House of Saud History

Page 1

‫تاريخ آل سعود‬ ‫الدهداء‬ ‫إلى اليوم الذي ل يبقى فيه في بلدنا العربية من الخليج حّتى المحيط إعلم ل يؤّثر‬

‫في الناس ول يستأثر باحترام الناس‪ ..‬إلى اليوم الذي ل يبقى فيه في بلدنا جوازات‬

‫سفر مختلفة ال للوان‪ ،‬ودهوّيات متعددة الجنسيات‪ ،‬وتأشيرات دخول وخروج‪ ،‬وتأشيره‬ ‫للعمرة وتأشيرة للحج وتأشيرة للسياحة وتأشيرة للزيارة وتأشيرة للاقامة وتأشيرة‬

‫للعودة… وبل ‪ :‬عودة…‬ ‫والى ذلك اليوم الذي تداس فيه أعلم جامعة الدول العربية التي أسسها تشرشل‬ ‫وايدن ووايزمن لخماد اللهيب… لهيب الوحدة العربية بهذا التزييف الموحد‪..‬‬ ‫والى اليوم الذي تتوحد فيه الجيوش العربية بجيش واحد ل يستطيع بعده أي حاكم ل‬ ‫خارج ل شاذ ل يسحب جيشه من ساحة الدفاع عن الوطن كما فعل السادات وفعلت‬ ‫السعودية التي سحبت شرطتها "المسعدنة" من لبنان في برج الغزل مع الكتائب‬ ‫الشمعونية محتقرة حّتى توسلت رئيس الحكومة اللبنانية…‬

‫إلى اليوم الذي ل يلحق "السافاك" فيه المناضلين … والى اليوم الذي ل تبقى فيه‬

‫ل في الوطن العربي ل دوائر سوء ل جمركية ومراكز جمركية ‪ :‬في ل مدن ل وحدود ل ومطارات‬ ‫ل الوطن العربي إل ودهّد ملت وسّر ح أتباعها‪..‬‬

‫إلى اليوم الذي يصبح ال نلسان فيه ح ار يحاسب حكامه ااقتداء بذلك ال نلسان العربي‬

‫الذي حاسب النبي محمد وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب بالرغم من كونهم‬ ‫أشرف بني البشر…‬ ‫إلى ذلك اليوم الذي يصبح ال نلسان فيه في الوطن العربي ح ار ينشر فيه ما يشاء‬ ‫من نقد بّناء ودهّد الم ل بناء للصالحين دهّد الم للطالحين ل ويذيع ال نلسان فيه ما يشاء من‬

‫ذلك أو يقول على الاقل ل ما يشاء في الوطن العربي ل ليقول مثل ‪ :‬تسقط الدول العربية‬ ‫المتناسلة كل عام كتناسل آل سعود بطريقة ل ل مشروعة ل ول ممنوعة‪ ،‬وليرتفع علم‬ ‫المة العربية الواحدة العلم الواحد الممّيز بلون الوحدة الشعبية‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬


‫والشتراكية العلمية‪ ،‬والحرية المطلقة‪ ،‬والتحرر من مخلفات الجهالة‪ ،‬ومن مهادنة‬ ‫الثوار للثيران المالكة المريكية… إلى ذلك اليوم العظيم الذي يتم فيه ما ذكرته أعله‬ ‫في ثورة شعبية عارمة أدهدي دهذا الكتاب‪.‬‬ ‫ناصر‬ ‫في صحة نجا ح المؤامرات الصهيونية الميركية السعودية الساداتية‬ ‫ملك القمار ل فهد ل وكارتر يسكران ‪ ..‬يشربان الخمر‬ ‫)الخمر الذي ُيقتل ويجلد من أجله أبناء الشعب ل بل تجلد السعودية وتسجن حّتى‬ ‫ال نلكليز الذين رفضوا ال نلضمام للمخابرات المريكية في الرياض وجدة ل مهتمة ل إيادهم‬ ‫بشرب الخمر الذي يبيع المراء ورجال الدين السعودي زجاجته بل ‪ 300‬ر…! ( !…‬ ‫لقد تجاوز "فهد" كل "المحرمات سرًا" واحتسى الخمر علناً جها ارً نها ارً مع كارتر‪،‬‬

‫وتنااقلت دهذا التحدي كل الصحف المريكية والعالمية اقائلة ‪) :‬فهد ل يشرب الخمر مع‬

‫كارتر ل بصحة نجا ح كل الجهود السعودية المريكية المشتركة في المنطقة…! (… ومنها‬ ‫بالطبع ‪ :‬الصمت المطبق على الجرائم السعودية…‬ ‫بدءا من نجا ح فيصل في المساومة ل عام ‪ 1964‬ل على اعترافه بجمهورية اليمن‬ ‫مقابل تعيين السادات نائباً للرئيس جمال عبد الناصر … ونجا ح فيصل وفهد والسادات‬

‫وحسن التهامي وكمال أددهم ل وخبير السموم المريكي مستشار المخابرات السعودية في‬ ‫الرياض المستر رنتز ‪ :‬بوضع ل عّينة‬ ‫ل من سم ال كلوتين ل في كأس من عصير القوافة لجمال عبد الناصر في الساعة‬ ‫الرابعة إل ربعا يوم ‪ 1970 /28/9‬ل أثناء وداعه لحاكم الكويت صبا ح السالم في مطار‬ ‫القادهرة‪ ،‬وبذلك أدركت السعودية ما عجزت عنه م ار ارً في اغتيال عبد الناصر‪ ،‬بل ما‬

‫عجزت عنه في تحريضها للرئيس المريكي جونسن بالرسالة المعروفة التي كتبها‬

‫فيصل وفهد إليه يطالبانه دفع إسرائيل لحتل لل مصر وسوريا ليقاف المد الوحدوي‬ ‫إوايقاف عبد الناصر عند حده واشغال العرب بأنفسهم عن الموااقف السعودية‬ ‫المريكية…‬

‫)‪(2‬‬


‫وبدءاً من ذلك الواقت وحتى الن والى أن يسقط الحتل لل السعودي ‪ :‬لن يتواقف‬

‫أمراء آل سعود عن اقرع كؤوس الخمر مع الرؤساء المريكيين…‬

‫بدءاً من تعيين السعودية للسادات في سلك المخابرات المريكية إلى تعيينه نائبا‬

‫للرئيس جمال ل بضغوط نعرفها ل إلى دعمه في الرئاسة بعد اغتيال جمال بالسم‪…1‬‬

‫إلى البدء في تغيير معالم الجمهورية العربية المتحدة إلى الضغط على السادات‬ ‫وبأسرع ما يمكن لبعاد الخبراء السوفييت عن مصر إلى تعهد السعودية بتموين وتمويل‬ ‫الجيش المصري بالطعام والذخيرة والسل ح المريكي والغربي وشراء الطائرات بالموال‬ ‫السعودية المسرواقة لعداد دهذا الجيش ل بأموال سعودية ل أمريكية ل لحرب العرب في‬ ‫الجمادهيرية الليبية وفي الكنجو وفي اليمن وفي ُع ملان وفي لبنان والسودان والجزيرة‬

‫العربية ‪ ..‬ويخلق مال تعلمون… والمتتبع التقدمي القومي الوطني غير المنحاز ل‬

‫المؤمن ل يدرك أن السعودية كانت السمسار الول والمأذون "الشرعي والوحيد" لزواج‬ ‫السادات بأمريكا إواسرائيل ورحلته إلى القدس و" كمب ديفيد" ومن ثم التواقيع يوم‬

‫‪ 1979 /26/3‬على صك الخيانة "المكون من ثل ث نسخ" واقعها السادات وبيغن‬

‫وكارتر …‬ ‫ومن ثقال ان السعودية غير راضية ‪ :‬فليخرس فالساكت شيطان أخرس… ولو لم‬ ‫تكن السعودية راضية مع سبق الصرار فلماذا ل تقاطع وتحارب السادات إواسرائيل‬

‫وأمريكا ومخابرات أمريكا المتسلطة على كافة المرافق العسكرية والمنية والحيوية في‬ ‫الجزيرة العربية؟‪..‬‬ ‫منطق اليهود‬ ‫)لقد ائتمنني ال على خدمة الحرمين الشريفين وأوكلني بهما!‪ ،‬وعلى الصداقاء‬ ‫اعانتنا لحمايتهما من المخربين والثوريين والشتراكيين والشيوعيين!…! ( الملك فيصل بن‬ ‫عبد العزيز ‪ ..‬من خطابه ‪ ،13/6/1970‬في برلمان أندونيسيا‪ ..‬اّنه منطق الصهاينة‬

‫في القدس عن وعد ال المزعوم للصهاينة في أرض المعاد من الفرات إلى النيل‪..‬‬ ‫‪ 1‬اللدلة لداخل الكتاب‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬


‫تقديم‬ ‫دهل آل سعود من اقبيلة )عنزة بن وائل؟…! ( كما يقولون؟… دهل يدينون بدين السلم‬ ‫حقيقة؟ … دهل دهم من العرب أصل؟‪.‬‬ ‫الحقائق التية ل دهذه ل ستدمغ مزاعم آل سعود‪ .‬وتدحض أكاذيب من باعوا‬ ‫ضمائردهم لهم وزيفوا التاريخ من كّتاب ومؤرخين أاقحموا نسب آل سعود ل بنسب النبي‬ ‫العربي! زاعمين ‪) :‬أنهم من ذرية محمد بن عبد ال…! (‪ ..‬وأنهم )وكلء ال في خلقه‬

‫وخل ئلقه على أرضه…! (!‪ ..‬اقاصدين بهذا الزعم ل العتيق البالي ل تبرير جرائمهم وفحشائهم‬ ‫وتثبيت عرشهم المكروه وتدعيم الملكية التي حاربها العرب اقبل السلم وبعده وحاربها‬ ‫الناس أجمعين على مر التاريخ ولعنتها كل الكتب المقدسة وحذر منها القرآن بقوله ‪:‬‬ ‫)ان الملوك إذا دخلوا اقرية أفسدودها…! (… ومع ذلك‪ ،‬يتجادهل آل سعود اقول القرآن‬ ‫دهذا‪ ،‬ويزعمون كذبا أنهم يؤمنون بالقرآن في الواقت الذي يصدرون أوامردهم بتحريم نشر‬ ‫أو اذاعة أو إعل نل أو اقول مثل دهذه اليات القرآنية لمحاربة الملوك…‬ ‫وبما أن آل سعود على معرفة تامة بمعرفة اقدماء شعبنا لصلهم اليهودي‪،‬‬ ‫وماضيهم الدموي الجرامي وحاضردهم الموغل في الوحشية…‬ ‫فانهم يحاولون إخفاء أصلهم بامتطاء الدين وتزييف أنسابهم بانتسابهم المزعوم‬ ‫للنبي محمد!… رغم كوننا ل نهتم أبدا ل بال نلساب والحساب بقدر ما نهتم بالصفات‬ ‫والعمال اقبل الاقوال‪ ،‬بل اننا ل نعتز بنسب الرسول بقدر ما نعتز بمحمد الذي أعز‬ ‫نسبه ولم يعزه نسبه‪ ،‬وكان دهذا النبي العظيم أول من ثار على أدهله وحارب عائلته‬ ‫وحسبه ونسبه‪ ،‬وتجرد من كل شئ من ملذات الحياة ل إل الفضيلة ل التي تجرد منها آل‬ ‫سعود … أو لم يكن دهو القائل ‪) :‬أل أن رائحة الجعل نل أدهون من رائحة اقوم ل فخر لهم‬ ‫إل بأنسابهم وأحسابهم؟…! ( فما الحساب وال نلساب إذا إل أعمال ال نلسان نفسه‪ ،‬ان‬ ‫كانت ش ار فش ار وان كانت خي ار فخي ار… وما أعمال آل سعود الشريرة إل أنسابهم‬ ‫وأحسابهم‪ ،‬وليست أعمالهم دهي الدليل فحسب على أنهم يهود السل للة والمعتقد وانما‬ ‫تاريخهم أيضاً…‬

‫)‪(4‬‬


‫تاريخ آل سعود الذي زيفه أجراء آل سعود من عبدة المال وأشباه الرجال وحيل‬ ‫بيننا وبين نشره في أماكن وأزمان شتى… فمن دهم آل سعود؟… وكيف بدأ تاريخهم؟‬ ‫…‬ ‫تابعوا في دهذا التاريخ الموجز تاريخ من تركهم العرب يعيثون في أرض العرب‬ ‫فسادا كأشقائهم الصهاينة في فلسطين… ليعرف من لم يعرف آل سعود سل للة بني‬ ‫القينقاع يهود المدينة الذين حاربوا النبي العربي ل محمد بن عبد ال ل وعملوا على‬ ‫حصاره وناصروا كل أعدائه من ملوك وأمراء وعبدة أوثان وتجار أديان ورأسماليين‬ ‫وااقطاعيين؟…‬ ‫فما السر إذا بتشدق آل سعود بالصلة "النبوية" حينا والزعم "أنهم من اقبيلة عنزة"‬ ‫العربية‪ ،‬حينا آخر‪ ،‬وانهم على العموم "وكلء ال في أرضه"؟ واقد جندوا لذلك الفتاوى‬ ‫المأجورة‪ ،‬ل لشئ أكثر من تغطية أصلهم اليهودي المنحدر من بني القينقاع‪ ،‬أولئك‬ ‫الذين سادهموا بأموالهم الحرام ورجالهم الجراء في دهزيمة محمد واصابته بجرا ح في‬ ‫معركة )أحد…! ( ولما عاد النبي مع بقية اقومه مهزومين إلى ل يثرب ل )المدينة…! ( لم يفسح‬ ‫تجار اليهود له المجال بالطبع لينظم صفوفه فيحطم طغيانهم الرأسمالي الاقطاعي‪ ،‬بل‬ ‫اقام تجار اليهود من بني النظير وبني القينقاع واقريظة بمحاولة إفساد وتمييع ما تبقى‬ ‫من اقوم النبي محمد لصددهم عن السبيل القويم واشاعة رو ح الهزيمة في نفوسهم‬ ‫بإغرائهم بالسراف في الملذات من خمر ولعب ميسر ونساء يهوديات‪ ..‬لكن النبي‬ ‫محمد تنبه لهم‪.‬‬ ‫فجاءت تلك اليات نادهية محذرة بعدم تعاطي الخمر والميسر وال زللم وال نلصاب!‪..‬‬ ‫ل بمعنى أوضح ل عدم تعاطي الملذات التي يسردها تجار اليهود لجنود محمد فكانت ضربة‬ ‫للرأسمالية اليهودية حينما نفذ اقوم محمد أوامره وامتنعوا عن اتيان كل ما نهادهم عنه‬ ‫من ملهيات ل أراد بها اليهود عزل اقوم محمد عنه لتحطيمه‪ ..‬فجن جنون تجار اليهود‬ ‫من بني النظير والقينقاع واقريظة وأتباعهم من العرب لعدم نجا ح خطتهم الخبيثة تلك‬ ‫في صرف اقوم محمد عن الجهاد في سبيل المساواة الشتراكية ال نلسانية… ولم ييأس‬ ‫اليهود بل أعادوا الكرة بطريقة خبيثة أخرى دهي ‪:‬‬ ‫)‪(5‬‬


‫)حصار الماء…! ( حي ث كانت الرأسمالية اليهودية تسيطر على كل آبار المياه في‬ ‫المدينة… عندما منعوا النبي واقومه من شرب الماء… لكن النبي أفسد خطتهم تلك‬ ‫بطلبه من عثمان بن عفان الذي كان يمثل الرأسمالية الوطنية‪ ،‬أن يشتري )نصف بئر…! (‬ ‫من اليهود بل ‪ 10000‬دردهم‪ ،‬بينما اقيمة البئر كلها ل تساوي تلك القيمة… وشرب‬ ‫العرب وانتهى بذلك حصار الماء بعد أن فسدت خطة اليهود حينما اقام العرب بتعميق‬ ‫اقعر البئر في القسم الذي اشتروه… وبذلك نزل كل ما في البئر من ماء إلى القسم‬ ‫العربي… ولم يكتف اليهود بذلك ل بل تفتقت أفكاردهم عن خطة أخب ث مما مضى‪ ،‬ودهي‬ ‫"مهادنة" محمد‪ ،‬بتقديم المعونات ل والقروض طويلة الجل ل ليستعين بها ضد اقريش‬ ‫وبهذه "المعونة" يضطر النبي لمهادنة اليهود ويتم بعد ذلك عقد اتفاق مع اليهود على‬ ‫حسن الجوار وعدم العتداء!… وأاقسم اليهود على ذلك… فقبل النبي العربي دهذه‬ ‫الدعوة ل النبي العربي دهذه الدعوة غير غافل عن خطر اليهود‪ ،‬لكنه أدرك أن ركائز‬ ‫اليهود ودعاماتهم في الجزيرة والبلد العربية أخطر من اليهود وما دام أنه ليس بمقدوره‬ ‫ل في بداية دعوته ل محاربة الرجعية الرأسمالية العربية‪ ،‬ومحاربة اليهود في آن واحد ل‬ ‫فانه ليس أمامه إل الختيار بين مهادنة أحد الشرين‪ ،‬وأما أن يهادن اليهود‪ ،‬وأما أن‬ ‫يهادن الرجعية العربية والملكية‪..‬‬ ‫فاختار مهادنة الاقطاعية اليهودية ل مؤاقتا ل ليتفرغ لمحاربة الرجعية العربية‬ ‫والملوك‪ ،‬بعد أن تأكد له أن أول ما يجب عليه دهو القضاء على الرجعية العربية‬ ‫والملوك اقبل القضاء على الرأسمالية والعنصرية اليهودية‪ ،‬لذلك رأى مهادنة اليهود‬ ‫لمحاربة الرجعية المتمثلة بكافة الملوك وبالاقطاع والرأسمالية المحلية‪ ،‬وكانت ثورته‬ ‫أول ثورة في التاريخ ضد الدهل )أدهله وأسرته…! ( ولذلك رأى طغاة اليهود خداعه لغتيال‬ ‫وضرب دعوته وثورته لكيل تنتشر فتنتصر … وبذلك وجهوا لمحمد الدعوة لزيارتهم‬ ‫في حيهم )لتكون دهذه الزيارة بداية ال تلفاق مع استلم المعونة…! ( فوافق محمد وذدهب إلى‬ ‫حيهم يرافقه بعض أصحابه…‬ ‫وما أن وصل إلى باب البيت الذي وجهت فيه الدعوة إليه حّتى صعد سبعة من‬

‫اليهود إلى السطح ورموه بحجارة كبيرة من أعلى‪ ،‬نجا منها بأعجوبة ومن كيددهم‬ ‫)‪(6‬‬


‫بسلم‪ ،‬وزعموا له أن تزاحم الطفال لمشادهدته دفع بالصخرة فسقطت!… ومن تلك‬ ‫اللحظة تأكد له عليه السلم أنه ل فرق بين اليهود وركائز اليهود وأن المطامع‬ ‫الرأسمالية واحدة‪ ،‬فعاد إلى مسكنه ليعد أصحابه القل ئلل للبدء بضرب الرأسمالية‬ ‫والعنصرية اليهودية أول وفي الواقت نفسه يتابع مسيرته لحرب الرجعية العربية ومن‬ ‫ذلك الواقت بدأ محمد وصحبه بالهجوم على اليهود فسحقهم وأمم أموالهم… وكان ذلك‬ ‫أو تأميم في التاريخ…‬ ‫وبذلك الهجوم كانت البداية لنصرة العرب والسلم بعد غزوة أحد التي جر ح فيها‬ ‫الرسول ودهزم دهو ومن معه أشد دهزيمة كان أول أسبابها خيانة الواجب من اقبل أصحاب‬ ‫الطماع من بعض الجنود الذين أولك لهم النبي العربي حراسة المؤخرة ليقفوا على رأس‬ ‫الجبل لكنهم ما أن أروا انتصار المؤمنين حّتى انحدروا من الجبل تاركين المهمة‬

‫الموكلة إليهم طامعين في نهب أسلب الرجعيين أعداء التقدم العربي‪ ،‬فعاد العداء مرة‬

‫أخرى ودهزموا المؤمنين أشد دهزيمة واستشهد في )معركة أحد…! ( عم محمد بن عبد ال‬ ‫)حمزة بن عبد المطلب…! ( وكان أول شهيد في السلم‪ ،‬ولم يبق أي بيت من بيوت العرب‬ ‫الذين جادهدوا إل واقتل منه اقتيل وأكثر… وما طرق اليهود الخبيثة الولى والحالية إل‬ ‫نفس الطرق الخبيثة النية التي يسلكها سل للة بني القينقاع آل سعود‪..‬‬ ‫انها بعينها دهي … ودهذه بعض أركانها ‪ :‬الدعاء أنهم من العرب وأنهم مع العرب‬ ‫وأنهم ضد الصهاينة‪ ،‬في الواقت الذي يقومون فيه بإنشاء أحلف عسكرية مع أعداء‬ ‫العرب من المريكان خدم الصهاينة والتحالف مع دهيلسلسي وشاه إيران عسكريا‬ ‫ودعم أنور السادات ماليا وعسكريا ودعم النميري والحسن ملك المغرب‪ ،‬والضغط على‬ ‫حاكم باكستان الحالي ضياء الحق لعدام علي بوتو وتمويل أعداء الجمادهيرية في ليبيا‬ ‫والرجعيين في كل أنحاء آسيا وأفريقيا والغاء الحريات في الخليج‪ ،‬كل ذلك باسم‬ ‫السلم والسلم منهم براء‪.‬‬ ‫اضافة الى ما تقوم به السعودية من تقطيع ليدي وأرجل أبناء الشعب بحجة أنهم‬ ‫لصوص ل بينما ل آل سعود ل دهم اللصوص… وجلد ورجم أبناء الشعب في الطراقات‬ ‫العامة بحجة أنهم زناة ودهم آل سعود أنفسهم الزناة… وفتح أسواق تجارية للراقيق‬ ‫)‪(7‬‬


‫الذي بلغ تعداده )‪ 600‬ألف في الجزيرة العربية…! ( معظمهم من العرب وشعوب آسيا‬ ‫وأفريقيا وشعوب البلد السلمية التي يتاجر آل سعود باسمها دينيا‪.‬‬ ‫ونهب أموال الشعب‪ .‬واردهاب الشعب‪ .‬واطل قل اسم اسرتهم على الشعب وارض‬ ‫الشعب‪ ..‬واعل نل حالة الطوارئ الدائمة ليل ونها ار منذ بداية الحتل لل السعودي لجزيرة‬ ‫العرب حّتى الن‪ ..‬وتحطيم معنويات الشعب‪ ..‬واباحة مقدساته وحرماته وأرضه‬ ‫وأعراضه‪ ..‬والتآمر ضد كل تقدم عربي وأينما كان‪ ،‬ومقاتلة كل حر أو اغتياله‪ ..‬ومنع‬ ‫الحجاج العرب والمسلمين ما لم يدفعوا أموال طائلة كضريبة لل سعود‪ ..‬واستغل لل‬ ‫الحج في عقد مؤتمرات معادية للعرب ل متآمرة على الحريات والتحرر وال نلظمة‬ ‫التقدمية‪..‬‬ ‫ومنع المسيحيين من زيارة مكة والمدينة بحجة أنهم "مشركين" ما عدا المريكان‬ ‫"شركاء آل سعود" الذين ل ينطبق عليهم دهذا الشرك!‪..‬‬ ‫اضافة إلى ما يرتكبه آل سعود الن في حق شعب اليمن من دعم للرجعيين بغية‬ ‫ضرب اليمن الديمواقراطية واعادة دهذا الشعب التاريخي اليمني العظيم إلى عصور‬ ‫ال نلحطاط الذي ل زال يعيش الشعب في مخلفاتها…‬ ‫وما من ثورة اقامت في اليمن اقبل الثورتين اللتين اطاحتا بحكم ال ئلمة المتعفن‬ ‫والسلطين إل وحطمها آل سعود بأموال شعبنا المسرواقة‪..‬‬ ‫وما بر ح أعداء التقدم آل سعود يعملون يداً واحدة مع أعدائنا المريكان وال نلكليز‬

‫و"إسرائيل" لدفن شعبنا ل حيا ل في اجدا ث الفقر والجهل والمرض والتأخر والموت‬ ‫البطئ… كل ذلك للمحافظة على مفاسد وجهالت ومصالح آل سعود واسرائيل‬ ‫والمريكان وال نلكليز المشتركة في ارضنا‪..‬‬

‫وما سيكشفه دهذا التاريخ اقد يضئ الطريق ليدل على أن آل سعود ل يتورعون في‬ ‫ارتكاب أي رذيلة‪ ،‬اّنما باسم الفضيلة يرتكبون الرذائل سواء كانت سياسية أو‬ ‫أخلاقية… والشئ من معدنه ل يستغرب‪.‬‬

‫ناصر السعيد‬

‫)‪(8‬‬


‫التاريخ الملعون‬ ‫ااقتلوا المؤمنين من غير اليهود‪..‬‬ ‫التلمود‬ ‫في عام ‪ 851‬دهل ذدهب ركب من عشيرة المساليخ من اقبيلة )عنزة…! ( لجلب الحبوب‬ ‫من العراق إلى نجد‪ ،‬وكان يرأس دهذا الركب شخص اسمه سحمى بن دهذلول‪ ،‬فمر ركب‬ ‫المساليخ بالبصرة‪ ،‬وفي البصرة ذدهب افراد الركب لشراء حاجاتهم من تاجر حبوب‬ ‫يهودي اسمه "مردخاي بن إبرادهيم بن موشى"…‬ ‫وأثناء مفاوضات البيع والشراء سألهم اليهودي تاجر الحبوب )من أين أنتم؟…! (‬ ‫فأبلغوه أنهم من اقبيلة )عنزة… فخذ المساليخ…! ( وما كاد يسمع بهذا السم حّتى أخذ‬

‫يعانق كل واحد منهم ويضمه إلى صدره ل في عملية تمثيلية ل اقائل ‪) :‬اّنه دهو أيضاً من‬

‫المساليخ لكنه جاء للعراق منذ مدة واستقر به المطاف في البصرة لسباب خصام واقعت‬

‫بين والده وأفراد اقبيلة عنزة…! (‪،‬‬ ‫وما أن خلص من سرد اكذوبته دهذه حّتى أمر خدمه بتحميل جميع إبل أفراد‬

‫العشيرة بالقمح والتمر والتمن "أي الرز العرااقي" فطارت عقول المساليخ "لهذا الكرم"‬ ‫وسّر والسرو ار عظيما لوجود )ابن عم لهم…! ( في العراق ل بلد الخير والقمح والتمر‬

‫والتمن!‪ ..‬واقد صّد قل المساليخ اقول اليهودي أنه )ابن عم لهم…! ( خاصة وانه تاجر حبوب‬

‫القمح والتمر والتمن!‪ ..‬ومما أحوج البدو الجياع إلى ابن عم في العراق لديه ل تمر‬ ‫واقمح وتمن ل حّتى ولو كان من بني صهيون‪ ..‬ثم ومالهم واصله!‬

‫)فالصل ما اقد حصل!…! ( وما حصل دهو التمر والقمح والتمن… وما أن عزم ركب‬

‫المساليخ للرحيل حّتى طلب منهم اليهودي ل مردخاي ل ابن العم ل المزعوم ل أن يرافقهم‬

‫إلى بلده المزعومة )نجد…! ( فرحب به الركب احسن ترحيب … ودهكذا وصل اليهودي ل‬ ‫مرد خاي ل إلى نجد‪ ،‬ومعه ركب المساليخ…‬

‫حي ث عمل لنفسه الكثير من الدعاية عن طريقهم على أساس اّنه ابن عم لهم‪ ،‬أو‬

‫أنهم اقد تظادهروا بذلك من أجل الرتزاق‪ ،‬كما يتظادهر الن بعض المرتزاقة خلف المراء‪،‬‬ ‫وفي نجد‪ ،‬جمع اليهودي بعض ال نلصار الجدد إل أنه من ناحية أخرى وجد مضايقة من‬ ‫)‪(9‬‬


‫عدد كبير من أبناء نجد يقود حملة المضايقة تلك الشيخ صالح السليمان العبد ال‬ ‫التميمي من مشايخ الدين في القصيم ل وكان يتنقل بين الاقطار النجدية والحجاز‬ ‫واليمن مما اضطر اليهودي ل مرد خاي ل إلى مغادرة القصيم والعارض إلى الحساء‪،‬‬ ‫ودهناك حّر فلاسمه اقليل ل مرد خاي ل ليصح )مرخان…! ( بن إبرادهيم بن موسى‪..‬‬

‫ثم انتقل إلى مكان اقرب القطيف اسمه الن ) ام السادهك…! ( فأطلق عليه اسم‬

‫)الدرعية‪ ( !…1‬وكان اقصد ل مردخاي ل بن إبرادهيم بن موشى اليهودي ل من تسمية دهذه‬ ‫الرض العربية باسم الدرعية‪ ،‬التفاخر بمناسبة دهزيمة النبي محمد والستيلء على درع‬ ‫اشتراه اليهود ل بني القينقاع ل من أحد أعداء العرب الذين حاربوا الرسول العربي محمد‬ ‫بن عبد ال في معركة أحد ل وانهزم فيها جيش محمد بسبب خيانة ذوي النفوس الرديئة‬ ‫الذين فضلوا الغنائم على انتصار الحق وخانوا واجبهم بينما دهرعوا لاقتسام السلب‬ ‫تاركين مركز الستطلع الذي وضعهم فيه محمد‪ ،‬فاستغل ذلك خالد بن الوليد وكان ل‬ ‫زال مع طغاة اقريش ضد محمد فاعاد خالد بن الوليد الكرة ضد النبي محمد وجنده دون‬ ‫اعطائهم المجال للتمتع بنصردهم‪ ،‬فكانت تلك الهزيمة التاريخية الشنعاء…‬ ‫بعد دهذه المعركة ل معركة أحد ل أخذ أحد أعداء النبي العربي )درع…! ( أحد شهداء‬ ‫المعركة‪ ..‬وباعه ل لبني القينقاع ل يهود المدينة ل زاعما أنه درع النبي العربي محمد بن‬ ‫عبد ال … وبمناسبة استيلء بني القينقاع على الدرع القديم تمسك جد آل سعود‬ ‫اليهود ل مرد خاي بن إبرادهيم بن موشى‪ ،‬وفي ذلك ما يعتبره اليهود نص ار لهم ل لكونهم‬ ‫اشتروا الدرع ل المزعوم ل لمحمد بن عبد ال بعد دهزيمته في معركة )أحد…! ( التي كان‬ ‫اليهود وراءدها …‬ ‫ودهكذا جاء اليهودي )مردخاي إبرادهيم موسى…! ( إلى )أم السادهك…! ( بالقرب من القطيف‬ ‫ليبني له عاصمة يطل من خل للها على الخليج العربي ل وتكون بداية ل نلشاء "مملكة‬ ‫بني إسرائيل" من الفرات إلى النيل … وفي )أم السادهك…! ( أاقام لنفسه مدينة باسم‬ ‫)الدرعية…! ( نسبة إلى الدرع المزعوم‪ ،‬تيمنا بهزيمة النبي العربي‪..‬‬ ‫‪ 1‬انظر إلى كتاب )جزيرة العرب( في القرن العشرين لحافظ وهبة السفير والمستشار السعولدي‪ ،‬وبيكرت ولديفي‪،‬‬ ‫وابن بشر‪.‬‬ ‫)‪(10‬‬


‫وبعد ذلك‪ ،‬عمل مرد خاي على ال تلصال بالبادية لتدعيم مركزه… إلى حد أنه نصب‬ ‫نفسه عليهم ملكاً… لكن اقبيلة العجمان متعاونة مع بني دهاجر وبني خالد أدركت بوادر‬ ‫الجريمة اليهودية فدكت دهذه القرية من أساسها ونهبتها بعد أن اكتشفت شخصية دهذا‬

‫اليهودي مرد خاي بن إبرادهيم بن موشى الذي أراد أن يحكم العرب ل ل كحاكم ل عادي بل‬ ‫كملك أيضاً … وحاول العجمان ل اقتل اليهودي مرد خاي‪ ،‬لكنه نجا من عقابهم دهاربا‬

‫مع عدد من أتباعه باتجاه نجد مرة ثانية حّتى وصل إلى أرض اسمها )المليبيد ل‬

‫وغصّيبه…! ( اقرب ل العارض ل المسماة بالرياض الن ل فطلب الجيرة من صاحب الرض ل‬ ‫فآواه وأجاره كما دهي عادة كل إنسان شهم… لكن اليهودي مرد خاي إبرادهيم بن موشى‬ ‫لم ينتظر أكثر من شهر حّتى اقتل صاحب الرض وعائلته غد ار ل‬

‫ثم أطلق على أرض المليبيد وغصيبة اسم )الدرعية…! ( مرة أخرى!… واقد كتب بعض‬

‫نقلة التاريخ ل نقل عن كتاب مأجورين أو مغفلين ل زاعمين أن اسم الدرعية يشتق من‬ ‫اسم علي بن درع صاحب ارض ل حجر والجزعه ل اقائلين ‪ :‬أنه من عشيرة مرد خاي وان‬ ‫ابن درع اقد أعطاه الرض فسميت بأرض الدرعية فيما بعد …‬ ‫لكنه ل صحة لكل ما كتبوا إطلاقا… فصاحب الرض الذي أجار اليهودي ‪ :‬مرد‬ ‫خاي إبرادهيم بن موشى‪ ،‬وغدر به اليهودي واقتله اسمه )عبد ال بن حجر…! (… وبعد ذلك‬ ‫عاد مردخاي جد دهذه العائلة السعودية ففتح له مضافة ل في دهذه الرض المغتصبة‬ ‫المسماة "بالدرعية"‪ .‬واعتنق السلم ل تضليل ل و ل اسما ل لغاية في نفس اليهودي‬ ‫مردخاي‪ ،‬وكّو ن لطبقة من تجار الدين أخذوا ينشرون حوله الدعايات الكاذبة وكتبوا‬ ‫عنه زاعمين أنه )من العرب العربي…! ( كما كتبوا زاعمين ) أنه اقد دهرب مع والده إلى‬

‫العراق خوفا من اقبيلة عنزة عندما اقتل والده أحد أفراددها فهدوده بال نلتقام منه ومن ابنه‬ ‫فغير اسمه واسم ابنه ودهرب مع عائلته إلى الع ارق…! ( والحقيقة‪ ،‬أنه ل صحة لهذا‪ ،‬بل ان‬ ‫دهذه الاقوال نفسها ما يثبت كذبهم…‬ ‫واقد ساعد على تغطية تصرفات دهذا اليهودي غياب الشيخ صالح السليمان العبد‬ ‫ال التميمي الذي كان من أشد الذين لحقوا دهذا اليهودي واقد اغتاله مرد خاي ل أثناء‬ ‫ركوعه في صلة العصر بالمسجد في بلدة الزلفي … ومن بعددها عاش مرد خاي مدة‬ ‫)‪(11‬‬


‫في "المليبيد وغصيبه" الذي اطلق عليها اسم ل الدرعية ل فيما بعد نسبة إلى اسم الدرع‬ ‫المزعوم للرسول كما اقلنا‪ ،‬فعّم رل الدرعية وأخذ يتزوج بكثرة من النساء والجواري وانجب‬

‫عدداً من الولد فأخذ يسميهم بالسماء العربية المحلية‪،‬‬

‫ولم يقف مرد خاي وذريته عند دهذا‪ ،‬بل ساروا للسيطرة على مقاليد الحكم في البلد‬

‫العربية كلها بالغدر والغتيالت والقتال حينا‪ ،‬وبالغراءات وبذل الموال وشراء المزارع‬ ‫والراضي والراقاء والضمائر وتقديم النساء ل الجواري ل والموال لصحاب الجاه والنفوذ‬ ‫ولكل من يكتب عن تاريخهم ويزيف التاريخ بقدر المكان "ليجعلهم من ذرية النبي‬ ‫العربي" ويجعلهم من نسل عدنان حينا وحينا من نسل "اقحطان"…‬ ‫دهكذا كتب الكتاب عنهم وتنافسوا في تزوير تاريخهم ونسب عض المؤرخين الجراء‬ ‫تاريخ جد دهذه العائلة السعودية ل مرد خاي إبرادهيم موسى اليهودي ل إلى "ربيعة" واقبيلة‬ ‫"عنزة" وعشيرة المساليخ ل حّتى ان الّفاق … "مدير مكتبات المملكة السعودية" المدعو‬

‫محمد أمين التميمي ل اقد وضع شجرة لل سعود وآل عبد الودهاب ل آل الشيخ ل ادمجهم ‪:‬‬ ‫معا في شجرة واحدة زاعما انهم من اصل النبي العربي )محمد…! ( بعد أن اقبض دهذا‬ ‫المؤرخ اللئيم مبلغ ‪ 35‬ألف جنيه مصري عام ‪ 1362‬دهل ‪ 1943‬م من السفير‬ ‫السعودي في القادهرة عبد ال إبرادهيم الفضل‪ ،‬والمعروف أن دهذا المؤرخ الزائف محمد‬ ‫التميمي دهو الذي وضع شجرة الملك فاروق ل البولوني ل الذي طردته ثورة ‪ 23‬يوليو‬

‫‪ 1952‬من مصر العربية زاعما دهو الخر بأنه من ذرية النبي العربي وأن أصله النبوي‬ ‫جاء من ناحية أمه…‬ ‫وكما اقلت م ار ار أن الصل ل يهم في شئ على الطل قل بقدر ما يهم تزييف‬ ‫الصل… خاصة اذا كان القصد من ذلك تبرير استعباد شعوب بكاملها لسرة فاسدة‬ ‫دخيلة‪...‬‬ ‫وفي آخر صفحات الكتاب سيجد القارئ صورة لشجرة العائلة السعودية الودهابية‬ ‫المشتركة‪ ،‬وفيها يسّلط الضوء على الصول اليهودية لل سعود‪.‬‬

‫… نعود الن من حي ث بدأنا الحدي ث عن اليهودي الول مردخاي إبرادهيم بن‬

‫موشى إلى اليضا ح التالي ‪:‬‬ ‫)‪(12‬‬


‫لقد أخذ يتزوج من بنات العرب بكثرة وينجب بكثرة ويسمي بالسماء العربية كلها‬ ‫كما دهي حال ذريته الن …‬ ‫ومن أولده "الناجحين" ابنه الذي جاء معه من البصرة واسمه ل ماك رن ل الذي‬ ‫عّر بلاسمه بعض الشئ فحوره إلى )المقرن…! ( نسبة ل الاقتران ل نسب مرد خاي بنسب‬ ‫عشيرة المساليخ من عنزة …‪،‬‬

‫وانجب دهذا )المقرن…! ( ولدا أسماه )محمد ثم )سعود…! ( ‪ ..‬ودهو السم الذي عرفت به‬ ‫عائلة ل آل سعود ل متناسية أسماء آبائها الوائل الذين أدهملت التسّم يل بهم خشية تذكير‬

‫الكثير من الناس بأصلها اليهودي‪ ،‬فاسم سعود دهو اسم ل محلي ل شائع في نجد اقبل‬ ‫وجود آل سعود … ثم بعد ذلك انجب سعود الذي عرفت به دهذه العائلة ل عدداً من‬ ‫البناء ل منهم ‪ :‬مشاري‪ ،‬وثنيان ثم )محمد…! (‪..‬‬

‫ومن دهنا يبدأ الفصل الثاني من تاريخ العائلة اليهودية ل التي اصبح اسمها آل‬ ‫سعود… بقي محمد بن سعود في اقرية )الدرعية…! ( المغتصبة‪ ،‬ودهي اقرية ل تتجاوز‬ ‫الثل ث كيلو مترات مريعة‪ ،‬فاطلق على نفسه لقب )المام محمد بن سعود…! ( ودهنا التقى‬ ‫"المام بإمام" آخر اسمه محمد بن عبد الودهاب الذي عرف بالدعوة "الودهابية"…‬ ‫شركة المامين!‬ ‫ولذلك لبد لنا من التعريف بمحمد بن عبد الودهاب الذي التصق وما زال اسمه واسم‬ ‫عائلته ودعوته الفاسدة باسم )العائلة المرد خائية…! ( العائلة السعودية فيما بعد… يؤكد‬ ‫بعض الشيوخ النجديين وكذلك المصادر التي سيجددها القارئ في دهذا الكتاب أن محمد‬ ‫بن عبد الودهاب دهو الخر ينحدر من اسرة يهودية كانت من يهود الدونمة في تركيا التي‬ ‫اندست في السلم بقصد الساءة إليه والهروب من ملحقة بطش بعض السلطين‬ ‫العثمانيين‪،‬‬ ‫ومن المؤكد أن "شولمان" أو سليمان جد ما سمي ل فيما بعد ل باسم محمد بن عبد‬ ‫الودهاب مثلما سمي جون فيلبي باسم محمد بن عبد ال فيلبي‪ ،‬ومن ثم أصبح اسمه‬

‫)‪(13‬‬


‫الحاج الشيخ عبد ال فيلبي ل خرج ل شولمان ل أو سليمان ل من بلدة اسمها )بورصة…! (‬ ‫في تركيا‪ ،‬وكان اسمه شولمان اقراقوزي‪ ،‬واقراقوزي بالتركي معنادها )البطيخ…! (‪..‬‬ ‫فقد كان ل دهذا ل تاج ار معروفا للبطيخ في بلدة ل بورصة ل التركية‪ ،‬ال أن مهنة‬ ‫البطيخ والمتاجرة به لم تناسبه فرأى أن يتاجر بالدين ففي الدين تجارة أربح لمثاله من‬ ‫تجارة البطيخ لدى الحكام الطغاة ل لن تجارة الدين ليست بحاجة إلى رأسمال سوى ‪:‬‬ ‫)عمامة جليلة‪ ،‬ولحية طويلة‪ ،‬وشوارب حليقة أو اقليلة‪ ،‬وعصا ثقيلة‪ ،‬وفتاوى باطلة‬ ‫دهزيلة…! ( ودهكذا خرج شولمان بطيخ ومعه زوجته من بلدته بورصة في تركيا إلى الشام ل‬ ‫وأصبح اسمه سليمان ل واستقر في ضاحية من ضواحي دمشق دهي )دوما…! ( استقر بها‬ ‫يتاجر بالدين ل بالبطيخ دهذه المرة‪ ..‬لكن أدهالي سوريا كشفوا اقصده الباطل ورفضوا‬ ‫تجارته فربطوا اقدميه وضربوه ضربا أليما‪ ،‬وبعد عشرة أيام فلت من رباطه ودهرب إلى‬ ‫مصر‪ ،‬وما دهي ال مدة وجيزة حّتى طرده أدهالي مصر… فسار إلى الحجاز واستقر في‬ ‫مكة‪ ،‬وأخذ يشعوذ فيها باسم الدين لكن أدهالي مكة طردوه أيضا ورا ح للمدينة "المنورة"‬

‫لكنهم أيضاً طردوه… كل ذلك في مدة ل تتجاوز الربع سنوات‪ ،‬فغادر إلى نجد واستقر‬

‫في بلدة اسمها )العيينة…! ( ودهناك وجد مجال خصبا للشعوذة فاستقر به المر وادعى‬

‫)أنه من سل للة "ربيعة" وانه سافر به والده صغي ار إلى المغرب العربي وولد دهناك…! (…‬ ‫وفي بلدة العيينة انجب ابنه الذي سماه "عبد الودهاب بن سليمان" وانجب ل دهذا العبد‬ ‫الودهاب ل عدداً من الولد ل احددهم كان ما عرف باسم "محمد" أي محمد بن عبد‬ ‫الودهاب!‪..‬‬

‫ودهكذا سار محمد بن عبد الودهاب على نهج والده عبد الودهاب وجده سليمان‬ ‫اقراقوزي في الدجل والشعوذة…‬ ‫فطورد من نجد وسافر إلى العراق‪ ،‬وطورد من العراق وسافر إلى مصر وطورد من‬ ‫مصر وسافر إلى الشام‪ ،‬وطورد من الشام وعاد إلى حي ث بدأ… عاد إلى العيينة… إل‬ ‫أنه اصطدم بحاكم العيينة عثمان بن معمر ل آنذاك ل فوضعه عثمان تحت الراقابة‬ ‫المشددة ل لكنه افلت وسافر إلى الدرعية‪ ،‬ودهناك التقى )بحاكم الثل ث كيلو مت ارت…! (‬

‫)‪(14‬‬


‫اليهودي "محمد بن سعود" ل الذي أصبح امي ار اماما ل فوافق الحذاء القدم‪ ،‬وتعااقد‬ ‫ال ثلنان على المتاجرة بالدين… وكان ال تلفاق كالتي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ل الطرف الول محمد بن سعود ‪ :‬أن يكون "لمير المؤمنين محمد بن سعود"‬ ‫وذريته من بعده السلطة الزمنية ل أي الحكم‪.‬‬ ‫‪ 2‬ل الطرف الثاني محمد بن عبد الودهاب ‪ :‬أن يكون "للمام" محمد بن عبد الودهاب‬ ‫وذريته من بعده السلطة الدينية ل أي الفتاء بتكفير واقتل كل من ل يسير للقتال معنا ول‬ ‫يدفع ما لديه من مال‪ ،‬واقتل كافة الرافضين لدعوتنا والستيلء على أموالهم…‬ ‫ودهكذا تمت الصفقة… وبدأت المشاركة… وسمي الطرف الول محمد بن آل مرد‬ ‫خاي باسم )امام المسلمين…! ( وسمي الطرف الثاني باسم )امام الدعوة…! (… وكانت تلك‬ ‫دهي البداية الثانية واللعينة في تاريخنا … حينما اتفق الطرف الول محمد بن سعود‬ ‫اليهودي مع الطرف الثاني محمد عبد الودهاب اقراقوزي‪.‬‬ ‫وسارت شركتهما على دهذا النحو الفاسد‪ .‬وكانت بداية أعمالهما الجرامية تلك‬ ‫إرسال شخص مرتزق إلى حاكم "الرياض" اقرية العارض آنذاك )اددهام بن ّد والس…! (‬ ‫لغتياله‪.‬‬

‫فاغتالوه‪ ،‬وبذلك استولوا على العارض‪ ،‬ثم ارسلوا بعض المرتزاقة ومنهم حمد بن‬ ‫راشد إوابرادهيم بن زيد إلى )عثمان بن معمر…! ( حاكم بلدة العيينة فاغتالوه أثناء أدائه‬ ‫لصلة الجمعة… واقد جاء في الصفحة ‪ 97‬من كتاب أصدره آل سعود وآل الشيخ‬

‫بعنوان )تاريخ نجد…! ( نقله عن رسائل محمد بن عبد الودهاب الشيخ حسين بن غنام‬ ‫واشرف على طباعته عبد العزيز بن مفتي "الديار السعودية" بن محمد بن إبرادهيم آل‬ ‫الشيخ‪ .‬ودهو من سل للة الشيخ عبد الودهاب‪.‬‬ ‫يقول الشيخ محمد بن عبد الودهاب )ان عثمان بن معمر مشرك كافر‪ ،‬فلما تحقق‬ ‫دهل السلم من ذلك تعادهدوا على اقتله بعد انتهائه من صلة الجمعة لمقتله جاء محمد‬ ‫بن عبد الودهاب إلى العيينة فعين عليهم مشاري بن معمر ودهو من أتباع الشيخ محمد‬ ‫بن عبد الودهاب…! ( دهكذا اقال آل سعود وآل الشيخ في كتابهم‪..‬‬

‫)‪(15‬‬


‫نقل عن رسالة كتبها الشيخ محمد بن عبد الودهاب… ولست أعرف كيف يكون‬ ‫حاكم العيينة )مشرك كافر ودهو مقتول في مصله بالمسجد ويوم الجمعة!!…! ( … كذا …‬ ‫ألم تر ل أن عثمان آل معّم رل ل اغتاله محمد بن عبد الودهاب ومحمد بن سعود ل ل نله كان‬

‫يعبد ربا خلف رب اليهود الرب الفاك السفاك محمد بن عبد الودهاب وشريكه محمد بن‬ ‫سعود اليهودي؟… وفي الصفحات ‪ 98‬و ‪ 99‬و ‪ 100‬و ‪ 101‬من نفس الكتاب‬ ‫المذكور يوضح محمد بن عبد الودهاب أن جميع أدهل نجد دون استثناء )كفرة تبا ح‬ ‫دماؤدهم ونساؤدهم وممتلكاتهم والمسلم دهو من آمن بالسنة التي يسير عليها محمد بن‬ ‫عبد الودهاب ومحمد بن سعود…! ( لكن أدهالي العيينة لم يصبروا على ظلم محمد بن عبد‬ ‫الودهاب ومحمد بن سعود‪ ،‬فثاروا عليهما ثورة رجل واحد‪ ،‬ال أن الظلم السعودي اقد‬ ‫انتصر على الحق فدمر ل بلدتهم ل العيينة ل تدمي ار شامل عن آخردها… دهدموا الجدران‬ ‫وردموا البار وأحراقوا الشجار واعتدوا على أعراض النساء‪ ،‬وبقروا بطون الحوامل‬ ‫منهن واقطعوا أيادي الطفال واحراقودهم بالنار‪ ،‬وسراقوا المواشي‪ ،‬وكل ما في البيوت‬ ‫واقتلوا كل الرجال…‬ ‫كانت مساحة بلدة العيينة تبلغ ) ‪ 40‬كيلو مت ارً…! ( غاصة بالسكان متراصة المساكن‪،‬‬

‫إلى حد أن النساء كن في أيام الفرا ح والعياد والمناسبات الشعبية يتبادلن التهاني‬ ‫والحادي ث والخبار من طيق البيوت والنوافذ وما تلب ث دهذه التهاني والمعلومات‬ ‫والخبار إل أن تعم كافة انحاء البلدة بسرعة ل تتجاوز الساعة نظ ار لحتشاددها‬

‫بالسكان ولكن المرتزاقة من جند شركة )م‪.‬م…! ( محمد بن سعود اليهودي ومحمد بن عبد‬ ‫الودهاب اقراقوزي الذي أكد الكثير يهوديته‪ ،‬اقد جعلوا من بلدة العيينة اقاعا صفصفا خرابا‬ ‫ترابا‪ ،‬وكانوا يريدون بجرمهم الصهيوني دهذا ايقاع الرعب في نفوس سكان بقية البلدان‬ ‫الخرى‪.‬‬ ‫ليسهل استيلؤدهم عليها‪ ،‬ودهكذا بقيت العيينة ول زالت خرابا منذ عام ‪ 1163‬دهل‬ ‫حّتى يومنا دهذا…‪ 1‬ودهكذا فعلوا بكل سكان الجزيرة العربية‪ ..‬وليس دهذا الجرم‬

‫الصهيوني السعودي دهو المضحك المبكي فقط‪ ،‬وانما المضحك المبكي أيضاً دهو أن‬ ‫‪ 1‬انظر لصورة خرائب العيينة في آخر الكتاب‬ ‫)‪(16‬‬


‫محمد بن عبد الودهاب ومحمد بن سعود اقد كتبا كذبا ل تصداقه حّتى عقول الطفال ول‬

‫زال في كتبهما الصفراء واسطورتهما الكاذبة ل زالت يعرفها ابناء شعبنا في نجد وتدرس‬ ‫أيضاً في المدارس تبري ارً من آل سعود وآل الشيخ لفناء بلدة العيينة بكاملها‪ ،‬حينما‬

‫اقال محمد بن عبد الودهاب )ان ال سبحانه وتعالى اقد صب غضبه على العيينة وأدهلها‬

‫وافنادهم تطهي ار لذنبودهم وغضبا على ما اقاله حاكم العيينة عثمان بن معمر‪ ،‬فقد اقيل‬ ‫لحاكم العيينة بأن الجراد آت إلى بلدنا ونحن نخشى من أن يأكل الجراد زراعتنا‪ ،‬فأجاب‬ ‫حاكم العيينة اقائل ساخ ار من الجراد ‪:‬‬ ‫سنخرج على الجراد دجاجنا فتأكله‪ ،‬وبهذا غضب ال سبحانه لسخرية الحاكم‬ ‫بالجراد آية من آيات ال ل يجوز السخرية منها‪ ،‬ولهذا أرسل ال الجراد على بلدة‬ ‫العيينة فأدهلكها عن آخردها!…! ( دهكذا زعم آل سعود وتجار دينهم في كتبهم الصفراء القذرة‬ ‫ان الجراد دهو الذي أكل العيينة مستهترين بعقول القراء والشهود والمستمعين‪ ..‬كيف‬ ‫يأكل الجراد الجدران والرجال؟! ويأخذ ما تبقى راقيقا!‬ ‫ويهدم البار ويعتدي "الجراد" على النساء ويبقر بطون الحوامل منهن! ويأخذ‬ ‫البقية ليفسق بهن!!… أدهذه الجرائم تفعلها حشرة الجراد؟!‪.‬‬ ‫الجراد التي تتمنى الغالبية العظمى من شعبنا أن تراه وتنتظر مواسمه بفارغ الصبر‬ ‫لتعيش منه وتختزن منه ما أمكن لتقتات طيلة العام بهذا المخزون لعدم وجود ما تقتات‬ ‫به‪ ..‬الهم إلّ العشاب‪ ..‬ثم يصبح الجراد بعد ذلك "آية يرسلها ال" غضبا‪.‬‬

‫من ابن معمر!‪ ..‬يا لهم من طغاة حكموا شعبنا بالخرافات‪ ،‬ودعوة للكفر بال‬

‫وآياته وبتلك المخلواقات البشرية الراضخة لحكم الحيوانات الناطقة‪..‬‬ ‫ونرجو ممن يق ار دهذا التاريخ الجرامي أن يقارن بين جرائم السعودية الودهابية‬ ‫اليهودية وبين ما فعله الصهاينة في دير ياسين وبقية فلسطين‪ ،‬والمناطق العربية‪ .‬أن‬ ‫ما فعله آل سعود في الجزيرة العربية لاقذر مما فعله ابناء عم الصهاينة في فلسطين‪.‬‬ ‫ال أن العصابات الصهيونية في فلسطين لم تتمكن من شراء سكوت الملوك والرؤساء‬ ‫والنواب والكتاب ولم تتمكن من شراء وسائل العلم لطمر تاريخ صهاينة فلسطين كما‬ ‫تمكن صهاينة الجزيرة العربية‪ ،‬من شراء الصمت المأجور أول وأخي ارً لصحافة واعلم‬ ‫)‪(17‬‬


‫وضمائر الجيران والشقاء والشقياء معا حّتى سارت واستشرت الفتنة السعودية‬ ‫الودهابية التي أطلقوا عليها اسم )دعوة التوحيد لدين ال…! ( وال منها براء!‪..‬‬

‫سارت بقيادة محمد بن سعود اليهودي وتشريع محمد بن عبد الودهاب ل ابن عمه ل‬ ‫سارت تفتك بالناس وتسلب الموال وتعتدي على أعراض النساء وتبقر بطول الحوامل‪،‬‬ ‫وتقتل الطفال وتأخذ ما تبقى من الحياء سبايا تستراقهم‪ ..‬كل ذلك باسم الدين والدين‬ ‫الصحيح منها براء‪.‬‬ ‫فثار أدهالي نجد لمقاومتها‪ ،‬اقاومها أدهالي العارض الذين كانوا أول من حاربهم‬ ‫محمد بن سعود ومحمد بن عبد الودهاب واقتلوا الكثير منهم كما اقتلوا حاكمهم اددهام بن‬ ‫دواس بحجة أنهم "كفرة"‪ .‬اقاومها أدهالي بريدة وعنيزة وشق ار ووشيقر والّز للفي والرس‬

‫ووادي الدواسر وسدير والمجمعة‪ .‬واقاومتها كل مناطق القصم والسر الوشيم وحائل‬ ‫وواقف كل رجال الدين الصالحين بوجهها وواقف الشعراء الذين دهم أجهزة العلم‬ ‫والدعاية في ذلك الواقت وثارت ضددها معظم القبائل‪ .‬ولكن الدعوة السعودية نجحت‪..‬‬ ‫نجحت لن أموال اليهود وتخطيطاتهم كانت تدعمها‪ ،‬ونجحت لتفكك البلدان داخل‬ ‫الجزيرة السعودية الودهابية‪ ،‬وبدأ شعراء نجد في محاربتها‪ ،‬من دهؤلء الشعراء شاعر‬ ‫شهير في كل أنحاء نجد اسمه حميدان الشويعر‪ .‬اقال اقصيدة شعبية كان لها أثردها في‬ ‫نفوس المواطنين في أنحاء نجد‪ ،‬ورغم مضي أكثر من )‪ 164‬عاما…! ( عليها إل أنه ل‬ ‫زال يوجد الكثير من أبناء نجد يحفظون أبياتها أو بعض البيات دهذه وخاصة مطلعها‪،‬‬ ‫واقد دفع الشاعر حياته من أجل دهذه القصيدة الثورية الشهيرة فاغتاله محمد بن سعود‬ ‫ومحمد بن عبد الودهاب متفقين من أجلها… اغتال حميدان الشويعر‬ ‫)بالسم…! ( الذي دسه أحد عملء دهاتين السرتين له في رغيف‪ ،‬واسم دهذا العميل‬ ‫سعد الجعيشن‪ ،‬الذي عزم الشاعر حميدان الشويعر ل فاغتاله‪ ،‬وكان الشاعر الشعبي‬ ‫الكبير حميدان الشويعر اقد وصف في تلك القصيدة أصل آل سعود اليهودي ومجئ‬ ‫جددهم من البصرة ووصف أصل محمد بن عبد الودهاب ومجيئه من بلدة بورصة في‬ ‫تركيا‪ ،‬ودجله باسم الدين‪ ،‬وكان دهناك )جبل عوصاء…! ( ويقع بالقرب من بلدته شقراء في‬ ‫أواسط نجد‪ ،‬وكان في دهذا الجبل ذئاب مسعورة تأكل الحيوانات والبشر‪ ،‬وكان الشاعر‬ ‫)‪(18‬‬


‫حميدان الشويعر يذدهب إلى دهذا الجبل باستمرار ليستوحي دهذا الشاعر الساخر الثائر‬ ‫من مرتفعات دهذا الجبل شعره الشعبي المثير الذي ما أن يقوله حّتى تتردد أصداؤه بين‬ ‫الناس‪ .‬وذات يوم نصحه أصداقاؤه بأن ل يذدهب إلى )عوصاء…! ( خوفا عليه من الذئاب‬

‫المسعورة‪ ،‬ومن دهذه النصيحة استوحى شاعرنا اقصيدته الشهيرة معب ار فيها عما يجيش‬ ‫في صدره من حقائق منتقدا ما ينصحه به الصداقاء خوفا عليه من الذئاب المسعورة!!‬ ‫اقائل ما معناه )اّنه ل يخشى دهذه الذئاب الوحشية وانما يخشى الذئاب الدمية‬

‫اليهودية‪ ،‬أما الذئاب الوحشية فمسكينة ل دهذه الذئاب ل انها مظلومة! ‪ ،‬ودائما ما‬

‫يظلمها البشر من تاريخ السيد يوسف ابن يعقوب حّتى دهذا التاريخ ‪ :‬فعندما اقذف ل أخوة‬ ‫ل يوسف أخادهم يوسف في غيادهب البئر أتوا إلى أبادهم عشاء يبكون بدمع كاذب واقالوا ‪:‬‬ ‫"ان ذدهبنا نلعب وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب!"‬ ‫ودها أنتم الن تتهمون ذئابا متوحشة في جبل عوصاء زاعمين أنها أكثر وحشية من‬ ‫محمد بن عبد الودهاب وآل سعود‪ .‬وأن دهذه الذئاب تأكل البشر‪ .‬أنا ل أخشى دهذه الذئاب‬ ‫الوحشية وانما أخشى الذئاب البشرية السعودية الودهابية‪ ،‬أخشى "عود" أي ل )شيخ…! ( في‬ ‫اقرية الدرعية يقول ل الحق ل ولكنه يفعل الباطل ل يزعم أنه يحكم باسم القرآن ويرتكب‬ ‫أبشع المنكرات باسم القرآن نفسه ‪ :‬أخشى دهذا المجرم الذي جعل "دهذا يذبح دهذا" جعل‬ ‫الخ يذبح أخاه ودهو جالس ""على زوليته" أي على سجادته يسبح!‪.‬‬ ‫والبلد سابحة بالدم‪ .‬ومن أجل من يذبح العرب المؤمنين بعضهم بعضا؟!‪ .‬من أجل‬ ‫الشيطان الرجيم دون شك‪ ..‬من أجل محمد بن عبد الودهاب ومحمد بن سعود‪ .‬من أجل‬ ‫تمكين الحكم الملكي السعودي الودهابي اليهودي البغيض…! ( دهذه دهي ترجمة القصيدة‪.‬‬ ‫ودها دهي القصيدة الشعبية التي فقد من أجلها الشاعر الشعبي الكبير حميدان الشويعر‬ ‫حياته ل شهيدا ل على أيدي محمد بن سعود الول القينقاعي وشريكه محمد بن عبد‬ ‫الودهاب ‪:‬‬

‫)‪(19‬‬


‫الصل السعودي‬ ‫في اقصيدة الشاعر الشعبي الكبير حميدان الشويعر‬ ‫ما دهمّن ذيب في عوصا‬

‫ما أخشى ذيب في عوصا‬ ‫اقوله حق وفعله باطل!‬ ‫خّلى دهذا يذبح دهذا‬

‫دهمّن عود في الدرعية‬

‫أخشى شيخ في الدرعية‬

‫واسلحه كتب مطوية‬ ‫ودهو جالس في الزولية‬

‫يدعو باسم دين امحمد‬

‫وأفعاله كفر وأذية‬

‫يب أر منها دين امحمد‬

‫أعماله الشيطانية‬

‫واظنه بمحمد يعني‬ ‫يقول أصله من تميم‬ ‫امحمد عبد الودهاب‬

‫امحمد الودهابية‬ ‫تميم )برصه…! ( التركية!‬ ‫ومحمد السعودية‬

‫دهم طيزين في سروال‬

‫ذياك ايشّرع ل لذّيه‬ ‫واثنينهم حرامية‬

‫أما امحمد ابن اسعود‬

‫فمن اصول يهودية‬

‫ابوه اصله مردخاي‬

‫راعي الملة العبرية‬

‫ضحك على بعض اعنزه‬

‫واقال ان أمه مصلوخية‬

‫وجابوه لنا من البصرة‬

‫حّتى أوصوله الدرعية‬

‫حط درعيه بالقطيف!‬

‫ومن بعد صارت نجديه!‬

‫وزعم اّنه ارض أجداده‬

‫ودهي من شّره برّية‬ ‫ال ل يعيد ذيك الجيه‬

‫وشرع ظلم باسم الدين‬

‫واقال ذي شرعة سماوية‬

‫شرع بني إسرائيل‬

‫في أراضينا النجدية‬

‫زعم أنه شرع ال‬

‫أو شريعة إسلمية‬

‫تشاركوا باسم الدين‬

‫بزعمهم درع النبي‬

‫جابوا لنا ابن اليهود‬

‫شروه القينقاعية‬

‫)‪(20‬‬


‫واقال ان اقوله اقرآن‬

‫وأحاديثه نبوية‬

‫وانه من ال مرسول‬

‫يخلف رسول البرّية‬ ‫ويسرق أموال الرعية‬

‫وباسم الدين أصبح يقتلنا‬ ‫ودفع الدرادهم )زّين…! ( له‬ ‫وجعل أصل أصل امحمد!‬

‫وشجرتهم عدنانية!‬

‫بعد دهذا يا جماعة‬

‫ما رضى نصايحكم ليه‬

‫ل تنصحون احميدان‬ ‫مسكينة يذياب البر‬

‫أصله وصول الذرية‬

‫من شر اذياب وحشيه‬ ‫تتهم بأعمال ردية‬

‫من عهد سيدنا يوسف‬

‫والتهمة فواقه مرمية‬

‫أذياب البر ما نخشادها‬ ‫نخشى أذياب اليهود‬

‫ول وحوش البّر يلة‬ ‫الذئاب الدمية‬

‫بني إسرائيل أخشادهم‬

‫أحقاددهم خيبرية‬

‫أخشى أن يحكم في نجد‬

‫أسرة بغي يهودية‬

‫تشرع شريعة زواج‬

‫فيها المير يركب خيه‬

‫والخت ينكحها أخودها‬

‫باسم الصول المرعية‬

‫زواجهم باللف‬

‫زواج بل شرعية‬

‫وبموجب دهذه القصيدة اغتيل حميدان الشويعر‪ ..‬اغتاله محمد بن عبد الودهاب‬ ‫ومحمد بن سعود‪ ..‬لكن دهذه القصيدة بقيت كشادهد اثبات على جرائم اليهود الذين‬ ‫تلبسوا السلم لتدميره‪ ..‬وفي الواقت نفيسه بقيت دهذه القصيدة للتشهد بعض كفا ح‬ ‫شعبنا كله للدعوة السعودية الودهابية منذ بدأ اقيامها الباطل وكانت اقبائلنا مع الحضر‬ ‫تقاتل بشدة آل سعود ودعوتهم الخبيثة وكان في طليعة القبائل التي اقاومت آل سعود‬ ‫ودينهم الباطل اقبائل العجمان وبني خالد وعتيبة وشمر واقحطان والدواسر وبني يام‬ ‫ومطير وحرب وبني مره وبني خالد وبني دهاجر وغيردهم‪.‬‬

‫)‪(21‬‬


‫آل سعود يقطعون الرؤوس البشرية‬ ‫ويقدمونها مع الطعام‬ ‫واقد روى حافظ ودهبه المستشار السعودي في كتابه )جزيرة العرب…! ( عن الطاغية‬ ‫الملك عبد العزيز الخير المتوفى سنة ‪ 1953‬فقال ‪) :‬اقال عبد العزيز بن عبد الرحمن‬ ‫آل سعود "لقد اقاومت دعوتنا كل القبائل أثناء اقيامها وكان جدي سعود الول اقد سجن‬ ‫عدداً من شيوخ اقبيلة مطير فجاءه عدد آخر من القبيلة يتوسطون بإطلاقهم ولكن‬

‫سعود الول اقد أمر بقطع رؤوس السجناء ثم أحضر العداء ووضع الرؤوس فوق ال كلل‬ ‫وطلب من أبناء عمهم الذين جاؤوا للشفاعة لهم أن يأكلون من دهذه المائدة التي‬ ‫وضعت عليها رؤوس أبناء عمهم و‪ ..‬لما رفضوا ال كلل أمر سعود الول بقتلهم!‪( !….‬‬ ‫ويقول حافظ ودهبه في كتابه جزيرة العرب في القرن العشرين )لقد اقص دهذه القصة‬ ‫الملك عبد العزيز على شيوخ اقبيلة مطير الذين جاؤوا للستشفاع في زعيمهم فيصل‬ ‫الدويش اقبل ان يقتله عبد العزيز ليبين لهم أن عبد العزيز سيقتلهم أيضاً إذا لم يمتنعوا‬

‫عن طلب الشفاعة لزعيمهم فيصل الدويش…! (‪..‬‬

‫بعد دهذه المقدمة الدالة على أصله اليهودي ووحشيته أمر الملك الطاغية عبد‬ ‫العزيز ل بقتل فيصل الدويش ل وتوضأ بدمه ثم اقام لداء الصلة!‪.‬‬ ‫لماذا؟‪ ..‬لن فيصل الدويش اقد استيقظ ضميره أخي ار وانقلب عليه بعد أن رأى‬ ‫الدويش أن الملك الطاغية عبد العزيز كان ل يركع ال لوامر ال نلكليز‪ ،‬واستيقظ‬ ‫الدويش بعد أن واقع عبد العزيز لل نلكليز بإعطاء فلسطين لليهود في مؤتمر العقير عام‬ ‫‪ 1922‬مما سيأتي اثباته تاليا‪ ..‬بهذا السلوب سارت الدعوة السعودية الودهابية من‬ ‫أول اقيامها ل أدهداف لها ال النهب والسلب والسراقة والكذب والدجل والفجور والفسوق‬ ‫كل ذلك باسم الدين‪ ،‬ولكني كما اقلت عن شعبنا‪ ،‬اّنه لم يقف منها مواقف المتفرج‪ ،‬فقد‬ ‫اقاومها في كل مكان‪.‬‬

‫)‪(22‬‬


‫ثورة أبناء يام‬ ‫… ثورة أدهل نجران والعجمان وبني خالد‬ ‫ففي عام ‪ 1178‬دهل ل ‪ 1765‬م اتفق )أبناء يام…! ( من أدهال نجران واقبيلتي العجمان‬ ‫وبني خالد وتحالفوا على مقاومة الحتل لل السعودي‪ ،‬تحالفوا على سحق محمد بن‬ ‫سعود ومحمد بن عبد الودهاب في جحوردهما‪ ،‬تحالف بني يام بأن يسيروا من نجران‬ ‫بقيادة السيد )حسن بن دهبة ال…! ( ويسير بني خالد والعجمان من الحساء بقيادة حاكم‬ ‫الحساء آنذاك )عرعر الخالدي…! ( وتواعد الجميع على الزحف على الدرعية من نجران‬ ‫والحساء للقضاء على محمد بن سعود اليهودي وابن عمه محمد بن عبد الودهاب‬ ‫وحصد دعوتهما في مهددها الدرعية‪ ،‬وبالفعل سارت جموع بني يام من نجران والحساء‬ ‫ولكن السيد حسن دهبة ال اقد وصل بأدهالي نجران إلى ضواحي الدرعية اقبل وصول‬ ‫العجمان وبني خالد وتمكن أدهالي نجران وحددهم من سحق الجند السعودي الودهابي‬ ‫الباطل شّر سحقة وأسروا الحياء منهم واختفى محمد بن سعود وكاد ينتهي أظلم وأاقذر‬

‫حكم دخيل في جزيرة العرب على أيدي أدهالي نجران البطال‪.‬‬ ‫لو لم يلجأ محمد بن عبد الودهاب للمكر والخداع‪..‬‬

‫محمد بن عبد الودهاب يشهد ببطل نل دعوته في وثيقة واقعها امام أدهالي نجران‬ ‫والعجمان‬ ‫لقد كاد يقضى على حكم الدخلء لو لم يخرج محمد بن عبد الودهاب رافعا راية‬ ‫الصلح على )أن يقف أدهالي نجران عند حددهم ويمتنعوا من دخول الدرعية وأن يسلموا‬ ‫ما تحت أيديهم من السرى السعوديين ويتعهد كل من محمد بن عبد الودهاب ومحمد بن‬ ‫سعود بدفع عشرة آلف جنيه ذدهب كتعويض لدهالي نجران عن رحلتهم دهذه وأن ل‬ ‫يتعدى محمد بن سعود ومحمد بن عبد الودهاب حدود الدرعية وأن ل يرفعا راية دهذه‬ ‫الدعوة السعودية الباطلة مرة أخرى واقد شهد محمد بن عبد الودهاب ببطل نل دعوته أمام‬ ‫أدهالي نج ارن…! ( ودهكذا جرى ال تلفاق حرفيا بين أبناء يام ومحمد بن عبد الودهاب معترفا‬ ‫في آخر جملة من ال تلفااقية ببطل نل دعوته أمام أدهالي نجران‪ ..‬اتفق محمد بن عبد‬ ‫)‪(23‬‬


‫الودهاب نيابة عن محمد بن سعود مع أدهل نجران الشجعان على ذلك‪ .‬وما أن وصلت‬ ‫جموع اقبائل العجمان وبني خالد من الحساء بقيادة عرعر الخالدي حّتى فوجئوا بهذا‬ ‫الصلح غير المرضي للعجمان وبني خالد لكنهم اضطروا لقبوله تمشيا مع ما اتخذه‬ ‫ابناء عمهم من بني يام من نجران‪.‬‬ ‫ودهكذا فشلت أول خطة ثورية رمزت إلى اقوة ال تلحاد بين جنوب الجزيرة وشراقها‪،‬‬ ‫ولم يكن سبب فشلها ال التصرفات الفردية للشيخ حسين بن دهبة ال!‪.‬‬ ‫ولول ذلك لقضي على الوجود السعودي الودهابي‪.‬‬ ‫حدثت دهذه الخطة الثورية في سنة ‪ 1178‬دهل الموافق ‪ 1765‬م رغم ما أحدثه‬ ‫محمد بن سعود ومحمد بن عبد الودهاب من رعب في اقلوب المواطنين حي ث لم يتمكنا‬ ‫من الخروج لمبارزة أدهالي نجران والعجمان وبني خالد الذين أواقعوا الرعب في اقلب‬ ‫اليهودي محمد بن سعود وأصيب باسهال ومرض مرضا شديدا من جراء ما انتابه من‬ ‫رعب شديد حينما شادهد )أبناء يام…! ( يحاصرون الدرعية بعد سحقهم للجند السعودي‪.‬‬ ‫واقد تسبب ذلك في وفاة محمد بن سعود من جراء المرض الذي أصابه من دهذا‬ ‫الحاد ث ومات لسبعة أشهر من ذلك الحاد ث وذلك في عام ‪ 1179‬دهل ل ‪ 1766‬م ودهكذا‬ ‫توفي )المام…! ( محمد بن سعود المؤسس الثاني لدولة آل سعود الخبيثة‪ ،‬وكان المؤسس‬ ‫الول مردخاي ل أو مرخان كما اقلنا‪ ،‬وبقي الطرف الثاني والشريك محمد بن عبد‬ ‫الودهاب‪ ،‬يدير شركتهما المحدودة وحيدا لتقتيل المنين باسم الدين‪ ،‬ولكن أكبر أولد ل‬ ‫محمد بن سعود ل ودهو عبد العزيز بن محمد بن سعود ل اقد تمكن من تولي منصب والده‬ ‫محمد بن سعود والسير في )خطة أبيه الول…! ( في عدم فسخ الشراكة وتأييد فتاوى‬ ‫محمد بن عبد الودهاب شيخ الدعوة الباطلة للشعوذة والحكم الوراثي رافعين راية الباطل‬ ‫لقتل المؤمنين "باسم ال" وال منهم ومن دعوتهم براء‪ ،‬وكان عبد العزيز بن محمد بن‬ ‫سعود اقد تزوج ابنة محمد بن عبد الودهاب‪ ،‬وامتزج النسب الباطل ببعضه أكثر من ذي‬ ‫اقبل‪..‬‬ ‫وما ان ازداد محمد بن عبد الودهاب اقوة حّتى اقام بال تلصال بيهود نجران طالبا‬

‫دعمه ماليا ثم أثاردهم ضد الشعب في نجران‪ ..‬ثم أمر محمد بن عبد الودهاب جده‬ ‫)‪(24‬‬


‫بمواصلة غزواتهم على البلدان المجاورة في نجد وأخذ شعبنا يقاوم ببسالة دهذه الدعوة‬ ‫الباطلة‪ ،‬لكن الباطل السعودي كان أاقوى على حق الشعب المغلوب ويرجع ذلك لسببين ‪:‬‬ ‫اليادهو كودهين يدعم محمد بن عبد الودهاب‬ ‫السبب الول ‪ :‬دهو دعم اليهود في العراق عن طريق تاجر يهودي يدعى اليادهو‬ ‫كودهين ساسون ل لمحمد بن عبد الودهاب وشركاه آل سعود‪.‬‬ ‫والسبب الثاني ‪ :‬دهو تفكك الشعب‪ ..‬فاحتلوا القصيم ومعظم أاقطار نجد‪ ،‬ثم احتلوا‬ ‫الحساء في عام ‪ 1208‬دهل بعد مقامة طويلة من شعبنا‪ ،‬فقتل آل سعود و محمد بن‬ ‫عبد الودهاب عدداً من شيوخ بني خالد والعجمان‪ ،‬وفي الحساء المطلة على شواطئ‬ ‫الخليج العربي اجتمع عبد العزيز بن محمد بن سعود و محمد بن عبد الودهاب باثنين‬

‫من رسل المخابرات ال نلكليز عااقدين ال تلفاق معهم ضد شعبنا‪ ،‬واستمر دعم ال نلكليز‬ ‫لمحمد بن عبد الودهاب ونسيبه عبد العزيز بن محمد بن سعود وكانت زوجة عبد‬ ‫العزيز بن محمد بن سعود اقد ولدت طفل من ابنة خاله محمد بن عبد الودهاب…‬ ‫وباسم دهذا الطفل واصل محمد بن عبد الودهاب زحفه إلى العراق بقيادة "ابن ابنته"‬ ‫واسمه "سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود" فاحتلوا كربلء في عام ‪ 1216‬دهل‬ ‫ودهدموا مساجددها ومآذنها ودهدموا اقبة الحسين‪.‬‬ ‫وصادروا أموال المواطنين واعتدوا على نسائهم وأخذودهن سبايا وبقروا بطون‬ ‫الحوامل منهن ل ودهي طريقة سعودية معتادة ل ثم عادوا إلى الحجاز فاحتلوا مكة وجدة‬ ‫في ‪ 17‬محرم ‪ 1218‬دهل وكانوا اقبلها اقد احتلوا جدة والمدينة المنورة‪ ،‬ولكن أبناء‬ ‫الحجاز ما لبثوا استعادوا الحجاز وطهروه من رجس الودهابية اليهودية السعودية‪ ،‬وفي‬ ‫‪ 10‬رجب ‪ 1218‬دهل اقام أحد البطال ويدعى محمد بن ناجي اليامي بقتل )المام…! ( عبد‬ ‫العزيز بن محمد بن سعود بعدة طعنات من خنجره أودت بحياة عبد العزيز‪ ،‬واقد أشاع‬ ‫آل سعود بعد ذلك )أن أحد الجانب الكفرة المشركين من كربلء دهو الذي اغتال عبد‬ ‫العزيز ودهو في الصلة انتقاما…! (‪..‬‬

‫)‪(25‬‬


‫دهكذا اقال محمد بن عبد الودهاب … ول نعلم كيف يبيح محمد بن عبد الودهاب‬ ‫وشركاه العتداء على الشعب في كربلء ما دامت كربلء أجنبية ول يبيح الطغاة لبناء‬ ‫كربلء رد العدوان بالقصاص؟‪.‬‬ ‫ان آل سعود لم يقفوا عند دهدم اقبة اقبر النبي محمد بن عبد ال في المدينة إوانما‬ ‫أواقفوا بالقوة‪ .‬لقد اقتل عبد العزيز الول ل نله ل يقل اجراما عن حفيده الخير الملك‬ ‫الطاغية عبد العزيز جرما وبطشا بالمنين ودجل باسم الدين والدين منهم براء‪ .‬وبعد‬ ‫مقتل )المام…! ( عبد العزيز بن محمد بن سعود تولى من بعده ابنه سعود الول )ابن بنت‬ ‫محمد بن عبد الودهاب …! ( ولكن الشعب أبى أن )يبايع سعود…! ( واقاومه الشعب في العراق‬ ‫حّتى تحررت منه الجزاء التي استولى عليها من العراق‪.‬‬

‫وبقي يدعمه جده محمد بن عبد الودهاب بالفتاوى الباطلة وأموال اليهود وال نلكليز‬

‫واستمر حكمه الطاغي احدى عشر سنة من عام ‪ 1218‬إلى ‪ 1299‬دهل سار خل للها‬ ‫لحتل لل الحجاز مرة أخرى ثم سار لحتل لل الشام والعراق ورأس الخيمة في عمان ولكنه‬ ‫دحر في الشام والعراق وعمان ثم سار لحتل لل اليمن ووصل إلى زبيد ولكن شعبنا‬ ‫المكافح في اليمن دحره واقتل الكثير من جنده الفاسد ودهرب مذعو ار رغم دعم ال نلكليز‬ ‫واليهود له‪ ،‬وكانت عقلية سعود الول سخيفة ل تشابهها إلّ عقلية بعض أخلفه‪ ،‬لقد‬ ‫كان مغرو ار بخيوله‪ ..‬كان يحب الحريم والراقيق والخيول كان يدعمه ال نلكليز واليهود‪،‬‬ ‫كان لكل ولد من أولده حرس خياله اقدردهم )‪ ( !…200‬يضاف إلى ذلك عدد من البل‬ ‫والحريم التي يختطفهن ويسلبهن من ذويهن ظلما وزورا‪ ..‬وبهذه الطريقة احتل الحجاز‬ ‫مرة أخرى عام ‪ 1220‬بعد مقاومة اقاسية من أبناء الحجاز ورا ح يهدم في الماكن‬ ‫المقدسة بحجة )أنه يخشى أن يعبددها الناس…! (!… وفرض على أبناء الحجاز أن يدرسوا‬ ‫رسائل جده محمد بن عبد الودهاب والكتب السخيفة التي وضعها آل الشيخ أي آل عبد‬ ‫الودهاب والودهابيين وبقي دهذا الحكم السعودي يسوم الحجاز من عام ‪ 1220‬حّتى عام‬ ‫‪ 1228‬دهل‬

‫والماكن المقدسة تلاقي من سعود وآله وتجار دينهم في السابق ما تلاقيه الن من‬ ‫آل سعود وتجار دينهم الباطل‪..‬‬ ‫)‪(26‬‬


‫جيش العروبة في معركة تحرير الجزيرة العربية‬ ‫وفي سنة ‪ 1220‬دهل اقام )سعود الول…! ( بعد أن احتل الحجاز بتعاون مع العثمانيين‬ ‫وارتكب أنواع الجرائم في الحجاز غير عابئ بقدسيتها‪ ،‬اقام دهذا المخبول بأعمال منكرة‬ ‫جدا‪ ،‬ال أنها مضحكة جدا‪ ،‬فقد منع على المصريين والسوريين والعرااقيين أن يحجوا‪،‬‬ ‫بحجة أنه يخشى منهم وانه ل يعجبه اسلمهم‪.‬‬ ‫ففي سنة ‪ 1220‬دهل اقال المير سعود الول بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ل‬ ‫لميري الحج المصري والشامي ‪) :‬ما دهذه العويدات التي تأتون بها وتعظمونها؟…! (‬ ‫"ويقصد بذلك المحمل المصري والمحمل الشامي" فأبلغه بقولهما ‪" :‬ان دهذه العويدات‬ ‫دهي المحمل المصري والشامي! ودهي اقديمة جارية اتخذت لتجميع الناس والحجاج‬ ‫حولها متكتلين متحدين ضد اقطاع الطرق ولصد العدوان"‪..‬‬ ‫فأبلغ سعود أدهالي مصر والشام اقائل ‪" :‬انكم يا أدهالي مصر والشام إذا فعلتم ذلك‬ ‫عبد دهذا العام فاني أكسر المحمل الشامي والمصري‪ ،‬وأاقتل جميع الحجاج‪ ،‬وكذلك‬ ‫شروط أخرى عليكم يا أدهالي مصر والشام‪،‬‬ ‫أول ل أن ل تلحقوا لحاكم‪،‬‬ ‫ثانيا ل أن ل تذكروا ال بأصوات عالية‪ ،‬أو تنادوا بقولكم "يا محمد"‪،‬‬ ‫ثالثا ل أن يدفع كل حاج منكم جزيه اقدردها عشرة جنيهات من الذدهب لجيبي الخاص‪،‬‬ ‫رابعاً ل أن يدفع أمير الحج المصري والسوري كل منهم عشر جواري وعشرة غلمان‬

‫لون أبيض كل سنة"‪ .‬انها شروط اقاسية ومضحكة اقصد بها ابعاد الحجاج‪.‬‬

‫ويقول السيد دحل نل في تاريخه ‪) :‬ان سعود اقد أحرق المحمل المصري والمحمل‬ ‫الشامي وأمر مناديا ينادي بالناس في الحج بأن ل يأتي أي إنسان للحج في العام ال تلي‬ ‫من أي جهة من العالم ودهو حليق اللحية…! (‪.‬‬ ‫فرا ح الحجاج المصريون في عام ‪ 1220‬دهل غاضبين ولكنهم غير آبهين بطلبات‬ ‫سعود الول المجنونة‪ ،‬وفي عام ‪ 1221‬دهل كتب سعود الول إلى أمير الحج الشامي‬ ‫وكان أمير الحج اقد وصل بالحجاج إلى اقرب المدينة المنورة‪ ،‬يقول له ‪) :‬ل تدخل‬ ‫الحجاز ال على الشروط التي شرطنادها في العالم الماضي…! (‬ ‫)‪(27‬‬


‫فرجع حجاج الشام تلك السنة من غير حج‪ ،‬أما حجاج مصر فقد امتنعوا من‬ ‫أنفسهم ولم يحجوا تلك السنة ودهم على مضض‪ ،‬مما جعلهم يتضجرون غيظا على‬ ‫الحكم السعودي المتوحش‪.‬‬ ‫ويقول العلمة ابن بشر في تاريخه عن جرائم ‪ 1221‬دهل السعودية ‪) :‬ان سعودا‬ ‫حشد جيوشا عظيمة اقرب المدينة المنورة وأمردهم أن يمنعوا الحجاج التين من مصر‬ ‫والشام فرجع المحمل الشامي إلى وطنه وكان أميره عبد ال باشا العظم‪ ،‬ثم بعد ذلك اقام‬ ‫سعود بابعاد آلف العرب من مكة وأعظمهم من أبناء الحجاز نفسها واليمن والعراق‬ ‫وكذلك سافر إلى المدينة وفعل فيها مثلما فعل في مكة‪ ،‬واقد دهاجر عدد ل يحصى من‬ ‫أبناء الحجاز إلى مصر والشام واليمن والسودان وتركيا وأماكن شتى من العالم فأسرعوا‬ ‫في كشف فضائح الوحوش السعوديين‪ ،‬في القوت الذي كان فيه سعود الول يتبادل‬ ‫دهدايا الجوادهر والجواري والغلمان مع شاه إيران بهلوي الول ويأخذ الموال من اليهود‬ ‫)كاعانة له على خدمة الحرمين…! ( كما يزعم واقد أغضب دهذا الفعل السعودي أدهالي نجد‬ ‫وعلماء نجد الصالحين من غير آل الشيخ طبعا ل أي من غير أسرة محمد بن عبد‬ ‫الودهاب …! ( ‪..‬‬ ‫وما فعله سعود الول بالحجاج يذكرنا بما تفعله بقية السرة السعودية بالحجاج‬ ‫أيضاً فقد أعادت الحجاج السوريين على زمن الوحدة بين مصر وسوريا عام ‪1959‬‬

‫وأعادوا كسوة الكعبة المصنوعة في مصر ورفض آل سعود أن يحج أدهالي مصر ما لم‬ ‫يدفعوا عملة صعبة! أما جنيهات استرلينية أو دولرات أمريكية‪ ،‬وما فعله آل سعود مع‬ ‫أبناء مصر فعلوه مع أبناء اليمن فقد منعودهم من الحج حين اقامت الثورة ضد حكم‬ ‫المام المتأخر أحمد بن يحيى الدين‪ ،‬اما أدهالي الحجاز فقد مقتوا الحكم السعودي‬ ‫الجرامي منذ بدايته‪ ،‬وامتنع الكثير من الحجاج العرب في بداية الحكم السعودي عن‬ ‫أداء فريضة الحج ست سنوات مقسمين )أن ل يحجوا حّتى يطهروا اقبلتهم من‬ ‫الرجس…! (‪،‬‬

‫أما أدهالي مصر والشام واليمن فقد امتنعوا عن الحج كليا طيلة ست سنوات‪ ،‬وفي‬ ‫سنة ‪ 1226‬دهل بدأت حملت التحرير العسكرية من مصر إلى الحجاز بعد أن ضغط‬ ‫)‪(28‬‬


‫أدهل مصر على حكامهم ال تلراك فاستولت الحملة على ينبع وحررتها في نفس السنة‬ ‫‪ 1226‬دهل وبما أن مصر نفسها كانت محتلة للعثمانيين آنذاك فقد أصدر السلطان‬ ‫سليم المر إلى محمد علي باشا حي ث بع ث محمد علي بطوسون على رأس حملة‬ ‫التحرير العسكرية المصرية‪ ،‬لكن اقادة الحملة العثمانية تآمروا مع سعود الول بعد أن‬ ‫تبادل معهم الهدايا وأاقنعهم أنه سوف ينفذ أوامر خلفتهم على الحرمين كما يريدون‬ ‫على شرط )أن ل يمكنوا أعداء آل سعود المصريين والشوام من التدخل وال نلتصار‬ ‫عليه…! (‬ ‫فتراجع القائد طوسون وادعى أنه انكسر أمام الجيوش السعودية ولكن دهذه الفعلة‬ ‫النكراء أثارت العرب والمسلمين في اليمن واقلب الجزيرة العربية وفي الشام ومصر بوجه‬ ‫خاص فبدأ الضغط العربي على ال تلراك من جهة وااقتنع محمد علي حاكم مصر من جهة‬ ‫أخرى بأنه ل عزة لهذه المنطقة كلها ما لم تجت ث العائلة السعودية والعائلة الودهابية من‬ ‫جذوردهما‪ ،‬فجمع اقادته في القادهرة ومن بينهم ابنه إبرادهيم باشا وطلب منهم إعطاء‬ ‫الرأي بالطريقة التي يرونها للتخلص من السرتين الشريرتين‪ ..‬فأخذ كل واحد يبدي‬ ‫رأيه‪ ..‬فقام محمد علي وأحضر تفاحة وضعها في وسط سجادة كبيرة مفروشة في‬ ‫مجلسه ثم طلب من كل واحد من الحاضرين أن يأخذ التفاحة دون أن تطأ اقدمه على‬ ‫السجادة‪ ،‬فاحتار الجميع ال أن ابنه إبرادهيم باشا لم يعجزه الحل فطوى السجادة من‬ ‫طرفها بيديه دون أن تطأ رجليه السجادة حّتى وصل إلى التفاحة فأخذدها وأكلها‪ ..‬فواقف‬ ‫له والده احتراما ثم اقال ‪:‬‬

‫)أردت بذلك أن أختبر ذكائك بهذه الطريقة لاقول لك بعد دهذا أنت الذي سيكون لك‬ ‫شرف تخليص العرب والجزيرة العربية والمسلمين والديار المقدسة من دهذه النكبة‬ ‫بهاتين السرتين الودهابية والسعودية…! ( فانطلق إبرادهيم باشا يطوي طغاة الجزيرة العربية‬ ‫واحدا تلو الخر مثلما طوى تلك السجادة التي طوادها في القادهرة‪ .‬وفي سنة ‪ 1228‬دهل‬ ‫تمكن العرب بقيادة إبرادهيم باشا من تحرير مكة والمدينة المنورة والطائف من رجس‬ ‫السعودية )اليهودية…! (‪ ،‬ويقول السيد دحل نل في تاريخه‬

‫)‪(29‬‬


‫)لقد حاول سعود دهذه المرة أن يخادع العرب وأن يفعل مع العثمانيين ما فعله في‬ ‫المرة الولى معهم تبادل الهدايا والخضوع لسلطانهم‪ ،‬فأرسل إلى السلطان محمد علي‬ ‫باشا طالبا الصلح وأن يفتدي بالمال عثمان المضايفي عامله السعودي على الطائف‪،‬‬ ‫ولكن مساعي الصلح السعودية لم تتم حي ث اشترط العرب على رسول سعود الشروط‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫أول ل أن يقوم سعود بدفع كل المصاريف التي اتفقت على الحملة العسكرية‪،‬‬ ‫ثانياً ل أن يقوم سعود برد كل المجودهرات والموال التي كانت بالحجرة النبوية‪ ،‬وثالثا ل‬

‫أن يكون سعود بدفع الدية لبناء الحجاز وأبناء مصر الذين اقتلهم‪ ،‬رابعا ل أن يحضر‬ ‫سعود بنفسه لتسليم نفسه للقيادة ليحاكم على ما ارتكبه من جرائم بحق العرب‬ ‫والمسلمين‪ ،‬وبالطبع لم يفعل دهذا سعود وانما بقي في الدرعية ل يخرج منها ويحشد‬

