العدد ٣٥ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 35 / oct. 20th

th

issue 35 / Oct 20 2012


‫‪2‬‬

‫‪issue 35 / oct 20th‬‬

‫‪issue 35 012‬‬ ‫‪20th oct. 2‬‬

‫‪om‬‬ ‫‪ne.c m‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪z‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪ag‬‬ ‫‪co‬‬ ‫‪bhm gazine.‬‬ ‫‪s‬‬ ‫@‬ ‫‪a‬‬ ‫‪fo‬‬ ‫‪us: in ww.sbhm‬‬ ‫‪l‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪em‬‬

‫فريق العمل‬ ‫نذير جنديل الرفاعي‬

‫�أبو الوليد احلم�صي‬

‫بوليفار اخلطيب‬ ‫فوزي مهنا‬

‫�شذا الأحدب‬

‫جفرا بهاء‬

‫مانيا اخلطيب‬ ‫م�ؤيد ا�سكيف‬

‫رامي حلب‬ ‫�شما�س‬ ‫ملى ّ‬

‫�إميان جان�سيز‬ ‫ورد اليايف‬

‫�إخراج وتنفيذ‪ :‬نذير جنديل الرفاعي‬


3

issue 35 / oct. 20th


‫‪4‬‬

‫‪issue‬‬ ‫‪issue35‬‬ ‫‪35//sept‬‬ ‫‪oct 20th‬‬

‫افتتاحية ال‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫‪3‬‬ ‫د‬ ‫‪5‬‬ ‫طالبني القرب‪ ..‬منك يا وطن‬

‫فتحت طاقة القدر بوجه ال�س‬ ‫الالجئني‪ ،‬ومثلها تفعل الأ وريني الهاربني من قمع نظام الأ�سد‪ ،‬فهاهي تركيا تتو�سع يف خميمات‬ ‫ردن‪،‬‬ ‫من ال�سوريني‪ ،‬ويف اجلهة ا �أما اململكة العربية ال�سعودية فت�ستعد لفتح �أبوابها لت�سوية �أمور الزائرين‬ ‫لأ‬ ‫ال�ستقبال الجئني �سوريني ب خرى من العامل‪ ،‬تعلن �أملانيا وكندا وبع�ض الدول الأخرى على ا�ستعدادها‬ ‫قد تكون لفتة �إن�سانية �شرط �أن يكونوا ممن ت�ضرروا من الأو�ضاع اجلارية يف الداخل ال�سوري‪.‬‬ ‫«مت أ�‬ ‫الفل�سطينيني املتواجدين خرة» منهم‪ ،‬ولكن �أيعقل �أن يكون لها بعد ًا �سيا�سي ًا �آخر �شبيه بو�ضع الالجئني‬ ‫يف �أ�صقاع الدنيا ومنهم من ان�سلخ عن هويته الأ�صلية بحكم التقادم!‬ ‫هل من املمكن �أن يكون ت‬ ‫الأم؟ علم ًا �أن النظام ال �شتيت ال�سوريني وتوطينهم يف اخلارج خطة م�ستقبلية لإبعادهم عن وطنهم‬ ‫�سوري‬ ‫احلايل يف الداخل على م�ساوئه يركز ب�شكل كبري على تخدمي ال�سوريني‬ ‫وتزويدهم بجوازات ال�سفر‬ ‫‪ 3‬مناوبات يف فرع الهجرة بروح عالية وفرح �شديد لدرجة قام النظام ولأول مرة يف تاريخه بت�شغيل‬ ‫اجلوازات للراغبني يف ال� واجلوازات يف مدينة دم�شق للعمل على �إنهاء �إجراءات جتديد �أو إ��صدار‬ ‫سفر‪ ..‬وما �أكرثهم!‬ ‫يبلغ عدد فل�سطينيو ال�شتات‬ ‫«وهو امل�صطلح الذي ي�ستعمل لو�صف الفل�سطينيني الذين يعي�شون خارج‬ ‫فل�سطني» ما بني ‪ 11-9‬مليون‬ ‫حرب ‪ 48‬من عدة موجات يعي�ش �أكرث من ن�صفهم خارج البالد‪ ،‬حيث عانى ال�شعب الفل�سطيني منذ‬ ‫من النفي لدول م�ضيفة جارة �أو �صديقة‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬ويف ثورة �آذار ‪2012‬م‬ ‫لتبعات ما قد ي�صيبهم �إذا يعاين ال�سوريون من نف�س املعاملة‪ ،‬ولن يفيدهم �سوى بع�ض الوعي واحلذر‬ ‫بالإنتماء ل�سوريا الأم‪ ،‬كان ذلك املخطط ً«املحتمل» فع ًال قيد التنفيذ‪ ،‬وما عليهم �سوى التم�سك‬ ‫دون ا‬ ‫لإبقاء عليها ا�سما يف جوازات ال�سفر �أو املعامالت احلكومية يف بالد‬ ‫املهجر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ميلك العديد من ال�سوريني‬ ‫ً‬ ‫�سوريا‪ ،‬وهو حلم م�شروع اليوم خططا و�أحالما ينوون حتقيقها مبجرد �إ�سقاط النظام و�إعادة �إعمار‬ ‫ملن‬ ‫قاتل وكافح من �أجل احلرية بعد �أن �أرهقتهم �سنون الظلم والإ�ستبداد‪.‬‬ ‫نختم ب�أن نذكر �أن تركيا �‬ ‫ولو �أن العامل ب�أ�سره �أجمع صرفت على الالجئني ال�سوريني حتى اليوم ما يفوق ‪ 220‬مليون دوالر �أمريكي‪،‬‬ ‫على‬ ‫دعم اجلي�ش احلر منذ انطالقة الثورة ال�سورية مبثل هذا املبلغ‪ ،‬لكانت‬ ‫تركيا وغريها من دول اجلوار‬ ‫وفروا تلك املبالغ ليقوموا ب�إ�صالحات قد تفيد �شعبهم وترفع من ر�صيد‬ ‫وطنيتهم‪.‬‬ ‫وكما قال قائل‪� :‬سن�ضعف ال‬ ‫مع �أي الطرفني ن�ضمي‪ .‬قوي‪ ،‬ونبقى ال�ضعيف �صعيف ًا حتى ي�ستاوى الطرفان‪ ..‬ثم تقرر م�صلحتنا‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪issue 35 / oct. 20th‬‬

‫إحصائية الثورة‬

‫�ضحايا الثورة جتاوزت‪39,775 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الأطفال‪2,766 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الإناث ‪2,977‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الع�ساكر‪3,708 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة الذين ماتوا حتت التعذيب‪:‬‬ ‫‪1071‬‬ ‫املفقودون‪76,000+ :‬‬ ‫املعتقلون حالي ًا حوايل‪216,000+ :‬‬

‫التغطية اإلعالمية‬

‫• ال�شرق الأو�سط‪ :‬الأزمة ال�سورية بد�أت‬ ‫يف تدمرينا‬ ‫• العربية‪ :‬القلق الإيراين بعد �سقوط‬ ‫الأ�سد‬ ‫• العربية‪ :‬هجوم دفاعي لإيران للحفاظ‬ ‫على دورها االقليمي‬ ‫• العربية‪ :‬الف�ضاء الإقليمي بدل الأر�ض‬ ‫ال�سورية‬ ‫• احلياة‪ :‬الف�ضاء الإقليمي بدل الأر�ض‬ ‫ال�سورية‬ ‫• اجلزيرة‪� :‬صحيفة تن�صح الغرب بعدم‬ ‫التدخل ب�سورية‬ ‫• القد�س‪ :‬االحتاد ال�سوري واالحتاد‬ ‫الأوروبي‪ :‬احلرب وال�سالم؟‬ ‫• االحتاد‪� :‬أزمة �سورية ونتائجها‬ ‫• اجلارديان‪ :‬حجم ال�ضرر الذى حلق‬ ‫برتاث �سورية الأثري واملعماري لن يعو�ض‬ ‫• امل�ستقبل‪� :‬سوريا ت�أكل الأخ�ضر‬ ‫الإبراهيمي والياب�س اللبناين‬ ‫• ال�شرق الأو�سط‪ :‬ملاذا نكذب على‬ ‫ال�سوريني‬ ‫• ال�شرق الأو�سط‪ :‬تركيا‪ ..‬خيبة �أمل من‬ ‫�أمريكا وحر�ص على العالقة مع رو�سيا‬ ‫• ال�شرق الأو�سط‪ :‬التطبيع مع نظام ب�شار‬ ‫الأ�سد‬ ‫• احلياة‪ :‬الأخ�ضر الإبراهيمي والأخ�ضر‬ ‫والياب�س‬ ‫• احلياة‪ :‬توحيد �أ�صدقاء ال�شعب ال�سوري‬ ‫ي�س ّهل توحيد املعار�ضة‬ ‫• اجلزيرة‪ :‬ع�شرات �آالف املفقودين‬ ‫ب�سورية‬ ‫ال�شرق‪ :‬النظام الإيراين وحزب اهلل‬ ‫يك�سبان الأ�سد ويخ�سران كل �شيء‬

‫‪5‬‬

‫ردود األفعال الدولية‬

‫• الإبراهيمي ي�صل اىل �سورية يف م�سعى‬ ‫لوقف اطالق النار‬ ‫• الأمم املتحدة والعرب يدعون �سورية‬ ‫لهدنة الأ�ضحى‬ ‫• مر�سي يدعو لوقف االقتتال يف �سورية‬ ‫تزامنا مع عيد الأ�ضحى‬ ‫• الأمن الربيطاين‪ :‬اخلطر النا�شئ عن‬ ‫�سورية يهدد �أمننا القومي‬ ‫• �أنقرة تدعو اىل وقف فوري لعمليات‬ ‫الق�صف يف �سورية قبل عيد الأ�ضحى‬ ‫• تركيا ترد على �سقوط قذيفتني من‬ ‫�سورية على �أرا�ضيها‬ ‫• مفو�ضة الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‬ ‫حتذر من بو�سنة جديدة يف �سورية‬ ‫• مفو�ضية �شئون الالجئني‪ :‬هناك نحو‬ ‫‪� 150‬ألف الجئ �سوري يف م�صر‬ ‫• من�سق �ش�ؤون الالجئني يحذر من نق�ص‬ ‫متويل امل�ساعدات الإن�سانية يف �سورية‬ ‫• �أحمدي جناد يدعو اىل وقف �إطالق‬ ‫النار واحلوار يف �سورية‬ ‫• ملك الأردن يحذر من تداعيات ال�صراع‬ ‫يف �سورية‬ ‫• احلريري‪ :‬حزب اهلل متورط �إىل جانب‬ ‫منظومة القتل يف �سورية‬ ‫• الإبراهيمي‪ :‬املعار�ضة ال�سورية م�ستعدة‬ ‫لهدنة عيد الأ�ضحي لو �أوقفت احلكومة‬ ‫�إطالق النار‬ ‫• الإبراهيمي‪ :‬ف�شل احلل ب�سورية �سيحرق‬ ‫الأخ�ضر والياب�س‬ ‫• باري�س تتهم دم�شق با�ستخدام القنابل‬ ‫العنقودية‬ ‫• باري�س ت�ست�ضيف اليوم اجتماعا دوليا‬ ‫لدعم املجال�س الثورية املدنية يف �سورية‬ ‫• بابا الفاتيكان ير�سل مبعوثني �إىل �سوريا‬ ‫الأ�سبوع املقبل‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 35 / oct 20th‬‬

‫ترتبع هادئ ًة وادع ًة على �ضفاف نهر بردى‬ ‫قبل �أن يدخل �إىل مدينة دم�شق ويتفرع �إىل‬ ‫�أنهار �سبع ٍة تبث احلياة يف حارات ال�شام‬ ‫و�أزقتها‪.‬‬ ‫مبجرد �أن تخرج من دم�شق قا�صداً‬ ‫امل�صايف (الزبداين وبلودان وعني‬ ‫اخل�ضرة والفيجة) ف�أول ما ت�صادفك هي‬ ‫قد�سيا بوداعتها وجمالها‪.‬‬ ‫قد�سيا من �أ�سرع مدن الريف‬ ‫تعترب ّ‬ ‫الدم�شقي زياد ًة يف عدد ال�سكان‪ .‬ال يوجد‬ ‫حتى الآن �إح�صاء ر�سمي عن عدد ال�سكان‬ ‫يف قد�سيا ب�سبب تخلف النظام وعدم‬ ‫اهتمامه باملواطنني‪ .‬يق ّدر عدد ال�سكان‬ ‫يف قد�سيا مبا يزيد عن ‪� 200‬ألف ن�سمة‪.‬‬ ‫جذبت قد�سيا النا�س �إليها ب�سبب موقعها‬ ‫اجلميل وهوائها العليل فتقاطر عليها‬ ‫ال�ساكنون من �أنحاء العا�صمة املختلفة‬ ‫تاركني مناطقهم الأ�صلية ومف�ضلني‬ ‫قد�سيا عليها‪ ،‬لذلك �أ�صبح �أهايل قد�سيا‬ ‫الأ�صليون مبثابة �أقلية يف املنطقة التي‬ ‫�صارت جتمع كل �أطياف املجتمع ال�سوري‪.‬‬ ‫ما فتئ �أهايل قد�سيا يحلمون كغريهم من‬ ‫ال�سوريني بحيا ٍة كرمي ٍة‪ ،‬لذلك قام �أهلها‬ ‫بتنظيم املظاهرات ال�سلمية التي حملت‬ ‫�شعارات ب�سيط ًة مبحاربة الف�ساد وتنفيذ‬ ‫ٍ‬ ‫الإ�صالح وتوفري احلرية لك ّل فئات ال�شعب‪.‬‬ ‫�إال �أن النظام واجه طلباتهم بوح�شي ٍة‬ ‫منقطعة النظري وجل�أ مبا�شر ًة �إىل‬ ‫الر�صا�ص احلي واالعتقاالت واملداهمات‬ ‫حي حتت‬ ‫فتحول �شباب البلدة �إىل ّ‬ ‫الرتاب �أو جريح ال يجد جرعة دواء‪� ،‬أو‬ ‫معتقل ٍ يف غياهب الزنزانات واملعتقالت‪.‬‬ ‫ا�ستمر هذا الو�ضع طوي ًال وبقي الأهايل‬ ‫يخرجون مبظاهراتهم ال�سلمية وحفالتهم‬ ‫الغنائية الثورية ين�شدون للحرية ويحيون‬ ‫الدميقراطية‪ .‬لكن النظام �أبى �إال �أن‬ ‫ّ‬ ‫يك�شر عن �أنيابه وي�ستعر�ض ع�ضالته على‬

‫قــصــــة مــــديــــنــــة‬ ‫�إعداد ‪ :‬تن�سيقية املغرتبني ال�سوريني‬ ‫الفريق الإعالمي ‪ /‬بت�ص ّرف‬

‫�شبابه وبناته ليلقنهم در�س ًا يف «املمانعة»‬ ‫وي�أخذ بيدهم �إىل طريق املقاومة‪ ،‬فقام‬ ‫ب�إنزال جي�شه املقدام لكي يغري املقام‬ ‫ويتحكم بالزمام‪ .‬مل تبخل قد�سيا على‬ ‫الثورة ب�أبنائها فقدمت مواكب ال�شهداء تلو‬ ‫املواكب حتى و�صل عدد ال�شهداء يف البلدة‬ ‫�إىل ‪� 107‬شهداء‪ .‬كانت عملية ً نوعية‪ ،‬كما‬ ‫تقول و�سائل �إعالم النظام‪ ،‬تلك التي‬ ‫ا�ستطاع فيها اجلي�ش ال�سوري «املمانع» من‬ ‫حترير قد�سيا من دن�س �أهلها ورجزهم‪.‬‬ ‫ا�ستطاع هذا اجلي�ش «املقدام» حتويل تلك‬ ‫خراب ما بعده خراب‪.‬‬ ‫البلدة الوادعة �إىل ٍ‬

‫قدس ّيا‬

‫فارتكب املجازر بحق املدنيني و�أحرق‬ ‫الأبنية ودمرها و�سرق املحالت والبيوتات‪،‬‬ ‫وجلب العد�سات لت�سجل البطوالت وتوثق‬ ‫للتاريخ ما فعله ٌ‬ ‫جي�ش ب�أبناء وطنه‪ .‬الآن‬ ‫�صارت قد�سيا فارغة‪ ،‬موح�شة‪ ،‬مظلمة‬ ‫بعد �أن هجرها �أهلها خوف ًا على �أنف�سهم‬ ‫من جي�ش بلدهم‪ ،‬وياله من جي�ش! طال‬ ‫الوقت �أم ق�صر �ستعود قد�سيا رغم ًا عن‬ ‫�أنف «املمانعني» ريحانة دم�شق وم�صيفها‬ ‫القريب و�سيعود بردى يرتقرق قريب ًا منها‪،‬‬ ‫و�سيعود �أهلها �إىل �سريتهم الأوىل يف‬ ‫تنظيم املظاهرات واملطالبة بالإ�صالحات‪.‬‬


7

issue 35 / oct. 20th


‫‪8‬‬

‫‪issue 35 / oct 20th‬‬

‫الشهيد عبد الهادي صالح حالق‬ ‫عن �صفحة ق�ص�ص �شهداء الثورة‬ ‫ال�سورية‬ ‫ولد عبد الهادي يف ادلب �سرمني عام‬ ‫‪١٩٨٦‬وهو �أ ٌخ لت�س ٍع من االخوة در�س‬ ‫الثانوية العامة ثم خدم يف اجلي�ش وت�سرح‬ ‫منه عام ‪2010‬‬ ‫ثم انتقل للعمل يف ال�سعودية ً‬ ‫بحثا عن لقم ٍة‬ ‫�شريفة فعمل بجلي البالط وعانى من‬ ‫الغربة والبعد وال�شوق للأهل والوطن ‪...‬‬

‫وكان له لقب « جاييك يا وطن «‬ ‫و�أبيه و�أنه م�سرورجد ًا‬ ‫ثم نطق بال�شهادة و انتقل جلوار الرحمن‬ ‫بد�أ يخرج يف املظاهرات ويهتف للحرية الرحيم ليكون يف عداد ال�شهداء الذين‬ ‫ولع�شق ال�شهادة وكان �صوته يحول �صدقوا ما عاهدوا اهلل عليه‬ ‫عر�س ت�ضحك به الأطفال‬ ‫املظاهرات ايل ٍ‬ ‫وترق�ص على ايقاعاته احلرية‬ ‫ذهب �إىل الأردن و�شارك باعت�صام اجلالية‬ ‫ال�سورية وقام برفع علم اال�ستقالل يف‬ ‫عمان منطقة عبدون بعد �صعوده �إىل �أعلى‬ ‫الرافعة بداخل ال�سفارة ال�سعودية‬

‫يف يوم اخلمي�س و�أثناء ق�صف الدبابات‬ ‫ترك يف �سوريا ال�شوارع والأر�ض وال�سماء على املدينة دخلت �شظية يف �صدره فوقع‬ ‫�أر�ض ًا‬ ‫التي ي�ألفها وحمل الذكريات يف �أمتعته وقد روى لنا من كان حا�ضر ًا عند‬ ‫و�سافر ليعمل يف اجلو الالهب حيث ال �أهل ا�ست�شهاده ب�أنه �أثنى على اهلل ثم حمده ثم‬ ‫وال �أ�صدقاء‬ ‫�أخرب املوجودين �أن يو�صلو ال�سالم لأمه‬

‫دخل يخولة العي�ش‬ ‫وكان يح�صل على ٍ‬ ‫بكرامة و�شرف ‪� .‬إىل �أن تناهى �إىل �سمعه‬ ‫�صرخات من �سوريا احلبيبة تهتف للحرية‬ ‫ٍ‬ ‫وتدعو للحياة الكرمية‪.‬‬ ‫فلم ي�ستطع �صم �آذانه و�أبى ل�سانه �إال �أن‬ ‫يُردد اهلل �أكرب حرية و�أعادت له هذه‬ ‫ال�صرخة � ً‬ ‫آالفا من الذكريات فلم يركن‬ ‫ً‬ ‫خ�صو�صا بعد �أن �سمع ما يرتكبه‬ ‫لنف�سه‬ ‫الغت�صابات يندى لها اجلبني‬ ‫املجرمون‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فلم ير�ضى لنف�سه �أن يبقى وادعا �آمنا يف‬ ‫بلد �آخر و�أهله بني براثن ال�شر وحرائر‬ ‫ٍ‬ ‫بلده تنتهك عرو�ضهن‪.‬‬ ‫فعاد �إلـ ــى �سـ ــوريا والتحق باجلي�ش احلر‬ ‫وبد�أ رحلة اجلهاد ‪...‬‬

