ ﺐﱡ ﻓ ﻲ أﺣ ﻮاﺿ ﻬ ﺎ وﺗﺼﻴﺢُ َ : »ﻓ ْﻠﻴﺤﻲ اﻟﻮﻃ ْﻦ«؟! ﻟ ﺒ ﺬﻟ َﺖ ﻣ ﻦ ِ دﻣ َﻚ اﻟ ﺜ ﻤ ﻦ ﻟ ﻮ ﻛ ﻨ َﺖ ﻣ ﻦ أﻫ ﻞ اﻟ ﻔِ َ ﻄﻦ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
∗∗∗
ـ ِﺜ َﻚ ﺑ ﺎﻟ ﻐ ﺮﻳ َﺰ ِة واﻟ ﱠﺴ ﻠ ﻴ َﻘ ْﻪ َر وأﺳ ﻤ َﻊ اﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎ ﻧ ﻌ ﻴ َﻘ ﻪ ـ ُ ﺾ اﻟﻘﻠ ِﺐ ﺗﺠﺮﺣُ ﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻪ ﻓ ﺎﺳ ﺘَ ﻬْ ِﺪ ﻳ ﺎ ﻫ ﺬا ﺑَ ﺮﻳ َﻘ ْﻪ ـ َﺖ ﻟﻪ ،وﻟ ْﻮ ﻟﻢ ﺗﺸ ُﻚ ِﺿﻴ َﻘﻪ مَ ،ﻓ ﺄﺳ ﻘ َﻢ اﻟ ﻮﻫ ُﻢ اﻟ ﺒ ْ ﺪن ـ َﺖ ،ﻓﺪَبﱠ ﻓﻲ اﻟﻌﻈﻢ اﻟﻮ ََﻫ ْﻦ ﻣ ﺎ دام ﻳ ﻨ ﻈ ُﺮ ﻟ ﻠ ﻜ ﻔ ﻦ
أﺿﺤﻰ اﻟﺘﺸﺎؤ ُم ﻓﻲ ﺣَ ﺪِﻳـ ﺮاب ﻧ َ ﻌ ﻰ اﻟ ﺪﱢﻳ ﺎ ﻣ ﺜ َﻞ اﻟ ُﻐ ِ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﺤ ﻘ ﻴ ﻘ ُﺔ ،واﻟ ﻤ ﺮﻳ ـ أﻣ ٌﻞ ﻳ ﻠ ﻮحُ ﺑ ﺮﻳ ُﻘ ُﻪ ﻣﺎ ﺿ َ ﺎق ﻋ ﻴ ُﺸ َﻚ ﻟ ﻮ ﺳ ﻌَ ﻴْ ـ ﻟ ﻜ ْﻦ ﺗ ّ ﻮﻫ ﻤ َﺖ اﻟ ﱠﺴ ﻘ ﺎ وﻇ ﻨ ﻨ َﺖ أﻧ ّ َﻚ ﻗ ﺪ َ وﻫ ﻨ ْ ـ واﻟ ﻤ ﺮءُ ﻳُ ﺮﻫ ﺒُ ﻪ اﻟ ﱠﺮدى
∗∗∗
اﻟ ﻠ َﻪ ﺛ ُ ّﻢ اﻟ ﻠ َﻪ ﻣ ﺎ أﺣْ ﻠ ﻰ ﺑُ ﻮرﻛ َﺖ ُﻣ ﺆﺗَ ﻤ ًﺮا ﺗَ ﺄ ْﻟ ـ ﻛ ﻢ ِﻣ ْﻦ ﻓ ﺆادٍ َ راق ﻓِ ﻴ ـ اﻟ ﻴ ﻮ َم ﻳ ﺸ ﺮبُ ﻣ ﻮﻃ ﻨ ﻲ ﻻ ﺗ ﻌ ﺒ ﺄوا ﺑ ﻤ ﺸ ﺎﻏ ﺒ ﻴ ـ ﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻣ ﻦ ﻓ ﺌ ٍﺔ — أ ُ ِﺟ ﱡﻠ ـ ﻮس ﻣ ﻦ اﻟ ﱡ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﻨ ﻔ ُ ﻄ ُﻔ ﻮ ﻧﺸ ْ ﺄت ﻋ ﻠ ﻰ ﺣُ ﺐﱢ اﻟ ﺨِ ﺼ ﺎ
اﻟ ﺘ ﻀ ﺎ ُﻣ َﻦ واﻟ ﻮﻓ ﺎﻗ ﺎ ـ َﻠ َ ﻒ ،ﻻ ﻧ ﺰا َع وﻻ ِﺷ ﻘ ﺎﻗ ﺎ ـ ِﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻜ ْﻦ ﻣﻦ ﻗﺒ ُﻞ راﻗﺎ ﻛ َ ﺄس اﻟ ﻬ ﻨ ﺎءِ ﻟ ﻜ ﻢ دِ ﻫ ﺎﻗ ﺎ َ ـ َﻦ ،ﺗ َﺮو َْن أوﺟﻬَ ﻬﻢ ِﺻﻔﺎﻗﺎ ـ ُﻜ ُﻢ — ﺗَ َﻠ ﺬﱡ ﻟ ﻬ ﺎ اﻟ ﻔِ ﺘَ ْﻦ ﻟ ِﺔ ،أ ُ ِ رﺿ ﻌ ْﺖ ذا َك اﻟ ﻠ ﺒ ﻦ ِم ،وﺑ ﺎت ﻳ ﺮﻋ ﺎﻫ ﺎ اﻟ ﱠﻀ َﻐ ﻦ
∗∗∗
ـ َﻦ ،ﻓ ﱠ ﺈن ﻣ ﻄ ﻠ ﺒَ ﻬ ﻢ ﺣ ﻘ ﻴ ُﺮ ﺎس ﻣ ﻨ ﺸ ﺆه اﻟ ﻐ ﺮور ِر اﻟ ﻨ ِ ـﻨ ُ َﻚ ،ﻓﺎﻟﻈﻬﻮ ُر ﻫﻮ اﻟﻔﺠﻮ ُر ـ ﺘُ ْﻢ ذﻟ ﻚ اﻷﻣ ُﻞ اﻟ ﻜ ﺒ ﻴ ﺮ ُر ﺗ ﺒ ﺎر َﻛ ْﺖ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﺼ ﺪور ـ ِﺮ ﺑ ﻼدﻛ ﻢ ﺧ ﻴ ُﺮ اﻟ ﱡﺴ ﻨ َ ْﻦ
ﻻ ﺗ ﺤ ﻔِ ﻠ ﻮا ﺑ ﺎﻟ ﻤ ْﺮﺟ ﻔ ﻴ ـ ﻮر ﻋ ﻠ ﻰ ُ ﻇﻬﻮ ﺣ ﺐﱡ اﻟ ﻈ ﻬ ِ ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ْﻦ ﻓ ﻀ ٌﻞ ﻳَ ﺰﻳ ـ ِﺳ ﻴ ﺮوا ﺑ ﻌ ﻴْ ﻦ اﻟ ﻠ ِﻪ أَﻧ ْ ـ ﺻ َﻔ ِﺖ اﻟ ﱡ ﺳ ﻴ ﺮوا ﻓ ﻘ ﺪ َ ﺼ ﺪو ِﺳ ﻴ ﺮوا ﻓ ُﺴ ﻨ ّ ﺘُ ُﻜ ﻢ ﻟ َﺨ ﻴْ ـ 62
ﺗﻔﺎؤل وأﻣﻞ
ﻟُ َ ﻒ واﻟ ﺘ ﻔ ﺎؤ َل ﻓ ﻲ َﻗ َﺮن ءُ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻔ ﻀ ﻴ ﻠ ِﺔ وارﺗ ﻜ ﻦ
ُﺷ ﺪّوا اﻟ ﻤ ﻮ ّد َة واﻟ ﺘﱠ ﺂ ﻻﺧ َ ﻮف إن ﻗ ﺎم اﻟ ِﺒ ﻨ ﺎ
∗∗∗
ﺣَ ﱢﻲ اﻟ ﺸ ﺒ ﺎبَ ُ وﻗ ْﻞ َﺳ ﻼ َ ﺻ ﺤﱠ ْﺖ ﻋ ﺰاﺋ ﻤ ُﻜ ﻢ ﻋ ﻠ ﻰ واﻟ ﻠ ُﻪ ﻣَ ﱠﺪ ﻟ ﻜ ﻢ ﻳ ﺪًا وﻃ ﻨ ﻲ أ ُز ﱡ ف ﻟ َﻚ اﻟ ﺸ ﺒ ﺎ ﻻ ﺑُ ﱠﺪ ﻣ ﻦ ﺛ ﻤ ٍﺮ َﻟ ﻪ رﻳ ﺤ ﺎﻧ ُ ﻪ اﻟ ﻌِ ﻠ ُﻢ اﻟ ﱠ ﺼ ﺤِ ﻴ ـ وﻃ ﻨ ﻲ ،ﱠ وإن اﻟ ﻘ ﻠ ﺐ ﻳ ﺎ ﻻ ﻳ ﻄ ﻤ ِﺌ ﱡﻦ ،ﻓ ْ ﺈن ﻇ ﻔِ ْﺮ
ﻣً ﺎ إﻧ ﻜ ﻢ أﻣ ُﻞ اﻟ ﻐ ِﺪ دﻓ ِﻊ اﻷﺛ ﻴ ﻢ اﻟ ﻤ ﻌ ﺘ ﺪي ﺗ ﻌْ ﻠ ﻮ ﻋ ﻠ ﻰ أﻗ ﻮى ﻳ ﺪ بَ ،ﻛ ﺄﻧ ّ ﻪ اﻟ ﱠﺰﻫ ُﺮ اﻟ ﻨ ﺪي ﻳ ﻮﻣً ﺎ ْ وإن ﻟ ﻢ ﻳَ ﻌْ ﻘِ ﺪ ـﺢُ ،وروﺣُ ﻪ اﻟ ُﺨﻠُ ُﻖ اﻟﺤَ َﺴ ْﻦ وﻃ ﻨ ﻲ ﺑ ﺤ ﺒﱢ َﻚ ُﻣ ﺮﺗَ ﻬ ﻦ َت ﺑ ﻤ ﺎ ﻳُ ﺮﻳ ُﺪ ﻟ َﻚ اﻃ ﻤ ﺄن ﻧﴩت ﰲ ١٢ﺗﻤﻮز ١٩٢٨
63
ﻛﻴﻒ ﻋﻴﻨﺎك ﻳﺎ ﻋﻤﺮ إﱃ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻋﻤﺮ ﻓﺮوخ وﻛﺎن ﻳﺸﻜﻮ أ ًملﺎ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﻛﻴ َ ﻒ ﻋ ﻴ ﻨ ﺎ َك ﻳ ﺎ ﻋُ ﻤ ْﺮ وﻋَ ﺼ ﱞﻲ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﱡﻣ ﻮ وﺧ ﻴ ﺎ ٌل أﻟ ﱠﻢ ﺑ ﻲ ﻃﺎف ﺣﻴﻨ ًﺎ ﺑﻤﻀﺠﻌﻲ أﺗ ﺒ ﻌ ﺘْ ﻪ ﺟ ﻮاﻧ ﺤ ﻲ
أﻧ ﺎ أدﻣ ﺎﻫ ﻤ ﺎ اﻟ ﺴ ﻬ ْﺮ ِع ﻃﻐﻰ اﻟﻬ ﱡﻢ ﻓﺎﻧﻬﻤﺮ ﻣﻦ ﺣﺒﻴ ٍﺐ ﻟﺪى اﻟ ﱠﺴﺤﺮ وﺗ ﻮارى ﻋ ﻦ اﻟ ﻨ ﻈ ﺮ ﻣ ﻬ ﺠ ﺘ ﻲ ﻋ ﻨ ﺪﻣ ﺎ ﻧ َ َﻔ ﺮ
∗∗∗
أﻳ ﻦ ﻟ ﻴ ﻠ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ ﺷ ﻮا ﻛﺎن ﻣﻦ َﻓ ْﺮﻋﻬﺎ اﻟﻈﻼ وﺳ ﻤ ﻴ ﺮي ُﻣ َﻘ ﺒﱠ ٌﻞ و ُﻣ ﺪاﻣ ﻲ وﻗ ﺪ ﻇ ﻔ ﺮ
ﻃ ﻰءِ ﺑ ﻴ َ ﺮوت ﻳ ﺎ ﻋ ﻤ ﺮ مُ ،وﻣﻦ وﺟﻬﻬﺎ اﻟﻘﻤﺮ ﻃ ﻴّ ﺐُ اﻟ ﻠ ﺜ ِﻢ واﻟ ﺴ ﻤ ﺮ ُت ﺑ ﻬ ﺎ ﻧ ﺸ ﻮ ُة اﻟ ﻈ ﻔ ﺮ
∗∗∗
أﻳ ﻦ ﻟ ﻬ ﻮي وﺷ ﱠﺮﺗ ﻲ ﺣﻴﻦ ﻟﻢ أﻓﺘﻜﺮ ِﺑﻬَ ﺠْ ـ أﻳ ﻦ ﻻ أﻳ ﻦ واﻟ ﺤ ﻴ ﺎ
واﻟ ﺰﻣ ﺎ ُن اﻟ ﺬي ﻏ ﺒ ﺮ ـ ٍﺮ ،وﻻ اﻟﻬﺎﺟ ُﺮ اﻓﺘﻜﺮ ة ،ﻫﻲ اﻟﻠﻤﺢُ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻫ ﻜ ﺬا ﻳ ﺬﻫ ﺐ اﻟ ﱡﺴ ﺮو
ُر ﺳ ﺮﻳ ﻌً ﺎ إذا ﺣ ﻀ ﺮ ﻧﺎﺑﻠﺲ ،ﰲ ٣١آب ١٩٢٨ )وﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺻﻮل :أﻳﻠﻮل (١٩٢٨
66
ﺣ ﱢ ﻄﲔ
ﻧﻈﻤﻬﺎ ﻳﻮم ﻋﺰم أﻣري اﻟﺸﻌﺮاء املﺮﺣﻮم أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ ﺑﻚ ﻋﲆ زﻳﺎرة ﻓﻠﺴﻄني ،وأﺧﺬ اﻷدﺑﺎء ﻳﻌﺪون اﻟﻌﺪة؛ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻟﻪ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺰﻳﺎرة ﻟﻢ ﺗﺘﻢ ،وﻗﺪ رﻣﻰ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻦ وراء ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة إﱃ إﺛﺎرة أﻣري اﻟﺸﻌﺮاء؛ ﻟﻴﻨﻈﻢ ﺷﻌ ًﺮا ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ،وﰲ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ. ﺎن أﻫ ًﻼ ﺑ ﺮبﱢ اﻟ ﻤ ﻬ ﺮﺟ ِ ﻮب اﻟ ﻤ ﺴ ﺘ ﻘ ﱢﻞ ﻣَ ِﻠ ﻚِ اﻟ ﻘ ﻠ ِ و ُﻣ ﺘ ﻮ ٍﱠج ﺣ ﺎﻟ ْﺖ أﺷ ﻌْ ـ أﻫ ًﻼ »ﺑ ﺸ ﻮﻗ ﻲ« ﺷ ﺎﻋ ِﺮ ا ْﻟ ـ ﻳ ﺎ ﻓ ﺮﻗ َﺪ اﻟ ﺸ ﻌ ﺮاءِ ﻛ ﻢ ﻋَ َﻠ ﻤ ﺎ اﻟ ﺨ ﻠ ﻮ ِد ُﻣ ﻨ ﱠﺸ ﺮا ﺟ ﺒ ﺮﻳ ُﻞ ﻳ ﻨ ﻔ ُﺦ ﻓ ﻲ ُﻓ ﺆا وأﻣ ﱠﺪ ﺑ ﺎﻟ ﻨ ّ ﻔ ﺤ ﺎت ُرو ﻓ ﺈذا ﺑ ﺄﺑ ﻜ ﺎر اﻟ ﺠ ﻨ ﺎ ﻳ ﺎ ﺑ ﺎﻛ َﻲ اﻟ ﻔ ﻴ ﺤ ﺎءِ ﺣِ ﻴ ـ أﻳ ﺎ َم ﻛ ﺎﻧ ﺖ ورد ًة أرﺳ ﻠ َﺖ ﻋ ﻦ )ﺑ ﺮدى( َﺳ ﻼ وذرﻓ َﺖ »دﻣ ﻌً ﺎ ﻻ ﻳُ ﻜ ْﻔ ـ اﻟ ﺒ ﻴ ُﺖ ﻣ ﻤّ ﺎ ُﻗ ﻠ ﺘَ ُﻪ أﺑ ﺪًا رﺛ ﺎؤ َك ﻓ ﻴ ﻬ ﻤ ﺎ
ﺎن أﻫ ًﻼ ﺑ ﻨ ﺎﺑ ﻐ ِﺔ اﻟ ﺒ ﻴ ِ ﺑ ﻌ ﺮﺷ ﻬ ﺎ ،واﻟ ﺼ ﻮْﻟ ﺠ ﺎن ـ ﻌَ ُﺔ ﺗ ﺎﺟ ﻪ دون اﻟ ﻌِ ﻴ ﺎن ـ ُﻔ ﺼ ﺤ ﻰ وﻣ ﻌ ﺠ ﺰ ِة اﻟ ﺒ ﻴ ﺎن ﻣ ﻦ ﻓ ﺮﻗ ٍﺪ ﻟ ﻌُ ﻼ َك ْ ران ِن ،ﻋ ﻠ ﻰ ﺳ ﺮﻳ ﺮ َك ﻳَ ْﺨ ُﻔ ﻘ ﺎن دِ َك ﻣﺎ ﻳﻔﻴ ُ ﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺴﺎن ﺣَ َﻚ ،ﺣ ﻴ ﻦ ﻃ ﻮﱠف ﺑ ﺎﻟ ِﺠ ﻨ ﺎن ِن ﻟ ﺪﻳ َﻚ أﺑ ﻜ ﺎ ُر اﻟ ﻤ ﻌ ﺎﻧ ﻲ ـ َﻦ أﺑَ ْﺖ ﺗ ﻘ ﻴ ُﻢ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻬ ﻮان ﺑ ﺪم اﻟ ﺒ ﻮاﺳ ِﻞ ﻛ ﺎﻟ ﺪﱢﻫ ﺎن ﻣَ َﻚ ﻓﻲ ﻟﻈﻰ اﻟﺤﺮب اﻟﻌَ ﻮان ـ َﻜ ُ ﻒ« ﻫ ﻴّ ﺠ ﺘْ ﻪ اﻟ ُﻐ ﻮﻃ ﺘ ﺎن ﻓ ﻴ ﻪ ﺗَ ﺨ ﺎﻳَ ُﻞ ﺟ ﻨ ّ ﺘ ﺎن ﺎن دﻣ ﻌً ﺎ ﺗ ﺠ ﺮﻳ ﺎن ﻋﻴﻨ ِ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
َﻟﻠ ﱠ ﺼﻌﺐُ ﻓ ﺎﻋ ﺠﺐْ و َْﻫ ﻮ دان
ﱠ وإن ﺟَ ﻨ ﺎﻫ ﻤ ﺎ ﻫ ﺬا
∗∗∗
ـ َﺸ ْﻊ ﻳُ ْﺸ ِﺞ ﻗﻠﺒَ َﻚ ﻣﺎ ﺷﺠﺎﻧﻲ آﺛ ﺎ َر )ﻳ ﻮﺳ َ ﻒ( ﻓ ﻲ اﻟ ﻤ ﻜ ﺎن ﺎج واﻟ ﺴ ﻴ ِﻒ اﻟ ﻴ ﻤ ﺎﻧ ﻲ اﻟ ﺘ ِ َ ـ ﻴُ ﻮﺑ ﻴّ ﺔ اﻟ ﺨ ﻴ ِﻞ اﻟ ِﻬ ﺠ ﺎن ـ ﺤً ﺎ واﻷﺳ ﻨ ّ ُﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﱠﻠ ﺒ ﺎن ﻏ ﻴ ُﺮ اﻟ ﻌ ﺠ ﺎﺟ ِﺔ ﻣ ﻦ دﺧ ﺎن أﺧ ﻄ ِﺎر ﺻ ﺒﱠ ِﺎر اﻟ ﺠَ ﻨ ﺎن ُد اﻟ ﻤ ِ ﻮت ﻓ ﻲ َد َرك اﻟ ﻄ ﻌ ﺎن آن ـ ِﻢ ،ﻋ ﻠ ﻰ ﻣَ ﻀ ﺎرﺑ ﻬ ﱠﻦ ِ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟ ﻨ ّ ﻘ ِﻊ ُﻣ ﺮﺧ ﺎ ُة اﻟ ﻌِ ﻨ ِ ﺼﺒ ِ ـ َﻘ َ ﺎت ﻓ ﻲ ﻳ ﻮم اﻟ ّﺮﻫ ﺎن ـ ِﻜ ُﺮ ﺷ ﺎﻫ ﺪِﻳ ﻪ اﻟ ﺨ ﺎﻓ ﻘ ﺎن ـ ِﻪ ،ﻣﻦ اﻟ ﱢﺴﻨﺎن إﻟﻰ اﻟ ﱢﺴﻨﺎن ٍت ،ﻓ ﻮق أﺟ ﺴ ﺎ ٍم ﺣَ ﻮان ـ ﻤَ ُﺮ ،ﻣ ﻦ دم اﻹﻓ ﺮﻧ ﺞ ﻗ ﺎن وﻣ ﻠ ﻴ ُﻜ ﻬ ﻢ ﻇ ﻤ ﺂ ُن ﻋ ﺎن واﻟ ﻨ ﱠ ﺼ ُﺮ ﻣ ﺮﻣ ُ ﻮق اﻟ ﻌَ ﻨ ﺎن ـ َﺖ ﻟ ﻮا ِﺋ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣ ﻬ ﺮﺟ ﺎن ﺗ ﻜ ﺒ ﻴ َﺮ ُه ُﺷ َﺮ ُ ف اﻷذان
ﻄ ﻴ َﻦ ْ ﻋَ ﱢﺮجْ ﻋ ﻠ ﻰ ﺣِ ﱢ واﺧ ـ واﻧ ﻈ ْﺮ ﻫ ﻨ ﺎ ِﻟ َﻚ ﻫ ﻞ ﺗ ﺮى أﻳ ﻘ ْ ﻆ )ﺻ ﻼحَ اﻟ ﺪﻳ ِﻦ( َربﱠ و ُﻣ ﺜ ﻴ َﺮﻫ ﺎ ﺷ ﻌ ﻮاءَ أَﻳْ ـ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﺎدﻳ ﺎت ﻟ ﺪﻳ ﻪ َ ﺿ ﺒْ ـ ﺎرﺟ ﻬ ﺎ وﻣ ﺎ ﺗ ﺮﻣ ﻲ ﺑ ﻤ ِ ﻓ ﻲ ﻛ ﱢﻞ ﺧ ﱠ ْ ﻄ ٍﺎر ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ـ ﺣﻠﻘ ُ ﺎت أدْر ِﻋ ﻬ ﻢ ُﻗ ﻴ ﻮ وﺳ ﻴ ُ ﻮﻓ ﻬ ﻢ ﻣ ﺎءُ اﻟ ﺤَ ِﻤ ﻴ ـ واﻟ ﺨ ﻴ ُﻞ َ ﻃ ْﻮ ُع ُﻛ ﻤ ﺎ ِﺗ ﻬ ﺎ ﻻ ﺗ ﻨ ﺜ ﻨ ﻲ أو ﺗُ ﺤ ﺮ َز ا ْﻟ ـ ﺣ ّ ﻄ ﻴ ُﻦ ﻳ ﻮ ُﻣ ﻚِ ﻟ ﻴ ﺲ ﻳُ ﻨ ْ ـ ﺗ ﺘ ﻄ ﺎﻳ ُﺮ اﻷرواحُ ﻓِ ﻴ ـ وﺗ ﺮى اﻟ ّﺴ ﻬ ﺎ َم ُﻣ ﻘ ﻮﱠﻣ ﺎ اﻷرض أَﺣْ ـ ﻓ ﺈذا أدﻳ ُﻢ ِ ﻳُ ﺴ َﻘ ﻮْن ﻣ ﻦ ﻛ ﺄس اﻟ ﱠﺮدى ﺣ ﺘ ﻰ اﻧ ﺠ ﻠ ﻰ َر ْﻫ ﺞُ اﻟ ﻮﻏ ﻰ وﻣ ﺸ ﻰ ﺻ ﻼحُ اﻟ ﺪﻳ ِﻦ ﺗَ ﺤْ ـ وﻋ ﻼ اﻷذا ُن و َرﺟﱠ ﻌ ْﺖ
∗∗∗
أ ُﻣ ﻘ ﻮ َ ﱢض اﻟ ﺪ ِ ﱠوﻻت ﻣَ ْﻦ ُد ﱠﻛ ْﺖ ُ ﺻ ﺮوحٌ ﻣ ﺎ ﺑ ﻨ ﻰ ﺟ ﱠﻞ اﻟ ﻤ ﺼ ﺎبُ »أﺑ ﺎ ﻋَ ِﻠ ﱟﻲ« ذﻫ ﺐَ اﻟ ﺬﻳ ﻦ ﻋ ﻬ ﺪﺗَ ﻬ ﻢ
ﻟﻲ ﻣﻦ ُ ﺻ ﺮو ِﻓ َﻚ ﺑ ﺎﻷﻣ ﺎن؟ أﻣ ﺜ ﺎ َﻟ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﻤ ﺠ ﺪ ﺑ ﺎن ﻓ ﺎﺑْ ﻚِ ﻫ ﺎﺗ ﻴ َﻚ اﻟ ﻤ ﻐ ﺎﻧ ﻲ ﻻ ﻳ ﺼ ﺒ ﺮون ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻬ ﻮان 68
ﺣ ﱢ ﻄني
وﻫ ﻨ ﺎ ﺗ ﻨ ﺎدى ْ ﺎن أﺷ ﻌ ﺒ ِ ِﺋ ﺪ ،واﻟ ﺘ ﺸ ﺎؤ ُم واﻟ ﺘ ﻮاﻧ ﻲ ﻃ ﻮ ُل اﻟ ﺘ ﻌ ﱡﻠ ِﻞ ﺑ ﺎﻷﻣ ﺎﻧ ﻲ
ﻓ ﻲ ﻣ ﺼ َﺮ ﻳ ﻄ ﻤ ُﻊ ْ أﺷ ﻌ ﺐٌ وﻫ ﻨ ﺎ اﻟ ﺘ ﺨ ﺎذ ُل ﻓ ﻲ اﻟ ﱠﺸ ﺪا واﻟ ﻨ ﻔ ُﺲ ﻳ ﻘ ﺘُ ُﻞ ﻋ ﺰﻣَ ﻬ ﺎ
∗∗∗
ُﺧ ﺬﻫ ﺎ إﻟ ﻴ َﻚ وأﻧ َﺖ ﻋَ ﻨ ْ ـ ﺣ ﺴ ﻨ ﺎءَ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﻟ ﻠ ﱢ ﺼﺒﺎ ﻧ ﻔ ﺤ ﺎﺗُ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ » َﻛ ْﺮﻣ ٍﺔ« ﻫ ﻴ ﻬ ﺎت ﺗ ﺒ ﻠ ُﻎ ﺷ ﺄو َك
ـ ﻬ ﺎ ﻳ ﺎ أﻣ ﻴ َﺮ اﻟ ﺸ ﻌ ِﺮ ﻏ ﺎن ﻧ َ َﺰ ٌق ﻋ ﻠ ﻰ َﺧ َﻔ ﺮ اﻟ ﺤِ ﺴ ﺎن ﺗُﻌﺰى إﻟﻰ اﻟﺤَ َﺴﻦ ﺑﻦ ﻫﺎﻧﻲ اﻟ ﺸ ﻌ ﺮاءُ ﻳ ﻮﻣً ﺎ أو ﺗُ ﺪاﻧ ﻲ ﻧﴩت ﰲ ﺗﴩﻳﻦ اﻷول ١٩٢٨
69
ﺣﲑة وﻗﺪ رآﻫﺎ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ
ﻣ ﺎ ﻛ ﻨ ُﺖ أرﻏ ﺐُ أن أُﺳ ﻤﱠ ﻰ ﻗ ﺎﺳ ﻴًﺎ واﻟ ﺸ ُ ﻮق ﻳ ﺪﻓ ﻌ ﻨ ﻲ إﻟ ﻰ إﻳ ﻘ ﺎﻇ ﻬ ﺎ وﻛ ﺄﻧ ّ ﻤ ﺎ َﺷ ﻌَ َﺮ اﻟ ﺮﻗ ﺎ ُد ﺑ ﻨ ﻌ ﻤ ٍﺔ وﻳ ٌﻞ ﻟ ﻘ ﻠ ﺒ ﻲ ،ﻛ ﻴ ﻒ ﻟ ﻢ ﻳَ ﻔ ِﺘ ْﻚ ﺑ ِﻪ وﺗ ﻨ ﻬﱠ ْ ﺪت ِﻣ ﻤّ ﺎ ﺗُ ِﻜ ﱡﻦ ﺿ ﻠ ﻮﻋُ ﻬ ﺎ ﺣﺴﺒﻲ ﺟﻮًى أﻧﻲ ﻧﻈ ُ ﺮت ﻟ َﺸﻌﺮﻫﺎ وأﻏﺎ ُر ﻣﻨﻪ إذا اﻃﻤ ﱠ ﺄن ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺮى
ﻓ ﺄُﻧ ﱢﻔ َﺮ اﻷﺣ ﻼ َم ﻣ ﻦ ﻋ ﻴ ﻨ ﻴْ ﻬ ﺎ وﻳ ﺪي ﺗ ﺤ ﺎذ ُر أن ﺗُ ﻤ ﱠﺪ إﻟ ﻴْ ﻬ ﺎ ﺎرق ﺟ ﻔ ﻨ ﻴْ ﻬ ﺎ ﻓ ﺄﻗ ﺎم ﻏ ﻴ َﺮ ُﻣ ﻔ ٍ ﻣ ﺮأى ﺗَ ﻘ ﱡﻠ ِﺒ ﻬ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ ﺟ ﻨ ﺒ ﻴْ ﻬ ﺎ؟ ﻳﺎ ﺷ ُ ﻮق وﻳ ﺤ َﻚ ﻻ ﺗَ ُﺮ ْع ﻧ ﻬ ﺪﻳْ ﻬ ﺎ ﻳ ﻨ َﻜ ﺐﱡ ُﻣ ْﺮﺗَ ِﺸ ًﻔ ﺎ ﻧ َ ﺪى َﺧ ﺪﱠﻳ ﻬ ﺎ وﻳُ ﺜ ﻴ ُﺮﻧ ﻲ ُﻣ ﺘ ﱢ ﻮﺳ ﺪًا َزﻧ ْ َﺪﻳْ ﻬ ﺎ
∗∗∗
أرﻧ ﻮ ﺑ َﻠ ﻬْ َﻔ ِﺔ ﻋ ﺎﺷ ٍﻖ ﻟ ﻢ ﻳ ﺒ َﻖ ﻣ ﻦ ﻓ ﻴ ﺼ ﺪﱡﻧ ﻲ أدﺑ ﻲ ﻓ ﺄُﺑْ ﻌِ ُﺪ ﻫ ﻴ ﺒ ًﺔ ﻓ ﺎﻟ ﻨ ﻔ ُﺲ ﺑ ﻴ ﻦ ﺗَ ﻬ ﻴﱡ ٍﺐ ﻣ ﻤّ ﺎ ﺗ ﺮى وﻟ ﻌ ّﻞ أﺷ ﻮاﻗ ﻲ ﺑ ﻠ ﻐ َﻦ ﺑ َﻲ اﻟ ﻤ ﺪى
ﺻ ﺒ ٍﺮ ﻟ ﺪيﱠ ،وﻗ ﺪ ﺣ ﻨ ُ ﻮت ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ وأو ﱡد ﻟ ﻮ أﺟ ﺜ ﻮ ﻋ ﻠ ﻰ َﻗ ﺪَﻣَ ﻴْ ﻬ ﺎ وﺗَ ﻠ ﻬﱡ ٍﺐ ،ﻓ ﺎﺣْ ﺘَ ْﺮ ُت ﻓ ﻲ أﻣ ﺮﻳْ ﻬ ﺎ ﻓ ﻮﻗ ﻌ ُﺖ ﻻ أﺻ ﺤ ﻮ ﻋ ﻠ ﻰ َﺷ ﻔ ﺘ ﻴْﻬ ﺎ ٨ﻧﻮﻓﻤﱪ )ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ١٩٢٨
اﳊﺒﻴﺐ اﻟﺬاﻫﻞ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن )م …(
ﻗ ﺪ أﺑ ﺎحَ اﻟ ﻬ ﻮى ﻟ ﻨ ﺎ ﻣ ﺎ أﺑ ﺎﺣ ﺎ ُﻗ ْﻢ ﺣ ﺒ ﻴ ﺒ ﻲ وأﻃ ﻔ ِﺊ اﻟ ﻤ ﺼ ﺒ ﺎﺣ ﺎ إن ﻛﺎﻧ ِﺖ اﻟ ﱡ ﺣﺒّﺬا اﻻﻋﺘﻨ ُ ﺎق ْ ووﺷ ﺎﺣ ﺎ ﻈ ْﻠـ ـ ﻤَ ُﺔ ِﺳ ﺘ ًﺮا ﻣ ﻦ دوﻧ ﻪ ِ ﺗَ ﺤْ ِﺒ ُﺲ اﻟ ﻌ ﻴ َﻦ ﻋ ﻦ ﻣَ ﻠ ﺬﱠة ﻣَ ْﺮآ هُ ،وﻟ ﻜ ْﻦ ﺗُ ﺴ ّﺮح اﻷرواﺣ ﺎ ُﻗ ْﻢ ﺣ ﺒ ﻴ ﺒ ﻲ وأﻃ ﻔ ِﺊ اﻟ ﻤ ﺼ ﺒ ﺎﺣ ﺎ ∗∗∗
ﻮن ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات ﺳﺎﻫ ِ ﻮن ﺮات اﻟﺠﻔ ِ رﻗ ﺪ اﻟ ﻜ ﻮ ُن ﻏ ﻴ َﺮ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﻌ ﻴ ِ ﻻ ﺗ ﺨ ْﻔ ﻬ ﺎ ﻓ ﻠ ﻦ ﺗ ﺒ ﻮح ﺑ ِﺴ ﱟﺮ وﺳ ﻮاﻫ ﺎ ﻳُ ﺜ ﻴ ﺮ ﺳ ﻮءَ اﻟ ﻈ ﻨ ﻮن وأراﻫ ﺎ أﺣ ﻨ ﻰ وأوْﻓ ﻰ ﻣ ﻦ ْ اﻷﻫ ـ ـ ِﻞ ،وﻛﻢ ﺑﻴ َﻦ أﻫﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﺆون ﺎت ﻟ ﻨ ﺎ وﺟ ً ُﻣ ﺒْ ﺪﻳ ٍ ﻻ ﺗ ﺨ ْﻔ ﻬ ﺎ واﻧ ﻈ ْﺮ ﻟ ﻬ ﺎ ﺑ ﺎﺳ ﻤ ٍ ﻮﻫ ﺎ وﺿ ﺎﺣ ﺎ ﺎت ُﻗ ْﻢ ﺣ ﺒ ﻴ ﺒ ﻲ وأﻃ ﻔ ِﺊ اﻟ ﻤ ﺼ ﺒ ﺎﺣ ﺎ ∗∗∗
ﻛﻢ ﺳﻬﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺒ ُﻞ ﻟﻴ ًﻼ ﻃﻮﻳ ًﻼ وﺑ ﻐ ﻰ اﻟ ﺒ ﻴ ُﻦ أﺷ ﻬ ًﺮا ﻻ ﻳ ﺒ ﺎﻟ ﻲ ﻓ ﺎﻟ ﺘ ﻘ ﻴْ ﻨ ﺎ ،إن اﻟ ﻠ ﻘ ﺎءَ ﻗ ﺼ ﻴ ٌﺮ
ﻓﺸﻜﺎ اﻟﺼﻤ ُﺖ ﻓﻴﻪ ِﻣﻨ ّﺎ اﻟﻌﻮﻳﻼ ﻣ ﺎ ﻧ ﻘ ﺎﺳ ﻴ ﻪ ﺻ ﺒ ﻮ ًة وﻧ ُ ﺤ ﻮﻻ ﻓ ﺎﻧ ﺘ ﻬ ْﺰ ُه وﺧ ﱢﻞ ﻋ ﻨ ﻚ اﻟ ﺬﻫ ﻮﻻ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
َو ْﻟ ﻨ ﻮدﱢع ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﻬ ﻤ ﻮ َم اﻟ ﻠ ﻮاﺗ ﻲ ﻳ ﺘ ﻮﺛ ﱠ ﺒْ َﻦ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﺟ ﻰ أﺷ ﺒ ﺎﺣ ﺎ ُﻗ ْﻢ ﺣ ﺒ ﻴ ﺒ ﻲ وأﻃ ﻔ ِﺊ اﻟ ﻤ ﺼ ﺒ ﺎﺣ ﺎ ∗∗∗
ﻫ ﻞ ﻧ ﺴ ﻴ َﺖ اﻷﺳ ﻔ ﺎر واﻷﺧ ﻄ ﺎرا ﻳ ﺎ ﺣ ﺒ ﻴ ﺒ ﻲ ،وﻛ ﻴ ﻒ ﺟ ﺌ ﻨ ﺎ ﻓ ﺮارا ﻏﻔﻠ ُﺔ اﻟﻨﺎس ﻣﺮ ًة ﻧﻌﻤ ُﺔ اﻟﺤﺐّ ،وﻳ ﺎ ﻟ ﻴ ﺘ ﻬ ﺎ ﺗ ﻜ ﻮن ﻣ ﺮارا ﱠ وﻳ ﻠ ﻚ اﺳ ﻤ ْﻊ ﻗ ﻠ ﺐَ اﻟ ﺰﻣ ﺎن ﻓ ﻘ ﺪ دق ﺛ ﻼﺛ ً ﺎ ﻻ ﺗُ ﺴ ﺘ ﺮ ّد ﻗِ ﺼ ﺎرا ﻓ ﻼ ﺗ ﻘ ْﻞ ﻛ ﻴ ﻒ ﻻﺣ ﺎ ﻟﻴَﺮوﻋﻨ ﱠ َﻚ اﻟﺼﺒﺎحُ إذا ﻻح ﻗﺮﻳﺒًﺎ، ُﻗ ْﻢ ﺣ ﺒ ﻴ ﺒ ﻲ وأﻃ ﻔ ِﺊ اﻟ ﻤ ﺼ ﺒ ﺎﺣ ﺎ ﻧﻈﻤﺖ ﰲ ١٧ﻧﻮﻓﻤﱪ ١٩٢٨
74
ﻟﺬة اﻟﻌﻴﺶ
َﻟ ّﺬ ُة اﻟ ﻌ ﻴ ِﺶ ﺑ ﺴ ﻔ ﺢ اﻟ ﻜ ﺮﻣ ِﻞ ﻟ ﻴ ﻠ َﺔ اﻟ ﻜ ﺮﻣ ِﻞ ﻋُ ﻮدي واﺳ ﺄﻟ ﻲ
ﻟ ﻴ ﻠ َﺔ اﻟ ﻜ ﺮﻣ ِﻞ ﻋُ ﻮدي َﻛ َﺮﻣ ﺎ ﻋ ﻦ ُﻣ ﺤ ﺐﱟ ﻛ ﺎد ﻳُ ﻮدي َﺳ َﻘ ﻤ ﺎ
∗∗∗
ﻟ ﻴ ﻠ َﺔ اﻟ ﻜ ﺮﻣ ِﻞ ﻋُ ﻮدي واﻧ ﻈ ﺮي أيﱠ ﻧﻔ ٍﺲ زﻫﻘ ْﺖ ﺑﻌ ُﺪ ﺟﻮًى؟ ﻟ ﻴ ﺲ ﻟ ﻲ ﻏ ﻴ ُﺮ اﻟ ﺒُ ﻜ ﺎ واﻟ ﱠﺴ ﻬ ِﺮ
أيﱠ ﻗ ﻠ ٍﺐ ﻗ ّ ﻄ ﻌ ﺘْ ﻪ اﻟ ﱠﺰ َﻓ ْ ﺮات روح ﻗﺪ ﺗﻼﺷﺖ ﺣَ َﺴﺮات؟ أيﱠ ٍ وﻫ ﻤ ﺎ ﻟ ﻠ ﺪﻫ ﺮ ﻋ ﻨ ﺪي ﺣَ َﺴ ﻨ ﺎت
∗∗∗
اﻷوّل ﻓ ﻴ ﻬ ﻤ ﺎ ذﻛ ﺮى اﻟ ﻠ ﻘ ﺎءِ ِ ﻮل ﻓ ِﺼ ﻠ ﻲ اﻟ ﻠ ﻴ َﻞ ﺑ ﻠ ﻴ ٍﻞ أﻃ ِ
أرﺷ ﻒ اﻷدﻣ َﻊ ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ واﻟ ﱠﻠ ﻤ ﻰ ﻳﺎ ﺟﻔﻮﻧﻲ واذرﻓﻲ اﻟﺪﻣ َﻊ دﻣﺎ
∗∗∗
ﻛﻨ ُﺖ أﺟﻨﻲ ﺛﻤ ًﺮا ﺣﻠ َﻮ اﻟﺠﻨﻰ ﺣ ﻮﱠم اﻟ ﺪﻫ ُﺮ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ واﻧ ﺜ ﻨ ﻰ ﻫﻞ درى ،ﻳﺎ وﻳﺤَ ﻪّ ، أن اﻟﻤﻨﻰ
ُربﱠ ﻃ ﻴ ٍﺮ … ﻓ ﻮﻗ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﻘ ِﻊ ﻳَ ﺪّﻋ ﻲ ﻣ ﻦ ﺧ ﻴ ﺒ ٍﺔ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪﻋ ﻲ ﻓﻲ اﻟﻬﻮى ﻻ ﺗُﺠﺘَﻨﻰ ﺑﺎﻟ ُﺨﺪَع؟
∗∗∗
ﺪرك أﻗ ﺼ ﻰ اﻷﻣ ِﻞ إﻧ ّ ﻤ ﺎ ﻳُ ِ
ﺛ ﺎﺑ ُﺖ اﻟ ﻘ ﻠ ِﺐ ﻋ ﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻋ ﺰﻣ ﺎ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻮّل ﻣ ﻦ ﻳَ ُﺮ ْم أﻣ ًﺮا ﺑ ﻘ ﻠ ٍﺐ ﺣُ ِ
ﻳ ﻨ ﻘ ِﺾ اﻟ ﺪﻫ ُﺮ ﻟ ﻪ ﻣ ﺎ أﺑ ﺮﻣ ﺎ ٢ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٩٢٩
76
وﺣﻲ رﺳﺎﻟﺔ
رﺳ ﺎﻟ ٌﺔ ً واﻫ ﺎ ﻟ ﻬ ﺎ واﻫ ﺎ ﻣ ﻦ ﻏ ﺎد ٍة ﻋ ّﺬﺑ ﻨ ﻲ ﻧ ﺄﻳُ ﻬ ﺎ أﺿ ُ ﺮاﺳ ﻬ ﺎ ﺗ ﺆﻟ ﻤ ﻬ ﺎ ﻟ ﻴ ﺘ ﻨ ﻲ ﺗ ﻠ ﻚ ﺛ ﻨ ﺎﻳ ﺎﻫ ﺎ اﻟ ﺘ ﻲ ﻧ َ ّﻀ ْ ﺪت آﺛ ﺎ ُرﻫ ﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﻔ ﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﺗ ﺰ ْل رﺷﻔ ُﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻠﺴ ًﻼ ﺑﺎردًا أدر ﺳ ﺎﻋ ﺎ ِﺗ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻟ ﻴ ﻠ ٍﺔ ﻟ ﻢ ِ ﺣﺘﻰ ﻃﻐﻰ اﻟﺼﺒﺢُ ﺑﺄﻧﻮار ِه ورﺟﱠ ﻊ اﻟ ﻄ ﻴ ُﺮ أﻏ ﺎرﻳ َﺪ ُه ﻓ ﻘ ﻠ ُﺖ ﻳ ﺎ ﻃ ﻴ ُﺮ ﻛ ﺬا ﻋ ﺎﺟ ًﻼ وﻗﻠ ُﺖ ﻳﺎ ﻃﻴ ُﺮ ﻣﺘﻰ ﻧﻠﺘﻘﻲ؟ ﺛ ّﻢ ﺗ ﻌ ﺎﻧ ﻘ ﻨ ﺎ ﻓ ﻠ ّﻠ ﻪ ﻣ ﺎ ﻗ ﺒﱠ ﻠ ﺘُ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻓ ﻤ ﻬ ﺎ ُﻗ ﺒ ﻠ ًﺔ وﻗ ﺒﱠ ﻠ ﺘْ ﻨ ﻲ ﻣ ﺜ َﻠ ﻬ ﺎ ُﻗ ﺒ ﻠ ًﺔ ﺗ ﻠ ﻚ ﻫ ﻲ اﻟ ﺰا ُد ﻏ ﺪا َة اﻟ ﻨ ﻮى ﺣ ﺒ ﻴ ﺒ ﺘ ﻲ ﻋُ ﻮدي إﻟ ﻰ رﺑ ﻮ ٍة ﻳ ﺎ ُﻣ ﻨ ﻴ ﺘ ﻲ ﻋُ ﻮدي ﻧ ُﻌِ ْﺪ ﻟ ﻴ ﻠ ًﺔ ذﻗ ُﺖ ﺑ ﻬ ﺎ ﻣ ﻨ ﻚِ أﻟ ﺬﱠ اﻟ ﻬ ﻮى
ﺷ ﺮﻗ ُﺖ ﺑ ﺎﻟ ﺪﻣ ﻊ ﻟ ﻔ ﺤ ﻮاﻫ ﺎ ﻣ ﺎ ﺿ ﱠﺮ ﻟ ﻮ ﻛ ﻨ ُﺖ وإﻳ ﺎﻫ ﺎ أﺷﻜﻮ اﻟﺬي ﺳﺒّﺐ ﺷﻜﻮاﻫﺎ ﻋِ ْﻘﺪﻳ ِﻦ واﻟﻤﻜﺴﻮ ُر إﺣﺪاﻫﺎ ﻳﺎ َ ﺿ ﱠﻞ ﻣﻦ ﻳﺠﻬﻞ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺻ ﺎدف ِﻧ ﻴ ﺮاﻧ ﻲ ﻓ ﺄﻃ ﻔ ﺎﻫ ﺎ ﻃ ﻮﻻﻫ ﺎ ُ أﺿ ﻌ ُﺖ ُ وﻗ ﺼ ﺮاﻫ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ ﻧ ﺠ ﻮم اﻟ ﻠ ﻴ ِﻞ ﻳ ﻐ ﺸ ﺎﻫ ﺎ ﺷ ﺠ ﻮًا ﻓ ﺄﺑ ﻜ ﺎﻧ ﻲ وأﺑ ﻜ ﺎﻫ ﺎ ﻗ ﻤ َﺖ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻠ ﺬﱠات ﺗ ﻨ ﻌ ﺎﻫ ﺎ ﻳﺎ ﻃﻴ ُﺮ ﻫﻞ أﺣﻴﺎ وأﻟﻘﺎﻫﺎ؟ ﺗ ﺬرف ﻋ ﻴ ﻨ ﺎيَ وﻋ ﻴ ﻨ ﺎﻫ ﺎ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن أزﻛ ﺎﻫ ﺎ وأﺣ ﻼﻫ ﺎ ﻣ ﺎ زﻟ ُﺖ أﺳ ﺘ ﻨ ﺸ ﻖ رﻳّ ﺎﻫ ﺎ ﻗ ﺪ ﻳ ﻬ ﻠ ﻚ اﻟ ﻌ ﺎﺷ ُﻖ ﻟ ﻮﻻﻫ ﺎ أﺿﺤﻰ ﻓﺆادي رﻫ َﻦ ﻣَ ﻐﻨﺎﻫﺎ ﻣ ﺎ زال ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ ﻳ ﺘ ﻤ ﻨ ّ ﺎﻫ ﺎ ﻓ ﻜ ﻴ ﻒ أﻧ ﺴ ﺎكِ وأﻧ ﺴ ﺎﻫ ﺎ ٢١ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٩٢٩
ﰲ دﻳﺮ ﻗﺪﻳﺲ
ﻟ ﻢ أﻟ َﻖ ﺑ ﻴ ﻦ ﻟ ﻴ ﺎﻟ ﱠﻲ اﻟ ﺘ ﻲ َﺳ ﻠ ﻔ ْﺖ َ ﺿﻤَ ﻤْ ُﺖ ﺣﺴﻨﺎءَ ﻟﻢ ﻳُﺨ َﻠﻖ ﻟﻬﺎ ﻣَ ﺜ َ ٌﻞ ﻣﺎ ﻋ ُ ﺮش ِﺑﻠﻘﻴ َﺲ ﻓﻲ إﺑﱠﺎن دوﻟ ِﺘﻬﺎ ﻳﻮﻣً ﺎ ﺑﺄﻋﻈ َﻢ ﻣﻨ ﱠﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺮﻳﺮ وﻗﺪ
ﻛ ﻠ ﻴ ﻠ ٍﺔ ﺑ ﺘﱡ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ دﻳ ﺮ ﻗِ ﺪﱢﻳ ِﺲ ﻮر اﻟﻔﺮادﻳ ِﺲ ﺎن وﻻ ﺣُ ِ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺴ ِ ً وﻻ ﺳ ﻠ ﻴ ﻤ ﺎ ُن ﻣ ﺰﻓ ﻮﻓ ﺎ ﻟ ﺒ ﻠ ﻘ ﻴ ِﺲ دام اﻟ ﻌ ﻨ ُ ﺎق إﻟ ﻰ ﻗ ﺮع اﻟ ﻨ ﱠﻮاﻗ ﻴ ِﺲ ٢٤ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٩٢٩
إﱃ ذات اﳌﻨﺪﻳﻞ
ﻧﺰﻳﻬ ُﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻠ ِﻤﻨ ْﺪﻳـ وإن ﺳ ﱠﺮكِ ْ ْ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﺮ اﻟﺤُ ْﺴ َﻦ ﻟ ﻘ ﺪ َﻗ ّ ﻄ ﻌ ِﺖ ﺑ ﺎﻟ ﺪ ﱢل
ـ ِﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺣﺎﺟَ ْﻪ ﻓ ﺄﻧ ﻮا ُركِ ّ وﻫ ﺎﺟ ْﻪ ﻓﻴُﻠﻘِ ﻲ دوﻧﻬﺎ ﺗﺎﺟﻪ ﻋُ ﺮى ﻗﻠﺒﻲ وأوْداﺟَ ﻪ ٢٥ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٩٢٩
إﱃ م …
َﺧ ّﻠﻔ ُﺖ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻮق ﺳﻔ ِﺢ »اﻟﻜﺮﻣ ِﻞ« َﺧ ّﻠ ﻔ ﺘُﻪ ﻳ ﻬ ﻔ ﻮ ﻋ ﻠ ﻰ ُﻏ َﺮ ِ ف اﻟ ﻬ ﻮى ﻟ ﻢ ﻳ ﻌ ﻠ ﻤ ﻮا ﻣ ﺎ ِﺳ ﱡﺮه ،ﻓ ﺈذا ﺑ ﻜ ﻰ
ﺣﻴ َ ﺰل ﺮان ﻳ ﺴ ﺄ ُل ﻋ ﻨ ﻚِ أﻫ َﻞ اﻟ ﻤ ﻨ ِ ﻓ ﻲ ﺷ ﻜ ِﻞ ﻃ ﻴ ٍﺮ ﺑ ﻴ ﻨ ﻬ ﻢ ُﻣ ﺘ ﻨ ﱢﻘ ﻞ ﺣ ﺴ ﺒ ﻮه ﻳ ﻀ ﺤ ﻚ ﻟ ﻠ ﺮﺑ ﻴ ﻊ اﻟ ﻤ ﻘ ﺒ ﻞ ٥ﺷﺒﺎط ١٩٢٩
اﻟﺰﻫﺮﺗﺎن واﻟﺸﺎﻋﺮ
ﻳ ﺎ زﻫ ﺮ َة اﻟ ﻮادي أﺗ ﻴ ُﺖ ﺑ ﺰﻫ ﺮ ٍة واﻟ ﺰﻫ ُﺮ أﺑ ﻬ ﻰ ﻣ ﻨ ﻈ ًﺮا ﻣَ َﻊ أُﻣّ ِﻪ وﺣﻔﻈﺘُﻬﺎ ﻟﻚِ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻷذى وﺟ ﻤ ﻌ ُﺖ ﻓ ﻲ آذا َر ﺑ ﻴ ﻨ ﻜ ﻤ ﺎ ﻓ ﻤ ﺎ إﻧ ﻲ ﺟ ﻤ ﻌ ﺘُ ﻜ ﻤ ﺎ وﻟ ﻜ ْﻦ ﻟ ﻢ ﻳ ﻄ ْﻞ ً واﻫ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ ﺳ ﺎﻋ ﺎت ﻟ ﻬ ٍﻮ ﻛ ﻨ ﺘ ﻤ ﺎ ً واﻫ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ روﺣ ﻲ اﻟ ﺘ ﻲ ﺧ ﱠﻠ ﻔ ﺘُ ﻬ ﺎ ً واﻫ ﺎ ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ ﻣ ﻬ ﺠ ًﺔ ﺿ ﻴّ ﻌ ﺘُ ﻬ ﺎ
ﻟ ﻚِ ﻣ ﻦ ُرﺑ ﻰ ﻟ ﺒ ﻨ َ ﺎن ﻓ ﺎح ﺷ ﺬاﻫ ﺎ ﻓ ﻨ ﻘ ﻠ ﺘُ ﻬ ﺎ ﻣَ ﻌَ ﻬ ﺎ ﻓ ﺰاد ﺑ ﻬ ﺎﻫ ﺎ وﻷﺟ ﻞ ﻋ ﻴ ﻨ ﻚِ أﺿ ﻠ ﻌ ﻲ ﻣَ ﺜ ﻮاﻫ ﺎ أﺣ ﻼكِ ﻓ ﻲ ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ وﻣ ﺎ أﺣ ﻼﻫ ﺎ أُﻧ ﺴ ﻲ ﺑ ﻘ ﺮﺑ ﻜ ﻤ ﺎ ﻓ ً ﻮاﻫ ﺎ واﻫ ﺎ ﻳ ﺎ زﻫ ﺮﺗ ﱠﻲ ﻫ ﻨ ﺎءَﻫ ﺎ َ وﺻ ﻔ ﺎﻫ ﺎ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﱡﺮﺑ ﻰ واﻟ ﺮوحُ ﺣ ﻴ ﺚ ﻫ ﻮاﻫ ﺎ ﻓ ﺈذا ﺳ ﺄﻟ ﺘُ ﻜ ﻤ ﺎ ﻓ ﻬ ﻞ أﻟ ﻘ ﺎﻫ ﺎ؟ ٢ﻧﻴﺴﺎن ١٩٢٩
وداﻋﺎ ً
وداﻋً ﺎ ﺳ ﺄﻗ ﺘ ﻞ ﻫ ﺬا اﻟ ﻬ ﻮى وأدﻓ ﻨ ﻪ ﻓ ﻲ ﺿ ﻠ ﻮع اﻟ ﺴ ﻨ ﻴ ْﻦ أر ﱡد رﺳ ﺎﺋ َﻠ ﻚِ اﻟ ﺒ ﺎﻛ ﻴ ْ ﻓ ُﺮدّي رﺳ ﺎﺋ َﻞ ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ اﻟ ﺤ ﺰﻳ ﻦ ﺎت وﻟﻜ ْﻦ ﺗﻌﺎ َﻟ ْﻲ … أﻟﻢ ﺗﻐﺪري؟! ∗∗∗
وداﻋً ﺎ ﺳ ﺄﺳ ﺤ ﻖ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﻤ ﻨ ﻰ وأﻧ ﺴ ﻔ ﻬ ﺎ ﺑَ َﺪدًا ﻓ ﻲ اﻟ َﻔ ﻀ ﺎ ﺳ ﺄﻫ ﺰأ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﺸ ﻖ واﻟ ﻌ ﺎﺷ ﻘ ﻴ ْﻦ وأذﻫ ﺐ ﻣ ﺴ ﺘ ﻬ ﺘ ًﺮا ﺑ ﺎﻟ ﻘ ﻀ ﺎ وﻟﻜ ْﻦ ﺗﻌﺎ َﻟ ْﻲ … أﻟﻢ ﺗﻐﺪري؟! ∗∗∗
وداﻋً ﺎ وﻫ ﻴ ﻬ ﺎت ْ ﻓ ﻤ ﺎ أﻧ ﺎ ﺑ ﻌ ُﺪ اﻟ ﻤ ﺤ ﺐﱡ اﻟ ﺤ ﺒ ﻴ ﺐْ أن ﻧ ﻠ ﺘ ﻘ ﻲ ﻮن ﻓ ﱠ أﻃ ﻴ ﻌ ﻲ ذوﻳ ﻚِ ﺑ ﻤ ﺎ ﻳ ﺸ ﺘ ﻬ ْ ﺈن ﻟﻬ ْﻢ ﻓﻮق ﺣ ﱢﻖ اﻟﻐﺮﻳﺐ … وﻟﻜ ْﻦ ﺗﻌﺎ َﻟ ْﻲ … أﻟﻢ ﺗﻐﺪري؟! ١٥ﻣﺎرس ١٩٢٩
اﻏﻔﺮي ﱄ إﱃ م .ص.