‫جنده للدفاع عن نفسه ل نله أمن أنه ل محالة له من الموت وأن العرب اقد عزموا على‬ ‫تحرير بلددهم من جرائم ظلمه وما أن تحررت الحجاز وبدأ الزحف العربي المقدس‬ ‫أصيب سعود باسهال شديد وحمى ودهو نفس المرض الذي أصيب به جده محمد بن‬ ‫سعود حينما حاصره أدهالي نجران في الدرعية عام ‪ 1178‬دهل ‪ 1765‬م فمات سعود‬ ‫اقبل وصول حملة التحرير العسكرية العربية إلى الدرعية في ‪ 7‬ربيع الثاني سنة ‪1229‬‬ ‫دهل الموافق ‪ 1814‬م…! (‪ .‬توفي سعود ل من شدة الخوف والهلع ل بالدرعية على اثر‬ ‫السهال وحمى الخوف التي أصيب بها من حملة التحرير العربية رغم ما اقاله أصحاب‬ ‫التواريخ عن عظمة دهذا "السعود" واقوة شخصيته وجبروته وصلبته‪ ،‬التي دهي صلبة‬ ‫الطواغيت والجبناء في عهد الرخاء ضد المغلوبين على أمردهم والضعفاء‪ ..‬واقبل وصول‬ ‫حملة التحرير العربية‪ ،‬استولى ابنه عبد ال بن سعود على الحكم في الدرعية وواقف‬ ‫إلى جانبه شركاؤدهم في الباطل ل أنفسهم ل آل الشيخ‪.‬‬ ‫أي آل محمد بن عبد الودهاب غير أن الصالحين من علماء نجد لم يوافقوا على‬ ‫ذلك كعادتهم فواقفوا إلى جانب الشعب والعرب والدين الصحيح ل الدين السعودي‬ ‫اليهودي وحاول ملك اليمن السبق أن يتعاون مع آل سعود ويخرج أبناء اليمن لضرب‬ ‫مؤخرة جيش التحرير العربي ال أن أبناء اليمن أبوا ذلك وواقفوا بعيدا ثم عادوا بعد أن‬ ‫)‪(30‬‬


‫انضم عدد كبير من جيش اليمن إلى جيش تحرير الجزيرة العربية‪ ،‬ثم ثار أبناء عمان‬ ‫واقتلوا والي آل سعود وساروا مع جيش التحرير العربي‪ ،‬وواقف علماء الدين الصالحين‬ ‫في القصيم ونجد يعلنون براءتهم من جرائم آل سعود وآل الشيخ عبد الودهاب ويحملون‬ ‫دهاتين السرتين تبعة كل الجرائم اقائلين في المساجد )لن يظهر دين الحق ما لم نطهر‬ ‫دهذا الدين من دهاتين العائلتين الفاسدتين بالدين والدنيا وراقاب العرب والمسلمين…! ( أما‬ ‫آل الشيخ فقد واقفوا يدافعون عن أنفسهم الضالة بدفع دهذه التهمة عنهم ويشتمون‬ ‫علماء نجد والقصيم ويتهمونهم بموالة المصريين وينسبون كل ما واقع من جرائم وفتن‬ ‫ومحن إلى "ذنوب المواطنين والتقصير في دين ال ولهذا ابتلدهم ال بشتى المحن!!‪"..‬‬ ‫وكذلك يزعمون‪ ..‬أما حملة تحرير الجزيرة فقد سارت ولم تواقفها فتاوى اليهود حّتى‬ ‫وصلت الدرعية والقي القبض على عبد ال بن سعود وابعد إلى مصر في عام ‪1234‬‬ ‫دهل واقتل عدد من آل الشيخ الذين أجرموا بحق شعبنا‪ ..‬وبذلك انتهت الفتنة السعودية‬ ‫اّنما إلى حين‪ ،‬لن دهذه الشجرة السعودية الخبيثة لم تستأصل من جذوردها بعد‪ ،‬فقد‬

‫تركت بعض الجذور ونمت من جديد بعد أن عاد جيش مصر إلى بلده تاركا الجزيرة‬ ‫العربية‪ ،‬فجاء مشاري بن سعود إلى الدرعية في جمادي الول سنة ‪ 1235‬دهل وانتزع‬ ‫الحكم‪ ،‬لكنه لم يدم طويل فقد اقتله شعبنا في نجد‪ ،‬ال أنه بعد شهر من اقتله خرج من‬ ‫بعده تركي بن عبد ال بن محمد بن سعود في عام ‪ 1235‬دهل فقتل عددا من أبناء نجد‪،‬‬ ‫وأنشأ الدولة الثالثة لسل للة آل سعود وذلك في سنة ‪ 1235‬دهل فحاصره أدهالي نجد‬ ‫ليقتلوه لكنه دهرب من الرياض وذدهب ليتفق مع العثمانيين على أن يساعدوه ل نلشاء‬ ‫حكم سعودي يكون فيه خادمهم المطيع فأعاده بنو عثمان‪ ،‬وبقي حّتى عام ‪ 1249‬دهل‬

‫حي ث اقتله أبناء نجد فجاء من بعده مشاري بن عبد الرحمن بن سعود فانخدع به بعض‬ ‫السذج حي ث أعلن عن نفسه "بأنه أمي ار مؤمنا حرا"‪ .. ،‬كما يعلن الن بعض المراء عن‬ ‫أنفسهم‪ ،‬فحاول فيصل بن تركي بن عبد ال بن محمد بن سعود الذي كان في مدينة‬ ‫القطيف حينما اغتيل والده تركي ل حاول أن يستولي على الحكم في الرياض‪ ،‬لكنه فشل‬ ‫ل نله لم يجد من يناصره من شعبنا الذي تململ من الحكم السعودي وأدرك أي مواطن‬ ‫اّنه حينما يقاتل من أجل آل سعود فانما يقاتل من أجل الشيطان ل من أجل وطنه‪ ،‬ال‬ ‫)‪(31‬‬


‫أن فيصل بن تركي بن عبد ال عاد إلى الضحك على العقول الساذجة من جديد فرا ح‬ ‫يتظادهر بالتقى والصل ح "واليمان بحق الرعية وحق ال" كما يتظادهر أمثاله الن من‬ ‫بعض المراء السعوديين‪ ،‬ومع دهذا فلم ينخدع به أحد‪ ،‬إل عبد ال ابن الرشيد‪ ،‬ففي‬ ‫عام ‪ 1250‬دهل ‪ 1835‬م جاء إليه عبد ال بن الرشيد لرفع مستواه وتحكيمه ف البلد‪.‬‬ ‫وجاء عبد ال آل رشيد ليعين الظالم على ظلمه‬ ‫وعبد ال آل رشيد دهو مؤسس عائلة آل الرشيد في حائل فعرض فيصل ابن تركي‬ ‫آل سعود على عبد ال بن الرشيد )ان يعينه على اقتل ابن عمه السعودي مشاري بن‬ ‫عبد الرحمن ويستولي على الرياض‪ .‬وسيمنحه ما يريد…! ( فرد عبد ال بن الرشيد على‬ ‫)ابن سعود…! ( بقوله ‪) :‬انني سأاقتل لك ابن عمك مشاري آل سعود وسأاقوم بتنصيبك‬ ‫مكانه على الرياض بشرط أن اجعل من الرياض منطلقا لتخليص بلدي حائل من آل‬ ‫علي…! ( فوافق فيصل بن تركي آل سعود على طلب عبد ال بن الرشيد وسار عبد ال بن‬ ‫الرشيد ومعه حارسه الخاص كما زوده فيصل بن تركي بثمانين مقاتل ال أن الجميع اقد‬ ‫تراجعوا في الطريق‪ ،‬ولم يصل مع ابن الرشيد من القطيف إلى الرياض ال حارسه‬ ‫الخاص‪ ،‬فدخلها ليل واتصل بحارس القصر حي ث كانت لعبد ال آل رشيد به معرفة‬ ‫)ودهو من بلدة جلجل…! ( فوضع "راعي جلجل" لصاحبه السلم الخشبي فصعد ابن الرشيد‬ ‫إلى اقصر مشاري آل سعود فوصف له صديقه الحارس مكان نومه مع زوجته ولكنه‬ ‫حذره من "عبده" حارسه الخاص )حمزة…! ( الذي يرابط أمام حجرة نوم سيده مشاري ودهو‬ ‫من أشد المقاتلين‪ ،‬فصعد ابن الرشيد ومعه حارسه الخاص إلى حي ث يراقد مشاري آل‬ ‫سعود إواذا به أمام العبد السعودي الحارس وجها لوجه وكان المكان مظلما حالك الظلمة‬ ‫فتماسك ال ثلنان عبد ال بن الرشيد والعبد السعودي وطال التماسك والعراك بينهما في‬

‫حلكة الظلم الدامس وكان بيد العبد السعودي خنج ار أخذ يضرب به يدي عبد ال ابن‬ ‫الرشيد وكاد أن يسقط ابن الرشيد وكان ظلم المكان الدامس اقد جعل حارس ابن الرشيد‬ ‫ل يميز بين عمه وبين العبد السعودي ليساعد عمه على اقتل دهذا العبد وينقذ حياته من‬ ‫سطوة دهذا العبد القوي‪ ،‬فكان حراس ابن الرشيد دائما ما يمسك بقطعة من جسم عمه‬ ‫)‪(32‬‬


‫ابن الرشيد محاول طعنه ثم يسأل ‪) :‬دهل أاقطع دهذه اللحمة؟‪ .‬دهل دهي من جسمك يا‬ ‫عمي أم من جسم العبد؟…! ( فيصيح به عبد ال الرشيد بقوله )ل تقطعها انها مني…! (!‪..‬‬ ‫فيذدهب الحارس ليمسك بلحمة أخرى ودهو يسأل من جديد دهل أاقطعها؟‪ .‬دهل دهي منك؟‪.‬‬ ‫فيجب ابن الرشيد ل تقطعها انها مني‪ ..‬ودهكذا مرت الساعات متثااقلة على تماسك العبد‬ ‫وابن الرشيد حّتى كاد يغمى على ابن الرشيد ويسقط‪ ،‬وفي النهاية‪ ..‬بل في الرمق‬

‫الخير!‪ ..‬سأل حارس ابن الرشيد صاحبه ‪ :‬دهل دهذه اللحمة منك يا عمي أم من العبد‪،‬‬

‫ودهنا أجابه ابن الرشيد اقائل ‪) :‬إذا كان بيدك لحمة فااقطعها!…! (‪ ..‬فقطعها الحارس وسقط‬ ‫العبد السعودي ودخل عبد ال الرشيد إلى حجرة نوم مشاري بن عبد الرحمن آل سعود‬ ‫فقتله‪ ،‬وحينئذ صعد عبد ال الرشيد إلى سطح القصر السعودي وأعلن مناديا بالناس‬ ‫)أنا عبد ال آل رشيد تحملت اقتل مشاري آل سعود وآتيتكم بفيصل بن تركي آل سعود‬ ‫لحكمكم…! ( ودهكذا كان عبد ال الرشيد وفياً بوعده رغم أنه كان بامكانه أن يعلن نفسه‬

‫حاكما في الرياض ويطرد فيصل بن تركي آل سعود الذي كان يتراقب خائفا من بعيد‬ ‫ليهرب في حال فشل عبد ال آل رشيد الذي غامر بحياته من أجل اعادة الحكم‬

‫السعودي!‪ ،..‬ولكن عبد ال الرشيد لم يخلف الوعد كما يفعل آل سعود بل نادى بفيصل‬ ‫بن تركي آل سعود ليسلمه زمام حكم الرياض‪) .‬أسوق دهذه الحادثة المعروفة لدحض‬ ‫ما زوره كتاب التاريخ عن تاريخ آل سعود بقولهم أن آل سعود عادوا إلى ملك آبائهم‬ ‫وأجداددهم وأنهم دهم الذين عينوا آل الرشيد وغيردهم من الحكام!…! (… وجاء فيصل بن‬ ‫تركي آل سعود‪ ،‬وحكم الرياض ولم ينكر لبن الرشيد "صنيعه" من اجله‪ ،‬فقد سأله‬ ‫فيصل بعد ذلك مستغربا اقائل ‪) :‬كيف يا عبد ال بن رشيد لم تغدر بي وتحكم الرياض‬ ‫بدل مني وأنت الذي فعلت كل ذلك باحثا عن الحكم في حائل وكان بإمكانك أن تحكم‬ ‫الرياض وحائل معا؟…! ( فأجابه ابن الرشيد اقائل ‪) :‬الغدر ليس من شيم العرب…! ( فسار ابن‬ ‫الرشيد إلى حائل واقتل )ابن علي…! ( حاكمها وأعلن نفسه حاكما عليها‪ .‬فأيدته حائل‬ ‫واقبائل شمر ولمع نجمه واقوي مركزه‪ ،‬أما فيصل بن تركي آل سعود فقد حكم الرياض بل‬ ‫أعلن نفسه "اماما" وحاكما على نجد فحكم أربع سنوات من عام ‪ 1250‬إلى عام‬ ‫‪ 1254‬حي ث استنجد عرب نجد بعرب مصر مرة أخرى لمعاونتهم على اجتثا ث حكم‬ ‫)‪(33‬‬


‫المجرمين‪ ،‬فسار جيش مصر العربي ليدك معالم آل سعود وألقى القبض على المام‬ ‫السعودي فيصل بن تركي آل سعود وشركاءه آل الشيخ )أي السرة الودهابية…! ( فأخذوه‬ ‫إلى مصر دهو وولديه عبد ال ومحمد وأخيه جلوي ل والد عائلة آل جلوي الخبيثة ل وعدد‬ ‫من آل الشيخ فبقي في مصر من سنة ‪ 1254‬إلى سنة ‪ 1259‬دهل حي ث تمكن فيصل‬ ‫ابن تركي آل سعود من الفلت من رباطه والخروج من مصر مرة ثانية بمساعدة عباس‬ ‫باشا الول العثماني بعد أن تعهد لل تلراك بالولء والطاعة وحسن التبعية والسير في‬ ‫ركبهم العثماني‪ ..‬فعاد الشر السعودي إلى حكم نجد من جديد ل دون أن تكون لهم‬ ‫سيطرة على حائل التي كان يحكمها ابن الرشيد والحجاز التي كان يحكمها الشراف ل‬ ‫واقد ساعدت على ذلك أمرين الول ‪ :‬دهو انسحاب الجيوش المصرية من البلد العربية‬ ‫وذلك نتيجة لمعادهدة لندن سنة ‪ 1840‬م التي ااقتضت أن تعود جيوش مصر إلى مصر‬ ‫استعدادا لبدء الستعمار ال نلكليزي بالحلول في بلد العرب محل ال تلراك‪ ،‬والثاني ‪ :‬دهو‬ ‫تعهد فيصل بن تركي آل سعود للسير في ركاب آل عثمان واطل قل اسمهم وحكمهم على‬ ‫البلد‪ .‬ودهكذا عاد الحكم السعودي إلى البلد‪ ،‬وأصبح الحكم للعبيد والجواري‬ ‫والجواسيس الذين كان يقوددهم ابنه عبد ال بن فيصل والعبد "محبوب" )عتيق تركي‬ ‫والد فيصل…! ( ودهكذا عاد عودة أخرى ل حكم أسرة الكهنوت والشعوذة الودهابية بقيادة‬ ‫الشيخ عبد اللطيف ل الول ل حفيد الشيخ محمد عبد الودهاب‪ ،‬وعادت الفوضى والجرائم‬ ‫بقيادة دهاتين السرتين بعد أن تعمقت تبعيتهما للسلطات التركية مستعينتين بها في‬ ‫ضرب التحركات القبلية والشعبية‪.‬‬ ‫ولم يكتف دهذا المام فيصل بن تركي بسيادة السلطنة التركية بل رأى أن يلعب على‬ ‫الحبلين‪ ،‬فذدهب سنة ‪ 1862‬م إلى مفاوضة المستر بيلي المقيم السياسي في "بوشهر"‬ ‫باسم الحكومة البريطانية لعقد معادهدة حماية على البلد عارضا عليه دعم النفوذ‬ ‫السعودي وتوسيعه في كافة أنحاء الجزيرة العربية على ان يرتبط دهذا النفوذ السعودي‬ ‫بالستعمار البريطاني فوافق المستر بيلي على دهذا الاقترا ح السعودي وبدأ دعم‬ ‫بريطانيا للسرة السعودية التي أخذت تنشر الموت في ربوع البلد بعد تعاملها مع‬

‫)‪(34‬‬


‫ال نلكليز‪ ،‬وتحرك فيصل بن تركي للستيلء على حائل مرار لكنه لم يتمكن‪ ،‬ورغم فشله‬ ‫إل أن ما فعله من خطط تدل على أنه ماكر غادر‪..‬‬ ‫فقد أصيب حاكم حائل المير طل لل بن عبد ال الرشيد بانهيار عام نتيجة اردهاق‬ ‫جسمه في عمله المتواصل لتوطيد حكمه طيلة ‪ 20‬سنة واستطاع خل للها كبح جما ح‬ ‫أعدائه وجمع المزيد من أصداقائه بحسن سياسته التي ما سلكها من اقبله أحد من حكام‬ ‫آل الرشيد وما سار بعده عليها حكم آل رشيد مثلما سار عليها طل لل وشقيقه محمد بن‬ ‫عبد ال الرشيد الذي استولى على حائل بعد ذلك… ونظ ار لمكر فيصل بن تركي آل‬ ‫سعود أو بالصح مكر ال نلكليز الذي بدأ يتعامل معهم‪ ،‬فانه حينما علم المام فيصل بن‬ ‫تركي بمرض طل لل آل رشيد أخبر ال نلكليز بذلك عندما كان لديهم في "بوشهر" ‪ ،‬فقدموا‬ ‫له "فارسي" عميل لل نلكليز يّد علي مهنة الطب واسمه المعروف )محمود زيدان…! ( ليكون‬

‫في تصرف "المام" فيصل ابن تركي آل سعود‪ ..‬فقال له فيصل ‪) :‬ان لي خدمة تتعلق‬ ‫بمهنتك ان أديتها دفعت لك مائة جنيه ذدهب‪ ،‬وان فشلت فليس لك شيئا عندي…! ( فسر‬ ‫الفارسي سرو ار عظيماً مبديا كل خدماته!‪ .‬فقال فيصل )أريدك أن تذدهب إلى حائل‬

‫وتتصل بالمير طل لل آل رشيد لتعرض عليه خدماتك زاعما له أنك طبيب جئت من أجله‬ ‫عندما سمعت بمرضه وتعطيه دهذا الدواء المسموم ليقتله فتهرب وتعود الّي لدفع لك‬ ‫المبلغ…! ( فذدهب الفارسي ووصل إلى حائل واقدم خدماته للمير طل لل ونال ثفته!‪.‬‬

‫إل أن المير طل لل لم يستعمل كل وصفاته لكثرة ما استعمل من أدوية جعلته في‬ ‫حالة يأس من شفائه ل يثق بعددها بأي دواء‪ ..‬وكان الفارسي على علم بأن المير ل‬ ‫يستعمل أدويته مما دفعه ذات ليلة إلى تخويف المير بالجنون اقائل ‪) :‬أنك لو لم‬ ‫تستعمل دهذه الدوية فسوف تصاب بالجنوّن ‪.‬ل…! ( دون أن يعلم الفارسي ما كان لهذه‬ ‫الكلمة من واقع سئ في نفس المير الذي صرخ باعلى صوته اقائل ‪) :‬أتقصد أنني أنا‬ ‫طل لل بن عبد ال الرشيد سأصبح مجنونا بعد كل ما مضى لي من عز وما نلته من‬ ‫سمعة حسنة وما حققته لقومي من كرامة ومجد؟!‪ ..‬ل ‪ ..‬الموت ول الجنون!…! ( فأمسك‬ ‫بنداقيته وصوبها إلى رأسه واقتل نفسه!‪ ..‬ودهكذا تحققت أمنية فيصل بن تركي بما لم‬ ‫يأخذ له حسبان!‪ ..‬فعاد الفارسي إلى فيصل ليبلغه بالمر فلم يدفع له أكثر من خمسة‬ ‫)‪(35‬‬


‫جنيهات اقائل له )ان ال تلفاق كان على تسميم المير طل لل!‪ ..‬أما وان المير اقد اقتل‬ ‫نفسه بنفسه فان لك بعض المبلغ بصفتك اقد تسببت في ذلك!…! (‪ ..‬واقال للفارسي )انني‬ ‫سأاقتلك لو لم تقبل بهذا المبلغ كما أحذرك انك لو عدت إلى حائل مرة أخرى فسوف تقتل‬ ‫أيضاً…! (‪ ..‬ومع ذلك فقد اغتال ذلك الفارسي!‪ ..‬أما ما حد ث بعد انتحار طل لل آل رشيد‪،‬‬

‫فقد أسندت امارة حائل إلى أخيه متعب الذي استمر في مقاومة الحكم السعودي‪ ،‬وفي‬ ‫‪ 2‬ربيع الثاني عام ‪ 1285‬دهل‪ 23 ،‬تموز ‪ 1868‬م أاقدم كل من بندر وبدر آل رشيد‬

‫على اقتل عمهما متعب‪ ..‬فأديا بذلك خدمة للحكم السعودي ال نلكليزي‪ ..‬فتولي الحكم‬ ‫أحددهما ودهو بندر‪ .‬وفي عام ‪ 1286‬دهل ‪ 1871‬اقام عمه محمد العبد ال آل رشيد‬ ‫)شقيق طل لل…! ( بقتل بندر والستيلء على الحكم ودام المشهور بالحكمة حّتى ‪ 3‬رجب‬ ‫‪ 1315‬دهل ‪ 15‬كانون أول ‪ 1987‬م حي ث مات موتا طبيعيا لحكم دام ‪ 30‬سنة وذلك‬ ‫ما يعتبر معجزة لعدم موته اقتل من أاقاربه‪ ،‬كما فعل معظم آل الرشيد‪..‬‬ ‫نعود بعد أن أاقحمنا دهذا الفصل من حياة الرشيد ل في سياق الحدي عن المام‬ ‫فيصل بن تركي آل سعود ل لنواصل الحدي ث عن فيصل بن تركي بن عبد ال بن محمد‬ ‫بن سعود الذي توفي سنة ‪ 1282‬دهل الموافق ‪ 1866‬م وسرت كل نجد بموته كثيرا‪،‬‬ ‫واقد جرت بعد ذلك محاولت كثيرة للقضاء على نفوذ دهذه السرة السعودية الشريرة غير‬ ‫أنها لم تنجح‪ ،‬وبموته خلف وراءه ولدين دهما عبد ال وسعود بن فيصل ولكن دهذين‬ ‫الولدين اختلفا كما يختلف الن امراء السرة السعودية الفاسدة على الغنيمة "والغنيمة‬ ‫دهي الشعب وممتلكاته" ورا ح كل واحد من دهذين الميرين عبد ال وسعود يجمع حوله‬ ‫الدلديل والذيول كما يفعل بعض المراء الن تماما‪ ،‬لكن كل شعب نجد ثار ل في حينه ل‬ ‫على جور دهذه السرة اليهودية ولم يبق مع آل سعود ال المرتزاقة‪ ،‬فثارت اقبلية العجمان‬ ‫بقيادة زعيمها العظيم راكان بن حثلين تناصردهم اقبائل آل مرة‪ .‬فتقدموا إلى الهفوف‬ ‫عاصمة الحساء وكان فيها أحمد السديري حاكما من اقبل عبد ال بن فيصل فحاصروه‬ ‫فيها‪ ،‬واستولوا عليها وحرر العجمان والحساء من الرجس السعودي‪ ،‬وحاول عبد ال‬ ‫بن فيصل آل سعود أن ينتقم فأرسل عددا من أذنابه لحراق عدد من بساتين الحساء‬ ‫ودور الفلحين ففعلوا وأحراقوا الكثير منها ودهرب العديد من الفلحين إلى العراق‪ ،‬ولكن‬ ‫)‪(36‬‬


‫ما فعله آل سعود اقد زاد النقمة وحقد المواطنون عليهم‪ ،‬ثم لم يكتف عبد ال بن فيصل‬ ‫بذلك‪ ،‬بل أرسل الماء المسمى )جودة…! ( حي ث كان يقيم عليها العجمان بني مرة بقيادة‬ ‫راكان ابن حثلين‪ ،‬وطلب عبد ال بن فيصل آل سعود من جنده أن يأخذوا العجمان على‬ ‫غرة اقبيل طلوع الشمس فيقتلونهم‪ ،‬ولكن العجمان وبني مرة تنبهوا لهذه الخطة الغادرة‬ ‫فدحروا الجند السعودي واقتلوا منهم ‪ 2700‬مقاتل سعودي مأجور‪ ،‬فسارع سعود‬ ‫وأتباعه )ودهو شقيق عبد ال…! ( باحتل لل الرياض وطرد أخيه عبد ال منها وذلك سنة‬ ‫‪ 1287‬دهل الموافق ‪ 1870‬م فأعلن سعود الثاني نفسه اماما على نجد‪ ،‬ودهكذا يتخاصم‬ ‫أمراء آل سعود الذين زعموا أنهم "أح اررًا" على الشعب لسلب اقوته والتسلط عليه واقتله‪،‬‬

‫فحاول عبد ال بن فيصل أن يغتال شقيقه ولكنه لم ينجح وبعد ذلك حمل ما سراقه من‬ ‫أرزاق الشعب من ذدهب وفضة ونفائس على مائة بعير ورا ح يتنقل من مكان إلى آخر‬ ‫لعله يجد من ينصره من المرتزاقة‪ ،‬ولكنه لم يجد أحداً سوى التافهين المرتزاقة‬

‫والمنتفعين الذين أغرادهم بما سراقه من أموال الشعب فأرادوا ال نلتفاع بها‪ ،‬ولما رأى عبد‬ ‫ال بن فيصل عدم جدوى التافهين في اعادة السلطة السعودية إليه من أخيه‪ ،‬توجه‬ ‫عبد ال بن فيصل إلى زامل السليم حاكم مدينة عنيزة في لواء القصيم ولكن شعبنا‬ ‫المؤمن في عنيزة طلب من عبد ال آل سعود أن يغادردها حال ل نله ل يمكن للشعب أن‬ ‫يناصر أمي ار سعوديا على أخيه ليستولي دهذا المير على الحكم بينما جميع آل سعود‬ ‫ضد مصلحة الشعب وجميع الشعب يريد الخلص من حكم آل سعود جميعا فاخرج أيها‬ ‫المير فكل العرب يريدون النجاة من شرور السرة السعودية الخبيثة‪ .‬فغادر المير‬ ‫السعودي عبد ال بن فيصل عنيزة إلى حائل فاتصل بحاكمها محمد العبد ال الرشيد‬ ‫غير أنه لم يجد صد ار رحبا مه وكان مواقف شعبنا في حائل بوجه عبد ال بن فيصل‬ ‫السعودي ل يختلف عن مواقف شعبنا في عنيزة‪ ،‬ودهو )عدم مناصرة أي أمير سعودي‬ ‫وجميع الناس يريدون التخلص من جرثومة العائلة السعودية كلها…! (‪ ،‬فرحل عبد ال بن‬ ‫فيصل آل سعود من حائل إلى سلطان الدويش )والد فيصل الدويش…! ( زعيم اقبيلة مطير‬ ‫الذي اقتله الطاغية الخير عبد العزيز كما سبق لسعود الول أن اقطع رؤوس شيوخ‬ ‫دهذه القبيلة ووضع رؤوسهم على مائدة ال كلل وطلب من أبناء مطير الذين جاءوا‬ ‫)‪(37‬‬


‫يطالبون باطل قل شيوخهم أن يأكلوا من مائدة وضعها فوق رؤوس أبنائهم واخوانهم‬ ‫أبناء اقبيلة مطير‪ ،‬ولكن مع كل دهذا فقد التجأ عبد ال بن فيصل آل سعود آل اقبلية‬ ‫مطير واتصل بشيوخها سلطان الدويش والد فيصل الدويش كما اتصل مع عساف أبو‬ ‫اثنين رئيس اقبيلة سبيع يستنصردهم على أخيه سعود لمعرفته بأن شيوخ دهذه القبائل‬ ‫يكودهون أخاه سعود‪ ،‬ولكن سلطان الدويش وعساف أبو اثنين ابلغا عبد ال آل سعود‬ ‫بأنهما وشيوخ القبيلة يكردهون الحكم السعودي كله ل نلهم ذااقوا العذاب على أيدي كل آل‬ ‫سعود الدخلء وانهم سيعملون على تحطيم العائلة السعودية كلها‪ ،‬ولم ينجح عبد ال‬ ‫آل سعود بما حمله معه من ذدهب مسروق من الشعب أن يغري به شيوخ مطير وسبيه‪،‬‬ ‫حي ث رأى أنه ل حياة لل سعود ما لم يعتمدوا على المستعمرين والجانب فأرسل‬ ‫صديقه عبد العزيز بن بطبين إلى مدحت باشا العثماني منصوب السلطات التركية في‬ ‫بغداد آنذاك ليستمد منه المعونة لقتل أخيه سعود وتسليم البلد‪.‬‬ ‫وبهذا ال تلصال السعودي القذر وجد مدحت باشا الفرصة سانحة للستيلء على‬ ‫الحساء وسائر البلد التي لم تخضع لتركيا اقبل وجود آل سعود فسار ال تلراك يساعددهم‬ ‫ناصر باشا السعدون رئيس اقبيلة المنتفق وعبد ال بن صبا ح حاكم الكويت بجنددهما‬ ‫واحتلت القوة التركية الحساء وأطلقوا عليها اسم )ولية نجد…! ( وبعد ذلك طرد ال تلراك‬ ‫عبد ال بن السعود‪ .‬دهذا ما أوردته كتب التاريخ‪ ،‬كما ورد دهذا في كتاب المستشار‬ ‫السعودي حافظ ودهبة في صفحة ‪ 229‬من كتابه )جزيرة العرب في القرن العشرين…! (‬ ‫الذي صدر بموافقة الطاغية الملك عبد العزيز )الخير…! ( وأمر له بنفقات طبعه‪ ،‬وحافظ‬ ‫ودهبة دهو مستشار الملك عبد العزيز والعضو البارز سابقا في )مجلس الربع…! ( الذي كان‬ ‫يرأسه جون فيلبي خالق دهذا العرش الخير‪ .‬من دهذا يتضح حّتى لسذج الناس أن‬

‫العائلة السعودية الدخيلة لم يقم حكمها في بلدنا ل اقديما وحديثا ل ال على أعمدة أجنبية‬

‫يهودية أول ثم عثمانية انكليزية وأمريكية‪ ،‬ومن ذلك يتضح ‪ :‬أن المير السعودي كان‬ ‫يقتل أخاه في سبيل ملذاته وشهواته للحكم‪ ،‬وفي سبيل محافظته على دهذه الشهوات‬ ‫التي يوفردها له الحكم يبيع آل سعود بلدنا للشيطان الرجيم‪ ،‬وفي دهذا العصر يحاول‬ ‫بعض أمراء السرة السعودية الفاسدة اعادة نفس التاريخ السعودي القديم بقتل اللف‬ ‫)‪(38‬‬


‫من شعبنا واقتل حّتى بعض أفراد السرة ممن حاولوا شهر نفس السل ح‪ ،‬سل ح )الدين‬

‫المزيف…! ( بوجه السرة فقتل أفراد السرة بعضهم‪ ،‬كما حصل للمير خالد بن مساعد بن‬

‫عبد العزيز آل سعود الذي اقتله أعمامه آل فعهد )فهد وسلطان وسلمان بتهمة أن عدداً‬

‫من أبناء الشعب حاولوا دفعه لمعارضة فساد أسرته…! (‪..‬وذلك عام ‪.1964‬‬ ‫عودة إلى ماضي السرة السعودية‬

‫لنعود الن إلى ما حد ث بسعود الثاني عام ‪ 1259‬دهل الموافق ‪ 1871‬م‪ ..‬لقد‬ ‫تململ شعبنا في الرياض من جور دهذه العائلة السعودية ومن تسابق أمرائها على‬ ‫الحكم والتحكم في راقاب الشعب مع الدعاء الزائف بحبهم للشعب وتبني مطالبه!‬ ‫فاجتمع شعبنا في اقصر الرياض في يوم ‪ 17‬رجب ‪ 1871 ،1288‬م وأجمعوا على‬ ‫خلع سعود وطرده من الرياض‪ ..‬فوجد أخوه عبد ال المقيم في الحساء كالدمية في يد‬ ‫العثمانيين بعد أن أدخلهم إلى الحساء‪ ،‬وجد ن الفرصة مواتية له فترك الحساء ودخل‬ ‫الرياض يدعمه الجند العثماني‪ ،‬وحي ث أن شعبنا في الرياض لم يقتل سعود الثاني‬ ‫وانما اكتفى بطرده من الحكم فقد حّم لل سعود ستين بعير! بما سراقه من ذدهب ورا ح‬

‫يستنصر الناس لقتل أخيه عبد ال رافعا راية "المير الحر" فاستطاع بذلك أن يخدع‬ ‫البعض من اقبيلة الدواسر والبعض من اقبيلة عتيبة بما كذبه عليهم من أكاذيب اقائل‬ ‫)أنه يريد اقتل أخيه عبد ال عميل بني عثمان وابعاد ال تلراك من البلد التي سلمها لهم‬ ‫شقيقه عبد ال…! ( واستمر سعود الثاني يكذب على الدواسر واقبيلة عتيبة وعلى عدد آخر‬ ‫من أبناء نجد اقائل )اّنه سيجعل المر شورى بينهم ويحكم البلد بالعدل وسيترك المر‬ ‫للناس باختبار من يريدون لحكمهم الذي يرتضونه وان آل سعود سوف لن يكون لهم‬

‫صفة أو حكم‪ ( !…..‬وبمثل دهذه المواعيد أخذ سعود الثاني يعددهم ويمنيهم‪ ،‬وما يعددهم آل‬ ‫سعود ال غرورا‪ ..‬فااقتنع بعض أبناء الدواسر بالكذب السعودي وساروا معه وحاصروا‬ ‫أخاه عبد ال في أرض الجزعة اقرب الرياض فحطموه ودهرب عبد ال واستولى سعود من‬ ‫بعده على الرياض وأعلن نفسه )اماما…! ( وانتظر الدواسر وعتيبة أن يحقق ما وعددهم به‬ ‫فإذا ما وعد به سعود لم يكن سوى مواعيد سعودية‪ ..‬ل يختلف ماضيهم فيها عن‬ ‫)‪(39‬‬


‫حاضردهم ول أولهم عن آخردهم‪ ..‬فطلبوا من سعود الثاني أن يسير بهم لتحرير الحساء‬ ‫وبقية البلد من الجند العثماني‪ ،‬ولكنه ضحك عليهم بالمواعيد الكاذبة‪ ،‬فبدأت معظم‬ ‫اقبائلنا تطالب الجيوش العثمانية بالرحيل من البلد‪ ،‬وعندما رأى سعود عزم القبائل على‬ ‫الثورة وتحرير البلد من الحكم السعودي الخائن والتسلط العثماني‪ ،‬أرسل لهم أخاه عبد‬ ‫الرحمن الفيصل )والد الطاغية الخير الملك عبد العزيز…! ( أرسله إلى بغداد مخادعا‬ ‫بارساله العرب‪ ،‬اقائل )انني أرسلت أخوي عبد الرحمن إلى الوالي التركي في بغداد‬ ‫ليتفاوض معه على ابعاد حكم ال تلراك واعطاءكم الحق في اختيار من تريدون!…! ( فهدأ‬ ‫العرب بعد أن سافر أخوه عبد الرحمن الفيصل إلى بغداد وبقي في ضيافة الحكم‬ ‫العثماني وطالت غيبته فيها!‪ ..‬فياله من ماكر؟‪ .‬إذ مك ث أربع سنوات في بغداد‪..‬‬ ‫فعرف العرب الخديعة‪ ،‬فثارت القبائل على آل سعود‪ ،‬وعند ذلك أخرج الحكم العثماني‬ ‫عبد الرحمن آل فيصل من بغداد ليلعبوا به لعبتهم على العرب فوصل عبد الرحمن آل‬ ‫فيصل إلى الحساء وادعى )اّنه لم ينجح في مفاوضاته مع ال تلراك‪ ،‬وانه كان يتفاوض‬

‫معهم طيلة دهذه المدة…! ( كما يزعم‪.‬‬

‫ولكي يحرف الحكم العثماني الثورة عن طريقها الصحيح طلبوا من عبد الرحمن آل‬ ‫فيصل آل سعود أن يتصل بالبادية ويقود ثورتهم فيحرفها عن طريقها القويم الذي أرادوا‬ ‫بها الخلص من آل سعود والحكم العثماني‪ ..‬فنزل عبد الرحمن الفيصل بادية الحساء‬ ‫وحثها على اقتال الترك!‪ ..‬فاجتمع حوله العجمان‪ ،‬واستولوا على الحساء ما عدا‬ ‫)القلعة…! ( في الكويت ل وفيها الحامية التركية ل بعد أن خدعهم عبد الرحمن آل فيصل‬ ‫طالبا منهم )ال نلتظار حّتى يتفاوض مع ال تلراك لينسحبوا…! ( وكان في الواقت نفسه اقد‬

‫ذدهب لل تلصال بقبيلة بني خالد فأثاردها ضد بني عمهم العجمان اقائل لهم ‪) :‬ان دهناك‬ ‫خطة سرية دبردها العجمان لقتلكم يا بني خالد ودهي أن العجمان‪ ،‬يريدون طرد ال تلراك‬ ‫للستيلء على الحكم ل نلفسهم واقتلكم بعد ذلك فلهذا يجب أن تقاتلوا اقبيلة العجمان مع‬ ‫ال تلراك وانا إذ أسر لكم بهذه الخطة فانما أنصحكم كأخ لكم وصديق!‪ ( !….‬فصدق بنو خالد‬ ‫اليهودية‪ ،‬انقض بنو خالد على مؤخرة بني عمهم العجمان بينما دهم يحاصرون القلعة ل‬ ‫الحامية العثمانية ل في الكوت بالحساء‪ ..‬والمضحك المبكي ان الذي كان يقود‬ ‫)‪(40‬‬


‫العجمان ‪ :‬لم يكن سوى الفاجر نفسه عبد الرحمن آل فيصل السعود‪ ..‬وبناء على‬ ‫الخطة المتفق عليها مع للسلطات التركية انهزم عبد الرحمن بانهزام اقائددهم!‪ ..‬ومن‬ ‫يستدل بالبوم مصيره الخراب‪ ..‬وفي دهذه المعركة ‪ :‬اقتل بنو خالد عدداً من أبناء عمهم‬ ‫العجمان بسب غدر آل سعود وكذبهم وطعن من يعينهم من الخلف وركوعهم للعداء‬

‫ضد العرب وال نلسانية والخل قل والدين‪ ،‬أما العجمان فلم يعلموا إلّ أخي ار بهذه الخديعة‬ ‫السعودية التي جعلت بعض أبناء عمهم بني خالد يقاتلونهم ارضاء لوجه الشيطان‬

‫السعودي والستعمار‪ ،‬وكذلك بنو خالد لم يعلموا إلّ فيما بعد دهذه الخديعة السعودية‬

‫التي جعلتهم يقاتلون أبناء عمهم العجمان ارضاء لوجه الشيطان السعودي والستعمار‬ ‫أيضاً… وبعد أن أواقع آل سعود بين العرب وأحس عبد الرحمن بقرب انكشاف دهذه‬

‫الواقيعة‪ ،‬سافر إلى الرياض ‪ ،‬بحجة ابلغ شقيقه سعود الثاني‪ ،‬بما جرى‪ ،‬وكأنه لم يكن‬

‫المتسبب لما‪ ،‬جرى‪ ،‬ولكن اقبيلة عتيبة لم تسكت على ما لحقها دهي الخرى من جرائم‬ ‫سعودية نكراء‪ ،‬فثارت عتيبة بقيادة مسلط بن ربيعان فهجمت على الرياض من جهته‬ ‫الغربية فخرج "المام" سعود لقتال عتيبة ولكن عتيبة أحاطوا به واقتلوا معظم أنصاره‬ ‫وأصابوا سعود نفسه بجر ح بليغ مات على أثره وذلك في صيف سنة ‪ 1291‬دهل الموافق‬ ‫‪ 1874‬م‪ ..‬وبموته امتطى أخوه عبد الرحمن آل فيصل آل سعود صهوة المامية واقفز‬ ‫إلى مكانه في الحكم مدعما من ال تلراك وأعلن نفسه اماما‪..‬‬ ‫واستمر عبد الرحمن بن فيصل "اماما حاكما" في الرياض نحو سنة‪ ،‬حي ث جاء إلى‬ ‫الرياض أخوه ال كلبر عبد ال بن فيصل ونصب نفسه "اماما" مكانه اقائل )اّنه أحق‬

‫بالمنصب من أخيه…! ( وأفتى مشايخ الدين الودهابي "بصحة دهذه الحقية" ولكن عبد ال‬ ‫الفيصل لم يدم طويل حي ث تمكن أبناء أخيه سعود ل الميت ل من القبض عليه وحبسه‬ ‫يوم ‪ 12‬شعبان عام ‪ 1887‬م وأفتى مشايخ الدين السعودي "بأحقية أولد سعود على‬ ‫عمهم" وبهذا النوع من تشريع تجار الدين لحكم اللصوص استنادا على مبدأ )نحن مع‬ ‫الغالب ضد المغلوب…! (‪ ..‬انتشرت المفاسد‪ ..‬وتململ الناس من ظلم آل سعود… وأخذت‬ ‫الفتن تطحن في نجد وتشتت في شعوب الجزيرة العربية‪ ..‬فرأى عدد من مشايخ الدين ل‬ ‫غير الودهابيين ورؤساء القبائل في نجد ل أن يتصلوا بحاكم حائل آنذاك محمد العبد ال‬ ‫)‪(41‬‬


‫آل رشيد لنجدتهم )وتخليصهم من شر دهذه العائلة المتطاحنة من أجل شهواتها وفي‬ ‫سبيل دهذه الشهوات ل يهمها ال أن يفتك الشعب بعضه ببعض…! ( فتوجه ابن رشيد‬ ‫بجموع من نجد ل كلها ل إلى الرياض‪ ،‬وضرب )ابناء سعود…! ( وفك ل اسر ل عمهم عبد ال‬ ‫بن فيصل وأخذه معه إلى حائل )العاصمة آنذاك…! ( ووضع حاكما من عنده في الرياض‬ ‫ثم نصب إلى جانب دهذا الحاكم عبد الرحمن بن فيصل آل سعود ودهكذا تم دهذا بمنتهى‬ ‫السذاجة‪ ..‬من محمد العبد ال الرشيد‪ ،‬أو بمنتهى الحكمة العرجاء أو العدل الذي لم‬ ‫يتبعه آل سعود فيما بعد‪ ..‬وبالطبع لم يقف عبد الرحمن دهذا مواقف المتفرج بل حاول‬ ‫أن يثير الفتنة من جديد وينفصل بالرياض ليجعل من نفسه اماما كما فعل في السابق‪،‬‬ ‫ولكن ابن الرشيد اكتشف فتنته‪ ،‬وأمره بالتوجه إلى حائل ليقيم إلى جانب اخيه السير‬ ‫عبد ال الفيصل ومعه عدد من مشايخ الودهابية وبذلك تواقف عهد الفتاوى الباطلة‬ ‫واستقرت نجد كلها لقيادة ابن رشيد‪ ،‬كما ورد في التواريخ )لقد ساعد على ذلك‬ ‫الستقرار شخصية محمد العبد ال الرشيد‪ ،‬وشهرته بالرحمة ورجاحة العقل ولين‬ ‫الجانب وكرمه وحبه للسلم…! (‪ .‬ولم يعد لل سعود وآل الشيخ أي أدهمية أو أثر في احدا ث‬ ‫أي فتنة بين المواطنين… لكن دهذا لم يدم طويل‪ ،‬فقد اقام عبد الرحمن آل فيصل بدس‬ ‫نوع من السم البطئ ينبت في الصحراء بشكل شجيرات يطلق عليها )أم لبن…! ( لشقيقه‬ ‫عبد ال بن فيصل‪ ،‬ولما ساءت حالته في حائل طلب من ابن رشيد أن يذدهب للرياض‬ ‫فسمح له وذلك عام ‪ 1890‬م كما أذن لخيه عبد الرحمن ابن فيصل أن يرافقه ويسكن‬ ‫في الرياض أيضاً ‪ ،‬لكن عبد ال بن فيصل مات بعد وصوله إلى الرياض بيوم واحد‪،‬‬

‫وحاول عبد الرحمن أن يثير الفتنة من جديد يسانده تجار الفتاوى ل ايادهم مشايخ‬

‫الودهابية "آل الشيخ" وعدد من المرتزاقة ل واقبضوا على عامل ابن الرشيد )ابن سبهان…! (‬ ‫وأظهر الشعب تذمره مما فعله عبد الرحمن آل سعود‪ ،‬ولم يدم له الم أكثر من ‪ 20‬يوما‬ ‫حّتى حاصره جيش ابن الرشيد ودخل الرياض دون الحاق أي ضرر بالشعب وساعد‬

‫على ذلك كره أدهل الرياض للفتن السعودية وحكمها‪ ،‬واستسلم عبد الرحمن آل سعود‬

‫ولم يكن جوابه )ال طلب المغفرة من ابن الرشيد…! ( وكانت حجته )أن عامل ابن الرشيد اقد‬ ‫أساء إليه ولم يوفر له ما يحتاجه من مال وطعام…! ( ومع ذلك تركه محمد ابن رشيد في‬ ‫)‪(42‬‬


‫الرياض وأمر عامله بأن يعطيه ما يحتاجه من مال وطعان‪ ،‬وفي دهذه المرة وكل عبد‬ ‫الرحمن المهمة إلى مشايخ الدين السعودي‪ ،‬فذدهبوا إلى القصيم كالشياطين واتصلوا‬ ‫ببعض تجار الدين والرؤساء واستطاعوا اغراء بعضهم بالوعود الكاذبة‪ .‬وأخذوا منهم‬ ‫البيعة لعبد الرحمن آل سعود‪ ،‬واتفقوا على مباغتة ابن الرشيد وضربه ضربة تشله‬ ‫وتفصل نجد عن بعضها‪ ،‬واستعدوا لذلك فعل‪ ،‬وكان مشايخ الدين السعودي اقد اتفقوا‬ ‫مع زامل آل سليم ل الذي تحكم عائلته مدينة عنيزة حّتى الن ل بأن يجعلوه حاكما على‬

‫عنيزة بدل من )آل يحيى…! ( كما اتفقوا مع )ابن مهنا…! ( بأن ينصبوه في مدينة بريدة بدل‬

‫من آل الخيل‪ ،‬ولكن ابن الرشيد علم بذلك وانقض عليهم واقتل في دهذه المعركة‬ ‫المكرودهة ل المعروفة بوااقعة المليدة ل زامل آل سليم‪ ،‬وابن مهنا‪ ،‬أما مشايخ الفتاوى‬ ‫وعبد الرحمن بن فيصل آل سعود فقد دهربوا ومعهم "حريمهم" من الرياض إلى الحساء‬ ‫وأاقام عبد الرحمن الفيصل سبعة اشهر فيما جمع خل للها بعض من سول لهم بمغريات‬ ‫السوء ودهجم على الرياض واستخلصها دهي وضواحيها ولكن ابن الرشيد كّر عليه‬

‫بجيشه‪ ،‬واقابله في اقرية حريمل فقضى على من معه‪ ..‬فتمكن عبد الرحمن بن فيصل‬ ‫من الهرب إلى الحساء فالقطيف فالكويت‪ ،‬وكان يدفعه لكل ذلك حكم آل عثمان الذين‬ ‫لم يكن محمد العبد ال الرشيد على وفاق معهم والذين كانوا يحكمون الحساء والقطيف‬ ‫في المنطقة الشراقية… وفي الكويت أاقام عبد الرحمن بعد ذلك ضيفا على الحاكم‬ ‫العثماني اقبل اعل نل الحماية ال نلكليزية على الكويت وذلك عام ‪ 1309‬دهل ‪ 1891‬م‬ ‫وكان يتقاضى مرتبا من ال تلراك اقدره )‪ 70‬روبية ل ما يعادل سبعة جنيهات استرلينية…! (‬ ‫ومن ثم أخذ ولة الحكم العثماني في بغداد والكويت والحساء والقطيف يهددون به‬ ‫محمد ابن الرشيد الذي كان يحارب نفوذدهم في الجزيرة العربية آنذاك‪ ..‬ومنذ ذلك الواقت‬ ‫ساءت العلاقات بين محمد بن الرشيد وحاكم الكويت مبارك آل صبا ح… في دهذا الواقت‬ ‫بدأ ال نلكليز يحاولون فرض سيطرتهم التامة على الكويت والعراق وأجزاء كثيرة من‬ ‫الجزيرة العربية فاتفقوا مع عبد الرحمن آل سعود على أن "يوسوس" للشيخ مبارك‬ ‫الصبا ح‪ ،‬ويزعم أن أخويه محمد وجرا ح آل صبا ح اقد صرحا له )بأنهما ينويان اغتيال‬ ‫أخادهما مبارك ليستأث ار بحكم الكويت…! ( ووعد ال نلكليز عبد الرحمن آل سعود أنه بعد‬ ‫)‪(43‬‬


‫نجا ح ما يقوم به سيجعل نل من الكويت منطلقا ل له ل ل عادته إلى الرياض … ومن‬ ‫ناحية أخرى اتصل ال نلكليز بالشيخ مبارك الصبا ح وأوعزوا له بنفس الموضوع وزعموا‬ ‫)أن أخويه محمد وجرا ح اقد طلبا مناصرة ال نلكليز في اغتيالهما لخيهما مبارك‬ ‫الصبا ح!…! ( علماً أن شيئا دهذا لم يحد ث‪ ،‬فالخوان محمد وجرا ح كانا على خلف مع‬

‫ال نلكليز… دهنالك دهاج مبارك الصبا ح فقتل أخويه محمد وجرا ح وذلك في أواخر ‪1314‬‬ ‫دهل ‪ 1897‬م واتهم بقتلهما أحد أاقاربهما ودهو الشيخ يوسف ابن إبرادهيم وكان دهذا‬ ‫الشخص يقيم في البصرة‪ ..‬ولم يقف ال نلكليز عند ذلك بل أبلغوا مبارك الصبا ح بأن‬ ‫أولد أخويه )محمد وج ار ح…! ( ينوون اغتياله ثأ ار لوالديهم‪ ،‬فحاول مبارك الصبا ح اغتيال‬ ‫أولد أخويه الصغار ولكنهم دهربوا ولجأوا إلى الشيخ يوسف بن إبرادهيم في العراق‪ ،‬وبعد‬ ‫ذلك بدأ الخلف بين عائلة آل إبرادهيم يناصردهم اقسم من أدهال الكويت وبعض عائلة‬ ‫الصبا ح وبين الشيخ مبارك الصبا ح‪ ،‬وجهز الشيخ يوسف بن إبرادهيم حملة من العراق‬ ‫للستيلء على الكويت ولم تنجح‪ ،‬وفي دهذا ال ثلناء أرسل ال نلكليز سفينة حربية صغيرة‬ ‫إلى شواطئ الكويت واقالوا )انها سفينة تركية ارسلها ال تلراك لنقل مبارك الصبا ح إلى‬ ‫استنبول ل نله ّع يلن عضوا في المجلس الشورى التركي بعد عزله من الحكم…! ( وكانت‬ ‫أكذوبة ال نلكليز دهذه بداية الحماية‪ .‬فأعلن ال نلكليز حمايتهم للكويت‪.‬‬

‫ودهددوا السفينة باطل قل النار إذا لم تنسحب فانسحبت السفينة بالطبع‪ .‬ل نلها‬ ‫انكليزية!‪ ..‬عندئذ بدأ ال نلكليز يفكرون في ابراز مطية لهم في اقلب الجزيرة العربية‪،‬‬ ‫وكان محمد العبد ال الرشيد اقد مات بعد حكم دام ‪ 30‬سنة ودهي أطول فترة مرة بها‬ ‫حاكم نم آل رشيد حي ث حكم من عام ‪ 1286‬دهل حّتى ما بعد عام ‪ 1315‬دهل ومات موتا‬ ‫ل‪ ..‬بل لعل فترة حكمه كانت أطول فترة مر بها‬ ‫طبيعيا‪ .‬بينما مات كل حكام آل رشيد اقت ً‬

‫حاكم ل فرد ل في الجزيرة العربية… وفي اليوم نفسه ‪ :‬استولى مكانه عبد العزيز المتعب‬ ‫الرشيد‪ ،‬ودهو رجل شجاع اّنما ينقصه من الصفات الشخصية الحسنة التي يتحلى بها‬

‫عمه العبد ال كثيرا‪ ،‬وحاول ال نلكليز ااقناع عبد العزيز المتعب الرشيد بالستفادة من‬

‫شجاعته بالسير في ركابهم ليجعلوا منهم ملكا للجزيرة العربية بدل من ابن السعود أو‬ ‫غيره… لكنه أبى أن يسير معهم ولو خطوة واحدة… وبدأت الحوال تسوء بين‬ ‫)‪(44‬‬


‫الصبا ح وال نلكليز بينما تتحسن بين ال تلراك ويوسف بن إبرادهيم وعبد العزيز المتعب‬ ‫الرشيد‪ ،‬وبدأ ال نلكليز في البح ث عن المطية‪ ،‬أو القناع الذي يستتر به ال نلكليز للقضاء‬ ‫على ابن الرشيد للسير في درب العمالة… ووضع ركيزة لل نلكليز في اقلب الجزيرة‪ ،‬فلم‬ ‫يجدوا أسهل من آل سعود ففاتحوا عبد الرحمن الفيصل آل سعود بالخروج من الكويت‬ ‫لمحاربة ابن الرشيد‪ .‬واقالوا )أنهم سيمدون له العون مال وسلحا ورجال…! (‪ ،‬لكنه خاف‬ ‫ولم يعد يحتمل مقاتلة جيش عبد العزيز الرشيد‪ ،‬فصر ح عبد الرحمن بقوله ‪) :‬انني كبرت‬ ‫الن ول أستطيع مقابلة عبد العزيز المتعب الرشيد…! ( فاغرى ال نلكليز مبارك الصبا ح‬ ‫حاكم الكويت ووعدوه )بجعله حاكما على حائل ونجد بالضافة إلى الكويت وغيردها فسال‬ ‫لعابه ووافق وبدأ يستعد للصفقة وخرج من الكويت متوجها صوب نجد وحائل‪ ،‬لكن عبد‬ ‫العزيز المتعب الرشيد علم بذلك فاستنفر جيشه واقابل ابن صبا ح في ضواحي القسيم‬ ‫في مكان يدعى )الصريف…! ( وذلك في سنة ‪ 1318‬دهل أول فبراير سنة ‪ 1901‬م‬ ‫وانقضت اقوات ابن الرشيد على اقوات ابن صبا ح فأبادتها عن آخردها‪ ،‬ودهرب مبارك‬ ‫الصبا ح بجلده ولم يكن معه إل نفر اقليل كانوا في المؤخرة بعيدا عن المعركة‪ .‬وتعرف‬ ‫دهذه المجزرة )بمجزرة الصريف والطراقية…! ( حي ث لم يبق بيت من بيوت اخواننا وابناء‬ ‫شعبنا الحباء في الكويت إل وفقد فيها عزيز عليه أو أكثر من جراء الجريمة الشنيعة‬ ‫التي كان المتسبب الول فيها ال نلكليز وأطماع الحكام الذين سااقوا وما زالوا يسواقون‬ ‫الشعوب مرغمة لتقابل بعضها لمصلحة الحكام ليكون للشعوب المغرم وللحكام المغنم‪،‬‬ ‫ان الحروب جرائم الحكام… وكان أبناء شعبنا في الكويت ل يعرفون بالطبع لماذا‬ ‫أخرجوا من الكويت لقتال اخوانهم في حائل ونجد واقبائل شمر إلّ أن الحكام خدعودهم‬

‫اقائلين )دهذا دهو الدفاع عن الوطن!…! ( ‪ ..‬فقتال الشعب بعضه بعضا لمصالح الحكام‬ ‫الرجعيين وال نلكليز يسميه دهؤلء باسم الدفاع عن الوطن!‪ ..‬لقد ذدهب الكثير من‬

‫الضحايا من اخوتنا العزاء في الكويت في تلك المعركة‪ ،‬وعاد مبارك الصبا ح بفائدة‬ ‫واحدة ودهي )أن ل فائدة لمثل دهذه المعارك مع ابن الرشيد وشّم رل…! (‪ ..‬فأول ال نلكليز فشل‬ ‫مبارك الصبا ح ومن معه )على أنهم ربما لكونهم غرباء عن أرض نجد ولذا لبد من‬ ‫اخراج شخص جديد من نجد نفسها…! (‪ .‬ودهكذا اقال ال نلكليز‪ ...‬ولكن من يا ترى دهذا‬ ‫)‪(45‬‬


‫الشخص؟‪) .‬لقد فشل ابن صبا ح‪ .‬وسيفشل عبد الرحمن آل سعود لخوفه ولكونه كبير‬ ‫السن! وانهارت أعصابه من مطاردات عدد من اقبائل وشعوب الجزيرة العربية له…! (‪.‬‬ ‫يقول جون فيلبي ‪) :‬لقد رأى بعض رجال المخابرات العامة أن يبرزوا لهذه المهمة‬ ‫فيصل الدويش رئيس اقبيلة مطير فهو رجل اقوي الشكيمة اقوي القبيلة يستطيع أن يكون‬ ‫سلطانا وملكا على الجزيرة العربية بقوة ال نلكليز‪ ،‬ولكن بعض رؤساء المخابرات‬ ‫ال نلكليزية ترددوا أخي ار لن لصفات الدويش الشخصية دهذه والقبيلة مضاردها ولن ايمانه‬ ‫السلمي صادق واعتزازه بعروبته اقوي ودهذا ما سيجعل منه الشخص غير القابل‬ ‫للترويض ومن خل لل دراسة لشخصيته ثبت أنه ليس مطواعا لل نلكليز ول يعتمد عليه‬ ‫ولهذا غض عنه النظر…! ( ويقول جون فيلبي ‪) :‬وعاد رجالنا في المخابرات ال نلكليزية‬ ‫للتكرار على عبد الرحمن آل سعود اقائليه له ‪" :‬نحن ل نريد منك أن تخرج من الكويت بل‬ ‫تبقى دهنا وكل ما نريده أن نستخدم اسمك في حركتنا دهذه فقد منحناك الثقة الكاملة‬ ‫وسنكون لك جيشا بعدته وعتاده ليستولي دهو وحده على الرياض فيسلمها لك ويجعل‬ ‫من الرياض اقاعدة ينطلق جيشنا منها لتصفية نجد وحائل ولنصد خطر عبد العزيز‬ ‫المتعب الرشيد وال تلراك‪ ..‬وأنت أاقرب الناس إلى اقلوبنا"‪ .‬فكرر عبد الرحمن آل سعود‬ ‫تخوفه من الفشل الذي سيصيبه واقال ‪" :‬أما بالنسبة لي فقد انتهيت لكنني أعرض‬ ‫عليكم ابني عبد العزيز ل نله رغم صغر سنه سينعكم" ويتابع ‪ :‬أول ل لن عبد العزيز شاب‬ ‫صغير في مستقبل العمر وبالمكان توجيهه كما ينبغي‪..‬‬ ‫ثانيا ل ان لدى المخابرات البريطانية ما يثبت أن دهذه العائلة تنتمي إلى أصل يهودي‬ ‫يرجع إلى اقبيلة بني القينقاع ل وكان عبد الرحمن آل فيصل آل سعود يفخر بهذا الصل‬ ‫عندما اقالوا له ذلك ويقول ان دهذا ما يقربني من بريطانيا زلفى‪ ..‬الشخصية التي‬ ‫ستحقق تنفيذ الرغبات في حل مشكلة فلسطين لصالح اليهود لتكون لليهود ارضا‬ ‫يقطنونها بعد تشرد طويل‪ ( !….‬دهذا ما اقاله جون فيلبي‪ .‬وليس الصل دهو المهم‪ ،‬فهناك‬ ‫من العرب من تآمر على فلسطين ودهو ل يمت إلى اليهود بصلة‪ ..‬ويتابع فيلبي اقوله ‪:‬‬ ‫)وبدأ توجيه الفتى عبد العزيز ووجد ال نلكليز القابلية التامة فيه والستعداد واقوة الذاكرة‬ ‫لتلقي ما يملى عليه‪ ..‬فقامت المخابرات ال نلكليزية بتجنيد حملة اقوامها خمسة آلف‬ ‫)‪(46‬‬


‫جندي من البدو سارت من الكويت بقيادة الكابتن شكسبير متجهة إلى حائل عبر نجد‬ ‫فعلم بها عبد العزيز المتعب الرشيد واقابلها بجنده في نجد "بمكان يسمى جراب ل اقرب‬ ‫بلدة الزلفى" وأباددها وفي مقدمتها اقائددها الكابتن شكسبير وكان مع ابن الرشيد اقبائل‬ ‫شمر وأدهل حائل…! (‪ ..‬والذي اقتل شكسبير شخص يدعى )صالح الذعيت…! ( دهجم عليه‬ ‫بينما كان شكسبير يمسك بمدفعه ولكنه ما أن رأى الشخص يهجم عليه شاده ار سيفه‬ ‫حّتى أخذ القائد ال نلكليزي يرفع الخوذة وينزلها من على رأسه احتراما وسلما‬

‫واستسلما‪ ،‬ولكن الذعيت لم يقبل بسلم واستسلم ال نلكليزي اقائد الجيش السعودي‬ ‫المدعي بالدين الحنيف زو ار بل ضربه بالسيف ضربة فصلت رأسه عن جسده ودهو يردد‬ ‫)دهذا جزاء المعتدين ل فلتمت حّتى يعلم الناس اننا لم نقتل ال نلكليزي شكسبير اقائد جيش‬

‫من زيفوا السلم‪ ..‬وأفتوا بأننا كافرين ال ل نلنا ندافع عن بلدنا…! (‪ ..‬ولنعطي المجال‬

‫لجون فيلبي مرة أخرى‪ ..‬فهو أحق من غيره بالكلم!‪ ..‬ل نله صانع العرش‪ ..‬خالق دهذا‬ ‫الكيان السعودي الجديد‪ ..‬وبالصح ‪ :‬اّنه الرسول المين للخالق فالمخابرات ال نلكليزية‬

‫ضهلا واقضيضها دهي الخالقة للعروش‪ ..‬ولننظر ما سيقوله "الرسول" دهذا الجون‬ ‫بق ّ‬

‫فيلبي‪ ..‬يقول ‪) :‬بعد أن اقضى شمر وأدهل حائل على بعثة الكابتن الجون فيلبي‪ ..‬يقول ‪:‬‬

‫)بعد أن اقضى شمر وأدهل حائل على بعثة الكابتن شكسبير رأى المكتب الهندي "مكتب‬ ‫المخابرات" أن أتولى أنا شخصيا‪ ..‬دهذه المهمة الشااقة مانحا اياي ثقته‪ ..‬فرأيت أن ل‬ ‫أخّيب دهذه الثقة‪ ..‬رأيت أن أاقدم نوعا جديدا غير ما اقدمه سلفي شكسبير… ورأيي كان‬ ‫التي ‪ :‬أن أخلف حسن ظن بعض رجال المخابرات ال نلكليزية في الشريف حسين بن‬ ‫علي‪ ..‬ومن دهؤلء الرجال ل ب‪.‬أ ‪ .‬لورنس ل‪ .‬أو ملك العرب غير المتوج كما يسميه‬ ‫البعض رغم أن كل نلا ننتمي إلى شعبيتي "مخابرات" انكليزية واحدة دهو يتبع للمكتب‬ ‫العربي في القادهرة‪ ..‬وأنا أتبع للمكتب الهندي في الهند‪ ..‬لكن له رأي ولي رأي آخر‪،‬‬ ‫فهو يرى أن تستمر بريطانيا في دعمها للشريف حسين وعائلته‪ ،‬أما أنا فأرى أن‬ ‫نحارب الشريف حسين ونخرجه وعائلته من الحجاز لنسلمها إلى عبد العزيز وعائلته‪..‬‬ ‫ودعمت رأيي بما يلي ‪:‬‬

‫)‪(47‬‬


‫أول ل ان كانت مصلحة بريطانيا اقد اقضت بتقوية الشريف حسين رغم كونه ينادي‬ ‫بالثورة العربية الكبرى فقد كان دعم ال نلكليز للثورة العربية الكبرى يعتبر من صالح‬ ‫ال نلكليز واقد اقصد به استقطاب العرب حول الشريف للقضاء به على ل عدونا ل النفوذ‬ ‫التركي واخراج ال تلراك من البلد العربية لكون ال تلراك يحاربون النفوذ البريطاني باسم‬ ‫السلم ويصعب على بريطانيا محاربة دولة مسلمة تدعي أنها جاءت لخدمة الكعبة‬ ‫وحماية الراضي المقدسة من جور "الكفار" وتعتبر أن الراضي العربية كلها مقدسة‬ ‫بالنسبة لها ولم يكن لنا أي بد من محاربة دولة المدعين بالسلم إل بدولة إسلمية‬ ‫وعربية أيضاً ولها أيضاً من الحقية والقداسة لدى المسلمين ما ليس لتركيا نظ ار‬

‫لدعوى الشريف أنه من سل للة محمد بن عبد ال نبي دهذا الدين‪ ..‬أما الن واقد أصبح‬

‫النفوذ التركي باطل بعد ضربه باسم الوحدة العربية والثورة العربية وأخذ بال نلقراض‪.‬‬ ‫فيجب أن ل تتركه ينقرض وحده بل وينقرض معه النفوذ الهاشمي من الراضي‬ ‫المقدسة لكيل يستخدم دهذا النفوذ ضدنا نفس السل ح الذي استخدمناه ضد ال تلراك‬ ‫وليكل تستغل العائلة الهاشمية "اقداستها" ! في المناورات السياسية ويندفع حسين بن‬ ‫علي في دعوة توحيد الوطن العربي تحت تاجه مدفوعا بقوة العرب المؤمنين بالوحدة‬ ‫حقًا‪ ،‬وتوحيد الوطن العربي لن يكون بالطبع من صالح بريطانيا حّتى ولو جاء التوحيد‬

‫دهذا تحت حكم ملكي مؤيد لبريطانيا "مائة بالمائة" فقد يتغير دهذا الحكم باحدى الثورات‬ ‫التي تقضي على المصالح البريطانية بين عشية وضحادها ويصبح من العسير على‬ ‫بريطانيا تفريق الشعور العربي الذي سيتوحد ويتقد بالعداء لبريطانيا‪..‬‬

‫ثانيا ل الشريف حسين صاحب أخل قل شرسة وسوف لن يقبل بالتواقيع أو بالتسادهل‬ ‫بجعل وطن لليهود في فلسطين حّتى ولو كان في دهذا العطاء مصلحة لصديقته‬

‫بريطانيا‪ ،‬فهو الن يتعامل مع بريطانيا بحسب ما تتطلبه مصلحته الشخصية‪ ،‬أما عبد‬ ‫العزيز بن سعود فسيتعامل مع بريطانيا حسب ما تتطلبه مصلحة بريطانيا لكونه لم يكن‬ ‫له كيان أو صفة اقبل بريطانيا وبدونها‪.‬‬ ‫وعلى دهذا الساس سيكون على أتم استعداد لتنفيذ كل ما تريده بريطانيا‪ .‬وخاصة‬ ‫اعطاء فلسطين وطنا لليهود‪.‬‬ ‫)‪(48‬‬


‫بل دهو يفخر ووالده عبد الرحمن بكون اليهود أبناء عمهم‪ ،‬ثم ان الذي نخلقه‬ ‫بأيدينا من ل شئ سوف لن يتعالى علينا مهما كان شيئا في المستقبل وكبر منصبه‪.‬‬ ‫أما حسين بن علي فهو ثابت اقبلنا في منصبه وكل ما يكبر منصبه سيحس أنه كان‬ ‫أكبر من منصبه وأكبر منا‪ ،‬بل لقد استخدمنا سمعته عند العرب لتحسين سمعة‬ ‫بريطانيا العظمى بادئ المر‪..‬‬ ‫فوافق البعض من رجال المخابرات أما البعض الخر فقد واقف مع لورنس إلى‬ ‫جانب الشراف لكن الجميع اقد استسلموا لرائي أخي ار بعدما لمسوا ذلك بأيديهم‪ .‬ولهذا‬ ‫الموضوع اقصة طويلة انتهت بنفي الشريف حسين إلى اقبرص وابتدأت بأولى عملياتي‬ ‫مع عبد العزيز آل سعود‪ ،‬فرأيت أن ل أاقود المعارك كما فعل سلفي الكابتن شكسبير‬ ‫فأاقتل كما اقتل وانما أبقى في المؤخرة وأخطط لها فبدأت بصنع مستلزماتها وكانت ما‬ ‫يلي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ل اطل قل لحيتي وشعر وجهي كله‪.‬‬ ‫‪ 2‬ل اشهار إسلمي واستبدال اسمي "جون فيلبي" باسم الشيخ محمد فيلبي‪ ،‬واقد‬ ‫رأيت أن المصلحة بالبتعاد عن اسم "محمد" فاستبدلته باسم الحاج عبد ال فيلبي‪.‬‬ ‫‪ 3‬ل وضع مرتب شهري مبدئي لعبد العزيز اقدره )‪ ( !…500‬جنيه استرليني ومبلغ‬ ‫‪ 100‬جنيه استرليني لوالده عبد الرحمن ‪ 25.0‬لكل واحد من اخوته‪..‬‬ ‫‪ 4‬ل صك مبالغ كثيرة من العملة المزيفة "جنيهات ذدهب وريالت ماري تريزا" ل‬ ‫واحضار ‪ /30000 /‬بنداقية مع ذخيرتها وكمية من المدافع الرشاشة وجعل عدد من‬ ‫البواخر والطائرات تحت طلب دهذه العمليات‪.‬‬ ‫‪ 5‬ل تجميع أكبر عدد ممكن من آل الشيخ والدارسين لصول الفقه واطل قل لحادهم ل‬ ‫كحالتي ل وصرف مرتبات ثابتة لهم ليفتوا بتكفير من يعارض عبد العزيز آل سعود‬ ‫واباحة دم كل من يعارض ابن السعود واباحة ماله وعرضه وأرضه‪.‬‬ ‫‪ 6‬ل تكوين جيش متدين يلتزم بفتاوى دهؤلء "الشيوخ" التزاما كليا ويسمى "جيش‬ ‫الخوان" علمتهم الفاراقة "عمامة" فوق الرأس‪ ،‬وشعاردهم "دهّبت دهبوب الجنة وينك‬

‫ياباغيها" أي فاحت روائح الجنة ومن يريد الجنة فليتقدم للموت في سبيلها‪..‬‬ ‫)‪(49‬‬


‫واقفة عندما واقف عنده فيلبي‬ ‫إلى دهنا نقف عندما واقف عنده جون فيلبي!‪ ..‬فيلبي الذي اقال وفعل!‪.‬‬ ‫ثم أخذ في تجميع دهذا الجيش‪ ،‬وأخذ عدد أصحاب اللحى الطويلة المزيفة يزداد كل‬ ‫يوم والموال ال نلكليزية المزيفة تدفع لهم بل حساب‪ ..‬وأخذ جيش المرتزاقة والمخدوعين‬ ‫يتكاثر‪ ..‬وعين ال نلكليز مستشارين من كل بلد عربي لعبد العزيز آل سعود وكونوا لهم‬ ‫مجلسا أطلقوا عليه اسم )مجلس الربع…! ( أي مجلس الجماعة‪ ،‬ودهذا المجلس يرأسه‬ ‫الشيخ جون فيلبي نفسه‪ ،‬ومن أعضائه حافظ ودهبه من مصر ل وخالد اقراقرى من‬ ‫المغرب ل وفؤاد حمزة ويوسف يس من سوريا ل وبشير السعداوي من ليبيا ل وعبد ال‬ ‫الدملوجي من العراق ل وحسين العويني من لبنان‪ ،‬وغيردهم… و أروا أن يتجمع جيش‬ ‫الخوان في أماكن يطلق على كل منها اسم )الهجرة…! ( تشّبها ل مع الفارق الكبير ل‬

‫بالمهاجرين الذين دهاجروا مع النبي العربي محمد بن عبد ال من مكة إلى المدينة!‪..‬‬ ‫وطفق تجار الدين في تلقين دهؤلء الجنود المخدوعين بالفتاوى الصادرة عليهم من‬ ‫)مجلس الربع…! ( الواردة من مكتب المخابرات ال نلكليزي )المكتب الهندي…! ( عن طريق‬ ‫الحاج جون فيلبي‪ ،‬ومنها اقولهم )كل من اقتل عشرة من اقبيلة شّم رل أو أدهالي حائل ل أو‬

‫ممن يعادون ابن سعود ل يدخل الجنة بل حساب ليجد فيها عشر حوريات من الحسان‬ ‫الكواعب ال تلراب الل ئلي ل يكبرن عن ‪ 15‬سنة ول يصغرن عن دهذه السنين عمرا‪،‬‬ ‫بالضافة إلى لحوم الطيور المشوية التي سيجددها كل من ُيقتل تحت بيارق آل سعود‬

‫في الجنة‪ ،‬وما عليه ال أن يفتح فمه فتسقط في فمه مشوية دون عظام بالضافة إلى‬ ‫أنهر العسل واللبن…! (‪ ..‬إلى غير ذلك مما يتمناه كل محروم في الدنيا!‪ ..‬ولم يعلم أبناء‬ ‫البادية أن الذي لم يجد في دنياه شيئا لن يجد بعد موته أي شئ‪ ..‬وكما يقول القرآن‬ ‫الكريم ‪) :‬من كان في دهذه الدنيا أعمى فهو في الخرة أعمى وأضل سبيل…! (‪ ..‬وكنوع من‬ ‫التضليل ‪ :‬أخذ "مجلس الربع" دهذا يحجب مجموعات من الدجالين والمرتزاقة عن نظر‬ ‫المخدوعين من جنود القبائل "ثم يب ث" مجلس الربع اشاعات تقول ‪ :‬بأن )فل نل‪ ،‬وفل نل‪،‬‬

‫وعل نل…! ( ل اقد تسللوا إلى حائل فشادهدوا بأعينهم "الحور العين" داخل أسوار حائل وغيردها‬ ‫ثم يكرر رجال الدين دجلهم اقائلين لجنود البادية المخدوعين ) ان مشاريع العمران‬ ‫)‪(50‬‬


‫اقائمة عند ال لمن يقاتل المشركين من أدهل حائل وأدهل الحجاز وعسير وتهامة واليمن‬ ‫والجوف والحساء و"بعض الكفار من أدهالي نجد" أما البعض الخر ل التابع لبن‬ ‫السعود ل فأولئك من أدهل الجنة الذين خصص ال لكم واحد منهم اقصره فيها وفيه ما‬ ‫تشتهي ال نلفس وتلذ العين من حور عين ولبن لم يتغير طعمه وعسل مصفى ورعية‬ ‫من الخيل والبل والغنام…! (‪ .‬ويقول أحد شيوخ القبائل )الشيخ بن سحمي…! ( في تصريح‬ ‫له نشره المستر )دهل‪ .‬ر‪.‬ب ديكسن…! ( رجل المخابرات البريطاني المعروف في الكويت في‬ ‫كتابه ) الكويت وجاراتها…! ( ‪" :‬لم نكن نعلم بادئ المر أن بريطانيا اقد جاءت تعلمنا أمور‬ ‫ديننا مرسلة لنا بجون فيلبي وعبد العزيز آل سعود‪ ..‬ولم ندرك دهذه الخديعة ال في‬ ‫واقت متأخر بعد فوات الوان وبعد أن انقسمت المدينة الواحدة والعشيرة الواحدة والعائلة‬ ‫الواحدة إلى أاقسام عديدة واقام الخ منا يقتل أخاه وابنه وزوجته ويبيع كل ما يملكه أو‬ ‫يذبح ابله وأغنامه للتخلص منها والتخلص حّتى من أاقرب الناس الينا ومن كل ما‬ ‫يعواقنا في الدنيا عن طريق الخرة الذي ل يعلمه ال ال!‪.‬‬

‫فندفع لمشايخ الدين ولعبد العزيز آل سعود ثم نبدأ بقتال الدهل والاقارب بعد أن‬ ‫أودهمونا مشايخ ال نلكليز بأنهم من "الكفار" لمجرد أنهم ل يشاركوننا بهذا الجهل الذي‬ ‫حسبناه علما ودينا‪ ،‬بل وأخذنا نترك نساءنا وديعة لدى عبد العزيز ليرعادهن بينما نذدهب‬ ‫للقتال بحثا عن نساء في الجنة وملذات في الخرة ومن لم يمت منا ثم يرجع حقا فانه‬ ‫يجد عبد العزيز اقد تمتع بنسائه في الدنيا ودهو ذادهب يقاتل اخوته بحثا عن نساء في‬ ‫الخرة وحور مودهومة بعد الموت‪ ،‬بعد أن يجد عبد العزيز آل سعود اقد الصق العار في‬ ‫وجودهنا"‪..‬‬ ‫دهذا ما اقاله أحد الذين أودهمهم آل سعود بحياة ناعمة في الخرة وبعد أن أوصلهم‬ ‫للستيلء على بلدنا حرمودهم من كل شئ في الحياة‪ ..‬وبهذا التضليل السعودي‬ ‫اليهودي ال نلكليزي سارت الحركة الودهابية السعودية أول وأخي ار معتمدة على دراسة‬ ‫نفسية لهذه القبائل ومعتمدة على ايجاد )طوابير خامسة…! ( داخل القبائل والمدن والقرى‬ ‫ومعتمدة على فتاوى عدد ضخم من تجار الدين الذين خادعوا القبائل بطول شعور‬ ‫ذاقونهم الضالة وكان لهم أاقوى التأثير في نفوس بعض القبائل حّتى جعلوا من الودهم‬ ‫)‪(51‬‬


‫عقيدة تشربت بها عقول ودماء العدد العديد من القبائل إلى الحد الذي أسلفناه ‪ :‬أن‬ ‫الخ اقتل أخاه والب اقتل ابنه لمجرد أن دهذا المقتول عارض دهذا الضل لل ال نلكلويهودي‬ ‫سعودي الذي حسبوه ديناً براقعوه ببرااقع السلم والسلم منه براء‪ ،‬مما جعل أفراد‬

‫القبائل يتبرأون من كل شئ في الدنيا بحثا عن ملذات الخرة‪ ،‬وعندما يصاب أحددهم‬

‫بجر ح يمنعه عن المسير يبادره أاقرب الوااقفين منه بطعنة خنجر‪ ،‬مس ار بأذن الصويب‬ ‫ودهو يلفظ آخر أنفاسه اقائل ‪) :‬ل تنساني عند ربك يافل نل أسرع للقاء ربك واحجز لي‬ ‫عنده بيتا في الجنة…! ( فيرد المطعون ودهو يلفظ آخر أنفاسه اقائل ‪) :‬دهل تريد البيت‬ ‫مخومس أو مسودس؟…! ( ودهو نوع من بيوت الشعر البدوية‪ ،‬فيرد الطاعن والدم ل يزال‬ ‫يقطر من يده يسدد له طعنة أخرى وأخيرة فيقول له ‪) :‬ل تطول الحكي‪ .‬اذدهب وتفادهم‬ ‫مع ال على نوع البيت وما يريده ال مقبول ول شروط عندي ال أن تكون فيه فرس‬ ‫مربوطة‪ ،‬وحور ممشوطة‪ ،‬وكلب للغنم‪ ،‬وسلقة للصيد‪ ،‬ودلو ل خراج الماء‪ ،‬ويكون‬ ‫البيت بالقرب من نهر اللبن وأشجار القهوة…! ( كذا‪ ..‬وليست دهذه الوصايا من أحادي ث‬ ‫التندر اّنما دهي "فتاوى سعودية" اقد حدثت فعل يرويها من عاصرودها‪ ..‬لقد روى أحد‬ ‫أفراد جيش "الخوان" ممن ل زالوا أحياء لزميل له من "الخوان" اسمه ‪ :‬فريح الّنبص‬

‫يقول ‪) :‬حينما كنت من جند الخوان التابعين للشيخ فيصل الدويش وجرحت في معركة‬ ‫تربه وتركني "الخوان" طريح الرض ينزف دمي‪ ..‬لم ينقذ حياتي غير إمرأة بدوية مرت‬ ‫بي فأخذتني إلى بيتها وحفرت لي حفرة في التراب ألهبت النار فواقها حّتى حمي التراب‬

‫ثم دفنتني فيها فالتأمت جراحي بهذه الطريقة وبعناية البدوية وبعد شهرين لحقت بقوم‬ ‫ابن السعود إواذا بي أجد أحد مشايخ الدين اقد تزوج زوجتي بحجة "أن زوجها اقد تزوج‬

‫سوادها في الجنة"‪.‬‬

‫لكنه ما أن رآني الشيخ اقد رجعت أفتى "بكفري" زاعما ‪" :‬أن ال اقد أعادني إلى الدنيا‬ ‫وأخرجني من الجنة ل نلني من الكفار والمنافقين‪ ،‬فأمر الشيخ بقتلي من جديد واحرااقي‬ ‫بالنار تطهي ارً لجسدي وروحي‪ ..‬الشريرة‪ ( !…..‬ويقول ‪) :‬لقد تمكنت من الهرب بجلدي بعد‬ ‫أن فقدت زوجتي الغالية مما جعلني أكفر في الدنيا والخرة وألعن كل حبة رمل داستها‬

‫ااقدام "الخوان" وألعن الجنة والنار معهم…! (‪ ..‬دهذا الشخص ل زال على اقيد الحياة واسمه‬ ‫)‪(52‬‬


‫"علي السلمة" واقد اقارب الل ‪ 80‬سنة ‪ ..‬وبمثل دهذه الفتاوى الفاسدة‪ ،‬استطاع ال نلكليز‬ ‫ب ث الرو ح الودهابية اليهودية بمشايخ الدجل الديني فخدعوا بعض القبائل التي تبرأت من‬ ‫كل شئ في الحياة باعتباره "شقاء" منادين بأعلى أصواتهم في الشوارع تخلصا من دهذا‬ ‫"الشقاء" اقائلين )وينك يا شاري الشقاء؟…! (‪ ..‬لقد تخلى دهؤلء المخدوعين حّتى عن‬

‫أموالهم باعتباردها "شقاء" يمنعهم ويشقيهم عن الجهاد!‪.‬‬

‫وأصبح أدهم ما يشغلهم اقصور الجنة وحوردها‪ ،‬وريالت ال نلكليز وذدهبهم المزيف‪..‬‬ ‫وكان من أول من خدع بهذه المغريات ويا للسف )فيصل الدويش…! ( رئيس اقبيلة مطير‬ ‫)وسلطان بن بجاد…! ( رئيس اقبيلة عتيبة )ومحسن الفرم…! ( رئيس اقبيلة حرب )وأبو اثنين…! (‬ ‫رئيس اقبيلة سبيع )وملبس بن جبرين…! ( من شيوخ اقبيلة شمر وغيردهم ممن اقتلهم آل‬ ‫سعود أخي ار حينما اكتشفوا الخداع السعودي فساروا عليه‪ ..‬وبالطبع فهذه القبائل كانت‬ ‫تابعة لشيوخها‪ ..‬وبهذه الطريقة دهيأ ال نلكليز الجو لمضغتهم عبد العزيز ونشروا أخباره‬ ‫وأسفاره في كل البلد العربية وصحفها وصحف العالم‪ ،‬ولكي يعزز ال نلكليز من مركز‬ ‫الفتى عبد العزيز آل سعود أخرجوه خارج الكويت بقوة كبيرة ليضرب بعض القبائل‬ ‫الموالية لبن الرشيد لكنه فشل‪ ..‬ال أن حكم آل الرشيد نفسه في الحقيقة اقد أسدى‬ ‫بنوعية تركيبه خدمة كبيرة لل نلكليز وابن السعود‪ ،‬لكون دهذا الحكم الفردي العائلي اقد‬ ‫تقهقر إلى الوراء بعد أن فقد تلك الشخصية القوية‪ ،‬شخصية محمد العبد ال الرشيد‪،‬‬ ‫وأصبح كل واحد من آل الرشيد يغتصب الحكم بقتله لخيه وابن عمه بعد مدة وجيزة‬ ‫ليحكم‪ ،‬بل دهدف‪ ،‬فيقتله الخر من أجل أن يحكم الناس بل دهدف ال دهدف الحكم وحده‪،‬‬ ‫ال أن حكام آل رشيد يشهد لهم أنهم لم يخادعوا الناس باسم الدين ولم يقتلوا أحداً‬

‫بحجة أنهم "كفار ومشركين" كما يفعل يهود آل سعود وآل عبد الودهاب‪ ..‬ولو لم يقتل آل‬ ‫رشيد بعضهم بعضا‪ ،‬ولو أن حكمهم اقد اقام على دعوة اصلحية أو فكرة عقائدية‬ ‫ااقتصادية واجتماعية حّتى ولو كانت مزيفة!‪ ..‬لعاش مدة أكثر نتيجة لقوة أنصاره من‬

‫شمر وغيردهم‪ ..‬ولنرجع مرة أخرى الن إلى أاقوال جون فيلبي رئيس مجلس الربع‬ ‫السعودي؟‪..‬‬

‫)‪(53‬‬


‫وبدأ ال نلكليز بتوجيه الضربة من الرياض‬ ‫يقول جون فيلبي )لقد رأت أن نقوم بال تلصال بمشايخ الدين في الرياض تمهيدا‬ ‫لرسال عبد العزيز إلى الرياض والستيلء عليها وجعلها مرك ازً رئيسيا لحركتنا الودهابية‬ ‫الدينية ل التي اعتنقتها ل نظ ار لبعد الرياض عن عاصمة ابن الرشيد وضعف مركز‬

‫عجل نل ت عامل ابن الرشيد ل في الرياض واقلة حراسته‪ ،‬وبالفعل أرسلنا الرسل ووجدنا‬ ‫الطريق ممهدا أمامنا وبذلك أخرجنا عبد العزيز من الكويت بتاريخ ‪13/8/1901‬‬ ‫ومعه ‪ 250‬شخصا ل وليسوا كما اقيل ‪ 40‬شخصا وفي رواية أخرى ‪ 20‬شخصا ل‬ ‫وحملنادهم بسيارات مسلحة إلى مقربة من الرياض‪ ،‬وفي ليلة ‪ 19/8/1901‬كانوا‬ ‫يقيمون جميعا في بيت واحد من آل الشيخ داخل بساتين "الشمسية" وكان يتصل بهم‬ ‫بعض آل الشيخ الذين رتبوا لعبد العزيز طريقة الدخول إلى الرياض واتفقوا مع زوجة‬ ‫عجل نل ل ودهي من أاقارب عبد العزيز ل بأن تدخل عبد ال بن جلوي ل ابن عم عبد العزيز‬ ‫ل وعدد معه إلى بيتها وتخفيهم حتى اذا ما نام عجل نل باغتوه واغتالوه في فراشه‬ ‫فوافقت الزوجة ولكنها اظهرت مخاوفها أن يطلع عجل نل على أمردهم فيقتل الجميع‬ ‫وااقترحت أن ل يدخلوا إلى بيتها رأسا وانما تدخلهم إلى حظيرة البقر في البيت المجاور‬ ‫وتختلق للبّقار عذ ار فترسله تلك الليلة بعيدا عن البيت فكانت خطة ناجحة شاركت في‬ ‫إنجاحها زوجة عجل نل‪ .‬وفي عشية ليلة ‪ 1901 /20/8‬دخل عشرون منهم إلى‬ ‫الرياض بثياب نسائية إلى بيت زوجة عجل نل رأس وكأنهن نساء زائرات وتظادهرت‬ ‫زوجة عجل نل بالترحيب "بهن لزيارتهن" لها‪ .‬ثم "أدخلتهن" إلى بيت البقر‪ ،‬وانتظروا‬ ‫طويل ولكن عجل نل لم يأت حي ث أرسل لها رسول يخبردها بأنه سينام تلك الليلة في اقصر‬ ‫الحكم‪ ..‬وخيل للزوجة أن خطتها اقد كشفت ‪ ..‬وكاد المريب أن يقول خذوني‪ ،‬فكادت أن‬ ‫تطلع زوجها على المر إتقاء لنقمته‪ ..‬لكنها انتظرت‪ ..‬وأبلغت المقيمين في بيت البقر‬ ‫بالمر ودهو أن زوجها أخبردها بأنه سينام في القصر‪ ..‬وخيل لهم أيضاً أن أمردهم اقد‬

‫كشف ‪ ..‬ففكروا بالهرب‪ ..‬ولكنهم وجدوا أخي ار أن خروجهم سيكشفهم أكثر ولم يكن من‬ ‫المؤكد أن يكون أمردهم اقد كشف‪ ..‬وبعد ساعات تبين لهم بواسطة الزوجة الثانية‬

‫ستبات معه تلك الليلة… وبذلك وضعت للمتآمرين الخطة‪ ..‬واقالت لهم ‪ :‬باتوا دهنا‪..‬‬ ‫)‪(54‬‬


‫واخرجوا في الصبا ح لتغتالوه‪ ،‬فعجل نل بعد أن يصلي الصبح يشرب القهوة ثم يخرج بعد‬ ‫شروق الشمس ليطلع على حالة الخيل بجوار القصر وفي دهذا ال ثلناء لن يكون معه‬ ‫أحدا فحراسه وعدددهم ثمانية عشر يراقدون في القصر بعد صلة الصبح ودهناك تتا ح لكم‬ ‫الفرصة لقتله‪ ..‬وكانت خطة منها ناجحة لقتل زوجها‪ ..‬ففعلوا واتجه اقسم منهم اقوامه‬ ‫الل ‪ 20‬شخصا‪ ،‬وانقسم بقيتهم إلى اقسمين لمداد الولين في حال فشلهم أو اقتلهم‪..‬‬ ‫واتجهت المجموعة الولى من اقبيل الفجر نحو القصر وجعلوا من أنفسهم ضيوفا!‪..‬‬ ‫فمثلوا دور الضيوف النائمين عند باب القصر!‪ ..‬ولم يناموا وانما غطى كل واحد منهم‬ ‫جسده وسلحه بعباءته وتمدد على الرض‪ ..‬ولم يكن دهذا المنظر مستغربا‪ ..‬فهون‬ ‫المنظر الدائم للضيوف!‪ ..‬وما أكثر الضيوف‪ ..‬وما أن خرج عجل نل من القصر ل‬ ‫كعادته التي أرشدتهم عنها زوجته ل حّتى أمطروه "الضيوف" بوابل من الرصاص!‪..‬‬

‫واستطاع أن يتراجع عجل نل إلى داخل باب القصر لكن رصاصة من عبد ال بن جلوي‬ ‫اقد أدركته فسقط اقتيل وسحبوه إلى خارج القصر‪ ..‬غير ان حراس القصر تمكنوا من‬ ‫اغل قل الباب والستمرار في اطل قل النار والمقاومة ل فقتلوا خمسة وجرحوا سبعة ل من‬ ‫جنود السعوديين الذين لحقت بهم الهزيمة لو لم تكن المدادات الكامنة في بيوت‬ ‫الشيخ اقد تداركتهم ودهاجمت القصر بما يزيد عن الثل ثلمائة مسلح‪ ..‬ورغم ذلك لم‬ ‫يستسلم حرس القصر ال بعد أن عادهددهم السعوديون مقسمين )بوجه ال ووجه عبد‬ ‫العزيز…! ( بالمحافظة على أرواحهم واعطاءدهم الخيار في الاقامة في أي مكان يريدون‪،‬‬ ‫وبذلك فتح الحراس باب القصر واستسلموا )‪ ( !…1‬لكن السعوديين لم يفوا بعهددهم…‬ ‫فقتلودهم شر اقتلة ومزاقوا أوصالهم ومثلوا بهم وبقروا بطونهم وأخذوا يقذفون بلحومهم‬ ‫إلى الحيطان‪ ..‬ول زالت دماءدهم عالقة يشادهددها الناس في بعض جدران اقصر عجل نل)‬ ‫‪ ( !…1‬الذي أصبح الن سجنا يسمى "مصمك الرياض"‪ ..‬وبعد ذلك خرج عبد العزيز حي ث‬ ‫كان مختفيا في بيت أحد مشايخ الدين‪ ..‬وكان القصد من اخفائه دهو أن يخرج إذا‬ ‫نجحت الخطة‪ .‬أما إذا فشلت فنكون اقد حافظنا على حياته لنعيد التجربة مرة أخرى‪..‬‬ ‫وليس صحيحا ما اقيل غير ذلك أن عبد العزيز اقد طرق بابا البّقار‪ ،‬ودخل ثم اقفز إلى‬

