عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق

Page 1

)1(


‫عنوان التوفيق‬

‫يف قصة يوسف الصديق‬ ‫تأليف‬

‫تادرس وهبي بك‬ ‫عام ‪5881‬م‬

‫دراسة‬

‫دكتور‪ /‬سيد علي إمساعيل‬

‫(‪)2‬‬


)3(


)4(


‫‪‬‬

‫تادرس وهبي ‪ ..‬قبطي أزهري حافظ للقرآن الكريم‬

‫‪7‬‬

‫نشأة المدارس‬

‫‪31‬‬

‫حياته‬

‫‪8‬‬

‫مدرسة حارة السقايين‬

‫‪31‬‬

‫كتاب في النحو‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫مؤلفاته‬

‫‪41‬‬

‫ترجمة عريان بك‬

‫‪13‬‬

‫كتاب في الصرف‬

‫خطبة في رثاء الخديوي إسماعيل‬

‫‪21‬‬ ‫‪34‬‬

‫تاريخ بطرس األكبر‬ ‫تآليف أخرى‬

‫‪37‬‬

‫ريادة المسرح في مصر‬

‫‪22‬‬

‫ريادة المسرح المدرسي‬

‫‪72‬‬

‫‪31‬‬

‫في مجال المسرح‬

‫‪23‬‬

‫الكتاب المنشور‬

‫المسرحية بين الشكل والمضمون‬

‫صورة نص‪ :‬كتاب عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق‬

‫ملحق‪ :‬قصة يوسف عليه السالم في الكتب السماوية الثالثة‬

‫(‪)5‬‬

‫‪77‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪383‬‬


‫تادرس وهبي‬

‫قبطي أزهري ‪ ..‬حافظ للقرآن الكريم‬ ‫دكتور‪ /‬سيد علي إمساعيل‬

‫هذا الكتاب يحمل بين طياته‪ ،‬كتاباً تراثياً ناد اًر‪ُ ،‬كتب عليه النسيان‬ ‫الكتاب!!‬ ‫والضياع‪ ،‬كما ُكتب على مؤلفه التجاهل من قبل األدباء و ُ‬ ‫فالكتاب هو (عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق)‪ ،‬الذي ُنشر عام‬ ‫‪ .5881‬أما مؤلفه فهو تادرس وهبي بك أستاذ وناظر المدرسة القبطية‬ ‫بحارة السقايين‪ ،‬ومدير مدرسة األقباط الكبرى باألزبكية‪ ،‬وناظر المدارس‬ ‫ظ‬ ‫القبطية في مصر!! ورغم هذه المناصب‪ ،‬ورغم بكويته ‪ ..‬إال إنه لم يح َ‬ ‫بأي تقدير أدبي أو تاريخي حتى اليوم‪ ،‬إال من بعض الكتابات اليسيرة‪،‬‬ ‫التي جاءت في تراجم بعض المعاجم‪ ،‬وان كان أفضل ما ُكتب عنه‪،‬‬ ‫الصفحات القليلة التي كتبها محمد سيد كيالني في كتابه (األدب القبطي‬ ‫قديماً وحديثاً)!!‬

‫واليوم يقوم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية‪،‬‬ ‫بإحياء هذا الكتاب مرة أخرى‪ ،‬بعد مائة وعشرين سنة من طباعته ألول‬ ‫مرة‪ ،‬وذلك بإعادة نشره بصورته التراثية المطبوع بها أول مرة‪ .‬ودراستنا‬ ‫هذه إتمام لهذا اإلحياء‪ ،‬حيث سنتعرض فيها إلى الحديث عن حياة‬ ‫المؤلف ونشأة المدارس القبطية ‪ -‬وباألخص مدرسة حارة السقايين ‪-‬‬ ‫ومؤلفاته في النحو والصرف والتراجم والمراثي والمسرحيات والخطب‬ ‫واألشعار‪ ،‬ودوره الريادي في مجال المسرح المدرسي ‪ ..‬إلخ هذه األمور‬ ‫المعلم واألديب المنسي‪ ،‬لنعيد إليه‬ ‫التي نأمل من ورائها إجالء صورة هذا ُ‬ ‫مكانته التاريخية في مجال األدب والتعليم‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬


‫حياته‬

‫اتدرس وهيب يف مرحلة الشباب‬

‫في أوائل القرن التاسع عشر‪ ،‬وباألخص في بداية ُحكم محمد علي‬ ‫باشا‪ ،‬كان هناك فرق في معامالت الدولة بين المسلمين واألقباط في‬ ‫مصر‪ .‬منها على سبيل المثال أخذ الجزية من األقباط‪ ،‬على اعتبارهم من‬ ‫حرم عليهم الدخول في الخدمة العسكرية‬ ‫الذميين‪ ،‬كما أن محمد علي ّ‬ ‫(التجنيد)‪ ،‬وبالتالي عدم توليهم المناصب العسكرية‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪،‬‬ ‫(‪)8‬‬


‫فمن يق أر تاريخ هذه الفترة‪ ،‬ال يشعر بأن هذه الفروق أحدثت خلالً اجتماعياً‬ ‫أقل من‬ ‫بين المسلمين واألقباط‪ ،‬أو جعلت األقباط يشعرون بأنهم في مرتبة ّ‬ ‫المسلمين!! وتدريجياً وبمرور األيام زالت هذه الفروق‪ .‬وكفى بنا أن‬ ‫نستشهد برأي جون بوزنج المبعوث اإلنجليزي في مصر‪ ،‬في تقريره إلى‬ ‫بلمرسنون وزير خاريجية بريطانيا عام ‪ ،5881‬عندما قال‪:‬‬ ‫كان األت ارك يعتبرون األقباط طائفة منبوذة من الشعب المصري‪،‬‬ ‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬فهناك تعاطف’’بين القبط وأبناء العرب‪ ،‬لعله نتيجة ما‬ ‫يقاسونه جميعاً من آالم‪ .‬فضالً عما يتحلون به من صفات ُحسن المعاشرة‬ ‫وحب السالم والفطنة والذكاء‪ ،‬وال يكاد يوجد بينهم وبين النازحين من‬ ‫األوروبيين أي اختالط‪ ،‬وال ُيعرف عن عاداتهم المنزلية إال القليل‪ ،‬شأنهم‬ ‫في ذلك شأن المسلمين‪ ،‬فالحجاب مضروب على نسائهم كما هو‬ ‫مضروب على نساء المسلمين ‪ ..‬وفي الريف ال تكاد تفترق عادات‬ ‫األقباط عن عادات أبناء العرب ‪ ..‬وهم كالمسلمين يؤمنون بالخرافات‬ ‫الشائعة في البالد‪ ،‬سواء أكانت تلك الخرافات راجعة إلى أصل إسالمي أم‬ ‫أصل مسيحي ‪ ....‬وأن التسامح يخطو خطوات واسعة وأن الفوارق بين‬ ‫المسلمين والمسيحيين آخذة في االختفاء تدريجياً‘‘(‪.)1‬‬ ‫تم إلغاء الجزية المفروضة على الذميين في‬ ‫وفي عام ‪ّ 5811‬‬ ‫مصر‪ ،‬وبالتالي عن األقباط‪ .‬وفي عام ‪ 5811‬تمت الموافقة على قبول‬ ‫تجنيد األقباط في الخدمة العسكرية الوطنية‪ ،‬بعد أن أعفاهم من ذلك محمد‬ ‫علي باشا في السابق‪ ،‬وبذلك زال آخر وجه من أوجه التفريق بين األقباط‬ ‫والمسلمين في مصر‪ .‬وغير صحيح أن البطريرك كيرلس الرابع عارض‬

‫(‪ - )1‬طارق البشري ‪ -‬املسلمون واألقباط يف إطار اجلماعة الوطنية ‪ -‬دار الوحدة‬ ‫للطباعة والنشر ‪ -‬بريوت ‪ -‬ط‪ - 1891 - 1‬ص(‪)11،11‬‬ ‫(‪)9‬‬


‫تجنيد األقباط‪ ،‬كما جاء في بعض الكتابات!! فعندما أشيع عنه ذلك قال‬ ‫صراحة‪ ،‬وبروح الوطني المتحمس لمصريته‪’’ :‬يقول البعض إني طلبت‬ ‫إلى الباشا أن يعفي أوالدنا القبط من الخدمة العسكرية‪ ،‬فحاشا هلل أن أكون‬ ‫جباناً بهذا المقدار‪ ،‬ال أعرف للوطن قيمة‪ ،‬أو أفتري على أعز أبناء الوطن‬ ‫بتجردهم من محبة أوطانهم‪ ،‬وعدم الميل لخدمته حق الخدمة والمدافعة‬ ‫عنه‪ ،‬فليس هذا ما طلبت وال ما أطلبه‘‘ (‪.)1‬‬ ‫في هذا الجو المتشبع بالتآخي والتسامح بين المسلمين واألقباط‪ُ ،‬ولد‬ ‫تادرس وهبي بحارة زويلة بالقاهرة عام ‪ .)1( 5811‬وفي الخامسة من‬ ‫عمره التحق بمدرسة األرمن باألزبكية‪ ،‬فتلقى فيها مباديء اللغة الفرنسية‬ ‫ودرس اللغة األرمنية‪ .‬وفي العاشرة من عمره التحق بمدرسة األقباط الكبرى‬ ‫باألزبكية‪ ،‬فتعلم فيها اللغتين العربية واإلنجليزية‪ .‬ثم تقدم لالمتحان النهائي‬ ‫وكان يرأس لجنة االمتحان رفاعة رافع الطهطاوي‪ .‬وقالت صحيفة الوقائع‬ ‫المصرية في ‪:5811/8/1‬‬ ‫’’صار افتتاح االمتحان الذي ميز فيه تادرس أفندي وهبي بين‬ ‫األقران‪ ،‬وأشير إليه فيه بالبنان‪ .‬وكان امتحان هذا التلميذ في اللغة العربية‬ ‫(‪ - )1‬طارق البشري ‪ -‬السابق ‪ -‬ص(‪)11‬‬ ‫(‪ - )2‬ذكر حممد سيد كيالين يف كتابه (األدب القبطي قدمياً وحديثاً)‪ ،‬إن اتدرس وهيب‬ ‫ُولد عام ‪ .1981‬ولكننا نرى أن مولده كان يف عام ‪ ،1988‬أو قبل ذلك‪ .‬حيث إنه‬ ‫أُحيل إىل املعاش عام ‪ ،1818‬أي وهو يف سن الستني‪ ،‬وعلى ذلك يكون ميالده‬ ‫عام ‪ . 1988‬وهناك دليل منطقي آخر‪ ،‬حيث قام اتدرس وهيب بتأليف أول كتاب له‬ ‫وهو مدرس مبدرسة األقباط حبارة السقايني عام ‪ ،1988‬وهو كتاب (اخلالصة‬ ‫الذهبية يف اللغة العربية)‪ .‬فإذا كان مولده عام ‪ 1981‬فهذا يعين أنه كان أستاذاً‬ ‫ومؤلفاً وهو يف عمر اخلامسة عشر!! أما إذا كان مولده عام ‪ ،1988‬فيكون عمره‬ ‫حينذاك التاسعة عشر‪ ،‬وهو عمر مقبول منطقياً نوعاً ما‪ ،‬ليكون فيه الشخص أستاذاً‬ ‫ومؤلفاً‪.‬‬ ‫(‪)11‬‬


‫والمنطق والبيان‪ ،‬واللغة الفرنساوية واإلنجليزية‪ ،‬والهندسة واللغة الطليانية‬ ‫فأحسن في كل هذه اإلجابة‪ ،‬وظهرت عليه إشارات النجابة‘‘(‪ .)1‬وبعد أن‬ ‫تخرج من المدرسة‪ ،‬عمل مترجماً بنظارة المعارف‪ ،‬ودرس اللغة القبطية‬ ‫على يد برسوم الراهب‪ .‬كما التحق في هذه الفترة برواق األقباط باألزهر‬ ‫الشريف (‪ ،)1‬حيث درس كثي اًر من العلوم العربية والدينية‪ ،‬مثل الحديث‬ ‫والفقه والقرآن الكريم‪ ،‬الذي حفظه كامالً‪ ،‬فكان أول قبطي مصري حامل‬ ‫للقرآن الكريم في العصر الحديث‪ .‬بعد ذلك ترك تادرس وهبي خدمة‬ ‫الحكومة‪ ،‬وعمل مدرساً للغتين العربية والفرنسية بمدرسة األقباط بحارة‬ ‫السقايين ثم ناظ اًر لها‪ ،‬حتى أُحيل إلى المعاش عام ‪ ،5151‬ومات عام‬ ‫‪ 5181‬عن عمر يناهز الثامنة والسبعين (‪.)1‬‬ ‫وعندما مات رثاه صديقه عزيز بشاي بقصيدة مطلعها (‪:)4‬‬ ‫(‪ - )1‬نقالً عن‪ :‬حممد سيد كيالين – األدب القبطي قدمياً وحديثاً – دار الفرجاين –‬ ‫القاهرة‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لندن – د‪.‬ت ‪ -‬ص(‪)118‬‬ ‫(‪ - )2‬قال طارق البشري (يف كتابه السابق‪ ،‬ص‪ :)41‬ذكرت صحيفة الوطن القبطية يف‬ ‫‪ ،1818/8/8‬كان لألقباط قدمياً رواق ابألزهر يتلقون فيه العلوم املنطقية والشرعية‬ ‫وأن ممن درسوا ابألزهر قدمياً أوالد العسال وهم من كبار مثقفي القبط وهلم مؤلفات‬ ‫مهمة‪ .‬ومنهم حديثاً ميخائيل عبد السيد صاحب صحيفة الوطن‪ ،‬إذ درس يف‬ ‫األزهر‪ ،‬مث انتقل إىل دار العلوم ملا أنشئت‪ .‬ووهيب اتدرس الشاعر الذي كان حيفظ‬ ‫القرآن ويكثر من االقتباس منه‪ .‬وفرنسيس العرت الذي كان حيضر دروس الشيخ حممد‬ ‫عبده سنة ‪.1811‬‬ ‫(‪ - )3‬انظر‪ :‬زكي حممد جماهد – األعالم الشرقية يف املائة الرابعة عشرة اهلجرية – اجلزء‬ ‫الثاين – دار الغرب اإلسالمي – ط‪ – 1‬بريوت – ‪ - 1884‬ص(‪ ،)981‬حممد‬ ‫سيد كيالين – السابق ‪ -‬ص(‪ ،)118‬خري الدين الزركلي – األعالم – اجمللد‬ ‫السادس – دار العلم للماليني – بريوت – ط‪ - 1881 – 8‬ص(‪)91‬‬ ‫(‪ - )4‬حممد سيد كيالين – السابق ‪ -‬ص(‪)111‬‬ ‫(‪)11‬‬


‫زميل الصبا ودعت فيك صبابتـي‬ ‫لقد كنت لي عند الملمة شافيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً‬ ‫دعوتك في الدنيا فلبيت صاغ ـ ـ ـ اًر‬ ‫َّ‬ ‫وفياً إذا قل الوفاء وصاح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــباً‬

‫وعهد شبابي الغض والمرح الج ـ ـ ـ ـ ـم‬ ‫وكنت دواء القلب والروح والجس ـ ـ ـ ـ ـم‬ ‫تكفكف من دمعي وتدفع من هممي‬ ‫إذا حل ذو حرب وأدبر ذو سل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬

‫اتدرس وهيب يف مرحلة النضوج‬ ‫(‪)12‬‬


‫نشأة املدارس‬ ‫أول مدرسة ظهرت في مصر في العصر الحديث كانت مدرسة‬ ‫الهندسة‪ ،‬التي أنشأها محمد علي باشا بالقلعة في سبتمبر ‪ ،5811‬وكان‬ ‫ُيدرس فيها اللغة اإليطالية والهندسة أحد القساوسة‪ ،‬أما الخواجة قسطي‬ ‫تم افتتاح المدرسة‬ ‫فكان فيها معلماً للرياضة والرسم‪ .‬وفي يوليو ‪ّ 5811‬‬ ‫الجهادية بالقصر العيني وكان ناظرها أحمد خليل‪ .‬وفي فبراير ‪5811‬‬ ‫افتتحت مدرسة الطب بأبي زعبل وكان ناظرها كلوت بك‪ .‬ثم توالى بعد‬ ‫ذلك افتتاح الكثير من المدارس في مصر (‪.)1‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬إن أول مدرسة افتتحت في مصر للنصارى‪،‬‬ ‫كانت للطائفة األرمنية عام ‪ ،5818‬وهي مدرسة كالوسديان ببوالق‪ .‬ثم‬ ‫توالى افتتاح المدارس بعد ذلك‪ ،‬ومنها مدرسة المرير كورد المجانية‬ ‫(‪ - )1‬ومنها على سبيل املثال‪ :‬مدرسة الوالدة عام ‪ ،1911‬وكان انظرها كلوت بك‪،‬‬ ‫ويف يونيو من العام نفسه متّ افتتاح ثالث مدارس هي مدرسة السواري ابجليزة وانظرها‬ ‫حافظ إمساعيل‪ ،‬ومدرسة الطب البيطري أبيب زعبل وانظرها سليم أغا‪ ،‬ومدرسة‬ ‫الطوجبية بطره وانظرها القائمقام خليل‪ .‬ويف سبتمرب ‪ 1911‬متّ افتتاح مدرسة النواتية‬ ‫(البحرية) وانظرها حممد خورشيد‪ ،‬ويف مايو ‪ 1914‬متّ افتتاح مدرستني األوىل مدرسة‬ ‫املعادن مبصر القدمية وانظرها يوسف كاشف‪ ،‬واألخرى مدرسة املهندسخانة ببوالق‬ ‫وكان انظرها أرتني أفندي‪ .‬ويف يونية ‪ 1918‬افتتحت مدرسة األلسن ابألزبكية‬ ‫وانظرها إبراهيم أفندي‪ ،‬ويف أكتوبر ‪ 1918‬ظهرت املدرسة التجهيزية أبيب زعبل‬ ‫وانظرها إبراهيم رأفت‪ ،‬ويف فرباير ‪ 1918‬متّ افتتاح مدرستني األوىل مدرسة املبتداين‬ ‫ابجليزة وانظرها حممود أفندي‪ ،‬ومدرسة احملاسبة ابلسيدة زينب وانظرها سليم أفندي‪.‬‬ ‫ويف يونية من عام ‪ 1918‬أيضاً افتتحت مدرسة املبتداين ابخلانقاه وانظرها الشيخ‬ ‫سيد أمحد رجب‪ ،‬ويف سبتمرب ‪ 1948‬متّ افتتاح املدرسة املفروزة ابلقاهرة وانظرها‬ ‫املرياالي إمساعيل الكرديل‪ .‬راجع‪ :‬مالحق وجداول كتاب‪ :‬أمني سامي ابشا ‪ -‬التعليم‬ ‫يف مصر ‪ -‬مطبعة املعارف ‪.1818 -‬‬ ‫(‪)13‬‬


‫لجمعية ديفيل دي الشارتيه الفرنسية سنة ‪ 5811‬باالسكندرية‪ .‬ومدرسة دام‬ ‫ديبون باستير بشب ار عام ‪ ،5811‬التي أنشأتها جمعية بون باستير‪.‬‬ ‫ومدرسة سانت كاترين باالسكندرية عام ‪ ،5811‬التي أسستها جمعية‬ ‫الفرير‪ .‬وفي عام ‪ 5811‬أيضاً أسست الجالية اليونانية مدرسة توستسا‬ ‫بشارع جامع مسجد العطارين باالسكندرية‪ .‬وفي العام نفسه أنشأت جمعية‬ ‫الفرير مدرستين‪ ،‬األولى مدرسة سانت فام بشارع الرملي‪ ،‬واألخرى مدرسة‬ ‫سان جوزيف بشارع الموسكي (‪.)1‬‬ ‫يتم خالل ُحكم محمد علي باشا‪ ،‬افتتاح‬ ‫ومما سبق نالحظ‪ ،‬أنه لم ّ‬ ‫أية مدرسة لألقباط في مصر‪ .‬وأن جميع مدارس النصارى التي افتتحت‪،‬‬ ‫كانت خاصة بالجاليات األجنبية المقيمة في مصر‪ ،‬أو كانت تابعة لبعض‬ ‫الجمعيات الدينية األوروبية‪ .‬ولكن في عهد سعيد باشا تغير الحال‪ ،‬حيث‬ ‫ظهر أبو اإلصالح البطريرك كيرلس الرابع (‪ ،)1‬الذي أنشأ أول مدرسة‬ ‫لألقباط في مصر‪ ،‬وهي مدرسة األقباط الكبرى باألزبكية بجوار البطرخانة‬ ‫عام ‪ .5811‬وكان ’’يقبل التالمذة فيها ويصرف لهم الكتب واألدوات‬ ‫يمر عليه يوم ال يتفقد فيه‬ ‫المدرسية مجاناً‪ ،‬وكان يباشر التعليم بنفسه‪ .‬فال ُّ‬ ‫(‪ - )1‬راجع‪ :‬أمني سامي ابشا ‪ -‬التعليم يف مصر ‪ -‬السابق ‪ -‬ص(‪)14‬‬ ‫(‪ - )2‬هو كريلس الرابع بطريرك األقباط األرثوذكسيني العاشر بعد املئة‪ .‬امسه داود وولد‬ ‫عام ‪ 1918‬م يف قرية الصوامعة مبديرية جرجا بصعيد مصر‪ .‬ويف شبابه قصد دير‬ ‫وترهب على يد القس أثناسيوس القلوصين‪ ،‬مث‬ ‫القديس أنطونيوس يف اجلبل الشرقي‪ّ ،‬‬ ‫أصبح رئيس الدير‪ .‬ويف عام ‪ 1981‬سافر إىل احلبشة يف مهمة دينية رمسية‪ ،‬وعندما‬ ‫عاد أصبح مطراانً على مصر عام ‪ ،1981‬ويف العام التايل أصبح بطريركاً وتلقب‬ ‫ابألنبا كريلس الرابع‪ .‬فأنشأ جمموعة كبرية من املدارس القبطية‪ ،‬وأنشأ أول مطبعة‬ ‫لألقباط يف مصر‪ ،‬وظل يقوم أبعمال إصالحية جليلة‪ ،‬حىت تلقب أبيب اإلصالح‪،‬‬ ‫حىت وفاته عام ‪ .1981‬وللمزيد‪ ،‬لنظر‪ :‬جرجي زيدان – جملة اهلالل ‪ -‬يولية ‪1981‬‬ ‫(‪)14‬‬


‫حالتها مرة أو غير مرة‪ .‬ولزيادة االعتناء بها اتخذ له محفالً فيها‪ ،‬فإذا أتى‬ ‫إليه زائر من األجانب أو غيره من ذوي المعرفة باللغات والعلوم وطرق‬ ‫التعليم‪ ،‬كلفه بزيارة المكاتب وفحص التالمذة وابداء مالحظته فيما يعود‬ ‫إلى تحسين حالتها وتسهيل طرق التعليم فيها‘‘(‪.)1‬‬ ‫وهذه المدرسة بدأت أول عهدها بمائة وخمسين تلميذاً‪ ،‬ثم قام أبو‬ ‫اإلصالح بفتح أبوابها أمام كافة المصريين دون التفريق بين عقيدتهم أو‬ ‫مذهبهم أو دياناتهم‪ .‬فنجد عدد التالميذ في هذه المدرسة عام ‪ ،5811‬بلغ‬ ‫‪ 811‬منهم ‪ 811‬من األقباط و‪ 51‬من المسلمين!! ومن الواضح أن هذه‬ ‫المدرسة‪ ،‬في عصر الخديوي إسماعيل‪ ،‬القت كل تعضيد واهتمام‪ ،‬والدليل‬ ‫على ذلك مقالة كتبها القمص فيلوثاؤس رئيس مدارس األقباط بمصر عام‬ ‫‪ ،5815‬بعنوان (المآثر السنية في توطيد الدعايم التمدنية)‪ ،‬واصفاً فيها‬ ‫االحتفال بامتحان هذه المدرسة‪ .‬ومما جاء فيها‪:‬‬ ‫’’إنه من سجايا عظمة خديوينا األكرم ومكارم جاللة عزيزنا األفخم‬ ‫وجنوح جوانحه لنجاح العلوم وانعطاف عواطفه لخير العموم‪ ،‬تعلقت إرادته‬ ‫السامية وتوجهت عنايته السنية الكافية بإرماق مدارسنا القبطية بلواحظ‬ ‫االمتنان غام اًر إياها بمناهل الجود واإلحسان‪ .‬ومما أنعم لدوام توطيدها‬ ‫واصالحها ونجاحها وتأييدها امتحان تالمذتها امتحاناً سنوياً حافالً بأشرف‬ ‫رجال حكومته مجلالً بكواكب دولته‪ .‬وعلى هذا األثر انتظم عقد االمتحان‬ ‫العلم بهذا العام في جيد الهناء والسرور واالبتسام ‪ ....‬في المدرسة الكبرى‬ ‫بدار البطريركية بعد أن التأمت داخلها تالمذتها ‪ ....‬الستقبال سعادة‬ ‫الذوات الكرام ‪ ....‬حضرة المولى األستاذ شيخ الجامع األزهر مفتي أفندي‬ ‫الديار المصرية وحضرة العالمة مفتي مجلس األحكام القطرية وحضرات‬ ‫(‪ - )1‬جرجي زيدان – السابق ‪ -‬ص(‪)181،184‬‬ ‫(‪)15‬‬


‫الذوات الكرام سعادتلو شريف باشا ناظر الداخلية وسعادتلو إسماعيل باشا‬ ‫صديق ناظر المالية وسعادتلو عبد هللا باشا رئيس مجلس شورى النواب‬ ‫وسعادتلو حافظ باشا ناظر الدائرة السنية الرفيع الجناب وسعادتلو بهجت‬ ‫باشا ناظر المدارس واألشغال الميرية وسعادتلو أحمد باشا صادق محافظ‬ ‫مصر وسعاتلو ثابت باشا وكيل الداخلية وعزتلو محمد بك سيد أحمد‬ ‫ناظر قلم عربي الداخلية وسر كاتب المجلس الخصوصي األكرم وعزتلو‬ ‫مصطفى بك وهبه سر كاتب مجلس شورى النواب األفخم وعزتلو‬ ‫إسماعيل بك الفلكي ناظر المهندسخانة والرصدخانة وعزتلو السيد بك‬ ‫صالح مأمور إدارة المدارس الميرية المصانة وعزتلو شافعي بك رئيس‬ ‫مدرسة الطب الشهير ‪ ....‬وسيادة السيد المطران وكيل البطركخانة الكلي‬ ‫كل في مكانه وأخذ افتتاح االمتحان في إبانه وكان‬ ‫االحترام‪ .‬ومذ شرف ٌ‬ ‫المترأس عليه من أجزل المولى نعمه لديه سعادة األستاذ رفاعة بك رافع‬ ‫الشائع سني صيته الذائع‪ ،‬تقدم التلميذ االبتدائي تالياً خطبة استفتاحية من‬ ‫قلم مصطفى أفندي رضوان خوجا أول فرنساوي ذي الفصاحة األلمعية‪،‬‬ ‫وكان التلميذ يوسف وهبه أفندي النجيب الذي أجاب فيما ُسئل بإيضاح‬ ‫اللفظ والمعنى المصيب‪ ،‬وتاله التلميذ يسي أفندي عبد الشهيد الغصن‬ ‫البارع المجيد‪ .‬وبعد أن استتم فحصهما في العلوم النحوية والحسابية‬ ‫والجغرافية واللغات الفرنساوية واإلنكليزية والقبطية وشرحا الصدور بما‬ ‫أحسنا من اإلجابات بادرت الداعي وتلوت خطبة تشكرية ‪ ....‬وفي الجلسة‬ ‫الثانية من االمتحان بوشر فحص أوائل الغلمان مبتدئاً بالتلميذ البارع قليني‬ ‫يوسف عبد الشهيد وحنين عبد الملك الغصن المجيد وتاله أحمد مصطفى‬ ‫والتلميذ إسكندر قزمان غصن النجابة الفريد‪ .‬وفي تلك الجلسة تليت خطبة‬ ‫من قلم برسوم أفندي إبراهيم نجل المدرسة ومعلم نحو وفرنساوي اآلن‬ ‫بالصغرى والكبرى القبطي القويم حتى ختم ذلك اليوم بما شرح صدور‬ ‫(‪)16‬‬


‫القوم وتاله اليوم الثاني مبتدئاً فيه بخطبة من قلم تادرس أفندي إبراهيم‬ ‫غصن المدرسة الزاهر المشهور في الترجمة الفرنساوية واإلنكليزية البارع‬ ‫الماهر وهكذا اليوم الذي بعده واالمتحان ٍ‬ ‫جار على همته وجده إلى أن‬ ‫ُفحص جميع التالميذ‘‘(‪.)1‬‬ ‫ويؤخذ من هذا الوصف عدة مالحظات‪ ،‬منها‪ :‬أوالً‪ ،‬أن مدرسة‬ ‫األقباط كانت مدرسة ُمعترف بها من قبل و ازرة المعارف‪ ،‬وتدخل ضمن‬ ‫نطاقها‪ ،‬حتى ولو كانت ُمعانة من قبل طائفة األقباط‪ ،‬بدليل إشراف رفاعة‬ ‫رافع الطهطاوي على امتحانها‪ .‬ثانياً‪ ،‬كان االهتمام بها من قبل الخديوي‬ ‫والحكومة‪ ،‬ال يقل عن االهتمام بأية مدرسة أخرى‪ ،‬بدليل هذا الكم الهائل‬ ‫من المسئولين‪ ،‬ممن حضروا هذا االمتحان من الوزراء ووجهاء الحكومة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ ،‬حضور شيخ األزهر‪ ،‬مما يعكس مدى التسامح الديني الذي كان‬ ‫منتش اًر في هذا الوقت‪ .‬رابعاً‪ ،‬التعرف على المواد العلمية التي كانت تُدرس‬ ‫في هذه المدرسة‪ ،‬وهي النحو والحساب والجغرافيا واللغات الفرنسية‬ ‫واإلنجليزية والقبطية‪ .‬خامساً‪ ،‬وجود مسلمين ضمن تالميذ وأساتذة هذه‬ ‫المدرسة‪ ،‬مثل الطالب أحمد مصطفى‪ ،‬واألستاذ مصطفى رضوان‪ .‬سادساً‪،‬‬ ‫وجود مدرستين قبطيتين في هذا الوقت‪ ،‬كبرى وصغرى‪ .‬فالكبرى هي‬ ‫مدرسة األقباط باألزبكية‪ ،‬أما الصغرى فهي مدرسة األقباط بحارة‬ ‫السقايين‪ ،‬كما سنرى‪.‬‬ ‫تم افتتاحها عام‬ ‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬إن هناك مدرسة قبطية ثالثة‪ّ ،‬‬ ‫‪ ،5811‬وهي مدرسة المحاسبة القبطية‪ .‬وهي مدرسة خاصة داخلية كان‬ ‫ناظرها المسيو ليونار الذي كان ناظ اًر أيضاً على مدرسة السواري‬ ‫بالعباسية‪ .‬وهذه المدرسة‪ ،‬كانت تنفق عليها وزارة المالية‪ ،‬ولم تكن معانة‬ ‫(‪ - )1‬جملة اجلنان ‪ -‬اجمللد الثاين عام ‪ - 1981‬ص(‪)181-199‬‬ ‫(‪)17‬‬


‫من قبل األقباط‪ .‬وهذه المدارس جميعاً كانت خاصة بالبنين‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫لمدارس البنات‪ ،‬فمن المعروف أن أول مدرسة بنات للمسلمين‪ ،‬كانت‬ ‫مدرسة السيوفية‪ ،‬التي ُعرفت فيما بعد بالسنية‪ .‬وقد افتتحت عام ‪،5818‬‬ ‫وكان بها ‪ 881‬طالبة‪ ،‬وهي مدرسة ابتدائية لتعليم األشغال اليدوية‪،‬‬ ‫وكانت برعاية حرم الخديوي وعلى نفقتها الخاصة‪ .‬أما ناظرتها فكانت‬ ‫السيدة روزة‪ ،‬ومديرها كان حسن صالح‪ .‬ومن المالحظ أن طائفة األقباط‬ ‫كانت السباقة إلى افتتاح مدرسة للبنات قبل ذلك‪ ،‬حيث افتتحت أول‬ ‫مدرسة قبطية للبنات بصفة عامة‪ ،‬في أسيوط عام ‪ ،5818‬وكانت‬ ‫مصاريفها على األوقاف القبطية (‪.)1‬‬ ‫وأمام هذا االنتشار للمدارس القبطية في مصر‪ ،‬استطاع كيرلس‬ ‫الرابع أن يستأذن سعيد باشا‪ ،‬بالتحاق خريجي المدارس القبطية بالمدارس‬ ‫األميرية العليا كمدرسة الطب وغيرها‪ ،‬فكان له ذلك‪ .‬وفي عام ‪5811‬‬ ‫تبرع الخديوي إسماعيل باشا بمائة وخمسين فداناً من جفلك الوادي (‪)1‬‬ ‫كوقف للمدارس القبطية‪ ،‬باإلضافة إلى مائتين من الجنيهات سنوياً‪ .‬فخرج‬ ‫من هذه المدارس مجموعة كبيرة من المتعلمين‪ ،‬الذين عملوا في مصلحة‬ ‫السكك الحديدية والبنوك‪ ،‬سواء كانوا من األقباط أو من المسلمين‪ ،‬الذين‬ ‫وصلوا إلى أعلى المناصب السياسية‪ ،‬أمثال‪ :‬بطرس غالي وقليني فهمي‬

‫(‪ - )1‬راجع‪ :‬أمني سامي ابشا ‪ -‬السابق ‪ -‬ص(‪)18،19،14‬‬ ‫(‪ - )2‬كلمة (جفلك) تعين املزرعة النموذجية املرتامية األطراف‪ .‬وهي يف األصل كلمة‬ ‫تركية تعين املزرعة املزودة مبحراث جيره ثوران‪ .‬وقد بدأ حممد علي ابشا إبنشاء اجلفالك‬ ‫عام ‪ ،1919‬وتوزيعها على أوالده وأحفاده وأسرته‪ ،‬حىت يتنصل من شروط معاهدة‬ ‫تنص على إلغاء‬ ‫(أُنكيار سكلسي) اليت ُعقدت بني إجنلرتا والدولة العثمانية‪ ،‬واليت ّ‬ ‫االحتكار يف الدولة العثمانية‪.‬‬ ‫(‪)18‬‬


‫وكامل عوض سعد هللا وعبد الخالق ثروت وحسين رشدي ومحمود عبد‬ ‫الرازق (‪.)1‬‬ ‫مدرسة حارة السقايني‬

‫حارة السقايين المتفرعة من شارع الشيخ ريحان بمنطقة عابدين‬ ‫بالقاهرة‪ ،‬إحدى أشهر الحارات المصرية‪ ،‬كحارة النصارى وحارة اليهود‪،‬‬ ‫والتي مازالت موجودة حتى اآلن‪ ،‬مع احتفاظها باالسم نفسه دون أي‬ ‫تغيير أو تبديل! فقد ذكرها السخاوي في كتابه (الضوء الالمع)‪ ،‬وذكرها‬ ‫الجبرتي في كتابه (عجائب اآلثار) باسم حارة السقايين‪ .‬أما ابن الجوزي‬ ‫فقد ذكرها باسم (درب السقايين) في كتابه (المنتظم) عند الحديث عن‬ ‫أحداث عام ‪ 111‬هجرية‪ ،‬وقال إنها قريبة من سوق السالح (‪!!)1‬‬ ‫وكان يقطن هذه الحارة قديماً عمال امتهنوا مهنة بيع الماء (السقا)‪.‬‬ ‫ولعل موقعها قديماً أيام فيضان النيل‪ ،‬كان مناسباً لهذه المهنة‪ ،‬حيث‬ ‫يتجمع ماء الفيضان ويثبت ُقرب الحارة على هيئة بركة‪ ،‬وبالتالي يترسب‬ ‫ويتخلص من شوائبه بصورة طبيعية‪ ،‬مما يسهل على السقائين تعبئة قربهم‬ ‫الجلدية‪ ،‬وبالتالي توزيع الماء على بيوت األهالي‪ .‬وفي ذلك يقول المقريزي‬ ‫في كتابه (المواعظ واالعتبار)‪’’ :‬وكان جهة القاهرة القبلية من ظاهرها‬ ‫ليس فيها سوى بركة الفيل وبركة قارون‪ ،‬وهي فضاء َيرى من خرج من‬ ‫باب زويلة عن يمينه الخليج وموردة السقائين‪ ،‬وكانت تجاه باب‬ ‫(‪ - )1‬انظر‪ :‬جرجي زيدان ‪ -‬السابق ‪ -‬ص(‪ ،)188‬أمني سامي ابشا ‪ -‬السابق ‪-‬‬ ‫ص(‪ ،)11‬طارق البشري ‪ -‬السابق ‪ -‬ص(‪)19‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الوراق بشبكة املعلومات (اإلنرتنت)‪ ،‬بعد‬ ‫( ) ‪ -‬انظر هذه الكتب وأقواهلا يف موقع ّ‬ ‫البحث عن عبارة (حارة السقايني) أو (درب السقايني) يف كتب املوقع‪.‬‬ ‫(‪)19‬‬


‫الفتوح‘‘(‪ .)1‬ومن الجدير بالذكر إن المثل الشعبي (يبيع الماء في حارة‬ ‫السقايين)‪ ،‬كان من األسباب المهمة لشهرة هذه الحارة‪ ،‬وبقاء اسمها حتى‬ ‫اآلن‪.‬‬

‫عمل السقا يف القرن التاسع عشر‬ ‫(‪ - )1‬انظر الكتاب يف موقع الوراق ‪ -‬ص(‪)881‬‬ ‫(‪)21‬‬


‫ومن الجائز أن أغلب من امتهنوا مهنة السقا‪ ،‬كانوا من األقباط‪،‬‬ ‫ألن هذه الحارة في منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬كانت تجمعاً لطائفة‬ ‫األقباط‪ .‬وعندما قام أبو اإلصالح كيرلس الرابع بإنشاء مدرسة األقباط‬ ‫الكبرى باألزبكية‪ ،‬الحظ أن مجموعة كبيرة من طالبها‪ ،‬يأتون من مناطق‬ ‫بعيدة‪ ،‬خصوصاً أقباط حارة السقايين‪ ،‬فأشفق عليهم ’’فأنشأ مدرسة‬ ‫وكنيسة هناك‪ ،‬ولم يكن بها من قبل كنيسة‪ ،‬وناط المرحوم حنا أفندي‬ ‫القسيس بمالحظتها وتقديم ما يلزم لها من المعدات واألدوات‪ ،‬وكان حنا‬ ‫أفندي هذا من أفاضل القوم الغيورين‪ ،‬ولم يكتف جناب البطريرك بذلك بل‬ ‫كان يزورها ويفحص حالتها مرة في كل أسبوعين على األقل‪ ،‬فضالً عن‬ ‫تكليفه معلمها األول بتعريفه عن حالتها وكيفية سيرها أول بأول‘‘(‪.)1‬‬ ‫تم إنشاء مدرسة‬ ‫تم افتتاح كنيسة األقباط بحارة السقايين أوالً‪ ،‬ثم ّ‬ ‫وقد ّ‬ ‫األقباط الصغرى بعد ذلك بقليل‪ ،‬وتحديداً في عام ‪ ،5811‬لتكون نموذجاً‬ ‫ُمصغ اًر من مدرسة األقباط الكبرى باألزبكية‪ ،‬مطابقة لها في ُنظم التدريس‪.‬‬ ‫وكان بعض المدرسين يتناوبون التدريس في المدرستين‪ ،‬كما الحظنا في‬ ‫مقالة وصف االمتحان السابقة‪ .‬وفي عام ‪ 5811‬كان عدد التالميذ‬ ‫بمدرسة حارة السقايين ‪ 11‬تلميذاً‪ ،‬األكثرية من األقباط واألقلية من‬ ‫المسلمين (‪’’ .)1‬وقد تتلمذ في هذه المدرسة بطرس باشا غالي رئيس‬ ‫النظار ثماني سنوات‪ ،‬وعندما تخرج عمل بها أستاذاً براتب قدره ‪111‬‬ ‫قرشاً‪ ،‬وكان ناظر المدرسة وقتها يعقوب بك نخلة روفيلة‘‘(‪.)1‬‬ ‫(‪ - )1‬جرجي زيدان ‪ -‬السابق ‪ -‬ص(‪)184‬‬ ‫(‪ - )2‬قال طارق البشري (يف كتابه السابق‪ ،‬ص‪’’ :)18‬ويف عام ‪ 1988‬بلغ عدد‬ ‫تالميذ مدرسة األزبكية ‪ 188‬منهم ‪ 111‬قبطي و‪ 18‬مسلماً‪ .‬وكان مبدرسة حارة‬ ‫السقايني ‪ 84‬تلميذاً منهم مسلمان‘‘‬ ‫(‪ - )3‬فرج سليمان فؤاد ‪ -‬الكنز الثمني لعظماء املصريني ‪ -‬ص(‪)84‬‬ ‫(‪)21‬‬


‫ومن العجيب أن كنيسة األقباط بحارة السقايين‪ ،‬مازالت موجودة‬ ‫حتى اآلن في موضعها‪ ،‬الذي بناها فيه أبو اإلصالح كيرلس الرابع‪ ،‬وهي‬ ‫كنيسة المالك غبريال‪ ،‬التي مازالت تؤدي دورها الديني! والعجب العجاب‬ ‫أن مدرسة األقباط مازالت موجودة وشامخة بجوار هذه الكنيسة بحارة‬ ‫السقايين أيضاً‪ ،‬منذ أن ُبنيت عام ‪ !!5811‬ولكن بكل أسف موجودة‬ ‫كأطالل ال حياة فيها‪ ،‬حيث توقفت عن رسالتها التعليمية منذ سنوات‬ ‫قليلة‪ ،‬حيث تم إغالقها كمدرسة تعليمية قبطية‪ ،‬وتفرق طالبها على بقية‬ ‫مدارس إدارة عابدين التعليمية‪ ،‬منذ عام ‪ 5118‬فقط!!‬ ‫ففي صباح يوم الثالثاء الموافق ‪ ،1111/8/51‬ذهبت إلى حارة‬ ‫السقايين المتفرعة من شارع الشيخ ريحان بعابدين بالقاهرة‪ ،‬وهي حارة‬ ‫ضيقة نوعاً ما‪ ،‬رغم امتدادها المتعرج الطويل‪ ،‬فوجدت بها كنيسة المالك‬ ‫غبريال‪ ،‬وهي الكنيسة الوحيدة الموجودة في الحارة‪ ،‬وبابها الحديدي القديم‬ ‫تم تجديدها عام ‪ .5881‬وعندما دخلتها وجدت‬ ‫ُكتب في أعاله إن الكنيسة ّ‬ ‫ساحة صغيرة فارغة‪ ،‬على يسارها مبنى الكنيسة األساسي‪ ،‬وهو مبنى أثري‬ ‫قديم‪ ،‬رغم بعض التجديدات التي شوهت جماله التراثي القديم من الخارج‪.‬‬ ‫وعلى يمين الساحة مبنى من طابقين‪ ،‬وهو مبنى المدرسة القبطية التي‬ ‫أغلقت منذ ست سنوات‪ .‬وطابقها األول أو األرضي ُمستغل اآلن‬ ‫ومنعت من‬ ‫كحضانة‪ ،‬أما طابقها الثاني أو العلوي فمهجور ومغلق‪ُ ،‬‬ ‫صعوده أو رؤية ما بداخله‪ ،‬من قبل العاملين بحراسة الكنيسة‪ ،‬الذين‬ ‫وتم هدم الطابق‬ ‫أخبروني بأن المدرسة كانت متكونة من ثالثة طوابق‪ّ ،‬‬ ‫الثالث منذ مدة ليست بالطويلة‪ .‬كما وجدت في الساحة‪ ،‬صورتين كبيرتين‬ ‫تم تعليقهما على الجدار الخارجي للطابق األرضي من‬ ‫زيتيتين مرسومتين‪ّ ،‬‬ ‫المدرسة‪ .‬األولى لقداسة البابا كيرلس الرابع‪ ،‬ومكتوب أسفلها‪ :‬البطريرك‬ ‫رقم ‪ 551‬وتاريخ تقليده للبطريركية من ‪ 5818/1/51‬إلى ‪،5815/5/81‬‬ ‫(‪)22‬‬


‫واألخرى لقداسة البابا كيرلس الخامس‪ ،‬ومكتوب أسفلها أيضاً البطريرك‬ ‫رقم ‪ 551‬وتاريخ تقلده للبطريركية من ‪ 5811/55/5‬إلى ‪.5111/8/1‬‬ ‫وشعرت بفرح شديد عندما علمت أن مدرسة األقباط بحارة السقايين‪،‬‬ ‫التي عمل بها تادرس وهبي مدرساً فناظ اًر لها‪ ،‬كانت تؤدي رسالتها‬ ‫التعليمية حتى عام ‪ .5118‬فهذا يعني أن إدارة عابدين التعليمة التي‬ ‫كانت المدرسة تابعة لها‪ ،‬تعلم عن المدرسة شيئاً أو عن تاريخها أو أو ‪..‬‬ ‫إلخ‪ .‬فذهبت في اليوم نفسه إلى المسئولين في إدارة عابدين‪ ،‬ويا ليتني ما‬ ‫فعلت!! فعندما كنت أسأل أحدهم عن هذه المدرسة‪ ،‬التي أُغلقت منذ ست‬ ‫سنوات‪ ،‬كان يقول (ياه من ست سنين وجاي تسأل عنها دلوقتي)!! فيا‬ ‫تُرى ماذا سيكون رده لو علم أنني أبحث عنها من أجل أستاذ وناظر‪ ،‬كان‬ ‫يعمل فيها منذ مائة وعشرين سنة!!‬ ‫وبعد مشقة كبيرة‪ ،‬أخبرني أحد الموظفين بأن أذهب إلى إدارة‬ ‫المباني باإلدارة التعليمية‪ ،‬لعلني أجد إجابة عن هذه المدرسة‪ .‬فذهبت ولم‬ ‫أجد من يستمع لي!! فقال آخر اذهب إلى إدارة كذا‪ ،‬فذهبت ولم أجد غير‬ ‫الضحك والسخرية‪ ،‬عندما أبنت أنني أبحث عن ناظر لهذه المدرسة كان‬ ‫يعمل منذ أكثر من قرن مضى‪ ،‬فرد علي أحد الموظفين‪( :‬طيب اسأل‬ ‫ّ‬ ‫عنه مش يمكن يكون لسه عايش) ‪ ..‬إلخ التعليقات المحبطة!! حتى‬ ‫الحظت إحدى الموظفات‪ ،‬واسمها يدل على إنها نصرانية‪ ،‬قالت لي اذهب‬ ‫إلى البطرخانة بالعباسية‪ ،‬ألن هذه المدرسة كانت ُمعانة من قبل األقباط‪،‬‬ ‫فاستحسنت رأيها‪ ،‬الذي أثلج صدري بعد يأس كبير‪.‬‬ ‫وفي اليوم التالي ذهبت إلى البطرخانة بالعباسية‪ .‬والحق ُيقال‪ ،‬فقد‬ ‫تم استقبالي على أحسن وجه ممكن أن ُيقابل به أي مواطن من قبل‬ ‫ّ‬ ‫الموظفين!! وقابلت شخصين يعمالن في سكرتارية ديوان البطرخانة‪،‬‬ ‫وشرحت لهما الموقف كله‪ ،‬وأنا في حرج شديد باعتباري أحد المسلمين‪،‬‬ ‫(‪)23‬‬


‫يريد أن يكتب عن أحد النصارى!! والحقيقة أن استقبالهما وحوارهما معي‬ ‫زال هذا الحرج‪ ،‬وشعرت للمرة األولى بمعنى التسامح الديني بين المسلمين‬ ‫والنصارى بصورة عملية!! وعندما علما بموضوعي‪ ،‬راح كل فرد منهما‬ ‫يبحث في أوراقه وملفاته عن خيط‪ ،‬يؤدي بنا إلى معرفة المزيد عن تادرس‬ ‫تم البحث في‬ ‫وهبي‪ ،‬ولكن بكل أسف دون جدوى!! فعلى سبيل المثال‪ّ ،‬‬ ‫كشف المقابر القبطية في مصر‪ ،‬لعلنا نجد مقبرة باسمه‪ ،‬ومن خاللها نعلم‬ ‫من هم ورثته أو أوالده‪ ،‬ولكننا فشلنا في هذا‪ .‬وذهب أحدهما إلى رئيس‬ ‫الديوان لعله يعلم شيئاً عن هذا الرجل‪ ،‬دون جدوى أيضاً‪ .‬وفي النهاية أخذ‬ ‫الموظفان عنواني و ُ‬ ‫طرق االتصال الخاصة بي‪ ،‬لعلهما يجدا شيئاً مفيداً‬ ‫قريباً‪ ،‬فيسارعا بإخباري به‪ .‬ولكن لألسف حتى كتابة هذه السطور‪ ،‬لم‬ ‫يصلني أي شيء منهما!!‬ ‫هذه هي قصتي مع مدرسة األقباط بحارة السقايين‪ ،‬أردت ذكرها‬ ‫بصورة تفصيلية‪ ،‬ليشعر القاريء بقيمة وأهمية التاريخ الذي يضيع بين‬ ‫أيدينا‪ ،‬وليشعر أيضاً مدى المعاناة التي يتكبدها الباحث وراء المعلومة‪.‬‬ ‫فكنت أتمنى أن أجد كل شيء عن هذه المدرسة‪ ،‬حتى تكون خلفية لدور‬ ‫تاردس وهبي‪ ،‬الذي عمل أستاذاً وناظ اًر لها منذ مائة وعشرين سنة‪ ،‬ذلك‬ ‫الدور الكبير‪ ،‬الذي سنحاول التعرف عليه من خالل مؤلفاته‪.‬‬

‫مؤلفاته‬

‫أجمعت بعض المراجع التي كتبت عن تادرس وهبي‪ ،‬بصورة‬ ‫مقتضبة جداً‪ ،‬أن مؤلفاته تتمثل في الكتب اآلتية‪ :‬األثر الجليل في رثاء‬ ‫إسماعيل‪ ،‬األثر النفيس في تاريخ بطرس األكبر ومحاكمة ألكسيس‪ ،‬بهجة‬ ‫النفوس في سيرة أرتيينيئوس‪ ،‬تاريخ مصر مع فلسفة التاريخ‪ ،‬التحفة‬ ‫الوهبية في اللغة الفرنسية‪ ،‬الخالصة الذهبية في اللغة العربية‪ ،‬الدر الثمين‬ ‫في تاريخ المرشال طورين‪ ،‬الدروس االبتدائية في اللغة القبطية‪ ،‬ديوان‬ ‫(‪)24‬‬


‫شعره وخطبه‪ ،‬رسالة االختراعات الحديثة‪ ،‬رواية تليماك‪ ،‬العقد األنفس في‬ ‫ملخص التاريخ المقدس‪ ،‬عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق‪ ،‬كتاب‬ ‫في فنون األدب‪ ،‬مرآة الظرف في فن الصرف (‪.)1‬‬ ‫وعلى الرغم من كثرة هذه المؤلفات‪ ،‬إال أن هناك مؤلفات أخرى لم‬ ‫تذكرها هذه المراجع‪ ،‬مثل كتاب (ترجمة األمير الجليل المرحوم عريان بيك‬ ‫أفندي)‪ .‬ومهما يكن من األمر‪ ،‬فأغلب هذه المؤلفات مفقود‪ ،‬وال وجود له‬ ‫على اإلطالق!! فقد أصبحت معظم هذه المؤلفات‪ ،‬مجرد أسماء محفوظة‬ ‫في بعض المراجع!! وال نعلم فحواها وال تفاصيل صفحاتها العتيقة!! والبقية‬ ‫الباقية من أسماء هذه المؤلفات‪ ،‬والتي مازالت محفوظة بفهارس بدار‬ ‫الكتب المصرية‪ ،‬ما هي إال مجرد بطاقات تحمل أسماء هذه الكتب‪ ،‬وغير‬ ‫مسموح بتصويرها‪ ،‬رغم وجودها الفعلي‪ ،‬بسبب قدمها وتآكلها‪ ،‬وعدم‬ ‫صالحيتها للتصوير!!‬ ‫وأمام هذا األمر‪ ،‬بذلت جهداً كبي اًر بمساعدة الدكتور سامح مهران‬ ‫رئيس المركز‪ ،‬واألستاذ رضا فريد يعقوب مدير إدارة التراث بالمركز‪،‬‬ ‫ومساعدته األستاذة رانيا عبد الرحمن‪ ،‬للحصول على إذن كتابي بتصوير‬ ‫بعض مؤلفات تادرس وهبي‪ ،‬بكامي ار خاصة‪ ،‬بعد مكاتبات ومراسالت‬ ‫رسمية كثيرة!! وبسبب هذا العناء‪ ،‬ولثقتي الكبيرة في استحالة تكرار هذه‬ ‫المحاولة من قبل الباحثين في المستقبل‪ ،‬سأصف هذه المؤلفات مرتبة‬ ‫حسب تاريخ نشرها‪ .‬مع ذكر أغلب مقدماتها ومدائحها وتقاريظها الواردة‬ ‫فيها‪ ،‬ما عدا وصف مسرحية (يوسف الصديق)‪ ،‬الذي سيحتل الصفحات‬ ‫األخيرة من هذه الدراسة‪.‬‬ ‫(‪ - )1‬انظر‪ :‬خري الدين الزركلي – السابق ‪ -‬ص(‪ ،)91‬زكي حممد جماهد – السابق ‪-‬‬ ‫ص(‪ ،)981‬جاك اتجر – حركة الرتمجة مبصر خالل القرن التاسع عشر – دار‬ ‫املعارف – ‪ - 1848‬ص(‪ ،)111‬حممد سيد كيالين – السابق ‪ -‬ص(‪)88‬‬ ‫(‪)25‬‬


‫كتاب يف النحو‬ ‫ألف تادرس أفندي وهبي‪ ،‬عندما كان مدرساً للغتين العربية‬ ‫والفرنسية بمدرسة حارة السقايين‪ ،‬كتاباً مدرسياً‪ ،‬أطلق عليه اسم (الخالصة‬ ‫الذهبية في اللغة العربية) ونشره في يونية عام ‪ ،5811‬ولعله أول كتاب‬ ‫يؤلفه‪ .‬وقد كتب إبراهيم عبد الغفار تصدي اًر لهذا الكتاب‪ ،‬قال فيه‪:‬‬

‫’’بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد لواهب العطية‪ ،‬والصالة والسالم‬ ‫على خير البرية‪ .‬أما بعد‪ ،‬فاإلنصاف نصف الدين‪ ،‬والتعسف من شأن‬ ‫المتعنتين‪ ،‬وأداء الشهادة أمر واجب ولو مع اختالف الدين‪ .‬فمنح الشهادة‬ ‫الخالصة لكل ذي فضيلة عملية أو أدبية من شيم أرباب األخالق‬ ‫المرضية‪ .‬ولذا سوغ لي الميل إلى الرجوع إلى الحق في الجملة‪ ،‬بقطع‬ ‫ُ‬ ‫النظر عن االختالف في الجنس والملة‪ ،‬أن أهنيء الشاب النجيب البارع‬ ‫األديب‪ ،‬اآلخذ من االجتهاد العلمي بنصيب‪ ،‬حتى انتظم في سلك معلمي‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬وصار ذا فكر مصيب وسير جميل عن مهارته ُينبي جناب‬ ‫تادرس أفندي وهبي معلم اللغتين الفرنساوية والعربية بإحدى مدارس‬ ‫األقباط المصرية‪ .‬بأنه قد أجاد في تأليف هذه الرسالة‪ ،‬بفكرته الذكية‬ ‫السيالة‪ ،‬حيث أبرز فيها كثي اًر من قواعد النحو‪ ،‬على صورة السؤال‬ ‫والجواب‪ ،‬غير حائد عن طريق الصواب‪ .‬فهي رسالة مختصرة مفيدة‪ ،‬ذات‬ ‫فوائد ابتدائية عديدة‪ ،‬نافعة لكل طالب‪ ،‬بغية لكل راغب‪ ،‬فناهيك به باذالً‬ ‫لنفسه‪ ،‬لنفع أبناء جنسه‪ .‬وحيث أن هذه منفعة قدمها بيديه‪ ،‬فال بأس‬ ‫بإدخال السرور عليه‪ ،‬فهو ممدوح على هذه الفعلة‪ ،‬وال يذمه إال ذو غفلة‪.‬‬ ‫والحمد هلل في البدء والختام‪ ،‬والصالح والسالم‪ ،‬على أشرف األنام‪ ،‬محمد‬ ‫وآله وصحبه الكرام‪ ،‬ما طلعت ذكاء‪ ،‬ودرجت الظباء‪ .‬قاله بلسانه وكتبه‬ ‫ببيانه‪ ،‬راجي غفر األوزار‪ ،‬إبراهيم عبد الغفار‘‘‪.‬‬