اﻏ ﻔ ﺮي ﻟ ﻲ إذا اﺗّ ﻬ ﻤ ﺘُﻚِ ﺑ ﺎﻟ َﻐ ﺪْر اﻏ ﻔ ﺮي ﻟ ﻲ ،ﻟ ﻌ ّﻞ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻣ ﻨ ّ ﻲ ﺄس رﺟّ ﻌﺘْﻪ ﺿﻠﻮﻋﻲ وﺻﺪى اﻟﻴ ِ ﻟ ﻢ ﺗ ﻜ ﻮﻧ ﻲ ﻛ ﻤ ﺎ زﻋ ﻤ ِﺖ ،وﻟ ﻜ ْﻦ وﻟ ﻌ ﻤ ﺮي رأﻳ ُﺖ ﻣ ﻨ ﻚِ وﻓ ﺎءً اﻏﻔﺮي ﻟﻲ ﻣﺎ ﻗﻠﺘُﻪ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﻧﻲ
ﻓ ﻘ ﺪ ﻛ ﻨ ُﺖ ﻏ ﺎﺋ ﺒً ﺎ ﻋ ﻦ ﺻ ﻮاﺑ ﻲ ﻮل ﻋﻨﺪ ﻣﺮأى ﻋﺬاﺑﻲ ﺻﺮﺧ ُﺔ اﻟﻬ ِ أو ﺑ ﻜ ﺎﺋ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ أﻣ ﺎﻧ ﻲ اﻟ ﺸ ﺒ ﺎب ﻫ ﺎﻟ ﻨ ﻲ ﻣ ﺎ ﻗ ﺮأﺗُ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟ ﻜ ﺘ ﺎب ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ﻦ ﻓ ﻴ ﻪ ذَ ّر ٌة ﻻرﺗ ﻴ ﺎﺑ ﻲ وﺗ ﻌ ﺎﻟ ﻲ أﺷ ﺮحْ إﻟ ﻴ ﻚِ ُﻣ ﺼ ﺎﺑ ﻲ
∗∗∗
ُربﱠ َ ﺮح ُﻣ ﻤَ ﱠﺮ ٍد ﻣ ﻦ أﻣ ﺎﻧ ﱠﻲ ﺻ ٍ ﻗ ﺪ ﻧ َ ﻤ ْﺖ ﺣ ﻮﻟ ﻪ اﻷزاﻫ ﻴ ُﺮ ﺷ ﺘّ ﻰ ﻓ ﻨ ﺰﻟ ﻨ ﺎه آﻣ ﻨ ﻴ ﻦ زﻣ ﺎﻧ ً ﺎ ﻟ ﻢ ﺗُﺤ ﱢﺮ ْك ﻣ ﻨ ﻪ اﻟ ﻌ ﻮاﺻ ُ ﻒ رﻛ ﻨ ًﺎ ﺛ ﻢ ﻛ ﺎﻧ ﺖ ﻳ ﺪٌ ،ﺳ ﺄﺳ ﻜ ُﺖ ﻋ ﻨ ﻬ ﺎ أﻳ ﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻤ ﺎءُ؟ ﻫ ﻞ ﻛﺎن ذاك
أﻇ ﱠﻞ اﻟ ﻨ ﺠ ﻮ َم ﺗ ﺤ ﺖ ﺟ ﻨ ﺎﺣِ ْﻪ وﺳ ﻘ ﺎﻫ ﺎ اﻟ ﻬ ﻮى ﻋُ ﻼﻟ َﺔ راﺣِ ﻪ ﻧ َ ﺠْ ﺘ ﻨ ﻲ ﻣ ﻦ وروده وأﻗ ﺎﺣِ ﻪ وﻟ ﻜ ﻢ ﺧ ﺎب ﻣ ﺜ ﻠُ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻛ ﻔ ﺎﺣِ ﻪ ﺮاب ﻫ ﺪﱠﻣ ﺘْ ﻪ إﻟ ﻰ ﺳ ﻮاء اﻟ ﺘ ِ اﻟ َ ﺼ ْﺮحُ ﻓﻴﻬﺎ ُﻣﺸﻴﱠﺪًا ﻣﻦ ﺳﺤﺎب؟
∗∗∗
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ـ َﻦ ُﻣ ﺤِ ﺐﱞ ﺣ ﻴ ﺎﺗُ ﻪ ذﻛ ﺮﻳ ُ ﺎت ﺻ ﻮﱠرﺗْ ﻬ ﺎ آﺛ ﺎ ُرﻧ ﺎ اﻟ ﺒ ﺎﻗ ﻴ ُ ﺎت وﻫ ﻨ ﺎ؟ آه إﻧ ّ ﻬ ﺎ ُﻗ ﺒُ ُ ﻼت ﻟ ﻢ ﺗ ﻐ ﺐْ ﻋ ﻨ ﻪ ﻫ ﺬه اﻟ ﻜ ﻠ ﻤ ﺎت: ﻋ ﺎﻧ ﻘ ﻴ ﻨ ﻲ وأﻗ ﺼ ﺮي ﻣ ﻦ ﻋ ﺘ ﺎﺑ ﻲ ﻳ ﺎ ﺣ ﻴ ﺎﺗ ﻲ ﻓ ﻘ ﺪ ﻟ ﻘ ﻴ ُﺖ ﻋ ﻘ ﺎﺑ ﻲ
اﻏﻔﺮي ﻟﻲ ﻓ ّ ﺈن أﺷﻘﻰ اﻟﻤﺤِ ﺒّﻴْـ أﻳ ﻨ ﻤ ﺎ ﻛ ﻨ ُﺖ ﻫ ﻴّ ﺞ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐُ ذﻛ ﺮى ﻮع، ﻣ ﺎ ﻫ ﻨ ﺎ؟ إﻧ ﻬ ﺎ رﺳ ﻮ ُم دﻣ ٍ وﻫ ﻨ ﺎ؟ ﻃ ﺎﺋ ٌﺮ ﻳُ ﻌ ﻴ ﺪ ﺣ ﺪﻳ ﺜ ﺎً ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻻ ﺗﻐﻀﺒﻲ ،وﺗﻌﺎ َﻟﻲ ﺣﺴﺐُ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﺬاﺑُﻪ ،ﻓﺎﻏﻔﺮي ﻟﻲ
٢ﺣﺰﻳﺮان ١٩٢٩
90
إﱃ ﺑﺎﺋﻌﻲ اﻟﺒﻼد
ﺑ ﺎﻋ ﻮا اﻟ ﺒ ﻼ َد إﻟ ﻰ أﻋ ﺪاﺋ ﻬ ﻢ َ ﻃ ﻤَ ﻌً ﺎ ﻗﺪ ﻳُﻌﺬرون َﻟ َﻮ ّ أن اﻟﺠﻮ َع أرﻏﻤﻬﻢ ﻮع ﺗﻠﻔِ ُ ﻈﻬﺎ وﺑُ ْﻠ َﻐ ُﺔ اﻟﻌ ِﺎر ﻋﻨﺪ اﻟﺠ ِ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼ ُد إذا ﻗﻠ َﺖ :اﺳ ُﻤﻬﺎ »وﻃ ٌﻦ«
ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﺎل ﻟ ﻜ ﻨ ّ ﻤ ﺎ أوﻃ ﺎﻧ َ ﻬ ﻢ ﺑ ﺎﻋ ﻮا واﻟ ﻠ ِﻪ ﻣ ﺎ ﻋ ﻄ ﺸ ﻮا ﻳ ﻮﻣً ﺎ وﻻ ﺟ ﺎﻋ ﻮا ﻧ ﻔ ٌﺲ ﻟ ﻬ ﺎ ﻋ ﻦ َﻗ ﺒ ﻮل اﻟ ﻌ ِﺎر ردﱠا ُع ﻻ ﻳ ﻔ ﻬ ﻤ ﻮن ،ودون اﻟ َﻔ ﻬْ ِﻢ أﻃ ﻤ ﺎع
∗∗∗
أﻋﺪاؤﻧﺎ ،ﻣﻨﺬ أن ﻛﺎﻧﻮا) ،ﺻﻴﺎرﻓ ٌﺔ( ﻟﻢ ﺗﻌﻜﺴﻮا آﻳ َﺔ اﻟﺨ ﱠﻼ ِق ،ﺑﻞ رﺟﻌ ْﺖ اﻷرض ﻟﻢ ﺗﺤﻔِ ْﻞ ﺑﻌﺎﻗﺒ ٍﺔ ﻳﺎ ﺑﺎﺋ َﻊ ِ َ ﻟﻘﺪ ﺟﻨﻴ َﺖ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻔﺎد ،وا ﻟﻬَ ﻔﻲ وﻏ ّﺮ َك اﻟ ﺬﱠﻫ ﺐُ اﻟ ﻠ ﻤّ ﺎع ﺗُ ﺤ ِﺮ ُز ُه أرض ﻧﺸ َ ﺄت ﺑﻬﺎ ﻓ ﱢﻜ ْﺮ ﺑﻤﻮﺗ َﻚ ﻓﻲ ٍ
َ اﻷرضُ ،ز ّرا ُع وﻧﺤﻦ ،ﻣﻨﺬ ﻫﺒﻄﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟ ﻴ ﻬ ﻮد ﺑ ﻜ ﻢ ُﻗ ﺮﺑ ﻰ وأﻃ ﺒ ﺎع وﻻ ﺗ ﻌ ّﻠ ﻤ َﺖ ّ أن اﻟ ﺨ ﺼ َﻢ َﺧ ﺪّاع وﻫ ﻢ ﻋ ﺒ ﻴ ﺪٌُ ، وﺧ ﺪﱠامٌ ،وأﺗ ﺒ ﺎع إن اﻟ ﱠﺴ ﺮابَ ﻛ ﻤ ﺎ ﺗ ﺪرﻳ ﻪ ﻟ ﻤّ ﺎع واﺗ ﺮ ْك ﻟ ﻘ ﺒ ﺮ َك ً أرﺿ ﺎ ﻃ ﻮﻟُ ﻬ ﺎ ﺑ ﺎع ﻧﴩت ﰲ ٢٥آب ١٩٢٩
ﺧﻄﺮة ﰲ اﳍﻮى
أﻋﻴﺪي إﻟﻰ اﻟ ُﻤ ْﻀﻨﻲ ْ وإن ﺑَﻌُ َﺪ اﻟﻤﺪى ﺗَﺒ ﺎر َك ﻫ ﺬا اﻟ ﻮﺟ ُﻪ ﻣ ﺎ أو َ ْﺿ ﺢَ اﻟ ﺴ ﻨ ﺎ ﻓ ﻘ ﺪﺗُ ﻚِ ﻓِ ْﻘ َ ﺪان اﻟ ﱢ ﺼ ﺒ ﺎ ،وﻫ ِﻞ اﻣ ﺮ ٌؤ ﻓ ﻘ ﺪﺗُ ﻚِ ﻟ ﻜ ﻨ ّ ﻲ ﻓ ﻘ ُ ﺪت ﺛ ﻼﺛ ًﺔ وأﺑ ﻘ ﻴ ِﺖ ﻟ ﻲ ﻏ ﻴ َﺮ اﻟ ﻘ ﻨ ِ ﻮط ﺛ ﻼﺛ ًﺔ:
ﺑُ َﻠ ﻬْ ﻨ ﻴ َﺔ اﻟ ﻌ ﻴ ِﺶ اﻟ ﺬي ﻛ ﺎن أ ْرﻏ ﺪا وﻣ ﺎ أﻃ ﻴ ﺐَ اﻟ ﻤ ﻔ ﺘ ﱠﺮ واﻟ ﻤ ﺘ ﻮ ﱢردا ﺗ ﻮ ﱠﻟ ﻰ ِﺻ ﺒ ﺎه اﻟ ﻴ ﻮ َم ﻳُ ﺮﺟ ﻌ ﻪ ﻏ ﺪا؟ ﺳ ﻮاكِ :ﻓ ﺆادي ،واﻷﻣ ﺎﻧ ﱠﻲ ،واﻟ ﻬ ﺪى ﻫ ﻮاكِ ،وﺳ ﻘ ﻤ ﻲ ،واﻟ ﺤ ﻨ ﻴ َﻦ اﻟ ﻤ ﺆﺑﱠ ﺪا
∗∗∗
ﺎن(! ﻻ ِﻃ ﺒْ َﺖ وادﻳً ﺎ أﻳ ﺎ )واديَ اﻟ ﺮﻣّ ِ وﻳﺎ )واديَ اﻟﺮﻣّ ﺎن(! ﻻ ﺳﺎغ ﻃﻌ ُﻤ ُﻪ وﻳﺎ )واديَ اﻟﺮﻣّ ﺎن(! ً واﻫﺎ!! وﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛ ﺄﻧ ﻲ ﻟ ﻢ أﻧ ﺰ ْل دﻳ ﺎر َك ﻣَ ﱠﺮ ًة وﻟ ﻢ ﺗَ ْﺴ ﻘِ ﻨ ﻲ ﻛ َ ﺄس اﻟ ﻤ ﺪا ِم ﺣ ﺒ ﻴ ﺒ ٌﺔ ﻮح ﻟﻲ ِﺷﻌ ًﺮا ،وﻻ ﻗﻤ ُﺖ ُﻣﻨ ِﺸﺪًا، وﻟﻢ ﺗُ ِ
إذا ﻫ ﻲ ﻟ ﻢ ﺗ ﻨ ﻌ ﻢ ﺑ ﻈ ﱢﻠ َﻚ ﺳ ﺮﻣ ﺪا إذا أﻧ ﺎ ﻟ ﻢ أﻣ ُﺪ ْد ﻟ ﺬاك اﻟ ﺠَ ﻨ ﻰ ﻳ ﺪا ﺣ ﺮا ٌم ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻤ ﺤ ﺰون ْ أن ﻳَ ﺘ ﻨ ﻬﱠ ﺪا وﻟ ﻢ أﻟ َﻖ ﻓ ﻲ أﻫ ﻠ ﻴ َﻚ ﺣُ ﺒٍّ ﺎ وﻻ ﻧ ﺪى ُ ﺄس ﻣ ﻮردا وردت ﺛ ﻨ ﺎﻳ ﺎﻫ ﺎ ﻣ ﻊ اﻟ ﻜ ِ وﻟ ﻢ ﻳَ ْﺮ ِو ﺷ ﻌ ﺮي ﻋ ﻨ ﺪﻟ ﻴ ﺒُ َﻚ ُﻣ ﻨ ِﺸ ﺪا
∗∗∗
أﺧﻲ وﺣﺒﻴﺒﻲ ﻛﻨ ُﺖ أرﺟﻮ َك ُﻣ ْﺴﻌِ ﺪًا أﻟ ﻢ ﺗ ﺮﻧ ﻲ ﻓ ﻲ ﻣ ﺼ َﺮ أﻃ ﻠ ﺐُ ﺷ ﺎﻓ ﻴً ﺎ أﻟ ﻢ ﺗ ﺮﻧ ﻲ ﻓ ﻲ ﻣ ﻀ ﺠ ﻌ ﻲ ُﻣ ﺘ ﻘ ﱢﻠ ﺒً ﺎ
ﻳ ﺴ ﺎﻣ ﺤُ َﻚ اﻟ ﺮﺣ ﻤ ُﻦ ﻟ ﻢ ﺗ ُﻚ ُﻣ ْﺴ ﻌِ ﺪا وراﻋ َﻚ إﺷ ﻔ ﺎﺋ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ ﻫ ﻮﱠة اﻟ ﺮدى؟ أُﻗ ﱢﻠ ﺐ ﻓ ﻲ اﻷﻓ ﻼك َ ﻃ ْﺮ ًﻓ ﺎ ُﻣ ﺴ ﻬﱠ ﺪا؟
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺑﻤﻦ أﻧ َﺖ ﺗﻬﻮى ،ﻫﻞ أﻃﻘ َﺖ ﺗﺠ ﱡﻠﺪا؟
وﻣﻦ ﻋﺠ ٍﺐ أﻧﺎ ﺷﺒﻴﻬﺎن ﻓﻲ اﻟﻬﻮى
آب ) ١٩٢٩وﻧﴩت ﰲ ١١أﻳﻠﻮل (١٩٢٩
94
رد ﻋﲆ رﺋﻮﺑﲔ ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻴﻬﻮد
ﻧﴩت اﻟﺠﺮﻳﺪة اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ )دوار ﻫﺎﻳﻮم( ﻗﺼﻴﺪة ﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻴﻬﻮد »رﺋﻮﺑني« ،ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ إﱃ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺟﺮﻳﺪة »ﻓﻠﺴﻄني« ،وﻋﻨﻮان اﻟﻘﺼﻴﺪة »أﻧﺸﻮدة اﻟﻨﴫ« ،أﺗﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﲆ اﻟﺤﻮادث اﻷﺧرية ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ﻣﺸﻴﺪًا ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻴﻬﻮد وﺷﺠﺎﻋﺘﻬﻢ … ﰲ اﻟﻄﻌﻦ واﻟﴬب زارﻳًﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﺮب )أﺑﻨﺎء ﻫﺎﺟﺮ وإﺳﻤﺎﻋﻴﻞ …!( ﺧﻮﻓﻬﻢ ووﺣﺸﻴﺘﻬﻢ وﻫﺰﻳﻤﺘﻬﻢ! زاﻋﻤً ﺎ ﺗﺎرة أﻧﻬﻢ ً ﻟﺼﻮﺻﺎ وﻗﻄﺎع ﻃﺮق وأﻫﻞ ﻋُ ّﺰل ﻣﻈﻠﻮﻣﻮن ،وأن اﻟﻌﺮب ﻋﲆ ﺗﺴﻠﻴﺢ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰ ﻟﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﺧﻴﺎﻧﺔ وﻏﺪر ﻳﻌﺘﺪون ﻋﲆ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺸﻴﻮخ واﻟﻨﺴﺎء ،وﻗﺪ ﻧﻈﻤﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ردٍّا ﻋﲆ أﻧﺸﻮدة اﻟﻨﴫ ﻏري ﻣﻌﱰض ﻛﺜريًا إﱃ اﻟﺤﻮادث ﺑﻘﺪر اﻋﱰاﴈ إﱃ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻬﻮد وﺗﻮراﺗﻬﻢ، وﻣﺎ ﻋُ ﺮﻓﻮا ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،وﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ اﻻدﻋﺎء اﻟﺒﺎﻃﻞ ،واﻟﻐﺪر ،وﻧﻜﺮان اﻟﺠﻤﻴﻞ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻛﻞ ﻣﺎ ادﻋﺎه اﻟﺸﺎﻋﺮ رﺋﻮﺑني ،وﻣﺎ وﺻﻒ ﺑﻪ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻦ املﺰاﻳﺎ واﻷﺧﻼق. ﻫ ﺎﺟَ ﺮ أﻣﱡ ﻨ ﺎ وﻟ ﻮ ٌد رؤو ُم ﻫ ﺎﺟ ﺮ أُﻣّ ﻨ ﺎ وﻣ ﻨ ﻬ ﺎ أﺑ ﻮ اﻟ ﻌُ ْﺮ ﻧ ﺴ ﺐٌ ﻟ ﻢ ﻳَ ِﻀ ﻊْ ،وﻻ ﻣ ّﺰﻗ ﺘْ ُﻪ ود ٌم ﻓ ﻲ ﻋ ﺮوﻗ ﻨ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳُ ْ ﺮﻗ ُﻪ ﻳ ﻌ ﻠ ﻢ اﻟ ﺪﻫ ُﺮ أيﱠ أﻫ ﺮا ِم ﻣ ﺼ ٍﺮ ﻓ ﻬَ َﺮ ٌم ﺧ ﺎﻟ ٌﺪ ﻳُ ﻐ ّﺸ ﻴ ﻪ ِﻇ ﱞﻞ أيْ رﺋ ﻮﺑ ﻴ ُﻦ ﻏ ﱢ ﻂ وﺟ ﻬَ َﻚ ﺣ ﺘ ﻰ
ﻻ ﺣ ﺴ ﻮ ٌد وﻻ ﻋ ﺠ ﻮ ٌز ﻋ ﻘ ﻴ ُﻢ … ِب ،وﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ذاك اﻟ ﻨ ﺒ ﱡﻲ اﻟ ﻜ ﺮﻳ ﻢ ﺑ ﺎﺑ ٌﻞ أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻠ ﻘ ﻴ ُ ﻂ اﻟ ﻠ ﺌ ﻴ ﻢ ﺳﻮ ُ ط ﻓ ﺮﻋ َ ﻮن واﻟ ﻌ ﺬابُ اﻷﻟ ﻴ ﻢ ذ ﱡﻟ ﻜ ﻢ ﻓ ﻲ ﺻ ﺨ ﻮره ﻣ ﺮﻗ ﻮم ﻣ ﻦ ﻋ ﺒ ﻮدﻳّ ٍﺔ ﻟ ﻜ ﻢ ﻻ ﺗ ﺮﻳ ﻢ ﻻ ﻳُ ﺮى اﻷﻧ ُ ﻒ أﻧ ﻪ ﻣ ﻬ ﺸ ﻮم
∗∗∗
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻳ ﺎ ﻳ ﻬ ﻮديﱡ ﻛ ﻴ ﻒ ﻋ ﻠ ُﻤ َﻚ ﺑ ﺎﻟ ﺘﱠ ْﻮ ﺑ ﻴ ﻦ أﺳ ﻔ ﺎرﻫ ﺎ ﺧ ﻼﺋ ُﻖ ﻋ ﻨ ﻜ ﻢ ﻳ ﻮﺳ ﻒ ﺑ ﺎﻋ ﻪ أﺑ ﻮﻛ ﻢ ﻳَ ﻬ ﻮذا وﻛ ﻔ ﺮﺗ ﻢ ﺑ ﻨ ﻌ ﻤ ﺔ اﻟ ﻠ ِﻪ ﺣ ﺘ ﻰ ﻳﺸﻬﺪ )اﻟﺘّﻴﻪُ( أﻧﻜﻢ ،ﺷﻌﺐُ ْ إﺳﺮا ﻳﺸﻬﺪ )اﻟﻌِ ﺠْ ُﻞ( أن أﻟﻮاحَ ﻣﻮﺳﻰ وﺑ ﻄ ﻮ ُن اﻟ ﺘ ﺎرﻳ ِﺦ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﻋ ﺠ ﻴ ﺐٌ
راةِ ،ﻗ ﻞ ﻟ ﻲ ،أم ﻓ ﺎﺗ َﻚ اﻟ ﺘ ﻌ ﻠ ﻴ ﻢ؟ ُﻣ ﺒ ﺘ ﺪاﻫ ﺎ و ُﻣ ﻨ ﺘ ﻬ ﺎﻫ ﺎ ذﻣ ﻴ ﻢ ﱠ إن ﺣ ﺐّ اﻟ ﺪﻳ ﻨ ِﺎر ﻓ ﻴ ﻜ ﻢ ﻗ ﺪﻳ ﻢ ﺿﺎق ذَ ْرﻋً ﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﻜﻠﻴﻢ ﺋ ﻴ َﻞ ،ﺷ ﻌ ﺐٌ ﻣ ﻨ ﺬ اﻟ ﺨ ﺮوج أﺛ ﻴ ﻢ ﻳ ﻮ َم ُز ْﻏ ﺘ ﻢ أﺻ ﺎﺑ ﻬ ﺎ اﻟ ﺘ ﺤ ﻄ ﻴ ﻢ وﻏ ﺮﻳ ﺐٌ ﺑ ﻌ ﺎرﻛ ﻢ ﻣ ﻮﺳ ﻮم
∗∗∗
أَيْ رﺋ ﻮﺑ ﻴ ُﻦ ،أﻳ ﻦ أﻟ ﻮاحُ ﻣ ﻮﺳ ﻰ ُﻫ ﱠﻦ ﻋ ﺸ ٌﺮ ﻧ ﺒ ﺬﺗ ﻤ ﻮﻫ ﺎ ﺟ ﻤ ﻴ ﻌً ﺎ وﻧ ﻘ ﻀ ﺘ ﻢ أﺣ ﻜ ﺎﻣَ ﻬ ﺎ ﻓ ﺈذا اﻟ ﻤ ﺎ واﻟ ﱢﺮﺑ ﺎ رﺑﱡ ﻜ ﻢ ﻟ ﻪ ﺻ ﻨ ُﻢ اﻟ ﺤِ ْﺮ وإذا اﻟ ﺴ ﺒ ُﺖ ﻓ ﻴ ﻪ ﻣ ﻜ ٌﺮ وﻏ ﺪ ٌر وﻋ ﻜ ﺴ ﺘ ﻢ آﻳ ﺎ ِﺗ ﻬ ﺎ ﻓ ﺈذا اﻟ َﻘ ﺘْ ـ ﻓ ﺠ ﻬ ﻠ ﺘ ﻢ آﺑ ﺎءَﻛ ﻢ ﻓ ﻐ ﺪوﺗ ﻢ ﻮار وﺻﺤﺘﻢ: وﻫﻀﻤﺘﻢ ﺣ ﱠﻖ اﻟﺠ ِ ﻛ ﱡﻠ ﻜ ﻢ ﺷ ﺎﻫ ٌﺪ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺤ ّﻖ ُزو ًرا ﺣ ﺴ ﺒُ ﻜ ﻢ ،ﻻ ﻳ ﺒ ﺎرك اﻟ ﻠ ُﻪ ﻓ ﻴ ﻜ ﻢ، ﻓ َﻠ َﻮ ﱠ أن اﻟ ﻨ ﺠ ﻮ َم أﻣ ﺴ ْﺖ ُرﺟ ﻮﻣً ﺎ أيْ رﺋ ﻮﺑ ﻴ ُﻦ أيﱠ ﺷ ﻌ ٍﺐ ﺗ ﻨ ﺎدي؟
واﻟ ﻮﺻ ﺎﻳ ﺎ؟ ﻓ ﻜ ّﻠ ﻬ ﱠﻦ ﻗ ﻮﻳ ﻢ ورﺗ ﻌ ﺘ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﻐ ّﻲ ْ وﻫ َﻮ وﺧ ﻴ ﻢ ُل ﻣَ ﻘ ﺎ َم اﻹﻟ ِﻪ ﻓ ﻴ ﻜ ﻢ ﻳ ﻘ ﻮم ِص ،ﻣ ﺜ ﺎ ٌل أﻧ ﺘ ﻢ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ ﺟُ ﺜ ﻮم أﻳ ﻦ ﻓ ﻴ ﻪ اﻟ ﺘ ﻘ ﺪﻳ ُﺲ واﻟ ﺘ ﻌ ﻈ ﻴ ﻢ؟ ـ ُﻞ ُﻣ ﺒ ﺎحٌ واﻟ ﻔ ﺴ ُﻖ ﻓ ﻴ ﻜ ﻢ ﻋ ﻤ ﻴ ﻢ واﺣ ﺘ ﺮا ُم اﻵﺑ ﺎءِ ﻓ ﻴ ﻜ ﻢ ﻋ ﺪﻳ ﻢ »أﻳﻬﺎ اﻟﻨ ُ ﺎس ﺣ ﱡﻘﻨﺎ ﻣﻬﻀﻮم« … ﻫ ﻞ أﺗ ﺎﻛ ﻢ ﻣ ﻦ ﺷ ﺄﻧ ﻪ ﺗ ﺤ ﺮﻳ ﻢ!؟ أن ﺷ ﻴ ﻄ ﺎن ﺑ ﻐ ﻴ ﻜ ﻢ َﻟ ﺮﺟ ﻴ ﻢ ﻣ ﺎ ﻋ ﺪﺗْ ﻜ ﻢ واﻟ ﻠ ِﻪ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﺮﺟ ﻮم إن رﺑٍّ ﺎ أﺑ ﺎده َﻟ ﺤ ﻜ ﻴ ﻢ
∗∗∗
أيْ رﺋﻮﺑﻴ ُﻦ ﻫﻞ ﻗ َ ﺮأت ِﺷ ِﻜ ْﺴ ِﺒﻴـ ﻮل ﻓ ﻴ ﻜ ﻢ وﺷ ﻜ ﺴ ﺒ ﻴ ُﺮ ﺧ ﺎﻟ ُﺪ اﻟ ﻘ ِ ﻏ ﻴ َﺮ ّ أن اﻟ ﺬﻳ ﻦ ﻣ ﻨ ﻬ ﻢ ِﺷ ِﻜ ْﺴ ِﺒ ﻴ ـ
ـ ﺮ؟ ﺑ ﻠ ﻰ ،أﻧ َﺖ ﺷ ﺎﻋ ٌﺮ ﻣ ﺸ ﺆوم أﻣ ُﺮ )ﺷﻴﻠ َ ﻮخ( ﻓﻲ اﻟﻮرى ﻣﻌﻠﻮم ـ ُﺮ ،ﺗَﻨ َ ﺎﺳﻮْا ﻣﺎ ﻗﺎل ذاك اﻟﻌﻈﻴﻢ
∗∗∗
96
رد ﻋﲆ رﺋﻮﺑني ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻴﻬﻮد
ﺿ ﱠﻞ ﺣ ﺘ ﻰ ﻓ ﻲ ﻛ ّﻞ ﻗ ﻄ ٍﺮ ﻳ ﻬ ﻴ ﻢ؟ ﻣ ﻨ ﻪ ﺷ ﻲءٌ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ َﻘ ﺬور ﻳ ﺤ ﻮم ـ ﻠُ ﺐَ ﺣُ ْﻜ ﻤً ﺎ ودﻫ َﺮه ﻣ ﺤ ﻜ ﻮم ـ ﻤَ َﻊ َﺷ ﻤْ ًﻼ َﺷ ﺘ ﺎﺗُ ﻪ ﻣ ﺤ ﺘ ﻮم وﻋ ُﺪ ﺑ ﻠ ﻔ ﻮ َر دوﻧ ﻪ ﻣ ﻬ ﺰوم ﻓ ﻲ اﻟ ﺸ ﺒ ﺎﺑ ﻴ ﻚ إﻧ ﻬ ﻢ َﻟ ُﻘ ﺮوم ﺣُ ﻮا ،رﻣَ ﻮْﻫ ﻢ ،ﻓ ﻬ ﺎﻟ ٌﻚ و َﻛ ﻠ ﻴ ﻢ َ )أﺳ ﺪٌ( ﻓ ﻲ ﺣ ﺪﻳ ﺪه ﻣ ﺨ ﺘ ﻮم »ﺷﻌﺐُ ﺻﻬﻴ َ ﻮن أﻋﺰ ٌل ﻣﻈﻠﻮم« ّ إن ﻧ ﻜ َ ﺮان ﻓ ﻀ ﻠ ﻬ ﻢ َﻟ ﺠ ﺴ ﻴ ﻢ
ﻳ ﺎ ﻳ ﻬ ﻮديﱡ ،ﻫ ﻞ ﺳ ﻤ ﻌ َﺖ ﺑ ﺸ ﻌ ٍﺐ أرض ﺷﻌﺒُﻜﻢ ﻛﺎﻟﺬﺑﺎب ﻓﻲ ﻛ ﱢﻞ ٍ أن ﻳَ ْ وﻋ ﺠ ﻴ ﺐٌ ِﻣ َﻦ اﻟ ﻌ ﺠ ﺎﺋ ﺐ ْ ﻄـ وﻏ ﺮﻳ ﺐٌ ِﻣ َﻦ اﻟ ﻐ ﺮاﺋ ﺐ ْ أن ﻳَ ﺠْ ـ َﻏ َﻀ ﺐُ اﻟ ﻠ ِﻪ ﻣ ﺎ ﻳ ﺰال ﻋ ﻠ ﻴ ﻜ ﻢ ﻧ ﺎدِ أﺑ ﻄ ﺎ َﻟ َﻚ اﻟ ﺬﻳ ﻦ ﺗ ﻮا َروْا ﻳ ﺮﻗ ﺒ ﻮن اﻷﻃ ﻔ ﺎ َل ِﻣ ﻨ ّ ﺎ ﻓ ْ ﺈن ﻻ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻳ ﻬ ﻢ ﺳ ﻼحُ ﻗ ﻮ ٍم … ﻋ ﻠ ﻴ ِﻪ ﻧﺎدِ ﻫﻢ ﻳﻘﺬﻓﻮا اﻟﻘﻨﺎﺑ َﻞ واﺻ ْ ﺮخ: واﻟ ﻌ ِﻦ اﻹﻧ ﻜ ﻠ ﻴ َﺰ واﺣ ﻤ ْﻞ ُ ﻇ ﺒ ﺎﻫ ﻢ
∗∗∗
اﻷرض ﻓ ﺎض ُﺳ ﻤٍّ ﺎ ُزﻋ ًﺎﻓ ﺎ ﻟ ﺒ ُﻦ ِ ﻮن ﻫﻨﻴﺌًﺎ … واﺷﺮﺑﻮه ﻣﻞءَ اﻟﺒﻄ ِ ﻳ ﺎ ﻳ ﻬ ﻮديﱡ ﻻ ﻋ ﻠ ﻴ َﻚ ﺳ ﻼ ٌم
ودﻣً ﺎ ،ﻓ ﺎﻧ ﺰﻟ ﻮا ﺑ ﻬ ﺎ وأﻗ ﻴ ﻤ ﻮا ﻫ ﻜ ﺬا ﺗ ﺸ ﺮب اﻟ ﺬﺋ ﺎبُ اﻟ ِﻬ ﻴ ﻢ وإذا ﺷ ﺌ َﺖ ﻻ ﻋ ﻠ ﻴ ﻚ َﺷ ﻠ ﻮم ١٤أﻳﻠﻮل ١٩٢٩
97
رﻣﺎن ﻛﻔﺮ ﻛ ﱠﻨﺎ
ﺟُ ْﺰ ُت ﺑ ﺎﻟ ﺤ ّﻲ ﻓ ﻲ اﻟ ﻌ ﺸ ﱢﻲ ﻓ ﻬ ﺒّ ْﺖ ﻗ ﻠ ُﺖ :ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ،ود ُ ُرت أﻧ ﻈ ُﺮ ﺣ ﻮْﻟ ﻲ وإذا ﻃ ﻴﱢ ﺐٌ ﺟَ ﻨ ﱞﻲ ﻣ ﻦ اﻟ ﱡﺮﻣﱠ ـ واﻓ ﻘ ْﺖ ﻧ ﻈ ﺮﺗ ﻲ ﻧ ﺪاءَ ﻏ ﻼ ٍم: ﻗ ﻠ ُﺖ أﺳ ﺮ ْع ﺑ ﻪ ﻓِ ﺪًى ﻟ َﻚ ﻣ ﺎﻟ ﻲ ﻳﺎ رﺳﻮ َل اﻟﺤﺒﻴ ِﺐ ﻣﻦ ﺣﻴ ُﺚ ﻟﻢ ﺗَ ْﺪ
ﻧ ﻔ ﺤ ٌﺔ أﻧ ﻌ ﺸ ْﺖ ﻓ ﺆادي اﻟ ُﻤ ﻌَ ﻨ ﱠ ﻰ ﺮات اﻟ ﻤ ﻠ ﻬ ِ ﻧﻈ ِ ﻮف ﻳُ ﺴ ﺮى وﻳُ ﻤ ﻨ ﻰ ُ ﱡ ﺎن ﻣ ﺜ ُﻞ اﻟ ﻨ ﻬ ﻮ ِد ﻟ ﻮ ﻫ ﻲ ﺗ ﺠ ﻨ ﻰ ـ ِ )ﻧﺎﺻﺮيْ ﻳﺎ رﻣّ ﺎ ُن!( ﻣﻦ ) َﻛ ْﻔﺮ ﻛﻨ ّﺎ( وﺗ ﺮﻧ ﱠ ْﻢ ﺑ ﺬﻛ ﺮه وﺗَ َﻐ ﱠﻦ ِر ،ﻟ ﻘ ﺪ ﺟ ﺌ ﺘَ ﻨ ﻲ ﺑ ﻤ ﺎ أﺗ ﻤ ﻨ ّ ﻰ
١٨أﻳﻠﻮل ١٩٢٩ )وﻧﴩت ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ (١٩٣٣ / ٤ / ٥
اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻜﺌﻴﺐ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ إﴐاب ﻓﻠﺴﻄني ﻳﻮم وﻋﺪ ﺑﻠﻔﻮر
ﻳ ﺎ أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﺒ ﻠ ُﺪ اﻟ ﻜ ﺌ ﻴ ﺐُ ﻻ ﺗ ﺒ ﺘ ﺌ ْﺲ ﺑ ﺎﻟ ﻈ ﻠ ﻢ ﱠ »إن َ وﻏ ٌﺪ ﻋ ﺼ ﻴ ﺐٌ ﻻ ﻳَ ُﺴ ﱡﺮ أﺷ ْ ﺮق ﺑ ﻮﺟ ﻬ َﻚ ﺿ ﺎﺣ ًﻜ ﺎ ﻣ ﺎ ﺑ ﻌ َﺪ ﻏ ﻤّ َﻚ َﻏ ﻴْ ُﺮ ﻳَ ْﻮ
ﺣ ﻴّ ﺎ َك ُﻣ ﻨ ﻬ ِﻤ ٌﺮ َﺳ ﻜ ﻮبُ ﻏ ﺪًا ﻟ ﻨ ﺎﻇ ﺮه ﻗ ﺮﻳ ﺐ« اﻟ ﻈ ﺎﻟ ﻤ ﻴ ﻦ ،ﻏ ٌﺪ ﻋ ﺼ ﻴ ﺐ وﻟ ﺸ ﻤ ِﺲ ﺷ ﺎﻧ ﺌ َﻚ اﻟ ُﻐ ﺮوب ٍم ،ﺗ ﻄ ﻤ ﺌ ّﻦ ﺑ ﻪ اﻟ ﻘ ﻠ ﻮب
∗∗∗
َﻟ ﻬْ ﻔ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺒ ﻠ ﺪ اﻟ ﻜ ﺌ ﻴ ـ ﻋ ٍﺎر ﻛ ﻤ ﺎ اﻋ ﺮورى اﻟ َﺨ ﺮﻳ ـ ﺧ ﻔ ﻘ ْﺖ ﺟ ﻮاﻧ ﺤُ ﻪ ً أﺳ ﻰ ﺻ ﺒ ًﺮا ﻓ ّ ﺈن اﻟ ﺼ ﺒ َﺮ ﻗ ﺪ ﻫ ﺬا ﻋ ﺪ ﱡو َك ،ﻻ ﻳَ ُﺮﻋْ ـ
ﻄ ﻠ ْﺖ أﺳ ُ ـ ِﺐ ،ﺗ ﻌ ّ ﻮاﻗ ـ ُ ﻒ ،ﺗ ﺴ ﺎﻗ ﻄ ْﺖ أوراﻗ وﺗ ﻘ ّﺮﺣ ْﺖ آﻣ ﺎﻗ ﻳ ﺤ ﻠ ﻮ ﺑ ﻔِ ﻴ َﻚ ﻣ ﺬاﻗ ـ َﻚ ،وﻫ ﺬه أﺧ ﻼﻗ
ُﻪ ﻪ ﻪ ﻪ ﻪ
∗∗∗
ﺑ ﻠ ﻔ ﻮ ُر ﻛ ُ ﺄﺳ َﻚ ﻣ ﻦ دم اﻟ ﱡﺸ ـ ﻻ ﻳ ﺨ ﺪﻋ ﻨ ّ َﻚ أﻧ ّ ﻬ ﺎ
ـ ﻬَ ﺪاءِ ،ﻻ ﻣ ﺎ ِء اﻟ ﻌِ ﻨ َ ﺐْ راﻗ ﺖ و َﻛ ّﻠ ﻠ ﻬ ﺎ اﻟ ﺤَ ﺒَ ﺐ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻓ ﺤ ﺒ ﺎﺑُ ﻬ ﺎ اﻷرواحُ ﻗ ﻓ ﺎﻧ ﻈ ْﺮ ﻟ ﻮﺟ ﻬ َﻚ إﻧ ّ واﻧ ﻈ ْﺮ ،ﻋ ِﻤ ﻴ َﺖ ،ﻓ ﺈﻧ ّ
وﺛ ﺒ ْﺖ إﻟ ﻴ َﻚ ﻛ ﻤ ﺎ وﺛ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟ ﻜ ﺄس ﻟ ﻮّﺣ ﻪ اﻟ ﻐ ﻀ ﺐ ﻣ ﻦ ﺻ ﺮﺧ ﺔ اﻟ ﺤ ﱢﻖ اﻟ ﺘ ﻬ ﺐ
ﺪ ُﻪ ُﻪ
∗∗∗
ءِ ،ﻋ ﻠ ﻴ َﻚ ﺻ ﺎﻋ ﻘ ُﺔ اﻟ ﺴ ﻤ ﺎ ِء ﺻﻮ َ ُ ﱢرت ﻣ ﻦ ﻃ ﻴ ﻦ اﻟ ﺸ ﻘ ﺎء ْ ﻳَ ﻀ ﺮى ﺑ ﺮاﺋ ﺤ ﺔ اﻟ ﺪﻣ ﺎء ـ َﺪ َك ،دوﻧ ﻪ ربﱡ اﻟ ﻘ ﻀ ﺎء ﺣ ﻄ ﺐٌ ﻟ ﻬ ﺎ ﻃ ﻮ ُل اﻟ ﺒ ﻘ ﺎء
ﺑ ﻠ ﻔ ﻮ ُر ﻳ ﻮ ُﻣ َﻚ ﻓ ﻲ اﻟ ﱠﺴ ﻤ ﺎ ﻣ ﺎ أﻧ َﺖ إﻻ اﻟ ﺬﺋ ﺐُ ﻗ ﺪ واﻟ ﺬﺋ ﺐُ وﺣ ٌﺶ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰ ْل ْ اﺧ ﺴ ﺄ ْ ﺑ ﻮﻋ ﺪ َكّ ، إن وَﻋْ ـ وإﻟ ﻰ ﺟ ﻬ ﻨ ّ َﻢ أﻧ ﺘ ﻤ ﺎ
∗∗∗
ْ اﺧ ﺴ ﺄ ْ ﺑ ﻮﻋ ﺪ َك ﻟ ﻦ ﻳَ ْﻀ ﻴ ـ ﻻ ﺗ ﻨ ﻘ ِﺾ اﻟ ﻮﻋ َﺪ اﻟ ﺬي وﻳ ٌﻞ ﻟ ﻮﻋ ﺪ اﻟ ﺸ ﻴ ِﺦ ِﻣ ْﻦ أﺗ ﻀ ﻴ ﻊ ﻳ ﺎ وﻃ ﻨ ﻲ وﻫ ﺎ ﻓ ﻸذﻫ ﺒ ﱠﻦ ﻓ ﺪاءَ ﻗ ﻮﻣ ﻲ
ـ َﺮ اﻟ ﻮﻋ ُﺪ ﺷ ﻌ ﺒً ﺎ ﻫ ﺐﱠ ﻧ ﺎﻫ ْﺾ أﺑ ﺮﻣ ﺘَ ﻪ ﻓ ﻠ ﻪ ﻧ ﻮاﻗ ﺾ ﻋ ﺰﻣ ِ ﺎت آﺳ ﺎدٍ رواﺑ ﺾ ﻋِ ْﺮ ُق اﻟ ﻌ ﺮوﺑ ِﺔ ﻓِ ﱠﻲ ﻧ ﺎﺑ ﺾ؟ ﻓ ﻲ ﻏ ﻤ ﺎر اﻟ ﻤ ِ ﻮت ﺧ ﺎﺋ ﺾ
∗∗∗
ﻧ ُ ﻔِ َﺾ اﻟ ﺮﻗ ﺎ ُد ﻋ ﻦ اﻟ ﺒ ﻼدِ ـﺬ ُ ِف ﺑ ﺎﻟ ﻨ ﻔ ﻮس إﻟ ﻰ اﻟ ﺠ ﻬ ﺎد وﺧ َ ﻄ ﻮْا ﻋ ﻠ ﻰ ﻧ ﻬ ﺞ اﻟ ﺴ ﺪاد ـ ِﻞ اﻟ ﺤ ﱢﻖ أﻟ ﺴ ﻨ ُﺔ اﻟ ﺠ ﻤ ﺎد أﺿ ﺤ ﻰ ﻳُ ﺼ ّﺮ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻌ ﻨ ﺎد
ﺑُ ﺸ ﺮا َك ﻳ ﺎ وﻃ ﻨ ﻲ ﻓ ﻘ ﺪ ﻧ ﻬ ﻀ ْﺖ ﺑ ﻮاﺳ ُﻞ ﻓ ﻴ َﻚ ﺗَ ْﻘ ـ ﺷ ّﻘ ﻮا اﻟ ﻄ ﺮﻳ َﻖ إﻟ ﻰ اﻟ ﻌ ﻼ َو َﻟ ﺴ ﻮف ﺗ ﻨ ﻄ ﻖ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒ ﻴ ـ واﻟ ﻮﻳ ُﻞ ﻳ ﺎ وﻃ ﻨ ﻲ ﻟ ﻤ ﻦ
∗∗∗
ﻧ ﻬ ﻀ ْﺖ ﺑ َﻚ اﻟ ﻐ ﻴ ُﺪ اﻷواﻧ ْﺲ ِت ﻋ ﻴ ﻮ ُن ﻧ ﺮﺟ ِﺴ ﻚ اﻟ ﻨ ﻮاﻋ ﺲ ـ ِﻞ ،ﻳﻤﺴ َﻦ ﻓﻲ ُﺳﻮ ِد اﻟﻤﻼﺑﺲ
ﺑُ ﺸ ﺮا َك ﻳ ﺎ وﻃ ﻨ ﻲ ﻓ ﻘ ﺪ ﺣ ﻴّ ْﺖ ﺟ ﻤ ﻮ َع اﻟ ﻐ ﺎﻧ ﻴ ﺎ أﻗ ﺒ ﻠ َﻦ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب اﻟ ﺨ ﻠ ﻴ ـ 102
اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻜﺌﻴﺐ
ـ ﺪِ ،وﺣ ﱡﻘ ﻬ ﱠﻦ ﻟ ﻬ ﱠﻦ ﺣ ﺎرس ءُ ،ﻫﺘﻔ َﻦ ﺑﺎﺳﻤ َﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ
وﺻ ﺮﺧ َﻦ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ اﻟ ﻌ ﻤ ﻴ ـ وﻃ ﻨ ﻲ ،ﻇ ﻔ َ ﺮت إذا اﻟ ﻨ ﱢ ﺴ ﺎ
∗∗∗
ـ ﻌً ﺎ ْ أن ﻧ ﺴ ﻴ ﺮ إﻟ ﻰ اﻷﻣ ﺎ ِم ﻣ ﺤ ِﺾ اﻟ ﻤ ﻮ ّد ِة واﻟ ﻮﺋ ﺎم ِتُ ،ﻣ ﺴ ﺎﺑ ﻘ ﻴ ﻦ إﻟ ﻰ اﻟ ﺤِ ﻤ ﺎم ِﻧ َﻚ ،ﻋ ﺎﻣ ﻠ ﻴ ﻦ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺪوام ﻇ ﱠﻞ اﻟ ﻜ ﺮاﻣ ِﺔ واﻟ ﺴ ﻼم
وﻃ ﻨ ﻲ ،ﻋ ﻠ ﻴ ﻨ ﺎ اﻟ ﻌ ﻬ ُﺪ ﺟَ ﻤْ ـ وﻧ ﻌ ﻴ َﺶ إﺧ ﻮاﻧ ً ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ وﻧ ﺮ ﱠد ﻋ ﻨ َﻚ اﻟ ﻨ ّ ِﺎزﻻ ﻮن ،ﻓ ﻲ إﻋ ﻼء َﺷ ﺄ ْ وﻧ ﻜ َ ﺣ ﺘ ﻰ ﺗُ ﺮى ُﻣ ﺘَ ﻔ ﻴّ ﺌً ﺎ
٢ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٩٢٩
103
ﺖ اﻟﺪﻫﺮ َﻋ َﻨ ُ
ﻳﻮ َم ﻛﻨ ّﺎ ﻧﻘﻮل» :ﻋﺎﻛ َﺴﻨﺎ اﻟﺪ ْﱠﻫـ ﻓ ﻴ ﻘ ﻮﻟ ﻮن» :اﺗّ ِﻖ اﻟ ﻠ َﻪ واﻗ ﻨ ْﻊ ﻫ ﺬه )ﻧ ﺰﻫ ٌﺔ( وأﻧ َﺖ ﺗ ﺮاﻫ ﺎ وﻳﺤَ ﻬﻢ ﻟﻮ ﻳَ َﺮوْن ﻣﺎ ﺻﻨﻊ اﻟﺪ ْﱠﻫـ ﻛﻨﺖ أرﺟﻮ ﻟﻮ أن ﻧﺰﻫﺔ أﺿﺤ ْﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎ رﺟ ُ ﻮت ﺣﺘﻰ ﺗَﺮﺣّ ْﻠـ
ـ ُﺮ« ،وﺟﺪﻧﺎ ﻣﻦ َ ﺻﺤْ ﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻠﻮ ُم ﻛ ﻢ ﺗ ﻈ ّﻠ ﻤ َﺖ ﻃ ﺎﻣ ﻌً ﺎ ﻳ ﺎ ﻇ ﻠ ﻮم ﻛ ﱠﻞ ﻳ ﻮ ٍم ،ﻓ ﻤ ﺎ ﻋ ﺴ ﺎ َك ﺗ ﺮوم؟« ـ ُﺮ ﻟ ﻘ ﺎﻟ ﻮاُ :ﻣ ﻌ ﺬﱠبٌ ﻣ ﺸ ﺌ ﻮم ﺎن ﻗ ﺪ ﻛ ﻨ ُﺖ ﻓ ﻴ ﻪ أُﻗ ﻴ ﻢ ﻓﻲ ﻣﻜ ٍ ـ ُﺖ ،ﻓ ﻤَ ْﻦ ﻇ ﺎﻟ ٌﻢ وﻣَ ْﻦ ﻣ ﻈ ﻠ ﻮمُ؟ ٢٨ﻧﻮﻓﻤﱪ ١٩٢٩
أﻳﻦ اﻟﺮﺳﺎﻻت؟ إﱃ ل …
أﻳ ﻦ اﻟ ﺮﺳ ُ ﺎﻻت واﻟ ﱠﺸ ْﻮ ﻛﻢ ﻗﻠ ِﺖ» :ﺷﻮﻗﻲ ﻛﺜﻴ ٌﺮ« أﺳ ﺎﺋ ﻞ اﻟ ﺒ ﺪ َر ﺣَ ﻴْ ﺮا ذﻛ ُ ﺮت وﺟ ﻬَ ﻚِ ﻓ ﻴ ِﻪ ُﻛ ﻮﻧ ﻲ ﺑ ﻮدّكِ ﻛ ﺎﻟ ﺒَ ْﺪ
ُق؟ ﻓ ﺎﻟ ﺠ ﻮابُ ﺗَ ﺄ َ ﱠﺧ ْﺮ أﻇ ّﻦ ﺷ ﻮﻗ َﻲ أﻛ ﺜ ﺮ َن ﻋ ﻨ ﻚِ ْ إن ﻫ ﻮ أﺳ ﻔ ﺮ واﻟﺸﻲءُ ﺑﺎﻟﺸﻲء ﻳُﺬ َﻛﺮ ِرَ ،ﻓﻬْ ﻮ ﻳﺨﻔﻰ وﻳﻈﻬﺮ ٢٨ﻧﻮﻓﻤﱪ ١٩٢٩
ﱢ اﻟﺸﻘﻲ ﺑﺤﺎﻟﻪ ﺧﻞ ّ إﱃ م …
إﻟﻰ اﻟﺤﺒﻴﺐ اﻟﺬي ﻓﺎ وﻟ ﻢ ﻧ ﻔ ْﺰ ﻣ ﻨ ﻪ ﱠإﻻ وﻣﻦ ﺗَﻌ ﱠﻠ َﻢ ﻣﻨﻪ اﻟ ﱡ ﺼـ ﻫ ﻼﱠ ﺗُ ﺠ ﱢﺮب ﺷ ﻴ ﺌً ﺎ ﻋﺴﺎ َك ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﻗﺪ ﻋﺴﺎك ﺗﺴﻬﺪ ،أ َ ْﻓﺪِﻳـ ﻟ ﻜ ْﻦ أرا َك ﺳ ﻌ ﻴ ﺪًا
َز ﻏ ﻴ ُﺮﻧ ﺎ ﺑ ﻮﺻ ﺎ ِﻟ ْﻪ ﺑ ﺼ ﺪﱢه ودﻻ ِﻟ ْﻪ ـ ﺪو َد ﻃ ﻴ ُ ﻒ ﺧ ﻴ ﺎﻟ ﻪ ﻣﻦ اﻟﻬﻮى واﺣﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋ ﺮﻓ ُﺖ ﻣ ﻦ أﻫ ﻮاﻟ ﻪ ـ َﻚ ،ﻟﻴﻠ ًﺔ ﻣﻦ ﻃﻮاﻟﻪ ﺧ ﱢﻞ اﻟ ﺸ ﻘ ﱠﻲ ﺑ ﺤ ﺎﻟ ﻪ ٢٨ﻧﻮﻓﻤﱪ ١٩٢٩
رﺛﺎء ﻧﺎﻓﻊ اﻟﻌ ّﺒﻮﳾ
َﻟ ﻬْ ﻔ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ )ﻧ ﺎﻓ ٍﻊ( ﻟ ﻮ ﻛ ﺎن ﻳ ﻨ ﻔ ﻌ ُﻪ ﻗ ﺪ ﺷ ﻴّ ﻌ ﻮه إﻟ ﻰ ﻗ ﺒ ٍﺮ ﻳ ﺤ ّ ﻒ ﺑ ِﻪ ﺣ ﻮﺗْ ﻪ أوﻃ ﺎﻧ ُ ﻪ ﻓ ﻲ ﺟ ﻮﻓ ﻬ ﺎ ﻓ ﻐ ﺪا ﻳ ﺎ ﻣ ﻮﻃ ﻨ ً ﺎ ،ﻓ ﻲ ﺛ ﺮاه ﻏ ﺎب ﺳ ﺎدﺗُ ُﻪ
ﻟﻬﻔﻲ … وﻫﻴﻬﺎت ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮت ﻧ ﱠﻔﺎ ُع ِﻣ ﻦ اﻟ ﻤ ﻬ ﺎﺑ ﺔ أﺗ ﺒ ﺎ ٌع وأﺷ ﻴ ﺎع ﻛ ﺄﻧ ﻤ ﺎ ﻫ ﻮ ﻗ ﻠ ﺐٌ ْ وﻫ َﻲ أﺿ ﻼع ﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﻋﻮ َك ﻣﺎ ﺑﺎﻋﻮا ﻧﻮﻓﻤﱪ ١٩٢٩
ﻓﺮﺣﺘﻲ …!
ﻓ ﺮﺣ ﺘ ﻲ ﻳ ﻮ َم أراﻫ ﺎ ﺟ ﻨ ّ ﺘ ﻲ ﻧ ﺎ ُر ﻫ ﻮاﻫ ﺎ ﺟ ﻨ ّ ُﺔ اﻟ ﺤ ﺴ ِﻦ ﻟ ﺪﻳ ﻬ ﺎ ﻃ ﻴ ﺒُ ﻬ ﺎ وﻗ ٌ ﻒ ﻋ ﻠ ﻴْ ﻬ ﺎ َو ْردُﻫ ﺎ ﻓ ﻲ وﺟ ﻨ ﺘ ﻴْ ﻬ ﺎ ﺛ َ ِﻤ ٌﻞ ﻣ ﻦ ﻣ ﻘ ﻠ ﺘ ﻴ ﻬ ﺎ ﻫ ﻲ رﻳ ﺤ ﺎﻧ ُﺔ ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ ﻟ ﻴ ﺘ ﻬ ﺎ ﻛ ﺎﻧ ﺖ ﺑ ﻘ ﺮﺑ ﻲ ﻓ ﺮﺣ ﺘ ﻲ ﻳ ﻮ َم أراﻫ ﺎ ﺟ ﻨ ّ ﺘ ﻲ ﻧ ﺎ ُر ﻫ ﻮاﻫ ﺎ وﻧ ﻌ ﻴ ﻤ ﻲ ﻓ ﻲ ﺷ ﻘ ﺎﺋ ﻲ ∗∗∗
ﺎض ﻻ ﻳُ َﺮ ﱡد ﻛﺎن ﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺐﱢ ﻋﻬ ُﺪ ُربﱠ ﻣ ٍ وﺧ ﱡﺪ واﻟ ﺘ ﻘ ﻰ دﻣ ٌﻊ َ ﻓ ﺎﻟ ﺘ ﻘ ﻰ َﺧ ﱞﺪ َ وﺷ ﻬْ ﺪ ﺟ ﱠ ﻒ ،ﻳ ﺎ أﻳّ ﺎمُ ،دﻣ ﻌ ﻲ ﺿ ﺎق ﺑ ﺎﻵﻻم ذرﻋ ﻲ ﻓ ﺮﺣ ﺘ ﻲ ﻳ ﻮ َم أراﻫ ﺎ ﺟ ﻨ ّ ﺘ ﻲ ﻧ ﺎ ُر ﻫ ﻮاﻫ ﺎ وﻧ ﻌ ﻴ ﻤ ﻲ ﻓ ﻲ ﺷ ﻘ ﺎﺋ ﻲ ∗∗∗
ﻮن ﺑ ﻠ ﺒ ٌﻞ ﻓ ﻮق اﻟ ﻐ ﺼ ِ ﻳﺎ أﺧﺎ اﻟﺼ ِ ﻮن ﻮت اﻟﺤﻨ ِ
ﻮن ﺳ ﺎﺣ ٌﺮ ﺟَ ﱡﻢ اﻟ ﻔ ﻨ ِ ﻟﺴ َﺖ ﺗﺪري ﻣﺎ ﺷﺠﻮﻧﻲ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺗَ ﺘ ﺴ ﱠﻠ ﻰ ،ﺗَ ﺘ ﻔ ّﻠ ﻰ وﺗ ﺮاﻧ ﻲ ،أﺗ ﻘ ّﻠ ﻰ ﻓ ﺮﺣ ﺘ ﻲ ﻳ ﻮم أراﻫ ﺎ ﺟَ ﻨ ّ ﺘ ﻲ ﻧ ﺎ ُر ﻫ ﻮاﻫ ﺎ وﻧ ﻌ ﻴ ﻤ ﻲ ﻓ ﻲ ﺷ ﻘ ﺎﺋ ﻲ ∗∗∗
ﺳ ﻤ ﻊ اﻟ ﺒ ﻠ ﺒ ُﻞ ﺷ ﺠ ﻮي ﺑ ﺎﻛ ﻴً ﺎ أﻳ ﺎ َم ﻟ ﻬ ﻮي ﻓ ﻬ ﻔ ﺎ اﻟ ﺒ ﻠ ﺒ ُﻞ ﻧ ﺤ ﻮي ﻫ ﺎﺗ ًﻔ ﺎ :أﺻ ِﻎ ﻟ ﺸ ﺪوي ﻗ ﻠ ُﺖ ﻳ ﺎ ﺑ ﻠ ﺒ ُﻞ دﻋْ ﻨ ﻲ ﻋُ ْﺪ إﻟ ﻰ اﻟ ﺪﱠوح َ وﻏ ﱢﻦ ﻓ ﺮﺣ ﺘ ﻲ ﻳ ﻮ َم أراﻫ ﺎ ﺟ ﻨ ّ ﺘ ﻲ ﻧ ﺎ ُر ﻫ ﻮاﻫ ﺎ وﻧ ﻌ ﻴ ﻤ ﻲ ﻓ ﻲ ﺷ ﻘ ﺎﺋ ﻲ ∗∗∗
ﻧ ُﺢْ ﻣﻌﻲ ﻓﺎﻟﻨﻮحُ أَوْﻟﻰ ﺑَ ﻌْ َﺪ ﻣ ﻦ أﻫ ﻮى وأﺣ ﻠ ﻰ أﻳّ ﻬ ﺎ اﻟ ﺒ ﻠ ﺒ ُﻞ َﻫ ﻼﱠ ﻃ ﺮبَ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐُ وﻣَ ﱠﻼ ﺑ ﺠ ﻨ ﺎﺣ ﻴ َﻚ اﻧ ﻘ ﻠ ﺒ ﺘ ﺎ وﺑ ﻤ ﻦ أﻫ ﻮى رﺟ ﻌ ﺘ ﺎ ﻓ ﺮﺣ ﺘ ﻲ ﻳ ﻮ َم أراﻫ ﺎ ﺟ ﻨ ّ ﺘ ﻲ ﻧ ﺎ ُر ﻫ ﻮاﻫ ﺎ وﻧ ﻌ ﻴ ﻤ ﻲ ﻓ ﻲ ﺷ ﻘ ﺎﺋ ﻲ ∗∗∗
ﺎب اﻟ ﻬ ﻮى أﺑ ﻠ ﻰ ﺷ ﺒ ﺎﺑ ﻲ ﺟ ﺎءﻧ ﻲ ﻣ ﻦ ﻛ ﱢﻞ ﺑ ِ ﺬاب ﻟ ﻌ ﺬاب ﺎب ﻣﻦ ﻋ ٍ ﻣ ﻦ ﺻ ﺪو ٍد ﻟ ﻌ ﺘ ِ ﻛ ﱡﻞ ﻫ ﺬا ﻻ ﻳ ﻄ ُ ﺎق ﺛ ﻢ ﻻ ﻳ ﺤ ﻠ ﻮ اﻟ ﻔ ُ ﺮاق ﻓ ﺮﺣ ﺘ ﻲ ﻳ ﻮ َم أراﻫ ﺎ ﺟ ﻨ ّ ﺘ ﻲ ﻧ ﺎ ُر ﻫ ﻮاﻫ ﺎ وﻧ ﻌ ﻴ ﻤ ﻲ ﻓ ﻲ ﺷ ﻘ ﺎﺋ ﻲ 114
ﻓﺮﺣﺘﻲ …!
∗∗∗
ﺑﻌ ُ ﻋ ﻴ ُﺸ ﻨ ﺎ رﻛ ٌ ﻀ ﻨ ﺎ ﻓ ﻲ إﺛ ْﺮ ﺑ ﻌ ِﺾ ﺾ ﺑ ﺮﻛ ِﺾ واﻟ ﱢ ﺼ ﺒ ﺎ ﻳ ﻮ ٌم وﻳ ﻤ ﻀ ﻲ ﻟ ﻴ ﺘَ ﻪ ﻳ ﻤ ﻀ ﻲ وﻳُ ﺮﺿ ﻲ ﻳ ﺎ ﻓ ﺆادي ﻣ ﺎ ﺑ ﻜ ﺎﺋ ﻲ؟ أﺗُ ﺮى ﻳُ ﺠ ﺪي ﻧ ﺪاﺋ ﻲ؟ ﻓ ﺮﺣ ﺘ ﻲ ﻳ ﻮ َم أراﻫ ﺎ ﺟ ﻨ ّ ﺘ ﻲ ﻧ ﺎ ُر ﻫ ﻮاﻫ ﺎ وﻧ ﻌ ﻴ ﻤ ﻲ ﻓ ﻲ ﺷ ﻘ ﺎﺋ ﻲ ﺷﺒﺎط ١٩٣٠
115
ذﻛﺮى
ﺎض ﺟ ﺌ َﺖ ﺗ ﺘ ﻠ ﻮ ﻋ ﻠ ﱠﻲ ﺻ ﻔ ﺤ َﺔ ﻣ ٍ ﺎح دﻋْ ﻬ ﺎ ُ وﺧ ﺬْ ﺳ ﻮاﻫ ﺎ ﻓ ﺈﻧ ّ ﻲ ﺻ ِ ﺎح دﻋْ ﻬ ﺎ ﻓ ﻘ ﺪ دﻓ ﻨ ُﺖ أﻣ ﺎ ِﻧ ﱠﻲ ﺻ ِ َ وﺧ َﻠ ْﺖ أﺿ ﻠ ﻌ ﻲ ﻓ ﺄﻣ ﺴ ﻰ ﺧ ﻠ ﻴٍّ ﺎ ﺎل ﻇ ﻔ ُ ﺮت ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪ ْﱠﻫ ـ وﻟ ﻴ ٍ ﺳ ﺎﻫ ٌﺮ ﻓ ﻲ ﻇ ﻼﻣ ﻬ ﺎ أﻗ ﺒ ﺲ اﻟ ﻨ ﱡ ﻮ وﻓ ٍﻢ ﻛ ّﻠ ﻤ ﺎ ﺷ ﻜ ﺎ أﻟ َﻢ اﻟ ﻮَﺟْ ـ ﻮن ﻣ ﺎ ﺑ ﻴ ﻦ ﻗ ﺘ ٍﻞ ﺑ ﻌ ﻨ ٍﻒ وﺟُ ﻔ ٍ ﺎل ﺎح ﻳ ﻜ ﻔ ﻲ! ﻓ ﻘ ﺪ ﺗ ﻮ ﱠﻟ ْﺖ ﻟ ﻴ ٍ ﺻ ِ
ﻣَ ﺘْﻨ ُﻬﺎ اﻟﺤﺐﱡ واﻷﺳﻰ ﺑﻴﻦ ُ ﺻﺤْ ﻔﻲ ﻗ ﺪ ﺗَ ﺒ ﻴﱠ ﻨ ﺘُ ﻬ ﺎ ﻷول ﺣَ ْﺮ ِ ف وﻟ ﻬ ﻮي ﻳ ﺎ ﺣ ﺴ ﺮﺗ ﺎه َ وﻗ ْ ﺼﻔﻲ ﺎن ووﺻﻔﻲ َﻏ َﺰﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﻮى اﻟﺤﺴ ِ ـ ِﺮ — ﻋﻠﻰ ﺑﺨﻠﻪ — ﺑﻨﻌﻤ ِﺔ ﻋﻄﻒ َر ﻟ ﻘ ﻠ ﺒ ﻲ ﺑ ﻠ ﺜ ِﻢ َﺧ ﱟﺪ و َﻛ ﱢ ﻒ ـ ﺪِ ،ﺗَ ﻌ ﱠﻠ ْﻘ ﺘُ ُﻪ ﺑ َﻘ ْ ﻄ ٍﻒ و َر ْﺷ ﻒ أﻧ ﺎ ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ وﺑ ﻴ ﻦ ﻗ ﺘ ٍﻞ ﺑ ﻠ ﻄ ﻒ ﺷ ﻴﱠ ﻌ ﺘْ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ﻨ ﻰ ،ﺑ ﺮﺑﱢ َﻚ ﻳ ﻜ ﻔ ﻲ ٢٠آذار ١٩٣٠
اﻟﺘﻔﺎﺗﺔ
ﺗَ ﻠ ّﻔ َﺖ ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟ َﻜ ْﺮ ِﻣ ِﻞ وﻣ ﱠﺮ ْت ﺑﻪ ذﻛﺮﻳ ُ ﺎت اﻟﻬﻮى ﺗَﻠ ّﻔ ْﺖ ﻛﻤﺎ ﺷﺌ َﺖ واﺧﻔ ْﻖ ﻟ ُﻪ
وﺣ ﱠﻦ إﻟ ﻰ ﻋ ﻬ ﺪه اﻷوّل ِ رواﺟ َﻊ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟ ﻤ ﻨ ﺰل َﺳ ﺤ ﺎﺋ ﺐُ ﻫ ﻤّ َﻚ ﻻ ﺗ ﻨ ﺠ ﻠ ﻲ ٢٤آذار ١٩٣٠
ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﻮﺳﻰ
أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ﻮﺳ ﻢُ ،ﻫ ﻞ أﻧ َﺖ ﺳ ﻮى ﻗ ﺪ ﻣ ﺸ ﻰ اﻟ ﺪﻫ ُﺮ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ وﻃ ﻮى
ﺻ ﻮر ِة اﻟ ﻤ ﺠ ِﺪ اﻟ ﺬي ﻛ ﺎن ﻟ ﻨ ﺎ ُ ﺻ ﺤُ ًﻔ ﺎ ﻛ ﱠﻦ ﺳ ﻨ ﺎءً وﺳ ﻨ ﺎ
∗∗∗
أﻳﻬﺎ اﻟﻤﻮﺳ ُﻢ ﻫﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﻮ ْع أﺻﻼحُ اﻟﺪﻳ ِﻦ ﺣ ﱞﻲ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻮ ْع أﻳﻦ ﻗﻮ ٌم ﺟﻬﻠﻮا ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺨﻨﻮ ْع؟ ﺣَ ّﻠ ﻖ اﻟ ﻤ ﺠ ُﺪ ﺑ ﻬ ﻢ ﺛ ﻢ ﻫ ﻮى أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ﻮﺳ ﻢُ ،ﻫ ﻞ أﻧ َﺖ ﺳ ﻮى
ﻏﻴ ُﺮ ﺗﺮدادِ ﺻﺪى اﻟﻨﺼ ِﺮ اﻟﻤﺒﻴ ْﻦ أم ﺳﻴ ُ ﻮف اﻟﻔﺘ ِﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻨﺠﻠﻴﻦ ذﻫ ﺐ اﻵﺑ ﺎءُ ،ﺗَ ﻌْ ًﺴ ﺎ ﻟ ﻠ ﺒ ﻨ ﻴ ﻦ واﻧ ﺜ ﻨ ﻰ ﻳ ﻨ ﺸ ﺪﻫ ﻢ ﻟ ﻤ ﺎ اﻧ ﺜ ﻨ ﻰ ﺻ ﻮر ِة اﻟ ﻤ ﺠ ِﺪ اﻟ ﺬي ﻛ ﺎن ﻟ ﻨ ﺎ
∗∗∗
ﻳﺎ ﺷﻮا َ ﺮب ﺗﺮﻣﻲ ﺑﺸﺮ ْر ظ اﻟﺤ ِ ﻳﺎ ﻟﻈﻰ ﺣِ ّ ﻄﻴ َﻦ ﻧﺸﻮى ﺑﺎﻟﻈﻔﺮ ﻟ َﻚ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘ ﺎرﻳ ﺦ أﻳّ ﺎ ٌم ُﻏ َﺮر ﻓ ﺮواﻫ ﺎ اﻟ ﺪﻫ ُﺮ ﻓ ﻴ ﻤ ﺎ ﻗ ﺪ روى أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ﻮﺳ ﻢُ ،ﻫ ﻞ أﻧ َﺖ ﺳ ﻮى
ﻳ ﺘ ﺮك اﻵﻓ َ ﺎق ﻓ ﻲ ﻟ ﻮن اﻟ ﺪ ِم ﻳ ﺎ ﺻ ﻼحَ اﻟ ﺪﻳ ِﻦ اﺧ ﻠ ْﺪ واﻧ ﻌ ﻢ ُﻛ ِﺘ ﺒ ْﺖ ﺑ ﺎﻟ ﺴ ﻴ ﻒ ﻻ ﺑ ﺎﻟ ﻘ ﻠ ﻢ ﻓ ﺎﺳ ﻤ ﻌ ﻮﻫ ﺎ ،واﺟ ﻌ ﻠ ﻮﻫ ﺎ ﺳ ﻨ ﻨ ﺎ ﺻ ﻮر ِة اﻟ ﻤ ﺠ ِﺪ اﻟ ﺬي ﻛ ﺎن ﻟ ﻨ ﺎ ١٥ﻧﻴﺴﺎن ١٩٣٠
ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء
ﺣ ﺴ ﺒ ُﺖ ّ أن اﻟ ﺸ ﺒ ﺎﺑ ﺎ وﻣ ﺎ ﻇ ﻨ ﻨ ُﺖ ﻓ ﺆادي ﻫﻴﻬ َ ﺮض ﻗﻠﺒﻲ ﺎت ﻟﻢ ﻳُ ِ ُ ﻳ ﺎ ﻧ ﻈ ﺮ ًة ﻟ ﻢ أردْﻫ ﺎ أدر ّ أن اﻟ ﺰواﻳ ﺎ ﻟﻢ ِ َ رددت ﻣﺎﺿﻲ ﻋﻬﻮدي
َو ﱠﻟ ﻰ ﺣ ﻤ ﻴ ﺪًا وﻏ ﺎﺑ ﺎ إﻻ اﻫ ﺘ ﺪى وأﻧ ﺎﺑ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﻬ ﻮى ﻣ ﺎ أﺻ ﺎﺑ ﺎ ﺳ ﺎﻗ ْﺖ إﻟ ﱠﻲ ﻋَ ﺬاﺑ ﺎ ﻳ ﺎ ﻗ ﻠ ﺐُ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﺧ ﺒ ﺎﻳ ﺎ ﻋ ﻠ ﱠﻲ ،ﻓ ﺎﺣ ﻤ ْﻞ ﻫ ﻮاﻳ ﺎ
∗∗∗
ﺣ ﺴ ﺒ ُﺖ أن دﻣ ﻮﻋ ﻲ وﺧِ ْﻠ ُﺖ ﻧ ﺎ َر ﻓ ﺆادي ﻓﺄﻳﻦ وﺟﺪي ُ وﺳﻬﺪي وﻛ ﺎن ﻳ ﻮ ُم اﻟ ﺜ ﻼﺛ ﺎ اﻟ ﻴ ﻮ ُم ﻳ ﻮ ُم اﻟ ﺼ ﺒ ﺎﻳ ﺎ
ﺟ ّﻔ ْﺖ وأﻗ ﻮ ْ َت رﺑ ﻮﻋ ﻲ َﺧ ﺒَ ْﺖ وراء ﺿ ﻠ ﻮﻋ ﻲ وﺻ ﺒ ﻮﺗ ﻲ ووﻟ ﻮﻋ ﻲ؟! ﺷﻬ ُ ﺪت ﻓ ﻴ ﻪ اﻟ ﻌُ ﺠ ﺎﺑ ﺎ ﻓ ﻔ ﻲ اﻟ ﺰواﻳ ﺎ ﺧ ﺒ ﺎﻳ ﺎ
∗∗∗
ﻻﺣ ْﺖ وﺟ ﻮ ٌه ِﻣ ﻼحُ ﻟ ﻜ ْﻦ ﺑ ﺨ ﻠ َﻦ وﻟ ﻤّ ﺎ ﻫ ﺬا ِﻧ ﻘ ﺎبٌ ،وﻫ ﺬا ﻓ ﺎﻧ ﺼ ﺐﱠ ﻧ ُﻮ ٌر ِ وﻃ ﻴ ﺐٌ
ﺎب ِﺻﺒﺎحُ ﺧﻠﻒ اﻟﺤﺠ ِ ﺑ ﺨ ﻠ َﻦ ﻫ ﺒّ ْﺖ رﻳ ﺎحُ َﺷﻌْ ٌﺮ ،وﻫﺬا ِوﺷﺎحُ … ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﻮب اﻧﺼﺒﺎﺑﺎ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
وﻛ ﻢ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ﺳ ﺠ ﺎﻳ ﺎ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﺰواﻳ ﺎ ﺧ ﺒ ﺎﻳ ﺎ …
ﻛ ﻢ ﻟ ﻠ ﺠ ﻤ ﺎل ﻣ ﺰاﻳ ﺎ ﻟ ﻮﻻكِ ﻳ ﺎ رﻳ ﺢُ ﻛ ﺎﻧ ﺖ
٢٢ﻧﻴﺴﺎن ١٩٣٠
124
ﺣﻠﻔﺖ ّأﻻ ﺗﻜﻠﻤﻴﻨﻲ
ﺣ ﻠ ﻔ ِﺖ أﻻ ّ ﺗُ ﻜ ّﻠ ﻤ ﻴ ﻨ ﻲ ْ إن ﺗ ﺮﺣ ﻤ ﻴ ﻨ ﻲ ﺗُ ﻌ ّﺬﺑ ﻴ ﻨ ﻲ
وﺳ ﻮءُ ﺣ ّ ﻈ ﻲ ﻗ ﺒ ﻞ اﻟ ﻴ ﻤ ﻴ ِﻦ أو ﺗ ﻈ ﻠ ﻤ ﻴ ﻨ ﻲ ﻻ ﺗُ ﻨ ﺼ ﻔ ﻴ ﻨ ﻲ
∗∗∗
ﻳ ﺎ ﻣ ﻦ ﻫ ﻮاﻫ ﺎ أﺟ ﺮى دﻣ ﻮﻋ ﻲ ﻟ ﻤ ﺎ ﺗ ﻴ ﱠﻘ ﻨ ْ ِﺖ ﻣ ﻦ ﺧ ﻀ ﻮﻋ ﻲ
وأﺷ ﻌ َﻞ اﻟ ﻨ ﺎ َر ﻓ ﻲ ﺿ ﻠ ﻮﻋ ﻲ ﺣ ﻠ ﻔ ِﺖ ﱠأﻻ ﺗ ﻜ ّﻠ ﻤ ﻴ ﻨ ﻲ
∗∗∗
ﻋﺮﻓ ِﺖ وﺟﺪي وﻃﻮ َل ُﺳﻬﺪي اﻟ ﻠ ُﻪ ﺣ ﺴ ﺒ ﻲ ،أﺑ ﻌ َﺪ ودّي
وﻛﻴﻒ أرﻋﻰ ﻓﻲ اﻟﺤﺐّ ﻋﻬﺪي ﺣ ﻠ ﻔ ِﺖ ﱠأﻻ ﺗ ﻜ ّﻠ ﻤ ﻴ ﻨ ﻲ
∗∗∗
ﺣ ﻤ ﻠ ُﺖ ﻓ ﻲ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐ ﻣ ﻨ ﻚِ َﻏ ﻤّ ﺎ وﻛ ﻨ ِﺖ أﻗ ﺴ ﻰ ﻋ ﻠ ﱠﻲ ﻟ ﻤّ ﺎ
أذاب ﺟ ﺴ ﻤ ﻲ ﻟ ﺤ ﻤً ﺎ وﻋ ﻈ ﻤ ﺎ ﺣ ﻠ ﻔ ِﺖ ﱠأﻻ ﺗ ﻜ ّﻠ ﻤ ﻴ ﻨ ﻲ
∗∗∗
ﻫ ﺬا ﻓ ﺆادي ﻟ ﺪﻳ ﻚِ رﻫ ُﻦ ﻏ ﺪًا أﻧ ﺎدي إذا أﺣ ﱡﻦ:
ذُﻫِ ﻠ ُﺖ ﻋ ﻨ ﻪ ﻓ ﻴ ﻤ ﺎ أﻇ ﱡﻦ »ﺣ ﻠ ﻔ ِﺖ ﱠأﻻ ﺗ ﻜ ّﻠ ﻤ ﻴ ﻨ ﻲ« ٢٥ﻧﻴﺴﺎن ١٩٣٠
اﻟﻔﺪاﺋﻲ
ﻋﻴﻨﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ املﻨﺘﺪﺑﺔ ﻳﻬﻮدﻳٍّﺎ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﻌﺎم ﰲ ﻓﻠﺴﻄني، ﻓﺄﻣﻌﻦ ﰲ اﻟﻨﻜﺎﻳﺔ واﻟﻜﻴﺪ ﻟﻠﻌﺮب ﺑﺎﻟﻘﻮاﻧني اﻟﺘﻌﺴﻔﻴﺔ اﻟﺠﺎﺋﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن )ﻳﻄﺒﺨﻬﺎ( ،وملﺎ ﺛﻘﻠﺖ ﻋﲆ اﻟﻌﺮب وﻃﺄﺗﻪَ ،ﻛ ِﻤ َﻦ ﻟﻪ أﺣﺪ اﻟﺸﺒﺎن املﺘﺤﻤﺴني ﰲ ﻣﺪﺧﻞ دار اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﰲ اﻟﻘﺪس ،وأﻃﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺠﺮﺣﻪ. ﻻ ﺗ ﺴ ْﻞ ﻋ ﻦ ﺳ ﻼﻣ ِﺘ ْﻪ ﺑ ﱠﺪ َﻟ ﺘْ ُﻪ ﻫ ﻤ ﻮ ُﻣ ُﻪ ﻳ ﺮﻗ ﺐُ اﻟ ﺴ ﺎﻋ َﺔ اﻟ ﺘ ﻲ ﺷ ﺎﻏ ٌﻞ ﻓ ﻜ َﺮ ﻣ ﻦ ﻳ ﺮا ﺑ ﻴ ﻦ ﺟ ﻨ ﺒ ﻴ ﻪ ﺧ ﺎﻓ ٌﻖ ﻣﻦ رأى ﻓﺤﻤ َﺔ اﻟﺪﺟﻰ ﺣ ﻤّ ﻠ ﺘْ ﻪ ﺟ ﻬ ﻨ ّ ٌﻢ ﺎب واﻗ ﻒ ﻫ ﻮ ﺑ ﺎﻟ ﺒ ِ ﻓ ﺎﻫ ﺪﺋ ﻲ ﻳ ﺎ ﻋ ﻮاﺻ ُ ﻒ
روﺣُ ﻪ ﻓ ﻮق راﺣ ِﺘ ْﻪ ﻛ ﻔ ﻨ ً ﺎ ﻣ ﻦ وﺳ ﺎد ِﺗ ﻪ ﺑ ﻌ ﺪﻫ ﺎ ﻫ ﻮ ُل ﺳ ﺎﻋ ﺘ ﻪ هُ ،ﺑ ﺈﻃ ﺮاق ﻫ ﺎﻣ ﺘ ﻪ ﻳﺘﻠ ّ ﻈ ﻰ ﺑ ﻐ ﺎﻳ ِﺘ ﻪ أُﺿ ِﺮﻣ ْﺖ ﻣ ﻦ ﺷ ﺮارﺗ ﻪ َ ﻃ َﺮ ًﻓ ﺎ ﻣ ﻦ رﺳ ﺎﻟ ﺘ ﻪ واﻟ ﱠﺮدى ﻣ ﻨ ُﻪ ﺧ ﺎﺋ ُ ﻒ ﺧ ﺠ ًﻼ ﻣ ﻦ ﺟ ﺮاء ِﺗ ﻪ
∗∗∗
ﺻ ﺎﻣ ٌﺖ ﻟ ﻮ ﺗَ ﻜ ﱠﻠ ﻤ ﺎ ﻗ ﻞ ﻟ ﻤ ﻦ ﻋ ﺎب ﺻ ﻤ ﺘَ ُﻪ وأﺧ ﻮ اﻟ ﺤ ﺰ ِم ﻟ ﻢ ﺗ ﺰ ْل
َﻟ َﻔ َ ﻆ اﻟ ﻨ ﺎ َر واﻟ ﺪﱢﻣ ﺎ ُﺧ ِﻠ َﻖ اﻟ ﺤ ﺰ ُم أﺑ ﻜ ﻤ ﺎ ﻳ ُﺪ ُه ﺗ ﺴ ﺒ ُﻖ اﻟ ﻔ ﻤ ﺎ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻣ ﻨ ﻬ ﺞَ اﻟ ﺤ ﱢﻖ ُﻣ ﻈ ﻠ ﻤ ﺎ رﻛ ﻨ ُ ﻬ ﺎ ﻗ ﺪ ﺗ ﻬ ﺪﱠﻣ ﺎ ُ اﻷرض واﻟ ﱠﺴﻤﺎ ﺿﺠّ ِﺖ ـ ﺘُ ﻠُ ُﻪ اﻟ ﻴ ُ ﺄس ،إﻧ ّﻤ ﺎ … واﻟ ﱠﺮدى ﻣ ﻨ ﻪ ﺧ ﺎﺋ ُ ﻒ ﺧ ﺠ ًﻼ ﻣ ﻦ ﺟَ ﺮاء ِﺗ ْﻪ
ﻻ ﺗ ﻠ ﻮﻣ ﻮه ،ﻗ ﺪ رأى وﺑ ﻼدًا أﺣ ﺒﱠ ﻬ ﺎ وﺧ ﺼ ﻮﻣً ﺎ ﺑ ﺒ ﻐ ِﻴ ﻬ ْﻢ ﻣ ﱠﺮ ﺣ ﻴ ٌﻦ ،ﻓ ﻜ ﺎد ﻳَ ْﻘ ـ ﻫ ﻮ ﺑ ﺎﻟ ﺒ ﺎب واﻗ ُ ﻒ ﻓ ﺎﻫ ﺪﺋ ﻲ ﻳ ﺎ ﻋ ﻮاﺻ ُ ﻒ
٩ﺣﺰﻳﺮان ١٩٣٠
128
ﻣﻨﺎﺟﺎت وردة
ﺟ ﻨ ﻰ ﻋ ﻠ ﻴ ﻚِ اﻟ ﺤ ﺴ ُﻦ ﻳ ﺎ وردﺗ ﻲ وﻃ ﻴ ﺐُ رﻳﱠ ﺎكِ ﻓ ْ ﺬﻗ ِﺖ اﻟ ﻌ ﺬابْ ﻟ ﻮﻻﻫ ﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗُ ﻘ ﻄ ﻔ ﻲ َﻏ ﱠﻀ ًﺔ ﺑﻞ ﻻﻧ ْﻄﻮى ﻓﻲ اﻟﺮوض ﻋﻨﻚِ اﻟﺸﺒﺎب ﻟ ﻮﻻﻫ ﻤ ﺎ ﻣ ﱠﺮ ﺑ ﻚِ اﻟ ﻌ ﺎﺷ ﻘ ْ ﻮن ْ ﺮون ﻈ ﻨ ﻻ ﻳ ورﺑ ﻤ ﺎ أﻋ َ ﺮض ﻋ ﻨ ﻚِ اﻟ ﻨ ﺪى وﺟ ﺎزكِ اﻟ ﻄ ﻴ ُﺮ ﻓ ﻤ ﺎ ﻏ ﱠﺮدا ﻋُ ﺮﻓ ِﺖ ﺑ ﺎﻟ ﻔ ﻀ ﻞ ،وﻛ ﻢ ﻓ ﺎﺿ ٍﻞ ﺟ ﻨ ﻰ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ اﻟ ﻔ ﻀ ُﻞ ﻳ ﺎ وردﺗ ﻲ زوج ﺑ ﻬ ﻴ ﺞْ ﻗ ﺪ أﻧ ﺒ ﺘ ْﺖ ﻣ ﻦ ﻛ ّﻞ روﺿ ﺘُ ﻚِ اﻟ ﻐ ﻨ ﱠ ﺎءُ ﻳ ﺎ وردﺗ ﻲ ٍ ﻮن زﻛ ّﻲ اﻷرﻳ ﺞ ﺗ ﻨ ﱠﻔ َﺲ اﻟ ﺼ ﺒ ﺢُ ﺑ ﺄزﻫ ﺎرﻫ ﺎ ﻋ ﻦ ﺿ ﺎﺣ ﻚِ اﻟ ﱠﻠ ِ ﻧ َ ﺴ ﺮﻳ ﻨ ُ ﻬ ﺎ ،و َرﻧ ْ ﺪُﻫ ﺎ ،واﻷﻗ ﺎحْ ﺎحْ ﺒ ُﻣ ﱞﻞ ﻛ ﺗَ ﻨ ْ ﻘ ُﻞ ﻋ ﻨ ﻬ ﺎ ﻧ َ َﺴ ﻤ ُ ﺎت اﻟ ﱠ ﺼ ﺒ ﺎ ﺗ ﺤ ﻴّ ًﺔ ﻟ ﻜ ﱢﻞ ﻗ ﻠ ٍﺐ َ ﺻ ﺒ ﺎ ﻓ ﱠ وﻃ ﻮ َ ﱠف اﻟ ﻨ ُ ﺎس ﺑ ﺄرﺟ ﺎﺋ ﻬ ﺎ ﻮﻗ ﻔ ﻮا ﻋ ﻨ ﺪكِ ﻳ ﺎ وردﺗ ﻲ! ﻟ ّﻠ ِﻪ ﻣ ﺎ أﺻ َ ﻓ ﺎ َه ﺑ ﻬ ﺎ )اﻟ ﻤ ﺠ ﻬ ﻮ ُل ﻓ ﻲ ﻋ ﻬ ﺪهِ( ﺪﻗ ﻬ ﺎ ﺣ ﻜ ﻤ ًﺔ وإﻧ ﱠ ﻤ ﺎ اﻟ ﺸ ُ »ﺗ ﺸ ﺘ ُ ﺎق أﻳ ﺎ َر ﻧ ﻔ ُ ﻮس اﻟ ﻮرى ﻮق إﻟ ﻰ ور ِدهِ« ﺗ ﻌ ﺰﻳ ٌﺔ أود َع ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ اﻟ ﱠﻀ ﺮﻳ ْﺮ ﺣُ ْﻜ َﻢ اﻟ ﺒ ﺼ ﻴ ْﺮ أﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ْﻦ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮ ِﻣ ﻪ ﻛ ﻮﻛ ﺒ ﺎ ﻻحَ ﻟ ﻴ ﻤ ﺤ ﻮ ﻧ ﻮ ُره اﻟ ﻐ ﻴ ﻬ ﺒ ﺎ ﻓ ﻤ ﺎ ﻟ ﻬ ﻢ آﻟ ﻤ ﻬُ ْﻢ ﻓ ﻀ ﻠُ ُﻪ ﺣ ﺘ ﻰ ﻟ ﻘ ﺪ آذَوْه ﻳ ﺎ وردﺗ ﻲ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ِﺳ ﱞﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺮار ﻻ ﻳُ ﺪ َر ُك ﺎس ﺑ ُﻤ ْﺴ ﺘ ﻀ ﻌَ ٍﻒ ﺗَ ﺤ ﱡﻜ ُﻢ اﻟ ﻨ ِ ﻳ ﺎ وردﺗ ﻲ و ُربﱠ ﺳ ﻬْ ٍﻞ ﺑ ﺪا ﻃ ﺮﻳ ُﻘ ﻪ ﻳُ ﻬ ِﻠ ﻚ ﻣ ﻦ ﻳ ﺴ ﻠُ ُﻚ ﻫ ﻞ ﺣ ﺴ ﺒ ﻮا ُﻏ ْ ﺼ ﻨ َ ﻚِ ﻟ ﻤّ ﺎ دﻧ ﺎ َﻞ اﻟ ﺠ ﻨ ﻰ؟ ﺳ ﻬ ﻛ ﻼّ ،ﺑَ ِﻞ اﻟ ﻨ ﱠ ﻔ ُﺲ اﻟ ﺘ ﻲ ﺗ ﻀ ﻌُ ُ ﺄس ﻓ ﻼ ﺗ ﻌ ُ ﺗ ﺼ ﻄ ﻨ ُﻊ اﻟ ﺒ َ ﻒ ﺮف واﻟ ﺴ ﱡﺮ ﻓ ﻲ ﺑ ﻄ ِﺶ اﻟ ﻮرى ﺧ ُ ﻣ ْﻦ ﻫ ﺬه اﻷﺷ ﻮاكِ ﻳ ﺎ وردﺗ ﻲ ﻮﻓ ﻬ ْﻢ ﻧﴩت ﰲ ﺣﺰﻳﺮان ١٩٣٠
130
اﻟﺜﻼﺛﺎء اﳊﻤﺮاء
) (1ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟ ﻤ ﺎ ﺗَ ﻌ ّﺮ َ ض ﻧ ﺠ ُﻤ َﻚ اﻟ ﻤ ﻨ ﺤ ُ ﻮس ﻧ ﺎح اﻷذا ُن وأﻋ ﻮ َل اﻟ ﻨ ﺎﻗ ُ ﻮس ﻃ ﻔ ﻘ ْﺖ ﺗ ﺜ ﻮ ُر ﻋ ﻮاﺻ ُ ﻒ ﻮت ﺣ ﻴ ﻨ ً ﺎ ﻃ ﺎﺋ ُ واﻟ ﻤ ُ ﻒ واﻟ ﻤ ﻌ ﻮ ُل اﻷﺑ ﺪيﱡ ﻳُ ﻤ ﻌِ ُﻦ ﻓ ﻲ اﻟ ﺜ ﺮى
ُ رؤوس ﺎل وﺗ ﺮﻧ ﱠ ﺤ ْﺖ ﺑ ﻌُ ﺮى اﻟ ﺤِ ﺒ ِ ﻓ ﺎﻟ ﻠ ﻴ ُﻞ أﻛ ﺪ ُر ،واﻟ ﻨ ﱠ ﻬ ﺎ ُر ﻋَ ﺒ ﻮس ُ ﻒ ﻮاﻃ وﻋ ُ أو ﻒ ﺎﻃ ﺧ ﻟ ﻴ ﺮدﱠﻫ ﻢ ﻓ ﻲ ﻗ ﻠ ﺒ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ﺘ ﺤ ﺠﱢ ِﺮ
∗∗∗
ﻳ ﻮ ٌم أﻃ ﱠﻞ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻌ ﺼ ﻮر اﻟ ﺨ ﺎﻟ ﻴَ ْﻪ ﻓ ﺄﺟ ﺎﺑَ ُﻪ ﻳ ﻮمٌ» :أﺟ ْﻞ أﻧ ﺎ راوﻳ ْﻪ وﻟ ﻘ ﺪ ﺷ ﻬ ُ ﺪت ﻋ ﺠ ﺎﺋ ﺒ ﺎ ﻟ ﻜ ﱠﻦ ﻓ ﻴ َﻚ ﻣ ﺼ ﺎﺋ ﺒ ﺎ ﻟ ﻢ أ ْﻟ َﻖ أﺷ ﺒ ً ﺎﻫ ﺎ ﻟ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﺟَ ﻮرﻫ ﺎ
ودﻋ ﺎ» :أﻣ ﱠﺮ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻮرى أﻣ ﺜ ﺎﻟ ﻴَﻪْ؟« ﻟ ﻤ ﺤ ﺎﻛ ﻢ اﻟ ﺘ ﻔ ﺘ ﻴ ِﺶ ،ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﺒ ﺎﻏ ﻴ ﻪ ﺎ ﺒ ﺮاﺋ وﻏ ﺎ ﺒ ﻮاﺋ وﻧ ﻓﺎﺳﺄ ْل ﺳﻮايَ ،وﻛﻢ ﺑﻬﺎ ِﻣ ْﻦ ُﻣﻨ َﻜ ِﺮ«
∗∗∗
وإذا ﺑ ﻴ ﻮ ٍم راﺳ ٍﻒ ﺑ ﻘ ﻴ ﻮ ِد ِه »اﻧ ﻈ ْﺮ إﻟ ﻰ ِﺑ ﻴ ﺾ اﻟ ﱠﺮﻗ ﻴ ِﻖ ُ وﺳ ﻮد ِه ﺑ ﺸ ٌﺮ ﻳُ ﺒ ﺎع وﻳُ ﺸ ﺘ ﺮى
ﻓ ﺄﺟ ﺎبَ ،واﻟ ﺘ ﺎرﻳ ُﺦ ﺑ ﻌ ُ ﺾ ﺷ ﻬ ﻮدهِ: ﻣ ﻦ ﺷ ﺎءَ ﻛ ﺎﻧ ﻮا ُﻣ ﻠ َﻜ ُﻪ ﺑ ﻨ ﻘ ﻮد ِه ﱠﺮرا ﺤ ﺘ ﻓ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
وﻣ ﺸ ﻰ اﻟ ﺰﻣ ﺎ ُن اﻟ ﻘ ﻬ ﻘ ﺮى ﻓ ﺴ ﻤ ﻌ ُﺖ ﻣَ ْﻦ ﻣ ﻨ َﻊ اﻟ ﱠﺮﻗ ﻴ َﻖ وﺑَ ﻴْ ﻌَ ُﻪ
ﺎ أرى … ﻤ ﻴ ﻓ ﻧﺎدى ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺮار :ﻳﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮي!«
∗∗∗
ﺎب ُﻣ ﺘَ ﺮﻧ ّ ٍﺢ ﻣ ﻦ ﻧ ﺸ ﻮ ِة اﻷوﺻ ِ أﻧ ﺎ ﻓﻲ ُرﺑ ﻰ )ﻋﺎﻟﻴﻪ( ﺿﺎع ﺷﺒﺎﺑﻲ ﻰ دﻣ ﻜ أﺑ ﺎ ّ ﺎ … ﻤ ﻨ ﻜ ﻟ ﻓ ﺎذﻫ ﺐْ ﻟ ﻌ ﻠ َﻚ أﻧ َﺖ ﻳ ﻮ ُم اﻟ ﻤ ﺤ ﺸ ِﺮ«
ﺎب وإذا ﺑ ﻴ ﻮ ٍم ﺣ ﺎﻟ ﻚِ اﻟ ِﺠ ﻠ ﺒ ِ ﻓ ﺄﺟ ﺎبَ » :ﻛ ﱠﻼ ،دون ﻣ ﺎ ﺑ َﻚ ﻣ ﺎ ﺑ ﻲ وﺷ ﻬ ُ ﺪت ﻟ ﻠ ﺴ ّﻔ ﺎح ﻣ ﺎ وﻳ ٌﻞ ﻟ ﻪ ﻣ ﺎ أﻇ ﻠ ﻤ ﺎ ﻟ ﻢ أﻟ َﻖ ﻣ ﺜ َﻠ َﻚ ﻃ ﺎﻟ ﻌً ﺎ ﻓ ﻲ روﻋ ٍﺔ
∗∗∗
)اﻟ ﻴ ﻮمُ( ﺗُ ﻨ ﻜ ﺮ ُه اﻟ ﱠﻠ ﻴ ﺎﻟ ﻲ اﻟ ﻐ ﺎﺑ ﺮ ْه ﻋ ﺠ ﺒً ﺎ ﻷﺣ ﻜ ﺎم اﻟ ﻘ ﻀ ﺎءِ اﻟ ﺠ ﺎﺋ ﺮ ْه وﻃ ٌﻦ ﻳ ﺴ ﻴ ُﺮ إﻟ ﻰ اﻟ ﻔ ﻨ ﺎءْ واﻟ ﺪاءُ ﻟ ﻴ ﺲ ﻟ ﻪ دواءْ ﱠ إن اﻹﺑ ﺎءَ ﻣ ﻨ ﺎﻋ ٌﺔْ ، إن ﺗ ﺸ ﺘ ﻤ ْﻞ
وﺗ ﻈ ﱡﻞ ﺗَ ْﺮﻣ ﻘ ﻪ ﺑ ﻌ ﻴ ٍﻦ ﺣ ﺎﺋ ﺮه ﻓ ﺄﺧ ﱡﻔ ﻬ ﺎ أﻣ ﺜ ﺎ ُل ﻇ ﻠ ٍﻢ ﺳ ﺎﺋ ﺮ ْه ﻼ ﺎءْ رﺟ ﺑ ﱠإﻻ ﺎءْ اﻹﺑ ﻧ ﻔ ٌﺲ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ ﺗَ ُﻤ ْﺖ وﻟ ﻤّ ﺎ ﺗُ ﻘ ﻬ ِﺮ
∗∗∗
اﻟ ﻜ ﱡﻞ ﻳ ﺮﺟ ﻮ أن ﻳُ ﺒ ﱢﻜ َﺮ ﻋ ﻔ ُﻮ ُه ْ إن ﻛ ﺎن ﻫ ﺬا ﻋ ﻄ ُﻔ ﻪ وﺣُ ﻨ ُ ﱡﻮ ُه ﺣ ﻤ ﻞ اﻟ ﺒ ﺮﻳ ُﺪ ُﻣ ﻔ ﱢ ﺼ ﻼ ﻫ ﱠﻼ اﻛ ﺘ ﻔ ﻴ َﺖ ﺗَ ﱡ ﻮﺳ ﻼ واﻟ ﻤ ُ ﻮت ﻓ ﻲ أﺧ ﺬ اﻟ ﻜ ﻼ ِم ور ﱢد ِه
ﻧ ﺪﻋ ﻮ ﻟ ﻪ أﻻ ﻳُ ﻜ ﱠﺪ َر ﺻ ﻔ ُﻮهُ! ﻋ ﺎﺷ ﺖ ﺟ ﻼﻟ ﺘُ ﻪ وﻋ ﺎش ُﺳ ﻤ ﻮﱡه! ﺎ أُﺟْ ﻼ ِﻤ ﻣ وﺗَ ﻮﱡﻻ ﺴ ﻓ ﺨ ِﺬ اﻟ ﺤ ﻴ ﺎ َة ﻋ ﻦ اﻟ ﱠ ﻄ ﺮﻳ ﻖ اﻷﻗ ﺼ ِﺮ
∗∗∗
ﺿ ﺎق اﻟ ﺒ ﺮﻳ ُﺪ وﻣ ﺎ ﺗَ َﻐ ﻴﱠ َﺮ ﺣ ﺎ ُل ُﺧ ﺴ ﺮاﻧ ُ ﻨ ﺎ اﻷرواحُ واﻷﻣ ﻮا ُل أ َ َو ﺗُ ﺒ ﺼ ﺮون وﺗ ﺴ ﺄﻟ ْ ﻮن ّ إن اﻟ ﺨ ﺪا َع ﻟ ﻪ ﻓ ﻨ ْ ﻮن
واﻟ ﺬﱡ ﱡل ﺑ ﻴ ﻦ ﺳ ﻄ ﻮرﻧ ﺎ أﺷ ﻜ ﺎ ُل وﻛ ﺮاﻣ ٌﺔ — ﻳ ﺎ ﺣ ﺴ ﺮﺗ ﺎ — أﺳ ﻤ ﺎل ْ ﻮن؟! ﻜ ﺎذا ﻳ ﻣ ْ ﻮن ُﻞ اﻟ ﺠ ﻨ ِﻣ ﺜ 132
اﻟﺜﻼﺛﺎء اﻟﺤﻤﺮاء
ﻫ ﻴ ﻬ ﺎت ،ﻓ ﺎﻟ ﻨ ﻔ ُﺲ اﻟ ﺬﻟ ﻴ ﻠ ُﺔ ﻟ ﻮ َﻏ ﺪ ْ َت
ﻣ ﺨ ﻠ ﻮﻗ ًﺔ ﻣ ﻦ أﻋ ﻴ ٍﻦ ﻟ ﻢ ﺗُ ﺒ ِﺼ ِﺮ!