‫بيت زوجة عجل نل واقفل الباب عليها ثم دهجم على اقصر عجل نل الخ…! (… فكل دهذا الكلم‬ ‫)‪(55‬‬


‫السائف كان بعض ما اقاله أحد المشرفين على نشأة الخلق‪ ..‬خلق دهذه العائلة الشريرة‬ ‫من ل شئ‪ ..‬ومنذ ذلك اليوم برز اسم عبد العزيز ورا ح ال نلكليز والدجالون من سل للة‬ ‫عائلة الدجل الودهابية وتجارالدين ينسجون حول عبد العزيز الخرافات ويلبسونه حلل‬ ‫البطولت بل اقياس‪ .‬منذ ذلك اليوم‪ ..‬وفي ضحى ذلك اليوم أخذوا رأس عجل نل ومعه‬ ‫رؤوس الحراس يحملونها على الرما ح ثم دخلوا بها المسجد ونادى المنادي في أدهل‬ ‫الرياض أن اجتمعوا!‪ ..‬فاجتمعوا‪ ..‬وأذن مؤذن سعودي من تجار الدين يقول )الحكم‬ ‫اليوم ل ولعبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ودهذه رؤوس الكفرة والمشركين‬ ‫ومن لم يسمع ويطيع فهو مشرك وكافر مثلهم وسنجازيه بالمثل ومن يريد أن يدخل في‬ ‫السلم فليسلم على أيدينا…! ( فسكت الناس مرغمين بالقوة من ناحية ومن ناحية أخرى‬ ‫لم يكن في حكم عجل نل ما يدعو لل رلتيا ح فكل الحكمين من نوع واحد‪ ،‬واستسلم شعبنا‬ ‫في الرياض للحكم الوااقع‪ ..‬وأخذ ال نلكليز يساندون عبد العزيز بكل اقوادهم العسكرية‬ ‫والمالية والستشارية والدارية‪ ..‬فقويت شوكتهم… واحتلوا في جنوب نجد ) الخرج‬ ‫والفلج…! ( في عام ‪ 1320‬دهل ثم في سنة ‪ 1321‬دهل احتلوا سدير والوشم والمحمل‬ ‫والقصيم‪ ،‬ولم يكن اعتماددهم في طريق الحتل لل على القوة العسكرية فقط وانما كانت‬ ‫الدرادهم‪ ..‬كان المال المزيف المال الذي ينفقه ال نلكليز على دابتهم السعودية بل‬ ‫حساب‪ ..‬فكانوا يرسلون الموال إلى عملء لهم في كل المدن والصحاري الخرى‬ ‫لتكييفهم لحساب ابن السعود‪ ..‬في دهذا الواقت ‪ :‬رأى عبد العزيز المتعب آل رشيد‬ ‫الستعانة بعدد من ضباط الجيش التركي لكونهم "مسلمين" كما يقولون حينما رأى أن‬ ‫خصمه عبد العزيز آل سعود يعتمد في وضع الخطط العسكرية والستشارية والدارية‬ ‫على ضباط من الجيش ال نلكليزي أكثر خبرة من جنده‪ ..‬لكن ضباط "الرجل المريض"‬ ‫ضباط الجيش التركي ما كانوا بالمستوى الذي كان عليه ضباط الستعمار البريطاني ل‬ ‫من حي ث الخبرة ول من حي ث الخلص لسادتهم الستعماريين في تنفيذ مهماتهم‪ ،‬بدليل‬ ‫أنه في الواقت الذي كان عبد العزيز المتعب يعتمد على خبرة دهؤلء الضباط "المسلمين"‬ ‫ال تلراك كان جون فيلبي يتصل ببعض الضباط ال تلراك ويشتري بعضهم لحساب ال نلكليز‬ ‫وخدمة عميلهم عبد العزيز آل سعود لتخريب مدافع ابن الرشيد مما جعل بعض الضباط‬ ‫)‪(56‬‬


‫ال تلراك أنفسهم يستسلمون ويسلمون مدافعهم إلى عبد العزيز آل سعود بعد أن كانت‬ ‫دهزيمته تكون محققة في معركة البكيرية ل في نجد ل ومع ذلك فقد غدر ابن السعود‬ ‫بالضباط ال تلراك الذي سبق له أن رشادهم فأرسل رجاله اليهم واستولوا على ما معهم من‬ ‫ذدهب وأمتعة واقتل بعضهم‪ ،‬بل وغدر برجاله أخي ار وسلبهم ما غنموه منهم ثم اقتل بعض‬ ‫رجاله‪ ..‬والغدر مهنة سعودية متأصلة فيه وفي أدهله وذريته‪ ..‬حّتى أن شخصاً اسمه‬

‫فايز العلي الفايز ل من بريدة ل استولى على خزينة اقائد الجيش التركي وفيها ‪800‬‬ ‫جنيه ذدهب ومسدس وناظور‪ ،‬وما أن علم عبد العزيز بذلك حّتى بع ث إليه بخادمه‬

‫شلهوب يطلب تسليمه المبلغ والمسدس والناظور ل "كسلفة" ل كما اقال ل ولم يرددها له‬ ‫عبد العزيز بالطبع بل عااقبه عندما جاء يطالبه باعادة تلك "السلفة" فيما بعد‪ ،‬بعد أن‬ ‫دهاجر إلى مصر‪ ،‬وعاد إلى وطنه مرة أخرى بأمس حاجة لي شئ يقتات منه!!‪.‬‬ ‫وعندما انسحب ال تلراك نهائيا من نجد عام ‪ 1334‬دهل ‪ 1906‬م أرسل عبد العزيز‬ ‫المتعب الرشيد يقول لعبد العزيز آل سعود ‪) :‬أنت غير عربي‪ ،‬ولو أن فيك ذرة من العرب‬ ‫لما رضيت بأن يقاتل العرب بعضهم بعضا من أجل مصالح ال نلكليز؟ ومع دهذا تدعي‬ ‫أننا مشركين بال وانك أنت المرسل من عند ال تمنح الجنة والنار والحور العين‪ ..‬إذا‬ ‫كان فيما تدعيه شيئا من الصحة بأنك رسول ال ‪ ..‬فل بد أن للرسل من معجزات ولهذا‬ ‫يجب أن تتبارز أنا وأنت‪ ،‬ولعلك بمعجزاتك يا رسول ال نلكليز تغلبني فتقتلني أو أاقتلك‪،‬‬ ‫وبذلك يسلم العرب في شمال نجد وجنوبها من اقتال بعضهم بعضا ل لسبب ال لن‬ ‫ال نلكليز يريدون بلدنا ووجدوا فيك ضالتهم بعد أن يئسوا من شرائنا…! (‪ ..‬فرد عليه عبد‬ ‫العزيز آل سعود اقائل ‪) :‬أنا أحارب بقوات ال نلكليز ومع ذلك فأنا أخشاك ول أنكر دهذا‬ ‫بأنك أشجع مني ولن أتبارز معك وأنا أعرف أنك إذا دهجمت على جميع أعدائك تنتخي‬ ‫وتعتزي بقولك ‪ :‬حسبت نفسي ميت العام…! ( أي حسبت انني اقدمت منذ عام مضى‪) ..‬أما‬ ‫أنا يا عبد العزيز بن سعود فأاقول انني سأبقى وسأاقضي عليك بل مبارزة وسأستخدم‬ ‫لقتلك واحداً من أدهل بيتك…! ( فاستشاط عبد العزيز بن رشيد من دهذا وتقدم بجيشه مطاردا‬

‫ابن سعود وجيشه السعودي الذي توغل في أواسط نجد‪.‬‬

‫)‪(57‬‬


‫ولكن ابن سعود تراجع إلى العارض عندما علم بذلك‪ ،‬ولكن ابن الرشيد رأى أل‬ ‫يتراجع إلى حائل وأن يقيم خيامه في مكان صحراوي في نجد يسمى روضة مهنا ليجعل‬ ‫من دهذا المكان منطلقا لمطاردة السعوديين‪ ،‬واقد أاقام مدة طويلة في دهذا المكان وحده‬ ‫دون أن يزيح خيامه منه‪ ،‬حّتى أن أوتاد الخيام نبتت وأصبحت )اثل…! ( مما جعل جيش‬

‫عبد العزيز المتعب يصاب بالملل من مواقفه‪ ،‬فل دهو مقاتل ول دهو راجع لمدينة حائل‪..‬‬

‫من دهنا تحرك جون فيلبي يبح ث عن واسطة يتفادهم معه من أسرة ابن الرشيد نفسه‬ ‫لقتل ابن الرشيد‪ ..‬ولنترك الكلم الن لجون فيلبي ليقول ‪) :‬واتصلنا بالمير فيصل‬ ‫الحمود العبيد ل ودهو من ذرية عبيد بن رشيد بينما عبد العزيز بن متعب من ذرية عبد‬ ‫ال بن رشيد‪ ،‬وعبيد وعبد ال شقيقان‪ ،‬ودهما مؤسسا أسرة آل الرشيد واقد حدثت من‬ ‫بعددهما خصومات بين العائلة فالكل يقول اّنه أحق بالحكم من ذرية الخر ل وطلبنا من‬ ‫فيصل الحمود العبيد اقتل ابن عمه وتعهد عبد العزيز بن السعود بتأييده حاكما مكان‬ ‫ابن عمه ابن متعب في حائل‪ ،‬ووعدناه بتأييد ال نلكليز له بالمال والسل ح‬ ‫والسياسة‪،‬وكنا صاداقين فيما نقول لن كل دهمنا دهو أن نتخلص من ابن متعب الذي‬ ‫أتعبنا بجبروته وشجاعته وصبره المنقطع النظير‪ ،‬واقررنا أن نباغته في مخيمه ليل ال‬ ‫إنه بدون المباغتة يصعب علينا القضاء عليه‪ ،‬ولن من عادات العرب وجيش ابن‬ ‫الرشيد خاصة تحريم الهجوم ليل مهما كانت الحوال‪ ،‬ففي عرفهم أن القتال الشريف‬ ‫يجب أن يكون وجها لوجه وفي وضح النهار ليشهد الرأي العام ما يحد ث ويسجل‬ ‫الناس انتصار أي خصم على الخر ويكون بالمكان معرفة من يهرب من المقاتلين‬ ‫فيحمل وزر جبنه…! (‪ ..‬ويتابع فيلبي اقوله )لكنه ماذا يهم ال نلكليز من دهذه المثل العربية‬ ‫العليا؟‪ ..‬ما دمنا نبح ث عن النصر بأي طريقة ناجحة جاءت ليل أو نهارا‪ ،‬كل ما يهمنا‬ ‫آنذاك دهو مصلحة بريطانيا العظمى بأي طريقة شريفة أو حّتى غير شريفة لتثبيت‬

‫صديقها الول ابن السعود ففي تثبيت ابن سعود تثبيت المصالح البريطانية ومن ثم‬ ‫تثبيت الوجود السرائيلي في فلسطين والقضاء على العدو المشترك ابن الرشيد وال تلراك‬ ‫ل لتتفرغ بريطانيا لمصالحها في الجزيرة العربية…! (‪..‬‬

‫)‪(58‬‬


‫رأيتم دهذه الصراحة ال نلكليزية المتنادهية‪ ..‬انني أتمنى أن يكتب تجار الدب ممن‬ ‫زيفوا التاريخ السعودي بهذه الصراحة المتنادهية التي يكتب بها جون فيلبي المشرف‬ ‫على خلق العرش السعودي‪ ..‬ودهكذا سارت وصارت بريطانيا في الجزيرة العربية…‬ ‫وبعد منتصف ليلة ‪ 18‬صفر سنة ‪ 1324‬دهل ‪ 13‬نيسان ‪ 1906‬م أطلقت عيارات‬ ‫نارية على مخيم ابن الرشيد أفزعته من نومه وجعلته يمتطي صهوة جواده دون أن‬ ‫يحدد ال تلجاه‪ ،‬ودهو يصرخ ‪ :‬الفريخ ل الفريخ ‪ ..‬احمل العلم يالفريخ‪.‬‬ ‫والفريخ دهذا دهو حامل علم ابن الرشيد‪ ،‬إواذا بعلم عبد العزيز بن الرشيد ينطلق أمام‬

‫ابن الرشيد يحمله شخص غير الفريخ ليخادع ابن متعب بعلمه المزيف فيقوده إلى‬ ‫الكمين ال نلكلو سعودي المنصوب لعبد العزيز المتعب الرشيد‪ ،‬فانخدع عبد العزيز‬

‫المتعب وأخذ يسابق الريح فوق صهوة جواده خلف حامل العلم الذي ظنه ابن الرشيد‬ ‫علمه‪ ،‬بينما حامل العلم يغير بسرعة نحو مخيم ابن السعود‪.‬‬ ‫ولم يكن ذلك العلم ال خراقة زيفها جون فيلبي وجعلها نسخة طبق الصل من علم‬ ‫ابن الرشيد‪ ،‬أما العلم الحقيقي لبن الرشيد وحامله الفريخ فلم يتحرك من مخيمه بعد‪.‬‬ ‫وتبع عبد العزيز ابن الرشيد دهذا العلم المزيف وحده اقبل أن يتحرك جيش ابن‬ ‫الرشيد الذي بوغت ليل ولم يعرف إلى أي وجهة اتجه عبد العزيز ابن الرشيد بينما‬ ‫الفريخ الحقيقي وعلمه لم يزل مع جيش ابن الرشيد المباغت‪ ،‬وكان حامل العلم‬ ‫المزيف متلثما ودهو يقود المتعب إلى حي ث الكمين ال نلكلو سعودي الذي لم يبعد عن‬ ‫مخيم ابن الرشيد أكثر من كيلومترين‪ ،‬إواذا بابن الرشيد وحده أمام جيش سعودي عدده‬ ‫خمسة آلف‪ ،‬عند دهذا فقط أدرك عبد العزيز ابن الرشيد الخدعة لكنه لم يتنبه لحامل‬

‫العلم المزيف بعد‪ ..‬فل زال يظنه علمه وان حامله دهو الفريخ‪ ..‬حي ث أخذ يصرخ بحامل‬ ‫العلم بأعلى صوته ‪" :‬ويش دهالدبره يالفريخ؟" ‪ ..‬أي ما دهذه الدبرة العمياء‪" ..‬ما دهذا‬ ‫التصرف يالفريخ"؟‪.‬‬ ‫لكنه لم يكن الفريخ ال )فرخا سعوديا انكليزيا…! ( اقاد ابن متعب ببراعه إلى الموت‬ ‫المحقق حينما كشف عن لثامه ودهو يقذف بالعلم المزيف ويصرخ مناديا بالسعوديين‬ ‫وال نلكليز )عبد العزيز يا طلبته‪ ..‬ابن متعب يا طلبة ابن متعب!!…! ( ويقول جون فيلبي ‪:‬‬ ‫)‪(59‬‬


‫)لقد كان رأيي أن نأسر ابن متعب فقط ما دام اقد وصل الينا بهذه السهولة وأن ل نقتله‬ ‫بهذه السرعة‪ ..‬اّنه صيد ثمين‪ ..‬لكن دهناك من تسرع من الحااقدين عليه وأطلق عليه‬ ‫النار واقطع رأسه بأمر عبد العزيز أل سعود‪.‬‬

‫وما أن اقتل عبد العزيز بن متعب حّتى أصدرت المر بسرعة ليهجم الجيش‬

‫السعودي على مخيم ابن الرشيد ليباغتوا جيش ابن الرشيد الحائر في مخيمه يتقدمهم‬ ‫شخص يحمل رأس عبد العزيز بن متعب على رأس رمح ليضعف معنوياتهم ويردهبهم‬ ‫ويعطيهم فكرة على أن شجاعة اقائددهم المتنادهية اقد انتهت‪ ،‬وبالفعل نجحت دهذه الخطة‬ ‫وانهزم جيش ابن الرشيد المخيم في روضة مهنا والبالغ ثل ثلة آلف تقريبا أما فيصل‬ ‫الحمود العبيد آل رشيد فلم تنجح في تنصيبه أمي ار لحائل حي ث ولي )متعب…! ( بن عبد‬ ‫العزيز المتعب الرشيد حاكما مكان والده المقتول وعمره ل يتجاوز الل ‪ 15‬سنة ودهو ابن‬ ‫أخت فيصل الحمود العبيد الرشيد آنف الذكر…! ( وعاد جند الرشيد إلى حائل ولم يدم حكم‬ ‫متعب أكثر من عشرة أشهر حّتى أاقدم ل أخواله ل على اقتله ل باتفاق مع جون فيلبي‬

‫وعميله عبد العزيز آل سعود بزعم توليتهم لحكم حائل ابن أختهم‪ ..‬أجل‪ ..‬والى دهذا‬ ‫الحد من اقذارة التهافت على الحكم وصل الخوال لل تلفاق مع الستعمار على اقتل ابن‬ ‫أختهم واقتل أشقاءه معه أيضًا‪.‬‬

‫والخوال الذين اقتلوا أبناء أختهم دهم ‪ :‬فيصل وسلطان وسعود الحمود العبيد‪ ..‬أما‬

‫الذين اقتلودهم أخوالهم فهم بالضافة إلى متعب العبد العزيز المتعب ‪ 15‬سنة محمد ‪7‬‬ ‫سنوات ومشعل ‪ 5‬سنوات‪ ،‬وذلك في شهر ذي القعدة ‪ 1324‬دهل ل كانون أول ‪1906‬‬ ‫ومّثل أولئك "الخوال" الوحوش بأبناء أختهم أبشع تمثيل‪ ،‬فقطعوا أصابعهم أول ثم‬ ‫أيديهم ثانيا ثم اقتلودهم!‪.‬‬

‫واقد حاولت أحد النساء اخفاء الطفل محمد عن خاله بداخل صندوق ثيابها لكن‬ ‫خاله سلطان بح ث عنه حّتى أخرجه ومزاقه بسيفه‪ ،‬وكانت صرخات الطفل تختلط‬

‫بتشفعاته البريئة اقائل ‪) :‬اضربني بالعصا يا خالي ادهون من السيف!‪.‬‬

‫س رلت لعبتي!…! (‪ ..‬إذ كان الطفل يظن أي‬ ‫أنا ما فعلت ل للعنزة ل أي شئ !‪ ..‬أنا ما ك ّ‬

‫وعي بالحكم الذي جاء خاله ليقتله من أجله لكيل يحكم في المستقبل!‪.‬‬ ‫)‪(60‬‬


‫ودهيهات أن يكن لهذا المنطق الطفولي البرئ أي مواقع من اقلب دهذا الخال الغليظ‬ ‫المتوحش‪.‬‬ ‫لم يرتدع خاله المجرم من تمزيق جسم ابن أخته بسيفه إربا‪ ..‬بهذه الوحشية‬ ‫استولى سلطان بن حمود العبيد الرشيد بمساعدة أخويه سعود وفيصل على الحكم‪..‬‬ ‫ولم يكتف سلطان العبيد وأخويه بقتل أبناء أختهم الطفال بل راحوا لرتكاب جريمة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫ودهي اقتل الطفل الرابع ل سعود بن عبد العزيز المتعب الرشيد ل البالغ من العمر ‪3‬‬ ‫سنوات لو لم يهرب به خاله حمود السبهان إلى المدينة "المنورة" لكن حكم سلطان لم‬ ‫يدم أكثر من سبعة أشهر أخذ بعددها يستعد للهرب حينما أحس بتذمر شديد من شعب‬ ‫حائل وشمر فتنازل عن الحكم لشقيقه سعود الحمود العبيد واصطحب معه ‪150‬‬ ‫شخصا متجهين إلى الشام ليلتجئ إلى جبل العرب ل كما اقال ل خوفا من القتل‪ ،‬وسافر‬ ‫بالفعل‪.‬‬ ‫لكن الشعب في حائل لم يتركه بل أجبروا شقيقه سعود للسير معهم للحاق بأخيه‬ ‫الهارب واعادته لقتله فقد يتعاون مع العدو السعودي ضد البلد ولحقوا به بعد يومين‬ ‫من فراره وأعادوه )مضّبب اليدين…! ( واقتلوا عدداً ممن معه حينما دافعوا عنه‪ ..‬ومن‬

‫نوادره المضحكة اقبل موته أن أحد المواطنين اقد سلم عليه بقوله )صبحك ال بالخير‬ ‫يالمير؟!…! ( فرد عليه اقائل ‪) :‬ول ياشين أمير ومضّبب؟!…! ( أي )كيف أكون أمي ارً والكلبشة‬

‫ي؟ل…! ( ودهنا اقتله أخوه سعود بضغط من الشعب وخوفا من أن يستغل الفرصة فيعود‬ ‫بيد ّ‬ ‫إلى الحكم فيما لو تركه حيا‪ ..‬واقرر أخوه أن ل يدفن جثته‪ ..‬بل وضعها في بالوعة مياه‬ ‫داخل ددهاليز القصر‪ ..‬لكن أخاه سعود لم "ُيسعد" في الحكم أيضًا‪ ،‬إذ حكم أربعة عشر‬ ‫شهرًا‪ ،‬عاد بعددها من المدينة حمود السبهان ومعه ابن أخته سعود بن عبد العزيز‬

‫المتعب الرشيد وعدد من اقبائل شمر وطراقوا القصر في حائل وألقوا القبض على الحاكم‬

‫سعود الحمود العبيد الرشيد ووضعوا بيديه نفس "الضبة" التي سبق له أن وضعها‬ ‫بيدي شقيقه سلطان‪ ،‬وفتحوا نفس البالوعة التي سبق له أن أسقط شقيقه سلطان‬ ‫بداخلها واقالوا له ‪) :‬ادخلها بنفسك حيا اقبل أن ندخلك فيها…! ( فصا ح سعود متسائل‬ ‫)‪(61‬‬


‫بجزع ‪) :‬كيف أدخل ودهذه الرائحة العفنة فيها؟…! ( فأجابوه بقولهم )انها رائحة شقيقك‬ ‫سلطان ‪ :‬دهل نسيت؟!…! ( ولم يجرؤ على دخولها بنفسه فحملوه ودفنوه فيها حيا‪ ..‬وبذلك‬ ‫وفي تاريخ ‪ 17‬شعبان ‪ 1326‬دهل ‪ 14‬ايلول ‪ 1908‬م تولى الحكم سعود بن عبد‬ ‫العزيز المتعب الرشيد وعمره ‪ 7‬سنوات يساعده خاله حمود السبهان!‪ ..‬وما أن علم‬ ‫فيصل الحمود العبيد الرشيد شقيق سعود العبيد بذلك وكان واقتها حاكما للجوف لشقيقه‬ ‫حّتى ترك الجوف دهاربا إلى عبد العزيز آل سعود والتجأ إليه متعاونا معه وخل لل دهذه‬

‫المدة أبدى ال نلكليز عروضا كثيرة على بعض السبهان من أخوال سعود بن عبد العزيز‬

‫الرشيد لستمالتهم نحو بريطانيا‪ ..‬لكن تركيا علمت بالمر فبعثت أحد ضباطها المدعو‬ ‫عزيز بك الكردي ليمثلها في حائل ل كقنصل ل ثم أرسلت الشيخ صالح التونسي‬ ‫بمأمورية خاصة يؤكد فيها استمرار دعم ال تلراك لحكم سعود الرشيد‪ ،‬ثم بعثت عبد‬ ‫الحميد "بك بن إبرادهيم باشا" سعيد المصري فبقي في حائل يجتهد في منع ال نلكليز من‬ ‫التأثير على المير سعود الرشيد‪.‬‬ ‫ولكن المير سعود بالرغم من مساعي بعض أخواله السبهان بالتعاون مع ال نلكليز‬ ‫بحجة )أنهم دولة أواقى من تركيا المهزومة وانه لبد بهذا التعاون أن نقطع الخط على‬ ‫آل سعود فيدعمنا ال نلكليز بدل منهم أو على الاقل نحافظ على حكمنا في حائل…! ( بالرغم‬ ‫من دهذا ال للحا ح بقي متمسكا بصدااقته لل تلراك في داخل الجزيرة يمددهم بالبل ويأخذ‬ ‫منهم الموال والسل ح دون أن تكن لهم أي سلطة في البلد‪ ،‬ودام حكمه خمسة عشر‬ ‫سنة تقريبا حينما اغتاله ابن عمه بن طل لل الرشيد غد ار من خلفه أثناء رمايتهما‬ ‫"للنيشان" في جبل طي اقاصدا بذلك الستيلء على الحكم‪.‬‬ ‫لكن عبد ال الطل لل اقتل تلك اللحظة برصاص الذعيت حارس سعود بن عبد العزيز‬ ‫المتعب الرشيد دفاعا عن عمه ويومها عين عبد ال بن متعب الرشيد البالغ من العمر‬ ‫‪ 12‬عاما ولم يدم حكمه سوى سنتين حّتى أرجف به عملء ال نلكليز وعبد العزيز آل‬

‫سعود الذين دسهم في حائل وكان ابن سعود يقيم بجنده في جبل طي المطل على حائل‬ ‫بانتظار لجوء عبد ال المتعب إليه بخطة مسبقة مع بعض المرجفين ليدخل حائل لكن‬ ‫ابن السعود فشل تلك المرة في دخول حائل فأبعد عنها بعد أن لجأ إليه عبد ال المتعب‬ ‫)‪(62‬‬


‫الفتى الذي أرجف به زبانية ابن سعود بقولهم )ان أبناء عمك ينوون اقتلك ويجب أن‬ ‫تهرب من حائل لتلجأ إلى عبد العزيز آل سعود…! ( ودهكذا ُدهّر بلعبد ال المتعب تاركا حائل‬ ‫وحكمها ملتجأ إلى عدوه عبد العزيز آل سعود وكان ذلك الهرب أمنية عبد العزيز ابن‬

‫السعود الذي اعتبره خطوة في تحطيم حكم خصومه آل رشيد فيما بعد‪ ..‬إل أن حائل في‬ ‫واقتها بقيت صامدة مقاومة عدوانه تسانددها اقبائل شمر مما اضطره للبتعاد عن جبل‬ ‫طي وحائل بعيدا‪ ..‬وبعد فرار عبد ال المتعب عين شعب حائل المير محمد بن طل لل‬ ‫الرشيد حاكما للبلد وكان يبلغ من العمر ‪ 20‬عاما‪.1‬‬ ‫الحتيال السعودي والحتل لل‬ ‫صر ح الشيخ نايف بن مزيد الدويش ل من شيوخ اقبيلة مطير الذين سادهموا في بناء‬ ‫الحكم السعودي بأرواحهم وكان جزاءدهم القتل من آل سعود ل اقائل )لقد كنا نحتل جبل‬ ‫طي المطل على حائل وكنا نثق بكل ما يقوله مشايخ الدين السعودي لعتقادنا أنهم‬ ‫واسطتنا عند ال! وما علمنا أنهم واسطتنا عند ال نلكليز إل أخي ار حينما أفتوا ونحن في‬ ‫الجبل بما لم نكن نشك فيه "أن الجنة مضمونة لكل من يقتل واحدا من أدهل حائل الكفرة‬ ‫المشركين"!‪ ..‬لكننا عدنا وّك ذلبنا الفتاوى تلك في تلك الليلة عندما سمعنا اصوات‬

‫المؤذنين في حائل تردد ذكر ال عالية جهورة ‪ :‬ال أكبر ال أكبر‪ ..‬وحاولنا ترك حائل‬ ‫عندما تأكد لنا ايمان أدهلها بال ورسوله!‪ ..‬لكن عبد العزيز بن سعود وال نلكليز الذين‬ ‫أظهروا اسلمهم معه ومشايخ الدين السعودي طلبوا منا البقاء في مواقعنا لمدة يومين‬ ‫فقط… ولم نكن ننوي القتال بعد ذلك لو لم يكونوا على صلة مع بعض اصداقائهم في‬ ‫حائل الذين ادخلودهم حائل خدعة من جهتها الجنوبية‪ ( !…..‬دهذا دهو بعض ما تحد ث به‬ ‫الشيخ نايف بن مزيد الدويش… أما ما اقيل عن أصداقاء ابن سعود في حائل فمنهم‬ ‫الشيخ إبرادهيم السالم السبهان والشيخ حمود الحسين الشغذلي‪ 2‬والشيخ صالح السالم‬ ‫الصالح والشيخ عبد الرحمن الملق وسعود العارض وابنه سالم السعود وحسن بن سالم‬ ‫‪ 1‬انظر‪ :‬صور‪ :‬عبلد العزيز بن متعب وابنه سعولد‪ ..‬وصورة‪ :‬محملد بن طلل آل رشيلد‪ ،‬في آخر الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 2‬ل يفوتين أن أسجل بكل تقلدير للشيخ حمولد الحسين مواقفه الوطنية الكثيرة وخاصة عام ‪ 1962‬في سبيل بللده‬ ‫ضلد جرائم جزار حائل عبلد العزيز بن مساعلد الجلوي الذي قاطعه الشعب م ار ار طالبا ابعالده‪ ..‬المؤلف‬ ‫)‪(63‬‬


‫النزدهة المعرف باسم الحساوي "والحساوي دهو السم الحركي السعودي له!" وُع بليد‬

‫س رلاي الزويمل‪ ،‬وغيردهم‪ ..‬وأنا دهنا اجزم أن نية بعض دهؤلء لم‬ ‫المسلماني‪ ،‬ومحمد ال ّ‬

‫تكن "خيانة بلددهم" أبدا بقدر ما كانت "نية خير وسلم لحقن الدماء!" خاصة واقد‬

‫اصبح ابن السعود اقويا بقوات ال نلكليز واقد خدعهم أيضاً كما خدع غيردهم بالكذب باسم‬

‫"السلم وال نلسانية والحكم العادل القويم" ومما شجعهم على ال تلصال بابن سعود ومما‬

‫ساعد ابن سعود على الوصول إلى حائل اقيام تلك الفتن بين آل الرشيد أنفسهم وكان‬ ‫لعملء آل سعود وال نلكليز دو ارً في اثارتها‪ ،‬فأمعن آل رشيد في اقتل بعضهم بعضا‬

‫وأصبحت البلد في حالة يرثى لها من عدم الستقرار ل لهدف إل للصراع على الحكم‬ ‫حّتى تزعزعت ثقة الشبع والقبائل بما تبقى من آل رشيد‪..‬‬

‫وسئمت اقبائل شمر دهذا النوع المزري من الحياة‪ ،‬فنزحوا عن حائل‪ ،‬وساعد على‬

‫ابتعاددهم مالاقوه من بعض حكام آل رشيد‪ ،‬وبذلك خل الجو لل نلكليز ليجدوا من يروج‬ ‫ويصدق خداعهم وكذبهم باسم الدين السعودي ال نلكليزي والموال المزيفة والمغريات‬ ‫ووعود آل سعود الكاذبة )بالجنة وأنهار العسل واللبن والرباب الذي فيها…! ( وكانت تلك‬ ‫وعود مغرية جداً يبذلها آل سعود للقبائل… فما دام أن دهناك جنة ولبن ورباب وحور‬ ‫وعسل في الخرة… وفي الدنيا ذدهب وريالت وخيل ونساء وبنادق‪ ..‬فليقاتلوا في‬

‫سبيلها‪ ..‬وليقتل الخ أخاه والبن أمه أو أباه‪ ..‬وليكن شعار المقاتلين ‪) :‬دهّبي حبوب‬ ‫الجنة وينك يا باغيها‪ ..‬وخّيال الخيل وأنا أخو من أطاع ال‪ ( !….‬فبدأ دين الدجل يسري‬

‫في حائل من جهتها الجنوبية في اقرية اسمها )الروضة…! ( حي ث برزت مخلواقات تسمى‬ ‫)عذال ومغيل ث ‪ ..‬وناصر الهواوي‪ ،‬الذي نصب نفسه اقاض شرعي ومفتي للديار…! ( أخذ‬ ‫يفتي بتكفير اقبائل شمر وشعب حائل‪ ،‬وأفتى )بأن يقتل كل ذي اقربى اقريبه الذي يريد‬ ‫البقاء في عهد الجادهلية ويرفض الدخول في السلم…! ( ومن المضحك المحزن أن ل يتم‬ ‫)دخول السلم…! ( المقصود إل باتباع ال نلكليز وآل سعود‪ ..‬أما عهد الجادهلية عنددهم‬ ‫فهو )عهد ما اقبل الحتل لل ال نلكلو سعودي…! ( ولهذا أفتى اقاضي الروضة ل ناصر‬ ‫الهواوي ل بان يتولى )شلش الهديرس…! ( تقطيع أوصال ابنه ناصر الهديرس ودهو على‬ ‫اقيد الحياة ويقطعه وصلة وصلة حّتى يلفظ البن أنفاسه ل نله من "الكافرين" فحاول‬ ‫)‪(64‬‬


‫الب ااقناع ابنه بدخول الدين السعودي ال نلكليزي الجديد لكن البن‪ ،‬بكل اباء وشرف‪،‬‬ ‫رفض طاعة والده والتنازل عن شرفه ووطنيته‪.‬‬ ‫وما كان من الوالد المدعو شلش الهديرس‪ ..‬إل أن اقام بتقييد يدي ابنه ناصر‬ ‫الهديرس امام جمع من سكان )الروضة…! ( وطفق يضرب ابنه بالسيف بكل ما اوتي من‬ ‫اقوة… حّتى أخذ اللحم يتسااقط من جسم البن والدم يتدفق بغزارة والعظام تتكسر والبن‬

‫يصرخ ويركض دهربا من وجه ابيه المتوحش ليحتمي بالحاضرين بينما الحاضرون‬ ‫يتبرأون منه‪.‬‬

‫كل دهذا والمفتي المزيف يقف ويصرخ بالوالد ويفتي ‪) :‬مثل بهذا الكافر‪ ..‬ااقطع يده‬ ‫اليمنى‪ ..‬ااقطع يده اليسرى‪ ..‬ااقطع سااقه اليمنى‪ ..‬ااقطع اليسرى…‪ .‬اضرب ظهره طول‬ ‫وعرضا لتدخل الجنة بل حساب‪ ..‬ابقر بطنه لترزق بأبناء عّليين من الحور العين‪..‬‬

‫ااقتل ابنك اّنه ليس ابنك‪ ( !…..‬ودهكذا الحال حّتى مزق الب جسم ابنه الوحيد بسيفه اقطعة‬ ‫اقطعة‪ ..‬وبعد ذلك صافحه "المفتي الدجال المأجور" والحاضرون مهنئين بعد أن اقذفوا‬

‫أوصال البن الشهيد في العراء‪ ..‬ولم تكن اقيمة كل دهذه الفتاوى التي اصدردها المفتي‬ ‫المزيف )الهواوي…! ( تتجاوز المائة جنيه ذدهبا ارسلها له المستر كوكس عضو المكتب‬ ‫الهندي للمخابرات ال نلكليزية فباع ضميره المتعفن لكوكس‪ ..‬واقد وزع ال نلكليز في اقرية‬ ‫الروضة وحددها عشرة آلف جنيه ذدهب… سلمت لكبار الدجالين البرئ منهم شعبنا في‬ ‫الروضة‪ ..‬لكنه ما أن بلغ دهذا للشعب في حائل حّتى حمل السل ح مسرعا نحو اقرية‬

‫الروضة فكانت مذبحة ويا للسف‪ ..‬اقتل فيها عذال ومغلي ث والقاضي الداشر ناصر‬ ‫الهواوي‪ ،‬وسيق الب الذي اقتل ابنه إلى محمد بن طل لل حاكم حائل فسأله ابن طل لل ‪) :‬‬ ‫ألم تعلم أننا سنثأر لبنك الشهيد؟‪ ..‬لماذا تقتله وانت تعلم أنه مؤمن ويعترف بوجود ال‬ ‫ويشهد برسالة محمد ويقيم الفروض ويسلك كل مسلك شريف؟‪ ( !…..‬فأجاب الب القاتل ‪:‬‬ ‫)أن كل ماتقوله حقيقة ولكنهم خدعوني بالذدهب والمذدهب عليهم اللعنة‪ ( !….‬فأمر ابن‬ ‫طل لل بقتله‪ ..‬وانتهى بذلك دور اقرية الروضة‪ ،‬لكن الطيبين من أبناء شعبنا في‬ ‫الروضة تكبدوا خسائر فادحة من جراء ما جره عليهم دهؤلء الفراد الدجالين السعوديين‬ ‫الذين خانوا الشعب كله… واندحرت خطة ال نلكليز تلك المرة‪ ..‬لكنهم لم ييأسوا‪ ..‬إذ‬ ‫)‪(65‬‬


‫ذدهبوا لل تلصال بقبائل شمر وشيوخها‪ ..‬ولم يجدوا استجابة إل ممن أغرادهم الكذب‬ ‫ونعيم المغريات أو خدعوا كما خدع غيردهم بالدين السعودي الباطل والذدهب واستبدلوا‬ ‫الخير بالشر والمانة بالخيانة… ‪ ،‬ودهم من امثال "المرحوم" ملبس بن جبرين الذي‬ ‫خدعه آل سعود بكذبهم وكذلك ندى بن نّهير وعياد بن نهير الذي اقال له أخوه ندى مرة‬

‫متسائل ودهو يرد على نفسه بنفسه ‪) :‬من دهو الصلح؟ ابن سعود إوال ابن رشيد؟ ابن‬ ‫سعود يدفع لنا في السنة "خرجية" اقدردها ‪ 400‬جنيه ذدهب أما ابن رشيد فيدفع ‪40‬‬ ‫جنيه ذدهب في السنة‪.‬‬ ‫ل شك أن ابن سعود أصلح من سواه……! ( ودهكذا ينظر بعضهم للدين على أنه‬ ‫"جهاد" من أجل المال فقط‪ ..‬وزيادة في دفع الذدهب ومن يدفع أكثر فله الضمير‪..‬‬ ‫وكذلك دهبكان الصليطي وفريح النبص وجريذي السحيمي‪ ،‬وخمسة غيردهم غرروا‬ ‫ببعض أفراد عشيرتهم )وعّم ملوا…! ( بسراويلهم ل النجسة ل رؤوسهم الخسيسة واقادوا مع‬

‫من اقاد جيش ال نلكليز السعودي إلى )امهم…! ( حائل‪.‬‬

‫وكان أول ما بدأوا به دهو الهجوم على اقريتي بيضاء نثيل والشييعة وذلك في ليلة‬ ‫‪ 27‬رمضان حي ث دهجموا على المواطنين القرويين المنين في المسجد أثناء أداء صلة‬ ‫الفجر واقتلودهم آمنين عزل ولم يكن بيددهم من سل ح سوى القرآن ارغم أنه لم يكن‬ ‫لهاتين القريتين من أدهمية استراتيجية في المعركة أو أي فائدة مادية لهم أو ضرر‬ ‫عليهم ولم يكن لدهل القريتين أي دور معروف في القتال بالضافة إلى أن الدين‬ ‫الحقيقي ينص على عدم الغدر أو التمثيل ل بال نلسان ول بالحيوان ول حّتى بالشجر‪..‬‬

‫وأكثر من دهذا فقد اقتلودهم ودهم يصلون الصبح في المسجد صائمي رمضان وبيددهم‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫واعتدوا على أعراض نساءدهم‪ ..‬فهل دهؤلء "كفرة" كما يقول عبيد ال نلكليز‬

‫والصهيونية؟‪ ..‬وكذلك اقرية ل الجليدة ل اقتلوا كل رجالها وذلك بقيادة ملبس بن جبريل‬ ‫"الشمري" الذي غرر به دهو الخر وشردوا نساء شمر إلى الكويت فارغموا بعضهن على‬ ‫ممارسة اخس انواع المعيشة ل البغاء ل بعد أن دهتك السعوديون الخونة اعراضهن في‬ ‫تلك المذبحة وذبحوا رجالهن واطفالهن يقوددهم بعض الخونة من أبناء عمومتهن ل‬ ‫)‪(66‬‬


‫وياللسف ل باعوا ضمائردهم بالذدهب لل نلكليز والشيطان الرجيم وآل سعود اليهود‪..‬‬ ‫واستمروا بهذه الطريقة يقودون امثالهم من الجنود المرتزاقة والمخدوعين والضالين‬ ‫حتى أدخلودهم الى الجبل‪ ..‬الجبل المحرم دخوله على كل كائن الذي ل يعرف مسالكه إل‬ ‫ابناءه فقط ل جبل شمر‪.‬‬ ‫جبل حاتم الطائي ل جبل طي ل جبل أجأ واخته سلمى ل الجبل الشامخ الشم المطل‬ ‫على مدينة حائل ل الحاني عليها المحتضن لها بكل شفقة واباء من شمالها إلى غربها‬ ‫وشراقها فجنوبها‪ ،‬إذ وجدوا في دهذا الجبل أربعة أشخاص من المرابين أعداء الفلحين‬ ‫الذين أخذوا يتعاونون معهم‪.‬‬ ‫الدين وسيلته والدعارة غايته‬ ‫وأول فاتحة لهم كانت اقتل الفلحين المنين في اقرية ل ُع قلدة ل وبقية اقرى دهذا الجبل‬

‫الشم الذي لم يتصور أبناءه أن يأتي نفر ممن شربوا من ماء دهذا الجبل القرا ح‬

‫السلسبيل‪ ،‬ومن أبناء عمهم بالذات‪ ،‬فيقود العداء لتلوي ث اقمم وثقوب دهذا الجبل‬ ‫بأاقدامهم الثمة‪ ،‬وبمناسبة ذكر دهذا الجبل أو إاقحام دهذه القصة التي روادها بنفسه‬ ‫)عبيد المسلمان…! ( تك ار ارً ودهو رجل ظريف وممن تعاونوا مع السعوديين في حائل ل رغم‬

‫كونه يسخر مما حد ث ويأسف لما حد ث منه على ما فات اقائل ‪) :‬لطمني المير محمد‬

‫بن طل لل بكف يده وصادر بعض أموالي التي أرابي بها مما جعلني أركب حمارتي‬ ‫بحجة الذدهاب إلى اقرية عقدة التي اسيطر على معظم بساتينها والفلحين فيها‪ ،‬واقبل‬ ‫أن أصل إلى عقدة غرباً أخذت ارجع واسير بجانب الجبل شمال حّتى وصلت إلى اقرية‬

‫النيصّية التي بدأ منها عبد العزيز بن سعود محاصرته لحائل‪ ..‬فاتصلت بعبد العزيز بن‬

‫سعود شخصيا وأبلغته بمن يعتمد عليهم في حائل‪ ،‬ورغم دهذا المواقف المحرج لي لم‬ ‫ينس عبد العزيز بن سعود "عضوه التناسلي" حينما طلب مني احضار "حورية" من‬ ‫نساء حائل يرضي بها نزواته فوعدته خيرا!‪ ..‬إل أنه طلب مني بالحا ح أن أعود إلى‬

‫حائل فاحضر له الحورّية!!‪ ..‬اقااقنعته بكل كلفة انني مرااقب الن وأن مجيئي له يتعلق‬ ‫بالسياسة ل بالكساسة!‪ ..‬فرد عبد العزيز اقائل ‪" :‬ان ما أطلبه منك دهو رو ح‬ ‫)‪(67‬‬


‫السياسة"!‪ ..‬فوعدته أني سأتي بها إليه عندما يدخل إلى )ُع قلدة…! ( ليكون اقريبا من حائل‬

‫ويسهل حمل المرأة إليه!‪ ..‬عنددها اقدت عبد العزيز إلى عقدة وأاقنعت بعض الفلحين‬ ‫الذين اسيطر عليهم بالتعاون معه‪ ،‬ودهكذا دخل إلى جبل طي وأخذ يمد "دربيله"‬

‫المنظار ‪ :‬على بيوت أدهالي حائل ليكشف على النساء ثم ينادي كبار "الخوان" ويصرخ‬ ‫بهم ‪" :‬تعالوا يالخوان‪ ،‬تعالوا يالمسلمين‪ ..‬انظروا الحور العين في حايل‪ ..‬انظروا نساء‬ ‫الجنة"‪ .‬فيجتمع أخوان الشّر حوله ليلقوا بنظراتهم على جهامة النساء من بعيد وما أن‬

‫يروا امرأة حّتى ترتفع أصواتهم عالية مهللين ‪" :‬ال أكبر‪ ..‬ايو ال ايو ال ‪ :‬انها الحور‬ ‫العين‪ ..‬اللهم ارزاقنا من خيردها وخير من فيها واكفنا شردها وشر من فيها"! ثم يصرخ‬

‫عبد العزيز بن السعود اقائل بصوت مرتفع مناديا ‪" :‬أين عبيد؟‪ ..‬يا عبيد؟‪ .‬ر ح دهات لي‬ ‫واحدة من الحور العين‪ ..‬ر ح دهات لي ما وعدتني بها‪ ..‬دها نحن اقد دخلنا عقدة ‪ ..‬فحّل‬ ‫العقدة"…! (‪ ..‬ويتابع عبيد كلمه اقائل ‪) :‬وذدهبت إلى حائل حائر في محنتي افكر في‬ ‫امرين‪ ..‬الول ‪ :‬حينما يكتشفني أدهل حائل اتعامل مع ابن سعود‪ ..‬والثاني ‪ :‬حينما‬ ‫اكتشف داعرة تقبل بالتعامل مع ابن سعود وتغامر معي لتبيع عرضها‪ ..‬ففكرت‪..‬‬ ‫ومّحصلت‪ ..‬ولم أجد "غير محترفة دعارة" ل عبدة ل معتقة‪.‬‬ ‫كان يتعلم بها الطفال مبادئ علم النكا ح‪ ،‬فاتفقت معها واردفتها على صهوة‬ ‫حمارتي‪ ..‬وكانت طوع اشارتي … وخرجنا من حائل بعد المغرب ووصلنا عقدة بعد‬ ‫العشاء‪ ..‬وتركتها على ظهر الحمارة وترجلت إلى خيمة عبد العزيز‪ ..‬وما أن شادهدني‬ ‫"المام" حّتى صرخ "إمام المسلمين" فزعا بأعلى صوته ‪" :‬أين الغرض يا عبيد؟" فأجبته‬

‫اقائل ‪" :‬على الحمارة يا طويل العمر" حينها انبلجت اساريره‪ ،‬وناداني "ليوشوشني"‬

‫وسألني في نجواه اقائل ‪" :‬دهل دهي زينة!" فقلت له ‪" :‬حورّية يا إمام المسلمين" فاسرع‬ ‫في الظلم داخل معها حّتى آخر الليل وفي الصبا ح سلمني ايادها‪ ..‬فخفت لو بقيت‬

‫عندي أن يشيع الخبر فيقطع ابن طل لل وأدهل حائل رأسي ورأسها معًا‪ ،‬فأبلغت "المام"‬

‫مخاوفي واقلت له ‪" :‬ل يا عبد العزيز‪ ..‬ل يا امام المسلمين‪ ..‬انني ماجئت بها إل لك‬ ‫خاصة لتأخذدها معك ول يمكن ان أعيددها خوفا من انفضا ح المر واقد اتفقت معها‬

‫مسبقا على أن تكون زوجة لك ‪ ..‬على الكتاب والسنة!"‪ ..‬فوافق عبد العزيز ضاحكا ‪:‬‬ ‫)‪(68‬‬


‫"ما دام في المر كتابا وسنة اقبلنادها"‪ ..‬لكنه طلب مني‪ ..‬أن آخذدها معي مواقتا لخشيته‬ ‫أن يصبح الصبح عليها فينفضح أمره ويعرف الناس‪ ،‬ويقول الخوان ‪ :‬أن عبد العزيز‬ ‫يزني‪ ..‬وكذلك ل يريد أن يدخل حائل والى جانبه دهذه القحبة الشهيرة فتبقى فضيحة‪..‬‬ ‫فاخذتها تلك الليلة إلى بيتي محافظة علي وعليها وكلي وساوس أن ل يصدق عبد‬ ‫العزيز بوعده فتبقى المومس‪ ،‬وحينما اقلت لها طارحاً سؤاًل عليها ‪ :‬كم دهي المرات التي‬

‫عب ث بك امام المسلمين عبد العزيز تلك الليلة؟ أجابت بقولها "لقد أتعبني يا عبيد وأنا‬ ‫التي ل أتعب تصور يا عبيد أنها )‪ ( !…12‬مرة اقبل ودبرا‪ ..‬فقلت لها لقد شواقتني كثي ار‬ ‫فدعيني اكمل البقية بالراقم ‪ 13‬ليكون بذلك ذكرى لنا فربما اصبحت في المستقبل‬ ‫القريب ملكة للمسلمين!‪.‬‬ ‫وما لب ث عبد العزيز حّتى ّبر بوعده وارسل لها سيارة أاقلتها إلى الرياض حي ث‬

‫أصبحت )ملكة…! ( ووالدة لثل ثلة من أولده ل أشك أن أحددهم من صلبي ففيه كل‬ ‫ملمحي…! (‪..‬‬

‫دهذا دهو موجز اقصة )عبيد…! ( مع عبد العزيز آل سعود‪ ..‬أاقحمتها في موضوع‬ ‫حائل‪ ..‬ل أاقصد من ذلك الساءة إلى السيد )عبيد…! ( فهو رجل "صالح!!" ندم على ما‬ ‫فعله من منكر بعد خراب "البصرة" كما يقول المثل‪ ..‬اّنما أردت من ذكر دهذه القصة أن‬

‫أبين مدى انحراف عبد العزيز وفجوره وسخافة عقله الحيواني وتفكيره الشهواني رغم‬

‫كونه في أيام ل تسمح لقائد آخر في مثل مركزه بإتيان مثل دهذه الفواحش بل ول مجرد‬ ‫التفكير فيها أو التفكير بالجنس أيا كان مشروعاً أو غير مشروع‪ ..‬وليعلم من لم يعلم‬

‫عن فحشاء "الخوان" الذين تحولوا عن حور "الخرة!" إلى نساء شعبنا فقام حكمهم‬

‫على الفجور… أما عبيد فقد انخدع من انخدعوا بالدعوة السعودية وجهل كما يجهل‬ ‫البعض من الشباب وارتكب ما ارتكب من آثام مع غيره بحق الوطن‪ ..‬ولم تكن حادثة‬ ‫عبد العزيز آل سعود تلك الولى والخيرة من نوعها فهناك الكثير‪ ،‬واقد روى )دهرب‬ ‫دكسون…! ( المندوب البريطاني السابق في الكويت عن أحد القادة السعوديين ما سبق لي‬ ‫أن رويته في مكان آخر وأرويه بايجاز‪.‬‬ ‫يقول "دهرب دكسون" عن دهذا القائد السعودي ‪) :‬لقد خدعنا بعبد العزيز بن سعود‪.‬‬ ‫)‪(69‬‬


‫فكان يعدنا بالزواج بالحور العين بالخرة بينما يعتدي على نسائنا في الدنيا ويجيز‬ ‫له مشايخ الدين دهذا بحجة أن ما يفعله عبد العزيز بنسائنا جائز ل نله يجوز للمام مال‬ ‫يجوز لغيره…! ( بهذا بدأ آل سعود حكمهم وأاقاموا شريعتهم وبهذا يحكمون… وما أن‬ ‫استولى السعوديون على اقرية عقدة وجبل )طي…! ( حّتى باشروا بعدوانهم على النساء…‬

‫بل وليست النساء فقط‪ ..‬وانما جامع جيش الخوان حّتى ال تلانات والحيوانات الخرى‬ ‫ويشمئز ال نلسان من ذكر حواد ث حصلت من دهذا النوع حينما تقدم اصحاب حيوانات‬ ‫في اقرية عقدة إلى الشرع السعودي والى عبد العزيز طالبين انصافهم ممن عاشروا‬ ‫انا ث حميردهم وحيواناتهم من جيش الخوان السعودي ذاكرين أسماءدهم… وحكم بدأ‬ ‫بهذه "الخل قل" المنحلة لبد وأن يقاتل من أجلها حّتى النهاية!‪ ..‬ان الفواحش التي‬ ‫ارتكبها السعوديون في دهذه القرى الوااقعة في جوف دهذا الجبل التاريخي العظيم‬

‫كثيرة… ومنذ أن استولوا على دهذه الموااقع الجبلية الستراتيجية الهامة بدأ يلو ح لهم‬ ‫النجا ح‪ ،‬ومن جبل طي انتقلت الخيانة والتآمر إلى اقلب حائل‪ ،‬حي ث اقام عشرة اشخاص‬ ‫ممن يسمون انفسهم "أدهل الرأي"‪ ..‬ونظ ار لقربه من حائل فقد بدأت المساومة على‬ ‫دخولها بل ثمن‪ ،‬فرتبوا معه خطة بأن يعملوا طريقة لنقل المقاتلين المخلصين من حائل‬ ‫إلى شمالها ويكون ذلك في اقريتي )النيصية ل والجثامية…! ( ليخلوا لهم الجو فيدخل ابن‬ ‫السعود لحتل لل البلد‪ ،‬وحد ث دهذا فعل‪ ،‬إذ حدثت مناوشات في النيصية والواقيد‬ ‫والجثامية والصفيح فاتفق )كبار الجماعة…! ( مع الحاكم ابن طل لل على نقل كل الدهالي‬ ‫إل القليل منهم إلى مسافة تبعد اقرابة خمسين كم شمال عن حائل ل في النيصية ل‬ ‫والجثامية والصفيح لمدة اسبوعين ثم اقطعوا التموين والذخيرة عنهم‪ ،‬فأحس الشعب‬ ‫المقاتل بالخيانة تطعن ظهره‪ ،‬فطلب المقاتلون المبعدون في النيصية والجثامية‬ ‫والصفيح أن يعودوا إلى حائل ليتمكنوا من الدفاع عن العاصمة التي يحيط بجبالها‬ ‫العداء لن ابتعاددهم عنها سيعرضها ويعرضهم معها للهل كل في دهذا المعزل‪ ..‬ولكن‬ ‫ابن طل لل الحاكم لم يستجب لن كبار الجماعة القابعين في مرابعهم اقد خدعوه بينما دهم‬ ‫يراسلون العداء ويرون مال يراه الشعب‪.‬‬

‫)‪(70‬‬


‫الحاج "جون فيلبي" والشيخ "برسي كوكس" وآل سعود وراء العديد من حداد ث‬ ‫ااقتتال آل رشيد فيما بينهم‬ ‫مثلما اتضحت اقصة اغتيال المير عبد العزيز المتعب الرشيد في روضة مهنا‬ ‫بتخطيط من الكابتن جون فيلبي القائد العلى للحركة السعودية الودهابية‪ ،‬وكذلك اقصة‬ ‫اغتيال خليفته ابنه متعب العبد العزيز وبقية اخوته الطفال على أيدي أخوالهم بايحاء‬ ‫من فيلبي و"السلطان" عبد العزيز آل سعود‪ ،‬كذلك تمت اقصة اغتيال ابنه الخير سعود‬ ‫بن عبد العزيز المتعب آل رشيد برصاص ابن عمه عبد ال آل رشيد‪ ،‬الذي لم يكن دافع‬ ‫عبد ال الطل لل لرتكابها أطماعه في الحكم وحددها بقدر ما كان دافعه "نزول الوحي‬ ‫ال نلكليزي السعودي الخفي" والموجه عن طريق مجموعة معروفة من العملء‬ ‫السعوديين "الطابور الخامس في حائل‪ ..‬خاصة بعد أن رفض المير سعود العبد العزيز‬ ‫المتعب الرشيد طلبات "المس بيلي" في التبعية لل نلكليز والتعاون مع ابن السعود‪..‬‬ ‫"والمس بيلي" دهذه عضوة "المكتب العربي" مكتب المخابرات ال نلكليزية في القادهرة التي‬ ‫سبق لها أن شكلت ما سمتها المخابرات باسم "رابطة أنصار الحرية في مصر" فخدعت‬ ‫بها بعض المصريين وضمت إليها عددا آخ ارً من غير المخدوعين ومن ثم انتقلت للعمل‬ ‫في فرع آخر للمخابرات البريطانية دهو ما عرف باسم "المكتب الهندي"‪..‬‬

‫دهذه "المس بيلي" جاءت إلى حائل بعد اغتيال عبد العزيز المتعب آل رشيد الذي‬ ‫رفض التعاون مع ال نلكليز وابن السعود واتصلت ل بخليفته وابنه ل المير سعود آل رشيد‬ ‫واقالت له ‪ ) :‬أن ال نلكليز سيمدونك بالمساعدات وسنلبي كل ما تريد في حال موافقتك‬ ‫على عقد معادهدة صدااقة مع ال نلكليز واعترافك بأحقية حكم المير عبد العزيز بن‬ ‫السعود على نجد…! (‪ ..‬فرفض المير سعود آل رشيد دهذا المطلب آل سعود‪ ،‬كما كان في‬ ‫رفضه بداية للتآمر عليه‪ ..‬ولم يكن لعبد ال الطل لل آل رشيد الذي اغتاله فيما بعد يد‬ ‫مشارة مع ال نلكليز أبدا ولكنه كان ضحية ايحاءات غير مباشرة من ال نلكليز بواسطة‬ ‫عبد العزيز آل سعود وتآمر وحرض للتخلص من سعود العبد العزيز الرشيد‪ ،‬نظ ار لن‬ ‫سعود الرشيد كان مجال الثقة والتقدير من أدهل حائل واقبيلة شمر القوية واقد عرف عنه‬ ‫الحزم والشجاعة وطيبة القلب وحسن الدارة بالرغم من حداثة سنه‪..‬‬ ‫)‪(71‬‬


‫بداية نهاية سعود آل رشيد‬ ‫بدأ المحرضون لعبد ال الطل لل آل رشيد ضد ابن عمه سعود العبد العزيز آل رشيد‬ ‫لغتياله والحلول محله دون أن يدرك عبد ال الطل لل ان وراء دهذا التحريض أيدي‬ ‫خفية انكليزية سعودية تريد الطاحة بهذه العقبة )سعود الرشيد…! ( ومن ثم تفريق اقبيلة‬ ‫شمر‪ ،‬وذات يوم خرج سعود العبد العزيز آل رشيد بعد الظهر إلى جبال حائل في مكان‬ ‫اسمه "الغبران" وكان صائما‪ ،‬واصطحب معه عدد من مرافقيه ودهم ‪ :‬سليمان العنبر‬ ‫ودرعان الدرعان وراشد الحسين والذعيت وسلمة الفريح ومهدي "أبو شّر يلن" بالضافة‬ ‫إلى ابن عمه الفتى عبد ال المتعب آل رشيد البالغ من العمر ‪ 12‬سنة )والذي اغتاله‬ ‫آل سعود فيما بعد عام ‪ .. 1946‬فعرف عبد ال الطل لل آل رشيد بخروج ابن عمه‬ ‫سعود فصمم على اغتياله‪ ،‬فلحق به في طريق الرحلة ورافقه حّتى المكان المقصود‬ ‫ودهو "الغبران" في جبل طي‪ ،‬وكان يرافق ابن طل لل خادمه إبرادهيم المهّو سلل‪ ،‬وكانا‬

‫مسلحين‪ ،‬أما المير سعود آل رشيد فلم يكن معه وبعض رفااقه سوى سل ح الصيد‪،‬‬ ‫وكان الجميع ل خيالة ‪ ..‬ووصل الجميع إلى الغبران‪ ،‬وجلس المير سعود متكأ على‬

‫صخرة بسفح الجبل وبالقرب منه الذعيت الذي اقام يتمشى‪ ،‬وكذلك عبد ال المتعب‬ ‫الرشيد وعن يمنيه سليمان العنبر وعن يساره عبد ال الطل لل الذي تأخر خلفه مسافة‬ ‫مترين وبجانب الطل لل إبرادهيم المهوس‪ ،‬واقد تفرق بقية المرافقين للتدرج بعيدا عن‬ ‫المكان غير مدركين لما سيحد ث خل لل داقائق!… وفي تلك اللحظات أخرج عبد ال‬ ‫الطل لل برتقالة كانت معه ثم استأذن ابن عمه المير ليضعها دهدفا للرمي فوافق المير‬ ‫سعود آل رشيد فصوب سعودا بنداقيته نحو الهدف فأصابه بداقة‪ ،‬فوضعوا غيره فاستأذن‬ ‫ابن طل لل لرمي الهدف!‪.‬‬ ‫فرمى الهدف وأصابه بداقة‪ ..‬وما أن صوب المير سعود آل رشيد بنداقيته ثانية نحو‬ ‫الهدف حّتى صوب عبد ال الطل لل بنداقيته من خلفه نحو الهدف أيضاً بحجة الستعداد‬

‫لرمي الهدف حالما يرمي الهدف سعود الرشيد‪ ،‬وحالما رمى سعود الرشيد الهدف ثانية‬ ‫أطلق عبد ال الطل لل من بنداقيته نحو دهدفه!‪ ..‬وكان دهدفه دهو ‪ :‬رأس ابن عمه المير‬ ‫ب سليمان العنبر الذي ضمه ودهو يردد ‪ :‬خير!‪..‬‬ ‫سعود الرشيد‪ ،‬فسقط سعود في ع ّ‬ ‫)‪(72‬‬


‫خير!‪ ..‬ظنا منه أن بنداقيته رفسته!‪ ..‬ولكنه ما أن رفعه حّتى رأى الدم يتفجر من رأسه‬

‫ومن عنقه!‪ ..‬وفي تلك اللحظة أمطر ابن طل لل سليمان العنبر بست رصاصات أصابت‬ ‫ثل ث منها جنبه وثل ث منها اقدمه‪ ،‬فتظادهر ل العنبر ل بالموت وارتمى فوق ل الفتى ل عبد‬ ‫ال المتعب الرشيد خوفا من أن يقتله ابن طل لل‪ ،‬وحينها اقفز القاتل إلى صهوة حصانه‬ ‫كما وثب خادمه ل المهّو س ل إلى ظهر فرسه وأخذا يغيران في سباق مع الريح نحو حائل‬

‫ل بغية الستيلء على الحكم‪ ..‬لقد سمع بقية المرافقين أصوات الرصاص‪ ،‬لكنهم حاروا‬

‫في أمردها فالهدف ما يزال اقائما في مكانه لم يصب‪ ،..‬وصعد الذعيت الربوة للتأكد‪ ،‬إواذا‬ ‫به يرى عمه سعودا ملقى وبجانبه سليمان العنبر‪ ،‬فأسرع الذعيت ليستفسر‪ ،‬فرفع‬ ‫سليمان العنبر رأسه وصا ح فيه‪ ..‬اقتلوا عمك سعود‪ .‬الحق ابن طل لل وااقتله‪ ..‬ااقتله‪.‬‬ ‫فلحق به‪ ..‬ووصل في نفس اللحظة مهدي أبو شرين‪ ،‬فأطلق الرصاص على ابن‬ ‫طل لل وأصابه بقدمه فسقط من جواده فأسرع عليه الذعيت وأجهز عليه‪ ،‬ووجه ل مهدي‬ ‫ل فودهة بنداقيته إلى المهوس ل مرافق بن طل لل ل فارداه اقتيل‪..‬‬ ‫واجتمع سليمان العنبر والذعيت ومهدي ودرعان وسلمة الفريح ومعهم ابن متعب‬ ‫وأتوا بسعود وبكوا عليه‪ ،‬فنهض سليمان وكان صاحب الكلمة فيهم واقال ‪ :‬ل أترون‬ ‫البكاء مجديا الن؟‪.‬‬ ‫لقد اقتلتم المجرمين المعتدين‪ ،‬فانظروا في مستقبلنا ومستقبل حائل‪..‬‬ ‫فقال الذعيت ‪ :‬ما رأيك أنت؟‬ ‫اقال سليمان ‪ :‬أخشى أن يكون عمل ابن طل لل نتيجة مؤامرة خطيرة لقلب الحكم في‬ ‫حائل‪ ،‬فشقيقه محمد بن طل لل بالبلد‪ ،‬ولعله احتل اقصر المارة وأخذ البيعة‪ ،‬وأرى أن‬ ‫يمضى أحدكم إلى المدينة س ار ويكشف المر‪ ،‬فان كان ابن طل لل اقد انتزع الحكم دهربنا‬ ‫من وجهه بابن متعب حّتى إذا اقوي ساعدنا عدنا إلى حائل لنسترد المارة‪ ،‬وال كفى ال‬ ‫المؤمنين شر القتال‪ ..‬ووافق الجميع على رأي سليمان وانتدبوا الذعيت‪.‬‬

‫ولبثوا مكانهم منتظرين يتدبرونه المر حّتى رجع اليهم وأخبردهم أل شئ في البلد‪،‬‬

‫والناس ل يعلمون عن الحاد ث شيئا‪.‬‬

‫)‪(73‬‬


‫فرجعوا إلى حائل يشيعون جنازة القتيل‪ ،‬ونصبوا عبد ال ابن متعب العبد العزيز‬ ‫الرشيد أمي ار عليهم‪ .‬وكان اقتل سعود في سنة ‪ 1338‬دهل )‪.( !…1920‬‬ ‫عاش الفتى عبد ال المتعب وعمره )‪ 12‬سنة…! ( في مأساة الحكم الذي أخذ يسّيره‬

‫العبيد‪ ،‬ورغم ذلك فان سيرة عبد ال ومظادهر حياته ونفسيته تشبه عمه سعود‪ ،‬وكان‬ ‫لين الجانب بالنسبة إلى أفراد آل رشيد وما فطروا عليه من الصرامة والعراك والقوة…‬ ‫أشار عليه بعض المتنفذين بارسال رسالة إلى ابن السعود يخبره بما حد ث ويقتر ح‬ ‫عليه حقنا للدماء تواقيع معادهدة بينه وبينه‪ ،‬ورغم أن مجرد ارسال رسالة من دهذا النوع‬ ‫لخصمه تعتبر مظهر ضعف منه‪ ..‬إل أن المتنفذين أروا بهذه الرسالة اتاحة الفرصة له‬ ‫لتجميع جهوده المبعثرة‪ ..‬فارتأى ابن السعود اقبول الصلح‪ ،‬ليتسنى له دهو الخر انجاز‬ ‫الطبخة‪ ،‬اّنما بشروط مجحفة اشترطها على ابن الرشيد لما زعمه أنه من أجل سلمة‬

‫البلد النجدية واستقل للها عن الجانب أو المنتسبين إلى الجانب وبغيردها ل يمكن‬ ‫القضاء على نفوذ كل أجنبي! والشروط كتبها جون فيلبي ودهي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ل بقاء آل رشيد في الحكم‪.‬‬ ‫‪ 2‬ل استقل للهم التام في جميع الشؤون الداخلية المتعلقة بشمر وحائل فقط‪.‬‬

‫‪ 3‬ل عدم السما ح لهم بمعاملة دولة أجنبية أو عقد معادهدة أو ال تلصال بها بحال‬ ‫من الحوال!‪..‬‬ ‫‪ 4‬ل أن يرجعوا إلى حكومة الرياض فيما يتعلق بالشؤون الخارجية جميعها‪.‬‬ ‫‪ 5‬ل تتعهد حكومة الرياض ضمان سلمة حكومة حائل والقيام بالدفاع عنها إذا ما‬ ‫دهوجمت من المعتدين!…‬ ‫ولكن اقصر المارة رأى في الشروط اقيودا وسدودا تقّيد حائل وتقيد الحاضرين‬

‫والقادمين من حكامها‪.‬‬

‫وأاقل ما يقال فيها انحطاط بكرامة من يقبل بها‪ ،‬لكونها الاقرار الواضح بالستعمار‬ ‫السعودي ال نلكليزي‪ ..‬وليست الشروط الثل ثلة الخيرة ال اقيودا توضع في اقدم حكومة‬ ‫حائل ل فرفض القصر بكبرياء وصلف وأجاب في لهجة اقاسية ‪ :‬أن حريته في ادارة‬ ‫شؤون الحكومة والبلد لن يتنازل عنها مثقال ذرة لحد مهما كان‪.‬‬ ‫)‪(74‬‬


‫وسيدبر نفسه بنفسه‪ ،‬ويسير على النهج الذي يرتضيه والسياسة التي ترضيه‪.‬‬ ‫فأشار جون فيلبي الذي كتب تلك الشروط ال نلفة الذكر ل أشار بمهاجمة حائل‪،‬‬ ‫فجمع حوالي عشرة آلف محارب وتقدم دهذا الجمع اسما تحت اقيادة عبد العزيز آل‬ ‫سعود أما الحقيقة فانه تحت اقيادة جون فيلبي )فسار بهذا العدد الضخم يسيل في‬ ‫الصحراء حّتى وصل القصيم ونزل بها‪ ،‬وسّير منها اقوتين ‪ :‬إحدادهما بقيادة محمد بن‬

‫عبد الرحمن آل سعود ووجهتها إلى حائل وأمره بمهاجمتها وتطويقها وحصاردها واقطع‬ ‫كل اتصال لها بالمدن والقرى ليسهل عليه احتل لل المدينة‪ ،‬والثانية أمر عليها ابنه‬ ‫سعودا وأمره أن يمضي إلى شمر ويتخير واقتا مل ئلما للهجوم غرة حّتى ل يترك لها‬ ‫فرصة للتعبئة!…! (!‪..‬‬

‫أما عبد العزيز آل سعود فقد بقي ومعه مخططه ومستشاره جون فيلبي في القصيم‬ ‫بانتظار الغنيمة أو الهزيمة والهرب… فمضى ابنه سعود إلى شمر يقاتلها‪ ،‬وزحف‬ ‫ل وحاصردها حصا ارً شديدا‪ ،‬وسلط عليها النيران كقطع‬ ‫محمد بجيشه الكثيف وطوق حائ ً‬ ‫الليل من أفواه المدافع والبنادق وشاغلهم بها ليل نهار‪ ..‬فاحتار الفتى عبد ال‬

‫المتعب‪ ،‬وجاء بعض المرجفين من الطابور الخامس في حائل إلى المير ابن متعب‬ ‫يطلبون إليه أن يعمل ما فيه خلصهم! ليبع ث إلى ابن سعود يجيبه إلى ما طلب سابقا‬ ‫ويعلمه اقبول الصلح على الشروط التي اشترطها!‪ ..‬وفشل عملء آل سعود في حائل ل‬ ‫الذين كانوا اقد كاتبوا ابن السعود ليقوم بحصار المدينة…‬ ‫فشلوا في جعل عبد ال المتعب يرضخ لوامر ابن السعود وأخي ار استطاع دهؤلء‬ ‫ااقناع عبد ال المتعب بارسال كتاب لبن السعود يطلب الصلح‪ ،‬دهنالك رأى ابن سعود‬ ‫أن ابن الرشيد لم يرضخ لمطالبه إل تحت تأثير الضغط ومتى زال عاد يعلن العداء فلم‬ ‫يقبل منه وخيره بين الحرب أو التسليم بل اقيد ول شرط… فجمع الشعب في حائل‬ ‫وعرض عليهم المر فاختاروا الحرب ورفض التسليم بإباء‪ ،‬فبقيت الجيوش السعودية‬ ‫بقيادة محمد آل سعود محاصرة حائل‪ ،‬ثم توحدت القيادة العامة وأصبحت في يد سعود‬ ‫بن عبد العزيز بن سعود‪ ،‬وانتقل محمد إلى شقيقه عبد العزيز في القصيم ورغم شدة‬ ‫الحصار والمجاعة فقد صمم أدهل حائل البطال على الدفاع والقتال حّتى الموت‪ ،‬وعدم‬ ‫)‪(75‬‬


‫تسليم بلددهم للعدو ما دام فيهم نفس يتردد… وطفق المير ابن متعب ينظم المور‬ ‫استعدادا للقتال وفيما دهو ذلك إذ اقدم من الجوف ابن عمه محمد بن طل لل زاعما اّنه‬

‫اقادم إلى حائل للدفاع عنها وعن أمته ويشارك ابن عمه الجهاد‪ ،‬وأظهر له الود كما‬

‫تظادهر أمامه بالخضوع والستكانة فارجف المرجفون بعبد ال المتعب واقالوا له ‪ :‬ان‬ ‫اقدوم ابن طل لل إلى حائل في دهذه الظروف ل يقصد منه ال تولي الحكم وسوف لن يوفر‬ ‫دمك وسيفعل بك ما فعله أخوه عبد ال بن طل لل اقاتل سعود بن عبد العزيز بن رشيد‪،‬‬ ‫فاحتاط للمر ووضع الحراس من مماليكه الذين يثق بهم‪ ،‬لكن شبح ابن عمه محمد بن‬ ‫طل لل عدو آخر أشد فتكا من الول لمعرفته المقتل ولن يخطئه عندما ينتهز غفلته‬ ‫فيقتله‪ ،‬أما العدو المحاصر فبينه وبينه شعب يقاتل وأسوار وأبراج ل يستطيع تخطيها‪.‬‬ ‫وأما ابن عمه فكيف السبيل إلى اتقائه ودهو داخل المدينة ومنزله اقرب منزله‪ ،‬وربما‬ ‫غافل الحراس وفتك به أو سلط عليه أناسا غيره‪.‬‬ ‫دهكذا رأى من الصلح أن يسجن ابن طل لل‪ ،‬فسجنه إل أن العبيد أطلقوه!‪..‬‬ ‫وأحضروا كبار رجال حائل واقربوا ما بينه وبينه‪ ،‬وتعادهدوا على الدفاع عن البلد‪،‬‬ ‫فمضى ابن طل لل يجمع اقبيلة شمر استعدادا للمعارك القادمة!‪.‬‬ ‫فأزدادت شكوك عبد ال المتعب بابن عمه محمد الطل لل وكان وراء دهذه الشكوك‬ ‫من يذكيها…‬ ‫اللجوء إلى العدو الحقيقي‬ ‫غير أن عبد ال بن متعب رأى من الخير لنفسه أن يلتجئ إلى العدو الحقيقي )ابن‬ ‫سعود…! ( ويسلم نفسه وحددها إليه ويدع مدينة حائل إلى أدهلها يحمونها ول يسلمها ب ارً‬

‫بقسمه إذ آلى على نفسه أنه لن يسلمها وفيه نفس يتردد وسيجد عند عدوه السلم‬ ‫والغنم إذا ذدهب إليه طائعا!‪.‬‬ ‫أما إذا مك ث في المدينة فل بد أن يعتدي عليه ابن عمه ويقتله‪.‬‬

‫دهذا ما ظنه في أمره ولم يدر ما يصنع‪ ،‬فنادى سليمان العنبر‪ ،‬وخل ال ثلنان فقال‬ ‫ابن متعب ‪:‬‬ ‫)‪(76‬‬


‫ل يا سليمان‪ ،‬الحال مثلما ترى وأنا بين عدوين فل أستطيع اقتل ابن عمي لمجرد‬ ‫الظن ول أستطيع انتظاره حّتى يقتلني!‪ ..‬وأردف ابن متعب يقول ‪ :‬لقد انتقض بعض‬ ‫الناس علينا‪ ،‬وكتب بعضهم إلى ابن سعود‪ ،‬وأخشى من ابن طل لل‪ ،‬فما ترى؟… فرد‬ ‫عليه سليمان العنبر يقول وال يا عم لو طلبت أن أخوض معك البحر لما تأخرت‪،‬‬ ‫فافصح عن اقصدك فأنا طوع بنانك!‪.‬‬ ‫ويقال أن عبد ال المتعب اقال للعنبر أرى أن تمضي إلى ابن سعود ونسلمه أنفسنا‬ ‫ونترك البلد ينعي من بناه… فقال له العنبر ‪:‬‬ ‫ل كما ترى … اقال عبد ال المتعب ‪ :‬لل أعد أمرك‪ ،‬فسنغادر المدينة في الفجر‬ ‫والملتقى في خارجها… فقال له العنبر ‪ :‬ل كما ترى‪ ،‬وليوفقنا ال‪..‬‬ ‫فمضى سليمان إلى داره كاسفا مشغول الفكر ونادى ابنه "غاطي" واقال له ‪:‬‬ ‫يابني سنمضي غدا إلى ابن سعود…‬ ‫فأجاب غاطي ‪ :‬أتستشيرني يا أبي‬ ‫اقال ‪ :‬ل اّنما أخبرك بالمر الذي نويناه على كل حال‪ ،‬فاستعد‬

‫اقال غاطي ‪ :‬والمير‪!.‬؟‬

‫فأجاب سليمان ‪ :‬معنا!‪ ..‬فقال غاطي ‪ :‬صحيح‪.‬؟!‬ ‫اقال سليمان ‪ :‬نعم… فتمتم غاطي… ثم اقال ‪ :‬ال يكتب فيه خير!‪.‬‬ ‫والتقى المير عبد ال المتعب وبعض رجاله ودهم ‪ :‬درعان‪ ،‬والذعيت‪ ،‬وعبد ال آل‬ ‫بجاد‪ ،‬وصقيه )مملوك المير…! ( بسليمان العنبر وابنه في الموعد فجرا‪ ،‬ومشوا يريدون‬ ‫ابن سعود‪ ،‬وكلهم يمشي على اقدميه‪ ،‬وعلم أدهل حائل في الضحى بأمر الهاربين فقرروا‬ ‫اللحاق بهم ورددهم إلى المدينة‪ ،‬ولكنهم تركودهم ل أخي ار وكتبوا إلى محمد بن طل لل الذي‬ ‫كان في البر يجمع اقبيلة شمر لقتال ابن السعود‪ ،‬فتوجه ابن طل لل إلى حائل ودخلها‬ ‫وتولى المارة واقد سعت إليه من نفسها‪.‬‬ ‫لم يكن مع الهاربين زاد ول ماء‪ ،‬فاشتد بهم العطش وأظلم الطريق والشائع أن دهناك‬ ‫خطة سعودية لتهريب أمير حائل عبد ال المتعب‪ ،‬ويقود دهذه الخطة سليمان العنبر‪،‬‬ ‫وانهم ركبوا البل من حائل حّتى وصلوا مخيم آل سعود‪ ،‬لكن دهناك حكاية يرويها آل‬ ‫)‪(77‬‬


‫سعود واقد نشردها أحمد عطار في كتابه‪" ،‬صقر الجزيرة" الذي طبعه على نفقة الملك‬ ‫عبد العزيز آل سعود‪ ،‬تقول دهذه الرواية السعودية )أنه حينما اشتد العطش بعبد ال‬ ‫المتعب وصحبه‪ ،‬اقال أحددهم ل وكان يعرف دهذه الماكن ل ان دهنا بئر خلف تلك التلول‪،‬‬ ‫فمشوا حّتى أتوا ووجدوا عليها بدوا كثي ار من جيوش ابن سعود يسقون‪ ،‬وسألودهم عن‬

‫مقر "أميردهم" فدلهم أحددهم عليه وما كانوا يعلمون ان دهؤلء آل الرشيد وأشياعهم‪ ،‬ولو‬ ‫علموا لفتكوا بهم‪ ،‬فهؤلء بدوا أجلف غلظ دأبهم الفتك والضراوة‪ ،‬وأدهون ما عليهم‬ ‫سفك الدم… واستقبلهم المير خير استقبال وأنزلهم في خير موضع‪ ،‬وبع ث إلى المير‬ ‫سعود بن عبد العزيز السعود وكان القائد العام للجيوش السعودية يبشره بوصول ابن‬ ‫متعب ورجاله فبع ث إليه أن أكرمهم وبلغهم التحية‪ ،‬فان رغبوا السعي إليه من تودهم‬ ‫فليركبهم وال فليأخذ رأيهم‪ ،‬وأل يقصر في ارضائهم وتكريمهم…‬ ‫ورأى ابن متعب ومن معه أن يبيتوا ليلتهم بموضعهم فهم في حالة لغوب وتعب‬ ‫واقرروا أن يمضوا إلى سعود صباحا‪ ..‬وزادت ضجة البدو واجتمعوا حول خيمة آل‬ ‫الرشيد يرددون صيحات الضراوة يريدون أن يفتكوا بهم فخرج اليهم أميردهم ووبخهم‬ ‫وطرددهم وأفهمهم أنهم "مسلمون" يوحدون ال وأنهم أصبحوا صبيان التوحيد اخوان من‬ ‫أطاع ال ودخلوا في طاعة ابن سعود!‪ ( !….‬دهكذا تقول رواية آل سعود الشرار في كتاب‬ ‫العطار!‪ ..‬اخوان من أطاع ال!!‬ ‫ومضوا من الفجر إلى المير سعود بن آل سعود وكان نازل بقعاء فاستقبلهم‬ ‫استقبال فخما‪ ،‬وبعد أن أاقاموا أياما رجع بهم سعود كأسرى إلى الرياض واستقبلهم‬ ‫والده… والحقيقة أن آل سعود اقد استفادوا من تهريب عبد ال المتعب فأخذوا معلومات‬ ‫كافية عن الوضاع في حائل خدمتهم!… إل أن محمد الطل لل أخذ يقاوم ابن السعود‪،‬‬ ‫وينقل العطار عن ابن السعود اقوله ‪:‬‬ ‫) والحق أن محمد بن طل لل كان حازما اقويا بعيد المرمى‪ ،‬شجاعا مقداما شديد اليد‬ ‫والصلبة‪ ،‬فيه صفات من عبد العزيز بن متعب بن الرشيد القتيل بروضة مهنا‪ ،‬وليس‬ ‫في أمراء آل الرشيد الذي جلسوا على دست الحكم من يشبه دهذين الميرين في‬

‫)‪(78‬‬


‫الشجاعة والقوة النفسية والبطولة ل ودهما عبد العزيز المتعب الرشيد ومحمد الطل لل آل‬ ‫رشيد ل وكان محمد بن طل لل أعقل وأحصف‪ ،‬ولكن ‪:‬‬ ‫وأراد رمي السهم فانقطع الوتر!‬

‫ما حيلة الرامي إذا التقت العدى‬

‫دهكذا كان الحال مع ابن طل لل‪ ،‬فقد تولى محمد بن طل لل والمر مدبر جد الدبار‪،‬‬ ‫والبناء وادهي الساس محطوم الجدار ول يطيق الثقل الذي عليه‪ ،‬ول يستطيع تداركه‬ ‫اقبل ال نلهيار‪ ،‬ويحتاج إلى زمن طويل لعادة البناء كما كان‪ ،‬وخصمه ل يعطيه الفرصة‬ ‫ول يمكنه من البناء… وبالرغم من كل دهذا فلم يفت في عضد محمد بن طل لل بل واقف‬ ‫يدافع عن امارته بكل ما ودهب من اقوة وجلد حّتى أخذ‪.‬‬

‫ولو تولى المر والحال دهادئ والبلد منظمة لكنا لها شأن كبير في ال نلشاء‬

‫والتجديد…! (‪ ..‬ومع ذلك فان شمر وأدهل حائل استطاعوا بالقيادة الصلبة لمحمد جحفل‬ ‫عظيما يسترد بعض ما ااقتطع من بلده ويؤدب الخونة ووضع عصا الترحال في‬ ‫الجثامية ل ودهي على بعد ‪ 40‬كم من حائل ل ونزلها بجيشه وعسكر بها يتجهز من جديد‬ ‫لحرب جديد مع آل سعود‪.‬‬ ‫ولقد ترامت أنباؤه إلى ابن سعود فبع ث فيصل الدويش أحد شجعان العرب الشداء‬ ‫على رأس سرية اقوية ليحارب حّتى يأتيه بنفسه على رأس جنده!…‬

‫ومضى فيصل والتقى بابن طل لل في الجثامية وتقاتل اقتال شديدا لم ينتصر فيه‬

‫فريق على الخر وتعادلت كفتا الخصمين‪ ،‬واستمرت المناوشات مدة‪.‬‬ ‫وعلى حين فجأة لم يشعر فيصل الدويش ال بابن طل لل ينسحب إلى النيصية‬ ‫يتحصن بها‪ ،‬ولم يكن انسحابه عن دهزيمة‪ ،‬اّنما فكر في المر داقيقا فوجد أن التحصن‬ ‫أجدر به‪ ،‬فقد أنبأته عيونه أن جيشا اقادم من الرياض يتجه صوب الشمال وعليه عبد‬

‫العزيز نفسه وبرسي كوكس وجون فيلبي‪ ،‬فخشي أن يقف سدا بينه وبين عاصمته‬ ‫ويقطع عليه خط الرجعة إليها‪.‬‬ ‫إل أن ابن سعود فاجأ ابن طل لل في أول المحرم سنة ‪ 1340‬دهل بأسلحة انكليزية‬ ‫دهائلة وجنود من البدو والحضر اقوامهم ‪ /30000/‬مقاتل واضطر ابن طل لل من أجل‬ ‫ذلك إلى التقهقر والتحصن بجبل "أجا" ثم التراجع إلى حائل في حين أن ابن سعود تقدم‬ ‫)‪(79‬‬


‫بجيشه وحاصر حائل وضواحيها وحصونها الخارجية ووحد القيادة تحت أمرة السير‬ ‫برسي كوكس الذي كان يقود )جيش الخوان المسلمين…! ( بنفسه يرافقه جون فيلبي‬ ‫وعدد من ضباط ال نلكليز وأصدر "تعليماته" إلى اقواد الجيش بتطويق حائل من جميع‬ ‫جهاتها واقطع الطرق عنها لئل تتلقى المدد من الميرة والذخيرة فيسهل الستيلء عليها‬ ‫نهائيا تحت تأثير دهذا الضغط الشديد والتجويع…‬ ‫فركز جون فيلبي مدافعه على تل مرتفع تخويفا وأخذ يطلق اقذائفها على السور‬ ‫أحيانا‪ ،‬ثم رتب اقواته وجهزدها ليهاجم البلدة دهجوما عنيفا وأحاط جميع جوانبها بالمدافع‬ ‫لهدم السور وضرب المدينة‪ ،‬وبدأ الذين كانوا يراسلون ابن السعود ممن كانوا يسمون‬ ‫أنفسهم "كبار الجماعة" بدأوا يرجفون في المدينة‪ ،‬وذدهبوا إلى ابن طل لل يشرحون له‬ ‫المر!‪.‬‬ ‫ملمحين إليه بالتنازل لبن السعود‪ .‬فلم يرض أن يتنازل لخصمه‪ ،‬وأصر على‬ ‫الكفا ح والذياد فاشتد غضب العملء عليه حين أروا اصراره ونفروا منه ولكن ل حول لهم‬ ‫ول اقوة واقد أمر البطل باعتقال بعضهم واقبض على المر بيد من حديد وأخذ يقاتل مع‬ ‫الشعب‪ ،‬والحقيقة "ان حصار حائل اقد كشف " للخوان المسلمين "البدو" كذب الدعاية‬ ‫ال نلكليزية السعودية التي تقول ان )شمر وأدهل حائل كفرة ل يؤمنون بال!…! ( وذلك حينما‬ ‫رأى البدو المآذن وسمعوا أصوات المؤذنين يردون نداء الصلة )ال أكبر ال أكبر…! (‬ ‫فثاروا على ابن سعود والسير برسي كوكس وفيلبي‪ ،‬لكنهم وعدودهم بال نلتظار يومين‬ ‫فقط!‪.‬‬ ‫لن أصحابهم في داخل حائل وعدوا بادخالهم دون معرفة ابن طل لل وأدهل البلد…‬ ‫ويقول أحمد عبد الغفور عطار في كتابه السعودي )صقر الجزيرة…! ( الذي أخذ عبد‬ ‫العزيز آل سعود يمليه عليه طيلة سنة يقعد ل العطار ل تحت اقدمي الملك ليدون ما‬ ‫يقوله‪ ،‬يقول في الصفحة ‪) 327‬ولقد حاول السير برسي كوكس أثناء حصار حائل‬ ‫التوسط بين ابن طل لل وابن السعود لكن ابن طل لل رفض وساطة السير برسي كوكس‬ ‫في الصلح بينهما…! ( وصمم ابن طل لل على مقاومة آل سعود وال نلكليز‪ ،‬واقال لبرسي‬ ‫كوكس )أيها ال نلكليز انكم تكفروننا وأنتم كفرة… ولول سلحكم واقيادتكم فلن يصل‬ ‫)‪(80‬‬


‫عبيدكم آل سعود إلى حدود حائل‪ ..‬اننا إذا سلمنا من الخونة في الداخل‪ ،‬فسننجح في‬ ‫دهزيمتكم أو نموت بكرامة…! ( والخونة الذين يقصددهم ابن طل لل دهم الذين كانوا يراسلون‬ ‫ال نلكليز وابن السعود‪ ،‬ودهم الذين ااقتادوا جيوش ابن السعود وال نلكليز من النيصية إلى‬ ‫الوسيطاء بين جبل طي وحائل غربا ليسهل دخوله من الجبهة الغربية الجنوبية… ومرة‬ ‫أخرى‪ ،‬تقدم عدد من "كبار الجماعة" وفد مقدمتهم إبرادهيم السالم وحمد الشويعر‬ ‫ونصحوا ابن طل لل )بأن ينقذ نفسه وعاصمته ورعيته من البلء المحدق وان يستسلم‬ ‫ويسلم البلد لل سعود…! (‪ ..‬فرفض البطل محمد الطل لل بكل شهامة ل رغم كل الظروف ل‬ ‫رفض أن يستسلم!… فخرج إبرادهيم السالم وحمد الشويعر وعدد آخر سيأتي ذكردهم‬ ‫ممن كانوا على صلة اقديمة مع ابن السعود )وكان يعددهم ويمنيهم ويغريهم بتسليمهم‬ ‫حكم البلد وأكبر المناصب في سلطنته بعد سقوط حائل بيده…! ( خرج إبرادهيم السالم‬ ‫السبهان وحمد الشويعر ومن معهما من عند ابن طل لل وكتبوا رسالة لعبد العزيز آل‬ ‫سعود يقولن فيها ‪) :‬ان ابن طل لل في حالة نفسية غريبة ل يجدي معها التفادهم ودهو‬ ‫عازم على اقتالك ومعه من يفضلون الموت على دخولك للبلد‪ ،‬وفي حال نجاحه وفشلك‬ ‫سوف يكون مصيرنا الموت… سيقتلنا ل نله اكتشفنا جميعا اننا معك ودهو يعد الن‬ ‫سيفه لراقابنا‪ ،‬وما عليكم ال أن ترسلوا لنا اقوة من جهة الزيارة‪ 1‬لتنطلق من دهذا المكان‬ ‫لفتح حائل واستلمها…! ( ‪ ..‬وما أن استلم عبد العزيز آل سعود رسالة إبرادهيم السالم‬ ‫وحمد الشويعر المرسلة له مع عبيد الملسماني ودهو يقيم في الوسيطا واطلع عليها‬ ‫برسي كوكس وجون فيلبي وبقية "الخبراء" العرب ل حّتى أاقروا ارسال اقوة مكونة من‬

‫ألفي رجل تحت اقيادة عبد العزيز بن تركي وسعود الكبير ل ابن عم ابن سعود ل وسلطان‬

‫بن بجاد‪ ،‬فاستقبلها مندوبون عن إبرادهيم السالم وحمد الشويعر في الزيارة‬ ‫لتتسلل داخل مدينة حائل فتحد ث بتسللها الضغط الخير على ابن طل لل… وفي‬ ‫دهذا ال ثلناء تقدم عبد العزيز بن إبرادهيم ل ودهو عميل سعودي اشتهر بالجرام ل وكان‬ ‫‪ 1‬الزيارة‪ ،‬نخيل يقع في جنوب حائل يملك القسم الكبر منه إبراهيم السالم وقلد اطلق عليه اسم جبله‪ ،‬وهناك قسم‬ ‫من النخيل يملكه الشويعر وهو محاذ للزيارة‪.‬‬ ‫وفي هذه الماكن عسكر جنولد ابن سعولد باتفاق مع المترفين أو ما يعرف باسم البرجوازية الن…‬ ‫)‪(81‬‬


‫يظهر الصدااقة لبن طل لل بينما دهو يعمل لحساب آل سعود ل تقدم " ينصح" ابن طل لل‬ ‫بالستسلم‪ ،‬فدار بينهما نقاش حاد انتهى بااقناع ابن طل لل ل كما يزعم ابن إبرادهيم ل‬ ‫بقوله )اقال لي ابن طل لل اكتب خطاباً إلى ابن سعود بما تريد وأنا أواقعه…! (… ويقول‬

