العدد الأول منارة العلوم

Page 1

‫منارة العلوم‬ ‫نادي منارة نورة الصحفي‬

‫رؤيــة‬ ‫طموحة‬

‫طموحة‬ ‫اإلصدار األول ‪ :‬عام ‪2022 - 2021‬‬


‫‪٢٦‬‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫‪٤٩‬‬

‫العلوم الجنائية في السعودية‬ ‫مشروع الجينوم السعودي‬ ‫كيمياء النار‬ ‫العلم الزائف‬ ‫األدمغة المصنعة معمليا‬ ‫خاتمة‬


‫الـفـهـرس‬

‫‪٠١‬‬ ‫‪٠٢‬‬ ‫‪٠٤‬‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‪١٦‬‬ ‫‪٢٢‬‬

‫من نحن؟ ماهي رؤيتنا؟‬ ‫هيكلة النادي‬ ‫مبادرة السعودية الخضراء‬ ‫إنجازات طالبات كلية العلوم‬ ‫عمليات زرع الرقائق اإللكترونية‬ ‫الثقوب السوداء‬


‫فريق الكتابة والتحرير‬ ‫ريم العليان‬ ‫رهف بن سويري‬ ‫رند ابن االمير‬ ‫مي المطيري‬ ‫ريما العيبان‬ ‫مها السليم‬ ‫غزال الضرغام‬ ‫هديل الحويل‬

‫لينة الموسى‬ ‫لولوة التخيفي‬ ‫منار الشافي‬ ‫ليال المري‬ ‫مها الشهري‬ ‫ريماس القشعمي‬ ‫اثير الغميز‬ ‫منار بن شافي‬

‫فريق التصميم‬ ‫سارة العنزي‬ ‫غنى الصباغ‬ ‫اثير العتيبي‬ ‫نوف المساعد‬ ‫جود النعيم‬ ‫ريم األلمعي‬ ‫حصة ال سعيدان‬ ‫لين الغامدي‬

‫فريق اإلعالم‬ ‫آالء زاهر‬ ‫العنود الدوسري‬ ‫روان معتز‬ ‫ريم العلياني‬ ‫شريفة الربعي‬ ‫شهد علي‬ ‫منى المسيند‬ ‫نوف العتيبي‬ ‫يارا الرشيد‬ ‫فاطمة المخلفي‬ ‫عبير رضوان‬

‫أمل الكديسي‬ ‫أريج العتيبي‬ ‫جنى آل صقر‬ ‫دانيا الغنام‬ ‫رنيم الزهراني‬ ‫سارة مليباري‬ ‫سماهر المطيري‬ ‫ليلى البداي‬ ‫فاطمة االسمري‬ ‫نجد العتيبي‬ ‫سلمى بهاء‬

‫نورة العصيمي‬ ‫يارا العنزي‬ ‫عبير ممدوح‬ ‫غيداء العتيبي‬ ‫هيفاء العلي‬ ‫رنا الحارثي‬ ‫شهد الشهري‬ ‫ريما المطيري‬ ‫ندى التركي‬ ‫العنود بن رشيد‬

‫‪02‬‬


‫من نحن ؟‬

‫ِ‬ ‫أنشئت منارة نورة عام ‪٢٠١٦‬‬ ‫ً‬ ‫بداية بمنبر ثقافي علمي على نهج ناد صحفي أصبح هذا‬ ‫ٍ‬ ‫النادي ٍ‬ ‫االكتشاف وإلشباع الفضول ‪.‬‬ ‫ملجأ لمزيد من شغف‬ ‫ُ‬ ‫جسد الثقافة والمعرفة واإلبداع ‪.‬‬ ‫اليوم ترون هذه المنارة ت ّ‬ ‫ُ‬ ‫ق ِّدم مقترح بإنشاء نشرة متخصصة لكلية العلوم تحت‬ ‫مظلة نادي منارة نورة الصحفي باسم منارة العلوم ‪.‬‬

‫الرؤية‬

‫منهنا‪..‬بدأتالقصة‬

‫‪01‬‬

‫نشرة طالبية تنتمي إلى نادي منارة نورة الصحفي‬ ‫بجامعة األميرة نورة بنت عبدالرحمن تعرض المواضيع‬ ‫والتقنيات الحديثة لمواكبة التطور العلمي ‪ .‬ز‬

‫مشرفة نشرة منارة العلوم‬ ‫د‪ .‬رشا الجهني‬

‫مؤسسة نشرة منارة العلوم‬ ‫صبا الدغيشم‬

‫نائبة نشرة منارة العلوم‬ ‫هتون الذايدي‬

‫رئيسة لجنة الكتابة والتحرير‬ ‫صيته السبيعي‬

‫رئيسة لجنة التصميم‬ ‫ألين القحطاني‬

‫رئيسة لجنة اإلعالم‬ ‫لين خصيفان‬

‫رئيسة نادي منارة نورة‬ ‫دانة السلمان‬

‫نائبة نادي منارة نورة‬ ‫هديل الذيبان‬


‫‪٠٤‬‬

‫مبادرة السعودية الخضراء‬


‫‪03‬‬

‫العلمهودواءلسمومالخرافات‪.‬‬

‫‪-‬آدمسميث‬

‫مبادرة‬ ‫السعودية الخضراء‬


‫تسعى المملكة العربية السعودية‬

‫دائماً للريادة في شتى المجاالت‪ ،‬خصوصاً‬ ‫في القضايا الدولية المشتركة‪ ،‬حيث ّ‬ ‫سلطت‬

‫الضوء في مخططاتها األخيرة على حماية‬ ‫البيئة وسنّ أنظمة أكثر استدامة ومالءمة‬ ‫ُ‬ ‫لمناخ المملكة‪ ،‬لتسفر عن رؤيتها الجديدة‬ ‫‪ ٢٠٦٠‬للوصول للحياد الصفري من انبعاثات‬ ‫الكربون وتطلق مبادرتي السعودية الخضراء‬ ‫والشــــرق األوســـــط األخـــــضـر‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫وتهدف هذه المبادرة إلى زيادة الغطاء‬ ‫النباتي‪ ،‬وتقليل االنبعاثات الكربونية‪ ،‬ومكافحة‬ ‫التلوث وتدهور األراضي‪ ،‬والحفاظ على الحياة‬ ‫البحرية‪ ،‬لمستقبل أنظف وأكثر استدامة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى تعزيز مكافحة التغير المناخي‪،‬‬ ‫واستحداث ماليين الوظائف‪ ،‬وحماية األجيال‬ ‫القادمة من آثار التغير المــــنـاخي وتحســين‬ ‫جـــــودة الحيـــــاة‪.‬‬ ‫ورغم التحديات البيئية التي تواجه المملكة‬ ‫‪ ‬كارتفاع درجات الحرارة‪ ،‬وانخفاض نسبة‬

‫األمطار‪ ،‬وارتفاع موجات الغبار‪ ،‬والتصحر‪ ،‬وتلوث‬ ‫الهواء من غازات االحتباس الحراري‪ ،‬إال أن‬ ‫المملكة وبقول سمو ولي العهد “بالنظر‬ ‫إلى الوضع الراهن‪ ،‬لم يكن بدء هذه الرحلة‬ ‫نحو مستقبل أكثر خضرة أمر اً سه ً‬ ‫ال ‪ ،‬ولكن‬ ‫تماشياً مع رؤيتنا التطويرية الشاملة‪ ،‬فإننا‬ ‫ال نتجنب الخيارات الصعبة‪ ،‬نرفض االختيار‬ ‫المضلل بين الحفاظ على االقتصاد أو الحفاظ‬ ‫على البيئة‪ - ”.‬تتخذ قرار اً تاريخياً بالنسبة‬ ‫لدولة مصنعة للنفط‪ ،‬وهذه إشارة قوية في‬ ‫اللحظة المناسبة كما وصفت رئيسة هيئة‬ ‫المناخ في األمم المتحدة‪.‬‬

‫تتضمن المبادرة عدة مبادرات رائدة في‬ ‫مجال تحسين الجودة البيئية‪ ،‬كزراعة‬ ‫‪ ٥٠‬مليار شجرة في الشرق األوسط خالل‬ ‫العقود القادمة‪ ،‬وسيخصص منها ‪ ١٠‬مليار‬ ‫للمملكة ما يعني زيادة المساحة المغطاة‬ ‫باألشجار الحالية إلى ‪ ١٢‬ضعفاً وإعادة‬ ‫تأهيل حوالي ‪ ٤٠‬مليون هكتار من األراضي‬ ‫المتدهورة‪ ،‬ما يمثل أكثر من ‪ ٪٤‬من‬ ‫المساهمات العالمية للحد من تدهور‬ ‫األراضي و ‪ ٪١‬من المستهدف العالمي‬ ‫لزراعة ترليون شجرة‪ ،‬وستعمل المبادرة‬ ‫على رفع مساحة المحميات ألكثر من ‪٪٣٠‬‬ ‫من مساحة األراضي والمتجاوز للمستهدف‬ ‫العالمي بحماية ‪ ٪١٧‬من كل دولة‪ ،‬وستعمل‬ ‫كذلك على تقليل االنبعاثات الكربونية بأكثر‬ ‫من ‪ ٪٦٠‬ما يشكل خفض ‪ ٪٢.٥‬من معدالت‬ ‫الكربون العالمية‪ ،‬وسيتم ذلك من خالل‬ ‫مشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية‬ ‫النظيفة التي ستمحو أكثر من ‪ ١٣٠‬مليون‬ ‫طن من االنبعاثات الكربونية‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر ‪٪٥٠‬‬ ‫من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول‬ ‫‪٢٠٣٠‬م والوصول للحياد الصفري النبعاثات‬ ‫الكربون بحلول ‪٢٠٦٠‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪06‬‬


‫ة‬ ‫طموح‬ ‫رؤية‬ ‫ومستقبلواعد‬

‫نحو‬

‫يـــــاة‬

‫مستدا مة‬ ‫وخـضراء‬ ‫مبادرةالسعوديةالخضراءللحدمن‬ ‫تأثيراتالتغيرالمناخي‬

‫“‬

‫نحن نعمل كفريق واحد‬ ‫لتحقيق أهداف المملكة‬

‫وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي‬ ‫عبدالرحمن الفضلي‬


‫ثالثها‬

‫ضبط االنبعاثات الكربونية الصادرة من‬ ‫الشركات الصناعية‬

‫كان لشركتي أرامكو وسابك دور اً مهماً في خطة المملكة‪،‬‬ ‫حيث تحدثوا عن الوصول بانبعاثاتهم الكربونية إلى الصفر‬ ‫أو ما يسمى بالحياد الكربوني في حلول عام ‪ ،٢٠٥٠‬وانطلقت‬ ‫شركة سابك بمشروع يسعى الستغالل ثاني أكسيد الكربون‬ ‫في صناعة األسمدة‪ ،‬والتي بدورها سترفع من مستوى الجودة‬ ‫الزراعية‪ ،‬وانطلقت أيضاً بمشروع آخر يهدف إلنشاء أول موقع إلنتاج‬ ‫الكيماويات بطاقة متجددة بنسبة ‪ ٪١٠٠‬وتطوير حلول األفران لتقليل‬ ‫االنبعاثات بنسبة ‪.٪٩٠‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫وتهدف المملكة لتحسين التقنيات التي تستخدم في إنتاج النفط‬ ‫لتكون أكثر كفاءة مما هي عليه اآلن وذلك بالتعاون مع الدول‬ ‫األخرى لنقل المعرفة ومشاركة الخبرات لت ّتحد الجهود وتساهم‬ ‫في حل القضايا الدولية المشتركة‪ ،‬والحدّ من المهددات‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ب‬ ‫ت‬ ‫‪ ‬‬

‫‪E‬‬ ‫لالستراتيجيات والخطط الموضوعة لهذه المبادرة‪D‬‬ ‫وتبعا‬ ‫تم إطالق النسخة األولى من المنتدى السنوي‬ ‫من قبل السمو الملكي‬ ‫لمبادرة السعودية الخضراء‬ ‫األمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز‪ D‬ولي العهد ونائب‬ ‫ر ئيس مجلس ا لوزراء ‪ D‬ر ئيس ا للجنة ا لعليا للسعودية‬ ‫‪.‬‬ ‫الخضراء حفظه الله‬ ‫ب‬ ‫عنى هذا المنتدى بإطالق المبادرات البيئية الجديدة‬ ‫وي‬ ‫‪ D E‬بما‬ ‫للمملكة ‪ D‬و قياس أثر ا لمبادرات ا لمعلنة سابقا‬ ‫‪.‬‬ ‫يح ق أهدا ف ا لمبادرة‬

‫ُ‬

‫في أو ل منتد ى لها أ كثر من ‪٦ ٠‬‬ ‫أ طلقت اللجنة‬ ‫مبادرة ‪ D‬منها ‪ ٤ ٦‬مبادرة كانت من نصيب وزارة ا لبيئ ة‬ ‫‪.‬‬ ‫وا لمياه وا لزرا عة‬ ‫‪ ‬‬ ‫ب‬ ‫رضت مجموعة من االستثمارات واالتفاقات في‬ ‫وع‬ ‫المنتدى األول ومنها‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تأسيس مر كز عا لمي لالستدامة ا لسياحية‬ ‫‬‫‪.‬‬ ‫تحا لف ا لقضاء على ا لمخلفات ا لبالستيكية‬ ‫‬‫‪.‬‬ ‫ا النضمام لالتحاد ا لعا لمي للمحيطات‬ ‫‬‫ربحي الستكشا ف ا لبحار ‪ ‬‬ ‫ة‬ ‫تأسيس مؤسسة غير‬ ‫‬‫‪.‬‬ ‫والمحيطات‬

‫نحننقفأماممبادراتطموحةونقلةنوعيةغير‬ ‫‪.‬‬ ‫مسبوقةيقودهاوليالعهدحفظهالله‬ ‫امنالزمنحتى‬ ‫قود‬ ‫نعمالمهمةكبيرة‪D‬نعمهيستأخذع ‪E‬‬ ‫دليبنتائجها‪D‬ولكنالواجبعليناكأفرادالتكاتفللحفاظ‬ ‫علىاالستدامةالبيئية‪D‬ويقعلىعاتقناحمايةاألجيال‬ ‫‪.‬‬ ‫القادمةمنآثارالتغيرالمناخي‬ ‫‪ ‬لينة الموسى ‪ /‬رهف بن سويري‬


‫ثانيها‬ ‫لمملك العربية السعودية‬ ‫تعمل رؤية ا ة‬ ‫‪E‬‬ ‫‪060‬‬ ‫‪2‬‬ ‫للوصو ل للحياد ا لكربوني و فقا‬ ‫لخطط واستراتيجيات من شأنها ر فع‬ ‫المستوىالبيئيللمملكة‪D‬بحيثتكثف‬ ‫الجهودحول ثالث أهم مقومات بيئية‬

