تسبيع البردة

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫‪n‬الكواكب الدرية‪m‬‬ ‫تسبيع‬

‫البردة البويصيرية في مدح خير البرية‬ ‫العالمة اإلمام ناصر الدين أبي اخلير عبد اهلل بن عمر البيضاوي‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫اخللق ُكلِّ ِه ِم‬ ‫موالي صل وسلم دائما أبدا على حبيبك خيرِ‬ ‫ِ‬ ‫ب من ألَم ومن غرام بِأ َ ْح َ‬ ‫َ‬ ‫س َقم‬ ‫يعلم ما‬ ‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫اء ومن ِ‬ ‫ش ٍ‬ ‫بالقلْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫على فراق فريق َّ‬ ‫ْس ِج ِم‬ ‫حل في احلَرَم‬ ‫ُ‬ ‫فقلت ملَّا َه َمى دم ِعي مبُن َ‬ ‫سم‬ ‫يق َع ِقيقا ً غيرَ من َْح ِ‬ ‫على الع ِق ِ‬ ‫َ‬ ‫جيران ب ِذي‬ ‫سلم مزَ ْج َت دمعا ً جرى من ُم ْقلَ ٍة ب ِ َد ٍم‬ ‫ٍ‬ ‫أ ِم ْن ت َ َذ ُّكرِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أح َ‬ ‫شائي بِضار ِ َمةٍ ال ين َ‬ ‫اج َم ٍة‬ ‫ْطفي ح ُّرها يَوما ً ب ِ َ‬ ‫اهلل ل َّو َع ْ‬ ‫س ِ‬

‫ْ‬ ‫بناس َم ٍة‬ ‫هل جا َء َف ْي ُح ُق َبا منها‬ ‫سألت ونفسي غي ُر سالمِ َ ٍة‬ ‫وكم‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أم من لوا ِعج ْ‬ ‫اق مالز ِ َم ٍة‬ ‫أش َو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ماء من َ‬ ‫َ‬ ‫وأومظ البر ُق في َّ‬ ‫إظ ِم‬ ‫قاء كاظ َم ٍة‬ ‫الظلْ ِ‬ ‫أم هبت الريح من تِلْ ِ‬ ‫كنت َفتَى َفالَ تَرَانِي لِ َغ ْيرِ احلُ ِّب ُملْ َت ِفتَا‬ ‫أفه َم قلبي من ُذ‬ ‫اهلل َ‬ ‫ُ‬ ‫س َكتَا‬ ‫َمتَى خَ الَ ِمن ُْه ُم َط ُّي َّ‬ ‫الض ِميرِ َمتَى َك ْم َعاذِ ٍل عادَ لِي بِال َع ْذ ِل َما َ‬ ‫إلي أت َى‬ ‫وصاح ٍب‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫صاح بي ملَّا َّ‬ ‫فما لِ َع ْي َن ْي َك إ ْن ُقلْ َت ْ‬ ‫قلت است ِفقْ ي َ ِه ِم‬ ‫اك ُف َفا َه َمتَا وما‬ ‫لقلب َك إن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ْ‬ ‫أح َ‬ ‫َْ‬ ‫ـشـائِـه ألَ ٌم‬ ‫يشه ُد أ َّن َّ‬ ‫ام وَفــي ْ‬ ‫الص َّب ُمن َْك ِ‬ ‫ظ ٌم ِم َن الغرَ ِ‬ ‫ْس ِج ٌم‬ ‫ْمان ُملْت َِج ٌم ود ْم ُع ع ْي َن ْي ِه م ْن َج ْف َن ْي ِه ُمن َ‬ ‫َكا َ َّن فا ُه م َن ِ‬ ‫الكت ِ‬

‫ضرَ ٌم‬ ‫من حرِّ نارٍ لها في قلب ِه َ‬ ‫ض َ‬ ‫الص ُّب أ َّن‬ ‫طرِ ِم‬ ‫ْس ِج ٍم من ُه و ُم ْ‬ ‫احلب ُمن َْك ِت ٌم ما نْ َ‬ ‫س ُب َّ‬ ‫أي َ ْح َ‬ ‫بي ُمن َ‬ ‫َّ‬ ‫شا األ َ ْح َ‬ ‫س َقم َح َ‬ ‫شا َء م ْن ُغلَ ٍل‬ ‫اهلل يُ ْذ ِه ُب ما‬ ‫ِ‬ ‫بالقلب م ْن ِعلَ ٍل وم ْن ِ ٍ‬ ‫وم ْن دُ ُموع َجرَ ْح َن اخلَ َّد من بلَ ٍل بِزَ ْور َ ٍة لـفـَرِيـ ٍد َح َّ‬ ‫ـل‬ ‫ــل فـي ُحـلَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إ ْن َحلَّها ُم ْذن ِ ٌب أخْ لَ ْت ُه م ْن خَ لَ ٍل‬ ‫َ‬ ‫ـم‬ ‫لوال َ‬ ‫لم تُرِ ْق دَ ْمعا ً على َطلَ ٍل وال َ أَر ِ ْق َ‬ ‫اله َوى ْ‬ ‫ـت لِ ِذ ْكـرِ ال َب ِ‬ ‫ـان وال َعل ِ‬ ‫الصفحة ‪2‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫ط ِف ُئ نارا ً باحلَ َ‬ ‫اهلل يُ ْ‬ ‫شا ات َّ َق َد ْت‬ ‫فان ما خَ َم َد ْت‬ ‫َ‬ ‫أسلْ ُت دَ ْم ِعي من ْ‬ ‫األج ِ‬ ‫ُ‬ ‫أشار َ َقلبي لِ َ‬ ‫ش ُهودُ وَ ْج ِدي على خَ ِّدي بمِ ا وَ َج َد ْت‬ ‫طرْفي ِع ْن َد َما وَرَدَ ْت‬ ‫َ‬ ‫منك َق ْد ُو ِج َد ْت‬ ‫وَكم إشار َ ُة وَ ْج ٍد‬ ‫ُنك ُر ح ّبا ً بعد َما َ‬ ‫َف َ‬ ‫ش ِه َد ْت‬ ‫كيف ت ِ‬ ‫ُ‬ ‫ص ّبا ً في اله َوى ا ْف َتتَنا‬ ‫يرح ُم َ‬ ‫اهلل َ‬

‫وأنت تُخ ِفي الهوى وال َوج َد واحلَزَنا‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫والس َق ِم‬ ‫مع‬ ‫ِّ‬ ‫ب ِه عليك ُعدول ال َّد ِ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫سنا‬ ‫الس ْه َد حتى‬ ‫ما‬ ‫حالف ُّ‬ ‫خالف ال َو َ‬

‫أليس قد ُف ْه َت عن أسرارهم علنا‬

‫لت من هجرانهم ِم َحنا‬ ‫َ‬ ‫وقلت قد ن ِ ُ‬

‫وأثبت الوج ُد َّ‬ ‫وضنَى ِم ْثل البهار ِ على خ َّد َ‬ ‫يك وال َعن َِم‬ ‫خط ْي عبرَ ٍة َ‬ ‫احلي أَفرَ َقني و َه ُّم َه ِّمي بأَحزاني يحرِّ ُقني‬ ‫حي أهل‬ ‫ِّ‬ ‫اهلل عن ِّ‬ ‫َ‬ ‫ليسرِ َقني‬ ‫مع أغرقني‬ ‫ُ‬ ‫فقلت ملَّــا أتى ن َ ْو ِمــي ْ‬ ‫والغ ُّم َع َّم و َه ْم ُع ال َّد ِ‬ ‫َّ‬ ‫والط ُ‬ ‫باللطف يط ُر ُقني‬ ‫ضيفي أتى‬ ‫يف َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫باأللم‬ ‫ات‬ ‫طيف َم ْن أَهوى فأر َّ َقني‬ ‫نعم سرَى‬ ‫واحلب يعترِ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ض الل َّذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ألقى أ ُ‬ ‫س َّ‬ ‫م َ‬ ‫طرَ ًة‬ ‫در ًة في‬ ‫ق َّ‬ ‫مورات ُ‬ ‫لوح ِه ِق َدما ً كانت ُم َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬

‫سر ًة دموعهم بال ِّدما باتت ُم َك َّدر َ ًة‬ ‫الهوى ْ‬ ‫أهل َ‬ ‫أض ْ‬ ‫حت ُم َك َّ‬ ‫ُ‬ ‫قلوب ِ‬ ‫أصبحت بال َو ْج ِد ُمخْ ِبرَ ًة‬ ‫وحالُهم‬ ‫ْ‬ ‫الع ْذرِي مع ِذر َ ًة‬ ‫يا الئِمي في الهوى ُ‬ ‫ص َغري‬ ‫اهلل ل َّو َع ِني‬ ‫ِّ‬ ‫باحلب من ِ‬

‫َ‬ ‫لم تَلُ ِم‬ ‫مني‬ ‫إليك ول ْو َ‬ ‫أنص ْف َت ْ‬ ‫حَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ـوم فـي ال َق َدر ِ‬ ‫فال مفرَّ مـن امل ُت ِ‬ ‫َ‬ ‫أال َ ترى ال َّدم َع من عين ََّي‬ ‫كاملطرِ‬

‫إلى متى اللو ُم يا خالي من ال ِفكرِ‬ ‫ذاب من‬ ‫واجلسم َ‬ ‫ُ‬ ‫التبريح وال ِغ َيرِ‬ ‫ِ‬

‫س َت ِت ٍر عن ال ُو َ‬ ‫َع َدت َ‬ ‫س ِم‬ ‫ي ال سرِّ مب ُ ْ‬ ‫شا ِة وال دائِــي مبُن َْح ِ‬ ‫ْك حالِ َ‬ ‫الصفحة ‪3‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫مينع ُه‬ ‫اللوم‬ ‫لئيم‬ ‫س ُّر الهوى في القلب يُودِ ُع ُه من الذي يا‬ ‫اهلل ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يا الئمي ُك َّ‬ ‫وليس اللو ُم يرد ُع ُه‬ ‫املالم‬ ‫يوج ُع ُه من‬ ‫قلب َّ‬ ‫َ‬ ‫ف ُ‬ ‫الص ِّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يص َد ُع ُْه‬ ‫سألتك اهلل إن اللو َم ْ‬ ‫ُّص َح لكن‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫محضتَني الن ْ‬ ‫ص َم ٍم‬ ‫لست أس َم ُع ُه إن احمل ِ َّب عن ُ‬ ‫الع َّذال في َ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل أرجوه بال َّت ْوحي ِد يخ ِت ُم لي عند املمات وهذا منتهى أملي‬ ‫ش ُ ْ‬ ‫أجل‬ ‫صلِ ْح ب ِه عملي وجا َء ن ْ‬ ‫مضى زماني ولم أ ُ ْ‬ ‫ُص ِحي َم ِ‬ ‫س من ِ‬ ‫يب الرَّأ ِ‬ ‫ُص ٍح منه واخَ َجلي‬ ‫ُ‬ ‫أصغي لن ْ‬ ‫ولست ْ‬

‫َّ‬ ‫ُص ٍح عن الت َُّه ِم‬ ‫نصيح الش ْي ِب في َع َذ ٍل‬ ‫إن ِّي‬ ‫ُ‬ ‫والش ْي ُب أب َع ُد في ن ْ‬ ‫اتهمت ِ‬ ‫له ُم نفسي ال ُّر ْ‬ ‫الص ْد ِقإن لَ َف َ‬ ‫ظ ْت‬ ‫ظت ويصطفيها‬ ‫شد إن ُو ِع ْ‬ ‫بقول ِّ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ي ُ ِ‬ ‫لت ر ِ ِّقي للنُّهى َغلُ َ‬ ‫ظ ما لحَ َ َ‬ ‫ظ ْت‬ ‫ظ ْت وكلما ُق ُ‬ ‫كم ذا وَ َع ُ‬ ‫ظت و ْه َي لل َو ْع ِ‬

‫وفي َمراح الهوى نامت وما ي َ َق َ‬ ‫ظ ْت‬ ‫ِ‬ ‫وء ما ات َّ َع َ‬ ‫أمارَتي‬ ‫والهرَ ِم‬ ‫الشيب‬ ‫ظ ْت من جهلها بنذير‬ ‫فإ َّن ّ‬ ‫ُّ‬ ‫بالس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ْج َب وال َب َ‬ ‫س ِكرا‬ ‫اهلل‬ ‫يحجب عنها ُ‬ ‫طرا ألنها تركتني في الهوى َ‬ ‫ُ‬ ‫س َ‬ ‫طرا‬ ‫عجزت في أمرها كم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أقدح ال ِف َكرا وليس تقرأ ُ لي من قبلها َ‬ ‫من امللوك وأهل العلم وال ُف َقرا‬ ‫َش ِم‬ ‫وال أ َع َّد ْت من ال ِف ْع ِل اجلميل ِقرَى‬ ‫ٍ‬ ‫ضيف أَلًَ َّم برأسي غيرَ ُم ْحت ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فران ي َ ْج ُب ُر ُه‬ ‫سرَ قلبي‬ ‫الذنب يغفر ُه‬ ‫اهلل أرجوه أن‬ ‫وك ْ‬ ‫َ‬ ‫بالغ ِ‬

‫أح َذرُ ُه‬ ‫شيبي الذي‬ ‫الصبى واهلل يس ُت ُر ُه وجاء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مضى زمان ِّ‬ ‫كنت ْ‬ ‫ِ‬ ‫مخ ِّبرا ً أن عمري راح أكث ُر ُه‬ ‫كتمت س ّرا ً بدا لي من ُه بالكتم‬ ‫أعلم أني ما أو ِّق ُر ُه‬ ‫كنت‬ ‫لو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الصفحة ‪4‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫يحرس نفسي من َعماي َ ِتها‬ ‫اهلل‬ ‫لعل حتْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ظى بِخَ ْي ٍر في ن ِ َهـاي َ ِت َهـا‬ ‫ُ‬ ‫كم ح َّملتني ذُنوبا في بِداي َ ِت َها وكم ت َ ُرو ُم مزيدا ً عن ِك َفاي َ ِت َهــا‬ ‫س تأ ُم ُر خيرا ً في وَالَيَتها‬ ‫ولَ ْي َ‬ ‫ماح من غوايتها‬ ‫َم ْن لي بِرَدِّ ِج ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يحفظها من سوء َك ْبوتِها‬ ‫اهلل‬ ‫ِهن َْها وذَرْها وال تَرْ َك ْن ل ِذرْوَتها‬

‫اخليل باللُّ ُج ِم‬ ‫جماح‬ ‫ُ‬ ‫كما يُرَدُّ‬ ‫ِ‬ ‫لش ْق َوتها‬ ‫به َّوة‬ ‫ُ‬ ‫اللهو إذْ ت َْهوي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وإن دَ َعت َ‬ ‫ألمــر دَ ْع لِ َد ْع َوتهـا‬ ‫ْك‬ ‫ٍ‬

‫س َوتِها‬ ‫فهي التي أحر َقتْني سوء َق ْ‬ ‫سرَ شهوتها إن الطعام يُ َق ِّوي شهوة الن َِّهم‬ ‫فال ت َ ُر ْم باملعاصي َك ْ‬ ‫ستْني في الهوى ُحلَالً‬ ‫اهلل ير َف ُع عنها ُ‬ ‫الع ْج َب والكسالَ ألنها أل َب َ‬ ‫اللهو يــا مغرورُ من َعزِال ً‬ ‫الع ْجب واخلُيالَ‬ ‫ُ‬ ‫ـن‬ ‫فال ت َ َد ْعها ت َسي ُر ُ‬ ‫وك ْن َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫واسمع ملا قال فيها شيخُ نا مثال‬

‫والنفس‬ ‫ط ِم‬ ‫الرضاع وإن‬ ‫شب على حب‬ ‫ُ‬ ‫كالطفل إن تهمله َّ‬ ‫تفطم ُه ين َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫آتاك ع ْقالً‬ ‫صهاكيتُ َغلِّي ُه‬ ‫اهلل‬ ‫سرَخِّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫كي تُ َعلِّ َي ُه علىهوىال َّن ْف ِ‬ ‫َه ْد حتى جُتَلِّي ُه على ُف َؤادِك واح َذر ْ أن ت ُخَ لِّي ُه‬ ‫ون ُور َ ُه‬ ‫ْ‬ ‫فاجت ِ‬ ‫من زين ِة الزه ِد فيها كي تحُ َلِّي ُه‬

‫ص ِم‬ ‫فاصرِ ْف َهواها وحاذر ْ أن تُولِّي ُه إن الهوى ما تولَّى يُ ْ‬ ‫ص ِم أو ي َ ِ‬ ‫َّـهـا بِــأُ ُمــور ِ الشـــرِّ عـاملَــ ُة‬ ‫ـس َظـامل ٌة وإن َ‬ ‫اهلل أ َ ْكـ َبـ ُر إن النَّـ ْف َ‬ ‫خاص َم ٌة فاحذر عليها إذا ما ِه ْي مخاصم ٌة‬ ‫ترو ُم لو أن َ​َّها لِلْ َع ْق ِل‬ ‫ِ‬ ‫واعكس رضاها فإن النفس آث ِ َم ٌة‬

‫ُس ِم‬ ‫وراعها وهي في األعمال سائ ِ َم ٌة وإن هي استحلَ ِت املرْعى فال ت ِ‬ ‫الصفحة ‪5‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫رج َع ْت َ‬ ‫عنك ن ْفسا ً منك خاتل ًة‬ ‫اهلل يؤتيك في الدارين نافل ًة إن َّ‬ ‫القلب يــا مـغـرور غائلـة‬ ‫فإ نها لم تز ل للغش ما ئلة فجنب‬ ‫َ‬ ‫منها ودعها مدى األيام خا ِملَ ًة‬