‫العميل ابن إبرادهيم ل )انني اقلت لبن طل لل ‪ :‬ل ومع من تبع ث بالخطاب؟‪ ..‬فقال ‪ :‬معك…! ( ل‬

‫فقال ابن إبرادهيم ل )اقلت له ان كنت أنا الرسول فل حاجة إلى الخطاب!‪.‬‬ ‫انما أعطني خاتمك المنقوش عليه اسمك ليكون شادهدا على التفويض فأعطاني‬ ‫الخاتم ونصحته بأن يثبت على كلمه وأن ل يستسلم "للمفسدين" الذين يريدون حرب‬ ‫ابن السعود!…! (… وفي الحال غادره ابن إبرادهيم ليقابل الطابور الثاني إبرادهيم السالم‬ ‫وحمد الشويعر فأخبردهما فاستبشرا!‪ ..‬ومن ثم تحرك ابن إبرادهيم لمقابلة عبد العزيز آل‬ ‫سعود والسير برسي كوكس وجون فيلبي في ضاحية حائل بالوسيطا‪ ،‬فعرض عليهم‬ ‫خاتم ابن طل لل!‪.‬‬ ‫ووافق عبد العزيز آل سعود وكوكس وفيلبي على شروط ابن طل لل واقد اتفقت دهذه‬ ‫الشروط مع ما سبق أن اتفق عليه عبد العزيز آل سعود والذين راسلوه من "الوجهاء"‬ ‫وفي مقدمتهم إبرادهيم السالم السبهان وحمد الشويعر ودهي كما يلي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ل أن ل يولى على حائل أحد من غير أدهل حائل يعرفونه ويرتضونه‪ ،‬ويكون لهم‬ ‫الخيار باستبداله بغيره حينما يرون منه ما يوجب تغييره‪..‬‬ ‫‪ 2‬ل أن ل يخرج الحاكم عن حدود الشريعة السمحاء‪.‬‬ ‫‪ 3‬ل أن يقوم أدهل البلد بتشكيل مجلس شورى من أعيان البلد‪.‬‬ ‫‪ 4‬ل أن ل تصادر أراضي حائل وشمر والرعية للسرة السعودية أو لي فرد من‬ ‫أتباعها‪.‬‬ ‫‪ 5‬ل أن ل يحد ث أي سوء لمحمد الطل لل وجميع أفراد أسرته وأصحابه وأدهل حائل‬ ‫وشمر وكافة أفراد رعيته وأتباعه ل والمماليك ل وكل خصم أو صديق في معيتهم وكل‬ ‫محارب وغير محارب‪ ،‬وأن يترك ما مضى وأل يلتفت إلى الوراء‪ ،‬وأن يعيش ابن طل لل‬ ‫وأسرته بعد استسلمهم معززين مكرمين وفي حالة يرضونها…‬

‫)‪(82‬‬


‫فنقل عبد العزيز بن إبرادهيم ومعه عبد العزيز بن مساعد الجلوي دهذه ال تلفااقية‬ ‫المواقعة من عبد العزيز آل سعود إلى محمد الطل لل والى إبرادهيم السالم وحمد الشويعر‬ ‫وجمعوا جمعاً كبي ار من الناس واق أرودها عليهم للتهدئة‪ ..‬وبعد دهذا سلم ابن طل لل نفسه‬

‫وأسرته إلى ابن مساعد واتجه بهم إلى حي ث يقيم عبد العزيز آل سعود وبرسي كوكس‬

‫وجون فيلبي وجموع حراسه وجنوده الذين اقالوا ‪) :‬انهم كانوا يتواقعون الفشل في دخول‬ ‫حائل لو لم يمكنهم من الدخول جماعة من أدهل حائل وفي مقدمتهم إبرادهيم السالم‬ ‫وحمد الشويعر…! (…‬ ‫وفي رأيي ‪ :‬أنه ل إبرادهيم السالم ول حمد الشويعر ول غيردهما يستطيع منع انهيار‬ ‫حكم حائل‪ ،‬فالحكم بطبيعته اقد انهار‪ ،‬وحينما ينهار أي جسم من الجسام فل محالة‬ ‫من أن يأكله الدود أو آل سعود واليهود…‬ ‫تحفز آل سعود و"صحابتهم" لدخول حائل‬ ‫وبدأ عبد العزيز آل سعود وبرسي كوكس وجون فيلبي واقادة "الخوان" يتحفزون‬ ‫للدخول إلى حائل والخوف والتراقب ظادهر على وجودههم ل نلهم حّتى ذلك الواقت كانوا‬

‫يعتقدون أن كل ما جرى مجرد خدعة من ابن طل لل لليقاع بهم‪.‬‬

‫واقال ناصر الدوخي أحد المقاتلين مع ابن السعود ‪) :‬لقد كنا نستعد للرحيل عن‬ ‫ضواحي حائل وان عبد العزيز بن سعود كان يتواقع تطويقه‪ ،‬ولو أن دهناك مقاومة‬ ‫حدثت في اليومين السابقين لدخول ابن السعود إلى حائل لهربنا‪ ،‬لكن جميع "المناظر"‬ ‫مراكز الحراسة والدفاع عن حائل اقطعت عنها المؤن والذخيرة من الداخل واستدعى كل‬ ‫من فيها من اقبل الذين كانوا يتعاملون مع ابن سعود في حائل…! (‪ ..‬ويقول فهد المشاري‬ ‫أحد المسؤولين عن مراكز الحراسة في حائل ‪) :‬لقد خلصت ذخيرتي وجماعتي فطلب‬ ‫مني إبرادهيم السالم السبهان ل بصفته المسؤول عنا ل التوجه إلى مدينة حائل ومقابلته‬ ‫لستلم ذخيرة‪ ،‬وحينما دخلت بيته وجدت ل سعود العرافة آل سعود ل في بيته ل فقلت‬ ‫دهذه خيانة كبرى ‪ :‬كيف تدخلون سعود العرافة‪ ،‬آل سعود في حائل ونحن ما زلنا نقاتل‬ ‫دهؤلء العداء؟‪.‬‬ ‫)‪(83‬‬


‫فقال ‪" :‬إنها ليست خيانة انها حقن دماء"!‪ .‬اقلت ‪ :‬وال لو أن في بطن بنداقيتي "أم‬ ‫خمس" رصاص لفرغته في رؤوسكم ولكن ل شئ فيها!‪ ..( !…..‬اقد تكون غلطة من دهؤلء‬ ‫ل خيانة وان ما فعلوه في مراسلة ابن السعود ما دهو ال مجرد "اجتهاد منهم" وانها‬ ‫ليست خيانة في نظردهم‪ ،‬لكن الخيانة وليدة الخطاء وخطأ واحد يمهد الطريق إلى خيانة‬ ‫كبرى… خاصة فيما يتعلق بمصائر الوطان…‬ ‫دخول ابن السعود وبرسي كوكس وفيلبي إلى حائل‬ ‫ودخل ابن السعود "وصحابته" برسي كوكس وجون فيلبي واقد لبسوا "العبي"‬ ‫العربية‪ ..‬وأسدل الستار السعودي على ل حائل ل وكانت أوخم "دخلة" لنهاية كفا ح دام‬ ‫مئات السنين وكانت بداية احتل لل في يوم مشؤوم دهو يوم ‪ 29‬صفر ‪ 1340‬دهل‬ ‫الموافق ‪ 2‬نوفمبر ‪ 1922‬م‪.‬‬ ‫واقد ولدت بعد العام بعام واحد ونظر لي أدهلي كما ينظرون أدهل حائل "لمواليد‬ ‫السقوط" سقوط حائل … نظرة عدم استحسان‪ ،‬وكأنهم يريدون أن ل تلد بطون النساء‬ ‫أحداً بعد سقوط حائل بيد العداء!…‬ ‫مواليد السقوط‬ ‫ولذلك نرى الشيوخ من أدهالي حائل يؤرخون مواليد ما اقبل دهذا اليوم المشؤوم " يوم‬ ‫سقوط حائل" بيوم السقوط‪ ،‬وما اقبل السقوط‪ ،‬وما بعد السقوط‪ ،‬فالذين ولدوا ما اقبل‬ ‫سقوط حائل ينظر لهم نظرة استحسان ودهم الذين كان لهم شرف الدفاع "اللهم إل أولئك‬ ‫الذين تعاملوا مع ابن السعود"… أما الذين ولدوا بعد السقوط فهم في نظر الشيوخ أاقل‬ ‫شأنا مما يجب ‪ ..‬وعندما يعيب الشيوخ أي عمل أو اقول من أعمال أو أاقوال الشباب‬ ‫فانه يزدرونه بقولهم )أو دهل… ل يلم دهذا الفتى ل نله من مواليد السقوط…! (! أي أنه لم‬ ‫يقدم لموطنه شيئا من التضحيات ول غرابة منه إذاً أن يقول أو يفعل مال يرضى‬

‫عنه!!‪ ..‬كما نرى أن كبار السن من أدهالي حائل يتشاءمون من شهر )صفر…! ( من‬

‫بدايته إلى نهايته!‪.‬‬

‫)‪(84‬‬


‫لكونه شهر الحتل لل السعودي… وكانت جدتي حسنا السعيد تجمع معظم نساء‬ ‫حّينا يوم كل خميس وخاصة النساء الل تلي اقتل آل سعود أولددهن وذويهن ل وتلقي‬

‫فيهن محاضرات ‪ ،‬أذكر منها اقولها ‪) :‬أنحس الشهر الملعونة دهو شهر صفر‪ ،‬في دهذا‬ ‫الشهر تقوم القيامة ويفنى العالم في دهذا الشهر!…‪ .‬في دهذا الشهر سالت الدماء‬ ‫غزيرة من أدهلنا وأحباب اقلوبنا‪ ..‬في دهذا الشهر تولى بلدنا اليهود آل سعود!…! (‪ ..‬ثم‬

‫تختتم جدتي كل محاضرة من محاضراتها مهما اختلفت بدعوة النساء إلى رفع أيديهن‬ ‫إلى السماء والدعاء على آل سعود بالدعاء التالي ‪) :‬اللهم انصرنا على اليهود آل‬ ‫سعود… اللهم ل تجعلنا نموت اقبل أن نرى يوم ذدهابهم آمين يا رب العالمين!‪.. ( !…..‬‬ ‫ودهناك عماتي ل راقية وسلمى ولطفية ل واقد اقتل آل سعود اخوتهن ‪ :‬عبد ال وسليمان‬ ‫وعيسى السعيد في معركة النيصية‪ ،‬فل تقل احدادهن شأنا "في الدعاء"! واثارة الناس‬ ‫ضد آل سعود!‪.‬‬ ‫وأول مرة دخلت السجن السعودي كانت مع جدتي وعمري سبع سنوات‬ ‫وواقتها كنت أتأثر بكل ما تقوله جدتي من حكايات عن جرائم آل سعود وكانت جدتي‬ ‫جريئة في مقارعة الرجعية أكثر بكثير من معظم الرجال… فل زلت أذكر ما فعلته جدتي‬ ‫بخادم الملك عبد العزيز آل سعود رغم كونها تحت حكمه وفي أوج جبروته‪ ،‬وكان عمري‬ ‫ل يتجاوز سن السابعة ل حسب ظني‪1‬ل حينما طرق بابنا بشدة دلت على أن الطارق من‬ ‫خدم "الشيوخ" ل أي الحكومة ل فلخدم الحكمة طراقات يعرفون بها تحد ث من صوتها‬ ‫الرعب للناس وتدل على فظاظة الحكم وعنجهيته‪ ،‬ومن تلك الطراقات عرفت جدتي أن‬ ‫الطارق دهو خادم "الحكومة" لكنها لم تشأ اقطع صل تلها‪ ،‬فتلك الصلة كانت زائدة عن‬ ‫الصلوات الخمس مخصصة للدعاء بزوال حكم آل سعود وصب جام اللعنات ضددهم‬ ‫أثناء الصلة‪.‬‬

‫‪ 1‬ل وجولد لسجلت القيولد آنذاك‪ ،‬وحتى الن في معظم المناطق‪ .‬فسجلت القيولد كانت تعتملد على تحلديلدها‬ ‫بحوالدث شهيرة معينة‪ ،‬كقولهم‪ :‬عام الطاعون‪ ،‬عام الجلدري‪ .‬عام السقوط‪ ،‬الخ…‬ ‫)‪(85‬‬


‫ولم تستعجل جدتي بل أنهت صلة "الدعاء" المعتادة تلك‪ ،‬وكان الباب ل زال يقرع‬ ‫بشدة‪ ،‬ففتحت الباب إواذا بها أمام وجه )ابن مصيبح…! ( خادم الملك‪ ،‬بيده السيف وباليد‬ ‫الخرى زنبيل "اقفة" يحتوي على اقرابة الخمس كيلت من القمح "تصدق" الملك عبد‬

‫العزيز علينا كما تصدق بمثلها لغيرنا وبمناسبة زيارته "المقدسة" لحائل… واقدم الخادم‬ ‫تلك القفة لجدتي بسخرية اقال فيها )لماذا ل تفتحي الباب؟‪ .( !…..‬اقالت )انني أصلي…! (‪..‬‬ ‫اقال الخادم )لماذا دهذه الصلة والواقت ليس واقت صلة؟!…! ( ‪ ..‬اقالت جدتي ‪) :‬ان دهذه‬ ‫الصلة دهي صلة الضحى ودهي مخصصة للدعاء عليكم وعلى حكمكم بالزوال الذي‬ ‫اقاتلنا بتهمة "أننا كفرة مشركين ول نعرف الصلة" والن تمنعنا عن الصلة!…! (‪.‬‬ ‫فرد الخادم واقال ‪) :‬لول أن عمرك أكثر من ستين سنة كنت اقطعت رأسك!…! (‪ ..‬اقالت‬ ‫جدتي ‪) :‬يا كلب اليهود‪ ..‬ايش تبغي الن؟!…! (‪ ..‬اقال الخادم بغضب شديد ‪) :‬خذي دهذه‬ ‫الصداقة من طويل العمر‪ ،‬وادعي له بالعز وطول العمر بدل ما تدعي عليه ودهو الذي ما‬ ‫نسي أحداً فيكم رغم أنكم أعداء ال ورسوله!…! (‪ ..‬اقالت جدتي بسخرية غاضبة ‪) :‬طويل‬ ‫عمر!‪.‬‬

‫ادعي لطويل العمر؟!… وما زلنا أعداء ال ورسوله؟!…! ( ثم تراجعت جدتي إلى‬ ‫الوراء اقليل وأمسكت بعروتي القفة وفتلتها وأومأت بها بشدة وسرعة واقذفت بها وجه‬ ‫)ابن مصيبح…! ( خادم الحتل لل السعودي فضربته ضربة جعلت خادم "الشيوخ" يدور حول‬ ‫نفسه ويسقط سيفه على الرض‪ .‬وكانت تلك الضربة اقوية رغم كبر سن جدتي‪ ،‬فتطاير‬ ‫القمح بحي ث لم تلتق حبة واختها في نفس الطريق!‪ ..‬بهت الخادم من تلك المفاجأة‬ ‫غير المتواقعة من تلك العجوز التي لم تكتف "بالدعاء" والضرب بل أمسكت بسيفه‬ ‫لتضربه به‪ ،‬لو لم يستخلصه منها ودهي تصرخ ممسكة بثيابه تمزاقها وتصب جام‬ ‫لعناتها المتواصلة عليه وعلى سيده الملك عبد العزيز ووكيله في حائل عبد العزيز بن‬ ‫مساعد الجلوي‪ ،‬متسائلة بعد ذلك بقولها ‪) :‬دهل تريد يا خادم الظلم مني أخذ دهذا القمح‬ ‫كصداقة من سارق كبير؟‪.‬‬ ‫أم أخذه كدية لدماء عبد ال العيسى وعيسى السعيد وابني الذي اقطعتم رجله في‬ ‫معركة النيصية مع بقية الدهل والجيران وأبناء بلدي الذين اقتلتمودهم بتهمة الكفر‬ ‫)‪(86‬‬


‫وال للحاد ل نلهم دافعوا عن الوطن؟ أم آخذدها كفدية لحتل كلم الوسخ للوطن؟‪ ..‬اذدهب فما‬ ‫زالت دماء اللف في النيصية والجثامية والواقيد والصفيح وسلمى واجا بااقية لم تنس‬ ‫تلعنكم‪ ،‬اذدهب واقل لسيدك الطاغوت عبد العزيز ان حسناء وراقية وسلمى وبقية عجائز‬ ‫حائل ونساء حائل أكثر ذاكرة من بعض الرجال الذين باعوا وطنهم بينما استمات رجالنا‬ ‫دفاعا عنه وماتوا دونه…! (‪ ..‬اقال لها الخادم ‪) :‬أل تخافي من عقبى كلمك دهذا؟…! (‪.‬‬ ‫فازدادت حنقا ودهي تهتف باصقة بوجهه ‪) :‬ماذا بقي لنا حّتى نخافكم يا مجرمين؟‬

‫ر ح راحت روحك ورو ح من أرسلك يا عبيد جون وكوكس…! ( تقصد )جون فيلبي وبرسي‬

‫كوكس…! (‪ ..‬ثم أطبقت الباب بوجهه‪ ..‬وبعد ساعتين من ذدهاب خادم الحتل لل السعودي‪،‬‬ ‫عاد ومعه خمسة خدم أجلف مثله فااقتادوا جدتي وأنا معها إلى اقصر ابن مساعد حي ث‬ ‫أمطردها بأاقصى المسبات ثم أمر بسجنها وأنا معها‪ ،‬فدخلنا السجن ودهو عبارة عن غرفة‬ ‫نتنة اقذرة فيها )حطبة…! ( مصيدة توضع بها أاقدام السجناء‪ ،‬ال أنه في المساء أفرج عنا‬ ‫بواسطة بعض الجماعة‪ ،‬ثم أعادونا مرة ثانية إلى ابن مساعد ليودعنا بلعناته القذرة‬ ‫وتهديداته لجدتي حي ث اتهمنا دهذه المرة بتهمة خطيرة ودهي )تحريض ال سبحانه‬ ‫وتعالى على ولة المور الصالحين!…! (‪.‬‬ ‫فردت جدتي عليه بقولها ‪) :‬ان لعناتك ترجع عليك‪ ..‬ونحن ندرك أنكم تملكون‬ ‫الموت والحياة‪ ،‬لكنه ل فرق بين الموت والحياة عندنا فالموت أفضل لنا من وجودهكم‬ ‫بعد ما حل بنا ل بعد ذدهاب أعز أدهالينا… وأنا العجوز ل أملك غير دعوات رب العالمين‬ ‫بزوالكم…! (‪ ..‬فدفعها الخدم وأنا معها من الدرج‪ ،‬وذدهبنا حّتى وصلنا بيتنا فوجدناه مليئ‬

‫بالرجال والنساء ينتظرون عودتنا بال كلبار والتقدير‪ ..‬وكانت كلماتها تلك دروسي‬

‫الولى في مقاومة آل سعود فتطورت تلك الدروس إلى وعي أشمل لمشاكل الشعب كله‬ ‫والوطن والمة وال نلسانية التي ل ننفصل عنها‪..‬‬ ‫ومن يتلقى أولى دروسه من امرأة لن ينسادها ل خاصة ان كانت تلك المرأة أما أو‬ ‫جدة ل فللم والجدة من اقوة التأثير ما ليس للمعلم‪ ..‬والم والجدة ان صلحتا صلح النسل‬ ‫وان فسدتا فسد النسل… وموااقف جدتي تلك التي كانت أشرف من موااقف جامعة الدول‬ ‫العربية في محاربة الرجعية والستعمار تذكرني بما اقرأته عن الشعب السبرطي الذي‬ ‫)‪(87‬‬


‫عاش اقبل ميلد السيد المسيح وكانت له بطولت عظيمة مددهشة ولم يكن خلف تلك‬ ‫العظمة والبطولت غير النساء‪ ..‬كان وراء تلك البطولت تربية أمهات…! ( أولئك الرجال‬ ‫واقوة تأثيردهن في تلك المة‪ ..‬مما دفع حكامهم حينما عرفوا ماللم من اقوة تأثير إلى‬ ‫سن ذلك القانون الفريد من نوعه حي ث نص دهذا القانون )على ان كل مرتكب ذنب ل‬ ‫يعااقب‪.‬‬ ‫بل تعااقب والدته…! ( إلى حد أن نص دهذا القانون ‪) :‬على جلب والدة المذنب إلى‬ ‫الساحة العامة للمدينة وجلددها أمام الناس جزاء لسوء تربيتها لبنها أو بنتها…! ( مما زاد‬ ‫حرص كل أم مهملة لتحسين تربية أطفالها وجعل كل ل ابن امرأة ل يحسب ألف حسان‬ ‫لتمتد ح أمه ولكيل تجلد أمام ل أم خطيبته ل وحبيبته وأصحابه فيسجل التاريخ عار أمه‬ ‫التي تسادهلت في تربية ابنها وطنيا فتسادهل دهو في حقوق شعبه وأمته … وبذلك‬ ‫أصبح الجميع أبطال‪ ..‬ل شك أن في ذلك القانون من الجحاف ما يتنافي وعصرنا دهذا‬ ‫فيما لو أراد أي حاكم تطبيقه ال أن ما أتمناه دهو أن تكون دهنالك اقوة شعبية تتمكن من‬ ‫تطبيق دهذا القانون بأمهات الحكام العرب لعلنا نجد مهم من ل يهادن الرجعية كما لم‬ ‫تهادنها جدتي التي كانت أكثر شجاعة من معظم الحكام‪ ،‬حي ث لم تهادن جدتي الرجعية‬ ‫ولم مرة ولم تقبل من الرجعية أي عون‪ ،‬ورغم تأييدي لنظريات جدتي في آل سعود وفي‬ ‫معظم الحكام ال أنني ل أؤيد ظنها بأن ما واقع في حائل واقرادها من مجازر سعودية‬ ‫ردهيبة يقع لسوادها‪ ..‬فما من منطقة في بلدنا اقد نجت من مظالم الطغيان‪ ،‬ودهناك مظالم‬ ‫ومجازر سعودية أخرى ارتكبها حكم الطغيان في أماكن أخرى كثيرة من الجزيرة‬ ‫العربية… إل أن ما واقع في حائل شئ ردهيب يحتاج وحده إلى كتب كثيرة‪ ،‬وما نكتبه‬ ‫الن ما دهو ال أمثلة تذكرنا بسقوط حائل‪ ،‬وتذكرنا بمظالم آل سعود في حائل‪ ،‬وتذكرنا‬ ‫بمشاريع آل سعود في حائل!‪ ،‬تلك المشاريع "العظيمة" التي اقد أولدها آل سعود بالغ‬ ‫ادهتمامهم تمشيا بوصية والددهم في السلب والنهب والقتل‪ ،‬ووالددهم في السلب والنهب‬ ‫والقتل‪ ،‬ووالددهم عبد العزيز دهو صاحب مشروع )أخذنادها بالسيف…! ( بل صاحب أول‬ ‫مشروع طبقه في اول يوم لسقوط حائل حي ث لم يخلو بيت من البيوت ال وفقد منه ستة‬ ‫أشخاص أو ثل ثلة أو واحد على الاقل…‬ ‫)‪(88‬‬


‫حينما دخل عبد العزيز وكوكس وفيلبي حائل‬ ‫في اليوم الذي دخل فيه عبد العزيز آل سعود "وصحابته" حائل تقدم عبد العزيز آل‬ ‫سعود "وصحابته" حائل تقدم عبد العزيز آل سعود المنحل "بمشروع حيوي جدًا!!"‪ ..‬فما‬ ‫دهذا المشروع؟‪ ..‬المشروع كان زواجه ل اكرادها ل وشبيه بال كلراه ل بمجموعة من النساء‬

‫من ضمنها بعض نساء آل رشيد ‪ ..‬وبالطريقة السعودية المعروفة‪ ..‬ودهي الغتصاب‬ ‫باسم الكتاب والسنة!‪ ..‬تعبي ار عن فرحته في يوم كان كله حزن ومصيبة بسقوط‬ ‫القتلى‪ ..‬وسقوط الوطن وسقوط الكرامة وكانت تلك أول صدمة لمن تآمروا مع ابن‬ ‫السعود وأحلوه في حائل خلسة وغدرا‪ ..‬لكن واحدة من النساء التي أراد اغتصابهن لم‬ ‫تتحمل أن يوجه لها دهذا الحيوان السعودي المتوحش تلك الدهانة ولم تقبل بمرور‬ ‫لحظات سروره الماجن دون الثأر لكرامتها وكرامة شعبها ولو بأي طريقة من الطريق‬ ‫وحسب المستطاع… فزّفت إليه العروس اغتصابا… وكانت اقد اخفت مخر از بيددها…‬

‫وما أن حاول الحيوان السعودي الاقتراب منها حّتى أغمدت مخرزدها في عينه تصرخ ‪:‬‬ ‫"لن تقرب مني أيها الملعون"‪ ..‬ودهكذا فقد عبد العزيز آل سعود عينه‪.‬‬ ‫فلسطين في عيني!‬

‫ودهي العين التي أشار باصبعه عليها عندما جاءه وفد فلسطين عام ‪ 1947‬طالبا‬ ‫اقطع البترول عن الغرب والصهاينة للضغط على أمريكا!!! ل واقال عبد العزيز اقولته‬ ‫المشهورة )انني أحافظ على فلسطين في عيني … ولن تضيع فلسطين ال إذا ضاعت‬ ‫عيني دهذه!…! ( وضاعت فلسطين كما ضاعت عين عبد العزيز‪ ..‬وعندما اقيل لعبد العزيز‬ ‫بعد ضياع فلسطين‪ ،‬لقد ضاعت فلسطين التي تعهدتها بعينك‪ ،‬اقال ‪ :‬لن أكون أول من‬ ‫أضاع فلسطين ول آخردهم… أما عن المرأة الشمرية التي أضاعت عين الطاغية عبد‬ ‫العزيز فلم يجرؤ دهذا الطاغية على أن يمسسها بسوء لشعوره بالذنب والجريمة‬ ‫ولخشيته من تسرب الخبر‪ ...‬واقد اعتبردها ادهانة له في دهذا اليوم "من امرأة عربية‬ ‫شمرية" أرادت الخذ بثأر رجالها عندما خانهم بعض الرجال بقصد ساذج أو خبي ث بل‬ ‫أشاع دهذا الطاغية ان ما حد ث لعينه لم يكن ال )نظرة من عين حسود أصابته بعينه‬ ‫)‪(89‬‬


‫لهذا ال نلتصار!!…! ( فسر ح المرأة فو ار… ول أاقول طلقها ل نله ليس بينه وبينها عقد زواج‬ ‫كما دهو الحال في كل زيجات آل سعود )أل يجوز أن يقال أنهم بهذا أولد زنا؟…! (‪ ..‬أما‬ ‫عن أدهمية سقوط حائل بيد الحتل لل ال نلكلو سعودي‪ ..‬فقد اقال السير برسي كوكس‬ ‫)لقد انتهى عهد الرعب وشغلنا الشاغل ل انتهت حائل واقبائل اسمها شمر لم نحس اقبل‬ ‫سقوطها بالطمئنان… حقا لقد كان عبد العزيز المتعب الرشيد مستهت ار حينما اقال له‬ ‫بعض أصداقائه بعد أن استولى ابن السعود على القصيم ‪ :‬دعنا نقاتل ابن السعود‬ ‫ونهاجمه فنحن اقوة وابن السعود ل زال ضعيفا اقبل أن يمده ال نلكليز ويصبح في عيونهم‬ ‫شيئا‪ ،‬فكان رد عبد العزيز ابن الرشيد ساخ ار من الناصحين بقوله ل ابن سعود أرنب‬ ‫مجِحرله ل ابن سعود ل يمكن أن يفلت من يدي‪ ،‬أي أن ابن السعود أرنب في جحردها وما‬ ‫دامت الرنب في جحردها فهي مضمونة للصياد وسأصطاددها متى شئت!‪ .‬وكان اقد‬ ‫اصطاده ابن السعود…! (‪..‬‬ ‫بعض السماء من آلف الشهداء‬ ‫ودها دهي الن أسماء بعض اللف الذين استشهدوا في مجازر النيصّية والُج ثلامية‬

‫والصفيح والواقيد وضواحي حائل وسهالها وراحوا ضحية الواجب الوطني ل والغدر‬

‫ال نلكليزي السعودي الثم‪ ،‬ومنهم ‪ :‬الشهيد فهد سليمان العيسى‪ ،‬والشهيد فهد الْع ِبلَد هل‪،‬‬

‫والشهيد صالح العيد‪ ،‬والشهيد عبد ال العيسى السعيد‪ ،‬وعيسى العيسى السعيد‬

‫)رصاصة حطمت فخذه وتوفي منها فيما بعد بالع ارق…! ( والشهيد حمد العلي السعيد‪،‬‬ ‫وسليمان السيعد‪ ،‬وعنبر العنبر وسليمان النودلي ومجول العيد الزويميل وشائع الملق‬ ‫وعبده الفائز ودعسان الهمزاني وسعود المطيلق ومرجان بل لل المرجان )أشعلوا فيه‬ ‫النار دهو وسبعين شخصا معه…! ( وصالح الضبعان )ورفااقه ثل ثلون شخصا مثلوا بهم‬ ‫حّتى ثيابهم…! ( ومهدي البل لل‪) ،‬والعودي وأولده ل وجماعته وعدددهم ‪ 47‬شهيدا جمعودهم‬

‫وأحراقودهم بالنار…! ( والشهداء دعيع وطادهر‪ ،‬ومهدي أبو شرين وسلمة وشقيقه ناصر‬ ‫العنبر وجابر الشعل نل وحماد الشعل نل وعثمان المشاري ومسفر المتعب ومنديل‬ ‫المهوس وفهيد المنيع وفالح الحيص وعامر وغانم الكوش ومرشد المسلط وعبد‬ ‫)‪(90‬‬


‫المحسن الشومر )وجماعته مائة وستون أحراقودهم بالنار أحياء…! ( وابرادهيم العريفي‬ ‫)ومائتان وثل ثلة وأربعون معه اقتلودهم وسراقوا ثيابهم وأحراقودهم…! ( دهؤلء ممن استشهدوا‬ ‫في مجزرة النيصية‪ ،‬أما الذين استشهدوا في مجزرة الجثامية فمنهم الشهداء ‪ :‬رعاف‬ ‫الغل ث وفرج السعود وساطي المسيعيد وثاري البجيدي وعلي العايد وفهد السعيد وسالم‬ ‫الطالب وفهد الهشال وجروان الحمد وسليمان المهدوس وفرج الجيش وابرادهيم السهيل‬ ‫وعلي الجميعة وابرادهيم الصلحاني وخلف النعيم وعبد ال البريك‪ ،‬وغيردهم من اللف‬ ‫الذين سيكتب الشعب أسماءدهم العربية في سجل الصديقين والخلود مع )‪ 400‬ألف‬ ‫شهيد…! ( من أبناءه في كافة أنحاء الجزيرة العربية اقتلهم الثمون السعوديون وال نلكليز‬ ‫في معارك تربة والطائف والجوف والحفر والحجاز ونجد ومن معظم القبائل‪ ..‬كما شردوا‬ ‫من شعب الجزيرة العربية ما يزيد عن المليون ونصف مليون مواطن إلى أنحاء آسيا‬ ‫وافريقيا وكافة البلد العربية‪ ..‬ودهناك بطولة استشهاد ل ينسادها شعبنا‪ ..‬تلك دهي‬ ‫بطولة استشهاد القائد البطل ضاري بن طواله رئيس عشيرة )السلم…! ( من اقبيل شمر‪..‬‬ ‫لقد نز ح ضاري بن طواله مع من نزحوا من عشائر شمر عن حائل لخلف بينه وبين‬ ‫سعود آل رشيد‪ ،‬ولكن ضاري بن طواله ما أن علم بحصار حائل من اقبل السعوديين‬ ‫حّتى توجه من الكويت إلى حائل رغم ما بينه وبين آل رشيد من خلف جعل ابن الرشيد‬

‫يهدد ضاري بن طوالة بالقتل… توجه البطل ضاري بن طوالة ليدافع عن حائل‪ ،‬وأخذ‬

‫واخوته يحارب كل من في طريقه من السعوديين وأتباعهم حّتى وصل إلى يا طب )‪30‬‬ ‫كم تقريبا شراقي حائل…! ( ودهو يقاتل الخونة بشدة‪.‬‬

‫وفي ياطب أطلق عليه أحد عملء ال نلكليز السعوديين الذين رافقوه رصاصة غادرة‬ ‫أردته اقتيل‪ ..‬ولم ينس حّتى ودهو يلفظ أنفاسه الطادهرة أن يوصي اقومه بمواصلة القتال‬

‫في سبيل الوطن‪ ..‬وكانت آخر كلمات دهتف بها البطل واختلطت بحشرجات روحه‬ ‫الطادهرة اقوله المأثور ‪) :‬دهذا دهو عذري منك يا حائل‪.‬‬

‫دهل تقبلين بهذا العذر؟‪ .‬أنني مت دفاعا عنك ولم أخونك ولم اتركك وحيدة ولو لم‬ ‫يقتلني دهذا الشقي اليوم في حماك لكتب لي الموت غدا في جوفك فو ال لن أاقف على‬ ‫اقدم من بعد سقوطك ولن أحيا بعد ان يتسلمك العداء وان تركتك غضبا على حاكمك‬ ‫)‪(91‬‬


‫فلم أتركك غضبا عليك…! ( فلتعش يا ضاري بن طوالة البطل مع الشهداء والصديقين خالدا‬ ‫شهيدا‪..‬‬ ‫ولم تكن اقصة دهذا البطل دهي الفريدة من نوعها على ابناء شعبنا‪ ..‬فكم من جندي‬ ‫باسل شجاع استشهد‪ ..‬أما من نجا من المجادهدين في حائل‪ ،‬فلم يستسلموا للطغيان‬ ‫السعودي‪ ،‬بل ذدهبوا إلى الحجاز ليشاركوا شعبنا دهناك شرف الجهاد‪.‬‬ ‫ونذكر منهم البطل الشهيد صالح السعد ال الذي لم يستسلم للسعوديين فهرب من‬ ‫حائل إلى الحجاز ليشن دهجمات فدائية على مخيمات ومدافع ال نلكليز وابن السعود في‬ ‫الرغامة بجدة حّتى استشهد البطل دهناك بعد أن شن دهجمة من دهجماته المتعددة على‬

‫مخيم ابن السعود نها ار حينما ألقى بقنبلة من يده على شخص اسمه صالح الذعيت‬

‫كان زميل لصالح السعد ال في الجهاد ودهرب مع المير عبد ال المتعب الرشيد اقبل‬ ‫سقوط حائل فبقي مع ابن السعود واقد اتهمه صالح العبد ال أن الذعيت اقد أصبح‬ ‫يحارب مع ابن السعود ضد شعبنا في الحجاز رغم أن الذعيت دهو الذي سبق له اقطع‬ ‫رأس الكابتن شكسبير اقائد جيش الخوان السعوديين‪ ..‬فهجم صالح السعد ال على‬ ‫صالح الذعيت مقتحما تحصينات ال نلكليز وابن السعود وتحدت مع الذعيت وجها لوجه‬ ‫بقوله ‪) :‬انا صالح السعد ال يالذعيت دهل تذكر جهادك الول ‪ :‬دهل تذكر أنك أنت الذي‬ ‫دهجمت بسيفك على مدفع ال نلكليزي شكسبير اقائد جيش ابن سعود وذبحته في معركة‬ ‫جراب التي دهزمنا فيها جيش العدو ال نلكليزي عبد العزيز بن سعود؟‪..‬‬ ‫اخس يالذعيت يا بياع بلده‪ ..‬ولكن خذدها ثمنا لخيانتك يالذعيت…! (‪ ..‬فألقى عليه‬ ‫اقنبلة مزاقت أحشاءه‪ ..‬ثم را ح البطل صالح السعد ال يهرول ويحمي مؤخرته بعض‬ ‫رفااقه… ولكن رصاصة سعودية غادرة لحقت به من الخلف فأردته اقتيل‪ ..‬واستشهد‬ ‫البطل ولم ترفع جثته من الرض التي سقطت عليها مدة تزيد على شهر‪ ،‬حّتى أنها‬

‫تيبست دون أن تدور أو تلحق بها عفونة‪ ..‬أما اقبائل شمر المجادهدة فقد دهاجر منها‬ ‫اقرابة الخمسين ألفا إلى العراق وسوريا والردن‪ ..‬أما ابن السعود فقد خان كل عهوده‬ ‫ومواثيقه "ولحس" تلك المعادهدة التي واقعها دهو والمتآمرين معه بقصد أو غير اقصد‪..‬‬ ‫ولكنه وضع الشيخ إبرادهيم السالم السبهان حاكما على حائل إلى حين‪.‬‬ ‫)‪(92‬‬


‫وخان عبد العزيز آل سعود عهده ومعادهداته‬ ‫بعد أن اقال عبد العزيز آل سعود في كلمة ألقادها في حشد من أدهل حائل ‪) :‬أنا ل‬ ‫صبل‬ ‫أريد أن أنصب عليكم من ل ترضونه ل يا أدهل حائل وشمر ل واقد اقال لي البعض ن ّ‬ ‫علينا أحد أفراد أسرتك لكني أاقسمت أن ل يحكمكم أحد من أفراد أسرتي ل نلني غير آمن‬ ‫أن أولي عليكم احدا منا والسبب اقد ل تستطيعون شكواه الينا فيما لو ظلمكم وأخل بهذه‬ ‫الشروط بيننا وبينكم أو ارتكب أي ذنب ل نلنا نّد علي أننا أخذناكم بالسيف‪ ،‬فالحقيقة أنه‬

‫لو ما تفادهم عقلءكم لطالت الحرب بيننا وبينكم وربما ننجح بدخول حائل وربما ل‬

‫ننجح‪ ،‬ولكن دهذه ارادة ال!‪ ..‬واقد وافقنا على كل طلباتكم ودهذا دهو إبرادهيم السالم منكم‬ ‫وفيكم اطلبوا منه ما تريدون وما ترونه نافع ودهو سيوصل المر الينا…! (!‪ ..‬الخ‪ ..‬فل‬ ‫تعجب لهذه الحيل والخداع السعودي‪ ..‬فالحتل لل السعودي ما اقام ال على الحيل‬ ‫والخداع وما زال الخداع شريعته‪.‬‬ ‫وفجر عبد العزيز بقسمه ونقض اتفااقيته مع أدهل حائل وتبعته ذريته من بعده‬ ‫وما دهي ال مدة اقصيرة جدا حّتى عزل ل ابن السعود ل "صاحبه الحائلي" إبرادهيم‬

‫السالم السبهان واستبدله بابن عمه جزار منطقة حائل الشهير عبد العزيز بن مساعد‬ ‫الجلوي الذي أخذ يسوم الشعب واقبائل شمر والمواطنين سوء العذاب والردهاب ويسرق‬ ‫خيرات الرض وحقوق الفلحين والبادية والمواطنين ويعتبر أن الرض كلها ملكه اقد‬ ‫أاقطعه اياه ابن عمه عبد العزيز آل سعود ‪ ،‬وكذلك البراري كلها حماه ل ترعى به إل‬ ‫أغنامه وابله وخيوله التي صادردها من القبائل والمواطنين‪ ،‬والويل لمن يمر من البشر‬ ‫في دهذه الرض التي سمادها "حماه"‪ ..‬وخابت آمال الذين دخلوا ابن السعود إلى حائل‬ ‫ظانين اّنه سيورثهم الرض ومن عليها!‪ ..‬واقد نلتمس العذر لهؤلء "الرجال" الذين‬

‫سلموا "أمهم" حائل لبن السعود وعلوجه بغفلة من ادهل حائل‪ ،‬واقد زعم دهؤلء الذين‬ ‫"اقادوا" ابن السعود )اّنه سيبدل صحاريها بجنات تجري من تحتها ال نلهار‪ ( !…..‬ولكن حائل‬

‫ل زالت كما كانت عليه من ظلم وتأخر وأمراض وابن مساعد وآل سعود‪ ..‬ولن يغير ما‬

‫فيها من وباء ال وجه الشتراكية ال كلرم بقيام ثورة عربية جمهورية‪ ،‬واقد اثبت التاريخ‬ ‫)‪(93‬‬


‫ان الشعب في حال لم يرضخ لطغيان عائلة آل سعود‪ ،‬فكم مرة ثار وثارت اقبائله ثورات‬ ‫دهزت اقوائم عرش الظلم رغم أنه لم يكتب لها النجا ح ل نلها لم تتجاوب معها بقية الاقاليم‬ ‫والقبائل‪.‬‬ ‫ثورة ُغ رلّيب العفري‬

‫من دهذه الثورات‪ ،‬ثورة الشهيد البطل غريب العفري الشمري الذي أعجز الطغيان‬ ‫السعودي وجزاره عبد العزيز بن مساعد الجلوي مدة من الزمن رغم أنه لم يكن مع دهذا‬ ‫البطل ال شقيقه دغيليب وخمسة من ثوار شمر الحرار‪ ،‬واقد واقع في كمين نصبه له‬ ‫عدد كبير من خدم ابن مساعد فشدوا وثااقه وساروا به ليل حّتى شارفوا على مدينة‬

‫حائل وعنددها اطمأنوا فناموا وتركوا البطل الذي لم ينم‪ ،‬وبينما دهم يغطون في نومهم‬ ‫لحق بهم شقيقه دغيليب العفري الذي كان يراقبهم ويتتبع خطادهم‪ ،‬واقطع اقيد أخيه واقاما‬ ‫معا بتجميع سل ح خدم ابن مساعد ولما انتهيا من تجميع السل ح كله صرخ فيهم‬ ‫"غريب" اقائل ‪) :‬أنتم تنامون ل نلكم ل تذكرون لكم بلدا يحتلها آل سعود‪ ..‬وتنامون‬ ‫ل نلكم خدم للمعتدين آل سعود‪ ..‬أما أنا فل أنام‪ ،‬وان نمت أحلم ببلدي وأفيق على دهذا‬ ‫الحلم الذي يفزعني ولهذا أصبحت شجاعا أستطيع أخذ أسلحتكم منكم باليمان القوي‪،‬‬ ‫أما أنتم فل تستطيعون استعادة أسلحتكم مني وأنتم جمع غفير ل نلكم خدم العداء كما‬ ‫اقلت‪ ،‬خدم الطغاة الذين يركضون بل دهدف خلف ثائر مثلي لتسليمه لسياددهم مقابل‬ ‫أجر تافه يدفعه لهم الطغاة‪.‬‬ ‫لهذا تنامون وان نمتم فل حلم لكم ال "بالشردهة" والجرة التي سيدفعها لكم ابن‬ ‫مساعد مقابل القاءكم القبض على ثائر شريف‪.‬‬ ‫لكني لن أترككم تقبضون أجركم كثمن لرأسي الثمين ولن أاقتلكم رغم أنكم تريدون‬ ‫اقتلي‪ ،‬فاذدهبوا إلى سيدكم وأخبروه‪ ..‬اذدهبوا بل سل ح وبل ابل تركبونها‪ ( !…..‬بعد ذلك‬ ‫سااقهم بعيدا بعد أن طلب من كل واحد منهم أن يربط يدي زميله إلى ظهره وتركهم‪..‬‬ ‫ورا ح دهو وشقيقه في سبيلهما الثوري‪ ..‬أما الخدم فراحوا إلى الجلد ابن مساعد الذي‬ ‫حلق ذاقونهم وسود وجودههم كعقاب لهم وجلددهم وأعاددهم لمطاردة الثائر مرة أخرى مع‬ ‫)‪(94‬‬


‫عدد أكبر منهم بقيادة ناصر بن دوخي‪ ،‬ومع ذلك فلم يتمكنوا من اصطياد البطل‪ ،‬رغم‬ ‫أنهم طواقوه من كل جانب ال بعد أن انتهى ما معه وشقيقه من ذخيرة حي ث أصيب‬ ‫شقيقه ذغيليب وتمكن من الهرب أما غريب فقد ااقتادوه الزبانية إلى جزار حائل ابن‬ ‫مساعد‪.‬‬ ‫فأرسله مكبل بالسلسل إلى ساحة السوق‪ ،‬وكان البطل يسير بين المواطنين ودهو‬ ‫يدرك أنه يتجه للقاء الموت‪ ،‬لكنه كان يبتسم بكل شجاعة وايمان فالتفت إلى الخدم‬ ‫الذين ضايقوه واقال ‪) :‬ل تفرحوا يا خدم المجرمين فان لي جماعة سيأخذون بثأري…! (!…‬ ‫وكان يعني "بجماعته" جموع الشعب التي كانت تنظر له باعجاب بينما دهو مقيد‬ ‫بالحديد!‪ ،‬وكنت آنذاك صغير السن‪ ،‬أاقف بين ذلك الجمع الكبير الذي شادهد اطل قل‬ ‫الرصاص في رأس دهذا البطل‪ ،‬لكننا ماذا نملك غير ترديد اللعنات على آل سعود‬ ‫بأصوات عالية مع كل رصاصة تنطلق صوب رأسه وصدره الشجاع ورا ح البطل غرّيب‬ ‫العفري شهيد شعبه‪ ،‬دهذا الشعب ل الشهيد ل الذي اقدم اللف من أمثال غريب العفري‪،‬‬ ‫ممن خلقوا في نفوسنا ثورة منذ سني الرضاع الولى‪.‬‬ ‫لن تنطفي ناردها حّتى تحرق الظالمين ويسود شرع الشتراكية العظيم‪ ..‬والشعب في‬

‫حائل ل يكن لعهد الحريم أي احترام فعندما توفي الطاغية عبد العزيز واستور ث ابنه‬

‫سعود الشعب والرض والعرش من بعده وأخذ يدور على كل المناطق مخادعا الشعب‬ ‫بطلب "البيعة" منه لم يبايعه الشعب وانما بايعه نوع معين من المتزلفين‪ ..‬ولم أنس‬ ‫تبرم الشعب في حائل عام ‪ 1373‬ل ‪ 1954‬بمثل دهذه "البيعة" التي جاء سعود يطلبها‬ ‫منهم!‪ ،‬وكنت واقتها منفيا من الظهران إلى حائل بعد أن اقام العمال باضرابهم الشهير‬ ‫بتاريخ ‪ 167‬اكتوبر عام ‪ 1953‬مطالبين باخراجنا من سجن العبيد حي ث لم يرجع‬ ‫العمال إلى العمل ولم يتواقفوا عن الضراب ال بعد الفراج عنا‪ ..‬وبعد أن أفرج عنا‬ ‫أخذت علينا تعهدات بأمر الملك سعود بواسطة ل عبد ال بن عيسى وكيل المن العام‬ ‫الذي أخذ دهذا التعهد علي ل ونصه ‪) :‬أنا المواقع فل نل‪ ..‬أتعهد للدولة بأنني لن أخرج من‬ ‫خلف سور حائل وان خرجت من منفاي دهذا فإنما أدهدر دمي وأحل للحكومة اقتلي…! (!‪..‬‬ ‫ي والقيد‬ ‫فأمرني وكيل المن العام في الظهران بتواقيع دهذا التعهد والحديد ما زال بيد ّ‬ ‫)‪(95‬‬


‫برجلي كما واقعه بقية الخوة فواقعته وضحكت واقلت ‪ :‬ل ان دهذا التواقيع أو عدمه سوف‬ ‫لن يمنع العصابة السعودية من اقتلي إذا أرادت وانما دهو احتياط شكلي اتخذ للفراج عنا‬ ‫والتخلص منا بعد مواقف العمال البطال‪ ،‬والذي أضحكني دهو ما ذكر بهذا التعهد‬ ‫السعودي ‪" :‬سور" حائل فرجال دهذه العصابة لم يعرفوا أن دهذا السور اقد دهدم منذ أول‬ ‫يوم للحتل لل السعودي المشؤوم‪ ..‬واقد أخبرت وكيل المن العام عبد ال بن عيسى‬ ‫بذلك واقلت له ‪) :‬ان دهذه الدولة التي أخذت علينا تعهد الموت جادهلة في بلدنا وخبرتها‬ ‫عتيقة!…! (‪ ..‬ووصلت إلى حائل مقيد اليدين بتاريخ ‪ 10‬نوفمبر عام ‪.1953‬‬ ‫وفي الطريق بلغنا نبأ وفاة الطاغية عبد العزيز من الذاعة في ضحى ‪ 9‬نوفمبر‬ ‫‪.1953‬‬ ‫ولم أخف سروري بهذا النبأ ولم أترحم على الطاغية طبعا وانما جهرت باللعنات‬ ‫عليه أمام جمع من شعبنا احتشد في مدينة بريدة حول السيارة التي نقلتنا إلى حائل‪..‬‬ ‫وبلغنا أن الملك سعود سيقدم إلى حائل لخذ "البيعة" له بعد والده ورأى بعض الخوة أن‬ ‫أعد كلمة البلد ل أي كلمة الشعب ل ل لقائها أمام الملك‪ ،‬وأعددت الكلمة‪.‬‬ ‫وعلم حاكم حائل جزار الشعب عبد العزيز بن مساعد الجلوي بذلك فاستدعاني‬ ‫لمقابلته‪ ،‬واقابلته في اقصره وطلب مني أن أعرض الكلمة عليه فعرضت كلمة موجزة لم‬ ‫يفهم منها شيئا ل نله ل يفهم )أي شئ خلف القتل والردهاب وتجميع صفائح الذدهب‬ ‫وممارسة النكا ح وامتل كل الجواري والعبدات…! ( فقال لي ‪) :‬يجب أن تحذف منها كلمات‬ ‫الفقر والجهل والمرض…! (!‪ ..‬وأردف يقول ‪ :‬ل‬ ‫)ول تلقيها باسم الشعب والعمال وأدهالي حائل وانما باسم‪ ،‬المير ابن مساعد‬ ‫والمارة‪ ،‬ويكون القاؤدها في اقصر المارة عندما يزورنا الملك في القصر فهذه كلمة‬ ‫زينة!…! ( اقلت له ‪ :‬ل ل طال عمرك ‪ :‬بعض أبناء الشعب طلبوا مني القاء الكلمة باسم‬ ‫الشعب وسوف ألقيها باسمه أما كلمة المارة فهناك من يلقبها غيري‪..‬‬

‫ولما رأى الطاغية ابن مساعد اصراري رّد علي ودهو يهز رأسه غير معجب‬

‫بمعصيتي له بقوله )بهواك بكيفك…! ( اقلت ‪ :‬دهذا دهو كيفي‪ ،‬وانسحبت منه‪ ،‬وفي يوم‬ ‫‪ 10/12/1953‬وصل ركب الملك سعود إلى حائل وشيد له السرادق في جنوب حائل‬ ‫)‪(96‬‬


‫في مكان اسمه "نقرة اقفار" فألقيت كلمة أمامه لم ينتبه لما جاء فيها نظ ار لكثرة‬ ‫الضوضاء وازدحام الخدم حوله وعدم وجود مكبر للصوت ونظ ار لقلقه وخوفه ول نله‬ ‫"متعب" كما يقول‪ ..‬وتحرك ركبه حي ث ضربت الخيام لخدمه وأتباعه في مكان اسمه‬ ‫"الوسيطاء" غربي حائل وأصدر أوامره باحضار عدد من الحريم إلى اقصره المتنقل معه‬ ‫أينما حل وارتحل والمسمى باسم )الصالون…! ( وأحيانا باسم )الحمام…! (‪ ..‬وتزوج تلك الليلة‬ ‫بثل ث من النساء على الطريقة السعودية المعروفة‪.‬‬ ‫وفي يوم ‪ 12/1953 /11‬وجهت له دعوة من اقبيل مدرسة حائل‪ ،‬واقمت باعداد‬ ‫تمثيلية بعنوان ‪ :‬الفقر والجهل والمرض ل لتمثيلها أمامه غير أن الوامر أتت اقبيل‬ ‫وصوله بالغاء دهذه التمثيلية… وفي الساعة الواحدة ظه ار وصل الملك إلى المدرسة‬ ‫المذكورة وحضر جمع غفير من أبناء حائل بالضافة إلى من حضر معه من أخوته‬ ‫وجزاريه وخدمه ومنهم عبد العزيز بن مساعد‪.‬‬ ‫فألقى الزملء بعض كلمات الترحيب أمامه‪ .‬وما أن جاء دوري في الكلم حّتى أمر‬

‫خدمه بايقاف ما تبقى لن "جل للته" كما يقولون "متعب" ويريد انهاء دهذا الحفل‪،‬‬

‫وحاولت أن ألقيها ولكنني منعت من اقبل العقيد المرحوم محمد الذيب ياوره الخاص‪،‬‬ ‫فدفعت الذيب بيدي وتقدمت للملك واقلت ‪ :‬ان لدي "كلمة يا طويل العمر" واقد منعني‬ ‫حرسك من القائها بحجة أنك متعب وشعبنا في حائل يعلم أنك لم تأت دهنا للسياحة وشم‬ ‫الهواء وانما جئت لخذ البيعة وفي دهذه الكلمة التي منعت من القائها أشياء مهمة عن‬ ‫البيعة يجب سماعها ل نلك كنت متعب يوم المجئ ولم تسمعها… وكان الملك اقد أعطى‬ ‫الوامر لقيامه… و تحرك بالفعل من مقعده لترك المكان ولكنه عاد للقعود ثانية واقال‬ ‫)تفضل تفضل ألقها…! ( ودهذا نصها ‪:‬‬ ‫كلمة الشعب‬ ‫)باسم ال الحق‪ ،‬باسم العمال المعذبين‪ ،‬باسم الفلحين الذين أصبحوا فريسة‬ ‫للمرابين… باسم الجنود الظافرين‪ ،‬باسم البدو المشردين‪ ،‬باسم الشعب العظيم‪ ،‬الشعب‬ ‫الذي حرم من نور العلم طويل يا طويل العمر!!‪.‬‬ ‫)‪(97‬‬


‫يا سعود بن عبد العزيز‪ ..‬دعني أناديك باسمك المجرد من الجل لل والجل للة‬ ‫)فزخرف القول غرو ار…! ( والذي ل يجله شعبه ل تجله ال للقاب الزائفة بل ول يجله ال‬ ‫أبدا!!‪.‬‬ ‫ان رضى الشعب دهو رضى ال!‪ ..‬ولن يرضى ال سبحانه لمن ل يرضى عنه شعبه‬ ‫لذا‪ ،‬أاقول لك… يا سعود؟‪ ..‬دهل تجشمت مصاعب الطراقات الخربة الوعرة ذادهبا إلى‬ ‫الحجاز وتهامة جنوبا عائدا إلى الجوف وحائل في أاقصى الشمال متجها إلى القصيم‬ ‫ونجد‪ ،‬والحساء والقطيف والجبيل في سواحل الخليج العربي شراقا‪.‬‬ ‫أاقول ‪ :‬دهل تجشمت دهذه المصاعب والطراقات الوعرة الخربية "يا وري ث الملك من‬ ‫أبيه" بقصد الدعاية لنفسك أم الترفيه عن نفسك؟‪ ،‬إذ ليس في مئات المدن والقرى‬ ‫والصحاري التي مررت بها ال الفقراء الذين رأيتهم ل يمدون أيديهم المقطوعة والموشكة‬ ‫على القطع ل يمدونها اليك ضارعين من الفقر والجوع والمرض والجهل اللعين… وكان‬ ‫بامكانك أن تقطع دهذه المسافات بالطائرات‪ ،‬لكنك اقطعتها بالسيارات… ولهذا نحاول‬ ‫ااقناع أنفسنا ‪ :‬بأنك جئت حسب الظن بقصد الطلع على ما يلاقيه شعبنا في كل أنحاء‬ ‫بلدنا المنكوبة المرزوءة بالظلم والعراء والمرض والشقاء والفقر والبطالة وخراب‬ ‫الديار‪ ،‬وعرفت أنت بنفسك بعد أن تكسر العديد من سياراتك بهذه الرحلة أنه ل يوجد‬ ‫طريق واحد معبد في البلد كما تعرف أنت أنه ل يوجد علج ول معالج ول ماء نظيف‬ ‫صحي ول دواء ول عمل ول مساكن تليق بال نلسان وكرامة ال نلسان‪.‬‬ ‫ودهذا ما جعلك تسكن في الخيام في كل مدينة تحل بها بما فيها حائل‪ ،‬لعدم وجود ما‬ ‫يصلح لسكناك كملك من مساكن شعبنا الحقيرة… وكنت اقد أعددت مع أخوة لي من‬ ‫الطلب تمثيلية بعنوان ‪" :‬فقر وظلم وجهل ومرض"‪ ،‬ل عرض أمامك بطرق تمثيلية دهذه‬ ‫المهازل والجرائم التي يلاقيها كل شعبنا حضره وباديته الكريمة من جراء الدواء الربعة‬ ‫اللعينة… الجهل ‪ ..‬والمرض‪ ..‬والفقر والحكم الباطل الذي خلق الربعة وغيردها‪ ،‬وفي‬ ‫النهاية أعرض كيف يكون القضاء على دهذه الدواء وأسبابها وأبّين أخي ار أنه ل طريقة‬ ‫للقضاء على دهذه المراض اللعينة ومسببيها إل السيف… أي الثورة على دهذه‬

‫الدواء‪ ..‬وأدعوك يا سعود ان شئت إلى أن )تقوم بهذه الثورة أنت…! ( رغم علمي اليقين‬ ‫)‪(98‬‬


‫على من ل يعيش ال للم تحقيق المل… كنت أريد أن أعرض عليك يا سعود دهذا في‬ ‫تمثيلية الفقر والجهل والمرض والظلم لعلك تضحك فتتذكر فتبكي ل ولكن التمثيلية ألغيت‬ ‫في آخر لحظة ل نلك مردهق ل كما اقيل لي ل بالضافة إلى عرض دهذه عليك عل نلية وبهذه‬ ‫الجدية‪ ،‬فصديقك من صداقك‪ ..‬بالمس الول كنت اقد ألقيت كلمة البلد واقلت فيها‬ ‫بعض ما أاقوله الن وكان مطلعها موجه ‪ :‬باسم حائل اقرادها وباديتها‪ ..‬باسم العمال‬ ‫المشردين… باسم الشعب العظيم‪ ،‬غير أنك لم تسمعها جيدا لكثرة ضوضاء المكان‪..‬‬ ‫ولقد عجبت عندما نودي علي يوم أمس في اقصر المارة ليدفع لي مبلع ‪ 500‬ر‬ ‫سعودي ويدفع للخطباء الخرين ‪ 200‬ر ولما سألت عن السبب لدفع دهذه المبالغ‬ ‫اقيل لي انها ثمن الخطب!‪..‬‬ ‫أما أنا فرفضتها بالطبع رفضا ل عودة فيه واقلت ‪ :‬ان كلم الشعب ل يباع ول يشترى‬ ‫وانما ينفذ بالقول والعمل‪ ،‬ولو أردنا الدرادهم لعشنا كما يعيش أصحاب المليين بما‬ ‫عرض علينا من مقاولت في شركة أرامكو‪ ،‬لكننا كنا ننفق مرتباتنا كلها على الحركة‬ ‫ولمصلحة العمال وكنا نبقى بل طعام ال ما يتفضل به اخوتنا العمال علينا باطعامنا مما‬ ‫يأكلون ولهذا فقد شردنا وعذبنا وسرحنا من العمل واقيدت أيدينا وأرجلنا وأعنااقنا في‬ ‫مقبرة سجن العبيد وصدر أمركم باعدامنا ل كما بلغنا ذلك من وكيل المن العام في‬ ‫الظهران ل ‪ ..‬لو لم تحد ث معجزة الفراج عنا نتيجة اضراب العمال الذين لم يجعلوا لهم‬ ‫من مطلب سوى اخراجنا من السجن‪ ،‬حّتى أن العمال اقد سجنوا سجنا جماعيا خلف‬

‫السل كل الشائكة في ودهج الشمس المحراقة واقطع عنهم الماء ومنع الطعام ثم سمح‬

‫لهم أخي ار بالطعام ل ولكنه طعام السم يا سعود ل دهل ل تلصدق؟‪.‬‬ ‫لقد وضع لهم السم في طعام ذلك المطعم المسمى )مطعم أبو ربع ر…! ( ومات سبعة‬ ‫عشر من العمال‪ ،‬واقد أسعف البااقون بغسيل بطونهم‪ ،‬وادعت شركة أرامكو الستعمارية‬ ‫أنه حد ث لهم تسمم غير مقصود لن اقدور ال كلل غير نظيفة!‪ ،‬ولكنه تأكد من أاقوال‬ ‫أحد الطباء العرب الفلسطينيين الذين يعملون لدى شركة أرامكو نفسها وكشفوا‪ ،‬ضمن‬ ‫الطباء الذين كشفوا على حالة العمال المتسممين‪ ،‬أن التسمم حاد ث عن سم حقيقي‬

‫)‪(99‬‬


‫عثروا على بقيته وثبت دهذا وعلى أتم استعداد لن أثبت لكم كل ما أاقول… ول غرابة‪،‬‬ ‫فهذا جزء مما يلاقيه عصب الحياة وأشرف خلق ال ‪ :‬العمال‪..‬‬ ‫العمال الذين دهم الشعب كله‪ ..‬العمال الذين أخرجوا دهذا البترول وما يتبع البترول‬ ‫من نعيم لينعم به غيردهم‪ ،‬أما دهم فلهم السم الزعاف‪ ..‬انني أحدثك يا سعود بما حد ث‬ ‫وما سيحد ث إذا استمرت الحال كما دهي عليه الن‪ ..‬لقد انتهى عهد والدكم عبد العزيز‬ ‫المظلم وجاء عهدكم الزادهر كما يقال… كان كل من يرفع يده أو رجله باشارة عدل أو‬ ‫يحرك لسانه أو طرفه بشهادة حق فقد رأسه أو يده أو رجله باشارة عدل أو يحرك لسانه‬ ‫أو طرفه بشهادة حق يفقد رأسه أو يده أو رجله أو لسانه أو عينه اما بمغريات المال‬ ‫واما بالسيف المميت‪..‬‬ ‫إواذا حد ث لكم "المبايعة" مكان والدكم فل يعني ان دهذه "المبايعة" دهي ‪ :‬استبدال‬

‫عهد مظلم بعهد مظلم‪ ..‬لهذا نرجوا أن يكون عهدكم الجديد زاده ارً ل كما يقولون ل ل نله ما‬

‫من أحد منا زار بلدان العالم أكثر منكم ولعلكم بهذه الزيارات اقد عرفتم أو سمعتم أو‬

‫رأيتم كيف تحكم بلدان دهذا العالم وتساس‪ ..‬بل ان دهناك بلدانا أخذت استقل للها اقريبا أو‬ ‫أنشئت من عدم‪ ،‬فأصبحت أكثر من بلدنا تقدما وازددها ار وتحر ار وحرية واسلما!‪..‬‬ ‫ولهذا نريد من عهدكم أن يكون زادهرا!‪ ..‬ول يمكن لي عهد أن يزددهر ما لم يقر‬ ‫بحقوق الشعب‪ ،‬كافة حقوق الشعب‪ ،‬ويتسلم لشعب ادارة بلده بنفسه وعقله وأيدي‬ ‫أبناءه المخلصين‪ ،‬ولمن يحقق دهذه المطالب‪ ..‬يمنح شعبنا الثقة ل ل ل البيعة ل فالبيعة‬ ‫عادة ل تأتي ال عن طريق البيع والشراء‪ ..‬والبيع والشراء ل يذكر ل ال ويذكر إلى جانبه‬ ‫العبيد ل والمال خراب الذمم… أما الثقة فتمنح بناء على ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ل شهادة حسن السيرة والسلوك القويم للشخص الذي يمنحه الشعب ثقته ليكون‬ ‫لها أدهل…‬ ‫‪ 2‬ل ايمان من ُيمنح الثقة بالمثل العالية والمبادئ ال نلسانية العادلة التي جاء بها‬

‫الرسول وال نلبياء‪.‬‬

‫وبعد دهذا نطر ح فيما يلي ‪ :‬مطالب شعبنا التي بموجبها يمنح الثقة لمن دهو أدهلها‬ ‫ليكون الشعب وحده دهو المسؤول عن حكم نفسه بنفسه‪..‬‬ ‫)‪(100‬‬


‫‪ 1‬ل ااقامة مجلس للشعب أي "برلمان" حر ينتخب الشعب أعضاءه انتخابا ح ارً ممن‬

‫رضي الشعب عنهم‪.‬‬

‫‪ 2‬ل يضع أعضاء دهذا البرلمان الحر بعد انتخابهم دستو ار للبلد تحكم البلد بموجبه‬ ‫ولن يشذ دهذا الدستور عما جاء به القرآن الكريم والحادي ث النبوية الصحيحة ورو ح‬ ‫العدل الذي دعا بها رسل الحرية وال نلسانية‪..‬‬ ‫‪ 3‬ل يسن دهذا البرلمان الشعبي كل القوانين والمراسيم والتشريعيات التي ستلغى‬ ‫بموجبها جريمة بيع وشراء ال نلسان لل نلسان‪ ،‬جريمة تجارة الراقيق الذي ل يوجد في أي‬ ‫بلد من بلدان العالم كما يوجد في بلد كان شعبها فيما مضى اقد حرر ال نلسان من‬ ‫عبودية في ثل ثلة ارباع العالم‪ ..‬انها بلدنا وشعبنا يا طويل العمر؟…‬ ‫‪ 4‬ل يسن ممثلو الشعب في مجلس الشعب اقانونا يحرم جريمة اقطع اليدي والرجل‬ ‫فهذه الجريمة ل تطبق إل بحق العمال والفلحين والجنود والعاطلين عن العمل من‬ ‫أبناء البادية المعذبين ومن ل يجدون لقمة العيش‪ ،‬والمضحك أن من يطبقها دهم الذين‬ ‫ينص القرآن الكريم على أن ُتطبق بحقهم‪ ..‬أنهم اللصوص الكبار الذين اصبحوا‬ ‫حكاما‪.‬‬ ‫‪ 5‬ل تلغى عقوبة جلد المواطنين بالطراقات وغير الطراقات وتستبدل بالعمال والتعليم‬ ‫والتهذيب مكان التعذيب‪ ،‬وتحال السجون إلى مدارس ل يدخلها إل من تثبت تهمته بعد‬ ‫مذكرة تواقيف عدلية وبعد التأكدات الل زلمة والتحقيق النزيه بأنه يستحق حكم‬ ‫القضاء…‬ ‫‪ 6‬ل يصدر اقانون عمالي ينص بانتخاب نقابات عمالية نزيهة يجمعها اتحاد عمالي‬ ‫واحد نزيه يكون دهو المسؤول أمام الحكومة ويتولى الدفاع عن حقوق العمال المهدورة‬ ‫التي ستبقى مهدورة بدونه إلى البد‪.‬‬ ‫‪ 7‬ل الغاء اتفااقية اقاعدة الظهران الذرية والستغناء عن الجيوش المريكية الجنبية‬ ‫بجيش عربي اقوي مسلح بااقوى واحد ث انواع السلحة يحمي البلد التي ل يمكن أن‬ ‫تحميها اقوى الجانب والعداء الذين باعوا واضاعوا فلسطين العربية والتي ل يمكن لها‬ ‫أن تعود ال بقوة العرب ووحدة سلحهم وأرواحهم‪.‬‬ ‫)‪(101‬‬


‫‪ 8‬ل انشاء صناعة خفيفة وثقيلة في كل أنحاء البلد والبح ث عن المعادن إوادخال‬ ‫أبناء البادية في دهذه المصانع‪.‬‬ ‫فأبناء البادية يكونون ‪ 60‬بالمائة من مجموع الشعب كله ويلاقون من العذاب‬ ‫أاقسى ألوانه‪.‬‬ ‫‪ 9‬ل انشاء بنوك زراعية لستصل ح الراضي البور وااقامة المزارع وتسليمها لجموع‬ ‫الفلحين الذين دهم وااقعون تحت انياب الوحوش من تجار الربا‪ ،‬وتوطين اقسم من أبناء‬ ‫البادية المعذبون في دهذه الراضي ليفلحودها‪ ..‬أما القسم الخر فيصبحون في المصانع‬ ‫عمال‪.‬‬ ‫‪ 10‬ل اصدار اقانون يفرض التجنيد الجباري فرضا على كل مواطن )ول أاقول كل‬ ‫مواطن ومواطنة لن دهذا القول سابق لوانه في مثل وضعنا الحاضر…! ( ليصبح الشعب‬ ‫كله مسلح أمام العداء وليس في دهذا ما يخالف تعاليم النبي العربي محمد بن عبد ال‬ ‫كما يفتي البعض ودهذا ما فرضه علينا الدين‪.‬‬ ‫‪ 11‬ل اصدار اقانون يفرض التعليم الجباري على كل ذكر وانثى في كل مراحل‬ ‫التعليم فهذا ما فرضه النبي محمد علينا فرضا ‪) :‬طلب العلم فرض على كل مسلم‬ ‫ومسلمة…! (‪.‬‬ ‫‪ 12‬ل اصدار اقانون ينص على اطل قل الحريات الديمواقراطية ومنها حرية الصحافة‬ ‫والجتماع والتعبير ومنع العدوان على حريات الخرين‪.‬‬ ‫‪ 13‬ل اعادة العمال المسرحين إلى أعمالهم‪ ،‬ونحن منهم وعدم تسريح أحد من‬ ‫العمال لكيل يكون علة على دهذا المجتمع‪ ..‬وعدم نفي أحد أو أسقاط الجنسية عن‬ ‫أحد‪.‬‬ ‫وعلى مثل دهذه السس المشروعة في الشرائع العادلة ووثيقة حقوق ال نلسان يمنح‬ ‫الشعب ثقة الشعب ل ل يبعيها ل للحاكم الذي يحافظ على دهذه الثقة ول يبيعها دهو‬ ‫أيضاً…‬

‫دهذا دهو الرأي الني للعمال المشردين يا سعود‪ ،‬رأي الفلحين المعذبين ورأي الجنود‬

‫ورأي سكان الصحراء من ابناء البادية الذي سبق لبعضهم أن اقاتل إلى جانب دهذا‬ ‫)‪(102‬‬


‫الحكم السعودي ول زال يطحنهم ظلمه البغيض‪ ،‬وأخيرا‪ ،‬مرحبا بك في بلد الكرام‬ ‫المضياف ل حائل الجميلة العظيمة ل حائل بلد الشجعان‪ ،‬حائل الجزء الذي يلاقي ما‬ ‫يلاقيه غيره من بقية أجزاء الوطن من مظالم وفقر وجهل ومرض ّع مل انحاء الجزيرة‬ ‫العربية كلها ول اقضاء عليه إل بحدو ث معجزة… زلزلة تزلزل الماضي والحاضر‪..‬‬

‫فيحيا من يحيى عن بينة ويهلك من دهلك عن بينة وتبنى البلد من جديد لتعيش في‬ ‫جنة المستقبل … جنة المساواة… جنة الكفاية والعدل… جنة يتساوى فيها الناس في‬ ‫خيرات بلددهم‪ ،‬في كل ما في باطن الرض وما عليها وما فواقها لكيل يعيش من ل‬ ‫يعمل عالة على من يعمل‪ ،‬بينما العدل دهو أن ل يعيش من يعيش عالة على كّد‬ ‫الخرين‪ ..‬كما تقول الية ‪) :‬وان ليس لل نلسان إل ما سعى وان سعيه سوف يرى ثم‬ ‫يجزاه الجزاء الوفى…! (… والسلم على من اتبع الهدى‪.‬‬ ‫)‪ 11/12/1953‬م…! ( الساعة السادسة عص ار بالتواقيت المحلي‬ ‫غضب الملك وأفتى باعدامي‬ ‫كان دهذا دهو النص الحرفي لكلمة الشعب التي ألقيتها أمام الملك سعود في حفل‬ ‫مدرسة حائل ل ول داعي لعادة نشر الخطاب الول الذي ألقيته اقبل دهذا بيوم واحد دهو‬ ‫يوم وصول الملك سعود لحائل نظ ارً لما بين دهذا وذلك من تشابه‪ ،‬ودهذا الخطاب كان‬

‫سبب تعرفي بالضابط الحر محمد الذيب رئيس حرس الملك الخاص الذي اغتاله ل آل‬ ‫فهد ل عام ‪ 1959‬في المانيا الغربية بحقنة لم تكن الولى من نوعها وانما سبقتها‬ ‫محاولت أخرى كان اقد اطلعني الشهيد الذيب عليها واقد التقينا في طهران م ار ار وفي‬ ‫الرياض ومنها ثل ث مرات في بيت الشهيد الحر عبد الرحمن الشمراني‪ ،‬وكان الذيب دهو‬ ‫الذي ابلغني بالمر الملكي الصادر بقتلي ليلة ‪ ،1956 /11/6‬واختفيت من غرفتي‬

‫بينما واصلت ال تلصالت بالعمال حّتى اضطررت لمغادرة البلد يوم ‪.18/6/1956‬‬

‫فاعود الن إلى يوم ‪ 1953 /11/12‬ومواقف الملك سعود من تلك الكلمة سالفة‬

‫الذكر…‬

‫)‪(103‬‬


‫لم يتركني الملك أتممها‪ ..‬بل أخذ يصرخ بقوله )كفى كفى أنتم مجرمين أنتم‬ ‫مجرمين أنتم مفسدين…! ( وتل الية القرآنية كإيذان بقتلي ‪) :‬إّنما جزاء الذين يحاربون ال‬ ‫طع أيديهم وأرجلهم من‬ ‫ورسوله ويسعون في الرض فسادا أن يقّتلوا أو يصلبوا أو تق ّ‬

‫خلف أو ينفوا من الرض…! ( ولكنني لم الق له بال فقد استمريت في اقراءة كلمتي رافعا‬

‫صوتي إلى أعلى موجاته متجادهل اقول الملك رغم سماعي له جيدا لحرصي على اكمال‬ ‫كلمتي إلى النهاية ل نلني لو تواقفت فسأعطي الملك فرصة لمغادرة المكان ومقاطعته‬ ‫للكلمة‪ ،‬واقد بلغت بي الحاسيس واقتها أن الملك سيقتلي فاردت أن اّبين للناس ‪ :‬على‬

‫أي شئ ُيقتل مثلي وبذلك اكشف لبعض المخدوعين عن جنون ملوك آل سعود وغدردهم‪،‬‬

‫وكيف أن أحددهم حين يستولي على الُم للك اغتصابا ويعتبره ارثا لخوته ثم يأتي الملك‬

‫المغتصب الجديد ليضحك على السذج طالبا منهم البيعة!‪ ..‬أي بيعة دهذه؟‪ ..‬واقد اقلتها‬

‫له اقلت ‪) :‬ل بيعة ول شراء‪ ..‬بل ثقة الشعب يمنحها لمن يخدم الشعب ل لمن يخدمه‬ ‫الشعب…! (!… وبلغ بي شعور اللمبالة حينما اشرأبت اعناق الحاضرين تتواقع ما يحد ث‬ ‫لي من الملك فأعطاني بعضهم اشارات بالسكوت! فتماديت ليعرف الناس ما فعلت وما‬ ‫اقلت‪ ،‬ولكي ل أعطي فرصة للملك أن يزّيف ما اقلته بالدجل السعودي المعروف حينما‬ ‫ألقيت الخطاب أمام الملك في حضور الجموع المجتمعة في مدرسة حائل‪ ،‬وكنت اقد‬

‫رفضت مشورة واحد من أاقرب حراس الملك المقربين عندما عرف الحارس بكلمتي اقبل‬ ‫أن القيها نصحني بعدم القاء الكلمة في مكان عام واقال ‪" :‬اّنه سيهئ لي فرصة‬

‫الجتماع بالملك في مخيمه ل بالوسيطا ل فألقي الكلمة أمام الملك بحي ث ل يحضر ال‬

‫الوسيط وعدد اقليل من الحرس وطلب مني أن أخفف اللهجة واستبدل الشدة بتأييدنا‬ ‫للملك وطلب عفوه واعادتنا إلى العمل في الظهران والسما ح لنا بمغادرة المنفى‪ ،‬وأن ل‬ ‫أعرض في كلمتي مثل دهذه المطالب العامة" ولكني اقلت للخ الحارس المقرب )صالح‬ ‫علي السالم…! ( ‪ :‬ل يا عزيزي‪ ..‬اّنه سيأمر بقتلي لو تكلمت معه في خلوته ويلفق أي‬

‫تهمة يرادها ضدي‪ ،‬ولهذا سأاقولها في أي ميدان أجده أوسع جمهرة من غيره‪..‬‬

‫وبالفعل وجدت الفرصة سانحة في مدرسة حائل‪ ..‬وربما لم يستطع اقتلي لن الناس‬ ‫اقد عرفوا ما أريد‪ ..‬أو ل نله رغم ظلمه وطيشه كان أعقل وأعدل أخوته الذين تبعوه وما‬ ‫)‪(104‬‬


‫زالوا يتوارثون الحكم اغتصابا من بعده‪ ..‬لكن الملك سعود لم يخف غيظه‪ ،‬بل اقاطع‬ ‫خطابي بصراحة أمام الناس كما اقلت‪ ،‬ولما لم أعره سمعا ول طاعة أمر "ياوره" العقيد‬ ‫محمد الذيب بقوله ‪) :‬خذدها‪ ..‬خذ الوراقة منه…! ( وكرر اقوله لي أمام الناس ‪) :‬أنتم‬ ‫مجرمين‪ ..‬اّنما جزاء الذين يحاربون ال ورسوله ويسعون ويسعون ويسعون…! ( وعلق‬

‫لسناه على "ويسعون" فجاء إلى جانبه مبعو ث من الجامع ال زلدهر كان يدرس في مدرسة‬

‫حائل ولقنه بقية الية ودهو يبتسم‪ ..‬أما المرحوم الذيب "ياور" الملك فقد تمكن من‬ ‫ي وسلمتها له حفاظا على عدم تمزاقها بين يدي ويديه‪ ..‬وعندما‬ ‫سحب الوراقة من يد ّ‬ ‫واقفت أمام وجه الملك واقلت له متسائل ‪) :‬من دهم الذين يحاربون ال ورسوله؟!‬

‫ان الذين يحاربون ال ورسوله ويسعون في الرض فسادا ويجب أن يقتلوا ويصلبوا‬ ‫وينفوا من الرض إلى غير رجعة‪ ،‬ليسوا العمال الشرفاء وانما دهم أولئك الذين نزلت‬ ‫بحقهم الية الكريمة وأمثالهم من دهم افسد ممن حاربوا النبي محمد بن عبد ال سابقا ل‬ ‫انهم المريكان في الظهران أعوان إسرائيل وأعوانهم اليهود وأذنابهم في دهذه البلد‪.‬‬ ‫والهيئة الملكية التي أرسلتمودها لنا بحجة إنصافنا من شركة أرامكو الستعمارية‬ ‫ولكنهم ارتشوا من أرامكو وألقوا بنا في غيادهب السجن مما دعا العمال للضراب‬ ‫مطالبين بالفراج عنا ومنع اعدامنا‪ ،‬ثم أفرج عنا لكننا نفينا بعيدا عن مناطق نفوذ‬ ‫المريكان‪ .‬والذين يقتلون الفضيلة دهم الواجب اقتلهم‪.‬‬ ‫والذين يأكلون الحق ويزيفون الدين دهم المفروض تقطيع أيديهم وأرجلهم‪.‬‬ ‫أنني أاقول الحق وبعد دهذا ل يهمني أن تقتلني يا سعود…! (!‪ ..‬ولم يتركني حّتى أتواقف‬

‫عن كلمي بل سحب عباءته التي سقطت حينما واقف غاضبا وأمسك بيد حاكم حائل‬

‫الجزار ل عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود ل وواقفا معا وسعود يردد ‪) :‬دهذا الحفل‬ ‫زين لكن خّر بله ابن سعيد…! (!‪ ..‬ومشيت خلفه‪ ،‬ولكن أخاه المير محمد بن عبد العزيز‬

‫أمسك بيدي‪ ،‬وعرفني بنفسه وعلى ابن عمه فيصل بن سعد واقال ‪) :‬أنصحك أن ل تتبع‬ ‫الملك انني أخاف أن يقتلك ل نلها أول مرة يقف فيها مواطن أمام ملك بهذه المطالب‬

‫ويتكلم بهذا الكلم أمام الناس‪.‬‬

‫)‪(105‬‬


‫وأنا معكم وأشهد أنكم على حق وأن اقضيتكم راحت وأضاعها الدولر‪ ،‬وثق أنني‬ ‫سأاقف معكم ولكن أترك الملك يرو ح‪ ،‬وتعال لي الليلة بعد المغرب في القصر الذي أسكن‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫تعرفه؟ أنا أسكن في اقصر نوره…! (‪ ..‬اقلت له سآتي اليك الليلة‪ ..‬اقلتها وأنا أعلم أن‬ ‫كل ما يقوله المير محمد ل يخرج عن كونه دجل من دجل المراء ولم يقصد ال سكوتي‬ ‫واسكاتي‪ ،‬أما الذين حضروا ذلك الحفل فقليل منهم اتهمني بالجنون )ل نله ل يتكلم مثل‬ ‫دهذا الكلم ال فااقد العقل!…! ( كما اقالوا‪ ،‬فقلت لهم ‪ :‬كم نحن بحاجة إلى‪ ،‬ولو اقلة من‪،‬‬ ‫المجانين يرفعون عن "عقلء" الذلة عار المذلة‪ ..‬وكم تمنيت لو أصيب كل شعبنا‬ ‫بالجنون الثوري الذي سبق وان اتهم به النبي محمد ويسار صحابته وكل ال نلبياء…‬ ‫أما اقسم منهم فقال "انني جرئ" واقسم أيدني بل تحفظ‪ .‬أما أنا فلم أاقدم على ذلك ل‬ ‫حسب شعوري ل ذلك الواقت ال بدافع من حبي للوطن وألمي الشديد ان أحيا في بلد‬ ‫يسوده أاقذر حكم عرفه التاريخ الوسيط والحدي ث‪ ..‬ول يهمني بعد ذلك من يتهمني‬ ‫بالجنون أو الجرة أو يؤيدني فكلهم من "عقلء" الملذات ما داموا ل يعملون لدحر‬ ‫الطغاة‪ ..‬واقد كنت أبح ث عن الموت باسمى طراقه… أما المير محمد بن عبد العزيز‬ ‫فلم يخف "تأييده" لي لدى كل من اقابله من أدهالي حائل ل ربما لدراكه أن ال كلثرية تؤيد‬ ‫ما اقلته ودهي ضد آل سعود اقاطبة‪ ،‬ورحت تلك الليلة إلى المير محمد فوجدته يجلس‬ ‫في سطح القصر ولديه عدد من المراء اقدمني لهم "بشئ من الثناء" وطلب مني )أن‬ ‫أكتب تقري ارً له في كل ما نريد!…! ( واقدم لي الورق والقلم فكتبت بخط يدي كل ما يريده‬ ‫العمال والفلحون والجيش والشعب كله واحتفظت بصورة منه‪..‬‬

‫واقبل أن أسلمه تلك المطالب الوطنية اقرأتها عليه ليستوعبها فقال لي المير محمد ‪:‬‬ ‫)اني مسافر اليوم مع الملك وسأاقدمها للملك سعود وسأاقف إلى جانب دهذه المطالب!…! (‬ ‫وأضاف ‪) :‬ولكنني أطلب منك أن تتوجه إلى الرياض لتكون اقريبا منا وتسكن في‬ ‫ضيافتي عندي في اقصري وسأاقوم بكل ما تريدون…! (!‪ ..‬ولكن كل دهذه الاقوال ذدهبت مع‬ ‫غيردها من أاقوال المراء الكاذبة… وكانت دهناك دعاية ودهمية يردددها السذج آنذاك عن‬

‫)‪(106‬‬


‫"طيبة وديمقراطية" دهؤلء المراء‪ ،‬أمثال المير محمد)‪ ، (1‬وسلطان وفيصل وأولده‬ ‫وطل لل ومشتقاته لن دهؤلء المراء التجار الكبار اعتبروا الكلم ل يصّر فلها أمثالهم ال‬

‫على الشعب المستهلك الوحيد لبضاعتهم الكاسدة باظهار عطفهم الزائف على "الوطن‬

‫والوطنيين" حّتى أن المير عبد ال الفيصل عندما ذدهبت إليه شاكيا الوضع الفاسد‬

‫بصفته كان وزي ار للداخلية استنكر معي ما يلاقيه العمال من ظلم واضطهاد من جراء‬ ‫الحكم الفاسد وشركاته وطلب منها أن نحني رؤوسنا كما اقال "للعاصفة حّتى تمر ويأتي‬

‫والده فيصل" وأظهر ميول نحونا بل طلب منا اغتيال الملك سعود‪ ،‬كما سيأتي في كل‬ ‫مكان آخر‪ ..‬بل وسلم لي تقري ار جاء له به )طلعت وفاء…! ( المدير السابق للمن العام‬

‫)الذي اغتاله "الفهد" فيما بعد واقيل اّنه انتحر في لبنان وكان يعارضهم لحالتهم اياه‬

‫على المعاش…! ( اقدم دهذا التقرير وأنا عنده‪ ،‬وكان اقد كتبه "جون فيلبي" عن تاريخ دهذه‬ ‫العائلة السعودية وأوضح جون فيلبي دوره الكامل في خلق دهذه العائلة وتكوينها‬

‫وحملها وفصالها وكيف أنشأدها ال نلكليز واقال فيلبي ‪) :‬ان الفضل في ذلك يرجع إلى‬ ‫فيلبي أول والسير برسي كوكس ثانيا…! ( ولقد سلم لي عبد ال الفيصل وزير الداخلية‬ ‫السابق دهذا التقرير ربما دون أن يقرأه اقائل ‪) :‬خذ دهذا وااقرأه فقد ينفعكم واقل لي رأيك‬ ‫فيما يكتب فينا وأعده الّي…! (ل‪ ..‬وبالفعل فان دهذا التقرير اقد "نفعنا" ولكني لم أعيده إليه‬ ‫ولم "أاقل له رأيي فيه" وانما نشرت معظم فصوله في دهذا الكتاب‪ ..‬ولما اقرأته اقلت‬ ‫لنفس ‪ :‬سوف لن أعيد دهذا التقرير مرة أخرى إلى من ل يعرف اقيمة دهذا التقرير اللهم‬ ‫ال إذا طلبه مني‪ ،‬ولكنه لم يطلبه مني فقد نسيه المير المحروم "من كثرة الحرمان"‬ ‫وكان جون فيلبي اقد أعلن غضبته على سعود وعائلته "لما عاملوه به من جفاء كفرانا‬ ‫بفضل خالقهم" عندما وجدوا أن النفيعة المريكية أحسن مذااقا وأجدى نفعا من نفيعة‬ ‫ال نلكليز‪.‬‬ ‫وكان جون فيلبي يشعر بمرارة لبعاد من اقبل سعود تفنيذاً لرغبة المريكان‪ ،‬وكان‬

‫فيلبي اقد وسط بينه وبين سعود حسين العويني العميل السعودي المعروف الذي ألحقه‬ ‫‪ ( )1‬هو شقيق الملك الحالي خالد بن عبد العزيز وهو من أكبر أولد عبد العزيز ومن أشرهم‬ ‫سابقا إذ كان يطلق الناس عليه )أبو الشرين( فاشتهر بحبه للمليين والدمان الجنسي والكحولي‪.‬‬ ‫)‪(107‬‬


‫جون فيلبي "في عضوية مجلس الربع السعودي" التابع لعبد العزيز ل ورشحه‬ ‫السعوديون لرئاسة وزارء لبنان م ار ار … واقد صب جون فيلبي جام غضبه على سعود‬ ‫وأفراد عائلته الذين تنكروا كما يقول فيلبي )لصدق صديق لوالددهم‪ ،‬تنكروا لمن حكم‬ ‫مكة من أول يوم دخلنادها ولمدة ‪ 37‬يوما حكما مباش ارً حّتى روضها وحكم الجزيرة‬

‫العربية ‪ 40‬عاما حكما غير مباشر ل عندما ل كان كل الحكام يسيرون بأمري ويستعطفوا‬

‫مني كلمة صالحة في حقهم أرسلها في تقرير إلى لندن لطلب العون والمال والسل ح‬ ‫والحماية واقد صليت بالناس إماما في الحرم المكي وصليت بوالدكم اماما عندما‬ ‫تتهمونني الن فقط بأنني غير مسلم‪.‬‬ ‫ان والدكم كان يأتمر بأوامري ول يرى بعد رأي أي رأي‪ .‬أنني مواطن عربي الن ولو‬ ‫كان والدكم حيا لما سمح لكم بهذا التطاول علي الذي دهو تطاول على والدكم في‬ ‫الحقيقة‪ ،‬لو كان أخي عبد العزيز بن سعود في الوجود لما رضي بابعاد والدكم عبد ال‬ ‫فيلبي‪ ،‬لو كان والدكم عبد العزيز حيا لقال لكم من أنتم يا أبنائي الذين تتجرأون على‬ ‫منشئ دولتنا الحاج عبد ال فيلبي ومربيكم أنتم بالذات واقد اقالها أخي عبد العزيز‬ ‫بالفعل عندما انتقده عدد من مشايخ القبائل والدين "لتقريبه لعبد ال فيلبي والخذ برأيه‬ ‫ل نله انكليزي" اقال عبد العزيز ‪" :‬دهل تذكرون أول من نحن وأين نحن وكيف كنا لول عبد‬ ‫ال فيلبي وال نلكليز؟"‪.‬‬ ‫ورد عبد العزيز على نفسه اقائل ‪" :‬كنا مطرودين نعيش على فضلت صحون آل‬ ‫صبا ح في الكويت لول ال نلكليز وموااقف الخ عبد ال فيلبي الصديق الصدوق الذي ل‬ ‫يمكن أن ننسى فضائله علينا فإذا تنكرون علي أخذ مشورة عبد ال فيليبي ل نله‬ ‫انكليزي فأحب أن أذكركم أن كل ما تأكلونه الن دهو من عند ال وعند ال نلكليز والسل ح‬ ‫الذي معكم من ال نلكليز والريالت التي في جيوبكم سكها لنا ال نلكليز والذدهب ال نلكليزي‬ ‫الذي معكم دهو صنع ال نلكليز وثيابكم وعمائمكم من غزل ال نلكليز ولكنكم الن تسبون‬ ‫المظهر وتنسون الجودهر‪ ..‬دهذا ما اقاله والدكم عبد العزيز عني‪ ..‬وكنت أصلي إلى‬ ‫جانب والدكم خلف إمامه الخاص‪ ،‬وكان أمامه إماما متعصبا ضد ال نلكليز "الكفار" مما‬ ‫أثار غضب والدكم عبد العزيز أثناء الصلة حينما اق أر دهذا المام الية القرانية القائلة ‪:‬‬ ‫)‪(108‬‬


‫"ول تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار" فتواقع عبد العزيز أن إمامه كان يعني "بالذين‬ ‫ظلموا" عبد ال فيلبي وال نلكليز الموجودين معنا آنذاك فتقدم عبد العزيز بعصبية نحو‬ ‫إمامه واجتذبه أثناء صل تله ورماه أرضا‪ ،‬ثم تقدمنا في الصلة بنفسه وتل الية التالية ‪:‬‬ ‫"اقل يا أيها الكافرون ل أعبد ما تعبدون ول أنا عابد ما عبدتم لكم دينكم ولي دين"…‬ ‫دهذا دهو والدكم عبد العزيز ولكن المغريات المريكية أغرتكم بزخرفها عن أصداقاءكم‬ ‫الولين الحقيقيين‪ ،‬لكن أملي بالمير فيصل اقوي أن يعيد النظر ويتمسك بسياسة والده‬ ‫القديمة!‪( !….‬‬

