العدد ٣٦ من مجلة سورية بدا حرية by مجلة سورية بدا حرية

issue 36 / nov. 05th

issue 36 / nov 5 2012

issue 36 / nov 05th

QÉØ«dƒH - AÉ¡H GôØL - ¢SÉªq °T ≈Ÿ - »YÉaôdG ‹óæL ôjòf - Ö∏M QÉæe - Ö«£ÿG ÊÉe - ‘É«dG OQh - Ö«£ÿG ÜóMC’G Gò°T - Éæ¡e …Rƒa - ∞«µ°SG ójDƒe - õ«°ùfÉL ¿ÉÁEG ø°ùM ƒHCG - Éæq M ≈HQ - ΩÉMO q ƒHCG - »°üª◊G ó«dƒdG ƒHCG ôªY ó«°ùdG ÉjôcR - ¿hóªM ¢ù«fCG - »YÉ≤ÑdG ìôe - ÉjÉ°†e .¿É«q ∏Y ô°UÉf - »°üª◊G ó«ÑY ƒHCG - ó©°S π«FÉî«e -

www.sbhmagazine.com info@sbhmagazine.com

»YÉaôdG ‹óæL ôjòf :ò«ØæJh º«ª°üJ

issue 36 / nov. 05th

‫‪4‬‬

‫‪issue‬‬ ‫‪issue36‬‬ ‫‪36//nov.‬‬ ‫‪nov 05th‬‬

‫افتتاحية العدد‪36‬‬

‫هريبة‪ ..‬وفصل‪ ..‬وعلم‬

‫يف �أحد �أيام امل‬ ‫الدرا�سية‪ ،‬و أ�قمنارحلة الثانوية قمت وبع�ض الأ�صدقاء بالهروب من �إحدى احل�ص�ص‬ ‫الدرا�سي اجلديد‪ .‬يف الباحة امل�س ّورة طبع ًا للرتفيه عن �أنف�سنا مع اقرتاب نهاية العام‬ ‫على غفلة‪� ،‬أطل‬ ‫ق�سماته وجهه «ق علينا املوجه الطلاّ بي بوجهه املكفهر‪ ،‬وعالمات الن�صر ترق�ض بني‬ ‫دامي انا وياه وال»‪� ..‬إىل غرفة املدير‪.‬‬ ‫«ما �شاهلل عنك انت ويا‪ ،‬عم تهربو يا حمري» مف�صولني من املدر�سة‪..‬‬ ‫وكان ذلك �آخر‬ ‫الزهراوي يف م يوم لنا يف املرحلة الثانوية‪ ،‬حيث مت ف�صلنا من ثانوية عبد احلميد‬ ‫الإمتحانية و دينة حم�ص‪ ،‬مع الإبقاء على التزامنا معهم يف ا�ستالم البطاقات‬ ‫حتديد مكان الإمتحان‪.‬‬ ‫ماذا لو‪ ..‬كان هناك برامج ترفيهية تفاعلية يف املدار�س ال�سورية؟‬ ‫ماذا لو كان «باحات» املدار�س مفتوحة الأبواب والأ�سوار؟‬ ‫ماذا لو تربى‬ ‫املنقر�ضة؟ جيلنا على الثقة وحب العلم واملعرفة‪ ،‬ال على الع�صاة والوجوه والأ�ساليب‬ ‫ماذا لو مت احت‬ ‫واءنا ذلك اليوم‪ ،‬قبل ‪� 3‬شهور من �إمتحانات ال�شهادة الثانوية‪ ،‬والعمل‬ ‫على فهم م�شاكلنا‬ ‫مقاعدنا معززين «املراهقة» �آنذاك وحلها بطرق علمية ومدرو�سة‪ ،‬ومن ثم �إعادتنا �إىل‬ ‫مك ّرمني؟‬ ‫قد يكون اجلواب‪،‬‬ ‫ال�صحيح قبل لو مل يح�صل ذلك ملا كنا نفعل ما نفعله اليوم‪ ،‬ولكن قد ي�ضعنا الت�صرف‬ ‫اكرث من ع�شر �سنوات �إىل �أف�ضل مما نحن عليه اليوم‪..‬‬ ‫وكذلك �أجيال‬ ‫املدار�س واملناهجاملدار�س ال�سورية‪ ،‬كرث عم املبدعون ‪ ،‬وكرث هم ال�ضائعون يف غياهب‬ ‫امل�أدجلة‪ ..‬حتى اليوم‪.‬‬ ‫بدنا حرية‪ ..‬ب�س بدنا علم‪ ..‬ومعرفة‪ ..‬وفهم‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬

‫‪issue 36 / nov. 05th‬‬

‫اذا حكى الشعب ‪ ..‬احلكومة تسد بوزها‬

‫حبة جوز وكم�شة ق�ضامة‬ ‫دحام‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو ّ‬ ‫يف البداية ا�شكر �أ�سرة (�سوريا بدا حرية) على هذه‬ ‫الفر�صة للكتابة وعودة للكيبورد بعد �سنوات عجاف‪.‬‬ ‫هذا املقال موجه �إىل ال�سادة يف هيئة التن�سيق ومن دار‬ ‫يف فلكهم ‪.‬‬ ‫ال �أريد فيه �سوى �أن �ألقي ال�ضوء على �ضرورة «القيا�س»‬ ‫وعدم ا�ستفزاز قطاع كبري من ال�شعب قبيل �أي ت�صريح‬ ‫�إعالمي‪ ،‬والعربة من الق�صة التالية‪:‬‬ ‫حبة جوز وكم�شة ق�ضامة‬ ‫كان هنالك يف �إحدى حدائق احليوان «قرد»‪ ،‬وكان‬ ‫الزائرين للحديقة يقومون برمي (الق�ضامة) له‪ ،‬وكان‬ ‫القرد ي�أخذها وي�أكلها وي�ستمتع ب�أكلها‪� ،‬إىل �أن �أتى‬ ‫يوم َق ِد َم فيه �أحد اخلبثاء‪ ،‬وقام اخلبيث برمي حبة‬ ‫(جوز) قا�سية كبرية �إىل القرد‪ ،‬قام القرد (بب�ساطة)‬ ‫ب�أخذ حبة اجلوز وبلعها‪ ،‬وبعدها بد�أ ي�شعر القرد ب�أمل‪،‬‬ ‫ا�ضطره �إىل �أن ُيخرج حبة اجلوز من ج�سده عن طريق‬ ‫التغوط‪ ،‬لكن ب�سبب خروج حبة اجلوز الكبرية من‬ ‫ج�سده ت�سببت له بـ (�شق يف فتحة ال�شرج)‪ ،‬وبعدها‬ ‫ومبا �أن القرد قرد‪ ،‬بات القرد ي�أخذ كل ما يرمى �إليه‪،‬‬ ‫لكنه قبل االكل يقوم بقيا�س ما �أراد �أكله على فتحته‬ ‫ال�شرجية (�إن كانت عاملقا�س �أو �أ�صغر اكلها) (وان‬ ‫كانت اكرب قام برميها لكي ال ت�سبب له �شق جديد) ‪..‬‬ ‫ومنا �إىل من يهمه الأمر ‪ ..‬على �أن تعي وتعلم كل ما‬ ‫يرمى �إليك ومن يرميه �إليك ‪ ..‬لكي ال يت�سبب لك‬ ‫«ب�شق» من حيث ال تعلم ‪ ،‬هذا �إن ُكنا نح�سن الظن‬ ‫ب�أنكم ال تتعمدون هذه الت�صريحات وهذه االتهامات !!‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪issue 36 / nov 05th‬‬

‫ورد اليايف‬

‫بروفايل مدينة‬

‫وردة جبل الشيخ‪ ..‬قطنا‬ ‫و كان �أن منت مدينة �صغرية يف ح�ضن جبل ال�شيخ قدمية كقدمه غنية مبائها و طبيعتها‬ ‫ال�ساحرة �شهرية ب�أبنائها كما هم �شهريون بها �أنها وردة جبل ال�شيخ مدينة قطنا احلا�ضرة‬ ‫دوما يف خمتلف املحطات احلا�سمة يف تاريخ �سوريا و من يقر�أ كتاب باتريك �سيل ( ال�صراع‬ ‫على �سوريا ) �سيالحظ مرور ا�سم هذه املدينة يف غري مكان و من ي�س�أل عن �أ�سماء املدن‬ ‫املغ�ضوب عليها من قبل نظام الأ�سد الأب و االبن �سيجد بينها قطنا و �سيجد �أن هذه‬ ‫املدينة ال�صغرية ن�سبيا مل تتخل عن دورها يف رفد احلراك ال�سوري �ضد الديكتاتور منذ‬ ‫قام البعث باغت�صاب ال�سلطة عام ‪ 1963‬فكان لها ن�صيب من معظم احلمالت التي �شنتها‬ ‫قطعان الأمن ال�سوري و يف كل منا�سبة �ستجد هذه املدينة تزاحم كربيات املحافظات‬ ‫ال�سورية يف الن�ضال التحرري الذي مل يهد أ� يوما ولذلك مل يكن غريبا �أن �أبناء قطنا كانوا‬ ‫من �أوائل من ان�ضم للثورة ال�سورية منذ حلظاتها الأوىل حتى ا�ستطاع �أبنا�ؤها اخلروج‬ ‫يف �أول مظاهرة يف �شوارعها و كان ذلك يوم اجلمعة العظيمة ‪ 2011\4\22‬و هذه‬ ‫املظاهرة كانت عفوية دومنا �أي تخطيط �أو ترتيب م�سبق حتى �أن الفتاتها كتبت على عجل‬ ‫على ورق عادي و لها ق�صة بتناقلها �أهايل قطنا و قد جاءت هذه املظاهرة لتح�سم النقا�ش‬ ‫الدائر حول دخول املدينة بقوة �إىل الثورة ال�سورية وذلك لأ�سباب عدة ‪ ،‬فمدينة قطنا جتاور‬ ‫املع�سكرات الأكرب و الأقرب �إىل مدينة دم�شق فهي تكاد تكون حماطة باجلي�ش من كل‬ ‫جانب كما �أنها تفتقر �إىل �أي متا�س مع املدن الأخرى مما يجعلها مك�شوفة لقطعان الأمن‬ ‫و ال�شبيحة كما انه يجدر الذكر بان عدد �سكان قطنا ال يتجاوز الع�شرين �ألفا و بالرغم‬ ‫من ذلك فان معظم ع�صابات الأمن موجودة فيها و ال �سيما ع�صابة الأمن الع�سكري الذي‬

‫‪issue 36 / nov. 05th‬‬

‫طاملا عانى الأهل منهم و من ممار�ساتهم‬ ‫الدنيئة و لذلك فقد ت�شكل ر�أي يف املدينة‬ ‫ب�أنها ال ت�ستطيع حتمل خروج املظاهرات‬ ‫خمافة اال�صطدام باجلي�ش املحيط باملدينة‬ ‫و�أدى ذلك �إىل ظاهرة الفتة و هي �أن‬ ‫املدينة تكاد تخلو من ال�شباب يوم اجلمعة‬ ‫حيث �أنهم يتجهون �إىل مدينة دم�شق �أو‬ ‫داريا او املع�ضمية للم�شاركة يف املظاهرات‬ ‫حتى كانت اجلمعة العظيمة و يوم ذاك‬ ‫قام خطيب اجلمعة و ب�صفاقة �أ�سياده‬ ‫املعروفة ب�شتم املظاهرات و املتظاهرين‬ ‫فما كان من احد ال�شباب �إال ان قفز �إىل‬ ‫املنرب ليم�سك ذلك املنافق و يرميه من على‬ ‫املنرب و �صدح التكبري يف �أنحاء امل�سجد و‬ ‫بلحظة كان امل�صلني جميعا وقوفا يكربون‬ ‫و ي�صدحون ب�شعار الثورة ‪ :‬اهلل اكرب حرية‬ ‫‪ ،‬و هكذا و و�سط ذهول ع�صابات الأمن و‬ ‫�أهايل املدينة نف�سها خرجت �أول مظاهرة‬ ‫مب�شاركة �ضخمة حيث ان�ضم �إليها فورا‬ ‫العديد من النا�س و جابت �شوارع املدينة‬ ‫غري هيابة و لتكن تلك اجلمعة هي بداية‬ ‫االنخراط الكامل يف الثورة ال�سورية ‪.‬‬ ‫قامت ع�صابات الأمن بالت�صدي‬ ‫للمظاهرات ب�أ�سلوبها املقيت املعروف‬ ‫ب�إر�سال ر�سائل تهديد �إىل العوائل و حاولت‬ ‫دق �إ�سفني و خلق نوع من االنق�سام يف‬ ‫املجتمع و لكن و حني �أعياها ذلك قامت‬ ‫بقتل ثالثة �شبان من �أبناء املدينة ففجرت‬ ‫غ�ضبا و �إ�صرارا على اال�ستمرار و بالنهاية‬ ‫و بتاريخ ‪ 2011-7-16‬قام اجلي�ش باقتحام‬

‫املدينة و قامت ع�صابات الأمن و ال�شبيحة‬ ‫مبا جتيده من اعتقاالت و �سرقة و تخريب‬ ‫و هنا ال بد من لفت النظر �إىل �أن مدينة‬ ‫قطنا لطاملا عاملت قطعان اجلي�ش املحيطة‬ ‫بها بكرم و حب حتى �أن العديد منهم و بعد‬ ‫�إنهائه خلدمته انتقل �إىل املدينة ليحيا بني‬ ‫�أبنائها كواحد منهم لكن كل هذا املعروف‬ ‫مل يثمر �إال جحودا و بغ�ضا غريبني ال تف�سري‬ ‫لهما‪.‬‬ ‫قطنا اليوم حتولت �إىل منطقة ع�سكرية‬ ‫بامتياز ففيها اليوم ما يقارب �إل ‪ 27‬حاجز‬ ‫تفتي�ش و قطعان الأمن ال تغادرها و با�صات‬ ‫ال�شبيحة متلئ املدينة يف كل يوم جمعة‬ ‫و بالرغم من كل ذلك مل ت�صمت املدينة‬ ‫و مل ت�ستكني و ما زالت على عهد الثورة‬ ‫و ما زال �أبنا�ؤها و بكل �شجاعة ي�صرون‬ ‫على التظاهر و الن�ضال رغم عمليات‬ ‫االغتيال التي تنفذها ع�صابات الأمن و‬ ‫ال�شبيحة حيث بلغ عدد ال�شهداء حتى اليوم‬ ‫بالع�شرات و ليربهن النظام عن حقده‬ ‫الأ�سود الالحمدود فقد قامت مدفعيته‬ ‫بق�صف املدينة ب�شكل متكرر وباتت هذه‬ ‫القذائف ت�ستهدف منازل املدنيني على‬

‫‪7‬‬

‫الرغم من �أن �شبيحته و ع�صابات �أمنه مل‬ ‫تغادر املدينة يوما و لكنها �شهوته البهائمية‬ ‫للقتل و الدم‪..‬‬ ‫ودعت قطنا منذ �أيام ال�شهيد الأب فادي‬ ‫احلداد و�سماه �أهل املدينة بقدي�س الثورة‬ ‫ال�سورية حيث مت خطف طبيب قبل �أيام‬ ‫من اغتياله وذهب ال�شهيد لدفع الفدية بعد‬ ‫�أيام فتم اختطافه مع من كان معه وكانت‬ ‫املدينة تنتظر عودة �أبنائها �إليها ب�سالم‬ ‫وفور عملية االختطاف قام جمل�س الثورة‬ ‫ملدينة قطنا والتن�سيقيات عن قطنا ب�إ�صدار‬ ‫بيان ت�ستنكر فيه عمليات اخلطف التي تنال‬ ‫�أبناء و�شباب املدينة و�آخرها الأب فادي‬ ‫احلداد وبعد �أيام تفاج�أت املدينة بخرب‬ ‫اغتيال الأب فادي بطريقة وح�شية تدل‬ ‫همجية النظام و�شبيحته وبهدف �إ�شعال‬ ‫الفتنة الطائفية بعد عدة حماوالت باءت‬ ‫بالف�شل الدائم يف �سبيل االقتتال الأهلي‪.‬‬ ‫و بالرغم من ذلك فان املدينة اجلريحة و‬ ‫من حتت احل�صار و الق�صف ما زالت ترفع‬ ‫ر�أ�سها عاليا و ت�صرخ بوجه القاتل و الظلم ‪:‬‬ ‫اهلل اكرب حرية ‪......‬‬

‫‪8‬‬

‫‪issue 36 / nov 05th‬‬

‫عالء جمعة من نس��مات الس��احل إلى احلرية ثم الش��هادة‬

‫العامل على حي الرمل اجلنوبي يف الالذقية‪،‬‬ ‫جورج خوري ‪ -‬زمان الو�صل‬ ‫فقام ب�إي�صال حراك �أبناء منطقته ال�سلمي‬ ‫عندما ينتقل املواطن العادي �إىل العمل �إىل معظم ال�شبكات الإخبارية واملحطات‬ ‫الإعالمي بناء على قناعات ر�سخت يف الف�ضائية الباحثة عن حقيقة ما يجري على‬ ‫ذهنه‪ ،‬وبعد ما �شاهده من دمار وظلم �أر�ض الواقع‪.‬‬ ‫قامت به قوات النظام الذي يحكمه‪ ،‬ف�إنك‬ ‫تراه م�ستعد ًا لإي�صال �صوت و�صورة احلق ولأنّ � ّأي ركن يف �سوريا مهدد بالدمار �إذا‬ ‫ب� ّأي طريقة‪ ،‬نا�سي ًا ومتنا�س ًا ما ميكن �أن ما طالب قاطنيه بحقوقهم الإن�سانية‪ ،‬فكان‬ ‫يلحق به من �ضر ٍر غالب ًا من ينتهي بفقدان م�صري عالء التهجري ق�سر ًا بعد �أن �أجنز‬ ‫حياته‪ ،‬خا�صة و�أنّ النظام ال�سوري يعترب مهمته بتوثيق قيام �آليات النظام بق�صف‬ ‫الإعالميني ومن يتعامل معهم �أ�شد خطورة حي الرمل اجلنوبي‪ ،‬و�إطالق الر�صا�ص‬ ‫من �آالف املتظاهرين‪ ،‬ال �سيما و�أ ّنهم �صلة الع�شوائي على املنازل الآمنة قبل اقتحامه‪،‬‬ ‫الو�صل بني ال�صورة احلقيقية ملا يجري يف الأمر الذي �أجربه على الهجرة �إىل تركيا‬ ‫�سوريا والر�أي العام اخلارجي‪ ،‬الذي يحاول لفرت ٍة وجيزة‪.‬‬ ‫النظام ت�ضليله‪ ،‬وعالء عمر جمعة كان �أحد‬ ‫ه�ؤالء الإعالميني ال�شجعان الذين كانوا ال�شاب ال�ساحلي لن تنتهي مهمته هنا‬ ‫�ضحية همجية النظام وعقليته الإجرامية‪ .‬ف�أعاده واجبه الأخالقي �إىل الأرا�ضي‬ ‫بد أ� �صاحب الـ ‪ 23‬عام ًا ن�شاطه الإعالمي ال�سورية �سريع ًا‪ ،‬وو ّثق ق�صف الطريان‬ ‫مع بداية الثورة يف قرية ا�سرتبة‪ ،‬التي العامودي ملنطقة عزاز التابعة ملحافظة‬ ‫�شهدت الكثري من املظاهرات التي ع ّرفت حلب على احلدود الرتكية ال�سورية‪،‬‬

‫�إ�ضافة لإطالق ر�صا�ص اجلي�ش ال�سوري‬ ‫على الالجئني املتواجدين يف خميم ك ّل�س‬ ‫برتكيا‪ ،‬كما �ساهم بنقل معاناة الالجئني‬ ‫خارج حدود الوطن‪.‬‬ ‫ويوم الأربعاء ال�سابع من �شهر متوز املا�ضي‬ ‫ح ّقق عالء ما متناه وذكره مرار ًا ب�أ ّنه يرغب‬ ‫ب�أن ميوت داخل حدود الوطن‪ ،‬فمات �شهيد ًا‬ ‫بعد �أن �أطلقت قوات النظام الع�شرات من‬ ‫قذائف الهاون التي �أودت بحياته و�صديقيه‬ ‫غ�سان حجو وهاين �ضهرو على احلدود‬ ‫ال�سورية الرتكية‪ ،‬فدفن يف تركيا يف اليوم‬ ‫التايل بعد �أن د ّمرت قوات النظام الكامريا‬ ‫التي كانت ال�سالح الذي �ش ّكل قلق ًا دائم ًا‬ ‫للنظام‪� ،‬إال �أنّ �أ�صدقاءه حملوا �سالحه‬ ‫من بعده وعاهدوه ب�أن ي�ستمروا على نف�س‬ ‫نهجه‪ ،‬طالبني احلرية �أو ال�شهادة‪.‬‬

‫‪issue 36 / nov. 05th‬‬

‫‪9‬‬

‫حكـــايـة إسـم‬ ‫خا�ص ‪ /‬ربى ح ّنا‬ ‫�شباب يجولون حارات دم�شق وحناجرهم‬ ‫أ�صوات تعلو تار ًة وتختنق تار ًة‬ ‫ت�صدح ب� ٍ‬ ‫�أخرى ‪....‬مايلبث ه�ؤالء ال�شباب �أن ينف�ضو‬ ‫عن جتمعهم ويرك�ضون بكل ما لديهم من‬ ‫خوف ع ّلهم ي�ستطيعون ت�ضليل من يتبعهم‬ ‫‪....‬ويتفرقون يف ذلك اليوم كي يعودوا‬ ‫موعد �آخر ويف ك ّل مرة يزداد‬ ‫ويلتقوا يف ٍ‬ ‫عددهم ع�شرات‬ ‫كل ما كان يجمع ه�ؤالء ال�شبان وال�شابات‬ ‫كلمة كانت عنوان كل �صيحاتهم‬ ‫ومغزى لقاءاتهم كلمة دفع بع�ضهم ثمنها‬ ‫غالي ًا‪....‬كانت �سبب يف اعتقال الكثريين‬ ‫منهم و ا�ست�شهاد الكثريين ‪....‬كلمة‬ ‫جمعتهم من كل الطوائف والأديان برغم‬ ‫اختالف ميولهم ال�سيا�سية فمنهم من‬ ‫كان ي�ساري ًا وبع�ضهم كان ي�ؤمن مببد أ�‬ ‫الأ ّمة العربية الواحدة والآخرين قد خلقوا‬ ‫لأنف�سهم نهج ًا �سيا�س ّي ًا خا�ص ًا بهم فقد‬ ‫ولكل منهم حلمه الذي‬ ‫كانوا �شباب ًا خالق ًا ٍ‬ ‫يبد ّأ� بهذه الكلمة وينتهي بها ‪...........‬‬ ‫حر ّية‪....‬حر ّية ‪...‬حر ّية‪....‬كلمة من �أربعة‬ ‫�أحرف غريت جمرى حياتهم ور�سمت‬ ‫�أم ًال و�أمل ًا وكتبت باحلرب والدم �أ�سمائهم‬ ‫‪,,,,‬ولكل �إ�سم منهم حكاية مع احلر ّية‬ ‫�س�أق�صها عليكم‪.......‬‬ ‫هنا �أ�سماء جمعتني بهم ثورة حر ّية كانو‬ ‫�أ�صدقاء الكلمة احل ّرة �أ�ضحو معتقلينها‬

‫لتنكيل و قتل وترهيب‬ ‫ماكانو يتعر�ضون له‬ ‫ٍ‬ ‫فهذا هاين ‪.‬ز ‪�....‬شاب يف ال�سا�سة ع�شر‬ ‫من عمره ي�شارك يف كل املظاهرات مع‬ ‫�أ�صدقائه و�صديقاته يهتف بكل قوة من‬ ‫ج�سده ال�صغري حر ّية و ياهلل مالنا غريك‬ ‫ياهلل والكثري من العبارات ال�شعب ّية ا ّلتي‬ ‫�أ�ضحت رمز ث ّوار �سورية وعندما ي�صيحون‬ ‫ال�سوالي واحد‬ ‫واحد واحد واحد ال�شعب ّ‬ ‫يبد�أ رجال الأمن مبالحقة ال�شبان‬ ‫فيهرولون خوف ًا من الإعتقال الذي ال يفرق‬ ‫فيه رجال الأمن هنا بني �صغ ٍري وكبري بني‬ ‫�سلمية مطالب ه�ؤالء ال�شبان وال�شابات ف�إن‬ ‫ا�صطادو �أحد ه�ؤالء املتظاهرين �أ�ضحى‬ ‫أيام و�أيام بتهمة الإرهاب ‪....‬‬ ‫معتق ًال ل ٍ‬ ‫ورمبا ا�ستبدلو الإعتقال ب�ضربه �ضرب ًا‬ ‫بك�سر يف‬ ‫مربح ًا حتى يفقد الوعي �أو ي�صاب ٍ‬ ‫�أحد �أجزاء ج�سمه ع ّله ميتنع عن اخلروج‬ ‫جمدد ًا واملطالبة باحلر ّية‪!!!....‬‬