‫كان يردد ** دائم ًا �أنا ابن اجلهاد وللجهاد‬ ‫�أبا **‬ ‫** حيوا امل�آذن والقباب يف ظلها زحف‬ ‫ال�شباب **‬ ‫و بالرغم من �أنه كان نا�شط ًا �أي�ض ًا على‬ ‫الفي�سبوك �إال �أنه كان يقول دائم ًا **‬ ‫ال�شغل مو هون ال�شغل عالأر�ض **‬


‫‪issue 35 / oct. 20th‬‬

‫الوالدة في‬ ‫احلدائق‪..‬‬ ‫املصيبة‬ ‫األكثر شقا ًء‬ ‫شماس‬ ‫خاص ‪ /‬ملى ّ‬

‫‪9‬‬

‫حمال وم�ستودعات دم�ش ��ق‪..‬ملئه بالنازحني‬ ‫�ض���اقت عليهم الأر�ض مبا رحبت‪� ،‬إذ‬ ‫مل يعد �أمام النازحني �سوى البيات يف‬ ‫حمالت وم�س���تودعات (�أهل اخلري)‪،‬‬ ‫فبع���د �أن يق�ض���ي معظ���م النازح���ون‬ ‫نهاره���م يف ال�ش���وارع واحلدائ���ق‪،‬‬ ‫يلج����ؤون �إىل املح�ل�ات املغلقة �أم ًال يف‬ ‫ليلة �أكرث �أمان ًا‪..‬‬ ‫الطفل ��ة «حري ��ة» جُت�ب�ر �أحم ��د عل ��ى‬ ‫الإقامة يف حمله‬ ‫يقول �أحمد (�صاحب حمل مكن�سيان)‪:‬‬ ‫بع���د �أن كن���ا ن ؤّ�من من���زل‪ ،‬للنازحني‬ ‫من بقية املحافظات‪� ،‬ص���ار �أهل ريف‬ ‫دم�ش���ق وبع�ض مناطق دم�ش���ق بحاجة‬ ‫ه���م �أي�ض��� ًا مل�س���اعدة‪ ،‬مم���ا �ض���اعف‬ ‫الأمر �سوء ًا‪ ..‬ويتابع‪ :‬ا�ضطررت لإيواء‬ ‫عائل���ة م�ؤلف���ة من زوج�ي�ن و�أربع �أوالد‬ ‫م���ن زمل���كا يف حمل���ي‪ ،‬وامل�ش���كلة �أن‬ ‫الزوجة حامل‪ ،‬واملحل ال ي�ص���لح للنوم‬ ‫�أو للإقامة‪ ،‬وبعد عدة �أ�س���ابيع �صارت‬ ‫الزوج���ة احلامل يف �ش���هرها الأخري‪،‬‬

‫وقد تل���د يف �أي حلظة‪ ،‬ولذلك مل يكن‬ ‫�أمامي �س���وى ترك منزيل‪ ،‬لتت�ش���اركه‬ ‫الزوجة م���ع عائلتي‪ ،‬و�أقي���م حالي ًا �أنا‬ ‫وزوجها يف املحل‪..‬‬ ‫وي�ض���يف �أحم���د‪ :‬ول���دت الزوجة فتاة‬ ‫�أطلقوا عليها ا�س���م «حري���ة»‪ ،‬وتنتظر‬ ‫عائلتها �سقوط النظام حتى ي�سجلوها‬ ‫يف النفو����س‪ ،‬خوف��� ًا م���ن �أن ُيعتقل���وا‬ ‫ب�س���بب ا�س���م ابنتهم‪..‬ومازالت عائلة‬ ‫«حرية» تقيم يف منزيل حتى اليوم‪.‬‬ ‫وم���ن جه���ة �أخ���رى‪ ،‬يحكي النا�ش���ط‬ ‫«علي» عن م�آ�س���ي العديد من العوائل‬ ‫الت���ي �أجربته���ا الظروف عل���ى البقاء‬ ‫يف احلدائ���ق‪ ،‬ومنها �أ�س���رة حم�ص���ية‬ ‫باتت م�ش���هورة بني �س���كان الربامكة‪،‬‬ ‫حيث توجد يف احلديقة هناك‪ ،‬و�سبب‬ ‫ال�ش���هرة �أن الزوجة ُول���دت يف حديقة‬ ‫الربامكة‪ ،‬واجنبت �ص���بي ًا‪� ،‬س���عى لها‬ ‫�أهل اخلري ببطاني���ات ولبا�س للطفل‪،‬‬ ‫وم���ع الأ�س���ف مازال���ت الزوج���ة يف‬ ‫احلديقة‪ ،‬بانتظار من ي�ؤمن لهم امل�أوى‬ ‫بعيد ًا عن حياة احلدائق والت�شرد‪.‬‬


‫‪issue 35 / oct 20th 10‬‬

‫رغيد الططري‪ ...‬معتقل منذ ‪ 32‬عام ًا بعد محاكمة‬ ‫استمرت لدقيقة‬ ‫زمان الو�صل ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫ كم �سنة حكموك؟‬‫ م�ستجمع ًا همومه‪ :‬خم�س �سنني‬‫بابت�س���امة الأطف���ال‪ :‬توالي���ت‪...‬‬ ‫‬‫ق�ص���دي �س���نني حكم���ك‪ ،‬بي�س���اوي ع���دد‬ ‫ال�سنني يل ق�ضيتون �أنا بتواليت ال�سجن‪..‬‬ ‫تمُ���ح يوم ًا من ذاك���رة املعتقل‬ ‫حمادث��� ٌة مل َ‬ ‫(د‪����.‬س)‪ ،‬عل���ى الرغ���م من مرور خم�س���ة‬ ‫�أعوام عليه���ا‪� ،‬إال �أنها �أول حديث دار بينه‬ ‫وب�ي�ن املعتقل رغيد �أحم���د الططري‪ ،‬الذي‬ ‫�س���مع عنه كث�ي�ر ًا‪ ،‬ف�س���يط الطط���ري ب�أنه‬ ‫�أقدم معتقل يف �سجن �صيدنايا كان ي�سبقه‬ ‫بني املعتقل�ي�ن جدد‪� ..‬أما ما مل يخطر ببال‬ ‫(د‪�.‬س) هو �أن يكون الططري مازال قادر ًا‬ ‫عل���ى ال�ض���حك واملزاح بع���د بقائ���ه اثنني‬ ‫وثالثون �سن ًة مغيب ًا يف �سجون النظام‪.‬‬ ‫وبعد فرتة َعلم (د‪�.‬س) بق�ص���ة الططري‪،‬‬ ‫الت���ي ب���د�أت ع���ام ‪ ، 1981‬كان عمر رغيد‬ ‫الطط���ري حينه���ا ‪ 27‬عام��� ًا‪ ،‬وعندها كان‬ ‫طي���ار حرب���ي ‪� ،‬إال �أن ه���روب زمي ٍ���ل ل���ه‬

‫بطائرته �إىل الأردن‪ ،‬كان �س���بب ًا يف �إعتقال معتقل لطلب زيارة �أو لطبيب‪� ،‬أو �أي �ش���يء‬ ‫الطط���ري هو و جمي���ع �أفراد ال�س���رب من �آخ���ر كان رغي���د يتكيف مع املوجود رف�ض��� ًا‬ ‫قب���ل املخاب���رات اجلوية‪..‬وبع���د التحقيق للذل‪..‬‬ ‫معهم �أُل�ص���ق بالططري تهمة الت�سرت على‬ ‫زميله‪ ،‬و أُ�ر�س���ل �إىل �س���جن املزة حيث بقي لبقايا الطعام ق�صة مع الططري‬ ‫ملدة عامني يف الإنفرادي‪ُ ،‬حول بعدها �إىل (الي�س���لبك ال�سجن �سنني حياتك فقط‪..‬بل‬ ‫�س���جن تدمر حت���ى ع���ام ‪ ،2000‬حيث ُنقل �أدوات وم�س���تلزمات احلي���اة كذلك) هكذا‬ ‫بعدها �إىل �س���جن �صيدنايا وبقي فيه حتى ُيعرف (د‪�.‬س)‪ ،‬املعتقل ال�سيا�سي‪ ..‬ويتابع‪:‬‬ ‫‪ 2011‬ثم مت نقل امل�ساجني �إىل �سجن عدرا لك���ن ه���ذا التعري���ف الي�ش���به نظ���رة رغيد‬ ‫– حيث يوجد اليوم‪ -‬بحجة �إلغاء قانون الطط���ري للمعتق���ل‪ ،‬لأن �س���جنه حوله �إىل‬ ‫ر�س���ام ونحات‪..‬كان ينحت العظام الزائدة‬ ‫الطوارئ‪.‬‬ ‫يقول(د‪����.‬س) وا�ص���ف ًا الطط���ري‪ :‬اجلميع عن الطعام‪ ،‬م�س���تخدم ًا ل�ي�رة �أو قطعة من‬ ‫يح���ب رغي���د‪ ،‬فه���و عل���ى وف���اق م���ع كل «ك�س���تك» �س���اعة وجده���ا �ص���دف ًة يف باحة‬ ‫املعتقل�ي�ن‪ ،‬حت���ى ال�س���لفيني والتكفريي�ي�ن ال�س���جن ك�أداة ح���ادة للنح���ت‪ ،‬منحوتات���ه‬ ‫كان���وا يحرتمونه‪..‬وي�ض���يف‪ :‬كن���ا نح���ن �ص���غرية وجميلة وناب�ض���ة باحلياة‪ ،‬وي�ش ّكل‬ ‫ال�شباب نتعلم من عزميته و�صالبته‪ ،‬فعلى �ألعاب��� ًا م�س���تخدم ًا خلطة مكونة م���ن بقايا‬ ‫الرغ���م من مرور ‪� 32‬س���نة عل���ى اعتقاله‪ ،‬اخلبز وال�سكر وحم�ض الليمون‪ ،‬كان ير�سم‬ ‫مل يق���دم الطط���ري وال ورقة طل���ب واحدة ويلون م�س���تعين ًا بكل الو�س���ائل املتاحة له‪..‬‬ ‫لإدارة ال�س���جن‪ ،‬لأن الورق���ة الت���ي يقدمها حت���ى �أنه كان ي�ص���نع لوحات وم�س���ابح من‬ ‫امل�سجون ُيكتب على ر�أ�سها (�سيدي العقيد بزر الزيتون‪.‬‬ ‫رئي�س ال�س���جن‪ )..‬ورغيد يرف����ض مناداة ويذك���ر (د‪�.‬س) كي���ف كان الططري ينظم‬ ‫�أحد بلقب (�سيدي)‪ ،‬فبينما قد يحتاج �أي دورات تدريبي���ة لتعلي���م امل�س���اجني لعب���ة‬


‫‪11 issue 35 / oct. 20th‬‬

‫ال�ش���طرجن‪ ،‬وذل���ك بع���د �أن �ص���نع �أحج���ار‬ ‫اللعبة من عجينة اخلبز ور�سم الرقعة على‬ ‫قطعة قما�ش بالية‪.‬‬ ‫«تدم ��ر لي� ��س �سجناً‪..‬ب ��ل م ��كان لتحوي ��ل‬ ‫املعتقل �إىل �أقرب درجات احليوان»‬ ‫ح�سب (د‪�.‬س)‪ ،‬كان رغيد الططري يخفف‬ ‫عن معتقلي �سجن �صيدنايا‪ ،‬ب�أن يحكي لهم‬ ‫ما م َّر على ر�أ�س���ه يف �س���جن تدمر‪ ..‬م�شري ًا‬ ‫�إىل �أن املقارنة بني ال�سجنني تعني �أن �سجن‬ ‫�ص���يدنايا ه���و «�إخالء �س���بيل»‪ ..‬ومن بع�ض‬ ‫م���ارواه الطط���ري �أن �إدارة �س���جن تدم���ر‬ ‫كان حتظر على امل�س���اجني‪ ،‬رفع ر�ؤو�س���هم‬ ‫�أو م�ش���اهدة وجوه بع�ض���هم‪ ،‬م�ؤكد ًا � َّأن بعد‬ ‫مرور فرتة على االعتق���ال يتحول ذلك �إىل‬ ‫ع���ادة‪ ،‬فال �أح���د يج���ر�ؤ على ر�ؤي���ة الآخر‪،‬‬ ‫وعندما انتقلوا �إىل �س���جن �ص���يدنايا‪ ،‬كان‬ ‫معتقل���ي �س���جن تدم���ر مي�ش���ون يف الباحة‬ ‫�أثن���اء التنف����س‪ ،‬بجانب احلائ���ط مط�أطئي‬ ‫الر�أ����س‪ ،‬حت���ى مل���ا �ص���ار رئي����س ال�س���جن‬ ‫ي�أمرهم برفع ر�ؤو�سهم مل يجر�ؤ �أحد منهم‬ ‫على ذلك‪ ،‬وال�س���بب كم���ا روى الططري �أن‬ ‫�إدارة �سجن تدمر �أمرتهم يف �إحدى املرات‬ ‫برفع ر�ؤو�س���هم وعندما نفذ البع�ض الأمر‪،‬‬

‫�أ�ش���بعوهم �ض���رب ًا‪ ،‬و�س���قط قتل���ى يف تل���ك‬ ‫احلادثة‪.‬‬ ‫ويق���ول الطط���ري‪ :‬مل نرف���ع ر�ؤو�س���نا حتى‬ ‫نزل رئي�س �س���جن �ص���يدنايا‪ ،‬و�صار يج ّل�س‬ ‫بنف�سه ر�أ�س كل �سجني‪ ،‬وعندها كانت املرة‬ ‫الأوىل الت���ي نرى فيها بع�ض���نا‪ ،‬على الرغم‬ ‫من �أننا كنا يف نف�س املهجع ل�سنوات طويلة‪،‬‬ ‫ولذلك بكينا ب�شدة‪ ..‬يقول الططري ‪:‬تدمر‬ ‫لي�س �س���جن ًا‪ ،‬بل هو مكان لنزع الإن�س���انية‪،‬‬ ‫وحتويل املعتقل �إىل �أقرب درجات احليوان‪.‬‬ ‫يقول املعتقل (د‪�.‬س) لــ»زمان الو�صل» �أثناء‬ ‫�أح���داث �ص���يدنايا يف ‪ 5-7-2008‬والت���ي‬ ‫ا�ستمرت ثمانية �أ�ش���هر‪ ،‬كنا نتمنى املوت‪..‬‬ ‫ويف �إح���دى امل���رات قلت للطط���ري‪ :‬مل يعد‬ ‫�س���جن �ص���يدنايا‪ ،‬يختلف عن �سجن تدمر‬ ‫هلل يوم ًا يف‬ ‫يف �ش���يء‪..‬فقال يل �ض���احك ًا‪ :‬وا ِ‬ ‫يوم مما تعدون‪...‬‬ ‫تدمر ب�ألف ٍ‬ ‫مل ي�ش���تكي رغي���د الططري هموم���ه لأحد‪،‬‬ ‫�إال �أن مالحم���ه كانت تف�ض���ح حزنه عندما‬ ‫نن���ده له ب���ـ (�أبو وائل) ن�س���ب ًة ال�س���م ولده‪،‬‬ ‫الذي مل يراه رغي���د منذ اعتقاله حتى عام‬ ‫‪ ،2005‬فه���و عندم���ا ُاعتق���ل كان���ت زوجته‬ ‫حام���ل بوائل‪..‬وي�ؤكد (د‪�.‬س) يرف�ض رغيد‬

‫الططري اليوم زيارة ابنه يف �س���جن عدرا‪،‬‬ ‫لأن �إدارة ال�س���جن تجُ�ب�ر امل�س���اجني عل���ى‬ ‫�إرت���داء اللبا����س اجلزائي‪..‬وعندم���ا حاول‬ ‫(د‪����.‬س) �إقناع���ه بقب���ول الزيارة ق���ال له‪:‬‬ ‫انتظ���ر حماكمتي حتى �أعرف ذنبي وحينها‬ ‫�س�أرتدي هذا اللبا�س‪..‬‬ ‫حكمه تلخ�ص بكلمة (انقلع)‬ ‫و ُيذك���ر �أن حماكم���ة رغيد الطط���ري التي‬ ‫خ�ض���ع لها بعد �أربع �س���نوات من االعتقال‪،‬‬ ‫ا�س���تمرت دقيقة واحدة فقط‪ ،‬وتلخ�ص���ت‬ ‫بجملتني م���ن القا�ض���ي‪ ،‬الأوىل �س����أله عن‬ ‫ا�س���مه‪ ،‬والثانية ق���ال ل���ه (انقلع)‪..‬ويقول‪:‬‬ ‫عندما رجعت �إىل املهجع‪ ،‬و�أخربت زمالئي‬ ‫مب���ا حدث‪ ،‬قالوا يل‪:‬م�ب�روك لقد ُحكمت‪..‬‬ ‫وكانت الأحكام حينها �إما �إعدام �أو م�ؤبد‪.‬‬ ‫الثورة زادته تفا�ؤ ًال‬ ‫ُي�سمح للمعتقلني يف �سجن عدرا با�ستخدام‬ ‫الهاتف‪ ،‬وعندم���ا يتكلم رغيد الططري مع‬ ‫املعتق���ل ال�س���ابق (د‪����.‬س)‪ ،‬ي�س����أله الأخري‬ ‫ع���ن حاله‪ ،‬فت�أت���ي �إجابة الطط���ري ُمفعمة‬ ‫بالتفا�ؤل‪:‬قربت‬


‫‪issue 35 / oct 20th 12‬‬

‫ﻧﺪاء‪..‬‬

‫ﻟﻜﻲ ﻧﺒﻘﻰ ﻧﺮ ّدد‪:‬‬ ‫»‬ ‫ا‬ ‫ﷲ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻲ‬ ‫ا‬ ‫ﳉﻴﺶ اﳊﺮ«‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬ ‫ي�ض���ع كثريون من ن�ش���طاء الثورة ال�سورية‬ ‫خط��� ًا �أحم���ر عندم���ا ي�ص���ل النقا����ش �إىل‬ ‫«اجلي�ش احلر» الذي �أ�صبح ق ّوة فاعلة على‬ ‫الأر����ض رغم اخل�ل�اف عل���ى دوره وت�أثريه‬ ‫و�شعبيته‪.‬‬ ‫ومما ال �ش���ك فيه �أن اجل���دل حول اجلي�ش‬ ‫احلر قائم ب�ي�ن جناحني �أ�سا�س���يني يتف ّرع‬ ‫عنهم���ا كث�ي�ر م���ن الت�ص���نيفات‪� ،‬إذ ن���رى‬ ‫املعار�ضة ذات ال�ص���بغة الإ�سالمية داعمة‬ ‫ب�شكل علني �ص���ريح له‪ ،‬فيما ي�شكك بدوره‬ ‫ويتوج����س من���ه معظ���م العلماني�ي�ن وكث�ي�ر‬ ‫ّ‬ ‫من املثقف�ي�ن‪ ،‬وبينهما جند �أن احلا�ض���نة‬ ‫ال�ش���عبية كبرية خا�صة يف الريف وذلك ما‬ ‫يف�س���ر فقدان النظام لل�سيطرة ب�شكل �شبه‬ ‫ّ‬ ‫كلي على �أرياف �إدلب ودم�شق وحلب وحماه‬ ‫وحم�ص ودير الزور ودرعا وحتى الالذقية‬ ‫التي ي�ش ّكل ريفها معق ًال للطائفة العلوية‪.‬‬ ‫ومل يك���ن ينق�ص هذا اجلي�ش الذي و�ض���ع‬ ‫هدف ًا هو جوهر قيامه يف الأ�سا�س «�إ�سقاط‬ ‫النظ���ام» مزي���د ًا م���ن اجل���دل‪ ،‬لي�س���تج ّر‬ ‫مب�ش���اكله الداخلية مزيد ًا م���ن االنتقادات‬ ‫ب�س���بب حاالت ارتقى بع�ض���ها �إىل م�ستوى‬ ‫الف�ض���ائح الأخالقي���ة‪ ،‬و�إذا كان اته���ام‬ ‫�ضباط اجلي�ش احلر للمعار�ضة اخلارجية‬ ‫متمثل���ة باملجل����س الوطن���ي وال�شخ�ص���يات‬ ‫امل�س���تق ّلة �أمر ًا حمق ًا‪ ،‬ف�إن االنق�س���امات يف‬