‫‪1‬‬

‫دهذا دهو جزء من التقرير والرسالة اللذين كتبهما جون فيلبي بتاريخ ‪/14/6‬‬ ‫‪ 1954‬من بيروت‪ ،‬أما الجزاء الخرى فقد استفدت منها في أماكن أخرى من دهذا‬ ‫الكتاب‪ ..‬وعندما اقابلت عبد ال الفيصل مرة أخرى بعد أن سلمني ذلك التقرير‪ ،‬تواقعت‬ ‫أن يسألني عنه‪ ،‬لكنه لم يسأل وانما طلب أن أركب معه بسيارته وذلك عشية ‪/22/6‬‬ ‫‪ 1954‬وأخذ يؤشر لي على بعض عماراته في جدة ويقول ‪" :‬ان دهذه كلها من المرحوم‬ ‫جدي البطل عبد العزيز الذي يعزني كثي ار أما سعود فوجه فقر" وأردف اقائل ‪" :‬أنا أعرف‬ ‫أنكم تعملون للثورة وان الثورة ستقوم ل محالة مهما أخذنا احتياطاتنا ضددها ولكن‬ ‫المؤسف أن الثوار سوف لن يميزوا بين سعود الفاسد المجنون وبين الوطني المخلص‬ ‫عبد ال الفيصل أو والده فيصل دهذه دهي مشكلة الثوار ‪ ،:‬اقلت للمير عبد ال ‪" :‬صحيح‬ ‫أنه ل يمكن التمييز بينك ووالدك وبين سعود وأولده وبقية العائلة لن ساعة الثورة‬ ‫ليست ساعة تمييز وانما دهي ساعة اصدار حكم وابادة حكام ولكن لماذا ل تثورون‬ ‫على أنفسكم أنتم ليمزكم الثوار الحقيقيون؟!"‪.‬‬ ‫اقال ‪ :‬أل يوجد من العمال من يخصلنا من سعود وظلمه؟" اقلت ‪" :‬ان المسألة دهي‬ ‫التخلص من النظام الفاسد ونحن ل نؤمن بالغتيالت الفردية ولم نقردها بعد ولو‬ ‫ااقرينادها لكان بامكاننا التخلص من سعود وأمثاله"‪ ..‬اقال المير ‪" :‬تعالى لي مرة أخرى‬ ‫‪ 1‬والمعروف أن فيصل قلد تلدرب في علدلد من اللدورات في المركز الرئيسي للمخابرات البريطانية في لنلدن على يلد‬ ‫فيلبي الذي سافر معه وهناك علدلد من الصور يظهر فيها فيصل يقولده جون فيلبي إلى المركز )انظر اليوبيل العربي ـ‬ ‫الطبعة الولى ـ لجون فيلبي(‪.‬‬ ‫)‪(109‬‬


‫لنتحد ث أكثر فأنا الن معزوم على العشاء لدى "ابن زاقر" ودها دهو بيته ول أريد أن تدخل‬ ‫معي عنده فقد يكون عنددهم من ينقل الكلم لسعود فاتهم بمناصرة العمال"… وتركت‬ ‫المير لسافر إلى الرياض‪ ،‬وفي الرياض اتصلت مرة بالوزير المير سلطان وزير‬ ‫الدفاع حاليا فعرضت عليه بصفته وزي ار ما يلاقيه العمال من طغيان‪ ،‬فأركبني معه في‬ ‫سيارته حي ث كان متجها من بيته إلى مجلس الوزراء ومر بي ما بين أكواخ بالية‬ ‫واقصور عالية تقع كلها متلصقة ومتقابلة في جنوب الرياض وكأنما دهي تبارز‬ ‫بعضها‪ ،‬فأخذ المير سلطان يؤشر لي بيده على القصور وال كلواخ ودهو يقول ‪) :‬انظر‬ ‫إلى أصحاب دهذه ال كلواخ كيف يموتون وانظر إلى أصحاب دهذه القصور كيف يعيشون‪.‬‬ ‫أصحاب دهذه ال كلواخ دهم الشعب وأصحاب دهذه القصور دهم اقلة من مستغلي‬ ‫الشعب‪.‬‬ ‫فأين السلم عنهم؟…! (!… وتابع المير اقوله التجاري اقائل ‪) :‬لو أن السلم اقد طبق‬ ‫حقا لسكن أصحاب دهذه ال كلواخ فيه دهذه القصور ولما استحق أصحاب دهذه القصور‬ ‫أن يسكنوا حّتى في دهذه ال كلواخ لكن السلم أصبح غريبا وأصبح أمثالكم عندما يطالب‬

‫بحقه المشروع وعندما يطالب بايجاد عمل له من أجل أن يعيش ويعيش أولده ويستر‬ ‫عورات أدهله من العار يتهم بأنه شيوعي خطير‪.‬‬ ‫كيف اتهموكم بالشيوعية؟…! (‪ ..‬اقلت ‪) :‬الذين اتهمونا بالشيوعية دهم ركائز الخيانة‬ ‫والستعمار‪ ،‬اذاعة إسرائيل حينما سجنا عام ‪ 1953‬أذاعت "بأننا شيوعيين" واذاعة‬ ‫صوت أمريكا أذاعت "بأننا شيوعيين" ووزعت شركة أرامكو تزعم "أننا شيوعيين"‬ ‫وأشاعت أرامكو وأذنابها من الحكام "بأننا شيوعيين" كما كتبت الهيئة الملكية التي‬ ‫أرسلها سعود لنا بأنني شيوعي وذلك عندما لعنتها في مطار الظهران ونسفت‬ ‫"المنضدة" في وجودههم عندما اقال لي أحد أعضائها "نسيب السباعي" ان ال أمركم‬

‫باطاعة ولة المور كما يقول ‪" :‬أطيعوا ال والرسول وأولي المر منكم" ل ومن ولة أمركم‬ ‫المريكان!‪ ..‬ودهذا دهو مصدر اتهامنا بالشيوعية‪ ،‬رغم أننا لم نعمل ساعة للشيوعية ولم‬ ‫نطالب لحظة بالشيوعية وانما كان مطالبنا وطنية وعمالية واقومية ودينية بل وجزء من‬ ‫دهذه المطالب يتجه آنذاك مباشرة ل بمضمونه ل ليجاد "رأسمالية وطنية" في البلد أي‬ ‫)‪(110‬‬


‫لتحويل دهذه الموال "التي سراقها أصحاب القصور من أصحاب ال كلواخ" ل نلشاء‬ ‫صناعات ومصانع ومؤسسات وطنية أول ما يستفيد منها أصحاب رؤوس الموال‬ ‫واللصوص أنفهسم وبالتالي تنقذ أصحاب ال كلواخ من الموت البطئ والمرض القاتل‬ ‫والجهل المقيت‪ ،‬بدل من تهريب دهذه الموال إلى الخارج "دهذا ما اقالته ألسنتنا أما نحن‬ ‫فالحقيقة اننا أخطر من الشيوعيين!…! (‪ ..‬اقال المير ‪ :‬كيف؟‪ ..‬اقلت اننا "عمريين" نؤمن‬ ‫بمبدأ عمر بن الخطاب الذي حاسب الشعب بموجبه عمر بن الخطاب نفسه ل ودهو عمر‬ ‫بن الخطاب ل حاسبه على نصف بوصة زائدة في أسفل ثوب عمر بن الخطاب ل حّتى‬ ‫أثبت عمر ل بان ذلك الثوب لم يكن ثوبه وانما دهو ثوب ابنه عبد ال استعاره منه لداء‬ ‫صلة الجمعة‪ ،‬ودهذا المبدأ "الُعمري" الذي طبق منذ مئات العوام في أرضنا المظلومة‬ ‫دهذه لم يطبق حّتى الن في بلد الشيوعية وانما طبق في الجزيرة العربية اقبل أن يعرف‬

‫الناس الشيوعية‪ ،‬نعم‪ ..‬لقد طبق اقانون عمر القائل ‪) :‬متى استعبدتم الناس واقد ولدتهم‬

‫أمهاتهم أح ار ارً؟…! ( وكذلك اقانون علي بن أبي طالب القائل )ما جاع فقير إلّ بما متع به‬

‫غني…! ( إواذا كنت تؤمن يا صاحب السمو بما تقول "عن حق أصحاب ال كلواخ في باطل‬

‫سكان القصور" فاعمل بما تقول وستجد أن بامكانك تحقيق شئ من السلم!‪ ..‬ول‬ ‫أاقول كل السلم!…! (‪ ..‬اقال المير سلطان ‪) :‬انني مثلكم ليس بيدي تحقيق شئ مما‬

‫اقلت…! (!‪ ..‬اقلت ‪) :‬أن لديكم حصانة ل أميرية ملكية ل أما أنا فأنا أاقاوم كل القوى الشريرة ‪:‬‬ ‫المريكان‪ ،‬وشركة أرامكو والرأسماليين وكل أجهزة الحكم ضدي وليس معي حّتى‬ ‫أصحاب دهذه ال كلواخ النائمين‪ ،‬لكنني مع دهؤلء الذين ل يجدون حّتى ال كلواخ ومن‬

‫يعيشون على براميل الزبالة عند أبواب القصور!…! (… اقال المير ‪) :‬دهل تعلم أنني‬

‫اتهمت بالشيوعية؟… وأنهم يقولون عني المير الحمر؟!‪ ..‬وانني موضوع في القائمة‬ ‫السوداء؟!…! (‪ ..‬اقلت بتهكم واضح على دهذا الكذب ‪) :‬يجوز؟‪ ..‬جائز جداً انك أمير أحمر‬

‫فعلً!…! (‪ ..‬وتركت المير ليدخل مجلس الوزراء السعودي فتعلن صحف البلط واذاعته‬

‫بعد ذلك ‪) :‬ان مجلس الوزراء اقد عقد جلسته الهامة ونظر في المور المدرجة في‬ ‫جدول اعماله…! ( بل جدول ادهماله…‬

‫)‪(111‬‬


‫دهذا دهو نوع من أاقوال امراء التهريج أولد عبد العزيز الطاغية الذي أوصادهم اقبل‬ ‫موته في تعريفه للسياسة )انها السياسة يا أولدي دهي اقل مال تفعل وافعل ما ل تلقول…! (!‬ ‫… وسار معظم أولد الحرام على دهذه السياسة‪ ..‬اللهم إل مشعل وزير الدفاع سابقا أو‬ ‫"برميل اللحم" الذي اقال لي عندما اقابلته في فندق البساتين بجدة واقلت له ‪) :‬انني اريد‬ ‫دخول الكلية العسكرية…! ( اقال ‪ :‬لماذا؟‪ ..‬اقلت ‪ :‬لخدم وطني!… اقال ‪) :‬أنا أعرف ما دهي‬ ‫خدمة وطنك علينا… ان أحسن شئ للوطن دهو تقطيع رؤوسكم‪.‬‬ ‫ولو كان المر بيدي لوضعتكم في فم الطوب…! ( أي لو كان المر بيده لما اقتلنا ال‬ ‫بوضعنا في داخل مدفع؟… اقلت له ‪ :‬سلمتك… أي طوب تعني؟… وعيار كم؟‪ ..‬اقال ‪:‬‬ ‫أنتم أدهل الضطرابات؟… ومضى في حال سبيله غير الرشيد… أما مفتي القصور‬ ‫السعودية محمد بن إبرادهيم فقد اقال ‪) :‬أنه ل دخل لي في السياسة واقضية العمال دهي‬ ‫اقضية سياسية ل يجوز لعلماء الدين الخوض فيها أما عن اقولك عن ابعاد العمال‬ ‫العرب بواسطة المريكان واحل لل العمال الجانب مكانهم فهذا جائز شرعاً فديننا ل يبيح‬

‫أن يعمل المسلم تحت امرة المريكاني الكافر…! ( اقلت ‪) :‬اننا لم نذدهب إلى أمريكا وانما‬

‫المريكان جاءوا لبلدنا فما دهي الفتوى التي تبيح سراقتهم لزيت بلدنا وخيراتها؟…! ( اقال ‪:‬‬ ‫)المريكان يصلحون في الرض ول يفسدون‪ ،‬واقد عمروا ارضنا بعد أن كانت خرابا…! (‬ ‫اقلت ‪) :‬ان المريكان يفسدون الرض والضمائر معا واقد استأجروا من اقضاة الدين‬ ‫عنددهم كقضاة شرعيين للفتاوى‪ ،‬واحد في الرياض براتب اقدره ‪ 12‬الف ر في جدة‬ ‫وواحد في الظهران كل منهما براتب اقدره ‪ 6000‬ر…! (‪.‬‬ ‫فقاطعني اقائل ‪) :‬إذا ثبت ما تقول فان دهذا يدخل ضمن الوظيفة والجر مقابل العمل‬ ‫المشروط أي وظفوا دهؤلء العلماء ودهذا جائز شرعا وجزى ال المريكان خي ار…! ( اقلت ‪:‬‬ ‫)المريكان جزادهم ال خيرا؟!…! ( اقال ‪) :‬نعم‪ ( !…..‬اقلت ‪) :‬انك تقول ‪ :‬أنه ل يجوز للعمال‬ ‫العرب العمل لدى المريكان فكيف يجوز أن يعمل رجال الدين لدى المريكان ونحن نعلم‬ ‫أن دهذه الدرادهم ل تدفع لهم إل للفتاوى ضد العمال ومع ذلك يجزي ال المريكان خيرا؟!‬ ‫……! ( فغضب واقال ‪) :‬البلد كلها عائشة على المريكان‪ ..‬اقم … اقم‪ .‬اقد اقلت لك أنه ل‬ ‫دخل لي في السياسة‪.( !…..‬‬ ‫)‪(112‬‬


‫اقلت دهذا للمفتي وأنا أعلم أن محمد بن إبرادهيم دهو صاحب المرتب البالغ ‪ 12‬الف‬ ‫ر شهريا الذي كان يدفع له من شركة أرامكو عن طريق مكتب العلاقات الحكومية‬ ‫"كوفر نمنت رليشن" كمرتب خصص للفتاء في الشؤون العمالية‪ ،‬واقلت للمفتي ‪:‬‬ ‫)سبق أن أفتى اقاضي الظهران بقوله "المريكان اقد أحييوا أرضنا والحدي ث الشريف‬ ‫يقول من أحيا أرضا ميتة فهي له ‪ :‬فما رأيك بهذا المفتي؟…! (‪.‬‬ ‫فبدا الغضب على وجهه لكنه سكت وحاول عمل شئ ضدي‪ ..‬وخرجت من عنده…‬ ‫ول أريد أن أسترسل في سرد بقية اقصتي مع آل سعود وتجار دينهم جميعا ل فالقصة‬ ‫"غصة" شعب طويلة ل نهاية لها أبدا إل بنهايتهم جميعا حينما ُيطّبق الدين الصحيح‬

‫في يوم تشرق فيه شمس الثورة الجمهورية ويتحرر الشعب بالحرية والشتراكية‬

‫العلمية والوحدة العربية… وانما اوردت بعض القصة التي جرت معي لفّند كذب دهؤلء‬ ‫المرتزاقة الذين التفّوا حول بعضا لمراء وبدأوا يبثون لهم دعاية كاذبة عن ديقراطيتهم‬ ‫المزعومة وبايعودهم‪ ،‬بينما الشعب المسحوق "المسعدن" الممسوخ اسما ورأيا ووطنا‬

‫ودينا لم يبايع!… بل كيف "يبايع" من ل يملك الرأي الحر ومن يؤخذ بالظن‬ ‫والشبهات؟!‪ ..‬والمراء الذين تحدثت عنهم دهم الذين يحكمون الن ويتحكمون… ولو‬ ‫أنهم استفتوا الشعب على ثقته فيهم لما منح الشعب ثقته أبدا إل لمن يقتلهم جميعا‬ ‫للقضاء على من اندسوا على السلم لتخريب السلم… ففعلوا أسوأ مما فعله معاوية‬ ‫وزبانية الرأسمالية والاقطاع والخداع الوائل‪ ..‬في نكبة الجوف ضد ‪ :‬علي…‬ ‫احتل لل الجوف‬ ‫والجوف اقبل كل شئ دهو )دومة الجندل…! ( المكان التاريخي الذي عقد فيه المؤتمر‬ ‫الشهير بين أنصار علي بن أبي طالب يرأسهم الساذج أبو موسى الشعري بينما أنصار‬ ‫معاوية اللعين يرأسهم الرأسمالي الماكر عمرو بن العاص‪.‬‬ ‫واقد سمي دهذا المكان التاريخي )دومة الجندل…! ( باسم ل الجوف ل فيما بعد ل نله يقع‬ ‫في منخفض )‪ ( !…500‬اقدم تقريبا عما حوله من سطح الصحراء‪ ..‬وتتكون الجوف من ‪:‬‬ ‫الجوف العاصمة‪ ،‬وسكاكا‪ ،‬والطوير‪ ،‬وجاوه‪ ،‬وعدد من القرى‪ ،‬والمناطق التابعة لها‪،‬‬ ‫)‪(113‬‬


‫ومزارع الفواكه والنخيل كثيرة جدا في دهذه المنطقة التاريخية وممتازة جداً ومنها نخل ل‬ ‫الحلوة ل الشهيرة في البلد‪.‬‬

‫ومواقع الجوف الجغرافي مهم في استراتيجيته فهو يقع في شمال الجزيرة العربية‬ ‫على الطريق المباشر لل رلدن‪ ،‬فلسطين‪ ،‬سوريا‪ ،‬والجوف اقريبة من العقبة والعراق‬ ‫أيضًا‪ ،‬واقد اشتهر شعبنا في الجوف بعناده وشجاعته وكفاحه بوجه آل سعود‬

‫وغيردهم… وما سردنا النبذة التاريخية دهذه عن الجوف وما حد ث في الجوف ل سابقا ل‬ ‫من خداع "معاوية" لبي موسى الشعري وردهطه إل لنقارن بينه وبين ما حد ث في‬ ‫الجوف حينما اقام جون فيلبي وعبد العزيز آل سعود بخداع بعض "الزعماء" في الجوف‬ ‫كغيردهم من زعماء شعب الجزيرة العربية الذين خدعوا بالدعوة السعودية الكاذبة باسم‬ ‫السلم وكانت دعوة من نسيج انكليزي سعودي اطلقت في بداية القرن العشرين زاعمة‬ ‫أن ابن السعود اقد ارسل كمبعو ث للعناية ال للهية ل كمبعو ث للمكتب الهندي ال نلكليزي‪،‬‬ ‫واقيل يومها اّنه حامل لواء السلم لتوحيد البلد‪ ..‬وجعل المر شورى فيما بين الناس‬

‫والناس سواسية كأسنان المشط!… وانخدع شعبنا "بأسنان المشط" دهذه‪ ،‬فظن البعض‬ ‫أنه المشط العربي الذي نص عليه الرسول العربي محمد‪ ،‬ل المشط "ال نلكلوا امريكاني"‬ ‫المتفاوت السنان… فاجتمع شعبنا في الجوف واقرر "زعماؤه" ارسال وفد منهم إلى‬ ‫عبد العزيز بن السعود باسم الشعب في الجوف حاملين رسالة جاء فيها ‪:‬‬ ‫)بسم ال الرحمن الرحيم… من أدهالي عموم الجوف واقبائله إلى عبد العزيز بن‬ ‫عبد الرحمن آل سعود… السلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪.‬‬ ‫أما بعد فان بلدنا اقد اصبحت ل تلطيق الظلم على رحابتها‪ .‬ولهذا فالخوة الذين‬ ‫يحملون دهذه الرسالة مندوبين عن أدهالي الجوف يبلغونكم ترحيبا بكم لتكون الجوف‬

‫تحت حكم ال وحكم الدعوة السلمية التي تدعون إليها لسن شريعة العدل بين كافة‬ ‫الناس وتوحيد البلد وأخذ حق الظالم من المظلوم‪.‬‬ ‫وتطبيق حكم الشورى‪ ،‬وكما تقول بانك ستبقى خادماً لهذه الشريعة وأمة محمد وان‬

‫حكام البلد سيكونون منها حسب اختيار المة لهم فنحن نختار دهؤلء المندوبين عنا‬ ‫للمفاوضة معكم واليام بيننا والسلم على من اتبع الهدى…! (!… دهدى!‪..‬‬ ‫)‪(114‬‬


‫كان دهذا موجز لنص الرسالة التي بع ث بها المجتمعون في الجوب إلى ابن‬ ‫السعود‪ ..‬واقد حملها كل من ‪ :‬حمد بن مويشير )من زعماء المعااقلة بمقاطعة الجوف…! (‬ ‫ومنصور الباسط )من زعماء القرشة بمقاطعة الجوف…! ( وعيد الضميري )من زعماء‬ ‫المطر بمقاطعة الجوف…! ( وعلي الطريف )من زعماء القرشة بمقاطعة الجوف…! ( واتصل‬ ‫دهذا الوفد بابن السعود وبدأ التفاوض معه فوجدوه كما عبر أحددهم عنه بقوله عن‬ ‫الخداع السعودي متمثل في بيت الشعر العربي ‪:‬‬ ‫)ان الحيايا وان ل نلت ملمسها‬

‫عند التقلب في انيابها العطب…! (‬

‫وبالطبع وافق عبد العزيز ل الذي كان جون فيلبي يقبع عن يمينه ل على كل‬ ‫شروطهم وعقدوا معه معادهدة كانت كل مواددها توحي في البداية أنها لصالح الشعب في‬ ‫الجوف‪ ،‬ولكن ‪ :‬خلفها مصيدة غادر )يتمسكن حّتى يتمكن…! ( ومع كل ما أبداه عبد العزيز‬

‫بن السعود من لين الجانب… إل أن الوفد الشعبي اقد عاد من لدنه ولديه بعض‬

‫الشكوك من تصرفات ابن السعود ومن ملحظاتهم )اّنه يخضع لل نلكليز الذين يقعدون‬

‫إلى جانبه…! (!… ورغم جسامة دهذه الملحظة إل أنهم تغاضوا عن ملحظاتهم تلك‬

‫وصرفوا النظر عن شكوكهم معللين ذلك بأنه )عارض يزول‪ ،‬وما دام ابن السعود اقد‬ ‫وّاقع المعادهدة فتواقيع الرجال شرف يوضع على الرأس ول يداس!‪.‬‬

‫وما دام أنه اقد اقبل كل دهذه الشروط ونحن الذين فاتحناه بها وعنينا إليه فلنتفق‬

‫فيما بيننا على أنه مخلص في عهده…! (!… واتفقوا… ودهكذا أرسل معهم مندوبا سعوديا‬ ‫من عنده يدعى )عساف الحسين…! ( وبهذه المعادهدة "الحيلة" اقدر للظلم السعودي أن‬ ‫يسود الجوف‪ ..‬وكما اقلنا ‪ :‬تمسكن الغادر ابن السعود لشعب الجوف حّتى تمكن من‬ ‫الجوف‪ ،‬وتنكر بعددها لعهوده ومعادهداته وايمانه ومواثيقه الغلظ… ورا ح يردد‬

‫"انشودته" المفضلة التي ما زال يردددها من بعده أولده )أخذناكم بحد السيف…! (!… وما‬ ‫زالوا يصبغون سيوفهم في راقاب وأيدي وأرجل الشعب ويسومونهم سوء العذاب‪ ،‬ومنذ‬ ‫ذلك الحين‪ ،‬وحتى بعد تدفق مليارات البترول‪ ،‬وما زال آل سعود يرسلون أذنابهم من‬ ‫)الخراصين…! ( لجمع ضرائبهم الفاحشة من البادية والفلحين والمواطنين ل نلفااقها على‬ ‫شهواتهم السعودية… ومن دهذه الضرائب التي فرضودها على شعبنا ليس في الجوف‬ ‫)‪(115‬‬


‫فقط وانما في كافة أنحاء الجزيرة العربية ‪ :‬ضريبة الزكاة!… ضريبة الجهاد في سبيل‬ ‫ال!… ضريبة حماية العراض!… ضريبة المكوس والجمارك… ثم‪ ..‬ضريبة‬ ‫فلسطين والدفاع عنها!‪ ..‬بعد أن باعها آل سعود… وأخيرا‪ ..‬ضريبة مرضى السل!‪..‬‬ ‫والذين يقومون بجباية دهذه الضرائب مجموعة من الجهلة الميين واللصوص الذين‬ ‫يستولون على ربع ما يجبونه من الشعب‪ ،‬أما الربع الثاني فلحكام المناطق‪ ،‬وأما‬ ‫النصف الخر فللعائلة السعودية‪ ،‬تأخذه من الفقراء لتنفقه في "جهاد الحريم ال كلبر"‬ ‫وتشتري به ملهياتها ومسكراتها وملذاتها وشهواتها الحيوانية السعودية‪ ..‬وكثي ار ما‬ ‫يصادر )الخراصون…! ( أراضي الفلحين ونخيلهم ومزارعهم وابل واغنام أبناء البادية‬ ‫بحجة )أنهم أخفوا شيئا مما أوجب ال عليه دفع الزكاة لل سعود…! (!‪ ..‬مما جعل أكثرية‬ ‫من الشعب تعيش على دهامش الحياة في الفقر المداقع والمرض المفزع والجهل المفجع‬ ‫والردهاب المروع‪ ،‬ولكن مع كل دهذا لم يفقد شعبنا احساسه في كرامته وانسانيته‬ ‫وعروبته وشجاعته‪ ،‬فانتفض شعبنا في الجوف بوجه الظلمة ال ثلمين السعوديين سل للة‬ ‫بني القينقاع واجتمع في يوم ‪ 23/5/1940‬واقرر الشعب ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ل أن ابن السعود خائنا‪.‬‬ ‫‪ 2‬ل ان ابن السعود نك ث مواثيقه‪.‬‬ ‫‪ 3‬ل ان ابن السعود بغى وعلى الباغي اللعنة‪.‬‬ ‫‪ 4‬ل أن ابن السعود طغى وجهنم للطاغين‪.‬‬ ‫ولكنه يجب أول ارسال مندوبين عن الشعب لمعرفة رأي ابن السعود في دهذه الجرائم‬ ‫التي تمارس باسمه في حقنا وعرضها عليه لنرى دهل له إطلع عليها أم أنها تدار من‬ ‫خلف ظهره وتسمى بإسمه‪ ،‬فان كان ل يعلم بها فعلينا أن نعلمه‪ .‬وان كان فما دهذا إل‬ ‫انذار منا لنقضه ال تلفاق والوعود ومن انذار فقد اعذر!…‬ ‫وعلى دهذا الساس رأى شعبنا في الجوف أن يرسل مندوبين عنه إلى عبد العزيز آل‬ ‫سعود بالرياض واستقر الرأي بأن يكلف بهذه المهمة كل من ‪ :‬الشيخ حجاج بن دايس‬ ‫)زعيم خذما…! ( والشيخ معزي بن ددهام )زعيم العقلية بالقريات…! ( ووصل الرياض واجتمعا‬ ‫بالطاغية عبد العزيز " وكعادته الثعلبية" رحب بهما ودهو يكتم غيظ نيته السعودية‬ ‫)‪(116‬‬


‫اليهودية في صدره وتظادهر بأكرامهما بينما كان يخفي لهما اللؤم… ونادى على واحد‬ ‫من عبيده فوسوس له… ثم… ثم طلب القهوة العربية كعادته… وأردف اقائل ‪) :‬زد لنا‬ ‫الزعف ارن…! (!‪.‬‬ ‫ولم يكن الزعفران إلى اشارة بين العبد وسيده عبد العزيز… وجاءت القهوة التي لم‬ ‫تكن عربية!‪.‬‬ ‫)وانما يهودية…! (‪ ..‬لقد وضع فيها )سما…! ( نعم وضع السم في القهوة… ودهذه ليست‬ ‫عادة غريبة عليه… فقد اقتل بهذه الطريقة المئات من رؤساء العشائر والمجادهدين‪...‬‬ ‫فتخلص منهم باحقر اسلوب عرفه الصهاينة… فاشار إلى "العبد" بأن يسكب للشيخين‬ ‫فقط اقائل )وال وتال ان لكم محبة خاصة في اقلبي ل نلكم دائما تظهرون الحق…‬ ‫ووال وتال انني أكره من يسكت على الظلم… ووال وتال ما سكت على الظلم إل‬ ‫شيطان أخرس!…! ( ودهكذا يقسم الغادر ال ثليم!‪ ..‬فارتشف الشيخ حجاج بن دايس‬ ‫القهوة‪ ..‬أما الشيخ معزي بن ددهام فقد تنبه للخطة واستغل فرصة التهاء الطاغية‬ ‫"باليمان الغلظ" وانصراف "العبد" ساكب القهوة لسكب عدد من اقهوته السعودية إلى‬ ‫زميله الذي لم يكن يظن أن النذالة ستبلغ بابن السعود دهذا الحد البشع… فألقى الشيخ‬ ‫معزي بن ددهام بالقهوة إلى جانب مقعده في غفلة من الذناب وأشار بيده للعبد "أنه اقد‬ ‫اكتفى" أما الطاغية فقد اطمأن لهذا العمل‪ ..‬وودعهما ودهو يكرر عهوده وأيمانه بأنه‬ ‫على عهده ولم يخنه ولكنه ل يستطيع ال للمام بكل المور دهذه وانه "الخادم للرعية" وأنه‬ ‫سوف يحذر أمير الجوف الحاكم آنذاك ولن يتكرر ما حصل!‪ ..‬ثم ودعهما‪ ..‬وفي‬ ‫الطريق لقي الشيخ حجاج بن دايس حتفه "بالسم" السعودي بينما نجا الخر الشيخ‬ ‫معزي بن ددهام‪..‬‬ ‫ومع أن الشعب في الجوف اقد اكتشف دهذه الخطة الملعونة إل أنه صبر على أحر‬ ‫من الجمر ليرى ماذا يفعل ابن السعود بمواعيده وايمانه‪ ...‬ولكنه لم يفعل شيئاً إل‬

‫زيادة المظالم… ومرت اليام والطغيان السعودي يزداد مع اليام غد ارً وطغياناً… ومرة‬ ‫أخرى حرر شعبنا في الجوف ايقاد مندوبين عنه لبن سعود" ممن عرفوا بالصلبة واقوة‬

‫البأس ومنهم ‪ :‬رجاء ابن مويشير‪ ،‬ومسعر البلهيد‪ ،‬وكبريت الدرعان‪ ،‬وصنيتان‬ ‫)‪(117‬‬


‫الدرعان‪ ،‬ومخلف المانع‪ ،‬ومتروك الخلف‪ ،‬ومرعيد الدنوني‪ ،‬ونويديس بن خفلية‬ ‫السهّيان‪ ،‬ومناور بن دهايس‪ ،‬وسهّيان الشكر‪ ،‬وثلج البطي‪ ،‬وغيردهم من المؤمنين…‬

‫واقابل ذلك الوفد عبد العزيز بن سعود وعرضوا عليه مشاعر الشعب نحوه ونقمته عليه‬ ‫وعلى حكمه وحكامه‪ ،‬لكنهم رفضوا دهذه المرة شرب "القهوة" أو أكل أي شئ معه أو‬ ‫لديه‪ ،‬وأفهموه أنهم أاقسموا على عدم أكل أو شرب أي شئ لعتباره ناك ث عهد‪ ،‬ولم‬ ‫يحقق أي مطلب شعبي‪ ..‬ومرة أخرى أخذ يكرر الطاغية أيمانه ويؤكد )أنه سيرسل تلك‬ ‫الساعة من ينوب عنه ليحقق كل ما يطلبون ولن يتم إل كل ما يرضيكم وما ل يرضيكم‬ ‫سيزول!‪ ( !….‬وعاد الوفد إلى الجوف بين مصّد قل ومّك ذلب وما أن وصلوا حّتى وجدوا أن‬ ‫ابن السعود اقد أرسل للجوف لوائين من "جيش الخوان" المتوحش وكان اقد أعاد‬

‫تشكيله من جديدة لثاني مرة عام ‪ 1948 ،1947‬بعد أن ألغاه في السابق عندما‬ ‫كونته المخابرات ال نلكليزية بقيادة شكسبير وجون فيلبي في مطلع القرن العشرين لكن‬ ‫دهذا الجيش ثار ضد آل سعود بقيادة فيصل الدويش فالغاه كما اقلنا وأعاد تشكيله عام‬ ‫‪ ،1947‬ومنذ ذلك العام "والجيش الحافي" يزداد‪ ،1‬وبدأ‬ ‫ذلك الجيش الحافي يشن دهجمات النهب والسلب والسراقة‪ ..‬واقام عبد العزيز بعزل‬ ‫شيوخ القبائل والزعماء المؤمنين واستبدلهم بغيردهم وأخذ يستعمل سل ح غدر جديد…‬ ‫سل ح )الفتنة…! ( التي أخذ يثيردها أذنابه بين القبائل والشعب في كل المناطق… سائ ار‬ ‫بالمثل اللئيم الذي علمه له أسياده ال نلكليز )فرق تسد…! ( فساد دهذا الفساد‪ ..‬لكن إلى‬ ‫حين… فمات عبد العزيز وخلفه ابنه سعود‪ ،‬ولم ينخدع شعبنا في الجوف بابن‬ ‫الطاغية ليمانه عن خبرة أنه ل يمكن للفأرة أن تلد إل فارة أو فارًا‪ ،‬أي ل يمكن أن‬

‫يخلف عبد العزيز إل ذريته الطغاة الذين لحقوا به‪ ..‬وكان الخصام بين المواطنين اقد‬ ‫بلغ أشده من جراء فتنة التفراقة التي أوجددها الطاغية عبد العزيز‪ ..‬ولكن المواطنين اقد‬ ‫أحلوا الوئام مكان التفراقة وأجمعوا أمردهم )على أن ل يبايعوا سعوداً عند اقدومه إلى‬

‫الجوف لخذ البيعة…! ( ووصل سعود الذي أعلن نفسه ملكا بوفاة والده عام ‪ 1373‬ل‬ ‫‪ 1‬تحول اسم هذا الجيش فيما بعلد إلى اسم "الجيش الحافي" و" الجيش البيض" نظ ار لسير جنلده حافي القلدام‪،‬‬ ‫بثيابه الفضاضة والعمائم البيضاء… ثم حولوه إلى ما يسمى بـ "الحرس الوطني" الملكي…‬ ‫)‪(118‬‬


‫‪ 1953‬م وجاء ليأخذ البيعة من المواطنين‪ ..‬لكنه لم يجد من يقابله إل حاكم السعودي‬ ‫على الجوف والذناب‪ ،‬أما الشعب فقد دادهمه في الصبا ح الباكر بمظادهرة عدائية كبرى‬ ‫اقبل أن يقوم من مخدعه المتنقل معه )ودهو عبارة عن صالون كبير تجره سيارة كبيرة‪،‬‬ ‫مكيف بالهواء مليء بالخمور والحريم…! ( وما كان من سعود بعد تلك المظادهرة إل أن أمر‬ ‫أتباعه بحزم أمتعتهم والحفاظ على حريمه وخموره!… ولذ بالهرب من الجوف إلى غير‬ ‫رجعة… وترك على الجوف حاكما من خونة السعوديين ومنذ ذلك التاريخ وشعبنا في‬ ‫الجوف يعاني صنوف القهر والنهب والستبداد…‬ ‫كيف )حل…! ( الحتل لل السعودي في القصيم؟…‬ ‫ما من شك أن شعبنا في القصيم اقد كره أولئك الحكام الذين حكموه اقبل حكم ل‬ ‫الحتل لل السعودي ل بحكمهم الرجعي الذي ل يقوم إل على جمع الزكاة من المواطنين‬ ‫والغنائم ل نلفااقها على الحروب الدهلية‪ ،‬إل أن شعبنا في القصيم لم يرحب أيضا بحكم‬ ‫آل سعود المؤيد من ال نلكليز أبدا… لكنهم احتلوا القصيم عنوة واغتصابا‪.‬‬ ‫احتلوه بقوة ودعم وتخطيط ال نلكليز وباثارة الفتن وبالغدر وبالدجل باسم الدين‬ ‫وبدفع الرشوات لتجار الدين ولبعض العائلت الكبيرة في القصيم‪ ،‬فأفتوا بتكفير أي‬ ‫حاكم ل يعمل تحت امرة حكم عبد العزيز آل سعود‪ ..‬إل أن صالح بن حسن آل المهنى‬ ‫حاكم بريدة آنذاك اقد طعن في صحة تلك الفتوى السعودية… ولما رأى )مجلس الربع…! (‬ ‫ال نلكلو ل سعودي تصميم ابن مهنى على مقاومة النفوذ السعودي ال نلكليزي‪ ،‬أرسل‬ ‫"مجلس الربع" كتابا باسم عبد العزيز آل سعود يطمئن فيه ابن مهنى بأنهم ل ينشدون‬ ‫إل صدااقته فقط ودهم ل يطلبون منه مقاومة ابن الرشيد وانما يرجون منه عدم مقاومة‬ ‫ابن السعود فرد ابن مهنى عليهم اقائل ‪) :‬اّنه ليريد تدخل في شؤون بلده وسيحارب‬

‫كل من يتدخل أما من يريد الصدااقة فباب الصدااقة مفتو ح لكل من يريد الصدااقة صاداقا…! (‬ ‫… وبعد أن وصلت دهذه الرسالة اشار جون فيلبي )رئيس مجلس المستشارين…! ( على‬ ‫عبد العزيز بن سعود بقوله ‪) :‬ما دام ابن مهنى يّد علي أن باب الصدااقة مفتو ح لكل من‬

‫يريد الصدااقة صاداقا فلنرسل له بصندوق من الذدهب كعربون للصدااقة ومن ثم اطلب‬ ‫)‪(119‬‬


‫منه أن يزوجك باخته لتبردهن له أنك تريد دخول الصدااقة صاداقا من بابها الواسع باب‬ ‫المصادهرة…! (! فكتب مجلس الربع الرسالة باسم ابن السعود إلى ابن مهنى وأرفق بها‬ ‫عربون الصدااقة ل صندوق الذدهب ل فاستجاب ابن مهنى لطلب ابن السعود الذي توجه‬ ‫ومجلس الربع ومجموعة من جيشه إلى بريدة… وباختصار… تزوج اخت ابن‬ ‫مهنى… وبذلك أصبح صهره العزيز عبد العزيز!‪.‬‬ ‫وأصبح عدو المس "رحيم" اليوم‪ ..‬ما دام أن العود اقد أصبح من أدهل البيت‬ ‫و"حمام الدار" فلبد اذن من أن يسود جو المان ويطمئن كل واحد للخر… فالمثل‬ ‫الشعبي يقول )كن نسيبا ول تكن ابن عم…! ( أي أن الصهر أاقرب اقرابة من ابن العم…‬ ‫وبعد شهر واحد فقط… انقلب )اليهودي…! ( إلى أصله الّغدار‪ ..‬إذ اتفق مجلس الربع مع‬ ‫كبار تجار الدين وبعض كبار الجماعة على الخطة… فوجه عبد العزيز بن السعود‬

‫الدعوة لشركاءه من تجار الدين والجماعة‪ ..‬وكانت الدعوة في بيت نسيبه طبعا ولبد‬ ‫لنسيبه من حضوردها… وكانت بداية النهاية عندما أبلغ ابن السعود "نسيبه" ابن مهنى‬ ‫زاعما له ‪) :‬أن لديه معلومات مؤكدة بأن ابن الرشيد اقد توجه إلى غزوك يا نسيبي بعد‬ ‫أن علم أنك اقد زوجتني أختك معتقدا أننا اقد أصبحنا نتآمر عليه الن‪ ،‬فأنا وال نلكليز‬ ‫سنبذل كل ما بوسعنا لصد العدوان عنك…‪ .‬ولهذا لبد من توجيه الدعوة إلى مشايخ‬ ‫الدين وكبار الجماعة للتشاور معهم‪ ،‬ودهم فل نل وفل نل وفل نل‪ ،‬الخ…! ( فانطلت تلك الحيلة‬ ‫)السعودية ال نلكليزية…! ( على الرجل الطيب ابن مهنى حينما وجه الدعوة للمجموعة التي‬ ‫ااقترحها "نسيبه" لذلك الجتماع الهام!… اما عن "النسيب" عبد العزيز ابن السعود فقد‬ ‫أحضر مجموعة سعودية مسلحة من جنده يثق بها كل الثقة يرافقها "الحاج شيخ‬ ‫المشايخ والطرق عبد ال جون فيلبي"… وما أن تم الجتماع وكمل العدد حّتى صوبت‬ ‫البنادق صوب رأس "النسيب" ابن مهنى … ولم يكن للرجل من حيلة غير الستسلم‬

‫ودهو يردد )نسيبي؟!… كيف يا نسيبي تعمل دهذا مع أخو زوجتك؟… لماذا دهذا الغدر؟‬ ‫… ما دهذه شيم الرجال‪ ..‬أين العيش والملح والشرف والقرابة والصدااقة والعهود؟!‪..‬‬ ‫ليست دهذه طرق العرب…! (!‪ ..‬ولم يمكن رد سليل القينقاع إل اقوله الواقح ‪) :‬حط الشرف‬ ‫وشيم الرجال والصدااقة والنسب والحسب في دبرك… أنا ما تزوجت أختك إل لهذا‬ ‫)‪(120‬‬


‫اليوم… ااقتلوه!…! ( إل أن جون فيلبي اقد أشار بعدم اقتله في بيته… وأاقتر ح أن يشدوا‬ ‫وثااقه ويحملوه بعيدا بحجة أنهم سيأخذونه إلى الرياض ونقله مع أولده وأولد أخيه‬ ‫السبعة لقتلهم في مكان بعيد‪ ،‬فغضب ودهاج شعبنا في القصيم لهذا الغدر بحاكمهم…‬ ‫فحاول ابن السعود أن يتحاشى تلك النقمة الشعبية ضده إلى حين… فأعلن في البلد‬ ‫بواسطة تجار دينه الباطل وبعض كبار البلد ‪) :‬أن ابن مهنى اقد باع البلد لبن الرشيد‬ ‫وابن الرشيد "كافر" كما تعلمون ولهذا خلعنا ابن مهنى وأرسلناه دهو وأولده إلى ابن‬ ‫الرشيد صديقه العزيز في حائل ومع ذلك سنحافظ على حياته حّتى يصل إلى حائل ومن‬ ‫أراد أن يراه فليشادهده ودهو في طريقه إلى حائل…! (!… لكنه من ناحية أخرى أوعز ابن‬

‫السعود للحاكم المخلوع ابن مهنى بأنه إذا أراد سلمة نفسه وأولده فعليه أن يجيب إذا‬ ‫سئل )بأنه دهو الذي أراد السفر من تلقاء نفسه إلى حائل ليلجأ إلى ابن الرشيد!……! (‬ ‫ولهذا وجد ابن مهنى نفسه مضط ار للتصريح بما لقن به كذبا من اقبل "العدو‬ ‫النسيب" لعدد من أبناء الشعب عندما اعترضوا طريقه وطرحوا عليه السئلة )لماذا‬ ‫السفر؟ نحن سننقذك؟…! (‪ ..‬وما أن علم شعبنا في مدينة عنيزة بذلك حّتى خرج جمع كبير‬

‫بقيادة "ابن يحيى" حاكم عنيزة آنذاك ل ودهو صديق لبن مهنى ل بغية مناصرته واستلمه‬ ‫ليقيم في عنيزة إذا أراد‪ ،‬وفي الطريق‪ ،‬اعترض ذلك الجمع طريق ابن مهنى وطلب من‬

‫حراسه "السعوديين" تسليمه لدهالي عنيزة ليبقى عنددهم… لكن الحراس السعوديين ردوا‬ ‫على أدهالي عنيزة اقائلين ‪) :‬انها رغبة ابن مهنى نفسه بالتوجه إلى حائل ليقيم عند‬ ‫صاحبه ابن الرشيد…! (!… فسألوا ابن مهنى الذي أجاب بما دهو مرغم على اقوله‬ ‫)صحيح… صحيح سأبقى عند ابن الرشيد…! (! عند دهذا تراجع جمع أدهالي عنيزة وتركوه‬ ‫لحراسة الغلظ… وما أن ابتعدوا اقليل عنهم حّتى أناخ الحراس البل واقتلوا ابن مهنى‬

‫واقتلوا أولده وأولد أخيه السبعة!‪.‬‬

‫وكان من بين الولد طفل صغير ل يتجاوز سن الرابعة اقتله الوحوش بعد أن اقتلوا‬ ‫والده وأخوته الستة رغم كونه طفل صغير ل يفقه شيئا من أمور الحياة!! دهذه عينه من‬ ‫وحشية آل سعود…‬

‫)‪(121‬‬


‫وعاد ابن السعود‪ ..‬ثم اقتل خمسمائة ل رأس ل من رؤوس المعارضين له في )بريدة…! (‬ ‫كان بعضهم من مشايخ )الصالحين…! ( امثال القاضي الجليل الشيخ إبرادهيم بن عمر الذي‬ ‫طلب منه ابن السعود )أن يفتي له بتكفير المعارضين في الجزيرة العربية ومنهم أدهل‬ ‫حائل وكل من يقف ضد ال نلكليز والسعوديين…! ( فرد القاضي ابن عمر اقائل )ل يمكن أن‬ ‫أاقول انهم كفرة والدين يقول من كّفر مؤمنا فقد كفر!… وحتى لو كانوا كفرة فالقرآن‬

‫الكريم يقول ل اكراه في الدين‪ ..‬وأنت لست نبيا يا ابن السعود… ومحمد عليه السلم‬

‫أخبرنا بقوله ‪ :‬ل نبيا بعدي‪ ..‬أما عن ال تلراك فكل ما أفتي به حولهم فهو ‪ :‬اننا ل نقبل‬ ‫تدخلهم في بلدنا ونحن ضددهم ول تنسى أننا حاربنادهم يوم كنت أنت ووالدك عبد‬ ‫الرحمن تتلقى معونتهم إلى أن اقطعودها أخي ار بعد تعاملكم مع ال نلكليز… وأنا ل أريد أن‬ ‫أكّفر ابناء ديني ووطني لصالح ال نلكليز… وأعرف أنه ليس لديك من السل ح والمال ما‬

‫يعينك لتحارب به وانما السل ح والمال دهما سل ح ومال ال نلكليز… يدفعونه لك لتحارب‬ ‫به المسلمين… وبعد ‪ :‬كيف تريد مني تكفير أدهل نجد وأدهل الحجاز وأدهل الجوف‬ ‫وعسير واليمن وتكفير العرب المسلمين وأنا أرى ال نلكليز أمامي الن يسواقونك لحرب‬ ‫المسلمين…! (!… ونزل دهذا القول كالصاعقة على رأس عبد العزيز آل سعود وسادته‬ ‫ال نلكليز حي ث امروا بحفر حفرة عميقة وربطوا يدي القاضي الجليل إلى ظهره وأخذوا‬ ‫يجرونه من لحيته حّتى أواقفوه على شفى الحفرة واقال له عبد العزيز ‪) :‬دهذا اقبرك‪ ،‬إذا‬

‫كّفرت اعداءنا نجوت من الموت وان رفضت فسندفنك فيه حيا…! ( فأجاب ابن عمر بقوله‬

‫)أشهد أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال وأن الموت حق والظلم باطل‪ ،‬ولن أكفر‬

‫إل المعتدين ال نلكليز ومن يركن لهم من الظالمين السعوديين……! ( عند ذلك اقذفوا به في‬ ‫الحفرة وأحراقوه بالنار ثم أدهالوا عليه التراب ودهو حيا… وبهذه الطريقة السعودية القذرة‬ ‫استشهد القاضي الجليل ابن عمر… وكذلك القاضي الشيخ إبرادهيم بن جاسر‪ ،‬فقد‬ ‫طلب السعوديون منه نفس المطلب )تكفير العرب المؤمنين والمسلمين في نجد‬ ‫والحجاز والجوف والحساء وعسير واليمن…! ( ممن اقاوموا الظلم الستعماري والسعودي‬ ‫ولما رفض ابن جاسر تنفيذ باطل أاقوالهم ال نلكلو سعودية نفوه إلى الكويت ومات في‬ ‫المنفى… كما اقتلوا عدد من الشعراء… منهم ابن صغير وابن سكران…‬ ‫)‪(122‬‬


‫وكذلك الحال في عنيزة… نفس السلوب… نفس الفتن… فقد كان آخر من حكم‬ ‫مدينة عنيزة )آل يحيى…! ( ينازعهم في الحكم آل سليم‪ ،‬وآل سليم من مؤيدي آل سعود‪،‬‬ ‫ولهذا ناصردهم آل سعود بالمال والسل ح واستولوا على عنيزة واقتلوا عدداً من آل يحيى‬

‫الذين حاربوا ال نلكليز والسعوديين وذدهب بقيتهم للاقامة في حائل وأخضعوا عنيزة للنفوذ‬

‫السعودي ول زال آل سليم يحكمون عنيزة كموظفين للحكم السعودي‪ ،‬لكن شعبنا العظيم‬ ‫في عنيزة لم يخضع ابدا منذ أول يوم احتل فيه الظلم السعودي عنيزة حّتى الن‪ ،‬فقد‬ ‫حدثت في عنيزة انتفاضات عديدة ضد غشامة حكم السعوديين المنحل‪ ،‬واقد واقف‬

‫علماء الدين ورجالها الحرار واقوف المؤمنين الصامدين للدفاع عن أرضهم‪ ،‬ولم تخرج‬ ‫من أفواه علماء الدين في عنيزة أية فتوى باطلة لتكفير العرب المؤمنين اشقاءدهم أو‬ ‫تكفير المسلمين!‪.‬‬ ‫ومثال على دهذا ذلك المواقف المشهود الذي واقفه الشيخ الجليل صالح العثماني‬ ‫القاضي‪ ،‬بوجوه دهؤلء الثمين المشعوذين السعوديين ولهذا اصدروا الفتاوى الفاجرة‬ ‫بتكفيره وأمر عبد العزيز الطاغية جنده الفاسد بضرب الشيخ صالح القاضي بعصيهم‬ ‫على سرته ودهم يرددون ‪) :‬دهذه الكرش المليئة بالكفر في حاجة إلى بقردها وتطهيردها من‬ ‫الكفر والنداقة…! (!‪ ..‬وكان الشيخ صالح القاضي دهو امام الجامع الكبير في عنيزة‪ ،‬لكن‬ ‫عبد العزيز بن السعود كان يخرج من عنيزة يوم الجمعة تاركا الصلة خلف دهذا الرجل‬ ‫الذي كان يصلي خلفه كل أدهل البلد )إل عبد العزيز آل سعود…! ( الذي يغادر عنيزة اقبل‬ ‫صلة الجمعة بقليل ليصلي خلف جون فيلبي )أو الحاج عبد ال فيلبي كما سمى نفسه‬ ‫لغاية في نفسه…! ( وكان عبد العزيز بن سعود يظن أنه سيضايق الشيخ صالح القاضي‬ ‫"بهجره" له وتحريمه الصلة خلفه!‬ ‫)وأدائها خلف جون فيلبي…! (‪ ،‬إل أن ابن السعود اقد اضطر أخي ار لمقابلة الشيخ‬ ‫القاضي والعتذار منه لغاية في نفسه‪ ،‬لكن القاضي لم يقبل عذره اقائل )عذرك مردود‬ ‫يابن سعود‪ ،‬وسّر تلي دهذه التي تريدون تطهيردها من الكفر كما يقول جندك لم تعتاد على‬ ‫أكل المحرمات‪ ،‬وأنا ل أتشرف بأن يصّلي خلفي من يخضع لل نلكليز ويطلب مني تكفير‬ ‫العرب المسلمين…! (!‪.‬‬

‫)‪(123‬‬


‫ورغم دهذا الجواب القاسي فان عبد العزيز الطاغية لم يمسه بسوء مباشر سوى‬ ‫المضايقات السعودية‪ ،‬نظ ار لواقوف الشعب البطل في عنيزة إلى صف القاضي…‬ ‫ولم تكن دهذه فقط موااقف شعبنا في عنيزة بوجه الطغيان السعودي‪ ،‬فقد كانت له‬ ‫موااقف مشرفة وانتفاضات شعبية وطلبية تعبر عن سخط الشعب على أوضاعه‬ ‫الفاسدة السعودية المقلوبة… وكذلك موااقف شعبنا وطلبه في بريدة وانتفاضاته‬ ‫الشعبية والطلبية‪ ،‬نذكر منها على سبيل المثال انتفاضة الطلبة عام ‪ 1957‬حينما‬ ‫طواقوا اقصر المير السعودي الحاكم في بريدة محمد بن بتال ورجموه بالحجارة ودهم‬ ‫يهتفون بسقوط الحكم الظالم وتجار دينه الذين يطلق عليهم زو ارً اسم )دهيئت المر‬ ‫بالمعروف والنهي عن المنكر…! ( وما دهم إل عكس التسمية تماما… واقد اقامت تلك‬ ‫ال نلتفاضة الطلبية احتجاجا على ما اقامت به دهيئة )المر بالمنكر والنهي عن‬ ‫صيلن ابليس‪،‬‬ ‫المعروف…! ( في بريدة من جلد بعض الطلبة بحجة أنهم )يركبون اح ّ‬

‫ويمشون خارج بيوتهم بين العشاوين…! (!‪.‬‬

‫وترجمة دهذا الكلم "البومي" يعني ‪ :‬أن الطلبة يركبون عجلة "البايسكل" ويخرجون‬ ‫من بيوتهم في فترة ما بين المغرب والعشاء!‪ ،‬وركوب المواطنين للدرجات حرام‪ ،‬لكن‬ ‫ركوب رجال الدين والمراء واللصوص للسيارات الفخمة المسرواقة من حقوق العمال‬ ‫والفلحين وأبناء البادية الجياع مبا ح‪ ،‬ودهم ل يريدون أن يخرج الشعب ليل‪ ،‬وكفاية‬ ‫على شعبنا نهاره السعودي المظلم‪ ،‬لن من يخرج في الليل ربما اقد يفعل شيئا ضد عهد‬ ‫آل سعود الدامس‪ ،‬والشعب كله يعيش في حالة طوارئ دائمة ومنع تجول باستمرار وما‬ ‫زالت حالة الطوارئ مطبقة في عدد من مناطق ما يسمى بالسعودية منذ عام ‪1901‬‬ ‫حّتى يومنا دهذا‪ ،‬إذ يحرم على المواطنين السير في الشوارع أو السهر في البيوت ما بعد‬ ‫الساعة التاسعة ليل…‬

‫ودهذا يرجع إلى خوف الحتل لل السعودي من التجمعات… ول زال آل سعود ل يعدون‬ ‫شعبنا عداً ل بواسطة تجار دينهم‪ ،‬وبعبارة أوضح‪ ،‬مطلوب من كل مواطن أن يثبت‬

‫وجوده في المسجد الذي يقع في حّيه وذلك فجر كل يوم )الساعة ‪ 3.5‬صباحا…! ( وحرق‬ ‫الثياب والجلد في الشوارع والسجن لمن ل يثبت وجوده… ولعلك لم تسمع ‪ :‬ل أيها‬ ‫)‪(124‬‬


‫ال نلسان البعيد عنا ل بكلمة )نائب…! ( … وان سمعتها‪ ،‬فل يبدر لذدهنك أنه اقد أصبح لدينا‬ ‫)مجلس أمة… أو مجلس شعب‪ ..‬او مجلس نواب…! ( وأن دهناك )نواباً…! ( يمثلون شعبنا‬

‫في دهذا المجلس!‪..‬‬

‫حاشا‪ ،‬وكل‪ ،‬أن يمثل شعبنا تمثيل حقيقا طالما وجدت عائلة آل سعود‪ ،‬في‬ ‫الوجود… اّنما النواب ل يا صاحبي دهنا ل دهم ‪) :‬اعضاء دهيئة المر بالمنكر والنهي عن‬ ‫المعروف…! (‪.‬‬

‫… ونعود الن ليجاز الحدي ث عما حد ث لطلب بريدة بعد تطويقهم لقصر المير‬ ‫ابن بتال واقذفه بالحجارة‪ ،‬لقد أرسل الملك السعودي طائرتين امريكيتين محملتين‬ ‫بالعصي والعبيد‪ ،‬فاختطفوا الطلب من مساكنهم‪ ،‬والهبوا جلوددهم ضربا حّتى أغمى‬ ‫عليهم‪.‬‬

‫وبعد ذلك حملودهم بالطائرة بين الحياة والموت‪.‬‬ ‫وما كان مواقف فيصل ولي العهد ورئيس الوزراء آنذاك إل كمواقف الملك سعود ولم‬ ‫يكن مواقف آل فهد وبغايا آل سعود ل إل كمواقف فيصل ل من تهديد ذويهم وتأييد مخازي‬ ‫تجار الدين السعودي أعداء الشعب كله على ما ااقترفوه من جرائم وما يقترفون من‬ ‫فجور بدافع من حكم آل سعود‪..‬‬ ‫وما حد ث في بريدة وعنيزة حد ث ما يشبهه في وادي الدواسر‪ ،‬وفي المجمعة‪ ،‬في‬ ‫الزلفي‪ ،‬وفي الرس وفي سدير والفلج والحريق والحوطة‪ ،‬وفي شق ار وكافة بلد الوشم‬ ‫ونجد كلها‪.‬‬ ‫وحد ث في المدينة وفي مناطق كثيرة من الحجاز وعسير والحساء والقطيف‬ ‫والجبيل ل ومناطق الظهران ل لكن مثل دهذه ال نلتفاضات وحددها ل تكتفي للطاحة بأخس‬ ‫احتل لل سعودي عميل… ان العمل التنظيمي والجبهوي دهو الحل السليم للطاحة بهذا‬ ‫العار‪..‬‬

‫)‪(125‬‬


‫الحساء‬ ‫الحساء عاصمة المنطقة الشراقية الولى‪ ..‬الحساء )بلد الخضرة والماء والزيت‬ ‫الحسن…! ( ليوجد بها مستشفى بالمعنى السليم‪ ،‬ول طريق سالكة واحدة بالمعنى الكريم‪،‬‬ ‫الحساء المنكوبة بحكم الغاب السعودي‪ ،‬فكيف تم الحتل لل الستعماري السعودي لها؟‬ ‫…‬ ‫لقد رأى جون فيلبي أن الحساء دهي أدهم منطقة يجب الستيلء عليها واخراج‬ ‫ال تلراك منها ليسهل اتصال ال نلكليز ل بح ارً وب ارً وجواً ل بعمليهم عبد العزيز في الرياض‬

‫وامداده والحتفاظ بهذه المنطقة الستراتيجية الثمينة التي تربط الخليج العربي بالبحر‬ ‫الحمر… وتربط ما كان يسمى )بالمحميات…! ( في الجنوب بنجد والحجاز والجوف‪ ..‬انها‬ ‫مهمة جدا‪ ..‬لكنه لبد من تمهيد انكليزي للستيلء عليها… لذا رأى ال نلكليز أنه لبد‬ ‫من اجراء اتصالت ببعض العائلت الحسائية‪ ..‬وكان في ذلك ال تلصال بداية‬ ‫الحتل لل… ووعد عبد العزيز وجون فيلبي تلك العائلت "بالخير" بعد أن عادهددهم جون‬ ‫فيلبي ل نيابة عن ال نلكليز ل بأنهم )سيّك ولنون منهم مجلسا استشاريا‪ ،‬وأن تبقى خيرات‬ ‫الحساء لدهلها‪ ..‬وأن يختاروا حاكم الحساء من الحساء بطريقة انتخابية‪ ،‬على أن‬

‫يتعاونوا مع عبد العزيز آل سعود على طرد ال تلراك الذين احدثوا الضرار في البلد‬ ‫والعباد "!"‪ ،‬بالضافة إلى أن ال تلراك كفرة ومشركين!‪ .‬والخ…! ( …‬ ‫وأسدوا لهم من دهذه الوعود البرااقة والمال ما يسيل اللعاب!‪ ..‬فاطمأن من اتصلوا‬ ‫بهم من أدهل الحساء لتلك الوعود السعودية ال نلكليزية البرااقة‪ ،‬وساعد على تنفيذ خطة‬ ‫الحتل لل ال نلكلو سعودي للحساء ما أصاب الدولة التركية من تصدع وانهيار بعد أن‬ ‫فراقت اقواتها في كل جهة ودخلت في حرب البلقان وخرجت منها منهوكة القوى…‬ ‫ففي جمادى الولى سنة ‪ 1331‬الموافق ‪ 12‬ابريل )نيسان…! ( ‪ 1913‬م كان عبد‬ ‫العزيز بن سعود اقد وصل الحساء دهو ومجموعة مسلحة معه تبلغ ال للف شخص‬ ‫انتشروا في البساتين بصفة بدو رحل وكمنوا فيها‪ ،‬وفي تلك الليلة فتح لهم الذين اتفقوا‬ ‫معهم من أدهالي الحساء فتحة في جدار سور الهفوف الذي كان يحيطها من كل جانب‬ ‫ل والهفوف دهي عاصمة الحساء ل ودخل الجند السعودي المسلح من تلك الفتحة‬ ‫)‪(126‬‬


‫ودهاجموا القلعة التركية التي لم يكن بها سوى ‪ 64‬جندياً تركيًا‪ ،‬فلم تستسلم الحامية‬

‫ل وعلقه‬ ‫ل طوي ً‬ ‫واستمرت المقاومة التركية‪ ،‬حّتى أخذ واحد من الجنود السعوديين حب ً‬

‫بأعلى القلعة وتسلق من خل لله إلى داخلها وتبعه الجنود السعوديون فقتلوا الجنود‬ ‫ال تلراك جميعا‪.‬‬

‫ش رل )المير عبد العزيز بن سعود الذي كان مختفيا في أحد بيوت أحد‬ ‫وبعد ذلك ُب ّ‬

‫العملء من أدهل الحساء بالنبأ…! ( ودهكذا حل الحتل لل السعودي في الحساء محل‬

‫الحتل لل العثماني‪ ،‬وماذا فعل الحتل لل الجديد بعد ذلك؟!‪ ..‬في نفس اليوم‪ ،‬ااقام المير‬ ‫عبد العزيز وليمة دعا إليها بعض أدهالي الحساء‪ ،‬وفي مقدمتهم أولئك العملء الذين‬ ‫أخفوه عنددهم والذين تعاونوا معه من أبناء الحساء وشيوخ البادية )واقطع بعض‬ ‫رؤوسهم…! ( ثم وضعها إلى جانب صحون الطعام وأمر بقية المدعوين أن يأكلوا الطعام‪..‬‬ ‫وأخذ يرحب بهم )يادهل وسهل!‪ .‬حياكم ال!‪( !….‬‬ ‫س لل سيفه‬ ‫فتردد القوم… وامتنعوا عن ال كلل… لكن عبد العزيز الجبان الغادر ّ‬

‫ل ‪) :‬ااقسم بال أن أي واحد منكم ل يأكل سوف يسقط رأسه‬ ‫وأعلى صوته عند الطعام اقائ ً‬ ‫عن كتفه…! (… فأكلوا‪ ..‬لماذا فعل دهذا الطاغية عبد العزيز فعلته الصهيونية الجنونية‬

‫دهذه؟ )لقد كان يقصد فقط أن يردهب الخرين بما فعل‪ ،‬وبهذا ينقطع أمل الذين يرجون‬ ‫منه تنفيذ ما وعد به من "اصلحات" ووعود لمن تعاونوا معه بوضعهم في المناصب…! (‪.‬‬ ‫دهكذا اقال بنفسه‪ .‬وأعقب ذلك باحتل لل القطيف والعقير والجبيل واستولى على بقية‬ ‫المناطق‪ ،‬ثم بدل من أن يفي بعهده الباطل بتنفيذ ولو "اصلحات" طفيفة‪ ،‬وضع ابن‬ ‫عمه الشرير الشهير بجرمه وطغيانه )عبد ال جلوي…! ( حاكما على الحساء مطلق‬ ‫اليدين والقدمين‪.‬‬ ‫فأخذ يبطش بالشعب ويسوق المواطنين سخرة لبناء اقصوره ويفرض الضرائب‬ ‫الفاحشة على الفلحين وأبناء الشعب باسم "الزكاة" و"الجهاد" و"ضريبة الحفاظ على‬ ‫الشخاص" و"ضريبة الحافظ على العراض" حّتى أن دهذا الطاغوت أرغم عدداً كبي ارً‬

‫على بيع أولددهم وبناتهم في سوق الراقيق ليسدد )بقيمة الولد…! ( دهذه الضرائب‬ ‫السعودية الفاحشة المجرمة‪.‬‬ ‫)‪(127‬‬


‫وممن ارغموا على بيع بناتهم شخص اسمه ل ابن داوود ل… ومما دهو مشهور عن‬ ‫ابن جلوي أنه يرسل عبيده إلى بعض المواطنين لجبي الضرائب منهم إواذا ما اقابلهم‬

‫الشخص المطلوب في الطريق العام ولم يكن في جيبه شيئا واعتذر… أواقفوه في مكانه‬

‫وخطوا دائرة من حوله في الرض‪ ،‬وااقسموا له بقتله لو بر ح دهذه الدائرة… ويقف‬ ‫الشخص مكانه )ل يبرحه…! ( حّتى يرسل من يأتيه بمطلب العبد السعودي أو يعطي العبد‬

‫مفاتيح بيته ليذدهب العبد الخر ويفتش البيت ويأخذ ما يعجبه منه ثم يعود إلى المواطن‬ ‫المحبوس في الشمس ضمن الدائرة المخطوطة ويسلمه مفاتيحه ويضربه بالسيف على‬ ‫صدره أو رأسه… أما إذا لم يجد العبد شيئا ل في جيب المواطن ول في بيته ولم يكن له‬ ‫أولد يستوفيهم ابن جلوي أو يبيعهم فيقتاد المحبوس من الطريق إلى السجن ولن‬ ‫يخرج المواطن إل بعد أن يبيع ابنه أو بنته أو يقدم ابنه أو بنته أو يعمل مجاناً في‬

‫القصور لمدة سنة أو يتبرع عنه مواطن آخر‪ ..‬مقابل تسديد الضريبة السعودية إلى‬ ‫الحاكم بأمر ال!…‬ ‫ونورد على سبيل المثال ل الحصر اسم المواطن الفقير السقاء )بائع الماء…! ( محمد‬ ‫الدحيم من محلة الراقيات بالحساء الذي أرغمه ابن جلوي على بيع بنته ليسدد له‬

‫ضريبة "الجهاد المربوع" ومعنى "الجهاد" أن العصابة السعودية "تجادهد" لبناء اقصوردها‬ ‫وحماية نفسها بهذه الموال… أما معنى "المربوع" فهي أن العصابة السعودية تأخذ‬ ‫ضعف الضريبة اربع مرات كل سنة وأحيانا كل شهر وأحيانا كل اسبوع… المهم أن‬ ‫يدفع المواطن الفقير اربع مرات في السنة‪ ..‬والهوى السعودي دهو التشريع… وليس‬ ‫دهنا من اجراءات تسليم واستلم أو سجلت تثبت أن آل سعود اقد استلموا شيئا من‬ ‫المواطن الذي ل يقبل اقسمه ول عذره ول شهادة فقره… واقصة أخرى للمواطن علي بن‬ ‫صالح الذي جاء ليثبت أنه ل عمل له ول مورد ول أطفال يبيعهم أو يردهنهم لتسديد ما‬ ‫فرضه ابن جلوي عليه من ضرائب بحجة حماية عرضه من الكفار!‪ ،‬فأمر بن جلوي‬ ‫بربطه من يديه وراقبته بحبل إلى مؤخرة حصان ركبه أحد العبيد وأخذ يجره في الطراقات‬ ‫حّتى مات بعد اربع ساعات من الجر…‬

‫)‪(128‬‬


‫ودهناك الوان أخرى من "جهاد" آل سعود في سبيل ال… فقد ودهبوا مساحة أرض‬ ‫شاسعة تملكها البلدية لرجل دينهم الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ فباعها إلى البلدية‬ ‫نفسها بملغ مائة ألف ر… وكذلك أرض الزاقيقية التي استولى عليها أحد "زّاقان" آل‬

‫سعود ابناء الملك ورا ح يبيعها للمواطنين… وكذلك اقصر الملك الذي أشاده في الراقيقة‬ ‫‪ 40‬مليون ر واستغرق بناءه ثمان سنوات دون أن يعمل به أي عامل من عمال‬ ‫الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫وصر ح الملك بعد ذلك بقوله ‪) :‬انني اشيد دهذه القصور لطمئن الشعب أنني أعيش‬ ‫إلى جواره ول أستخدمها إل لمصادهرتنا مع الشعب وأعراسنا في دهذه المناطق…! (…‬ ‫انها أمثلة ل مجرد أمثلة ل عن جرائم آل سعود التي ليس لها مثيل … واقد صادر آل‬ ‫سعود الكثير من أراضي الفلحين ونخيلهم‪ ،‬في أماكن كثيرة من الحساء منها ‪ :‬الحقل‬ ‫والعمار والشراع والشهيبي وأبو اسحيل والشطيط والسحمية والقرين‪ ،‬وبستان الدليقية‬ ‫في الهفوف وبساتين المهرام والصقيهية والفاخرية الذي استولى عليها آل جلوي اقه ار‬ ‫وأدهدوا بعضها للشيخ علي بن ثاني وعدد من شيوخ اقطر‪.‬‬ ‫وأخذ آل سعود يثيرون الفتن السعودية بين أبناء السنة وأبناء الشيعة ويهدمون‬ ‫مساجد أبناء الشيعة‪ ،‬ول يقبلون شهادة الشيعي ول صل تله ول صيامه‪ ،‬ول يصلون‬ ‫عليه إذا مات ول يصلون خلفه ول يشربون من الماء الذي يشرب منه ول يأكلون منه‬ ‫طعامه‪ ،‬بينما يبيح تجار دينهم طعام المستعمرين ال نلكليز والمريكان واسرائيل التي‬ ‫تمتلئ اقصوردهم بأطعمتها… ومع ذلك يدعون أنه ل يوجد عدل في الدنيا إل العدل‬ ‫السعودي‪ ،‬ول يوجد أمن في الدنيا إل أمن سل للة القينقاع السعودية…‬ ‫ودهذه عينات وبينات من أمنهم السعودي المزعوم ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ل دهناك أكثر من مليون مواطن من الحساء والقطيف نزحوا للعراق وأكثردهم من‬ ‫البصرة والزبير‪ ،‬دهرباً من الظلم والفتك والنهب السعودي‪.‬‬

‫‪ 2‬ل جاء إلى جلد مناطق الحساء مواطن يدعى سعيد الفياض يشكون إليه أن‬

‫جمل يملكه )علي العجمي…! ( اقد أكل شيئا من بلح نخله‪ ،‬فأرسل ابن جلوي يطب "المدعى‬ ‫عليه" ولما مثل بين يدي ابن جلوي أصدر التشريع التي ‪:‬‬ ‫)‪(129‬‬


‫)يبقر بطن الجمل فإذا وجد فيه البلح وجب أن تقطع يد المدعي عليه وينحر إواذا لم‬

‫يوجد البلح فان اقطع اليد سيكون من نصيب المدعي )سعيد الفياض…! ( بالضافة إلى‬ ‫تغريم المدعي ثمن الجمل للحكومة )أي لبن جلوي…! (‪.‬‬

‫فاعتذر المدعو سعيد الفياض وتنازل عن الدعوى ل نله من الطبيعي أن ل يكون‬ ‫للبلح أي أثر في بطن الجمل بسبب دهضمه اياه لمضي مدة طويلة على أكله البلح…‬ ‫ولكن الجلوي لم يقبل دهذا التنازل‪.‬‬ ‫فأمر ببقر بطن الجمل وبالطبع لم يجد أث ارً للبلح‪ ،‬فأمر بقطع يد المشتكي مع‬

‫تغريمه اقيمة الجمل!‪ ،‬فحاول المشتكي أن يسترحم ابن جلوي ليعفيه من اقطع اليد ل نله‬ ‫دهو صاحب الشكوى على أن يكتفي الجلوي بتغريمه أضعاف اقيمة الجمل‪.‬‬ ‫ولكن الجلوي أصر على اقطع يد المدعي‪ ،‬وكرر المدعي ترّحمله وتوسل تله للجلد‬

‫"بأن يدفع للجلوي أرضه ونخيله اقيمة ليده" ولكن ابن جلوي اصر على اقطع يداه!‪.‬‬

‫فقطعت يد الشاكي سعيد الفياض من أجل حفنة من بلحه أكلها جمل المشكو عليه‬ ‫علي العجمي ولم يعثر عليها في بطن بعيره‪.‬‬ ‫والمعلوم أن ال ثلنين الشاكي والمشكو عليه من اقبيلة العجمان ودهي من اقبائلنا‬ ‫الشجاعة المعادية للسعوديين ودهي التي اقتلت "فهد بن جلوي" ابن الطاغية عبد ال‬ ‫الجلوي وشقيق الطاغية سعود الجلوي… ومن دهذا يظهر القصد السعودي الستعماري‬ ‫خلف دهذا الردهاب… ان القصد دهو ال نلتقام من دهذه القبيلة واليقاع فيما بينها والبطش‬ ‫بها تحت أي عذر أو سبب أو وسيلة لتحطيم المواطنين… واقد اقدر ما اقتله الحتل لل‬ ‫السعودي وجزاريه في مقاطعة الحساء والقطيف والجبيل بستين الف مواطن ومعظم‬ ‫القتلى من ابناء القبائل‪ ..‬ثم مات دهذا الجلد السعودي عبد ال بن جلوي الذي أاقطعت‬ ‫له منطقة البترول الكبيرة دهذه بما فيها من مواطنين ومزارع وغابات وعيون جارية…‬ ‫كيف مات الطاغوت؟‬ ‫لقد مات دهذا الطاغية بأتفه السباب المضحكة… مات بقرصة من "جعل" عضه‬ ‫بين خصيتيه!‪.‬‬ ‫)‪(130‬‬


‫والجعل دهو "ابن عم الخنفساء!"‪ ..‬مات بعد أن بذل جهده الجهيد في ممارسة‬ ‫جنسية ارتكبها في سطح اقصره وكان الواقت صيفا فأدركه التعب ونام على ظهره‬ ‫بقاذوراته كاشفا عورته للهواء الطلق‪.‬‬ ‫فحامت حول شرجه جماعة من الجعل نل‪ ،‬لدغه بعضها بين الخصيتين فّهب يصرخ‬

‫ويستصرخ العبيد… وورمت خصيته في الحال وتقيحت في اليوم التالي واستدعي إليه‬ ‫عدد من المشايخ "ومحضري الجن"!…‬ ‫لتل ولة التعاويذ حول شرجه وخصيتيه والدعاء لها بالشفاء… وحينما لم ينفع‬

‫الدعاء… إستدعي طبيب امريكي من البحرين اسمه )الدكتور ديم…! ( وبعد فحصه له اقال‬ ‫ضةل الجعل‬ ‫الطبيب ‪) :‬ان سموه مصاب بارتفاع شديد ومزمن في مرض السكر وان ع ّ‬

‫لخصيان سّم وله دهذه اقد تحولت إلى "غرغرينا" وأنه لبد من بتر خصيتي واقضيب سموه‬

‫على عجل إوال تآكل لحم جسمه كله…! (!‪..‬‬

‫فرفض الملك عبد العزيز كما رفض المصاب نفسه عبد ال بن جلوي ان يقطع‬

‫الطبيب "دهيبة الحكم" فالحكم السعودي اقائم على العضاء التناسلية… واستمر علج‬ ‫مشايخ الدين السعودي لشرج الطاغية بالتفال والتعاويذ!… واستمرت "الغرغرينا" تفتك‬ ‫في شرجه واسفله لتثأر لعشرات اللف ممن اقطع الطاغية أيديهم وأرجلهم ورؤوسهم‬ ‫وأوصالهم… ومات الطاغية… وكاد الجعل يقدس لهذا الفعل الجليل‪..‬‬ ‫إذ بدأ دعاء الناس المظلومين يتعالى بالهتاف "للجعل" أطال ال عمر الجعل الحقير‬ ‫صدلق ان مثل‬ ‫الذي فعل ما عجز عن فعله البشر السوي‪ ،‬البشر الذي لم يكن واقتها ي ّ‬

‫دهذا الطاغية المسّم ىل بشيخ الظلمة عبد ال بن جلوي يموت بقرصة من شيخ الخنافس‬

‫ل الجعل ل …‬

‫حّتى الطاغية ال كلبر عبد العزيز آل سعود لم يصدق ما حد ث لبن عمه حينما أبلغ‬

‫بما حد ث إل بعد أن كشف بنفسه على شرج ابن عمه عبد ال بن جلوي فأمر بدفنه…‬ ‫لكن عبد العزيز لم يتعظ بمصير الطغاة فااقتطع مناطق الحساء والقطيف والجبيل‬ ‫والمناطق البترولية لجلد أاقذر منه تعّلم فنون البطش والرذيلة في أحضان والده شهيد‬ ‫الجعل نل… اّنه الطاغية سعود بن عبد العزيز الجلوي… والجميع من عائلة آل‬ ‫)‪(131‬‬


‫سعود… فأخذ البن عن والده سيرته القذرة‪ ،‬بل أاقذر‪ ،‬إذ أصبح الخلف أشر من‬ ‫السلف‪..‬‬ ‫بحي ث ل يمكن للقلم بهذه السرعة أن يحصي مآسيه وآثامه‪ ،‬وانما أردت بذلك‬ ‫التنويه عن بعضها فقط فهي ل حصر لها ول عدد و"مشروعاته في فن الجرام كثيرة…‬ ‫أول تلك المشروعات اصداره الوامر بقتل ‪" 82‬عبدا" من عبيد والده‪ ،‬عشرة منهم‬ ‫اقتلهم بتهمة التآمر على حياته…‬ ‫أما القسم الخر فل تهمة لهم‪ ،‬إل أن احدى جواري الجلد الجديد سعود الجلوي‬ ‫الصقت بأحددهم تهمة معاشرتها… وبدأت القصة كما يلي ‪:‬‬ ‫لقد حملت احدى الجواري من ابنه عبد العزيز )شهيد الخّم الرة ل الذي اقتله الجزائري‬

‫عام ‪ 1963‬في الخمارة الفرنسية بباريس عندما ذدهب لباريس برفقة الملك سعود…! (‬

‫فسأل سعود الجلوي ل الجارية ل عن مصدر ذلك الجنين ولم تجرؤ أن تعترف بأن ابنه‬ ‫عبد العزيز اقد اغتصبها ودهدددها بالقتل فيما لو أخبرت والده‪.‬‬ ‫فادعت الجارية )انها كانت نائمة فهجم عليها واحد من العبيد في ظلمة الليل وكتم‬ ‫أنفاسها وصوب مسدسه إلى رأسها وبهذه الطريقة اغتصبها ولم تجرؤ ساعتها أن‬ ‫تخبر سعود لخشيتها منه أن يفسر المر على أنه حد ث بموافقتها…! (!…‬ ‫فسألها سعود الجلوي دهل تعرفين العبد؟… اقالت ‪" :‬ل أعرفه لقد تم كل شئ في‬ ‫الظلم"…‬ ‫اقال اذن فلينفذ دهذا التشريع ‪) :‬تقتل المرأة وجنينها‪ ،‬ثم يسجن كل العبيد الذين‬ ‫يسكنون القصر في سجن الحساء "الدباب" ويتركون بل طعام ول ماء حّتى يموتون‬

‫جوعا وظمأ…! (‪ ..‬وبموجب دهذا التشريع السعودي ألقي القبض على ‪ 82‬انسانا ممن جعل‬

‫منهم الظلم والطغيان والتشاريع الطاغوتية "عبيدًا" فزج بهم في السجن وماتوا بهذه‬ ‫الطريقة الفاحشة الوحشية…‬

‫وفي دهذا ال ثلناء ‪ :‬اتفق عدد من العبيد الذين لم يعتقلوا بعد على القيام بثورة على‬ ‫دهذا الطاغوت واقتله دهو وعائلته واقالوا ‪ :‬ان نجحنا فقد نلنا شرف اقتل دهؤلء الشرار وان‬ ‫ُاقتلنا فقد نلنا شرف الستشهاد وما دهذه الحياة ال عبودية لنا وعار عليها…‬ ‫)‪(132‬‬


‫وكان يقوددهم ل يماني ل مستعبد أطلقوا عليه اسم "مريزيق" ولكن الطاغية سعود‬ ‫الجلوي اكتشف الخطة اقبل نجاحها وأحضر الراقاء وعدددهم عشرون واحدا وطلب منهم‬ ‫أن يقتل كل واحد منهم الخر حّتى يفني بعضهم بعضا‪ ..‬وكان منظ ارً بطوليا مؤث ار حي ث‬

‫رفض العبيد أن يقتل بعضهم بعضا…‬

‫وأدخل دهؤلء البطال إلى سجن الحساء مقيدين بأثقال الحديد ومنعوا عنهم الطعام‬ ‫والماء ثم أحراقودهم بالنارأحياء…‬ ‫واستشهد البطال الذين يسمونهم عبيدا… بينما بقي العبيد آل سعود والسعوديين‬ ‫الحياء… ومن ذلك الواقت سمي سجن الحساء باسم "سجن العبيد" ودهو عبارة عن‬ ‫مقبرة للحياء تحت الرض تضم عظام البشر واقد اقتل فيه معظم الزعماء الثائرين بهذه‬ ‫الطريقة‪ ،‬ويضرب أبناء الشعب المثل المعروف في دهذا السجن بقولهم )داخله مفقود‬ ‫وخارجه مولود…! (…‬ ‫ومن تشاريع دهذا الطاغية )سعود بن الطاغية عبد ال الجلوي…! ( التشاريع ال تلية ‪:‬‬ ‫ألقى سعود الجلوي القبض على عامل يدعى جربوع الجبيلي بتهمة عدم اطاعة‬ ‫اوامر )السيكيورتي…! ( في الواقوف‪.‬‬ ‫و"السيكيورتي" دهو بوليس المن المريكي بشركة أرأمكو‪ ،‬وزج بالعامل جربوع في‬ ‫السجن‪ ،‬ومن سوء حظ جربوع الجبيلي اّنه وجد إلى جانبه في السجن شخصاً آخ ارً‬

‫يشاركه في السم الول أيضاً ويدعى جربوع السبيعي‪ ،‬واقد اتهم الخير بطعن أحد‬ ‫المريكان بخنجره‪..‬‬

‫فأمر سعود الجلوي بقطع يد جربوع السبيعي الذي طعن المريكي غير أن "عبده"‬ ‫الجزار المدعو )خسارة…! ( أساء الفهم فقطع يد جربوع الجبيلي الذي رفض اطاعة أمر‬ ‫المريكي‪ ،‬وما أن عاد العبد إلى سيده حّتى أمره بأن يعود ثانية ليقوم بجلد جربوع‬

‫الجبيلي المتهم بمعصية أوامر بوليس المن المريكي‪ ،‬ولما أخبره "عبده" خسارة ‪ :‬بأنه‬ ‫اقد اقطع يد المذكور…‬ ‫رد عليه سيده سعود الجلوي بكل برود ‪) :‬دهذا دهو ما كتبه ال لهذا الجربوع ل اذن‬ ‫اذدهب يا خسارة وااقطع يد الثاني جربوع السبيعي‪( !…..‬‬ ‫)‪(133‬‬


‫فنفذ العبد الجلوي خسارة أمر سيده وبذلك اقطعت ل يدا ل الجربوعين ل جربوع الجبيلي‬ ‫وجربوع السبيعي… ان دهذه القصة من اقصص الحتل لل السعودي وأمنه المزعوم الذي‬ ‫يتشدق به بعض المأجورين من كتاب وشعراء زيفوا تاريخ شعبنا العربي الثائر وليق أر‬ ‫الذين زيفوا تاريخنا اقصة أخرى من اقصص احتل لل السعوديين وتاريخهم الملعون ‪:‬‬ ‫جاء إلى سعود بن جلوي أحد المواطنين يخبره )أنه عثر على كيس من البن في‬ ‫صحراء الددهناء وان الكيس ل يزال دهناك موجودا في صحراءه فأحببت اطلعكم عليه يا‬ ‫أمير حّتى تتمكنوا من انتشاله اقبل أن تدفنه الرمال…! ( فسأله سعود بن جلوي عن‬ ‫الوسيلة التي جعلته يعرف بها اّنه كيسا من البن أو غيره؟‪.‬‬

‫فأجابه المواطن البدوي الشريف أنه لمس الكيس بقدمه‪.‬‬

‫فقال ابن جلوي ‪ :‬أي اقدم دهذه لمست بها كيس البن؟ اقال البدوي ‪ :‬لمسته بقدمي‬ ‫اليمنى‪ ،..‬فأمر ابن جلوي بقطع اقدمه اليمنى‪ ..‬والغريب ليس دهذا!‪ ..‬بل الغريب في‬ ‫المر أن دهذا المواطن الشريف كان يضحك أثناء عملية اقطع رجله اليمنى ودهو يردد‬ ‫باستمرار "الحمد ل الحمد ل ما دفع ال كان أعظم!"‪..‬‬ ‫ولما سئل المواطن عن سبب دهذا التحميد الزائد والضحك بينما العبيد يقطعون رجله‬ ‫اقال المواطن ‪) :‬انني أضحك على شر البلية ‪ ..‬وشر البلية ما يضحك‪ ،‬أضحك‬ ‫أول ل على دهذا الحكم المضحك السعودي وأاقول أن دهذا العمل دهو عمل اليهود بعينه‬ ‫وليس من فعل العرب والسلم أبدا… واضحك‬ ‫ثانيا ل على الناس الذين يظلمون "اقرااقوش" عندما يتندرون بحكمه ول يتندرون‬ ‫بحكم آل سعود بدل من حكم اقرااقوش‪ ،‬وأحمد ال أيضًا‪ ..‬أحمده على اقطع رجلي فقط…‬ ‫ل نلي لم أغلط وأاقل لبن جلوي بأنني لمست كيس القهوة برأسي لكيل يقطع رأسي…‬

‫ولكنه عمل اليهود…! (…‬ ‫واقصة أخرى نسقودها لشعراء المديح ومزيفي التاريخ‪ ،‬وكذلك نسواقها لذوي الضمائر‬ ‫الحية والميتة ‪:‬‬

‫)‪(134‬‬


‫فقد أحد المريكان اقلمه فاتهم به عامل يدعى محمد العتيبي فااقتادته شركة أرامكو‬ ‫الستعمارية إلى ابن جلوي واقطعوا يده في الحال مع نفيه عن المنطقة حي ث مات في‬ ‫الطريق وفي اليوم التالي وجد المريكي المجرم اقلمه في جيب اقميصه الثاني…‬ ‫وكانت تلك المهزلة واحدة من تسالي المريكان المضحكة حول أكواب الويسكي‬ ‫المتجاوبة مع دهزات راقصة الروك اندرول في "امريكان سيتي" )المستعمرة المريكية…! (‬ ‫وواحدة من مهازل المن السعودي المريكي المزعوم…‬ ‫ودهذه حكاية أخرى تفضح مزاعم الدجالين عن المن السعودي المزعوم… اسمعوا‬ ‫الحكاية‪ ..‬الغصة ‪:‬‬ ‫وجد راع من أبناء ل اقبيلة المرة ل عند مرعى غنمه لوحا مركو از من اقبل رسل شركة‬ ‫ارامكو في أرضنا العربية عن البترول العربي فأخذه الراعي العربي ليهش به على‬ ‫غنمه‪ ،‬فقابله أحد المريكان وعرف أن اللو ح الذي ل يزيد طوله عن أربعة أاقدام فقط‪،‬‬ ‫دهو من العلمات الكثيرة التي تركزدها شركة أرامكو وتمل بها أرضنا كعلمات مميزة‬ ‫لملكية شركة أرامكو الستعمارية لرضنا الشاسعة الواسعة‪ ،‬فااقتاد المريكي الراعي‬ ‫العربي إلى أاقرب مركز للشرطة السعودية حي ث كتبوا إلى ابن جلوي على اقطعة من روق‬ ‫اللف أسمودها معاملة كتبوا عليها كلمة تقول"بأن الراعي سرق اللو ح من شركة أرامكو"‪،‬‬ ‫فجاء الرد الجلوي في الحال "لجراء الل زلم حسب النظام‪ ،‬ااقطعوا يد السارق‪ ،‬مع تغريمه‬ ‫خمسمائة ر كثمن للورق وخدمة للمعاملة وأتعاب لعبدنا الذي اقطع يده ورد اعتبار‬ ‫لشكة أرامكو وضيوفنا المريكان"…‬ ‫أيها الناس ‪ :‬دهكذا نعيش في حكم الحتل لل السعودي‪ ،‬دهكذا يعيش الفرد مجردا من‬ ‫أبسط الحقوق ال نلسانية‪ ،‬حي ث ل توجد اقوانين تشكل ضمانا لحماية حقوق الوطن‬ ‫والمواطنين وصون الكرامة والقيم ال نلسانية المهدورة‪ ،‬طغيان بل أنظمة إل القرآن‬ ‫الكريم الذي جنوا عليه دهو الخر مثلما جنوا على شعبنا وحرفوا آياته الكريمة تحريفا‬ ‫واضحا عن حقيقتها ال نلسانية التي نادى بها محمد كهدي للناس ونذي ار للطغاة‬ ‫الظالمين وحربا شعواء على الملوك وبني صهيون أينما كانوا حي ث أخذوا يحرفون‬

‫)‪(135‬‬


‫القرآن الكريم لصالح فسقهم وفساددهم رغم أن القرآن الكريم يصرخ في وجوه الطغاة‬ ‫اقائل ‪:‬‬ ‫)السارق والساراقة فااقطعوا أيديهما جزاء من ال نكال بما كسبا…! ( ودهذه الية القرآنية‬ ‫الكريمة ل تعني أن تقطع أيدي أبناء الشعب الكريمة وانما يعني أن تقطع أيدي الملوك‬ ‫والمراء وأيدي الحكام الخونة الذين يسراقون المليين من أفواه المليين…‬ ‫يسراقون الشعب كله وحرياته كلها ويعتدون على كل حرماته‪ ،‬ودهذا ما جعل النبي‬ ‫محمد عليه السلم يرفض وساطة من توسطوا لحدى الميرات والمراء الغنياء عندما‬ ‫سرق المير اقائل عليه السلم )وال لو أن فاطمة بنت محمد سراقت لقطعت يددها‬ ‫فااقطعوا يدا دهذا النبيل…! ( واقال ما معناه )لقد كان من سبقكم من الكفار يتركون أيدي‬ ‫النبلء تسرق ويقطعوا أيدي الفق ارء…! (‪.‬‬ ‫كما شرع عمر بن الخطاب بقطع يد أحد النبلء حينما جاءه يشكو إليه أن عامل‬ ‫عنده اقد سرق بعيره فقال عمر )أطعموا عمالكم مما تطعمون لو لم يكونوا جياعا لما‬ ‫سراقوا…! (‪.‬‬ ‫ومع ذلك فهناك شئ ربما يخفى على الناس‪.‬‬ ‫ودهو أن عصابة الحتل لل السعودي تعتبر عضو في الجامعة العربية وعضو في‬ ‫المم المتحدة ولها مكتب دائم لدى دهيئة المم ينفق عليه ‪ 50‬مليون دولر سنويا ولها‬ ‫مندوب في دهيئة المم يتقاضى ‪ 50‬ألف دولر صافية مهمته الصراخ في أمريكا‬ ‫بالدعاية للستعمار السعودي‪.‬‬ ‫وما سبق ذكره أمثلة فقط على ما حد ث ويحد ث في الحساء العاصمة وفي القطيف‬ ‫والجبيل ودارين وبقية أجزاء المنطقة الشراقية وكل أنحاء البلد التي انخدع بعض‬ ‫كباردها آنذاك بالدخول في جنة آل سعود الموعودة‪ ،‬التي كان يعددهم ويمنيهم بها وما‬ ‫يعددهم الشيطان إل غرو ار…‬ ‫ولكنهم اقبلوا الدخول تحت حكم ابن السعود ل نلهم ظنوا أن حكمه سيكون كما وعد‬ ‫به وعادهددهم عليه "أصلح" حكما ممن كانوا يحكمونهم من أمراء ومشايخ وعثمانيين‬ ‫يسلبون أرزااقهم ويعتدون على حرياتهم‪ ،‬كما أروا أن دهذه المناطق القريبة من الساحل‬ ‫)‪(136‬‬


‫اقد أصبحت عرضة ل نلواع من القراصنة والغزاة وظنوا أنهم بانضمامهم لبن السعود‬ ‫سيكون لهم دولة كبيرة اقوية تقدمية موحدة يعيشون في رحابها في بحبوحة من العيش‬ ‫الكريم محافظين على حرياتهم ومعتقداتهم بعد أن أرسل لهم ابن السعود من يفاوضهم‬ ‫على دهذا باسمه ويقسم لهم أغلظ اليمان…‬ ‫وكان ال نلكليز حّتى تلك اليام لم يروا جدوى الكشف عن وجودههم كثي ار خوفا من‬

