Dialogue Hand Book Arabic - Edition 2

Page 1

1




‫املؤلف‪ :‬ميت ليندجرن هيلد‬ ‫العنوان ‪ :‬دليل احلوار‬ ‫فن إجراء احلوار وتيسير ورش العمل احلوارية‬ ‫دوف‪ -‬مجلس الشباب الدامناركي‬ ‫املركز الدامناركي حلل النزاعات‬ ‫احملررين‪ :‬كير مانسون‬ ‫جيسبر باثولم مونك و الس تورسليف‬ ‫حترير النسخة العربية الثانية‪:‬‬ ‫رغدة عبد النبي ‪ -‬محمد املنجي ‪ -‬ياسمني الرفاعي‬ ‫(شركة مصريتي لإلستشارات والتدريب)‬ ‫تصميم اجلرافيك‪ :‬كارين ليث‬ ‫املستشار املختص‪ :‬جراي جالدبرج‬ ‫الطباعة‪ :‬سليمنستريكيريت إيه‪ /‬إس‬ ‫الناشر‪ :‬دوف ‪ -‬مجلس الشباب الدامناركي‬ ‫‪ 5‬شيرفيجزفيج‬ ‫دي كيه ‪ 2100‬كوبنهاجن إيست‬ ‫‪www.duf.dk‬‬ ‫نوع اخلط املستخدم‪ :‬هوفلر تيكست و جريت اسكيب‬ ‫(‪)Hoefler Text and The Great Escape‬‬ ‫النسخة الثانية‪ ،‬الطبعة األولى‬ ‫‪5-07-91588-87-978 :ISBN‬‬ ‫متت الطباعة في الدامنارك ‪2012‬‬ ‫كل حقوق الطبع محفوظة‬ ‫ميكن إعادة استخدام النص وطباعته ألغراض غير جتارية‬ ‫ولكن بشرط توثيقه باملصدر‬ ‫ ‬



‫املقدمة‬ ‫إن احلــوار أم ـ ٌر ضــروري فــي هــذا العالــم احلديــث كثيــر التناقضــات وســريع التغيــر‪،‬‬ ‫والــذي يضعنــا فــي مواقــف مــن التالقــي مــع غيرنــا‪ ،‬ويولــد بداخلنــا الرغبــة – أو‬ ‫باالحــرى‪ ،‬االحتيــاج‪ -‬فــي التعــاون عبــر احلــدود والثقافــات ووجهــات النظــر والدوافــع‬ ‫املختلفــة‪.‬‬ ‫إن احلــوار يســاعدنا علــى التغلــب علــى حتيزاتنــا وعلــى فهــم مــن هــم يختلفــون معنــا‬ ‫فــي املنظــور‪ .‬إنــه قــد يكشــف لنــا عــن طــرق جديــدة إلدراك العالــم وفهمــه‪ ،‬فهــو‬ ‫يوســع مــن مداركنــا‪ .‬ويســمح احلــوار بالتواصــل عبــر فجــوات االختــاف‪ ،‬طاملــا ننظــر‬ ‫لبعضنــا البعــض ونــدرك أنفســنا كمــا نحــن‪ :‬بشــر مختلفــون يتشــاركون العالــم نفســه‪.‬‬ ‫قــد يبــدو هــذا بســيطا ولكــن تظهــر صعوبتــه عنــد املمارســة‪ ،‬خصوصــا عندمــا نحــاول‬ ‫الدخــول فــي حــوار مــع مــن نختلــف معهــم بعمــق‪ .‬هنــا ميثــل احلــوار حتديــا كبيــرا‪،‬‬ ‫حتــى أنــه قــد يبــدو مســتحيال‪ .‬ولكنهــا أيض ـ ًا احلالــة التــي تثبــت فيهــا قيمــة احلــوار‬ ‫ألنــه قــادر علــى تقــدمي بديــل‪ .‬فاحلــوار أداة رائعــة فيمــا تتيــح مــن إمكانيــة لتبــادل‬ ‫اآلراء ووجهــات النظــر بشــكل يســمح لنــا بتطويــر أنفســنا وأعمالنــا‪ .‬وهــو يســاعد‬ ‫يكننــا مــن رســم‬ ‫علــى التبصــر بأمــور لــم يســبق لنــا حتــى إدراك وجودهــا‪ ،‬ومــن ثــم ُ َ‬ ‫مســارات جديــدة ســويا‪.‬‬

‫خلفية عن الكتاب‬

‫هــذا الكتــاب هــو نتــاج ملشــروع «ســفراء احلــوار»‪ ،‬والــذي اســتثمر فيــه متطوعــون مــن‬ ‫مصــر واألردن والدامنــارك وقتهــم وجهدهــم مــن أجــل صقــل قدرتهــم علــى احلــوار‪.‬‬ ‫والهــدف مــن هــذا املشــروع هــو تعزيــز التفاهــم بــن الشــباب فــي الدامنــارك وفــي‬ ‫الشــرق األوســط مــن خــال احلــوار‪.‬‬ ‫وقــد مت تدريــب أكثــر مــن ‪ 150‬شــخص مــن هــذه البلــدان الثالثــة «كســفراء للحــوار»‪،‬‬ ‫فأصبحــوا ملمــن مبجموعــة مــن األســاليب احلواريــة ســاهموا هــم أنفســهم فــي‬ ‫تصميمهــا‪ .‬كمــا قامــوا بإعــداد وتيســير ورش عمــل حواريــة ملــا يقــرب مــن ‪ 10000‬مــن‬ ‫املشــاركني فــي هــذه البلــدان‪.‬‬ ‫وقــد تناولــت هــذه الــورش العديــد مــن املوضوعــات منهــا علــى ســبيل املثــال التنميــط‬ ‫‪6‬‬


‫واألحــكام املســبقة‪ ،‬واملســاواة والنظــم االجتماعيــة‪ ،‬وكذلــك االختالفــات فــي الديــن‬ ‫والنــوع وأحــام املســتقبل واحليــاة اليوميــة‪ .‬وقــد كان الهــدف فــي كل ورشــة عمــل‬ ‫هــو أن يبتعــد املشــاركون عــن األســاليب املعتــادة للنقــاش واملناظــرة‪ ،‬تلــك األســاليب‬ ‫التــي يســعى فيهــا الفــرد إمــا للفــوز فــي املناقشــة أو للتوصــل التفــاق‪ .‬وبالفعــل‪ ،‬اختبــر‬ ‫املشــاركون اإلمكانيــات البديلــة التــي يتيحهــا احلــوار وكانــت النتيجــة جناحــا باهــرا‪.‬‬ ‫فقــد ســاعدت احلــوارات التــي عاشــوها علــى كســر األحــكام املســبقة‪ ،‬وعلــى اكتســاب‬ ‫تبصــرات جديــدة‪ ،‬ودعــم التفاهــم عبــر االختالفــات‪ ،‬وكــذك أتاحــت للمشــاركني إدراك‬ ‫قــدر املشــترك بينهــم‪.‬‬ ‫لقــد اكتســب ســفراء احلــوار مــن خــال هــذا املشــروع العديــد مــن اخلبــرات واملنهجيــات‬ ‫واألفــكار القيمــة فيمــا يخــص احلــوار وتيســير ورش العمــل‪ .‬وعليــه‪ ،‬فــإن هــذا الكتــاب‬ ‫يهــدف إلــى نقــل هــذه الكنــوز مــن اخلبــرة ليســتفيد بهــا آخــرون أيضــا‪.‬‬

‫حول مشروع «سفراء احلوار»‬

‫يســعى مشــروع «ســفراء احلــوار» إلــى تعزيــز التفاهــم بــن الشــباب فــي‬ ‫الدامنــارك والشــرق األوســط وإلــى نشــر املعرفــة حــول احلــوار كقيمــة‬ ‫وكمنهــاج‪.‬‬

‫وقــد قامــت وزارة الشــئون اخلارجيــة الدامناركيــة بتمويــل املشــروع‪ ،‬وهــو‬ ‫نتــاج للتعــاون مــا بــن مركــز الشــرق والغــرب للمــوارد البشــرية (‪WE‬‬ ‫‪ )Center‬بــاألردن واالحتــاد النوعــي جلمعيــات الشــباب مبصــر‪ ،‬ومجلــس‬ ‫الشـ�باب الدامناركـ�ي (‪.)DUF‬‬ ‫وقــد مت فــي الفتــرة مــا بــن ‪ 2009‬و‪ 2011‬تدريــب ‪ 45‬شــابا وشــابة مــن‬ ‫املتطوعــن فــي منظمــات شــبابية بــاألردن ومصــر والدامنــارك كســفراء‬ ‫للحــوار‪ ،‬قامــوا هــم بعدهــا بتيســير ورش عمــل تفاعليــة عــن احلــوار حلوالــي‬ ‫‪ 3550‬مــن الشــباب فــي هــذه البلــدان الثالثــة‪.‬‬ ‫وفــي الفتــرة بــن ‪ 2012‬و ‪ 2013‬ســوف يســتمر مشــروع ســفراء احلــوار فــي‬ ‫مرحلــة جديــدة مــع فريــق مــن ‪ 28‬مــن الســفراء اجلــدد مــن مصــر واألردن‬ ‫والدامنــارك‪.‬‬ ‫ونأمــل أن يتعلــم املزيــد مــن الشــباب فــي األعــوام القادمــة عــن اإلمكانيــات‬ ‫الهائلــة للحــوار مبســاعدة هــذا الكتــاب‪.‬‬ ‫(للمزيد حول مشروع سفراء احلوار واملنظمات القائمة عليه‪ ،‬انظر امللحق ‪ ،4‬املقدمة)‬ ‫‪7‬‬


‫الغرض من الكتاب وحمتوياته‬

‫إننــا نعتقــد أنــك متســك بهــذا الكتــاب بــن يديــك اآلن ألن لديــك الرغبــة فــي اتقــان فــن‬ ‫احلــوار‪ .‬رمبــا تكــون ناشــطا فــي نــادي شــبابي أو فــي منظمــة أو حــزب سياســي مــا‪،‬‬ ‫وتُقـ ّدر قيمــة اســتخدام احلــوار كوســيلة لتنميــة األشــخاص وتطويــر املشــروعات‪.‬‬ ‫ُي َعــد هــذا الكتــاب دلي ـ ً‬ ‫ا إليجــاد احلــوار مــن خــال التطبيــق العملــي‪ .‬وقــد مت نشــره‬ ‫باللغــات العربيــة واالجنليزيــة والدامناركيــة‪ ،‬وهــو موجــه بشــكل أساســي إلــى الشــباب‬ ‫الذيــن يرغبــون فــي إقامــة ورش عمــل تطبيقيــة مــع رفقائهــم‪ ،‬تتنــاول موضــوع احلــوار‪،‬‬ ‫إال أننــا نأمــل أن يكــون هــذا الكتــاب أيضـ ًا مصــدر ًا إللهــام أولئــك الذيــن يرغبــون فــي‬ ‫دراســة احلــوار كمفهــوم وقيمــة ووســيلة حيويــة للتعامــل فــي احليــاة اليوميــة‪.‬‬

‫يحتوي الكتاب على‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•تناول ألساسيات مفهوم احلوار‬ ‫•أدوات تطبيقية للتواصل احلواري‬ ‫•معلومات عن ـكيفية تخطيط وتنفيذ ورش العمل‬ ‫•أفكار عن دور القائد وميسر ورشة العمل‬ ‫•العديد من التدريبات واألنشطة املالئمة لورش عمل احلوار‬

‫أمهية هذا الكتاب يف اإلطار العريب‪: 1‬‬

‫وفــي رأينــا أن لوجــود نســخة عربيــة لهــذا الكتــاب أهميــة خاصــة فــي إطــار املعطيــات‬ ‫العامليــة احلاليــة ومــا حتمــل مــن احتيــاج طــارئ لتكثيــف قنــوات احلــوار‪ .‬فمــن املهــم أن‬ ‫يصقــل الشــباب العربــي مهاراتــه فــى التفاعــل واحلــوار مــع العالــم‪ ،‬كوســيلة فعالــة لتفهم‬ ‫الثقافــات األخــرى ولدحــض التنميــط الــذى يقــع علــى الكثيــر مــن املجتمــع العربــى‪ ،‬مــن‬ ‫خــال توضيــح الثــراء الثقافــي الكامــن فــى هــذه البقعــة اجلغرافيــة الواســعة وأيض ـ ًا‬ ‫مــن خــال إبــراز كل مــن فرديــة هــذه الثقافــة وتقاطعهــا مــع ثقافــات وهويــات متنوعــة‬ ‫مــن العالــم ســواء فــي أســيا أوإفريقيــا أو املنطقــة اليــورو متوســطية‪.‬‬ ‫ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬فــإن وجــود شــباب متمكــن مــن مهــارات احلــوار هــو أيض ـ ًا أمــر‬ ‫أساســي مــن أجــل تعزيــز التعــاون بداخــل الوطــن العربــي‪ .‬فحقيقيــة التعدديــة وثــراء‬ ‫الثقافــات داخــل املنطقــة يحمــل فرصـ ًا ولكــن أيضـ ًا حتديــات لهــذا التعــاون‪ ،‬منهــا علــى‬ ‫‪ 1‬مت إضافــة هــذه الفقــرة مــن فريــق التحريــر العربــي‪ ،‬وكذلــك جميــع الفقــرات الالحقــة التــي تربــط مــا بــن املفاهيــم واألفــكار‬ ‫العامــة فــي الكتــاب ومــا بــن الواقــع العربــي أو الثقافــة العربيــة بشــكل خــاص‪ ،‬ملــا فــي هــذا مــن فائــدة للقــارىء العربــي‬ ‫‪8‬‬


‫ســبيل املثــال اإلختــاف فــي بعــض العــادات والقيــم‪ ،‬وفــي التعبيــرات واملصطلحــات‪،‬‬ ‫وهــو مــا يحتــاج إلــى تنميــة مهــارات احلــوار وتفهــم للهويــات اخلاصــة مبــا يعضــد مــن‬ ‫التعــاون والتكامــل بــن شــعوب الوطــن العربــي‪.‬‬ ‫وأخيــر ًا‪ ،‬فقــد اتضحــت احلاجــة إلــى احلــوار فــى الــدول العربيــة باألخــص فــى الســنوات‬ ‫القليلــة املاضيــة والتــي شــهدت مرحلــة مــن التطــور واحلــراك الثقافــي واالجتماعــي‬ ‫والسياســي‪ ،‬والــذي يتطلــب بــدوره حتلــي املجتمعــات بقيــم ومهــارات احلــوار الســتيعاب‬ ‫هــذا احلــراك والبنــاء عليــه بشــكل إيجابــي وب ّنــاء‪.‬‬ ‫وإنــه ملــن دواعــي فخرنــا أن يتــم إصــدار النســخة العربيــة الثانيــة فــي خــال عــام مــن‬ ‫حصــول الرباعــي الراعــي للحــوار الوطنــي فــي تونــس علــى جائــزة نوبــل الســام ‪ .2‬وفــي‬ ‫هــذا اإلطــار‪ ،‬فــإن هــذا الكتــاب يحمــل دعــوة للشــباب العربــي لتبنــي احلــوار كنمــوذج‬ ‫بديــل للمناقشــة ولتبــادل األفــكار‪ ،‬وأيضـ ًا للعمــل اجلماعــي والتعــاون فــي إيجــاد حلــول‬ ‫بديلــة للتحديــات اجلمعيــة التــى تواجــه الــدول العربيــة مثــل الهجــرة واللجــوء والفقــر‬ ‫وغيرهــا مــن املشــكالت املجتمعيــة‪ .‬ونحــن نأمــل أن يجــد قــراء هــذا الكتــاب اإللهــام‬ ‫الــازم الختبــار وتبنــي هــذا األســلوب البديــل والفعــال للتواصــل العميــق مــع مجتمعهــم‬ ‫ومــع غيرهــم مــن املجتمعــات‪.‬‬

‫إعداد الكتاب‬

‫يعتمــد الكتــاب علــى مبــادئ معروفــة عــن كيفيــة تخطيــط وإدارة وتيســير ورش عمــل‬ ‫احلــوار‪ .‬وقــد مت انتقــاء التدريبــات املقترحــة فيــه بنــا ًء علــى اخلبــرات واألنشــطة‬ ‫اخلاصــة باملشــروع والتــي أثبتــت مالئمتهــا لــورش عمــل احلــوار‪ ،‬وقــد مت جتميعهــا‬ ‫بواســطة ســفراء احلــوار وآخــرون ممــن لديهــم اخلبــرة فــي مجــاالت التواصــل واحلــوار‬ ‫وحــل النــزاع‪ ،‬وعلــى رأســهم املركــز الدامناركــي حلــل النزاعــات‪.‬‬ ‫لقــد تأثــر محتــوى هــذا الكتــاب باملمارســة امليدانيــة للمشــروع‪ ،‬والــذي نأمــل فــي توصيل‬ ‫روحــه اخلاصــة للقــارئ‪ .‬فقــد أثمــرت هــذه املمارســات امليدانيــة عــن خبــرات غنيــة فيمــا‬ ‫يخــص تعليــم التواصــل وحــل النزاعــات مــن خــال احلــوار فــي أطــر متنوعــة‪ .‬وقــد‬ ‫‪ 2‬ففــى عــام ‪ ،2015‬حصــل الرباعــي الراعــي للحــوار فــى تونــس علــى جائــزة نوبــل للســام‪ .‬وقــد مت تأســيس هــذا الرباعــي بنــا ًء‬ ‫علــى مبــادرة قدمتهــا أربعــة مــن منظمــات املجتمــع املدنــي فــي تونــس وكان الهــدف منهــا متكــن وتيســير عمليــة «احلــوار الوطنــي»‬ ‫خــال الفتــرة االنتقاليــة‪ .‬وقــد تضمنــت املبــادرة خارطــة طريــق للحــوار الســلمي بــن األطــراف السياســية املختلفــة للخــروج‬ ‫مــن أزمــة االســتقطاب‪ .‬وقــد بــدأ احلــوار الوطنــي فعلي ـ ًا فــى أكتوبــر ‪ 2013‬بدعــم مــن احلكومــة والرئاســة واملجلــس الوطنــي‬ ‫التأسيســي‪ ،‬وقــد أتاحــوا للرباعــي املســاحة الالزمــة إلدارة هــذا احلــوار‪ ،‬والــذي أســفر عــن نتائــج فعالــة مــن أهمهــا التصديــق‬ ‫علــى دســتور توافقــي فــى ينايــر ‪ 2014‬بأغلبيــة كاســحة‪ ،‬والتوافــق علــى حكومــة تكنوقــراط جديــدة‪ ،‬وكذلــك التصديــق علــى قانــون‬ ‫انتخابــي جديــد يســرع مــن مرحلــة التحــول الدميقراطــي‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫«اح‬ ‫احت‬ ‫مس‬

‫الدالي‬

‫والذي‬


‫ســاهمت املشــاركات القيمــة للســفراء أنفســهم فــى إثــراء الكتــاب‪ .‬فقــد قامــوا بوصــف‬ ‫األنشــطة وجتربتهــا ‪ -‬باســتثناء القليــل منهــا‪ -‬فــى مصــر واألردن والدمنــارك‪ .‬ونأمــل‬ ‫أن تســاهم مشــاركاتهم بخبراتهــم الشــخصية وقصصهــم فــي بــث بعــض احليــاة فــي‬ ‫هــذا الكتــاب وفــي زيــادة قيمتــه العمليــة للقــارئ‪.‬‬ ‫إننــا نديــن باإلمتنــان والشــكر العميقــن لســفراء احلــوار إللهامهــم لنــا وملــا أتاحــوه مــن‬ ‫فــرص التعلــم النابعــة مــن البحــث املشــترك فــي إمكانــات احلــوار‪ ،‬ومنــن لهــم أيضــا ملــا‬ ‫قدمــوه مــن مراجعــة ومالحظــات بنــاءة ســاهمت فــي صياغــة نــص هــذا الكتــاب‪.‬‬ ‫لقــد ســاهم آخــرون كثيــرون فــى مجهــودات تأليــف هــذا الكتــاب‪ ،‬ولهــم مســاعدات ال‬ ‫تقــدر بثمــن! لــم نذكــر أي ـ ًا منهــم‪ ،‬كمــا لــم ننــس أبــد ًا احــد ًا منهــم‪ .‬شــكر ًا!‬

‫حنو احلوار‬

‫إن العمــل باحلــوار مبثابــة االنطــاق فــي رحلــة‬ ‫استكشــافية‪ ،‬يكــون فيهــا مــا يعيشــه اإلنســان مــن‬ ‫أحــداث وجتــارب علــى الطريــق أهــم مــن وصولــه إلــى‬ ‫مــكان معــن‪ .‬فالرحلــة فــى حــد ذاتهــا هــى املقصــد‪.‬‬ ‫وكمــا هــو احلــال فــي أي رحلــة‪ ،‬فــا بــد مــن اإلعــداد‪،‬‬ ‫ويتطلــب ذلــك طــرح بعــض التســاؤالت‪ ،‬مث ـ ً‬ ‫ا‪ :‬إلــى‬ ‫أيــن ســأذهب؟ ومــاذا أريــد أن أرى؟ ومــاذا أريــد‬ ‫أن أختبــر؟ ومــا هــي األمتعــة التــي ســأحتاج‬ ‫إليهــا؟‬ ‫قــد يلجــأ املــرء فــي مرحلــة اإلعــداد إلــى دراســة دليــل للســفر‪ ،‬كأداة قيمــة للتخطيــط‪.‬‬ ‫ولكــن مبجــرد أن ينطلــق الشــخص فــي الرحلــة فعليـ ًا‪ ،‬ويرتــاح فــي دور املســافر‪ ،‬فهــو‬ ‫ينحــى الدليــل جانب ـ ًا‪ ،‬ألن االستكشــاف بطبيعتــه يتطلــب مــن املــرء اجلــراءة والفضــول‬ ‫واالنفتــاح فــي التعامــل مــع مــا هــو غريــب وغيــر مألــوف بقــدر مــا يتطلــب مــن اإلعــداد‬ ‫اجليــد واملعرفــة املســبقة‬ ‫ينطبــق األمــر نفســه علــى اإلعــداد لــورش عمــل احلــوار‪ .‬ســوف تقــرأ فــي هــذا الكتــاب‬ ‫عــن مبــادئ احلــوار وجتــد بعــض األفــكار التــي ستســاعدك فــي التخطيــط‪ ،‬وغيرهــا مــن‬ ‫أفــكار لتدريبــات فتــح احلــوار‪ .‬كمــا سيســاعدك الكتــاب فــي فهــم دور قائــد و ُم َيســر‬ ‫ورشــة العمــل‪ .‬إال أن هــذا الكتــاب ال ُيعــد وصفــة جاهــزة ودقيقــة لــكل مــا حتتــاج أن‬ ‫‪10‬‬


‫تعرفــه عــن املوضــوع‪ .‬فإنــك لــن تكتشــف العمــق احلقيقــي لطبيعــة احلــوار وإمكاناتــه‬ ‫حتــى تنغمــس فيــه بالفعــل‪ ،‬وتبــدأ فــي حصــاد ثمــرة خبراتــك اخلاصــة‪.‬‬ ‫نحــن نأمــل أن يكــون هــذا الكتــاب رفيقـ ًا طيبـ ًا وملهمـ ًا لــك أثنــاء رحلتــك االستكشــافية‬ ‫للحــوار‪ ،‬بــأن يعطيــك األساســات الســليمة والتوجيهــات العمليــة ويــزودك بالشــجاعة‬ ‫الالزمــة ألن تخــوض التجربــة بنفســك‪.‬‬

‫توجيهات للقارئ‬

‫ميكــن قــراءة هــذا الكتــاب مــن الغــاف للغــاف‪ ،‬وهــذا مــا ننصــح بــه باألخــص َمــن‬ ‫لديهــم خبــرات محــدودة باحلــوار وورش العمــل‪ .‬يتنــاول الفصــل األول طبيعــة احلــوار‬ ‫بشــكل نظــرى‪ ،‬وبــه مــا حتتاجــه مــن أســاس للتطــرق ملفهــوم احلــوار خــال ورشــة‬ ‫العمــل‪.‬‬ ‫ثــم يتنــاول الفصــل الثانــى التواصــل احلــواري ويعــرض بعــض األدوات واملهــارات‬ ‫العمليــة الالزمــة إلجــراء احلــوار فعليــ ًا‪ .‬أمــا الفصــل الثالــث‪ ،‬فيركــز علــى تخطيــط‬ ‫ورش العمــل‪ ،‬بينمــا يركــز الفصــل الرابــع علــى دور قائــد وميســر ورشــة العمــل‪ .‬يقــدم‬ ‫الفصــل اخلامــس دليــ ً‬ ‫فصــل ‪37‬‬ ‫ا مختصــر ًا عــن تخطيــط وتصميــم ورش العمــل و ُي ّ‬ ‫نشــاط ًا مختلف ـ ًا خطــوة بخطــوة‪.‬‬ ‫وفــى النهايــة نقتــرح مصــادر أخــرى للقــراءة‪ ،‬وروابــط ملواقــع علــى االنترنــت ومراجــع‬ ‫إضافيــة حــول املوضــوع‪.‬‬ ‫وفــي حالــة أنــك تتمتــع بخبــرة غنيــة فــى إقامــة ورش العمــل‪ ،‬فيمكنــك اإلطــاع مباشــرة‬ ‫علــى الفصــل اخلامــس‪ ،‬أمــا باقــي الكتــاب‪ ،‬فيمكنــك اســتخدامه كمرجــع ُينعــش‬ ‫معلوماتــك‪ ،‬وتختــار منــه مــا يلزمــك قراءتــه بدقــة عنــد االحتيــاج‪.‬‬ ‫ـام لــك طــوال رحلتــك للتعلــم عــن احلــوار ‪-‬‬ ‫نتمنــى أن يكــون هــذا الكتــاب مصــدر إلهـ ٍ‬ ‫وهــي فعليـ ًا رحلــة حيــاة‪ -‬ألننــا نحتــاج إلــى أن نطــور مــن أنفســنا باســتمرار فــي هــذا‬ ‫املجــال حتــى يتســنى لنــا أن نرشــد آخريــن‪.‬‬ ‫ـفر‪ ،‬فــإن رحلــة احلــوار قــد تأخــذك‬ ‫تذكــر أنــه مثلمــا هــو احلــال دائمــا فــي أى رحلــة سـ ٍ‬ ‫فــي مســارات غامضــة وغيــر متوقعــة‪ ،‬ومــن األفضــل لــك اســتقبالها بانفتــاح‪ .‬وتذكــر‬ ‫أيضـ ًا أنــه فيمــا يخــص احلــوار ‪ -‬مثلمــا هــو األمــر بالنســبة للعديــد مــن حتديــات احليــاة‬ ‫ فــإن خبرتــك الشــخصية ســتكون أفضــل معلــم لــك‪.‬‬‫‪11‬‬


‫نتمنى لك رحلة سعيدة فى عالم احلوار املبهر!‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪12‬‬


‫ملحوظات‬

‫‪13‬‬


‫ما هو احلوار؟‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫‪14‬‬

‫•عن احلوار‬ ‫•تعريف احلوار من منظور هذا الكتاب‬ ‫•مبادىء احلوار ‬ ‫•طبيعة احلوار‪ :‬سعي مستمر ‬ ‫ ‬ ‫• •القيم واملعتقدات األساسية للحوار‬ ‫• •اإلستعداد النفسي والذهني للحوار‬ ‫• •ممارسة احلوار‬ ‫ ‬ ‫•النقاش أم احلوار أم االثنني مع ًا‬ ‫• •نوعان من التواصل‬ ‫ ‬ ‫• •حوار أم نقاش أم جدال‪...‬؟ وقفة مع املصطلحات‬ ‫ ‬ ‫• •احلوار كاختيار فعال‬


‫ما هو احلوار؟‬ ‫تأتــى كلمــة «حــوار» باإلجنيليزيــة (‪ )dialogue‬مــن الكلمــة اليونانيــة «ديالوجــوس»‬ ‫(‪ )dialogos‬والتــي تعنــي «عبــر الكلمــة» ‪( -‬ديــا ‪ )dia‬تعنــي عبــر ولوجــوس (‪)logos‬‬ ‫تعنــي الكلمــة‪ .‬أمــا فــي اللغــة الدارجــة‪ ،‬فكثيــر ًا ما ُيســتخدم املصطلح مبعنــى «محادثة»‪،‬‬ ‫وإن كان معنــى احلــوار يتعــدى مجــرد التحــدث مــع بعضنــا البعــض‪ .‬إنــه مفهــوم معقــد‪،‬‬ ‫نحتــاج إلــى إدراك معنــاه الدقيــق إذا كنــا نرغــب فــي العمــل بــه ومــن خاللــه‪.‬‬ ‫أمــا بالنســبة ملفهــوم احلــوار فــي التــراث العربــي‪ ،‬فقــد قــام العديــد مــن علمــاء العــرب‬ ‫فــي مجــاالت اللغــة واألدب واإلجتمــاع والفلســفة مثــل اجلاحــظ وأبــو هــال العســكري‬ ‫وابــن ســنان اخلفاجــى بدراســة احلــوار منــذ القــرون األولــى للحضــارة العربيــة‪ .‬فلــم‬ ‫يقتصــر التركيــز فــى التواصــل عنــد العــرب علــى املرســل واملتلقــي بــل ذهبــوا إلــى أبعــد‬ ‫مــن ذلــك للتأكيــد علــى فعاليــة التواصــل فــى حالــة وجــود حــوار متكامــل األطــراف‪ ،‬مــن‬ ‫متكلــم ومســتمع‪ ،‬وقنــاة للتواصــل وأداة للتواصــل (لغــة أو تعبيــر)‪ ،‬وشــفرة وإطــار‪.‬‬ ‫وقــد قــال اجلاحــظ أن احلــوار هــو مبثابــة كشــف األقنعــة بدايــة مــن كشــف القنــاع‬ ‫الذاتــي والتــروي حتــى يفضــي الســامع واملتكلــم إلــى حقيقتــه‪ .‬وبذلــك يقصــد أن‬ ‫احلــوار هدفــه الوصــول إلــى أغــراض املتحاوريــن عــن طريــق فهــم وإفهــام ااملصطلحــات‬ ‫واملعانــى فــى الغــة والتعبيــر‪ .‬وذلــك يرجعنــا إلــى أصــل كلمــة حــوار فــى اللغــة العربيــة‬ ‫املأخــوذة مــن كلمــة « ُ‬ ‫ﺍﺤﻟﻭﺭ» والتــى تعنــي الرجــوع عــن وإلــى الشــيء‪ ،‬والكلمــة نفســها‬ ‫تعنــي فــى أصــل اللغــة القــدمي حــال النقصــان بعــد الزيــادة أو الرجــوع مــن حــال إلــى‬ ‫حــال‪.‬‬ ‫وتطــرق العســكري إلــى أهميــة املشــاعر فــى احلــوار فــى تعريفــه أنــه «إيصــال املعانــي‬ ‫بعــد متكنهــا مــن قلــب املتكلــم»‪ .‬فبالنســبة للعســكري احلــوار يبــدأ فــى الداخــل قبــل أن‬ ‫ينطــق بــه وأن يســتكمل اإلســتماع لــه‪ ،‬فقــد ركــز علــى أهميــة أن يتواصــل املتحــاور مــع‬ ‫مشــاعره وتفكيــره أوال وســمى ذلــك بالتواصــل الذاتــي‪ .‬ولذلــك أكــد علــى أهميــة وضــع‬ ‫الشــخص مــكان األخــر «فكأننــا هــو أو هــى»‪ .‬وأكــد ابــن املقفــع أن الصمــت والســكوت‬ ‫هــو أداة مهمــة فــى احلــوار‪.‬‬ ‫(انظر امللحق رقم ‪ ،4‬املقدمة)‬

‫‪15‬‬


‫التعريف من منظور هذا الكتاب‪:‬‬ ‫احلوار هو شكل خاص من أشكال التواصل‪ ،‬يسعى املشاركون بشكل فعال من خالله‬ ‫إلى حتقيق املزيد من التفاهم املتبادل والتبصر األعمق‪.‬‬

‫«‪ ...‬شكل خاص من اشكال التواصل ‪»...‬‬ ‫إن احلــوار يشــبه ديناميكيــة يستكشــف املشــاركون فيهــا إمكانــات جديــدة‪ .‬ليس الهدف‬ ‫مــن احلــوار احلصــول علــى نتيجــة محــددة‪ ،‬كإقنــاع الطــرف اآلخــر أو االنتصــار عليــه‬ ‫باحلجــج‪ ،‬أو حتــى الوصــول التفــاق مــا‪ .‬ففــي احلــوار‪ ،‬يكــون املشــاركون منفتحــن‪،‬‬ ‫يصغــون ويســألون‪ ،‬ويكــون لديهــم مســاحة مــن الوقــت لهضــم وجهــات النظــر املختلفــة‬ ‫وتذوقهــا‪ .‬إن املشــاركني فــي احلــوار يبحثــون ســوي ًا فــي املعانــي اخلاصــة بــكل طــرف‪،‬‬ ‫وكذلــك فــي املعانــي املشــتركة التــي ميكــن إيجادهــا بينهــم‪ .‬إن هــذا هــو مــا مييــز‬ ‫احلــوار عــن غيــره مــن أشــكال التواصــل‪.‬‬

‫«‪ ...‬يسعى املشاركون بشكل فعال من خالله إلى ‪»....‬‬ ‫يستكشــف املشــاركون فــي احلــوار بشــكل فعــال ك ً‬ ‫ال مــن املوضــوع املطــروح ووجهــات‬ ‫النظــر املختلفــة فيــه‪ ،‬وكذلــك مــا وراء وجهــات النظــر مــن معتقــدات كامنــة‪ .‬إن هــذا‬ ‫النــوع مــن احملادثــة يزيــد مــن الثقــة واالطمئنــان بــن األطــراف ويحقــق تواصـ ً‬ ‫ا عميقـ ًا‬ ‫بينهــم‪ ،‬فيعــزز العالقــة ويقيــم جســور ًا بــن معتقداتهــم وقيمهــم املختلفــة‪.‬‬ ‫عنــد تصــادم القيــم واملعتقــدات واألراء املختلفــة‪ ،‬فــإن تصنيفاتنــا وحتيزاتنــا وأحكامنــا‬ ‫املســبقة غالبــا مــا تعــوق قدرتنــا علــى تفهــم اآلخريــن‪ .‬مــا يحــدث فــي احلــوار هــو أننــا‬ ‫نحــاول قــدر اإلمــكان اســتيعاب منظــور الطــرف اآلخــر‪ ،‬ولكــن مــع العلــم أننــا قــد ال‬ ‫نســتطيع فهــم هــذا املنظــور فضــا عــن تقبلــه‪ .‬إن مجــرد اعترافنــا بذلــك يعــزز مــن‬ ‫تفهمنــا لبعضنــا البعــض‪ ،‬ألنــه يعبــر عــن إدراكنــا ألنفســنا ولآلخريــن ككائنــات مســتقلة‬ ‫وفريــدة‪ .‬وعليــه‪ ،‬فــإن احلــوار يعمــق مــن احترامنــا لالختــاف‪ ،‬ويتيــح لنــا فرصـ ًا لنكــون‬ ‫أكثــر حكمــة‪ ،‬ألن ثمــرة تبــادل املعــارف ومشــاركة اآلراء املختلفــة بــن مجموعــة مــن‬ ‫األفــراد تفــوق بكثيــر مــا ميكــن أن يتوصــل إليــه أي شــخص مبفــرده‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫« ‪....‬والتبصر األعمق‪»...‬‬ ‫عندمــا ينجــح أطــراف احلــوار فــي أخــذ بعــض املســافة مــن آراءهــم وحتيزاتهــم‪،‬‬ ‫ويتمكنــون مــن التواصــل علــى مســتوى أعمــق‪ ،‬فــإن ذلــك يتيــح إمكانيــة احلصــول علــى‬ ‫تبصــرات جديــدة متامــا‪ .‬ويشــير التبصــر هنــا إلــى مســتوى أعمــق مــن الفهــم‪ ،‬ينبــع‬ ‫مــن داخــل الفــرد بــكل مــا يحمــل مــن خبــرات وقيــم ومشــاعر وأفــكار‪ ،‬ويــدل علــى‬ ‫انبثــاق فهــم أو إدراك جديــد ومدهــش ألمــر اعتــاد الفــرد علــى رؤيتــه بطريقــة معينــة‪.‬‬ ‫ويحــدث التبصــر مــن خــال احلــوار والتأمــل‪ ،‬عندمــا نضــع أفكارنــا فــي كلمــات لنعبــر‬ ‫عنهــا ونســتمع إلــي أفــكار اآلخريــن‪ ،‬فــي إطــار الســعي املشــترك وراء معانــي جديــدة‬ ‫ومشــتركة‪.‬‬

‫مبادئ احلوار‬

‫يوجــد أربعــة مبــادئ أساســية تشــكل البنيــة التحتيــة التــي يســتند عليهــا احلــوار‪ ،‬وهــي‬ ‫‪:‬الثقــة‪ ،‬واالنفتــاح‪ ،‬واألمانــة‪ ،‬واملســاواة‪ .‬إن هــذه املبــادئ األربعــة مترابطــة فيمــا‬ ‫بينهــا‪ ،‬وتعتبــر فــي الوقــت ذاتــه شــروط ًا مســبقة للحــوار وثمــار لــه‪ ،‬فهــي تعــزز مــن‬ ‫احلــوار كمــا أن احلــوار يعززهــا‪ .‬وبالتالــي يجــب أن تظــل دائمـ ًا موضعـ ًأ لالنتبــاه أينمــا‬ ‫يتــم العمــل باحلــوار‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫الثقة‬

‫إن التعبيــر عــن وجهــات النظــر املتعارضــة‬ ‫يكــون أســهل عندمــا يشــعر أطــراف‬ ‫التواصــل بالثقــة جتــاه بعضهــم البعــض‪،‬‬ ‫إال أن هــذه الثقــة ال تكــون متاحــة دائم ـ ًا‬ ‫حلظــة مــا يعبــر األفــراد عــن رغبتهــم‬ ‫فــي احلــوار‪ .‬علــى العكــس مــن ذلــك‪،‬‬ ‫فــإن تعبيرهــم عــن آرائهــم املتعارضــة‬ ‫قــد يتســبب فــي خلــق جــو مــن انعــدام‬ ‫الثقــة واالرتيــاح بينهــم‪ .‬ولذلــك جنــد أن‬ ‫شــكل احلــوار نفســه يلعــب دور ًا مهمــ ًا‬ ‫فــي بنــاء الثقــة‪ ،‬ويكــون ذلــك مــن خــال‬ ‫إتاحــة الفرصــة لــكل طــرف مــن األطــراف‬ ‫للتعبيــر فــي حــن يســتمع لــه اآلخــرون‪ ،‬فيشــعر هــذا الطــرف بأنــه مســموع‪ .‬إن‬ ‫الشــعور بــأن الشــخص مســموع هــو شــعور مهــم و ُم َطم ِئــن‪ ،‬يثيــر الثقــة ويشــجع علــى‬ ‫االنفتــاح‪ ،‬ويــزود األطــراف باجلــرأة الالزمــة للتعبيــر عــن آراءهــم وقيمهــم األصيلــة‬ ‫بــكل صــدق‪ ،‬حتــى ولــو أختلفــت مــع اآلخريــن‪ .‬ويترتــب علــى ذلــك إصغــاء األطــراف‬ ‫لبعضهــم البعــض‪ ،‬وطرحهــم املزيــد مــن األســئلة االستكشــافية‪ ،‬وهكــذا تبــدأ دورة مــن‬ ‫التواصــل الفعــال بينهــم‪.‬‬

‫االنفتاح‬

‫يعنــي االنفتــاح أن تكــون مســتعد ًا للتعبيــر عمــا بداخلــك‪ ،‬ومنفتحـ ًا الســتقبال مــا يقدمــه‬ ‫الطــرف اآلخــر‪ .‬يتطلــب ذلــك أن تكــون مســتعد ًا لفهــم وجهــات نظــر اآلخــر ومــا خلفهــا‬ ‫مــن مســببات‪ ،‬دون أن تضطــر بالضــرورة لقبولهــا أو االتفــاق معهــا‪ .‬واالنفتــاح مرتبــط‬ ‫ببنــاء الثقــة‪ :‬فالتواصــل القائــم علــى التســاؤل والفضــول الصــادق يــدل علــى االنفتــاح‪،‬‬ ‫ويعــزز الثقــة بــن األطــراف فــي احملادثــة‪.‬‬

‫األمانة‬

‫يشــير مبــدأ األمانــة إلــى اتســاق الشــخص مــع نفســه فيمــا يقولــه ويعبــر عنــه‪ ،‬وأيضـ ًا‬ ‫فيمــا يقــوم بــه مــن أفعــال‪ .‬وتكمــن أهميــة األمانــة فيمــا تتيحــه للمســتمع مــن فرصــة‬ ‫لفهــم مــا يكمــن وراء وجهــة النظــر املعروضــة مــن احتياجــات وقيــم دفينــة‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫وترتبــط األمانــة بشــكل واضــح بــكل مــن االنفتــاح والثقــة‪ .‬فانفتــاح الشــخص وقدرتــه‬ ‫علــى التعبيــر بــكل أمانــة يتطلــب قــدر مــن الثقــة فــي الطــرف اآلخــر وفــي اتســاق هــذا‬ ‫الطــرف مــع مــا يعبــر عنــه مــن أفــكار وقيــم‪ ،‬وفــي صــدق مــا يظهــره مــن فضــول‪ .‬ومــن‬ ‫ناحيــة أخــرى‪ ،‬فــإن غيــاب األمانــة مــن أي طــرف يعيــق بنــاء الثقــة ويصعــب مــن انفتــاح‬ ‫األطــراف األخــرى‪.‬‬

‫املساواة‬

‫إن احلــوار يقــوم علــى اإلميــان بــأن هنــاك قيمــة ملــا يســاهم بــه كل شــخص بغــض النظــر‬ ‫عــن مكانتــه اإلجتماعيــة أو نوعــه أو عرقــه إلــخ‪ .‬فاالختــاف فــي املكانــة االجتماعيــة أو‬ ‫فــي الســلطة ال يؤثــر علــى حــق كل طــرف فــي أن يكــون صوتــه مســموع ًا‪ .‬لــذا‪ ،‬فــإن‬ ‫احلــوار يفتــرض ســعي اجلميــع للوقــوف علــى قــدم املســاواة‪ ،‬ممــا يتطلــب االنتبــاه لتأثير‬ ‫املكانــة االجتماعيــة والســلطة علــى عالقــة األطــراف ببعــض‪ ،‬وممــا قــد يتطلــب أيضـ ًا فــي‬ ‫بعــض األحيــان تعويــض اخللــل فــي ميــزان القــوى بتدخــات محــددة‪ ،‬منهــا علــى ســبيل‬ ‫املثــال إظهــار اهتمــام خــاص بالطــرف األضعــف‪.‬‬

‫طبيعة احلوار‪ :‬سعي مستمر‬

‫إذا أردت التواصــل العميــق مــع اآلخريــن مــن خــال احلــوار وأيضـ ًا إذا أردت تيســير‬ ‫احلــوار آلخريــن‪ ،‬فــا بــد لهــذا احلــوار أن ينبــع مــن القلــب‪ .‬ويعنــي ذلــك أن تتحلــى‬ ‫بإميــان عميــق بــأن احلــوار هــو شــكل ُمجــدي ومناســب للتواصــل ولتبــادل اآلراء‪ ،‬كمــا‬ ‫يتطلــب حتليــك بالقــدرة علــى– أو علــى األقــل بالرغبــة فــي‪ -‬التواصــل باحلــوار‪ .‬ومــن‬ ‫الضــروري أيضـ ًا أن تكــون واعيـ ًا بالقيــم األساســية الكامنــة وراء احلــوار ومبــا يتطلبــه‬ ‫مــن اســتعداد ذهنــي‪.‬‬ ‫ويشــير كل مــا ســبق إلــى طبيعــة احلــوار‪ .‬فهــو ليــس مجــرد مهــارة تقنيــة وال مجموعــة‬ ‫مــن أدوات التواصــل‪ ،‬وإمنــا هــو ديناميكيــة تقــود اإلنســان فــي مختلــف مواقــف حياتــه‪،‬‬ ‫وهــو ســعي مســتمر ألن املــرء ال يتوقــف أبــد ًا عــن تطويــر قدراتــه احلواريــة‪ .‬إنهــا‬ ‫رحلــة طويلــة مــن االكتشــاف‪ ،‬ســتجلب لــك خبــرات وتبصــرات متجــددة فيمــا يخــص‬ ‫رؤيــة وشــعور اآلخريــن جتــاه عاملنــا املشــترك‪ ،‬وأيضـ ًا فيمــا يخــص مواقفــك الشــخصية‬ ‫واجتهاتــك‪.‬‬ ‫ويتطلــب تنميــة اإلنســان لذاتــه بحيــث يصبــح احلــوار توجهـ ًا أساســي ًا لــه ينبــع مــن قلبــه‬ ‫العمــل علــى األبعــاد الثالثــة للحــوار‪ :‬القيــم األساســية‪ ،‬واالســتعداد الذهنــي‪ ،‬واملمارســة‬ ‫العملية‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫أبعاد احلوار‬

‫القيم واملعتقدات األساسية للحوار‬

‫«مــا الــذي أؤمــن بــه؟ كيــف أرى الطبيعــة اإلنســانية؟ فيمــا أرغــب فــي اســتخدام‬ ‫احلــوار وملــاذا؟» هــذه بعــض األســئلة املهمــة التــي ميكــن أن تطرحهــا علــى نفســك‬ ‫وأنــت تتبنــى قيــم احلــوار اخلاصــة بــك وتنميهــا بداخلــك‪ ،‬علمـ ًا بــأن جوهــر األمــر يكمــن‬ ‫فــي وعيــك بكيفيــة ارتبــاط احلــوار بقيمــك أنــت الشــخصية‪.‬‬ ‫إن هــذا الكتــاب أيضــ ًا يقــوم علــى بعــض القيــم واملعتقــدات األساســية والتــي يبنــي‬

‫وجهة النظر احلوارية‬

‫ممارسة احلوار‬

‫‪20‬‬

‫القيم األساسية للحوار‬


‫عليهــا مفهومــه للحــوار كمــا هــو مطــروح هنــا‪ ،‬والتــي‬ ‫ميكــن عرضهــا فــي ثالثــة نقــاط رئيســة‪:‬‬

‫• •هناك دافع إنساني للحوار‪:‬‬ ‫فقــد ع ّرفنــا احلــوار علــى أنــه فرصــة خللــق فهــم‬ ‫أكبــر وتبصــر أعمــق‪ .‬إن هــذا التعريــف يقــوم‬ ‫بــدوره علــى رؤيــة معينــة للطبيعــة اإلنســانية‪،‬‬ ‫أال وهــى أن لدينــا الرغبــة فــي فهــم بعضنــا‬ ‫البعــض‪ ،‬وفــي التعايــش مــع اآلخريــن بشــكل‬ ‫موفــق‪ .‬يتمتــع البشــر بقــوة كامنــة لــكل مــن‬ ‫اخليــر والشــر‪ ،‬وقــد ال يتصرفــون دائمــ ًا مــن‬ ‫منطلــق اخليــر‪ ،‬إال أنــه مــن املمكــن حتفيــز اخليــر بداخلهــم‪ .‬وفــي هــذا‬ ‫اإلطــار‪ ،‬يفتــح احلــوار طريقــ ًا الختيــار التصرفــات بحكمــة أكبــر‪ ،‬بــد ًال مــن التعــدي‬ ‫علــى اآلخريــن أو فــرض األمــور بالقــوة عليهــم أو تدميرهــم‪ .‬بالطبــع‪ ،‬ال يعتبــر احلــوار‬ ‫هــو احلــل الســحري لــكل املشــكالت‪ ،‬ولكنــه أحــد الطــرق الفعالــة لبنــاء اجلســور بــن‬ ‫األشــخاص املختلفــن‪.‬‬

‫• •احلوار وسيلة مناسبة التخاذ القرارات اخلالفية‪:‬‬ ‫ننظــر أيضــ ًا للحــوار علــى أنــه شــكل مــن أشــكال التواصــل املالئمــة للتعامــل مــع‬ ‫االختــاف والنــزاع‪ ،‬وذلــك ألنــه يوصــل األطــراف للتفهــم املشــترك‪ ،‬وبالتالــي يعــزز مــن‬ ‫إرادتهــم إليجــاد احللــول‪ .‬وتكــون هــذه احللــول فــي األغلــب قائمــة علــى فهــم أعمــق‬ ‫ألبعــاد املوقــف وانتبــاه الحتياجــات كل طــرف‪ ،‬ولذلــك ُ نعتبــر احلــوار وســيلة التخــاذ‬ ‫قــرارات تصمــد أمــام اختبــار الزمــن ‪.‬‬

‫• •احلوار وسيلة تقربنا من فهم واقعنا املشترك ‪:‬‬ ‫كذلــك‪ ،‬يدخــل فــي قيمنــا األساســية اإلميــان بأننــا يجــب أن نحتــرم وجهــات النظــر‬ ‫العديــدة لغيرنــا مــن النــاس ألننــا جميع ـ ًا متســاوون فــي قيمتنــا‪ .‬فكــون وجهــة نظــر‬ ‫أي شــخص مختلفــة عــن األغلبيــة ال يعنــي بالضــرورة إنهــا غيــر صحيحــة‪ .‬ويتضمــن‬ ‫ذلــك اإلقــرار بــأن هنــاك أكثــر مــن إجابــة واحــدة لــكل ســؤال‪ .‬إننــا كأفــراد رمبــا نكــون‬ ‫علــى قناعــة تامــة بصحــة إجابتنــا ونعتبرهــا احلقيقــة الوحيــدة‪ .‬ولكــن تفتــرض القيــم‬ ‫احلواريــة أن نقبــل بــأن اآلخــر أيض ـ ًا ينظــر إلجابتــه علــى أنهــا الوحيــدة الصحيحــة‪.‬‬ ‫وبذلــك يتيــح احلــوار لــكل طــرف أن يتحــدى حقيقتــه الراســخة وأن يكتســب فهمـ ًا أعمــق‬ ‫‪21‬‬