‫مهند عمر‬ ‫�إ�سم من طالب احلر ّية حكاية مهند �أ ّنه‬ ‫فل�سطيني �سوري ميار�س العمل ال�صحفي‬ ‫كان هاج�سه احلر ّية وع�شقه ل�سوريا ا ّلتي‬ ‫تربى فيها دفعه �إىل �أن يجول حارات دم�شق‬ ‫يومي ًا بعد �أن يجتمع برفاقه من بنات‬ ‫أغان‬ ‫و�شباب �سوريا لت�صدح حنجرته ب� ٍ‬ ‫للحر ّية ‪....‬كتب مهند الكثري والكثري من‬ ‫املقاالت بخ�صو�ص �أحداث �سور ّية يف بداية‬ ‫احلراك الثوري‪...‬و�شكل مع �أ�صدقاء له‬ ‫ال�سوري‬ ‫ماي�سمى بتجمع �شباب ال�شارع ّ‬ ‫ال�سورين يف داخل �سور ّية‬ ‫لتزويد كل ّ‬ ‫ً‬ ‫وخارجها مبايح�صل يوميا ويف كافة �أحياء‬ ‫�سورية �ضمن �شبكة تعمل معه لإي�صال‬ ‫املعلومة بدقة و�سرعة‪.....‬كان مهند رمز ًا‬ ‫ل�شباب املفعم بالطاقة والراغب بر�ؤية‬ ‫�سورية ح ّرة هو علماين يدعو لدولة علمان ّية‬ ‫يعلو فيها القانون فوق كل �صوت‪...‬مهند‬ ‫اعتقل بتاريخ‬ ‫ومازال حتى الآن معتق ًال‪ -2-30 .......‬لقد ّمت ف�صل هاين من مدر�سته وتهديد‬ ‫�أهله ب�إيذائه اذا ماا�ستمر باخلروج يف‬ ‫‪2012‬‬ ‫مظاهرات �أو ا�ستمر بكتاباته على مواقع‬ ‫التوا�صل الإجتماعي مبا يدعم الثورة‬ ‫هاين ‪.‬ز‬ ‫ت�سارعت وترية احلراك وبد�أ الكثري من واحلراك‪....‬وظل هاين ذلك ال�شاب‬ ‫ال�سوري اللحاق بركب الثورة ال�صغري يخرج خل�سة يف مظاهرات م�سائ ّية‬ ‫ال�شباب ّ‬ ‫‪...‬كنت �أرى يف عيونهم نظرة �أمل و�أ�شاهد كما ا�ستمر يف املناداة باحلر ّية ومل يخفه‬ ‫على وجوههم فرح ًة ال ت�ساويها فرحة ترهيبهم وال تهديدهم ‪......‬‬ ‫عندما يخرجون يف مظاهرة وي�صرخون ون�ستمر يف حكاية �إ�سم فلكل �سوري ح ّر‬ ‫ل حناجرهم حر ّية كانت �أ�صواتهم تهز حكاية و�أنا �أخذت على عاتقي مهمة �إي�صال‬ ‫مب أ‬ ‫الأر�ض رغم �صغر �سنّ بع�ضهم فقد كانو ملحة عن حياة ه�ؤالء الأحرار ف�إذاهم غيبو‬ ‫مثال ال�شباب املنا�ضل ا ّلذي خرج يرف�ض يف �سجون النظام والبع�ض ن�سيهم يجب‬ ‫الظلم والقهر وين�صر كلمة احلق رغم كل على التاريخ �أن يذكرهم‬

‫‪issue 36 / nov 05th 10‬‬

‫اعتقل عام ‪ 1988‬ولم يحاكم حتى اليوم‪...‬‬ ‫«احملمود» من أسر اإلحتالل إلى سجون النظام‬ ‫زمان الو�صل ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫�إىل �سوري��ا‪ ..‬ي��ا ابن��ة ال�صب��ح امل�ض��رج‬ ‫بالأن�ي�ن‪ ..‬نام��ي عل��ى الأح�ل�ام م�شرع��ة‬ ‫اجلبني‪ ..‬وبحل��م قد يكون ‪� ..‬أر�ضك البكر‬ ‫تنادي للنجيع‪� ...‬أر�ضعيني يا دماء الطهر‪..‬‬ ‫م��ازال يف �أح�شائي ينتف�ض اجلنني‪ ..‬مثلما‬ ‫الأغ�ص��ان تنب�ض باحلياة‪ ..‬فال�صبح �آت‪..‬‬ ‫والن�س��غ قد خب�أته معتق ًا معتق ًا‪ ..‬مل تدن�سه‬ ‫الطغاة»‪.‬‬ ‫ه��ي �صرخ��ات �أمل حطم��ت الأ�صف��اد‬ ‫واخرتق��ت ق�ضب��ان الظل��م ‪ ،‬ت�ستح�ضرها‬ ‫ح��ال �سوري��ا الوط��ن و ه��ي تعي��ش �آالم‬ ‫خما�ض مولود جديد ا�سمه (حرية)�أطلقها‬ ‫�شاع��ر كان �أ�سمى �أحالم��ه احل�صول على‬ ‫ورق��ة و قلم لري�سم مالم��ح م�ستقبل لبالد‬ ‫حطمها الف�س��اد والإف�س��اد ‪,‬و من ف�صوله‬

‫ق�صة �صاح��ب الكلمات التي ب��د�أت ب�أ�سر‬ ‫االحت�ل�ال و مل تنت�� ِه بظل��م ذوي القرب��ى‬ ‫م��ن فظاع��ات االعتق��ال رف��ض النظ��ام‬ ‫ال�س��وري طلب اال�سرتحام ال��ذي تقدم به‬ ‫امل�سجون��ون املن�سي��ون‪ ،‬منذ م��ا يزيد عن‬ ‫الع��ام ‪-‬قبيل نقلهم من �سج��ن �صيدنايا‪-‬‬ ‫وكان «الإعدام» هو الرحمة التي طالب بها‬ ‫املعتقلون املن�سيون‪ ،‬ومن بني الذين طالبوا‬ ‫بح��ق الإع��دام‪ ،‬كان املعتق��ل �أحمد حمدو‬ ‫املحمود‪ ،‬املعتقل منذ عام ‪ ،1988‬من دون‬ ‫حماكمة �إىل اليوم‪.‬‬

‫م��ع �إ�سرائيل‪ ،‬وب��د�ؤوا بالتحقي��ق معه‪ ،‬وملا‬ ‫مل ُي��دل باملعلوم��ات الت��ي �أرادوا احل�صول‬ ‫عليه��ا‪� ،‬أخلوا �سبيله كونه رقيب ًا جمند ًا‪ ،‬وال‬ ‫ميتل��ك رتبة رفيع��ة ليعلم �أم��ور مهمة عن‬ ‫القوات ال�سورية املوجودة يف لبنان حينها‪.‬‬ ‫ع��اد �إىل القطع��ة الع�سكري��ة بعدما �إخالء‬ ‫�سبيل��ه و�أخ�ب�ر العمي��د رئي��س قطعت��ه‬ ‫الع�سكري��ة مب��ا حدث مع��ه‪ ..‬ف�أثن��ى عليه‬ ‫العمي��د قائ ًال‪�»:‬أنت بطل وت�ستحق التكرمي‪،‬‬ ‫لأن��ك �ص�ب�رت عل��ى ال�سج��ن يف معتقالت‬ ‫العدو الإ�سرائيلي‪ ،‬ولكن طلبتك املخابرات‪،‬‬ ‫لتجري معك حتقيقات روتينية»‪.‬‬

‫هكذا يكرمون الأبطال!‬ ‫ب��د�أت ق�ص��ة �أحم��د املحمود‪ ،‬كم��ا رواها‬ ‫لزميل��ه املعتق��ل ال�سابق (د‪��.‬س) لـ»زمان‬ ‫الو�ص��ل»‪ ،‬عندم��ا كان يق�ض��ي اخلدم��ة‬ ‫الإلزامي��ة يف لبن��ان‪ ،‬فاعتقلت��ه �إح��دى‬ ‫ميل�شي��ات جي��ش لبنان اجلنوب��ي املتعامل‬

‫وعل��ى ه��ذا الأ�سا��س ذه��ب �إىل مق��ر‬ ‫اال�ستخب��ارات ال�سوري��ة يف لبنان �سابق ًا يف‬ ‫عنج��ر‪ ،‬وهن��اك حقق��وا معه‪ ،‬و ه��و بدوره‬ ‫�أخربه��م بتفا�صي��ل م��ا �أرادوا معرفته��ا‪،‬‬ ‫ب�شكل جيد‪،‬‬ ‫وكانوا ‪-‬ح�سب قوله‪ -‬يعاملونه ٍ‬

‫‪11 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫حيث مل يتعر�ض لل�ضرب �أو التعذيب‪ ،‬و لكن‬ ‫ذل��ك مل مينعهم من حتويله �إىل فرع الأمن‬ ‫الع�سكري ومنه �إىل عدة �أفرع �أمنية‪ ،‬ليجد‬ ‫نف�سه يف �سجن تدمر‪.‬‬ ‫البطل ُيعذب يف �سجن تدمر‬ ‫تب��د�أ رحلة العذاب يف �سجن تدمر‪ ،‬منذ �أن‬ ‫تط�أ ق��دم املعتقل �أر�ضه‪ ،‬وهذا ما حدث مع‬ ‫املحمود‪ ،‬الذي مل يتوقع هذا امل�صري بعد �أن‬ ‫مدحه العميد وبجله وفق ما �أخرب (د‪�.‬س)‪،‬‬ ‫و لك��ن كان��ت املفاج��أة عندم��ا ا�ستقبل��ه‬ ‫وتعذيب كاد‬ ‫ب�ض��رب‬ ‫ال�سجان��ون يف تدمر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يودي بحياته‪ ،‬حتى �أنه مل ُي َ‬ ‫�شف من الك�سور‬ ‫واجل��راح �إال بع��د ع��دة �أ�شهر‪..‬فل��م يك��ن‬ ‫م�ستغرب ًا �أن ي�صف املحمود �سجن تدمرب�أنه‬ ‫املكان الذي ال يتمنى فيه املرء �سوى املوت‪.‬‬ ‫ول�شه��ر رم�ض��ان ق�ص�ص يف �سج��ن تدمر‬ ‫الع�سكري‪،‬تب��د�أ ب�سحور قوام��ه قطعة خبز‬ ‫و�شرب��ة م��اء حت��ت البطاني��ة‪ ،‬و ال ينته��ي‬ ‫بفط��ور مثي��ل لل�سح��ور على وق��ع �صفعات‬ ‫اجلالدي��ن الذي��ن ي�ضاعف��ون «�أج��ر‬ ‫ال�صائمني» بالتعذيب اليومي‪.‬‬ ‫ي�ستط��رد (د‪�.‬س)مع ّرج�� ًا عل��ى �سجن��اء‬ ‫(البلدية)اللقب ال��ذي ُيطلق على املعتقلني‬ ‫غري ال�سيا�سي�ي�ن يف الغالب‪ ،‬م ��ن �أ�صحاب‬ ‫ال�سواب��ق اجلنائي��ة �أو الفارين من اخلدمة‬ ‫الإلزامي��ة ‪ ،‬وغريهم مم��ن ُيك ّلفون مبهام‬ ‫تنظي��ف مهاج��ع الع�ساك��ر والباحات ونقل‬ ‫الطع��ام �إىل مهاج��ع ال�سجن��اء الأمني�ي�ن‬ ‫أمر من ال�سجانني‪.‬‬ ‫وتعذيبهم ب� ٍ‬ ‫�سجن��اء (البلدية) مف�صول��ون الإقامة عن‬ ‫ال�سجن��اء ال�سيا�سي�ي�ن‪ ،‬و لأنه��م غالب�� ًا ما‬ ‫ي�صب��ون حقده��م عل��ى امل�ساج�ي�ن‪« ،‬ف�إن‬ ‫تعذيبه��م �أق�س��ى من رجال الأم��ن بكثري»‪،‬‬ ‫وه��ذا ما ح��دث مع حمم��ود ح�س��ب رواية‬ ‫زميل��ه (د‪�-‬س)ال��ذي ا�سرتج��ع م�شه��د‬ ‫«مرا�س��م ا�ستقبال»املحم��ود حلظة دخوله‬ ‫ال�سجن �سيء ال�صي��ت‪ ،‬عندما تلقى رجال‬ ‫البلدية امر ًا بـ «�شحط»املعتقلني �إىل املهجع‬ ‫بع��د تعذيبه��م نظ��ر ًا لع��دم قدرته��م على‬ ‫امل�شي‪ ،‬وغالب ًا ما ي�ستكمل زمالء(البلدية )‬ ‫تعذيبه��م‪� ،‬إال �أنهم عندما «�شحطوا» �أحمد‬

‫املحم��ود «اكتفوا بالب�صاق علي��ه‪ ،‬لأنه كان دوري‪.‬‬ ‫على و�شك املوت»‪.‬‬ ‫ويذكر «د‪�.‬س» �أن املحمود اعتاد على تنظيم‬ ‫دورات تعليم اللغة العربية‪ ،‬لكافة امل�ساجني‬ ‫�سجن �صيدنايا جنة !‬ ‫ق�ض��ى املحم��ود ف�ت�رة اعتقال��ه يف تدم��ر الراغبني بذلك‪ ،‬وهو يحب الر�سم بالألوان‬ ‫م��ع م�ساج�ي�ن متهم�ي�ن بالإنتم��اء جلماعة الزيتي��ة بالإ�ضاف��ة �إىل الت�شكي��ل بوا�سطة‬ ‫الأخوان امل�سلمني‪ ،‬و ه��ؤالء حفظ ّوه القر�آن ب��زر التمر‪ ،‬و أ� ّلف يف �سج��ن �صيدنايا ثالثة‬ ‫الك��رمي م�شافه ًة‪� ،‬سنوات الع��ذاب والظلم دواوين‪.‬‬ ‫يف تدم��ر مل تنتزع منه م�شاعره و �إح�سا�سه‬ ‫«على العك�س �صقلتها»‪ ،‬و بد�أ يكتب ال�شعر و بعد ‪ 17‬عاماً ر�أى والدته‪ ،‬ولكن!‬ ‫يحفظ��ه يف ذهنه ‪ ،‬لأنه مل يكن ميتلك ورقة عندم��ا كان املحم��ود يحكي ل��ـ (د‪�.‬س) ما‬ ‫وقلم�� ًا‪ ،‬و ع��ن طريق احلف��ظ أ� ّلف املحمود ح��دث �أثناء زيارة والدت��ه الأوىل له‪ ،‬كانت‬ ‫ديوان�ي�ن يف �سج��ن تدم��ر‪ ،‬تن��اول فيهم��ا الدم��وع تنفر من عينيه‪ ،‬م�صر ًة على ف�ضح‬ ‫موا�ضي��ع احلرم��ان والأمل وال�ش��وق‪ ،‬وكان �أمله‪ ،‬فبعد ‪ 17‬عام من الغياب‪�ُ ،‬سمح �أخري ًا‬ ‫يحجز للأمل مركب ًا دائم ًا يف كل �أ�شعاره‪ .‬يف ‪ 2005‬بالزي��ارة للمعتقل�ي�ن ال�سيا�سيني‪،‬‬ ‫عندما انتق��ل املحمود �إىل �سجن �صيدنايا‪ ،‬ولك��ن بينم��ا كان جمي��ع املعتقل�ي�ن يلق��ون‬ ‫اعترب نف�س��ه دخل �إىل اجلن��ة‪ ،‬فعلى الأقل زواره��م‪ ،‬مل يجد املحمود �أحد ًا بانتظاره‪..‬‬ ‫كم��ا كان يق��ول لـ�صديقه «د‪��.‬س»‪� -‬صار ف�س��أل امل�ساع��د (وين زيارت��ي؟) وعندها‬‫ي�ستطي��ع ال�سهر يف الليل‪� ،‬أم��ا الهدية التي تعرف��ت عليه والدت��ه من ن�ب�رة �صوته‪� ،‬أما‬ ‫حم��د اهلل عليه��ا‪ ،‬كان��ت القل��م والورق��ة ه��و فلم يتع��رف عليه��ا �إال عندما �صرخت‬ ‫اللذين دفع مبالغ طائلة للح�صول عليهما‪ ..‬با�سمه‪.‬‬ ‫يق��ول املحمود‪� :‬إن عي��دي احلقيقي كان يف كان املحمود يف ا�ستقب��ال دفعة «د‪�.‬س» من‬ ‫املعتقلني‪ ،‬يف �سجن �صيدنايا عام‪ 2007‬بعد‬ ‫حلظة ح�صويل على الورقة والقلم‪..‬‬ ‫�أن ُحكم��وا‪ ،‬واال�ستقبال كم��ا يقول «د‪�.‬س»‪:‬‬ ‫وعلى الرغم من �أنه ُيفرت�ض ب�إدارة �سجن‪� ،‬أح��د بروتوك��والت ال�سجن‪ ،‬حي��ث ي�ستقبل‬ ‫�إعط��اء امل�ساجني قلم ًا و ورق��ة باملجان‪� ،‬إال املعتقلون القدامى املحكومني اجلدد‪..‬‬ ‫�أنه��ا تبيع ل��كل مهجع قلم ًا واح��د ًا و ع�شرة و يتذكر «د‪�.‬س» �أن��ه �أثناء اال�ستقبال ع ّرف‬ ‫ورق��ات فقط‪ُ ،‬يجرب ال�سجناء على ت�سليمها املحم��ود ع��ن نف�س��ه بلق��ب �أب��ي �أ�سامة‪..‬‬ ‫نهاي ��ة ال�شهر‪�،‬ش ��رط ا�ستخدامه ��ا لتقدمي وعندما ا�ستف�س��ر املعتقلون عن هذا اللقب‬ ‫طلب��ات �إىل �إدارة ال�سج��ن‪ ،‬ولي��س لتدوين ال��ذي ح�صل عليه املحمود رغم �أنه مل يكن‬ ‫ً‬ ‫قائ�ل�ا‪� »:‬أثناء‬ ‫املعلوم��ات‪�،‬إال �أن ف�س��اد ال�سجان�ي�ن‪ ،‬م ّكن متزوج�� ًا‪� ،‬أخربه��م بال�س��ر‬ ‫املعتقلني من احل�صول عل��ى الورقة والقلم طفولت��ي‪ ،‬كن��ت �أهوى جتمي��ع �أعداد جملة‬ ‫�أ�سامة‪ ،‬ولذلك اكت�سبت من وقتها لقب «�أبو‬ ‫بعد ر�شوة امل�ساعدين‪.‬‬ ‫�أ�سامة»‪.‬‬ ‫«كنت �أ�شعر �أنني �أحمل على كاهلي‪� ،‬أطنان ًا‬ ‫من املعلومات الثقيلة‪ ،‬وفج�أة �صار ب�إمكاين يوج��د أ�ب��و �أ�سام��ة حالي�� ًا‪ ،‬يف �سجن حلب‬ ‫تفريغها على الأوراق»هكذا ي�صف املحمود املرك��زي‪ ،‬لأن النظام عندم��ا �أغلق �سجن‬ ‫حاله عندما بد�أ تدوين �أ�شعاره‪ ،‬االمر الذي �صيدناي��ا العام املا�ضي‪ ،‬نقل كل معقتل �إىل‬ ‫دفعه �إىل �سهر الليل لكتابة كل ما داوم على ال�سجن املدين املوجود يف حمافظته‪ ،‬ونظر ًا‬ ‫لكون��ه م��ن موالي��د حل��ب ع��ام ‪ُ 1965‬نقل‬ ‫حفظه وا�سرتجاعه خوف ًا من الن�سيان‪.‬‬ ‫املحم��ود الذي يعت�ب�ر �أوراق �أ�شع��اره ب�أنها املحمود �إىل �سجن حلب املركزي‪.‬‬ ‫�أطفاله‪ ،‬مل يكن يخفي خوفه عليها �أكرث من‬ ‫نف�سه‪ ،‬و يتحمل م�شاق تخبئتها من حمالت‬ ‫التفتي�ش الت��ي جتريها �إدارة ال�سجن ب�شكل‬

‫‪issue 36 / nov 05th 12‬‬

‫شبيحة «جديدة» يقتلون‪ ..‬يحرقون‪..‬يتشاجرون‪ ..‬ويدبكون في الساحات‬

‫وعلى اجلدران كتبوا‪« :‬كلنا سوريني فهموا حاج بقى دم»!!!‬ ‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫كعادته‪ ،‬جتاهل (�أبو يا�سني) �صوت‬ ‫الر�صا�ص والدبابات‪ ،‬وذهب يف ال�صباح‬ ‫ليفتح بقاليته التي ُتعترب الأكرب يف بلدة‬ ‫«جديدة» الف�ضل‪ُ ،‬ل ُيفاجئ ب�أن ال�شبيحة‬ ‫كانوا قد �سبقوه �إىل فتح البقالية‪ ..‬ومل‬ ‫ي�ستوعب ال�شيخ ما ر�آه‪� ،‬إال �أن �س�أله �أحد‬ ‫ال�شبيحة‪( :‬خري‪ ،‬لوين فايت؟)‪�..‬أبو يا�سني‬ ‫مرتدد ًا‪� :‬إىل حملي‪ ..‬ال�شبيح‪ :‬كان حملك‪،‬‬ ‫وهلق �صار حملنا‪..‬‬ ‫هم العجوز باالن�سحاب‪ ،‬غري �أن ف�ضوله‬ ‫َّ‬ ‫دفعه للنظر وتفح�ص بقاليته «�سابقا»‪ً،‬‬ ‫ف�شاهد ما يزيد عن ع�شرين �شاب عراة‪،‬‬ ‫ومكبلي الأيدي و»مبطوحني» على �أر�ض‬ ‫املحل‪ ،‬ف�سارع العجوز ال�ستيني �إىل‬ ‫الهرب ب�سيارته‪� ،‬إال �أن �صوت الر�صا�ص‬

‫الذي �أخرتق �أج�ساد ال�شباب كان �أ�سرع‬ ‫من عجالت ال�سيارة‪...‬يقول �أبو يا�سني‪:‬‬ ‫عندما �سمعت �صوت الر�صا�ص‪ ،‬عرفت‬ ‫�أنهم يقتلون ال�شباب الذين ر�أيتهم‪ ..‬خفت‬ ‫كثري ًا‪ ،‬فزدت من �سرعة ال�سيارة‪ ،‬و�أنا الآن‬ ‫ال �أجر�ؤ على العودة �إىل حملي‪ ،‬حتى �أنني‬ ‫�أمتنى �أن يكونوا حرقوه �أ�سوة ببقية املحالت‬ ‫لأين ال �أريد تذكرة �صورة ال�شباب‪.‬‬ ‫�ساحات البلدة‪ ..‬مكان لأفراح ال�شبيحة‬ ‫مل تكاد �أيام العزاء املُقامة على �شهداء‬ ‫«جديدة» تنتهي بعد اقتحامها م�ؤخر ًا‪،‬‬ ‫حتى دخلتها قوات الأمن يوم الأحد املا�ضي‬ ‫املوافق ‪ 21‬ال�شهر اجلاري‪.‬‬ ‫�سبق االقتحام –ح�سب �شهود عيان‪ -‬جتمع‬ ‫للدبابات حول البلدة‪ ،‬و ق�صف مدفعي‬ ‫�شديد‪ ..‬كما �أكد �أهايل البلدة �أن االقتحام‬ ‫ترافق مع ح�صا ٍر خانق وقط ًع للمياه‪ ،‬حيث‬