‫أولها‬

‫زراعة األشجار‬

‫خطط‬ ‫حظي هذا المقوم بالنصيب األكبر من االهتمام‪ ،‬حيث ّ‬ ‫لزراعة عشرة ماليين شجرة لتكون أول خطوة في سير عمل‬ ‫الخطة‪ ،‬ويعود ذلك لكون أن الشجرة الواحدة تطهر وتصفي‬ ‫‪ ١٠٠‬ألف كم‪ ٢‬من الهواء الملوث في السنة بإنتاجها لـ ‪ ٧٠٠‬جم‬ ‫من األكسجين‪ ،‬وامتصاص ‪ ٢٠‬طناً من غاز ثاني أكسيد‬ ‫الكربون ما يعادل ما تنتجه سيارة قطعت ‪ ١٤‬ألف كم والذي‬ ‫يعتبر أحد العوامل المهددة للحياة الفطرية والمسبب‬ ‫الرئيسي لالحتباس الحراري‪.‬‬ ‫‪ ‬ومستهدفات التشجير تنقسم لثالثة نطاقات‪:‬‬ ‫‪ -١‬التشجير داخل النطاق العمراني‪ ،‬ويتم بتجهيز البنية التحتية‬ ‫لزراعة األشجار في الشوارع الرئيسية والفرعية داخل األحياء‬ ‫السكنية‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ -٢‬التشجير في الطرق السريعة التي تربط بين المناطق‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪-٣‬التشجير البيئي‪ ،‬والمقصود به هو زراعة األشجار في‬ ‫الصحراء‪ ،‬تحديداً في مجاري األودية حيث تستهدف الجهات‬ ‫المسؤولة االستفادة من مياه األمطار الموسمية والتي‬ ‫ستصبح المغذي الرئيسي لهذا النطاق مع الحرص على اختيار‬ ‫األشجار المحلية التي تتحمل حرارة األجواء وال تحتاج الكثير‬ ‫من الماء‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ -٤‬التشجير الزراعي والذي يستهدف زيادة األشجار المثمرة‬ ‫‪ ‬في المناطق الزراعية‪.‬‬ ‫كما تعمل الخطة أيضاً على زراعة األشجار في مواطن المياه‬ ‫من خالل زراعة أشجار المانغروف في البحر‪ ،‬وزراعة األشجار‬ ‫المحلية في مجاري األودية وفي السدود المنتشرة في‬ ‫مختلف مناطق البالد باإلضافة إلى االستفادة من محطات‬ ‫المعالجة في سقي األشجار البعيدة عن مصادر المياه‪ ،‬حيث‬ ‫أن المملكة تحتضن ‪ ١١٦‬محطة معالجة‪ ،‬تنتج يومياً ‪ ٥‬ماليين‬ ‫م ‪ ،٣‬يستخدم منها حالياً ‪ُ ٪١٧‬‬ ‫ويهدر الباقي‪.‬‬

‫‪07‬‬

‫إعادة المظاهر الجغرافية الجافة‬

‫ويتضمن ذلك إعادة تأهيل ثالث مظاهر جغرافية جافة وهي‪ :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ -١‬السبخات الجافة‪.‬‬ ‫يتم تأهيل السبخات الجافة بإعادة ملئها بمياه البحر‪ ،‬مثل السبخة‬ ‫الحمراء‪ ،‬ومطي‪ ،‬ومنادر‪ ،‬وبيرين‪ ،‬وأم السميم‪ ،‬بمساحة ‪ ٤٠‬ألف‬ ‫كم‪ ٢‬واالستفادة من موقع سبخة الحمراء وانخفاضها عن مستوى‬ ‫سطح البحر بإقامة محطة ضخ من هذه السبخة إلى باقي السبخات‪،‬‬ ‫فتتحول هذه السبخات لبحيرات تنتج ‪ ١٥٠‬مليار م ‪ ٣‬من المياه على‬ ‫شكل بخار ماء في أجواء المملكة العربية السعودية الداخلية‬ ‫‪ ‬الجافة سنوياً‪.‬‬ ‫‪ -٢‬المناطق التي تتوفر فيها المياه السطحية القريبة من سطح‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫ويتم تحويل هذه المناطق لبحيرات بإزاحة طبقة الرمل التي ال يزيد‬ ‫ِ‬ ‫هذه المياه‪ ،‬بمساحة ‪ ٥‬آالف كم ‪ ،٢‬لتتحول‬ ‫سمكها عن مترين عن‬ ‫‪٣‬‬ ‫إلى بحيرات تنتج ‪ ٢٠‬مليار م من المياه على شكل بخار ماء في‬ ‫األجواء الداخلية الجافة في المملكة العربية السعودية طوال العام‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ -٣ ‬القيعان ومحاير ومجاري األودية‪.‬‬ ‫تؤهل وتعزل هذه المناطق بتجهيزها بالعمق والمساحة المناسبة‬ ‫وتحويلها إلى بحيرات ومسطحات مائية‪ ،‬وذلك لكي تحفظ جزءاً‬ ‫يقدر ب‪ ٪١٠‬من مياه السيول التي تجري فيها موسمياً‪ ،‬وتتحول من‬ ‫مجرى أودية وقيعان جافة إلى بحيرات ومسطحات مائية مليئة‬ ‫بالمياه تنتج ‪ ٪٢٠‬مليار م ‪ ٣‬من المياه على شكل بخار ماء طيلة‬ ‫‪ ١٥‬يوما من أيام الصيف في األجواء الداخلية الجافة في المملكة‬ ‫العربية السعودية ‪.‬‬ ‫وبإعادة هذه المظاهر الثالثة بمساحة إجمالية تقدر بـ ‪ ٥٠‬ألف كم‬ ‫تنتج ‪ ٢٠٠‬مليار م ‪ ٣‬من المياه على شكل بخار ماء سنوياً حسب‬ ‫نسبة البخار في أجواء المملكة العربية السعودية‪ ،‬وينطلق منها‬ ‫‪ ١٢٠‬مليار م‪ ٣‬من المياه في األجواء الداخلية الجافة خالل ‪ ١٥٠‬يوما من‬ ‫أيام الصيف حسب نسبة التبخر في هذه الفترة‪ ،‬بمعدل يومي يقدر‬ ‫بـ‪ ٧٥٠‬مليون م‪ ،٣‬لتكون سحابة بكثافة نصف جرام لكل متر مكعب‬ ‫تغطي جميع المناطق الجافة في المملكة العربية السعودية‬ ‫بطول ‪ ١٤٠٠‬كلم وبعرض ‪ ١٠٠٠‬كلم وارتفاع ‪ ١‬كلم سحابة بحجم ‪١٤٠٠٠٠٠‬‬ ‫كم‪ ٣‬يومياً‪ ،‬لتتحول هذه الكمية من بخار الماء في هذه السحب‬ ‫اليومية إلى أمطار صيفية يومية‪ ،‬وبذلك تتحول الصحراء إلى‬ ‫شبكة من البحيرات واألودية المليئة بالمياه وإلى سعودية خضراء‪.‬‬ ‫‪٢‬‬


‫‪١٠‬‬

‫إنجازات طالبات كلية العلوم‬


‫‪09‬‬

‫‪E‬‬ ‫اغدعالما‬

‫‪E‬‬ ‫أومتعلما‬

‫‪-‬عبداللهبنمسعود‪D‬رضياللهعنه‬

‫‪D‬والتغدإمعةبينذلك‪.‬‬

‫إنجازات طالبات‬ ‫كلية العلوم‬


‫حنينصالحأبوركبه‬ ‫كيميــاء‪-‬حاصلــةعلــىجائــزة‬‫الملــك عبدالعزيــز للحــوار‬

‫الوطنــي بمســار التعبيــر اإلبداعــي‬ ‫‪ ١٤٢‬هـــ نهايــة الفصــل‬ ‫‪١٤١‬هـــ‪-‬‬ ‫لدراســي الثانــي‪ D‬كانــت البدايــة‬ ‫ا ب‬ ‫رســلإلــىمجموعــةقســم‬ ‫إعــانأ‬ ‫الكيميــاءعبــرالواتســابيتحــدث‬ ‫عــن مســابقة حــوار الفنــون‬ ‫التــي ت‬ ‫مهــا مركــز الملــك‬ ‫نظ‬ ‫عبدالعزيــزللثقافــةوالفنــونوالتــي‬ ‫تتضمــن ثــاث مســارات مختلفــة‪.‬‬ ‫بالرغــممنشــكوكيوظنــيأنيقد‬ ‫الأملــكالمعاييــرالالزمــةإالأننــيلم‬ ‫ـجيل‪D‬لمــي‬ ‫أتــرددلحظــةفــيالتسـ ع‬ ‫بــأنالتجربــةســتعودعلــيبفائــدة‬

‫كبيــرة ســواء لحصيلتــي المعرفيــة‬ ‫أوكإضافــةشــيقةلتجاربــي‪D‬فــكان‬ ‫هــذا لوحــده دافــع للتســجيل‪.‬‬ ‫بعــد اكتمــال التســجيل والقبــول‬ ‫المبدئــي بحمــد اللــه تــم عقــد‬ ‫ثــاثاجتماعــاتافتراضيــةللتعريــف‬ ‫بالمســابقة وبــكل مســار مــن‬ ‫مســاراتها‪ D‬فوجــدت أنــي أميــل‬ ‫للتعبيــر اإلبداعــي وبالفعــل قمــت‬ ‫باالشــتراك فــي مســار التعبيــر‬ ‫اإلبداعــي وتحقيــق متطلباتــه‪.‬‬ ‫وبعــد مضــي شــهر وصلتنــي‬ ‫رســالة تفيــد أننــي قــد فــزت فــي‬ ‫‪E‬‬ ‫فــي مســار‬ ‫المســابقة وتحديــدا‬ ‫التعبيــر اإلبداعــي فــي منطقــة‬

‫الريــاضوأنــهعلــيالتوجــهالســتالم‬ ‫الجائــزة!اســتطعتأنأكــونجــزءمــن‬ ‫هــذهالتجربــةالمثريــةبفضــلمــن‬ ‫اللــه‪D‬فقــدنمــتلــديثقافــةتقبــل‬ ‫اآلخــر باختــاف آرائــه ومعتقداتــه‬ ‫وعــززت لــدي مفهــوم الوعــي‪.‬‬ ‫أتوجــه بجزيــل الشــكر إلــى مركــز‬ ‫الملــك عبدالعزيــز للحــوار الوطنــي‬ ‫علــى المســابقات المميــزة التــي‬ ‫تغــرس فينــا ثمــرة الوعــي الــازم‬ ‫‪E‬‬ ‫لتقبــلبعضنــاالبعــض‪D‬لنســمومعــا‬ ‫بأخالقنــانحــومجتمــعوأمــةأفضــل‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫اشواقالخالد‬ ‫كتابياألول‬

‫‬‫كيمياء‬ ‫اشواقالخالد‪-‬‬ ‫بــدأتالحكايــةبواجــب‪D‬فــإذابــهتحــولإلــىكتــاب‪.‬وكانــت‬ ‫‪١٤٣٦‬هـــ‬ ‫‪ ١٤٣٥‬هـ‪-‬‬ ‫الرحلــةشــاقةتتخللهــااإلنجــازات‪.‬عــام‬ ‫فــيالصــفاألولثانــوي‪D‬وبعــدســنةمــنمشــاركتي‬ ‫بالمجلــساألدبــياألول‪D‬تــمترشــيحيللمشــاركةفــي‬ ‫‪ E‬مــن‬ ‫‪E‬كبيــرا‬ ‫المجلــساألدبــيالثانــي‪D‬الــذيضــمعــددا‬ ‫المــدارسالمشــاركة‪D‬واإلشــرافوالتوجيــهمــنوزارة‬ ‫التعليــم‪.‬كانــتمشــاركتيفــيكتــابقــررتفيمــابعــد‬ ‫أنأنشــرقصتــهلألطفــالبعنــوانذكاءقــط»‪.‬‬ ‫لم يعد بوسعي ‪ -‬ابتهال سالمي‬

‫ابتهالسالمي‬

‫ب ‪-‬أحياء‪-‬‬

‫‪E‬‬ ‫أكثرالكتبمبيعا‬

‫امي‪ D‬طالبــة فــي‬ ‫أ دعــى ابتهــال محمــد ســ‬ ‫كليــة العلــوم بقســم األحيــاء‪ .‬تــم اكتشــاف‬ ‫موهبتــيبالكتابــةوالتأليــف ب‬ ‫مــنق بــلاألســتاذة‬ ‫الفاضلــة فوزيــة القميــش وســاعدتني علــى‬ ‫صقــل هــذه الموهبــة حتــى تمكنــت جذورهــا‬ ‫مــن أعماقــي‪ .‬كان دافعــي األساســي هــو‬ ‫رغبتــي بــأن يكــون لــي ذكــرى جميلــة فــي‬ ‫‪E‬‬ ‫اآلن وقــد بلغــت‬ ‫األدب‪ D‬أن يبقــى اســمي حيــا‬ ‫‪ D E‬بح لــمالتســعأعــوامأصبــح‬ ‫ثــاثوعشــرونعامــا‬ ‫حقيقــة‪D‬وأصبــحلــديثــاثإصــداراتمــنتأليفــي‪.‬‬ ‫أول إصداراتــي فــي غســق ديســمبر»‪ D‬يليــه‬ ‫منهــك القــوى»‪ D‬وآخرهــم هــو لــم يعــد‬ ‫‪E‬‬ ‫بوســعي»‪.‬أصبحــتكتبــيمــنأكثــرالكتــبمبيعــا‬ ‫علــىرفــوفمكتبــةجريــر‪D‬حتــىأنهــاشــاركت‬ ‫فــيمعــارضالكتــابعلــىمســتوىالمملكــة‬ ‫ب‬ ‫العربيــةالســعودية‪.‬مشــيت خطــواتأحالمــيحتى‬ ‫تحققــت‪ D‬ب‬ ‫‪E‬‬ ‫عــنالعواقــبالتــيعرقلتنــيلــم‬ ‫ور غمــا‬ ‫وأتحــد ثإليــكاآلن‬ ‫أتوقــفألنــكأنــتأيهــاالقــارئ‬ ‫ت‬ ‫مباشــرة‪ D‬تمتلــك العزيمــة! فــا شــيء ســيكون‬ ‫عقبــةفــيطريقـ فـك‪D‬قــطاســ فعى!فــيالســعي‬ ‫ت‬ ‫ةالوصــولالتــيســتجعلكفــينهايــةاألمــر‬ ‫لــذ‬ ‫آخــر‪.‬‬ ‫عالــملشــخص‬ ‫ب‬