‫)جيش الخوان…! ( الذي لقنه تجار الدين السعودي الوعاظ بأمر من ال نلكليز أنفسهم )بأن‬ ‫جميع حكام وشعب الجزيرة العربية والبلد العربية الخرى كفا ار…! ( وكما دهو معروف‪ ،‬كان‬ ‫اتصال ال نلكليز بعبد العزيز بن السعود يجري بواسطة جون فيلبي ورجال بعثته الذين‬ ‫أصبحوا من رجال الدين والقضاء السعودي بعد أن أطلقوا ذاقونهم وأشهروا اسلمهم‬ ‫زيفا وأخذوا يصلون أكثر من الحد المعقول‪ ،‬وأحيانا يجري ال تلصال ال نلكليزي بواسطة‬ ‫أعضاء )مجلس الربع…! ( ذوي ال للسنة والسحن العربية والضمائر الميتة ال نلكليزية‪،‬‬ ‫أمثال حافظ ودهبة ويوسف يس‪ ،‬ولكنه ما أن بقيت سواحل الخليج العربي مفتوحة بعد‬ ‫التسلط السعودي على مناطق الحساء والقطيف والجبيل ودارين حّتى رأى ال نلكليز أنه‬

‫ل داع للختفاء كثي ار بل يجب الواقوف عل نلية لحماية دهذه العصابة السعودية‬

‫واعطاءدها )صفة الدولة…! ( بعد أن خرج ال تلراك حّتى ل يعودوا وخاصة بعد أن رأى‬

‫ال نلكليز أن ال تلراك اقد شنوا حملة على عميلهم عبد العزيز من ميناء العقير فخشي‬ ‫ال نلكليز أن يعاود ال تلراك حملتهم بقوة أاقوى‪ ،‬لهذا لبد من ردع ال تلراك‪ ،‬فأرسلوا عددا‬

‫من البواخر الحربية ال نلكليزية إلى ميناء العقير والجبيل وسواحل القطيف والحساء‬ ‫ودارين وانزل عدد من ال نلكليز في المراكز الحساسة وأكد ال نلكليز لل تلراك أنهم‬ ‫سيحمون ابن السعود بأي شكل من الشكال‪.‬‬ ‫وساعد على صد ال تلراك اندلع الحرب العالمية الولى عام ‪ 1914‬م وزج ال تلراك‬ ‫بأنفسهم يخوضون غماردها مع ال للمان حي ث أنهكت اقوى ال تلراك‪.‬‬ ‫ولكن ال نلكليز أروا أن مجرد المناصبة العادية مهما كان حجمها الكبير ل يجدي‬ ‫وانما لبد من اعل نل الحماية لل سعود بصفة رسمية أمام العالم ليبقى لهم حق‬ ‫الحماية "المشروعة" وانجا ح دهذا الذلول…‬ ‫)‪(137‬‬


‫فتوجه الكولونيل السير برسي كوكس المعتمد البريطاني في سواحل الخليج العربي‬ ‫سنة ‪ 1915‬حي ث اقابل المير عبد العزيز بن السعود في مخيم العقير لول مرة‪.1‬‬ ‫ويقول الكولونيل برسي كوكس )لقد كانت أول مرة لي أاقابل فيها أميرنا عبد العزيز‬ ‫بن السعود‪ ،‬ولقد أعجبت به ولم يخب ظن أحدنا بالخر واقلت له ‪ :‬انك شخصية اقوية يا‬ ‫عبد العزيز‪.‬‬ ‫فرد عبد العزيز بقوله ‪ :‬أنتم الذين كونتم لي دهذه الشخصية ودهذا الجاه ولول بريطانيا‬ ‫العظمى لم يكن يعرف أحد أن دهناك شيئاً اسمه عبد العزيز آل سعود‪ ،‬لول كلم كنت أاقيم‬

‫لجئا في الكويت‪ ،‬انني بكم وصلت إلى لقب المير عبد العزيز بن سعود وسوف لن‬

‫أنسى لكم دهذا الفضل مدى حياتي وسأبقى لكم خادما مطيعا منفذا لما تريدون…! ( ويقول‬ ‫جون فيلبي الذي حضر دهذا الجتماع ‪ :‬ورد السير برسي كوكس اقائل ‪) :‬نحن لم نمنحك‬ ‫لقب ل أمير ل فقد كنت أمي ار بطبيعتك أما اللقب الذي سأاقلدك وسامه الن باسم بريطانيا‬ ‫العظمى فهو لقب ل السلطان عبد العزيز سلطان نجد والحساء والقطيف والجبيل…! (…‬ ‫فقلده وسام السلطنة البريطانية ل واقال ‪ :‬وفي المستقبل القريب سنقلدك وسام‬ ‫سلطنة حائل بعد القضاء على خصومنا ثم سلطنة الحجاز ونجد لتصبح سلطان نجد‬ ‫والحجاز وملحقاتهما ثم نجعل منك ملكا بعد تسليمك عسير وبعض المارات الخرى‬ ‫لنطلق عليها اسمكم فتصبح )المملكة السعودية…! ( ل ودهنا استفسر عبد العزيز ودهو يقبل‬ ‫جبين الكولونيل كوكس ويده اليمنى ترتعش من شدة الفر ح ويردد ‪ :‬ل )ال يقدرنا على‬ ‫خدمتكم ال يقدرنا على خدمة بريطانيا ل ماذا تعني بالمارات يا سيدنا برسي…! (؟…‬ ‫فتكلم المستشار عبد ال الدملوجي مسابقا الكولونيل بقوله ‪ :‬ان الكولونيل ل يعني‬ ‫بالمارات الخرى مثل البحرين والكويت واقطر والشام وفلسطين والعراق واليمن ل فقاطعه‬ ‫السير برسي كوكس بكلمة حاول فيها اخفاء ملمح الغضب من وجهه بابتسامة‬ ‫استخفاف اقائل ‪ :‬كل…‪ .‬كل… اّنما أاقصد ‪ :‬نجد وحائل والحجاز والحساء والجوف‪،‬‬

‫ل نلنا ل نضمن واقوف آل رشيد أو استمرار الحسين بن علي معنا‪ ،‬ولذلك سننقل‬

‫الحسين بن علي لتعيينه إذا أراد وأولده ملوكا على العراق وسوريا‪ ،‬ولكننا نعتقد أن‬ ‫‪ 1‬انظر صور عبلد العزيز وكوكس وشكسبير في آخر الكتاب‬ ‫)‪(138‬‬


‫الحسين سيرفض الستجابة لتعيينه في منصب أصغر مما يتخيله في عقله وحينها‬ ‫سنضطر إلى نفيه بعيدا‪ ،‬أما أولده فنتواقع موافقتهم‪ ،‬أما امام اليمن فنحن نمده الن‬ ‫لمحاربة ال تلراك في اليمن وسنضع حدودا لكل من ممالككم ونحن نحارب توحيد البلد‬ ‫العربية تحت حكم رجل واحد حّتى ولو كان ملكا لن دهذا ليس في صالح بريطانيا‪،‬‬

‫فالتوحيد سينتج عنه ذوبان الاقاليم وتلشي التبعيات وبذلك يصبح العرب اقوة كبرى‬ ‫تقف في وجه مصالحنا المشتركة‪ ،‬كما أن وضع البلد العربية تحت حكم شخص واحد‬ ‫سيضعف دهذا الشخص في يوم من اليام فتحد ث بعد ذلك ثورات اقد تؤدي إلى اقيام‬ ‫جمهورية عربية واحدة‪ ،‬ثم أن عندنا الن مشكلة اليهود وفلسطين‪ ،‬اننا نريد حسمها‬ ‫لنمكن اليهود من العيش بسلم في وطن لهم بعد دهذا التشرد الطويل‪ ،‬ونريد أن يساعدنا‬ ‫ملوك العرب بصفتهم يمثلون الشعوب العربية التي ستعارض فكرة اعطاء اليهود أرضا‬ ‫في فلسطين‪ ،‬فما دهو رأي السلطان عبد العزيز؟…‬ ‫فاستفسر عبد العزيز عن رأي السير كوكس بقوله ‪) :‬ماذا تعني بهذا الكلم؟……! (‬ ‫فخشي السير كوكس من أن يكون عبد العزيز بسؤاله دهذا اقد استاء من موضوع‬ ‫ايجاد اليهود في فلسطين‪ ،‬فرأى أن يمهد لما يريد من عبد العزيز اجابة عليه‪ ،‬فقال‬ ‫السير كوكس ‪) :‬انني واثق منك يا عبد العزيز بأنك سوف ل ترد لنا طلبا وان الحياة‬ ‫كلها مصالح مشتركة‪ ،‬فلول مصالح بريطانيا ل يمكن لنا أن نساعدك يا عبد العزيز‪.‬‬ ‫ولو لم تكن أيها السلطان موضع ثقة منا لما دعمناك وحاربنا من أجلك والذي أريد‬ ‫أن أاقوله دهو دهل يمكن فيما لو طلبنا منك أن تعترف لنا بجعل فلسطين وطنا اقوميا‬ ‫لليهود أن نطمع بالموافقة؟‪ ،‬أعتقد أن في دهذا ضمانة لبقائك كما دهو من صالح‬ ‫بريطانيا أن يكون لليهود كيان ووطن‪ ،‬وما دهو صالح لبريطانيا لشك في صالحك‪..‬‬ ‫ويتابع جون فيلبي اقوله ‪ :‬فضحك عبد العزيز ساخ ار من دهذا الطلب‪ ..‬وألقيت نظرة‬ ‫فاحصة على وجه الكولونيل كوكس إواذا به اقد امتعض… ل شك أنه خشي مثلما‬

‫خشيت أنا أيضاً أن تكون ضحكة السلطان عبد العزيز الساخرة بداية للخروج عن‬

‫الطاعة ورفض الطلب الذي لم يسبق للسير كوكس أن تفوه به لحد اقبل عبد العزيز بل‬

‫ل يمكن أن يتفوه به السير كوكس لو لم يكن مكلف في بحثه في دائرة المخابرات العامة‬ ‫)‪(139‬‬


‫في لندن وبذلك تواقعنا تلك اللحظة أن نخسر عبد العزيز ويخسر دهو نفسه ويكون‬ ‫لورنس اقد انتصر في اصراره على رأيه القائل بأن ل الحسين بن علي ل كان أصلح‬ ‫لبريطانيا من عبد العزيز ابن السعود…‬ ‫ولكن سرعان ما تبددت أودهامنا وتحقق صواب رأيي في صاحبي العزيز عبد العزيز‬ ‫الذي طالما دافعت عنه‪ ..‬اقال السير كوكس بسخرية ‪ :‬لماذا تضحك من اقولنا يا عظمة‬ ‫السلطان عبد العزيز؟!‬ ‫فرد عظمته اقائل ‪ :‬شئ مضحك فعل!‪ .‬شئ مضحك ان تطلبون مني أن أوافق على‬ ‫ااقامة وطن لليهود في فلسطين ل بينما اليهود موجودين في فلسطين فعل وال نلكليز‬ ‫يحكمون فلسطين فعل وبامكان ال نلكليز اعطاء اليهود ما يشاؤون من دهذه الرض‬ ‫التي يحكمونها‪ ،‬دهذا ما يضحكني ويضحكني أيضاً أن ينشئ ال نلكليز ممالك وملوك‬

‫وسلطين ومع ذلك يطلبون أخذ الموافقة ممن أاقامودهم بأيديهم من دهؤلء السلطين‬ ‫والملوك‪ ،‬ثم أضحك أيضاً مماذا يستفيد ال نلكليز من موافقة واحد مثلي يرجو عون‬

‫ال نلكليز ويمد اليهم يده كل شهر ليتقاضى معاشه من ال نلكليز ويستطيع ال نلكليز رفع‬

‫مرتبه أو تخفيضه أو اقطعه واسقاطه شخصياً أو انجاحه؟!‪ ..‬اقال كوكس ‪ :‬ان ما تقوله‬

‫يا عظمة السلطان كله صحيح‪ ،‬ونحن لم نمنحكم ألقاب السلطين والملوك ونمدكم‬ ‫بالعون والنجا ح ال لتكونوا ممثلين للشعوب العربية وبذلك يكون لعترافكم اقيمة‬

‫وشرعية فأنتم محسوبون من ال نلكليز ووجود ال نلكليز أو إسرائيل في فلسطين أو أي‬ ‫بلد عربي يعتبر انتهاكا لحرمة دهذا البلد‪ ،‬دهذا ما يقال وما دهو وااقع اليس كذلك يا عظمة‬ ‫السلطان؟…‬ ‫فرد عبد العزيز اقائل ‪ :‬نعم… ل شك… إواذا كان لعترافي دهذه الدهمية عندكم فأنا‬

‫أعترف ألف مرة باعطاء اليهود وطنا في فلسطين أو غير فلسطين‪ ،‬ودهذا حق ووااقع…‬ ‫ودهنا دس عبد العزيز يده وأخرج وراقة صغيرة كانت في جيبه المتدلي من أعلى صدره‬ ‫إلى أسفل بطنه وكتب السلطان بخط يده يقول )أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن‬ ‫الفيصل آل سعود أاقر وأعترف للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى ل مانع‬

‫)‪(140‬‬


‫عندي من اعطاء فلسطين لليهود أو غيردهم كما ترى بريطانيا التي ل أخرج عن رأيها‬ ‫حّتى تصيح الساعة…! (!…‬

‫وصيا ح الساعة معناه ‪ :‬اقيام الساعة‪ ...‬أي القيامة‪ ..‬ولو كان عبد العزيز يؤمن‬

‫بقيام القيامة ما اقام بهذا العمل‪ ..‬لكنه السلطان عبد العزيز… صديق بريطانيا‬ ‫الول…‬

‫‪1‬‬

‫واقال فيلبي ‪ :‬بعد انفضاض دهذا الجتماع أخذت أماز ح عبد العزيز متسائل واقلت ‪:‬‬ ‫كيف تبصم يا عظمة السلطان بهذا الشكل؟‪.‬‬ ‫أل تتواقع أن يغضب العرب على عظمتكم فيما لو عثروا على دهذه الوريقة؟ فقال‬ ‫باستهزاء ‪ :‬العرب؟!… العرب‪ ،‬وين العرب؟… نحن سلطين العرب يا حاج فيلبي…‬ ‫لورنس اسمه ملك العرب… وفيلبي اسمه شيخ العرب… ولو انتظرنا رأي العرب ما‬ ‫أصبحنا سلطين كما ترى… وما دامت بريطانيا راضية فل يهم ان غضب العرب أو‬ ‫رضوا…‪ .‬وما دام دهذه الوراقة عند كوكس فهي في مأمن‪.‬‬ ‫اقلت للسلطان ‪ :‬ربما يسبب دهذا التواقيع تشريد شعب فلسطين بكامله من‬ ‫فلسطين… فرد عبد العزيز علي بقوله ودهو يضحك بصوت مرتفع ‪" :‬أل ترى أننا اقد‬ ‫شردنا من جزيرة العرب الكثير من أدهلها وسنشرد الكثير أيضاً وتعلم أننا كّفرنا العرب‬

‫المسلمين ودهم ليسوا كفا ار ارضاء لبريطانيا فهل تريد أن اغضب بريطانيا لن عدداً من‬

‫أدهل فلسطين سيشرد؟… أدهل فلسطين ل يستطيعون حمايتي إذا لم تحميني بريطانيا‬

‫من العداء ولتحترق فلسطين بعد دهذا… من يعرف أن في نجد شيئاً اسمه السلطان‬

‫ابن سعود لو رفضت التواقيع أو عارضت أوامر سيدنا كوكس… أنت تمز ح وال صادق‬

‫يا فيلبي؟…" اقلت وأنا أبتسم ‪ :‬ل يا عظمة السلطان انني أمز ح لرى ما تقول… وبعد‬ ‫ذلك اقرر السير برسي كوكس رفع مرتب السلطان عبد العزيز بعد أن تظلم السلطان من‬

‫‪ 1‬انظر في آخر الكتاب وثيقة بخط يلد عبلد العزيز وختمه يعطي بها فلسطين لليهولد وقعها للسير برسي كوكس‪،‬‬ ‫واستحصلنا عليها من كتاب فيلبي أرسله للملك سعولد يهلدلده فيه بنشرها في حال علدم من منفاه في بيروت إلى "وطنه"‬ ‫السعولدية‪.‬‬ ‫)‪(141‬‬


‫ضآلة مرتبه عن مرتبته‪ ،‬ورفعه من ‪ /500/‬جنيه استرليني في الشهر إلى‪/5000/‬‬ ‫ومن ثم وضعنا معادهدة للحماية واقعها كل من كوكس وعبد العزيز ودهذا نصها ‪:‬‬ ‫بسم ا الرحمن الرحيم !‬ ‫دهذه معادهدة بين الحكومة البريطانية من جهة‪ ،‬وبين عبد العزيز بن عبد الرحمن‬ ‫بن فيصل آل سعود أمير نجد والحساء والقطيف وجبيل وجميع المدن والمرافئ التابعة‬ ‫لهذه المقاطعات من جهة أخرى‪.‬‬ ‫الحكومة البريطانية باسمها وعبد العزيز باسمه وباسم ورثته وأخلفه ورجال‬ ‫عشيرته‪ ،‬عينت الحكومة البريطانية الكولونيل السير برسي كوكس معتمددها في سواحل‬ ‫خليج العجم مفوضا لجل أن يعقد معادهدة مع عبد العزيز ابن عبد الرحمن الفيصل آل‬ ‫سعود ضمن المقصد ال تلي‪.‬‬ ‫توطيد وتوكيد الصدااقة الموجودة بين الطرفين منذ زمن طويل وتأييد منافعهما‬ ‫المتقابلة ‪ :‬ان الكولونيل السير برسي كوكس‪ ،‬وعبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل‬ ‫سعود ل المعروف بابن السعود ل اتفقا وتعااقدا على المواد التية ‪ :‬ل‬ ‫أول ل ان الحكومة البريطانية تعترف وتقبل بأن نجدا والحساء والقطيف وجبيل‬ ‫وملحقاتها‪ ،‬التي تعين دهنا‪ ،‬والمرافئ التابعة على سواحل خليج العجم ل كل دهذه‬ ‫المقاطعات دهي تابعة للمير سعود وآبائه من اقبل‪ ،‬ودهي تعترف بابن سعود حاكما‬ ‫مستقل على دهذه الراضي‪ ،‬ورئيسا مطلقا على جميع القبائل الموجودة فيها‪ ،‬وتعترف‬ ‫لولده وأعقابه الوارثين من بعده‪ ،‬على أن يكون خليفته منتخبا من اقبل المير الحاكم‪.‬‬ ‫وأن ل يكون مخاصما ل نلكلت ار بوجه من الوجوه‪ ،‬أي أنه يجب أن ل يكون ضد‬ ‫المبادئ التي اقبلت في دهذه المعادهدة‪.‬‬ ‫ثانيا ل إذا تجاوزت احدى الدول على أراضي ابن سعود أو أعقابه من بعده دون‬ ‫اعلم الحكومة البريطانية ودون أن تمنح الواقت المناسب للمخابرة مع ابن سعود لجل‬ ‫تسوية الخلف فالحكومة البريطانية تعاون ابن سعود ضد دهذه الحكومة‪ ،‬وفي مثل دهذه‬

‫)‪(142‬‬


‫الظروف يمكن للحكومة البريطانية بمساعدة ابن سعود أن تتخذ تدابير شديدة لجل‬ ‫محافظة وحماية منافعه‪.‬‬ ‫ثالثا ل يتعهد ابن سعود أن يمتنع عن كل مخابرة أو اتفاق أو معادهدة مع أية حكومة‬ ‫أو دولة أجنبية‪ ،‬وعل ولة على ذلك فانه يتعهد باعلم الحكومة البريطانية عن كل تعرض‬ ‫أو تجاوز يقع من اقبل حكومة أخرى على الراضي التي ذكرت آنفا‪.‬‬ ‫رابعا ل يتعهد ابن سعود ل بصورة اقطعية ل أن ل يتخلى ول يبيع ول يردهن ول بصورة‬ ‫من الصور ول يقبل بترك اقطعة أو التخلي عن الراضي التي ذكرت آنفا‪ ،‬ول يمنح‬ ‫امتياز في تلك الراضي لدولة أجنبية أو لتبعية دولة أجنبية دون رضا الحكومة‬ ‫البريطانية‪ ،‬وأنه يتبع نصائحها التي ل تضر بمصالحه‪.‬‬ ‫خامسا ل يتعهد ابن سعود بأن يبقى الطرق المؤدية إلى الماكن المقدسة مفتوحة‪،‬‬ ‫وأن يحافظ على الحجاج أثناء ذدهابهم إلى الماكن المقدسة ورجوعهم منها‪.‬‬ ‫سادسا ل يتعهد ابن سعود كما تعهد والده من اقبل بأن يمتنع عن كل تجاوز وتداخل‬ ‫في أرض الكويت والبحرين وأراضي مشايخ اقطر وعمان وسواحلها وكل المشايخ‬ ‫الموجودين تحت حماية انكلت ار والذين لهم معادهدات معها‪.‬‬ ‫سابعا ل الحكومة البريطانية وابن سعود يتفقان فيما بعد بمعادهدة على التفصيلت‬ ‫التي تتعلق بهذه المعادهدة‪.‬‬ ‫‪ 3‬يناير سنة ‪1915‬‬ ‫التواقيع الكولونيل السير برسي كوكس‬ ‫معتمد بريطانيا في ساحل خليج العجم‬ ‫التواقيع‬ ‫السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن‬ ‫آل فيصل سعود خادم الدين والدولة‬ ‫وبعد‪ ..‬ليست دهذه الدلة والوثائق الدامغة بالمستغربة على السرة السعودية‬ ‫وسل للتها عبد العزيز… الذي وصفه خونة المؤرخين بأنه بطل البطال والموحد ال كلبر‪،‬‬

‫)‪(143‬‬


‫وصقر الجزيرة… وتج أر الشعراء الجراء إلى تشبيهه بعمر بن الخطاب وخالد بن‬ ‫الوليد…‬ ‫ثورة العجمان وتأييد ال نلكليز المطلق لعبد العزيز‬ ‫أما شعبنا الذي "منحته" بريطانيا لل سعود بهذه المعادهدة ل والذي غلب على أمره‬ ‫فانه لم يسكت فقد أصبح الوجه السعودي العميل يتكشف له على مر اليام‪ ،‬واتضح‬ ‫لبناء البادية الحرار ما يبيته الستعمار ال نلكليزي السعودي لهم‪ ،‬فثارت اقبيلة العجمان‬ ‫في الحساء ل كرد فعل لهذه المعادهدة ل سنة ‪ 1915‬ضد ال نلكليز ومطيتهم عبد العزيز‬ ‫وكالعادة أخذ الخونة السعوديون وال نلكليز يتهمون اقبيلة العجمان الطيبة بالزنداقة‬ ‫والكفر والسراقة ولكن ال نلكليز تغلبوا بقوتهم على العجمان‪ ،‬فالتجأ ثوار العجمان إلى‬ ‫الكويت وبما أن النفوذ التركي كان ل زال آنذاك أاقوى من النفوذ ال نلكليزي فقد وجد‬ ‫ال نلكليز أن الفرصة مواتية لدفع عبد العزيز بن سعود لمحاربة الكويت دون الستيلء‬ ‫عليها…‬ ‫حّتى يتمكن ال نلكليز من دفع الكويت إلى أحضانهم‪ ،‬ولكن موت الشيخ مبارك‬

‫الصبا ح أخر دهذا الهجوم بانتظار ما يفعله جابر بن مبارك الذي تسلم مكان والده فأمر‬ ‫السير برسي كوكس عبد العزيز بن سعود بأن يستغل دهذه الفرصة ويتوجه إلى الكويت‬ ‫معزيا الشيخ جابر في والده ومهنئا اياه في منصبه الجديد وموطدا عرى الصدااقة وفي‬ ‫الواقت نفسه يفاتح الشيخ جابر بتجنب ال تلراك وبالتقرب إلى ال نلكليز‪ ،‬فأعطى ال نلكليز‬ ‫باخرة خاصة لعبد العزيز تقله اسمها )جيمو…! ( حي ث وصل الكويت بتاريخ ‪ 19‬نوفمبر‬ ‫‪ 1916‬وفي اليوم التالي دعا عبد العزيز إلى اجتماع كبير في الكويت بناء على طلب‬ ‫ال نلكليز حضره الشيخ جابر الصبا ح والشيخ خزعل والسير برسي كوكس وعدد من‬ ‫ال نلكليز والمشايخ ورؤساء العشائر الموالين لبريطانيا‪.‬‬ ‫وواقف عبد العزيز خطيبا في دهذا الجتماع يقول بلهجته )ان ال تلراك كفرة مشركين‬ ‫ملحدة وكل من يتعاون معهم على أنفسهم بالعزلة عن المسلمين لسوء معاملتهم‬ ‫للشعوب وعدم معاملتنا بال نلصاف وعملوا دائما على اضعاف العرب وتفريقهم‪.‬‬ ‫)‪(144‬‬


‫أما ال نلكليز فهم يعملون دائما على جمع كلمة العرب والمسلمين ومساعدتهم على‬ ‫النهوض وواجب كل عربي وكل مسلم أن يتعاون مع أصداقاءنا ال نلكليز ويحارب‬ ‫أعداءنا ال تل ارك…! ( الخ… وكان لهذا الخطاب أسوأ ال ثلر في نفوس أدهل الكويت على دهذه‬ ‫المقارنة غير الحكيمة وعرف أدهل الكويت بلسان من يتكلم دهذا الببغاء‪ ،‬وعاد سوء‬ ‫التفادهم من جديد‪ ،‬فأرسل ال نلكليز مجموعة من اقوات عبد العزيز لمهاجمة الكويت‬ ‫فواقعت معركة )حمض…! ( سنة ‪ 1337‬ل ‪ 1919‬فنهبوا من البل والغنام والذخائر‬ ‫ال نلكليز‪.‬‬ ‫ولم يكتفوا بذلك بل عادوا سنة ‪ 1338‬دهل ‪ 1920‬م ودهاجموا الكويت واقتلوا عدداً‬

‫من المنين من أبناء الكويت وعرفت دهذه المعركة بمعركة )الجهرة…! ( حي ث حاصر‬

‫الجيش ال نلكلو سعودي الشيخ سالم الصبا ح وكادوا يأسرونه لو لم ينجده ابن طوالة‬ ‫بقوة من اقبائل شمر وكذلك العجمان وبعض القبائل وينهزم جيش ال نلكليز السعودي‪،‬‬ ‫وتوفى الشيخ سالم الصبا ح عام ‪ 1921‬وتقهفر ال تلراك من الكويت وعاد الصفاء بين‬ ‫بريطانيا وحاكم الكويت الجديد وتواقفت دهجمات السعوديين بأمر أسياددهم ال نلكليز الذين‬ ‫عززوا جون فيلبي بمساعدين له لتوجيه عبد العزيز‪ ،‬ودهذان المساعدان دهما الميجر‬ ‫كنليف اوين‪،‬‬ ‫والميجر دهاملتون ل )اللورد بلهافن…! ( وكانوا جميعا وعلى رأسهم فيلبي وكوكس‬ ‫يؤيدون عبد العزيز دون غيره من الحكام… حّتى أن كوكس عندما عقد المؤتمر العام‬ ‫لرجال المخابرات البريطانية في الشرق الوسط‪ ،‬وحضره كوكس نيابة عن مكاتب‬

‫الخليج التابعة لحكومة بريطانيا في الهند واقد انعقد المؤتمر في القادهرة بتاريخ ‪23‬‬ ‫مارس ‪ ،1918‬بدائره مكتب المخابرات في القادهرة المسمى "المكتب العربي" تحت‬ ‫رئاسة السير ريجنلد ونجت المندوب السامي في مصر وحضور الجنرال كليتون‬ ‫والكومودور دهو جارت والميجر كورنوالس‪ ،‬بحضور الكولونيل سيريل ولسون ممثل‬ ‫الحكومة البريطانية لدى الشريف في الحجاز‪..‬‬

‫)‪(145‬‬


‫واقف السير ولسون ممثل الحكومة البريطانية بشدة وحدة بقوله ‪) :‬مستحيل أن تجد‬ ‫بريطانيا من تستطيع أن تقوده أو تسواقه أو تواقفه متى شاءت أو تحركه طوع ارادتها‬ ‫فيتحرك خلف عبد العزيز بن سعود مهما كثر عملء بريطانيا…‬ ‫اّنه أخلص المخلصين لنا… ولهذا يجب أن ننهي الشريف حسين من الحجاز‪.‬‬

‫وأن ل مجال مقارنة بين الشريف حسين وعبد العزيز آل سعود‪.‬‬

‫إواذا طلب منا الشريف حسين معرفة رأي بريطانيا عن تجادهلنا له فيجب أن نصارحه‬

‫بالمر الوااقع‪ ،‬أما إذا لم يطلب فسنتركه حّتى يتولى مكانه ابن سعود‪.‬‬

‫والمهم ان نمكن عبد العزيز ماليا وعسكريا لحتل لل حائل فهي الخطر الصامد‬

‫امامنا بقبائلها اقبائل شمر المقاتلة القوية ونقضي على آل رشيد…! ( فرد الكولونيل سيريل‬ ‫ولسون على السير كوكس مؤيدا البقاء على الشريف مع ال نلتفاع بال ثلنين ل الشريف‬ ‫وابن السعود ل ومما اقاله ‪) :‬أنك اقد تعلم يا سيد كوكس أن مشيك على اقدم واحدة في‬ ‫الجزيرة العربية يتعبك جدا…! ( فرد السير كوكس عليه اقائل ‪) :‬كل … أننا سنمشي على‬ ‫اقدمين مع أن ال نلسان اقد يستغني عن واحدة إذا أصيبت بداء فيقطعها‪ ..‬انني أكدت لكم‬ ‫أن ابن السعود أصلح لنا من الشريف حسين الذي رفض التواقيع أو الموافقة لاقرار‬ ‫وضع اليهود في فلسطين ولهذا نريد أن نرسل ابن السعود لتأديب الشريف حسين‬ ‫واخضاعه لنا‪ ،‬إواذا لم يخضع فسيرى الجميع آنذاك أن استئصاله أصلح لنا مع‬ ‫الستفادة من أبناءه في أماكن غير الحجاز وتسليم الحجاز لبن السعود…! (!‪..‬‬

‫كان دهذا دهو رأي السير كوكس في ابن السعود‪ ،‬إل أن الغلبية من رجال المخابرات‬ ‫البريطانية الذين حضروا دهذا المؤتمر أروا "تأجيل موضوع ارسال ابن السعود لتأديب‬ ‫الحسين إلى بضعة أشهر حّتى يعاودوا ال تلصال مع الحسين لعله يوافق على موضوع‬

‫حق اليهود في فلسطين"…‬

‫ولكنهم عادوا من جديد ونفذوا رأي كوكس )وكوكس ل يهودي صهيوني…! ( فأخذوا‬ ‫يعدون العدة… وعرف الحسين بن علي بالمر فأخذ يعد دهو الخر عدته لصد العدوان‬ ‫السعودي‪ ،‬فأعد جيشا اقوامه ‪ 40‬ألفا بقيادة ابنه عبد ال‪ ،‬ودهكذا رأت بريطانيا التي‬ ‫كانت تمشي على اقدمين في الجزيرة العربية أن تركل الهاشميين من الحجاز بقدمها‬ ‫)‪(146‬‬


‫الثانية ل ابن السعود ل فأمرته بالزحف على الحجاز وكان جيش الحسين بن علي اقد‬ ‫زحف دهو الخر وعسكر في "تربة والخرمة" ودهي واحة تقع بين الحجاز ونجد…‬ ‫وفي ليلة ‪ 25‬شعبان سنة ‪ 1337‬دهل ل ‪ 1919‬م كانت )مجزرة تربة…! ( الشهيرة…‬ ‫وكانت غد ارً أكثر منها شجاعة‪ ،‬فقد وضع ال نلكليز خطة من أسهل الخطط للقضاء على‬ ‫الل ‪ 40‬ألف جندي من جنود الشريف ونجحت الخطة…‬

‫والمعروف أن اقبيلة عتيبة تنقسم إلى اقسمين اقسم يعيش في الحجاز ويؤيد بعضه‬ ‫الشراف والقسم الخر يعيش في نجد ويؤيد بعضه آل سعود واقائد دهذا القسم كان‬ ‫فيصل الدويش‪ ،‬فخطط جون فيلبي لذلك الهجوم وأرسل جنديين من جنود عتيبة نجد‬ ‫ليندسا بين صفوف أبناء عمهم من جنود الشريف حسين من عتيبة الحجاز وأمر أحد‬ ‫الجنديين أن يقف في ميمنة الجيش الهاشمي وان يقف الخر في الميسرة ويطلق كل‬ ‫واحد منهما النار صوب الخر‪ ،‬في ظلم الليل تم يصرخ اليمن في الجند الهاشمي‬ ‫النائم ليل اقائل بأعلى صوته )ارمو… ارمو… جند ابن السعود دهجم من اليسار…! (‬ ‫ويصر ح اليسر بالقول نفسه )ارمو… جند ابن السعود دهجم من اليمن…! ( فيباغت‬ ‫الجيش الهاشمي ويذبح بعضه بعضا… كما ارسل ال نلكليز والسعوديون عدداً من‬

‫الجواسيس السعوديين للتسلل إلى داخل صفوف جيش عبد ال بن الحسين ليبثوا فيه‬ ‫الرعب والتخاذل بل واستطاعوا أن يرسلوا بعض الجواسيس للتسلل إلى المدافع‬ ‫والرشاشات وافساددها وجعلها غير صالحة للطل قل…‬ ‫أضعف إلى ذلك أن عبد ال بن الحسين لم يكن دهو نفسه صالحا لقيادة الجيوش‪،‬‬ ‫لقد كان مترفا مغرو ار مستهت ار عابثا ولم يعد للمر عدته من التدبير والحنكة…‬ ‫فأغضب كثي ار من القبائل الموالية لبيه وفي مقدمتها عتيبة في الحجاز‪ ..‬كما أغضب‬ ‫بعض الشراف من أبناء عمومته وفي مقدمتهم الشريف خالد بن لؤي… واستطاع‬ ‫ال نلكليز المؤيدين لبن سعود أن يستغلوا دهذا الخلف ويستميلوا الشراف الغاضبين إلى‬ ‫صف آل سعود كما استمالوا القبائل الغاضبة من الشريف للصف السعودي‪..‬‬ ‫أما عبد ال بن الحسين فقد جعل كل اعتماده على الجيش النظامي المزود بكل‬ ‫المدافع والسلحة التي اكتسبها أبوه من تركيا بالضافة إلى ما كان لديه من بقايا‬ ‫)‪(147‬‬


‫السلحة ال نلكليزية التي كان اقد تزود بها عند ثورته على ال تلراك "فكبسته" ثلة من‬ ‫البدو الذين "سعدنهم" ال نلكليز وخططوا لهم وعلى رأسهم الشريف خالد بن لؤي‬ ‫وسلطان بن بجاد فهب الجيش من نومه مذعو ار وأخذ يصوب أسلحته إلى نفسه بدون‬ ‫وعي في ظلمة الليل فكان رصاص البنادق وطعنات الخناجر تصيبه نفسه بنفسه‬ ‫وتحصده…‬ ‫وكان جيش ابن السعود ل بقيادة جون فيلبي ل يكمن له من خلف التل لل والجبال‬ ‫المحيطة بالوادي الفسيح… وما أن أسفر الفجر حّتى رأى الجيش الهاشمي نفسه‬

‫يضرب بعضه بعضا!‪.‬‬

‫واقبل أن يفيق من دهول الصدمة فاجأه الجيش السعودي بالضربة القاضية ولم ينج‬ ‫عبد ال بن الحسين من المعركة المهولة ال بالهرب دهو وحرسه الخاص!… واستولى‬ ‫الجيش ال نلكلو سعودي على كل ما تركه الجيش الهاشمي من سل ح وخيام وأموال‬ ‫وغير ذلك‪.‬‬ ‫ولكن الغدر ال نلكليزي السعودي لم يقف عند حد ال نلتصار على عبد ال وجيشه بل‬ ‫ابى ال أن يهجم على القريتين الكبيرتين ل الخرمة وتربة ل ويقتل السكان المدنيين العزل‬ ‫نساء وشيوخا وأطفال‪.‬‬ ‫ولم يكتف بذلك بل نهب الماشية وأحرق النخيل والمزارع واعتدى على العراض‪.‬‬ ‫لقد كانت "تربة" واحة خصبة وكان فيها أكثر من مليون نخلة‪.‬‬ ‫وأصبحت بعد دهذه الوااقعة مشودهة من كل جانب!…‪ .‬فما ذنب البرياء حّتى يقتلهم‬

‫ابن السعود العميل!‪.‬‬

‫وما ذنب النخيل والمزارع حّتى يحراقها ابن السعود الستعماري ولكنها تلك عادة‬

‫اليهود في جميع حروبهم‪..‬‬

‫لقد أحصوا أنفسهم من اقتلودهم من الطفال والنساء والرجال والشيوخ في "تربة" من‬ ‫السكان المدنيين فقط بما يزيد على ثل ثلة آلف نفس‪ ،‬أزدهقوا أرواحهم‪ ،‬وذلك خلف‬ ‫جيش الشريف عبد ال بن الحسين البالغ )‪ 40‬ألفا…! ( اقتلوا جميعا ولم ينج منهم ال ما‬ ‫يقارب الخمسمائة الذين دهربوا مع عبد ال!…‬ ‫)‪(148‬‬


‫والشئ المضحك أن يتدخل ال نلكليز بعد أن أخبردهم الحسين بما صنعه السعوديون‬ ‫في جيشه وفي السكان المدنيين من مجازر! فبع ث معتمد بريطانيا في جدة "ولسن‬ ‫باشا" رسول!‪ ..‬دهو المستر "جون فيلبي" إياه!… أرسله إلى صاحبه ابن السعود يطلب‬ ‫منه التواقف عند دهذا الحد والقفول إلى نجد!‪.‬‬ ‫ولم يسع ابن السعود ال أن يأتمر بأمر سيده وعاد من حي ث أتى‪ ..‬ولكن بعد خراب‬ ‫تربة‪ ..‬أي بعد أن حقق الهدف ال نلكليزي‪ ..‬وكان اقفوله إلى نجد في ‪ 15‬رمضان سنة‬ ‫‪ 1337‬دهل … لكن ذلك لم يزد الشريف حسين ال تعنتا ضد ال نلكليز الذي اقال عنهم‬ ‫أمام رسولهم لديه لورنس )لعنة ال على ال نلكليز الذين ليس لهم من صديق سوى‬ ‫شهواتهم…! (!‪.‬‬ ‫فحاول لورنس ااقناع الشريف حسين بالتواقيع على مطلب ال نلكليز باعطاء فلسطين‬ ‫وطنا لليهود ليستطيع لورنس اخلف ظن البعض من ال نلكليز وااقناع المخابرات‬ ‫البريطانية له بذلك ليحطم فكرة من يقفون خلف ابن السعود ويؤيدون صلحيته‪.‬‬ ‫واقال لورنس للحسين )ان المسألة دهي تواقيع فقط وبهذا التواقيع بالموافقة على‬ ‫تقسيم البلد العربية واعطاء فلسطين لليهود ل تستطيع أن تلعب على ال نلكليز‪.‬‬ ‫لقد فعل ابن السعود ذلك فافعل مثله…! (!… ولكن الحسين لم يقبل!‪ ،‬وما كان من‬ ‫ال نلكليز ال أن أمروا لورنس بال نلسحاب من الحجاز ل نلهم صمموا على انهاء‬ ‫الحسين‪ ..‬فانسحب لورنس‪ ..‬بل اغتاله أعضاء المكتب الهندي البريطاني لتأييده‬ ‫الشريف وحينها أرسل الحسين رسالة لبن الرشيد يطلب عقد اتفااقية تعاون عسكرية‬ ‫بينهما‪.‬‬ ‫فرأى ال نلكليز أن في دهذا التحالف خط ارً عليهم وعلى عميلهم ابن السعود‪ ،‬فعندما‬

‫يعقد الحسين في الحجاز وابن الرشيد في شمال نجد اتفااقية تحالف فمعنى ذلك انهما‬

‫اقد كونا اقوة كبيرة في وجه ال نلكليز… واكتشف ال نلكليز ذلك‪ ،‬ف أروا تطمين الحسين إلى‬ ‫حين‪ ،‬فهو لم يعد يشكل أي اقوة في وجودههم‪ ،‬وعلى ال نلكليز ان يبدأوا بالدهم‪ ،‬ودهو ‪:‬‬ ‫اسقاط حائل عاصمة اقبيلة شمر وابن الرشيد… فعملوا ما بوسعهم لسقاط حائل‬ ‫فأسقطودها كما ذكرنا… ولهذا موضوع منفصل بالتفصيل‪.‬‬ ‫)‪(149‬‬


‫ما أن بلغ الملك حسين بن علي خبر سقوط حائل في براثن الحتل لل ال نلكلو‬ ‫سعودي في اليوم الثاني لسقوطها حّتى صا ح بأسى لمن حوله في مجلسه وعض على‬ ‫يده اقائل ‪) :‬بسقوط حائل انتهى أكبر حائل بيننا وبين الملعونين السعوديين‪.‬‬

‫انتهى الحائل بين الحجاز وأشرار الودهابية والن يجب أن نستعد لملاقات العدو‪..‬‬ ‫لعنة ال على ال نلكليز فليس لهم صديق إل مصالحهم أينما وجدت ومع أي شخص‬ ‫كان…! ( وبالفعل‪ ،‬فقد أعلن السير برسي كوكس وجماعته عن منح الحجاز لبن السعود‬ ‫بدًل من الحسين…واقرر كوكس ارسال "الخوان" بقيادة "خالد بن لؤي" دهذه المرة فهو‬

‫من "أشراف الخرمة" وابن عم الشريف حسين ابن علي فقد اتصلت المخابرات‬

‫ال نلكليزية وفيلبي بالذات مع ابن لؤي وااقنعته بالمجئ لل نلضمام لبن السعود وافتعال‬ ‫حادثة بينه وبين الشريف‪ ،‬ودهكذا افتعل ابن لؤي حادثة مع ابن عمه عبد ال بن‬ ‫الحسين فغضب عليه ابن لؤي وأاقسم "أنه سيقود ابن السعود إلى مكة"… ودهكذا ذدهب‬ ‫ابن لؤي لبيع مكة…‬ ‫واجتمع بعبد العزيز في مخيمه بين حائل والقصيم واقص له القصة وكان رد عبد‬ ‫العزيز عليه اقوله ‪) :‬بارك ال في السباب التي عرفتنا فيك…! ( والتفت عبد العزيز دهامسا‬ ‫باذن المستشار ال نلكليزي فيلبي آخذا رأيه فكان جوابه ‪) :‬ل أاقول أكثر من انها صفقة‬ ‫رابحة من يد متاجر غشيم…! ( ودهكذا اتفقوا مع ابن لؤي ليعاونهم ووعدوه بأن يجعلوا منه‬ ‫امي ار حاكما على مكة والحجاز!… فوافق ابن لؤي على كل ما يريدون… واقرروا أن‬ ‫تكون )الطائف…! ( مسر ح الجريمة… واتجهوا نحو الطائف ومعهم خالد بن لؤي‬ ‫"والخوان" واصطدموا بأول سرية استطلعية في ضواحي الطائف اقتلودها عن آخردها…‬ ‫وكان الواقت عص ار من يوم الخميس واستمروا في زحفهم حّتى حاصروا البلد وتمت‬

‫المحاصرة إلى عصر يوم الجمعة حي ث دخلوا البلد‪ ،‬والحقيقة أنه لم يكن في الطائف من‬ ‫اقوة تذكر‪ ،‬بل كانت الطائف غاصة بالمصطافين من أدهل مكة المنين وكان ظن‬ ‫الشريف حسين أن يأتي السعوديون من مكان آخر خلف الطائف… ولكنها ارادة جون‬ ‫فيلبي الذي أراد أن يبيد "المصطافين" ويبطش بسكان الطائف المنين "لُيسمع صوت‬

‫الدم لجارات الطائف" فيواقع في اقلوب الخرين الرعب والمضحك أن ال نلكليز ومطايادهم‬ ‫)‪(150‬‬


‫من عبد العزيز وغيره كانوا يطلقون على دهذا الجند السعودي الفاجر اسم "المسلمين"‬ ‫أما غيردهم فيطلقون عليهم اسم "الكافرين" واليام التي تسبق احتل للهم لي بلد‬ ‫يسمونها "أيام الجادهلية" أما أيام ما بعد الحتل لل السعودي فيسمونها "عصر السلم"‪.‬‬ ‫واقبل أن أصف ما حد ث من وحشية نكراء أود أن أورد فقرات من رسالة سعودية‬ ‫سخيفة لعلها تلقي ضوءاً على فداحة المظالم الهمجية…‬

‫بع ث بهذه الرسالة الطاغية العميل الستعماري عبد العزيز آل سعود إلى احد‬

‫مستشاريه من أعضاء "مجلس الربع" واسمه حافظ ودهبة بتاريخ ‪ 22‬صفر سنة‬ ‫‪ 1341‬نشردها حافظ في كتابه )خمسون عاما في جزيرة العرب…! ( يقول فيها عبد العزيز ‪:‬‬ ‫)احتل جماعتنا الطائف وكل من وجدوا من المشركين اقتلوه حّتى ضحى نهار يوم‬

‫السبت ونادى منادي المسلمين ‪ :‬من أراد السلمة والسلم فليقبل ويلق سلحه فأاقبل‬ ‫الدهالي وظهروا من أماكنهم‪ ،‬وكل منهم حامل ما عنده من اقوت وسل ح واستولى‬ ‫المسلمون على البلد وعلى جميع ما فيها‪.‬‬ ‫وبعد أن أطمأن المسلمون وطهروا البلد من المشركين رتبوا أناسا منهم لجمع‬

‫الغنائم واحصائها وااقتضى نظر الخوان والمشايخ تنصيب خالد بن منصور في البلد‬ ‫للنظر في أحوالها واستقبال القبائل من الشراف وغيردهم الذين يطلبون الدخول في‬ ‫السلم وحوزة المسلمين والستيلء على ما عنددهم من اقوت وأسلحة وأموال…! ( إلى أن‬ ‫اقال عبد العزيز في رسالته لحافظ ودهبة ‪) :‬أما الحسين فقد توجه إلى جدة وغالب الكفار‬ ‫من أدهالي مكة أخلودها من الرعب والبااقون بها مرجف بهم ل أما المسلمون فلم يستشهد‬ ‫منهم سوى سبعة عشر وكلهم من عامة الناس ما فيهم المسمى غير دهويل بن جبرين‬ ‫وتواب الدحاوي ورحمهم ال رحمة واسعة‪.!( !…..‬‬ ‫دهكذا ترون كيف يوضح دهذا الفاجر الكاذب أن جنده القتلة المعتدون دهم‬ ‫"المسلمين" ودهم "الشهداء" أما أبناء الشعب المغدور بهم وأبناء مكة فهم "كفرة" وأنه‬ ‫دهو "النبي" الذي جاء بالسلم واليمان على يد كوكس وجون فيلبي‪ ،‬وأنه نهب كل ما‬ ‫عند الشعب وماله وما لديه من اقوت…‬

‫)‪(151‬‬


‫نفس الطريقة التي اتبعها ويتبعها الصهاينة… ونفس الطريقة التي اتبعها أجداده‬ ‫بالشتراك مع الفاق محمد بن عبد الودهاب الذي زعم أنه جاء بالدين دهاديا‪ ،‬واقاتل‬ ‫الشعب في نجد والحجاز ليعيده "بعد كفره" كما يزعم إلى "السلم واليمان بال! حي ث‬ ‫كان الشعب يعبد الجبال والشجار اقبل خروج رسول ال! محمد الودهابي" كما يزعم كذبا‬ ‫وزو ار…‬ ‫فكانوا يتهمون أبناء الشعب في الحجاز بعبادة "منيف" وغير ذلك من آلهة التي‬ ‫أباحوا بموجبها دماء شعب ل عرب الجزيرة وحددهم بل كل العرب… ومن ذلك تهمتهم‬ ‫للنساء العوانس بأنهم يذدهبن إلى "فحل النخل" ويدعونه بقولهم "يا فحل الفحول اريد‬ ‫زوجا اقبل الحول" ودهكذا يتخذ آل سعود من الكذب وسيلة لتقتيل المؤمنين المسلمين‬ ‫باسم الدين ودهم افجر الفاجرين وأكفر الكافرين برو ح الدين‪.‬‬ ‫ولهذا فعلوا ما فعلوه من جرائم في العرب وشعب الجزيرة العربية… وارتكبوا ما‬ ‫ارتكبوه من موبقات وخساسات وفجور في الطائف وغيردها… ان ما فعلوه في الطائف ل‬ ‫يختلف أبدا عما فعله أبناء عمهم اليهود في فلسطين بل أخرى…‬ ‫من المعروف أنه عندما تقوم أية فئة أو حكومة بانقلب أو ثورة على أخرى فأول‬ ‫ما تقوم به دهو الستيلء على مراكز الفئة أو الحكومة السابقة فقط‪ ،‬واقد تقوم الخيرة‬ ‫بقتل حراس دهذه المراكز من الُم علادين‪ ،‬أما أن تقتل كل المواطنين البرياء وتنهب حّتى‬ ‫أرزااقهم وتعتدي على أعراضهم فهذا ل يقدم عليه ال عدو لدود ل يحمل في جوفه مثقال‬ ‫ذرة من ايمان أو أخل قل أو شرف أو كرامة…‬ ‫ولكن من أين تأتي الخل قل والكرامة والشرف لسل للة بني صهيون… لقد استولوا‬ ‫على مراكز الشريف حسين‪ ،‬وانتهى كل شئ لهم‪ ،‬ولكنهم لم يكتفوا بهذا بل بعد دهذا‬ ‫دهجموا على المنازل واعتدوا على أعراض النساء أمام أزواجهن واقتلوا ال زلواج أمام‬ ‫نساءدهم وطلبوا من النساء أن يجردن رجالهن القتلى من ثيابهن ويغسلن دهذه الثياب‬ ‫من الدم ويسلمنا لهم‪ ،‬ليرتديها جنود ابن السعود واقد باعها بعضهم على بعض النساء‬ ‫الل ئلي عرودهن من ثيابهن… وكان منظ ار واقحا ومضحكا عندما دهجموا على البيوت‬

‫)‪(152‬‬


‫ونهبوا مصاغات النساء ولبسوا دهذه المصاغات والخواتم والخلخيل بأيديهم وارجلهم‬ ‫وراقابهم‪ ،‬ولم يكتفوا بهذا‪.‬‬ ‫بل مع دهذا استولوا على عدد كبير من المواطنين بحجة أنهم سبايا و"عبيد"‬ ‫فباعودهم في نجد‪ ،‬ثم سجنوا اللف من النساء والطفال والرجال عراة في سجن جماعي‬ ‫تحت ودهج الشمس بل ماء ول طعام ولم يفرجوا عنهم ال بعد مدة طويلة بكفالة شخص‬ ‫موثوق يثبت للسعوديين ان أدهل مكة والطائف ‪ :‬أسلموا بعد كفردهم!‪..‬‬ ‫وكانوا يذبحون الرجال ذبح النعاج ويضعون راقابهم في صهريج الماء "الحنفية"‬ ‫ليختلط الماء بالدم فيفتحون الحنفيات ليتوضؤوا بهذا الدم ويصلون!…‬ ‫بعض أسماء الشهداء في الحجاز‬ ‫وحتى يتضح أنه ليس لل سعود وأتباعهم من دهدف ديني صحيح أو اجتماعي أو‬ ‫اصلحي‪ ،‬ولكي تتجلى صهيونية آل سعود نورد بعض أسماء الذين اقتلودهم من رجال‬ ‫الدين المؤمنين وغيردهم من الشهداء ‪ :‬ل‬ ‫الشيخ عبد ال مرداد اقاضي مكة المكرمة وعالمها الكبير وسنه )‪ 70‬سنة…! (‬ ‫الشيخ عبد ال الزواوي مفتي الشافعية بمكة‬ ‫الشيخ يوسف زواوي شقيق المفتي‬ ‫الشيخ عمر أحمد كمال من اقضاة الحجاز وعلمائها العلم‬ ‫الشيخ عبد القادر الشيبي وشقيقه سادن الحرم المكي‬ ‫الشيخ علي صقر من علماء الحجاز الكبار‬ ‫الشيخ عبد ال فريد من وجهاء مكة‬ ‫الشيخ عبد ال عطار وشقيقه أحمد عطار‬ ‫الشيخ عبد القادر بن إبرادهيم رمل عمدة محلة الشامية بمكة‬ ‫السيد شيخ… الخ‪ ..‬ومثل السعوديون بستة شبان من اسرة اقطب بمكة… كما‬ ‫مثلوا بطفلين وامرأة وثل ثلة رجال من أسرة آل الطيب وشخصين من أسرة الشالي‪،‬‬ ‫والشيخ حسن مكاوي واقاضي الطائف الشيخ سليمان مراد‪ ،‬والشيخ عبد اللطيف‬ ‫)‪(153‬‬


‫السكوتي وسراج زمزمي‪ ،‬والشيخ عبد الرحمن اقاضي جدة ل وعثمان اقاضي مدير البريد‬ ‫والبرق‪ ،‬وأبو حمامة وعبد ال محمد فريد…‬ ‫دهذه عينة فقط من أسماء الشهداء…‬ ‫وفيما يلي عينة أخرى من أسماء الذين زج بهم صهاينة آل سعود في السجن‬ ‫واستشهدوا في سجنهم جميعا ل ومنهم ‪:‬‬ ‫الشيخ حسين الدباغ ومسعود الدباغ والشريف حسن بن زيد والشيخ عبد ال بن‬ ‫النفيس‪.‬‬ ‫وفيما يلي عينة أخرى من أسماء اللف الذين شرددهم صهاينة آل سعود ومنهم‬ ‫العالم الكبير‬ ‫الشيخ حبيب ال الشنقيطي ل مات بمصر‪ ،‬والعالم زيدان الشنقيطي مات في اليمن‬ ‫والعالم الشيخ خضر الشنقيطي واقاضي اقضاة الحجاز ل مات بالردن ل شيخ‬ ‫العلويين السيد أحمد سقاف ل مات في جاوه ل الطيار عبد ال المنديل ل مات بمصر ل‬ ‫الزعيم أحمد الداغستاني‪،‬‬ ‫الشيخ محمد الشراقاوي‪.‬‬ ‫الشيخ حسين صبيان من كبار ادباء الحجاز ل مات بمصر ل‬ ‫الطيار حسن شيبه‬

‫‪1‬‬

‫والشيخ مرزوق اقراره ل مات بمصر ل‬ ‫الشيخ عبد العزيز يماني…‬ ‫وغيردهم الكثير ممن شردوا إلى انحاء آسيا وافريقيا والذين ل تعرف أماكن‬ ‫لاقامتهم…‬ ‫ولكي نؤكد أن آل سعود إل صهاينة تلبسوا بلباس العروبة والدين‪.‬‬ ‫نوضح دهنا بعض اعمالهم الجرامية ضد العروبة والدين وشعائر الدين‪ ،‬حينما‬ ‫دمروا أول إمكان نشأت فيها الدعوة ال نلسانية ولم يتركودها حّتى ولو من باب وأنها آثا ار‬ ‫‪ 1‬حسن شيبه‪ :‬عمل فيما بعلد كملدير شرطة للظهران وهو الطيار الحجازي الذي حارب إلى جانب طيار سوفيتي‬ ‫في أول اتفاقية عربية سوفييتية‪ ،‬حاربا فيها الجنلد السعولدي النكليزي‪.‬‬ ‫)‪(154‬‬


‫عربية‪ ،‬ومنطلق كفا ح خالد وملجئ لمحمد حينما كان يطارده العداء ويكافح كفا ح‬ ‫المؤمنين الصديقين البطال ل نجا ح رسالته مقسما ذلك القسم التاريخي العظيم عندما‬ ‫اشتدت عليه وطأة الظلم ‪) :‬وال لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي لن‬ ‫أرجع عن دهذه الدعوة حّتى تنجح أو اموت في سبيلها…! (‬

‫ولكن كيف يرجى من صهاينة آل سعود الذين أمروا جنددهم المخدوع بهدم كل أثر‬

‫من آثار تاريخ أجدادنا العظام ورسالتنا الخالدة… تصو ار ماذا فعل دهؤلء السعوديون‬ ‫اليهود…‬ ‫دهدم الماكن الخالدة والسلمية والتاريخية‬ ‫‪ 1‬ل دهدم آل سعود البيت الذي ولد فيه النبي العربي محمد بن عبد ال بشعب‬ ‫الهواشم بمكة‪.‬‬ ‫‪ 2‬ل دهدم آل سعود بيت السيدة خديجة بنت خويلد‪ ،‬زوجة النبي أول امرأة آمنت‬ ‫برسالته ال نلسانية‪.‬‬ ‫‪ 3‬ل دهدم آل سعود بيت ابي بكر الصديق ويقع بمحلة المسفلة بمكة‪.‬‬ ‫‪ 4‬ل دهدم آل سعود البيت الذي ولدت فيه فاطمة بنت محمد‪ ،‬ودهو في زاقاق الحجر‬ ‫بمكة‪.‬‬ ‫‪ 5‬ل دهدم آل سعود بيت حمزة بن عبد المطلب عم النبي وأول شهيد في السلم اقال‬ ‫عنه النبي محبذا باستشهاده استشهاد كل من يحارب الطغيان ‪) :‬أول شهيد في السلم‬ ‫حمزة وثاني شهيد من حارب حاكم ظالم وأمره ونهاه فقتله…! ( ويقع بيته في المسفلة‬ ‫بمكة‪.‬‬ ‫‪ 6‬ل دهدم آل سعود بيت الراقم أول بيت تكونت فيه الخليا الثورية المحمدية وكان‬ ‫يجتمع فيه الرسول س ار مع أصحابه حي ث اقامت الدعوة من دهذا البيت‪ ،‬وفي دهذا البيت‬ ‫تمت أول مقابلة تاريخية بعد عداء شرس بين محمد وعمر حينما أعلن عمر بن‬ ‫الخطاب في دهذا البيت ايمانه برسالة محمد وانتصرت بذلك الثورة المحمدية انتصاردها‬

‫)‪(155‬‬


‫الول‪ ،‬وصعقت الرأسمالية القرشية حينما خرج "بل لل" ليؤذن بالثورة بأمر من عمر‬ ‫الذي اقال له ‪" :‬أذن يا بل لل ان الدين جهرا"…‬ ‫كما تمت في دهذا البيت أول مقابلة لمحمد مع ل الشتراكي العظيم ل خامس واحد في‬ ‫السلم ل ابي ذر الغفاري ل الذي شهد له النبي العربي محمد بقوله ‪" :‬ما حملت الغبراء‬ ‫ظلت السماء ذو لهجة صاداقة مثل ابي ذر الغفاري" ويقع دهذا البيت بجوار الصفا‬ ‫ول أ ّ‬

‫بمكة… أما الن فقد شّيد في مكانه اقصر أعطى لتاجر الفتاوى السعودية الباطلة عبد‬ ‫الملك بن إبرادهيم ليتاجر به وذريته ويفسدون…‬

‫‪ 7‬ل دهدم آل سعود اقبور الشهداء الوااقعة في المعلى بأعلى صوته مكة وبعثروا‬ ‫رفاتهم‪.1‬‬ ‫‪ 8‬ل دهدم آل سعود اقبور الشهداء في بدر وكذلك دهدموا مكان العريش "التاريخي"‬ ‫الذي نصب للنبي العربي القائد العظم ودهو يشرف ويقود معركة الفقراء المسحواقين‬ ‫ضد اغنياء اليهود واقريش!…‬ ‫‪ 9‬ل دهدم آل سعود البيت الذي ولد فيه علي بن أبي طالب والحسن والحسين…‬ ‫‪ 10‬ل سرق آل سعود الذدهب الموجود في القبة الخضراء ووضعوه سيوفا وخناجر‬ ‫وأحزمة تربط في اسفلها أغطية ذدهبية لفروج حريمهم‪ ،‬واقبااقيب ذدهبية وأحذية وخواتم‬ ‫وخلخيل وأساور…‬ ‫‪ 11‬ل دمر آل سعود بقيع الغراقد في المدينة المنورة حي ث يراقد المهاجرون‬ ‫وال نلصار من صحابة محمد وبعثروا رفاتهم… ولقد ّدهم بنو القينقاع آل سعود بتدمير‬ ‫القبة التي تظلل وتضم جثمان صاحب الرسالة محمد بن عبد ال ونبشوا ضريحه‪،‬‬

‫لكنهم تواقفوا حينما واقف الشعب وبعض العلماء الصالحين من شعبنا ومن كافة البلد‬ ‫السلمية‪.‬‬ ‫وحدثت ضجة كبرى ضددهم… فارتدوا على أعقابهم خاسئين…‬

‫‪ 1‬الصور في آخر الكتاب‪.‬‬ ‫)‪(156‬‬


‫كل ذلك بقصد أن ل يبقى أثر واحد من آثار اولئك المؤمنين البطال أجدادنا الذين‬ ‫سحقوا أجداددهم بني القينقاع وبني النضير واقريضة وأمثالهم من اليهود ومن معهم‬ ‫ممن حاربوا رسالة محمد بالمال وشراء أشباه الرجال…‬ ‫ي ذكر لتاريخنا‪ ،‬وأن ل يبقى للعرب من‬ ‫ولقد أراد آل سعود بذلك أن ل يبقى ا ّ‬

‫تاريخهم إل السم السعودي المزيف المهين…‬

‫ولكن ما فعلوه من خراب اقد عكس وكشف ما اقصدوه من ازالة للتاريخ العربي‬ ‫وابطاله واثبت انهم من اليهود الحااقدين على شعبنا مهما وضعوا ل نلفسهم من "اشجار‬ ‫عائلية" تزعم انهم من أصل النبي محمد!…‬ ‫بل ان تزويردهم لمثل دهذه "الشجار" العائلية يتمثل به اقول الشاعر ‪:‬‬ ‫)كاد المريب أن يقول خذوني…! (…‬ ‫أي ان دهذا التزييف نفسه يكشف انهم من أصل يهودي‪ ،‬إوال ما معنى وضع دهذه‬

‫الشجرة العائلية السعودية؟… ان الشعور بالجريمة‪ ،‬ومعرفتهم لصلهم الحااقد دهو الذي‬ ‫جعلهم يدفعون ‪ 35‬الف جنيه مصري للمؤرخ ل مزيف الشجار ل محمد التميمي ليزور‬ ‫دهذه الشجرة…‬ ‫اّنه ما من أحد من الناس الشرفاء وغير الشرفاء يهمه أن يعرف عن أصله أكثر‬

‫من أربعة إلى اربعة عشر من أجداده!‪.‬‬

‫مهما كان أصله وفصله… بل ان النبي العربي لم يحسب له من الجداد مثل دهذا‬ ‫العدد الهائل الذي لفقه آل سعود‪ ،‬ولم يفاخر بحسبه ونسبه وانما كان يزجر كل من‬ ‫يفاخر بهذه الحساب وال نلساب فيقول ‪) :‬ان من يفاخرون بانسبادهم ليسوا منا بل دهم‬ ‫س البون ان يحسبوا لمحمد بن عبد ال‬ ‫أحقر عندنا من رائحة الجعل نل…! ( ولم يتمكن الح ّ‬

‫اكثر من)‪ ( !…21‬جدا…‬

‫)‪(157‬‬


‫فكيف استطاع المزور محمد أمين التميمي‪ 1‬أن يحسب أكثر من )‪ 470‬جدا…! ( لهذه‬ ‫العائلة السعودية و)‪ 470‬جدا…! ( للعائلة الودهابية ويجعل العائلة الودهابية والعائلة‬ ‫السعودية متقاربة الصول مع بعضها ومرتبطتين بنسب النبي محمد!…‬ ‫فينسب العائلة السعودية اليهودية إلى )ن ازر…! ( الجد الثامن عشر للنبي محمد بن‬ ‫عبد ال‪ ،‬وينسب لعائلة محمد بن عبد ال‪ ،‬وينسب العائلة الودهابية الواردة من تركيا‬ ‫إلى )الياس…! ( الجد السابع عشر إل بّجدلين اثنين فقط!‪..‬‬

‫لكيل يبتعد بهاتين السرتين بعيدا عن اصول النبي محمد!… ولم يكن دهذا المزور‬

‫وحده‪ ،‬فقد زور اقبله وبعده آخرون‪ ،‬لكنه دهو واضع الشجرة التي وصل بها اسم "مرد‬ ‫خاي" الذي اطلق عليه اسم )مرخان بن إبرادهيم ابن موسى اليهودي…! ( فوصله بأسماء‬ ‫كثيرة ل علاقة لل سعود بها‪ ،‬منها ‪ :‬ربيعة‪ ،‬ومانع‪ ،‬والمسيب‪ ،‬والمقلد‪ ،‬وبدران‪ ،‬ومالك‪،‬‬ ‫وسالم‪ ،‬وغسان‪ ،‬وربيعة‪ ،‬والحار ث‪ ،‬وسعد‪ ،‬ودهمام‪ ،‬ومرة‪ ،‬وذدهل‪ ،‬وثعلبة‪ ،‬وعكاية‪،‬‬ ‫وصعب وبكر‪ ،‬ووائل…‬ ‫)ووائل دهذا دهو الذي يّد علي المزورون أنه يجمع آل سعود بقبيلة عنزة…! (…‬

‫ثم بعد ذلك ‪ :‬اقاسط‪ ،‬ودهنب‪ ،‬ودعمي‪ ،‬وجديلة‪ ،‬واسد وربيعة‪ ،‬ثم )ن ازر…! ( الجد الثامن‬ ‫عشر للنبي محمد ! وحفيد عدنان‪ ..‬ودهكذا سلكت العائلة الودهابية نفس المسلك في‬ ‫الشجرة السعودية المزورة إذ اقال المّز وللر نفسه )انها تلتقي مع آل سعود في نسب النبي‬

‫محمد من خل لل جد النبي السادس عشر المزعوم ‪) :‬الياس بن مضر بن ن ازر…! ( بل ان‬ ‫العائلة الودهابية اقد سبقت آل سعود بجدين اثنين نحو النبي محمد! حسبما جاء‬ ‫بالتاريخ المزيف…‬ ‫ولنترك ال ثلباتات والدل ئلل اقليل لنسأل القارئ الكريم عن اسم ‪" :‬مردخاي" أو‬ ‫"مرخان" ل فرق‪ … ،‬أليس دهو اسم يهودي؟ دهل سمع بتاريخ السماء العربية كلها‬ ‫باسم كهذا؟…‬

‫‪ 1‬لقلد سبق لهذا المزور محملد التميمي أن زور تاريخ شجرة الملك فاروق ملك مصر السابق ـ البولوني ـ ونسبه إلى‬ ‫النبي محملد … والتميمي هذا كان من فلسطين ثم جنسه فاروق مصريا ثم أصبح سعولديا‪ ،‬وألدعى أنه من أبناء عم آل‬ ‫سعولد‪ ،‬وهو بالقرب منها كي ل يكشف تزييفه… "في الخارج"‪..‬‬ ‫)‪(158‬‬


‫ثم يليه اسم ‪ :‬جدة إبرادهيم وموشى… واسم )مرخان ل مرد خاي…! ( اقد فات على من‬ ‫زو ار شجرة آل سعود حذف ل اسم مرد خاي ل من الشجرة؟‪..‬‬ ‫ثم دع السماء جانبا وانظر إلى وجودههم وانوفهم… اليست دهي وجوه اليهود‬ ‫وانوفهم؟… وان كنت لست من ذوي الخبرة في وجوه وانوف اليهود فتتبع أفعالهم…‬ ‫تتبع أعمال آل سعود الجرامية وتسببهم بقتل‪ / 16000 /‬مصري في اليمن واقتل أكثر‬ ‫من‪ /150000/‬من أبناء اليمن منذ اقيام الثورة اليمانية…‪.‬‬ ‫واستعانتهم بجنود الصهاينة اليهود في المخابرات المريكية إلى بلدنا وتعاونهم مع‬ ‫إسرائيل بالتعاون مع أمريكا لقتل شعب اليمن ومرور جنود اليهود الذين ارسلتهم‬ ‫لتدريب المتسللين في الجزيرة العربية إلى اليمن عام ‪ ،1962‬واقد القي القبض على‬ ‫ل‪ ،‬واقال ‪) :‬انهما يعمل نل‬ ‫اثنين منهم بعد اقيام الثورة اليمانية واعترفا بذلك… اعترافاً كام ً‬

‫في الجيش السرائيلي وأنهما أرسل ضمن مجموعة من اليهود اليمانيين الذين دهاجروا‬ ‫إلى "إسرائيل" في عهد المام أحمد وتدربوا في الجيش السرائيلي‪..‬‬ ‫وأرسلوا بمهمة ل كخبراء ل لدخول اليمن تحت اشراف المخابرات المريكية في‬ ‫"السعودية"‪.‬‬ ‫والمعروف أن العرش السعودي جمع نحو ستة الف مرتزق من بعض القبائل‬ ‫السورية والردنية والسعودية بإشراف المخابرات المريكية يقوددهم ضباط من اليهود‬ ‫المذكورين الذين كانوا من أصل يماني لمعرفتهم بالرض اليمانية بالشتراك مع ضباط‬

‫من جيش العرش السعودي والملكي الردني…‪ .‬لكمنهم ما أن وصول إلى حرض ل بغية‬ ‫احتل لل اليمن ل حّتى طواقتهم القوات العربية المصرية واليمنية وأمطرتهم الطائرات‬

‫العربية المصرية برصاص الرحمة فابيدوا إل اقليل منهم…‬

‫دهذه أمثلة اقليلة تثبت "أصالة" آل سعود… ثم انظروا أيها الناس إلى ما ترتكبه‬ ‫العائلة السعودية نفسها بنفسها جنسيا بقربى ول إلى أية رابطة عائلية كريمة… ان‬ ‫بعضهم يلوط بعضا … ان الخ يزني باخته والبن يزني بزوجة والده أو امه أو بنت‬ ‫خالته أو خاله ‪ ..‬ويقدم مال يعرفه تاريخ العرب‪ ،‬ودهو ما يعرفه شعبنا عن آل سعود‬ ‫وعاداتهم اليهودية ودعارتهم وتصرفاتهم الل أخلاقية والتي ل يمكن لعربي يفاخر‬ ‫)‪(159‬‬


‫بأنسابه أن يرتكبها… انهم ل يعملون ذلك إل ليدمروا سمعة العرب خارج البلد العربية‬ ‫وداخلها‪ ،‬انهم يفعلون ذلك لذل لل العرب… بحجة انهم اقادة العرب… فيبيعوا السلم‬ ‫لمريكا والصهاينة ‪ :‬بحجة أنهم وكلء ل وحماة الحرمين… ليسخر العالم بالعروبة ما‬ ‫دامت دهكذا‪ ،‬وتنفر البشرية من اسلم كهذا… ودهذا ما يريده يهود آل سعود…‬ ‫مكتبات من أثمن المكتبات في العالم‬ ‫أحراقتها الهمجية السعودية بمكة والمدينة‬ ‫وحالما دخل جند الحتل لل السعودي مكة شادهرين السيوف والبنادق‪ ،‬اتجهوا لتدمير‬ ‫كل ما دهو ورق… وكل ما دهو كتب‪ ،‬وكل ما دهو وثائق وصور‪ ،‬وكل ما دهو تاريخي…‬ ‫من ذلك على سبيل المثل ما ارتكبوه "بالمكتبة العربية" التاريخية ل العلمية التي‬ ‫احراقودها‪ ،‬ودهي التي تعد من أثمن المكتبات في العالم اقيمة تاريخية‪ ،‬إذ ل تقّد رل بالمال‬

‫أبدا‪ ،‬ول بمليارات العملت أيضًا‪ ..‬لقد كان بهذه المكتبة )‪ ( !…60.000‬من الكتب ل‬

‫النادرة الوجود ل الجامعة لمختلف المنادهل العلمية والتاريخية… وفيها )‪( !…40.000‬‬ ‫مخطوطة نادرة الوجود من مخطوطات "جادهلية" خطت كمعادهدات بين طغاة اقريش‬ ‫واليهود‪.‬‬ ‫تكشف الغدر اليهودي وعدم ارتباط اليهود بالدين والوطن من اقديم الزمان وتكشف‬ ‫مؤمرات اليهود على ل محمد ل وفيها وثائق خطت اقبل الثورة المحمدية بمئات السنين‬ ‫وفيها ما أعطى فكرة ممتازة عن تلك الحضارات العربية القديمة… وفي دهذه المكتبة‬ ‫وغيردها من مكتبات المدينة بعض المخطوطات المحمدية التي كتبت بخط النبي محمد‬ ‫في أيام كفاحه السري‪ ،‬ودهناك ما دهو بخط علي بن أبي طالب وأبي بكر وعمر وخالد بن‬ ‫الوليد وطارق بن زياد وعدد من الصحابة‪ ،‬ومن دهذه المخطوطات ما يسجل العديد من‬ ‫الخطط الحربية التي أرسلها خالد بن الوليد لعمر بن الخطاب والتي أرسلها ل عمر ل‬ ‫لخالد والتي يظهر بعضها بعض الخلف الجتهادي في وجهات النظر…‬ ‫ومن تلك المخطوطات ما دهو مخطوط على جلود الغزلن‪ ،‬وعلى فرش من الحجارة‬ ‫وألو ح من عظام فخوذ البل وغيردها من الوسائل القابلة للكتابة كال للوا ح الخشبية‬ ‫)‪(160‬‬


‫والفخارية والطين المصهور بالفران… والمكتبة العربية التاريخية في مكة بالضافة‬ ‫إلى كونها مكتبة نادرة فهي متحف ل أيضاً ل يحتوي على مجموعة من آثار ما اقبل‬ ‫السلم وبعده‪ ،‬وأنواع من أسلحة النبي محمد وفيها آخر الصنام المعبودة التي‬

‫حطمتها الثورة المحمدية‪ ،‬مثل ‪ :‬اللت‪ ،‬والعزى‪ ،‬ومناة‪ ،‬ودهبل…‬ ‫وغيردها… ويحدثنا أحد المشايخ المؤرخين المعاصرين "ونمتنع عن ذكر اسمه‬ ‫خشية عليه من جهنم آل سعود" فيقول )كنت أزور دهذه المكتبة مع والدي اقبل الحتل لل‬ ‫السعودي وكان يروددها العديد من الدارسين‪ ،‬فتقدم بعضهم بشكوى إلى الحسين بن‬ ‫علي يطلبون منه "احراق بعض المخطوطات النادرة لن فيها كفريات"‪.‬‬ ‫فقال لهم الحسين ‪" :‬انني معكم اقد ل اؤيد دهذه "الكفريات" وبعض دهذه المخطوطات‬ ‫إّنما ليس من حقي أو حقكم أو حق أي كائن من البشر احراق التاريخ"!… واقال ‪ :‬ان‬

‫في دهذه المكتبة وثائق تكشف أصل آل سعود بأنهم من اليهود الذين أسلموا‪ ،‬وان فيها‬ ‫مخطوطات بأاقلم مجموعة من الصحابة ومنهم عبد ال بن مسعود سجلوا فيها عداً من‬ ‫اليات القرآنية الكريمة التي دار الصراع عليها‪ ،‬واقال التجار انها "منسوخة" واقال‬

‫الفقراء في اللجنة أنها غير "منسوخة" من القرآن الكريم‪ ،‬وفي تلك المخطوطات اتهام‬ ‫واضح لعثمان بن عفان في محاول تله حذف آيات من القرآن الكريم ويرى عدم تسجيلها‬ ‫في المصحف الذي شكلت لجنة لتحقيقه الذي أمر بجمعه ل في عهده ل من افواه‬ ‫وصدور الرواة من حفظة القرآن ومن السجلت الجلدية وغيردها واقال المؤرخ ‪ :‬ان من‬ ‫دهذه اليات التي رأى عثمان عدم اثباتها في القرآن واعتباردها آيات منسوخه تلك اليات‬ ‫التي تقطع في اعطاء الفقراء حقواقهم ودعوتهم للقتال من أجلها‪ ،‬وكذلك مساواة النساء‬ ‫بالرجال ومساواة الناس اجمعين ودعوة المغلوبين على أمردهم لخذ حقواقهم والشر‬ ‫والسراء والضراء‪ ،‬وان ملكية الشياء والرض مشاعة وان الملوك بغاة…‪.‬‬ ‫إلى غير ذلك… واقال ‪ :‬ان بعض من دهذه المخطوطات كانت بخط الصحابي الجليل‬ ‫عبد ال بن سعود‪ ،‬ودهو من أوائل الذين رافقوا النبي محمد ومن المسؤولين عن "لجنة"‬ ‫أو جماعة الشراف التي تشكلت في عهد عثمان لجمع القرآن في كتاب موحد‪ ،‬وكان‬ ‫ابن مسعود ممن يعربون عن رأي محمد وعلي والكادحين لكونه من رعاة الغنام فشهر‬ ‫)‪(161‬‬


‫ابن مسعود سيفه بوجه "يمين" اللجنة وبحضور عثمان واقال ما معناه ‪ :‬وال ل أعيدن‬ ‫سيفي إلى غمده حّتى تعيدون للقرآن أية ل الكنز التي تأمر بحرق أصحاب الموال‬ ‫بالنار…‪.‬‬

‫)والذين يكنزون الذدهب والفضة ول ينفقونها في سبيل ال فبشّردهم بعذاب اليم يوم‬

‫يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جبادههم وجنوبهم وظهوردهم‪.‬‬ ‫دهذا ما كنزتم ل نلفسكم فذواقوا ما كنتم تكنزون…! (…‬

‫مقارنة بين تحالف الشريف حسين وعمالة آل سعود لل نلكليز‬ ‫كل من يتتبع موااقف ال نلكليز المفضوحة ودعمهم المطلق لمطيتهم "عبد العزيز"‬ ‫وادهمالهم "لحليفهم" الول الشريف حسين‪ ،‬يدرك أنه لو وجدت المخابرات ال نلكليزية‬ ‫ل لتمرير مشاريعها عن طريق الملك حسين في تقسيم الوطن العربي واعطاء‬ ‫سبي ً‬ ‫فلسطين للهيود‪ ،‬لما ادهملت الحسين واستعملت ابن السعود…‪.‬‬

‫اليس بامكان الحسين ان يكون ل كبعض ذريته ل عميل طول حياته لل نلكليز؟…‬ ‫اليس للشريف حسين من الدعاية آنذاك في البلد العربية والسلمية ما يفوق سواه‬ ‫س طل المبلط بالذدهب والمذدهب والدين والعتاد‬ ‫وما يجعله يسير بالطريق ال نلكليزي المب ّ‬

‫والذي ل يكلف ال نلكليز ل ربع ما أنفقوه ل على "عبد العزيز" من مبالغ دهائلة طائلة بلطوا‬ ‫بها طريقه الوعرة الجديدة؟…‬ ‫حّتى أعادوه فيها البلد عام ‪ /1901/‬ودهو المنبوذ منها؟‬

‫لقد اقام ال نلكليز باشهار "عبد العزيز بن السعود" يوم أن كان ل شهرة له ول تاريخ‬

‫ول أمارة ول سلطة ول مشيخة ودربوه يوم أن كان عمره ‪ 25‬سنة وكان يلجأ للكويت مع‬ ‫والده…‬ ‫وخلقه ال نلكليز من ل شئ إلى ملك اسمه "عبد العزيز" وسموا بلدنا بإسم عائلته‬ ‫"السعودية" لول مرة في التاريخ وما اقبل التاريخ‪ ،‬حي ث لم يسبق لجزيرة العرب طيلة‬ ‫وجوددها في الكوكب الرضي أن سميت بمثل دهذا السم السعودي النجس…‬

‫)‪(162‬‬


‫ولكثرة المعلومات عن جرائم دهذا العميل وذريته تدفعنا المعلومات في كل مناسبة‬ ‫لعطاء لمحة عنه وعما فعله ال نلكليز "بسلطان ال نلكليز" عبد العزيز ل خاصة ل بعد‬ ‫مجزرة الطائف ‪:‬‬ ‫خالد بن لؤي وعمالته لل سعود‬ ‫رأى آل سعود ل أن يبروا بوعددهم ل إلى حين ل لمن اقاددهم إلى ل مسقط رأسه الحجاز‪،‬‬ ‫وكان اسمه "الشريف" خالد بن لؤي‪ ،‬فنصبوه حاكما لمكة "المكرمة" بعد تلك المجزرة ل‬ ‫مجزرة الطائف…‬ ‫ثم وضعوا إلى جانبه ثل ثلة من أعضاء )مجلس الربع…! ( دهم جون فيلبي وحافظ ودهبة‬ ‫س رل الجادهل بما جرى…‬ ‫وعبد ال الدملوجي‪ ،‬وزعموا له أن دهؤلء من "مستشاريه"… ف ّ‬ ‫لكنه سرعان ما أكلته خيانته‪ ،‬ولم يدم سروره… حينما سّر ح سراحا ذليل‪ ..‬ل نله‬

‫أصبح )كويفر…! ( بعد استعماله… أي أنه دخل في حساب "الكّفار" بعد ان صحا ضميره‬

‫الميت على دهول ما جرى ويجري من مذابح وانتهاكات يستيقظ لفظاعتها وجوردها ضمير‬

‫الحيوان الصامت البليد…‬ ‫ولم يكن للشرف علاقة بصحوة ضمير "الشريف" خالد بن لؤي‪ ،‬بل للصحوة علاقة‬ ‫بازاحته عن منصبه الذي ظن أنه سيبقى به خليفة للحسين كأمير على "الحجاز" على‬ ‫الاقل…‪.‬‬ ‫شهادة من رئيس المخابرات السعودية تدين العمالة السعودية‬ ‫انها شهادة من سعيد الكردي الرئيس السبق للمخابرات السعودية في عهد سعود‬ ‫أدلى بها في لحظة ألم داخلي لهول ما عرفه عن جرائم آل سعود في الحجاز وغير‬ ‫الحجاز حينما استشاره الوزير السبق للدفاع السعودي المير مشعل بن عبد العزيز في‬ ‫مجلسه في جده ل اثناء الحدي ث عن الحجاز ل واقال مشعل ‪) :‬ليس لحد من دهذا الشعب‬ ‫علينا منة ول معروف‪.‬‬ ‫لقد أخذناكم ل يا لحجازيين ل بالسيف مثلما أخذنا نجد وغيردها…! (…‬

‫)‪(163‬‬


‫حينما استشاط سعيد كردي بسخرية ودهو يبتسم ‪) :‬ل يا طويل العمر!… لقد كنت انا‬ ‫من اقادة جنود الشريف حسين بن علي الذين حاربوكم في الطائف‪ ،‬وكنت من اقادة‬ ‫جيش الشريف علي بن الحسين الذين حاربوكم في الرغامة في جدة‪.‬‬ ‫وانا الن رئيس استخباراتكم ولدي من المعلومات سابقا وحاليا الشئ الكثير… وال‬ ‫لو اعتمدتم على جمالكم وسيوفكم العتيقة لما دخلتم الحجاز وحكمتموه لحظة واحدة‪،‬‬ ‫ولكنها مدافع ال نلكليز وبواخردهم واسلحتهم الهائلة وارادتهم المصرة على تسليمكم عرش‬ ‫الحجاز بعد ان رفض الحسين مطلب ال نلكليز بتقسيم الوطن العربي إلى دويلت ورفض‬ ‫اعطاء فلسطين لليهود ووافق والدكم على ما رفضه الحسين‪ ،‬دهذا دهو السبب الول‪،‬‬ ‫والسبب الثاني دهو أن ال نلكليز استطاعوا اغراء "الشريف" خالد بن لؤي ضد ابناء عمه‬ ‫الحسين وأولده فقادكم ابن لؤي إلى بلده‪ ،‬وأما أنا‪ ،‬فانظر ل يا سمو المير ل إلى‬ ‫اسناني ‪ :‬انها كاسنان بقية الجنود التي تسااقطت من حصار الجوع والعطش الذي‬ ‫فرضته البوارج الحربية ال نلكليزية على الحجاز لصالح والدكم‪ ،‬فمنعت اقوات ال نلكليز‬ ‫عنا وعن المواطنين الطعام الوارد من البحر ومنعوا الماء في الواقت الذي نرى جنود‬ ‫والدكم في مخيم الرغامة وغيره يّك دلسون فضلت الطعام ويسكبون المياه في الصحراء‬

‫ونحن بحاجة إلى ما يسد الرمق‪ ،‬أما السلحة التي تفرغها البوارج ال نلكليزية للجند‬ ‫السعودي فاننا نرادها مكدسة كالتل لل‪ ،‬ونحن ل سل ح يذكر لدينا… ول ذخيرة من‬

‫ال نلكليز… دهذه دهي السيوف الحقيقية التي أخذتم بها الحجاز وغيره ل يا طويل العمر ل‬ ‫ول تحرجني أن أاقول أكثر من دهذا!!‪.‬‬ ‫ل تحرجني أن أاقول أنكم لم تج أروا على مزايدة الحسين بالدين‪ ،‬في الواقت الذي‬ ‫أطلقتم على ابن الرشيد أنه كافر بالدين واتهمتم أدهل نجد وعسير واليمن والحساء‬ ‫والجوف بالكفر؟…! (…‬ ‫فعض المير مشعل على شفته… وحي ث لم يجد الجواب‪ ،‬اقال ‪) :‬ظنيناك كردي‬ ‫و"آثاريك"‬ ‫عربي وظنيناك صديق لنا وآثاريك ل عدو ل اقديم ل يا رئيس استخباراتنا…! (!‪..‬‬ ‫فقال الكردي ‪) :‬السلم جمع الناس على حق…! (!…‬ ‫)‪(164‬‬


‫وكان فيصل وآل فهد اقد نسقوا خططهم للتخلص من الخصوم… الذين يقفون إلى‬ ‫جانب الملك سعود وغيره‪ ،‬ولن سعيد الكردي كان رئيس المخابرات في عهد سعود‬ ‫وكانوا يعملون للتخلص من سعود نفسه فقد تخلصوا من اعوان سعود ومنهم سعيد‬ ‫الكردي بان دسوا له السم الذي اشتهر ال سعود باتقان وضعه للخصوم…‬ ‫ومما ُيشهد به لسعيد الكردي أنه كان يتستر على العناصر الوطنية بل كان يذدهب‬

‫لمن ترد بحقه معلومات تقول ‪ :‬اّنه يتكلم أو يعمل ضد الحتل لل السعودي‪.‬‬

‫فيحّذ رله من مغبة أعماله وينصحه!… وحينما يجد سعيد الكردي من يلتقي بهم كان‬

‫يتكلم ضد الوضع السعودي… وكان يقول ‪) :‬لقد اقاومنا الحصار السعودي لجدة لحبا‬

‫في الشريف حسين وأولده ولكن لن أمالنا بالشريف حسين وطموحاته كانت كبيرة ولقد‬ ‫شارك معنا مجموعات من ادهل حائل وادهل الرس في نجد وكذلك مجموعات من‬ ‫الفلسطينيين والسوريين امثال زيد الضرس وغيره‪ ،‬على أساس أن الحسين دهو اقائد‬ ‫الثورة العربية الوحدوية الموعودة وأثناء الحصار أخذ ال نلكليز يتصلون بجدة من‬ ‫الداخل لتقوية "العملء السعوديين في جدة" ممن أصبح يطلق عليهم أبناء الحجاز‬ ‫"عملء الودهابية"…‪ .‬وأخذ عبد العزيز يقيم في بيوتهم كلما جاء إلى الحجاز إلى ما اقبل‬ ‫موته…‬ ‫ومن ضمنهم "محمد نصيف" وبهذه الطريقة وغيردها تم الستيلء على "جدة" في‬ ‫يوم السبت ‪ 3‬جمادي الثانية ‪ 1344‬دهل ‪ 20‬ديسمبر ‪ 1925‬ويقول ‪:‬‬ ‫)وبعد مجزرة الطائف‪ ،‬خلع ال نلكليز على "عبد العزيز" لقب "امام المسلمين" نكاية‬ ‫بالملك حسين الذي لقب نفسه "ملك المسلمين" ‪ :‬وكان عبد العزيز إلى ما اقبل احتل لله‬ ‫للحجاز يحارب الملك حسين "ل نله كافر" ‪ :‬وان من أسباب كفره "أنه أطلق على نفسه‬ ‫لقب…‬ ‫الملك… وملك المسلمين أيضا‪ ..‬وليس للمسلمين ملوكا…! (… ودهكذا يحرم ل ابن‬ ‫السعود ل على غيره ما يبيحه لنفسه… واقد نك ث عبد العزيز كافة عهوده التي اقطعها‬ ‫على نفسه لحجاج المسلمين الذين وفدوا للحج أثناء محاصرته وأسياده ال نلكليز لمدينة‬ ‫جدة وزعم "أنه ما جاء إل ليحارب الملكية الباطلة في القرآن وأنه سيدعو كافة‬ ‫)‪(165‬‬


‫المسلمين لعقد مؤتمر في مكة ينتخب فيه المسلمون حكومة للحجاز ينتخبون من‬ ‫يريدون حاكما لهم"…‪ .‬ولكنه كذب… واعلن نفسه ملكا بمجرد أن وله ال نلكليز على‬ ‫جدة والمدينة… مما أثار الرأي العام العالمي وأغضب المسلمين عامة…! (‪ .‬الخ‪.‬‬ ‫ودهذا ما توضحه رسالة بع ث بها المستشار السعودي الخاص حافظ ودهبه )عضو‬ ‫مجلس الربع…! ( واكبر مستشاري عبد العزيز بن جون فيلبي‪ ،‬بعد أن ذدهب حافظ ودهبة‬ ‫إلى مصر محاول خداع الشعب العربي في مصر بعد أن عجز عن خداعه فيلبي وأمين‬ ‫الريحاني وزعموا "ان عبد العزيز ل يرفض الملكية وانه ل امام الصالحين فقط"‪ ،‬وكان‬ ‫الرأي العام في مصر اقد أغضبته تصرفات عبد العزيز وجرائمه واعل نله نفسه ملكا على‬ ‫الحجاز…‬ ‫ودهذا دهو نص رسالة حافظ ودهبة التي لم يخف فيها شدة غضب الرأي العام على‬ ‫الملك الدجال عبد العزيز الذي استاء حّتى حافظ ودهبة من اعل نل عبد العزيز نفسه ملكا‬

‫وأوضح ذلك في الرسالة التي بعثها له من القادهرة وفسردها حافظ ودهبة ‪ :‬ل ولم يلقبه ل‬ ‫بالملك ل فيها ‪:‬‬

‫المستشار السعودي الخاص يؤنب عبد العزيز آل سعود لعلنه لنفسه ملكا على الحجاز‬ ‫)من حافظ ودهبة إلى صاحب الشوكة والعظمة المام عبد العزيز بن عبد الرحمن ‪:‬‬ ‫أفيدكم بأن روتر اقد نشر اليوم تلغرافا بأنكم ناديتم بأنفسكم ملكا على الحجاز فان كان‬ ‫دهذا المر صحيحا فقد غشكم من أشار عليكم بذلك لن دهذه المسألة أثارت الرأي العام‬ ‫في الخارج ضدكم‪ ،‬دهذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى أنه ل ينطبق مع العهود التي‬ ‫اقطعتمودها على أنفسكم امام العالم السلمي في تشكيل حكومة الحجاز ولو تريثتم‬ ‫لحين انعقاد المؤتمر السلمي وتقرير مصير البلد لكان خي ار وأبقى‪ ،‬والنتيجة كانت‬ ‫لكم في النهاية‪ ،‬ويظهر أن دهنالك يدا أثيمة حسنت في نظركم دهذا المر حّتى تقضي‬