‫ُمنع ال�سكان من الدخول �أو اخلروج �إىل‬ ‫البلدة‪..‬‬ ‫وعن تفا�صيل االقتحام‪� ،‬أخربنا النا�شط‬ ‫عمر‪� ،‬أن قوات الأ�سد ا�ستغلت عدم وجود‬ ‫جنود اجلي�ش احلر يف البلدة‪ ،‬فقاموا‬ ‫مبداهمة البيوت‪ ،‬وب�سرقتها وحرقها الحق ًا‪،‬‬ ‫حتى البيوت امل�أهولة مل تنجو منهم‪ ،‬فقد‬ ‫طردوا �أ�صحاب بع�ض املنازل‪ ،‬و�سهروا‬ ‫و�أكلوا وباتوا فيها‪ ،‬ويف ال�صباح التايل‬ ‫�أحرقوها‪..‬‬ ‫ومثل ذلك فعلوا باملحالت التي ُحرق‬ ‫معظمها بعد �أن ُرميت اجلثث داخلها‪ ،‬كما‬ ‫ا�ستولوا على حمل للم�شروبات الروحية‪.‬‬ ‫و مل ي�ستطع «عمر» �إخفاء توتره وهو يحدثنا‬ ‫كيف ا�ستفز رجال الأمن الأهايل‪ ،‬عندما‬ ‫�صاروا يدبكون و يغنون يف �إحدى �ساحات‬ ‫جديدة‪ ،‬وكذلك مل يتمكن ال�شبيحة من‬ ‫�إخفاء خالفاتهم على ق�سمة امل�سروقات‬ ‫بينهم‪ ،‬حيث ارتفعت �أ�صواتهم وهم‬ ‫يت�شاجرون على احل�ص�ص‪ ،‬وا�ستخدم‬ ‫بع�ضهم الر�صا�ص‪.‬‬

‫‪13 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫و�أكد النا�شط � َّأن الأمن نفذ عدة �إعدمات‬ ‫يت�سنى لهم �إح�صاء عدد‬ ‫ميدانية‪ ،‬ولكن مل‬ ‫َ‬ ‫ال�شهداء ب�سبب عدم قدرة النا�شطني على‬ ‫التنقل يف �شوارع البلدة‪.‬‬ ‫�ساحات «جديدة» ‪ ..‬ا�ستديو لقناة الدنيا‬ ‫«من هنا م َّر جنود الأ�سد» توقي ٌع ا�شتهر به‬ ‫�شبيحة النظام‪� ،‬أما التوقيع اجلديد الذي‬ ‫ا�ستغربه الأهايل هو «كلنا �سوريني فهموا‬ ‫حاج بقى دم»‪ ،‬ومل يفهم ال�سكان ما الذي‬ ‫�أراده ال�شبيحة من هذا ال�شعار الذي ُد ّون‬ ‫على جدرانهم‪� ،‬إىل �أن جاءت قناة الدنيا‬ ‫بعد �أيام �إىل البلدة‪ ،‬وبد�أت بت�صوير‬ ‫اجنازات اجلي�ش ال�سوري‪.‬‬ ‫ويحكي ال�شاب �أن�س ‪� -‬أحد �سكان جديدة‪-‬‬ ‫ما حدث معه‪ ،‬عندما نفذ الطعام من‬ ‫املنزل‪ ،‬فا�ضطر ال�شاب للمخاطرة واخلروج‬ ‫�إىل ال�شارع‪،‬ع ّله يجد فرن ًا فاحت ًا‪ ،‬ولكن‬ ‫على بعد �أمتار من منزله‪ ،‬اعرت�ض طريقه‬ ‫�شبيح‪ ،‬مم�سك ًا ب�ساطور‪ ،‬ف�صرخت �أم �أن�س‬ ‫التي كانت تقف على الباب‪ ،‬خوف ًا على‬ ‫ال�شبيح �أن�س من رقبته �إىل‬ ‫ابنها‪ ،‬فجر‬ ‫ُ‬ ‫جانب املنزل‪ ،‬و�س�أل �أم �أن�س‪ ،‬وهو يغرز‬

‫ال�ساطور يف بطن �أن�س ‪ :‬بتحبي �أفتحلو مربع �شهداءهم يف العيد‪ ،‬كما دمرت الدبابة‬ ‫لأبنك ببطنو؟‪ ..‬ركعت الوالدة عند قدميه‪ ،‬قبور ال�شهداء‪ ،‬عندما دا�ست عليها وعلى‬ ‫طالب ًة الرحمة‪ ،‬فرتك ال�شبيح �أن�س‪ ،‬و�أجربه الزهور املزروعة فيها‪.‬‬ ‫البقاء يف املنزل‪.‬‬ ‫وح�شية النظام تنقلب �ضده‬ ‫�سببت همجية الأمن الزائدة‪ ،‬تعاطف‬ ‫حملة على الأموات والأحياء‬ ‫خالل �أيام عيد الأ�ضحى‪ ،‬كانت «جديدة» ُمالحظ بني الطوائف القاطنة يف «جديدة»‬ ‫وفق و�صف النا�شطون‪ -‬مقطعة مبا يزيد حيث مل ي�ستطع ال�شبيحة كما �أكد ال�سكان‪،‬‬‫عن ثالثة حواجز �أمنية‪ ،‬و�أكد النا�شط هذه املرة �إل�صاق �أفعالهم باجلي�ش احلر‪،‬‬ ‫عمر‪� ،‬أن الأهايل �أرادوا اختبار التزام لأنها كانت �أو�ضح من �أن متوه‪ ،‬مما اك�سبهم‬ ‫النظام بالهدنة املُعلنة‪ ،‬فذهب كبار ال�سن كره وازدراء كافة ال�سكان‪ ،‬اللذين �شاهدوا‬ ‫فقط �إىل امل�ساجد‪ -‬لأن ال�شباب مهددين ب�أعينهم �أفعال قوات اجلي�ش ال�سوري‬ ‫باالعتقال‪ -‬ويف نيتهم اخلروج مبظاهرة‪« ،‬البا�سلة» من حرق وقتل و نهب و�سرقات‬ ‫�إال � َّأن جنود اجلي�ش وال�شبيحة الواقفني طالت بيوت وحمالت اجلميع وبن�سب‬ ‫على احلاجز القريب من امل�سجد‪ ،‬بادروا متفاوتة ‪..‬‬ ‫عند خروج امل�صلني ب�إطالق الر�صا�ص يف ويذكر �أن قوات اجلي�ش النظامي‪ ،‬موجودة‬ ‫الهواء لإرهاب امل�صلني وملنع جتمع النا�س‪ ..‬حتى الآن يف البلدة‪ ،‬وهي تقيم حواجز يف‬ ‫كما جتدر الإ�شارة �إىل �أن تكبريات العيد‪ ،‬البلدة‪ ،‬ويتم اعتقال النا�شطون عليها‪،‬‬ ‫مل ُترفع يف م�آذن اجلوامع �إال لفرتة ق�صرية ولذلك ُيحذر النا�شطون ال�شباب من‬ ‫التنقل يف �شوارعها‪ ،‬لأنه ُيخ�شى من تنفيذ‬ ‫جد ًا‪.‬‬ ‫ومل ي�ستثني �شبيحة النظام‪ ،‬يف حملتهم �إعدامات ميدانية ع�شوائية بحقهم‪ ،‬خا�صة‬ ‫الهمجية مقربة ال�شهداء يف «جديدة»‪� ،‬أن ال�شبيحة مل ي�ستثنوا يف �إعداماتهم حتى‬ ‫حيث منع ال�شبيحة الأهايل من زيارتهم كبار ال�سن‪.‬‬

‫‪issue 36 / nov 05th 14‬‬

‫الثوار واملدنيون السوريون يسخرون من‬ ‫دم�شق‪� -‬أبوعبيد احلم�صي‬ ‫مروحيات النظام الهمجية‬ ‫ل��و يعلم �صناع �سالح اجلو الرو�سي �أن‬ ‫مروحياته��م املقاتل��ة الت��ي ير�سلونها‬ ‫للنظام ال�س��وري عرب البحار �ست�صري‬ ‫حمط �سخري��ة ال�سوريني رمبا ترددوا‬ ‫ً‬ ‫قلي�ل�ا قب��ل �أن يق��رروا (ال حمال��ة)‬ ‫االلت��زام بعقودهم املربم��ة مع نظام‬ ‫الأ�سد الوارث ملحاكم �ستالني‪.‬‬ ‫حتلق املقاتالت املروحية لنظام الأ�سد‬ ‫الإبن يف �أجواء املدن ال�سورية وقراها‬ ‫ب�إ�ص��رار م�ستميت للدف��اع عن عر�ش‬ ‫حزب البعث امل��وروث عن الأ�سد الأب‬ ‫و�أمالك العائلة احلاكمة‪ ،‬وللدفاع عن‬ ‫بيانات الق�صر اجلمهوري التي تدعي‬ ‫وج��ود ع�صاب��ات م�سلح��ة تنت�ش��ر يف‬ ‫كل �أنح��اء �سوريا مدعوم��ة وفق رواية‬ ‫النظام من دول عربي��ة وغربية للنيل‬ ‫من (جبه��ة املمانعة) الت��ي احتكرها‬ ‫البع��ث احلاكم من منظ��وره املدر�سي‬ ‫العروبي وبدعم إ�ي��ران ال�صديقة من‬ ‫منظور حزبي �سيا�سي‪.‬‬ ‫كرنفاالت فوق جثث ال�شهداء‬ ‫لي��س كربي��ا ًء وال �شموخ�� ًا ‪ ،‬حينم��ا‬ ‫ارتفع��ت ر�ؤو��س ال�سوريني م��ع بداية‬ ‫�أ�شه��ر الث��ورة وه��م يحدق��ون يف‬ ‫مروحيات النظام الرو�سية التي حتلق‬ ‫يف �سماء البالد ب�ضجيجها التح�شيدي‬ ‫الداع��م للم�سريات امل�ؤي��دة يف دم�شق‬ ‫وحلب والالذقية‪ ،‬ب��ل كانت نظراتهم‬ ‫حتمل الكثري من اخلذالن واال�شمئزاز‬ ‫م��ن ا�ستف��زاز النظ��ام ب�سخريته من‬ ‫�أه��ايل ال�شه��داء واملعتقل�ي�ن‪ ،‬ففر�ض‬

‫هيبت��ه بالطائرات احلربي��ة الرو�سية‬ ‫حامل��ة ً علم الب�ل�اد ملطخ�� ًا ب�صورة‬ ‫القائ��د ال�ضاح��ك‪ ،‬و�أع�ل�ام ال�شك��ر‬ ‫للفيت��و الرو�س��ي وال�صين��ي‪ ،‬ويرتافق‬ ‫�ضجي��ج املروحيات مع ايق��اع �أغنيات‬ ‫ح��رب ت�شري��ن ع��ام ‪ 1973‬وبع��ض‬

‫الأهازي��ج الريفي��ة التي ينتم��ي اليها‬ ‫�آل الأ�س��د وكث�ي�ر من ر�ؤو��س النظام‪،‬‬ ‫و�ضج��ت �ساح��ات امل��دن بكرنف��االت‬ ‫ت�أيي��د �شكلية ب�شع��ارات �صدئة ال تخلو‬ ‫م��ن ال�شتائم املخل��ة ب��الآداب العامة‬ ‫ل�شخ�صي��ات معار�ض��ة ول��دول داعمة‬ ‫�إعالمي ًا لل�شعب ال�سوري الثائر يف وجه‬ ‫الطغيان‪.‬‬ ‫بعد ا�ستخ��دام كل من رو�سيا وال�صني‬ ‫للفيتو يف جمل��س الأمن للمرة الثالثة‪،‬‬ ‫ا�شت��دت همجي��ة امل�ؤ�س�س��ة الع�سكرية‬ ‫الت��ي حتكمها �شخ�صيات �أمنية مقربة‬ ‫من الأ�سد‪ ،‬وتبددت م�س�ي�رات الت�أييد‬ ‫وكرنف��االت النظام البعثي��ة مع ظهور‬ ‫اجلي��ش احل��ر عل��ى الأر��ض يف عدة‬ ‫حمافظ��ات كحم��ص و�إدل��ب وري��ف‬ ‫دم�شق وحلب‪ ،‬وددج النظام مروحياته‬

‫الرو�سي��ة بالر�شا�ش��ات والق��واذف‬ ‫ال�صاروخي��ة لتمار�س طلعاتها اجلوية‬ ‫ب�شكل يوم��ي لتق�صف املناطق الثائرة‬ ‫واحدة تلو الأخرى مدمرة البيوت فوق‬ ‫ر�ؤو�س �أ�صحابها بال متييز‪.‬‬ ‫تعددت �أ�سما�ؤها واملوت واحد‬ ‫وو�س��ط دمائه��م النازف��ة اعت��اد‬ ‫ال�سوريون على حتليقها اليومي‬ ‫ف��وق مدنه��م وقراه��م‬ ‫وجتمعاته��م ال�سكني��ة‪،‬‬ ‫وبد�ؤوا يجعلون منها حمط‬ ‫�سخري��ة كوميدية دامعة‪،‬‬ ‫ف�أطلق��وا عليه��ا الأ�سماء‬ ‫والألق��اب‪ ،‬فلق��ب بع��ض‬ ‫�أه��ايل ح��ي باب��ا عم��رو‬ ‫ال�شعبي الفقري يف حم�ص‬ ‫ا�س��م (�أم عج��اج) عل��ى‬ ‫�إح��دى ه��ذه املروحيات‪،‬‬ ‫لدورانه��ا امل�ستم��ر ح��ول‬ ‫نف�سه��ا كزوبع��ة غباري��ة‬ ‫قب��ل �أن تق�ص��ف امل�ساكن‬ ‫بهمجي��ة مفرط��ة‪ ،‬وف��وق‬ ‫ح��ي امل��زة يف العا�صم��ة‬

‫‪15 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫دم�ش��ق وق��د �أطل��ق عليها الث��وار هذا‬ ‫اال�سم نظر ًا ملجيئها ال�سريع والغا�ضب‬ ‫ودكه��ا للبي��وت وال�ش��وارع‪ ،‬وحتت��ل‬ ‫املروحي��ة (اخلامن) مكان��ة رفيعة من‬ ‫الكراهي��ة يف نفو��س �أه��ل حلب حيث‬ ‫�أطل��ق اللق��ب عليها ن�س��اء حي �صالح‬ ‫الدي��ن وكذل��ك انتقل اللق��ب �إىل حي‬ ‫�سيف الدولة‪ ،‬وذلك لطلعاتها املت�أخرة‬ ‫عند الظهرية حي��ث حتوم فوق الأبينة‬ ‫بكثري من الغرور على خالف زميالتها‬ ‫املروحيات الت��ي تق�صف �صباح ًا وبعد‬ ‫منت�صف اليل‪.‬‬

‫دم�ش��ق حتل��ق املروحي��ة (�أم كام��ل)‬ ‫التي �أطل��ق عليها هذا اللق��ب ت�شبيه ًا‬ ‫بام��ر�أة تت�سول يف طرقات ال�شيخ �سعد‬ ‫وتق��دم تقاريره��ا لأجه��زة الأمن عن‬ ‫حت��ركات ال�شارع‪ ،‬لك��ن املروحية (�أم‬ ‫كامل) �أثبتت جدارتها حينما �شاركت‬ ‫يف �أعم��ال قتالي��ة �ض��د اجلي�ش احلر‬ ‫يف منطقي داري��ا وكفر �سو�سة‪ ،‬فباتت‬ ‫حتل ��ق متغطر�سة بعد ذل ��ك يف �أجواء‬ ‫حي امل��زة على عل��و منخف��ض بعدما‬ ‫ح�صدت الكثري من ال�شهداء والركام‪،‬‬ ‫وبعي��د ًا عن ال�شاع��ر اجلاهلي ال�شهري‬ ‫ف��إن (ت�أبط �ش��ر ًا) هو ا�س��م مروحية‬ ‫همجية حتلق فوق مدينة حر�ستا بريف ويعتم��د �سالح اجلو ال�س��وري على �آلة‬ ‫احل��رب الرو�سي��ة ب�ش��كل �أ�سا�سي يف‬ ‫ت�سليح��ه �إ�ضاف��ة �إىل م�ص��ادر ت�سليح‬ ‫متنوع��ة م��ن دول �أوروبي��ة و�آ�سيوي��ة‪،‬‬

‫حيث ميتلك النظ��ام (ولي�س ال�شعب)‬ ‫نح��و ‪ 200‬طائ��رة مروحي��ة ن�صفه��ا‬ ‫هجوم��ي وفق م�ص��ادر متع��ددة‪ ،‬من‬ ‫�أنواعها املوجودة يف �سوريا‪ ،‬وت�ستخدم‬ ‫قوات الأ�سد ال�سورية مروحيات رو�سية‬ ‫هجومي��ة م�ستهدف��ة املناط��ق الثائرة‬ ‫�أبرزها من ط��راز‪ 17 MI‬و‪24 MI‬‬ ‫وهذان النوع��ان خم�ص�صان ملواجهة‬ ‫املدرع��ات وق��وات امل�ش��اة وم��زودان‬ ‫مبداف��ع ر�شا�شة ثقيلة‪ ،‬وم�ؤخر ًا حملت‬ ‫بع��ض الأن��واع بربامي��ل ال��ـ ‪TNT‬‬ ‫املتفج��رة ورمته��ا ف��وق الكث�ي�ر م��ن‬ ‫امل�ساك��ن املدني��ة حت��ت ذريع��ة وجود‬ ‫عنا�صر من اجلي�ش احلر فيها‪.‬‬

‫‪issue 36 / nov 05th 16‬‬

‫مضايا الثائرة بريف دمشق‬

‫خا�ص ‪� /‬أبو ح�سن م�ضايا‬ ‫املكتب الإعالمي ‪ -‬املجل�س الثوري املحلي‬ ‫يف م�ضايا‬

‫رغم اجلراح النازفة ‪ ،‬رغم �إطالق النار و‬ ‫الق�صف املتوا�صل الذي ال مييز بني الب�شر و‬ ‫احلجر ي�أتي �صوت �أحد �أحرار م�ضايا بعد‬ ‫ليلة ماطرة يف الثالث من �شهر ت�شرين الأول‬ ‫اجلاري ليقول يل ‪ :‬اعلموا �أن اهلل معنا ‪،‬‬ ‫فقلت ‪ :‬كيف؟ قال ‪:‬لقد منعنا من رعاية‬ ‫ب�ساتيننا و �سقايتها ف�سقاها اهلل مطر ًا ‪,‬‬ ‫�إنها ب�شرى امل�ؤمن الواثق باخلري من اهلل ‪.‬‬ ‫للهّ د ّركم يا �أحرار م�ضايا فرغم احل�صار‬ ‫والق�صف والقتل ال زلتم �صامدين ‪ ،‬هذه‬ ‫البلدة ال�صامدة الواقعة يف ريف ال�شمال‬ ‫الغربي من دم�شق قدمت �أكرث من ‪� 45‬شهيد ًا‬ ‫من خرية �أبنائها حتى الآن ‪ ،‬ومازالت تنري‬ ‫درب احلرية ب�شهدائها فها هو �إح�سان‬ ‫عفلق يقدم �آخر ابنائه ال�شهداء الذي �صفي‬ ‫على مر�أى من والديه لين�ضم �إىل �إخوته يف‬ ‫املجزرة التي �أودت بحياة ثمانية �شهداء و‬ ‫التي ارتكبتها ع�صابات االحتالل بتاريخ‬ ‫‪� 15‬شباط ‪ 2012‬يف مزارع م�ضايا‪.‬‬ ‫لي�ست هذه �أخر م�آ�سي م�ضايا اجلريحة‬ ‫فحمالت املداهمة واالعتقال م�ستمرة‬ ‫ناهيك عن ا�ستيالء قوات االحتالل على‬ ‫م�صادر رزق النا�س ومنعهم من ممار�سة‬ ‫�أعمالهم اليومية وخا�صة الزراعية‬ ‫واحل�صار املفرو�ض منذ بداية الثورة و الذي‬ ‫مما �أوقع البلدة يف‬ ‫ا�شتد منذ �شباط ‪ّ 2012‬‬ ‫حالة معي�شية واقت�صادية مرتدّية على كل‬ ‫امل�ستويات‪� ،‬إ�ضافة �إىل افتقار البلدة لوجود‬ ‫�أي م�شفى فيها بالأ�سا�س مما زاد الأمور‬ ‫�سوء ًا مع ا�ستمرار الق�صف والقتل ‪.‬‬ ‫وقد �شهدت البلدة يف الأ�سبوع الأخري �أيام ًا‬ ‫دمو ّية من الق�صف والقتل وقدّمت ثمانية‬ ‫من �أبنائها �شهداء جدد يف �سبيل نيل حرية‬ ‫�سوريا ومل تذهب دما�ؤهم رخي�صة بل مت‬ ‫حترير حاجز احلروف الذي �أودى بحياة‬ ‫الكثريين من �أبناء م�ضايا ال�صامدة لكنّ‬

‫ممار�سات االحتالل مل ُت ِثن من عزمية املختلفة يدير الأمور الإدارية والتنظيمية‬ ‫�أحرار م�ضايا الذين كانوا �أول من رفع �شعار بطريقة م� ّؤ�س�ساتية ناجحة ن�سب ّي ًا مقارنة‬ ‫“ال�شعب يريد �إ�سقاط النظام” بتاريخ ‪ 18‬بالأو�ضاع ال�صعبة يف هذه البلدة‪.‬‬ ‫�آذار ‪ 2011‬وك�أنهم �أيقنوا منذ البداية �أنه ال‬ ‫تفاو�ض مع نظام �أقام �أركانه على جماجم نحن �شعب ال ُنهزم … ننت�صر �أو ن�ست�شهد‬ ‫ال�سوريني ويقتات على دمائهم‪.‬‬ ‫… هذا مايردّده �أبناء م�ضايا الثائرة‬ ‫امل�ضي قدم ًا حتى الن�صر مع‬ ‫العازمون على‬ ‫ّ‬ ‫وقد ت�ش ّكل م�ؤخر ًا املجل�س الع�سكري الثوري كل �إ�شراقة �صباح على ربا جبل الكر�سي‬ ‫يف الريف الغربي لدم�شق بقيادة العقيد املطل عليها والذي يزيد �صمودها هيب ًة‬ ‫الركن على نا�صيف ابن م�ضايا احلر ّة‪ ،‬وبها ًء‪.‬‬ ‫توحد‬ ‫و�سيكون هذا املجل�س بعون اهلل نواة ّ‬ ‫جميع الكتائب على م�ستوى ريف دم�شق‬ ‫كام ًال‪.‬‬ ‫وال ب ّد من الإ�شارة يف هذه املقام �إىل �أنً‬ ‫امل�ستوى التنظيمي العايل الذي ح ّققه الث ّوار‬ ‫يف البلدة �أ�صبح م�ضرب مثل بق ّية املناطق‬ ‫فاملجل�س الثوري املحلي يف م�ضايا مبكاتبه‬

‫‪17 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫ش��هيد‪ ..‬وط��ن‪ ..‬عال��م‪ ..‬نح��و التش��ييع‬

‫منار‪ ،‬حلب ال�شهباء‬ ‫ت�شييع �شهيد»‬ ‫«ما الذي �أتى بي �إىل هنا؟ �إىل �أكرث‬ ‫الأماكن ازدحام ًا باملوت يف املدينة؟» ي�س�أل‬ ‫منهل نف�سه متام ًا قبل �أن ينتهي من �صالة‬ ‫اجلنازة يف حي الإذاعة‪َّ ،‬ثم َّ‬ ‫ي�شق طريقه‬ ‫بني امل�ش ِّيعني ليلقي نظر ًة خاطف ًة على وجه‬ ‫ال�شهيد «عبد الواحد هنداوي» قبل �أن‬ ‫ينطلق املوكب‪ ،‬كانت هذه النظرة �أكرث من‬ ‫كفيل ٍة بالإجابة على �أ�سئلته‪.‬‬ ‫ينطلق الت�شييع ويليه هجوم الأمن من‬ ‫كا َّفة الأطراف على امل�شييعني‪ ،‬ي�شعر منهل‬ ‫قدّم له معروف ًا يجب‬ ‫وك� َّأن ال�شهيد قد َ‬ ‫الوفاء به الآن‪ ،‬ويعرف منهل ج ِّيد ًا ما هو‬ ‫قدّمه عبد الواحد هنداوي له‬ ‫املعروف الذي َ‬ ‫ول�سوريا‪ ،‬عرف ذلك عندما ر�أى االبت�سامة‬ ‫التي ارت�سمت على الن�صف املتبقي من‬ ‫وجهه قبل �أن يبد أ� الت�شييع‪.‬‬ ‫ي�شق منهل طريقه بني املتظاهرين مدفوع ًا‬ ‫يتقدّم‬ ‫بعزمه على ر ِّد املعروف لل�شهيد‪َ ،‬‬ ‫�صفوف املظاهرة‪ ،‬يبد�أ ب�إلقاء احلجارة‬ ‫على عنا�صر الأمن وال�شبيحة‪.‬‬ ‫كان ت�شييع منهل حممد يف حي ال�سكري‬ ‫م�ساء ذاك اليوم‪.‬‬