‫‪11‬‬

‫ذكاء قط ‪ -‬أشواق الخالد‬

‫توقفــتبعدهــاعــنفكــرةنشــرالقصــصبانقطــاعدام‬ ‫ثــاثســنواتبســببالتحاقــيبالجامعــة‪D‬ولكننــيلــم‬ ‫ـرف»لتدقيــقوالتصميم‪D‬‬ ‫أقطــعاتصالــيبمؤسســةحـ ل‬ ‫وكذلــككنــتعلــىاتصــالدائــممــعالرســامةعبيــرآل‬ ‫مبــاركالتــيطلبــتمنهــارســمالقصــة‪.‬واجهــتتحديــات‬ ‫ماديــةخــالتلــكالفتــرةبالدفـ لـعلنشــروالرســم‪.‬وعلــى‬ ‫‪E‬‬ ‫الرغــممــنأنفكــرةنشــرالكتــابكانــتشــاغلةحيــزا‬ ‫‪E‬‬ ‫ظـلالتحديــات‬ ‫مــنتفكيــري‪D‬إالأننــيوقفــتفــيبـ‬ ‫كبيــرا‬ ‫التــيمــررتبهــا‪.‬وفــييــوممــناأليــام‪D‬أثنــاءتجولــي‬ ‫فــيمعــرضالكتــاب‪D‬وجــدتمطبعــةتتبنــىالمؤلفيــن‪D‬‬ ‫كانــتتلــكالمطبعــةهــيالخطــوةالكبــرىلتحقيــق‬ ‫حلمــي بإصــداركتابــياألول!وســتبدأبطباعــةنســخ‬ ‫الكتــابفــيمطلــعالســنةالميالديــة‪D‬فالحمدللــهمــن‬ ‫قبــلومــنبعــد‪.‬‬


‫‪D‬‬

‫الشباب هم الطاقة الحقيقية والقوة الحقيقية‬ ‫لتحقيق هذه الرؤية‪ ،‬وأهم ميزة لدينا هي أن‬

‫شبابنا واعي ومثقف ومبدع ولديه قيم عالية‪.‬‬ ‫ولي العهد األمير محمد ٍ‬ ‫بن سلمان‬

‫ريم الجبيري‬

‫ كيميــاء ‪ -‬حاصلــة علــى المركــز الثالــث‬‫ببرنامــج موهبــة اإلثرائــي مســار الكيميــاء‬

‫التطبيقيــة بــدأت رحلتــي مــن المرحلة المتوســطة وتحديداً‬

‫الصــف الثالــث متوســط عندمــا تم ترشــيحي من قبــل إدارة‬ ‫المدرســة كأفضــل طالبــة موهوبــة لاللتحــاق بالبرنامــج‬ ‫الوطنــي للتعــرف علــى الموهوبيــن لــدى مؤسســة‬ ‫الملــك عبدالعزيــز ورجالــه للموهبــة واإلبــداع‪ ،‬حيــث‬ ‫يهــدف المقيــاس إلــى الكشــف عــن القــدرات والمهــارات‬ ‫األكاديميــة الكامنــة لــدى الطلبــة فــي مجــاالت اللغــة‬ ‫والرياضيــات والعلــوم وبعــض جوانــب اإلبــداع‪ ،‬ويتــم إعــداده‬ ‫من‪ ‬قبــل لجنــة علميــة تحــت إشــراف موهبــة وتنفيــذ‬ ‫المركــز الوطنــي للقيــاس‪ ،‬باإلضافــة إلــى مشــاركة العديد‬ ‫مــن الخبــراء والمتخصصيــن المحلييــن والدولييــن‪‎.‬تم بحمد‬ ‫اللــه اجتيــازي للمقيــاس وتعيينــي كطالبــة موهوبــة لــدى‬ ‫المؤسســة ومــن ُهنــا بــدأت االنطالقــة الفعليــة‪ .‬حيــث‬ ‫شــاركت فــي مســار الكيميــاء التطبيقيــة ببرنامــج موهبــة‬ ‫اإلثرائــي المحلــي‪ ،‬المقــام فــي جامعــة األميــرة نــورة بنــت‬ ‫عبدالرحمــن فــي الريــاض بتاريــخ ‪ 17‬شــوال ‪ 6 -‬ذو القعــدة‬ ‫ُ‬ ‫‪1439‬هـــ‪‎.‬كانــت الرحلــة مشــوقة جــداً‪ ،‬حيــث قضيناهــا فــي‬ ‫المعامــل إلجــراء التجــارب المعمليــة واســتنتاج الحقائــق‬ ‫العلميــة‪ ،‬والقيــام بعمليــات الربــط والتحليــل المتقدمــة‪،‬‬ ‫باإلضافــة إلــى مهــارات التفكيــر الناقــد وحــل المشــكالت‬ ‫إشــراف األســتاذة البنــدري العبيــدان‪.‬‬ ‫التــي تمــت تحــت ُ‬ ‫فــي نهايــة البرنامــج أجــري اختبــار لقيــاس مــدى اجتيــاز‬

‫‪D‬‬

‫البرنامــج‪ ،‬واعتمــاداً علــى نتيجتــه‪ ،‬يتــم ترشــيح المراكــز‬ ‫والحصــول علــى الجوائــز‪ .‬وللــه الحمــد والفضــل حصلــت‬ ‫علــى المركــز الثالــث فــي مســار الكيميــاء التطبيقيــة‪،‬‬ ‫والــذي تــم االحتفــال بــه فــي مســرح كليــة العلــوم فــي‬ ‫جامعــة األميــرة نــورة بنــت عبدالرحمــن‪ .‬واآلن أحدثكــم‬ ‫كعضــو لــدى رابطــة موهبــة‪ ،‬مؤسســة الملــك عبدالعزيــز‬ ‫ورجالــه للموهبــة واإلبــداع‪ .‬والشــكر والفضــل للــه أو ً‬ ‫ال‬ ‫وعائلتــي ثانيـاً ولــكل مــن ســاهم فــي نجــاح هــذا البرنامج‪،‬‬ ‫والشــكر موصــول أيضــاً إلدارة جامعــة األميــرة نــورة‬ ‫بنــت عبدالرحمــن ومؤسســة الملــك عبدالعزيــز ورجالــه‬ ‫للموهبــة واإلبــداع‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫صبا الدغيشم‬ ‫تجربتيفيالتطوع‬

‫‪ -‬األحياء ‪-‬‬

‫جيلنــا اليــوم قــادر علــى أن يكــون منتجــاً وأن يحــدث فارقــاً فــي العالــم‪ ،‬وألن التجــارب هــي التــي تســتمر‬ ‫معــك مــدى الحيــاة؛ كانــت تجاربــي فــي العمــل التطوعــي مــن أهــم التجــارب التــي عشــتها‪ .‬بــدأت فــي‬

‫التطــوع منــذ ســن صغيــر بتشــجيع مــن عائلتــي ولــم أتوقــف عــن العطــاء منــذ ذلــك الوقــت‪ ،‬كانــت بداياتــي‬ ‫المشــاركة فــي الحمــات التوعويــة فــي المدرســة إلــى حصولــي علــى أكثــر مــن ‪ ٨٠٠‬ســاعة تطوعيــة‪،‬‬ ‫الرخصــة الدوليــة للعمــل التطوعــي‪ ،‬ورئاســة العديــد مــن المبــادرات التطوعيــة داخــل وخــارج الجامعــة‪.‬‬

‫المملكــة علــى مــدار‬

‫ُ‬ ‫تاريخهــا تعــد واحــدة مــن كبــرى الــدول التــي أعطــت العمــل‬

‫التطوعــي قــدراً هائــ ً‬ ‫ا مــن االهتمــام‪ ،‬فمــن أهــداف رؤيــة المملكــة لعــام ‪2030‬م هــي الوصــول إلــى‬

‫مليــون متطــوع حيــث تــم تأســيس جهــات لتحقيــق أهــداف ‪ 2030‬بالمجــال التطوعــي منهــا منصــة التطــوع‬

‫اإللكترونيــة الســعودية‪ ،‬منصــة التطــوع الصحــي‪ ،‬مســك التطــوع وغيرهــا مــن الجهــات الرســمية‪.‬‬

‫كونــي طالبــة فــي جامعــة األميــرة‬

‫نــورة وفــرت الجامعــة لــي العديــد مــن الفــرص‬

‫ووفــرت لــي أيضـاً البيئــة المحفــزة والداعمــة إلبــراز التجــارب الرائــدة والمبتكــرة‪ .‬بحمداللــه تمكنــت مــن خــوض‬

‫تجــارب عديــدة منهــا المشــاركة فــي أكثــر مــن ‪ ٨‬نــوادي تخصصيــة وعامــة‪ ،‬رئاســة نشــرة منــارة العلــوم‪ ،‬رئاســة‬ ‫عــدة لجــان فــي األنديــة‪ ،‬ترشــيحي للمجلــس االستشــاري الطالبــي كنائبــة العالقــات العامــة‬ ‫واإلعــام‪ ،‬المشــاركة فــي المخيــم الكشــفي العالمــي وعــدة نشــاطات تطوعيــة‪.‬‬

‫لعــل أهم‬

‫نصيحــة للمهتميــن بالعمــل التطوعــي هــي أن ال تنتظــر قدوم‬

‫الفــرص إليــك بــل بــادر للحصــول عليهــا‪ .‬والســيَّما أن كل عناصــر النجــاح موجــودة‬ ‫لخلــق شــيء عظيــم‪ .‬ختام ـاً أقتبــس مــن ســيدي ولــي العهــد األميــر محمــد بــن‬ ‫ســلمان حفظــه اللــه «الشــباب هــم الطاقــة الحقيقيــة والقــوة الحقيقيــة لتحقيــق‬ ‫هــذه الرؤيــة‪ ،‬وأهــم ميــزة لدينــا هــي أن شــبابنا واعــي ومثقــف ومبــدع ولديــه‬ ‫ٍ‬ ‫قيــم عاليــة»‪.‬‬


‫‪١٦‬‬

‫عمليات زرع الرقائق‬ ‫اإللكترونية‬


‫‪15‬‬

‫تعلمواالعلموعلموهالناس‪.‬‬

‫‪-‬عمربنالخطاب‬

‫عمليات زرع‬ ‫الرقائق اإللكترونية‬


‫ثورة زراعة الرقائق اإللكترونیة‬ ‫في الحقیقة‪ ،‬إن استخدام التكنولوجیا في القطاع الطبي‬ ‫لیست بالتقنية الجدیدة‪ ،‬فقد تم بالفعل زرع التكنولوجیا في‬ ‫البشر ألغراض طبیة‪ ،‬مثل جهاز تنظیم ضربات القلب والذي‬ ‫یستخدم فقط في المرضى الذین یعانون من أمراض قلبیة‬ ‫‪ )(FDA‬أيضاً‬ ‫معینة‪ ،‬وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء األمریكیة‬ ‫على نظام مراقبة الجلوكوز المستمر )‪ (CGM‬القابل للزرع‬ ‫بالكامل للبالغین المصابین بداء السكري‪ ،‬وهو واحد من العدید‬ ‫من االبتكارات التكنولوجیة في الصناعة الطبیة‪ .‬واستخدمت‬ ‫ّ‬ ‫الرقائق اإللكترونیة أیضاً‬ ‫كحل لتجاوز التحدیات الكبیرة التي‬ ‫تواجه األنظمة المزروعة لتوصیل العالجات الدوائیة داخل‬ ‫جسم اإلنسان‪ ،‬حیث یتم التحكم بأوقات إطالق الدواء وتركیزه‬ ‫وموضعه من قبل الرقاقة المزروعة بد ً‬ ‫ال من استخدام‬ ‫العالجات الوریدیة والكبسوالت التقلیدیة‪ ،‬وهذا ما یتناسب مع‬ ‫المركبات التي تتبع إیقاع الساعة البیولوجیة مثل اإلنسولین أو‬ ‫هرمونات الغدة النخامیة األمامیة ‪.‬‬ ‫وكما يقتصر استخدام التصوير الضوئي السريري‬ ‫التقليدي أو قياس التأكسج النبضي في الطب البيطري‬ ‫على مناطق األذن واللسان للحيوانات المخدّ رة‪ ،‬وإعاقة‬ ‫نشر تقنية )‪ (PPG‬القابلة لالرتداء في الحيوانات‬ ‫التي تتحرك بحريّة بسبب التحديات التي تمثلها الطبقة‬ ‫السميكة من الجلد والفراء على النقل الفعّ ال للضوء‬ ‫عبر األنسجة‪ ،‬تم تطوير كبسولة قابلة للحقن وهي‬ ‫السلكية بالكامل للمراقبة المستمرة لمعدل ضربات‬ ‫القلب ومعدل التنفس في الحيوانات من خالل استخدام‬ ‫ااااااااااااااااتحت الجلد‪ ،‬يفتح ذلك إمكانية الحصول على‬ ‫)‪(PPG‬‬ ‫)‪ (PPG‬من الحيوانات خارج اإلعدادات السريرية‪،‬‬ ‫قراءات ااااااااااااا‬ ‫وقد تم التحقق من جدوى نظام مراقبة )‪ (PPG‬تحت‬ ‫الجلد للحيوانات الصغيرة‪ ،‬من خالل إجراء تجارب في‬ ‫الجسم الحي في فئران مخدّ رة‪ ،‬والحصول على قراءات‬ ‫‪.‬‬ ‫باستخدام دائرة القراءة‬ ‫التنفس ومعدل ضربات القلب‬ ‫وأيضاً بالنسبة للعجول‪ ،‬فقد يتطلب قياس درجة الحرارة‬ ‫المستقيمي للبالغين منهم تقييداً يدوياً‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫تختلف درجات حرارة المستقيم باختالف درجة العصبية‬ ‫التي ُيظهرها العجل‪ ،‬ولذلك لزم البحث عن طرق بديلة‬ ‫لقياس درجة الحرارة للعجول‪ ،‬وبزراعة الرقائق اإللكترونية‬ ‫الدقيقة تحت جلد العجل تم التمكن من تقدير درجة‬ ‫دون الحاجة للتقييد ‪.‬‬ ‫حرارة الجسم ‪.‬‬


‫عمليات زرع الرقائق‬ ‫اإللكترونية والذكاء‬ ‫االصطناعي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫من أجهزة ترتدى ‪ ..‬إلى رقائق تزرع!‬

‫قبل قرن من الزمان‪ ،‬كان ُینظر إلى‬ ‫وضع أجزاء من صنع اإلنسان في‬ ‫جسمه لتعویض الوظیفة المفقودة‬ ‫أو منع األعراض المنهكة على أنه خیال‬ ‫علمي‪ ،‬الیوم أصبحت األجهزة الطبیة‬ ‫مثل )‪ (IEMDs‬اإللكترونیة القابلة للزرع‬ ‫أجهزة تنظیم ضربات القلب‪ ،‬وغرسات‬ ‫القوقعة الصناعية مقبولة على نطاق‬ ‫واسع‪ ،‬لكن الجیل القادم من هذه‬ ‫األجهزة المدعوم بالذكاء االصطناعي‪،‬‬ ‫سیدفع مرة أخرى حدود خیالنا مع‬ ‫تطور التكنولوجیا‪ .‬تستمر األجهزة في‬ ‫النمو بشكل أصغر حجماً‪ ،‬أكثر إحكاماً‬ ‫وذكاء‪ .‬األجهزة اإللكترونية التي كانت‬ ‫ً‬ ‫تقتصر في السابق على المنزل‪ ،‬مثل‬ ‫الهواتف وأجهزة الحاسب اآللي‪ ،‬یمكننا‬ ‫اآلن حملها في جیوبنا‪ .‬بالنسبة لبعض‬ ‫األشخاص تم اتخاذ مفهوم التكنولوجیا‬ ‫المحمولة والمریحة خطوة إلى األمام‬ ‫مع زراعة الرقائق اإللكترونیة الدقیقة ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫هل نحن مستعدین لزراعتها تحت جلودنا؟‬