‫�صفوفه �أم ّر و�أدهى‪.‬‬ ‫تنظيم ًا وخربة) واجلماعات ال�سلفية وحتى‬ ‫نتحدث عنه �أ�شعلها كون قيادة �شخ�ص���يات حم��� ّددة يف املجل����س الوطني‪،‬‬ ‫�ش���رارة ما َّ‬ ‫اجلي����ش احل���ر ل�ض���ابط برتب���ة �أدنى من رغ���م �أن واق���ع احل���ال ي�ش���ي بالعك�س‪ ،‬وهو‬ ‫�ض���باط من�ش��� ّقني تلوه باالن�ض���مام زمني ًا‪ ،‬م� ّؤ�شر �أقل ما يو�صف �أنه «مقلق»‪.‬‬ ‫ولذلك �أ�ص���بحنا بحاجة لإح�صاء املجال�س‬ ‫الع�س���كرية التي �أعلن عنها مرار ًا وتكرار ًا‪ ،‬وحت���ى ال يك���ون كالم���ي جم��� ّرد تخم�ي�ن �أو‬ ‫ع���دا ع���ن الألوي���ة والكتائ���ب والوح���دات بغر�ض الإث���ارة �أو الت�ش���كيك‪ ،‬ميكن تعداد‬ ‫وم�ؤخر ًا «الفيالق»!‬ ‫حاالت فا�ض���حة يف ريف حم����ص و�أحيائها‬ ‫املحا�ص���رة مثا ًال ومن �إحدى كربى الكتائب‬ ‫كما برزت م�ش���كلة التوا�ص���ل وااللتزام بني و�أكرثه���ا �ش���عبية «يف ال�س���ابق»‪ ،‬وكذل���ك‬ ‫ال�ض���باط والعنا�ص���ر املن�ش��� ّقني م���ن جهة كتيبت�ي�ن يف ريف �إدل���ب‪ ،‬وواحدة يف كل من‬ ‫واملتط ّوع�ي�ن املدنيني م���ن جهة �أخرى‪ ،‬وما ريف دم�ش���ق وحلب‪ ،‬و�أخرى يف دير الزور‪،‬‬ ‫ن�ش����أ ع���ن ذل���ك م���ن خالفات ك�ب�رى كان وجميعها ي�ص ّنف ب�أنه يتبع جلهة ما بالوالء‬ ‫ثمنه���ا باهظ ًا ولع ّل �أب���رز الأمثلة عن ذلك املطلق وال يتع���اون بالتايل مع كتائب �أخرى‬ ‫واقع احلال يف حم�ص وحتديد ًا يف �أحيائها وال مي ّدها بالذخرية �أو العتاد رغم توافرها‪،‬‬ ‫املحا�ص���رة‪ ،‬وقد �أظهرت ت�سجيالت فيديو وهو ب���كل املقايي�س �أمر م�أ�س���اوي كان ثمنه‬ ‫م�ؤخ���ر ًا ما ي�ش�ي�ر �إىل ذلك ب�ش���كل ال لب�س �أرواح �أزهق���ت و�إطال���ة يف عم���ر النظ���ام‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫والثورة‪ ،‬وخ�س���ارة معنوية مت ّثلت يف اهتزاز‬ ‫�ص���ورة اجلي�ش احل���ر والتململ م���ن بع�ض‬ ‫�أم���ا امل�ش���كلة الأك�ث�ر ح�سا�س���ية وخط���ورة قياداته التي �أ�ص���بحت تخال نف�سها مبرتبة‬ ‫فهي العالق���ة بني اجلي�ش احل���ر وداعميه «�أمراء احلرب»‪ ،‬ون�سوا �أن التاريخ يقول �أن‬ ‫م���ن املعار�ض���ة اخلارجي���ة �أو الداعم�ي�ن �أمراء احلرب هم �أرخ�ص �ضحاياها‪.‬‬ ‫مادي��� ًا دون �أن يقوموا بدور �سيا�س���ي معلن‬ ‫وهم منتمون على الأق���ل فكري ًا لأحزاب �أو ما �س���بق م���ن كالم لي�س جتني��� ًا وال بغر�ض‬ ‫خلفيات �إ�س�ل�امية‪� ،‬إذ �ص���ار الدعم املايل الإ�س���اءة لأبطال اجلي�ش احلر وهم ال�سواد‬ ‫واللوج�ستي بالعتاد والذخرية �أمر ًا مرهون ًا الأعظ���م من أ�ف���راده‪ ،‬لكنه نداء ملن ن�س���ي‬ ‫بال���والء واالنتماء ولي�س بامل�ص���لحة العامة الق�ض���ية وبد أ� يتاجر بال�س�ل�اح‪ ،‬وملن ن�س���ي‬ ‫للث���ورة والبالد‪ ،‬وه���و �أم���ر �أنكرته جماعة من هتف ب�ص���دور عارية يف ال�ش���وارع «اهلل‬ ‫���م الأكرب والأكرث حميي اجلي�ش احلر»‪.‬‬ ‫الإخوان امل�س���لمني (املته ّ‬


‫‪13 issue 35 / oct. 20th‬‬

‫النظام يعلن إضراب ًا مدني ًا في دمشق‬ ‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫بدعوى �أنهم يت�صدون للم�ؤامرة‪..‬وي�ضيف‬ ‫النا�ش���ط‪ :‬لكنهم يف الفرتة الأخرية بعد �أن‬ ‫عندما �أعلنت املعار�ضة «�إ�ضراب الكرامة» �صارت الزحمة ال تطاق يف ال�شوارع‪ ،‬ك�شفوا‬ ‫يف الأ�ش���هر الأوىل للث���ورة‪ ،‬ث���ارت حفيظة عن وجهه���م احلقيقي‪ ،‬ومل يع���د معظمهم‬ ‫النظام‪ ،‬وبد�أ يروج لأهمية العمل والذهاب يحرتم امل���ارة‪ ،‬ناهيك عن �أ�س���ئلتهم الغري‬ ‫�إىل اجلامعات‪ ،‬حتى �أن �ش���ركات االت�صال ممنهج���ة‪ ،‬والتي م���ن الوا�ض���ح �أن الهدف‬ ‫اخللوي بد�أت ب�إر�سال الر�سائل الإلكرتونية‬ ‫عل���ى �أرقام املواطن�ي�ن‪ ،‬حتثه���م فيها على‬ ‫مقاطعة الإ�ضراب‪� ،‬أما املفارقة التي ت�شغل‬ ‫بال الدم�ش���قيني اليوم‪ ،‬ه���ي عدم متكنهم‬ ‫م���ن ممار�س���ة �أعماله���م اليومية‪ ،‬ب�س���بب‬ ‫احلواج���ز الأمني���ة التي تقط���ع الطرقات‪،‬‬ ‫وب�س���بب �إغ�ل�اق الكث�ي�ر م���ن ال�ش���وارع‬ ‫وال�ساحات‪ ،‬وك�أن النظام يريد من الأهايل‬ ‫الت���زام بيوته���م بع���د �أن �ص���ار التنقل من‬ ‫امل�س���تحيالت‪ ،‬وباتوا مجُ ربين على تطبيق‬ ‫دع���وة (خلي���ك بالبي���ت) الت���ي ن���ادت بها‬ ‫املعار�ضة �سابق ًا‪.‬‬ ‫دم�شق‪..‬منطقة ع�سكرية‬ ‫�ش���عار ُيطبق���ه النظ���ام على كافة �ش���وارع‬ ‫وحارات العا�صمة‪ ،‬فح�س���ب �سكان املدينة‬ ‫بات التعاي�ش مع احلواجز الأمنية �أمر غري‬ ‫ممك���ن‪ ،‬خا�ص���ة بعد �أن �ص���ارت احلواجز‬ ‫تقط���ع كاف���ة الط���رق الفرعي���ة لتج�ب�ر‬ ‫ال�س���يارات على املرور عليها‪ ،‬مما ي�س���بب‬ ‫زحمة خانقة‪ ،‬ت�ش���ل حركة ال�س�ي�ر ب�ش���كل‬ ‫كامل‪ ،‬حتى �أن الدم�شقيني يعلنون من باب‬ ‫ال�س���خرية �أنه���م بانتظ���ار تواجد‬ ‫احلواج���ز ب�ي�ن غ���رف‬ ‫منازلهم‪.‬‬ ‫حواج ��ز الأم ��ن تك�شر‬ ‫عن �أنيابها‬ ‫ي�ؤكد �أحد النا�شطني يف‬ ‫تن�سيقية �أحياء دم�شق‪،‬‬ ‫�أن العنا�ص���ر الواقف�ي�ن عل���ى احلواج���ز‬ ‫يف دم�ش���ق‪ ،‬كان���وا يف البداية ي�ص���طنعون‬ ‫اللط���ف –ق���در امل�س���تطاع‪ -‬م���ع الأهايل‪،‬‬ ‫بغر����ض احل�ص���ول عل���ى املي���اه �أو الطعام‬ ‫من �س���كان املنازل القريبة من احلاجز‪� ،‬أو‬

‫منها الت�س���لية‪ ،‬وت�أخ�ي�ر املواطنني‪ ..‬ويتابع‬ ‫النا�ش���ط‪ :‬يع���رف الدم�ش���قيون‪� ،‬أن التنقل‬ ‫بعد ال�س���اعة العا�ش���رة لي ًال يعني التعر�ض‬ ‫للخطف‪� ،‬أو االعتقال التع�سفي‪ ،‬وذلك تبع ًا‬ ‫ملزاجية احلواج���ز التي متر عليها‪ ،‬ولذلك‬ ‫يتحا�شى معظم ال�سكان اخلروج من املنزل‬ ‫ً‬ ‫لي�ل�ا‪ ،‬فكثري ًا م���ا تعرت�ض �س���يارات الأمن‬ ‫ال�س���يارات املدني���ة وتعتقل ركابه���ا وت�أخذ‬ ‫ال�س���يارة‪ ،‬ه���ذا بالإ�ض���افة �إىل �أن جن���ود‬ ‫النظام يزدادون عدائية مع ت�أخر �س���اعات‬ ‫الليل‪ ،‬فقد يت�سبب وجود الكمبيوتر املحول‬ ‫يف �س���يارة �أحده���م باعتقال���ه‪ ،‬وب�س���رقة‬ ‫اجلهاز طبع ًا!‬ ‫�إط�ل�اق الر�صا� ��ص ت�سلي ��ة حواج ��ز‬ ‫جرمانا‬ ‫ب���ات لي���ل مدين���ة جرمان���ا ُمفع���م‬ ‫ب�أف�ل�ام (الأك�ش���ن)‪ ،‬الت���ي ي�ؤلفها‬ ‫عنا�صر حواجز املدينة ويخرجوها‪،‬‬ ‫وه���م �أبطاله���ا �أي�ض��� ًا‪ ..‬وي�ش���رح‬ ‫النا�ش���ط ع�ل�اء م���ا يفتعل���ه جن���ود‬ ‫حواجز جرمان���ا‪ ،‬قائ ًال ‪ :‬اعتدنا يف‬ ‫جرمانا على دوي �إطالق الر�صا�ص‬ ‫يف الليل‪ ،‬وعلى الأخبار عن بطوالت‬ ‫ما اجنزه ه�ؤالء اجلنود يف النهار‪..‬‬ ‫�أم���ا ما مل يفهمه جنود احلواجز �أنّ‬ ‫املواطن ال�س���وري وبعد خربة �س���نة‬ ‫ون�صف‪� ،‬ص���ار ُيفرق بني الر�صا�ص‬ ‫الناجت عن ا�ش���تباك فيه «�أخذ ورد»‬ ‫م���ن مواق���ع خمتلف���ة‪ ،‬وبني �ص���وت‬ ‫الر�ص���ا�ص ال�ص���ادر من مكان‬ ‫واح���د‪ ،‬مم���ا يعن���ي �أن جنود‬ ‫احلاج���ز يت�س���لون يف اللي���ل‬ ‫املل���ل‪ ،‬ب�إط�ل�اق الر�ص���ا�ص‪،‬‬ ‫لتتحفن���ا �ص���فحات النظ���ام‬ ‫الإلكرتوني���ة يف اليوم التايل‪،‬‬ ‫باحلدي���ث ع���ن املع���ارك‬ ‫اجلبارة التي خا�ضها ه�ؤالء‪.‬‬


‫‪issue 35 / oct 20th 14‬‬

‫معارضون سوريون‪ :‬عبد العزيز اخلير‬

‫يف القرداح���ة ب�ي�ن �أفراد من عائلة الأ�س���د‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬ ‫وعائ�ل�ات �أخرى‪� ،‬ش���ارك فيها أ�ف���راد من‬ ‫برغ���م �أن هيئ���ة التن�س���يق الوطني���ة لقوى عائلة اخلري على خلفية اعتقال قريبهم‪.‬‬ ‫التغي�ي�ر الدميقراط���ي ال تتم َتّ���ع ب�ش���عبية‬ ‫لدى ال�ش���ارع ال�س���وري الثائر‪� ،‬إال �أن ذلك �سج ّل ن�ضايل حافل‬ ‫ً‬ ‫ال يعني ع���دم وجود �شخ�ص���يات رائدة يف • كان قيادي��� ًا ب���ارزا يف ح���زب العم���ل‬ ‫الن�ضال �ض���د النظام ال�سوري منذ عقود‪ ،‬ال�ش���يوعي ورئي�س��� ًا لتحري���ر �ص���حيفة‬ ‫�أح���د ه���ذه ال�شخ�ص���يات هو عب���د العزيز «الن���داء ال�ش���عبي» وع�ض���و هيئ���ة حتري���ر‬ ‫اخلري رئي����س مكتب العالق���ات اخلارجية جمل���ة «ال�ش���يوعي» وع�ض���و هيئ���ة حتري���ر‬ ‫يف الهيئة‪ ،‬والذي اليزال م�ص�ي�ره جمهو ًال «الراي���ة احلمراء»‪ ،‬ومن املمكن اعتبار عبد‬ ‫منذ نحو �شهر‪ ،‬بعد �أن َّمت اختطافه على يد العزي���ز اخلري الرجل الأول يف حزب العمل‬ ‫املخابرات فور و�ص���وله من ال�ص�ي�ن‪ ،‬حيث ال�شيوعي ملدة ع�شر �سنوات ‪.1992-1982‬‬ ‫�ش���ارك يف جول���ة مباحثات ب�ش����أن العملية • تخ ّف���ى عب���د العزي���ز اخلري ع���ن �أعني‬ ‫املخاب���رات ال�س���ورية مل ّدة ‪ 11‬عام��� ًا وتعترب‬ ‫ال�سيا�سية يف �سوريا‪.‬‬ ‫ه���ذه الفرتة م���ن �أط���ول ف�ت�رات املالحقة‬ ‫اخليرّ من مواليد مدينة القرداحة م�سقط الت���ي عرفها � ّأي معار����ض يف التاريخ‪� ،‬ألقي‬ ‫الرئي�س ال�سوري ب�ش���ار الأ�سد عام ‪ ،1951‬القب�ض عليه يف الأول من �شباط عام ‪1992‬‬ ‫ودر����س الط���ب يف جامع���ة دم�ش���ق وتخرج من قبل دورية ع�س���كرية م�س ّلحة تابعة لفرع‬ ‫منها ع���ام ‪ ،1976‬وق���د وردت �أنباء خالل فل�سطني‪.‬‬ ‫الأ�س���بوعني املا�ضيني عن ا�شتباكات جرت • خ�ضع لتحقيق وتعذيب وح�شي دام مدة‬

‫�شهرين ون�صف ق�ضاها يف زنزانة انفرادية‬ ‫و�أ�ش���رف على ذلك ب�ش���كل مبا�ش���ر العماد‬ ‫عل���ي دوبا رئي����س املخابرات الع�س���كرية يف‬ ‫ذل���ك الوق���ت والعمي���د م�ص���طفى التاجر‬ ‫والعقيد عبد املح�سن هالل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫• ظ��� ّل حت���ى ع���ام ‪ 1995‬معتق�ل�ا دون‬ ‫حماكم���ة‪ ،‬ث���م حكمته حمكمة �أم���ن الدولة‬ ‫بل�سان القا�ضي ال�ش���هري فايز ال ّنوري ب‪22‬‬ ‫عام��� ًا بتهم���ة‪« :‬االنتم���اء جلمعية �سيا�س���ية‬ ‫حمظ���ورة» و»القي���ام ب�أن�ش���طة مناه�ض���ة‬ ‫للنظام اال�ش�ت�راكي للدولة» و «ن�ش���ر �أخبار‬ ‫كاذب���ة من �ش����أنها زعزعة ثق���ة اجلماهري‬ ‫بالثورة والنظام اال�ش�ت�راكي» و «مناه�ض���ة‬ ‫�أه���داف الث���ورة»‪ ،‬وق�ض���ى م ّدة �س���جنه يف‬ ‫�سجن �صيدنايا الع�سكري‪،‬‬ ‫• ب�س���بب ع���دم وجود �أطباء يف ال�س���جون‬ ‫ال�سيا�س���ية ال�س���ورية (�إال ال�س���جناء‬ ‫�أنف�س���هم)‪ ،‬عاي���ن عب���د العزي���ز اخل�ّي�ررّ‬ ‫و�أ�ش���رف عل���ى م���ا يزي���د عل���ى مئ���ة �أل���ف‬ ‫حال���ة‪ ،‬و�أقنع �إدارة ال�س���جن بتحويل احدى‬ ‫الزنزان���ات لعيادة طبية ت�س���تقبل املر�ض���ى‬ ‫من ال�سجناء‪.‬‬ ‫• �أفرجت ال�س���لطات ع���ن اخليرّ مبوجب‬ ‫عفو رئا�سي يف نهاية العام ‪.2005‬‬ ‫• كت���ب مئ���ات املق���االت والتحقيق���ات‬ ‫والتقارير ال�ص���حفية والأبح���اث الفكرية‪،‬‬ ‫ف�ض�ل�ا ع���ن م�س���اهمته يف حتري���ر �أع���داد‬ ‫كبرية من الكرا�سات ال�سيا�سية والنظرية‪.‬‬ ‫• �أع ّد كتاب ًا يف �أوا�س���ط الثمانينيات حمل‬ ‫يتحدث عن ق�ضايا‬ ‫ا�س���م «الكتاب الأ�سود»‪َّ ،‬‬ ‫القمع واالرهاب التي متار�س���ها ال�س���لطات‬ ‫ال�س���ورية �ض���د معار�ضيها و�أ�ص���بح مرجع ًا‬ ‫�أ�سا�سي ًا للعديد من املنظمات الدولية‪.‬‬ ‫• �أ�صدر بيان ًا با�سم حزب العمل ال�شيوعي‬ ‫يف �سوريا با�س���م «عر�س الديكتاتورية» عام‬ ‫‪ ،1991‬وذلك بعد اال�ستفتاء الرئا�سي‪.‬‬ ‫• �أ�س�س جتمع الي�سار املارك�سي يف �سوريا‬ ‫«تيم» ع���ام ‪ 2007‬بالتعاون م���ع العديد من‬ ‫و�ضم التجمع‪:‬‬ ‫رفاقه الي�ساريني يف �سوريا ّ‬ ‫ حزب العمل ال�شيوعي يف �سوريا‬‫ واحلزب الي�ساري الكردي يف �سوريا‬‫وهيئة ال�شيوعيني ال�سوريني‬ ‫ والتجم���ع املارك�س���ي الدميوقراط���ي يف‬‫�سوريا‬ ‫ و جلن���ة التن�س���يق لأع�ض���اء احل���زب‬‫ال�شيوعي ال�سوري‪ -‬املكتب ال�سيا�سي‪.‬‬