‫«ت�شييع مدينة»‬ ‫«‪ ،2012/1/20‬الد َّبابات تقتحم مدينة‬ ‫عزاز‪ ،‬اهلل �أكرب‪ ،‬د َّبابات اجلي�ش الأ�سدي‬ ‫تقتحم مدينة عزاز» ي�صرخ متابع ًا‪:‬‬ ‫«تق�صفها‪ ،‬الد َّبابات تق�صف مدينة عزاز!‬ ‫‪ 2012/1/20‬ق�صف مدفعي من الدبابات‬ ‫على عزاز يا اهلل‪ ،‬اهلل �أكبااااار‪ ،‬مدينة‬ ‫عزاز تق�صف الآن» �صرخ ابراهيم غري‬ ‫م�صد ٍّق ب� َّأن مدينته التي ح�ضنته منذ والدته‬ ‫ِ‬ ‫بد�أت بالزوال‪.‬‬ ‫مل يكتب ابراهيم تلك العبارات م�سبق ًا‬ ‫لري ِدّدها بت�سجيل الفيديو امل�صور من كمريا‬ ‫هاتفه املتوا�ضعة‪ ،‬بل �أ َّنه مل يكن ينوي‬ ‫بوجوده يف ذاك املكان �أن ي�صور ما حدث‪،‬‬ ‫لكن ده�شته دفعته لتوثيق احلادثة التي‬ ‫َّ‬ ‫ي�صدّقها‪ ،‬كي يدعم �أقواله‬ ‫رف�ض عقله �أن ِ‬ ‫الق�صة لأ�صدقائه‬ ‫بدليل حني يروي تلك َّ‬ ‫ي�صدّق ما‬ ‫و�أقربائه‪ ،‬معتقد ًا ب� َّأن �أحد ًا لن ِ‬ ‫حدث لفداحته‪.‬‬ ‫«ت�شييع عامل»‬ ‫يف بداية الأمر �شعر باال�شمئزاز حني‬ ‫�شاب يحمل كمريا رقم َّية ب� َّأن‬ ‫طلب منه ًّ‬ ‫يقوم بتوجيه ب�ضعة كلمات �إىل املجتمع‬ ‫الدويل من خالل ت�سجيل م�ص َّور‪� ،‬أهذا هو‬ ‫الوقت املنا�سب لذلك؟ بع�ض النا�س متوت‬ ‫وبع�ضهم يجول بينهم لي�ص ِّور! كانت ثيابه‬

‫َّ‬ ‫م�صاب‬ ‫ملطخة بالدماء وهو ينتقل بني‬ ‫ِ‬ ‫و�آخر يحاول بال جدوى وقف النزيف الناجت‬ ‫عن الإ�صابات التي خ َّلفها االنفجار الواقع‬ ‫�أمام �أحد املخابز يف حي باب احلديد‪.‬‬ ‫تقدّم �أحد �أ�صدقائه ليهم�س يف �أذنه «دكتور‬ ‫َ‬ ‫حمزة‪ ،‬هاد ال�شب من طرفنا‪ ،‬ب�شان‬ ‫الإعالم والتوثيق يعني مو �أكرت»‪ ،‬مل يرغب‬ ‫يف اجلدال و�سط تلك امل�أ�ساة َّ‬ ‫فهز ر�أ�سه‬ ‫موافق ًا والتفت للكامريا ثم عاد ليقوم بربط‬ ‫حزام َّ‬ ‫مطاطي �أعلى ركبة �أحد امل�صابني‬ ‫ٍ‬ ‫متهيد ًا لبرت �ساقه‪ ،‬بد�أ باحلديث �أثناء‬ ‫عمله «معظمهم ا�ست�شهد‪ ،‬معظم امل�صابني‬ ‫ا�ست�شهدوا‪ ،‬حممد الديري‪ ،‬مروان‪،‬‬ ‫م�صعب‪ »...‬يقطع حديثه �صوت �صراخ ِّ‬ ‫رجل‬ ‫م�سن كان يقف على باب امل�شفى امليداين‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ات�ضح الحق ًا ب�أ َّنه والد مروان‪.‬‬ ‫�س�أله امل�صور ب�شيئ من الروتني «يعني‬ ‫ما مدى خطورة اجلروح دكتور؟» عندها‬ ‫ير ُّد حم َّمد بلهجة ال تخلو من الغ�ضب «�أي‬ ‫جروح؟ لي�ش يف جروح؟ �أع�ضاء مبتورة‪،‬‬ ‫�أع�ضاء ناق�صة‪ ،‬متزق �أح�شاء‪ ،‬واجلرحى‬ ‫عم ي�ساعدونا بالإ�سعاف» يقاطعه امل�صور‬ ‫م�ستعج ًال لي�س�أل‪« :‬طيب دكتور �شو الر�سالة‬ ‫اللي بتوجها للمجتمع الدويل؟» يجيبه‬ ‫ب�سخرية منهي ًا حديثه‪« :‬كانت �أ�صابته‬ ‫خطرية هو الآخر‪ ،‬ومل ينجو!»‪.‬‬

‫‪issue 36 / nov 05th 18‬‬

‫ال�شب��اب ال�سلمي مل يعد له��ا دور �أو �صوت‬ ‫ق��وي‪ ،‬و�أنها مل تفلح يف حتقيق �شيء‪ ،‬وبات‬ ‫هن��اك نظ��رة ازدراء �أحيان�� ًا لأي ح��راك‬ ‫�سلمي �أو فكرة حراك يف �أو�ساط الثورة»‪.‬‬ ‫وي�ش��رف على ال�صفح��ة �صديقني با�سمني‬ ‫حركي�ي�ن هم��ا «الأم�ي�ر» و»العتي��ق»‪ ،‬حيث‬ ‫يتو ّلي��ان جم��ع الآراء ودجمه��ا يف حلق��ة‬ ‫�صوتي��ة‪ ،‬وي�أمل��ون ب��أن تتح َّول الحق�� ًا �إىل‬ ‫ت�سجي�ل�ات مرئية‪ ،‬كم��ا ّمت �إطالق «ملتقى‬ ‫�ش��ور �شباب» وهو منتدى مفت��وح للت�سجيل‬ ‫العام‪.‬‬

‫م��ع ا�شتداد الأزم��ة الإن�سانية الناجمة عن‬ ‫الث��ورة ال�سورية وط��ول �أمده��ا على مدار‬ ‫�أكرث من ع��ام ون�صف‪ ،‬ب��ات احلديث عن‬ ‫�سلمية احلراك واملجتمع املدين �ضرب ًا من‬ ‫ال�ت�رف بالن�سب ��ة لكثريي ��ن‪� ،‬إال �أن طغيان‬ ‫لغ ��ة الق ّوة ول ��ون الدم ��اء عل ��ى امل�شهد‪ ،‬ال‬ ‫يعن��ي �إغف��ال املب��ادرات املدني��ة خا�ص��ة‬ ‫تلك ال�شبابي��ة منها‪ ،‬ع َّلها تك��ون ب�صي�ص‬ ‫الأمل الذي ي�ض��يء الطريق الذي �سينتهي‬ ‫بانت�صار ال�شعب ال حمالة‪ ،‬وحينها �ستكون‬ ‫املا�سة لكل فكرة ومب��ادرة مدنية‬ ‫احلاج��ة ّ‬ ‫ترم ما ميكن ترميمه يف جمتمع عا�ش‬ ‫كي مّ‬ ‫وقد الق��ت املبادرة �صدىً �إيجابي�� ًا �إال �أنها‬ ‫حرب ًا مل يكن يتخ ّيلها‪.‬‬ ‫ت�ستحقّ املزيد من الدعم وامل�ؤازرة‪ ،‬وكانت‬ ‫�إح��دى ال�صفح��ات يف «في�سب��وك» والت��ي �آخر احللقات حتت عن��وان «الثورة والنق»‬ ‫ال حتظ��ى بالدع��م وذل��ك لي��س مفاجئ�� ًا �أي «التذ ّم��ر»‪ ،‬الذي بد�أ ي�س��ود يف املجتمع‬ ‫بالقيا�س �إىل ما �أ�سلفنا‪ ،‬جل�أت �إىل �أ�سلوب ال�سوري‪.‬‬ ‫مبتك��ر للتوا�صل واحل��وار يف الثورة مطلع‬ ‫الع��ام‪ ،‬ع�ب�ر تب��ادل الأف��كار بت�سجي�ل�ات وكانت �إذاعة «بلدنا �إف �إم»‪ ،‬قد بادرت �إىل‬ ‫تقدم بحلق��ات دور ّية تت�ض َّمن �آراء ب��ث حلقات «�ش��ور �شباب» م ؤ�خ��ر ًا‪ ،‬ويقول‬ ‫�صوتية َّ‬ ‫حول ق�ضايا مطروح��ة للنقا�ش‪ ،‬وقد �أعاق �شب��اب ال�صفحة ع��ن ذلك «ن�شع��ر اليوم‬ ‫الفك��رة لوق��ت ال ب�أ�س به احلمل��ة العنيفة ب�أنن��ا ن�ساهم ول��و قلي�ًل اً يف �إي�صال �صوت‬ ‫عل ��ى مدين ��ة حم�ص من ��ذ مطل ��ع �شباط‪ /‬خمتلف عم��ا هو �سائد �إىل �شب��اب الثورة‪.‬‬ ‫احلمد هلل»‪.‬‬ ‫فرباير املا�ضي‪.‬‬ ‫ال�صفحة حتم��ل ا�سم «�ش��ور �شباب»‪ ،‬وهو‬ ‫م�ستوحى من مب��د�أ تداول الر�أي وال�شورى‬ ‫ويقول م�ؤ�س�س��و ال�صفحة التي تتبنى �شعار‬ ‫«�صوتن ��ا املغ َّي ��ب ب ��ات م�سموع� � ًا»‪� ،‬أن م ��ا‬ ‫دفعه��م للمب��ادرة ه��و «الإح�سا��س �أن فئة‬

19 issue 36 / nov. 05th

‫ انت شريك باجلرمية‬... ‫روبرت فيسك‬ Mr. Fisk How are you today? I sometimes wonder how you can sleep. Do you wake up at night afraid and tremble? Do nightmares attack you, voices of shells and cries of pain? Do you remember people of Darya, children, women and men? Darya the city filled with love and death, do you remember? Did you enjoy the frightened faces, the trembling voices and the shadows of horror? Were you proud while writing the stories as the Assad›s army told you, how could you? How did you feel when you shook hands with the bloody generals of death? How was the feeling when your face was covered by blood sprayed out of their opened mouths? How could you sit with them and listen to their dirty voices, blackness, sadism, and devil laughs? Mr. Fisk, Do you feel proud when the slaughterer used your words in the Security Council to deny his horrible crimes? Do you feel proud when the Syrians curse the slaughterers and you are considered one of the slaughterers? Why now I am saying this...

‫ بوليفار اخلطيب‬/ ‫خا�ص‬ ‫لكن قليل��ة هي الوجوه الت��ي تفاجئنا بها و‬ ‫ و انت غ ��درت بنا و قبلت‬، ‫�شعرن ��ا بغدرها‬ ‫ال�سيد في�سك‬ ‫ب��ان ت�صافح القات��ل و ت�صدقه بل و تكذب‬ .‫كي��ف ه��ي �أيام��ك ؟ ات�س��اءل احيانا كيف على جثث قتالنا‬ ‫ميكن��ك ان تنام ؟ ه��ل ت�سيقظ ليال خائفا‬ Because of the sanctity ‫ترتع�ش ؟ هل تهاجمك الكوابي�س و ا�صوات‬ of death and grief ... ‫القذائف و �صرخات الوجع و الأمل ؟‬ The sanctity that is not ‫�أه��ايل داريا الأطفال الن�س��اء الرجال هل‬ considered by you .. ‫تذكرهم ؟ داريا تلك املدينة املليئة باحلب‬ When I was watching the ‫و املوت هل تذكرها ؟‬ documentary (Daria... ‫ت��رى ه��ل ا�ستمتعت بالوج��وه اخلائفة هل‬ brothers of blood and ‫ا�ستمتع��ت ب�أ�صواته��م املرجتف��ة بخياالت‬ grapes) ‫الرعب املرت�سمة على وجوههم؟ كيف كان‬ In a half hour everything ‫�شع��ورك و ان��ت ت�صافح ج�ن�راالت املوت و‬ was back to my head, I ‫ال��دم امل ميت�ل��أ وجهك برذاذ ال��دم كلما‬ don›t know why your words ‫فتحوا افواهه��م ؟ �ضحكاته��م �سخريتهم‬ and articles came into my ‫�ساديتهم و ذل��ك ال�سواد الكالح يف قلوبهم‬ head, seeing you shaking ‫كي��ف متكنت م��ن جمال�سته��م و اال�ستماع‬ hands with the murders the ‫ال�صواتهم القذرة ؟‬ bloody generals or the so- ‫ال�سي��د في�س��ك ه��ل ت�شع��ر بالفخ��ر حني‬ called “officers of the Syrian ‫ي�ست�شه��د ب��ك املج��رم يف جمل��س الأمن‬ army”. ‫ليدلل عل��ى وقاحته يف تربي��ر القتل ؟ هل‬ ‫ت�شعر بالفخر حني ت�صب لعنات ال�سوريني‬ Why you? ‫على ر�أ�س قاتليهم و انت �صرت �أحد القتلة‬ You always represented ‫؟‬ for us as an honest voice ‫ لأن للموت حرمة و‬... ‫ملاذا الآن �أقول ذلك‬ in our confrontation with .. ‫ حرمة مل تراعيها انت‬... ‫للحزن حرمة‬ Israel and America, but in ( ‫و لأن الذكرى التي مل تنم يوما عاد فيلم‬ Syria you are allied with the ‫ اخوة ال��دم و العنب ) و يف ن�صف‬.. ‫داريا‬ slaughterer? ‫ وح��دك انت من‬، ‫�ساع��ة لين��ك�أ اجل��راح‬ Mr. Fisk is one of the major ‫قف��ز اىل را�سي و تذك��رت كلمات مقالك و‬ disappointments… ‫تخيلتك و انت ت�صافح القتلة من جرناالت‬ No doubt that a lot of .‫الدم او ما ي�سمى ب�ضباط اجلي�ش ال�سوري‬ masks were unfolded of ‫ملاذا �أنت ؟‬ ugly faces, but we were ‫لأن��ك مثلت دوما بالن�سبة لن��ا �صوتا نزيها‬ shocked by few of them. ‫يحاول ان�صافن��ا نحن العرب يف مواجهتنا‬ You accepted that the ‫مع ا�سرائيل و امريكا و ها انت تتحالف مع‬ slaughterer shakes your ‫القاتل ؟‬ hands and you believed ‫ان��ت ايه��ا ال�سي��د في�سك اح��دى خيبات‬ him, it was your choice to ‫ ال �ش��ك ان الكث�ي�ر من‬.. ‫االم��ل الك�ب�رى‬ join the murders. ‫االقنعة تك�شفت ع��ن وجوه دميمة قبيحة و‬

‫‪issue 36 / nov 05th 20‬‬

‫معارضون سوريون‪ :‬رياض سيف‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬ ‫يكاد يجمع معظم املعار�ضني ال�سوريني على‬ ‫التوافق ح��ول �شخ�صي��ة ال�سيا�سي ريا�ض‬ ‫�سيف الت��ي يرى كثريون �أنها الأ�صلح للعب‬ ‫دور يف ف�ت�رة انتقالية قادم��ة مفرت�ضة يف‬ ‫�سورية اجلديدة‪ ،‬وهو �أمر نادر يف �صفوف‬ ‫والتوجهات‬ ‫��ددة الأطي��اف‬ ‫املعار�ض��ة املتع َّ‬ ‫ّ‬ ‫والتي �أ�ضاعت كثري ًا من م�صداقيتها �أمام‬ ‫ال�شع��ب بخالف��ات �شخ�صي��ة و�سطحية ال‬ ‫تتنا�سب وحجم ت�ضحيات هذا ال�شعب‪.‬‬ ‫ويربز ا�سم �سيف م�ؤخ��ر ًا مع احلديث عن‬ ‫عملي��ة �إ�ص�ل�اح وا�سع��ة للمجل��س الوطني‬ ‫ومب��ادرة لتوحيد �صف��وف املعار�ضة‪ ،‬فهل‬ ‫ين�سح��ب التواف��ق ح��ول ا�سم �سي��ف على‬

‫م�سائ��ل خالفي��ة �أخرى ؟ �أو رمب��ا يكون له الد�ستور بو�سائل غري م�شروعة والتحري�ض‬ ‫الف�ضل يف ذلك ؟‬ ‫على ال�صراع الطائفي»‪.‬‬ ‫يع ّد �سيف م��ن �أبرز �سيا�سيي «ربيع دم�شق»‬ ‫وق��د اعتق��ل ع��ام ‪ 2001‬ب�سب��ب ن�شاط��ه‬ ‫ال�سيا�س��ي العلن��ي وم�شروع��ه الداعي �إىل‬ ‫نظام دميقراطي علم ًا �أنه كان حينها ع�ضو ًا‬ ‫يف جمل��س ال�شعب‪ ،‬وج��اء االعتقال تتويج ًا‬ ‫ل�سل�س��ة من الإج��راءات احلكومي��ة �ض ّده‪،‬‬ ‫�إذ فر�ضت عل��ى �شركاته التجارية �ضرائب‬ ‫تع�سفي��ة طائلة ومت احلجز عل��ى �أمواله ما‬ ‫و�ضع��ه على �شفري الإفال��س‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫ال�ضغط عليه لكن ذلك مل يثنيه عن موقفه‪،‬‬ ‫و ّمت احلك��م عليه بال�سجن ع��ام ‪ 2002‬مل ّدة‬ ‫خم��س �سن��وات بتهم��ة «حماول��ة تعدي��ل‬

‫�أفرج عن �سيف عام ‪ 2006‬بعد �صدور «عفو‬ ‫رئا�سي»‪ ،‬و�شارك يف �آذار من العام ذاته يف‬ ‫اعت�ص��ام �أقي��م يف دم�شق بذك��رى �أحداث‬ ‫القام�شل��ي ع��ام ‪ 2004‬فاعتق��ل ل�ساع��ات‬ ‫ثم أ�ف��رج عنه‪ ،‬و�ص��در حكم جدي��د بح ّقه‬ ‫عام ‪ 2008‬بال�سج��ن عامني �إىل جانب ‪12‬‬ ‫نا�شط �سيا�سي بتهم��ة التوقيع على «�إعالن‬ ‫دم�شق»‪.‬‬ ‫اعتقل يف ال�سابع من �أيار عام ‪ 2011‬خالل‬ ‫م�شاركته يف �إح��دى املظاهرات يف دم�شق‪،‬‬ ‫و أ�ف ��رج عن ��ه يف وق ��ت الحق ويغ ��ادر البالد‬ ‫م�ؤخر ًا‪.‬‬ ‫يبل��غ �سي��ف من العم��ر ‪ 66‬عام�� ًا‪ ،‬وهو من‬ ‫موالي��د مدين��ة دم�شق‪ ،‬در��س احلقوق ومل‬ ‫ينه��ي تعليمه متّجه ًا نح��و عمله ال�صناعي‪،‬‬ ‫�إذ ميتلك وعائلته �شرك��ة الألب�سة ال�شهرية‬ ‫يف �سوري��ة «‪ ،»400‬و�سبق له �أن نال ع�ضوية‬ ‫جمل��س ال�شع��ب ع��ام ‪ 1994‬وانتخ��ب يف‬ ‫الدورة التالية واعتقل للم َّرة الأوىل خاللها‪.‬‬

‫‪21 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫شخصية األسبوع‬ ‫علي مملوك‪ :‬ج ّ‬ ‫الد النظام السوري‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬ ‫يعترب اللواء علي مملوك (‪ 67‬عام ًا) رجل‬ ‫املخاب��رات الأول يف النظام ال�سوري حالي ًا‬ ‫و�أحد �أك�ث�ر ال�شخ�صيات قرب�� ًا من رئي�سه‬ ‫ب�ش��ار الأ�س��د‪ ،‬خا�صة بع��د �أن ح�� ّل مكان‬ ‫ه�ش��ام اختي��ار الذي قت��ل يف تفجري خلية‬ ‫الأزم��ة ال�شه�ي�ر‪� ،‬إذ �أ�صبح حينه��ا رئي�س ًا‬ ‫ملكت��ب الأمن القومي برتب��ة وزير لي�شرف‬ ‫على جميع الأجهزة الأمنية ويتبع مبا�شرة‬ ‫ملكت��ب الرئا�سة مبوج��ب الد�ستور اجلديد‬ ‫ال ��ذي �أق� � َّره النظ ��ام يف �شباط‪/‬فرباي ��ر‬

‫املا�ضي‪ ،‬ولي��س حلزب البعث مثلما كان يف‬ ‫ال�سابق‪.‬‬ ‫ب��رز ا�سم مملوك ب�شكل وا�س��ع م�ؤخر ًا بعد‬ ‫تو ّرط��ه يف ق�ضي��ة الوزير اللبن��اين ال�سابق‬ ‫مي�شال �سماحة امل َتّهم بتدبري عملية تفجري‬ ‫يف لبنان �أحبطه��ا الأمن اللبناين‪ ،‬وك�شفت‬ ‫ع��ن تفا�صيل تتع ّلق ب�صل��ة مبا�شرة ململوك‬ ‫ونائب��ة الرئي��س ال�س��وري بثين��ة �شعب��ان‬ ‫بالتخطيط للعملية ومتويلها‪.‬‬ ‫ويع�� ّد مملوك �أحد �أذرع النظ��ام القو ّية يف‬ ‫عمليات القمع منذ �سن��وات طويلة‪ ،‬وازداد‬ ‫دوره يف الث��ورة ال�سوري��ة‪� ،‬إال �أنه رغم ذلك‬