‫حلقيقــة الطــرف اآلخــر‪ .‬وهكــذا‪ ،‬تتســع احلقيقــة التــي يراهــا كل طــرف وتصبــح أقــرب‬ ‫للواقــع املشــترك بينهــم‪.‬‬ ‫لــكل مجتمــع مجموعــة مــن القيــم واملعتقــدات الســائدة والتــي تؤثــر بالضــرورة‬ ‫فــي تنــاول هــذا املجتمــع ملفهــوم احلــوار وطريقــة ممارســته‪ .‬وعليــه‪ ،‬فمــن املهــم‬ ‫أن تتســائل أثنــاء مســيرتك فــي العمــل باحلــوار عــن هــذه القيــم املجتمعيــة‬

‫وتأثيرهــا عليــك أنــت شــخصي ًا كميســر أو مشــارك فــي احلــوار‪ .‬فعلــى ســبيل‬ ‫املثــال‪ ،‬ميكــن أن تتســأل عــن تأثيــر قيمــة «احتــرام وطاعــة األكبــر ســن ًا» –‬ ‫وهــي قيمــة راســخة فــي العديــد مــن املجتمعــات العربيــة – علــى ممارســة‬ ‫احلــوار فــي مجتمعــك وباألخــص تأثيرهــا عليــك أنــت شــخصي ًا‪ .‬وإليــك بعــض‬ ‫األســئلة التــي ستســاعدك علــى تعميــق التفكيــر فــي هــذا اإلطــار‪.‬‬ ‫• •ما هي مواصفات احملاور اجليد املتوقعة في مجتمعك؟‬ ‫• •مــا هــي القيــم والعــادات الســائدة فــي مجتمعــك التــي مــن شــأنها أن‬ ‫تعرقــل أو تســاعد مــن احلــوار؟ وأيــن أنــت مــن هــذه القيــم والعــادات؟‬ ‫• •كيــف ميكــن لــكل مــن هــذه القيــم واألعــراف املجتمعيــة (مثــ ً‬ ‫ا احتــرام‬ ‫الكبيــر‪ ،‬االنتمــاء القبلــي‪ ،‬اإلنتمــاء الدينــي‪ ،‬عالقــات النــوع إلــخ) أن تعضــد‬ ‫احلــوار او تعرقلــه؟‬

‫‪22‬‬


‫االستعداد النفسي والذهني للحوار‪:‬‬

‫إن احلاجــة ألن ننتمــي جلماعــة وألن نبــدع ونتطــور ســوي ًا‪ ،‬وألن نفهــم بعضنــا البعــض‬ ‫هــي ملمــح متأصــل فــي طبيعتنــا اإلنســانية‪ .‬أننــا قــد نشــعر أحيان ـ ًا بدافــع للتدميــر‬ ‫ولفعــل الشــر‪ ،‬إال أن األبحــاث تثبــت أن الرغبــة فــي اإلبــداع والبنــاء أقــوى مــن الرغبــة‬ ‫فــي اإلقصــاء واســتبعاد اآلخريــن‪ .‬وبرغــم ذلــك‪ ،‬جنــد أن احلــروب والدمــار متفشــيني‬ ‫فــي العالــم بســبب عــدم قدرتنــا علــى التعامــل مــع االختــاف فــي اآلراء‪( .‬للمزيــد انظــر‬ ‫امللحــق ‪ ،4‬الفصــل األول‪ ،‬امللحوظــة رقــم ‪)1‬‬ ‫إننــا نعــرف أنــه مــن احلكمــة فــي التواصــل أن نســتمع لآلخريــن وأن نحــاول أن نتفهم ما‬ ‫يقولــون‪ ،‬وفــي األغلــب يكــون ذلــك هينـ ًا طاملــا هنــاك درجــة مــن االتفــاق بــن األطــراف‪،‬‬ ‫ولكــن عندمــا نصطــدم بوجهــات نظــر تناقضنــا بــكل وضــوح‪ ،‬يصبــح مــن الصعــب‬ ‫أن منــارس ذلــك‪ ،‬وخصوصــا إذا مــا كانــت وجهــات النظــر املتعارضــة تتصــل بالقيــم‬ ‫ـخاص نــرى أنهــم يختلفــون عنــا متامـ ًا‪.‬‬ ‫املتأصلــة واألخالقيــات‪ ،‬أو إذا مــا عبــر عنهــا أشـ ٌ‬ ‫ال ميكــن جتنــب ذلــك عنــد التقــاء العقــول اإلنســانية‪ .‬لــذا فمــن األهميــة القصــوى‬ ‫أن ننتبــه ملوقفنــا الداخلــي ونحــن نلتقــي باآلخــر‪ ،‬فلهــذا املوقــف تأثيــر حاســم علــى‬ ‫نتيجــة اللقــاء‪ :‬هــل نرغــب فــي التنافــس والفــوز؟ أم نرغــب فــي التواصــل مــع اآلخــر‬ ‫ومحاولــة فهمــه؟ إن االســتعداد النفســي والذهنــي للحــوار يســتلزم اســتعداد ًا لالنفتــاح‬ ‫واالستكشــاف واحلــوار حتــى مــع وجــود خالفــات عميقــة‪ .‬إن هــذا املوقــف الداخلــي‬ ‫يتوقــف علــى مــا إذا كان لدينــا دافعـ ًا حقيقيـ ًا للدخــول فــي احلــوار‪ :‬فقــط عندمــا يكــون‬ ‫احلــوار مرغوب ـ ًا فيــه حق ـ ًا ميكنــه أن يكــون مثمــر ًا‪.‬‬ ‫ومــن اجلديــر بالذكــر أن االســتعداد النفســي والذهنــي للحــوار فــي إطــار الواقــع العربــي‬ ‫يتطلــب مجهــود ًا كبيــر ًا مــن ممارســي وميســري احلــوار‪ .‬فبالرغــم مــن اإلرث العربــي‬ ‫الثقافــي والتاريخــي فــي مجــال احلــوار‪ ،‬إال أن النظــم التعليميــة فــى معظــم املناطــق‬ ‫العربيــة ال ت ُِعــد الطــاب للحــوار‪ ،‬فــي غيــاب التركيــز علــى أهــم مهاراتــه كمهــارات‬ ‫اإلصغــاء الفعــال أو طــرح األســئلة املفتوحــة أو التفكيــر النقــدي إلــخ‪ ،‬وأيضـ ًا مــع عــدم‬ ‫اعتيــاد الطــاب علــى مواقــف وخبــرات فيهــا احتفــاء حقيقــي بالتنــوع وباختــاف األراء‬ ‫أو العــادات أو القيــم‪ .‬وينتــج عــن ذلــك ثقافــات ال تســاعد علــى احلــوار وال متارســه‪،‬‬

‫‪23‬‬


‫وينتشــر فيهــا مالمــح احلقيقــة املطلقــة ومفهــوم املرجعيــة املعرفيــة املكانيــة وبعــض‬ ‫املمارســات التلقائيــة مــن تصنيــف أو إقصــاء اآلخــر املختلــف‪ .‬وكل هــذا يتطلــب ممــن‬ ‫يريــد صقــل مهاراتــه احلواريــة بــذل مجهــود ًا مضاعفـ ًا فــى اإلســتعداد الداخلــي للدخول‬ ‫فــى احلــوار‪ ،‬والوعــي مبــا قــد يعيــق هــذا االســتعداد مــن موروثــات ثقافيــة أحيانـ ًا غيــر‬ ‫واعيــة‪ ،‬وأيض ـ ًا عــن طريــق التهيئــة النفســية والتحلــى باملرونــة الالزمــة للتجربــة‪.‬‬

‫ممارسة احلوار‬ ‫إذا كان لدينــا اخليــار فيمــا يخــص موقفنــا الداخلــي‪ ،‬فكذلــك بالنســبة لتصرفاتنــا يكــون‬ ‫لدينــا بعــض اخليــارات األساســية‪ :‬مــا الــذي نرغــب فــي أن نحققــه مــن خــال عمليــة‬ ‫التواصــل؟ وكيــف نريــد أن نتواصــل فعليـ ًا؟‬ ‫عندمــا نواجــه آرا ًء تتعــارض متامــا مــع آراءنــا‪ ،‬فمــن‬ ‫الشــائع أن يكــون رد الفعــل هــو محاولــة إقنــاع‬ ‫اآلخــر بخطــأ موقفــه ســواء بالنقــاش واجلــدال‪ ،‬أو‬ ‫بالتفــاوض‪ ،‬وأحيانـ ًا حتــى بالتالعــب‪ ،‬وكلهــا أشــكال‬ ‫مــن التواصــل تناقــض احلــوار‪.‬‬ ‫فــي احلــوار‪ ،‬يكــون للتســاؤل والفضــول الــدور‬ ‫املركــزي‪ .‬يصغــي أطــراف احلــوار لبعضهــم‬ ‫البعــض‪ ،‬ويطرحــون األســئلة ويســعون للفهــم‪.‬‬

‫النقاش أم احلوار‪ ،‬أم األثنني معا؟‬

‫نوعان من خبرات التواصل‪:‬‬

‫وميكــن فــي البــدء التفريــق بــن نوعــن مــن خبــرات التواصــل‪ :‬خبــرات التواصــل البنــاءة‬ ‫واإليجابيــة مــن ناحيــة‪ ،‬وخبــرات التواصــل الهدامــة والســلبية مــن ناحيــة أخــرى‪.‬‬ ‫فــي خبــرات التواصــل اإليجابيــة‪ ،‬جنــد أن األطــراف يلتزمــون ببعــض املبــادئ املماثلــة‬ ‫ملبــادئ احلــوار التــي مت تفصيلهــا ســابق ًا‪ ،‬مــن ثقــة وانفتــاح وأمانــة ومســاواة‪ .‬يســتمع‬ ‫األطــراف بذهــن متفتــح لبعضهــم البعــض‪ ،‬ويفكــرون ســوي ًا فــي اجلوانــب املختلفــة‬ ‫للمشــكلة‪ ،‬ويتحلــون بالصبــر الــازم للتعمــق فــي فهــم احلجــج املطروحــة مــن اجلانبــن‪،‬‬ ‫وتســود البراهــن الواقعيــة والعقالنيــة واملتســقة‪ ،‬ويتــم دعــم احلجــج املطروحــة كلمــا‬ ‫أمكــن باحلقائــق املثبتــة‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫وعندمــا تكــون خبــرة التواصــل إيجابيــة‪ ،‬يشــعر األطــراف باإلثــارة والتحفيــز‪ .‬وال مانــع‬ ‫مــن أن يكــون الهــدف مــن هــذا التواصــل هــو حتقيــق مكســب معــن لألطــراف‪ ،‬إال أنــه‬ ‫يصاحــب ذلــك الســعي إلــى فهــم كل طــرف آلراء اآلخــر‪ ،‬واحتــرام خلبرتــه الشــخصية‬ ‫والبحــث عــن نطــاق للتوافــق‪.‬‬ ‫أمــا خبــرات التواصــل الســلبية‪ ،‬فتتســم عــادة بعــدم اســتماع األطــراف لبعضهــم‬ ‫البعــض‪ ،‬وبانشــغال ذهنهــم بإعــداد حجتهــم التاليــة بــد ًال مــن فهــم مــا يعبــر عنــه‬ ‫اآلخــرون‪ ،‬وبانتهــاز كل منهــم أي فرصــة ســانحة لتأكيــد حجتــه ودحــض حجــج اآلخــر‪.‬‬ ‫ويــؤدي هــذا حتمـ ًا إلــى حائــط ســد‪ ،‬فــا يتــاح لألطــراف فرصــة اكتشــاف أي أرضيــات‬ ‫جديــدة للتفاهــم أو االتفــاق أو حتــى التعلــم‪ ،‬لــذا ميكــن اعتبــار هــذا النــوع مــن التواصــل‬ ‫ســلبي ًا‪ ،‬أو علــى األقــل غيــر ناجحــ ًا‪ .‬وفــي بعــض األحيــان‪ ،‬تكــون خبــرة التواصــل‬ ‫ســلبية لدرجــة أنهــا تهــدم العالقــات بــن األفــراد وتســاهم فــي إشــعال الصراعــات‪،‬‬ ‫عندمــا يحــاول أي طــرف حتقيــق هدفــه وفــرض مــا يؤمــن بــه عــن طريــق حتقيــر الطــرف‬ ‫اآلخــر أو تشــويهه أو اإلســاءة إليــه أو عــن طريــق الكــذب وإســاءة اســتخدام الســلطة‪.‬‬ ‫يشــبه التواصــل الهــدام تبــادل اللكمــات فــي حلبــة املالكمــة‪ ،‬فــي حــن يشــبه التواصــل‬ ‫الب ّنــاء الرقــص‪ ،‬حيــث يكــون متوقــع مــن األطــراف التحــرك وتغييــر مواقفهــم بحســب‬ ‫تفاعلهــم مــع بعضهــم البعــض ومــع محتــوى احلديــث‪.‬‬ ‫«إن مــن يريــد أن يناظــر يجــب أن يبحــث عــن احلقيقــة كمــا لــو كان يبحــث‬ ‫عــن شــيء ُفقــد منــه‪ .‬فــا يهمــه حينئـ ٍـذ إذا كان هــو مــن وجــد الشــيء أم مــن‬ ‫يســاعده‪ .‬إنــه يعتبــر شــريكه فــي النقــاش صديق ـ ًا وليــس عــدو ًا»‬ ‫أبو حامد الغزالي (‪ )1111 -1058‬فقيه وصوفي وعالم بالدين‬

‫حوار أم نقاش أم جدال‪...‬؟ وقفة مع املصطلحات‪:‬‬ ‫نكتشــف مــن خــال خبراتنــا العديــدة فــي التواصــل مــع اآلخريــن اختــاف وتبايــن جودة‬ ‫هــذا التواصــل باختــاف عــدة عوامــل‪ ،‬منهــا مثــا مهــارات األطــراف‪ ،‬وأدوات التواصــل‬ ‫التــي يلجــأون إليهــا‪ ،‬ومنهــا أيضـ ًا هــدف كل منهــم مــن هــذا التواصــل‪ .‬وينعكــس هــذا‬ ‫التنــوع فــي تعــدد املصطلحــات اللغويــة التــي تشــير إلــى احلديــث وتبــادل األفــكار بــن‬ ‫األفــراد‪ .‬ومــن املهــم فــي هــذا الصــدد توضيــح املعنــى املقصــود باملصطلحــات املختلفــة‬ ‫املســتخدمة فــي هــذا الكتــاب‪ ،‬واملفاهيــم املرتبطــة بهــا‪ ،‬مــع الوعــي بــأن االســتخدام‬ ‫الــدارج لهــذه املصطلحــات قــد يختلــف فــي الثقافــات واللهجــات العربيــة املتنوعــة‪.‬‬ ‫(ومــن املمكــن الرجــوع ملعجــم املصطلحــات املرفــق فــي نهايــة الكتــاب (ملحــق رقــم ‪)6‬‬ ‫‪25‬‬


‫ملراجعــة األصــل اللغــوي لــكل مصطلــح وترجمتــه اإلجنيليزيــة)‪.‬‬ ‫املصطلحــات الثالثــة «حــوار» و»نقــاش» و»جــدال» تشــير إلــى أنــواع مــن احلديــث بــن‬ ‫األفــراد‪ ،‬فيهــا تبــادل لألفــكار واألراء واحلجــج‪ ،‬ولكــن تختلــف بينهــا مــن حيــث الهــدف‬ ‫منهــا‪ ،‬ومــن حيــث خبــرة التواصــل التــي حتققهــا‪.‬‬ ‫فــي النقــاش واملجادلــة‪ ،‬يتــم تبــادل األراء واألفــكار بــن األطــراف بأهــداف مختلفــة‪،‬‬ ‫ففــي النقــاش قــد يكــون الهــدف مــن التواصــل هــو مجــرد تبــادل املعرفــة أو األراء‪ ،‬أو‬ ‫قــد يكــون التفــاوض مــن أجــل الوصــول إلــى اتفــاق معــن أو حــل أو قــرار مشــترك‪.‬‬ ‫وعندمــا يكــون الهــدف الوحيــد مــن التواصــل هــو إقنــاع اآلخريــن بصحــة رأي معــن‬ ‫أو إثبــات خطــأ رأيهــم‪ ،‬ففــي األغلــب مــا ُيســمى هــذا باجلــدال أو املجادلــة‪ .‬وفــي كل‬ ‫مــن النقــاش واجلــدال‪ ،‬ال يلجــأ األطــراف إلــى اســتخدام أدوات التواصــل احلواريــة‬ ‫(احلضــور لآلخــر‪ ،‬واإلصغــاء الفعــال‪ ،‬والترديــد‪ ،‬واألســئلة االستكشــافية)‪ .‬وكلمــا تلــون‬ ‫النقــاش بدرجــة مــن قيــم احلــوار األربعــة (االنفتــاح والثقــة واملســاواة واألمانــة)‪ ،‬كلمــا‬ ‫حقــق خبــرة تواصــل أكثــر إيجابيــة‪.‬‬ ‫أمــا احلــوار‪ ،‬ال يهــدف فــي األســاس إلــى تغييــر رأي اآلخــر أو تقييــم هــذا الــرأي‪،‬‬ ‫وإمنــا هدفــه األساســي هــو فهــم مــا يكمــن وراء رأي اآلخــر مــن قيــم وخبــرات وأمنــاط‬ ‫للتفســير ورؤيــة للعالــم‪ .‬وفــي احلقيقــة فــإن هــذا قــد يــؤدي بشــكل تلقائــي إلــى تغييــر‬ ‫فــي األراء واملواقــف – حتــى ولــو لــم يكــن هــذا هــو الهــدف ‪ -‬فــإن هنــاك ديناميكيــة‬ ‫خاصــة تنشــأ مــن شــعور الشــخص أنــه مســموع ومفهــوم‪ ،‬وم ّقــدر‪ ،‬تتيــح لــه إزالــة أي‬ ‫غمامــات لينظــر للعالــم مــن منظــور جديــد‪ ،‬ويبــدأ فــي مالحظــة املناطــق الرماديــة فيمــا‬ ‫كان يــراه ســابق ًا باألبيــض واألســود‪ .‬حينئــذ‪ ،‬يكتســب املشــارك فــي احلــوار فهمــ ًا‬ ‫أوضــح ملوقفــه الشــخصي ومــا وراءه مــن مســببات وبالتالــي تلــن صالبــة املواقــف‬ ‫العنيــدة‪ ،‬كمــا تــزود هــذه الديناميكيــة األطــراف بأســس أفضــل الكتشــاف مــا بينهــم‬

‫‪26‬‬


‫مــن مشــترك رغــم خالفهــم‪ ،‬وتســاعدهم علــى إيجــاد أرضيــة فهــو مشــتركة جديــدة لــم‬ ‫تكــن واضحــة لهــم فــي البدايــة بســبب انشــغال كل طــرف بالدفــاع عــن وجهــة نظــره‪.‬‬ ‫وال يعنــي هــذا أن احلــوار أفضــل فــي جميــع األحــوال‪ ،‬فهنــاك الكثيــر مــن املواقــف‬ ‫اليوميــة التــي تســتدعي إقنــاع اآلخريــن بوجهــة نظرنــا أو تأكيــد آراءنــا أو محاولــة‬ ‫إثبــات حقوقنــا فــي مواجهــة أي خالفــات‪ ،‬فهــذا أمــر طبيعــي بــل وأحيانــ ًا يكــون‬ ‫ضروري ـ ًا‪ .‬ولكــن مــا يهــم فــي هــذا الصــدد هــو شــكل وأســلوب النقــاش‪ ،‬وهــو الــذي‬ ‫ا إيجابيــ ًا وبنــا ًء أو تواصــ ً‬ ‫مييــز جــودة التواصــل ســواء كان تواصــ ً‬ ‫ا ســلبي ًا‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫يوضــح التالــي نقــاط االختــاف والتشــابه املبدئيــة مــا بــن املفاهيــم‬ ‫الثالثــة «احلــوار « و»النقــاش» و»اجلــدال»‪:‬‬ ‫في احلوار‬

‫في النقاش‬

‫في اجلدال‬

‫نسعى إلى التعلم والفهم‪.‬‬ ‫قد ينتج عنه كنتيجة جانبية‬ ‫اتفاق أو تغيير في املواقف‪.‬‬

‫نسعى إلى التعلم وتبادل‬ ‫اآلراء واملعرفة‪ ،‬أو التفاوض‬ ‫من أجل الوصول لقرار أو‬ ‫اتفاق معني ‪ -‬وقد يتضمن‬ ‫ذلك درجة من إقناع اآلخر‬ ‫باحلجج والبراهني‬

‫نسعى إلى الفوز وإلى‬ ‫دحض أراء اآلخر‬

‫نستمع لنزداد حكمة‬

‫نستمع لنعرف أراء وحجج‬ ‫اآلخر ونرد عليها‬

‫نستمع لنكتشف األخطاء‬ ‫والعيوب‬

‫نحاول التعبير عن آراءنا‬ ‫وما يكمن خلفها من قيم‬ ‫وخبرات شخصية ورؤى‬ ‫للعالم‬

‫نعبر عن موقفنا وعن األراء‬ ‫واحلجج والبراهني ولكن‬ ‫دون التعمق فيما يكمن‬ ‫خلفها‬

‫نهاجم موقف اآلخر وندافع‬ ‫عن موقفنا‬

‫تسود قيم احلوار‬

‫سيادة قيم احلوار أو‬ ‫غيابها يؤثر على جودة‬ ‫التواصل‬

‫غياب قيم احلوار االربعة‬

‫ادوات التواصل احلوارية‬

‫يتم استخدام أدوات‬ ‫التواصل احلوارية‬

‫ميكن اللجوء لبعضها في‬ ‫بعض األحيان‬

‫غياب أدوات التواصل‬ ‫احلوارية‬

‫ما هي مساحة االختالف‬ ‫بني االطراف؟‬

‫يوجد مساحة لالختالف‪،‬‬ ‫ليس ضروري أن نتفق‬

‫تعتمد مساحة االختالف‬ ‫على جودة التواصل‬

‫نسعى إللغاء أي االختالف‬

‫من الرابح؟‬

‫ليس هناك طرف ًا خاسر ًا‪،‬‬ ‫رابحي‬ ‫فكال الطرفني‬ ‫َ‬

‫يعتمد على جودة التواصل‬

‫يوجد طرف خاسر‬

‫ما األهم‪ :‬الرحلة أم‬ ‫النتيجة؟‬

‫الرحلة نحو تفاهم أفضل‬ ‫وفهم أعمق أهم من‬ ‫الوصول‬

‫يعتمد على جودة التواصل‬

‫النتيجة (الفوز) هي األهم‬

‫دائرة أو رقصة‬

‫رقصة‪ ،‬أو حلبة مصارعة‬ ‫حسب جودة التواصل‬

‫حلبة مصارعة‬

‫الهدف‬

‫ملاذا نستمع؟ ‬ ‫عما نعبر؟‬

‫قيم احلوار األربعة‬

‫الصورة الرمزية‬

‫(للمزيد من التفاصيل‪ ،‬انظر امللحق رقم ‪ ،1‬وامللحق رقم ‪ ،4‬الفصل األول امللحوظة رقم ‪)2‬‬

‫"هنــاك طريقتــان فقــط لتســوية أي نــزاع‪ .‬ميكنــك أن تقاتــل‪ ،‬ويفــوز األقــوى‪.‬‬ ‫أو ميكنــك التواصــل واحلــوار لتصــل إلــى تفهــم متــوازن ومعقــول للمشــكلة‬ ‫التــي ســببت النــزاع‪ .‬وهــذا احلــل األخيــر هــو الدميقراطيــة"‬ ‫هال كوش (‪ )1963 -1904‬فيلسوف ودميقراطي دامناركي‪ ،‬قيلت في ‪1948‬‬ ‫‪28‬‬


‫فــي هــذا العالــم حيــث يعيــش أصحــاب وجهــات النظــر والقيــم واالهتمامــات املختلفــة‬ ‫جنبـ ًا إلــى جنــب‪ ،‬جنــد أن الطريقــة نفســها التــي نلجــأ إليهــا فــي التعبيــر عــن أنفســنا‬ ‫لهــا أهميــة وتأثيــر كبيــر علــى إمكانيــة التعايــش الســلمي بــن األفــراد مــن ناحيــة‪ ،‬وعلــى‬ ‫فرصهــم فــي إيجــاد حلــول للمشــكالت واتخــاذ القــرارات مــن ناحيــة أخــرى‪.‬‬ ‫ومــن املهــم فــي هــذا الصــدد اإلشــارة إلــى أن احلــوار ال يقتصــر علــى‬ ‫كونــه وســيلة إليجــاد التفاهــم بــن البشــر‪ ،‬حتــى ولو أن‬ ‫هــذا هدفـ ًا مهمـ ًا فــي حــد ذاتــه‪ .‬وإمنــا يقــدم احلــوار‬ ‫وأدوات عمليــة قيمــة فــي كل املواقف‬ ‫أسسـ ًا للتواصــل‬ ‫ٍ‬ ‫التــي نحتــاج فيهــا الوصــول التفــاق‪ ،‬أو اتخــاذ‬ ‫قــرارات قويــة األســاس وقابلــة للتفعيــل‪ ،‬وباألخــص‬ ‫فــي ســياق دميقراطــي‪ .‬فاللجــوء للحــوار ســواء فــي‬ ‫صورتــه اخلالصــة أو مصاحبـ ًا بشــيء مــن أســلوب‬ ‫النقــاش البنّــاء كتقــدمي احلجــج العقالنيــة‪ ،‬مــن‬ ‫شــأنه إيجــاد قــرارات أفضــل وأكثــر اســتدامة‬ ‫كونهــا مبنيــة علــى مشــاركة األطــراف‪.‬‬ ‫صحيــح أنــه مــن الصعــب جتنــب الدخــول فــي مجــادالت‬ ‫ومناظــرات ومحــاوالت إلقنــاع اآلخريــن عندمــا نكــون فــي موضــع خــاف‪ ،‬ولكــن‬ ‫فــي أغلــب األحيــان‪ ،‬يكــون احلــوار اختيــار ًا بديـ ً‬ ‫ا متاحـ ًا أمامنــا للتعامــل مــع اخلالفــات‬ ‫واالختالفــات بشــكل بنــاء ومفيــد‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫ملحوظات‬

‫‪30‬‬


‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ممارسة احلوار‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•ع ّما نتحاور؟‬ ‫اختالف خالف ًا‬ ‫• •ليس كل‬ ‫ٍ‬ ‫• •االختالفات الثقافية واخلالف‬ ‫• •البقع الساخنة‬ ‫• •أمثلة للبقع الساخنة والقضايا الشائكة‬ ‫• •الثقافة والهوية الثقافية‬ ‫•حتديات التواصل‬ ‫• •التفسير‬ ‫• •رؤيتنا للعالم‬ ‫• •اجلبل اجلليدي‬ ‫• •النظارات الثقافية‬ ‫•التواصل احلواري‬ ‫•ما هو التواصل احلواري؟‬ ‫•أدوات التواصل احلواري‬ ‫• •احلضور لآلخر‬ ‫• •اإلصغاء الفعال (االستماع النشط)‬ ‫• •الترديد (االنعكاس)‬ ‫• •األسئلة االستكشافية  ‬

‫‪31‬‬


‫ممارسة احلوار‬ ‫« فــي إحــدى ورش العمــل‪ ،‬كان لــدى اثنــان مــن املشــاركني صعوبــة كبيــرة‬ ‫للدخــول فــي احلــوار ســوي ًا بشــكل جيــد‪ .‬فقــد كانــا يتناقشــان بكثير مــن احلدة‬ ‫والعاطفــة ‪ -‬وباألخــص الفتــاة ‪ -‬فــي الطريقــة التــي تعاملــت بهــا الشــرطة مــع‬ ‫إحــدى املظاهــرات‪ ،‬والتــي ُقتــل فيهــا عــدد مــن املتظاهريــن‪ .‬كنــا نتســاءل عــن‬ ‫ســبب صعوبــة دخولهــا فــي حــوار‪ .‬وبــدأت األمــور تتحســن مبســاعدتنا فــي‬ ‫تيســير احلــوار بينهمــا‪ .‬وقــد علمنــا بعدهــا أنهــا فقــدت أحــد أقربائهــا فــي‬ ‫هــذه املظاهــرة‪ ،‬وتأثرنــا بشــدة‪ .‬أخبرتنــا الفتــاة أن احلــوار قــد ســاعدها علــى‬ ‫االســتماع لوجهــات نظــر اآلخريــن فــي هــذا املوضــوع‪ ،‬رغــم صعوبــة ذلــك‪.‬‬ ‫وتعلمنــا مــن هــذا املوقــف أال نحكــم علــى األشــخاص مــن أفعالهــم فقــط‪ ،‬فإننــا‬ ‫ال نعلــم مبرراتهــم‪ ،‬وتعلمنــا أيضـ ًا أن احلــوار مفيــد حتــى عندمــا يلمــس بــؤر ًا‬ ‫مؤملــة بداخلنــا‪».‬‬ ‫جيتا من الدامنارك ويحيي من األردن‪ ،‬اثنان من سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫ع ّما نتحاور؟‬

‫ميكــن الدخــول فــي حــوار حــول أي موضــوع‪ ،‬ولكــن بعــض املوضوعــات أكثــر جداليــة‬ ‫مــن غيرهــا ممــا يجعــل احلــوار حولهــا ســاخن ًا بــل ومشــتع ً‬ ‫ال‪ .‬قــد يحــدث ذلــك فــي‬ ‫املوضوعــات املرتبطــة بقيــم ذات أهميــة كبيــرة بالنســبة لنــا‪ ،‬ومنهــا علــى ســبيل املثــال‬ ‫مــا يلمــس قضايــا النــوع والسياســة والديــن والبيئــة وغيرهــا مــن القضايــا االجتماعيــة‬ ‫الهامــة‪ .‬وقــد يحــدث ذلــك أيضـ ًا عندمــا ميــس املوضــوع أحداث ًا فــي حياتنا الشــخصية‪،‬‬ ‫أو قضايــا نشــعر جتاههــا بالتــزام شــخصي عميــق‪ .‬وكثيــر ًا مــا تكــون املوضوعــات‬ ‫املرتبطــة باالختالفــات الثقافيــة مــن املوضوعــات الســاخنة‪ ،‬وإمنــا ليــس هــذا باألمــر‬ ‫احلتمــي كمــا ســنرى الحق ـ ًا‪.‬‬ ‫وعلــى كل حــال‪ ،‬فمــن املهــم أن نــدرك أن مــا يثيــر مشــاعرنا ويشــعلها قــد يختلــف‬ ‫بشــكل كبيــر مــن شــخص آلخــر‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫ٍ‬ ‫اختالف خالف ًا‬ ‫ليس كل‬ ‫إن كل األشــخاص يختلفــون عــن بعضهــم البعــض ســواء فــي خلفياتهــم أو فــي الطريقــة‬ ‫التــي يفعلــون بهــا األشــياء أو حتــى فــي شــكلهم اخلارجــي‪ ،‬ولكــن ال تُشــكل كل‬ ‫االختالفــات بالضــرورة خالفــ ًا‪ .‬وفــي نطــاق االختالفــات الثقافيــة‪ ،‬جنــد أن بعضهــا‬ ‫أكثــر حساســية وتأثيــر ًا علــى العالقــات مــن غيرهــا‪.‬‬

‫االختالفات الثقافية واخلالف‬ ‫ـخاص مــن مجتمــع ثقافــي واحــد‪ ،‬مياثل‬ ‫مــن الــوارد أن يكــون هنــاك خالفـ ًا قويـ ًا بــن أشـ ٍ‬ ‫اخلالفــات مــا بــن األشــخاص املختلفــن ثقافي ـ ًا‪ .‬كمــا إن مــن الــوارد أن يكــون قــدر‬ ‫املشــترك بينــك وبــن شــخص تقابلــه ألول مــرة ويعيــش فــي أقصــى جوانــب الكوكــب‬ ‫أكبــر مــن قــدر املشــترك بينــك وبــن جــارك املقيــم بجانبــك منــذ طفولتــك‪.‬‬ ‫إن انتمــاء األشــخاص لثقافــة أخــرى قــد ُيحيــي بداخلنــا احساس ـ ًا باختالفنــا الكبيــر‬ ‫عنهــم وبوجــود فجــوة تفصلنــا‪ .‬فــإذا نشــأ أي خــاف بيننــا‪ ،‬فإننــا نقــوم بتبريــره‬ ‫باالســتناد إلــى مفهــوم «االختــاف الثقافــي»‪ ،‬بالرغــم مــن أن هــذا اخلــاف قــد ينبــع‬ ‫مــن اختــاف الشــخصيات أو طريقــة التصــرف أو اختــاف األمزجــة‪ .‬ونقــوم فــي هــذه‬ ‫احلالــة بالتركيــز علــى التناقضــات الواضحــة‪ ،‬ونفقــد رؤيــة املشــترك بيننــا كأشــخاص‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫البقع الساخنة‬ ‫عندما نتقابل مع أشخاص خنتلف معهم‬ ‫جذريًا يف اآلراء والقيم اليت تتعلق‬ ‫مبوضوعات خالفية‪ ،‬فكثريًا ما تتحول‬ ‫هذه املجاالت اخلالفية يف احلديث إىل «‬ ‫ساخنة»‪.‬‬ ‫بقع ً‬ ‫(املصدر‪ :‬املوسوعة الدامناركية الكبيرة‬

‫(انظر امللحق ‪ ،4‬الفصل الثاني‪ ،‬ملحوظة رقم ‪)1‬‬

‫وإذا مــا أصــاب احلديــث «بقعــة ســاخنة» أثنــاء التواصــل‪ ،‬فــي األغلــب مــا يشــتعل‬ ‫املتحــاورون عاطفيــ ًا‪ ،‬ويصبــح مــن الســهل اســتثارتهم‪ .‬ويندفــع كل مــا يكمــن وراء‬ ‫وجهــات النظــر مــن قيــم ومبــادئ عميقــة وراســخة علــى الســطح بانفعــال‪ ،‬ويفقــد‬ ‫األطــراف القــدرة علــى تنــاول املوضــوع بشــكل هــادئ وعقالنــي‪.‬‬

‫أمثلة للبقع الساخنة والقضايا الشائكة‬

‫الديــن‪ :‬لــكل ديــن منظومــة مــن القيــم واملعتقــدات واملبــادئ األخالقيــة والقواعــد‪،‬‬ ‫وتختلــف هــذه املنظومــة مــن ديــن آلخــر‪ .‬وعلــى ســبيل املثــال‪ ،‬ميكــن أن نذكــر مــن‬ ‫القضايــا الشــائكة املرتبطــة بالديــن التســاؤالت التاليــة‪:‬‬ ‫• •أي منظومة دينية يجب أن تسود في املجتمع؟ ومن الذي يقرر ذلك؟‬ ‫• •كيف نتعامل مع اآلراء املختلفة املتعلقة بالدين؟‬ ‫‪34‬‬


‫األخالقيــات واآلداب‪ :‬نقصــد باألخالقيــات مجموعــة املعاييــر التــي حتــدد رؤيتنــا‬ ‫ملــا هــو صــواب أو خطــأ فــي املواقــف املختلفــة‪ .‬أمــا اآلداب أو علــم اآلداب‪ ،‬فهــو يوضــح‬ ‫لنــا الفلســفة أو القيمــة التــي وراء هــذه املعاييــر‪ .‬ونطــرح بعــض األمثلــة لقضايــا شــائكة‬ ‫فــي مجــال األخالقيــات واآلداب‪:‬‬ ‫• •هل يقبل املجتمع بعقوبة اإلعدام كعقوبة للقتل العمدي؟‬ ‫• •هل يحق للمرأة إجهاض نفسها؟‬ ‫• •هــل يجــب علــى املهاجريــن التأقلــم التــام مــع ثقافــة البلــد املضيــف‪ ،‬أم أن‬ ‫مــن حقهــم االحتفــاظ بهويتهــم الثقافيــة األصليــة وتقاليدها؟‬ ‫(املصدر‪ :‬املوسوعة الدامناركية الكبيرة– انظر امللحق ‪ ،4‬الفصل الثاني‪ ،‬ملحوظة رقم ‪)2‬‬

‫اجلســد والنــوع‪ :‬تتميــز جميــع املجتمعــات الثقافيــة بتقاليــد ومعاييــر وقواعــد تنظــم‬ ‫الســلوك فيمــا يخــص اجلســد والعالقــات بــن اجلنســن‪ .‬مثـ ً‬ ‫ا‪:‬‬ ‫• •مــا هــو شــكل املالبــس املالئمــة؟ مــا هــي أجــزاء اجلســد التــي يجــب‬ ‫تغطيتهــا فــي األماكــن العامــة ومــا هــي األجــزاء التــي يجــوز كشــفها؟‬ ‫• •مــا هــي أشــكال االتصــال املقبولــة مــا بــن اجلنســن‪ ،‬وفــي أي مــكان‬ ‫وأي وقــت؟‬ ‫• •هل اخلتان مقبول بالنسبة للصبيان؟ وبالنسبة للبنات؟‬ ‫أشــكال التواصــل والســلوكيات املرتبطــة بــه‪ :‬يشــمل هــذا املجــال كل مــا‬ ‫نقــول أو نفعــل فــي إطــار التواصــل مــع اآلخريــن‪ .‬وتختلــف قوالــب التواصــل املقبولــة‬ ‫مــن مجتمــع ثقافــي آلخــر‪ .‬وإليكــم بعــض األمثلــة التــي توضــح كيــف تختلــف املجتمعــات‬ ‫فــي أشــكال التواصــل‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•هــل مــن األفضــل إثــارة أي موضــوع للمناقشــة بشــكل مباشــر أم غيــر‬ ‫مباشــر؟‬ ‫•هــل مــن األفضــل اســتخدام مصطلحــات متخصصــة أم لغــ ًة عاميــة‬ ‫بســيطة؟‬ ‫•هــل مــن املتوقــع أن تــرد علــى رســائل البريــد اإللكترونــي فــي اليــوم‬ ‫نفســه الــذي تصلــك فيــه الرســالة أم مــن املقبــول أن تنتظــر أســبوع ًا‬ ‫قبــل الــرد؟‬ ‫•هــل فــي العــادة يتــم اتخــاذ القــرار عــن طريــق املفاوضــات أم عــن طريــق‬ ‫‪35‬‬


‫التصويت؟‬ ‫• •هل يتم مخاطبة املعلمني باإلسم أم باللقب؟‬ ‫• •ما هي األشكال املقبولة لتحية الناس؟‬ ‫• •هــل مــن األدب أن تخلــع حذائــك قبــل دخــول منــزل أحــد األشــخاص أم‬ ‫أن هــذا غيــر ضــروري؟‬

‫الثقافة واهلوية الثقافية‬

‫ذا كنــت ترغــب فــي اســتخدام احلــوار فــي املوضوعــات املرتبطــة باالختالفــات الثقافيــة‪،‬‬ ‫فالبــد مــن تنميــة قدرتــك علــى التمييــز مــا بــن البقــع الســاخنة املرتبطــة بالثقافــة‪ ،‬وبــن‬ ‫تلــك التــي لهــا عالقــة باختالفنــا كأفــراد‪ .‬والبــد أيض ـ ًا أن تكــون منتبه ـ ًا ملفهومــك عــن‬ ‫«الثقافــة» وكيفيــة توظيــف هــذا املفهــوم‪ .‬فمــن املفيــد للحــوار أن يتــم التطــرق للثقافــة‬ ‫علــى أنهــا مفهــوم واســع وحيــوي‪ ،‬فهــي تتضمــن الطريقــة التــي نفكــر بهــا ونتواصــل‬ ‫بهــا ونتصــرف بهــا فــي إطــار إجتماعــي معــن‪ ،‬وهــي تُشــكل البشــر وفــي الوقــت ذاتــه‬ ‫تتَشــكل بهــم‪ .‬فالثقافــة دائمــة احلركــة والتغيــر‪ ،‬مثلهــا مثــل اإلنســان‪.‬‬ ‫إننــا كمعظــم املواطنــن فــي عالــم اليــوم الــذي يتميــز بالعوملــة‪ ،‬نعتبــر أنفســنا منتمــن‬ ‫لعــدة مجتمعــات ثقافيــة بالتــوازي‪ ،‬وتختلــف األهميــة التــي نعطيهــا النتماءاتنــا الثقافيــة‬ ‫بحســب املوقــف‪ .‬فعلــى ســبيل املثــال‪ ،‬إذا ســافرت للخــارج‪ ،‬فإنــك قــد تــزداد وعيــا‬ ‫بانتمــاءك لوطنــك أو جلماعــة لغويــة معينــة‪ .‬أمــا إذا ســافرت ملنطقــة آخــرى داخــل‬ ‫بلــدك‪ ،‬فإنــك ســتنتبه لالختالفــات الثقافيــة اإلقليميــة بشــكل أوضــح‪ .‬ورمبــا إذا قابلــت‬ ‫أشــخاصا لديهــم خلفيــة مهنيــة مختلفــة عــن خلفيتــك أو مجــال دراســتك‪ ،‬فــإن هــذا‬ ‫اجلانــب مــن انتمــاءك الثقافــي هــو الــذي يظهــر فــي املقدمــة‪.‬‬ ‫إن احلاجــة إلــى االنتمــاء جلماعــة مــن أهــم االحتياجــات البشــرية احليويــة‪ .‬لــذا فإننــا‬ ‫نربــط مــا بــن انتمائنــا جلماعــة ثقافيــة‪ ،‬ومــا بــن رؤيتنــا لذاتنــا وتقديرنــا لقيمتنــا‪،‬‬ ‫وبالتالــي ُيشــكل هــذا اإلنتمــاء جــز ًء هامــا مــن هويتنــا‪ .‬إن الهويــة ترتبــط باملــكان الــذي‬ ‫نشــعر بانتماءنــا لــه‪ ،‬والــذي نكــون فيــه معروفــن ومقبولــن كمــا نحــن‪ .‬ومــن ناحيــة‬ ‫أخــرى‪ ،‬فــإن الهويــة الثقافيــة مبثابــة بوصلــة تســاعدنا علــى حتديــد اجتاهاتنــا‪ .‬كل مــا‬ ‫ســبق يفســر ملــاذا يثيــر االنتمــاء الثقافــي مشــاعر ًا قويــة بداخــل كل منــا‪ ،‬فــإن هويتنــا‬ ‫الثقافيــة تعنــي لنــا الكثيــر‪ ،‬حتــى وإن كنــا ننتمــي جلماعــات ثقافيــة متعــددة‪.‬‬ ‫عندمــا نختلــف فــي الــرأي مــع أشــخاص ال نشــترك معهــم فــي القيــم األساســية‪،‬‬ ‫فكثيــر ًا مــا جنــد أن اخلــاف قــد تعــدى االختــاف األساســي فــي املوضــوع‪ ،‬وأصبــح‬ ‫يلمــس مناطقــ ًا أكثــر أهميــة وحساســية بالنســبة لنــا‪ .‬قــد يخبرنــا عقلنــا أنــه ليــس‬ ‫‪36‬‬


‫هنــاك مشــكلة فــي أن تكــون وجهــات النظــر مختلفــة‪ ،‬إال أنــه عندمــا يرتبــط املوضــوع‬ ‫بقيمــة ثقافيــة تعنــي لنــا الكثيــر‪ ،‬فإننــا نشــعر بتحــرك عواطفنــا القويــة‪ ،‬ويصبــح مــن‬ ‫الســهل اســتثارتنا‪ .‬فــي هــذه احلالــة‪ ،‬ندخــل فعليـ ًا فــي النقــاش وفــي محــاوالت اإلقنــاع‬ ‫واالنتصــار لرأينــا‪ ،‬ونكتشــف إنــه مــن الصعــب جــد ًا أن نســتمر فــي نقــاش موضوعــي‬ ‫وهــادئ عندمــا تصــل املشــاعر لنقطــة الغليــان‪ ،‬بــل ومــن األصعــب أن نصغــي أو‬ ‫نقتنــع بحجــج وبراهــن نستشــعر إنهــا تضــع قيمنــا موضــع تســاؤل‪ .‬فجــأة‪ ،‬نالحــظ‬ ‫ـوع معــن إلــى‬ ‫أن احملادثــة قــد حتولــت مــن مناقشــة حــول وجهــات النظــر فــي موضـ ٍ‬ ‫مناقشــة حــول الهويــة الشــخصية لــكل منــا‪.‬‬ ‫فــي مثــل هــذا املوقــف‪ ،‬مــن الطبيعــي أن نشــعر باخلطــر ونبــدأ فــي الدفــاع عــن أنفســنا‪.‬‬ ‫حينئــذ ألســاليب هدامــة فــي التواصــل‪ ،‬كأن نقــوم بالهجــوم اللفظــي علــى‬ ‫قــد نلجــأ‬ ‫ٍ‬ ‫اآلخــر ونســيء إليــه‪ ،‬وهــذا مــا يزيــد املوقــف اشــتعاال‪ .‬أو قــد نقطــع التواصــل مــع‬ ‫اآلخــر وننســحب مــن احملادثــة‪ ،‬وهــذا مــا يضيــع علينــا فرصــة استكشــاف وفهــم مــا‬ ‫وراء موقفــه و رأيــه‪.‬‬ ‫وهــذا النــوع مــن احملادثــات هــو الــذي يكشــف لنــا مــا يتيحــه احلــوار مــن اســتمرار‬ ‫االتصــال بــن األطــراف مــع إمكانيــة التواصــل بشــكل أكثــر ســلمية واحتــرام‪ .‬وعندمــا‬ ‫ننجــح فــي ذلــك‪ ،‬فإننــا نحصــد ثمــار هــذه التجربــة‪ ،‬ألن هــذا النــوع مــن احملادثــات الذي‬ ‫يثيــر األعصــاب ويشــعرنا بالتحــدي ميثــل فــي الواقــع تربــة خصبــة لتبصــرات جديــدة‬ ‫ألنفســنا ولغيرنــا‪ ،‬وفرصــة حقيقيــة التســاع أفقنــا‪.‬‬ ‫(انظر امللحق ‪ ،4‬الفصل الثاني‪ ،‬امللحوظة رقم ‪)3‬‬

‫‪37‬‬


‫حتديات التواصل‬

‫التفسري‬

‫إن عمليــة التواصــل تقــوم علــى فرضيــة أساســية‪،‬‬ ‫وهــي أننــا نفســر مــا نعيشــه مــن خبــرات مــن‬ ‫منطلــق منظورنــا الشــخصي‪ .‬فمــا نعتبــره‬ ‫«واقعــا» ليــس حقيقــة موضوعيــة خارجــة عنّــا‪،‬‬ ‫وإمنــا هــو تفســيرنا الشــخصي والذاتــي ملــا منــر‬ ‫بــه مــن مواقــف حياتيــة‪ .‬فعندمــا نختبــر موقفـ ًا‬ ‫معينــ ًا‪ ،‬تتكــون بداخلنــا انطباعــات عــن هــذا‬ ‫املوقــف‪ ،‬ونقــوم بتصنيفهــا بشــكل تلقائــي فــي‬ ‫قوالــب فكريــة مســبقة تكونــت بداخلنــا عبــر الســنوات وبتراكــم اخلبــرات‪.‬‬ ‫هــذه القوالــب هــي التــي تســاعدنا علــى ترتيــب الكــم الهائــل مــن املعلومــات احلســية‬ ‫التــي نكتســبها مــن خــال حواســنا‪.‬‬ ‫إن مجمــوع هــذه القوالــب الفكريــة بداخلنــا ُيكــون أمناطــ ًا للتفســير‪ ،‬وهــي األمنــاط‬ ‫التــي تســاعدنا علــى إعطــاء معنــى لهــذه املعلومــات املكتســبة‪ ،‬وفهــم اخلبــرة أو الواقــع‬ ‫املعــاش مــن خاللهــا‪ .‬ميكــن تشــبيه أمنــاط التفســير هــذه بخريطــة داخليــة تســاعدنا‬ ‫علــى فهــم العالــم وحتديــد اجتاهاتنــا فــي املواقــف املختلفــة‪ .‬وعليــه‪ ،‬نكتشــف أن أمنــاط‬ ‫التفســير مهمــة للغايــة‪ ،‬فهــي التــي تســمح لنــا مــن ناحيــة أن ال نتــوه فــي الكــم الهائــل‬ ‫مــن املعلومــات واالنطباعــات التــي تتكــون لدينــا خــال اليــوم‪ ،‬ومــن ناحيــة أخــرى تتيــح‬ ‫لنــا التواصــل مــع اآلخريــن حــول الواقــع املعقــد الــذي نعيشــه‪.‬‬

‫رؤيتنا للعامل‬

‫إن األســرة التــي نشــأت بهــا واملدرســة التــي ذهبــت إليهــا واملدينــة التــي عشــت فيهــا‬ ‫ونــوع التعليــم الــذي اخترتــه واألصدقــاء احمليطــن بــك والرحــات التــي قمــت بهــا‬ ‫ووســائل اإلعــام التــي تســتخدمها ‪...‬إلــخ‪ ،‬كل هــذا كان ومــا زال لــه دور ًا مســتمر ًا‬ ‫فــي تشــكيل شــخصيتك وتكوينــك كشــخص فريــد‪ .‬فــكل هــذه املؤثــرات قــد شــكلت‬ ‫نظرتــك للحيــاة‪ ،‬أو مــا ُيســمى بـــ «رؤيتــك للعالــم»‪ ،‬والتــي ترتبــط ارتباط ـ ًا وثيق ـ ًا بــكل‬ ‫مــن خبراتــك الشــخصية وهويتــك الثقافيــة‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫أنا أمتلك منزال‪.....‬‬