‫‪15 issue 35 / oct. 20th‬‬

‫شخصية األسبوع‪ :‬غسان مسعود‪ ..‬صمت دهر ًا ونطق ُعهراً‪...‬‬

‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬ ‫ان�ض���م املمثل ال�سوري غ�س���ان م�سعود �إىل‬ ‫قائم���ة امل�ؤيدين علن ًا للنظام ال�س���وري بعد‬ ‫�إطاللت�ي�ن �إعالميت�ي�ن يف �أ�س���بوع واح���د‬ ‫عرب �شا�ش���ة قناة املنار التابعة حلزب اهلل‬ ‫اللبن���اين‪ ،‬ث���م الإخبارية ال�س���ورية‪ ،‬وت�أتي‬ ‫«حملة» غ�س���ان م�س���عود ليت�ص��� ّدر امل�شهد‬ ‫الفن���ي املداف���ع ع���ن نظ���ام الع�ص���ابة يف‬ ‫ظ ّل ا�س�ت�راحة «�صقور الت�ص���ريحات» من‬ ‫زمالئه الفنانني �أمثال دريد ّ‬ ‫حلام و�سالف‬ ‫فواخرجي وفاديا خطاب وميادة احلناوي‬ ‫وغريه���م‪ ،..‬يف قائمة يلج أ���� �إليها النظام‬ ‫�إعالمي��� ًا لرتقيع �ص���ورته التي متزّقت ومل‬ ‫يع���د لأمثال م�س���عود ق���درة عل���ى تلميعها‬ ‫بت�صريحات وقحة مثرية للعجب‪.‬‬ ‫م�س���عود أ� ّك���د يف لقاء بثته املن���ار قبل �أيام‬ ‫�أن اجلي����ش العرب���ي ال�س���وري هو �ض���مان‬ ‫«ال�س���يادة الك�ب�رى» وال ن���دري ما يق�ص���د‬ ‫به���ذا امل�ص���طلح املبتك���ر‪ ،‬ولع ّل���ه يفيدن���ا‬

‫بت�ص���ريحات الحق���ة م���ا ه���ي «ال�س���يادة‬ ‫ال�صغرى» ؟؟؟‪ ،‬وامتدح يف حديثه ت�ضحيات‬ ‫اجلي�ش «البا�سل» الذي ق ّدم ‪� 13‬ألف �شهيد‬ ‫يف لبنان و‪� 7‬آالف يف حرب ت�شرين!!‬ ‫و�أ َّك���د م�س���عود �أن اجلي�ش «�ض���مانة للبلد»‪،‬‬ ‫متعامي ًا عما يقوم به يف الواقع على الأر�ض‬ ‫من قتل وت�ش���ريد وتدمري ونهب يف �سيا�س���ة‬ ‫وعد من يتع َّر�ض للجي�ش‬ ‫معلن���ة دون خجل‪َّ ،‬‬ ‫يوجه‬ ‫حتى لو بال���كالم و»يح ّلل دم جن���وده» ِّ‬ ‫الإهانة ال�شخ�ص���ية له وه���و الذي خدم يف‬ ‫�ص���فوفه �سابق ًا و�أ�ض���اف �أن ذلك يهني �أباه‬ ‫و�أمه �أي�ض ًا !‬ ‫ويف ت�ص���ريحات مماثل���ة للإخباري���ة‪ ،‬تابع‬ ‫م�س���عود بنف����س النهج م�س���تنكر ًا «�ش���يطنة‬ ‫جي����ش اجلمهوري���ة العربي���ة ال�س���ورية»‪،‬‬ ‫ووا�صف ًا من يقاتله ب�أنهم «حطب»‪ ،‬ودعاهم‬ ‫للعودة و�إلقاء ال�س�ل�اح‪ ،‬وث َّمن تعامل الدولة‬ ‫معهم م�ش�ي�ر ًا �إىل مبادرة وزير امل�ص���احلة‬ ‫الوطني���ة التي ا�س���تجاب لها ح�س���ب زعمه‬ ‫جمموعة من «ال�ضباط»‪ ،‬وو�صف ذلك ب�أنه‬

‫«م�ؤ�شر جيد»‪.‬‬ ‫م�س���عود اب���ن قري���ة «فجلي���ت» يف حمافظة‬ ‫طرطو�س‪ ،‬م���ن مواليد عام ‪ 1958‬وهو �أحد‬ ‫خريجي ثم �أ�س���اتذة املعهد الع���ايل للفنون‬ ‫امل�سرحية‪ ،‬ويع ّد من �أبرز الوجوه امل�سرحية‬ ‫والدرامية وال�سينمائية يف �سورية‪ ،‬ما خ ّوله‬ ‫امل�ش���اركة يف العدي���د من الأعم���ال املحلية‬ ‫والعربي���ة الب���ارزة‪ ،‬وكذلك جت�س���يد بع�ض‬ ‫ال�شخ�صيات يف �أعمال عاملية‪.‬‬ ‫ويح���ار املتابع ل�ش����أن الث���ورة ال�س���ورية‪ ،‬يف‬ ‫و�صف مواقف بع�ض ال�شخ�صيات «املثقفة»‬ ‫ومنه���م م�س���عود‪� ،‬إذ تتناق����ض مواقفه���م‬ ‫ج�س���دوه م���ن �أعمال‬ ‫املخزي���ة منه���ا مع ما ّ‬ ‫نادت باحلرية يف �شتى �صورها‪.‬‬ ‫وبع���د‪ ..‬ت���رى م���ن �س���تفاجئنا ب���ه الأي���ام‬ ‫القادمة قب���ل نهاية هذا النظام؟‪ ،‬ول�س���ان‬ ‫ح���ال كثريين يق���ول‪ :‬ليت اجلميع ي�ص���مت‬ ‫حتى ال تت�ش ّوه �ص���ورة جميلة مر�سومة لأحد‬ ‫املبدعني مبوقف عاهر لن ين�ساه التاريخ وال‬ ‫امل�ستقبل‪.‬‬


‫‪issue 35 / oct 20th 16‬‬

‫قبل نفاذه من اخلزينة‪...‬‬ ‫النظام «مرعوب ومحتار» بخصوص الدوالر‬ ‫زمان الو�صل ‪ /‬بلقي�س �أبو را�شد‬ ‫�أ�ص���در م�ص���رف �س���وريا املركزي ق���رار ًا‬ ‫منع مبوجب���ه بيع القط���ع الأجنبي من قبل‬ ‫امل�صارف و�ش���ركات ال�ص���رافة املرخ�صة‬ ‫للمواطنني‪� ،‬إال وفق قائمة �ش���روط جديدة‬ ‫�أك�ث�ر ت�ش���دد ًا‪ ،‬ت�أت���ي بع���د �أن ب���د�أ ال�س���عر‬ ‫الر�س���مي ل�ص���رف ال���دوالر يط���رق �أبواب‬ ‫ال�س���بعني لرية‪ ،‬وو�صل يف ال�س���وق ال�سوداء‬ ‫اىل ‪ 75‬لرية‪.‬‬ ‫ت�ض���من الق���رار من���ح ال���دوالر للمواطنني‬ ‫مبجموع���ة م���ن احل���االت و�أهمه���ا متوي���ل‬ ‫امل�ستوردات وال�س���فر ملرة واحدة يف العام‪،‬‬ ‫واالدخ���ار مبع���دل ‪� 5‬آالف دوالر �أو ي���ورو‪،‬‬ ‫وللأغرا�ض ال�شخ�صية مبعدل �ألف يورو �أو‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما �أنه �سمح للم�سافرين جوا من مطارات‬ ‫حم���ددة «وهي ال�ش���ام وحل���ب والالذقية»‪،‬‬ ‫ب�ش���راء الدوالر‪ ،‬بع���د الت�أكيد عل���ى عملية‬ ‫خت���م ج���واز ال�س���فر وتدقيق���ه يف الهجرة‬ ‫واجلوازات‪.‬‬ ‫وحدد‬ ‫املركزي‬ ‫�أي�ض��� ًا �شرط �شراء‬ ‫ال���دوالر بق�ص���د االدخ���ار‬ ‫ال�شخ�ص���ي من قب���ل املواطن‪ ،‬على‬ ‫�أن ال يتج���اوز ‪ 1000‬دوالر مل���رة واح���دة يف‬ ‫ال�سنة‪ ،‬لكن �شريطة �إيداعها يف البنك ومن‬ ‫ثم ت�سليمها له‪ ،‬وق�ص���د املركزي من ذلك‬ ‫عدم بيعها مبا�شر ًة يف ال�سوق ال�سوداء‪.‬‬ ‫ت�شدد‬ ‫لي�س���ت امل���رة الأوىل الت���ي يت�ش���دد فيه���ا‬ ‫املركزي ب�ش���روط منح الدوالر‪ ،‬فقد �سمح‬ ‫العام املا�ضي ببيع ‪� 100‬ألف دوالر للمواطن‬ ‫مقاب���ل وديعة �إجبارية مل���دة عام حمفوظة‬ ‫الفوائد‪ ،‬ثم تراجع عن قراره وخف�ض املبلغ‬ ‫�إىل ‪� 10‬آالف دوالر مع الإبقاء على �ش���رط‬

‫الوديعة ملدة �س���نة‪� ،‬أم���ا يف القرار اجلديد‪،‬‬ ‫مت تخفي����ض الرق���م �إىل ‪� 5‬آالف دوالر م���ع‬ ‫�ش���رط وج���ود وديعة ملدة �س���تة �أ�ش���هر دون‬ ‫فوائد‪ ،‬وغري قابلة للك�سر‪.‬‬ ‫اله���دف املعل���ن م���ن �إج���راءات املرك���زي‬ ‫اجلديدة هو كبح جماح ال�س���وق ال�س���وداء‪،‬‬ ‫والت���ي و�ص���ل فيها �س���عر ال���دوالر فيها �إىل‬ ‫‪ 75‬لرية‪ ،‬لكن بح�س���ب خرباء يف االقت�صاد‬ ‫الت�ش���دد اجلديد هو تعبري عن توجه وا�ضح‬ ‫نح���و التقن�ي�ن وع���ن �أزم���ة ل���دى احلكومة‬ ‫ال�س���ورية يف ت�أم�ي�ن ال���دوالر واخل���وف من‬ ‫نفاذ ما تبقى لديهم من احتياطي العمالت‬ ‫الأجنبية‪.‬‬ ‫كما انها تعك�س يف باطنها م�أزق املركزي يف‬ ‫توفري القطع الأجنبي للأغرا�ض التجارية‪،‬‬ ‫واال�ستمرار يف الت�ضييق على توجه املواطن‬ ‫نح���و ا�س���تبدال الل�ي�رة ال�س���ورية بالعمل���ة‬ ‫ال�ص���عبة‪ ،‬لع���دم ثق���ة املواط���ن يف عملت���ه‬ ‫املحلي���ة‪ ،‬الت���ي ال يفوت امل�س����ؤولون فر�ص��� ًة‬ ‫�إال وي�ؤك���دون على متانته���ا‪ ،‬يف الوقت الذي‬ ‫خ�سرت فيه �أكرث من ‪ % 50‬من قيمتها‪.‬‬

‫حتليل‬ ‫م���ن جه���ة أ�خ���رى �إن حج���ة املرك���زي ال‬ ‫ت�ص���مد �أمام �أي حتليل اقت�صادي منطقي‪،‬‬ ‫فتقييد احل�ص���ول على الدوالر والتعقيدات‬ ‫والعراقي���ل الت���ي ي�ض���عها للح�ص���ول عل���ى‬ ‫الدوالر �س���يدفع كل الطالبني له للبحث عنه‬ ‫بطرق غري �ش���رعية‪� ،‬سي�ؤدي يف النهاية �إىل‬ ‫تن�ش���يط حركة ال�سوق ال�سوداء‪ ،‬وا�ستنزاف‬ ‫القوة ال�شرائية للمواطن‪.‬‬ ‫يذك���ر �أن حج���م االحتياط���ي الأجنبي وفق‬ ‫ت�ص���ريحات حكومية بل���غ ‪ 17،6‬مليار دوالر‬ ‫يف �آذار ع���ام ‪ ،2011‬وتوزع���ت حمفظ���ة‬ ‫االحتياطي وفق ن�سب معينة للقطع الأجنبي‬ ‫حيث بلغت ‪ % 44‬للدوالر‪ ،‬و ‪ % 32‬يورو‪ ،‬و‪11‬‬ ‫‪ %‬ين ياباين ونف�س الن�سبة جنيه ا�سرتليني‪،‬‬ ‫وال يوجد �أرقام موثوقة �أين و�صل االحتياطي‬ ‫بعد ا�س���تنزافه لتمويل العلميات الع�سكرية‬ ‫لأكرث من �س���نة ون�صف يف ظل �أزمة طاحنة‬ ‫تع�ص���ف بالبالد والعقوبات غري امل�س���بوقة‬ ‫على اقت�صادها‪.‬‬


‫‪17 issue 35 / oct. 20th‬‬

‫األمـــة الســـوريــة‬ ‫خا�ص ‪ /‬م�ؤيد ا�سكيف‬ ‫حينم���ا �أ�س����س �أنط���ون �س���عادة احل���زب‬ ‫ال�س���وري القوم���ي االجتماع���ي و ن���دد‬ ‫مبحاوالت تق�س���يم بالأمة ال�س���ورية و �صاغ‬ ‫الأدبي���ات اخلا�ص���ة بهذا ال�ش����أن و �أ�س����س‬ ‫حلزب���ه القواع���د الفكري���ة مل يك���ن حينها‬ ‫مفه���وم االنتم���اء ل�س���وريا الأم���ة و املعرفة‬ ‫بالهوية ال�س���ورية �أو الذات ال�سورية غريبا‬ ‫عن �سياقه �أو خطابا مغرتبا عن بيئته ‪ ..‬بل‬ ‫كان من�س���جما مع حميطه حتى �أن الن�شيد‬ ‫ال�س���وري كان يغنى يف خمتلف مدن �سوريا‬ ‫اجلنوبي���ة مب���ا فيها غزة حتى ع���ام ‪1948‬‬ ‫و كان كل �ش���خ�ص من �س���وريا اجلنوبية �أو‬ ‫ال�س���احلية �س���واء من جبل لبنان �أو غريها‬ ‫يع���رف ع���ن نف�س���ه ب�أنه �س���وري حت���ى بعد‬ ‫ت�أ�سي�س الكيانات اجلديدة‪..‬‬ ‫ال �أع���رف حقيق���ة كل الأ�س���باب التي �أدت‬ ‫�إىل تدم�ي�ر �أو تغييب املعرف���ة بتلك الهوية‬ ‫يف اخلطاب و التعريف عن الذات ال�سورية‬ ‫و �أقول املعرف���ة ‪ ..‬لأن عدم املعرفة بالذات‬ ‫�أو الهوي���ة ال يعني �أنها غري موجودة ‪ ..‬لكن‬ ‫حتما ميكن القول ب�أن الت�ض���ييق و ال�ضغط‬ ‫و حماول���ة �إلغ���اء ه���ذا الفك���ر و الإنتم���اء‬

‫و تل���ك املعرف���ة ب�ش���كل منهج���ي مقاب���ل‬ ‫تدعي���م اخلطاب القوجم���ي و الذي ارتهن‬ ‫للمزايدات العروبية مبختلف م�شاربها وما‬ ‫رافق���ه من خط���اب ديني بعد ذلك و�ص���ل‬ ‫ذروت���ه �إبان الث���ورة الإيراني���ة التي �أخذت‬ ‫طابع ًا ديني ًا �شيعي ًا ‪..‬‬ ‫ت�ش���هد �س���وريا حالي���ا معرك���ة حقيقي���ة و‬ ‫�ص���راعا ب�ي�ن �إيدولوجي���ات متناح���رة و‬ ‫متناق�ضة ي�شكل الإ�سالميون على اختالف‬ ‫تياراتهم و انتماءاته���م �أطرافا متعددة يف‬ ‫تلك املعركة �إ�ضافة �إىل ما ي�سببه ذلك من‬ ‫ارتداد �إىل االنتماءات ال�ضيقة كالع�شائرية‬ ‫و العائلي���ة و املذهبي���ة الطائفية و هذا كله‬ ‫ي�سهم يف �إ�شعال النار امل�ستعرة يف �سوريا و‬ ‫تدمري وحدتها الداخلية و تعزيز االنق�سام‬ ‫فيها ‪..‬‬ ‫هذا ما ي�ضعنا ك�س���وريني �أمام حتد جديد‬ ‫لتعزي���ز االنتم���اء الوطني الج�ت�راح مظلة‬ ‫جامع���ة م�س���تمدة �أ�س���بابها و �ش���رعيتها‬ ‫من الإرث الإن�س���اين ال�س���وري ومن و قائع‬ ‫التاري���خ و اجلغرافي���ا و البيئ���ة املناخية و‬ ‫الفكرية الثقافية ‪..‬‬ ‫تعري���ف امل�ش���كلة يبد�أ يف ت�ش���خي�ص وعينا‬ ‫له���ذا االنتم���اء و �أ�س���باب غي���اب املعرف���ة‬ ‫بالهوي���ة ال�س���ورية و ع���دم �إدراكن���ا لعم���ق‬

‫انتمائن���ا ‪ ..‬املعرف���ة بال���ذات و الهوي���ة هي‬ ‫مفت���اح احل���ل و غيابه���ا ه���و لب امل�ش���كلة و‬ ‫لت�أ�س���ي�س معرفة بالهوية البد من ا�س���تلهام‬ ‫املا�ض���ي ال�س���وري و ح�ض���ارته و جترب���ة‬ ‫االن�سان ال�س���وري عرب التاريخ للو�صول �إىل‬ ‫اخلال�ص���ات و البن���اء عليها يف احلا�ض���ر و‬ ‫للم�ستقبل‪.‬‬ ‫�أعتق���د �أن ح���دود الدم قد ر�س���مت نف�س���ها‬ ‫مبوازاة تل���ك احلدود اجلغرافية و الثقافية‬ ‫و الفكرية ‪ ..‬فم�أ�ساة بالد ال�شام كانت دوما‬ ‫واحدة و �إن كان موقعها اجلغرايف حال دون‬ ‫ا�س���تمرار كونها مركز ًا و حا�ض���رة م�ستقرة‬ ‫على الدوام لت�أ�سي�س دولة مركزية م�ستمرة‬ ‫و م�ستقرة �إال �أن ظروفها املتقلبة و املتداخلة‬ ‫مع بع�ضها تكر�س كونها كيانا واحدا ‪..‬‬ ‫كان و م���ا ي���زال �ش���رق املتو�س���ط حمكوما‬ ‫بالفو�ض���ى و بكون���ه مع�ب�را للماري���ن و م���ا‬ ‫ت�شهده الدولة ال�سورية الآن هو جزء من كل‬ ‫تاريخي متكرر ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫جم���ددا ف����إن ه���ذا العام���ل حتدي���دا م���ن‬ ‫العوامل التي تدعو لوحدة ال�سوريني و ت�ؤكد‬ ‫عل���ى �أهمي���ة معرفته���م بحقيق���ة انتمائهم‬ ‫املوحد ل�ض���مان العي�ش امل�ش�ت�رك و ال�س���عي‬ ‫لبناء الأمة ال�سورية املوحدة‪..‬‬ ‫بعي���دا ع���ن كال�س���يكيات احلزب ال�س���وري‬ ‫القوم���ي االجتماع���ي ف����إن الأمة ال�س���ورية‬ ‫ال تخت�ص���ر ب���ه و الوع���ي التاريخ���ي ب�أمتنا‬ ‫و عمقه���ا ال ميك���ن اختزال���ه مبمار�س���ة �أو‬ ‫موق���ف �سيا�س���ي لهذا احل���زب �أو ذاك ‪ ..‬و‬ ‫يبدو �أن الف�ض���اءات ال�سورية �صارت ب�أم�س‬ ‫احلاجة لت�أ�سي�س �أحزاب و كيانات �سيا�سية‬ ‫و جمموعات عمل لتعزيز االنتماء ال�س���وري‬ ‫و مفهوم الأمة ال�سورية‪..‬‬ ‫ال ميك���ن من خ�ل�ال مقال ق�ص�ي�ر الإجابة‬ ‫عل���ى ت�س���ا�ؤالت كثرية و لك���ن ال ميكنني �إال‬ ‫�أختم بالتايل ‪:‬‬ ‫ال�سوريون و بالالوعي اجلمعي كرروا مقولة‬ ‫املوت و ال املذلة بع���د �أن قالها �أحيكار وزير‬ ‫املل���ك �س���نحاريب يف الق���رن ال�س���ابع قب���ل‬ ‫املي�ل�اد « يا بني ‪ :‬ال قيمة حلياة فيها ذل ‪..‬‬ ‫املوت �أف�ضل من ذلك ‪..‬‬ ‫جدنا ال�سوري �أحيكار و قبل �أكرث من �سبعة‬ ‫و ع�شرين قرنا كان يقول املوت و ال املذلة ‪..‬‬