∗∗∗
أﻧ ّ ﻰ ﻟ ﺒ ﺎكٍ دﻣ ﻌُ ﻪ أن ﻳَ ﻨ ﻔ ﻌ ﺎ؟ وأﺗ ﻰ اﻟ ﺮﺟ ﺎءُ ﻗ ﻠ ﻮﺑَ ﻬ ﻢ ﻓ ﺘ ﻘ ّ ﻄﻌﺎ ﻮ ْر ﻔ ٌﻊ ﻳ ﺒ ﻧ ﻮ ْر ﻌ ﻼ ﺷ ﺑ ْ َ َ ﺟ ّﺮﺑ ﺘ ﻪ ﻓ ﻮﺟ ﺪﺗ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳَ ﺸ ﻌُ ِﺮ
أﻧ ّ ﻰ ﻟ ﺸ ﺎكٍ ﺻ ﻮﺗُ ﻪ أن ﻳُ ﺴ ﻤَ ﻌ ﺎ؟ ﺻ ﺨ ٌﺮ أﺣ ﱠﺲ رﺟ ﺎءَﻧ ﺎ ﻓ ﺘ ﺼ ﺪﱠﻋ ﺎ ﻻ ﺗ ﻌ ﺠ ﺒ ﻮا ،ﻓ ﻤ ﻦ اﻟ ﺼ ﺨ ﻮ ْر وﻟ ﻬ ﻢ ﻗ ﻠ ﻮبٌ ﻛ ﺎﻟ ﻘ ﺒ ﻮ ْر ﻻ ﺗ ﻠ ﺘ ﻤ ْﺲ ﻳ ﻮﻣً ﺎ رﺟ ﺎءً ﻋ ﻨ ﺪ ﻣ ْﻦ
) (2اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻷوﱃ أﻧ ﺎ ﺳ ﺎﻋ ُﺔ اﻟ ﻨ ﻔ ِﺲ اﻷﺑ ﻴﱠ ْﻪ أﻧ ﺎ ِﺑ ﻜ ُﺮ ﺳ ﺎﻋ ٍ ﺎت ﺛ َ ﻼ ﺑ ﻨ ُﺖ اﻟ ﻘ ﻀ ﻴّ ِﺔ ّ إن ﻟ ﻲ أﺛ َﺮ اﻟ ﺴ ﻴ ِ ﻮف اﻟ ﻤ ﺸ ﺮﻓ ﻴّ ـ أودﻋ ُﺖ ،ﻓﻲ ُﻣﻬﺞ اﻟﺸﺒﻴـ ﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻣ ﻦ ﻳ ﻮ ٍم ﻟ ﻬ ﻢ ﻗﺴﻤً ﺎ ﺑﺮوح )ﻓﺆاد( ﺗَ ْ ﺼـ ﺗ ﺄﺗ ﻲ اﻟ ﺴ ﻤ ﺎءَ ﺣ ﻔ ﻴﱠ ًﺔ ﻣ ﺎ ﻧ ﺎل ﻣ ﺮﺗ ﺒ َﺔ اﻟ ُﺨ ﻠ ﻮ ﻋﺎﺷ ْﺖ ﻧﻔ ٌ ﻮس ﻓﻲ َﺳﺒﻴـ
اﻟ ﻔ ﻀ ُﻞ ﻟ ﻲ ﺑ ﺎﻷﺳ ﺒ ﻘ ﻴﱠ ْﻪ ٍث ،ﻛ ﱡﻠ ﻬ ﺎ رﻣ ُﺰ اﻟ ﺤ ﻤ ﻴﱠ ْﻪ أﺛ ًﺮا ﺟ ﻠ ﻴ ًﻼ ﻓ ﻲ اﻟ ﻘ ﻀ ﻴّ ﻪ ﺎح اﻟ ﺰاﻏ ﺒ ﻴّ ﻪ ـ ِﺔ ،واﻟ ﺮﻣ ِ وح اﻟﻮﻓﻴّﻪ ـﺒ ِﺔ ،ﻧﻔﺤ َﺔ اﻟ ﱡﺮ ِ ﻳَﺴﻘﻲ اﻟﻌِ ﺪى ﻛ َ ﺄس اﻟﻤﻨﻴّ ْﻪ ـ ﻌَ ُﺪ ﻣ ﻦ ﺟ ﻮاﻧ ﺤِ ِﻪ زﻛ ﻴّ ﻪ ﻓ ﺘ ﺤ ﱡﻞ ﺟ ﻨ ّ ﺘَ ﻬ ﺎ اﻟ ﻌ ﻠ ﻴّ ﻪ دِ ﺑ ﻐ ﻴ ﺮ ﺗ ﻀ ﺤ ﻴ ٍﺔ رﺿ ﻴّ ﻪ ـ ِﻞ ﺑﻼدﻫﺎ ذﻫﺒ ْﺖ ﺿﺤﻴّﻪ
133
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺄس اﻟﺸﺪﻳ ِﺪ أﻧﺎ ﺳﺎﻋ ُﺔ اﻟﺒ ِ ﻛ ﱠﻞ ذي ﻓ ﻌ ٍﻞ ﻣ ﺠ ﻴ ﺪ رﻣ ًﺰا ﻟ ﺘ ﺤ ﻄ ﻴ ﻢ اﻟ ﻘ ﻴ ﻮد ـﺒ َﻘﻬﺎ إﻟﻰ ﺷ َﺮ ِ ف اﻟﺨﻠﻮد ِب ،ﺷﺮار َة اﻟﻌﺰ ِم اﻟﻮﻃﻴﺪ دِ ْ ، وأن ﻳُ ﺨ ﱠﺪ َر ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﻬ ﻮد ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺮدى ﺣُ ْﻠ َﻮ اﻟﻮرود ِﺗ َﻚ ،و َْﻫﻲ ﺗﻬﺘﻒ ﺑﺎﻟﻨﺸﻴﺪ ﻓﻲ ﺻﻴ ِﺘﻪ اﻟﺤَ َﺴ ِﻦ اﻟﺒﻌﻴﺪ َد أﺟ ﱠﻞ ﻣ ﻦ أﺟ ِﺮ اﻟ ﺸ ﻬ ﻴ ﺪ
أﻧ ﺎ ﺳ ﺎﻋ ُﺔ اﻟ ﺮﺟ ﻞ اﻟ ﻌ ﺘ ﻴ ِﺪ أﻧﺎ ﺳﺎﻋ ُﺔ اﻟﻤ ِ ﻮت اﻟ ُﻤ َﺸ ﱢﺮف ﺑ ﻄ ﻠ ﻲ ﻳُ ﺤ ّ ﻄ ُﻢ ﻗ ﻴ َﺪ ُه زاﺣ ﻤ ُﺖ ﻣَ ْﻦ ﻗ ﺒ ﻠ ﻲ ﻷ َ ْﺳ ـ وﻗﺪﺣ ُﺖ ،ﻓﻲ ُﻣﻬ ِﺞ اﻟ ﱠﺸﺒﺎ ﻫ ﻴ ﻬ ﺎت ﻳُ ﺨ َﺪ ُع ﺑ ﺎﻟ ﻮﻋ ﻮ ﻗ ﺴ ﻤً ﺎ ﺑ ﺮوح )ﻣ ﺤ ﻤّ ﺪٍ(: ﻗ ﺴ ﻤً ﺎ ﺑ ﺄﻣّ َﻚ ﻋ ﻨ ﺪ ﻣَ ْﻮ وﺗ ﺮى اﻟ ﻌ ﺰاءَ ﻋ ﻦ اﺑ ِﻨ ﻬ ﺎ ﻣ ﺎ ﻧ ﺎل ﻣَ ﻦ ﺧ ﺪ َم اﻟ ِﺒ ﻼ
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أﻧ ﺎ ﺳ ﺎﻋ ُﺔ اﻟ ﻘ ﻠ ِﺐ اﻟ ﻜ ﺒ ﻴ ِﺮ ﻳَ ِﺔ ،ﻓﻲ اﻟﺨﻄﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ءِ اﻟﻤ ِ ﻮت ﻣﻦ ُ ﺻ ﱢﻢ اﻟﺼﺨﻮر ﻓ ﺎﻋ ﺠ ﺐْ ﻟ ﻤ ٍ ﻮت ﻓ ﻲ ﺳ ﺮور ـ َﻜ ﱠﻔ ﻴ ِﻦ( ﻓ ﻲ ﻳ ﻮم اﻟ ﻨ ﱡﺸ ﻮر ِب ،ودﻳﻌﺘﻲ ﻣﻞءُ اﻟﺼﺪور دِ ﺑ َﺸ ﱢﺮ ﻳ ﻮ ٍم ُﻣ ﺴ ﺘ ﻄ ﻴ ﺮ ءُ( ،وﺟ ﻨ ﱠ ِﺔ اﻟ ﻤَ ِﻠ ﻚِ اﻟ ﻘ ﺪﻳ ﺮ ـﻜﻲ اﻟﻠﻴ َﺚ ﺑﺎﻟﺪﱠﻣ ِﻊ اﻟﻐﺰﻳﺮ ﻮر ﻏ ﻴ ُﺮ ﺻ ﺒّ ٍﺎر ﺟ ﺴ ِ
ﻮر أﻧ ﺎ ﺳ ﺎﻋ ُﺔ اﻟ ﺮﺟ ِﻞ اﻟ ﺼ ﺒ ِ رﻣ ُﺰ اﻟ ﺜ ﺒ ِ ﺎت إﻟ ﻰ اﻟ ﻨ ﱢ ﻬ ﺎ ﺑ ﻄ ﻠ ﻲ أﺷ ﱡﺪ ﻋ ﻠ ﻰ ﻟ ﻘ ﺎ ﺟ ﺬﻻ ُن ﻳ ﺮﺗ ﻘ ﺐُ اﻟ ﺮدى ﻳ ﻠ ﻘ ﻰ اﻹﻟ َﻪ ) ُﻣ ﺨ ﱠﻀ ﺐَ ا ْﻟ ـ َ ﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎ ﺻﺒْ ُﺮ اﻟﺸﺒ ِ ُ ﺬرت أﻋ ﺪاءَ اﻟ ِﺒ ﻼ أﻧ ﻗ ﺴ ﻤً ﺎ ﺑ ﺮوﺣ َﻚ ﻳ ﺎ )ﻋ ﻄ ﺎ ِ ﺎل ﺗَ ﺒْ ـ وﺻ ﻐ ِﺎر َك اﻷﺷ ﺒ ِ َ ﻣ ﺎ أﻧ ﻘ ﺬ اﻟ ﻮﻃ َﻦ اﻟ ﻤ ﻔ ﺪﱠى
134
اﻟﺜﻼﺛﺎء اﻟﺤﻤﺮاء
) (3اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ اﻷﺑﻄﺎل اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻮان أرواﺣُ ﻬ ﻢ ﻓ ﻲ ﺟ ﻨ ّﺔ اﻟ ﺮﺿ ِ وﻫﻨﺎك ﻓﻴ ُ ﺾ اﻟﻌﻔ ِﻮ واﻟﻐﻔﺮان ْﻪ ﻮ اﻹﻟ ﻫ ﺎ ْه ﱠﻞ ﺟ ﻛ ﺟ ﺒ ﺮوﺗُﻬ ﻢ ﻓ ﻲ ﺑَ ّﺮﻫ ﻢ واﻷﺑْ ﺤُ ِﺮ
ﺎن أﺟ ﺴ ﺎدُﻫ ﻢ ﻓ ﻲ ﺗ ﺮﺑ ِﺔ اﻷوﻃ ِ ﺎن وﻫﻨﺎك ﻻ ﺷﻜﻮى ﻣﻦ اﻟﻄﻐﻴ ِ ﻻ ﺗ ﺮجُ ﻋ ﻔ ﻮًا ﻣ ﻦ ﺳ ﻮا ْه وﻫ ﻮ اﻟ ﺬي ﻣ ﻠ ﻜ ْﺖ ﻳ ﺪا ْه ﺟ ﺒ ﺮوﺗُ ُﻪ ﻓ ﻮق اﻟ ﺬﻳ ﻦ ﻳ ﻐ ﱡﺮﻫ ْﻢ
٢٧ﺣﺰﻳﺮان ١٩٣٠
135
ﻟﻴﲆ ﻛﻮراﲏ
ﺑ ﻴ ﻦ ﻟ ﻴ ﻠ ﻰ وﺳ ﻌ ﺎدٍ و ُﻣ ﻨ ﻰ ﻏ ﻴ َﺮ أﻧ ّ ﻲ ﻻ أرى ﻣ ﻦ ﻋ ﺠ ٍﺐ ﺗ ﻜ ﺜ ﺮ اﻷﺳ ﻤ ﺎءُ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲءٍ إذا ﻃ ﻔ ﻠ ٌﺔ ﻋ ﻦ واﻟ ﺪﻳ ﻬ ﺎ ﻧ ﺴ ﺨ ٌﺔ ﺪر إن ﻗ ﺎﺑ ﻠ ﺘَ ﻬ ﺎ ﻗ ﻞ ﻟ ﻮﺟ ﻪ اﻟ ﺒ ِ ﻟ ﻜ ِﻦ اﻟ ﺒ ﺸ ﺮى ﺑ ﻠ ﻴ ﻠ ﻰ أﻧ ﻬ ﺎ أَﻃ ﻌ ِﻢ اﻟ ﻌُ ّﺰابَ رﺑّ ﻲ ﻣ ﺜ َﻠ ﻬ ﺎ ربﱢ أﻃ ﻌ ﻤْ ﻨ ﻲ ﻏ ﻼﻣً ﺎ ﺷ ﺎﻋ ًﺮا وﻟ ﻴ ﻜ ْﻦ ﻣ ﺠ ﻨ َ ﻮن ﻟ ﻴ ﻠ ﻰ ،وﻟ ﻴ ﻜ ْﻦ وﻟ ﻴ ﻜ ْﻦ ﻣ ﺜ َﻞ أﺑ ﻴ ﻪ :إﻧ ﻨ ﺎ
ﺎس ﻛ ﻤ ﺎ ﺣِ ُ ﺣ ﺎر إﻟ ﻴ ُ ﺮت أﻧ ﺎ أن ﻳ ﻜ ﻮن اﻻﺳ ُﻢ ﻗ ﺪ ﺣ ﻴّ ﺮﻧ ﺎ َﻛ ﺜ ُ ُﺮ اﻟ ﻤ ﻌ ﻨ ﻰ ﺑ ﻪ أو ﺣَ ُﺴ ﻨ ﺎ ﻛ ﺮﻣ ْﺖ أﺻ ًﻼ وﻃ ﺎﺑ ﺖ ﻣ ﻌ ﺪﻧ ﺎ ﺟﺎء َك اﻟﺤﺴ ُﻦ اﻧﻌﻜ ً ﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ أو ُل اﻷزﻫ ِﺎر ﻓ ﻲ روض اﻟ ﻬَ ﻨ ﺎ ربﱢ ﻣ ﺎ ﺿ ّﺮ َك ﻟ ﻮ أﻃ ﻌ ﻤ ﺘَ ﻨ ﺎ؟ ﻟ ﺪواﻋ ﻲ اﻟ ﺤُ ْﺴ ِﻦ ﻣ ﺜ ﻠ ﻲ ُﻣ ﺬﻋِ ﻨ ﺎ ﻃ ﻴّ ﺐَ اﻟ ﻘ ﻠ ِﺐ ﻇ ﺮﻳ ًﻔ ﺎ َﻟ ِﺴ ﻨ ﺎ ﻟﻢ ﻧ ﱢ ﻮﻓ ﺮ ﻏ ﺎد ًة ﻓ ﻲ ِﺷ ﻌ ِﺒ ﻨ ﺎ ﺑريوت١٩٣٠ / ١١ / ١٥ ،
ِ ﻫﻮاك ﺟ ﱠﺒﺎر
ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐ ﺟ ﺎ ْر ﺎ ْر ّﺒ ﻮاكِ ﺟ ﻫ ْ ْ ﺎن!! ﺎن!! أﻣ أﻣ ﱢﻢ اﻟ ﻨ ﱠ ﻬ ﺎ ْر ﻣ ﻦ زﻓ ﺮة اﻟ ﻠ ﻴ ِﻞ وﻏ ْ أﻣ ﺎن! ﻳ ﺎ أﻣ ﻠ ﻲ ﻳ ﺎ ﻧ ﻮ َر ﻣ ﺴ ﺘ ﻘ ﺒ ﻠ ﻲ أوﻗ ﻌ ﻨ ﻲ ﺻ ﻤ ﺘُ ﻚِ ﻓ ﻲ ُﻣ ﺸ ِﻜ ِﻞ ﻣ ﺎ ﺧ ﺒّ ﺄ اﻟ ﺪﻫ ُﺮ ﺑ ﻌ ﻴ ﻨ ﻴ ﻚِ ﻟ ﻲ؟ ﻫ ِﻞ اﺑ ﺘ ﺴ ﺎ ٌم ﻓ ﻴ ﻬ ﻤ ﺎ أم دﻣ ﻮ ْع؟ ﺗُﺬﻳﺐُ ﻗﻠﺒﻲ ﻛﻤﺪًا ﻓﻲ اﻟﻀﻠﻮ ْع ﻳ ﺎ ﻟ ﻴ ﺖ ﻣ ﻜ ﻨ ﻮﻧ َ ﻬ ﻤ ﺎ ﻳ ﻨ ﺠ ﻠ ﻲ ∗∗∗
ﺳ ﻌ ﺎ ُد ﻻ ﻳَ ﻬْ ﺪأ ُ ﻫ ﺬا اﻟ ﻔ ﺆاد وﻟ ﻦ ﻳ َ ﺬوق اﻟ ﺠ ﻔ ُﻦ ﺣُ ﻠ َﻮ اﻟ ﺮﻗ ﺎ ْد ﻣﺎ ﻟ ْﻢ ﺗﺼﺎﻓﻴﻨﻲ اﻟﻬﻮى ﻳﺎ ﺳﻌﺎ ْد ُ ﻟﻮ ﻛﺎن ﺣ ّ ﻈﻲ ﻣﻨﻚِ أن ﺗﻌﻠﻤﻲ ﻣ ﺎ ﺗ ﺼ ﻨ ُﻊ اﻷﺷ ﻮاق ﺑ ﺎﻟ ُﻤ ﻐ ﺮ ِم ﻟ ﱠ ﺮق ﻟ ﻲ ﻗ ﻠ ﺒُ ﻚِ واﻟ ﺪﻣ ُﻊ ﺟ ﺎ ْد ∗∗∗
أﺑﺼ ُ ﺮق ﺳ ﺮى ﺧ ﺎﻃ ﻔ ﺎ ﺮت ﻓﻲ ﺟُ ﻨ ِﺢ اﻟﺪﱡﺟﻰ ﻃﺎﺋ ًﻔﺎ ﻛ ﻠ ﻤ ﺤ ﺔ اﻟ ﺒ ِ ﺛ ﻢ دﻧ ﺎ ﻳ ﺼ ﻌ ُﻘ ﻨ ﻲ ﻫ ﺎﺗ ﻔ ﺎ: »ﺳ ﻌ ﺎدُ ،ﻟ ﻢ ﺗ ﺨ ﻄ ﺮ ﻋ ﻠ ﻰ ﺑ ﺎﻟ ﻬ ﺎ وﻟ ﻢ ﺗ ﻜ ْﻦ ﻣ ﻮﺿ َﻊ آﻣ ﺎﻟ ﻬ ﺎ …«
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺛ ﻢ ﺗَ ﻮ ّﻟ ﻰ ﻳ ﺴ ﺒ ُﻖ اﻟ ﻌ ﺎﺻ ﻔ ﺎ ∗∗∗
ﺮأس ﻋ ﻨ ﺪ اﻟ ﺴ ﻼ ْم أﺻﺒﺤ ُﺖ ﻻ ﻳَﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻠﻲ اﺑﺘﺴﺎم وﻻ اﻧ ﺤ ﻨ ﺎءُ اﻟ ِ أوﻟ ﻰ ﺑ ﻨ ﺎ ﻟ ﻮ ﻧ ﺘ ﺸ ﺎﻛ ﻰ اﻟ ﻐ ﺮا ْم ُ ﻳ ﺎ ﺣ ﺒﱠ ﺬا ﻟُ ﻘ ﻴ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ ﻣ ﻮﻋ ِﺪ وﺣ ﺒﱠ ﺬا أﺧ ﺬ ﻳ ٍﺪ ﻓ ﻲ ﻳ ِﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮ َل اﻟﻨ ُ ﺎس ﻫﺎﻣ ْﺖ وﻫﺎمْ! ∗∗∗
ﻣﺎذا أﺻﺎب اﻟ َ ﺮوض ﺣﺘﻰ ذوى وا ﻟﻬﻔﺎ ،واﻟﻐﺼ َﻦ ﺣﺘﻰ اﻟﺘﻮى؟ وأيﱡ ﺑُ ْﺮ ٍد ﻟ ﻠ ﺮﺑ ﻴ ِﻊ اﻧ ﻄ ﻮى؟ اﻟ ُ ﻓ ﻲ َز َﻫ ٍﺮ ﻣ ﺜ ِﻞ اﻷﻣ ﺎﻧ ﻲ اﻧ ﺘ ﺜ ْﺮ ﺮوض ﻳُﻤ ﻠ ﻲ ﻳ ﺎ ﺳ ﻌ ﺎ ُد اﻟ ﻌِ ﺒَ ْﺮ ﻳﺎ روﺿ َﺔ اﻟﺤﺴ ِﻦ ﺣَ ﺬا َر اﻟﻬﻮى ∗∗∗
ﺒﱠ ﺎ ْر ﻮاكِ ﺟ ﻫ ْ ﺎن! أﻣ ﻣ ﻦ زﻓ ﺮة اﻟ ﻠ ﻴ ِﻞ أﻣ
ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐ ﺟ ﺎ ْر ْ ﺎن! أﻣ ﱢﻢ اﻟ ﻨ ﻬ ﺎ ْر وﻏ ْ ﺎن! ٢٢ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ١٩٣٠
140
اﳊﺒﴚ اﻟﺬﺑﻴﺢ
… ﻫﺬه اﻟﺪﻳﻜﺔ اﻟﺤﺒﺸﻴﺔ أو اﻟﺪﻳﻜﺔ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ — إذا ﺷﺌﺖ — اﻟﺘﻲ ﻳﺬﺑﺤﻮﻧﻬﺎ ﻋﲆ رﻧني اﻷﺟﺮاس وأﻓﺮاح املﻌﻴّﺪﻳﻦ؛ ﻟﺘﻜﻮن )ﻋﺮوس املﺎﺋﺪة( ،ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ املﺪى ﺗﻘﻄﻴﻌً ﺎ وﺗﺸﺬﻳﺒًﺎ؛ ﻟﺘﻤﺘﻠﺊ ﺑﻬﺎ اﻟﺒﻄﻮن ﻣﺮوﻳﺔ ﺑﻜﺆوس اﻟﺨﻤﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻀﺎء وﺣﻤﺮاء … ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻲ اﻷﻣﻢ املﻐﻠﻮﺑﺔ ﻋﲆ أﻣﺮﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ،وﻣﺎ ﺑﺮﺣﺖ »ﻋﺮوس املﻮاﺋﺪ« ﺷﺄن »اﻟﺤﺒﴚ اﻟﺬﺑﻴﺢ« أﻣﺎ رﻳﺸﻪ ﻓﺘُﺤﴙ ﺑﻪ اﻟﻮﺳﺎﺋﺪ ،وأﻣﺎ ﻟﺤﻤﻪ ﻓﺘﺤﴙ ﺑﻪ اﻟﺒﻄﻮن. ﺟﺮﻳﺪة اﻟﱪق ١٩٣١ ﺑ َﺮﻗ ْﺖ ﻟ ﻪ ﻣ ﺴ ﻨ ﻮﻧ ًﺔ ﺗ ﺘ ﻠ ﻬﱠ ﺐُ ﺣ ﱠﺰ ْت ﻓ ﻼ َﺧ ﱡﺪ اﻟ ﺤ ﺪﻳ ِﺪ ُﻣ ﺨ ﱠﻀ ﺐٌ وﺟﺮى ﻳﺼﻴﺢُ ُﻣﺼ ﱢﻔ ًﻘﺎ ﺣﻴﻨ ًﺎ ﻓﻼ ﺣ ﺘ ﻰ َﻏ َﻠ ْﺖ ﺑ ﻲ ِرﻳ ﺒ ٌﺔ ﻓ ﺴ ﺄﻟ ﺘُﻬ ﻢ: ﻗ ﺎﻟ ﻮا ﺣ ﻼو ُة روﺣ ﻪ رﻗ ﺼ ْﺖ ﺑ ِﻪ ﻫﻴﻬ َ ﺎت ،دوﻧ َ َﻜ ُﻪ ﻗ ﻀ ﻰ ،ﻓ ﺈذا ﺑ ِﻪ وإذا ﺑ ﻪ ﻳَ ْﺰ َو ﱡر ﻣ ﺨ ﺘ ﻠ َ ﻒ اﻟ ُﺨ ﻄ ﻰ ﻳ ﻌ ﺪو ﻓ ﻴ ﺠ ﺬِﺑ ﻪ اﻟ ﻌ ﻴ ﺎءُ ﻓ ﻴ ﺮﺗ ﻤ ﻲ ُﻣ ﺘ ّ ﺪﻓ ٌﻖ ﺑ ﺪﻣ ﺎﺋ ﻪ ُﻣ ﺘ ﻘ ﱢﻠ ﺐٌ ّ إن اﻟ ﺤ ﻼو َة ﻓ ﻲ ﻓ ٍﻢ ُﻣ ﺘ ﻠ ﻤّ ٍﻆ
ﺎح وأﻏﻠﺐُ أﻣﻀﻰ ﻣﻦ اﻟ َﻘ ِ ﺪر اﻟﻤﺘ ِ ﺑ ﺪ ٍم وﻻ ﻧ ﺤ ُﺮ اﻟ ﺬﺑ ﻴ ِﺢ ُﻣ ﺨ ﱠﻀ ﺐ ﺑ ﺼ ٌﺮ ﻳ ُ ﺰوغ وﻻ ُﺧ ً ﻄ ﻰ ﺗ ﺘ ﻨ ﱠﻜ ﺐ ﺧ َ ﺎن اﻟ ﺴ ﻼحُ أ َ ِم اﻟ ﻤ ﻨ ﻴﱠ ُﺔ ﺗ ﻜ ﺬب؟ ﻓ ﺄﺟ ﺒ ﺘُ ﻬ ﻢ ﻣ ﺎ ﻛ ﱡﻞ رﻗ ٍﺺ ﻳُ ﻄ ِﺮب َ ﺻ ﻌِ ٌﻖ ﻳُ ﺸ ّﺮ ُق ﺗ ﺎر ًة وﻳُ ﻐ ﱢﺮب وزﻛ ﻴّ ٌﺔ ﻣ ﻮﺗ ﻮر ٌة ﺗَ ﺘ ﺼ ﺒﱠ ﺐ وﻳ ﻜ ﺎ ُد ﻳ ﻈ ﻔ ُﺮ ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﻴ ﺎة ﻓ ﺘ ﻬ ﺮب ُﻣ ﺘ ﻌ ّﻠ ٌﻖ ﺑ ﺬِﻣ ﺎ ِﺋ ﻪ ُﻣ ﺘ ﻮﺛ ﱢ ﺐ َﺷ َﺮ ًﻫﺎ ﻟﻴﺸﺮبَ ﻣﺎ اﻟﻀﺤﻴّ ُﺔ ﺗﺴﻜﺐ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻫﻲ ﻓﺮﺣ ُﺔ اﻟﻌﻴ ِﺪ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ
أﻟ ِﻢ اﻟ ﺤ ﻴ ﺎةِ ،وﻛ ﱡﻞ ﻋ ﻴ ٍﺪ َ ﻃ ﻴّ ﺐ ﺑريوت ،ﺗ ﱠﻢ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ٢٦ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ١٩٣٠
142
ﺻﺎﺣﺐ ﻏﻤﺪان رﺛﺎء اﻟﻌﻼﻣﺔ املﺮﺣﻮم ﺟﱪ ﺿﻮﻣﻂ )أﺳﺘﺎذ اﻵداب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑريوت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ(
)أﻏﻤﺪا ُن( ﻣﺎ ﻳُﺒﻜﻴ َﻚ ﻳﺎ ﻛﻌﺒ َﺔ اﻟﻬﺪى؟ ﻋ ﺬرﺗُ َﻚ ﻟ ﻮ أﺻ ﺒ ﺤ َﺖ وﺣ ﺪ َك ﻣ ﺒ ﺘ ًﻠ ﻰ ﻟ ﺌ ﻦ ﻣ ﺎت ﻳ ﺎ ﻏ ﻤ ﺪا ُن )ﺟَ ﺒْ ٌﺮ( ﻓ ﺸ ﺪﱠﻣ ﺎ أﺗ ﺒ ﻜ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ )ﺟ ﺒ ٍﺮ( وﺣ ﻮ َﻟ َﻚ ﺟ ﻨ ُﺪهُ؟ ِﻟ ﺒ ﺎﻧ ﻴ َﻚ روحٌ ﻣ ﺎ ﻳ ﺰال ﻳ ﻤ ﺪ ُﱡﻫ ْﻢ وﻳﺎ ﻣﻦ رأى أرﻛﺎﻧ َ َﻚ اﻟ ﱡﺸ ﱠﻢ ﻓﻲ اﻟ ﱡﺮﺑﻰ ﺣﻨ َ ﻮت ﻋ ﻠ ﻰ أ ّم اﻟ ﻠ ﻐ ِ ﺎت ﻓ ُ ﺼ ﻨ ﺘَ ﻬ ﺎ ً وﻛ ﺎن ﻟ ﻬ ﺎ )ﺟ ﺒ ٌﺮ( أﻣ ﻴ ﻨ ﺎ وﺣ ﺎﻣ ﻴً ﺎ وﻟ ﻠ ﻌ ﻠ ﻢ ﻓ ﻲ ﻟ ﺒ ﻨ َ ﺎن ِﺷ ﻴ ْ ﺪت ﻣ ﻌ ﺎﻫ ﺪ وأﻗ ﺒ ﺢُ ﻣ ﻤّ ﺎ ﻗ ﺪ ﺟَ ﻨ َ ْﻮ ُه اﻋ ﺘ ﺬا ُرﻫ ﻢ وﻗ ﺪ زﻋ ﻤ ﻮﻫ ﺎ ﺗُ ﻨ ﻔِ ُﺪ اﻟ ﻤ ﺎ َل ﻛ ﺜ ﺮ ًة ﻣ ﺼ ﺎﺑ ﻴ ﺢُ إن ﻫ ﻢ أﻃ ﻔ ﺄوﻫ ﺎ ﻓ ﺈﻧ ﱠ ﻬ ﺎ وﻣ ﺎ َﻟ ﻬَ ﻔ ﻲ ﱠإﻻ ﻋ ﻠ ﻰ ﺳ ﺎﻋ ٍﺔ ﺑ ﻬ ﺎ ﻓ ﻜ ْﻢ ﻣ ﻦ ﻳ ٍﺪ ﺑ ﻴ ﻀ ﺎءَ ﻟ ﻠ ﻌُ ْﺮب ﻋ ﻨ ﺪﻫ ﻢ ﻟﺌﻦ ﺧ ّﻠﻔﻮا ﻟﺒﻨ َ ﺎن ﻳﺨﺒﻂ ﻓﻲ اﻟﺪﺟﻰ
وﻓﻴ َﻢ اﻷﺳﻰ ﻳﺎ ﻫﻴﻜ َﻞ اﻟﻔﻀ ِﻞ واﻟﻨ ﱠﺪى؟ أﻏﻤﺪا ُن ﺻﺒ ًﺮا ﻟﺴ َﺖ ﺑﺎﻟﺨﻄﺐ أوﺣﺪا أﻋ ﱠﺪ رﺟ ًﺎﻻ ﻟ ﻠ ﺤ ﻴ ﺎة وﺟ ﻨ ﱠ ﺪا ﻋ ﺰاؤ َك ﻓ ﻴ ﻤ ﻦ راح ﺣ ﻮﻟ َﻚ واﻏ ﺘ ﺪى وﻇ ﱡﻠ َﻚ ﻣ ﻤ ﺪو ٌد ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺪّﻫ ِﺮ ﺳ ْﺮﻣ ﺪا ﺎت ﻟ ﺒ ﻨ َ ﺗ َ ﺒَ َ ﻮّأن ﻣ ﻦ ﺟ ﻨ ّ ِ ﺎن ﻣ ﻘ ﻌ ﺪا وﻛ ﻨ َﺖ ﻟ ﻬ ﺎ اﻟ ﺼ ﺮحَ اﻟ ﻤ ﻨ ﻴ َﻊ اﻟ ﻤ ﻤ ﱠﺮدا إذا ﻣﺎ ﺑﻐ ﻰ اﻟﺒﺎﻏﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ أو اﻋﺘﺪى ﻓ ﻠ ﻢ ﺗُﺒ ِﻖ أﻳ ﺪي اﻟ ﺠ ﻬ ِﻞ ﻣ ﻨ ﻬ ﱠﻦ ﻣ ﻌ ﻬ ﺪا ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﻳﻀﻴ ُﻊ اﻟﻤﺎ ُل ﻓﻲ رﻓﻌِ ﻬﺎ ُﺳﺪى ﻓ ﻬ ﻞ ﺗ ﺮﻛ ﻮا ﻣ ًﺎﻻ ﻫ ﻨ ﺎك ﻓ ﻴ ﻨ ﻔ ﺪا؟! ﺣَ ﺒﺎﺣﺐُ ُﺷﺆ ٍم ﻛﻢ أﺿ ﱠﻠ ْﺖ ﻣﻦ اﻫﺘﺪى ﺻﺪﻗﻨﺎ اﻟﻌِ ﺪا ،ﻻ ﺑﺎرك اﻟﻠ ُﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺪا »وﻣﻦ ﻟ َﻚ ﺑﺎﻟﺤُ ّﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﻔﻆ اﻟﻴﺪا« ﻓ ﻐ ﻤ ﺪا ُن ﻳ ﺎ ﻟ ﺒ ﻨ ﺎ ُن ﻣ ﺎ اﻧ ﻔ ﱠﻚ ﻓ ﺮﻗ ﺪا
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
∗∗∗
ﻃﺮﻳ ُﻖ اﻟ ﱠﺮدى ﻣﻬﻤﺎ ﻳَﻄ ْﻞ ﻳﻠ َﻘﻪ اﻟ ﱠﺮدى وﻣ ُ ﻮت اﻟﻔﺘﻰ ﺗﺤﻨﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻮن ﻇﻬ َﺮ ُه ﺣ ﻴ ﺎﺗُ َﻚ ﻳ ﺎ إﻧ ﺴ ﺎ ُن ﺷ ﺘﱠ ﻰ ﺿ ﺮوﺑُ ﻬ ﺎ وﻣ ﺎ ﻗ ﻬ َﺮ اﻟ ﻤ َ ﺮئ ﻮت اﻟ ﻘ ﻮيﱠ ﺳ ﻮى اﻣ ٍ ﻳُﺨ ﱢﻠﻒ ﻃﻴﺐَ اﻟﺬﻛ ِﺮ ،ﻻ ﻛﺎﻟﺬي ﻗﻀﻰ ﻓ ﺄﺑ ﻜ ﻰ ﺑ ﻪ ﻗ ﻮﻣً ﺎ ،وأﺿ ﺤ ﻚ أﻣ ًﺔ ﺎس ﻣ ﻦ َﻛ ﱠ ﻒ ﺷ ﱠﺮ ُه وﻟ ﻜ ﱠﻦ ﺧ ﻴ َﺮ اﻟ ﻨ ِ )ﻛ ﺠ ﺒ ٍﺮ( و)ﻋ ﺒ ﺪ اﻟ ﻠ ِﻪ( ﻃ ﺎب ﺛ ﺮاﻫ ﻤ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ ﺧ ﻴ ﺮ ﻣ ﺎ ﻧ ﺮﺟ ﻮه ﻛ ﺎن ﻛ ﻼﻫ ﻤ ﺎ وﻫ ﺎﻣ ﺎ ُﻫ ﻴ ﺎﻣً ﺎ ﻓ ﻲ ﻫ ﻮى » ُﻣ َﻀ ﺮﻳّ ٍﺔ« ﻓﻜﻢ ﻧﺸﺮا ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺤﺴ ِﻦ ﻣﺎ اﻧﻄﻮى ﺑ ﻼﻏ ﺘُ ﻬ ﺎ اﻓ ﺘ ﻨ ﱠ ْﺖ »ﺑ ﺠ ﺒ ٍﺮ« وآﺛ ﺮت إذا ﻟﻐ ٌﺔ ﻋ ﱠﺰ ْت — وﻟﻮ ِﺿﻴ َﻢ أﻫﻠُﻬﺎ —
ﻗ ﺼ ﻴ ًﺮا ،وإن ﻳَ ﻮْﻋُ ْﺮ ﻳ ﺠ ﺪْه ُﻣ ﻤ ﻬﱠ ﺪا ﻛﻤﻮت اﻟﻔﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﻴﻌ ِﺔ اﻟﻌﻤ ِﺮ أﻣﺮدا ﺮوب ﻣﻦ اﻟ ّﺮدى ﺗ ﺤ ﻴ ﻂ ﺑ ﻬ ﺎ ﺷ ﺘّ ﻰ ﺿ ٍ ﻳُ ﺨ ﱢﻠ ُ ﺎس ذِ ْﻛ ًﺮا ُﻣ ﺨ ﱠﻠ ﺪا ﻒ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻨ ِ وﺧ ّﻠ ﻒ وﻋ ﺪًا ﻓ ﻲ ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ َﻦ أﻧ ﻜ ﺪا أﺑ ﻰ اﻟ ﻠ ُﻪ إﻻ أن ﺗ ﻬ ﻴ َﻢ ﺗَ ﺸ ﱡﺮدا ﺎس أو أﻏ ﻨ ﻰ اﻟ ﺤ ﻴ ﺎ َة وأﺳ ﻌ ﺪا ﻋ ﻦ اﻟ ﻨ ِ ﱠ َ وﻻ زال ﻓ ﻮّاحَ اﻟ ﺸ ﺬى َرﻳﱢ ﻖ اﻟ ﻨ ﺪى ﺟ ﻬ ﺎدًا وإﺳ ﻌ ﺎدًا َ وﻏ ﻴْ ﺒً ﺎ وﻣَ ْﺸ ﻬ ﺪا ﻛ ﻤ ﺎ اﻧ ﻘ ﻄ ﻌ ﺎ دﻫ ًﺮا ﻟ ﻬ ﺎ وﺗَ ﺠ ﱠﺮدا وﻛ ﻢ آﻳ ٍﺔ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟ ﺴ ﺤ ِﺮ ﺟ ﺪﱠدا ﻓ ﺼ ﺎﺣ ﺘُ ﻬ ﺎ »اﻟ ﺒ ﺴ ﺘ َ ﺎن« ﻇ ٍّﻼ وﻣ ﻮردا ﻓ ﻘ ﺪ أوﺷ ﻚ اﺳ ﺘ ﻘ ﻼﻟُ ﻬ ﺎ أن ﻳُ ﻮ ﱠ ﻃ ﺪا
∗∗∗
)ﻟ ﺠ ﺒ ٍﺮ( ﻳ ٌﺪ ﻋ ﻨ ﺪي ﺗَ ﺄ ﱠﻟ ُﻖ ﻛ ﺎﻟ ﻀ ﺤ ﻰ دار ﺑ ﺒ ﻴ َ ﺮوت ﻟ ﻠ ﻨ ﺪى ﻏ ﺸ ﻴ ﺘُ َﻚ ﻓ ﻲ ٍ وﺣ ﱠ ﻒ ذوﻳ َﻚ اﻟ ِﺒ ْﺸ ُﺮ ﻣ ﻦ ﻛ ّﻞ ﺟ ﺎﻧ ٍﺐ وآﻧ ﺴ َﺖ ﺑ ﻲ ﻣ ﻦ ﻓ ﻴ ﺾ ﻧ ﻮر َك ﻟ ﻤ ﺤ ًﺔ ﻟ ﻘ ﺪ ﻛ ﻨ َﺖ ﺑ ﻲ ﺑَ ٍّﺮا ﻓ ﻴ ﺎ ِﺑ ﱠﺮ واﻟ ٍﺪ وﻳ ﺎ ﺣ ﺴ ﺮﺗ ﺎ أُﺿ ﺤ ﻲ ﺑ ﻨ ُﻌ ﻤ ﺎ َك ﻧ ﺎﺋ ﺤً ﺎ ﻋ ﺠ ﺒ ُﺖ ﻟ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻫِ ﻤّ ٍﺔ ﻛ ﺎن ﻣ ﻨ ﺘ ﻬ ﻰ ﻓﻴﺎ ﻟُﻐﺘﻲ ِﺗﻴﻬﻲ )ﺑﺠﺒ ٍﺮ( ﻋﻠﻰ اﻟ ﱡﻠﻐﻰ
وﻗ ﱠﻞ ﻟ ﻬ ﺎ ﺷ ﻜ ًﺮا رﺛ ﺎﺋ ﻴ َﻚ ُﻣ ﻨ ْ ِﺸ ﺪا وﻟ ﻸدب اﻟ ﻌ ﺎﻟ ﻲ ﻓِ ﻨ ﺎءً و ُﻣ ﻨ ﺘ ﺪَى وﺑ ﻴ ﻦ أﺳ ﺎرﻳ ِﺮ اﻟ ﻮﺟ ﻮ ِه ﺗَ ﺮدﱠدا ﻓ ﺄﻋ ﻠ ﻴ َﺖ ﻣ ﻦ ﺷ ﺄﻧ ﻲ ُﻣ ﻌ ﻴ ﻨ ًﺎ و ُﻣ ِ ﺮﺷ ﺪا ﺗ ﱠ ﻮﺳ ﻢ ﺧ ﻴ ًﺮا ﻓ ﻲ اﺑ ﻨ ﻪ ﻓ ﺘَ ﻌَ ﻬﱠ ﺪا وﻛ ﻨ ُﺖ ﺑ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻗ ﺒ ﻞ ﺣ ﻴ ٍﻦ ُﻣ ﻐ ﱢﺮدا ﺣ ﻴ ﺎ ِﺗ َﻚ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﺣ ﺎﻓ ًﻼ ﻣ ﺜ َﻞ ُﻣ ﺒ ﺘ ﺪا وﻳ ﺎ وﻃ ﻨ ﻲ َر ﱢد ْد ﺑ ﺂﺛ ﺎره اﻟ ّ ﺼ ﺪى اﻟﻘﺪس١٩٣٠ ،
144
ﲢﻴﺔ ﻣﴫ
ﻗﻴﻠﺖ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﰲ اﻟﺤﻔﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻣﺘﻬﺎ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ املﴫﻳﺔ )ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ( ﻟﻔﺮﻗﺔ ﻻﻋﺒﻲ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ املﴫﻳﺔ ،وﻗﺪ أﻗﻴﻤﺖ ﻫﺬه اﻟﺤﻔﻠﺔ ﰲ )ﻓﺴريﻳﻮ( وﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ،ورﺋﻴﺲ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻄﺒﻲ ،واﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺨﻮﱄ ،وﻗﻨﺼﻞ ﻣﴫ … وﻏريﻫﻢ ،وﰲ اﻟﻘﺼﻴﺪة إﺷﺎرة إﱃ ﺗﺮﻓﻊ املﴫﻳني ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﴩﻗﻴﺔ ﻋﲆ ﺷﺪة ﺗﻌﻠﻖ ﻫﺬه اﻷﻗﻄﺎر ﺑﻤﴫ ،وﻗﺪ وﺿﻌﺖ اﻟﻮاﻗﻊ ﰲ ﺷﻜﻞ ﻋﺘﺎب ﻟني املﻠﻤﺲ ﰲ أﻧﻴﺎﺑﻪ اﻟﻌﻄﺐ: ٣٣٩٤اﻟﱪق ﺗ ﺤ ﻴّ ًﺔ ﻟ ﻚِ ﻳ ﺎ ﻣ ﺼ َﺮ اﻟ ﻔ ﺮاﻋ ﻴ ِﻦ وﻟ ﻢ ﺗ ﺰل دوﺣ ُﺔ اﻵداب وارﻓ ًﺔ ِ إﻟ ﻴ ﻚِ ﻳ ﺎ ﻣ ﺼ ُﺮ إﻳ ﻤ ﺎﺋ ﻲ و ُﻣ ْﻠ ﺘَ ﻬ ﻔ ﻲ وﻟﻲ أواﺻ ُﺮ ُﻗﺮﺑﻰ ﻓﻴﻚِ ﻣﺎ ﺑﺮﺣ ْﺖ ﺷ ﱡﻘﻮا اﻟﻘﻨﺎ َة ﻋﺴﺎﻫﺎ ﻋﻨﻚِ ﺗُﺒﻌﺪﻧﻲ أُﺣ ﺐﱡ ﻣ ﺼ َﺮ وﻟ ﻜ ْﻦ ﻣ ﺼ ُﺮ راﻏ ﺒ ٌﺔ وإن ﺑﻜ ْﺖ ،ﻻ ﺑﻜ ْﺖ ﻫﻤٍّ ﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤ ْﺖ وﻣ ﺎ ﻋ ﺘ ﺒ ُﺖ ﻋ ﻠ ﻰ َﻫ ﺠْ ٍﺮ ﺗ ﺪ ﱡل ﺑ ِﻪ ﻟ ﻜ ْﻦ ﺟ ﺰﻋ ُﺖ ﻋ ﻠ ﻰ و ﱟد أﺧ ﺎف إذا ﻓﻲ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ أُﻋ ﱢﺰي إن ُﻫ ُﻢ ﻫﻠﻜﻮا ﻗﺎﻟﻮا ﺷﻔﺎؤ َك ﻓﻲ ﻣﺼ ٍﺮ وﻗﺪ ﻳﺌﺴﻮا
ﻮن ذوي اﻟ ﻤ ﺂﺛ ِﺮ ﻣ ﻦ ﺣ ﱟﻲ وﻣ ﺪﻓ ِ ﻋ ﻠ ﻰ ﺟ ﻮاركِ ﺧ ﻀ ﺮاءَ اﻷﻓ ﺎﻧ ﻴ ﻦ وﻧ ﻮ ُر ﻧ ﻬ ﻀ ﺘ ﻚِ اﻟ ﻐ ّﺮاء ﻳ ﻬ ﺪﻳ ﻨ ﻲ ﻟﻤﺎ ﻣﻀﻰ ُ ذات ﺗ ﻮﺛ ﻴ ٍﻖ وﺗ ﻤ ﻜ ﻴ ﻦ أﻧ ّﻰ ،وﻣ ﻦ ﻟ ﻐ ﺘ ﻲ ِﺟ ﺴ ٌﺮ ﺳ ﻴُﺪﻧ ﻴ ﻨ ﻲ ﻋﻨﻲ ﻓﺘُﻌﺮض ﻣﻦ ﺣﻴ ٍﻦ إﻟﻰ ﺣﻴﻦ وأﻳ ﻘ ﻨ ْﺖ ّ أن ذاك اﻟ ﻬ ﱠﻢ ﻳُ ﺒ ﻜ ﻴ ﻨ ﻲ إن اﻟ ﺪﻻل ﻳُ ﻤ ﻨ ّ ﻴ ﻨ ﻲ وﻳُ ﻐ ﺮﻳ ﻨ ﻲ ﻓ ﻘ ﺪﺗُ ﻪ ﻟ ﻢ أﺟ ﺪ ﺧِ ٍّﻼ ﻳُ ﻮاﺳ ﻴ ﻨ ﻲ وﻓﻲ اﻟﺼﺪاﻗﺎت ﻣﺎ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻳُﻌ ّﺰﻳﻨﻲ ﻣ ﻨ ﻲ وأﻋ ﻴ ﺎ َﺳ ﻘ ﺎﻣ ﻲ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪاوﻳ ﻨ ﻲ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺷ ً ﻮﻗﺎ ﻟﻴﻮﺳ َ ﻒ ﻗﺒﻠﻲ َﻓﻬْ ﻮ ﻳﺤﻜﻴﻨﻲ ﺗَ ْﻜ ﺘَ ﻨ ﱡﻨ ﻲ وﻫ ﺠ ﻴ ُﺮ اﻟ ﺒ ﻴ ﺪ ﻳ ﺼ ﻠ ﻴ ﻨ ﻲ ﻮق ﺗُﺰﺟﻴﻬﺎ وﺗﺰﺟﻴﻨﻲ وﺟﺬو ُة اﻟﺸ ِ ﺎف ُﻣ ﱠ ﺿﻔ ِ ﻄ ﺮ ِد اﻟ ﻨ ﻌ ﻤ ﺎءِ ﻣ ﻴ ﻤ ﻮن ﻓ ﻲ ﻇ ﱢﻞ أﺟ ﻨ ﺤ ٍﺔ ﻣ ﻦ ﻟ ﻴ ﻠ ﻬ ﺎ ﺟُ ﻮن ﺪر ﻏ ﻴ ُﺮ ﻣ ﻜ ﻨ ﻮن ﺑ ﻨ ﻮرﻫ ﺎ ﺳ ﱡﺮ ﺻ ٍ ﻟ ﻬ ﺎ ﻏ ﻼﺋ ُﻞ ﻣ ﻦ ﺷ ﺘّ ﻰ اﻟ ﺮﻳ ﺎﺣ ﻴ ﻦ ﻛ ﺄﻧ ﻬ ﺎ ﻟ ﺤ ﻈ ﺎت اﻟ ﻨ ﱡ ﻬﱠ ِﺪ اﻟ ﻌِ ﻴ ﻦ ﻃ ﺒ ﻴ ﺒ ﻪ )وﻋ ﻤ ﺎ ُد اﻟ ﺪﻳ ِﻦ( ﻳ ﺸ ﻔ ﻴ ﻨ ﻲ ﺑ ﺄ ُ ّم ﻛ ﻠ ﺜ ﻮ َم أن ﺗ ﺸ ﺪو ﻓ ﺘُ ﺤ ﻴ ﻴ ﻨ ﻲ )ﺷﺒﺎﺑُﻬﺎ( ﺑﻌ ُ ﺾ أزﻫ ِﺎر اﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﻓﺄﺣﺮزوا اﻟﺴﺒ َﻖ ﻓﻲ ﻛ ﱢﻞ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ
ﺧ ّﻠ ﻔ ﺘُ ﻬ ﺎ ﺑ ﻠ ﺪ ًة »ﻳ ﻌ ﻘ ﻮبُ « ﺧ ﱠﻠ َﻔ ﻬ ﺎ ﺗُ ﻘ ّﻠ ﻨ ﻲ ﻣ ﻦ ﺑ ﻨ ﺎت اﻟ ﻨ ِﺎر زاﻓ ﺮ ٌة ﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻰ َﺳﻨﻦ اﻟﻔﻮﻻذِ ﺟﺎﻣﺤ ًﺔ ﺣﺘﻰ ﺳﻤ ْﺖ ﻟ َﻲ ﺟﻨ ّ ُ ﺎت اﻟﻨﺨﻴ ِﻞ ﻋﻠﻰ ﻫ ﺒ ﻄ ُﺖ ﻣ ﺼ َﺮ وﻇ ﻨ ّﻲ أﻧ ﻬ ﺎ رﻗ ْ ﺪت ﻛ ﺄﻧ ﻬ ﺎ وﻛ ّ ﺄن اﻟ ﻠ ﻴ َﻞ ُﻣ ﻨ ﺼ ﺪِﻋً ﺎ واﻷزﺑ ﻜ ﻴّ ُﺔ ﻓ ﻲ اﻷَﻣْ ﺴ ﺎء راﻗ ﺼ ٌﺔ واﻟ ﻨ ﱠ ْﻮ ُر ذو ﻟ ﺤ ﻈ ٍ ﺎت ﻓ ﻲ ﺧ ﻤ ﺎﺋ ﻠ ﻬ ﺎ ﻣﺎ ﻟﻲ وﻟﻠ ﱠﺴ ْﻘﻢ أﺧﺸﺎه وأﺳﺄل ﻋﻦ ﻟﻮ أﻧﺸﺐ اﻟﻤ ُ ﻮت ﺑﻲ أﻇﻔﺎ َره ﻟﻜﻔﻰ ﻫ ﺬا ،وﻣ ﺼ ُﺮ ﺑ ﺴ ﺎﺗ ﻴ ٌﻦ ُﻣ ﻨ ﻤﱠ ﻘ ٌﺔ ﺧﺎﺿﻮا ﻣﻴﺎدﻳ َﻦ ﻣﻦ ِﺟ ﱟﺪ وﻣﻦ ﻟﻌ ٍﺐ
٦ﺷﺒﺎط ١٩٣١
146
إﱃ ذات اﻟﻌﺼﺎﺑﺔ اﻟﺰرﻗﺎء
ُروﺣﻲ ﻓﺪاءُ ﻋﺼﺎﺑ ٍﺔ زرﻗﺎءِ ﻣ ﺎ زﻳﱠ ﻨ ﺘْ ﻚِ وإﻧ ﻤّ ﺎ َزﻳّ ﻨ ْ ِﺘ ﻬ ﺎ ودُﻧﻮﱢﻫﺎ ﻣﻦ ُﻣﻘﻠ ٍﺔ ﻣﻜﺤﻮﻟ ٍﺔ ّ إن اﻟﺠﻤﺎ َل إذا ﺗَﺠﻤّ َﻊ ﺷﻤﻠُ ُﻪ
َﻟﻤﱠ ْﺖ ﺷﻌﻮ َر ﻣﻠﻴﺤ ٍﺔ ﺣﺴﻨﺎ ِء ﺑ ﺠ ﻮارﻫ ﺎ ﻟ ﺠ ﺒ ﻴ ﻨ ﻚِ اﻟ ﱠ ﻮﺿ ﺎءِ ﻓ ﺘّ ﺎﻧ ٍﺔ ،ﻓ ﺘّ ﺎﻛ ٍﺔ ،ﺣ ﻮراء ﻓﺎﻟﻮﻳ ُﻞ ﻛ ّﻞ اﻟﻮﻳ ِﻞ ﻟﻠﺸﻌﺮاء ١٥ﺷﺒﺎط ١٩٣١
ﻃﻴﻒ اﻷﻣﻞ
ﻟ ﻠ ﻪ ﻣ ﺎ أﻋ ﺠ ﺒَ ُﻪ ﻫ ﻮًى ﻋ ﻠ ﻰ ﻋِ ﱠﻼﺗ ِﻪ ﻫ ﻮًى ﻟ ﻤ ﻦ ﻟ ﻢ أرﻫ ﺎ ﻗﻴﻞ :ﺳﻤ ْﺖ ُﺧ ْﻠ ًﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻞ :اﻧﺘﻬﻰ اﻟﺤﺴ ُﻦ ﻟﻬﺎ ﻗ ﻴ ﻞ :اﺳ ُﻤ ﻬ ﺎ ﻣ ﺤ ﺎﺳ ٌﻦ ﻻ ﻃ ﺎب ﻟ ﻲ ﻋ ﻴ ٌﺶ إذا
ﻫ ﻮًى ﺑ ﻘ ﻠ ﺒ ﻲ ﻧ ﺰﻻ أﺑ ﻨ ﻲ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ أﻣ ﻼ ﻳ ﺬﻫ ﺐ ﻋ ﻨ ﻲ ﻣَ ﺜ َ ﻼ أﺗ ﺮاﺑ ﻬ ﺎ ﻗ ﻠ ُﺖ :ﺑ ﻠ ﻰ ﻗ ﻠ ُﺖ :ﻟ ﻬ ﺎ … واﻛ ﺘ ﻤ ﻼ ﺟَ ﱠﻞ ِﻣ ِﻦ اﺳ ٍﻢ وﻋ ﻼ رﺿ ﻴ ُﺖ ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ﺑ ﺪﻻ ٢٠ﺷﺒﺎط ١٩٣١
ﲠﺎء
ﺑَ ﻬ ﺎ! ﻟ ﻢ ﺗ ﻘ ِﻊ اﻟ ﻌ ﻴ ُﻦ وﻻ أدﻧ ﻰ إﻟ ﻰ اﻟ ﻘ ﻠ ِﺐ ُﺷ ﻐِ ﻔ ُﺖ ﺑ ﻬ ﺎ وﻣَ ْﻦ ﻳ ﺒ ُﻞ وﻫ ﺎ َم ﺑ ﻬ ﺎ أﺧ ﻲ )…( ﺻ ﻨ ّ ﻒ ﻓ ﻲ اﻟ ﺤ ﺐﱢ وﻗ ﺪ َ وﻗ ﺎل :اﻟ ﺸ ﻤ ُﺲ واﻟ ﺒ ﺪ ُر دع اﻟ ﺸ ﻤ َﺲ اﻟ ﺘ ﻲ ﺗُ ْﻜ َﺴ ـ ِ ﺑَ ﻬ ﺎ ﻓ ﺘ ﻨ ُﺔ ،رام اﻟ ّﻠ ـ ﺷ ﻔ ْﺖ ﻧ ﻈ ﺮﺗُ ﻬ ﺎ اﻟ ُﻤ ْﺪﻧ َ ـ ﺎل ﻣ ﻦ اﻷ َ ْﺳ ﻘ ﺎ وﻛ ﻢ ﺧ ٍ
ﻄ ْ ﻋ ﻠ ﻰ أﺑ ﻬ ﻰ وﻻ أﻟ َ ﻒ وﻻ أﺷ ﻬ ﻰ وﻻ أﻇ ْ ﺮف ﻏ ﺮاﺋ ﺐَ َد ّﻟ ﻬ ﺎ ﻳُ ﺸ َﻐ ﻒ ﺣ ﺘ ﻰ ﺑ ﺎع ﻣ ﺎ أ َ ّﻟ ﻒ ﻋ ﻦ اﻟ ﻌ ﻠ ﻢ اﻟ ﺬي ﺻ ﻨ ّ ﻒ وﻻ واﻟ ﻠ ِﻪ ﻣ ﺎ أﻧ ﺼ ﻒ ـ ُ ﻒ ،واﻟﺒﺪ َر اﻟﺬي ﻳُﺨ َﺴﻒ ـ ِﻪ ﻣَ ْﻦ َﺷﺘّﻰ وﻣﻦ َ ﺻﻴﱠﻒ ـ َ ﻒ ،ﻟ ﻤّ ﺎ أوﺷ ﻚ اﻟ ﻤ ﺪﻧ ﻒ ِم ،ردّوه وﻗ ﺪ أﺷ ﺮف
∗∗∗
ﺑَ ﻬ ﺎ ﺗ ﻄ ﻠ ﻊ واﻟ ﺸ ﻤ ُﺲ َ ﻏ ْ ﺪت ﻣ ﻌ ﻄ ُﻔ ﻬ ﺎ ازدان ﱡ ّ ﻮر واﻟ ﻨ ﻮّا ﺻ ﺒ ﺎحَ اﻟ ﻨ ِ ﺗ ﺮ ّد ﺗ ﺤ ﻴّ َﺔ اﻟ ﻜ ﱢ ﻒ
ُ ﺎدرت إﻟ ﻰ اﻟ ﻤ ﺸ ﺮف ﻓﺒ ﺑ ﻐ ﺼ ﻦ اﻟ ﺒ ﺎﻧ ِﺔ اﻷﻫ ﻴ ﻒ ِر واﻟ ﻮر ِد وﻣ ﺎ َﻓ ﻮّف ﺑ ﻐ ﻤ ﺰة ﺟ ﻔ ﻨ ﻬ ﺎ اﻷوﻃ ﻒ
∗∗∗
ﻟ ﺌ ﻦ أﺷ ﻐ َﻠ ﻬ ﺎ ﻋ ﻨ ّ ﻲ
ﻃ ﻴ ﻮ ٌر ﺣ ﻮﻟ ﻬ ﺎ ﺗُ ﻌ َﻠ ﻒ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
وﻣ ﺎ ﺗُ ﻄ ﻌ ﻤ ﻬ ﺎ اﻟ ﺤَ ﺐﱠ ﻓ ﺒ ﻴ ﻦ ﺟ ﻮاﻧ ﺤ ﻲ ﻃ ﻴ ٌﺮ
ﺑَ ِﻞ اﻟ َﻜ ﺮ َم اﻟ ﺬي ﻳُ ﻘ َ ﻄﻒ ﻋ ﻠ ﻰ أَﻳْ ﻜ ﺘ ﻬ ﺎ رﻓ ﺮف ٢٤ﺗﴩﻳﻦ اﻷول ١٩٣١
152
اﻟﻐﺮام اﻷول
وّل ﻫﻴﻬ َ ﺎت ﻣﺎ ﺗَﺮﺟﻊ ﻟﻲ ﻋ ﻬ َﺪ ﻏ ﺮاﻣ ﻲ اﻷ َ ِ أﻧ َﺖ وﻣ ﻬ ﺠ ﺘ ﻲ ﻣ ﻌً ﺎ أﻧ َﺖ وﺣ ﻠ ُﻮ اﻷﻣ ِﻞ ﺳ ﺎﻣ ﺮ ٌة ﺑ ﺎﻟ ُﻘ ﺒَ ِﻞ وﻟ ﻴ ﻠ ٌﺔ زاﻫ ﺮ ٌة َ ﺻ ﺤّ ْﺖ ﻓ ﻠ ﻢ ﺗُ ﺆو ِﱠل وﻫ ﺠ ﻌ ٌﺔ ،أﺣ ﻼ ُﻣ ﻬ ﺎ ﻋ ﻨ ﺪ ﻓ ﺆادٍ ﺛ َ ِﻤ ِﻞ ﻋﻠﻰ ذراع َﺧ ِﻀ ٍﻞ ٍ ﺎض ُﻣﺴﺒ ِﻞ أﻧ َﺖ وﻣ ﺎ أودﻋ ﺘَ ُﻪ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣ ٍ ﺎب اﻟﻜﺮﻣ ِﻞ أﻧ َﺖ وﻣ ﺎ أﺿ ﻌ ﺘَ ُﻪ ﺑﻴﻦ ِﺷﻌ ِ ﻫﻴﻬﺎت ﻣﺎ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﻲ ﺗﴩﻳﻦ اﻷول )أﻛﺘﻮﺑﺮ( ١٩٣١