‫على فكرة المؤتمر السلمي وتقضي في الواقت نفسه على سمعتكم… ‪ 21‬يناير‬ ‫‪.1( !…1926‬‬

‫‪1‬لقلد أعلن عبلد العزيز نفسه "ملكا للحجاز ونجلد" ولكنه تراجع حينما ثار قالدة جنلده "فيصل اللدويش وابن بجالد وأهل‬ ‫نجلد" فأعالد النظر وأعلن نفسه هكذا )ملك الحجاز وسلطان نجلد وملحقاتها!( لن المعارضة في نجلد كانت أقوى منها‬ ‫)‪(166‬‬


‫مذابح الحتل لل السعودي في الحجاز يرويها عبد العزيز آل سعود‬ ‫ورد في الجزء الثاني من كتاب )صقر الجزيرة "عبد العزيز آل سعود"…! ( الذي أنفق‬ ‫عبد العزيز المال لطبعه بعد إملء "الصقر نفسه" ل عبد العزيز ل المستوي على عرشه ل‬ ‫ذلك على العميل السعودي الذي أخذ كل ما يمليه عليه ل لمدة سنة كاملة حّتى سجل‬ ‫العطار فيها من فم الطاغية الجزار كل دهذه الجرائم التي كان الطاغية يفاخر بها‬

‫فيصوغها العطار بأسلوبه بالحروف التالية ‪:‬‬ ‫اقال "العطار" عن "عبد العزيز" ‪ :‬ل )ادهل دهل لل المحرم من سنة ‪ 1343‬وأخذ حجاج‬ ‫بيت ال الحرام يغادرون الحجاز إلى اوطانهم وفي العاشر منه خل الحجاز من الوافدين‬ ‫جميعا فحان الواقت الموعود للغزو السعودي واجتمعت الجيوش بالرياض واستعدت له‬ ‫أكمل استعداد‪ ،‬كما أن جيشا آخر سعوديا تجمع "بتربة" تحف از للوثوب واقبيل أن ينتصف‬ ‫محرم تلقى خالد بن لؤي‬

‫‪1‬‬

‫ل وكان بتربة ل امر الغزو وخطته من الرياض‪ ،‬فبارحها ومعه ستة عشر لواء على‬ ‫كل لواء أمير‪.‬‬ ‫ودهذه دهي ال للوية الستة عشر مع أسماء أمرائها ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ل لواء الغطغط وعدده )‪ ( !…5000‬مع أميردهم سلطان بن بجاد "وجعله ابن سعود‬ ‫القائد العام للقوات الزاحفة لحتل لل الحجاز"‪.‬‬ ‫‪ 2‬ل لواء أدهل تربة والخرمة وعدده )‪ ( !…4000‬وأميردهم خالد بن منصور ابن لؤي‪،‬‬ ‫وعينه ابن سعود امي ار على الحملة كلها ووكل إليه النظر في المصالح العامة في البلد‬

‫في الحجاز الذي سحقه سحقا… هذا شئ‪ ،‬والشئ الثاني كون آل سعولد يعتبرون اللدرعية هي ـ حائطهم المبكي ـ في نجلد‬ ‫الكثر قلداسة من مكة…‬ ‫وان بللد "المسلمين" هي اللدرعية وتليها الرياض وما علداها بللد الكفار!… والكفار الذين ل يلدينون بلدين آل‬ ‫سعولد!… وحينما مات عبلد العزيز في الحجاز أوصى أن ل يلدفن في الحجاز لنها بللد الكفار!…‬ ‫فنقل من الطائف إلى الرياض مقبرة العائلة المالكة!…‬ ‫‪ 1‬الشريف "خاللد بن لؤي" هو ابن عم الشريف حسين بن علي‪ ،‬تمكن النكليز من اغرائه لصالح الحتلل‬ ‫السعولدي‪ ،‬فقالد الجني السعولدي لحتلل الحجاز‪ ،‬فارتكبوا ابشع المجازر!‪.‬‬ ‫)‪(167‬‬


‫التي يحتلها الجيش السعودي" فانخدع ابن لؤي بهذا المنصب الودهمي الذي ما لب ث أن‬ ‫سحبه منه ابن السعود أيضًا"…‬

‫‪ 3‬ل لواء أدهل ساجر وعدده )‪ ( !…1000‬بيد اميردهم عقاب بن يحيى‪.‬‬ ‫‪ 4‬ل لواء أدهل عرو وعدده )‪ ( !…3500‬ومع رئيسهم جهجاه بن حميد‪.‬‬ ‫‪ 5‬ل لواء أدهل عسيلة وعدده )‪ ( !…1000‬وأميردهم نافل بن طويق‪.‬‬ ‫‪ 6‬ل لواء أدهل دهجرة الرطاوية وعدده )‪ ( !…3000‬مع زعيمها اقعدان بن درويش‪.‬‬ ‫‪ 7‬ل لواء أدهل العمار وعدده )‪ ( !…1500‬مع عبد المحسن بن حسين‪.‬‬ ‫‪ 8‬ل لواء سكان رنية وعدده )‪ ( !…1000‬مع اقائددهم وشيخهم فيحان بن صامل‪.‬‬ ‫‪ 9‬ل لواء أدهل المدينة وعدده )‪ ( !…1000‬وأميردهم عبد ال بن معمر‪.‬‬ ‫‪ 10‬ل لواء أدهل عرجا وعدده )‪ ( !…1000‬وأميردهم ذعار بن الزميع‪.‬‬ ‫‪ 11‬ل لواء الرين العليا وعدده )‪ ( !…1500‬بيد حزام بن عمر‪.‬‬ ‫‪ 12‬ل لواء الرين السفلى وعدده )‪ ( !…1500‬بيد دهذال بن سعيدان‪.‬‬ ‫‪ 13‬ل لواء أدهل النصيف وعدده )‪ ( !…1000‬وأميردهم معيض بن عبود‪.‬‬ ‫‪ 14‬ل لواء أدهل صبحا وعدده )‪ ( !…1000‬وأميردهم حزام الحميداني‪.‬‬ ‫‪ 15‬ل لواء أدهل حلبان وعدده )‪ ( !…1000‬وأميردهم ماجد بن حميد‪.‬‬ ‫‪ 16‬ل لواء أدهل الروضة وعدده )‪ ( !…2000‬وأميردهم دهذال بن فهد‪.1‬‬

‫ويتابع أحمد العطار روايته عن "عبد العزيز آل سعود"‪ ،‬فيقول ‪:‬‬ ‫)واجتاز دهذا الجيش حدود الحجاز واحتل أول ما احتل اقلعة كلخ ثم احتل‬ ‫الخيضر‪ ،‬فانضم إليه بعض "الشرفاء"‪ 2‬من بني الحار ث ورجال من ثقيف‪ ،‬وأخذوا‬

‫‪ 1‬بلغ علدلد هذه القوات )‪ ( 30000‬مقاتل انضم اليهم )‪ (10000‬مرتزق أثناء سيرهم في الطريق‪.‬‬ ‫فأصبح علدلد الجميع )‪ (40000‬متوحش يقولدهم ويخطط لهم خبراء انكليز بأحلدث السلحة والملدافع والبنالدق‪،‬‬ ‫فكانت المجازر‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫مجزرة الطائف الرهيبة ضلد المصطافين من النساء والطفال والشعب "المن" وأرجف الحجاز بتلك المجازر…‬ ‫‪ 2‬المقصولد بـ "الشرفاء" مشايخ الشراف الذين اغروهم أو أرغموهم على النضمام لهذا الجيش المتوحش‪.‬‬ ‫)‪(168‬‬


‫يحتلون القرى ويقاتلون القبائل التي تمتشق الحسام للدفاع حّتى أشرفت على الحوية‬

‫‪3‬‬

‫صبا ح السبت الموافق غرة صفر سنة ‪ 1343‬دهل ل ‪ 1‬سبتمبر سنة ‪1924‬م…! (‪.‬‬ ‫ويتابع "العطار السعودي" فيقول ‪:‬‬

‫)وما كان أحد بمكة أو بالطائف يعلم بأمر دهذا الغزو المباغت بل لم تعلم به‬ ‫الحكومة الهاشمية ال حينما دخل الجيش السعودي الحوية فأصدر صبري باشا وزير‬ ‫حربية الشريف حسين أمره بالدفاع‪ ،‬فخرج من حامية الطائف أربعمائة جندي نظامي‬ ‫كامل العدة ومعهم المدافع الجبلية الضخمة والمدافع الرشاشة واتجهوا إلى الحوية لرد‬ ‫الل "‪ "40.000‬الغزاة الذين اشتهروا باسم "الخوان" وكان بين الفريقين معركة حامية‬ ‫ل ورصاصا كالمطر سبع ساعات ل‬ ‫الوطيس أمطر فيها الجيش الهاشمي خصمه اقناب ً‬

‫ولكن ماذا يفعل الرصاص بآلف الخوان ل الذين شدوا عزائمهم ووحدوا صفوفهم‬

‫وانقضوا انقضاض الوحوش على الجيش الهاشمي البالغ ‪ 400‬جندي فقط فقابلهم‬ ‫بهجوم مضاد عنيف وضغطت المدفعية السريعة على جناحيهم ضغطا شديدا‬ ‫وزحزحتهم عن الماكن التي تقدموا إليها وأعطت افرصة الكافية للجنود للتقهقر إلى‬ ‫الوراء تدريجيا وال نلسحاب من ميدان الحوية بانتظام في موضع أحسن ملءمة من‬ ‫الموضع الحالي "وكان الخبراء ال نلكليز بقيادة جون فيلبي وراء دهذه الخطط العسكرية‬ ‫النظامية التي ل يعرفها البدو"…‬ ‫ومرة ثانية‪ ،‬زحف ابن بجاد وخالد بن لؤي بجيشهما فأصلتهم المدافع نا ار حامية‪،‬‬ ‫واردهقهم البدو المنتسب للحسين الهاشمي فلم يستطيعوا التقدم ودامت المعركة ثل ثلة‬ ‫أيام بلياليها ابتداء من يوم ال ثلنين ‪ 3‬صفر حّتى عصر الربعاء ‪ 5‬صفر وكان النصر‬

‫يحالف الجيش الهاشمي لول أن البدو الذين كانوا معه في الصفوف المامية خانوا‬ ‫وانضموا إلى "الخوان" حّتى اضطر الجيش النظامي للحسين المدافع إلى التقهقر‬ ‫بالتدريج‪.‬‬

‫‪ 3‬الحوية‪ :‬تبعلد عن الطائف خمسة وعشرين كيلو مترا‪.‬‬ ‫)‪(169‬‬


‫في حين أن الخوان أخذوا يتقدمون اقليل اقليل ويحتلون الهضاب والتلول التي‬ ‫يخليها العدو الهاشمي المتقهقر الذي واقف عند أسوار الطائف يدافع باستبسال‬ ‫وحماسة واستماتة‪.‬‬ ‫وسمع الملك الحسين بخيانة البدو ل التابعين له ل وتراجع جيشه ل المكون من ‪400‬‬ ‫ل أمام ‪ 40000‬ل فأرسل ابنه عليا بجيش من الخيالة والهجانة اقوامه ل ‪ 200‬ل وأمره أن‬ ‫يسلك طريق كرا‪ ،‬وبع ث جيشا آخ ارً ولكن اقوامه ل ‪ 200‬ل من طريق السيل ليلتقي طرفا‬ ‫الكماشة ويستطيع الهاشميون تطويق أعدائهم‪ ،‬والملتقى بعد الطائف‪.‬‬

‫ودوى أزيز الرصاص والقنابل في ضواحي المصيف الوديع الهادي‪.‬‬ ‫وأثار الفضاء فانتشر الذعر والهلع بين السكان المدنيين ففر من استطاع تاركا كل‬ ‫ما معه ناجيا بروحه‪ ،‬وبقي من بقي يفتك فيه الخوف والقلق فتكا‪ ،‬وخبأ الغنياء الذدهب‬ ‫والحجار الكريمة وأغلقوا البواب وحصنودها من الداخل بأحجار كبيرة ليستعصى فتحها‬ ‫إذا ما احتل الغزاة المدينة‪.‬‬ ‫غير أن دخول المير علي الطائف ليلة الجمعة ‪ 7‬صفر دهدأ القلوب بعض التهدئة‬ ‫ال أن مغادرته ايادها فج ار ليعسكر في الهدى أيأسها وملدها رعبا‪.‬‬ ‫أما الجيش الذي غادر مكة وسلك طريق السيل فلم يصل بعد‪.‬‬ ‫فتقهقر الجيش النظامي من أمكنته حّتى دخل البلدة صبا ح الجمعة بعد أن كبد‬

‫الخوان خسائر‪ ،‬وحوصرت الطائف من ثل ث جهات ولم يستطع الخوان احكام نطاق‬ ‫الحصار من الجهة الرابعة لوجود مدفعية اقوية تذود من يأتي منها‪ ،‬بل ركزوا كل‬ ‫المدافع من ناحية الغرب ليكون الجيش على اتصال بالهدى فمكة وليكون له منفذ واحد‬ ‫على الاقل ان أراد النجاة‪.‬‬ ‫وتوافدت العراب إلى جيش "الشريف" خالد بن لؤي )السعودي…! ( والتحقوا حّتى‬ ‫امتلت البطا ح‪ ،‬بطا ح الطائف وسهوله وضواحيه ل وبذلك وصل الجيش السعودي إلى‬ ‫أكثر من ‪ /50000/‬وروع البلد الجميل بالقذائف المتفجرة فتداعت البيوت القديمة‬ ‫وتطاير فوق جوه الحالم البديع الرصاص كشرر جهنم‪.‬‬

‫)‪(170‬‬


‫وعل صراخ الطفال وعويل النساء وبكاء الرجال خوفا على أفلذ ال كلباد وعلى‬ ‫الروا ح‪ ،‬فهم لم يشهدوا الحرب من اقبل ودهم الن سيشهدونها بل بدأوا يشهدون‬ ‫فصولها المتوحشة البدائية وأيد ما يرون ما سمعوا من اقبل من أن الحرب عمياء‬ ‫جارمة جائرة تساوي برئ الذيل بالمجرم فيا ويل المدنيين منها ومن لظادها!…‬ ‫انهم ينظرون من الثقوب فيرون الخوان الوحوش والعراب يملؤون البطا ح‬ ‫ويطوفون بالسور والسيوف تتدلى كأنها تهتز من طرب بما تحتسي من دماء دهي‬ ‫رحيقها الذي فنيت في طلبه‪.‬‬ ‫وفي أيديهم البنادق يجثم الموت على أفوادهها وكأنه من سبغه جا ث على ركبه‬ ‫فاغر فاه ينتظر الطعام… وما طعامه ال أجساد أبناء آدم الشقياء!‪ .‬التعساء!‪.‬‬ ‫البرياء!‪.‬‬ ‫لهم ال!‪ .‬لهم ال!‪.‬‬ ‫اقد تخلى عنهم النصير ولكن لم يتخل ال عنهم! فهو ناصردهم ومجيردهم!‪.‬‬ ‫فهذا أمير الطائف الشريف شرف بن راجح‪ ،‬ودهذا وزير الحربية صبري باشا‪ ،‬ودهؤلء‬ ‫الجنود ودهؤلء "الشرفاء" والموظفون وأسردهم يغادرون الطائف اقبيل مغرب يوم الجمعة‬ ‫تحت حماية المدفعية التي أخلت لهم السبيل وأبعدت عنهم العداء ويسلكون الطريق‬ ‫إلى الهدى زاعمين أنهم يريدون ال نلضمام إلى المير علي دهناك وتعزيز مراكزدهم‬ ‫الدفاعية‪.‬‬ ‫ولكن لماذا اصطحبوا أسردهم ان كان القصد الدفاع وحده وال نلضمام إلى جيش‬ ‫الهدى!‪.‬‬ ‫لقد أخلوا البلدة وتركوا الدهلين بها بحجة "أنهم ل يريدون تعريضها للدمار فبعدوا‬ ‫عنها حّتى يكروا عليها وينقذودها من يد الغزاة" ولكنهم جهلوا أو تجادهلوا أنهم عرضوا‬ ‫الناس للنوى والقتل‪.‬‬

‫خلت المدينة فل تسمع ال دهمسا وتدفق الغزاة إلى الداخل كما تدفق العراب‬ ‫الطفيليون معهم ودهم يهتفون دهتافات عالية اقوية يشقها أزيز الرصاص المنطلق من‬ ‫البنادق والرشاشات في الفضاء‪.‬‬ ‫)‪(171‬‬


‫وزرعوا الشوارع والسواق واقتلوا كل من وجدوه بها واحتلوا المراكز الحكومية‬ ‫والبراج والقلعة ونهبوا ما بها‪.‬‬ ‫وكان في البلدة كثير من اقبائل الطويرق وعتيبة والبقوم والنمور المتخلفون عن‬ ‫الجيش الهاشمي اقد انضموا إلى المهاجمين المحتلين واختلط القاتل بالفاجر‪ ،‬وانتهز‬ ‫الذؤبان الدميون الضراة فرصة فقدان السلطة من البلدة وانتشار الضطراب فيها فراحوا‬ ‫يقضون الليل في السلب والنهب والقتل ودهتك العراض بل رادع من دين أو ضمير أو‬ ‫سلطان ودهاجموا البيوت وحطموا البواب ودخلوا على البرياء ومزاقودهم بالسيوف‬ ‫وأطلقوا عليهم الرصاص‪ ،‬واستلبوا كل ما وجدوا من غال ورخيص…! (…‬ ‫ويتابع ل العطار السعودي ل صياغته لعترافات عبد العزيز آل سعود‪ ،‬فيقول ‪) :‬واقد‬ ‫وجد البدو ممن لهم ثارات عند الدهلين فرصة نادرة لل نلتقام فزحفوا إلى بيوتهم‬ ‫وااقتحمودها عليهم واقتلودهم شر اقتلة تشفيا منهم‪ ،‬ودهتكوا أعراضهم‪ ،‬وبعد أن ذبحودهم‬ ‫وضعوا راقابهم في حنفيات الماء والصهاريج فشربوا من دمهم وتوضأوا بالماء الملو ث‬ ‫بالدماء البريئة وصلوا!…‬ ‫ولم يكلفوا أنفسهم عناء استلم الساور الذدهبية من أيدي النساء الممدة بل اقطعوا‬ ‫أيديهن وأرجلهن ولبس "الخوان" الحلي ودهذه الساور بأيديهم ووضعوا القل ئلد ل‬ ‫الخرزية والذدهبية ل في راقابهم كي ل تعيقهم عن بقية النهب والقتل… ودهكذا "دخل‬ ‫سلطان الدين السعودي " ل أي سلطان بن بجاد ل البلدة وأخلدها من السكان المدنيين‬ ‫وحشددهم كلهم في حدائق شب ار واقصردها العتيد‪ ،‬وكان النساء سافرات لول مرة في دهذه‬ ‫البلد وكن مع الرجال ومكثوا أياما بل طعام ول ماء!…! (‪.‬‬ ‫ويقوللي عبد العزيز آل سعود ‪) :‬لقد وصلني وأنا في الرياض خبر المذبحة في‬ ‫الطائف فبكيت حّتى تبللت لحيتي!… واعترتني الكآبة وغامت على وجهي سحابة من‬ ‫الحزن البالغ العميق وتمنيت لو لم ينتصر سلطان بن بجاد بهذا الثمن‪ ،‬وتمنيت أنني‬

‫حاضر‪ ،‬ولكنني بعثت رسولي إلى سلطان بن بجاد وخالد مهددا وطلبت اليهم الكف عن‬ ‫القتال‪ ،‬ولما اقدمت مكة عزمت أولياء القتلى وأدهليهم على وليمة ورتبت لهم وألفت لجنة‬

‫)‪(172‬‬


‫للتعويضات على منكوبي الطائف وأعطيت كل واحد عشرة ريالت فرنسية وصاع من‬ ‫القمح…! (!!‪.‬‬ ‫يا سلم!‪ ..‬صاع من القمح؟! والصاع عبارة عن ‪ 3‬كيلو اقمح‪ ،‬والعشرة ريالت عن‬ ‫جنيه استرليني!‪ ..‬يا بلش!‪..‬‬ ‫ويتابع العطار اقوله ‪" :‬وأنا كمؤرخ أبرئ ابن سعود من مسؤولية مذبحة الطائف فهو‬ ‫من تعاليمه ونصائحه لجنده أل يتبعوا مدب ار وأل يجهزوا على جريح وأل يهاجموا بيتا‬ ‫وأل يقتلوا شيخا ول طفل!‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫وأل يعترضوا امرأة ولو اقاتلت!‪ ،‬وأل يؤذوا المدنيين من السكان…! (‬

‫ويتابع العميل السعودي العطار صياغته لكلم سيده عبد العزيز فيقول ‪) :‬ودخل‬ ‫"بريدة" التي خانته وخرجت عليه مع أميردها أبي الخيل وكبدته الخسائر وأتعبته وأردهقته‬ ‫وأخلفت في الوعود ونكثت بالعهود‪ ،‬ثم امتشقت الحسام في وجهه لكنه دخلها دخول‬ ‫الصديق بلد صديقه ل دخول المنتصر الغلب الموتور بلد عدو خائن مقهور‪.‬‬ ‫وعفا عن أدهلها جميعا ووزع عليهم الكسوة والزاد‪ ،‬وبدل خوفهم أمنا وشقاءدهم‬ ‫سعادة‪ ،‬وجوعهم شبعا‪ ،‬كما عفا عن أبي الخيل ومنحه حريته فسلك طريقه إلى الع ارق…! (‬ ‫‪2‬‬

‫…‬

‫ولنترك دهذا العطار السعودي يتابع دفاعه عن أسياده لنستفيد من كذبه!‪.‬‬ ‫حينما يقول ‪) :‬بل ليس عفو عبد العزيز آل سعود ‪ :‬عن أدهل بريدة الول من نوعه‬ ‫والخير بل دهنالك حواد ث جمة تثبت نبل ابن سعود ومروءته وزدهده وتقواه وديانته‪،‬‬ ‫فطالما ظفر بأعداء ألداء لو ظفروا به لقطعوه اربا اربا فصفح عنهم وأكرم مثوادهم كآل‬ ‫رشيد وآل عائض وآل الدريسي والشراف وغيردهم…! (‪.‬‬

‫‪ 1‬هكذا يبرى العبلد سيلده حينما يزعم المؤلف الفاجر العطار ان هذه القوال من وصايا اليهولدي عبلد العزيز آل‬ ‫سعولد بينما هي من وصايا عمر بن الخطاب!‪.‬‬ ‫‪ 2‬يزعم العطار كذبا أن ـ بريلدة في القصيم ـ قلد خانت! "كذا" … بينما الذي خانها لم يكن سوى عبلد العزيز آل‬ ‫سعولد نفسه وهو الذي لم يسمح لميرها أبا الخيل بالسفر إلى العراق بل غلدر به وتزوج أخته وقتله وقتل معه حّتى‬ ‫أطفاله الصغار وعائلته!‪ ..‬ولكن‪ ..‬لن يصلح العطار ما أفسلد اللدهر!‪.‬‬ ‫)‪(173‬‬


‫كذا… يزعم العطار‪ ..‬فيتابع أكاذيبه التي يكشف بها الجريمة فيقول ‪) :‬وتاريخ ابن‬ ‫سعود شادهد عدله على صدق ما نذدهب إليه! ل والتاريخ السعودي ل يحمل ابن سعود‬ ‫"مسؤولية" المذبحة التي ل يرضى بها رجل أاقل مزايا من ابن سعود فكيف بهذا الذي‬ ‫ضرب خير المثلة الفاضلة في أكرم الصفات ولكن يحملها سلطان بن بجاد فهو الذي‬ ‫صنع ما صنع ودهو رأس البلء في محنة الطائف وفاجعته حّتى أن ابن سعود لم تطمئن‬ ‫عينه بالنظر إلى دهذا "السفاك" ال ثليم الذي كان فائدا عاما فلم يرااقب الحالة مرااقبة‬ ‫داقيقة ومنح البدو بسوء ادارته فرصة العمال الجرامية والضراوة والوحشة…! (…‬ ‫دهكذا يزعم العطار على لسان عبد العزيز‪ ،‬فيتابع العطار مدافعا عن الجزار بقوله ‪:‬‬ ‫)بل طبعت نفس اقائد الجيش السعودي ابن بجاد الجارمة على الشر‪ ،‬فقد خرج دهذا‬ ‫القائد بعد سنوات على ولي نعمته ابن سعود فانتقم منه ال واقضى عليه وعلى جماعته‬ ‫من أدهل الغطغط في واقعة السبلة سنة ‪ 1347‬دهل وأرا ح ال المسلمين من شره…! (!!‪.‬‬ ‫ولنا ملحظة بسيطة نرد بها على مزاعم المؤلف العطار‪ ..‬التي أراد بها ابعاد ابن‬ ‫السعود وأسياده واقادته ال نلكليز عن مسؤولية دهذه المذابح التي را ح ضحيتها في "تربة‬ ‫والحيوة والطائف وجدة فقط" أكثر من ‪ / 150000/‬إنسان من الذكور وال نلا ث‬ ‫والطفال… ان دهؤلء القتلة ما تحركوا ال بأمر عبد العزيز واقيادة ال نلكليز من أمثال‬ ‫جون فيلبي الذي رافق كافة حملت المذابح وخطط لها‪..‬‬ ‫وحينما أراد عبد العزيز الصاق دهذه الجرائم بقائد جيشه ابن بجاد رد عليه ابن بجاد‬ ‫في مجلسه في مكة أمام الحاضرين من أدهل الحجاز بقوله ‪) :‬أنت الذي أوصيتني يا‬ ‫عبد العزيز أن أاقتل البرئ ليرضخ العاصي وان أفتك بل رحمة حّتى تكل السيوف من‬

‫راقاب أدهل الحجاز الكفار…! (!‪ ..‬فخرس عبد العزيز لهذا الرد‪.‬‬

‫المجازر السعودية في الهدى‬ ‫ويتابع العطار صياغة أاقوال عبد العزيز آل سعود بأسلوبه "العطاري" عن المذابح‬ ‫السعودية‪ ،‬فيصف طبيعة "الهدى" أول ل ثم يتابع ‪) :‬عندما يغادر المرء الطائف تعترض‬ ‫طريقه عقبات جبلية كأداء اقبل أن يصل ل الهدى ل التي ترتفع عن سطح البحر ‪1800‬‬ ‫)‪(174‬‬


‫اقدم‪ ،‬والهدي جنة بخضرتها وبثماردها وبميادهها العذبة وبجودها الحالم البديع‪ ،‬ولكنه ما‬ ‫أن مر بها الجند السعودي مرور الجراد حّتى أفنادها…! (!‪..‬‬

‫ويتابع العطار فيقول ‪) :‬وأشرنا في الفصل السابق إلى أن المير علي بن الحسين‬

‫اقد نزل بجيشه الذي اقدم من مكة في الهدي وانضم إليه وزير الحربية صبري باشا‬ ‫بجيشه البالغ عدده ستمائة جندي نظامي ومعهم الشريف شرف بن راجح والموظفون‬ ‫ولكنهم لم يعسكروا في الهدي بل بارحوه إلى عرفات‪.‬‬ ‫ال أن الحسين كان متتبعا ما يجري من المجازر ‪ :‬من مجزرة الحوية حّتى مجزة‬

‫الطائف واستسلمها للخوان‪ ،‬وكان يدأب على جمع اقوة تستطيع استرداده من أيدي‬ ‫الغزاة المعتدين وبذل الموال وأخرج السل ح البااقي لديه‪ ،‬لكنه لم يوافق ال إلى جمع‬ ‫مائتين من أدهل مكة المتحضرين وستمائة رجل من اقبائل دهذيل وبني سفيان وضمهم‬ ‫إلى خمسمائة من جنود النظام وزودودهم بالمدافع والسلحة والذخائر وأمردهم أن يذدهبوا‬ ‫إلى "علي" بعرفات‪ ،‬وبع ث ابنه المير علي أن يذدهب بهذا "الجيش" وبمن معه" ليقاتل‬ ‫الل ‪ 50000‬جندي سعودي" ويسترد الطائف وأل ينثني أو يرجع بل ليحارب حّتى‬ ‫الموت!‪.‬‬ ‫فالمسألة اما فناء أو بقاء فالطائف مفتا ح مكة‪ ،‬ومكة مفتا ح الحجاز كله‪ ،‬فإذا‬ ‫استطاع "الخوان" السعوديون" التقدم عن الطائف فان الدماء ستسفك في الجيش‬ ‫المتردد‪ ،‬ول يغني حينئذ الدفاع شيئا‪.‬‬ ‫وأطاع علي المر فمشى "بجيشه" ونزل في الهدي‪ ،‬واحتل المراكز الحصينة بجبل‬ ‫ك ار وبالهدي وبالنقب الحمر وركزوا المدافع بقمم جبلي الهندي والكمل واليفوع ونزل ل‬ ‫دهو ل اقص ار بالهدي فيه جهاز تليفوني يصله بالكر‪ ،‬وبأبيه‪ ،‬في مكة… ولكن ‪:‬‬ ‫وفي لحظات دهجم ألفان من جيش الخوان على مراكز الجيش الهاشمي ثم ارتدوا‬ ‫على أعقابهم حّتى إذا انتصف الليل أعادوا الكرة وأطلقوا وابل من الرصاص عليه‬

‫وتقدموا وصعدوا النقب الحمر كما تسلق كثير منهم الطرق الجبلية حّتى كانوا على‬ ‫اقمة النقب وكانت معركة دامية ثم فتر "الخوان" عن القتال أو ل على الصح ل أخذوا‬

‫يستجمعون الراحة لمواصلة الحرب‪.‬‬ ‫)‪(175‬‬


‫وبعد فترة دهدوء لم تستغرق من ثل ثلين داقيقة دهجم القائد السعودي سلطان ابن‬ ‫بجاد بجيش الغطغط على فرسان اقلب الجيش الهاشمي دهجمة اقوية لم يستطيعوا معه‬ ‫الثبات فتقهقروا‪.‬‬ ‫ال أن بدو دهذيل وبني سفيان ظنوا أن الدبرة حلت بالهاشميين "أي الهزيمة" فولوا‬ ‫الدبار منهزمين ل يلوون على شئ فتبعهم من بقي من الجيش ما عدا جنود النظام‬ ‫فقد ثبتوا يصاولون ابن بجاد ورجاله ولول عماية الليل لكان للمعركة شأن آخر‪ ،‬ولكن‬ ‫الليل كان خير معوان فتدسس كثير منهم إلى جيش الهاشمي ورا ح يطعنه ويلقي عليه‬ ‫الرصاص حّتى تبلج نور الفجر فكان القتلى من الخوان اقليل أما أعداؤدهم فقتلدهم كثير‬

‫فتضعضعت رو ح الهاشميين المعنوية كما اقويت رو ح أعدائهم السعوديين‪.‬‬

‫ولم "سلطان" جيشه وأخذ يهاجم جيوش الهاشميين مهاجمة اقاسية وينقض على‬ ‫المنهزمين منه حّتى اضطر المير علي إلى الرجوع وال نلسحاب تحت ستار من القذائف‬

‫حّتى انتهى إلى شعفة "رأس" ك ار صبا ح اليوم السادس والعشرين من صفر وثبت في‬

‫الدفاع حّتى الساعة السادسة ل أي من الصبا ح إلى الظهر ل ولكن الخوان تكاثروا عليه‬

‫فاجتاز ك ار ووصل الكر في الساعة الثامنة نها ار واتصل بأبيه تليفونيا وأخبره بالهزيمة‬ ‫وأن "الجيش المكون من ‪ 400‬ل طااقة له الن بالحرب والقتال أمام ‪ " 50000‬وان‬ ‫الخوان في رعان ك ار ودهم متفواقون‪.‬‬ ‫فغضب الحسين على ابنه وأمره أن يرجع ويدافع واقال له مت في سبيل الوطن‬

‫وحذره من الرجوع فأطاع المر وانثنى بمن معه من "الجيش" ومشى في مقدمته يتسلق‬ ‫ك ار حّتى اقطع نصفه إواذا رصاص الخوان كالمطر ينهمر عليه فركز مدافعه الرشاشة‬

‫في الحيود‪ 1‬واخذ يدافع ويمهد للهجوم والرتقاء‪.‬‬

‫وتحمس الخوان لستقبال الجيش الهاشمي وكره فاندفعوا في ك ار يريدون ان يصلوا‬ ‫إلى الحيود التي يركز فيها مدافعه السرية الرشاشة‪ ،‬ولكن اقادة الجيش السعودي من‬ ‫ال نلكليز لم يسمحوا لهم وأمروا القائد التنفيذي سلطان ابن بجاد بعدم السما ح لجنده ال‬ ‫بالدفاع عن شعفة كرا‪.‬‬ ‫‪ 1‬الحيولد‪ :‬جمع ـ حيلد ـ الحرف الشاخص الناتئ في الجبل‪.‬‬ ‫)‪(176‬‬


‫ومضى ابن بجاد إلى الهدى يتفقد منازل المنهزمين فوجد في القصر الذي كان فيه‬ ‫المير علي اقبل يوم التليفون فحطمه ودهو ل يدري عن حقيقته وعمله واستولى على كل‬ ‫ما به واقتلوا كل من وجدودهم من البرياء…! (‪.‬‬ ‫ولنا ملحظة على زعم العطار ل عن مزاعم عبد العزيز آل سعود ل الذي يحاول‬ ‫اظهار اقائد جيشه سلطان بن بجاد بمظهر الجادهل حّتى بجهاز التليفون!‪.‬‬

‫ليتب أر ابن السعود مما ارتكبه جنده واقائده من مجازر‪ ،‬وليثبت أن ابن بجاد الذي‬

‫انقلب ضد ابن السعود أخي ار حالما أعلن نفسه ملكا "اّنما دهو جادهل" أيضًا!‪..‬‬

‫والن ‪ :‬فليتابع العطار اعترافات سيده فيقول ‪) :‬ثم اقاد ابن بجاد المعركة بنفسه وأخذ‬

‫يلقي الرصاص على الجيش الهاشمي ولكنه لم يستطع أن يرده ويدحره كما أن‬ ‫الهاشميين لم يستطيعوا التقدم‪ ،‬ودهنا وصل إلى "علي" رسول من ضابط ال تلصال بالكر‬ ‫يخبره أن أسل كل التليفون بينه وبين الهدى اقد اقطعت فرجع المير إلى "الكر" وبات ليلته‬ ‫به وفي ‪ 27‬صفر توجه بالجيش إلى مكة…! (‪.‬‬ ‫دهنا‪ ..‬ينفضح التضليل السعودي عن جهل ابن بجاد المزعوم حينما اقطع وحطم‬ ‫التلفون… ويتضح ان ما فعله القائد التنفيذي للجيش السعودي ابن بجاد ناتج عن‬ ‫خطة عسكرية اقصد بها اقطع ال تلصال بين اقادة الجيش الهاشمي والملك حسين…‬ ‫الحزب الذي اقال للحسين ‪ :‬اعتزل‬ ‫لقد أرجف بالناس في مكة لفظاظة الجند السعودي وسفكهم للدماء وبدأ الطابور‬ ‫الخامس السعودي ال نلكليزي ينشط في الحجاز ويرجف بالناس ويفتك كالمكروبات‪..‬‬ ‫ويقول العطار ‪:‬‬ ‫)سافر المير علي بعد معركة الهدى إلى جدة وانتقل إليها أاقطاب الحكومة‬ ‫الهاشمية وبقي الحسين بمكة ثابت الجنان اقوي الرجاء في اقهر القوات السعودية‬ ‫ودحردها ورددها على أعقابها مكلومة مدحورة وكان دهذا المل الباسم يوسوس في اقلبه‬ ‫فيقوي عزمه ويزيد في ضرام حماسته وحميته وشجاعته رغم ادراك الحسين لضخامة‬ ‫الدعم ال كلليزي الذي يلقاه خصمه ابن السعود… الذي يعرف المقاتل ويجيد الحيلة‬ ‫)‪(177‬‬


‫ويستدرج الخصم ويحبب الناس فيه ثم يضرب العدو ويرثي لحاله ويبكي عليه ويبرر‬ ‫عمله بالمنطق الخلب‪ ،‬فيظنه الناس شفيقا رحيما مسالما في حين أن خصمه وحده‬ ‫دهو الذي أدرك اللعبة…! (… الخ‪..‬‬ ‫ولقد ظن العطار أنه بهذه الصفات الملبسة بالقذارة اّنما كان يمتد ح ابن السعود‪،‬‬

‫ولكنه كان يذمه بابرازه لبعض صفاته الخبيثة النفة‪.‬‬

‫ويتابع العطار اقوله ‪) :‬وبينما الحسين مستغرق في أمانيه وأحلمه يفكر في‬ ‫الوسيلة التي يدفع بها طغيان القوات السعودية اجتمع في جدة بأاقطاب حكومته ودهم ‪:‬‬ ‫الشيخ محمد الطويل والسيد محمد الدباغ والسيد الطيب الساسي والشيخ عبد الرؤوف‬ ‫الصبان والشيخ سليمان اقابل والشيخ محمد نصيف‪ 1‬وغيردهم وأخذوا يفكرون فيما بينهم‬ ‫في الوسيلة التي يخلصون بها البلد من الحرب!…‬ ‫وبعد أن تداولوا الفكرة وتكلم كل منهم بما عن له اقرروا "أن يتنازل الملك الحسين‬ ‫عن عرشه ويتخلى عنه لبنه علي لن ابن سعود يبرر غزوه الحجاز بمعاملة الحسين‬ ‫العدائية له وللنجديين ومنعه ايادهم عن الحج فهو ل يقبل الصلح معه وللعله إذا خل‬ ‫الميدان منه رضي ابن سعود بالصلح"!…‬ ‫ولول مرة يجرؤ رعايا الحين على عقد اجتماع كهذا يتداول فيه المجتمعون بكل‬ ‫حرية وصراحة ما يجب عمله من أجل البلد والمة حّتى أنني كنت أشك في أن الهيئة‬ ‫استطاعت أن تصار ح الحسين بأمر التنازل فسألت السيد الدباغ عما إذا كان دهذا‬

‫التنازل بطلب من الحسين وبتواطؤ من ابنه المير علي مناورة منه لكسب المواقف ضد‬ ‫ابن سعود حّتى إذا جلت اقواته رجع إلى الحكم مرة أخرى فأجابني بأن الحسين لم يدر‬

‫باجتماعنا ول بما اقررنا من ناحية تنازله بل فوجئ به…! (…‬

‫أن دهذه الطريقة التي يخلع بها الناس حكامهم ل يستطيع على فعلها الن أي‬ ‫مواطن ضد أي عبد من عبيد آل سعود… حينما فاتحوا الملك حسين بخلفه‪.‬‬ ‫‪ 1‬وهؤلء هم ممن استطاع جون فيلبي اقناعهم "بتأييلد عبلد العزيز آل سعولد وخلع الشريف الحسين ليصبحوا قالدة‬ ‫الحجاز بتأييلد النكليز ليحكموا الحجاز حكما لديمقرااطيا"… فصلدقوا مزاعم جون فيلبي… أو "الشيخ محملد عبلد ال‬ ‫فيلبي" الذي خلدعهم!…‬ ‫)‪(178‬‬


‫)واتفق أولئك المجتمعون مع المير علي على ما اقرروا وبعثوا إلى الحسين بعد‬ ‫صلة ظهر اليوم من ربيع الول سنة ‪ 1343‬دهل )‪ 3‬أكتوبر سنة ‪ 1924‬م…! ( البراقية‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫صاحب الجل للة الملك المعظم بمكة ‪:‬‬ ‫"بما أن الشعب الحجازي بأجمعه الوااقع الن في الفوضى العامة بعد فناء الجيش‬ ‫المدافع وعجز الحكومة عن صون الروا ح والموال‪ ،‬وبما أن الحرمين الشريفين خاصة‬ ‫وعموم البلد مستهدفة لكارثة اقريبة ساحقة وبما أن الحجاز بلد مقدس يعني أمره‬ ‫جميع المسلمين‪.‬‬ ‫لذلك اقررت المة نهائيا طلب تنازل الشريف حسين وتنصيب ابنه الشريف علي‬ ‫ملكا على الحجاز فقط مقيدا بدستور ومجلسين وطنيين"‪ ..‬الخ‪..‬‬ ‫وال الموفق لما فيه الصل ح!… آ ح!‪.‬‬ ‫وواقع البراقية مائة وأربعون من كبار الحجازيين وفيهم أكثر أولئك المجتمعين‬ ‫كالدباغ وغيره وتسلموا الجواب بعد العصر ودها دهو نصه ‪:‬‬ ‫ادارة براقيات الحكومة الهاشمية‬ ‫في ‪ 4‬ربيع الول سنة ‪ 1343‬دهل بواسطة اقائمقام جدة‬ ‫إلى الهيئة المواقرة‬ ‫مع الممنونية والشكر‪ ،‬ودهذا أساس رغبتنا التي أصر ح بها منذ النهضة والى‬ ‫تاريخه‪ ،‬واقد صرحت اقبله ببضع داقائق أني مستعد لذلك بكل ارتيا ح إذا عينتم غير علي‬ ‫واني منتظردهذا بكل دعة وارتيا ح‪.‬‬ ‫المضاء )الحسين…! (‬ ‫وتسمت دهذه الهيئة "الحزب الوطني الحجازي" وكان رئيسه الشيخ محمد الطويل‬ ‫وكاتم سره "سكرتيره" السيد محمد طادهر الدباغ وأعضاؤه كثر‪ ،‬واقد اجتمع الحزب أو كان‬ ‫مجتمعا لم يغب منه عضو من صبا ح دهذا اليوم حّتى اللحظة التي تسلموا فيها جواب‬

‫الملك حسين وبحثوه ولم يرضهم و أروا من خل لله أنه ل يريد أن ينزل عن عرشه بهذه‬

‫)‪(179‬‬


‫السهولة ل نله لم يصعد إليه إل بتضحيات وتعب‪ ،‬فهل من المنطق أن ينزل عنه لراقية‬ ‫تطير إليه من شبان متحمسين؟‪.‬‬ ‫فليداوردهم‪ ،‬فلعل حماستهم تبرد بعد لحظات‪ ،‬ولهذا تظادهر بابداء الرتيا ح ولكن‬ ‫طلب اليهم تعيين غير علي‪ ،‬وبهذا يستطيع أن يضمن لنفسه البقاء على العرش‬ ‫إلى… أيام أو شهور… أو سنوات‪.‬‬ ‫إل أن أعضاء الحزب الوطني لم يراقهم جواب الحسين وكانوا يودون من صميم‬ ‫اقلوبهم أن يتنازل بسرعة "ليتفرغوا لعمل جديد" ينقذون به المواقف الحاضر" كما‬ ‫يزعمون" فقرروا أن يتصلوا به ل أول ل بالتليفون ثم يطلبون إليه أن يواقع وثيقة التنازل‬ ‫التي سيكتبونها متى وافق ورضي به‪.‬‬ ‫وتناول الشيخ سليمان اقابل )وكان رئيس بلدية جدة…! ( التليفون وطلب الملك‬ ‫الحسين فأعطى الطريق إليه‪.‬‬ ‫ل ألو ل مولي! مول‪ ..‬مولي!‬ ‫… يرد الحسين ‪ :‬ماذا؟!‬ ‫ل ماذا تريد؟‬ ‫‪1‬‬

‫ل الّم ةل!‪..‬‬ ‫ل مالها‪.‬؟‬

‫ل تريد منكم التنازّل…‬

‫ل ل تكلمني انت ل نلك من رجال حكومتي وليكلمني غيرك في دهذا المر؟‪.‬‬ ‫فوضع السماعة يائسا غير أن "الشيخ محمد أفندي" نصيف دق الجرس ورفع‬ ‫السماعة واقال ‪:‬‬ ‫ل مولي … مولي… مولي‬ ‫‪ 1‬يلحظ أنه لتمييز للدى أعضاء هذا الحزب بين "المة" و"الشعب" أو "الحزب" أو "قلة" من الناس‪ ،‬وأن هؤلء ل‬ ‫يحملون أية فكرة علدا‪ :‬الحماس الوطني… مما جعلهم يقعون فريسة من فرائس جون فيلبي‪ ،‬الذي انتقل إلى جلدة ـ وقتها ـ‬ ‫ليمهلد الطريق لتسليمها للحتلل السعولدي… وهؤلء وأمثالهم لم يشاركوا ـ في أية مرحلة قتالية لدفاعية عن الحجاز اللهم‬ ‫ال في مراحل الحكم ـ الذي سلم الحجاز فريسة للسعولدية…‪.‬‬ ‫)‪(180‬‬


‫ل من أنت؟‬ ‫ل محمد نصيف )وكان عبد العزيز آل سعود وجون فيلبي في بيت محمد نصيف‬ ‫أثناء دهذا الكلم…! ( فقال الحسين ‪:‬‬ ‫ل ل تكلمني في موضوع التنازل ل نلك أنت أيضاً من رجال حكومتي ومشبوه…‬ ‫فجشأت يده ثم وضع السماعة ورجع إلى مكانه‪ ،‬ودهدأ من بالمجلس لحظات‬

‫يفكرون دون أن يحد ث احددهم الخر‪.‬‬ ‫ثم بدأوا في الحدي ث متحمسين ‪" :‬يجب أن يتنازل الحسين" وطلبوا إلى محمد الطويل‬ ‫أن يتكلم مع الحسين ل نله رئيس الحزب‪ ،‬فاعتذر إذ ل يطيق أن يكلم "سيدنا" في دهذا‬ ‫المر ويفجعه في أعز أمانيه ودهو صديقه ومليكه عن التنازل وطلب إلى سكرتير الحزب‬ ‫)الدباغ…! ( أن يكلمه وكان دهذا من رجال حكومة الحسين فتناول السماعة واقال ‪:‬‬ ‫ل مولي ان لك عندنا لمقاما كريما‪ ،‬غير أن المركز الحرج الذي وصلت إليه البلد‬ ‫يدعوني إلى أن ابلغكم أن "المة!" اقد اقررت طلب تنازلكم لسمو المير علي‪ ،‬و"المة"‬ ‫ايادهم ل طبعا … فقاطعه الحسين ‪:‬‬ ‫طال )بمعنى ردئ…! ( فل بأس‪ ،‬ولكن ل‬ ‫ل أنا وابني واحد‪ ،‬إواذا كنت اقد صرت عندكم ب ّ‬

‫أفهم ما القصد من دهذا‪ ،‬ل يهمني أمر الُم للك في أي شخص كان ولكني ل أتنازل لولدي‬

‫طال " فولدي علي "بطال"‪.‬‬ ‫علي أبدا ل نلي ان كنت أنا "ب ّ‬

‫طالين ول أنت ل ونحن ل ننسب إلى جل للتكم شيئا من ذلك‬ ‫ل ل يا مولي نحن ل الب ّ‬

‫وانما نريد أن نسلك سياسة غير التي سرتم عليها لعلنا نتمكن من تخليص البلد من‬ ‫مأزاقها الحرج و"المة" أجمعت على طلب ذلك من جل للتكم وانا لنرجوا إجابة رغبتها ‪:‬‬ ‫اجابة رغبة "المة" التي حرصتم على مصالحها دائما‪.‬‬ ‫فرد عليه الملك الحسين اقائل في لهجة غير لهجته الولى ‪:‬‬ ‫ل يا بني‪ ،‬لكم أن تفعلوا ما تشاؤون‪ ،‬أما أنا فل أتنازل لولدي على أبدا‪ ،‬عندكم‬ ‫الشريف علي أمير مكة السابق‪ ،‬وأخي ناصر‪ ،‬وعندكم خديوي مصر عباس‪ ،‬وعندكم‬ ‫"الشراف" ودهم كثيرون‪ ،‬اختاروا‪ ،‬أي واحد تشاؤون من الناس وأنا مستعد بالتنازل له‪.‬‬

‫)‪(181‬‬


‫أما ولدي فل يمكن ل نلي أنا ودهو شئ واحد‪ ،‬خيره وشره عائدان لي‪.1‬‬ ‫فقال الدباغ متوسل ‪:‬‬ ‫ل مولي ‪ ،‬ان المة "!" التي سهرتم على مصالحها وحرصتهم على رضادها دهي التي‬ ‫اختارت المير عليا‪ ،‬فترجو من جل للتكم الموافقة…‬ ‫)ان دهذه الاقوال مبالغة كبرى‪ ،‬ل نله ل "المة" ول الشعب اختار "عليا" وابن السعود"‬ ‫بل الحزب الذي ل يزيد عن ‪ 140‬فرداً من كبار الموظفين والتجار ولذلك اتت عقلياتهم‬ ‫أاقل مستوى من عقلية الملك الحسين……! (‬

‫ل يا طادهر‪ ،‬ل يمكن دهذا‪ ،‬انظروا غير ابني وأنا مستعد‪.‬‬ ‫فقال الدباغ ‪ :‬مولي‪.‬‬ ‫فقاطعه الحسين محتدا ‪ :‬أاقول ل يمكن اقطعيا أن أتنازل لبني ل نلني ودهو شئ‬ ‫واحد…‬ ‫فاجاب الدباغ ‪ :‬ساعلم الهيئة ثم نعلم جل للتكم‪.‬‬ ‫اخفق دهؤلء في حديثهم مع الحسين‪ ،‬وأخذوا يبحثون من جديد في الطريقة التي‬ ‫يستطيعون بها ااقناعه حّتى يتنازل عن العرش تخليصا للبلد من دهذه الكارثة كما‬

‫يرون وأصروا على اق ارردهم غير أنهم رأوه مص ار على عدم التنازل ما دام من سيخلفه دهو‬ ‫ابنه المير علي‪ ،‬فكتبوا إليه براقية اغفلوا فيها اسم من يخلفه بل طلبوا إليه التنازل‬ ‫لتتمكن "المة" من تشكيل حكومة مؤاقتة ودهذا نص البراقية ‪:‬‬ ‫"صاحب الجل للة الملك المعظم بمكة"‬ ‫الحالة حرجة جدا‪ ،‬وليس الواقت واقت مفاوضات‪ ،‬فإذا كنتم ل تتنازلون للمير علي‬ ‫فنسترحم بلسان ال نلسانية ان تتنازلوا جل للتكم لتتمكن المة من تشكيل حكومة مؤاقتة‬ ‫إواذا تأخرتم عن اجابة دهذا الطلب فدماء المسلمين ملقاة على عاتقكم"!‬ ‫‪ 1‬أن فكرة الملك حسين بالرغم مما بها من شوائب رجعية كانت أصوب من أفكار أعضاء "الحزب الوطني" فقلد‬ ‫كان حسين ل يريلد التنازل لبنه "علي" لنه مثله ـ كما يقول ـ بينما يصر هؤلء ـ العضاء ـ على تنازله لبنه "علي"‬ ‫وكان بامكانهم ـ لو كانت للديهم أكفا ار وطنية ول أقول إسلمية أو تقلدمية أن يجعلوا الحسين يتنازل إلى واحلد آخر‬ ‫يختارونه كرئيس للجمهورية ـ ل ـ كملك‪ ،‬يستبلدلونه بملك!…‬ ‫يهولدي‪ ،‬لكنها أفكار جون فيلبي التي خلدعهم بها‪ ،‬ووساوس "الوهابي" العميل محملد نصيف…‬ ‫)‪(182‬‬


‫فلم يجد الملك حسين بداً من التنازل‪ ،‬وكتب اليهم البراقية ال تلية ‪:‬‬ ‫"مكة في ‪ 4‬ربيع الول الساعة الثالثة ليل"‬

‫ل بأس اقد اقبلنا التنازل بكل ارتيا ح‪ ،‬إذ ليس لنا رغبة إل في سكينة البلد وراحتها‬ ‫وسعادتها فالن عينوا لنا مأمورين من دهنا يستلمون البلد بكل سرعة ونحن نتوجه‬ ‫في الحال‪ ،‬إذا تأخرتم وواقع حاد ث فأنتم المسؤولون والشراف عندكم كثيرون‪ ،‬ارسلوا‬ ‫واحدا منهم أو من سوادهم‪ ،‬وعل ولة على دهذا إذا اقبل منكم البن على المر عينوه رأسا"‪.‬‬ ‫المضاء )حسين…! (‬ ‫وكسبت السياسة ال نلكليزية السعودية الجولة الولى فالمير علي كان يختلف عن‬ ‫والده‪.‬‬ ‫وكتب كبار الموظفين إلى علي وثيقة "البيعة بالُم للك" ودهي ما يلي ‪:‬‬ ‫"بناء على طلب المة "!" اقد تنازل جل للة والدكم بموجب براقيته راقم ‪ 19‬المؤرخة‬ ‫في ‪ 4‬ربيع الول واقررت نهائياً البيعة لجل للتكم ملكا دستوريا على الحجاز فقط وأن‬

‫يكون للبلد مجلس نيابي وطني‪ ،‬واقانون أساسي تضعه جمعية تأسيسية كما دهو جار‬ ‫في المم المتمدنة وبما أن الواقت ضيق يضيق الن دون تأسيس المجلس النيابي‬ ‫الوطني فقد اقررت المة أن تشكل دهيئة مؤاقتة لمرااقبة أعمال الحكومة وانا نبايعكم على‬ ‫ذلك وعلى كتاب ال وسنة رسوله"…‬ ‫وبايعه عن "المة" كباردها واغنياؤدها…‬

‫‪1‬‬

‫)واقد أدى تنازل الحسين وتولية "علي" الملك إلى اضطراب عام في مكة وغيردها‪،‬‬ ‫فالحسين كان مهيبا عند رجاله وامته‪ ،‬وكان منطقيا عنيدا اقويا طموحا صلب القناة‬ ‫مستبداً ل يستطيع أحد أن يشاركه المر‪.‬‬

‫أما علي فكان دهينا لينا مسالماً فاتر العزم وكانت صفات علي صفات زادهد ورع ل‬

‫صفات حاكم يريد مجداً ويسوس جندا ويبغي السيادة والخلود‪ ،‬فالبون بينه وبين ابيه‬ ‫‪ 1‬وعلى أية حال‪ ،‬ومهما اختلفت الراء حول اولئك الذين تكلموا باسم "المة فقلد انطلقت اغلبيتهم من منطلق‬

‫وطني لديمقراطي‪ ،‬لكن بعضهم كان سيئ النية ويعمل لصالح السعولدية‪ ،‬وهم‪ :‬ـ شاكلة محملد نصيف ـ ومع كل ذلك فان‬ ‫ظاهر ـ ذلك الموقف ـ كان ظاهرة عظيمة لم تحلدث حّتى الن في الحتلل السعولدي…‬ ‫)‪(183‬‬


‫شاسع فالحسين أكفأ من علي وأزكى كثيرًا‪ ،‬فلما تنازل الحسين وصعد "علي" اضطرب‬

‫الناس واضطربت مكة على الخص وذدهل الناس فما كانوا يصداقون أن الحسين يبار ح‬

‫مكة فردا من أفراد المة أو يعتزل الملك الذي سعى إليه سعيا‪ ،‬وبذل من أجله كل شئ‬ ‫وساد التشاؤم كل بلدان الحجاز‪ ،‬فمكة متشائمه إلى حد بعيد…! (‪..‬‬ ‫"وحمل الناس اقادة دهذا الحزب مسادهمتهم في الجريمة واتهم بعضهم بعمالتهم مع‬ ‫السعودية وال نلكليز مقابل الوعود الكاذبة"…‬ ‫ويقول العطار ‪:‬‬ ‫وأرى أن الحزب الوطني كان مخطئا في طلب تنازل الحسين فها دهو الضطراب‬ ‫والقلق والمخاوف تستبد بالبلدان وبالعاصمة وبالناس وبالسبل‪.‬‬ ‫ولقد غضب الحسين غضبة شديدة حينما انتهى أمر البلد إلى دهذه "الفوضى"‬ ‫وكتب إلى من طلبوا إليه التنازل براقية يقول لهم فيها ‪:‬‬ ‫"ان الفوضى التي ذكرتمودها واقعت على أيديكم بداعي اشهاركم رغبة تنازلي‪ ،‬وانا ل‬ ‫أاقبل أية مسؤولية تقع إذا لم تسرعوا اليوم في تعيين من يتولى المر ل تلوجه في الحال‬ ‫إلى الجهة التي يختاردها الباري عن طريق جدة ودهذا ليس دهربا من أي شئ تتصورونه‬ ‫بل دفعا للظنون والشبهات"‪.‬‬ ‫وكان الحسين يدرك أن ال نلكليز وراء كل دهذا…‬ ‫فاجاب الحزب الوطني الحجازي بهذه البراقية ‪:‬‬ ‫في ‪ 5‬ربيع الول‬ ‫صاحب الشرف السمى الشريف حسين المعظم‪.‬‬ ‫جواب براقيتكم راقم ‪ 17‬بحمد ال ومساعي مولي اقد تمت البيعة لجل للة نجلكم‬ ‫المعظم واقد فاوض جل للته من يلزم في استلم البلد وادارة شؤونها فالمنتظر من مولي‬ ‫مبارحتها بكل احترام تهدئة للحوال!…‬ ‫التواقيع‬

‫عن رئيس الحزب الوطني الحجازي‬ ‫محمد طادهر الدباغ‬

‫)‪(184‬‬


‫ومن وحي ما أمله "عبد العزيز آل سعود" يتساءل أحمد العطار فيجيب نفسه‬ ‫فيقول ‪) :‬ويجب أن نقول كلمة للتاريخ ‪ :‬دهل أخطأ الحزب الوطني أو أصاب في طلب‬ ‫تنازل الحسين؟…‬ ‫أما أنا فأرى أنه أخطأ في ذلك فقد أّثر تنازله في نفسية الجيش الهاشمي فانتحر‬

‫آخر أمل يهجس في اقلبه‪.‬‬

‫كما اقضى على روحه المعنوية وعجل بسقوط "الشرفاء" فهم كانوا أعون بعملهم‬ ‫دهذا لخصومهم السعوديين ل ل نلصاردهم‪ ،‬واقد خدم "أعضاء الحزب الوطني" ابن سعود‬ ‫بعملهم خدمة مرمواقة‪ ،‬فقد تنازل الحسين اقبل أن يقوم ابن سعود من مقامه بالرياض‬ ‫باجبار الحزب اياه‪ ،‬ودهذا نصر مؤزر يحرزه ابن السعود ولكن على يد خصومه فهم‬ ‫ينزلون خصمه العنيد القوي "حسين" ليرفعوا بدله خصما صغي ار وديعا مسالما ضعيفا‬ ‫دهو "علي" حّتى يتسنى لبن سعود أن يقضي عليه سريعا باردهااقه بالمفاجآت ويضنيه‬

‫بالحصار ويجبره على التنازل!‪.‬‬

‫بل كان للحسين نفوذ وكلمة مسموعة عند الدول "أكثر من ابن السعود بكثير"‪،‬‬ ‫وكان له من "عظماء" ال نلكليز أصداقاء فلو بقي في الملك واتصل بغير القناصل‬ ‫الموجودين كالمندوب السامي في مصر مثل لستطاع مساجلة الخصوم وال نلتصار‪،1‬‬ ‫ولكن عليا ل دالة له على دولة إل بأبيه كما أنه ل خصومة بينه وبين أحد إل بأبيه‪،‬‬ ‫ودهو في كل المرين غير موفق ل دالة له كما ل خصم له والمهم أن الدول كانت‬ ‫معترفة باستقل لل الحسين وملكيته وحكومته في حين لم تعترف حكومة ما بالملك علي‪،‬‬ ‫بل أن كثي ار من الملكيين لم يعترفوا بأن عليا ملكهم!…! (…‬ ‫ودهكذا نجح أعضاء المكتب الهندي جنا ح المخابرات ال نلكليزية الذي يسيطر عليه‬ ‫اليهود‪ ،‬نجحوا في ابراز صديقهم عبد العزيز آل سعود…‬ ‫واقد برر الحزب الوطني جريمته بما زعمه جون فيلبي وابن السعود أن ابن سعود‬ ‫برر غزوة الحجاز بأن الحسين ضد النجديين وان الحسين منع النجديين عن الحج‪ ،‬كما‬ ‫‪ 1‬المنلدوب السامي في مصر كان من أعضاء "المكتب العربي" وكان هذا المكتب يؤيلد الشراف‪ ..‬أما "المكتب‬ ‫الهنلدي" الذي يسيطر عليه الصهاينة أمثال السير برسي كوكس فكان يؤيلد آل سعولد…‬ ‫)‪(185‬‬


‫أوحى لهم فيلبي ‪" :‬ان ابن السعود الذي شق الطريق إلى الحجاز بالسيف لن يقبل‬ ‫صلحا مع الحسين" فهو اقد يقبل إذا كان حاكم الحجاز غيره!‬ ‫فليطلبوا إليه التنازل ل أول ل وليجبروه عليه‪ ،‬حّتى يتسادهل ابن سعود في الصلح‬

‫ويغادر مكة والحجاز إلى نجد فتخلص بلددهم لحاكمهم الجديد ولكن الحزب بالضافة‬ ‫إلى كونه اقصير النظر كانت له مطامع نفعية وعده بها ابن السعود وجون فيلبي وما‬ ‫وعددهم الشيطان ال غرو ار…‬ ‫ويقول العطار ‪) :‬وكأن الحزب تناسى أو تجادهل النزاع القديم بين "الشرفاء" وآل‬ ‫سعود من بدء الدعوة الودهابية حّتى يوم ذلك‪ ،‬فالسرتان في تنافس وخصومه وحرب‪،‬‬

‫ما تنطفئ ناردها إل ويشعلها آل سعود ول يمكن تسوية الخلف‪ ،‬ثم ما النفع الذي‬

‫حصلت عليه الحجاز بالتنازل؟ ل شئ… لشئ ولكن اقادة الحزب دهدادهم تفكيردهم في‬ ‫تلك الظروف القادهرة إلى أن اسلم الطرق دهو ابعاد الحسين عن الحجاز ليتم الوفاق مع‬ ‫الغ ازة…! (…‬ ‫ما بعد تنازل الحسين‬ ‫تنازل الحسين يوم ‪ 4‬ربيع الول وطلب في الخامس منه أن يأتي من يقبض زمام‬ ‫المر في مكة ليتوجه إلى حي ث "يختار ال له المقام" ل على حد اقوله ل وسافر علي إلى‬ ‫مكة في ‪ 6‬ربيع الول وبقي الحسين إلى يوم ‪ 9‬ثم سافر إلى جدة واعتزل الناس‪ ،‬وفي‬ ‫يوم ‪ 16‬ربيع الول أبحر وودعه رئيس ديوانه السيد أحمد السقاف وصديقه الشيخ‬ ‫محمد الطويل ولم يشأ أن يودعه ابنه علي‪ ،‬فأاقله يخته "الراقمتين" إلى العقبة…‬ ‫واقد سعى رشدي "باشا" لدى الملك فؤاد ولدى رئيس الوزارة المصرية سعد "باشا"‬ ‫بأن يسمحا لملك الحجاز بأن يسكن مصر فأبيا خشية من حدو ث مال تحمد عقباه من‬ ‫ال نلكليز‪ ،‬ودهذا ما يكشف زيف زعماء الغنياء والمرتبطين بالستعمار حّتى وان‬

‫تظادهروا بالوطنية…‬

‫لقد شاوروا ال نلكليز فرفضوا فرضخوا لل ولامر ال نلكليزية‪ ،‬بل رفض ال نلكليز أن ينزل‬ ‫الشريف حسين لدى ابنه عبد ال في الردن حينما مر بالعقبة إلى منفاه ورفضوا أن‬ ‫)‪(186‬‬


‫يذدهب إلى سوريا أو العراق‪ ،‬ودهكذا حدد ال نلكليز ااقامته في العقبة اقبل نفيه إلى اقبرص‪،‬‬ ‫كل ذلك ارضاء لعبيددهم الذلء آل سعود‪.‬‬ ‫ولم يكتفوا بذلك‪ ،‬بل ضايقوه في اقبرص بعد نفيه مضايقة شديدة‪ ،‬من ذلك أن‬ ‫ال نلكليز حرضوا طباخ الحسين أن يقيم الدعوة في المحكمة ضد الحسين وزوجته‪ ،‬وما‬ ‫دري الحسين وزوجته إل حينما أبلغه الشرطي دعوة لحضور المحكمة اقبل ساعتين من‬ ‫المحاكمة‪ ،‬فسااقوه وزوجته بتهمة مزعومة تقول ‪ :‬ان زوجة الحسين ااقتطعت من راتب‬ ‫الطباخ ربع جنيه استرليني!… ورغم كذب دهذا الدعاء إلى أن الحسين اقال للطباخ ‪:‬‬ ‫)لو أخبرتني بهذا المر "الخطير" لدفعت لك الربع جنيه اقبل أن تطع كلم ال نلكليزي‬ ‫ضكل ضدي اكراما لبن السعود ولكوني رفضت التواقيع باعطاء فلسطين لليهود‪،‬‬ ‫الذي حر ّ‬

‫ودهادهو لك مني جنيه مقابل الربع جنيه…! (…‬

‫وخرج من المحكمة وزوجته يلعن ال نلكليز وعميلهم ابن السعود… وبعد ذلك‬ ‫اغتالوه بالسم عن طريق دهذا الطباخ اليوناني الذي اجبره ال نلكليز على احتوائه بالرغم‬ ‫من رفض الحسين له بعد تلك الشكوى‪ ،‬وبالرغم من اقول الحسين ‪" :‬انني ل أحتاج إلى‬ ‫خدم فساخدم نفسي بنفسي"‪ ،‬لكنهم رفضوا…‬ ‫واجتا ح "التتار" السعودي مّك ةل المكّر ملة!!‬

‫وأي "تكريم" حصل لمكة المكرمة؟… يقول العطار السعودي في أاقل وصف وصفه‬ ‫كاتب لجتيا ح جيش اليهود السعودي ‪) :‬دهرع الناس من الطائف إلى مكة‪ ،‬وانتشرت‬ ‫اقبلهم أخبار راعبة مقلقة أن "الخوان السعوديين" أو المدّينة‪ 1‬اقسات غلظ‪ ،‬بل نشرتها‬ ‫الحكومة الهاشمية في الجرائد باحرف بارزة مذبح الطائف حّتى خافت مكة كلها وزاددها‬

‫دهلعا القادمون من الطائف فقد كانوا يروون اخبا ار وحشية غريبة مخيفة مريعة‪ ،‬وبدت‬ ‫العاصمة المقدسة كمأتم تشترك فيه المة كلها ففي كل حي بكاء واقراءة على أروا ح‬ ‫الشهداء‪ ،‬وفي كل دار استعداد للسفر‪ ،‬بل جل عن مكة الغنياء واسردهم وأخذوا معهم‬

‫‪1‬‬

‫الّم لدـينة‪ :‬كان أهل مكة يطلقون على هؤلء الغزاة لفظ الخوان والملدينة‪.‬‬ ‫)‪(187‬‬


‫أموالهم وكان أول الجالين ل بقايا ل المصطافين في الطائف ل نلهم جزموا أن الخوان‬ ‫والبدو السعوديين سيفعلون بمكة ما فعلوه بالطائف من مجازر ردهيبة فهربوا إلى جدة‪.‬‬ ‫وكنا نحن أيضا من الجالين الى جدة‪ ،‬إل أبي رحمه ال‪ ،‬فقد أاقام بمكة ل نلها أاقدس‬ ‫بقعة وآمنها على ظهر الرض على الطل قل… واقد ودعنا ونحن راحلون إلى جدة‬ ‫بالرغم عنه ف ار ارً بالرو ح والمال‪ ،‬اقائل ‪ :‬اّنه سيعتكف في المسجد الحرام فان اقتل فما يكره‬ ‫الموت في رحاب طادهرة يستقبل وجه ربه الكريم بالشهادة ‪:‬‬

‫وكان خالي الذي تلظى بفاجعة الطائف دهو الذي حملنا على الرحيل فاكترينا‬ ‫الحمير ومشى الشبان‪ ،‬أما نحن الطفال فقد ركبنا من حسن حظنا ورحلنا في الصبا ح‪،‬‬ ‫وكان طريق جدة كالمحشر‪ ،‬أطفال ونساء ورجال وصبيان يحملون الطعام والنقود وما‬ ‫غل ثمناً وخف وزنًا‪ ،‬وكلهم يح ث السير إلى جدة "دهربا من وحوش آل سعود"‪.‬‬

‫وصلنا الشميس فسمعنا أن الخوان دخلوا مكة ل وكان ذلك في ‪ 9‬ربيع الول سنة‬

‫‪ 1343‬ل ونهبودها ودهادهم يتعقبون الفارين فشددنا الرحيل إلى بحره فسمعنا الشاعات‬ ‫س للم ووجدنا جودها‬ ‫بأن الوحوش المدّينة نهبوا الشميس ودهادهم الينا فنهضنا إلى أم ال ّ‬ ‫"مكهربا" بالشاعات المرعبة أيضاً فلم ننزل بها وواصلنا السير حّتى بلغنا جدة في‬

‫منتصف الليل‪ ،‬غير أن الشاعات كالبرق في السرعة سبقتنا إليها فسمعنا بفظائع‬

‫الخوان‪ ،‬واقضينا أياما في اقلق واضطراب حّتى جاءنا كتاب من أبي يبشرنا بأن الخوان‬

‫لم يدخلوا مكة!‪ ،‬فرجعت أنا واحد اخوتي إلى أبي ل نله رغب أن نكون معه في وحشته‪،‬‬ ‫ووجدنا مكة كالمقبرة في الصمت الردهيب والسكون الشامل والدكاكين المغلقة‪،‬‬ ‫والمناحات والمآتم‪.‬‬

‫ونقصد من دهذا أن نقول ‪ :‬أن مكة لم تطمئن بعد مجازر الحوية والطائف والهدي بل‬ ‫كانت اقلقة تطحنها اللم فهي تنتظر البلء والفاجعة بين الفينة والفينة مستسلمة‬ ‫لقضاء والقدر ‪:‬‬ ‫ومضت أيام ومكة حزينة مرجفة خائفة وازداد خوفها عندما تنازل الملك الحسين‬ ‫وبارحها إلى جدة ومنها إلى العقبة إل أن اقدوم الملك علي إليها في يوم الربعاء ‪9‬‬ ‫ل واستعد للدفاع عن مكة ولب ث اسبوعاً واحداً فيها‬ ‫ربيع الول دهدأ مخاوفها الفاتكة اقلي ً‬ ‫)‪(188‬‬


‫ثم أتته الخبار في يوم الثل ثلاء ‪ 15‬ربيع الول )‪ 14‬اكتوبر ‪ 1924‬م…! ( بأن الخوان اقد‬ ‫وصلوا اليوم إلى الزيما وتبعد عن مكة ‪ 44‬كيلو مت ار فرأى أن ما معه من الجيش ودهو‬ ‫ل يبلغ الخمسمائة ل يستطيع حرب الخوان "الل ‪ "50000‬وليس من الحزامة أن‬ ‫يقاتلهم ودهو معتقد أن الهزيمة تصيبه إذا ما اشتبك بهم فرحل باربعمائة من جيشه إلى‬ ‫جده واقال أنه سيحاربهم منها حّتى يخرجهم من الحجاز وترك بعض الجنود لحفظ المن‬ ‫الداخلي‪ ،‬غير أن من بقي بمكة من الدهلين صمموا على الدفاع ان صنع بهم الجند‬

‫السعودي المتوحش ما صنع بأدهل الطائف‪.‬‬ ‫ولقد تسللت مجموعات كبيرة من الخوان بطرق خفية… وساد القلق والضطراب‬ ‫والشاعات المركزة التي يلهبها ال تلباع السعوديين… ومضى على مكة بعد مغادرة‬ ‫الملك علي يومان كانت في خل للها فريسة لقلب عاصف شديد ووجد الفرصة كل طامع‬ ‫ومجرم واثيم من الخوان واتباعهم ونهبوا بعض مراكز الحكومة واقام بدور من"اخوان‬ ‫مكة" بالنهب والسلب‪.‬‬ ‫ولكن لم يقربوا الدهلين بسوء كما في الطائف‪.‬‬ ‫بل كانوا ينهبون دور الحكومة فقط‪ ،‬وشاركهم بعض فقراء مكة العتاة وأخذوا‬ ‫نصيبهم حّتى إذا بدأ القمر في ليلة السابع عشر من ربيع الول ‪ 16‬اكتوبر سنة‬

‫‪ 1924‬م بدت معه طل ئلع الخوان "الرسميين" ووصلت المعابدة ل أول مكة للقادم من‬

‫الطائف ل وفي الصبا ح دخل ابن لؤي وابن بجاد ببقية الجيش مشاة وركبانا عراة‬ ‫ومحرمين "!" وطافوا وسعوا "!" ثم ارتدوا ملبسهم وجاسوا خل لل مكة وفي شوارعها‬ ‫الرئيسية وتدفقوا الى مراكز الحكومة يحتلونها "!" ونزل القائدان اقصر الشريف واستقبل‬ ‫كبار أدهل مكة وأخذ منهم الطاعة لبن سعود "طاعة بال كلراه"…! (…‬ ‫ويتابع العطار اقوله ‪) :‬وكان بعض العراب من الغطغط "الخوان السعوديين" في‬ ‫السواق يسألون أدهل مكة ‪ :‬أين بيت خيشة؟ ولكن المكيين ل يعرفون أحدا يكنى دهذه‬ ‫الكنية!‪ ،‬فكانوا يجيبون ‪ :‬ل نعرف‪ ،‬وأخي ار عرفوا صاحب دهذه الكنية‪ ،‬عرفوا أن دهؤلء‬ ‫سموا الحسين "أبا خيشة" ولكنهم أجلف وكفى!‪.‬‬

‫)‪(189‬‬


‫ونهبوا ما وجدوا في بيت الشريف الحسين من "علب المربيات" والساعات‬ ‫والمفروشات وكل غال ورخيص وباعودها بثمن بخس واقد رأى المّك يلون البدو يعرضون‬

‫ما نهبوا للبيع فاضربوا عن شراء شئ منه‪ ،‬ولكن رخص الثمن أغرى بعضهم ل أخي ار ل‬ ‫فالبدو يبيعون "العلبة" من عصير المانجة "المبة" بما يوافق مليمين‪ ،‬ويبيعون بهذا‬ ‫علبة الكريز والخوخ وال نلاناس كما يبيعون الساعة الجديدة بعشرة اقروش ويبيعون‬

‫البساط العجمي الكبير بعشرين ريال ودهكذا… "واقد فتكوا بكل من رفض شراء أي شئ‬ ‫من دهذه السلع…‬ ‫كل ذلك حد ث بعد الحرام والطواف والسعي!… ليتأكد من ذلك أنه ل ايمان لهؤلء‬ ‫الجنود بدين أو مثل"… بل أروا المرايا الكبيرة فظنودها لول مرة ما يشبه البيت أو الغرفة‬ ‫بها اناس حينما اروا صوردهم بها فحطمودها ثم ظنودها سح ار كما خيل اليهم أن في‬ ‫الساعة شيطانا يهمس وذلك حينما يسمعون داقاتها‪.‬‬ ‫لقد أطلقوا الرصاص على صوردهم المنعكسة في المرايا حينما أروا البنادق التي‬ ‫يحملونها اليهم…! (!… ودهذا ما يثبت دهمجية موجههم ابن السعود ودهمجيتهم من بعده"!‬ ‫…‬ ‫ومن جدة‪ ،‬تحرك اعضاء الحزب الوطني‪ ،‬واقام وفد منهم اقوامه عشرة افراد منهم‬ ‫عبد الرؤوف الصبان لمقابلة القائدين السعوديين "للخوان" وذلك في ‪ 3‬ربيع الثاني‬ ‫للمفاوضة معهما في الصلح!‪.‬‬ ‫ولم يكونوا مندوبين من اقبل علي‪ ،‬بل كان فيهم من اشتهر بمناوأته لل الحسين‬ ‫ومصاداقته لل سعود ومنهم محمد نصيف‪ ،‬وزعموا أنهم جاءوا تطوعاً بحجة انقاذ‬

‫البلد من كارثة تجر إليها جرا‪ ،‬واجيبوا من القائدين "ان الصلح ل يمكن أن يكون إل‬

‫بخلع الملك علي!"‪ ،‬فغادر الوفد مكة مخفقا‪ ،‬وما فعله دهؤلء يعتبر في عرف الشرائع‬ ‫الدينية والقوانين الوطنية خيانة عظمى ل تلصالهم بالعدو واظهار ضعف المقاومة‬ ‫والبلد‪ ،‬ولقد لعب دهؤلء الغنياء وكبار الموظفين دور السماسرة لدخول الحتل لل‬ ‫السعودي‪ ،‬بعضهم عن اقصد وبعضهم عن جبن وبعضهم عن ضعف تصور…‬

‫)‪(190‬‬


‫ويقول العطار ‪) :‬واقد أفاد القائدان من بعض رجال الوفد فوائد جمة فقد واقفا‬ ‫بددهائهما ل أو على الداقة بددهاء خالد لن سلطانا لم يكن فيه شئ من الددهاء ل على حالة‬ ‫علي وحكومته الجديدة وعلى الحياة في جدة وعرفا الموالين للحسين وأبنائه كما عرفا‬ ‫المناوئين ‪:‬‬ ‫واسرع القائدان وبعثا إلى اقناصل الدول الجنبية بجدة خطابا يسأل نلهم عن مواقفهم‬ ‫حيال الحرب الحجازية النجدية‪ 1‬فأجابودهما بكتاب في ‪ 6‬ربيع الثاني دهذا نصه ‪:‬‬ ‫"جدة في ‪ 4‬نوفمبر ‪ 1924‬م"‬ ‫إلى خالد بن لؤي وسلطان بن بجاد‬ ‫" بعد الحترام‪ ،‬وصلنا كتابكما ول يخفاكما أن حكوماتنا ملتزمة الحياد التام في‬ ‫الحرب القائمة بين نجد والحجاز وعلى ذلك فنحن محايدون ول يمكنا التدخل بأي وجه‬ ‫كان فيه الخصام‪ ،‬ولقد أخذنا علما بتصريحكما بأن ليس لكما نظر في رعايانا ونؤيد‬ ‫مضمون كتابنا الول المختص بهم والسلم"‪.‬‬ ‫وواقعه معتمد اقنصل "جل للة ملك بريطانيا العظمى" والقنصل العام "لجل للة" ملك‬ ‫ايطاليا ووكيل اقنصل الجمهورية الفرنسية ونائب اقنصل "جل للة" ملكة دهولندا‪ ،‬ووكيل‬ ‫اقنصل "جل للة" شاه ايران‪.2‬‬ ‫وشكل "علي" حكومة النهاية‬ ‫انتهت حكومة الشريف الحسين بتنازله وابحاره إلى العقبة‪ 3‬وتولى ابنه "علي"‬ ‫عرش الحجاز برأي الحزب الوطني وسعيه‪ .‬وارشادات جون فيلبي‪ ،‬الذي زعم "أنه‬ ‫‪ 1‬لقلد كان الكابتن جون هو المحرك الول خلف خاللد بن لؤي وسلطان بن بجالد وكان أول من لدخل مكة وهو الذي‬ ‫كتب هذه الرسالة إلى قناصل اللدول‪ ..‬كما كان المحرك لذلك الوفلد "الجّلد اـوي" لربط المعلومات بين قالدة الجيش‬ ‫السعولدي والطابور الخامس…‬ ‫‪2‬‬

‫لقلد لعب جون فيلبي وقنصل بريطانيا في جلدة اللدور الول باقناع قناصل اللدول الستعمارية لتأييلد الحتلل‬

‫السعولدي‪ ،‬وأيلديته لدولهم بينما رفض القنصل السوفييتي عبلد الكريم حكيموف توقيع مثل هذا التأييلد‪ ،‬كما لم يؤيلد ـ‬ ‫حكيموف ـ الحتلل السعولدي حينما اتصل به القنصل البريطاني الذي طلب منه التوقيع‪.‬‬ ‫‪ 3‬ومنها إلى منفاه في قبرص‪ ،‬حيث رفض النكليز أن ينزل في الرلدن عنلد ابنه عبلد ال‪ ،‬أو سوريا أو في العراق‬ ‫فذلك مال يرضاه ـ عزيزهم ـ عبلد العزيز آل سعولد‪.‬‬ ‫)‪(191‬‬


‫اختصم مع ابن السعود وانه جاء لمساعدة الشريف علي" بينما كان يعمل لصالح ابن‬ ‫السعود بكل نفوذه في المكتب الهندي ال نلكليزي‪ ،‬واقد فوضت بريطانيا مندوبها السامي‬ ‫فيلبي لعطاء ابن السعود كل ما يريد…‪.‬‬ ‫وتشكلت حكومة جديدة من ‪:‬‬ ‫الشيخ عبد ال سراج‬

‫رئيسا لمجلس الوزراء…‪) .‬حزب وطني…! (‬

‫وتحسين باشا الفقير‬

‫وزي ار للحربية‬

‫والسيد محمد طادهر الدباغ‬

‫وزي ار للمالية… )سكرتير الحزب الوطني…! (‬

‫والدكتور خالد الخطيب‬

‫وزي ار للصحة‪) ..‬حزب وطني…! (‬

‫والشيخ محمد الطويل‬

‫وزي ار للرسوم…)حزب وطني…! (‬

‫وعبد القادر غزاوي‬

‫وزي ار للمواصلت‪) ..‬حزب وطني…! (‬

‫وعارف باشا الدلبي‬

‫وزي ار للبحرية‬

‫والشريف محسن بن منصور‬

‫وزي ار للداخلية‬

‫والشريف فؤاد الخطيب‬

‫وزي ار للخارجية‪) ..‬حزب وطني…! (‬

‫ومع ذلك فقد بقي الملك حسين في جهة‪ ،‬والحزب الوطني من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وواصل الحزب الوطني اتصال تله التآمرية مع ابن السعود مبر ارً ذلك للناس "أنه ل‬

‫يريد ارااقة الدماء‪ ،‬وان السبب الذي دعا الحزب الوطني إلى طلب تنازل الحسين دهو‬ ‫اخلء الحسين وبمبارحته البلد يمكن التفادهم مع ابن سعود"…‪.‬‬ ‫لكن دهذه مبررات استسلمية من البعض وعميلة من البعض الخر… وكتب‬

‫البعض إلى المجلس السلمي العلى بفلسطين للوساطة بين ابن السعود علي‪ ،‬فكتب‬ ‫رئيسه الحاج أمين الحسيني إلى ابن سعود براقيا‪ 1‬فأجابه عبد العزيز بال كلاذيب التالية ‪:‬‬ ‫امين الحسيني رئيس المجلس السلمي العلى بالقدس‬ ‫)يحزننا أن تكون وساطتكم في واقت متأخر!‪ ،‬فانا منذ سبع سنوات نتوسل بجميع‬ ‫الوسائل لحل لل الصلح والوفاق محل الجفاء والشقاق فلم تثمر مساعينا‪ ،‬وكنا كلما لّنا‬ ‫‪ 1‬ـ كان جون فيلبي هو الذي تولى الرلد على هذه البرقية‪.‬‬ ‫)‪(192‬‬


‫للحسين تجافى‪ ،‬فتصريحاته المتكررة في شراقي الردن‪ 1‬التي تبردهن عن نواياه ال كليدة‬ ‫في بلدنا‪ ،‬ومنعه رعايانا ست سنين من أداء فريضة الحج‪ 2‬من عسير وغيردها‬ ‫ومعاملته كافة حجاج بيت ال الحرام وعجزه عن تقرير المن في الحجاز مما أجبرنا أن‬ ‫نتخذ التدابير الفعالة لتستقر الحالة في بلد الحرمين وليأمن مستقبل بلدنا‪ ،‬وانا نرغب‬ ‫في وجود ادارة في الحجاز تكفل حقوق جميع المسلمين بوجه المساواة‪ ،‬وتضمن راحة‬ ‫الحجاج‪ ،‬وتزيل عنهم المظالم كلها وتجعل الحكم خلفة يختاردها أدهل الحجاز لملك…! (‬ ‫الخ…‬ ‫ويقول العطار ‪" :‬كما أن الملك عليا بعد توليته أبرق إلى ابن سعود عن طريق‬ ‫البحرين يقول له ‪:‬‬ ‫"ان رغبتنا في السلم يسود الجزيرة كلها‪ ،‬وان امنيتنا تسوية الخلف بين نجد‬ ‫والحجاز بمؤتمر ينتهي فيه مبادئ في مؤتمر الكويت‪ ،‬ونطلب اليكم أن تلّبي دهذا النداء‬ ‫حقنا لدماء المسلمين وصونا لرواحهم‪ ،‬إواذا أردت ذلك فلتأمر اقواتك المحتلة‬

‫بال نلسحاب إلى الحدود النجدية‪ ،‬فأجاب ابن سعود ‪" :‬بأن الصلح مستحيل ما دام أبناء‬ ‫الحسين يتوارثون ملك الحجاز‪ ،‬وبأن الحجاز للعالم السلمي فهو يقرر مصيره"!…‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫ـ صرح الملك حسين أثناء مروره بالعقبة ونشر ذلك في الرلدن‪) :‬انني احّم لـ بريطانيا كل ما ارتكبه وحوش ابن‬

‫السعولد من جرائم في الحجاز واننا لن نتازل عن اللدفاع عن الحجاز وان تنازلت عن العرش(‪..‬‬

‫‪ 2‬ـ الحسين لم يمنع الحجاج النجلديين عن الحج ولكنه منع لدخول عملء آل سعولد بسلحهم إلى مكة بحجة الحج!‬ ‫…‬ ‫لكنها حجج السعولدية المغرضة… الواهية‪.‬‬ ‫وكم هو الفارق كبي ار والبون شاسعا وبالرغم من كل تأخر ـ كم هو الفرق بين الحرية في الحجاز في عام ‪1924‬‬ ‫والعبولدية بعلد ‪ /55/‬سنة من احتلل اليهولد الذين سعلدنوا الشعب؟‬ ‫‪ 3‬ـ هكذا يعترف عبلد العزيز آل سعولد‪ :‬اّنه يرفض الملكية ويرفض توارث الملك ويعترف‪" :‬بأن الحجاز للعالم‬

‫السلمي الذي يقرر مصيره لديمقراطيا!"‪.‬‬

‫لكنه ما ان احتل الحجاز حّتى أعلن نفسه ملكا لديكتاتوريا طاغية مطلق‪ ،‬يورث الحجاز وغيره من أقطار الجزيرة‬

‫العربية لوللده وأحفالده‪..‬‬

‫وان هذه لعينة من الكذب الذي ما زال يقوم عليه الحتلل السعولدي علما أنه كان للحجاز لدستوره ومجلس شعب‪.‬‬ ‫ومجلس وزراء‪ ،‬وحزب وطني‪ ،‬بالرغم من اختلفنا مع هذا "الحزب الوطني" إل ان المظهر اللديمقراطي الذي كان يسولد‬ ‫الحجاز قبل الحتلل السعولدي لم يصل إليه الفحش الملكي العائلي السعولدي المتوارث حّتى الن وبعلد أن مضى على‬ ‫)‪(193‬‬


‫وبالرغم من الحصار ال نلكليزي‪ ،‬فقد رفض علي ورجال حكومته دهذا الجواب الذي‬ ‫يفيد أن الصلح ل يتم ال إذا بار ح علي الحجاز!‪ ،‬ودهذا طلب غير مقبول بالطبع عند اقوم‬ ‫لم يحكموه إل لبقاء الحجاز‪ ،‬بعيدا عن سلطان ابن سعود‪ ،‬واخذوا جميعهم يفكرون في‬ ‫الوسيلة التي تخلص البلد من دهذا الجيش السعودي المتوحش الزاحف المحتل القابض‬ ‫على زمام مكة والطائف وما بينهما من اقرى وبوادي والذي يدعمه ال نلكليز بكل‬ ‫المكانيات…‬ ‫وبينما كان دهؤلء غاراقين في التفكير كان ل ناجي الصيل ل في لندن يبذل كل جهوده‬ ‫لحمل الحكومة البريطانية على حماية الحجاز من ابن السعود بما لها من نفوذ اقوي‬ ‫على ابن سعود!!‪.‬‬ ‫ولكن بريطانيا اعتذرت وواصلت دعمها لبن السعود واقالت "بأن المعادهدة التي‬ ‫سبق أن اقدمتها بريطانيا للحسين سبق أن عدلها الحسين "تعديلت" لم توافقها‪ ،‬والن‬ ‫واقد تخلى الحسين عن الملك فل يمكن أن يفاوضنا فيها أحد"!! بكل صراحة!!‪.‬‬ ‫ولكن بريطانيا اعتذرت وواصلت دعمها لبن السعود واقالت" بأن وصل من بريطانيا‬ ‫تواقيع المعادهدة الولى التي كانت في صالح الحجاز‪ ،‬وما دام الحسين اقد اعتزل الملك‬ ‫وبار ح البلد فان الحجاز ما يزال في مكانه!! وملكه الحاضر )علي…! ( لم يشترك في‬ ‫التعديلت التي اقام بها أبوه‪ ،‬ودهو موافق على تلك المعادهدة ل اقبل تعديل الحسين الذي‬ ‫لم يوافقها ل وفي وسع بريطانيا الموافقة عليها لتعتبر نافذة…!!‪.‬‬ ‫ومع كل دهذه التنازلت اجابت بريطانيا‪ ،‬بأنها ل تستطيع عمل أي شئ مع حكومة‬ ‫علي اقبل أن ينجلي المواقف الحاضر‪ ..‬وانجلء المواقف دهو دعم ابن السعود ليحتل‬ ‫الحجاز‪.‬‬ ‫بل طلبت حكومة علي من بريطانيا أن تتدخل في الصلح بين الملك علي وعبد‬ ‫العزيز آل سعود فأبت… وتغيرت الوزارة البريطانية التي لم توافق على تواقيع المعادهدة‬ ‫التي حاول معها ناجي الصيل على تواقيعها واقامت مكانها وزارة المحافظين برئاسة‬ ‫المستر بلدوين‪ ،‬فسئل عن مواقف حكومته من النزاع القائم بين ابن سعود و"علي"‬ ‫احتلله اكثر من ثلثة أرباع القرن… لقلد امتاز جواب ابن سعولد بالصلفة لنه يعتملد على النكليز…‬ ‫)‪(194‬‬


‫فأجاب في صراحة تامة" "ان الحكومة البريطانية ل تنوي التدخل في النزاع القائم من‬ ‫أجل الراضي المقدسة السلمية وانها ستبقى على الحياد‪.‬‬ ‫وليس في نيتها الوساطة بين المتنازعين بحال من الحوال"!… ودهل تجد بريطانيا‬ ‫عمالة تساعددها في خلق الكيان الصهيوني في فلسطين كالعمالة السعودية؟!…‬ ‫ولهذا‪.‬‬ ‫أخفقت "حكومة علي" الهاشمية من يومها الول اخفااقا مرا‪ ،‬فلم يصادفها الحظ‬ ‫السعيد في خطوة من خطواتها ول في عمل من أعمالها ول في مناورة من مناورتها‬ ‫الكثيرة‪ ،‬ولم يجددها اجبار الحسين على التنازل‪ ،‬بل أضردها تنازله ضر ارً بليغاً فقد عجل‬

‫بمصيردها المحتوم لها‪ ،‬فها دهي عاجزة عن تكوين جيش اقوي‪ ،‬ولكن من حسن حظها ل‬ ‫أو من سوء حظها ل أدري ل أتت إليها نجدات من المير عبد ال ل أمير الردن ل اقوت‬ ‫عزيمتها وأحيت المل فيها‪ ،‬فرأت أن تكتب إلى ابن سعود خطابا غير الخطاب الول‬ ‫تختمه بالتهديد والوعيد‪ ،‬وتلو ح له بالنار والحديد‪ ،‬فلعله يستخذي ويقبل الصلح ان لم‬ ‫يقبل بالغراء واللين والكلم الطيب‪ ،‬ووجه الكتاب باسم الملك علي واقد جاء فيه ‪:‬‬ ‫"من علي بن الحسين إلى صاحب العظمة السلطان عبد العزيز عبد الرحمن‬ ‫الفيصل آل سعود‬