‫(‪)26‬‬


‫ومما ُيالحظ على هذا التصدير‪ ،‬شيوع السجع والصنعة اللفظية في‬ ‫أسلوب كتابته‪ ،‬وهو أسلوب شائع في كتابات القرن التاسع عشر‪ .‬كما أن‬ ‫كاتبه من المسلمين‪ ،‬ولعله أحد المشاهير المغمورين‪ .‬ومن المحتمل أنه‬ ‫كان مدرساً للعلوم العربية‪ ،‬بدليل كتابته لتصدير خاص بكتاب في علم‬ ‫النحو‪ .‬ومن أهم ما جاء في هذا التصدير أسلوب التسامح الديني الذي‬ ‫أكد على أن شهادته بنبوغ ومهارة المؤلف‪ ،‬شهادة‬ ‫أوضحه الكاتب‪ ،‬حين ّ‬ ‫حق وانصاف رغم اختالف الملة والدين‪.‬‬ ‫أما تادرس وهبي‪ ،‬فقد كتب مقدمة لكتابه هذا‪ ،‬قال فيها‪’’ :‬بسم هللا‬ ‫الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد هلل الفاعل المختار‪ ،‬الذي بيده الرفع والخفض‪ ،‬وهو‬ ‫العزيز القهار‪ .‬أحمده حمداً يعرب عن صدق حب‪ ،‬سلم جمعه من‬ ‫التكسير‪ ،‬وأشكره شك اًر تحرك عوامله ما سكن في صميم الضمير‪ .‬وأصلي‬ ‫وأسلم على خيار األنبياء والمرسلين‪ ،‬الذين خفضوا جناحهم لمن أتبعهم‬ ‫من المؤمنين‪ .‬أما بعد‪ ،‬فإنه لشمول العدالة الخديوية كل حاضر وباد‪،‬‬ ‫وانتشار فضائلها على كافة العباد‪ .‬واشراق الديار المصرية بأنوار العلوم‬ ‫والمعارف‪ ،‬وتعزيزها بالمنافع واللطائف‪ .‬ففضائلها الظاهرة ال تنكر‪،‬‬ ‫أجل من أن تذكر‪ .‬ولكوني ممن غمرته هذه المراحم‪،‬‬ ‫وفواضلها الزاهرة ّ‬ ‫وشملته تلك المكارم‪ ،‬أحببت أن أقدم خدامة ألبناء وطني المصريين‪،‬‬ ‫والسيما األمة القبطية‪ ،‬اآلخذة بالعناية الخديوية‪ ،‬في أسباب التمدين‪.‬‬ ‫فوضعت هذه النبذة اللطيفة‪ ،‬والنخبة المختصرة المنيفة‪ ،‬وجعلتها عن‬ ‫طريق السؤال والجواب‪ ،‬لتسهيل تناولها على الطالب‪ ،‬متجنباً فيها‬ ‫التقصير المخل‪ ،‬والتطويل الممل‪ ،‬مع فوائد جمة‪ ،‬وزوائد مهمة‪ .‬فجاءت‬ ‫بحمد هللا في فن النحو واسطة عقده‪ ،‬وخالصة نقده‪ ،‬وسميتها الخالصة‬ ‫الذهبية في اللغة العربية‪ .‬وهذا أوان الشروع في المقصود‪ ،‬بعون الملك‬ ‫المعبود‪ .‬فأقول وعلى هللا القبول‘‘‪.‬‬ ‫(‪)27‬‬


‫ومما ُيالحظ على هذه المقدمة ‪ -‬بخالف إشادة تادرس وهبي‬ ‫باهتمام الخديوي إسماعيل بالمدارس القبطية‪ ،‬وانعامه عليها ورعايته لها‬ ‫في هذا الوقت ‪ -‬شيوع األسلوب اإلسالمي فيها! فكفى بتاردس وهبي أن‬ ‫الحسنى (العزيز القهار)‪ .‬كما‬ ‫بدأ خطبته بالبسملة‪ ،‬ثم استخدم أسماء هللا ُ‬ ‫أن قوله (وأصلي وأسلم على خيار األنبياء والمرسلين)‪ ،‬قول ال ينطبق إال‬ ‫على محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬على الرغم من عدم ذكر اسمه صراحة‪.‬‬ ‫هذا باإلضافة إلى استخدامه معاني بعض اآليات القرآنية‪ ،‬عندما قال‬ ‫(الذي بيده الرفع والخفض)‪ .‬وهذا القول مأخوذ من معاني آيات قرآنية‬ ‫كثيرة‪ ،‬منها على سبيل المثال‪:‬‬

‫َه ْم َيْق ِس ُمو َن‬ ‫قوله تعالى في اآلية رقم ‪ 81‬من سورة (الزخرف)‪’’ :‬أ ُ‬ ‫ض ُه ْم َف ْو َق‬ ‫يشتَ ُه ْم ِفي اْل َح َي ِاة ُّ‬ ‫َر ْح َم َة َرِّب َك َن ْح ُن َق َس ْم َنا َب ْي َن ُهم َّم ِع َ‬ ‫الد ْن َيا َوَرَف ْع َنا َب ْع َ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫َب ْع ٍ‬ ‫ض ُهم َب ْعضاً ُس ْخ ِرّياً َوَر ْح َم ُت َرِّب َك َخ ْيٌر ِّم َّما‬ ‫ض َد َر َجات ل َيتَّخ َذ َب ْع ُ‬ ‫يجمعون‘‘‪ .‬وكذلك اآلية رقم ‪ 55‬من سورة (المجادلة)‪’’ :‬يا أَي َّ ِ‬ ‫ين‬ ‫َ ْ َُ َ‬ ‫ُّها الذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‬ ‫يل َل ُك ْم تَ​َف َّس ُحوا في اْل َم َجالس َفا ْف َس ُحوا َيْف َس ِح َّ‬ ‫َّللاُ َل ُك ْم َواِ َذا ق َ‬ ‫آمُنوا إ َذا ق َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫نكم و َّالِذين أُوتُوا اْل ِعْلم درج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّللا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫آم‬ ‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫َّللا‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫انش‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫انش‬ ‫ات َو َُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫ُ ُ َ ُ ُ َْ َ ُ‬ ‫ِب َما تَ ْع َمُلو َن َخِب ٌير‘‘‪ ،‬وأخي اًر اآلية رقم ‪ 511‬من سورة (األنعام)‪َ ’’ :‬و ُه َو‬ ‫َّ ِ‬ ‫ض درج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ف األ َْر ِ‬ ‫ات ّلِ َيْبُل َوُك ْم ِفي‬ ‫ض َوَرَف َع َب ْع َ‬ ‫الذي َج َعَل ُك ْم َخالَئ َ‬ ‫ض ُك ْم َف ْو َق َب ْع ٍ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّك س ِريع اْل ِعَق ِ‬ ‫ما آتَ ُ ِ‬ ‫يم‘‘‪.‬‬ ‫اب َوِاَّن ُه َل َغُف ٌ‬ ‫اك ْم إ َّن َرب َ َ ُ‬ ‫ور َّرح ٌ‬ ‫َ‬ ‫وبعد االنتهاء من المقدمة‪ ،‬يجد القاريء فصول الكتاب وموضوعاته‬ ‫النحوية المختلفة‪ ،‬والتي عرضها المؤلف عن طريق السؤال والجواب‪ .‬ومن‬ ‫هذه األسئلة على سبيل المثال‪ :‬س‪ :‬ما حد علم النحو‪ ،‬ج‪ :‬حده أنه علم‬ ‫بأصول تعرف بها أحوال أواخر الكلم إعراباً وبناء‪ .‬س‪ :‬إلى كم قسم تنقسم‬ ‫الكلمة‪ ،‬ج‪ :‬إلى ثالثة أقسام اسم وفعل وحرف‪ .‬س‪ :‬إلى كم قسم ينقسم‬ ‫المبني‪ ،‬ج‪ :‬إلى أربعة أقسام مبني على الكسر ومبني على الفتح ومبني‬ ‫(‪)28‬‬


‫على الضم ومبني على السكون ‪ ..‬وهكذا حتى ينتهي الكتاب‪ .‬وهذا‬ ‫األسلوب ُيعتبر أسلوباً جديداً في الكتابات النحوية الحديثة‪ ،‬ويعتبر تادرس‬ ‫وهبي ثالث من شرحوا النحو لطالب المدارس‪ ،‬بأسلوب السؤال والجواب‪،‬‬ ‫في العصر الحديث (‪.)1‬‬ ‫ترمجة عريان بك‬

‫في منتصف عام ‪ ،5888‬نشر تادرس وهبي ‪ -‬عندما كان ناظ اًر‬ ‫لمدرسة حارة السقايين القبطية ‪ -‬كتيباً صغي اًر من اثنتى عشرة صفحة من‬ ‫القطع الكبير‪ ،‬بعنوان (ترجمة األمير الجليل المرحوم عريان بيك أفندي)‪.‬‬ ‫وذلك في المطبعة الكبرى العامرة ببوالق مصر القاهرة‪ ،‬كما جاء في نهاية‬ ‫الكتيب!! وهذا العمل عبارة عن ترجمة عريان بك‪ ،‬والحديث عن وفاته‬ ‫وجنازته وتأبينه‪ .‬وكأن الكتيب عبارة عن رثاء لهذا الفقيد‪ ،‬الذي تُوفي في‬ ‫ّ‬ ‫فبراير من العام نفسه‪ .‬ونعلم من الترجمة‪ ،‬أن عريان بك هو ابن تادرس‬ ‫عريان باش محاسبجي المالية المصرية‪ ،‬ابن المعلم عريان إسحق الوزان‬ ‫بدار الضرب العامرة بمصر‪ ،‬ابن المعلم إسحق إبراهيم الخناني كاتب يد‬ ‫علي بيك الذي كان والي مصر قبل دخول الفرنسيس‪.‬‬ ‫وعريان بك صاحب الترجمة ُولد بالقاهرة سنة ‪ ،5881‬وقد التحق‬ ‫بالخدمة األميرية كرئيس قلم في الحكمدارية السودانية في عهد عباس باشا‬ ‫حلمي األول‪ ،‬ثم باشكاتب ضبطية االسكندرية‪ ،‬ثم رئيس قلم بمحافظة‬ ‫مصر‪ ،‬ثم التحق بنظارة المالية‪ .‬وفي سنة ‪ 5811‬عمل باشكاتب مديرية‬ ‫الغربية‪ ،‬وفي ‪ 5818‬عمل باشكاتب نظارة المالية‪ ،‬ثم استقال سنة‬ ‫(‪ - )1‬حسب علمنا‪ ،‬أن أول من ألف كتاابً مدرسياً يف النحو يف العصر احلديث‬ ‫أبسلوب السؤال واجلواب‪ ،‬كان القس جربيل بن فرحات احلليب عام ‪ ،1819‬وكتابه‬ ‫كان بعنوان (ما تفرق من القواعد العربية تصريفاً وحنواً)‪ .‬أما الثاين فكان بطرس‬ ‫البستاين عام ‪ ،1984‬عندما ألف كتابه (مصباح الطالب لبحث املطالب)‪.‬‬ ‫(‪)29‬‬


‫‪ .5881‬وقبل وفاته انتخبته حكومة نوبار باشا للنظر في حسابات عموم‬ ‫األوقاف‪ ،‬ولكنه أصيب بداء النقطة المخية في أواخر يناير ‪ ،5888‬ومات‬ ‫في أول فبراير ‪ ،5888‬وكانت جنازته يوم ‪ .5888/1/51‬ورثاه تاردس‬ ‫وهبي بك بقصيدة قال فيها (‪:)1‬‬

‫غالف كتاب ترمجة عراين بك‬ ‫(‪ - )1‬جاء يف كتاب (زكي حممد جماهد – األعالم الشرقية ‪ -‬السابق)‪ ،‬أن اتدرس وهيب‬ ‫له ديوان به شعره وخطبه!! ومل يذكر املرجع هل هذا الديوان مطبوع أم خمطوط؟! علماً‬ ‫أبن هذه املعلومة مل ِ‬ ‫أتت يف أي مرجع آخر من املراجع اليت حتدثت عن مؤلفات‬ ‫اتدرس وهيب‪ ،‬مما جيعل املعلومة ضعيفة السند‪ ،‬وابلبحث مل جند هذا الديوان‪ .‬لذلك‬ ‫سنذكر ما تقع عليه أيدينا من أشعار اتدرس وهيب‪ ،‬لتحفظ يف هذا الكتاب‪ ،‬لعلها‬ ‫تُفيد بعض الباحثني يف املستقبل‪.‬‬ ‫(‪)31‬‬


‫ما بال سوق النوى قامت على قـدم ولج حادي الجوى في موقف السـدم‬ ‫وأصبحت مقل اآلمال سائلــــــــة تذري عقيق المآقي من وريــــــــد دم‬ ‫وعيل صبر المعالي في الوجود على ذبول روض الحجى والجود والحكم‬ ‫وكيف ال ورحى األقدار دائــــــــــرة على مدار أولي األقدار والهمـــــم‬ ‫يا طالعا في سماء المجد قد أفلــــــــت أنواره فدجا ليل من الظلـــــــــــم‬ ‫وخاتلته الليالي بعد ما جدحــــــت يد الصروف له كأسا من السقـــــــــم‬ ‫لقد أتاك الردى يسعى على عجـل كما سعى قبل في عاد وفــــــــي إرم‬ ‫فكنت أكرم من لبى وفاز بمـــــــــــــــا يروم في العالم الباقي من النعم‬ ‫ما حيلة العبد واآلجال ظامئــــــــــــة إلى ورود حياض الموت والهرم‬ ‫ما حيلة العبد واآلمال ما برحــــــــــت تهدي إليه نقيع السم في الدســـم‬ ‫فاربأ بنفسك يا ابن األكرمين فمــــــا هذي الحياة سوى طيف من الحلم‬ ‫وكن على حذر مما يســــــــــــوء وأن أحسنت ظنك باأليام فاتهــــــــم‬ ‫واستور زند الجوى في كل جارحة واصدع بما جاء في الشكوى من الكلم‬ ‫واشرح حديث رثائي في أخى ثقــــــة جدّ الرحيل به في مهيع العـــــدم‬ ‫ال أوحش هللا من إيناسه وطنــــــــــــا لم يأل فيه عن المأثور من خــدم‬ ‫وال نبا سيف جدّ كان يرهفـــــــــــــــه لكي يذود به عن حوزة الذمــــم‬ ‫ّ‬ ‫شن الفناء عليه غارة األلـــــــــم‬ ‫وال تداعى فناء الفضل منــــــــــه وال‬ ‫وال أل ّم به الداء العياء إلــــــــــــى (أن اشتكت قدماه الضر مــــن ورم)‬ ‫وفارق اآلل واألصحاب مرتقــــــــيا إلى جوار اإلله الباريء النســـــم‬ ‫فأي قلب عليه غير منصـــــــــــــدع وأي دمع عليه غير منسجـــــــــم‬ ‫يا سائال عن عاله وهو نـــــــــــادرة هلل درك قد أنصفت فاحتكــــــــــم‬ ‫ال تطلبن له ندّا يساجلـــــــــــــــــــه وال تطف لسواه اليوم في حـــــرم‬ ‫عزم وحزم وآثار وفيض نــــــــــدى وعزة صدرت عن مورد الشمـــم‬ ‫واضيعتاه وقد سارت جنازتــــــــــه في مشهد يدهش األلباب مزدحـــم‬

‫(‪)31‬‬


‫وشقت األرض يوم األربعاء لـــــــه وكل صدر بسهم النائبات رمــــى‬ ‫فيا فؤاد عاله ذب عليه أســـــــــــى وكن كما أنت في بؤس وفي نـــــدم‬ ‫ويا شقيق حاله ال ترم شططـــــــــا فهذه عادة األيام من قــــــــــــــــدم‬ ‫مر عند الحازم الفهــــــم‬ ‫والصبر في كل رزء عز موقعــــه يحلو وإن ّ‬ ‫وأنت خير امريء ترضى حكومته ولست فيما قضى الرحمن بالحكــم‬ ‫واذكر فديتك أن أوتيت مقـــــــدرة ما قاله فيه رب السيف والقلــــــــم‬ ‫عزيز مصر أبو العباس من بسقت فروع أفضاله من دوحة الشيــــــم‬ ‫وأفخر بها منة كبرى وكن رجــال وبالوالء له يا سيدي اعتصــــــــــم‬ ‫واصبر على مضض البلوى وإن فتكت بمن فقدت المنايا فتك مجتــرم‬ ‫الزال يروي ثراه غيث مكرمــــــــــة ينهل صيبه من عارض الديــــم‬ ‫ما قال شادي معاليه يؤرخــــــــــــــه عريان مات حليف العز والكـرم‬ ‫‪111 -518 -518 -115 -885‬‬ ‫‪ 5811‬هجرية‬ ‫ومن المالحظ أن تادرس وهبي‪ ،‬أرخ لهذه القصيدة بعام وفاة عريان‬ ‫الج ّمل‪ ،‬كما هو واضح من األرقام والتاريخ أسفل‬ ‫بك‪ ،‬عن طريق حساب ُ‬ ‫الشطرة األخيرة‪ ،‬علماً بأن سنة ‪ 5811‬هجرية توافق سنة ‪ 5888‬ميالدية‪.‬‬ ‫كما ُيالحظ أيضاً استخدامه معنى اآليات القرآنية في قوله (لقد أتاك الردى‬ ‫كما سعى قبل في عاد وفــي إرم)‪ ،‬وهو المعنى‬ ‫يسعى على عجل‬ ‫المأخوذ من قوله تعالى‪ ،‬في اآليتين السادسة والسابعة من سورة (الفجر)‪:‬‬ ‫’’أَ​َلم تَر َكيف َفعل ربُّك ِبع ٍاد‪ِ ،‬إرم َذ ِ‬ ‫ات اْل ِع َم ِاد‘‘‪.‬‬ ‫ْ َ ْ َ َ​َ َ َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫وقد اختتم تادرس وهبي هذا الكتيب أو هذا الرثاء‪ ،‬بقصيدة مدح‬ ‫لباسيلي بك شقيق عريان بك المترجم له‪ ،‬قال فيها‪:‬‬ ‫ليل دعواي في الصبابة حــــالك فتلطف يا قلب في عرض حالك‬ ‫وترافع مع الغرام وحـــــــــــــاذر من محام يطيش سهم جـــدالك‬ ‫(‪)32‬‬


‫بأبي من علقت أحور أحـــــــوى لج في الصد وهو وعر المسالك‬ ‫قلت يوما وقد أحب خالفــــــــــي هل تلونت في شروط وصـالك‬ ‫يا قليل اإلنصاف كم أتقاضـــــــى منك دين الوفاء خوف مطــالك‬ ‫ما الذي ضر لو بعثت رســــــوال ولو أن الرسول طيف خيــالك‬ ‫قال ويك اتئد إذا كنت صبـــــــــا واقتعد غارب الهدى في فعــالك‬ ‫صاحب الشأن لو يبوح بشكـــوى فهو في الشرع ال محالة هـالك‬ ‫فتنازل عما ادّعيــــــــــــــت وإال فاحتمل في هواي فوق احتمـالك‬ ‫وادفع الشك باليقين وحـــــــــاول لك أمرا فقلت وهو كـــــــذلك‬ ‫حسبي هللا كم شهود عــــــــــدول أيدت في الورى دليــــل داللك‬ ‫ى اعتـدالك‬ ‫يا أخا الشوق ما عهدتك تبــــــدي محضر الميل في ند ّ‬ ‫فاتق هللا في فكاك أسيـــــــــــــر قد رأى الضيم في سجون مـاللك‬ ‫صورته له رسوم محــــــــالك‬ ‫وترامى به الجنون على مــــــــــا‬ ‫ّ‬ ‫وتخلص من النسيب وأوســــــــع في مديح النسيب ذرع مقـــالك‬ ‫وتمسك بعروة الصدق تظفــــــــر بثبوت المقصود من آمــــالك‬ ‫فرعى هللا لألنام مليكـــــــــــــــا عز يا مصر نصره في الممـالك‬ ‫شاد في عهده بناة المعالــــــــي بيد الجد ذروة استقبـــــــــــــالك‬ ‫أيهذا األمير يا من ترقـــــــــــى في بروج السعود بدر كمـــــالك‬ ‫أنت أنت المعروف في كل آن باحتساب المعروف من رأس مالك‬ ‫أنت والحق يا أبا الفضل أولـــى آية هللا في مقامــــــــــــــات آلك‬ ‫آل إرث العال إليك فأكـــــــــــرم بك من مالك له وابن مـــــــــالك‬ ‫لك رأي في المعضالت أصيـــل واطالع ينبي على أعمــــــــالك‬ ‫ي سجـــــــالك‬ ‫ال يجاريك في السياســـــــــة إال من يباريك في فر ّ‬ ‫فلئن رق فيك نظمي وراقـــــــت درر الحمد في عقود خــــــاللك‬ ‫فأنا اآلن والوالء غريمـــــــــــي باخع بالمزيد من أفضــــــــــالك‬

‫(‪)33‬‬


‫ليت شعري ماذا أقول وإنـــــــي‬ ‫فاقض يا سيدي بما أنت قــــاض‬ ‫وإذا ما ادّعى حالك زنيــــــــــم‬ ‫ي وأقـــــــــصر‬ ‫قل له ّ‬ ‫كف يا دع ّ‬

‫في قصور عن احتذاء مثــــــالك‬ ‫فوالة اآلمال من عمــــــــــــالك‬ ‫وتعدّى القانون يوم نضــــــــالك‬ ‫ليس يفتى وفي المدينة مـــــــالك‬

‫ويالحظ على هذه القصيدة‪ ،‬ختامها (ليس يفتى وفي المدينة مالك)‪،‬‬ ‫وهو القول المشهور‪ ،‬الذي أصبح مثالً ُيضرب بين الناس‪ .‬ومالك هذا هو‬ ‫اإلمام مالك صاحب أحد المذاهب اإلسالمية األربعة‪ .‬ومهما يكن من أمر‬ ‫هذه المالحظات‪ ،‬فإن التساؤل الذي يطرح نفسه‪ :‬من هو عريان بك هذا؟!‬ ‫وما أهميته التي تصل إلى درجة أن تادرس وهبي يخلده في كتيب مطبوع‪.‬‬ ‫ثاء ألحد آخر‪ ،‬غير الخديوي إسماعيل!!‬ ‫علماً بأن تادرس وهبي لم يطبع ر ً‬ ‫فمن هو عريان بك الذي طالت قامته عند تادرس وهبي‪ ،‬كي يساويه برثاء‬ ‫الخديوي إسماعيل؟!‬ ‫الحقيقة أن بحثي عن هذا الشخص لم يسفر إال عن ظهور‬ ‫احتمالين‪ ،‬األول أنه أحد أقرباء تادرس وهبي أو من المقربين له‪ ،‬فأراد‬ ‫إظهار مشاعره في هذا الكتيب‪ .‬واالحتمال اآلخر‪ ،‬أنه يكون أحد أقطاب‬ ‫اللغتين العربية والقبطية وأحد معلميهما في هذا الزمن‪ ،‬وانه كان أستاذاً‬ ‫لتادرس وهبي في هاتين اللغتين‪ ،‬وكانت له عالقة وطيدة بحفني ناصف‬ ‫أيضاً‪ .‬وهذا االحتمال يعضده دليالن‪ :‬األول ما جاء في كتاب (تاريخ‬ ‫الكنيسة القبطية ‪ -‬ص‪ )111‬لمنسى القمص‪ ،‬الذي ذكر وفاة عريان بك‬ ‫عام ‪ ،5888‬وقال إنه نبغ في إنهاض اللغة القبطية من كبوتها‪ .‬والدليل‬ ‫اآلخر‪ ،‬عبارة عن بيتين قالهما حفني ناصف تأريخاً لوفاة عريان بك عام‬ ‫تم وضعهما على قبره‪ ،‬وفيهما يقول (‪:)1‬‬ ‫‪ّ ،5888‬‬ ‫(‪ - )1‬أمحد اإلسكندري وآخرون – الوسيط يف األدب العريب واترخيه – مطبعة املعارف‬ ‫– ط‪ - 1818 – 8‬ص(‪)181‬‬ ‫(‪)34‬‬


‫ُ‬ ‫عريان فخر الزمـــان‬ ‫بدر العال‬ ‫لقد هوى في أفق هذا المكـــــان‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الجنان‬ ‫ومذ أتى الجنات أرختــــــــــــه‬ ‫عريان أضحى في ثياب ِ‬ ‫كتاب يف الصرف‬ ‫في عام ‪ ،5881‬نشر تادرس وهبي كتاباً مدرسياً أيضاً‪ ،‬في ‪511‬‬ ‫صفحة من القطع الصغير‪ ،‬بالمطبعة الباهرة ببوالق مصر القاهرة‪ ،‬أسماه‬ ‫(مرآة الظرف في فن الصرف)‪ .‬وجاء على غالفه إنه مصوغ في قالب‬ ‫يقرب المراد للمريد! وقد ألفه وهبي بك عندما كان ناظ اًر لمدرسة‬ ‫جديد‪ّ ،‬‬ ‫حارة السقائين القبطية‪ ،‬ومدرساً لإلنشاء والعلوم العربية والفرنسية‪ .‬وقد‬ ‫كتب المؤلف مقدمته بنفسه‪ ،‬قائالً فيها‪:‬‬

‫’’بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد هلل استأثر كماله بصفات الجالل‬ ‫جل في بيداء الجود ثناؤه‬ ‫وتعالت أفعاله عن النقص واإلعالل أحمده ّ‬ ‫وتقدست في فضاء الوجود أسماؤه وأسلم على أنبيائه المرسلين أرباب‬ ‫ّ‬ ‫الدراية الذي امتازوا بسالمة القلوب ونشروا في العالمين أعالم الهداية‬ ‫ففازوا بأعظم مطلوب‪ .‬ثم أبسط أكف الدعاء في محراب الوالء ببقاء‬ ‫الجناب الذي لهج كل قائل بحديث عاله وأفاء ظالله على كل قائل وهو‬ ‫القائم بأمر هللا عزيز مصر (محمد توفيق باشا) أطال هللا أيامه وأنفذ في‬ ‫ماجد ُرُسل اليراعة في بث العلوم‬ ‫كل ماشاء من المقاصد الخيرية أحكامه‬ ‫ّ‬ ‫وتمثلت ُمثُل البراعة في نث الكلوم‪ .‬أما بعد فإن العلم أرجح المناصب التي‬ ‫يعض عليها بالنواجذ كل‬ ‫ينافس فيها البعيد والقريب وأنجح المآرب التي ّ‬ ‫أريب ال يصدر عن موارده إال كل ذي ذوق سليم وال يلم بشوارده إال كل‬ ‫حفيظ عليم فهو مطمح أنظار العقالء أولي الهمم ومسرح أفكار الفضالء‬ ‫من األمم وان لهذه اللغة التي أقيم على أساس البالغة بناؤها واستضاء‬ ‫بنبراس صناعة الصياغة أبناؤها لخصائص مشهورة ومحاسن موفورة ال‬ ‫يرفرف عليها إال كل مأثور الكعب وال يحوم حواليها إال من استسهل‬ ‫الصعب فال غرو وأن أصبح بيتها المحجوج لمن استطاع إليه سبيالً‬ ‫(‪)35‬‬


‫وخصمها الممجوج ولو جاء بالبينات قبيال ولطالما جست خالل ديارها‬ ‫أود لو أن بعض الجهابذة من األساتذة‬ ‫واستطلعت‬ ‫الخفي من آثارها فكنت ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدر المختار ويستنبط السر المصون من ضمير‬ ‫يلتقط من هذه الفنون ّ‬ ‫األستتار حتى بعث هللا من ناظر المعارف أمي اًر علياً أقبل عليها إقبال‬ ‫خردها الحسان‬ ‫العارف بشئونها ملياً فأساغ بيد اإلحسان من غصتها وجال ّ‬ ‫على منصتها فأفعمت غرائبها النادرة وعاء كل خاطب بعد أن كانت‬ ‫صفقتها الخاسرة الشهدها حاطب ولقد أماطت المدارس القبطية حجب‬ ‫االلتباس وسارت في كل حملية وشرطيه على هذا القياس مرموقة بأنظار‬ ‫السند األكرم الصادع بمأثور اليقين جيد المراء والبطريرك المعظم الذي ال‬ ‫يحيط بفضله المبين لسان إطراء وحيث إني منوط بتدريس هذه اللغة في‬ ‫‪1‬‬ ‫عن لي أن‬ ‫إحداها وقد أطلت لتوفير هذه البلغه ( ) في كل شأو مداها ّ‬ ‫أشرح صدر الصدور وان كنت في قصور من القصور فأستوعبت فرائد‬ ‫الجزالة في ظرف وألفت هذه الرسالة في فن الصرف فجآت وهلل الحمد‬ ‫سهلة الترتيب واضحة التبويب عقبت جميع فصولها بفوائد جديدة وعوائد‬ ‫صالت موصولها مفيدة أوردت فيها من الحكم المشروعة آيات ومن‬ ‫بالجم الغفير من كالم البلغاء وأمثال‬ ‫األحاديث المرفوعة بينات وعززتها‬ ‫ّ‬ ‫الحكماء مما يحتازه أخو األرب د اًر ثميناً ويكون لإللمام بعلوم العرب‬ ‫ضميناً وقد وسمت مؤلفي هذا (مرآة الظرف في فن الصرف) وهللا أسأل‬ ‫أن يتقبله بقبول حسن وأن ينفع به أولي الفطن ال سيما أبناء الوطن إنه‬ ‫أكرم مسؤل وأعظم مأمول ولما كان من العادة التي تتأيد بها السعادة أن‬ ‫من حذا حذو األلباء ونسج في تأليفه على منوال األدباء أهداه لبعض ذوي‬ ‫المآثر المأثورة والمفاخر المذكورة المشكورة ممن يقدر المؤلف وما فيه‬ ‫ويستطلع بقريحته النقادة وفكرته الوقادة طلع خافيه وكان األمير األصيل‬ ‫رب المجد األثيل صاحب الدولة (عباس بك) ولي عهد مسند الخديوية‬ ‫ّ‬ ‫(‪ - )1‬كلمة (البلغه)‪ :‬أظنها خطأ مطبعياً‪ ،‬وأن أصلها البالغة أو اللغة‬ ‫(‪)36‬‬


‫الشريف وحامي حمى مصر المنيف خير من اقتعد في هذا الوقت الحالي‬ ‫سنام كل غاية وتلقى عن والده الكريم حديث المعالي دراية ورواية تعين‬ ‫علي تقديم هذا الكتاب إليه وأن أتشرف بعرضه عليه حتى يفوز بلثم‬ ‫ّ‬ ‫أعتابه ويكون رسمه بعنوان جنابه أدام هللا إجالله وكأل كماله أنه على ما‬ ‫يشاء قدير وبإجابة هذا الدعاء جدير‘‘‪.‬‬

‫غالف كتاب مرآة الظرف يف فن الصرف‬ ‫(‪)37‬‬


‫ويالحظ على هذه المقدمة‪ ،‬أن المؤلف تحدث بالمدح عن الخديوي‬ ‫ُ‬ ‫توفيق ومآثره الحميدة‪ ،‬وعن ناظر المعارف علي باشا مبارك كذلك‪ ،‬كما‬ ‫أوضح شكره وامتنانه للبطريرك كيرلس الخامس‪ .‬وأخي اًر أهدى كتابه إلى‬ ‫األمير عباس حلمي الثاني ولي العهد‪ .‬هذا باإلضافة إلى ما جاء في‬ ‫المقدمة من أن المؤلف كان يتمنى أال يقتحم مجال الصرف ويؤلف فيه‬ ‫كتاباً مدرسياً‪ ،‬وكان يتمنى أن يقوم بذلك أحد جهابذة هذا العلم من‬ ‫دل فإنما يدل على أن هذا الكتاب‪ُ ،‬يعتبر ‪-‬‬ ‫المعاصرين له!! وهذا وان ّ‬ ‫الكتب المدرسية المؤلفة في هذا‬ ‫كنظيره السابق في النحو ‪ -‬من أوائل ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫العلم في العصر الحديث‪ ،‬إن لم يكن أولها بالفعل ( )‪.‬‬ ‫وآخر ما ُيالحظ على هذه المقدمة‪ ،‬استمرار تادرس وهبي في‬ ‫الحفاظ على أسلوبه‪ ،‬المعتمد على االقتباس من معاني اآليات القرآنية‪،‬‬ ‫كقوله (استأثر كماله بصفات الجالل)‪ ،‬وهو معنى مأخوذ من قوله تعالى‪،‬‬ ‫في اآلية رقم ‪ 11‬من سورة (الرحمن)‪َ ’’ :‬وَي ْبَقى َو ْج ُه َرِّب َك ُذو اْل َج َال ِل‬ ‫و ِْ‬ ‫اإل ْك َرام‘‘‪ .‬وأيضاً قوله (أصبح بيتها المحجوج لمن استطاع إليه سبيالً)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫مأخوذاً من معنى اآلية رقم ‪ 11‬من سورة (آل عمران)‪ِ ’’ :‬ف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‬ ‫ـن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ات‬ ‫آي‬ ‫يه‬ ‫َ ٌ َّ َ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهيم ومن دخَله َكان ِ‬ ‫آمناً وِلِلِ عَلى َّ ِ ِ‬ ‫اع‬ ‫استَ َ‬ ‫ط َ‬ ‫ام ِإ ْب َر َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫الناس ح ُّج اْل َب ْيت َم ِن ْ‬ ‫َّمَق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‘‘‪ .‬وكذلك قوله (أشرح‬ ‫ِإَل ْيه َسِبيالً َو َمن َكَف َر َفِإ َّن هللا َغن ٌّي َع ِن اْل َعاَلم َ‬ ‫ال َر ِّب‬ ‫صدر الصدور)‪ ،‬فمأخوذ من اآلية رقم ‪ 11‬من سورة (طه)‪َ’’ :‬ق َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ص ْد ِري‘‘‪ .‬وأخي اًر قوله (أنه على ما يشاء قدير)‪ ،‬فمأخوذ من‬ ‫اش َرْح لي َ‬ ‫آيات كثيرة وردت في القرآن‪ ،‬منها على سبيل المثال اآلية رقم ‪ 581‬من‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات واأل َْر ِ‬ ‫َّللاُ َعَلى ُك ِّل َشي ٍء‬ ‫ك َّ‬ ‫سورة (آل عمران)‪َ ’’ :‬و ّلِل ُمْل ُ‬ ‫ض َو ّ‬ ‫الس َم َاو َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َقِد ٌير‘‘‪.‬‬ ‫(‪ - )1‬مل نقف على كتاب مدرسي متّ أتليفه يف الصرف يف العصر احلديث‪ ،‬غري كتاب‬ ‫اتدرس وهيب‪ .‬أما قدمياً فقد ألف أبو احلسن األمحر عام ‪ 184‬هجرية‪ ،‬كتابه‬ ‫(التصريف) وهو كتاب مدرسي يف علم الصرف‪.‬‬ ‫(‪)38‬‬


‫وبعد مقدمة الكتاب‪ ،‬كتب المؤلف مقدمة علمية عن بيان علوم‬ ‫األدب‪ ،‬حيث قسم هذه العلوم إلى أصول وفروع‪ .‬فمن األصول ما يبحث‬ ‫فيه عن المفردات مطلقاً وهو ثالثة أنواع‪ :‬األول اللغة‪ ،‬وهو علم يبحث فيه‬ ‫عن مفردات األلفاظ الموضوعة من حيث داللتها على المعاني‪ .‬وفائدته‬ ‫االحتراز عن الخطأ في حقائق الموضوعات اللغوية‪ ،‬والتمييز بينها وبين‬ ‫المجازات والمنقوالت العرفية‪ .‬وحكمه أنه من فروض الكفايات‪ ،‬حيث قال‬ ‫بعض الحكماء اللغة أركان األدب والشعر ديوان العرب ولوال اللغة ذهبت‬ ‫اآلداب ولوال الشعر بطلت األحساب‪.‬‬ ‫والنوع الثاني كان الصرف‪ ،‬وهو علم يبحث فيه عن صور األلفاظ‬ ‫وهيآتها‪ ،‬وموضوعه األفعال المتصرفة واألسماء المتمكنة‪ .‬والنوع األخير‬ ‫كان االشتقاق‪ ،‬وهو علم يبحث فيه عن انتساب األلفاظ بعضها إلى‬ ‫بعض‪ ،‬من حيث األصالة والفرعية‪ .‬وأقسامه ثالثة صغير وكبير وأكبر‪.‬‬ ‫ومن األصول ما يبحث فيه عن المركبات وهو خمسة أشياء‪ .‬األول‬ ‫النحو‪ ،‬وهو علم يبحث فيه عن أحوال أواخر الكلم إعراباً وبناء‪ .‬والثاني‬ ‫المعاني‪ ،‬وهو علم يبحث فيه عن أحوال اللفظ العربي التي يكون بها‬ ‫الكالم مطابقاً لمقتضى الحال ‪ ....‬إلخ هذه المقدمة العلمية‪.‬‬ ‫بعد ذلك تبدأ فصول الكتاب‪ ،‬ومنها‪ :‬ميزان األفعال المجردة‪ ،‬في‬ ‫مزيدات األفعال‪ ،‬في أحكام أسمي الفاعل والمفول والصفة المشبهة‪ ،‬في‬ ‫أحكام المنقوص والممدود والمقصور من جمع المذكر السالم‪ ،‬في أحكام‬ ‫التصغير‪ ،‬أحكام النسب ‪ ..‬إلخ موضوعات علم الصرف المعروفة‪ .‬وكان‬ ‫المؤلف يضع تمريناً مدرسياً للطالب في نهاية كل فصل‪ ،‬كتدريب عملي‬ ‫على الموضوع أو كواجبات منزلية‪ .‬وفي نهاية موضوعات الكتاب‪ ،‬أدرج‬ ‫المؤلف قاموساً لغوياً لمعاني جميع الكلمات المستخدمة في الكتاب‪ ،‬على‬ ‫نسق المعاجم المدرسية المبسطة‪ .‬وقد سار في ترتيب الكلمات على نهج‬ ‫(‪)39‬‬


‫القاموس المحيط للفيروزبادي‪ .‬وكمثال على الكلمات الواردة في هذا‬ ‫القاموس‪ ،‬قوله‪ :‬حرب‪ :‬الحرباء دويبة تستقبل الشمس وتدور معها حيث‬ ‫التلون‪ ،‬شعث‪ :‬الشعث محركة انتشار األمر‬ ‫دارت وبها يضرب المثل في ّ‬ ‫واألشعث اسم رجل ومنه األشاعثة والهاء للنسب ‪ ....‬إلخ‬ ‫وقبيل نهاية الكتاب‪ ،‬وجدنا كلمة تقريظ للكتاب ولصاحبه‪ ،‬كتبها‬ ‫محمد الحسيني ُمصحح العلوم بدار الطباعة العامرة ببوالق مصر القاهرة‪،‬‬ ‫قال فيها‪’’ :‬يا من صرف نفوس األذكياء إلى انتهاج مناهج األدباء فسلكوا‬ ‫بمجموع لفيفهم من ذلك أقوم سبيل وتصرفوا في فنون البالغة بصحيح‬ ‫أفعالهم ونافذ مفعولهم وأفكارهم حتى أقاموا على براعة العربية أصح دليل‬ ‫بمعتل نسيمها فبلغوا منتهى األرب‬ ‫وروحوا أرواحهم في رياض األدب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خص من شاء بما‬ ‫إله‬ ‫من‬ ‫فسبحانه‬ ‫السلسبيل‬ ‫العذب‬ ‫منهلها‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫انتهل‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫شاء فجعل األدب مملكة دولتها اللطفاء والظرفاء وحماتها مصاقع البلغاء‬ ‫وفرسان الفصحاء وأسود النبالء‪ .‬نحمده ونشكره ونتوب إليه ونستغفره‬ ‫ونصلي ونسلم على صفوته من خليقته وخالصته من بريته‪ .‬أما بعد‪ ،‬فلما‬ ‫كان علم الصرف محله من العربية محل الروح من الجسد والضياء من‬ ‫العين أعمل الفضالء في تحصيله اليعمالت وأسهروا في تدوينه العين‬ ‫فوطدوا قواعده وقيدوا شوارده وأصفوا موارده وأرووا صادره ووارده فجاراهم‬ ‫في طريقهم واندرج في عداد فريقهم ظريف هذا الزمان ونابغة هذا اآلن‬ ‫الذكي اللبيب والجهبيذ األريب ذو الفكر الثاقب واللب المتين حضرة وهبي‬ ‫بيك ناظر المدرسة بحارة السقائين فصنف هذه الفكاهة الشهية ومثل هذه‬ ‫درية وجالها في الحلة العبقرية فبرزت تثيبه‬ ‫درة ّ‬ ‫النصة البهية وحالها بكل ّ‬ ‫بحسن مثالها على أمثالها وخطرت تعجب بلطف شكلها على أشكالها‬ ‫وشرع مؤلفها في طبعها بالمطبعة الكبرى الميرية ببوالق مصر المعزية‬ ‫فانتهت بحمد هللا على هذا السمت الحسن تلعب بلب عاشقها فتمنعه‬ ‫(‪)41‬‬


‫الوسن في ظل الحضرة الفخيمة الخديوية وعهد الطلعة المهيبة البهية‬ ‫التوفيقية حضرة من أفاض على رعيته غيوث األنعام وشملهم بنظر الرأفة‬ ‫واإلكرام العزيز األكرم والداوري األفخم الملحوظ بعين عناية موالنا العظيم‬ ‫العلي أفندينا محمد توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي الزالت‬ ‫األيام منيرة بشمس عاله والليالي مضيئة ببدر حاله وال برح هني البال‬ ‫ّ‬ ‫بأشباله الكرام فرح الفؤاد بأنجاله الفخام مدى الليالي واأليام ملحوظاً هذا‬ ‫الطبع الجليل والشكل الجميل بنظر من عليه حسن أخالقه يثني حضرة‬ ‫وكيل األشغال األدبية بهذه المطبعة محمد بيك حسني وكان تمام طبعه‬ ‫وانجالء بدره وكمال ينعه وابتسام زهره في أواخر شهر هللا المحرم الحرام‬ ‫عام سبعة بعد ثلثمائة وألف من هجرة سيد األنام عليه وعلى آله وصحبه‬ ‫أتم السالم ما الح بدر تمام وفاح مسك ختام‘‘‪.‬‬ ‫أفضل الصالة و ّ‬ ‫وأُختتم الكتاب بكلمة تقريظ ومدح أخرى‪ ،‬انتهت بأبيات مؤرخة‬ ‫تم طبعه وحسن وضعه أرخه األستاذ‬ ‫لطباعة الكتاب‪ ،‬جاء فيها‪’’ :‬ولما ّ‬ ‫العالمة اللغوي المشهور رب الفضل المأثور الشيخ طه محمود أحد‬ ‫المصححين بالمطبعة األميرية التي هي بكل مدح حرية حيث قال وأجاد‬ ‫صرفت جوارحهم‬ ‫في المقال‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم نحمدك اللهم حمد من ّ‬ ‫في صحيح األفعال وصرفت جوانحهم عن أبنية النقص واالعتالل فلم‬ ‫جمعهم أن يكسر والتحق مصغرهم بالمكبر ونصلي ونسلم على السادة‬ ‫الصفوة أولي المكانة والحظوة من سهرت لخشيتك أجفانهم وملئت من الثقة‬ ‫بك جفانهم‪ .‬أما بعد فإن (مرآة الظرف في فن الصرف) مؤلف من أصبح‬ ‫خدناً للغة العرب والفاً لفنون األدب حضرة األستاذ وهبي بك مدرس اللغة‬ ‫المذكورة بمدرسة حارة السقائين المشهورة كتاب سلك به مؤلفه في هذا الفن‬ ‫المسلك الحسن وتلطفت فيه ما شاء أرأيت تلطف الوسن يبلغ به الصرفي‬ ‫ّ‬ ‫منتهى أربه ويتمتع منه األديب بحسن أدبه فلله أي منهج نهجه وأي كتاب‬ ‫(‪)41‬‬


‫يعول‬ ‫له بين كتب الصرف أرفع درجة فما أحوج الطالب إليه وما أواله بأن ّ‬ ‫عليه فهو لعمري حسنة من حسنات الدهر ومحاسن هذا العصر وأقوى‬ ‫دليل واضح على ما للمصريين من السعي الناجح والعقل الراجح وأنهم من‬ ‫سوى بهم‬ ‫الفضل واألدب في ثروة ومن سلسلة المجد في الذروة وأن من ّ‬ ‫غيرهم لم يقدرهم قدرهم ففي هذا الكتاب فليتنافس أولوا األلباب وليغتنموا‬ ‫حصته ولينتهزوا فرصته وليبادروا إلى خيره العاجل وليسمعوا قول القائل‪:‬‬ ‫بالعلم تستغني عن النور صـــاح‬ ‫هل بالمعالي فاز إال فتــــــــــــى‬ ‫أهل النهى هم سادة الكون لـــــو‬ ‫فاسمح بنبل النفس في صفقـــــة‬ ‫واجنح إلى العلم وال تتبــــــــــع‬ ‫ودونك التصرف فانظره فـــــي‬ ‫رسالة الصرف التي قد أتـــــت‬ ‫جاد بها وهبي الذي ال تـــــرى‬ ‫فأحصل على مراته إنهــــــــــا‬ ‫وإذا جالها الطبع أرضتهــــــا‬

‫في حندس ما كنت أو في صباح‬ ‫غدا إلى سوق المعانـــــي وراح‬ ‫ال هم لما كان لشيء صــــــالح‬ ‫كل منيع أن أتيحت متـــــــــــاح‬ ‫عميا بجهل ما عليهم جنـــــــاح‬ ‫مرآته واضمم عليها الجنـــــاح‬ ‫منظومة نظم الآللي الصحـــاح‬ ‫سعيا له إال قرين النجــــــــــاح‬ ‫قد أعربت بالبينات الفصـــــاح‬ ‫للصرف في المرآة وجه صباح‘‘‬

‫والشطرة األخيرة من هذه األبيات‪ ،‬هي تأريخ لطباعة الكتاب سنة‬ ‫الجمل‪ .‬وأخي اًر ُيالحظ‬ ‫‪ 5811‬هجرية الموافق ‪ 5881‬ميالدية بحساب ُ‬ ‫على هذين المدحين أو التقريظين‪ ،‬أنهما مكتوبان بيد مسلمين‪ ،‬وكأنه‬ ‫منهج انتهجه تادرس وهبي في تآليفه‪ ،‬حيث من يكتب له المقدمات أو‬ ‫التقاريظ البد أن يكون مسلماً!! وقد أعلن عبد هللا النديم في مجلته‬ ‫األستاذ‪ ،‬عن هذا الكتاب بكلمة قال فيها‪’’ :‬أهدانا الفاضل وهبي بك ناظر‬ ‫مدرسة حارة السقايين كتاباً من تأليفه سماه (مرآة الظرف في فن الصرف)‬ ‫وهو كتاب اشتمل على مائة صحيفة ملئت فوائد نحوية وصرفية ولغوية‬ ‫(‪)42‬‬


‫يهم كل متعلم معرفته وقد اعتنى حضرة مؤلفه به كما اعتنى بجميع‬ ‫مؤلفاته الكثيرة الفوائد وفقه هللا لمثل هذه الخدمة العامة‘‘(‪.)1‬‬

‫خطبة يف رثاء اخلديوي إمساعيل‬

‫في عام ‪ ،5811‬مات الخديوي إسماعيل في منفاه بإيطاليا‪ ،‬ومن ثم‬ ‫ُحمل جثمانه ليدفن في القاهرة‪ ،‬فأقيمت له جنازة مهيبة يوم االثنين الموافق‬ ‫‪ .5811/8/55‬وبهذه المناسبة ألقى تادرس وهبي خطبة بليغة في رثائه‪،‬‬ ‫ومن ثم نشرها في نوفمبر ‪ ،5811‬في كتيب صغير من ثماني صفحات‪،‬‬ ‫بعنوان (األثر الجميل في رثاء جنتمكان أفندينا إسمعيل)‪ .‬وقد جاء على‬ ‫غالف هذا الكتيب اآلتي‪( :‬من منشآت حضرة وهبي بك ناظر المدارس‬ ‫القبطية)!! وهذا يعني أن تادرس وهبي‪ ،‬ترك نظارة مدرسة حارة السقايين‪،‬‬ ‫وأصبح ناظ اًر للمدارس القبطية‪ ،‬أي مشرفاً عاماً عليها!! وهذا من أكبر‬ ‫المناصب التعليمية في ذلك الوقت‪ .‬والغريب في األمر أن هذا المنصب‬ ‫على أهميته الكبرى‪ ،‬لم ُيذكر مطلقاً في أي مرجع من المراجع التي تحدث‬ ‫عن تادرس وهبي!!‬ ‫وعلى اعتبار أن هذا الكتيب يحمل خطبة كاملة من خطب تادرس‬ ‫وهبي‪ ،‬حيث إنه كان خطيباً مفوهاً ‪ -‬كما سنرى فيما بعد ‪ -‬باإلضافة إلى‬ ‫أن ديوان شعره وخطبه مفقود‪ ،‬سواء كان مطبوعاً أو مخطوطاً! لذلك لزم‬ ‫علينا ذكر هذه الخطبة بصورة كاملة‪ ،‬حيث إنها الخطبة الكاملة الوحيدة‪،‬‬ ‫التي حصلنا عليها‪ ،‬وفيها يقول الخطيب تادرس وهبي‪:‬‬ ‫’’بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد هلل رسم في صحائف األقدار لكل حي أجال وبعث من‬ ‫ّ‬ ‫قدر الجزاء‬ ‫فسبحانه‬ ‫محبي الخير لهذه األقطار في كل عصر رجال‬ ‫ّ‬ ‫(‪ - )1‬جملة األستاذ ‪ - 1981/8/11 -‬ص(‪)894‬‬ ‫(‪)43‬‬


‫على اإلحسان تفصيالً وجمال وبشر وأنذر كل إنسان ليبلوكم ّأيكم‬ ‫أحسن عمال إنا هلل وانا إليه راجعون أحمده حمداً يستدعي دوام المزيد‬ ‫عداء الصروف وأسلم على كل رسول كريم بسط لواء األمر بالمعروف‬ ‫تسليم من الذ بأعطاف التسليم إذعاناً لمقتضيات الظروف فعلم أن‬ ‫قدر يكون‬ ‫الملك هلل وما ّ‬ ‫أي حال‬ ‫(أما بعد) فإن القضاء المحتوم‬ ‫ّ‬ ‫البد من نفاذه على ّ‬ ‫يؤدي إلى االرتحال وما الحياة الدنيا إال متاع‬ ‫ولكل إنسان أجل معلوم‬ ‫ّ‬ ‫الغرور ودوام الحال محال وهلل عاقبة األمور وهو شديد المحال ال‬ ‫خد عاله بكرة وعشيا‬ ‫ُيسئل عما يفعل وهم يسئلون فيا مصع اًر للناس ّ‬ ‫إنما الفضل لمن أطاع مواله ولو كان عبداً حبشيا أفتذهب بحمامة‬ ‫الفؤاد على نار األوزار شيا وقد ساء مثل الذين في كل و ٍاد يهيمون‬ ‫أما علمت أنك ستذوق من حياض الحمام صديداً حميما ويتخلف عنك‬ ‫كل حمام ولو كان صديقاً حميما ثم تتنبأ يوم القيامة بما صبغت به‬ ‫قدمت يداك قديما وانك ما‬ ‫أديما وتندم والت حين ندامه على ما ّ‬ ‫فرطت في جنب هللا لمغبون فال تستورزند االستئثار بحب الذات‬ ‫ّ‬ ‫واللذات فتكون نموذجاً لذوي االستبصار في مالفاة ما فات وأحسن‬ ‫جد وجد‬ ‫الجد إن الحسنات يذهبن السيآت واعلم أن من ّ‬ ‫إذا ساعدك ّ‬ ‫وكل ما هو آت آت وان لنا األسوة بالسلف الصالح وهم السابقون‬ ‫قل أن يضارعه‬ ‫األولون فيا من اختط في مزاولة األحكام خطة أريب‬ ‫ّ‬ ‫في ضروب األحكام ضريب ويا من فارقت روحه عالم األحياء في‬ ‫البلد الغريب فاستمطر عليه شئون العلياء كل بعيد وقريب بعد أن‬ ‫وبدلت الشئون لقد أفحمت أمراء الكالم عن اإللمام بما‬ ‫استحالت الحال ّ‬ ‫لك من آثار العمار فكنت والحالة هذه حجة اإلسالم على كل ممار‬ ‫في هذا المضمار فما الذي يحتمله مقام اإلسناد من جالئل األفكار‬ ‫(‪)44‬‬


‫ومآثرك المذكورة في كل ناد ال يشوبها جحود وال إنكار وهذه جواري‬ ‫جدك استنبطت ما‬ ‫أفضالك المنشآت في بحار العلوم والفنون فرحم هللا ّ‬ ‫كان كامنا في صدر كل عاقل حي حتى صارت مصر حرما آمنا‬ ‫ّ‬ ‫يجبي إليه ثمرات كل شي ففجرت األرض عيونا حامت عليها حمائم‬ ‫ّ‬ ‫الر ّي ومألت بأنوار الفضل عيونا كانت تغشاها ظلمات الغي وأن‬ ‫ّ‬ ‫لك يا موالي ألج ار غير ممنون ولقد راعيت جانب االقتضاء مستبق ًا‬ ‫في كل ميدان فكانت لك اليد البيضاء في استقصاء ما وراء السودان‬ ‫ولكان عنايتك بكل مفيد مما ال يحتاج إلى بيان وصلت بحر القلزم‬ ‫وطال الفصال‬ ‫بعد أن كان بينهما برزخ ال يبغيان‬ ‫ببحر سفيد‬ ‫اتصالهما في الدول السابقة تمخضت القرون ولقد جعلت المشورة قاعدة‬ ‫لسائر أعمالك بدون استثناء مستعيناً باهلل في قضاء آمالك بما‬ ‫يستوجب مزيد الثناء ثم تذرعت بأحسن ذريعة فيما يمحو آثار اختالف‬ ‫وشرعت للمحاكم المختلطة شريعة سارت بالكل على خط‬ ‫األهواء‬ ‫ّ‬ ‫األستواء بعد أن كانت تستحل بمصر حرمات القانون ثم حذوت حذو‬ ‫جدك الفخيم في كل أمر ذي بال وبلغت مقام إبراهيم بما لم يخطر‬ ‫ّ‬ ‫على بال فأيدت مقام الخالفة في مواطن الحروب والحرب سجال‬ ‫ودفعت عنها غوائل الكروب بالمال والرجال وكل ألف من جنودك‬ ‫بمائة ألف أو يزيدون ومما يؤثر في تاريخ عليائك أنك استصدرت‬ ‫خير رقيم شددت به عضد أوليائك من كل باد ومقيم ثم بذلت غاية‬ ‫جهدك في االستئثار بالملك والملك عقيم وجعلت في أكبر أبنائك والية‬ ‫عهدك على عمود النسب المستقيم وقد أصبحت سدتك كعبة لذوي‬ ‫الحاجات وهم من كل حدب ينسلون ولم تزل قدوة ألولي الهمم القعساء‬ ‫في اجتالء كنوز المطالب حتى ساء القدر وأساء ولكل قضاء جالب‬ ‫فتغاضيت جهد اإلمكان عن جناية الحظ السالب فكان ما كان وأن‬ ‫(‪)45‬‬


‫درك‬ ‫أمر هللا غالب‬ ‫وقد تضاربت األفكار وتخالفت الظنون فلله ّ‬ ‫حفظت عالقة هذه الديار كما تروم بالخلفاء من بني عثمان وسرت‬ ‫في بحر الروم ميمماً بالد الرومان ثم استدعاك صاحب اإلمامة‬ ‫مر الحوادث صب ار حتى‬ ‫الكبرى بعد حين من الزمان فاحتملت على ّ‬ ‫حيل بين الروح والجثمان ولم يدفع عنك المنون مال وال بنون كيف ال‬ ‫وقد دبت إلى فؤادك السليم عقارب الداء من سائر األعضاء وأصبح‬ ‫أحر من الرمضاء ثم أنفذت فيك األقدار‬ ‫جسمك السليم يتقلب على ّ‬ ‫أحكام القضاء ولم يغن إنك من ذوي األقدار بعد أن وقعت الواقعة‬ ‫وحم القضاء إن في ذلك آليات لقوم يعقلون ثم جئت من اآلستانة‬ ‫ّ‬ ‫اليم مشوباً بكدر وان‬ ‫ماء‬ ‫وصار‬ ‫الغليل‬ ‫ار‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫احتدم‬ ‫وقد‬ ‫قدر‬ ‫على‬ ‫ّ‬ ‫كان النسيم غير عليل ووجد عليك األقربون والبعداء من بيت إسمعيل‬ ‫وتمنوا لو تأتي الفداء والصبر عليل وقد شاب الكدر على فقدك الصفا‬ ‫والحجون فال كان هذا الرزء الجليل أتخذ سويداء المكارم غرضا ولم‬ ‫يذر لك سوى األثر الجميل جوه ار وال عرضا ولقد كان االحتفاء‬ ‫بجنازتك من عظائم األمور واجبا مفترضا ثم أصبحت من سكان‬ ‫القبور بالرغم ال بالرضا ولمثل هذا يا موالي فليعمل العاملون أحسن‬ ‫هللا عزاء المعالي على احتسائك كأس‬ ‫الردى وأدام الجناب العالي (أفندينا عباس حلمي باشا)‬ ‫جده المشهور ملجأ‬ ‫علماً مفردا وال برح آلل ّ‬ ‫جده المشــهور في‬ ‫وسندا وحسام ّ‬ ‫ما يشاء مهنـ ــدا قائماً فينا‬ ‫بأمر هللا في كل مفروض‬ ‫ومسـ ــنون‬ ‫آم ــين‬ ‫طبعت في أواسط جمادى الثاني سنة ‪ 5858‬هجرية‘‘‬ ‫(‪)46‬‬