‫تمثل الرقائق اإللكترونیة الدقیقة المزروعة‬ ‫في الید أحدث تطور في التكنولوجیا‬ ‫المعاصرة‪ ،‬بحیث تم تصمیم بعض الرقائق‬ ‫بشكل أساسي لتقلیل الوقت الذي یستغرقه‬ ‫اإلنسان ألداء إجراءات یومیة محددة‪ .‬یمكن‬ ‫أن تكون الرقائق المزروعة موقع تخزین‬ ‫آمن لمعلومات االتصال في حاالت الطوارئ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أو تستخدم كبطاقة عمل إلكترونیة‪ ،‬أو‬ ‫كمفتاح؛ بحیث یتمكن األفراد الذین لدیهم‬ ‫الرقائق اإللكترونیة الدقیقة الوصول إلى‬ ‫منازلهم ومكاتبهم وصاالت األلعاب الریاضیة‬ ‫ببساطة عن طریق تمریر أیدیهم على قارئ‬ ‫رقمي‪ .‬یمكن أيضاً استخدام زراعة الرقائق‬ ‫للتذاكر اإللكترونیة ووسائل النقل العام‪،‬‬ ‫في يونيو عام ‪٢٠١٧‬م‪ ،‬أعلنت «إس جيه»‬ ‫السويدية الحكومية لتشغيل القطارات‪ ،‬أنها‬ ‫أول شركة في العالم توفر خاصية الحجز‬ ‫والدفع عبر الرقائق اإللكترونية المزروعة في‬ ‫أيدي المسافرين بد ً‬ ‫ال من التذاكر التقليدية‪.‬‬ ‫ويعتبر أن من أكثر االستخدامات شیوعاً‬ ‫للرقائق اإللكترونیة الدقیقة هي الراحة‬ ‫والرفاهية‪ .‬ربما یكون أكبر دافع لهذا النوع‬ ‫من التكنولوجیا على التأثير هو القدرة على‬ ‫إحداث ثورة في التشخیص الطبي والمراقبة‬ ‫الصحیة؛ بحيث توفر هذه التكنولوجیا القدرة‬ ‫على مراقبة العناصر الحیویة للفرد باستمرار‬ ‫وهذا یتیح لكل من األطباء والمرضى الوصول‬ ‫إلى بیانات طبیة دقيقة في الوقت الفعلي ‪.‬‬


‫هلنحن مستعدين‬ ‫لــــزراعــــتهــــا؟‬

‫‪20‬‬


‫تداعیات حول زراعة الرقائق اإللكترونیة!‬ ‫زرع الرقائق اإللكترونیة الدقیقة مثل األنواع األخرى من األجهزة اإللكترونیة‪ ،‬على الرغم من المزایا التي‬ ‫تتیحها استخدام هذه الرقائق إال أن هناك أیضاً مخاوف متزایدة من أن غرسات الرقائق اإللكترونیة الدقیقة قد‬ ‫تكون عرضة للقرصنة‪ ،‬وهو ما یعرّض هؤالء األفراد لخسائر فادحة نتیجة استغالل بیاناتهم‪ ،‬أو حتى إخضاعهم‬ ‫لالبتزاز المادي‪ ،‬علماً بأن عملیات االختراق دائماً أمر وارد الحدوث لكل تقنیة جدیدة رغم احتیاطات األمان والحفاظ‬ ‫على الخصوصیة التي یقدمها المص ّنعون‪ .‬اإلحساس بالمراقبة هو أحد التداعیات التي تزید من تردد األفراد تجاه‬ ‫استخدام هذه التقنیة‪ ،‬ففي ظل وجود هذه الرقائق قد یشعر األفراد بأنهم في حالة دائمة من المراقبة من قبل‬ ‫أصحاب األعمال بل والحكومات أیضاً في حالة تبنیها على المستوى القومي‪ ،‬وذلك من خالل ما تتیحه تلك الرقائق‬ ‫من إمكانیة تتبعهم‪ ،‬وحصر األماكن التي یترددون علیها‪ ،‬وتعامالتهم اإللكترونیة وغیرها‪ ،‬وأحد أكبر التداعیات هي‬ ‫التأثیر الصحي‪ ،‬حیث أن اآلثار الصحیة لزراعة مثل تلك الرقائق وماتحدثه من ترددات ال تزال تخضع للدراسات الطبیة‪،‬‬ ‫هذا باإلضافة إلى أن بعض التحلیالت تشیر إلى أن زرع الرقائق وتثبیتها قد یسبب أضراراً في األوعیة الدمویة‬ ‫العصبیة‪ ،‬خاصة إذا كانت مثبتة بالقرب من األعصاب الرئیسیة‪ ،‬األمر الذي یجب معه المزید من الحرص قبل التوسع‬ ‫في زراعة مثل هذه الرقائق‪ ،‬والدراسة الدقیقة لمواقع تثبیتها داخل جسم اإلنسان ‪.‬‬

‫مستقبل زراعة الرقائق اإللـكـتـرونـیـة‬ ‫إن التطبیقات الواسعة لتكنولوجیا الرقائق اإللكترونیة‬ ‫الدقیقة تمكننا من التحول إلى نظام معیشي حدیث‪،‬‬ ‫ورفع مستوى الجودة من عدة جوانب‪ ،‬فمن الجانب‬ ‫الصحي مث ً‬ ‫ال‪ ،‬سوف یتطور نظام الرعایة الصحیة‪،‬‬ ‫وسیتم تغییر العملیات العالجیة‪ ،‬وسیتم تج ّنب ملیارات‬ ‫الدوالرات من النفقات غیر الضروریة‪ ،‬في حین أن‬ ‫الدراسات البشریة التي تنطوي على الرقائق الدقيقة‬ ‫اقتصرت على عالج بعض األمراض المحددة‪ ،‬فإن‬ ‫التقدم سیسمح بتوسیع هذه التكنولوجیا إلى نطاق‬ ‫أكبر في المجاالت العالجیة‪ ،‬وستتطور األنظمة‬ ‫العالجیة كذلك إلى أنظمة أكثر أماناً وفعالیة‪ ،‬فقد‬ ‫تتمدد تطبیقات الرقائق اإللكترونیة الدقیقة إلنشاء‬ ‫غدد اصطناعیة‪ ،‬وقد یتمكن األطباء من معرفة التاريخ‬ ‫الطبي للشخص في الحاالت الصحیة الحرجة المفاجئة‬ ‫كالحوادث من خالل الرقائق المزروعة في جسده‪،‬‬ ‫والتي ستمكن من تقدیم المساعدة الطبیة بدقة‬ ‫بما یتناسب مع تاریخه الطبي‪ُ ،‬‬ ‫ویعتقد أيضاً أن الرقائق‬ ‫اإللكترونیة الدقیقة المزروعة ستكون قادرة على‬ ‫نقل فیدیو مباشر لألعضاء الداخلیة وإجراء جراحات‬ ‫النانو وستكون الخصوصیة الطبیة وفقاً للقوانین‬ ‫الطبیة الحالیة‪ ،‬حیث ال یمكن لألطباء الكشف عن‬ ‫المعلومات الطبیة لمرضاهم دون موافقتهم ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫ومن الجانب األمني أيضاً‪ ،‬سيسمح زرع الرقائق‬ ‫اإللكترونية الدقيقة بانتهاء سرقات الهوية‪ ،‬فليس‬ ‫من الصعب عمل بطاقات هوية مزيّفة‪ .‬زرع الرقائق‬ ‫اإللكترونیة الدقیقة سیحدّ وینهي معضلة سرقة‬ ‫الهویات وانتحال الشخصیات؛ فالرّقاقة تمنح مستهلكها‬ ‫تعریفاً فریداً من شأنه أن یساعد في تقلیل سرقة‬ ‫الهویة ما یجعلها أكثر أماناً للمستهلكین‪ ،‬ووجود‬ ‫)‪ (GPS‬في الرقائق اإللكترونیة الدقیقة‬ ‫تقنية اااااا‬ ‫سیسمح لتطبیق القانون بالحصول على أمر قضائي‬ ‫والبحث في التاریخ إلثبات أو دحض حجة م ّتهم في‬ ‫جریمة‪ ،‬وسیساعد في إثبات الذنب والبراءة‪ .‬إن الرقائق‬ ‫ُ‬ ‫اإللكترونیة الدقیقة إذا استخدمت بالطریقة الصحیحة‬ ‫ولم یتم استغاللها في أمور محظورة من شأنها أن‬ ‫ّ‬ ‫تشوه سمعة استخدامها وتزید من عدم استساغة‬ ‫المجتمع لها‪ ،‬فإنها ستقودنا إلى أحدث التطورات‬ ‫وستمكننا من العیش في أجود األنظمة‪ .‬وللتمكن‬ ‫من استخدام التقنیات التي تحسن وترفع من مستوى‬ ‫الحیاة‪ُ ،‬یعتقد أنه یجب على المستهلكین أن یكونوا‬ ‫قادرین أو ً‬ ‫ال على قبول غرس الرقائق اإللكترونیة‬ ‫ً‬ ‫الدقیقة في الید‪ ،‬وتقنیة الزراعة ستكون اختیارا ولیس‬ ‫إجباراً لما لها من سلبیات ومخاوف على المجتمع‬ ‫وعدم تقبلهم لها ‪.‬‬


‫‪٢٢‬‬ ‫الثقوب السوداء‬


‫‪21‬‬

‫‪-‬ماريكوري‬

‫الشيءفيالحياةيستدعيالخوف‪D‬كل‬ ‫شيءيستدعيالفهم‪D‬واآلنحانالوقت‬ ‫لنفهمأكثر‪D‬كينخافأقل‪.‬‬

‫الثقوب السوداء‬


‫ال شك بأن الثقوب السوداء من أكثر األمور‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتشويقا في عالمنا وتستهوي‬ ‫غموضا‬ ‫الكثير‪ ،‬فما هو؟‬ ‫يمكننا أن نطلق عليها «غبار النجوم»؛ فقد ولدت‬ ‫من ‪ )Supernova(،‬إن الثقب األسود نتيجة من‬ ‫ُ‬ ‫س َت ِع ُر األعظم نجم محتضر‪ .‬قوة جاذبيتها‬ ‫حدث الم ْ‬ ‫الشديدة من أهم الحقائق المثيرة عنها التي‬ ‫تمتص كل شيء‪ ،‬حتى الضوء ال يستطيع النفاذ‬ ‫والهرب منها!‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يتكون الثقب األسود؟ إن موت‬ ‫بداية كيف‬ ‫أسودا‪ ،‬فإن ما يجعل النجم‬ ‫نجم هو ما يخلق لنا ثق ًبا‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫متزن وبشكله الكروي المعروف هو وجود قوتين‬ ‫متضادتين‪ :‬قوة الجذب لداخل النجم‪ ،‬وقوة الضغط‬ ‫المندفعة للخارج‪ .‬إن قوة الضغط المندفعة للخارج‬ ‫لب النجم‪،‬‬ ‫هي نتيجة تفاعالت نووية تحدث في ّ‬ ‫وعندما ينفذ ما لدى النجم من الوقود النووي‬ ‫انفجارا هائ ًل‬ ‫ينهار النجم ناحية مركزه‪ ،‬وينفجر‬ ‫ً‬ ‫وهذا ما يسمى ولكن ليس كل موت للنجم هو‬ ‫سبب حدوث الثقب األسود‪ ،‬فالنجوم التي تكون‬ ‫ُ‬ ‫س َت ِع ُر األعظم أكبر من‬ ‫كتلتها ‪)Supernova(.‬بالم ْ‬ ‫حوالي ‪ 3‬كتل شمسية هي فقط تخلف خلفها‬ ‫أسودا‪ ،‬وهذا يجرنا ألنواع الثقوب السوداء‪.‬‬ ‫ثقب‬ ‫ً‬

‫ُ‬ ‫ً‬ ‫موضوعا ُم ً‬ ‫رعبا؟‬ ‫لماذا تعد الثقوب السوداء‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫غامضا ُ‬ ‫ً‬ ‫ومرع ًبا عند‬ ‫تشكل الثقوب السوداء لغ ًزا‬ ‫علماء الفلك والفيزياء‪ ،‬وذلك ألن الثقوب السوداء‬ ‫في الفضاء بمثابة اإلعصار الموجود في الصحراء‬ ‫ومثلث برمودا الموجود في البحار‪ ،‬وجميعهم‬ ‫لديهم شهية التهام كل ما يقترب منهم‪ .‬فالسقوط‬ ‫في الثقوب السوداء بمثابة موت محتم وال‬ ‫يمكن ألي جسم كان أن ينجو من ٍجاذبية ٍ‬ ‫الثقوب‬ ‫ٍ‬ ‫فيهم الضوء نفسه‪ .‬حتى أن هناك‬ ‫السوداء بما‬ ‫فكرة ذكرها ستيفن هوكينج في كتابه (تاريخ‬ ‫ٌ‬ ‫وجز الزمن) وهي تأثير السباغيتي وهي وصف لما‬ ‫قد يحدث للجسم في حالة سقوطه في الثقب ال‬ ‫أسود‪ )spaghettification( .‬وكيف ال تكون ُرع ًبا‬ ‫ٌ‬ ‫وهي ناتجة عن موت نجم هائل؟‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫وفي الختام إن الثقوب السوداء من أهم‬ ‫ً‬ ‫تشويقا‬ ‫المواضيع في الفيزياء والفلك وأكثرها‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫وغموضا‪ ،‬وبالرغم من أنها تشكل ُرع ًبا كون ًيا إال أن‬ ‫لها تأثي ًرا كبي ًرا على قوانين الفيزياء‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أنه يوجد عدد من األبحاث والدراسات‬ ‫ٌ‬ ‫علم متجدد يفاجئنا على‬ ‫إال أن الثقوب السوداء‬ ‫مر السنين بخفايا ال ُيمكن تصورها أو تخيلها‪ ،‬فقد‬ ‫التقطت أول صورة لثقب أسود قبل وقت قصير‬ ‫من نوع فائق الكتلة‪ٍ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ويعرف هذا الثقب بأنه ٍ‬

‫هنالك ثالثة أنواع من الثقوب السوداء ‪:‬‬ ‫انتشارا يسمى بالثقب النجمي‬ ‫أولها واألكثر‬ ‫ً‬ ‫وتكون كتلته حوالي ‪ 3‬إلى ‪ 20‬كتلة شمسية‪.‬‬ ‫أما النوع الثاني يسمى بالثقب األسود المتوسط‬ ‫تصل كتلته من ‪ 50‬إلى ‪ 60‬كتلة شمسية و غال ًبا ما‬ ‫يتكون هذا النوع من الثقوب بسبب اندماج ثقبين‬ ‫من النوع النجمي‪.‬‬ ‫النوع الثالث يسمى بالثقب األسود فائق الكتلة‬ ‫وتتراوح كتلته حول مليون كتلة شمسية إلى‬ ‫‪ 40‬مليار كتلة شمسية‪ ،‬وال يوجد إال في قلب‬ ‫المجرات‪ ،‬مثل مجرتنا مجرة درب التبانة‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫الثقوب‬ ‫السوداء‬ ‫‪23‬‬

