المتتبع لمؤلفات الدكتور سيد علي إسماعيل يقف على موضوعات جديدة. ذلك أنه يرغب في التخلص من الموضوعات المطروقة، ومن ثم فإن القارئ يجد نفسه أمام حقائق خافية ووثائق دفينة، يمكن أن تصحح مقولات أو تهدي بعض التائهين في مجال الدرس الأدبي. أما كتابه النفيس " تاريخ المسرح في مصر في القرن التاسع عشر " فإنه لا يخلو من الجديد الطريف. ذلك أن كتابة تاريخ فن من الفنون، أو تدوين تاريخ فترة من الفترات، لا يمكن أن يكون كل ما يسطر فيها جديداً غير مطروق. وتاريخ المسرح في مصر أو في العالم العربي كُتبت فيه أسفار ضخام. والسؤال الذي يطرح نفسه. هل هذه الأسفار استوعبت كل صغيرة وكبيرة عن المسرح ؟ أغلب ظني أن هناك ثغرات كثيرة لم يسدها البحث، فإذا جاء باحث وملأ هذه الثغرات فإنه يكون قد جاء بالجديد. وأعتقد أن د. سيد علي إسماعيل قد نهض بهذا العبء، وتقدم خطوات في سبيل استكمال البحث في تاريخ المسرح في مصر في القرن التاسع عشر ... ومن الصفحات المجهولة في تاريخ المسرح التي كشف عنها هذا الكتاب، فن البانتوميم وتاريخه ... وهكذا كان اعتماد المؤلف على مواد مخطوطة مثل الملفات والوثائق ودوريات قديمة جداً أكثر من اعتماده على كتب،