‫غالف كتيب األثر اجلميل يف راثء جنتمكان أفندينا إمسعيل‬ ‫(‪)47‬‬


‫اخلديوي إمساعيل ابشا‬ ‫(‪)48‬‬


‫ثاء للخديوي إسماعيل‬ ‫ُ‬ ‫ويالحظ على هذه الخطبة‪ ،‬إنها لم تكن ر ً‬ ‫فقط‪ ،‬بل كانت تأريخاً لحياته وأهم إنجازاته‪ .‬فعلى سبيل المثال نجد اإلشارة‬ ‫إلى أن وفاته كانت خارج مصر وباألخص في األستانة‪ ،‬ومن ثم ُنقل منها‬ ‫إلى مصر كي ُيدفن فيها‪ .‬ثم نجد اإلشارة إلى قيامه بتطوير مصر من‬ ‫حيث العمارة والعلوم والفنون‪ .‬وهذه اإلشارة تذكرنا بما قام به الخديوي‬ ‫إسماعيل من إنشاء المباني والميادين والمناطق السكنية الحديثة‪ ،‬وال سيما‬ ‫منطقة األزبكية‪ .‬أما في مجال العلوم فكفى أنه أنشأ مجموعة كبيرة من‬ ‫المدارس‪ ،‬منها‪ :‬التجهيزية والمبتديان وأركان الحرب والطب البيطري‬ ‫ومدرسة األنجال‪ .‬وفي مجال الفنون‪ ،‬أنشأ األنتقخانة ببوالق‪ ،‬ودار الكتب‬ ‫المصرية ومسرح الكوميدي فرانسيز والسيرك واألوب ار الخديوية‪.‬‬ ‫ثم نجد اإلشارة إلى تقدم الري في عهده‪ ،‬وذلك من خالل بناء‬ ‫القناطر واقامة السدود وشق الترع‪ .‬كما نجد اإلشارة إلى اتساع سيادة‬ ‫الحكومة المصرية على األراضي‪ ،‬التي وصلت إلى درجتين شمال خط‬ ‫األستواء‪ .‬كما نجد اإلشارة إلى افتتاح قناة السويس واتصال البحرين‬ ‫األحمر والمتوسط‪ ،‬ذلك االتصال الذي عجز عنه الحكام السابقون‪ .‬وكذلك‬ ‫اإلشارة إلى افتتاح مجلس شورى النواب والمحاكم المختلطة‪ .‬هذا باإلضافة‬ ‫إلى استصدار أهم الفرمانات العثمانية بتوريث الخديوية ألكبر أبناء‬ ‫الخديوي إسماعيل سناً‪ ،‬بعد أن كانت ألكبر أفراد أسرة محمد علي سناً(‪.)1‬‬

‫(‪ - )1‬استطاع اخلديوي إمساعيل أن يستصدر من السلطان العثماىن فرماانً بتغيري نظام‬ ‫الوراثة‪ .‬وهو فرمان مشهور صدر يف ‪ .1988/8/18‬فقد كان نظام الوراثة املتبع يف‬ ‫احلكم‪ ،‬يقضي بتويل اخلديوية أكرب أفراد عائلة حممد علي ابشا سناً‪ .‬وقد تغري هذا‬ ‫النظام‪ ،‬تبعاً للفرمان اجلديد‪ ،‬أبن يتويل اخلديوية أكرب أبناء أسرة اخلديوي إمساعيل‬ ‫عم أبيه األمري‬ ‫سناً‪ .‬لذلك توىل اخلديوي توفيق احلكم‪ ،‬تبعاً للنظام اجلديد‪ ،‬بدالً من ّ‬ ‫عبد احلليم‪ ،‬الذي كان من حقه اخلديوية تبعاً للنظام القدمي‪.‬‬ ‫(‪)49‬‬


‫ولعدم مناسبة الموقف الحزين للخوض في أسباب تخلي الفقيد عن‬ ‫حكمه‪ ،‬نجد تادرس وهبي ُيحيل األمر على الحظ العاثر وقسوة القدر‪،‬‬ ‫الذي جعل الخديوي إسماعيل يتنازل عن الحكم لصالح ابنه األكبر‬ ‫الخديوي توفيق‪ ،‬ومن ثم نفيه إلى نابولي وتنقله منها إلى األستانة ‪ ..‬إلخ‬ ‫هذه األمور‪ .‬ثم نجده في النهاية يصف مشهد الجنازة المهيب‪ ،‬ويستخلص‬ ‫منها ومن حياة الخديوي العبر والمواعظ‪ ،‬التي تتناسب مع مقام الخطبة‪.‬‬ ‫كما ُيالحظ على هذه الخطبة‪ ،‬تقدم تادرس وهبي في استخدامه‬ ‫لألسلوب القرآني الصريح‪ .‬فبعد أن كان يستخدم معاني بعض اآليات‬ ‫القرآنية‪ ،‬أصبح في هذه الخطبة يستخدم بعض الجمل الصريحة من‬ ‫اآليات‪ ،‬بل ويستخدم آيات كاملة من القرآن الكريم‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫قوله (ليبلوكم أيكم أحسن عمال)‪ ،‬مأخوذ من اآلية السابعة في سورة‬ ‫ات واألَر ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َع ْرُش ُه‬ ‫(هود)‪َ ’’ :‬و ُه َو َّالِذي َخَلق َّ‬ ‫ض في ستَّة أَيَّا ٍم َوَك َ‬ ‫الس َم َاو َ ْ َ‬ ‫َح َس ُن َع َمالً َوَلِئن ُقْل َت ِإَّن ُكم َّم ْب ُعوثُو َن ِمن َب ْعِد‬ ‫َعَلى اْل َماء لِ َيْبُل َوُك ْم أَي ُ‬ ‫ُّك ْم أ ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ين‘‘‪ ،‬وأيضاً من اآلية‬ ‫ين َكَف ُروْا ِإ ْن َهـ َذا ِإال س ْحٌر ُّمِب ٌ‬ ‫اْل َم ْوت َل َيُقوَل َّن الذ َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َح َس ُن‬ ‫اة لِ َيْبُل َوُك ْم أَي ُ‬ ‫الثانية في سورة (الملك)‪’’ :‬الذي َخَل َق اْل َم ْو َت َواْل َح َي َ‬ ‫ُّك ْم أ ْ‬ ‫ور‘‘‪ .‬أما قوله (إنا هلل وانا إليه راجعون)‪ ،‬فمأخوذ‬ ‫َع َمالً َو ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َغُف ُ‬ ‫من اآلية رقم ‪ 511‬من سورة (البقرة)‪َّ ’’ :‬الِذين ِإ َذا أَصاب ْتهم ُّم ِ‬ ‫ص َيب ٌة َقاُلوْا‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ِإَّنا ِّلِلِ واَِّنـا ِإَل ْي ِه ر ِ‬ ‫اجعو َن‘‘‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وقوله (وما الحياة الدنيا إال متاع الغرور)‪ ،‬مأخوذ من اآلية رقم‬ ‫ِ‬ ‫‪ 581‬من سورة (آل عمران)‪ُ ’’ :‬ك ُّل نْف ٍ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ورُك ْم‬ ‫َ‬ ‫ُج َ‬ ‫س َذآئَق ُة اْل َم ْوت َواَِّن َما تَُوف ْو َن أ ُ‬ ‫الد ْنيا ِإالَّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َي ْوم اْل ِق َيام ِة َفمن ُز ْح ِزَح َع ِن َّ‬ ‫ُّ‬ ‫اة‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫از‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫الن ِار َوأ ُْد َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َمتَاعُ اْل ُغ ُرور‘‘‪ .‬وقوله (وهلل عاقبة األمور)‪ ،‬مأخوذ من اآلية رقم ‪ 15‬من‬ ‫سورة (الحج)‪َّ ’’ :‬الِذين ِإن َّم َّكَّن ِ‬ ‫الص َال َة وآتَوا َّ‬ ‫ِ‬ ‫اة‬ ‫اموا َّ‬ ‫الزَك َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫اه ْم في ْاأل َْرض أَ​َق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأَمروا ِباْلمعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُمور‘‘‪ .‬وقوله (ال يسئل‬ ‫وف َوَن َه ْوا َعن اْل ُم َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ َُ‬ ‫نكر َو َّلِل َعاق َب ُة ْاأل ُ‬ ‫عما يفعل وهم يسئلون)‪ ،‬هو نفسه اآلية رقم ‪ 18‬من سورة (األنبياء)‪َ ’’ :‬ال‬ ‫(‪)51‬‬


‫َل َع َّما َيْف َع ُل َو ُه ْم ُي ْسأَُلو َن‘‘‪ .‬وقوله (بكرة وعشيا)‪ ،‬مأخوذ من اآلية‬ ‫ُي ْسأ ُ‬ ‫الحادية عشرة من سورة (مريم)‪َ’’ :‬ف َخرج َعَلى َقو ِم ِه ِم َن اْل ِمحر ِ‬ ‫اب َفأ َْو َحى‬ ‫َ​َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ِإَل ْي ِه ْم أَن َسِّب ُحوا ُب ْك َرًة َو َع ِشّياً‘‘‪ ،‬وكذلك من اآلية رقم ‪ 11‬من السورة نفسها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫يها ُب ْك َرًة َو َع ِشّياً‘‘‪.‬‬ ‫يها َل ْغواً إال َس َالماً َوَل ُه ْم رْزُق ُه ْم ف َ‬ ‫’’ َال َي ْس َم ُعو َن ف َ‬ ‫وقوله (وقد ساء مثل الذين في كل واد يهيمون)‪ ،‬مأخوذ من اآلية‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫يمو َن‘‘‪ .‬وقوله‬ ‫رقم ‪ 111‬من سورة (النور)‪’’ :‬أَ​َل ْم تَ َر أَن ُه ْم في ُك ّل َواد َيه ُ‬ ‫(إن الحسنات يذهبن السيآت)‪ ،‬مأخوذ من اآلية رقم ‪ 551‬من سورة‬ ‫اللي ِل ِإ َّن اْلحسن ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ط َرَف ِي َّ‬ ‫ات ُي ْذ ِه ْب َن‬ ‫(هود)‪َ ’’ :‬وأ َِق ِم َّ‬ ‫الصالَ َة َ‬ ‫َ​َ​َ‬ ‫الن َه ِار َوُزَلفاً ّم َن ْ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ين‘‘‪ .‬وقوله (ففجرت األرض عيوناً)‪ ،‬مأخوذ من‬ ‫الس ِّـي َئات َذل َك ذ ْك َرى للذاك ِر َ‬ ‫ض ُعُيوناً َفاْلتَ​َقى اْل َماء‬ ‫اآلية الثانية عشرة من سورة (القمر)‪َ ’’ :‬وَف َّج ْرَنا ْاأل َْر َ‬ ‫َعَلى أ َْم ٍر َق ْد ُقِد َر‘‘‪ .‬وقوله (بعد أن كان بينهما برزخ ال يبغيان)‪ ،‬مأخوذ‬ ‫من اآلية رقم عشرين من سورة (الرحمن)‪َ ’’ :‬ب ْي َنهما َب ْرَزٌخ َّال َي ْب ِغ َي ِ‬ ‫ان‘‘‪.‬‬ ‫َُ‬ ‫وقوله (وكل ألف من جنودك بمائة ألف أو يزيدون)‪ ،‬مأخوذ من اآلية رقم‬ ‫‪ 511‬من سورة (الصافات)‪’’ :‬وأَرسْلناه ِإَلى ِم َئ ِة أَْل ٍ‬ ‫ف أ َْو َي ِز ُيدو َن‘‘‪ .‬وقوله‬ ‫ََْ َ ُ‬ ‫(وهم من كل حدب ينسلون)‪ ،‬مأخوذ من اآلية رقم ‪ 11‬من سورة‬ ‫(األنبياء)‪’’ :‬حتَّى ِإ َذا ُفِتحت يأْجوج ومأْجوج وهم ِمن ُك ِل حد ٍب ي ِ‬ ‫نسُلو َن‘‘‪.‬‬ ‫َ ْ َ ُ ُ َ َ ُ ُ َ ُ ّ ّ َ​َ َ‬ ‫َ‬

‫وقوله (ولم يدفع عنك المنون مال وال بنون)‪ ،‬مأخوذ من اآلية رقم‬ ‫ال َوَال َبُنو َن‘‘‪ .‬وقوله (بعد أن‬ ‫‪ 88‬من سورة (الشعراء)‪َ ’’ :‬ي ْوَم َال َي َنف ُع َم ٌ‬ ‫وقعت الواقعة)‪ ،‬مأخوذ من اآلية األولى من سورة (الواقعة)‪ِ’’ :‬إ َذا وَقعتِ‬ ‫َ َ‬ ‫اْل َو ِاق َع ُة‘‘‪ ،‬وأيضاً اآلية رقم ‪ 51‬من سورة (الحاقة)‪َ’’ :‬ف َي ْو َمِئٍذ َوَق َع ِت‬ ‫اْل َو ِاق َع ُة‘‘‪ .‬وقوله (إن في ذلك آليات لقوم يعقلون)‪ ،‬مأخوذ من آيات كثيرة‪،‬‬ ‫ومنها اآلية الثانية عشرة من سورة (النحل)‪’’ :‬وس َّخر َل ُكم َّ‬ ‫الل ْي َل َواْلَّن َه َار‬ ‫َ​َ َ ُ‬ ‫الشمس واْلَقمر واْلُّنجوم مس َّخرات ِبأَم ِرِه ِإ َّن ِفي َذلِك َآلي ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ات ّلَِق ْو ٍم َي ْع ِقُلو َن‘‘‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َو ْ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ َ َ ٌ ْ‬ ‫وقوله (ولمثل هذا يا موالي فليعمل العاملون)‪ ،‬فمأخوذ من اآلية رقم ‪15‬‬ ‫من سورة (الصافات)‪’’ :‬لِ ِم ْث ِل ه َذا َفْليعمل اْلع ِ‬ ‫امُلو َن‘‘‪.‬‬ ‫َ َْ َ ْ َ‬ ‫(‪)51‬‬


‫ِ‬ ‫يكتف تادرس وهبي باستخدام اآليات القرآنية في هذه الخطبة‪،‬‬ ‫ولم‬ ‫بل استخدم أيضاً األحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬باللفظ أو بالمعنى‪ .‬فعلى‬ ‫سبيل المثال قوله (إنما الفضل لمن أطاع مواله‪ ،‬ولو كان عبداً حبشياً)‪،‬‬ ‫مأخوذ من الحديث الشريف‪’’ :‬أوصيكم بتقوى هللا‪ ،‬والسمع والطاعة وان‬ ‫كان عبداً حبشياً‪ ،‬فإنه من يعش منكم يرى بعدي اختالفاً كثي اًر‪ ،‬فعليكم‬ ‫بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين‪ ،‬وعضوا عليها بالنواجذ‪ ،‬واياكم‬ ‫ومحدثات األمور‪ ،‬فإن كل محدثة بدعة‪ ،‬وان كل بدعة ضاللة‘‘‪ .‬هذا‬ ‫باإلضافة إلى تطعيم خطبته بكثير من الحكم واألقوال المأثورة‪ ،‬مثل قوله‪:‬‬ ‫من جد وجد‪ ،‬وكل ما هو ٍ‬ ‫آت آت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تاريخ بطرس األكرب‬

‫في عام ‪ ،5111‬نشر تادرس وهبي بالمطبعة الكبرى األميرية‬ ‫ببوالق مصر المحمية‪ ،‬كتاباً بعنوان (األثر النفيس في تاريخ بطرس األكبر‬ ‫ومحاكمة ألِكسيس)‪ .‬وجاء في الكتاب‪ ،‬إنه من إنشاء عزتلو وهبي بك‬ ‫مدير مدرسة األقباط الكبرى وناظر المدارس القبطية!! وهذا يعني أن‬ ‫الكتاب مؤلف وليس مترجماً‪ ،‬كما قال الزركلي (‪ .)1‬ولكن األهم من هذا‪،‬‬ ‫هو ما وصل إليه تادرس وهبي من المناصب في هذا العام أو ما قبله‪،‬‬ ‫حيث إن الكتاب ينص على أن تادرس وهبي في عام ‪ ،5111‬كان مدي اًر‬ ‫لمدرسة األقباط الكبرى!! تلك المدرسة التي تعتبر أول وأكبر وأهم مدرسة‬ ‫لألقباط في هذا الزمن! مع احتفاظه بمنصبه اآلخر‪ ،‬وهو نظارته للمدارس‬ ‫القبطية! علماً بأن المنصب األول‪ ،‬لم ُيذكر إال في مرجع واحد(‪)1‬‬ ‫(‪ - )1‬انظر‪ :‬خري الدين الزركلي – األعالم – السابق ‪ -‬ص(‪)91‬‬ ‫(‪ - )2‬وهذا املرجع هو (زكي حممد جماهد – األعالم الشرقية ‪ -‬السابق ‪ -‬ص‪،)981‬‬ ‫وجاء فيه‪ ’’ :‬اشتغل ابلتدريس يف اللغة العربية والفرنسية مبدرسة حارة السقايني‪ ،‬مث‬ ‫انظراً ملدرسة األقباط الكربى‘‘‪ .‬أي إنه مل يذكر نظارته الطويلة ملدرسة حارة السقايني‪،‬‬ ‫ومل يذكر إنه كان انظراً ملدارس األقباط‪.‬‬ ‫(‪)52‬‬


‫غالف كتاب األثر النفيس يف اتريخ بطرس األكرب وحماكمة ألِكسيس‬

‫(‪)53‬‬


‫واذا أتينا إلى وصف محتويات هذا الكتاب‪ ،‬سنجده يتكون من ‪511‬‬ ‫صفحة من القطع المتوسط‪ ،‬بدأه المؤلف بمقدمة مسجوعة طويلة‪ُ ،‬محالة‬ ‫بالمحسنات البديعة والصنعة اللفظية‪ ،‬ومطعمة باآليات القرآنية (‪)1‬‬ ‫واألحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬كما هي عادته‪ .‬ثم كتب مقدمة أخرى بعنوان‬ ‫(التاريخ العام) وقسمها إلى ثالثة أقسام‪ ،‬تحدث في األول عن التاريخ‬ ‫القديم قبل الميالد‪ ،‬وفي الثاني تحدث عن تاريخ القرون الوسطى‪ ،‬وفي‬ ‫األخير تحدث عن تاريخ القرون الحديثة حتى عام ‪.5181‬‬ ‫وفي الباب األول من الكتاب‪ ،‬تحدث المؤلف من خالل فصوله‬ ‫عن‪ :‬حالة العمران بمصر منذ عهد مينيس إلى العصر الحديث‪ ،‬حيث‬ ‫تجول في تاريخ مصر القديم قبل اإلسالم حتى وصل إلى عهد محمد‬ ‫علي باشا وأسرته‪ .‬ثم خصص الفصل الرابع من هذا الباب للحديث عن‬ ‫فن التمثيل ‪ -‬وسيكون لنا وقفة مع هذا الفصل الحقاً ‪ -‬أما الباب الثاني‪،‬‬ ‫(‪ - )1‬ومما جاء يف هذه املقدمة‪ ،‬على سبيل املثال‪ :‬قوله (هللا الذي يؤيت امللك من يشاء)‪،‬‬ ‫ث لَ ُك ْم‬ ‫مأخوذ من اآلية رقم ‪ 148‬من سورة (البقرة)‪َ ’’ :‬وقَ َ‬ ‫اّللَ قَ ْد بَ َع َ‬ ‫ال َهلُْم نَبِيُّ ُه ْم إِ َّن ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت َملِكاً قَالَُواْ أ َّ‬ ‫ت َس َعةً‬ ‫َىن يَ ُكو ُن لَهُ الْ ُم ْل ُ‬ ‫َح ُّق ِابلْ ُم ْلك مْنهُ َوَملْ يُ ْؤ َ‬ ‫طَالُ َ‬ ‫ك َعلَْي نَا َوَْحن ُن أ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اصطَ​َفاهُ َعلَْي ُك ْم َوَز َادهُ بَ ْسطَةً ِيف الْع ْل ِم َو ْ‬ ‫ِّم َن الْ َمال قَ َ‬ ‫اجل ْس ِم َو ّ‬ ‫اّللَ ْ‬ ‫ال إِ َّن ّ‬ ‫اّللُ يُ ْؤِيت ُم ْل َكهُ‬ ‫اّللُ َو ِاس ٌع َعلِ ٌيم‘‘‪ .‬وقوله (وهو الكبري املتعال)‪ ،‬مأخوذ من اآلية التاسعة من‬ ‫َمن يَ َشاءُ َو ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سورة (الرعد)‪َ ’’ :‬عامل الْغَْي ِ‬ ‫َّه َادة الْ َكبِ ُري الْ ُمتَ َعال‘‘‪ .‬وقوله (فسبحانه من إله أمر‬ ‫ب َوالش َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اّللَ َ​َيْ ُمُر‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫’’‬ ‫(النحل)‪:‬‬ ‫سورة‬ ‫من‬ ‫‪81‬‬ ‫رقم‬ ‫اآلية‬ ‫من‬ ‫مأخوذ‬ ‫ابلعدل واإلحسان)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِابلْع ْد ِل وا ِإلحس ِ‬ ‫ان َوإِيتَاء ذي الْ ُق ْرَ​َب َويَْن َهى َع ِن الْ َف ْح َشاء َوالْ ُمن َك ِر َوالْبَ ْغ ِي يَعظُ ُك ْم‬ ‫َ َ َْ‬ ‫لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّكُرو َن‘‘‪ .‬وقوله (ملثل هذا فليعمل العاملون)‪ ،‬هو نفسه اآلية رقم ‪ 81‬من‬ ‫سورة (الصافات)‪’’ :‬لِ ِمثْ ِل َه َذا فَ ْليَ ْع َم ْل الْ َع ِاملُو َن‘‘‪ .‬وقوله (أن ميسك زوجه مبعروف‬ ‫أو يسرحها إبحسان)‪ ،‬مأخوذ من اآلية رقم ‪ 118‬من سورة (البقرة)‪’’ :‬الطَّالَ ُق َمَّرَات ِن‬ ‫ِ‬ ‫فَِإمس ٌ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وه َّن َشْيئاً إِالَّ‬ ‫يح إبِ​ِ ْح َسان َوالَ َحي ُّل لَ ُك ْم أَن َأتْ ُخ ُذواْ ممَّا آتَْي تُ ُم ُ‬ ‫ْ‬ ‫اك مبَْعُروف أ َْو تَ ْس ِر ٌ‬ ‫أَن َ​َخيافَا أَالَّ ي ِقيما حدود اّللِ فَِإ ْن ِخ ْفتم أَالَّ ي ِقيما حدود اّللِ فَالَ جناح علَي ِهما فِ‬ ‫يما‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ​ُ َ ّ‬ ‫ُ ْ ُ َ ُ ُ َ ِ ّ ِ َُ َ َ ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ك ُه ُم الظَّالِ ُمو َن‘‘‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫ل‬ ‫ُو‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫اّلل‬ ‫ود‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫وه‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫اّلل‬ ‫ود‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ ُ ّ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ​َ َ ُ ُ َ ّ َ ْ َ‬ ‫افْ تَ َد ْ‬ ‫(‪)54‬‬


‫فقد خصصه المؤلف للحديث عن ملخص تاريخ بطرس األكبر‪ ،‬من خالل‬ ‫الحديث عن حالة بالد الروس قديماً‪ ،‬ومبايعة بطرس األكبر بالملك‪ ،‬وما‬ ‫قامت به شقيقته صوفيا من الفتن والدسائس‪ ،‬وتأسيس مدينة بطرسبورج‬ ‫مع نشر المعارف والعلوم‪ ،‬وزواج بطرس من كاترين‪ ،‬ثم الحديث عن‬ ‫الخالف بين بطرس وولده ألكسيس الذي وصل إلى حد إعدام إلكسيس‪،‬‬ ‫ومن ثم وفاة بطرس األكبر‪.‬‬ ‫أما الباب الثالث واألخير‪ ،‬فقد خصصه المؤلف لنص مسرحيته‬ ‫(بطرس األكبر)‪ ،‬أو كما أطلق عليها (في محاكمة ألكسيس)‪ .‬وهذه‬ ‫المسرحية قسمها إلى خمس مقامات ذي عناوين محددة‪ ،‬وكل مقامة‬ ‫تتكون من فصلين من الفصول المعنونة‪ .‬وحوارها يتنوع بين النثر‬ ‫المسجوع ذي الصنعة اللفظية‪ ،‬وبين الشعر الغنائي ذي المذاهب واألدوار‬ ‫الموسيقية‪ .‬والمسرحية عبارة عن وضع القصة التاريخية المذكورة في الباب‬ ‫الثاني‪ ،‬في قالب تمثيلي مع تضمينها اآليات القرآنية باأللفاظ والمعاني‪.‬‬ ‫واختتم المؤلف كتابه بخاتمة تاريخية‪ ،‬أطلق عليها عنواناً هو (في‬ ‫خالصة تاريخ الروس بعد وفاة بطرس األكبر)‪ ،‬وهي خاتمة كبيرة شغلت‬ ‫‪ 18‬صفحة من الكتاب! لذلك قسمها المؤلف إلى أربعة فصول‪ ،‬تحدث‬ ‫فيها عن الحوادث الروسية من سنة ‪ 5111‬إلى سنة ‪ ،5111‬وباألخص‬ ‫حرب الروس مع بني عثمان‪ ،‬وما جرى في عهد القيصر نقوال الثاني من‬ ‫الحوادث‪ .‬ثم جاء بعد ذلك تقريظ الكتاب‪ ،‬الذي كتبه طه محمود قطريه‬ ‫رئيس التصحيح بمطبعة بوالق األميرية‪ ،‬وفيه قال‪:‬‬ ‫’’سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬نحمدك حمد من خضعوا لباهر سلطانك‬ ‫وعظيم مجدك‪ .‬ونشكرك يا من وهب اإلنسان‪ ،‬بالقلب واللسان أفضل ما‬ ‫وهب‪ .‬شك اًر ننتظم به في سلك من أحسنوا في خدمة موالهم األدب‪ .‬وقاموا‬ ‫بما‪ ،‬وجب حتى فازوا باألرب‪ ،‬وحازوا رفيع الرتب‪ .‬ونسألك أن تشغل بما‬ ‫(‪)55‬‬


‫يرضيك منا القلوب واأللسنة‪ ،‬وأن تجعلنا من الذين يستمعون القول‬ ‫فيتبعون أحسنه‪ .‬وأن تصلي وتسلم على من جعلت له من محاسن‬ ‫األخالق أعواناً وأنصارا‪ .‬وأعطيته جوامع الكلم واختصرت له الكالم‬ ‫اختصارا‪ .‬وعلى جميع أخوانه من النبيين والمرسلين‪ ،‬ومن كانوا بهديهم‬ ‫مهتدين‪ ،‬وعلى آثارهم مقتدين‪ .‬أما بعد‪ ،‬فلما كان لعلم التاريخ ورواية أخبار‬ ‫األولين‪ ،‬من الفضل المبين‪ ،‬والنفع المتين‪ .‬ما يقتضي تقدمه في الصف‬ ‫األول من العلوم النافعة‪ ،‬وكونه عضواً رئيساً عامالً في مصالح الدين‬ ‫والدنيا‪ ،‬ال سيما في نظر من حسنت آدابهم‪ ،‬وقويت بحسن التربية من‬ ‫الكماالت أسبابهم‪ .‬فإن العاقل إذا مارس التاريخ وتصفح أخبار األوائل‪ ،‬لم‬ ‫يؤدبه ويوقظه‪ ،‬ومرشداً يبصره بالمحاسن‬ ‫يعدم واعظاً يعظه‪ ،‬ومؤدباً ّ‬ ‫فيرغب فيها‪ ،‬وبالمساويء فينبذها وينفيها‪ .‬ومسلياً ومثبتاً للفؤاد المحزون‪،‬‬ ‫الذي خامرته الهموم وساورته الشجون‪ .‬كما قال هللا لنبيه صلى هللا عليه‬ ‫وسلم (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم‬ ‫نصرنا)‪ .‬انبعثت همة حضرة صاحب العزة وهبي بيك ناظر المدارس‬ ‫القبطية‪ ،‬إلى تدوين سيرة الملك الهمام مشيد الدولة الروسية‪ ،‬بطرس األكبر‬ ‫واقتصاص ما جرى له مع ولده ألكسيس‪ ،‬الذي جفا أباه وخانه وعقه ونكث‬ ‫وده وجحد حقه‪ ،‬وجرى مع هواه وشيطانه في عنان بغيه‬ ‫عهده ونبذ ّ‬ ‫وعدوانه‪ .‬فأمكن هللا منه أباه وأوقعه القضاء‪ ،‬في سوء الجزاء بما كسبت‬ ‫يداه‪ .‬وذلك مصداق ما يؤثر عن العرب من حكمهم الباهرة وأمثالهم السائرة‬ ‫مغواة أوشك أن يقع فيها)‪.‬‬ ‫(من حفر ّ‬ ‫تصدى ذو الفضائل الوهبيه‪ ،‬لهذه الرواية التاريخية‪ ،‬فأفرغها في‬ ‫طرق التمثيل أحسن المذاهب‪ .‬وأهداها إلى‬ ‫أحسن القوالب‪ ،‬وسلك بها من ُ‬ ‫األدباء في أفصح اللغات‪ ،‬لساناً ولسنا‪ ،‬وصاغها صوغاً بديعاً وحسنا‪،‬‬ ‫وحالها بأبيات على غيره أبيات‪ ،‬قد مألها برقائق الحكم والعظات‪.‬‬ ‫وبالجملة فقد تلطف (حفظه هللا) في هذه الرواية ما شاء‪ ،‬فسبحان من‬ ‫(‪)56‬‬


‫تجر ذيل إعجابها‪ ،‬على‬ ‫أقدره على مثل هذا اإلنشاء‪ ،‬حتى أصبحت ّ‬ ‫صواحبها وأصحابها‪ ،‬على أنها ليست بالغريب على مثله‪ ،‬العزيز على‬ ‫فضله ونبله‪ .‬بل هي سهل عليه يسير‪ ،‬في جنب ما عرف به من الفضل‬ ‫الكثير‪ ،‬واألدب الغزير‪ .‬قام بها خدمة لوطنه تكسبه األجر‪ ،‬وتخلد له طيب‬ ‫األحدوثة وجميل الذكر‪ ،‬وتطول‪ .‬فأجرى طبعها على نفقته بالمطبعة‬ ‫مد هللا ظاللها‪ ،‬وألهم‬ ‫األميرية‪ ،‬في عهد الدولة الفخيمة الخديوية العباسية‪ّ ،‬‬ ‫العدل واإلصالح رجالها‪ .‬وفرغ من طبعها في أوائل جمادى الثانية عام‬ ‫‪ 5818‬من هجرة من هو لألنبياء ختام‪ ،‬عليه وعلى آله وصحبه الصالم‬ ‫والسالم‘‘‪.‬‬ ‫تآليف أخرى‬ ‫إذا كنا قد وصفنا بعض المؤلفات المطبوعة لتادرس وهبي‪ ،‬مما وقع‬ ‫بين أيدينا‪ ،‬فإن هناك تآليف أخرى‪ ،‬تمثلت في كتابته لبعض المقاالت‪،‬‬ ‫والقائه لبعض الخطب‪ ،‬ونشره بعض القصائد‪ .‬وهذه األمور أشارت إليها‬ ‫بعض الدوريات والمراجع‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬نجد تادرس وهبي بدأ‬ ‫كتاباته األدبية في الجريدة الرسمية (الوقائع المصرية)‪ ،‬وفي مجلة (روضة‬ ‫‪1‬‬ ‫ويقال إنه‬ ‫المدارس المصرية)‪ ،‬عندما كان مترجماً بنظارة المعارف( )‪ُ .‬‬ ‫تولى تحرير جريدة (الوظيفة المصرية التركية) (‪!)1‬‬ ‫أما في مجال الخطابة‪ ،‬فمن الواضح أن تادرس وهبي كان من‬ ‫خطباء عصره‪ ،‬حيث كانت أخبار خطبه تتناقلها الدوريات في حينها‪ .‬وقد‬ ‫(‪ - )1‬انظر‪ :‬الفيكونت فيليب دي طرازي – اتريخ الصحافة العربية – اجلزء الثالث –‬ ‫املطبعة األدبية ببريوت– ‪ - 1814‬ص(‪ ،)81‬زكي حممد جماهد– السابق ‪-‬‬ ‫ص(‪)981‬‬ ‫(‪ - )2‬وهذا القول ذكره (زكي حممد جماهد – السابق ‪ -‬ص‪ ،)981‬ومل يذكره أي مرجع‬ ‫آخر! وحنن نشك يف هذا القول‪ ،‬ألن اتدرس وهيب مل يكتب إال ابللغة العربية أو‬ ‫الفرنسية أو القبطية‪ ،‬ومل جند أو نسمع إنه كتب ابللغة الرتكية‪ ،‬علماً أبن اجلريدة تركية!‬ ‫(‪)57‬‬


‫أوردنا نموذجاً لهذه الخطب‪ ،‬من خالل الحديث عن كتيبه في رثاء‬ ‫الخديوي إسماعيل‪ .‬ومن أخبار خطبه األخرى‪ ،‬ما ذكرته مجلة (الحقوق)‬ ‫عام ‪ ،5881‬قائلة‪’’ :‬وقفنا على خطبة بديعة لحضرة وهبي بك ناظر‬ ‫مدرسة األقباط بحارة السقايين‪ُ ،‬تليت بجلسة امتحان مدرسة المنيا القبطية‬ ‫سنة ‪ .5111‬فإذا هي غرة في جبين الخطابة‪ ،‬وفريدة في جيد البالغة‪.‬‬ ‫تدل بألفاظها ومعانيها على سعة فضل واطالع جامع مغازيها‪ ،‬ورافع‬ ‫مبانيها‪ .‬وكنا نود أن تكون هي المترجمة عنها بها‪ ،‬لوال أن ضيق المقام‬ ‫منعنا عن ذلك‘‘(‪.)1‬‬ ‫ولم يكتف تادرس وهبي بإلقاء الخطب في احتفاالت المدارس‪ ،‬بل‬ ‫كان يلقي معها بعض القصائد‪ .‬وفي هذا األمر قالت مجلة (اللطائف) عام‬ ‫‪ ،5881‬تحت عنوان (احتفال المدرسة القبطية األرتوذكسية بالمنيا)‪:‬‬ ‫’’جاءنا من وكيلنا المتجول في المنيا ما يأتي‪ :‬في الخامس من شهر‬ ‫نوفمبر ‪ ،5881‬احتفلت هذه المدرسة احتفاالً بامتحان تالمذتها السنوي في‬ ‫دار األسقفية ‪ .....‬وفي الليلة الثانية من االمتحان مثل تالمذة المدرسة‬ ‫المذكورة رواية (االبن الشاطر) بحضور األفاضل أصحاب العزة ‪.....‬‬ ‫وكان حضرة الفاضل وهبي بك قد افتتح مقام التمثيل بخطبة غراء وقصيدة‬ ‫في مدح الحضرة الخديوية ‪.)1( ‘‘.....‬‬ ‫وفي مجال الشعر أيضاً‪ ،‬قالت مجلة (األستاذ) عام ‪:5818‬‬ ‫’’تأخر لدينا قصائد خديوية ورياضية‪ ،‬منها قصيدة الفاضل وهبي بك‬ ‫ناظر مدرسة حارة السقايين‪ ،‬وقد عرضت على الحضرة الخديوية وفازت‬ ‫بالقبول‘‘(‪ .)1‬هذا باإلضافة إلى قيام تادرس وهبي بتأليف مجموعة من‬ ‫(‪ - )1‬جملة احلقوق – ‪1998/8/4‬‬ ‫(‪ - )2‬جملة اللطائف ‪ -‬السنة الثالثة ‪ -‬اجلزء السابع ‪1998/11/18 -‬‬ ‫(‪ - )3‬جملة األستاذ ‪ -‬عدد ‪1981/1/11 - 14‬‬ ‫(‪)58‬‬


‫األناشيد الدينية‪ ،‬التي كانت تُرتل في الكنائس‪ .‬وأيضاُ ألف أناشيد أخرى‬ ‫رتلها طالب مدرسة األقباط في الذكرى األولى لمقتل بطرس غالي سنة‬ ‫‪ ،5155‬باإلضافة إلى قصيدة نظمها في بطرس غالي أيضاً‪ ،‬عندما‬ ‫تولى رئاسة الو ازرة عام ‪.)1( 5118‬‬ ‫يف جمال املسرح‬

‫أشرنا فيما سبق أن تادرس وهبي‪ ،‬كتب فصالً عن التمثيل‪ ،‬في‬ ‫كتابه (األثر النفيس في تاريخ بطرس األكبر ومحاكمة ألِكسيس)‪ .‬وهذا‬ ‫الفصل كان الفصل الرابع من الباب األول في الكتاب‪ ،‬وجاء بعنوان (في‬ ‫إجمال تفصيل يتعلق بفن التمثيل)‪ .‬وفيه تحدث عن تاريخ التمثيل‬ ‫المسرحي منذ نشأته عند اليونان‪ ،‬مع التفريق بين القالب الهزلي والقالب‬ ‫التراجيدي‪ .‬ووصل في تاريخه المختصر إلى الحديث عن كورنيل وراسين‬ ‫وشكسبير وفيكتور هوجو‪ .‬ثم تطرق إلى الحديث عن نشأة التمثيل‬ ‫المسرحي في مصر في عهد الخديوي إسماعيل‪ ،‬حتى وصل إلى دور‬ ‫الطائفة القبطية ومساهمتها في هذا الفن‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫’’ولما كان أبناء الطائفة القبطية أحرص الناس على مثل هاته‬ ‫الكماالت‪ ،‬السيما بعد أن غذوا بلبان المعارف في المدارس‪ ،‬التي أنشأها‬ ‫وجدد فيها ما شاء من ضروب‬ ‫المغفور له األنبا كيرلص الرابع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلصالح‪ ،‬غبطة البابا المعظم (أنبا كيرلص الخامس) (‪ ،)1‬وهو البطريرك‬ ‫(‪ - )1‬حممد سيد كيالين – السابق ‪ -‬ص(‪)111-118‬‬ ‫(‪ - )2‬كريلس اخلامس‪ ،‬هو بطريرك األقباط األرثوذكس الثاين عشر بعد املائة‪ .‬ولد سنة‬ ‫ترهب بدير‬ ‫‪ 1914‬يف بين سويف وامسه يوحنا‪ .‬وعندما بلغ العشرين من عمره ّ‬ ‫السيدة ابلرباموس‪ .‬ويف سنة ‪ 1948‬رسم قساً على كنيسة حارة زويلة‪ ،‬مث عاد وتوىل‬ ‫رائسة الدير‪ .‬ويف سنة ‪ 1984‬انتخب بطريركاً‪ ،‬ويف سنة ‪ 1981‬اختلف مع اجمللس‬ ‫امللي مما أدى إىل نفيه يف دير الرباموس‪ .‬ولكن زعماء الطائفة توسطوا يف األمر وأطلق‬ ‫(‪)59‬‬


‫عن لي أن أجاري أرباب هذا الشأن‪ .‬فأنشأت ومثلت بمرسح‬ ‫الحالي‪ّ .‬‬ ‫حديقة األزبكية في يوم ‪ 51‬فبراير سنة ‪ 5881‬رواية يوسف الصديق عليه‬ ‫السالم‪ ،‬وقد شهد تمثيلها الجناب العالي (عباس حلمي باشا الثاني) أيام‬ ‫كان ولياً للعهد‪ ،‬ومعه شقيقه األمير محمد علي‪ .‬وقد ضمنتها كتاب‬ ‫(عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق)‪ .‬وثنيت برواية بطرس األكبر‪،‬‬ ‫وعززتهما بثالثة وهي (رواية تليماك)‪ .‬وقد مثلتا كذلك إحداهما في يوم ‪51‬‬ ‫مايو سنة ‪ ،5881‬وثانيتهما في يوم ‪ 51‬إبريل سنة ‪ .5881‬وانتفعت بما‬ ‫جمع منهما جمعية المساعي الخيرية القبطية‘‘‪.‬‬ ‫إذن ألف تادرس وهبي ثالث مسرحيات في غضون ثالث سنوات‪،‬‬ ‫وتم تمثيل هذه المسرحيات الثالث‪.‬‬ ‫من سنة ‪ 5881‬إلى سنة ‪ّ ،5881‬‬ ‫تم تمثيلها‬ ‫فالمسرحية األولى (يوسف الصديق) ‪ -‬موضوع كتابنا هذا ‪ّ -‬‬ ‫بمسرح حديقة األزبكية يوم ‪ ،)1( 5881/1/51‬بناء على قول مؤلفها‬ ‫سراحه سنة ‪ .1981‬وقام برحلتني زار الوجه القبلي سنة ‪ ،1814‬والسودان سنة‬ ‫‪ .1818‬ويف عهده أنشئت ثالث عشرة كنيسة وتسع مدارس منها املدرسة‬ ‫اإلكلرييكية‪ .‬وكان حيسن اللغات العربية والقبطية والسراينية واحلبشية‪ .‬وقد تويف سنة‬ ‫‪ 1818‬مبصر ودفن يف الكنيسة املرقسية الصغرى‪ .‬وللمزيد‪ ،‬انظر‪ :‬زكي حممد جماهد‬ ‫– األعالم الشرقية يف املائة الرابعة عشرة اهلجرية – اجلزء الثاين – دار الغرب‬ ‫اإلسالمي – ط‪ – 1‬بريوت – ‪ - 1884‬ص(‪)819‬‬ ‫(‪ - )1‬ومن اجلدير ابلذكر‪ ،‬إن هناك كثرياً من املسرحيات اليت ُمثلت أو اليت طُبعت‪،‬‬ ‫حتمل عنوان (يوسف الصديق)‪ ،‬دون معرفة مؤلفها‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬جند يف امللحق‬ ‫الثاين لقسم الرواايت والقصص الواردة‪ ،‬يف اجلزء الرابع لفهرس آداب اللغة العربية بدار‬ ‫الكتب املصرية‪ ،‬املطبوع عام ‪ 1819‬ص‪ ،141‬اآليت‪’’ :‬يوسف الصديق‪ :‬رواية‬ ‫اترخيية قصصية متثيلية حتتوي على مخسة فصول‪ ،‬مل يعلم مؤلفها‪ .‬نسخة يف جملد‬ ‫(طبعة اثلثة) ابملطبعة اخلديوية ابلقاهرة يف ‪ 19‬صفحة يف حجم الثمن‘‘‪ .‬أما أمثلة‬ ‫إعالانت الصحف عن متثيل مسرحية (يوسف الصديق)‪ ،‬دون ذكر مؤلفها‪ ،‬فهي‬ ‫ختص مسرحية اتدرس وهيب‪ .‬انظر هذه‬ ‫كثرية‪ .‬ومن احملتمل أن بعضاً منها كانت ّ‬ ‫(‪)61‬‬


‫السابق‪ ،‬ولكن نشرها كان في إبريل ‪ .5881‬أي أن تمثيلها سبق طباعتها‬ ‫طبعت‪ ،‬كانت تُباع في دكان عبد الملك أفندي صليب‬ ‫بعام تقريباً‪ .‬وعندما ُ‬ ‫بشارع كلوت بك بجوار كتبخانة الوطن (‪ ،)1‬وقد قرظتها مجلة (الحقوق)‬ ‫عام ‪ ،5881‬بكلمة تحت عنوان (عنوان التوفيق)‪ ،‬قالت فيها‪:‬‬ ‫’’أتحفنا حضرة الفاضل العامل وهبي بك‪ ،‬ناظر مدرسة حارة‬ ‫السقايين القبطية‪ ،‬ومدرس فن اإلنشا والعلوم العربية والفرنجية‪ ،‬كتاب‬ ‫عنوان التوفيق‪ ،‬فإذا به قصة يوسف الصديق‪ .‬وقد جعلت رواية أدبية‬ ‫تاريخية‪ ،‬وجمعت من المبادي العلمية والقصصية قد اًر ليس بقليل‪ .‬فمثلت‬ ‫للقاري عوائد اإلسرائيليين البسيطة‪ ،‬ومناهج المصريين المنيفة في تلك‬ ‫األعصار الخالية‪ .‬وبينت ما كانت عليه مصر في تلك األزمان القديمة‪،‬‬ ‫من الصولة وعلو الكلمة في مجامع األمم الدانية والعالية‪ .‬فهي رواية‬ ‫تكسب النفوس تنزهاً وارتياحاً‪ ،‬وتقضي للقراء بجوايز فكاهية وفوائد‬ ‫تاريخية‪ ،‬ما يبدل النواح أفراحاً والقنوط نجاحاً‪ .‬جمعت من كل جوهر‬ ‫فريدتين‪ ،‬وجنت من كل فاكهة قطفين‪ .‬والخبر ليس كالخبر‪ ،‬فعلى من أراد‬ ‫نوال ما ذكر أن يفضل العين على األثر‘‘(‪.)1‬‬

‫اإلعالانت يف‪ :‬جريدة (األهرام) ‪،1999/4/8 ،1998/1/8 ،1998/1/11‬‬ ‫جريدة (القاهرة) ‪ ،1998/1/11‬جريدة (الوطن) ‪،1981/4/9 ،1981/1/11‬‬ ‫‪ ،1818/1/11 ،1814/8/11‬جريدة (املقطم) ‪،1984/4/1 ،1981/1/8‬‬ ‫جريدة (السرور) ‪ ،1984/8/8‬جريدة (مصر) ‪،1988/8/11 ،1988/1/11‬‬ ‫‪ ،1811/1/11 ،1814/1/18 ،1988/1/18‬جريدة (األخبار)‬ ‫‪ ،1988/1/11‬جريدة (املؤيد) ‪.1811/1/11‬‬ ‫(‪ - )1‬انظر‪ :‬جريدة القاهرة ‪1998/9/11 -‬‬ ‫(‪ - )2‬جملة احلقوق – ‪1998/1/18‬‬ ‫(‪)61‬‬


‫أما مسرحيته الثانية (بطرس األكبر)‪ ،‬فقد مثلتها جمعية المساعي‬ ‫الخيرية القبطية يوم ‪ ،5881/1/51‬تبعاً لقول مؤلفها السابق‪ .‬والحقيقة أن‬ ‫هذه المسرحية مثلتها الجمعية يوم الخامس من مايو باألوب ار الخديوية‪.‬‬ ‫وعن هذا األمر قالت جريدة (القاهرة)‪’’ :‬عزمت جمعية المساعي الخيرية‬ ‫القبطية على تشخيص رواية (بطرس األكبر قيصر الروس)‪ ،‬في قاعة‬ ‫األوب ار الخديوية‪ ،‬وذلك يوم األربعاء ‪ 1‬مايو ‪ .5881‬وهي رواية عربية‬ ‫غريبة في بابها‪ ،‬جمعت إلى الفوائد التاريخية الفرائد األدبية ‪ ....‬وأن‬ ‫تشخيص هذه الرواية سيكون تحت إدارة حضرة عزتلو وهبي بك ناظر‬ ‫مدرسة األقباط بحارة السقايين‪ .‬وهي ذات خمسة فصول جيدة الوضع‬ ‫مفيدة الصنع‪ .‬وقد أعلن مجلس إدارة الجمعية أن أوراق الدخول تباع بمحل‬ ‫األوب ار في يومي الثالثاء واألربعاء ‪ 1،1‬مايو ‪.)1(‘‘5881‬‬ ‫وقد ُمثلت هذه المسرحية عدة مرات بعد ذلك‪ ،‬حيث مثلتها جمعية‬ ‫طبعت المسرحية عام‬ ‫النشأة القبطية باألوب ار الخديوية عام ‪ .5811‬وعندما ُ‬ ‫‪ ،5111‬مثلتها جمعية المعارف األدبية الخيرية بالتياترو المصري بشارع‬ ‫عبد العزيز (‪.)1‬‬ ‫أما مسرحية تادرس وهبي الثالثة واألخيرة‪ ،‬فهي مسرحية (تليماك)‪،‬‬ ‫التي قال عنها إن جمعية المساعي الخيرية القبطية مثلتها يوم‬ ‫‪ .5881/1/51‬وبالبحث عن أخبار هذا اليوم وما قبله وما بعده‪ ،‬لم نجد‬ ‫أي خبر عن مسرحية تليماك لتادرس وهبي!! والغريب أننا وجدنا أخبا اًر‬ ‫واعالنات كثيرة عن تمثيل مسرحية (تليماك)‪ ،‬دون ذكر اسم مؤلفها‪ ،‬منذ‬ ‫يناير ‪ 5881‬حتى ديسمبر ‪ !!5111‬فاكتشفنا أن هذه اإلعالنات كانت‬ ‫(‪ - )1‬جريدة القاهرة ‪1998/8/1 -‬‬ ‫(‪ - )2‬انظر‪ :‬جريدة (املؤيد) ‪ ،1988/4/8‬جريدة (مصر) ‪ ،1814/8/11‬جريدة‬ ‫(الوطن) ‪1814/11/18‬‬ ‫(‪)62‬‬


‫تخص مسرحية (تليماك) لسعد البستاني‪ ،‬الذي كتبها ونشرها عام ‪،5811‬‬ ‫ّ‬ ‫وأن هذه المسرحية مثلتها كافة الفرق المسرحية بال استثناء!! فأعدنا البحث‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬حتى وجدنا إعالناً منشو اًر في جريدة (القاهرة) بتاريخ‬ ‫‪ ،5881/1/1‬جاء فيه اآلتي‪:‬‬ ‫’’(رواية عجائب القدر) وهي الرواية التي سيجري تشخيصها في‬ ‫مساء غد األربعاء في تياترو األوب ار الخديوي‪ ،‬على ذمة الجمعيتين‬ ‫الخيريتين لطائفتي األقباط األرتوذكس والروم الكثوليك‪ .‬وستكون بحوله‬ ‫تعالى في غاية االتقان‪ ،‬تمتاز على سواها بمزايا حسان‪ .‬إذ ال يخفى أن‬ ‫لمنشئها حضرة وهبي بك ناظر مدرسة األقباط بحارة السقايين‪ ،‬اليد‬ ‫الطولى في فن التشخيص‪ .‬وهو صاحب روايتي (بطرس األكبر) و(يوسف‬ ‫الصديق) وغيرهما‪ .‬فنستنهض الهمم إلى االشتراك في هذه الليلة‪ ،‬ليروا من‬ ‫المناظر الجميلة والمحاسن الجليلة‪ ،‬ما ال يخرج عن األصل‪ ،‬بل يوافق‬ ‫الذوق التاريخي في كل فصل‪ .‬واألوراق تباع على باب التياترو باألسعار‬ ‫اآلتية‪ 51 :‬فرنك كرسي فوتيل‪ 1 ،‬فرنك كرسي أستال‪ 1 ،‬فرنك أعال‬ ‫فعز‬ ‫التياترو‪ .‬أما اللوجات فقد صار توزيعها عن آخرها وتكرر طلبها ّ‬ ‫وجودها‘‘‪.‬‬ ‫وهذا اإلعالن يوضح لنا عدة أمور مهمة‪ ،‬منها أن مسرحية‬ ‫(تليماك) لم تُمثل في التاريخ الذي ذكره مؤلفها‪ ،‬بل ُمثلت قبله بأسبوع‬ ‫تم تغيير اسمها من تليماك إلى (عجائب القدر)!!‬ ‫تقريباً‪ .‬وعندما ُمثلت ّ‬ ‫وذلك لحث المشاهد على رؤية مسرحية جديدة بعنوان جديد‪ ،‬حتى ال يظن‬ ‫أنه سيرى مسرحية (تليماك) الشهيرة‪ ،‬التي مثلتها كافة الفرق‪ ،‬وهذا أسلوب‬ ‫كان متبعاً في ذلك الوقت‪ .‬والدليل على أن تليماك تادرس وهبي‪ ،‬هي‬ ‫مسرحية عجائب القدر‪ ،‬أن اإلعالن أشار إلى اسم مسرحيتيه السابقتين‬ ‫(يوسف الصديق وبطرس األكبر)‪ .‬والمعروف أن تادرس وهبي لم يكتب‬ ‫(‪)63‬‬


‫إال ثالث مسرحيات فقط‪ .‬وأخي اًر نجد اإلعالن يثبت أن المسرحية ُمثلت‬ ‫من قبل جمعيتين خيريتين‪ ،‬ال من قبل جمعية المساعي الخيرية وحدها‪.‬‬ ‫ريادة املسرح يف مصر‬

‫واذا عدنا مرة أخرى إلى ما كتبه تادرس وهبي في فصله عن‬ ‫التمثيل بكتابه األثر النفيس‪ ،‬سنجده تحدث عن نشأة التمثيل عالمياً‪.‬‬ ‫وعندما تحدث عن هذه النشأة في مصر‪ ،‬قال‪’’ :‬ولما رأى الخديوي‬ ‫إسمعيل أن البالد في حاجة إلى استكمال ما تناقص من وسائل العمار‬ ‫شيئاً فشيئاً السيما بعد أن مرج البحرين يلتقيان بحر الروم والبحر األحمر‬ ‫وأصبحت مصر كما ُنقل عن لسانه قطعة من أوروبا أنشأ مرسح‬ ‫(األوبرا)‪ .‬وجعل فاتحة العمل فيه رواية عائدة‪ ،‬وأنعم على األستاذ يوسف‬ ‫فردي يومئذ بمبلغ طائل من المال ليجزيه أجر ما وّقع أدوارها على أنغام‬ ‫الموسيقى‪ .‬ولمكان عناية الخديو المذكور بأرباب المعارف انصرفت نحوه‬ ‫وجوه الغرباء لما كان يخصهم به من اإليثار‪ ،‬وفي جملتهم جماعة من‬ ‫فضالء الشام ذوو إلمام بفن التمثيل تلقوه إما مباشرة واما بالواسطة عن‬ ‫المغفور له المعلم مارون النقاش الذي نبغ بجبل لبنان في أوائل القرن‬ ‫التاسع عشر وأوالهم بحسن األحدوثة الفاضالن سليم أفندي النقاش وأديب‬ ‫بيك إسحق مثال بمصر واالسكندرية ما كانت تسمح لهما به ظروف ذلك‬ ‫الزمان وجاء على أثرهما أديب زمانه عبد هللا أفندي نديم فمثل باالسكندرية‬ ‫رواية عنوانها الوطن‘‘‪.‬‬ ‫ونفهم من هذا الكالم‪ ،‬أن تادرس وهبي عاصر هذه األحداث‪ ،‬وربما‬ ‫شاهدها بنفسه‪ ،‬على اعتبار أنه من ُكتاب المسرح‪ .‬فقد تحدث عن افتتاح‬ ‫األوب ار بمناسبة افتتاح قناة السويس‪ ،‬وعن تمثيل أوب ار عائدة‪ ،‬وسخاء‬ ‫الخديوي إسماعيل على ملحنها الموسيقار فردى‪ .‬ثم تحدث عن الرائد‬ ‫المسرحي العربي األول مارون النقاش‪ ،‬ثم تحدث عن أول من أنشأ مسرحاً‬ ‫(‪)64‬‬


‫عربياً في مصر‪ ،‬وهو سليم النقاش بمساعدة أديب إسحاق‪ ،‬وهما من‬ ‫الشوام‪ ،‬ثم تحدث أخي اًر عن عبد هللا النديم كمسرحي مصري‪ .‬وهنا يظهر‬ ‫السؤال المهم ‪ ..‬أين يعقوب صنوع من هذا كله؟!!‬ ‫أين صنوع الرائد المسرحي المصري ‪ ..‬كما ُيقال؟!! أين صنوع ‪..‬‬ ‫الذي دافع عنه األدباء والعلماء دفاعاً مستميتاً‪ ،‬كي يغرسوا جذوره الواهية‬ ‫في عقولنا وثقافتنا!! أين صنوع ‪ ..‬الذي ُكتبت عنه عشرات الكتب‬ ‫والرسائل الجامعة‪ ،‬ومئات الدراسات والمقاالت؟!! أين صنوع ‪ ..‬أكذوبة‬ ‫المسرح المصري؟!! أال ُيعتبر عدم ذكر تادرس وهبي ‪ -‬كشاهد عيان ‪-‬‬ ‫ألي نشاط مسرحي ُيذكر ليعقوب صنوع ‪ ..‬دليالً جديداً‪ُ ،‬يضاف إلى‬ ‫األدلة المذكورة في كتابي (محاكمة مسرح يعقوب صنوع)؟!! مجرد‬ ‫سؤال(‪!!)1‬‬

‫الكتاب املنشور‬

‫لم يبق أمامنا إال الحديث عن (كتاب عنوان التوفيق في قصة‬ ‫يوسف الصديق)‪ ،‬المنشور في هذا الكتاب‪ ،‬والمشتمل على مسرحية‬ ‫وتم طبعه في المطبعة‬ ‫(يوسف الصديق)‪ ،‬وهو كتاب ُنشر عام ‪ّ ،5881‬‬ ‫طبعت في مطبعة مرآة الشرق المصرية‪ .‬وأول‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬وبعض المالزم ُ‬ ‫(‪ - )1‬من اجلدير ابلذكر‪ ،‬إن أكذوبة رايدة يعقوب صنوع للمسرح العريب يف مصر‪،‬‬ ‫شغلت الساحة فرتة طويلة‪ ،‬وما زالت تشغلها حىت اآلن‪ ،‬منذ أن صدر كتايب (حماكمة‬ ‫مسرح يعقوب صنوع) الصادر عن اهليئة املصرية العامة للكتاب عام ‪ .1111‬فقد‬ ‫امتدح هذا الكتاب جمموعة كبرية من النقاد‪ ،‬كما هامجه البعض أيضاً‪ ،‬أمثال د‪.‬حممد‬ ‫يوسف جنم الذي كتب مقالني‪ ،‬نشرمها يف جريدة أخبار األدب‪ ،‬فكتبت مقالني رداً‬ ‫عليه‪ .‬مث قمت بنشر هذه املقاالت يف ملحق خاص بكتايب (مسرية املسرح يف مصر)‬ ‫الصادر عن اهليئة املصرية العامة للكتاب عام ‪ ،1111‬حتت عنوان (استئناف حماكمة‬ ‫مسرح يعقوب صنوع)‪.‬‬ ‫(‪)65‬‬