اﴍﰊ
اﺷﺮﺑﻲ أﻧ ِﺖ وﺣَ ﺴﺒﻲ اﺷﺮﺑﻲ أﻧ ِﺖ وﺣﺴﺒﻲ اﺷﺮﺑﻲ أﻧ ِﺖ وﺣﺴﺒﻲ اﺷ ﺮﺑ ﻲ أﻧ ِﺖ وﻣ ﺎﻟ ﻲ
ﻧ ﺸ ﻮ ٌة ﻣ ﻦ ُﻣ ﻘ ﻠ ﺘ ﻴْ ﻚِ ﻧ ﻈ ﺮ ٌة ﻓ ﻲ وﺟ ﻨ ﺘ ﻴ ﻚ ﻧ ﻬ ﻠ ٌﺔ ﻣ ﻦ ﺷ ﻔ ﺘ ﻴْ ﻚ وﺣ ﻴ ﺎﺗ ﻲ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻳ ﻚ
∗∗∗
ﻧ َ َﻘ ﻞ اﻟ ﻜ ُ ﺄس ﺣ ﺪﻳ ﺜ ً ﺎ أَﻧ ّ ﻪ ﻟ ﻮﻻ ﺷ ﺬاﻫ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ﻦ ﻳُ ﺴ ِﻜ ﺮ ﻟ ﻮﻻ اﺷ ﺮﺑ ﻲ أﻧ ِﺖ ،وﺣَ ﺪ ْ ﱢث
ﻋ ﻦ ﺛ ﻨ ﺎﻳ ﺎكِ اﻟ ﻌِ ﺬابْ ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ﻦ ﻟ ﺬﱠ وﻃ ﺎب أﻧ ّ ﻪ ﻣَ ﱠﺲ اﻟ ﱡﺮﺿ ﺎب أﻧ َﺖ ﻋ ﻨ ﻬ ﺎ ﻳ ﺎ ﺷ ﺮابْ
∗∗∗
أﻧ ﺸ ﺪﻳ ﻨ ﻲ ،أﻃ ﺮﺑ ﻴ ﻨ ﻲ أرﺳﻠﻲ اﻟﻠﺤ َﻦ ﺷﺠﻴٍّﺎ ﻫﻮ ﻳﺎ روﺣﻲ ﻟﺮوﺣﻲ إن أﻧ ﻔ َ ﺎﺳ ﻚِ ﻓ ﻴ ِﻪ
ﺑ ﻬ ﻮى اﻷﻧ ﺪﻟ ِﺲ ﻛ ﺎﻟ ﱠ ﺼ ﺒ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ َﻐ َﻠ ﺲ ﻛ ﺎﻟ ﻨ ﱠ ﺪى ﻟ ﻠ ﻨ ﺮﺟ ﺲ َﻟ ﺤَ ﻴ ﺎ ُة اﻷَﻧ ْ ُﻔ ِﺲ ٨ﺷﺒﺎط ١٩٣٢
أﻋﺠﺐ اﳍﻮى
ﺗَ ﻌ ﱠﻠ ﻘ ﻬ ﺎ ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ وﻟ ﻢ أد ِْر ﻣ ﺎ ْ اﺳ ُﻤ ﻬ ﺎ وﻓ ﻲ ﻋ ﻴْ ﻨ ﻬ ﺎ ﻣ ﺎ ﺑ ﻲ ،وﻣ ﺎ ﺳ ﻤ ﻌ ْﺖ ﺑ ﺎﺳ ﻤ ﻲ وﻣ ﺎ ﻛ ﺎن إﻻ ﻓ ﻲ اﻟ ﻄ ﺮﻳ ﻖ ﻟ ﻘ ﺎ ُؤﻧ ﺎ و َﻟﺤْ ٌ ﺎس — ﻳ ْﺮﻣﻲ وﻻ ﻳُﺼﻤﻲ ﻆ — ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻟﻨ ِ ُ واﻷرض ﻣَ ﻸى ﺑ ﻤ ﺜ ﻠ ﻬ ﺎ — أَﻣَ ﺎ ﻋ ﺠ ﺐٌ — َ ُﻫ ﻴ ﺎﻣ ﻲ ﺑ ﻬ ﺎ ﺎن ﻋ ﻠ ﻰ رﻏ ﻤ ﻲ؟ دون اﻟ ﺤِ ﺴ ِ وﻣ ﺎ ﺑ ﺎﻟُ ﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗ ﺤ ﻤ ِﻞ اﻟ ﻮﺟ َﺪ واﻟ ﻬ ﻮى ﻟ ﻐ ﻴ ﺮي؟ ﻟ ُﻪ روﺣ ﻲ وﻟ ﻢ ﻳ ﻌ ُﺪ ُه ﺟ ﺴ ﻤ ﻲ أراﻫ ﺎ ﻓ ﻠ ﻢ أﻣ ﻠ ﻚ ﺗَ ﻬ ﺎﻟُ َﻚ واﻫ ٍﻦ ﻮب اﻟ ﺠ ﺮاء ِة واﻟ ﻌ ﺰم ﺑ ﺠ ﻨ ﺒ ﱠﻲ ﻣ ﺴ ﻠ ِ ﻒ ﻟ ﻮﻧ ﻲ َﻓ ْﺮ ُ ﻓﻴﺨﻄ ُ ط ﻣ ﺎ أﻧ ﺎ واﺟ ٌﺪ ﺑ ﻬ ﺎ ،وﺑ ﻤ ﺎ ﻳُ ﻠ ﻘ ﻲ ﻫ ﻮاﻫ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ ْ وﻫ ﻤ ﻲ ﻳُ ﺨ ﻴﱠ ُﻞ ﻟ ﻲ أﻧ ﱢ ﻲ َدﻧ َ ﻮ ُ ْت ﻓ ﺄﻋ ﺮﺿ ْﺖ ﻓ ﺄﺻ ُ ﺮف وﺟْ ﻬ ﻲ ُﻣ ﺜ ْ َﻘ َﻞ اﻟ ﱠ ﺪر ﺑ ﺎﻟ ﻐ ﱢﻢ ﺼ ِ ﻇ ﻨ ﻨ ُﺖ ﺑ ﻬ ﺎ ﺳ ﻮءًا ،وﻟ ﻢ ﺗ ﺠ ِﻦ ﺑَ ﻌْ ُﺪ ﻣ ﺎ ﻳُ ﻈ ﱡﻦ ﺑ ﻪ ،ﻣ ﺎ أﺷ ﺒ َﻪ اﻟ ﻈ ﱠﻦ ﺑ ﺎﻹﺛ ِﻢ ﻮع ﺷ ﺤ ﻮﺑُ ﻬ ﺎ وﻳُ ﻌ ﺮبُ ﻋ ﻦ ﺳ ﱢﺮ اﻟ ﻀ ﻠ ِ إذا ﻣ ﺎ ﺗ ﻼﻗ ﻴْ ﻨ ﺎ ،ﻓ ﺒ ﺌ َﺲ ْ إذن َزﻋْ ﻤ ﻲ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
وأﻗ ﺴ ُﻢ ﻟ ﻮ ﺣ ﺪﱠﺛ ﺘُ ﻬ ﺎ وﺗ ﻜ ﱠﺸ ﻔ ْﺖ ﺳ ﺮاﺋ ُﺮﻧ ﺎ ﻣ ﺎ ﺷ ﺬ ﱠﻋ ﻦ ﻫ ﻤﱢ ﻬ ﺎ ﻫ ﻤﱢ ﻲ ﻮب ﻳ ﻤ ﻴ ﻨ ُ ُﻪ ﻫ ﻮًى أ ﱠﻟ َﻔ ْﺖ ﺷ ﺘﱠ ﻰ اﻟ ﻘ ﻠ ِ وﻛ ﻢ َﻗ َ ﻄ ﻌَ ْﺖ ﻳُ ﺴ ﺮاه ِﻣ ْﻦ ﺻ ﻠ ﺔ اﻟ ﱠﺮﺣْ ِﻢ إذا ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ دﻧ ﻴ ﺎ اﻟ ﻬ ﻮى ِﻣ ﺜ َﻠ ﻤ ﺎ أرى ﻓ ﺄيﱡ ﻋ ﺠ ﻴ ٍﺐ ﻓ ﻲ ﻫ ﻮى اﻟ ﻌُ ﻤْ ِﻲ واﻟ ﱡ ﺼ ﱢﻢ ﻧﴩت ﰲ ١٠ﻧﻴﺴﺎن ١٩٣٢
158
ﻏﺎدة إﺷﺒﻴﻠﻴﺔ
أﻓ ﺪي ﺑ ﺮوﺣ ﻲ ﻏِ ﻴ َﺪ إﺷ ﺒ ﻴ ﻠ ﻴَ ْﻪ
وإن ْ ْ أذﻗ َﻦ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐَ ﺻ ﺎبَ اﻟ ﻌ ﺬابْ
∗∗∗
ﻋَ ِﻠ ْﻘ ُﺖ ﻣ ﻨ ﻬ ﱠﻦ ِﺑ ﺘ ْﺮ ِب اﻟ ﻨ ﱠ ﻬ ﺎ ْر ﻓ ﻲ ﻣ ﺜ ِﻠ ﻬ ﺎ ﻳ ﺨ ﻠ ُﻊ ﻣ ﺜ َﻠ ﻲ اﻟ ﻌِ ﺬا ْر ﺄس اﻟ ﻌُ ﻘ ﺎ ْر أﺷ ﺮبُ ِﻣ ْﻦ ﻓِ ﻴ ﻬ ﺎ وﻛ ِ َﻟ ﻬْ ﻔ ﻲ ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ ﻳ ﻮ َم ﺷ ﱠ ﻂ اﻟ ﻤ ﺰا ْر َودﱠﻋ ﺘُ ﻬ ﺎ ،و ُﻣ ﻬ ﺠ ﺘ ﻲ ُﻣ ﺸ ﻔ ﻴَ ْﻪ َو َودﱠﻋ ْﺖ ﺑ ﺎﻟ ﻨ ﻈ ﺮ ِة اﻟ ﻤ ﻐ ِﺮﻳَ ْﻪ
وﺟْ ﻬً ﺎِ ، وﺻ ﻨ ْ ِﻮ اﻟ ﱠﻠ ﻴْ ِﻞ ﻓ ﺮﻋً ﺎ وﻋَ ﻴْ ْﻦ وﻻ ﻳ ﺒ ﺎﻟ ﻲ ﻛ ﻴ ﻒ أﻣ ﺴ ﻰ ،وأﻳ ْﻦ ﻣﻌً ﺎ ،ﻓﻜﻴﻒ اﻟﺼﺤ ُﻮ ﻣﻦ ﺳﻜﺮﺗﻴﻦ؟ وﺳ ﺎﻗ ﻬ ﺎ اﻟ ﺒ ﻴ ُﻦ إﻟ ﻰ )اﻟ ﻨ ﱠ ﻴْ َﺮﺑ ﻴ ﻦ( ﻟ ﻢ ﻳَ ْﺸ ﻔ ﻨ ﻲ رﺷ ُ ﻒ اﻟ ﺜ ﻨ ﺎﻳ ﺎ اﻟ ﻌِ ﺬابْ ﺗ ﺼ ﺤ ﺐُ ﻟُ ﺒﱢ ﻲ ﻣ ﻌ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﱢﺮﻛ ﺎبْ
∗∗∗
ﺼ َﺮ اﻷﻧ ﺪﻟ ِﺲ اﻟ ﺨ ﺎﻟ ﻴ ْ ﻳ ﺎ أﻋ ُ ﺎت أﻫ ﻜ ﺬا ﻛ ﺎﻧ ﺖ ﻫ ﻨ ﺎك اﻟ ﺤ ﻴ ﺎ ْة أﻫ ﻜ ﺬا اﻟ ﻔ ﺘ ﻨ ُﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﻐ ﺎﻧ ﻴ ْ ﺎت ﻟ ِﺌ ْﻦ ﻣ ﻀ ﻰ ﻋ ﻬ ُﺪ ذوﻳ ﻨ ﺎ وﻓ ْ ﺎت ﻓ ﺬﻣﱠ ﺘ ﻲ ﺑ ﻌ ﻬ ﺪﻫ ُﻢ ُﻣ ﻮ ِﻓ ﻴَ ﻪ أﻧ ﺎ )اﺑ ُﻦ زﻳ َ ﺪون( وﺗ ﺼ ﺒ ﻮ ِﻟ ﻴَ ْﻪ
ﻗ ﺪ ﻓ ﺎ َز ﻣَ ْﻦ ﻋ ﺎش ﺑ ﺘ ﻠ ﻚ اﻟ ﺮﺑ ﻮ ْع ُﻣ ﺘْ َﺮﻓ َﺔ اﻷﻳﱠ ﺎ ِم ﻣ ﻞءَ اﻟ ﻀ ﻠ ﻮع؟ وﻧ ﺸ ﻮ ُة اﻟ ﻮﺻ ِﻞ ،وَﺣَ ﱡﺮ اﻟ ﻮﻟ ﻮع … وﻟ ﻢ ﻳَ ﻌُ ْﺪ ﻣ ﻦ أﻣ ٍﻞ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮﺟ ﻮع أ ُر ﱡد ﻣ ﺎﺿ ﻴ ِﻬ ْﻢ ﺑ ﺒ ﺬْ ِل اﻟ ﺸ ﺒ ﺎبْ )و ﱠَﻻد ٌة( ﻓ ﻲ ِ دﻣ ﻬ ﺎ واﻹﻫ ﺎبْ …
∗∗∗
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺑﻴ ُ اﻷوّل … ﺮوت ،أَﻧ ْ ﻌِ ْﻢ ﺑ ﺎﻟ ﻬ ﻮى ِ واﻟ ﺮﺷ ُﺪ ﻏ ﱞﻲ ﻓ ﻲ اﻟ ﱢ ﺼ ﺒ ﺎ اﻟ ﻤ ﻘ ﺒ ِﻞ ﻳ ﺪي ،ﻓ ﺮ ّدﺗْ ُﻪ ﻋ ﻦ اﻟ ﻤ ﻨ ﻬ ِﻞ َ ﻃ ﻮْﻋً ﺎ ،وﻟ ﻢ أﻫ ﺠ ﺮكِ ،ﻓ ﺎﻟ ﻮﻳ ُﻞ ﻟ ﻲ ﺑ ﺎﺳ ﻘ ٌﺔ ﺧ ﻀ ﺮاءُ ،ﻟُ ْﺪ ٌن ِرﻃ ﺎبْ ﺣُ ْﺴ َﻦ ﻋ ﺰاءٍ ﻋ ﻦ ﺟ ﻠ ﻴ ِﻞ اﻟ ﻤ ﺼ ﺎب
ﻮن اﻟ ﻬ ﻮى … أ ﱠو ُل ﻋ ﻬ ﺪي ﺑ ﻔ ﻨ ِ وﻗ ﻴ ﻞ ﻫ ﻞ ﻳ ُ ﺮﺷ ُﺪ ﻗ ﻠ ﺐٌ ﻏ ﻮى ﻣَ َﺪد ُ ْت — ﻟﻤﺎ ﻗﻠ ُﺖ ﻗﻠﺒﻲ ارﺗﻮى — ﺑﻴ ُ ﺮوت ،ﻟ ﻮ ﺷ ﺌ ُﺖ دﻓ ﻌ ُﺖ اﻟ ﻨ ﻮى ﻓ ﻲ ذﻣّ ﺔ اﻟ ﻠ ِﻪ ُﻣ ﻨ ً ﻰ ُﻣ ﻮ ِدﻳَ ﻪ ﻮرﻳَ ﻪ ﻟ ﻌ ﱠﻞ ﻓ ﻲ أﺧ ﺘ ﻚِ ﻳ ﺎ ُﺳ ِ
∗∗∗
وﺗَ ﺸ ﺘ ﺮي اﻟ ﱠ ﺼ ْﻔ َﻮ ﺑ ﻄ ﻴ ﺐ اﻟ ﻜ ﺮى ِﻟ ّﻠ ﻪ ﻣ ﺎ أﻋ ﻤ َﻘ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺜ ﺮى أﺧ ﺸ ﻰ ﻣ ﻊ اﻟ ﻐ ﻔ ﻠ ِﺔ أن ﻳ ﻨ ﻔِ ﺮا إﻟ ﻰ أﻋ ﺎﻟ ﻲ دوﺣِ ﻪ ُﻣ ﺒْ ِﻜ ﺮا ُﻣ ﻐ ﻴ ﺮ ٌة أﻓ ُ ﺮاﺳ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻗ ﺘ ﺮابْ وﻳ ﻨ َﻀ ﺐُ اﻟ ﱠﺰﻳ ُﺖ وﻳ ﺨ ﺒ ﻮ اﻟ ﺸ ﻬ ﺎب
ﻳَ َﻠ ﱡﺬ ﻟ ﻲ ﻳ ﺎ ﻋ ﻴ ُﻦ أن ﺗ ﺴ ﻬ ﺪي ﻟ ﻲ رﻗ ﺪ ٌة ﻃ ﻮﻳ ﻠ ٌﺔ ﻓ ﻲ ﻏ ٍﺪ أﻟ ﻢ ﺗَ َﺮيْ ﻃ ﻴ َﺮ اﻟ ﱢ ﺼ ﺒ ﺎ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪي؟ ﻃ ﺎل ﺟ ﻨ ﺎﺣ ﺎه وﻗ ﺪ ﻳ ﻬ ﺘ ﺪي أرى اﻟ ﺜ ﻼﺛ ﻴ ﻦ ﺳ ﺘ ﻌ ﺪو ِﺑ ﻴَ ْﻪ وﺑ ﻌ ﺪ ﻋ ﺸ ٍﺮ ﻳ ْﻠ ﺘ ﻮي ﻋُ ﻮ ِدﻳَ ﻪ
∗∗∗
ﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻟ ﻲ ْ إن ﻋِ ﺸ ُﺖ أن أﻋ ﻄ ﻔ ﺎ وأﺟ ﺘ ﻠ ﻲ أﺷ ﺒ ﺎحَ ﻋ ﻬ ِﺪ اﻟ ﱠ ﺼﻔﺎ أذرﻓ ﺎ ﻫ ﻨ ﺎك ﻻ أﻣ ِﻠ ُﻚ أن ِ ﻋ ﺴ ﺎ َك ﻳ ﺎ دﻣ َﻊ ُﻣ ﺤ ﺐﱟ و ََﻓ ﻰ ﻳ ﻮﻣ ﺌ ٍﺬ أُﻟ ﻘ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ ﻋُ ﻮ ِدﻳَ ْﻪ أﻓ ﺪي ﺑ ﺮوﺣ ﻲ ﻏِ ﻴ َﺪ إﺷ ﺒ ﻴ ﻠ ﻴ ْﻪ
ﻋ ﻠ ﻰ ُرﺑ ﻰ اﻷﻧ ﺪﻟ ِﺲ اﻟ ﻨ ﺎﺿ ﺮ ْه راﻗ ﺼ ًﺔ ﻓ ﺘّ ﺎﻧ ًﺔ ﺳ ﺎﺣ ﺮ ْه دﻣ ﻌ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ أﻳّ ِﺎﻣ ﻨ ﺎ اﻟ ﻐ ﺎﺑ ﺮه ﺗ ُﺮ ﱡد ﺟ ﻨ ّ ِ ﺎت اﻟ ﻤ ﻨ ﻰ زاﻫ ﺮه ﻟ ﺤ َﻦ اﻟ ﻬ ﻮى أﻣ ﺰﺟُ ُﻪ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﺘ ﺎبْ وإن ْ أذﻗ َﻦ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐَ ﺻ ﺎبَ اﻟ ﻌ ﺬاب ﻧﺎﺑﻠﺲ ،ﰲ ١٢ﺗﻤﻮز ،١٩٣٢ وﻧﴩت ﰲ ١٣آب ١٩٣٢
160
ﺑﻴﻨﻲ وﺑﲔ اﻟﻨﺎس …
ﻛ ﻢ ﻗ ﺎﺋ ٍﻞ ﻟ ﻮ ﻛ ﻨ َﺖ ﺗ ﻠ ﻘ ﺎﻫ ﺎ ذاﺑ ﻠ ًﺔ ،ﻧ ﺎﺣ ﻠ ًﺔ ،ﻗ ﺪ ﻣ ﺤ ْﺖ ﻻ ﺗ ﻠ َﻘ ﻬ ﺎ ،ﻻ ﺗَ َﺮﻫ ﺎ ،إﻧ ﻬ ﺎ
ﻷﻧ ﻜ ْ ﺮت ﻋ ﻴ ﻨ ﺎ َك ﻣ ﺮآﻫ ﺎ ﻳ ُﺪ اﻷﺳ ﻰ اﻟ ﻘ ﺎﺳ ﻲ ُﻣ ﺤ ﻴّ ﺎﻫ ﺎ ﻣَ ﱠﺮ ﺑ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ُ ﻮت ﻓ ﺄﺧ ﻄ ﺎﻫ ﺎ
∗∗∗
وﺳ ﺎﺋ ٍﻞ ﻫ ﻞ ﺑ ﻘ ﻴ ْﺖ ﻓ ﻀ ﻠ ٌﺔ ﻗ ﺪ ﻣ ﱠﺮ ﻋ ﺎﻣ ﺎن وﻫ ﺎ ﺛ ﺎﻟ ٌﺚ وأﻧ َﺖ ﻛ ﺎﻟ ﻨ ﺤ ﻠ ﺔ ﻣ ﻦ زﻫ ﺮ ٍة أﺧﻄﺄﺗﻤﺎ ،ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﺎ ﻣﺎ اﻟﻬﻮى
ﻟ ﺪﻳ َﻚ ﻣ ﻦ ﺣ ﺒﱢ ﻬ ﺎ وذﻛ ﺮاﻫ ﺎ! ﻓ ﻮاﺣ ٌﺪ ﻛ ٍ ﺎف ﻟ ﺘ ﻨ ﺴ ﺎﻫ ﺎ ﻟ ﺰﻫ ﺮةٍ ،ﺗُ ﺴ ﻠ ﻴ َﻚ إﻳ ﺎﻫ ﺎ ﻛ ﻼﻛ ﻤ ﺎ ﻋ ﻦ ﻛ ﻨ ﻬ ﻪ ﺗ ﺎﻫ ﺎ:
∗∗∗
اﻟ ﺴ ْﻘ ُﻢ ﻻ ﻳ ﺼ ﺮف وﺟ َﻪ اﻣ ﺮئ ﻛ ﻼ وﻻ ﻳُ ﻘ ﺼ ﻴ ﻪ ﻳ ﻮﻣً ﺎ وﻟ ﻮ واﻟ ﻤ ُ ﻮت ﻣ ﺎ أﺑ ﻠ ﻰ ﻫ ﻮى ﻋ ﺎﺷ ٍﻖ دوﻧ َﻚ ﻗ ﻴ ًﺴ ﺎ ﻣ ﺜ ًﻼ إﻧ ّ ُﻪ ﻣ ﺎ زال ﻳ ﻐ ﺸ ﻰ ﻗ ﺒ َﺮ ﻟ ﻴ ﻠ ﻰ إﻟ ﻰ
ﻮب وإن ﺷ ﺎﻫ ﺎ ﻋ ﻦ وﺟ ﻪ ﻣ ﺤ ﺒ ٍ ﻛ ﺎن ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﻘ ﺎم أﻋ ﺪاﻫ ﺎ ﻮق أﺑ ﻼﻫ ﺎ وﻣ ﻬ ﺠ ﺔ اﻟ ﻤ ﻌ ﺸ ِ إن ﺟ ﺌ َﺖ ﺑ ﺎﻷﻣ ﺜ ﺎل ،أﻋ ﻼﻫ ﺎ أن أﺳ ﻠ ﻢ اﻟ ﺮوحَ ﻓ ﻠ ﺒّ ﺎﻫ ﺎ
∗∗∗
أﻻ ﺗ ﺮى اﻟ ﻨ ﺤ ﻠ َﺔ ﻣ ﻬ ﻤ ﺎ ﺣ ﻼ
زﻫ ُﺮ اﻟ ﱡﺮﺑ ﻰ ،ﻟ ﻢ ﺗ ﻨ َﺲ ﻣ ﺄواﻫ ﺎ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺗَ ﻌ ّﻠ َﻖ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐُ ﺑ ﻤ ﻐ ﻨ ﺎﻫ ﺎ ﻓ ﻠ ﻢ ﻳ ﻄ ﺐْ ﻟ ﻠ ﻘ ﻠ ﺐ ﱠإﻻﻫ ﺎ أو ﻧ ﻔ ﺤ ًﺔ ﻓ ﺘ ﻠ ﻚ رﻳّ ﺎﻫ ﺎ ور ّد َد اﻟ ﻮادي ﺻ ﺪى آﻫ ﺎ
ﺗَ ﻄ ّﻠ ﺒ ْﺖ ﻋ ﻴ ﻨ ﻲ ﺳ ﻮاﻫ ﺎ ،وﻗ ﺪ ﻧ ﻌ ﻢ ،ﺗ ﺬوﱠﻗ ُﺖ ﻫ ﻮى ﻏ ﻴ ﺮﻫ ﺎ ْ وإن أﺟ ْﺪ ﺣُ ْﺴ ﻨ ًﺎ ﻓ ﻤ ﻦ ﺣُ ْﺴ ﻨ ﻬ ﺎ أو ﻗﻠ ُﺖ ﻓﻲ ﺷﻜﻮايَ ً واﻫﺎ َﺳ َﺮ ْت
∗∗∗
ﻧ َ ّﻐ َ ﺺ ﻣَ ﻐ ﺪاﻫ ﺎ وﻣَ ﺴ ﺮاﻫ ﺎ ﻟ ﻠ ﺬﺋ ﺐ ﻻ ﻟ ﻠ ﺤ ﺐﱢ رﺑّ ﺎﻫ ﺎ
ﻣ ﻈ ﻠ ﻮﻣ ٌﺔ ِﺳ ﻴ ﻘ ْﺖ إﻟ ﻰ ﻇ ﺎﻟ ٍﻢ ﻛ ﺎن أﺑ ﻮﻫ ﺎ راﻋ ﻴً ﺎ ﻇ ﺎﻟ ﻤً ﺎ
اﻟﻘﺪس ١٤ ،ﺗﻤﻮز ١٩٣٢
162
اﺷﱰوا اﻷرض ﺗﺸﱰﻳﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﻢ
ﺣ ّﺒ ﺬا ﻟ ﻮ ﻳ ﺼ ﻮ ُم ﻣ ﻨ ﺎ زﻋ ﻴ ٌﻢ ﻻ ﻳَ ُ ﺼ ْﻢ ﻋﻦ ﻃﻌ ِﺎﻣﻪ … ﻓﻲ ﻓِ َﻠ ْﺴﻄﻴـ اﻷرض ﻳ ﺤ ﻔ ﻆْ َ ِﻟ ﻴَ ُ ﺼ ْﻢ ﻋ ﻦ ﻣ ﺒ ﻴ ﻌِ ﻪ ﺑ ﺎر َك اﻟ ﻠ ُﻪ ﻓ ﻲ ﺣ ﺮﻳ ٍﺺ ﻋ ﻠ ﻰ اﻷ ْر ﻫ ﻢ ﺣ ﻤ ﺎ ُة اﻟ ﺒ ﻼدِ ﻣ ﻦ ﻛ ﱢﻞ ﺳ ﻮءٍ ﻧ ﻬ ﺠ ﻮا ﻣ ﻨ ﻬ ﺞَ اﻟ ﻘ ﻮيﱢ َ وﺻ ﱡﻔ ﻮا
ﻣ ﺜ ُﻞ َ )ﻏ ﻨ ْﺪي( ﻋ ﺴ ﻰ ﻳُﻔ ﻴ ُﺪ ﺻ ﻴ ﺎ ُﻣ ْﻪ ـ َﻦ ،ﻳﻤﻮت اﻟﺰﻋﻴ ُﻢ ﻟﻮﻻ ﻃ ﻌﺎ ُﻣ ْﻪ … ﺑ ﻘ ﻌ ًﺔ ﺗ ﺴ ﺘ ﺮﻳ ﺢُ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﻋ ﻈ ﺎ ُﻣ ﻪ ﻮر ﻳُ ﻨ ﻬَ ﻰ إﻟ ﻴ ﻬ ﺎ اﻫ ﺘ ﻤ ﺎ ُﻣ ﻪ ِض ،ﻏ ﻴ ٍ ُ وﻫ ُﻢ ﻣ ﻌ ﻘ ُﻞ اﻟ ﺤ ﻤ ﻰ ودِﻋ ﺎ ُﻣ ﻪ ﻟ ﺠ ﻬ ﺎدٍ ﻣ ﻨ ﺼ ﻮر ٌة أﻋ ﻼ ُﻣ ﻪ
∗∗∗
إﻧ ﻤ ﺎ ﻋ ﱠﺪ ُة اﻟ ﻀ ﻌ ﻴ ِﻒ )اﺣ ﺘ ﺠ ﺎجٌ ( ﻛ ﱠﻞ ﻳ ﻮ ٍم ﺣ ﺰبٌ وﺣُ ْﻠ ٌﻢ ﻓ ﺤ ﺪ ْ ﱢث ُﻣ ﻐ َﺮ ٌم ﺑ ﺎﻟ ﺒ ﻼد َ ﺻ ﺐﱞ وﻟ ﻜ ْﻦ ﺑ ﻄ ٌﻞ ْ إن ﻋ ﻼ اﻟ ﻤ ﻨ ﺎﺑ َﺮَ ،ﻛ ّﺮا ِآزروا اﻟ ﻘ ﺎﺋ ﻤ ﻴ ﻦ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﻤ ﻞ اﻟ ّ ﺼﺎ ُ ﺎﻷرض ُ )ﺻ ﻨ ْ ﺪو آزروﻫ ﻢ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﺎل ﻓ َ اﻷرض ﺗَ ْﺸﺘﺮﻳﻜﻢ ﻣﻦ اﻟ ﱠﻀﻴْـ اﺷﺘﺮوا
ﻮر اﺣ ﺘ ﺪا ُﻣ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺠ ﺎوز ﺣ ﱠﺪ اﻟ ﺴ ﻄ ِ ﻋ ﻦ ﺿ ﻌ ﻴ ٍﻒ ﺳ ﻼﺣُ ُﻪ أﺣ ﻼ ُﻣ ﻪ ﻮل ﻻ ﻳ ﻔ ﻴ ُ ﺾ ﻏ ﺮاﻣ ﻪ ﺑ ﺴ ﻮى اﻟ ﻘ ِ ﺎل اﻧ ﻬ ﺰا ُﻣ ﻪ! ٌر ،ﺳ ﺮﻳ ٌﻊ ﻋ ﻨ ﺪ اﻟ َﻔ ﻌ ِ ﻟ ِﺢ ،إن اﻷﺑ ﱠﻲ ﻫ ﺬا ﻣَ ﻘ ﺎ ُﻣ ﻪ ٌق( ﻟ ﻤ ﺎ ِﻟ ﻜ ﻢ ،ﺑ ﻞ ﻗِ ﻮا ُﻣ ﻪ ـ ِﻢٍ ، وآت ُﻣ ْﺴ َﻮ ﱠد ٌة أﻳّ ﺎﻣ ﻪ … ١٤أﻳﻠﻮل ١٩٣٢
اﻟﺼﺒﺎ ﻃﲑ ﱢ
ﻃ ﻴ ُﺮ اﻟ ﱢ ﺼ ﺒ ﺎ و ﱠﻟ ﻰ ﻗ ﻠ ُﺖ ﻟ ﻪ» :ﻫ ﱠﻼ ﻓﻘﺎل ﻟﻲ» :ﻛ ﱠﻼ … أﻇ ﻨ ّ ﻪ ﻣَ ﱠﻼ ﺧ ﱠﻠ ﻔ ﻨ ﻲ أﺑ ﻜ ﻲ ُﺧ ِﻠ ﻌ ُﺖ ﻣ ﻦ ُﻣ ْﻠ ﻜ ﻲ ﻋ ﺎش ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻔ ﺘ ﻚِ واﻟ ﻴ ﻮ َم ﻓ ﻲ َ ﺿ ﻨ ْ ﻚِ ﻗ ﺎل )أﺑ ﻮ ﺳ ﻠ ﻤ ﻰ( ِ »ﺻﺒﺎ َك ﻗﺪ َﻫﻤﱠ ﺎ … ﻓ ﻬ ﺎج ﻟ ﻲ َﻏ ﻤٍّ ﺎ ﻗ ﻠ ُﺖ» :ﻧ َﻌ ﻢ ﺣ ﺘ ﻤً ﺎ
وﻛ ﺎن ﻟ ﻲ ﺟ ﺎ ْر ﺗ ﻌ ﻮد ﻟ ﻠ ﺪﱠا ْر؟« ﻛ ﱠﻼ« وﻃ ﺎ ْر … ﻣ ﻨ ﱢ ﻲ اﻟ ﺠ ﻮا ْر ﻋ ﻬ َﺪ اﻟ ﻬ ﻮى ﻋ ﺮﺷ ﻲ ﻫ ﻮى ﻗ ﻠ ﺐٌ ﻏ ﻮى واﻫ ﻲ اﻟ ﻘ ﻮى َزﻳْ ُﻦ أﺗ ﺮاﺑ ﻲ: َﺧ ﱢﻞ اﻟ ﺘ ﺼ ﺎﺑ ﻲ« … أﻗ ﺘ َﻞ ِﻣ ﻤﱠ ﺎ ﺑ ﻲ وَﺷﺎب أﺣﺒﺎﺑﻲ« … ﻧﻮﻓﻤﱪ ١٩٣٢وﻧﴩت ﰲ ١٩٣٣ / ٣ / ١
ﻋﺎش ﻛﻼﻧﺎ ﺑﺎﳌﻨﻰ
ﻛ ﺎن ﻫ ﺰا ًرا َ ﻃ ِﺮﺑ ﺎ ﻓ ﺎﺑ ﺘ ﺴ َﻢ اﻟ ﺤ ﺐﱡ ﻟ ُﻪ ﺛ ُ ﱠﻢ رﻣ ﺎه ﺑ ﺎﻟ ﺘ ﻲ ﺑ ﺎت ﻳ ﻬ ﻴ ُﻢ ﻧ ﺎﺋ ﺤً ﺎ
ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﺴ ﻦ ُﻣ ْﻔ ﺘَ ﻨ ﱠ ﺎ ﻓ ﺄﺣ ﺴ َﻦ اﻟ ﻈ ﻨ ﱠ ﺎ ﺗُ ﺒ ﱢﺪ ُل اﻟ ﻠ ﺤ ﻨ ﺎ وﻃ ﺎﻟ ﻤ ﺎ ﻏ ﻨ ﱠ ﻰ
∗∗∗
ﺣُ ْﻜ ٌﻢ ﺑﻪ اﻟﺤﺐﱡ ﻗﻀﻰ ﺣﺴﺒُ َﻚ أن ﺗﺮﺿﻰ ﺑ ِﻪ دَﻋْ َﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻠﻮ وﺟ َ ﺪت وﺻ َﻞ ﺳ ﺎﻋ ٍﺔ
ﻣ ﺎ أﻇ ﻠ َﻢ اﻟ ﻘ ﺎﺿ ﻲ ﻓ ﺈﻧ ﻨ ﻲ راض ِ ﻋُ َ ﺪت إﻟ ﻰ اﻟ ﻤ ﺎﺿ ﻲ ودﻫ َﺮ إﻋ ﺮاض
∗∗∗
َ ﺻ ﺢّ اﻟ ﺬي ﺟ ﱠﺮﺑْ ﺘُ ُﻪ اﻟ ﺤ ﺐﱡ ﻳ ﻘ ﺘ ﺎ ُد اﻟ ﻔ ﺘ ﻰ ﻳ ﺴ ﻤ ﻮ ﺑ ﻪ ﺣ ﺘ ﻰ إذا رﻣ ﻰ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ﺣ ﺎﻟ ٍﻖ ﻋ ﺎش ﻛ ﻼﻧ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﻨ ﻰ ﺗ ﻠ ﻚ ُرﻓ ٌ ﺎت ﺑَ ِﻠ ﻴَ ْﺖ ﻧﺼ ُ ﻮﻏ ﻬ ﺎ اﺑ ﺘ ﺴ ﺎﻣ ًﺔ
ﻋ ﻨ ﺪ )أﺑ ﻲ ﺳ ﻠ ﻤ ﻰ( وﻗ ﻠ ﺒُ ُﻪ أﻋ ﻤ ﻰ ﺑَ ﻮﱠأ ُه اﻟ ﻨ ﺠ ﻤ ﺎ ﻳَ ﺤْ ِﻄ ُﻤ ُﻪ ﺣَ ْ ﻄﻤﺎ ﻧ ُ ﺮﺳ ﻠُ ﻬ ﺎ ِﺷ ﻌ ﺮا ﺗ ﺒ ﻌ ﺜ ُ ﻬ ﺎ اﻟ ﺬﻛ ﺮى أو دﻣ ﻌ ًﺔ ﺗُ ﺬْرى
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ـ َﻦ اﻟ ﺮاﺣ ُﺔ اﻟ ﻜ ﺒ ﺮى
ﻧﺸﻘﻰ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺗَﺤﻴـ
ﻧﴩت ﰲ ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ١٩٣٢
168
اﻟﺪم اﳋﻔﻴﻒ ُ
وﻃﺒﻴ ٍﺐ رأى ﺻﺤﻴﻔ َﺔ وﺟﻬﻲ ﻗﺎل ﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻣﻦ د ٍم ،ﻟ َﻚ ﻧ ُﻌﻄﻴـ ﻟ َﻚ ﻣﺎ ﺷﺌ َﺖ ﻳﺎ ﻃﺒﻴﺐُ وﻟﻜ ْﻦ
ﺷﺎﺣﺒًﺎ ﻟﻮﻧ ُﻬﺎ وﻋُ ﻮدي ﻧﺤﻴﻔﺎ ﺮوق ﻋﻨﻴﻔﺎ ـ ِﻪ ﻧﻘﻴٍّﺎ ﻣﻞءَ اﻟﻌ ِ أﻋ ِﻄﻨﻲ ﻣﻦ د ٍم ﻳﻜﻮن ﺧﻔﻴﻔﺎ! ١٩٣٢
اﻟﴩﻳﻒ ﺣﺴﲔ
رﺣ ﻤ ُﺔ اﻟ ﻠ ﻪ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ إﻧ ﱠ ُﻪ وﻳ ﺢَ ﻗ ﻮ ٍم ﺧ ﺬﻟ ﻮه ﺑ ﻌ ﺪﻣ ﺎ ﺪر ﺑ ﻤ ﻦ ﻳ ﻨ ﺼ ﺮﻫ ﻢ ﺷ ﻴ ﻤ ُﺔ اﻟ ﻐ ِ آ َل ﺑﻴ ِﺖ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻟﻢ ﺗﺒﺮﺣﻮا ﻛ ِ ﺎدت اﻟﻜ ُ ﺮص ﺄس اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ُﻗﺒْ ٍ
ﻏ ﺎﻟ ﻪ اﻟ ﻴ ُ ﺄس ،وﻛ ﺎن اﻷﻣ ﻼ أﺧ ﺬوا اﻟ ﻤ ﻴ ﺜ َ ﺎق أﻻ ﻳُ ﺨ ﺬَﻻ ذﻫ ﺒ ْﺖ ﻳ ﺎ )اﺑ َﻦ ﻋ ﻠ ﱟﻲ( ﻣَ ﺜ َ ﻼ ﺗَ ِﺮدون اﻟ ﻤ َ ﻮت ﻓ ﻲ ِﻇ ﱢﻞ اﻟ ﻌُ ﻼ ﺗُﺸﺒﻪ اﻟﻜ َ ﺄس اﻟﺘﻲ ﻓﻲ َﻛ ْﺮﺑﻼ ١٩٣٢
اﻟﺸﺎﻋﺮ اﳌﻌﻠﻢ
)ﺷﻮﻗﻲ( ﻳﻘﻮل :وﻣﺎ درى ﺑﻤﺼﻴﺒﺘﻲ اﻗ ﻌ ﺪْ ،ﻓ ﺪﻳ ﺘُ َﻚ ،ﻫ ﻞ ﻳ ﻜ ﻮن ُﻣ ﺒ ﺠﱠ ًﻼ وﻳ ﻜ ﺎد )ﻳ ﻔ ﻠ ﻘ ﻨ ﻲ( اﻷﻣ ﻴ ُﺮ ﺑ ﻘ ﻮﻟ ِﻪ: ﻟ ﻮ ﺟ ّﺮب اﻟ ﺘ ﻌ ﻠ ﻴ َﻢ )ﺷ ﻮﻗ ﻲ( ﺳ ﺎﻋ ًﺔ ﺣ ﺴ ﺐُ اﻟ ﻤ ﻌ ّﻠ ِﻢ ﻏ ﻤﱠ ًﺔ وﻛ ﺂﺑ ًﺔ ﻣ ﺌ ٌﺔ ﻋ ﻠ ﻰ ﻣ ﺌ ٍﺔ إذا ﻫ ﻲ ُ ﺻ ﱢﻠ ﺤ ْﺖ و َﻟ َﻮ ّ أن ﻓﻲ »اﻟﺘﺼﻠﻴﺢ« ﻧﻔﻌً ﺎ ﻳُﺮﺗﺠﻰ ﻟ ﻜ ْﻦ أُﺻ ﱢﻠ ﺢُ ﻏ ﻠ ﻄ ًﺔ ﻧ َ ﺤْ ِﻮﻳﱠ ًﺔ ُﻣ ﺴ ﺘ ﺸ ِﻬ ﺪًا ﺑ ﺎﻟ ُﻐ ﱢﺮ ﻣ ﻦ آﻳ ﺎﺗ ِﻪ وأﻏﻮص ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻘﺪﻳ ِﻢ ﻓﺄﻧﺘﻘﻲ وأﻛ ﺎد أﺑ ﻌ ﺚ ِ )ﺳ ﻴ ﺒَ َﻮﻳْ ِﻪ( ﻣ ﻦ اﻟ ِﺒ ﻠ ﻰ ﻓ ﺄرى )ﺣ ﻤ ﺎ ًرا( ﺑ ﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻛ ﱢﻠ ِﻪ ﻻ ﺗ ﻌ ﺠ ﺒ ﻮا ْ إن ﺻ ﺤ ُﺖ ﻳ ﻮﻣً ﺎ ﺻ ﻴ ﺤ ًﺔ ﻳ ﺎ ﻣ ﻦ ﻳ ﺮﻳ ﺪ اﻻﻧ ﺘ ﺤ ﺎ َر وﺟ ﺪﺗَ ُﻪ
ُ »ﻗ ْﻢ ﻟ ﻠ ﻤ ﻌ ﱢﻠ ﻢ و ﱢَﻓ ِﻪ اﻟ ﺘ ﺒ ﺠ ﻴ ﻼ« ﻣ ﻦ ﻛ ﺎن ﻟ ﻠ ﻨ ﺶءِ اﻟ ﺼ ﻐ ِﺎر ﺧ ﻠ ﻴ ﻼ.؟! »ﻛ ﺎد اﻟ ﻤ ﻌ ﻠ ﻢ أن ﻳ ﻜ ﻮن رﺳ ﻮﻻ!« ﻟ ﻘ ﻀ ﻰ اﻟ ﺤ ﻴ ﺎ َة ﺷ ﻘ ﺎو ًة ُ وﺧ ﻤ ﻮﻻ ﻣ ﺮأى )اﻟ ﺪﻓ ﺎﺗ ِﺮ( ﺑُ ْﻜ ﺮ ًة وأﺻ ﻴ ﻼ ﻮن ﺳ ﺒ ﻴ ﻼ وﺟ ﺪ اﻟ ﻌَ ﻤ ﻰ ﻧ ﺤ ﻮ اﻟ ﻌ ﻴ ِ وأﺑ ﻴ َﻚ ،ﻟ ﻢ أ ُك ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﻴ ﻮن ﺑ ﺨ ﻴ ﻼ ﻣَ ﺜ َ ًﻼ ،وأﺗّ ﺨ ﺬ »اﻟ ﻜ ﺘ ﺎبَ « دﻟ ﻴ ﻼ أو »ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﺪﻳ ﺚ« ُﻣ ﻔ ﱠ ﺼ ًﻼ ﺗ ﻔ ﺼ ﻴ ﻼ ﻣ ﺎ ﻟ ﻴ ﺲ ُﻣ ْﻠ ﺘ ِﺒ ًﺴ ﺎ وﻻ ﻣ ﺒ ﺬوﻻ ﺮون اﻷوﻟ ﻰ وذوﻳ ﻪ ﻣ ﻦ أﻫ ِﻞ اﻟ ﻘ ِ َ رﻓ َﻊ اﻟ ﻤ ﻀ َ ﺎف إﻟ ﻴ ﻪ واﻟ ﻤ ﻔ ﻌ ﻮﻻ!! ووﻗ ﻌ ُﺖ ﻣ ﺎ ﺑ ﻴ ﻦ »اﻟ ﺒ ﻨ ﻮكِ « ﻗ ﺘ ﻴ ﻼ ﱠ إن اﻟ ﻤ ﻌ ﱢﻠ َﻢ ﻻ ﻳ ﻌ ﻴ ﺶ ﻃ ﻮﻳ ﻼ! ﻧﺎﺑﻠﺲ١٩٣٣ / ٣ / ٣١ ،
ﻣﺪاﻋﺒﺔ ﻗﺪري ﻃﻮﻗﺎن
ْ ﺎب ﻟﻢ ﻳﺠ ِﺮ ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻲ وﻻ ﺣﺴﺎﺑﻲ أن أﺣ ﺘ ﻔ ﻲ ﺑ ﺎﻟ ﺠ ﺒ ﺮ واﻟ ﺤ ﺴ ِ درﺳﺎن ﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻟ ﱢ ﺼﺒﺎ ﻋﺬاﺑﻲ وﻳ ﺤَ ﻬ ﻤ ﺎ ﻛ ﻢ ﺷ ﻨ ﱠﺠ ﺎ أﻋ ﺼ ﺎﺑ ﻲ ّ ﺮاب وﺧ ﻠ ﻔ ﺎ ﻗ ﻠ ﺒ َﻲ ﻓ ﻲ اﺿ ﻄ ِ ∗∗∗
ﻣ ﺎ ﻫ ﺬه اﻟ ﺤ ُ ﺮوف واﻷﻋ ﺪادُ؟ ﻣﺎ ﻫﺬه اﻟﺴﻴ ُﻦ ،أﺧﻲ ،واﻟﺼﺎدُ؟ ﺗ ﺠ ﺘ ﻤ ﻊ اﻷﺷ ﺒ ﺎ ُه واﻷﺿ ﺪاد وﻛ ﻴ ﻒ ﻳ ﺎ وﻓ ﻮ ُد ﻳ ﺎ ﺑ ﻼ ُد ِﻣ ﺜ ْ َﻞ اﻟ ﺮﻳ ﺎﺿ ﻴّ ِ واﻵداب؟ ﺎت ِ ∗∗∗
ْ ﺼ ُ إن أﻧ ﺎ ﻗ ﱠ ﺮت ﻓ ﻬ ﺬا ﻋ ﺬري: ﻳﺎ ُﻣﺤﺘﻔﻴﻦ ﺑﺎﺑﻦ ﻋﻤﱢ ﻲ ﻗﺪري ﻓ ﺤ ﺴ ﺒُ ﻜ ﻢ ﻣ ﻨ ّﺎ ﺟ ﺰﻳ ُﻞ اﻟ ﺸ ﻜ ِﺮ أﻛ ﻔ ُﺮ إن ﻏ ﺎزﻟ ﺘُ ﻪ ﺑ ﺎﻟ ﺸ ﻌ ِﺮ ﺎب ﻳ ﺎ ﻧ ﺨ ﺒ َﺔ اﻷﺻ ﺤ ِ ﺎب واﻷﺣ ﺒ ِ ﻧﴩت ﰲ ١٩٣٣ / ٣ / ٢٤
ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ
إﻟ ﻴ َﻚ ﺗ ﻮﺟﱠ ﻬ ُﺖ ﻳ ﺎ ﺧ ﺎﻟ ﻘ ﻲ إذا ﻫ ﻲ و ﱠﻟ ْﺖ ،ﻓ ﻤ ﻦ ﻗ ﺎد ٌر وﻣﺎ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ﻳ ٌﺪ ﻓﻲ اﻟﺸﻔﺎءِ ﺗ ﺒ ﺎرﻛ َﺖ ،أﻧ َﺖ ُﻣ ﻌِ ﻴ ُﺪ اﻟ ﺤ ﻴ ﺎ ِة وأﻧ َﺖ اﻟﻤﻔ ﱢﺮجُ َﻛ ْﺮبَ اﻟ ﱠﻀﻌﻴ ِﻒ
ﺑ ﺸ ﻜ ٍﺮ ﻋ ﻠ ﻰ ﻧ ﻌ ﻤ ِﺔ اﻟ ﻌ ﺎﻓ ﻴ ْﻪ ﺳ ﻮا َك ﻋ ﻠ ﻰ ردﱢﻫ ﺎ ﺛ ﺎﻧ ﻴ ﻪ؟ وﻟ ﻜ ﻨ ّ ﻬ ﺎ ﻳ ُﺪ َك اﻟ ﺸ ﺎﻓ ﻴ ﻪ ﻣﺘﻰ ﺷﺌ َﺖ ﻓﻲ اﻷﻋْ ُ ﻈﻢ اﻟﺒﺎﻟﻴﻪ وأﻧ َﺖ اﻟ ﻤ ﺠ ﻴ ُﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﻌ ﺎدﻳ ﻪ آذار ١٩٣٣
ذﻛﺮى ِ ﻋﺸ ﱠﻴﺔ زﻫﺮاء
ﺮﺟ ٌﻊ ﻟﻲ ذﻛ ُﺮﻫﺎ ﻫﻞ ) َﻛ ْﻔ ُﺮ ﱠﻛﻨ َﺔ( ُﻣ ِ أم ﻓ ﻲ ﺻ ﺒ ﺎﻳ ﺎﻫ ﺎ وﻓ ﻲ ُرﻣّ ﺎﻧ ﻬ ﺎ ﻟ ﻮ ﺗ ﻨ ﻔ ُﻊ اﻟ ﺬﻛ ﺮى ذﻛ ُ ﺮت ﻋ ِﺸ ﻴﱠ ًﺔ ﻮب ﺑ ﺤ ﺴ ﻨ ﻬ ﺎ ﻓ ﻴ ﻬ ّﻦ آﺳ ﺮ ُة اﻟ ﻘ ﻠ ِ روحٌ أﺧ ﱡ ﻒ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨ ﱠﺴ ﻴ ﻢ وﺧ ﺎﻃ ٌﺮ ُﻏ ﱞﺮ ﺛ ﻨ ﺎﻳ ﺎﻫ ﺎ وأﺷ ﻬ ﺪ أﻧ ﱠ ﻬ ﺎ ﻧ ُ ﻠ ﻘ ﻲ أﺣ ﺎﺟ ﻲ ﺑ ﻴ ﻨ ﻨ ﺎ ﻓ ﺘُ ﺜ ﻴ ﺮﻧ ﺎ وﻧ ُ ﺮدّد اﻷﻟ ﺤ َ ﺎن ،ﺑ ﻴ ﻦ ﺷ ﺠ ﻴّ ٍﺔ وﻟ ﻘ ﺪ ﻧ ُ ﻌ ﱢﺮ ُ ض ﺑ ﺎﻟ ﱢﻠ ﻘ ﺎءِ ﻟ ﻤ ﻮﻋ ٍﺪ ﻗﻤﻨﺎ وﻗﺪ ﺳﻘﻂ اﻟﻨﺪى وﺗﺰاﺣﻔ ْﺖ ﺪر ﺛ ﱠﻢ ﺗُ ﺒ ﻴ ﻨ ُ ُﻪ ﺗُ ﺨ ﻔ ﻲ ُﻣ ﺤ ﻴّ ﺎ اﻟ ﺒ ِ وﺟﻔ ْﺖ ﻣﻀﺎﺟﻌَ ﻬﺎ اﻟﺠﻨﻮبُ وﻣﻠﺆﻫﺎ ﺻ ْﻔ ٍﻮ وﺧ ِ ﺑﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ َ ﻮف ﺗَ ﻔ ﱡﺮ ٍق
ﻮان ﺷ ﺒ ﺎﺑ ﻲ؟! ﻣ ﺎ ﻓ ﺎﺗ ﻨ ﻲ ﻣ ﻦ ﻋ ﻨ ﻔ ِ ﻣ ﺎ ﻳ ﺒ ﻌ ﺚ اﻟ ﻤ ﺪﻓ َ ﻮن ﻣ ﻦ آراﺑ ﻲ زﻫ ﺮاءَ ﺑ ﻴ ﻦ ﻛ ﻮاﻋ ٍﺐ أﺗ ﺮاب ودﻻ ِﻟ ﻬ ﺎ وﺣ ﺪﻳ ِﺜ ﻬ ﺎ اﻟ ﺨ ﱠﻼب ﺮق ﻣ ﻘ ﺮو ٌن ﺑ ﺤُ ﺴ ﻦ ﺟ ﻮاب ﻛ ﺎﻟ ﺒ ِ َ ٌ ُ ﺮاب ﻣ ﻤ ﺰوﺟ ﺔ َرﺷ ﻔ ﺎﺗ ﻬ ﺎ ﺑ ﺸ ِ ُ ﻟ ﻠ ﻀ ﺤ ﻚ ﺧ ﺎﻃ ﺌ ٌﺔ وذات ﺻ ﻮاب ﺗُ ﻤ ﺮي ﻣ ﺪاﻣ ﻌَ ﻨ ﺎ ،وﺑ ﻴ ﻦ ﻋِ ﺬاب ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ،وﻧ ُ ْﺴ ﻠ ُﻜ ﻬ ﺎ ﻃ ﺮﻳ َﻖ ﻋ ﺘ ﺎب ُﺳ ﺠُ ُ ﻒ اﻟ ﻐ ﻤ ﺎ ِم ﺛ ﻘ ﻴ ﻠ َﺔ اﻷﻫ ﺪاب ﻋ ﺒ َﺚ اﻟ ﻤ ﻠ ﻴ ﺤ ِﺔ دوﻧ ﻨ ﺎ ﺑ ﻨ ﻘ ﺎب … ﺧ ﻔ ﻘ ﺎ ُن ﻣ ﻀ َ ﺎب ﻄ ِﺮ ِم اﻟ ﻬ ﻮى وﺛ ّ ِ ﻟ ﻠ ﻌ ﺎﺷ ﻘ ﻴ ﻦ ُﻣ ﻬَ ﻴﱠ ِﺊ اﻷﺳ ﺒ ﺎب
∗∗∗
)ﻧﻴﺴﺎ ُن( ﻫﺎن ﻋﻠ ﱠﻲ ﺣﻜ ُﻤ َﻚ ﺑﺎﻟﻨﻮى ﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﻣﻦ َﻓﺠَ ﻌَ ْﺖ ﻓﺆادي ﺑﺎﻟﻤﻨﻰ
ﻟﻤّ ﺎ ﺗﺤ ّ ﻄﻤ ِﺖ اﻟﻤﻨﻰ ﻓﻲ )آب …( ﻟ ﻢ ﺗُﺒ ِﻖ ﻟ ﻲ ذﻛ ﺮى ﺗُﻄ ﻴ ُﻞ ﻋ ﺬاﺑ ﻲ ١٩٣٣ / ٤ / ٢٦
آل ﻋﺒﺪ اﳍﺎدي ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻓﺘﺘﺎح ﻧﺎدﻳﻬﻢ ﰲ ﻧﺎﺑﻠﺲ
ﺻ ﻮْبُ ﻋِ ﻬ ﺎدِ ﻋ ﻬ َﺪ اﻟ ﺠ ﺪو ِد ﺳ ﻘ ﺎ َك َ ّ ﺎض ﺗَ ﺤ ّ ﺼ ﻨ ِﺖ اﻟ ﺒ ﻼ ُد ﺑ ﻈ ﻠ ِﻪ ﻣ ٍ ُ اﻟ ﻤ ﺸ ﺮﻓ ﻴّ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﻮﻏ ﻰ ﺧ ﻄ ﺒ ﺎؤ ُه َ وﺷ ﺒ ﺎ اﻷﺳ ﻨ ّ ِﺔ ﻓ ﻴ ﻪ أﻟ ﺴ ﻨ َ ٌﺔ إذا وﻃ ﻨ ﻴﱠ ٌﺔ إن ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ﻦ ﻋُ ِﺮف اﺳ ُﻤ ﻬ ﺎ وﺗ ﺤ ﱠﺮﺟ ﻮا أن ﻻ ﻳ ﻤ ﱠﺲ ﺣ َ ﺮوﻓ ﻬ ﺎ ﺣ ﻤ ﺮاءُ أوردﻫ ﺎ اﻟ ﺪﻣ ﺎءَ ﺣ ﻔ ﺎ ُ ﻇﻬﻢ ﺳﺎﺋ ْﻞ ﺑﻬﺎ )ﻋ ّﺰ َ ون( ﻛﻴﻒ ﺗﺨ ﱠﻀﺒ ْﺖ دﻋ ِﺖ اﻟﺮﺟﺎ َل وﻟﻢ ﺗﻜﺪ ﺣﺘﻰ ﻣﺸ ْﺖ ﺛ ﻢ اﻟ ﺘ ﻘ ﻮا ﺗ ﺤ ﺖ اﻟ ﺴ ﻴ ِ ﻮف وﺑ ﻴ ﻨ ﻬ ﻢ ﻛ ﺴ ﺮوا ﻣ ﻦ اﻟ ﻨ ﺴ ﺮ اﻟ ﻜ ﺒ ﻴ ﺮ ﺟ ﻨ ﺎﺣَ ُﻪ ﺗ ﺮﻛ ﻮه ﻳ ﺠ ﻤ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟ ﺸ ﻌ ﺎب ﻓ ﻠ ﻮ َﻟ ُﻪ ﻫ ﻞ أﻫ ﻠ ﻜ ْﺖ )ﻓ ّﺮ َ وخ( ﱠإﻻ ﻧ ﺨ ﻮ ٌة ِﻟ َﻢ ﻳﺎ دﻋﺎ َة اﻟﺴﻮءِ ﻳُﻄﻤَ ﺲ ﻓﻀ ُﻞ ﻣَ ْﻦ ﺛ ﺎرت )ﺑ ﺼ ﺎﻟ ﺢَ ( ﻧ ﺨ ﻮ ٌة ﻗ ﺬﻓ ْﺖ ﺑ ِﻪ وﻣ ﻀ ْﺖ ﺑ ﻪ ُ ﺻ ﻌُ ﺪًا إﻟ ﻰ ﻛ ﺮﺳ ﻴﱢ ِﻪ
ورﺟ ﻌ َﺖ ﻟ ﻸﺣ ﻔ ﺎد ﺑ ﺎﻹﺳ ﻌ ﺎدِ ﻣ ﻦ ﻛ ﻴ ﺪ ُﻣ ﻨ ﺘ ﺪ ٍَب وﺻ ﻮﻟ ﺔ ﻋ ﺎد ﺗ ﻌ ﻠ ﻮ ﻣ ﻨ ﺎﺑ َﺮ ﻣ ﻦ ُﻣ ﺘ ﻮن ِﺟ ﻴ ﺎد ﻧ ﻄ ﻘ ْﺖ ﻓ ﻤ ﻨ ﻄ ُﻖ ﺳ ﺆددٍ َ وﺳ ﺪاد ﻟ ﻢ ﻳَ ْﺨ َ ﻒ ﺟ ﻮﻫ ُﺮﻫ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ اﻷﺟ ﺪاد ﺎن ﻳ ﺨ ﱡ ﻄ ﻬ ﺎ ﺑ ِﻤ ﺪاد ﻗ ﻠ ُﻢ اﻟ ﺠ ﺒ ِ ﻛ ﺪراءُ ﻟ ﻢ ﺗ ﻨ ﻔ ﺾ ﻏ ﺒ ﺎ َر ﺟ ﻬ ﺎد ﺑ ﺪم اﻟ ﻔ ﺮﻧ ﺠ ِﺔ ﻋ ﻨ ﺪ ﺟ ﻮف اﻟ ﻮادي ﻫِ ﻤ ٌﻢ إﻟ ﻰ اﻟ ﻬ ﻴ ﺠ ﺎء ﻛ ﺎﻷﻃ ﻮاد ﺄس اﻟﺤﺘ ِ ﻛ ُ ﻮف ﺗﻘﻮل ﻫﻞ ﻣﻦ ﺻﺎد ﺎج واﻷﻋ ﻼم واﻷﺟ ﻨ ﺎد ذي اﻟ ﺘ ِ ُ وﻳ ﺼ ﺐﱡ ﻟ ﻌ ﻨ ﺘَ ﻪ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻘ ﻮّاد ﻣ ﻨ ّ ﺎ ﻟ ﻌ ﺴ ٍﻒ ﻓ ﻴ ﻪ واﺳ ﺘ ﺒ ﺪاد؟ أﺿ ﺤ ﻰ ﻏ ﺪا َة اﻟ ﻈ ﻠ ِﻢ أوّ َل ﻓ ﺎدي؟ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ أﻗ ﺒ ِﺢ ﻇ ﺎﻟ ٍﻢ ُﻣ ﺘَ ﻤ ﺎد واﻟ ﻤ ُ ﻮت ﻓ ﻲ ﻳ ﺪه وراءَ زﻧ ﺎد
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
أﻟ ﻘ ﻰ ﺑ ﻪ وﺑ ﻈ ﻠ ِﻤ ِﻪ ﻣ ﻦ ﺣ ﺎﻟ ٍﻖ
ُﻣ ﺘ ﻀ ﱢﺮﺟَ ﻴْ ﻦ ﺑ ﺤُ ﻤ ﺮة اﻟ ﻔِ ْﺮﺻ ﺎد
∗∗∗