‫يو�صف «بانفتاحه» على احلوار مع معار�ضة‬ ‫الداخل‪.‬‬ ‫وق��د فر�ضت علي��ه خالل الأ�شه��ر املا�ضية‬ ‫عقوب��ات من االحت��اد الأوروب��ي والواليات‬ ‫املتحدة �ضمن �سل�سلة العقوبات التي طالت‬ ‫�شخ�صيات النظام وكذلك عقوبات عربية‪،‬‬ ‫ت�شمل منع ال�سفر وجتميد الأر�صدة املالية‪،‬‬ ‫�إال أ�ن��ه من املفارق��ات �أن ا�سم مملوك ورد‬ ‫حتدثت عن لقائه عام‬ ‫يف وثائق «ويكيلك�س» َّ‬ ‫‪ 2010‬مب�س�ؤولي�ي�ن ا�ستخباراتيني �أمريكيني‬ ‫للتعاون يف جمال «مكافحة الإرهاب»!‬ ‫وكان��ت وزارة اخلزانة الأمريكية �أعلنت يف‬ ‫وق��ت �سابق م��ن العام اجل��اري �أن مملوك‬ ‫عم��ل م��ع �أجه��زة اال�ستخب��ارات الإيرانية‬ ‫لت�أم�ي�ن تقني��ات الرقاب��ة عل��ى الإنرتن��ت‬ ‫وتدريب ك��وادر مديرية املخاب��رات العامة‬ ‫ال�سورية على �أ�سالي��ب الرقابة على و�سائل‬ ‫التوا�صل االجتماعي‪.‬‬ ‫تاريخ حافل‬ ‫* �شغ ��ل عل ��ي ممل ��وك من�صب مدي ��ر �أمن‬ ‫الدولة منذ ع��ام ‪ ،2005‬وهو �أبرز الأجهزة‬ ‫الأمني��ة و�أكرثه��ا �سط��وة‪ ،‬وقبل‪ ‬ذلك كان‬ ‫امل�س��ؤول الث��اين يف جه��از اال�ستخب��ارات‬ ‫اجلوية الذي يع ّد من م� ِّؤ�س�سيه‪.‬‬ ‫*عم ��ل خ�ل�ال تو ّلي ��ه من�ص ��ب مدي ��ر �أمن‬ ‫الدول��ة يف جم��ال «مكافح��ة الإره��اب»‪،‬‬ ‫ورغم ذل��ك �ص َّنفته م�ؤ�س�سات حقوقية على‬ ‫�أن��ه �أحد �أبرز امل�شرف�ي�ن على قمع احلراك‬ ‫ال�سيا�سي وال�شعب��ي يف �سورية منذ عهد ما‬ ‫قبل الثورة‪.‬‬ ‫* كان �أح ��د �أع�ض ��اء خل ّي ��ة الأزم ��ة التي ّمت‬ ‫ت�شكيلها بعد اندالع الثورة ال�سورية يف �آذار‪/‬‬ ‫مار��س ‪ 2011‬وورد ا�سم��ه ك�أحد امل�س�ؤولني‬ ‫املبا�شري��ن ع��ن قم��ع االحتجاج��ات‪ ،‬كما‬ ‫ذكر الكث�ي�ر من املعتقل�ي�ن ال�سابقني ا�سمه‬ ‫ك�أح��د امل�شرفني على عملي��ات التعذيب يف‬ ‫ال�سج��ون‪ ،‬واتهمت��ه منظمة العف��و الدولية‬ ‫بامل�س�ؤولية عن «جرائم �ضد الإن�سانية»‪.‬‬ ‫* تت�ض ��ارب املعلوم ��ات ع ��ن و�ضعه احلايل‬ ‫بعد ف�ضيح��ة مي�ش��ال �سماحة‪ ،‬ويق��ال �أنه‬ ‫حتت الإقام��ة اجلربية ويذهب البع�ض �إىل‬ ‫الق��ول �أن قيادة النظام جل�أت �إىل ت�صفيته‬ ‫خ�شي��ة من ا�ستدعائ��ه �إىل حماكمة دولية‪،‬‬ ‫وهو �أمر ال ميكن اجل��زم به �إطالق ًا ويبقى‬ ‫يف فلك «الإ�شاعات»‪.‬‬

‫‪issue 36 / nov 05th 22‬‬

‫السوري‬ ‫الوطني‬ ‫وصايا عشر إلى املجلس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫مرح البقاعي‬ ‫يف غمرة احتدام القتل املفرط يف �سوريا‬ ‫املوجه من طرف‬ ‫وتعاظم �إرهاب الدولة ّ‬ ‫النظام يف حماولته البائدة لقمع الثورة‬ ‫ال�سورية املاجدة وقهر طاقاتها املتوالدة‪،‬‬ ‫ويف وقت نحتاج فيه لتوجيه طاقاتنا كا ّفة‬ ‫باجتاه �إ�سقاط هذا النظام و�إيقاف حملة‬ ‫التدمري للحجر والب�شر التي ي�ش ّنها ب�شار‬ ‫الأ�سد على ال�شعب ال�سوري العظيم‪ ،‬ويف‬ ‫منت�صف البئر املعتم يف م�سرية املجل�س‬ ‫الذي جت ّلت ب�شائر االنفراج منه يف طرحنا‬ ‫ملبادرة الإ�صالح االنتخابي التي تقوم على‬ ‫قاعدة الكفاءة ال املح�سوبية والتكتّل‪ ،‬وقبيل‬ ‫اجتماع الدوحة املفرت�ض انعقاده يف الرابع‬ ‫من �شهر نوفمرب القادم لأع�ضاء الهيئة‬ ‫يتم ت�سريب قائمة من �أع�ضاء‬ ‫العامة كا ّفة‪ّ ،‬‬ ‫املجل�س قيل �إنها �أ�ساءت للمجل�س امليمون‬ ‫من خالل االنتقاد العلني لأدائه‪ ،‬وبناء عليه‬ ‫ّمت حتويل هذه الأ�سماء �إىل التحقيق بتهم‬ ‫جاهزة قد تكون موازية لتهمة «�إ�ضعاف‬

‫ال�شعور القومي»!‬ ‫ونظر ًا لورود ا�سمي �ضمن هذه القائمة‬ ‫بتهمة مهاجمة �أداء املجل�س يف و�سائل‬ ‫الإعالم من خالل مطالبتي الوا�ضحة بـ‬ ‫«تطبيق املحا�سبة وال�شفافية املالية وتعديل‬ ‫قانوناالنتخابات و�إال ح ّل املجل�س وال�سماح‬ ‫�صحي قادر على‬ ‫بقيام ج�سم �سيا�سي ّ‬ ‫حمل م�س�ؤولية املرحلة ال�سيا�سية الدقيقة‬ ‫يف �سوريا» وهذا ت�صريح رددته يف غري‬ ‫تلفزيون و�صحيفة عربية و�أفخر به �أمام‬ ‫ال�شعب ال�سوري العظيم الذي هو املحكمة‬ ‫ال�شرعية الوحيدة التي تتمتّع بال�صالحية‬ ‫الكاملة لتقييم وتقومي �أداء املعار�ضة‬ ‫بالا�ستثناء‪� ،‬أرى �أنه البد من الوقوف لربهة‬ ‫مع معطيات املوقف وتوجيه هذه الو�صايا‬ ‫الع�شر للمجل�س الوطني العتيد‪:‬‬ ‫‪� .1‬ضرورة �إ�صدار بيان ر�سمي من املكتب‬ ‫القانوين يف املجل�س ين�أى بنف�سه عن التو ّرط‬ ‫يف �إ�صدار قائمة اق�صائية بحق من خالفه‬ ‫الر�أي وانتقد �أداءه (القائمة ال�سوداء)‪،‬‬ ‫وكذا االعتذار الفوري للمت�ضررين نف�سي ًا‬

‫و�سيا�سي ًا من ت�سريب هذه القائمة‬ ‫‪� .2‬ضرورة دعوة �أع�ضاء الهيئة العامة‬ ‫امل�سجلني ر�سمي ًا يف لوائح ع�ضوية‬ ‫كافة من ّ‬ ‫املجل�س‪ ،‬دومنا ا�ستثناء‪ ،‬الجتماع الدوحة‪،‬‬ ‫كون الهيئة العامة هي اجلهة املخ ّولة‬ ‫بالت�صويت على م�شاريع القرارات بالقبول‬ ‫�أو الرف�ض ح�سب النظام الداخلي للمجل�س‬ ‫‪ .3‬االبتعاد ما �أمكن عن انتفاخ احل�س‬ ‫العن�صري الذكوري بالتف ّوق والتعايل‬ ‫على �سيدات املجل�س وهنّ يف موقع العلم‬ ‫وامل�س�ؤولية واحلنكة والتاريخ ال�سيا�سي �أي�ض ًا‬ ‫واالمتناع عن ا�ستبعاد ال�سيدات الفا�ضالت‬ ‫من �صاحبات الكفاءة عن االجتماعات‬ ‫واللقاءات الدولية ومواقع اتخاذ القرار‬ ‫‪ .4‬االبتعاد ما �أمكن عن ال�شخ�صنة وازدراء‬ ‫من يختلف باللون �أو الر�أي ال�سيا�سيني ونبذ‬ ‫املحاوالت اليائ�سة لطم�س و�إخماد الأ�صوات‬ ‫الإ�صالحية واملحاوالت الرت�شيدية يف‬ ‫املجل�س‬ ‫‪� .5‬إجراء حما�سبة ومراجعة دقيقة لأداء‬ ‫املكتب التنفيذي على امل�ستويني ال�سيا�سي‬

‫‪23 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫والإداري مبا يت�ضمن تقييم هذا الأداء‬ ‫وتقوميه‬ ‫‪ .6‬تقدمي ك�شف ح�ساب لل�شعب ال�سوري‬ ‫بواردات املجل�س املالية كا ّفة‪ ،‬منذ �إعالنه‬ ‫حتى اليوم‪ ،‬مع بيان قنوات �صرف هذه‬ ‫املوارد ومن كان قائم ًا على �صرفها وماهي‬ ‫�آلية خطط الإنفاق و�أقنيته‬ ‫‪ .7‬التخ ّلي عن مبد�أ نظام الكتل والقوائم‬ ‫االنتخابية ل�صالح االنتخاب على م�ستوى‬ ‫الهيئة العامة وعلى قاعدة الكفاءة ال‬ ‫املح�سوبية �أواالنتماء احلزبي �أو ال�سيا�سي‬ ‫كما جاء يف مبادرتنا ‪One Man‬‬ ‫‪One Vote‬‬

‫‪ .8‬االعرتاف لل�شعب ال�سوري العظيم‬ ‫بالتق�صري عن مواكبة ت�سارع الثورة ال�سورية‬ ‫املاجدة وو�ضع خطط وا�ضحة بني يدي‬ ‫ال�شعب لتنفيذها يف فرتة زمنية حمدّدة من‬ ‫�أجل ر�أب ه ّوة هذا التق�صري‬ ‫‪ .9‬متكني وا�ستقطاب الكفاءات ذات الفكر‬ ‫والأيادي البي�ض على م�سرية الثورة والتوقف‬ ‫عن تهمي�شها و»تطفي�شها» من مواقع الفعل‬ ‫والقرار يف املجل�س‬ ‫‪ .10‬فتح �صفحة جديدة ب�شخو�ص جديدة‬

‫منتخبة ح�سب الأ�صول الدميقراطية كما هو‬ ‫مق ّرريف اجتماع الدوحة القادم يف حماولة‬ ‫�أخرية ال�ستعادة ثقة ال�شارع ال�سوري‬ ‫املفقودة‪.‬‬ ‫أن�ضم �إىل‬ ‫يف ف�صل املقال‪ ،‬مل �أكن ل ّ‬ ‫ال�سوري اال يقين ًا م ّني‬ ‫الوطني‬ ‫للمجل�س‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب�شرعيته التي منحها له �شعبنا العظيم‪،‬‬ ‫وكذلك حلما�سي‪� ،‬إىل جانب كل الزميالت‬ ‫والزمالء‪ ،‬ب�أن �أداءنا �سيكون موازي ًا للزخم‬ ‫الثوري وللثقة املمنوحة لنا من طرف �ص ّناع‬ ‫الثورة ال�سورية املاجدة‪.‬‬ ‫اليوم‪� ،‬أجد من ال�ضرورة مراجعة �أوراقي‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬واالعرتاف ب�أن ح�ضوري يف‬ ‫املجل�س كان َّ‬ ‫معط ًال (بفتح الطاء) مبا‬ ‫يكفي لنفي دوري يف ت�شكيل هيئة داعمة‬ ‫للحراك ال�سيا�سي الداخلي؛ كما �أنني ال‬ ‫�أعتربه فع ًال ثوري ًا ناجع ًا لأن م�سرية املجل�س‬ ‫العرجاء كانت متخ ّلفة وقا�صرة عن اللحاق‬ ‫الثوري على الأر�ض‪.‬‬ ‫اللحظي‬ ‫بالت�سارع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولي�س �س ّر ًا �أن الع�شرات من �أع�ضاء املجل�س‬ ‫مل تكن م�ساهمتهم ب�أرفع من م�ساهمتي‬ ‫لأ�سباب بنيو ّية ّ‬ ‫معطلة (بك�سر الطاء) تكمن‬ ‫يف �صلب تركيبة املجل�س وعالقاته البين ّية‬

‫أحادي‬ ‫ال�شخ�صان ّية ولونه ال�سيا�سي ال ّ‬ ‫الغالب على �ألوان الأطياف «املغلوبة» كا ّفة‪.‬‬ ‫قد تنفع الذكرى �أنه يف تاريخ ‪� 17‬آذار ‪،2011‬‬ ‫ات�صلتُ بالعديد ممن ي�ش ّكلون اليوم ما‬ ‫ُيدعى «وجهاء وجنوم املعار�ضة» �أ�ستجديهم‬ ‫توقيع بيان مل�ؤازرة املظاهرات النوع ّية التي‬ ‫ظهرت يف غري مدينة �سور ّية‪ .‬ته ّرب اجلميع‬ ‫بحجج واهية �أقل ما فيها قولهم «علينا �أن‬ ‫نرت ّيث‪ ..‬يبدو �أنها جمرد ثورة في�س بوك‪..‬‬ ‫دعينا نرى ك ّفة من �سرتجح ‪...‬‬ ‫نعم‪ ،‬مل يكن هذا العام ونيف �إال اختبار ًا‬ ‫لعظمة هذا ال�شعب ال�سوري‪ ،‬وتوثيق ًا لتج ّذره‬ ‫نتاج‬ ‫يف احلرية والكرامة واحلق‪ ،‬جت ّذ ٌر ُ‬ ‫ا�ستيعابه للرتاكم احل�ضاري الإن�ساين الذي‬ ‫الب�شري‪،‬‬ ‫يناهز �أربعة �آالف عام من العمر‬ ‫ّ‬ ‫لي�ش ّكل مالمح ال�شخ�صية ال�سور ّية الفريدة‪،‬‬ ‫التي �شغلت النا�س والأر�ض‪ ،‬على امتداد‬ ‫عام كامل‪ ،‬بق�ضيتها العادلة يف التح ّرر‬ ‫والعدالة والكرامة الإن�سانية‪.‬‬ ‫فلننتقل من ج�سم �ضاق على روح الثورة‬ ‫العالية �إىل ف�ضاء �أرحب يحتمل قامة‬ ‫كربيائها الباذخة‪.‬‬ ‫حي ‪ ..‬ثور ٌة ماجدة‪ ..‬ن�ص ٌر مبني‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ين�شعب ّ‬

‫‪issue 36 / nov 05th 24‬‬

‫ثغرات أمنية أم مخطط لوأد االحتجاجات؟‬

‫خا�ص ‪ /‬املحامي فوزي مهنا‬ ‫م��ن اجلزم �أن��ه طيلة تل��ك ال�سن��وات كان‬ ‫يتعذر وج��ود �سالح �صيد �أو �س��واه لدى �أي‬ ‫�إن املتابع ملا د�أب على �ضخه وي�ضخه النظام مواطن �إال مبعرفة تلك الأجهزة وعيونها �أو‬ ‫الإعالمي الر�سمي من تو�صيفات وتزويقات م�س�ؤويل ذلك احل��زب‪ ،‬املنت�شرين يف طول‬ ‫طال��ت وتط��ال خمتلف مناط��ق التحركات البالد وعر�ضها‪.‬‬ ‫االحتجاجي��ة يف �سورية‪ ،‬يخال نف�سه �أنه يف‬ ‫ً‬ ‫قل ��ب ال�صوم ��ال �أو يف جب ��ال �أفغان�ستان �أو ويف حال��ة الت�سلي��م ج��دال ب�صح��ة تل��ك‬ ‫ط��ورا ب��ورا يف باك�ستان ‪ ،‬ولي��س يف �سورية الرواي��ات‪� ،‬أال يحق لن��ا �أن نت�ساءل من �أين‬ ‫الت��ي يتحك��م فيها من��ذ ع�ش��رات ال�سنني ج��اءت ه��ذه الع�صاب��ات ومعه��ا �أجندتها‬ ‫حزب البعث كديكور �سلطوي‪ ،‬وعدد ًا كبري ًا و�أ�سلحته��ا؟ وم��ن �أي كوك��ب هبطت؟ ومن‬ ‫من الأجهزة الأمنية �شديدة ال�سطوة‪ ،‬التي �ساع��د على انت�شارها حت��ى طالت خمتلف‬ ‫يكم��ن بحوزتها �أر�شيف�� ًا معلوماتي ًا �ضخم ًا‪ ،‬مناط��ق الب�ل�اد؟ ث��م م��اذا عل��ى ال�شع��ب‬ ‫��دم �أكرث مما ق��دم؟؟ فقد‬ ‫خ�صو�ص�� ًا فيم��ا يتعل��ق بتح��ركات الق��وى ال�س��وري �أن يق ِّ‬ ‫املتطرف��ة والتنظيمات اجلهادي��ة امل�سلحة �أعط��ى املواط��ن ذل��ك الديك��ور ال�سلطوي‬ ‫وجذوره��ا يف كاف��ة �أقالي��م املنطقة‪ ،‬حتى وتل��ك الأجهزة على م��دار الواحد و�أربعني‬ ‫بات��ت مرجع�� ًا ب��ل �صندوق�� ًا �أ�س��ود ًا لتلك �سن��ة املا�ضية كل ما لديه؟! فم��ا كان منها‬ ‫التنظيم��ات‪� ،‬أما يف طول الب�ل�اد وعر�ضها �إال �أنها �أعطت��ه قمع ًا وكتم ًا لل�صوت و�سجن ًا‬ ‫فاحلزب وتل��ك الأجهزة كان��وا وال يزالون وتعذيب�� ًا‪� ،‬أعطاها مواطن�� ًا �صاحل ًا مرفوع‬ ‫يتدخلون ويتداخلون يف كل مفا�صل احلياة‪ ،‬الر�أ�س واجلبني‪ ،‬ف�أعطت��ه مواطن ًا انتهازي ًا‬ ‫مب�ؤ�س�س ��ات الدولة ومرافقها والتغ ّول عليها م�شوه�� ًا‪ ،‬يحق ل��ه كل �شيء حت��ى التعاطي‬ ‫حت��ى ط��ال ذل��ك �أتف��ه الأم��ور و�أب�سطها‪ ،‬بالأفي��ون‪ ،‬لك��ن ممنوع ًا علي��ه التعاطي يف‬ ‫ف�ض ًال عن �إح�صاء �أنفا�س الب�شر وم�صادرة ال�سيا�س��ة �أو إ�ب��داء ال��ر�أي‪� ،‬أعطت��ه احلق‬ ‫�أحالمه��م وتع ُق��ب حتركاتهم‪ ،‬وهن��ا ال ب ّد يف جم��ع الأر�ص��دة واملالي�ي�ن مهم��ا كانت‬

‫الو�سائ��ل‪ ،‬لكنه��ا منعته من ح��ق االجتماع‬ ‫ب�أ�شخا��ص عدة للتحدث عن ق�ضايا الوطن‬ ‫وهموم��ه‪� ،‬أعطاها كل ما لدي��ه من �أحالم‬ ‫و�آم��ال وردية وتطلعات م�ستقبلية!! ما لبثت‬ ‫�أن �أيقظت��ه عل��ى �أخب��ار و�سيناريوه��ات‪،‬‬ ‫امل�ؤامرة الكونية‪ ،‬ووجود تنظيمات �إرهابية‬ ‫وتدمر‬ ‫تخريبية م�سلحة تقمع وت�سلب وتقتل َ‬ ‫وتهجر‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫فعندما كان احل�ص��ار الدويل يف ثمانينات‬ ‫الق��رن املا�ض��ي ُمط ِبق ًا �أنياب��ه على �سورية‬ ‫ب�ش��كل جمح��ف‪ ،‬ب�سب��ب �إدراجه��ا �ضم��ن‬ ‫ٍ‬ ‫الدول الداعمة للإرهاب‪ ،‬بحيث �أثقلت هذه‬ ‫العقوبات كاهل املواطن وحرمته من معظم‬ ‫متطلبات��ه اليومي��ة الأ�سا�سية الت��ي يحتاج‬ ‫�إليه��ا من �سل ٍ��ع متوينية وغريه��ا‪ ،‬يف حني‬ ‫كان رجال الأمن وم�س�ؤويل احلزب ور�ؤ�ساء‬ ‫املنظم��ات ال�شعبية ينعم��ون بها ويتلذذون‪،‬‬ ‫وعندما كانت �ش��وارع املدن ال�سورية خاوية‬ ‫من ال�سيارات احلديثة‪ ،‬كانت �سيارات تلك‬ ‫الأجهزة و�أولئك امل�س�ؤولني فارهة ومتعددة‬ ‫الط��راز‪ ،‬بينم��ا كان ال�س��ادة الق�ض��اة يف‬ ‫حماكمن��ا يعان��ون الأم ّرين ب�سب��ب تنقلهم‬

‫‪25 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫بو�سائله��م اخلا�ص��ة‪ ،‬قب��ل �أن يتطور الأمر‬ ‫بو�ضع �سي��ارة من�سقة بخدمة كل جمموعة‪،‬‬ ‫��كل منهم‪،‬‬ ‫ث��م تخ�صي�ص �سي��ارة «�شام» ل ٍ‬ ‫وعندم��ا كان��ت م��واد البن��اء م��ن حدي��د‬ ‫و�أ�سمن��ت تباع بالدوالر وبال��كاد يتم العثور‬ ‫عليه��ا حت��ى يف ال�س��وق ال�س��وداء‪ ،‬كان��ت‬ ‫مق��رات الف��روع والق�صور والفل��ل الفخمة‬ ‫��دم و�ساق‪ ،‬يف حني ما‬ ‫يت��م ت�شييدها على ق ٍ‬ ‫زالت بع�ض ق�صور العدل لدينا جمرد �أبنية‬ ‫م�ست�أج��رة وحاالته��ا ال تلي��ق مطلق�� ًا بهذه‬ ‫الت�سمية‪.‬‬ ‫�أما على �صعي��د التكنولوجي��ا احلديثة من‬ ‫فاك�س و�ستااليت و�أجهزة ات�صال وخدمات‬ ‫ال�شبك��ة العنكبوتي��ة بكل �أ�شكاله��ا؛ فكانت‬ ‫وما زالت من �أ�شد الأعداء �ضراو ًة بالن�سبة‬ ‫للنظام‪ ،‬لذل��ك ف�إن املواط��ن ال�سوري كان‬ ‫حمروم�� ًا منه��ا حتى �سن��وات مت�أخرة‪ ،‬ومل‬ ‫يتع�� َرف عليها �إال يف �أواخر ت�سعينات القرن‬ ‫املا�ضي‪ ،‬عندما مت �إحداث اجلمعية العلمية‬ ‫ال�سورية للمعلوماتية‪.‬‬ ‫نخل��ص للقول �أن ما جرى ويجري حالي ًا يف‬ ‫�سورية واقع ًا كان �أم جمرد روايات‪� ،‬إ�ضاف ًة‬ ‫مل��ا �آلت �إلي��ه �أحوال هذا ال�شع��ب من م� ٍآ�س‬

‫و�آالم يف الداخ��ل �أم يف خميم��ات اللج��وء‪،‬‬ ‫قد �أحلق �ضرر ًا كبري ًا ب�سمعة وهيبة ال�شعب‬ ‫ال�س��وري العظيم‪ ،‬الذي متي��ز بعمق ثقافته‬ ‫وطبيعته احل�ضارية‪ ،‬بل �أ�ض� � ّر �ضرر ًا بالغ ًا‬ ‫بوحدة ن�سيجه الوطن��ي ومتا�سكه‪ ،‬ف�سورية‬ ‫ذات امل��وروث احل�ضاري املمت��د عرب �آالف‬ ‫ال�سن�ي�ن‪ ،‬التي �أعطت للع��امل �أول �أبجديته‪،‬‬ ‫ومنه��ا ق��ام بول��س الر�س��ول بن�ش��ر روح‬ ‫املحبة والت�سام��ح وال�سالم يف جميع �أرجاء‬ ‫املعمورة‪ ،‬ومنها حمل عبد الرحمن الداخل‬ ‫�شعلة الإ�سالم والعروبة ليقيم دولته القوية‬ ‫يف غرناط��ة‪ ،‬ومنه��ا انطلق �ص�ل�اح الدين‬ ‫الأيوبي لي�ؤ�س�س دولت��ه‪ ،‬التي ك�سرت �شوكة‬ ‫ال�صليبيني وا�ستعادت القد�س ال�شريف من‬ ‫براثن الأع��داء‪� ،‬سورية التي م��ن دم�شقها‬ ‫ن�ش��ر نزار قباين على �أبواب كل مدن العامل‬ ‫ع�ش��ق يا�سمينه��ا وجم��د عروبته��ا‪ ،‬بينما‬ ‫عل ��ى �أ�سوارها نرث حممد املاغ ��وط �أحزان‬ ‫وحرم��ان جميع املعذب�ي�ن وامل�ضطهدين يف‬ ‫هذا الك��ون‪� ،‬سورية مه��د الأبطال كيو�سف‬ ‫العظم��ة‪ ،‬و�سلط��ان الأطر��ش و�إبراهي��م‬ ‫هنان ��و و�صال ��ح العل ��ي وح�س ��ن اخل ��راط‬ ‫وعب��د الرحمن ال�شهبن��در وفار�س اخلوري‬ ‫وغريهم‪.‬‬