‫مالحظة لنا على هذا الكتاب‪ ،‬أن تادرس وهبي نشره بعد الحصول على‬ ‫ترخيص خاص من قلم المطبوعات بنظارة الداخلية‪ ،‬تبعاً للعبارة الموجودة‬ ‫على الغالف!!‬ ‫وقلم المطبوعات هذا‪ ،‬هو الجهة الرسمية بنظارة الداخلية للقيام‬ ‫بمراقبة المطبوعات واإلعالنات والمسرحيات قبل وبعد تمثيلها‪ ،‬وذلك بناء‬ ‫على قانون المطبوعات الذي أصدره الخديوي توفيق عام ‪.)1( 5885‬‬ ‫وعلى ذلك ُيعتبر هذا الكتاب من أوائل الكتب المطبوعة في مصر‪ ،‬التي‬ ‫خضعت للرقابة!! حيث إنه كتاب يتعرض إلى قصة النبي يوسف عليه‬ ‫السالم‪ ،‬وبه مسرحية عنه ستُعرض أمام الجمهور!!‬

‫أما تصدير الكتاب‪ ،‬فقد كتبه علي بك فهمي رفاعة رافع‬ ‫الطهطاوي(‪ .)1‬ومن المحتمل أن تادرس وهبي كان على عالقة طيبة بهذا‬ ‫العالم‪ ،‬وقد جمعتهم نظارة المعارف معاً فترات طويلة‪ .‬فلم ينس تادرس‬ ‫عالقته باآلخرين حتى بعد خروجهم من السلطة‪ .‬فعلي فهمي في ذلك‬

‫(‪ - )1‬للمزيد عن قلم املطبوعات ودور الرقابة يف جمال املسرح‪ ،‬انظر كتابنا‪ :‬الرقابة واملسرح‬ ‫املرفوض ‪ -‬اهليئة املصرية العامة للكتاب ‪1888 -‬‬ ‫(‪ - )2‬علي بك فهمي رفاعة رافع الطهطاوي ‪ُ ..‬ولد عام ‪ ،1949‬وعمل أول األمر‬ ‫مبيضاً يف قلم الرتمجة بديوان املدارس‪ ،‬مث عمل مدرساً لإلنشاء واللغة الرتكية يف مدرسة‬ ‫املساحة واحملاسبة‪ ،‬مث مدرساً لإلنشاء واألدبيات يف مدرسة األلسن واإلدارة‪ ،‬مث حمرراً‬ ‫جمللة روضة املدارس املصرية وانظراً ملطبعة املدارس عام ‪ ،1981‬مث مدرساً يف املكاتب‬ ‫األهلية‪ ،‬مث وكيالً للمدرسة التجهيزية‪ ،‬مث مأموراً إلدارة املطبوعات‪ ،‬مث انظراً ملدرسة دار‬ ‫العلوم عام ‪ ،1989‬مث وكيالً لديوان املعارف‪ ،‬وأُنعم عليه ابلرتبة الثالثة (البكوية) عام‬ ‫‪ .1988‬وأخرياً تقلد منصب ابشكاتب جملس شورى النواب ابإلضافة إىل وكالته‬ ‫للمعارف حىت عام ‪ ،1991‬حيث أُحيل على املعاش‪ ،‬ومات عام ‪ .1811‬ومن‬ ‫مؤلفاته املطبوعة‪ :‬رقم العلم يف رسم القلم‪ ،‬قدوة الفرع أبصله وحب الوطن وأهله‪،‬‬ ‫حسن الصحابة يف شرح أشعار الصحابة‪.‬‬ ‫(‪)66‬‬


‫الوقت كان على المعاش منذ عام ‪ .5881‬ومهما يكن من أمر العالقة‬ ‫بينهما‪ ،‬فإن علي فهمي في تصديره‪ ،‬تعرض إلى قضية من أخطر‬ ‫القضايا‪ ،‬التي تفجرت مسرحياً فيما بعد‪ ،‬وهي قضية تحريم التمثيل‬ ‫دينياً(‪ ،)1‬فهو بذلك كان من أوائل من تعرضوا لهذه القضية في ذلك الوقت‬

‫علي بك فهمي رفاعة رافع الطهطاوي‬ ‫(‪ - )1‬من اجلدير ابلذكر‪ ،‬إن جريدة (الزمان) عام ‪ ،1998‬كانت أول جريدة تثري هذه‬ ‫القضية‪ ،‬ع ندما هامجت متثيل فرقة القباين مبسرح حديقة األزبكية‪ ،‬قائلة‪ :‬إن التمثيل‬ ‫يفسد اآلداب ويهتك حرمتها وينزع من القلوب املباديء الشريفة‪ .‬لذلك حنرم حضور‬ ‫الناس لرؤية التمثيل‪ ،‬خصوصاً وأن الشريعة اإلسالمية الشريفة ال جتوز النظر إىل وجه‬ ‫األمرد الذي خيشى منه الفتنة‪ ،‬حيث إن املمثلني مرد صناعة ال مرد طبيعة‪ ،‬وَيتون‬ ‫من التهتك ما تستقبحه بنات اهلوى‪ .‬لذلك فإن تشخيص أيب خليل القباين‬ ‫الدمشقي خمل ابآلداب واألخالق وال جتوزه الشريعة اإلسالمية الغراء‪ .‬وللمزيد عن‬ ‫هذا األمر‪ ،‬انظر كتابنا‪ :‬اتريخ املسرح يف مصر يف القرن التاسع عشر ‪ -‬اهليئة املصرية‬ ‫العامة للكتاب ‪ - 1889 -‬ص(‪)181-181‬‬ ‫(‪)67‬‬


‫والحقيقة أن حديثه عن قضية تحريم التمثيل دينياً‪ ،‬كان حديثاً يتسم‬ ‫بالذكاء والفطنة والتنوير أيضاً‪ .‬حيث لم يقطع بتحريمه‪ ،‬وكذلك لم يقطع‬ ‫بجوازه إال بشروط معينة!! وألن هذه القضية خطيرة‪ ،‬وأن حديثه عنها ‪-‬‬ ‫سيحسب له أو عليه!!‬ ‫بما له من ثقل أدبي ومكانة اجتماعية مرموقة ‪ُ -‬‬ ‫نجده يبدأ الحديث بأن هناك اتصال بين العلوم والفنون‪ ،‬وأن أحدهما ال‬ ‫يستغني عن اآلخر من الناحية االجتماعية‪ .‬ثم يضرب مثالً بعلم التاريخ‬ ‫ الذي استحسنته جميع األديان‪ ،‬وخصوصاً الدين اإلسالمي ‪ -‬هو العلم‬‫الذي أنتج لنا فرعاً منه مجهول النسب‪ ،‬وهو فن التمثيل والتشخيص!!‬ ‫والمقصود بمجهول النسب‪ ،‬أن التمثيل ليس من األصول العربية أو‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬التي أنتجت أو استحسنت علم التاريخ!! أي إنه اعتبر أن‬ ‫المسرحية التاريخية ‪ -‬على اعتبار مسرحية يوسف الصديق مسرحية‬ ‫تاريخية ‪ -‬فرعاً من علم التاريخ!!‬

‫وبعد أن وضع هذا المعنى‪ ،‬الذي ُيجيز فن المسرحية التاريخية‬ ‫دينياً‪ ،‬على اعتبار إنه فن ناتج من علم التاريخ المستحسن دينياً‪ ،‬نجده‬ ‫يقول‪’’ :‬إال أن هذا الفن المستحسن ال يمكن لنا الحكم له أو عليه‪ ،‬وأن‬ ‫نسبة التحريم أو الجواز تصل إليه‪ ،‬إال إذا عرضناه بذاته وصفاته على‬ ‫حاكم الشرع‪ ،‬الذي قبل األصل ولم ينص على قبول الفرع‘‘! وهنا يتنصل‬ ‫على فهمي‪ ،‬من كالمه السابق بلباقة وحنكة! فقد خشى أن ُيفهم كالمه‬ ‫على أنه فتوى يفتيها في جواز التمثيل شرعاً‪ ،‬لذلك ُيحيل هذا األمر إلى‬ ‫المفتي أو إلى الحاكم الشرعي‪ .‬ألن التمثيل يحتمل الوجهين‪ ،‬الجواز أو‬ ‫التحريم‪ ،‬ولكنه يساند الجواز على التحريم‪ ،‬بدليل قوله إن اإلسالم قبل‬ ‫أصل هذا الفن‪ ،‬وهو علم التاريخ‪ ،‬ولكنه لم ينص على قبول الفرع وهو فن‬ ‫التمثيل!!‬ ‫حل هذه القضية في يد الحاكم الشرعي أو‬ ‫وبعد أن أوضح أن ّ‬ ‫المفتي‪ ،‬نجده يدلي برأيه الخاص في هذه القضية‪ ،‬فيظهر استحسانه لهذا‬ ‫(‪)68‬‬


‫الفن الذي ُيطهر األخالق ويتوافق في موضوعاته مع قواعد الدين‬ ‫ويطلق عليها اسم المدنية‪،‬‬ ‫اإلسالمي‪ .‬أما سلبياته التي ال تليق باإلنسانية ُ‬ ‫فهي مرفوضة ومن الممكن إزالتها والتغلب عليها‪ .‬ولو حدث هذا فإن‬ ‫’’ هذا الفن بمدلوله األصلي إن خال عن عوارض تشينه‪ ،‬وتحلى بمباحات‬ ‫تزينه‪ ،‬وتقلد بعلو همه‪ ،‬وتجرد عن انتهاك حرمه‪ ،‬ولم يكن آلة موصولة‬ ‫للنفوس الدنية‪ ،‬إلى ارتكاب ما ال يليق باإلنسانية‪ ،‬فهو الواجب سياسة‬ ‫والجائز شرعاً‪ ،‬والمباح عادة والمحلل طبعاً‪ ،‬والحسيب النسيب أصالً‬ ‫وفرعاً‘‘‪.‬‬ ‫وبعد هذا التصدير‪ ،‬يجد القاريء قصيدة نادرة في مدح الكتاب‬ ‫ومؤلفه‪ ،‬نظمها الشاعر األديب حفني ناصف (‪ .)1‬وهذه القصيدة تدل على‬ ‫أن تادرس وهبي‪ ،‬كانت له عالقات كثيرة مع كبار أدباء وأعالم عصره‪.‬‬ ‫ومن هذه القصيدة‪ ،‬نقتطع منها هذه األبيات‪ ،‬وفيها يقول الشاعر‪:‬‬

‫(‪ - )1‬امسه حممد احلفىن انصف‪ُ ،‬ولد عام ‪ 1988‬بربكة احلج ابلقليوبية‪ ،‬وعندما خترج من‬ ‫مدرسة دار العلوم عمل مدرساً مبدرسة العميان واخلرس عام ‪ ،1991‬مث كاتباً بنيابة‬ ‫حمكمة استئناف مصر األهلية عام ‪ ،1998‬مث مدرساً لإلنشاء القضائي مبدرسة‬ ‫احلقوق عام ‪ ،1999‬مث قاضياً مبحاكم أسيوط واملنصورة وطنطا حىت عام ‪ ،1988‬مث‬ ‫قاضياً مبحاكم مصر وقنا وأسيوط حىت عام ‪ ،1818‬مث عمل وكيالً مبحاكم قنا‬ ‫وأسيوط وطنطا حىت عام ‪ . 1818‬مث قام إبلقاء حماضرات يف آداب اللغة العربية‬ ‫ابجلامعة املصرية حىت عام ‪ ،1811‬مث نقل مفتشاً أول للغة العربية بنظارة املعارف عام‬ ‫‪ ،1811‬وأحيل إىل املعاش عام ‪ .1818‬وقد حصل على الرتبة الثانية (البكوية) عام‬ ‫‪ ،1988‬وتويف عام ‪ .1818‬ومن أهم مؤلفاته‪ :‬كتاب مميزات اللغة‪ ،‬كتاب حياة اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬كتا ب القطار السريع يف علم البديع‪ ،‬كتاب األمثال العامية‪ ،‬كتاب بديع اللغة‬ ‫العامية‪ ،‬كتاب عامية الشام‪ ،‬كتاب عامية الصعيد‪ ،‬رسالة يف البحث واملناظرة‪ ،‬رسالة‬ ‫يف املنطق‪ ،‬رسالة يف األصول‪ ،‬رسالة يف العروض والقوايف‪ .‬ابإلضافة إىل رحلته إىل‬ ‫األستانة وديوان شعره وديوان رسائله‪ ،‬وكتبه العديدة اليت ألفها ابالشرتاك مع آخرين‪،‬‬ ‫خصوصاً كتب النحو وكتاب رسم املصحف وضبطه‪.‬‬ ‫(‪)69‬‬


‫األديب الشاعر حفين انصف‬

‫عز نظيـ ـره إذا قسته بالدر يستحقر ال ــدر‬ ‫كتاب لوهبي بك ّ‬ ‫تخال إذا طالعته أن ما مضــى من األمر مشهود وهذا هو السحر‬ ‫وتنظر في أسجاعه حسن يوسف فيا حبذا في حسنه السجع والشعر‬ ‫وفي الكتاب مقدمتان كتبهما تادرس وهبي‪ ،‬األولى بدأها بملخص‬ ‫شديد عن تاريخ مصر في عهد ذي القرنين‪ ،‬ثم في عهد البطالسة وانشاء‬ ‫مكتبة االسكندرية‪ ،‬ثم في عهد الرومان حتى الفتح اإلسالمي لمصر على‬ ‫يد عمرو بن العاص‪ .‬ثم تطرق إلى عهد المماليك والعثمانيين والحملة‬ ‫الفرنسية‪ ،‬حتى وصل إلى عهد محمد علي باشا‪ ،‬وما قام به من إنشاء‬ ‫المدارس‪ .‬ثم خصص مساحة للحديث عن المدارس القبطية وما وصلت‬ ‫إليه من تقدم‪ ،‬واشتغال طالبها في الوظائف األميرية‪ .‬ثم تحدث عن نفسه‬ ‫(‪)71‬‬


‫وما قام به في مدرسة حارة السقائين‪ ،‬وأنه أراد وضع قصة يوسف‬ ‫الصديق في قالب التمثيل‪ ،‬مع الحفاظ على معانيها كما جاءت في‬ ‫التنزيل‪ .‬ويحذر الناقد من إساءة الظن به‪ ،‬لتطرقه إلى هذا الموضوع‪.‬‬ ‫ويختتم مقدمته بوصف من حضر تمثيلها من الجمهور الغفير‪ ،‬عندما‬ ‫ُمثلت ألول مرة في مسرح حديقة األزبكية‪ ،‬وعلى رأسهم طلعة األنجال ‪..‬‬ ‫ويقصد بذلك حضور األميرين عباس حلمي الثاني ومحمد علي‪.‬‬ ‫والمالحظ أن المؤلف سار في كتابته لهذه المقدمة‪ ،‬على أسلوب‬ ‫السجع المتبع في جميع كتاباته بما فيه من صنعة لفظية‪ ،‬وتضمين آليات‬ ‫القرآن الكريم باللفظ والمعنى‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬قوله (وأورد في كتبه ما‬ ‫فيه مزدجر حكمة بالغة)‪ ،‬مأخوذ من اآليتين الرابعة والخامسة من سورة‬ ‫(القمر)‪’’ :‬وَلَقد جاءهم ِمن ْاألَنباء ما ِف ِ‬ ‫يه ُم ْزَد َجٌر‪ِ ،‬ح ْك َم ٌة َبالِ َغ ٌة َف َما تُ ْغ ِن‬ ‫َ ْ َ ُ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫الن ُذ ُر‘‘‪ .‬وقوله (أوتوا من الحكمة وفصل الخطاب) مأخوذ من اآلية رقم‬ ‫ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫اب‘‘‪.‬‬ ‫ص َل اْل ِخ َ‬ ‫‪ 11‬من سورة (ص)‪َ ’’ :‬و َش َد ْد َنا ُمْل َك ُه َوآتَ ْي َناهُ اْلح ْك َم َة َوَف ْ‬ ‫وقوله (وما له في األرض من ولي وال نصير) مأخوذ من آيات كثيرة‪،‬‬ ‫منها على سبيل المثال اآلية رقم ‪ 11‬من سورة (العنكبوت)‪َ ’’ :‬و َما أَنتُم‬ ‫ين ِفي ْاأل َْر ِ‬ ‫َّللاِ ِمن َولِ ٍي َوَال‬ ‫الس َماء َو َما َل ُكم ِّمن ُدو ِن َّ‬ ‫ض َوَال ِفي َّ‬ ‫ِب ُم ْع ِج ِز َ‬ ‫ّ‬ ‫نِ‬ ‫صير‘‘‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وقوله (واذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة) مأخوذ من‬ ‫وها‬ ‫اآلية رقم ‪ 81‬من سورة (النمل)‪َ’’ :‬قاَل ْت ِإ َّن اْل ُمُل َ‬ ‫وك ِإ َذا َد َخُلوا َق ْرَي ًة أَْف َسُد َ‬ ‫ِ‬ ‫َهلِ َها أَِذَّل ًة َوَك َذلِ َك َيْف َعُلو َن‘‘‪ .‬وقوله (ولقد مكن هللا في األرض‬ ‫َو َج َعُلوا أَع َّزَة أ ْ‬ ‫ون َك‬ ‫لذي القرنين) مأخوذ من اآليتين ‪ 81 ،88‬من سورة (الكهف)‪َ ’’ :‬وَي ْسأَُل َ‬ ‫َعن ِذي اْلَق ْرَن ْي ِن ُق ْل سأ َْتُلو َعَل ْي ُكم ِم ْن ُه ِذ ْك اًر‪ِ ،‬إَّنا م َّكَّنا َل ُه ِفي ْاأل َْر ِ‬ ‫ض َوآتَ ْي َناهُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِمن ُك ِّل َشي ٍء َس َبباً‪ .‬وقوله (ونبه أجياالً بها كنت تحسبهم أيقاظاً وهم رقود)‬ ‫ْ‬ ‫مأخوذ من بداية اآلية رقم ‪ 58‬من سورة (الكهف)‪َ ’’ :‬وتَ ْح َسُب ُه ْم أ َْيَقاظاً َو ُه ْم‬ ‫ود‘‘‪.‬‬ ‫ُرُق ٌ‬ ‫(‪)71‬‬


‫وقوله (فهي الروضة الناضرة ذات القطوف الدانية) مأخوذ من‬ ‫طوُف َها َد ِان َي ٌة‘‘‪.‬‬ ‫اآليتين ‪ 11‬و‪ 18‬من سورة (الحاقة)‪ِ ’’ :‬في َجَّن ٍة َعالِ َي ٍة‪ُ،‬ق ُ‬ ‫وقوله (دعائم عظة تنشرح بتالوتها الصدور) مأخوذ من اآلية رقم ‪ 11‬من‬ ‫سورة (يونس)‪َ ’’ :‬يا أَيُّها َّ‬ ‫ظ ٌة ِّمن َّرّبِ ُك ْم َوِشَفاء ّلِ َما ِفي‬ ‫اءت ُكم َّم ْو ِع َ‬ ‫اس َق ْد َج ْ‬ ‫الن ُ‬ ‫َ‬ ‫ور وهدى ورحم ٌة ِّلْلمؤ ِمِ‬ ‫ين‘‘‪ .‬وقوله (وهللا أسأل أن يتوالني بتوفيقه‬ ‫ن‬ ‫ُّ‬ ‫الصُد ِ َ ُ ً َ َ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫عولت فهو حسبي تبارك اسمه وعليه توكلت) مأخوذ من اآلية رقم‬ ‫فيما ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّللاُ ال ِإَل َـه ِإالَّ ُه َو َعَل ْي ِه‬ ‫‪ 511‬من سورة (التوبة)‪َ’’ :‬فِإن تَ َول ْوْا َفُق ْل َح ْسِب َي ّ‬ ‫تَوَّكْل ُت و ُهو َر ُّب اْل َع ْر ِ‬ ‫ش اْل َع ِظي ِم‘‘‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫أما مقدمة الكتاب األخرى‪ ،‬فقد قسمها المؤلف إلى فصلين‪ .‬األول‬ ‫تحدث فيه عن ملخص قصة يوسف عليه السالم‪ ،‬وفي اآلخر تحدث عن‬ ‫داللة علو درجة مصر في قصة يوسف‪ .‬ثم تأتي بعد ذلك مسرحية‬ ‫(يوسف الصديق)‪ ،‬وقد كتبها على هيئة مقامات‪ ،‬وكل مقامة تنقسم إلى‬ ‫فصول‪ .‬والمقصود بالمقامة ‪ -‬تبعاً للمفهوم الحديث للمسرحية ‪ -‬فصل‬ ‫المسرحية‪ ،‬والمقصود بفصول المقامة ‪ -‬تبعاً للمفهوم الحديث للمسرحية‬ ‫أيضاً ‪ -‬مشاهد فصول المسرحية‪.‬‬ ‫واختتم المؤلف مسرحيته بخاتمة قصيرة‪ ،‬جاءت بعنوان (خاتمة‬ ‫وعظية وصفية لمجمل السيرة اليوسفية)‪ ،‬اختتمها بقصيدة دعائية من‬ ‫ضمن هذه‬ ‫قصائده‪ .‬وكعادة تادرس وهبي في أسلوبه الكتابي‪ ،‬وجدناه ّ‬ ‫المقدمة عدة آيات من القرآن الكريم‪ ،‬سواء باللفظ أو المعنى‪ ،‬ومن أمثله‬ ‫ذلك‪ ،‬قوله‪( :‬أن العمل الصالح تجارة لن تبور)‪ ،‬مأخوذ من اآلية رقم ‪11‬‬ ‫من سورة (فاطر)‪ِ’’ :‬إ َّن َّالِذين ي ْتُلون ِكتاب َّ ِ‬ ‫َنفُقوا ِم َّما‬ ‫اموا َّ‬ ‫الص َال َة َوأ َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َّللا َوأَ​َق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ور‘‘‪ .‬وقوله (إن هللا عز وجل‬ ‫َرَزْق َن ُ‬ ‫اه ْم س ّاًر َو َع َالن َي ًة َي ْرُجو َن ت َج َارًة لن تَُب َ‬ ‫يبعث من في القبور) مأخوذ من اآلية السابعة من سورة (الحج)‪َ ’’ :‬وأ َّ‬ ‫َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫يها َوأ َّ‬ ‫َّللاَ َي ْب َع ُث َمن ِفي اْلُقُبور‘‘‪.‬‬ ‫َن َّ‬ ‫َّ‬ ‫الس َ‬ ‫اع َة آت َي ٌة ال َرْي َب ف َ‬ ‫(‪)72‬‬


‫وتسود وجوه) مأخوذ من اآلية رقم‬ ‫وقوله (ساعة تبيض فيها وجوه‬ ‫ّ‬ ‫ض وجوه وتَسوُّد وجوه َفأ َّ َّ ِ‬ ‫ين‬ ‫َما الذ َ‬ ‫‪ 511‬من سورة (آل عمران)‪َ ’’ :‬ي ْوَم تَ ْب َي ُّ ُ ُ ٌ َ ْ َ ُ ُ ٌ‬ ‫اسوَّدت وجوههم أَ ْكَفرتُم بعد ِإ ِ‬ ‫اب ِب َما ُك ْنتُ ْم تَ ْكُف ُرو َن‘‘‪.‬‬ ‫يمان ُك ْم َف ُذوُقوْا اْل َع َذ َ‬ ‫ْ َ ْ ُ ُ ُ​ُْ ْ ََْ َ‬ ‫وقوله (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) هو جزء من اآلية الثانية من‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ض ُع ُك ُّل‬ ‫ض َع ْت َوتَ َ‬ ‫سورة (الحج)‪َ ’’ :‬ي ْوَم تَ َرْوَن َها تَ ْذ َه ُل ُك ُّل ُم ْرض َعة َع َّما أ َْر َ‬ ‫َّللاِ‬ ‫َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات َح ْم ٍل َح ْمَلها َوتَ َرى َّ‬ ‫اب َّ‬ ‫اس ُس َك َارى َو َما ُهم ب ُس َك َارى َوَلك َّن َع َذ َ‬ ‫الن َ‬ ‫َ‬ ‫َشِد ٌيد‘‘‪ .‬وقوله (وجعل هللا ما عملوا من عمل هباء منثورا) مأخوذ من‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اآلية رقم ‪ 18‬من سورة (الفرقان)‪َ ’’ :‬وَقد ْم َنا إَلى َما َعمُلوا م ْن َع َمل َف َج َعْل َناهُ‬ ‫َه َباء َّمنثُو اًر‘‘‬ ‫وقوله (فألقسم برب األرباب الذي فطر السموات واألرض) مأخوذ‬ ‫ط َر‬ ‫من اآلية رقم ‪ 11‬من سورة (األنعام)‪ِ’’ :‬إِّني َو َّج ْه ُت َو ْج ِه َي لَِّلِذي َف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‘‘‪ .‬وقوله (إن المرء لينظر‬ ‫َّ‬ ‫ض َحنيفاً َو َما أ َ​َن ْا م َن اْل ُم ْش ِرك َ‬ ‫الس َم َاوات َواأل َْر َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اك ْم‬ ‫ما قدمت يداه) مأخوذ من اآلية رقم ‪ 11‬من سورة (النبأ)‪’’ :‬إنا أَن َذ ْرَن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نت‬ ‫َع َذاباً َق ِريباً َي ْوَم َين ُ‬ ‫ول اْل َكاف ُر َيا َل ْيتَني ُك ُ‬ ‫ظ ُر اْل َم ْرُء َما َقَّد َم ْت َي َداهُ َوَيُق ُ‬ ‫تَُراباً‘‘‪ .‬وقوله (ويحشرنا مع من أوتي كتابه بيمينه) مأخوذ من اآلية رقم‬ ‫اس ِبِإم ِ‬ ‫‪ 15‬من سورة (اإلسراء)‪َ :‬ي ْوم َن ْد ُعو ُك َّل أ َُن ٍ‬ ‫ام ِه ْم َف َم ْن أُوِتي ِكتَ َاب ُه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ظَل ُمو َن َفِتيالً‘‘‪ .‬وقوله (يوم تبلى‬ ‫ِب َي ِم ِين ِه َفأ ُْوَل ِـئ َك َيْق َرُؤو َن ِكتَ َاب ُه ْم َوالَ ُي ْ‬ ‫الس َرِائ ُر‘‘‪.‬‬ ‫السرائر) هو اآلية التاسعة من سورة (الطارق)‪َ ’’ :‬ي ْوَم تُْبَلى َّ‬ ‫وبعد هذه الخاتمة‪ ،‬سيجد القاريء (مقامة وهبية)‪ ،‬أي حكاية أو‬ ‫قصة قصيرة من تأليف تادرس وهبي‪ ،‬تحكي عن شيخ مسن يروي قصة‬ ‫اتصاله بشاب شجاع ملك الكثير من األراضي والبلدان‪ ،‬وتقلبت عليه‬ ‫األحوال تارة بالسعادة وتارة أخرى بالشقاء‪ .‬ونعلم من هذه القصة‪ ،‬أن‬ ‫الشيخ المسن هو التمدن‪ ،‬أما الشاب فهو الوطن‪ ،‬والمقصود به مصر!!‬ ‫وهكذا نجد المؤلف يستخدم الرمز في رسم شخصيات قصته‪ ،‬وهو أسلوب‬ ‫لم يستخدم بكثرة في هذا الوقت‪ ،‬ولعل تادرس وهبي بهذا النهج‪ُ ،‬يعتبر من‬ ‫رواد هذا األسلوب!!‬ ‫(‪)73‬‬


‫وبعد هذه القصة أو المقامة‪ ،‬نجد (فائدة تاريخية) عن أحوال مصر‬ ‫أيام يوسف عليه السالم‪ .‬ثم بعدها يأتي جزء كبير من الكتاب‪ ،‬وهو عبارة‬ ‫عن ُمعجم تفسير األلفاظ الواردة في مقامات الكتاب‪ ،‬مرتبة حسب‬ ‫القاموس المحيط للفيروزبادي‪ .‬فعلى سبيل المثال نجده في (باب األلف‬ ‫المهموزة) يأتي بالترتيب اآلتي‪ :‬برأ‪ ،‬خبأ‪ ،‬درأ‪ ،‬رزأ‪ ،‬رفأ‪ ،‬عبأ‪ ،‬فيأ‪ ،‬كأل‪ ،‬نبأ‪،‬‬ ‫ومأ‪ .‬وكمثال لتفسير هذه األلفاظ‪ ،‬نجده يقول عن (كأل)‪ :‬الكأل العشب‬ ‫وكأله هللا كأله بالكسر أي حفظه وحرسه‪ .‬وهكذا يسير المؤلف في بقية‬ ‫أبواب المعجم حسب الترتيب الهجائي لحروف اللغة العربية‪.‬‬ ‫ريادة املسرح املدرسي‬

‫في آخر صفحتين من الكتاب‪ ،‬جاءت الخاتمة‪ ،‬وقال فيها المؤلف‬ ‫عن مسرحيته (يوسف الصديق)‪’’ :‬فجاء تمثيلها باإلطراء حريا‪ ،‬نهضت‬ ‫به مع طلبة مدرسة حارة السقائين‪ ،‬فجاؤا بالعجب العجاب‪ ،‬وانتدبوا إلعالء‬ ‫كلمة اآلداب أيما انتداب‪ ،‬فأنا أفاخر بهم وهم أولوا الفطن‪ .‬وأحتسب كوني‬ ‫مفتتح باب التمثيل دون أبناء الوطن‪ ،‬حتى ينفسح نطاقه بعناية أولي‬ ‫األمر‪ ،‬ونكون في غنية عن زيد وعمرو‪ ،‬ألنه الفن المحرض على‬ ‫الفضائل‪ ،‬الحاث على نبذ الرذائل‘‘‪ .‬ونستنبط من هذا الكالم أمرين‪:‬‬ ‫األول أن مسرحية يوسف الصديق‪ ،‬قام بتمثيلها المؤلف تادرس وهبي‬ ‫بنفسه‪ ،‬مع طالب مدرسة حارة السقايين القبطية‪ .‬واألمر اآلخر‪ ،‬أن تادرس‬ ‫وهبي هو رائد المسرح األول في مصر‪ ،‬الذي ألف مسرحية تعتمد على‬ ‫مسرحة المناهج الدراسية!! ولنناقش هذين األمرين بشيء من التفصيل‪.‬‬ ‫فبالنسبة لألمر األول‪ ،‬ربما يظن القاريء خطأ‪ ،‬أن طالب مدرسة‬ ‫حارة السقايين القبطية‪ ،‬هم أول طالب يمثلون إحدى المسرحيات المدرسية‬ ‫في مصر عام ‪ !!5881‬فهذا األمر له سوابق كثيرة‪ ،‬من أهمها مسرحية‬ ‫(أدونيس)‪ ،‬التي مثلها طالب مدرسة العمليات عام ‪ .5811‬وقد أشارت‬ ‫(‪)74‬‬


‫إلى ذلك مجلة وادي النيل قائلة‪ ،‬تحت عنوان (امتحان تالمذة مدرسة‬ ‫العمليات المصرية) ‪ :‬وبعد انتهاء االمتحان ’’ازداد أهل المجلس استغراباً‬ ‫وانبساطاً واشتدو عجباً ونشاطاً بما حصل بعد تناول الطعام المعتاد في‬ ‫مثل هذا اليوم لسائر المدعوين والمعلمين والتالمذة المتعلمين من تصوير‬ ‫كوميدية أي لعبة تخليعية مضحكة من نوع األلعاب التياترية في خمسة‬ ‫فصول تسمى باسم (أدونيس) أو (الشاب العاقل المجتهد في تحصيل العلم‬ ‫الكامل) كان قد ألفها من قبل وأحفظها للتالمذة باللغة الفرنساوية المعلم‬ ‫لويز معلم هذه اللغة المشهور في المدرسة المذكورة فقام بتصويرها وحسن‬ ‫إلقائها وتقريرها كل واحد منهم فيما نيط منها لعهدته ‪ ....‬وكان اللعب بها‬ ‫في صحن المدرسة على مجرد ترابيزة صغيرة مستظرفة‘‘(‪.)1‬‬ ‫وفي عدد آخر من المجلة‪ ،‬علمنا أن مؤلف المسرحية هو مدرس‬ ‫تم في المدرسة يوم‬ ‫اللغة الفرنسية لويس فاروجيه‪ ،‬وأن تمثيل المسرحية ّ‬ ‫‪ ،5811/55/51‬وقام بتمثيلها بعض الطالب وهم‪ :‬محمد فهيم أفندي‪،‬‬ ‫وقام بدور قيصر الحالق‪ .‬محمد رشاد أفندي‪ ،‬وقام بدور أدونيس‪ .‬أحمد‬ ‫شوقي‪ ،‬وقام بدور الموسيو دوشارم السائح الفرنسي‪ .‬أحمد عبد الوهاب‬ ‫أنسي أفندي‪ ،‬وقام بدور الموسيو مونفرو رفيق السائح الفرنسي‪ .‬نيازي‬ ‫أفندي‪ ،‬وقام بدور جيفار صديق قيصر الحالق‪ .‬نديم أفندي‪ ،‬وقام بدور‬ ‫ريزينيه رفيق أدونيس‪ .‬محمد وهبي أفندي‪ ،‬وقام بدور بومبه الترجمان‪.‬‬ ‫محمد فاضل أفندي‪ ،‬وقام بدور شارلوت ولد بونفور‪ .‬شاكر أفندي‪ ،‬وقام‬ ‫بدور كرونتار صديق دوشارم (‪.)1‬‬ ‫(‪ - )1‬جملة وادى النيل ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬عدد ‪ - 1981/11/19 - 88‬ص(‪.)4،8‬‬ ‫وللمزيد عن هذه املسرحية‪ ،‬انظر‪ :‬كتابنا ‪ -‬اتريخ املسرح يف مصر يف القرن التاسع‬ ‫عشر ‪ -‬السابق ‪ -‬ص(‪)188-188‬‬ ‫(‪ - )2‬انظر‪ :‬جملة وادى النيل‪-‬السنة الرابعة ‪ -‬عدد ‪ - 1981/11/8 - 84‬ص(‪)4-1‬‬ ‫(‪)75‬‬


‫أما المسرحية الثانية‪ ،‬التي مثلها طالب المدارس في مصر فكانت‬ ‫مسرحية حربية‪ ،‬مثلها طالب مدرسة أركان الحرب عام ‪ ،5818‬وكانت‬ ‫باللغة الفرنسية‪ .‬وقام بتأليفها سعيد نصر مدرس اللغة الفرنسية وفنون‬ ‫الحرب بالمدرسة‪ ،‬ونشرت مجلة (الجنان) ترجمتها (‪ .)1‬أما المسرحية‬ ‫الثالثة والرابعة‪ ،‬فكانتا (العرب) و(الوطن وطالع التوفيق) من تأليف عبد‬ ‫وتم تمثيلهما من قبل طالب مدرسة الجمعية الخيرية اإلسالمية‬ ‫هللا النديم‪ّ ،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫باالسكندرية ( )‪.‬‬ ‫ومما سبق نستطيع القول‪ :‬إن تادرس وهبي هو أول أستاذ يمثل مع‬ ‫طالبه مسرحية منشورة ومؤلفة باللغة العربية! على اعتبار أن مسرحيات‬ ‫تم تمثيلها من قبل الطالب فقط‪ ،‬وأن‬ ‫أدونيس والعرب والمسرحية الحربية‪ّ ،‬‬ ‫تم تمثيلها من قبل الطالب مع أستاذهم‬ ‫مسرحية (الوطن وطالع التوفيق) ّ‬ ‫ومؤلفها عبد هللا النديم بمسرح زيزينيا باالسكندرية عام ‪ ،5885‬ولكنها‬ ‫غير منشورة‪ ،‬ومفقود نصها‪ .‬هذا باإلضافة إلى أن مسرحية أدونيس‬ ‫تم تمثيلهما باللغة الفرنسية‪ ،‬على الرغم من أن‬ ‫والمسرحية الحربية ّ‬ ‫تم تمثيلهما باللغة العربية‪،‬‬ ‫مسرحيتي العرب والوطن وطالع التوفيق‪ّ ،‬‬ ‫ولكنهما غير منشورتين ونصهما مفقود!‬ ‫أما األمر اآلخر‪ ،‬الخاص بأن تادرس وهبي هو رائد المسرح األول‬ ‫في مصر‪ ،‬الذي ألف مسرحية تعتمد على مسرحة المناهج الدراسية!! فهذا‬ ‫الكالم صحيح‪ ،‬ولكنه يحتاج إلى تحديد أكثر‪ .‬فمثالً سيالحظ القاريء أن‬ ‫تادرس وهبي قال‪( :‬وأحتسب كوني مفتتح باب التمثيل دون أبناء‬ ‫الوطن)!! ولعل هذا القول ُيفهم خطأ‪ ،‬بأن تادرس وهبي هو رائد المسرح‬ ‫في مصر على اإلطالق!! وهذا األمر لم يقصده تادرس وهبي‪ ،‬بل يقصد‬ ‫(‪ - )1‬انظر‪ :‬جملة اجلنان ‪1981/11/1 ،1981/11/18 -‬‬ ‫(‪ - )2‬انظر‪ :‬كتابنا ‪ -‬اتريخ املسرح يف مصر يف القرن التاسع عشر ‪ -‬السابق ‪-‬‬ ‫ص(‪)184-181‬‬ ‫(‪)76‬‬


‫إنه الرائد المصري األول للمسرح المدرسي كصاحب أول مسرحية مدرسية‬ ‫منشورة في كتاب!!‬ ‫والدليل على ذلك‪ ،‬إنه في عام ‪ ،5111‬عندما نشر مسرحيته الثانية‬ ‫نص صراحة بأن الريادة المسرحية في مصر كانت‬ ‫(بطرس األكبر)‪ّ ،‬‬ ‫نص‬ ‫لسليم النقاش وأديب إسحاق‪ ،‬رغم كونهما من الشوام!! ولكنه هنا ّ‬ ‫على إنه مفتتح باب التمثيل دون أبناء الوطن! أي إنه كمصري له حق‬ ‫الريادة المسرحية‪ ،‬بعيداً عن الشوام!! ولكنه ذكر أيضاً عام ‪ ،5111‬إن‬ ‫عبد هللا النديم سبقه في هذا األمر‪ ،‬ولكن مسرحياته غير منشورة‪ ،‬ولم تكن‬ ‫تعتمد على مسرحة المناهج الدراسية‪ ،‬علماً بأن المسرحية الحربية التي‬ ‫سبق ذكرها‪ ،‬كانت تعتمد على مسرحة المناهج الدراسية‪.‬‬ ‫ومسألة مسرحة المناهج الدراسية‪ ،‬عبر عنها تادرس وهبي بقوله‪:‬‬ ‫(وأحتسب كوني مفتتح باب التمثيل دون أبناء الوطن‪ ،‬حتى ينفسح نطاقه‬ ‫بعناية أولي األمر‪ ،‬ونكون في غنية عن زيد وعمرو)!! وهذا القول يقصد‬ ‫به تادرس‪ ،‬إنه أول من فكر في شرح المناهج الدراسية عن طريق المسرح‪،‬‬ ‫عندما قام بمسرحة قصة يوسف الصديق كقصة تعليمية لطالبه‪ .‬ويأمل‬ ‫في توسيع نطاق تجربته هذه‪ ،‬حتى تتخلص المدارس من ضرب األمثلة‬ ‫بزيد وعمرو‪ ،‬كناية عن أمثلة كتب النحو التراثية‪ ،‬التي تستخدم زيد وعمرو‬ ‫في أمثلتها‪ .‬وبناء على ما سبق في مجمله‪ ،‬نستطيع القول بأن تادرس‬ ‫وهبي هو أول أستاذ يمثل مع طالبه مسرحية مدرسية منشورة مؤلفة باللغة‬ ‫العربية‪ ،‬تعتمد على مسرحة المناهج الدراسية!!‬ ‫املسرحية بني الشكل واملضمون‬

‫على الرغم من أن نص مسرحية (يوسف الصديق)‪ ،‬بين يدي القراء‬ ‫اآلن‪ ،‬إال أننا سنلقي بعض المالحظات العابرة عليه‪ ،‬لنبين أسلوب تادرس‬ ‫وهبي في كتابته للمسرحيات من حيث الشكل‪ ،‬ألن األسلوب المتبع في‬ ‫(‪)77‬‬


‫هذه المسرحية‪ ،‬هو األسلوب نفسه المتبع في مسرحية (بطرس األكبر)‪.‬‬ ‫وأول مالحظة لنا أن المؤلف لم يقسم مسرحيته إلى فصول‪ ،‬كما هو‬ ‫معروف في أسلوب الكتابة المسرحية حالياً‪ ،‬بل قسمها إلى عدة مقامات!!‬ ‫على اعتبار أن مفهوم ومعنى المقامة هو (الخطبة أو العظة أو الرواية‬ ‫التي تلقى في مجتمع من الناس)‪ ،‬وهو أحد مفاهيم ومعاني المقامة‪ ،‬كما‬ ‫جاءت في المعاجم اللغوية‪ .‬وهذا األسلوب يعتبر فريداً‪ ،‬حيث إننا لم نجد‬ ‫مؤلفاً مسرحياً أطلق على مسرحيته اسم المقامة!! بل المعروف في هذا‬ ‫الوقت أن المسرحية‪ ،‬كان ُيطلق عليها (لعبة‪ ،‬أو تشخيصة‪ ،‬أو رواية‬ ‫تشخيصية)‪.‬‬ ‫والمالحظة الثانية‪ ،‬أن المؤلف لم يقسم مقاماته إلى مشاهد‪ ،‬كما هو‬ ‫قسم كل مقامة إلى عدة فصول‪ .‬أي أن الفصل داخل‬ ‫معروف حالياً!! بل ّ‬ ‫المقامة عنده‪ ،‬بمثابة المشهد داخل الفصل في الكتابة المسرحية الحديثة‪.‬‬ ‫وهذا األسلوب فريد أيضاً‪ ،‬حيث كان المعروف في ذلك الوقت أن الفصول‬ ‫تُقسم إلى أجزاء‪ ،‬باعتبار الجزء هو بمثابة المشهد‪ .‬وهذا ما قام به مارون‬ ‫النقاش في كتاباته المسرحية‪ ،‬المنشورة في كتابه (أرزة لبنان) عام ‪.5811‬‬ ‫والمالحظة الثالثة‪ ،‬أن المؤلف كان يضع عناوين لمقاماته ‪ -‬أي‬ ‫لفصول مسرحيته ‪ -‬وعناوين أخرى لفصوله ‪ -‬أي لمشاهد فصوله ‪-‬‬ ‫فعلى سبيل المثال نجده يضع عنواناً لمقامته الثانية ‪ -‬أي للفصل الثاني‬ ‫من المسرحية ‪ -‬يقول فيه‪( :‬في حزن يعقوب على يوسف عليهما السالم‬ ‫وما جرى له مع أبنائه بالتفصيل في هذا المقام وفيه فصالن)‪ .‬ثم يضع‬ ‫عنواناً للفصل األول ‪ -‬أي للمشهد األول من الفصل الثاني ‪ -‬يقول فيه‪:‬‬ ‫(فيما جرى بين يعقوب وبين الرسول)‪ ،‬ثم يضع عنواناً للفصل الثاني ‪-‬‬ ‫أي للمشهد الثاني من الفصل الثاني ‪ -‬يقول فيه‪( :‬فيما جرى بين يعقوب‬ ‫وبين أبنائه حين دخلوا عليه وهو يخاطب الرسول)‪.‬‬ ‫(‪)78‬‬


‫والمالحظة الرابعة‪ ،‬أن المؤلف كان تارة يكتب بعض اإلرشادات‬ ‫المسرحية بصورة صحيحة‪ ،‬واضعاً إياها بين أقواس‪ ،‬وتارة أخرى يكتبها‬ ‫ضمن سياق الحوار‪ ،‬بدون أقواس‪ ،‬مما أحدث بعض الخلل في سياق‬ ‫الحوار الدرامي‪ .‬وكمثال لألسلوب األول نجد أحد أخوة يوسف يقول في‬ ‫ص‪’’ :81‬من وجد في رحله فهو جزاء كما إنا نكون عبيداً لموالك يحق‬ ‫علينا والؤه ويخفق على رؤسنا علم عدله ولواؤه (ثم فتش رحالهم فاستخرج‬ ‫السقاية من رحل بنيامين فقال) اآلن حصحص الحق وزهق الباطل ‪....‬‬ ‫إلخ‘‘‪.‬‬ ‫وكمثال لألسلوب الثاني‪ ،‬ما جاء في ص‪’’ :51‬ثم رأى بعضهم‬ ‫يوسف قادماً فانتدب يقول غير ناظر لما تضمنه قوله بعين المعقول‪ .‬قد‬ ‫قدم إليكم أيها األخوة األنجاب صاحب األحالم يختال في حلة اإلعجاب‬ ‫فاقتلوه أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم ‪ ....‬إلخ‘‘‪ .‬وكان من‬ ‫المفترض وضع العبارة اآلتية بين قوسين (ثم رأى بعضهم يوسف قادماً‬ ‫فانتدب يقول غير ناظر لما تضمنه قوله بعين المعقول)‪ ،‬على إنها تقع‬ ‫ضمن اإلرشادات المسرحية‪.‬‬ ‫والمالحظة الخامسة‪ ،‬تتمثل في شخصيات المسرحية وطريقة‬ ‫كتابتها‪ ،‬حيث جاءت هكذا‪( :‬قال ممثل يوسف عليه السالم‪ ،‬قال ممثل‬ ‫يعقوب عليه السالم)‪ ،‬ولم يقل مثالً‪( :‬قال يوسف عليه السالم‪ ،‬أو قال‬ ‫يعقوب عليه السالم)!! وهذا األمر جاء على اعتبار أن كل شخصية‬ ‫منهما تمثل نبياً من أنبياء هللا‪ ،‬وال يحق دينياً أو رقابياً إظهار أحدهما على‬ ‫خشبة المسرح بصورة مجسدة!! لذلك أراد المؤلف بقوله (ممثل يوسف‪،‬‬ ‫وممثل يعقوب)‪ ،‬أن يعبر للجمهور أن من يقول هذا الحوار هو ممثل‬ ‫النبي ال النبي نفسه!! وربما أثناء التمثيل‪ ،‬كان ممثال يوسف ويعقوب‪،‬‬ ‫خلف الكواليس وال يظهر منهما سوى صوتهما فقط‪ ،‬أو كان هناك رٍاو‬ ‫(‪)79‬‬


‫يتحدث من خلف الستار‪ .‬وهذا احتمال يؤكده قول المؤلف (قال ممثل‬ ‫يوسف‪ ،‬قال ممثل يعقوب)‪ .‬والدليل األكبر على ذلك‪ ،‬أن بقية الشخصيات‬ ‫كانت تتحدث هكذا‪( :‬قال قائل من أخوته‪ ،‬قال أحد أبنائه‪ ،‬قال قائل منهم‪،‬‬ ‫قال وكيل يوسف)‪ .‬وهذا يعني أن هذه الشخصيات كانت تظهر بهيئتها‪،‬‬ ‫ألنها ليست من األنبياء‪.‬‬ ‫والمالحظة األخيرة‪ ،‬تتمثل في شخصية امرأة العزيز‪ ،‬حيث ذكرها‬ ‫المؤلف هكذا‪( :‬قال ممثل امرأة العزيز)!! وهذا يعني أن طالباً قام بتمثيل‬ ‫هذا الدور‪ ،‬ولم يكن الدور المرأة أو لطالبة!! وهذا األمر ال يحتاج إلى‬ ‫معاناة في تفسيره أو شرحه‪ ،‬حيث إن المسرح في مصر في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫كان الرجال فيه يقومون بأدوار النساء في األغلب األعم‪ ،‬عدا بعض الفرق‬ ‫مر علينا ‪ -‬في أحد‬ ‫الشامية القليلة التي جلبت معها بعض النساء‪ .‬وقد ّ‬ ‫الهوامش السابقة ‪ -‬كيف كان هجوم الصحافة على فرقة القباني‪ ،‬التي‬ ‫تنكر رجالها للقيام باألدوار النسائية!! فما بالنا لو وقفت طالبة لتمثل دور‬ ‫امرأة العزيز على خشبة المسرح‪ ،‬في إحدى المسرحيات المدرسية عام‬ ‫‪!!5881‬‬ ‫أما من حيث المضمون الديني لمسرحية (يوسف الصديق)‪ ،‬فمن‬ ‫غير المعقول أن يعتمد تادرس وهبي‪ ،‬كعاشق وحافظ للقرآن الكريم‪ ،‬على‬ ‫مصدر آخر لهذه القصة غير القرآن!! فعلى الرغم من أن قصة يوسف‬ ‫عليه السالم جاءت أوالً في التوراة‪ ،‬إال أنها جاءت بعد ذلك في القرآن‬ ‫لتحمل الكثير من المعاني والتفاسير‪ ،‬التي لم ِ‬ ‫تأت في التوراة‪ ،‬علماً بأن‬ ‫قصة التوراة جاءت كثيرة األحداث والشخصيات‪ ،‬التي لم تُذكر في القرآن!‬ ‫وعدم الذكر هنا كان مقصوداً‪ ،‬حيث إن القرآن قدم قصة يوسف كمفاهيم‬ ‫أبدية للعالقات االجتماعية والعائلية‪ .‬وهذا المعنى وعاه جيداً تادرس وهبي‬ ‫كحافظ للقرآن ومتفهم لمعانيه‪ ،‬فاعتمد في مسرحيته على النص القرآني في‬ ‫(‪)81‬‬


‫المقام األول‪ ،‬ولم يعتمد على نص التوراة إال في القليل النادر‪ ،‬خصوصاً‬ ‫األحداث التي تلت انتهاء أحدث القصة القرآنية (‪.)1‬‬ ‫والدليل على ذلك‪ ،‬أن تادرس وهبي عرض في مسرحيته صورة عدل‬ ‫ورحمة يوسف عليه السالم في مصر‪ ،‬أثناء تعامله مع الناس كأمين على‬ ‫خزائن البالد‪ ،‬قبل وبعد المجاعة والقحط‪ ،‬بالصورة التي جاءت في القرآن‪.‬‬ ‫ولم يتعرض للصورة نفسها التي جاءت في التوراة‪ ،‬رغم ثرائها الدرامي‪،‬‬ ‫الذي كان سيساعده في عرض أحداث مسرحيته‪ ،‬ألنها صورة تمثل‬ ‫جبروت السلطة دون النظر بعين الرحمة إلى الشعوب الجائعة‪ .‬وبمعنى‬ ‫آخر‪ ،‬إذا كان تادرس وهبي أراد أن يصور بعض األحداث الدرامية‪ ،‬التي‬ ‫تخدم مسرحيته وقدرته هو وطالبه على التمثيل‪ ،‬لكان عرض ما جاء في‬ ‫التوراة من أن يوسف عليه السالم ابتاع الطعام للناس في سنوات المجاعة‬ ‫السبع‪ ،‬بالمال في السنة األولى‪ ،‬وبالجواهر والحلي في الثانية‪ ،‬وبالدواب‬ ‫في الثالثة‪ ،‬وبالعبيد والجواري في الرابعة‪ ،‬وبالعقار في الخامسة‪ ،‬وباألبناء‬ ‫في السادسة‪ ،‬وبالرقاب في األخيرة ‪ ..‬ولكنه لم يفعل ذلك‪ ،‬واعتمد على‬ ‫النص القرآني‪.‬‬ ‫والدالئل بعد ذلك كثيرة‪ ،‬يستطيع القاريء أن يستنبطها بعد قراءة‬ ‫المسرحية‪ ،‬ومن ثم يقارن بينها وبين قصة يوسف عليه السالم‪ ،‬كما جاءت‬ ‫ابتداء من األصحاح السابع والثالثين إلى األصحاح التاسع واألربعين في‬ ‫سفر التكوين بالتوراة‪ ،‬وفي األصحاح السابع من سفر أعمال الرسل‬ ‫باإلنجيل‪ ،‬وفي سورة يوسف بالقرآن الكريم‪ .‬وجميع هذه النصوص موجودة‬ ‫في ملحق الكتاب‪ .‬وكل الدالئل والنصوص تؤكد أن تادرس وهبي ارتضى‬ ‫(‪ - )1‬قارن بني أحداث نص مسرحية (يوسف الصديق) املنشور يف هذا الكتاب‪ ،‬وبني‬ ‫نص قصة يوسف ع ليه السالم يف التوراة واإلجنيل والقرآن‪ ،‬املوجود يف ملحق الكتاب‪.‬‬ ‫(‪)81‬‬


‫النص القرآني‪ ،‬ليكون عماده األول واألساسي في تأليفه لمسرحيته (يوسف‬ ‫الصديق)‪.‬‬ ‫*********‬ ‫هذه كانت رحلتنا مع تادرس وهبي بك‪ ،‬الذي يحتفل المركز القومي‬ ‫للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية‪ ،‬بذكرى مرور سبعين سنة على وفاته‪،‬‬ ‫وبمرور مائة وعشرين سنة على تمثيل ونشر مسرحيته األولى (يوسف‬ ‫الصديق)‪ ،‬وذلك بإصدار هذا الكتاب‪ ،‬الذي يحمل بين جنباته نص كتابه‬ ‫نص مسرحيته‬ ‫(عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق)‪ ،‬المتضمن ّ‬ ‫(يوسف الصديق)‪ .‬والشكر كل الشكر إلى الدكتور سامح مهران رئيس‬ ‫المركز‪ ،‬الذي كلفني بكتابة هذه الدراسة‪ ،‬وأعطاني الفرصة كي أنفض‬ ‫غبار النسيان والتجاهل عن شخصية مصرية نصرانية فريدة في نوعها‪،‬‬ ‫استطاعت أن تجسد معنى التسامح الديني‪ ،‬بحفظها للقرآن الكريم‪،‬‬ ‫واستخدام آياته في كل إنتاجها األدبي!!‬ ‫دكتور‪ /‬سيد على إمساعيل‬ ‫كلية دار العلوم ‪ -‬جامعة املنيا‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬ ‫جامعة اإلمارات العربية‬

‫(‪)82‬‬


‫عنوان التوفيق‬ ‫يف قصة يوسف الصديق‬

‫(‪)83‬‬


)85(


)86(


)87(


)88(


)89(


)91(


)91(


)92(


)93(


)94(


)95(


)96(


)97(


)98(


)99(


)111(


)111(


)112(


)113(


)114(


)115(


)116(


)117(


)118(


)119(


)111(


)111(


)112(


)113(


)114(


)115(


)116(


)117(


)118(


)119(


)121(


)121(


)122(


)123(


)124(


)125(


)126(


)127(


)128(


)129(


)131(


)131(


)132(


)133(


)134(


)135(


)136(


)137(


)138(


)139(


)141(


)141(


)142(


)143(


)144(


)145(


)146(


)147(


)148(


)149(


)151(


)151(


)152(


)153(


)154(


)155(


)156(


)157(


)158(


)159(


)161(


)161(


)162(


)163(


)164(


)165(


)166(


)167(


)168(


)169(


)171(


)171(


)172(


)173(


)174(


)175(


)176(


)177(


)178(


)179(


‫ملـــــــحق‬ ‫قصة يوسف عليه السالم‬ ‫يف الكتب السماوية الثالثة‬

‫(‪)181‬‬


‫العهد القديم (التوراة)‬ ‫ْ ُ َّ ْ‬ ‫ين‬ ‫سفر التك ِو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ َ َّ َ ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ‬ ‫ابع والثالثون‬ ‫األصحاح الس ِ‬ ‫ض غرب ِة أَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه ِفي أ َْر ِ‬ ‫ان‪َ .‬هِذ ِه َم َوالِ ُيد‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫وب في أ َْر ِ ُ ْ َ‬ ‫َو َس َك َن َي ْعُق ُ‬ ‫ان َي ْرَعى َم َع ِإ ْخ َوِت ِه اْل َغ َن َم َو ُه َو ُغالَ ٌم ِع ْن َد َبِني ِبْل َه َة‬ ‫ْ​ْ َن َس ْب َع َع َش َرَة َس َن ًة َك َ‬ ‫ِ‬ ‫الرِد َيئ ِة ِإَلى أَِبي ِهم‪ .‬وأ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‪ .‬وأَتَى يوس ِ ِ‬ ‫يل‬ ‫يمِت ِه ِم َّ‬ ‫ام َأرَتَ ْي أَِب َ ُ ُ ُ‬ ‫َما إ ْس َرائ ُ‬ ‫َوَبني ِ ْزلَف َة ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ف ب َنم َ‬ ‫يه ألََّنه ابن شيخ ِ ِ‬ ‫َفأَح َّب يوسف أَ ْكثَر ِمن س ِائ ِر بِن ِ‬ ‫ص َن َع َل ُه َق ِميصاً‬ ‫ُ ُْ َْ ُ َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫وخته َف َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ضوهُ َوَل ْم‬ ‫غ‬ ‫َب‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫إ‬ ‫يع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ث‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫َّه‬ ‫ب‬ ‫َح‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫اه‬ ‫َب‬ ‫أ‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫إ‬ ‫َى‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ِ‬ ‫َْ َْ ُ‬ ‫َْ ُ​ُ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ ْ َ​َ ْ َ‬ ‫ُمَل َّوناً‪َ .‬فَل َّما َ‬ ‫َيستَ ِطيعوا أ ْ ِ ِ‬ ‫َخ َب َر ِإ ْخ َوتَ ُه َف ْازَد ُادوا أ َْيضاً‬ ‫ف ُحْلماً َوأ ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َن ُي َكّل ُموهُ ب َسالَمٍ‪َ .‬و َحُل َم ُي ُ‬ ‫اس َم ُعوا َه َذا اْل ُحْلم َّالِذي َحُل ْم ُت‪َ .‬ف َها َن ْح ُن َح ِازُمو َن‬ ‫ُب ْغضاً َل ُه‪َ .‬فَق َ‬ ‫ال َل ُه ُم‪ْ « :‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ْت ُح َزُم ُك ْم َو َس َج َد ْت‬ ‫احتَا َ‬ ‫ص َب ْت َف ْ‬ ‫ام ْت َو ْانتَ َ‬ ‫ُح َزماً في اْل َحْقل َوِا َذا ُح ْزَمتي َق َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ط َعَل ْي َنا تَ َسُّلطاً؟»‬ ‫ك َعَل ْي َنا ُمْلكاً أ َْم تَتَ َسَّل ُ‬ ‫ال َل ُه ِإ ْخ َوتُ ُه‪« :‬أَ​َل َعل َك تَ ْمل ُ‬ ‫ل ُح ْزَمتي»‪َ .‬فَق َ‬ ‫وازدادوا أَيضاً بغضاً َله ِمن أَج ِل أ ِ ِ‬ ‫َج ِل َكالَ ِم ِه‪ .‬ثُ َّم َحُل َم أ َْيضاً‬ ‫ُْ‬ ‫َ َْ ُ ْ‬ ‫َحالَمه َو ِم ْن أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َح َد َع َش َر َك ْوَكباً َساج َدةٌ‬ ‫إّني َق ْد َحُل ْم ُت ُحْلماً أ َْيضاً َواِ َذا الش ْم ُس َواْلَق َم ُر َوأ َ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ال َل ُه‪َ « :‬ما َه َذا اْل ُحْل ُم‬ ‫لِي»‪َ .‬وَق َّ‬ ‫ص ُه َعَلى أَبيه َو َعَلى إ ْخ َوته َف ْانتَ َه َرهُ أَُبوهُ َوَق َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم َك واِ ْخوتُ َك لِ َنس ُج َد َل َك ِإَلى األ َْر ِ‬ ‫ض؟» َف َح َس َدهُ‬ ‫ْ‬ ‫الذي َحُل ْم َت! َه ْل َنأْتي أ َ​َنا َوأ ُّ َ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ األَمر‪ .‬وم َ ِ‬ ‫يم‪.‬‬ ‫ِإ ْخ َوتُ ُه َوأ َّ‬ ‫َما أَُبوهُ َف َحف َ ْ َ َ َ‬ ‫ضى إ ْخ َوتُ ُه ل َي ْرُعوا َغ َن َم أَبيه ْم ع ْن َد َشك َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفَقال ِإسرِائ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َفأ ُْرِسَل َك‬ ‫وس َ‬ ‫يم؟ تَ َع َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫يل لُي ُ‬ ‫ف‪« :‬أَ​َل ْي َس إ ْخ َوتُ َك َي ْرُعو َ ع ْن َد َشك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ظ ْر َسالَ َم َة ِإ ْخ َوِت َك َو َسالَ َم َة‬ ‫ان‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫»‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫ئ‬ ‫ه‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫َْ ُْ‬ ‫ال َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫إَل ْيه ْم»‪َ .‬فَق َ‬ ‫اْل َغن ِم ورَّد لِي خب اًر»‪َ .‬فأَرسَله ِمن و َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫يم‪َ .‬ف َو َج َدهُ َرُج ٌل‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َْ ُ ْ َ‬ ‫طاء َح ْب ُرو َ َفأَتَى إَلى َشك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طال ٌب‬ ‫ال في اْل َحْقل‪َ .‬ف َسأَ​َل ُه َّ‬ ‫ض ٌّ‬ ‫الرُج ُل‪َ « :‬ما َذا تَ ْ‬ ‫ال‪« :‬أ َ​َنا َ‬ ‫َواِ َذا ُه َو َ‬ ‫طُل ُب؟» َفَق َ‬ ‫ِإ ْخوِتي‪ .‬أ ْ ِ ِ‬ ‫الرُج ُل‪َ« :‬قِد ْارتَ َحُلوا ِم ْن ُه َنا ألَِّني‬ ‫ال َّ‬ ‫َخب ْرني أ َْي َن َي ْرُعو َن»‪َ .‬فَق َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫اء ِإ ْخ َوِت ِه َف َو َج َد ُه ْم ِفي‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ف‬ ‫َ‪.‬‬ ‫»‬ ‫ان‬ ‫ث‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫َس ِم ْ ُ ُ ْ َُ ُ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ​َ َ َ ُ ُ ُ َ​َ َ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ال‬ ‫ُدوثَ َ‬ ‫ص ُروهُ م ْن َبعيد َقْبَل َما ا ْقتَ َر َب ِإَل ْي ِه ِم ْ‬ ‫احتَاُلوا َل ُه لُيميتُوهُ‪َ .‬فَق َ‬ ‫ان‪َ .‬فَل َّما أ َْب َ‬ ‫(‪)183‬‬