‫حسن َْت ّ‬ ‫للمرء قاتِلَ ًة‬ ‫لذ ًة‬ ‫كم‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل يُخليك من رَخَ ٍب ومن ِخ َد ٍع‬ ‫َ َ‬ ‫ورع‬ ‫وج ٍع‬ ‫َ‬ ‫كم أ ُ ْكلَ ٍة أ ْهلَ َك ْت من غيرِ ما َ‬ ‫وج ْو َع ٍة فتَّكت في اخللق من ٍ‬ ‫قوت مبُقت ِن ٍع‬ ‫فكن مبا جاء من ٍ‬ ‫س ِم‬ ‫منحيثُ لميدر ِأن ُّ‬ ‫الس َّمفيال َّد َ‬ ‫مبستمع‬ ‫ُّص ِح يا هذا‬ ‫إن‬ ‫َ‬ ‫كنت للن ْ‬ ‫ٍ‬

‫واخْ َ‬ ‫ص ٍة ش ٌّر من التُّخَ ِم‬ ‫جوع ومن ش َب ٍع ف ُر َّب َمخْ َم َ‬ ‫س ِئ َ‬ ‫ش ال َّد َ‬ ‫س من ٍ‬ ‫هدأت‬ ‫اهلل يرضى إذا ما النفس قد ُملِئ َْت خوفا ورعبا وتخليصا مبا‬ ‫ْ‬ ‫ت وإن تراها بغير اهلل قد َكلِئ َْت‬ ‫وإن ت َ ُر ْم أنها ممَّا بها بَرِئ َ ْ‬ ‫فح ُّثا لل ُّت َقى َح ّثا ً وإن خَ أَلَ ْت‬ ‫ُ‬ ‫واستفرغ ال َّد ْم َع من عني قد أَ‬ ‫امتلَ ْت من احملار ِ ِم والْزَ ْم ِح ْم َي َة ال َّن َد ِم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫أنت ح َّق ْق َت ما يأتي به ن ِ َعما‬ ‫اهلل يرفع عنها‬ ‫ُّ‬ ‫الضرَّ واألَلمَ َا إن َ‬ ‫واج َع ْل خو َفك ال َّن َد َم‬ ‫وإن تكن بجميل َّ‬ ‫َصما فق ِّد ِم اخلَ ْو َف ْ‬ ‫الستْرِ ُم ْعت ِ‬ ‫س َّح ُه َما‬ ‫يط ُ‬ ‫و ُم ْقلَ َت ْي َك على ال َّت ْفرِ ِ‬ ‫س َّ‬ ‫ص ِهما‬ ‫وخالف ال َّن ْف َ‬ ‫والش ْيطا َن وا ْع ِ‬ ‫ِ‬

‫سما‬ ‫اهلل يُخزِيهما كم أقسما َق َ‬

‫فاح َذر ْ ُهما فهما كم هتَّكا َحرَما‬ ‫وكن إذا حكما‬ ‫وال ت ُِط ْع منهما خصما وال حكما‬

‫ُّصح فات َِّه ِم‬ ‫وإن ُهما َم َّح َ‬ ‫ضاك الن َ‬ ‫صما‬ ‫باهلل زورا وكم‬ ‫للقلب قد َق َ‬ ‫ِ‬ ‫للخلق بامللْ ِق ال باحلَقِّ‬ ‫وابتس َما‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كم ُمت َِّهما‬ ‫ُ‬ ‫للح ِ‬ ‫ُ‬ ‫تعرف كيد اخلصم واحلكم‬ ‫فأنت‬ ‫الصفحة ‪6‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫اهلل يعفو‬ ‫خلل‬ ‫عظيمات وعن‬ ‫زلل وعن خطايا‬ ‫ٍ‬ ‫بفضل منه عن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وجل‬ ‫فكن عن زمن التفريط في‬ ‫كسل‬ ‫جني ُتها في زمان ضاع في‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أمل‬ ‫وال مت ِ ْل نحو ما قد طال من ٍ‬ ‫نسبت به نسالً ل ِذي ُع ُقم‬ ‫عمل لقد‬ ‫قول بال‬ ‫أس َت ْغ ِف ُر اهلل من‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ريب ومن ُ‬ ‫ُّصح يا هذا مبنتب ٍه‬ ‫ش َب ٍه إن‬ ‫َ‬ ‫اهلل يحميك من ٍ‬ ‫كنت َللن ِ‬ ‫حتظى بمِ َ ْ‬ ‫الوعظ كي َ‬ ‫َ‬ ‫وتسمع‬ ‫َس ُّب ِب ِه‬ ‫اب‬ ‫ساع في ت َ‬ ‫تس َع ما خَ َ‬ ‫شرَبِه إن ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ودَ ْع ُقلَ ْي َب امل ُ َعنَّى في تَلَ ُّه ِب ِه‬

‫أمرت َُك اخليرَ لك ْن‬ ‫ُ‬ ‫يجعل هذي‬ ‫اهلل‬ ‫لَ َع َّل تأْم ُن يو َم‬

‫اس َت ِق ِم‬ ‫وما است َق ُ‬ ‫مت فما قولي لك ْ‬ ‫ْ‬ ‫واإلنصاف مائِلَ ًة‬ ‫والرش ِد‬ ‫ِ‬ ‫للخيرِ‬

‫ما ائ َت َمرْ ُت ب ِه‬ ‫النفس قابِلَ ًة‬ ‫َ‬ ‫احلَ ْ‬ ‫أتيت َ‬ ‫راحلَ ًة‬ ‫ــم ح َّم‬ ‫شرِ غائل ًة إذا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وك ْ‬ ‫ــلــت ِ‬

‫أوسقت زامل ًة‬ ‫من الذنوب وكم‬ ‫ُ‬ ‫أص ِم‬ ‫وال َ تزَوَّدْ ُت َق ْب َل‬ ‫املوت نا ِفل ًة ولم أ ُ َ‬ ‫ولم ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ص ِّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫سوى َفرْ ٍ‬ ‫حل فيه بالَ‬ ‫َّ‬ ‫يوم‬ ‫والوجالَ إذا‬ ‫اهلل يُذ ِه ُب عني ال ُو ْج َد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أتيت لِ ٍ‬ ‫يارب َها َق ْد ِجئ ُْت مبت َِهالَ‬ ‫َ‬ ‫الس ُبال أقول‬ ‫وقيل هذا الذي لم يس ُل ِك ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫س َق َّد ْم ُت لِي علما ً وال َع َمالً‬ ‫ولَ ْي َ‬

‫أن ْ‬ ‫س َّن َة َم ْن أ َ ْح َيا َّ‬ ‫الضرَّ ِم ْن وَر َ ِم‬ ‫اشت َ​َك ْت َق َد َما ُه ُّ‬ ‫َظلَ ْم ُت ُ‬ ‫الظالَ َم إلَى ِ‬ ‫أح َكا ِم ِه ب ِ َه َوى‬ ‫يه أَوَى‬ ‫اهلل آواه ملَّا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ينطقُ ِفي ْ‬ ‫فليس ِ‬ ‫ن إل َ ِ‬ ‫ضل أن َ‬ ‫الكرِمي رَوَى و ُم ْع َ‬ ‫س َع ْن َغ ْيرِ َم ْوال َ ُه َ‬ ‫اهلل َع ْن ُه زَوَى‬ ‫ظ ُم ال َف ْ ِ َّ‬ ‫ولَ ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫طام ولَ ْو را َم ُ‬ ‫الكنُوز َ َح َوى‬ ‫َج ْم َع احل ِ‬ ‫س َغ ٍب أ َ ْحشا َء ُه وطوى حتت احلِ َجار َ ِة َك ْ‬ ‫شحا ً ُم ْترَ َف األدَ ِم‬ ‫وش َّد ِم ْن َ‬ ‫الصفحة ‪7‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫اهلل وَاال َ ُه َما ي َ ْه َوا ُه ِم ْن رُت ٍَب وزادَ ُه ر ِ ْف َع ًة في ال ِعلْ ِم واألدَ ِب‬ ‫ن َ َعم وَ َجا َءت ْه دُن ْ َيان َا بِالَ ت َ َع ِب أ َ َ‬ ‫اح عنها ولم يَرْ َك ْن إلَى ر َ َغ ِب‬ ‫ش َ‬ ‫ال وَالن َ‬ ‫وَ َع َ‬ ‫فيها َقلِ َ‬ ‫َّش ِب‬ ‫اش َ‬ ‫يل امل َ ِ‬ ‫وراودَت ُه اجلبا ُل ُّ‬ ‫س ِه َفأرَا َها أَيمَّ َا َ‬ ‫ش َم ِم‬ ‫الش ُّم ِمن ذَ َه ٍب عن ن َ ْف ِ‬ ‫سيرَتُ ُه‬ ‫ِخيرتُ ُه وال َع ْد ُل والب ْذ ُل‬ ‫اهلل خ َّيرَ ُه فاخلي ُر‬ ‫واإلح َ‬ ‫ْ‬ ‫سا ُن ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫والص ْف ُح واإلن َ ُ‬ ‫ام ِجيرَت ُه‬ ‫والعف ُو‬ ‫َّ‬ ‫ْصاف ِميرَتُ ُه ك ْم كا َن يَط ِوي وَ ِفي اإلِن ْ َع ِ‬ ‫سرِيرَتُ ُه‬ ‫يس ت ْ‬ ‫َص ُبو لِ ُدن ْ َيان َا َ‬ ‫ولَ َ‬ ‫ص ِم‬ ‫ت ز ُ ْه َد ُه فيها َ‬ ‫ض ُرورَت ُ ُه إ َّن َّ‬ ‫وأ َ َّك َد ْ‬ ‫الض ُرور َ َة ال َ ت َ ْع ُدو َع ِن ال ِع َ‬ ‫ِّ‬ ‫كل األُمور ِ َ‬ ‫رك ْن‬ ‫س ْن ملَّا ملوال ُه في‬ ‫س ِن فه َو َح َ‬ ‫اهلل زَي َّ َن ُه باحلُ ْ‬

‫س َك ْن‬ ‫أوى إلى اهلل في سرٍّ له وَ َعلَ ْن ال ي َ ْب َت ِغي من دِيَّار ِ امل َ ْو ِت ُم ْن ُذ َ‬ ‫ستْرِ ب َ َد ْن‬ ‫وت أو لِ َ‬ ‫س َوى احلَالَ ِل لِ ُق ٍ‬ ‫ِ‬

‫وكيف تدعو إلى الدنيا ضرور ُة م ْن‬ ‫للمختار ِ َم َّن َعلَي‬ ‫باملدح‬ ‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الص ْح َ‬ ‫ف من َع َملَي‬ ‫إذا ُ‬ ‫أتيت ألقرا َ ُّ‬ ‫وهو الذي لَ ْم ُ‬ ‫بول َعلَي‬ ‫يش ْب وَ ْج َه ال َق ِ‬

‫لواله لم تُخْ رَ ِج ال ُّدنيا من ال َع َد ِم‬ ‫ني ُحلَي‬ ‫سى يُرى لِ َي بني املادِ ِح َ‬ ‫َع َ‬ ‫ض ٌل يَشي ُر إلي‬ ‫س َوى َم ْن ل ُه َف ْ‬ ‫َما لِي ِ‬

‫س ِّي ُد َ‬ ‫َي وال َّث َقلَيــ ِن وال َفرِي َق نْي‬ ‫ُم َح َّم ٌد َ‬ ‫الك ْون نْ ِ‬ ‫العلَى باحلكم ُم ْن َفرِ ٌد ال َ زَوْ َج ال َ‬ ‫رب ُ‬ ‫اهلل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫يفيض منها علو ٌم كلها ر َ َ‬ ‫ش ٌد‬ ‫آيات لها م َددٌ‬ ‫ُ‬ ‫س ِل ٌ‬ ‫أوحى إلى ال ُّر ْ‬ ‫ُ‬ ‫تم ٌد‬ ‫وكلُّ ُه ْم بِرَ ُ‬ ‫ول اهلل ُم ْع ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ِم ْن ُعرْ ٍب وَ ِم ْن َع َج ِم‬ ‫وَالِ ٌد َكالَّ وَال َ وَلَ ٌد‬

‫َ‬ ‫َّاهي َفال َ‬ ‫م‬ ‫ٌ‬ ‫ن َِب ُّينَا اآل ِم ُر الن ِ‬ ‫أحد أبرَّ في َق ْو ِل ال ِم ْن ُه وال ن َ​َع ِ‬ ‫الصفحة ‪8‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫ه‬ ‫اهلل أكرمه فالب ُّر طاع ُت ُ‬ ‫جماعته‬ ‫فنالته‬ ‫بخير‬ ‫أتى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫كما حمتنا من‬ ‫احلبيب الذي تُرْ َجى شفاع ُت ُه‬ ‫هو‬ ‫ُ‬ ‫ج ِب ِه‬ ‫اهلل ٌّ‬ ‫رب تعالى في حتَ ُّ‬

‫اخللق َم ْن أُوتِي براعت ُه‬ ‫وليس في‬ ‫ِ‬ ‫وفي القيامة حتَْ ِمينَا ضرا َع ُت ُه‬ ‫األ ْعدا شجا َع ُت ُه‬ ‫َح ِم‬ ‫لكل‬ ‫هول من األهوال ُم ْقت َ‬ ‫ٍ‬ ‫ي يُستَضا ُء بهِ‬ ‫ب َ َدا ب ِ َ‬ ‫ق ن َِب ٍّ‬ ‫خلْ ِ‬ ‫حتى أت َى وجمي ُع النَّاس في ُ‬ ‫ش َب ٍه‬

‫ست ِترا ً في ُح ْج ِب َغ ْي َه ِب ِه‬ ‫ما زال ُم ْ‬ ‫بدين غيرِ ُم ْ‬ ‫شت َِب ٍه‬ ‫فقام فينا‬ ‫ٍ‬ ‫ص ِم‬ ‫سكون ب ِه ُم ْ‬ ‫دعا إلى اهلل فامل ُ ْ‬ ‫س ُكو َن ب ِ َح ْب ٍل غ ْير ُمن َف ِ‬ ‫س َت ْم ِ‬ ‫س َت ْم ِ‬ ‫حرَ ِق‬ ‫الغرق كذاك جنى‬ ‫من‬ ‫اهلل جنَّى به ن ُوحا ً َ‬ ‫إلبراهيم من َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫والفلق‬ ‫رب الناس‬ ‫وحقَّ َم ْن خَ لَقَ اإلنسا َن من علَ ٍق‬ ‫أقسمت باهلل ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫س ٍق‬ ‫إ َّن الذي أخْ َج َل األ ْق َمار َ ِفي َغ َ‬ ‫علم وال َ َكرَ ٍم‬ ‫فا َق النَّبيني في خَ لْ ٍق وفي خُ لُ ٍق ولَ ْم يُ َدان ُوه في‬ ‫ٍ‬

‫س‬ ‫مندرس والناس في فتر ٍة‬ ‫والعلم‬ ‫اهلل أرسلَه‬ ‫ُ‬ ‫والوقت ُمن َع ِك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫س‬ ‫ْح ِب ٌ‬ ‫أتى بنور الهدى واألم ُر ُملت َِب ٌ‬ ‫حيث اجلودُ من َ‬ ‫س وجاد باجلودِ‬ ‫مقتبس‬ ‫س ِل إال َّ منه‬ ‫ٌ‬ ‫فما م َن ال ُّر ْ‬

‫س‬ ‫وكلهم من‬ ‫رسول اهلل ُملْت َِم ٌ‬ ‫ِ‬ ‫هم‬ ‫اهلل‬ ‫جاعلُ ُ‬ ‫حرا ً لمِ َ ِّ‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫د ِ‬ ‫جميع ُه ْم شربوا منه ب ِ َج ْه ِد ِه ِم‬ ‫ُ‬

‫ْ ً‬ ‫َ ً‬ ‫غرْفا من البحرِ أو رَشفا من الدِّيمَّ ِ‬ ‫َف ُم ْذ صفا ق ْد صفا َم ْ‬ ‫روب وِرْدِ ِه ِم‬ ‫ش ُ‬ ‫سا ِمي فوق وَ ْج ْد ْه ِم‬ ‫فنالهم وج ُد َ‬

‫ص ِد ِه ِم‬ ‫فالزموا‬ ‫مذهب الهادِي ب ِ َق ْ‬ ‫َ‬ ‫نقط َةالعلمأومن َ‬ ‫هم من َ‬ ‫احلكم‬ ‫ش ْكلَ ِة‬ ‫وواقفون‬ ‫د ح ِّ‬ ‫عن َ‬ ‫لديه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫د ِ ِ‬ ‫الصفحة ‪9‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫اهلل َك َّم َل َم ْن في اهلل غيرَت ُ ُه ولم تَزَ ْل في رضا املولى بصيرتُ ُه‬ ‫س ْورَتُ ُه‬ ‫ص َب‬ ‫وليس تبدو‬ ‫لراجي ِه َ‬ ‫ض ُرورَت ُ ُه وفرَّ َق ْت ُع َ‬ ‫األحزاب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من بعد ما حققَ ال َبأسا عشيرته‬ ‫فهو الذي مت َّ معناه وصورتُ ُه‬ ‫ملَّ َ‬ ‫ه‬ ‫ك ُ‬ ‫اهلل َ‬ ‫ه أعلى خزائ ِن ِ‬

