العدد ٣٠ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 30 / Aug 17th

th

issue 30 / Aug 17 2012


‫‪2‬‬

‫‪issue 30 / Aug 17th‬‬

‫ك ّتاب العدد‬

‫حممد الأ�سعد‬ ‫ر�ضوان زيادة‬

‫نذير جنديل الرفاعي‬ ‫أ�بو الوليد احلم�صي‬ ‫�شما�س‬ ‫ملى ّ‬ ‫منار حلب‬ ‫وائل احلم�صي‬

‫حممود الكن‬

‫‪issue 30 012‬‬ ‫‪17th Aug 2‬‬ ‫‪l.com‬‬

‫‪agazine@gmai‬‬ ‫‪email us: sbh.m‬‬ ‫‪ine.com‬‬ ‫‪www.sbhmagaz‬‬

‫إ�خراج وتنفيذ‪ :‬نذير جنديل الرفاعي‬

‫ورد اليايف‬ ‫بوليفار اخلطيب‬


3

issue 30 / Aug 17th


‫‪4‬‬

‫‪4 issue 28 / june 17th‬‬

‫‪issue 30 / Aug 17th‬‬

‫افتتاحية ال‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫‪3‬‬ ‫د‬ ‫‪0‬‬ ‫قعة وهارفرد‪ :‬ليس للظلم دين‬ ‫القو‬

‫من يقر�أ كل من روايتي «الق‬ ‫جمريات �أحداث كل منهما وقعة» و «من تدمر �إىل هارفرد» ومن ثم يلقي نظرة على بع�ض تفا�صيل‬ ‫ح�سب رواية كتابها‪ ،‬جند �أن كل منهما على دين‪ ،‬ونهج‪ ،‬و�إيديولوجيا‪ ..‬وفكر‬ ‫خمتلف عن الآخر‪.‬‬ ‫ففي القوقعة‪ ،‬املعتقل م�سيحي‬ ‫ملحد ال يعرتف بوجود �إله‪� ،‬سيطرت على تفكريه يف معظم مراحل‬ ‫اعتقاله خطيبته ال�شقراء وجمالها‪ ،‬وم�شاعره نحوها‪.‬‬ ‫بينما كان �صاحب رواية «من‬ ‫تدمر �إىل هارفرد» م�سلم ملتزم انتهز فر�صة وجوده يف املعتقل نف�سه‬ ‫حلفظ ما تبقى له من �أجزاء‬ ‫القر�آن الكرمي‪ ،‬وكثريا ما كان �سالحه يف ال�صرب وحتمل م�شاق الإعتقال‬ ‫والتعذيب الأدعية وال�صلوات وت‬ ‫من �سهرات ماجنة ون�ساء وجهه هلل ع ّز وجل‪ ،‬يف حني يتوجه الأول لرتكيز �أفكاره بعيد ًا عن الواقع‪،‬‬ ‫فرن�سا اجلميالت‪.‬‬ ‫ل�سنا هنا لتحليل �شخ�صية كل‬ ‫جند �أنه فع ًال ال مييز بني من الكاتبني‪ ،‬بل ب�إ�سقاط ب�سيط على ت�صرفات نظام الأ�سد ومنذ القدم‪،‬‬ ‫دين‬ ‫و�آخر‪ ،‬وطائفة و�أخرى �إال طائفة الأ�سد ودينه يف متجيده وت�أليه �أفراده‬ ‫والإخال�ص والوالء لهم‪.‬‬ ‫الالطائفية املتبعة من قبل ال‬ ‫باب امل�ساواة والعدالة التي نظام تكون فقط لزرع اخلوف والرعب يف نفو�س �شعوبه‪ ،‬ومل تكن يوم ًا من‬ ‫ال ي‬ ‫واملمانعة والكالم الزائف عرف منها النظام �سوى الت�شدق بها كمفردات يف خطابات ملئة بالعروبة‬ ‫الذي‬ ‫ح‬ ‫فظناه‬ ‫عن ظهر قلب‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬ومنذ �أيام‪،‬‬ ‫ويف حم�ص‪ ،‬مت اعتقال �أع�ضاء تن�سيقية حي الزهراء وهم عبارة عن‬ ‫ثمان �أ�شخا�ص من الطائفة ال‬ ‫علوية يعملون على ت�أمني املواد الإغاثية لأهل حم�ص «بغ�ض النظر عن‬ ‫طائفتهم»‬ ‫علينا �أن نعي ونفرق ما بني ا‬ ‫من علوي كرمي‪ ..‬والعك�س لدين والطائفة املذنبة‪ ،‬والدين والطائفة القاتلة‪ ،‬فكم من �سني قاتل وكم‬ ‫�ص‬ ‫واقع خمتلف‪ ..‬وطائفة‪ ..‬حيح‪ ،‬فلنخرج من قوقعتنا �أو لننفي �أنف�سنا وعقولنا �إىل هارفرد حيث‬ ‫خمتلفة‪.‬‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪issue 30 / Aug 17th‬‬

‫إحصائية الثورة‬

‫�ضحايا الثورة جتاوزت‪25,743 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الأطفال‪2,027 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الإناث ‪1,940‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الع�ساكر‪2,206 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة الذين ماتوا حتت التعذيب‪939 :‬‬ ‫املفقودون‪65,000+ :‬‬ ‫املعتقلون حالي ًا حوايل‪216,000+ :‬‬

‫ردود األفعال الدولية‬

‫منظمة التعاون اال�سالمي تعلق ع�ضوية �سورية‬ ‫ب�سبب قمعها العنيف لالنتفا�ضة‬ ‫الأمم املتحدة حت ّمل القوات ال�سورية وميلي�شيات‬ ‫النظام م�س�ؤولية جمزرة احلولة‬ ‫الواليات املتحدة تقول �أن �إيران تدرب ميلي�شيات‬ ‫�سورية‬ ‫مقاتلون ليبيون ين�ضمون لالنتفا�ضة ال�سورية �ضد‬ ‫الأ�سد‬ ‫�أمريكا ت�ستبعد حظر ًا جوي ًا على �سورية‬ ‫رو�سيا تدعو لاللتزام باتفاق جنيف ب�سورية‬ ‫�أمريكا ترفع العقوبات عن رئي�س الوزراء ال�سوري‬ ‫املن�شق ريا�ض حجاب‬ ‫طهران ترف�ض حظر ًا جوي ًا ب�سورية‬ ‫ملانيا‪ :‬ال ميكن �إقامة حظر للطريان يف �سورية‬ ‫�أالرئي�س الرتكي‪ :‬التغيري يف �سورية لن يكون ممكناً‬ ‫بالطرق ال�سلمية‬ ‫م�صر �أيدت تعليق ع�ضوية �سورية فى منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمى‬ ‫وزراء خارجية امل�ؤمتر الإ�سالمي ُيعلقون ع�ضوية‬ ‫�سورية‬ ‫من�سقة ال�ش�ؤون الإن�سانية تزور �سورية ولبنان‬ ‫الأ�سبوع اجلاري‬ ‫ايران تعار�ض تعليق ع�ضوية �سورية يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‬ ‫�أوغلو يحذر من م�آ�سى حرب طاحنة فى �سورية‬ ‫اال�ستخبارات الأملانية‪� :‬أيام الأ�سد معدودة‬ ‫بان كي مون يدعو �إىل الإبقاء على وجود مرن للأمم‬ ‫املتحدة يف �سورية‬ ‫وزراء اخلارجية العرب ي�ؤجلون اجتماعهم ب�ش�أن‬

‫التغطية اإلعالمية‬

‫ال�شرق الأو�سط‪ :‬ر�سالة مكة املكرمة‬ ‫ال�شرق الو�سط‪ :‬لكي ال تقع االنتفا�ضة ال�سورية يف‬ ‫�أخطاء الأ�سد‬ ‫اجلزيرة‪ :‬احلرب ال�سورية ت�ضغط على الأردن‬ ‫الر�أي‪ :‬ال�سالح الكيماوي فـي �سورية‪ :‬تقدير خماطر‬ ‫ثان مع خليفة �أنان يف �سورية بال‬ ‫العربية‪� :‬شوط ٍ‬ ‫�أهداف‬ ‫العربية‪ :‬مواقف ال�سوريني يف مو�سكو مما يحدث يف‬ ‫بالدهم‬ ‫اجلزيرة‪ :‬بيوت من �صفيح لإيواء النازحني ال�سوريني‬ ‫بطرابل�س‬ ‫الر�أي‪� :‬أفغنة �سورية والأخ�ضر الإبراهيمي‬ ‫بي بي �سي العربية‪� :‬سورية‪ :‬لعبة العني بالعني القاتلة‬ ‫يف �أروقة القنا�صني‬

‫�سورية‬ ‫الأردن يدعو �إىل حل �سيا�سي يحقن الدماء يف‬ ‫�سورية‬ ‫اجتماع قادم لوزراء اخلارجية العرب بجدة ب�ش�أن‬ ‫�سورية‬ ‫بريطانيا تدعم اجلي�ش ال�سوري احلر باملعدات‬ ‫قطر والأردن يدعوان حلل �سيا�سي ب�سورية‬ ‫هوالند ي�ؤكد التزام باري�س باملثابرة يف البحث عن‬ ‫حل �سيا�سي يف �سورية‬ ‫وا�شنطن تفر�ض عقوبات على �شركة نفط �سورية‬ ‫حكومية‬ ‫الأمم املتحدة‪ :‬عدد الجئى �سورية يقرتب من ‪150‬‬ ‫�ألف ًا‬ ‫وا�شنطن تتهم حزب اهلل بدعم حكومة الأ�سد‬ ‫�إ�سرائيل تخ�شى جي ًال جهادي ًا جديد ًا‬ ‫ملك الأردن يخ�شى تق�سيم �سورية‬ ‫�إيران ت�ؤكد �أن بع�ض املخطوفني يف �سورية من‬ ‫متقاعدي احلر�س الثوري‬ ‫تركيا توجه حتذيرا �صريحا لإيران ب�ش�أن �سورية‬ ‫الأمم املتحدة‪ :‬نق�ص حاد يف االدوية يف �سورية‬ ‫و�سكان االرياف هم االكرث ت�ضرر ًا‬ ‫بريطانيا تقدم ‪ 15.7‬مليون دوالر مل�ساعدة‬ ‫الالجئني ال�سوريني‬ ‫كلينتون‪ :‬لإنهاء العنف يف �سورية وللبدء بالتخطيط‬ ‫النتقال �سيا�سي‬ ‫‪‎‬لبنان يبلغ طهران عدم م�شاركته يف اجتماع‬ ‫اخلمي�س حول �سورية‬ ‫وا�شنطن‪ :‬االن�شقاقات يف النظام ال�سوري ت�ؤكد ان‬ ‫الأ�سد فقد ال�سيطرة‬

‫‪5‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 30 / Aug 17th‬‬

‫مل يتوان���ى �س���كان مدين���ة الق�ص�ي�ر الريفي���ة‬ ‫الت���ي تقع غ���رب حم�ص على بع���د نحو ‪ 35‬كم‪،‬‬ ‫والأق���رب �إىل احلدود اللبنانية التي ال يف�صلها‬ ‫عنها �إال ‪ 15‬كم‪ ،‬عن دعم الثورة ال�سورية �سواء‬ ‫عل���ى �صعيد احلراك ال�سلم���ي �أو حتى ب�أبنائها‬ ‫املن�شق�ي�ن عن اجلي����ش النظام���ي وان�ضمامهم‬ ‫للجي�ش ال�سوري احلر‪.‬‬ ‫ولعب���ت الق�ص�ي�ر الت���ي ا�ستم���دت ا�سمه���ا من‬ ‫كونه���ا يف الق���دمي مرتع��� ًا للغ���زالن‪ ،‬دور ًا هام ًا‬ ‫ملوقعها اال�سرتاتيجي فكانت حمطة عبور للثوار‬ ‫الذين ينقلون جرحاه���م عرب الطرق الزراعية‬ ‫من الق�صري و�صو ًال �إىل لبنان‪.‬‬ ‫يتج���اوز عدد �س���كان الق�صري ‪� 40‬أل���ف ن�سمة‪،‬‬ ‫ويتب���ع له���ا �إداري ًا �أك�ث�ر م���ن ‪ /40/‬قرية‪ ،‬وقد‬ ‫ق ّدم���ت خ�ل�ال الث���ورة م���ا يق���ارب ‪� 500‬شهيد‬ ‫حت���ى تاريخ �صدور هذا الع���دد‪ ،‬وقد ارتقى �أول‬ ‫�شهدائه ��ا بتاريخ ‪2011 /4 / 22‬م وكانوا اثنني‬ ‫من املدني�ي�ن (ج ��دوع العمر وحمم ��د العيدة)‬ ‫وذل ��ك بح�س ��ب م ��ا �أورد موق ��ع �شه ��داء الثورة‬ ‫ال�سوري���ة‪ ،‬وق���د دخل جي����ش نظ���ام الأ�سد �إىل‬ ‫مدينة الق�صري للم���رة الأوىل يف احلادي ع�شر‬ ‫من رم�ضان ‪1432‬هـ‪ ،‬املوافق لـ ‪2011/7/6‬م‪.‬‬ ‫ملحة تاريخية‬ ‫كان���ت الق�ص�ي�ر ع�ب�ر التاري���خ �سي���دة نف�سها‪،‬‬ ‫فه ��ي مل تكن يوم ًا من الأي ��ام خا�ضعة للإقطاع‬ ‫كبقي���ة القرى الت���ي حولها‪ ،‬والت���ي كانت ملكية‬ ‫�أغلبه���ا تع���ود �إىل عائل���ة واح���دة �أو عائلت�ي�ن‪،‬‬ ‫ف�أهايل الق�صري كانوا متل ّكوا �أرا�ضيهم وعملوا‬ ‫ب�أنف�سهم فيها‪.‬‬ ‫وتع��� ّد الق�ص�ي�ر منطق���ة ا�صطي���اف ممي���زة‬ ‫يق�صده���ا «احلمام�صة» للتن���زه يف «ال�سريان»‬ ‫ال�شعبي ال�شهري‪ ،‬وه���ي غنية مبحا�صيل ت�شتهر‬ ‫بجودته���ا كامل�شم�ش الذي ين�س���ب لها «امل�شم�ش‬ ‫الق�ص�ي�راوي» �إىل جان���ب التف���اح والزيت���ون‬ ‫وحما�صيل �أخرى‪.‬‬

‫قــصــــة مــــديــــنــــة‬ ‫القصير جارة العاصي‬

‫ا�ست�ضافت املدينة التي مير عربها نهر العا�صي‬ ‫قب���ل تدفق���ه نح���و حم����ص‪ ،‬العديد م���ن قوافل‬ ‫الأم ��راء واملل ��وك تاريخي� � ًا‪ ،‬لع ��ل �أقربه ��ا حملة‬ ‫«حممد علي با�ش ��ا» �إىل بالد ال�شام بقيادة ابنه‬ ‫«�إبراهيم با�شا»‪.‬‬ ‫ويوجد يف الق�ص�ي�ر العديد م���ن املواقع الأثرية‬ ‫املعروف���ة والغام�ض���ة بالن�سبة للكثريي���ن �أي�ض ًا‪،‬‬ ‫فعلى �سبيل املثال هن���اك طاحونة «�أم الرغيف»‬ ‫الروماني���ة‪ ،‬وبجواره���ا «القنط���رة» الأثري���ة‬ ‫امل�شه���ورة والت���ي تع���ود �إىل التاري���خ الروماين‪،‬‬ ‫ومدين���ة «جو�سي���ه» الأثرية‪ ،‬وتل النب���ي مندو �أو‬ ‫م ��ا ي�سم ��ى «قاد�ش» وه ��ي مدينة �أثري ��ة ارتبط‬ ‫ا�سمها مبعارك �شهرية بني احليثيني والفراعنة‬ ‫يف الألف الثاين قبل امليالد وهي الآن خالية من‬ ‫ال�سكان‪.‬‬


‫‪issue 30 / Aug 17th‬‬

‫يو‬ ‫رحنا مبسوطني‪...‬رجعنا مشلوشني‬ ‫لي�ش التغيري؟!‬ ‫عم ت�س�ألني لي�ش بدي التغيري؟‬ ‫بزماناتو باخلم�سينات‪ ..‬كانو يقولو عن �سوريا‪ ..‬يايان ال�شرق الأو�سط‪ ..‬و�أملانيا املتو�سط‬ ‫وقال مهاتري ماليزيا‪ :‬لأجعلن من ماليزيا �سوريا ثانية‬ ‫اليوم‪� :‬صارت ن�سبة البطالة ‪ 30‬باملية‪ ،‬ون�سبة الفقر ‪ 40‬باملية‬ ‫و�صرنا اذا رحنا �شهر ع�سل على ماليزيا مرنجع م�شلو�شني‪..‬‬ ‫وعلى قولة فريوز‪ :‬كلمة ياريت ‪ ..‬عمرا ما عمرت بيت‬