‫ما شكله ؟‬

‫منزل صغير‪...‬‬

‫ما نوعه؟‬

‫منزل خشبي صغير‪....‬‬

‫أبيض وأسود‬

‫ما لونه؟‬

‫آه! لقد فهمت اآلن‬ ‫‪39‬‬


‫يعتمد التفسري على الرؤى املختلفة للعامل‬

‫إن رؤيتنــا للعالــم تتضمــن مجموعــة مــن االفتراضــات والقيــم ومعاييــر الســلوك ووجهــات‬ ‫النظــر األساســية‪ .‬ونحــن نســتند إليهــا مــن أجــل متييــز الصــواب مــن اخلطــأ واحلقيقــة‬ ‫مــن الزيــف‪ ،‬وبالتالــي فهــي تســاعدنا علــى حتديــد اجتاهاتنــا وكيفيــة التعامــل مــع كل‬ ‫مواقف‪.‬‬ ‫واجلديــر بالذكــر إن أمنــاط التفســير اخلاصــة بنــا هــي جــزء ال يتجــزأ مــن رؤيتنــا‬ ‫للعالــم‪ .‬ويعنــي هــذا أننــا عندمــا «نفهــم» شــيئا مــا‪ ،‬فــإن هــذا الفهــم مــا هــو إال نتيجــة‬ ‫لعمليــة تفســير تتــم مــن خــال املرشــح (الفلتــر) اخلــاص بنــا والــذي هــو رؤيتنــا للعالــم‪.‬‬ ‫ونحــن فــي العــادة ال نشــعر أن فهمنــا لألمــور هــو تفســير يعتمــد علــى رؤيــة خاصــة‬ ‫للعالــم‪ ،‬وإمنــا نظــن أننــا نفهــم األمــور «كمــا هــي» فــي واقــع خــارج ع ّنــا‪ .‬والســبب فــي‬ ‫ذلــك هــو أن رؤيتنــا للعالــم خفيــة ع ّنــا‪ ،‬يصعــب علينــا إدراكهــا والوعــي بهــا أو بتأثيرهــا‪،‬‬ ‫ألنهــا جــزء وثيــق مــن هويتنــا الشــخصية‪ ،‬أي جــزء ممــن نكــون‪ .‬فنحــن ال ننتبــه إليهــا‬ ‫وال يســهل علينــا التفكيــر فيهــا ألنهــا هــي نفســها طريقــة تفكيرنــا‪.‬‬ ‫ال يكــون لــدى كل النــاس أمنــاط التفســير نفســها‪ ،‬ويعنــي هــذا أن مــن املمكــن أن‬ ‫ـرق مختلفــة متامــا بنــا ًء علــى منــط التفســير‬ ‫نفســر مــا نــراه فــي العالــم اخلارجــي بطـ ٍ‬ ‫الــذي نتبعــه‪ .‬لذلــك‪ ،‬ميكــن أحيانـ ًا أن تكــون رؤيتنــا للعالــم حاجــزا يعــوق تواصلنــا مــع‬ ‫اآلخريــن‪.‬‬

‫اجلبل اجلليدي‬

‫التحــدي فــي عمليــة التواصــل يكمــن فــي أن مــا نرســله ونســتقبله مــن رســائل تنقــل‬ ‫بيانــات حســية نراهــا أو نســمعها ميثــل نســبة ضيئلــة جــد ًا ‪ -‬ولنقــل فرضـ ًا ‪ - %10‬مــن‬ ‫كل مــا يحــدث فــي مجــال التواصــل‪ .‬أمــا الـــ ‪ %90‬الباقيــة فهــي عبــارة عــن عمليــة‬ ‫التفســير املعقــدة التــي نقــوم بهــا بنــاء علــى رؤيتنــا للعالــم‪ .‬ونســبة الـــ ‪ %90‬هــذه خفيــة‬ ‫بالنســبة لنــا‪ ،‬ألن رؤيتنــا للعالــم ‪-‬والتــي تشــمل قيمنــا ومعاييرنــا ومنظورنــا األساســي‬ ‫ هــي أمــور عــادة مــا تكــون مــا دون الوعــي أو فــي العقــل الباطــن‪ .‬إننــا نعتقــد أن‬‫رؤيتنــا لألمــور هــي «الرؤيــة الطبيعيــة»‪ ،‬و أن «هكــذا هــو العالــم»‪ .‬وميكــن تشــبيه مــا‬ ‫يحــدث فــي التواصــل باجلبــل اجلليــدي‪ ،‬ال يظهــر منــه علــى الســطح ســوى ‪ ،%10‬فــي‬ ‫حــن يختفــي الـــ‪ %90‬حتــت الســطح‪ ،‬فــا نســتطيع نحــن وال اآلخريــن رؤيتــه‪ .‬إنــه مــن‬ ‫النــادر جــد ًا أن نكــون علــى وعــي بكيفيــة تفســيرنا للواقــع واألســس التــي نبنــي عليهــا‬ ‫هــذا التفســير‪ ،‬وكذلــك جنــد صعوبــة فــي إدراك ذلــك عنــد اآلخريــن‪ .‬إن املتــاح لنــا‬ ‫‪40‬‬


‫اجلبل اجلليدي‬ ‫‪ - %10‬ما يظهر من‬ ‫عملية التواصل‪ :‬أقوالنا‬ ‫وأفعالنا‬

‫‪ - %90‬رؤية العالم‪:‬‬ ‫اخلبرات الشخصية‬ ‫ومعايير السلوك والقيم‬ ‫واالفتراضات األساسية‪.‬‬

‫عندما يتقابل جبالن جليديان‬

‫قد يختلف تفسير الطرفني ملضمون التواصل‪.‬‬

‫‪%10‬‬

‫‪%90‬‬

‫‪41‬‬


‫فعلي ـ ًا هــو مــا يعبــر عنــه اآلخــرون ‪ -‬أي رســائلهم لنــا ‪ -‬مــن خــال تواصلهــم معنــا‬ ‫وتصرفاتهــم‪ ،‬وهــو مــا ميثــل نســبة الـــ‪ %10‬املرئيــة واملســموعة واحملسوســة‪ .‬وكذلــك‬ ‫بالنســبة لآلخريــن‪ ،‬فاملتــاح لهــم مــن محتــوى رســائلنا هــو نســبة الـــ‪ %10‬نفســها‪.‬‬ ‫ولتوضيــح الفكــرة ميكننــا اســترجاع تشــبيه اخلريطــة الداخليــة‪ :‬فعندمــا نتواصــل مــن‬ ‫داخــل جماعــة ثقافيــة واحــدة‪ ،‬فــإن رؤيتنــا للعالــم ‪ -‬وهــي مبثابــة اخلريطــة الداخليــة‬ ‫التــي نأخــذ منهــا اجتاهاتنــا ‪ -‬تكــون متشــابهة بقــدر كبيــر‪ ،‬بغــض النظــر عــن بعــض‬ ‫الفــروق الفرديــة‪ .‬ففــي األغلــب نتحــدث اللغــة األم نفســها‪ ،‬ويكــون لدينــا عــادات وتقاليــد‬ ‫وتفضيــات واحــدة‪ .‬لــذا تكــون عمليــة التواصــل فــي العمــوم أكثــر سالســة‪ ،‬وإن كان‬ ‫مــن الــوارد بالطبــع أن يحــدث قــدر مــن ســوء التفاهــم واختــاف فــي التفســيرات داخــل‬ ‫املجتمــع الثقافــي الواحــد‪.‬‬ ‫أمــا إذا اختلفــت اخلرائــط‪ ،‬يصعــب اللقــاء‪ .‬فعندمــا يتقابــل شــخصان لهمــا خلفيــات‬ ‫ثقافيــة مختلفــة‪ ،‬فاالحتمــال األكبــر هــو أن هنــاك اختالفــات فــي كل مــن الظاهــر فــوق‬ ‫الســطح واملختفــي حتتــه‪ ،‬وهــذا فــي حــد ذاتــه ميثــل حتدي ـ ًا‪ .‬ولكــن الصعوبــة األكبــر‬ ‫تكمــن فــي أنــه ال ميكنــك أن تعــرف مــا هــي نقــاط االختــاف وال أن حتــدد مــداه‪ ،‬ألن‬ ‫هنــاك اختالفــات خفيــة فــي منــط التفســير‪ ،‬قلّمــا ننتبــه إليهــا‪ .‬فمث ـ ً‬ ‫ا‪ ،‬يقــول شــخص‬ ‫قــو ًال أو يصــدر عنــه فع ـ ً‬ ‫ا تفســره أنــت تلقائي ـ ًا بالرجــوع إلــى منــط التفســير اخلــاص‬ ‫بــك‪ ،‬وتفتــرض أنــك فهمــت املعنــى املقصــود‪ ،‬دون وعــي منــك بإمكانيــة اختــاف املعنــى‬ ‫املقصــود متامــ ًا بالنســبة لصاحــب هــذا القــول أو الفعــل‪ .‬فاختــاف منــط التفســير‬ ‫اخلــاص باألشــخاص يعطــي القــول نفســه أو الفعــل نفســه معانــي عديــدة‪.‬‬ ‫وإليــك مثــال يوضــح هــذه الفكــرة‪ .‬قــد تــرى امــرأة تلبــس احلجــاب‪ ،‬هــذا مــا تــراه‬ ‫بعينــك (أي مــا فــوق الســطح)‪ ،‬وقــد تقــوم بتفســير مــا تــراه باســتخدام أمنــاط التفســير‬ ‫اخلاصــة بــك (وهــي حتــت الســطح)‪ ،‬كأن تفكــر بشــكل تلقائــي أن هــذه املــرأة تلبــس‬ ‫احلجــاب ألنــه واجــب دينــي‪ .‬وهــذا التفســير يتــم بنــا ًء علــى أمنــاط التفســير اخلاصــة‬ ‫بــك بشــكل تلقائــي حتــى إنــك ال تنتبــه إلــى إمكانيــة أن يكــون هــذا التفســير مختلف ـ ًا‬ ‫عــن تفســير املــرأة صاحبــة الشــأن‪ ،‬ألن مــا «حتــت الســطح» لديهــا يختلــف ع ّمــا «حتــت‬ ‫الســطح» لديــك‪ .‬ففــي ســياقات مختلفــة‪ ،‬ميكــن أن يكــون لبــس احلجــاب رمــز ًا للتديــن‪،‬‬ ‫أو رمــز ًا لتحــرر املــرأة واســتقالليتها‪ ،‬أو رمــز ًا للقهــر الذكــوري‪ ،‬أو مجــرد تعبيــر عــن‬ ‫ذوق امــرأة ترغــب فــي الظهــور مبظهــر حتبــه‪ .‬إذن فاملعنــى املرتبــط بالواقــع املشــهود‬

‫‪42‬‬


‫قــد يختلــف متامــ ًا بحســب الســياق‪ ،‬وبحســب الشــخص الــذي يشــهد هــذا الواقــع‬ ‫وأمنــاط التفســير اخلاصــة بــه‪.‬‬ ‫(انظر امللحق ‪ ،4‬الفصل الثاني‪ ،‬امللحوظة رقم ‪)4‬‬

‫النظارات الثقافية‬

‫إن املجتمــع الثقافــي الــذي ننتمــي إليــه يؤثــر علــى أمنــاط التفســير اخلاصــة بنــا‪ ،‬وكأننــا‬ ‫ننظــر للعالــم مــن خــال نظــارة ثقافيــة‪ .‬قــد ال نســتطيع خلــع تلــك النظــارة‪ ،‬ولكــن‬ ‫ميكننــا إدراك كيــف إنهــا تضيــف لونهــا اخلــاص علــى العالــم الــذي نــراه مــن خاللهــا‪.‬‬ ‫ويحــدث هــذا اإلدراك عندمــا نقابــل أشــخاصا ينظــرون للعالــم بطريقــة مختلفــة ع ّنــا‪،‬‬ ‫ويتحركــون بــه وفقــا خلرائــط ال تشــبه خريطتنــا‪ .‬فــي هــذه اللقــاءات‪ ،‬تتــاح لنــا فرصــة‬ ‫اكتشــاف أنفســنا واالنتبــاه لنظارتنــا الثقافيــة‪ ،‬ممــا يوســع مــن أفقنــا و ُيزيدنــا حكمــة‬ ‫فــي الطريقــة التــي ننظــر بهــا للعالــم ونفهمــه‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬فــإن الفرصــة تكــون ســانحة خــال هــذه اللقــاءات ألن نتعــرف علــى عوالــم جديــدة‬ ‫مــن ناحيــة‪ ،‬وأن نعمــق فهمنــا ألنفســنا مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬ولكــن يشــترط ذلــك أن‬ ‫نعيــش هــذه اللقــاءات دون أن يكــون هدفنــا هــو إثبــات أن رؤيتنــا للعالــم هــي الوحيــدة‬ ‫الصحيحــة‪ .‬بالعكــس‪ ،‬يجــب أن نختــار بشــكل واعــي اقتنــاص فرصــة توســيع مداركنــا‬ ‫وأفقنــا الفكــري‪.‬‬ ‫ويعــود بنــا هــذا إلــى فكــرة «طبيعــة احلــوار»‪ :‬فعندمــا ندخــل جتربــة لقــاء اآلخــر ونحــن‬ ‫نحمــل قيــم احلــوار ومســتعدين ذهنيــ ًا لــه‪ ،‬نصبــح قادريــن علــى بنــاء جســور عبــر‬ ‫االختالفــات‪ .‬وإذا اســتخدمنا باإلضافــة إلــى ذلــك أســلوب التواصــل احلــواري ‪ -‬والــذي‬ ‫نلتقــي فيــه مــع اآلخريــن برغبــة حقيقيــة فــي االستكشــاف‪ -‬فيمكننــا حينئـ ٍـذ أن نغــوص‬ ‫حتــت ســطح ظواهــر األمــور‪ ،‬بــل ونســبح للجانــب اآلخــر‪ ،‬فــي ســبيل أن نفهــم مــا يفهمــه‬ ‫اآلخــرون‪ ،‬وأن نتعــرف علــى مبــررات تصرفاتهــم‪ ،‬وأن نكتشــف األشــياء املشــتركة بيننا‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫ما هو التواصل احلواري؟‬

‫التواصــل احلــواري يتســم بالفضــول واالستكشــاف‪ .‬إنــك تســعى مــن خاللــه إلــى‬ ‫حتقيــق إتصــال مــع آخرعلــى أســاس مبــادئ احلــوار األربعــة‪ :‬الثقــة واألمانــة واالنفتــاح‬ ‫واملســاواة‪.‬‬

‫بشكل عملي‪ ،‬يتطلب ذلك أن‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫‪44‬‬

‫•تتواصــل مــع اآلخريــن بثقــة وأمانــة وانفتــاح‪ ،‬ومــن منطلــق املســاواة‬ ‫بينكــم‬ ‫•تبنــي عالقــة شــخصية‪ ،‬بالتعبيــر عــن نفســك وليــس بالنيابة عــن مجموعتك‬ ‫أو ثقافتــك أو بلدك‪.‬‬ ‫•تعبر عن تعاطفك وحتاول فهم اآلخرين‪.‬‬ ‫•تســأل عــن مشــاعر اآلخريــن وقيمهــم‪ ،‬وتتحمــل مســئولية املشــاعر والقيــم‬ ‫اخلاصــة بك‪.‬‬ ‫•تستخدم جم ً‬ ‫ال كاملة في احلوار‪ ،‬مع التركيز على الوقائع‪.‬‬ ‫•تكون مباشر ًا ودقيق ًا مع استخدام أسلوب يتسم باالحترام‪.‬‬


‫أدوات التواصل احلواري‬

‫هنــاك أربــع أدوات أساســية للتواصــل احلــواري‪ ،‬وهــي احلضــور لآلخــر‪ ،‬واإلصغــاء‬ ‫الفعــال (االســتماع النشــط)‪ ،‬والترديــد أو االنعــكاس‪ ،‬واألســئلة االستكشــافية‪.‬‬ ‫يتــم التنويــع فــي اســتخدام هــذه األدوات وتطويعهــا الحتياجــات احلــوار حســب‬ ‫األطــراف املختلفــة وعالقتهــم ببعــض‪ ،‬وأيضـ ًا حســب املوقــف وســياق احملادثــة‪ .‬فعلــى‬ ‫ســبيل املثــال‪ ،‬ســيختلف شــكل مداخالتــك عندمــا تتحــدث مــع زميلــك فــي العمــل عــن‬ ‫مشــروع مــا‪ ،‬وعندمــا تتحــدث مــع أخيــك عــن مشــكلة شــخصية‪ ،‬أو عندمــا تكــون قائــد ًا‬ ‫لورشــة حــوار ومســئو ًال عــن تيســيره آلخريــن‪ .‬ومــن املهــم أيضـ ًا االنتبــاه لالختالفــات‬ ‫الثقافيــة التــي تؤثــر علــى شــكل التواصــل ســواء تلــك املرتبطــة باألســلوب اللغــوي أو‬ ‫بلغــة اجلســد‪ .‬فمث ـ ً‬ ‫ا‪ ،‬مــا يعتبــره األشــخاص أســلوبا «مباشــر ًا» فــي احلديــث يختلــف‬ ‫بشــكل كبيــر بحســب العــرف الســائد‪ ،‬وكذلــك مــا يعتبرونــه الئقـ ًا فيمــا يخــص املســافة‬ ‫التــي تفصــل بــن أطــراف احلديــث‪.‬‬

‫احلضور لآلخر‬ ‫ميكننــا أن نالحــظ األوقــات التــي نختبــر فيهــا احلضــور التــام لآلخــر وحالــة الوصــال‬ ‫معــه‪ ،‬ولكــن مــن الصعــب وصــف هــذه اخلبــرة فــي كلمــات‪ .‬فــي الواقــع‪ ،‬إن هــذه‬ ‫اخلبــرة مــن أهــم مــا يحتاجــه اإلنســان فــي عالقتــه مــع اآلخريــن‪ ،‬ومــن أكثــر مــا يغنــي‬ ‫هــذه العالقــات‪ .‬عندمــا نعيــش خبــرة احلضــور لآلخــر‪ ،‬فإننــا نشــعر بهــذا الوصــال‬ ‫علــى املســتوى العميــق‪ ،‬وكأننــا نلمــح جوانــب مــن روحــه‪ .‬ويشــبه ذلــك خبــرة حضورنــا‬ ‫التــام ألنفســنا‪ ،‬حيــث نشــعر فــي هــذه اللحظــات بالوصلــة مــع ذاتنــا العميقــة‪ ،‬ونشــعر‬ ‫باإلتــزان الداخلــي وباالرتيــاح والتناغــم مــع مــا يحــدث حولنــا‪ ،‬ويخــف احساســنا‬ ‫بالزمــان واملــكان‪.‬‬ ‫يســاعدنا احلــوار علــى حتقيــق هــذا احلضــور والوصــال‪ ،‬وفــي الوقــت نفســه يغــذي‬ ‫هــذا الوصــال احلــوار ويثريــه‪ .‬إنــك تشــعر فــي هــذه احلالــة أن اآلخــر يــراك‪ ،‬وأنــك‬ ‫مســموع ومفهــوم‪ ،‬كمــا تختبــر فعليـ ًا رؤيــة مــا بعمــق اآلخــر‪ ،‬واإلصغــاء إليــه‪ ،‬وفهمــه‪.‬‬ ‫تــرى اآلخــر عندئــذ ليــس كممثـ ً‬ ‫ا عــن رأي أو مجموعــة أو ثقافــة‪ ،‬بــل كإنســان بداخلــه‬ ‫توازنــات وتناقضــات‪ ،‬مثلــك متام ـ ًا‪ .‬ال يهــم فــي هــذه اللحظــة معرفــة مــن منكــم علــى‬ ‫صــواب‪ ،‬وال مــن ســيفوز فــي النقــاش‪ ،‬وذلــك ألنــك تواصلــت مــع إنســان آخــر علــى‬ ‫مســتوى أعمــق‪ .‬هــذه خبــرة مؤثــرة‪ ،‬تثريــك وتســاعدك علــى املضــى قدم ـ ًا‪.‬‬ ‫مــن أجــل خلــق هــذه احلالــة مــن الوصــال مــع اآلخريــن‪ ،‬يجــب أن تكــون أنــت نفســك‬ ‫‪45‬‬


‫حاضــرا لذاتــك‪ ،‬وحاضــر الذهــن ملــا تعيشــه فــي هــذا املــكان وفــي هــذه اللحظــة‪ ،‬أي‬ ‫احلضــور التــام ملــا هــو «هنــا واآلن»‪.‬‬ ‫إن نقطــة البدايــة هــي أن تكــون مــدرك ًا آلرائــك ومــا ورائهــا مــن قيــم‪ ،‬وأن تكــون علــى‬ ‫وعــي مبــا يــدور بداخلــك مــن مشــاعر واحتياجــات‪ .‬وليــس ذلــك باألمــر الهــن‪ ،‬بــل‬ ‫هــو حتــدي بالنســبة ملعظمنــا‪ ،‬حيــث أننــا نعيــش فــي عصــر تنتشــر وتشــغلنا فيــه‬ ‫وســائل اإلتصــال االلكترونيــة أربعــة وعشــرون ســاعة فــي اليــوم‪ ،‬ونتعــرض لإلعالنــات‬ ‫باســتمرار فــي األماكــن العامــة‪ ،‬مــع ســرعة إيقــاع احليــاة‪ ،‬وكلهــا عوامــل تتســابق فــي‬ ‫جــذب انتباهنــا‪ ،‬وبالتالــي تص ّعــب علينــا حالــة احلضــور حتــى ألنفســنا‪.‬‬ ‫ولكــن ميكــن أن نتــدرب لنكتســب القــدرة علــى حتقيــق حالــة احلضــور والوصــال‪ ،‬وذلــك‬ ‫بأكثــر مــن طريقــة‪ .‬أحــد هــذه الطــرق هــو اســتخدام التأمــل الذاتــي ومراجعــة مــا‬ ‫نعيشــه مــن خبــرات بهــدف االنتبــاه ملشــاعرنا وأفكارنــا وردود أفعالنــا فــي املواقــف‬ ‫املختلفــة‪ .‬وتســاهم األدوات الثالثــة األخــرى – وهــي اإلصغــاء الفعــال (االســتماع‬ ‫النشــط) والترديد‪/‬اإلنعــكاس‪ ،‬واألســئلة االستكشــافية ‪ -‬علــى خلــق حالــة مــن احلضــور‬ ‫والوصــال مــع اآلخــر فــي أثنــاء عمليــة التواصــل‪ ،‬ممــا مــن شــأنه أن يغنــي ويغــذي‬ ‫احلــوار‪.‬‬ ‫(انظر امللحق ‪ ،4‬الفصل الثاني‪ ،،‬امللحوظة رقم ‪)5‬‬

‫اإلصغاء الفعال (االستماع النشط)‬ ‫إن االصغــاء الفعــال أو االســتماع النشــط هــو أداة بســيطة وفعالــة تظهــر اســتماعك‬ ‫الفعلــي ملــا يعبــر عنــه اآلخــرون‪ ،‬فبــه تعبــر عــن اهتمامــك العميــق وفضولــك جتــاه مــا‬ ‫يقولونــه‪ ،‬وذلــك مــن خــال بعــض األســئلة‪ ،‬أو مــن خــال لغــة اجلســد التــي تعبــر عــن‬ ‫التوكيــد والفهــم واالحتــرام مثــل اإلميــاء والنظــر إلــى اآلخــر‪ ،‬وكلهــا تعبيــرات تشــير‬ ‫ألنــك ترغــب فعلي ـ ًا فــي فهــم واســتيعاب مــا يــدور بذهــن املتكلــم‪.‬‬ ‫يتطلــب االســتماع النشــط فــي أعلــى درجاتــه أن تُسـ ِـكت أصواتــك الداخليــة وتنســحب‬ ‫فــي اخللفيــة مبــا حتمــل مــن أفــكار وأراء‪ ،‬وهــذه نقطــة رئيســة‪ .‬ففــي العــادة‪ ،‬تقودنــا‬ ‫رغبتنــا فــي مســاعدة اآلخــر إلــى ســحب امليكروفــون منــه لنعبــر عــن آراءنــا ولنقــدم‬ ‫اقتراحاتنــا حللــول ممكنــة‪ .‬وليــس هنــاك مــا يضيــر فــي ذلــك‪ ،‬إال أن هــذا يختلــف‬ ‫عــن اإلصغــاء الفعــال أو االســتماع النشــط‪ ،‬والــذي يهــدف فــي األســاس إلــى تشــجيع‬ ‫اآلخــر علــى التعبيــر‪ .‬فعندمــا تتبنــى هــذه األداة مــن أجــل حتفيــز احلــوار‪ ،‬يجــب عليــك‬ ‫أن تقــاوم رغبتــك فــي التحــدث والتعبيــر عــن رأيــك وإعطــاء النصائــح واالقتراحــات‪،‬‬ ‫طاملــا لــم يطلــب منــك الطــرف اآلخــر ذلــك بشــكل مباشــر‪ .‬وإال‪ ،‬فكأنــك تســرق عنــه‬ ‫‪46‬‬


‫األضــواء وتســتحوذ علــى احلديــث‪ ،‬ممــا يعــوق حالــة احلضــور والوصــال املطلوبــة مــن‬ ‫أجــل إثــراء احلــوار‪.‬‬ ‫عندمــا يكــون احلــوار بــن صديقــن أو رفيقــن فــي العمــل‪ ،‬فســوف يتــم تبــادل دور‬ ‫املســتمع النشــط بينهمــا تلقائيــا‪ ،‬وكأنهــا رقصــة ثنائيــة‪ .‬أمــا فيمــا يخــص تيســير ورش‬ ‫العمــل‪ ،‬فــإن االســتماع النشــط هــو أحــد أهــم أدوات امليســر إليجــاد وخلــق احلــوار فــي‬ ‫املجموعــة (كمــا ســيتم توضيحــه فــي الفصــل الرابــع)‪.‬‬

‫الترديد (االنعكاس)‬ ‫املقصــود بالترديــد أو االنعــكاس هــو إعــادة ترديــد مــا يقولــه الطــرف اآلخــر وتكــرار‬ ‫كلماتــه أو بعضــ ًا منهــا‪ .‬إنــه أســلوب بســيط ُيســتخدم أيضــ ًا فــي إطــار االســتماع‬ ‫النشــط ألنــه يؤكــد للطــرف اآلخــر أنــك ســمعت مــا قالــه‪ .‬وفــي الوقــت نفســه‪ ،‬فلهــذا‬ ‫ـال يســاعدك‬ ‫األســلوب تأثيــر ميكانيكــي حيــث أن ترديــد اجلملــة التــي ســمعتها بصـ ٍ‬ ‫ـوت عـ ٍ‬ ‫علــى فهمهــا بشــكل أفضــل‪ ،‬أي هضمهــا وتذوقهــا‪ .‬وبالطبــع‪ ،‬قــد تشــعر إنه مــن الغريب‬ ‫إعــادة ترديــد جملــة بأكملهــا‪ ،‬وعندهــا ميكــن االكتفــاء بترديــد جــزء منهــا‪ ،‬أو حتــى أخــر‬ ‫كلمتــن فــي اجلملــة‪ ،‬فــإن ذلــك يفــي بالغــرض‪ .‬وميكــن تشــبيه تأثيــر الترديــد هنــا بدفعــة‬

‫‪47‬‬


‫بســيطة تعطيهــا ملتســلق علــى منحــدر صعــب‪ ،‬فهــي تُشــعر الشــخص أنــه مدعــوم ومتــده‬ ‫ببعــض القــوة ليســتكمل طريقــه‪ .‬وكذلــك بالنســبة للمتكلــم‪ ،‬فــإن الترديــد يســاعده علــى‬ ‫االســتمرار فــي التعبيــر عــن حبــل أفــكاره وتأمالتــه‪ ،‬ورمبــا يســاعده علــى تعميــق فكرتــه‪،‬‬ ‫فتفهمهــا أنــت بشــكل أفضــل‪ .‬وهكــذا يتحــرك احلــوار ويتقــدم بشــكل حيــوي‪.‬‬ ‫وميكــن أيضــا أن يتــم الترديــد مــن خــال عكــس لغــة اجلســد اخلاصــة باآلخــر‪ ،‬فمثــا‬ ‫تنحنــي لألمــام أو تضــع يــدك حتــت خــدك عندمــا يفعــل اآلخــر ذلــك‪ ،‬أو تتواصــل معــه‬ ‫بالنظــر إلــى عينــه عندمــا تشــعر أنــه يدعــوك لذلــك‪ .‬والواقــع إننــا نقــوم بــكل هــذا بشــكل‬ ‫تلقائــي عندمــا نكــون فــي حالــة احلضــور والوصــال مــع اآلخــر‪ ،‬إال وأنــه ميكننــا أيضـ ًا‬ ‫أن نخلــق هــذا احلضــور والوصــال عــن طريــق ترديــد وعكــس مــا يتــم التعبيــر عنــه‬ ‫لفظيـ ًا وغيــر لفظيـ ًا‪.‬‬

‫أمثلة‪:‬‬ ‫‪ -١‬نقاش بدون استخدام الترديد‪:‬‬ ‫الشــخصية أ‪« :‬إنــه ببســاطة ألمــر مخــ ٍز أن يتقــدم هــذا العــدد القليــل مــن‬ ‫النــاس للعمــل التطوعــي بالرغــم مــن أنــه ُيكســب املــرء خبــرات عديــدة!»‬ ‫(عبارة صدرت من القلب بخصوص أمر يهم «الشخصية أ» )‬ ‫الشــخصية ب‪« :‬إنــه ليــس باألمــر املخــزي! فمــن حــق كل شــخص أن يقــرر مــا‬ ‫يناســبه بشــأن هــذا األمر‪».‬‬ ‫(يضع وجهة النظر املعاكسة ويبدأ في النقاش‪).‬‬ ‫الشــخصية أ‪« :‬بالنســبة لــي فهــذا ألن النــاس قــد أصبحــوا أنانيــن بشــكل‬ ‫فظيــع!»‬ ‫(يبدأ في الدفاع ويصدر حكمه على الناس‪).‬‬ ‫الشخصية ب‪« :‬حسنا‪ ،‬وماذا عنك أنت؟ أعتقد أننا جميع ًا أنانيون‪»...‬‬ ‫(يعمم ويتهم وينقد‪).‬‬

‫‪ -2‬حتويل األمر من نقاش إلى حوار باستخدام الترديد‬ ‫الشــخصية أ‪« :‬إنــه ببســاطة ألمــر مخــ ٍز أن يتقــدم هــذا العــدد القليــل مــن‬ ‫‪48‬‬


‫النــاس للعمــل التطوعــي بالرغــم مــن أنــه ُيكســب املــرء خبــرات عديــدة!»‬ ‫الشخصية ب‪ « :‬خبرات عديدة؟»‬ ‫(يردد الكلمات األخيرة بناء على شعوره بأن هذا األمر يهم «الشخصية أ»‪).‬‬ ‫الشــخصية أ‪« :‬نعــم! فقــد حصلــت علــى خبــرات كثيــرة رائعــة أثنــاء عملــي‬ ‫كمتطــوع‪».‬‬ ‫الشــخصية ب‪« :‬إذن‪ ،‬فقــد حصلــت علــى خبــرات كثيــرة أثنــاء عملــك‬ ‫كمتطــوع‪»...‬‬ ‫(أو مث ـ ً‬ ‫ا‪« :‬اخبرنــي املزيــد‪( – )»...‬يــردد الكلمــات األخيــرة ألنــه يستشــعر أن مــن‬ ‫املهــم الكشــف عــن هــذه اخلبــرات الشــخصية مــن أجــل تعميــق احملادثــة‪).‬‬ ‫الشخصية أ‪ « :‬بالتأكيد! ففي مرة من املرات‪»...‬‬ ‫(يبدأ في روي خبرة سابقة‪).‬‬ ‫الشخصية ب‪ « :‬وما الذي أكتسبته في هذه التجربة؟»‬ ‫أو‪ « :‬ما أهم مالمح هذه التجربة بالنسبة لك؟»‬ ‫(هنا يتحول ألسلوب السؤال االستكشافي‪).‬‬ ‫(يقوم «أ» بحكي املزيد ثم يسأل «ب»)‬ ‫الشخصية أ‪« :‬أنت تعرف ماذا أعني‪ ،‬أليس كذلك؟»‬ ‫مخز» إلى تنــاول القيــم واالحتياجات‬ ‫تتحــول احملادثــة مــن التركيــز علــى نقطــة «إنه ألمــر ٍ‬ ‫املرتبطــة بقضيــة «أســباب االلتحــاق بالعمــل التطوعــي»‪ .‬وتبــدأ «الشــخصية أ» بالتدريــج‬ ‫فــي التحــدث بشــكل شــخصي وواقعــي مــع االنطــاق مــن خبرتهــا‪ .‬فقــد مت الوصــال‬ ‫بــن الطرفــن‪ ،‬و َف َتــح احلــوار إمكانيــة الوصــول الكتشــافات جديــدة وتبصــرات أعمــق‬ ‫فيمــا يخــص خبراتهمــا احلياتيــة‪.‬‬

‫األسئلة االستكشافية‬

‫ميكــن اســتخدام األســئلة االستكشــافية مــن أجــل طلــب توضيــح أو تعميــق أمــر لــم‬ ‫تفهمــه فــي احلديــث‪ ،‬ســواء يخــص لــب القضيــة املثــارة أو وجهــات نظــر اآلخريــن‬ ‫‪49‬‬


‫حولهــا‪ .‬وقــد تلقــي هــذه األســئلة أيضـ ًا الكتشــاف مــا يكمــن وراء وجهــات النظــر هــذه‬ ‫مــن رؤيــة للعالــم وافتراضــات أساســية وقيــم ومعاييــر ومشــاعر وخبــرات شــخصية‬ ‫لألفــراد‪( .‬انظــر منــوذج اجلبــل اجلليــدي ص)‪.‬‬ ‫ميكــن أن تبــدأ األســئلة االستكشــافية كمــا هــو احلــال بالنســبة لألســئلة املفتوحــة‬ ‫بــأدوات االســتفهام ‪-‬مــاذا‪ ،‬كيــف‪ ،‬أي‪ ،‬مــن‪ ،‬ومتــى‪ -‬أو بدعــوة تشــجيعية‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا‪« :‬هــل‬ ‫ميكــن أن تخبرنــي باملزيــد؟» يفضــل جتنــب اســتخدام أداة االســتفهام «ملــاذا» حيــث‬ ‫أنهــا قــد تعطــي إيحــاء باالســتجواب وكأن علــى الطــرف اآلخــر تبريــر موقفــه‪ ،‬فــي حــن‬ ‫أن مــن الــوارد أنــه لــم ُيك ـ ّون رأي ـ ًا واضح ـ ًا و ُمس ـ َبب ًا بعــد‪ .‬فالهــدف هنــا هــو حتقيــق‬ ‫املزيــد مــن الفهــم والوضــوح للطرفــن مــن خــال احملادثــة‪ .‬ينبغــي فــي احلــوار جتنــب‬ ‫اســتخدام األســئلة املغلقــة ‪ -‬وهــي األســئلة التــي تســتدعي إجابــة بنعــم أو ال‪ -‬وكذلــك‬ ‫األســئلة املوحيــة باإلجابــة‪ ،‬وتلــك التــي حتمــل وجهــة نظــرك اخلاصــة بشــكل خفــي‪.‬‬

‫أمثلــة لألســئلة املغلقــة واملوحيــة باإلجابــة‪ ،‬وكذلــك لألســئلة املفتوحــة‬ ‫واالستكشــافية‪:‬‬ ‫‪« -1‬أال تعتقــد أنــه أمــر ســيء للغايــة أن عــددا كبيــرا مــن األشــخاص يفقــدون‬ ‫حياتهــم كل عــام فــي حــوادث املــرور فقــط بســبب عــدم مراعــاة النــاس حلــدود‬ ‫السرعة؟»‬ ‫(ســؤال موحــي باإلجابــة يعكــس رأي الســائل اخلــاص وحتيــزه‪ .‬إنــه تعبيــر عــن‬ ‫الــرأي أكثــر منــه استكشــافا لــرأي الشــخص اآلخــر‪).‬‬ ‫«مــا رأيــك فــي اإلحصائيــات األخيــرة التــي تشــير إلــى اســتمرار ارتفــاع عــدد‬ ‫ضحايــا املــرور؟»‬ ‫(سؤال مفتوح يعتمد على احلقائق ويشجع على التعبير عن اآلراء ومبرراتها‪).‬‬ ‫‪« -2‬إذا‪ ،‬هل أنت تلتزم دائما باملواعيد؟»‬ ‫(يفتــرض الســؤال أن االلتــزام بامليعــاد أمــر موضوعــي‪ ،‬ويســتدعي إجابــة بنعــم أو‬ ‫ال)‪.‬‬ ‫«ما هو معنى الوقت بالنسبة لك؟»‬ ‫أو‬ ‫«في رأيك‪ ،‬ما الذي يهم فيما يتعلق باحلضور في املوعد املتفق عليه؟»‬ ‫(سؤال مفتوح واستكشافي يفترض أن مفهومنا عن الزمن أمر نسبي‪).‬‬ ‫‪50‬‬


‫قــد يبــدو األمــر مربــك ًا وغريبــ ًا عنــد بــدء اســتخدام هــذه األدوات‪ ،‬ولكنهــا‬ ‫مســألة اعتيــاد وتدريــب‪ ،‬وكذلــك اكتســاب مهــارة تطويــع األســلوب املُســتخ َدم‬ ‫للموقــف وللشــخص الــذي تتحــدث معــه‪ .‬فلتبــدأ‪ ،‬وســتالحظ كيــف ســيصبح‬ ‫هــذا األســلوب جــز ًء مــن طبيعتــك‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫ملحوظات‬

‫‪52‬‬


‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫التخطيط إلقامة ورشة عمل‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫ ‬ ‫•ما املقصود بـ «ورشة عمل»؟‬ ‫ ‬ ‫• •ماهي ورشة العمل احلوارية؟‬ ‫ ‬ ‫•ورشة العمل الناجحة‬ ‫ ‬ ‫• •طريقة عمل الورشة الناجحة‬ ‫ ‬ ‫• •مبادئ الورشة الناجحة‬ ‫ ‬ ‫•نهج شامل وبسيط لتخطيط الورشة‬ ‫ ‬ ‫• •املوضوع‬ ‫ ‬ ‫• •السيناريو‬ ‫ ‬ ‫• • التعاون بني عدد من املُ َي ِّسرين‬ ‫ ‬ ‫• •الشكل‬ ‫ ‬ ‫• •العملية‬ ‫ ‬ ‫• التفاصيل التنظيمية‬ ‫• •التخطيط الشامل للورشة ‬ ‫ ‬ ‫• •فن التعليم‬ ‫ ‬ ‫• •الركن األول‪ :‬املضمون‬ ‫ ‬ ‫• •الركن الثاني‪ :‬املشاركون‬ ‫ ‬ ‫• •الركن الثالث‪ :‬الهدف‬ ‫ ‬ ‫• •الركن الرابع‪ :‬الدافع‬ ‫•أبعاد ورشة العمل الثالث‪ :‬املضمون والشكل وعملية التعلم ‬ ‫ ‬ ‫• • اختيار نقطة التركيز‬ ‫•نصائح للتخطيط اجليد‬

‫‪53‬‬


‫التخطيط إلقامة ورشة عمل‬ ‫«فــي بــادئ األمــر‪ ،‬كنــت متشــك ًكا فــي تأثيــر احلــوار‪ ،‬وكنــت أتســاءل عــن‬ ‫فعاليتــه علــى أرض الواقــع‪ .‬وقــد قمنــا بتنفيــذ ثالثــة ورش عمــل فــي الدمنــارك‬ ‫ومصــر‪ ،‬وتلقينــا ردود أفعــال رائعــة مــن املشــاركني‪ .‬وكانــت حلظــة إدراكــي‬ ‫بالفــرق الــذي نحققــه حلظــة فارقــة بالنســبة لــي‪ .‬فنحــن نغيــر شــي ًئا مــا مــن‬ ‫خــال احلــوار‪ ،‬نحــن نؤثــر فــي احليــاة‪ ،‬بــل وفــي العالــم أيضــا‪».‬‬ ‫محمد أنيس من مصر‪ ،‬سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫ما املقصود «بورشة عمل»؟‬

‫ورشــة العمــل هــي عمليــة تعلــم جماعيــة لهــا خطــة وتصميــم واضــح مــن‬ ‫شــأنه أن يحقــق هــدف محــدد‪ ،‬وهــي تتميــز مبنهجيــة تشــاركية تفتــح‬ ‫املجــال ملســاهمة جميــع أعضــاء املجموعــة وتشــركهم بشــكل نشــط‬ ‫وفعــال فــي عمليــة التعلــم – ومــن هنــا يأتــي مصطلــح ورشــة «العمــل»‪.‬‬

‫ميكــن تشــبيه ورشــة العمــل بالقصــة‪ ،‬حيــث أن لهــا هيــكل أساســي‪ ،‬تتحــرك األحــداث‬ ‫مــن خاللــه بشــكل متسلســل‪.‬‬

‫ويتكون الهيكل األساسي ألي ورشة من ثالثة أجزاء‪:‬‬ ‫‪1 .1‬املقدمة‪ :‬تقدمي الورشة وتوضيح إطار العمل‬ ‫‪2 .2‬مرحلــة األنشــطة‪ :‬وحتتــوي علــى األنشــطة املتنوعــة مبراحلهــا املختلفــة (مثــل‬ ‫تقــدمي النشــاط والتدريــب واحلــوار أو املناقشــة‪ ،‬والتأمــل أو املراجعــة إلــخ‪).‬‬ ‫‪3 .3‬اخلتام‪ :‬التلخيص واملراجعة والتقييم‬ ‫ويعتبــر هــذا الهيــكل األساســي منوذجــ ًا للتخطيــط‪ ،‬إال أن شــكل ورشــة العمــل‬ ‫ومضمونهــا يتنــوع وف ًقــا للهــدف منهــا والحتياجــات املشــاركني بهــا‪.‬‬ ‫(انظر امللحق ‪ ،4‬الفصل الثالث‪ ،‬امللحوظة رقم ‪)1‬‬

‫‪54‬‬


‫ما هي ورشة العمل احلوارية؟‬

‫وفيمــا يخــص ورش العمــل احلواريــة‪ ،‬فهــي بطبيعــة احلــال تتبنــى احلــوار موضوعــ ًا‬ ‫أساســي ًا للورشــة‪ .‬أمــا كيفيــة تنــاول هــذا املوضــوع‪ ،‬فهــي متروكــة للقائمــن علــى‬ ‫الورشــة‪ ،‬علــى أن تكــون األنشــطة والوســائل املقترحــة ذات معنــى بالنســبة للمشــاركني‪،‬‬ ‫جاذبــة الهتمامهــم وقــادرة علــى إشــراكهم بشــكل فعــال مــن ناحيــة‪ ،‬وأيضـ ًا أن تكــون‬ ‫متســقة ومرتبطــة بعضهــا ببعــض مــن ناحيــة أخــرى‪.‬‬ ‫ومبــا أن احلــوار ُيعــد مبثابــة رحلــة ُيعتبــر مــا نعيشــه فيهــا مــن أحــداث أهــم بكثيــر مــن‬ ‫الوصــول لوجهــة معينــة‪ ،‬فمــن املهــم أال تكتفــي ورش العمــل احلواريــة بتنــاول موضــوع‬ ‫احلــوار‪ ،‬وإمنــا عليهــا أن تتيــح للمشــاركني فيهــا فرصـ ًا للتحــاور مــع بعضهــم البعــض‬ ‫وبالتالــي الختبــار جتربــة ‪ -‬أو رحلــة ‪ -‬احلــوار‪.‬‬ ‫فــإن ورشــة العمــل احلواريــة الناجحــة هــي التــي تبــن مــا هــو احلــوار مــن خــال‬ ‫توضيــح األفــكار األساســية اخلاصــة بطبيعــة احلــوار‪ ،‬باإلضافــة إلــى فتــح مجــاالت‬ ‫ملمارســة احلــوار بشــكل عملــي‪ .‬فاملشــاركون يكتســبون فه ًمــا أعمــق إلمكانــات هــذه‬ ‫األداة مــن خــال مشــاركتهم فــي إقامــة حــوار حــول موضــوع مــا‪ ،‬وكذلــك عنــد تدربهــم‬ ‫علــى اســتخدام األدوات العمليــة للتواصــل احلــواري‪.‬‬

‫ويوجد نوعان لورش العمل احلوارية وهما‪:‬‬ ‫أ) ورش عمــل حــول احلــوار‪ ،‬يكــون الهــدف الرئيــس فيهــا هو التعريــف باحلوار‬ ‫وتوضيحــه كمفهــوم وطريقــة‪ ،‬وفيهــا يتعلــم املشــاركون مــا هــي طبيعــة احلــوار‬ ‫ويتعرفــون علــى أدوات التواصــل احلــواري مــن خــال األمثلــة والتدريبــات‪.‬‬ ‫ب) ورش عمــل قائمــة علــى احلــوار‪ ،‬يكــون الهــدف الرئيــس فيهــا هــو إقامــة‬ ‫حــوار حــول موضــوع محــدد‪ ،‬يختبــر املشــاركون مــن خاللــه كيــف يجعلهــم‬ ‫احلــوار أكثــر تفه ًمــا لهــذا املوضــوع وعلــى درايــة أعمــق بــآراء املشــاركني‬ ‫اآلخريــن فيــه‪ .‬وفــي ذات الوقــت‪ ،‬يكتســبون بطريقــة غيــر مباشــرة فهمـ ًا أعمــق‬ ‫لطبيعــة احلــوار‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫وكثيـ ًرا مــا يتداخــل هــذان النوعــان مــن الــورش‪ ،‬إال أنــه يفضــل التمييــز بينهمــا أثنــاء‬ ‫عمليــة التخطيــط مبــا يســهل مــن اختيــار مضمــون ورشــة العمــل وكيفيــة إدارتهــا‪.‬‬ ‫ومــن املهــم أن يكــون املشــاركون علــى علــم بنــوع ورشــة العمــل املقترحــة بحيــث يكــون‬ ‫االتفــاق حــول مــا ســيدور فــي الورشــة واضحــا ‪ -‬وهــو مــا ُيســمى بالعقــد ‪ -‬ويتطلــب‬ ‫ذلــك أن يكونــوا علــى درايــة مبوضــوع الورشــة وأهدافهــا‪ ،‬وكيــف ســيتم التطــرق فيهــا‬ ‫للحــوار بشــكل عملــي وكذلــك نســبة مشــاركتهم فــي هــذا احلــوار‪.‬‬

‫ورشة العمل الناجحة‬

‫إن أي ورشــة عمــل ناجحــة عــن احلــوار تتميــز مبحتــوى ميــزج مــا بــن مناقشــة موضوع‬ ‫احلــوار‪ ،‬وممارســة احلــوار بشــكل عملــي والتعلــم مــن خــال احلــوار‪ .‬فــإن التأمــل‬ ‫املشــترك فيمــا يحــدث أثنــاء املمارســة العمليــة للحــوار يفتــح املجــال للتعلــم والكتســاب‬ ‫فهــم ورؤى جديــدة‪ .‬ومــن َثــم فــإن االهتمــام مبســاحة التأمــل املشــترك يعــد أمــ ًرا‬ ‫محور ًيــا لنجــاح أى ورشــة عمــل عــن احلــوار‪.‬‬

‫املقصود بالتأمل هو التوقف برهة‬ ‫للتفكر والدخول يف حوار مع ذاتك‬ ‫أو مع اآلخرين‪ ،‬والتعبري بالكالم‬ ‫عما شعرت به واختربته يف‬ ‫موقف ما‪ ،‬وذلك الكتساب إدراك‬ ‫جديد وفهم أعمق ملوضوع التأمل‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫طريقة عمل الورشة الناجحة‪:‬‬ ‫إن الوصفــة أو طريقــة العمــل املقترحــة لنجــاح ورشــة العمــل تقــوم علــى ثالثــة إرشــادات‬ ‫أساســية‪ ،‬هــي التــي تســاعدنا علــى تصميــم هيــكل الورشــة واختيــار األنشــطة‬ ‫والتدريبــات واملناقشــات التــي ســتتضمنها‪ .‬وهــذه اإلرشــادات هــي‪:‬‬

‫‪1 .1‬تفصيــل أو تطويــع الورشــة للهــدف والحتياجــات‬ ‫املشــاركني‪ :‬مبعنــى أن يســاعد تصميــم الورشــة علــى تلبيــة احتياجــات‬ ‫املشــاركني بهــا مــن ناحيــة وحتقيــق الهــدف العــام للورشــة مــن ناحيــة‬ ‫أخــرى‪ .‬ويتطلــب هــذا الــرد علــى األســئلة التاليــة‪ :‬مــا هــو الهــدف الــذي‬ ‫أريــد حتقيقــه مــن خــال ورشــة العمــل؟ ومــا هــي احتياجــات املشــاركني‬ ‫فــي هــذه الورشــة؟‬

‫‪2 .2‬التأمــل ضــروري فــي أي نشــاط‪ :‬فالتأمــل ينتــج عنــه التعلــم‪.‬‬ ‫إن األنشــطة املختلفــة ســواء أنشــطة التهيئــة أو التدريبــات أو األلعــاب ال‬ ‫ينتــج عنهــا بذاتهــا الكثيــر مــن التعلــم‪ ،‬وإمنــا يحــدث التعلــم مــن خــال‬ ‫التأمــل‪ ،‬عندمــا نعبــر بالكلمــات عــن خبرتنــا املعاشــة وعــن مشــاعرنا وعــن‬ ‫مــا ت َولــد بداخلنــا مــن إدراكات ناجتــة عــن النشــاط أو املناقشــة‪ .‬وعليــه‬ ‫فمــن الضــروري أن يتبــع أي نشــاط بــن املشــاركني وقت ـ ًا للتأمــل فيــه‪،‬‬ ‫وكذلــك فمــن املهــم أن يقــوم امليســر بتوضيــح وتلخيــص مــا مت تعلمــه فــي‬ ‫بعــض النقــاط الواضحــة‪.‬‬ ‫‪3 .3‬التنويــع يحقــق احليويــة‪ :‬فالورشــة الناجحــة هــي عمليــة تعلــم‬ ‫حيويــة‪ ،‬جتــذب انتبــاه املشــاركني وتُشــركهم بفاعليــة فــي عمليــة التعلــم‪.‬‬ ‫ومــن ثــم فــإن التنــوع فــي األنشــطة يجــب أن يكــون فــي قلــب التخطيــط‪.‬‬ ‫فعلــى ســبيل املثــال‪ ،‬إذا كان فــي اخلطــة نشــاط توضيحــي يتطلــب جلــوس‬ ‫املشــاركني لبعــض الوقــت وإصغائهــم بانتبــاه‪ ،‬فمــن األفضــل أن يتبعــه‬ ‫نشـ ً‬ ‫ـاطا بدن ًيــا‪ .‬كمــا ميكــن أن يتبــع هــذا تأمـ ً‬ ‫ا فــي مجموعــات صغيــرة‬ ‫ثــم بعدهــا تلخيــص األمــر كلــه فــي جلســة جماعيــة وهكــذا يســتمر العمــل‬ ‫فــي الورشــة علــى هــذا النحــو‪.‬‬ ‫(انظر امللحق ‪ ،4‬الفصل الثالث‪ ،‬امللحوظة رقم ‪)2‬‬