‫َّس ِم‬ ‫ثم اصطفا ُه حبيبا ً بارى ُء الن َ‬ ‫فاستخرج ال ُّدر َّ يَز ُهو من معادِن ِ ِه‬ ‫َ‬

‫محاس ِن ِه‬ ‫يك في‬ ‫منزَّ ٌه عن شرِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫اهلل أحيا‬ ‫ُ‬ ‫بأحياه ْ‬ ‫م حلَ ِّي ِ‬ ‫ه ِ‬

‫منقس ِم‬ ‫احلسن في ِه غي ُر‬ ‫فجوهر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫هم‬ ‫من بعدما َهلكوا جمعا ً ب ِ َغ ِّي ِ‬ ‫لم يرجعوا منه إال َّ ب َ ْع َد رَي ِّ ِهم‬

‫وزحزح ِّ‬ ‫الشرْ َك ّ‬ ‫أماك ِن ِه‬ ‫مساكن ِه ود َّمرَ الكفر في أقصى‬ ‫حقاُ من‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نعم وجاد علينا من َم َيا ِم ِن ِه‬

‫م‬ ‫ملا أتوه َ‬ ‫ح َيارَى بعد ع ِّي ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫زيهم‬ ‫زها وزاد مزايا فوق‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫واحت َِك ِم‬ ‫نبيهم‬ ‫دَ ْع ما ادَّ َعت ُه النصارى في‬ ‫واحك ْم مبَا شئ َْت َم ْدحا ًفيه ْ‬ ‫ِ‬ ‫فص ِفي وزاده ر ِ ْف َع ًة من فوق ِّ‬ ‫كل صفي‬ ‫اهلل صفا لقلب املصطفى ُ‬ ‫نعم وصرَّ َف ُه في الكائنات وفي َجنَّا ِة َع ْد ٍن بها للمؤمنني ي َ ِفي‬ ‫ض َل غي ُر خَ ِفي‬ ‫فزِدْ ُه مدحا فإن ال َف ْ‬

‫شئ َْت من َ‬ ‫ْت من ِع َ‬ ‫ظ ِم‬ ‫شئ َ‬ ‫وان ُ‬ ‫شرَ ٍف وانسب إلى َق ْدرِه َما ِ‬ ‫ْس ْب إلى ذاتِه َما ِ‬ ‫ْ‬ ‫بذك ٍر منه أنزله‬ ‫كملَه أمني وحي‬ ‫اهلل أوحى إليه حني‬ ‫َّ‬ ‫صار َ َ‬ ‫جلَّلَه‬ ‫وبالغمامة أن َّى َ‬ ‫يل َ‬ ‫ظلَّلَه وباملهابة وال َّت ْب ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫وللش َفا َعة يوم احلَ ْ‬ ‫َّ‬ ‫شرِ أ َّهلَ ُه‬ ‫فإن فضل رسول اهلل ليس له حد ف ُي ْعرِ ُب عن ُه ناطقٌ ب ِ َف ِم‬

‫الصفحة ‪10‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫العلَ َما‬ ‫اهلل أنزل في آياته ِح َكما ً على النبيني ألْ َق ْو َها إلَى ُ‬

‫وكلُّ ُهم ْ‬ ‫أط َن ُبوا في َم ْد ِحه ِق َدما ً وحاولوا أ ْن ي َ ُكون ُوا للن َِّبي خَ َدما ً‬ ‫ُ‬ ‫س ِل قد خَ َت َما‬ ‫لكن به اهلل ِع ْق َد ال ُّر ْ‬

‫ناس َبت قدر َ ُه آياتُ ُه ِع َ‬ ‫ظما‬ ‫لو‬ ‫أح َيا‬ ‫اسم ُه ح َ‬ ‫َ‬ ‫ني ي ُ ْد َعى دَار ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫س الرِّ مَم ِ‬ ‫طلب ِه ملّا رآه فريدا في تطلُّ ِب ِه‬ ‫اهلل خ َّولَه في كنزِ َم‬ ‫ِ‬ ‫منهاج َم ْذ َه ِب ِه‬ ‫فواض ُح احلقِّ في‬ ‫منص ِب ِه‬ ‫وزاد ُه ر ِ ْف َع ًة في ِعزِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بدين غيرِ ُم ْ‬ ‫شت َِب ِه‬ ‫فم ْذ أتانا‬ ‫ٍ‬

‫ميتحنَّا مبا‬ ‫لم‬ ‫ِ‬ ‫اهلل كرر في‬ ‫وأخج َل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫البحرَ‬

‫ولم ن َِه ِم‬ ‫تعيا ُ‬ ‫الع ُقو ُل به حرْصا ً علينا فلم نرْت َْب ْ‬ ‫س الشمس منه النور والقمرَا‬ ‫ت َ ْب ِجيلِ ِه‬ ‫ُّ‬ ‫السورا وأل َب َ‬ ‫من مينا ُه وامل َ َ‬ ‫طرا فهاك ُع ْذرِي فكم مثلي قد اعت َذرا‬ ‫ّ‬ ‫والش َعرا‬ ‫اح‬ ‫إن الذي أعجز امل ُ ّد َ‬

‫فليس يُرى‬ ‫أع َيا الورى َف ْه ُم معنا ُه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل‬ ‫عب واملددِ‬ ‫ِ‬ ‫ناص ُره بال ُّر ِ‬ ‫صرَ كانا منه في ر َ َع ِد‬ ‫سرى وق ْي َ‬ ‫ِك ْ‬ ‫ظنُّوه في ْ‬ ‫جح َف ٍل باخل ْي ِل وال َعددِ‬

‫القرب والبع ِد في ِه غير من َف ِح ِم‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫أن َّى ي َ ُك ْن حول ُه َ‬ ‫ش ْهرا مل ُ َّ‬ ‫طرِدِ‬ ‫وإ ْن ب َ َدا ُمفرَدا يوما على أ َ َح ٍد‬

‫َّ‬ ‫مس تظه ُر للعينني من بُع ِد‬ ‫كالش ِ‬ ‫َ‬ ‫قبل الورى أبدى خلي َق َت ُه‬ ‫اهلل‬

‫كم أرمد قد ُ‬ ‫س ري َق َت ُه‬ ‫شفي ُم ْذ َم َّ‬

‫َّ َ‬ ‫صغيرة وت َِكل الطرْف من مَأم ِ‬ ‫س ُل واألنبيا رَا ُموا َطرِي َقتَه‬ ‫وال ُّر ْ‬ ‫تاهلل إن ال ُّدن َا َكان َت َطلِيق َت ُه‬

‫ونفس ُه في رضا املولى رفي َق َت ُه‬ ‫ُ‬

‫تسلَّ ْوا عنه باحلُلُ ِم‬ ‫وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قو ٌم ن ِ َّيا ٌم َ‬

‫الصفحة ‪11‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫اهلل آتاه س ّرا ً فهو مستت ُر‬

‫ُ‬ ‫الفهمماال ِفك ُر‬ ‫العقلفي ُكن ِْه ِهما‬ ‫ما‬ ‫ُ‬

‫الطل في جوده ما البحر ما َ‬ ‫ماالفجرفينورهماالشمسماالقمر ما َّ‬ ‫املط ُر‬ ‫من شاء يُ ْ‬ ‫َص ُر‬ ‫ط ِن ُب أو من شاء يَخت ِ‬

‫فمبل ُغ العلم فيه أن ُه ب َ َ‬ ‫م‬ ‫ش ُر وأنه خي ُر‬ ‫خلق اهلل كلِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫اهلل ملَّ َ‬ ‫ضرَبِها‬ ‫ط َم ْ‬ ‫كه َ‬ ‫العليا بأطن ُِبها وكان ُع ْم َدت َها في وَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫منص ِبها‬ ‫وفاز من حضرة املولى بأقربِها منه ال ُّن ُب َّوة مبدأ ْ ِعزِّ‬ ‫َ‬ ‫وهو الذي قد أتى خَ تْما ً ملوكبها‬

‫ُّ‬ ‫م‬ ‫الكرا ُم بها فإمنا‬ ‫اتص ْ‬ ‫َ‬ ‫آي أتى ال ُّر ْ‬ ‫س ُل ِ‬ ‫لت من نور ِ ِه ِ‬ ‫به ِ‬ ‫وكل ٍ‬ ‫سحائ ِ ُبها‬ ‫اهلل ق َّدر َ أن جُتْلَى‬ ‫س َل ال ُّر ْ‬ ‫غياه ُبها فأر ْ َ‬ ‫س َل فانجْ َابَت َ‬ ‫ِ‬ ‫صاح ُبها‬ ‫ص ِل‬ ‫أتوا‬ ‫صى عجائبها لك َّن خيرَ الورى في األ َ ْ‬ ‫بآي فال تحُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ضيا نورِه تزهو ثواقبها‬ ‫ومن ِ‬ ‫فإن ُه َ‬ ‫للناس في ُّ‬ ‫كواك ُبها يُ ْ‬ ‫الظلَ ِم‬ ‫ظ ِهرْ َن أنوارها‬ ‫فضل ُه ْم‬ ‫س‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وجه ُه َطلِقٌ‬ ‫نبي‬ ‫ست َِبقٌ على لسان‬ ‫ُ‬ ‫اهلل منه إلينا اخلي ُر ُم ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫فالشمس ِمن نور ِ ِه والبدرُ وال َفلَقُ وامل ِ ُ‬ ‫فق ي َ ْعت َِبقُ‬ ‫ُ‬ ‫سك ِمن ِ‬ ‫ريح ِه في األ ِ‬ ‫واجلودُ ِمن َك ِّف ِه في اخلَلْ ِق ُمن َد ِفقُ‬ ‫بالب ْ‬ ‫سن ُم ْ‬ ‫َّس ِم‬ ‫لق‬ ‫نبي زان َ ُه خُ لُقٌ باحلُ ْ‬ ‫شرِ ُمت ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫شت َِم ٌل ِ‬ ‫أ َْكرِ ْم بخَ ِ‬ ‫ف‬ ‫ستْرا ً مل ُ ْك َت ِن ٍ‬ ‫اهلل جا ِعلُ ُه عونا ً ملُلت َِه ٍ‬ ‫ف في ُك ِّل حاالت ِ ِه ِ‬

‫إ ْن رُ ْم َت ت ْ‬ ‫ف لِينا ً‬ ‫سنا ً و ُمن َْهال ًّ مل ُ ْغتَرِ ٍف‬ ‫وح ْ‬ ‫َش ِب َه ُه املرْوِ َّي عن َ‬ ‫ُ‬ ‫سلَ ٍ‬ ‫وعزْم ًة أل َق ِت ُ‬ ‫ف‬ ‫الك َّفار في تَلَ ٍ‬

‫كالزَّ ْهرِ في تَرَ ٍف والب ْدر ِ في َ‬ ‫كرم وال َّد ْهرِ في ِه َم ِم‬ ‫شرَ ٍف‬ ‫ْ‬ ‫والبحرِ في ٍ‬

‫الصفحة ‪12‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫س َن حالَ ِت ِه حتى اصطفا ُه ِختاماًفي رسالَ ِت ِه‬ ‫اهلل شاه َد من ُه ُح ْ‬ ‫وأنز َل ال ِّذكرَ في معنى َمقالَ ِت ِه وإ ْن ب َ َدا وه َو يزْهو في ُعالَل ِت ِه‬ ‫الصنادي ُد ت َ‬ ‫َخشى من بسال ِت ِه‬ ‫ترى َّ‬ ‫كأن ُه وهو فر ٌد من جاللَ ِت ِه‬ ‫َّ‬ ‫اهلل َّ‬ ‫ف‬ ‫مك َن ُه في ذِرْوَ ِة‬ ‫الشرَ ِ‬

‫ني تلقا ُه وفي َح َ‬ ‫َ‬ ‫ش ِم‬ ‫في‬ ‫عسك ٍر ح َ‬ ‫لني و ِمن َع َ‬ ‫ف‬ ‫ط ٍ‬ ‫لمِ َا رأى منه ِمن ٍ‬ ‫ُ‬ ‫والغرَ ِف‬ ‫َّات‬ ‫هو امل َ َ‬ ‫صرِّ ُف في اجلَن ِ‬

‫جان و ُم ْقتَرِ ٍف‬ ‫وحسن‬ ‫ٍ‬ ‫عطف على ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫دح ُه قد أتى في سائِرِ ُّ‬ ‫و َم ُ‬ ‫الص ُح ِ‬

‫َس ِم‬ ‫كأمنا ال ُّل ْؤلُ ُؤ املكنو ُن في َ‬ ‫ْط ٍق من ُه و ُم ْبت ِ‬ ‫ص َد ٍف من م ْع ِدن َْي َمن ِ‬ ‫س َل أَخْ َد َم ُه‬ ‫ْزيل كرَّ َم ًه ِمن‬ ‫قبل إيجادِ ِه وال ُّر ْ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل بامل َ ْد ِح في ال َّتن ِ‬ ‫العرش َّ‬ ‫َّ‬ ‫ـمـ ُه‬ ‫حش َم ُه وقبــره حــر ٌم واهلل‬ ‫رب‬ ‫وفي القيامة ُّ‬ ‫عـظ َ‬ ‫ِ‬ ‫فيـا ل ُه حـر ٌم مـا صـار َ أ ْع َ‬ ‫ظ َم ُه‬

‫ض َّم أ ْع ُظ َم ُه‬ ‫يب يعد ُل تُرْبا ً َ‬ ‫ال ِط َ‬ ‫اهلل نرجــو ُه يروينــا َ‬ ‫بكـوثَــرِ ِه‬

‫ْ‬ ‫ـم‬ ‫طوبَـى ملُنت ِ‬ ‫َش ٍ‬ ‫ـق مـنـ ُه و ُمل َت ِث ِ‬ ‫إذا أت ْينَا جميعا ً‬ ‫حتت ِم ْن َبرِ ِه‬ ‫َ‬ ‫كــذاك آبــا ُؤ ُه بــا ُهـوا مبَـنْـ َور ِ ِه‬

‫طريق الزَّي ْ ِغ َعن َُّه ُم‬ ‫وبالهدى عن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وأي ْ َقنُوا أنهم‬

‫فحق ُقوا َّ‬ ‫كل مـا قد كـان َظن َُّه ُم‬ ‫ــم‬ ‫يخْ لُو َن ِكن َُّه ُ‬ ‫س وال ِّن َق ِم‬ ‫قد أُن ْ ِذروا‬ ‫ِ‬ ‫بحلــول الب ْؤ ِ‬

‫َسلُ ُه سادُوا مب َ ْفخَ رِ ِه‬ ‫هو الذي ن ْ‬ ‫ـضـ َمـرِ ِه‬ ‫نعـم وظا ِه ُر ُه يُن ِْبي مب ُ ْ‬ ‫يب ُمبت َدإ ٍ من ُه و ُمخْ َتت َِم‬ ‫أبَا َن مولِ ُد ُه عن‬ ‫طيب عن ُ‬ ‫ط َ‬ ‫ْصرِ ِه يا ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل قـد مـن َع ُ‬ ‫أجن َُّه ُم‬ ‫ـهـا َن ِجن َُّه ُم ملَّــا أتـى النُّـورُ في‬ ‫الك َّ‬ ‫ليـل َ‬ ‫ٍ‬

‫أنهـم‬ ‫الفــرس‬ ‫س في ِه‬ ‫يو ٌم تفرَّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫الصفحة ‪13‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫اهلل‬ ‫يعلم أن اخليرَ ُمجت َِم ٌع في ِه وفي ِه ال ُّت َقى وال ُّزه ُد وال َور َ ُع‬ ‫ُ‬ ‫ملَّــا رأى نور َ ُه فـي‬ ‫الكـون يرت ِف ُع املُوبِــ َذا ُن ت َولَّــى وهــو ُمرْت َـ ِد ُع‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫امللك ينتزِ ُع‬ ‫وقال ال ب َّد هذا‬ ‫منص ِد ُع‬ ‫كسرَى وهو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وبات إيوا ُن ْ‬ ‫ُ‬ ‫الس َد ِف‬ ‫هم في ُظلْ َم ِة َّ‬ ‫اهلل ح َّيرَ ْ‬

‫ْ‬ ‫َئم‬ ‫كشمل‬ ‫أصحاب ِك ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سرى غيرَ ُملت ِ‬ ‫َّ‬ ‫والشرَ ِف‬ ‫األشراف‬ ‫ملّأ ب َدا س ِّي ُد‬ ‫ِ‬ ‫وقال جاء ال ِذي تخْ َ‬ ‫ف‬ ‫شو َن من تَلَ ٍ‬

‫بالنيران في َ‬ ‫ف‬ ‫أتى امل َّو َّك ُل‬ ‫ش َغ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ساوَ َة بع َد اجلَرْي في ن َ‬ ‫ف‬ ‫وما ُء َ‬ ‫َش ٍ‬ ‫ِ‬

‫س َد ِم‬ ‫أسف علي ِه والنه ُر ساهي‬ ‫اس من‬ ‫العني من َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫والنَّارُ خا ِم َد ُة األن ْ َف ِ‬ ‫َ‬ ‫اهلل ق َّدر َ أن ْ‬ ‫س أ ْن تحُ ْ َمى ن ُ َويْرَت َُها‬ ‫م ْيرَت ُها‬ ‫وظ َّن فار ِ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫تط َفى ُ‬ ‫َ‬ ‫ُخلى دوَيْرَت ُها‬ ‫ج َويْرَت ُها‬ ‫نت أنها ت ْ‬ ‫م َ‬ ‫وأيق ْ‬ ‫تها ُ‬ ‫لم ت َ ْدر ِ إال َّ و َع َّ‬ ‫البح ْيرَ ُة قد َج َّف ْت جويْرَت َُها‬ ‫أ َّما‬ ‫َ‬