‫�إن �سوري��ة العظيم��ة ه��ذه لي�س��ت كم��ا مت‬ ‫ت�صويرها عند بدء االحتجاجات من ماكينة‬ ‫االع�ل�ام الر�سمي وتلك املوالية له‪ ،‬من �أنها‬ ‫مرتع�� ًا للمت�آمرين واملند�س�ي�ن والتنظيمات‬ ‫امل�سلح��ة وال�سلفي�ي�ن واملخرب�ي�ن!! ب��ل على‬ ‫العك�س من ذلك ف�إن ال�شعب ال�سوري الذي‬ ‫ال رغبة له يف امتالك ال�سالح‪ ،‬بل الرغبة يف‬ ‫جمتمع‬ ‫احلي ��اة الكرمية و�إرادة التغيري نحو‬ ‫ٍ‬ ‫مدين دميوقراطي متعدد متطور‪ ،‬ت�سود فيه‬ ‫ثقافة احلرية وروح العدالة وامل�ساواة‪ ،‬نقول‬ ‫�إن ه��ذا ال�شعب الأب��ي‪ ،‬لي�س �أق��ل ح�ضار ًة‬ ‫وتط��ور ًا ووعي ًا من ال�شع��ب اليمني البطل‪،‬‬ ‫ال��ذي مل يلج��أ ال�ستعم��ال ال�س�ل�اح عل��ى‬ ‫رغ��م ما �شهده اليمن لأك�ث�ر من �ستة �أ�شهر‬ ‫م��ن ا�ستع�صاء �سيا�سي �أمن��ي‪ ،‬قبل �أن يتم‬ ‫االطاح��ة بالدكتاتورية الظالمي��ة القابعة‬ ‫على �صدره‪ ،‬مع �أن لدى ال�شعب اليمني وفق ًا‬ ‫للتقديرات ما ال يقل عن �ستني مليون قطعة‬ ‫ً‬ ‫ف�ض�ل�ا عم��ا ت�ش�ي�ر �إلي��ه التقارير‬ ‫�س�ل�اح‪،‬‬ ‫اال�ستخبارية كما هو واقع احلال‪ ،‬عن وجود‬ ‫م ؤ�ك��د لتنظيم القاع��دة يف بالد اليمن‪ ،‬يف‬ ‫حني مل ت�شهد �سورية قبل بدء االحتجاجات‬ ‫املطالب��ة باحلرية �أي خلل �أمني �أو ما ي�شري‬ ‫لوجود مثل تل��ك التنظيمات �أو �سواها على‬ ‫مدار ال�سنني العديدة املا�ضية‪.‬‬

‫‪issue 36 / nov 05th 26‬‬

‫(من أجل إخوتي وزمالئي ‪ ...‬الذين حملو أرواحهم وسارو إلى نهاية الطريق ‪ ...‬طريق احلقيقة ‪ ...‬كتبت)‬

‫آهٍ ‪ ...‬فاطمة‬ ‫خا�ص ‪� /‬شذا الأحدب‬ ‫كاتبة وباحثة اعالمية واجتماعية‬ ‫(�إن حري ��ة و�س ��ائل الإع�ل�ام تواج ��ه �ض ��غوطا‬ ‫�ش ��ديدة يف جمي ��ع �أنح ��اء الع ��امل‪ .‬فف ��ي الع ��ام‬ ‫املا�ض ��ي‪� ،‬أدان ��ت اليون�س ��كو مقت ��ل ‪� 62‬ص ��حافيا‬ ‫لق ��وا حتفه ��م نتيج ��ة ملمار�س ��ة عمله ��م‪ ،‬ويج ��ب‬ ‫�أال يغي ��ب ه� ��ؤالء ال�ص ��حافيون ع ��ن خواطرن ��ا ‪،‬‬ ‫كم ��ا ينبغ ��ي �أال تبق ��ى هذه اجلرائم ب�ل�ا عقاب‪.‬‬ ‫ونظرا �إىل �أن و�سائل الإعالم ت�شهد حتركا على‬ ‫الإنرتن ��ت‪ ،‬ف� ��إن ع ��ددا متزاي ��دا م ��ن �ص ��حافيي‬ ‫الإنرتن ��ت‪ ،‬مب ��ن فيه ��م املدون ��ون‪ ،‬يتعر�ض ��ون‬ ‫حالي ��ا للم�ض ��ايقات واالعت ��داءات ب ��ل للقت ��ل‬ ‫ب�س ��بب ممار�س ��ة عملهم‪.‬ويج ��ب �أن يح�ص ��لوا‬ ‫على احلماية ذاتها التي يتمتع بها العاملون يف‬ ‫و�سائل الإعالم التقليدية)‬ ‫ج��اءت ه��ذه الكلم��ات بر�سالة م�شرتك��ة وجهها‬ ‫ب��ان ك��ي م��ون و�إيرين��ا بوكوف��ا املدي��رة العامة‬ ‫لليون�سك��و وكان ذل��ك مبنا�سب��ة الي��وم العامل��ي‬ ‫حلري��ة ال�صحاف��ة الواقع يف ‪� 3‬أي��ار ‪ 2012‬وكان‬ ‫امل ؤ�مت��ر ال��ذي عقد يف بريوت من أ�ج��ل املنا�سبة‬ ‫ذاته��ا والذي جاء حتت ا�سم حري��ة ال�صحافة ‪:‬‬ ‫التحدي��ات الأ�سا�سية وامل�س�ؤولي��ة املهنية يتناول‬ ‫حم��اور تدور حول الأفكار التي طرحتها الر�سالة‬ ‫حم��ور االعت��داءات و�سب��ل حمايته��ا بالإ�ضافة‬ ‫ملحور�آخر بعنوان الرقابة وال�ضغوط ‪.‬‬ ‫كان حم��ور االعت��داءات يركز عل��ى الأحداث يف‬

‫�سوري��ة ب�شكل كبري وق��ام عدد م��ن ال�صحفيني‬ ‫والإعالمي��ي�ن بط��رح الكثري م��ن الأ�سم��اء التي‬ ‫تعر�ضت للإ�ضطهاد والقتل وال�سجن ومن بينها‬ ‫عل��ي �شعب��ان ال�صحف��ي ال��ذي يعم��ل يف �إحدى‬ ‫القنوات اللبنانية وقد تعهد الوزير ميقاتي يومها‬ ‫مبالحق��ة املو�ض��وع واملطالب��ة ب�أق�ص��ى العقاب‬ ‫للم�س��ؤول ع��ن ه��ذه اجلرمي��ة الب�شع��ة ‪ .‬ولكن‬ ‫كالعادة مت ت�شويه احلقيقة‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة ملازن دروي�ش الذي يدير املركز ال�سوري‬ ‫للإعالم وقد �شكل �أه��م م�صدر للمعلومات التي‬ ‫ت��دور ح��ول اعتقال وتعذي��ب ال�صحفي��ي�ن ‪ ،‬ومل‬ ‫يكتفي نظام الأ�س��د ب�إيذاء دروي�ش بل مت اعتقال‬ ‫كل من يعمل بهذا املركز ‪.‬‬ ‫وغريه��م كثري من �أ�صح��اب الأقالم احلرة ومن‬ ‫املدمن��ي�ن على تق�صي احلقيق��ة واظهارها والآن‬ ‫ت�أت��ي فاطم��ة تل��ك ال�شاب��ة الت��ي زادت �أع��داد‬ ‫ال�صحفيني الذي��ن رقدوا حتت ال��ت�راب والذين‬ ‫متت ت�صفيته��م لف�ضحهم النظ��ام الأ�سدي من‬ ‫كل جوانبه ‪.‬‬ ‫مل يك��ن هذا الإجرام �إال ولي��د �سيا�سة حمكمة ال‬ ‫تقوم على تطبيقها �سيا�سة كم الأفواه فقط و�إمنا‬ ‫�أي�ض��ا �سيا�س��ة ن�سف الأف��واه �أفواه م��ن يريدون‬ ‫ك�ش��ف احلقيقة‪ ،‬وم��ن يري��دون ت�صويب اخلط أ�‬ ‫للو�صول لوطن حر ‪.‬‬ ‫ومل تكن ه��ذه ال�سيا�سة مقت�ص��رة على �أ�صحاب‬ ‫الأقالم و�إمنا �شمل ��ت �أ�صحاب الأوراق والكلمات‬ ‫والأ�ص��وات وحت��ى الري��ش لق��د �شمل��ت �سيا�سة‬ ‫الت�صفية كل من لديه و�سيلة لقول احلقيقة ‪.‬‬ ‫فل��ن نن�سى �أب��دا الفنان علي ف��رزات وما �أ�صابه‬

‫و�أي�ض��ا خالد قابي�ش��و الذي ده��س ر�أ�سه بدبابة‬ ‫بالإ�ضافة لكثري من الفنانني والأدباء الذين متت‬ ‫الإ�ساءة �إليهم ج�سديا ومعنويا‪.‬‬ ‫لقد �صن��ف الع��ام ‪� 2011‬أ�سوا ع��ام على �صعيد‬ ‫حري��ة ال�صحاف��ة وال�صحفيني وخ��ل�ال ‪� 4‬أ�شهر‬ ‫من عام ‪ُ 2012‬ق ِت َل من ال�صحفيني ما قتل خالل‬ ‫‪ 2011‬كاملة ‪.‬‬ ‫لقد جاء يف الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان املادة‬ ‫‪ 19‬احل��ق يف حري��ة ال��ر�أي والتعب��ي�ر بالإ�ضافة‬ ‫حلري��ة ا�ستق�ص��اء الأنب��اء والأف��كار وتلقيه��ا‬ ‫واذاعته��ا‪ ،‬ولك��ن �أين هو هذا احل��ق و�أين تكمن‬ ‫ممار�ست��ه �إال يف مدينة �أفالط��ون وخ�صو�صا �أن‬ ‫ال أ�ح��د وال حت��ى ال�سي��دة بوكوف��ا ا�ستطاعت �أن‬ ‫تطالب حكومته��ا لوقف هذه ال�سيا�سة القذرة يف‬ ‫كم الأقالم والأفواه ‪..‬‬ ‫والوا�ض��ح �أي�ض��ا �أن ب��ان كي مون اعت��زل �سماع‬ ‫الأخب��ار بع��د كتابت��ه له��ذه الر�سالة فل��م ي�سمع‬ ‫بفاطمة و�أخواتها واخوته��ا ممن انته�ش حلمهم‬ ‫ومم��ن ًُ�ش ِرب��ت دماءه��م يف �سج��ون النظ��ام‬ ‫الأ�س��دي‪ ،‬فقط لأنهم جت��ر�أو على م�سك الأقالم‬ ‫واعتناق مذهب احلقيقة ‪.‬‬ ‫ف�آه فاطمة ‪ ...‬بكيناك وكم من فاطم ٍة بكينا وكم‬ ‫من فاطم ٍة �سنبكي ‪..‬‬ ‫يتبع‬

‫‪27 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫الفكر الثوري في الربيع العربي‬ ‫خا�ص ‪� /‬أني�س حمدون‬

‫ابن��ه بني املتظاهري��ن‪ ,‬فج�أ ًة ر�أى أ�ح��د ال�شباب‬ ‫يرك��ض باجت��اه ال�ساع��ة اجلديدة حام ً‬ ‫��ل�ا علم‬ ‫ً‬ ‫منطلقا كمحارب على جواد �أ�سود‪ ,‬يجري‬ ‫الثورة‪,‬‬ ‫ً‬ ‫متوجها نحو �شبيحة النظام الذين احتلو‬ ‫ب�سرعة‬ ‫مرك��ز املدين��ة‪ ,‬رك�ض و رك��ض ورك��ض ً‬ ‫متجها‬ ‫نح��و حلمه باحلرية‪ ,‬هو يعرف م��اذا ينتظره يف‬ ‫الط��رف الآخ��ر ولكن��ه مل يتوق��ف ومل يخف بل‬ ‫ا�ستم��ر يعدو �صارخ ً��ا حام ًال ثورت��ه حتى �سقط‬ ‫�شهيد ًا‪.‬‬

‫يف جن��ازة ال�شي��خ ال�شهي��د �أبو الطي��ب الأتا�سي‬ ‫اجت��ه امل�شيع��ون �إىل ح��ي اخلالدي��ة بع�ش��رات‬ ‫الآالف‪ .‬ي�سريون ك�سيل ال ي�ستطيع �أن يوقفه �أحد‪.‬‬ ‫بع��د مظاهرة عمالقة يف اخلالدية اجته ال�شباب‬ ‫الثائ��ر �إىل مرك��ز املدينة ( ال�ساع��ة اجلديدة)‬ ‫دون خوف �أو تردد‪ ,‬بد أ� �إطالق النار الكثيف جد َا‬ ‫ج��د َا من قبل �شبيحة النظ��ام عند االقرتاب من‬ ‫املركز وبد�أ �سقوط اجلرحى وال�شهداء باالزدياد‬ ‫ولكن النا�س مل تتوقف عن م�سريها‪.‬‬ ‫هذا ال�شاب هو ك�آالف ال�شبان ال�سوريني الثائرين‬ ‫ً‬ ‫مفهوما جديد ًا للثورة‪.‬‬ ‫م��ن روى يل ه��ذه الق�ص��ة يل كان يحتمي خلف �صانعني‬ ‫�أح��د الأعمدة يحاول البقاء حي ً��ا لأنه يبحث عن �أم��ا من كان يبحث عن ابن��ه فقد علم �أنه اعتقل‬

‫ً‬ ‫جريحا �سق��ط بر�صا�ص‬ ‫وه��و يح��اول �أن ي�سعف‬ ‫الأم��ن‪ ,‬هذا االب��ن مل يكن ق��د جت��اوز ال�سابعة‬ ‫ع�شرة‪� .‬إن كنت حت��اول �أن تبحث بني الكتب عن‬ ‫معنى الفكر الثوري ف�أظن �أن هذه الق�صة ت�شرح‬ ‫ما تبحث عنه‪.‬‬

‫‪issue 36 / nov 05th 28‬‬

‫عيدنا وهدنتهم‬ ‫خا�ص ‪ /‬زكريا ال�سيد عمر‬ ‫عيد رابع مير على بالدنا وهي ت�سري بخطى‬ ‫واثق��ة �ص��وب حتررها وانعتاقه��ا من حكم‬ ‫ق�ض��ى عل��ى �شبابه��ا وعلى خ�ي�رة �أبنائها‪،‬‬ ‫عيد يختلف عما �سبقه م��ن �أعياد ما�ضية‪،‬‬ ‫لي�س يف التوقيت وال يف ال�شكل وال امل�ضمون‪،‬‬ ‫فالوق��ت واحد‪ ،‬وال�ش��كل وامل�ضمون كذلك‪،‬‬ ‫ولكن �سبب االختالف يكمن يف الواقع الذي‬ ‫فر�ضه الثوار على الأر�ض والذي �أجرب ب�شار‬ ‫على املوافقة على ما �سمي ب «هدنة»‪.‬‬ ‫فبعد �أن قبل الأخ�ض��ر الإبراهيمي مبهمته‬ ‫خلف ًا لزميل��ه كويف عنان �أعلن عن مبادرته‬ ‫الت ��ي طاف لأجلها ثماين دول بغية ال�ضغط‬ ‫عليهم لإقناعهم ب�ض��رورة �إيقاف «القتال»‬ ‫يف �سوريا خالل �أيام عيد الأ�ضحى املبارك‪.‬‬ ‫ولع��ل الرج��ل �أراد – انطالق�� ًا م��ن كون��ه‬

‫�إن�سان ًا قبل �أن يكون �سفري ًا – �أراد �أن يف�سح‬ ‫املجال �أم��ام فرحة عاب��رة لرت�سم ب�سمتها‬ ‫على �شفاه الأطفال والن�ساء والأيتام‪ ،‬ولكن‬ ‫م��ا درى ه��ذا الرج��ل �أن ه��ذه الب�سمة قد‬ ‫�شقت طريقها �شق ًا حلياة �أهلنا و�شعبنا بعد‬ ‫البطوالت الرائعة التي �سطرها �أبطالهم يف‬ ‫اجلي�ش ال�سوري احلر لي�س ابتدا ًء ب�إ�سقاط‬ ‫الدباب ��ات وال انته ��ا ًء ب�إ�سق ��اط الطائرات‬ ‫والت��ي كان �آخره��ا �صبيحة ي��وم عرفة يف‬ ‫معرة النعمان ب�إدلب‪.‬‬ ‫طاف الرجل وزار‪ ،‬أ�خ��ذ مباركة الكبار ثم‬ ‫ق��دم �إىل دم�شق‪ ،‬فوافق ب�شار وكذا اجلي�ش‬ ‫ال�سوري احلر‪.‬‬ ‫واف��ق اجلمي��ع ‪ -‬ومبباركة اجلمي��ع ‪ -‬على‬ ‫هدنة عمرها االفرتا�ضي �أربعة �أيام‪ ،‬وهذه‬ ‫مي��زة �أخرى ميزت عيدنا‪� ،‬أن موافقة ب�شار‬ ‫عل��ى م�ش��روع الهدنة ت�ش�ي�ر ع�سكري�� ًا �إىل‬

‫م��ا ي�سمى بتوازن الق��وى‪ ،‬فهو وحلد قريب‬ ‫كان ينك��ر �أ�ص ًال فكرة وجود اجلي�ش احلر‪،‬‬ ‫ث��م – وبع��د فرتة – اع�ت�رف بوجود بع�ض‬ ‫املجموعات التي تنف��ذ بع�ض العمليات هنا‬ ‫وهناك لك��ن دون ب�سط نف��وذ‪ ،‬وكان �أبواق‬ ‫النظام وكلما طرحت فكرة �سيطرة اجلي�ش‬ ‫احل ��ر على جزء م ��ن �أرا�ض ��ي �سوريا بغ�ض‬ ‫النظ��ر ع��ن الرق��م – لأنه‪ ،‬ونظ ��ر ًا لغياب‬ ‫الغرف املركزية ال �أرقام ر�سمية فعلية حتى‬ ‫الآن – كان ه��ؤالء الأب��واق يقابلون الفكرة‬ ‫بالرف��ض والنف��ي‪� ،‬إال �أن موافق��ة �سيدهم‬ ‫ُيقر�أ من خاللها اعرتاف��ه ال�ضمني بوجود‬ ‫اجلي�ش ال�سوري احلر‪ ،‬ولي�س فقط بوجوده‬ ‫و�إمنا بكونه جي�ش ًا متطور ًا لديه القدرة على‬ ‫تنفيذ عمليات نوعية وعلى ب�سط نفوذه على‬ ‫مناطق �شا�سعة من �سوري��ا وبالتايل فر�ض‬ ‫�شروطه‪.‬‬

‫‪29 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫�أعل��ن اجلي��ش ال�س��وري احل��ر التزام��ه‬ ‫بالهدن��ة طاملا الت��زم بها الط��رف الآخر‪،‬‬ ‫وهذه نقطة مهمة‪ ،‬فاجلي�ش ال�سوري والذي‬ ‫تت�ش ��كل نوات ��ه م ��ن �ضباط خ�ب�روا اجلي�ش‬ ‫الأ�س��د وق�ض��وا فيه عمره��م يدركون متام‬ ‫الإدراك �أن ه��ذا اجلي�ش لن يلتزم ال بهدنة‬ ‫وال باتف��اق‪ ،‬فاخل�ب�رة ال�سابق��ة وجتاربهم‬ ‫القريب��ة ت�ؤك��د ه��ذه املقولة‪ ،‬وم��ا م�سل�سل‬ ‫املراقبني عنا ببعيد‪.‬‬ ‫وه��ذا ما ح�صل فع ًال‪ ،‬فف��ي �أول �ساعة من‬ ‫�إعالنه تطبيق الهدنة خرق هدنته ‪ 95‬مرة‪،‬‬ ‫ومل ينت��ه �أول �أيام عيد الأ�ضحى املبارك �إال‬ ‫بعد �أن قام بخرقها ‪ 292‬مرة �أغلبها كان يف‬ ‫دم�شق وريفها التي �شهدت وحدها خم�س ًا و‬ ‫خم�سني نقطة �إطالق ن��ار ثم �إدلب ب�إحدى‬ ‫و�أربع�ي�ن فحلب بت�س��ع وثالث�ي�ن‪ .‬كان �أبرز‬ ‫�أ�ش��كال اخل��رق الق�صف العني��ف من قبل‬ ‫طائ��رات الأ�س��د التي �صبت حم��م نريانها‬ ‫عل��ى �شع��ب يح��اول �أن يعاي��ش عي��د ًا مر‬ ‫بب�ل�اده‪� ،‬إ�ضافة �إىل التحلي��ق امل�ستمر لهذه‬ ‫الطائ��رات يف �سماء بالدنا مما �شكل حالة‬ ‫من الذع��ر والهلع بني �أهلن��ا و�شعبنا الذي‬

‫ق�ضى يومه الأول يرقب �أين �ستق�صف هذه‬ ‫الطائ��رة و�إىل �أي��ن تتجه تل��ك‪ ،‬عو�ض ًا عن‬ ‫الدباب��ات واملدافع التي مل ته��د�أ طوال �أول‬ ‫�أيام عيد الأ�ضحى املبارك‪.‬‬ ‫ولعل �أكرب و�أعظ��م م�ؤ�شر على عدم التزام‬ ‫ه��ذه الع�صاب��ة بالهدن��ة التي ب��ادروا هم‬ ‫�أنف�سه��م باملوافق��ة عليها الع��دد الكبري يف‬ ‫ال�شه��داء الذي��ن ودعون��ا ونح��ن ن�ستقب��ل‬ ‫عيدنا‪ ،‬ف�إح�صائيات الثورة ت�شري �إىل ارتقاء‬ ‫�أكرث من ‪� 129‬شهي��د ًا يف �أول �أيام الهدنة!!‬ ‫بينهم ع�ش��ر �سيدات و�ستة �أطف��ال �إ�ضافة‬ ‫�إىل جمزرت�ي�ن ارتكبت��ا من قب��ل ع�صابات‬ ‫الأ�س��د‪ ،‬الأوىل يف ح��ي الزه��ور بالعا�صمة‬ ‫دم�شق راح �ضحيتها ع�شرة �شهداء والثانية‬ ‫يف دي��ر الزور راح �ضحيته��ا �ستة �شباب مت‬ ‫�إعدامهم ميداني ًا‪.‬‬ ‫‪� 129‬شهي ��د ًا يغادرون جنتهم ال�صغرى �إىل‬ ‫جنته��م الكربى والع��امل املنافق ي��رى ب�أم‬ ‫عيني��ه كيفية «التزام» ب�ش��ار بهدنته‪ ،،‬هذه‬ ‫الهدن��ة التي �أح��ب �شعبن��ا �أن يعي�شها عله‬ ‫يف��رح بعيد حرم من �أعظم �شعائره و�صوره‬

‫وه��و ح��ج بي��ت اهلل العظي��م ال��ذي تهف��و‬ ‫ال��روح لزيارت��ه وال�ص�ل�اة في��ه �إال �أن هذه‬ ‫الع�صاب��ة الطاغي��ة حرمت �أهلن��ا من هذا‬ ‫الرك��ن العظيم فكان خيار ال�شعب �أن يفرح‬ ‫بعيده يف بالده فرفع �شعار ًا جلمعته كلمات‬ ‫ترددها قلوب امل�سلمني كلما حل بها عيد �أو‬ ‫مر به��ا ن�صر‪ ،‬اهلل �أكرب ن�ص��ر عبده و�أعز‬ ‫جنده وه��زم الأح��زاب وحده‪ ،‬رف��ع الثوار‬ ‫ه��ذا ال�شعار وهتفت حناج��ر الأحرار بهذه‬ ‫الكلمات عله يكون �آخر عيد مير على بالدنا‬ ‫وهذا اجلزار على قيد احلياة‪.‬‬ ‫‪� 129‬شهي��د ًا و‪ 292‬خرق�� ًا ومئات الرباميل‬ ‫الت��ي ت�ساقط عل��ى ر�ؤو��س �أهلن��ا و�شعبنا‬ ‫ت�ؤ�ش��ر �إىل �إن ه��ذا النظام ومن��ذ اللحظة‬ ‫الأوىل لت�سمي��ة املبع��وث ال�ساب��ق ل�سوري��ا‬ ‫كويف عنان‪ ،‬ميار�س لعبتني‪ ،‬الأوىل �سيا�سية‬ ‫يح��اول �أن يك�سب من خاللها �أكرب قدر من‬ ‫الوقت وال�سفن الرو�سية والإيرانية‪ ،‬والثانية‬ ‫ميداني��ة يحاول من خالله��ا �أن يجهز على‬ ‫�أكرب قدر من �شب��اب هذا الوطن وخرياته‪،‬‬ ‫فهو يعلم علم اليقني �أنه راحل ال حمالة و�أن‬ ‫املو�ضوع مو�ضوع وقت لي�س �إال‪.‬‬