‫‪issue 35 / oct 20th 18‬‬

‫(من إمياني باملشاركة حتى بالنجوى الداخلية كتبت)‬

‫األفضل من األسفل‬ ‫خا�ص ‪� /‬شذا الأحدب‬ ‫كاتبة وباحثة اعالمية واجتماعية‬


‫‪19 issue 35 / oct. 20th‬‬

‫مل �أفهم يوما تلك املقولة التي كان يرددها‬ ‫�أبي دائما مبا يخ�ص معديل اجلامعي (�أنت‬ ‫الأف�ضل ولكن من الأ�سفل) رمبا لأن املعدل‬ ‫مل يك���ن يعني يل كثريا باعتب���ار �أن احلياة‬ ‫العملية بر�أي هي مقيا�س النجاح ب�أي مهنة‬ ‫ويبقى املعدل الدرا�س���ي ه���و طريقة للعبور‬ ‫ولكن لي�س طريقة للم�ضي قدما‪.‬‬ ‫ومرت الأيام وال�س���نني ومل �أ�س���تطع �أن �أرى‬ ‫مث���اال عل���ى كالم أ�ب���ي لأ�س���تطيع �أن �أدرك‬ ‫متام الإدراك ماذا تعن���ي هذه العبارة �إىل‬ ‫�أن ج���اء �أوغلو وطرح م�س����ألة تويل ال�ش���رع‬ ‫رئي�س���ا‪ ،‬و�أخذت الن���داءات بعد هذا ترتفع‬ ‫من هنا وهناك تنادي بفاروق ال�شرع رئي�سا‬ ‫كحل حلقن الدماء ووقف القتال‪ ،‬ولإحالل‬ ‫ال�سالم والأمن على الأر�ض ال�سورية‪.‬‬ ‫و�أخ���ذ الطرف الرتكي ينهال على ال�ش���رع‬ ‫بال�ص���فات التي من املفرو�ض �أنها ايجابية‬ ‫�أو �أنها بطريقة �أو ب�أخرى قادرة على ر�س���م‬ ‫�ص���ورة ايجابية يف الال�ش���عور عند املواطن‬ ‫ال�س���وري ‪ ،‬ومن ه���ذه ال�ص���فات ب�أنه رجل‬ ‫نظيف مل تت�س���خ يداه بالدم و�شغل من�صب‬ ‫وزير ‪.‬‬ ‫مل يك���ن رج���ال ال�س���لطة يوم���ا يف �س���ورية‬ ‫م���ن �أبط���ال الربوباغن���دا الدعائي���ة التي‬ ‫يح���اول الإع�ل�ام ع���ن طريقها ت�س���ويقهم‬ ‫لينالوا ر�ضى ال�ش���عب وحمبته وثقته لتويل‬ ‫من�ص���ب �أو البق���اء يف ال�س���لطة ‪ ،‬كان رجل‬ ‫ال�س���لطة كائن من يكون كائن من الف�ضاء‬ ‫اخلارجي ترت�س���م حوله هالة من التقدي�س‬ ‫والهيبة الإعالمية‪ ،‬كان بطل خارق حمرق‬ ‫ال يذل‪ ،‬اليخطئ‪ ،‬وطني‪ ،‬ناجح‪ ،‬ذكي ي�ضع‬ ‫م�ص���لحة الوطن ف���وق كل �ش���يء‪ ،‬ويقد�س‬ ‫حرية الفرد والفكر ‪.‬‬ ‫وهن���ا جت���د نف�س���ك كمواط���ن تق���ف وراء‬ ‫جمموع���ة م���ن احلواجز ال تع���رف بدايتها‬

‫م���ن نهايته���ا‪ ،‬حواجز تف�ص���ل بين���ك وبني‬ ‫هذا البطل امل�ؤله حواجز متنعك من �س�ؤاله‬ ‫ومتنعك من احل�صول على عطائه‪ ،‬عطاءه‬ ‫ال���ذي ال ت�س���مع عن���ه والت���راه‪ ،‬وال تتذك���ره‬ ‫لأنك بالال�ش���عور قمت بعملية ديليت له من‬ ‫حيات���ك ومن �آمال���ك‪ ،‬وال يخطر على بالك‬ ‫�إال عندما تذهب للمكتبة لت�ش�ت�ري �ش���ريطا‬ ‫�أحمر لت�ضعه على هدية‪ ،‬فت�س�أل نف�سك عن‬ ‫حجم الأم���وال املهدرة على تلك ال�ص���روح‬ ‫احلجرية التي تزينها تلك الأ�شرطة التي ال‬ ‫ت�سمن وال تغني من جوع‪.‬‬ ‫�أو تط���رق تلك الأفكار باب تفكريك فتتذكر‬ ‫هذا البطل اخلارق عندما تت�ساقط قطرات‬ ‫الع���رق على عيني���ك و�أنت تق���ف يف طابور‬ ‫طوي���ل لت�أخذ تلك املنة والربكة من املوظف‬ ‫بو�ض���ع توقيعه على ورقت���ك التي حتملها يف‬ ‫يدك اليمنى بينما تختبئ يدك الي�س���رى يف‬ ‫جيب���ك مم�س���كة بالورقة النقدية ال�س���ورية‬ ‫والتي نق�ش���ت عليها �ص���ورة بط���ل الأبطال‬ ‫الأول والأوحد ‪.‬‬ ‫�أو تتذك���ر عندما تخرج م���ن بيتك فتتفاج�أ‬ ‫باحلفارات متلئ ال�ش���ارع و تبد�أ �أ�ص���واتها‬ ‫باخ�ت�راق ح���دود ال�س���مع عن���دك وعن���د‬ ‫�أطفالك لأن خط�أ رابعا من قبل البلدية وقع‬ ‫عن غري ق�صد ‪.‬‬ ‫�أو تتذك���ر عندم���ا ي�أت���ي �أول ال�ش���هر وتبد�أ‬ ‫طرق���ات الدائنني عل���ى بابك‪ ،‬و�ص���رخات‬ ‫�أطفالك املت�ش���وقني لتلك الأ�ش���ياء التافهة‬ ‫بالن�س���بة لأ�ص���غر خ���ادم عن���د �أح���د ه�ؤالء‬ ‫الأبطال ‪.‬‬ ‫فلم���اذا �س���وف يختلف ال�ش���رع ع���ن ه�ؤالء‬ ‫الق���ادة وملاذا يجب �أن يك���ون قريب وحبيب‬ ‫وخمل�ص وهو الذي مل يقف يوما يف الطابور‬ ‫ليخل�صك من براثن املرت�شني واملرتزقة ‪.‬‬ ‫ومل���اذا يكون خمتلفا ومل ي�أتي يوما ليم�س���ح‬ ‫دم���وع الأمهات الذي���ن فق���دوا �أوالدهم يف‬

‫ال�س���جون الأ�س���دية ‪ ،‬ومل���اذا يك���ون خمتلفا‬ ‫و�ش���عبه ال�س���وري يرق�ص على �أنغام اجلوع‬ ‫والفق���ر ومل���اذا يك���ون خمتلف���ا وه���و ي���رى‬ ‫�أ�ص���دقائه الأبط���ال يقتات���ون عل���ى حل���وم‬ ‫الأطفال ودمائهم ‪.‬‬ ‫ومل���اذا يك���ون خمتلفا وه���و و�أ�ص���دقائه من‬ ‫و�ض���عوا قانون �أف�ض���لية التوظيف للأقارب‬ ‫والأ�ص���دقاء فبات ذلك الراتب التافه حلم ًا‬ ‫�صعب الو�صول واملنال ‪.‬‬ ‫ومل���اذا يك���ون خمتلف���ا وه���و ي���رى �س���ورية‬ ‫العظيمة بيد ع�ص���ابات الأ�س���رة احلاكمة‪،‬‬ ‫وجت���ار املخدرات‪ ،‬وطالب���ي الفديات‪ ،‬و�أين‬ ‫كان عندم���ا افتتحت �س���ورية بقيادة البطل‬ ‫الأكرب معمال لت�ص���دير العق���ول واملواهب‪،‬‬ ‫و�أين كان عندما �أغت�صبت الأر�ض وال�شعب‬ ‫قدت ال�صفقة و ًق َ‬ ‫ب�ض الثمن ‪.‬‬ ‫وع َ‬ ‫ُ‬ ‫�أمل يك���ن وقتها وزي���را لهذا النظ���ام ميثله‬ ‫ويفت���ح ل���ه �أب���واب امل�ص���احلة والإتفاقيات‬ ‫وال�ص���فقات مع من ت�آمروا على قتل الوطن‬ ‫و�ش���عبه ‪� ،‬أمل يك���ن يومه���ا �أداة بي���د البطل‬ ‫الأول ال���ذي جاء لي�ض���ع ا�س���م الأ�س���د على‬ ‫اخلارط���ة بدال م���ن �س���وريا‪� ،‬أمل يكن وقتها‬ ‫ممن ي�صفقون ويهللون ‪.‬‬ ‫فما الذي ح�صل اليوم؟؟؟‬ ‫ف����إن كان ما ح�ص���ل �ص���حوة �ض���مري فمما‬ ‫يتك���ون هذا ال�ض���مري الذي احت���اج لأربعني‬ ‫عام و�سط املعاناة لي�صحو ؟‬ ‫و�إن كان تكتي���ك‪ ،‬فال�ش���عب ال�س���وري مل‬ ‫ميت لي�س���تبدل القاتل بنائبه‪ ،‬فهل �سيفرق‬ ‫ال�شعب الذي اغتيل على مدى �سنوات طوال‬ ‫بني من قتل وبني من دفن ‪.‬‬ ‫وهل �س���يفرق املطع���ون ب�إن�س���انيته بني من‬ ‫يت�ص���در ر�أ����س القائمة ال�س���وداء عن ذلك‬ ‫الذي يقبع �أ�س���فلها فقط لأنه الأف�ض���ل من‬ ‫الأ�سفل ‪.‬‬


‫‪issue 35 / oct 20th 20‬‬

‫هل تقع سوريا‬ ‫في فخ اللبننة ؟‬

‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬

‫اللبنن���ة ‪ ...‬م�ص���طلح دخ���ل القامو�س العاملي للداللة على االنق�س���ام الطائفي يف لبنان و الطريقة الهجينة للتعاي�ش و تقا�س���م ال�س���لطة �أو‬ ‫توزيعها ‪ ،‬لكن كنت و منذ زمن اعتقد ان الرتجمة الأن�سب لهذا اال�صطالح هي �أن يخرج احدهم ليقول بكل ثقة و عفوية (( �أنا �آ�سف لكن‬ ‫م�ضطر ان �أ�ستخدم لغة طائفية ‪ ))...‬و هذا الأحد ي�شمل و للأ�سف اي�ضا انا�س عاديني و كتاب �صحفيني مفكرين و طبعا �سيا�سيني و لكن‬ ‫الأكرث ايالما و تعبريا ان هذا الأحد ي�ش���مل اي�ض���ا القوميني و الي�س���اريني و العلمانيني و بطبيعة احلال الدينيني‪ ،‬فاللبننة كما افهمها هي‬ ‫�شرعنة اللغة الطائفية و حتويلها اىل اللغة امل�ستعملة يف ال�صحافة و و�سائل االعالم و ل�سخرية االقدار ت�صبح هذه اللغة �شائعة و عادية و‬ ‫غري منبوذة بل و مرحب بها و من يتجاهلها هو متنكر للواقع !!!‬ ‫طرحت ما �س���بق النتقل اىل انت�ش���ار اللبننة يف �أو�س���اط ال�سوريني ‪ .‬من املعروف ان اللغة الطائفية و العن�صرية مل تكن �شائعة يف �سوريا بل‬ ‫ميكن القول انها كانت منبوذة اجتماعيا فلم يكن الحد ان ي�س���تخدم اي م�ص���طلح طائفي يف اي حديث عام ‪ ،‬و لكن هذه النوع من اللغة‬ ‫و امل�ص���طلحات كان يظهر يف النطاقات ال�ض���يقة و هو كان �س���ريا بهذا املعنى حيث ان مثل هذه اللغة كانت دوما لغة م�س���تهجنة و غريبة ‪،‬‬


‫‪21 issue 35 / oct. 20th‬‬

‫طبعا هذا ال يعني ان املجتمع ال�س���وري هم‬ ‫جمتم���ع مثايل و لكن���ه يعني ان االنق�س���ام‬ ‫الطائفي كان بح���دوده الدنيا او على الأقل‬ ‫بحدوده الطبيعية فه���ذا املجتمع كان دوما‬ ‫مت�صاحلا مع نف�س���ه و متقبال للآخر و هو‬ ‫هن���ا ال يختلف ع���ن املجتمع���ات االوروبية‬ ‫الت���ي تعترب الكالم العن�ص���ري او الطائفي‬ ‫معيبا و ال يجدر البوح به رغم وجوده ‪.‬‬ ‫اذا ميكن ان نتكل���م عن اتفاق غري مكتوب‬ ‫بتح���رمي الكالم الطائفي ب�ش���كل علني بني‬ ‫خمتل���ف ابناء �س���وريا‪ ،‬ه���ذا االتفاق الذي‬ ‫ادى اىل ذل���ك النم���ط االك�ث�ر م���ن مقبول‬ ‫لتقدمي ال�ش���عب ال�سوري ك�ش���عب متجان�س‬ ‫اىل ابع���د حد ‪ ،‬اىل ان قامت بثينة �ش���عبان‬ ‫بك�س���ر هذا االتفاق و قامت و ب�ش���كل علني‬ ‫بالكالم عن الطوائف يف �س���وريا و كالمها‬ ‫املبا�ش���ر عن نزاع طائف���ي و اطلقت بذلك‬ ‫العن���ان ملختل���ف الناطق�ي�ن با�س���م النظام‬ ‫اىل اطالق حملتهم ال�شر�س���ة الالم�س�ؤولة‬ ‫بتبني خطاب طائفي و احل�ض عرب و�س���ائل‬ ‫اع�ل�ام النظ���ام على االنق�س���ام الطائفي و‬ ‫التحري����ض ‪ ...‬بب�س���اطة قرر النظام �ش���ن‬ ‫حرب طائفية على �سوريا ‪.‬‬

‫ان ال�شعب ال�سوري و الذي يفهم متاما هذا‬ ‫النظ���ام ادرك منذ البداية ان النظام قرر‬ ‫�شن حربه الطائفية و توقع اجلميع م�سل�سل‬ ‫التفجريات و لكن جمازر ال�سكاكني هي ما‬ ‫فاج�أ ال�سوريني �س�ألت احدهم عن امكانية‬ ‫احلرب الطائفية فاجابني بتقزز هل تتوقع‬ ‫م���ن ال�س���وريني ان يقومو بذب���ح االطفال و‬ ‫الن�س���اء بال�سكاكني ‪ ،‬ان ما مينع وقوع هذه‬ ‫احلرب بب�ساطة ان ال�س���وريني لي�سو بوارد‬ ‫القتل و �أن ثقافة املجتمع نف�س���ها بعيدة كل‬ ‫البع���د عن البغ�ض و احلقد فكيف باجلراة‬ ‫على �سفك الدم‪.‬‬

‫لك���ن مم���ا �س���اهم اي�ض���ا بانت�ش���ار اللغ���ة‬ ‫الطائفي���ة ه���و طريق���ة رد بع����ض املثقفني‬ ‫ال�سوريني م�شرعني الباب بح�سن نية امام‬ ‫اللغ���ة الطائفي���ة لتظهر ب�ش���كل عادي عرب‬ ‫�صفحات االنرتنت و ال�صحف و جمال�سهم‬ ‫و بذلك ك�سرو من حيث يدرون او ال يدرون‬ ‫تلك املحرمات الت���ي حافظ عليها املجتمع‬ ‫ال�سوري مندفعني خلف غريزتهم و خوفهم‬ ‫الكام���ن من هكذا حرب و بطبيعة احلال و‬ ‫بعد كل هذه اال�شهر الطويلة و بعد ان تبني‬ ‫لهم كم ان ال�ش���عب ال�سوري بعيد كل البعد‬ ‫عن خياالته���م امللتاثة برع���ب ال معنى له‪،‬‬ ‫و كعادته���ا فان املخابرات ال�س���ورية و التي نلح���ظ تراج���ع حقيق���ي يف ا�س���تعمال تلك‬ ‫ميك���ن تلخي�ص تاريخه���ا بالغباء و �ش���هوة اللغة‪.‬‬ ‫القت���ل قام���ت باملطل���وب عل���ى اكم���ل وجه‬ ‫فاخرتق���ت املعار�ض���ة و قام���ت بت�ض���خيم اذكر اين قل���ت الحدهم مرة بانه ال يجوز‬ ‫بع����ض اال�ش���خا�ص املعروف�ي�ن بفكره���م ان ت�س���تخدم كلمة االقلية فبادرين مبقولة‬ ‫الطائفي ( �س���اعود اليهم الحقا ) و روجت عزي���زة على قلوب البع�ض يف هذه االيام (‬ ‫اال�ش���اعات و �س���عت ب���كل �ص���بيانية اىل خل����ص يجب ان ننتهي م���ن هذا اخلوف و‬ ‫ا�صطناع ال�ص���راعات و ار�سلت بعنا�صرها الوهم يجب ان جنابه احلقائق ) للأ�س���ف‬ ‫للقيام مبواجهات ذات توجه طائفي لتمهد احلقائ���ق عن���ده �ص���ارت مقرتن���ة مبعظم‬ ‫ملداهم���ة امل���دن و االحي���اء كم���ا ج���رى يف احاديثه و احاديث من ا�صيب مثله مبر�ض‬ ‫اكرث من مدينة �س���ورية يف اال�ش���هر االوىل الطائفي���ة بلفظة واحدة مت���ر كالزمة لكل‬ ‫النط�ل�اق الث���ورة ال�س���ورية و رغ���م ف�ش���ل حدي���ث ( �آ�س���ف ال�س���تخدامي ه���ذه اللغة‬ ‫املخابرات فان النظام الذي قرر مهوو�سوه الطائفي���ة املقيتة ‪ ) ..‬مر�ض ا�س���تفحل يف‬ ‫انها ح���رب طائفية ام ير�ض بهذا الف�ش���ل مرحل���ة معين���ة و الآن تراجع ب�ش���كل كبري‬ ‫فا�صدر اوامره بالذبح على طريقة القاعدة امتنى ان يكون لي�س مبر�ض ع�ضال و امتنى‬ ‫و القيام باملجازر مع رفع �ش���عارات طائفية لو اننا قادرين على االمتناع عن هذه اللغة‬ ‫و من ثم تنفيذ عدة انفجارات قاتال بذلك بل و جتاهل من ي�س���تخدمها مهما كرر انه‬ ‫بع�ض رجاله و ي�س���تمر هذا املهوو�س بالقتل لي�س طائفيا ‪ ...‬فلي�س بامكان من ي�ستخدم‬ ‫و العاب���ه اجلهنمية الجبار ال�س���وريني على لغة طائفية ان يقنعنا بال طائفيته‪.‬‬ ‫انتمائن���ا ‪ ..‬املعرف���ة بال���ذات و الهوية هي‬ ‫االقتتال الطائفي‪.‬‬