‫أما بعد‪ ،‬فاني لعلى يقين من أن التسافك في الجزيرة يقطع الرحام ويذدهب بالحلم‬ ‫ويغري عدو العرب على الستفادة من الخصام‪ ،‬وانت تعلم أنه عدو شديد عنيد ل‬ ‫يستنيم إلى رعاية العهود ول يطمئن إلى السكينة‪ ،‬فماذا أنت فاعل‪ 1‬واقد بسطت لك‬ ‫الحالة كما دهي من غير تشويه في حقيقتها أو لبس في مظادهردها؟‬ ‫ان أاقصى رغبتي دهي أن يسود السلم في الجزيرة ‪ ،‬وان تعود السكينة ما بين نجد‬ ‫والحجاز واني لباسط لك رأيي في السلم ومقتر ح عليك عقد مؤتمر ل زلالة بواع ث‬ ‫الخلف‪ ،‬وينبغي أن تعلم عظمتك أن تدّخلل الجانب العداء بين المم المسلمة ل‬ ‫‪ 1‬ان في هذا الخطاب فضح لبريطانيا وفضح لعميل بريطانيا عبلد العزيز آل سعولد وهذا هو الفرق بين "العبلد‬ ‫العزيز" وبين "الشريف حسين وابنه علي" الذي الدركته بريطانيا‪ ،‬فالحسين تحالف معها لملدة أربع سنوات ولم ينفذ‬ ‫رغباتها في تقسيم البللد العربية واعطاء فلسطين لليهولد‪ ،‬بينما تعامل معها عبلد العزيز وقبل بكل ما رفضه الحسين‬ ‫)‪(195‬‬


‫وخاصة ال نلكليز ل ضار بنا وبمصلحة بلدنا العربية ودهذا التدخل ل يبعد أن يجر إلى‬ ‫تشاحن عظيم‪ ،‬ودهذا أمر ل أرغب فيه ول أوافقك عليه"‪.!!.‬‬ ‫ثم اقال ‪" :‬فما شأن العاجم في بلدنا؟ وانت تعلم أن لهم من مشاغلهم في بلددهم‬ ‫ما يضطردهم إلى التنحي عن الدهتمام بمصير الحجاز فإذا دهزم جدوا في استقل لل بلددهم‬ ‫كان ذلك اجدى من كل أمر" واقال ‪" :‬لقد عرفنا ال نلكليز اقبلك‪ ،‬ولو وجدنا فيهم مثقال ذرة‬ ‫حب للعرب لطعنادهم فيما عرضوه علينا ولو أطعنادهم في خيانة العرب لعطونا ما نريد‬ ‫ولكننا رفضنا"‪.‬‬ ‫ثم اقال ‪":‬وااقتر ح عليك عقد مؤتمر يحضره مندوب الطرفين للصلح والرجوع إلى اتمام‬ ‫المفاوضات التي دارت في مؤتمر الكويت"‪.‬‬ ‫ثم طلب إلى ابن سعود "جلء الجنود السعوديين من الراضي الحجازية المحتلة إوال‬ ‫فسنسترددها بالسيف"‬ ‫ثم ختم الكتاب بهذا التهديد ‪:‬‬ ‫"فإذا لم يبلغك صوتي ويصلك نذيري فاني مضطر إلى الصطلء بنار الحرب بل‬ ‫شفقة ول رحمة‪ ،‬وللتاريخ بعد ذلك حكمه الذي ل يرد في الباغي منا فإذا كنت باغيا فل‬ ‫يذكرني التاريخ بخير‪ ،‬وان كنت أنت الباغي حقت عليك كلمة ال وليس ال بغافل عما‬ ‫يعمل الظالمون"!‪.‬‬ ‫تلقى ابن سعود دهذا الخطاب فاستبد به الغضب وعرضه على جون فيلبي فابتسم‬ ‫واقال لعبد العزيز ‪" :‬اننا سنستفيد من دهذا الخطاب ونستشير به بريطانيا ضد الشريف‬ ‫علي ومن دهذا الكتاب يتضح ان ما به من اغراء أو تخويف ليس إل محاولة ياءس‬ ‫استبد به القلق وانتحر في نفسه وفر من اقلبه الثبات‪ ،‬واعرف أن ذلك "بداية النهاية"‬ ‫فل ترد عليه ردا اقاسيا"…‬ ‫وكتب في ‪ 18‬ربيع الثاني إلى "علي" براقية صاغها جون فيلبي باسم عبد العزيز‬ ‫آل سعود "صافية القول سهلة العبارة" ودهذه براقية "ابن سعود" ‪:‬‬

‫)‪(196‬‬


‫البحرين في ‪ 16‬نوفمبر سنة ‪ 1924‬م‪.1‬‬ ‫"الشريف علي ابن الشريف حسين‬ ‫اني احترم شخصكم احتراما عظيما‪ ،‬ولكن معاملة والدكم لدهل نجد وسائر المسلمين‬ ‫دهي التي جعلتنا نقف دهذا المواقف‪ ،‬فإذا كنتم تحبون السلم‪ ،‬وحقن الدماء أخلوا‬ ‫الحجاز‪ ،‬وانتظروا حكم العالم السلمي فان اختاركم أو اختار غيركم فنحن نقبل حكمه‬ ‫بكل ارتيا ح‪ ،‬أما إذا بقيتم في أرض الحجاز فان مسؤولية ما يقع من الحواد ث يقع على‬ ‫‪2‬‬

‫عاتق غيرنا"!!!‬

‫كان ابن سعود جازما ل بحول ال نلكليز واقوتهم ل بأن أجل حكومة "علي" اقصير‪ ،‬ولكن‬ ‫الملك علي كان يأمل البقاء بالحجاز ان سلماً وان حربًا‪ ،‬واقد مهد له خيط الرجاء خط‬ ‫الدفاع الذي أنشأه حول جدة على شكل دهل لل ينتهي طرفاه إلى البحر وطوله ستة‬

‫أميال‪ ،‬ووجود فريق من المسلمين والمسيحيين أتوا جدة للوساطة بين العادهلين‪ ،‬وكلهم‬ ‫ينتظر مجئ ابن سعود إلى الحجاز لن فيه مقطع القول‪ ..‬واقد كان!!!‬ ‫مكر اليهود‬ ‫بعد أن تعالت الحتجاجات في العالم السلمي والعربي ضد المجازر السعودية‬ ‫وجرائم النهب ودهتك العراض في الحجاز‪ ،‬حاول الحتل لل السعودي والخبراء ال نلكليز‬ ‫تضليل الناس والقاء جرائم الدماء على "الخوان" الذين تتكون أكثريتهم من اقبائل‬ ‫عتيبه ومطير‪ ،‬وزعموا أن دهؤلء دهم الذين ارتكبوا دهذه المذابح دون معرفة ابن سعود‬ ‫بدليل أن رجال الدين الودهابيين المؤتمرين بأمره اقد أصدروا الفتوى بعدم دخول مكة‬ ‫بالسل ح واقالوا ‪:‬‬ ‫‪ 1‬كانت البرقيات ترسل عن طريق البحرين‪ ،‬فالبحرين مستعمرة انكليزية‪ ،‬بل من اهم المراكز التي وقف حكامها آل‬ ‫خليفة سابقا وحتى الن يلدعمون يهولد آل سعولد‪.‬‬ ‫‪ 2‬ان ابن السعولد يتكلم عن "اخيار العالم السلمي لحاكم الحجاز" وهذا منطق ارغمه ـ واقع الحال ـ على التلفظ به‬ ‫كذبا‪ ،‬واننا الن وبنفس ذلك المنطق السعولدي الذي قاله عبلد العزيز كذبا عام ‪ 1924‬نقول لحكام الحتلل السعولدي‪:‬‬ ‫أخرجوا الن من الحجاز وأخلوا الحجاز وانتظروا حكم العالم السلمي وشعبنا فان اختاركم أو اختار غيركم فنحن نقبل‬ ‫حكمه بكل ارتياح‪ ،‬أما إذا بقيتم فان مصير كل مجرم منكم هو مصير الملك فيصل آل سعولد مهما طال زمن‬ ‫الحتلل…‬ ‫)‪(197‬‬


‫"ان دخول الحرم الشريف بقصد القتال حرام وان ابن سعود أعجب بصراحة علمائه‬ ‫وتقوادهم فأمر جيش ل خالد بن لؤي ل أل يدخل مكة بقصد القتال فيها‪،‬أما إذا وجددها‬ ‫خالية فل بأس من دخولها‪ ،‬فإذا ظهر له أن دخولها سيحد ث اقتال فيها فليرجع"!!‬ ‫"فليرجع"… كذا؟!‪.‬‬ ‫وبعد دهذه الفتوى المقصود بها الستهل كل الخارجي… طلب ابن السعود من‬ ‫"عمل ئله" أو علمائه أن يجتمعوا باستمرار لصدار الفتاوى ضد الخوان!!‪.‬‬ ‫أي ‪ ..‬ضد الجيش السعودي المتوحش المؤتمر بأمردهم!‪..‬‬ ‫"وبينما دهم كذلك ورد ابن سعود خبر دخول خالد بجيشه مكة بدون اقتال فرأى أن‬ ‫الواقت اقد حان لتحقيق أمانيه السلمية وأماني المسلمين المخلصين في الراضي‬ ‫المقدسة‪ ،‬فصمم العزم على أن يبع ث أحد أبنائه إلى مكة للجتماع بوفود المسلمين‬ ‫والتشاور معهم في العمل النافع الذي يضمن لها سعادتها ويرد إليها مجددها المسلوب‬ ‫وعزتها الضائعة‪ ،‬ثم رأى أن حرمة بيت ال تقضي عليه أن يذدهب بنفسه إلى مكة‬ ‫ليتولى شؤونها ويجتمع بأدهلها وبالمسلمين لتقرير مصيردها وعزم على السفر"* يا‬ ‫سلم!!‪.‬‬ ‫وكتب عبد العزيز إلى المام يحي امام اليمن ‪:‬‬ ‫"أما بعد‪ ،‬فقد استقبلت الطريق إلى مكة غير باغ ول آثم "!" فليتفضل الخ العظيم‬ ‫بارسال من يمثله في مؤتمر مكة حبا بنشر السلم بين أمم السلم"!‪.‬‬ ‫كما بع ث دهذه الكلمة نفسها إلى ملوك المسلمين وامرائهم المستقلين!‪.‬‬ ‫مستقلين جدا!… ثم جمع من كان لديه من "العلماء" والمراء والقادة والقى عليهم‬ ‫كلمة ابان لهم فيها غرضه من السفر إلى مكة فقال بعد أن حمد ال وأثنى عليه‪.‬‬ ‫وشك ار ال نلكليز!…‬ ‫"اني مسافر إلى مكة ل للتسلط عليها "!" بل لرفع المظالم والمغارم التي اردهقت‬ ‫كادهل عباد ال"!… ال… ال! يا بدوي جاب اليسرى!…‬ ‫*‬

‫ما زال الكلم أعله لحملد عبلد الغفور عطار من كتاب )صقر الجزيرة( الذي طبع على حساب الملك عبلد‬

‫العزيز مفاخ ًار باعماله الجرامية…‬ ‫)‪(198‬‬


‫أية مظالم ومغارم وتسّلط غير ما فعلته السعودية من مظالم ومغارم وتسلط؟؟!‪.‬‬

‫واقال ‪" :‬اني مسافر إلى حرم ال لبسط أحكام الشريعة وتأييددها "!" فلن يكون بعد‬ ‫اليوم سلطان إل للشرع "!" ويجب أن تطأطئ جميع الرؤوس له"!! ياله من دهراء‬ ‫سعود!!‪.‬‬ ‫ويتابع اقوله ‪" :‬ان مكة للمسلمين كافة فيجب أن يكون أمر ادارتها وتنظيمها طبق‬ ‫رغائب العالم السلمي"!!‪.‬‬ ‫فهل أصبحت للمسلمين حقا؟!!‪.‬‬ ‫ويتابع أكاذيبه ‪" :‬اننا سنجتمع بوفود العالم السلمي دهناك‪ ،‬وانا سنتبادل معهم‬ ‫الرأي في كل الوسائل التي تجعل بيت ال بعيدا عن الشهوات السياسية "!" وتحفظ راحة‬ ‫اقاصدي حرم ال"‪ !!!.‬كذا…‬ ‫وزعم عبد العزيز حرفيا ‪" :‬أن الحجاز مفتوحا لكل من يريد فعل الخير من الفراد‬ ‫والجماعات"!‪.‬‬ ‫فهل أصبح الحجاز كذلك يا فّجالر القول والعمل؟؟‪.‬‬

‫اّنه مغلق‪ ،‬في وجوه العرب والصداقاء ومفتو ح للمريكان‪ ..‬ولكنه كما اقال للعطار ‪:‬‬

‫"لقد أردت بهذا الخطاب أن ااقطع الطريق على خصومي حّتى ل يستغلون اقدومي إلى‬ ‫الحجاز ويؤولوه تأويل سيئا‪ ،‬وااقطع به كل مظنة المغرضون!"‪.‬‬ ‫دهنالك صدق الطاغية…‬

‫وسافر المستشار السعودي حافظ ودهبة إلى مصر ليكتب بعض الهراء ويرد به على‬ ‫أاقوال الصحف المصرية حينما كتب في جريدة "البلغ" التي تصدر في السكندرية‬ ‫تعليقه على كلمة ابن سعود تلك فقال ‪:‬‬ ‫"بهذا المنهج يذدهب سلطان نجد إلى أم القرى مشهداً ال والناس على أنه ل يتردد‬

‫في تنفيذ ما صحت نيته على تنفيذه وما انتوى عمله‪ ،‬فما أسمى الغاية التي ينشددها؟؟‬ ‫وما أحراه بتأييد العالم السلمي اقاطبة له في تلك المهمة الشااقة التي عهدت‬ ‫الظروف إليه اداءدها‪ ،‬وان لهجة السلطان لتذكرنا بلهجة السلف الصالح! كما أن سيرته‬ ‫واستقامته واقوة إيمانه تبع ث الطمئنان والرتيا ح في نفوس المسلمين فالرجل ل يسعى‬ ‫)‪(199‬‬


‫وراء الجاه والحطام الفاني "!" وانما يريد جعل أم القرى كما كانت في العهد السالف‬ ‫منبع الحكمة وموطن الشريعة‪ ،‬اّنه يريد تطهيردها من الرجاس والخبائ ث التي انتشرت‬ ‫فيها منذ أن انصرف اشرافها عن شؤون الدين وأوغلوا في التعلق بالدنيا والتفاني في‬

‫زخرفتها وزينتها فلم يرعوا حرمة المكان ولم يبالوا سعدت البلد أم شقيت!! ارتفعت‬ ‫كلمة الدين أم انحطت؟؟ ما دام نصيبهم من الحطام الفاني مضمونا يستولون عليه لسد‬ ‫شهواتهم‪ ،‬واقد علمتنا الحواد ث ان السلطان ابن سعود ما وعد إل وفى‪ ،‬ول صمم على‬ ‫شئ إل نفذه بقدر ما استطاع فإذا اقال ‪ :‬اّنه ذادهب إلى أم القرى بالمنهج الذي ذكرناه‬ ‫فاننا نثق بأاقواله ونؤمن باخلصه وصدق طويته"!!!…‬ ‫وما اكذب كاتب المقال العميل…‬ ‫موكب الوحوش المرعبة يدخل مكة‬ ‫واستنفر عبد العزيز كافة أدهل نجد ل بال كلراه ل ليواكبوا ركبه إلى مكة‪ ،‬فيرعبهم بهذا‬ ‫الموكب الذي بلغ افراده اقرابة الل ‪ /15000/‬مرافق مسلح‪ ..‬ودخل مكة… واعتلى‬ ‫الدكة… وحشروا أدهلها في "السكة" ليلقي فيهم خطابه الرتجافي السمج‪ ،‬فتقدم‬ ‫مستشاره حافظ ودهبة ليقدمه بخطاب اقال فيه ‪) :‬أول ل ان عبد العزيز ل يريددها الرتقاء‬ ‫الذي تدعون إليه ول نريد إل الرتقاء الذي نمشي عليه بموجب الدين‪ ،‬والمر الثال ث‬ ‫دهو أن عبد العزيز ل كما ستسمعون منه ل ل يريد أن يكون دهذا البيت ملكا لحد بل‬ ‫مشاعا )!…! ( بين المسلمين‪ ،1‬ولكل شعب من الشعوب السلمية ولكل فرد من أفراد‬ ‫العالم السلمي حقه فيه‪..‬‬ ‫والمر الرابع دهو أن التجارب السابقة دلت على أن الحسين وآله غير صالحين‬ ‫لدارة دهذه البلد وأن عبد العزيز بن سعود أصلح…! (… ابن سعود أصلح!‪.‬‬ ‫وواقف عبد العزيز آل سعود يرغي‪ ،‬واقد ورد في الصفحة ‪ 464‬من كتاب "صقر‬ ‫الجزيرة" للعطار دهذا النص الحرفي من خطابه ‪:‬‬

‫‪ 1‬انظر كلمة مشاع حرفيا‪ ،‬وكامل الخطاب في "صقر الجزيرة" للعطار‪.‬‬ ‫)‪(200‬‬


‫"أنا عبد العزيز بن سعود ‪ ..‬وال وبال وتال ورب دهذا البيت ومالحرم ل والمقدر‬ ‫كائن ل ودهذا دهو المقسوم‪ ،‬وكان من أحب المور اّلي أن يقيم الحسين شرع ال )!…! ( في‬

‫دهذا البيت فأفد عليه مع الوافدين أّاقبل يده )!…! ( ولكن دهكذا شاءت ارادة ال )!…! ( أن‬

‫أاقضي عليه )!…! ( ولو لم يلحق المر الديان والنفوس لما أاقدمنا على ما أاقدمنا عليه فقد‬

‫اقرر الحسين اذابة وتقسيم بلدنا )!…! ( وتوزيعها‬

‫‪1‬‬

‫وأصر الحسين وأخذ يعمل ودهذه جريدة القبلة تشهد على دعوته لضاعة بلدنا‬ ‫باسم الوحدة العربية واعطاء بلدنا لرعاع العرب‪ ،‬وان كان الحسين اقد أّم رلوه ال تلراك‬

‫فنحن لم تؤّم رلنا غير سيوفنا‪ ،‬وال نلكليز وأدهملوه ل نلهم عرفوا أن ما فيه خير‪ ،‬وان كان‬

‫دهذا يعجبكم فينا فتعالوا بايعونا!!"… الخ‪..‬‬

‫فأجاب الحاضرون ‪" :‬كلنا نبايع!… كلنا نبايع!‪."..‬‬ ‫فقال عبد العزيز ‪" :‬اقولوا لنا بصريح القول ما عندكم؟!‪.‬‬ ‫فقال الحاضرون ‪" :‬ما عندنا غير دهذا"!!… ص ‪" 465‬صقر الجزيرة"‪.‬‬ ‫وفي الصفحة ‪ 477‬من كتاب "صقر الجزيرة" للعطار ورد النص التالي ‪:‬‬ ‫واجتمع عبد العزيز بن سعود برجال مجلس "الشورى" الدهلي المنتخب برئاسة عبد‬ ‫القادر الشيبي واتفقوا على ان تقوم البلدية )!…! ( بتنبيه الناس عند واقت كّل صلة فينادي‬

‫منادي البلدية! ‪:‬‬

‫"يا معشر المسلمين! على كل واحد منكم إذا سمع المؤذن ان يبادر للصلة في‬ ‫الحرم مع أحد ال ئلمة الربعة!‪ ،‬ومن كان بعيدا عنه فليصّل في أاقرب مسجدا!‪ ،‬واقد‬

‫جعلنا من رجال البلدية وغيردها من يناظر المتأخر عن الصلة لتقرير الجزاء الشرعي‬ ‫عليه بالجلد والحبس!" ص ‪ 465‬من "صقر الجزيرة"‪.‬‬ ‫ودهكذا شغل الحتل لل السعودي "رجال التنظيمات" وأعضاء مجلس الشورى بملحقة‬ ‫الناس!‪.‬‬ ‫لشغالهم عن ملحقة جرائم الحتل لل السعودي‪.‬‬ ‫‪ 1‬يقصلد بأن الحسين ارالد توحيلد البللد العربية تحت تاجه‪ ،‬وفي هذه الحال سوف لن يكون للتاج السعولدي موطئ‬ ‫نعال…‪.‬‬ ‫)‪(201‬‬


‫وبدأت باسم الدين المزيف ملحقة الوطنيين وسجنهم وجلددهم في الشوارع واقتلهم‬ ‫وتقطيع أيديهم وأرجلهم… وبعددها ‪:‬‬ ‫اقامت البواخر الحربية ال نلكليزية بمحاصرة جدة ومنعت دخول أي نوع من الطعام‬ ‫والسل ح والواقود والكساء‪ ،‬بل منعوا دخول الحطب والفحم من مكة إلى جدة!‪ ..‬وأعلن‬ ‫الحتل لل السعودي في مكة أن الشريف علي وحكومته دهم الذين منعوا الطعام عن مكة‬ ‫ليثير الشعب ضده فكتب المستشار السعودي حافظ ودهبة بتوجيهات من جون فيلبي‬ ‫رسالة نيابة عن أدهل مكة ليواقعها عدد من المواطنين لكن زمرة عميلة واقعتها فقط‪،‬‬ ‫ودهذا نصها ‪:‬‬ ‫"إلى صاحب السمو حضرة المير علي وفقه ال‬ ‫ل يخفاكم أننا جيران بيت ال الحرام الذي اقال ال في حقه "أطعمهم من جوع وآمنهم‬ ‫من خوف"! و"أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ رزاقا من لّد نلا" فأين‬ ‫عملكم من توصية ال بنا؟؟!!‬ ‫وما السبب في ااقدامكم على منع القوت عنا وايصال الضرار الينا؟ ألن اقوات نجد‬ ‫وجيوشها دخلت مكة؟؟ لسنا المسؤولين عن ذلك بل أنتم المسؤولين عنه عند ال وعند‬ ‫خلقه! ‪:‬‬ ‫أول ل ل نلكم لم تعملوا على اصل ح ذات بينكم ل زلالة أسباب الخلف بينكم وبين نجد‬ ‫إوامامها وغيردهم حّتى يكون حرم ال آمنا!‪.‬‬

‫ثانيا ل عند دخول جيوش حكومة نجد الطائف طلبنا منكم تخليص "عائل تلنا"‬

‫ومحارمنا وأموالنا من الطائف فأبيتم ذلك وأعطيتمونا العهد بالمحافظة ثم شردتم‬ ‫وتركتمونا‪ ،‬فل أنتم حافظتم علينا ول سمحتم لنا بالخروج حّتى كان ما كان‪ ،‬ثم لما‬ ‫اقدمتم مكة راجعناكم أنت ووالدك م ار ار فوعدتمونا بالدفاع عنا براقابكم ثم شردتم‬

‫وتركتمونا فوضى‪ ،‬واننا نخشى عليكم عقوبة ما جرى على بيت ال الحرام من الخوف‬ ‫والهلع‪ ،‬وبعد ذلك أعلنتم أنكم ما خرجتم من مكة إل حقنا للدماء‪ ،‬فسموكم تورعتم عن‬ ‫اقتل أدهل نجد وأبحتم المصيبة لجيران بيت ال بمنعكم الرزاق وحجزكم معايشهم‪.‬‬

‫)‪(202‬‬


‫والن نسأل سموكم ان كان جيران بيت ال مجرمين فأنبئونا نستغفر ال‪ ،‬وان كنا‬ ‫فقراء ضعفاء لجئين إلى بيته فما السبب في التضييق علينا في ارزااقنا وانفسنا‪ ،‬فان‬ ‫كنا مجرمين من جهة الحكومة النجدية فليس لنا يد في دخولهم ول طااقة لنا على‬ ‫اخراجهم‪ ،‬ولكننا نرجو ال ثم سموكم أن تفعلوا أحد أمرين ‪:‬‬ ‫اما أن تقدموا بجيوشكم وتخرجوا الحكومة النجدية حّتى تتفتح لنا طرق أرزااقنا‬

‫واما أن تتركونا وتتركوا جدة محل معايشنا!"… ودهنا بيت القصيد السعودي!…‬ ‫والكتاب مؤرخ في ‪ 18‬جمادى الولى ومواقع من الشيخ عبد القادر الشيبي وبعض‬ ‫"العلماء" وبعض "وجهاء" مكة‪ ،‬واقد أرسلوه إليه ولبثوا ينتظرون الجواب "علماً أن دهذه‬

‫الزمرة المترفة وأمثالها لم يقاتلوا العدو السعودي!…‬

‫يتضح دهذا في عدد الجند الهاشمي البالغ ‪ 500‬جندي فقط!…"…‬ ‫غير أن الملك علي أجابهم جوابا حماسيا في المنشور الذي ألقاه على مكة باحدى‬ ‫طائراته في ‪ 19‬جمادى الولى ونقتطف منه ما يلي ‪:‬‬ ‫" لم نمنع الرزاق عنكم إل مكردهين فالبواخر الحربية ال نلكليزية تجوب البحر وتمنع‬ ‫أي باخرة متجهة إلى الحجاز‪ ،‬كل ذلك خدمة للمجرم السعودي الذي يدعي السلم ودهو‬ ‫يعبد ال نلكليز‪ ،‬ونحن على يقين أن كتابكم الذي وصلنا لم تحرروه إل مرغمين‪ ،‬بل لم‬ ‫تحرروا منه كلمة واحدة وانما حرره العدو السعودي نفسه عميل ال نلكليز‪ ،‬وعلمنا من‬ ‫مآله أن العدو لم يضطركم إلى دهذا إل لضعفه وعجزه‪ ،‬انني لم أترك مكة إل لمرين ‪:‬‬ ‫أولهما عدم القتال فيها حرمة لها "!" والثاني حفظكم من مثل ما حصل في الطائف‪،‬‬ ‫واني عادهدت ال على الموت في سبيلكم وانقاذكم بعون ال‪ ،‬فاصبروا صبر الكرام‪،‬‬ ‫واقريبا ان شاء ال يكون الجتماع بكم في حرم ال على أسر حال!"…‬ ‫ثم يقول دهذا المنشور الملكي ‪" :‬ان كان دهو "أي ابن سعود" وأذنابه يحترمون حرم‬ ‫ال وجيرانه ويعملون مثل عملي ويخرجون خارج الحرم ل ويتركونه حرماً آمنا للناس‬

‫أجمعين ل فهناك تظهر حقائقهم ان شاء ال ويرون كيف الذود عن الحياض والدفاع‬

‫عن الحوزة‪ ،‬وان لم يخرجوا ولبثوا في مكانهم جامدين فاننا سنوافيهم من بين أيديهم‬ ‫ومن خلفهم ومن فواقهم حّتى تكون كلمة ال دهي العليا"!…‬ ‫)‪(203‬‬


‫دهنالك بلغت خدمة المخابرات البريطانية أاقصادها لل سعود حينما تحول جون‬ ‫فيلبي وأمين الريحاني وطالب النقيب إلى جدة بحجة خدمة الشراف!‬ ‫أجل ‪ ..‬في دهذا الواقت بالذات‪ ،‬انتقل إلى جدة جون فيلبي وزعم أنه تحول من خدمة‬ ‫آل سعود لخدمة الشريف علي بن الحسين!! وان ابن السعود لم يسمح له بالبقاء في‬ ‫مكة ل نله مسيحي كافر!! )كذا…! ( وتبعه أمين الريحاني الكاتب اللبناني المعروف‪ ،‬وطالب‬ ‫النقيب الزعيم العرااقي الذي عمل وزير داخلية للعراق في عهد حكم السير برسي كوكس‬ ‫وجون فيلبي في العراق…‬ ‫وجاء الريحاني والنقيب بحجة جاسوسية أخرى دهي ‪ :‬حجة "حقن الدماء" ربما‬ ‫حقنها في بطن عبد العزيز‪ ،‬وارفقوا لحقن الدماء حجة أخرى دهي التوسط والصلح بين‬ ‫الشريف علي وعبد العزيز آل سعود‪ ،‬واستخدموا حسين العويني اللبناني الذي فتحوا له‬ ‫تجارة في جدة وكان يحمل صفة "التاجر اللبناني"‪ ،‬وفيما بعد الجنسية السعودية‬ ‫وأولده‪ ،‬وأصبح رئيس وزراء للبنان رغم كونه سعودي الجنسية وما زال أولده سعوديين‬ ‫ل لبنانيين ل ومحل تلهم في جدة … دهؤلء الجواسيس ال نلكليز الريحاني والنقيب والعويني‬ ‫وغيردهم من مفارز جون فيلبي لعبوا أاقذر الدوار ال نلكليزية لصالح آل سعود‪ ،‬وكانوا‬ ‫يكتبون رسائل المعلومات ويبعثون بالتقارير من جدة إلى مكة حي ث يقيم ابن السعود‬ ‫ينتظر معلوماتهم التي يحملها حسين العويني وغيره‪.‬‬ ‫ويقول العطار في الصفحة ‪ /484/‬من كتاب "صقر الجزيرة" ‪ :‬اّنه بدأ تعريف حسين‬

‫العويني لعبد العزيز آل سعود من اقبل أمين الريحاني في التقرير الذي بعثه مع العويني‬ ‫بقوله ‪" :‬ان للصديق حسين العويني التاجر السوري‬

‫‪1‬‬

‫علاقات تجارية في مكة وجدة ودهو يحمل لكم بعض خبرتي ومعلوماتي وانني أثق‬ ‫بحسين أفندي كل الثقة وفي المعلومات اليسيرة التي سينوب عني بها ما يغني عن‬ ‫البيان فابعثوا بمن يلاقيه دائما في منتصف الطريق ل بين مكة وجدة ل محافظة‬ ‫عليه"!!‪..‬‬ ‫‪ 1‬كانت لبنان ما برحت جزءأ من سورة قبل فصلها استعماريا ولهذا كان الريحاني يصف الجاسوس العويني بأنه‬ ‫سوري‪.‬‬ ‫)‪(204‬‬


‫واقد أرسل فيلبي والريحاني والنقيب رسائل ل بمعرفة الملك علي ل إلى عبد العزيز‬ ‫بحجة "الصلح بين علي وابن سعود" والمضحك أنهم حملودها لرسول من اقبلك الملك‬ ‫علي!‪..‬‬ ‫فعاد الرسول بالرد السعودي عن طريق الملك علي!… وفيه اشارات من ابن‬ ‫السعود لكل من فيلبي والريحاني والنقيب يبلغهم فيها "ان المعلومات ممتازة وان على ‪:‬‬ ‫فيلبي والنقيب السفر إلى القادهرة ل نلنا اقررنا الهجوم على ضوء المعلومات وعلى أمين‬ ‫الريحاني البقاء في جدة ليوافينا ببقية المعلومات لن دوره لم ينته بعد"‪ 1‬واقد لعب‬ ‫دهؤلء الثل ثلة فيلبي والنقيب والريحاني أدوا ارً مزدوجة‪ ،‬تتلخص في التجسس لحساب‬ ‫ال نلكليز وابن السعود عميل ال نلكليز ال كلبر‪ ،‬وايهام "علي" أنهم معه!…‬

‫مع ب ث التفراقة بين "علي" وأعضاء حكومته!‪ ..‬واثارة "الوجهاء" ضد علي‪ ..‬واغراء‬ ‫"الوجهاء" بالمنافع التي سيقدمها آل سعود وتخويفهم من المضار التي سيجنيها دهؤلء‬ ‫من سكوتهم على "علي" الذي يعمل مع والده لتوحيد البلد العربية كلها إواضاعة اسم‬

‫الحجاز والسلم‪ ،‬كما اقال فيلبي‪ ..‬كما اقام فيلبي بتخريب الطائرات وافساد مفعول اقنابل‬

‫الطائرات والمدافع التابعة للشريف علي…‬ ‫واقام الريحاني والنقيب بتثبيط عزم "علي" وبذر الشكوك لديه في أاقرب المخلصين‬ ‫اليه‪ ،‬وتثبيط عزمه عن مقاومة ابن السعود… ومن ذلك دهذه المعلومات التالية التي‬ ‫بعثها أمين الريحاني ل لعبد العزيز مع حسين العويني ننقلها كما دهي وكما وردت في‬ ‫الصفحات ‪ 587‬و ‪ 588‬من كتاب "صقر الجزيرة" عن الطائرة الهاشمية التي ضربت‬ ‫القوات السعودية في ضواحي مكة ‪:‬‬ ‫)الطيارة الهاشمية ‪ :‬التي أشرفت على مكة للستكشاف يوم السبت الماضي‬ ‫تجاوزت الوامر وعواقب طياردها بالحبس‪ ..‬وكنا السبب في حبسه‪.‬‬ ‫الحكومة والجند اصبحا في اقلق وارتياب مما شاع دهذا المساء بخصوص تقدمكم‬ ‫إلى جدة ولقد جعلتهم يأبون التربص‪ ،‬والمتناع عن الحركات العسكرية الحربية‬

‫‪ 1‬الصفحة ‪ 484‬من كتاب "صقر الجزيرة" للعطار الجزء الثاني‪.‬‬ ‫)‪(205‬‬


‫وتمكنت من تواقيفهم يومين آخرين إلى مساء الحد‪ ،‬فأرجوكم أن تخابروني حالما‬ ‫يصلكم كتابي دهذا ليصلني جوابكم مساء الحد…‬ ‫لكسب ثقتهم لصالحكم! إواذا كان الّنجاب ل يرجع في اليوم الثاني ارسلوا الجواب مع‬

‫نّجالب آخر من عندكم في كل حال انتظر جوابكم مساء الحد في ‪ 9‬الجاري فل تخيبوا‬ ‫أملي…! (…‬

‫وجاء الرد السعودي لمين الريحاني‪ ..‬وأبلغه "النجاب" السعودي بموعد الهجوم‬ ‫وان دوره انتهى وانه "كي ل يكتشف أمرك ‪ :‬عليك أن تسافر إلى القادهرة"…‬ ‫واقد سبقه صاحباه فيلبي والنقيب إلى القادهرة‪ ..‬فلحق بهما وسافر من جدة في ‪9‬‬ ‫رجب ‪ 1343‬دهل ل ‪ 3‬فبراير ‪ ، 1925‬بعد أن تمكن من اليقاع بين الشريف علي‬ ‫ووزير حربيته تحسين الفقير‪ ،‬إلى حد أن عليا وبخه باثارة من الريحاني‪..‬‬ ‫وباثارة من الجاسوس الريحاني أمر علي بحبس ضابط المرااقبة عبد الفتا ح اللذاقي‬ ‫عشرة أيام جزاء له بحجة أنه عصا أمر الريحاني "الكاتب الكبير" وأرسل طائرة‬ ‫الستكشاف إلى مكة لكشف تحركات الجيش السعودي!…‬ ‫وحصلت مشادة عنيفة بين الريحاني ووزير الحربية تحسين الفقير ووزير البحرية‬ ‫عارف الدلبي… ثم أثار الجواسيس الثل ثلة ل فيلبي والريحاني والنقيب ل الذين يزعمون‬ ‫أنهم جاؤوا ل لخدمة علي ل أثاروا جميع وزراء "علي" ضده!‪ ،‬ولما تم كل شئ لصالح‬ ‫الرجعية السعودية‪ ،‬أرسل جون فيلبي رسالة إلى عبد العزيز يحدد له أن يتقدم لغزو‬ ‫جدة في نهار السبت ‪ 1343 /8/6‬دهل ويحدد له الموااقع التي يجب الستيلء عليها‬ ‫أول ومنها ‪" :‬النزلة" و"الرويس" في جدة "واقصر ابن منصور" الذي يشرف على جدة‬ ‫"وموارد المياه" خارج سور جدة‪.‬‬ ‫الدور الوطني لتحسين الفقير‪ ،‬ومواقف ال تلحاد السوفييتي‬ ‫واقد عمل فيلبي على تخريب اثنا عشر مدفعا صغي ار وكبي ار وعشرة مدافع رشاشة‬ ‫وكانت كلها صالحة للعمل‪ ،‬كما عطل خمس طائرات حربية ايطالية لم يصلح منها غير‬ ‫واحدة… ولما وصلت مكانها خمس طائرات ألمانية جديدة تستطيع الطيران ست‬ ‫)‪(206‬‬


‫ساعات إذا أخذت كفايتها من الواقود ثقب فيلبي وجواسيسه براميل الواقود‪ ،‬وتعطلت‪،‬‬ ‫واقد اتصل تحسين الفقير ل وزير حربية علي بن الحسين ل بالقنصل السوفييتي في جدة‬ ‫عبد الكريم حكيموف وشر ح له مواقف ال نلكليز مع ابن السعود وطلب منه ارسال بعض‬ ‫السلحة والطعام والبواخر الحربية التي يمكن لها أن تفك حصار البواخر ال نلكليزية‬ ‫وكذلك ارسال بعض الطيارين الروس الخ‪ ..‬فوافق عبد الكريم حكيموف وكتب‬ ‫لحكومته‪ ،‬وبالرغم من ضعف روسيا آنذاك وعدم ااق ارردها تقديم المساعدات لبلد غير‬ ‫شيوعي فقد أرسلت ثل ث طائرات وخمسة مهندسين لها وثل ثلة طيارين‪ ،‬أحددهم كان من‬ ‫الصنف الملكي الروسي الردئ فاغري بالهرب إلى إيران واعطاء تصريحات ضد الملك‬ ‫علي لصالح السلطان عبد العزيز آل سعود…‬ ‫أما الطيار الثاني فقد وضع له مهندس الطائرات ل ال نلكليزي ل الذي يعمل لدى وزارة‬ ‫الحربية الهاشمية‪ ،‬اقنبلة في طائرته فانفجرت في منطقة الرغامة بينما كان يضرب‬ ‫الحشود السعودية واحتراقت الطائرة في يوم السب ‪ 23/6/1343‬دهل ‪ 17/1/1925‬م‬ ‫وكان اسم الطيار تشيراكوف‪ ،‬وكان معه في الطائرة كل من العربيين عمر شاكر وعبد‬ ‫الفتا ح اللذاقي… وكانا من المناضلين ضد الحتل لل السعودي…‬ ‫وتابع المهندس ال نلكليزي وضع القنابل في الطائرات‪ ،‬فاحتراقت الطائرتين‬ ‫الروسيتين وسقطت احدادها في الطائف ولم يمت طياردها الروسي ومن معه لكن‬ ‫"الخوان السعوديين" أجهزوا عليهم بالسيوف… واقد بذلت القوى العربية والوطنية في‬ ‫الحجاز جميع المساعي للحصول على اقنابل جوية أو أسلحة من انكلت ار وفرنسا ومصر‬ ‫وايطاليا فذدهبت المساعي كلها أدراج الريا ح لن ال نلكليز يطواقون كل دهذه المساعي‬ ‫بافشالها لصالح عميلهم ال كلبر ابن السعود…‬ ‫ومقابل افشال مساعي شراء السل ح لصالح الحجازيين والثورة العربية‪ ،‬نجد‬ ‫ال نلكليز يدعمون ابن السعود بالعديد من الضباط ال نلكليز الذين نظموا اقواته حّتى‬ ‫وصلت إلى ‪ / 40.000/‬مقاتل يمارسون أحد ث الخطط الحربية على أيدي ال نلكليز‬ ‫كما ورد في الصفحة ‪ 498‬من كتاب العطار "صقر الجزيرة"‪..‬‬

‫)‪(207‬‬


‫واقال" ان لدى ابن السعود العديد من الضباط ال نلكليز والعديد من المدفعية وبعد أن‬ ‫كانت الذخائر والمعدات الحربية اقليلة زادت وأصبح لدى السعوديين من المدافع‬ ‫الرشاشة في ميدان جدة وحددها أكثر من خمسين‪ ،‬غير المدافع الجبلية والصحراوية‬ ‫والسيارات المصفحة والدبابات ال نلكليزية الجديدة ومع كل دهذه السلحة كميات وافرة‬ ‫متزايدة من القنابل والرصاص"‪..‬‬ ‫وكان فيلبي ل يسك ت الفتاوى لرجال الدين السعوديين فيفتون للبدو ل الذين ارتابوا‬ ‫بوجود دهذه السلحة الضخمة واقادتها من "الكفار ال نلقريز" أي ال نلكليز ل فيزعم رجال‬ ‫الدين ‪" :‬ان دهذه السلحة أخذدها المسلمون غنائم مع اقادتها ال نلكليز الكفار الذين كانوا‬ ‫يقاتلون لدى الشريف حسين وأولده‪ ،‬ودهذا دليل على كفر الشريف حسين وذريته‪ ،‬وان‬ ‫دهؤلء الكفار الضباط ال نلكليز يعملون الن معنا كخدم سخردهم ال للمسلمين وأنهم من‬ ‫ضمن الغنائم وانه ل يجوز اقتلهم من اقبل المسلمين ل نلهم أصبحوا يخدمون السلم"…‬ ‫الخ…‬ ‫السعوديون "يطّهرون" ال نلكليز‬

‫ولقد ثار "الخوان المسلمين" السعوديين ثانية ل كلتشافهم أن دهذا العدد الضخم من‬ ‫الضباط ال نلكليز جميعهم غير "مطهرين"!‪.‬‬ ‫فحاولوا اقتلهم مما اضطر عبد العزيز لحشد الضباط ال نلكليز أمام "الخوان" في‬ ‫حفل حاشد وأمر بقطع ل أغلفة ذكوردهم ل أي تطهيردهم!!!‪ ،‬وفرض على كل انكليزي‬ ‫"يطّهر" أن ينطق ‪ :‬بالشهادتين ‪" :‬أشهد أن ل اله ال ال وأن محمداً رسول ال"…‬ ‫واقد تم ذلك بحضور مشايخ الدين الودهابي ‪ :‬عبد ال بن حسن‪ ،‬عبد الرحمن بن عبد‬ ‫اللطيف من سل للة محمد بن عبد الودهاب‪ ،‬عبد الرحمن بن داود‪ ،‬محمد بن عثمان‬ ‫الشاوي‪ ،‬عبد ال بن زاحم‪ ،‬مبارك بن بار…‬ ‫الذين أفتوا بدخول ال نلكليز السلم بعد أن أصبحوا غنائم للمسلمين ضمن أسلحة‬ ‫الشريف حسين وضمن الحجاز كله…‬

‫)‪(208‬‬


‫لكن كل دهذه المناورات لم تنطلق على اقادة الخوان بل كشفت "اسلم" آل سعود‬ ‫الزائف‪ ،‬ومزاعم عبد العزيز لقادة الخوان التي زعم فيها ‪" :‬أن أدهل الحجاز كفار‬ ‫مشركين" و"أنه جاء ليحارب الشريف حسين ل نله أعلن نفسه ملكا‪ ،‬والسلم ضد‬ ‫الملوك والملكية" لكن ما أن دخل الخوان الحجاز واستسلمت جدة حّتى أعلن ابن‬

‫السعود نفسه ملكا!…‬

‫فثار الخوان بقيادة أكبر القادة السعوديين المتوحشين فيصل الدويش وسلطان بن‬ ‫بجاد‪..‬‬ ‫أما عن العميلين أمين الريحاني وطالب النقيب فقد لعبا مع ل رب الجواسيس‬ ‫السعوديين ل جون فيلبي ل في القادهرة أدواردهم لصالح ابن السعود بقطع الطريق على‬ ‫الحسين بن علي بعد أن انتقل من جدة إلى العقبة فاتصلوا "بالمكتب العربي" مكتب‬ ‫المخابرات ال نلكليزية الذي كان يتبع له الحجاز ولورنس اقبل ابعاده عن الحجاز‪ ،‬ودهذا‬ ‫المكتب ل يتعاطف بعض أفراده مع ابن السعود‪ ،‬ل نله ل سيطرة مباشرة لليهود فيه‪،‬‬ ‫فاستطاع فيليب والريحاني والنقيب التأثير على المكتب فرفض ال نلكليز نزول الحسين‬ ‫لدى ابنه عبد ال في الردن كما رفضوا أن يذدهب لسوريا أو القادهرة أو العراق‪ ،‬فبقي‬ ‫الحسين بالعقبة يمد ابنه بالراء ويبع ث بالرسل إلى المانيا وروسيا وايطاليا يطلب‬ ‫السل ح ويمد ابنه علي بالرجال من أنصار الثورة العربية الوائل من فلسطين‬ ‫وسوريا…‬ ‫ورا ح الريحاني والنقيب يتصل نل بوجوه مصر ل الذين رفضوا استيلء آل سعود على‬ ‫الحجاز ومنهم إمام ال زلدهر آنذاك‪.‬‬ ‫لاقناعهم بصلحية عبد العزيز آل سعود على الحرمين وينشرون في بعض‬ ‫الصحف المصرية المديح لبن السعود وذم الحسين وأولده‪.‬‬ ‫ومع ذلك فقد تولت بعض الاقلم النزيهة في مصر كشف العمالة السعودية لل نلكليز‬ ‫وأدواردهم القذرة في مذابح المنين في الجزيرة العربية‪ ،‬فحاول ال نلكليز تغطية أدواردهم‬ ‫فأعلن ال نلكليز في بعض الصحف في مصر في ‪ 10‬سبتمبر ‪ 1925‬م "انهم عرضوا‬

‫)‪(209‬‬


‫وساطتهم على ابن السعود لكنه أجاب‪ ،‬بأنني أعطي للعالم السلمي عهدا بأن يكون‬ ‫الحجاز ومكة ملكا مشاعا للمسلمين وانه لن يعلن نفسه مليكا عليها" وانتهى!!!‪..‬‬ ‫واقد اقصد ال نلكليز بهذا التصريح اعطاء ابن السعود المجال لرفض الوساطات‬ ‫العربية والسلمية ما دام اقد رفض وساطة ال نلكليز!…‬ ‫وفي ‪ 3‬ربيع الول ‪ 1344‬دهل ل ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1925‬وصل إلى الحجاز وفد مصر‬ ‫يتكون من الشيخ ال كلبر محمد مصطفى المراغي ل رئيس المحكمة العليا ل وعبد الودهاب‬ ‫طلعت سكرتير الملك فؤاد وعرضوا الوساطة‪ ،‬وسلموه رسالة من الملك فؤاد يعرض عليه‬ ‫التوسط‪.‬‬ ‫فأرسل ابن السعود حافظ ودهبة ليقول للوفد المصري بكل صراحة "اّنه ليس من‬

‫الليااقة واللبااقة أن يرفض عبد العزيز وساطة ال نلكليز أولياء نعمته وأصحابه واقادة‬ ‫جيوشه ويقبل وساطتكم"!!! كذا… وبكل صراحة واقلة حياء اقالها للوفد‪.‬‬ ‫وخرج الوفد غاضبا رغم نوعية ذلك الوفد الملكي‪ ..‬وانزعج عبد العزيز لتحركات‬ ‫الحسين بن علي في العقبة‪ ..‬فطلب من بريطانيا "ابعاده إلى مستعمرة انكليزية بعيدة‬ ‫غير عربية وغير إسلمية "ولما اقال له ال نلكليز سنبعده إلى اقبرص!!‪ ..‬تساءل عبد‬ ‫العزيز "ودهل في اقبرص أحد من العرب والمسلمين"‪.‬‬ ‫اقالوا له ‪" :‬لقد سبق أن مروا فيها اقبل ألف سنة!!"‪ ..‬اقال لهم ‪" :‬إذا إلى دهناك‬ ‫أبعدوه"‪!!..‬‬ ‫بريطانيا ترغم الحسين على السفر إلى منفاه الخير في اقبرص خدمة لعبد‬ ‫العزيز‬ ‫وينقل العطار في كتابه "صقر الجزيرة" آراء عبد العزيز بخصمه "علي ابن الحسين"‬ ‫فيقول ‪) :‬تولى الملك علي المر ودهو مدبر مشرف على الهاوية‪ ،‬ولو كان في مكانه‬ ‫أشجع الشجعان وأمهر السياسيين وأعظم الحكام عبقرية وددهاء وكفاءة لما كانت له ال‬ ‫دهذا السبيل التي سلكها علي بن الحسين‪ ،‬فقد تضافرت بريطانيا التي رمت بكل ثقلها‬ ‫وأفكاردها إلى جانب ابن السعود ولم يستطع الحسين واقيادته العسكرية أن يعملوا أكثر‬ ‫)‪(210‬‬


‫مما عملوا لتبييض الوجه حّتى النفي الخير ولو كان خصمه غير بريطانيا المتفانية‬ ‫في دعم ابن السعود لتغلب عليها وعليه…! (‪.‬‬

‫ويقول العطار نقل عن عبد العزبز آل سعود ‪:‬‬ ‫)ومن المور العجيبة عندي أن يستطيع "علي" أن يقف أكثر من سنة والناس في‬ ‫الحجاز ل يقاتلون معه وخزينته ل تجود عليه بما يريد ورجاله ل وليسوا كلهم ل لم يكونوا‬ ‫أمناء مخلصين‪ ،‬والبواخر الحربية ال نلكليزية تحاصر الحجاز وتمنع الرزاق‪ ،‬وجنوده ل‬ ‫ال بعضهم ل كانوا مرتزاقة يحاربون لحطام دنيا يصيبهم‪ ،‬ومعداته الحربية ضئيلة‪،‬‬ ‫والحواد ث تترى ول تمهله ودهو محاصر من كل مكان وكل ما مر يوم زادت الكوار ث عليه‬ ‫وضعفت موارده‪ ،‬وأدهم مورد كان له أبوه‪ ،‬ودها دهو اقد أجبر على الرحيل من العقبة ل من‬ ‫الراضي الحجازية ل إلى اقبرص الجزيرة النائية الموحشة الهادئة فمن أين يستمر في‬ ‫الحرب…! (؟!‪.‬‬ ‫بل لم يستطع على أن يقاوم ال بضعة شهور بعد أن فارق أبوه العقبة‪ ،‬ولكي نوفي‬ ‫التاريخ حقه يجب أن نذكر اقصة رحيله فهي مأساة من المآسي التاريخية وعظة من‬ ‫العظات البالغة ل تنسى‪.‬‬ ‫كان الحسين في العقبة يجند الجيوش لبنه الملك علي ويمنحهم المال والزاد‪ ،‬ورأى‬ ‫ابن سعود أن وجوده اقريبا نمه خطر عليه‪ ،‬أو بقاءه على الاقل في العقبة يضر به‬ ‫حربيا‪ ،‬ويؤخر احتل لله للحجاز‪.‬‬ ‫فرأت انكلت ار أن تخرجه منها‪.‬‬ ‫وفي يوم الخميس ‪ 5‬ذي القعدة ‪ 1443‬دهل )‪ 28‬مايو ‪ 1925‬م…! ( تلقى الملك‬ ‫الحسين بلغا مصدره البارجة ال نلكليزية "كورن فل ولر" الراسية بالعقبة ل لتوجيه وتعزيز‬ ‫وسائل دفاعها عن ابن السعود ل ودهذا موجزه ‪:‬‬ ‫"إلى جل للة الملك الحسين‪.‬‬ ‫من وكيل خارجية بريطانيا العظمى ‪ :‬ل‬ ‫"تبلغت حكومة جل للة ملك بريطانيا أن سلطان نجد دهيأ اقوة لمهاجمة العقبة وذلك‬ ‫لن حكومة جل للتكم بها‪ ،‬ولن حكومة الحجاز جعلت معان والعقبة بحالة عسكرية ضد‬ ‫)‪(211‬‬


‫ابن سعود فهي تدعوكم إلى مغادرة العقبة لكي ل تكونوا سببا لحصول مشاكل جديدة‬ ‫بين بريطانيا وسلطان نجد‪ ،‬وتصر بالحاج على وجوب مغادرتكم العقبة إذ ل يمكنها أن‬ ‫تسمح لكم بالبقاء أكثر من ثل ثلة أسابيع"!‪..‬‬ ‫كان دهذا دهو اقرار النفي البريطاني للملك حسين واقد أوضحت به بريطانيا صراحة‬ ‫انحيازدها وحمايتها لبن السعود…‬ ‫وكان دهذا ال نلذار شديد الواقع على نفس الحسين‪ ،‬فثار ثورة المهزوم الذي ل مفر‬ ‫منها‪ ،‬فما معنى دهذه الملحقة أينما ذدهب؟‪..‬‬ ‫وما معنى دهذه الخدمات غير المحدودة التي تقدمها بريطانيا لبن سعود؟…‬ ‫اقالها الحسين وتساءل ‪ ":‬دهل بريطانيا مهتمة باليهود إلى دهذا الحد الذي جعلها‬ ‫تلحقني وتبعدني من مكان إلى مكان خدمة لبن السعود ل نلني رفضت طلب بريطانيا‬ ‫في منحهم فلسطين بينما وافق عبد العزيز آل سعود على اعطاء فلسطين لليهود؟…‬ ‫ومن أجل ذلك أخذت بريطانيا الحليفة تحسب لبن سعود حسابا‪ ،‬ومن أجله تطلب‬ ‫الي أن أغادر أرضا حجازية"‪.‬‬ ‫ويقول العطار في كتاب "صقر الجزيرة" وأجاب الحسين جوابا شديد اللهجة ل على‬ ‫براقية النفي البريطانية ل كما يقول ودهذا ملخصه الحرفي الذي أورده العطار ‪:‬‬ ‫)انني منذ ابتداء النهضة العربية حّتى دهذه الساعة وأنا مخلص في ول ئلي لحكومة‬

‫جل للة ملك بريطانيا ثابت على مبدئي اعتمادا على "شرفها" وعهوددها ومواثيقها‬

‫الرسمية التي اقطعتها على نفسها بشأن محافظتها على حقوق العرب وتأمين الوحدة‬ ‫العربية والتصديق على استقل لل العب ومنحها الحرية للشعب العربي الذي اشترك مع‬ ‫حليفته جنبا إلى جنب‪ ،‬وسفك دماء زدهرة الشبيبة من أبنائه‪ ،‬وفادى بالنفس في سبيل‬ ‫الحصول على تلك الحرية الشريفة‪.‬‬ ‫اني وأاقوامي العرب حريصون أشد الحرص على تنفيذ أحكام تلك العهود والمواثيق‬ ‫التي كانت أساس النهضة العربية‪ ،‬واني فاديت بكل شئ وتخليت عن الملك وغادرت‬ ‫وطني حبا في السلم‪ ،‬وحقن الدماء وأتيت العقبة ل بردهن للعالم أجمع بأل مطمح لي‬ ‫سوى سعادة أاقوامي وبلدي‪ ،‬فلن أاقف عن مساعدة الحكومة الحجازية بمالي الخاص‬ ‫)‪(212‬‬


‫الذي ادخرته لمستقبلي المجهول‪ ،‬لن من ل خير فيه لوطنه ل يرجى منه خير لحلفائه‬ ‫وأصداقائه‪.‬‬ ‫ثبت على مبدئي‪ ،‬وأخلصت في عملي واقمت بواجبي‪ ،‬فما علّي من غيري إذا لم يف‬

‫بوعده ولم يقم بانجاز عهده‪ ،‬ونفذ مطامعه بقوة مدرعاته ورؤوس حرابه!!!‪.‬‬

‫… ول أغادر العقبة ال إذا بلغت رفع ال نلتداب البريطاني وال فلن أبرحها ولو أدى‬ ‫المر إلى دهل كلي‪ ،‬إواذا شاءت بريطانيا فلتبع ث بي إلى عالم المريخ"… الخ‪..‬‬

‫واقد حاول أصداقاؤه وابنه المير عبد ال على أن يقبل ال نلذار البريطاني‪ ،‬ولكنه ظل‬

‫حّتى الداقيقة الخيرة متمسكا برأيه يرفض التسليم ول يرغب عن المقاومة‪ ،‬فهمس في‬ ‫أذنه ابنه عبد ال اّنه يجدر به أل يكون سببا في ابعادنا من شرق الردن ونفينا معه‬

‫كما كان سببا في ابعادنا منا لحجاز لن مقاومته ستؤدي إلى ذلك حتما‪ ،‬فأذعن ودهو‬ ‫يقول ‪" :‬حّتى أنت يا عبد ال تقف مع ال نلكليز وابن سعود لتحافظ على مصلحتك‬ ‫الخاصة"‪.‬‬

‫وفي يوم الثل ثلاء ‪ 24‬ذي القعدة ‪ 1343‬دهل )‪ 16‬يونيو ‪ 1925‬م…! ( أبلغه اقائد‬ ‫المدرعة البريطانية أن يستعد للسفر إلى الجهة التي اختيرت له في يوم غد‪.‬‬ ‫واقال له مشافهة ‪ :‬اّنه إذا أبى واقاوم فيستخذ تدابير أخرى‪ ،‬فطلب الحسين أن يقيم‬

‫في حيفا أو يافا‪ ،‬فأبرق القائد إلى لندن فجاءه الجواب بالرفض وأبلغ أن عليه أن‬ ‫يسافر إلى اقبرص!‪.‬‬

‫فقال الحسين ‪" :‬انني مستعد للسفر إلى "المريخ" إذا أرادت بريطانيا ورأت أن في‬ ‫ذلك منفعة لعبددها عبد العزيز ابن السعود!‪.‬‬ ‫وما دامت تريد ارسالي إلى اقبرص فل أعارض لن المسألة مسألة اقوة!! وانما‬ ‫أطلب امهالي يومين أعد فيهما عدة السفر"!! فلم يمكنه القائد البريطاني حّتى اقضاء‬ ‫اليومين‪.‬‬

‫وأجبره على السفر يوم الخميس فطلب الحسين أن يركب باخرته "الراقمتين" لنقله‬ ‫إلى الحجاز فأبى القائد البريطاني واقال "اّنه ل عدول عن السفر بالبارجة ل دلهي ل‬ ‫المخصصة لركوبك"!!…‬

‫)‪(213‬‬


‫وفي الواقت الذي حدده ال نلكليز استقبل الحسين استقبال رسميا حافل‪ ،‬وخصص‬ ‫لحاشيته جنا ح خاص أفرد لهم‪.‬‬ ‫أما من معه في دهذه الرحلة فهم ‪ :‬زوجته‪" ،‬والميرات" بناته‪ ،‬واللواء جميل "باشا"‬ ‫الراوي وسكرتيره الخاص‪ ،‬وطادهيه‪ ،‬وخدمه‪ ،‬وحاشيته‪ ،‬ومؤذنه!!‪.‬‬ ‫ولم يرض أن يتناول ما تقدمه البارجة ال نلكليزية من الطعام بل كان ل يأكل ال مما‬ ‫يقدمه طادهيه لدراكه أن بريطانيا سوف تغتاله فالمهم خدمة لعبد العزيز‪.‬‬ ‫)وبالرغم من دهذه النكبات المترادفة عليه فلم يفقد الحسين رجولته واقوته وثباته‪ ،‬بل‬ ‫كان مثال الصبر والجلد بعد ال زلمة النفسية التي مرت به اقبل أيام‪.‬‬ ‫ولفظة "المريخ" تكفي للدل للة على الهياج والسخط والتبرم بال نلكليز ل نله فجع في‬ ‫أحلمه كلها يحطمها ال نلكليز ويفقده ال نلكليز حقواقه كرجل ل لسبب ال لكونه أراد‬ ‫الوحدة العربية ورفض ما وافق عليه آل سعود ل وعبد العزيز ل خاصة ل باعطاء فلسطين‬ ‫لليهود…! (‪.‬‬ ‫واستسلم مرغما لقضاء ال نلكليز واقدردهم وبدأ يعلل نفسه ومن معه بترديده لقول‬ ‫المام الشافعي ‪:‬‬ ‫مشينادها خطى كتبت علينا‬

‫ومن كتبت عليه خطى مشادها!!!‬

‫ورست الباخرة على ميناء السويس يوم الجمعة وأبلغ اقائددها الحسين اّنه تلقى‬

‫تلغرافا من دار المندوب السامي بأن ل مندوب الحسين ل السيد عبد الملك الخطيب اقادم‬ ‫لمقابلته فسر كثيرا‪ ،‬وأخذ ينتظره من اقبيل المغرب حّتى الساعة السادسة ل أي إلى‬

‫منتصف الليل ل ثم مضى إلى غرفة نومه وأوصى حاشيته باكرام الضيوف‪.‬‬

‫وفي الساعة السادسة والنصف ليل وصل عبد الملك الخطيب‪ ،‬والمير حبيب لطف‬ ‫ال‪ ،‬واسكندر بك طراد‪ ،‬وعبد الحميد الخطيب‪ ،‬فاستقبلهم رجال البارجة وحاشية الملك‬ ‫استقبال طيبا وباتوا ليلتهم فيها‪.‬‬ ‫)واقبيل الفجر أاقلعت البارجة إلى القتال‪ ،‬ونهض الملك للصلة فقيل له أن زائريه في‬ ‫بهو البارجة‪ ،‬فلما دخل عليهم اغروراقت أعين بعضهم بالدموع‪ ،‬فقال الملك وبدا في‬ ‫لحظته دهذه كالبحر اتساعا وكالطود رسوخا ‪" :‬دهذا مقدر ل تيأسوا ‪:‬‬ ‫)‪(214‬‬


‫مشينادها خطى كتبت علينا‬

‫ومن كتبت عليه خطى مشادها!…! (‬

‫وبينما كانت البارجة تجتاز اقنال السويس جلس الملك وزواره يتحدثون فقال‬ ‫الحسين اني معترف بأني كنت مخطئا أجهل حقيقة الوربيين وخاصة ال نلكليز انهم ل‬ ‫صاحب لهم ال من يخضع لهم على الدوام وينفذ طلباتهم الخسيسة في كل زمان ومكان‬ ‫واقد سبقني لهذه المعرفة الدنيئة دهذا الجلف عبد العزيز آل سعود…‬ ‫وبالرغم من نفي الحسين إلى اقبرص تنفيذا لمطالب عبد العزيز‪ ،‬فان عبد العزيز آل‬ ‫سعود لم يترك الحسين حّتى في منفاه في اقبرص بل عمل ما بوسعه لدى بريطانيا وعن‬ ‫طريق جون فيلبي للتخلص من الشريف حسين بحجة "أنه اقد يعود للتخريب ضده في‬ ‫الحجاز أو في أي بلد عربي آخر ل نله ما زال يدعو للوحدة العربية وان مجموعات من‬ ‫الحركات القومية العربية الوحدوية بدأت تتصل به في منفاه لتجعل منه رم از لها ضد‬ ‫اليهود وال نلكليز في فلسطين والمستعمرين الفرنسيين في بلد الشام"…‬ ‫فااقتنعت المخابرات ال نلكليزية بمبررات التحريض السعودي… فعملت على تحطيم‬ ‫الحسين أدبيا ومعنويا… ومن ذلك أنها حرضت "السفرجي" على مضايقة الملك حسين‬ ‫ودهو يوناني بااقامة دعوى ضد زوجة الحسين في محكمة انكليزية في اقبرص زاعما أن‬ ‫زوجة الملك حسين اقد خصمت ربع جنيه من راتبه‪ ،‬وكانت الدعوى مستعجلة‪ ،‬وما علم‬ ‫الحسين إل بالشرطي يبلغ زوجته الحضور‪ ،‬واضطر للحضور إلى المحكمة ال نلكليزية‬ ‫مع زوجته‪ ،‬واقالت زوجته ان دهذا الدعاء غير صحيح‪ ،‬واقال الحسين للسفرجي ومع‬ ‫ذلك لو أخبرتني فسأدفع لك أكثر مما تزعمه من دين تافه علينا!‪..‬‬ ‫وبعد صدور حكم المحكمة ال نلكليزية ضد الملك حسين ل بربع جنيه ل للمضايفي…‬ ‫حاول الحسين فصل دهذا "السفرجي" الذي ثبت أنه يعمل في المخابرات البريطانية‬ ‫لمرااقبة الحسين‪ ،‬لكن بريطانيا "العظمى!" رفضت فصله وفرضته عليه!!!‬ ‫وبعد فترة وجيزة وضعت المخابرات ال نلكليزية السم في طعام الحسين بواسطة دهذا‬ ‫"السفرجي"… وتخلصت بريطانيا والسعودية واليهود من الحسين ودعوة الوحدة‬ ‫العربية!!!‪.‬‬

‫)‪(215‬‬


‫الدعوة التي كانت تغيظ الستعمار والصهاينة وعبيددهم آل سعود‪ ،‬حّتى وان كانت‬

‫"وحدة ملكية" ل تحمل أي مضمون تحرري ااقتصادي‪ ،‬كالشتراكية مثل… ونقل جثمان‬ ‫الحسين إلى الردن ليدفن بالقرب من ابنه عبد ال الذي سار في ركب ال نلكليز…‬ ‫رأينا في الحسين‬ ‫الحسين ‪ :‬ملكا… والملوك بطبيعتهم يختلفون عن سائر البشر… في التملك‪،‬‬ ‫والستبداد… حّتى وان اختلفت مواصفات الملوك حسب اقوة الشعوب وضعفها‪ ..‬ومع‬ ‫ذلك فنحن ضد كافة الملوك‪ ،‬وضد الملكية بكل مواصفاتها وصفاتها الدستورية‬

‫"والجمهورية" والهمجية السعودية… لكننا مع صفتين من صفات الحسين حّتى وان‬

‫أضيفت عليهما الصفات الملكية ل إلى حين…‬

‫الولى ‪ :‬دهي دعوته للوحدة العربية‪ ،‬اننا معها وان توجت بالتاج الملكي ل آنذاك ل ل ل‬ ‫الن… ل نلها لو طبقت ل آنذاك ل لكان بامكانها ل في حال اعتماددها على الشعب‬ ‫والديمقراطية أن تتحول إلى وحدة جمهورية‪ ،‬وكان بامكانها أن تلغي دهذه الحدود‬ ‫القائمة ل على العبودية ل والتي ما كانت اقائمة حتى أيام حكم الحتل لل العثماني للبلد‬ ‫العربية‪...‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬نحن مع رفض الحسين للتواقيع باعطاء فلسطين لليهود مهما كانت دوافع‬ ‫الحسين… في الواقت الذي اقبل عبد العزيز آل سعود ذلك فأخرجه الستعمار ال نلكليزي‬ ‫كمنبوذ من منفاه ل بل من منبذه ل في الكويت لضرب الوحدة العربية وااقتطاع دهذا الجزء‬ ‫الذي أطلق ال نلكليز عليه اسم عائلته السعودية عام ‪ 1932‬ل فأصبح ل يعرف ال باسم‬ ‫المملكة السعودية‪ ،‬وشعبه ل ُيعرف ال باسم الشعب السعودي‪ ،‬فمسخ بذلك اسم دهذا‬

‫الجزء الهام من أرض العرب‪ ..‬وكانت للسعودية أدواردها الولى في تسليم فلسطين‬ ‫لليهود…‬

‫وفي مؤتمر العقير المعقود بين السير برسي كوكس وجون فيلبي وعبد العزيز كرر‬ ‫عبد العزيز اقبوله باعطاء فلسطين لليهود وواقع على ذلك‪.‬‬ ‫كما دهو مذكور في وثيقة في مكان آخر من دهذا الكتاب…‬ ‫)‪(216‬‬


‫حينما دهتفوا في جدة "يعيش الحتل لل السعودي"… يا‪ ..‬يا‪ ..‬يا‬ ‫حشدت زمرة محمد نصيف شباب المدرسة للهتاف بحياة عبد العزيز‪ ..‬فلقبوه‬ ‫بألقاب "مول نلا الملك" و"صاحب الجل للة" اقبل أن يلقب نفسه بها!‪..‬‬ ‫وسمع )عبد العزيز لول مرة في حياته مثل دهذا الهتاف من شباب المدارس‬ ‫الحجازية في جدة بتوجيه من المستوطنين في الحجاز وبعض التجار والمتاجرين‬ ‫بالدين إلى حد أن عبد العزيز اقد استغرب الهتاف نفسه حينما دهتف المعلم أمام عبد‬ ‫العزيز بقوله ‪" :‬يعيش الحتل لل السعودي"!‪ ..‬وردد التلميذ من خلف معلمهم "يا‪ .‬يا‪.‬‬ ‫يا‪ ".‬فقال المعلم ‪" :‬تسقط الملكية الهاشمية"… فردد التلميذ ‪" :‬تا‪ .‬تا‪ .‬تا‪ ".‬فتعال‬ ‫الهتاف في مجلس نصيف "يعيش جل للة الملك سيدنا ومول نلا عبد العزيز آل سعود"‪..‬‬ ‫"يا‪ .‬يا‪ .‬يا‪ ".‬مما جعل المر يشتبه على عبد العزيز‪ ،‬خاصة‪" ،‬تا‪ .‬تا" و"يا‪.‬يا‪ ".‬فتساءل‬ ‫بازدراء وغضب "دهل دهؤلء البزازين يضحكون علّي؟ل‪ ..‬الّو لللةفهمنادها… لكن ‪ :‬ل ويش ‪:‬‬ ‫ل معنى‪ .‬تاتا‪ .‬و‪.‬يا‪ .‬يا؟‪ ".‬فأبلغوه ‪" :‬ان دهذا يا مول نلا دهو ‪ :‬اختصار ل حضاري ل لتكرار ‪..‬‬ ‫كلمات التسقيط للملك علي‪ ،‬والتعييش لجل للة سيدنا ومول نلا الملك عبد العزيز المعظم"‪.‬‬ ‫فقال عبد العزيز ‪" :‬أنا ما صرت ملكا حّتى الن!… إواذا كنتم عودتم الشراف‬

‫اسماعهم مثل دهذا الكلم الفارغ فأنا لم أتعود مثل دهذا في نجد ودهذا مما يثير أدهل نجد‬ ‫ضدي"… لكن المنافقين في الحجاز ل ول أاقول الشعب في الحجاز ل بل دهؤلء المنافقين ل‬ ‫الذين يب أر منهم شعب الحجاز والذين سنورد بعض أسماءدهم ل أصروا على تلقيبه‬ ‫"بجل للة الملك"… و"جل للة مول نلا" وتلقيب كل واحد من المراء بألقاب "صاحب السمو"‬ ‫و"سيدنا" و"سمو سيدنا المير" و"سمو المير" …‬ ‫ودهي ألقاب كانت مرفوضة بتاتا في نجد بل مثيرة للغاية وداعية للشمئزاز‬ ‫والستفزاز والقرف‪ ..‬وفعل ‪ :‬وما أن بدأ جيش الخوان النجدي "الفاتح" يسمع مثل دهذه‬ ‫ال للقاب "ال للهية" التي يلقب بها عبد العزيز آل سعود في الحجاز ل في بداية احتل لله‬ ‫للحجاز ل حّتى بدأت ثورة الخوان… وشهر فيصل الدويش وسلطان بن بجاد وأتباعهم‬

‫سيوفهم بوجه عبد العزيز في مجلسه في مكة وامام الناس ومن بعض ما اقالوه له ‪:‬‬

‫)‪(217‬‬


‫"نحن يا عبد العزيز لم نقبل بتلقيبك من اقبل ال نلكليز بلقب سلطان نجد فكيف نقبل‬ ‫بتلقيبك من دهؤلء المنافقين بلقب "الملك" وتقبل أنت؟…‬ ‫وتطرب لهذا ولما ينادونك به من أمثال "مول نلا!‪ ..‬إلى جل للة مول نلا"‪ ..‬وتسكت وأنت‬ ‫تسمعهم ينادون كل واحد من أولدك بلقب "سيدنا!‪ .‬وسمو سيدنا"!‪ ..‬بينما كنت اقبل‬ ‫شهرين تحرضنا ضد الشريف حسين وأولده… ل نله سمى نفسه "ملك المسلمين"!‪.‬‬ ‫واقلت لنا ‪ :‬ان الشريف اقد رضي أن يلقب بلقب صاحب الجل للة ويلقب كل واحد من‬ ‫أولده بلقب "مول نلا!‪ .‬وسيدنا!‪ "..‬ومن أجل دهذا أفتى لك اقبل شهرين يا عبد العزيز‬ ‫رجال دينك دهؤلء الذين دهم أمامك في مجلسك بأن من يقول ‪ :‬يا محمد‪ ،‬ويا علي‪ ،‬ويا‬ ‫سيدنا يا محمد‪ ،‬فهو مشرك‪ ،‬فكيف بهم يقولون لك "يا صاحب الجل للة يا مول نلا ويا‬ ‫سيدنا يا عبد العزيز وترضى"؟!… لقد أفتى رجال دينك بأن الشراف من الكفار وان‬ ‫أدهل الحجاز كفار‪ ،‬ل نلهم رضوا بهذه ال للقاب الكافرة التي أشركوا بها فردا من البشر‬ ‫بوحدانية ال سبحانه وتعالى!‪.‬‬ ‫والن يا عبد العزيز نراك تسلك أكثر مما سلكه الشراف في الكفر… وتشارك ال‬ ‫في أسماءه وتترك دهؤلء المنافقين المشركين في جدة ومكة يبتدعون لك من أسماء‬ ‫ال الحسنى ما ليس لك وما ل تستحقه أو يستحقه أي بشر"… الخ‪..‬‬ ‫وكان الخوان اقبل ذلك اقد أنذروا عبد العزيز مرتين في مجلسه… فكتم عبد العزيز‬ ‫غيظه وحاول أن يسفه آراءدهم بطريقة خبيثة ليخرجهم أمام الناس "متأخرين" وجهلة"‪..‬‬ ‫حينما اقال ‪" :‬دهذه الراء فهمنادها ل يالخوان …‬ ‫لكن ما مواقفكم من تحريم التلفون… والسلكي… ل البراقية ل نريد منكم اطلع رجال‬ ‫الدين عنه"؟! وتابع العزيز اقوله "أما أدهل الحجاز ل فكما تعرفونهم ‪ :‬ل "ما عنددهم غير‬ ‫الكلم‪ ..‬انهم دجاج منااقيردها من حديد"‪" ..‬انهم يطاطون ول يلاقون"‪ ..‬فقال القائد ابن‬ ‫بجاد ‪" :‬أما عن التلفون والتّيل‪ ،‬لقد حرمتها أنت ورجال الدين الذين دهم بجانبك الن‬

‫واتهمت الشريف بالكفر ل نله يستعمل دهذه اللت!‪..‬‬

‫والن وحينما أنهينا لك الشريف وأولده بسيوفنا وسلمناك الحجاز باردة‪ ..‬أردت‬ ‫تحليل دهذه اللت لنفسك لن دهذه اللت أصبحت تفيدك في سرعة اتصالك مع ال نلكليز‬ ‫)‪(218‬‬


‫الذين دهم أكثر الناس كف ار… ولهذا نرفضها… فأنت الذي حرمت الحل لل وحللت الحرام‪،‬‬ ‫أما لماذا نعتبر التلفون…‬ ‫والتيل "السلكي" حرام فل نلك تستخدمها في سبيل التخابر مع ال نلكليز… و"الدجاج‬ ‫التي منافيردها من حديد" في الحجاز‪ ،‬لم توصلك إلى دهذه الماكن المقدسة التي تمنحك‬ ‫الدجاج فيها الن ألقاب رب العالمين!‪..‬‬ ‫بل نحن الذين وصلناك‪ ،‬ولكن‪ ،‬كما وصلتك دهذه السيوف ل سيوفنا ل إلى دهذه الماكن‬ ‫التي بلغت بها رتبة اللهة فسوف تشرب سيوفنا من دمك‪ ،‬إذا لم تتراجع عن غيك"‪..‬‬ ‫وانصرف الخوان خارجين من "بلد الكفر!‪ ".‬الحجاز!‪ .‬إلى نجد وبدأت ثورتهم‬ ‫المضادة ضد ابن السعود… واقد ازداد كفر أدهل الحجاز في رأيهم ل نلهم لقبوا ابن‬ ‫السعود بلقب "الملك وصاحب الجل للة" ودهي من صفات ال وحده‪.‬‬ ‫أما عبد العزيز آل سعود فقد شجعته زمر المنافقين في الحجاز على تماديه‪ ..‬لكنه‬ ‫ل بعد ثورة الخوان ل تراجع عن لقب "ملك نجد والحجاز وملحااقاتها" إلى لقب "ملك‬ ‫الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها"… واستمر في دهذا اللقب‪ ،‬حّتى عام ‪ 1934‬م حينما‬

‫تمادى المنافقون في تشجيعه مرة أخرى وأغواه الدعم ال نلكليزي فأطلق اسمه واسم‬ ‫عائلته على جزيرة العرب فسمادها "المملكة السعودية" وسمى شعبنا باسم ‪" :‬الرعية‬ ‫السعودية"!‪..‬‬ ‫نعود الن لتسجيل مقتطفات مما حد ث في الحجاز عام ‪ 1925‬م وما بعد دهذا‬

‫التاريخ في الفترة المباشرة للحتل لل السعودي للطائف‪ ،‬ومكة‪ ،‬وجدة‪ ،‬والمدينة‪ ،‬وبقية‬ ‫الحجاز‪..‬‬ ‫شباب الحجاز يقاوم الحتل لل السعودي‬ ‫خرج عدد من شباب الحجاز إلى القادهرة والردن وسوريا‪ ،‬وبدأ وبال تلصال بالهيئات‬ ‫الدينية العالمية‪ ،‬وبدأت دهذه الهيئات بممارسة ضغوطها على ابن السعود معتبرين‬ ‫"الحجاز لكل المسلمين ول يحق لدولة مستبدة ملكية حكم الحجاز منفردة…‬

‫)‪(219‬‬


‫ومن دهذه الراء‪ ،‬بدأ الحتل لل السعودي والخبراء ال نلكليز باظهار مخاوفهم من‬ ‫"خطورة دهذه الفكرة" واقالوا ل كما ورد في الصفحة من ‪ 559‬من كتاب "صقر الجزيرة" ‪ :‬ل‬ ‫"اننا نخشى إلى حد بعيد أن يقرر المسلمون أجمع على أن تحكمهم جماعة تنتخب‬ ‫منهم وفي دهذا ضياع للسلطة السعودية في الحجاز التي تخشى أن تحكم البلد حكما‬ ‫جمهوريا ديمقراطيا"!…‬ ‫وزعم المؤلف الباكستاني السعودي أحمد عبد الغفور عطار ‪) :‬ان أدهل الحجاز‬ ‫كرروا مخاوفهم لبن السعود… لكن ابن السعود كان يستمهلهم…‬ ‫لكنهم سئموا وأخي ار طالبوه بأن يمنحهم "الحرية" بانتخابه ملكا للحجاز…! (!‪ ..‬الخ‪..‬‬ ‫ويحاول دهذا الباكستاني الستخفاف بعقول الناس حينما يتحد ث عن "الحرية التي‬ ‫منحهم ايادها عبد العزيز ل نلتخابه ملكا"!‪.‬‬ ‫وكأن الملوك ينتخبون!… علما أن عبد العزيز اقد احتل كل الجزيرة العربية احتلل‬ ‫بقوة الستعمار ال نلكليزي السعودي الدموي المتوحش…‬ ‫المهم ‪ :‬أن المحتل السعودي عبد العزيز اقد منحهم "الحرية لختياره ملكا"!‪.‬‬ ‫فاتصل جون فيلبي وأتباعه بذيول المستوطنين في مكة ليتصلوا بذيول‬ ‫المستوطنين في جدة فيطلبون "أن يسرع اليهم وفد من جدة يمثلهم لختيار الملك اقبل‬ ‫أن تبدأ ضغوط الوفود السلمية في المؤتمر السلمي الذي تقرر عقده في مكة"‪..‬‬ ‫ودهكذا‪ ،‬انتدب العوان السعوديون في جدة كل من ‪ :‬محمد نصيف‪ ،‬ومحمد علي‬ ‫زينل‪ ،‬واقاسم زينل‪ ،‬وعبد ال رضا…‬ ‫ويزعم المؤلف العطار نقل عن عبد العزيز آل سعود في الصفحة ‪ 560‬اقائل ‪:‬‬ ‫)وبعد أن تحدثوا طويل فيمن يحكمهم اتفقوا ل بدون أن يخالف أحد ل على اختيار ابن‬ ‫سعود نفسه ملكا عليهم ودهو خير من "يرشح" لحكم البلد المقدسة فليس فيه أي عيب‬ ‫"!" ودهو كامل الوصاف‪ ،‬فقدموا إليه في مساء يوم الخميس ‪ 22‬جمادي الثانية‬ ‫‪ 1344‬دهل "مبايعتهم" …! (!‪..‬‬ ‫والمبايعة دهذه التي يتحد ث عنها العطار دهي التي اعتبردها العطار انتخابا!‪..‬‬

‫)‪(220‬‬


‫والمعروف أن دهذه "المبايعة" اقد صاغها جون فيلبي وأاقردها عبد العزيز المحتل‬ ‫لمجرد المناورة تجاه المؤتمر السلمي العالمي‪ ،‬وجاء فيها ‪:‬‬ ‫"ان الحجاز للحجازيين وان أدهله دهم الذين يقومون بادارة شؤونه ومكة عاصمة‬ ‫الحجاز‪ ،‬والحجاز جميعه تحت رعاية ال ثم رعايتكم يا عبد العزيز آل سعود"!‪..‬‬ ‫كل ذلك تهربا من أن يصبح الحجاز "جمهورية ديمقراطية" تحت حكم نخبة من‬ ‫العالم السلمي‪..‬‬ ‫حسبما ورد في مقررات المؤتمر السلمي العالمي‪ ..‬وفيما يلي نص "بيعة أدهل‬ ‫الحجاز" المزعومة المسجوعة ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫)الحمد ل وحده‪ ،‬الذي نصر عبده‪ 1‬ودهزم الكفار وحده‪ 2‬والصلة والسلم على من ل‬ ‫نبي بعده‪ ،‬نبايعك يا عظمة السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود على‬ ‫أن تكون ملكا على الحجاز على كتاب ال وسنة رسوله وما عليه الصحابة والسلف‬ ‫وال ئلمة الربعة وأن يكون الحجاز للحجازيين‪ ،‬وأن أدهله دهم الذين يقومون بادارة‬ ‫شؤونه‪ ،‬وأن تكون مكة المكرمة عاصمة الحجاز والحجاز تحت رعاية ال ورعايتكم"…! (‪..‬‬ ‫كذا‪ ..‬جميع الحجاز تحت‪ ،‬رعاية‪ ،‬ال‪ ،‬ورعايتكم‪ ،‬يا آل سعود!‪..‬‬ ‫أليس في دهذا منتهى "الشرك" يا آل سعود أن تدعوا ال ليشارك‪ ،‬آل سعود‪ ،‬في‬ ‫حكم الحجاز!…‬ ‫ولم يكتف دهؤلء "المناشف" المماسح‪ ،‬السعودية‪ ،‬بالتواقيع على مثل دهذه "البيعة"‬ ‫التي وضعها فيلبي‪ ،‬باسمهم‪ ،‬بل زعموا أن الشعب الحجازي أو على حد تعبيردهم ‪) :‬ان‬ ‫الدهلين اقد زاد بشردهم وساروا إلى عقد تقرير البيعة على المنوال المسطور أعله راجين‬ ‫منكم الرحمة بهم يا عبد العزيز حينما ينزل ذلك من عظمتكم منزلة اقبول البيعة وأن‬ ‫تتفضلوا يا عبد العزيز بتتويجه بالشارة السلطانية بالقبول ليكمل لهم مقصددهم الوحيد‬

‫‪1‬‬

‫عبلده‪ :‬يعني "عبلد العزيز"…‬

‫‪2‬‬

‫والكفار‪ :‬هم أبناء الشعب كما يتضح‪.‬‬ ‫)‪(221‬‬


‫بحصول رضاكم العظيم مسترحمين ال نلعام على "الدهلين" بتعيين واقت عقد البيعة عند‬ ‫البيت المعظم الحرام وال يديم بالتوفيق دولتكم…! (!‪..‬‬ ‫في ‪ 19‬جمادي الثانية ‪ 1344‬دهل‬ ‫وكان دهذا الكتاب موّاقع من زمرة المتزلفين ومنهم ‪ :‬صالح شطا‪ ،‬وعبد القادر شيبي‬

‫الذي يطلق عليه "أمين مفتا ح بيت ال" أي سكرتير بيت ال‪.‬‬

‫وعباس عبد العزيز مالكي‪ ،‬ومحمد علي خواقير‪ ،‬ومحمد شرف رضا… وجميعهم‬ ‫"مجاورين" عدا "الشيبي"!…‬ ‫ولقد أراد ال نلكليز بهذه الشكليات "تبهير" وتلطيف جو المذابح السعودية المريعة‬ ‫الفظيعة والهاء الناس "بمبايعة" المحتل لينسى الحجاز والعالم السلمي ما فعله‬ ‫الحتل لل السعودي من مجاز لم يمر على إرتكابها شهر واحد!‪..‬‬ ‫ولتكتمل فصول المسرحية ال نلكليزية… علن عبد العزيز ما يلي اقال ‪:‬‬ ‫"بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود إلى رعيتنا واخواننا المواقعين‬ ‫أسماءدهم سلم عليكم‪ ،‬فقد أجبناكم إلى ما طلبتم من جعلنا ملكا على الحجاز"!‪..‬‬ ‫في ‪ 22‬جمادى الثانية ‪ 1344‬دهل‬ ‫الملك‬ ‫عبد العزيز‬ ‫وبهذا الكتاب بدأ الفصل الثاني من فصول مسرحية تتويج "ملك الحجاز" ومّثل‬

‫فصولها بعض الذيول المتلبسين بزعامة الحجاز ليجعلوا من سلطان الموت عبد العزيز‬ ‫"ملكا" للحجاز"فقط" دون نجد‪..‬‬ ‫بالرغم من أن أداة القتال السعودية كانت أدهل نجد بل جهلة من نجد‪ ،‬تحولوا إلى‬ ‫وحوش كاسرة خدمة لل سعود اليهود‪ ،‬ومع ذلك…‬ ‫ورغم كل ما أبداه بعض أدهل نجد من وحشية اقتالية لصالح آل سعود فقد رفضوا ل‬ ‫إيادهم ل دهؤلء الوحوش الذين اقاتلوا مع آل سعود أنفسهم ورفضوا الملكية ورفضوا‬ ‫الرضوخ للملكية وحاربودها وثاروا ضددها واقاتلوا عبد العزيز بنفس السل ح الذي اقاتلوا به‬ ‫)‪(222‬‬


‫أدهلهم في الحجاز ونجد وغيردها بمجرد أن أعلن ال نلكليز اسم عبد العزيز ملكا على‬ ‫الحجاز… فكانوا بذلك أشرف من أولئك الذين تكلموا باسم الحجاز‪ ،‬والحجاز منهم‬ ‫براء…‬ ‫وفي الحرم المّك يل اشيد المسر ح الملكي‬ ‫وبدأ تمثيل الفصل الثال ث لمهرجان التتويج!‬ ‫وفوجئ الناس بعد أن أدوا في الحرم صلة الجمعة يوم ‪ 23‬جمادى الثانية ‪1344‬‬ ‫دهل ل ‪ 8‬يناير ‪ 1926‬ل يمنعون من الخروج من أي باب من أبواب مسجد الحرم ال من‬ ‫باب الصفا حي ث تقام "حفلة تخريج وتهريج البيعة"… وأعد بلصق الحرم ‪ :‬مجلس‬ ‫"السلطان" المنوي ترفيعه ل انكليزيا ل إلى رتبة ملك!…‬ ‫ووضع إلى جانبه منبر للشيخ الخطيب المنافق… وفي الساعة السابعة والنصف‬ ‫أاقبل موكب الطاغية عبد العزيز فضج "المحشورون" بالهتاف‪ ،‬والويل لمن ل يردد مع‬ ‫الهّتاف من سيف السّياف…‬

‫فاختلط دهتاف الحابل بالنابل‪ ،‬بعضهم يقول ‪" :‬يعيش السلطان"‪ ،‬وبعضهم يقول‬

‫"يعيش الملك"…‬ ‫إلى حد أن البعض أخذ من شدة الرعب ‪ :‬يعّيش ويهتف بحياة "سلطان بن بجاد"‬

‫اقائد الجيش السعودي الذي أواقع الرعب في صدور الحجازيين…‪.‬‬

‫وما أن أخذ "السلطان … الملك" عبد العزيز ل مكانه بين الجموع المحشورة في يوم‬ ‫الحشر لستماع الفشر‪ ،‬حّتى أذن المؤذن التافه ل في دهذا المهرجان الكريه ل بصوت‬

‫جهوري في مسر ح الخيانة واقال ‪" :‬ان ال ومل ئلكته يصلون على النبي يا أيها الذين‬ ‫آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"!…‬ ‫فرد بعض المحشوريون المرعوبين بقولهم ‪" :‬سلمنا… سلمنا"‪..‬‬ ‫فردد المؤذن اقوله ‪ :‬ل "صلوا عليه"!… مما جعل بعض السذج المرجف بهم يتسأل‬ ‫اقائل ‪" :‬ايه الحكاية ل يا بويا؟… دهم‪ ،‬اقالوا لنا انهم سيرفعون السلطان إلى رتبه ملك‬ ‫فيكف غلطوا ورفعوه إلى رتبة نبي ُيصلى عليه؟!"…‬ ‫)‪(223‬‬


‫وصعد الشيخ عبد الملك مرداد إلى المنبر وألقى خطابا جاء فيه ‪:‬‬ ‫"أحمد رب دهذا البيت المعظم‪ ،‬وأشكر ال على ما أنعم به وتكرم بوجود دهذا الملك‬ ‫المعظم‪ ،‬مّن علينا بنعم ل تحصى‪ ،‬ومنن ل تستقصى‪ ،‬أبدل رعبنا بالمن… أحمده حمد‬

‫عبد يعرف مقدار نعمته وأشكره شكر من تداركه بازالة نقمته… على تفضل عظمة‬ ‫السلطان المحبوب بقبول البيعة الملكية المشروعة بعد طلبنا اياه منه!"…‬

‫فالتفت عبد العزيز إلى يوسف يس واقال له ‪" :‬تشوف يا يوسف… ظنينا أن مشايخ‬ ‫أدهل نجد أجود من أدهل الحجاز بالفتاوى فأصبح أدهل الحجاز أجود من مشايخ نجد‬ ‫بالنفاق" فقال يوسف يس ‪" :‬ان للحجازيين السنة حداد يا طويل العمر!"…‬ ‫وما أن انتهى المستوطن الشيخ عبد الملك مرداد ل من ترداد ل كلمات النفاق‬ ‫المسجوعة في مسرحية البيعة والترفيع‪ ،‬ترفيع "سلطان نجد" إلى ملك للحجاز‪ ،‬وما أن‬ ‫تلي النص المسرحي للبيعة‪ ،‬حّتى أخذت مدفعية اقلعة أجياد تطلق اقنابل "الخيش‬

‫والبارود" مختتمة مهرجان المسرحية بالرماية… فأغمي على خطيب البيعة ظنا منه أن‬ ‫الخوان المتوحشين لم تعجبهم البيعة فهجموا ليدشنوا دهذا المهرجان بمذبحة الطائف‪،‬‬

‫فهرب البعض لكن الخدم أعادودهم لتقبيل يد الملك الملطخة بالدم الحجازي ومصافحته‬ ‫على القسم‪ ،‬واقسموا "المبايعين" إلى زمر متتالية…‬ ‫وأول دهذه الزمر‪ ،‬كانت زمرة" الشرفاء" الذين انحصرت فيهم امارة وملكية الحجاز‬ ‫سنينا‪ ،‬وتبعتهم زمرة "شيخ السادة"…‬ ‫فزمرة "الوجهاء" وزمرة "المجلس الدهلي" وزمرة "المحكمة الشرعية" وزمرة "أئمة‬ ‫المساجد" ‪ ،‬وزمرة "خطباء المساجد" وزمرة "المجلس البلدي" وزمرة من "أدهل المدينة"‬ ‫وزمرة من "أدهل جدة"‪.‬‬ ‫وزمرة من "أدهل ينبع" وزمرة من أدهل "الطائف" البلد الذي ما جّفت الدماء المرااقة‬

‫على أرضه‪.‬‬

‫وزمرة من عامة الناس الذين ل صنف لهم…‬

‫)‪(224‬‬


‫والملحظ أن كل دهذه الزمر وكل الذين سادهموا في دهذه المسرحية اما مرغمين أو‬ ‫مستوطنين‪ ،‬وليسوا من أصل حجازي‪ ،‬أو عربي أو اقبلي‪ ،‬فالدين لهم أصول ضاربة في‬ ‫أرض‬

‫)‪(225‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.