‫�سوري‬

‫‪7‬‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 30 / Aug 17th‬‬

‫زهري حممد ال�شاهر ‪ ،‬من مواليد ‪ ،1991-4-29‬من ع�شرية البكارة‬ ‫‪ ..‬من �أب ديري وام حم�صية‬ ‫ترعرع يف عائلة مكونة من ‪� 3‬شباب هو �أكربهم‪ ،‬ابوه متوفى ‪ ..‬وكان‬ ‫هو املعيل لهذه العائلة بعمل يف مقهى للإنرتنت‪.‬‬ ‫�شغل زهري من�صب رئي�س برملان االطفال يف ديرالزور منذ ت�أ�سي�سه‬ ‫حتى بلوغه �سن الـ ‪ ،18‬وكان �صاحب م�شروع املعجزة للعودة بال�شباب‬ ‫للقراءة‪،‬‬ ‫ح�صل ال�شهيد على �شهادة التوفل باللغة االنكليزية و ح�صل م�ؤخر ًا‬ ‫على �شهادة البكالوريا مبعدل عالٍ ‪.‬‬ ‫عا�ش بحم�ص �سنتني يف حي باب �سباع وثم عاد �إىل ديرالزور بعد‬ ‫ح�صار اجلي�ش حلم�ص ‪.‬‬ ‫كان من �ضمن ال�شباب الذين التقى بهم ب�شار اال�سد عند زيارته‬ ‫ملدينة ديرالزور‪ ،‬والتقى �أي�ض�آ با�سماء اال�سد و اعطته «البتوب»‬ ‫تقدير�آ جلهوده و متيزه‪.‬‬

‫عندما كان رئي�س برملان �أطفال دير الزور‪ ,‬الذي كان جتمعا لل�شباب‬ ‫والأطفال يف �سن ال‪ 12‬وال‪ 18‬وقد مت انتقاده بكرثة من قبل كبار‬ ‫ال�سن ومتت مناداة هذه التجربة بالولدنة �أو �صغر العقل وبالعمل‬ ‫الفارغ الذي ال ينفع �أحدا‪.‬‬ ‫وكعادته‪ ,‬برهن للنا�س كلهم ب�أنهم خمطئون‪ ،‬حيث لقي برملان‬ ‫الأطفال �إقباال وا�سع ًا وكان جتربة ناجحة جدا‪.‬‬ ‫عمل كثريا من �أجل حقوق الطفل وحقوق االن�سان �إىل جانب ممثلي‬ ‫اليوني�سيف و قدم الكثري حماو ًال �إعطاء النا�س حقوقهم التي طاملا‬ ‫حلموا بها بينما �سلب �أهم حقوقه‪ ..‬حق احلياة‪.‬‬ ‫زهري من �أوائل من �شاركوا يف املظاهرات املطالبة باحلرية يف كل‬ ‫من حم�ص و ديرالزور ‪ ,‬وكان يقوم بت�صويرها و بثها على الإنرتنت‬ ‫‪ ,‬لكي ينقل ال�صورة احلقيقية ملا يحدث يف �سورية ‪.‬‬ ‫منذ دخول اجلي�ش كان زهري يعمل على ت�صوير و توثيق الق�صف و‬ ‫القتل املمنهج الذي يح�صل يف ديرالزور ‪� ,‬إ�ضافة لعمله االن�ساين‬ ‫بتوزيع امل�ساعدات الغذائية للنا�س املحا�صرين‪.‬‬ ‫ال�شهيد زهري ال�شاهر كان �أحد امل�صورين ل�صفحة ( عد�سة �شاب‬ ‫ديري | ‪ ) Lens of a Young Deri‬التي توثق ما يح�صل‬ ‫يف مدينة ديرالزور بال�صور اليومية ‪.‬‬


‫‪issue 30 / Aug 17th‬‬

‫مازن درويش‪ ..‬ما زال معتقال‪..‬‬ ‫منذ حوايل اخلم�سة �أ�شهر وال�سيد مازن دروي�ش‬ ‫رئي�س املركز ال�سوري للإعالم وحرية التعبري‪،‬‬ ‫معتقل يف �سجون نظام الأ�سد حيث مت اعتقاله‬ ‫للمرة الأوىل بتاريخ ‪� ١٦‬آذار ‪ ٢٠١١‬على خلفية‬ ‫م�شاركته يف االعت�صام الذي ن ّفذه �أهايل معتقلني‬ ‫�أمام وزارة الداخلية لتقدمي ر�سالة �إىل وزيرها‬ ‫مطالبني �إخالء �سبيل �أبناءهم ومت �إطالق‬ ‫�سراحه يف اليوم ذاته ليعاد اعتقاله بتاريخ ‪٢٣‬‬ ‫�آذار ‪ ٢٠١١‬بعد ا�ستدعائه للتحقيق على خلفية‬ ‫ت�صرحيات �إعالمية �أدىل بها «دروي�ش» حول‬ ‫الإعتقاالت و�أحداث درعا يف �سوريا‪.‬‬ ‫م�ؤخرا‪ ،‬وبتاريخ ‪� ١٦‬شباط ‪ /‬فرباير ‪٢٠١٢‬‬ ‫داهمت قوى املخابرات اجلوية مكتب الإعالمي‬ ‫واحلقوقي مازن دروي�ش يف دم�شق واعتقلته مع‬ ‫طاعم عمل «املركز ال�سوري للإعالم وحرية‬ ‫التعبري» و�ضيوف املكتب جميعا وقد بلع عدد‬ ‫املعتقلني ‪� ١٤‬شخ�ص ًا‪.‬‬ ‫وكما ذكرنا‪ ،‬مل يكن هذا هو االعتقال الأ ّول‬ ‫لل�سيد دروي�ش‪ ،‬وال الإنتهاك الأ ّول الذي يتع ّر�ض‬ ‫كمواطن �سوري‪ ،‬وك�إعالمي وحقوقي‪� .‬إذ‬ ‫له‬ ‫ٍ‬ ‫�إنّ مازن دروي�ش ممنو ٌع من ال�سفر منذ العام‬ ‫‪ ،2007‬و�سبق �أن تع ّر�ض مكتبه للإغالق‬ ‫مرتني‪� ،‬آخرهما من قبل �إدارة املخابرات العامة‬ ‫بتاريخ ‪ ،2009/09/14‬كما �سبق له‪ ،‬ومنذ‬ ‫بطلب �إىل نقابة املحامني‬ ‫�أكرث من عام‪� ،‬أن تقدّم ٍ‬ ‫يف دم�شق للإنت�ساب �إىل مهنة املحاماة‪ ،‬دون �أن‬ ‫يتل َقى � ّأي ٍرد ر�سمي بهذا اخل�صو�ص‪ .‬مل تتوفر‬ ‫حجة قانونية متنعه من ذلك‪ ،‬ولكن القرارات‬ ‫ّ‬ ‫الأمنية الراف�ضة كانت هي احلا�سمة‬ ‫‪‎‬ال ميكن قراءة انتهاكاتها بحق الإعالمي مازن‬ ‫دروي�ش و”املركز ال�سوري” �سوى باعتبارها‬ ‫ممار�س ًة تهدف �إىل الق�ضاء على فاعلية هذا‬ ‫املركز و�ش ّل حركة ال�سيد دروي�ش‪ ،‬متام ًا كما فعل‬ ‫ال�سلطان عبد احلميد مع �أبو خليل القباين رائد‬ ‫امل�سرح الغنائي العربي يف القرن التا�سع ع�شر‪،‬‬ ‫م�سرحه‪،‬‬ ‫والذي هاجر �إىل م�صر بعد �أن �أُحرق‬ ‫ُ‬ ‫وكما فعلت ال�سلطات ال�سورية مع املخرج عمر‬ ‫�أمرياالي‪ ،‬الذي اختّ�ص يف ال�سينما الت�سجيلية‪،‬‬

‫فمنعته من ال�سفر بالإ�ضافة �إىل منع عر�ض‬ ‫�أغلب �أفالمه‪ ،‬وحاالت �أخرى كثرية عن �أفكار‬ ‫دفع �أ�شخا�ص �سوريون حياتهم من �أجل نقلها‬ ‫�إىل �سوريا و�إىل كل مواطن �سوري‪ .‬ومن جهتها‬ ‫مل تتوانَ ال�سلطات الر�سمية عن ممار�سة �أي‬ ‫فعل قمعي �ضدّهم‪ ،‬والذي ترف�ض ال�سلطات‬ ‫الديكتاتورية �إدراكه‪ ،‬كما تو�ضح التجربة‪� ،‬أنّ‬ ‫حماربة حامل الفكرة حتى ولو و�صل الأمر حد‬ ‫وفاته ال مينع حتقيق الفكرة‪ ،‬فامل�سرح انت�شر يف‬ ‫�سوريا ويف خمتلف �أ�شكاله ومدار�سه‪ ،‬كما ظهر‬ ‫جي ٌل ب�أكلمه من ال�شباب الذي يعمل يف ال�سينما‬ ‫الت�سجيلية وال�سينما الوثائقية‪ ،‬واحلال ذاته مع‬ ‫فكرة حرية الإعالم‪.‬‬ ‫‪‎‬ومازن دروي�ش من مواليد ‪� ،1974‬صحايف‬ ‫وع�ضو يف االحتاد الدويل لل�صحافيني وم�ؤ�س�س‬ ‫ورئي�س املركز ال�سوري للإعالم وحرية التعبري‪.‬‬ ‫كما ي�شغل من�صب نائب رئي�س املعهد الدويل‬ ‫للتعاون وامل�ساندة يف بروك�سل وع�ضو يف املكتب‬ ‫الدويل ملنظمة مرا�سلني بال حدود‬

‫‪9‬‬


‫‪issue 30 / Aug 17th 10‬‬

‫امليدانية‬ ‫سجن حلب املركزي‪ ،‬من احملاكم‬ ‫َّ‬ ‫امليدانية‬ ‫لألحكام‬ ‫َّ‬


‫‪11 issue 30 / Aug 17th‬‬

‫خا�ص ‪ /‬حلب ‪ /‬منار‬

‫بحاالت اختناق‪.‬‬

‫�سجن حلب املركزي �أو كما يعرف ب�سجن‬ ‫امل�سلم َّية ن�سب ًة �إىل موقعه‪ ،‬هو م�صري‬ ‫ال�سجناء ذوي التهم ال�سيا�س َّية �أو الإعالم َّية‬ ‫�أو احلقوق َّية يف حمافظة حلب‪ ،‬حيث ي�ضم‬ ‫ق�سم «امللحق ال�سيا�سي» فيه حوايل اخلم�سمئة‬ ‫�سجني �سيا�سي يف حني يت�سع ق�سم «الربج» �إىل‬ ‫حوايل الثمانية �آالف معتقل ي�شكل ال�سجناء‬ ‫ال�سيا�سيون ن�سبة كبرية منهم‪.‬‬

‫«التدهور من حالة املحاكم امليدان َّية �إىل حالة‬ ‫الأحكام امليدان َّية»‬ ‫على الرغم من �سلم َّية ال�سجناء وعدم توجههم‬ ‫�إىل مهاجمة عنا�صر �أمن ال�سجن‪ ،‬حيث كان‬ ‫�سبب مت ُّردهم هو الهروب من االختناق‪َ � ،‬اّإل � َّأن‬ ‫قوات الأمن قد وجدت لنف�سها ذريع ًة و�سبب ًا‬ ‫لتوجيه نريانها بكثافة �إىل �صدور ال�سجناء‬ ‫ال�سيا�سيني الذين �سرعان ما اختب�ؤوا خلف‬ ‫زوايا جدران ال�سجن خوفا من ر�صا�ص الأمن‬ ‫الذي �أ�سقط ما ال يقل عن ت�سعة �شهداء عرفت‬ ‫�أ�سما�ؤهم‪ ،‬ثمانية منهم من الـ»برج» وواحد‬ ‫من امللحق ال�سيا�سي‪.‬‬

‫«جمزرة ‪ 2012/7/24‬لي�س الوحيدة لكن‬ ‫الأفظع»‬ ‫�شهد �سجن امل�سلم َّية العديد من حاالت‬ ‫االحتجاج الناجتة عن جرائم النظام فيه‬ ‫ولعل �أبرزها وفاة «فوزي �شريف نبواين» وهو‬ ‫معتقل فل�سطيني تويف بتاريخ ‪2012/7/13‬‬ ‫مت�أثر ًا ب�إ�صاباته الناجتة عن التعذيب يف فروع‬ ‫الأمن ال�سور َّية حيث رف�ض �أمن ال�سجن نقله‬ ‫�إىل م�شفى حكومي �أو توفري الرعاية الطبية‬ ‫املنا�سبة له عند تدهور حالته ال�صح َّية مما‬ ‫لكن �أبرز حاالت‬ ‫�أ َّدى �إىل وفاته يف ال�سجن‪َّ ،‬‬ ‫االحتجاج التي تط َّورت لت�صبح جمزرة يف‬ ‫�سجن امل�سلم َّية هي جمزرة ‪.2012/7/24‬‬ ‫«الكرامة ال تدخل �ضمن قائمة حقوق ال�سجني‬ ‫يف امل�سلم َّية»‬ ‫‪ 11:00‬بعد من�صف الظهر (‪)2012/7/23‬‬ ‫قام �أحد عنا�صر �أمن �سجن امل�سلم َّية باالعتداء‬ ‫على كرامة �أحد امل�ساجني ال�سيا�سيني مما‬ ‫و َّلد ر َّدة فعل م�صحوبة باحتقان �شديد‬ ‫من امل�ساجني ال�سيا�سيني ب�سبب ا�ضطهاد‬ ‫وم�صادرة حقوقهم امل�شروعة داخل ال�سجن‪،‬‬ ‫حيث قام ال�سجناء ال�سيا�سيني بالقيام‬ ‫با�ستع�صاء داخل ال�سجن رافقه احتجاجات‬ ‫�سلم َّية مطالبة باحرتام حقوق ال�سجني‪.‬‬ ‫‪ 11:45‬بعد منت�صف الظهر (‪)2012/4/23‬‬ ‫ق َّوات �أمن ال�سجن تلقي بقنابل غاز َّية بكثافة‬ ‫على ال�سجناء يف الـ»برج» والحق ًا يف امللحق‬ ‫ال�سيا�سي مما ي�س ِّبب حاالت اختناق وحالة‬ ‫فو�ضى وذعر �شديدة تدفع ال�سجناء للتم ُّرد‬ ‫وتك�سري الأبواب والنوافذ واجلدران واخلروج‬ ‫من مهاجعهم طلب ًا للهواء لإنقاذ امل�صابني‬

‫«م�سرح جديد لال�شتباكات»‬ ‫مل يو ِفّر اجلي�ش ال�سوري النظامي �سوى دقائق‬ ‫معدودات ح َتّى بد�أ بتحريك قطعة ع�سكر َّية من‬ ‫داخل مدينة حلب‪ ،‬منطقة الرامو�سة حتديد ًا‪،‬‬ ‫�إىل �سجن امل�سلم َّية يف �سعيه لإكمال ما بد�أت‬ ‫بحجة‬ ‫فيه قوات �أمن ال�سجن بارتكاب جمزرة َّ‬ ‫ال�سيطرة على �أمن ال�سجن‪ ،‬كما قام اجلي�ش‬ ‫ال�سوري احلر مبهاجمة هذه القطعة الع�سكر َّية‬ ‫ّ‬ ‫واال�شتباك معها �أمام ال�سجن يف منطقة‬ ‫امل�سلم َّية وقد ت�س َّبب انقطاع االت�صاالت عن‬ ‫املنطقة بعدم معرفة نتائج هذه اال�شتباكات‪،‬‬ ‫ي�صرح � ًّأي من اجلي�شني عن نتائجها‪.‬‬ ‫كما مل ِّ‬ ‫«�سجناء �أحرار‪ ،‬م�صطلح �سوري قدمي‬ ‫امل�صدر»‬ ‫اقتب�ست منظمة «هيومن رايت�س ووت�ش» يف‬ ‫تقريرها «عقد �ضائع‪� ،‬أ َّول ع�شر �سنوات من‬ ‫حكم ب�شار الأ�سد» تعقيب �أحد النا�شطني‬ ‫عن حالة الق�ضاء وال�سجناء ال�سيا�سيني يف‬ ‫�سوريا حيث قال‪�« :‬سج َنّا يف الثمانينات دون‬ ‫حماكمة‪ ،‬اليوم نح�صل على حماكمة لكننا ال‬ ‫نزال نذهب �إىل ال�سجن»‪ ،‬ولعله كان خمط�أً يف‬ ‫ذلك‪� ،‬إذ �أن املحاكم امليدان َّية التي انتقدها‬ ‫ومل يعتربها حماكمات‪ ،‬تط َّورت اليوم لت�صبح‬ ‫يف عهد الأ�سد االبن «�أحكام ًا ميدان َّية» كالتي‬ ‫ح�صلت بحق ال�شهداء الع�شر الذين لقيو‬ ‫م�صرعهم يف جمزرة امل�سلم َّية‪.‬‬