‫وسا َء ساوَ َة أن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل أشغلهم‬ ‫حتى أتى س ِّي ُد‬

‫ظمي‬ ‫يظ حني‬ ‫َ‬ ‫غاض ْت بُ َح ْيرَت َُها ورُدَّ وارِدُ َها بال َغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫أفضل الع َم ِل‬ ‫وهم يظنو َن هذا‬ ‫والش َع ِل‬ ‫بالنار‬ ‫ْ‬ ‫س ِل فأصبح القو ُم في وَ ْج ٍد وفي وَ َج ٍل‬ ‫األكوان وال ُّر ُ‬ ‫ِ‬ ‫اخلصب في َم َح ِل‬ ‫وأرض ساو َة بع َد‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫باملاء مـن بَلَ ٍل‬ ‫كأ َّن بالنار ِ مـا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل آيــاتـــ ُه باحلـــقِّ رادِ َعــ ٌة‬ ‫خاض َع ٌة‬ ‫هلل‬ ‫منها املَالَ في ُ‬ ‫ِ‬ ‫العالَ ِ‬

‫ضرَ ِم‬ ‫ُحزْنا ً وباملاء ما بالنار من َ‬ ‫ُ‬ ‫وللـكـ َّفـار ِ قـا ِمـ َعـ ٌة‬ ‫ني‬ ‫للمتَّـقـ َ‬ ‫ُ‬ ‫وجنَّــ ُة اخلُــلْـ ِد باألزهــار ِ يـان ِ َعـ ٌة‬ ‫َ‬

‫ُ‬ ‫وأهل ِملَّ ِت ِه في اجلودِ طا ِم َع ٌة‬

‫واجلِ ُّن ته ِت ُ‬ ‫ساط َع ٌة واحلقُّ‬ ‫يظه ُر من معنى ومن َكلَ ِم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ف واألنوارُ‬

‫الصفحة ‪14‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫َ‬ ‫خطوط َقلَ ْم‬ ‫لوح ِه أجرى‬ ‫لم يظلِم اهلل مخْ لوقا ً أسا َ‬ ‫وظلَ ْم‬ ‫اهلل في ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫وس َ‬ ‫سلَ ْم‬ ‫س َ‬ ‫إنهم خَ َّبطوا باجلَ ْه ِل ْ‬ ‫بل ْ‬ ‫ط ُظ ُل ْم با ُعوا اجلِنا َن وما فيها ب ِ َبخْ ِ‬ ‫ولم يروا نور َ ُه ْ‬ ‫علم‬ ‫املشهور َ فو َق ْ‬ ‫لم‬ ‫َع ُموا َ‬ ‫وص ُّموا فإعال ُن البشائِرِ ْ‬ ‫َ‬ ‫سل يأ َمن ُ​ُهم‬ ‫اهلل‬ ‫أرسل خيرَ ال ُّر ِ‬

‫ُسم ْع وبار ِ َق ُة اإلن َذار ِ لم ت َ‬ ‫ُش ِم‬ ‫ت ْ‬ ‫ُهم‬ ‫لكي تعلو‬ ‫من العذاب‬ ‫أماكن ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫فالش َّك ِّ‬ ‫والشرْ ُك َّ‬ ‫َّ‬ ‫والش ْيطا ُن فاتِن ُ​ُه ْم‬

‫ماحن ُ​ُه ْم‬ ‫زلُّوا وضلوا وإ َّن اهلل‬ ‫ِ‬ ‫مساكن ُ​ُه ْم‬ ‫حت َّق ُقوا عندما تُخْ لَى‬ ‫ِ‬ ‫لم ي َ ُق ِم‬ ‫َهم امل ُ ْع َو َّج‬ ‫ْ‬ ‫من بعدما أخبر األقوا َم كا ِهن ُ​ُه َْم بأن دين ُ‬ ‫اهلل ْ‬ ‫ِّ‬ ‫قوم ب ِ َب ْع ِث نبي‬ ‫قرن إلى‬ ‫لكل‬ ‫ف احلُ ُق ِب‬ ‫أظ َهرَ ُه في سالِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ص َف ُه امل َ ْ‬ ‫شهور َ في ُ‬ ‫الك ُت ِب‬ ‫أليس بُهتان ُهم من‬ ‫أعجب ال َع َج ِب وقد رأوا وَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وأَي َقنوا أن ُه م ْن أشرَ ِف الـعـرَ ِب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فق من ُ‬ ‫ض من صن َِم‬ ‫ش ُه ٍب ُم ْن َق َّ‬ ‫ض ًة وَ ْفقَ ما في األر ْ ِ‬ ‫وبعدما عاينوا في األ ِ‬ ‫دين‬ ‫اهلل را ِف ُع‬ ‫َّصرِ ُمخْ َتت َِم‬ ‫ْجزِ ُم بال َفت ِْح ُم ْف َتت ٌَح بالن ْ‬ ‫َ‬ ‫ليس ين َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫وليس يُلْ َقى إلى ُك َّهان ِ ِه ْم َكلِ ُم‬ ‫م‬ ‫زالت‬ ‫مبن بمِ َ ْولِ ِد ِه قد‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الظلَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫بالنيــران ترْ جَتِ ُم‬ ‫ومـارِدُ اجلِ ِّن‬ ‫ِ‬

‫طريق ال َوحي ُمن َْهزِ ٌم‬ ‫حتَّى َغدا عن‬ ‫ِ‬ ‫يهم من أميا ِج َه ٍة‬ ‫اهلل ير ِم ْ‬ ‫شرار النَّار ِ ُم ْ‬ ‫به ٍة‬ ‫ش َ‬ ‫س ْ‬ ‫هم لِ ِ‬ ‫ب ِ َبأ ْ ِ‬

‫من َّ‬ ‫ياطني ي َ ْق ُفوا إثرَ ُمن َْهزِ ِم‬ ‫الش‬ ‫ِ‬ ‫آليـات ُم َنزَّ َه ٍة‬ ‫السـمـا َع‬ ‫رامـوا‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫يهم ح ُّرها في ِّ‬ ‫كل َم ْكرَ َه ٍة‬ ‫يُلْ ِق ُ‬

‫حتى يمُ َزِّ َقهم في ِّ‬ ‫مه َم َه ٍة‬ ‫كل ْ‬ ‫َ‬ ‫راح َت ْي ِه رُ ِمي‬ ‫كأنهــم هربــا ً أبطـا ُل أبرهــ ٍة أو‬ ‫عسك ٌر باحلصى من َ‬

‫الصفحة ‪15‬‬

‫ُ‬ ‫اهلل‬ ‫وم ْن‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫ص ميي َن ْي ِه‬ ‫وعم ُ‬ ‫خَ َّ‬ ‫ضالً مل ْن واال ُه َما كر َما‬ ‫َّ‬ ‫هما جودا ً و َف ْ‬ ‫ني ر َمى‬ ‫يُحارِب ْ ُه يشرَ ْب‬ ‫ُ‬ ‫َي قا َل ح َ‬ ‫منهما ألمَ َا أل ْي َ‬ ‫س يوم ُحن نْ ٍ‬ ‫عم اجلَمي َع ع َمى‬ ‫ْ‬ ‫شاهت ُوجو ُه ال ِع َدا َّ‬

‫نبذا ً ب ِه بعد تسبيح ب َب ْ‬ ‫ط ِن ِه َما‬ ‫ٍ‬ ‫آيـــات ُم َ‬ ‫ـشـا َهـ َد ًة‬ ‫اهلل آتــا ُه‬ ‫ٍ‬ ‫وأص َب َح ْت بال ِع َدى للحقِّ َكا ِم َد ًة‬

‫أحشاء ُملْ َت ِق ِم‬ ‫س ِّب ِح من‬ ‫ن َ ْب َذ امل ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والوحي شا ِه َد ًة‬ ‫بالهدى‬ ‫أضحت ل ُه ُ‬ ‫ْ‬ ‫الواشي معان َ َد ًة‬ ‫لها‬ ‫ال‬ ‫يستطي ُع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫وقـال من قــد رأى اآليــات وارِدَ ًة‬

‫جاءت لِ َد ْع َوت ِ ِه األ َ ْ‬ ‫ساق بال َق َد ِم‬ ‫ساج َد ًة متشي إلي ِه على‬ ‫ْ‬ ‫شجارُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫س رُدَّ ْت ل ُه من بعد َما َغرَب َ ْت‬ ‫أوحــى إلي ِه سور َة ا ْق َترَب َ ْت‬ ‫والش ْم ُ‬ ‫اهلل َ‬ ‫س َك َب ْت وال َو ْح ُ‬ ‫واألشجارُ قد ذَ َه َب ْت‬ ‫َاجا ُه‬ ‫ُّ‬ ‫لم ر َ َعا من َغ ْي ِث َها َ‬ ‫َ‬ ‫شن َ‬ ‫والس ْح َب َّ‬ ‫ل ُه ت َخُ ُّ‬ ‫ط ال َّثرَى ملَّا ل ُه ُطلِ َب ْت‬

‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫رت َ ْ ً‬ ‫ُ‬ ‫اخلط باللَّ َق ِم‬ ‫ديع‬ ‫كأمنا‬ ‫سط ْ‬ ‫سطـرا لمِ ـا ك َت َب ْت ف ُرو ُعهــا من ب َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ص ِف ِه م ْن ُذ واأل َ ْف ُ‬ ‫الك دائِرَ ٌة‬ ‫اصر ٌة ع ْن وَ ْ‬ ‫اهلل ي َ ُ‬ ‫علم أ َّن اخلَلْقَ َق ِ‬ ‫املاء فائِرَ ٌة و َه ْي َب ُة َّ‬ ‫الش ْهرِ أن َّــى كــا َن غائِرَ ٌة‬ ‫ص ُبعي ِه ُع ُيو ُن‬ ‫ِمن أ ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ون اهلل نا ِفرَ ٌة‬ ‫منها األ َعادي ب ِ َع ِ‬ ‫َ‬ ‫حمي‬ ‫يس َ‬ ‫مثل ال َغما َم ِة أن َّى َ‬ ‫للهجيرِ ِ‬ ‫سار َ سائِرَ ٌة ت ِقي ِه َحرَّ وَ ِط ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بـدين اهلل ب َ َّدلَــ ُه‬ ‫أرسلَ ُه أت َى لِ ُكـ ْف ٍر‬ ‫رآن‬ ‫ق‬ ‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫بالق ِ‬ ‫للخلْ ِ‬ ‫وبالعال واملَزَايا‬ ‫ُ‬ ‫أقس ُ‬ ‫َ‬ ‫مت بال َق َمرِ‬

‫ُ‬ ‫ضلَ ُه‬ ‫يل أ ْف َ‬ ‫َّ‬ ‫كملَ ُه وقد حبا ُه من ال َّت ْف ِ‬ ‫الغرِّ‬ ‫ض ِ‬ ‫ونا َل من ُم َ‬ ‫أجزَلَ ُه‬ ‫عظ ِم‬ ‫التبجيل ْ‬ ‫ِ‬ ‫املُن َ‬ ‫س ِم‬ ‫سب ًة َم ْبرور َ ُة ال َق َ‬ ‫قلب ِه ن ِ ْ‬ ‫ْشقِّ إ َّن ل ُه من ِ‬

‫الصفحة ‪16‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫لم يُ َ‬ ‫ني فا َقا اخللْقَ في ِه َم ِم‬ ‫اهلل ْ‬ ‫ستْرا ً من ُه ْ‬ ‫أس َب َل ِ‬ ‫ض ِم على رفي َق ِ‬ ‫الص ّديقُ من ِق َد ِم تاهلل إنهمــا كــانــا عـلى َق َد ِم‬ ‫الص ُدو ُق وذا ِّ‬ ‫هذا َّ‬ ‫ال خُ لْ َ‬ ‫ف بين َُه َما في احلُ ْك ِم واحلِ َك ِم‬ ‫وما َح َوى ال َغارُ من خَ ْي ٍر و ِم ْن َكرَ ِم‬ ‫َص َما‬ ‫اهلل جنَّا ُه ملَّا كا َن ُم ْعت ِ‬ ‫ومن عنا ُه ب َغ ْدرٍ خَ ْي َب ٍة ن َ ٍدما‬

‫ُّ‬ ‫طرف من ُ‬ ‫عمي‬ ‫وكل‬ ‫ٍ‬ ‫الكفار ِ عن ُه ِ‬ ‫حتى به من أذى في الكون قد ُعلِ َما‬

‫ومن عنا ُه َ‬ ‫بغ ْدر ٍ خَ ْي َب ٍة ن َ ٍدما‬

‫ومن عنا ُه ب َغ ْدرٍ خَ ْي َب ٍة ن َ ٍدما‬

‫لم يَرِ َما وهم يقولو َن ما بالغار ِ من أَر ِ ِم‬ ‫فالص ْد ُق في الغار ِ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫والص ِّديقُ ْ‬ ‫باض ْت حي ُث َما نزَال َ‬ ‫س َل َّ‬ ‫الط ْيرَ َ‬ ‫س ْترَ الرِّ َ‬ ‫س َدال َ وأر ْ َ‬ ‫ضا َ‬ ‫اهلل فوقهما ِ‬ ‫صالَ‬ ‫َّ‬ ‫بباب الغار ِ قد َغزَال َ قالوا إلى هنا ال‬ ‫والعنكبوت‬ ‫ُ‬ ‫شك ق ْد وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫لكن هما أبدا ً ما هاهنا دخالَ‬ ‫ولم تحَ ُ ِم‬ ‫لم‬ ‫ضنوا احلما َم وضنُّوا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تنس ْج ْ‬ ‫العنكبوت على خيرِ ال َبرِي َّ ِة ْ‬ ‫َ‬ ‫راج َف ٍة كما جنَّى املُصطفى من شرِّ طائ َف ٍة‬ ‫اهلل أنجْ َاهمــا مــن غير ِ‬ ‫س الرِّضا ليست بخائ َف ٍة‬ ‫بباب ِه ب ِ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫اله ْن ِد وا ِق َف ٍة طوبى لن ْف ِ‬ ‫يوف ِ‬ ‫ْ‬ ‫وم خائف ٍة‬ ‫من عصب ٍة بالهوى املذ ُم ِ‬ ‫عــال من األ ُ ُط ِم‬ ‫الدروع وعن‬ ‫هلل أغن َْت عن ُمضا َع َف ٍة من‬ ‫وِقاي ُة ا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل مولى تعالى أن ي ُ َ‬ ‫ستضا ُء ب ِه‬ ‫حاط به هدى عمانا بنورٍ يُ ْ‬

‫حول َم ْ‬ ‫يح ُّ‬ ‫َ‬ ‫طن َِب ِه‬ ‫ط أثقاله من‬ ‫عن مآرِب ِ ِه‬ ‫من را َم‬ ‫نيل ُمنا ُه ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫رب تعالَى في تحَ َ ُّج ِب ِه‬ ‫وحقَّ ٍّ‬ ‫ض ْيما ً‬ ‫ما سامني الده ُر َ‬ ‫ض ِم‬ ‫واستجرْ ُت ب ِه إال َّ ونِلْ ُت جوارا ً من ُه لم ي ُ َ‬ ‫َ‬

‫الصفحة ‪17‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫يهدي ُف َؤادِي في تردُّدِ ِه‬ ‫اهلل ْ‬ ‫ص ِد ِه‬ ‫لباب سادات ِ ِه في ن ْي ِل َم ْق ِ‬ ‫ِ‬

‫س ِن َم ْ‬ ‫ش َه ِد ِه‬ ‫يوم مو ِع ِد ِه هو الذي ُم ْه َجتي من ُح ْ‬ ‫عسى يَرى املصطفى في ِ‬ ‫ال ْ‬ ‫يش َت ِفي دا ُؤها إال َّ بمِ َ ْورِدِ ِه‬

‫س ُت ِغنى ال َّدارَي ْ ِن من ي َ ِد ِه‬ ‫وال ال َت َم ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ه ن َصرا ً وخَ َّولَ ُ‬ ‫اهلل ن َّولَ ُ‬

‫س َتلَ ِم‬ ‫إال َّ اس َتلَ ْم ُت ال َّن َدى من خيرِ ُم ْ‬ ‫وبالش َفا َع ِة يو َم احلَ ْ‬ ‫َّ‬ ‫شرِ م َّن ل ُه‬ ‫ي والرح َم ُن ج َّملَ ُه‬ ‫كقاب‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫قوس نْ ِ‬

‫س فيها احلقُّ أنزَلَ ُه‬ ‫ْ‬ ‫فحضر ُة ال ُق ْد ِ‬ ‫وباإلكرام ك َّملَ ُه‬ ‫بتاج ِعزٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ينم‬ ‫ال ت ِ‬ ‫َ‬ ‫ُنكرِ‬ ‫الوحي من رؤيا ُه إ َّن ل ُه قلبا ً إذا نامت العينان لم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لهو بشهوت ِ ِه‬ ‫مييل إلى‬ ‫قبل ن ْب َوت ِ ِه فال‬ ‫عاص ُم ُه من‬ ‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫زاكي َم ُرو َءت ِه‬ ‫يش في ُف ُت َّوت ِ ِه يس َت ْع َجبو َن وفي ِ‬ ‫وكان قو ُم ُقرَ ٍ‬ ‫مستي ِق َ‬ ‫القلب للمولَى ب ِ ِن َّي ِت ِه‬ ‫ظ‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫فليس يُن َْك ُر فيه حا ُل ُم ْح َتلِ ِم‬ ‫بلوغ من نبوت ِه‬ ‫ني‬ ‫وذاك ح َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل‬ ‫واإلنصاف واألَدَ ِب‬ ‫خص رسوال ً من ُه بالقرب وال ِعلْ ِم واحلِلْ ِم‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫غيب من الباري بال رِي َّ ِب‬ ‫وعلم‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫والع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫للع‬ ‫َى‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫وحي‬ ‫دق‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫بالك ْه ِن والك ِذ ِب‬ ‫مكتسب‬ ‫فقيل‬ ‫ٌ‬