‫مفت���اح احل���ل و غيابه���ا ه���و لب امل�ش���كلة و‬ ‫لت�أ�س���ي�س معرفة بالهوية البد من ا�س���تلهام‬ ‫املا�ض���ي ال�س���وري و ح�ض���ارته و جترب���ة‬ ‫االن�سان ال�س���وري عرب التاريخ للو�صول �إىل‬ ‫اخلال�ص���ات و البن���اء عليها يف احلا�ض���ر و‬ ‫للم�ستقبل‪.‬‬ ‫�أعتق���د �أن ح���دود الدم قد ر�س���مت نف�س���ها‬ ‫مبوازاة تل���ك احلدود اجلغرافية و الثقافية‬ ‫و الفكرية ‪ ..‬فم�أ�ساة بالد ال�شام كانت دوما‬ ‫واحدة و �إن كان موقعها اجلغرايف حال دون‬ ‫ا�س���تمرار كونها مركز ًا و حا�ض���رة م�ستقرة‬ ‫على الدوام لت�أ�سي�س دولة مركزية م�ستمرة‬ ‫و م�ستقرة �إال �أن ظروفها املتقلبة و املتداخلة‬ ‫مع بع�ضها تكر�س كونها كيانا واحدا ‪..‬‬ ‫كان و م���ا ي���زال �ش���رق املتو�س���ط حمكوما‬ ‫بالفو�ض���ى و بكون���ه مع�ب�را للماري���ن و م���ا‬ ‫ت�شهده الدولة ال�سورية الآن هو جزء من كل‬ ‫تاريخي متكرر ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫جم���ددا ف����إن ه���ذا العام���ل حتدي���دا م���ن‬ ‫العوامل التي تدعو لوحدة ال�سوريني و ت�ؤكد‬ ‫عل���ى �أهمي���ة معرفته���م بحقيق���ة انتمائهم‬ ‫املوحد ل�ض���مان العي�ش امل�ش�ت�رك و ال�س���عي‬ ‫لبناء الأمة ال�سورية املوحدة‪..‬‬ ‫بعي���دا ع���ن كال�س���يكيات احلزب ال�س���وري‬ ‫القوم���ي االجتماع���ي ف����إن الأمة ال�س���ورية‬ ‫ال تخت�ص���ر ب���ه و الوع���ي التاريخ���ي ب�أمتنا‬ ‫و عمقه���ا ال ميك���ن اختزال���ه مبمار�س���ة �أو‬ ‫موق���ف �سيا�س���ي لهذا احل���زب �أو ذاك ‪ ..‬و‬ ‫يبدو �أن الف�ض���اءات ال�سورية �صارت ب�أم�س‬ ‫احلاجة لت�أ�سي�س �أحزاب و كيانات �سيا�سية‬ ‫و جمموعات عمل لتعزيز االنتماء ال�س���وري‬ ‫و مفهوم الأمة ال�سورية‪..‬‬ ‫ال ميك���ن من خ�ل�ال مقال ق�ص�ي�ر الإجابة‬ ‫عل���ى ت�س���ا�ؤالت كثرية و لك���ن ال ميكنني �إال‬ ‫�أختم بالتايل ‪:‬‬ ‫ال�سوريون و بالالوعي اجلمعي كرروا مقولة‬ ‫املوت و ال املذلة بع���د �أن قالها �أحيكار وزير‬ ‫املل���ك �س���نحاريب يف الق���رن ال�س���ابع قب���ل‬ ‫املي�ل�اد « يا بني ‪ :‬ال قيمة حلياة فيها ذل ‪..‬‬ ‫املوت �أف�ضل من ذلك ‪..‬‬ ‫جدنا ال�سوري �أحيكار و قبل �أكرث من �سبعة‬ ‫و ع�شرين قرنا كان يقول املوت و ال املذلة ‪..‬‬


‫‪issue 35 / oct 20th 22‬‬

‫العالقة بني اإلسالميني والعلمانيني في‬ ‫سوريا املستقبل‬ ‫ت���دور يف الأو�س���اط ال�س���ورية ه���ذه الأيام‬ ‫ومنذ زمن نقا�شات طويلة بني الإ�سالميني‬ ‫والعلمانيني‪ ،‬وح���ول العالقة بينهما وقبول‬ ‫لخ���ر‪ ،‬بع�ض���ها يك���ون فع���ا ًال‬ ‫كل منه���م ل آ‬ ‫ومفي���د ًا‪ ،‬بينم���ا ينتهي بع�ض���ها الآخر �إىل‬ ‫نتائ���ج م�ؤ�س���فة ال تليق ب�أبن���اء وطن واحد‪،‬‬ ‫مكون من ن�س���يج وا�س���ع و�أطياف متعددة‪،‬‬ ‫طاملا عا�شت جنب ًا �إىل جنب على �أر�ضه‪.‬‬ ‫بداي ًة علين���ا �أن نعلم �أن يف كل جمتمع ويف‬ ‫كل دول���ة توج���د اختالفات ب�ي�ن النا�س يف‬ ‫عقائده���م و�أفكارهم ومذاهبه���م‪ ،‬وعلينا‬ ‫�أن ن���درك �أن ه���ذا االخت�ل�اف ميكن���ه �أن‬ ‫يك���ون بيئة خ�ص���بة لإثراء املجتم���ع‪� ،‬أو �أن‬ ‫يك���ون بيئة خ�ص���بة للف�ت�ن والكراهية بني‬ ‫جمموعاته‪ ،‬وذلك ح�س���ب م���ا يريد �أفراده‬ ‫ويت�صرفون جتاه بع�ضهم البع�ض‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪ ،‬ف�إننا ن�ؤكد على �أن معظم‬ ‫الأديان واملذاهب لها طيف وا�سع‪ ،‬ميتد من‬ ‫�أق�ص���ى الت�ش���دد �إىل االعتدال والتو�سط‪،‬‬ ‫وحتى املرونة والليونة‪ .‬وهذا ينطبق ب�شكل‬ ‫وا�ض���ح على الإ�س�ل�ام‪ ،‬حيث يو�ص���ف ب�أن‬ ‫طيفه ميتد «من �أردوغان �إىل طالبان»‪ ،‬كما‬ ‫ينطبق على العلمانية حيث نرى املت�شددين‬ ‫الذين يريدون �إلغاء الدين من احلياة كلها‬ ‫ونرى املعتدل�ي�ن الذين يطالبون باحلريات‬ ‫واحلق���وق ويري���دون فق���ط �أن يح���دوا من‬ ‫�س���لطة م�ؤ�س�س���ات الدي���ن على م�ؤ�س�س���ات‬ ‫الدولة‪ .‬و�س���بب هذا االختالف ووجود هذا‬ ‫الطيف الوا�سع هو اختالف النا�س يف فهم‬ ‫الأف���كار والن�ص���و�ص واملب���ادئ النظري���ة‪،‬‬ ‫ون�شوء التيارات املختلفة �إثر ذلك‪.‬‬

‫�إذ ًا هناك مت�شددون �إ�سالميون ومت�شددون‬ ‫علماني���ون‪ ،‬ويف الو�س���ط ميك���ن يف ر�أين���ا‬ ‫�أن يتق���ارب املعتدل���ون والو�س���طيون م���ن‬ ‫الإ�س�ل�اميني والعلماني�ي�ن مع��� ًا على مبادئ‬ ‫العدال���ة واحلري���ة والكرام���ة وامل�س���اواة‪،‬‬ ‫التي ين�ش���دونها حلياتهم امل�ش�ت�ركة عندما‬ ‫يعي�شون يف وطن م�شرتك‪.‬‬ ‫مطل���ب العلماني�ي�ن املعتدل�ي�ن ع���دم فر�ض‬ ‫و�ص���اية عل���ى الدول���ة م���ن قب���ل امل�ؤ�س�س���ة‬ ‫الديني���ة‪ ،‬حت���ى ال ُيف َر����ض عليه���م دي���ن �أو‬ ‫�ش���عائره �أو هوي���ة معين���ة‪ ،‬لي�س���وا مقتنعني‬ ‫فيه���ا‪ ،‬وال قان���ون م�س���تمد م���ن دي���ن معني‬ ‫«ق���د» يقيده���م يف ح���دود معين���ة‪ ،‬وحتى ال‬ ‫يت���م متييزه���م كمواطن�ي�ن ع���ن املواطنني‬ ‫امل�سلمني‪.‬‬ ‫ومطلب الإ�س�ل�اميني املعتدلني عدم فر�ض‬ ‫و�ص���اية على الدي���ن من قبل الدول���ة‪ ،‬التي‬ ‫ت�س���لطت عليه فحددته بقوالبها التي تريد‪،‬‬ ‫حتى ال يحدد ن�ش���اطهم وفكرهم وكالمهم‬ ‫وخطبهم مبا تريده ال�سلطة فح�سب‪ .‬وبذلك‬ ‫يكون لهم احلرية التامة يف ممار�سة دينهم‬ ‫واتباع �أحكامه التي ي�ؤمنون بها‪.‬‬ ‫وكال الأمري���ن مطل���ب م�ش���روع‪ ،‬وحتقق���ه‬ ‫الدولة احل���رة الدميقراطي���ة التي حتافظ‬ ‫عل���ى حق���وق مواطنيها جميع��� ًا وحرياتهم‪،‬‬ ‫حيث حرية الدي���ن واملعتق���د وكونها خيار ًا‬ ‫�شخ�ص���ي ًا ال �إكراه فيه‪ ،‬وحرية التعبري التي‬ ‫ال تخ�ض���ع �إال للقيود التي يفر�ض���ها القانون‬ ‫وتك���ون �ض���رورية حلماية النظ���ام العام �أو‬ ‫حقوق الآخري���ن �أو حرياتهم الأ�سا�س���ية �أو‬ ‫الآداب العا ّمة‪.‬‬

‫لذل���ك عندما يكون الطرف���ان معتدلني فال‬ ‫م�ش���كلة يف تعاي�شهما وال �صعوبة يف تبنيهما‬ ‫قيم��� ًا م�ش�ت�ركة‪ ،‬وهذا م���ا ر�أين���اه جلي ًا يف‬ ‫تون����س حي���ث ا�س���تطاع «ح���زب امل�ؤمتر من‬ ‫�أجل اجلمهورية» بقيادة من�ص���ف املزروقي‬ ‫و»حرك���ة النه�ض���ة» بقي���ادة ال�ش���يخ را�ش���د‬ ‫الغنو�ش���ي �أن يبنوا حتالف ًا �إ�سالمي ًا علماني ًا‬ ‫معت���د ًال‪ ،‬حي���ث ميثل ه���ذان احلزب���ان مع ًا‬ ‫�أغلبية من ال�شعب التون�سي‪.‬‬ ‫أ�م���ا الأطراف املت�ش���ددة من اجلانبني فهي‬ ‫التي حتمل املجاذبات واملهاترات وامل�شاكل‬ ‫للجمي���ع‪ ،‬وال ت���رى ه���ذه الأط���راف احلوار‬ ‫و�سيل ًة بل �إن منهجها هو اال�ستهزاء بالآخر‬ ‫واال�س���تمتاع بكيل ال�ش���تائم ملقد�س���اته من‬ ‫جه���ة العلماني�ي�ن املت�ش���ددين‪ ،‬والتكف�ي�ر‬ ‫و�إ�ص���دار الأح���كام والتعمي���م م���ن جه���ة‬ ‫الإ�س�ل�اميني املت�ش���ددين‪ .‬وهذه التيارات ال‬ ‫تفعل �شيئ ًا �سوى �أنها ت�سيء ا�ستخدام حرية‬ ‫التعبري وت�ؤجج امل�شاعر‪ ،‬وتبتعد بالنا�س عن‬ ‫هدفهم الأ�ص���لي وهو بناء الوط���ن والعي�ش‬ ‫امل�ش�ت�رك في���ه �إىل خالفات لن ت�ص���ل �إىل‬ ‫نتيجة �إال ت�ضييع اجلهود والفكر والطاقات‪.‬‬ ‫�إن م�س���تقبل العالق���ة ب�ي�ن الإ�س�ل�اميني‬ ‫والعلماني�ي�ن –وكذل���ك ب�ي�ن جمي���ع فئ���ات‬ ‫املجتم���ع‪ -‬تتح���دد يف كيفي���ة تعاطينا معها‬ ‫الي���وم‪ ،‬وقدرتن���ا عل���ى جت���اوز تع�ص���باتنا‬ ‫الفكرية‪ ،‬ووعينا لأهمية االعتدال والتو�سط‬ ‫يف املنهج‪ ،‬مع نبذ �أي م�صدر مت�شدد ميكن‬ ‫�أن يكون �س���بب ًا خلالفات نح���ن بغنى عنها‬ ‫الآن ويف امل�ستقبل‪.‬‬


‫‪23 issue 35 / oct. 20th‬‬

‫العنقاء السورية‬

‫خا�ص ‪ /‬مانيا اخلطيب‬ ‫العالية �سبي ًال لو�ضع ب�صمتها على خارطة‬ ‫الإبداع العاملي‪.‬‬ ‫انكب ال�س���وريون‪ ،‬كل من �أر�ضه وعلى قدر فتل���ك كارثة هريو�ش���يما بالأم�س القريب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ما ي�س���تطيع‪ ،‬على �إعادة اكت�ش���اف �سوريته الت���ي جعل���ت اليابانيني ‪-‬بعده���ا‪ -‬يقفون‬ ‫م���ن خ�ل�ال االنخراط بال�ش����أن الع���ام‪ ،‬بل الي���وم يف ال�ص���فوف الأمامي���ة للتق���دم ‪،‬‬ ‫حت���ى بال���غ البع����ض‪ ،‬حتى حت���ول يف نف�س والتطور‪.‬‬ ‫الوقت �إىل نا�شط حقوق ان�سان‪ ،‬و�إعالمي‪،‬‬ ‫و�سيا�س���ي‪ ،‬و�أكادميي‪ ،‬و�إغاثي‪ ،‬و�أخا�ص���ئي وحت���ى فنلندا الت���ي تقف ه���ي الأخرى يف‬ ‫تدري���ب‪ ،‬وت�أهي���ل‪ ،‬ب���ل حت���ى خب�ي�ر ًا يف واحدة من �أف�ضل املواقع يف التعليم والرقي‬ ‫العالقات الدولية والأمم املتحدة‪.‬‬ ‫ومنظمات املجتمع امل���دين كانت منذ عهد‬ ‫كل ه���ذا ‪ -‬رغ���م ع���دم الإذعان ل�ض���رورة قري���ب ‪ -‬يف عم���ر ال�ش���عوب ‪ -‬تع���اين من‬ ‫التخ�ص�ص والرتكيز على �ش�أن واحد حمدد واح���دة من �أ�س���و أ� احل���روب الأهلي���ة التي‬ ‫ي�س���تطيع االجناز فيه بال�شكل الأمثل ‪� -‬إال م���رت يف �أوروب���ا‪ .‬بعده���ا بزم���ن احرتقت‬ ‫�أنها بوادر خروج العنقاء ال�س���ورية من بني غابات ال�شمال بالكامل‪ ،‬و�صارت �أثر ًا بعد‬ ‫رماد عقود اال�ستبداد والذل والديكتاتورية ع�ي�ن ‪ ..‬والآن تق���دم فنلندا ح���وايل خم�س‬ ‫الدموية القاتلة‪.‬‬ ‫االنت���اج العامل���ي م���ن ال���ورق ‪ ...‬وغاباتها‬ ‫ّ‬ ‫م���ع م���رور الوقت ب���د�أت احلقائ���ق تفر�ض الغناء من �أجمل ما يكون‪.‬‬ ‫نف�س���ها والر�ؤى تتبلور‪ ،‬ويتو�ضح لكل امرئ �س���وريا الي���وم‪ ،‬تنه����ض كالعنق���اء من بني‬ ‫�سوري ما ي�ستطيع وما ال ي�ستطيع فعله‪.‬‬ ‫الرم���اد‪ ،‬بوجود مثل هذا ال�ش���عب الذي مل‬ ‫ّ‬ ‫ونحن بني ركام حم�ص‪� ،‬إدلب‪ ،‬دير الزور‪ ،‬ي�س���تطع الك���ون �أن يلوي �إرادت���ه‪ ،‬والتدرب‬ ‫حلب‪ ،‬درعا ‪ ،‬ووو غريها من املدن احلبيبة على العم���ل اجلماعي وبناء امل�ؤ�س�س���ات ‪..‬‬ ‫الأث�ي�رة ‪ ...‬ننظر زمني��� ًا �إىل اخللف قلي ًال لدين���ا ولديه���ا كل املقوم���ات لنعيد جتربة‬ ‫فنج���د �أر�ش���يف ًا م���ن الأجم���اد الب�ش���رية قد تكون �ش���بيهة مباليزي���ا وقد يكون لدينا‬ ‫العظيم���ة التي لن تعدم املهارات ال�س���ورية «مهاتري حممد» ال�سوري‪.‬‬


‫‪issue 35 / oct 20th 24‬‬

‫حذار‪ ...‬قد ال يكون الصيف مثمرا‬ ‫خا�ص ‪ /‬عمر حداد‬

‫مهم���ا تعددت و اختلفت الت�س���ميات و التو�ص���يفات ‪� ،‬س���واء كانت ث���ورة �أو احتجاجا‬ ‫�أو نزاع���ا داخلي���ا �أو �أزم���ة �إال �أن �أحدا ال ي�س���تطيع �إال �أن يقر �أن اخلام�س ع�ش���ر من‬ ‫�آذار عام ‪ 2011‬كان يوما مف�ص���ليا يف �س���وريا ‪ ،‬ف�س���وريا ما بعد اخلام�س ع�ش���ر من‬ ‫�آذار لي�س���ت كما قبله حتما فذلك ال�ص���وت الذي �ص���دحت به حناجر بع�ض ال�شباب‬ ‫ال�س���وريني و تلك الكلمة التي �أطلقوها مرددين «حرية» هي كلمة �س���تغري وجه �سوريا‬ ‫‪ .‬احلري���ة تلك الكلمة ذات املفهوم الإن�س���اين العظيم زلزل���ت منذ انطالقتها عر�ش‬ ‫الطغي���ان و اال�س���تبداد ‪ .‬و عندما حاول النظام ال�س���وري االلتف���اف عليها موحيا �أن‬ ‫االحتجاجات هي بوادر ثورة جياع فقام خطابه ال�سيا�سي على �أحقية املطالب لبع�ض‬ ‫ال�ش���باب املحتجني يف حت�س�ي�ن ظروف املعي�ش���ة حماوال تقدمي إ�غ���راءات مادية من‬ ‫خ�ل�ال زيادة �أجور املوظفني و تخفي�ض �أ�س���عار املحروقات مقابل انتهاك الكرامات‬ ‫ب�سيا�س���ة القمع و االعتقاالت و القتل لل�ش���باب املتظاهر‪ ،‬فكان رد ال�ش���باب ال�سوري‬ ‫مذهال عرب �أهازيجه و �ص���يحاته يف املظاهرات التي ازادات ح�ش���ودا «يا ب�ش���ار ويا‬ ‫جبان ‪ ،‬ال�ش���عب ال�س���وري مو جوعان ‪ ،‬خود كالبك ع اجلوالن ‪ ،‬ال�ش���عب بدو حرية» ‪،‬‬ ‫«من قام�ش���لو حلوران ال�ش���عب ال�سوري ما بينهان « « ال�ش���عب ال�سوي ما بينذل «هذه‬ ‫ال�ص���يحات كانت لتلغي �أي ت�ش���وي�ش لدى املراقب و لتعلن �أن ما يحدث يف �سوريا هو‬ ‫«ثورة احلرية والكرامة»‪.‬‬ ‫م���ع ازدياد م�س���توى العنف و و�ص���وله �إىل حد ف���اق كل الت�ص���ورات و اعتماد النظام‬ ‫ال�س���وري اعتم���ادا كامال على �إيران و رو�س���يا و قطع العالقة مع ال���دول العربية مبا‬ ‫ت�شكله من امتداد ثقايف و ديني للمجتمع ال�سوري بد أ� ال�شعب ال�سوري ي�شعر باغرتاب‬