‫ِ‬ ‫َب ْع ُ ِ ٍ‬ ‫ط َر ْح ُه‬ ‫َحالَ ِم َق ِاد ٌم‪َ .‬ف ْاآل َن َهُل َّم َنْقُتْل ُه َوَن ْ‬ ‫صاح ُب األ ْ‬ ‫ض ُه ْم ل َب ْعض‪ُ « :‬ه َوَذا َه َذا َ‬ ‫ِفي ِإ ْح َدى ْاآل َب ِار وَنُقول‪ :‬و ْح ٌ ِ‬ ‫َحالَ ُم ُه»‪.‬‬ ‫يء أ َ‬ ‫َكَل ُه‪َ .‬ف َن َرى َما َذا تَ ُكو ُن أ ْ‬ ‫ش َرد ٌ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫»‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ُوب ْي ُن‪« :‬الَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ُ َ​َ َ ُْ َ َ‬ ‫َف َسم َع َأر َ‬ ‫ُوب ْي ُن َوأ َْنَق َذهُ م ْن أ َْي ْ َ َ َ‬ ‫طرحوه ِفي هِذ ِه اْلِب ْئ ِر َّالِتي ِفي اْلب ِري ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّة َوالَ تَ ُمُّدوا ِإَل ْي ِه َيداً» ‪ -‬لِ َكي‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫تَ ْسف ُكوا َدماً‪ .‬ا ْ َ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ف ِإَلى ِإ ْخ َوِت ِه أََّن ُه ْم َخَل ُعوا‬ ‫ُي ْنق َذهُ م ْن أ َْيدي ِه ْم ل َي ُرَّدهُ ِإَلى أَِبيه‪َ .‬ف َك َ‬ ‫وس ُ‬ ‫اء ُي ُ‬ ‫ان َل َّما َج َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما اْلِب ْئ ُر َف َك َان ْت‬ ‫ط َرُحوهُ ِفي اْلِب ْئ ِر‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َخ ُذوهُ َو َ‬ ‫يص ُه اْل ُمَل َّو َن الذي َعَل ْيه َوأ َ‬ ‫َع ْن ُه َقم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ُروا َواِ َذا‬ ‫ون ُه ْم َوَن َ‬ ‫ْكُلوا َ‬ ‫اء‪ .‬ثُ َّم َجَل ُسوا لِ َيأ ُ‬ ‫ط َعاماً‪َ .‬ف َرَف ُعوا ُعُي َ‬ ‫يها َم ٌ‬ ‫َفارَغ ًة َل ْي َس ف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِْ ِ‬ ‫َخ َانا‬ ‫َن َنْقتُ َل أ َ‬ ‫ال َي ُهوَذا ِإل ْخ َوِته‪َ « :‬ما اْلَفائ َدةُ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ص َر‪َ .‬فَق َ‬ ‫ين ل َي ْن ِزُلوا ب َها إَلى م ْ‬ ‫اعيلِ​ِيين والَ تكن أَيِدينا عَلي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ونا‬ ‫َخ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫َن‬ ‫أل‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫إل‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫يع‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫؟‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫خ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َوُن ْ َ َ َ ُ َ َ ُ َ َ َ ُ ْ َ ّ َ َ َ ُ ْ ْ َ َ ْ‬ ‫وَلحمنا»‪َ .‬فس ِمع َله ِإخوتُه‪ .‬واجتَاز ِرج ِ ِ‬ ‫ف‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫وس َ‬ ‫َ َ ُ َْ ُ َ ْ َ َ ٌ‬ ‫ال م ْد َيانيُّو َن تُ َّج ٌار َف َس َحُبوا ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين م َن اْلف َّ‬ ‫ضة‪َ .‬فأَتُوا‬ ‫ين بع ْش ِر َ‬ ‫ف لإل ْس َماعيلّي َ‬ ‫وس َ‬ ‫َص َعُدوهُ م َن اْلب ْئ ِر َوَب ُ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫اعوا ُي ُ‬ ‫ف ِإَلى ِمصر‪ .‬ورجع أر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّق‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ف َل ْي َس ِفي اْلِب ْئ ِر َف َمز َ‬ ‫وس ُ‬ ‫وس َ‬ ‫ْ َ َ​َ َ َ َ‬ ‫ُوب ْي ُن إَلى اْلب ْئر َواِ َذا ُي ُ‬ ‫بُي ُ‬ ‫ِ ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪« :‬اْل َوَلُد َل ْي َس َم ْو ُجوداً َوأ َ​َنا ِإَلى أ َْي َن أَ ْذ َه ُب؟»‬ ‫ث َي َاب ُه‪ .‬ثُ َّم َر َج َع إَلى إ ْخ َوته َوَق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يص ِفي َّ‬ ‫الد ِم‬ ‫َفأ َ‬ ‫وس َ‬ ‫ف َوَذ َب ُحوا تَ ْيساً م َن اْلم ْع َزى َو َغ َم ُسوا اْلَقم َ‬ ‫َخ ُذوا َقم َ‬ ‫يص ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُروهُ ِإَلى أَِبي ِه ْم َوَقاُلوا‪َ « :‬و َج ْد َنا َه َذا‪َ .‬حِّق ْق‬ ‫َح َ‬ ‫يص اْل ُمَل َّو َن َوأ ْ‬ ‫َوأ َْرَسُلوا اْلَقم َ‬ ‫أَ​َق ِميص ْابِن َك ُهو أَم الَ؟» َفتَحَّقَق ُه وَقال‪َ« :‬ق ِميص ْابِني‪ .‬و ْح ٌ ِ‬ ‫َكَل ُه!‬ ‫يء أ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ش َرد ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ا ْفت ِرس يوسف ا ْفِتراساً!» َفمزَّق يعُقوب ِثيابه ووضع ِمسحاً عَلى حَقوي ِ‬ ‫اح‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫َ َ َْ َ​َ َ‬ ‫ُ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫َ َ َْ ُ َ َُ َ​َ َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن َيتَ َع َّزى‬ ‫يع َب َناته لُي َع ُّزوهُ‪َ .‬فأ َ​َبى أ ْ‬ ‫يع َبنيه َو َجم ُ‬ ‫ام َجم ُ‬ ‫َعَلى ْابنه أَيَّاماً َكث َيرًة‪َ .‬فَق َ‬ ‫َما‬ ‫ال‪ِ« :‬إِّني أ َْن ِزُل ِإَلى ْابِني َن ِائحاً ِإَلى اْل َه ِاوَي ِة»‪َ .‬وَب َكى َعَل ْي ِه أَُبوهُ‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َوَق َ‬ ‫اْل ِمدي ِانيُّون َفباعوه ِفي ِمصر لُِف ِ‬ ‫وط َيفار خ ِ‬ ‫يس ُّ‬ ‫ص ِي ِف ْرَع ْو َن َرِئ ِ‬ ‫الش َر ِط‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ُ ُ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ ُ َ َّ ُ َّ َّ َ ُ َ‬ ‫امن والثالثون‬ ‫األصحاح الث ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ​ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫الزم ِ‬ ‫ان أ َّ‬ ‫ال ِإَلى َرُج ٍل‬ ‫َن َي ُهوَذا َن َزَل م ْن ع ْند إ ْخ َوته َو َم َ‬ ‫َو َح َد َث في َذل َك َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َخ َذ َها َوَد َخ َل َعَل ْي َها َف َحِبَل ْت‬ ‫َوَن َ‬ ‫اس ُم ُه ُشوعٌ َفأ َ‬ ‫ظ َر َي ُهوَذا ُه َن َ‬ ‫اك ْاب َن َة َرُجل َك ْن َعان ٍّي ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس َم ُه‬ ‫اس َم ُه عي اًر‪ .‬ثُ َّم َحبَل ْت أ َْيضاً َوَوَل َدت ْابناً َوَد َعت ْ‬ ‫َوَوَل َدت ْابناً َوَد َعا ْ‬ ‫(‪)184‬‬


‫ُونان‪ .‬ثُ َّم عاد ْت َفوَلد ْت أَيضاً ابناً ودع ِت اسمه ِشيَل َة‪ .‬وَكان ِفي َك ِز ِ‬ ‫ين‬ ‫يب ح َ‬ ‫َ َ‬ ‫أَ​َ‬ ‫ْ َ​َ َ ْ َ ُ‬ ‫َ​َ َ​َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َخ َذ َيهوَذا َزوج ًة لِ ِع ٍ ِ ِ‬ ‫ان ِع ٌير ِب ْك ُر َي ُهوَذا‬ ‫ام ُار‪َ .‬وَك َ‬ ‫َْ‬ ‫ير ب ْك ِره ْ‬ ‫اس ُم َها ثَ َ‬ ‫َوَل َد ْت ُه‪َ .‬وأ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِش ِري اًر ِفي َع ْي َن ِي َّ ِ‬ ‫ام َأرَِة‬ ‫َماتَ ُه َّ‬ ‫ال َي ُهوَذا أل َ‬ ‫ُون َ‬ ‫ّ‬ ‫الر ُّب‪َ .‬فَق َ‬ ‫ان‪ْ « :‬اد ُخ ْل َعَلى ْ‬ ‫الر ّب َفأ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ان أ َّ‬ ‫ان‬ ‫يك»‪َ .‬ف َعل َم أ َ‬ ‫َن الن ْس َل الَ َي ُكو ُ َل ُه‪َ .‬ف َك َ‬ ‫ُون ُ‬ ‫يك َوتَ َزَّو ْج ب َها َوأَق ْم َن ْسالً ألَخ َ‬ ‫أَخ َ‬ ‫َخ ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ض لِ َكي الَ يع ِطي َنسالً أل ِ‬ ‫ِإ ْذ د َخل عَلى ام أرَِة أ ِ‬ ‫يه أََّن ُه أَْفس َد َعَلى األ َْر ِ‬ ‫يه‪.‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ُْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفَقبح ِفي َع ْي َن ِي َّ ِ‬ ‫ام َار َكَّنته‪« :‬ا ْق ُعدي‬ ‫َُ‬ ‫َماتَ ُه أ َْيضاً‪َ .‬فَق َ‬ ‫ال َي ُهوَذا لثَ َ‬ ‫الر ّب َما َف َعَل ُه َفأ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وت ُه َو‬ ‫ال‪َ« :‬ل َعل ُه َي ُم ُ‬ ‫أ َْرَمَل ًة في َب ْيت أَبيك َحتى َي ْكُب َر شيَل ُة ْابني»‪ .‬ألََّن ُه َق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ص ِع َد‬ ‫يها‪َ .‬وَل َّما َ‬ ‫الزَم ُ‬ ‫ط َ‬ ‫ان َماتَت ْاب َن ُة ُشوٍع ْ‬ ‫ام َأرَةُ َي ُهوَذا‪ .‬ثُ َّم تَ َعزى َي ُهوَذا َف َ‬ ‫ْ أَب َ‬ ‫ِإَلى ج َّزِاز َغ َن ِم ِه ِإَلى ِتم َن َة هو و ِحيرة ص ِ‬ ‫احُب ُه اْلعُد َّال ِم ُّي‪َ .‬فأ ْ ِ‬ ‫ام ُار‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُخب َر ْت ثَ َ‬ ‫ْ َُ َ َ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اب تَ َرُّمل َها‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫»‪.‬‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫ز‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫د‬ ‫اع‬ ‫ص‬ ‫وك‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َْ َ َ ُ َ​َ َ ُ َ َ َ ْ َْ َ َ َ‬ ‫« ُه َوَذا َ ُ‬ ‫وتَ َغ َّ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫يق ِت ْم َن َة ‪-‬‬ ‫ط ْت ِبُب ْرُق ٍع َوَتَلَّفَف ْت َو َجَل َس ْت ِفي َم ْد َخ ِل َع ْي َنايِ َم َّالِتي َعَلى َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ظ َرَها َي ُهوَذا َو َحس َب َها‬ ‫ط َل ُه َزْو َج ًة‪َ .‬ف َن َ‬ ‫َت أَن شيَل َة َق ْد َكب َر َوه َي َل ْم تُ ْع َ‬ ‫ألَن َها َأر ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ال ِإَل ْي َها َعَلى الط ِر ِ‬ ‫ال‪َ « :‬هاتي‬ ‫يق َوَق َ‬ ‫َزان َي ًة ألََّن َها َك َان ْت َق ْد َغط ْت َو ْج َه َها‪َ .‬ف َم َ‬ ‫أ َْد ُخ ْل َعَل ْي ِك»‪ .‬ألََّن ُه َل ْم َي ْعَل ْم أََّن َها َكَّنتُ ُه‪َ .‬فَقاَل ْت‪َ « :‬ما َذا تُ ْع ِط ِيني لِ َكي تَ ْد ُخ َل‬ ‫ْ‬ ‫ال‪ِ« :‬إِّني أ ُْرِس ُل َج ْد َي ِم ْع َزى ِم َن اْل َغ َن ِم»‪َ .‬فَقاَل ْت‪َ « :‬ه ْل تُ ْع ِط ِيني‬ ‫َعَل َّي؟» َفَق َ‬ ‫ِ‬ ‫الرهن َّالِذي أُع ِط ِ‬ ‫َّ‬ ‫يك؟» َفَقاَل ْت‪َ « :‬خ ِات ُم َك‬ ‫ْ‬ ‫ال‪َ « :‬ما َّ ْ ُ‬ ‫َرْهناً َحتى تُ ْرسَل ُه؟» َفَق َ‬ ‫و ِعصابتُك وعص َِّ ِ ِ‬ ‫اها َوَد َخ َل َعَل ْي َها‪َ .‬ف َحِبَل ْت ِم ْن ُه‪ .‬ثُ َّم‬ ‫َع َ‬ ‫اك التي في َيد َك»‪َ .‬فأ ْ‬ ‫َ َ َ َ َ​َ​َ َ‬ ‫ط َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب تَ َرُّمل َها‪َ .‬فأ َْرَس َل َي ُهوَذا َج ْد َي‬ ‫ام ْت َو َم َ‬ ‫ض ْت َو َخَل َع ْت َع ْن َها ُب ْرُق َع َها َوَلب َس ْت ث َي َ‬ ‫َق َ‬ ‫اْل ِمعزى ِبيِد ص ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل‬ ‫ْخ َذ َّ‬ ‫احِبه اْل َعُد َّالم ِّي لِ َيأ ُ‬ ‫الرْه َن م ْن َيد اْل َم ْأرَة َفَل ْم َيج ْد َها‪َ .‬ف َسأ َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫الزِاني ُة َّالِتي َكان ْت ِفي عينايِم عَلى َّ‬ ‫َّ‬ ‫الط ِر ِ‬ ‫يق؟» َفَقاُلوا‪َ« :‬ل ْم‬ ‫ن‬ ‫َي‬ ‫أ‬ ‫«‬ ‫َ‬ ‫َه َل َم َكان َها‪َ ْ :‬‬ ‫أْ‬ ‫َ َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫تَ ُك ْن َهه َنا َزِاني ٌة»‪َ .‬فرجع ِإَلى يهوَذا وَقال‪َ« :‬لم أ ِ‬ ‫َه ُل اْلم َك ِ‬ ‫ان أ َْيضاً‬ ‫َج ْد َها‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫َ​َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َقاُلوا‪َ :‬لم تَ ُكن ههنا َزِاني ٌة»‪َ .‬فَقال يهوَذا‪« :‬لِتَأْخ ْذ لِنْف ِسها لِ َئ َّال ن ِ‬ ‫ص َير ِإ َه َان ًة‪ِ .‬إِّني‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ ََُ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُخب َر‬ ‫ان َن ْح ُو ثَالَثَة أ ْ‬ ‫َش ُهر أ ْ‬ ‫َق ْد أ َْرَسْل ُت َه َذا اْل َج ْد َي َوأ َْن َت َل ْم تَج ْد َها»‪َ .‬وَل َّما َك َ‬ ‫يل َل ُه‪َ« :‬ق ْد َزَن ْت ثَام ُار َكَّنتُ َك‪ .‬و َها ِهي ُحْبَلى أ َْيضاً ِم َن ِّ‬ ‫ال‬ ‫الزَنا»‪َ .‬فَق َ‬ ‫َي ُهوَذا َوِق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(‪)185‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما ِهي َفَل َّما أ ْ ِ‬ ‫يها َق ِائَل ًة‪:‬‬ ‫وها َفتُ ْح َر َق»‪ .‬أ‬ ‫َي ُهوَذا‪« :‬أ ْ‬ ‫َخ ِرُج َ‬ ‫ُخر َج ْت أ َْرَسَل ْت إَلى َحم َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫« ِمن َّ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص َاب ُة‬ ‫َ‬ ‫الرُجل الذي َهذه َل ُه أ َ​َنا ُحْبَلى!» َوَقاَل ْت‪َ « :‬حّق ْق ل َمن اْل َخات ُم َواْلع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُعط َها لشيَل َة‬ ‫ال‪« :‬ه َي أ َ​َب ُّر مّني ألَّني َل ْم أ ْ‬ ‫صا َهذه»‪َ .‬فتَ َحقَق َها َي ُهوَذا َوَق َ‬ ‫َواْل َع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫طِنها تَ ْوأَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫ان‪َ .‬وَك َ‬ ‫َ‬ ‫ْابني»‪َ .‬فَل ْم َي ُع ْد َي ْعرُف َها أ َْيضاً‪َ .‬وفي َوْقت والَ​َدت َها إ َذا في َب ْ َ‬ ‫ِفي ِوالَ​َدِت َها أ َّ‬ ‫ط ْت َعَلى َيِد ِه ِق ْرِم اًز َق ِائَل ًة‪:‬‬ ‫َخ َذ ِت اْلَقاِبَل ُة َوَرَب َ‬ ‫َح َد ُه َما أ ْ‬ ‫َخ َرَج َيداً َفأ َ‬ ‫َن أ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َخوهُ َق ْد َخ َرَج‪َ .‬فَقاَل ْت‪« :‬لِ َما َذا‬ ‫ين َرَّد َي َدهُ ِإ َذا أ ُ‬ ‫« َه َذا َخ َرَج أ ََّوالً»‪َ .‬وَلك ْن ح َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخوهُ َّالِذي‬ ‫ص»‪َ .‬وَب ْع َد َذلِ َك َخ َرَج أ ُ‬ ‫اس ُم ُه «َف ِار َ‬ ‫ام»‪َ .‬فُدع َي ْ‬ ‫ا ْقتَ َح ْم َت؟ َعَل ْي َك ا ْقت َح ٌ‬ ‫َعَلى َيِد ِه اْل ِق ْرِم ُز‪َ .‬فُد ِعي اسمه « َزارح»‪.‬‬ ‫َ َ َْ ُ ُْ َ ُ َ َ َّ ُ َ َّ َ ُ َ‬ ‫اسع والثالثون‬ ‫األصحاح الت ِ‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يس‬ ‫َوأ َّ‬ ‫ص َر َو ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫اشتَ َراهُ ُفوط َيف ُار َخص ُّي ف ْرَع ْو َن َرِئ ُ‬ ‫ف َفأ ُْن ِزَل إَلى م ْ‬ ‫َما ُي ُ‬ ‫اعيلِ​ِي َّ ِ‬ ‫الشر ِط رجل ِمص ِر ٌّي ِمن يِد ِ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫الر ُّب‬ ‫ان َّ‬ ‫اك‪َ .‬وَك َ‬ ‫ين الذ َ‬ ‫اإل ْس َم ّ َ‬ ‫ين أ َْن َزُلوهُ ِإَلى ُه َن َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ٌَُ ْ‬ ‫ِ ِ​ِ ِ ِ‬ ‫اجحاً‪ .‬وَك ِ‬ ‫ان رجالً َن ِ‬ ‫ص ِرِّي‪َ .‬وَأرَى َسِّيُدهُ أ َّ‬ ‫َن‬ ‫َ َ‬ ‫وس َ‬ ‫ف َف َك َ َ ُ‬ ‫ان في َب ْيت َسّيده اْلم ْ‬ ‫َم َع ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان م ْن‬ ‫ان َل ُه‪َ .‬وَك َ‬ ‫ْي َع ْي َن ْيه َو َخ َد َم ُه َف َوَّكَل ُه َعَلى َب ْيته َوَدَف َع ِإَلى َيده ُك َّل َما َك َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِرِّي‬ ‫ان َل ُه أ َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ين َوَّكَل ُه َعَلى َب ْيته َو َعَلى ُك ِّل َما َك َ‬ ‫حَ‬ ‫الر َّب َب َار َك َب ْي َت اْلم ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان َل ُه ِفي اْل َب ْي ِت َوِفي اْل َحْق ِل‬ ‫ف‪َ .‬وَك َان ْت َب َرَك ُة َّ‬ ‫الر ِّب َعَلى ُك ِّل َما َك َ‬ ‫وس َ‬ ‫ب َس َبب ُي ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف َش ْيئاً ِإ َّال اْل ُخ ْب َز َّالِذي‬ ‫َفتَ َر َك ُك َّل َما َك َ‬ ‫ف‪َ .‬وَل ْم َي ُك ْن َم َع ُه َي ْع ِر ُ‬ ‫وس َ‬ ‫ان َل ُه في َيد ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫ظ ِر‪ .‬و َح َد َث َب ْع َد َهذه األُم ِ‬ ‫ور‬ ‫َيأ ُ‬ ‫ْك ُل‪َ .‬وَك َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ف َح َس َن ُّ َ‬ ‫ورة َو َح َس َن اْل َم ْن َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ان ُي ُ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ َّ‬ ‫ط ِج ْع َم ِعي»‪َ .‬فأ َ​َبى‬ ‫اض َ‬ ‫ف َوَقاَلت‪ْ « :‬‬ ‫وس َ‬ ‫َن ْ‬ ‫ام َأرَ​َة َسّيده َرَف َع ْت َع ْي َن ْي َها إَلى ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫وَق ِ ِ ِ ِ‬ ‫ف َم ِعي َما ِفي اْل َب ْي ِت َوُك ُّل َما َل ُه َق ْد‬ ‫ال ال ْم َأرَة َسِّيده‪ُ « :‬ه َوَذا َسِّيدي الَ َي ْع ِر ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َم ِمِّني‪َ .‬وَل ْم ُي ْم ِس ْك َعِّني َش ْيئ ًا‬ ‫َع‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ي‪.‬‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َْْ‬ ‫َدَف َع ُ َ َ‬ ‫َْ َ َُ‬ ‫ِ‬ ‫الش َّر اْلع ِظيم وأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف أَص َنع َه َذا َّ‬ ‫ان‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ُخطئُ ِإَلى هللا؟» َوَك َ‬ ‫ام َأرَتُ ُه‪َ .‬ف َك ْي َ ْ ُ‬ ‫َغ ْي َرك ألََّنك ْ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ط ِج َع ِب َج ِانِب َها لِ َي ُكو َن‬ ‫ضَ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫ف َي ْوماً َف َي ْوماً أََّن ُه َل ْم َي ْس َم ْع َل َها أ ْ‬ ‫وس َ‬ ‫إ ْذ َكل َم ْت ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫َم َع َها‪ .‬ثُ َّم َح َد َث َن ْح َو َه َذا اْل َوْقت أََّن ُه َد َخ َل اْل َب ْي َت لِ َي ْع َم َل َع َمَل ُه َوَل ْم َي ُك ْن ِإ ْن َس ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن أَه ِل اْلبي ِت هن ِ‬ ‫ط ِج ْع َم ِعي»‪.‬‬ ‫اض َ‬ ‫اك في اْل َب ْيت‪َ .‬فأ َْم َس َك ْت ُه ِبثَ ْوِبه َقائَل ًة‪ْ « :‬‬ ‫ْ ْ َْ َُ َ‬ ‫(‪)186‬‬


‫ِ ِ‬ ‫َت أََّن ُه تَ َر َك ثَ ْوَب ُه ِفي‬ ‫ان َل َّما َأر ْ‬ ‫َفتَ َر َك ثَ ْوَب ُه في َيد َها َو َه َر َب َو َخ َرَج ِإَلى َخ ِارٍج‪َ .‬وَك َ‬ ‫ِ‬ ‫اء ِإَل ْي َنا‬ ‫َه َل َب ْيِت َها َوَقاَل ْت‪ْ « :‬ان ُ‬ ‫َيد َها َو َه َر َب ِإَلى َخ ِارٍج أََّن َها َن َاد ْت أ ْ‬ ‫ظ ُروا! َق ْد َج َ‬ ‫ِ ٍ ِ ِ ِ ِ‬ ‫اعبنا‪ .‬دخل ِإَل َّي لِيض َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْو ٍت َع ِظيمٍ‪.‬‬ ‫َْ‬ ‫ب َرُجل ع ْب َران ٍّي لُي َد َ َ َ َ َ‬ ‫ص َر ْخ ُت ب َ‬ ‫طج َع َمعي َف َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر ْخ ُت أََّن ُه تَ َر َك ثَ ْوَب ُه ِب َج ِانِبي َو َه َر َب‬ ‫َوَك َ‬ ‫ص ْوتي َو َ‬ ‫ان َل َّما َسم َع أَّني َرَف ْع ُت َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫اء َسِّيُدهُ ِإَلى َب ْيته‪َ .‬ف َكَّل َم ْت ُه‬ ‫َو َخ َرَج ِإَلى َخ ِارٍج»‪َ .‬ف َو َ‬ ‫ض َع ْت ثَ ْوَب ُه ب َجانب َها َحتى َج َ‬ ‫ِب ِم ْث ِل َه َذا اْل َكالَ ِم َق ِائَل ًة‪َ « :‬د َخ َل ِإَل َّي اْل َع ْبُد اْل ِع ْب َرِان ُّي َّالِذي ِج ْئ َت ِب ِه ِإَل ْي َنا‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر ْخ ُت أََّن ُه تَ َر َك ثَ ْوَب ُه ِب َج ِانِبي َو َه َر َب‬ ‫لُي َداع َبني‪َ .‬وَك َ‬ ‫ص ْوتي َو َ‬ ‫ان َل َّما َرَف ْع ُت َ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َن َع ِبي‬ ‫َْ َسّيُدهُ َكالَ َم ْ‬ ‫ام َأرَته الذي َكل َم ْت ُه به َقائَل ًة‪« :‬ب َح َسب َه َذا اْل َكالَ ِم َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْج ِن اْلم َك ِ‬ ‫َع ْبُد َك» أ َّ‬ ‫ان‬ ‫ض َب ُه َحم َي‪َ .‬فأ َ‬ ‫ف َوَو َ‬ ‫َن َغ َ‬ ‫وس َ‬ ‫ض َع ُه في َب ْيت ّ‬ ‫َ‬ ‫َخ َذ ُي ُ‬ ‫وس ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‪ .‬وَكان هن ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الس ْج ِن‪َ .‬وَل ِك َّن‬ ‫َس َرى اْل َملك َم ْحُب َ‬ ‫الذي َك َ‬ ‫ين ف َ َ ُ َ َ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫اك في َب ْيت ّ‬ ‫الر َّب كان مع يوسف وبس َ ِ ِ‬ ‫طفاً و َج َع َل ِن ْعم ًة َل ُه ِفي َع ْي َني َرِئ ِ‬ ‫يس َب ْي ِت‬ ‫ط إَل ْيه ُل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫السج ِن‪َ .‬فدَفع رِئيس بي ِت ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِفي َب ْي ِت‬ ‫يع األ َْس َرى الذ َ‬ ‫وس َ‬ ‫َ َ َ ُ َْ‬ ‫ّْ‬ ‫ف َجم َ‬ ‫ّ‬ ‫الس ْجن إَلى َيد ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس َب ْي ِت‬ ‫اك َك َ‬ ‫الس ْج ِن‪َ .‬وُك ُّل َما َك ُانوا َي ْع َمُلو َن ُه َن َ‬ ‫ان ُه َو اْل َعام َل‪َ .‬وَل ْم َي ُك ْن َرِئ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ُر َش ْيئاً اْل َبتَّ َة ِم َّما ِفي َيِد ِه أل َّ‬ ‫ان‬ ‫َن َّ‬ ‫الس ْج ِن َي ْن ُ‬ ‫ص َن َع َك َ‬ ‫الر َّب َك َ‬ ‫ّ‬ ‫ان َم َع ُه َو َم ْه َما َ‬ ‫الر ُّب ُي ْن ِج ُح ُه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َ َْ ُ َ‬ ‫األصحاح األربعون‬

‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َح َد َث َب ْع َد َهِذ ِه األُم ِ‬ ‫ور أ َّ‬ ‫َّاز أَ ْذ َن َبا ِإَلى‬ ‫ص َر َواْل َخب َ‬ ‫َن َساق َي َملك م ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ط ِفرعون عَلى خ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السَق ِاة وَرِئ ِ‬ ‫صي َّْي ِه‪َ :‬رِئ ِ‬ ‫يس‬ ‫يس‬ ‫خ‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ​َ َ‬ ‫ْ َْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َسّيده َما َ‬ ‫ان َّالِذي كان يوسف محبوساً ِف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يه‪َ .‬فأَ​َقام رِئيس ُّ‬ ‫الس ْج ِن اْلم َك ِ‬ ‫الش َر ِط‬ ‫َ َ ُ ُ ُ َ ُْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ​ْت ّ‬ ‫َ‬ ‫ف ِع ْن َد ُهما َف َخ َدمهما‪ .‬وَك َانا أَيَّاماً ِفي اْل َح ْب ِ‬ ‫س‪َ .‬و َحُل َما ِكالَ ُه َما ُحْلماً ِفي‬ ‫وس َ‬ ‫ََُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُي ُ‬ ‫احٍد ِبحس ِب تعِب ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ​ِ ِ‬ ‫احٍد حْلمه ُك ُّل و ِ‬ ‫احد ٍة ُك ُّل و ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ص َر‬ ‫َلْيَلة َو َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ير ُحْلمه‪َ :‬ساقي َملك م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان ِفي َب ْي ِت ِّ ِ‬ ‫َّازهُ اْلم ْحُبوس ِ‬ ‫اح‬ ‫الص َب ِ‬ ‫ف ِإَل ْي ِه َما ِفي َّ‬ ‫وس ُ‬ ‫الس ْجن‪َ .‬ف َد َخ َل ُي ُ‬ ‫َو َخب ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫صيَّي ِفرعو َن َّ‬ ‫الل َذ ْي ِن م َع ُه ِفي َح ْب ِ‬ ‫ظ َرُهما واِ َذا ُهما م ْغتَ َّم ِ‬ ‫س َب ْي ِت‬ ‫ان‪َ .‬ف َسأ َ‬ ‫َل َخ ْ ْ َ ْ‬ ‫َوَن َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ‬ ‫اكما م ْكمَّد ِ‬ ‫ان اْل َي ْوَم؟» َفَقاالَ َل ُه‪َ « :‬حُل ْم َنا ُحْلماً َوَل ْي َس َم ْن‬ ‫َسّيده‪« :‬ل َما َذا َو ْج َه ُ َ ُ َ‬ ‫(‪)187‬‬


‫ِ‬ ‫يس‬ ‫صا َعَل َّي»‪َ .‬فَق َّ‬ ‫ف‪« :‬أَ​َل ْي َس ْت َِّلِلِ التَّ َعاِب ُير؟ ُق َّ‬ ‫وس ُ‬ ‫ص َرِئ ُ‬ ‫ُي َعّب ُرهُ»‪َ .‬فَق َ‬ ‫ال َل ُه َما ُي ُ‬ ‫السَق ِاة حْلمه عَلى يوسف وَقال َله‪ُ « :‬ك ْنت ِفي حْل ِمي واِ َذا َكرم ٌة أَم ِ‬ ‫امي‪َ .‬وِفي‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ َ ُ ُ َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ض َب ٍ‬ ‫ض َج ْت َع َن ِاق ُيد َها ِع َنباً‪.‬‬ ‫ان‪َ .‬وِه َي ِإ ْذ أَْف َر َخ ْت َ‬ ‫اْل َك ْرَمة ثَالَثَ ُة ُق ْ‬ ‫طَل َع َزْه ُرَها َوأ َْن َ‬ ‫طيت اْل َكأ ِ ِ ِ‬ ‫ف‪َ « :‬ه َذا تَ ْعِب ُيرهُ‪ :‬الثَّالَثَ ُة‬ ‫َع َ ْ ُ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫َ‬ ‫ْس في َيد ف ْرَع ْو َن»‪َ .‬فَق َ‬ ‫ال َل ُه ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْلُق ْ ِ‬ ‫ْس َك َوَي ُرُّد َك ِإَلى‬ ‫ض َبان ه َي ثَالَثَ ُة أَيَّامٍ‪ .‬في ثَالَثَة أَيَّا ٍم أ َْيضاً َي ْرَف ُع ف ْرَع ْو ُن َأر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫امك َفتُع ِطي َكأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ُك ْن َت َس ِاق َي ُه‪َ .‬واَِّن َما‬ ‫ْس ف ْرَع ْو َن في َيده َكاْل َع َادة األُوَلى ح َ‬ ‫َمَق َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َن ُع ِإَل َّي ِإ ْح َساناً َوتَ ْذ ُك ُرِني لِ ِف ْرَع ْو َن‬ ‫إ َذا َذ َك ْرتَني ع ْن َد َك ح َين َما َيص ُير َل َك َخ ْيٌر تَ ْ‬ ‫وتُخ ِرجِني ِمن ه َذا اْلبي ِت‪ .‬ألَِني َقد س ِرْقت ِمن أَر ِ ِ ِ‬ ‫ين‪َ .‬و ُه َنا أ َْيضاً َل ْم‬ ‫ض اْلع ْب َرانِّي َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫ّ ْ ُ ُ ْ ْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يس اْل َخب ِ‬ ‫ين أََّن ُه َعب َ​َّر‬ ‫َّاز َ‬ ‫أَْف َع ْل َش ْيئاً َحتَّى َو َ‬ ‫الس ْج ِن»‪َ .‬فَل َّما َأرَى َرِئ ُ‬ ‫ض ُعوني في ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جِيداً َق ِ‬ ‫اء َعَلى‬ ‫ف‪ُ « :‬ك ْن ُت أ َ​َنا أ َْيضاً في ُحْلمي َواِ َذا ثَالَثَ ُة سالَ ِل َب ْي َ‬ ‫وس َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ال لُي ُ‬ ‫ضَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط َعا ِم ف ْرَع ْو َن م ْن ص ْن َعة اْل َخب ِ‬ ‫َّاز‪.‬‬ ‫َعَلى م ْن َجم ِ‬ ‫َأر ِْسي‪َ .‬وِفي َّ‬ ‫يع َ‬ ‫الس ّل األ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ْكُله ِم َن َّ ِ‬ ‫ال‪َ « :‬ه َذا تَ ْعِب ُيرهُ‪:‬‬ ‫وس ُ‬ ‫ور تَأ ُ ُ‬ ‫َج َ‬ ‫الس ّل َع ْن َأرْسي»‪َ .‬فأ َ‬ ‫َوالطُي ُ‬ ‫ف َوَق َ‬ ‫اب ُي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ور َل ْح َم َك َع ْن َك»‪.‬‬ ‫ْس َك َع ْن َك َوُي َعِّلُق َك َعَلى َخ َش َبة َوتَأ ُ‬ ‫ْك ُل الطُي ُ‬ ‫َي ْرَف ُع ف ْرَع ْو ُن َأر َ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫يع َعِب ِيد ِه َوَرَف َع‬ ‫يم ًة لِ َج ِم ِ‬ ‫ص َن َع َول َ‬ ‫َف َح َد َث في اْل َي ْو ِم الثالث َي ْو ِم ميالَد ف ْرَع ْو َن أَن ُه َ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫يس ُّ ِ‬ ‫ْس َرِئ ِ‬ ‫ْس َرِئ ِ‬ ‫يس اْل َخب ِ‬ ‫السَق ِاة ِإَلى‬ ‫يس ُّ‬ ‫َّاز َ‬ ‫ين َب ْي َن َعبيده‪َ .‬وَرَّد َرِئ َ‬ ‫السَقاة َوَأر َ‬ ‫َأر َ‬ ‫ِ‬ ‫يس اْل َخب ِ‬ ‫ين َف َعَّلَق ُه َك َما َعب َ​َّر‬ ‫ْس ِفي َيِد ِف ْرَع ْو َن‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َع َ‬ ‫َّاز َ‬ ‫َسْقيِه‪َ .‬فأ ْ‬ ‫َما َرِئ ُ‬ ‫طى اْل َكأ َ‬ ‫ف َب ْل َن ِس َي ُه‪.‬‬ ‫وس‬ ‫السَق ِاة ُي‬ ‫ف‪َ .‬وَل ِك ْن َل ْم َي ْذ ُك ْر َرِئ‬ ‫يس ُّ‬ ‫َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َل ُه َما ُي ُ‬ ‫َ َ َْ ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ادي واألربعون‬ ‫األصحاح الح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان أ َّ ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫الزم ِ‬ ‫ف‬ ‫َن ف ْرَع ْو َن َأرَى ُحْلماً َواِ َذا ُه َو َواق ٌ‬ ‫َو َح َد َث م ْن َب ْعد َس َنتَ ْين م َن َ‬ ‫ِ‬ ‫النه ِر‪ .‬وهوَذا سبع بَقر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ِر وس ِمين ِة َّ‬ ‫طالِ َع ٍة ِم َن َّ‬ ‫الل ْح ِم‬ ‫ات َ‬ ‫الن ْه ِر َح َس َنة اْل َم ْن َ َ َ َ‬ ‫ع ْن َد َّ ْ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ‬ ‫َفارتعت ِفي رو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫طالِ َع ٍة َوَراء َها ِم َن َّ‬ ‫الن ْه ِر‬ ‫ُخ َرى َ‬ ‫ضة‪ .‬ثُ َّم ُه َوَذا َس ْب ُع َبَق َرات أ ْ‬ ‫ْ َ​َ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ِر َوَرِقيَقة الل ْحمِ‪َ .‬ف َوَقَف ْت ِب َجانب اْل َبَق َرات األُوَلى َعَلى َشاط ِئ‬ ‫يح ِة اْل َم ْن َ‬ ‫َقب َ‬ ‫اللح ِم اْلبَقر ِ‬ ‫ظ ِر و َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ظ‬ ‫ظ ِر َو َّ‬ ‫ات َّ‬ ‫استَ ْيَق َ‬ ‫اْل َم ْن َ‬ ‫الرِقيَق ُة ْ َ َ‬ ‫السم َين َة‪َ .‬و ْ‬ ‫الس ْب َع اْل َح َس َن َة اْل َم ْن َ َ‬ ‫احٍد س ِمينةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫طالِ َعة ِفي س ٍ‬ ‫ِ ن‬ ‫ام َف َحُل َم ثَ ِان َي ًة‪َ .‬و ُه َوَذا َس ْب ُع َس َناِب َل َ‬ ‫اق َو ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ف ْرَع ْو ُ ‪ .‬ثُ َّم َن َ‬ ‫(‪)188‬‬


‫الر ِ َّ ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وح ٍة ِب ِّ‬ ‫اء َها‪.‬‬ ‫َو َح َس َنة‪ .‬ثُ َّم ُه َوَذا َس ْب ُع َس َناب َل َرِقيَقة َو َمْلُف َ‬ ‫يح الش ْرقيَّة َنابتَة َوَر َ‬ ‫السبع َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرِقيَق ُة َّ ِ‬ ‫ظ ِف ْرَع ْو ُن َواِ َذا‬ ‫الس َناِب ُل َّ‬ ‫َف ْاب َتَل َع ِت َّ‬ ‫استَ ْيَق َ‬ ‫الس َناب َل َّ ْ َ‬ ‫السم َين َة اْل ُم ْم َتل َئ َة‪َ .‬و ْ‬ ‫ِ‬ ‫اح أ َّ‬ ‫يع َس َح َرِة‬ ‫الص َب ِ‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫ُه َو ُحْل ٌم‪َ .‬وَك َ‬ ‫َن َنْف َس ُه ْان َزَع َج ْت َفأ َْرَس َل َوَد َعا َجم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع ُح َك َم ِائ َها َوَق َّ‬ ‫ص َعَل ْيه ْم ف ْرَع ْو ُن ُحْل َم ُه‪َ .‬فَل ْم َي ُك ْن َم ْن ُي َعّب ُرهُ‬ ‫ص َر َو َجم َ‬ ‫مْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اي‪ِ .‬ف ْرَع ْو ُن‬ ‫يس ُّ‬ ‫السَق ِاة لِ ِف ْرَع ْو َن‪« :‬أ َ​َنا أَتَ َذ َّك ُر اْل َي ْوَم َخ َ‬ ‫ال َرِئ ُ‬ ‫لف ْرَع ْو َن‪ .‬ثُ َّم َق َ‬ ‫ط َاي َ‬ ‫ِ‬ ‫س بي ِت رِئ ِ ُّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يس اْل َخب ِ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫َس َخ َ‬ ‫َّاز َ‬ ‫يس الش َرط أ َ​َنا َوَرِئ َ‬ ‫ط َعَلى َع ْب َد ْيه َف َج َعَلني في َح ْب ِ َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫احد ٍة أ َ​َنا وهو‪ .‬حُلم َنا ُك ُّل و ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫احٍد ِب َحس ِب تَ ْعِب ِ‬ ‫ير ُحْل ِم ِه‪.‬‬ ‫َف َحُل ْم َنا ُحْلماً في َلْيَلة َو َ‬ ‫َ َُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ِ ُّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص َنا َعَل ْي ِه َف َعب َ​َّر َل َنا‬ ‫َوَك َ‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫صْ‬ ‫اك َم َع َنا ُغالَ ٌم ع ْب َران ٌّي َع ْبٌد ل َرئيس الش َرط َفَق َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حْلمي َنا‪ .‬عبَّر لِ ُك ِل و ِ‬ ‫احد ِب َح َس ِب ُحْلمه‪َ .‬وَك َما َعب َ​َّر َل َنا َه َك َذا َح َد َث‪َ .‬رَّدني أ َ​َنا‬ ‫ُ َْ َ َ ّ َ‬ ‫ِإَلى مَق ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫َس َرُعوا ِب ِه ِم َن‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫َر‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫»‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫امي َوأ َّ‬ ‫َما ُه َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ ُ ُ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫السج ِن‪َ .‬فحَلق وأَبدل ِثيابه ود َخل عَلى ِفرعو َن‪َ .‬فَقال ِفرعو ُن لِ‬ ‫ف‪:‬‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ َ َ َْ َ َ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫ّْ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ِ‬ ‫َحالَماً‬ ‫« َحُل ْم ُت ُحْلماً َوَل ْي َس َم ْن ُي َعِّب ُرهُ‪َ .‬وأ َ​َنا َسم ْع ُت َع ْن َك َق ْوالً ِإَّن َك تَ ْس َم ُع أ ْ‬ ‫لِتُعِبرها»‪َ .‬فأَجاب يوس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب ِب َسالَ َم ِة ِف ْرَع ْو َن»‪.‬‬ ‫َ َ ُ ُ ُ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ف ف ْرَع ْو َن‪َ« :‬ل ْي َس لي‪ .‬هللاُ ُيج ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪ِ« :‬إّني ُك ْن ُت في ُحْلمي َواقفاً َعَلى َشاط ِئ َّ‬ ‫الن ْه ِر َو ُه َوَذا‬ ‫وس َ‬ ‫َفَق َ‬ ‫ال ف ْرَع ْو ُن لُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫سبع بَقر ٍ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫الص ِ‬ ‫طالِ َع ٍة ِم َن َّ‬ ‫ورة‪َ .‬ف ْارتَ َع ْت ِفي‬ ‫ات َ‬ ‫الن ْه ِر َسم َينة الل ْح ِم َو َح َس َنة ُّ َ‬ ‫َُْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫رو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الصورةِ‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ُخ َر َ‬ ‫ضة‪ .‬ثُ َّم ُه َوَذا َس ْب ُع َبَق َرات أ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫يحة ُّ َ‬ ‫اء َها َم ْه ُزوَلة َوَقب َ‬ ‫طال َعة َوَر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َكَل ِت‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬ ‫اح‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫َر‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ظ‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ِ‪.‬‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫الل‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ِجّداً َ َ َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫ْ َْ ْ ُْ‬ ‫ْ َ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫السبع األُوَلى َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج َواَف َها‪َ .‬وَل ْم‬ ‫ات َّ‬ ‫اْل َبَق َر ُ‬ ‫السم َين َة‪َ .‬ف َد َخَل ْت أ ْ‬ ‫الرِقيَق ُة َواْلَقب َ‬ ‫يح ُة اْل َبَق َرات َّ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫يعَلم أََّنها دخَل ْت ِفي أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ُت‪.‬‬ ‫استَ ْيَق ْ‬ ‫ان َم ْن َ‬ ‫ُْ ْ َ َ َ‬ ‫َج َواف َها‪َ .‬ف َك َ‬ ‫ْ‬ ‫ظ ُرَها َقبيحاً َك َما في األ ََّول‪َ .‬و ْ‬ ‫ِ‬ ‫اق و ِ‬ ‫ِ‬ ‫طالِ َع ٍة ِفي س ٍ‬ ‫احٍد ُم ْم َتلِ َئ ٍة َو َح َس َن ِة‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ثُ َّم َأرَْي ُت ِفي ُ ْ َ ُ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫الر ِ َّ ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وح ٍة ِب ِّ‬ ‫اء َها‪.‬‬ ‫ثُ َّم ُه َوَذا َس ْب ُع َس َناب َل َياب َسة َرِقيَقة َمْلُف َ‬ ‫يح الش ْرقيَّة َنابتَة َوَر َ‬ ‫لسح ِرة وَلم ي ُكن من ي ْخِبرِني»‪َ .‬فَقال يوسف لِ ِفرعو َن‪« :‬حْلم ِفرعو َن و ِ‬ ‫ِ‬ ‫احٌد‪َ .‬ق ْد‬ ‫ل َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ ُ ُ ُ ْ َْ‬ ‫ُ ُ ْ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫ات َّ‬ ‫أْ‬ ‫صان ٌع‪ .‬اَْل َبَق َر ُ‬ ‫الس ْب ُع اْل َح َس َن ُة ه َي َس ْب ُع سن َ‬ ‫َخ َب َر هللاُ ف ْرَع ْو َن ب َما ُه َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْب ُع‬ ‫ات َّ‬ ‫الس َناِب ُل َّ‬ ‫َو َّ‬ ‫ين‪ُ .‬ه َو ُحْل ٌم َواحٌد‪َ .‬واْل َبَق َر ُ‬ ‫الس ْب ُع اْل َح َس َن ُة ه َي َس ْب ُع سن َ‬ ‫(‪)189‬‬


‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْب ُع اْلَف ِارَغ ُة‬ ‫َّ‬ ‫الس َناِب ُل َّ‬ ‫ين‪َ .‬و َّ‬ ‫يح ُة َّالِتي َ‬ ‫اء َها ه َي َس ْب ُع سن َ‬ ‫الرِقيَق ُة اْلَقب َ‬ ‫طَل َع ْت َوَر َ‬ ‫َّة تكون سبع ِسِنين جوعاً‪ .‬هو األَمر َّالِذي كَّلمت ِبهِ‬ ‫الشرِقي ِ‬ ‫الر ِ َّ‬ ‫وح ُة ِب ِّ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َُ ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫اْل َمْلُف َ‬ ‫يح ْ َ ُ ُ َ ْ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ظهر هللا لِ ِفرعون ما هو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َق ِاد َم ٌة َش َبعاً‬ ‫صان ٌع‪ُ .‬ه َوَذا َس ْب ُع سن َ‬ ‫ف ْرَع ْو َن‪َ .‬ق ْد أَ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ُجوعاً َفُي ْن َسى ُك ُّل‬ ‫وم َب ْع َد َها َس ْب ُع سن َ‬ ‫َعظيماً في ُك ّل أ َْرض م ْ‬ ‫ص َر‪ .‬ثُ َّم تَُق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َّ‬ ‫الش َب ُع ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ض‪َ .‬والَ ُي ْع َر ُ‬ ‫ف اْل ُجوعُ األ َْر َ‬ ‫ص َر َوُي ْتل ُ‬ ‫الش َب ِع في أ َْرض م ْ‬ ‫ِ‬ ‫َما َع ْن تَ ْك َرِار اْل ُحْل ِم َعَلى‬ ‫َج ِل َذلِ َك اْل ُجوِع َب ْع َدهُ ألََّن ُه َي ُكو ُن َشِديداً ِجّداً‪َ .‬وأ َّ‬ ‫م ْن أ ْ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِف ْرَع ْو َن َم َّرتَ ْي ِن َفأل َّ‬ ‫ص َن َع ُه‪َ« .‬ف ْاآل َن‬ ‫َن األ َْم َر ُمَق َّرٌر م ْن ق َبل هللا َوهللاُ ُم ْس ِرعٌ ل َي ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِي ْن ُ ِ‬ ‫ص َر‪َ .‬يْف َع ْل ِف ْرَع ْو ُن‬ ‫َ‬ ‫ظ ْر ف ْرَع ْو ُن َرُجالً َبصي اًر َو َحكيماً َوَي ْج َعْل ُه َعَلى أ َْرض م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ْخ ْذ ُخم َس َغَّل ِة أ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر ِفي َس ْب ِع ِسِني‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫َر‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ظ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫َفُ َ ّ ْ ُ ً َ َ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫طعا ِم هِذ ِه ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ين اْل َجِّي َد ِة اْلَق ِاد َم ِة َوَي ْخ ِزُنو َن َق ْمحاً تَ ْح َت‬ ‫السن َ‬ ‫يع َ َ َ‬ ‫الش َب ِع َف َي ْج َم ُعو َن َجم َ‬ ‫ّ‬ ‫ظونه‪َ .‬في ُكو ُن َّ‬ ‫ِ‬ ‫الط َعام َذ ِخ َيرًة لِأل َْر ِ‬ ‫ض لِ َس ْب ِع‬ ‫َيِد ِف ْرَع ْو َن َ‬ ‫ط َعاماً‪ .‬في اْل ُمُد ِن َوَي ْحَف ُ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِباْل ُجوِع»‪.‬‬ ‫ض األ َْر ُ‬ ‫ص َر‪َ .‬فالَ تَ ْنَق ِر ُ‬ ‫سني اْل ُجوِع التي تَ ُكو ُن في أ َْرض م ْ‬ ‫َفحسن اْل َكالَم ِفي عيني ِفرعون وِفي عيو ِن ج ِم ِ ِ ِ ِ‬ ‫ال ِف ْرَع ْو ُن لِ َعِب ِيد ِه‪:‬‬ ‫ََُ‬ ‫ُ​ُ َ‬ ‫يع َعبيده‪َ .‬فَق َ‬ ‫َ َْ ْ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪َ « :‬ب ْع َد َما‬ ‫وس َ‬ ‫« َه ْل َنجُد م ْث َل َه َذا َرُجالً فيه ُرو ُح هللا؟» ثُ َّم َق َ‬ ‫ال ف ْرَع ْو ُن لُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ِم ْثَل َك‪ .‬أ َْن َت تَ ُكو ُن َعَلى َب ْيِتي َو َعَلى‬ ‫أْ‬ ‫َعَل َم َك هللاُ ُك َّل َه َذا َل ْي َس َبص ٌير َو َحك ٌ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫يه أَع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫يع َش ْعِبي‪ِ .‬إ َّال ِإ َّن اْل ُك ْرِس َّي أ ُ‬ ‫َكو ُن ف ْ‬ ‫ظ َم م ْن َك»‪ .‬ثُ َّم َق َ‬ ‫َفم َك ُيَقّب ُل َجم ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر»‪َ .‬و َخَل َع ِف ْرَع ْو ُن‬ ‫ف‪ْ « :‬ان ُ‬ ‫وس َ‬ ‫ظ ْر‪َ .‬ق ْد َج َعْلتُ َك َعَلى ُك ّل أ َْرض م ْ‬ ‫ف ْرَع ْو ُن لُي ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب ُب ٍ‬ ‫ط ْو َق َذ َه ٍب‬ ‫ض َع َ‬ ‫وص َوَو َ‬ ‫وس َ‬ ‫ف َوأَْل َب َس ُه ث َي َ‬ ‫َخات َم ُه م ْن َيده َو َج َعَل ُه في َيد ُي ُ‬ ‫ِ ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ُه « ْارَك ُعوا»‪َ .‬و َج َعَل ُه َعَلى ُك ِّل‬ ‫َم َ‬ ‫في ُعُنقه َوأ َْرَك َب ُه في َم ْرَك َبته الثان َية َوَن ُادوا أ َ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِمصر‪ .‬وَق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪« :‬أ َ​َنا ف ْرَع ْو ُن‪َ .‬فِبُدوِن َك الَ َي ْرَف ُع ِإ ْن َس ٌ‬ ‫وس َ‬ ‫ان َي َدهُ‬ ‫أ َْر ِ ْ َ َ َ‬ ‫ال ف ْرَع ْو ُن لُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يح»‪.‬‬ ‫صْف َن َ‬ ‫وس َ‬ ‫ات َف ْعن َ‬ ‫ص َر»‪َ .‬وَد َعا ف ْرَع ْو ُن ْ‬ ‫َوالَ ِر ْجَل ُه في ُك ّل أ َْرض م ْ‬ ‫ف«َ‬ ‫اس َم ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف ُقَّد َام‬ ‫ف ْاب َن ثَالَث َ‬ ‫ص َر‪َ .‬وَك َ‬ ‫ين َس َن ًة َل َّما َوَق َ‬ ‫وس ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫ف َعَلى أ َْرض م ْ‬ ‫ان ُي ُ‬ ‫َْ َج ُي ُ‬ ‫ِفرعون ملِ ِك ِمصر‪َ .‬فخرج يوس ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجتَ َاز ِفي ُك ِّل أ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫َ​َ َ ُ ُ ُ‬ ‫ف م ْن َلُد ْن ف ْرَع ْو َن َو ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الس ْب ِع‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ط‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫ٍ‪.‬‬ ‫م‬ ‫ز‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫الش‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫َر‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫َِْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ِ ُ َ َ َ َ َ ُ َّ َ َ‬ ‫ص َر‪َ َ ْ َ .‬‬ ‫مْ‬ ‫(‪)191‬‬