‫َ‬ ‫م‬ ‫نبي على‬ ‫َس ِب وال‬ ‫غيب مبت َ‬ ‫حي مب ُ ْكت َ‬ ‫تبارك اهلل ما وَ ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٍ‬ ‫َّه ِ‬ ‫ِّ‬ ‫رجاح ُت ُه‬ ‫فضل له فاقت‬ ‫بكل‬ ‫اح ُت ُه‬ ‫اهلل آتا ُه ما تُتْلى َف َ‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬ ‫ٍ‬ ‫اح ُت ُه‬ ‫ُ‬ ‫أقسمت باهلل ال حتصى سماح ُت ُه كم فرَّ َج ْت ُك ُربا ً عنَّا ص َب َ‬ ‫سماح ُت ُه‬ ‫كم أس َب َغ ْت ن ِ َعما ً فينا‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫صبا ً‬ ‫باللمس راح ُت ُه‬ ‫كم‬ ‫مم‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أبرأت وَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأطلقت أرِبا ً من ربق ِة الل ِ‬

‫الصفحة ‪18‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫ظ ُر احلُزْ َن إ ْن َع َّمت ُه بلوتُ ُه‬ ‫اهلل صافاه فاخملتار ُ صفوت ُ ُه ال ي ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫س فيها مت َّ َجل َوتُ ُه‬ ‫متيل إلى‬ ‫وال‬ ‫الكونني شهوت ُ ُه وحضر ُة ال ُق ْد ِ‬ ‫ِ‬ ‫العرش ِه َّم ُت ُه‬ ‫وليس إال َّ ملولى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وأحيت الس َّن ُة الشهباء د ْع َوتُ ُه‬ ‫ِ‬

‫ح َّياها لراغبها‬ ‫اهلل أحيا ُم َ‬

‫صرِ ال ُّد ُه ِم‬ ‫حتى حكت ُغرَّ ًة في األ ْع ُ‬ ‫سواك ِبها‬ ‫س َل الوب ْ َل غيثا ً في‬ ‫وأر ْ َ‬ ‫ِ‬

‫سح ْت على‬ ‫الكون ُ‬ ‫َّ‬ ‫س ٌ‬ ‫صائبها‬ ‫صوب‬ ‫حب من َس َحائبها فجادَ زَر ْ ٌع وضر ٌع‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األرض ّ‬ ‫حقا ً في أجادِبِها‬ ‫وخص َب‬ ‫َ‬ ‫َّ‬

‫الب َ‬ ‫اح بها‬ ‫ط َ‬ ‫ض جا َء أو ِخلْ ُت ِ‬ ‫بعار ِ ٍ‬ ‫رت‬ ‫اهلل آتا ُه‬ ‫آيات ق ِد اشت َ‬ ‫َه ْ‬ ‫ٍ‬ ‫زهرت‬ ‫الكونني قد‬ ‫عدن مع‬ ‫جنات‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬

‫اليم أو سيالً من ال َعرِ ِم‬ ‫سيبا ً من ِّ‬ ‫انبهرت‬ ‫يوم مولِ ِد ِه منها الورى‬ ‫ْ‬ ‫في ِ‬ ‫قهرَ ْت‬ ‫للج ِّن‬ ‫باإلحراق كم َ‬ ‫ُ‬ ‫والشهب ِ‬ ‫ِ‬

‫رجسها ملّا أتى َط ُهرَ ْت‬ ‫واألرض من‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫آيات له‬ ‫ووص ِف َي‬ ‫دعني‬ ‫ظهرت ظهور َ نار ِ ال ِقرى ليالً على َعلَ ِم‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫يعتص ُم وللمديح خليرِ ال ُّرسل يلتَزِ ُم‬ ‫هلل‬ ‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫حسب الذي با ِ‬ ‫اله َم ُم وقاله ال ُّرسل واألمالك‬ ‫مَ‬ ‫واألم ُ‬ ‫وهو الذي مدحه تعلو به ِ‬ ‫وكل َّما زاد زادَ اجلودُ والكرَ ُم‬ ‫فال ُّدرُّ يزدادُ‬ ‫اهلل أعطاه‬ ‫فهو الذي‬

‫منتظ ِم‬ ‫ينقص قدرا ً غير‬ ‫وليس‬ ‫منتظ ُم‬ ‫حسنا وهو‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في الدارين ما سأال َ وزاد ُه ر ِ ْفع ًة ملَّا إليه عال َ‬ ‫َّ‬ ‫الس ُبالَ‬ ‫هلل حتى أوضح‬ ‫عطل األديان واملِلَالَ وقام‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫هو الذي مدح ُه في ال ِّذ ْكرِ ق ْد نَزَال َ‬

‫ِّ‬ ‫فما َ‬ ‫يم‬ ‫تطاو ُل‬ ‫ِ‬ ‫كرم األخالق والش ِ‬ ‫آمال امل ِد ِ‬ ‫يح إلى ما فيه من ِ‬

‫الصفحة ‪19‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫اخللق لكن هي م َؤ َّجلَ ٌة‬ ‫اهلل في ِعلْ ِم ِه أشيا مؤب َّ َد ٌة جتري إلى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وبالهدى والتُّقى واخليرِ م ْعلِم ٌة‬ ‫ح َك َم ٌة‬ ‫ُ‬ ‫كذاك آيات ُه باحلقِّ ُم ْ‬ ‫س ِل معلِن ٌة‬ ‫وباملديح خلير ال ُّر ْ‬ ‫ِ‬ ‫وف بال ِق َد ِم‬ ‫آيات ح ٍّق من الرحمن ُمح َدث َ ٌة قدمية ص َف ُة‬ ‫ُ‬ ‫املوص ِ‬

‫والغي تَزْ ُج ُرنا‬ ‫اهلل أنزلها باحلقِّ تنذرُنا وعن طريق الهوى‬ ‫ِّ‬ ‫وباله َد وال ُّت َقى وال ُّزه ِد تأ ُم ُرنا‬ ‫تنص ُرنا‬ ‫وإن أتانا ع ُد ٌّو فهي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫نبي جا ِّ‬ ‫يبش ُرن َا‬ ‫على‬ ‫لسان ٍّ‬ ‫ِ‬

‫ُخب ُرنا‬ ‫لم تقترن‬ ‫بزمان وهي ت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل حا ِف ُظها من كل َم ْغ َمزَ ٍة‬ ‫أعظ ْم بآي من النيران ُم ْحرِز َ ٍة‬ ‫ِ‬

‫إرم‬ ‫عن املعاد وعن عادٍ وعن ِ‬ ‫ألف َم ْعزَز َ ٍة‬ ‫يعيش قارئُها في‬ ‫ِ‬ ‫ج ِّوز َ ٍة‬ ‫راط‬ ‫على‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫لتاليها ُم َ‬ ‫الص ِ‬

‫ني من ُ‬ ‫ش َب ٍه‬ ‫محك َم ٌ‬ ‫ات فما تُب ِق َ‬ ‫والعرب‬ ‫للعجم‬ ‫اهلل أظهرها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫شقاق وما تبغني من َح َك ِم‬ ‫لذي‬ ‫ٍ‬ ‫مس نورا وكاألقمار ِ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫والش ُه ِب‬ ‫كالش ِ‬

‫لم يلقَ كيدا ً وال يرمى مبك َي َد ٍة‬ ‫دامت لدينا ففاقت كل معجز ٍة من النبيني إذ جاءت ولم ت َ ُد ِم‬ ‫اهلل أبرزَها من علم غيهبه لها ضياء يراه كــــل ُّ ُم ْنت َِب ِه‬ ‫مأمول مطلب ِه‬ ‫يا سعد من كان يدعو في تطلُّ ِب ِه بها إلى اهلل في‬ ‫ِ‬ ‫ألنها قد أزالت َّ‬ ‫مشتبه‬ ‫كل‬ ‫ِ‬

‫منها اكتسبنا علوم الدين واألدب‬ ‫وح ِّقها قسما‬

‫ما ُحورِب َ ْت ُّ‬ ‫قط إال َّ عادَ م ْن َحرَ ِب‬

‫طلب‬ ‫ثم اغترفنا الذي نرجوه من‬ ‫ِ‬ ‫فهت بالك ِذ ِب‬ ‫ما‬ ‫ُ‬ ‫السلَ ِم‬ ‫أ ْع َدى األَعادِي إليها ُملْ ِق َي َّ‬

‫الصفحة ‪20‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫َ‬ ‫ضها‬ ‫اهلل‬ ‫أمطرَنا من وَب ْ ِل عار ِ ِ‬ ‫ض َها‬ ‫فما رأينا ُ‬ ‫اله َدى إال َّ بِوا ِم ِ‬ ‫سرِّها‬ ‫ْ‬ ‫يص َغى لِ ِ‬

‫وحلما ً ْ‬ ‫ض َها‬ ‫وتط ِهيرا ً بفائ ِ ِ‬ ‫علما ً ِ‬ ‫ضها‬ ‫ف ُقل لمِ َ ْن ق ْد ت َغالى في تنَا ُق ِ‬ ‫ض َها‬ ‫اخلا ِفي وغا ِم ِ‬

‫معان‬ ‫لها‬ ‫كموج البحرِ في َمددِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫كواك ُب َها‬ ‫اهلل َق َّدر أن تعلو‬ ‫ِ‬ ‫اك ُب َها‬ ‫كأنها جن ٌة جتْرِي َ‬ ‫س َو ِ‬

‫س ِن وال ِق َي ِم‬ ‫وفو َق جو َهرِ ِه في احلُ ْ‬ ‫ني وأن جُتْلَى سحائ ِ ُب َها‬ ‫للمؤ ِمن َ‬ ‫ُ‬ ‫ـهـا‬ ‫ني‬ ‫ويأتيهــم أطــاي ِ ُب َ‬ ‫للمتَّقـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫عن احلُ ُر ِم‬ ‫ردَّ ْت بال َغ ُت َها دع َوى ُم َعار ِ ِ‬ ‫ض َها ردَّ ال َغيور ِ ي َد اجلاني ِ‬ ‫ُ‬ ‫لها باخل ْيرِ والرَّ َ‬ ‫ش ِد على ت َ ِق ٍّي ن ِق ٍّي خيرِ ُم ْعت َِم ِد‬ ‫اهلل نَزَّ َ‬ ‫شانيها وبالرَّ َم ِد‬ ‫بالس ْق ِم‬ ‫اله َدى في ُك ِّل ُم ْع َت ِق ِد وباء‬ ‫َ‬ ‫ف َبا َن منها ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ص ْد ٍق تُن َِّج َّ‬ ‫َش ِد‬ ‫ُ‬ ‫كل ُمرْت ِ‬ ‫آيات ِ‬

‫نعم جُ‬ ‫لهم فيها كوا ِع ُب َها‬ ‫وتْلَى‬ ‫ْ‬

‫ْ‬ ‫بالسأ َ ِم‬ ‫ُسا ُم على‬ ‫فما تُ َع ُّد وال تحُ ْ َ‬ ‫صى عجائ ِ ُبها وال ت َ‬ ‫َّ‬ ‫اإلك َثار ِ‬ ‫لك ِّ‬ ‫نبي ُ‬ ‫ـل أ َّهلَ ُه‬ ‫فضلِ ِه القرآن أنزَلَ ُه إلى‬ ‫اهلل من‬ ‫ـل ال َف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫ض ِ‬ ‫الليل رتَّلَ ُه في ِه موا ِع ُ‬ ‫يحقُّ لـ ُه‬ ‫ظالم‬ ‫يا س ْع َد من في‬ ‫ظ ت َالِ َ‬ ‫يهــا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أس َبلَ ُه‬ ‫جن ُ‬ ‫َّات َع ْد ٍن إذا ما ال َّدم ُع ْ‬

‫ني‬ ‫َص ِم‬ ‫قاريها ف ُقلْ ُت ل ُه لق ْد َظ ِفرْ َت‬ ‫َ‬ ‫َقرَّ ْت َ‬ ‫بها ع ُ‬ ‫هلل فاعت ِ‬ ‫بحبل ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظا وفو ُه بال ِّذ ْكرِ فاها أو بها لَ َف َ‬ ‫اظها َح ِف َ‬ ‫اهلل يح َف ُ‬ ‫ظا‬ ‫ظ َم ْن ألْ َف َ‬ ‫آي ِعظا ٌم بها الرحم ُن ق ْد وَ َع َ‬ ‫ظا‬ ‫را َق ْت ور َ َّق ْت ُعالَ َها َم ْن بها ات َّ َعظا ٌ‬

‫قد قرَّ قارِئُ َها عينا ً مبا لحَ َظا‬ ‫لظى من وِرْدِ َها َّ‬ ‫أت حرَّ َ‬ ‫إ ْن تتلُ َها ِخ َف ًة ِم ْن حرِّ نار ِ َ‬ ‫الش ِب ِم‬ ‫لظى أط َف َ‬

‫الصفحة ‪21‬‬

‫ُ‬ ‫اهلل‬ ‫وم ْن‬ ‫كأن َه‬ ‫ُ‬ ‫اهلل‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫س ِب ِه‬ ‫بها من‬ ‫س ُب ُع َب ْي ٍد في تحَ َ ُّ‬ ‫َح ْ‬ ‫النجا َة َ‬ ‫سوء َم ْك َ‬ ‫س ِب ِه يرجو َ‬ ‫ِ‬ ‫َش ُّب ِب ِه تُرا ُه نورا ً يُرَى في وِرْدِ َم ْ‬ ‫رآ ُه‪ُ h‬منَا ُه في ت َ‬ ‫شرَب ِ ِه‬ ‫س ُه ُحلَّ ًة من َكنْزِ ْ‬ ‫مطلَ ِب ِه‬ ‫وت َْك ُ‬ ‫ض ال ُو ُجو ُه ب ِه‬ ‫ض ت ْب َي ُّ‬ ‫احلَ ْو ُ‬ ‫ُمرَتَّلَ ًة‬ ‫باحلقِّ أوحاها‬

‫هلل ُم ْج ِدلَ ًة‬ ‫ْ‬ ‫فلم تَزَ ْل ألعادِي ا ِ‬ ‫كأنها ال َع ْق ُل‬

‫صا ِة وق ْد جا ُؤ ُه كاحلُ َم ِم‬ ‫من ُ‬ ‫الع َ‬ ‫ْ َ‬ ‫صلَ ًة‬ ‫الت‬ ‫َّ‬ ‫مفص ٍ‬ ‫ام ُم ْف ِ‬ ‫ولألحك ِ‬ ‫رات ُم ْق ِبلَ ًة‬ ‫ْ‬ ‫أض َح ْت َ‬ ‫بها ُ‬ ‫أوج ُه اخلَ ْي ِ‬ ‫ْ‬ ‫بل ت َ ْع ُلو ُه َمنْزِلَ ًة‬

‫س ُ‬ ‫الناس لم ي ُق ِم‬ ‫ط من غيرها في‬ ‫َم ْع ِدلَ ًة فال ِق ْ‬ ‫ِ‬

‫ان‬ ‫ِّ‬ ‫وكالص ِ‬ ‫راط وكامليزَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل ال َ‬ ‫لإلميان ي َ ْدخُ ُر َها كما خباها ملن باحلقِّ‬ ‫ينص ُرها‬ ‫ش َّك‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الليل ي ْذ ُك ُر َها‬ ‫ظالم‬ ‫على ع ُدوٍّ أتى باجلَ ْه ٍل ي ْد َح ُر َها يا فوز َ َم ْن في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يجه ُر َها‬ ‫س ّرا ً وإن زاد من ُه ال َوج ُد‬ ‫َ‬

‫ني احلاذِ ِق ال َف ِه ِم‬ ‫ال ت ْع َج نَ ْ‬ ‫نك ُر َها جتا ُهالً وهو ع ُ‬ ‫سودٍ َ‬ ‫ب لحِ َ ُ‬ ‫راح يُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل ْ‬ ‫أظ َهرَها‬ ‫أح ٍد‬ ‫تغيب بال‬ ‫س ِد فال‬ ‫كالشمس في األ َ َ‬ ‫غيم على َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يجلو ُه بالرَّ َ‬ ‫َ‬ ‫والك َم ِد‬ ‫بالس ْق ِم‬ ‫ضلَّها‬ ‫ش ِد وز َ َّل َم ْن َ‬ ‫ُّ‬ ‫من سار في نور َها ْ‬ ‫ال ترْ َك نَ َّ‬ ‫ن إلى من فا َه باحلس ِد‬ ‫طعم املاء من س َق ِم‬ ‫الشمس منر َ َم ِد ويُن ِْك ُر ال َف ُّم‬ ‫ني ضو َء‬ ‫قد تُن ِْك ُر الع ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل بَرَّأ َ مما ِق َ‬ ‫ساح َت ُه وفالِقُ الص ْب ِح قد أز َهى صباح َت ُه‬ ‫يل‬ ‫َ‬ ‫نصاح َت ُه‬ ‫رجاح َت ُه يا خيرَمن للورى ي ُ ْب ِدي‬ ‫اخللق ما وا َف ْوا‬ ‫فجمل ُة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫راح َت ُه‬ ‫أتى الفقي ُر يرجي منك َ‬ ‫يا خيرَ من مي َّ َم العا ُفو َن‬ ‫س ِم‬ ‫تون األيْن ُِق ال ُّر ُ‬ ‫َ‬ ‫ساح َت ُه سعيا ً وفو َق ُم ِ‬