ﻗ ﺪ أﺷ ﺮﻗ ْﺖ ﺑ ﺎﻟ ﻌِ ْﻠ ﻴَ ﺔ اﻷﻣ ﺠ ﺎد؟ وذوي اﻟ ﺤ ﻔ ِ ﺎظ اﻟ ُﻤ ّﺮ ﻣ ﻦ أﻧ ﺪاد أﻫ ﻮاﺋ ﻬ ﻢ ﻧ ﺒ ﻼءُ ﻓ ﻲ اﻷﺣ ﻘ ﺎد وﻓ ﻮاﺿ ٍﻞ ﻣ ﻦ آل ﻋ ﺒ ﺪ اﻟ ﻬ ﺎدي ﺛ ﻘ ٌﻞ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻠ ﺆﻣ ﺎء ﻣ ﻦ ﺣُ ّﺴ ﺎدي ﻟ ﻤ ﺎ ﺗَ ﺠ ﻤّ َﻊ ﺷ ﻤ ُﻞ ﻫ ﺬا )اﻟ ﻨ ﺎدي( وﺗ ﻮ ّ ﻃ ْ ﺪت ﻣ ﻨ ﻜ ﻢ ﺑ ﺨ ﻴ ﺮ ِﺗ ﻼد
ﻫ ﻞ ﻋ ﻬ ُﺪ )إﺑ ﺮاﻫ ﻴ ﻢَ( ﻏ ﻴ ُﺮ ﺻ ﺤ ﻴ ﻔ ٍﺔ أﻫ ُﻞ اﻟ َﻔ ﻌ ﺎل اﻟ ُﻐ ﱢﺮ ﻣ ﻦ أﻧ ﺠ ﺎد ِه َﻛ ُﺮﻣ ْﺖ ﻧ ﺤ ﻴ ﺰﺗُ ﻬ ﻢ ﻓ ﻬ ﻢ ﻧ ﺒ ﻼءُ ﻓ ﻲ ﻗ ﺎﻟ ﻮا :أﺗ ﻤ ﺪح؟ ﻗ ﻠ ُﺖ :أﻫ َﻞ ﻓ ﻀ ﺎﺋ ٍﻞ أﺻ ﻔ ﻴ ﺘُ ﻜ ﻢ ودّي وأﻋ ﻠ ﻢ أﻧ ﱠ ُﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺒ ﺘ ﻬ ﺞْ ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ ﻛ ﺒ ﻬ ﺠ ﺘ ﻪ ﺑ ﻜ ْﻢ ﺷ ﻤ ﺨ ْﺖ ﺑ ﻄ ﺎرف ﻣ ﺠ ﺪﻛ ﻢ أرﻛ ﺎﻧ ُ ُﻪ
١أﻳﻠﻮل ١٩٣٣
182
رﻣﺎن ﻫﺪﻳﺔ ﱠ
»ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺣني أرﺳﻞ إﻟﻴﻪ ﻓﻜﺘﻮر ﺑﺸﺎرة ﻣﻦ اﻟﻨﺎﴏة وﻣﺼﺒﺎح ﻛﻨﻌﺎن ﻫﺪﻳﺔ رﻣّ ﺎن ﻗﺎﻻ إﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﻛﻨﺎ«. ﻗ ﺪ ﻓ ﻬ ﻤ ﻨ ﺎ ِﻣ َﻦ اﻟ ﻬ ﺪﻳّ ﺔ ﻣ ﻌ ﻨ ﻰ ﻓﺄﺛ ْ ﺎرت ذﻛﺮى وﻫﺎﺟﺖ ﺟﺮاﺣً ﺎ ﻗﺮﻳ ٌﺔ ﻳُﻘ َﺮن اﺳ ُﻤﻬﺎ ﺑﺎﺳﻢ )إﺑْﺮا ﻣﻠﻌﺐٌ ﻟﻠﺼﺒﺎ وﻗﺪ ﻛﺎن ﻳُﻮﺣﻲ
ﺎن ﻣﻦ ﻛﻔﺮﻛﻨ ّﺎ ﻏﻴ َﺮ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺮﻣّ ِ ﺗﺮﻛﺘْﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺎﺑﺎت ُﻣ ْﻀﻨ َﻰ ﻫﻴﻢَ( ،ﻣﻤّ ﺎ ﺗﻔﻴﺾ ﺣُ ﺒٍّﺎ وﺣُ ْﺴﻨﺎ ﻛ ﱠﻞ ﻳ ﻮ ٍم ﻣ ﻬ ﻤ ﺎ أﻓ ﺎض وأَﺛ ْﻨ ﻰ ١٩٣٣ / ١٠ / ٥
اﳌﻜﱪة ُﺻ َ ﻮرﲥﺎ ﱠ
ﺑَ ّﺮحَ ﺑﻲ اﻟﺸ ُ ﻮق ﻓﻠﻤّ ﺎ ﻃﻐﻰ وﻣ ﺎ ﺷ ﻔ ﻰ داءً ،وﻟ ﻜ ﻨ ّ ﻤ ﺎ وﻟﻢ أﺟ ْﺪ ﻓﻲ اﻟ ﱠﺮﺳﻢ أﺧ َ ﻼﻗﻬﺎ ﻣ ﻨ ﺘ ﻈ ﺮي ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓ ﺘ ﻲ دﻫ َﺮ ُه ﻇ ّﻞ وﻗ ﺪ ﻧ ﺎﺟ ﻴ ﺘُ ُﻪ ﺑ ﺎﺳ ﻤً ﺎ ﻋ ﺮﻓ ُﺖ ﻟ ﻠ ّ ﺮﺳ ﺎم إﺑ ﺪاﻋَ ُﻪ ﻗ ﺪ ﻓ ﺎﺗ ﻪ د ﱞل ﺗ ﻌ ﱠﺮﻓ ﺘُ ﻪ َﻟ ْﻮ ﺟﺎءَﻧﻲ اﻟ ﱠﺮﺳﺎ ُم ﺑﺎﻟﻤﺸﺘﻬﻰ
ﻓ ِﺰﻋْ ُﺖ ﻟ ﻠ ﺮﺳ ِﻢ ﻓ ﻜ ﺒﱠ ﺮﺗُ ُﻪ ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ ﺷ ﻜ ﺎ اﻟ ﺒ ﻌ َﺪ ﻓ ﻌ ّﻠ ْﻠ ﺘُ ﻪ ﺟَ ّﺮﺑ ﺘُ ﻬ ﺎ ﺣ ﻴ ﻨ ً ﺎ وﺟَ ّﺮﺑ ﺘ ُﻪ ﺟُ ﻮ ُد ﺑ ﺨ ﻴ ٍﻞ ﻣ ﺎ ﺗَ ﻌ ﻮّدﺗُ ﻪ وﻟ ﻢ ﻳ ﻤ ﺎﻧ ْﻊ ﺣ ﻴ ﻦ ﻗ ﺒّ ﻠ ﺘُ ﻪ وﻋ ُ ﺪت ﻟ ﻠ ﱠﺮﺳ ﻢ ﻓ ﺄﻧ ﻜ ﺮﺗُ ﻪ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ،وﻣَ ْ ﻄ ٌﻞ ﻛ ﻢ ﺗ ﺬوﱠﻗ ﺘ ﻪ ﻛﻔ ُ ﺮت ﺑ ﺎﻟ ﻠ ﻪ وأﺷ ﺮﻛ ﺘُ ُﻪ ١ﺗﴩﻳﻦ اﻷول ١٩٣٣ )وﻧﴩت ﰲ اﻟﻘﺒﺲ (١٩٣٤ / ١٠ / ٩
ﻳﺎ رﺟﺎل اﻟﺒﻼد
ﻻ ﺗ ﺒ ﺎﻟ ﻲ ﺑ ﺄﻟ ِﻒ ﺧ ﻄ ٍﺐ ﻋ ﺮاﻫ ﺎ ﺷ ﱠﻔ ﻬ ﺎ اﻟ ﻐ ﻴ ُ ﻆ واﻷﺳ ﻰ وﺗ ﺮاﻫ ﺎ ﻛ ّﻠ ﻤ ﺎ أوﺷ ﻜ ْﺖ ﺗ ﺴ ﻴ ُﻞ دﻣ ﻮﻋً ﺎ َ اﻷرض ﺑ ﺎﺋ ﻌ ﻮﻫ ﺎ ﺑ ﻜ ﺎءً ﻗﺪ ﺳﻘﻰ وﻃ ﻨ ﻲ ُﻣ ﺒْ ﺘ ًﻠ ﻰ ﺑ ﻌُ ﺼ ﺒ ِﺔ )د ﱠَﻻ ﺎب ﺗُ ﺮﻳ َﻚ ﻋِ ٍّﺰا وﻟ ﻜ ْﻦ ﻓﻲ ﺛﻴ ٍ ووﺟ ﻮ ٍه ﺻ ﻔ ﻴ ﻘ ٍﺔ ﻟ ﻴ ﺲ ﺗَ ﻨ ْ ﺪى ﺪور ﻛ ﺄﻧ ﻬ ﱠﻦ ﻗ ﺒ ﻮ ٌر وﺻ ٍ ﺣُ ِﺴﺒﻮا ﻓﻲ اﻟﺮﺟﺎل ،ﻫ ْﻞ ﻛﺎﻧ ِﺖ اﻷَﻧـْ
ﻧ ﻔ ُﺲ ﺣُ ﱟﺮ ﻣ ﻔ ﺠ ﻮﻋ ٍﺔ ﺑ ﺤ ﻤ ﺎﻫ ﺎ ﻛ ﻈ ﻤ ْﺖ ﻏ ﻴ َ ﻈ ﻬ ﺎ ،وأﺧ ﻔ ْﺖ أﺳ ﺎﻫ ﺎ ﻛ ﺎذﺑ ٍ ﺎت ﺿ ﺤ ﻜ ُﺖ ﻣ ﻤّ ْﻦ ﺑ ﻜ ﺎﻫ ﺎ َﻟ ﻌَ ﻨ َ ﺘْ ﻬُ ْﻢ ﺳ ﻬ ﻮﻟُ ﻬ ﺎ و ُرﺑ ﺎﻫ ﺎ ﻟ ﻴ َﻦ( ،ﻻ ﻳ ﺘّ ﻘ ﻮن ﻓ ﻴ ﻪ اﻟ ّﻠ َﻪ ﺣَ ْﺸ ﻮُﻫ ﺎ اﻟ ﺬ ﱡل واﻟ ﺮﻳ ﺎءُ َﺳ ﺪَاﻫ ﺎ ﺑ ﺠ ﻠ ﻮ ٍد ﻣ ﺪﺑ ﻮﻏ ٍﺔ ﺗ ﻐ ﺸ ﺎﻫ ﺎ ﻣﻈﻠﻤ ٌ ﺎت ﻗ ﻠ ﻮﺑُ ﻬ ْﻢ ﻣَ ﻮْﺗ ﺎﻫ ﺎ ـ ﻌ ﺎ ُم ﱠإﻻ ﻟ ﻤ ﺜ ِﻠ ﻬ ﻢ أﺷ ﺒ ﺎﻫ ﺎ؟
∗∗∗
ﻳ ﺎ رﺟ ﺎ َل اﻟ ﺒ ﻼدِ ﻳ ﺎ ﻗ ﺎد َة اﻷُﻣﱠ ـ ﻫ ﻞ ﻟ ﺪﻳ ﻜ ﻢ ﺳ ﻴ ﺎﺳ ٌﺔ ﻏ ﻴ ُﺮ ﻫ ﺬا ا ْﻟ ـ ﺻ ﱠﻜ ِﺖ اﻷﻟ ﺴ ُﻦ اﻟ ﻤ ﺴ ﺎﻣ َﻊ ﺣ ﺘ ﻰ ْ ﻋ َ ﺮف اﻟ ﻨ ُ واﻷﻗ ـ ﺎس واﻟ ﻤ ﻨ ﺎﺑ ُﺮ ﻛ ﱡﻠ ﻜ ﻢ ﺑ ﺎر ٌع ﺑ ﻠ ﻴ ٌﻎ ﺑ ﺤ ﻤ ﺪ ا ْﻟ ـ ﻏ ﻴ َﺮ أن اﻟ ﻤ ﺮﻳ َﺾ ﻳ ﺮﻗ ﺐُ ﻣ ﻨ ﻜ ْﻢ ﻛ ﺎن أوﻟ ﻰ ﺑ ﻜ ﻢ َﻟ َﻮ ﱠ أن ﻣ ﻊ اﻟ َﻘ ْﻮ
ـ ِﺔ ،ﻣ ﺎذا دﻫ ﺎ ُﻛ ُﻢ ودﻫ ﺎﻫ ﺎ؟ ـ َﻘﻮ ِْل ،ﻳُﺤﻴﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻮس ُﻗﻮاﻫﺎ؟ ﻟ ﻘ ﻴ ْﺖ ﻣ ﻦ ﺿ ﺠ ﻴ ﺠ ﻜ ﻢ ﻣ ﺎ ﻛ ﻔ ﺎﻫ ﺎ ـ ﻼ ُم أﻓ ﻀ ﺎ َﻟ ﻜ ﻢ ﻓ ﻬ ﺎﺗ ﻮا ﺳ ﻮاﻫ ﺎ ـ ﻠ ِﻪَ ، ﻃ ﺐﱞ ﺑ ﺤ ﺎﻟ ﻨ ﺎ ودَواﻫ ﺎ ﻫ ﺬه اﻟ ﺠ ْﺮﻋ َﺔ اﻟ ﺘ ﻲ ﻻ ﻳ ﺮاﻫ ﺎ ِل َﻓ ﻌ ًﺎﻻ ﻣ ﺤ ﻤ ﻮد ًة ﻋُ ﻘ ﺒ ﺎﻫ ﺎ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻮل ﻻ ﻳ ﺆﻳﱢ ﺪُه اﻟ ﻔِ ﻌْ ـ ﻣَ ﺜ َ ُﻞ اﻟ ﻘ ِ و َْﻫ ﻮ ﻛ ﺎﻟ ﺪوﺣ ﺔ اﻟ ﻌ ﻘ ﻴ ِﻢ :ﻇ ﻼ ٌل
ـ ُﻞ ،أزاﻫ ﻴ ُﺮ ﻻ ﻳ ﻔ ﻮحُ ﺷ ﺬاﻫ ﺎ واﺧ ﻀ ﺮا ٌر وﻻ ﻳُ ﺮﺟّ ﻰ ﺟَ ﻨ ﺎﻫ ﺎ
∗∗∗
ﺼ ﺎ ﻟ ﺒ ﻼدٍ رﺣ ﻢ اﻟ ﻠ ُﻪ ُﻣ ﺨ ِﻠ ً ﻟ ﻮ أﺗَ ْﻮ ُه ﺑ ﺎﻟ ﺘﱢ ﺒْ ﺮ َو ْز َن ﺛ ﺮاﻫ ﺎ اﻧ ﻔ ﺮوا أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻨ ﻴ ﺎ ُم ﻓ ﻬ ﺬا ُﻛ ِﺸ ﻔ ْﺖ ﻣ ﻨ ﻜ ُﻢ اﻟ ﻤ ﻘ ﺎﺗ ُﻞ ﻧ َ ﺒﱢ ﺌ ﻮﻧ ﻲ ﻋ ِﻦ اﻟ ﻘ ﻮيﱢ ﻣ ﺘ ﻰ ﻛ ﺎ ﻻ ﻳ ﻠ ﻴ ُﻦ اﻟ ﻘ ﻮيﱡ ﺣ ﺘ ﻰ ﻳُ ﻼﻗ ﻲ ﻻ ﺳ ﻤ ْﺖ أﻣّ ٌﺔ دﻫ ﺘْ ﻬ ﺎ ﺧ ﻄ ﻮبٌ
ﺳ ﺎوﻣ ﻮه اﻟ ﺪّﻧ ﻴ ﺎ ﺑ ﻬ ﺎ ﻓ ﺄﺑ ﺎﻫ ﺎ ﻷﺑ ﺎ ُه وﻗ ﺎل أﻓ ﺪي ﺛ ﺮاﻫ ﺎ ﻳ ﻮم ﻻ ﻳ ﻨ ﻔ ُﻊ اﻟ ﻌ ﻴ َ ﻮن ﻛ ﺮاﻫ ﺎ ﱠت إﻟ ﻴ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ﺜ ّﻘ ﻔ ُ واﻣ ﺘَ ﺪ ْ ﺎت ﻗ ﻨ ﺎﻫ ﺎ َن رﺣ ﻴ ﻤً ﺎ ،ﻫ ﻴ ﻬ ﺎت ﻣَ ْﻦ ﻋَ ﱠﺰ ﺗ ﺎﻫ ﺎ ﻣ ﺜ َﻠ ُﻪ ﻋِ ﱠﺰ ًة وﺑ ﻄ ًﺸ ﺎ وﺟ ﺎﻫ ﺎ أرﻫ ﻘ ﺘْ ﻬ ﺎ ،وﻻ ﻳ ﺜ ﻮ ُر ﻓ ﺘ ﺎﻫ ﺎ ١٩٣٣
188
ﺑﻌﺪ ﻋﺎم إﻟﻴﻬﺎ …
ﻫ ﻮاكِ أﺻ ﺒ ﺢ ﻧ َ ْﺴ ﻴ ﺎ ﻗ ﺪ ﻛ ﺎن ُﺷ ْﻐ ًﻼ ﻟ ﻘ ﻠ ﺒ ﻲ ﻛ ّ ﺄن ﺣ ﻠ َﻮ اﻷﻣ ﺎﻧ ﻲ ﻣ ﺴ ﺤ ُﺖ آﺛ ﺎ َر ﺣُ ﺐﱟ ﻓ ﻴ ﺎ ﺟ ﻔ ﻮ ُن اﺳ ﺘ ﻘ ّﺮي وارﻗ ْ ﺺ ﻋﻠﻰ ﺣﺐّ ﻟﻴﻼ
ﻛ ﻠ ﻮﻋ ﺘ ﻲ ﻣَ ﻨ ْ ﺴ ﻴّ ﺎ ﻓ ﺼ ﺎر ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ ﺧ ﻠ ﻴّ ﺎ واﻟ ﻮﺻ َﻞ ﻟ ﻢ ﺗ ُﻚ ﺷ ﻴّ ﺎ ﻛ ﺎﻧ ﺖ ﻋ ﻠ ﻰ ﺷ ﻔ ﺘ ﻴّ ﺎ ﻋ ﺎد اﻟ ﺮﻗ ﺎ ُد ﺷ ﻬ ﻴّ ﺎ َك ،ﻳ ﺎ ﻓ ﻮا ُد ﻣ ﻠ ﻴّ ﺎ ١٩٣٣
ﻧﴪ اﳌﻠﻮك رﺛﺎء املﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺠﻼﻟﺔ ﻓﻴﺼﻞ اﻷول ﻣﻠﻚ اﻟﻌﺮاق
أﻟﻘﻴﺖ ﰲ ﺣﻔﻠﺔ اﻷرﺑﻌني اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﺎﺑﻠﺲ. َﺷ ﻴّ ﻌ ﻲ اﻟ ﻠ ﻴ َﻞ ُ وﻗ ﻮﻣ ﻲ اﺳ ﺘ ﻘ ﺒ ﻠ ﻲ واﺧﺸﻌﻲ ،ﻳﻮﺷﻚ أن ﻳﻐﺸﻰ اﻟﺤِ ﻤﻰ ﻳ ﺎ ﻟ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ دِ ﻳ ﻤ ٍﺔ ﻳ ﺮﻓ ﻌ ﻬ ﺎ ﻧ ﺸ ْ ﺄت أﻣ ﻨ ً ﺎ وﻇ ٍّﻼ وﻫ ﺪًى ﻣ ﺎ دﻧ ﺎ ﺣ ﺘ ﻰ ﻫ ﻤ ﻰ اﻟ ﺪﻣ ﻊُ ،ﻓ ﻬ ﻞ ذﻟ ﻚ اﻟ ُﻔ ْﻠ ُﻚ اﻟ ﺬي ﻳ ﺤ ﻤ ﻠ ﻪ ﻟ ﻮ ﺗَ ﻌ ﺪﱠى ﻟُ ﺠﱠ َﺔ اﻟ ﺒ ﺤ ِﺮ ﺑ ِﻪ واﻧ ﻄ ﻮى اﻟ ﻌ ﺎﺻ ُ ﻒ واﻟ ﻤ ﻮجُ ﻟ ُﻪ وإذا ﺑ ﺎﻟ ُﻔ ْﻠ ﻚ ﻳ ﺠ ﺮي ﺑ ﻴ ﻨ ﻬ ﺎ ﻳُ ﻜ ِﺮم اﻟ ﺮاﻗ َﺪ ﻳ ﺪري أﻧ ّ ُﻪ راﻗ ٌﺪ ﻳ ﻨ ﻌ ﻢ ﻓ ﻲ ﺿ ﺠ ﻌ ﺘ ِﻪ أﻳ ﻘ ﻆ اﻟ ﻠ ﻮﻋ َﺔ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ واﻷﺳ ﻰ ﺎن ﻋ ﻦ ﺟَ ْﻔ ٍﻦ ﻃ ﻐ ﻰ ُﻣ ﻄ ﺒَ َﻖ اﻷﺟ ﻔ ِ ُﻣ ﻄ ﻤ ِﺌ ﱠﻦ اﻟ ﻘ ﻠ ِﺐ ﻣ ﺎ ﺗُ ﺰﻋ ﺠ ُﻪ
ﻃ ﻠ ﻌ َﺔ اﻟ ﺸ ﻤ ِﺲ وراء اﻟ ﻜ ﺮﻣ ِﻞ ﻳ ﺎ ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ُﻦ ﺳ ﻨ ً ﻰ ﻣ ﻦ ﻓ ﻴ ﺼ ِﻞ ﻣ ﻨ ﻜ ﺐُ اﻷﻓ ِﻖ ﻟ ﻌ ﻴ ﻦ اﻟ ﻤ ﺠ ﺘ ﻠ ﻲ ﻛ ﻬُ ﺪى اﻟ ﻨ ﺠ ِﻢ ﻟ ُﻔ ْﻠ ﻚٍ ُﻣ ﻘ ِﺒ ِﻞ »إﻳ ﻠ ﻴ ﺎءُ« اﻟ ﻐ ﻴ ِﺚ ﻓ ﻮق اﻟ ﺠ ﺒ ِﻞ؟ ﻣ ﺜ َﻠ ﻪ ﻣ ﻨ ﺬ ﺟ ﺮى ﻟ ﻢ ﻳَ ﺤ ﻤ ِﻞ ﺧ ﺎض ﻓ ﻲ ﻟ ﺠﱠ ﺔ دﻣ ٍﻊ ُﻣ ﺴ ﺒَ ِﻞ ﻓ ﺎﻛ ﺘ ﺴ ﻰ اﻟ ﺒ ﺤ ُﺮ ﻏ ﻀ َ ﺪول ﻮن اﻟ ﺠ ِ ﻛ ﻤ ﺮور اﻟ ﻄ ﻴ ِﻒ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻤ ﻘ ِﻞ ﻳُ ﺆﺛِ ﺮ اﻟ ﺮاﺣ َﺔ واﻟ ﻘ ﻠ ﺐَ اﻟ ﺨ ﻠ ﻲ ﺧ ﱠﻠ ﻒ اﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎ ﺑ ﻪ ﻓ ﻲ ُﺷ ُﻐ ِﻞ وﻏ ﻔ ﺎ ﺑ ﻴ ﻨ ﻬ ﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳ ﺤ ﻔ ِﻞ ﺟ ِﺎﻣ ِﺢ اﻟ ﺪﻣ ِﻊ وﺟ ﻔ ٍﻦ ُﻣ ﺠ ﻔِ ِﻞ زﻓ ٌ ﺮات ﻛ ﺎﻟ ﻐ ﻀ ﺎ اﻟ ﻤ ﺸ ﺘ ﻌ ِﻞ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
∗∗∗
ﻳ ﺎ ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ُﻦ ﻟ ﻀ ﻴ ٍﻒ ُﻣ ﻌْ ﺠَ ِﻞ؟ َ ﻗ ﺪ أﺿ ﺎ َع اﻷرض ﺑ ﻴ ُﻊ اﻟ ﱢﺴ َﻔ ِﻞ ﺻ ﻔ ﺤ ﺘ ﻴ ِﻪ اﻟ ﺨ ﺰيَ ﻓ ﻮق اﻟ ﺨ ﺠ ِﻞ
ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي أﻋ ِ ﺪدت ﻣ ﻦ ﻃ ﻴ ﺐ اﻟ ﻘِ ﺮى ً أرﺿ ﺎ ﻧ ﻼﻗ ﻴ ﻪ ﺑ ﻬ ﺎ ﻻ أرى ﻓ ﺎﺳ ﺘُ ﺮي وﺟ ﻬَ ﻚِ ﻻ ﻳَ ﻠ ﻤ ﺢْ ﻋ ﻠ ﻰ
∗∗∗
ﺑ ﺄﻣ ﺎﻧ ﻴ ﻪ اﻟ ِﻜ ﺒ ِﺎر اﻟ ﺤُ ﱠﻔ ِﻞ ﻣ ﻦ ﺟ ﻼل اﻟ ُﻤ ْﻠ ﻚِ ﱠأﻻ ﺗُ ﻌْ ِﻮﻟ ﻲ ﻣ ﻨ ﻪ ﻓ ﻲ أﻛ ﻔ ﺎﻧ ﻪ ْ إن ﺗ ﺴ ﺄﻟ ﻲ ﻫِ ﻤﱠ ًﺔ ﺟ ﺒّ ﺎر ًة ﻟ ﻢ ﺗُ ْﺨ ﺬَ ِل ﺟ ﺬو َة اﻟ ﻌ ﺰ ِم وﻧ ﻮ َر اﻷﻣ ِﻞ ﻇ ﺎﻓ ًﺮا ﻳ ﺎ ﻣ ﺮﺣ ﺒً ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﺒ ﻄ ِﻞ
أﻛ ﺮﻣ ﻲ ﺿ ﻴ َﻔ ﻚِ ْ إن أﺣ ﺒ ﺒ ِﺘ ِﻪ ﻻ ﺗ ﻘ ﻮﻣ ﻲ ﺣ ﻮﻟ ﻪ ُﻣ ﻌ ِﻮﻟ ًﺔ واﺳ ﺄﻟ ﻲ اﻟ ﺒ ﺎﻏ ﻴ ﻦ ﻣ ﺎذا ﻫ ﺎ َﻟ ﻬُ ْﻢ راﻋ ﻬ ﻢ ﺣ ﻴٍّ ﺎ وﻣَ ﻴْ ﺘً ﺎ ﻓ ﺎﺗّ ﻘ ﻮا ورأَوْا ﻓ ﻲ ﻛ ﱢﻞ ﻗ ﻠ ٍﺐ ﺣ ﻮ َﻟ ُﻪ ﺑ ﻄ ٌﻞ ﻗ ﺪ ﻋ ﺎد ﻣ ﻦ ﻣ ﻴ ﺪا ِﻧ ِﻪ
∗∗∗
ﻏ ﻤ ﺮ ًة ﻟ ﻴ ﻠ ﺘُ ﻬ ﺎ ﻣ ﺎ ﺗ ﻨ ﺠ ﻠ ﻲ ﻮل راﻳ ُﺔ اﻟ ﻤ ﺠ ِﺪ اﻟ ﻤ ﻨ ﻴ ِﻊ اﻷﻃ ِ ﻃ ﺎ َر ﻣ ﻦ ﻋُ ﻘ ﺒ ﺎﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﺟ ﺤ ﻔ ِﻞ ﺄل أم ﻣَ َﻀ ﻮْا ﻓ ﻲ ﻧ َ َﻔ ﺤ ﺎت اﻟ ﱠﺸ ﻤْ ِ ﺪر ﻓ ﻲ ﺳ ﻤ ﺎءِ اﻟ ﻘ ﺴ ﻄ ِﻞ ﻳ ﻮ َم ﺑ ٍ
ﻓ ُ ﺎرس »اﻟ ﺸ ﻘ ﺮاءِ« ﻳ ﺠ ﻠ ﻮ ﺑ ﺎﺳ ﻤ ﻬ ﺎ ﺻ ﺎﺣ ﺐُ اﻟ ﺘ ﺎﺟَ ﻴْ ﻦ ﻓ ﻲ ﻣ ﻮﻛ ﺒ ِﻪ ﻣﻦ رأى »ﻧﺴ َﺮ اﻟﻤﻠﻮكِ « اﻟﻤﺮﺗﺠﻰ وﺳ ﻮاءٌ ﻓ ﻲ اﻷﻋ ﺎﺻ ﻴ ﺮ ﻣ َﻀ ﻮْا ﻛ ﺠ ﻨ ﻮد اﻟ ﻠ ِﻪ ﻃ ﺎرت ﺧ ﻴ ﻠُ ﻬ ﻢ
∗∗∗
ﻫ ﻜ ﺬا اﻧ ﻘ ﱠﺾ َﻏ ﻀ ﻮﺑً ﺎ ﻣ ﻦ ﻋَ ِﻞ وﻳ ﻤ ﻴ ُﻦ اﻟ ﻠ ِﻪ ﺣِ ْﺮ ُز اﻟ ﻤ ﻌ ﻘِ ِﻞ أﻣ ُﺮﻫ ﺎ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﱡ ﻈ ﺒ ﺎ واﻷ َ َﺳ ِﻞ ﻓ ﻌ ُﻞ »ﺷ ﻤ ﻌ َ ﻮن« ﻟ ﺌ ﻴ ِﻢ »اﻟ ﻤ ﻮﺻ ِﻞ« ﻫ ﺬه ،أم َﺷ َﻐ ﺐٌ ﻣ ﻦ ُو ﱠﻛ ِﻞ؟ ﻓ ﻀ ﺤ ﺘْ ﻪ ﻋ ﻴ ُﻦ ﻫ ﺬا اﻟ ﱠ ﺼ ﻴْ ﻘ ِﻞ
ﻣ ﻦ رأى ﻧ ﺎ ًرا ﻋ ﻠ ﻰ ﻋ ﺎﺻ ﻔ ٍﺔ ﻫ ﺒ ﻂ اﻟ ﻤ ﻌ ﻘ َﻞ ﻳ ﺨ ﺸ ﻰ ﺣَ َﺪﺛ ً ﺎ أ َ ِﺷ ْ ﺮت »آﺷ ﻮ ُر« ﺣ ﺘ ﻰ ﺟ ﺎءﻫ ﺎ ﻮق دوﻧ َ ُﻪ ﻛ ﱡﻞ ﻟ ﺆ ٍم وﻋ ﻘ ٍ ﺛ ﻮر ُة اﻟ ﻐ ﺎﺿ ِﺐ ﻟ ﻠ ﺤ ّﻖ ﺗُ ﺮى ذﻟ ﻚ اﻟ ﺴ ﻴ ُ ﻒ اﻟ ﺬي ﺟ ﱠﺮد ُه 192
ﻧﴪ املﻠﻮك
ﺗ ﺤ ﺮس اﻟ ُﻤ ْﻠ َﻚ ﻟ ﻪ ﻣ ﺎ ﺗ ﺄﺗ ﻠ ﻲ ﺗ ﺤ ﻤ ُﻞ اﻟ ﻀ ﻴ َﻢ وﻟ ﻤّ ﺎ ﺗ ﻐ ﻔ ِﻞ؟ ﺑ ﻐ ﺮﻳ ٍﺐ ﻋ ﻦ ﻗ ﺮﻳ ﺐ اﻟ ﻤ ﻨ ﻬ ِﻞ ﻓ ﺎﺳ ﺘ ﻤ ْﻊ ﻟ ﻠ ﻌ ﺬر ﻗ ﺒ ﻞ اﻟ ﻌَ ﺬَ ِل ﻳُ ْﻜ ﺘَ ﺐُ اﻟ ﺘ ﻮﻓ ﻴ ُﻖ ﻟ ﻠ ُﻤ ﺴ ﺘ ﻌ ِﺠ ِﻞ ﺟ ﻌ ﻠ ﺘْ ﻪ أُﻣﱠ ًﺔ ﻓ ﻲ رﺟ ِﻞ ﻓ ﻲ ﺑ ﻨ ﻲ ﻫ ﺎﺷ َﻢ أﻋ ﻠ ﻰ ﻣ ﺜ ِﻞ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ُﻣﺴﺘﺸ ِﻬﺪًا ﻣﻨﺬ »ﻋﻠﻲ«؟ ﺰل ﺮب ِﺻ ﻨ ْ ُﻮ اﻷﻋ ِ ﻓ ﻜ ﻤ ﱡﻲ اﻟ ﺤ ِ وﻟ ﺴ ﺎﻧ ً ﺎ ﻓ ﻲ ﺟ ﻬ ﺎد اﻟ ﻤ ﺒ ِﻄ ﻞ ﻓ ﺈذا أﻧ ﺘ ﻢ ﺑُ ﺪو ُر اﻟ ﻬ ﻴ ﻜ ِﻞ ﺳ ﺆددٍ ﻣ ﺤ ٍﺾ وﻧ ُ ﺒْ ٍﻞ أﻣ ﺜ ِﻞ ﻋ ﺰ ُﻣ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟ ﺤ ﱢﻖ ﻋ ﺰ ُم اﻟ ﺮﺳ ِﻞ ﺑ ﺤِ ﻤ ﻰ اﻟ ﻠ ِﻪ وﻏ ﺎزي ﻳ ﻌ ﺘ ﻠ ﻲ ﻳَ ﻨ ْ ُﺸ ِﺪ اﻟ ُﻤ ْﻠ َﻚ وﻃ ﻴ ﺪًا ﻳَ ﺒْ ﺬُ ِل ﻓ ﻴ ﻪ أو » ُﻣ ﻨ ﺘ ﺪ ٍَب« ُﻣ ﺨ ﺘ ِﺘ ِﻞ دَﻣَ ﻬ ﻢ ﺣُ ٍّﺮا أﺑ ﻴٍّ ﺎ ﻳ ﻐ ﺘ ﻠ ﻲ دﻧ ِﺲ اﻷرض ﻓ ﻘ ﺎﻟ ﻮا اﻏ ﺘ ﺴ ﻠ ﻲ وإذا اﻟ ﻨ ﺨ ُﻞ ﻛ ﺮﻳ ُﻢ اﻟ ﻤ ﺄﻛ ِﻞ ﺣِ ﻠ ﻴ ُﺔ اﻟ ﺘ ﺎرﻳ ِﺦ ﺑ ﻌ ﺪ اﻟ ﻌَ َ ﻄ ِﻞ ﺪر وﻏ ﺪ َر اﻟ ﱡﺪو َِل دُو َل اﻟ ﻐ ِ
ﻳ ﺎ َﻟ ﻌَ ﻴْ ٍﻦ ﺳ ﻬ ْ ﺮت ﻋ ﻦ ﻓ ﻴ ﺼ ٍﻞ ِ رأت اﻟ ﻐ ﺪ َر ﻓ ﺂذاﻫ ﺎ ،ﻓ ﻬ ﻞ ُﺧ ﻠُ ٌﻖ ﻓ ﻲ اﺑ ﻨ َﻚ »ﻏ ﺎزي« ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ْﻦ ﻟ ﻢ ﻳُ ِﻄ ُﻖ ِﺷ ﺒ ﻠُ َﻚ ﺿ ﻴ ﻤً ﺎ ﺳ ﻴّ ﺪي، ﻗ ﺪ ﻳ ﻜ ﻮن اﻟ ﺤ ﺰ ُم ﻓ ﻲ اﻟ ﻌ ﺰم وﻗ ﺪ ﻏ ﻀ ﺒ ٌﺔ ﻣ ﻦ رﺟ ٍﻞ ﻓ ﻲ أﻣﱠ ٍﺔ ﻣ ﻦ ﻫ ﻔ ﺎ ﻟ ﻠ ﻤ ﺜ ﻞ اﻷﻋ ﻠ ﻰ ﻳ ﺠ ْﺪ أﻳﱡ ﻜ ﻢ ﻳ ﺎ آ َل ﺑ ﻴ ِﺖ اﻟ ﻤ ﺼ ﻄ ﻔ ﻰ ﻻ أُﺣ ﺎﺷ ﻲ ﺑ ﻴ ﻨ ﻜ ﻢ ﻣ ﻦ أﺣ ٍﺪ ﻛ ﱡﻠ ﻜ ﻢ ﻳ ﻨ ﺸ ﺄ ﻗ ﻠ ﺒً ﺎ وﻳ ﺪًا ﻓ ﺘ ﺢ اﻟ ُﺨ ْﻠ ُﺪ ﻟ ﻜ ﻢ ﻫ ﻴ ﻜ َﻠ ُﻪ ﺿ ﱠﻢ ﺟ ﺒ ﺮﻳ ُﻞ ﺟ ﻨ ﺎﺣ ﻴ ﻪ ﻋ ﻠ ﻰ وأﻃ ﺎف اﻟ ﻤ ﻸ َ اﻷﻋ ﻠ ﻰ ﺑ ﻤ ﻦ ﻓ ﻴ ﺼ ٌﻞ ﺷ ﻴّ ﺪ ُﻣ ْﻠ ًﻜ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰ ْل وﺑ ﺸ ﻌ ٍﺐ ﺑ ﺬ َل اﻟ ﺮوحَ ،وﻣ ﻦ ﻟ ﻴ ﺲ ﻣ ﻦ »ﺣ ﺎ ٍم« ﻟ ﻜ ﻴ ٍﺪ ﻳ ﻨ ﺒ ﺮي ْ أﺿ َﺮﻣ ﻮا اﻟ ﻨ ﺎ َر َ وﺻ ﺒّ ﻮا ﻓ ﻮﻗ ﻬ ﺎ ﺻ ﻬ ﺮوا اﻷﻏ ﻼ َل واﻧ ﺼ ﺎﻋ ﻮا إﻟ ﻰ وإذا دﺟ ﻠ ُﺔ ﻋ ﺬبٌ ِوردُﻫ ﺎ وإذا ﺑ ﻐ ﺪا ُد ِﻣ ﻤّ ﺎ ازدﻫ ْ ﺮت ووﻗ ﺎﻫ ﺎ اﻟ ﻠ ﻪُ ،واﻟ ﻌ ﻮ ُن ﺑ ِﻪ،
١٩٣٣
193
وِر ٌد ﻳﻐﻴﺾ وﻫﺠﺮة ﺗﺘﺪﻓﻖ رﺛﺎء املﺮﺣﻮم ﻣﻮﳻ ﻛﺎﻇﻢ ﺑﺎﺷﺎ اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ
وﺟ ُﻪ اﻟﻘﻀﻴّ ِﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺎد َك ُﻣﺸ ِﺮ ُق ﻟ ّﻠ ِﻪ ﻗ ﻠ ﺒُ َﻚ ﻓ ﻲ اﻟ ﻜ ﻬ ﻮﻟ ﺔ إﻧ ّ ُﻪ ﻗ ﻠ ﺐٌ وراءَ اﻟ ﺸ ﻴ ِﺐ ُﻣ ﺘﱠ ﻘ ُﺪ اﻟ ﱢ ﺼﺒﺎ أﻗﺪﻣ َﺖ ﺣﺘﻰ ﻇ ﱠﻞ ﻳﻌﺠﺐ واﺟﻤً ﺎ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﺜ ﻤ ﺎﻧ ﻮن اﻟ ﺘ ﻲ و َّﻓ ﻴْ ﺘَ ﻬ ﺎ ﻟ ﻜ ْﻦ ﺳ ﺒ ﻘ َﺖ ﺑ ﻬ ﺎ ،ﻓ ﻤ ﺎ ﻟ ﻤ ﻘ ّ ﺼ ٍﺮ َﻏ ﻤﱠ ْﺮﺗَ ﻬ ﺎ ﻛ ﺎﻟ ﺪوح ،ﻇ ﺎﻫ ُﺮ ﻋُ ﻮ ِد ِه
وﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎد َك ﻣﻦ وﻗﺎر َك روﻧ ُﻖ ﺗ ﺮك اﻟ ﺸ ﺒ ﻴ ﺒ َﺔ ﻓ ﻲ ﺣ ﻴ ﺎءٍ ﺗُ ﻄ ِﺮ ُق ﻛ ﺎﻟ ﺠ ﻤ ﺮ ﺗ ﺤ ﺖ رﻣ ﺎده ﻳَ ﺘ ﺤ ﱠﺮق ﺟ ﻴ ٌﺶ ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎ ِم ﺣ ﻮﻟ َﻚ ُﻣ ﺤ ﺪِق ﻓ ﻲ ﻧ ﺼ ﻔ ﻬ ﺎ ﻋ ﺬ ٌر ﻟ ﻤ ﻦ ﻻ ﻳ ﻠ ﺤ ﻖ ﺳ ﺒ ﺐٌ ﻟ ﻤ ﻌ ﺬر ٍة ﺑ ﻪ ﻳ ﺘ ﻌ ﱠﻠ ﻖ ُ ﻮرق ﺻ ْﻠ ﺐٌ وﻣ ﺎ ﻳ ﻨ ﻔ ّﻚ َﻏ ٍّﻀ ﺎ ﻳُ ِ
∗∗∗
وﻃﻨﻲ أﺧﺎف ﻋﻠﻴ َﻚ ﻗﻮﻣً ﺎ أﺻﺒﺤﻮا ﺎق ﻓ ﺈﻧ ّ ُﻪ ﻻ ﺗ ﻔ ﺘ ﺤ ﻮا ﺑ ﺎبَ اﻟ ﱢﺸ ﻘ ِ واﻟﻠ ِﻪ ﻻ ﻳُﺮﺟﻰ اﻟﺨ ُ ﻼص وأﻣ ُﺮﻛﻢ أﻳ ﻦ اﻟ ﺼ ﻔ ُ ﻮف ﺗَ ﻨ ّﺴ ﻘ ْﺖ ﻓ ﻜ ﺄﻧ ﻤ ﺎ أﻳ ﻦ اﻟ ﻘ ﻠ ﻮبُ ﺗ ﺄ ّﻟ ﻔ ْﺖ ﻓ ﺘ ﺪاﻓ ﻌ ْﺖ أﻳﻦ اﻷﻛ ﱡ ﻒ ﺗﺼﺎﻓﺤﺖ وﺗﺴﺎﺟﻠ ْﺖ ُ ﻮادث أُﻣﱡ ﻬ ﺎ أﻣّ ﺎ اﻟ ﺰﻋ ﺎﻣ ُﺔ ﻓ ﺎﻟ ﺤ
ﻳ ﺘ ﺴ ﺎءﻟ ﻮن :ﻣَ ِﻦ اﻟ ﺰﻋ ﻴ ُﻢ اﻷﻟ ﻴ ُﻖ؟ ﺑ ﺎبٌ ﻋ ﻠ ﻰ ُﺳ ﻮد اﻟ ﻌ ﻮاﻗ ِﺐ ُﻣ ﻐ َﻠ ُﻖ ﻓﻮﺿﻰ ،وﺷﻤ ُﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ُﻣﻤ ﱠﺰق ﻫﻲ ﺣﺎﺋ ٌ ﻮان وﺧﻨﺪق؟ ﻂ دون اﻟﻬ ِ ﺗﻐﺸﻰ اﻟﻠﻬﻴﺐَ ،وﻛ ﱡﻞ ﻗﻠ ٍﺐ ﻓﻴﻠﻖ؟ ﺗﺒﻨﻲ وﺗﺼﻨﻊ ﻟﻠﺨﻼص وﺗُﻨﻔﻖ؟ ﺗُﻌْ َ ﻄ ﻰ ﻋ ﻠ ﻰ َﻗ ﺪ ِْر اﻟ ﻔ ﺪاءِ وﺗُﺮ َزق
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
∗∗∗
وﺳ ﻤ ﺎﺋ ﻬ ﺎ ،إﻧ ّ ﻲ ﻋ ﻠ ﻴ ﻚ َﻟ ﻤ ﺸ ﻔِ ﻖ ِو ْر ٌد ﻳ ﻐ ﻴ ﺾ وﻫِ ﺠ ﺮ ٌة ﺗ ﺘ ّ ﺪﻓ ﻖ أم زﻓ ﺮ ٌة ،أم ﻋَ ﺒ ﺮ ٌة ﺗ ﺘ ﺮﻗ ﺮق؟ ِﺳﺤ ًﺮا ،وﺣﺠّ ﺘَﻬﺎ اﻟﻀﺤﻰ ﻳﺘﺄ ّﻟﻖ! ﻓﻬﻨﺎك أﺿﻴ ُﻊ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻤﻨﻄﻖ
ﻳﺎ اﺑ َﻦ اﻟﺒﻼدِ ،وأﻧ َﺖ ﺳﻴّ ُﺪ ِ أرﺿﻬﺎ اﻧ ﻈ ْﺮ ﻟ ﻌ ﻴ ﺸ َﻚ ﻫ ﻞ ﻳ ﺴ ّﺮ َك أﻧ ّ ُﻪ ﻣ ﺎذا ﻳ ﺮ ّد اﻟ ﻈ ﻠ َﻢ ﻋ ﻨ َﻚ ،أﺣ ﺴ ﺮ ٌة أم ﺑ ﺜ ﱡ َﻚ اﻟ ﺸ ﻜ ﻮى ﺗ ﻈ ّﻦ ﺑ ﻴ ﺎﻧ َ ﻬ ﺎ ﺄن إذا ُ ﻻ ﺗﻠﺠ ﱠ ﻇ ِﻠ ﻤْ َﺖ ﻟ ﻤ ﻨ ﻄ ٍﻖ
∗∗∗
أﻓﻀﻰ اﻟﺮﺋﻴ ُﺲ إﻟﻰ ﻇﻼل ﻧﻌﻴﻤ ِﻪ ﻮن ،وروﺣُ ُﻪ آﺛ ﺎ ُره ﻣ ﻞءُ اﻟ ﻌ ﻴ ِ
وارﺗ ﺎح ﻗ ﻠ ﺐٌ ﺑ ﺎﻟ ﻘ ﻀ ﻴّ ﺔ ﻳ ﺨ ﻔ ﻖ ﺪور ،وذﻛ ُﺮه ﻻ ﻳَ ﺨ ﻠُ ﻖ ﻣ ﻞءُ اﻟ ﺼ ِ ﻧﴩت ﰲ ١٩٣٤ / ٥ / ٦
196
أﻃﻠﻘﻲ ذاك اﻟﻌﻴﺎرا ﰲ ذﻛﺮى وﻓﺎة اﻟﴩﻳﻒ ﺣﺴني
»… وﺗﻮﻛﻞ اﻟﴩﻳﻒ ﻋﲆ ﷲ ،وﻧﻬﺾ ﰲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎن ﺳﻨﺔ ١٣٣٤ه ٢/ﺣﺰﻳﺮان ﺳﻨﺔ ،١٩٢٢ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺠﺮ وﺑﻴﺪه ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ أﻃﻠﻘﻬﺎ ﻃﻠﻘﺔ واﺣﺪة ﻛﺎن ﻟﺪوﻳﻬﺎ ﺻﺪى ﰲ ﺟﺪة واﻟﻄﺎﺋﻒ واملﺪﻳﻨﺔ …« ﻣﻠﻮك اﻟﻌﺮب ﻟﻠﺮﻳﺤﺎﻧﻲ :ج١ ١ َﻗﺪْكِ ﺿﻴﻤً ﺎ واﺻﻄﺒﺎرا أﻃ ﻠ ﻘ ﻲ ذا َك اﻟ ﻌِ ﻴ ﺎرا ﻳُ ﻄ َﻠ ﺐُ اﻟ ﻌ ﱡﺰ اﺑ ﺘ ﺪارا ﻳُﺪ َرك اﻟﻤﺠ ُﺪ اﻗﺘﺴﺎرا أﻃ ﻠ ﻘ ﻲ ذا َك اﻟ ﻌ ﻴ ﺎرا ﺣ ّ ﻄﻤﻲ اﻟﻘﻴ َﺪ اﻟﺜﻘﻴﻼ وارﻛﺒﻲ اﻟﻬﻮ َل ﺳﺒﻴﻼ ﻋ ﺎش ﻳ ﺎ ﻧ ﻔ ُﺲ ذﻟ ﻴ ﻼ ﺑ ﻚِ ﻣ ﻦ ﻛ ﺎن ﺑ ﺨ ﻴ ﻼ أﻃ ﻠ ﻘ ﻲ ذا َك اﻟ ﻌ ﻴ ﺎرا دﺑﱢ ﺮي اﻷﻣ َﺮ ﻧ ﻬ ﺎرا واﻃﻠﺒﻲ اﻟﺤ ﱠﻖ ِﺟﻬﺎرا واﻫﺒﻄﻲ اﻟﻬﻴﺠﺎءَ دارا ذ ﱠل ﻣ ﻦ ﻳُ ﻐ ﻔِ ﻞ ﺛ ﺎرا
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
أﻃ ﻠ ﻘ ﻲ ذاك اﻟ ﻌ ﻴ ﺎرا ﺎل ﺎق اﻟ ﺮﺟ ِ ﺎل ﻛ ﻴ ﻒ ﻣ ﺎﻟ ﺖ ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﺒ ِ ﻳ ﺎ ﻷَﻋ ﻨ ِ ﻓﻬﺎكِ أﺷﺒﺎﻟﻲ وﻣﺎﻟﻲ وﻋ ﺘ ﺎدي ﻟ ﻠ ﻘ ﺘ ﺎل أﻃ ﻠ ﻘ ﻲ ذاك اﻟ ﻌ ﻴ ﺎرا أَﻋْ ﻨ َ َﻘ ْﺖ ﺗﺴﺮي اﻧﺘﺸﺎرا ﻓ ﻜ ﺮ ٌة ﺗ ﺤ ﻤ ُﻞ ﻧ ﺎرا ﺗﻬﺒ ُ ﻂ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐَ ﻗ ﺮارا ﺗُﻠﻬﺐُ اﻟﺼﺪ َر اﺳﺘﻌﺎرا أﻃ ﻠ ﻘ ﻲ ذاك اﻟ ﻌ ﻴ ﺎرا ﺑ ﺰﻧ ﺎدٍ ﻓ ﻄ ﻮا ُه ﻋ ﻠ ﻘ ْﺖ ﺛ َ ﱠﻢ ﻳ ﺪا ُه ﺛ ﻢ رد َ ﱠدن ﺻ ﺪاه أﺿ ﺮم اﻟ ِﺒ ﻴ َﺪ ﺳ ﻨ ﺎ ُه أﻃ ﻠ ﻘ ﻲ ذاك اﻟ ﻌ ﻴ ﺎرا
٢ ﺎل أﺛ ﺎرا اﻧ ﻈ ﺮي ﻳ ﻮ َم أﻏ ﺎرا أيﱠ أﺑ ﻄ ٍ أيﱠ ﻛ ﺎﺳ ٍ ﺎت أدارا ﺑﻴﻦ ﺻﺮﻋﻰ ُ وﺳﻜﺎرى أﻃ ﻠ ﻘ ﻲ ذاك اﻟ ﻌ ﻴ ﺎرا اﺣ ﺸ ﺪي اﻟ ﺒ ﻴ َﺪ أُﺳ ﻮدا واﻣ ﻠ ﺌ ﻲ اﻟ ﺸ ﺎ َم ﺣ ﻘ ﻮدا ووﻋ ﻮدًا وﻋ ﻬ ﻮدًا وﺑُ ﻨ ﻮدًا وﺑ ﻨ ﻮدا أﻃ ﻠ ﻘ ﻲ ذاك اﻟ ﻌ ﻴ ﺎرا اﻟ ﻤ ﻨ ﺎﻳ ﺎ ﺗ ﺘ ﺒ ﺎرى واﻷﻣ ﺎﻧ ﱠﻲ اﻟ ﻜ ﺒ ﺎرا َ َ ﻃﺒﱢﻘﻲ اﻷرض اﻧﺘﺼﺎرا واﻋ ﺘ ﺰا ًزا واﻓ ﺘ ﺨ ﺎرا أﻃ ﻠ ﻘ ﻲ ذاك اﻟ ﻌ ﻴ ﺎرا ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﺴ ﻴ ﻦ ﺑ ِﻦ ﻋ ﻠ ﱢﻲ اﻏ ﺪري ﻏ ﺪ َر اﻟ ﻘ ﻮيﱢ ﻟ ﺴ ِﺖ ﺑ ﺎﻟ ﺨ ﱢﻞ اﻟ ﻮﻓ ﱢﻲ ﻟ ﻠ ﺤ ﻠ ﻴ ﻒ اﻟ ﻌ ﺮﺑ ﱢﻲ ﻓ ﺎﻣ ﻠ ﺌ ﻲ اﻟ ﺘ ﺎرﻳ ﺦ ﻋ ﺎرا ﻓ ﺎﻃ ﻠ ﺒ ﻲ اﻟ ﻌ ﱠﺰ اﺑ ﺘ ﺪارا أﻣﱠ ﺘ ﻲَ ،ﻗ ﺪْكِ اﺻ ﻄ ﺒ ﺎرا 198
أﻃﻠﻘﻲ ذاك اﻟﻌﻴﺎرا
وﺧﺬي اﻟﻤﺠ َﺪ اﻗﺘﺴﺎرا ﻫﺎﺟﻨﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ادّﻛﺎرا أﻃ ﻠ ﻘ ﻲ ذاك اﻟ ﻌ ﻴ ﺎرا ﻧﴩت ﰲ ١٩٣٤ / ٦ / ١١
199
اﻟﺸﻬﻴﺪ
ﻋﺒﺲ اﻟﺨﻄﺐُ ﻓﺎﺑﺘﺴ ْﻢ راﺑ َ ﺄش واﻟ ﻨ ﱡﻬ ﻰ ﻂ اﻟ ﺠ ِ ﺎل اﻷذى وﻟ ﻢ ﻟ ﻢ ﻳُ ﺒ ِ ﻧ ﻔ ُﺴ ﻪ ﻃ ْﻮ ُع ﻫ ﻤّ ٍﺔ ﺰاﺟ ﻬ ﺎ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻓﻲ ﻣ ِ َ ﺗﺠﻤ ُﻊ اﻟﻬﺎﺋﺞَ اﻟﺨِ ﻀ ﱠﻢ و َْﻫ َﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻔﺪاءِ وﻣ ﻦ اﻟ ﺤ ﱢﻖ ﺟ ﺬْو ٌة
وﻃﻐﻰ اﻟﻬﻮ ُل ﻓﺎﻗﺘﺤ ْﻢ ﺛ ﺎﺑ َﺖ اﻟ ﻘ ﻠ ِﺐ واﻟ ﻘ ﺪم ﻳَ ﺜ ْ ِﻨ ﻪ ﻃ ﺎرئ ُ اﻷﻟ ﻢ وﺟ ﻤ ْﺖ دوﻧ َ ﻬ ﺎ اﻟ ِﻬ ﻤ ﻢ ﺑ ﺎﻷﻋ ﺎﺻ ﻴ ِﺮ واﻟ ﺤُ ﻤ ْﻢ إﻟ ﻰ اﻟ ﺮاﺳ ﺦ َ اﻷﺷ ْﻢ وﻣ ﻦ ﺟ ﻮْﻫ ِﺮ اﻟ ﻜ ﺮم ﻟ ﻔ ﺤُ ﻬ ﺎ ﺣ ﱠﺮ َر اﻷُﻣ ﻢ
∗∗∗
ﺳﺎ َر ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﻌُ ﻠﻰ ﻳ ﻄ ُﺮ ُق اﻟ ُﺨ ْﻠ َﺪ ﻣ ﻨ ﺰﻻ ﻻ ﻳ ﺒ ﺎﻟ ﻲُ ،ﻣ ﻜ ﺒﱠ ﻼ ﻧ ﺎﻟ ﻪ أ ْم ُﻣ ﺠَ ﺪﱠﻻ َﻓ ﻬْ ﻮ رﻫ ٌﻦ ﺑ ﻤ ﺎ ﻋ ﺰ ْم رﺑّ ﻤ ﺎ ﻏ ﺎ َﻟ ُﻪ اﻟ ﱠﺮدى و َْﻫﻮ ﺑﺎﻟﺴﺠ ِﻦ ُﻣﺮﺗﻬَ ﻦ ﻣ ﻦ ﺣ ﺒ ﻴ ٍﺐ وﻻ َﺳ َﻜ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳُ ﺸ ﻴﱠ ْﻊ ﺑ ﺪﻣ ﻌ ٍﺔ درجَ اﻟ ﺘﱡ ﺮا بَ ﺳ ﻠ ﻴ ﺒً ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﻜ ﻔ ْﻦ ُرﺑّ ﻤ ﺎ أ ُ ِ ﻟ ﺴ َﺖ ﺗ ﺪري ﺑ ﻄ ﺎﺣُ ﻬ ﺎ ﻏ ﻴﱠ ﺒ ﺘْ ُﻪ أ َ ِم اﻟ ُﻘ ﻨ ﻦ ﻻ ﺗ ﻘ ْﻞ أﻳ ﻦ ﺟ ﺴ ُﻤ ُﻪ واﺳ ُﻤ ﻪ ﻓ ﻲ ﻓ ﻢ اﻟ ﺰﻣ ﻦ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻻحَ ﻓﻲ َﻏﻴْﻬ ِﺐ اﻟﻤﺤ ْﻦ ِن ،ﻓﻤﺎ ﺗﻌ ُ ﺮف اﻟﻮﺳﻦ ِب ،ﻓﻤﺎ ﺗﻌ ُ ﺮف اﻟ ﱠﻀ َﻐﻦ
إﻧ ﻪ ﻛ ﻮﻛ ﺐُ اﻟ ﻬ ﺪى أَرﺳ َﻞ اﻟﻨ ﱡﻮ َر ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻮ ورﻣﻰ اﻟﻨﺎ َر ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻮ
∗∗∗
أيﱡ وﺟ ٍﻪ ﺗَ ﻬ ّﻠ ﻼ ﻳَ ِﺮ ُد اﻟ ﻤ َ ﻮت ُﻣ ْﻘ ِﺒ ﻼ ﺻ ﻌﱠ ﺪ اﻟ ﱡﺮوحَ ُﻣ ِ ﺮﺳ ﻼ ﻟ ﺤ ﻨ َ ﻪ ﻳُ ﻨ ْ ِﺸ ُﺪ اﻟ ﻤ ﻼ أﻧ ﺎ ﻟ ّﻠ ﻪ واﻟ ﻮﻃ ْﻦ ﻧﴩت ﰲ ١٩٣٤ / ٦ / ١٨
202
إﱃ اﻷﺣﺮار
ﻗﺮر اﻟﺰﻋﻤﺎء اﻟﻌﺮب ﰲ ﻓﻠﺴﻄني اﻟﺨﺮوج ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ أﺳﺒﻮع ﺑﻤﻈﺎﻫﺮة ﺳﻠﻤﻴﺔ ﺗﻌﻠﻦ ﰲ املﺪن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى ،ﻓﺄﻟﻘﺖ اﻟﴩﻃﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻟﺰﻋﻤﺎء اﻟﻌﺮب ،واﻋﺘﱪﺗﻬﻢ ﻣﺴﺆوﻟني ﻋﻦ ﻫﺬه املﻈﺎﻫﺮات ،وﺳﺎﻗﺘﻬﻢ إﱃ املﺤﺎﻛﻤﺔ .ﺛﻢ ﺻﺪر ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ أو ﺗﻮﻗﻴﻊ اﻟﻜﻔﺎﻻت؛ ﻓﻮﻗﻌﻮا ﻛﻠﻬﻢ إﻻ املﺮﺣﻮم اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر املﻈﻔﺮ اﻟﺬي ﻓﻀﻞ اﻟﺴﺠﻦ ﻋﲆ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ. أﺣ ﺮا َرﻧ ﺎ! ﻗ ﺪ ﻛ ﺸ ﻔ ﺘ ﻢ ﻋ ﻦ )ﺑ ﻄ ﻮﻟ ﺘ ﻜ ﻢ( أﻧ ﺘ ﻢ رﺟ ﺎ ُل ﺧ ﻄ ﺎﺑ ٍ ﺎت ُﻣ ﻨ ﻤﱠ ﻘ ٍﺔ وﻗ ﺪ ﺷ ﺒ ﻌ ﺘ ﻢ ﻇ ﻬ ﻮ ًرا ﻓ ﻲ ) ُﻣ ﻈ ﺎﻫ ﺮةٍ( ﻀ ﻜ ﻢ ﺧ ﻄ ﺄً ﺮح ﺑ ﻌ ُ وﻟ ﻮ أﺻ ﻴ ﺐ ﺑ ﺠ ٍ ﺑ ﻞ ﺣ ﻜ ﻤ ُﺔ اﻟ ﻠ ِﻪ ﻛ ﺎﻧ ﺖ ﻓ ﻲ ﺳ ﻼﻣ ﺘ ﻜ ﻢ
ﻏ ﻄ ﺎءﻫ ﺎ ﻳ ﻮ َم ﺗ ﻮﻗ ﻴ ِﻊ اﻟ ﻜ ﻔ ِ ﺎﻻت … ﻛ ﻤ ﺎ ﻋ ﻠ ﻤ ﻨ ﺎ ،وأﺑ ﻄ ﺎ ُل )اﺣ ﺘ ﺠ ﺎﺟ ﺎت( )ﻣ ﺸ ﺮوﻋ ٍﺔ( وﺳ ﻜ ﺮﺗ ﻢ ﺑ ﺎﻟ ﻬ ﺘ ﺎﻓ ﺎت ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ،إذًا ﻟ ﺮﺗ ﻌ ﺘ ﻢ ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﻔ ﺎوات ﻷﻧ ﻜ ﻢ ﻏ ﻴ ُﺮ أﻫ ٍﻞ ﻟ ﻠ ﺸ ﻬ ﺎدات
∗∗∗
أﺿﺤ ْﺖ ﻓﻠﺴﻄﻴ ُﻦ ﻣﻦ ﻏﻴ ٍﻆ ﺗﺼﻴﺢ ﺑﻜﻢ: ذاك اﻟ ﺴ ﺠ ﻴ ُﻦ اﻟ ﺬي أﻋ ﻠ ﻰ ﻛ ﺮاﻣ ﺘَ ُﻪ
َﺧ ﱡﻠ ﻮا اﻟ ﻄ ﺮﻳ َﻖ ﻓ ﻠ ﺴ ﺘ ﻢ ﻣ ﻦ رﺟ ﺎﻻﺗ ﻲ ﻓ ﺪاؤه ﻛ ﱡﻞ ُ ﻃ ﱠﻼ ِب اﻟ ﺰﻋ ﺎﻣ ﺎت ) ١٩٣٤ / ٧ / ٧وﻧﴩت ﰲ (١٩٣٤ / ٧ / ١٠
ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻣﻬﺪ اﻟﺸﻬﺪاء
ﻛﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﰲ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ املﺠﺎورة ﻳﺮون اﻟﺜﺮاء اﻟﺰاﺋﻒ اﻟﺬي ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﻪ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎﴎة وﺑﺎﻋﺔ اﻷراﴈ اﻟﻌﺮب؛ ﻓﺘﻌﻤﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻤﺎ وراء ﻫﺬه اﻟﺒﻴﻮع ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺳﻴﺤﻞ ﺑﻔﻠﺴﻄني. إﺧ ﻮاﻧ َ ﻨ ﺎ أﻫ ﻞ اﻟ ﻮﻓ ﺎ ِء ﻣ ْﻦ ﻛ ّﻞ ُﻗ ْ ﻄ ٍﺮ ﺑ ﺎﻟ ﻌُ ﺮو أﺣ ﺒ ﺎﺑَ ﻨ ﺎ ﻻ ﺗُ ﺨ ﺪَﻋ ﻮا ﻟ ﻴ ﺴ ْﺖ ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ُﻦ اﻟ ﺮﺧ ﻴﱠ ُﺔ ﺿ ْﺖ ﻟ ﻜ ﻢ ﺧ ﻠ َ ﻋُ ِﺮ َ ﻒ اﻟ ﱡﺰﺟ ﺎ ﻫ ﻴ ﻬ ﺎت ذﻟ َﻚ ﱠ إن ﻓ ﻲ ﻓ ﻴ ِﻪ اﻟ ﺮﺣ ﻴ ُﻞ ﻋ ﻦ اﻟ ﱡﺮﺑ ِﻮ ﻓ ﺎﻟ ﻴ ﻮم أﻣ ﺮحُ ﻛ ﺎﺳ ﻴً ﺎ وأﺿ ﻌْ ُﺖ ﺻ ﺎدﻗ ﺔ اﻟ ﺮﺟ ﺎءَ ﻣَ ﻦ ذا أﻟ ﻮ ُم ﺳ ﻮى ﺑ ﻨ ﻲ
أﻫ َﻞ اﻟ ﻤ ﻮ ﱠد ِة واﻟ ﻮﻻءِ ﺑَ ﺔ ذي ازدﻫ ٍﺎر وازدﻫ ﺎءِ ﻋ ﻨ ﺎ ﺑ ﻈ ﺎﻫ ﺮ ِة اﻟ ﱠﺮﺧ ﺎءِ … ﻏ ﻴْ َﺮ ﻣ ﻬ ٍﺪ ﻟ ﻠ ﱠﺸ ﻘ ﺎءِ ِج ﺗ ﻤ ﻴ ُﺲ ﻓ ﻲ ﺣ ﻠ ﻞ اﻟ ﺒ ﻬ ﺎءِ ﺑَ ﻴْ ِﻊ اﻟ ﺜ ﱠ ﺮى َﻓ ْﻘ َﺪ اﻟ ﺜ ﱠ ﺮاءِ ع ﻏ ﺪًا إﻟ ﻰ وادي اﻟ ﻔ ﻨ ﺎءِ وﻏ ﺪًا ﺳ ﺄُﻧ ﺒ ﺬ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﺮاءِ ﻓ ﺄﻳ َﻦ ﻛ ﺎذﺑ ُﺔ اﻟ ﺮﺟ ﺎءِ وﻃ ﻨ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ ﻫ ﺬا اﻟ ﺒ ﻼءِ
∗∗∗
ِﻟ ْﻠ ﺤَ ﱢﻖ َﺳ ْ ﻄ ٌﺮ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤ ﺎ ﻗ ﱢﻠ ﺐْ ﺻ ﺤ ﺎﺋ َﻔ ﻬ ﺎ ﻳُ ِﻄ ﱡﻞ ﻟ ﻠ ﺨ ﺎﻣ ﻠ ﻴ ﻦ ﻧ ﺒ ﺎﻫ ٌﺔ
ﻓ ِﺘ ﻨ ﺎ وﻟ ﻠ ﺘﱠ ْﻀ ﻠ ﻴ ِﻞ ﻧ ﻬ ُﺮ ﻋ ﻠ ﻴ َﻚ ﺑ ﻬ ﺘ ﺎ ٌن ُ وﻫ ﺠْ ُﺮ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ وﻟ ﻸﻏ ﻤ ﺎر ذِ ﻛ ُﺮ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻫ ﺬا ﻳُ ﻘ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟ ﱠﺰ ِﻋ ﻴ ـ وﻫ ﻨ ﺎك ِﺳ ﻤ ﺴ ﺎ ُر اﻟ ِﺒ ﻼ ﻓ ﺎﻟ ﻤ ﺪحُ ﻣ ﺜ ُﻞ اﻟ َﻘ ﺪ ِْح ﺗَ ْﻀ ـ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﺼ ﺤ ﺎﻓ ُﺔ »ﻛ ﻴ ﻤ ﻴ ﺎ ﺗَ َﺪ ُع اﻟ ﻜ ﺮاﻣ َﺔ و َْﻫ ﻲ َﻫ ْﺰ أﻳ ﻦ اﻟ ﺼ ﺤ ﺎﻓ ﱡﻲ اﻟ ﱠ ﺼ ﺮي ُ ﺻ ْﻠ ﺐٌ ﻓ ﻼ ُﻗ ﺮﺑ ﻰ ﺗَ ﻤ ﻴ ـ
ـ ُﻢ … ﻛﻤﺎ ﻳُﻘﺎل ﻟﺬا َك ﺣُ ﱡﺮ … دِ ،ﻓ ﺈﻧ ﻪ اﻟ ﺸ ﻬ ُﻢ اﻷﻏ ّﺮ ـ ﻤَ ﻨ ُ ُﻪ ﻟ ﻬ ﻢ ُﺧ ْﻀ ٌﺮ وﺣُ ﻤْ ﺮ ءُ« ،ﻟ ﻬ ﺎ ﺑ ﺨ ﻠ ﻖ اﻟ ﻠ ِﻪ ِﺳ ّﺮ ٌل ،واﻟ ﻤ ﺮوءة ْ وﻫ ﻲ ُﺳ ْﺨ ﺮ حُ ،ﺗ ﺮا ُه ﻳُ ﻌ ﻠ ﻦ ﻣ ﺎ ﻳُ ِﺴ ّﺮ؟ ـ ُﻞ ﺑ ﻪ ،وﻻ ﻣ ﺎ ٌل ﻳَ ُﻐ ّﺮ
∗∗∗
ـ َﻦ ،وﻧﺤﻦ ﻧﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻪ َﺳ ِﺔ ،ﻛ ﺎﻟ ﱠﺮﻗ ﻴ ﻖ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨ ﱠ ﺨ ﺎﺳ ْﻪ ـ َﺮ َةُ ،ﻛ ﱠﻦ ﻣَ ﺠْ َﻠ ﺒَ َﺔ اﻟ ﺘّ ﻌ ﺎﺳ ﻪ دِ ،وأﻧ َﺖ ﺗُ َ ﺆﺧ ﺬ ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﻤ ﺎﺳ ﻪ؟ ِﻣ َﻚ ﻳ ﺨ ﻠ ﺒ ﻮﻧ َﻚ ﺑ ﺎﻟ ﻜ ﻴ ﺎﺳ ﻪ؟ ﻣ ﻨ ﻬ ﻢ ﺑ ﻬ ﺎﻻت اﻟ ﻘ ﺪاﺳ ْﻪ ﺟ ُﻞ اﻟ ﻤ ﻮ ﱠﻛ ﻞ ﺑ ﺎﻟ ﺤِ ﺮاﺳ ﻪ! ﺎص اﻟ ﺮﺋ ﺎﺳ ﻪ ﻛ ﱡﻞ ﻗ ﻨ ّ ِ دِ ،وﻣ ﺎ إﻟ ﻴ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟ ﺨ ﺴ ﺎﺳ ﻪ ﺋ ﺪِ( ﻓ ﺎﻟ ﻨ ﺠ ﺎﺳ ُﺔ ﻟ ﻠ ﻨ ﺠ ﺎﺳ ﻪ
ﻼل اﻟ ﻐ ﺎﺻ ﺒ ﻴ ـ ﻣ ﻨ ﺬ اﺣ ﺘ ِ ﺷ ﺄ ُن اﻟ ﻀ ﻤ ﻴ ِﺮ ﻣ ﻊ اﻟ ﱢﺴ ﻴ ﺎ ﻣَ ّﺮ ْت ﻋ ﻠ ﻴ ﻨ ﺎ ﺳ ﱠﺖ ﻋَ ْﺸ ـ ﻓ ﺈﻟ ﻰ ﻣ ﺘ ﻰ ﻳ ﺎ اﺑ َﻦ اﻟ ِﺒ ﻼ وإﻟ ﻰ ﻣ ﺘ ﻰ )زﻋ ﻤ ﺎءُ( َﻗ ْﻮ وﻟ ﻜ ﻢ أﺣَ ْ ﻄ ﻨ َ ﺎ ﺧ ﺎﺋ ﻨ ً ﺎ وﻟ ﻜ ﻢ أﺿ ﺎع ﺣ ﻘ َ ﻮﻗ ﻨ ﺎ اﻟ ﱠﺮ واﻟ ﻠ ِﻪ ﻟ ﻴ ﺲ ﻫ ﻨ ﺎك ﱠإﻻ ﺗ ﺄﺗ ﻴ ِﻪ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴ ِﻊ اﻟ ﺒ ﻼ وإذا اﺗّ ﻘ ﺎ َك )ﻓ ﺒ ﺎﻟ ﺠﱠ ﺮا
١٩٣٤ / ١٠ / ١٩ )واﻟﻘﻄﻌﺔ اﻷﺧرية ﻣﺆرﺧﺔ .(١٩٣٤ / ١٠ / ٨
206
ﻣﴫع ُﺑﻠ ُﺒﻞ
ﺣﻜﺎﻳﺔ رﻣﺰﻳﺔ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻮاﻗﻊ ﰲ ﺣﻴﺎة املﺪن اﻟﻜﱪى ﺣني ﻳﺪﺧﻞ ﻏﻤﺎرﻫﺎ اﻟﺸﺎب ﻗﺎدﻣً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪة اﻟﺼﻐرية أو اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ … ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﺗﺨﻠﺐ ذﻟﻚ اﻟﺸﺎب ﺑﺰﺧﺮﻓﻬﺎ، وﻓﻨﻮن ﻟﻬﻮﻫﺎ ،وأﻟﻮان ﻋﺒﺜﻬﺎ ،ﺗﺠﺘﺬﺑﻪ ﻓريﺗﻤﻲ ﺑني أﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ،وﻳﻠﻘﻲ ﺑﻘﻴﺎده إﻟﻴﻬﺎ ﻓﺘﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﰲ ﻣﺰاﻟﻖ اﻟﻀﻼل ﻛﻞ ﻣﺬﻫﺐ. ﺛﻢ ﺗُﺴﻔﺮ ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻦ وﺟﻪ ﻛﺎﻟﺢ ،وﺗﻨﻘﺸﻊ ﻧﺸﻮﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﺻﺤﻮ ﻣﴣ أواﻧﻪ … ﻓﺈذا ﻫﻨﺎﻟﻚ إﻓﻼس ﰲ أﺣﺪ ﺛﻼﺛﺔ :ﰲ املﺎل ،أو اﻟﺼﺤﺔ ،أو املﺴﺘﻘﺒﻞ ،وﻛﺜريًا ﻣﺎ أُﻋﻠﻦ اﻹﻓﻼس ﰲ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ،وﻫﻨﺎﻟﻚ اﻟﻔﺎﺟﻌﺔ اﻷﺑﺪﻳﺔ … أﻣﺎ »اﻟﺒﻠﺒﻞ« ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻓﺮﻣﺰ اﻟﺸﺎب املﺨﺪوع ،وأﻣﺎ »اﻟﻮردة« ﻓﱰﻣﺰ إﱃ ﺑﺎﺋﻌﺔ اﻟﻠﻬﻮ واﻟﻌﺒﺚ … وأﻣﺎ »اﻟﺮوض« ﻓﻬﻮ رﻣﺰ اﻟﺤﺎﻧﺔ أو املﻠﻬﻰ. ً روﺿ ﺎ ﻗ َﺪ ٌر ﺳ ﺎﻗ ﻪ ﻓ ﺂوا ُه ﻓ ﺎﺳ ﺘ ﻮى ﻓ ﻮق أﻳ ﻜ ٍﺔ ورﻣ ﻰ ﻋَ ﻴْ ـ وإذا اﻟ ُ ﺮوح ﻃ ﻴ ﺒً ﺎ ﺮوض ﺑ ﻬ ﺠ ُﺔ اﻟ ِ وﻛ ﱠ ﻼل ﺄن اﻟ ﻐ ﺪﻳ َﺮ ﺑ ﻴ ﻦ ﺿ ٍ ﺗ ﻨ ﺤ ﻨ ﻲ ﻓ ﻮﻗ ﻪ ﻛ ﺮاﺋ ُﻢ ذاك اﻟ ﱠﺪ ﻣ ﻄ ﻤ ﺌ ﱞﻦ ﻳ ﺴ ﻴ ُﺮ ِﺗ ﻴ ﻬً ﺎ ،ﻓ ْ ﺈن را ﻫ ﻜ ﺬا ﻳ ﺼ ﺒ ﺢ اﻟ ﺤ ﺒ ﻴ ﺐُ اﻟ ُﻤ ﻌَ ﻨ ﱢ ﻲ وﻣ ﻀ ﻰ اﻟ ﺒ ﻠ ﺒ ُﻞ اﻟ ﻐ ﺮﻳ ﺐُ ﻳ ﻄ ﻮف اﻟ ﱠﺮ راح ﻳ ﺄوي إﻟ ﻰ اﻟ ﻐ ﺼ ﻮن ،وﻟ ﻜ ْﻦ
ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ﻦ ﻃ ﺎر ﻓ ﻴ ﻪ َﻗ ﺒْ ًﻼ وﻏ ﻨ ّ ﻰ ـ ﻨ َ ﻴْ ِﻪ ﻓ ﻴ ﻤ ﺎ ﻫ ﻨ ﺎك ﻳُ ﺴ ﺮى وﻳُ ﻤ ﻨ ﻰ وﻇ ً ﻼﻻ ،وﻓ ﺘ ﻨ ُﺔ اﻟ ﻌ ﻴ ِﻦ ﺣُ ﺴ ﻨ ﺎ ُ وﻫ ﺪًى ﻛ ّﻠ ﻤ ﺎ اﺳ ﺘ ﻮى أو ﺗ ﺜ ﻨ ﱠ ﻰ و ِْح ،ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ اﻟ ﺠَ ﻨ ﻰ ،وﻛ ﻢ ﻳ ﺘ ﺠ ﻨ ﱠ ﻰ َم ﻋَ ﻨ َ َ ﻮر ﺻ ﺪ ْ ّت ﻓ ﺠُ ﻨ ﱠ ﺎ ﺎق اﻟ ﺼ ﺨ ِ ﺑ ﻌ ﺪ ﺣ ﻴ ٍﻦ و َْﻫ ﻮ اﻟ ﻤ ﺤِ ﺐﱡ اﻟ ُﻤ ﻌَ ﻨ ﱠ ﻰ و َ ْض ﺣ ﺘ ﻰ اﻧ ﺰوى ُﻣ ﺤ ﻴﱠ ﺎ اﻟ ﻨ ﻬ ِﺎر ﻛ ﻴ ﻒ ﻳ ﻐ ﻔ ﻮ ُﻣ ﺸ ﱠﺮ ُد اﻷﻓ ﻜ ﺎر؟
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻣ ﻦ ﻓ ﻨ ﻮن اﻷﺛ ﻤ ﺎر واﻷزﻫ ﺎر ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟ ﺮوض ﻓ ﻮق ﻣ ﺎ ﻳ ﺘ ﻤ ﻨ ّ ﻰ ﻏ ﻴ َﺮ ْ روض ﻳ ﺤ ﻠ ﻮ ﺑ ﻼ أﻃ ﻴ ﺎر؟ أن ﻟ ﻴ ﺲ ﻓ ﻴ ﻪ ﻃ ﻴ ٌﺮ ﻳُ ﻐ ﻨ ﱢ ﻲ أيﱡ ٍ وﺳ ْ َ ﺮت ﻓ ﻴ ﻪ ِرﻋ ﺪ ٌة ﺣ ﻴ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳَ ْﻠ ـ ـ َﻖ ﺳ ﻮى دارس ﻣ ﻦ اﻷوﻛ ﺎر ٍ ُت ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ ُﻣ ﺨ ﱠﻀ ﺐَ اﻷﻇ ﻔ ﺎر وﺑ ﻘ ﺎﻳ ﺎ ﻧ ﻮاﻗ ٍﻒ َر َﺧ ﻢ اﻟ ﻤَ ْﻮ أيﱡ ﺧ ﻄ ٍﺐ أﺻ ﺎﺑ ﻜ ْﻢ ﻣ ﻌ ﺸ َﺮ اﻟ ﱠ ﺮار؟ ﻄ ﻴْ ـ ـ ِﺮ؟ وﻣﺎذا ﻓﻲ اﻟﺮوض ﻣﻦ أﺳ ِ ﻃ ﻠ ﻊ اﻟ ﻔ ﺠ ُﺮ ﺑ ﺎﺳ ﻤً ﺎ إﺛ ْ َﺮ ﻟ ﻴ ٍﻞ دوﻧ ﻪ وﺣ ﺸ ًﺔ ﻛ ﻬ ُ ﻮف اﻟ ﻤ ﻨ ﻴﱠ ْﻪ ﻋ ﺎرﻳ ٍ ﺗ ﺘ ﻨ ﱠﺰى أﺷ ﺒ ﺎﺣُ ﻪ ﺻ ﺎﺧ ﺒ ٍ ﺎت ،أﻛ ﱡﻔ ﻬ ﺎ ،دﻣ ﻮﻳﱠ ﻪ ﺎت و ُرﺟ ﻮ ٌم ﺗ ﻔ ﺮي اﻟ ﻐ ﻴ ﻮ َم وﺗ ﻬ ﻮي ﻛ ﱡﻞ َرﺟْ ٍﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﺠ ﺤ ﻴ ﻢ ﺷ ﻈ ﻴﱠ ﻪ ُ ﻮف ﺗ ﺤ ﺪ َ وﺧ ﺴ ٌ ﺑ ﻔ ﻢ اﻟ ﺤ ِ ﻮت ُﻣ ﻨ ِﺬ ًرا ﺑ ﺮزﻳﱠ ﻪ ﱠث اﻟ ﺒ ﺪُر ﻓ ﻴ ِﻪ ذاك ﻟ ﻴ ٌﻞ ﻗ ﻀ ﻰ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺒ ﻠ ﺒ ﻞ اﻟ ﻤ ﻨ ْـ ـ ﻜ ﻮدِ ،ﻟ ﻮﻻ ﻳ ٌﺪ ﺗ ﺼ ﺪ ْ ﱠت ﻋَ ﻠ ﻴﱠ ﻪ ﻣَ ْﻠ َﻜ ٌﺔ ﻋ ُ ﺮﺷ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ﺸ ُ جُ ﺳ ﻨ ﺎﻫ ﺎ ،أَﻋْ ِﻈ ْﻢ ﺑ ﻬ ﺎ ﺷ ﺮﻗ ﻴﱠ ﻪ ﺎرق واﻟ ﺘّ ﺎ أﻧ ﻘ ﺬﺗْ ﻪ ﻓ ﻬ ﺐﱠ ﻳ ﺸ ﺪو َﺷ ﻜ ﻮ ًرا ﻣَ ِﺮﺣً ﺎ ،ﻫ ﺎﺗ ًﻔ ﺎ ﻟ ﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﺘ ﺤ ﻴﱠ ﻪ: ْ ﻣ ﻠ ﻴ ﻜ َﺔ اﻟ ﻨ ﻴّ آﻟ ﻬ َﺔ اﻟ ﻤ ﺸ ِﺮ َﻗ ﻴْ ْﻦ ﺮات ْ اﻟ ﻨ ُ إﻟ ﻴ ﻚِ ﻣ ﺪّوا اﻟ ﻴ ﺪﻳْ ْﻦ ﺮات ﺎس ﻓ ﻲ اﻟ ﻐ ﺎﺑ وأﺣ ﺮﻗ ﻮا ﻓ ﻲ اﻟ ﺼ ﻼ ْة ﻧ ُ ﻀ ﺎ َرﻫ ﻢ واﻟ ﱡﻠ ﺠَ ﻴْ ﻦ ْ ﺎق ﱠﺮﺑ ﻮا اﻷﻋ ﻨ وﻗ ﻰ ﺗُ ْ ﺮاق ﻔ ُزﻟ ﻳ ﺎ ﻟ ﻴ ُﻞ إن اﻟ ﺼ ﺒ ﺎحْ رﻣ ُﺰ ﺣ ﻴ ﺎ ِة اﻟ ﻮرى أﻧ ﻔ ُ ﺎﺳ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒ ﻄ ﺎحْ وروﺣُ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟ ﺬرى أﻓ َ َﺖ اﻷﻗ ﺎحْ ﺎق ﺑ ﻌ ﺪ اﻟ ﻜ ﺮى أﻣ ﺎ رأﻳ ْ ﺎق ﻮﱠع اﻵﻓ وﺿ ْ ﺎق ﺎ أﻓ ﻤ ﻟ ﻫ ﻨ ﺎك راﻋ ﻲ اﻟ ﻐ ﻨ ﻢ ﺟ ﺬﻻ ُن ،ﺣ ﱡﻲ اﻟ ﻔ ﺆا ْد ﻳ ﺮﺗ ﻊ ﺑ ﻴ ﻦ اﻷ َ َﻛ ﻢ ﻳ ﻬ ﻴ ﻢ ﻓ ﻲ ﻛ ﱢﻞ وا ْد واﻟ ﻨ ﺎيُ ﺻ ﺐﱠ اﻟ ﻨ ّ ﻐ ﻢ وﺑ ﺜ ّ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟ ﻮﻫ ﺎ ْد ْ ﻮاق ﺮة اﻷﺷ ﺰﻓ ﻛ ْ ﻏِ ﺮاق ﻔ ﺐﱠ اﻟ 208
ﻣﴫع ﺑُﻠﺒُﻞ
∗∗∗
ﺮوب ﻗ ّﻠ ﻤ ﺎ ﻳ ﺴ ﺘ ﻘ ّﺮ ﻫ ﱡﻢ اﻟ ﻄ ِ ﻋ ﻨ ﻪ ﻓ ﻲ دوﺣ ﻪ ﺷ ﻌ ﻮ ُر اﻟ ﻐ ﺮﻳ ِﺐ ﻃ ﺎﻣ ٍﻊ ﻳُ ﺘﱠ ﻘ ﻰ ،وﻻ ﻣ ﻦ رﻗ ﻴ ﺐ ﺗ ﺎر ًة أو ﻳ ﻘ ﻴ ﻞ ﻓ ﻮق رﻃ ﻴ ِﺐ ﺗ ﺘ ﻬ ﺎدى ﻣ ﻊ اﻟ ﻨ ﱠ ﺴ ﻴ ِﻢ اﻟ ﻠ ﻌ ﻮب ﺣ ﻮﻟ ﻬ ﺎ دون ﻋ ﺎﺑ ٍﺚ أو َﻏ ﺼ ﻮب ﻣ ﻦ ﺿ ﺮوب اﻹﻏ ﺮاءِ ﻛ ﱠﻞ ﻋ ﺠ ﻴ ﺐ ﻟ ﻴ ﺲ ﻳ ﺪري ﻣ ﺘ ﻰ ﻳ ﺠ ﻲء زﻣ ﺎﻧ ُ ْﻪ ﻛ ﺎﻣ ِﻦ اﻟ ﺴ ﺤ ﺮ ،راﻗ ٍﺪ أُﻓ ﻌ ﻮاﻧ ُ ْﻪ ـ ِﺮ ﻧ ﻘ ﱟﻲُ ،ﻣ ﻔ ﱠﻠ ٍﺞ أُﻗ ﺤ ﻮاﻧ ﻪ ـ ِﻦ … ﻣ ﻜ ﻴ ﻨ ً ﺎ ُﻣ ﺆﻳﱠ ﺪًا ﺳ ﻠ ﻄ ﺎﻧ ُ ﻪ ﺟْ ِﺲ ،أﻣ ﻠ ﻰ أﺣ ﻜ ﺎﻣَ ﻪ ﺷ ﻴ ﻄ ﺎﻧ ُ ﻪ ـ ﻬْ ِﺮ ،ﻗ ﺎﻣ ﺖ رﻛ ﻴ ﻨ ًﺔ أرﻛ ﺎﻧ ُ ﻪ ـ َﻚ ﺑ ﺮﻳ ﺌً ﺎ ﻣ ﻦ ﻛ ﱢﻞ ﻋ ﻴ ٍﺐ ﻣ ﻜ ﺎﻧ ُ ﻪ ـ ﺒ ِﻞ ﻫ ﻤٍّ ﺎ وﻣَ ﺄْرﺑً ﺎ ﻳُ ﺸ ﻘ ﻴ ِﻪ ﻣ ﺎ ﻳ ﻼﻗ ﻴ ﻪ ﻣ ﻦ دﻻل وﺗِ ﻴ ِﻪ ٍ َﺳ ﻘ ﺎ ٌم ُﻣ ﺒ ﱢﺮحٌ ﻳُ ﻀ ﻨ ﻴ ﻪ ﻧ ﺤ ﻮﻫ ﺎ ،ﻛ ﻴ ﻒ أﻋ ﺮﺿ ْﺖ ﺗُ ﻐ ﺮﻳ ِﻪ ﻻﻫ ﺒً ﺎ ،ﻟ ﻮﻋ ُﺔ اﻷﺳ ﻰ ﺗُ ﺬﻛ ﻴ ِﻪ ﻻ ﺗ ﻜ ﻮﻧ َ ﱠﻦ أﻧ َﺖ )آدمَ( ﻓ ﻴ ﻪ ﺗ ﺤ ﺖ رﺟ ﻠ ﻴ ﻪ ﻋ ﺎﺑ ﺜ ً ﺎ ﻳُ ﻠ ﻘ ﻴ ِﻪ ـ ﺮاءِ ِﺳ ٍّﺮا ﺑ ﺪا وﻛ ﺎن ﺧ ﻔ ﻴّ ﺎ؟ ﻧ ﺒ ﺬﺗْ ﻬ ﱠﻦ ﻳ ﺎﺑ ًﺴ ﺎ وﺟ ﻨ ﻴّ ﺎ؟ َ ض ﻛ ﺌ ﻴ ﺒً ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﻄ ﻴ ﻮر ﺧ ﻠ ﻴّ ﺎ؟ ﻗ ﺎم ﺷ ﺨ ُ ﺺ اﻟ ﺮدى ﻫ ﻨ ﺎك ﺳ ﻮﻳّ ﺎ
ﻧ ﺴ ﻲ اﻟ ﻄ ﻴ ُﺮ ﻫ ﻤﱠ ﻪ ﺣ ﻴ ﻦ ﻏ ﻨ ﱠ ﻰ َ ﺮوض ُﻣ ﻔ َﺮدًا وﺗَ ﻮ ﱠﻟ ﻰ أ ِﻟ ﻒ اﻟ ُﻣ ﺴ ﺘ ﻘِ ﱞﻞ ﻓ ﻲ اﻟ ُﻤ ْﻠ ﻚ ،ﻻ ﻣ ﻦ ﺷ ﺮﻳ ﻚٍ ُﻣ ﻄ َﻠ ٌﻖ ،ﻳ ﺴ ﺘ ﻘ ﱡﺮ ﻋ ﻨ ﺪ ﻧ َ ﻤ ﻴ ٍﺮ وإذا )ورد ٌة( ﺗ ﻔ ﻴ ُ ﺾ ﺟ ﻤ ًﺎﻻ ﻗ ﺪ ﺣ ﻤ ﺘْ ﻬ ﺎ أﺷ ﻮا ُﻛ ﻬ ﺎ ُﻣ ﺸ َﺮﻋ ٍ ﺎت ﺗ ﻤ ﻨ ﺢ اﻟ ﻌ ﻴ َﻦ ﺣ ﻴ ﻦ ﺗ ﺒ ﺪو وﺗُ ﺨ ﻔ ﻲ ﻛ ﱡﻞ ﻗ ﻠ ٍﺐ ﻟ ﻪ ﻫ ﻮاه … وﻟ ﻜ ْﻦ ﻫ ﻮ إﻣّ ﺎ ﻓ ﻲ ﻇ ﱢﻞ ﺟ ﻔ ٍﻦ ﻛ ﺤ ﻴ ٍﻞ أو وراء اﺑ ﺘ ﺴ ﺎﻣ ٍﺔ ﺣ ﻠ ﻮ ِة اﻟ ﺜ ﱠ ْﻐ ـ أو ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪر ﻳﺴﺘﻮي ﻓﻮق ﻋَ ْﺮ َﺷﻴْـ ﻓ ﺈذا ﻛ ﺎن ﻟ ﻔ ﺤ ًﺔ ﻣ ﻦ ﺟ ﺤ ﻴ ﻢ اﻟ ﱢﺮ وإذا ﻫ ﺐﱠ ﻧ ﻔ ﺤ ًﺔ ﻣ ﻦ ﻧ ﻌ ﻴ ﻢ اﻟ ﱡ ﻄـ ﻫ ﻮ ذا اﻟ ﺤ ﺐﱡ ﻓ ﻠ ﻴ ﻜ ْﻦ ﺣ ﻴ ﻦ ﻳ ﺄﺗ ﻴ ـ ﺻ ِ ﺎرت اﻟ ﻮرد ُة اﻟ ﺨ ﻠ ﻴ ﻌ ﺔ ﻟ ﻠ ﺒُ ْﻠ ـ ﺣ ﺴ ﺮﺗ ﺎ ﻟ ﻠ ﻐ ﺮﻳ ﺮ أﺻ ﺒ ﺢ َﻛ ْﺮﺑً ﺎ ﺷ ﱠﻔ ﻪ اﻟ ﱡﺴ ﻬ ُﺪ واﻋ ﺘ ﺮاه ﻣ ﻦ اﻟ ﺤُ ﺐﱢ ﻣ ﻦ رآﻫ ﺎ وﻗ ﺪ ﺗَ ﺤ ﺎﻣ َﻞ ﻳ ﻬ ﻔ ﻮ ﻣ ﻦ رأى روﺣَ ﻪ ﺗ ﺴ ﻴ ﻞ ﻧ ﺸ ﻴ ﺪًا ﻫ ﻲ )ﺣ ﻮّاءُ( ذﻟ ﻚ اﻟ ﺨ ﻠ ُﺪ ﻓ ﺎﺣ ﺬ ْر ﻻ ﺗ ﻬ ﺐْ ﻗ ﻠ ﺒ َﻚ اﻟ ﻜ ﺮﻳ َﻢ ﻟ ﺌ ﻴ ﻤً ﺎ ﻫ ﻞ ﻳ ﺮى ﻓ ﻲ ﻇ ﻼل وردﺗ ﻪ اﻟ ﺤَ ﻤْ ـ ﻫ ﻞ ﻳ ﺮى ﻟ ﻠ ﻄ ﻴ ﻮر ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﻗ ﻠ ﻮﺑً ﺎ ﻫﻞ ﻳﺮى اﻟﻴﻮ َم ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟ ﱠﺮ ْو ﻛ ﻢ ﻧ ﺬﻳ ٍﺮ ﺑ ﺪا ﻟ ﻌ ﻴ ﻨ ﻴ ﻪ ﺣ ﺘﱠ ﻰ 209
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
أن ﻳ ﻜ َ ﻧ ﻌ ﻤ ُﺔ اﻟ ﺤ ﺐﱢ ْ ﻮن ﺷ ﻘ ﻴّ ﺎ ﺎع ﻣ ﻨ ﻪ دوﻳّ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﺮار اﻷﺳ ﻤ ِ ـ َﺨ ِ ﻮف أﻣْ ﻨ ً ﺎ وﻳ ﺤ ﺴ ﺐ اﻟ ﺮﺷ َﺪ ﻏ ﻴّ ﺎ ﺳ ﻤ ﺤ ْﺖ أن ﻳُ ﻘ ﺒﱢ ﻞ اﻟ ﻄ ﻴ ُﺮ ﻓ ﺎﻫ ﺎ وأﻃ ﺎﻟ ﺖ ﻓ ﻲ ﺧ ﺘ ﻠ ﻪ ﻧ ﺠ ﻮاﻫ ﺎ ﺎن ،ﻓﺎﺳﻤ ْﻊ رواﻳﺘﻲ ﻋﻦ ﺻﺪاﻫﺎ: ـﺤ ِ
ﺳ ﺎﻣ ﻪ ﺣ ﺒﱡ ﻪ ﺷ ﻘ ﺎءً وﻟ ﻜ ْﻦ واﻟ ﻬ ﻮى ﻳ ﻄ ﻤ ﺲ اﻟ ﻌ ﻴ َ ﻮن وﻳُ ﻠ ﻘ ﻲ ﻫ ﻜ ﺬا ﻳ ﺴ ﻠ ﻚ اﻟ ﻤ ﺤ ﺐﱡ ﻃ ﺮﻳ َﻖ ا ْﻟ ـ ﻣ ﻦ ﺗُ ﺮى ﻋ ﱠﻠ ﻢ اﻟ ﺒ ﺨ ﻴ ﻠ َﺔ ﺣ ﺘ ﻰ ﻟ ﻢ ﻳ ﺼ ﺪﱢق ﻋ ﻴ ﻨ ﻴ ﻪ ﺣ ﺘ ﻰ أﻃ ﱠﻠ ْﺖ ُزﻟ ﺰ َل اﻟ ُ ﺮوض ﻋ ﻨ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺑ ﺎﻷ ْﻟ ـ
ﻧﺸﻴﺪ اﻟﺒﻠﺒﻞ ﻟﻠﻮردة أَﻧ ﺸ ﺪي ﻳ ﺎ َ ﺻ ﺒ ﺎ واﺳ ﻘ ﻨ ﻲ ﻳ ﺎ ﻧ ﺪى ﻓ ﻴ ﻚِ ﻳ ﺎ وردﺗ ﻲ أﻧ ﺎ ﻣ ﻨ ﻲ اﻟ ﻬ ﻮى ْ ﻮت اﻧ ﺸ ﺮي ﻣ ﺎ ﻃ ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ أﺿ ﻠ ﻌ ﻲ اﻗ ﺮﺑ ﻲ ﻣ ﻦ ﻓ ﻤ ﻲ ﺿﻤﱠ ﻬﺎ اﻟﻄﻴ ُﺮ ُﻣﻄﺒ ًﻘﺎ ﺑﺠﻨﺎﺣَ ﻴْـ ﻟﻢ ﻳُﻤﺘﱠﻊ ﺑﻨﺸﻮة اﻟﺤﺐﱢ ﺣﺘﻰ أوردﺗْ ﻬ ﺎ ﻗ ﻠ ﺒً ﺎ ،إذا ﱠ رف ﻳ ﻮﻣً ﺎ ﻛﺮﻋ ْﺖ ﻓﻲ اﻟﺪم اﻟﺒﺮيءِ ﻓﻠﻤّ ﺎ ﻧ ﻈ ﺮ اﻟ ﻄ ﻴ ُﺮ ﻧ ﻈ ﺮ ًة أﻋ ﻘ ﺒ ﺘْ ﻬ ﺎ ورد ٌة ﺗُ ﺒ ِﻬ ﺮ اﻟ ﻌ ﻴ َ ﻮن وﻟ ﻜ ْﻦ
وارﻗ ﺼ ﻲ ﻳ ﺎ ﻏ ﺼ ْ ﻮن ﺑ ﻴ ﻦ ﻟ ﺤ ِﻆ اﻟ ﻌ ﻴ ﻮن ﻗ ﺪ ﺣ ﻼ ﻟ ﻲ اﻟ ﺠ ﻨ ﻮن أﻧ ِﺖ ﻣ ﻨ ﻚِ اﻟ ﻔ ﺘ ﻮن ﻣ ﻦ ﻏ ﺮاﻣ ﻲ اﻟ ﺴ ﻨ ﻮن ﻓ ﺮ َوﺗْ ﻪ اﻟ ﺠ ﻔ ﻮن ﻓ ﺤ ﺪﻳ ﺜ ﻲ ُﺷ ﺠ ْ ﻮن ـ ِﻪ ،وﻫ ﻤﱠ ْﺖ ﺑ ﺜ ﻐ ﺮه ﺷ ﻔ ﺘ ﺎﻫ ﺎ أَﺷﺮﻋ ْﺖ ﺷﻮﻛ ًﺔ ﺗ َﻠ ﱠ ﻈﻰ َﺷﺒﺎﻫﺎ ﺧ ﺎﻓ ًﻘ ﺎ ﻟ ﻠ ﻬ ﻮى ﻓ ﺬاك ﻫ ﻮاﻫ ﺎ ﻋ ﻜ ﺴ ﺘْ ﻪ ﱠ وﻫ ﺎﺟ ًﺔ وﺟ ﻨ ﺘ ﺎﻫ ﺎ روﺣُ ﻪ ﻃ ﱠﻲ ﺷ ﻬ ﻘ ٍﺔ ﻣ ﻌ ﻨ ﺎﻫ ﺎ: ﻛﺜﺮ ُة اﻟﺸ ﱢﻢ ﻗﺪ أﺿﺎﻋ ْﺖ ﺷﺬاﻫﺎ ١٩٣٤
210
ﻳﺎ ﻗﻮم!
ﻫ ِﺰ َﻟ ْﺖ ﻗ ﻀ ﻴّ ﺘُ ﻜ ﻢ ﻓ ﻼ ﺣﺘّﻰ اﻟﻌﻈﺎ ُم ﻓﻘﺪ ﺗَﻌ ﱠﺮ ﺑَ ﻠ ﻴَ ْﺖ ﻗ ﻀ ﻴّ ﺘُﻜ ﻢ ﻓ ﺼ ﺎ َ ﺿ ﻤَ َﺮ ْت إﻟ ﻰ )ﺑ ﻠ ﺪﻳﱠ ٍﺔ( أوﺿ ﺎﻋُ ﻬ ﺎ ﻣ ﺠ ﻬ ﻮﻟ ٌﺔ ﻳ ﺎ ﻗ ﻮ ُم ﻟ ﻴ ﺲ ﻋ ﺪوﱡﻛ ﻢ ﻳ ﺎ ﻗ ﻮ ُم ﻟ ﻴ ﺲ أﻣ ﺎﻣ ﻜ ﻢ
ﻟ ﺤ ٌﻢ ﻫ ﻨ ﺎك وﻻ د ُم َﻓ ﻬ ﺎ اﻟ ﺬﺋ ﺎبُ وأُﺗْ ﺨِ ﻤ ﻮا َر ْت ﻫ ﻴ ﻜ ًﻼ ﻳ ﺘ ﻬ ﺪﱠم ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ اﻟ ﻌِ ﺪا ﺗَ ﺘ ﺤ ﱠﻜ ﻢ وﻣ ﺼ ﻴ ﺮﻫ ﺎ ﻻ ﻳُ ﻌ َﻠ ُﻢ ِﻣ ﻤّ ﻦ ﻳ ﻠ ﻴ ﻦ وﻳ ﺮﺣ ُﻢ إﻻ اﻟ ﺠ ﻼءُ ﻓ ﺤ ﱢﺰﻣ ﻮا ١٩٣٥ / ١ / ١٨
اﻹﻳﲈن اﻟﻮﻃﻨﻲ أو ﲨﺎﻋﺔ )اﻟﺴﺎر(
ﻟﻴﺖ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋ ِﺔ )اﻟ ﱠﺴ ِﺎر( ﻗﻮﻣً ﺎ أو ﻛ ﺈﻳ ﻤ ﺎﻧ ﻬ ﻢ رﺳ ً ﻮﺧ ﺎ ﻋ ﻤ ﻴ ًﻘ ﺎ ﺎن ﻳ ﻀ ﻤ ُﻦ ﻟ ﻸ ْو ِﻣ ﺜ ُﻞ ﻫ ﺬا اﻹﻳ ﻤ ِ ﻻ ﻛﺈﻳﻤﺎن ﻣﻦ ﺗﺮى ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴـ ﻳ ﺘ ﺪاﻋ ﻰ إذا ﺗَ ﺴ ّﻠ ﻂ وَﻋْ ٌﺪ أو ُﻗﻄﻮبٌ … ﺗﺨﻴﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﺴﺎﻋﻲ، ﻻ ﺗ ﻠ ﻤ ﻨ ﻲ إن ﻟ ﻢ أﺟ ﺪ ﻣ ﻦ وﻣ ﻴ ٍﺾ
ﻳ ﺘ ﻔ ﺎﻧ َ ﻮْن ﻓ ﻲ ﺧ ﻼص اﻟ ﺒ ﻼدِ ﺛ ﺎﺑ َﺖ اﻷﺻ ِﻞ ﻓ ﻲ ﻗ ﺮار اﻟ ﻔ ﺆاد ﺎن ﻋ ٍّﺰا ،وﻣ ﺜ ُﻞ ﻫ ﺬا اﻟ ﺘ ﻔ ﺎدي ﻃ ِ ـ َﻦ ،ﻗ ﺼ ﻴ َﺮ اﻟ ﻤ ﺪى ،ﻛ ﻠ ﻴ َﻞ اﻟ ﺰﻧ ﺎد أو وﻋ ﻴ ٌﺪ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ ﻋ ﻨ ﺪ اﻟ ﻌ ﻮادي واﺑ ﺘ ﺴ ﺎ ٌم … ﺗ ﺬوب ﻓ ﻴ ﻪ اﻟ ﻤ ﺒ ﺎدي ﻟ ﺮﺟ ﺎءٍ ﻣ ﺎ ﺑ ﻴ ﻦ ﻫ ﺬا اﻟ ﺴ ﻮاد ١٩٣٥ / ١ / ١٣
اﻟﺸﻴﺦ اﳌﻈﻔﺮ
اﻧ ﻈ ْﺮ ِﻟ ﻤَ ﺎ ﻓ ﻌ ﻞ )اﻟ ﻤ ﻈ ﱠﻔ ُﺮ( إﻧ ّ ُﻪ أﺣ ﻴ ﺎ اﻟ ﻘ ﻠ ﻮبَ ،ودوﻧ ﻬ ﱠﻦ ودوﻧ َ ُﻪ ﻋ ﺮﺿ ﻮا اﻟ ﻜ ﻔ ﺎﻟ َﺔ واﻟ ﻜ ﺮاﻣ ﺔ ﻋ ﻨ ﺪ ُه ورأى اﻟ ﺘ ﺤ ﻴﱡ َﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘ ﺨ ﻴﱡ ﺮ ُﺳ ﺒّ ًﺔ ﻟ ﻢ ﻳ ﺨ ُﻞ ﻣ ﻴ ﺪا ُن اﻟ ﺠ ﻬ ﺎدِ ﺑ َﺴ ﺠ ﻨ ِﻪ وﻟ ﻜ ﻢ ﺧ ﻼ ﺑ ﻮﺟ ﻮد ﺟ ﻴ ٍﺶ زاﺧ ٍﺮ إن )اﻟ ﻤ ﻈ ﱠﻔ َﺮ( ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﻳ ٍﺪ ﺟ ﺴ ُﻤ ُﻪ
ﻧ َ َﻔ َﻊ اﻟ ﻘ ﻀ ﻴّ َﺔ ﻏ ﺎﺋ ﺒً ﺎ ﻟ ﻢ ﻳ ﺤ ﻀ ِﺮ! ﻏ ُ ﺮف اﻟﺤﺪﻳﺪِ ،وﺣﺎﻣﻴ ُ ﺎت اﻟﻌَ ﺴﻜﺮ ﻋﺒﺜ ًﺎ ،وﻫﻞ ﻋَ َﺮ ٌ ض ﻳﻘﺎس ﺑﺠﻮﻫ ِﺮ؟ ﻓ ﻔ ﺪى ﻛ ﺮاﻣ ﺘَ ﻪ )ﺑ ﺴ ﺘّ ِﺔ أﺷ ﻬ ﺮ( ﻓ ﻠ ﻘ ﺪ رﻣ ﺎه ﺑ ﻘ ﻠ ﺒ ﻪ اﻟ ﻤ ﺘ ﺴ ﻌﱢ ﺮ ﻳ ﻤ ﺸ ﻲ إﻟ ﻴ ﻪ ﺑ َﺨ ْ ﻄ ِﻮ ِه اﻟ ﻤ ﺘ ﻌ ﺜ ﱢ ﺮ ﻓﻴﻤﺎ أرى ،وﺟﺴﻮ ُﻣﻬﻢ ﻣﻦ ُﺳ ﱠﻜﺮ! ١٩٣٥ / ١ / ٢٨
اﻟﺴﲈﴎة!
أﻣّ ﺎ ﺳ ﻤ ﺎﺳ ﺮ ُة اﻟ ﺒ ﻼدِ ﻓ ﻌ ﺼ ﺒ ٌﺔ إﺑ ﻠ ﻴ ُﺲ أﻋ ﻠ ﻦ ﺻ ﺎﻏ ًﺮا إﻓ َ ﻼﺳ ُﻪ ﻳ ﺘ ﻨ ﻌّ ﻤ ﻮن ُﻣ ﻜ ﱠﺮﻣ ﻴ ﻦ ،ﻛ ﺄﻧ ّ ﻤ ﺎ ﻫ ْﻢ أﻫ ُﻞ ﻧ ﺠ ﺪﺗ ﻬ ﺎْ ، وإن أﻧ ﻜ ﺮﺗَ ﻬ ﻢ وﺣ ﻤ ﺎﺗُ ﻬ ﺎ ،وﺑ ﻬ ﻢ ﻳ ﺘ ّﻢ ﺧ ﺮاﺑُ ﻬ ﺎ وﻣﻦ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ إن ﻛﺸﻔ َﺖ ُﻗﺪو َرﻫﻢ ﻼص إذا اﻟﻨﻔ ُ ﻛﻴﻒ اﻟﺨ ُ ﻮس ﺗﺰاﺣﻤ ْﺖ
ﻋ ﺎ ٌر ﻋ ﻠ ﻰ أﻫ ﻞ اﻟ ﺒ ﻼدِ ﺑ ﻘ ﺎؤﻫ ﺎ ﻟ ﻤ ﺎ ﺗ ﺤ ﱠﻘ ﻖ ﻋ ﻨ ﺪه إﻏ ﺮاؤﻫ ﺎ ﻟ ﻨ ﻌ ﻴ ﻤ ﻬ ﻢ ﻋ ﱠﻢ اﻟ ﺒ ﻼ َد ﺷ ﻘ ﺎؤﻫ ﺎ ُ وﻫ ﻤ ﻮ ،وأﻧ ُﻔ َﻚ راﻏ ﻢٌ ،زﻋ ﻤ ﺎؤﻫ ﺎ!! وﻋ ﻠ ﻰ ﻳ ﺪﻳ ﻬ ْﻢ ﺑَ ﻴْ ﻌُ ﻬ ﺎ وﺷ ﺮاؤﻫ ﺎ ﱠ أن اﻟ ﺠ ﺮاﺋ ﺪَ ،ﺑ ﻌ َﻀ ﻬ ﱠﻦ ،ﻏ ﻄ ﺎؤﻫ ﺎ أﻃ ﻤ ﺎﻋُ ﻬ ﺎ ،وﺗ ﺪاﻓ ﻌ ْﺖ أﻫ ﻮاؤﻫ ﺎ؟ ١٩٣٥ / ٢ / ١
أﳞﺎ اﻷﻗﻮﻳﺎء
ﻗﺪ ﺷﻬﺪﻧﺎ ﻟﻌﻬﺪﻛﻢ )ﺑﺎﻟﻌﺪاﻟﻪْ( … وﻋ ﺮﻓ ﻨ ﺎ ﺑ ﻜ ﻢ ﺻ ﺪﻳ ًﻘ ﺎ وﻓ ﻴٍّ ﺎ وﺧﺠﻠﻨﺎ ﻣﻦ )ﻟﻄﻔﻜﻢ( ﻳﻮ َم ﻗﻠﺘﻢ: ﻛ ﱡﻞ )أﻓﻀﺎﻟﻜﻢ( ﻋﻠﻰ اﻟﺮأس واﻟﻌَ ﻴْـ وﻟ ﺌ ﻦ ﺳ ﺎء ﺣ ﺎﻟُ ﻨ ﺎ ﻓ ﻜ ﻔ ﺎﻧ ﺎ ﻏ ﻴ َﺮ أن اﻟ ﻄ ﺮﻳ َﻖ ﻃ ﺎﻟ ﺖ ﻋ ﻠ ﻴ ﻨ ﺎ أﺟ ﻼءً ﻋ ﻦ اﻟ ﺒ ﻼد ﺗُ ﺮﻳ ﺪو
وﺧ ﺘ ﻤ ﻨ ﺎ ﻟ ﺠ ﻨ ﺪﻛ ﻢ ﺑ ﺎﻟ ﺒ ﺴ ﺎ َﻟ ﻪْ! ﻛ ﻴ ﻒ ﻧ ﻨ ﺴ ﻰ اﻧ ﺘ ﺪاﺑَ ﻪ واﺣ ﺘ ﻼﻟ ﻪ وﻋ ُﺪ ﺑ ﻠ ﻔ ﻮ َر ﻧ ﺎﻓ ﺬٌ ﻻ ﻣ ﺤ ﺎﻟ ﻪ ـ ِﻦ ،وﻟ ﻴ ﺴ ْﺖ ﻓ ﻲ ﺣ ﺎﺟ ٍﺔ ﻟ ﺪﻻﻟ ﻪ أﻧ ﻜ ﻢ ﻋ ﻨ ﺪﻧ ﺎ ﺑ ﺄﺣ ﺴ ﻦ ﺣ ﺎ َﻟ ﻪ وﻋ ﻠ ﻴ ﻜ ﻢ … ﻓ ﻤ ﺎ ﻟ ﻨ ﺎ واﻹﻃ ﺎﻟ ﻪ؟! َن ﻓ ﻨ ﺠ ﻠ ﻮ ،أم ﻣَ ﺤْ َﻘ ﻨ ﺎ واﻹزاﻟ ﻪ؟ ١٩٣٥ / ٢ / ٤
زﻳﺎدة اﻟ ﱢ ﻄﲔ!
ﻣ ﻦ ﻛ ﺎن ﻳُ ﻨ ﻜ ﺮ ﻧ ُ ﻮﺣً ﺎ أو ﺳ ﻔ ﻴ ﻨ َ ﺘَ ُﻪ ﺎل« ﻓ ﻤ ﺎ َل ﺑ ِﻪ ﺣ ﱠﻞ اﻟ ﻮﺑ ﺎ ُل »ﺑ ﻌ ﻴ ﺒ ٍ ﻓﻲ ﺟ ٍ ﺎرف ﻛ ﻌ ﺠ ﻴ ﺞ اﻟ ﺒ ﺤ ِﺮ ﻃ ﺎﻏ ﻴ ٍﺔ وﻻ ﺗ ﺰا ُل ﻣ ﻦ اﻟ ﺰﻟ ﺰال ﺑ ﺎﻗ ﻴ ٌﺔ ﻣ ﻨ ﺬ اﺣ ﺘ ﻠ ﻠ ﺘ ﻢ وﺷ ْﺆ ُم اﻟ ﻌ ﻴ ِﺶ ﻳ ﺮﻫ ﻘ ﻨ ﺎ ﺑﻔﻀﻠﻜﻢ ﻗﺪ ﻃﻐﻰ ﻃﻮﻓﺎ ُن »ﻫﺠﺮﺗﻬﻢ« واﻟ ﻴ ﻮمَ ،ﻣ ﻦ ﺷ ْﺆﻣ ﻜ ﻢ ،ﻧ ُﺒ ﻠ ﻰ ﺑ ﻜ ﺎرﺛ ٍﺔ
ﻓ ﺈن ﻧ ﻮﺣً ﺎ ﺑ ﺄﻣ ﺮ اﻟ ﻠ ِﻪ ﻗ ﺪ ﻋ ﺎدا!! ﻳ ﺎ ﻫ ﻴ ﺒ َﺔ اﻟ ﻠ ِﻪ إﺑ ً ﺮاﻗ ﺎ وإرﻋ ﺎدا أﻣ ﻮاﺟُ ُﻪ ﺗ ﺤ ﻤ ﻞ اﻷﺳ َ ﻮاق أﻣ ﺪادا ﺗَ ﺬﻛ ﺎ ُرﻫ ﺎ ﻳُ ﻮﻗ ﺪ اﻷﻛ ﺒ ﺎ َد إﻳ ﻘ ﺎدا َﻓ ْﻘ ًﺮا وﺟَ ْﻮ ًرا وإﺗ ﻌ ً ﺎﺳ ﺎ وإﻓ ﺴ ﺎدا وﻛ ﺎن وﻋ ﺪًا ﺗ ﻠ ّﻘ ﻴ ﻨ ﺎه إﻳ ﻌ ﺎدا ﻫ ﺬا ﻫ ﻮ اﻟ ﱢ ﻄ ﻴ ُﻦ واﻟ ﻤ ﺎءُ اﻟ ﺬي زادا … ١٩٣٥ / ٢ / ١٠
إﱃ ﺛﻘﻴﻞ
أﻧ َﺖ )ﻛ ﺎﻻﺣ ﺘ ﻼل( َز ْﻫ ﻮًا و ِﻛ ﺒْ ًﺮا أﻧ َﺖ )ﻛ ﺎﻟ ﻬ ﺠ ﺮة( اﻟ ﺘ ﻲ ﻓ ﺮﺿ ﻮﻫ ﺎ اﻷرض( ﻋﻨﺪي أﻧ َﺖ أﻧﻜﻰ ﻣﻦ )ﺑﺎﺋﻊ ِ ﻟ َﻚ وﺟ ٌﻪ ﻛ ﺄﻧ ﻪ وﺟ ُﻪ ِ )ﺳ ﻤْ ﺴ ﺎ وﺟ ﺒ ﻴ ٌﻦ ﻣ ﺜ ُﻞ )اﻟ ﺠ ﺮﻳ ﺪةِ( ﻟ ﻤّ ﺎ ﺎج( وﺣ ﺪﻳ ٌﺚ ﻓ ﻴ ﻪ اﺑ ﺘ ﺬا ُل )اﺣ ﺘ ﺠ ٍ ﺟُ ِﻤ ﻌ ْﺖ ﻓ ﻴ ﻚ )ﻋُ ﺼ ﺒ ٌﺔ( ﻟ ﻠ ﺒ ﻼﻳ ﺎ
أﻧ َﺖ )ﻛ ﺎﻻﻧ ﺘ ﺪاب( ﻋُ ﺠْ ﺒً ﺎ وﺗِ ﻴ ﻬ ﺎ ﻟ ﻴ ﺲ ﻣ ﻦ ﺣ ﻴ ﻠ ٍﺔ ﻟ ﻘ ﻮﻣ َﻚ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ أﻧ َﺖ )أﻋ ﺬا ُره( اﻟ ﺘ ﻲ ﻳ ﺪّﻋ ﻴ ﻬ ﺎ ٍر( ،ﻋ ﻠ ﻰ ﺷ ﺮط أن ﻳ ﻜ َ ﻮن وﺟ ﻴ ﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗ ﺠ ﺪ ﻛ ﺎﺗ ﺒً ﺎ ﻋ ﻔ ﻴ ًﻔ ﺎ ﻧ ﺰﻳ ﻬ ﺎ ﻛ ّﻠ ﻤ ﺎ ﻧ َ ﻤّ ﻘ ﻮه ﻋ ﺎد ﻛ ﺮﻳ ﻬ ﺎ وأرى ﻛ ﱠﻞ أُﻣﱠ ٍﺔ ﺗ ﺸ ﺘ ﻜ ﻴ ﻬ ﺎ ١٩٣٥ / ٢ / ١٧
ﺗﻌﺰﻳﺔ اﻟﺒﻴﺖ اﳍﺎﺷﻤﻲ إﱃ روح املﻐﻔﻮر ﻟﻪ املﻠﻚ ﻋﲇ ﺑﻦ اﻟﺤﺴني
ﺑ ﻨ ﻲ ﻫ ﺎﺷ ٍﻢ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻤ ﻨ ﺎﻳ ﺎ وﺑ ﻴ ﻨ ﻜ ﻢ ﺎل( ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ اﻟﻮﻏﻰ ﻣﻀ ْﺖ )ﺑﺄﺑﻲ اﻷﺷﺒ ِ وﻣﺎ ﻧ ّﻜﺒَ ْﺖ ﻋﻦ )ﺷﺎﻛ ٍﺮ( ﺑﻌﺪ )ﻓﻴﺼ ٍﻞ( ﻣَ ﻘ ﺎﻣ ُ ﺎل ﺗ ﻐ ﻴ ﺐ ﺷ ﻤ ُ ﻮﺳ ﻬ ﺎ ﺎت أ َ ْﻗ ﻴ ٍ ﺑ ﻨ ﻲ ﻫ ﺎﺷ ٍﻢ ﻻ أَﺧ ﻤَ ْ ﺪت ﺟَ ﻤَ ﺮا ِﺗ ﻜ ﻢ ﺑ ﺄوﺟ ﻬ ﻜ ﻢ ﺗ ﻨ ﻔ ﱡﺾ ﺣ ﺎﻟ ﻜ ُﺔ اﻟ ﺪﱡﺟ ﻰ وﻧِ ﻴ ﻄ ْﺖ )ﺑ ﻌ ﺒ ﺪ اﻟ ﻠ ِﻪ( آﻣ ﺎ ُل أﻣﱠ ٍﺔ
ِﺗ ٌ ﺮات وﻣ ﺎ ﺗ ﻐ ﻔ ﻮ اﻟ ﻤ ﻨ ﺎﻳ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟ ِﻮﺗْ ِﺮ وراﻳ ﺎﺗُ ﻪ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ دول اﻟ ﻐ ﺪر وﻏ ﺎﻟ ﺖ )ﻋ ﻠ ﻴٍّ ﺎ( واﻟ ﻠ ﻮاﻋ ﺞُ ﻓ ﻲ اﻟ ﺼ ﺪر وﻏ ُ ﺎل ﺗُ َﺮ ّد ﻋ ﻦ اﻟ ﻨ ﺼ ﺮ ﺎرات أﺑ ﻄ ٍ وﻻ أَﻏ ﻤ ْ ﺪت أﺳ ﻴ َﺎﻓ ﻜ ﻢ ﻧ ُ ﻮَبُ اﻟ ﺪﻫ ﺮ وأﻳْ ﻤ ﺎﻧ ﻜ ﻢ ﺗ ﺮﻓ ﱡﺾ ُﻣ ﺠ ﻔِ ﻠ ُﺔ اﻟ ﻘ ﻄ ﺮ وﻓ ﻲ ﻇ ﱢﻞ )ﻏ ﺎزي( ﻋَ ْﻮ ُد أﻳّ ﺎﻣ ﻬ ﺎ اﻟ ُﻐ ﱢﺮ ١٩٣٥ / ٢ / ١٩
ﻏﺎﻳﺘﻲ
إن ﻗ ﻠ ﺒ ﻲ ﻟ ﺒ ﻼدي ﻟ ﻢ أ ِﺑ ﻌْ ُﻪ ﻟ ﺸ ﻘ ﻴ ٍﻖ ﻟ ﻴ ﺲ ﻣ ﻨ ﱢ ﻲ ﻟ ﻮ أرا ُه وﻟ ﺴ ﺎﻧ ﻲ ﻛ ﻔ ﺆادي وﻏ ﺪي ﻳُﺸ ﺒ ﻪ ﻳ ﻮﻣ ﻲ ﻟﻢ أﻫﺐْ ﻏﻴ َ ﻆ ﻛﺮﻳ ٍﻢ ﻏﺎﻳﺘﻲ ﺧﺪﻣ ُﺔ ﻗﻮﻣﻲ
ﺰب أو زﻋ ﻴ ِﻢ ﻻ ﻟﺤ ٍ أو ﺻﺪﻳ ٍﻖ ﻟﻲ ﺣﻤﻴﻢ ﻣَ ّﺮ ًة ﻏ ﻴ َﺮ ﺳ ﻠ ﻴ ِﻢ ِﻧﻴ َ ﻂ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟ ﱠ ﺼﻤﻴﻢ وﺣ ﺪﻳ ﺜ ﻲ ﻛ ﻘ ﺪﻳ ﻤ ﻲ ﻻ وﻻ ﻛ ﻴ َﺪ ﻟ ﺌ ﻴ ﻢ ﺑﺸﻘﺎﺋﻲ أو ﻧﻌﻴﻤﻲ ١٩٣٥ / ٢ / ٢٥
ﻣﻨﺎﻫﺞ!
أﻣ ﺎﻣَ َﻚ أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻌ ﺮﺑ ﱡﻲ ﻳ ﻮ ٌم وأﻧ َﺖ ،ﻛﻤﺎ ﻋﻬﺪﺗُ َﻚ ،ﻻ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﻣﺼﻴ ُﺮ َك ﺑﺎت ﻳَ ْﻠ ِﻤ ُﺴﻪ اﻷداﻧﻲ ﺎق ﻓﻼ رﺣْ ﺐُ اﻟﻘﺼ ِ ﻮر ﻏﺪًا ﺑﺒ ٍ ﺎن :ذو ﺣَ ﻮ ٍْل و َ ﻃﻮ ٍْل ﻟﻨﺎ ﺧﺼﻤ ِ ﺗ َ ﻮاﺻ ﻮْا ﺑ ﻴ ﻨ ﻬ ﻢ ﻓ ﺄﺗ ﻰ وﺑ ًﺎﻻ ﻣ ﻨ ﺎﻫ ﺞُ ﻟ ﻺﺑ ﺎدة واﺿ ﺤ ٌ ﺎت
ﺗﺸﻴﺐُ ﻟﻬﻮﻟﻪ ُﺳﻮ ُد اﻟﻨﻮاﺻﻲ ﺎص ﺑﻐﻴﺮ ﻣﻈﺎﻫ ِﺮ اﻟﻌَ ﺒَ ِﺚ اﻟ ّﺮﺧ ِ وﺳ ﺎر ﺣ ﺪﻳ ﺜ ُ ُﻪ ﺑ ﻴ ﻦ اﻷﻗ ﺎﺻ ﻲ ﻟﺴﺎﻛﻨﻬﺎ وﻻ ﺿﻴ ُﻖ اﻟﺨﺼﺎص ﺎل واﻗ ﺘ ﻨ ﺎص وآﺧ ُﺮ ذو اﺣ ﺘ ﻴ ٍ ً وإذﻻﻻ ﻟ ﻨ ﺎ ذاك اﻟ ﺘ ﻮاﺻ ﻲ وﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ ﺗُﻨ ﱠﻔﺬُ واﻟﺮﺻﺎص ١٩٣٥ / ٣ / ٣
أﻧﺘﻢ!