‫‪issue 30 / Aug 17th 12‬‬

‫طاملا احلر َّية هدفنا‪ ،‬فالفن سالحنا‬ ‫سراقب بني الورد والنار‬ ‫عل ��ى الرغم من ت�سارع أ�ح ��داث الثورة ال�سور َّية فيما تال ا�سته ��داف خل َّية الأزمة‬ ‫وخ�صو�ص��� ًا عل���ى ال�صعيد الع�سك���ري كمعركة حلب وعلى �صعي���د االن�شقاقات يف‬ ‫لكن خماوف النظام الك�ب�رى ال زالت كما كانت منذ بداية‬ ‫ال�سل���ك الدبلوما�سي‪َّ ،‬‬ ‫الث ��ورة َّ‬ ‫تتلخ�ص بكلم ��ة «ال�سلم َّية»‪ ،‬فال�سلم َّية هي تهم ��ة النا�شط غ َّياث مطر التي‬ ‫حكم ��ت عليه ‪-‬يف �شهور الثورة الأوىل‪ -‬بقطع حنجرت ��ه‪ ،‬كما ال تزال تهمة �أهايل‬ ‫الفن �سالح ًا يف مواجهة �أق�سى �أنواع‬ ‫بل ��دة �سراقب الذين ي�صرون عل ��ى ا�ستخدام ِّ‬ ‫الق�صف الذي تتع َّر�ض له البلدة يوم َّي ًا‪.‬‬


‫‪13 issue 30 / Aug 17th‬‬

‫ِّ‬ ‫لكل حكاي ٍة بداية‬

‫«عندم ��ا �أ�صبح ��ت �سراق ��ب �ساح� � ًة لال�شتباكات‬ ‫امل�س َّلح���ة بني اجلي�شني احلر والأ�سدي بحكم كون‬ ‫البل���دة تقع على طريق الإم���دادات الع�سكر َّية من‬ ‫���دّة م���دن‪ ،‬مل يواف���ق �أهل املدين���ة على �أن‬ ‫و�إىل ع َ‬ ‫ق�ص���ة �سراقب ونهايتها‪،‬‬ ‫تك���ون احلرب هي بداية َّ‬ ‫فمنذ بداية ال�سنة (‪ )2012‬ظه�ؤت بوادر احلراك‬ ‫ال�سلمي يف املدينة وهدفها الت�أكيد على � َّأن ر�سالة‬ ‫الث���ورة الإن�سان َّي���ة �ست�ستم���ر رغ���م ك ّل الظروف»‬ ‫ي ��روي لنا حم َّم ��د‪ ،‬أ�ح ��د النا�شط�ي�ن يف احلراك‬ ‫ال�سلمي يف املدينة‪.‬‬

‫مبادئه ��ا‪ ،‬ول َّأن هذا النوع م ��ن االحتجاج والتعبري‬ ‫كان منا�سب��� ًا للجميع فقد ب���د�أ باالنت�شار والتطور‬ ‫ال�سريع‪ ،‬ف����إىل جانب اجلداري���ات هناك فقرات‬ ‫فن َّي���ة متن َّوع���ة ت ؤ� َدّيه���ا «جلن���ة تنظي���م احل���راك‬ ‫ال�سلم���ي»‪ ،‬كم���ا نق���وم بني احل�ي�ن والآخ���ر بوقف ٍة‬ ‫احرتام��� ًا لروح �أح���د ال�شه���داء من �أبن���اء البلدة‬ ‫�أو م���ن املعروفني بالثورة بغ����ض النظر عن �أ�صله‬ ‫�أو انتمائ���ه الدين���ي �أو القوم���ي فالث���ورة جلمي���ع‬ ‫ال�سوريني وللمجتمع املدين املن�شود‪.‬‬

‫ما الر�سالة التي ت�ؤدونها بالفن للمجتمع‬ ‫ال�سوري وللعامل ك ِّله؟‬

‫لكن حمل‬ ‫«جميع �س َّكان �سراق���ب يريدون احلر َّية َّ‬ ‫ال�س�ل�اح لي�س َاّ ً‬ ‫حل ينا�سب اجلمي���ع‪ ،‬كما �أ َّنه واقع‬ ‫مفرو� ��ض ال يتما�شى م ��ع �أهداف الث ��ورة الأوىل‪،‬‬ ‫لذلك ف� َّإن الفنّ ق���د �أعاد لل�شعب الإميان مببادئ‬ ‫الث���ورة الأوىل الت���ي �ستعود وتنت�ص���ر على املدفع‬ ‫والقذيف���ة‪ ،‬كم���ا خل���ق االحتج���اج ال�سلم���ي ج��� َّو ًا‬ ‫مريح� � ًا للجميع‪ ،‬حيث َّ‬ ‫لكل �شخ�ص دور كما للعمل‬ ‫اجلماعي �أهم َّية مما يخلق البنية الأوىل للمجتمع‬ ‫ّ‬ ‫املدين الذي لطاملا عملنا و�سنعمل لأجله‪».‬‬

‫���ب دائم ًا �أن نر�س���ل �صوتنا لإخوتن���ا يف جميع‬ ‫نح ُّ‬ ‫�أنح���اء �سوري���ا لنق���ول له���م ب���� َّأن الث���ورة ال زالت‬ ‫�سلم َّي ��ة و�ستعود كما بد�أت ب ��اذن اهلل‪ ،‬حيث يجب‬ ‫علينا �أن نبن���ي �سوريا الغد من اليوم‪� ،‬سوريا التي‬ ‫حتتاج تعاوننا وتكاتفنا �ضمن املجتمع املدين‪َّ � ،‬أما‬ ‫بالن�سبة للع���امل «فالفن هو �أعظم �سالح ن�ستعمله‬ ‫�ض���د الن���ار والق�ص���ف لأ َّنن���ا ن�ستطي���ع ب�صوتن���ا‬ ‫وب�أعمالن���ا ال�سلم َّي���ة �أن نو�صل �صوتن���ا للعامل وان‬ ‫يقف معنا جمي���ع ال�شعوب واملنظم���ات احلقوقية‬ ‫والدولية لفمطالبنا م�شروعة واحلرية للجميع»‪.‬‬ ‫«ما �أ�ضيق العي�ش لوال ف�سحة الأمل»‬

‫يف البداي���ة‪ ،‬كان���ت هناك بوادر وح���ركات فرد َّية‬ ‫لر�س���م جدار َّي���ات حتك���ي ق�ص�ص الث���ورة وتربز‬

‫الع���امل‪ ،‬لع َّ‬ ‫���ل �أب���رز جدار َّياتها حتم���ل ا�سم الأمل‬ ‫املهدّمة ت�ش��� َّكل قو�س الن�ص���ر ومقابرها‬ ‫وبيوته���ا َ‬

‫ما ُّ‬ ‫الفن �أمام املدفع َّية؟‬

‫م ��ا ا�ش ��كال االحتج ��اج ال�س ��لمي الت ��ي‬ ‫���د لك �أن ت���زور �سراقب �أك�ب�ر معر�ض ف َّني يف‬ ‫ال ب َّ‬ ‫متار�سونها يف �سراقب؟‬

‫َّ‬ ‫لكن عنوان املعر�ض‬ ‫املكتظ���ة هي منحوتة احلياة‪َّ ،‬‬ ‫كان و�سيبقى «حر َّية‪� ،‬سلم َّية»‪ ،‬ومن حتت الق�صف‬ ‫العنيف وبني املعارك واال�شتب ��اكات الغري منتهية‬ ‫�ست�سمع �صوتها ينادي «�سراقب بدا حر َّية» ‪.‬‬

‫من هي �سراقب؟‬

‫�سراق���ب ناحية ومدينة �سورية يف حمافظة �إدلب‪.‬‬ ‫تق���ع �إىل اجلنوب ال�شرقي م���ن �إدلب‪ ،‬وتعد نقطة‬ ‫مهمة عل ��ى الطريق بني دم�ش ��ق وحلب‪ ،‬يبلغ عدد‬ ‫ال�سكان فيها ‪ 40.000‬ن�سمة‪ ،‬ومتتد على م�ساحة‬ ‫‪� 17‬أل���ف هكتار‪ ،‬وتبعد ‪ 50‬كم عن حلب و ‪ 135‬كم‬ ‫عن حم�ص و ‪ 297‬كم عن دم�شق‪.‬‬ ‫وتكت�سب �سراقب �أهمي���ة خا�صة بني املدن �سورية‬ ‫م���ن حي���ث موقه���ا اجلغ���رايف ال���ذي يرب���ط بني‬ ‫جمموعة من امل���دن‪ .‬وت�شتهر املدين���ة بال�صناعة‬ ‫حيث يوجد بها عدد كبري من املن�ش�آت ال�صناعية‪.‬‬ ‫عدت �سراقب مركز ًا للقواف���ل وللم�سافرين فلقد‬ ‫ذكره ��ا امل�ؤرخ عب ��د الق ��ادر النعيم ��ي الدم�شقي‬ ‫املتوفى ‪ 978‬للهج���رة يف كتابه «الدار�س يف تاريخ‬ ‫املدار�س» حي���ث كانت ت�سمى منزلة �سراقب �أثناء‬ ‫حديثه ع���ن بر�سباي النا�صري وال���ذي تويف فيها‬ ‫�أثناء انتقاله من حلب �إىل دم�شق‪.‬‬ ‫كما ورد ا�سم �سراقب يف كتب العديد من الرحالة‬ ‫�أمث ��ال الرحال ��ة الإيط ��ايل (مورون ��ه) والرحالة‬ ‫الإنكليزي كرين‪.‬‬


‫‪issue 30 / Aug 17th 14‬‬

‫دمش��ق مدينة األش��باح العابق��ة برائحة املوت‬

‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫مل يج ��ر ؤ� العيد على زيارة �ش ��وارع و�أ�سواق ال�شام‬ ‫قبيل انتهاء �شهر ال�صوم ب�أ�سبوع كما كانت عادته‬ ‫يف ال�سابق‪ ،‬فم�ساء دم�شق اليوم لي�س كما كان يف‬ ‫م�سائهما القدمية‪.‬‬ ‫يف ال�ساع ��ة اخلام�س ��ة م�سا ًء وم ��ع اقرتاب غروب‬ ‫ال�شم� ��س‪ ،‬تدخ ��ل املدينة يف ثبات امل ��وت املخيف‪،‬‬ ‫حي ��ث ال �أح ��د يخرتق �صم ��ت العا�صم ��ة احلزينة‬ ‫النائم���ة عل���ى �ص���وت الر�صا����ص واالنفج���ارات‬ ‫�س���وى امل�ضط���ر لق�ض���اء حاج���ة �إ�سعافي���ة م���ا‪،‬‬ ‫خا�ص���ة �أن و�سائ���ل النق���ل تقل حركته���ا مع تقدم‬ ‫�ساعات النه ��ار‪ ،‬لت�صبح �شب ��ه معدومة يف الليل‪،‬‬ ‫حي���ث يهيمن الر�صا����ص والقذائف عل���ى امل�شهد‬ ‫الدم�شقي‪ ،‬ويبق ��ي موت الذي ن�شر �شبيحته �سيد ًا‬ ‫ن�صب نف�سه بالقوة على عر�ش ال�شام‪.‬‬

‫وب ��ات من املعروف �أن �أ�سواق و�شوارع ال�شام قبيل‬ ‫جمزرة احلول���ة خمتلفة متام ًا عم���ا بعدها‪ ،‬فقد‬ ‫�أدى ان�صياع وترحيب املحال التجارية يف الأ�سواق‬ ‫الرئي�سي���ة وب�ص���ورة خا�ص���ة يف �س���وق احلمدي���ة‬ ‫بالإ�ضراب ال���ذي �أُعلن احتجاج��� ًا على املجزرة‪،‬‬ ‫�إىل مترد املحالت واعتيادها على اال�ضراب عند‬ ‫كل حداد يت�سبب به النظام من جهة‪ ،‬و�إىل تذكري‬ ‫املواط ��ن ب� ��أن الع�صيان امل ��دين هو أ�ح ��د �أ�شكال‬ ‫امل�شاركة الثوروية الأكرث �أمان ًا كونها ال تكلفه �أكرث‬ ‫من املرابطة يف املنزل‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن بع�ض املطاعم واال�سرتاحات‬ ‫اململوك ��ة م ��ن قب ��ل �أزالم النظام‪ ،‬مات ��زال تنازع‬ ‫وتقاوم موت املدينة رافعة �شعار «�سورية بخري» �إال‬ ‫�أن ت�صاعد الأحداث يف دم�شق م�ؤخر ًا �أفقدها ما‬ ‫تبق���ى من زبائنها «املنحبكجي���ة»‪ ،‬مما دفعها �إىل‬ ‫اخلو� ��ض يف �سب ��اق العرو�ض واجلوائ ��ز والهدايا‬

‫التي مل جتدي نفع ًا‪..‬‬ ‫ومبنا�سبة اقرتاب العيد‪ ،‬حاولت الأ�سواق املركزية‬ ‫ومنها «ال�شع�ل�ان والق�صاع» ا�ستغ�ل�ال بع�ض من‬ ‫يبحث ع���ن ماميكن ت�سميته مبظاه���ر العيد على‬ ‫الأق���ل للأطفال الذي���ن ال ير�ضون بعيد دون ثياب‬ ‫جدي���دة‪ ،‬فقررت بع�ض حمالت ه���ذه الأ�سواق �أن‬ ‫تفتح بع ��د �آذان املغرب‪ ،‬وبالفعل ا�ستقطبت بع�ض‬ ‫الذي ��ن ا�شتاق ��وا �إىل حياتهم ال�سابق ��ة فخاطروا‬ ‫ونزلوا �إىل ال�سوق‪ ،‬ولكن اال�شتباكات التي حدثت‬ ‫يوم ال�سب���ت املا�ضي املواف���ق ‪ 11‬ال�شهر اجلاري‪،‬‬ ‫يف كل م���ن ال�شعالن وال�صاحلي���ة وال�سبع بحرات‬ ‫واملهاجري���ن و�ساح���ة املحافظة اطلق���ت ر�صا�صة‬ ‫الرحمة الأخرية على الأ�س���واق املحت�ضرة �أ�ص ًال‪،‬‬ ‫لتنه���ي معه���ا كل مظاهر احلي���اة ع���ن العا�صمة‬ ‫ال�سيا�سي���ة وخليطها الإجتماع���ي والثقايف وحتى‬ ‫الثوروري‪.‬‬


‫‪15 issue 30 / Aug 17th‬‬

‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬

‫من هو رياض حجاب؟‬

‫رئي�س وزراء �سورية «املن�ش���ق» ريا�ض حجاب‪ ،‬د َّون‬ ‫ع�َّيب بعد �إقرار الد�ستور‬ ‫ا�سم���ه ك�أول رئي�س وزراء ُي َنّ‬ ‫اجلدي���د امل�س ّم���ى «د�ست���ور ‪ ،»2011‬كم���ا �أنه ثاين‬ ‫رئي����س وزراء يف عه���د الث���ورة ال�سوري���ة بعد عادل‬ ‫�سفر ال���ذي تولىّ املن�صب بعد �إقالة حكومة حممد‬ ‫ناجي عطري مطلع الثورة‪ ،‬وكان وزير ًا للزراعة يف‬ ‫حكومة �سفر مل� �دّة �أربعة ع�شر �شه ��ر ًا من ني�سان‪/‬‬ ‫�أبريل ‪� 2011‬إىل حزيران‪ /‬يونيو ‪ ،2012‬ومت تكليفه‬ ‫يف ال�ساد�س من ذلك ال�شهر برئا�سة احلكومة‪� ،‬إىل‬ ‫�أن �أعلن ان�شقاقه بعد �شهرين بال�ضبط يف ال�ساد�س‬ ‫من �آب‪�/‬أغ�سط�س‪.‬‬