‫‪57‬‬


‫مبادئ الورشة الناجحة‬

‫ُيفضل اإلسترشاد أثناء التخطيط للورشة باملبادئ األساسية الثالثة التالية‪.‬‬ ‫‪ 1 .1‬التعلــم عبــر التحــدي‪ :‬يعتبــر التعلــم وتنميــة الــذات وجهــان لعملــة واحــدة فيما‬ ‫يخــص احلــوار‪ .‬يتعلــم املشــاركون وتتطــور قدراتهــم عندمــا يتــم حتــدي معارفهــم‬ ‫ومعتقداتهــم واســتفزازها‪ ،‬بحيــث يتولــد لديهــم نــوع مــن التوتــر أو االضطــراب‪.‬‬ ‫ومــن املهــم أن يتــم هــذا التحــدي بالدرجــة املناســبة‪ ،‬فــا يكــون قويـ ًا للغايــة فيــؤدي‬ ‫إلــى انســحاب املشــارك خوفـ ًا علــى قناعاتــه‪ ،‬وال ضعيفـ ًا للغايــة بحيث ال ُيشــكل أي‬ ‫توتــر أو حتــى يؤكــد القناعــات الســابقة دون مراجعــة‪ .‬أمــا التحــدي أو االســتفزاز‬ ‫املتــوازن‪ ،‬فهــو ينطلــق ممــا يعرفــه املشــاركون ولكــن يضــع هــذه املعرفــة موضــع‬ ‫تســاؤل‪ ،‬ويخلــق درجــة مــن التوتــر تتيــح إعــادة التفكيــر وتكويــن وجهــة نظــر مبنيــة‬ ‫علــى أســاس أعمــق‪ .‬ومــن املهــم االنتبــاه باســتمرار إلــى هــذا التــوازن ســواء فــي‬ ‫مرحلــة التخطيــط للورشــة أو أثنــاء التنفيــذ‪.‬‬ ‫‪2 .2‬االســتعداد للمفاجــاءات‪ :‬علــى الرغــم مــن كل مــا ُبــذل مــن مجهــود فــي‬ ‫التخطيــط‪ ،‬فإنــك لــن تعــرف حتديــد ًا مــاذا ســيحدث فــي الورشــة إال عندمــا تبــدأ‬ ‫بالتفاعــل مــع املشــاركني‪ .‬لــذا يجــب أن تكــون منفتحــ ًا ومرنــ ًا للتعامــل مــع‬ ‫املســتجدات‪ ،‬بــأن تتــرك املجــال للخــروج عــن اخلطــة إذا لــزِ م ولكــن دون احليــاد‬ ‫عــن هــدف ورشــة العمــل‪ ،‬أو بــأن تكــون مســتعد ًا بخطــة احتياطيــة‪ .‬وعليــه‪ ،‬فــإن‬ ‫االســتعداد إلدارة ورشــة العمــل مبــا قــد حتملــه مــن مســتجدات غيــر متوقعــة هــو‬ ‫مــن نفــس أهميــة التخطيــط املســبق والدقيــق للورشــة‪.‬‬

‫االانستظرعداملزيد حول مبدأ‬ ‫وإعداد اادمليللمفاجاءات‬ ‫السر يف الفصل‬ ‫رابع‬

‫‪58‬‬


‫‪3 .3‬مراعاة األبعاد الثالثة للورشة في التخطيط‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫• •املضمون‪ :‬ما هو موضوع الورشة؟ ماذا سيتم بها؟‬ ‫• •الشــكل‪ :‬مــا هــو الهيــكل املقتــرح لعمليــة التعلــم؟ وكيــف ســيتم تنفيــذ‬ ‫املضمــون؟‬ ‫• •العمليــة أو عمليــة التعلــم‪ :‬كيــف ميكــن اإلعــداد للديناميكيــة التــي ستنشــأ‬ ‫بــن املشــاركني؟ إلــى أي مــدى ســيتم إشــراك أعضــاء املجموعــة وكيــف‬ ‫ســيتم إشــراكهم؟‬ ‫(اقرأ املزيد حول األبعاد الثالثة لورشة العمل في صفحة ‪ 77‬من هذا الفصل)‬

‫‪59‬‬


‫ملخص طريقة العمل واملبادئ األساسية لورشة العمل الناجحة‬ ‫طريقة العمل‬

‫املبادئ األساسية‬

‫فصل الورشة على أساس هدفك منها‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫وأيضا على أساس واقع املشاركني‪.‬‬

‫التحدي ي َولد التعلم‬

‫فكر في التصميم من خالل منوذج‬ ‫«نشاط ‪ -‬تأمل ‪ -‬تعلم»‬

‫أهمية االستعداد للتعامل مع املفاجاءات‬ ‫وما هو غير متوقع‬

‫أضف حيوية على الورشة من خالل‬ ‫التنويع في األنشطة‬

‫املضمون والشكل والعملية هم األبعاد‬ ‫الثالثة لتخطيط أي ورشة‬

‫هنج شامل وبسيط لتخطيط الورشة‬

‫التخطيــط مــا هــو إال عمليــة اختيــار واعــي‪ .‬فمــع تعــدد طرقــه وتنوعهــا‪ ،‬يبقــى بيــت‬ ‫القصيــد هــو بــذل اجلهــد الــازم لتصميــم عمليــة تعلــم مفصلــة بدقــة علــى احتياجــات‬ ‫املشــاركني‪ .‬فقــد أوضحــت التجربــة أن هــذا التوجــه فــي التخطيــط ينتــج عنــه أفضــل‬ ‫خبــرات للتعلــم بالنســبة للمشــاركني مــن حيــث العمــق واملعنــى‪.‬‬ ‫والنهــج املقتــرح هنــا لتخطيــط ورشــة العمــل هــو االنطــاق مــن طريقــة العمــل ومــن‬ ‫املبــادئ األساســية الثالثــة املذكــورة ســاب ًقا‪ ،‬واســتخدام الهيــكل األساســي لورشــة‬ ‫العمــل ‪ -‬املقدمــة واألنشــطة واخلتــام ‪ -‬كنمــوذج مبدئــي للتخطيــط مــن أجــل وضــع‬ ‫ســيناريو الورشــة وبنــاء البرنامــج (انظــر أدنــاه)‪.‬‬ ‫ميكنــك أن تبــدأ باختيــار العنــوان املالئــم ملــا ترغــب أن تقدمــه‪ ،‬وكذلــك األنشــطة‬ ‫والتدريبــات املناســبة (انظــر الفصــل اخلامــس) التــي حتقــق هدفــك مــن الورشــة‪.‬‬ ‫وباســتخدام هــذه اإلرشــادات باإلضافــة إلــى أفــكارك ورمبــا أيضـ ًا بالتعــاون مــع بعــض‬ ‫الزمــاء‪ ،‬ميكنــك تصميــم عمليــة تعلــم جيــدة‪ ،‬يكتســب املشــاركون مــن خاللهــا فهــم أعمق‬ ‫لطبيعــة احلــوار‪ ،‬فــي حــن تضيــف أنــت لنفســك خبــرة قيمــة إلــى مجمــوع خبراتــك‪.‬‬ ‫‪60‬‬


‫قــد تختــار اتبــاع النهــج املقتــرح فــي التخطيــط أو غيــره‪ .‬فــي احلالتــن‪،‬‬ ‫ستســاعدك التجربــة علــى تطويــر قدراتــك فــي مجــال تصميــم خبــرات تعلــم‬ ‫وافيــة‪ ،‬وأيضـ ًا علــى تطويــر ذاتــك وباألخــص فيمــا يتعلــق بتأهلــك لــدور املُ َي ِّســر‬ ‫فــي ورش العمــل‪.‬‬ ‫(اقرأ املزيد حول التخطيط في صفحة ‪ 69‬من هذا الفصل)‬

‫وبغــض النظــر عــن نهــج التخطيــط الــذي ســتختاره‪ ،‬يوجــد بعــض األمــور التــي يجــب‬ ‫أخذهــا فــي االعتبــار‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫فعليــك أن تختــار موضوعـ ًا أو ســؤا ًال حيويـ ًا لورشــة العمــل‪ ،‬كمــا حتتــاج إلــى ســيناريو‬ ‫لبنــاء هيــكل الورشــة وبرنامــج األنشــطة احملــددة التــي مت اختيارهــا‪ .‬وإذا كنــت تعمــل‬ ‫مــع ُم َي ِّســرين آخريــن‪ ،‬فيجــب أخــذ هــذا فــي االعتبــار أثنــاء التصميــم‪ .‬ويجــب أن‬ ‫حتــدد أيضــا مــا هــو الشــكل األكثــر مالئمــة لدعــم املضمــون‪ ،‬وأن حتــدد كيفيــة إشــراك‬ ‫املشــاركني وإدارة عمليــة التعلــم‪ .‬وأخيـ ًرا هنــاك بعــض التفاصيــل التنظيميــة التــي يجــب‬ ‫االهتمــام بهــا‪ .‬وفيمــا يلــي تفصيــل ذلــك‪.‬‬

‫املوضوع‬

‫إقناعــا للمشــاركني إذا كانــت تبحــث فــي موضــوع محــدد‬ ‫ســتبدو ورشــة العمــل أكثــر‬ ‫ً‬ ‫إلــى جانــب احلــوار‪ .‬ميكــن طــرح هــذا املوضــوع فــي شــكل عنــوان أو ســؤال – مثـ ً‬ ‫ا‬ ‫«احلــوار ودعــم التعــاون فــي املشــروعات الدوليــة»‪.‬‬ ‫يجــب أن يعتمــد اختيــار املوضــوع علــى اهتمامــات املشــاركني ومــا يحفــز دوافعهــم‬ ‫للمشــاركة (انظــر أيضــ ًا الفصــل ‪ ،)2‬بــأن يكــون ذو صلــة مبــا يحــدث فــي حياتهــم‬ ‫اخلاصــة‪ ،‬وبحيــث يشــعروا باأللفــة جتــاه التحديــات والتســاؤالت التــي يثيرهــا‪ .‬ومــن‬ ‫املهــم أيضــا حتديــد املوضــوع بدقــة حيــث يســاعد ذلــك علــى التعمــق فيــه‪ ،‬علــى عكــس‬ ‫العناويــن العامــة والواســعة ‪ -‬مث ـ ً‬ ‫ا «احلــوار والتحيــز» – والتــي قــد تــؤدي إلــى عــدم‬ ‫التركيــز علــى نقــاط محــددة وينتــج عنهــا فــي النهايــة نقــاش ألراء عامــة‪ ،‬ال تتيــح‬ ‫الفرصــة حلــوار أو تفاعــل عميــق وشــخصي حــول املوضــوع‪.‬‬ ‫إن َميلــك الختيــار موضــوع يناســبك وتدريبــات تشــعر جتاههــا باأللفة من األمــور اجليدة‬ ‫طاملــا أن هــذه االختيــارات تتفــق مــع الهــدف مــن الورشــة واحتياجــات املشــاركني‪ .‬مــن‬ ‫املفيــد دائ ًمــا أن تتحقــق مــن ذلــك‪ ،‬وأن تكــون علــى اســتعداد لالســتغناء عمــا قــد تفضلــه‬ ‫أنــت إذا لــم يكــن ينســجم مــع باقــي معطيــات الورشــة‪.‬‬

‫السيناريو‬

‫ُيعــد الســيناريو (أو خارطــة الطريــق) مــن أكثــر األدوات املســاعدة فــي تخطيــط الورشــة‬ ‫وتنفيذهــا‪ .‬فــإن كتابــة الســيناريو تتطلــب منــك أن تفكــر جيــد ًا فــي عمليــة التعلــم التــي‬

‫‪62‬‬


‫ـال مــن الطاقــة‪ ،‬وقــد يراهــا‬ ‫"تتطلــب لعبــة كســر اجلليــد (‪ )1.2.3‬مســت ًو عـ ٍ‬ ‫البعــض لعبــة ســخيفة‪ .‬أثنــاء تنفيذهــا‪ ،‬تصــادف وجــود رجلــن فــي حوالــي‬ ‫ـخصا مــن اليافعــن‪ .‬لــم نتصور‬ ‫اخلمســن مــن العمــر فــي مجموعــة مــع ‪ 20‬شـ ً‬ ‫أبــد ًا ك ُم َي ِّســرين أن يتقبــل هــذان الرجــان التدريــب‪ ،‬إال أننــا قررنا أن نشــركهم‬ ‫فيــه علــى أيــة حــال‪ .‬وعلــى عكــس مــا توقعنــا‪ ،‬اعتبــر الرجلــن أن هــذا التدريب‬ ‫ممتــع واشــتركا بالضحــك مــن قلبيهمــا مــع اآلخريــن‪ ،‬وهكــذا اتضــح أن قلقنــا‬ ‫لــم يكــن لــه أســاس مــن الصحــة كمــا اتضــح لنــا ك ُم َي ِّســرين أننــا أيضـ ًا نحتــاج‬ ‫إلــى حتــدي أحكامنــا املســبقة‪".‬‬ ‫أحــد ســفراء احلــوار ‪( 2011‬لعبــة ‪ 1.2.3‬هــي لعبــة كســر اجلليــد رقــم ‪ 1-2‬فــي الفصــل‬ ‫اخلامــس)‬

‫تصممهــا‪ ،‬ووضــع اخلطــة‪ ،‬وحتديــد أنــواع األنشــطة التــي تريــد أن تتضمنهــا فــي‬ ‫البرنامــج‪ .‬وال يجــب أن يكــون الســيناريو ‪-‬أو خارطــة الطريــق‪ -‬شــديد التفصيــل‪ ،‬حيــث‬ ‫أن وظيفتــه هــي إرشــادك أثنــاء التخطيــط‪ ،‬ومنحــك راحــة البــال وأيض ـ ًا رؤيــة مكتملــة‬ ‫أثنــاء قيادتــك لورشــة العمــل‪ .‬وال يهــم إطال ًقــا إذا كان الســيناريو مكتو ًبــا فــي جــدول‬ ‫مفصــل أو بخــط اليــد فــي قطعــة مــن الــورق أو علــى كــروت فــي قائمــة مــن الكلمــات‬ ‫املختصــرة‪ ،‬أو أي طريقــة أخــرى‪.‬‬ ‫ومــن املهــم أثنــاء كتابــة الســيناريو أن تُق ّيــم الوقــت املتوقــع لــكل نشــاط‪ .‬ففــي غمــرة‬ ‫احلماســة لتنفيــذ «الورشــة املثاليــة» يصبــح املــرء واســع الطمــوح وشــديد التفــاؤل فيمــا‬ ‫يخــص مــا ميكــن إجنــازه فــي الوقــت احملــدد‪ .‬قــد ترغــب فــي تنفيــذ الكثيــر مــن‬ ‫التدريبــات‪ ،‬وبالتالــي تخصــص زمــن قصيــر للغايــة لــكل تدريــب‪ .‬وفــي الواقــع‪ ،‬إن‬ ‫املُ َي ِّســر املتوتــر الــذي يصــر بعنــاد علــى تنفيــذ برنامــج غيــر واقعــي ال يســاعد كثيــر ًا على‬ ‫التعلــم‪ .‬فمــن األفضــل تضمــن عناصــر أقــل فــي الورشــة‪ ،‬ممــا يســاعد علــى الدخــول‬ ‫فــي العمــق‪ .‬ومــن املهــم أن تخصــص وقتـ ًا كافيـ ًا للتأمــات التــي تتبــع األنشــطة‪ ،‬حيــث‬ ‫أنــه ال يوجــد تعلــم دون تأمــل‪ ،‬وحيــث أن التعلــم يعتمــد بالكامــل علــى تفاعــل املشــاركني‬ ‫وبالتالــي يصعــب التنبــؤ بالوقــت الــذي ســيتطلبه‪.‬‬ ‫ومبــا أن التأمــل يحتــاج إلــى بعــض الوقــت‪ ،‬فعليــك أن تتذكــر إنــك أنــت املســئول عــن‬ ‫إدارة هــذا الوقــت‪ ،‬كأداة بيــدك تطويعهــا فــي خدمــة الهــدف‪.‬‬ ‫ومــن احملبــذ أن تقــرر مســبقا أي األجــزاء مــن البرنامــج ميكنــك حذفهــا إذا تبــن لــك‬ ‫أثنــاء التنفيــذ أن اخلطــة املوضوعــة طموحــة أكثــر مــن الــازم‪.‬‬ ‫(انظر االقتراحات لبعض السيناريوهات في امللحق رقم‪)3‬‬ ‫‪63‬‬


‫ـي فــإن‬ ‫«أنــا ال اعتقــد أن البرنامــج هــو شــئ مقــدس فــي حــد ذاتــه‪ .‬بالنســبة لـ َّ‬ ‫العمــل اجلماعــي يفتــرض االتفــاق علــى كيفيــة التعــاون والتواصــل مــع بعضنــا‬ ‫البعــض أثنــاء تيســير ورشــة العمــل‪ .‬مث ـ ً‬ ‫ا‪ :‬هــل مــن املقبــول تقــدمي اقتــراح‬ ‫مفاجــىء يبعدنــا عــن اخلطــة؟ ولذلــك‪ ،‬فــإن عمليــة كتابــة الســيناريو مبشــاركة‬ ‫الفريــق بأهميــة تصميــم البرنامــج الفعلــي‪».‬‬ ‫جانيت من األردن‪ ،‬سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫التعاون بني عدد من ا ُمل َي ِّسرين‬ ‫عندمــا يكــون هنــاك فريــق مــن امليســرين‪ ،‬يصبــح التخطيــط عمــا مشــتركا‪ .‬ويتمحــور‬ ‫هــذا العمــل حــول كتابــة الســيناريو وفيــه توزيــع األدوار وتقســيم املســئوليات‪ ،‬أي‬ ‫توضيــح مــن املســئول عــن كل مهمــة قبــل وأثنــاء ورشــة العمــل‪.‬‬ ‫و ُيعتبــر اإلعــداد لطريقــة العمــل والتعــاون بــن أعضــاء الفريــق فــي نفــس أهميــة كتابــة‬ ‫الســيناريو‪ ،‬وهــو عــادة مــا يتــم مــن خــال أنشــطة بنــاء الفريــق التــي تقــوي العالقــات‬ ‫وتدعــم التفاهــم واالنســجام بــن امليســرين املختلفــن‪ .‬ويتضمــن ذلــك مقارنــة التوقعــات‬ ‫املختلفــة لــكل عضــو فــي الفريــق والعمــل علــى التوفيــق بينهــا‪ .‬وليــس مــن الضــروري‬ ‫أن يتفــق اجلميــع علــى كل التفاصيــل‪ ،‬ولكــن كلمــا زادت معرفــة امليســرين ببعــض ومبــا‬ ‫يهــم كل منهــم فيمــا يخــص هــذا العمــل املشــترك‪ ،‬كلمــا حتســنت قدرتهــم علــى إدارة‬ ‫املهمــة معــا‪ .‬ومــن املهــم أيض ـ ًا مراعــاة نقــاط القــوة ونقــاط الضعــف اخلاصــة بــكل‬ ‫فــرد عنــد التخطيــط‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا بإســناد مهمــة تيســير نشــاط معــن لشــخص يشــعر بالراحــة‬ ‫والثقــة جتاهــه‪ ،‬وإســناد تدريــب جديــد ملــن يرغــب فــي حتــدي نفســه وحتســن قدراتــه‪.‬‬ ‫ومــن املهــم تقســيم األدوار املختلفــة فــي إدارة الورشــة‪ ،‬كأن يتولــى أحــد أعضــاء‬ ‫الفريــق مســئولية املضمــون‪ ،‬بالتركيــز علــى محتــوى األنشــطة املختلفــة‪ ،‬بينمــا يتولــى‬ ‫آخــر مســئولية «عمليــة التعلــم» بالتركيــز علــى ديناميكيــة املجموعــة وكيفيــة التفاعــل‬ ‫بــن املشــاركني ومــا قــد يطــرأ مــن أمــور قــد تؤثــر علــى التعلــم‪ .‬وتتضــح أهميــة هــذا‬ ‫التقســيم لــأدوار عندمــا يكــون هنــاك احتيــاج لتغييــر اخلطــة‪ ،‬حيــث يعــد األمــر مربـ ًكا‬ ‫إذا قــرر أحــد املُ َي ِّســرين مثـ ً‬ ‫ا حــذف تدريـ ٍـب نظـ ًرا لضيــق الوقــت فــي حــن يــرى اآلخــر‬ ‫أنــه كان مــن األفضــل اختصــار وقــت التأمــل املشــترك‪.‬‬ ‫وأخيــر ًا‪ ،‬يجــب االتفــاق علــى األشــخاص املســئولة عــن تنفيــذ كل تدريــب‪ ،‬كمــا يجــب‬ ‫التحضيــر لكيفيــة االنتقــال مــن تدريــب إلــى آخــر بشــكل ســلس ومنطقــي‪ ،‬وكأن الورشــة‬ ‫‪64‬‬


‫عبــارة عــن قصــة متسلســلة ومترابطــة‪.‬‬ ‫«خــال أحــد التدريبــات التــي كانــت تهــدف إلــى توضيــح الفــرق بــن احلــوار‬ ‫والنقــاش‪ ،‬شــعرنا أن املوضــوع غيــر واضــح بالشــكل الكافــي بالنســبة‬ ‫للمشــاركني علــى الرغــم مــن توصلهــم إلــى العديــد مــن االســتنتاجات اجليــدة‪،‬‬ ‫مثــل أن «احلــوار يتميــز باإلنصــات وإلقــاء األســئلة»‪ .‬هنــا ارجتلــت إحدانــا‬ ‫واســتخدمت «عصــا الــكالم» وطلبــت مــن اثنــان مــن املشــاركني أن «يجربــا‬ ‫احلــوار باســتخدام العصــا»‪ .‬وبالفعــل أكمــل االثنــان حوارهمــا باســتخدام‬ ‫األداة املقترحــة وتوصــا مــن خــال هــذه اخلبــرة العمليــة بــكل وضــوح للمعنــى‬ ‫املقصــود‪ .‬كانــت هــذه حلظــة مميــزة بالنســبة لــي ليــس فقــط ألن املشــاركني‬ ‫ً‬ ‫وأيضــا ألننــا كفريــق‬ ‫قــد توصلــوا إلــى فهــم نقطــة فــي غايــة األهميــة‪ ،‬بــل‬ ‫جنحنــا فــي التعــاون بشــكل مثمــر‪ ،‬فارجتلنــا فــي اللحظــة املناســبة وتكيفنــا‬ ‫مــع املوقــف‪( ».‬عصــا الــكالم‪ :‬انظــر تدريــب رقــم ‪« 8-3‬احلــوار باســتخدام‬ ‫عصــا الــكالم»)‪.‬‬ ‫كالرا من الدمنارك‪ ،‬سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫الشكل‬

‫املقصــود بالشــكل هــو الطريقــة التــي يتــم بهــا تنفيــذ الورشــة‪ ،‬فعلــى ســبيل املثــال‬ ‫يختــص الشــكل بكيفيــة تنســيق املقاعــد والطــاوالت‪ ،‬وبكيفيــة تواصــل امليســر مــع‬ ‫املشــاركني ســواء بشــكل رســمي أو شــخصي أو ودي أو فكاهــي‪ ،‬وكذلــك أســلوب‬ ‫التيســير فــي األنشــطة والتأمــل وإدارة احلــوار‪ .‬ومــن املهــم اتخــاذ قــررات واعيــة فيمــا‬ ‫يخــص الشــكل أثنــاء التخطيــط بحيــث يدعــم املضمــون والهــدف‪ .‬فمثــا يعتبــر تنســيق‬ ‫املقاعــد علــى هيئــة دائــرة هــو الشــكل التقليــدي فــي ورش عمــل احلــوار‪ ،‬إال أنــه مــن‬ ‫املهــم أن تتســأل إذا كان هــذا الشــكل حتديـ ًدا مناسـ ًبا لهــذه املجموعــة وفــي هــذا اليــوم‬ ‫ـال‪ ،‬ولكــن تنتبــه إلــى أن هــذه امليزة‬ ‫وهــذا البرنامــج‪ .‬ورمبــا إنــك تتمتــع بحــس فكاهــي عـ ٍ‬ ‫الشــخصية غيــر مناســبة مــع تلــك املجموعــة أو مــع املوضــوع املطــروح‪ .‬فــكل مــا تقولــه‬ ‫وتفعلــه يتضخــم ويتــرك أثــره عندمــا تكــون فــي دور قائــد ورشــة العمــل‪ ،‬وذلــك يســتدعي‬ ‫وعي ـ ًا وتفكيــر ًا لتحقــق التــوازن املطلــوب مــا بــن شــخصيتك احلقيقيــة وبــن مــا يصــل‬ ‫لآلخريــن مــن رســائل نابعــة مــن أســلوبك وتصرفاتــك‪.‬‬ ‫وينبغــى مالحظــة أنــه مــن الصعــب فصــل الشــكل عــن املضمــون ‪ -‬فمــا يقولــه امليســر‬ ‫ُيعتبــر شــك ً‬ ‫ال ومضمونــ ًا معــا ‪ -‬فالشــكل واملضمــون مكمــان ومعضــدان لبعضهمــا‬ ‫البعــض‪.‬‬ ‫‪65‬‬


‫العملية‬

‫دائ ًمــا مــا يكــون للمشــاركني دور فــي عمليــة التعلــم‪ ،‬بيــد أن مــدى هــذه املشــاركة‬ ‫وطريقتهــا يجــب أن ُيراعــى فــي التخطيــط‪ .‬وحتــدث املشــاركة بصــورة طبيعيــة مــن‬ ‫خــال األنشــطة املختلفــة واحلــوارات التــي تــدور بــن املشــاركني‪ .‬وأيضــ ًا حتــدث‬ ‫املشــاركة فــي بدايــة الورشــة عندمــا يســاهم املشــاركون فــي وضــع قواعــد الورشــة أو‬ ‫ميثــاق العمــل‪ .‬وهنــاك طــرق أخــرى لتفعيــل املشــاركة‪ ،‬كأن يكــون للمشــاركني احلــق‬ ‫فــي إبــداء آرائهــم فــي املوضوعــات التــي تــدرج فــي اجلــدول‪ ،‬وفــي عــدد وتوقيتــات‬ ‫االســتراحات‪ ،‬وأيضــ ًا إبــداء احتياجاتهــم وتوقعاتهــم ملــا ســيتعلموه خــال ورشــة‬ ‫العمــل‪ .‬وميكنــك أخــذ هــذه األراء موضــع االعتبــار وتوفيقهــا قــدر اإلمــكان مــع مــا هــو‬ ‫ُمتفــق أو متعاقــد عليــه بالفعــل‪ ،‬فهــذه الدرجــة مــن املشــاركة تزيــد مــن نســبة تفاعــل‬ ‫املشــاركني ومــن اســتعدادهم للمشــاركة بحمــاس فــي احلــوارات املقترحــة حيــث إنهــا‬ ‫تخصهــم جمي ًعــا‪.‬‬ ‫وقــرب نهايــة ورشــة العمــل‪ ،‬ميكــن إعطــاء املشــاركني دور ًا مباشــر ًا أو غيــر مباشــر ًا فــي‬ ‫التلخيــص واملراجعــة‪ .‬ويجــب دائمـ ًا إشــراكهم فــي التقييــم‪ ،‬وباألخــص ملعرفــة أمريــن‬ ‫هامني‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ما اجلديد الذي تعلمه املشاركون؟ أي ما هي مكاسبهم من الورشة؟‬ ‫(‪ )2‬ومــا هــو مقــدار رضاهــم عــن عمليــة التعلــم ومشــاركتهم فيهــا؟ أي مــا هــي‬ ‫مالحظاتهــم عــن أســلوب إدارة امليســرين لعمليــة التعلــم؟‬

‫التفاصيل التنظيمية‬

‫توجــد بعــض األمــور العمليــة والتنظيميــة التــي يجــب مراعاتهــا عندمــا تكــون مســئو ًال‬ ‫عــن ورشــة عمــل‪ ،‬فمــن املؤســف أن يؤثــر ســوء التنظيــم علــى جنــاح ورشــة مت التخطيــط‬ ‫لهــا بعنايــة فــي اجلوانــب اآلخــرى‪ .‬لــذا فمــن املهــم أال تفتــرض أن أي مــن األمــور‬ ‫التنظيميــة معروفــة ومســلم بهــا‪ ،‬بــل تأكــد مــن مقارنــة وتوفيــق التوقعــات مــع مــن يدعوك‬ ‫إلقامــة الورشــة أو مــع العمــاء أو منظمــي احلــدث أو أصحــاب املــكان‪ .‬ويجــب التعبيــر‬ ‫عــن رغباتــك بأوضــح صــورة ممكنــة ألن جــودة احلــدث تعتمــد بشــكل كبيــر علــى جــودة‬ ‫التنظيــم‪ .‬ومــن األفضــل أن يتــم تدويــن ذلــك بشــكل كتابــي‪ ،‬كأن تكــون علــى هيئــة‬ ‫رســالة بريــد إلكترونــي كوســيلة حلفــظ مــا مت االتفــاق عليــه والتذكــرة بــه‪.‬‬ ‫‪66‬‬


‫ومــن ضمــن هــذه التفاصيــل التنظيميــة جنــد االتفــاق الواضح علــى األدوار واملســئوليات‬ ‫التنظيميــة‪ ،‬وتوقيتــات املهــام املختلفــة‪ ،‬واملــكان أو القاعــة املخصصــة لتنفيــذ الورشــة‪،‬‬ ‫وجــدول اليــوم واألدوات والوســائل التــي ســتحتاجها ومــن ضمنهــا األجهــزة اإللكترونية‪،‬‬ ‫باإلضافــة إلــى املــوارد واخلدمــات األخــرى كاملصروفــات والطعــام والتنظيــف‪.‬‬ ‫(انظر قائمة املراجعة للتفاصيل التنظيمية بامللحق رقم ‪)2‬‬

‫التخطيط الشامل للورشة‪:‬‬

‫إذا أردنــا التعبيــر عــن التخطيــط الشــامل بشــكل مجــازي‪ ،‬جنــد أنــه مثــل التحليــق‬ ‫بواســطة طائــرة مروحيــة لفحــص املنطقــة مــن منظــور عالــي‪ ،‬ثــم الغــوص حتــت ســطح‬ ‫املــاء الستكشــاف التفاصيــل‪ .‬ويقتــرب هــذا النهــج التخطيطــي مــن مجــال فــن التعليــم‪،‬‬ ‫حيــث يســعى إلــى تخطيــط دقيــق ومنظــم لعمليــة تعلــم توافــق مــا بــن احتياجــات‬ ‫املشــاركني ومــا بــن غايــة امليســر مــن إقامــة ورشــة العمــل‪.‬‬

‫فن التعليم‬ ‫«فــن التعليــم» هــو مجــال البحــث فــي كيفيــة حــدوث التعلــم‪ .‬وتخطيــط التعلــم‬ ‫يركــز علــى الربــط بــن الغايــة والوســيلة فــي إطــار حتقيــق هــدف تعليمــي معني‪.‬‬ ‫فالغايــة توضــح مــا الــذي تهــدف إليــه مــن وراء ورشــة العمــل ومــا الــذي تريــد‬ ‫حتقيقــه مــن خاللهــا؟ أمــا الوســائل فتشــمل الطــرق التــي ميكــن اســتخدامها‬ ‫لتحقيــق الغايــة املنشــودة‪.‬‬ ‫إن تخطيط التعلم يتطلب املرور على أربعة أركان مختلفة للتخطيط‪:‬‬ ‫‪1 .1‬املضمــون‪ :‬مــاذا تتضمــن ورشــة العمــل؟ وكيــف يتــم تصميــم عمليــة‬ ‫التعلــم؟‬ ‫‪2 .2‬املشاركون‪ :‬من هي املجموعة املستهدفة من ورشة العمل؟‬ ‫‪3 .3‬الغاية‪ :‬إلى أين نريد أن تقودنا هذه الورشة؟‬ ‫‪4 .4‬الدافع‪ :‬ملاذا نريد تنفيذ ورشة العمل؟‬

‫وال يهــم ترتيــب األركان طاملــا ســيتم املــرور بهــا جميع ـ ًا فــي مرحلــة التخطيــط‪ .‬يبــدأ‬ ‫التخطيــط دائ ًمــا بفكــرة مبهمــة حــول الورشــة وكأنهــا نبــذة عــن أحــد األركان‪ ،‬علــى‬ ‫ســبيل املثــال «ورشــة عمــل حــول حقــوق اإلنســان» فــي منظمــة للمتطوعــن (نبــذة عــن‬ ‫‪67‬‬


‫املضمــون)‪ ،‬أو مت االتصــال بــك مــن قبــل مجموعــة مــن الطــاب مــن املدرســة الثانويــة‬ ‫لتعلــم «فــن احلــوار» (نبــذة عــن الغايــة)‪.‬‬ ‫ومــن الطبيعــي بــل واملطلــوب أن تقــوم بادخــال تعديالت باســتمرار خالل عمليــة التخطيط‬ ‫وفقـ ًا للمدخــات اجلديــدة‪ .‬فقــد تــدرك مثـ ً‬ ‫كاف‪،‬‬ ‫ا أن الوقــت املخصــص لألنشــطة غيــر ٍ‬ ‫أو قــد تتعــرض ألفــكار أو منــاذج لتدريبــات أفضــل‪ ،‬أو قــد تفهــم احتياجــات املشــاركني‬ ‫وتوقعاتهــم بشــكل أعمــق بعــد التحــدث مــع مجموعــة منهــم‪ ،‬إلــخ‪ .‬فمــن الضــروري أن‬ ‫تضــع تخطيطــك دائم ـ ًا موضــع تســاؤل واختبــار‪ ،‬وأن تتذكــر أن التخطيــط هــو عمليــة‬ ‫ديناميكيــة تنتقــل فيهــا مــن ركــن إلــى آخــر فــي حــوار تأملــى مســتمر مــع ذاتــك ومــع‬ ‫مــن تعمــل معهــم‪.‬‬ ‫ولــكل ركــن مــن األركان األربعــة مجموعــة مــن األســئلة ميكنــك االسترشــاد بهــا خــال‬ ‫مرحلــة التخطيــط لتســاعدك فــي التفكيــر فــي اخلطــة ومراجعتهــا‪.‬‬

‫الركن األول‪ :‬املضمون‬

‫ماذا تتضمن ورشة العمل؟ وكيف يتم تصميم عملية التعلم؟‬

‫يهــدف التخطيــط فــي هــذا الركــن إلــى تصميــم كيفيــة انطــاق ورشــة العمــل بسالســة‬ ‫منــذ البدايــة‪ ،‬وتهيئــة املســاحة مليــاد حــوارات متعــددة خــال املســيرة‪ ،‬وختــام تلــك‬

‫‪68‬‬


‫املســيرة مبــا يضمــن خــروج املشــاركني بــإدراكات جديــدة ومعرفــة أعمــق‪ .‬إن التخطيــط‬ ‫ملضمــون الورشــة يتبــع الهيــكل األساســي ألي ورشــة عمــل‪ ،‬والــذي يتضمــن‪:‬‬ ‫املقدمة‪ :‬تقدمي الورشة ووضع إطار العمل‬

‫مرحلــة األنشــطة‪ :‬وتتضمــن مثــ ً‬ ‫ا عــرض األفــكار والقيــام بالتدريبــات وتيســير‬ ‫احلــوارات والتأمــل ومــا إلــى ذلــك‪...‬‬ ‫اخلتام‪ :‬التلخيص واملراجعة والتقييم‬

‫(‪ )1‬املقدمة‬ ‫للمقدمــة أهميــة خاصــة فــي تهيئــة اجلــو العــام للورشــة‪ ،‬ولهــا ثالثــة أدوار أساســية‬ ‫تســعى إلــى حتقيقهــا‪ .‬فيجــب أوال أن تنجــح املقدمــة فــي جــذب انتبــاه املشــاركني‪.‬‬ ‫وثانيــا‪ ،‬هــي الوقــت الــذي يتــم فيــه توضيــح مضمــون الورشــة وأبعادهــا املختلفــة‬ ‫ومــا ســيتم خاللهــا‪ .‬وأخيــر ًا‪ ،‬فهــي تســعى بشــكل أساســي إلــى حتفيــز املشــاركني‬ ‫علــى التفاعــل فــي الورشــة بشــكل إيجابــي ونشــط‪ .‬وتتضمــن املقدمــة وقت ـ ًا لــكل مــن‬ ‫«»التقــدمي» و» وضــع إطــار العمــل»‪.‬‬ ‫أمــا التقــدمي‪ ،‬فاملقصــود بــه حتقيــق نــوع مــن اإلتفــاق املشــترك فــي املجموعــة فيمــا‬ ‫يخــص هــدف ورشــة العمــل ومضمونهــا وشــكلها‪.‬‬ ‫أمــا بالنســبة لـــ «وضــع إطــار العمــل»‪ ،‬فهــو يهــدف إلــى تهيئــة املنــاخ العــام بشــكل يعزز‬ ‫مــن احلــوار ومــن عمليــة التعلــم فــي املجموعــة‪ .‬ويتحقــق ذلــك مــن خــال تفعيــل مبــادئ‬ ‫احلــوار األربعــة ‪ -‬الثقــة واالنفتــاح واألمانــة واملســاواة‪ -‬منــذ بــدء الورشــة‪ .‬ومــن‬ ‫املهــم أن يســاعد منــاخ الورشــة املشــاركني علــى الشــعور باالرتيــاح فــي املجموعــة‪،‬‬ ‫وأن يســتثير حماســهم ويشــجعهم علــى التفاعــل واملشــاركة‪ .‬وهــو مــا يتــم مــن خــال‬ ‫االتفــاق علــى ميثــاق العمــل أو القواعــد اخلاصــة بتنظيــم ســير الورشــة‪ ،‬وأيض ـ ًا مــن‬ ‫خــال أنشــطة كســر اجلليــد والتــي يتعــرف املشــاركون فيهــا علــى بعضهــم البعــض‬ ‫ويبــدأ التواصــل بينهــم‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫«فــي بدايــة إحــدى الــورش‪ ،‬شــارك أحــد أفــراد املجموعــة بصراحــة عــدم‬ ‫ّ‬ ‫ووضــح أســبابه‪ ،‬فقــال أنــه قــد مــر علــى معرفتــه بنــا‬ ‫قدرتــه علــى الوثــوق بنــا‪،‬‬ ‫ســاعة واحــدة فقــط‪ ،‬وقــارن بــن ثقتــه بنــا وبــن الثقــة التــي ميكــن أن يشــعر‬ ‫بهــا املــرء جتــاه شــخص قــد عرفــه لوقــت طويــل‪ ،‬ووضــح مقارنتــه بــن احلالتــن‬ ‫بســؤاله‪« :‬أي منهمــا ســيفضل املــرء البــوح لــه مبشــكلة شــخصية»؟ ومــع‬ ‫مــرور الوقــت والتقــدم فــي مســيرة الورشــة‪ ،‬بــدأ هــذا الشــخص فــي املشــاركة‬ ‫بأســلوب يظهــر فيــه االنفتــاح املتزايــد‪ ،‬ثــم دعانــا فيمــا بعــد لتنــاول الغــذاء فــي‬ ‫بيتــه‪ ...‬وقــد رأينــا فــي هــذه الدعــوة إشــارة علــى الثقــة التــي مت بناؤهــا بيننــا‬ ‫مــن خــال أنشــطة ورشــة العمــل‪ .‬وكانــت هــذه مــن حلظاتــي املميــزة»‬ ‫جانيت من األردن‪ ،‬سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫عاد ًة ما تشمل مرحلة التقدمي ووضع إطار العمل ما يأتي‪:‬‬ ‫• •الدخــول ‪ -‬قبــل أن تبــدأ الورشــة‪ .‬حتتــاج إلــى جتهيــز نفســك وجتهيــز‬ ‫املــكان‪.‬‬ ‫• •الترحيب ويتضمن تقدمي ُم َي ِّسرين ورشة العمل واملشاركني‪.‬‬ ‫• •تقدمي البرنامج واملوضوع‪ ،‬و»العقد» أي ما هو متفق عليه‪.‬‬ ‫• •معلومــات تنظيميــة وعمليــة‪ ،‬مثــا الوقــت واالســتراحات والتعريــف‬ ‫بالشــخص املســئول عــن األمــور التنظيميــة ومــا إلــى ذلــك‪.‬‬ ‫• •االتفاق على قواعد العمل أو امليثاق‬ ‫• •أنشطة كسر اجلليد‬ ‫قــد يتعجــل املُ َي ِّســر املبتــدئ فيختصــر املقدمــة ليصــل ســري ًعا إلــى مرحلــة احلــوار‪ .‬ولكن‬ ‫فــي الواقــع يبــدأ احلــوار بالفعــل خــال املقدمــة‪ ،‬وخاصــة إذا مت إشــراك املشــاركني فــي‬ ‫إرســاء القواعد‪.‬‬ ‫(اقــرأ املزيــد حــول تنفيــذ مقدمــة جيــدة فــي امللحــق‬ ‫رقــم ‪)2‬‬

‫‪70‬‬


‫أسئلة مساعدة لتخطيط املقدمة‪:‬‬ ‫• •مــا هــي البدايــة املناســبة التــي ستســاعدني علــى حتقيــق أهدافــي مــن‬ ‫الورشــة؟‬ ‫• •مــا هــي املــدة املناســبة للمقدمــة‪ ،‬وكيــف ميكــن تصميمهــا بشــكل يحقــق‬ ‫احليويــة والتنــوع؟‬ ‫• •ما هي قواعد العمل وأنشطة كسر اجلليد املناسبة؟‬ ‫إلى أي مدى سيتم إشراك املجموعة في حتديد إطار العمل والعقد‬ ‫(اقــرأ املزيــد حــول املقدمــة واقتراحــات ألنشــطة ذات الصلــة فــي األقســام «إطــار‬ ‫احلــوار» و»االســتعداد للحــوار» بالفصــل اخلامــس)‪.‬‬

‫(‪ )2‬مرحلة األنشطة‬ ‫تعتبــر هــذه املرحلــة «قلــب» ورشــة العمــل‪ ،‬وهــي التــي تســتنفذ معظــم الوقــت واملجهــود‪.‬‬ ‫يتــم فــي هــذه املرحلــة عــرض األفــكار وتنفيــذ األنشــطة والتدريبــات املختلفــة ومــا‬ ‫يتبعهــا مــن جلســات التأمــل الفــردي واملشــترك‪ ،‬وجلســات العمــل اجلماعــي والنقــاش‬ ‫واألســئلة واألجوبــة واحلــوار‪ .‬ومــن خــال كل مــا ســبق‪ ،‬تتضــح طبيعــة احلــوار ويتعمــق‬ ‫مفهومــه لــدى املشــاركني‪ .‬ولــذا فمــن املهــم أن تتســاءل باســتمرار إذا كانــت اختيــارات‬ ‫األنشــطة التــي تقــوم بهــا مناســبة للموضــوع والهــدف املنشــود واملجموعــة املشــاركة‬ ‫ونــوع ورشــة العمــل (انظــر صفحــة ‪.)62‬‬

‫أسئلة مساعدة لتخطيط مرحلة األنشطة‪:‬‬ ‫• •مــا هــي األفــكار واألنشــطة والتدريبــات وجلســات العمــل اجلماعــي ومــا‬ ‫إلــى ذلــك‪ ،‬التــي يجــب أن تتضمنهــا الورشــة؟‬ ‫• •مــا هــو التسلســل املنطقــي لألنشــطة املختلفــة؟ ومــا هــي وســيلة الربــط‬ ‫أواالنتقــال بينهــا؟‬ ‫• •مــاذا الــذي يجــب أن نقــوم بــه حتديـ ًدا إلعــداد وتنفيــذ األجــزاء املختلفــة‬ ‫مــن ورشــة العمــل؟ وكيــف نقــوم بذلــك؟‬ ‫• •إذا كنا مجموعة من امليسرين‪ ،‬ف َمن عليه إعداد وتنفيذ كل جزء؟‬ ‫(اقرأ اقتراحات األنشطة في قسم «حتديات احلوار» بالفصل اخلامس) ‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫(‪ )3‬اخلتام‬ ‫تهــدف املرحلــة األخيــرة فــي الورشــة إلــى جتميــع األفــكار بشــكل يســاعد علــى حصــد‬ ‫ثمــار التعلــم مــن ناحيــة‪ ،‬وعلــى توديــع املشــاركني بشــكل الئــق مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا ُيعــد أمــر ًا ها ًمــا بالنســبة للمشــاركني واملُ َي ِّســرين علــى حـ ٍـد ســواء‪ .‬وتتكــون النهايــة‬ ‫مــن جزئــن أساســيني‪ :‬أوال‪ :‬تلخيــص املضمــون ومراجعــة عمليــة التعلــم‪ ،‬وثانيــا‪ :‬تقييــم‬ ‫الورشــة مــن قبــل املشــاركني وتســجيل مالحظاتهــم وردود أفعالهــم‪.‬‬ ‫يركــز التخليــص واملراجعــة علــى مراجعــة األفــكار األساســية والتبصــرات العميقــة التــي‬ ‫خرجــت إلــى النــور خــال ورشــة العمــل‪ .‬ففــي هــذه املرحلــة يتــم تذكيــر املشــاركني مبــا‬ ‫مت تقدميــه مــن أفــكار وأنشــطة ومــا عاشــوه مــن خبــرات‪ ،‬وتتــاح لهــم فرصــة التأمــل‬ ‫فيمــا تعلمــوه وفــي املســيرة التــي عاشــوها واملشــاركة بثمارهــا‪ .‬وغال ًبــا مــا تتطــرق‬ ‫ورشــة العمــل احلواريــة لقيــم عميقــة عنــد األفــراد وينتــج عنهــا مشــاعر قويــة‪ ،‬ممــا‬ ‫ُيضفــي علــى خطــوة املراجعــة أهميــة خاصــة‪ ،‬حيــث إنهــا تلقــي الضــوء علــى عمليــة‬ ‫التعلــم نفســها‪ ،‬فتتيــح للمشــاركني واملُ َي ِّســرين التعبيــر عــن خبرتهــم وحالهــم خــال هــذه‬ ‫املســيرة‪ ،‬فتســاعدهم علــى مغــادرة الورشــة فــي حالــة عاطفيــة متوازنــة‪.‬‬ ‫أمــا التقييــم فيــدور حــول محوريــن‪ :‬مــاذا تعلــم املشــاركون؟ ومــا هــي مالحظاتهــم حــول‬ ‫ســير ورشــة العمــل؟ فالتقييــم يتيــح ملُ َي ِّســري ورشــة العمــل معرفــة ردود األفعــال‪ ،‬كمــا‬ ‫يعطــي الفرصــة للمشــاركني أن يعقبــوا علــى اخلبــرة التــي مــر بهــا اجلميــع‪ .‬كــن دقي ًقــا‬ ‫فــي إلقــاء األســئلة لكــي حتصــل علــى مالحظــات محــددة عــن النقــاط التــي حتتــاج إلــى‬ ‫تقييمهــا فعــا‪.‬‬

‫وتتناول مرحلة اخلتام كل من‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫‪72‬‬

‫•ملخص ما حدث في الورشة‬ ‫•النقاط األساسية واإلدراكات أو التبصرات اجلديدة‬ ‫•مراجعة املسيرة وعملية التعلم‬ ‫•تقييم املشاركني للمعارف واخلبرات التي اكتسبوها‬ ‫•مالحظات املشاركني عن التيسير‬ ‫•الشكر والوداع‬


‫أسئلة مساعدة لتخطيط اخلتام‪:‬‬ ‫• •كيف أخلص ما تعلمه املشاركون؟‬ ‫• •كيــف أراجــع املســيرة بطريقــة تســاعد علــى شــعور املشــاركني باالرتيــاح‬ ‫قبــل مغــادرة الورشــة؟‬ ‫• •كيف أقوم بتقييم الورشة؟‬ ‫• •كيف أكتشف ما اكتسبه املشاركون فيما يخص‪:‬‬ ‫ أدوات احلوار؟‬‫ مفهوم احلوار واإلدراكات اجلديدة بخصوص طبيعته؟‬‫ املوضــوع املطــروح واإلدراكات اجلديــدة بخصــوص اآلراء املختلفــة‬‫حولــه؟‬ ‫ مــا هــي اجلوانــب التــي يهمنــي معرفتهــا عــن خبــرة املشــاركني خــال‬‫ورشــة العمــل؟‬ ‫ مــا هــي النقــاط التــي أرغــب فــي احلصــول علــى مالحظــات املشــاركني‬‫بشــأنها؟ وكيــف أضمــن احلصــول عليهــا؟‬ ‫(اقــرأ املزيــد حــول ختــام ورشــة العمــل واقتراحــات لألنشــطة فــي قســم «إطــار‬ ‫احلــوار» بالفصــل اخلامــس)‪.‬‬