‫الغزالغامضالذي ت‬ ‫حي‬

‫رالعلماء!‬


‫‪٢٦‬‬ ‫العلوم الجنائية في‬ ‫السعودية‬


‫‪25‬‬

‫‪E‬‬ ‫يزاالمرءعالما‬ ‫ال ل‬ ‫فإذا ت‬ ‫ظن‬ ‫‪-‬ابنقتيبة‬

‫مادامفيطلب علا ‪D‬لم‬ ‫أنهقدعلمفقدبدأجهله‪.‬‬

‫العلوم الجنائية‬ ‫في السعودية‬


‫المرأة في العلوم الجنائية‬

‫شخصيات سعودية بالعلوم الجنائية‬

‫و ألن المرأة ركيزة رؤية المملكة ‪ , 2030‬إذ تضمنت‬ ‫ً‬ ‫أهدافا ومبادرات من شأنها النهوض بالمرأة‪ ،‬وتمكينها‬ ‫في الحقوق من خالل تشجيع ودعم المشاركة الكاملة‬ ‫ُ‬ ‫للمرأة في سوق العمل‪ .‬حيث فتح المجال أمام المرأة‬ ‫السعودية للعمل في مجاالت عديدة منها الوظائف‬ ‫العدلية والجنائية‪.‬‬ ‫ولم يعد هناك سقف لطموح المرأة بمجاالت اعتبرت‬ ‫ذكورية لفترة طويلة أكد النائب العام في السعودية‬ ‫«سعود المعجب» أن عدد المعيّنات بلغ أكثر من ‪ 50‬إلى‬ ‫النيابة العامة السعودية كدفعة أولى‪.‬‬

‫منال العصيمي‪ :‬أول متحدثة رسمية من السعودية‬ ‫‪1‬‬‫بالمؤتمر العالمي لألدلة الجنائية‪.‬‬ ‫نادين يوسف السياط‪ :‬أول سعودية عربية عملت مع‬ ‫ ‪2‬‬‫مكتب التحقيقات الفيدرالي األمريكي‪.‬‬ ‫‪ 2023‬م ‪ .‬ء‬ ‫لجنة مكافحة الجريمة والعدالة الجنائية‬ ‫ ‪3‬‬‫حصلت السعودية على مقعد في لجنة مكافحة الجريمة‬ ‫والعدالة الجنائية للفترة من عام ‪.2021‬‬ ‫الجمعية العربية لعلوم األدلة الجنائية والطب‬ ‫ ‪4‬‬‫الشرعي تأتي انطالقة الجمعية العربية لعلوم األدلة‬ ‫الجنائية والطب الشرعي بجامعة نايف العربية للعلوم‬ ‫األمنية في الرياض في المملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫وتعمل الجمعية على استخدام منهجية موحَّ دة للعمل‬ ‫في الجهات المختصة في الوطن العربي‪ ،‬تهدف إلى‪:‬‬ ‫أنشطة علمية لبحث القضايا الجنائية‪ ،‬تشجيع إجراء‬ ‫البحوث العلمية‪ ،‬نشر نتائج هذه البحوث وتوزيعها‪،‬‬ ‫إصدار مجلة علمية نصف سنوية تشمل مجاالت علوم‬ ‫األدلة الجنائية‪ ،‬التعريف باإلنجازات العلمية والمهنية‬ ‫لالختصاصيين العرب في مجاالت علوم األدلة الجنائية‪.‬‬

‫بين الواقع والخيال‬ ‫منذ نعومة أظافرنا ومشاهدتنا لمسلسالت الجرائم‬ ‫ُ‬ ‫وحل األلغاز مع أهالينا ظلت تالمسنا وتجذب اهتمامنا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بداية من «المحقق الكونان» إلى «شيرلوك هولمز»‬ ‫و »ديكستر» وغيرهم‪ ،‬فهل علم الجنايات كما نرى‬ ‫بالشاشات؟‬ ‫أسهمت المسلسالت واألفالم البوليسية على التأثير بآراء‬ ‫وأفكار الناس حول طبيعة الجريمة والتحقيق الجنائي‪،‬‬ ‫وأصبحوا ينظرون باهتمام إلى هذا المجال‪ ،‬والواقع أن تلك‬ ‫األفالم والجنايات يلتقيان عند نقطة (الغموض واإلثارة)‪.‬‬ ‫ولكن هذه البرامج التي لطالما اعتدنا على متابعتها‬ ‫وتحليلها تحتوي على العديد من األخطاء في طرق‬ ‫التحليل‪ ،‬ومصادر جمع المعلومات‪ ،‬والطريق للوصول إليها‪،‬‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ :‬يمكن استخراج بصمات أصابع المتهم‬ ‫بسهوله والوثوق بصحتها تحديد الموقع المراد تحديده‬ ‫بدقة من خالل تتبع الهاتف عينات الشعر وعشوائية اختيار‬ ‫الشهداء كلها مشاهد نراها كثيراً إال أنها ال تصور علم‬ ‫الجنايات على أرض الواقع‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫األفالم الممزوجة بالخيال‬

‫من منا لم يشاهد‬ ‫أجاثا كريستي البوليسية‬ ‫اإلجرامي؟ أو لم تكن روايات‬ ‫جزء من إحدى مراحله العمرية؟ أو لم ينبهر من قصص‬ ‫الجرائم النادرة التي تهز الرأي العام!‬ ‫الكثير من قراء هذا المقال متابعين نهمين لبودكاست العلوم‬ ‫الجنائية‪ ،‬ونسبة كبيرة ممن لفت نظرهم المقال متخصصين‬ ‫بإحدى المجاالت الجنائية‪ ،‬سنتحدث في مقالنا هذا عن العلوم‬ ‫الجنائية ونتناول دورها الكبير في المملكة‪.‬‬ ‫العلوم الجنائية هي العلوم التي تهتم في كشف الجريمة‬ ‫ومرتكبها‪ ،‬وتقع مسؤولية كشف الجرائم على عاتق‬ ‫الشرطة واألمن الجنائي المتخصص‪ ،‬ويتم تدريس العلوم‬ ‫الجنائية لهذه الفئة من السلطة من أجل تحديد مرتكبي‬ ‫الجرائم واألدلة التي تثبت إدانتهم أو تحديد المشتبه بهم‪.‬‬ ‫دورا كبي ًرا بالتحقيق في الجرائم‪،‬‬ ‫تلعب العلوم الجنائية‬ ‫ً‬ ‫وتضم علم الطب الشرعي الذي يساعد في تشخيص مكان‬ ‫الجريمة ورفع بصمات المجرم لتحديد هوية المجرم كونه‬ ‫ال يوجد شخصان يحمالن نفس البصمة في العالم‪ ،‬وعلم‬ ‫‪.‬جمع األدلة الجنائية وتحديد المشتبه به‬ ‫كل هذه العمليات تتضمن عدة مراحل ويتم التعامل معها‬ ‫بحذر شديد‪ ،‬حيث يدخل في تحديد المشتبه به عدة أمور‬ ‫منها الشهود‪ ،‬والبصمات‪ ،‬وتحليل الحمض النووي‪.‬‬ ‫فالعلوم الجنائية علم كبير وواسع كونه يضم‬ ‫علم الكيمياء والطب الشرعي وغيره من العلوم األخرى‪،‬‬ ‫وفي كل بالد العالم يتم تدريس هذه العلوم لمجموعة‬ ‫من األفراد وتدريبهم بشكل جيد للقيام بعمليات التحقيق‬ ‫في الجرائم وكشف المجرمين من أجل محاسبتهم على‬ ‫ما جنته يديهم بهدف حفظ األمن للمجتمع والدولة‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫هنالك أنواع لألدلة الجنائية التي من خاللها يستطيع‬ ‫علماء الجنايات القبض على المجرم وهي‪ :‬األدلة الفيزيائية‬ ‫التي تشمل بصمات األحذية‪ ،‬البصمات الوراثية‪ ،‬آثار البارود‪..‬‬ ‫الخ‪ ،‬األدلة المتتبعة التي تشمل الزجاج‪ ،‬األصباغ‪ ،‬الخيوط‪،‬‬ ‫المخدرات‪ ،‬كشف الوثائق والتزوير‪ ،‬لون ونوع السيارة‪ ..‬الخ‪،‬‬ ‫األدلة الحيوية التي تشمل الدم‪ ،‬اللعاب‪ ،‬الحمض النووي‪.‬‬ ‫بدأت العلوم الجنائية بأحد أقدم أنواعها وهو الطب الشرعي‪.‬‬ ‫حيث كان أول استخدام للطب الشرعي في حادثة وفاة في‬ ‫‪ 2200‬قبل‬ ‫قانون «حمورابي» إذ تم اكتشاف وثيقة منذ‬ ‫الميالد فيها تشريح لجثة قتيل‪ .‬وفي القرن الرابع عشر بدأ‬ ‫استخدام الطب الشرعي في العلوم الجنائية‪ ،‬وأول استخدام‬ ‫‪ 1635‬م في الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫رسمي له كان عام‬ ‫واليوم أصبح الطب الشرعي جزء أساسي في القانون الجنائي‪،‬‬ ‫بحيث يتم عمل فحوص دقيقة ومجهرية وبأدوات متطورة‬ ‫لجمع األدلة الجنائية‪ ،‬ويقوم األطباء الشرعيون بتطبيق‬ ‫العلوم الطبية في إدارة القانون وكشف األدلة لكشف‬ ‫وقت الجريمة وأداتها ومنفذها‪ ،‬ويقدم األطباء الشرعيون‬ ‫ً‬ ‫أيضا الخبرة والرأي للمختصين في التحقيقات الجنائية‬ ‫وللمحكمة عن كل ما يخص الجريمة من تسمم أو عدوى أو‬ ‫جروح‪ ،‬ويحصلون على عينات يتم عرضها للقضاء وخاصة في‬ ‫الفحوصات التي يتم إجراؤها بعد الوفاة إذ يتم تحليل المادة‬ ‫الوراثية »‪ «DNA‬لألنسجة في مسرح الجريمة‪ ،‬وأما بالنسبة‬ ‫لخبراء الطب الشرعي النفسي فيكمن دورهم بتحديد‬ ‫الكفاءات العقلية للمتهم وتحديد المسؤولية القانونية‪.‬‬


‫ً‬ ‫وختامــا‬

‫العلوم الجنائية أحد‬ ‫العلوم المشوقة و التي تقام ركيزة‬ ‫األمن عليها‪ ،‬وكما رأينا مملكتنا‬ ‫الرشيدة اهتمت بالمجال بشكل واسع‬ ‫وجعلته من أحدى أهداف رؤية ‪2030‬‬ ‫ومن اآلن بدأنا برؤية البارعين في المجال‬ ‫و المتميزين فيه و بإذن الله نرى مستقبال‬ ‫أحد المهتمين بقراءة هذا المقال من ذوي‬ ‫األسماء الالمعة بالمجال‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫تخصص‬ ‫العلوم الجنائية‬

‫العلوم الجنائية حقل علمي متعدد الفروع واالختصاصات‪،‬‬ ‫حيث ُي ِّ‬ ‫دقق هذا التخصص على أسباب وتداعيات الجرائم الواقعة‬ ‫كما يتتبع مرتكبي الجرائم ُ‬ ‫ويراقب سلوكهم‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫النظر للدوافع التي من شأنها دفعهم إلى ارتكاب الجريمة‬ ‫ومحاولة تقليصها ‪.‬‬ ‫يروم تخصص العلوم الجنائية صوب دراسة الجريمة وقياسها‬ ‫ودراسة ردة فعل أفراد المجتمع تجاهها بشكل عام‪.‬‬ ‫يدرس الحقل األكاديمي لتخصص العلوم الجنائية الجريمة‬ ‫ُ‬ ‫ويحاول منعها باستخدام ُ‬ ‫الس ُبل المناسبة‪ .‬ومن الجدير بالذكر‬ ‫أنَّ تخصص علم الجرائم يختلف عن علم الجنايات‪ ،‬حيث يختص‬ ‫تخصص علم الجرائم في التركيز على المجرمين وسلوكياتهم‪،‬‬ ‫بينما ُي ِّ‬ ‫ركز تخصص علم الجنايات على الجرائم بحد ذاتها‪.‬‬ ‫يتميَّز المختص في العلوم الجنائية بالحنكة‪ ،‬والفطنة‪ ،‬والحكمة‪،‬‬ ‫والدهاء‪ ،‬والذكاء‪ ،‬باإلضافة إلى الدقة والخبرة العالية‪.‬‬ ‫لكل راغب بالتخصص بالعلوم الجنائية أنصحه باالستمرار بقراءة‬ ‫الصفات والمؤهالت الشخصية والعلمية‪ ،‬والتعرف على‬ ‫المهارات العملية المطلوبة‪ ،‬ثم ُيمكنك اتخاذ القرار فيما إذا كان‬ ‫تخصص العلوم الجنائية مناس ًبا لك أم ال‪.‬‬ ‫اهتماما كبي ًرا بتعليم‬ ‫أولت حكومة المملكة العربية السعوديّة‬ ‫ً‬ ‫المرأة السعوديّة‪ ،‬وأتاحت لها فرصة االلتحاق بدراسة التخصصات‬ ‫القانونية‪ ،‬فالطالبة بالمملكة العربية السعودية تستطيع دراسة‬ ‫تخصص العلوم الجنائية الذي يختص بدراسة الجريمة بأنواعها‪،‬‬ ‫وتطبيق المعارف العلمية والتقنية في التحري والكشف عنها‪،‬‬ ‫وتقوم األخصائيّة الجنائية في السعوديّة بتولي العديد من‬ ‫المهام‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫• مهمة الكشف عن الجريمة منذ لحظة اإلبالغ عنها والوصول‬

‫إلى مسرح الجريمة وتقديم تقرير نهائي عن مالبساتها‪ .‬ء‬

‫ء• العمل على استخدام التقدم العلمي في عملية الكشف‬ ‫عن الجاني وإثبات ذلك‪.‬‬

‫• تحليل األدلة المجموعة والخروج باستنتاجات تؤدي إلى‬

‫المساعدة في تحديد الجاني‪.‬‬

‫• التعامل مع األدلة الفيزيائية والحيوية والرقمية في سبيل‬

‫الكشف عن الجريمة‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫• اإلحاطة باألبعاد القانونية لألدلة الجنائية وكيفية التعامل‬

‫معها ومدى مصداقيتها ومدى قبولها لدى المحكمة‪.‬‬ ‫• تقديم رأي الخبير في المحكمة حول األدلة المجموعة في‬ ‫قضية ما ومدى إمكانية االعتماد عليها في إدانة المتهم‪.‬‬ ‫• مدة دراسة التخصص هي أربعة سنوات‪ ،‬و يمكن االلتحاق‬ ‫فيما بعده بالتخصصات التالية‪ :‬النظم القانونية‪ ،‬إدارة العدالة‪،‬‬ ‫القضايا االجتماعية‪.‬‬