‫ال���زور وهو يف �س���ن الثالثة والع�شرين ع���ام ‪1989‬‬ ‫وا�ستم���ر في���ه ‪� 9‬سن���وات حت���ى ع���ام ‪ ،1998‬الذي‬ ‫انتق ��ل فيه لع�ضوية فرع احل ��زب يف دير الزور �إىل‬ ‫ع���ام ‪ 2004‬حني تر ّقى لي�صب ��ح �أمين ًا له لغاية عام‬ ‫‪ ،2008‬ثم انتق���ل لي�شغل منا�صب خارج حمافظته‬ ‫ف ُع ِنّي حمافظ ًا للقنيطرة ثم الالذقية من ‪� 2008‬إىل‬ ‫‪.2011‬‬ ‫‪‎‬مل يبق طوي�ل�ا يف الالذقية‪ ،‬وبعد �شهر على اندالع‬ ‫االنتفا�ض���ة ال�سورية عني وزي���را للزراعة‪ .‬ومل تكن‬ ‫مهمت���ه �سهلة خ�صو�ص���ا ان النظام ال�س���وري كان‬ ‫اهم���ل املناطق الريفية وركز على تنمية التجمعات‬ ‫املدينية‪.‬‬ ‫يحمل حج���اب دكتوراة يف الهند�سة الزراعية‪ ،‬وهو‬ ‫متز ّوج ولديه �أربعة �أوالد‪.‬‬

‫حجاب يع ّد من �شخ�صي ��ات النظام القدمية‪ ،‬فهو‬ ‫بعثي من مواليد مدينة دير الزور عام ‪ ،1966‬ويع ّد ‪‎‬ال يعت�ب�ر هذا ال�سني البالغ ال�ساد�سة واالربعني من‬ ‫�شخ�صي ��ة �شبابية مقارن ��ة بالقي ��ادات الأخرى �إذ العم���ر �صاحب كاريزما‪ ،‬وهو يتحدر من دير الزور‬ ‫تر�أ�س ف ��رع االحتاد الوطني لطلب ��ة �سورية يف دير التي ان�ضم ق�سم كبري من ع�شائرها اىل االنتفا�ضة‬

‫ما قد يف�سر جزئيا ان�شقاقه‪.‬‬ ‫‪‎‬باملقابل �سعى وزير االعالم ال�سوري عمران الزعبي‬ ‫اىل التقلي���ل من اهمية ان�شق���اق حجاب معتربا ان‬ ‫«�سوري���ا دولة م�ؤ�س�سات‪ ،‬وقيم���ة االفراد فيها قيمة‬ ‫م�ضاف���ة‪ ،‬واال�صل ه���و طبيعة عم���ل امل�ؤ�س�سة‪ ،‬وان‬ ‫ان�شقاق اال�شخا�ص مهما علت رتبهم او مواقعهم ال‬ ‫يغري وال ي�ؤثر يف نهج الدولة ال�سورية‬


‫‪issue 30 / Aug 17th 16‬‬

‫النظام األسدي ورث طرق التعذيب‬ ‫خا�ص ‪ /‬ورد اليايف‬ ‫عن اآللة الرومانية‬


‫‪17 issue 30 / Aug 17th‬‬

‫الإجهاد الع�صبي‪ ..‬لك�سر مقاومة املعتقل وجعل املوت حلم ًا‬ ‫يف �سوري ��ا ت�سقط مقولة «لي� ��س كل ما يعرف يقال»‪ ،‬لي�صبح‬ ‫الهم الأكرب �أن نقول كل ما نعرف‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أننا نتعامل مع‬ ‫نظام هو من �أكرث الأنظمة وح�شية وديكتاتورية‪..‬‬ ‫يتالع���ب ال�سوريون على كل ما هو م����ؤمل‪ ،‬حتى �أن االعتقال‬ ‫والتعذي���ب وم���ا يلحقه وم���ا ي�سبقه بات له �أ�سم���اء ميكن �أن‬ ‫جترح و�أن تبكي و�أن ت�ضحك‪..‬‬ ‫«حفالت التعذيب» ه���و اال�سم الذي يطلقه املعتقلني على ما‬ ‫يلق���وه من قه���ر وتعذيب ج�سدي هائ���ل يف معتقالت النظام‬ ‫الأ�سدي‪.‬‬ ‫م ��ن �أب�ش ��ع الو�سائل الت ��ي ا�ستخدمها النظ ��ام لقمع ال�شعب‬ ‫الثائ ��ر هي االعتق ��ال والتعذيب‪ ،‬فتفنن يف ذل ��ك‪ ،‬وعدا عن‬ ‫التعذي���ب اجل�سدي ال���ذي �سبق وتكلمنا عن���ه مبا يحمل من‬ ‫عن ��ف مبا�شر على املعتقل‪� ،‬أ�ضاف اجلالد التعذيب النف�سي‬ ‫واالجه���اد الع�صبي والتحك���م بحاجات اجل�س���د ورغم خلو‬ ‫هات�ي�ن الآليتني م ��ن العن ��ف املبا�ش ��ر �إال �أن �آثارهما ال تقل‬ ‫فداحة عن التعذيب اجل�سدي‪.‬‬ ‫ك�سر للمقاومة‬ ‫ً‬ ‫ال يحم���ل االجه���اد اجل�س���دي والع�صب���ي هدف���ا �أفظ���ع من‬ ‫ك�س���ر املقاومة وانهيار املعتق���ل‪ ،‬فيقوم بذل���ك م�ستند ًا على‬ ‫�أ�س� ��س علمي ��ة �أ�صبح ��ت ت�ستخ ��دم ب�شكل مربم ��ج يف عملية‬ ‫غ�سيل الدماغ اله���ادف �إىل حمو قناعات ال�سجني ال�سيا�سي‬ ‫وا�ستبداله ��ا بقناع ��ات �أخ ��رى‪ ،‬م�ستخدم ًا يف ذل ��ك الق�سر‬ ‫والإرغام‪.‬‬ ‫فتب���د�أ العملي���ة بو�ض���ع اجل�س���د يف و�ضعيات مرهق���ة وملدة‬ ‫طويل���ة‪ ،‬كو�ضع املعتقل يف زنزانة مع عدد كبري من ال�سجناء‬ ‫بحيث ال ي�ستطيع اجللو�س �أو احلركة �أو النوم ب�شكل طبيعي‪،‬‬ ‫ما ينجم عن ��ه من �آالم و�إرهاق �شديدي ��ن‪� ،‬أو و�ضع الأكيا�س‬ ‫البال�ستيكي���ة يف الر�أ����س ملنع التنف����س الع���ادي و�أحيانا يتم‬ ‫ا�ستخ ��دام مالب� ��س املعتقل لنف� ��س الغر� ��ض‪ ،‬باال�ضافة �إىل‬ ‫احلب�س يف حيز �ضيق �أو خايل من التهوية‪.‬‬

‫و�أحيان��� ًا ورمبا غالب ًا يت���م و�ضع املعتقل يف زنزان���ة باردة �أو‬ ‫حارة جدا‪� ،‬أو تركه بحو�ض بارد يف ال�شتاء ‪� ،‬أو يجعلوه يقف‬ ‫ل�ساع���ات طويلة ومن���ع اجللو����س ‪،‬و�إثارة الأع�ص���اب ب�شكل‬ ‫م�ستمر مع التعر�ض لل�ضو�ضاء ال�شديدة‪.‬‬ ‫وميكنن ��ا القول انه غالبا ما يو�ض ��ع ال�سجناء بالن�سبة لأفرع‬ ‫املخاب ��رات ال�سوري ��ة يف زنازي ��ن عدمي ��ة التهوي ��ة وال�ضوء‬ ‫ومتت ��از بازدح ��ام �شديد وخا�ص ��ة يف هذه الأي ��ام ولكل فرع‬ ‫زنازينه اخلا�صة واملختلفة عن الفرع الأخر ويقع �أكرثها يف‬ ‫�أقبية حتت �سطح الأر�ض‪.‬‬ ‫ولعل ابرز و�سائ���ل الإجهاد اجل�سدي الع�صبي هو منع النوم‬ ‫بو�سائل متعددة‪ ،‬وهي طريقة متبعة من �أيام الرومان‪ ،‬حيث‬ ‫ي�ؤدي احلرمان من النوم ملدة طويلة وبعد ثالث ليال متتالية‬ ‫�إىل ا�ضطراب���ات يف الإدراك وهلو�سة وهذيانات وكلها تزول‬ ‫بعد اخذ ق�سط كاف من النوم‪.‬‬ ‫ولع���ل �أبرز خطر للحرمان من النوم الذي يجب االنتباه �إليه‬ ‫ان���ه يجعل املعتقلني �أك�ث�ر عر�ضة لتح���ول معتقداتهم ونظم‬ ‫قيمهم (قد يتحول امل�ؤيد ملعار�ض وبالعك�س)‪.‬‬ ‫يعتق���د ويعي����ش املعتقل حت���ت عملي���ات الإجه���اد اجل�سدي‬ ‫الع�صب���ي يف حال���ة �إح�سا����س ب���ان ال خال����ص ل���ه م���ن هذا‬ ‫العذاب حيث تبدو ال�ساعات وك�أنها الأبدية التي ال تنتهي �إال‬ ‫باال�ست�سالم وال خيار �آخر �سوى الر�ضوخ لرغبات اجلالد‪.‬‬ ‫�إن الإجه ��اد اجل�س ��دي الع�صبي �شيء �صع ��ب التحمل ولكن‬ ‫�أه���م ما ينال من املناع���ة الذاتية والقدرة عل���ى التحكم هو‬ ‫تذكر �أي نوع من �أنواع العقوبات يف املا�ضي و�شعورك بالذنب‬ ‫�أو الت�أثي ��م الذاتي‪.‬فيج ��ب علي ��ك (�أيه ��ا املعتق ��ل) التذك ��ر‬ ‫دائما انك تخ�ض ��ع لإجهاد مربمج ومدرو� ��س لك�سر �إرادتك‬ ‫ومقاومتك‪.‬‬ ‫فان ت�سلحك به���ذه املعرفة و�إرادتك ووعي���ك بالهدف الذي‬ ‫يري���ده ج�ل�ادك �أن يحقق���ه هو �أه���م و�سيل���ة للمقاومة لهذا‬ ‫الو�ضع ال�صع���ب وعلينا هنا �أال ن���زاود �أو نكون غري واقعيني‬ ‫فنق���ول بقدر م���ا حتكم عقل���ك و�إرادتك بقدر م���ا تقوي من‬ ‫مقاومت ��ك وان ت�ض ��ع يف ذهنك �أن هذا اجل�ل�اد قذر جمرم‬ ‫يريد ك�سر �إرادتك‪.‬‬


‫‪issue 30 / Aug 17th 18‬‬

‫أبواق النظام السوري‪..‬‬ ‫«عملة نادرة» منتهية الصالحية‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬


‫‪19 issue 30 / Aug 17th‬‬

‫ين�شغ���ل ال�شع���ب العرب���ي ع�ب�ر و�سائ���ل التوا�صل‬ ‫االجتماعي املختلفة وحتى بع� ��ض و�سائل الإعالم‬ ‫الك�ب�رى يف ط���رح املقارنة ب�ي�ن الأنظم���ة العربية‬ ‫التي تداع���ت و�سقطت ب�شكل كامل وبني تلك التي‬ ‫�سقطت بالن�سبة لل�شعب لكنها مازالت م�ستمرة يف‬ ‫احلكم باحلديد والنار مب�ساعدات خارجية كحال‬ ‫النظام ال�سوري‪.‬‬ ‫املقارن���ة يطغى عليها الطاب���ع الكوميدي رمبا من‬ ‫مبد�أ «�شر البلية ما ي�ضحك»‪ ،‬فنجد مث ًال ا�ستعادة‬ ‫لت�صريحات ال�صحاف �آخر وزير خارجية للعراق‬ ‫يف عهد �ص ��دام ح�سني ووزي ��ر اخلارجية ال�سوري‬ ‫ولي���د املعل���م‪� ،‬أو ب�ي�ن ‪ ..‬الناطق با�س���م احلكومة‬ ‫الليبي ��ة وجهاد مقد�سي الناط ��ق با�سم اخلارجية‬ ‫ال�سوري���ة‪ ،‬وكذلك �ص���ور جتمع الق���ذايف ومبارك‬ ‫بالأ�س���د يف قمم عربية �سابق���ة‪ ،‬والقائمة يف هذا‬ ‫املجال طويلة وحتتاج ل�سرد مط ّول‪.‬‬ ‫لكن الثورة ال�سورية انفردت ب�إبرازها �شخ�صيات‬ ‫موالية للنظام ال�سوري �أطلت عرب و�سائل الإعالم‬ ‫العاملية والعربية واملحلي���ة وقد عرفت ا�صطالح ًا‬ ‫موال لنظام يف دولة‬ ‫«بالأب���واق»‪ ،‬ومل ي�ضاهيها �أي ٍ‬ ‫�أخ���رى غي ًا ونفاق ًا ووقاحة‪ ،‬م���ا جعل املقارنة غري‬ ‫واردة �إال بينهم!‬ ‫وق ��د اختلف الأ�سل ��وب واللهجة يف كل ظه ��ور‪� ،‬إذ‬ ‫حت ��اول هذه ال�شخ�صيات يف القنوات الدولية مثل‬ ‫«بي‪.‬بي‪�.‬سي» و»فرن�سا ‪ »24‬الظهور بطريقة م�ؤدبة‬ ‫ومتزنة‪� ،‬أما على القنوات العربية مثل «اجلزيرة»‬ ‫و»العربية» جند لهجة هجومي���ة عدائية مع بع�ض‬ ‫الألفاظ غري الالئق���ة‪ ،‬ويرتفع «�سقف الوطن» يف‬

‫القنوات املحلية لنجد ال�شتم وال�سباب وحتى ال ُكفر‬ ‫باهلل‪...‬‬ ‫�أبواق النظام هم فعلي� � ًا �أ�شبه بطاقم عمل يت�ألف‬ ‫من جمموعة «حمللني وباحثني وكتاب و�سيا�سيني‬ ‫و�أ�سات���ذة جامعي�ي�ن» وه���م يف احلقيق���ة عنا�صر‬ ‫خمابراتية ال �أكرث‪ ،‬يهذرون مبا تلقمهم �إياه �إدارة‬ ‫التوجيه املعن ��وي و�ضباط املخاب ��رات‪ ،‬وجميعهم‬ ‫يخرجون من ا�ستديو واحد تابع للتلفزيون ال�سوري‬ ‫�إن كان���ت امل�شارك���ة ح ّية �صوت��� ًا و�ص���ورة‪� ،‬أو عرب‬ ‫الهاتف يف معظم الأحيان‪.‬‬ ‫ويتن ّوع م�ست ��وى الأبواق‪ ،‬بني الوق ��ح والغبي وقليل‬ ‫احليلة الذي يرتكب ويربك امل�شاهد فال ي�أخذ منه‬ ‫«ال حق وال باطل»‪ ،‬ويربز من الفئة الأوىل ب�سام �أبو‬ ‫عبد اهلل وهو �أ�ستاذ يف جامعة دم�شق وخالد العبود‬ ‫النائب ال�سابق يف جمل����س ال�شعب ومعد �إبراهيم‬ ‫وه ��و «�شبي ��ح» بلبا� ��س ر�سم ��ي ومنظ ��م مل�سريات‬ ‫ت�أييد وطال���ب �إبراهيم «طبيب الأ�سنان» وعن�صر‬ ‫املخابرات يف �آن واحد ويبدو �أن خرباته ت�ستخدم‬ ‫للتعذيب ال للطباب���ة!‪� ،‬أما الفئة الثانية فيتزعمها‬ ‫بال من ��ازع �أكرم مكنا الذي يدّعي �أنه «دكتور» هو‬ ‫الآخ ��ر وعبد امل�سيح ال�شامي الذي خذله الكر�سي‬ ‫و�ضرار جمو الذي ير�أ�س مركز درا�سات مل ي�سمع‬ ‫ب ��ه �أحد من قبل �إال فرع فل�سطني رمبا!‪� ،‬أما الفئة‬ ‫الثالثة فع ّرابها هو «عميد ال�سن» بني الأبواق �أحمد‬ ‫وت�ضم �أي�ض ًا �أمثال حيان �سلمان وخلف‬ ‫ح���اج علي ّ‬ ‫املفتاح وع�صام خليل‪ ،‬ويبق ��ى �أكرث ال�شخ�صيات‬ ‫امتي���از ًا م���ن يجمع �صف���ات الفئ���ات الثالثة وهو‬ ‫الوقح‪-‬الغبي‪-‬قليل احليلة «�شريف �شحادة» الذي‬ ‫يبدو �أنه يتمتع بالـ»البهدلة» على مر�أى من املاليني‬