‫ِسِن َِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام َحْق ِل‬ ‫ط َعاماً ِفي اْل ُمُد ِن‪َ .‬‬ ‫ص َر َو َج َع َل َ‬ ‫َ‬ ‫ين التي َك َان ْت في أ َْرض م ْ‬ ‫ط َع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ف َق ْمحاً َك َرْم ِل اْل َب ْح ِر َكِثي اًر ِجّدًا‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫ا‪.‬‬ ‫يه‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ين‬ ‫اْل َمد َ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ف ْاب َن ِ‬ ‫َن تَأِْتي َس َن ُة‬ ‫ان َق ْب َل أ ْ‬ ‫وس َ‬ ‫َحتى تَ َر َك اْل َع َد َد إ ْذ َل ْم َي ُك ْن َل ُه َع َدٌد‪َ .‬وُول َد لُي ُ‬ ‫َ‬ ‫اْلجوِع وَلد ْتهما َله أَسنات ِبنت ُف ِ‬ ‫وطي َف َار َ ِ ِ‬ ‫اس َم‬ ‫ُ َ َ َُ ُ َْ ُ ْ ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ع َكاهن أُو َن‪َ .‬وَد َعا ُي ُ‬ ‫َن هللا أَنس ِاني ُك َّل تَعِبي وُك َّل بي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫اس َم‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ​َ َ ْ‬ ‫اْلب ْكر َم َن َّسى َقائالً‪« :‬أل َّ َ ْ َ‬ ‫َن هللاَ َج َعَلِني م ْث ِم اًر ِفي أ َْر ِ‬ ‫الثَّ ِاني أَْف َاريِ َم َق ِائالً‪« :‬أل َّ‬ ‫ض َم َذَّلِتي»‪ .‬ثُ َّم َك ِمَل ْت َس ْب ُع‬ ‫ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الشب ِع َّالِذي َك ِ‬ ‫َت َس ْب ُع ِسِني اْل ُجوِع تَأِْتي َك َما‬ ‫ص َر‪َ .‬و ْابتَ​َدأ ْ‬ ‫َ‬ ‫سني َّ َ‬ ‫ان في أ َْرض م ْ‬ ‫ان‪ .‬وأ َّ ِ‬ ‫ض ِمصر َف َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫يها‬ ‫ان ُجوعٌ ِفي َج ِم ِ‬ ‫َ‬ ‫ف َف َك َ‬ ‫ال ُيو ُس ُ‬ ‫يع أ َْر ِ ْ َ‬ ‫َما َجم ُ‬ ‫َق َ‬ ‫يع اْلُبْل َد َ‬ ‫ان ف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض مصر وصرَخ َّ‬ ‫َج ِل‬ ‫ُخ ْبٌز‪َ .‬وَل َّما َج َ‬ ‫الش ْع ُب ِإَلى ف ْرَع ْو َن أل ْ‬ ‫يع أ َْر ِ ْ َ َ َ َ‬ ‫اع ْت َجم ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اْلخب ِز َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول َل ُك ُم‬ ‫ص ِرّي َ‬ ‫وس َ‬ ‫ُْ‬ ‫ف َوالذي َيُق ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ف ْرَع ْو ُن ل ُك ّل اْلم ْ‬ ‫ِين‪« :‬ا ْذ َهُبوا إَلى ُي ُ‬ ‫ض‪ .‬وَفتح يوسف ج ِميع ما ِفيهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان اْل ُجوعُ َعَلى ُك ّل و ْجه األ َْر ِ‬ ‫ا ْف َعُلوا»‪َ .‬وَك َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ ُ ُ ُ َ َ َ‬ ‫طعام وب ِ ِ‬ ‫ض ِمص َر‪ .‬و َجاء ْت ُك ُّل األ َْر ِ‬ ‫اشتَ​َّد اْل ُجوعُ ِفي أ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ِين‪َ .‬و ْ‬ ‫َ​َ ٌ َ​َ َ‬ ‫ص ِرّي َ‬ ‫ْ‬ ‫اع لْلم ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ان َشديداً ِفي ُك ِّل األ َْر ِ‬ ‫ف لِتَ ْشتَ ِر َي َق ْمحاً أل َّ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫ع َك‬ ‫وس‬ ‫ص َر ِإَلى ُي‬ ‫ِإَلى ِم‬ ‫َن اْل ُجو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َْ ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َّ‬ ‫اني واألربعون‬ ‫األصحاح الث ِ‬ ‫َفَل َّما أرَى يعُقوب أََّنه يوجد َقمح ِفي ِمصر َقال يعُقوب لِبِن ِ‬ ‫يه‪« :‬لِ َما َذا‬ ‫َ َْ ُ ُ ُ َُ ْ ٌ‬ ‫ْ َ َ َْ ُ َ‬ ‫ظرون بعض ُكم ِإَلى بع ٍ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ص َر‪ْ .‬انزُلوا‬ ‫َْ‬ ‫ض؟ إّني َق ْد َسم ْع ُت أَن ُه ُي َ‬ ‫وجُد َق ْم ٌح في م ْ‬ ‫تَ ْن ُ ُ َ َ ْ ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت»‪َ .‬ف َن َزَل َع َش َرةٌ م ْن ِإ ْخ َوِة‬ ‫اك َو ْ‬ ‫اك ل َن ْح َيا َوالَ َن ُم َ‬ ‫اشتَُروا َل َنا م ْن ُه َن َ‬ ‫ِإَلى ُه َن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يوس ِ‬ ‫وب‬ ‫ص َر‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ين أ ُ‬ ‫َما ِب ْن َيام ُ‬ ‫وس َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ف َفَل ْم ُي ْرسْل ُه َي ْعُق ُ‬ ‫ف ل َي ْشتَُروا َق ْمحاً م ْن م ْ‬ ‫َخو ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل ل َي ْشتَُروا َب ْي َن‬ ‫ال‪َ« :‬ل َعل ُه تُص ُيب ُه أَذَّي ٌة»‪َ .‬فأَتَى َبُنو إ ْس َرائ َ‬ ‫َم َع إ ْخ َوته ألََّن ُه َق َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ان ِفي أ َْر ِ‬ ‫ين أَتُوا أل َّ‬ ‫ط َعَلى‬ ‫ف ُه َو اْل ُم َسَّل َ‬ ‫َن اْل ُجو َ‬ ‫ان‪َ .‬وَك َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ع َك َ‬ ‫الذ َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ان ُي ُ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َو َس َجُدوا َل ُه‬ ‫وس َ‬ ‫األ َْرض َو ُه َو اْل َبائ َع ل ُك ّل َش ْعب األ َْرض‪َ .‬فأَتَى إ ْخ َوةُ ُي ُ‬ ‫ِبو ُجوِه ِهم ِإَلى األ َْر ِ‬ ‫ف ِإ ْخ َوتَ ُه َع َرَف ُه ْم َفتَ​َن َّك َر َل ُه ْم َوتَ َكَّل َم َم َع ُه ْم‬ ‫ض‪َ .‬وَل َّما َن َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ظ َر ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ل َن ْشتَر َي‬ ‫ال َل ُه ْم‪« :‬م ْن أ َْي َن ج ْئتُ ْم؟» َفَقاُلوا‪« :‬م ْن أ َْرض َك ْن َع َ‬ ‫ب َجَفاء َوَق َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َحالَ َم‬ ‫ف ِإ ْخ َوتَ ُه َوأ َّ‬ ‫َ‬ ‫وس ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫ط َعاماً»‪َ .‬و َع َر َ‬ ‫ف األ ْ‬ ‫َما ُه ْم َفَل ْم َي ْعرُفوهُ‪َ .‬فتَ َذك َر ُي ُ‬ ‫ف ُي ُ‬ ‫(‪)191‬‬


‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫يس أ َْنتُم! ِلتَُروا َع ْوَرَة األ َْر ِ‬ ‫ض ِج ْئتُ ْم!» َفَقاُلوا‬ ‫ال َل ُه ْم‪َ « :‬ج َواس ُ‬ ‫التي َحُل َم َع ْن ُه ْم َوَق َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع َنا َبُنو َرُج ٍل‬ ‫اءوا لِ َي ْشتَُروا َ‬ ‫ط َعاماً‪َ .‬ن ْح ُن َجم ُ‬ ‫َل ُه‪« :‬الَ َيا َسّيدي‪َ .‬ب ْل َعب ُيد َك َج ُ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َل ُه ْم‪َ « :‬ك َّال! َب ْل لِتَُروا َع ْوَرَة‬ ‫اء‪َ .‬ل ْي َس َعب ُيد َك َج َواس َ‬ ‫يس»‪َ .‬فَق َ‬ ‫َواحد‪َ .‬ن ْح ُن أ َ‬ ‫ُم َن ُ‬ ‫الص ِغير ِع ْند أَِب َينا اْليوم واْلو ِ‬ ‫ِحٍد ِفي أ َْر ِ‬ ‫ال‬ ‫احُد َمْفُق ٌ‬ ‫ان‪َ .‬و ُه َوَذا َّ ُ َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ود»‪َ .‬فَق َ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫يس أ َْنتُ ْم‪ِ .‬ب َه َذا تُ ْمتَ َحُنو َن‪َ .‬و َح َي ِاة‬ ‫وس ُ‬ ‫ف‪َ « :‬ذل َك َما َكل ْمتُ ُك ْم به َقائالً‪َ :‬ج َواس ُ‬ ‫َل ُه ْم ُي ُ‬ ‫ِفرعون الَ تَ ْخرجون ِمن هنا ِإ َّال ِبم ِج ِ‬ ‫يء أ ِ‬ ‫الص ِغ ِ‬ ‫ير ِإَلى ُه َنا‪ .‬أ َْرِسُلوا ِم ْن ُك ْم‬ ‫يك ُم َّ‬ ‫َخ ُ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫ُ ُ َ ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫يكم وأ َْنتُم تُحبسون َفيمتَحن َكالَم ُكم هل ِع ْند ُكم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْدق‪ .‬واِالَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يء بأَخ ُ ْ َ ْ ْ َ ُ َ ُ ْ َ َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ُ ْ َْ َ ْ‬ ‫َواحداً ل َيج َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس!» َف َجم َعهم ِإَلى َح ْب ٍ‬ ‫ال َل ُه ْم‬ ‫َف َو َح َياة ف ْرَع ْو َن إَّن ُك ْم َل َج َواس ُ‬ ‫س ثَالَثَ َة أَيَّامٍ‪ .‬ثُ َّم َق َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫يوس ِ‬ ‫احُيوا‪ .‬أ َ​َنا َخ ِائ ُ ِ ِ‬ ‫اء‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ف في اْل َي ْو ِم الثالث‪« :‬ا ْف َعُلوا َه َذا َو ْ‬ ‫ف هللا‪ .‬إ ْن ُك ْنتُ ْم أ َ‬ ‫ُم َن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طلُِقوا أ َْنتُم و ُخ ُذوا َقمحاً لِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ِة‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ان‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫اح‬ ‫و‬ ‫َخ‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ْ ُ ْ َ ْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َفْلُي ْح َب ْ ٌ َ ٌ ْ ُ ْ‬ ‫بيوِت ُكم‪ .‬وأ ِ‬ ‫الص ِغ َير ِإَل َّي َف َيتَ َحَّق َق َكالَ ُم ُك ْم َوالَ تَ ُموتُوا»‪َ .‬فَف َعُلوا‬ ‫اك ُم َّ‬ ‫َخ ُ‬ ‫َحض ُروا أ َ‬ ‫ُ​ُ ْ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ض ُه ْم ل َب ْعض‪َ « :‬حّقاً إن َنا ُم ْذنُبو َ إَلى أَخ َينا الذي َأرَْي َنا ضيَق َة‬ ‫َه َك َذا‪َ .‬وَقاُلوا َب ْع ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َج َاب ُه ْم‬ ‫اء ْت َعَل ْي َنا َهذه ّ‬ ‫الضيَق ُة»‪َ .‬فأ َ‬ ‫َنْفسه َل َّما ْ‬ ‫استَ ْر َح َم َنا َوَل ْم َن ْس َم ْع‪ .‬ل َذل َك َج َ‬ ‫ُكّلِ ْم ُك ْم َق ِائالً‪ :‬الَ تَ ْأثَ ُموا ِباْل َوَلِد َوأ َْنتُ ْم َل ْم تَ ْس َم ُعوا؟ َف ُه َوَذا َد ُم ُه‬ ‫ُوب ْي ُن‪« :‬أَ​َل ْم أ َ‬ ‫َأر َ‬ ‫َن يوسف َف ِ‬ ‫اه ٌم؛ أل َّ‬ ‫ان َب ْي َن ُه ْم‪َ .‬فتَ َح َّو َل‬ ‫ُي ْ‬ ‫ان َك َ‬ ‫َن التُّ ْرُج َم َ‬ ‫طَل ُب»‪َ .‬و ُه ْم َل ْم َي ْعَل ُموا أ َّ ُ ُ َ‬ ‫ع ْنهم وب َكى‪ .‬ثُ َّم رجع ِإَلي ِهم وَكَّلمهم وأ ِ‬ ‫ام ُعُيوِن ِه ْم‪.‬‬ ‫َ َ َ ْ ْ َ َُْ َ َ‬ ‫َ ُْ َ​َ‬ ‫َخ َذ م ْن ُه ْم َش ْم ُعو َن َوَقي َ​َّدهُ أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫طوا َزاداً لِ َّ‬ ‫يق‪َ .‬فُف ِع َل َلهم َه َك َذا‪َ .‬ف َحمُلوا َق ْم َحهم َعَلى َحم ِ‬ ‫لط ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرِه ْم‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫َن‬ ‫ع ْدله َوأ ْ ُ ْ َ ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َحُد ُه ْم ِع ْدَل ُه لُِي ْع ِطي َعلِيقاً لِ ِح َم ِارِه ِفي اْل َم ْن ِزِل‬ ‫َو َم ُ‬ ‫ضوا م ْن ُه َن َ‬ ‫اك‪َ .‬فَل َّما َفتَ َح أ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال ِإل ْخ َوِته‪ُ « :‬رَّد ْت ِف َّ‬ ‫َأرَى ِف َّ‬ ‫ضِتي َو َها ِهي ِفي‬ ‫ضتَ ُه َواِ َذا ه َي في َف ِم ع ْدله‪َ .‬فَق َ‬ ‫َ‬ ‫طار ْت ُقُلوبهم وارتَعدوا بعضهم ِفي بع ٍ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين‪َ « :‬ما َه َذا َّالِذي‬ ‫ض َقائل َ‬ ‫َْ‬ ‫ع ْدلي»‪َ .‬ف َ َ‬ ‫ُ​ُ ْ َ ْ َُ َ ْ ُ ُ ْ‬ ‫ص َنع ُه هللا ِب َنا؟»‪َ .‬فج ِ‬ ‫وب أَِبي ِهم ِإَلى أ َْر ِ‬ ‫َخ َب ُروهُ ِب ُك ِّل َما‬ ‫ان َوأ ْ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫اءوا إَلى َي ْعُق َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫اء وح ِسبنا جو ِ‬ ‫ض ِبجَف ٍ‬ ‫أَصابهم َق ِائلِين‪« :‬تَ َكَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس‬ ‫اس‬ ‫َر‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫الر‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ُّ ْ‬ ‫َ َ َ​َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس‪َ .‬ن ْح ُن ا ْث َنا َع َش َر أَخاً َبُنو أَب َينا‪.‬‬ ‫اء‪َ .‬ل ْس َنا َج َواس َ‬ ‫األ َْرض‪َ .‬فُقْل َنا َل ُه‪َ :‬ن ْح ُن أ َ‬ ‫ُم َن ُ‬ ‫اْلو ِ‬ ‫الص ِغ ُير اْل َي ْوم ِع ْن َد أَِب َينا ِفي أ َْر ِ‬ ‫الرُج ُل َسِّيُد‬ ‫ال َل َنا َّ‬ ‫ود َو َّ‬ ‫احُد َمْفُق ٌ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ان‪َ .‬فَق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(‪)192‬‬


‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫َع ِر ُ َّ‬ ‫اع ِة‬ ‫ض‪ِ :‬ب َه َذا أ ْ‬ ‫اء‪َ .‬د ُعوا أَخاً َواحداً م ْن ُك ْم ع ْندي َو ُخ ُذوا ل َم َج َ‬ ‫ف أَن ُك ْم أ َ‬ ‫ُم َن ُ‬ ‫ِ‬ ‫اكم َّ ِ‬ ‫طلُِقوا‪ .‬وأ ِ‬ ‫يس‬ ‫ُبُيوِت ُك ْم َو ْان َ‬ ‫َحض ُروا أ َ‬ ‫الصغ َير ِإَل َّي َفأ ْ‬ ‫َع ِر َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ف أََّن ُك ْم َل ْستُ ْم َج َواس َ‬ ‫َخ ُ ُ‬ ‫بل أََّن ُكم أُمناء َفأ ِ‬ ‫اكم وتَتَّ ِج ُرو َن ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض»‪َ .‬واِ ْذ َك ُانوا ُيَف ِّرُغو َن‬ ‫ُعط َي ُك ْم أ َ‬ ‫ْ َ​َ ُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َخ ُ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َرَر ف َّ‬ ‫ص َّرةُ ف َّ‬ ‫وه ْم‬ ‫ضته ْم ُه ْم َوأَُب ُ‬ ‫ضة ُك ّل َواحد في ع ْدله‪َ .‬فَل َّما َأرَْوا ُ‬ ‫ع َداَل ُه ْم إ َذا ُ‬ ‫ِ‬ ‫ود‬ ‫ود َو َش ْم ُعو ُن َمْفُق ٌ‬ ‫ف َمْفُق ٌ‬ ‫وب‪« :‬أ ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫ال َل ُه ْم َي ْعُق ُ‬ ‫َخاُفوا‪َ .‬فَق َ‬ ‫َع َد ْمتُ ُموني األ َْوالَ​َد! ُي ُ‬ ‫امين تأْخ ُذونه! صار ك ُّل ه َذا عَلي!» وَقال أرُوبين ألَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‪« :‬ا ْقتُ ِل ْاب َن َّي ِإ ْن‬ ‫َوبِ ْن َي ُ َ ُ َ ُ َ َ ُ َ َ َّ َ َ َ َ ْ ُ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫َلم أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ْ ِ ِ ِ‬ ‫ال‪« :‬الَ َي ْن ِزُل ْابِني َم َع ُك ْم‬ ‫ئ به إَل ْي َك‪َ .‬سّل ْم ُه ب َيدي َوأ َ​َنا أ َُرُّدهُ إَل ْي َك»‪َ .‬فَق َ‬ ‫ْ‬ ‫اق‪َ .‬فِإن أَصاب ْته أَِذَّي ٌة ِفي َّ‬ ‫ٍ‬ ‫يق َّالِتي تَ ْذ َهُبو َن‬ ‫الط ِر ِ‬ ‫َّ‬ ‫ات َو ُه َو َو ْح َدهُ َب‬ ‫ألَن أ َ‬ ‫َخاهُ َق ْد َم َ‬ ‫ْ َ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يها تُْن ِزُلو َن َش ْي َبتي ِبح ْزٍن ِإَلى اْله ِاوية»‪.‬‬ ‫فَ‬ ‫ُ َ َ ْ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫الث واألربعون‬ ‫األصحاح الث ِ‬

‫ان اْل ُجوعُ َشِديداً ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض‪َ .‬و َح َد َث َل َّما َف َرُغوا ِم ْن أَ ْك ِل اْلَق ْم ِح َّالِذي‬ ‫َوَك َ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ‬ ‫ص َر أ َّ‬ ‫اشتَُروا َل َنا َقلِيالً ِم َن‬ ‫ال َل ُه ُم‪ْ « :‬ارِج ُعوا ْ‬ ‫َن أ َ​َب ُ‬ ‫اه ْم َق َ‬ ‫اءوا به م ْن م ْ‬ ‫َج ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َش َه َد َعَل ْي َنا َقائالً‪ :‬الَ تَُرو َن َو ْج ِهي‬ ‫ال َل ُه َي ُهوَذا‪ِ« :‬إ َّن َّ‬ ‫الرُج َل َق ْد أ ْ‬ ‫الط َعا ِم»‪َ .‬فَق َ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َانا َم َع َنا َن ْن ِزُل َوَن ْشتَ ِري َل َك‬ ‫َخ ُ‬ ‫وك ْم َم َع ُك ْم‪ِ .‬إ ْن ُك ْن َت تُ ْرس ُل أ َ‬ ‫َن َي ُكو َن أ ُ‬ ‫ِبُدو ِن أ ْ‬ ‫ال َل َنا‪ :‬الَ تَُرو َن‬ ‫ط َعاماً‪َ .‬وَل ِك ْن ِإ ْن ُك ْن َت الَ تُ ْرِسُل ُه الَ َن ْن ِزُل‪ .‬أل َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫َ‬ ‫الرُج َل َق َ‬ ‫وكم مع ُكم»‪َ .‬فَق ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َسأْتُ ْم ِإَل َّي َحتَّى‬ ‫َن َي ُكو َن أ ُ‬ ‫َو ْج ِهي ِبُدو ِن أ ْ‬ ‫ال إ ْس َرائ ُ‬ ‫َ‬ ‫َخ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫يل‪« :‬ل َما َذا أ َ‬ ‫َخ َب ْرَناهُ ِب َح َس ِب َه َذا اْل َكالَمِ‪َ .‬ه ْل‬ ‫وك ْم َح ٌّي َب ْعُد؟ َه ْل َل ُك ْم أ ٌ‬ ‫َرِت َنا َق ِائالً‪َ :‬ه ْل أَُب ُ‬ ‫َخ؟ َفأ ْ‬ ‫َخيكم؟»‪ .‬وَقال يهوَذا ِإلسرِائيل أَِب ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يه‪« :‬أ َْرِس ِل اْل ُغالَ َم‬ ‫َْ َ‬ ‫ُكَّنا َن ْعَل ُم أََّن ُه َيُق ُ‬ ‫ول ْانزُلوا بأ ُ ْ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َض َمُن ُه‪.‬‬ ‫وت َن ْح ُن َوأ َْن َت َوأ َْوالَُد َنا َجميعاً‪ .‬أ َ​َنا أ ْ‬ ‫وم َوَن ْذ َه َب َوَن ْح َيا َوالَ َن ُم َ‬ ‫َمعي ل َنُق َ‬ ‫َجئ ِب ِه ِإَليك وأُوِقْفه ُقَّدامك أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َص ْر ُم ْذِنباً ِإَل ْي َك ُك َّل‬ ‫ِم ْن َيِدي تَ ْ‬ ‫َْ َ ُ َ​َ‬ ‫طُلُب ُه‪ِ .‬إ ْن َل ْم أ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يل‬ ‫األَيَّامِ‪ .‬ألََّن َنا َل ْو َل ْم َنتَ َو َ‬ ‫ال َل ُه ْم إ ْس َرائ ُ‬ ‫ان َل ُكَّنا َق ْد َر َج ْع َنا ْاآل َن َم َّرتَ ْي ِن»‪َ .‬فَق َ‬ ‫ان َه َك َذا َفا ْف َعُلوا َه َذا‪ُ :‬خ ُذوا ِم ْن أَْف َخ ِر َج َنى األ َْر ِ‬ ‫ض ِفي أ َْو ِع َيِت ُك ْم‬ ‫وه ْم‪ِ« :‬إ ْن َك َ‬ ‫أَُب ُ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اء َوالَ َذناً َوُف ْستُقاً‬ ‫َوأ َْنزُلوا ل َّلرُجل َهدَّي ًة‪َ .‬قليالً م َن اْلَبَل َسان َوَقليالً م َن اْل َع َسل َوَكث َير َ‬ ‫يك ْم‪َ .‬واْل ِف َّ‬ ‫َوَل ْو اًز‪َ .‬و ُخ ُذوا ِف َّ‬ ‫ود َة ِفي أَْف َو ِاه ِع َدالِ ُك ْم‬ ‫ُخ َرى ِفي أ َ​َي ِاد ُ‬ ‫ض ًة أ ْ‬ ‫ض َة اْل َم ْرُد َ‬ ‫(‪)193‬‬


‫َّ‬ ‫الرُج ِل‪.‬‬ ‫وموا ْارِج ُعوا ِإَلى َّ‬ ‫َخ ُ‬ ‫وها ِفي أ َ​َي ِاد ُ‬ ‫ان َس ْهواً‪َ .‬و ُخ ُذوا أ َ‬ ‫يك ْم‪َ .‬ل َعل ُه َك َ‬ ‫ُرُّد َ‬ ‫اك ْم َوُق ُ‬ ‫اك ُم ْاآل َخ َر‬ ‫ام َّ‬ ‫الرُج ِل َحتَّى ُي ْ‬ ‫َخ ُ‬ ‫َوهللاُ اْلَق ِد ُير ُي ْع ِط ُ‬ ‫طلِ َق َل ُك ْم أ َ‬ ‫يك ْم َر ْح َم ًة أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذ ِّ‬ ‫َخ ُذوا‬ ‫ال َهذه اْل َهدَّي َة َوأ َ‬ ‫ين‪َ .‬وأ َ​َنا ِإ َذا َعد ْم ُت األ َْوالَ​َد َعد ْمتُ ُه ْم»‪َ .‬فأ َ‬ ‫َوبِ ْن َيام َ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضعف اْل ِف َّ ِ ِ‬ ‫ام‬ ‫ضة في أ َ​َيادي ِه ْم َوبِ ْن َيام َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اموا َوَن َزُلوا إَلى م ْ‬ ‫ص َر َوَوَقُفوا أ َ‬ ‫ين َوَق ُ‬ ‫َم َ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَِّلِذي َعَلى َب ْيِت ِه‪« :‬أ َْد ِخ ِل ِّ‬ ‫ال‬ ‫ف ِب ْن َيام َ‬ ‫وس ُ‬ ‫وس َ‬ ‫الر َج َ‬ ‫ين َم َع ُه ْم َق َ‬ ‫ف‪َ .‬فَل َّما َأرَى ُي ُ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْكُلو َن م ِعي ع ِْ ْند ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ِّ‬ ‫ئ أل َّ‬ ‫الظ ْه ِر»‪َ .‬فَف َع َل‬ ‫ال َيأ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫يح ًة َو َهِّي ْ‬ ‫إَلى اْل َب ْيت َوا ْذ َب ْح َذب َ‬ ‫الر َج َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الرج ِ‬ ‫اف‬ ‫ف‪َ .‬وأ َْد َخ َل َّ‬ ‫َّ‬ ‫ف‪َ .‬ف َخ َ‬ ‫وس َ‬ ‫وس ُ‬ ‫الرُج ُل ِّ َ َ‬ ‫الرُج ُل َك َما َق َ‬ ‫ال إَلى َب ْيت ُي ُ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫الرج ِ ِ ِ‬ ‫ف َوَقاُلوا‪« :‬لِ َس َب ِب اْل ِف َّ‬ ‫ض ِة َّالِتي َر َج َع ْت أ ََّوالً ِفي‬ ‫وس َ‬ ‫ِّ َ ُ‬ ‫ال إ ْذ أ ُْدخُلوا إَلى َب ْيت ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْخ َذ َنا َعِبيداً َو َح ِم َيرَنا»‪َ .‬فتَ​َقَّد ُموا‬ ‫ع َدالِ َنا َن ْح ُن َق ْد أ ُْد ِخْل َنا لِ َي ْه ِج َم َعَل ْي َنا َوَيَق َع ِب َنا َوَيأ ُ‬ ‫ِإَلى َّ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫استَ ِم ْع َيا‬ ‫وس َ‬ ‫ف َوَكل ُموهُ في َباب اْل َب ْيت‪َ .‬وَقاُلوا‪ْ « :‬‬ ‫الرُجل الذي َعَلى َب ْيت ُي ُ‬ ‫ض ُة ُك ِل و ِ‬ ‫ان َل َّما أَتَ ْي َنا ِإَلى اْل َم ْن ِزِل أََّن َنا َفتَ ْح َنا ِع َداَل َنا َواِ َذا ِف َّ‬ ‫احٍد ِفي َف ِم ِع ْدلِ ِه‪.‬‬ ‫َْ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُخ َرى ِفي أ َ​َي ِاد َينا لِ َن ْشتَ ِر َي‬ ‫اها ِفي أ َ​َي ِاد َينا‪َ .‬وأ َْن َ ْزل َنا ِف َّ‬ ‫ِف َّ‬ ‫ض ًة أ ْ‬ ‫ضتَُنا ِب َوْزِن َها‪َ .‬فَق ْد َرَد ْد َن َ‬ ‫طعاماً‪ .‬الَ َنعَلم من وضع ِف َّ ِ ِ ِ‬ ‫ال‪َ « :‬سالَ ٌم َل ُك ْم‪ .‬الَ تَ َخاُفوا‪.‬‬ ‫َ​َ‬ ‫ضتَ​َنا في ع َدال َنا»‪َ .‬فَق َ‬ ‫ْ ُ َْ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك ْم َك ْن اًز في ع َدال ُك ْم‪ .‬ف َّ‬ ‫َخ َرَج‬ ‫َع َ‬ ‫طُ‬ ‫ِإَل ُه ُك ْم َواَِل ُه أَِب ُ‬ ‫صَل ْت ِإَل َّي»‪ .‬ثُ َّم أ ْ‬ ‫يك ْم أ ْ‬ ‫ضتُ ُك ْم َو َ‬ ‫ِ‬ ‫الرج ِ‬ ‫اء لِ َي ْغ ِسُلوا‬ ‫ِإَل ْي ِه ْم َش ْم ُعو َن‪َ .‬وأ َْد َخ َل َّ‬ ‫َع َ‬ ‫ف َوأ ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫وس َ‬ ‫الرُج ُل ِّ َ َ‬ ‫ال إَلى َب ْيت ُي ُ‬ ‫اه ْم َم ً‬ ‫يرِهم‪ .‬و َهَّيأُوا اْلهِدَّي َة ِإَلى أ ْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ​ِ‬ ‫ع ِْ ْن َد‬ ‫َع َ‬ ‫ف َ‬ ‫أ َْرُجَل ُه ْم َوأ ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫طى َعليقاً ل َحم ْ َ‬ ‫يء ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫َن َيج َ‬ ‫طعاماً‪َ .‬فَل َّما جاء يوسف ِإَلى اْلبيتِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫اك َيأ ُ‬ ‫الظ ْه ِر‪ .‬ألََّن ُه ْم َسم ُعوا أََّن ُه ْم ُه َن َ‬ ‫َ َ ُ ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْكُلو َن َ َ‬ ‫ض ُروا ِإَل ْي ِه اْلهِدَّي َة َّالِتي ِفي أ َ​َي ِادي ِهم ِإَلى اْل َب ْي ِت وس َجُدوا َل ُه ِإَلى األ َْر ِ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫َح َ‬ ‫أْ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َفسأَل َع ْن سالَمِت ِهم وَقال‪« :‬أَسالِم أَُب ُ َّ‬ ‫َح ٌّي ُه َو‬ ‫وك ُم الش ْي ُخ الذي ُقْلتُ ْم َع ْن ُه؟ أ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ظر ِب ْني ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه‬ ‫َخ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫ام‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ا‪.‬‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫»‪.‬‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫َُْب َ‬ ‫ون َ ٌ ُ َ َ ٌّ َ ْ ُ َ َ ُّ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫ابن أ ِ ِ‬ ‫وكم َّ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪« :‬هللاُ ُي ْن ِع ُم‬ ‫َه َذا أ ُ‬ ‫ال‪« :‬أ َ‬ ‫الصغ ُير الذي ُقْلتُ ْم لي َع ْن ُه؟» ثُ َّم َق َ‬ ‫ُمه َوَق َ‬ ‫َْ ّ‬ ‫َخ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف أل َّ‬ ‫اءهُ َحَّن ْت ِإَلى أَخيه َو َ‬ ‫طَل َب َم َكاناً‬ ‫وس ُ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫َعَل ْي َك َيا ْابني»‪َ .‬و ْ‬ ‫استَ ْع َج َل ُي ُ‬ ‫َح َش َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ل َي ْبك َي‪َ .‬ف َد َخ َل اْل َم ْخ َد َ‬ ‫ع َوَب َكى ُه َن َ‬ ‫اك‪ .‬ثُ َّم َغ َس َل َو ْج َه ُه َو َخ َرَج َوتَ َجل َد َوَق َ‬ ‫ِ‬ ‫طعاماً»‪َ .‬فَقَّدموا َله وحده وَلهم وحدهم ولِْل ِمص ِريِين ْاآل ِكلِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ْ َ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ُْ َ ْ ّ َ‬ ‫«َقّد ُموا َ َ‬ ‫ين ع ْن َدهُ‬ ‫(‪)194‬‬


‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وحدهم أل َّ ِ‬ ‫ين ألََّن ُه ِر ْج ٌس‬ ‫ْكُلوا َ‬ ‫َن َيأ ُ‬ ‫ِين الَ َيْقد ُرو َن أ ْ‬ ‫ط َعاماً َم َع اْلع ْب َرانِّي َ‬ ‫ص ِرّي َ‬ ‫َن اْلم ْ‬ ‫َ ْ َ ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِين‪َ .‬ف َجَلسوا ُقَّدام ُه‪ :‬اْلِب ْك ُر ِب َحس ِب َب ُك ِ‬ ‫الصغ ُير ِب َح َس ِب‬ ‫وريَّته َو َّ‬ ‫ص ِرّي َ‬ ‫ع ْن َد اْلم ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ض‪ .‬ورَفع ِحصصاً ِمن ُقَّد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضهم ِإَلى َب ْع ٍ‬ ‫ص َغ ِرِه‪َ .‬فُب ِه َت ِّ‬ ‫ام ِه ِإَل ْي ِه ْم‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫ال َب ْع ُ ُ ْ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫يع ِهم خمس َة أَضع ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اف‪َ .‬و َش ِرُبوا‬ ‫َف َك َان ْت ِح َّ‬ ‫ص ُة ِب ْن َيام َ‬ ‫ْ َ‬ ‫صص َجم ْ َ ْ َ‬ ‫ين أَ ْكثَ َر م ْن ح َ‬ ‫َوَرُووا َم َع ُه‪.‬‬ ‫َ َ ْ َ ُ َّ ُ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ابع واألربعون‬ ‫األصحاح الر ِ‬ ‫ثُ َّم أَمر َّالِذي عَلى بيِت ِه َق ِائالً‪« :‬ام َ ْ ِ‬ ‫الرج ِ‬ ‫ط َعاماً َح َس َب َما‬ ‫ال َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ال ِّ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫أل ع َد َ‬ ‫ْ‬ ‫ضةِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس اْل ِف َّ‬ ‫َّ‬ ‫طاسي َ‬ ‫ض ْع فض َة ُك ّل َواحد في َف ِم ع ْدله‪َ .‬و َ‬ ‫ُيطيُقو َن ح ْمَل ُه َو َ‬ ‫ط َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض ُع ِفي َف ِم ِع ْد ِل َّ ِ ِ‬ ‫ف َّالِذي‬ ‫تَ َ‬ ‫وس َ‬ ‫الصغير َوثَ َم َن َق ْمحه»‪َ .‬فَف َع َل ب َح َسب َكالَ ِم ُي ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ف ِّ‬ ‫ال ُه ْم َو َح ِم ُيرُه ْم‪َ .‬وَل َّما َك ُانوا َق ْد‬ ‫اء ُّ‬ ‫تَ َكل َم ِبه‪َ .‬فَل َّما أ َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫الص ْب ُح ْان َ‬ ‫َض َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫خرجوا ِمن اْلمِدين ِة وَلم يبتَ ِعدوا َقال يوس َِّ ِ‬ ‫اء‬ ‫َ َ َ َ ْ َْ ُ‬ ‫َ ُ ُ ُ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ف للذي َعَلى َب ْيته‪ُ« :‬ق ِم ْ‬ ‫اس َع َوَر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫الر َجال َو َمتَى أ َْد َرْكتَ ُه ْم َفُق ْل َل ُه ْم‪ :‬ل َما َذا َج َازْيتُ ْم َش ّاًر ع َوضاً َع ْن َخ ْير؟ أَ​َل ْي َس‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َن ْعتُ ْم»‪.‬‬ ‫َسأْتُ ْم في َما َ‬ ‫اء ُل به‪ .‬أ َ‬ ‫َه َذا ُه َو الذي َي ْش َر ُب َسّيدي فيه؟ َو ُه َو َيتَ​َف َ‬ ‫ال َل ُه ْم َه َذا اْل َكالَ َم‪َ .‬فَقاُلوا َل ُه‪« :‬لِ َما َذا َيتَ َكَّل ُم َسِّيِدي ِم ْث َل َه َذا اْل َكالَمِ؟‬ ‫َفأ َْد َرَك ُه ْم َوَق َ‬ ‫حَ ِ ِ‬ ‫َن َيْف َعُلوا ِم ْث َل َه َذا األ َْم ِر! ُه َوَذا اْل ِف َّ‬ ‫ض ُة َّالِتي َو َج ْد َنا ِفي أَْف َو ِاه‬ ‫اشا ل َعِبيد َك أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِق‬ ‫َّ‬ ‫ف َن ْسر ُ م ْن َب ْيت َسّيد َك فض ًة أ َْو‬ ‫اها إَل ْي َك م ْن أ َْرض َك ْن َع َ‬ ‫ان‪َ .‬ف َك ْي َ‬ ‫ع َدال َنا َرَد ْد َن َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت َوَن ْح ُن أ َْيضاً َن ُكو ُن َعِبيداً لِ َسِّيِدي»‪.‬‬ ‫وجُد َم َع ُه م ْن َعِبيد َك َي ُم ُ‬ ‫َذ َهباً؟ الذي ُي َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وجُد َم َع ُه َي ُكو ُن لِي َع ْبداً‬ ‫ال‪َ « :‬ن َع ِم ْاآل َن ب َح َسب َكالَم ُك ْم َه َك َذا َي ُكو ُن‪ .‬الذي ُي َ‬ ‫َفَق َ‬ ‫ونو َن أَب ِرياء»‪َ .‬فاستَعجُلوا وأ َْن َزُلوا ُك ُّل و ِ‬ ‫احٍد ِع ْدَل ُه ِإَلى األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫َوأ َّ‬ ‫َما أ َْنتُ ْم َفتَ ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫َْ​َ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫الص ِغ ِ‬ ‫ش م ْبتَِدئاً ِم َن اْل َكِب ِ‬ ‫ير‪.‬‬ ‫ير َحتَّى ْانتَ َهى ِإَلى َّ‬ ‫َوَفتَ ُحوا ُك ُّل َواحد ع ْدَل ُه‪َ .‬فَفت َ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪َ .‬ف َم َّزُقوا ِث َي َاب ُه ْم َو َح َّم َل ُك ُّل َوا ِحٍد َعَلى ِح َم ِارِه‬ ‫اس في ع ْد ِل ِب ْن َيام َ‬ ‫َف ُوج َد الط ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك‬ ‫ف َو ُه َو َب ْعُد ُه َن َ‬ ‫وس َ‬ ‫َوَر َج ُعوا إَلى اْل َمد َينة‪َ .‬ف َد َخ َل َي ُهوَذا َواِ ْخ َوتُ ُه إَلى َب ْيت ُي ُ‬ ‫ووَق ُعوا أَمام ُه َعَلى األ َْر ِ‬ ‫ف ِْ ْع ُل َّالِذي َف َعْلتُ ْم؟‬ ‫ف‪َ « :‬ما َه َذا اْل َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ض‪َ .‬فَق َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ال َل ُه ْم ُي ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ول لِ َسِّيِدي؟ َما َذا‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫«‬ ‫ا‪:‬‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫»‬ ‫؟‬ ‫ل‬ ‫اء‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫َ ُ ً ْ َ َ​َ َ ُ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ َُ ُ‬ ‫أَ​َل ْ َ ْ َ ُ‬ ‫(‪)195‬‬


‫َنتَ َكَّلم َوِب َما َذا َنتَ​َب َّرُر؟ هللاُ َق ْد َو َج َد ِإ ْث َم َعِب ِيد َك‪َ .‬ها َن ْح ُن َعِب ٌيد لِ َسِّيِدي َن ْح ُن‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َما أ َْنتُ ْم‬ ‫َن أَْف َع َل َه َذا! َّ‬ ‫اس ِفي َيِد ِه ُه َو َي ُكو ُن لِي َع ْبداً َوأ َّ‬ ‫أْ‬ ‫الرُج ُل الذي ُوج َد الط ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫استَ ِم ْع َيا َسِّيِدي‪.‬‬ ‫اص َعُدوا ِب َسالَ ٍم ِإَلى أَِب ُ‬ ‫يك ْم»‪ .‬ثُ َّم تَ​َقَّد َم إَل ْيه َي ُهوَذا َوَق َ‬ ‫ال‪ْ « :‬‬ ‫َف ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ضُب َك َعَلى َع ْبِد َك ألََّن َك ِم ْث ُل‬ ‫ل َيتَ َكل ْم َع ْبُد َك َكل َم ًة في أُ ُذ َن ْي َسِّيدي َوالَ َي ْح َم َغ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َب َش ْي ٌخ‬ ‫َب أ َْو أ ٌ‬ ‫َخ؟ َفُقْل َنا ل َسِّيدي‪َ :‬ل َنا أ ٌ‬ ‫َل َعِب َيدهُ‪َ :‬ه ْل َل ُك ْم أ ٌ‬ ‫ف ْرَع ْو َن‪َ .‬سّيدي َسأ َ‬ ‫وابن شيخوخ ٍة ص ِغير مات أَخوه وب ِقي هو وحده ِأل ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّه‪َ .‬فُقْل َت‬ ‫ُمه َوأَُبوهُ ُيحب ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ ُ َ َ ٌ َ َ ُ ُ َ َ َ َُ َ ْ َ ُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن‬ ‫َج َع َل َن َ‬ ‫ظ ِري َعَل ْيه‪َ .‬فُقْل َنا ل َسِّيدي‪ :‬الَ َيْقد ُر اْل ُغالَ ُم أ ْ‬ ‫ل َعِبيد َك‪ْ :‬ان ِزُلوا ِبه ِإَل َّي َفأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِغ ُير‬ ‫وك ُم َّ‬ ‫َخ ُ‬ ‫وت‪َ .‬فُقْل َت لِ َعِبيد َك‪ِ :‬إ ْن َل ْم َي ْن ِزْل أ ُ‬ ‫َي ْت ُر َك أ َ​َباهُ‪َ .‬واِ ْن تَ َر َك أ َ​َباهُ َي ُم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صع ْد َنا ِإَلى َع ْبد َك أَِبي أََّن َنا‬ ‫ودوا تَ ْن ُ‬ ‫َم َع ُك ْم الَ تَ ُع ُ‬ ‫ظ ُرو َن َو ْج ِهي‪َ .‬ف َك َ‬ ‫ان َل َّما َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اشتَروا َلنا َقلِيالً ِمن َّ‬ ‫ِ‬ ‫الط َعامِ‪.‬‬ ‫أْ‬ ‫ونا‪ْ :‬ارِج ُعوا ْ ُ َ‬ ‫ال أَُب َ‬ ‫َ‬ ‫َخ َب ْرَناهُ ب َكالَ ِم َسّيدي‪ .‬ثُ َّم َق َ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِغ ُير َم َع َنا َن ْن ِزُل ألََّن َنا الَ َنْقِد ُر‬ ‫ونا َّ‬ ‫َخ َ‬ ‫ان أ ُ‬ ‫َفُقْل َنا‪ :‬الَ َنْقد ُر أ ْ‬ ‫َن َن ْن ِزَل‪َ .‬واَِّن َما ِإ َذا َك َ‬ ‫الرج ِل وأَخونا َّ ِ‬ ‫ال َل َنا َع ْبُد َك أَِبي‪ :‬أ َْنتُ ْم‬ ‫َن َن ْن ُ‬ ‫ظ َر َو ْج َه َّ ُ َ ُ َ‬ ‫أْ‬ ‫الصغ ُير َل ْي َس َم َع َنا‪َ .‬فَق َ‬ ‫احد ِمن ِعنِدي وُقْلت‪ِ :‬إَّنما هو َقدِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَ ْعَل ُمو َن أ َّ‬ ‫َن ْ‬ ‫ام َأرَتي َوَل َد ْت لي ا ْث َن ْين َف َخ َرَج اْل َو ُ ْ ْ َ ُ َ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫َما ِم َو ْج ِهي‬ ‫ا ْفتُ ِر َس ا ْفِت َراساً‪َ .‬وَل ْم أ َْن ُ‬ ‫ظ ْرهُ ِإَلى ْاآل َن‪َ .‬فِإ َذا أ َ‬ ‫َخ ْذتُ ْم َه َذا أ َْيضاً م ْن أ َ‬ ‫َص َاب ْت ُه أَِذَّي ٌة تُْن ِزُلو َن َش ْي َبِتي ِب َش ٍّر ِإَلى اْل َه ِاوَي ِة‪َ .‬ف ْاآل َن َمتَى ِج ْئ ُت ِإَلى َع ْبِد َك‬ ‫َوأ َ‬ ‫ط ٌة ِب َنْف ِس ِه َي ُكو ُن َمتَى َأرَى أ َّ‬ ‫ود‬ ‫أَِبي َواْل ُغالَ ُم َل ْي َس َم َع َنا َوَنْف ُس ُه ُم ْرتَِب َ‬ ‫َن اْل ُغالَ َم َمْفُق ٌ‬ ‫وت َفُي ْن ِزُل َعِب ُيد َك َش ْي َب َة َع ْبِد َك أَِب َينا ِب ُح ْزٍن ِإَلى اْل َه ِاوَي ِة أل َّ‬ ‫َن َع ْب َد َك‬ ‫أََّن ُه َي ُم ُ‬ ‫ِ‬ ‫َجئ ِب ِه ِإَليك أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َص ْر ُم ْذِنباً ِإَلى أَِبي ُك َّل‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ضم َن اْل ُغالَ َم ألَِبي َقائالً‪ِ :‬إ ْن َل ْم أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َعد اْل ُغالَ ُم‬ ‫األَيَّامِ‪َ .‬ف ْاآل َن ل َي ْم ُك ْث َع ْبُد َك ع َوضاً َعن اْل ُغالَ ِم َع ْبداً ل َسّيدي َوَي ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ظر َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الش َّر‬ ‫َم َع ِإ ْخ َوِته‪ .‬ألَّني َك ْي َ‬ ‫َص َعُد إَلى أَبي َواْل ُغالَ ُم َل ْي َس َمعي؟ ل َئال أ َْن ُ َ‬ ‫فأْ‬ ‫َّالِذي ي ِ‬ ‫يب أَِبي!»‪.‬‬ ‫ص‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ َْ ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫امس واألربعون‬ ‫األصحاح الخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع اْلو ِاق ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َرَخ‪:‬‬ ‫ضِب َ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫ف أْ‬ ‫ط َنْف َس ُه َل َدى َجم ِ َ َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ين ع ْن َدهُ َف َ‬ ‫َفَل ْم َي ْستَط ْع ُي ُ‬ ‫ان عِني!» َفَلم ي ِقف أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِإ ْخ َوتَ ُه‬ ‫«أ ْ‬ ‫َخ ِرُجوا ُك َّل ِإ ْن َس ٍ َ ّ‬ ‫َحٌد ع ْن َدهُ ح َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ين َع َّر َ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫ف ُي ُ‬ ‫(‪)196‬‬


‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ِب َنْف ِس ِه‪َ .‬فأَ ْ‬ ‫ص ِريُّو َن َو َسم َع َب ْي ُت ف ْرَع ْو َن‪َ .‬وَق َ‬ ‫ص ْوتَ ُه باْلُب َكاء‪َ .‬ف َسم َع اْلم ْ‬ ‫طَل َق َ‬ ‫يوس ِ ِ ِ‬ ‫ف‪ .‬أَح ٌّي أَِبي بعُد؟» َفَلم يستَ ِطع ِإ ْخوتُ ُه أ ْ ِ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫وس ُ َ‬ ‫َن ُيج ُيبوهُ‬ ‫ْ َْ ْ َ‬ ‫ف إل ْخ َوته‪« :‬أ َ​َنا ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪« :‬أ َ​َنا‬ ‫وس ُ‬ ‫ألََّن ُه ُم ْارتَ ُ‬ ‫ف إل ْخ َوته‪« :‬تَ​َقَّد ُموا إَل َّي»‪َ .‬فتَ​َقَّد ُموا‪َ .‬فَق َ‬ ‫اعوا م ْن ُه‪َ .‬فَق َ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َخ ُ َّ ِ ِ‬ ‫ظوا ألََّن ُك ْم‬ ‫ص َر‪َ .‬و ْاآل َن الَ تَتَأ َّ‬ ‫َسُفوا َوالَ تَ ْغتَا ُ‬ ‫ف أُ‬ ‫وس ُ‬ ‫وك ُم الذي ب ْعتُ ُموهُ إَلى م ْ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ام ُك ْم‪ .‬أل َّ‬ ‫َن لِْل ُجوِع ِفي‬ ‫ب ْعتُ ُموني إَلى ُه َنا ألَن ُه ال ْست ْبَقاء َح َياة أ َْرَسَلن َي هللاُ ُقَّد َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ص ٌاد‪.‬‬ ‫ض ْاآل َن َس َنتَ ْي ِن‪َ .‬و َخ ْم ُس سن َ‬ ‫يها َفالَ َح ٌة َوالَ َح َ‬ ‫ين أ َْيضاً الَ تَ ُكو ُن ف َ‬ ‫ِ‬ ‫َفَق ْد أ َْرسَلِني هللاُ ُقَّدام ُكم لِ َي ْج َع َل َل ُكم َب ِقَّي ًة ِفي األ َْر ِ‬ ‫اة‬ ‫ض َولِ َي ْستَ ْبق َي َل ُك ْم َن َج ً‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ًة‪َ .‬ف ْاآل َن َل ْي َس أ َْنتُ ْم أ َْرَسْلتُ ُموني إَلى ُه َنا َبل هللاُ‪َ .‬و ُه َو َق ْد َج َعَلني أَباً‬ ‫َعظ َ‬ ‫ِ ِ ِ ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اص َعُدوا‬ ‫َس ِرُعوا َو ْ‬ ‫ص َر‪ .‬أ ْ‬ ‫لف ْرَع ْو َن َو َسّيداً ل ُك ّل َب ْيته َو ُمتَ َسّلطاً َعَلى ُك ّل أ َْرض م ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص َر‪.‬‬ ‫وس ُ‬ ‫إَلى أَبي َوُقوُلوا َل ُه‪َ :‬ه َك َذا َيُق ُ‬ ‫ف‪َ :‬ق ْد َج َعَلن َي هللاُ َسّيداً ل ُك ّل م ْ‬ ‫ول ْابُن َك ُي ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وك‬ ‫اس َ‬ ‫ان َوتَ ُكو َن َق ِريباً مّني أ َْن َت َوَبُن َ‬ ‫ْانزْل إَل َّي‪ .‬الَ تَق ْف‪َ .‬فتَ ْس ُك َن في أ َْرض َج َ‬ ‫ِ‬ ‫اك ألََّن ُه َي ُكو ُن أ َْيضاً َخ ْم ُس‬ ‫َعوُل َك ُه َن َ‬ ‫َوَبُنو َبن َ‬ ‫يك َو َغ َن ُم َك َوَبَق ُر َك َوُك ُّل َما َل َك‪َ .‬وأ ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ُك ْم تَ َرى َو َع ْي َنا‬ ‫ين ُجوعاً‪ .‬لِ َئ َّال تَْفتَق َر أ َْن َت َوَب ْيتُ َك َوُك ُّل َما َل َك‪َ .‬و ُه َوَذا عُ ُِْي ُ‬ ‫سن َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫امين أ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر‬ ‫أَخي َب ْن َي َ‬ ‫َن َفمي ُه َو الذي ُي َكّل ُم ُك ْم‪َ .‬وتُ ْخب ُرو َن أَبي ب ُك ّل َم ْجدي في م ْ‬ ‫َوِب ُك ِّل َما َأرَْيتُ ْم َوتَ ْستَ ْع ِجُلو َن َوتَ ْن ِزُلو َن ِبأَِبي ِإَلى ُه َنا»‪ .‬ثُ َّم َوَق َع َعَلى ُعُن ِق‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع ِإ ْخ َوِت ِه َوَب َكى‬ ‫ين أَخيه َوَب َكى‪َ .‬وَب َكى ِب ْن َيام ُ‬ ‫ِب ْن َيام َ‬ ‫َّل َجم َ‬ ‫ين َعَلى ُعُنقه‪َ .‬وَقب َ‬ ‫ْ‪ .‬وس ِمع اْل َخ َبر ِفي َب ْي ِت ِف ْرَعو َن وِقيل‪« :‬ج ِ‬ ‫ف»‪َ .‬ف َح ُس َن ِفي‬ ‫وس َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ َُ َ‬ ‫اء إ ْخ َوةُ ُي ُ‬ ‫َ َ‬ ‫عي َني ِفرعو َن وِفي عيو ِن عِب ِيد ِه‪َ .‬فَقال ِفرعو ُن لِ‬ ‫ف‪ُ« :‬ق ْل ِإل ْخ َوِت َك‪ :‬ا ْف َعُلوا‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫َ ْ َْ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َْ ْ ْ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك ْم َوُبُيوتَ ُك ْم‬ ‫َّك ْم َو ْان َ‬ ‫ان‪َ .‬و ُخ ُذوا أ َ​َب ُ‬ ‫َه َذا‪َ .‬ح ِّمُلوا َد َواب ُ‬ ‫طلُقوا ا ْذ َهُبوا إَلى أ َْرض َك ْن َع َ‬ ‫وتَعاُلوا ِإَل َّي‪َ .‬فأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْكُلوا َدسم األ َْر ِ‬ ‫ض‪َ .‬فأ َْن َت َق ْد‬ ‫ص َر َوتَأ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُعط َي ُك ْم َخ ْي َرات أ َْرض م ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ض ِ‬ ‫أِ‬ ‫ُم ْر َت‪ .‬ا ْف َعُلوا َه َذا‪ُ .‬خ ُذوا َل ُكم ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫ص َر َع َجالَ ٍت أل َْوالَِد ُك ْم َوِن َس ِائ ُك ْم‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َن خير ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع أ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ات َج ِم ِ‬ ‫اح ِمُلوا أ َ​َب ُ‬ ‫اك ْم َوتَ َعاُلوا‪َ .‬والَ تَ ْح َزْن ُعُي ُ‬ ‫َو ْ‬ ‫ون ُك ْم َعَلى أَثَاث ُك ْم أل َّ َ ْ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َع َجالَ ٍت ِب َح َس ِب أ َْم ِر‬ ‫َع َ‬ ‫يل َه َك َذا‪َ .‬وأ ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫ص َر َل ُك ْم»‪َ .‬فَف َع َل َبُنو إ ْس َرائ َ‬ ‫مْ‬ ‫اه ْم ُي ُ‬ ‫طاهم َزاداً لِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫طى ُك َّل و ِ‬ ‫احٍد ِم ْنهم حَلل ِثي ٍ‬ ‫لط ِر ِ‬ ‫َما‬ ‫اب‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َع َ‬ ‫يق‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ف ْرَع ْو َن‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ُْ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َع َ ُ ْ‬ ‫(‪)197‬‬