أﻧ ﺘ ُﻢ )اﻟ ﻤ ﺨ ﻠ ﺼ ﻮن( ﻟ ﻠ ﻮﻃ ﻨ ﻴﱠ ْﻪ ﻮل أﻧ ﺘ ُﻢ اﻟ ﻌ ﺎﻣ ﻠ ﻮن ﻣ ﻦ ﻏ ﻴ ﺮ ﻗ ٍ )وﺑ ﻴ ﺎ ٌن( ﻣ ﻨ ﻜ ﻢ ﻳ ﻌ ﺎدل ﺟ ﻴ ًﺸ ﺎ )واﺟ ﺘ ﻤ ﺎ ٌع( ﻣ ﻨ ﻜ ﻢ ﻳَ ُﺮ ﱡد ﻋ ﻠ ﻴ ﻨ ﺎ َ وﺧ ُ ﻼص اﻟﺒﻼدِ ﺻﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺟﺤﺪﻧﺎ )أﻓﻀﺎ َﻟﻜﻢ( ،ﻏﻴ َﺮ أﻧ ﱠﺎ ﻓ ﻲ ﻳَ َﺪﻳْ ﻨ ﺎ ﺑ ﻘ ﻴّ ٌﺔ ﻣ ﻦ ﺑ ﻼدٍ …
أﻧﺘ ُﻢ اﻟﺤﺎﻣﻠﻮن ﻋﺐءَ اﻟﻘﻀﻴّﻪْ!! ﺑﺎر َك اﻟﻠ ُﻪ ﻓﻲ اﻟﺰﻧﻮد اﻟﻘﻮﻳّﻪ!! ﺑ ُﻤ ﻌ ﺪ ِ ﱠات زﺣ ﻔ ﻪ اﻟ ﺤ ﺮﺑ ﻴّ ﻪ ُ ﻏ ﺎﺑ َﺮ اﻟ ﻤ ﺠ ِﺪ ﻣ ﻦ ﻓ ﺘ ﻮح أﻣ ﻴّ ﻪ ِب ،وﺟ ﺎءت أﻋ ﻴ ﺎدُه اﻟ ﻮردﻳّ ﻪ ﻟ ﻢ ﺗ ﺰل ﻓ ﻲ ﻧ ﻔ ﻮﺳ ﻨ ﺎ أُﻣ ﻨ ﻴﱠ ﻪ: ﻓﺎﺳﺘﺮﻳﺤﻮا ﻛﻲ ﻻ ﺗﻄﻴ َﺮ اﻟﺒﻘﻴﱠﻪ ١٩٣٥ / ٣ / ١٠
اﻟﺮﺑﻴﻊ؟ ﳌﻦ ّ
أرأﻳ َﺖ ﻣ ﻤ ﻠ ﻜ َﺔ اﻟ ﱠﺮﺑ ﻴ ـ َوﻳُ ﺘَ ﻮﱠج اﻟ ﺮاﻋ ﻲ ﺑ ﻬ ﺎ اﻟ ﺬﺋ ﺐُ ﻳَ ﺮﻫ ﺒُ ﻪ وﻳَ ْﻠ ـ آذا ُر ﻓ ﻲ رﺣ ﺐ اﻟ ﻔ ﻀ ﺎ ﻫ ﺎﺗ ﻴ ﻚ أﻟ ﻮا ٌن ﺗ ﺸ ﻊﱡ، ﻟ ﻤ ﻦ اﻟ ﺮﺑ ﻴ ُﻊ وﻃ ﻴ ﺒُ ﻪ؟ َﻓ َﺮحُ اﻟ ﺮﺑ ﻴ ِﻊ ﻟ ﻤ ْﻦ ﻟ ﻪ
ـ ِﻊ ،ﻳُﻌﻴ ُﺪ روﻧ َ َﻘﻬﺎ اﻟﺮﺑﻴﻊُ؟ ﻣَ ِﻠ ًﻜ ﺎ رﻋ ﻴﱠ ﺘُ ﻪ اﻟ ﻘ ﻄ ﻴ ُﻊ ـ ﺜ ُﻢ ﻛ ﱠﻔ ﻪ اﻟ ﺤَ ﻤَ ُﻞ اﻟ ﻮدﻳ ﻊ ءِ ﺳ ﻔ ﻴ ُﺮ دوﻟ ِﺘ ﻪ اﻟ ﺮﻓ ﻴ ﻊ وﺗ ﻠ ﻚ أﻟ ﺤ ﺎ ٌن ﺗَ ﺸ ﻴ ﻊ وﻫ ﻮاه واﻟ ﱠﺰﻫ ُﺮ اﻟ ﺒ ﺪﻳ ﻊ؟ ٌ أرض ،وﻟﻴﺲ ﻟﻤﻦ ﻳﺒﻴﻊ … ١٩٣٥ / ٣ / ١٦
ﻳﺎ ﺣﴪﺗﺎ
ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﺎ ،ﻣﺎذا دﻫﻰ أﻫ َﻞ اﻟﺤِ ﻤﻰ؟ أرأﻳ َﺖ أيﱠ ﻛ ﺮاﻣ ٍﺔ ﻛ ﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻬ ْﻢ َﺳﻬُ َﻞ اﻟﻬﻮا ُن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻮس ﻓﻠﻢ ﻳﻌ ْﺪ ﺪت ﻋﺰاﺋ ُﻤﻬﻢ ،ﻓﻠﻮ ﺷﺒﱠ ْﺖ ﻟ ً ﻫﻤ ْ ﻈﻰ اﻟ ﻈ ﺎﻟ ُﻢ اﻟ ﺒ ﺎﻏ ﻲ ﻳ ﺴ ﻮس أﻣ ﻮ َرﻫ ﻢ
ﻓ ﺎﻟ ﻌ ﻴ ُﺶ ذ ﱞل ،واﻟ ﻤ ﺼ ﻴ ُﺮ ﺑَ ﻮا ُر واﻟﻴﻮ َم ﻛﻴﻒ إﻟﻰ اﻹﻫﺎﻧﺔ ﺻﺎروا؟ ﻟ ﻠ ﺠ ﺮح ﻣ ﻦ أﻟ ٍﻢ … وﺧ ﱠ ﻒ اﻟ ﻌ ﺎر ﻟ ﺘُ ﺜ ﻴ َﺮﻫ ﺎ ﻓ ﻴ ﻬ ﻢ ،ﻓ ﻠ ﻴ ﺲ ﺗُ ﺜ ﺎر ﺺ واﻟ ﺠ ﺎﺳ ُ واﻟ ﻠ ﱡ ﻮس واﻟ ﺴ ﻤ ﺴ ﺎر
∗∗∗
ﻳ ﺎ ﻣ ﻦ ﺗَ ﻌ ﱠﻠ َﻞ ﺑ ﺎﻟ ﺴ ﻴ ﺎﺳ ﺔ ﻇ ﻨ ﱠ ﻬ ﺎ ﻣﺎ ﻟﻄ ُﻔﻬﺎ؟ ﻣﺎ اﻟﻠﻴ ُﻦ ذاك؟ وﻛ ﱡﻠﻬﻢ
َﻟ ُ ﻄ ﻔ ْﺖ وﻻن ﻋَ ِﺼ ﻴﱡ ﻬ ﺎ اﻟ ﺠ ﺒﱠ ﺎ ُر ﻣ ﺴ ﺘ ﻌ ﻤ ﺮون ،وﻛ ﱡﻠ ﻪ اﺳ ﺘ ﻌ ﻤ ﺎر ١٩٣٥ / ٣ / ٢٢
١٠٠٠
أرى ﻋ ﺪدًا ﻓ ﻲ اﻟ ﺸ ﺆم ﻻ ﻛ ﺜ ﻼﺛ ٍﺔ ﻫﻮ )اﻷﻟ ُ ﻒ( ﻟﻢ ﺗﻌﺮف ﻓﻠﺴﻄﻴ ُﻦ ﺿﺮﺑ ًﺔ ﻳُ ﻬ ﺎﺟ ﺮ أﻟ ٌ ﻒ … ﺛ ﻢ أﻟ ٌ ﻒ ُﻣ ﻬ ﱠﺮﺑً ﺎ … ﻮاز( ،ﺛ ﻢ أﻟ ُ وأﻟ ُ ﻒ وﺳ ﻴ ﻠ ٍﺔ ﻒ )ﺟ ٍ ٌ آﻻف … ﻛ ﱠ ﺄن ﻋ ﺒ ﺎﺑَ ُﻪ وﻓ ﻲ اﻟ ﺒ ﺤ ﺮ
وﻋَ ْﺸ ٍﺮ ،وﻟ ﻜ ﻦ ﻓ َﺎﻗ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟ ﻤ ﺼ ﺎﺋ ِﺐ أﺷ ﱠﺪ وأﻧ ﻜ ﻰ ﻣ ﻨ ﻪ ﻳ ﻮﻣً ﺎ ﻟ ﻀ ﺎرب وﻳ ﺪﺧ ﻞ أﻟ ٌ ﻒ ﺳ ﺎﺋ ﺤً ﺎ ،ﻏ ﻴ َﺮ آﻳ ِﺐ ﻟ ﺘ ﺴ ﻬ ﻴ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳ ﻠ َﻘ ﻮْﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣ ﺼ ﺎﻋ ﺐ وأﻣ ﻮاﺟَ ﻪ ﻣ ﺸ ﺤ ﻮﻧ ٌﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﻤ ﺮاﻛ ﺐ
∗∗∗
ﺑ ﻨ ﻲ وﻃ ﻨ ﻲ ،ﻫ ﻞ ﻳ ﻘ ﻈ ٌﺔ ﺑ ﻌ ﺪ رﻗ ﺪةٍ؟ ﻓ ﻮاﻟ ﻠ ِﻪ ﻣ ﺎ أدري ،وﻟ ﻠ ﻴ ﺄس َﻫ ﺒّ ٌﺔ،
ﺎع ﺑ ﻴ ﻦ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﻐ ﻴ ﺎﻫ ﺐ؟ وﻫ ﻞ ﻣ ﻦ ﺷ ﻌ ٍ أُﻧ ﺎدي )أﻣ ﻴ ﻨ ً ﺎ( أم أُﻫ ﻴ ﺐ )ﺑ ﺮاﻏ ﺐ( ١٩٣٥ / ٣ / ٢٧
ﻌﻤﺔ …! ِﻧ َ
ﻳ ﻘ ﻮﻟ ﻮن ﻓ ﻲ ﺑ ﻴ َ ﺮوت :أﻧ ﺘ ﻢ ﺑ ﻨ ﻌ ﻤ ٍﺔ ﺷ ﻘ ﻴ ﻘ ﺘَ ﻨ ﺎ ﻣ ﻬ ًﻼ! ﻣ ﺘ ﻰ ﻛ ﺎن ﻧ ﻌ ﻤ ًﺔ ﺎل ﻳ ﻌ ﻠ ﻢ أﻧ ﱠ ُﻪ وﺑ ﺎذ ُل ﻫ ﺬا اﻟ ﻤ ِ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أوﻃﺎﻧﻨﺎ … ﻣﺎ ﻛﻨﻮ ُزﻫﻢ؟ ﺄس وﻧ ﺨ ﻮ ٍة وﻟ ﻮ ﻛ ﺎن ﻗ ﻮﻣ ﻲ أﻫ َﻞ ﺑ ٍ وﻟ ﻜ ﻨ ﻬ ﻢ ﻗ ﺪ آﺛ ﺮوا اﻟ ﺴ ﻬ َﻞ ﻣ ﺮﻛ ﺒً ﺎ وﻣ ﺎ ﺣ ﺴ ﺮﺗ ﻲ ﱠإﻻ ﻋ ﻠ ﻰ ُﻣ ﺘ ﻌ ﱢﻔ ٍﻒ
ﺗ ﺒ ﻴ ﻌ ﻮﻧ ﻬ ﻢ ﺗُ ْﺮﺑً ﺎ ،ﻓ ﻴُ ﻌ ﻄ ﻮﻧ ﻜ ﻢ ِﺗ ﺒْ ﺮا ﻫﻼ ُك أُﻟ ِ ﺎس ﻓﻲ واﺣ ٍﺪ أﺛﺮى؟ ﻮف اﻟﻨ ِ ﻳُ ﺴ ﱢﻠ ﻢ ﺑ ﺎﻟ ﻴُ ﻤ ﻨ ﻰ إﻟ ﻰ ﻳ ﺪه اﻟ ﻴُ ﺴ ﺮى وأﻣ ﻮاﻟُ ﻬ ﻢ؟ ﺣ ﺘ ﻰ ﺗُﺴ ﺎوَى ﺑ ﻬ ﺎ َﻗ ﺪْرا إذن أﺻ ﺒ ﺤ ْﺖ ﻟ ﻠ ﻄ ﺎﻣ ﻌ ﻴ ﻦ ﺑ ﻬ ﺎ ﻗ ﺒ ﺮا ﺗُ ﺴ ﻴﱢ ﺮه اﻷﻫ ﻮاءُ واﺟ ﺘ ﻨ ﺒ ﻮا اﻟ ﻮﻋ ﺮا ﻳﻘﻮ ُم )ﻟﻮﺟﻪ اﻟﻠ ِﻪ( ﺑﺎﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻜﺒﺮى ١٩٣٥ / ٤ / ١١
أﻳﺘﻬﺎ اﳊﻜﻮﻣﺔ
ﻋ ﻼ َم اﺣ ﺘ ُ ﺮاﺳ ﻚِ ؟ ﻻ أﻋ ﻠ ُﻢ وﻫﻞ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴ َﻦ ﻣﺎ ﺗﺮﻫﺒﻴ َﻦ ﺟ ﻮا ٌد ﺑ ﺮاﻛ ﺒ ﻪ ﻋ ﺎﺛ ٌﺮ وﺳ ﻴ ٌ ﻒ ﺑ ﺤ ﺎﻣ ﻠ ﻪ ﺳ ﺎﺧ ٌﺮ وﻫ ﺬا ﺑ ﺘ ﻬ ﺪﻳ ﺪه ﻳ ﺪﱠﻋ ﻲ ﻣ ﻌ ﺎزﻳ ُﻞ إﻻ ﻣ ﻦ اﻟ ﻌ ﻨ ﻌ ﻨ ِ ﺎت ﻣﻈﺎﻫ ُﺮ ،ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻳُﺨﻴ ُ ﻒ
وﻓ ﻴ َﻢ اﺣ ﺘ ﺸ ﺎدُكِ ؟ ﻻ أﻓ ﻬ ُﻢ ﺳ ﻮى أﻧ ﻪ اﺟ ﺘ ﻤ َﻊ اﻟ ﻤ ﻮﺳ ﻢ؟ وأﻳ ﻦ ﻟ ﻪ اﻟ ﻔ ﺎرس اﻟ ُﻤ ﻌْ َﻠ ﻢ؟ وأﻳ ﻦ ﻟ ﻪ اﻟ ﻜ ﱡ ﻒ واﻟ ِﻤ ﻌْ ﺼ ﻢ؟ وذاك ﺑ ﺘ ﻨ ﺪﻳ ﺪه ﻳَ ْﺰﻋ ُﻢ ﻣ ﺸ ﺎﻏ ﻴ ُﻞ ﻋ ﻦ ﻛ ّﻞ ﻣ ﺎ ﻳُ ﻜ ِﺮم وﻟ ﻜ ﻨ ّ ﻤ ﺎ ﺧ ﺎف ﻣ ﻦ ﻳَ ﻈ ِﻠ ﻢ ١٩٣٥ / ٤ / ٢٥
رﺛﺎء اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻜﺮﻣﻲ
أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ُ ﻮت ،أيﱠ ﻣ ﺠ ﻠ ِﺲ أُﻧ ٍﺲ أدبٌ ﻛﺎﻟﺮﻳﺎض ﻓﻲ اﻟﺤﺴﻦ واﻟ ﱢ ﻄﻴـ وﻛ ﺄﻧ ﻲ ﺑ ﻌ ﻠ ﻤ ﻪ اﻟ ﺒ ﺤ ُﺮ ﻋ ﻤ ًﻘ ﺎ وﻧ ُ ﻔ ُ ﻮس اﻟ ﺠُ ﱠﻼس ﺗ ﺄﻧ ﻒ ،ﱠإﻻ ﺑ ﻐ ﺰﻳ ٍﺮ ﻣ ﻦ ﻋ ﻠ ﻤ ﻪ و ُﻣ ﻔ ﻴ ٍﺪ وﻏ ﺮﻳ ٍﺐ ﻣ ﻦ أُﻧ ﺴ ﻪ وﻋ ﺠ ﻴ ٍﺐ ﺟﺎﻣ ُﻊ اﻟﻔﻀ ِﻞ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ واﻟ ﱢﺸﻌْ ـ َﺳ َﻠ ٌ ﻒ ﺻ ﺎﻟ ﺢ ،ﺑ ﻘ ﻴّ ُﺔ ﻗ ﻮ ٍم ﻋ ﺮﻓ ﻮا اﻟ ﺨ ﻴ َﺮ ،أﻛ ﺮﻣ ﻮا ﻓ ﺎﻋ ﻠ ﻴ ِﻪ وإذا ﻣ ﺎ ﺗ ﺠ ﱠﺮدوا ﻟ ﻌِ ﺪاءٍ ﻟ ﻴ ﺖ ﻗ ﻮﻣ ﻲ ﺗَ ﺨ ّﻠ ﻘ ﻮا ﺑ ﻜ ﺮﻳ ﻢ ا ْﻟ ـ ﻣ ﺎ أﺷ ﱠﺪ اﻓ ﺘ ﻘ ﺎ َرﻧ ﺎ ﻟ ﺴ ﻤ ﱢﻮ ا ْﻟ ـ ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﺑﻌ ُ ﻀ ﻜ ﻢ ﻳ ﻤ ﱢﺰق ﺑ ﻌ ًﻀ ﺎ اذﻫ ﺒ ﻮا ﻓ ﻲ اﻟ ﺒ ﻼد ﻃ ً ﻮﻻ وﻋ ً ﺮﺿ ﺎ واﻟ ﻤ ﺴ ﻮا ﺑ ﺎﻟ ﻴ ﺪﻳ ﻦ َ ﺻ ﺮﺣً ﺎ ﻣ ﻨ ﻴ ﻌً ﺎ ﺷ ﺎده ﻓ ﻮق ﻣ ﺠ ﺪﻛ ﻢ ،وﺑ ﻨ ﺎ ُه ﻛ ﱡﻞ ﻫ ﺬا اﺳ ﺘ ﻔ ﺎده ﺑ ﻴ ﻦ ﻓ ﻮﺿ ﻰ ﺎل ﺑ ﺎﻟ ﺘﱡ ﱠﺮﻫ ﺎت وﺣ ﺐﱢ اﻟ ﺬْ واﺷ ﺘ ﻐ ٍ
ووﻗ ٍﺎر ﻋ ﱠ ﻄ ْﻠ َﺖ ﺑ ﻌ ﺪ ﺳ ﻌ ﻴ ﺪِ؟ ـ ِﺐ ،ﻗ ﺮﻳ ﺐٌ ﺟَ ﻨ ﺎه ﻟ ﻠ ﻤ ﺴ ﺘ ﻔ ﻴ ﺪ واﺗّ ﺴ ﺎﻋً ﺎ ،ﻧ ﻐ ﺸ ﺎه ﻋ ﺬبَ اﻟ ﻮرود ﻋ ﻨ ﺪه ،أن ﺗ ﻜ ﻮن رﻫ َﻦ اﻟ ﻘ ﻴ ﻮد وﻗ ﺮﻳ ٍﺐ ﻣ ﻦ ﺣ ﻔ ﻈ ﻪ وﺑ ﻌ ﻴ ﺪ وﻃ ﺮﻳ ٍﻒ ﻣ ﻦ َ ﻇ ْﺮﻓ ﻪ وﺗ ﻠ ﻴ ﺪ ـ ِﺮ إﻟ ﻰ اﻷﺻ ﻤ ﻌ ﱢﻲ ،ﻃ ﺒ ُﻊ اﻟ ﻮﻟ ﻴ ﺪ ﺑ ﺎرك اﻟ ﻠ ُﻪ ﻋ ﻬ ﺪَﻫ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﻌ ﻬ ﻮد ﺟ ﻬ ﻠ ﻮا اﻟ ﻠ ﺆ َم ﺟ ﻬ َﻠ ﻬ ﻢ ﻟ ﻠ ﺠ ﺤ ﻮد وﻗ ﻔ ﻮا ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﺪاء ﻋ ﻨ ﺪ ﺣ ﺪود … ـ ُﺨ ْﻠ ِﻖ ﻫﺬا ،ﻋﻨﺪ اﻟﺨﺼﺎ ِم اﻟﺸﺪﻳﺪ ـ ُﺨ ْﻠ ِﻖ ﻓ ﻲ ﻫ ﺬه اﻟ ﻠ ﻴ ﺎﻟ ﻲ اﻟ ﱡﺴ ﻮد أ َ َﻓ ﺮﻏ ﺘ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﻌ ﺪ ﱢو اﻟ ﻠ ﺪودِ؟ واﻧﻈﺮوا ﻣﺎ ﻟﺨﺼﻤﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﻮد ﺷ ﺎد أرﻛ ﺎﻧ َ ﻪ ﺑ ﻌ ﺰ ٍم وﻃ ﻴ ﺪ ُﻣ ﺸ ﻤ ﺨِ ٍّﺮا ﻋ ﻠ ﻰ ُرﻓ ﺎت اﻟ ﺠ ﺪود ﺎق ،وذ ّﻟ ﺔُ ، ِ وﻫ ﺠ ﻮد وﺷ ﻘ ٍ ذَ ِ ات ﻋ ﻦ ﻧ ﺎﻓ ٍﻊ ﻋ ﻤ ﻴ ٍﻢ ﻣ ﺠ ﻴ ﺪ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ُﻓ ﱢﻀ ﻠ ْﺖ ﻓ ﻮﻗ ﻬ ﺎ ﺣ ﻴ ﺎ ُة اﻟ ﻌ ﺒ ﻴ ﺪ ـ ُﺖ ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ ُﻣ ﱠ ﻮﺳ ﺪًا ﻓ ﻲ اﻟ ﺼ ﻌ ﻴ ﺪ دار اﻟ ﻔ ﻨ ﺎءِ دا َر اﻟ ﺨ ﻠ ﻮد ﺑﻌﺪ ِ أﻧ َﺖ ﻓ ﻴ ﻪ ﺟ ﺎ ُر اﻟ ﻌ ﺰﻳ ِﺰ اﻟ ﺤ ﻤ ﻴ ﺪ
ﺷ ﻬ ﺪ اﻟ ﻠ ُﻪ ّ أن ﺗ ﻠ ﻚ ﺣ ﻴ ﺎ ٌة أﺻﺒﺢ اﻟﻤ ُ ﻮت ﻧﻌﻤ ًﺔ ﻳُﺤ َﺴﺪ اﻟﻤَ ﻴْـ وﺳ ﻌ ﻴ ٌﺪ ﻣ ﻦ ﻧ ﺎل ﻣ ﺜ َﻞ )ﺳ ﻌ ﻴ ﺪٍ( ﻓ ﻬ ﻨ ﻴ ﺌً ﺎ ﻟ َﻚ اﻟ ﻨ ﻌ ﻴ ُﻢ ُﻣ ﻘ ﻴ ﻤً ﺎ
١٩٣٥ / ٤ / ٣٠
244
اﻟﻘﺪس
دا َر اﻟ ﺰﻋ ﺎﻣ ِﺔ واﻷﺣ ﺰاب ﻛ ﺎن ﻟ ﻨ ﺎ ﻫ ﻞ ﺗ ﺬﻛ ﺮﻳ ﻦ وﻗ ﺪ ﺟ ﺎءﺗ ﻚِ ﻧ ﺎﺷ ﺌ ًﺔ ﺗَ ﻮ ﱡد ﻟ ﻮ وَﺟَ ﺪ ْ َت ﻳ ﻮﻣً ﺎ أﺧ ﺎ ﺛ ﻘ ٍﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ُﻛﻔ ًﺆا ﻋﻔﻴ َ ﻒ اﻟﻨﻔ ِﺲ ﻛﺎﻓﻠُﻬﺎ وﻻ أﻓﺎدت ﺳﻮى اﻷﺣﻘﺎدِ ﺗُﻀﺮﻣﻬﺎ ﺎل ﺑ ﻤ ﺎ ﺗُ ﻠ ﻘ ﻲ ﻟ ﻬ ﺎ ﺣ ﻄ ﺒً ﺎ وﻟ ﻢ ﺗُ ﺒ ِ ﻗ ﻀ ﻴّ ٌﺔ ﻧ ﺒ ﺬوﻫ ﺎ ﺑ ﻌ ﺪﻣ ﺎ ُﻗ ِﺘ ﻠ ْﺖ
ﻗ ﻀ ﻴّ ٌﺔ ﻓ ﻴ ﻚِ ،ﺿ ﻴﱠ ﻌ ﻨ ﺎ أﻣ ﺎﻧ ﻴ ﻬ ﺎ ﻏ ﻨ ﻴّ ًﺔ ،دوﻧ ﻬ ﺎ اﻷرواحُ ﺗَ ْﻔ ﺪﻳ ﻬ ﺎ؟ ﻟ ﺪﻳ ﻚِ ﻳُ ِ ﻮﺳ ﻌُ ﻬ ﺎ ِﺑ ٍّﺮا وﻳ ﺤ ﻤ ﻴ ﻬ ﺎ وﻻ أﺑ ﻴٍّ ﺎ ﺣ ﻤ ﱠﻲ اﻷﻧ ِﻒ راﻋ ﻴ ﻬ ﺎ ﻓ ﻮق اﻟ ﺒ ﻼدِ )زﻋ ﺎﻣ ٌ ﺎت( وﺗُﺬﻛ ﻴ ﻬ ﺎ وﻻ ﺑ ﺄيﱢ ﻛ ﺮا ِم اﻟ ﻨ ﺎس ﺗ ﺮﻣ ﻴ ﻬ ﺎ ﻣ ﺎ ﺿ ﱠﺮ ﻟ ﻮ ﻓ ﺘ ﺤ ﻮا ﻗ ﺒ ًﺮا ﻳ ﻮارﻳ ﻬ ﺎ ١٩٣٥ / ٥ / ١٠
ﴍﻳﻌﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل
ﺎن ﺿ ﻴ ﺎءُ ﻳ ﻮ ٌم ﺑ ﺪاﺟ ﻴ ﺔ اﻟ ﱠﺰﻣ ِ ﻳُ ﺰﺟ ﻲ اﻟ ﻨ ﺴ ﻴ َﻢ ﺑ ﻪ ﻫ ﺠ ﻴ ٌﺮ ﻻﻓ ﺢٌ وﻳ ﱡ ﺮف ﻣﻦ ﺷﻈﻒ اﻟﻤﻌﻴﺸ ِﺔ ﻟﻴﻨ ُﻬﺎ وإذا اﻟﺮﺷﺎ ُد ﻣﻦ اﻟﻀﻼﻟﺔ واﻟﻌَ ﻤﻰ وإذا ﻣ ﻦ اﻟ ﻔ ﻮﺿ ﻰ ﻧ ﻈ ﺎ ٌم ُﻣ ﻌ ِﺠ ٌﺰ وإذا اﻟﺨﻴﺎ ُم ﻗﺼﻮ ُر أﻣﻼكِ اﻟﻮرى وﻋ ﻠ ﻰ رﺑ ﻮع اﻟ ﺼ ﻴ ﻦ ﻛ ﺒﱠ ﺮ ﻓ ﻴ ﻠ ٌﻖ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﺨ ُ ﻮارق إن ﻃ ﻠ ﺒ َﺖ أد ّﻟ ًﺔ ﻧ ﺰل اﻟ ﻜ ﺘ ﺎبُ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻨ ﺒ ﱢﻲ ﻣ ﺤ ﻤ ٍﺪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﺣ َﻲ اﻟﺴﻤﺎءِ وﻧﻮ َر ُه َﺳﺤَ َﺮ اﻟﻘﻠﻮبَ ﻓﺮاح ﻳﻘﺬﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻬﺎت ﻣﺎ ﻧﻜﺼﻮا ﻋﻠﻰ أﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﺎب وﺳ ﺆد ٌد ﺣ ّﺮﻳ ٌﺔ آيُ اﻟ ﻜ ﺘ ِ
وﺑَ ﻬ ﺎؤه ﻟ ﻠ ﺨ ﺎﻓ َﻘ ﻴْ ﻦ ﺑ ﻬ ﺎ ُء ﻋَ ﺠ ﺒً ﺎ! وﺗ ﺒ ﺴ ﻂ ﻇ ﱠﻠ ﻪ اﻟ ﺼ ﺤ ﺮاء ﺮاب اﻟ ﻤ ﺎءُ وﻳ ﺴ ﻴ ﻞ ﻣ ﻦ وﻫ ﺞ اﻟ ﱠﺴ ِ وﻣ ﻦ اﻟ ﱢﺸ ﻘ ﺎق ﺗ ﺂﻟ ٌ ﻒ وإﺧ ﺎءُ وﻗ ﻴ ﺎد ٌة وﺳ ﻴ ﺎدة ودﻫ ﺎءُ وإذا اﻟ ﻘ ﻔ ﺎ ُر دﻣ ﺸ ُﻖ واﻟ ﺰوراء ﺄرض ﻗ ﺴ ﻄ ﻨ ﻄ ﻴ َﻦ ﱠ رف ﻟ ﻮاء وﺑ ِ ﺛ ﺒ َﺖ اﻟ ﺒُ ُ ﺮاق ﺑ ﻬ ﱠﻦ واﻹﺳ ﺮاء ﻣ ﺎ ﻳ ﺼ ﻨ ﻊ اﻟ ﺨ ﻄ ﺒ ﺎءُ واﻟ ﺸ ﻌ ﺮاء؟! ﻟ ﻤ ﺤ ﺘْ ﻪ ﻋ ﺎرﺿ ٌﺔ ﻟ ﻪ وذﻛ ﺎء ﻧ ِﺎر اﻟ ﺠ ﻬ ﺎدِ أوﻟ ﺌ ﻚ اﻟ ﺒ ﺴ ﻼء ﺣ ﺘ ﻰ اﻧ ﺠ ﻠ ْﺖ ﻋ ﻨ ﻬ ﻢ وﻫ ﻢ ﺷ ﻬ ﺪاءُ وﻋ ﺰﻳ ﻤ ٌﺔ وﻛ ﺮاﻣ ﺔ وإﺑ ﺎءُ
∗∗∗
ﺼ ُ ﻧﺎدﻳ ُﺖ ﻗﻮﻣﻲ ﻻ أُﺧ ﱢ ﺺ ﻣﺴﻠﻤً ﺎ إن اﻟ ﻜ ﺘ ﺎبَ ﺷ ﺮﻳ ﻌ ُﺔ اﺳ ﺘ ﻘ ﻼﻟ ﻜ ﻢ
أﺑ ﻨ ﺎءُ ﻳ ﻌ ﺮبَ ﻓ ﻲ اﻟ ﺨ ﻄ ﻮب ﺳ ﻮا ُء ﻓ ﺘَ ﺪﺑﱠ ﺮوه وأﻧ ﺘُ ُﻢ اﻟ ﺨ ﻠ ﻔ ﺎء … ١٩٣٥ / ٦ / ١٦
إﱃ اﳌﻤﺮﺿﺔ اﻟﺮوﺳ ﱠﻴﺔ …
ﻳ ﺎ ﺣ ﻠ ﻮ َة اﻟ ﻌ ﻴ ﻨ ﻴ ﻦ ﻳ ﺎ ﻗ ﺎﺳ ﻴَ ْﻪ أﻣّ ﺎ أﻧ ﺎ ﻓ ﻠ ﺴ ُﺖ أﻧ ﺴ ﻰ ﻳ ﺪًا ﺿﻨ ًﻰ ﻋ ً ﻟﺌﻦ ﺷﻔﻰ اﻟ ِﻄﺐﱡ َ ﺎرﺿﺎ وإﺑ ﺮ ُة اﻵﺳ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ ﻧ ﻔ ﻌ ﻬ ﺎ ﺗ ﺒ ﻌ ﺜ ﻬ ﺎ ﻋ ﻴ ﻨ ﺎكِ ﻓ ﻲ أﺿ ﻠ ﻌ ﻲ ﺗ ﻸم ﻗ ﻠ ﺒً ﺎ ﻧ ﻜ ْ ﺄت ﺟ ﺮﺣَ ُﻪ وﺗُ ﻄ ﻔ ﺊ اﻟ ﻨ ّ ﺎ َر اﻟ ﺘ ﻲ ﺣُ ﱢﺮﻛ ْﺖ
ﺳﺮﻋ َ ﺎن ﻣﺎ أﺻﺒﺤ ِﺖ ﻟﻲ ﻧﺎﺳﻴَ ْﻪ ﻧ ﺎﻋ ﻤ ًﺔ ﺗ ﺠ ﻮد ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﺎﻓ ﻴ ﻪ ﻓ ﻤ ﻬ ﺠ ﺘ ﻲ أﻧ ِﺖ ﻟ ﻬ ﺎ ﺷ ﺎﻓ ﻴ ﻪ أﻓ ﻌ ُﻞ ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ﻧ ﻈ ﺮ ٌة ﺳ ﺎﺟ ﻴ ﻪ ﻓ ﻴﱠ ﺎﺿ ًﺔ ﺑ ﻌ ﻄ ﻔ ﻬ ﺎ ،آﺳ ﻴ ﻪ ﻓ ﻌ ﺎد ﻳ ﻬ ﻮى ﻣَ ّﺮ ًة ﺛ ﺎﻧ ﻴ ﻪ ﻓ ﺄرﺟ ﻌ ﺘْ ﻬ ﺎ زﻓ ﺮ ٌة ﺣ ﺎﻣ ﻴ ﻪ
∗∗∗
ﻗ ﻴ ﺼ ﺮ َة اﻟ ﺤ ﺴ ِﻦ ،أﻻ أﺷ ﺘ ﻜ ﻲ ﻫ ﻞ ﻛ ﺎن ﻧ ﺴ ﻴ ﺎﻧ ُ ﻚِ ﻟ ﻲ ﻫ ﻔ ﻮ ًة ﺳ ﻴّ ﺪﺗ ﻲ ،ذﻧ ﺒُ ﻚِ ﻣ ﻬ ﻤ ﺎ ﻳ ﻜ ْﻦ
إﻟ ﻴ ﻚِ ﻣ ﻦ ﺟَ ﻮْركِ ﻳ ﺎ ﻃ ﺎﻏ ﻴ ﻪ؟ أم ُﺧ ّ ﻄ ًﺔ أﺷ ﺮا ُﻛ ﻬ ﺎ ﺧ ﺎﻓ ﻴ ﻪ؟ ﺗ ﻐ ﻔ ﺮه أﻋ ﺬا ُركِ اﻟ ﻮاﻫ ﻴ ﻪ … ﺣﺰﻳﺮان ١٩٣٥
رﺛﺎء أﰊ اﳌﻜﺎرم ﻋﺒﺪ اﳌﺤﺴﻦ اﻟﻜﺎﻇﻤﻲ
َﺳ ْﻞ ﺟ ﻨ ّ َﺔ اﻟ ﺸ ﻌ ِﺮ ﻣ ﺎ أﻟ ﻮى ﺑ ﺪوﺣ ﺘ ﻬ ﺎ وﻣ ﻦ ﺗَ ﺼ ﺪﱠى ﻳ ﺮ ﱡد اﻟ ﺴ ﻴ َﻞ ُﻣ ﺰدﺣِ ﻤً ﺎ وﻣ ﻦ أﻏ ﺎر ﻋ ﻠ ﻰ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﺨ ﻴ ﺎ ِم ُ ﺿ ﺤً ﻰ ﻫ ﻲ اﻟ ﻤ ﻨ ﻴّ ُﺔ ﻣ ﺎ ﺗ ﻨ ﻔ ﱡﻚ ﺳ ﺎﻟ ﺒ ًﺔ ﺣ ﱡﻖ اﻟ ﻌ ﺮوﺑ ِﺔ أن ﺗ ﺄﺳ ﻰ ﻟ ﺸ ﺎﻋ ﺮﻫ ﺎ وﺗُ ﺮﺳ َﻞ اﻟ ﺰﻓ ﺮ َة اﻟ ﺤَ ّﺮى ُﻣ ﺼ ﺪﱢﻋ ًﺔ ﻣَ ﻦ ﻟ ﻠ ﻘ ﺮﻳ ﺾ ﻋ ﺮﻳ ًﻘ ﺎ ﻓ ﻲ ﻋ ﺮوﺑ ﺘ ِﻪ وﻣَ ﻦ ﻟ ُﻐ ّﺮ اﻟ ﻘ ﻮاﻓ ﻲ و َْﻫ ﻲ ُﻣ ْﺸ ﺮﻗ ٌﺔ )أﺑﺎ اﻟﻤﻜﺎر ِم( ﻗﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﻞ ﻣﺮﺗﺠ ًﻼ وأ َ ْ ﺿ ﺮ ِم اﻟ ﻨ ﺎ َر ّ إن اﻟ ﻘ ﻮ َم ﻫ ﺎﻣ ﺪ ٌة واﻧ ﻔ ْﺦ إﺑ ﺎءَ َك ﻓ ﻲ آﻧ ﺎﻓ ﻬ ﻢ َﻏ َﻀ ﺒً ﺎ ﺗَ ﻤ ﱠﻜ َﻦ اﻟ ّﺬ ﱡل ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣ ﻲ ﻓ ﻼ ﻋ ﺠَ ﺐٌ ﻣ ﺎ أﺷ َ ﺮف اﻟ ﻌُ ﺬْ َر ﻟ ﻮ أن اﻟ ﻮﻏ ﻰ ﻧ ﺜ ْ ﺮت ﻟ ﻜ ْﻦ دﻫ ﺘْ ﻬ ﻢ أﺳ ﺎﻟ ﻴ ﺐُ اﻟ ﻌُ ﺪا ِة وﻫ ﻢ ﺬول ﻳُ ﻠ ﻮﱢﺣُ ُﻪ وﻳ ﻘ ﻨ ﻌ ﻮن ﺑ ﻤ ﺒ ٍ ﻛ ﺄﻧ ّ ﻬ ﻢ ﻟ ﻢ ﻳُ ﺸ ﻴﱠ ﺪ ﻣ ﺠ ُﺪ أوﻟ ﻬ ﻢ أرض أﻫ ﻠُ ﻬ ﺎ ﻋ ﺮبٌ ﻳ ﺎ راﺋ ﺪًا ﻛ ﱠﻞ ٍ و ُﻣ ﻨ ْ ِﺸ ﺪًا ﻋ ﻨ ﺪﻫ ﻢ ﻋ ﻠ ﻤً ﺎ وﻣ ﻌ ﺮﻓ ًﺔ
ﺣﺘﻰ ﺧﻠ ْﺖ ﻣﻦ ﻇﻼل اﻟﺤﺴ ِﻦ واﻟﻄﻴ ِﺐ ﻟ ﻤﱠ ﺎ ﺗَ ﺤ ﺪﱠر ﻣ ﻦ ُﺷ ّﻢ اﻷﻫ ﺎﺿ ﻴ ﺐ؟ ﻳُ ﺒ ﻴ ﺢ ﺗ ﻘ ﻮﻳ َﻀ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑ ﻌ ﺪ ﺗ ﻄ ﻨ ﻴ ﺐ؟ ﻓ ﻤ ﺎ ﺗُ ﻐ ﺎدر ﺣ ﻴٍّ ﺎ ﻏ ﻴ َﺮ ﻣ ﺴ ﻠ ﻮب وﺗ َ ﺬرف اﻟ ﺪﻣ َﻊ ُﻣ ﻨ ﻬ ٍّﻼ ﺑ ﻤ ﺴ ﻜ ﻮب ﺿ ﻠ ﻮ َع ﻛ ﱢﻞ ﻋ ﻤ ﻴ ِﺪ اﻟ ﻘ ﻠ ِﺐ ﻣ ﻜ ﺮوب ﻳ ﺄﺗ ﻲ ﺑ ِﺴ ﺤْ َﺮﻳْ ِﻦ ﻣ ﻦ ﻣ ﻌ ﻨ ًﻰ وﺗ ﺮﻛ ﻴ ﺐ؟ »ﻛ ﺄوﺟ ﻪ اﻟ ﺒ ﺪوﻳّ ِ ﺎت اﻟ ﱠﺮﻋ ﺎﺑ ﻴ ﺐ«؟ ﻣ ﻬ ﺬﱢﺑ ﺎ ِﺗ ﻚ ﻟ ﻢ ﺗُ ﺼ َﻘ ﻞ ﺑ ﺘ ﻬ ﺬﻳ ِﺐ ﻗ ﻠ ﻮﺑُ ﻬ ﻢ ،ذَ ﱠل ﻗ ﻠ ﺐٌ ﻏ ﻴ ُﺮ ﻣ ﺸ ﺒ ﻮب ﻓ ﻘ ﺪ ﺗُ ﺤ ﱢﺮ ُك أﺻ ﻨ ﺎ َم اﻟ ﻤ ﺤ ﺎرﻳ ﺐ أﻻ ّ ﻳُ ﺒ ﺎﻟ ﻮا ﺑ ﺘ ﻘ ﺮﻳ ٍﻊ وﺗ ﺄﻧ ﻴ ﺐ ﻮن وﻣ ﻀ ﺮوب أﺷ ﻼءَﻫ ﻢ ﺑ ﻴ ﻦ ﻣ ﻄ ﻌ ٍ ﺳ ﺎﻫ َ ﻮن ﻻﻫ ﻮن ﻋ ﻦ ﺗ ﻠ ﻚ اﻷﺳ ﺎﻟ ﻴ ﺐ ﻣ ﺴ ﺘ ﻌ ﻤ ﺮوﻫ ﻢ ﺑ ﺘ ﺒ ﻌ ﻴ ٍﺪ وﺗ ﻘ ﺮﻳ ﺐ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺴ ﻴ ﻮف وأﻃ ِ ﺮاف اﻷﻧ ﺎﺑ ﻴ ﺐ ﻳ ﺠ ﺘ ﺎزﻫ ﺎ ِﻧ ْﻀ ُﻮ ﺗ ﺼ ﻌ ﻴ ٍﺪ وﺗ ﺼ ﻮﻳ ﺐ ﺑ ﺤ ﺎﻟ ﻬ ﻢ ﺑ ﻴ ﻦ إدﻻج وﺗ ﺄوﻳ ﺐ ٍ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻫ ﻞ ﺟ ﺌ َﺖ ﻣ ﻨ ﻬ ﻢ أُﻧ ً ﺎﺳ ﺎ ﻋ ﻴ ُﺸ ﻬ ﻢ َر َﻏ ﺪٌ؟ راع ﺑ ﻼ ذﺋ ٍﺐ ﻳ ﺠ ﺎور ُه أم أيﱡ ٍ
أم ﻫ ﻞ ﻧ ﺰﻟ َﺖ ﺑ ُﻘ ﻄ ٍﺮ ﻏ ﻴ ِﺮ ﻣ ﻨ ﻜ ﻮب؟ إن ﻟ ﻢ ﺗ ﺠ ﺪ راﻋ ﻴً ﺎ ﺷ ٍّﺮا ﻣ ﻦ اﻟ ﺬﻳ ﺐ؟
∗∗∗
ﺗَ ﺒ ﻮﱠأ َ اﻟ ﻜ ﺎﻇ ﻤ ﱡﻲ اﻟ ُﺨ ﻠ َﺪ ﻣ ﻨ ﺰﻟ ًﺔ )أﺑ ﺎ اﻟ ﻤ ﻜ ﺎر ِم( أﺷ ْ ﺮف ﻣ ﻦ ﻋ ﻼ َك وﻗ ْﻞ واﻧﻈ ْﺮ إﻟﻴﻨﺎ َ وﺳ ّﺮحْ ﻓﻲ اﻟﺤﻤﻰ ﺑﺼ ًﺮا ﺗ ﺠ ْﺪ ﻗ ﻮﻳٍّ ﺎ وﻓ ﻰ وﻋ َﺪ اﻟ ﺪﺧ ﻴ ِﻞ وﻟ ﻢ وﻣ ﱠﺮ ﺳ ﺒ ٌﻊ وﻋَ ْﺸ ٌﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒ ﻼد َﻟ ُﻪ ﻗ ﺪ ﺗ ﻨ ﺘ ﻬ ﻲ ﻫ ﺬه اﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎ وﻓ ﻲ ﻳ ﺪ ِه ﺣ ﺎ ٌل أرى ﺷ ﱠﺮﻫ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨ ﺎس ُﻣ ﻨ ﺘ ِﺸ ًﺮا
ﻳ ﻠ ﻘ ﻰ ﻣ ﻦ اﻟ ﻠ ﻪ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﺧ ﻴ َﺮ ﺗ ﺮﺣ ﻴ ﺐ أرى ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ َﻦ أم دﻧ ﻴ ﺎ اﻷﻋ ﺎﺟ ﻴ ﺐ؟ ﻋ ﻦ اﻟ ﻬ ﺪى ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ﻦ ﻳ ﻮﻣً ﺎ ﺑ ﻤ ﺤ ﺠ ﻮب ﻳ ﻜ ﻦ ﻟ ﻨ ﺎ ﻣ ﻨ ﻪ إﻻ وﻋ ُﺪ ﻋُ ْﺮﻗ ﻮب وﺣ ﻜ ُﻤ ﻪ ﻣَ ْﺰجُ ﺗ ﺮﻫ ﻴ ٍﺐ وﺗ ﺮﻏ ﻴ ﺐ ﻣ ﺼ ﻴ ُﺮﻧ ﺎ رﻫ َﻦ ﺗ ﺪرﻳ ٍﺐ وﺗ ﺠ ﺮﻳ ﺐ وﺧ ﻴ َﺮﻫ ﺎ ﻟ ﻠ ﻤ ﻄ ﺎﻳ ﺎ واﻟ ﻤ ﺤ ﺎﺳ ﻴ ﺐ
∗∗∗
ﺆس ﻣﻦ دَﻋَ ٍﺔ؟ ﻫﻞ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴ َﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﺒ ِ ﻛ ﻢ ﺣَ ّﻘ َﻖ اﻟ ﻌ ﺰ ُم واﻹﻋ ﺠ ﺎ ُل ﻣ ﻦ أﻣ ٍﻞ
أم ﻟ ﻠ ﺰﻣ ﺎن اﺑ ﺘ ﺴ ﺎ ٌم ﺑ ﻌ ﺪ ﺗ ﻘ ﻄ ﻴ ﺐ؟ ﺎل وﺗ ﻘ ﻠ ﻴ ﺐ وﺧ ﺎب ﻗ ﺼ ٌﺪ ﺑ ﺈﻣ ﻬ ٍ ١٩٣٥ / ٦ / ١٧
252
ِ ﻧﺎﺷﺪﺗﻚ اﻹﺳﻼم إﱃ ﻓﻮز …
ﻳﺎ )ﻓﻮ ُز( وﻳﻠﻲ ﻣﻨﻚِ ﻳﺎ ﻗﺎﺳﻴَ ْﻪ أراكِ ﻓ ﻲ اﻟ ﻴ ﻮم ﺛ ﻼﺛ ً ﺎ وﻻ واﻟ ﻠ ِﻪ ﻟ ﻮ ﺗ ﺪرﻳ ﻦ ﻣ ﺎ ﻗ ﱠ ﺼﺘﻲ ﺑﻞ ﻛﻨ ِﺖ ﻟﻲ ﻋﻮﻧ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺑﺘﻲ ﻣ ْ ﺮﺿ ِﺖ أﻳﱠ ﺎﻣً ﺎ وﻟ ﻢ ﺗ ﻄ ﻠُ ﻌ ﻲ أﺳ ﺄل ﻋ ﻨ ﻚِ اﻟ ﻨ ﺎس ﻣ ﺴ ﺘ ﺨ ِﺒ ًﺮا ﺣ ﺘ ﻰ إذا أﺑ ﻠ ﻠ ِﺖ ﻳ ﺎ ﻣ ﻨ ﻴ ﺘ ﻲ ﺑﺸﺮا َك ﻳﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤ ْﺖ ﻣ ﻠ ﻴ ﻜ ٌﺔ ﻣ ﺎ ﺑ ﻴ ﻦ أﺗ ﺮاﺑ ﻬ ﺎ ﻳ ﺎ ورد ًة ﺗُ ﺮﺳ ُﻞ أﻧ ﻮا َرﻫ ﺎ ﻳ ﺎ رﺑّ َﺔ اﻟ ﻤ ﻨ ﺪﻳ ﻞ ِﻣ ْﻦ ﺗ ﺤ ِﺘ ﻪ ﻧ ﺎﺷ ﺪﺗُ ﻚِ اﻹﺳ ﻼ َم ﻻ ﺗ ﻘ ﺘ ﻠ ﻲ
ﻋَ ّﺬﺑ ِﺘ ﻨ ﻲ ﻇ ﻠ ﻤً ﺎ ،ﻛ ﻔ ﻰ ﻣ ﺎ ِﺑ ﻴَ ْﻪ أﻧ ﺎ ُل إﻻ اﻟ ﻨ ﻈ ﺮ َة اﻟ ﺠ ﺎﻓ ﻴ ﻪ ﻣﺎ ﻛﻨ ِﺖ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻲ ْ إذن راﺿﻴﻪ وﻛ ﻨ ِﺖ ﻟ ﻲ راﺣ ﻤ ًﺔ آﺳ ﻴ ﻪ ﻇ ﻠ ﻠ ُﺖ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﻣ ﻬ ﺠ ﺘ ﻲ داﻣ ﻴ ﻪ وﻟ ﻬ َ ﺎن أدﻋ ﻮ ﻟ ﻚِ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﺎﻓ ﻴ ﻪ َﺧ ﱠﻔ َ ﻒ ﻋ ﻨ ﻲ اﻟ ﻠ ُﻪ ﺑ ﻠ ﻮاﺋ ﻴ ﻪ ﺗ ﻐ ﺪو إﻟ ﻰ ﻣَ ْﻠ ﻌ ِﺒ ﻬ ﺎ ﺛ ﺎﻧ ﻴ ﻪ ﻳ ﺎ ﻟ ﻴ ﺘ ﻨ ﻲ ﻛ ﻨ ُﺖ ﻣ ﻊ اﻟ ﺤ ﺎﺷ ﻴ ﻪ ﻓﻴ ًﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻜ ْ ﻮن ﻣﻦ اﻟﺮاﺑﻴﻪ ﻧ َ ﺒْ ﻌَ ُﺔ ﺣُ ْﺴ ٍﻦ ﺛ َ ﱠﺮ ٌة ﺻ ﺎﻓ ﻴ ﻪ أﺧ ﺎكِ ﻓ ﻲ دﻳ ﻨ ﻚِ ﻳ ﺎ ﻗ ﺎﺳ ﻴ ﻪ ﺗﻤﻮز ١٩٣٥
اﻟﺴﻮار إﱃ ذات ﱢ
ﻫ ﺒ ﻴ ﻨ ﻲ ﻻ أُﺳ ﻤّ ﻴ ﻚِ وﺗُ ﻠ ﻘ ﻰ ﺑ ﻴ ﻨ ﻨ ﺎ اﻟ ﺤُ ﺠْ ﺐُ ﻫﺒﻲ ﻣﺎ ﺷﺌ ِﺖ؛ ّ إن اﻟ َﻘ ْﻠـ وﻳ ﺮﺗ ﺎح إﻟ ﻰ اﻟ ﻨ ﺠ ﻮى وﻳﻄﻐﻰ اﻟﻠﻴ ُﻞ واﻟﺸ ُ ﻮق وﻳ ﺴ ﺘ ﺄﻧ ﺲ ﺑ ﺎﻟ ﺼ ﺒ ِﺢ
وﻻ أُﻇ ﻬ ﺮ ﺣُ ﺒّ ﻴ ﻚِ ﻓ ﺄﺣ ﻴ ﺎ ﻻ أُﻻﻗ ﻴ ﻚ ـ ﺐَ ،ﻣ ﺎ اﻧ ﻔ ﱠﻚ ﻳ ﻨ ﺎﺟ ﻴ ﻚ وﻓ ﻲ اﻟ ﻨ ﺠ ﻮى ﻳُ ﺤ ﻴﱢ ﻴ ﻚ ﻓ ﻴ ﺪﻋ ﻮكِ وﻳ ﺒ ﻜ ﻴ ﻚ ﻟ ﻤ ﺎ ﻳ ﺮوﻳ ﻪ ﻋ ﻦ ﻓِ ﻴ ﻚ ١٩٣٥
ﻣﺮاﺑﻊ اﳋﻠﻮد
ﺗﻮﻃﺌﺔ ﻣ ﺮاﺑ ُﻊ اﻟ ﺨ ﻠ ﻮد واﻟ ﻤ ﻐ ﺎﻧ ﻲ ﺎن َﻟ ﻤّ ﺎ اﻧ ﺠ ﻠ ْﺖ ﻣ ﻦ ﺣُ ﺠُ ﺐ اﻟ ﱠﺰﻣ ِ ﺿﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔ ِﺲ اﻟﻜﻴﺎ ُن اﻟﻔﺎﻧﻲ وﻋ ﺎﻟ ٌﻢ ﻳَ َﻐ ﱡ ﺺ ﺑ ﺎﻷﺷ ﺠ ﺎن وﻳ ﻔ ﺠ ُﻊ اﻟ ﻘ ﻠ ﻮبَ ﺑ ﺎﻷﻣ ﺎﻧ ﻲ ∗∗∗
ﻻحَ ﻟ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﺨ ﻠ ﻮد ﻣ ﺎ اﺳ ﺘ ﺘ ْﺮ واﻣﺘﺰﺟ ْﺖ ﻣﻊ اﻟﻨﺴﻴ ِﻢ ﻓﻲ اﻟ ﱠﺴﺤ ْﺮ ﺷ ّﻔ ﺎﻓ ًﺔ ﻋُ ْﻠ
واﻣ ﺘ ﻠ ﻚ اﻟ ﱠﺴ ﻤ َﻊ ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ واﻟ ﺒ ﺼ ْﺮ وارﺗ ﻔ ﻌ ْﺖ ﻋ ﻠ ﻰ أﺷ ﻌّ ﺔ اﻟ ﻘ ﻤ ﺮ ﺎن ﻮﻳّ َﺔ اﻷﻟ ﺤ ِ
∗∗∗
وﻟ ﻢ ﻳَ ُ ﻄ ْﻞ ﺑ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ﺪى ﺣ ﺘ ﻰ دﻧ ﺎ أﺑ ﻌ ُﺪ ﻣ ﺎ ﺗ ﺮﺟ ﻮه ﻣ ﻦ ُﻏ ﱢﺮ اﻟ ﻤ ﻨ ﻰ ﺪر ّ وﺿ ﺎحُ اﻟ ّﺴ ﻨ ﺎ ﻫ ﻨ ﺎ ﻫ ﻴ ﺎﻛ ُﻞ اﻟ ﺨ ﻠ ﻮدِ ،وﻫ ﻨ ﺎ ﻛ ﱡﻞ ﻋ ﻈ ﻴ ِﻢ اﻟ ﻘ ِ ﺎن ﻓ ﺎﻧ ﻄ ﻠ ﻘ ْﺖ ُﻣ ﺮﺳ َﻠ َﺔ اﻟ ﻌِ ﻨ ِ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
اﻟﺨﺎﻟﺪون ﻓﺎﻧﻘﻠﺒ ْﺖ ﺗﻘﻮل و َْﻫﻲ ﺳﺎﺧﺮ ْه ﻃﺎﻓ ْﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﻮك واﻟﻘﻴﺎﺻﺮ ْه وإﻧ ّ ﻤ ﺎ اﻟ ﺨ ﻠ ﻮ ُد ﻟ ﻠ ﻌ ﺒ ﺎﻗ ﺮ ْه أﺿﺨ ُﻤﻜﻢ أﺳﻄﻮر ٌة أو ﻧﺎدر ْه ﺎن ﺟ ﺒ ﺎﺑ ِﺮ اﻟ ﻨ ﻔ ِ ﻮس واﻷذﻫ ِ ∗∗∗
ﻟ ﻸﻧ ﺒ ﻴ ﺎء أرﻓ ُﻊ اﻟ ﻤ ﻘ ﺎ ِم ﻳُ ﺤَ ﱡ ﻒ ﺑ ﺎﻟ ﺠَ ﻼل واﻹﻛ ﺮا ِم وﻋ ﻨ ﺪﻫ ﻢ رواﺋ ُﻊ اﻹﻟ ﻬ ﺎ ِم ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ اﻟ ﻬ ﺪى واﻟ ﻨ ﱡ ﻮ ُر ﻟ ﻸﻧ ﺎم ﺎن وﻏ ﺎﻳ ُﺔ اﻟ ﻜ ﻤ ِ ﺎل ﻓ ﻲ اﻹﻳ ﻤ ِ ∗∗∗
أﻫ ُﻞ اﻟﻔِ ﺪى ﻓﻲ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﻌﺬﱠﺑَ ْﻪ واﻟﺸﻬﺪاءُ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒَ ْﻪ ﻳ ﻘ ﻮ ُل :ﱠ َ إن اﻟ ﻤ ﻬ ﺞَ اﻟ ﻤ ﺨ ﱠﻀ ﺒ ْﻪ ﺻ ﺐﱠ اﻟ ﺸ ﻬ ﻴ ُﺪ دﻣَ ُﻪ وﻗ ﱠﺮﺑَ ْﻪ َ ﺎن أد َْﻓ ُﻊ ﻟ ﻠ ﻀ ﻴ ﻢ ﻋ ﻦ اﻷوﻃ ِ ∗∗∗
ﻮن ﻮن ﺑ ﻴ ﻦ ُرﺑ ﻰ اﻟ ﺨ ﻠ ﻮ ِد واﻟ ﻌ ﻴ ِ واﺟ ﺘ ﻤ ﻊ اﻟ ﱢﺴ ﺤْ ُﺮ إﻟ ﻰ اﻟ ُﻔ ﺘ ِ ﺗَ ِﺸ ﱡﻊ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﻠ ﻮم واﻟ ﻔ ﻨ ﻮن ﻮن ﻗ ﺮاﺋ ﺢٌ ﻣ ﻦ ﺟ ﻮﻫ ٍﺮ ﻣ ﻜ ﻨ ِ ﺎن وﺗ ﻐ ﻤ ُﺮ اﻟ ﻌ ﺎﻟ َﻢ ﺑ ﺎﻹﺣ ﺴ ِ ∗∗∗
أوﻟ ﺌ ﻚ اﻟ ﺸ ﻤ ُ ﺮاق ﻻ ﺗ ﻐ ﻮ ُر ﻮس واﻟ ﺒ ﺪو ُر داﺋ ﻤ ُﺔ اﻹﺷ ِ أﻓ ﻼ ُﻛ ﻬ ﺎ ،ﻣ ﺎ ﻛ ﱠﺮ ِت اﻟ ﺪﻫ ﻮ ُر ،اﻟ ﺤ ﺐﱡ واﻟ ﺠ ﻤ ﺎ ُل واﻟ ﺴ ﺮو ُر ﺎن واﻟﺨﻴ ُﺮ واﻟﺤﻜﻤ ُﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺴ ِ
258
ﻣﺮاﺑﻊ اﻟﺨﻠﻮد
ﰲ ﺣﴬة املﺘﻨﺒﻲ أﺻﻐﻴ ُﺖ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺗﻘﻮل :ﻣﺎ ﻟﻴَ ْﻪ ﻓ ﻤ ﺎ وﺟ ُ ﺪت ﻣ ﺜ َﻞ ﺗ ﻠ ﻚ اﻟ ﺮاﺑ ﻴَ ْﻪ ﻋ ﺎﺗ ﻴ ًﺔ وﻃ
َ ﻃﻮ ْﱠﻓ ُﺖ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻮد ﻛ ﱠﻞ ﻧﺎﺣﻴَ ْﻪ ﻣ ﺸ ﺮﻓ ًﺔ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻮﺟ ﻮ ِد ﻋ ﺎﻟ ﻴَ ﻪ ﺎن ﻴ ﺪ َة اﻷرﻛ ِ
∗∗∗
رأﻳ ُﺖ ﻇ ٍّﻼ ﺷ ﺎﻣ ًﻼ ﻇ ﻠ ﻴ ﻼ ﻳ ُ ﻀ ﱡﻢ َ ﺻ ْﺮﺣً ﺎ ﻣ ﺎ ِﺛ ًﻼ ﺟ ﻠ ﻴ ﻼ ﻓ ﺎرﺗ ﱠﺪ َ ﻃ ْﺮﻓ ﻲ ﻋ ﻨ ﻬ ﻤ ﺎ ﻛ ﻠ ﻴ ﻼ إذا ﻃ ﻠ ﺒ ُﺖ ﻟ ﻬ ﻤ ﺎ ﺗ ﻤ ﺜ ﻴ ﻼ »ﻓﺎﻟﺤَ ﺪ ُ ﱠان« َث اﻟﺤﻤﺮاءُ« ﻓﻲ »ﺑَﻮ ِ ∗∗∗
ُﻫ ﱠﻦ اﻟ ﻨ ﺠ ﻮ ُم ﻳ ﺄﺗ ﻠ ﻘ َﻦ ُز ْﻫ ﺮا رأﻳ ُﺖ ِﺑ ﻴ ًﻀ ﺎ ﻳ ﻌ ﺘ ﻨ ْﻘ َﻦ ُﺳ ﻤْ ﺮا ﺎرس أﻏ ﱠﺮا ﻳ ﻠ ﺘ ﻤ ُﺲ اﻟ ﻤ ﺠ َﺪ اﻷﺛ ﻴ َﻞ ﻗ ْﺴ ﺮا ﻓ ﻲ ﻳ ﺪ ﻛ ﱢﻞ ﻓ ٍ واﻟ ﻤ ﺠ ُﺪ ﻟ ﻦ ﻳ ﻜ َ ﺎن ﻮن ﻟ ﻠ ﺠ ﺒ ِ ∗∗∗
رأﻳ ُﺖ ﻏِ ﻴ ﺪًا ﻣ ﻦ أﻋ ﺎرﻳ ﺐ اﻟ ﻔ ﻼ ﺣُ ﻤْ َﺮ اﻟﺠﻼﺑﻴﺐ ﻏﺮاﺋﺐَ اﻟﺤِ ﻠﻰ ُﺧ ِﻠ ﻘ َﻦ ﻣ ﻦ ﺣُ ﺴ ٍﻦ وﻓ ﺘ ﻨ ٍﺔ ﻓ ﻼ ﺗَ ْ ﻄ ِﺮﻳَ ًﺔ ﺗ ﺮى وﻻ ﺗَ ﺠ ﻤﱡ ﻼ وﻫ ﻜ ﺬا ﻓ ﻠ ﺘ ﻜ ِﻦ اﻟ ﻐ ﻮاﻧ ﻲ ∗∗∗
ذاك اﻟ ﺬي وﻗ ْﻔ َﻦ ﻋ ﻦ ﺟ ﻨ ﺒ ﻴْ ِﻪ أو اﻷﻧ ﺎ َم ﺗ ﺤ ﺖ أﺧ ﻤ َ ﺼ ﻴْ ِﻪ )ﻓ ﺎﻟ ﻤ ﺘ ﻨ ﺒ ﻲ(
اﻷرض ﻓﻲ ﺑُﺮدﻳْ ِﻪ ﺧِ ﻠ ُﺖ ﻣﻠﻮ َك ِ ﻗﻴﻞ ْ اﺳ ﺠ ﺪي ﺧ ﺎﺷ ﻌ ًﺔ ﻟ ﺪﻳ ﻪ ﺎن ﺳ ﻴﱢ ُﺪ اﻟ ﻤ ﻜ ِ
∗∗∗
إن ﻛﻨ ِﺖ ﻣﻤّ ْﻦ ﻳﺼﺤﺐُ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎ وﻳ ﺄﻟ ُ ﻒ اﻟ ﱢ ﻄ ﻌَ َ ْ ﺎن و اﻟ ﱢﻀ ﺮاﺑ ﺎ وﻳ ﻬ ﺠ ُﺮ اﻟ ﻨ ﺪﻳ َﻢ واﻟ ﺸ ﺮاﺑ ﺎ ﺟ ﺌ ِﺖ أﻋ ﱠﺰ ﺧ ﺎﻟ ٍﺪ ﺟ ﻨ ﺎﺑ ﺎ ُ وﻓ ِ ﺎن ﺰت ﺑ ﺎﻹﻛ ﺮام واﻷﻣ ِ 259
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
∗∗∗
ﻧ َ َﻜ ْﺴ ُﺖ رأﺳ ﻲ ودﻧ ُ ﻓ ﺄﻳ ﻦ ﻛ ﺴ ﺮى ﻫ ﻴ ﺒ ًﺔ وﻗ ﻴ ﺼ ُﺮ؟ ﻮت أﻋْ ﺜ ُ ُﺮ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﺿ ﺮﺑ ِﺔ ﺳ ٍ ﻮط أﺛ ﺮ ﺑ ﻴ ﻦ ﻳ ﺪﻳ ِﻪ أﺳ ٌﺪ ﻏ ﻀ ﻨ ﻔ ُﺮ ﺎن ﻳُ ْﻐﻨﻲ »اﺑ َﻦ ﻋﻤّ ٍﺎر« ﻋﻦ اﻟﺒﻴ ِ
ﻛﺎﻓﻮر ﺧﺎﻟﺪ! ْ أﺳ َﻮدُ ،ﻻﺑ ﱞﻲ ،ﺑ ِﻤ ْﺸ ﻔ ﺮﻳْ ِﻦ و ُﻣ ﻀ ﺤِ ٌﻚ ُﻣ ﺸ ﱠﻘ ُﻖ اﻟ ﻜ ﻌ ﺒ ﻴْ ِﻦ َ وﻗ ﺪ ُر ُه ﻳُ َﺮ ﱡد ﺑ ﺎﻟ ﻔِ ْﻠ َﺴ ﻴ ِﻦ ﻋ ﻬ ْﺪﺗُ ُﻪ ﻳُ َﺸ ﱡﺪ ﺑ ﺎﻷُذﻧ َ ﻴْ ِﻦ ﻳ ﻮ َم ﺗ ﺮوجُ ﺳ ﻠ ﻌ ُﺔ اﻟ ﺨِ ْ ﺎن ﺼﻴ ِ ∗∗∗
ﻛ ﺎن ﻟ ﻤ ﺼ َﺮ ُﺳ ﺒﱠ ًﺔ وﻋ ﺎرا ﻳ ﻮ َم أﺛ ﺎ َر اﻟ ﺸ ﺎﻋ َﺮ اﻟ ﺠ ﺒﱠ ﺎرا أدر ﻫ ﻞ ﻛ ﺎن اﻟ ﻬ ﺠ ﺎءُ ﻧ ﺎرا أم ﻋ ﺎﺻ ًﻔ ﺎ ُﻫ ﻴﱢ ﺞَ أم ﺗ ﻴّ ﺎرا ﻟﻢ ِ ﺎن؟ أم ُﺷ ﱠﻖ ذاك اﻟﺼﺪ ُر ﻋﻦ ﺑﺮﻛ ِ
واﻟﺤﺴﺪ ﺧﺎﻟﺪ! ﻓﻲ ِﺟﻴﺪه ﺣﺒ ٌﻞ ﻏﻠﻴ ٌ ﻆ ﻣﻦ ﻣَ َﺴ ْﺪ وﺛ َ ﱠﻢ وﺣ ٌﺶ ﻓ ُﻤ ﻪ داﻣ ﻲ اﻟ ﱠﺰﺑَ ْﺪ ﻗﺎل :ﺑﻠﻰ؛ ﻫﺬا ﻏﺮﻳ ُﻤﻨﺎ اﻟﺤﺴ ْﺪ ﻗﻠ ُﺖ :أﻻ أﺳﺄ ُل ﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﺠﺴﺪْ؟ ُﻣ ْﺮﺗَ ِﺒ ُﻚ اﻷﺧ ِ ﺎن ﻼط ﻓ ﻲ ﺷ ﻴ ﻄ ِ ∗∗∗
ﺳ ﻌ ﻴ ُﺮ ﻗ ﻠ ِﺒ ﻪ ﻃ ﻐ ﻰ ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﻤ ﺎ رأﻳ ﺘُ ﻪ ﻳ ﻄ ﻤ ُﺲ ﻋ ﻴ ﻨ ﻴ ﻪ اﻟ ﻌَ ﻤ ﻰ ﻗ ﻠ ُﺖ :وﻫ ﺬا ﺧ ﺎﻟ ٌﺪ أﻳ ًﻀ ﺎ؟ ﻓ ﻤ ﺎ أﻋﺠﺐَ أن ﻳﺒﻘﻰ اﻷذى وﻳَ ْﺴﻠﻤﺎ ﺎن!! وﻳ ﻨ ﻌ َﻢ اﻟ ﺸ ﱡﺮ ﺑ ﻌُ ﻤْ ٍﺮ ﺛ ِ 260
ﻣﺮاﺑﻊ اﻟﺨﻠﻮد
∗∗∗
ﻓﻲ اﻟﻮﺣﺶ ﻧﻈﺮ ًة ﻛﺄﻧﻬﺎ اﻟ ﱠﺮدى ﺗَ ﺒّ ﺴ َﻢ اﻟ ﺸ ﺎﻋ ُﺮ ،ﺛ ُ ﱠﻢ ردﱠدا ﻗ ﺎل :ﻟ ﺌ ْﻦ ﻧ َ ﱠﻜ َﺪ ﻋ ﻴ ﺸ ﻲ ﺑ ﺎﻟ ﻌِ ﺪى ﺣ ﺘ ﻰ دﻋ ُ ﻮت وﻟ ﺪي » ُﻣ ﺤَ ﱠﺴ ﺪا« ﻮان ﻓ ﺈﻧ ﻪ ُﺧ ﱢﻠ َﺪ ﻓ ﻲ اﻟ ﻬ ِ ∗∗∗
ﺎح ﻓ ﻲ ﺟ ﺒ ﻴ ﻨ ﻲ ﺗَ ﻘ ﺪّﻣ ﻲ ،ﻳ ﺎ ﻧ ﻔ ُﺲ ،واﺳ ﺄﻟ ﻴ ﻨ ﻲ ﻋ ﻦ أﺛ ﺮ اﻟ ﻤ ﻔ ﺘ ِ ﺑ ﺪﱠﻟ ﻨ ﻲ ﺑ ﻜ ﻴ ﺪه اﻟ ﱠﻠ ﻌ ﻴ ﻦ ذُ ﱠل اﻟ ِﻮﺟ ِﺎر ﻣ ﻦ ﺣِ ﻤ ﻰ اﻟ ﻌ ﺮﻳ ﻦ ﺪان( ﺣﻤﻰ اﻟﻤﻠﻮكِ ﻣﻦ )ﺑﻨﻲ ﺣﻤ ِ ∗∗∗
وﻣ ﺎ اﺑ ﺘ ﻠ ﻰ اﻟ ﺤ ﺴ ﻮ ُد إﻻ ﺟ ﻮﻫ ﺮا ﻳَ ﺘ ﱡﻢ ﻧ ﻮ ًرا وﻳ ﻄ ﻴ ﺐُ ﻋُ ﻨ ﺼ ﺮا واﻟ ﻔ ﻀ ُﻞ ﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻟ ﻪ أن ﻳ ﻈ ﻬ ﺮا ﺗُ ﺤ ﺪ ُ ﱢث اﻷَﻋْ ُ ﺼ ُﺮ ﻋ ﻨ ﻪ اﻷﻋ ﺼ ﺮا ﺎن وﻟ ﻠ ﺤ ﺴ ﻮد ﻏ ﻤ ﺮ ُة اﻟ ﻨ ﱢ ﺴ ﻴ ِ
ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺑ ﺠ ﺬو ٍة ﺗُ ْﻀ ِﺮ ُم ُروحَ اﻷدب ﻋُ ﻮدي إﻟﻰ دﻧﻴﺎكِ ،دﻧﻴﺎ اﻟﻌَ َﺮ ِب ِ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﺮ ﱡد اﻟﺤ ﱠﻖ ﺑﻌ ُ وﺗ ﻐ ﻤ ُﺮ اﻟ ﺸ َ ﺾ اﻟ ُﻜﺘُﺐ ﺮق ﺑ ﻬ ﺬا اﻟ ﻠ ﻬ ِﺐ ﻮان وﻗ ﺪ ﻳ ﻜ ﻮ ُن اﻟ ﻤ ﺠ ُﺪ ﻓ ﻲ دﻳ ِ ١٩٣٥
261
رﺛﺎء أدﻳﺐ ﻣﻨﺼﻮر
ﻋ ﺮﻓ ُﺖ »أدﻳ ﺒً ﺎ« ﻓ ﺄﺣ ﺒ ﺒ ﺘُ ُﻪ وﻳ ﺎ َﻟ ﻬ ﻔ ﻲَ ، اﻵن ﻛ ّﻠ ﻤ ﺘُ ُﻪ وﻳ ﺎ ﺣ ﺴ ﺮﺗ ﻲ ﻟ ﻠ ﱠﺮدى ،ﻣَ ﱠﺰﻗ ْﺖ وﻛ ﺎن ﻧ ﻀ ﻴ ًﺮا ﻋ ﻠ ﻰ ﻣَ ﻨ ْ ِﻜ ﺒ ﻴْ ِﻪ دﻋ ﺎﻧ ﻲ اﻟ ﺒ ﻜ ﺎءُ ﻓ ﻠ ﺒّ ﻴ ﺘُ ُﻪ وﺳ ُ ﺮت ﺑ ﻤ ﻮﻛ ﺒ ﻪ ﺧ ﺎﺷ ﻌً ﺎ ﺗُ ﻔ ﻴ ﺾ أﻛ ﺎﻟ ﻴ ﻠُ ﻪ ﻃ ﻴ ﺒَ ﻬ ﺎ وﻋ ُ ﺪت ﻋﻦ اﻟﻘﺒ ِﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺋﺪﻳ َﻦ وﻓ ﻲ ﻛ ّﻞ ﻧ ﻔ ٍﺲ ﻟ ﻪ ﻟ ﻮﻋ ٌﺔ ﺎل ﻋﺮﻓ ُﺖ »أدﻳﺒًﺎ« ﺣﻤﻴ َﺪ اﻟﺨﺼ ِ وروﺣً ﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﺜ َﻞ اﻟﻨﺴﻴ ِﻢ وﻛ ﺎن ﻗ ﺮﻳ ًﺮا ﺑ ﺂﻣ ﺎﻟ ِﻪ وﻛ ﺎن ﻳ ﺮاﻫ ﺎ ﺑ ﻌ ﻴ ﻦ اﻷرﻳ ِﺐ وﻳ ﻜ ﻠ ﺆﻫ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﻨ ﺸ ﺎط اﻟ ﻌ ﺠ ﻴ ِﺐ ﺗَ ﻨ ﺎو َل ذاك اﻟ ﻔ ﺆا َد اﻟ ﺨ ﺼ ﻴ ﺐَ وﺣ ّ ﻄ ﻢ ﺑ ﻨ ﻴ َ ﺎن آﻣ ﺎﻟ ِﻪ
وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻏﺎب ﻫﺬا اﻟﺤﺒﻴﺐْ َ وﻓ ﻲ ﻟ ﺤ ﻈ ٍﺔ ﺑ ﺎت ﻻ ﻳ ﺴ ﺘ ﺠ ﻴ ﺐْ ﺎب اﻟ ﻘ ﺸ ﻴ ﺐْ ﻳ ﺪاه رداءَ اﻟ ﺸ ﺒ ِ ﻓ ﺄﺻ ﺒ ﺢ ﻣ ﻨ ﻪ ﺳ ﻠ ﻴ ﺒً ﺎ ﺧ ﻀ ﻴ ﺐ ﺟَ ﺰوﻋً ﺎ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ ﺑ ﺪﻣ ٍﻊ ﺻ ﺒ ﻴ ﺐْ أُﺷ ﻴﱢ ﻌ ﻪ ﺑ ﻴ ﻦ ﺣ ﻔ ٍﻞ ﻣَ ﻬ ﻴ ﺐْ ودون ﺷ ﻤ ﺎﺋ ﻠ ﻪ ﻛ ﱡﻞ ﻃ ﻴ ﺐ أﻣ ﺎﻣ ﻲ ﻧ ﺤ ﻴ ﺐٌ وﺧ ﻠ ﻔ ﻲ ﻧ ﺤ ﻴ ﺐْ وﻓ ﻲ ﻛ ﱢﻞ ﻗ ﻠ ٍﺐ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ ﻟ ﻬ ﻴ ﺐْ وأﺣ ﺒ ﺒ ُﺖ ﻓ ﻴ ﻪ اﻟ ﺬﻛ ﱠﻲ اﻟ ﻠ ﺒ ﻴ ﺐ ﻳ ﻬ ﺐﱡ ﻓ ﻴُ ﻨ ﻌ ﺶ ﻗ ﻠ ﺐَ اﻟ ﻜ ﺌ ﻴ ﺐ ﻓ ﺄدﻋ ﻮ ﻟ ﻪ اﻟ ﻠ َﻪ ﱠأﻻ ﺗ ﺨ ﻴ ﺐ وﻟ ﻜ ﱠﻦ ﻟ ﻠ ﺪﻫ ﺮ ﻋ ﻴ َﻦ اﻟ ﺮﻗ ﻴ ﺐ وﻟﻠﺪﻫﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﺷﺄ ٌن ﻋﺠﻴﺐ ﻓ ﺄﺻ ﺒ ﺢ و َْﻫ ﻮ اﻟ ﻔ ﺆا ُد اﻟ ﺠ ﺪﻳ ﺐ ﺆون رﻫ ﻴ ﺐ ﺑ ﻜ ﱠﻔ ْﻲ ﻟ ﺌ ﻴ ٍﻢ ﺧ ٍ
∗∗∗
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺟ ﻤ ﻴ ًﻼ ﻟ ﻨ ﺎ ﻓ ﻴ ﻪ أوﻓ ﻰ ﻧ ﺼ ﻴ ﺐْ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻓﻴﻨﺎ اﻟﺤﺒﻴﺐَ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﺑ ﻘ ﻠ ٍﺐ أﻟ ﺢﱠ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ اﻟ ﻮﺟ ﻴ ﺐْ ﻳُ ﺠ ﺪﱢد ﻟ ﻲ ذﻛ َﺮ ﻳ ﻮ ٍم ﻋ ﺼ ﻴ ﺐ ﻣ ﻼذَ اﻟ ﻘ ﺮﻳ ِﺐ وﻋ ﻮ َْن اﻟ ﻐ ﺮﻳ ﺐْ ﻧ ﻘ ﱠﻲ اﻟ ﱠﺴ ﺮﻳ ﺮ ِة ِﻣ ﻤّ ﺎ ﻳُ ﺮﻳ ﺐ وذاك »ﻋﻔﻴ ٌ ﻒ« ،وﻫﺬا »أدﻳﺐ«
ﻋ ﺰاءً ﻟ ﻜ ﻢ ،أﻳ ﻬ ﺎ اﻷﻗ ﺮﺑ َ ﻮن، ﻟ ﺌ ﻦ ﺑ ﺎﻋ ْ ﺪت َرﺣِ ٌﻢ ﺑ ﻴ ﻨ ﻨ ﺎ ﺑ ﻨ ﺎ ﻣ ﺎ ﺑ ﻜ ْﻢ ﻣ ﻦ ﻏ ﻠ ﻴ ﻞ اﻷﺳ ﻰ وﻣ ﱠﺮ ﺑ ﻨ ﺎ ﻳ ﻮ ُﻣ ﻪ »اﻷرﺑ ﻌ َ ﻮن« َﻓ ﻘ ُ ﺪت ﻓ ﺘً ﻰ ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ أُﺳ ﺮﺗ ﻲ أﺑﻴٍّﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻴﻢ ،ﻋ ﱠ ﻒ اﻟﻴﺪﻳ ِﻦ، ﻓ ﺬاك اﺑ ُﻦ ﻋَ ﻢﱟ ،وﻫ ﺬا ﺻ ﺪﻳ ٌﻖ
١١أﻳﻠﻮل ١٩٣٩
264
ﺑﻼ ﻋﻨﻮان …!