‫ومن قناة لأخرى‪...‬‬ ‫وفوق كل ما جادت به �أفرع املخابرات يف �إنتاج مثل‬ ‫هذه ال�شخ�صي ��ات‪ ،‬ا�ستعانت ب�أب ��واق لبنانية وهي‬ ‫ب�ل�ا �شك م ��ن اجلناح امل ��وايل حل ��زب اهلل والتيار‬ ‫العوين وحركة �أمل وتيار املردة و�إىل ما هنالك من‬ ‫ع�صاب���ات حتت م�سمى �أحزاب‪ ،‬والقائمة قد تكون‬ ‫�أطول من تلك املحلية لكن �أكرثهم ظهور ًا و�صفاقة‬ ‫هم نا�ص���ر قنديل ووئ���ام وهاب ورفي���ق ن�صر اهلل‬ ‫ورفي���ق لطف وح�سن مرت�ضى وفي�صل عبد ال�ساتر‬ ‫وغ�سان جواد‪..‬‬ ‫ال ي���كل ه����ؤالء وال مي ّلوا من تكذي���ب كل ما يح�صل‬ ‫يف �سوري���ة ولك�ث�رة كذبه���م يقع���ون دوم��� ًا يف ف���خ‬ ‫التناق�ض فتجدهم يف ظه���ور واحد يرتاجعون عن‬ ‫ر�أي ويبدلون���ه ب�آخر �أكرث من مرة‪ ،‬وبع�ضهم يهرب‬ ‫ب�إغ�ل�اق اخل ��ط �أحيان� � ًا كث�ي�رة �إذا كان االت�صال‬ ‫هاتفي��� ًا‪� ،‬أما من يكون يف �إ�ستودي���و �أو عرب الأقمار‬ ‫ال�صناعية فيح���اول االلتفاف على الإجابة ليتح ّول‬ ‫كالمه �إىل مادة للتندر تنت�شر كالنار يف اله�شيم‪.‬‬ ‫وقد يكون �أطرف ما قيل م�ؤخر ًا بعد ان�شقاق رئي�س‬ ‫ال ��وزراء ريا� ��ض حج ��اب وتعلي ��ق �شري ��ف �شحادة‬ ‫علي ��ه ب�أنه «�شخ�صية غري مهم ��ة والنظام مل يت�أثر‬ ‫بان�شقاق ��ه»‪ ،‬هو تو ّقع تعليق �شح ��ادة «�إن متكن من‬ ‫التعلي���ق» على هروب �أو �أ�سر ورمبا قتل ب�شار الأ�سد‬ ‫والذي �سيقول فيه «رئي�س اجلمهورية لي�س �شخ�صية‬ ‫مهمة‪ ،‬وهناك كث�ي�رون ممكن �أن يتولوا املن�صب»‪،‬‬ ‫علم� � ًا �أن �شح ��ادة كان �أول م ��ن قال ب� ��أن �سورية ال‬ ‫يحكمها �إال �شخ�ص واحد هو «ب�شار الأ�سد»‪...‬‬ ‫�إن غد ًا لناظره قريب‪...‬‬


‫‪issue 30 / Aug 17th 20‬‬

‫إن هم ذهبت‪ ..‬آثارهم ذهبوا‬

‫جــرائــم الــنــظــام «األثـرية» في حمص‬ ‫خا�ص ‪ /‬وائل احلم�صي‬ ‫يرحل االن�سان ويرتك وراءه حجارة تبدو للوهلة‬ ‫الأوىل �صماء‪ ,‬جامدة‪ ,‬ال معنى لها‪� ,‬إال �أن خلف كل‬ ‫حجر ترك ��ه �أجدادنا ذكرى يتجل ��ى فيها �إح�سا�س‬ ‫ٍ‬ ‫ال�سابقني‪ ,‬ويف كل ذكرى ت�سمع نب�ضات قلوبهم وهم‬ ‫يبنون لنا باحلجارة حكاياتهم‪ ,‬ففي كل � ٍآثر ورثناه‬ ‫منه���م خزان ًا من الذكري���ات وكتب ًا من الق�ص�ص ‪,‬‬ ‫تروي لنا كي���ف بعرق اجلباه وهم���ة ال�سواعد ُك ِتب‬ ‫تاريخ من م ّر على هذه الأر�ض‪.‬‬ ‫تاري��� ٌخ ب���ات مه���دد ًا م���ن قب���ل همجي���ة الكر�س���ي‬ ‫وديكتاتوري���ة �آلهة الأر�ض التي ترى �أن بقاءها �أهم‬ ‫من الب�شر وما بقي على هذه الأر�ض من حجر‪.‬‬ ‫فق���د �أدت ه���ذه الهمجية �إىل ه���دم وتدمري جزئي‬ ‫�أو كل���ي لعدد كبري من الأبني���ة الرتاثية �أو امل�صنفة‬ ‫حتت بند الآث���ار يف كل �أنحاء �سوريا‪ ,‬مدمرة معها‬ ‫جزء ًا من ذاكرة االن�سان ال�سوري و �إرثه احل�ضاري‬ ‫والتاريخي‪.‬‬ ‫فف���ي مدينة حم����ص عملت �آلة النظ���ام الع�سكرية‬ ‫بق�صفه���ا امل�ستمر �إىل تدم�ي�ر �أج���زاء وا�سعة من‬ ‫حم����ص القدمي���ة ب�شوارعه���ا و �أبنيته���ا الرتاثي���ة‬ ‫و الأثري���ة‪ ,‬فل���م تفرق قذائ���ف اله���اون وراجمات‬ ‫ال�صواريخ بني م�سجد وكني�سة‪ ,‬فجميع م�ساجد باب‬ ‫تدمر وباب الدريب مع باب ال�سباع تعر�ضت للأذى‬ ‫ج ��راء هدم م�آذنها وجدرانه ��ا‪ ,‬املبنية من احلجر‬ ‫البازلت���ي الأ�سود امل�شهور يف حم����ص‪ ,‬والعائدة يف‬ ‫معظمها للعه���د الأيوبي واململوك���ي والأحدث منها‬ ‫مات‬ ‫للعهد العثماين‪ ,‬ومل يخلو الأمر من ق�صف ملع َل ٍ‬ ‫�أق���دم عمر ًا‪ ,‬كما حدث م���ع اجلامع النوري الكبري‬ ‫�أك�ب�ر م�ساجد حم����ص وال���ذي كان قب���ل ع�شرين‬

‫قرن��� ًا معبد ًا وثني��� ًا ثم حت���ول �إىل كني�سة فم�سجد‪,‬‬ ‫�أم���ا �أبرز ما تعر�ض لقذائف الهاون هو رمز مدينة‬ ‫حم�ص وفخر �أهله ��ا «جامع خالد بن الوليد» حيث‬ ‫�أ�صيبت قبت���ه الف�ضية وباحته بع���دد من القذائف‬ ‫وال�صواريخ‪� ,‬أحدثت فيه �أ�ضرار ًا متفاوتة ‪.‬‬ ‫�أم���ا كنائ����س املدين���ة القدمية فتعر�ض���ت جميعها‬ ‫للق�صف بالهاون مما �أح���دث فيها �أ�ضرار ًا لي�ست‬ ‫بالي�سرية‪ ,‬ومل ت�ستثن �أي كني�سة �أبد ًا فمن مطرانية‬ ‫ال�سريان الكاثولي���ك �إىل �أم الزن���ار‪� ,‬أقدم كنائ�س‬ ‫حم�ص على الإطالق‪ ,‬ومن الأقدم يف العامل‪ ,‬حتى‬ ‫كني�سة الأربعني �شهيد يف ب�ستان الديوان ومطرانية‬ ‫الروم املعروفة بالكني�س���ة امللونة نظر ًا ملا تتميز به‬ ‫من زجاج ملون‪ ,‬و�أخري ًا نعود �إىل احلميدية لن�صل‬ ‫�إىل كني�س ��ة مارجرج�س التي ه ��دم ( مكان تعليق‬ ‫اجلر�س)‪.‬‬ ‫�أما البي���وت الآثري���ة والرتاثية والت���ي متثل الهوية‬ ‫احلم�صية يف ف���ن البناء «العم���ارة الأبلقية» فكان‬ ‫لها ن�صيبها من �صواريخ النظام التي دمرت �أجزاء‬

‫كبرية منها كما ح�صل مع �أهمها «ق�صر الزهرواي»‬ ‫ال���دار التي �أن�ش����أت للحكم يف الع�ص���ر اململوكي و‬ ‫ال�شاه���دة على الكثري ح���وادث الزم���ان يف مدينة‬ ‫الوليد ‪ ,‬والبي���وت الرتاثية التي حولت �إىل مطاعم‬ ‫ومقاهي حديث��� ًا كان لها ن�صيبها من الدمار �أي�ض ًا‬ ‫كق�ص���ر جوليا دومن���ا ودار الأخر����س وق�صر الأغا‬ ‫وغريها ‪..‬‬ ‫قبل الثورة‪ ,‬عمل النظام اال�ستبدادي يف �سوريا على‬ ‫تزوير احلقائق التاريخية مع �إغفاله املعامل الآثرية‬ ‫وال�شواهد احل�ضارية من تاريخنا الرثي‪ ,‬وحم�ص‬ ‫على �سبي���ل املثال عان���ت كثري ًا من ه���ذا الإغفال‬ ‫والتهمي����ش املتعم���د‪ ,‬فل���م تل���ق حم����ص القدمي���ة‬ ‫ومعاملهم���ا �أي اهتمام من قبل النظ���ام احلاكم �إال‬ ‫فيما ندر وذلك يف �سعيه لطم�س الهوية احلم�صية‬ ‫وف ��ك ارتباط �أهل حم�ص ع ��ن �إرثهم احل�ضاري و‬ ‫االن�س���اين يف حماول���ة لتغي�ي�ر الواق���ع الدميغرايف‬ ‫للمدينة ‪.‬‬ ‫وخالل الثورة ومع ازدياد الإجرام ال�سلطوي ت�سعى‬ ‫قوات النظام �إىل طم�س التاريخ ال�سوري ب�أكمله يف‬ ‫كل البل ��دات و املدن القدمية واحلوا�ضر التاريخية‬ ‫عرب �سرق���ة املتاحف ونهبها و تدم�ي�ر معامل املدن‬ ‫القدمية بق�صفها مع �أهلها ‪ ,‬مل يحرتم النظام �إرث‬ ‫ال�سوري�ي�ن على اختالف انتماءاته���م و عقائدهم‪,‬‬ ‫ومل يعل���م �أن �إرثنا هو ما يربط ما�ضينا مب�ستقبلنا‬ ‫و �إن اح�ت�رام ال�ت�راث ال�سوري من اح�ت�رام الهوية‬ ‫ال�سورية وامل�ستقبل ال�سوري‪ ,‬فكيف �سيبقى نظا ٌم ال‬ ‫يحرتم �أبناء �شعبه؟!‬


‫‪21 issue 30 / Aug 17th‬‬

‫فتح مكة‪..‬‬ ‫«انتصار‬ ‫الثورة»‬

‫خا�ص ‪ /‬حممد الأ�سعد‬

‫داخ ًال �أم القرى مط�أطئ ًا ر�أ�سه متوا�ضع ًا ملا‬ ‫اكرمه اهلل به من الفتح حتى �أن �شعر حليته‬ ‫ليالم�س ظهر راحلته ‪ ..‬ال جتد ن�شوة الن�صر وال‬ ‫التجرب �إىل نف�سه �سبي ًال‪ ،‬ال يكرتث ملا حوله من‬ ‫ح�شود وقوة فالفتح من اهلل وحده‪.‬‬ ‫يطوف حول الكعبة يطعن بقو�سه الأ�صنام‬ ‫التي �أحاطت بها‪ ،‬كلما �سقط �صنم ك�سر قيد ًا‬ ‫�ضربته اجلاهلية يف نفو�س النا�س فما كان من‬ ‫حتطمها املادي �إال حتطيم ًا معنوي ًا ملا خلفه زمان‬ ‫اجلاهلية من عادات ومفاهيم وجب �أن تتخل�ص‬ ‫الب�شرية منها لرتقى �إىل �أ�سمى مراتبها‪.‬‬ ‫يدعو بالل لي�صدح ب�أذانه‪�،‬أذان التوحيد الذي‬ ‫�ساوى بني الب�شر ال فرق بينهم �إال بالتقوى‬ ‫‪ ..‬مبتدئ ًا العهد اجلديد بكلمتي (حي على‬ ‫ال�صالة‪ ،‬حي على الفالح) فهما عماد بناء‬ ‫املجتمع فال�صالة وما تولده من �أخالق يف نف�س‬ ‫الإن�سان‪ ،‬والفالح املتمثل بالعمل املخل�ص لإعمار‬ ‫الأر�ض‪.‬‬ ‫يقف ر�سول اهلل على باب الكعبة خماطب ًا قري�شاً‬ ‫فكان مما خطب‪:‬‬ ‫«يا مع�شر قري�ش �إن اهلل قد �أذهب عنكم نخوة‬

‫اجلاهلية وتعظمها بالآباء‪ ،‬النا�س من �آدم‪ ،‬و�آدم‬ ‫من تراب ثم تال هذه الآية‏‪:‬‏ ‏{‏يا �أيها النا�س �إنا‬ ‫خلقناكم من ذكر و�أنثى وجعلناكم �شعوبا وقبائل‬ ‫لتعارفوا �إن �أكرمكم عند اهلل �أتقاكم �إن اهلل‬ ‫عليم خبري‏}‏‏‪».‬‬ ‫م�سقط ًا بقايا اجلاهلية فال تفاخر بالآباء‬ ‫والأجداد‪ ،‬وال تباهي بقومية وال قبلية وال‬ ‫ع�صبية‪ ،‬وال اعتداد بفوارق ال�شكل واللغة‬ ‫واالن�ساب‪ ،‬فالنا�س كلهم لآدم و�آدم من تراب‪.‬‬ ‫«‏يا مع�شر قري�ش ما ترون �أين فاعل بكم‏؟‏‏‪ ،‬قالوا‏‪:‬‏‬ ‫خ ًريا‪� ،‬أخ كرمي وابن �أخ كرمي‪ ،‬قا ‏ل‪:‬‏‏(‏ف�إين �أقول‬ ‫لكم كما قال يو�سف لإخوته‏‪:‬‏‏{ َ‬ ‫‏الت رْ َ‬ ‫يب َع َل ْي ُك ُ‏م}‏‬ ‫َث َ‬ ‫اذهبوا ف�أنتم الطلقاء‏ ‏‏)‪.‬‏»‬ ‫�سعى لأن يكون فتح مكة حقن ًا للدماء ي�سوده‬ ‫العفو والت�سامح دون �إنتقام رغم ما يحمله‬ ‫امل�سلمون يف نفو�سهم من قري�ش ملا لقوه منها‬ ‫من تعذيب وقتل وت�شريد و�سلب للأموال طوال‬ ‫ع�شرين عام ًا‪ ،‬فقد علم ر�سول اهلل (�ص) ب�أن‬ ‫الأمة اليوم �أحوج ما تكون حل�شد طاقاتها‬ ‫وتوحيد كلمة ابنائها لبدء البناء والتمكني بد ًال‬ ‫من الإن�شغال بثارات الإنتقام‪ ،‬حتى �أن الع�شرة‬ ‫الذين هدر دمهم الر�سول يف ذلك اليوم عفى‬ ‫عمن جاءه تائب ًا م�سلم ًا منهم‪.‬‬ ‫ومن حر�ص الر�سول على حقن الدماء يروى‬ ‫ب�أن �سعد بن عبادة (ر) حامل راية االن�صار يف‬ ‫جي�ش فتح مكة قد قال «اليوم يوم امللحمة‪ ،‬اليوم‬ ‫ت ُْ�ست َ​َح ُّل ا ُ‬ ‫حل ْر َمة‪ ،‬اليـوم �أذل اهلل قـري�ش ًا» ف�أنكر‬ ‫ر�سول اهلل (�ص) ذلك وقال «بل اليوم يوم �أعز‬ ‫اهلل فيه قري�ش ًا» فنزع منه اللواء ودفعه البنه‬ ‫قي�س بن �سعد‪ ،‬خوف ًا من �أن ت�أخذ احلمية �سعد‬ ‫ويقع امل�سلمون يف ما يخ�شاه ر�سول اهلل‪.‬‬ ‫ولكن هذا مل يعني الت�سليم مهما تعر�ض له‬ ‫امل�سلمون من خطر فقد �أعرت�ضت فئة من‬ ‫متهوري قري�ش ممن رف�ضوا الت�سليم للم�سلمني‬ ‫كتيبة خالد ابن الوليد و�أبوا �إال القتال‪ ،‬فوقع‬ ‫منهم قتلى وفر الباقون‪ ،‬وملا �أنكر الر�سول ذلك‬ ‫قيل له �أن خالد قوتل فقاتل‪ ،‬فقال (ق�ضاء اهلل‬ ‫خري)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كان الر�سول (�ص) �أعظم منوذجا ليوم الن�صر‬ ‫يف يوم الفتح بتوا�ضعه ومت�سكه مببادئ ر�سالته‬ ‫وحر�صه على حقن الدماء‪.‬‬ ‫ولكن ال بد من التذكري �أنه لي�س �سواء من �آمن‬ ‫قبل الفتح ومن �آمن بعده‪ ،‬فقد قال تعاىل‪}:‬‬ ‫الل وَللِ َهّ ِ ِم َري ُ‬ ‫اث‬ ‫َو َما َل ُك ْم �أَ َّال تُن ِف ُقوا فيِ َ�س ِب ِيل َهّ ِ‬ ‫ال�س َما َو ِات َوالأَ ْر ِ�ض ال َي ْ�س َت ِوي ِمن ُكم َّمنْ َ�أنفَقَ ِمن‬ ‫َّ‬ ‫َق ْب ِل ا ْل َفت ِْح َو َقات َ​َل �أُ ْو َل ِئ َك �أَ ْع َظ ُم َد َر َج ًة ِّمنَ ا َّل ِذينَ‬ ‫�أَن َف ُقوا ِمن َب ْع ُد َو َقا َت ُلوا َو ُكال َو َعدَ َهّ ُ‬ ‫الل الحْ ُ ْ�س َنى‬ ‫َو َهّ ُ‬ ‫ري‏{ احلديد–‪10‬‬ ‫الل بمِ َ ا َت ْع َم ُلونَ َخ ِب ٌ‬