‫مجاالت العمل بالتخصص‪:‬‬

‫• وزراة الداخلية‪.‬‬ ‫• المباحث الجنائية‪.‬‬ ‫• اإلدارة العامة لمكافحة المخدرات‪.‬‬ ‫• أمن الدولة‪.‬‬ ‫• النيابة العامة‪.‬‬ ‫• مراكز أبحاث الجريمة‪.‬‬ ‫• المؤسسات التعليمية األمنية والعسكرية‪.‬‬ ‫• هيئة مكافحة الفساد‪.‬‬ ‫• مؤسسات الخدمة االجتماعية‪.‬‬ ‫• مكاتب التحقيقات‪.‬‬ ‫• مراكز األدلة الجنائية‪.‬‬ ‫• مراكز الطب الشرعي‪.‬‬ ‫• وكالة المحاكم والمخابرات‪.‬‬ ‫• مركز اإلصالح والتأهيل‪.‬‬ ‫• أقسام الشرطة‪.‬‬ ‫• الشركات القانونية‪.‬‬ ‫• مؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ً‬ ‫أيضا يمكن للطالب الدراسة بكلية العلوم الجنائية التي أنشئت‬ ‫ً‬ ‫إدراكا من جامعة نايف العربية للعلوم‬ ‫في أواخر عام ‪ 2003‬م‬ ‫األمنية بأهمية التعليم والتدريب التطبيقي‪ ،‬حيث تقدم الكلية‬ ‫برامج تدريبية وتطبيقية وبرامج تأهيلية عليا في مجال علوم‬ ‫األدلة الجنائية‪َّ ،‬‬ ‫وتم تجهيزها بأجهزة الكشف والتحليل والمعدات‬ ‫ّ‬ ‫والوسائل التي تمكنها من تقديم برامجها العلمية بكل كفاءة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وت ُ‬ ‫عد هذه الكلية األولى على مستوى العالم العربي؛ حيث‬ ‫ُ‬ ‫تقدّ م برامج متميزة بهدف تأهيل الخبراء والعاملين في المجال‬ ‫الجنائي مهن ًيا وأكاديم ًيا‪ ،‬وتشتمل الكلية على أربعة أقسام‬ ‫طبيعية الجنائية‪،‬‬ ‫علميّة‪ :‬الكيمياء الجنائية‪ ،‬مسرح الجريمة‪،‬‬ ‫األحياءالجنائية‪.‬‬


‫‪٣٢‬‬ ‫مشروع الجينوم السعودي‬


‫‪31‬‬

‫أبد اماتمإنجازه‪D‬بل‬ ‫أناالأرى ‪E‬‬ ‫‪-‬‬

‫ماريكوري‬

‫مشروع‬ ‫الجينوم السعودي‬

‫‪٢‬‬

‫أرمالميتمإنجا‬ ‫ى‬


‫نظرة‬ ‫عامة‬ ‫عن‬ ‫ع‬ ‫مشرو‬ ‫الجينــوم‬ ‫السعودي‬ ‫برنامج الجينوم السعودي هو أحد المشاريع‬ ‫الوطنية الرائدة لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية‬ ‫‪2030‬م في الحد من األمراض الوراثية عن طريق فك‬ ‫الشفرة الوراثية للمواطنين السعوديين‪ ،‬وإنشاء قاعدة‬ ‫بيانات لتوثيق الخارطة الوراثية للمجتمع السعودي‪ ،‬بما‬ ‫يسهم في تطوير الطب الشخصي الذي يعمل على‬ ‫توظيف التقنيات الجينية والجزيئية الجديدة ضمن مفهوم‬ ‫الطب الشخصي ألغراض تشخيص األمراض وتقييمها‬ ‫وعالجها‪ ،‬وبناء قدرات أكثر اتساعاً في مجال علم الجينوم‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫سيمكن المملكة من اكتساب مكانة عالمية‬ ‫األمر الذي‬ ‫رائدة في مجال األبحاث الوراثية والجينية لألمراض والطب‬ ‫الشخصي‪ ،‬وستكون لمخرجات البرنامج أثر على صحة أفراد‬ ‫المجتمع بطريقة مباشرة؛ إذ يمكن للمعلومات الوراثية‬ ‫الخاصة بالمجتمع السعودي أن تستخدم في عمليات‬ ‫الكشف والتشخيص عن األمراض الوراثية والوقاية منها‪،‬‬ ‫وتحسين طرق العالج‪ ،‬والكشف المبكر قبل اإلصابة ببعض‬ ‫األمراض المزمنة مثل‪ :‬سرطان القولون والثدي‪ ،‬أمراض‬ ‫القلب‪ ،‬األمراض العصبية‪ .‬تحقيقاً لرؤية المملكة ‪2030‬م‬ ‫فـي توطين وتطوير التقنية في القطاعات ذات اإلنفاق‬ ‫المحلي الكبير‬ ‫كما أسهم البرنامج بدور بارز في مجال مواجهة‬ ‫األمراض المعدية من خالل دراسة وتحديد العوامل الجينية‬ ‫المسببة لتباين أعراض اإلصابة بفيروس كورونا المستجد‬ ‫(كوفيد ‪ )19‬بين السعوديين‬

‫عمل برنامج الجينوم السعودي على تعزيز التعاون مع‬ ‫المختبرات الوطنية التي يتم من خاللها جمع العينات من‬ ‫مختلف مناطق المملكة ثـم تحليلها بهدف التعرّف على‬ ‫المتغيرات الجينية المسببة لألمراض الوراثية في المملكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬وتقدير احتمالية ظهور األمراض الوراثية‬ ‫للفرد واألسرة‪ ،‬وتحسين طرق العالج عن طريق الكشف عن‬ ‫التركيبة الوراثية للشخص‪ ،‬وإعطاء المريض الدواء المناسب‬ ‫تمثل دور الباحثين في جمع وتحليل العينات‬ ‫واستخراج البيانات الوراثية والجينية‪ ،‬ثم تنقيح وتصفية الكم‬ ‫الهائل من البيانات‪ ،‬وتحديد المتغيرات التي قد تؤثر على صحة‬ ‫الفرد ‪.‬‬ ‫تعمل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على تطوير‬ ‫منظومة معلوماتية تفاعلية متكاملة تساهم في الحد من‬ ‫انتشار األمراض الوراثية والجينية الشائعة فـي المجتمـع‬ ‫السعودي‪ ،‬ويتم تنفيذها بالشراكة مع وزارة الصحة ومستشفى‬ ‫الملك فيصل التخصصي ومركز األبحاث بمنطقتي الرياض‬ ‫وجدة‪ ،‬ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام‪ ،‬ومدينة‬ ‫الملك فهد الطبية‪ ،‬ومركز الملك عبدالله العالمي لألبحاث‬ ‫الطبية بالشؤون الصحية للحرس الوطني‪ ،‬وجامعة حائل‪،‬‬ ‫وجامعة طيبة‪ ،‬ويأتي برنامج الجينوم السعودي ضمن مبادرات‬ ‫‪.‬المدينة لنقل وتوطين تقنية الصحة‬

‫‪34‬‬


‫العلم من األشیاء المتجددة‬ ‫بحیاتنا‪ ،‬حیث یتطور بوقت‬ ‫قیاسي یصعب علینا إدراكه‬ ‫من أكثر العلوم سريعة التطور‪:‬‬ ‫الطب‪ ،‬والجينات‪ ،‬بحيث تنتج لنا‬ ‫األبحاث معلومات بكل دقيقة‪,‬‬ ‫منها مشروع الجينوم البشري‬

‫ماهوالجينوم‪F‬‬

‫هو أحد فروع علم الوراثة‬ ‫الذي يركز على تركيب‬ ‫وتطور وظيفة الجينوم‪،‬‬ ‫ويحدد الخارطة الوراثية‬ ‫والتحرير الجيني‪ ،‬باإلضافة‬ ‫لتحديد االختالفات في‬ ‫التكوين الجيني للفرد‬ ‫عن طريق فحص تسلسل‬ ‫الحمض النووي‪ ،‬باستخدام‬ ‫التقنيات الوراثية ومقارنتها‬ ‫بتسلسل فرد آخر أو‬ ‫تسلسل مرجعي موثق‬

‫‪33‬‬


‫الــثــورة‬ ‫انطالقــــــــــــــــة‬ ‫بدأ‬

‫ب‬ ‫أ‬ ‫‪.‬‬

‫مشروعالجينوم‬ ‫‪ 0199‬م‬ ‫البشريفيعام‬ ‫لدراسةبنيةوخصائص‬ ‫الحمضالنوويالبشريالتي‬ ‫تعتبرمهمةلفهموظائف‬ ‫الجيناتوعالقتهاباألمراض‬

‫علنتالنتائجاألوليةعام‬ ‫‪ 000‬م‪D‬ثمأعلنتالنتيجة‬ ‫‪2‬‬ ‫النهائيةللمشروععام‬ ‫‪003‬م‬ ‫‪2‬‬

‫وألنالتركيبةالجينيةللبشر‬ ‫تختلفبشكلجزئيمن‬ ‫مكانإلىآخرفيجميع‬ ‫أنحاءالعالم‪D‬بدأتمشاريع‬ ‫جينوممنمختلفالدول‪D‬‬ ‫فانطلقمشروعالجينوم‬ ‫‪ 013‬مو‬ ‫‪2‬‬ ‫السعوديعام‬ ‫دشنهسمووليالعهد‬ ‫‪0182‬م‬ ‫محمدبنسلمانعام‬ ‫ب‬ ‫عدهذاالمشروعمنأهم‬ ‫وي‬ ‫المشروعاتالوطنيةالرائدة‬

‫إنجازات‬

‫برنامج الجينوم‬

‫ا لســــعــودي‪:‬‬ ‫‪ -‬فحص‬

‫‪١‬‬

‫‪56,9 7‬‬

‫عينة‬

‫‪ 500‬متغير‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ - ٢‬توثيق‬ ‫مسبب لألمراض ا لوراثية‬ ‫وا لجينية بالمملكة‪ D‬منها‬ ‫متغيرجينيمسبب‬ ‫‪3000‬‬ ‫ألكثرمن ‪ 1230‬مرضوراثي‬ ‫نادرفيالمجتمعالسعودي‬ ‫‪٣‬‬

‫ مشار كة ‪ 600‬باحث‬‫وباحثة من قاعدة البيانات‬

‫منخاللمااستعرضنابالمقالعنالتطورالهائلالذينعاصره‬ ‫فيعالمنا‪D‬وتقدموطننافيميادينعلميةكثيرة‪D‬وريادتهافي‬ ‫مجاالتعديدةتفيدالمجتمعوالبشريةكمجمل‬

‫ُ‬ ‫يا ترى ما هي القفزة التي ستحصل عند انتهاء المشروع؟‬

‫‪36‬‬


‫‪١‬‬

‫بناء قاعدة بيانات وراثية وجينية للمجتمع‬ ‫الســعـــودي‬ ‫من خالل قاعدة البيانات يمكن فحص عدد كبير من‬ ‫األمراض وتطوير األبحاث العلمية وإعطاء األولوية‬ ‫لألبحاث ذات العالقة بالعالج الجيني‪ ،‬والذي يعتبر‬ ‫ثورةطبية في هذا القرن أيضاً من خالل وجود قاعدة‬ ‫بيانات من الجينوم البشري السعودي يمكن فحص‬ ‫أمراض وراثية أخرى‪ ،‬مما يسهم في التدخل‬ ‫العالجي المبكر ووقاية الطفل من أمراض قد‬ ‫تسبب الشلل أو التخلف العقلي‪ ،‬أو أمراض الكبد‬ ‫والقلب حسب طبيعة هذه األمراض‬

‫‪٢‬‬

‫الحد من انتشار األمراض الوراثية في‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫تمكين الباحثين من تحديد األمراض الوراثية‬ ‫ومواجهتها‪ ،‬مثل فحص ما قبل الزواج‪ ،‬واألمراض التي‬ ‫انتشرت مؤخر اً كأمراض العمى الوراثي‪ ،‬وأمراض‬ ‫الصمم الوراثي‪ ،‬وأمراض التمثيل الغذائي‬

‫‪٣‬‬

‫تأسيس بنية تحتية متقدمة في مجال‬ ‫الجينوم والمعلومات الحيوية‬

‫من خالل مشروع الجينوم البشري السعودي يمكن‬ ‫توفير معلومات طبية قيمة عن طبيعة األمراض‬ ‫الوراثية الشائعة في المملكة‪ ،‬ومن أهمها األمراض‬ ‫الوراثية المتنحية‬

‫‪٤‬‬

‫استخدام تقنيات ترميز الجينوم من الجيل‬ ‫القادم لجمع وتحليل ‪ 100‬ألف عينة‬

‫‪٥‬‬

‫تحسین استخدام األدوية للمرضى بناء‬ ‫على معلوماتهم الوراثية والجينية‬

‫‪35‬‬

‫‪٦‬‬

‫تأهـيل وتـدريب وتطوير الكوادر الوطنية‬ ‫في مجــال الجــينــوم‬


‫‪٣٨‬‬ ‫كيمياء النار‬


‫‪37‬‬

‫إنكلنتكونعا‪E‬لم‬ ‫تكونبالعلمعا‪E‬لم‬

‫‪-‬سلمانالفارسي‬

‫احتىتكونمتع‪E‬لم‬ ‫احتىتكونبه ‪E‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عامال‬

‫كيمياء النار‬

‫ا‪D‬ولن‬

‫‪٨‬‬


‫تتكــون النيــران فــي الغالــب مــن غــازات ســاخنة‪ ،‬يتوهــج‬ ‫الجمــر ألن المــادة ســاخنة بدرجــة كافيــة إلصــدار‬ ‫ضــوء متوهــج‪ ،‬بينمــا تنبعــث ألســنة اللهــب (الضــوء)‬ ‫مــن الغــازات المتأينــة مثــل (ضــوء الفلورســنت)‪.‬‬ ‫‏ يعتبــر ضــوء النــار مؤشــراً مرئيـاً لتفاعــل االحتــراق‪ ،‬ولكن‬ ‫الطاقــة الحراريــة (الحــرارة) قــد تكــون غيــر مرئيــة أيض ـاً‪.‬‬

‫مــدىســخونةالنــار‬

‫ال توجــد درجــة‬ ‫حــرارة واحــدة للنــار ألن كميــة الطاقــة الحراريــة المنبعثة‬ ‫تعتمــد علــى عــدة عوامــل بمــا فــي ذلــك التركيــب‬ ‫الكيميائــي للوقــود وتوافــر األكســجين وجــزء اللهــب‬ ‫الــذي تــم قياســه‪.‬‬ ‫قــد يتجــاوز حريــق الخشــب ‪ 1100‬درجــة مئويــة (‪ 2012‬درجــة‬ ‫فهرنهايــت)‪ ،‬لكــن هنــاك أنواعــاً مختلفــة مــن الخشــب‬ ‫تحتــرق فــي درجــات حــرارة مختلفــة‪ ,‬‏علــى ســبيل‬ ‫المثــال‪ :‬ينتــج الصنوبــر حــرارة عنــد حرقــه أكثــر مــن‬ ‫ضعــف الحــرارة التــي ينتجهــا التنــوب أو الصفصــاف‪.‬‬ ‫حــروق األخشــاب الجافــة أكثــر ســخونة مــن الخشــب‬ ‫األخضــر‪.‬‬ ‫يحتــرق البروبــان الموجــود فــي الهــواء عنــد درجــة حــرارة‬ ‫مماثلــة (‪ 1980‬درجــة مئويــة)‪ ،‬ولكــن يكــون أكثــر ســخونة‬ ‫عندمــا يكــون فــي االكســجين (‪ 2820‬درجــة مئويــة)‪.‬‬ ‫‏أنــواع الوقــود األخــرى مثل األســيتيلين في األكســجين‬ ‫(‪ 3100‬درجــة مئويــة) تحتــرق وتعطــي ســخونة أكثــر مــن‬ ‫أي خشــب‪.‬‬