‫الركن الثاين‪ :‬املشاركون‬

‫ما هي املجموعة املستهدفة بورشة العمل؟‬

‫املشــاركون فــي الورشــة هــم املعنيــون بعمليــة التعلــم عــن احلــوار‪ ،‬ومــن ثــم يجــب أن‬ ‫يكونــوا هــم محــور اهتمامــك األساســي‪ .‬فــي هــذا الركــن مــن أركان التخطيــط‪ ،‬عليــك‬ ‫أن تنظــر فــي تكويــن املجموعــة (أي الفئــات املختلفــة التــي تكونهــا)‪ ،‬وفــي دوافــع‬ ‫املشــاركني واحتياجاتهــم وتوقعاتهــم مــن الورشــة‪ .،‬وكلمــا عرفــت عنهــم املزيــد‪ ،‬كلمــا‬ ‫أســتطعت تفصيــل ورشــة العمــل وتكييفهــا مبــا يناســبهم‪ .‬وفــي الواقــع‪ ،‬ســتجد أن‬ ‫بعــض املجموعــات تتيــح لــك إمكانيــة حتقيــق كل مــا حتلــم بــه مــن أهــداف وأنشــطة فــي‬ ‫الورشــة‪ ،‬بينمــا ُتــدك مجموعــات أخــرى فــا ميكنــك تنفيــذ إال جــزء يســير ممــا كنــت‬ ‫تتمنــاه‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫أن معرفــة الفئــات املختلفــة التــي تُكــون مجموعــة املشــاركني يعــد مــن األمــور البســيطة‬ ‫ولكنهــا فــي غايــة األهميــة‪ ،‬واملقصــود بالفئــات املختلفــة كل مــن النــوع والعمــر واخللفيــة‬ ‫التعليميــة والعــرق واللغــة ومــا إلــى ذلــك‪ .‬فعلــى ســبيل املثــال‪ ،‬ســوف تختلــف احتياجات‬ ‫واهتمامــات مجموعــة مــن الشــباب العاملــن فــي منظمــة مجتمعيــة تتــراوح أعمارهــم بني‬ ‫‪ 22‬إلــى ‪ 30‬عامــا وتتبايــن خلفياتهــم العرقيــة‪ ،‬عــن احتياجــات واهتمامــات مجموعــة مــن‬ ‫الناشــئني مــن مدرســة واحــدة تتــرواح أعمارهــم بــن‬ ‫‪ 17‬إلــى ‪ 18‬عامــا‪ ،‬ويعــرف بعضهــم البعــض جي ـ ًدا‪،‬‬ ‫ويشــتركون إلــى حــد كبيــر فــي اخللفيــة الثقافيــة‪.‬‬ ‫كلتــا املجموعتــان ترغــب فــي تعلــم احلــوار ولكــن‬ ‫ســيختلف حت ًمــا تصميــم ورشــة العمــل فــي كل‬ ‫مجموعــة جلــذب اهتمامهــم وحتفيزهــم للمشــاركة‪.‬‬ ‫ومــن األفضــل كلمــا أمكــن التواصــل مــع أحــد‬ ‫املشــاركني أو بعضهــم خــال مرحلــة التخطيــط‬ ‫وذلــك لفهــم ومعرفــة املزيــد حــول طبيعــة‬ ‫املجموعــة وتوقعاتهــم فيمــا يخــص ورشــة‬ ‫العمــل‪ ،‬وبالتالــي تلتقــي أهدافــك وخطتــك مــع‬ ‫احتياجاتهــم وتوقعاتهــم‪.‬‬

‫أسئلة مساعدة لتخطيط الركن اخلاص باملشاركني‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫‪74‬‬

‫•مــا هــي فئــات املشــاركني فــي املجموعــة حســب النــوع والعمــر والعــرق‬ ‫واخللفيــة التعليميــة والوظائــف واالهتمامــات ومــا إلــى ذلــك؟‬ ‫•ما هو مقدار معرفتهم املسبقة عن احلوار؟‬ ‫•مــا هــو ســياق مشــاركتهم (مثــا هــل يتبعون املدرســة أو مؤسســة تعليمية‬ ‫أخــرى أو مؤسســة دينيــة أو مــكان للعمل أو منظمــة للمتطوعني)؟‬ ‫•هل هي مجموعة متجانسة أم مختلطة من خلفيات متعددة؟‬ ‫•هــل يعــرف املشــاركون بعضهــم البعــض‪ ،‬وإذا كان األمــر كذلــك فمــا هــي‬ ‫طبيعــة العالقــات الداخليــة بينهــم؟‬ ‫•هــل يشــعرون باالرتيــاح مــع بعــض أم أن هنــاك بعــض التوتــر فيمــا‬ ‫بينهــم؟‬ ‫•هــل يشــاركون بنــا ًء علــى رغبتهــم واختيارهــم احلــر‪ ،‬أم أن حضورهــم‬ ‫إلزامــي فــي إطــار برنامــج تعليمــي أو مؤسســة ينتمــون إليهــا؟ (ففــي‬


‫احلالــة األولــى تكــون دافعيــة املشــاركني أكبــر ويكونــوا أكثــر حماســ ًا‬ ‫للتعلــم‪ ،‬أمــا فــي احلالــة الثانيــة فســوف تختلــف درجــة احلمــاس والرغبــة‬ ‫فــي املشــاركة بــن أفــراد املجموعــة)؟‬ ‫«إنــه ملــن الضــروري أن تعــرف بعــض األمــور عــن املشــاركني قبــل بــدء ورشــة‬ ‫العمــل مــن أجــل التخطيــط ولتكــون أنــت مســتعد ًا‪ ،‬ولكــن ال يقــل عــن ذلــك‬ ‫أهميــة أن تكــون منفتحــا أثنــاء الورشــة ومســتعدا لتغييــر أفــكارك املســبقة‬ ‫عــن املجموعــة‪».‬‬ ‫توبياس من الدمنارك سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫الركن الثالث‪ :‬الغاية‬

‫الغاية‪ :‬إلى أين نريد أن تقودنا هذه الورشة؟‬ ‫تتحــدد الغايــة مــن الورشــة بنــا ًء علــى احتياجــات املشــاركني‪ ،‬أي وف ًقــا ملــا تعتقــد أنهــم‬ ‫فــي حاجــة إليــه‪ ،‬وقــد تتحــدد أيضــا وف ًقــا ملــا تريــد أنــت أن يكتســبه املشــاركون مــن‬ ‫ورشــة العمــل‪ .‬فالغايــة هــي مقصــدك مــن عمليــة التعلــم‪ ،‬أي مــا تأمــل أن يحــدث‪ ،‬مــع‬ ‫األخــذ فــي اإلعتبــار أنــه ال ميكــن ضمــان حتقيقــه‪.‬‬

‫بعض األمثلة عن الغاية‪:‬‬ ‫• •نشر املعرفة مبوضوع احلوار‬ ‫• •تعميق فهم املشاركني لطبيعة احلوار‬ ‫• •كسر الصور النمطية عن اآلخر‬ ‫• •تعميق فهم املشاركني لالختالفات الثقافية‬ ‫• •فتــح مســاحة للدخــول فــي حــوار حــول أحــد املوضوعــات أو القضايــا‬ ‫التــي تثيــر اهتمــام املشــاركني‪.‬‬ ‫مــن الســهل أن يختلــط دافعــك الشــخصي لتقــدمي ورشــة العمــل مــع الغايــة الفعليــة‬ ‫منهــا‪ ،‬وال بــأس فــي ذلــك طاملــا توافــق األثنــن‪ ،‬ولكــن تذكــر أنهمــا ليســا بالضــرورة‬ ‫متطابقــن‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫أسئلة مساعدة لتخطيط ركن «الغاية»‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•ما الذي يحتاج أن يتعلمه املشاركون عن احلوار؟‬ ‫•ما الذي أرغب أنا في أن يتعلمه املشاركون عن احلوار؟‬ ‫•هــل تتوافــق إجابــة الســؤالني الســابقني؟ وهــل مــن املمكــن تلبيــة هــذه‬ ‫االحتياجــات والرغبــات مــع هــذه املجموعــة مــن املشــاركني‪ ،‬وفــي ظــل‬ ‫الظــروف احمليطــة (وقــت الورشــة واملــوارد املتاحــة ومــا إلــى ذلــك)؟‬ ‫•هــل يعيقنــي دافعــي الشــخصي عــن رؤيــة غايــة أخــرى قــد تكــون أكثــر‬ ‫أهميــة أو مالئمــة لطبيعــة الورشــة؟‬

‫الركن الرابع‪ :‬الدافع‬

‫ملاذا أريد القيام بهذه الورشة ؟‬

‫عــادة مــا يكــون الدافــع ألفعالنــا نابعــ ًا مــن نظــام القيــم اخلــاص بنــا‪ .‬لــذا فــإن‬ ‫املعنــى العميــق الــذي نعطيــه للعمــل فــي مجــال احلــوار وأيضـ ًا دوافعنــا وطريقــة تناولنــا‬ ‫لهــذا العمــل تختلــف مــن شــخص إلــى آخــر‪ ،‬بحســب اختــاف القيــم التــي حتركنــا‬ ‫علــى املســتوى العميــق‪ .‬وكلمــا كانــت دوافعنــا واضح ـ ًة لنــا‪ ،‬كلمــا كان مــن األســهل‬ ‫توضيحهــا لآلخريــن‪ .‬ومــن هنــا تأتــي أهميــة النظــر إلــى الدوافــع الشــخصية للميســرين‬ ‫فــي مرحلــة التخطيــط لورشــة العمــل‪.‬‬

‫بعض األمثلة عن الدوافع الشخصية‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•نشر املعرفة املرتبطة باحلوار‬ ‫•دافع الظهور والقيادة‬ ‫•صقل مهارات التيسير‬ ‫•اكتساب خبرة هامة في مجال عملك‬ ‫•تغيير املجتمع‬ ‫•املساهمة في حتقيق عالم أفضل‬ ‫•كسب املال‬

‫قــد ترتبــط دوافعنــا مبثاليــات رفيعــة كمــا قــد تختلــط باحتياجاتنــا الشــخصية مثــل‬ ‫تطويــر الــذات أو الشــعور بتقديــر اآلخريــن لنــا‪ ،‬وال يوجــد مــا يعيــب هــذا أو ذاك‪ .‬ولكــن‬ ‫‪76‬‬


‫مبــا أن الغايــة األساســية مــن ورش العمــل احلواريــة تكمــن فــي خلــق تبصــر أعمــق‬ ‫وتفهــم متبــادل بــن املشــاركني‪ ،‬فمــن األفضــل أن تتقاطــع دوافعــك ولــو جزئيـ ًا مــع هــذه‬ ‫الفكــرة أو مــع مــا يهــم املشــاركني‪.‬‬ ‫فــي هــذا الركــن مــن أركان التخطيــط‪ ،‬يجــب أن تعمــل علــى الوعــي باألبعــاد املختلفــة‬ ‫لدوافعــك وعالقتهــا بأهــداف الورشــة‪ ،‬حتــى ال حتيــد عــن املســار أثنــاء التخطيــط‪ ،‬وحتــى‬ ‫تســتطيع القيــام بــدور امليســر بــكل تركيــز وحضــور الذهــن‪ ،‬وبشــكل يحقــق اتســاقك مــع‬ ‫ذاتــك ويحافــظ علــى ثقــة املشــاركني جتاهــك‪.‬‬

‫أسئلة مساعدة لتخطيط ركن «الدافع»‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•ملاذا أريد العمل في مجال احلوار؟‬ ‫•ما هي أهدافي وأحالمي لهذه الورشة؟‬ ‫•ماذا تعني هذه األهداف واألحالم بالنسبة لى؟‬ ‫•ماذا تعني هذه األهداف واألحالم بالنسبة للمشاركني؟‬

‫أبعاد ورشة العمل الثالث‪ :‬املضمون و الشكل و عملية التعلم‬

‫كيــف ميكــن أن ينتــج عــن خطــة واحــدة لورشــة العمــل عمليــات تعلــم متعــددة ومختلفــة‬ ‫عــن بعضهــا البعــض‪ ،‬علــى الرغــم مــن تنفيــذ التدريبــات نفســها مــن قبــل امليســرين‬ ‫نفســهم وفــي إطــار زمنــي مماثــل؟ بــل وقــد تكــون مقدمــة للمشــاركني أنفســهم أيضــا!‬ ‫قــد يبــدو هــذا األمــر غريبــا‪ ،‬ويكمــن التفســير فــي العالقــة مــا بــن األبعــاد الثالثــة‬ ‫للورشــة – املضمــون والشــكل وعمليــة التعلــم‪ -‬والتــي تشــترك ســوي ًا فــي تكويــن املعنــى‪.‬‬ ‫وهــذا هــو احلــال بالنســبة لكافــة أنــواع التواصــل‪ ،‬حيــث يتكــون املعنــى دائمـ ًا كنتيجــة‬ ‫للتفاعــل مــا بــن عــدة مســتويات فــي الوقــت نفســه‪.‬‬ ‫مــا يحــدث هــو أن العمــل فــي الورشــة يتبــع خطــة أو ســيناريو‪ ،‬ولكــن اخلطــة بذاتهــا‬ ‫ليســت هــي الورشــة‪ ،‬وإمنــا تولــد الورشــة مــن جــراء اللقــاء الفعلــي بــن األشــخاص‬ ‫احلاضريــن فــي هــذا الزمــان واملــكان‪ .‬التواصــل الــذي يحــدث بينــك وبــن املشــاركني‬ ‫ُينتــج تفاعــات‪ ،‬ومجمــوع هــذه التفاعــات هــو مــا يخلــق ورشــة العمــل‪.‬‬ ‫مــن املهــم عنــد تخطيــط ورش العمــل احلواريــة أن تكــون قــاد ًرا علــى أخــذ هــذه األبعــاد‬ ‫فــي االعتبــار وفهــم كيفيــة تفاعلهــا مــع بعضهــا البعــض‪ ،‬فكلمــا انســجمت وتناغمــت‬ ‫‪77‬‬


‫األبعــاد الثالثــة‪ ،‬كلمــا كانــت اخلبــرة أفضــل للمشــاركني‪ ،‬ومكاســبهم أكثــر‪ ،‬وفرصــة‬ ‫حتقيــق أهــداف الورشــة أكبــر‪.‬‬

‫املضمون = الورشة من الداخل => يرد على سؤال ماذا؟‬

‫مــاذا ســنفعل؟ مــاذا نريــد أن نحقــق؟ مــا الــذي تــدور حولــه الورشــة؟ ومــاذا‬ ‫ســيحدث؟‬

‫الشكل = الورشة من اخلارج => يرد على سؤال كيف؟‬

‫كيف نتواصل؟ كيف نبدو؟ كيف نتعامل؟ وكيف يجب أن يحدث هذا؟‬

‫عمليــة التعلــم = احلركــة نفســها أو حركــة التغييــر => يــرد علــى ســؤال كيــف‬

‫نتحــرك معــا؟‬

‫كيــف نشــعر فــي أثنــاء اخلبــرة؟ كيــف نتفاعــل‬ ‫مــع مــا يحــدث‪ ،‬وكيــف نفســره؟ مــا هــي‬ ‫الديناميكيــات احلاضــرة فيمــا يحــدث؟‬ ‫واملضمــون هــو أول مــا نركــز عليــه فــي العــادة أثناء‬ ‫التواصــل‪ ،‬وهــذا ألنــه البعــد األوضــح وامللمــوس‪.‬‬ ‫مــا هــو املوضــوع ؟ ومــاذا ســنفعل؟‬ ‫الشــكل هــو التغليــف أو الطريقــة التــي نقــوم بهــا‬ ‫بتوصيــل املضمــون‪ .‬ويجــب أن يالئــم الشــكل‬ ‫املضمــون ويدعمــه‪ ،‬وإال فإنــه يشــوه الرســالة‪ .‬ومــن‬ ‫الســهل جــدا مالحظــة هــذا التناقــض عنــد حدوثــه‪ ،‬مثــا إذا حتــدث قائــد ورشــة‬ ‫العمــل عــن االنفتــاح ولكنــه شــخصي ًا منغلــق فــي تواصلــه مــع اآلخريــن‪.‬‬ ‫عمليــة التعلــم هــي مســار التحــرك نحــو الهــدف‪ .‬فهــي تتضمــن مجمــوع عمليــات‬ ‫التواصــل التــي حتــدث باســتمرار بــن املشــاركني أثنــاء تنفيــذ األنشــطة‪ ،‬مبــا يشــمل‬ ‫تفســيراتهم للمواقــف املختلفــة وردود أفعالهــم عليهــا والتفاعــات بينهــم‪ ،‬فــكل شــئ‬ ‫يســاهم فــي عمليــة التعلــم‪ .‬وتشــمل عمليــة التعلــم كذلــك مــا يحــدث مــن تغييــر وتطــور‬ ‫للمشــاركني ‪ -‬ولقائــد ورشــة العمــل ‪ -‬مــن خــال احلــوارات التــي تــدور بينهــم‪.‬‬ ‫وعمليــة التعلــم عمليــة ضمنيــة (أي متضمنــة فــي أحــداث الورشــة) وغيــر مرئيــة‪ ،‬ولكــن‬ ‫ميكننــا أن نالحظهــا مــن خــال تأثيرهــا علــى الورشــة‪ .‬تأخذنــا عمليــة التعلــم اجليــدة‬ ‫‪78‬‬


‫فــي املســار املخطــط بشــكل ســلس ومترابــط وتشــيع جــو ًا مــن الطاقــة اإليجابيــة‪.‬‬ ‫وبالعكــس فيمكننــا أن نستشــعر ضعــف عمليــة التعلــم عندمــا يســود مناخـ ًا ســيئ ًا مــن‬ ‫الضيــق وعــدم االرتيــاح أثنــاء التواصــل فــي املجموعــة‪.‬‬ ‫وميكننــا كميســرين إلقــاء الضــوء علــى عمليــة التعلــم ودعــوة املشــاركني إلــى اإلنتبــاه‬ ‫لهــا‪ ،‬وهــذا باإلشــارة إليهــا وإلــى تأثيرهــا علــى مــا تعيشــه املجموعــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال‬ ‫طــرح بعــض األســئلة‪ .‬مث ـ ً‬ ‫ا‪ :‬مــا هــو شــعورك اآلن؟ كيــف تشــعر حيــال هــذا األمــر؟‬ ‫كيــف تلقيــت مــا حــدث عندمــا‪...‬؟‬ ‫فــي ورش العمــل التــي يكــون موضوعهــا هــو احلــوار‪ ،‬يكــون احلــوار هــو محور كل شــئ‪.‬‬ ‫فأنــت تتحــدث عــن احلــوار (مضمــون)‪ ،‬وجتــري حــوا ًرا (شــكل) ويتــم التعلــم مــن خــال‬ ‫احلــوار (العمليــة)‪ .‬وبذلــك يندمــج كل مــن املضمــون والشــكل والعمليــة مــع بعضهــم‬ ‫البعــض‪ .‬ولــذا تعتبــر ورش العمــل احلواريــة مســاحة رائعــة لتوضيــح املقصــود بالعمليــة‬ ‫وأهميتهــا وذلــك مــن خــال اإلشــارة إلــى مــا يحــدث فــي القاعــة بــن املشــاركني‪.‬‬ ‫«حتدثــت عــن مفهــوم احلــوار فــي ثــاث ورش عمــل مختلفــة‪ ،‬والحظــت أن‬ ‫األمــر يصبــح أفضــل فــي كل مــرة‪ ،‬وأنــا أعلــم بالضبــط ملــاذا‪ .‬ففــي كل مــرة‬ ‫كنــت أزيــد مــن نســبة مســاهمة املشــاركني وأتــرك لهــم املجــال لتقــدمي أمثلتهــم‬ ‫اخلاصــة‪ ،‬أيضـ ًا كنــت أتــرك لهــم املزيــد مــن الوقــت واملســاحة‪ ،‬وبــدأت أشــير‬ ‫إلــى مــا كانــوا قــد ذكــروه ســاب ًقا‪ .‬تعلــم املشــاركون أكثــر ألنهــم رأوا كيــف‬ ‫أننــا نتحــرك ونتعلــم ســوي ًا‪».‬‬ ‫زينب من الدمنارك‪ ،‬سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫املضمون‬

‫العماية‬ ‫الشكل‬ ‫‪79‬‬


‫اختيار نقطة التركيز‬

‫يجــد أغلــب األشــخاص فــي بدايــة عملهــم كميســرين صعوبــة فــي قيــادة ورشــة العمــل‬ ‫بالتركيــز علــى عمليــة التعلــم‪ ،‬واســتخدامها بشــكل واعــي للوصــول للهــدف‪ .‬فــإذا كنــت‬ ‫مبتدئــا‪ ،‬ففــي األغلــب ســوف تكتفــي بالصعوبــات املرتبطــة بتخطيــط وتنفيــذ املضمــون‪:‬‬ ‫مــاذا ســنفعل وكيــف ســنصل إلــى مــا نريــد؟ وفــي الواقــع أنــه مــن املمكــن حتقيــق ورش‬ ‫عمــل حواريــة رائعــة بالتركيــز فــي األســاس علــى املضمــون‪ .‬ولكــن إذا لــم تعــد مبتد ًئــا‬ ‫ أو إذا كنــت تريــد حتــدي نفســك لتطويــر مهاراتــك ‪ -‬فيمكنــك اســتخدام تفاعــات‬‫املشــاركني أثنــاء الورشــة (عمليــة التعلــم) كنقطــة تركيــز لتوصيــل الفكــرة‪ ،‬وبهــذا ســوف‬ ‫يحققــون فهم ـ ًا أعمــق لطبيعــة احلــوار‪ ،‬نابع ـ ًا مــن التجربــة العمليــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال‬ ‫مالحظــة وتأمــل مــا يــدور بينهــم فــي اللحظــة احلاضــرة‪.‬‬ ‫ميكنــك قــراءة املزيــد حــول كيفيــة التعامــل مــع املضمــون ومــع عمليــة التعلــم أثنــاء قيــادة‬ ‫ورشــة العمــل فــي الفصــل القــادم‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫نصائح للتخطيط اجليد‬

‫‪1.1‬املشــاركون هــم جنــوم ورشــة العمــل‪ .‬اعتربهــم نقطــة انطالقــك يف التصميــم‪،‬‬ ‫وفقــا ملــا يناســبهم‪.‬‬ ‫وقــم بتطويــع ورشــتك ً‬ ‫‪2.2‬اجعل اختياراتك طوال عملية التخطيط اختيارات واعية‬ ‫‪ِ 3.3‬‬ ‫اعط اهتمامًا لقاعة التدريب وقم بترتيبها مبا يناسب ورشة العمل‬ ‫‪4.4‬قم بإعداد نفسك ذهنًيا للورشة‬ ‫‪5.5‬كــن مســتعدًا خبطــة بديلــة‪ ،‬وكــن أيضــً مســتعدًا إللغــاء كافــة اخلطــط إذا‬ ‫اتضــح لــك ضــرورة ذلــك يف لقائــك مــع املشــاركني‬

‫‪81‬‬


‫ملحوظات‬

‫‪82‬‬


‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫قيادة ورشة العمل‬ ‫• •ما املقصود باملُ َي ِ ّسر‪/‬ة؟ ‬

‫• •الفرق بني القائد واملُ َي ِ ّسر ‬ ‫ ‬ ‫• •قائد أم ُم َي ِ ّسر أم كالهما؟‬ ‫ ‬ ‫• •من هو املُ َي ِ ّسر‪/‬ة اجليد‪/‬ة؟‬ ‫• •املهارات األساسية لل ُم َي ِ ّسر‪/‬ة ‬ ‫• •كيف تصبح ُم َي ِ ّس ًرا جي ًدا؟‬ ‫• •كيف تقوم بعمل املُ َي ِ ّسر‪/‬ة؟التفسير‬ ‫• •امليسر‪/‬ة و»ما وراء املوقف»‬ ‫• •إعدادات املُ َي ِ ّسر‬ ‫• •أدوات املُ َي ِ ّسر‬ ‫• •حتديات املُ َي ِ ّسر – املقاومةما هو التواصل احلواري؟‬

‫ ‬ ‫• •ابن العم املزعج‬ ‫• •ثالث طرق ملواجهة املقاومة ‬ ‫ ‬ ‫• •أدوات ملواجهة املقاومة‬ ‫ ‬ ‫• •البقع املؤملة‬ ‫• •نصائح لتصبح ُم َي ِ ّس ًرا جي ًدا‬

‫‪83‬‬


‫قيادة ورشة العمل‬ ‫إن قائــد ورشــة العمــل يحتــاج إلــى أن يظــل منتبه ـ ًا للكثيــر مــن األمــور حولــه‪ .‬ومــن‬ ‫أهــم هــذه األمــور فــي ورش العمــل احلواريــة هــو التأكــد مــن أن مــا يــدور بــن أعضــاء‬ ‫املجموعــة هــو فعـ ً‬ ‫ا حــوار ًا‪ .‬فقــد يتبــع ســيناريو الورشــة حرفيــا ً‪ ،‬ولكــن عليه أن يتســاءل‬ ‫كل حــن‪ :‬هــل يتطــور املشــاركون فعليـ ًا فيمــا يخــص احلــوار مــن خــال هــذه املســيرة؟‬ ‫تســاعد اخلطــة املرســومة جيـ ًدا علــى الوصــول خلــط النهايــة‪ ،‬ولكنــه أيضـ ًا مــن واجــب‬ ‫قائــد الورشــة أن يقــوم بتوظيــف كل مــا يــدور بــن املشــاركني (أي عمليــة التعلــم) بشــكل‬ ‫يعــزز مــن الوصــول إلــي الهــدف‪.‬‬ ‫ُي ِعــ ّدك هــذا الفصــل للقيــام بــدور املُ َي ِّســر‪ ،‬ويســاعدك علــى االســتعداد للوقــوف فــي‬ ‫وســط قاعــة مليئــة باملشــاركني‪ ،‬ينظــرون إليــك وعيونهــم مليئــة بالتوقعــات وكلهــا شــغف‬ ‫للدخــول ســريع ًا فــي حــوار حــول موضوعــات ســاخنة‪.‬‬

‫ما املقصود بـ«ا ُملَي ِّسر‪/‬ة»؟‬

‫يشــير أصــل كلمــة « ُم َي ِّســر» فــي اإلجنيليزيــة كمــا فــي العربيــة إلــى معنــى الســهولة‪.‬‬ ‫فاملصطلــح اإلجنيليــزي (‪ )facilitator‬يشــتق مــن الكلمــة الالتينيــة ‪ ))facilis‬والتــي‬ ‫تعنــي «ســهل»‪ ،‬وكذلــك فــي العربيــة‪ ،‬تأتــي كلمــة «ميســر» مــن مصــدر « َي َســر» أي‬ ‫«ســ َهل» و»أمكــن»‪ .‬وعليــه يتضــح لنــا املقصــود باملُ َي ِّســر‪ ،‬وهــو مــن يقــوم بتســهيل‬ ‫َ‬ ‫الطريــق أمــام املجموعــة لتمضــي إلــى الوجهــة املتفــق عليهــا ولتحقــق أهدافهــا املنشــودة‪.‬‬ ‫وكمــا ذكرنــا فــي الفصــل الثالــث‪ ،‬فــإن ورشــة العمــل لهــا ثالثــة أبعــاد‪ ،‬وهــي املضمــون‬ ‫والشــكل والعمليــة‪ .‬فــإذا أرادت للمشــاركني ليــس فقــط أن يســمعوا عــن احلــوار بشــكل‬ ‫نظــري‪ ،‬وإمنــا أن يختبــروه وأن يتعلمــوا مــن خــال ممارســة احلــوار‪ ،‬فعليــك كمســئول‬ ‫عــن ورشــة العمــل أن تكــون متمكنـ ًا مــن األبعــاد الثالثــة‪ ،‬علــى ِكال املســتويني التخطيــط‪،‬‬ ‫والتنفيــذ‪ .‬وفــي األغلــب مــا يكــون تركيــز املشــاركني الفــوري علــي املضمــون والهــدف‬ ‫مــن الورشــة‪ ،‬أمــا أنــت ك ُم َي ِّســر فعليــك أن تنتبــه إلــى ُك ً‬ ‫ال مــن املضمــون والشــكل وأيضـ ًا‬ ‫عمليــة التعلــم‪ ،‬بــل وباألخــص عمليــة التعلــم‪ .‬فأنــت كمنظــم وقائــد لورشــة العمــل فــي‬ ‫األغلــب مــا‬

‫‪84‬‬


‫يكــون لديــك وجهــة نظــر أدق وأشــمل حــول مــا يحــدث فــي قاعــة العمــل وفيمــا آلــت إليــه‬ ‫الورشة‪.‬‬

‫الفرق بني القائد وا ُملَي ِّسر‬

‫ُي َعــد توجيــه املجموعــة نحــو الوجهــة املنشــودة هــو مــن مهــام ك ً‬ ‫ال مــن القــادة‬ ‫واملُ َي ِّســرين‪.‬‬

‫القائــد غال ًبــا مــا يركــز علــي الهــدف واملضمــون واملهمــة املطلوبــة‪ ،‬كمــا يركــز‬ ‫علــي قيــادة وتنســيق عمــل املجموعــة مــن أجــل حتقيــق نتيجــة محــددة‪ .‬ففــي‬ ‫ورشــة العمــل يكــون هــذا الشــكل مــن القيــادة أشــبه بالــدور التقليــدي للمعلــم‪.‬‬ ‫املُ َي ِّســر يركــز علــي ك ً‬ ‫ال مــن املضمــون وعمليــة التعلــم‪ ،‬ولكنــه أكثــر إنشــغا ًال‬ ‫بالعمليــة‪ ،‬أي مبــا يشــعر بــه املشــاركون جتــاه املهمــة وجتــاه بعضهــم البعــض‬ ‫ومــا يحــدث بينهــم مــن تفاعــات‪ ،‬وتأثيــر كل هــذا علــي املهمــة واملضمــون‪ .‬إن‬ ‫دور املُ َي ِّســر هــو توجيــه العمليــة بشــكل يعــزز مــن املضمــون ويحقــق الهــدف‪،‬‬ ‫ومــن ثــم فــإن املُ َي ِّســر يأخــذ علــى عاتقــه مســئولية واعيــة جتــاه متابعــة عمليــة‬ ‫التعلــم والديناميكيــات احلاضــرة فــي املجموعــة‪.‬‬ ‫وميكــن القــول بــأن دور املُ َي ِّســر هــو متهيــد الطريــق لتحقيــق الهــدف‪ .‬وميكننــا هنــا‬ ‫التشــبيه برياضــة الكرلنــج ‪ ،11‬والتــي يكــون فيهــا هــدف كل فريــق هــو توصيــل حجــر‬ ‫جرانيتــي مســتو كبيــر إلــى منطقــة الهــدف‪ ،‬مــن خــال دحرجتــه فــوق الثلــج‪ .‬يقــوم أحــد‬ ‫الالعبــن بدفــع احلجــر‪ ،‬بينمــا يقــوم اآلخــرون مبســح ومتهيــد الطريــق أمــام احلجــر مــن‬ ‫أجــل توجيــه مســاره‪ .‬وكذلــك فــي ورشــة العمــل‪ ،‬ميكــن أن نشــبه املشــاركني بحجــر‬ ‫الكرلنــج‪ ،‬بينمــا يقــوم املُ َي ِّســر بــدور الالعــب الــذي ميهــد الطريــق مــن أجــل وصــول‬ ‫احلجــر ملنطقــة الهــدف‪ ،‬والــذي يســتطيع أن يبطــيء أو يزيــد مــن ســرعة احلجــر وأن‬ ‫يحــدد مســاره واجتاهــه‪ .‬أمــا إذا نســي هــذا الالعــب القيــام بــدوره ألن نظــره مثبــت‬ ‫علــى منطقــة الهــدف‪ ،‬عندهــا تتوقــف حركــة حجــر الكرلنــج‪ .‬وينطبــق هــذا بالضبــط‬ ‫علــى «حركــة» املشــاركني فــي ورشــة العمــل‪ ،‬أى علــى عمليــة التعلــم التــي ســتقودهم‬ ‫نحــو فهــم أعمــق للحــوار‪.‬‬

‫‪ 1‬لعبة اسكتلندية تلعب على الثلج‬ ‫‪85‬‬


‫«إنــك ال تســتطيع التأمــل بالنيابــة عــن املشــاركني بــل أن عليــك أن تتأمــل معهم‪.‬‬ ‫فإننــا نقــوم ســوي ًا بفتــح مجــاالت التأمــل‪ .‬وعلــى عكــس املعلــم التقليــدي الــذي‬ ‫يحــاول أن ُي ـ َدرس كيفيــة التأمــل‪ ،‬فــإن علينــا أن نرافقهــم فــي هــذه العمليــة‪.‬‬ ‫ويســاعدنا املنهــج احلــواري بهــذه الطريقــة علــى تعريفنــا مــا يــدور حقــا بداخــل‬ ‫املشــاركني‪ ،‬وبذلــك تصبــح اجللســة بأكملهــا أكثــر إثــارة وثــراء بالنســبة لهــم‬ ‫ولنــا‪.‬‬ ‫(كارين من الدامنرك‪ ،‬سفراء احلوار ‪)2011‬‬

‫قائد أم ُمَي ِّسر أم كالمها؟‬

‫فــي احلــوار‪ ،‬تعتبــر كيفيــة الوصــول للجهــة املقصــودة أهــم مــن الوصــول فــي حــد ذاتــه‪،‬‬ ‫ولذلــك فــإن احلــوار يعتبــر هــو نفســه «عمليــة»‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬فــا بــد ألي ورشــة عــن‬ ‫احلــوار أال تتطــرق لــه فقــط مــن خــال املضمــون‪ ،‬بــل أيضـ ًا مــن خــال الشــكل والعملية‪.‬‬ ‫فــإذا كان الهــدف هــو إيجــاد فهــم وتبصــر عــن احلــوار أو عــن موضــوع محــدد‪ ،‬فــإن‬ ‫ذلــك يتــم مــن خــال احلــوار‪.‬‬ ‫ولهــذا الســبب‪ ،‬فــإن قائــد ورشــة العمــل احلواريــة يحتــاج إلــى االهتمــام بالعمليــة‪ ،‬ألن‬ ‫مــا يحــدث بــن املشــاركني مــن تفاعــات ميكــن أن يســاعد فــي تدعيــم املضمــون‪ .‬وعليــه‬ ‫ميكننــا القــول بــأن القائــد فــي ورشــة العمــل احلواريــة غالب ـ ًا مــا يكــون ُم َي ِّســرا فــي‬ ‫الوقــت نفســه‪.‬‬ ‫وميثــل التركيــز علــى كال مــن املضمــون والعمليــة حتديــا أمــام قائــدي ورش العمــل حتــى‬ ‫ذوي اخلبــرة منهــم‪ ،‬حيــث أن ذلــك يتطلــب متابعــة املشــاركني واجلــدول الزمنــي وتقــدمي‬ ‫األنشــطة وتنفيــذ التدريبــات العديــدة (أي املضمــون)‪ ،‬ويتطلــب كذلــك التركيــز علــى تبنــي‬ ‫أســلوبا حواريــا فــي التواصــل (أي الشــكل) كمــا يشــمل التعامــل مــع كل مــا يحــدث‬ ‫بــن املشــاركني‪ ،‬وأيض ـ ًا التأكــد مــن وجــود تعــاون بــن فريــق العمــل إذا كانــت قيــادة‬ ‫الورشــة جماعيــة (العمليــة)‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫وســوف جتــد أن قدرتــك ورغبتــك فــي التركيــز علــي العمليــة يعتمــد علــى مقــدار خبرتــك‬ ‫مــن ناحيــة‪ ،‬وعلــى املوضــوع الــذي يتــم مناقشــته ومــا مت االتفــاق عليــه مــع املشــاركني‬ ‫مــن ناحيــة أخــرى‪ .‬وعلــى كل حــال‪ ،‬فإنــه مــن املمكــن تنفيــذ ورشــة عمــل حواريــة هادفــة‬ ‫وناجحــة حتــى ولــو مــع حــد أدنــى مــن التركيــز علــى العمليــة‪ .‬وكلمــا ازدادت خبرتــك‪،‬‬ ‫كلمــا اتضــح لــك أن االنتبــاه لعمليــة التعلــم يســاعد بــل و ُيســهل مــن حتقيــق أهــداف‬ ‫الورشــة‪ ،‬مــن خــال توظيــف مــا يحــدث بــن املشــاركني مــن تفاعــات فــي توليــد التعلــم‬ ‫والفهــم‪.‬‬ ‫وفيمــا يلــي‪ ،‬ســوف يتــم اإلشــارة إلــى وظيفــة قائــد ورشــة العمــل باملُ َي ِّســر‪ ،‬حيــث أن‬ ‫هــذا هــو الــدور الطبيعــي واألمثــل ألي قائــد فــي ورش العمــل احلواريــة‪.‬‬ ‫«إن حلظتــي املميــزة كانــت حلظــة إدراكــي لألثــر الكبيــر اللتزامنــا بأدوارنــا‬ ‫ك ُم َي ِّســرين فــي توجيــه عمليــة التعلــم دون محاولــة التأثيــر علــى املشــاركني‪،‬‬ ‫ودون إمالئهــم اخلطــأ مــن الصــواب‪ .‬وذلــك ألنــه عندمــا يتعلــق األمــر باحلــوار‪،‬‬ ‫فــإن هنــاك فــارق كبيــر بــن تقــدمي وجهــة نظــرك اخلاصــة وبــن تــرك املجــال‬ ‫للمشــاركني الكتشــاف وجهــات نظرهــم‪ ،‬وأيضـ ًا الكتشــاف إمكانيــات التعديــل‬ ‫فيهــا ومــدى اســتعدادهم لذلــك‪.‬‬ ‫(هيفاء من الدامنرك ‪،‬سفراء احلوار ‪)2011‬‬

‫‪87‬‬


‫من هو ا ُملَي ِّسر‪/‬ة اجليد‪/‬ة؟‬

‫املُ َي ِّســر اجليــد هــو أو ًال وقبــل كل شــيء مــن يتعامــل بحقيقة شــخصيته دون أي افتعاالت‪،‬‬ ‫مــع حضــوره لآلخــر بنســبة ‪ .%100‬املُ َي ِّســر اجليــد أيضـ ًا يكــون حــواري فــي أســلوبه‪،‬‬ ‫ويتمتــع بالفضــول وحــب االستكشــاف واالنفتــاح‪ ،‬وهــو يســعى إلــى التواصــل ويجيــد‬ ‫االصغــاء للمشــاركني‪ .‬ويســتخدم املُ َي ِّســر اجليــد األدوات احلواريــة مثــل طــرح األســئلة‬ ‫االستكشــافية واالســتماع النشــط والترديــد‪ ،‬باإلضافــة إلــى صفــات أخــرى يتــم بيانهــا‬ ‫بالتفصيــل فيمــا بعــد‪.‬‬ ‫و ُي َعــد االلتــزام باملبــادئ األربعــة للحــوار‪ -‬الثقــة واالنفتــاح واألمانــة واملســاواة ‪ -‬مــن‬ ‫املهــارات األساســية ملُ َي ِّســر احلــوار‪ ،‬هــذا إلــى جانــب املرونــة والقــدرة علــى التأمــل‬ ‫والتأمــل الذاتــي‪ .‬وتعتبــر هــذه املبــادئ األربعــة األســاس الــذي يقــف عليــه املُ َي ِّســر‪،‬‬ ‫فهــي تشــكل اإلطــار الذهنــي الــذي يلتقــي بــه مــع املشــاركني وتنعكــس فــي األدوات‬ ‫العمليــة التــي يســتخدمها فــي التواصــل معهــم‪.‬‬ ‫إن التــزام املُ َي ِّســر باملبــادئ التــي يســعى إلــى توصيلهــا يزيــد مــن مصداقيتــه ويدعــم‬ ‫تأثيــر دوره ك ُم َي ِّســر‪ .‬وكذلــك فتماشــيه مــع تلــك املبــادئ والتزامــه بالتواصــل مــن خــال‬ ‫الثقــة واالنفتــاح واألمانــة واملســاواة ســوف ينطبــع أثــره‬

‫‪88‬‬


‫علــى املشــاركني ويشــجعهم علــى التواصــل بــذات الطريقــة‪ ،‬والتــي تعكــس مهــارات‬ ‫حواريــة هامــة‪ .‬فمــن خــال مشــاهدة املُ َي ِّســر فــي عملــه‪ ،‬يكتشــف املشــاركون ماهيــة‬ ‫احلــوار وشــكله عنــد التطبيــق‪.‬‬

‫املهارات األساسية لل ُمَي ِّسر‪/‬ة‬

‫الثقة‬

‫ُيشــيع املُ َي ِّســر ذو املصداقيــة جــ ًوا مــن الثقــة جتاهــه عــن طريــق قدرتــه علــى إدارة‬ ‫عمليــة التعلــم بشــكل آمــن‪ ،‬حتــى ولــو كانــت حتتــوي علــى حتــدي آلراء املشــاركني‪.‬‬ ‫ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬فهــو يعبــر عــن ثقتــه فــي املشــاركني مــن خــال التواصــل بأمانــة‬ ‫وانفتــاح‪ ،‬مث ـ ً‬ ‫ا حــول مــا ســيحدث وملــاذا‪ ،‬ومــن خــال إشــراك املجموعــة فــي إرســاء‬ ‫ُ‬ ‫إطــار عمــل الورشــة‪ .‬وبهــذه الطريقــة يوصــل امل َي ِّســر رســالة للمجموعــة‪« :‬أنــا واثــق مــن‬ ‫قدرتكــم علــى املشــاركة فــي أخــذ مســئولية مــا ســيحدث هنــا اليــوم»‪ .‬وفــي حالــة وجــود‬ ‫فريــق مــن امليســرين‪ ،‬فــإن الثقــة فيمــا بينهــم ُت َعــد نقطــة انطــاق جيــدة للعمــل املشــترك‬ ‫باحلــوار أمــام املشــاركني‪ .‬وتظهــر هــذه الثقــة مــن خــال االلتــزام باالتفاقــات املســبقة‬ ‫اخلاصــة بتوزيــع األدوار‪ ،‬وكذلــك مــن خــال التعبيــر عــن والتعامــل مــع أي خالفــات‬ ‫داخليــة أثنــاء فتــرة اإلعــدادات وطــوال فتــرة التنفيــذ‪.‬‬ ‫فــي املجتمعــات العربيــة‪ ،‬ندعــو امليســر لإلنتبــاه إلــى العوامــل الثقافيــة‬ ‫واملجتمعيــة التــي قــد تؤثــر علــى بنــاء الثقــة مــع املجموعــة‪ ،‬ومنهــا مثـ ً‬ ‫ا الســن‬ ‫ودور الشــخص فــي املجتمــع‪ ،‬والنــوع‪ ،‬واإلنتمــاء العائلــي أو القبلــي أو الدينــي‪.‬‬ ‫فقــد ال يســتطيع امليســر تغييــر هــذه املعطيــات‪ ،‬ولكــن الوعــي بهــا سيســاعده‬ ‫علــى اإلعــداد اجليــد‪ .‬وفــي بعــض األحيــان‪ ،‬يكــون مــن املفيــد تكويــن فريــق‬ ‫متنــوع مــن امليســرين يتكاملــون فــي تغطيــة عوامــل الثقــة املختلفــة‪.‬‬

‫االنفتاح‬ ‫يشــجع املُ َي ِّســر علــى االنفتــاح بكونــه منفتحـ ًا‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا عــن طريــق تقــدمي أمثلــة خاصــة بــه‪،‬‬ ‫أو عــن طريــق املشــاركة بخبراتــه اخلاصــة وحتدياتــه وتســاؤالته فيمــا يخــص احلــوار‪.‬‬ ‫فعندمــا يحكــي امليســر قصــة شــخصية مــن حياتــه‪ ،‬يصبــح أقــرب للمشــاركني و ُيســهل‬ ‫عليهــم االتصــال معــه ومالحظــة أي تشــابه بــن خبراتهــم وخبراتــه‪ .‬وينطبــق هــذا‬ ‫ً‬ ‫أيضــا علــى جميــع املشــاركني عنــد مشــاركتهم بخبراتهــم الشــخصية بانفتــاح فيمــا‬ ‫ِ‬ ‫يكننــا االنفتــاح مــن اكتشــاف وفهــم عمــق اإلنســان الــذي يختفــي خلــف الــرأي‬ ‫بينهــم‪َ ُ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫منفتحــا لــكل مــا يقولــه‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫يظ‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫املصمت‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫أو وجهــة‬ ‫ً‬ ‫َ ِّ‬ ‫‪89‬‬


‫املشــاركون حتــى إذا كانــت آراؤهــم وفلســفتهم احلياتيــة تختلــف عــن آرائــه وفلســفته‪،‬‬ ‫فعليــه أن يصغــي للمشــاركني إصغــا ًء عميق ـ ًا وأن يحتــرم وجهــات نظرهــم‪.‬‬ ‫(انظر امللحق ‪ ،4‬الفصل ‪ ،4‬امللحوظة رقم‪)1‬‬

‫األمانة‬ ‫تَظهــر األمانــة عندمــا تُبــدي إهتمامـ ًا حقيقيـ ًا بحديثــك مــع اآلخــر عــن طريــق اســتخدام‬ ‫قصــة شــخصية مثــ ً‬ ‫ا أو املشــاركة مبثــال خــاص بــك‪ .‬وكذلــك ُي َعــد مــن األمانــة أن‬ ‫تكــون نفســك وعلــى طبيعتــك أيـ ًا كان املوقــف‪ ،‬بعيــد ًا عــن لبــس األقنعــة ولعــب األدوار‬ ‫املفتعلــة‪ .‬فعلــى ســبيل املثــال إذا أدركــت أنــه ليــس لديــك إجابــة حاضــرة علــى ســؤال‬ ‫معــن‪ ،‬فمــن األمانــة أن تعبــر عــن هــذا وأن تفكــر وتبحــث مــع املشــاركني بــكل شــفافية‪.‬‬ ‫ميكنــك ك ُم َي ِّســر أن تعبــر عــن أي نواقــص أو جوانــب ضعــف‪ ،‬وأن توظــف هــذا كجــزء‬ ‫مــن عمليــة التعلــم‪.‬‬

‫املساواة‬ ‫فــي إطــار احلــوار‪ ،‬يكــون للجميــع احلــق نفســه فــي التعبيــر وفــي املشــاركة مبــا لديهــم‬ ‫مــن آراء أو خبــرات‪ ،‬بغــض النظــر عــن املســتوى االجتماعــي أو النــوع أو العــرق أو‬ ‫الســن أو الســلطة‪ .‬تشــترك األطــراف فــي احلــوار علــى قــدم املســاواة فــي إطــار‬ ‫مــن االحتــرام املتبــادل‪ .‬وعليــه‪ ،‬فإنــك ك ُم َي ِّســر تســعى لتوفيــر مناخ ـ ًا تســود فيــه روح‬ ‫املســاواة بــن جميــع أعضــاء املجموعــة‪.‬‬ ‫وفــى الواقــع العربــى‪ ،‬قــد يحتــاج امليســر إلــى مراعــاة الفــروق والعــادات‬ ‫واألدوار االجتماعيــة‪ ،‬مبــا ال يخــل مــن مبــدأ املســاواة‪ .‬وتتجلــى قــدرة امليســر‬ ‫علــى احلفــاظ علــى املســاواة فــى خلقــه مســاحة آمنــة تعطــى فرصــة للمشــاركة‬ ‫املتوازنــة لألفــراد واملجموعــات األضعــف فــى املجتمــع‪ .‬وعليــه فــي هــذا‬ ‫الصــدد أن ينتبــه بشــكل خــاص لألفــراد أصحــاب اللهجــات األصعــب فهمهــا‬ ‫ بحســب املوقــع اجلغرافــى للورشــة ‪ -‬فيعطــي املســاحة والوقــت الكافــي‬‫ملشــاركة اجلميــع حتــى ولــو أن لهجــة البعــض غيــر مفهومــة كليــة للمجموعــة‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫قــد حتــاول كميســر جتســيد قيمــة املســاواة مــن خــال املشــاركة بآرائــك وخبراتــك‬ ‫كأي فــرد آخــر فــي املجموعــة‪ ،‬أو عــن طريــق املشــاركة بنفســك فــي بعــض التدريبــات‬ ‫املقترحــة‪ ،‬حتــى تدخــل فــي احلــوار مــع اآلخريــن وأنــت علــى قــدم املســاواة معهــم‪.‬‬ ‫فــي بعــض األحيــان يكــون ذلــك مناســب ًا وليــس دائم ـ ًا‪ ،‬وخاصــة أنــه ملــن الصعوبــة أن‬ ‫تشــترك فــي عمليــة التعلــم وأن تكــون فــي الوقــت نفســه مســئو ًال عــن إدارتهــا‪ .‬فكثيـ ًرا‬ ‫مــا يكــون مــن األنســب أن حتتفــظ مبكانــك كقائــد للعمليــة‪ ،‬وأن حتافــظ علــى مبــدأ‬ ‫املســاواة عــن طريــق موقفــك وعــن طريــق تبنــي أســلوب فــي التواصــل يتســم باالحتــرام‬ ‫والتقديــر لــكل املشــاركني أيـ ًا كانــت خلفياتهــم‪ .‬وأيضـ ًا ميكنــك أن تلقــي ضــو ًءا إيجاب ًيــا‬ ‫علــى االختالفــات املوجــودة فــي املجموعــة وأن تتحــدث عنهــا باعتبارهــا ميــزة وتوضــح‬ ‫الفــرص التــي يوفرهــا هــذا التنــوع‪،‬‬ ‫بــد ًال مــن أن ُينظــر إليهــا وكأنهــا عائــق‬ ‫للمشــاركة املتســاوية للجميــع‪.‬‬ ‫وإذا كان هنــاك فريــق عمــل مــن املُ َي ِّســرين‪،‬‬ ‫فبإمكانــه تقــدمي منــاذج واقعيــة لشــكل‬ ‫الصداقــة وشــكل التعــاون فــي عمــل‬ ‫جماعــي مثمــر‪ ،‬برغــم وجــود اختالفــات بــن‬ ‫أعضــاء الفريــق ســواء فــي وجهــات النظــر‬ ‫أو فــي اخللفيــات الثقافيــة والسياســية‬ ‫والدينيــة إلــخ‪.‬‬

‫املرونة‬

‫فــي األغلــب ســيكون معــك ك ُم َي ِّســر ســيناريو ُم َعــد جي ـ ًدا‪ ،‬ولكــن عليــك دائم ـ ًا أن تكــون‬ ‫مســتعد ًا ألن حتيــد عنــه‪ .‬واعلــم أنــه مبجــرد بــدء ورشــة العمــل‪ ،‬ميكــن ألي شــيء أن‬ ‫يحــدث فيمــا يتعلــق بــردود أفعــال املشــاركني‪ ،‬فقــد جتــد فضــو ًال وحماسـ ًا‪ ،‬أو إحباطـ ًا‬ ‫وخمــو ًال‪ ،‬كمــا قــد جتــد وجهــات نظــر متطرفــة‪ ،‬أو حتــى مقاومــة ملــا تقدمــه‪.‬‬ ‫وفــي هــذه احلالــة األخيــرة‪ ،‬ســتحتاج للتوقــف للحظــة‪ ،‬تخبــر فيهــا نفســك أو ًال‪« :‬إذن‪،‬‬ ‫فهــو كذلــك!»‪ .‬وثان ًيــا‪ :‬تأخــذ دور مستكشــف فضولــي أو محقــق‪ ،‬تلبــس قبعــة شــارلوك‬ ‫هوملــز وتفحــص‪ :‬مــاذا يحــدث فــي هــذه القاعــة بــن املشــاركني؟ اســألهم عمــا يحــدث‬ ‫فعليـ ًا خلــف مــا تــراه أنــت‪ ،‬واســألهم عمــا وراء مــا يقولونــه ويفعلونــه‪ .‬مــا الــذي تقولــه‬ ‫عباراتهــم ولغــة أجســادهم؟ وتذكــر إنــك تبنــي تفســيراتك علــى أســاس أفــكارك املســبقة‪،‬‬ ‫وأن الواقــع قــد يختلــف متامـ ًا عــن تفســيرك لــه‪.‬‬ ‫‪91‬‬