‫‪issue 30 / Aug 17th 22‬‬

‫سوريا احلرة تولد قريب ًا‬ ‫خاص ‪ /‬رضوان زيادة‬

‫من يق���ارن بني ما كانت علي���ه �سورية قبل بداية‬ ‫الث���ورة وما ه���ي عليه اليوم ي�ؤ�سف���ه ويحزنه بكل‬ ‫ت�أكي ��د منظر �شالل الدم ��اء الزكية الذي يجري‬ ‫كل يوم و�ضحيته خري �شباب �سورية لريوي بالدم‬ ‫املخ�ض ��ب �شجرة احلرية الت ��ي طال �سباتها لكن‬ ‫حان وقت منوها وقطف ثمارها‬ ‫بني ان كان ال�سوريون يخافون ال�سيا�سة ويدركون‬ ‫خماط���ر التكلم به���ا وبني ان ي�صنع���وا ال�سيا�سة‬ ‫كم ��ا يرغب ��ون ويريدون كل يوم ‪ ،‬ب�ي�ن ان يخافوا‬ ‫م���ن بع�ضه���م البع����ض وب�ي�ن ان ي�شع���روا الول‬ ‫م���رة بالت�ضام���ن ب�ي�ن انف�سهم يحدوه���م الأمل‬ ‫يف التخل� ��ص قريبا م ��ن نظام ا�ستب ��اح دمائهم‬ ‫و�أمواله���م و�أعرا�ضه���م من اج���ل ان يعملون معا‬ ‫لبناء �سورية احلرة الدميقراطية التي هي هدف‬ ‫ال�سوريني كل ال�سوريني بال ا�ستثناء‬ ‫�سورية الي���وم هي خمتلفة كليا ع���ن �سورية التي‬ ‫نعرفه���ا وع�شن���ا �سنوات �ضم���ن ظله���ا ‪� ،‬سورية‬ ‫اليوم اق ��رب واكرث وفاء اىل تاريخه ��ا الإن�ساين‬ ‫العري���ق حي���ث دورها يف �صن���ع التاري���خ يف بناء‬ ‫احل�ض ��ارات يف قيادة العرب نحو �صنع تاريخهم‬ ‫كما ي�شا�ؤون ويرغبون ‪ ،‬انها تتحرر من نظام هو‬ ‫�أ�صعب من نظ ��ام العبودية نف�سه الذي ي�ستخدم‬ ‫العبيد ك�إجراء اما نظام اال�سد فال يكرتث حتى‬ ‫حلياة العبيد يريد التخل� ��ص منهم لأنهم قرروا‬ ‫االنفكاك من عبوديتهم ويريد ان يحرق ار�ضهم‬ ‫النه يع���رف انه لن يبقى له م���كان عليها او حتى‬ ‫م����أوى ي�ست�ضيف���ه فيه���ا فهذه االر����ض �أطهر من‬ ‫ان تتند� ��س ب�شخ�ص مثله �إذ ه ��ي تعمدت بدماء‬ ‫طاهرة غ�سلتها ومهدتها للخ�صب املثمر‬ ‫�سورية اليوم تولد من جديد ومن رحم الأمل يولد‬ ‫الأم���ل لكن يج���ب ان ال نعي����ش يف الأمل فقط بل‬ ‫يج ��ب ان يدفعنا ذلك ملزيد م ��ن العمل لإ�سقاط‬ ‫اال�سد ولبناء �سورية احلرة يف امل�ستقبل القريب‬


‫‪23 issue 30 / Aug 17th‬‬

‫مخيم جيل احلرية الرمضاني ‪..‬‬ ‫التعلم وصناعة القيم بإطار املتعة‬

‫يف �سابق��� ٍة مل ي�شهدها ُ‬ ‫�صيف الريا�ض من قبل ‪..‬‬ ‫انطلقت فعالي ��اتُ املخيم الرم�ضاين يف احلادي‬ ‫ع�شر من رم�ضان ‪ 1433‬هـ‬ ‫لعدد من‬ ‫حي���ث قام فريق جيل احلرية بالتنظيم ٍ‬ ‫احلزم التي جمعت املتعة مع القيمة الرتبوية ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هدف���ت احلزم �إىل تعزيز �أهم املهارات النف�سية‬ ‫الت���ي يحتاجها اجلي���ل الواعد يف كفاح���ه لبناء‬ ‫�سوريا الغد ‪.‬‬ ‫���وم احلري���ة ‪ ،‬وامل�س�ؤولي���ة ‪ ،‬والعم���ل‬ ‫ب���دء ًا مبفه ِ‬ ‫اجلماعي ‪ ،‬وتقبل الإختالف ‪ ،‬و العفو ‪.‬‬ ‫م ��ن خ�ل�ال ا�ستخ ��دام الو�سائ ��ل الب�صري ��ة‬ ‫وال�سمعية واحل�سية والتفاعلية ‪ .‬لغر�س القيم يف‬ ‫مدراك الأطفال ‪ :‬كالق�صة امل�سموعة ‪ ،‬والفيديو‬ ‫الق�صري ‪ ،‬واللعبة احلركية التفاعلية ‪ ،‬والأ�شغال‬ ‫اليدوي ��ة ‪ ،‬وجل�س ��ة النقا� ��ش املفت ��وح ‪ ،‬والوم�ضة‬ ‫الروحانية التي تربط القيمة باجلانب الإمياين ‪.‬‬ ‫كم ��ا �ض ��م املخيم فق ��رة التوا�ص ��ل احلميمي مع‬ ‫الداخ���ل ع���ن طري���ق ال�سكاي���ب ‪ ،‬بالتن�سي���ق مع‬ ‫�أهايل هرلي�شة يف داخل �سوريا ‪.‬‬ ‫مما �أعطى الأطفال يف الداخل واخلارج �شعور ًا‬ ‫قوي ًا بالوحدة رغما عن احلدود اجلغرافية ‪.‬‬ ‫ورغم امل ��دة الق�صرية التي ا�ستم ��ر فيها املخيم‬ ‫( �ست �أيام حتت ��ل الع�شرة الو�سطى من رم�ضان‬ ‫املبارك ) �إال �أنه جنح ب�شهادة اجلميع من الأهل‬ ‫والطالب ��ات والقيمني على العم ��ل جنح بتحقيق‬ ‫هدفه يف �إ�ضافة الكثري من املعاين ‪ ،‬و�إ�ضفاء جو‬ ‫من الألفة بني الداخل واخلارج ‪..‬‬ ‫اختتم الربنامج يوم االثنني املوافق للثامن ع�شر‬ ‫م ��ن رم�ضان يف افط ��ار جماعي و�ص�ل�اة تراويح‬ ‫�ضم���ت دعا ًء طويال لأهلن���ا يف الداخل �أمن عليه‬ ‫الأطفال بخ�شوع ‪.‬‬ ‫ويف الي���وم االخ�ي�ر ق���دم كل طف���ل ك�س���وة عي���د‬ ‫ا�شرتاه ��ا بنف�سه هدية لأطف ��ال الداخل وتعبريا‬ ‫منه عن ت�آزره و�إح�سا�سه بهم ‪..‬‬ ‫كم���ا مت تكرمي امل�شاركني يف جو عائلي طغى على‬ ‫فري ��ق العمل يف �ستة �أيام اعتربها كل من �شارك‬ ‫يف العمل �أو احل�ض���ور والإعداد �أيام ًا مميزة من‬ ‫العم���ر ‪ ..‬وبداية ل�صناعة جي���ل احلرية �صناعة‬ ‫مل�ؤها املبادئ والقيم ‪.‬‬


‫‪issue 30 / Aug 17th 24‬‬

‫الفاو ‪ 3‬ماليني‬ ‫بحاجة إلى‬ ‫الغذاء في‬ ‫سوريا‬ ‫اجلزيرة نت ‪ /‬حممود الكن‬

‫الرق ��م �أ�صب ��ح ‪ ٣‬مالي�ي�ن �شخ� ��ص بحاج ��ة‬ ‫للم�ساع���دات الغذائي���ة العاجل���ة يف �سوري���ا‪ ،‬بلد‬ ‫لطاملا تباهى باكتفاءه الذات���ي و�إنتاجه الزراعي‬ ‫لكن احلال تغري اليوم بعد تدهور الو�ضع الإن�ساين‬ ‫ب�سب���ب القتال العنيف يف حل���ب الذي ا�ضطر نحو‬ ‫‪ ٢٠٠‬ال ��ف �شخ�ص للنزوح منه ��ا وخ�سارة القطاع‬ ‫الزراع���ي نح���و ملي���ار و‪ ٨٠٠‬ملي���ون دوالر ح�سب‬ ‫تقري���ر م�شرتك لربنامج الغ���ذاء العاملي ومنظمة‬ ‫الأغذية والزراعة «الفاو» التابعة للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫املفو�ضية ال�سامية للأمم املتحدة لغوث الالجئني‬ ‫يف ال�سابق طالبت بنح���و ‪ ٢٠٠‬مليون دوالر لإعانة‬ ‫‪� ١٨٥‬ألف الج ��ئ لت�سعة �أ�شهر‪� ،‬أما برنامج الغذاء‬ ‫العامل���ي ف�إن���ه بحاجة ملئة ملي���ون دوالر لربناجمه‬ ‫الذي يهدف للو�صول �إىل ‪ ٨٥٠‬الف �شخ�ص‪.‬‬ ‫و�إذا م ��ا �أ�سقطت هذه الأرقام على الواقع احلايل‬ ‫ف�إن كل �شخ�ص من املالي�ي�ن الثالثة فيحتاج �إىل‬ ‫م���ا بني ثالث���ة �إىل �أربع���ة دوالرات يومي��� ًا‪� ،‬أي �أن‬ ‫ال�سوري�ي�ن �أ�ضحوا بحاجة ما ي�صل �إىل ‪ ١٢‬مليون‬ ‫دوالر يومي��� ًا �أو يزي���د كمعونات طارئ���ة مل يكونوا‬ ‫بحاج���ة �إليها يف ال�ساب���ق لو مل حترق حما�صيلهم‬ ‫وتقتل ما�شيتهم وتدك مدنهم‪.‬‬


‫‪25 issue 30 / Aug 17th‬‬

‫أهمية حلب‬ ‫االقتصادية‬ ‫بشار األسد‬ ‫وخيار شمشون‬ ‫اجلزيرة نت ‪ /‬حممود الكن‬

‫مل يتوانى النظام عن �صب نرينه على مدينة‬ ‫حلب‪ ،‬بعد �أن ظل يهادنها منذ بدء الثورة‬ ‫لثقلها الإقت�صادي والتجاري عندما �ش ّقت ع�صا‬ ‫الطاعة لتلحق ب�أخوتها حم�ص وحماه و�إدلب‬ ‫ودير الزور ودم�شق وريفها‪.‬‬ ‫ولي�ش م�ستغربا �أن النظام ال�سوري كان يحاول‬ ‫حتييد هذه املدينة لأكرث من �ستة ع�شر �شهر ًا‪،‬‬ ‫فهذه املحافظة فيها حوايل �ستة ماليني ن�سمة‬ ‫ي�شكلون ‪ ٪ ٢٤‬من من عدد �سكان �سوريا‪.‬‬ ‫منهم �أكرث مليون ومئة �ألف عامل �أو ما يقارب‬ ‫‪ ٪٢٣‬من القوة العاملة يف البالد‪.‬‬ ‫وت�شكل ال�صناعة يف حلب ‪ ٣٠‬باملئة من‬ ‫�إجمايل ال�صناعات يف �سوريا حيث ت�شتهر‬ ‫املدينة ب�صناعة الن�سيج واملعادن واملفرو�شات‬ ‫وال�صناعات الثقيلة التي توقف معظمها ب�سبب‬ ‫تردي الأو�ضاع الأمنية‪.‬‬ ‫وتت�صدر حلب املناطق ال�سورية الزراعية يف‬ ‫�إنتاج احلبوب �إذ ي�صل �إنتاجها من بع�ض الأنواع‬ ‫كالقمح وال�شعري �إىل حوايل ‪ ٪٤٨‬من الإنتاج‬ ‫ال�سوري ب�أكمله‪.‬‬ ‫هذه املحافظة التي تنتج حوايل ن�صف �إنتاج‬ ‫�سوريا من القمح تعاين يف بع�ض مناطقها من‬ ‫�أزمة ف ياخلبز‪.‬‬ ‫يخ�سر النظام بتوقف عجلة الإنتاج يف حلب‬ ‫حوايل ‪ ٣٠‬باملئة من الإقت�صاد ال�سوري‪ ،‬وي�صفه‬ ‫املعار�ضون بذلك ب�أنه يختار خيار �شم�شون ف�إذا‬ ‫مل يتمكن من الإ�ستفادة منها وبقاءها معه فرمبا‬ ‫يكون من الأف�ضل تدمريها كي ال ي�ستفيد منها‬ ‫عدوه حتى و�إن كان ال�شعب نف�سه‪.‬‬


‫‪issue 30 / Aug 17th 26‬‬

‫سلسلة اسكتشات ثورة‬ ‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬

‫ٌ‬ ‫قليل من ال�صمت‬ ‫الرجل العج���وز يجل�س بهدوء عل���ى االر�ض مقابل‬ ‫احد القبور �صامتا �شاردا منعزال عما حوله … هو‬ ‫هنا يفقد االح�سا�س فج�أة بكل �شيء‬

‫تاركا امل�شيعني يكمل���ون مرا�سم‬ ‫الدفن ‪..‬‬ ‫ هل يخ�شى ر�ؤية القرب املفتوح ؟‬‫ ال �شيء يج�ب�ره على االقرتاب‬‫كان ميكن���ه البق���اء بعي���دا و‬ ‫امل�شارك���ة عل���ى االق���ل مبرا�سم‬ ‫الدفن و االدعية ؟‬

‫– ترى هل يهمه �ساكن القرب ؟ هل هو واحد من‬ ‫اهله لعله قرب زوجته ؟‬

‫‪ -‬هي انانية اذن ؟‬

‫ لعل���ه كذلك ‪ ،‬و لكن احل���زن ال�شديد يبدو عليه ‪،‬‬‫فلم ي�أتي وحده ليجل�س هنا ؟‬

‫ رمب ��ا ان ��ه ال يحف ��ظ كل ذلك‬‫الكم من االدعية ؟‬

‫« اووف ح�سنا ه���و جال�س هنا النه جال�س هنا …‬ ‫فلنتف ��ق اذا هو رجل عج ��وز وحيد يجل�س امام قرب‬ ‫ما ‪� ،‬شاردا منعزال عما حوله ‪ ،‬و لنكمل احلكاية‪».‬‬