‫ننتقــل اآلن إلــى اللهــب‬

‫يتكــون اللهــب مــن عــدة أجــزاء‪ ،‬كل جــزء يحــدث فيــه تفاعــل كيميائــي‬ ‫ّ‬ ‫ويكــون مــواد كيميائيــة مختلفــة‪.‬‏‪ -١‬المنطقــة القريبــة مــن قاعــدة اللهــب‪:‬‏يحــدث فيهــا اختــاط بيــن‬ ‫مختلــف‬ ‫األكســجين وبخــار الغــاز الصــادر مــن الوقــود الغيــر محتــرق‪ ،‬الغــاز الناتــج مــن االحتــراق يعتمــد علــى نــوع الوقــود‬ ‫المســتخدم‪.‬‏‪ -٢‬المنطقــة الوســطى‪:‬‏يحــدث فيهــا تفاعــل بيــن الجزيئــات مــع بعضهــا البعــض لحــدوث االحتــراق‬ ‫ويعتمــد أيضـاً علــى نــوع الوقــود المســتخدم‪.‬‏‪ -٣‬المنطقــة األعلــى‪:‬‏تفاعــل االحتــراق فيهــا يكــون قــد اكتمــل وينتــج‬ ‫عنــه بخــار مــاء وثانــي أكســيد الكربــون (‪.)CO2‬‬

‫معلومــة إثرائیــة عــن اللهــب‬

‫اللهــب لیــس دائــري الشــكل‪ ،‬ویصبــح دائریــا فــي الفضــاء‬ ‫فقــط ألنــه أقــل كثافــة مــن الهــواء الطبیعــي فیرتفــع عنــه ویصبــح دائــري‪ .‬لــون اللهــب‪ :‬یعتمــد علــى مكونــات‬ ‫الوقــود المشــتعل ودرجــة حــرارة االحتــراق‪ ،‬والتــي یكــون لهــا لــون ســاطع وتكــون الطاقــة فیهــا أعلــى وبالتالــي‬ ‫حــرارة أكثــر‪ .‬أمــا فــي الطاقــة القلیلــة یكــون لونــه مائــل للــون األحمــر‪.‬‬

‫لون النار‬

‫مقياس تقريبي لمدى سخونتها‪:‬‬ ‫‏‪ -‬تبلغ النار الحمراء العميقة حوالي ‪ 800-600‬درجة مئوية (‪ 1800-1112‬درجة فهرنهايت)‪.‬‬ ‫‏‪ -‬األصفر البرتقالي حوالي ‪ 1100‬درجة مئوية (‪ 2012‬درجة فهرنهايت)‪.‬‬ ‫ اللهب األبيض ال يزال أكثر سخونة ويتراوح بين ‪ 1500-1300‬درجة مئوية (‪ 2700-2400‬درجة فهرنهايت (‪.‬‬‫‏‪ -‬اللهــب األزرق هــو األكثــر ســخونة علــى اإلطــاق حيــث يتــراوح مــن ‪ 1650-1400‬درجــة مئويــة (‪ 3000-2600‬درجــة‬ ‫فهرنهايــت)‪.‬‬ ‫‏‪ -‬اللهب الغازي األزرق لموقد بنسن أكثر سخونة من اللهب األصفر في الشمع‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫كان اليونانيــون القدمــاء يعتقــدون أن النــار عبــارة عــن عنصــر واحــد‬ ‫فقــط موجــود فــي الطبيعــة كالهــواء والمــاء‪ ،‬ولكــن فــي العصــر‬ ‫الحديــث تــم اكتشــاف أن النــار تتكــون مــن عــدة عناصــر‪.‬‬ ‫تحصــل النــار نتيجــة حــدوث تفاعــل كيميائــي يســمى بعمليــة‬ ‫االحتــراق‪ ،‬وعنــد نقطــة معينــة تســمى بنقطــة االشــتعال ومــن‬ ‫خاللهــا يحصــل اللهــب‪ ،‬ولتحــدث عمليــة االحتــراق البــد مــن وجــود‬ ‫عــدة عوامــل‪ :‬وجــود األكســجين ‪ O2‬و وجــود وقــود (مــادة قابلــة‬ ‫لالشــتعال كالبروبــان والخشــب)‪ ،‬وشــرارة لينتــج اللهــب ويكــون‬ ‫التفاعــل طــارد للحــرارة وينتــج مــن خاللــه ثانــي أكســيد الكربــون‬ ‫‪ + CO2‬بخــار مــاء ‪ +‬ضــوء وحــرارة‪.‬‬ ‫مــع اســتمرار اشــتعال اللهــب تزيــد حــرارة النــار‪ ،‬وبزيــادة الحــرارة‬ ‫تكــون قــادرة علــى أنهــا تحــول ذرات الغــاز الموجــودة فــي اللهــب‬ ‫أليونــات تتحــول لشــكل ثانــي يطلــق عليهــا البالزمــا‪ ،‬هــذا النــوع‬ ‫مــن األكســدة (تفاعــل كيميائــي يحــدث فــي وجــود األكســجين)‬ ‫يكــون ضــوء وحــرارة شــديدة يطلــق عليهــا شــعلة البالزمــا‬ ‫(‪)Plasma Torch‬‬

‫تســاؤل بســیط‪ ،‬لمــاذا‬ ‫النــار ســاخنة؟ اإلجابــة‬

‫هــي‪ :‬الطاقــة الحراریــة تنطلــق‬ ‫عندمــا تنكســر الروابــط الكیمیائیــة‬ ‫وتتشــكل أثنــاء تفاعــل االحتــراق‪،‬‬ ‫یحــول االحتــراق الوقــود واألكســجین‬ ‫إلــى ثانــي أكســید الكربــون والمــاء‪،‬‬ ‫والطاقــة مطلوبــة لبــدء التفاعــل‬ ‫ولكســر الروابــط فــي الوقــود وبیــن‬ ‫ذرات األكســجین والمزیــد مــن الطاقــة‬ ‫تنطلــق عندمــا تترابــط الــذرات فــي‬ ‫ثانــي أكســید الكربــون والمــاء‪ .‬واللهــب‬ ‫دلیــل مرئــي علــى هــذه الطاقــة‪.‬‬


‫‪٤٢‬‬ ‫العلم الزائف‬


‫‪41‬‬

‫منذاقظلمةالجهلأدركأنالعلمنور‪.‬‬

‫‪-‬مصطفىنورالدين‬

‫العلم الزائف‬


‫ونزيــد علــى ذلــك واحــدة مــن أكثــر العلــوم الزائفــة‬ ‫خطــراً‪ ،‬العلــم المقــرر بــأن مضــار التطعيــم تتفــوق‬ ‫علــى منافعــه‪ ،‬وبأنــه قــراري الشــخصي الخــاص‪،‬‬ ‫والــذي ال يضــر أحــداً!‬ ‫والواقــع يحثنــا علــى مجابهــة ومحاربــة كل مــن‬ ‫ينشــر المعلومــات الزائفــة عنــه‪ ،‬ويحــرض علــى عــدم‬ ‫التطعيــم‪ ،‬لمــاذا؟‬ ‫ألن التطعيــم يخفــض مــن نســبة الوفيــات والكــوارث‬ ‫الصحيــة‪ ،‬وعــدم تلقيــه قــد يــؤدي بحيــاة المالييــن‬ ‫للتهلكــة!‬ ‫لكــن‪ ،‬لمــاذا ال نتمتــم «بإمكانــك فعــل ماتشــاء»‬ ‫ونمنــح الشــخص حريتــه بالتطعيــم مــن عدمــه؟‬ ‫ألن عــدم التطعيــم يجعــل الشــخص الغيــر مطعــم‬ ‫حام ـ ً‬ ‫ا للمــرض‪ ،‬قــادراً علــى نقلــه حتــى لمــن قــد‬ ‫أخــذ التطعيمــات مســبقاً‪.‬‬ ‫مهـ ً‬ ‫ا! أليــس مــن المفتــرض بــأن التطعيــم يحمينــي‬ ‫مــن اإلصابــة بالمــرض؟ بــا وبالرغــم مــن أخــذ‬ ‫التطعيــم هنالــك أشــخاص التــزال لديهــم فرصــة‬ ‫بحمــل البكتيريــا أو الفيــروس‪ ،‬بســبب‪:‬‬ ‫‪ :1‬أن فعاليــة التطعيــم تتــراوح بنســبة ما بين ‪%99-80‬‬ ‫ولذلــك هنالــك أشــخاص حتــى بعــد أخــذ التطعيــم‬ ‫ال يــزال جســدهم فاقــد للمناعــة تجــاه البكتيريــا أو‬ ‫الفيــروس المطعــم ضــده‪.‬‬ ‫‪ :2‬البكتيريــا والفيروســات قــادرة علــى التطــور‬ ‫والتغيــر‪ ،‬ولذلــك الشــخص الغيــر مطعــم قــد يصبــح‬ ‫ناقــل للمــرض بنســبة ‪.%100‬‬ ‫‪ :3‬األطفــال والرضــع الذيــن لــم تتــاح لهــم الفرصــة‬ ‫للحصــول علــى التطعيــم بعــد‪.‬‬ ‫‪ :4‬لــدى بعــض األشــخاص خلــل بجهازهــم المناعــي‬ ‫يجعلهــم معرضــون لإلصابــة‪.‬‬ ‫نتيجــة لذلــك‪ ،‬التطعيــم ليــس كاإليمــان باألبــراج أو‬ ‫الدخــان وقانــون الجــذب! فأنــت لســت حــر بالموافقــة‬ ‫أو الرفــض‪ ،‬لتشــكيلك ضــرراً علــى الجميــع عندمــا‬ ‫ترفــض أخــذ اللقــاح‪.‬‬ ‫وتطــول قائمــة العلــوم المزيفــة‪ ،‬وقائمــة المؤمنيــن‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫بداية من األكثر ضرراً وتأثيرا‪ً.‬‬ ‫ً‬ ‫فيجب علينا محاربتها‬

‫‪44‬‬


‫«احذر من العلم الزائف فهو أخطر من الجهل»‪ -‬جورج برنارد شو‬ ‫يمكنــك بســهولة أن تختلــق‬ ‫تصـ ّ‬ ‫ـوراً بمســمى نظريــة‪ ،‬فعلــى‬ ‫األغلــب ال يمكــن ألحــد أن يقــدم‬ ‫دليــ ً‬ ‫ا علــى بطالنــه‪ .‬غالبــاً مــا‬ ‫تكــون المعلومــات العلميــة‬ ‫الزائفــة مبنيــة علــى تجــارب‬ ‫فعليــة‪ ،‬ولكنهــا شــخصية‪ ،‬ممــا‬ ‫يعنــي بأنهــا ليســت علميــة! أو‬ ‫أن تكــون قائمــة علــى الوهــم‬ ‫والرغبــة بالتصديــق ألســباب‬ ‫مختلفــة‪ ،‬فيهيــئ العقــل كل‬ ‫الطــرق واألســباب لتصديقهــا‪.‬‬ ‫مــن أمثلــة العلــوم الزائفــة أن‬ ‫نقــوم ببحــث علــى تجربــة علمية‪،‬‬ ‫دون االلتفــات إلــى النتائــج‬ ‫ُوالقيــم‪ ،‬ودون إجــراء التجربة ً‬ ‫مرة‬ ‫أخــرى‪ ،‬أيضــاً التالعــب بالبيانــات‬ ‫لتوجيــه النظريــة المقترحــة‬ ‫ونعنــي بذلــك أن يقــوم الباحــث‬ ‫بحــذف جميــع القيــم ليجعــل‬ ‫نظريتــه كمــا يتوقعهــا ُ‬ ‫ويريدهــا‪.‬‬ ‫التفكيــر الناقــد المســتمر فــي‬ ‫العمــل يفــرق مــا بيــن عالــم‬ ‫ٍ‬ ‫الصحيــح‪،‬‬ ‫يبحــث عــن العلــم‬ ‫يء ال يجيــد وال‬ ‫وعالــم ســ ّ‬ ‫يتبــع هــذا النمــط المهــم فــي‬

‫التفكيــر الــذي قــد يــؤدي إلــى‬ ‫نتائــج خاطئــة وتضليــات؛ ألن‬ ‫ً‬ ‫وخاصــة‬ ‫بعــض هــذه العلــوم‬ ‫ـون خطــراً‬ ‫الطبيــة والنفســية تكـ ّ‬ ‫علــى المجتمــع‪ ،‬فالعلــوم‬ ‫الزائفــة هــي العلــوم التــي يتــم‬ ‫االدعــاء بأنهــا حقيقيــة مــن‬ ‫الدجاليــن‪ ،‬أو حتــى تكذيــب علــوم‬ ‫حقيقيــة بســبب الجهــل ورغبــات‬ ‫شــخصية أو أهــداف مؤسســية‬ ‫وسياســية‪ .‬هنالــك أمثلــة عديــدة‬ ‫عليهــا‪ ،‬مثــل األبــراج وارتباطهــا‬ ‫بشــخصية اإلنســان وطباعــه‪ ،‬أو‬ ‫طاقــة األحجــار الكريمــة بكونهــا‬ ‫تجلــب المــال والســعادة‪ ،‬أو علوم‬ ‫تطويــر الــذات المبالــغ بهــا‪ ،‬أو‬ ‫اســتطاعتك مــن خــال تفكيــرك‬ ‫لجــذب ماتريــد‪ .‬كذلــك اإلشــاعات‬ ‫حــول كــون التطعيمــات ضــارة‬ ‫كليــاً‪ ،‬ووجــود األرض المجوفــة‬ ‫وســكانها‪ .‬لكــن‪ ،‬لماذا يجــب علينا‬ ‫دحــض هــذه العلــوم وتوعيــة‬ ‫المجتمــع؟ ألنــه يلجــأ إليهــا‬ ‫أشــخاص بحاجــة ألشــياء أخــرى‬ ‫مثــل العمــل وشــغل الوقــت‪،‬‬