‫الصفحة ‪22‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫س َق ٍر‬ ‫ُ‬ ‫ويحفظ‬ ‫نجي جلِسمي من لظى َ‬ ‫َ‬ ‫اهلل ي ُ ِ‬ ‫القلب من ٍ‬ ‫ريب ومن َك َدر ِ‬ ‫ضرِ ومن يُرَ َّجى ملَا نخشا ُه من َ‬ ‫وث من ُم َ‬ ‫بجا ِه خيرِ الورى ُ‬ ‫املبع ِ‬ ‫ضرَر ِ‬ ‫الكرب‬ ‫ومن يش َف ُع يو َم‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫والضرَر ِ‬

‫الع ْ‬ ‫ظمى لمِ ُ ْغ َت ِن ِم‬ ‫ومن هو اآلي ُة الكبرى ملُعت َِبرِ ومن هو النع َم ُة ُ‬ ‫ُ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫باألحكام واحلِ َك ِم‬ ‫صت‬ ‫تخص‬ ‫كما‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫والك‬ ‫باإلكرام‬ ‫ك‬ ‫اهلل‬ ‫خَ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلسراء واحلَ َ‬ ‫ش ِم‬ ‫ني في‬ ‫َ‬ ‫وسرت باملإل األعلى على ق َد ِم مع النبي َ‬ ‫ِ‬ ‫املوصوف بال ِق َد ِم‬ ‫قبل ال ُّدن ُ ِّو من‬ ‫ِ‬ ‫سري ْ َت من حرم ليالً إلى حرم كما سرى ال َب ْدرُ في داج من ُّ‬ ‫الظلَ ِم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أمست ُم َب َّجلَ ًة أراك ُملكا ً‬ ‫صلَ ًة‬ ‫اهلل في ليل ٍة‬ ‫ْ‬ ‫وآيات ُم َف َّ‬ ‫ٍ‬ ‫س َمرْ َحلَ ًة ُم ْذ ق َّد َمت َ‬ ‫قبلَ ًة‬ ‫َ‬ ‫سل ُم ِ‬ ‫ْك جمي ُع ال ُّر ِ‬ ‫رحلت من مك َة إلى ال ُق ْد ِ‬ ‫قد ُحزْ َت قدرا ً رَفيعا ً َّ‬ ‫حل مح َم َد ًة‬

‫وبت‬ ‫َّ‬ ‫اهلل‬ ‫بك‬

‫ني لم تُ ْدر َ ْك ولم تُرَ ِم‬ ‫قاب‬ ‫َ‬ ‫تر َقى إلى أن نِلْ َت منزِلَ ًة من ِ‬ ‫قوس ِ‬ ‫منص ِبها كيما تفوز َ بصافي وِرْدِ َم ْ‬ ‫َ‬ ‫شرَبِها‬ ‫واالك أعلى ِعزِّ‬ ‫َ‬ ‫التحيات جاءت ْنا مب َ ْغرِب ِ َها ملَّا سرَي ْ َت كمسرى الشمس مغرِبِها‬ ‫ُ‬ ‫وقا ُم جم ُع املإل األعلى مبوكبها‬

‫وق َّد َمت َ‬ ‫ْك جمي ُع األنبياء‬ ‫مخدوم على خَ َد ِم‬ ‫َ‬ ‫بها وال ُّر ْ‬ ‫س ِل تقدمي َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عنك ُف ِه ْم‬ ‫الناس‬ ‫س ْم فكل ِعلْ ٍم روا ُه‬ ‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫واك ُق ِ‬ ‫آتاك ماال ً في ِ‬ ‫أتيت خُ ِت ْم‬ ‫وح ِي ِه ُم ملَّـــا‬ ‫َ‬ ‫سل إال َّ عن نباك ُعلِ ْم وكأ ْ َ‬ ‫س ْ‬ ‫وليس في ال ُّر ِ‬ ‫وليس باملإل األعلى سواك خُ ِد ْم‬ ‫وأنت تختر ُق الس ْب َع الطبا َق‬ ‫صاحب العلَ ِم‬ ‫كنت في ِه‬ ‫بهم في‬ ‫موكب َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬

‫الصفحة ‪23‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫َّ َ‬ ‫راق لتَر َقى ْ‬ ‫أش َ‬ ‫رف‬ ‫داج من ال َغ َ‬ ‫اهلل رقاك في ٍ‬ ‫س ِق على ب ُ ٍ‬ ‫العلق‬ ‫ملَّا اتص ْف َت أيا صافي من‬ ‫هلل‬ ‫َ‬ ‫رأيت بالقلب وجه ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫لقد تناهيت في خَ لْ ٍق وفي خُ لُ ِق‬ ‫حتى إذا لم ت َ َد ْع َ‬ ‫م‬ ‫شأْوا ً مل ُ ْ‬ ‫ست َِب ِق من ال ُّدن ُ ِّو وال مرْ َقى لمِ ُ ْ‬ ‫س َت ِن ِ‬ ‫َ‬ ‫القلب‬ ‫اهلل يشه ُد أن‬ ‫بالغرام ُج ِب ْذ‬ ‫فيك ُج ِذذْ يا من إليه فؤادي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫باجلحيم ُح ِن ْذ‬ ‫نوب ووجهي‬ ‫كن لي إذا ما اصطباري في املعادِ ن ُِب ْذ من ال ُّذ ِ‬ ‫ِ‬

‫ُّ‬ ‫الط ُر ِق‬ ‫واحلدق‬ ‫ِ‬

‫فليس بالسمع والرؤيا سواك لُ ِذذْ‬

‫خفظت َّ‬ ‫مقام باإلضا َف ِة إذْ‬ ‫العلم‬ ‫نوديت بالر ْف ِع مثل املفرد‬ ‫كل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل بَرَّ َك بالتبجيل في‬ ‫ُّ‬ ‫السور ِ ثم اجتباك من األمالك والبشرِ‬ ‫زت منزل ًة‬ ‫ْ‬ ‫واح َد ال َّدهرِ يا من جا على َق َدر ِ قد ُح َ‬ ‫يا ِ‬ ‫جلت عن ال ِف َكرِ‬ ‫ف ُ‬ ‫وألَّ َ‬ ‫اهلل نور‬ ‫ِ‬ ‫القلب والبصرِ‬ ‫كتتم‬ ‫أي ُم‬ ‫أي ُمست ِترِ عن‬ ‫كيما تفوز َ‬ ‫بوصل ِّ‬ ‫العيون وسرَّ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فجزْ َت ُح ْجبا ً وكم جاوَز ْ َت من ُح ُب ٍك‬ ‫جى حلِ ٍك‬ ‫ُ‬ ‫ليل دُ ً‬ ‫اهلل ناداك في ٍ‬ ‫علوت إلى العليا على َفلَ ٍك‬ ‫ريب على َملَ ٍك وكم‬ ‫وكم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مررت بال ٍ‬

‫عظيم ال ِّذكرِ من َملَ ٍك‬ ‫سمعت‬ ‫حتى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َف ُحزْ َت ُك َّل َفخَ ارٍ غيرَ ُم ْ‬ ‫َّ‬ ‫ام غيرَ ُمزْدَ َح ِم‬ ‫شتَرِ ٍك‬ ‫ُ‬ ‫وجزْ َت كل َم َق ٍ‬ ‫األعجام والعرَ ِب‬ ‫فضالً و َفخْ را ً على‬ ‫اهلل واال َ َك يا من جا َء بال َع َج ِب‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫عن َّ‬ ‫األفالك واحلُ ُج ِب‬ ‫علوت على‬ ‫لم‬ ‫الطلَ ِب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وحزْ َت َمرْت َ َب ًة َجلَّ ْت ِ‬ ‫مع وال ُّرؤيَا بال ت َ َع ِب‬ ‫و ُفزْ َت‬ ‫َّ‬ ‫بالس ِ‬ ‫ُ‬ ‫يت من ن ِ َع ِم‬ ‫يت من رُت َِب و َعزَّ‬ ‫إدراك ما أ ُ ُولِ َ‬ ‫وج َّل ِم ْقدارُ ما ُولِّ َ‬ ‫َ‬

‫الصفحة ‪24‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫فضلَنا‬ ‫اهلل باملصط َفى املخُ تار‬ ‫َّ‬ ‫وباإلسالم خ َّولنَا‬ ‫كثير‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫جَ‬ ‫اله َدى فينَا و َه َّل لَنَا‬ ‫ونرتِــي أنــ ُه للفــوز ِ أ َّهلَنــا ُم ْذ ال َ َح نورُ ُ‬ ‫الهنا في َح ِّينَا َعلَنَا‬ ‫نادى ُمنادِي َ‬ ‫بُ ْ‬ ‫شرَى لنَا َم َ‬ ‫اإلسالم إ َّن لنا‬ ‫عشرَ‬ ‫ِ‬ ‫سن من برا َع ِت ِه‬ ‫اهلل شا ِه ُد ُح ٍ‬ ‫ضرَا َع ِت ِه‬ ‫ما زا َل يبكي ويد ُعو في َ‬

‫من ال ِعناي َ ِة رُكنا ً غ ْيرَ ُمن َْه ِد ِم‬ ‫ضا َع ِت ِه‬ ‫إ َّن‬ ‫املراح َم من سا ِمي ب ِ َ‬ ‫ِ‬

‫جيب دُ َعا ُه في جما َع ِت ِه‬ ‫حتَّى اس ُت َ‬ ‫ونا َل ما نرجتي ِه في شفا َع ِت ِه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ملَّا دعا اهلل داعينا لطا َع ِت ِه بأكرَ َم ال ُّر ْ‬ ‫س ِل كنَّا أكر َم األ مَم ِ‬ ‫حبوب إلْ َف ِت ِه‬ ‫حب وح َدت ِ ِه فكا َن غارُ ِحرَا َء َم‬ ‫اهلل أل َقى علي ِه‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫يفهم لن َْج َوت ِ ِه‬ ‫فلم‬ ‫أوقات خَ لْ َوت ِ ِه وقال إقرأ‬ ‫الوحي في‬ ‫فجا َء ُه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ض َّم ِت ِه‬ ‫فض َّم ُه فو َعى من ُه ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫أج َفلَ ْت ُغ ْفالً من الغن َِم‬ ‫را َع ْت ُق َ‬ ‫لوب ال ِع َدا أن ْ َبا ُء ب ْع َث ِت ِه ك َن ْب َئ ٍة ْ‬ ‫وامللك‬ ‫واألصحاب‬ ‫بالعزم واحلزْ ِم‬ ‫اهلل ث َّب َت ُه في ُك ِّل مح َت َب ِك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والس َم ِك لم يختشوا دوران الدهرِ وال َفلَ ِك‬ ‫َّ‬ ‫هذا وأعداؤ َه كال َبحرِ‬ ‫ويشتهون اللِّ َقا في النور واحللَ ِك‬ ‫يلقاهم في ُك ِّل مع َترَ ِك حتى ُ‬ ‫ض ِم‬ ‫ما زال‬ ‫حكوا بال َقنا حلما ً على وَ َ‬ ‫ُ‬ ‫يوث حما ٍة حول مطلبه‬ ‫اهلل أذهلُ ُهم من ح ِّد مضرب ِ ِه ولِلُ ٍ‬ ‫أن َّى ُ‬ ‫يك ْن فيكونوا الئ ِ ِذي َن ب ِه كم من هرمي ٍ ينادي في ته ُّرب ِه‬ ‫تله ِب ِه‬ ‫كم من‬ ‫صريع حزينا ً في ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ان وال ُّرخُ ِم‬ ‫و ّدث ال ِفرار فكادوا ي ْغ ِب ُطو َن ب ِه‬ ‫أشالَ َء شالَ ْت م َع ال ِع ْق َب ِ‬

‫الصفحة ‪25‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫باإلسالم ُم َّدت َ‬ ‫ت َم َودَّت َ​َها‬ ‫اهلل دَ َّمرَ‬ ‫أص َف ْ‬ ‫َها وباحلُ َما ِة التي ْ‬ ‫ِ‬ ‫من بعدما ْ‬ ‫اء ُع َّدت َ​َها‬ ‫ش َّدت َ​َها ولَّ ْت وألْ َق ْت من‬ ‫َ‬ ‫أظ َهرَ ْت بال َغ ِّي ِ‬ ‫البأس ِ‬ ‫هلل ِح َّدت َ​َها‬ ‫ثُ َّم اشت َ​َك ْت من‬ ‫سيوف ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫متضي الليالِي وال َ يدرو َن ِع َّدت َها‬ ‫َهم‬ ‫اهلل‬ ‫ارين َ‬ ‫راحت ْ‬ ‫َ‬ ‫أذهب في ال َّد ِ‬

‫سماحت َُه ْم‬ ‫والسلْ ِم قد نِلْنَا‬ ‫في‬ ‫احلرب ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫تك ْن من ليالي ْ‬ ‫ما لَ ْم ُ‬ ‫األش ُهرِ احلُ ُر ِم‬ ‫َهم‬ ‫ص َب ٍة طالمَ َا أب ْ َد ْوا‬ ‫ُ‬ ‫بع ْ‬ ‫َ‬ ‫نصاحت ْ‬ ‫صباحتَهم‬ ‫يرض ْوا‬ ‫فلم َ‬ ‫َف َ‬ ‫َ‬ ‫ص َّب ُحوهم ْ‬

‫إجاحت َُه ْم‬ ‫فضنو َها‬ ‫واستس َوأو َها َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ضيف َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ساحت َُه ْم‬ ‫حل‬ ‫كأمنا ال ِّدي َن‬ ‫بكل َقرْ ٍم إلى لحَ ِم ال ِع َدا َقرِ ِم‬ ‫َ‬ ‫ألف نائ ِ َح ٍة‬ ‫فأص َب َح ْت‬ ‫ح ٍة‬ ‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫م من ُه بجائ ِ َ‬ ‫راميه ُ‬ ‫أرضه ْم في ِ‬ ‫ِ‬ ‫أض َح ْت غيرَ راب ِ َح ٍة‬ ‫ص ْف َق ُة‬ ‫ناحي ٍة تُرْ َمى‬ ‫القوم ْ‬ ‫بفاض َح ٍة َف َ‬ ‫ِ‬ ‫في ُك ِّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي َ ُج ُّر‬ ‫ُ‬ ‫اهلل‬

‫س غيرَ جا ِم َح ٍة‬ ‫لم‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫أتاهم ب ِ َن ْف ٍ‬ ‫األبطال ُملْت َ‬ ‫َط ِم‬ ‫مبوج من‬ ‫خميس فو َق سابِح ٍة يَر ِمي‬ ‫بحرَ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ض ِب‬ ‫هلل بال ُق ُ‬ ‫أن ْ َق َذهم من سائِرِ ال َعرَ ِب فحارَبُوا أل َعدي ا ِ‬

‫سيوف اهلل بال َع َ‬ ‫حت ت َ َولَّ ْوا َ‬ ‫ط ِب‬ ‫الهرَ ِب وأي ْ َقنوا من‬ ‫وظنُّوا ال َف ْوز َ في َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫هلل من َع َج ِب‬ ‫وهم يقولون يا ِ‬

‫ص َ‬ ‫َأص ٍل ُ‬ ‫طلَ ِم‬ ‫م ْن ُك ِّل ُم ْن َت َد ٍب‬ ‫للكفرِ ُم ْ‬ ‫س ُطو مب ُ ْ‬ ‫َس ِب ي َ ْ‬ ‫هلل ُم ْحت َ‬ ‫ست ِ‬ ‫ِ‬ ‫الل ُه ِد ْم‬ ‫وص ْحبا ً بهم رُك ُن َّ‬ ‫هلل ح َ‬ ‫ني َق ِد ْم آال ً َ‬ ‫اهلل آت َى رَسول ا ِ‬ ‫الض ِ‬ ‫سلِ ْم‬ ‫ع ُد ُّوهم عادَ ال ع ْق َل ل ُه و ُع ِد ْم وفاز َ‬ ‫لم َمن واال َ ُه ْم وَ َ‬ ‫ِّ‬ ‫بالس ِ‬ ‫ني ُعلِ ْم‬ ‫كم عا ِم ٍل‬ ‫هلل ح َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫منهم ِ‬ ‫حتَّى َغ َد ْت ِملَّ ُة‬ ‫بهم من بع ِد ُغرْب ِت َها موصولَ َة الرَّ ِح ِم‬ ‫اإلسالم و ْه َي ْ‬ ‫ِ‬

‫الصفحة ‪26‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫اهلل أحتَ َفهم باملَدح في ُ‬ ‫األش َّدا ُء ال يَخْ َ‬ ‫الك ُت ِب‬ ‫شو َن من َ‬ ‫عط ِب‬ ‫ُ‬ ‫هم ِ‬ ‫ِ‬ ‫جحفل مزَّ ُقوا باخلَ ِّ‬ ‫ض ِب‬ ‫َّس ِب كم‬ ‫ما بينهم ر َ ِح ٌم‬ ‫ط وال ُق ُ‬ ‫كاألهل والن َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫العل َيا على ال ُّرت َِب‬ ‫كيما تكو ُن لها ُ‬ ‫مكفول ًة أبدا ً‬ ‫أب‬ ‫ْ‬ ‫منهم بخيرِ ِ‬ ‫هم‬ ‫العلى ال زا َل‬ ‫رب ُ‬ ‫اهلل ُّ‬ ‫عاص ُم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ففاز َ بال ِعزِّ من أمسى ُمسالمِ َهم‬