‫وعلــى صعيــد آخــر‪ ،‬فــإن املرونــة تعنــي إنــك توقــن أنــه يوجــد العديــد مــن الطــرق‬ ‫للوصــول للوجهــة املنشــودة‪ ،‬وذلــك ألن الرحلــة فــي مثــل أهميــة الوصــول‪ ،‬فتكــون علــى‬ ‫اســتعداد لتغييــر اخلطــة ولكــن مــع اســتمرار تركيــزك علــى الهــدف أو الوجهــة‪.‬‬

‫جيدا؟‬ ‫كيف تصبح ُمَي ِّسرا ً‬

‫تبــدو مهــارات املُ َي ِّســر كثيــرة وصعبــة املنــال عندمــا يتــم ســردها فــي شــكل قائمــة أو‬ ‫شــروط‪ ،‬كمــا هــو احلــال فــي هــذا الكتــاب‪ .‬أمــا فــي الواقــع‪ ،‬فهــذه الشــروط ترســم‬ ‫الصــورة املثاليــة ملُ َي ِّســر احلــوار اجليــد‪ ،‬وهــو مــا يتــم التــدرب عليــه والســعي لتطويــره‪،‬‬ ‫مــع العلــم بــأن ذلــك قــد يســتغرق العديــد مــن الســنوات‪ .‬فــا يوجــد ميســر يتمكــن‬ ‫مــن كل هــذه املهــارات منــذ البدايــة‪ ،‬ولكــن ميكــن ألي إنســان أن يتقــدم عــن الطريــق‬ ‫التجربــة واخلطــأ‪ .‬ومــن ثــم‪ ،‬فعليــك باخلطــوة األولــى وهــي تطويــر املهــارات املختلفــة‬ ‫عــن طريــق املمارســة‪ ،‬فاملمارســة تدنــو بــك مــن الكمــال‪ .‬ومــا يهــم هــو أخــذ املخاطــرة‬ ‫وجتربــة األمــر بنفســك‪ ،‬مــع تنميــة حــس التأمــل والتأمــل الذاتــي لديــك ملراجعــة جتاربــك‬ ‫والتعلــم منهــا‪.‬‬ ‫«مــن الضــروري أن تقــوم بالتأمــل مــع املجموعــة أثنــاء ورشــة العمــل‪ ،‬وذلــك‬ ‫بســؤال املشــاركني عمــا يرونــه ويفكــرون فيــه‪ ...‬ألن مــا تعتقــد أنهــم يفكــرون‬ ‫بــه ليــس دائ ًمــا مــا يفكــرون بــه فعل ًيــا‪».‬‬

‫زينب من الدامنارك‪ ،‬سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫التأمل والتأمل الذاتي‬ ‫إن الدخــول فــي حــوار مــع آخريــن يتطلــب وضــع افتراضاتــك موضــع التحــدي‬ ‫واالختبــار‪ ،‬ويحــدث هــذا ً‬ ‫أيضــا فــي إطــار لعبــك لــدور املُ َي ِّســر‪ .‬فقــدرة املســير علــى‬ ‫التأمــل والتفكيــر مــع املشــاركني هــو أمــر فــي غايــة األهميــة بالنســبة لعمليــة التعلــم التــي‬ ‫ميــرون بهــا‪ .‬كمــا أن قدرتــه علــى التأمــل الذاتــي ومراجعــة نفســه تُطــور مــن إدراكــه‬ ‫ملــا يتضمنــه دور املســير‪ ،‬وتســاعده علــى القيــام بــه بشــكل أفضــل‪.‬‬ ‫ُيعــد التأمــل الذاتــي وكأنــه حــوار داخلــي مســتمر‪ .‬ففــي مرحلــة التخطيــط‪ ،‬فإنــك‬ ‫تفكــر مــع نفســك فــي كيفيــة القيــام بــدور املُ َي ِّســر‪ .‬وفــي أثنــاء التيســير‪ ،‬فإنــك تتســاءل‬ ‫إذا كنــت علــى املســار الصحيــح‪ ،‬وتفكــر فــي اخلطــوة التاليــة وفــي جــدول األعمــال‪.‬‬ ‫وأيضـ ًا فــي التيســير عليــك أن تتســاءل دائمــا عــن افتراضاتــك وحتيزاتــك وتنتبــه إلــى‬ ‫تأثيرهــا علــى أدائــك‪ .‬فطــوال مســيرة اإلعــداد والتنفيــذ‪ ،‬يســاعد التأمــل علــى توضيــح‬ ‫واع‪.‬‬ ‫االختيــارات املتاحــة لــك وبالتالــي علــى اتخــاذ القــرارات علــى أســاس ٍ‬ ‫‪92‬‬


‫وعندمــا يكــون هنــاك أكثــر مــن ميســر‪ ،‬فمــن الضــروري أن يكونــوا علــى اتصــال وثيــق‬ ‫ببعــض وأن يتبادلــوا مشــاعرهم أو أفكارهــم إزاء مــا يحــدث فــي الورشــة‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫يعتبــر تأم ـ ً‬ ‫ا مســتمر ًا ومشــترك ًا بينهــم‪.‬‬ ‫وتُعــد تنميــة القــدرة علــى التأمــل مــن اآلثــار اجلانبيــة اإليجابيــة للعمــل ك ُم َي ِّســر‪،‬‬ ‫فامليســر يكتســب عــادة التأمــل فــي الــذات‪ ،‬ومراجعــة نفســه وخبراتــه وشــكل تواصلــه‬ ‫مــع اآلخريــن‪ .‬ويــؤدي هــذا بــدوره إلــى صقــل إدراكــه بحقيقــة التغيــر املســتمر لألفــكار‬ ‫والقيــم داخــل الفــرد‪ ،‬وأيضـ ًا إلــى تنميــة الوعــي بقيمــه ومعتقداتــه الشــخصية الدفينــة‪.‬‬ ‫وهــذا كلــه يســاعد علــى تهذيــب اإلنســان ويجعــل مــن احلــوار طبيعــة فــي شــخصيته أو‬ ‫صفــة مــن صفاتــه‪.‬‬ ‫وممــا يدعــم عمليــة التطويــر الذاتــي للمســير‪ ،‬وباألخــص إذا كانــت خبرتــه محــدودة‪ ،‬أن‬ ‫مب َي ِّســر أكثــر خبــرة يشــاركه جتاربــه ليتأمــا فيهــا ســوي ًا‪.‬‬ ‫يقــوم باالســتعانة ُ‬ ‫و ُيعــد التقييــم الــذي يتــم فــي نهايــة كل ورشــة عمــل مــن األدوات األخــرى املهمــة لتطويــر‬ ‫أداء امليســر‪ .‬وفــي احلقيقــة‪ ،‬إن توجيــه ســؤال مباشــر للمشــاركني عــن مالحظاتهــم‬ ‫حــول أداءك كميســر دائمــا مــا يحتــوى علــى مخاطــرة‪ ،‬حيــث إنــك قــد حتصــل علــى‬ ‫إجابــات أو ردود أفعــال غيــر مشــجعة‪ .‬فــا يتمتــع اجلميــع بالقــدرة نفســها علــى إعطــاء‬ ‫نقــد بنــاء‪ ،‬وبالطبــع فــإن الكلمــات القاســية تؤلــم‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فعليــك فــي مثــل هــذه‬ ‫املواقــف أن حتــاول االســتماع إلــى رســالة النقــد دون إقامــة دفاعــات أو محاولــة تبريــر‬ ‫أداءك وتذكــر أن اســتقبال التقييــم هــو أحــد مهــارات فــن احلــوار‪ ،‬وغال ًبــا مــا يكــون بهذا‬ ‫التقييــم أمــر ًا مفيــد ًا لــك‪ ،‬فابحــث عــن الرســائل املختفيــة خلــف العبــارات اجلارحــة‪،‬‬ ‫وحــاول أن تســتقبل مــا تســتطيع اســتقباله مــن هــذا النقــد واتــرك الباقــي‪ .‬وإذا مــا‬ ‫تَر َكــت كلمــة أو ملحوظــة فــي نفســيتك جرحــا أو إحساســا بعــدم االرتيــاح‪ ،‬فقــم بالتأمــل‬ ‫فــي هــذا األمــر مــع زميــل لــك أو مــع مشــرف أو مرافــق‪ .‬وتذكــر دائ ًمــا أنــك تعيــش‬ ‫جتربــة تعلــم‪ ،‬وأن التوتــر واالضطــراب مــن شــأنهما أن يولــدا هــذا التعلــم‪.‬‬ ‫(انظر الفصل الثالث للمزيد حول التحدي والتوتر ودورهما في دعم التطوير والتعلم)‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫االنتباه للمشاركات الشخصية‬

‫كــن حــذر ًا وأنــت تلعــب دور امليســر فيمــا يخــص مــا ترويــه عــن نفســك‪ ،‬وتأكــد عندمــا‬ ‫تقــوم مبشــاركة أمــر خــاص بــك أن ذلــك نابــع مــن اختيــارك الواعــي‪ .‬فصحيــح أن‬ ‫املداخــات الشــخصية األمينــة والتــي تأتــي فــي الوقــت املناســب ميكــن أن تفيــد وتثــري‬ ‫عمليــة التعلــم بشــكل كبيــر‪ ،‬ولكــن يحــدث أحيانـ ًا أن تتــركك مثــل هــذه املشــاركات فــي‬ ‫حالــة مــن التأثــر أو احلساســية أو حتــى مــن الهشاشــة لــم تكــن تتوقعهــا‪ .‬وقــد ال يكــون‬ ‫هــذا بالضــرورة مفيـ ًدا لــك أو لعمليــة التعلــم فــي املجموعــة‪.‬‬ ‫وميكــن فــي هــذا اإلطــار التمييــز بــن مشــاركة امليســر مبــا هــو شــخصي واملشــاركة‬ ‫مبــا هــو خــاص‪ .‬فاملقصــود مبشــاركة مــا هــو شــخصي أن تنطلــق مــن خبــرة شــخصية‬ ‫لتوضيــح نقطــة مــا‪ ،‬وهــو مــا يســاعد علــى توصيــل الفكــرة وتقريــب املســافة مــع‬ ‫املشــاركني كمــا ســبق الذكــر‪ .‬أمــا املشــاركة مبــا هــو خــاص‪ ،‬فهــي مشــاركة متــس‬ ‫خصوصيتــك وتتــم علــى درجــة مــن العمــق واالنفتــاح والتســليم للمجموعــة بشــكل يجــذب‬ ‫االنتبــاه إليــك أنــت فــي شــخصك وفرديتــك‪.‬‬ ‫ويوجــد خــط رفيــع بــن هذيــن النوعــن مــن املشــاركات‪ ،‬ويعتمــد تقديــر هــذا اخلــط علــى‬ ‫حدســك وعلــى معرفتــك بنفســك وباملجموعــة‪ .‬فكلمــا أردت كميســر التحــدث عــن نفســك‬ ‫وعــن خبرتــك الشــخصية‪ ،‬ميكنــك أن تتســاءل عــن الهــدف مــن هــذه املشــاركة وأهميتهــا‬ ‫فــي مســيرة التعلــم اخلاصــة باملشــاركني‪ :‬فهــل تســاعد هــذه املشــاركة مثــ ً‬ ‫ا علــى‬ ‫توضيــح فكــرة صعبــة؟ هــل تســهل التواصــل مــع املشــاركني؟ أو تغــذي التفاعــل فــي‬ ‫املجموعــة؟ وعلــى امليســر دائم ـ ًا أن يتفــادى كونــه مركــز تســليط األضــواء‪ ،‬بالعكــس‪،‬‬ ‫فــإن الهــدف مــن تدخالتــه الشــخصية هــو تعزيــز وجهــات النظــر املختلفــة للمشــاركني‬ ‫ومســاعدتهم علــى فهمهــا والتعبيــر عنهــا وعلــى اكتشــاف أرضيــات مشــتركة جديــدة‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫كيف تقوم بعمل امليسر‪/‬ة؟‬

‫امليسر‪/‬ة و»ما وراء املوقف»‬

‫ميكــن تشــبيه عمــل املُ َي ِّســر بالوقــوف فــي بــرج مراقبــة‪ ،‬فامليســر يــرى كل شــئ مــن‬ ‫اخلــارج ويتحــاور مــع نفســه باســتمرار حــول مــا يــراه ومــا يحــدث حولــه‪ .‬وكمــا‬ ‫ســبق الذكــر‪ ،‬يجــب علــى املُ َي ِّســر االنتبــاه ألمريــن بالتــوازي‪ ،‬أولهمــا هــو مــدى حتقيــق‬ ‫الهــدف باســتخدام األنشــطة املخطــط لهــا‪ ،‬وثانيهمــا هــو مــا يحــدث مــن تفاعــات بــن‬ ‫املشــاركني‪ .‬ويتطلــب ذلــك أن يتحلــى امليســر بالفضــول جتــاه مــا يالحظــه مــن أحــداث‬ ‫وتفاعــات‪ ،‬كمــا يتطلــب أن يتســاءل بشــكل مســتمر عــن افتراضاتــه وتفســيراته ملــا‬ ‫يحــدث‪.‬‬ ‫ويتــم اإلشــارة إلــى هــذا الفعــل بلغــة املتخصصــن بتعبيــر «الذهــاب إلــى مــا وراء األمــر»‬ ‫(‪ – )going meta‬أي الذهــاب إلــى مــا وراء املوقــف أو احلــدث‪ .‬فكلمــة (‪)meta‬‬ ‫تعنــي «مــا هــو بعــد» أو «مــا وراء»‪ .‬ويشــير هــذا التعبيــر إلــى انتقــال انتبــاه الفــرد مــن‬ ‫املوقــف أو احلــدث الفعلــي إلــى محاولــة فهــم مــا وراء هــذا املوقــف أو احلــدث مــن قيــم‬ ‫وأمنــاط للتفســير ومعتقــدات دفينــة‪ ،‬ســواء بداخلــه أو بداخــل األخريــن‪ .‬وعندمــا يقــوم‬ ‫امليســر بالتســاؤل حــول مــا يحــدث وحــول تفســيره ملــا يحــدث‪ُ ،‬يقــال إنــه يتخــذ موقــع‬ ‫«مــا وراء املوقــف» (‪ ،)meta-position‬وعندمــا يتواصــل امليســر مــن هــذا املنطلــق‪،‬‬ ‫ُيقــال إنــه «يتواصــل فيمــا وراء املوقــف» (‪ )meta communicate‬أي أنــه يتواصــل‬ ‫حــول مــا يحــدث أثنــاء التواصــل‪.‬‬ ‫ويعتبــر «الذهــاب إلــى مــا هــو وراء» املوقــف مــن أهــم األدوات التــي تســاعد امليســر‬ ‫علــى لعــب دوره بفاعليــة‪ .‬وهــو يقــوم فعلي ـ ًا بذلــك مــن خــال طــرح الســؤالني التاليــن‬ ‫علــى نفســه بشــكل مســتمر‪:‬‬ ‫‪1 .1‬مــا هــي أفضــل طريقــة الســتكمال البرنامــج مبــا يحقــق األهــداف‬ ‫املرتبطــة بتعلــم املشــاركني؟‬ ‫‪2 .2‬كيــف لــي كميســر أن أعــزز مــا يحــدث بــن املشــاركني بشــكل يســاعد‬ ‫علــى توليــد احلــوار؟‬

‫‪95‬‬


‫ويفتــح هــذان الســؤاالن املجــال للمزيــد مــن األســئلة الفرعيــة والتــي ترشــد املُ َي ِّســر فــي‬ ‫تأملــه الواعــي ملــا يحــدث وفــي تواصلــه مــع اآلخريــن حــول مــا هــو وراء مــا يحــدث‬ ‫(‪ ،)meta communicate‬منهــا علــى ســبيل املثــال‪:‬‬ ‫• •ماذا يحدث هنا‪-‬حقيقة ‪ -‬في هذه اللحظة؟‬ ‫• •ما هو املناخ السائد في القاعة وما هو شعور من يتواجد بها؟‬ ‫• •هــل حققنــا مــا نريــده مــن املشــاركني (مث ـ ً‬ ‫ا أن يدخلــوا فــي احلــوار أو‬ ‫أن يتأملــوا فــي انحيازاتهــم الشــخصية)؟‬ ‫• •إلى أين نتجه بعملية التعلم؟‬ ‫• •هل نحن ملتزمون بالقواعد والعقود املتفق عليها؟‬ ‫• •ملاذا يساهم بعض املشاركني أكثر من غيرهم؟‬ ‫ُيكــ ِّون امليســر مــن خــال اإلجابــة عــن هــذه األســئلة انطباعــ ًا حــول مســار الورشــة‬ ‫وحــال املشــاركني‪ ،‬ومــن ثــم يســتطيع أن يحــدد االجتــاه ملــا هــو قــادم‪ .‬وقــد يتواصــل‬ ‫امليســر فــي «مــا هــو وراء املوقــف» ســواء مــع نفســه فــي حــوار داخلــي‪ ،‬أو مــع زمالئــه‬ ‫أثنــاء االســتراحة‪ ،‬أو حتــى بشــفافية أمــام املشــاركني‪ .‬فهــو يدعوهــم فــي هــذه احلالــة‬ ‫إلــى مالحظــة وفحــص عمليــة التعلــم التــي يعيشــونها‪ ،‬حيــث يتيــح لهــم رؤيــة مــا يحــدث‬ ‫مــن منظــور مــا هــو وراء املوقــف (‪ )meta-position‬الــذي يتخــذه املُ َي ِّســرون‪ ،‬كمــا‬ ‫يشــجعهم علــى التأمــل فــي العمليــة ومراجعتهــا بشــكل شــخصي ومــن منظورهــم‬ ‫اخلــاص‪.‬‬ ‫وهنــاك بديــل آخــر للميســر‪ ،‬وهــو إشــراك املجموعــة فــي التأمــل فيمــا وراء مــا يحــدث‬ ‫بشــكل مباشــر مــن خــال طــرح بعــض األســئلة الســابقة عليهــم‪ ،‬وبهــذا تشــارك‬ ‫املجموعــة فــي مســئولية املســار الــذي ســتتخذه عمليــة التعلــم‪ .‬ولهــذا البديــل فضــل‬ ‫أخــر حيــث ُيظهــر للمشــاركني بشــكل واضــح كيــف أن احلــوار ال يتمركــز فقــط حــول‬ ‫املضمــون‪ ،‬وإمنــا يتعلــق فــي األســاس بشــكل العمليــة نفســها‪.‬‬

‫‪96‬‬


‫ما وراء العملية‬ ‫العملية‬ ‫املضمون‬ ‫ومــن الالئــق أن توضــح بصراحــة أنــك ســتقوم بـــ‬ ‫«الذهــاب ملــا هــو وراء املوقــف» وأنــك ترغــب فــي‬ ‫رؤيــة مــا يحــدث فــي القاعــة مــن منظــور آخــر‪،‬‬ ‫ومناقشــته بشــكل مختلــف‪.‬‬ ‫وميكــن إجــراء هــذا علــى ســبيل املثــال عــن طريــق‬ ‫«الوقــت املســتقطع»‪ُ .‬يســتخدم الوقــت املســتقطع‬ ‫هنــا كمــا هــو احلــال فــي عالــم الرياضــة ليتواصــل املشــاركون واملُ َي ِّســر فيتأكــدوا مــن‬ ‫أنهــم يســيرون فــي املســار الصحيــح وأنهــم جميعـ ًا راضــون عمــا يحــدث فــي القاعــة‪،‬‬ ‫وأيض ـ ًا يراجعــون إذا كانــوا بحاجــة إلــى تعديــل أي إتفاقــات أو قواعــد ســابقة‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫أمثلة للوقت املستقطع‬ ‫أثنــاء محاولتــك تدعيــم جلســة عــن االختــاف بــن احلــوار والنقــاش عــن‬ ‫طريــق رســم توضيحــي‪ ،‬يتبــن لــك مــن ســلوك املشــاركني عــدم انتباههــم أو‬ ‫اهتمامهــم باملوضــوع‪ ،‬فالبعــض منشــغل بأحاديــث جانبيــة‪ ،‬والبعــض اآلخــر‬ ‫يقــوم بإرســال رســائل نصيــة بالتليفــون‪ .‬وهنــا‪ ،‬بــد ًال مــن محاولــة اســتكمال‬ ‫ا «دعونــا نتوقــف قلي ـ ً‬ ‫الرســم‪ ،‬ميكنــك أن تتوقــف عــن الشــرح وأن تقــول مث ـ ً‬ ‫ا»‪.‬‬ ‫عليــك فــي هــذه اللحظــة النظــر إلــى «مــا وراء املوقــف» (‪)meta-position‬‬ ‫وتأمــل مــا يحــدث‪ .‬إذا لــم تكــن ترغــب فــي التأمــل مــع املشــاركني‪ ،‬ميكنــك‬ ‫أن تخبرهــم مثــا «ســنأخذ اســتراحة ملــدة خمــس دقائــق»‪ ،‬وتقضــي هــذا‬ ‫الوقــت فــي التفكيــر فــي كيفيــة العــودة مجــد ًدا إلــى املســار‪ .‬فقــد تتســاءل إذا‬ ‫كان مــن األفضــل مشــاركة مالحظاتــك مــع املجموعــة أو ســؤالهم عــن ســبب‬ ‫فقدانهــم للتركيــز‪ ،‬أو إذا مــا كان األنســب هــو متابعــة اجللســة بإجــراء تدريــب‬ ‫تنشــيطي فــي البدايــة فــي حالــة تعــب أو ملــل املشــاركني‪ .‬وإذا كان هنــاك‬ ‫أكثــر مــن ميســر‪ ،‬فيمكنكــم أن تتأملــوا فــي هــذا املوقــف ســوي ًا لإلتفــاق علــى‬ ‫اخلطــوة التاليــة‪.‬‬ ‫وإذا قــررت أن تشــرك املجموعــة فــي هــذا التأمــل‪ ،‬وأن تتواصــل معهــم فيمــا‬ ‫يخــص «مــا هــو وراء» مــا يحــدث‪ ،)meta communicate( ،‬فيمكنــك علــى‬ ‫ســبيل املثــال أن تقــول بــدون أي لــوم‪« :‬أرى أن بعضكــم يرســل رســائل‬ ‫نصيــة والبعــض اآلخــر مشــغول بأحاديــث جانبيــة‪ .‬يبــدو لــي أنكــم جتــدون‬ ‫صعوبــة فــي التركيــز‪ ،‬وأنــا عنــدي فضــول ملعرفــة أســباب ذلــك‪ ،‬فمــا هــي هــذه‬ ‫األســباب؟»‬ ‫وحتــدد حينئــذ خطوتــك التاليــة بنــا ًء علــى إجاباتهــم‪ ،‬فقــد يقولــوا علــى ســبيل‬ ‫املثــال «نحتــاج إلــى اســتراحة‪ ،‬أو يوجــد أمــر مــا ال نفهمــه‪ ،‬أو نفضــل التحــدث‬ ‫فــي أمــر آخــر» ومــا إلــى ذلــك‪ .‬فمــا يهــم هــو أنــك حافظــت علــى التواصــل‬ ‫واحلــوار مــع املشــاركني ومــع نفســك فيمــا يتعلــق مبــا يحــدث فــي هــذه اللحظة‪.‬‬ ‫فإنــك بهــذه الطريقــة تكــون قــد طرحــت أســئلة استكشــافية وأشــركتهم فــي‬ ‫عمليــة التأمــل‪ ،‬ومــن ثــم فاحلــوار يظــل قائمـ ًا وحيـ ًا‪.‬‬

‫‪98‬‬


‫وفــي حالــة تعــدد امليســرين‪ ،‬فعليهــم العمــل ســوي ًا كفريــق واحــد أثنــاء تيســير الورشــة‬ ‫كمــا كان احلــال وقــت التخطيــط‪ ،‬ومــن ثــم فمــن املهــم أن يظلــوا منتبهــن لبعضهــم‬ ‫البعــض وأال يتــرددوا فــي طلــب «وقــت مســتقطع» مبجــرد ظهــور احلاجــة إليــه – وتظهــر‬ ‫هــذه احلاجــة فــور خــروج ورشــة العمــل عــن مســارها‪ .‬ويقــوم امليســرون أثنــاء الوقــت‬ ‫املســتقطع مبشــاركة أفكارهــم ومشــاعرهم إلزالــة أيــة تســاؤالت أو شــكوك‪ .‬ويتطلــب‬ ‫ذلــك التحــدث بأســلوب أو بنبــرة تعبــر عــن التســاؤل وعــن االنفتــاح لالقتراحــات املختلفــة‬ ‫وعــن الرغبــة فــي استكشــاف الطريقــة املثلــى لالســتمرار فــي الورشــة‪ .‬ومــن املهــم أن‬ ‫ينطلــق أي اختيــار أو قــرار مــن التفكيــر فــي املشــاركني‪ :‬مــا هــو األنســب لتحقيــق أعلــى‬ ‫ثمــار للمشــاركني؟ وكيــف ميكــن تنفيــذ هــذا مــع االحتفــاظ بالهــدف املتفــق عليــه مســبق ًا؟‬ ‫وميكنكــم أن حتــددوا بنــا ًء علــى مشــاركة تأمالتكــم إمــا مواصلــة الورشــة فــي االجتــاه‬ ‫نفســه أو تعديــل املســار‪ .‬وفــي بعــض األحيــان حتتاجــون إلــى استشــارة املشــاركني‬ ‫والتأكــد أن املســار اجلديــد يناســبهم‪ ،‬وفــي أحيــان أخــرى‪ ،‬يكــون مــن األفضــل أن‬ ‫تعتمــدوا علــى خبراتكــم وتثقــوا فــي حكمكــم اخلــاص فيمــا يتعلــق باختيــار املســار وف ًقــا‬ ‫ملــا ترونــه أفضــل للمجموعــة‪.‬‬ ‫قــد تشــعر ك ُم َي ِّســر أن فكــرة طلــب وقــت مســتقطع يحتــاج إلــى شــجاعة‪ ،‬حيــث قــد يعتبــر‬ ‫بعضهــم ذلــك فشــل فــي التحكــم فــي ورشــة العمــل‪ ،‬بيــد أن العكــس هــو الصحيــح‪،‬‬ ‫فالوقــت املســتقطع يــدل علــى أنــك تقــوم بــدورك ك ُم َي ِّســر‪ ،‬وهــو يوضــح بشــكل عملــي‬ ‫إنــك املســئول عــن إدارة العمليــة‪.‬‬

‫إعدادات ا ُملَي ِّسر‪/‬ة‬

‫ممــا ال شــك فيــه أنــه علــى املُ َي ِّســر رســم‬ ‫البرنامــج والتخطيــط لــه جيــد ًا‪ .‬ومــع‬ ‫ذلــك‪ ،‬مهمــا كانــت اخلطــة دقيقــة‪ ،‬فإنــك‬ ‫ال تســتطيع أن تتنبــأ مبــا ســيحدث‬ ‫فعليــ ًا‪ .‬لــذا فــإن االســتعداد الذهنــي‬ ‫فــي غايــة األهميــة‪ ،‬بــل ورمبــا أهــم‬ ‫مــن االنشــغال بترتيــب كافــة التفاصيــل‬ ‫فــي الســيناريو‪ .‬وعليــه‪ ،‬فــإن اإلعــداد‬ ‫للورشــة يتضمــن االســتعداد الذهنــي‬ ‫لعمليــة قيــادة املجموعــة مــن خــال‬ ‫احلــوار‪ ،‬بحيــث ال يفقــد امليســر توازنــه‬ ‫‪99‬‬


‫عنــد مالقــاة املجهــول أو املفاجــآت‪ ،‬وبحيــث يحافــظ علــى اتصالــه بذاتــه وعلــى تواصلــه‬ ‫احلــواري مــع املشــاركني‪.‬‬ ‫واخلطــوة األولــى فــي االســتعداد الذهنــي هــي االعتــراف بــأن هنــاك حــدود ملــا ميكــن‬ ‫اإلعــداد لــه‪ ،‬حيــث أن نتيجــة احلــوار وتأثيــره يعتمــد جزئيـ ًا علــى اإلطــار الــذي تتــم فيــه‬ ‫الورشــة وعلــى املشــاركني أنفســهم كمــا تعتمــد علــى العديــد مــن العوامــل األخــرى‪،‬‬ ‫ومــن ضمنهــا كل موقــف أو حــدث وليــد للحظــة معينــة‪ ،‬يصعــب التنبــؤ بــه ‪ -‬وكلهــا‬ ‫عوامــل خارجــة عــن نطــاق حتكــم امليســر‪ .‬فمــن طبيعــة ورش العمــل أن حتتــوي‬ ‫دائم ًاعلــى نســبة مــن العوامــل غيــر املتوقعــة‪.‬‬ ‫أمــا اخلطــوة الثانيــة‪ ،‬فهــي التفكيــر مســبق ًا فــي أكبــر عــدد ممكــن مــن الســيناريوهات‪،‬‬ ‫حتــى ت ُِعــد وحتــزم كل مــا قــد حتتــاج إليــه كميســر مــن أدوات حواريــة‪.‬‬ ‫وتســاعد األســئلة التاليــة علــى اإلعــداد اجليــد‪ ،‬و ُيفضــل التفكيــر فيهــا مــع زميــل أو‬ ‫مشــرف أو مرافــق لــك‪:‬‬ ‫مــا هــو أفضــل مــا ميكــن أن يحــدث ومــا هــو أســوأ مــا ميكــن أن يحــدث خــال ورشــة‬ ‫العمــل؟‬ ‫ما هي األدوات واألساليب التي ميكن أن تكون مفيدة؟ وفي أي مواقف؟‬ ‫وســواء كانــت الرحلــة التــي تخوضهــا مــع املشــاركني رحلــة سلســة وممتعــة‪ ،‬أم رحلــة‬ ‫مليئــة بالتعرجــات والصعوبــات‪ ،‬فــإن إجابــة األســئلة الســابقة ســوف تســاعدك فــي‬ ‫خضــم العمــل علــى معرفــة اختياراتــك وحتديــد اجتاهــك‪.‬‬

‫أدوات ا ُملَي ِّسر‪/‬ة‬

‫يعمــل املُ َي ِّســر أو ًال وقبــل كل شــيء مــن خــال أدوات التواصــل احلــواري األربعــة‪:‬‬ ‫احلضــور لآلخــر‪ ،‬واإلصغــاء الفعــال‪ ،‬والترديــد (االنعــكاس)‪ ،‬واألســئلة االستكشــافية‬ ‫(انظــر الفصــل الثانــي)‪ .‬وباإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬فــإن دور املُ َي ِّســر يتطلــب أدوات خاصــة‬ ‫ومنهــا مث ـ ً‬ ‫ا التلخيــص‪ ،‬والتحــدي واالحتــواء‪.‬‬

‫‪100‬‬


‫فا ُمل َي ِّسر‪:‬‬

‫يصغي بشكل نشط‬

‫يعبــر املُ َي ِّســر مــن خــال لغــة اجلســد والصــوت والســلوك عــن اهتمامــه مبــا ُيقــال‪.‬‬ ‫فهــو يطــرح أســئلة استكشــافية لفحــص وجهــات نظــر املشــاركني وأيضــ ًا لتحديهــا‬ ‫وذلــك بــكل احتــرام‪ .‬ويطــرح املُ َي ِّســر أســئلة تبــدأ بــأدوات االســتفهام (مــن ومــاذا وأيــن‬ ‫وكيــف) أو أســئلة مفتوحــة‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا‪ :‬هــل ميكــن أن تقــول لنــا املزيــد حــول‪...‬؟ هــل تســتطيع‬ ‫أن توضــح ذلــك أكثــر؟‬

‫يلخص‬ ‫ـن مقــدار مــا حققتــه املجموعــة فــي ضــوء مــا هــو متفــق عليــه‪.‬‬ ‫يوضــح املُ َي ِّســر كل حـ ٍ‬ ‫كمــا يتأكــد أن اجلميــع راضــن باملســار احلالــي وأن اخلطــة متبعــة بشــكل جيــد‪،‬‬ ‫ويظــل منفتحــ ًا ألي اقتراحــات حتقــق الهــدف بأســاليب أخــرى‪ .‬يعتمــد املُ َي ِّســر فــي‬ ‫التلخيــص علــى الكلمــات التــي اســتخدمها املشــاركني‪ ،‬مــع محاولــة تكثيــف وجتميــع‬ ‫األفــكار‪ ،‬وليــس تفســيرها أو التعقيــب عليهــا‪ ،‬ويرجــع للمشــاركني باســتمرار للتأكــد‬ ‫مــن فهمهــم ملــا يعرضــه‪ .‬يهتــم املُ َي ِّســر علــى وجــه اخلصــوص باملشــاركني قليلــي التحدث‬ ‫واملشــاركة‪ ،‬علــى ســبيل املثــال مــن خــال ســؤالهم مباشــرة عمــا يفكــرون أو يشــعرون‬ ‫بــه‪.‬‬

‫يتحدى ويحتوي‬ ‫قــد يكتشــف املُ َي ِّســر أن غالبيــة املشــاركني فــي املجموعــة شــديدي الهــدوء‪ ،‬أو أنــه يغلــب‬ ‫عليهــم طابــع املســايرة االجتماعيــة واألدب االجتماعــي‪ ،‬مبعنــى أنهــم يتفــادون التعبيــر‬ ‫عــن آرائهــم بصراحــة ووضــوح خوف ـ ًا مــن إزعــاج أو مضايقــة اآلخريــن‪ .‬فــي بعــض‬ ‫هــذه احلــاالت‪ ،‬يحتــاج امليســر إلــى أن يتحــدى أراء املشــاركني بشــكل يســتفزهم للتعبيــر‬ ‫بقــوة أكبــر‪ ،‬حتــى يتيــح إمكانيــة الســتمرار احلــوار‪ .‬ويتــم ذلــك عــن طريــق اســتقطاب‬ ‫اآلراء والتضخيــم مــن االختــاف فــي الــرؤى‪ ،‬علــى ســبيل املثــال بواســطة إعــادة صياغة‬ ‫عبــارة متحفظــة بأخــرى أكثــر جــرأة‪ .‬إذا كانــت العبــارة املتحفظــة مث ـ ً‬ ‫ا «أعتقــد أنــه‬ ‫ً فــي بعــض األحيــان ميكــن أن يكــون هنــاك نوع ـ ًا مــن الصعوبــة فــي ـ‪ »..‬فيمكــن أن‬ ‫يحولهــا املُ َي ِّســر إلــى أخــرى أكثــر جــرأة بقولــه «إذا أنــت جتــده صع ًبــا أن ‪...‬؟»‬ ‫يحتــاج املُ َي ِّســر إلــى لعــب دور معاكــس فــي مجموعــات أخــرى‪ ،‬عندمــا تكــون اآلراء‬ ‫فيهــا قويــة وحــادة‪ .‬عندهــا يعتــزم املُ َي ِّســر احتــواء وجهــات النظــر املختلفــة عــن طريــق‬ ‫اإلشــارة إلــى مــا هــو مشــترك بــن األطــراف‪ ،‬كأن يوضــح قيمــة مشــتركة بينهــم‪ .‬علــى‬ ‫‪101‬‬


‫ســبيل املثــال‪« :‬إذ ًا فأنتمــا تعتنقــا أديا ًنــا مختلفــة‪ ،‬ولكــن كالكمــا يتحلــى بإميــان قــوي‪،‬‬ ‫ويعتقــد أن حريــة ممارســة الديــن فــي آمــان هــي قيمــة هامــة‪ ،‬أليــس كذلــك؟»‬ ‫أنــه ملــن الرائــع أن تكــون ميســر ًا حينمــا يتكشــف احلــوار رويــد ًا فــي املجموعــة‪،‬‬ ‫وعندمــا يثمــر التعــاون بــن فريــق املُ َي ِّســرين‪ ،‬أو تظهــر بعــض التبصــرات العميقــة بــن‬ ‫املشــاركني‪ .‬إال وأن األمــور ال تســير دائمــ ًا بهــذا الشــكل الهــن‪ ،‬فقــد جتــد نفســك‬ ‫أحيانــ ًا وكأنــك تســير علــى األشــواك‪.‬‬

‫حتديات ا ُملَي ِّسر‪/‬ة – املقاومة‬

‫يشــير مصطلــح «املقاومــة» إلــى نــوع معــن مــن ردود األفعــال فيهــا رفــض أو اعتــراض‬ ‫أو تســفيه أو انســحاب جتــاه مــا يقترحــه أو يقولــه شــخص آخــر‪ .‬وقــد تكــون املقاومــة‬ ‫مــن طــرف أحــد أو بعــض املشــاركني جتــاه امليســر‪ ،‬أو بالعكــس مــن طــرف امليســر‬ ‫جتــاه مــا يقولــه أو يقترحــه أحــد أو بعــض املشــاركني‪.‬‬ ‫وفــي أثنــاء التيســير‪ ،‬فقــد تختبــر املقاومــة فــي تلــك املواقــف التــي تشــعر فيهــا بالتقييــد‪،‬‬ ‫أو باإلســاءة املوجعــة أو باخلــوف‪ ،‬نتيجــة لتصرفــات املشــاركني أو تعبيراتهــم‪ .‬وقــد‬ ‫جتــد نفســك فــي هــذه املواقــف محــاو ًال إقنــاع أحــد املشــاركني أنــك علــى صــواب وأنــه‬ ‫علــى خطــأ‪ ،‬أو يصــدر منــك فيهــا مالحظــة ســاخرة أو تعليــق مســتهجن‪ ،‬وهــي مواقــف‬ ‫تــدرك فيهــا أن مــا تقــوم بــه مــن تواصــل هــو غيــر حــواري باملــرة‪.‬‬ ‫املقاومــة هــي رد فعــل طبيعــي عندمــا يتــم حتــدي وجهــات نظرنــا وقيمنــا‪ ،‬واحلــوار يولــد‬ ‫عــاد ًة مثــل مواقــف التحــدي هــذه‪ ،‬ومــن ثــم تصبــح املقاومــة فــي احلــوار أمـ ًرا معتــا ًدا‬ ‫ومتوقعــا‪ ،‬قــل أو زاد حجمهــا‪.‬‬ ‫ميكــن أن تأخــذ املقاومــة أشــكا ًال عديــدة كمــا أن لهــا عــدة درجــات‪ ،‬فعلــى ســبيل املثــال‬ ‫ميكــن أن تأخــذ شــكل إنشــغال أحــد املشــاركني بكتابــة رســائل نصيــة علــى تليفونــه‬ ‫الشــخصي بشــكل متكــرر طــوال ورشــة العمــل‪ ،‬أو ميكــن أن تكــون علــى شــكل تعبيــر‬ ‫مفاجــئ مــن أحــد املشــاركني «هــل أنــت علــى علــم مبــا تتحــدث عنــه؟» أو آخــر ينفجــر‬ ‫قائ ـ ً‬ ‫ا «»لقــد نلــت كفايتــي مــن هــذا األمــر!» وأيضـ ًا‪،‬‬

‫‪102‬‬


‫قــد تتلخــص املقاومــة فــي شــعورك بثقــل االلتقــاء بأشــخاص تختلــف وجهــات نظرهــم‬ ‫وقيمهــم جذري ـ ًا عــن آرائــك وقيمــك‪.‬‬ ‫وكلمــا زادت حــدة املقاومــة واملشــاعر املرتبطــة بهــا‪ ،‬كلمــا أصبــح مــن األصعــب التعامــل‬ ‫معهــا‪ ،‬ومــن ثــم فإنــه ألمــر مفهــوم أن تســعى إلــى جتنــب مثــل هــذه املواقــف أو أن‬ ‫تتغاضــى عنهــا أو أن تضــع حـ ًدا ملثــل هــذه «االســتفزازات» غيــر الســارة‪ .‬وقــد يدفعــك‬ ‫هــذا للدخــول فــي نقــاش بهــدف اإلقنــاع والفــوز فــي اجلــدال‪ ،‬أي مبعنــى آخــر قــد‬ ‫يدفعــك هــذا فــي مســار بعيــد عــن احلــوار‪.‬‬ ‫وفــي احلقيقــة‪ ،‬ال يوجــد مــا يعيــب امليســر فــي الشــعور باالرتبــاك أو االهتــزاز‪ ،‬فــكل‬ ‫مــن يقــوم بهــذا الــدور يختبــر هــذا الشــعور فــي حلظــة مــا‪ .‬كمــا ال يوجــد مشــكلة فــي‬ ‫إظهــار أي شــكوك أو تســاؤالت لديــك‪ ،‬أو فــي تعبيــرك بصراحــة عــن امتــاكك وجهــة‬ ‫نظــر خاصــة بــك وقيــم قويــة ومهمــة بالنســبة لــك‪ .‬وإمنــا يكمــن التحــدي فــي إيجــاد‬ ‫التــوازن الصحيــح بــن دورك ك ُم َي ِّســر محتــرف‪ ،‬وبــن حقيقــة شــخصك مبــا حتمــل مــن‬ ‫مشــاعر وأفــكار‪ .‬فــدورك ك ُم َي ِّســر هــو إدارة وتوجيــه كل مــا يحــدث فــي القاعــة‪ ،‬ويتوقــع‬ ‫املشــاركون أن تبقــى فــي هــذا الــدور‪ .‬ومــن هنــا تأتــي أهميــة أال تأخــذ مــا يحــدث‬ ‫علــى محمــل شــخصي‪ ،‬بــل أن تعتبــره جــز ًءا مــن عمليــة التعلــم وفرصــة للتعمــق أكثــر‬ ‫فــي احلــوار‪.‬‬ ‫دأب أحــد املشــاركني علــى إظهــار ســخطه املســتمر بشــأن كل مــا يحــدث فــي‬ ‫ورشــة العمــل بأكملهــا وقــد قمنــا كميســرين بشــكره علــى كونــه صريــح معنــا‬ ‫وأشــرنا إلــى األمانــة كمبــدأ مــن مبــادئ احلــوار‪ ،‬واســتمعنا إلــى وجهــة نظــره‬ ‫فيمــا يخــص املوضــوع محــل اخلــاف فــي جــدول األعمــال كمــا وضحنــا لــه‬ ‫ـي حيــث كنــت أختلــف معــه‬ ‫وجهــة نظرنــا بــكل صراحــة‪ .‬وكان األمــر صع ًباعلـ ّ‬ ‫بشــدة‪ .‬ثــم تلقيــت بعــد اجللســة دعــوة وديــة منــه علــى الفيســبوك‪ ،‬حيــث كتــب‬ ‫يقــول «شــك ًرا لالســتماع ألفكارنــا فــاآلن أدركــت معنــى احلــوار‪ ،‬احلــوار هــو‬ ‫أن نســتمع إلــي بعضنــا البعــض»‪.‬‬ ‫لينا من األردن‪ ،‬سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫‪103‬‬


‫ابن العم املزعج‬

‫ميكــن مقارنــة املقاومــة بـــ «ابــن العــم املزعــج « الــذي ال يرغــب أحــد فــي اجللــوس إلــى‬ ‫جــواره فــي التجمعــات العائليــة‪ ،‬فهــو يســأل أســئلة مزعجــة ويكســر قواعــد الســلوك‬ ‫املقبولــة‪ .‬ويشــعر احمليطــن بــه بالرغبــة إمــا فــي جتنبــه أو زجــره‪ ،‬فهــو غال ًبــا مــا يكــون‬ ‫مثي ـ ًرا لالســتفزاز ويبــدو وكأنــه يريــد تخريــب كل اخلطــط واالتفاقــات‪.‬‬ ‫مرحــب بــه‪ ،‬ومــن‬ ‫والبديــل يكمــن فــي محاولــة رؤيــة ابــن العــم املزعــج هــذا كعامــل إربــاك َ‬ ‫ثــم يصبــح التعامــل معــه أكثــر ســهولة‪.‬‬ ‫وفــي إطــار ورشــة العمــل‪ ،‬ميكــن أن يكــون «ابــن العــم املزعــج» هــذا عام ـ ً‬ ‫ا مســاه ًما‬ ‫فــي عمليــة التعلــم‪ ،‬فقــد يســاعد املشــاركني علــى اكتشــاف إمكانيــات احلــوار بشــكل‬ ‫أعمــق‪ .‬ففــي الواقــع‪ ،‬مــن املمكــن أن تتقــدم مســيرة التعلــم مــن خــال املقاومــة‪ ،‬وذلــك‬ ‫عندمــا يتــم التعامــل معهــا باهتمــام والدخــول فيهــا بعمــق لفحــص مــا يكمــن خلــف هــذه‬ ‫املقاومــة‪ .‬وقــد تتضمــن املقاومــة تبصــرات قَيمــة وحكمــة متكنــك مــن تعزيــز التفاهــم‬ ‫املشــترك وهــو اللــب األساســي للحــوار‪ .‬ولكــن يعتمــد حصــاد تلــك الثمــار بشــكل كبيــر‬ ‫علــى املســاحة املتاحــة للمقاومــة فــي عمليــة التعلــم‪ ،‬وأيضـ ًا علــى كيفيــة التعامــل معهــا‬ ‫بواســطة املُ َي ِّســر‪.‬‬ ‫ـدي مشــارك تغيــرت طريقــة تواصلــه بالكامــل فــي‬ ‫فــي إحــدى املــرات كان لـ ّ‬ ‫خــال الســاعات الثالثــة التــي اســتغرقتها ورشــة العمــل‪ .‬فــي البدايــة دأب‬ ‫هــذا املشــارك علــى مقاطعتنــا وكان يبــدو وكأنــه يرغــب فــي ســماع صوتــه‬ ‫فقــط‪ .‬ولكــن بعــد أن اختبــر احلــوار بواســطة عصــى الــكالم تغيــر كليـ ًة فكانــت‬ ‫تلــك هــي حلظتــي املميــزة‪ ،‬أن أشــاهد مثــل هــذا التغييــر فــي مثــل هــذا الوقــت‬ ‫القصيــر‪».‬‬ ‫باتريشيا من مصر‪ ،‬سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫تعــد اخلطــوة األولــى فــي لقــاء املقاومــة ملنعهــا مــن عرقلــة عمليــة التعلــم هــي االعتــراف‬ ‫بوجــود تلــك املقاومــة‪ .‬أمــا اخلطــوة الثانيــة فهــي االنتبــاه إلــى موقفــك أنــت الداخلــي‬ ‫مــن هــذه املقاومــة‪ ،‬والوعــي بتأثيرهــا عليــك‪« :‬كيــف تلمســني ومــا هــو التحــدي الــذي‬ ‫أشــعر بــه؟»‬

‫‪104‬‬


‫ابدأ بالتأمل في هذه األفكار‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•املقاومة أم ٌر طبيعي عندما يتم حتدي رؤيتنا للعالم وهويتنا‪.‬‬ ‫•املقاومة تزداد عندما يحاول اآلخرون إقناعنا‪.‬‬ ‫•املقاومة شعور‪ ،‬فهي ال تختفي باحلجج العقالنية‪.‬‬ ‫•تقل املقاومة عندما نشعر أن اآلخرين يسمعونا ويروننا ويفهمونا‪.‬‬ ‫•ميكنك لقاء املقاومة بفحص ما يكمن خلفها‪ ،‬دون أن تغير من موقفك‪.‬‬ ‫•املقاومة تولد املزيد من املقاومة‪.‬‬

‫أمــا اخلطــوة التاليــة‪ ،‬فهــي أن تنظــر فــي ديناميكيــة املقاومــة وفــي ردود الفعــل التقليديــة‬ ‫فــي التعامــل معهــا‪.‬‬

‫ثالث طرق ملواجهة املقاومة‬

‫يوجد ببساطة ثالث طرق ملواجهة املقاومة‪:‬‬ ‫• •أو ًال الــرد باملثــل‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا عــن طريــق اجلــدال لإلقنــاع أو عــن طريــق النقــد‬ ‫أو الســخرية مــن نقــد اآلخــر‪.‬‬ ‫• •ثاني ـ ًا االنســحاب مــن املوقــف‪ ،‬مث ـ ً‬ ‫ا عــن طريــق التهكــم أو الفكاهــة أو‬ ‫بتجاهــل مــا يقــال‪.‬‬ ‫ومييــل رد فعلنــا غريزي ـ ًا إلحــدى هاتــن الطريقتــن‪ ،‬ولكنهمــا ال تســاعدان علــى الدفــع‬ ‫باحلــوار إلــى األمــام وال علــى تبديــد املقاومــة‪ ،‬بــل بالعكــس تغذيانهــا‪.‬‬ ‫وتوجــد طريقــة ثالثــة‪ ،‬وهــي فحــص مــا يحــدث بداخلــك مــن خــال التأمــل‬ ‫الذاتــي‪ ،‬وبداخــل اآلخــر الــذي يقــاوم‪ ،‬مــن خــال اســتخدام األدوات احلواريــة‬ ‫كاحلضــور لآلخــر واإلصغــاء وطــرح األســئلة االستكشــافية‪ .‬هذا ومــع التركيز‬ ‫علــى احلفــاظ علــى هــذا املوقــف احلــواري‪ .‬قــد يبــدو األمــر ســه ً‬ ‫ال ولكنــه فــي‬ ‫الواقــع غايــة فــي الصعوبــة عندمــا تكــون فعليـ ًا فــي مواجهــة املقاومــة‪.‬‬ ‫(انظر امللحق ‪ ،4‬الفصل الرابع‪ ،‬امللحوظة رقم ‪)2‬‬