ﻟ ﻢ ﺗ ﺰل ﺗ ﻬ ﺠ ﺮﻧ ﻲ ﻣ ﻨ ﺬ ﺳ ﻨ ﻴ ْﻦ روض أﻧ ﻴ ٍﻖ ﻓ ﺈذا ﻛ ﻨ ُﺖ ﻓ ﻲ ٍ ْ إن ﻫ ﻤ ﺎ ﻃ ﺎرا ﻳ ﻜ ﻮﻧ ﺎن ﻣ ﻌً ﺎ ﻟ ﻴ ﺘ ﻨ ﺎ ﻳ ﺎ ﻫ ﺎﺟ ﺮي ﻣ ﺜ َﻠ ﻬ ﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗ ﺰل ﺗ ﻬ ﺠ ﺮﻧ ﻲ ﻣ ﻨ ﺬ ﺳ ﻨ ﻴ ْﻦ ﻫ ﻬ ﻨ ﺎ ﻧ ﺮﺟ ﺴ ٌﺔ َﻗ ﺒﱠ ﻠ ﻬ ﺎ ﻣ ﻨ ﺤ ﺘْ ﻪ ﻃ ﻴ ﺒَ ﻬ ﺎ ﻳُ ﺸ ﻔ ﻲ ﺑ ِﻪ ﻟ ﻴ ﺘ ﻨ ﺎ ﻳ ﺎ ﻫ ﺎﺟ ﺮي ﻣ ﺜ ﻠُ ﻬ ﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗ ﺰل ﺗ ﻬ ﺠ ﺮﻧ ﻲ ﻣ ﻨ ﺬ ﺳ ﻨ ﻴ ْﻦ ﻓ ﻲ ﻇ ﻼم اﻟ ﻠ ﻴ ِﻞ ﻻﺣ ﺖ ﻧ ﺠ ﻤ ٌﺔ ﺮوح ﻫ ﺎ إﻧ ﻬ ﻤ ﺎ ﻳ ﺎ ﺣ ﺒ ﻴ ﺐَ اﻟ ِ ﻟ ﻴ ﺘ ﻨ ﺎ ﻳ ﺎ ﻫ ﺎﺟ ﺮي ﻣ ﺜ ﻠُ ﻬ ﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗ ﺰل ﺗ ﻬ ﺠ ﺮﻧ ﻲ ﻣ ﻨ ﺬ ﺳ ﻨ ﻴ ْﻦ ﺷ ﻤ َﻞ اﻟ ﻜ َ ﻮن اﻟ ﺮﺿ ﺎ ﺣ ﺘ ﻰ ﻏ ﺪا ﻳﺎ ﻣﻠﻮ َل اﻟﻘﻠ ِﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن ِﻣ ْﻦ ﻓﻤﺘﻰ ﻳﺎ ﻫﺎﺟﺮي ﻣﻨ َﻚ اﻟﺮﺿﻰ؟ ﻟ ﻢ ﺗ ﺰل ﺗ ﻬ ﺠ ﺮﻧ ﻲ ﻣ ﻨ ﺬ ﺳ ﻨ ﻴ ْﻦ
ﻟ ﻴ ﺘ ﻨ ﻲ أﻧ ﻌ ﻢ ﻳ ﻮﻣً ﺎ ﺑ ﺮﺿ ﺎ ْك ﺑ ﺤ ﺒ ﻴ ﺒ ﻴ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟ ﻄ ﻴ ﺮ ﻫ ﻨ ﺎ ْك وﻣ ﻌً ﺎ ﻟ ّﻔ ﻬ ﻤ ﺎ دوحُ اﻷرا ْك ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻃﻴﻨﺎ اﻟﻬﻮى ،ﻟﻜ ْﻦ أراك ﻟ ﻴ ﺘ ﻨ ﻲ أﻧ ﻌ ُﻢ ﻳ ﻮﻣً ﺎ ﺑ ﺮﺿ ﺎك ﻋ ﺎﺷ ٌﻖ ﻫ ﺎم ﺑ ﻬ ﺎ ﻳُ ﺪﻋ ﻰ ﻧ ﺴ ﻴ ْﻢ ﻛ ﱠﻞ ذي ﻗﻠ ٍﺐ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮ ﺳﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﺴﺎﻗﻴﻨﺎ اﻟﻬﻮى ،ﻟﻜ ْﻦ أرا ْك ﻟ ﻴ ﺘ ﻨ ﻲ أﻧ ﻌ ﻢ ﻳ ﻮﻣً ﺎ ﺑ ﺮﺿ ﺎك وﻫ ﻔ ﺎ ﻧ ﺠ ٌﻢ إﻟ ﻴ ﻬ ﺎ ُﻣ ﻄ ِﺮﻗ ﺎ ﺎب واﻧ ﻘ ﻀ ﻰ ،ﻓ ﺎﻋ ﺘ ﻨ ﻘ ﺎ ﻓﻲ ﻋﺘ ٍ ﻓﻲ ﺗﺸﺎﻛﻴﻨﺎ اﻟﻬﻮى ،ﻟﻜ ْﻦ أراك ﻟ ﻴ ﺘ ﻨ ﻲ أﻧ ﻌ ﻢ ﻳ ﻮﻣً ﺎ ﺑ ﺮﺿ ﺎك و َْﻫ ﻮ ِﻃ ﻴ ﺐٌ وﺟ ﻤ ﺎل َ وﺻ ﻔ ﺎ ﻋ ﺎﺷ َﻘ ﻴْ ِﻦ اﺛ ﻨ ﻴ ﻦ ﱠإﻻ اﺋ ﺘ ﻠ ﻔ ﺎ وﻣﺘﻰ ﻳﺼﻔﻮ اﻟﻬﻮى؟ ﻟﻜ ْﻦ أرا ْك ﻟ ﻴ ﺘ ﻨ ﻲ أﻧ ﻌ ﻢ ﻳ ﻮﻣً ﺎ ﺑ ﺮﺿ ﺎك ١٩٤٠
ﻗﺼﺎﺋﺪ وﻣﻘﻄﻌﺎت ﻏﲑ ﻣﺆرﺧﺔ
اﻗﺘﺒﺎﺳﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن
١ ﺗ ﻨ ﻮﻃ ﻬ ﺎ ﺑ ﻨ ﺠ ﻮم اﻟ ﻠ ﻴ ِﻞ أﺳ ﺒ ﺎبُ ﺳ ﻘ ﺘْﻬُ ُﻢ ﻣ ﻦ ﺷ ﺮاب اﻟ ُﻤ ﻬْ ِﻞ أﻛ ﻮاب ﺮات اﻟ ﱠ »وﻋﻨﺪﻫﻢ ﻗﺎﺻ ُ ﻄ ْﺮ ِ ف أﺗﺮاب«
ُﻣ َﺴﻬّ ﺪون وﻫﻢ ﺣﻴﺮى ﻣﺤﺎﺟ ُﺮﻫﻢ إن ﻳَ ْﺨﺐُ ﻟﻠﺤﺐّ ﻓﻲ أﻛﺒﺎدﻫﻢ َﻗﺒَ ٌﺲ وﻛﻴﻒ ﻳﺒﻐﻮن ﻋﻦ ﻧﺎر اﻟﻬﻮى ﺣِ ﻮ ًَﻻ
٢ أﻧ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﺮﺣ ﻤ ﻦ ﻣ ﻦ ﺣُ ﻮ دارﺟ ٍ ﺎت ﻛ ﺤَ ﻤ ﺎم ا ْﻟ ـ َ ﻗ ﻠ ُﺖ ﻣ ﻦ ُﻫ ّﻦ وﻗ ﻮْﻟ ﻲ ﻓ ﺎﻧ ﺒ ْ ﺮت ﻣ ﻨ ﻬ ﱠﻦ ﺣ ﺴ ﻨ ﺎ أدر وأﺟ ﺎﺑ ﺘ ﻨ ﻲ وﻟ ﻢ ِ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ُﺳﻤﻨﺎ َك وَﺟْ ﺪًا
ٍر ،ﻳُ ﻜ ّﺴ ْﺮ َن ﺟُ ﻔ ﻮﻧ ﺎ أَﻳْ ﻚِ ،ﻳ ﺒ ﻬ َ ﺮن اﻟ ﻌ ﻴ ﻮﻧ ﺎ ﻛ ﺎن ﺟ ﻬ ًﻼ وﺟ ﻨ ﻮﻧ ﺎ ءُ ،ﻓ ﺄذﻛ ﺘْ ﻨ ﻲ ُﺷ ﺠ ﻮﻧ ﺎ أﺟ ﺪٍّا أم ُﻣ ﺠ ﻮﻧ ﺎ »وﻓ ﺘ ﻨ ﱠ ﺎ َك ُﻓ ﺘ ﻮﻧ ﺎ«
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
٣ ﻛﺒﺪي ﻣ ﻦ ﻓﺮاﻗ ﻬﺎ ﺑﻴ َﻦ ﺑَﻴْﻨ ﺎ ربّ ﻃ ﻴ ٍﺮ ُﻣ ﻬ ﺎﺟ ٍﺮ ﻏ ﺎب ﻋ ﻨ ّﺎ ﻛﻨ ِﺖ ﺗﺒﻜﻴﻦ ﻟﻮ رأﻳ ِﺖ ﺑﻜﺎﺋﻲ ﻏﻴ َﺮ أﻧﻲ أﻟﻔ ُﺖ ﻫﻤﱢ ﻲ وﻏﻤﱢ ﻲ
ﻓ ﻤ ﺘ ﻰ ﻣ ﻮﻋ ُﺪ اﻟ ﻠ ﻘ ﺎء؟ وأﻳ ﻨ ﺎ؟ ﺷ ﺎﻗ ﻪ َو ْﻛ ُﺮه ﻓ ﻌ ﺎد إﻟ ﻴ ﻨ ﺎ وﻗ ﺪﻳ ﻤً ﺎ أﺑ ﻜ ﻰ ﺟ ﻤ ﻴ ٌﻞ ﺑُ ﺜ َﻴْ ﻨ ﺎ »ﻓ ُﻜﻠﻲ واﺷﺮﺑﻲ َ وﻗ ﱢﺮي ﻋﻴﻨﺎ«
270
ﻋﺘﺎب إﱃ ﺷﻌﺮاء ﻣﴫ
ُ روﺿ ﻨ ﺎ ﻣ ﻦ رﻳ ﺎﺿ ﻜ ﻢ َﻓ ﻴْ ﻨ ﺎ ُن وﻫ ﻮاﻧ ﺎ — ﻟ ﻮ ﺗَ ْﻘ ﺪرون ﻫ ﻮاﻧ ﺎ — وﺑ ﺮﻏ ﻢ اﻟ ﻌِ ﺪا أواﺻ ُﺮ ُﻗ ْﺮﺑ ﺎ روان إﻟ ﻴ ﻜ ﻢ وﻋ ﻴ ﻮ ٌن ﻳ ﻘ ﻈ ﻰ ٍ إن ُﺳ ﺮرﺗ ﻢ ﻓ ﻔ ﻲ ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ َﻦ ﻋ ﻴ ٌﺪ ﻗ ﺪ َرأَوْا ﺑ ﺎﻟ ﻘ ﻨ ﺎة أن ﻳ ﻘ ﻄ ﻌ ﻮﻧ ﺎ وإذا ﺑ ﺎﻟ ﻘ ﻠ ﻮب ﺗ ﻬ ﻔ ﻮ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻨ ﱢ ﻴْ ـ أﺣﺴ َﻦ اﻟﻠ ُﻪ ِوردَﻛﻢ ،ﻫﻞ ﻳُﻐﻴﺾ اﻟﻨ ﱢـ ﺟ ﺌ ﺘُ ﻜ ﻢ ﻋ ﺎﺗ ﺒً ﺎ ﺑ ﻼﺑ َﻞ ﻣ ﺼ ٍﺮ: رﻓ ﺮف اﻟ ﺸ ﻌ ُﺮ ﻓ ﻮﻗ ﻜ ﻢ ﺑ ﺠ ﻨ ﺎﺣَ ﻴْ ـ وﺗﺴﺎﻣﻰ ﺻﺮحُ اﻟﻌﺮوﺑ ِﺔ ﻓﻲ ِﻣ ْ ﺼـ ﻛ ﻢ ﺑ ﻼدٍ ﺗ ﻬ ّﺰﻛ ﻢ ﻟ ﻴ ﺲ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﺧ ُ ﻄ ﺒ ﻨ ﺎ ﻻ ﻳ ﻬ ﱡﺰ »ﺷ ﻮﻗ ﻲ« وﻟ ﻜ ْﻦ ﺧ ﻄ ﺒُ ﻨ ﺎ ﻻ ﻳ ﻬ ّﺰ ﺣ ﺎﻓ َ ﻆ إﺑ ﺮا ﻣﺎ ﻟﻤﻄ َ ﺮان ﻳ ﺎ ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ُﻦ ﺷ ﺄ ٌن ﺳ ﻴ ﻘ ﻮﻟ َ ﻮن ُﻗ ﺪﱢﺳ ْﺖ ﻫ ﺬه اﻷ َ ْر ﺑ ﻞ ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ُﻦ ﺑ ﺎﻟ ﺸ ﻴ ﺎﻃ ﻴ ﻦ ﻣ ﻸى ْ إن ﺑ ﻠ ﻮﺗ ﻢ ﻣ ﻨ ﻬ ﻢ ﻓ ﺮﻳ ًﻘ ﺎ ﻓ ﺈﻧ ﱠ ﺎ
وﺛ َ ﺮاﻧ ﺎ ﻣ ﻦ ِﻧ ﻴ ﻠ ﻜ ﻢ َرﻳّ ﺎ ُن ﻛ ﱡﻞ ﻗ ﻠ ٍﺐ ﻣ ﻨ ﻪ ﻟ ﻜ ﻢ ﻣ ﻶن ﻧ ﺎ وَﺛ ٌ ﺎق ﻟ ﻢ ﺗُ ﺒْ ﻠ ﻬ ﺎ اﻷزﻣ ﺎن دﻣ ﻌُ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ُﻣ ﺼ ﺎﺑ ﻜ ﻢ ﻻ ﻳُ ﺼ ﺎن أو ﺣ ﺰﻧ ﺘ ﻢ ﻟ ﻢ ﺗَ ﻌْ ﺪُﻫ ﺎ اﻷﺣ ﺰان ﻓ ﺈذا اﻟ ﺪﻳ ُﻦ ﺟ ﺴ ُﺮﻫ ﺎ واﻟ ﻠ ﺴ ﺎن ـ ِﻞ ﻇ ﻤ ﺎءً ﻳُ ﻮدي ﺑ ﻬ ﺎ اﻟ ﺨ ﻔ ﻘ ﺎن ـ ﻴ َﻞ ﻛ ٌ ﺄس ﻳ ﺤ ﻴ ﺎ ﺑ ﻬ ﺎ ﻇ ﻤ ﺂن؟ ﺮوض ﻋ ﺘ ﺒُ ﻪ أﻟ ﺤ ﺎن ﺑ ﻠ ﺒ ُﻞ اﻟ ِ ـ ِﻪ ،وﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣ ﻜ ﻢ َﻏ ﺬاه اﻟ ﺒ ﻴ ﺎن ـ َﺮ ،وﻫ ﻞ ﻏ ﻴ ُﺮﻛ ﻢ ﻟ ﻪ أرﻛ ﺎن؟ ﻟ ﻜ ُﻢ ﺟ ﻴ ﺮ ٌة وﻻ إﺧ ﻮان ﺟ ﺎء روﻣ ﺎ ﻓ ﻬ ّﺰه اﻟ ﺮوﻣ ﺎن ﻫ ﻴ َﻢ ﻟ ﻜ ْﻦ ﺗ ﻬ ّﺰه اﻟ ﻴ ﺎﺑ ﺎن ﺑ ﻚِ ﻟ ﻜ ْﻦ ﻟ ﻪ ﺑ ﻨ ﻴ َ ﺮون ﺷ ﺎن ُ ض ،ﻓ ﻤ ﺎ ْ أن ﻟ ﻨ ﺎ ﺑ ﻬ ﺎ ﺷ ﻴ ﻄ ﺎن ﺿ ﺠﱠ ِﺖ اﻹﻧ ُﺲ ﻣ ﻨ ﻬ ُﻢ واﻟ ﺠ ﺎن ﻗ ﺪ رﻣ ﺎﻧ ﺎ ﺑ ﺎﺛ ﻨ ﻴ ﻦ ﻫ ﺬا اﻟ ﺰﻣ ﺎن
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
َﻗ ِﺮ ٌم ﻻ ﺗ ﻔ ﻮﺗ ﻪ اﻷﺑ ﺪا ُن
ﻓ ﺈذا اﻟ ﻤ ﺎ ُل ﻓ ﺎت ذاك ﻓ ﻬ ﺬا
∗∗∗
ﻟ َﻚ ﻓ ﻲ ﻣ ﺼ َﺮ ﺑ ﻴ ﻨ ﻬ ﻢ أﺿ ﻐ ﺎن إن ﻫ ﺬا ﺟ ﺰاؤه اﻟ ﺤ ﺮﻣ ﺎن ﻓ ﻌ ﺴ ﺎﻫ ﺎ ذﻛ ﺮى ﻟ ﻬ ﻢ ﻛ ﻴ ﻒ ﻛ ﺎﻧ ﻮا
ﺪق ﻮان ﺻ ٍ ﺳ ﻴ ﻘ ﻮﻟ ﻮنُ :ربﱠ إﺧ ِ ﻗ ﻄ ﻌ ﻮا اﻟ ﻮﺣ َﻲ ﺑ ﺎﻟ ﺘ ﻘ ﺎﻃ ﻊ ﻋ ﻨ ﺎ ﺗﻠﻚ ﺷﻜﻮى ﺗﺮوﻋﻨﻲ ﻛﻴﻒ ﺻﺎروا
272
ﻣﺎ ﻟﻚ واﻟﺬﻛﺮﻳﺎت
ﻣ ﺎ ﻟ َﻚ واﻟ ﺬﻛ ﺮﻳ ُ ﺎت ﺗ ﺬﻋ ﺮﻫ ﺎ ﻣ ﻮءود ٌة ﻓ ﻲ اﻟ ﺸ ﺠ ﻮن أدﻓ ﻨ ﻬ ﺎ أذﻫ ﻞ ﻋ ﻨ ﻬ ﺎ ورﺑّ ﻤ ﺎ ذﻫ ﻠ ْﺖ ﻳ ﺎ ُﻣ ْﺴ ﻌِ َﺮ اﻟ ﻨ ِﺎر ﻛ ﻴ ﻒ أُﻃ ﻔ ﺌ ﻬ ﺎ أﻣ ﺎ ﺗ ﺮاﻧ ﻲ ﻳ ﺪي ﻋ ﻠ ﻰ ﻛ ﺒ ﺪي
ﺗ ﺜ ﻴ ﺮ ﻣ ﻜ ﻨ ﻮﻧ َ ﻬ ﺎ وﺗ ﻨ ﺸ ﺮﻫ ﺎ؟ وﻓ ﻲ زواﻳ ﺎ اﻟ ﺴ ﻨ ﻴ ﻦ أذﺧ ﺮﻫ ﺎ ﻋ ﻨ ﻲ وﻗ ﺪ ﺟ ﺌ َﺖ ﺑ ﻲ ﺗُ ﺬ ّﻛ ﺮﻫ ﺎ — ﺳ ﺎﻣ ﺤ َﻚ اﻟ ﻠ ُﻪ — ﺣ ﻴ ﻦ ﺗَﺴ ﻌ ﺮﻫ ﺎ أﻛ ﺎد ﻣ ﻦ زﻓ ٍﺮة أُﻃ ﻴﱢ ﺮﻫ ﺎ؟
∗∗∗
ﻳ ﺎ ُربﱠ ﻧ ﻔ ٍﺲ ﻟ ّﻠ ﻪ ُﻣ ْﺴ ِﻠ ﻤ ٍﺔ أﻋ ﻴ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺪﻫ ﺮ َﻏ ﻤْ ُﺰ ﺟ ﺎﻧ ﺒ ﻬ ﺎ ﻛ ّﻠ ﻔ ﺘُ ﻬ ﺎ اﻟ ﺴ ﻴ َﺮ واﻟ ﱡﺴ ﺮى ﺷ ﻐ ًﻔ ﺎ ﺧ ّﻠ ﻔ ُﺖ ﺑ ﻴ َ ﺮوت ُﻣ ﻨ ﻌِ ﻤً ﺎ ﻃ ﻠ ﺒً ﺎ ﺑ ﻠ ﻐ ﺘُ ﻬ ﺎ واﻟ ﻈ ﻼ ُم ُﻣ ﺸ ﺘ ِﻤ ٌﻞ أﻟ ﺘ ﻤ ُﺲ اﻟ ﺒ ﺎبَ ﻻ أﻓ ﻮز ﺑ ِﻪ ﺣ ﺘ ﻰ ﻫ ﺪاﻧ ﻲ وﻣ ﻴ ُ ﺾ ﺳ ﺎرﻳ ٍﺔ ﺳ ﻌ ﻴ ُﺖ ﻟ ﻠ ﺒ ﺎب ﺛ ّﻢ أﻃ ﺮﻗ ُﻪ ْ ﻣ ﺎ ﺗ ﻨ ﺜ ﻨ ﻲ ﻧ ﻔ ُﺲ ﻃ ﺎﻟ ٍﺐ وردت واﻧ ﻔ ﺘ ﺢ اﻟ ﺒ ﺎبُ ﻋ ﻦ ُﻣ ﺼ ّﻠ ﺒ ٍﺔ ﻗ ﻠ ُﺖ :ﻣَ ﺴ ﺎ اﻟ ﺨ ﻴ ِﺮ ،ﻫ ﻞ ﻟ ﻤ ﻠ ﺘ ﺠ ٍﺊ
ﻗ ﺎم ﻧ ﺒ ﱡﻲ اﻟ ﻬ ﻮى ﻳُ ﻨ ّ ﺼ ﺮﻫ ﺎ ﻮن ﻳ ﻘ ﻬ ﺮﻫ ﺎ؟ ﻣ ﺎ ﺑ ﺎ ُل ﻏ ﻤ ِﺰ اﻟ ﻌ ﻴ ِ ﺎل اﻟ ﻐ ﺮام أﺧ ﻄ ﺮﻫ ﺎ أﻟ ﺬﱡ ﺣ ِ ﻟ ﻠ ﻜ ﺮﻣ ﻠ ﻴّ ﺎت ﺣ ﻴ ﺚ »ﻋِ ْﺰ َو ُرﻫ ﺎ« ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺒ ﺮاﻳ ﺎ واﻟ ﻨ ﻮ ُم ﻳُ ﺴ ﻜ ﺮﻫ ﺎ أﻃ ﻮف ﺑ ﺎﻟ ﺪار ﻟ ﺴ ُﺖ أُﺑ ﺼ ﺮﻫ ﺎ أﻋ ﻘ ﺒَ ﻪ ﻗ ﺎﺻ ٌ ﻒ ﻳُ ﻔ ﺠﱢ ﺮﻫ ﺎ ُ أﻗ ﻔ ﺎﻟُ ﻪ اﻟ ﺼ ﻠ ﺐ ﻟ ﻮ أﻛ ّﺴ ﺮﻫ ﺎ ﻇ ﻤ ﺄى وﻣ ﺮﻋ ﻰ اﻟ ﺤِ ﻤ ﺎ ِم ﻣ ﺼ ﺪرﻫ ﺎ ﺧ ﻴ َﻔ َﺔ ﺷ ﱟﺮ ﻫ ﻨ ﺎك ﻳُ ﻨ ﺬرﻫ ﺎ ﻟ ﺪﻳ ﻚِ ﻧ ُ ﻌ ﻤ ﻰ ﻫ ﻴ ﻬ ﺎت ﻳ ﻜ ﻔ ﺮﻫ ﺎ؟
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
آﻧ ﺴ ٌﺔ دا َرﻛ ﻢ ﺗُ ﻌ ﻤّ ﺮﻫ ﺎ؟ ﻗ ﺎﻟ ﺖ» :أﻧ ﺴ ﻌ ﻰ ﻟ ﻬ ﺎ ﻧ ﺨ ﺒّ ﺮﻫ ﺎ؟ ﺑ ﻌ ﺪ اﻧ ﺘ ﻈ ٍﺎر ،ﺗ ﺮى أﻧ ُ ﺸ ﻌ ﺮﻫ ﺎ؟« أﺣ ﻼ ُﻣ ﻬ ﺎ اﻟ ُﻐ ّﺮ ﻻ أُﻧ ّﻔ ﺮﻫ ﺎ أﺧ ﺸ ﻰ إذا اﺳ ﺘ ﻴ ﻘ ﻈ ْﺖ أُﺳ ﻬّ ﺮﻫ ﺎ« ﻛ ْﻦ ﺟ ﺎ َرﻫ ﺎ ،واﻟ ﺼ ﺒ ﺎحَ ﺗ ﺒ ﺪرﻫ ﺎ ُﻣ ﻐ ًﺮى ﺑ ﺄﺧ ٍﺖ ﻟ ﻪ ﻳُ ﻜ ﺪّرﻫ ﺎ«! أﻋ ﺸ ُﻖ ﺑ ﻌ ِﺾ اﻟ ﻘ ﻠ ﻮب أﻣ َﻜ ُﺮﻫ ﺎ أُﺛ ﻨ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ ﻟ ﻄ ﻔ ﻬ ﺎ وأﺷ ﻜ ﺮﻫ ﺎ
ﻗﺎﻟﺖ :ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺣﺐ! ﻗﻠ ُﺖ :ﻫﻞ ﻧﺰﻟ ْﺖ ﻗ ﺎﻟ ﺖ :أﺧ ﻮﻫ ﺎ؟ ﻓ ﻘ ﻠ ﺖ» :ذاك أﻧ ﺎ« ﻗ ﺪ أﺧ ﺬ اﻟ ﻨ ﻮ ُم ﺟ ﻔ ﻨ َ ﻬ ﺎ ﻣ ﻠ ًﻼ ﻗ ﻠ ُﺖ» :دﻋ ﻴ ﻬ ﺎ ﻏ ﺪًا أُﻓ ﺎﺟ ﺌ ﻬ ﺎ أﻗ ﻀ ﻲ رﻗ ﺎدي ﻓ ﻲ ﻏ ﻴ ﺮ ﻣ ﻀ ﺠ ﻌ ﻬ ﺎ ﻗﺎﻟﺖ» :ﺗﺮى اﻟﻀﻮءَ؟ ذاك ﻣﻀﺠﻌُ ﻬﺎ أخ أرا َك ﺑَ ٍّﺮا ﺑ ﻬ ﺎ و ُربﱠ ٍ ﻗ ﺮاﺑ ُﺔ اﻟ ﻤ ﻜ ِﺮ أﺻ ﺒ ﺤ ْﺖ ﺛ ﻘ ًﺔ ﻳ ﺎ َﻟ ﻚِ ﺑ ﻠ ﻬ ﺎءَ ودّﻋ ْﺖ وﻣ ﻀ ْﺖ
∗∗∗
أﻳّ ُﺔ ﻧ ﻔ ٍﺲ ﻫ ﻮﺟ ﺎءَ أزﺟ ﺮﻫ ﺎ؟ ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗ ﻜ ﻦ ﺟ ﺎرﺗ ﻲ ﺗُ ﺼ ﺒﱢ ﺮﻫ ﺎ ُﺧ ﻄ ﻰ اﻟ ﻤ ﺤ ﺒّ ﻴ ﻦ ،ﻣَ ﻦ ﻳ ﺴ ﻴّ ﺮﻫ ﺎ َو ﱠد »رﻓ ﺎﺋ ﻴ ُﻞ« ﻟ ﻮ ﻳُ ﺼ ﻮّرﻫ ﺎ ﻳ ﺎ ﺟ ﻮﻫ َﺮ اﻟ ﺤ ﺐﱢ أﻧ ِﺖ ﺟ ﻮﻫ ﺮﻫ ﺎ ذراﻋَ ﻬ ﺎ واﻟ ﺪﻣ ﻮ ُع ﺗ ﻐ ﻤ ﺮﻫ ﺎ ﻣ ﺎ اﻧ ﺜ ﺎل ﻣ ﻦ َﻓ ْﺮﻋ ﻬ ﺎ ﻳُ ﺨ ﻤﱢ ﺮﻫ ﺎ ﻣ ﻦ زﻓ ﺮ ٍة ﻛ ﺎﻟ ﺴ ﻌ ﻴ ﺮ ﺗ ﺰﻓ ﺮﻫ ﺎ ﻮق ذاب أﻛ ﺜ ﺮﻫ ﺎ ﻓ ﻲ ﺑُ َﺮ ِح اﻟ ﺸ ِ واﻗ ﺘ ﺮﺑ ْﺖ ِﺗ ﺮﺑُ ﻬ ﺎ ﺗُ ﺤ ّﺬرﻫ ﺎ ﻳ ﺼ ﻬ ﺮﻧ ﺎ داﺋ ﺒً ﺎ وﻳ ﺼ ﻬ ﺮﻫ ﺎ
َزﺟْ ًﺮا ،وﻫ ﻴ ﻬ ﺎت َ ﻻت ُﻣ ْﺰدﺟَ ٍﺮ ﺻ ﺒ َﺮكِ ﻳ ﺎ ﻧ ﻔ ُﺲَ ، ﻻت ُﻣ ﺼ ﻄ ﺒَ ٍﺮ أدر ﺣ ﻴ ﻦ اﻧ ﺴ ﻠ ﻠ ُﺖ أﻃ ﻠ ﺒ ﻬ ﺎ ﻟﻢ ِ ﺣُ ﻮرﻳّ ٌﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺴ ﺮﻳ ﺮ راﻗ ﺪةٌ ﻳﺎ ﻣﻌ َ ﺪن اﻟ ﺤ ﺴ ِﻦ أﻧ ِﺖ ﻣ ﻌ ﺪﻧ ُ ﻬ ﺎ ً ﻮﺳ ﺪةً ﻋ ﺎﻃ ﻔ ﺔ ِﺟ ﻴ ﺪَﻫ ﺎُ ،ﻣ ﱠ واﻟ ﻮﺟ ُﻪ واﻟ ﺼ ﺪر ﺑ ﺎدﻳ ﺎن ﺳ ﻮى واﻟ ﺸ ُ ﻮع أﻋ ﺮﻓ ُﻪ ﻮق ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻀ ﻠ ِ ﻳ ﺼ ﻴ ﺒ ﻨ ﻲ ﻟ ﻔ ﺤُ ﻬ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ ﻛ ﺒ ٍﺪ وﺛ َ ّﻢ رﻣّ ﺎﻧ ٌﺔ َﻗ ِﺪ اﺿ ﻄ ﺮﺑ ْﺖ ﺗ ﻘ ﻮل :أﺧ ﺘ ﺎه ﺗ ﺤ ﺘ ﻨ ﺎ ﻟ ﻬ ﺐٌ
∗∗∗
ﻏِ ﺐﱠ اﻧ ﺘ ﻈ ﺎري ﺑ ﺎدٍ ﺗَ ﺤ ﻴﱡ ﺮﻫ ﺎ ﻓ ﺎز ﺑ ﻬ ﺎ اﻟ ﻨ ﻮ ُم و َْﻫ ﻮ ﻳ ﺄﺳ ﺮﻫ ﺎ ﻟ ﻮﻻ اﺿ ﻄ ﺮابٌ ﻳ ﻜ ﺎد ﻳ ﻨ ﺜ ﺮﻫ ﺎ
إن أﻧ َﺲ ﻻ أﻧ َﺲ وﺟ ﻬَ ﻬ ﺎ وﺑ ِﻪ ﻮن ﻟ ﺆﻟ ﺆ ًة أﻟ ﻤ ﺢ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﺠ ﻔ ِ أﻃ ﺒ َﻖ أﻫ ﺪاﺑَ ﻬ ﺎ ﻓ ﻘ ﻴﱠ ﺪﻫ ﺎ
∗∗∗
274
ﻣﺎ ﻟﻚ واﻟﺬﻛﺮﻳﺎت
ﻳﺎ ﻣﻌ َ ﺪن اﻟ ﺤُ ﺴ ِﻦ أﻧ ِﺖ ﻣ ﻌ ﺪﻧ ُ ﻬ ﺎ ﻗ ﻴ ُﺪ ذراﻋ ﻲ ﻏ ﺼ ﻮ ُن ﺑ ﺎﻧ َ ِﺘ ﻬ ﺎ
ﻳ ﺎ ﺟ ﻮﻫ َﺮ اﻟ ﺤ ﺐﱢ أﻧ ِﺖ ﺟ ﻮﻫ ﺮﻫ ﺎ آوي إﻟ ﻰ ﻇ ﱢﻠ ﻬ ﺎ وأﻫ ﺼ ﺮﻫ ﺎ
275
أﻧﺎﺷﻴﺪ
ﻧﺸﻴﺪ ﺑﻄﻞ اﻟﺮﻳﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﳋﻄﺎﰊ
واﻟ ﺘ ﺤ ﺎ ِم اﻟ ﺴ ﻴ ْ ﻓ ﻲ ﺛ ﻨ ﺎﻳ ﺎ اﻟ ﻌ ﺠ ﺎجْ ﻮف ﺑ ﻴ ﻨ ﻤ ﺎ اﻟ ﺠ ﱡﻮ داجْ واﻟ ﻤ ﻨ ﺎﻳ ﺎ ﺗ ﻄ ﻮف ﻓ ﻴ ﻪ أزﻛ ﻰ ﺳ ﻼ ْم ﻳ ﺘ ﻬ ﺎدى ﻧ ﺴ ﻴ ْﻢ ﻧﺤﻮ »ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢْ« اﻷﻣ ﻴ ِﺮ اﻟ ﻬ ﻤ ﺎم رﻳ ُﻔ ﻨ ﺎ ﻏ ﺎﺑُ ﻨ ﺎ ﻧ ﺤ ﻦ ﻓ ﻴ ﻪ اﻷﺳ ﻮ ْد رﻳ ُﻔ ﻨ ﺎ ﻧ ﺤ ﻤ ﻴ ﻪ ﻛ ﱡﻠ ﻨ ﺎ ﻳُ ﻌ ﺠ ﺐُ ﺮب ﺑ ﻔ ﺘ ﻰ اﻟ ﻤ ﻐ ِ ﻛ ﱡﻠ ﻨ ﺎ ﻳُ ْ ﻄ َﺮبُ ﻻﻧ ﺘ ﺼ ﺎر اﻷﺑ ﻲ أﻳ ﻦ ﺟ ﻴ ُﺶ اﻟ ﻌِ ﺪا إن دﻋ ﺎ ﻟ ﻠ ﺠ ﻬ ﺎدْ؟ أﺻ ﺒ ﺤ ﻮا أﻋ ﺒُ ﺪا ﺑ ﺎﻟ ﺴ ﻴ ﻮف اﻟ ﺤِ ﺪاد رﻳ ُﻔ ﻨ ﺎ ﻏ ﺎﺑُ ﻨ ﺎ ﻧ ﺤ ﻦ ﻓ ﻴ ﻪ اﻷﺳ ﻮ ْد رﻳ ُﻔ ﻨ ﺎ ﻧ ﺤ ﻤ ﻴ ﻪ ﻃ ﺎﻟ ﻤ ﺎ اﺳ ﺘ ﻌ ﺒ ﺪوا وأذ ّﻟ ﻮا اﻟ ﺮﻗ ﺎبْ أﻳ ﻬ ﺎ اﻷﻳﱢ ُﺪ ﺟﺎء ﻳﻮ ُم اﻟﺤﺴﺎب ﺑ ﺎﻟ ﱡ ﻓ ﻠ ﻴ ﺬوﻗ ﻮا اﻟ ﱡﺰﻋ ْ ﻈ ﺒ ﺎ واﻷ َ َﺳ ْﻞ ﺎف و ْﻟ ﻨ ُ ﻌَ ﱢﻞ اﻟ ﻬ ﺘ ْ ﺎف ﻟ ﻸﻣ ﻴ ﺮ اﻟ ﺒ ﻄ ﻞ رﻳ ُﻔ ﻨ ﺎ ﻏ ﺎﺑُ ﻨ ﺎ ﻧ ﺤ ﻦ ﻓ ﻴ ﻪ اﻷﺳ ﻮ ْد رﻳ ُﻔ ﻨ ﺎ ﻧ ﺤ ﻤ ﻴ ﻪ
وداع
ﻻ ﺗ ﻘ ْﻞ ﻟ ّﻠ ﻪ ﻟ ﺒ ﻨ ﺎ ُن اﻷﺷ ْﻢ ﻻ ﺗ ﻘ ﻞ أﺷ ﺘ ﺎق أﻟ ﺤ َ ﺎن اﻟ ﺨِ ﻀ ّﻢ ﻋ ْﺶ ﻛ ﻤ ﺎ أﻫ ﻮا َك ﻣ ﻜ ﻔ ً ﻮﻓ ﺎ أﺻ ّﻢ ﻳ ﺎ ﻓ ﺆادي ْ واﺳ ُﻞ أﻳ ﺎ َم اﻟ ﻬ ﻮى ∗∗∗
ﺮوض أﻳّ ﺎ َم اﻟ ﺨ ﺮﻳ ْ ﻫ ﻞ رأﻳ َﺖ اﻟ َ ﻒ ذاﺑ َﻞ اﻷزﻫ ِﺎر ﻣ ﺴ ﻠ ﻮبَ اﻟ ﺤ ﻔ ﻴ ﻒ ﻣﺘﻮاري اﻟﺤﺴ ِﻦ ﻓﻲ اﻟﻐﻴﻢ اﻟﻜﺜﻴﻒ ﻳ ﺎ ﻓ ﺆادي ،أﻳ َﻦ أﻳّ ﺎ ُم اﻟ ﻬ ﻮى؟ ∗∗∗
ﻫﻞ رأﻳ َﺖ اﻟﻄﻴ َﺮ ﻓﻲ اﻟﺮوض ﻳﺪو ْر ﻫ ﺎﺋ ﻤً ﺎ ﻳ ﺒ ﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻋ ﻬ ِﺪ اﻟ ﺴ ﺮو ْر ُﻣ َ ﺮﻏ ﻤً ﺎ ﻳ ﻨ ﺴ ﺎق واﻟ ﺮﻳ ﺢُ ﺗ ﺜ ﻮ ْر ﻳ ﺎ ﻓ ﺆادي ،أﻳ َﻦ أﻳّ ﺎ ُم اﻟ ﻬ ﻮى؟! ∗∗∗
ﻻ ﺗ ﺴ ْﻠ ﻨ ﻲ ﻳ ﺎ ﻓ ﺆادي ﻋ ﻦ ﻫ ﻨ ﺎءْ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻟ َﻚ ﻓﻲ اﻟﺮوض وﻓﻲ اﻟﻄﻴﺮ ﻋﺰاءْ إﻧ ّ ﻤ ﺎ اﻟ ﻌ ﻤ ُﺮ ﻧ ﻌ ﻴ ٌﻢ وﺷ ﻘ ﺎءْ ﻳ ﺎ ﻓ ﺆادي ،وﻫ ﻨ ﺎ ﺿ ﱠﻞ اﻟ ﻬ ﻮى! ٥ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٩٢٦
282
ﻧﺸﻴﺪ اﻟﱪاق ﻟﺤﻦ ﺑﺪوي
ﻟ ﻨ ﺎ اﻟ ﺒُ ُ ﺮاق واﻟ ﺤ ﺮ ْم أرواﺣُ ﻨ ﺎ ،أﻣ ﻮاﻟ ﻨ ﺎ
ﻟ ﻨ ﺎ اﻟ ﺤِ ﻤ ﻰ ،ﻟ ﻨ ﺎ اﻟ ﻌ ﻠ ْﻢ ﻓِ ﺪى اﻟ ﺒ ﺮاق واﻟ ﺤ ﺮم
∗∗∗
ﻧ ﺤ ﻦ اﻟ ﺸ ﺒ ﺎبُ اﻟ ﻤ ﺴ ﻠ ُﻢ ﻧ ﻤ ﻮت أو ﻧ ُ ﻜ ّﺮم
واﻟ ﻠ ِﻪ ﻻ ﻧ ُ ﺴ ّﻠ ُﻢ ﺮاق واﻟ ﺤ ﺮ ْم ﻓِ ﺪى اﻟ ﺒ ِ
∗∗∗
د ُم اﻟ ﻌ ﺮﺑ ﱢﻲ ْ إن أﺑ ﻰ وﺣ ﱡﻘ ﻨ ﺎ ْ أن ﻧ ﻐ ﻀ ﺒ ﺎ
ﻳ ﺠ ﺮي ﻋ ﻠ ﻰ ﺣ ّﺪ اﻟ ﱡ ﻈﺒﻰ ﻓِ ﺪى اﻟ ﺒ ﺮاق واﻟ ﺤ ﺮ ْم
∗∗∗
ﺷ ﺒ ﺎﺑَ ﻨ ﺎ أﻫ َﻞ اﻟ ﻮَﻓ ﺎ ِﺳ ﻴ ﺮوا ﺑ ﺤ ّﻖ اﻟ ﻤ ﺼ ﻄ ﻔ ﻰ
أن ﻧ ُ ّ اﻟ ﻌ ﺎ ُر ْ ﻮﻗ ﻔ ﺎ ﻓِ ﺪى اﻟ ﺒ ﺮاق واﻟ ﺤ ﺮ ْم
∗∗∗
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻻ ﺗ ﺴ ﻤ ﻌ ﻮا ِﻛ ﺬْبَ اﻟ ﻮﻋ ﻮ ْد دُوﺳﻮا ﻋﻠﻰ ُروس اﻟﻴﻬﻮد
أﻋ ﺪاؤﻧ ﺎ ﺧ ﺎﻧ ﻮا اﻟ ﻌ ﻬ ﻮ ْد ﻓِ ﺪى اﻟ ﺒ ﺮاق واﻟ ﺤ ﺮم
∗∗∗
ُﻗ ﻮﻣ ﻮا ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﻢ ﺑ ﺎﻷُﻟ ْ ﻮف ﺮاق واﻟ ﺤ ﺮم ﻓِ ﺪى اﻟ ﺒ ِ
ﺷ ﺒ ﺎﺑَ ﻨ ﺎ ُﺳ ﺪّوا اﻟ ﺼ ﻔ ْ ﻮف اﻟ ﻠ ﻪ ﻣ ﺎ أﺣ ﻠ ﻰ اﻟ ﺤ ﺘ ْ ﻮف
٢٣أﻏﺴﻄﺲ ١٩٢٩
284
وﻃﻨﻲ أﻧﺖ ﱄ
وﻃﻨﻲ أﻧ َﺖ ﻟﻲ واﻟﺨﺼ ُﻢ راﻏ ٌﻢ وﻃ ﻨ ﻲ إﻧ ﻨ ﻲ إن ﺗ ﺴ ﻠ ْﻢ ﺳ ﺎﻟ ٌﻢ
وﻃ ﻨ ﻲ أﻧ َﺖ ﻛ ﱡﻞ اﻟ ﻤ ﻨ ﻰ وﺑ َﻚ اﻟ ﻌ ﱡﺰ ﻟ ﻲ واﻟ ﻬ ﻨ ﺎ
∗∗∗
ﻳ ﺎ ﺷ ﺒ ﺎﺑَ ﻨ ﺎ اﻧ ﻬ ﻀ ﻮا و ْﻟ ﻨ ُ ﻌ ﱢﻞ اﻟ ﻮﻃ ْﻦ واﻧ ﻬ ﻀ ﻮا وارﻓ ﻌ ﻮا
آن ْ َ أن ﻧ ﻨ ﻬ ﻀ ﺎ ﻓ َﻠ ِﻨ ﻌْ َﻢ اﻟ ﻮﻃ ْﻦ ﻋ ﺎﻟ ﻴ ﺎ ﻣ ﺠ ﺪَﻛ ﻢ ﺧ ﺎﻟ ﺪًا ﺳ ﺎﻣ ﻴ ﺎ
∗∗∗
وﻃﻨﻲ ﻣﺠﺪُه ﻓﻲ اﻟﻜﻮن أوﺣ ُﺪ وﻃﻨﻲ ﺣﺴﻨ ُﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن ﻣﻔﺮد
وﻃ ﻨ ﻲ ﺻ ﺎﻓ ﺢ اﻟ ﻜ ﻮﻛ ﺒ ﺎ ﺟَ ﻨ ّ ٌﺔ ﺳ ﻬ ﻠُ ﻪ واﻟ ﱡﺮﺑ ﻰ
∗∗∗
ﻳ ﺎ ﺷ ﺒ ﺎﺑَ ﻨ ﺎ اﻧ ﻬ ﻀ ﻮا و ْﻟ ﻨ ُ ﻌ ﱢﻞ اﻟ ﻮﻃ ْﻦ واﻧ ﻬ ﻀ ﻮا وارﻓ ﻌ ﻮا ﻋ ﺎﻟ ﻴ ﺎ
آن ْ َ أن ﻧ ﻨ ﻬ ﻀ ﺎ ﻓ َﻠ ِﻨ ﻌْ َﻢ اﻟ ﻮﻃ ْﻦ ﻣ ﺠ ﺪَﻛ ﻢ ﺧ ﺎﻟ ﺪًا ﺳ ﺎﻣ ﻴ ﺎ
∗∗∗
وﻃﻨﻲ ﺣﻴﺚ ﻟﻲ ُﻣﺤِ ﺐﱞ ﻳﻨﻄ ُﻖ
ﺑ ﻠ ﺴ ﺎﻧ ﻲ وﻣ ﺎ أﺷ ﻌ ُﺮ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
وﺑ ﻪ راﻳ ﺘ ﻲ ﺗُ ﻨ ْ َﺸ ﺮ
وﻃ ﻨ ﻲ ﺣ ﻴ ﺚ ﻟ ﻲ ﻓ ﺆا ٌد ﻳ ﺨ ﻔ ُﻖ
∗∗∗
آن ْ َ أن ﻧ ﻨ ﻬ ﻀ ﺎ ﻓ َﻠ ِﻨ ﻌْ َﻢ اﻟ ﻮﻃ ْﻦ ﻣ ﺠ ﺪَﻛ ﻢ ﺧ ﺎﻟ ﺪًا ﺳ ﺎﻣ ﻴ ﺎ
ﻳ ﺎ ﺷ ﺒ ﺎﺑَ ﻨ ﺎ اﻧ ﻬ ﻀ ﻮا و ْﻟ ﻨ ُ ﻌ ﱢﻞ اﻟ ﻮﻃ ْﻦ واﻧ ﻬ ﻀ ﻮا وارﻓ ﻌ ﻮا ﻋ ﺎﻟ ﻴ ﺎ
٢٧أﻳﻠﻮل ١٩٢٩
286
ِﻓ ْﺘ َﻴﺔ اﳌﻐﺮب
ﺮب ﻫ ﻴﱠ ﺎ ﻟ ﻠ ﺠ ﻬ ﺎ ْد ﻓ ﺘ ﻴ َﺔ اﻟ ﻤ ﻐ ِ ﻧ ﺤ ﻦ أﺑ ﻄ ﺎ ُل ﻓ ﺘ ﺎﻫ ﺎ »اﺑ ِﻦ زﻳ ﺎدْ«
ﺎس ﺑ ﺎﻷﻧ ﺪﻟ ِﺲ ﻧ ﺤ ﻦ أَوْﻟ ﻰ اﻟ ﻨ ِ وﻟ ﻬ ﺎ ﻧ ُ ﺮﺧ ُ ﺺ ﻏ ﺎﻟ ﻲ اﻷﻧ ﻔ ﺲ
∗∗∗
ﻗ ْ ﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻃﺊ واﻧﻈ ْﺮ ﻫﻞ ﺗﺮى ﻳ ﻮ َم ﻻ »ﻃ ُ ﺎرق« ﻋ ﺎد اﻟ ﻘ ﻬ ﻘ ﺮى
ﻟ ﻬ ﺐَ اﻟ ﻨ ﱠ ِﺎر وآﺛ ﺎ َر اﻟ ﺴ ﻔ ﻴ ْﻦ ﻻ ،وﻻ آﺑ ﺎؤﻧ ﺎ أ ُ ْﺳ ُﺪ اﻟ ﻌ ﺮﻳ ﻦ
∗∗∗
ﺎل اﻟ ﺮاﺳ ﻴ ْ ﺎت ﻳ ﻮ َم ﻻ ﻋ ﺰ ُم اﻟ ﺠ ﺒ ِ ﻻ وﻻ ﻫ ﻤّ ُﺔ ﺑ ﺤ ِﺮ اﻟ ﻈ ﻠ ﻤ ْ ﺎت
ﺮب ﺎب اﻟ ﻤ ﻐ ِ ُﻣ ﺸ ﺒ ٌﻪ ﻋ ﺰ َم ﺷ ﺒ ِ أﺷ ﺒ ﻬ ْﺖ ﻫِ ﻤّ َﺔ ﺟ ﻴ ِﺶ اﻟ ﻌ ﺮب
∗∗∗
ﺮب ﺳ ﻠ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑ ﻨ ﻰ ﻳ ﺎ ﻓ ﺘ ﻰ اﻟ ﻤ ﻐ ِ ﻓ ﺄﻋِ ﺪْﻫ ﺎ ﻟ ﺬوﻳ ﻬ ﺎ وﻃ ﻨ ﺎ
دا َرﻫ ﺎ اﻟ ﺤ ﻤ ﺮا َء ﺗ ﺴ ﻤ ْﻊ ﻋَ ﺠَ ﺒ ﺎ ﺗ ﺤ ﺴ ُﺪ اﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎ ﻋ ﻠ ﻴ ﻪ اﻟ ﻌ ﺮﺑ ﺎ
∗∗∗
ﻧ ﺤ ﻦ أﻫ ﻠ ﻮﻫ ﺎ ْ وإن ﻫ ﺒﱠ ْﺖ َ ﺻﺒﺎ ﺮدوس ﻫ ﺎﺗ ﻴ َﻚ اﻟ ﱡﺮﺑ ﻰ ﺟَ ﻨ ﱠ ُﺔ اﻟ ﻔ ِ
ِﻣ ﻦ ُرﺑ ﺎﻫ ﺎ ﻓ ﻌ ﻠ ﻴ ﻨ ﺎ أَوﱠﻻ ﻛ ﻴ ﻒ ﺗ ﺒ ﻘ ﻰ ﻟ ﺴ ﻮاﻧ ﺎ ﻧ ُ ُﺰﻻ؟ ٢٠ﺗﴩﻳﻦ اﻷول ١٩٢٩
ﻧﺸﻴﺪ ﻓﻠﺴﻄﲔ
ﺳ ﱡﺮﻧ ﺎ ﻓ ﻴ ﻪ ﺳ ﻮاء واﻟ ﻌ ﻠ ﻦ دﻳ ﻨ ﻨ ﺎ ﺣ ﺒ ﻚ ﻳ ﺎ ﻫ ﺬا اﻟ ﻮﻃ ﻦ ﺎرو ﻳﺎ ﺗﺎرﻳﺦ واﺷﻬﺪ ﻳﺎ زﻣﻦ ﻓ ِ ∗∗∗
ﻗﺪ رأﻳﻨﺎ اﻟﻨﺎر ﻳﻌﻠﻮﻫﺎ اﻟﺮﻣﺎد ﻳ ﺎ ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ﻦ ﻓ ﻘ ﻤ ﻨ ﺎ ﻟ ﻠ ﺠ ﻬ ﺎد وﻧ ﻔ ﻀ ﻨ ﺎ اﻟ ّﺬل ﻋ ﻨ ﺎ واﻟ ﺮﻗ ﺎد وﻧﻬﻀﻨﺎ ﻧﻬﻀﺔ ﺗﺤﻴﻲ اﻟﺒﻼد ∗∗∗
ﺳ ﱡﺮﻧ ﺎ ﻓ ﻴ ﻪ ﺳ ﻮاء واﻟ ﻌ ﻠ ﻦ دﻳ ﻨ ﻨ ﺎ ﺣ ﺒ ﻚ ﻳ ﺎ ﻫ ﺬا اﻟ ﻮﻃ ﻦ ﺎرو ﻳﺎ ﺗﺎرﻳﺦ واﺷﻬﺪ ﻳﺎ زﻣﻦ ﻓ ِ ∗∗∗
اﻟ ﻤ ﺴ ﻴ ﺤ ﻲ أخ ﻟ ﻠ ﻤ ﺴ ﻠ ﻢ ﻳ ﺎ ﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ﻦ ﺑ ﻘ ﻠ ﺐ وﻓ ﻢ ﻓ ﺎﻧ ﺸ ﺮي ﺣ ﺒ ﻬ ﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﻌ ﻠ ﻢ رﻣ ﺰﻧ ﺎ ﻋ ﻘ ﺪ اﻟ ﺜ ﺮﻳ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪم
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
∗∗∗
ﺳ ﱡﺮﻧ ﺎ ﻓ ﻴ ﻪ ﺳ ﻮاء واﻟ ﻌ ﻠ ﻦ دﻳ ﻨ ﻨ ﺎ ﺣ ﺒ ﻚ ﻳ ﺎ ﻫ ﺬا اﻟ ﻮﻃ ﻦ ﻓﺎرو ﻳﺎ ﺗﺎرﻳﺦ واﺷﻬﺪ ﻳﺎ زﻣﻦ ∗∗∗
ﺣ ﺮم ﻃ ﻬ ﺮه ﻓ ﺎدي اﻟ ﻮرى وإﻟ ﻴ ﻪ اﻟ ﻤ ﺼ ﻄ ﻔ ﻰ ﻟ ﻴ ًﻼ ﺳ ﺮى وﻛ ﺬا اﻟ ﺒ ﻴ ﻌ ﺔ ﺣ ﻴ ﺚ ﻋ ﻤ ﺮا ﺣ ﺒ ﻨ ﺎ ﺣ ﺐﱡ أﺑ ﻰ أن ﻳ ﻨ ﻜ ﺮا ∗∗∗
ﺳ ﱡﺮﻧ ﺎ ﻓ ﻴ ﻪ ﺳ ﻮاء واﻟ ﻌ ﻠ ﻦ دﻳ ﻨ ﻨ ﺎ ﺣ ﺒ ﻚ ﻳ ﺎ ﻫ ﺬا اﻟ ﻮﻃ ﻦ ﻓﺎرو ﻳﺎ ﺗﺎرﻳﺦ واﺷﻬﺪ ﻳﺎ زﻣﻦ ∗∗∗
ﻻ ﺣﻤﻰ ﻣﺜﻞ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺣﻤﻰ ﻣﺠﺪﻫﺎ ﺳﻄﺮ ﻓﻲ ﻟﻮح اﻟﺴﻤﺎ أي ﻣ ﺠ ﺪ ﻣ ﺜ ﻠ ﻪ ﻣ ﻬ ﻤ ﺎ ﺳ ﻤ ﺎ إﻧ ﻪ ﻧ ﻮر ﻳ ﻀ ﻲء اﻷﻧ ﺠ ﻤ ﺎ ∗∗∗
ﺳ ﱡﺮﻧ ﺎ ﻓ ﻴ ﻪ ﺳ ﻮاء واﻟ ﻌ ﻠ ﻦ دﻳ ﻨ ﻨ ﺎ ﺣ ﺒ ﻚ ﻳ ﺎ ﻫ ﺬا اﻟ ﻮﻃ ﻦ ﺎرو ﻳﺎ ﺗﺎرﻳﺦ واﺷﻬﺪ ﻳﺎ زﻣﻦ ﻓ ِ ∗∗∗
ﻳ ﺎﻓ ﻠ ﺴ ﻄ ﻴ ﻦ دﻣ ﻲ وﻗ ٌ ﻒ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻔﻮﻗﻲ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﺠﺪًا وﻋﻼ وﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻌ ﻬ ﺪ أﻻ أﻗ ﺒ ﻼ 290
ﻧﺸﻴﺪ ﻓﻠﺴﻄني
ﺑ ﻚ ﻣ ﻠ ﻚ اﻷرض ﻃ ٍّﺮا ﺑ ﺪﻻ ∗∗∗
ﺳ ﱡﺮﻧ ﺎ ﻓ ﻴ ﻪ ﺳ ﻮاء واﻟ ﻌ ﻠ ﻦ دﻳ ﻨ ﻨ ﺎ ﺣ ﺒ ﻚ ﻳ ﺎ ﻫ ﺬا اﻟ ﻮﻃ ﻦ ﻓﺎرو ﻳﺎ ﺗﺎرﻳﺦ واﺷﻬﺪ ﻳﺎ زﻣﻦ ٢ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٩٢٩
291
ﻣﻮﻃﻨﻲ
ﻣﻮﻃﻨﻲ اﻟﺠﻼ ُل واﻟﺠﻤﺎ ُل واﻟ ﺴ ﻨ ﺎءُ واﻟ ﺒ ﻬ ﺎءُ واﻟ ﺤ ﻴ ﺎ ُة واﻟ ﻨ ﺠ ﺎ ُة واﻟ ﻬ ﻨ ﺎءُ واﻟ ﺮﺟ ﺎءُ أرا ْك ﻞ ﻫ ﺳ ﺎﻟ ﻤً ﺎ ﻣ ﻨ ﻌﱠ ﻤ ﺎ وﻏ ﺎﻧ ﻤً ﺎ ﻣ ﻜ ﱠﺮﻣ ﺎ؟ ﻞ ﻼ ْك ﻲ ﻋ ﻓ أرا ْك ﻫ ﺗ ﺒ ﻠ ﻎ اﻟ ﱢﺴ ﻤ ﺎك؟ْ ﻲ ﻨ ﻮﻃ ﻣ ﻓ ﻓ
ﻲ ُرﺑ ﻲ ﻫ
ﺎ ْك ﻮاك
∗∗∗
ﻣﻮﻃﻨﻲ اﻟﺸﺒﺎبُ ﻟﻦ ﻳﻜ ﱠﻞ ﻫ ﻤﱡ ﻪ أن ﺗ ﺴ ﺘ ﻘ ﱠﻞ ﻧ ﺴ ﺘ ﻘ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮدى وﻟ ﻦ ﻧ ﻜ ﻮن ﻟ ﻠ ﻌ ﺪى ْﺪ ﺮﻳ ﻻ ﻧ َ ﱠ ذ ﱠﻟ ﻨ ﺎ اﻟ ﻤ ﺆﺑﱠ ﺪا وﻋ ﻴ ﺸ ﻨ ﺎ اﻟ ﻤ ﻨ ﻜ ﺪا ﺑ ﻞ ﻧ ُ ﻌ ﻴ ْﺪ ْﺪ ﺮﻳ ﻻ ﻧ ﻣ ﺠ ﺪَﻧ ﺎ اﻟ ﺘ ﻠ ﻴ ْﺪ ﻲ ﻨ ﻮﻃ ﻣ
ْﺪ أو ﻳ ﺒ ﻴ ﻛ ﺎﻟ ﻌ ﺒ ﻴ ﺪ
∗∗∗
ﻣﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺴﺎ ُم واﻟﻴَﺮا ُع
ﻻ اﻟ ﻜ ﻼ ُم واﻟ ﻨ ﺰا ُع
رﻣ
ُﺰﻧ
ﺎ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻣ ﺠ ﺪُﻧ ﺎ وﻋ ﻬ ﺪُﻧ ﺎ وواﺟ ﺐٌ إﻟ ﻰ اﻟ ﻮَﻓ ﺎ ﱡﺰﻧ ﻋ ﺎ ﻏ ﺎﻳ ٌﺔ ﺗُ ﺸ ﱢﺮ ُ ُ ﺮف ف وراﻳ ٌﺔ ﺗُ ﺮﻓ ﻲ ﻋُ ﻼ ْك ﻓ ﻳ ﺎ َﻫ ﻨ ﺎ ْك ﻗ ﺎﻫ ًﺮا ﻋِ ﺪا ْك ﻨ ﻮﻃ ﻣ ﻲ ﻳ
294
ﻬ
ّﺰﻧ
ﺎ
اﻟﻌﻤﻞ
ُﻫ
ﺒّ
ﻣ ﺠ ُﺪ اﻟ ﺒ ﻼدِ واﻻﺟ ﺘ ﻬ ﺎدِ ْ إذن واﺟ ﻨ ﻮا ﻮا ﻣ ﺪى اﻟ
ﺑ ﺎﻟ ﺸ ﺒ ﺎب اﻟ ﻌ ﺎﻣ ﻠ ﻴ ْﻦ ﻟ ﻠ ﻌ ﻠ ﻰ ﻧ ﻬ ﺞٌ ﻣ ﺒ ﻴ ﻦ ﻋ ﱠﺰ اﻟ ﻮﻃ ْﻦ اﻟ ﺜ ﻤ ْﻦ ﺴ ﻨ ﻴ ْﻦ
∗∗∗
ّ إن اﻟ ﻌ ﻤ ْﻞ ﻳُ ﺤ ﻴ ﻲ اﻷﻣ ْﻞ ﻓ ﻴ ﻪ ﻧ ﺴ ﻮ ْد ِﺳ ﱡﺮ اﻟ ﻮﺟ ﻮ ْد ﻓ ﻲ اﻟ ﻌ ﺎﻟ ﻤ ﻴ ْﻦ ∗∗∗
ﻗ ﻴ ﻤ ٌﺔ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻤ ﻼ ﻮل ﻣ ﺎ ﻟ ﻠ ﻜ ﺴ ِ ُﺳ ﱠﻠ ٌﻢ إﻟ ﻰ اﻟ ﻌ ﻼ ﻮل وﻻ اﻟ ﺨ ﻤ ِ ّ ﺗ ﺒ ﻨ ﻲ اﻷﻣ ْﻢ ﺧ ﻴ ُﺮ اﻟ ﺸ ﻴ ْﻢ إن اﻟ ﻬ ﻤ ْﻢ أن ﻧ ﻌ ﻤ ﻼ ∗∗∗
ّ إن اﻟ ﻌ ﻤ ْﻞ ﺳ ﱡﺮ اﻟ ﻮﺟ ﻮ ْد
ﻳُ ﺤ ﻴ ﻲ اﻷﻣ ْﻞ ﻓ ﻴ ﻪ ﻧ ﺴ ﻮ ْد
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻓ ﻲ اﻟ ﻌ ﺎﻟ ﻤ ﻴ ْﻦ ∗∗∗
ﻗ ﻮّ ٌة ﻻ ﺗُ ﻐ ﻠ ﺐُ ﻋ ﺰ ُم اﻟ ﺸ ﺒ ﺎبْ وﻻ ﻳ ﻬ ﺎبْ ﻮل ﻳَ ْﺮ َﻛ ﺐ أيﱠ ﻫ ٍ ﻻ ﻳ ﻨ ﺜ ﻨ ﻲ أو ﻳ ﺠ ﺘ ﻨ ﻲ ﻟ ﻠ ﻮﻃ ﻣ ﺎ ﻳ ﻄ ﻠ ﺐُ ∗∗∗
إن اﻟ ﻌ ﻤ ْﻞ ﻳُ ﺤ ﻴ ﻲ اﻷﻣ ْﻞ ﻓ ﻴ ﻪ ﻧ ﺴ ﻮ ْد ﺳ ﱡﺮ اﻟ ﻮﺟ ﻮد ﻓ ﻲ اﻟ ﻌ ﺎﻟ ﻤ ﻴ ْﻦ
296
ْﻦ
ﻧﺸﻴﺪ رﺛﺎء ﻏﺎزي
راﻳ ٌﺔ روّﻋ ﻬ ﺎ ﺧ ﻄ ﺐٌ ﻋ ﺮاﻫ ﺎ ﺧ ﻔ ﻘ ْﺖ واﻟ ﻬ ًﺔ ﻓ ﻮق ذُراﻫ ﺎ واﻟ ﱠ ﺟَ َﺰﻋً ﺎ ﺗﻨﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺘﺎﻫﺎ ﺼ ﺒ ﺎ ﻣ ﱠﺮت ﺑ ﻬ ﺎ ﻧ ﺎﺋ ﺤ ًﺔ ﻳ ﺎ راﻳ ﺘ ﻲ ﺗَ ﺠ ﻤّ ﻠ ﻲ وﺑ ﻌ ﺪ ﻏ ﺎزي أﻣّ ﻠ ﻲ واﻋ ﺘ ﺼ ﻤ ﻲ ﺑ ﻔ ﻴ ﺼ ِﻞ أﻣ ﻨ ﻴّ َﺔ اﻟ ﻤ ﺴ ﺘ ﻘ ﺒ ِﻞ ∗∗∗
ﻛ ﻌ ﻬ ﺪ ﻏ ﺎزي أﺷ ﺮﻓ ﻲ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺤ ﻤ ﻰ ورﻓ ﺮﻓ ﻲ ﻣ ﻨ ﻴ ﻌ ًﺔ ﺑ ﻔ ﻴ ﺼ ِﻞ رﻳ ﺤ ﺎﻧ َﺔ اﻟ ﻤ ﺴ ﺘ ﻘ ﺒ ِﻞ ∗∗∗
ﺎت اﻟﻤﻌﺎﻟﻲ اﻟﺨﺎﻟ ْ ﺎت اﻟﺒﺎﺗ ْ ﻳﺎ ﺳﻠﻴ َﻞ اﻟﻤ َ ﺮات واﺑ َﻦ راﻳ ِ ﺮﻫﻔ ِ ﺪات ﺎل واﻧ ﻌ ْﻢ إﻧ ﻤ ﺎ ﻋ ﻬ ﺪُﻧ ﺎ ﻋ ﻬ ُﺪ َك ﻋ ﺰ ٌم وﺛ ﺒ ﺎت ﻧ َ ْﻢ رﺿ ﱠﻲ اﻟ ﺒ ِ ﻧ ﻢ ﺑ ﺎﻟ ﻬ ﻨ ﺎ ﻓ ﺈﻧ ّ ﻨ ﺎ وراء ﺗ ﺤ ﻘ ﻴ ِﻖ اﻟ ﻤ ﻨ ﻰ ﻧ ﺒ ﻨ ﻲ ﺑ ﻬ ﱠﻦ اﻟ ﻮﻃ ﻨ ﺎ ﻓ ﻴ ﻌ ﺘ ﻠ ﻲ وﻳ ﻌ ﺘ ﻠ ﻲ ∗∗∗
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺣ ﺘ ﻰ ﻳ ﻨ ﺎل اﻟ ﻔ ﺮﻗ ﺪا وﻟ ﻢ ﻧ َ َﺰ ْل ﻟ ﻪ اﻟ ﻔِ ﺪا ﻣ ﻜ ﱠﺮﻣً ﺎ ﻣ ﺨ ﱠﻠ ﺪا ُﻣ ﺆﻳﱠ ﺪًا ﺑ ﻔ ﻴ ﺼ ِﻞ ١٩٣٩
298
أﺷﻮاق اﳊﺠﺎز
ﻟﺤﻨﻪ وﻏﻨﺎه ﺣﻠﻴﻢ اﻟﺮوﻣﻲ ،وأذﻳﻊ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ اﻟﻘﺪس ،وﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد. ﻓ ﺆادي وﻫ ﺎ َم ﺑ ﺤ ﺐﱢ اﻟ ﻨ ﺒ ﻲ ﺑ ﻼ َد اﻟ ﺤ ﺠ ﺎز إﻟ ﻴ ﻚِ ﻫ ﻔ ﺎ وﻳ ﺎ ﺣ ﺒّ ﺬا زﻣ ﺰ ٌم واﻟ ﱠ ﺼ ﻔ ﺎ وﻳﺎ ﻃﻴﺐَ ذاك اﻟﺜﺮى اﻟﻄﻴّ ِﺐ ﻣ ﻞءُ اﻟ ﻮادي ،واﻷﻧ ﺠ ﺎدِ ذﻛ ﺮى اﻟ ﻬ ﺎدي ،واﻷﻣ ﺠ ﺎدِ أﺛ ُﺮ اﻟ ﻬ ﻤ ِﻢ ،ﻣ ﻨ ﺬ اﻟ ﻘ ﺪ ِم ﺣ ﻮل اﻟ ﺤ ﺮ ِم ،أﺑ ﺪًا ﺑ ﺎدِ ﺑﻼ َد اﻟﻜﺮا ِم ﺷﻤ َ ﻮس اﻟﻬﺪى ﻋ ﻠ ﻴ ﻚِ ﺳ ﻼﻣ ﻲ ﻣَ ﺪًى ﺳ ﺮﻣ ﺪا ∗∗∗
ﻫﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻤﻦ ﺣﻀﺮ اﻟﻤﺸﻬﺪا وﻣ ﻦ َﻗ ﺒّ َﻞ اﻟ ﺤ ﺠ َﺮ اﻷﺳ ﻮدا
وﻃ ﺎف ﺑ ﻜ ﻌ ﺒ ﺔ ذا َك اﻟ ﺤ ﺮ ْم وﻇ ّﻠ ﻠ ﻪ اﻟ ﺮﻛ ُﻦ ﻟ ﻤﱠ ﺎ اﺳ ﺘ ﻠ ﻢ
∗∗∗
ﺑﺮوﺣﻲ رﺑﻮ ُع اﻟﻨﺒ ﱢﻲ اﻷﻣﻴ ْﻦ وﺻ ﺤ ﺐُ اﻟ ﻨ ﺒ ﱢﻲ ُﻫ ﺪا ُة اﻟ ﻤ ﻼ وﻣﺸ ُ ﺎب اﻟﻤﺒﻴ ْﻦ ﻋ ﻤ ﺎدِ اﻟ ﺤ ﻴ ﺎ ِة ورﻛ ِﻦ اﻟ ﻌُ ﻼ ﺮق ﻧ ِ ﻮر اﻟﻜﺘ ِ ﻣ ﻞءُ اﻟ ﻮادي واﻷﻧ ﺠ ﺎدِ ذﻛ ﺮى اﻟ ﻬ ﺎدي واﻷﻣ ﺠ ﺎدِ أﺛ ُﺮ اﻟ ﻬ ﻤ ِﻢ ﻣ ﻨ ﺬ اﻟ ﻘ ﺪ ِم ﺣ ﻮل اﻟ ﺤ ﺮ ِم أﺑ ﺪًا ﺑ ﺎدِ ﻮس اﻟﻬﺪى ﺑﻼ َد اﻟﻜﺮا ِم ﺷﻤ ِ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻋ ﻠ ﻴ ﻚِ ﺳ ﻼﻣ ﻲ ﻣ ﺪًى ﺳ ﺮﻣ ﺪا ١٩٣٩
300