‫‪25 issue 35 / oct. 20th‬‬

‫ال�س���لطة ال�سيا�سية و انف�صالها عن ال�ش���عب و الوطن انف�صاال كليا ما جعل ال�شباب‬ ‫العف���وي يطلق على هذه ال�س���لطة �س���لطة االحتالل الأ�س���دي فه���ل كان ذلك التعبري‬ ‫دقيقا؟‬ ‫لي�ست الكلمة املقابلة للحرية يف احلالة ال�سورية هي االحتالل و ال �أعتقد �أبدا �أن من‬ ‫�أطلق هذا التعبري كان واعيا ملدلوالته فاملقابل لالحتالل هو اال�س���تقالل ال احلرية و‬ ‫لي�س���ت احلرية نتيجة حتمية لال�س���تقالل فتجاربنا يف املنطقة العربية ت�ؤكد �أن زوال‬ ‫االحتالل لن يحقق حترير املجتمعات بال�ض���رورة فاال�ستقالل عن اال�ستعمار الغربي‬ ‫يف مرحلة الأربعينات و اخلم�س���ينات من القرن املا�ض���ي مل يحق���ق حرية الأوطان و‬ ‫لكنه �أوقعها يف براثن ال�سلطات الديكتاتورية التي امتد ظلمها لعقود و كانت نتيجتها‬ ‫احلتمية ثورات الربيع العربي التي ن�شهدها اليوم ‪.‬‬ ‫احلرية و الكرامة مفهومان ان�سانيان ترجمتهما ال�سيا�سية هي الدميقراطية و حقوق‬ ‫االن�س���ان و هما �أمران خمتلفان متاما عن اال�ستقالل عن براثن االحتالل فلماذا مل‬ ‫يتطور اخلطاب الإن�ساين و ال�شعارات التي �أطلقها الثائرون على هذا النحو ؟‬ ‫�إذا كان النظام ال�س���وري يتحمل امل�س����ؤولية الأوىل عن ذلك من خالل �إبعاد املجتمع‬ ‫ال�س���وري عن القراءة عموما و عن القراءة ال�سيا�س���ية خ�صو�ص���ا عل���ى مدار العقود‬ ‫الأربعة املا�ضية و اتباع �سيا�سة الإفقار الفكري و ال�سيا�سي املمنهج من خالل احلظر‬ ‫املطل���ق للمن�ش���ورات ال�سيا�س���ية و الفكرية و جعل الن�ش���ر يف هذا املجال حم�ص���ورا‬ ‫مب�ؤ�س�س���ات النظام الإعالمي���ة و الثقافية التابعة لأجهزة الأم���ن فاختزلت وظيفتها‬ ‫بتمجيد ال�س���لطة و تربير �أخطائها بل و حتويلها �إىل مناقب ‪ ،‬ف�إن النخبة ال�سيا�س���ية‬ ‫يف �س���وريا �أي�ض���ا تتحمل م�س�ؤولية كبرية �أي�ضا �س���واء يف انف�صال بع�ض تياراتها عن‬ ‫الواقع و عدم قدرتها على �ص���ياغة املفاهيم بطريقة �ص���حيحة و لغة ب�س���يطة متتلك‬ ‫القدرة على الو�ص���ول لل�ش���ارع الثائر بقدر م���ا متلك مدلوال �سيا�س���يا ‪� ،‬أو من خالل‬ ‫�إهماله���ا للبع���د الفكري و ال�سيا�س���ي للث���ورة و الرك�ض وراء الت�ص���فيق و الت�أييد من‬ ‫ال�شارع دون تطوير العالقة به لتكون عالقة تفاعل باالجتاهني فاختب�أت وراء ال�شارع‬ ‫مهملة دورها يف تطوير �شعاراته و ترجمتها و �إعطائها بعدا �سيا�سيا ‪.‬‬ ‫كم���ا يتحمل الإعالم العربي �أي�ض���ا م�س����ؤوليته يف هذا املج���ال فالإعالم الذي يغريه‬ ‫ال�ضو�ضاء و «الأك�شن» اعتمد اعتمادا كبريا على ال�شبيحة الثوريني مق�صيا �أ�صحاب‬ ‫الفكر ال�سيا�سي �سعيا وراء زيادة عدد امل�شاهدين دون الأخذ ب�أي اعتبار رفع م�ستوى‬ ‫وعي امل�شاهد بل على العك�س متاما �سعى لفر�ض ر�ؤية و م�صالح بع�ض اجلهات التابع‬ ‫لها على الثورة ال�سورية ما �أبعدها عن �شكلها احلقيقي و عرث م�سريتها‪.‬‬ ‫�إن م�س���توى اجلهود و الت�ضحيات التي يقدمها ال�شعب ال�سوري اليوم يف ثورة احلرية‬ ‫و الكرامة ي�ستدعي �إلزاما ثورة فكرية و �سيا�سية ترتقي �إىل م�ستوى امللحمة ال�سورية‬ ‫التي ي�س���طرها ال�ش���باب الثائر يف العطاء و املرونة و احليوية و الإبداع �أما ا�ستمرار‬ ‫غياب هذه الثورة الفكرية و ال�سيا�سية قد يحمل من النتائج ما يحرف الثورة ال�سورية‬ ‫عن م�سارها و عن �أهدافها يف احلرية الكرامة ‪ -‬الدميقراطية و حقوق االن�سان ‪ -‬و‬ ‫ي�ؤدي �إىل ترجمة خاطئة للمفاهيم و ال�ش���عارات و �س���يعيدنا �إىل �ست�س���ينيات القرن‬ ‫املا�ض���ي مع تغري الأ�س���ماء و الواجهات و عندها لن يكون امل�ستقبل �صيفا مثمرا بعد‬ ‫ربيع وال التاريخ �سيكون رحيما‪.‬‬


‫‪issue 35 / oct 20th 26‬‬

‫‪‎‬النيابة العامة وعدم القيام بدورها‬ ‫في حتريك الدعوى العامة‬

‫خا�ص ‪ /‬املحامي فوزي املهنا‬ ‫منظمة املحامني والقانونني ال�سوريني‬ ‫ترتكز القواعد القانونية العامة على �أ�س�س‬ ‫ت�ض���من لها حتقي���ق التوازن بني م�ص���لحة‬ ‫املجتمع يف عقاب فاعل اجلرمية من جهة‪،‬‬ ‫وب�ي�ن م�ص���لحة الف���رد يف �ض���مان حريت���ه‬ ‫والدفاع عن نف�س���ه م���ن جه ٍة �أخ���رى «فهو‬ ‫بريء حتى يدان بحكم ق�ضائي بات» وعليه‬ ‫حتدد الأ�صول القانونية ال�سبل والطرق التي‬ ‫يج���ب �أن يتبعها املجتمع ملعاقبة ال�ش���خ�ص‬ ‫ال���ذي �أخ��� ّل بنظامه‪ ،‬وحتدد هذه الأ�ص���ول‬ ‫الإج���راءات الت���ي يج���ب �أن تتب���ع حلماي���ة‬ ‫احلري���ات الفردية م���ن امل�س���ا�س‪ ،‬حتى �أن‬ ‫�أح���د الفقه���اء ق���ال‪�« :‬إن �أخ�ل�اق ال�ش���عب‬ ‫وثقافت���ه ُتق���ر�أ يف قوانينه الأ�ص���ولية‪ ،‬لأنها‬ ‫تت�ض���من مفاهيم عن احل���ق والعدالة وحق‬ ‫املجتمع و كرامة الف���رد واحرتام احلريات‬ ‫العامة و ال�شخ�صية»‬ ‫ش���� للدولة حق‬ ‫فعن���د وقوع اجلرمية ف�إنه ين� أ‬ ‫يف عق���اب فاعله���ا‪ ،‬يالزم���ه ح���ق يف �إقامة‬ ‫الدع���وى اجلزائي���ة‪� ،‬إذ ال عقوب���ة من غري‬ ‫ن�ص قانوين‪.‬‬ ‫وبتحري���ك الدع���وى العام���ة يت���م العم���ل‬ ‫االفتتاح���ي يف اخل�ص���ومة اجلزائي���ة‪،‬‬ ‫والنياب���ة العام���ة ه���ي املناط به���ا حتريك‬ ‫ه���ذه الدعوى‪ ،‬فهي حمام���ي املجتمع‪ ،‬وهي‬ ‫الط���رف الع���ام يف ه���ذه اخل�ص���ومة‪ ،‬وهي‬ ‫�سيدة الدعوى العامة‪ ،‬كما �أنها خ�صم عام‬ ‫وع���ادل و�ش���ريف‪� ،‬إذ �أن النيابة العامة كما‬ ‫يقول الأ�ستاذ تريار‪« :‬لي�ست غريبة عن �أية‬ ‫دع���وى تتعلق بالنظام الع���ام» وهي ال متلك‬ ‫الدع���وى العام���ة‪ ،‬ب���ل تبا�ش���ـرها نيابة عن‬ ‫املجتم���ع‪ ،‬وبالنتيجة فهي تن���وب عن الفرد‬ ‫يف حماية م�ص���احله وع���ن الأمة يف وجوب‬


‫‪27 issue 35 / oct. 20th‬‬

‫وا�ض���حة الأ�س���باب �أو �أن الأوراق املربزة ال‬ ‫حتقيق العدالة‪.‬‬ ‫ت�ؤيدها ب�صورة كافية‪� ،‬أن يطلب �إىل قا�ضي‬ ‫ونظ���ر ًا لأهمية الدور ال���ذي ميكن �أن تلعبه التحقي���ق مبا�ش���رة التحقي���ق تو�ص�ل�ا �إىل‬ ‫النيابة العام���ة يف حياة املجتمعات بالتغلب معرفة الفاعل‪.‬‬ ‫على ال�ص���عوبات الت���ي تواجهه���ا الدعاوى‬ ‫اجلزائي���ة‪ ،‬وامل�س���اهمة يف حتقي���ق العدالة م���ن خالل ما �س���بق من ن�ص���و�ص قانونية‪،‬‬ ‫وتدعي���م مبد�أ �س���يادة القانون‪ ،‬فقد �أ�ش���اد يت�ض���ح لن���ا ب�أن���ه عند وق���وع جرمي���ة على‬ ‫الفقي���ه ‪ portalis‬بدوره���ا الف ّعال حيث الأرا�ض���ي ال�س���ورية �أو ما يف حكمه���ا‪ ،‬ف�إن‬ ‫قال فيها‪�« :‬إنّ هذه امل�ؤ�س�سة هي التي �أنقذت على النيابة العامة القيام فور ًا بالت ّث ُبت من‬ ‫احلكوم���ات املعا�ص���رة م���ن جي�ش الو�ش���اة وقوعه���ا ومن طبيع���ة ن�س���بتها �إىل فاعلها‪،‬‬ ‫اللجب الذي كان ي�ش���كل خط���ر ًا اجتماعي ًا ف����إذا ات�ض���ح له���ا �أن الفعل ي�ش���كل جناية‪،‬‬ ‫كب�ي�را على الأ�س���ر املحرتمة وعل���ى الدولة عنده���ا تق���وم مبا�ش���رة ب�إحال���ة الأوراق‬ ‫نف�سها‪ ،‬يف عهد �أباطرة روما القدمية‪ ،‬وهي كامل ًة �إىل قا�ض���ي التحقي���ق‪ ،‬لرفع الدعوى‬ ‫حار�س��� ــة القانون وموجه���ة االجتهاد وعون اجلزائية �أمامه‪� ،‬أما �إذا كان الفعل ي�ش���كل‬ ‫ال�ض���عاف املظلوم�ي�ن‪ ،‬وخ�ص���م الأ�ش���قياء جنح���ة وبعد �أن مت التّثب���ت من وجود �أركان‬ ‫العتاة و�سند “امل�صلحة العامة ثم �إنها خري اجلرمي���ة‪ ،‬فبه���ذه احلال���ة �إم���ا �أن يك���ون‬ ‫الفاع���ل معلوم ًا‪ ،‬عندها يج���ب على النيابة‬ ‫ممثل للمجتمع ب�أ�سره‪:‬‬ ‫يف القانون ال�س���وري تن�ص املادة ‪ /51/‬من العام���ة �أن حتي���ل الأوراق �إىل املحكم���ة‬ ‫املخت�ص���ة مبا�ش���رة‪ ،‬وفق��� ًا للم���ادة ‪/51/‬‬ ‫يف قانون �أ�صول املحاكمات اجلزائية‪:‬‬ ‫‪1‬ـ �إذا كان الفع���ل جناية �أودع النائب العام امل�ش���ار �إليها‪ ،‬و�إما �أن يكون الفاعل جمهوالً‬ ‫عندئذ �أمام قا�ضي التحقيق‬ ‫التحقيق���ات الت���ي �أجراه���ا �أو الت���ي �أحال فترُ فع الدعوى‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫�إليه �أوراقها موظفو ال�ض���ابطة العدلية �إىل للك�ش���ف ع���ن الفاع���ل‪ ،‬وذلك وفق���ا للمادة‬ ‫‪ /67/‬امل�ش���ار �إليها‪� ،‬أم���ا �إذا مل يكن هناك‬ ‫قا�ضي التحقيق‬ ‫ً‬ ‫‪2‬ـ �أم���ا �إذا كان الفع���ل جنحة ‪ ،‬فله �أن يحيل جرم���ا بل ثبت �أنه جم���رد نزاع مدين‪ ،‬ففي‬ ‫الأوراق �إىل قا�ضي التحقيق �أو �إىل املحكمة هذه احلالة تعمل النيابة العامة على حفظ‬ ‫�أوراق الدع���وى‪ ،‬وهو ما تفعله �أي�ض��� ًا بحال‬ ‫مبا�شرة ح�سب مقت�ضيات احلال‬ ‫‪3‬ـ وللنائ���ب الع���ام �أن يحف���ظ الأوراق �إذا ات�ض���ح لها �أن الفاعل غري م�س�ؤول جزائيا‪ً،‬‬ ‫ات�ض���ح له منها �أن الفع���ل ال ي�ؤلف جرما �أو ك�أن يكون �ص���غري ًا �أو غ�ي�ر مميز(جمنون‪،‬‬ ‫معت���وه) حي���ث ت�سرت�ش���د النياب���ة العام���ة‬ ‫ال دليل عليه‬ ‫بينما تن�ص املادة ‪ /58/‬من القانون نف�سه‪ :‬عندها ب�س���لطتها التقديرية هذه بامل�صلحة‬ ‫ـ للنائ���ب الع���ام �أن ي���ودع قا�ض���ي التحقيق العامة‪ ،‬ف�إن ر�أت �أن الدعوى ميكن �أن ت�صل‬ ‫ال�ش���كاوى التي تقدم �إليه والتي يتلقاها من �إىل اقت�ض���اء حق الدولة يف العقاب‪ ،‬قامت‬ ‫موظفي ال�ضابطة العدلية م�شفوعة بادعائه بتحريكه���ا و�إن وج���دت ا�س���تحالة يف ذلك‪،‬‬ ‫ف�إنها تقوم بعملية احلفظ كما ذكرنا �آنف ًا‬ ‫و يطلب ما يراه الزم ًا‬ ‫نخل�ص من ذلك ب�أن التحقيق يف اجلنايات‬ ‫كما وتن�ص املادة ‪� /67/‬أ�صول‪:‬‬ ‫للنائ���ب العام �إذا تبني له �أن ال�ش���كوى غري �إلزامي‪ ،‬يعن���ي ذلك �أنه على النيابة العامة‬

‫ومبجرد علمها بوقوع جرمية ما‪ ،‬ف�إنه يجب‬ ‫عليه���ا املب���ادرة ف���ور ًا التخاذ االج���راءات‬ ‫القانوني���ة الالزمة لتحريك الدعوى العامة‬ ‫مبواجه���ة الفاعل‪ ،‬و�إال بحال ع���دم قيامها‬ ‫بتل���ك اخلطوة �أو جمرد الرتاخي عن ذلك‪،‬‬ ‫ف�إنها تكون ق���د �أخ ّل���ت بواجباتها ومهامها‬ ‫الت���ي ن�ص عليه���ا القانون‪ ،‬وبهذا ال�ص���دد‬ ‫ف�إنه على الرغم مما يح�ص���ل على ال�ساحة‬ ‫ال�س���ورية‪ ،‬منذ �أكرث من ثمانية ع�شر �شهر ًا‬ ‫م���ن انتهاكات ج�س���يمة وممنهج���ة حلقوق‬ ‫الإن�س���ان‪ ،‬من جمازر وح�شية وقتل وتعذيب‬ ‫واغت�ص���اب وتدمري �شامل يطال الب�شر كما‬ ‫احلجر‪ ،‬تل���ك الأفعال الت���ي ترقى جلرائم‬ ‫حرب �ضد الإن�سانية‪ ،‬وفق ما عرب عنه منذ‬ ‫�أيام جمل����س حقوق الإن�س���ان التابع للأمم‬ ‫املتح���دة يف جنيف‪ ،‬بالرغم م���ن ذلك ف�إن‬ ‫النيابة العامة ال�سورية قد تقاع�ست دون �أية‬ ‫م�ب�ررات عن رفع الدعاوى العامة مبواجهة‬ ‫مرتكبي تلك اجلرائم‪� ،‬س���واء كان ذلك من‬ ‫قب���ل �أركان النظام وما يتبعه من عنا�ص���ر‬ ‫و�ش���بيحة‪� ،‬أو م���ا ترتكب���ه بقي���ة الأط���راف‬ ‫املتنازعة على ال�س���احة ال�سورية‪ ،‬هذا على‬ ‫الرغم من املح���اوالت اخلجولة التي قامت‬ ‫بها ال�س���لطات ال�س���ورية من ت�ش���كيل جلان‬ ‫خمت�ص���ة يف التحقيق ببع�ض ما ارتكب من‬ ‫جرائم‪ ،‬كتلك التي مت ت�شكيلها منذ �أكرث من‬ ‫�س���نة بتوجيه من �أعل���ى مرجعية يف البالد‪،‬‬ ‫على �أثر ا�ست�ش���هاد الطفل حمزة اخلطيب‪،‬‬ ‫تل���ك اللجن���ة الت���ي كما زع���م ب�أنه���ا قامت‬ ‫ب إ�ج���راءات التحقيق والتق�ص���ي‪ ،‬للك�ش���ف‬ ‫ع���ن حيثيات هذه اجلرمية‪ ،‬والو�ص���ول �إىل‬ ‫منفذيه���ا‪ ،‬بغية تقدميه���م ملحاكمة عادلة‪،‬‬ ‫نق���ول أ�ن���ه بالرغ���م من م�ض���ي ه���ذه املدة‬ ‫الطويل���ة على ت�ش���كيل هذه اللجن���ة‪� ،‬إال �أنه‬ ‫مل يت���م وفق علمن���ا مالحق���ة مرتكبي تلك‬ ‫اجلرمية حتى اليوم‪.‬‬


‫‪issue 35 / oct 20th 28‬‬

‫شوية حكي عن أبي‬ ‫خاص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬

‫ب���كل االح���وال تويف من���ذ عدة �س���نني و ما بق���ي يف الذاكرة رغم‬ ‫وفرته ال يقدم ا�ض���اءة حقيقية لالجابة على الكثري من امل�س���ائل‬ ‫‪ ،‬كان فارق ال�س���ن بيننا هائال يفوق االربعني عاما بعدة �سنوات ‪،‬‬ ‫ال اذكر مرة اننا خ�ضنا يف نقا�ش حقيقي و بالرغم من ذلك فقد‬ ‫كان يحل���و له دوما ع���دم التدخل يف اي �ش���يء ‪ ،‬قليلة هي املرات‬ ‫التي نهاين او احدا من اخوتي عن امر ما‪.‬‬ ‫ح�ي�ن علم���ت والدتي بعالقت���ي مع اح���د املعتقلني ال�س���ابقني من‬ ‫النا�ص���ريني خاف���ت و لطامل���ا حاول���ت ا�س���تجوابي عن ن���وع هذه‬ ‫العالقة هل هناك حزب �س���ري ما ؟ �ض���حكت بح���زن و قلت لها‬ ‫يومه���ا ان اال�س���رار يف ايامنا هذه �ص���ارت �ض���ربا م���ن اخليال ‪،‬‬ ‫جلات والدتي اليه ‪� ،‬ش���عرت بالقلق ترى لو طلب مني التوقف عن‬ ‫ر�ؤيته���م هل �سان�ص���اع لرغبت���ه ‪ ،‬و هو الذي مل ينهني عن �ش���يء‬ ‫يوما ‪ .‬ح�س���نا ‪ ،‬ع�شت هذا القلق عدة ايام ‪ ،‬هو مل يبادر ابدا اىل‬ ‫احلديث عن ذلك اىل ان جاء يوما قال يل ‪ :‬اطلب من �ص���ديقك‬ ‫او ا�ص���دقائك ان ياتوا لزيارتك هنا يف بيتك فمن غري الالئق �أن‬ ‫تك���ون كل اجتماعاتكم يف منزله فقط !! هززت ر�أ�س���ي باملوافقة‬ ‫و مل ا�س���تطع ان اوقف ال�س����ؤال الغبي ‪ :‬ب�س هيك؟ ابت�س���م و قال‬ ‫بقلق عتيق على ما يبدو ‪ :‬دير بالك على حالك و احلق يا ابني ما‬ ‫بيخوف حدا اال اجلبان ‪.‬‬ ‫ح�سنا مل اخ�ض معه يوما نقا�شا بال�سيا�سة كنت اكتفي باال�ستماع‬ ‫اليه و هو يتحدث مع ا�ص���دقائه كان �صوته جهوريا و يف�ضل دوما‬ ‫ان يرتك باب البيت م�شرعا بالرغم من احتجاجات امي املتكررة‬ ‫ف�ص���وته مرتفع و ال نعرف من مير بال�ش���ارع و ي�سمع ‪ :‬اي خليهون‬ ‫ي�س���معو‪ .‬مل يكن �ش���تاما و لكن و حني يبد�أ احلديث عن ال�سيا�سة‬