‫‪105‬‬


‫أدوات ملواجهة املقاومة‬ ‫ُي َعــد الســبيل األمثــل ملواجهــة املقاومــة هــو حتويــل االنتبــاه إلــى القيــم واالحتياجــات‬ ‫اخلفيــة الكامنــة خلــف وجهــات النظــر واآلراء اجلامــدة‪ .‬فأنــك كميســر تتفاعــل مــع مــا‬ ‫يعبــر عنــه «ابــن العــم املزعــج» وتطــرح بفضــول أســئلة استكشــافية حــول مــا يكمــن‬ ‫خلــف آراءه‪ .‬ومــن املهــم أن تتيــح مســاحة للتعبيــر عــن املشــاعر‪ ،‬مثــ ً‬ ‫ا عــن طريــق‬ ‫الترديــد (االنعــكاس)‪« :‬أنــت تقــول أن طبيعــة احلــوار مــا هــي إال هــراء‪ ،‬ويبــدو أن هــذه‬ ‫الفكــرة مهمــة بالنســبة لــك‪ .‬عنــدي فضــول لفهــم مــا تقولــه‪ ،‬فهــل ميكنــك قــول املزيــد‬ ‫حــول‪...‬؟»‬ ‫باســتخدامك هــذه الطريقــة فأنــت تعتــرف بحــق «ابــن العــم املزعــج» فــي تكويــن آراءه‬ ‫اخلاصــة حتــى ولــو كانــت جامــدة‪ .‬وباحلضــور لــه وبإعطائــه املزيــد مــن االهتمــام‬ ‫ علــى ســبيل املثــال بالتحــدث إليــه أثنــاء االســتراحة فــي موضــوع مختلــف متا ًمــا‬‫ يتحقــق الوصــال‪ ،‬ويصبــح مــن املمكــن االســتمرار باحلــوار فــي الطريــق املخطــط لــه‪.‬‬‫غال ًبــا مــا يصحــب عمليــة التعلــم هــذه تبصــرات جديــدة وفهــم أكبــر‪ ،‬وجــودة أفضــل‬ ‫باألخــص فيمــا يتعلــق بتواصلــك مــع املشــاركني‪ ،‬وال ســيما مــع «ابــن العــم املزعــج»‪.‬‬

‫البقع املؤملة‬

‫تســتهدف املقاومــة فــي بعــض األحيــان شــخصك ك ُم َي ِّســر‪ ،‬ومــن الســهل فــي هــذه‬ ‫احلالــة أن تأخــذ األمــر علــى احملمــل الشــخصي‪ .‬أو قــد تســتهدف موضوعـ ًا فــي جــدول‬ ‫األعمــال لديــك بــه خبــرة عميقــة وتشــعر جتاهــه بالتــزام معــن‪ ،‬أو لديــك جتربــة شــخصية‬ ‫متعلقــة بــه وقــد أحيــا احلــوار ذكراهــا‪ .‬وهنــا قــد تشــعر بصعوبــة حقيقيــة فــي البقــاء‬ ‫فــي دور املُ َي ِّســر‪ ،‬وفــي احلفــاظ علــى موقــف فضولــي واستكشــافي جتــاه مــا يعبــر عنــه‬ ‫اآلخــرون وأيضـ ًا جتــاه ذاتــك وأفــكارك اخلاصــة‪.‬‬ ‫ُيعــد الوعــي بنوعيــة املواقــف التــي متيــل فيهــا إلــى «الــرد باملثــل» أو «باالنســحاب» مــن‬ ‫أعمــق التبصــرات حــول ذاتــك ك ُم َي ِّســر‪ .‬لــذا فمــن املفيــد أن تســبق عملــك فــي التيســير‬ ‫ببعــض التفكيــر والتأمــل الداخلــي لتحديــد البقــع املؤملــة أو الســاخنة لديــك‪ .‬وفــي هــذا‬ ‫اإلطــار‪ ،‬ميكــن أن تطــرح علــى نفســك الســؤال التالــي‪ « :‬ملــاذا يلمســني هــذا املوضــوع‬ ‫بهــذا الشــكل؟ ومــاذا يعنــي هــذا فــي حقيقــة األمــر؟»‬

‫‪106‬‬


‫إن إدراكك ملــا يثيــر رد فعــل معــن منــك فــي مواقــف بعينهــا يتيــح لــك مالحظــة القيــم‬ ‫واألفــكار التــي حتــركك باســتمرار‪ .‬وهــذا بــدوره يســاعدك فــي التأمــل والبحــث عــن‬ ‫البدائــل املتاحــة لــك ملواجهــة املقاومــة‪.‬‬ ‫وميكنــك توظيــف مــا اختبرتــه مــن شــعور باجلــرح أو باإلســاءة للدفــع بالعمليــة لألمــام‪،‬‬ ‫وذلــك عــن طريــق التعبيــر عــن هــذا الشــعور بوضــوح وأمانــة‪ ،‬ومشــاركة مالحظاتــك‬ ‫حــول مــا حــدث مــع التركيــز فــي الوقــت ذاتــه علــى احلفــاظ علــى دورك كمســئول إدارة‬ ‫عمليــة التعلــم اخلاصــة باملشــاركني‪ .‬فعليــك متريــر الكــرة مجــدد ًا إلــى ملعــب املشــاركني‬ ‫مــع حتويــل مســار احلــوار مــن مشــاركة خبرتــك اخلاصــة إلــى تنــاول املوضــوع مــن‬ ‫منطلــق عــام وأشــمل‪ .‬علــى ســبيل املثــال‪»« :‬لقــد الحظــت أنــي شــعرت بالضيــق ‪/‬‬ ‫باالســتفزاز ممــا قيــل اآلن‪/‬ممــا قلته‪/‬مــن هــذا النقــاش‪ ،‬فواضــح أنــه قــد مــس قي ًمــا‬ ‫عميقــة فــي نفســي‪ .‬مــاذا عنكــم أنتــم؟ مــا هــو رد فعلكــم؟ ومــا هــي القيــم املختلفــة التــي‬ ‫ميســها هــذا النقــاش بداخلكــم؟»‬ ‫ال شــك فــي أن االحتفــاظ باالتــزان املطلــوب للبقــاء فــي دور املُ َي ِّســر مــن األمــور الصعبــة‬ ‫للغايــة حــال شــعورك بأنــه قــد مت اإلســاءة إليــك‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن فــي هــذا املوقــف‬ ‫فرصــة عظيمــة لتعمــق أنــت معرفتــك بذاتــك‪ ،‬وليعمــق املشــاركون معرفتهــم بطبيعــة‬ ‫احلــوار‪.‬‬ ‫و ُيعــد لقــاء املقاومــة بالفحــص والتأمــل مــع ذاتــك ومــع املشــاركني هــو البديــل الوحيــد‬ ‫الــذي يعكــس مســئوليتك كميســر‪ .‬وينتــج عــن هــذا النهــج معرفــة كبيــرة‪ ،‬منهــا معرفــة‬ ‫ذاتــك بشــكل يفيــدك فــي املــرات القادمــة التــي تكــون فيهــا فــي موقــف مشــابه‪ ،‬ومنهــا‬ ‫أيضــ ًا القــدرة علــى مالحظــة ردود األفعــال الدالــة علــى مقاومــة فــي نفســك وعنــد‬ ‫اآلخريــن‪ ،‬وعلــى تفهمهــا والتعامــل معهــا‪ .‬ففــي األغلــب أننــا جمي ًعــا منــر مبواقــف‬ ‫نلعــب فيهــا دور «ابــن العــم املزعــج»!‬

‫‪107‬‬


108


‫جيدا‬ ‫نصائح لتصبح ُمَي ِّسًرا ً‬

‫‪1 .1‬أنــت مثــل أعلــى! كــن حاضــر ًا لآلخــر بابتســامة وبــروح مــن الــدفء‬ ‫والتقديــر والســماحة‪ .‬اســتمع ثــم اســتمع ثــم اســتمع‪ ،‬وحتــدث ثــم‬ ‫اســتمع‪ .‬واســتخدم أدوات التواصــل احلــواري‪.‬‬ ‫‪2 .2‬ثــق بنفســك وبخطتــك وبالعمليــة‪ .‬تذكــر أن الســيناريو إرشــادي‬ ‫وليــس قانونًــا‪ .‬اســتعد لتعديــل املســار أثنــاء ســير العمــل‪ ،‬وال تنســى‬ ‫إعــداد خطــة احتياطيــة‪ .‬اســتخدم مــا يحــدث فــي قاعــة ورشــة العمــل‬ ‫ســواء بينــك وبــن زمــاءك أو بينــك وبــن املشــاركني كمــادة للتعلــم‪ .‬وثــق‬ ‫فــي حدســك!‬ ‫‪3 .3‬تذكــر أن وقوفــك فــي منتصــف القاعــة ال يعنــي أنــك جنــم احلــدث‪ .‬فعليــك‬ ‫تســليط األضــواء علــى أفــكار املشــاركني ووجهــات نظرهم‪.‬‬ ‫‪4 .4‬كــن علــى طبيعتــك‪ ،‬وفــي أفضــل حاالتــك‪ .‬ال يوجــد مــن يســتطيع أن‬ ‫يحقــق كل شــيء فــي وقــت واحــد‪ ،‬وإمنــا يســتطيع اجلميــع حتقيــق بعــض‬ ‫األشــياء إذا بذلــوا قصــارى جهدهــم‪ .‬ركــز علــى نقــاط قوتــك‪ ،‬واعمــل‬ ‫علــى تطويــر جوانــب نفســك التــي متثــل لــك حتديـ ًا‪.‬‬ ‫‪5 .5‬اعمــل علــى التأمــل الذاتــي‪ .‬خــذ وقتــك فــي تعزيــز خبراتــك بعــد‬ ‫ورشــة العمــل مــع زميــل أو مشــرف أو مرافــق‪ .‬فــإن مبــدأ التعلــم عــن‬ ‫طريــق مراجعــة أفعالــك وتأمــل اخلبــرات التــي شــعرت فيهــا بالتحــدي هــو‬ ‫مبــدأ ينطبــق عليــك أيض ـ ًا ك ُم َي ِ ّســر‪.‬‬

‫‪109‬‬


‫ملحوظات‬

‫‪110‬‬


‫الفصل اخلامس‪:‬‬

‫العمل باستخدام احلوار‬ ‫• •تقدمي‬ ‫ ‬ ‫• •كيف تختار األنشطة‬ ‫• •تقدمي منوذج النشاط‬ ‫• •الفئة األولى من التدريبات‪ :‬إطار احلوار ‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‪1-1‬التهيئة وإثبات احلضور‬ ‫•‪ 2-1‬القواعد أو ميثاق العمل‬ ‫ ‬ ‫•‪3-1‬تلخيص وتقييم‬ ‫ ‬ ‫•‪ 4-1‬رباعية التقييم‬ ‫ ‬ ‫•‪ 5-1‬صندوق األدوات‬

‫ ‬ ‫• •الفئة الثانية من التدريبات‪ :‬اإلستعداد للحوار‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫ ‬ ‫•‪ 1-2‬أربعة تدريبات سريعة‬ ‫ ‬ ‫•‪ 2-2‬سلطة الفواكه‬ ‫ ‬ ‫•‪ 3-2‬لعبة الهمس‬ ‫ ‬ ‫•‪ 4-2‬تدريب التحية‬ ‫ ‬ ‫•‪ 5-2‬تعريف احلوار‬ ‫•‪ 6-2‬أجل يا أحمد‬ ‫•‪ 7-2‬دائرة العد‬ ‫•‪ 8-2‬لقاء سريع‬ ‫•‪ 9-2‬مهارات في مجموعتنا‬

‫ ‬ ‫• •الفئة الثالثة من التدريبات‪ :‬حتديات احلوار‬ ‫‪111‬‬


‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫‪112‬‬

‫ ‬ ‫•‪.1-3‬نشاط األحكام املسبقة‬ ‫ ‬ ‫•‪ 2-3‬نشاط األركان‬ ‫ ‬ ‫•‪ 3-3‬نشاط تبادل العقول‬ ‫ ‬ ‫•‪ 4-3‬داخل أم خارج املجموعة؟‬ ‫ ‬ ‫•‪ 5-4‬حتديد األولويات‬ ‫ ‬ ‫•‪ 6 -3‬أسئلة وأجوبة‬ ‫ ‬ ‫•‪ 7-3‬لعبة القيمة‬ ‫•‪ 8-3‬احلوار باستخدام عصا الكالم ‬ ‫•‪ 9-3‬الكوتشينة‬ ‫•‪ 10-3‬ارسم ما أقول‬ ‫•‪ 11-3‬في مكان الديب‬ ‫•‪ 12-3‬من أنا؟‬ ‫•‪ 13-3‬ماذا تشعر إذا‪...‬؟‬ ‫•‪ 14-3‬حوار صريح‬ ‫•‪ 15-3‬املهمة الصعبة‬ ‫•‪ 16-3‬الشجرة‬ ‫•‪ 17-3‬أزمة الهوية‬ ‫•‪ 18-3‬هل جترؤ؟‬ ‫•‪ 19-3‬إليكم نظريتي‬ ‫•‪ 20-3‬مناقشة محظورة‬ ‫•‪ 21-3‬ماذا لو؟‬ ‫•‪ 22-3‬لقطات‬ ‫•‪ 23-3‬قد تعرف ما ال أعرف‬


‫العمل باستخدام احلوار‬ ‫تقدمي‬ ‫يتــم فــي هــذا الفصــل طــرح بعــض األفــكار امللهمــة حــول محتــوى ورشــة العمــل‬ ‫باســتخدام احلــوار‪ .‬فهــو يقــدم ‪ 37‬نشــاطا وتدريبـ ًا ولعبــة ميكــن االختيــار مــن ضمنهــا‬ ‫لتصميــم ورشــة العمــل باســتخدام احلــوار مبــا يناســب خبراتــك واهتماماتــك وكذلــك‬ ‫نوعيــة املشــاركني وأهــداف الورشــة‪ .‬هنــاك ثــاث مجموعــات مــن األنشــطة‪:‬‬ ‫‪1 .1‬أنشــطة إطــار احلــوار‪ :‬وهــم خمــس تدريبــات تســاهم فــي بنــاء‬ ‫وتفعيــل اإلطــار العــام لورشــة العمــل مبــا فــي ذلــك املقدمــة وميثــاق العمــل‬ ‫والتلخيــص واملراجعــة والتقييــم‪.‬‬ ‫‪2 .2‬أنشــطة االســتعداد للحوار‪ :‬وهــم تســع تدريبات تٌبــرز أهميــة مبادئ‬ ‫احلــوار األربعــة ‪ -‬االنفتــاح والثقــة واألمانــة واملســاواة‪ .‬يتكــون التدريــب‬ ‫األول مــن أربــع أنشــطة لكســر اجلليــد بــن املشــاركني‪ .‬والتدريبــات‬ ‫الثالثــة التاليــة أيضـ ًا تخــدم هــدف كســر اجلليــد وإذابــة عوائــق احلــوار‪.‬‬ ‫أمــا التدريــب الرابــع فهــو يهــدف إلــى التعريــف بطبيعــة احلــوار‪ ،‬فــي حــن‬ ‫تركــز باقــي التدريبــات علــى صقــل مهــارة معينــة مــن املهــارات املفيــدة‬ ‫فــي احلــوار‪.‬‬ ‫‪3 .3‬أنشــطة حتديــات احلــوار‪ :‬وهــي ثالثــة وعشــرون تدريــب علــى‬ ‫اســتخدام احلــوار بشــكل عملــي‪ ،‬يتوصــل املشــاركون مــن خاللهــا لفهــم‬ ‫أفضــل ملفهــوم احلــوار‪ .‬وميكــن اإلعتمــاد علــى بعــض هــذه التدريبــات‬ ‫إلجــراء حــوارات حــول موضوعــات مختلفــة‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫كيف ختتار األنشطة؟‬

‫عندمــا تخطــط لورشــة عمــل‪ ،‬ســواء كانــت خطتــك ُمختصــرة أو مفصلــة‪ ،‬تذكــر النصائــح‬ ‫الثــاث اآلتية‪:‬‬

‫‪1 .1‬فلتكــن دائمــ ًا نقطــة البدايــة هــي مجموعــة املشــاركني‬ ‫والهــدف العــام لورشــة العمــل‪ :‬أســأل نفســك مــا هــي النتيجــة‬ ‫التــي أبحــث عنهــا مــن خــال هــذه الورشــة؟ ومــا هــو احتيــاج املشــاركني‬ ‫بهــا؟‬

‫‪2 .2‬نشــاط‪ ،‬ثــم تأمــل‪ ،‬ثــم اســتنتاج التعلــم‪ :‬بعــد كل نشــاط‪ ،‬اتــرك‬ ‫فتــرة لتأمــل اخلبــرة واســتنتاج اخلالصــة والــدروس املســتفادة مــن هــذه‬ ‫اخلبرة‪.‬‬ ‫‪3 .3‬التنــوع يحقــق احليويــة‪ :‬قــم بالتبديــل بــن مختلــف أنــواع األنشــطة‪،‬‬ ‫لتحصــل فــي النهايــة علــى ورشــة عمــل متناغمــة مثــل مقطوعــة موســيقية‪.‬‬ ‫امــزج مقدمــات بســيطة تكــون أنــت فــي مركزهــا مــع أوقــات مــن التفكيــر‬ ‫الثنائــي أو اجلماعــي بــن املشــاركني‪ .‬ن ـ َّوع مــا بــن األنشــطة احلركيــة‬ ‫وبــن تلــك التــي تتطلــب الســكينة والهــدوء‪.‬‬ ‫ميكنــك الرجــوع إلــى الفصــل الثالــث لقــراءة املزيــد عــن طريقــة تنفيــذ ورشــة العمــل‬ ‫الناجحــة وكيفيــة رســم ســيناريو الورشــة‪.‬‬

‫انتبه وتذكر‪...‬‬

‫إذا كنــت ميســر ًا مبتـ ِـدأ‪ ،‬فاتبــع تعليمــات النشــاط بشــكل حرفــي حتــى تقــوم بتجربتــه‬ ‫عــدة مــرات‪ .‬وانتبــه أيضــا للموقــف املطــروح وملجموعــة املشــاركني التــي معــك؛ فــإذا‬ ‫كان النشــاط يتطلــب مثـ ً‬ ‫ا مــن املشــاركني نــوع مــن التواصــل اجلســدي ورأيــت أنــه غيــر‬ ‫مالئــم ملجموعــة احلاضريــن‪ ،‬فكــن مســتعد ًا بنشــاط آخــر يصلــح للغــرض نفســه‪ .‬وإن‬ ‫كان أحــد األنشــطة يعتمــد فــي نهايتــه علــى جتميــع مشــترك‪ ،‬واتضــح لــك أن املجموعــة‬ ‫التــي تعمــل معهــا شــديدة التحفــظ‪ ،‬دعهــم يفكــرون أو ًال فــي ثنائيــات ثــم اطلــب منهــم‬ ‫نتيجــة املناقشــة فــي املجموعــة الكبيــرة‪ .‬أو اطلــب منهــم املشــاركة واحــدا تلــو اآلخــر‪،‬‬ ‫بالــدور‪ ،‬فــي الدائــرة الكبيــرة‪ .‬فاملرونــة هــي مفتــاح إدارة الورشــة الناجحــة‪.‬‬

‫‪114‬‬


‫وأيـ ًا كان مــدى خبرتــك‪ ،‬عليــك أن تكــون واضحـ ًا فــي عــرض تعليمــات النشــاط‪ .‬ففــي‬ ‫كل مــرة تقــوم فيهــا بتقــدمي النشــاط‪ ،‬تذكــر أنــه حتمــ ًا جديــدا بالنســبة للمشــارك‪،‬‬ ‫وحتقــق مــن أن اجلميــع قــد فهمــوا املطلــوب‪.‬‬ ‫واستمتع بورشة العمل !‬ ‫ميكنــك الرجــوع للفصــل الثالــث لقــراءة املزيــد عــن فــن تخطيــط ورشــة العمــل‪ ،‬وارجــع‬ ‫للفصــل الرابــع ملعرفــة املزيــد عــن دور املُ َي ِّســر‪ .‬ويقــدم امللحــق ‪ 3‬أمثلــة لســيناريوهات‬ ‫ورش العمــل‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫تقدمي منوذج النشاط‬

‫يتــم تقــدمي كل نشــاط مــن خــال وصــف قصيــر يســمح لــك بتقديــر إذا مــا كان التدريــب‬ ‫يناســب أهدافــك أم ال‪ .‬ثــم يتــم تفصيــل النشــاط مــن خــال منــوذج مكــون مــن خمــس‬ ‫نقــاط كمــا هــو موضــح أدنــاه‪:‬‬

‫‪1.1‬الهــدف‪ :‬مــاذا يخــدم هــذا النشــاط ومتــى يعتبــر مناســب ًا؟ما‬ ‫هــي اإلمكانيــة التــي يتيحهــا النشــاط لتعزيــز إدراك املشــاركني‬ ‫ملفهــوم احلوار؟مــا هــي األســاليب التــي يطرحهــا النشــاط‬ ‫لتطبيــق احلــوار حــول موضــوع مــا؟‬ ‫‪2.2‬خطوة بخطوة‪ :‬وصف دقيق لكيفية تنفيذ التدريب‪.‬‬ ‫‪3.3‬لتأمــل‪ :‬يوضــح األفــكار والنقــاط الهامــة التــي ميكــن التركيــز‬ ‫عليهــا خــال التأمــل مــع املشــاركني‪ ،‬ويطــرح كذلــك أمثلــة‬ ‫ألســئلة التأمــل التــي ميكــن أن تعــزز مــن عمليــة التعلــم بعــد كل‬ ‫تدريــب‪ .‬ولكــن تذكــر أن األســئلة التــي قــد تناســب مجموعــة‬ ‫مــن املشــاركني قــد ال تناســب مجموعــة أخــرى‪ ،‬وقــد حتتــاج إلى‬ ‫إضافــة أســئلة مــن عنــدك تالئــم مجموعتــك وأهــداف ورشــتك‪.‬‬ ‫‪4.4‬مســائل عمليــة‪ :‬معلومــات حــول العــدد املناســب من املشــاركني‬ ‫فــي كل تدريــب والوقــت الــازم لتنفيــذ التدريــب واألدوات‬ ‫املســتخدمة وكيفيــة جتهيــز القاعــة ومتطلبــات املســاحة ومــا‬ ‫شــابه ذلــك‪.‬‬ ‫‪5.5‬صنــدوق األفــكار‪ :‬جتــد فيــه «أفــكار ًا بديلــة» لتنفيــذ التدريــب‬ ‫نفســه بشــكل مختلــف‪ ،‬كمــا قــد جتــد فيــه نصيحــة أو خبــرة‬ ‫تعلــم مــن قصــة وثقهــا أحــد ســفراء احلــوار أثنــاء تنفيــذه‬ ‫لهــذا التدريــب‪ .‬وميكــن أيضــا أن تنبهــك هــذه الفقــرة لبعــض‬ ‫التحديــات التــي قــد تواجهــك كميســر اثنــاء تنفيــذ النشــاط‪.‬‬

‫‪116‬‬


‫الفئة األوىل من التدريبات‪ :‬إطار احلوار‬

‫إن بدايــة ورشــة العمــل يجــب أن تكــون نقطــة انطــاق لتفاعــل صحــي بــن أعضــاء‬ ‫املجموعــة‪ ،‬بحيــث يشــعر املشــاركون بالراحــة ومبــا يضمــن للحــوار أن يــدور وينســاب‬ ‫علــى النحــو األمثــل‪ .‬ولتحقيــق هــذا الهــدف ميكــن اســتخدام «التهيئــة» كمــا ســيوصف‬ ‫الحقــا فــي التدريــب ‪ُ .1-1‬تــدد البدايــة أيضــا إطــار العمــل فــي الورشــة‪ ،‬مثــل‬ ‫االتفــاق علــى القواعــد أو ميثــاق العمــل بالورشــة‪ .‬ســيتم شــرح كيفيــة تنفيــذ ذلــك فــي‬ ‫التدريــب ‪.2-1‬‬ ‫ولضمــان التعلــم والعمــل املســتمر مبــا مت تعلمــه عــن احلــوار‪ ،‬البد مــن القيــام بالتلخيص‬ ‫واملراجعــة‪ .‬ويتــم هــذا باألســاس فــي ختــام ورشــة العمــل‪ ،‬وإن كان مــن املفيــد أيضـ ًا‬ ‫أن تقــوم بتلخيــص ومراجعــة كل نشــاط فــي نهايتــه‪ .‬للمزيــد انظــر التدريــب ‪.3-1‬‬ ‫يحتــاج املُ َي ِّســر لتغذيــة راجعــة مــن املشــاركني حــول مــا اكتســبوه فــي ورشــة العمــل‪.‬‬ ‫وكذلــك يحتــاج املشــاركون إلــى ختــام عمليــة التعلــم التــي مــروا بهــا بشــكل مناســب‪.‬‬ ‫ويتطلــب ذلــك تنــاول أي أفــكار أو ذيــول عالقــة للموضوعــات التــي مت تناولهــا‪ ،‬كمــا‬ ‫يتطلــب التأمــل مــع املشــاركني حــول شــعورهم وخبراتهــم خــال عمليــة التعلــم وأيض ـ َا‬ ‫حــول مــا تعلمــوه مــن خاللهــا‪ .‬التدريبــان ‪ 4-1‬و‪ 5-1‬يقترحــان أدوات لتنفيــذ هــذا‬ ‫التقييــم‪.‬‬

‫‪ 1 -1‬التهيئة وإثبات احلضور‬

‫ي ّكــن كل شــخص مــن‬ ‫يســاعد هــذا التدريــب علــى خلــق منــاخ مــن الثقــة فــي املجموعــة ُ َ‬ ‫املشــاركة بــدون حــرج‪ .‬ويبــدأ التدريــب بتخيــل ورشــة العمــل علــى أنهــا رحلــة‪ .‬فعندمــا‬ ‫نســافر إلــى اخلــارج‪ ،‬فإننــا منــر أو ًال علــى «اجلــوازات» وهــي نقطــة فحــص أوراق‬ ‫الســفر والتذكــرة وجــواز الســفر لتســجيل البيانــات الشــخصية‪ ،‬وهــي خطــوة إجباريــة‬ ‫لاللتحــاق بالرحلــة‪ .‬ويحــدث هــذا فــي ورشــة العمــل بشــكل رمــزي حــن ُيعـ ِ ّـرف كل فــرد‬ ‫نفســه‪ ،‬أو حــن ُيعبــر بــأي طريقــة عــن حضــوره فــي املجموعــة واســتعداده لالنطــاق‬ ‫فــي رحلــة معهــم‪ .‬فهنــاك تأثيــر هــام لقيــام كل شــخص باحلديــث والتعبيــر عــن نفســه‬ ‫فــي بدايــة الورشــة ولــو ملــرة واحــدة‪ ،‬فــإن هــذا يعــزز مــن حضــوره وانتباهــه للمجموعــة‪.‬‬

‫‪117‬‬


‫الهدف‪:‬‬

‫تهيئــة منــاخ يتســم بالثقــة ويســاعد علــى احلــوار‪ ،‬مــن خــال إتاحــة الفرصــة‬ ‫لــكل فــرد للمشــاركة فــي احلديــث‪ ،‬مث ـ ً‬ ‫ا عــن طريــق تعريــف نفســه‪ ،‬والتعبيــر‬ ‫عــن توقعاتــه أو عــن شــعوره حيــال هــذه «الرحلــة»‪ ،‬إلــخ‪ .‬رباإلضافــة إلــى‬ ‫ذلــك‪ ،‬يســاعد هــذا التدريــب علــى بنــاء العالقــات بــن أعضــاء املجموعــة حيــث‬ ‫يكتشــف كل فــرد بعــض مــا مييــز األخريــن‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬

‫يبــدأ املُ َي ِّســر بتشــبيه ورشــة العمــل برحلــة‪ ،‬ويوضــح أن ليــس املقصــد مــن‬ ‫احلــوار بلــوغ غايــة بعينهــا‪ ،‬وإمنــا مــا يهــم فــي احلــوار هــو الرحلــة فــي حــد‬ ‫ذاتهــا وكل مــا يتخللهــا مــن أحــداث ومواقــف‪ .‬ويتعــن علــى كل فــرد فــي‬ ‫الرحلــة أن يكــون حاضــر ًا بدني ـ ًا وذهني ـ ًا‪ ،‬وقــد يســاعدنا علــى ذلــك أن نبــدأ‬ ‫بالتعــارف وبالتعبيــر عمــا نفكــر فيــه ونشــعر بــه فــي بدايــة هــذه الرحلــة‪.‬‬ ‫ميكــن فتــح بــاب املشــاركة مــن خــال بعــض األســئلة كتلــك املقترحــة أدنــاه‪.‬‬ ‫قــم باختيــار مــا يناســبك منهــا بحســب مجموعتــك وموضــوع الورشــة والوقــت‬ ‫املتــاح‪ ،‬وادعــو املشــاركني جميعــا لإلجابــة عليهــا‪.‬‬

‫ما اسمك وما هي مهنتك؟‬ ‫ما هو الدافع وراء وجودك هنا؟‬ ‫كيف تشعر حيال وجودك هنا اليوم؟‬ ‫ما هي موهبتك اخلفية ؟‬ ‫ما الذي تريد أو تتوقع أن تتعلمه عن احلوار بانتهاء الورشة؟‬ ‫مــا الــذي تأمــل أن تكــون قــادر ًا علــى حتقيقــه مــن خــال احلــوار عندمــا تغــادر‬ ‫هذه الورشــة؟‬ ‫متى تكون في أفضل حاالتك؟‬

‫‪118‬‬


‫التأمل‬ ‫بعــد التهيئــة‪ ،‬ميكــن أن تطلــب مــن املشــاركني أن يتأملــوا فــي املنــاخ احمليــط‬ ‫باملجموعــة ومــدى اختالفــه ع ّمــا قبــل النشــاط‪ .‬يســاعد هــذا التأمــل علــى‬ ‫االنتبــاه ألهميــة بنــاء العالقــات بــن األفــراد فــي املجموعــة ومالحظــة طريقــة‬ ‫التفاعــل بينهــم كعوامــل مؤثــرة علــى التواصــل احلــواري‪ ،‬وأيضــ ًا لتوضيــح‬ ‫كيــف أن طريقتنــا فــي التواصــل تؤثــر علــى عالقاتنــا مــع اآلخريــن‪.‬‬

‫مسائل عملية‬ ‫عدد املشاركني‬

‫ميكــن تنفيــذ التدريــب مــع عــدد غيــر محــدود من املشــاركني‪،‬‬ ‫ولكــن إذا كانــت املجموعــة أكبــر مــن ‪ 20‬أو ‪ 25‬مشــارك‪،‬‬ ‫فمــن الضــروري اختيــار طريقــة للتهيئــة ال تســتهلك وقتــا‬ ‫طويــ ً‬ ‫ا‪ ،‬كاســتخدام لغــة اإلشــارة فــي التعبيــر‪ .‬علــى‬ ‫ســبيل املثــال‪« :‬وضــح لنــا مــدى اســتعدادك للبــدء (أو درجــة‬ ‫حماســك للورشــة) باســتخدام يــدك كمؤشــر مــن ‪ 1‬إلــى ‪.»5‬‬ ‫وميكــن البنــاء علــى هــذا القيــاس الســريع بالتأمــل حــول‬ ‫أهميــة التعــرف علــى حالــة مــن نتواصــل معهــم‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫دقيقة كحد أقصى لكل مشارك‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫ال يوجد‬

‫‪119‬‬


‫صندوق األفكار‬ ‫بالنســبة للمجموعــات الكبيــرة‪ ،‬فــإن افضــل طريقــة للمشــاركة هــي طريقــة‬ ‫«الفشــار»‪ ،‬أي أن يبــادر الشــخص املســتعد باحلديــث دون ترتيــب معــن‪ ،‬مثــل‬ ‫حبــات الــذرة الســاخنة التــي تقفــذ حــال اســتعدادها‪.‬‬

‫فكرة بديلة‪ :‬تسجيل املغادرة‬ ‫فــي نهايــة الورشــة‪ ،‬ميكــن إتاحــة املشــاركني فرصــة أخيــرة للتعبيــر عــن‬ ‫انطباعهــم عــن الرحلــة التــي عاشــوها‪ ،‬بعفويــة وفــي كلمــات بســيطة‪ .‬فذلــك‬ ‫يســاعد علــى إنهــاء اللقــاء وتســجيل «املغــادرة»‪ .‬وميكــن أن يتــم ذلك مبســاعدة‬ ‫ســؤال كاألســئلة التاليــة‪:‬‬ ‫ما أهم ما رأيته أو سمعته في هذه الرحلة؟‬ ‫في أي حالة تغادر هذه الورشة ؟‬ ‫هل هناك ما ترغب في قوله للمشاركني األخرين أو لل ُم َي ِّسرين؟‬ ‫وميكــن تطبيــق هــذا التدريــب بشــكل ألطــف حيــث يقــف املشــاركون فــي دائــرة‬ ‫صغيــرة‪ ،‬ويتراجــع مــن انتهــي مــن املشــاركة بخطــوة إلــى الــوراء‪ .‬وميكــن‬ ‫أيضــا اســتخدام كــرة فــي تنظيــم احلديــث‪ ،‬بــأن يلقيهــا مــن تكلــم ملشــارك أخــر‬ ‫فــي املجموعــة فيصبــح هــو مــن عليــه الــدور للمشــاركة‪.‬‬ ‫املرجــع‪ :‬هــذا التدريــب مســتوحى مــن مبــادئ «الدميقراطيــة العميقــة» انظــر قائمــة‬ ‫املــوارد‪.‬‬

‫‪120‬‬


‫‪ 2-1‬القواعد أو ميثاق العمل‬ ‫يســاعد هــذا التدريــب علــى حتديــد إطــار عمــل الورشــة‪ ،‬وذلــك عــن طريــق وضــع أســاس‬ ‫جيــد لتنطلــق منــه عمليــة احلــوار‪ .‬إنــه يهــدف إلــى وضــع مجموعــة مــن القواعــد تعطــي‬ ‫كال مــن املُ َي ِّســر واملشــاركني أرضيــة مشــتركة للتعامــل بينهــم‪ .‬ويعطــي هــذا التدريــب‬ ‫فرصــة للمشــاركني إلضافــة قيمهــم وملســاتهم اخلاصــة منــذ بدايــة مســيرة الورشــة‪.‬‬

‫الهدف‬ ‫إيجــاد منــاخ يتســم بالثقــة ويســاعد علــى احلــوار مــن خــال االتفــاق علــى‬ ‫مجموعــة مــن القواعــد واملعاييــر الواضحــة للمشــاركة‪.‬‬ ‫تعزيــز االحســاس مبلكيــة الورشــة واملســئولية املشــتركة مــن خــال مســاهمة‬ ‫املشــاركني فــي صياغــة قواعــد املشــاركة‪.‬‬ ‫دعــم املُ َي ِّســر فــي احلفــاظ علــى مســيرة بنــاءة تتســم باالحتــرام‪ ،‬ممــا يســمح‬ ‫للجميــع بالتعلــم وبالتعبيــر عــن أنفســهم بثقــة‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‬ ‫يقــدم امليســر األســباب واملنطــق مــن وراء االتفــاق علــى مجموعــة مــن القواعــد‬ ‫أو علــى ميثــاق للعمــل فــي الورشــة‪.‬‬ ‫يطلــب املُ َي ِّســر مــن املشــاركني أن يذكــروا القواعــد واملعاييــر التــي فــي‬ ‫اعتقادهــم مــن شــأنها أن تســاهم فــي جنــاح ورشــة العمــل‪ ،‬مثــا‪ :‬مــا الــذي‬ ‫نحتاجــه اليــوم إلجــراء حــوار جيــد؟‬ ‫يســجل املُ َي ِّســر جميــع االقتراحــات ويراجــع مــع املشــاركني املعنــى املقصــود‬ ‫مــن ورائهــا‪ ،‬ويراعــي إعــادة صياغــة بعضهــا عنــد االحتيــاج دون أن يفقــد‬ ‫املعنــى األصلــي لالقتــراح‪.‬‬ ‫إن لــم يكــن لــدى املشــاركني أي اقتراحــات‪ ،‬يطــرح املُ َي ِّســر ثالثــة قواعــد أو‬ ‫أكثــر يتناقــش حولهــا املشــاركون فــي مجموعــات صغيــرة أو فــي ثنائيــات‪.‬‬

‫‪121‬‬


‫يســأل امليســر إذا كان لــدى أي مشــارك أســئلة أو تعديــات أو اقتراحــات‪،‬‬ ‫ويتأكــد أنهــا قــد ٌأخــذت فــي االعتبــار‪ ،‬كمــا يتأكــد أن هنــاك اجمــاع بــن‬ ‫املشــاركني علــى قواعــد العمــل التــي ســيتم تطبيقهــا‪( .‬انظــر أيض ـ ًا البدائــل‬ ‫املطروحــة أدنــاه)‪.‬‬

‫ميكن أن يكون من ضمن القواعد املطروحة للمناقشة‪:‬‬ ‫اصغ لآلخرين باهتمام واستمع لكل ما يقولون‬ ‫ٍ‬ ‫نحن مختلفون ونتقبل اختالفات بعضنا البعض‬ ‫اسأل عما ال تفهمه‬ ‫نحب أن تشارك برأيك‪ ،‬ونحترم رغبتك إذا امتنعت‬

‫اختــم بالتعبيــر عــن توقعاتــك اإليجابيــة للورشــة‪ ،‬وذلــك إلزالــة أي شــعور ســلبي‬ ‫أو جديــة مبالغــة مرتبطــة مبفهــوم القواعــد‪.‬‬

‫التأمل‬ ‫عنــوان آخــر للتدريــب‪ :‬قــد يحمــل عنــوان «القواعــد» دالالت ســلبية لــدي‬ ‫بعــض املشــاركني‪ ،‬لــذا ميكــن اســتبداله بتعبيــرات أكثــر مرونــة مثــل‪ :‬معاييــر‬ ‫املشــاركة‪ ،‬أو ميثــاق العمــل املشــترك‪ ،‬إلــخ‪.‬‬ ‫اســتخدم عبــارات املشــاركني‪ :‬ميكنــك ك ُم َي ِّســر أن تســاعد فــي صياغــة القواعــد‬ ‫التــي يقتروحنهــا‪ ،‬ولكــن عليــك أن حتافــظ علــى روح االقتــراح األصلــي وانتبــه‬ ‫لكــي ال حتولــه إلــى فكــرة أخــرى مســبقة لديــك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أعــد صياغــة االقتراحــات لتكــون الرســالة بنــاءة‪ .‬فــإذا كان االقتــراح بــه منــع‪،‬‬ ‫فحــاول الوصــول مــع املشــاركني إلــى صياغــة إيجابيــة توضــح مــا يســتحب‬ ‫فعلــه‪ .‬علــى ســبيل املثــال‪ ،‬ميكــن اســتبدال «ال تقاطــع» بـــ «اســتمع لآلخــر حتى‬ ‫ينتهــي مــن حديثــه»‪.‬‬ ‫تعامــل مــع كل االقتراحــات بجديــة وإيجابيــة‪ .‬فــإن بدايــة الورشــة حتــدد‬ ‫بشــكل كبيــر نبــرة احلــوار أثنــاء الورشــة‪ ،‬كمــا توفــر املناقشــات خــال هــذا‬ ‫التدريــب فرصــة عمليــة لتوضيــح األســلوب احلــواري مــن خــال ممارســته‪.‬‬

‫‪122‬‬


‫مسائل عملية‬ ‫عدد املشاركني‬

‫ميكــن تنفيــذ التدريــب مــع عــدد غيــر محــدود مــن‬ ‫املشــاركني‪ .‬وإذا كانــت املجموعــة أكبــر مــن ‪ 20‬إلــى ‪25‬‬ ‫شــخص‪ ،‬ف ُيفضــل تقســيم املشــاركني إلــى مجموعــات‬ ‫صغيــرة ملناقشــة االقتراحــات وذلــك باســتخدام طريقــة‬ ‫التنشــيط املشــروحة أدنــاه «علــى األرض»‪ ،‬والتــي يتــم‬ ‫فيهــا ســؤال بعــض أعضــاء كل مجموعــة عــن موقفهــم‬ ‫مــن القواعــد املقتــرح مــع تــرك مســاحة لآلخريــن للتعليــق‬ ‫واإلضافــة‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 30‬دقيقة كحد أقصى‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫لوحات أو ورق كبير احلجم‬ ‫أقالم‬ ‫مــادة الصقــة لعــرض القواعــد علــى احلائــط حتــى يراهــا‬ ‫اجلميــع‬

‫صندوق األفكار‬ ‫فكرة بديلة (‪ :)1‬على األرض‬

‫يكتــب املُ َي ِّســر عــدد ًا مــن القواعــد كل واحــدة علــى ورقــة ‪ A3‬أو ‪ A4‬ويعــرض‬ ‫األوراق علــى األرض مــع تــرك مســافة واســعة بينهــا‪ ،‬ويشــرح املكتــوب علــى‬ ‫كل ورقــة بشــكل مختصــر‪.‬‬ ‫يطلــب امليســر مــن كل مشــارك الوقــوف بالقــرب مــن القاعــدة األكثــر أهميــة‬ ‫بالنســبة لــه‪ .‬وعندمــا تتكــون مجموعــة مــن املشــاركني حــول كل قاعــدة‪ ،‬يطلــب‬ ‫مــن كل مشــارك أن يشــرح لزمالئــه كيــف يفهــم هــذه القاعــدة وملــاذا يعتبرهــا‬ ‫مهمــة‪.‬‬ ‫بعد ‪ 5‬دقائق يقوم املُ َي ِّسر مبناقشة كل مجموعة حول آراءها‪.‬‬ ‫‪123‬‬


‫الهــدف مــن هــذا التدريــب هــو توضيــح كيــف ميكــن أن يختلــف معنــى كل‬ ‫قاعــدة مــن شــخص آلخــر‪ ،‬وهــو مــا قــد يــؤدي إلــى ســوء تفاهــم‪ ،‬حيــث أننــا‬ ‫نفتــرض أن اجلميــع يفهمــون األمــور كمــا نفهمهــا نحــن‪ .‬ويهــدف هــذا التدريب‬ ‫أيضــا إلــى تنظيــم الورشــة علــى أســاس واضــح يبنــي علــى تفســير املشــاركني‬ ‫للقواعــد‪ .‬بهــذا بــإن هــذا التدريــب يكــون قــد فتــح احلــوار بالفعــل فــي الورشــة‪.‬‬ ‫فكــرة بديلــة (‪ :)2‬التحــدي بهــدف التركيــز علــى كيفيــة تنــاول املعاييــر‬ ‫املختلفــة (يحتــاج هــذا االختيــار ملُ َي ِّســر ذو خبــرة)‬ ‫بعــد اجلولــة األولــى مــن طريقــة تنفيــذ التدريــب «علــى األرض»‪ ،‬قــم بإضافــة‬ ‫ثــاث قواعــد جديــدة علــى األرض تتعــارض متامــا مــع القواعــد الســابقة‪،‬‬ ‫وتعــرض معاييــر مختلفــة‪ .‬مثــ ً‬ ‫ا‪:‬‬

‫قاطع املتكلم لتعرض وجهة نظرك‪،‬‬ ‫خاطب امليسر باللقب‬ ‫ال يجوز االمتناع عن املشاركة‬

‫اســتكمل التدريــب باخلطــوات نفســها‪ ،‬وفــي التأمــل ناقــش املشــكلة التــي‬ ‫تظهرعندمــا يتبنــى البعــض قيمـ ًا ومعاييــر ًا تتعــارض مــع «األمــور املســلم بهــا»‬ ‫أو مــع مــا ســبق االتفــاق عليــه‪ .‬بهــذا الشــكل يبــدأ املشــاركون فــي احلــوار‬ ‫حــول اختــاف القيــم واملعاييــر‪.‬‬ ‫أسئلة للتأمل‪:‬‬

‫كيــف ميكــن التعامــل مــع تعــارض اآلراء أو اختالفهــا (مثلمــا حــدث حــول‬ ‫القواعــد فــي هــذا النشــاط) فــي أي لقــاء يتبنــى كقيمــة أساســية ضمــان‬ ‫مســاحة ملشــاركة اجلميــع ؟‬ ‫إلى أين ميكن أن يقودنا احلوار كأداة؟‬ ‫هل للحوار محدوديات معينة؟ كيف تظهر؟‬

‫هل للمناقشة أو للتفاوض أحيان ًا ضرورة (مقارن ًة باحلوار)؟‬

‫فكرة بديلة (‪ :)3‬نشاط مختصر‬

‫ميكــن لل ُم َي ِّســر أن يذكــر مــن ثــاث إلــى خمــس اقتراحــات لقواعــد معــدة‬ ‫مســبق ًا‪ ،‬ويعرضهــا للمشــاركني مــع توضيــح أســبابه أو اخللفيــة التــي تنبــع‬ ‫منهــا هــذه االقتراحــات‪ .‬ثــم يســأل املشــاركني عــن رأيهــم فــي هــذه القواعــد‬ ‫‪124‬‬


‫ومــا إذا كان لديهــم أي تعليقــات أو اقتراحــات لتعديلهــا‪ .‬يتــم كتابــة القواعــد‬ ‫بعــد تعديلهــا واملوافقــة عليهــا مــن قبــل املجموعــة‪ ،‬ثــم يتــم عرضهــا فــي مــكان‬ ‫واضــح للجميــع‪.‬‬

‫‪ 3-1‬تلخيص وتقييم‬

‫يفيــد هــذا التدريــب فــي ختــام ورشــة العمــل حيــث يقــوم مبراجعــة وتلخيــص النقــاط‬ ‫الرئيســة التــي أثيــرت أثنــاء املســيرة‪ .‬ويتضمــن التدريــب وقتـ ًا للتأمــل مــع املشــاركني‬ ‫حــول مــا تعلمــوه‪ ،‬وتقييمهــم لــكل مــا حــدث بالورشــة‪ .‬ويعتبرهــذا التدريــب مالئمــ ًا‬ ‫للمجموعــات الكبيــرة لضمــان أخــذ آراء جميــع املشــاركني فــي االعتبــار‪ ،‬حيــث أن‬ ‫التقييــم الشــفوي قــد يســتغرق فيهــا وقتــا طويــا‪.‬‬

‫الهدف‬ ‫تقييم مدى حتقق الهدف العام الذي مت االتفاق عليه في بداية الورشة‪.‬‬ ‫الكشف عن التأثير التي تركته الورشة على املشاركني وعلى املُ َي ِّسر‪.‬‬

‫متكــن املُ َي ِّســر مــن حتســن ورشــة العمــل مــن خــال املالحظــات املباشــرة‬ ‫التــي يتلقاهــا حــول محتــوى الورشــة وحــول طريقــة تقدميهــا‪.‬‬

‫إتاحة املشاركني وامليسر مع ًا فرصة لتأمل خبرة التعلم‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‬ ‫قــم بتوزيــع قصاصــات صغيــرة مــن األوراق امللونــة بحيــث يحصــل كل مشــارك‬ ‫علــى ‪ 2‬أو ‪ 3‬قصاصــات مــن كل لــون‪ .‬يرمــز كل لــون إلــى ُبعــد مــن أبعــاد‬ ‫التعلــم التــي اكتســبها املشــارك‪.‬‬ ‫قــم بتعليــق ‪ 4‬لوحــات علــى احلائــط وضــع علــى كل منهــا عالمــة ملونــة بلــون‬ ‫قصاصــات الــورق‪ ،‬وذلــك لربــط كل لوحــة ببعــد مــن أبعــاد التقييــم‪.‬‬ ‫على سبيل املثال‪: :‬‬

‫‪125‬‬


‫األحمر‪ :‬ما هو أهم درس استفدته اليوم (أو خالل الورشة)؟‬ ‫األزرق‪ :‬ما هو أكثر نشاط أحببته؟‬ ‫األخضر‪ :‬ما الذي أستطيع أن أطبقه في حياتي اليومية؟‬ ‫األصفر‪ :‬ما هو شعوري جتاه مشاركتي اليوم؟‬

‫يعطــي املُ َي ِّســر مثــال لتوضيــح األســئلة املختلفــة وارتبــاط كل لــون بســؤال‪ ،‬ثــم‬ ‫مينــح املشــاركني ‪ 3‬أو ‪ 4‬دقائــق لتدويــن إجاباتهــم علــى األوراق الصغيــرة‪.‬‬

‫كل بحســب لونهــا علــى‬ ‫يطلــب امليســر مــن املشــاركني لصــق األوراق الصغيــرة ٍ‬ ‫اللوحــة املخصصــة لهــا‪ .‬وميكــن للميســر محاولــة ترتيــب األوراق بحســب‬ ‫األفــكار الشــبيهة‪.‬‬ ‫فــي النهايــة‪ ،‬يقــرأ امليســر األوراق أو ملخــص األفــكار اخلــاص بــكل ُبعــد علــى‬ ‫حــدى‪ ،‬وميكــن أن يطلــب بعــض التوضيــح أو يتــرك مســاحة للتأمــل أو التعقيــب‬ ‫علــى األفــكار املعروضة‪.‬‬

‫التأمل‬ ‫إذا تنوعــت اآلراء بشــدة حــول ورشــة العمــل‪ ،‬ميكــن توظيــف هــذا املوقــف‬ ‫كمثــال لتوضيــح فكــرة اختالفنــا كأفــراد فــي طريقــة فهمنــا واختبارنــا للعالــم‬ ‫بــكل مــا يحمــل مــن جتــارب مختلفــة‪ ،‬وانتهــاز هــذه الفرصــة لتقديــر قيمــة‬ ‫التنــوع واختــاف اآلراء‪ ،‬والبحــث معــا عــن الســبب وراء هــذا االختــاف‪.‬‬

‫‪126‬‬


‫مسائل عملية‬ ‫عدد املشاركني‬

‫ميكن تنفيذ التدريب مع عدد غير محدود من املشاركني‬

‫وقت التدريب‬

‫حوالي ‪ 15‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫• •قصاصات صغيرة من األوراق بألوان مختلفة‬ ‫ومادة الصقة (أو أوراق الصقة)‬ ‫• •أوراق كبيرة أو لوحات‬ ‫• •أقالم للجميع‪ ،‬وأقالم للكتابة على اللوحات‬