‫أو ألنهــم علــى ســبيل المثــال‬ ‫بحاجــة إلــى شــغل مــكان هــذه‬ ‫العلــوم الزائفــة بعلــوم نافعــة‬ ‫للمجتمــع والبشــرية‪ .‬وألن‬ ‫التصديــق بهــذه العلــوم يســببه‬ ‫نقــص اإليمــان واليــأس‪ .‬لنأخــذ‬ ‫واحــدة مــن أكثــر العلــوم الزائفــة‬ ‫انتشــاراً حاليــاً ونقــوم بتحليلهــا‪،‬‬ ‫األبــراج‪ ...‬لمــاذا هــي علــم زائــف؟‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ ،‬علــى األغلــب أي علــم‬ ‫أساســه خاطــئ‪ ،‬فهــو خاطــئ‬ ‫بالمجمــل‪ .‬بالرغــم مــن وجــود‬ ‫األبــراج ودخــول كوكــب األرض‬ ‫بمدارهــا فــي أيــام معينــة مــن‬ ‫الســنة‪ ،‬فهــي ليســت ‪ 12‬برجــاً‪،‬‬ ‫بــل ‪ !13‬ومــع وجــود تذبــذب‬ ‫األرض الــذي يغيــر مــن موقــع‬ ‫النجــم الشــمالي واألبــراج فــي‬ ‫ســماء األرض كل ‪ 2000‬ســنة‪ ،‬ال‬ ‫يــزال المنجمــون يســتخدمون‬ ‫مواقــع قديمــة اختلفــت لألبــراج‪.‬‬ ‫واألهــم مــن ذلــك كلــه هــو عــدد‬ ‫الدراســات التــي درســت األبــراج‬ ‫ولــم تثبــت أيــاً منهــا حقيقــة‬ ‫تأثيــر حركــة النجــوم علــى‬ ‫حيــاة األشــخاص ومصيرهــم‪.‬‬


‫‪٤٦‬‬

‫األدمغة المصنعة معمليا‬


‫‪45‬‬

‫الحقاليقومسلطانه‪D‬والباطلي فقذ‬ ‫بشهابالنظرشيطانه‪D‬والناقلإنماهو‬ ‫يمليوينقل‪D‬والبصيرةتنقدالصحيحإذا‬ ‫تمقل‪D‬والعلميجلولهاصفحاتالقلوب‬ ‫ويصقل‪.‬‬ ‫‪-‬ابنخلدون‬

‫األدمغة‬ ‫المصنعة معمليا‬


‫لعلكــم تتســاءلون اآلن مــا إذا كان مــن الممكــن‬ ‫أن تصبــح هــذه التكوينــات الضئيلــة أدمغــة‬ ‫واعيــة؟ لطالمــا تســاءلوا العلمــاء أيضــاً عــن إجابــة هــذا‬

‫الســؤال خصوصـاً «موتــري» الــذي نشــر أحــد تجاربــه التــي‬ ‫وجــد بهــا أن ُ‬ ‫العضيَّــات الدماغيــة ّ‬ ‫تولــد موجــات نشــاط‬ ‫ُ‬ ‫ســرين‪.‬‬ ‫كهربائــي تــوازي تلــك الموجــات لــدى األطفــال المب َت َ‬ ‫يكمــن اهتمــام موتــري فــي العضيــات واســتخداماتها‬ ‫لدوافعــه الشــخصية‪ ،‬حيــث أن ابنــه البالــغ مــن العمــر ‪١٤‬‬ ‫ســنة يعانــي مــن مــرض الصــرع والتوحــد فهــو يتمنــى‬ ‫دراســة المراحــل المبكــرة لألعصــاب الدماغيــة لفهــم‬ ‫أمــراض الدمــاغ البشــري والقضــاء عليهــا‪ .‬هنــاك أيضـاً فريــق‬ ‫مــن الجامعــة العريقــة «ييــل» قــد نجــح فــي إعــادة الحيــاة‬ ‫إلــى أدمغــة خنازيــر قتلــت قبــل بضــع ســاعات حيــث قامــوا‬ ‫باســتئصال أدمغــة خنزيــر ونقعهــا فــي مزيــج كيميائــي‬ ‫وقــد تمكنــوا مــن تنشــيط بعــض الوظائــف العصبيــة‪.‬‬ ‫رغــم هــذا يجــب فهــم أن الجــواب عــن مــا إذا كانــت العضيــات‬ ‫واعيــة أم ال يعتمــد علــى الفهــم والتعريــف حيــث أوضحــت‬ ‫باحثــة البيولوجيــا الجزيئيــة «أرلوتــا» أن نشــاط تلــك الخاليــا‬ ‫َّ‬ ‫تمكنــت مثــا مــن‬ ‫ـد ذاتــه‪ -‬أنَّ العضيــات‬ ‫ال يعنــي ‪-‬فــي حـ ِّ‬ ‫اإلبصــار ومعالجــة المعلومــات‪ ،‬وإنمــا يـ ُّ‬ ‫ـدل ببســاطة علــى‬ ‫َّ‬ ‫تمكنــت مــن تكويــن الدوائــر العصبيــة الالزمــة‪.‬‬ ‫أ َّنهــا قــد‬ ‫ُ‬ ‫وقالــت زميلتهــا العالمــة «النكســتر»‪»:‬إذا كنـ َ‬ ‫ـت تعتقــد أنَّ‬ ‫ُ‬ ‫الذبــاب واع‪ِ ،‬‬ ‫زرعة‬ ‫فمــن الممكــن أن تكــون العضيات المسـ َت َ‬ ‫واعيــة ٍ‬ ‫كذلــك»‪.‬‬ ‫تثيــر مثــل هــذه الدراســات جــدل حيــث أن هنــاك مــن يــرى‬ ‫أن تلــك التجــارب تنافــي أخالقيــات البحــث العلمــي ووجــوب‬ ‫حظــر تخليــق الوعــي‪ ،‬بينمــا هنالــك رأي آخــر يعتقــد بــأن‬ ‫فــي مثــل هــذه الدراســات توجــد فرصــة لفهــم األمــراض‬ ‫البشــرية مثــل التوحــد والفصــام‪.‬‬ ‫يجــب بــا شــك أن تقنــن هــذه التجــارب بقواعــد تنظيميــة‬ ‫مثــل أبحــاث الحيوانــات‪ ،‬وهنــاك جهــود مــن مؤسســات‬ ‫مثــل األكاديميــة الوطنيــة األمريكيــة للعلــوم والهندســة‬ ‫والطــب فــي إجــراء دراســة تهــدف إلــى الوقــوف علــى‬ ‫القضايــا األخالقيــة والقانونيــة األساســية المحتملــة فــي‬ ‫مثــل هــذه التجــارب‪.‬‬

‫تعتــزم لجنــة األكاديميــات الوطنيــة عمــل تقريــر يحــدد‬ ‫الحاجــة إلــى وجــود قواعــد إرشــادية مثــل‪ :‬الموافقــة‬

‫المســبقة‪ ،‬كيفيــة دراســة العضيــات الدماغيــة‪،‬‬ ‫التخلــص منهــا بطريقة إنســانية‪ ،‬تقديــم العالم‬ ‫تفســير الســتخدامه عــدد عضيــات معينــة‪ ،‬قصــر‬

‫اســتخدامها علــى األبحــاث التــي ال يمكــن إجراؤهــا بشــكل‬ ‫آخــر‪ ،‬مراعــاة الحــدّ مــن األلــم الــذي قــد تتعــرض إليــه‪ ،‬ويجــب‬ ‫إلمــام الباحثيــن فــي هــذه القواعــد اإلرشــادية‪ .‬موخــرًّا‪،‬‬ ‫فــي دراســة حديثــة مــن نوعهــا قــدم البحــث الــذي أجــراه‬ ‫مستشــفى «دوســلروف» الجامعــي فــي ألمانيــا تقدمُّ ــاً‬ ‫مذهــا؛ حيــث طــور الفريــق عضيــات دماغيــة كاملــة طــورت‬ ‫تلقائيــاً كؤوســا بصريــة متناظــرة فــي الجــزء األمامــي مــن‬ ‫العضيــات الدماغيــة‪ .‬حيــث طــور الفريــق عضيــات دماغيــة‬ ‫طــورت بدورهــا بعــد شــهر مــن الزراعــة حويصــات بصريــة‪،‬‬ ‫ونمــت لتصبــح كؤوســا بصريــة بعــد ‪ ٦٠-٥٠‬يومـاً ممــا يعكــس‬ ‫الفتــرة الزمنيــة ذاتهــا التــي تحتاجهــا األجنــة البشــرية لتكويــن‬ ‫العينيــن‪ .‬لكــن الجديــر بالذكــر أن هــذه الكــؤوس البصريــة‬ ‫كانــت وظيفيــة إذ أنهــا كانــت تحتــوي علــى مجموعــة متنوعة‬ ‫مــن أنــواع الخاليــا الشــبكية التــي شــكلت شــبكات عصبيــة‬ ‫تســتجيب للضــوء وترســل اإلشــارات إلــى الدمــاغ‪ ،‬كذلــك‬ ‫شــكلت أنســجة العدســة والقرنيــة‪ ،‬ويمكــن أن تســاعد هــذه‬ ‫العضيــات فــي دراســة التفاعــات بيــن العيــن والدمــاغ أثنــاء‬ ‫نمــو الجنيــن‪ ،‬وتســاعد هــذه األبحــاث علــى دراســة ونمذجــة‬ ‫اضطرابــات الشــبكية الخلقيــة وتوليــد أنــواع خاليــا شــبكية‬ ‫خاصــة بالمريــض لعمــل اختبــارات األدويــة بشــكل شــخصي‬ ‫وعالجــات الزراعــة‪ .‬التــزال هــذه العضيــات الدماغيــة بدائيــة‬ ‫للغايــة‪ ،‬ولكنهــا إذا اســتمرت فــي التقــدم قــد تثيــر معضلــة‬ ‫أخالقيــة‪ .‬لقــد اكتشــفت دراســات ســابقة بالفعــل موجــات‬ ‫دماغيــة مــن عضيــات دماغيــة عمرهــا شــهرين تعــادل تقريب ـاً‬ ‫موجــات األطفــال المبتســرين‪ ،‬وعليــه فمــن الممكــن أن‬ ‫يتــم تطويــر عضيــات دماغيــة مــع شــكل مــن أشــكال الوعــي‬ ‫الذاتــي أو حتــى الوعــي ممــا يحتــم الحاجــة إلــى وضــع قواعــد‬ ‫إرشــادية‪ .‬وتكمــن أهميــة العضيــات الدماغيــة أنــه يمكــن‬ ‫اســتخدامها فــي المســتقبل فــي اختبــار العالجــات وضمــان‬ ‫مأمونيــة العــاج‪.‬‬


‫العضـــويات‬ ‫الدمــــاغية‬ ‫المستزرعة‬

‫يعــد الدمــاغ البشــري أحــد أكثــر األشــياء تعقيــداً حيث‬ ‫أن دراســة وفهــم كيفيــة عمــل الدمــاغ يعــد تحديــاً فــي‬ ‫علــم األعصــاب؛ لذلــك عمــل العلمــاء علــى إنشــاء نســخة‬ ‫مصغــرة منــه فــي المختبــر حتــى يتمكنــوا مــن اســتخدامه‬ ‫لدراســة التطــورات‪ ،‬مثــل األمــراض أو تأثيــر العقاقيــر‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫زرعة بالدمــاغ هــي أعضــاء‬ ‫العضيــات الدماغيــة المســ َت َ‬ ‫مصغــرة بحجــم حبــات السمســم تنمــو اصطناعيــاً فــي‬ ‫المختبــرات‪ ،‬وتنشــأ العضيــات الدماغيــة عــن طريــق خاليــا‬ ‫جذعيــة محفــزة عاليــة القــدرات «‪ ،»iPSCs‬حيــث يتــم‬ ‫اســتخدام خاليــا جلديــة مــن بالغيــن أصحــاّء وإعــادة برمجتها‬ ‫وراثيـاً إلــى خاليــا تشــبه الخاليــا الجئئذعيــة الجنينيــة‪ ،‬ومــن‬ ‫ثــم تحفيزهــا لتنمــو وتصبــح خاليــا مــخ‪.‬‬ ‫وقــد نــوه الباحثــون علــى إمكانيــة اســتخدام خاليــا مــن‬ ‫أشــخاص ذوي صفــات وراثيــة أو أمــراض محــددة لدراســة‬ ‫العقاقيــر وتأثيرهــا علــى الدمــاغ‪.‬‬ ‫الغــرض مــن إنشــاء نمــوذج عصبــي ثالثــي األبعــاد فــي‬ ‫المختبــرات يكمــن فــي دراســة األمــراض فــي مســاحة‬ ‫أكثــر بســاطة وخاليــة مــن القيــود المحتملــة فــي الجســم‬ ‫الحــي‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫لعــدة ســنوات‪ ،‬كان الباحثــون يزرعــون العضيــات الدماغيــة‬ ‫البشــرية لدراســة االضطرابــات العصبيــة واالضطرابــات‬ ‫النمائيــة العصبية‪ ،‬مثل‪ :‬الزهايمر‪ ،‬مرض باركنســون‪،‬‬

‫التصلــب المتعــدد‪ ،‬الصــرع‪ ،‬التوحــد والفصام‪.‬‬

‫مــن المفتــرض أن إجــراء األبحــاث علــى العضيــات الدماغيــة‬ ‫البشــرية أســهل وأفضــل مــن إجرائهــا علــى الفئــران‬ ‫والقــوارض؛ حيــث أن الباحثــون صرحــوا أن نســبة كبيــرة‬ ‫‪ ٪٩٥‬مــن العقاقيــر التــي تبــدو ناجحــة عنــد اختبارهــا‬ ‫علــى الحيوانــات تفشــل حيــن يتــم اختبارهــا علــى البشــر‬ ‫ممــا يــؤدي إلــى إهــدار كبيــر للوقــت والمــال‪ .‬باإلضافــة‬ ‫إلــى أن حجــم هــذه العضيــات الدماغيــة ضئيــل جــداً‪ ،‬يبلــغ‬ ‫قطرهــا حوالــي ‪ ٣٥٠‬ميكروميتــر أو بحجــم عيــن الذبابــة‪،‬‬ ‫ويمكــن صناعــة مئــات وحتــى اآلالف مــن نســخ طبــق‬ ‫األصــل منهــا فــي كل دفعــة‪ ،‬ويمكــن زراعــة مائــة منهــا‬ ‫بســهولة فــي طبــق بتــري فــي المختبــر‪ .‬وألهميــة وجــود‬ ‫معيــار موحــد عنــد اختبــار العقاقيــر؛ مــن المهــم أن تكــون‬ ‫العضيــات الدماغيــة التــي يتــم دراســتها متشــابهة قــدر‬ ‫اإلمــكان لضمــان دقــة النتائــج وقابليتهــا للمقارنــة‪.‬‬


‫” نحن نقرأ لنبتعد عن نقطة الجهل ‪,‬‬ ‫ال لنصل إلى نقطة العلم “ ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫وفي ختام عددنا األول‬ ‫نشكركم على حسن قراءتكم‪ ،‬ونأمل بأن تكون مقاالتنا‬ ‫أضافت إلى شغفكم الكثير وأشبعت فضولكم العلمي‬ ‫للتعرف على التطورات العلمية الحديثة ‪.‬‬

‫‪49‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.