‫‪issue 36 / nov 05th 30‬‬

‫خا�ص ‪ /‬مانيا اخلطيب‬

‫هل ما زال صمام أمان الثورة؟‬ ‫عن املجلس الوطني السوري‬

‫بعد خما�ض ع�سري �أجنبت الثورة ال�سورية التي هزت �أنحاء املعمورة بعظمتها وجذريتها مولود ًا‬ ‫ هو املجل�س الوطني ال�سوري‪ -‬ولد من رحم واحدة من �أعقد الظروف الإقليمية والدولية ‪-‬‬‫ظروف لأول مرة ت�ضع النقاط على احلروف وتعري كل �شيء �أهم تعرية كانت ‪ ،‬هي و�ضع �أ�شنع‬ ‫م�شروع عاملي (هو ان�شاء «دولة �إ�سرائيل») على �أخطر حمك مل يتوقع �أحد �أن يواجهه ف�ضحت‬ ‫ف�ضيحة مدوية‪ ،‬ما ي�سمى «حمور املقاومة واملمانعة» وف�ضحت معه الدور الأخطر الذي تلعبه‬ ‫�إيران من حتت الطاولة وع ّرت م�شاريعها يف املنطقة تعري ًة حا�سمة ونهائية ومع ذلك واجهت‬ ‫الثورة ال�سورية اليتيمة ‪ ،‬مع وليدها اليتيم �أي�ض ًا حالة من ال�شلل الدويل غري م�سبوقة ولتغطية‬ ‫هذا اخللل العاملي املرعب والف�ضيحة الأخالقية يف التعاطي مع ذبح ال�شعب ال�سوري بطريقة‬ ‫هي الأكرث همجية على الإطالق ‪ -‬بد�أت ماكينة الإعالم العاملية القذرة برمي نفاياتها عن‬ ‫القاعدة واجلهاديني والإرهابيني يف تناغم كريه مع ماكينة �إعالم ال�سلطة ال�سورية الغا�شمة‬ ‫تعاطي القوى العاملية والإقليمية مع املجل�س الوطني ال�سوري يتطابق بالتمام والكمال مع‬ ‫تعاطيه مع الثورة ال�سورية‪ ,‬وهذا ما يف�سر حماوالت م�ستميتة خللق كيانات بديلة‪ ،‬حاول‬ ‫�أن ي�شرف عليها �أهل ال�شرق والغرب �أجمعني‪ ،‬باءت جميعها بالف�شل ‪ -‬ب�سبب يقظة الثوار‬ ‫بالدرجة الأوىل‪ -‬لأنها بب�ساطة‪ ،‬يف الوقت الذي حتاول االلتفاف على املجل�س وك�سره وتهمي�شه‬ ‫ تقوم بهذا كما حتاول عبث ًا �أن تلوي ذراع الثورة‪ ،‬وتلتف على �إرادتها وعلى الأهداف التي‬‫قامت من �أجلها وهي احلرية والكرامة والدولة املدنية التعددية الدميقراطية ي�ضاف �إىل‬ ‫ذلك‪� ،‬أن املجل�س يعاين من جمموعة من العوامل التي تبديه على هذه ال�صورة‪ ،‬وجتعل نوبات‬ ‫من ال�سخط والغ�ضب تنتاب النا�س جتاهه‪ ،‬وهذه بع�ض ًا من هذه العوامل‪:‬‬

‫‪31 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫ بد�أ ال�سوريني للتو باجللو�س مع ًا والتعرف‬‫�إىل بع�ضهم و�إعادة اكت�شاف مهاراتهم‬ ‫وانتمائهم بعد عقود طويلة من ال�شك‬ ‫و�سوء الظن والتجارب املريرة املدمرة‬ ‫التي تعر�ض اجلميع لها يف العمل اجلماعي‬ ‫ حتالف قوى �سيا�سية من �أق�صى اليمني‪،‬‬‫لأق�صى الي�سار‪� ،‬إىل امل�ستقلني التكوقراط‪،‬‬ ‫�إىل القوى الثورية‪ ،‬يجعل تنظيم العمل �أمر‬ ‫يف غاية ال�صعوبة‪.‬‬ ‫ حجم الفجيعة ال�سورية املهول‪� ،‬أكرب‬‫من االمكانيات التي ح�صل عليها املجل�س‬ ‫لدعم من يحتاج الدعم �سواء كان دعم‬ ‫اغاثي‪ ،‬ان�ساين ‪ ،‬ع�سكري‪ ،‬الخ ‪..‬‬ ‫ اخلربة امل�ؤ�س�ساتية عند ال�سوريني ال‬‫تزال يف طور النمو ‪ -‬كذلك الأمر بالن�سبة‬ ‫للخربة ال�سيا�سية وهذه لها �أ�سباب تطول ‪،‬‬ ‫وهذا ما يف�سر «االن�شقاقات» التي ح�صلت‬ ‫عن املجل�س الوطني ال�سوري‬ ‫يف النهاية املجل�س الوطني ال�سوري مل‬ ‫يولد يف بيئة �سوي�سرية �أو �سويدية و�إمنا كل‬ ‫الكيانات ال تزال حتمل تربية الديكتاتوية‬ ‫البغي�ضة‪ ،‬التي ن�سعى للتخل�ص منها ‪....‬‬ ‫فلو �أتى جمل�س يف هذا الظرف يقوده‬ ‫املالئكة والأنبياء جميع ًا ف�إين �أجزم �أنه‬ ‫�سيواجه نف�س الظرف الذي نواجهه‪،‬‬ ‫فحتى على م�ستوى جمعية �أهلية �صغرية‪،‬‬

‫نحتاج �إىل عمل �شديد ال�صعوبة حتى تقف‬ ‫على قدميها‪ ،‬وتتمكن من الإجناز‪� ،‬سواء‬ ‫على �صعيد تعامل الأع�ضاء مع بع�ضهم‪،‬‬ ‫�أم على �صعيد البريوقراطية الرهيبة يف‬ ‫ترتيب الق�ضايا الر�سمية من فتح ح�ساب‬ ‫بنك �إىل ما هنالك من التفا�صيل‪.‬‬ ‫�أ�ضيف �إىل ذلك‪� ،‬أن هناك خلط كبري بني‬ ‫املهمة امللقاة على عاتق املجل�س يف ت�سيري‬ ‫الأمور لدى دوائر �صنع القرار‪ ،‬وبني‬ ‫�أ�سلوب حتمية ال�شارع وطريقة اخلطاب‬ ‫ال�شعبوية‪ ،‬التي تقوم ب�شكل �أ�سا�سي على‬ ‫التوجه للنا�س مبا يحبون �أن ي�سمعونه ال‬ ‫مبا هو واقع الأمر وحقيقته وهذا �أ�سلوب‬ ‫التالعب بامل�شاعر ال�شعبية ال ميت بال�صلة‬ ‫للنزاهة‪ ،‬ويت�سم بانتهازية ‪ -‬وحماولة‬ ‫ت�سويق �سرعان ما تخبو يف النهاية �أقول‪،‬‬ ‫�أن املجل�س الوطني ال�سوري‪ ،‬رغم كل‬ ‫العرثات التي تعرت�ضه ‪ -‬والتي يعمل على‬ ‫جتاوزها‪ -‬ف�إنه يبقى �صمام �أمان لعدم‬ ‫جتاوز �سقف الثورة ال�سورية العظيمة‪.‬‬ ‫و�إن كل �أكادميي �أو غريه ترك �أوراقه وكتبه‬ ‫و عمله‪ ،‬وهو يعلم علم اليقني ما ينتظره من‬ ‫مهمة �شاقة وخطا هذه اخلطوة باجتاه هذا‬ ‫البحر املتالطم يف عا�صفة هوجاء‪ ،‬لينزل‬ ‫�إىل �ساحة هي الأكرث حتدي ًا‪ ،‬ف�إنه لي�ستحق‬ ‫كامل التقدير‪ ،‬فاجلميع بدون ا�ستثناء‬ ‫يعملون بح�س وطني رفيع‪ ،‬ومي�شون على‬ ‫بو�صلة الثورة ال�سورية املجيدة لالنطالق‬ ‫نحو �سوريا ‪ -‬احلرية‬

‫‪issue 36 / nov 05th 32‬‬

‫الفاعل األصلي والشريك‬ ‫في جرائم عصابات األسد‬

‫‪33 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫خا�ص ‪ /‬املحامي نا�صر عليان‬ ‫منظمة املحامني والقانونني ال�سوريني‬ ‫ع��رف الفق��ه القان��وين « الفاع��ل الأ�صلي‬ ‫للجرمي��ة « بقوله ‪ :‬الفاع��ل الأ�صلي هو من‬ ‫ارتك��ب الفع��ل اجلرم��ي لوح��ده مبا�ش��رة‬ ‫‪ ،‬والفاع��ل الأ�صل��ي م��ن حق��ق النتيج��ة‬ ‫الإجرامي��ة للفع��ل بالوا�سط��ة ‪ ،‬مما ميكن‬ ‫تو�صيفه وفق القانون بالفاعل الأ�صلي الذي‬ ‫ارتكب كل جرائمه و�أفعاله اجلنائية مع كل‬ ‫الظ��روف امل�شددة للعقوب��ة املفرو�ضة على‬ ‫الفعل عند العقوبة‬ ‫�أم��ا الفاع��ل ال�شري��ك فكما عرف��ه موقع «‬ ‫ويكيبيدي��ا « بقول��ه ‪ :‬يعد الف��رد �شريك ًا يف‬ ‫اجلرمي��ة �إذا كان لدي��ه الدراي��ة والعل��م‬ ‫باحل��دث وكان ق��ادر ًا عل��ى تبليغ اجلرمية‬ ‫ولكن��ه ف�ش��ل يف حتقيق ذل��ك مق�ص��ر ًا �أو‬ ‫قا�ص��د ًا ‪ ،‬وبالت��ايل ه��ذا ال�شري��ك ي�سمح‬ ‫للج��اين اال�ستم��رار يف تنفي��ذ جرميته‪....‬‬ ‫وق��د ي�صبح ه��ذا الف��رد م�سان��د ًا للجاين‬ ‫بع��د ارت��كاب اجلرمي��ة عو�ض�� ًا م��ن �أن��ه‬ ‫متفرج ب��ريء ‪ ...‬يجعل مفه��وم اال�شرتاك‬ ‫�أو التواط��ؤ من الفرد م�سئ��و ًال من الناحية‬ ‫اجلنائية ونقول ‪:‬‬ ‫�إن م��ا ينطب��ق عل��ى الأف��راد ينطب��ق على‬ ‫احلكوم��ات والدول من حي��ث امل�ضمون ولو‬ ‫اختلف ال�شكل‪.‬‬ ‫م��رت �أكرث من �سنة ون�ص��ف على انتفا�ضة‬ ‫ال�شع��ب ال�س��وري املباركة واملظف��رة ب�إذن‬ ‫اهلل وال�شع��ب ال�سوري يتعر�ض حلملة �إبادة‬ ‫والوطن ال�س��وري يتعر�ض لتدمري مل ي�شهد‬ ‫التاري��خ مثل��ه �إال على �أي��دي التتار بل رمبا‬

‫فاقت جرائم �آل الأ�سد ما فعله التتار‬ ‫وانق�س��م العامل حي��ال ه��ذه اجلرائم التي‬ ‫ت�شي��ب لها الول��دان �إىل ث�ل�اث مع�سكرات‬ ‫( عل��ى امل�ست��وى احلكوم��ي ال ال�شعب��ي ) ‪.‬‬ ‫مع�سك��ر مطبل ن�سمع من��ه جعجعة وال نرى‬ ‫طحن�� ًا يخفي ما ال يعلن وقد �أعجبه ما لدى‬ ‫ال�شيعة من دي��ن « التقية « وقد ا�ستفاد من‬ ‫ه��ذا املبد�أ كث�ي�ر ًا يعلن م�ساندت��ه لك لكنه‬ ‫يف احلقيق��ة يروغ كما ي��روغ الثعلب وهو يف‬ ‫احلقيقة �أخط��ر على ال�شع��ب ال�سوري من‬ ‫غريه مهما �أبدى من تعاطف ودعم مزعوم‬ ‫‪“ ،‬و�صدق اهلل العظيم �إذ يقول « و�إذا خلوا‬ ‫�إىل �شياطينه ��م قالوا �إنا معك ��م �إمنا نحن‬ ‫م�ستهزون‬ ‫�أما املع�سكر الثاين فهو ع�صابة الأ�سد ومعه‬ ‫جمموعة الدول التي تدعم ع�صابات الأ�سد‬ ‫دعم�� ًا ع�سكري�� ًا ولوج�ستي�� ًا ب��ل وال ت�ت�ردد‬ ‫يف �إظه��ار ذل��ك وهي ت��رى الأ�سلح��ة التي‬ ‫تقدمه��ا له��ذه الع�صاب��ة وهي تفت��ك بهذا‬ ‫ال�شعب وحترق الأخ�ضر والياب�س ‪ ،‬فهذه يف‬ ‫احلقيق��ة الخالف وال�شك يف �أنها تدخل يف‬ ‫�صن��ف املبا�شر للجرمية بنا ًء على التعريف‬ ‫ال�سابق‬ ‫�أم��ا املع�سكر الثال��ث فهم املتفرج��ون و�إن‬ ‫�أبدو �شيئ�� ًا من التعاطف لك��ن يف احلقيقة‬ ‫حتكمه��م �شبك��ة معق��دة م��ن امل�صال��ح‬ ‫والتبعي��ات وه��ؤالء يقف��ون م��ع �إنتفا�ض��ة‬ ‫ال�شعب ال�س��وري بالقدر امل�سم��وح به فقط‬ ‫وينتظ��رون الكفة كيف متي��ل مييلون معها‬ ‫‪ ،‬وه��ذا املع�سك��ر و�إن كان ال ُي�س��أل جنائي ًا‬ ‫لك��ن بع�ض الفقه ي��رى �أنه ُي�س��أل حيث �أن‬ ‫املبادىء الإن�ساني��ة واملواثيق الدولية حتتم‬ ‫علي��ه ال ُن�صرة والأخذ على يد املجرم طاملا‬

‫�أنه ي�ستيطع ‪.‬ذلك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واملع�سك��ر الأول يعترب �شريكا ومبا�شرا فهو‬ ‫الذي يرى اجلرمية ويقدر على منع وقوعها‬ ‫وميل��ك الأدوات الدولي��ة لذل��ك وبالرغ��م‬ ‫م��ن هذا ي�صر �أن يقف مكت��وف اليدين بل‬ ‫وي�صرح بني الفينة والأخرى معار�ضته على‬ ‫�إي�صال �أي نوع م��ن �أدوات الدفاع ال�شرعي‬ ‫لهذا ال�شعب حتت ذرائع واهية هزيلة‬ ‫واملع�سكر الث��اين برمته مبا�شر بالرغم من‬ ‫انق�سامه ملبا�ش��ر فعلي ومبا�ش��ر بال�شراكة‬ ‫لكن��ه يف احلقيق��ة ين��درج حت��ت تعري��ف‬ ‫املبا�شر الفعلي ‪ ،‬فمن يقدم �سالح اجلرمية‬ ‫ومينع من��ع وقوع اجلرمي��ة وي�ساند املجرم‬ ‫ويدعم��ه ب�شت��ى الو�سائ��ل ي��داه ملطخ��ة‬ ‫بالدم��اء كمن مي�سك ال�سالح ويقتل ال فرق‬ ‫بينهما‬ ‫وق��د ي�س��أل �سائ��ل مل��اذا ه��ذا العن��اء يف‬ ‫التو�صي��ف والت�صني��ف ؟ �أنت��م تتعب��ون‬ ‫�أنف�سكم ب�شيء ال طائل منه‬ ‫ونحن نقول هذا غري �صحيح ‪ ،‬نحن ن�صنف‬ ‫للتاري��خ فنحن اليوم من يكت��ب التاريخ وال‬ ‫ميك��ن �أن ن�سمح �أن يتم تزييف التاريخ مرة‬ ‫�أخ��رى من جهة ‪ ،‬ومن جهة �أخرى ال بد من‬ ‫الق�صا�ص يف الدنيا قبل الآخرة‬ ‫وق��د يقول قائ��ل ومن �أنتم حت��ى حتاكمون‬ ‫العامل ؟ نقول نحن ن�ستطيع �أن نفعل الكثري‬ ‫فالعامل قد �أ�صبح قرية �صغرية وال ميكن �أن‬ ‫يبق��ى املجرم حر ًا طليق�� ًا ال يجد من ي�أخذ‬ ‫على يديه ويلجمه عن غيه وطغيانه ‪ ،‬وبعون‬ ‫اهلل نح��ن ق��ادرون على �إرغ��ام العامل على‬ ‫تق��دمي كل م��ن �ش��ارك يف جرمي��ة ال�شعب‬ ‫ال�سوري للعدالة ‪ ،‬و�إن غد ًا لناظره قريب ‪.‬‬

‫‪issue 36 / nov 05th 34‬‬

‫املواطنة مفهوم دائم التجدد‬ ‫الو�ض��ع القانوين للمواطن��ة ثابت �إىل حد‬ ‫م��ا‪ ،‬لك��ن عملي��ة املواطنة يف عملي��ة بناء‬ ‫م�ستمر‪.‬‬ ‫يف �أواخ��ر الق��رن التا�س��ع ع�ش��ر ر�أى‬ ‫الفيل�س��وف (�أرن�ست رين��ان) �أن الأمة هي‬ ‫«ا�ستفت��اء يوم��ي» �أي �أن الرغبة يف العي�ش‬ ‫امل�ش�ت�رك يج��ب �أن تتجدد كل ي��وم‪ .‬ت�شري‬ ‫ه��ذه املقول��ة �إىل �أن املواطن��ة التي جتمع‬ ‫املنتم�ي�ن �إىل الأمة نف�سها يف البلد نف�سه ال‬ ‫تكت�سب ب�شكل نهائ ��ي و�إمنا تبنى يوما بعد‬ ‫يوم‪.‬‬ ‫واملواطنة بناء م�ستم��ر �أي�ض ًا لأنها عن�صر‬ ‫�أ�سا�سي يف عملية االندماج‪:‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬اندماج الأجانب املقيمني على الأر�ض‬ ‫الوطني��ة منذ عدد من ال�سن��وات‪ ،‬والذين‬ ‫�سي�سمح لهم ح�صوله��م على الهوية وعلى‬ ‫احلقوق ال�سيا�سية املرتبطة بها �أن يحققوا‬ ‫فاعلية �أف�ضل يف اجلماعة القومية‪.‬‬ ‫ثاني�� ًا‪ :‬اندم��اج املهم�ش�ي�ن ب�سب��ب �ضع��ف‬

‫م�ستواه��م املعي�ش��ي‪� ،‬أو ب�سبب م��ا يعانونه‬ ‫م��ن م�ش��اكل �صحي��ة �أوعائلي��ة‪ .‬ميك��ن يف‬ ‫بع��ض احل��االت ملوقف مواطن��ي مت�ضامن‬ ‫مع ه�ؤالء املهم�ش�ي�ن �أن يقدم لهم م�ساعدة‬ ‫جليلة تك�سر الدوامة التي تعت�صر حياتهم‪،‬‬ ‫وتعيدهم �إىل الفاعلية االجتماعية‪.‬‬ ‫�إن �إمكاني��ات االندماج اجلدي��دة هذه وما‬ ‫تواجهه على �أر��ض احلقيقة ميكن �أن تقود‬ ‫الي��وم �إىل �إع��ادة حتدي��د معن��ى املواطنة‬ ‫و�إعادة حتديد مدى �أهميته‪.‬‬ ‫كذلك تتدخل الأو�ضاع العاملية املعا�صرة يف‬ ‫تطور معنى املواطنة‪.‬‬ ‫فف��ي �أوروب��ا مث ًال تظه��ر مواطن��ة من نوع‬ ‫جدي��د ذات �أبع��اد حملية �ضيق��ة‪ ،‬يف نف�س‬ ‫الوق��ت ال��ذي تظه��ر في��ه مواطن��ة وا�سعة‬ ‫�أوروبي��ة متت��د عل��ى امت��داد دول االحتاد‬ ‫الأوروبي‪.‬‬ ‫كم��ا ال نن�سى ما ميكن للعومل��ة �أن تلعبه من‬ ‫دور يف تغيري معنى مفهوم املواطنة‪.‬‬

‫ضمن حملة ش��عب واح��د‪ ..‬مصير واحد‬

‫‪35 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫ميخائيل �سعد‬ ‫�أكلن��ا فت��ة بالزيت الي��وم عند اب��و يو�سف‬ ‫االدلب��ي ولك��ن بنكه��ة �شامي��ة‪ .‬ومب��ا ان‬ ‫احلديث كان ع��ن فق�سة الزيت‪ ،‬فقد فق�س‬ ‫معن��ا احلدي��ث ع��ن تعارفن��ا االول ب�أب��ي‬ ‫يو�س��ف ع��ام ‪ .٢٠٠٦‬عندما فق��س البي�ض‬ ‫الوطني م��ع االمريكيني ال�سوريني امل�سلمني‬ ‫وق��رروا ان يحا�ض��روا فين��ا يف مونرتيال‪.‬‬ ‫ومب��ا ان الفق�س ال ي�صح بدون بي�ض �سوري‬ ‫م��ن كل االلوان مث��ل بي�ض املي�ل�اد‪ ،‬م�سلم‬ ‫وم�سيح��ي وعل��وي وعلماين خمتل��ط‪ ،‬فقد‬ ‫مت��ت دعوتن��ا لنك��ون �شه��ودا عل��ى عملية‬ ‫التفقي�س احلديدة‪.‬‬ ‫بعد االنته��اء من تقدمي م�شروعهم الوطني‬ ‫العاب��ر للطوائ��ف والق��ارات‪� ،‬س�أل��ت بكل‬ ‫�سذاج��ة‪ :‬ملاذا ال توج��د يف جلنتكم املوقرة‬ ‫�شخ�صي��ات �سوري��ة غ�ي�ر �سني��ة‪ ،‬علما ان‬ ‫امل�سلم�ي�ن ال�سوريني ال�سنة يف امريكا �أقلية‪،‬‬ ‫ولي�س��وا اكرثي��ة‪ ،‬كما هي احل��ال يف �سوريا‬ ‫الدميقراطية املن�شودة؟‬ ‫جن من جن واعرت�ض من اعرت�ض و�أيد من‬ ‫�أي��د‪ ،‬ل�ست ب�صدد مناق�ش��ة ردود افعالهم‪.‬‬ ‫فج��أة‪ ،‬انبثق م��ن وراء ر�أ�س��ي‪� ،‬صوت قوي‬ ‫قائ�ل�ا بو�ض��وح‪ :‬لأنن��ا نحن من ق��دم اكرث‬ ‫الت�ضحي��ات يف �سوري��ا‪ .!.‬التف��ت مكت�شفا‬ ‫املتكلم‪ ،‬غا�ضب النربة‪ ،‬والذي ال يزال دمه‬ ‫ي�سي��ل يف مونرتيال‪ ،‬و�س�ألت‪ :‬م��ا املق�صود‬ ‫بنح��ن‪ ،‬م��ن ه��ي �أنت��م؟ ق��ال م��ن يجل�س‬ ‫ورائ��ي‪ :‬نحن أ�ه��ل ال�سن��ة يف �سوريا‪ ،‬نحن‬ ‫من ق��اوم حافظ اال�سد‪ ،‬ونح��ن من قتلهم‬