‫اب‪ .‬وأَرسل ألَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ ِ‬ ‫ض ِة و َخمس حَل ِل ِثي ٍ‬ ‫يه َع َش َرَة‬ ‫َع َ‬ ‫ين َفأ ْ‬ ‫ِب ْن َيام ُ‬ ‫طاهُ ثَالَ َث م َئة م َن اْلف َّ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ََْ َ‬ ‫طعاماً ألَِب ِ‬ ‫امَل ًة ِمن خير ِ‬ ‫ات ِمصر وع َشر أُتُ ٍن ح ِ‬ ‫ير ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‬ ‫امَل ًة ِح ْن َ‬ ‫ط ًة َو ُخ ْب اًز َو َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ​َ َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َحم ٍ َ‬ ‫ألَج ِل َّ‬ ‫الط ِر ِ‬ ‫اضُبوا ِفي‬ ‫ف ِإ ْخ َوتَ ُه َف ْان َ‬ ‫ال َل ُه ْم‪« :‬الَ تَتَ َغ َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ْ‬ ‫طَلُقوا َوَق َ‬ ‫يق‪ .‬ثُ َّم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب أَبيه ْم‬ ‫اءوا إَلى أ َْرض َك ْن َع َ‬ ‫ان إَلى َي ْعُق َ‬ ‫صعُدوا م ْن م ْ‬ ‫الطريق»‪َ .‬ف َ‬ ‫ص َر َو َج ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر!»‬ ‫ف َح ٌّي َب ْعُد َو ُه َو ُمتَ َسِّل ٌ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫َخ َب ُروهُ َقائل َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ط َعَلى ُك ّل أ َْرض م ْ‬ ‫ين‪ُ « :‬ي ُ‬ ‫َفجمد َقْلبه ألََّنه َلم ي ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ف َّالِذي َكَّل َم ُه ْم ِب ِه‬ ‫وس َ‬ ‫صّد ْق ُه ْم‪ .‬ثُ َّم َكل ُموهُ ب ُك ّل َكالَ ِم ُي ُ‬ ‫َ َ​َ ُ ُ ُ ْ ُ َ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب أَبيه ْم‪.‬‬ ‫ف لتَ ْحمَل ُه‪َ .‬ف َع َ‬ ‫وس ُ‬ ‫اش ْت ُرو ُح َي ْعُق َ‬ ‫ص َر اْل َع َجالَت التي أ َْرَسَل َها ُي ُ‬ ‫َوأ َْب َ‬ ‫ِ‬ ‫َفَق ِ ِ‬ ‫وت»‪.‬‬ ‫يل‪َ « :‬كَفى! يوس‬ ‫َم َ‬ ‫ف ْابني َح ٌّي َب ْعُد‪ .‬أَ ْذ َه ُب َوأ َ​َراهُ َق ْب َل أ ْ‬ ‫ال إ ْس َرائ ُ‬ ‫َ‬ ‫َن أ ُ‬ ‫ُ َ َ َْ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َُ ُ ْ َ ُ‬ ‫ادس واألربعون‬ ‫األصحاح الس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان َل ُه َوأَتَى ِإَلى ِب ْئ ِر َس ْب َع َوَذ َب َح َذ َب ِائ َح ِإلَل ِه‬ ‫يل َوُك ُّل َما َك َ‬ ‫َف ْارتَ َح َل إ ْس َرائ ُ‬ ‫ِ‬ ‫يه ِإسحاق‪َ .‬ف َكَّلم هللا ِإسرِائ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫أَِب ْ َ َ‬ ‫وب َي ْعُق ُ‬ ‫ال‪َ « :‬ي ْعُق ُ‬ ‫وب»‪َ .‬فَق َ‬ ‫يل في ُرَؤى الل ْيل َوَق َ‬ ‫َ ُ َْ َ‬ ‫«ه َئن َذا»‪َ .‬فَقال‪« :‬أَنا هللا ِإَله أَِبيك‪ .‬الَ تَخف ِمن ُّ ِ ِ ِ‬ ‫ص َر ألَِّني‬ ‫َ​َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫الن ُزول إَلى م ْ‬ ‫ُم ًة ع ِظيم ًة هناك‪ .‬أَنا أ َْن ِزل معك ِإَلى ِ‬ ‫ُص ِعُد َك أ َْيضاً‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫َج َعُل َ َّ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫ُ َ​َ َ‬ ‫أْ‬ ‫ْ َ َ​َ ْ‬ ‫وب ِم ْن ِب ْئ ِر َس ْب ٍع‪َ .‬و َح َم َل َبُنو‬ ‫َوَي َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ام َي ْعُق ُ‬ ‫ض ُع ُي ُ‬ ‫ف َي َدهُ َعَلى َع ْي َن ْي َك»‪َ .‬فَق َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اه ْم َوأ َْوالَ​َد ُه ْم َوِن َساء ُه ْم ِفي اْل َع َجالَ ِت َّالِتي أ َْرَس َل ِف ْرَع ْو ُن‬ ‫وب أ َ​َب ُ‬ ‫يل َي ْعُق َ‬ ‫إ ْس َرائ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهم َّالِذي ا ْقتَُنوا ِفي أ َْر ِ‬ ‫اءوا ِإَلى‬ ‫لِ َح ْملِه‪َ .‬وأ َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ان َو َج ُ‬ ‫َخ ُذوا َم َواش َي ُه ْم َو ُمْقتَ​َن ُ ُ‬ ‫يه معه وبناته وبنات بِن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه َوُك ُّل‬ ‫وب َوُك ُّل َن ْسله َم َع ُه‪َ .‬بُنوهُ َوَبُنو َبن َ َ ُ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫ص َر‪َ .‬ي ْعُق ُ‬ ‫مْ‬ ‫نسلِ ِه جاء ِب ِهم معه ِإَلى ِمصر‪ .‬وهِذ ِه أَسماء بِني ِإسرِائ َّ ِ‬ ‫اءوا ِإَلى‬ ‫يل الذ َ‬ ‫َْ َ َ ْ َ​َ ُ‬ ‫ْ َ َ​َ َْ ُ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ين َج ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وك َوَفلو‬ ‫ُوب ْي َن‪َ :‬حُن ُ‬ ‫ُوب ْي ُن‪َ .‬وَبُنو َأر َ‬ ‫وب َأر َ‬ ‫وب َوَبُنوهُ‪ .‬ب ْك ُر َي ْعُق َ‬ ‫ص َر‪َ :‬ي ْعُق ُ‬ ‫مْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح ُر‬ ‫ُوهُد َوَياك ُ‬ ‫يل َوَيام ُ‬ ‫ين َوأ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ص ُرو ُن َوَك ْرِمي‪َ .‬وَبُنو َش ْم ُعو َن‪َ :‬ي ُموئ ُ‬ ‫َو َح ْ‬ ‫ين َو ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات َو َم َرِاري‪َ .‬وَبُنو َي ُهوَذا ِع ٌير‬ ‫ُول ْاب ُن اْل َك ْن َعانيَّة‪َ .‬وَبُنو الَ ِوي‪َ :‬ج ْرُشو ُن َوَق َه ُ‬ ‫َو َشأ ُ‬ ‫وأُونان وِشيَل ُة وَفارص وزارح‪ .‬وأ َّ ِ‬ ‫ان َفماتَا ِفي أ َْر ِ‬ ‫ان‬ ‫َما ع ٌير َوأ َ‬ ‫ان‪َ .‬وَك َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫َ َ ُ َ​َ َ ُ َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ُون ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫وب َوش ْم ُرو ُن‪.‬‬ ‫ول‪َ .‬وَبُنو َي َّس َ‬ ‫اك َر‪ :‬تُوالَعُ َوَف َّوةُ َوُي ُ‬ ‫ْاب َنا َف َار َ‬ ‫ام َ‬ ‫ص َح ْ‬ ‫ص ُرو َن َو َح ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫وبنو زبوُلون‪ :‬سارد وِايُلون وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب‬ ‫يل‪َ .‬ه ُؤالَء َبُنو َل ْي َئ َة الذ َ‬ ‫ين َوَل َد ْت ُه ْم ل َي ْعُق َ‬ ‫َ َُ َ ُ َ َ َ ُ َ ُ َ َ َ‬ ‫احْلئ ُ‬ ‫(‪)198‬‬


‫وس بِن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه َوَب َن ِات ِه ثَالَ ٌث َوثَالَثُو َن‪َ .‬وَبُنو‬ ‫في َفَّد َ‬ ‫يع ُنُف ِ َ‬ ‫ان أ َ​َر َام َم َع د َين َة ْاب َنته‪َ .‬جم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يري وأَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ودي َوأ َْرِئيلِي‪َ .‬وَبُنو أ َِش َير‪:‬‬ ‫َصُبو ُن َو ِع ِ َ ُ‬ ‫َج َاد‪ :‬صْفُيو ُن َو َح ّجي َو ُشوني َوأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪.‬‬ ‫يع ُة َو َس َارُح ه َي أ ْ‬ ‫ُختُ ُه ْم‪َ .‬و ْاب َنا َب ِر َ‬ ‫ي ْم َن ُة َوي ْش َوةُ َوي ْش ِوي َوَب ِر َ‬ ‫يع َة َحاب ُر َو َمْلكيئ ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫طاها الَب ِ‬ ‫وب ِس َّت‬ ‫َع َ َ َ ُ‬ ‫َه ُؤالَء َبُنو ِ ْزلَف َة التي أ ْ‬ ‫ان لَل ْي َئ َة ْاب َنته َف َوَل َد ْت َه ُؤالَء ل َي ْعُق َ‬ ‫ِ‬ ‫احيل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِفي‬ ‫ف َوَب ْن َيام ُ‬ ‫وس َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ام َأرَة َي ْعُق َ‬ ‫َع َش َرَة َنْفساً‪ .‬ا ْب َنا َر َ ْ‬ ‫ين‪َ .‬وُول َد لُي ُ‬ ‫وب‪ُ :‬ي ُ‬ ‫وطي َفارع َك ِ‬ ‫ان وَلد ْتهما َله أَسنات ِبنت ُف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫اه ِن‬ ‫َ​َ‬ ‫ص َر‪َ :‬م َن َّسى َوأَْف َاريِ ُم الل َذ ِ َ َ ُ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ‬ ‫أ َْرض م ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير وَنعمان واِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اكر وأ ْ ِ‬ ‫يم‬ ‫يحي َوُر ُ‬ ‫أُو ٍن‪َ .‬وَبُنو ِب ْن َيام َ‬ ‫َشب ُ‬ ‫يل َوج َا َ ْ َ ُ َ‬ ‫ين‪َ :‬باَل ُع َوَب َ ُ َ‬ ‫وش َو ُمّف ُ‬ ‫وشيم‪ .‬وبنو نْفتَالِي‪ :‬ياح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُر‬ ‫ان ُح ُ َ َ ُ َ‬ ‫َْ ْرَب َع َع َش َرَة‪َ .‬و ْاب ُن َد َ‬ ‫صئ ُ‬ ‫يل َو ُجوني َوي ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫احيل ابنِت ِه‪َ .‬فوَلدت هؤالَءِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َع َ‬ ‫ان لِ َر ِ َ ْ َ‬ ‫اها الَ​َب ُ‬ ‫يم‪َ .‬ه ُؤالَء َبُنو ِبْل َه َة التي أ ْ‬ ‫َ َ ْ َُ‬ ‫ط َ‬ ‫َوشّل ُ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النُف ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع األ َْنُف ِ‬ ‫يع ُّ‬ ‫ص َر‬ ‫وس ل َي ْعُق َ‬ ‫ل َي ْعُق َ‬ ‫س َس ْب ٌع‪َ .‬جم ُ‬ ‫وب‪َ .‬جم ُ‬ ‫وب التي أَتَ ْت إَلى م ْ‬ ‫اْلخ ِارج ِة ِمن صْلِب ِه ما عدا ِنس ِ‬ ‫ِ‬ ‫النُف ِ‬ ‫يع ُّ‬ ‫وس ِس ٌّت َوِستُّو َن‬ ‫اء َبني َي ْعُق َ‬ ‫وب َجم ُ‬ ‫َ َ ْ ُ‬ ‫َ َ​َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب‬ ‫وس َ‬ ‫يع ُنُفوس َب ْيت َي ْعُق َ‬ ‫ص َر َنْف َسان‪َ .‬جم ُ‬ ‫ف الل َذان ُول َدا َل ُه في م ْ‬ ‫َنْفساً‪َ .‬و ْاب َنا ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّالِتي جاء ْت ِإَلى مصر سبعو َن‪َ .‬فأَرسل يهوَذا أَمامه ِإَلى يوس ِ‬ ‫يق‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ف لُي ِر َي الط ِر َ‬ ‫ْ َ َ ُْ‬ ‫ْ َ َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫صع َد‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫ان‬ ‫اس‬ ‫ج‬ ‫ض‬ ‫َر‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫اء‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ان‬ ‫اس‬ ‫ج‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ُ ُ َ ْ َ َ​َ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ام ُه إَل َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫ال ِإسرِائيل أَِب ِ‬ ‫ِالسِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َه َر َل ُه َوَق َع َعَلى ُعُن ِق ِه َوَب َكى َعَلى‬ ‫اس‬ ‫ج‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫يه‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ان‪َ .‬وَل َّما َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ َ َْ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وت ْاآل َن َب ْع َد َما َأرَْي ُت َو ْج َه َك أَن َك‬ ‫َم ُ‬ ‫وس َ‬ ‫ال إ ْس َرائ ُ‬ ‫ُعُنقه َزَماناً‪َ .‬فَق َ‬ ‫ف‪« :‬أ ُ‬ ‫يل لُي ُ‬ ‫حي بعد»‪ .‬ثُ َّم َقال يوسف ِإلخوِت ِه ولِبي ِت أَِب ِ‬ ‫يه‪« :‬أَصعد وأ ْ ِ ِ‬ ‫ول‬ ‫َ ٌّ َ ْ ُ‬ ‫َ ُ ُ ُ ْ َ َ َْ‬ ‫ُخب ُر ف ْرَع ْو َن َوأَُق ُ‬ ‫ْ َُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ان َجاءوا ِإَل َّي و ِّ‬ ‫ال ُرَعاةُ َغ َن ٍم‬ ‫َل ُه‪ِ :‬إ ْخ َوِتي َوَب ْي ُت أَِبي الذ َ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫َ‬ ‫ين في أ َْرض َك ْن َع َ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫اءوا ِب َغ َن ِم ِه ْم َوَبَق ِرِه ْم َوُك ِّل َما َل ُه ْم‪َ .‬ف َي ُكو ُن ِإ َذا‬ ‫َفِإَّن ُه ْم َك ُانوا أ ْ‬ ‫َه َل َم َواش َوَق ْد َج ُ‬ ‫اش م ْن ُذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫دع ُ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ص َب َانا‬ ‫اعتُ ُك ْم؟ أ ْ‬ ‫َن تَُقوُلوا‪َ :‬عِب ُيد َك أ ْ‬ ‫ال‪َ :‬ما ص َن َ‬ ‫َ​َ‬ ‫اك ْم ف ْرَع ْو ُن َوَق َ‬ ‫َه ُل َم َو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ .‬أل َّ‬ ‫َن ُك َّل َراعي‬ ‫اس َ‬ ‫ِإَلى ْاآل َن َن ْح ُن َو َآب ُ‬ ‫اؤَنا َجميعاً‪ .‬ل َك ْي تَ ْس ُكُنوا في أ َْرض َج َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِين»‪.‬‬ ‫ص ِرّي َ‬ ‫َغ َن ٍم ِر ْج ٌس لْلم ْ‬

‫(‪)199‬‬


‫َ‬

‫َّ ُ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َ َ ْ َ ُ‬ ‫ابع واألربعون‬ ‫الس‬ ‫األصحاح‬ ‫ِ‬

‫ال لِ ِف ْرَع ْو َن‪« :‬أَِبي َواِ ْخ َوِتي َو َغ َن ُم ُه ْم َوَبَق ُرُه ْم َوُك ُّل َما َل ُه ْم‬ ‫وس ُ‬ ‫ف َوَق َ‬ ‫َفأَتَى ُي ُ‬ ‫ض جاسان»‪ .‬وأَخ َذ ِمن جمَلةِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ .‬و ُهوَذا ُهم ِفي أ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ ُْ‬ ‫ْ‬ ‫اءوا م ْن أ َْرض َك ْن َع َ َ َ‬ ‫َج ُ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ال وأَوَقَفهم أَم ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ال ِف ْرَع ْو ُن ِإل ْخ َوِت ِه‪َ « :‬ما‬ ‫ام ف ْرَع ْو َن‪َ .‬فَق َ‬ ‫إ ْخ َوته َخ ْم َس َة ر َج َ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اؤَنا َج ِميعاً»‪َ .‬وَقاُلوا‬ ‫اعتُ ُك ْم؟» َفَقاُلوا لف ْرَع ْو َن‪َ « :‬عِب ُيد َك ُرَعاةُ َغ َن ٍم َن ْح ُن َو َآب ُ‬ ‫ص َن َ‬ ‫لِ ِف ْرَع ْو َن‪ِ « :‬ج ْئ َنا لِ َنتَ َغ َّر َب ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض ِإ ْذ َل ْي َس لِ َغ َن ِم َعِب ِيد َك َم ْرًعى أل َّ‬ ‫ع‬ ‫َن اْل ُجو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َشِد ٌيد ِفي أ َْر ِ‬ ‫ال‬ ‫اس َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ان»‪َ .‬فَق َ‬ ‫ان‪َ .‬ف ْاآل َن ل َي ْس ُك ْن َعب ُيد َك في أ َْرض َج َ‬ ‫ِفرعون لِيوسف‪« :‬أَبوك واِ ْخوتُك جاءوا ِإَليك‪ .‬أَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِل‬ ‫ام َك‪ .‬في أَْف َ‬ ‫ُ َ َ َ َ َ ُ َْ ْ ُ‬ ‫ْ َْ ُ ُ ُ َ‬ ‫ضمْ‬ ‫ص َر ُقَّد َ‬ ‫ِ‬ ‫ضأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫وجُد‬ ‫اس َ‬ ‫َسك ْن أ َ​َب َ‬ ‫ان‪َ .‬واِ ْن َعل ْم َت أََّن ُه ُي َ‬ ‫ْ‬ ‫اك َواِ ْخ َوتَ َك‪ .‬ل َي ْس ُكُنوا في أ َْرض َج َ‬ ‫َِّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬ ‫وس ُ‬ ‫َب ْي َن ُه ْم َذ ُوو ُق ْد َرٍة َف ْ‬ ‫اء َم َواش َعَلى التي لي» ثُ َّم أ َْد َخ َل ُي ُ‬ ‫اج َعْل ُه ْم ُرَؤ َس َ‬ ‫يعُقوب أَباه وأَوَقَفه أَمام ِفرعو َن‪ .‬وبارك يعُقوب ِفرعو َن‪َ .‬فَق ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب‪:‬‬ ‫ال ف ْرَع ْو ُن ل َي ْعُق َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ُ َ ْ ُ َ َ ْ َْ َ َ َ َ َْ ُ ْ َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َي ْعُق ُ ِ ِ ن‬ ‫َّام ِسِني ُغ ْرَبتي م َئ ٌة َوثَالَثُو َن َس َن ًة‪.‬‬ ‫ُم سني َح َيات َك؟» َفَق َ‬ ‫وب لف ْرَع ْو َ ‪« :‬أَي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّام ِسِني َح َي ِاتي َوَل ْم تَْبُل ْغ ِإَلى أَيَّا ِم ِسِني َح َي ِاة َآب ِائي ِفي‬ ‫َقليَل ًة َوَردَّي ًة َك َان ْت أَي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ف‬ ‫وس ُ‬ ‫أَيَّا ِم ُغ ْرَبته ْم»‪َ .‬وَب َار َك َي ْعُق ُ‬ ‫وب ف ْرَع ْو َن َو َخ َرَج م ْن َلُد ْن ف ْرَع ْو َن‪َ .‬فأ ْ‬ ‫َس َك َن ُي ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِفي أ َْر ِ‬ ‫ض ِل األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫َع َ‬ ‫ص َر في أَْف َ‬ ‫أ َ​َباهُ َوِا ْخ َوتَ ُه َوأ ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫اه ْم ُمْلكاً في أ َْرض م ْ‬ ‫رعم ِسيس كما أَمر ِفرعون‪ .‬وعال يوسف أَباه واِخوته وك َّل بي ِت أَِب ِ‬ ‫ط َعا ٍم‬ ‫يه ِب َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ ُ ُ ُ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ ُ َْ‬ ‫ِ‬ ‫َعَلى َحس ِب األ َْوالَِد‪ .‬وَلم َي ُك ْن ُخ ْبٌز ِفي ُك ِّل األ َْر ِ‬ ‫ض أل َّ‬ ‫ان َشديداً‬ ‫َن اْل ُجو َ‬ ‫ع َك َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ُك َّل‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫َج‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ان‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ض‬ ‫َر‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫َر‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ْ َ َ ْ ُ ََْ َ ْ ْ ْ ُ ِ َ َ َ َ ُ ُ ُ‬ ‫ِجّداً‪َ .‬ف َخ َّ َ ْ ْ ُ‬ ‫اْل ِف َّ ِ‬ ‫ض ِمص َر وِفي أ َْر ِ‬ ‫ود ِة ِفي أ َْر ِ‬ ‫اشتَُروا‪.‬‬ ‫ان ِباْلَق ْم ِح َّالِذي ْ‬ ‫ضة اْل َم ْو ُج َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض ِة ِإَلى بي ِت ِفرعون‪َ .‬فَل َّما َفرَغ ِت اْل ِف َّ ِ‬ ‫ف ِباْل ِف َّ‬ ‫ص َر‬ ‫َْ ْ َ ْ َ‬ ‫وس ُ‬ ‫َ‬ ‫ض ُة م ْن أ َْرض م ْ‬ ‫اء ُي ُ‬ ‫َو َج َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ان أَتَى ج ِميع اْل ِمص ِرّي َ ِ‬ ‫و ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫َع ِط َنا ُخ ْب اًز‬ ‫ين‪« :‬أ ْ‬ ‫ف َقائل َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫وس َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِين إَلى ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ف‪َ « :‬هاتُوا َم َو ِاش َي ُك ْم‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫»‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫َي‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫َن‬ ‫أل‬ ‫؟‬ ‫ك‬ ‫ام‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫وت‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫َ َ َ َُ ُ ُ َ َ‬ ‫ٌ ْ ً َ​َ َ ُ ُ ُ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يك ْم ِإ ْن َل ْم َي ُك ْن ف َّ‬ ‫ف‬ ‫ُع ِط َي ُك ْم ِب َم َو ِاش ُ‬ ‫َفأ ْ‬ ‫وس َ‬ ‫اءوا ب َم َواشيه ْم إَلى ُي ُ‬ ‫ض ٌة أ َْيضاً»‪َ .‬ف َج ُ‬ ‫ف ُخ ْب اًز ِباْل َخ ْي ِل وِبمو ِاشي اْل َغ َن ِم واْل َبَق ِر وِباْل َح ِم ِ‬ ‫ير‪َ .‬فَقاتَ ُه ْم ِباْل ُخ ْب ِز‬ ‫َع َ‬ ‫َفأ ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫اه ْم ُي ُ‬ ‫(‪)211‬‬


‫الس َن ِة‬ ‫الس َن َة َب َد َل َج ِم ِ‬ ‫الس َن ُة أَتُوا ِإَل ْي ِه ِفي َّ‬ ‫يع َم َو ِاشي ِه ْم‪َ .‬وَل َّما تَ َّم ْت ِتْل َك َّ‬ ‫ِتْل َك َّ‬ ‫الثَّ ِان َي ِة َوَقاُلوا َل ُه‪« :‬الَ ُن ْخ ِفي َع ْن َسِّيِدي أََّن ُه ِإ ْذ َق ْد َف َرَغ ِت اْل ِف َّ‬ ‫ض ُة َو َم َو ِاشي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫اْلبه ِائ ِم َ ِ‬ ‫وت‬ ‫ض َنا‪ .‬ل َما َذا َن ُم ُ‬ ‫َج َس ُاد َنا َوأ َْر ُ‬ ‫عْ ْن َد َسِّيدي َل ْم َي ْب َق ُقَّد َام َسِّيدي ِإال أ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َنا‬ ‫ض َنا َجميعاً؟ ْ‬ ‫ض َنا باْل ُخ ْبز َف َنص َير َن ْح ُن َوأ َْر ُ‬ ‫اشتَرَنا َوأ َْر َ‬ ‫ام َع ْي َن ْي َك َن ْح ُن َوأ َْر ُ‬ ‫أَ‬ ‫َم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫اشتَ َرى‬ ‫ض َنا َقْف اًر»‪َ .‬ف ْ‬ ‫َعط ِب َذا اًر ل َن ْح َيا َوالَ َن ُم َ‬ ‫وت َوالَ تَص َير أ َْر ُ‬ ‫َعِبيداً لف ْرَع ْو َن‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ض ِمصر لِ ِفرعو َن ِإ ْذ باع اْل ِمص ِريُّو َن ُك ُّل و ِ‬ ‫احٍد َحْقَل ُه أل َّ‬ ‫ع‬ ‫َن اْل ُجو َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ف ُك َّل أ َْر ِ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫َما َّ‬ ‫ِ‬ ‫الش ْع ُب َف َنَقَل ُه ْم ِإَلى اْل ُمُد ِن ِم ْن‬ ‫ض لِ ِف ْرَع ْو َن‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ص َارت األ َْر ُ‬ ‫اشتَ​َّد َعَل ْيه ْم‪َ .‬ف َ‬ ‫أَْقصى حِد ِمصر ِإَلى أَْقصاه‪ِ .‬إ َّال ِإ َّن أَرض اْلكهن ِة َلم ي ْشت ِرها ِإ ْذ كانت لِْلكهنةِ‬ ‫َ َ ْ َ َ​َ‬ ‫ْ َ َ َ​َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َّ ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َف ِر َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫اه ْم ِف ْرَع ْو ُن‪ .‬لِ َذلِ َك َل ْم‬ ‫ط‬ ‫َع‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫يض‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫َك‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫يض ٌة م ْن ق َب ْ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ ُ ُ‬ ‫ف لِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُك ْم‬ ‫لش ْع ِب‪ِ« :‬إِّني َقِد ْ‬ ‫اشتَ َرْيتُ ُك ُم اْل َي ْوَم َوأ َْر َ‬ ‫يعوا أ َْر َ‬ ‫وس ُ‬ ‫َيب ُ‬ ‫ض ُه ْم‪َ .‬فَق َ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫طو َن‬ ‫ع ِْ ْن َد اْل َغَّل ِة أََّن ُك ْم تُ ْع ُ‬ ‫ض‪َ .‬وَي ُكو ُن َ‬ ‫لف ْرَع ْو َن‪ُ .‬ه َوَذا َل ُك ْم ِب َذ ٌار َفتَ ْزَرُعو َن األ َْر َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ط َعاماً َل ُك ْم َولِ َم ْن ِفي‬ ‫اء تَ ُكو ُن َل ُك ْم ِب َذا اًر لِْل َحْق ِل َو َ‬ ‫ُخ ْمساً لف ْرَع ْو َن َواألَْرَب َع ُة األ ْ‬ ‫َج َز ُ‬ ‫ِ‬ ‫َح َي ْيتَ​َنا‪َ .‬ل ْيتَ​َنا َن ِجُد ِن ْع َم ًة ِفي َع ْي َني‬ ‫ُب ُِْيوِت ُك ْم َو َ‬ ‫ط َعاماً أل َْوالَد ُك ْم»‪َ .‬فَقاُلوا‪« :‬أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ص َر ِإَلى‬ ‫وس ُ‬ ‫ف َف ْرضاً َعَلى أ َْرض م ْ‬ ‫َسّيدي َف َن ُكو َن َعبيداً لف ْرَع ْو َن»‪َ .‬ف َج َعَل َها ُي ُ‬ ‫ه َذا اْليومِ‪ :‬لِ ِفرعون اْلخمس‪ِ .‬إ َّال ِإ َّن أَرض اْل َكهن ِة وحدهم َلم تَ ِ‬ ‫ص ْر لِ ِف ْرَع ْو َن‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َْ َ ُ ْ ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ​َ َ ْ َ ُْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب سُنو‬ ‫ًْ‪َ .‬و َع َ‬ ‫َّام َي ْعُق َ‬ ‫اش َي ْعُق ُ‬ ‫وب في أ َْرض م ْ‬ ‫ص َر َس ْب َع َع َش َرَة َس َن ًة‪َ .‬ف َك َان ْت أَي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ين س َن ًة‪ .‬وَل َّما َقرَب ْت أَي ِ‬ ‫وت َد َعا ْاب َن ُه‬ ‫َن َي ُم َ‬ ‫يل أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّام إ ْس َرائ َ‬ ‫َ‬ ‫َح َياته م َئ ًة َو َس ْبعاً َوأ َْرَبع َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْع َي َد َك تَ ْح َت‬ ‫ال َل ُه‪ِ« :‬إ ْن ُك ْن ُت َق ْد َو َج ْد ُت ن ْع َم ًة في َع ْي َن ْي َك َف َ‬ ‫وس َ‬ ‫ف َوَق َ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِج ُع َم َع‬ ‫َض َ‬ ‫ص َر‪َ .‬ب ْل أ ْ‬ ‫َم َان ًة‪ .‬الَ تَ ْدفّني في م ْ‬ ‫َف ْخذي َو ْ‬ ‫اص َن ْع َمعي َم ْع ُروفاً َوأ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ال‪« :‬أ َ​َنا أَْف َع ُل ِب َح َس ِب‬ ‫ص َر َوتَ ْدفُنني في َمْق َب َرته ْم»‪َ .‬فَق َ‬ ‫َآبائي‪َ .‬فتَ ْحمُلني م ْن م ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َقولِك»‪َ .‬فَقال‪ِ ِ « :‬‬ ‫يل َعَلى َأر ِ‬ ‫الس ِر ِ‬ ‫ير‪.‬‬ ‫ْس َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫احل ْف لي»‪َ ْ .‬ف َ َحَل ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ف َل َّ ُه‪َ .‬ف َُس َ​َج َد َ إ ْ ْ َس َ ُرائ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫امن واألربعون‬ ‫األصحاح الث ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ور أََّنه ِق ِ‬ ‫َخ َذ‬ ‫يض»‪َ .‬فأ َ‬ ‫وك َم ِر ٌ‬ ‫ف‪ُ « :‬ه َوَذا أَُب َ‬ ‫وس َ‬ ‫ُم ِ ُ َ‬ ‫يل لُي ُ‬ ‫َو َح َد َث َب ْع َد َهذه األ ُ‬ ‫مع ُه ْاب َن ْي ِه م َن َّسى وأَْف اريِم‪َ .‬فأ ْ ِ‬ ‫ف َق ِاد ٌم‬ ‫وس ُ‬ ‫ُخب َر َي ْعُق ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫وب َوِق َ‬ ‫يل َل ُه‪ُ « :‬ه َوَذا ْابُن َك ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫(‪)211‬‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِر ِ‬ ‫يل َو َجَل َس َعَلى َّ‬ ‫وس َ‬ ‫ال َي ْعُق ُ‬ ‫ف‪« :‬هللاُ‬ ‫ير‪َ .‬وَق َ‬ ‫إَل ْي َك»‪َ .‬فتَ َشَّد َد إ ْس َرائ ُ‬ ‫وب لُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫وز ِفي أ َْر ِ‬ ‫ال لِي‪:‬‬ ‫اْلَق ِاد ُر َعَلى ُك ِّل َش ْي ٍء َ‬ ‫ظ َه َر لِي ِفي ُل َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ان َوَب َارَكني‪َ .‬وَق َ‬ ‫ها أَنا أَجعُلك م ْث ِم اًر وأ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُع ِطي َن ْسَل َك َهِذ ِه‬ ‫َج َعُل َك ُج ْم ُهو اًر م َن األ َُم ِم َوأ ْ‬ ‫ُكثُّر َك َوأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر‬ ‫اك اْل َم ْوُل َ‬ ‫ض م ْن َب ْعد َك ُمْلكاً أ َ​َبدّياً‪َ .‬و ْاآل َن ْاب َن َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ودان َل َك في أ َْرض م ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ش‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ُوب‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ى‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫َت‬ ‫أ‬ ‫َقْبَل َما َ ْ ُ َ ْ َ َ‬ ‫ْ َ ُ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ ُ َ‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َخ َوْي ِه ْم ُي َس ُّمو َن ِفي‬ ‫لِي‪َ .‬وأ َّ‬ ‫اس ِم أ َ‬ ‫ين َتلُِد َب ْع َد ُه َما َف َي ُك ُ‬ ‫َما أ َْوالَُد َك الذ َ‬ ‫ونو َن َل َك‪َ .‬عَلى ْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل ِفي أ َْر ِ‬ ‫ان ِفي‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ين ِج ْئ ُت م ْن َفَّد َ‬ ‫َنصيِب ِه ْم‪َ .‬وأ َ​َنا ح َ‬ ‫ان َماتَ ْت ع ْندي َراح ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫يق ِإ ْذ َب ِق َي ْت مساَف ٌة ِم َن األ َْر ِ‬ ‫الط ِر ِ‬ ‫اك ِفي‬ ‫ض َحتَّى آت َي ِإَلى أَْف َراتَ َة‪َ .‬ف َدَف ْنتُ َها ُه َن َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫ال‪َ « :‬م ْن‬ ‫َ‬ ‫وس َ‬ ‫ف َفَق َ‬ ‫يق أَْف َراتَ َة (التي ه َي َب ْي ُت َل ْحمٍ)»‪َ .‬وَأرَى إ ْس َرائ ُ‬ ‫يل ْاب َن ْي ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ان؟»‪َ .‬فَقال ُيوس ُ ِ‬ ‫اي الل َذ ِ‬ ‫َه َذ ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫َع َ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫طان َي هللاُ َه ُه َنا»‪َ .‬فَق َ‬ ‫ف ألَبيه‪ُ « :‬ه َما ْاب َن َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َما َع ْي َنا ِإسرِائيل َف َك َانتَا َق ْد ثَُقَلتَا ِم َن َّ‬ ‫«َقِّد ْم ُه َما ِإَل َّي ِأل َُب ِارَك ُه َما»‪َ .‬وأ َّ‬ ‫وخ ِة الَ‬ ‫الش ْي ُخ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫صر َفَق َّربهما ِإَلي ِه َفَقَّبَلهما واحتَض َنهما‪ .‬وَقال ِإسرِائ ِ‬ ‫ف‪:‬‬ ‫َيْقُد ِْ ُر أ ْ‬ ‫وس َ‬ ‫َُ َ ْ‬ ‫َن ُي ْب َ‬ ‫َُ َ ْ َ َُ َ َ َْ ُ‬ ‫يل لُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫َكن أَ ُ ِ‬ ‫َخ َر َج ُه َما‬ ‫ظ ُّن أَّني أ َ​َرى َو ْج َه َك َو ُه َوَذا هللاُ َق ْد أ َ​َراني َن ْسَل َك أ َْيضاً»‪ .‬ثُ َّم أ ْ‬ ‫«َل ْم أ ُ ْ‬ ‫ف ِم ْن َب ْي َن ُرْك َبتَ ْي ِه وس َج َد أَمام و ْج ِه ِه ِإَلى األ َْر ِ‬ ‫ف ِاال ْث َن ْي ِن‬ ‫ض‪َ .‬وأ َ‬ ‫وس ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َخ َذ ُي ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ُي ُ‬ ‫أَْف اريِم ِبي ِم ِين ِه عن يس ِار ِإسرِائيل ومن َّسى ِبيس ِارِه عن ي ِم ِ ِ ِ‬ ‫يل َوَق َّرَب ُه َما‬ ‫ْ َ َ َ َ​َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ين إ ْس َرائ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َْ َ​َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ان اْلب ْك َر‪َ .‬وَب َار َك‬ ‫ض َع َي َد ْيه بف ْ‬ ‫ط َنة َفإن َم َن َّسى َك َ‬ ‫ه َعَلى َأرْس َم َن َّسى‪َ .‬و َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ف وَقال‪« :‬هللا الذي سار أَمام ُه أ َ​َبو ِ‬ ‫اق ‪ -‬هللاُ الذي‬ ‫يم َواِ ْس َح ُ‬ ‫ُ‬ ‫وس َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫ُي ُ‬ ‫اي إ ْب َراه ُ‬ ‫ودي ِإَلى ه َذا اْليو ِم ‪ -‬اْلمالَ َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫رَع ِاني م ْن ُذ وج ِ‬ ‫صِني ِم ْن ُك ِّل َش ٍّر‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ُ​ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ك الذي َخل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اق‪َ .‬وْل َي ْكثَُار‬ ‫ك اْل ُغالَ َم ْين‪َ .‬وْلُي ْد َ‬ ‫ُي َبار ُ‬ ‫يم َواِ ْس َح َ‬ ‫اسمي َو ْ‬ ‫ع َعَل ْيه َما ْ‬ ‫اس ُم أ َ​َب َو َّي إ ْب َراه َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض َع َي َدهُ اْلُيم َنى َعَلى َأر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف أ َّ‬ ‫ْس‬ ‫َن أ َ​َباهُ َو َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ْ‬ ‫َكثي اًر في األ َْرض»‪َ .‬فَل َّما َأرَى ُي ُ‬ ‫أَْف اريِم ساء َذلِك ِفي عيني ِه َفأَمسك ِبيِد أَِب ِ‬ ‫ْس أَْف َاريِم ِإَلى َأر ِ‬ ‫يه لِ َي ْنُقَلها َع ْن َأر ِ‬ ‫ْس‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ َْْ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ف ألَِبيه‪َ« :‬ل ْي َس َه َك َذا َيا أَِبي أل َّ‬ ‫ض ْع‬ ‫َن َه َذا ُه َو اْلِب ْك ُر‪َ .‬‬ ‫وس ُ‬ ‫َم َن َّسى‪َ .‬وَق َ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪َ « :‬علِ ْم ُت َيا ْابِني َعلِ ْم ُت! ُه َو أ َْيضاً‬ ‫َيم َين َك َعَلى َأرْسه»‪َ .‬فأ َ​َبى أَُبوهُ َوَق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِغ َير َي ُكو ُن أَ ْك َب َر ِم ْن ُه‬ ‫َخاهُ َّ‬ ‫َي ُكو ُن َش ْعباً َو ُه َو أ َْيضاً َيص ُير َكِبي اًر‪َ .‬وَلك َّن أ َ‬ ‫(‪)212‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك‬ ‫َوَن ْسُل ُه َي ُكو ُن ُج ْم ُهو اًر م َن األ َُم ِم»‪َ .‬وَب َارَك ُه َما في َذل َك اْل َي ْو ِم َقائالً‪ِ « :‬ب َك ُي َب ِار ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫يل َقائالً‪َ :‬ي ْج َعُل َك هللاُ َكأَْف َاري َم َوَك َم َن َّسى»‪َ .‬فَقَّد َم أَْف َاري َم َعَلى َم َن َّسى‪َ .‬وَق َ‬ ‫إ ْس َرائ ُ‬ ‫ِإسرِائ ِ‬ ‫وت وَل ِك َّن هللاَ س َي ُكو ُن م َع ُكم وَي ُرُّد ُكم ِإَلى أ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫وس َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َم ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‪َ « :‬ها أ َ​َنا أ ُ‬ ‫يل لُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ِين‬ ‫َآبائ ُك ْم‪َ .‬وأ َ​َنا َق ْد َو َه ْب ُت َل َك َس ْهماً َواحداً َف ْو َ إ ْخ َوت َك أ َ‬ ‫َخ ْذتُ ُه م ْن َيد األ َُمورّي َ‬ ‫ِب َس ْي ِفي َوَق ْوِسي»‪.‬‬ ‫َ َ ْ َ ُ َّ ُ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫اسع واألربعون‬ ‫األصحاح الت ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه وَقال‪ِ « :‬‬ ‫صيب ُكم ِفي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آخ ِر‬ ‫ْ‬ ‫َوَد َعا َي ْعُق ُ‬ ‫وب َبن َ َ‬ ‫اجتَم ُعوا أل ُْنب َئ ُك ْم ب َما ُي ُ ْ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُوب ْي ُن‬ ‫يل أَِب ُ‬ ‫يك ْم‪َ .‬أر َ‬ ‫اس َم ُعوا َيا َبني َي ْعُق َ‬ ‫اص ُغوا إَلى إ ْس َرائ َ‬ ‫وب َو ْ‬ ‫األَيَّامِ‪ .‬ا ْجتَم ُعوا َو ْ‬ ‫الرْفع ِة وَفضل اْل ِع ِّز‪َ .‬ف ِائ اًر َكاْلم ِ‬ ‫اء الَ‬ ‫أ َْن َت ِب ْك ِري ُق َّوِتي َوأ ََّو ُل ُق ْد َرِتي َف ْ‬ ‫ض ُل ِّ َ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضل ألََّنك ِ‬ ‫ض َج ِع أَِب َ ِ ِ ٍ َّ‬ ‫ص ِع َد‪.‬‬ ‫صع ْد َت َعَلى َم ْ‬ ‫تَتَ​َف َّ ُ‬ ‫يك‪ .‬ح َينئذ َدن ْستَ ُه‪َ .‬عَلى ف َراشي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َخو ِ‬ ‫ظْل ٍم ُسُيوُف ُه َما‪ِ .‬في َم ْجلِ ِس ِه َما الَ تَ ْد ُخ ُل َنْف ِسي‪.‬‬ ‫ان‪ .‬آالَ ُت ُ‬ ‫َش ْم ُعو ُن َوالَوي أ َ َ‬ ‫ِبمجم ِع ِهما الَ تَتَّ ِحد َكر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه َما‬ ‫ضِب ِه َما َقتَالَ ِإ ْن َساناً َوِفي ِر َ‬ ‫امتي‪ .‬ألََّن ُه َما في َغ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ُ َ​َ‬ ‫ََْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طهما َفِإَّن ُه َق ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫اس‪ .‬أَُق ِّس ُم ُه َما ِفي‬ ‫خ‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫يد‬ ‫د‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ض‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫َع ْرَق َبا ثَ ْ ً َ ْ ُ ٌ َ َ ُ ُ َ َ ُ َ ٌ َ َ َ ُ ُ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّاك َي ْح َمُد ِإ ْخ َوتُ َك‪َ .‬يُد َك َعَلى َقَفا‬ ‫يل‪َ .‬ي ُهوَذا ِإي َ‬ ‫َي ْعُق َ‬ ‫وب َوأَُف ِّرُق ُه َما في إ ْس َرائ َ‬ ‫أَعد ِائك‪ .‬يسجد َلك بنو أَِبيك‪ .‬يهوَذا جرو أَسٍد‪ِ .‬من َف ِر ٍ‬ ‫ص ِع ْد َت َيا ْابِني‪.‬‬ ‫ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫يسة َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫جثَا وربض َكأ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يب م ْن َي ُهوَذا َو ُم ْشتَرعٌ‬ ‫َسد َوَكَل ْب َوة‪َ .‬م ْن ُي ْنه ُ‬ ‫َ َ َ​َ َ‬ ‫ول َقض ٌ‬ ‫ض ُه؟ الَ َي ُز ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضوعُ ُشع ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫وب‪َ .‬ارِبطاً ِباْل َك ْرَم ِة‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ْت‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫م ْن َب ْي ِن ْ َ ْ َ َ َ ُ ُ َ َ ُ َ ُ ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ُه َوبِ َد ِم اْل ِع َن ِب ثَ ْوَب ُه‪ُ .‬م ْس َوُّد‬ ‫َج ْح َش ُه َوباْل َجْف َنة ْاب َن أَتَانه‪َ .‬غ َس َل باْل َخ ْمر ل َب َ‬ ‫ض األَسن ِ ِ َّ‬ ‫اللب ِن‪َ .‬زبوُلو ُن ِع ْند س ِ‬ ‫اح ِل اْل َب ْح ِر‬ ‫اْل َع ْي َن ْي ِن ِم َن اْل َخ ْم ِر َو ُم ْب َي ُّ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ان م َن َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السُف ِن وج ِانبه ِع ْند صيدو َن‪ .‬ي َّس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم‬ ‫َي ْس ُك ُن َو ُه َو ع ْن َد َساح ِل ُّ َ َ ُ ُ َ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫اك ُر ح َم ٌار َجس ٌ‬ ‫ارِبض بين اْلح َ ِ‬ ‫َح َنى َكِتَف ُه‬ ‫ظائ ِر‪َ .‬ف َأرَى اْل َم َح َّل أََّن ُه َح َس ٌن َواأل َْر َ‬ ‫ض أََّن َها َن ِزَه ٌة َفأ ْ‬ ‫َ ٌ َْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫يل‪َ .‬ي ُكو ُن َد ُ‬ ‫ان َيد ُ‬ ‫ص َار لْلج ْزَية َع ْبداً‪َ .‬د ُ‬ ‫ين َش ْع َب ُه َكأ َ‬ ‫َس َباط إ ْس َرائ َ‬ ‫َحد أ ْ‬ ‫لْلح ْمل َو َ‬ ‫حَّي ًة عَلى َّ‬ ‫ط رِ‬ ‫السِب ِ‬ ‫يل َيْلس ُع َع ِق َب ِي اْلَف َر ِ‬ ‫الط ِر ِ‬ ‫اكُب ُه ِإَلى‬ ‫يق أُْف ُعواناً َعَلى َّ‬ ‫َ َ‬ ‫س َف َي ْسُق ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َوَل ِكَّن ُه َي ْز َح ُم ُم َؤ َّخ َرهُ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫اد‬ ‫ج‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ظ‬ ‫ت‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫اْل َوَرِاء‪ٌ ْ َ ُ ُ َ ْ َ ُ َ ُّ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ .‬‬ ‫(‪)213‬‬


‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات مُل ٍ‬ ‫وك‪َ .‬نْفتَالِي أَِّيَل ٌة ُم َسي َ​َّب ٌة ُي ْع ِطي أَْق َواالً‬ ‫أَش ُير ُخ ْب ُزهُ َسم ٌ‬ ‫ين َو ُه َو ُي ْعطي َلذ ُ‬ ‫ٍ ٍِ‬ ‫ان‬ ‫ص ُن َش َج َ ٍرة ُم ْث ِم َ ٍرة َعَلى َع ْي ٍن‪ .‬أ ْ‬ ‫صٌ‬ ‫وس ُ‬ ‫ص ُن َش َج َرة ُم ْثم َرة ُغ ْ‬ ‫ف ُغ ْ‬ ‫َغ َ‬ ‫َح َس َن ًة‪ُ .‬ي ُ‬ ‫السهامِ‪ .‬وَل ِكن ثَبتَت ِبمتَان ٍة َقوسه وتَ َشَّددت سو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعُد َي َد ْي ِه‪ِ .‬م ْن َي َد ْي َع ِز ِ‬ ‫يز‬ ‫ُب ّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ َ‬ ‫اعي صخ ِر ِإسرِائ ِ ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يك َّالِذي ُي ِع ُين َك َو ِم َن‬ ‫اك ِم َن َّ‬ ‫يل م ْن ِإَله أَِب َ‬ ‫وب م ْن ُه َن َ‬ ‫َي ْعُق َ‬ ‫َ ْ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْلَق ِاد ِر عَلى ُك ِل َشي ٍء َّالذي يب ِارُكك تَأْتي برَكات َّ ِ ِ‬ ‫ات‬ ‫الس َماء م ْن َف ْو ُق َوَب َرَك ُ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ْ‬ ‫الرِحمِ‪ .‬برَكات أَِبيك َفاَقت عَلى برَكاتِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫ات‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ض‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫ا‬ ‫اْل َغ ْم ِر‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫َ ْ َ َ​َ‬ ‫َ ْ ُ َ​َ َ ُ ْ َْ َ‬ ‫أَبو َّي‪ِ .‬إَلى مني ِة ْاآلكا ِم َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف و َعَلى ِق َّم ِة َنِذ ِ‬ ‫ير‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫وس َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫الد ْهريَّة تَ ُكو ُن َعَلى َأرْس ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ًة َوع ْن َد اْل َم َساء ُيَق ّس ُم‬ ‫الص َب ِ‬ ‫ين ذ ْئ ٌب َيْفتَر ُس‪ .‬في َّ‬ ‫اح َيأ ُ‬ ‫ِإ ْخ َوته‪ .‬ب ْن َيام ُ‬ ‫ْك ُل َغن َ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِإسرِائ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وه ْم‬ ‫يل اال ْث َنا َع َش َر‪َ .‬و َه َذا َما َكل َم ُه ْم ِبه أَُب ُ‬ ‫َس َبا ُ ْ َ َ‬ ‫َن ْهباً»‪َ .‬جم ُ‬ ‫يع َه ُؤالَء ُه ْم أ ْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ٍِ ِ ِ‬ ‫ض ُّم‬ ‫ال َل ُه ْم‪« :‬أ َ​َنا أ َْن َ‬ ‫ص ُ‬ ‫اه ْم َوَق َ‬ ‫َوَب َارَك ُه ْم‪ُ .‬ك ُّل َواحد ب َح َسب َب َرَكته َب َارَك ُه ْم‪َ .‬وأ َْو َ‬ ‫ِإَلى َق ْو ِمي‪ْ .‬اد ِفُنوِني ِع ْن َد َآب ِائي ِفي اْل َم َغ َارِة َّالِتي ِفي َحْق ِل ِعْف ُرو َن اْل ِحِثّ ِي‪ِ .‬في‬ ‫ّ‬ ‫ض َكنع َِّ‬ ‫ِ ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اها‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫اش‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ام َم ْم َار في أ َْر ِ ْ َ َ‬ ‫ان التي َ َ‬ ‫اْل َم َغ َارة التي في َحْقل اْل َم ْكفيَلة التي أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم َو َس َارَة‬ ‫يم َم َع اْل َحْق ِل م ْن عْف ُرو َن اْلحثّ ِّي ُمْل َك َق ْب ٍر‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫اك َدَفُنوا إ ْب َراه َ‬ ‫إ ْب َراه ُ‬ ‫ِ‬ ‫اء اْل َحْق ِل‬ ‫ام َأرَتَ ُه‪َ .‬و ُه َن َ‬ ‫ام َأرَتَ ُه‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫اك َدَفُنوا ِإ ْس َح َ‬ ‫اق َوِرْفَق َة ْ‬ ‫ْ‬ ‫اك َدَف ْن ُت َل ْي َئ َة‪ .‬ش َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ض َّم‬ ‫وب م ْن تَ ْوص َية َبنيه َ‬ ‫َواْل َم َغ َارة التي فيه َك َ‬ ‫ان م ْن َبني حث»‪َ .‬وَل َّما َف َرغَ َي ْعُق ُ‬ ‫الس ِر ِ‬ ‫ض َّم ِإَلى َق ْو ِم ِه‪.‬‬ ‫ير َوأ َْسَل َم ُّ‬ ‫ِر ْجَل ْي ِه ِإَلى َّ‬ ‫الرو َح َو ْان َ‬

‫(‪)214‬‬


‫(اإلجنيل)‬ ‫اجلديد ُّ ُ‬ ‫العهد ُ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫الر‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫سف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ ْ َ ُ‬ ‫ابع‬ ‫األصحاح الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اب‪« :‬أَيُّها ِّ‬ ‫ال‬ ‫َج َ‬ ‫ور َه َك َذا ه َي؟» َفأ َ‬ ‫ُم ُ‬ ‫َل َرِئ ُ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫َف َسأ َ‬ ‫َ‬ ‫يس اْل َك َه َنة‪« :‬أَتَُرى َهذه ْاأل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظه َر ِإَل ُه اْلم ْجد ألَِب َينا ِإ ْب َراهيم َو ُه َو ِفي ما َب ْي َن َّ‬ ‫الن ْه َرْي ِن‬ ‫اإل ْخ َوةُ َو َ‬ ‫اء ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اس َم ُعوا‪َ َ .‬‬ ‫َ‬ ‫اآلب ُ‬ ‫اخرج ِمن أَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َك َو ِم ْن َع ِش َيرِت َك َو َهُل َّم ِإَلى‬ ‫َقْبَل َما َس َك َن في َح َار َ‬ ‫ال َل ُه‪ْ ْ ْ ُ ْ :‬‬ ‫ان َوَق َ‬ ‫ِ‬ ‫األَر ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫يك َف َخ َرَج ِح َينِئٍذ ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫ان‪َ .‬و ِم ْن‬ ‫ين َو َس َك َن في َح َار َ‬ ‫ض اْل َكْل َدانِّي َ‬ ‫ض التي أ ُِر َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫يها‪.‬‬ ‫اك َنَقَل ُه َب ْع َد َما َم َ‬ ‫ات أَُبوهُ إَلى َهذه األ َْرض التي أ َْنتُ ُم َ‬ ‫ُه َن َ‬ ‫اآلن َساكُنو َ ف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ُي ْعط َي َها ُمْلكاً َل ُه َولِ َن ْسلِه م ْن‬ ‫يها م َيراثاً َوالَ َو ْ‬ ‫طأ َ​َة َق َد ٍم َوَلك ْن َو َع َد أ ْ‬ ‫َوَل ْم ُي ْعطه ف َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َّ‬ ‫َن َي ُكو َن َنسُل ُه متَ َغ ِّرباً ِفي أ َْر ٍ‬ ‫ض‬ ‫َب ْعده َوَل ْم َي ُك ْن َل ُه َب ْعُد َوَلٌد‪َ .‬وتَ َكل َم هللاُ َه َك َذا‪ :‬أ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُم ُة َّالِتي ُي ْستَ ْع َبُدو َن َل َها‬ ‫َغ ِر َيب ٍة َف َي ْستَ ْعِبُدوهُ َوُي ِس ُيئوا ِإَل ْي ِه أ َْرَب َع ِم َئ ِة َس َن ٍة َو ْاأل َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِْتَ ِ‬ ‫وب‬ ‫اق َو َختَ​َن ُه في اْل َي ْو ِم الثام ِن‪َ .‬واِ ْس َح ُ‬ ‫ان َو َه َك َذا َوَل َد ِإ ْس َح َ‬ ‫اق َوَل َد َي ْعُق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف‬ ‫وس َ‬ ‫اء َ‬ ‫اء َ‬ ‫َوَي ْعُق ُ‬ ‫اآلباء َح َسُدوا ُي ُ‬ ‫اآلباء اال ْث َن ْي َع َش َر‪َ .‬وُرَؤ َس ُ‬ ‫وب َوَل َد ُرَؤ َس َ‬ ‫وباعوه ِإَلى ِمصر وكان هللا معه وأَنَق َذه ِمن ج ِم ِ ِ ِ ِ‬ ‫طاهُ ِن ْع َم ًة‬ ‫َع َ‬ ‫يع ضيَقاته َوأ ْ‬ ‫ْ َ َ​َ َ ُ َ​َُ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ​َ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر َو َعَلى ُك ّل َب ْيته‪ .‬ثُ َّم‬ ‫ام ُه ُم َدّب اًر َعَلى م ْ‬ ‫ام ف ْرَع ْو َن َملك م ْ‬ ‫ص َر َفأَ​َق َ‬ ‫َوح ْك َم ًة أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اؤَنا الَ َي ِجُدو َن‬ ‫يم َف َك َ‬ ‫ص َر َوَك ْن َع َ‬ ‫ان َآب ُ‬ ‫ان َوض ٌ‬ ‫أَتَى ُجوعٌ َعَلى ُك ّل أ َْرض م ْ‬ ‫يق َعظ ٌ‬ ‫ُقوتاً‪ .‬وَل َّما س ِمع يعُقوب أ َّ ِ ِ‬ ‫اء َنا أ ََّو َل َم َّ ٍرة‪َ .‬وِفي اْل َم َّ ِرة‬ ‫َ َ َ َْ ُ‬ ‫َن في م ْ‬ ‫ص َر َق ْمحاً أ َْرَس َل َآب َ‬ ‫الثَّ ِاني ِة استَعرف يوسف ِإَلى ِإ ْخوِت ِه واستَعَلنت ع ِ‬ ‫ف لِ ِف ْرَع ْو َن‪َ .‬فأ َْرَس َل‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ير‬ ‫ش‬ ‫َ َ ْ ْ َ ْ َ َُ ُ ُ َ‬ ‫َ ْ َْ َ ُ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َنْفساً‪َ .‬ف َن َزَل‬ ‫يع َعش َيرته َخ ْم َس ًة َو َس ْبع َ‬ ‫وس ُ‬ ‫استَ ْد َعى أ َ​َباهُ َي ْعُق َ‬ ‫وب َو َجم َ‬ ‫ف َو ْ‬ ‫ُي ُ‬ ‫يعُقوب ِإَلى ِمصر ومات هو وآباؤنا ون ِقُلوا ِإَلى َش ِكيم وو ِ‬ ‫ض ُعوا ِفي اْلَق ْب ِر َّالِذي‬ ‫ْ َ َ َ َ َُ َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ضٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ان َيْق ُر ُب َوْق ُت‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫يم‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ور‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ب‬ ‫يم‬ ‫اه‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ​َ​َ َ َ‬ ‫ْ َ َُ َ‬ ‫اشتَ َراهُ ْ َ ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫اْلمو ِعد الذي أَْقسم هللا َعَل ْيه ِإل ْبراهيم َك َ َّ‬ ‫ص َر ِإَلى‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ان الش ْع ُب َي ْن ُمو َوَي ْكثُ​ُر في م ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء إَلى‬ ‫ك َ‬ ‫ام َمل ٌ‬ ‫أْ‬ ‫وس َ‬ ‫آخ ُر َل ْم َي ُك ْن َي ْعر ُ‬ ‫ف‪َ .‬ف ْ‬ ‫احتَ َ‬ ‫ال َه َذا َعَلى ج ْنس َنا َوأ َ‬ ‫ف ُي ُ‬ ‫َس َ‬ ‫َن َق َ‬ ‫ِ‬ ‫طَفاَلهم م ْنُب ِ‬ ‫َّ‬ ‫يشوا‪َ « .‬وِفي َذلِ َك اْل َوْق ِت ُولِ َد‬ ‫ين لِ َك ْي الَ َي ِع ُ‬ ‫وذ َ‬ ‫َآبائ َنا َحتى َج َعُلوا أَ ْ ُ ْ َ‬ ‫(‪)215‬‬