‫و احلالة املعي�ش���ية ال بد من بع�ض ال�ش���تائم و امل�ش���كلة ان �ص���وته‬ ‫باال�ضافة ل�صدق غ�ضبه كانا كفيلني لأن ي�سمعه املوتى يف املقربة‬ ‫كم���ا د�أب���ت امي عل���ى التعليق و هي ت�ض���حك بعد ان ا�ست�س���لمت‬ ‫لالمر الواقع و �سلمت امرها هلل ‪.‬‬ ‫كان راديو لندن �ص���ديقه ال�ص���دوق و ذات �صباح �سا�صحو ل�سبب‬ ‫جمهول باكرا و �ساراه جال�سا يف ( �أر�ض الديار ) بجانب البحرة‬ ‫و �ص���وت الراديو مرتفع ميال املكان يتكلم عن الق�صف االمريكي‬ ‫للع���راق و يذكر اعداد القتلى و الدم���ار عندها و للمرة االوىل يف‬ ‫حيات���ي راي���ت دموعه تلك الدم���وع التي مل اره���ا حتى حني تويف‬ ‫احبابه ‪� ،‬س�أ�س�أل امي يف ذلك اليوم ‪ :‬حني توفيت اختي هل ر�أيت‬ ‫دموعه ؟ مل يرها احد �س���واي �س���تجيب و ت�ضيف يعد قليل ‪ :‬ابوك‬ ‫جبار لي�س الحد ان يعلم بحقيقة م�شاعره ‪.‬‬ ‫اعت���دت عل���ى زيارة قربه و كن���ت احمل اليه االخب���ار و لكن حني‬ ‫اعتق���ل اخي مل ادر ما اقول له جل�س���ت �ص���امتا لبع�ض الوقت ثم‬ ‫بد�أت بالبكاء ‪ :‬لقد اعتقلوه !! مل اتوقع ذلك ‪ ،‬ا�شعر بان املفرو�ض‬ ‫ان اك���ون ان���ا يف داخل املعتقل لي�س هو ‪ ....‬اتعلم ( �ض���حكت هنا‬ ‫رغ���م الدم���وع التي غطت جمه���ي ) كان يقول يل ل���و ان ابي حيا‬ ‫الآن فال �ش���ك ان �صوته كان �سيغطي على ا�صوات املتظاهرين ‪..‬‬ ‫حكي���ت له الكث�ي�ر يومها و اعتذرت منه اين مل ا�س���تطع ان احمي‬ ‫اخ���ي كما يج���ب و قبل ان اغادر قلت له ‪ :‬عن���د بدايه املظاهرات‬ ‫و ح�ي�ن رجتني امي ان امنع اخوتي من امل�ش���اركة اكتفيت بالقول‬ ‫له���م ‪ :‬ديرو بالكم على حالكم و احلق ما بيخوف حدا اال اجلبان‬ ‫‪ ،‬اعتقد انك �ستقول ال�شيء نف�سه لو انك ما زلت بيننا‪.‬‬


‫‪29 issue 35 / oct. 20th‬‬

‫رسالة من بو عزيزي لشعوب الربيع العربي‬ ‫َ�سالمي َ‬ ‫لعظ َمتكم‬ ‫�أر�س ُ‬ ‫���ل �س�ل�امي م���ع فجركم ال���ذي بد َء‬ ‫ير�س ُل خطوط ُه االوىل‬ ‫�سالم ًا من اجلنة التي اعطتيتموين حق‬ ‫أ�ض���رب النا َر‬ ‫نعيمه���ا بعد �أن كنت كافر ًا �‬ ‫َ‬ ‫مب�سكن ال ّروح‬ ‫جبت‬ ‫بع���د �أن كنت ذلك الكاف���ر ا ّلذي َو ْ‬ ‫علي ِه نا َر اجلحيم عقاب ًا‬ ‫بع���د ان َط���ر َد روح��� ُه و هي ٌ‬ ‫بع����ض ِمن‬ ‫اخلالق من م�سك ِنها‬ ‫و خان االمانة التي اودعها لديه هلل‬ ‫انا الكافر الذي َ‬ ‫ف�صل روح ُه عن ج�سده‬ ‫ق�سر ًا بالنريان و مب�شيئته ال مب�شيئة هلل‬ ‫�شكرا لكم النكم جعلتم مثواي اجلنة‬ ‫و �أدخلتموين التاريخ باو�سع �أبوابه‬ ‫ل���ن �أب���رر فعلت���ي لكن���ي ي���ا �س���ادتي مل‬ ‫اق�صد بها انتحار ًا ‪ -‬ال معاذ هلل‬ ‫كن���ت �أبح���ث ع���ن �أي �ش���يء ممك���ن �أن‬ ‫ُيخل�ص���ني م���ن ن���ا ٍر كانت تل�س���عني من‬ ‫كل ي���وم و َّ‬ ‫الداخ���ل َّ‬ ‫كل حلظ���ة دون‬ ‫ان يظه��� َر عل���ى ج�س���مي ادن���ى درجات‬ ‫االحرتاق‬

‫خاص ‪ /‬رواد ح ّنا‬

‫م���اذا �أقول عن ن�ش���وتي ! لك���ن هيهات ان‬ ‫ُيو�ض َع اللحنُ يف الكلمات‬ ‫�أَ�س���قطتم وما زلتم ‪ . .‬تالميذ ال�صهيونية‬ ‫الذي���ن تفوقوا عليها حقد ًا �إجرام ًا هرع ًا‬ ‫اىل جنائزية �شعوبهم‬

‫كن���تُ ابح���ث عن �ش���يء ُيطه ُر ج�س���دي‬ ‫ّ‬ ‫الذل و قذارات‬ ‫من كل �أ�شكال الظلم و‬ ‫اخلونة التي تر�سبت على ج�سدي‬ ‫بع�ض �ش���عو ٍر م���ن �أمل‬ ‫كن���ت ابح���ث ع���ن ِ‬ ‫���ي ول���و حت���ى لدقيقة‬ ‫يخ�ب�رين �أنن���ي ح ّ‬ ‫واحدة‬ ‫�أنا االن�سان الذي ال ي�شبه الأن�سان ‪� ,‬إن�سان اه لو كنت اعرف ‪ ,‬فلم �أكن لأح ُر َق نف�سي‬ ‫فقد كل �أ�شكال الإن�سانية ‪� ,‬أن�سان َح َولو ُه مرة‬ ‫بل كنت حرقتها �ألف �ألف �ألف مرة‬ ‫اىل جيف ٍة تتحرك‬ ‫إن�سان‬ ‫حتى يتحر ُر اخر � ٍ‬ ‫دقائ���ق و انطف����أت الن���ار يف ج�س���دي ‪ ,‬و حتى يتوقف بكا ُء االطفال جوع ًا‬ ‫لكنه���ا بقي���ت ُت ُ‬ ‫���ي الن ّدم و و دم���وع االمه���ات �ش���وقا ملعتقليه���م و‬ ‫�ش���عل يف ِ‬ ‫نف�س َ‬ ‫مغرتبيهم‬ ‫الأ�سى اىل ان بد�أمت‬ ‫ت�صبحون على وطن‬ ‫�أ ٍه منها حلظة‬ ‫�أ ٍه ما �أجملكم عندما تثورون‬ ‫�أ ٍه من ترنيمتكم عندما ت�صرخون‬ ‫اثلجتم ب�ش���ذى يا�س���مينكم �ص���دري الذي‬ ‫احرتق‬ ‫كيت‬ ‫َب ْ‬ ‫بكيت فرح ًا‬ ‫بكيت فخر ًا‬ ‫بكيت �شوق ًا‬


‫‪issue 35 / oct 20th 30‬‬

‫‪Abdulrahman Al Aswad‬‬

‫�أكرب خط�أ للأخوان امل�سلمني يف �سوريا هو ت�أييد انقالب ح�سني الزعيم !!‬ ‫وبعد ا�سبوعني ‪ ..‬اكت�شف االخوان خط�أهم وانقلب االخوان على الزعيم وانقلب الزعيم على االخوان‬ ‫‪Faisal Al Kassem‬‬

‫�إياك �أن تبني ر�أيك على ما ت�س���معه فقط من �أطراف �أي �أزمة‪ ،‬فالكثري مما يقوله املتخا�ص���مون يدخل‬ ‫يف �إطار احلرب النف�سية‬ ‫‪Karim Al Afnan‬‬

‫الرهان على �أحداث القرداحة يرقى يف ه�شا�شته �إىل الرهان على ان�شقاق فاروق ال�شرع‬

‫‪Bassam F Ballan‬‬

‫لبنان كان دائما ميدان حرب بالنيابة‪ ،‬تتقاتل على ار�ض���ه وتت�ص���ارع معظم القوى االقليمية‪ ،‬وال�سورية‬ ‫واال�سرائيلية منها على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬هذه هي اعتبارات اجلغرافيا وامالءات التاريخ‪ ،‬والبلدان مثل‬ ‫الب�شر ال ت�ستطيع الهروب من اقدارها‪« .‬منقول»‬ ‫‪Mustafa Alloush‬‬

‫جل�س �س���ارح ًا‪ ،‬حلم ب�أن ح ًال �سيا�س���ي ًا ممكنٌ مع هذا النظام‪ ،‬برغم كل الق�ص���ف والع�س���ف وال�س���جن‬ ‫والتعذي���ب والقت���ل والذب���ح والنهب والت�ش���ريد‪� ...‬أن من املمك���ن �أن يتوقف الق�ص���ف‪� ،‬أن يعود الهدوء‪،‬‬ ‫ويجل����س اجلميع على طاولة حوار حقيقي فيتو�ص���لوا اىل ما هو �أف�ض���ل‪ ...‬قاط���ع �أفكاره طعم مالح على‬ ‫�شفاهه‪ ...‬كانت خمطته قد �ش ّر�شرت‪ .‬الأبله‪.‬‬ ‫‪Feras A. Atassi‬‬

‫كفى كالم ًا عن و�س���ام احل�س���ن لهذه الليلة ‪ ..‬فلدينا الآن يف دير الزور ‪ 75 ..‬و�س���ام ًا ‪ ...‬على �صدر هذه‬ ‫الثورة‬ ‫‪Homam AL Bunni‬‬

‫اي انفجار �أو زعرنة و �أرواح تقتل جمانا ي�صدر قراره من مكان واحد له نف�س املوا�صفات ‪:‬‬ ‫ميتلك ال�سالح ‪ ..‬يكره الدميوقراطية ‪ .‬عدمي الأخالق‪.‬‬ ‫‪Orwa Nyrabia‬‬

‫هلق ما يف وقت لدير الزور‪ ...‬مانا فا�ضيني‪ ...‬عنا االبراهيمي وتفجري بريوت ورفقاتنا املعتقلني ووحدة‬ ‫املعار�ض���ة واحلكومة االنتقالية وامل�صاري القطرية وال�س���عودية وبدنا نربي بع�ضنا ونحكي على بع�ضنا‪،‬‬ ‫مق�صرين علينا ك�سر كبري بالنميمة‪ ....‬ما فا�ضيني هلق‪ ...‬ما فا�ضيني للدير‪.‬‬ ‫‪Omar Haddad‬‬

‫بريوت متل الولد ال�صغري بالعيلة ‪ .....‬كل ما تقاتلو تني بياكل هو كف ملط�شة‬

‫‪Ghassan Aboud‬‬

‫تع ّودنا من املجتمع الدوىل ومنذ بداية الثورة حماوالت احباطنا �ش��� ّد همتنا نحو الأ�س���فل!؟ عندما يقول‬ ‫طرف يف املجتمع الدويل �أن ن�ص���ف �س���وريا حمرر ت�أكدوا �أن �أكرث من ثالث �أرباع‪� ...‬س���ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬ ‫يـا حـرة‪.‬‬


‫‪31 issue 35 / oct. 20th‬‬

‫شــروي غــروي‬ ‫�أنـا بـح ـكـي �شــروي غــروي‪ ..‬وبــدي حــريــة‬

‫ان�ش���اهلل يكونوا عاملينله فح����ص لياقة طبية قبل‬ ‫تكليف���ه و ماتكون مبادرة الأخ�ضر �إحدى �أعرا�ض‬ ‫الزهامير‬ ‫نحنا منحكي عن الهدنة ون�سيانني مو�ضوع مهم‬ ‫مابدنا ن�ش���وف قادة الثورة على الفي�س���بوك �ش���و‬ ‫ر�أيهم هم واملنظرين واملحللني واملتفزلكني‬ ‫�أك�ب�ر دليل عل���ى �أن �س���قوط النظام �أ�ص���بح قاب‬ ‫قو�س�ي�ن �أو �أدنى ‪ ...‬الأخ�ض���ر االبراهيمي ي�شاور‬ ‫مي�ش���يل �س���ليمان يف املو�ضوع ال�س���وري ‪ ...‬انه�ض‬ ‫يالبنان انه�ض‬

‫روحك بهدلتنا قدام الوالد‬

‫احللق���ة القادم���ة لالجت���اه املعاك����س �س���تتناول‬ ‫املو�ض���وع ال�س���وري م���ن وجه���ة النظ���ر اليابانية ماذا تعلمنا م���ن قفزة فيلك�س ‪ :‬ان معمل ريد بول‬ ‫وال�ض���يفان هما ‪ :‬جاكي �شان وال�سجني ال�سيا�سي من منجزات احلركة الت�صحيحية النم�ساوية‬ ‫ال�سابق برو�سلي‬ ‫مافعل���ه فيليك����س بالأم����س �إحتاج منه ل�ش���جاعة‬ ‫وجن���ون ‪ ...‬وه���ذا مايحتاجه حتقيق امل�س���تحيل ‪,‬‬ ‫ع���ذرا» من معار�ض���ينا الأبط���ال ( ريا�ض الرتك‬ ‫و �س���هري وجورج وطل و كيل���و وغريهم كثري ) كنا‬ ‫خ�ل�ال اربع���ون عام���ا» نتهمك���م باجلن���ون وكنتم‬ ‫ب�شجاعتكم ت�صنعون امل�ستحيل‬ ‫ب�ش���ار حاف���ظ الأ�س���د ‪� ...‬أ�س���و�أ تهم���ة يف تاري���خ‬ ‫االن�س���انية اليوج���د عار اك�ب�ر من �أن يك���ون هذا‬ ‫�إ�سمك ‪� ...‬سيادة الرئي�س �أنت كارثة قومية‬ ‫ظن حافظ الأ�س���د واتباعه انهم رو�ض���وا ال�شعب‬ ‫ال�س���وري مبج���ازر الثمانين���ات ‪ ...‬ولكن احلقيقة‬ ‫�أنه���م �س���ببوا �إعاق���ة دائمة ل���ذاك اجلي���ل ولكن‬ ‫البذرة الأ�صيلة �أجنبت جيل من الأ�صايل �سيقتلع‬ ‫�آل الأ�سد من �شرو�شهم‬

‫حووم�صي وهندي قفزوا من طياره‪,,‬‬ ‫مات احلووم�صي‪ ،،‬و�ضل الهندي عاي�ش‬ ‫�س����ألو الهن���دي‪ ،،‬لي����ش احلوم�ص���ي م���ات وان���ت‬ ‫عاي�ش‪..‬؟؟‬ ‫قللهم‪ :‬هازا نفر انا خرب افتح مزلة افتح مزلة‬ ‫هو كالم‪:‬‬ ‫املوت‪ ,,,‬وال املزلة‪!!! ..‬‬ ‫�أ�سماء الآلهة عند احلما�صنة القدامى‬ ‫�إله الرعب‪ُ :‬بع‬ ‫�إله الو�سخ‪ِ :‬كخ‬ ‫اله االكل ‪ :‬مم‬ ‫�إله املر�ض‪ :‬واوا‬ ‫�إله احلرب‪ِ :‬د ِدّه‬ ‫�إله اخلوف‪ِ :‬بخ‬ ‫�إله الفرح‪ :‬دَح‬ ‫�إله البذخ‪َ :‬جخ‬ ‫�إله النار‪� :‬أُح‬ ‫�إله ال�صمت‪:‬هُ �س‬ ‫اله املرح ‪:‬ت�ش‬

‫عم���ا راجع اوراق االمتحان تب���ع ابني ‪ ...‬حاطيله‬ ‫�ص���ورة بط���ة وحتته���ا (‪� ) a, b , c , d‬أنا طبعا‬ ‫ر�أ�سا وال�ش���عوريا جاوبت حرف (‪ )B‬على اعتبار وجود طبيب نف�ساين بني قائمة الأ�صدقاء يعطيني‬ ‫ب�ش���ار ‪ ...‬ب�س طبعا اجل���واب (‪ ... )D‬لك يلعن �ش���عور باالمان لأنه ي�س���تطيع التدخل يف احلاالت‬

‫الإ�س���عافية ‪ ...‬ياما�شي على رجليك مابتعرف �شو‬ ‫مقدر عليك‬ ‫وجود طبيب نف�ساين بني قائمة الأ�صدقاء يعطيني‬ ‫�ش���عور باالمان لأنه ي�س���تطيع التدخل يف احلاالت‬ ‫الإ�س���عافية ‪ ...‬ياما�شي على رجليك مابتعرف �شو‬ ‫مقدر عليك‬ ‫كي���ف بي�ص�ي�ر الواح���د رئي����س االعلى ملفو�ض���ية‬ ‫الالجئ�ي�ن ؟؟؟؟؟ يعن���ي بيكون الج���ئ و معه معه‬ ‫بي�صري رئي�س املفو�ض���ية يعني ممكن يكون ا�سمه‬ ‫الالج���ئ االول و ال يف طرق تانية ؟؟؟كيف ممكن‬ ‫الواحد يقدم ال�سي يف و اين ؟؟؟‬ ‫�س����ؤال ‪ :‬طريق���ة التوزي���ع اجلديدة لقن���اين الغاز‬ ‫بحم����ص على اله���واوي او على الطائف���ة ؟؟يعني‬ ‫ملني االف�ضلية ؟؟‬ ‫ن�ص���ح احده���م ‪:‬مهما كان���ت حالة التلب����س التي‬ ‫�ض���بتك بها زوجتك حذار ان تع�ت�رف وامنا انكر‬ ‫و�أنك���ر و�أنكر ‪ ...‬يبدو ان ايران ورو�س���يا والأ�س���د‬ ‫يتبعون هذه الن�صيحة ‪ ...‬لكن وحياة عينكم غري‬ ‫اخلل���ع وبعقوبة الثيب الزاين ( الرجم حتى املوت‬ ‫) ماراح ير�ضينا‬ ‫الأردن �صاير عما يغري اجلكومة كل تنني وخمي�س‬ ‫‪ ...‬اهلل يتقبل يارب‬


issue 35 / oct 20th 32


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.