‫ولم ت َ ِئ ِم‬ ‫وخيرِ ب َ ْع ِل‬ ‫فلم ت ْيت َْم ْ‬ ‫ْ‬ ‫من ِّ‬ ‫هم‬ ‫ول ويو َم‬ ‫راح َم ْ‬ ‫البعث ِ‬ ‫ِ‬ ‫كل َه ٍ‬ ‫خاص َمهم‬ ‫وباء بالذ ِّل من أضحى ُم ِ‬

‫عزائمهم‬ ‫عزيز بكى يخشى‬ ‫كم من‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬

‫ص َ‬ ‫ْ‬ ‫هم ماذا رأى منهم في ِّ‬ ‫فسل‬ ‫هم اجلِبا ُل‬ ‫ط َد ِم‬ ‫كل ُم ْ‬ ‫عنهم ُمصادِ َم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل ن َّولَهم ما لم ي ُ ِن ْل أحدا ً َ‬ ‫َان اخلُل ِد م ْذ لحُ ِ َدا‬ ‫ش ِهي ُدهم في ِجن ِ‬ ‫هم َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫سل َّ‬ ‫تركت من للنَّبي َج َح َدا‬ ‫بيضهم‬ ‫ش ِه َدا‬ ‫هل ُ‬ ‫ْ‬ ‫س ْ‬ ‫لبيب ملعنَى بأ ْ ِ‬ ‫كل ٍ‬ ‫وسل عل ّيا َ وح ْمز ًة س ِّيد ُّ‬ ‫ْ‬ ‫الش َه َدا‬ ‫ْ‬ ‫لهم أدْ َهى من ال َوخَ ِم‬ ‫وسل ُح َن ْينا ً وسل ب ْدرا ً وسل أ ُ ُح َدا ُف ُ‬ ‫ْف ْ‬ ‫صو ًل َحت ٍ‬ ‫هلل ق ْد بَرَدَ ْت‬ ‫َصرا ً عندمــا وَرَدَ ْت نارٌ بب ْدرٍ ب َف ْ‬ ‫اهلل أنز َل ن ْ‬ ‫ض ِل ا ِ‬ ‫ين ال ولَّ ْت وال َ‬ ‫سول إذا ما املُشرِكون ب َ َد ْت‬ ‫َ‬ ‫شرَدَ ْت عن الرَّ ِ‬ ‫عصاب َ ُة ال ِّد ِ‬ ‫حرب مع ُه قد َ‬ ‫ش ِه َد ْت‬ ‫وكم مشا ِه ِد‬ ‫ٍ‬

‫البيض ُح ْمرا ً بع َد َما وَرَدَ ْت‬ ‫ص ِدرِي‬ ‫امل ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫آتاهم ن َصرا ً ب ِه ُملِ َك ْت‬ ‫اهلل‬ ‫ْ‬

‫بهم وال ُّر ُم ق ْد ُه ِت َك ْت‬ ‫أستارُ ِك ْ‬ ‫سرى ْ‬

‫س َودٍّ من اللَّ َم ِم‬ ‫من ال ِع َدا ُك َّل ُم ْ‬ ‫رس وال ُفرسا ُن قد َهلَ َك ْت‬ ‫مدائ ِ ُن ال ُف ِ‬ ‫اله ْن ِد قد َفت َ​َك ْت‬ ‫بيض ال ُو ُجو ِه‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ببيض ِ‬

‫ني إلسم ُ‬ ‫س ِف َك ْت‬ ‫َّاس ِخ َ‬ ‫الك ْفرِ ُم ْذ ُ‬ ‫والن ِ‬ ‫ِّ‬ ‫اخلط ما َ‬ ‫َ‬ ‫س ٍم غيرَ ُم ْن َع ِج ِم‬ ‫ترك ْت أقال ُمهم‬ ‫والكاتب َ‬ ‫حرف ِج ْ‬ ‫ني ُ‬ ‫بس ْمرِ‬

‫الصفحة ‪27‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫شرِ يو َم الن ْ‬ ‫اهلل في احلَ ْ‬ ‫هم‬ ‫يحج ُز ْ‬ ‫هم عن احلِ َ‬ ‫اب وال لل َوز ْ ِن ي ُ ْع ِوزُ ْ‬ ‫َّشرِ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫هم‬ ‫هم‬ ‫وللج‬ ‫وليسفيال َّن ْق ِع َ‬ ‫َ‬ ‫اءي ُ ْع ِج ُز ْ‬ ‫ــب يُ َجــ ِّوزُ ْ‬ ‫واله ْي َج ِ‬ ‫ِ‬ ‫نــان بال ري ْ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫هم‬ ‫وبامل َ َهاب َ ِة والتَّأْيي ِد يُ ْعزِزُ ْ‬ ‫السلَ ِم‬ ‫سي َما تمُ َ ِّي ُزهم وال َورْدُ يمَ تازُ‬ ‫ِّ‬ ‫شاكي ِّ‬ ‫بالسي َما عن َّ‬ ‫الح لهم ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ُ‬ ‫القرآن ُ‬ ‫هم‬ ‫اهلل في‬ ‫الكونني ذِ ْكرَ ُه ُم وأنز َل‬ ‫أظهرَ في‬ ‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫ش ْكرَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم ْذ ْ‬ ‫والبيض ُك ْفرَ ُه ُم‬ ‫هلل َفخْ رَ ُه ُم و َمزَّ ُقوا بال ِقنَا‬ ‫أظ َهروا لِ ِع َدا ِة ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِع ْ‬ ‫العلَى في َ‬ ‫طرَ ُه ُم‬ ‫رب ُ‬ ‫أ َف َ‬ ‫اح ُّ‬ ‫الك ِ‬

‫َّصرِ ن ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام ُك َّل َك ِمي‬ ‫ت ُْه ِدي‬ ‫إليك ري َّ ُ‬ ‫اح الن ْ‬ ‫َشرَ ُه ُم َفت َْح َ‬ ‫س ُب الزَّ ْهرَ في اآلك ِ‬ ‫اجري َن ألنصــارٍ لــ ُه نجُ َبـَــا‬ ‫اهلل آوَى رجاال ً أص َب ُحوا ُغرَبَا ُم َه ِ‬ ‫ص َبا‬ ‫ِكالَ ُه َم قد أت َى في ال ِّذ ْكرِ في ِه ن َ َبا‬ ‫هم اللُّ ُيوثُ فكم قد دَ َّم ُروا ُع َ‬ ‫ُ‬

‫يو َم احلِ َجاج وكم ق ْد ْ‬ ‫أظ َهروا َع َج َبا‬ ‫ِ‬ ‫ش َّد ِة احلَزْ ِم ال من ش َّد ِة احلُ ُز ِم‬ ‫كأنهم في ُظ ُهور ِ اخل ْي ِل ُ‬ ‫نبت رُبَا من ِ‬ ‫الس ْه ِل وال َو ْعرِ من أسيا ِف ِهم َفرَ َقا‬ ‫اهلل َفرَّ َق أ ْع َدا َمــ ْن إليــ ِه ر َ َقى في َّ‬ ‫ان ُمن َ‬ ‫ْطلِ َقا‬ ‫ظنُّوا امل ُ َو َّك َل‬ ‫ص ِع َقا أو َ‬ ‫باألرواح ق ْد َ‬ ‫ريح َعــادٍ من احلرَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫النبي لِ َقا‬ ‫ألصحاب‬ ‫يعوا‬ ‫َط ُ‬ ‫لم يست ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ـم وال ُب ُه ِم‬ ‫طارت‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫قلوب ال ِع َدا من ِ‬ ‫بأس ِه ْم َفرَ َقا فمــا تُ َفرِّ ُق بني ال ُب ْه ِ‬ ‫رب واإلسال ُم ُ‬ ‫اهلل ْ‬ ‫شهرَتُ ُه‬ ‫أك َب ُر وال َّت ْو ِحيــ ُد َفخْ رَتُ ُه في َّ‬ ‫السلْ ِم واحلَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫سرَّتُ ُه‬ ‫َصــو ُل َح َوارِيــ ِه و ِعتْـرَتُ ُه وتست‬ ‫ب ِه ت ُ‬ ‫َطـيـل علـى األ ْع َدا أ َ ِ‬ ‫حسرَتُ ُه‬ ‫حتى ت َُع َّم الذي ن َاوَا ُه ْ‬ ‫آجا ِم َها جَتِ ِم‬ ‫ومن تك ْن برسول اهلل نصرت ُه إ ْن تل َق ُه‬ ‫ْ‬ ‫األس ُد في َ‬

‫الصفحة ‪28‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫َّ‬ ‫والظ َفرِ أن َّى يكونوا فال يَخْ َ‬ ‫هم بالن ْ‬ ‫اهلل خَ َّ‬ ‫ص ْ‬ ‫ش ْوا من َّ‬ ‫َّصرِ‬ ‫الضرَر ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫كم َج ْح َف ٍل مزَّ ُقوا باملُرْ َه ِ‬ ‫شهي ُد ُه ْم فاز َ مـن موال ُه بال َو َطرِ‬ ‫ف ال َّذ َكرِ‬ ‫ص ُم ُهم با َء‬ ‫وخَ ْ‬ ‫باإلحراق في َ‬ ‫س َقرِ‬ ‫ِ‬ ‫َص ٍر‬ ‫ول ْن تَرَى من ولِ ٍّي غيرِ م ْنت ِ‬ ‫أظهرَ فـي عالـي أدِلَّ ِت ِه‬ ‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫من را َم ِع ّزا ً ف َيأتِي ِه ب ِ ِذلَّ ِت ِه‬

‫ص ِم‬ ‫ب ِه وال من َع ُدوٍّ غيرِ م ْن َق ِ‬ ‫إن املكار ِ َم من سا ِمي ِج ِبلَّ ِت ِه‬ ‫ُ‬ ‫يخاف َكخَ و ِفي سو َء زَلَّ ِت ِه‬ ‫يا من‬

‫إ َّن الذي جنا راجي َم ِحلَّ ِت ِه‬ ‫حرْز ِ ِملَّ ِت ِه كالل ْي ِث َّ‬ ‫أح َّ‬ ‫األشبال في أ َ َج ِم‬ ‫حل م َع‬ ‫َ‬ ‫ل أ َّم َت ُه في ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل ْ‬ ‫حاف من ال ِع َدا و ُم ْن َت ِع ِل‬ ‫بل من ُك ِّل‬ ‫يكلَ ُؤ ُه في‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫هل واجلَ ِ‬ ‫الس ِ‬

‫ص ٍب وفي َم َح ِل‬ ‫وهو الذي ق ْد أرانا َ‬ ‫الس ُب ِل وجادَ باجلودِ في خَ ْ‬ ‫أوض َح ُّ‬ ‫س ِل‬ ‫ضالً على‬ ‫و َفا َق َف ْ‬ ‫األمالك وال ُّر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِم‬ ‫كم ج َّدلَ ُت َكلِ ُ‬ ‫ص َم ال ُبرها ُن من خَ َ‬ ‫وكم خَ َّ‬ ‫هلل من َج َد ِل في ِه ْ‬ ‫مات ا ِ‬ ‫ـت مـنـ ُه ُم ْبرَز َ ًة‬ ‫ـعـزَّز َ ًة من ُه إلينــا فأ َْ ْ‬ ‫اهلل أبْــرَز َ‬ ‫ض َح ْ‬ ‫آيــات ُم َ‬ ‫ٍ‬

‫زالــت ممُ َ ِّيزَ ًة يا َ‬ ‫بني َ‬ ‫الفرِ َ‬ ‫رجزَ ًة‬ ‫ني ال‬ ‫ْ‬ ‫ويل من َظنَّهـا منـ ُه ُم َ‬ ‫يق ِ‬ ‫ِّ‬ ‫اخللق ُم ْع ِجزَ ًة‬ ‫لكل‬ ‫أال تراها‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ديب في ال ُي ُت ِم‬ ‫بالعلم في‬ ‫كفاك‬ ‫ِّ‬ ‫األمي ُم ْع ِجزَ ًة في اجلا ِهلِ َّي ِة والتَّأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َضا ُء ب ِه‬ ‫ست َ‬ ‫سو َل ضيا ٌء ي ُ ْ‬ ‫ُون غ ْي َه ِب ِه أ َّن الرَّ ُ‬ ‫اهلل ق َّدر َ في َم ْكن ِ‬ ‫ملا رأي ْ ُت ُقلَ ْي ِبي غيرَ ُمنت َِب ِه و َم ْ‬ ‫الع ْمرِ يَهوي نح َو َم ْغرِب ِ ِه‬ ‫شرِ َق ُ‬ ‫ُّ‬ ‫والش َب ِه‬ ‫ال‬ ‫والس ْه ِو‬ ‫باللهو‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫واإلمه ِ‬ ‫ِ‬ ‫مضى في ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الش ْعرِ واخلِ َد ِم‬ ‫أست‬ ‫مر َ‬ ‫خد ْم ُت ُه مب َ‬ ‫َقيــل بـ ِه ذُ َ‬ ‫ديــح ْ‬ ‫نوب ُع ٍ‬ ‫ٍ‬

‫الصفحة ‪29‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫اهلل يه ِدي الذي را َق ْت َم َ‬ ‫بالسو ُء في ال ُّدن ْ َيا ي ُ َجان ِ ُب ُه‬ ‫شارِبُ ُه واجلَ ُه ُر‬ ‫ُّ‬ ‫مر ضا َع غالِ ُب ُه‬ ‫لـم يَاْتِـ ِه يومـا ً مـآرِبُ ُه‬ ‫ص ُ‬ ‫وحرْ ٌ‬ ‫فال َع ْب ُد ْ‬ ‫ش ْع ٌر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بع ٍ‬ ‫منه َما ضا َق ْت َم َذا ِه ُب ُه‬ ‫و َقلْ ُب ُه ُ‬ ‫إذْ قلَّ َدان ِ َي َما تُخْ َ‬ ‫شى َعوا ِق ُب ُه‬ ‫ُ‬ ‫له ُم ِني رُ ْ‬ ‫شدا ً يلِي ِح َكما ً‬ ‫ي‬ ‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫يط ق ْد ن َ ِد َما‬ ‫عي ِني و َقلْ ِبي على ال َّت ْفرِ ِ‬

‫كأنني به َما َه ْد ٌي من ال َّن َع ِم‬ ‫رات ب َ ْع َد َع َمى‬ ‫َع َ‬ ‫سى يَرَى ُ‬ ‫س ُب َل اخلَ ْي ِ‬ ‫ُم ْذ ال َ َح َ‬ ‫َسما‬ ‫ش ْي ِبي على خَ َّد َّي وابت َ‬

‫رأيت ال َّد ْم َع من ُه دَ َما‬ ‫بكيت حتى ُ‬ ‫ُ‬

‫َي و َما‬ ‫اآلثـام وال َّن َد ِم‬ ‫حصلْ ُت إال َّ علــى‬ ‫أ َ َط ْع ُت َغ َّي ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الص َبا في احلالَت نْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سـي عـ ْن إ ِ َمارَت ِ َهـا على ُف َؤادِي لِت َْه ِوي في َح َقارَتِهـَا‬ ‫اهلل ي َ ْعزِ ُل ن َ ْف ِ‬ ‫َف َقلْ ُع َها ع ْن َهوا َها م ْن َج َدارَت ِ َها و َه ْد ُم ب ُ ْن َيان ِ َهـا أ َ ْعلَـى ِع َمارَت ِ َهـا‬ ‫سارَت ِ َها‬ ‫وَرِب ْ ُح َها في ر ِ َ‬ ‫ضا َها م ْن خَ َ‬ ‫لم ت ْ‬ ‫َس ِم‬ ‫س في جِتَارَت ِ َها‬ ‫ف َيا خَ َ‬ ‫ولم ت ُ‬ ‫َشتَرِ ال ِّدي َن بال ُّدن ْ َيا ْ‬ ‫ْ‬ ‫سار َ َة ن َ ْف ٍ‬ ‫اهلل يُنْج ُف َؤادي ِم ْن َغوائِلِ ِه ألنـ ُه َقـ ْد تمَ َـادَى فـي جَتَـا ُهـلِـ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ـاطلِـ ِه‬ ‫ال ي َ ْ‬ ‫َطي ُع نجَ ا ًة م ْن ُم َقاتِلِ ِه بَـا َع اجلِنَـا َن مبَـا ي َ ْج ِنـي ب ِ َب ِ‬ ‫ست ِ‬ ‫واس َت ْب َد َل اخلُلْ َد بالفانِي كجا ِهلِ ِه‬ ‫ْ‬

‫بعاجلِ ِه‬ ‫آجالً من ُه‬ ‫ِ‬ ‫وم ْن يَبي ُع ِ‬ ‫ض‬ ‫اهلل ي ُ ْن ِق ُذ ِ‬ ‫قلبي من َه َوى ال َغرَ ِ‬

‫سلَ ِم‬ ‫ي َ نِ ْ‬ ‫ب لَ ُه ال َغ نْ ُ‬ ‫ب في ب ْي ٍع وفي َ‬ ‫ض‬ ‫ألن ُه ِم ْن َه َوى دُن ْيـا ُه فـي َمرَ ِ‬ ‫ضي‬ ‫ال ْ‬ ‫َطي ُع دِفاعا ً ما َعلَ ْي ِه ُق ِ‬ ‫يست ِ‬