‫َشه ٍر ِفي بي ِت أَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‪َ .‬وَل َّما ُنِب َذ‬ ‫وسى َوَك َ‬ ‫َْ‬ ‫ان َجميالً جّداً َف ُرِّب َي َه َذا ثَالَثَ َة أ ْ ُ‬ ‫ُم َ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِين‬ ‫ص ِرّي َ‬ ‫وسى ب ُك ّل ح ْك َمة اْلم ْ‬ ‫ات َخ َذ ْت ُه ْاب َن ُة ف ْرَع ْو َن َوَرب َّْت ُه ل َنْفس َها ْابناً‪َ .‬فتَ َهذ َب ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َعم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط َر‬ ‫ين َس َن ًة َخ َ‬ ‫ال‪َ .‬وَل َّما َكمَل ْت َل ُه ُمَّدةُ أ َْرَبع َ‬ ‫َوَك َ‬ ‫ان ُمْقتَد اًر في األَْق َوال َواأل ْ َ‬ ‫عَلى بالِ ِه أَن يْفتَِقد ِإ ْخوتَه بِني ِإسرِائيل‪ .‬واِ ْذ أرَى و ِ‬ ‫امى َع ْن ُه‬ ‫احداً َم ْ‬ ‫ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬ ‫ظُلوماً َح َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ِإ ْخ َوتَ ُه َيْف َه ُمو َن أ َّ‬ ‫ظ َّن أ َّ‬ ‫ي‬ ‫َن هللاَ َعَلى َيِد ِه‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫وب‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ص َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ ْ ْ َّ َ َ‬ ‫َوأ َْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َه َر َل ُه ْم َو ُه ْم‬ ‫اة َوأ َّ‬ ‫َما ُه ْم َفَل ْم َيْف َه ُموا‪َ .‬وِفي اْل َي ْو ِم الثَّ ِاني َ‬ ‫ُي ْعطي ِه ْم َن َج ً‬ ‫ِ‬ ‫السالَم ِة َق ِائالً‪ :‬أَيُّها ِّ‬ ‫ظلِ ُمو َن‬ ‫ال أ َْنتُ ْم ِإ ْخ َوةٌ‪ .‬لِ َما َذا تَ ْ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫َ‬ ‫اص ُمو َن َف َساَق ُه ْم إَلى َّ َ‬ ‫َيتَ َخ َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ظلِم َق ِريبه دَفعه َق ِائالً‪ :‬من أَ​َقامك رِئيساً وَق ِ‬ ‫اضياً‬ ‫ض ُك ْم َب ْعضاً؟ َفالذي َك َ‬ ‫َب ْع ُ‬ ‫ان َي ْ ُ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫عَلينا؟ أَتُ ِريد أَن تَْقُتَلِني َكما َق َتْلت أَمس اْل ِمص ِر َّي؟ َفهرب موسى ِبسب ِب هِذهِ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْل َكلِمة وص َار َغ ِريباً في أ َْر ِ‬ ‫ان َح ْي ُث َوَل َد ْاب َن ْي ِن‪َ « .‬وَل َّما َكمَل ْت أ َْرَب ُعو َن‬ ‫ض َم ْد َي َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫الر ِب ِفي ب ِري ِ‬ ‫َّة جب ِل ِس َيناء ِفي َل ِه ِ‬ ‫يب َن ِار ُعَّل ْيَق ٍة‪َ .‬فَل َّما َأرَى‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َس َن ًة َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ظ َه َر ُ َ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ِر‪ .‬وِفيما هو يتَ​َقَّدم لِيتَ َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْو ُت‬ ‫وسى َذل َك تَ َع َّج َب م َن اْل َم ْن َ َ َ ُ َ َ ُ َ‬ ‫ص َار إَل ْيه َ‬ ‫طل َع َ‬ ‫ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسى َوَل ْم‬ ‫يم َوِاَل ُه ِإ ْس َح َ‬ ‫اق َوِاَل ُه َي ْعُق َ‬ ‫وب‪َ .‬ف ْارتَ َع َد ُم َ‬ ‫الر ّب‪ :‬أ َ​َنا إَل ُه َآبائ َك إَل ُه إ ْب َراه َ‬ ‫َن اْلمو ِ‬ ‫يجسر أَن يتَ َ َّ‬ ‫ض َع َّالِذي أ َْن َت‬ ‫ال َل ُه َّ‬ ‫الر ُّب‪ْ :‬‬ ‫َْ ُْ ْ َ‬ ‫طل َع‪َ .‬فَق َ‬ ‫اخَل ْع َن ْع َل ِر ْجَل ْي َك أل َّ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر َو َسم ْع ُت‬ ‫ف َعَل ْيه أ َْر ٌ‬ ‫َواق ٌ‬ ‫ض ُمَقَّد َس ٌة‪ .‬إّني َأرَْي ُت َم َشق َة َش ْعبي الذ َ‬ ‫ين في م ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وسى َّالِذي‬ ‫أَن َين ُه ْم َوَن َ ْزل ُت أل ُْنق َذ ُه ْم‪َ .‬ف َهُل َّم َ‬ ‫اآلن أ ُْرسُل َك إَلى م ْ‬ ‫ص َر‪َ « .‬ه َذا ُم َ‬ ‫أ َْن َكروه َق ِائلِين‪ :‬من أَ​َقامك رِئيساً وَق ِ‬ ‫اضياً؟ َه َذا أ َْرَسَل ُه هللاُ َرِئيساً َوَف ِادياً ِب َيِد‬ ‫َ َْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اْلمالَ ِ‬ ‫صانعاً َع َجائ َب َو َآيات في‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫َخ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ظ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ُ َْ َ ْ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ض ِمصر وِفي اْلبح ِر األَحم ِر وِفي اْلب ِري ِ‬ ‫َّة أَرب ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسى‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫«‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ين‬ ‫ع‬ ‫أ َْر‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ ْ َ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َُ ُ َ‬ ‫َّالِذي َق ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫الر ُّب ِإَل ُه ُك ْم ِم ْن ِإ ْخ َوِت ُك ْم‪َ .‬ل ُه‬ ‫يم َل ُك ُم َّ‬ ‫ال ل َبني إ ْس َرائ َ‬ ‫َ‬ ‫يل‪َ :‬نبّياً م ْثلي َسُيق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫َّة‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫يس‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫‪.‬‬ ‫ْ َّ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫تَ ْس َم ُعو َن َ َ ُ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّاها‪َّ .‬الِذي‬ ‫اء َو َم َع َآبائ َنا‪ .‬الذي َقِب َل أَْق َواالً َحَّي ًة لُي ْعط َي َنا ِإي َ‬ ‫ُي َكّل ُم ُه في َج َبل س َين َ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫َلم ي َش ْأ آباؤنا أَن ي ُكونوا َ ِ ِ‬ ‫ص َر‬ ‫َ َُ ْ َ ُ‬ ‫طائع َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ين َل ُه َب ْل َدَف ُعوهُ َوَر َج ُعوا بُقُلوبِه ْم إَلى م ْ‬ ‫َن ه َذا موسى َّالِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫َخ َر َج َنا ِم ْن‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ام‬ ‫َم‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ه‬ ‫آل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫اع‬ ‫‪:‬‬ ‫و‬ ‫ار‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ين‬ ‫ْ‬ ‫َقائلِ َ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ً َ َ​َ ُ َ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫(‪)216‬‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َص َعُدوا‬ ‫َص َاب ُه‪َ .‬ف َعمُلوا ع ْجالً في تْل َك األَيَّا ِم َوأ ْ‬ ‫أ َْرض م ْ‬ ‫ص َر الَ َن ْعَل ُم َما َذا أ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لص َن ِم وَف ِرحوا ِبأ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‬ ‫يح ًة ل َّ َ ُ‬ ‫َذب َ‬ ‫َع َمال أ َْيديه ْم‪َ .‬ف َر َج َع هللاُ َوأ َْسَل َم ُه ْم ل َي ْعُبُدوا ُج ْن َد َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب ِفي ِكتَ ِ‬ ‫ين َس َن ًة‬ ‫ين أ َْرَبع َ‬ ‫اب األ َْنِب َياء‪َ :‬ه ْل َق َّرْبتُ ْم لي َذ َبائ َح َوَق َارِب َ‬ ‫َك َما ُه َو َم ْكتُ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫وك َوَن ْج َم ِإَل ِه ُك ْم َرْمَف َ‬ ‫يل؟ َب ْل َح َمْلتُ ْم َخ ْي َم َة ُموُل َ‬ ‫في اْل َب ِّريَّة َيا َب ْي َت إ ْس َرائ َ‬ ‫التَّم ِاثيل َّالِتي ص َنعتُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما َخ ْي َم ُة‬ ‫اء َباِب َل‪َ « .‬وأ َّ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫وها لتَ ْس ُجُدوا َل َها‪َ .‬فأ َْنُقُل ُك ْم إَلى َما َوَر َ‬ ‫الشهاد ِة َفكانت مع آب ِائنا ِفي اْلب ِري ِ‬ ‫َّة َكما أَمر َّالِذي َكَّ‬ ‫َن َي ْع َمَل َها َعَلى‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫وس‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ ُ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫اْل ِمثَ ِ َّ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫َّ‬ ‫ع‬ ‫اؤَنا ِإ ْذ تَ َخلُفوا َعَل ْي َها َم َع َي ُشو َ‬ ‫ال الذي َك َ‬ ‫ان َق ْد َرآهُ التي أ َْد َخَل َها أ َْيضاً َآب ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط َرَد ُه ُم هللاُ ِم ْن َو ْج ِه َآب ِائ َنا ِإَلى أَيَّا ِم َد ُاوَد َّالِذي َو َج َد ِن ْع َم ًة‬ ‫ين َ‬ ‫في ُمْلك ْاأل َُم ِم الذ َ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَمام هللاِ واْلتَمس أ ْ ِ‬ ‫ان َب َنى َل ُه َب ْيتاً‪َ .‬ل ِك َّن‬ ‫وب‪َ .‬وَلك َّن ُسَل ْي َم َ‬ ‫َن َيج َد َم ْس َكناً إلَله َي ْعُق َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اء ُك ْرِس ٌّي‬ ‫م‬ ‫الس‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫الن‬ ‫ول‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫اد‬ ‫َي‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫وع‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫اك‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫اْل َعل َّ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ​َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫لِي واألَرض مو ِطئ لَِقدم َّي‪ .‬أ َّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫ول َّ‬ ‫الر ُّب َوأ ٌّ‬ ‫َي ُه َو َم َك ُ‬ ‫َي َب ْيت تَ ْبُنو َن لي َيُق ُ‬ ‫َ ْ ُ َْ ٌ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرَقاب َو َغ ْي َر‬ ‫اء ُكل َها؟ « َيا ُق َس َ‬ ‫اة ّ‬ ‫َ َ‬ ‫احتي؟ أَ​َل ْي َس ْت َيدي َ‬ ‫ص َن َع ْت َهذه األ َْش َي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫اؤُك ْم‬ ‫آب‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫‪.‬‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫الر‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫او‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ائ‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫ان‬ ‫ذ‬ ‫اآل‬ ‫و‬ ‫وب‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ين‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫ُّ‬ ‫اْل َم ْ ُ َ ُْ ُ َ َ ْ ُ ْ َ ً َُ ُ َ‬ ‫َ ُْ ُ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َس َبُقوا َفأ َْن َبأُوا‬ ‫َك َذلِ َك أ َْنتُ ْم‪ .‬أ ُّ‬ ‫ضَ‬ ‫َي األ َْنِب َياء َل ْم َي ْ‬ ‫اؤُك ْم َوَق ْد َق َتُلوا الذ َ‬ ‫ط ِه ْدهُ َآب ُ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وس‬ ‫ين أ َ‬ ‫اآلن ص ْرتُ ْم ُم َسّلميه َوَقاتليه الذ َ‬ ‫ِب َم ِجيء اْل َب ِّار الذي أ َْنتُ ُم َ‬ ‫ام َ‬ ‫َخ ْذتُ ُم الن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِبتَرِت ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص ُّروا‬ ‫يب َمالَِئ َك ٍة َوَل ْم تَ ْحَف ُ‬ ‫ْ‬ ‫ظوهُ؟»‪َ .‬فَل َّما َسم ُعوا َه َذا َحنُقوا بُقُلوبِه ْم َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرو ِح اْلُقُد ِ‬ ‫س‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ص‬ ‫خ‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫َم‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ان‬ ‫ن‬ ‫َس‬ ‫اء َو ُه َو ُم ْم َتلِئٌ ِم َن ُّ‬ ‫ِبأ ْ َ ْ َ َ ْ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َف أرَى مجد هللاِ ويسوع َق ِائماً عن ي ِم ِ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ات‬ ‫ال‪َ « :‬ها أ َ​َنا أ َْن ُ‬ ‫َ​َُ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ين هللا‪َ .‬فَق َ‬ ‫ظ ُر َّ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْوت َعظي ٍم َو َسُّدوا‬ ‫ص ُ‬ ‫َمْفتُ َ‬ ‫احوا ب َ‬ ‫وح ًة َو ْاب َن اإل ْن َسان َقائماً َع ْن َيمين هللا»‪َ .‬ف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آ َذانهم وهجموا عَليه ِبنْف ٍ ِ ٍ‬ ‫َخرجوه َخ ِارَج اْلمِد َينة ورجموه‪ .‬و ُّ‬ ‫ود‬ ‫َُْ َ َ َ ُ َ ْ َ‬ ‫الش ُه ُ‬ ‫س َواح َدة َوأ ْ َ ُ ُ‬ ‫َ​َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وس َو ُه َو‬ ‫َخَل ُعوا ث َي َاب ُه ْم ع ْن َد ِر ْجَل ْي َش ّ‬ ‫استَف ُان َ‬ ‫اب ُيَق ُ‬ ‫ال َل ُه َش ُاو ُل‪َ .‬ف َك ُانوا َي ْرُج ُمو َن ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َرَخ‬ ‫ُّها َّ‬ ‫َي ْد ُعو َوَيُق ُ‬ ‫الر ُّب َي ُسوعُ ا ْق َب ْل ُروحي»‪ .‬ثُ َّم َجثَا َعَلى ُرْك َبتَ ْيه َو َ‬ ‫ول‪« :‬أَي َ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِب ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َه َذا َرَق َد‪.‬‬ ‫ص ْوت َعظيمٍ‪َ « :‬يا َر ُّب الَ تُق ْم َل ُه ْم َهذه اْل َخطَّي َة»‪َ .‬واِ ْذ َق َ‬ ‫َ‬

‫(‪)217‬‬


‫القرآن الكريم‬ ‫سورة يوسف‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫يم ِ​ِ‬ ‫ح‬ ‫الر‬ ‫من‬ ‫ح‬ ‫الر‬ ‫اهلل‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِبس ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات اْل ِكتَ ِ‬ ‫اب اْلمِب ِ‬ ‫َنزل َناهُ ُق ْرآناً َع َربِّياً َّل َعَّل ُك ْم تَ ْع ِقُلو َن {‪}1‬‬ ‫ين {‪ِ }5‬إَّنا أ َ ْ‬ ‫الر تْل َك َآي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ص َعَل ْي َك أَ ْحس َن اْلَقص ِ‬ ‫نت ِمن‬ ‫َن ْح ُن َنُق ُّ‬ ‫آن َوِان ُك َ‬ ‫ص ِب َما أ َْو َح ْي َنا ِإَل ْي َك َه َذا اْلُق ْر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َقبلِ ِه َل ِمن اْلغ ِافلِين {‪ِ }8‬إ ْذ َقال يوس ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫َح َد َع َش َر‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ف ألَبيه َيا أَبت إّني َأرَْي ُت أ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اك‬ ‫َك ْوَكباً َوالش ْم َس َواْلَق َم َر َأرَْيتُ ُه ْم لي َساجد َ‬ ‫ص ُرْؤَي َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ين {‪َ }1‬ق َ‬ ‫ال َيا ُب َن َّي الَ تَْق ُ‬ ‫َعَلى ِإ ْخوِت َك َف َي ِك ُيدوْا َل َك َك ْيداً ِإ َّن َّ‬ ‫طَ ِ​ِ‬ ‫إلنس ِ‬ ‫ين {‪َ }1‬وَك َذلِ َك‬ ‫الش ْي َ‬ ‫ان َعُدٌّو ُّمِب ٌ‬ ‫َ‬ ‫ان ل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫}‬ ‫‪1‬‬ ‫{‬ ‫يم‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫يم‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّك‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫اق‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫يم‬ ‫اه‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫َب‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫َْ َ َ‬ ‫أَتَ َّم َها َعَ َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ َ َِ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ ٌ َ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ّلِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ُّب ِإَلى أَِب َينا‬ ‫ف َواِ ْخ َوِته َآي ٌ‬ ‫ف َوأ ُ‬ ‫لسائل َ‬ ‫وس ُ‬ ‫وس َ‬ ‫َخوهُ أ َ‬ ‫ين {‪ }1‬إ ْذ َقاُلوْا َلُي ُ‬ ‫في ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ص َب ٌة ِإ َّن أ َ​َب َانا َل ِفي َ ٍ ِ ٍ‬ ‫ف أ َِو ا ْ‬ ‫وس َ‬ ‫ط َرُحوهُ‬ ‫مَّنا َوَن ْح ُن ُع ْ‬ ‫ضالَل ُّمبين {‪ }8‬ا ْقُتُلوْا ُي ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ال َق ِآئ ٌل‬ ‫أ َْرضاً َي ْخ ُل َل ُك ْم َو ْج ُه أَِب ُ‬ ‫يك ْم َوتَ ُك ُ‬ ‫صالح َ‬ ‫ين {‪َ }1‬ق َ‬ ‫ونوْا من َب ْعده َق ْوماً َ‬ ‫السي ِ‬ ‫َّارة ِإن ُكنتُ ْم‬ ‫ف َوأَْلُقوهُ ِفي َغ َي َاب ِة اْل ُج ِّب َيْلتَِق ْ‬ ‫ط ُه َب ْع ُ‬ ‫وس َ‬ ‫ض َّ َ‬ ‫َّم ْن ُه ْم الَ تَْقُتُلوْا ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫اعلِين {‪َ }51‬قاُلوْا يا أَبانا ما َلك الَ تَأْمَّنا عَلى يوسف واَِّنا َله َلن ِ‬ ‫اص ُحو َن‬ ‫ُ َ‬ ‫َف َ‬ ‫َ َ​َ َ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ‬ ‫ال ِإِّني َل َي ْح ُزُنِني‬ ‫{‪ }55‬أ َْرِسْل ُه َم َع َنا َغداً َي ْرتَ ْع َوَيْل َع ْب َواَِّنا َل ُه َل َح ِاف ُ‬ ‫ظو َن {‪َ }51‬ق َ‬ ‫ِ‬ ‫َكَل ُه‬ ‫ْكَل ُه الِّذ ْئ ُب َوأَنتُ ْم َع ْن ُه َغ ِافُلو َن {‪َ }58‬قاُلوْا َلِئ ْن أ َ‬ ‫اف أَن َيأ ُ‬ ‫أَن تَ ْذ َهُبوْا ِبه َوأ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َج َم ُعوْا أَن‬ ‫ص َب ٌة ِإَّنا ِإذاً ل َخاس ُرو َن {‪َ }51‬فَل َّما َذ َهُبوْا ِبه َوأ ْ‬ ‫ال ّذ ْئ ُب َوَن ْح ُن ُع ْ‬ ‫َي ْج َعُلوهُ ِفي َغ َي َاب ِة اْل ُج ِّب َوأ َْو َح ْي َنا ِإَل ْي ِه َلتَُنِّب َئَّن ُهم ِبأ َْم ِرِه ْم َه َذا َو ُه ْم الَ َي ْش ُع ُرو َن‬ ‫اه ْم ِع َشاء َي ْب ُكو َن {‪َ }51‬قاُلوْا َيا أ َ​َب َانا ِإَّنا َذ َه ْب َنا َن ْستَِب ُق َوتَ َرْك َنا‬ ‫اؤوْا أ َ​َب ُ‬ ‫{‪َ }51‬و َج ُ‬ ‫ِ‬ ‫يوس ِ‬ ‫َكَله الِّذ ْئب وما أَنت ِبمؤ ِم ٍن ِّلنا وَلو ُكَّنا ِ ِ‬ ‫ين {‪}51‬‬ ‫صادق َ‬ ‫ُ َ َ َ ُْ‬ ‫ف ع َند َمتَاع َنا َفأ َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َنفس ُكم أَم اًر َفصبر ج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يل‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫يص‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ٍ‬ ‫آؤ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َو َج ُ‬ ‫َ ٌْ َ ٌ‬ ‫َ َ َ ْ َ َّ َ ْ َ ُ ْ ُ ُ ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّارةٌ َفأ َْرَسُلوْا َو ِارَد ُه ْم َفأ َْدَلى‬ ‫ان َعَلى َما تَصُفو َن {‪َ }58‬و َج ْ‬ ‫َّللاُ اْل ُم ْستَ َع ُ‬ ‫َو ّ‬ ‫اءت َسي َ‬ ‫ِ‬ ‫يم ِب َما َي ْع َمُلو َن {‪}51‬‬ ‫َس ُّروهُ ِب َ‬ ‫اع ًة َو ّ‬ ‫ض َ‬ ‫َدْل َوهُ َق َ‬ ‫َّللاُ َعل ٌ‬ ‫ال َيا ُب ْش َرى َه َذا ُغالَ ٌم َوأ َ‬ ‫ِ‬ ‫اهم معدود ٍة وَكانوْا ِفيه ِمن َّ ِ ِ‬ ‫و َشروه ِبثَم ٍن بخ ٍ ِ‬ ‫ال َّالِذي‬ ‫َ َُْ َ َ ْ‬ ‫س َد َر َ َ ْ ُ َ َ ُ‬ ‫الزاهد َ‬ ‫َ‬ ‫ين {‪َ }11‬وَق َ‬ ‫(‪)218‬‬


‫ِ ِ‬ ‫ص َر ِال ْم َأرَِت ِه أَ ْك ِرِمي َم ْث َواهُ َع َسى أَن َي َنف َع َنا أ َْو َنتَّ ِخ َذهُ َوَلداً َوَك َذِل َك‬ ‫ْ‬ ‫اشتَ َراهُ من ّم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ف في األ َْر ِ‬ ‫َّللاُ َغال ٌب َعَلى أ َْم ِرِه‬ ‫َحاديث َو ّ‬ ‫وس َ‬ ‫ض َولُِن َعّل َم ُه من تَأ ِْويل األ َ‬ ‫َمكّنا لُي ُ‬ ‫الن ِ‬ ‫َوَل ِك َّن أَ ْكثَ َر َّ‬ ‫َشَّدهُ آتَ ْي َناهُ ُح ْكماً َو ِعْلماً َوَك َذلِ َك‬ ‫اس الَ َي ْعَل ُمو َن {‪َ }15‬وَل َّما َبَل َغ أ ُ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اب‬ ‫َن ْج ِزي اْل ُم ْحسن َ‬ ‫ين {‪َ }11‬وَرَاوَد ْت ُه التي ُه َو في َب ْيت َها َعن َّنْفسه َو َغلَقت األ َْب َو َ‬ ‫وَقاَل ْت هيت َلك َقال معا َذ َّللاِ ِإَّنه رِبي أَحسن م ْثواي ِإَّنه الَ يْفلِح َّ‬ ‫الظالِ ُمو َن‬ ‫َْ َ َ َ َ َ ّ ُ َ ّ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫{‪ }18‬وَلَق ْد ه َّم ْت ِب ِه وه َّم ِبها َلوال أَن َّأرَى برهان رِب ِه َك َذلِك ل َِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َع ْن ُه‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ َ َ ّ‬ ‫َ​َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اب َوَقَّد ْت‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫و‬ ‫}‬ ‫‪11‬‬ ‫{‬ ‫ين‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫اد‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫اء‬ ‫ش‬ ‫ح‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫وء َ َ ْ َ‬ ‫ُ ْ َ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ​َ​َ َ َ‬ ‫الس َ‬ ‫َق ِميص ُه ِمن ُدب ٍر وأَْلَفيا سِّي َد َها َل َدى اْلب ِ‬ ‫َهلِ َك ُس َوءاً‬ ‫اب َقاَل ْت َما َج َزاء َم ْن أ َ​َرَاد ِبأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِإالَّ أَن يسجن أَو ع َذاب أَلِيم {‪َ }11‬قال ِهي راود ْتِني عن َّنْف ِسي و َش ِهد َش ِ‬ ‫اهٌد‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ َ ْ َ ٌ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن أ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ين {‪َ }11‬واِ ْن‬ ‫ص َدَق ْت َو ُه َو م َن َ‬ ‫الكاذِب َ‬ ‫َهل َها ِإن َك َ‬ ‫ّْ ْ‬ ‫يص ُه ُقَّد من ُقُبل َف َ‬ ‫ان َقم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يص ُه‬ ‫يص ُه ُقَّد من ُدُب ٍر َف َك َذ َب ْت َو ُه َو من َّ‬ ‫الصادق َ‬ ‫َك َ‬ ‫ين {‪َ }11‬فَل َّما َأرَى َقم َ‬ ‫ان َقم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُقَّد ِمن دب ٍر َق ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض َع ْن‬ ‫َع ِر ْ‬ ‫ف أْ‬ ‫وس ُ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َ‬ ‫ال إَّن ُه من َك ْيد ُك َّن إ َّن َك ْي َد ُك َّن َعظ ٌ‬ ‫يم {‪ُ }18‬ي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ال ِن ْس َوةٌ ِفي اْل َمِد َين ِة‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫}‬ ‫‪11‬‬ ‫{‬ ‫ين‬ ‫ئ‬ ‫اط‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫نت‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫استَ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َه َذا َو ْ‬ ‫يز تُرِاود َفتَاها عن َّنْف ِس ِه َق ْد َش َغَفها حباً ِإَّنا َلنر ِ‬ ‫ضالَ ٍل ُّمِب ٍ‬ ‫ين‬ ‫اها في َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ام َأرَةُ اْل َع ِز ِ َ ُ َ َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫احدةٍ‬ ‫{‪َ }81‬فَل َّما س ِمع ْت ِبم ْك ِرِه َّن أَرسَل ْت ِإَلي ِه َّن وأَعتَد ْت َله َّن متَّ َكأً وآتَ ْت ُك َّل و ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫اش‬ ‫ِّم ْن ُه َّن ِس ِّكيناً َوَقاَلت ْ‬ ‫اخ ُرْج َعَل ْيهن َفَل َّما َأرَْي َن ُه أ ْك َب ْرَن ُه َوَقط ْع َن أ َْيد َي ُهن َوُقْل َن َح َ‬ ‫ِلِلِ ما ه َذا بش اًر ِإن ه َذا ِإالَّ مَلك ك ِريم {‪َ }85‬قاَلت َف َذلِك َّن َّالِذي ُلمتَّنِني ِف ِ‬ ‫يه‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َ َ َ​َ ْ َ‬ ‫َ ٌ َ ٌ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫آم ُرهُ َلُي ْس َج َن َّن َوَل َي ُكوناً ّم َن‬ ‫ص َم َوَلئن ل ْم َيْف َع ْل َما ُ‬ ‫استَ ْع َ‬ ‫َوَلَق ْد َرَاودت ُه َعن نْفسه َف َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫السجن أَح ُّب ِإَل َّي ِم َّما ي ْدع ِ ِ ِ َّ‬ ‫ص ِر ْف‬ ‫َ ُ َ‬ ‫الصاغ ِر َ‬ ‫ال َر ّب ّ ْ ُ َ‬ ‫ين {‪َ }81‬ق َ‬ ‫ونني إَل ْيه َواِال تَ ْ‬ ‫عِني َكيده َّن أَصب ِإَلي ِه َّن وأ ُ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ُّه‬ ‫َّ‬ ‫َكن ّم َن اْل َجاهل َ‬ ‫اب َل ُه َرب ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫استَ َج َ‬ ‫ين {‪َ }88‬ف ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم {‪ }81‬ثُ َّم َب َدا َل ُهم ّمن َب ْعد َما َأرَُوْا‬ ‫ف َع ْن ُه َك ْي َد ُه َّن ِإَّن ُه ُه َو َّ‬ ‫ص َر َ‬ ‫السم ُ‬ ‫َف َ‬ ‫يع اْل َعل ُ‬ ‫اآلي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات َل َي ْس ُجُنَّن ُه َحتَّى ِح ٍ‬ ‫َحُد ُه َما ِإِّني‬ ‫الس ْج َن َفتَ​َي َ‬ ‫َ‬ ‫ال أ َ‬ ‫ان َق َ‬ ‫ين {‪َ }81‬وَد َخ َل َم َع ُه ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ْك ُل الط ْي ُر‬ ‫َحم ُل َف ْو َق َأرْسي ُخ ْب اًز تَأ ُ‬ ‫ال َ‬ ‫أ َ​َراني أ ْ‬ ‫اآلخ ُر إّني أ َ​َراني أ ْ‬ ‫َعص ُر َخ ْم اًر َوَق َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِم ْنه نِب ْئنا ِبتَأ ِْويلِ ِه ِإَّنا نر ِ‬ ‫ام تُ ْرَزَق ِان ِه‬ ‫يك َما َ‬ ‫ال الَ َيأِْت ُ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫اك م َن اْل ُم ْحسن َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ين {‪َ }81‬ق َ‬ ‫ط َع ٌ‬ ‫(‪)219‬‬


‫ِ‬ ‫يك َما َذلِ ُك َما ِم َّما َعَّل َمِني َرِّبي ِإِّني تَ َرْك ُت ِمَّل َة َق ْو ٍم‬ ‫ِإالَّ َنَّبأْتُ ُك َما ِبتَأ ِْويلِه َق ْب َل أَن َيأِْت ُ‬ ‫الَّ يؤ ِمنون ِب ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ن‬ ‫يم‬ ‫ُْ ُ َ ّ‬ ‫الِل َو ُهم باآلخ َرة ُه ْم َكاف ُرو َ {‪َ }81‬وات َب ْع ُت مل َة َآبآئي إ ْب َراه َ‬ ‫واِسحاق ويعُقوب ما كان َلنا أَن ُّن ْش ِرك ِبالِلِ ِمن شي ٍء َذلِك ِمن َفض ِل َّللاِ‬ ‫َ ْ َ َ َ​َْ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫احب ِي ِ‬ ‫اس الَ ي ْش ُكرو َن {‪ }88‬يا ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫الس ْجنِ‬ ‫َّ‬ ‫َعَل ْي َنا َو َعَلى َّ‬ ‫اس َوَل ِك َّن أَ ْكثَ َر الن‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫احد اْلَق َّهار {‪ }81‬ما تَعبدو َن ِمن دوِن ِه ِإالَّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ُ​ُ‬ ‫َّللاُ اْل َو ُ‬ ‫اب ُّمتَ​َف ِّرُقو َن َخ ْيٌر أَ ِم ّ‬ ‫أَأ َْرَب ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ان ِإ ِن اْلح ْكم ِإالَّ ِلِلِ‬ ‫طٍ‬ ‫َّللاُ ِب َها ِمن ُسْل َ‬ ‫آؤُكم َّما أ َ‬ ‫ّ‬ ‫َنزَل ّ‬ ‫وها أَنتُ ْم َو َآب ُ‬ ‫َس َماء َس َّم ْيتُ ُم َ‬ ‫أْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ين اْلَقّيِم َوَل ِك َّن أَ ْكثَ َر َّ‬ ‫اس الَ َي ْعَل ُمو َن {‪َ }11‬يا‬ ‫َم َر أَال تَ ْعُبُدوْا ِإال ِإيَّاهُ َذلِ َك ّ‬ ‫أَ‬ ‫الد ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْك ُل‬ ‫َّه َخ ْم اًر َوأ َّ‬ ‫الس ْج ِن أ َّ‬ ‫صَل ُب َفتَأ ُ‬ ‫َما َ‬ ‫َحُد ُك َما َف َي ْسقي َرب ُ‬ ‫َما أ َ‬ ‫اآلخ ُر َفُي ْ‬ ‫صاح َب ِي ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َّن أََّن ُه‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫}‬ ‫‪15‬‬ ‫{‬ ‫ان‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫يه‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫َم‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ْس‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الط‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ َ‬ ‫ُ َ ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َع‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫الس‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ان‬ ‫ط‬ ‫ي‬ ‫الش‬ ‫اه‬ ‫َنس‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ند‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َن ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ ْ َ َّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ّْ‬ ‫اج ّ ْ ُ َ ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِسِنين {‪ }11‬وَقال اْلملِك ِإِني أَرى سبع بَقر ٍ‬ ‫ات ِسم ٍ‬ ‫اف‬ ‫ان َيأ ُ‬ ‫ْكُل ُه َّن َس ْب ٌع ع َج ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ ّ َ ََْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اي إن ُكنتُ ْم‬ ‫ضر َوأ َ‬ ‫َو َس ْب َع ُس ُنبالَت ُخ ْ‬ ‫ُّها اْل َمألُ أَْفتُوني في ُرْؤَي َ‬ ‫ُخ َر َياب َسات َيا أَي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫َض َغ ُ‬ ‫ل ُّلرْؤَيا تَ ْعُب ُرو َن {‪َ }18‬قاُلوْا أ ْ‬ ‫َحالَ ِم ِب َعالم َ‬ ‫َحالَ ٍم َو َما َن ْح ُن ِبتَأ ِْويل األ ْ‬ ‫اث أ ْ‬ ‫ُم ٍة أ َ​َن ْا أ َُنِّبُئ ُكم ِبتَأ ِْويلِ ِه َفأ َْرِسُلو ِن {‪}11‬‬ ‫ال َّالِذي َن َجا ِم ْن ُه َما َو َّاد َك َر َب ْع َد أ َّ‬ ‫{‪َ }11‬وَق َ‬ ‫ِ‬ ‫الصِديق أَْفِتنا ِفي سب ِع بَقر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ات ِسم ٍ‬ ‫اف َو َس ْب ِع‬ ‫ان َيأ ُ‬ ‫ُّها ّ ّ ُ َ‬ ‫ْكُل ُه َّن َس ْب ٌع ع َج ٌ‬ ‫وس ُ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ف أَي َ‬ ‫ُي ُ‬ ‫سنبالَ ٍت خض ٍر وأُخر ياِبس ٍ‬ ‫الن ِ‬ ‫ات َّل َعّلِي أ َْرِج ُع ِإَلى َّ‬ ‫اس َل َعَّل ُه ْم َي ْعَل ُمو َن {‪}11‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ ْ َ َ​َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫صدتُّ ْم َف َذ ُروهُ في ُس ُنبله ِإال َقليالً ّم َّما‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫َب‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ين‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫ال َ ْ َ ُ َ َ ْ َ‬ ‫َق َ‬ ‫َ َ ً َ​َ َ َ‬ ‫ْكْل َن َما َقَّد ْمتُ ْم َل ُه َّن ِإالَّ َقلِيالً‬ ‫ْكُلو َن {‪ }11‬ثُ َّم َيأِْتي ِمن َب ْعِد َذلِ َك َس ْب ٌع ِش َد ٌاد َيأ ُ‬ ‫تَأ ُ‬ ‫الناس وِف ِ‬ ‫صنون {‪ }18‬ثُ َّم يأِْتي ِمن بعِد َذلِك عام ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‬ ‫يه ُي َغ ُ‬ ‫ّم َّما تُ ْح ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫اث َّ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ْارِج ْع ِإَلى َرِّب َك‬ ‫ك ا ْئتُوِني ِب ِه َفَل َّما َجاءهُ َّ‬ ‫ال اْل َمل ُ‬ ‫ول َق َ‬ ‫الرُس ُ‬ ‫َي ْعص ُرو َن {‪َ }11‬وَق َ‬ ‫ِ‬ ‫َفاسأَْله ما بال ِ ِ َِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ْ ُ َ َ ُ ّ‬ ‫يم {‪َ }11‬ق َ‬ ‫الن ْس َوة الالتي َقط ْع َن أ َْيد َي ُه َّن إ َّن َرِّبي ب َك ْيده َّن َعل ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫اش ّلِل ما َعلم َنا َعَل ْيه من س ٍ‬ ‫وء‬ ‫َما َخ ْ‬ ‫ف َعن َّنْفسه ُقْل َن َح َ‬ ‫وس َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫طُب ُك َّن إ ْذ َرَاودت َّن ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ام َأرَةُ اْل َع ِز ِ‬ ‫ص اْل َح ُّق أ َ​َن ْا َرَاودتُّ ُه َعن َّنْف ِس ِه َواَِّن ُه َل ِم َن‬ ‫يز َ‬ ‫ص َح َ‬ ‫اآلن َح ْ‬ ‫َقاَلت ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫َخ ْن ُه ِباْل َغ ْي ِب َوأ َّ‬ ‫َّللاَ الَ َي ْهِدي َك ْي َد‬ ‫ين {‪َ }15‬ذلِ َك لِ َي ْعَل َم أَّني َل ْم أ ُ‬ ‫الصادق َ‬ ‫َن ّ‬ ‫(‪)211‬‬


‫ِ​ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ئ َنْف ِسي ِإ َّن َّ‬ ‫وء ِإالَّ َما َرِح َم َرِّبي ِإ َّن‬ ‫النْف َس أل ََّم َارةٌ ِب ُّ‬ ‫ين {‪َ }11‬و َما أ َُب ِّر ُ‬ ‫اْل َخائن َ‬ ‫َ‬ ‫رِبي َغُفور َّرِحيم {‪ }18‬وَقال اْلملِك ا ْئتُوِني ِب ِه أ ِ‬ ‫ص ُه لِ َنْف ِسي َفَل َّما َكَّل َم ُه‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َستَ ْخل ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج َعْلني َعَلى َخ َزآئ ِن األ َْر ِ‬ ‫ض إّني‬ ‫ين أَم ٌ‬ ‫ال إَّن َك اْل َي ْوَم َل َد ْي َنا مك ٌ‬ ‫ال ْ‬ ‫ين {‪َ }11‬ق َ‬ ‫َق َ‬ ‫ِ‬ ‫ظ علِيم {‪ }11‬وَك َذلِك م َّكِّنا لِيوس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َحفي ٌ َ ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ف في األ َْرض َيتَ​َب َّوأُ م ْن َها َح ْي ُث َي َش ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضيع أَجر اْلمح ِسِنين {‪ }11‬وَألَجر ِ‬ ‫اآلخ َ ِرة َخ ْيٌر‬ ‫يب ِب َر ْح َمت َنا َمن َّن َشاء َوالَ ُن ُ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ُنص ُ‬ ‫َِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ف َف َد َخُلوْا َعَل ْي ِه َف َع َرَف ُه ْم َو ُه ْم‬ ‫ّللذ َ‬ ‫وس َ‬ ‫آمُنوْا َوَك ُانوْا َيتُقو َن {‪َ }11‬و َجاء إ ْخ َوةُ ُي ُ‬ ‫ين َ‬ ‫ْل َك ْي َل وأ َ​َن ْا َخ ْي ُر اْلم ِ‬ ‫ين {‪َ }11‬فِإن َّل ْم تَأْتُوِني ِب ِه َفالَ َك ْي َل َل ُك ْم ِع ِندي َوالَ‬ ‫نزلِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫اج َعُلوْا‬ ‫ال لف ْت َيانه ْ‬ ‫تَْق َرُبون {‪َ }11‬قاُلوْا َسُن َراوُد َع ْن ُه أ َ​َباهُ َواِنا َلَفاعُلو َ {‪َ }15‬وَق َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َهلِ ِه ْم َل َعَّل ُه ْم َي ْرِج ُعو َن‬ ‫اعتَ ُه ْم في ِر َحالِ ِه ْم َل َعل ُه ْم َي ْع ِرُف َ‬ ‫ون َها ِإ َذا انَقَلُبوْا ِإَلى أ ْ‬ ‫ِب َ‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َخ َانا‬ ‫{‪َ }11‬فَل َّما َرِج ُعوا ِإَلى أَِبي ِه ْم َقاُلوْا َيا أ َ​َب َانا ُمن َع مَّنا اْل َك ْي ُل َفأ َْرس ْل َم َع َنا أ َ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َمنتُ ُكم عَلى أ ِ‬ ‫يه‬ ‫َن ْكتَ ْل َواَِّنا َل ُه َل َح ِاف ُ‬ ‫آمُن ُك ْم َعَل ْيه ِإال َك َما أ ْ َ‬ ‫ظو َن {‪َ }18‬ق َ‬ ‫ال َه ْل َ‬ ‫ِمن َقبل َفالِل خير ح ِافظاً وهو أَرحم َّ ِ ِ‬ ‫اع ُه ْم َو َجُدوْا‬ ‫الراحم َ‬ ‫ين {‪َ }11‬وَل َّما َفتَ ُحوْا َمتَ َ‬ ‫ْ ُ ُّ َ ٌْ َ‬ ‫َ َُ ْ َ ُ‬ ‫ِبضاعتَهم رَّدت ِإَلي ِهم َقاُلوْا يا أَبانا ما نب ِغي هِذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعتَُنا ُرَّد ْت ِإَل ْي َنا َوَن ِم ُير‬ ‫ض‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َْ‬ ‫َ َ ُْ ُ ْ ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َانا وَن ْزَد ُاد َك ْي َل َبع ٍ‬ ‫ال َل ْن أ ُْرسَل ُه‬ ‫َهَل َنا َوَن ْحَف ُ‬ ‫أْ‬ ‫ير َذل َك َك ْي ٌل َيس ٌير {‪َ }11‬ق َ‬ ‫ظ أَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِب ُك ْم َفَل َّما آتَ ْوهُ َم ْوِثَق ُه ْم‬ ‫َّللاِ َلتَأْتَُّنِني ِب ِه ِإالَّ أَن ُي َحا َ‬ ‫َم َع ُك ْم َحتَّى تُ ْؤتُو ِن َم ْوِثقاً ّم َن ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب و ِ‬ ‫ٍ‬ ‫احٍد‬ ‫ال ّ‬ ‫ول َوك ٌ‬ ‫يل {‪َ }11‬وَق َ‬ ‫َّللاُ َعَلى َما َنُق ُ‬ ‫َق َ‬ ‫ال َيا َبن َّي الَ تَ ْد ُخُلوْا من َب َ‬ ‫اب ُّمتَف ِرَق ٍة وما أُغِني عنكم ِمن َّللاِ ِمن شي ٍء ِإ ِن اْلح ْكم ِإالَّ ِلِلِ‬ ‫ِ‬ ‫َو ْاد ُخُلوْا م ْن أ َْب َو ٍ َ ّ َ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ َّ ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َم َرُه ْم‬ ‫َعَل ْيه تَ َوكْل ُت َو َعَل ْيه َفْل َيتَ َوكل اْل ُمتَ َوّكُلو َن {‪َ }11‬وَل َّما َد َخُلوْا م ْن َح ْي ُث أ َ‬ ‫أَبوهم َّما َكان ي ْغِني ع ْنهم ِمن ِ ِ‬ ‫ٍ ِ َّ‬ ‫اج ًة ِفي َنْف ِ‬ ‫وب‬ ‫َ ُ َّ ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫س َي ْعُق َ‬ ‫َّللا من َش ْيء إال َح َ‬ ‫الن ِ‬ ‫اها َوِاَّن ُه َل ُذو ِعْل ٍم ِّلما َعَّل ْم َناهُ َوَل ِك َّن أَ ْكثَ َر َّ‬ ‫اس الَ َي ْعَل ُمو َن {‪َ }18‬وَل َّما‬ ‫َق َ‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬ ‫دخُلوْا عَلى يوسف آوى ِإَلي ِه أَخاه َق ِ‬ ‫وك َفالَ تَ ْبتَِئ ْس ِب َما َك ُانوْا‬ ‫ال ِإّني أ َ​َن ْا أ ُ‬ ‫َخ َ‬ ‫ْ َ ُ َ‬ ‫َ​َ َ ُ ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السَق َاي َة في َر ْحل أَخيه ثُ َّم أَذ َن‬ ‫َي ْع َمُلو َن {‪َ }11‬فَل َّما َج َّه َزُهم ب َج َه ِازه ْم َج َع َل ّ‬ ‫ُم َؤِّذ ٌن أَيَّتُ َها اْل ِع ُير ِإَّن ُك ْم َل َس ِارُقو َن {‪َ }11‬قاُلوْا َوأَْقَبُلوْا َعَل ْي ِهم َّما َذا تَْف ِقُدو َن {‪}15‬‬ ‫ير وأَن ْا ِب ِه زِعيم {‪َ }11‬قاُلوْا تالِلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع اْل َملِك َولِ َمن َجاء ِبه ِح ْم ُل َبع ٍ َ َ‬ ‫ص َو َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َقاُلوْا َنْفقُد ُ‬ ‫(‪)211‬‬


‫ِ‬ ‫آؤهُ َمن‬ ‫آؤهُ ِإن ُكنتُ ْم َكاذِب َ‬ ‫َْا ُكَّنا َس ِارِق َ‬ ‫ين {‪َ }11‬قاُلوْا َج َز ُ‬ ‫ين {‪َ }18‬قاُلوْا َف َما َج َز ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين {‪َ }11‬ف َب َدأَ ِبأ َْو ِع َيِت ِه ْم َق ْب َل‬ ‫اؤهُ َك َذل َك َن ْج ِزي الظالم َ‬ ‫ُو ِج َد في َر ْحله َف ُه َو َج َز ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْخ َذ‬ ‫ان لِ َيأ ُ‬ ‫ف َما َك َ‬ ‫وس َ‬ ‫و َعاء أَخيه ثُ َّم ْ‬ ‫استَ ْخ َر َج َها من و َعاء أَخيه َك َذل َك ك ْد َنا لُي ُ‬ ‫ين اْلملِ ِك ِإالَّ أَن ي َشاء َّللا نرَفع درج ٍ‬ ‫َخاهُ ِفي ِد ِ‬ ‫ات ِّمن َّن َشاء َوَف ْو َق ُك ِّل ِذي‬ ‫أَ‬ ‫َ َ ُّ َْ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِق َفَقد سرق أ ٌ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِفي‬ ‫يم {‪َ }11‬قاُلوْا ِإن َي ْسر ْ ْ َ َ َ‬ ‫وس ُ‬ ‫عْل ٍم َعل ٌ‬ ‫َس َّرَها ُي ُ‬ ‫َخ ل ُه من َق ْب ُل َفأ َ‬ ‫نْف ِس ِه وَلم يبِدها َلهم َقال أَنتُم َشٌّر َّم َكاناً وَّللا أَعَلم ِبما تَ ِ‬ ‫صُفو َن {‪َ }11‬قاُلوْا َيا‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُْ َ ُ ْ َ ْ‬ ‫َ ُّ ْ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫اك م َن اْل ُم ْحسن َ‬ ‫َح َد َنا َم َك َان ُه إَّنا َن َر َ‬ ‫ُّها اْل َع ِز ُيز إ َّن َل ُه أَباً َش ْيخاً َكبي اًر َف ُخ ْذ أ َ‬ ‫أَي َ‬ ‫{‪َ }18‬قال معا َذ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ظالِ ُمو َن‬ ‫اع َنا ِع َندهُ ِإَّنا ِإذاً َّل َ‬ ‫َّللا أَن َّنأ ُ‬ ‫َ َ​َ ّ‬ ‫ْخ َذ ِإال َمن َو َج ْد َنا َمتَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َخ َذ‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫اك‬ ‫َب‬ ‫أ‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ير‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫َسوْ ْ ُ َ َ ُ ْ َ ّ ً َ َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫َ ُ ْ َْ َ‬ ‫{‪َ }11‬فَل َّما ْ‬ ‫استَ ْيأ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َعَل ْي ُكم َّموِثقاً ِم َن ّ ِ ِ‬ ‫ض َحتَّى‬ ‫ف َفَل ْن أ َْب َرَح األ َْر َ‬ ‫وس َ‬ ‫ْ ّ‬ ‫َّللا َومن َق ْب ُل َما َف َّرطتُ ْم في ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫يك ْم‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ار‬ ‫}‬ ‫‪81‬‬ ‫{‬ ‫ين‬ ‫م‬ ‫اك‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫َّللا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫َو‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َُ َ ْ ُ َ‬ ‫َي ْأ َذ َن لي أَبي ْ َ ْ ُ َ ّ ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫َفُقوُلوْا َيا أ َ​َب َانا ِإ َّن ْاب َن َك َس َر َق َو َما َش ِه ْد َنا ِإال ِب َما َعل ْم َنا َو َما ُكَّنا لْل َغ ْي ِب َحافظ َ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ َّ ِ‬ ‫{‪ }85‬و ِ‬ ‫َّ‬ ‫ص ِادُقو َن {‪}81‬‬ ‫َ ْ‬ ‫يها َوِانا َل َ‬ ‫يها َواْلع ْي َر التي أَْقَبْل َنا ف َ‬ ‫اسأَل اْلَق ْرَي َة التي ُكنا ف َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫ف‬ ‫َس‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫}‬ ‫‪88‬‬ ‫{‬ ‫يم‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يم‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ‬ ‫ّْ َْ ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ه ُه َ َ ُ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِن‬ ‫َو ْاب َي َّ‬ ‫ف َحتَّى‬ ‫وس َ‬ ‫ض ْت َع ْي َناهُ م َن اْل ُح ْز َف ُه َو َكظ ٌ‬ ‫يم {‪َ }81‬قاُلوْا تَاهلل تَْفتَأُ تَ ْذ ُك ُر ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َش ُكو َبِثّي َو ُح ْزِني ِإَلى‬ ‫ال ِإَّن َما أ ْ‬ ‫تَ ُكو َن َح َرضاً أ َْو تَ ُكو َن م َن اْل َهالك َ‬ ‫ين {‪َ }81‬ق َ‬ ‫َّللاِ وأَعَلم ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ّ َ ُْ َ ّ‬ ‫وس َ‬ ‫َّللا َما الَ تَ ْعَل ُمو َن {‪َ }81‬يا َبن َّي ا ْذ َهُبوْا َفتَ َح َّس ُسوْا من ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫يه والَ تَ ْيأَسوْا من َّرو ِح ّ ِ‬ ‫َّللا ِإال اْلَق ْوم اْل َكاف ُرو َن‬ ‫َس من َّرْو ِح ّ‬ ‫َّللا إَّن ُه الَ َي ْيأ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َوأَخ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َهَل َنا ُّ‬ ‫اع ٍة‬ ‫الض ُّر َو ِج ْئ َنا ِبِب َ‬ ‫ُّها اْل َع ِز ُيز َم َّس َنا َوأ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫{‪َ }81‬فَل َّما َد َخُلوْا َعَل ْيه َقاُلوْا َيا أَي َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ف َلنا اْل َكيل وتَصَّدق عَلينا ِإ َّن َّللا يج ِزي اْلمتَ ِ ِ‬ ‫ال‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ َْ‬ ‫ُّم ْز َجاة َفأ َْو َ‬ ‫صّدق َ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫ين {‪َ }88‬ق َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َنت‬ ‫ف َوأَخيه ِإ ْذ أَنتُ ْم َجاهُلو َن {‪َ }81‬قاُلوْا أَِإَّن َك َأل َ‬ ‫وس َ‬ ‫َه ْل َعل ْمتُم َّما َف َعْلتُم بُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صِب ْر َفِإ َّن‬ ‫ف َو َه َذا أَخي َق ْد َم َّن ّ‬ ‫وس ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫ف َق َ‬ ‫َّللاُ َعَل ْي َنا إَّن ُه َمن َيت ِق َوي ْ‬ ‫ال أ َ​َن ْا ُي ُ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ضيع أَجر اْلمح ِسِنين {‪َ }11‬قاُلوْا ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّللاُ َعَل ْي َنا َواِن ُكَّنا‬ ‫َّللاَ الَ ُي ُ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫الِل َلَق ْد آثَ َر َك ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ين‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫َر‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫َّللا‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫يب‬ ‫ر‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫}‬ ‫‪15‬‬ ‫{‬ ‫ين‬ ‫ئ‬ ‫اط‬ ‫خ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ّ ُ َ ُ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َّ‬ ‫َل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(‪)212‬‬


‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َهلِ ُك ْم‬ ‫{‪ }11‬ا ْذ َهُبوْا ِبَقميصي َه َذا َفأَْلُقوهُ َعَلى َو ْجه أَِبي َيأْت َبصي اًر َوأْتُوِني ِبأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫أَجم ِعين {‪ }18‬وَل َّما َف ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َل ْوالَ أَن‬ ‫َْ َ‬ ‫وس َ‬ ‫ال أَُب ُ‬ ‫وه ْم ِإّني َألَجُد ِر َ‬ ‫صَلت اْلع ُير َق َ‬ ‫َ‬ ‫يح ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضالَل َك اْلَقدي ِم {‪َ }11‬فَل َّما أَن َجاء اْل َبش ُير‬ ‫الِل إَّن َك َلفي َ‬ ‫تَُفّنُدو ِن {‪َ }11‬قاُلوْا تَ ّ‬ ‫صي اًر َقال أَ​َلم أَُقل َّل ُكم ِإِني أ ِ‬ ‫أَْلَقاه عَلى وج ِه ِه َفارتَ​َّد ب ِ‬ ‫َّللاِ َما الَ تَ ْعَل ُمو َن‬ ‫ْ ّ ْ‬ ‫َعَل ُم م َن ّ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫}‬ ‫‪11‬‬ ‫{‬ ‫ين‬ ‫ئ‬ ‫اط‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫وب‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫ا‬ ‫ان‬ ‫َب‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ُ َ‬ ‫{‪َ }11‬قاُلوْا َ َ َ ْ َ ْ ْ َ َ ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫أَستَ ْغ ِفر َل ُكم رِبي ِإَّنه هو اْل َغُفور َّ ِ‬ ‫ف َآوى‬ ‫وس َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ْ َ ّ َ ُ َُ‬ ‫يم {‪َ }18‬فَل َّما َد َخُلوْا َعَلى ُي ُ‬ ‫الرح ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين {‪َ }11‬وَرَف َع أ َ​َب َوْيه َعَلى‬ ‫َّللاُ آمن َ‬ ‫ص َر إن َشاء ّ‬ ‫إَل ْيه أ َ​َب َوْيه َوَق َ‬ ‫ال ْاد ُخُلوْا م ْ‬ ‫ِ‬ ‫اْل َع ْر ِ‬ ‫اي ِمن َق ْب ُل َق ْد َج َعَل َها َرّبِي‬ ‫ال َيا أ َ​َبت َه َذا تَأ ِْو ُ‬ ‫ش َو َخ ُّروْا َل ُه ُس َّجداً َوَق َ‬ ‫يل ُرْؤَي َ‬ ‫حّقاً وَقد أَحسن بي ِإ ْذ أ ْ ِ ِ ِ‬ ‫الس ْج ِن َو َجاء ِب ُكم ِّم َن اْل َب ْد ِو ِمن َب ْعِد أَن‬ ‫َ َ ْ َْ​َ َ‬ ‫َخ َر َجني م َن ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غ َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يف ّلما َي َش ِ َّ‬ ‫يم‬ ‫الش ْي َ‬ ‫َّنز َ‬ ‫طُ‬ ‫ان َب ْيني َوَب ْي َن إ ْخ َوتي إ َّن َرِّبي َلط ٌ َ‬ ‫اء إن ُه ُه َو اْل َعل ُ‬ ‫ُ‬ ‫يث َف ِ‬ ‫يل األَح ِاد ِ‬ ‫اْلح ِكيم {‪ }511‬ر ِب َق ْد آتَيتَِني ِم َن اْلمْل ِك وعَّلمتَِني ِمن تَأ ِْو ِ‬ ‫اط َر‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ​َ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َنت َولّيي في الدُن َيا َواآلخ َرة تَ َوفني ُم ْسلماً َوأَْلحْقني‬ ‫َّ‬ ‫الس َم َاوات َواأل َْرض أ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِب َّ ِ ِ‬ ‫نت َل َد ْي ِه ْم ِإ ْذ‬ ‫َنباء اْل َغ ْي ِب ُنوحيه ِإَل ْي َك َو َما ُك َ‬ ‫الصالح َ‬ ‫ين {‪َ }515‬ذل َك م ْن أ َ‬ ‫ِ‬ ‫َجم ُعوْا أَم َرُهم و ُهم َيم ُك ُرو َن {‪ }511‬وما أَ ْكثَُر َّ ِ‬ ‫ين‬ ‫ص َت ِب ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫الناس َوَل ْو َح َر ْ‬ ‫ْ ْ َ ْ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫أَْ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين {‪َ }511‬وَكأَِّين‬ ‫َج ٍر ِإ ْن ُه َو ِإال ذ ْكٌر ّلْل َعاَلم َ‬ ‫{‪َ }518‬و َما تَ ْسأَُل ُه ْم َعَل ْيه م ْن أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ات واأل َْر ِ‬ ‫ضو َن {‪}511‬‬ ‫ِّمن َآي ٍة ِفي َّ‬ ‫ض َي ُم ُّرو َن َعَل ْي َها َو ُه ْم َع ْن َها ُم ْع ِر ُ‬ ‫الس َم َاو َ‬ ‫َمنوْا أَن تَأِْتيهم َغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وما يؤ ِمن أَ ْكثَرهم ِب ِ َّ‬ ‫اش َي ٌة ِّم ْن‬ ‫الِل ِإال َو ُهم ُّم ْش ِرُكو َن {‪ }511‬أَ​َفأ ُ‬ ‫َ َ ُْ ُ ُ ُْ ّ‬ ‫َُْ‬ ‫ِ‬ ‫ْعو ِإَلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫َّللا َو َما أ َ​َن ْا م َن اْل ُم ْش ِرك َ‬ ‫َّللا َعَلى َبص َيرٍة أ َ​َن ْا َو َم ِن اتََّب َعني َو ُس ْب َح َ‬ ‫ان ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َهل اْلُق َرى أَ​َفَل ْم َيس ُيروْا‬ ‫{‪َ }518‬و َما أ َْرَسْل َنا من َقْبل َك إال ر َجاالً ُّنوحي إَل ْيهم ّم ْن أ ْ‬ ‫ظروْا َكيف َكان ع ِاقب ُة َّالِذين ِمن َقبلِ ِهم وَلدار ِ‬ ‫ِفي األ َْر ِ‬ ‫اآلخ َ ِرة َخ ْيٌر‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ ْ َ​َُ‬ ‫ض َف َين ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ّلَِّلِذ َ َّ‬ ‫ظُّنوْا أََّن ُه ْم َق ْد ُكِذُبوْا‬ ‫َس ُّ‬ ‫الرُس ُل َو َ‬ ‫استَ ْيأ َ‬ ‫ين اتَقوْا أَ​َفالَ تَ ْعقُلو َن {‪َ }511‬حتى إ َذا ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ين {‪َ }551‬لَق ْد‬ ‫ْس َنا َع ِن اْلَق ْو ِم اْل ُم ْج ِرِم َ‬ ‫َج ُ‬ ‫اءه ْم َن ْ‬ ‫ص ُرَنا َفُن ّج َي َمن ن َشاء َوالَ ُي َرُّد َبأ ُ‬ ‫اب ما َكان حِديثاً يْفتَرى وَل ِكن تَ ِ‬ ‫َكان ِفي َق ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يق‬ ‫َ‬ ‫صد َ‬ ‫صصه ْم ع ْب َرةٌ ّأل ُْولِي األَْل َب َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّالِذي بين يدي ِه وتَْف ِ‬ ‫يل ُك َّل َشي ٍء َو ُهًدى َوَر ْح َم ًة ِّلَق ْو ٍم ُي ْؤ ِمُنو َن {‪}555‬‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ​َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫(‪)213‬‬


)214(


)215(


)216(


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.