‫ لعله كذلك ‪ ،‬رمبا ان خياله قد‬‫�شطح ب ��ه و راى نف�س ��ه ملقى يف‬ ‫ذلك ال�صندوق اخل�شبي ؟‬

‫كان ق���د �أت���ى م�شيع���ا احدهم و لكن���ه انف�صل عن‬ ‫اجلن���ازة مبجرد دخوله���م املقربة و م�ش���ى بهدوء‬

‫حل ��ق به �شابان عل ��ى مهل ‪ ،‬كان‬ ‫التع���ب و احلزن بادي���ا عليهما ‪،‬‬ ‫توقفا خلفه ناداه احدهما ب�صوت‬ ‫منخف�ض‪ ،‬التفت اليهما بهدوء و‬ ‫حني هم بال���كالم انهار ال�شابان‬ ‫بالب���كاء ‪ ،‬رفع عيني���ه املتعبتني ‪،‬‬ ‫ت�أمل احل�شد الهائل الذي ي�شارك باجلنازة و من‬ ‫جديد �سالت دموعه‬ ‫انتظ���روين قلي�ل�ا ال تدفنوه …‪ ..‬هو ول���دي و �أنا‬ ‫م���ن يج���ب �أن …‪ ..‬غ�ص مبا بقي م���ن كلمات و‬ ‫توجه �صامتا اىل احد القبور ليجل�س امامه �صامتا‬ ‫�شاردا منعزال عما حوله‬ ‫ هو ابنه اذن … لكن ملاذا يرتك اجلنازة ؟‬‫ رمبا لي�ستجمع قواه ؟‬‫ و هذا القرب الذي اختاره ‪ ..‬هل هو قرب زوجته؟‬‫ رمبا … ورمبا هو قرب والده؟‬‫ لكن اجلنازة كبرية جدا لعل ابنه �شهيد ؟‬‫ ال �شك … لكن ماذا يفعل عند قرب والده مباذا‬‫يفكر؟‬ ‫ لعله يحكي له كيف ا�ست�شهد حفيده ؟‬‫‪ -‬بل هو يعتذر …‬

‫خ���ارج الن����ص ‪ :‬هو رجل عجوز ج���اءه ولده ال�شاب‬ ‫حمموال على االكف م�ضرجا بدمائه الطاهرة ‪ ،‬هو‬ ‫رجل عجوز كان من املفرو�ض ان يدفن ولده ال�شهيد‬ ‫بيديه لكنه حني ملح قرب ابيه اح�س بال�شوق اليه ‪ ،‬هو‬ ‫رجل عجوز وقف امام قرب ابيه يحكي له كيف انه و‬ ‫بدال من ان يزف ولده اىل عرو�سه و بدال من ينتظر‬ ‫حفيده ليحمله بني يديه ها هو ياتي به ليدفنه ‪ ،‬هو‬ ‫رج���ل عجوز يعتذر من قرب ابي���ه فمن املفرو�ض ان‬ ‫االبناء هم من يدفنون الآباء ‪ ،‬هو رجل عحوز يبكي‬ ‫الآن ب�صمت و كربياء فلنخف�ض �أ�صواتنا (و لنبتعد‬ ‫قليال عنه) و نح���ن نت�ساءل عما يفعله رجل عجوز‬ ‫يجل�س بهدوء على االر�ض مقابل احد القبور �صامتا‬ ‫�شاردا منعزال عما حوله‪.‬‬


‫‪27 issue 30 / Aug 17th‬‬

‫حب في زمن الكوليرا السورية‬ ‫«�س ّوره���ا» مبعن���ى حوله���ا لتتطاب���ق والو�ض���ع‬ ‫ال�سوري‪ :‬جميل الدم�شقي‬

‫يبقي���ك على قي���د احلي���اة‪ ...‬في�أتي م���ن ي�أخذك‬ ‫�ساعتها من ذات مكان العبور‪ ...‬ويعطيك الدر�س‬ ‫الأك�ب�ر يف كيفية عبور الروح من اجل�سد على وقع‬ ‫ال�سياط‪.‬‬

‫م���ن �أجمل احلوادث الت���ي رواها الكاتب ال�شهري‬ ‫«غابريل غار�سيا برواية احلب يف زمن الكولريا»‬ ‫حينم���ا وق���ف بو�س���ط البل���دة على من�ض���دة يبع‬ ‫ال ��كالم‪ ...‬فم ��ر به عا�ش� � ٌق طالب ًا من ��ه �أن يكتب‬ ‫ع�شق ملحبوبت���ه‪ ...‬فعمل له ما �أراد و�أخذ‬ ‫ر�سالة ٍ‬ ‫الثم���ن‪ ...‬وماهي �إال �أيام ومرت ب���ه �صبية تريد‬ ‫من���ه �أن يق���ر�أ له���ا ر�سال���ة ع�شق لأنه���ا ال جتيد‬ ‫الق ��راءة‪ ...‬ف� ��إذا به يق ��ر�أ ما كان ق ��د كتبه قبل‬ ‫يومني لل�شاب‪.‬‬ ‫قر�أ له���ا‪ّ ...‬‬ ‫وح�ض���ر لها اجلواب عل���ى احلروف‬ ‫الرقيق���ة التي �أعجبته���ا‪ ...‬وانتهت تلك احلادثة‬ ‫الق�صرية‪ ...‬بعد ع���دة �أ�سابيع حينما كان واقف‬ ‫بذات امل ��كان‪ ...‬م َّر الأثنان «كزوج�ي�ن» و�شكراه‬ ‫على مافعل لهما‪.‬‬

‫فقال يل «بلغة املُنك�سرين»‪:‬‬ ‫«حبيتك متل ما حدا حب‪ ..‬و ال بيوم رح بيحب»‬

‫ب���ذات الطريق���ة الت���ي يب���دو �أنه���ا جميل���ة‪...‬‬ ‫للكات���ب‪ ...‬وه���و �أنا ه���ذه املرة ولي����س « غابريل‬ ‫غار�سي ��ا» ب ��د�أت احلكاية من �ش ��اب �س�ألني عن‬ ‫امكانية ال�سف���ر للوطن‪ ...‬كي يلتقي حمبوبته يف‬ ‫هذا اليوم الثاين من �شهر �آب لعام ‪ 2012‬ليقول‬ ‫لها وجه ًا لوجه‪ :‬عيد ميالد �سعيد يا حبيبتي‪.‬‬

‫لك���ن �صديقي ه���ذا مل يع���رف �أنن���ي تربيت على‬ ‫ف�ي�روز ال�شط����آن و�سهرت م���ع �أم كلث���وم حكايات‬ ‫ع�ش���ق �أل���ف ليلة وليل���ة وعرفت ودي���ع ال�صايف يف‬ ‫البحر حينما كان هو الري�س‪ ...‬و القائمة تطول‬ ‫�إذ فاج�أته قائ�ل ً�ا‪ ....‬لكنها‪� ..‬أق�صد فريوز‪ ...‬مل‬ ‫تتوقف عند هذا‪ ....‬فقد قالت‬

‫�أخربت���ه �أن���ا بلغة التحذي���ر مبا عرفت���ه للتو من‬ ‫�أحد الأ�صدقاء �أن العاملني وال�ضباط والعنا�صر‬ ‫يف النقط���ة احلدودي���ة الت���ي يري���د امل���رور به���ا‬ ‫�سيكت�شف���ون �أن���ه ان�س���ان غري���ب عن الب�ل�اد‪...‬‬ ‫و�سيعمل���ون بالت�أكي���د على ت�أخريه ول���و ل�سويعات‬ ‫�أو لأي���ام على �أم���ل �أن يقب�ضون منه م���ا ًال مقابل‬ ‫االفراج عن���ه‪ ..‬و�إن مل يدفع‪ ...‬فالتهمة الأ�سهل‪:‬‬ ‫تهريب �أ�سلحة‪....‬‬ ‫فانتق���ل �إىل احلل الآخر وهو الدخول للبالد عرب‬ ‫مم���رات معينة‪ ...‬وحل�س���ن حظ���ه �أين تناق�شت‬ ‫الأم ��ر �صدفة م ��ع ذات ال�صديق قب ��ل �أيام وعن‬ ‫خماطر ذل ��ك امل ��رور‪ ...‬فالنتيجة كان ��ت تقول‪:‬‬ ‫املم���رات �ستكون �آمنة‪ ...‬ولك���ن امل�شكلة الوحيدة‬ ‫�أو رمبا هي اخلطورة الوحيدة �أن يدو�س باخلط�أ‬ ‫على لغم فيتحول م ��ن عا�شق ولهان‪� ..‬إىل �أ�شالء‬ ‫ان�س���ان‪� ...‬أكلمت م�ضيف ًا �أن���ه ح�سب توقعاتي �أن‬ ‫�أ�ش�ل�اء ان�سان متناث ��رة بكل مكان وق ��د ارتفعت‬ ‫روح���ه عن امل���كان لي�س���ت م�شكلة‪ ...‬ب���ل امل�شكلة‬ ‫احلقيقي ��ة ه ��ي �أن م ��ا تبقى م ��ن الأ�ش�ل�اء رمبا‬

‫و�ساد ال�صمت‪ ...‬وبقيت �أنتظر منه القرار‪...‬‬ ‫عليه �أن ال يذهب!!!‬ ‫فاحل���ب لن مي���وت �إن ه���و مل يذه���ب‪ ...‬ولو كان‬ ‫�سيموت‪ ...‬فتجربة كهذه لن حتييه �أمد الدهر‬ ‫وكع���ادة الع�شاق حينم���ا ي�سمع���ون غريهم يعطي‬ ‫التقييم عن احلب‪ ..‬تراه���م ينتف�ضون مهاجمني‬ ‫�أننا نح���ن مع�شر احلكماء ال نفه���م دقات قلوبهم‬ ‫حق الفهم‪..‬‬

‫«حبيتك متل ما حدا حب‪ ..‬و ال بيوم رح بيحب‬ ‫بكتب �شعر فيك بكتب نرث فيك‬ ‫بيكفي �شو ممكن يعني �أكتب بعد فيك»‬ ‫�إذن �أكتب لها يا �صديقي كلمة‬ ‫�شعر ًا‪ ...‬نرث ًا‪� ...‬أكتب‪� ..‬أكتب لها‬ ‫قال يل «بلغة اال�ست�سالم»‪� :‬أنت �أكتب يل‬ ‫فقد و�صلك اح�سا�سي‬ ‫قلت له‪ ...‬لن �أكتب لها �إذن‪:‬‬ ‫حبيبتي الغالية‬ ‫ميالدك اليوم‪ ...‬ويف بالدي حرب منذ �أكرث‬ ‫عيد‬ ‫ِ‬ ‫من خم�سمائة يوم‬ ‫بقربك‬ ‫وددت �أن �أكون‬ ‫ِ‬ ‫أحبك‬ ‫لأقول‪ :‬كم � ِ‬ ‫لكني الظروف و�أهوال احلروب‬ ‫�أجربتني �أن �أقول لك احلب باحلروف‬ ‫وال�شوق بالقمح‬ ‫والأمل باهلل‬ ‫ً‬ ‫�أن نكون يوما على ا�سمه يف بيت واحد‬ ‫بل �س�أقول‪:‬‬ ‫«حبيتك متل ما حدا حب‬ ‫و ال بيوم رح بيحب‬ ‫بكتب �شعر فيك بكتب نرث فيك‬ ‫بيكفي �شو ممكن يعني �أكتب بعد فيك»‬


‫‪issue 30 / Aug 17th 28‬‬

‫سالم ًا حمص‬ ‫لل�شاعرة الإيرانية‪� :‬صديقه َو ْ�س َمقي‬ ‫ترجمها عن ال�سويدية‪ :‬حنا حيمو‬

‫ال�سماء‬ ‫�أكرث من جنوم ّ‬ ‫ج�سدك‪.‬‬ ‫ورود التوليب احلمراء املتفتّقة من‬ ‫ِ‬ ‫عيوننا حتد ُّق بده�شة‬ ‫بقدميك الثابتتني‬ ‫ِ‬ ‫وركبتيك ال ّلتني مل تتع ّلما الركوع‪.‬‬ ‫�سالم ًا حم�ص‬ ‫يا مدينة االحرار‬ ‫ّ‬ ‫وال�شجعان‬ ‫ً‬ ‫�سالما حم�ص‬ ‫�أيتها الياقوت ُة احلمراء‬ ‫يف خامت احلر ّي ِة واملقاومة‬ ‫الظلم‬ ‫يا من ِ‬ ‫دفعت َ‬ ‫طريق م�سدود‬ ‫�إىل ٍ‬ ‫و اجل ّالدين �إىل اجلنون‬ ‫حم�ص‬ ‫ً‬ ‫يا مدينة عط�شى‬ ‫جائع ًة و جريحة‬ ‫�إ�س ُم ِك يجع ُل نب�ض كلماتي‬ ‫ُّ‬ ‫يدق بعنف‬ ‫أنت ن�شي ٌد ملوت الديكتاتور‬ ‫� ِ‬ ‫�شفاهي تُر ِّد ُد �صدى �أغنيتك‬ ‫وقلبي ُّ‬ ‫حلنك‪.‬‬ ‫يدق ِ‬ ‫حماط ًة ّ‬ ‫بال�ضباع‬ ‫بهاءك‪.‬‬ ‫بكامل‬ ‫و� ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنت ِ‬ ‫كن�سر حم ِّل ٍق يف الأعايل‬ ‫ٍ‬

‫يديك‬ ‫�أتيتُ ل َّ‬ ‫أ�شد على ِ‬ ‫و�أ�ضع �صداقتي فيهما‬ ‫جراح ِك‬ ‫أ�ضمدَ‬ ‫َ‬ ‫�أتيتُ ل ِّ‬ ‫بو�شاحي الأخ�ضر‬ ‫َ‬ ‫ئك مبعطفي الأخ�ضر‬ ‫ولأد ّف ِ‬ ‫يف هذا ال�شتاء القار�س‬ ‫�أنا هنا لنم�شي �سو ّي ًة‬ ‫هذا الطريق ال�ض ّيق‬ ‫املحاط باملخاطر‬ ‫�أنظري‬ ‫زجاجتي فارغ ًة‬ ‫و �ص ّرتي بدون طعام‬ ‫�أنا �أي�ض ًا َعط�شانة للحر ّية‬ ‫و جائع ٌة للعدالة‬ ‫�أكتايف تنو ُء حتت ثقل الظلم‬ ‫�أنظري‬ ‫كيف ق ّر َح �أبناء بلدي كامل ج�سدي‬ ‫املكر واخلداع‬ ‫ِ‬ ‫باجلهل و ِ‬ ‫ً‬ ‫�أنا �أي�ضا � ُ‬ ‫أقف ثابت ًة‬ ‫�أتيت ُِك‬ ‫لنع َرب �سو ّي ًة‬ ‫هاوي َة ّ‬ ‫الظلم‬ ‫و عنقَ الزجاج ِة املحفوف باخلداع‬ ‫�إن مل َن ِت ْه‬ ‫ف�سنج ُد َ‬ ‫خلف ال�صخور ال�سوداء‬ ‫نبع ًا �صافي ًا‬ ‫و�سط حقول الزيتون‬ ‫يف ِ‬ ‫يديك يف يدَ ّي‬ ‫�ضعي ِ‬ ‫ودعينا ن� ُ‬ ‫أخذ �شهيق ًا جديد ًا‬ ‫و نف ّكر بعبق الفجر ّ‬ ‫وال�شم�س‬ ‫ونحن َ‬ ‫و�سط ال ّنا ِر والدّخان‪.‬‬