‫حافظ اال�سد‪ ،‬و�سجنهم وهجرهم‪ .‬قلت له‪:‬‬ ‫يف ه��ذه القاعة يوجد عل��ى االقل اكرث من‬ ‫�س��وري م�سيحي وعل��وي �أ�صابهم ما �أ�صاب‬ ‫بع�ض أ�ه��ل ال�سنة‪� ،‬أال يحق له��م �أن يكونوا‬ ‫ممثلني يف هذا احلوار؟؟؟‬ ‫تدخ��ل الأوادم وت�أج��ل ح��ل امل�شلك��ة دون‬ ‫تعري��ف النح��ن والأنت��م‪ .‬وي�ش��اء م�ص�ي�ر‬ ‫ال�سوري�ي�ن ورغباتن��ا �أن نلتق��ي‪ :‬ميخائي��ل‬ ‫�سع��د امل�سيح��ي وتوفيق دنيا العل��وي ونبيه‬ ‫الك��ردي ال�سن��ي وحممد العلم��اين و�أحمد‬ ‫ابن جب��ل الزاوية وادهم الدرزي باال�ضافة‬ ‫�إىل �آخري��ن‪ ،‬اك�ث�ر م��ن م��رة‪ ،‬ونتع��ارف‬ ‫ونكت�شف‪ :‬ك ��م نحن �سوري ��ون بغ�ض النظر‬ ‫عن الطوائ��ف واالديان‪ .‬ون�صب��ح �أ�صدقاء‬ ‫يومي�ي�ن‪ ،‬نت�صايح‪ ،‬ونتقات��ل‪ ،‬ونرتا�ضى‪ ،‬ملا‬ ‫فيه م�صلحة �سوريا‪.‬‬ ‫الي��وم‪ ،‬مع فق��س الزيت و�صب��ه على الفتة‬ ‫ال�شامي��ة‪ ،‬ق��ال اب��و يو�سف �أم��ام �أكرث من‬ ‫ع�ش��رة رجال‪ :‬بتعرف ي��ا ميخائيل‪ ،‬قبل �أن‬ ‫�أتع��رف عليك��م‪ ،‬مل �أكن �أع��رف �أن هناك‬ ‫معار�ض�ي�ن �سوريني �ض��د الأ�سد‪ ،‬م�سيحيني‬ ‫وعلويني ودروز‪.‬‬ ‫قل��ت له‪� :‬شكر ًا أ�ب��و الأنبياء‪ ،‬وه��و لقب �أبو‬ ‫يو�س��ف‪ ،‬على هالفق�س��ة ال�سورية‪ ،‬مل ي�سبق‬ ‫�أن �أكل��ت �أطي��ب م��ن هيك من ب�ي�ن يدين‬ ‫�سنيتني‪ ،‬والفق�سة التاني��ة تكون بادلب‪� ،‬إن‬ ‫�شاء اهلل‪ ،‬بعد التحرير‪........!!!!.‬‬

‫فتة وحدة‬ ‫وطنية بزيت‬

‫‪issue 36 / nov 05th 36‬‬

‫هكذا عشنا‪..‬‬ ‫واألشياء األخرى غير مهمة‬ ‫�صباحا ‪ :‬ما زلت نائما ‪...‬‬ ‫قب��ل الظهر بنتفة ‪ :‬ا�ستيقظت ب�سب��ب ال�شم�س اللعينة‪ ،‬ال�ضجيج‬ ‫ع��اد‪� ،‬صوت مذيع قناة اجلزيرة م��ازال بانتظاري و ك�أ�س القهوة‬ ‫م��ا زال بجواري ‪،‬القهوة باردة لكنها تظ��ل رائعة ب�سبب الك�سل و‬ ‫انتظار ن�شرة الأخبار ‪ ..‬الأ�شياء الأخرى غري مهمة ‪...‬‬ ‫بعد م�ضي �ساعة ‪� :‬أ�شرب القهوة ‪�،‬ساخنة هذه املرة ‪� ،‬صوت املذيع‬ ‫ما زال يطاردين اىل باحة البيت ‪ ،‬ات�صل بقائمة مكاملات مل يرد‬ ‫عليه��ا‪ ،‬اخاف من احداه��ا فقد حتمل �أخبارا �سيئ��ة ‪ ..‬ح�سنا ال‬ ‫اخب��ار �سيئة حتى الآن �أ�شك��ر اهلل و �أطج ركعتني �شكر �سريعا ‪...‬‬ ‫�صوت املذيع توق��ف‪ ،‬الكهربا انقطعت ‪ ...‬ال انرتنت اذا‪ ،‬ال �أهتم‬ ‫كثريا �أ�شعر ببع�ض احليوية ‪ ....‬الأ�شياء الأخرى غري مهمة ‪....‬‬ ‫بعد م�ضي كم �ساع��ة ‪ :‬يف بيت ربيع تعود الكهربا �أ�سارع لت�شييك‬ ‫امليل و �صفحات الفي��س بوك �سريعا ‪ ،‬ربيع ي�أتي بالطعام و خلفه‬ ‫يدخل باق��ي ال�شباب‪ ،‬نتحلق حول الطعام ركب��ة و ن�ص‪ ،‬كالعادة‬ ‫تنه��ال التعليق��ات عل��ى ر�أ�سي تعلو ال�ضح��كات و كالع��ادة �أي�ضا‬ ‫�أ�شاركهم ال�ضحك و التقفيل و لكن ال �أتوقف عن االكل‪ ...‬الأ�شياء‬ ‫الأخرى غري مهمة ‪..‬‬ ‫و جاء ال�شاي ‪ :‬بد�أ ال�شباب ب�سرد ما حدث يف �سوريا يف ال�ساعات‬ ‫القليل��ة املا�ضية‪ ،‬ندخن نتفنن بال�شتائم ن�ضحك ن�صمت و احيانا‬ ‫كث�ي�رة يغلبنا الأمل فنت�ض ��رع اىل اهلل من جدي ��د‪ ،‬ربيع يقوم من‬ ‫جديد لتجديد ال�شاي ‪ ...‬الأ�شياء الأخرى غري مهمة ‪...‬‬ ‫م�س��اءا ‪� :‬أخ�ي�را ترد على الهاتف‪ ،‬حكي كتري و حب و بكا و اميتى‬

‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬ ‫بدي �شوفك؟ انا‪ :‬ما بعرف‪ ..‬عم تاكل منيح‪ ،‬انا‪ :‬اليوم كنت عند‬ ‫ربي��ع‪ ،‬طي��ب دير بالك على حال��ك ‪ ،‬انا‪ :‬رح ح��اول ‪ ....‬الأ�شياء‬ ‫الأخرى غري مهمة ‪...‬‬ ‫لي�ل�ا ‪ :‬انا و ربيع نتفاو��ض مع ابن احلرام الذي هو مع باقي والد‬ ‫احل��رام باحلاجز اب��ن احلرام يللي برا�س حارتن��ا اللي ياحرام‬ ‫حقيق��ة‪ ،‬كب�ست��و �آخ��ر �ألف ل�ي�رة بجيبت��ي‪ ،‬ابن احل��رام ‪ :‬طيب‬ ‫ما�شي بعد ن�ص �ساعة بالزبط بتجيبوه ‪ ....‬الأ�شياء الأخرى غري‬ ‫مهمة‪...‬‬ ‫بع��د ن��ص �ساعة ‪ :‬ابن احلرام تبع حاج��ز والد احلرام �سمح لنا‬ ‫باملرور مع التهريبة ع�شر ربطات خبز ‪ ،‬انا اخلبزات حقون ‪500‬‬ ‫ل�ي�رة و دفعنا البن احلرام تبع حاج��ز والد احلرام الف لرية مو‬ ‫كانن��ا تخورفنا ‪ ...‬الأ�شياء الأخرى مهمة ج��دا حيث خرطنا انا‬ ‫و ربي��ع ع�شا غري �شكل مع �شي ع�شري��ن عيلة ما �شافو اخلبز من‬ ‫ارب��ع ايام‪ ،‬ربيع يعني «جح��ا جاب و جحا اكل»‪ ،‬انا ا�ستحيت ب�س‬ ‫ما وقفت عن االكل ‪...‬‬ ‫و� ��ش ال�صبح ‪ :‬انا و ربي ��ع راجعني عم نغني فتنا على البيت عملنا‬ ‫قه��وة ربي��ع على ال�صوف��ا‪ ،‬انا على ال�صوف��ا التاني��ة‪ ،‬املذيع تبع‬ ‫اجلزيرة بعدو عم يحكي‪ ،‬انا‪ :‬هلق بكرا من وين بدنا ندبر االلف‪،‬‬ ‫ربي��ع‪ :‬و اخلم�سمي��ة ال تن�ساها‪ ،‬انا‪ :‬ل�سا يف عنك��ون اكل بالبيت‪،‬‬ ‫ربي��ع‪ :‬ام ربيع على ط��ول بتدبر حاال‪ ،‬ان��ا ‪ ..‬ب�صراحة و عن جد‬ ‫الأ�شياء الأخرى غري مهمة ‪...‬‬

‫‪37 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫قصص قصيرة جدا ل محمود عادل بادجنكي‬ ‫• ه��ل تعلم��ون �شع��ور ول��د عائ��د م��ن‬ ‫املدر�سة‪� ..‬أم ��ام والدته الغا�ضبة‪ ..‬عندما‬ ‫ي�أتي وقد ق�ضى حاجته يف �سرواله?‬ ‫هذا �شع��ور الطي��ار املجرم ال��ذي يقع يف‬ ‫قب�ضة اجلي�ش احلر‪ ..‬بعد �إ�سقاط طائرته!‬ ‫• عندما ي�صاب املء بداء ع�ضال‪ ..‬يلج�أ‬ ‫للع�ل�اج ب�أدوية قد تكون لها �آث��ار �سلبية‪..‬‬ ‫منها الغثي ��ان والإقياء‪ ..‬وت�ساقط ال�شعر‪..‬‬ ‫و�آالم يف البط��ن‪� ..‬أو املفا�ص��ل! قاله��ا‬ ‫احلكيم‪ ..‬وتابع ثورته!‬ ‫• يف احلرب على ال�شعب‪ ..‬تك�سرت �آمال‬ ‫و�أح�ل�ام‪ ..‬ونب��ت مكانه��ا �آم��ال و�أم��اين‬ ‫و�أحالم‪ ..‬منها �صغ�ي�رة تتعلق بلقمة عي�ش‬ ‫هني��ة‪ ..‬ومنه��ا عمالق��ة بحج��م النهو�ض‬ ‫ب�أم��ة‪ ..‬وت�ت�راوح بينه��ا بني حل��م تركيب‬ ‫ط��رف ا�صطناعي ‪ ..‬و أ�خ��رى زيارة طيف‬ ‫�شهيد يف املنام!‬ ‫• الب�شاري��ة‪ :‬م�صطل��ح جدي��د ملجموعة‬ ‫تتف��وق عل��ى م��ن �سواه��ا مبمار�س��ة‬

‫الإره��اب‪ ..‬وب�شاع��ة القت��ل‪ ..‬وممار�س��ة �شعبهم‪ ..‬وهي �ض��رورة ح�ضارية‪ ..‬ملواكبة‬ ‫الإب��ادة اجلماعي��ة‪ ..‬وال يناف�سه��ا فيه �أي التطور كما يف باقي دول العامل!‬ ‫م�صطلح �آخر للتطرف يف ع�صرنا احلايل!‬ ‫• م��ا يحدث الآن من ب�شاعات يف التقتيل‬ ‫• يف هذه الثورة من ق�ضى يف املظاهرات‪ ..‬والتنكيل �أمام �سمع العامل وب�صره‪ ..‬ح�صل‬ ‫وهناك من ي�ست�شهد ويجرح وتبرت �أع�ضا�ؤه‪ ..‬اب�ش��ع منه �أي�ضا‪ ..‬ي��وم مل تكن للعامل �أعني‬ ‫وتفق�أ عيناه‪ ..‬وهناك من يعتقل‪ ..‬ويغذب‪ ..‬اجلواالت �سنة ‪ ١٩٨٢‬يف حماة و�أحواتها!‬ ‫وهناك من يحرق حيا‪.‬‬ ‫كل ه��ؤالء قدموا ومنهم مازال يقدم دفاعا • عندما تدخل �صفحة بال عنوان تعلم �أنها‬ ‫�صفحة للم�ؤيدين‪ ..‬فقط من قاذع الألفاظ‬ ‫عن م�ستقبل �أوالدنا‪.‬‬ ‫فمن غري العدل �إه��دار ت�ضحيات من قدم وبذيء ال�شتائم التي حتتويها!‬ ‫حياته فداء للآخرين‪ ..‬بجريرة من ين�سبون‬ ‫�أنف�سه��م �إىل اجلي�ش احل��ر‪ ..‬وهم ي�سيئون املرت��ان الوحيدتان اللت��ان �سمعت فيهما‪..‬‬ ‫ببرت �آذان القتلى‪..‬‬ ‫للآخرين ت�شبثا بحياة ال تليق بثائر‪.‬‬ ‫علين��ا �أن ننظ��ر بجكمة وجت��رد بعيدا عن واح��دة جلن��دي عراق��ي �ساه��م يف حرب‬ ‫ت�شري��ن �ض��د الع��دو الإ�سرائيل��ي‪ ..‬كان‬ ‫الأهواء‪ ..‬وحمى اجلماعة!‬ ‫يحتفظ بالأذن اليمنى لكل �إ�سرائيلي يقتله‬ ‫• هناك ثلة من �أبناء الطوائف خرجوا من يف مع��ارك بال�س�ل�اح الأبي��ض‪ ..‬والثاني��ة‬ ‫خوف طوائفهم‪ ..‬وارتدوا عباءة �سوريتهم‪ ..‬ر�أيتها على �شا�ش��ات الف�ضائيات‪ ..‬ل�سوري‬ ‫والتحقوا بالث��ورة‪ ..‬م�ؤمنني بكونها �ضرورة ميثل بجثة �أخيه يف الرتاب!‬ ‫وطني��ة �أوال‪ ..‬من خ�ل�ال احلاج��ة للحرية‬ ‫والكرام��ة‪ ..‬والوق��وف �إىل جان��ب ق�ضاي��ا‬

‫‪issue 36 / nov 05th 38‬‬

‫أحمد نظير األتاسي‪‎‬‬

‫ال��كل يف الدوح��ة يتقا�سمون حلم �سوريا‪ .‬من �سي�سقط النظ��ام �إذن؟ هذه املرة �أوجه �س�ؤايل �إىل ريا�ض‬ ‫الرتك‪ .‬جمرد �س�ؤال بريء‪.‬‬ ‫‪Emad Ghalioun‬‬

‫م ��ا بدي ف ��وت بالغميق ‪ :‬امل ��ر�أة امل�سلم ��ة امللتزمة ؛ �شو ه ��ي موا�صفاته ��ا املطلوبة حلتى تدخ ��ل بالعمل‬ ‫ل على �ضو ؟‬ ‫ال�سيا�سي واحلكومة العتيدة ؛ ؟ من باب العلم ومن�شان ما نختلف بعدين ؟ خلونا من ه أ‬ ‫‪Akef Sibai‬‬

‫ال يه��م كي��ف يتقدم الثوار ببطئ ولكن اعلم جيدا ان ال�سلحفاة بعزميتها وارادتها وا�صرارها ت�صل اىل‬ ‫مرادها ‪ ،‬ويكفي �صمود الثوار امام جي�ش املمانعة واملقاومة وعجبي كيف كان �سيحارب ا�سرائيل يف ظل‬ ‫هروب جنوده امام الثوار امل�سلحني بعتاد ب�سيط‬ ‫‪Baher Kayal‬‬

‫يف قلب كل نازح كما يف جيبه ‪ .....‬مل يبق �شيء ‪....‬‬ ‫�ضع يف قلبه �شيء من الأمل �شيء من ال�سعادة ‪....‬‬ ‫قد متلأ اجليوب وتبقى القلوب فارغة‬ ‫‪Zina Al Halak‬‬

‫�أعتقد �أن على الفنان ت�سليط ال�ضوء على �أخطاء جمتمعه و نظامه احلاكم عن طريق طرح الأ�سئلة التي‬ ‫تق��ود املجتم��ع املحيط به للتفكري و �إيجاد حلول تنا�سب تركيبته و طبيعته و تدفع به للمزيد من الوعي و‬ ‫التطور نحو الأف�ضل ولي�س عليه �إيجاد حلول و تقدمي املواعظ و احلكم و النظريات الإجتماعية‬ ‫‪Emee Homs‬‬

‫تقتلني تلك الدقائق العابره بدونك تت�سلل �إىل �أعماقي ‪،‬‬ ‫وتبث �سموم الغياب بداخلي‪..‬‬ ‫‪Hanady Alkhatib‬‬

‫�سوري��ا تدعو ل�سوريا‪� ..‬سوريا ت�صلي ل�سوريا‪� ..‬سوريا تنعي �سوريا‪ ..‬يا اهلل ما�ضل بهالبلد غري كل طويل‬ ‫عمر‪ ..‬خليهن ليدفنو موتاهم ع االقل‬ ‫‪Abdulrahman Alkadri‬‬

‫�أ�سوء �شي بت�صريحات االبراهيمي �أنو �شايفنا نحنا والنظام �أهل!!! قال حرب �أهليه قال‪....‬‬

‫‪Abdulrahman Al Aswad‬‬

‫احلنظل ال ي�صري عنبا‪ ،‬وذيل الكلب ال يتعدل‪ ،‬وال تلد الكلبة �إال جروا‪.‬‬

‫‪Eman Jansiz‬‬

‫كن��ت بال�سوق‪�..‬شفت �س��ت ك�أنها �أمي ‪.‬بت�شبهه��ا‪ ..‬ومتلها بتميل عاليمني وهيي ع��م مت�شي ب�سبب وجع‬ ‫ركبتها‪..‬من دون ماح�س‪..‬مديت �إيدي‪..‬ومل�ستها‪..‬خوفتها‪..‬ن�أزت‪..‬وقالتلي‪� :‬أيه يف �أيه؟؟‬ ‫قلتلها بت�شبهي �أمي كتري‪..‬ودمعت‪..‬قالتلي‪ :‬ربنا ينتقم منو!!‬ ‫�صار الكل يعرف‪�..‬أنك �سبب وجعنا‪..‬ارحل‪..‬‬

‫‪39 issue 36 / nov. 05th‬‬

‫شــروي غــروي‬ ‫�أنـا بـح ـكـي �شــروي غــروي‪ ..‬وبــدي حــريــة‬

‫رغ��م �شدة املناف�س��ة وتقارب حظ��وظ املر�شحني‬ ‫الرئا�سي�ي�ن اوبام��ا ورومن��ي اىل ان نتائ��ج‬ ‫االنتخابات االمريكية حم�سوم��ة ل�صالح الدكتور‬ ‫القائد ب�شار اال�سد‬ ‫مرا�س��ل قن��اة الدني��ا الف�ضائية ميه��وب �صادق‬ ‫عبا�س من وا�شنطن‬ ‫واحد عم يدعي ربو ويقول‪:‬‬ ‫يارب ��ي كنت �صغ�ي�ر وعطيتني الطفول ��ه و�أخدتها‬ ‫مني‬ ‫وعطيتني ال�شباب واخدتو مني‬ ‫وعطيتني مرتي وانت ادرى باحلال‬ ‫يااااااارب‪.................‬‬

‫ان��ا ‪ :‬ال لك يا خي��ي ماعم نقرر ب��س يعني بركي‬ ‫برتتاح النا�س �شوي‬ ‫حكي��ت م��ع �صاحب��ي على اخلا��ص كن��ت ب�س�ألو هوي ‪ :‬الريحو حالكون انتو‬ ‫ع��ن �شخ�ص قلي لي��ه اكل همو امله��م مالو �شبيح ان��ا ‪ :‬حا�ض��ر ال ت�أخزونا ب��س واهلل نحنا �سوريني‬ ‫ومعار�ض للنظ��ام قلتلو من قلك ال�شبيحة ب�س مع كمان ها ‪.‬‬ ‫النظام‬ ‫هوي‪ :‬ماعلينا وين كنت ماعم ترد من �شوي‬ ‫�صار ال�شبيحة ا�شكال الوان‬ ‫ان��ا ‪ :‬واهلل كن��ت عن��د ال�ص��راف حولن��ا �شوي��ة‬ ‫يف �شبيحة ا�سالميني‬ ‫م�صاري للأهل وال�شباب‬ ‫ويف �شبيحة علمانيني‬ ‫هوي ‪ :‬بعد �صمت �شوي يال خري �سالم‬ ‫ويف �شبيحة ن�سوانيني (ن�سبة للن�سوجنيي )‬ ‫ويف �شبيحة طائفيني‬ ‫ويف �شبيحة لذيذين ‪...‬‬ ‫بع��د جتربة به��ل في�سب��ووك ا�سمحويل ق��ول تب�آ‬ ‫جزيال وثكلتك امك يا مارك‬ ‫كانت نا�س ملتهية بكا�سة متة وما�شي احلال‬ ‫يل��ي بدو يزعل ويلي بدو ير�ضا كلمتني بدي قولون ونا�س ملتهية بكا�سة �شاي‬ ‫واالجر على اهلل‬ ‫ونا�س جماعة كوبت�شينو‬ ‫لوال اخلارج ماعا�ش الداخل‬ ‫قمت جمعتهم كلهم ب�صفحة وحدة طلع معهم انه‬ ‫ولوال الداخل مارجعت كرامة اخلارج‬ ‫القائد املمانع البطل بدو يحرر فل�سطني واجلوالن‬ ‫ب��س خربط وب��دي بتحريرا من �ش��وارع وحارات‬ ‫حم�ص‬ ‫الو‬ ‫ب�س ياي عيونو زرق وبيلب�س جينز‬ ‫كيفك لك وينك‬ ‫لذلك �سلطة املو�ضوع‬ ‫واهلل هون انت طمنا عنك‬ ‫وتبا جزيال‬ ‫كلو متام‬ ‫كيف الو�ضع عندكون‬ ‫ما�شي احلال كتري منيح انتو �شو االخبار‬ ‫واهلل مبا ان��ه اال�شقاء االردنيني افتتحو الخوانهم‬ ‫واهلل ابدا ه أ‬ ‫ل كنا جمتمعني مع ال�شباب هون وعم ال�سوريني خميم الزعرتي ن�سبت آ� للزعرت‬ ‫نحك��ي على مو�ضوع هل حكومي اجلديدي وبركي اذا يف جمال يفتحو خميم البتزاوي ن�سبت�آ للبيتزا‬ ‫هيك بتنحل وترتاح هل عامل‬ ‫الخوانهم النيويوركيني‬ ‫ه��وي ‪ :‬ال اب��ن خالت��ي ال جتتمع��و وال تق��ررو وال‬ ‫تبطخ��و انتو مني عطاكون احل��ق حتكو باملو�ضوع‬ ‫قاعدين برا وعم تنظرو‬ ‫ما�ض��ل مرتادف�ي�ن بهالك��ون م��ا �إختلف��وا ح��ول‬

‫الق�ضي��ة ال�سورية ‪� ...‬أحدث اخل�ل�اف الأمريكي‬ ‫بني ال�صقور واحلمائم ‪� ,‬شهر تاين �سن�شهد نهاية‬ ‫النزاع بني الإ�شنيات والطحالب حول بقاء الأ�سد‬ ‫�صوعت��و را�سن��ا ب�سان��دي اخ��ي اعطون��ا �ساندي‬ ‫وخدو ب�شار‬ ‫يف الي��كات متل فر�شاية الأ�سن��ان ما كتري منحبا‬ ‫ب�س الزم نعمال‬ ‫مبادرة الأخ�ض��ر االبراهيمي ‪� ...‬أول دوالب ثاين‬ ‫حماولة ‪ ...‬واحد تنني‬ ‫ج��اي على بايل �صفرن �شي جمع��ة ‪ ...‬اللي عنده‬ ‫طريق��ة الرج��اء مرا�سلتي عاخلا��ص �أو العام او‬ ‫االت�صال هاتفيا‬ ‫�شعب يحتفل بعيد الرعب‬ ‫و�شعب عاي�ش كل الرعب‬ ‫اهلل يبعتلك��ن �سي��ارة مفخخ��ة بال��ورد وتك��ون‬ ‫خطواتكن عل��ى عبوات ال�سع��د وتنفجر بوجهكن‬ ‫قناب��ل الرزق وين��زل على بيوتك��ن �صواريخ الهنا‬ ‫والرحمة ويحت��ل داركن االميان وتك��ون نهايتكن‬ ‫اجلن��ة وينع��اد عليكم باخلري وال�صح��ة والعافية‬ ‫وكل عام وانتم بخري ‪ ...‬ويلعن روحك ياحافظ‬

issue 36 / nov 05th 40

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com