‫ض‬ ‫ق ْد با َع َجو َهرَ ُه امل َ ْكنُو َن بال َعرَ ِ‬ ‫ض‬ ‫ظ ُ‬ ‫لك ْن َع ِ‬ ‫يم الرَّ َجى في ِه على َغرَ ِ‬ ‫ْصرِ ِم‬ ‫ض من الن َِّب ِّي وال حبلِي مبُن َ‬ ‫إ ِ ْن ِ‬ ‫آت ذَن ْبا ً ف َما َع ْه ِدي مب ُ ْن َت ِق ِ‬

‫الصفحة ‪30‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫ُ‬ ‫حو ب ِ َف ْ‬ ‫ض ٍل من ُه س ِّي َئ ِتي ألن ُه دائِمــا ً َعـونِـي لِ َتلْ ِب َي ِتي‬ ‫اهلل يمَ ْ ُ‬ ‫س ُرورِي ب ِه يَا ُطـو َل ت َْه ِن َي ِتي‬ ‫بِجا ِه َم ْن في ِه أوصا ِفي وأث ْ ِن َي ِتي ف َيا ُ‬ ‫بأح َم ٍد جَ‬ ‫أرتِي في احلَ ْ‬ ‫شرِ تمَ ْ ِن َي ِتي‬ ‫َس ِم َي ِتي‬ ‫فإ َّن لِي ذِ َّم ًة من ُه بِت ْ‬ ‫اهلل ي ُ ْ‬ ‫ط ِفي لَ ِهبا ً زادَ في َك ِب ِدي‬

‫َْ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫مح َّمدا وه َو أوفى اخلل ِق بالذ مَم ِ‬ ‫وث بالرَّ َ‬ ‫ش ِد‬ ‫َ‬ ‫بجا ِه خيرِ ال َورَى امل َ ْب ُع ِ‬ ‫س َن ِدي‬ ‫ستْرِي ويا َ‬ ‫يا خالِقَ اخلَلْ ِق يا ِ‬

‫ظيم ومن ُه ق ْد وَ َهى َجلَ ِدي‬ ‫ذَن ِْبي َع ٌ‬ ‫ويَا َمالَذِي ويا ذُخْ رِي وَ ُم ْع َت َم ِدي‬ ‫ضالً وإال َّ َف ُق ْل يـا زَلَّ َة ال َق َد ِم‬ ‫آخذا ً ب ِ َي ِدي َف ْ‬ ‫إ ْن ْ‬ ‫لم ي َ ُك ْن في َم َعادِي ِ‬ ‫راح َمـ ُه‬ ‫اهلل ي ُ ْذ ِه ُب َع ْن َقلْ ِبي مآث ِ َم ُه ألن ُه‬ ‫ْ‬ ‫ـو ِ‬ ‫لــم يَزَ ْل بال َع ْف ِ‬ ‫يا م ْن ي َ ُ‬ ‫اح َم ُه‬ ‫خاف َغدا ً خَ ْو ِفي َجرَائ ِ َم ُه‬ ‫ْ‬ ‫تس َعى بِنَا ن َْح َو م ْن نَرْ ُجو َمرَ ِ‬ ‫س ِقينَا َغ َمائ ِ َم ُه‬ ‫ن ْب ِكي لَ َدي ْ ِه لِ َي ْ‬

‫َ‬ ‫رج َع اجلَارُ ِم ْن ُه َغ ْيرَ ُم ْح َترَ ِم‬ ‫حاشا ُه أ ْن ي ُ ْحرِ َم الرَّ ِ‬ ‫اجي َم َكار ِ َم ُه أ ْو ي َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ض ِل م ْن َق ْد أَت َى ال ُقرْآ ُن مادِ ُح ُه‬ ‫اهلل‬ ‫باب الرَّ َجا ال زا َل فاتحِ َ ُه ب ِ َف ْ‬ ‫ُ‬ ‫ساب ِ ُح ُه‬ ‫ض ِل مان ِ َح ُه فإن ُه يمَ ُّ َف ْ‬ ‫لم يَزَ ْل بال َف ْ‬ ‫ض ٍل َع َّم َ‬ ‫هو الذي ْ‬ ‫َم ْد ِحي لَ ُه ُطو َل ُع ْمرِي ل ْن أُبَار ِ َح ُه‬ ‫صي خ ْيرَ ُملْتَزِ ِم‬ ‫و ُم ْذ ألزَ ْم ُت أ ْفكاري َم َدائ ِ َح ُه وَ َج ْدتُ ُه لخِ َالَ ِ‬ ‫اهلل َ‬ ‫ظ َق ِد الْت َ​َه َب ْت‬ ‫ش َّف َع ُه فينَا و َق ْد وَ َج َب ْت لنَا إذِ النَّارُ م ْن َغ ْي ٍ‬ ‫ــت‬ ‫ني َطالمَ َــا وَ َه َب ْ‬ ‫ي َ ُردُّ َهــا ب ِ َي ِم ٍ‬ ‫ض َها‬ ‫و َف ْي ُ‬ ‫ض َفائ ِ ِ‬ ‫وت ال ِغنَا من ُه يَدا ً ت َرِب َ ْت‬ ‫ول ْن ي َ ُف َ‬

‫َ‬ ‫س َك َب ْت‬ ‫ام لَنَا َ‬ ‫وطاملَا ُ‬ ‫س ْح ُب إِن ْ َع ٍ‬ ‫الب َقا ُع رَب َ ْت‬ ‫ِمن ُه ِ‬ ‫إن احلَيا يُن ِْب ُت األز ْ َهار َ في األ َ َك ِم‬

‫الصفحة ‪31‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫اهلل يَرْ َح ُم رُوحا ً‬ ‫س إال َّ على أح َباب ِ َها َع َ‬ ‫َ‬ ‫ط َف ْت‬ ‫باله َوى تَلِ َف ْت ولَ ْي َ‬ ‫راح ُت َها إال َّ إذَا وَ َق َف ْت‬ ‫فالَ َمالَ َم إذَا َما ُم ْقلَ ِتي وَ َك َف ْت ما ال ُّر ُ‬ ‫وح َ‬ ‫اب َم ْن ُجودُ ُه ِم ْن ُه ال َورَى َغرَ َف ْت‬ ‫ب َب ِ‬ ‫ولَ ْم أُرِدْ ز َ ْهرَ َة ال ُّدن ْ َيا التي اقت َ‬ ‫َط َف ْت ي َ َدا زُ َه ْي ٍر بمِ َا أثْنَى علَى َهرَ ِم‬ ‫ظى بمِ َ ْ‬ ‫ض يَن َْجى ال ِذي ي َ ْح َ‬ ‫اهلل آت َ‬ ‫شرَب ِ ِه‬ ‫َضا ُء ب ِ ِه كاحلَ ْو ُ‬ ‫ست َ‬ ‫َاك ن ُورا ً ي ُ ْ‬ ‫ج ْوت َ‬ ‫ص ْي ُت و َقلْ ِبي في تحَ َ ُّج ِب ِه‬ ‫ُك تَرْوِي ِني بأ ْع َذب ِ ِه وإ ْن َع َ‬ ‫و َقد ر َ َ‬

‫فاآل َن صار َ ُم َح َّيرا ً في تَلَ ُّه ِب ِه‬ ‫س َو َ‬ ‫يَا ْ‬ ‫وث احلَادِ ِث ال َع َم ِم‬ ‫اك ِع ْن َد ُح ُد ِ‬ ‫أكرَ َم اخلَلْ ِق َما لِي َم ْن أَلُوذُ ب ِه ِ‬ ‫اهلل َعالَّ َك يَا َم ْن ه َو أ َ َج ُّل ن ٍَبي يا َم ْن يُرَ َّجى لمِ َا أر ْ ُجو ُه م ْن َطلَ ِب‬ ‫أنت َّ‬ ‫الش ِفي ُع لِ َذن ِْبي يَو َم ُم ْن َقلَ ِبي‬ ‫اف يَا َعرَبِي‬ ‫َ‬ ‫اك َي األ َ ْ‬ ‫ص ِل واأل ْو َ‬ ‫ص ِ‬ ‫يا ز َ ِ‬ ‫ض ْق ُت في ن َ‬ ‫َش ِبي‬ ‫َ‬ ‫وأنت َغوثِي إذَا ما ِ‬

‫َ‬ ‫باسم ُم ْن َت ِق ِم‬ ‫الكرِمي ُ تحَ َلَّى‬ ‫هلل َجا ُه َك بِي إذَا‬ ‫ضيقَ ُ‬ ‫رسو َل ا ِ‬ ‫ول ْن ي َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َ‬ ‫سرَّت َ​َهـا‬ ‫فيهـا ويُ ْؤت ِ َ‬ ‫ط َ‬ ‫سي َم َعرَّت َ​َها وي َ ْ‬ ‫يهـا َم َ‬ ‫اهلل يُ ْذ ِه ُب ع ْن ن َ ْف ِ‬ ‫ل َعلَّها أن تَرَى في احلَ ْ‬ ‫ست َِغ ُ‬ ‫ضرَّت َ​َها‬ ‫يث بمِ َا ي َ ْن ِفي َم َ‬ ‫شرِ ُقرَّت َ​َها وأ َ ْ‬ ‫فإ َّن‬ ‫اهلل‬ ‫و َق ْد‬

‫ُصرَت َ​َها‬ ‫سن ْ‬ ‫آت ال َّن ْف َ‬ ‫يا س ِّي َد ال ُّر ْ‬ ‫س ِل ِ‬

‫ضرَّت َ​َها و ِم ْن ُعلُو ِم َك ِعلْ ُم ال ُّر ِح وال َقلَ ِم‬ ‫ِم ْن ُجودِ َك ال ُّدن ْ َيا وَ َ‬ ‫كم َح َّملَ ْت ِني من األوْزَار ِ َك ْم َظلَ َم ْت‬ ‫أنها أَث ِ َم ْت‬ ‫سي َ‬ ‫ْ‬ ‫يَرْ َح ُم ن َ ْف ِ‬ ‫س ق ْد ن َ ِد َم ْت‬ ‫جَتَرَّ ْت على‬ ‫واج َترَ َم ْت ف ُقلْ ُت لَ َّم رأي ْ ُت ال َّن ْف َ‬ ‫اآلثام ْ‬ ‫ِ‬ ‫على اخلَ َ‬ ‫هلل َق ْد لَزِ َم ْت‬ ‫طايَا وَ َ‬ ‫باب ا ِ‬

‫َطي من زَلَّ ٍة َع ُظ َم ْت إ َّن َ‬ ‫الكبائِرَ في ُ‬ ‫ران كاللَّ َم ِم‬ ‫يا ن َ ْف ُ‬ ‫س ال ت َ ْقن ِ‬ ‫الغ ْف ِ‬

‫الصفحة ‪32‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫حو ذُن ُوبا ً‬ ‫يها ْ‬ ‫ُ‬ ‫وأك ُت ُم َها‬ ‫اهلل يمَ ْ ُ‬ ‫لست أ ْعلَ ُم َها وإ ْن َعلِ ْم ُت َفأْخ ِف َ‬ ‫أوَّا ُه ِع ْن ِدي من اآلثَام أ ْع َ‬ ‫س َوى الرَّ ْح َم ِن يَرْ َح ُم َها‬ ‫ظ ُم َها وَلَ ْي َ‬ ‫س أر ْ ُجو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِل ي َ ْن َع ُم َها‬ ‫إذَا أت ْي ُت لمِ َ ْن بال َف ْ‬ ‫س ُم َها‬ ‫ل َع َّل ر َ ْح َم َة رَبِّي ِح َ‬ ‫ني ي َ ْق ِ‬ ‫سي‬ ‫اهلل َع َّودَنِي في ُك ِّل ُملْ َت َم ِ‬ ‫س‬ ‫قلبي َجرِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫يح ودَ ْم ِعي َغ ْي ُر ُمن َْح ِب ٍ‬

‫س ِم‬ ‫س ِبال ِع ْ‬ ‫انفيال َق َ‬ ‫تأْتِيعلى َح َ‬ ‫ص َي ِ‬

‫سي‬ ‫إذا اخلُ ُ‬ ‫صو ُم أت َ ْونِي طالِ ِبي َفلَ ِ‬ ‫س‬ ‫لكن ُه من ر ِ َ‬ ‫ضـا موال َ ُه ْ‬ ‫لم ي َ ِئ ِ‬ ‫سي‬ ‫ألن ُه ن ُورُ ْ‬ ‫أج َفانِي و ُم ْق َت َب ِ‬ ‫سابِي َغ ْيرَ ُمنْخَ رِ ِم‬ ‫واج َع ْل ِح َ‬ ‫يا ر َ ِّب ْ‬ ‫س ل َدي ْ َك ْ‬ ‫واج َع ْل رَجائِي غ ْيرَ ُم ْن َع ِك ِ‬ ‫اعات ي ُ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ش ِغلُ ُه‬ ‫وبالط‬ ‫ضا ُه‬ ‫اهلل أر ْ ُجو ل َقلْ ِبي أن يُ َح ِّولَ ُه إلى ر ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫س ِمي فأن َْحلَ ُه‬ ‫يم وِزْرِي على َظ ْهري فأث ْ َقلَ ُه‬ ‫س ِمي بَرَى ِج ْ‬ ‫وسو ُء ِ ِق ْ‬ ‫ُ‬ ‫عظ ٌ‬ ‫ِ‬

‫س ِّي ِدي َما َكا َن أ َّملَ ُه‬ ‫َف َه ْب لَ ُه َ‬ ‫والْ ُط ْ‬ ‫ف ب ِ َع ْب ِد َك في ال َّدارَي ْ ِن إ َّن ل ُه ص ْبرا ً متَى ت َ ْد ُع ُه األهوا ُل يَن َْهزِ ِم‬ ‫اهلل ي ُ ْؤتِي ِه رُ ْ‬ ‫جاءت ب ِ َهادِ َم ٍة‬ ‫كم‬ ‫ْ‬ ‫س اخلَلْ ِق ْ‬ ‫شدا ً ِعن َد صادِ َم ٍة ألن ْ ُف ِ‬ ‫س َن خاتمِ َ ٍة‬ ‫وال ت َ َد ْعــ ُه لــزَال َّ ٍت ُمالز ِ َمــ ٍة و َه ْب ل ُه يا إلَ ِهي ُح ْ‬ ‫كاظ َم ٍة‬ ‫س َّكا َن‬ ‫من بع ِد زوْرَت ِ ِه ُ‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫منك دائ ِ َم ٍة‬ ‫صالَ ٍة‬ ‫س ْح ِب َ‬ ‫وائ ْ َذ ْن لِ ُ‬ ‫اهلل شا ِه ُد ما أبغي ِه لي أَرَبا ً‬

‫غريب َم ْد ٍح خالَ في سي ِّد ُ‬ ‫الغرَبَا‬ ‫َ‬ ‫والص ْح ِب‬ ‫واآلل‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ص َبا‬ ‫ما رَن َ​َّح ْت َع َذب َ ُ‬ ‫ان ُ‬ ‫ريح َ‬ ‫ات ال َب ِ‬

‫ْس ِج ِم‬ ‫على‬ ‫النبي مبُن َْه ٍّل و ُمن َ‬ ‫ِّ‬ ‫س َببا ً‬ ‫وقد َج َع ُ‬ ‫ديحي للرَّ َجا َ‬ ‫لت َم ِ‬

‫أوحى إلي ِه س َبا‬ ‫صلَّى علي ِه ال ِذي َ‬ ‫اع والن َُّج َبا‬ ‫واألت ْ َب ِ‬ ‫ْ‬ ‫يس بال َّن َغ ِم‬ ‫وأطرَ َب ال ِع َ‬ ‫يس َحادِي ال ِع ِ‬

‫الصفحة ‪33‬‬

‫‪ n‬اللهم صل على احلبيب حممد ‪m‬‬

‫ص َ‬ ‫اس َع َ‬ ‫يَا ر َ ِّب بامل ُ ْ‬ ‫الكرَ ِم‬ ‫اص َدن َا وا ْغ ِفرْ لنَا َما َم َ‬ ‫ط َفى بَلِّ ْغ َم َق ِ‬ ‫ضى يَا وَ ِ‬ ‫صى و ِفي احلَرَ ِم‬ ‫س ِج ِد األ ْق َ‬ ‫ني بمِ َا ي َ ْتلُو َن ِفي امل َ ْ‬ ‫سلِ ِم َ‬ ‫وا ْغ ِفرْ إلَ ِهي لِ ُك ِّل امل ُ ْ‬ ‫س ٌم من أ َ ْع َ‬ ‫س ِم‬ ‫ب ِ َجا ِه َم ْن ب َ ْي ُت ُه في ِطي َب ٍة َحرَ ٌم‬ ‫ظ ِم ال َق َ‬ ‫واس ُم ُه َق َ‬ ‫ْ‬ ‫و َه ِذ ِه بُرْدَ ُة املخُ ْتار ِ َق ْد خُ ِت َم ْت واحلَ ْم ُد للهَّ ِ في ب َ ْد ٍء وفي خَ ت َِم‬ ‫يب َك خَ ْيرِ اخلَلْ ِق ُكلِّ ِه ِم‬ ‫موال َي َ‬ ‫ص َّل َ‬ ‫حب ِ‬ ‫وسلِّ ْم دَائِما ً أبَدا ً على ِ‬

‫مت بحمد اهلل استنساخ قصيدة تسبيع البردة في يوم اخلميس ‪2‬‬ ‫أبريل ‪ .2009‬أرجو لي ولكاتبيها ولقرائها وللمسلمني كافة املغفرة‬ ‫والرحمة‪ .‬آمني يا رب العاملني‪.‬‬ ‫محمد اخلمليشي‬ ‫الصفحة ‪34‬‬