‫‪29 issue 30 / Aug 17th‬‬

‫شق‬ ‫َهذيانٌ ِل ِد َم َ‬

‫دلير يوسف‬

‫َما الذي يمَ َن ُع َك ِمنَ ال َت َقد ُِم الآنْ ؟ �أَ َتانيِ َذ َ‬ ‫فاج ٍئ‪.‬‬ ‫ال�صوتُ َغ َري ُم ِ‬ ‫اك َ‬ ‫هي ِ�س ِل�س َل ُة َ�أ َ‬ ‫الح َق َها الآخ ُر‪ُ ،‬ك ْنتُ ُ�أ َف ِك ُر‪.‬‬ ‫خطاءٍ َما �إنْ َي ْنتَهي َ�أ َحدُهَ ا حتى ُي ِ‬ ‫التطوير‪ ،‬ال‬ ‫اج ًة �إىل التغي ِري أَ�و َرغ َب ًة يف‬ ‫ِ‬ ‫و�إنْ كانَ الأم ُر َك َذ ِل َك‪ ،‬ف ِل َماذا �أَقدَ ْمتُ على ال ِبدء؟ رُبمَ َ ا َكا َن ْت َح َ‬ ‫���م‪ ،‬البداي ُة كا َن ْت َخا ِر َق َة َ‬ ‫هي َب ُ‬ ‫ثرَات َ�ستُو ِق ُف ِني َع ِن اال�س ِت ْم َرا ِر يف ا َمل ْ�سري‪ .‬ه َو‬ ‫ع�ض َع ٍ‬ ‫اجل ِ‬ ‫َي ُّه ْ‬ ‫مال‪َ ،‬ف ِل ْم ال؟ �أَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي�س امل�ست َِحيل‪.‬‬ ‫أمر ال َي ْ�سري �أ ُ‬ ‫لي�س بال ِ‬ ‫علم‪َ ،‬ل ِك َن ُه َل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ا�س‬ ‫ا�ض َحة ِ‬ ‫دَال ِئل ال ِنهاي ِة و َب َ�شا ِئ ُرها بات َْت َو ِ‬ ‫للعيان‪ ،‬ففي َق ِلب ِد َم�شقَ ِع�صيانٌ‪ ،‬ويف َح َلب لمَ ْ َي ُع ْد َي َخاف ال َن ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫جان‪ ،‬و َك َذا يف ِح ْم َ�ص و�إِ ِد ِل َب وك ِل ال ُبلدَ ان‪.‬‬ ‫ال�س ِ‬ ‫ِمنَ َ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال�صوت؟‬ ‫رام ِة و ِل ُل�ش َهداءِ‪ .‬تُرى �أل َيه َت ُز الك ِ‬ ‫ر�ش ا َمل ِل ِك تَرى ُج ُمو َع ال َن ِ‬ ‫ُق ْر َب َع ِ‬ ‫ا�س َت ْه ِت ُف ِللك َ‬ ‫ر�س ُي ِمنْ ِعظ ِم َ‬ ‫لحر � ٌ‬ ‫أر�ض واحدة‪َ � ،‬مّ َإنا‬ ‫ي�س ِل ِّ‬ ‫فلي�س ِل ُلحر َّي ِة َوطنٌ �إال َق ُلب ا ِلإ ْن َ�س���ان‪ ،‬و َل َ‬ ‫� َمّ َإن���ا الأَ َح َرا ُر �أُخ��� َو ٌة فيِ ُك ِّل َمكانْ ‪َ ،‬‬ ‫ِب َحا ٌر بال ُ�شط�آن‪�َ .‬س�أزو ُر ِت َ‬ ‫مري �إىل َق ِا�سمو ُمرور ًا ِب ُك ِّل َ‬ ‫لك الأَ َ‬ ‫ال�شوا ِر ِع َوالأ ِز َق ِة‪�َ ،‬س� ِأج ُّن‬ ‫ر�ض قريب ًا‪ِ ،‬منَ ال ُع ّ‬ ‫أحج �إىل هُ َن َ‬ ‫هُ َن َ‬ ‫�صيح‪� ،‬إ ّنني الآنَ ح ٌّر وح ٌّر وح ُّر‪.‬‬ ‫اك َ َو أ� ْف َر ُح‪�َ .‬س ُ أ� َنا ِدي َو�أَ ُ‬ ‫اك َو�أَر ُق ُ�ص‪�َ ،‬س� ُّ‬ ‫ر�ض َبعِيدَ ٍة‬ ‫َ�سال ٌم لبرَ دىَ ِمنْ �أَ ٍ‬ ‫اغرتاب َعن ِديارِي‬ ‫ف ِلي فيِ ُب ْع ِد ِك‬ ‫ٌ‬

‫ال�س ُ‬ ‫َك َ‬ ‫بيل �إل ّي ِك يا َ�ش� ُآم؟‬ ‫يف َ‬ ‫َ‬ ‫َما َعا َد ُيطيقُ الإ ِن ِتظا ُر ان ِتظاري‬

‫َو ّبي ممِ ْ ا َف َع َل ُه ِب ِك الأَ َعا ِدي‬ ‫َط َع َناتٌ فيِ َج َ�سدي وَفيِ دَاري‬

‫ال�سما َء يا ُج ّلق ًا �إنْ با َملا ِء‬ ‫َ�سلي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أُط ِف ُئ َظ َم�أي‪ ،‬فكيف ناري؟‬

‫ٌ‬ ‫موطئ؟‬ ‫ل�س ِت ِد َم ْ�شقَ ِللح�ضا َر ِة‬ ‫�أَ ْ‬ ‫ُيك ُ‬ ‫َ‬ ‫الم بالنارِ؟‬ ‫فكيف ُيبد ِ‬ ‫الظ ُ‬

‫َو ُقويل ِلل ُم�س َت ْعمِ رينَ ال ت َُ�ض ُام‬ ‫َ‬ ‫هذ ِه الأَحجا ِر‬ ‫أق�سمي ِب ِ‬ ‫ال�ش ُام َو� ِ‬

‫أر�ض َع ِامر ٌة َ‬ ‫فيك � ٌ‬ ‫عب‬ ‫يل ِ‬ ‫و�ش ٌ‬ ‫َك َّل َل َج ِبي َن َك‪َ ،‬قا�سيونُ ‪ ،‬بالغا ِر‬

‫َف ُهنا � ُ‬ ‫أبطال‬ ‫أر�ض احلر َّي ِة َوم ْنبتُ ال ِ‬ ‫ر�س ال�شهدا ِء والأحرا ِر‬ ‫هُ نا ُع ُ‬


‫‪issue 30 / Aug 17th 30‬‬

‫‪Tareq Alkhwajah‬‬

‫يحيلون ليل دم�شق جحيما عليهم هذا هو ال�صحيح تلك هي املقاومة ال�شعبية‬

‫‪Mustafa Alloush‬‬

‫�أن���ت ح��� ٌر ب َني �أن ميوت ابن���ك اختناق ًا يف خميم الزعتريي للج���وء ‪� ..‬أو احرتاق ًا يف بيتك يف درعا حتت‬ ‫الق�صف ‪..‬‬ ‫به ��ذه الطريقة ثمة نظام عربي �آخر يخري ال�سوريني ‪ ..‬ول�سان حاله يقول لهم بل�ؤم ال�شبيحة و�سفالتهم‬ ‫متام ًا‪ :‬هي هي احلرية يلي بدكم ياها‪..‬؟!‬ ‫‪Molham Aldrobi‬‬

‫م�ؤمتر القمة ملنظمة التعاون اال�سالمي يف ر�أي حقق هدفني مهمني‪:‬‬ ‫‪ .١‬ن ��زع ال�شرعي ��ة عن ب�شار بتعلي ��ق ع�ضوية �سورية يف عهد ب�ش ��ار لي�صبح رئي�سا غ�ي�ر �شرعي ل�سورية‬ ‫باع�ت�راف العامل اال�سالمي بعد ان نزعت �شرعيته جامعة الدول العربية وهذا انت�صار للثورة‪ ،‬ال تن�سوا‬ ‫ان ايران كانت موجودة‬ ‫‪� .٢‬أ�س�ست هيئة للحوار و التقارب بني املذاهب وهذا ا�سرتاتيجيا قد ي�ساعد يف منع ن�شوب حرب طائفية‬ ‫ت�أكل الياب�س و اخل�ضراء و تن�سينا حرب داح�س و الغرباء‬ ‫‪Suheir Atassi‬‬

‫املتطرفني العلمانيني دبحونا‪ ..‬واملتطرفني ديني ًا دبحونا‪ ..‬نعم لإعادة االعتبار للهتافات الأوىل للثورة‪:‬‬ ‫اهلل‪� ..‬سوريا‪ ..‬حرية وب�س‪ ...‬واحد واحد واحد‪ ..‬ال�شعب ال�سوري واحد‪...‬‬ ‫‪Ahmad Alshammery‬‬

‫�أن�صح جميع الرعايا ال�سوريني يف الداخل واخلارج‪ ..‬مع �أو �ضد الثورة ‪ ...‬ما يناموا بهاليومني ‪ ...‬فيه‬ ‫�أخبار بتهز ‪...‬‬ ‫وهززين يا قدع ‪...‬‬ ‫‪Orwa Nyrabia‬‬

‫�س�أنتظ ��ر ب ��كل ل�ؤم واع ّد من النا� ��س كل من يتخ�ص�ص بانتق ��اد اخطاء ثوار وي�صم ��ت اليوم امام هذه‬ ‫املجزرة اجلديدة ال�شنيعة يف قطنا‪ ...‬تفووووه على اجلبان‪.‬‬

‫ورد اليايف‬

‫يف لبنان الكل الو ذراع ع�سكرية ماعدا احلكومة او الدولة او رئي�س الدولة او احلكومة‬ ‫عائلة املقداد عم حتكي من طي‪......‬ز وا�سعة‬ ‫واجلي�ش احلر ينفي اي عالقة له باختطاف ابن املقداد وال�شباب عملو بيان ر�سمي‬ ‫‪Abdulrahman Alkadri‬‬

‫للعلم فقط يا عرب ويا م�سلمني ويا مت�ضامنني‪ ...‬نحن ال ن�ستطيع ت�شييع �شهداءنا يف دم�شق منذ فرته‪..‬‬ ‫يدفنو با�شراف قاتلهم‪ ..‬هل من ذل بعد هذا!! املوت وال املذلة‬ ‫‪Marah Bukai‬‬

‫دع ��م الثورة ميكن �أن يتحقق من خالل طريقت�ي�ن‪ ،‬الأوىل احلظر اجلوي‪ ،‬والثانية ت�سليح اجلي�ش احلر‬ ‫مب�ضادات طائرات‪ ،‬وهذا هو مطلب ال�شارع ومطلب الثورة مل�ساعدتها على حتقيق �أهدافها‬


‫‪31 issue 30 / Aug 17th‬‬

‫شروي غروي‬

‫�أنا بحكي �شروي غروي‪ ..‬وبدي حرية‬

‫اكرب خط� � أ� كان حتجي ��ب املذيعة ي ��ارا �صالح ‪...‬‬ ‫املرة القادمة يجب تكفينها مبا�شرة‬ ‫مابع ��د حيفا ومابعد مابع ��د حيفا وينك �شو القط‬ ‫اكل ل�سانك !!‬ ‫انطالق طاولة احلوار اللبنانية اليوم ‪ ...‬مب�شاركة‬ ‫�آل مقداد ممثال» اخالقيا» حلزب اهلل‬ ‫ر�سال���ة �أوجهه���ا لزوج���ة و�أطف���ال الطي���ار الذي‬ ‫ق�صف اعزاز مماثلة متاما» لر�سالة زوجة الطيار ثوار طف�س يجرون جتربة ناجحة لل�صاروخ ‪ :‬وين‬ ‫ما وقع يوقع ‪ .... 1‬والذي مت تطويره حمليا»‬ ‫مفيد التي وجهتها للثوار ‪...‬‬ ‫كن���ت يف املن���زل عندما جائن���ي ات�صال اخربوين‬ ‫في���ه ب���ان قذائف زوج���ك الآن على قن���اة العربية‬ ‫ففتح���ت التلفزيون و فوجئت ب���ه يق�صف اعزاز و قررن ��ا رفع بو�س ��ت هيثم املالح ونعت ��ذر لأنه م�سه‬ ‫ب�ش ��كل �شخ�صي ومل يكن يخ�ص عمل ��ه ال�سيا�سي‬ ‫يجل�س بني عدد من امل�سلحني ‪� ,‬أح�س�ست‬ ‫بال�صدم���ة و مل �أعد �أقوى عل���ى الوقوف و ا�صيب ‪ ...‬م���ع اننا �ض���د ممار�ست���ه ال�سيا�سي���ة الأخرية‬ ‫اوالدي بحالة هلع و خوف عند ر�ؤية اطفال اعزاز بق�سم املعار�ضة �أكرث مماهي مق�سومة ‪ ...‬ونعتذر‬ ‫به���ذا املنظر و التظهر وجوههم حتى يظهر عليها عن �شخ�صنة املو�ضوع‬ ‫كدمات زرقاء ‪.‬‬ ‫و تابع ��ت جديث ��ي للزوجة منا�ش ��دة الهيئة العامة‬ ‫للم�صاجل���ة الوطنية للعمل عل���ى ال�سماح لأهايل اىل زوجة الطيار امل�أ�سور عند ثوار موح�سن‬ ‫اع ��زاز بدف ��ن �شهدائهم و طالب ��ت الطيارين بان �شو ر�أيك نبعت زوجك اىل اهلنا بعزاز وتتفاو�ضي‬ ‫يتحل ��وا باخ�ل�اق اال�س�ل�ام ( �أو �أي ديانة اخرى ) معهم على االفراج عنه !!!‬ ‫ال���ذي يرفعون لوائها و يدعون بانهم ينتمون اليها‬ ‫و �أن يكفوا عن قتل االبرياء ‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى طالب �أبناء اعزاز بالعمل الفوري نح ��ن ال �شروي غروي نعلن ان جناحنا الع�سكري‬ ‫الع���ادة �أهاليه���م اليه���م و حتري���ر وطنه���م م���ن غري م�س�ؤول عن خطف اي �صديق‬ ‫خاطفي���ه و �أك���دوا ب����أن اهاليهم يتحل���وا ب�أخالق‬ ‫ال�شعب العرب���ي ال�سوري و ال ميكن ان تكون مهمة‬ ‫من اهم منجزات القمة اال�سالمية اال�ستثنائية‬ ‫الطيارين اال قتل االبرياء‬ ‫زيارة احلرم و�سحور مع خادم احلرمني و ق�صف‬ ‫اعزاز‬ ‫من كرت فرحتهم بقدري جميل احتاروا �شو بدهم‬ ‫يعمل���وا في���ه ‪ ...‬معار����ض على نائب عل���ى معاون‬ ‫رئي����س وزراء على اقت�ص���ادي ‪ ...‬لك ق�سما» باهلل �ص ��ار لزاما» على اللبنانيني ان يحرقوا �شهر �آذار‬ ‫مبن فيه ثمانيته واربع ع�شرته ‪...‬‬ ‫لو بينمط �شوي تانية بيعملوه دربكة‬ ‫من مقررات القمة اال�سالمية‬ ‫الوقوف مع ال�شعب ال�سوري‬ ‫ميكن بيق�صدو الوق���وف دقيقة �صمت على ارواح‬ ‫ال�شعب ال�سوري‬

‫‪� 15‬آب بداي���ة الربي���ع اللبن���اين وحتريره���ا م���ن‬ ‫ع�صابة احل�شا�شيني‬

‫انباء عن ان�شقاق وليد املعلم �إىل‪...‬‬ ‫العراق وتركي���ا ولبنان والأردن و�سيتم جتميعه يف‬ ‫كوريا‬ ‫حلق ��ة الت�ضلي ��ل االعالم ��ي الي ��وم ع ��ن �سق ��وط‬ ‫الطائ ��رة يف تلفزي ��ون الدنيا املزي ��ع امل�سو�سح ابو‬ ‫�صوت حنون مقنع و�صلنا لنتيجة مفادها ‪.‬‬ ‫يا حما�سن ال�صدف‬ ‫الهيئ ��ة خاف ��ف �شغل اجله ��ات املخت�ص ��ة وكرتان‬ ‫�شغل قوات جي�شنا البا�سلة‬ ‫معقول خل�صت اجلهات املخت�صة‬ ‫مذبح���ة طائفي���ة كب�ي�رة كونف���وي �صهاري���ج من‬ ‫الطائفة الكرمية يهجم على موكب طنابر مازوت‬ ‫�سن ��ي ‪ ...‬البلد على كف عفري ��ت دبح ال�صهريج‬ ‫�صاير عالهوية‬ ‫�أكم���ل الدي���ن اوغلو مل���ا ولدته امه وبده���ا ت�سميه‬ ‫معق���ول حدا خربها �أن���و رح ي�ص�ي�ر رئي�س نظمة‬ ‫امل�ؤمت���ر اال�سالمي ‪ ...‬وال ملا عينوه رئي�س املنظمة‬ ‫كان ا�سمه الو دور بهاملو�ضوع ‪...‬‬ ‫�أحم���دي جناد مع���زوم عال�سح���ور بال�سعودية ‪...‬‬ ‫اللي ب���دو يقعد جنبه عال�سحور يدير باله ‪ ...‬هدا‬ ‫مابي�شيل ا�صبعتو من انفه بي�ضل ينك�ش مبنخاروا‬


issue 30 / Aug 17th 32

/sbh.magazine @sbhMagazine1 sbh.magazine@gmail.com www.sbhmagazine.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.