‫صندوق األفكار‬ ‫اطــرح علــى املشــاركني أســئلة مفتوحــة وغيــر موحيــة باإلجابــة تتنــاول األبعــاد‬ ‫األربعــة للتقييــم‪ .‬والحــظ أنــه مــن األفضــل صياغــة األســئلة بشــكل إيجابــي‪،‬‬ ‫فعلــى ســبيل املثــال‪ُ ،‬يفضــل أن تســأل‪« :‬مــا الــذي نحتــاج إلــى إضافتــه فــي‬ ‫الورشــة؟» أو «كيــف ميكــن لنــا حتســن خبــرة التعلــم؟» بــد ًال مــن الســؤال‪:‬‬ ‫«مــاذا كان ســيئ ًا بالورشــة؟»‬ ‫اســتخدم هــذا التدريــب كنقطــة انطــاق للتجميــع حــول مفهــوم احلــوار‪ ،‬وضعــه‬ ‫فــي اإلطــار األكبــر‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا عــن طريــق مناقشــة األســئلة التاليــة‪:‬‬

‫ما أهمية استخدام احلوار في عاملنا اليوم؟‬

‫ما هي القيم املُتضمنة في مبادئ احلوار؟‬

‫فكرة بديلة (‪:)1‬‬ ‫فــي نهايــة التدريــب‪ ،‬اطلــب مــن املشــاركني كتابــة عبــارة تعبــر عــن حالهــم بعــد‬ ‫الورشــة لتحديــث حســابهم علــى الفيســبوك أو التويتــر أو مــا شــابه ذلــك‪.‬‬

‫‪127‬‬


‫فكرة بديلة (‪:)2‬‬ ‫بعــد تعليــق القصاصــات امللونــة‪ ،‬خصــص بعــض الوقــت (مــن ‪ 5‬إلــى ‪15‬‬ ‫دقيقــة) يتجــول خاللهــا املشــاركون وكأنهــم فــي معــرض‪ ،‬يقــرأون القصاصــات‬ ‫املختلفــة‪ .‬وميكــن إنهــاء التدريــب بتأمــل مشــترك قصيــر‪ ،‬مثــ ً‬ ‫ا مــن خــال‬ ‫ســؤال‪« :‬مــا هــي انطباعاتــك حــول مــا قــرأت؟ مــا هــو شــعورك وأنــت تغــادر‬ ‫اآلن؟»‬ ‫ملحوظــة‪ :‬قــد تشــعر أن الوقــت غيــر كافــي للتقييــم فــي ورش العمــل القصيــرة‪،‬‬ ‫إال أنــه مــن املهــم أن تعطــي للتقييــم أولويــة‪ .‬فــإن فــي اخلامتــة اجليــدة للورشــة‬ ‫قــدر كبيــر مــن التعلــم لــكل من املُيســر واملشــاركني‪.‬‬

‫قصة يرويها أحد سفراء احلوار حول التلخيص‬ ‫وقــف أحــد املشــاركني فــي نهايــة ورشــة عمــل باإلســكندرية وقــال «ســوف‬ ‫أســتخدم هــذه األدوات فــي عقــد جلســات مماثلــة مــع زمالئــي»‪ .‬وقالــت أخــرى‬ ‫أنهــا ســوف تســتخدمها لتجعــل العالــم مكانــا أفضــل‪ .‬وقــد شــارك أحــد‬ ‫املشــاركني الكفيفــن مــن الدامنــارك بأنــه يشــعر فــي نهايــة ورشــة العمــل بإنــه‬ ‫قــد اكتســب الثقــة ليعمــل هــو نفســه ك ُم َي ِّســر‪.‬‬

‫‪ 4-1‬رباعية التقييم‬ ‫يتيــح هــذا التدريــب لل ُم َي ِّســر احلصــول علــى تغذيــة راجعــة مــن املشــاركني حــول مــا‬ ‫تعلمــوه فــي الورشــة‪ ،‬وجتميــع مالحظاتهــم علــى عمليــة التعلــم‪ ،‬كمــا يتيح إنهــاء ومراجعة‬ ‫املســيرة بشــكل فعــال وحيــوي‪.‬‬

‫الهدف‬

‫حصــول املُ َي ِّســر علــى تغذيــة راجعــة واضحــة حــول مــا تعلمــه املشــاركون‬ ‫وحــول شــعورهم جتــاه املســيرة التــي عاشــوها ســوي ًا‪.‬‬ ‫منــح املشــاركني فرصــة التعبيــر عــن نقدهــم للورشــة بشــكل بنــاء‪ ،‬والتعبيــر عــن‬ ‫مشــاعر الشــكر واالمتنان‪.‬‬

‫‪128‬‬


‫خطوة بخطوة‬

‫يضــع املُ َي ِّســر أربعــة كراســي فــي شــكل صــف أمــام املشــاركني‪ ،‬أو فــي شــكل‬ ‫دائــرة تتجــه فيهــا الكراســي إلــى اخلــارج‪.‬‬ ‫يضــع امليســر علــى كل كرســي ‪ -‬أو علــى األرض أمــام الكراســي‪ -‬ورقــة ‪A4‬‬ ‫مكتــوب علــى كل منهــا عبــارة مــن العبــارات التاليــة‪:‬‬

‫حلظة نور!‬

‫في الصميم!‬

‫املزيد من‪...‬‬

‫شكرا!‬

‫يوضح املُ َي ِّسر املقصود بكل عبارة‪:‬‬

‫حلظــة نــور! هــي حلظــة تعلــم هامــة‪ ،‬أو حلظــة شــعر فيهــا املشــارك باإللهــام‬ ‫لفكــرة أو إلدراك جديــد‪.‬‬ ‫فــي الصميــم‪ :‬أحــد التدريبــات أو أحــد خطــوات املســيرة أو االقتراحــات‬ ‫التــي اســتفاد منهــا املشــارك بشــكل كبيــر‪.‬‬ ‫املزيد من‪ ...‬أمر ما ينقص الورشة‪ ،‬أو كان متوقعا ولم يحدث‪.‬‬

‫شــكرا! أمــر يــود املشــارك أن يقــدم الشــكر عنــه‪ ،‬أو شــخص يود أن يشــكره‪،‬‬ ‫مــع ذكر الســبب‪.‬‬ ‫يطلــب املُ َي ِّســر مــن املشــاركني أن يتناوبــوا اجللــوس علــى الكراســي بشــكل‬ ‫تلقائــي‪ ،‬وفــي كل مــرة يتكلــم املشــارك بحســب الكرســي الــذي يجلــس عليــه‪:‬‬ ‫متــى شــعر بلحظــة إدراك أو اســتنارة؟ مــا هــو التدريــب أو النشــاط أو الفكــرة‬ ‫األكثــر فائــدة بالنســبة لــه؟ مــا الــذي يريــد املزيــد منــه؟ مــا هــو أكثــر شــيء‬ ‫أعجبــه ويــود تقــدمي الشــكر عليــه؟‬ ‫ميكــن أن يقــوم املشــارك باملــرور علــى الكراســي كلهــا فــي الــدور نفســه‪ ،‬أو أن‬ ‫يجلــس علــى كرســي واحــد فــي املــرة‪ ،‬كمــا ميكــن للشــخص الواحــد أن يجلــس‬ ‫علــى الكرســي نفســه عــدة مــرات‪ .‬وليــس مــن الضــروري أن يتكلــم جميــع‬

‫‪129‬‬


‫املشــاركني‪ ،‬وإن كان مــن املهــم تشــجيعهم علــى املشــاركة والتعبيــر‪.‬‬ ‫يكــون دور املُ َي ِّســر هــو أن يصغــي باهتمــام دون أي تعليــق حتــى إذا ُو ِجــه إليــه‬ ‫الكثيــر مــن النقــد‪ .‬وإذا شــعر املُ َي ِّســر بــأن النقــد الــذي ُوجــه إليــه نقــد ًا قاســي ًا‪،‬‬ ‫فمــن األفضــل أن يتحــدث فــي هــذا األمــر مــع أحــد الزمــاء بعــد الورشــة‪.‬‬ ‫وفــي النهايــة‪ ،‬يجلــس املُ َي ِّســر أيضــ ًا علــى الكرســي أو الكراســي التــي‬ ‫تخــص مــا يريــد إضافتــه أو التعبيــر عنــه‪ ،‬وميكــن أن يشــكر املشــاركني علــى‬ ‫مســاهمتهم فــي نقــاط معينــة أو يتحــدث عمــا تعلمــه هــو‪ ،‬ومــا شــابه ذلــك‪.‬‬ ‫وليــس مــن املالئــم أن يقــوم املُ َي ِّســر هنــا بتوجيــه نقــد أو تســوية صــراع أو‬ ‫توتــر قائــم مــع أحــد املشــاركني‪.‬‬ ‫ينتهــي التدريــب بعــودة جميــع املشــاركني إلــى أماكنهــم فــي الدائــرة الكبيــرة‪،‬‬ ‫ويشــكر املُ َي ِّســر املشــاركني مــن أجــل حضورهــم ويتمنــى لهــم التوفيــق أو مــا‬ ‫يشــابه ذلــك مــن عبــارات ختاميــة‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫إذا تنوعــت اآلراء بشــدة حــول ورشــة العمــل‪ ،‬ميكنــك اإلســتفادة مــن ذلــك‬ ‫للتأمــل مــع املشــاركني حــول كيفيــة اختبــار النــاس العالــم بطــرق مختلفــة‪ .‬عبر‬ ‫عــن تقديــرك لــآراء املتنوعــة‪ ،‬ورمبــا أيضـ ًا تأخــذ الوقــت للبحــث مــع املشــاركني‬ ‫عــن األســباب الكامنــة وراء هــذا االختــاف‪.‬‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫ميكن تنفيذ التدريب مع عدد غير محدود من املشاركني‬

‫وقت التدريب‬

‫حوالي ‪ 15‬دقيقة (بحسب عدد املشاركني)‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫‪130‬‬

‫• •كراسي وأوراق وأقالم‬


‫فكرة بديلة‪:‬‬ ‫إذا كان هنــاك عــدد كبيــر مــن املشــاركني‪ ،‬ميكــن تقســيمهم إلــى مجموعــات‬ ‫صغيــرة‪ ،‬وتقــوم كل مجموعــة بالكتابــة علــى لوحــة بهــا أربــع خانــات مماثلــة‬ ‫لألســئلة األربــع الســابقة‪ .‬ثــم تعــرض كل مجموعــة مــا كتبــت أو يقــوم أحــد‬ ‫أفرادهــا باجللــوس علــى الكرســي ويعــرض مــا كتبتــه املجموعــة بالنيابــة عنهــم‪.‬‬ ‫ملحوظــة‪ :‬قــد تشــعر أن الوقــت غيــر كافــي للتقييــم فــي ورش العمــل القصيــرة‪،‬‬ ‫إال أنــه مــن املهــم أن تعطــي للتقييــم أولويــة‪ .‬فــإن فــي اخلامتــة اجليــدة للورشــة‬ ‫قــدر كبيــر مــن التعلــم لــكل من املُيســر واملشــاركني‪.‬‬ ‫املرجــع‪ :‬هــذا التدريــب مــن وحــى جــون اندرســون ومت تطويــره مــن قبــل «كاوســبايلوت»‬ ‫الدامنــرك ‪www.kaospilot.dk‬‬

‫‪ 5-1‬صندوق األدوات‬ ‫ُيســتخدم هــذا التدريــب فــي تقييــم الورشــة مــن خــال إتاحــة الفرصــة للمشــاركني‬ ‫ملراجعــة مــا تعلمــوه فــي الورشــة والتخطيــط لكيفيــة تطبيــق هــذا التعلــم ودمــج احلــوار‬ ‫عمليــ ًا ســواء فــي أشــغالهم أو فــي حياتهــم اخلاصــة‪ .‬فــإن هــذا التدريــب يقــوم‬ ‫مبراجعــة األســاليب والطــرق واألدوات التــي مت عرضهــا علــى املشــاركني‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إلــى التبصــرات واإلدراكات الشــخصية التــي اكتســبوها خــال رحلــة التعلــم‪.‬‬

‫الهدف‬ ‫أن يصيــغ املشــاركون مــا تعلمــوه فــي كلمــات واضحــة تســاعد علــى اســتعياب‬ ‫هــذا التعلــم وتســجيله‪.‬‬ ‫أن يكتشــف املشــاركون كيــف ميكنهــم تطبيــق مــا تعلمــوه أثنــاء الورشــة فــي‬ ‫حياتهــم اليوميــة‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‬ ‫يتــم شــرح الهــدف مــن التدريــب للمشــاركني ويتــم تقســيمهم إلــى مجموعــات‬ ‫مــن ثــاث أشــخاص‪ .‬ويبــدأ التدريــب بعصــف ذهنــي فــي كل مجموعــة حــول‬ ‫الســؤال التالــي‪:‬‬ ‫‪131‬‬


‫ما هي األساليب واألدوات العملية التي اكتسبتها من خالل ورشة العمل؟‬ ‫كل فــي دوره‪ ،‬ويتــم تســجيل‬ ‫يتــاح للجميــع فــي املجموعــة فرصــة املشــاركة‪ٍ ،‬‬ ‫قائمــة بأهــم األدوات واألســاليب علــى لوحــة عــرض‪.‬‬ ‫يلي ذلك وقت من التأمل الفردي في األسئلة التالية‪:‬‬

‫أي هذه األدوات ميكنني استخدامها أو ممارستها بشكل فعلي؟‬ ‫ملاذا ومتى أستخدمها؟ في أي مواقف؟‬ ‫ما التأثير الذي أتوقعه؟‬ ‫وميكــن اســتخدام اجلــدول التالــي فــي التأمــل الفــردي‪ ،‬يقــوم املُ َي ِّســر بطباعتــه‬ ‫مســبق ًا وتوزيعــه علــى املشــاركني‪.‬‬ ‫األداة‬

‫التطبيق‬

‫التأثير‪ /‬التغيير المتوقع‬

‫مثال‪:‬‬

‫في اجتماعات مجلس اإلدارة‬

‫منــاخ أفضــل فــي املجموعــة‬

‫اإلصغاء الفعال‬

‫اإلدارة‬

‫ومشــاركة أكبــر ملــن يقــل كالمهــم‪.‬‬

‫عنــد وجــود اختــاف فــي اآلراء بــن‬ ‫أعضــاء فريــق املشــروع‬

‫مثال‪:‬‬ ‫احلوار باستخدام عصا الكالم‬

‫إتخــاذ قــرارات أفضــل بنــا ًء علــى‬ ‫احلــوار‬

‫(انظر التدريب ‪ 8-3‬احلوار باستخدام عصا الكالم)‬

‫يسجل املشاركون أفكارهم استناد ًا على املناقشة السابقة في املجموعة‪.‬‬ ‫ويتــم تعزيــز التدريــب بتشــجيع األفــراد علــى مشــاركة أمثلــة ممــا كتبــوا‬ ‫لتبــادل األفــكار‪ .‬وقــد يتــم تخصيــص املزيــد مــن الوقــت لتبــادل األفــكار فــي‬ ‫املجموعــات الصغيــرة ‪ -‬انظــر أدنــاه االفــكار البديلــة‪.‬‬

‫التأمل‬ ‫هــذا التدريــب فــي حــد ذاتــه مبثابــة تأمــل‪ .‬انظــر األفــكار البديلــة التاليــة لتــرى‬ ‫إمكانيــات ربطــه بأطر أوســع‪.‬‬

‫‪132‬‬


‫مسائل عملية‬ ‫عدد املشاركني‬

‫ميكــن تنفيــذ التدريــب مــع عــدد غيــر محــدود مــن‬ ‫املشــاركني‪ .‬فهــو مــن األنشــطة التــي تالئــم املجموعــات‬ ‫الكبيــرة مقارنــة بالتقييــم الشــفوي والــذي يتطلــب وقتــا‬ ‫طويــا‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 45- 30‬دقيقــة أو عــدة ســاعات‪ ،‬علــى حســب طريقــة‬ ‫التنفيــذ التــي مت اختيارهــا مــن ضمــن البدائــل املقترحــة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•لوحات للكتابة‬ ‫•أقالم لكل مجموعة للكتابة على اللوحة‬ ‫•نسخة من اجلدول لكل مشارك أو أوراق بيضاء‬ ‫يرسم عليها املشاركون اجلدول بأنفسهم‬ ‫•عند استخدام الفكرة البديلة رقم ‪ 2‬نحتاج إلى‬ ‫بطاقات بريدية وطوابع‬

‫صندوق األفكار‬

‫فكرة بديلة (‪:)1‬‬

‫ميكــن أن تدعــو املشــاركني إلــى وضــع خطــة عمــل محــددة عــن كيفيــة تنفيــذ‬ ‫التغييــر املنشــود‪ .‬علــى ســبيل املثــال‪:‬‬

‫« لكــي نســتخدم اإلصغــاء الفعــال فــي اجتماعــات مجلــس اإلدارة‪ ،‬نحتــاج أو ًال‬ ‫إلــى تدريــب عــن هــذا املوضــوع‪ ،‬فالبــد مــن تخصيــص ميزانيــة لعقــد دورة‬ ‫تدريبيــة فــي الربيــع‪ .‬ســوف نناقــش هــذا األمــر فــي اجتمــاع ‪ 3‬ينايــر‪ ،‬و فــان‬ ‫هــو املســئول عــن هــذا األمــر‪ .‬نحتــاج أيضــا إلطالــة وقــت اإلجتمــاع نصــف‬ ‫ســاعة حتــى نتمكــن مــن تطبيــق هــذه األداة بشــكل أكثــر عمقـ ًا‪».‬‬

‫فكرة بديلة (‪:)2‬‬

‫قــم بدعــوة املشــاركني إلــى تســجيل رغبــة لديهــم لتغييــر أمــر محــدد فــي مــكان‬ ‫عملهــم (أو غيــره مــن األماكــن) ميكــن أن يكــون للحــوار دور فــي حتســينه‪.‬‬ ‫ثــم ادعوهــم لتســجيل مــا يجــب عليهــم فعلــه حتديــد ًا لتحقيــق هــذه الرغبــة‪،‬‬ ‫‪133‬‬


‫مــع وضــع اخلطــة الزمنيــة لتنفيــذ املقتــرح‪ .‬يكتــب كل مشــارك هــذا علــى‬ ‫بطاقــة بريديــة مــع تســجيل عنوانــه‪ ،‬ويقــوم املُ َي ِّســر بجمــع البطاقــات وإرســالها‬ ‫للمشــاركني بعــد بضعــة أســابيع‪.‬‬

‫فكرة بديلة (‪)3‬‬ ‫ميكــن اللجــوء لهــذا التدريــب كنقطــة انطــاق لتطبيــق وتفعيــل احلــوار بشــكل‬ ‫أعمــق فــي أماكــن تواجــد املشــاركني مث ـ ً‬ ‫ا املؤسســة التــي ينتمــون إليهــا أو‬ ‫مــكان العمــل فيتــم دعــوة املشــاركني لوضــع اخلطــة لفعاليــات متعــددة أو‬ ‫مشــروعات أكبــر تســتخدم احلــوار‪ ،‬مــع تعليــق هــذه اخلطــة فــي أماكــن عملهــم‬ ‫اإلعتياديــة ليتمكنــوا مــن تنفيذهــا‪ .‬ومــن املمكــن اســتخدام منــوذج اجلــدول‬ ‫الســابق للتخطيــط‪.‬‬ ‫هــذا التدريــب مســتوحى مــن «‪ ،»Tool Curve‬إعــداد املستشــار جــان روزنيميــه‪ .‬ويوجــد‬ ‫وصــف التدريــب األصلــي فــي كتــاب «تدريبــات العمليــة التقييميــة» (بيجرينــج و لينديــن ‪-)2008‬‬ ‫[‪)2008 ,Appreciative Process Exercises] (Bjerring &Lindén‬‬

‫الفئة الثانية من التدريبات‪ :‬اإلستعداد للحوار‬

‫حتتــوى الفئــة الثانيــة «اإلســتعداد للحــوار» علــى أنشــطة لإلحمــاء وكســر احلواجــز‪،‬‬ ‫تتميــز بكونهــا أنشــطة ممتعــة ومرحــة‪ ،‬ميكــن اســتخدامها فــي بدايــة ورش العمــل خللــق‬ ‫منــاخ جيــد وتعزيــز روح املجموعــة‪ .‬ويســاعد هــذا النــوع مــن األنشــطة أيض ـ ًا علــى‬ ‫بنــاء الثقــة بــن املشــاركني وتعزيــز التفاعــل بينهــم‪ ،‬وهــي أساســات مهمــة لبنــاء أي‬ ‫حــوار الحــق فــي املجموعــة‪ .‬ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬ميكــن توظيــف هــذه التدريبــات وقــت‬ ‫االنطــاق ملســاعدة املشــاركني علــى تأمــل األمــور مــن منظــور مختلــف‪ .‬وأخيــر ًا‪ ،‬فهــي‬ ‫تصلــح أيضـ ًا لرفــع مســتوى الطاقــة فــي املجموعــة أثنــاء ورشــة العمــل‪ ،‬وباألخــص فــي‬ ‫اجللســات الطويلــة والثقيلــة‪.‬‬ ‫يتضمــن التدريــب رقــم ‪ 1-2‬منــاذج ألربعــة أنشــطة ســريعة مــن أنشــطة كســر‬ ‫احلواجــز‪ ،‬والتــي ميكنــك تنفيذهــا بشــكل تلقائــي إذا ظهــر االحتيــاج لتنشــيط املجموعــة‪.‬‬ ‫أحيانـ ًا مــا يكــون مــن الكافــي أن يشــع التدريــب بعــض احليويــة‪ .‬وفــي أحيــان أخــرى‪،‬‬ ‫ميكنــك توظيــف هــذه األنشــطة لتســليط الضــوء علــى بعــض النقــاط التــي تتعلــق مببــادئ‬ ‫احلــوار أو بخبــرة التعلــم املشــتركة‪ ،‬وذلــك بدعــوة املشــاركني للتأمــل فــي التدريــب مــن‬

‫‪134‬‬


‫خــال أســئلة بســيطة‪ ،‬مثــا‪:‬‬

‫ما رأيك في هذا التدريب؟‬ ‫كيف كان تأثيره عليك؟‬ ‫كيف كان تأثيره على املناخ العام في القاعة؟‬ ‫ما هي العالقة بني هذا التدريب وبني احلوار؟‬ ‫ماذا تعلمت عن احلوار من خالل هذا التدريب؟‬ ‫وهكــذا بالنســبة للتدريبــات ‪ 2-2‬و ‪ 3-2‬و ‪ ، 4-2‬فهــي تصلــح كأنشــطة لإلحمــاء وكســر‬ ‫احلواجــز كمــا تصلــح كنقطــة انطــاق يتبعهــا تأمــل لربــط خبــرة املشــاركني مبفهــوم‬ ‫احلــوار‪ .‬أمــا التدريبــات الالحقــة‪ ،‬فبعضهــا يتنــاول املضمــون النظــري ملفهــوم احلــوار‬ ‫(‪ 5-2‬و‪ 8-2‬و‪ ،)9-2‬والبعــض اآلخــر فيــه ممارســة ملهاراتــه األساســية (‪ 6-2‬و‪،)7-2‬‬ ‫فنجــد فيهــم مداخــل طيبــة تهيــئ للعمــل باحلــوار بشــكل مكثــف مــن خــال أنشــطة الفئــة‬ ‫الثالثــة‪.‬‬

‫‪ 1-2‬أربعة تدريبات سريعة‬

‫إن للعــب تأثيــر ســاحر فــي كســر احلواجــز‪ ،‬وزرع األمــان والثقــة فــي املجموعــة‪ ،‬وخلــق‬ ‫جــو عــام مــن االرتيــاح‪ ،‬ممــا يعــزز مــن التفاعــل ويتيــح للمشــاركني فرصــة التعــرف علــى‬ ‫بعضهــم البعــض بشــكل أفضــل‪ .‬ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬فــإن هــذه التدريبــات تســاعد على‬ ‫التغلــب علــى اإلعيــاء واالحســاس بالتشــتيت‪ .‬وفيمــا يلــي شــرح ألربعــة أنشــطة ســريعة‬ ‫مــن شــأنها أن تكــون نقطــة انطــاق للتأمــل فــي روح املجموعــة وفــي مســتوى التواصــل‬ ‫بداخلهــا‪ ،‬ويصلــح بعضهــا كمقدمــة أو نشــاط افتتاحــي لورشــة العمــل‪.‬‬

‫الهدف‬ ‫هدف األنشطة األربعة هو‪:‬‬

‫إذابــة احلواجــز ودعــم تفاعــل املشــاركني مــن خــال املــرح واحلركة‪ .‬فمشــاركة‬ ‫اخلبــرات املرحــة مــن شــأنه أن يقــوي الترابــط والثقــة بــن األفــراد ويزيــد مــن‬ ‫احليويــة فــي املجموعــة‪.‬‬ ‫دمج جميع أفراد املجموعة بشكل نشط وفعال‪.‬‬ ‫‪135‬‬


‫خطوة بخطوة‬

‫التدريب األول ‪ :‬ما هذا؟ ( تدريب مرح يتطلب التركيز)‬

‫اطلــب مــن جميــع املشــاركني العثــور علــى شــيء صغيــر (ميكــن أن يكــون قلــم‬ ‫أو تليفــون أو لعبــة أو أي شــيء مــن هــذا القبيــل)‪.‬‬ ‫ادعــو املشــاركني للوقــوف فــي دائــرة‪ ،‬وهــم ميســكون الشــيء الــذي اختــاروه‬ ‫بــن أيديهــم‪.‬‬ ‫يلتفــت كل مشــارك إلــى الشــخص الواقــف علــى ميينــه فــي الدائــرة‪ ،‬ويذكــر‬ ‫الشــيء الــذي ميســك بــه بنغمــة غنائيــة‪ .‬علــى ســبيل املثــال‪« :‬هــذا قلــم»‪.‬‬ ‫ثم يلتفت كل مشارك إلى يسار وهو يسأل بنغمة غنائية‪« :‬ما هذا؟»‪.‬‬ ‫ثم يستدير لليمني مرة أخرى ويجيب بالغناء‪« :‬هذا قلم»‪.‬‬

‫ثم يلتفت إلى يسار وهو يغني‪« :‬ماذا تقول؟»‪.‬‬ ‫ثــم يعــود للجهــة اليمنــى وهــو يغنــي‪ « :‬هــذا قلــم» ويســلمه للمشــارك الــذي‬ ‫عــن ميينــه‪.‬‬ ‫والوقــت نفســه يســتلم مــن املشــارك الواقــف علــى يســاره الشــيء اخلــاص‬ ‫بــه ويســتمر فــي الغنــاء‪ :‬مثــا‪« :‬هــذا تليفــون»‪ ،‬أو أي أن كان الشــيء اجلديــد‬ ‫الــذي اســتلمه مــن زميلــه‪.‬‬ ‫ميكــن أن تســتمر هــذه اللعبــة أي عــدد مــن اجلــوالت‪ ،‬أو حتــى مــرور جميــع‬ ‫األشــياء علــى الدائــرة ورجــوع كل شــيء لصاحبــه‪ .‬وميكــن مع الوقت اإلســراع‬ ‫مــن إيقــاع اللعبــة‪.‬‬

‫التدريــب الثانــي‪ :‬واحــد ‪ ،‬اثنــان ‪ ،‬ثالثــة ( تدريــب جســماني‬ ‫مفعــم بالطاقــة)‬

‫يقف املشاركون في ثنائيات‪ ،‬كل اثنني في مواجهة بعضهما البعض‪.‬‬

‫يتبــادل كل ثنائــي العــد مــن ‪ 1‬إلــى ‪ :3‬يعــد املشــارك األول «‪ »1‬ثــم يقــول اآلخــر‬ ‫«‪ »2‬ويقــول املشــارك األول «‪ ،»3‬ويعيــد املشــارك الثانــي العــد بــد ًء بـــ «‪،»1‬‬ ‫وهكــذا حتــى يســتقر االيقــاع بينهمــا‪.‬‬ ‫ثــم يدعــو امليســر املشــاركني إلــى القيــام بصقفــة فــي مــكان الرقــم «‪ ،»1‬مــع‬ ‫االحتفــاظ بالعــد ألرقــام «‪ »2‬و«‪ ،»3‬واالســتمرار فــي تبــادل العــد‪ .‬يصبــح‬ ‫‪136‬‬


‫اإليقــاع‪ :‬صقفــة‪ ،3 ،2 ،‬صقفــة‪.3 ،2 ،‬‬

‫عنــد انتظــام اإليقــاع اجلديــد‪ ،‬يدعــو امليســر إلــى القيــام بخبطــة قــدم‪ ،‬بــد ًال مــن‬ ‫الرقــم «‪ .»2‬يصبــح اإليقــاع‪ :‬صقفــة‪ ،‬خبطــة قــدم‪.3 ،‬‬ ‫وأخيــرا‪ ،‬عليهمــا بالقفــز بــد ًال مــن الرقــم «‪ ،»3‬ويســتمران عــدة مــرات بهــذا‬ ‫الشــكل‪ ،‬إلــى أن يشــعر اجلميــع باســتعادة الطاقــة واحليويــة‪.‬‬

‫التدريــب الثالــث‪ :‬لعبــة الضحــك (تدريــب مــرح ال يخلــو مــن‬ ‫التحــدي!)‬

‫ســيبدو هــذا التدريــب مزعجــا لألشــخاص اخلجولــة‪ ،‬ولكنــه يضفــي جــوا غايــة‬ ‫مــن املــرح عندمــا يندمــج املشــاركون فــي اللعبــة‪.‬‬ ‫يقف املشاركون في صفني‪ ،‬في شكل ثنائيات مواجهة لبعضها البعض‪.‬‬

‫يحــاول املشــارك بأحــد الصفــوف إضحــاك املشــارك املواجــه لــه فــي الصــف‬ ‫الثانــي‪ .‬وإذا فشــل املشــارك فــي إضحــاك زميلــه‪ ،‬ميكنــه طلــب املســاعدة مــن‬ ‫اآلخريــن‪ .‬اعطــي املشــاركني مــن دقيقتــن إلــى خمــس دقائــق لتنفيــذ اللعبــة‪،‬‬ ‫فقــد يصبــح األمــر مزعجــا إذا طــال الوقــت عــن ذلــك‪ .‬ثــم يتــم تبديــل األدوار‪.‬‬ ‫أثنــاء توضيــح تعليمــات اللعبــة‪ ،‬ميكــن لل ُم َي ِّســر أن يســتعني ببعــض احلــركات‬ ‫املضحكــة‪ ،‬فيزيــل احلــرج عــن املشــاركني‪ .‬وفــي حالــة وجــود أكثــر مــن ُم َي ِّســر‪،‬‬ ‫مــن األفضــل أن يقــوم أحدهــم بــإدارة النشــاط بينمــا ينضــم اآلخــرون إلــى‬ ‫صفــوف املشــاركني‪.‬‬ ‫ملحوظــة‪ :‬فــي بعــض املجموعــات يكــون مــن األفضــل تنفيــذ هــذا التدريــب بعــد‬ ‫مــرور بعــض الوقــت يســمح ببنــاء ألفــة ارتيــاح بــن املشــاركني‪.‬‬

‫التدريــب الرابــع‪ :‬لعبــة األصابــع (لعبــة تعــزز الطاقــة بشــكل‬ ‫ســريع وفعــال)‬

‫هذا التدريب يحفز االنتباه والتركيز‪.‬‬ ‫يقف املشاركون في دائرة‪.‬‬

‫يرفــع كل مشــارك إصبــع الســبابة مــن اليــد اليمنــى إلــى أعلــى‪ ،‬فــي حــن‬ ‫يضــع يــده اليســرى مفتوحــة علــى مســافة ســنتمتران أو ثالثــة فــوق إصبــع‬ ‫املشــارك الــذي يقــف علــى يســاره‪.‬‬ ‫‪137‬‬


‫يعــد امليســر‪ ،3 ،2 ،1 :‬وعنــد اإلشــارة‪ ،‬علــى كل مشــارك محاولــة اإلمســاك‬ ‫بســبابة زميلــه باســتخدام اليــد اليســرى‪ ،‬بينمــا يحــاول فــي الوقــت نفســه أن‬ ‫يتجنــب اإلمســاك بســبابة يــده اليمنــى‪.‬‬ ‫ميكــن زيــادة مســتوى الصعوبــة بــأن يعــد امليســر بإيقــاع غيــر منتظــم إلعطــاء‬ ‫اإلشــارة‪ ،‬وميكــن أيضـ ًا أن يتبــادل املشــاركون الــدور فــي إعطــاء اإلشــارة‬

‫التأمل‬ ‫يســاعد التأمــل بعــد أنشــطة كســر احلواجــز علــى تقــدمي املوضــوع األساســي‬ ‫وهــو طبيعــة احلــوار‪ ،‬والربــط باملبــادئ األربعــة األساســية‪ :‬الثقــة‪ ،‬واالنفتــاح‪،‬‬ ‫واألمانــة‪ ،‬واملســاواة‪.‬‬ ‫اطلــب مــن املشــاركني أن يقارنــوا شــعورهم اآلن بشــعورهم قبــل تنفيــذ‬ ‫التدريــب‪.‬‬ ‫عبــر لهــم عمــا تشــعر بــه كميســر مــن أهميــة بنــاء عالقــة جيــدة وذات طابــع‬ ‫شــخصي بــن املشــاركني‪ ،‬ملــا يتيحــه هــذا مــن إمكانيــة العمــل علــى موضــوع‬ ‫احلــوار‪.‬‬

‫أمثلة ملزيد من األسئلة‪:‬‬

‫ما هو التواصل؟‬

‫كيف يتم بناء العالقات؟‬

‫كيف نرى بعضنا البعض؟‬

‫كيــف تؤثــر تفاعــات املجموعــة و(العالقــات بداخلهــا) علــى املجــال املتاح‬ ‫للحوار؟‬

‫تصلــح هــذه التدريبــات أيضــا كألعــاب لإلحمــاء والتنشــيط دون احلاجــة إلــى‬ ‫أن يتبعهــا وقــت للتأمــل‪.‬‬

‫‪138‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫غير محدد‬

‫وقت التدريب‬

‫مــن ‪ 5‬إلــى ‪ 10‬دقائــق لــكل لعبــة‪ ،‬إال لعبــة األصابــع فمــن‬ ‫‪ 3‬إلــى ‪ 5‬دقائــق‪.‬‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫• •التدريب األول‪ :‬أشياء صغيرة بعدد املشاركني‬ ‫ليختاروا من ضمنها‪.‬‬ ‫• •التدريبات ‪ 2‬و‪ 3‬و ‪ : 4‬ال يوجد‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫علــى املُ َي ِّســر أن يتأكــد أن لهــذه األلعــاب معنــى في ســياق الورشــة واحتياجات‬ ‫اللحظــة‪ .‬وعليــه ايضـ ًا أن يقدمهــا بأســلوب شــيق وحماســي وأن يشــارك إن‬ ‫أمكــن فــي اللعــب إذا اتيحــت لــه الفرصــة‪ .‬فــإن مشــاركة امليســر فــي اللعــب‬ ‫قــد تســاعد علــى اندماجــه فــي املجموعــة وعلــى بنــاء إحســاس باملســاواة‪ .‬أمــا‬ ‫إذا كان لــدى املُ َي ِّســر نفســه شــعور بــأن اللعبــة ســخيفة‪ ،‬فهــذا بالتأكيــد ســوف‬ ‫ينطبــع علــى املشــاركني‪.‬‬ ‫مــن املهــم أن يحتــرم املُ َي ِّســر حــدود املشــاركني وأن ُيوضــح ذلــك صراحــة‪.‬‬ ‫فــإذا قــرر أحــد املشــاركني اإلمتنــاع عــن اللعــب‪ ،‬فيجــب احتــرام رغبتــه‪،‬‬ ‫وفــي الوقــت نفســه ال مينــع هــذا مــن تنفيــذ النشــاط بدونــه‪ .‬بالعكــس‪ ،‬فمــن‬ ‫املمكــن توظيــف هــذا املوقــف للتأمــل فــي اختــاف احلــدود الشــخصية مــن فــرد‬ ‫آلخــر‪ ،‬مــع التأمــل فــي مــدى جنــاح هــذه األلعــاب فــي تعزيــز روح املجموعــة‪،‬‬ ‫وفــي أهميــة التشــارك فــي املــرح‪ .‬ادعــو أيض ـ ًا املشــاركني الذيــن اســتمتعوا‬ ‫باألنشــطة للتحــدث عــن انطباعاتهــم‪.‬‬ ‫بدائل أخرى‪:‬‬ ‫هنــاك العديــد مــن التدريبــات املماثلــة علــى اإلنترنــت‪ ،‬ابحــث عــن أنشــطة كســر‬ ‫اجلليد‪.) energizer/ energiser &icebreaker( .‬‬

‫‪139‬‬


‫‪ 2-2‬سلطة الفواكه‪:‬‬

‫يصلــح هــذا التدريــب إلذابــة احلواجــز‪ ،‬وأيضــ ًا للتنشــيط وبــث احليويــة فــي‬ ‫املجموعــة‪ .‬وتطــرح األفــكار البديلــة ادنــاه إمكانيــة الســتخدامه كمقدمــة ملوضــوع‬ ‫احلــوار والتواصــل‪ .‬يعتبــر هــذا التدريــب ســهل فــي إدارتــه وتطبيقــه مــع معظــم‬ ‫املجموعــات‪.‬‬

‫الهدف‬ ‫تعزيز روح املجموعة والثقة بني املشاركني‪.‬‬ ‫رفع مستوى النشاط واحليوية في املجموعة‪.‬‬ ‫يستخدم كنقطة انطالق لتعريف احلوار‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‬ ‫يتــم تقســيم املشــاركني إلــى ثالثــة مجموعــات متثــل كل واحــدة منهــا نــوع مــن‬ ‫أنــواع الفاكهــة‪ :‬مثــا مــوز‪ ،‬ليمــون‪ ،‬تفــاح‪.‬‬ ‫يتــم جتهيــز عــدد مــن الكراســي بعــدد املشــاركني ناقــص واحــد‪ ،‬فــي شــكل‬ ‫دائــرة‪ .‬يقــف أحــد املشــاركني فــي منتصــف الدائــرة بينمــا يجلــس اآلخــرون‬ ‫علــى الكراســي بشــكل عشــوائي‪.‬‬ ‫ينــادي املشــارك الواقــف فــي منتصــف الدائــرة باســم فاكهــة مــن الفواكــه –‬ ‫مثــا‪ :‬مــوز ‪ -‬فيقــف كل املشــاركني التابعــن ملجموعــة املــوز ويتبادلــون أماكنهم‬ ‫ســريعا‪ ،‬وفــي هــذه األثنــاء‪ ،‬يحــاول املشــارك الــذي يقــف فــي املنتصــف أيضـ ًا‬ ‫اجللــوس قبــل أن تُشــغل جميــع الكراســي‪ .‬وهكــذا يتبقــى مشــارك آخــر فــي‬ ‫فــي املنتصــف‪.‬‬ ‫قــد ينــادي املشــارك الواقــف فــي املنتصــف «ســلطة فواكــه» فعلــى جميــع‬ ‫املشــاركني التحــرك مــن أماكنهــم وإيجــاد مــكان جديــد‪ .‬ومــن ال يجــد مكانـ ًا‬ ‫يكــون عليــه الــدور للوقــوف فــي املنتصــف‪.‬‬

‫‪140‬‬


‫التأمل‬ ‫انظر التدريب رقم ‪1-2‬‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫ميكــن تنفيــذ التدريــب مــع عــدد غيــر محــدود مــن‬ ‫املشــاركني‪ ،‬ولكــن يفضــل أال يتجــاوز العــدد ‪ 30‬شــخص ًا‬ ‫لســهولة إدارة النشــاط‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 15‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫• •كراسي‬

‫صندوق األفكار‬

‫فكــرة بديلــة‪ :‬بعــد أن يتقــن املشــاركون التدريــب باســتخدام أســماء‬ ‫الفواكــه‪ ،‬ميكــن اســتخدام التقنيــة نفســها ملشــاركة أفكارنــا عــن التواصــل‪.‬‬ ‫يذكــر الشــخص الــذي يقــف فــي املنتصــف مثــاال ألحــد مظاهــر التواصــل التــي‬ ‫يحبهــا أو ال يحبهــا (بــدال مــن الفواكــه)‪ ،‬كأن يقــول « ال يعجبنــي أن ينشــغل‬ ‫أحدهــم بكتابــة رســائل علــى التليفــون وأنــا أتكلــم معــه»‪ ،‬وعلــى كل مــن يوافقــه‬ ‫هــذا الــرأي أن يقــوم مــن مكانــه ويبحــث عــن مــكان أخــر للجلــوس‪ ،‬ومــن يتبقــى‬ ‫بــدون كرســي يقــف فــي املنتصــف ليقــول عبــارة جديــدة‪.‬‬ ‫إذا لــم يكــن لــدى املشــاركني أفــكار ًا تصلــح‪ ،‬فعلــى املُ َي ِّســر أن يقــدم لهــم بعــض‬ ‫األمثلــة‪ .‬وعليــه أيضـ ًا أن يحافــظ علــى اإليقــاع احليــوي للنشــاط‪ .‬وفــي نهايــة‬

‫‪141‬‬


‫التدريــب‪ ،‬ميكــن التعزيــز بالتطــرق ألنــواع التواصــل املختلفــة أو بالبــدء فــي‬ ‫تقــدمي احلــوار‪.‬‬ ‫ملحوظــة‪ :‬فــي حالــة أنــه ســيتم تقســيم املشــاركني إلــى مجموعــات عمــل خــال‬ ‫اليــوم‪ ،‬فيمكــن اســتخدام مجموعــات الفواكــه نفســها‪.‬‬ ‫ُينصــح لل ُم َي ِّســر أن يشــارك فــي اللعبــة ملــا فــي ذلــك مــن فــرص للتواصــل وبنــاء‬ ‫الثقــة وتوفيــر جــو مــن اآلمــان فــي املجموعــة‪.‬‬

‫‪ 3-2‬لعبة اهلمس‬

‫يوضــح هــذا التدريــب صعوبــات التواصــل بطريقــة ســهلة ومرحــة‪ ،‬ويبــن كيفيــة حــدوث‬ ‫ســوء الفهــم‪ .‬ويركــز التدريــب علــى مهــارة اإلصغــاء وهــي مفتــاح أساســي فــي التواصل‬ ‫احلواري‪.‬‬

‫الهدف‬ ‫منــح املشــاركني فرصــة إلكتســاب إدراك جديــد وعميــق مــن خــال املشــاركة‬ ‫فــي عمليــة تواصــل مركــزة وبســيطة‪.‬‬ ‫إلقــاء الضــوء علــى مهــارة اإلصغــاء وتوضيــح أهميتهــا فــي عمليــة التواصــل‬ ‫وباألخــص فــي احلــوار‪ ،‬والصعوبــات املرتبطــة بهــا‪.‬‬ ‫بناء الثقة داخل املجموعة‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬

‫ال يكشــف املُ َي ِّســر الهــدف مــن هــذه اللعبــة إال فــي النهايــة كــي ال ُيفســد‬ ‫الهــدف منهــا‪.‬‬ ‫يقف املشاركون أو يجلسون في دائرة‪.‬‬

‫يهمــس املُ َي ِّســر أو أحــد املشــاركني بجملــة مــا بصــوت واضــح إلــى الشــخص‬ ‫اجلالــس بجانبــه‪ ،‬والــذي بــدوره يهمــس مبــا ســمعه إلــى الشــخص التالــي‪،‬‬ ‫وهكــذا إلــى أن تصــل الرســالة إلــى آخــر شــخص فــي الدائــرة‪.‬‬

‫‪142‬‬


‫يقــول الشــخص األخيــر اجلملــة بصــوت مســموع للجميــع‪ ،‬ويتــم مقارنــة اجلملة‬ ‫األصليــة بجملــة النهايــة‪ ،‬والتــي فــي أغلــب األحــوال تكــون مختلفــة متامــا عــن‬ ‫جملــة البدايــة‪.‬‬

‫مالحظات‪:‬‬

‫يسمح بقول العبارة مرة واحدة فقط بال تكرار‪.‬‬ ‫يجب الهمس بشكل مسموع فقط للشخص املقصود‪.‬‬ ‫ال يجــب أن تكــون اجلملــة شــديدة الطــول والتعقيــد‪ ،‬وال شــديدة القصــر‬ ‫والبســاطة‪.‬‬

‫ُيفضــل أن حتتــوي اجلملــة علــى بعــض املعلومــات الواقعيــة‪ ،‬مث ـ ً‬ ‫ا‪« :‬كل يــوم‬ ‫ابتــدا ًء مــن الســاعة الرابعــة مســا ًء‪ ،‬يوجــد ‪ % 50‬تخفيــض علــى الكنافــة فــي‬ ‫محــل احللويــات الــذي يقــع علــى الكورنيــش»‪.‬‬

‫التأمل‬ ‫ميثــل هــذا التدريــب نقطــة بدايــة جيــدة للتأمــل فــي احلــوار والتواصــل‪ ،‬عــن‬ ‫طريــق طــرح بعــض هــذه األســئلة‪:‬‬

‫كيف يتم التواصل فعلي ًا؟‬

‫هل نسمع ما ُيقال‪ ،‬أم نسمع ما نعتقد أنه ُيقال؟‬ ‫من املسئول عن دقة التواصل؟‬

‫كيــف ميكــن الربــط بــن مــا حــدث فــي التدريــب وبــن مواقــف أخــرى فــي‬ ‫احليــاة يحــدث فيهــا ســوء تفاهــم؟‬ ‫كيــف ميكــن الربــط بــن مــا حــدث هنــا وبــن اخلالفــات التــي تنشــأ بــن‬ ‫مجموعــات مــن خلفيــات ثقافيــة أو لغويــة مختلفــة؟‬ ‫كيــف نربــط بــن مــا حــدث فــي هــذا التدريــب وبــن احلــوار وأدواتــه‪ ،‬مثــل‬ ‫اإلصغــاء العميــق أو ترديــد املعلومــات بدقــة؟‬

‫‪143‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫وقت التدريب‬ ‫األدوات املستخدمة‬

‫‪ 25‬مشــارك فــي الدائــرة كحــد أقصــى‪ .‬فــي حالــة أن عــدد‬ ‫املشــاركني أكبــر مــن ‪ ،25‬ميكــن تقســيمهم فــي دوائــر‬ ‫تتكــون مــن حوالــي ‪ 15‬مشــارك‪ ،‬ويخصــص لــكل مجموعــة‬ ‫جملــة مختلفــة ليهمســوا بهــا‪.‬‬ ‫من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬دقيقة‬ ‫• •ال يوجد‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫ميكــن اســتخدام هــذا التدريــب لتوضيــح كيفيــة تشــويه الوقائــع أحيان ـ ًا مــن‬ ‫خــال وســائل اإلعــام‪.‬‬ ‫ميكــن أيضـ ًا الربــط بــن هــذا التدريــب واحلــوار‪ ،‬ســواء بالتطــرق لفكــرة تأثيــر‬ ‫ســوء التفاهــم علــى احلــوار‪ ،‬أو فكــرة دور األدوات احلواريــة فــي تفــادي‬ ‫حــدوث ســوء تفاهــم أثنــاء التواصــل‪.‬‬

‫‪ 4-2‬تدريب التحية‬

‫مينــح هــذا التدريــب فرصــة للتأمــل حــول مفهــوم التواصــل‪ .‬فهــو يوضــح كيــف نفســر‬ ‫طريقــة اآلخريــن فــي التواصــل بنــا ًء علــى خلفيتنــا الثقافيــة‪ ،‬وملــاذا نفســر األمــور بشــكل‬ ‫غيــر صحيــح أحيانــا‪ .‬كمــا يوضــح التدريــب أيضــا كيــف يفيــد التواصــل احلــواري فــي‬ ‫البحــث عــن املعنــى املقصــود مــن األفعــال وردود األفعــال املختلفــة‪.‬‬

‫الهدف‬ ‫أن يــدرك املشــارك أســلوبه اخلــاص فــي االســتجابة ألمــر غيــر متوقــع خــال‬ ‫لقــاءٍ مــا مــع آخــر‪.‬‬ ‫التأمــل فــي كيفيــة اندراجنــا وراء ردود أفعالنــا املعتــادة والتلقائيــة‪ ،‬مبــا يفقدنــا‬ ‫فضــول التســاؤل ومحاولــة فهــم املواقــف اجلديــدة وتصرفــات اآلخريــن عندمــا‬ ‫ال تكــون مفهومــة أو متوقعــة‪.‬‬ ‫‪144‬‬


‫خطوة بخطوة‬ ‫اطلــب مــن املشــاركني الوقــوف فــي شــكل دائــرة أو نصــف دائــرة‪ ،‬وقــف‬ ‫معهــم‪.‬‬ ‫ذكــر املشــاركني كيــف أن أول مــا يقــوم بــه النــاس عــادة عنــد اللقــاء هــو إلقــاء‬ ‫التحيــة‪ .‬وضــح كيــف أن التحيــة التقليديــة التــي نســتخدمها تصبــح تلقائيــة‬ ‫واوتوماتيكيــة لدرجــة أننــا قــد ال نلحظهــا‪ ،‬كمــا هــو األمــر بالنســبة للكثيــر مــن‬ ‫عاداتنــا اليوميــة‪ .‬ميكنــك تقــدمي أمثلــة مــن خــال مصافحــة بعــض األشــخاص‬ ‫القريبــن منــك فــي الدائــرة‪ ،‬أو عــن طريــق حكــي قصــة طريفــة مــن خبــرة‬ ‫ســابقة لــك فــي تقــدمي التحيــة بشــكل جديــد ومختلــف‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا أثنــاء ســفرك فــي‬ ‫اخلــارج‪.‬‬ ‫اشــرح للمشــاركني أنهــم ســيقومون بإلقــاء التحيــة علــى بعضهــم البعــض‬ ‫بطــرق غيــر معتــادة‪ ،‬موضحــة علــى البطاقــات التــي ســتوزع عليهــم‪.‬‬

‫يســتلم كل مشــارك بطاقــة عليهــا طريقــة محــددة للتحيــة‪ ،‬ويحتفــظ بذلــك ســر ًا‪.‬‬ ‫ال يجــب أن تزيــد أنــواع التحيــة عــن خمــس أو ســت أنــواع‪ ،‬وبذلــك يتكــرر‬ ‫شــكل التحيــة نفســه عنــد أكثــر مــن مشــارك‪ .‬بعــد قــراءة البطاقــة وفهــم‬ ‫املطلــوب يعيــد املشــارك البطاقــة لل ُم َي ِّســر‪.‬‬

‫عنــد إشــارة البــدء‪ ،‬يتحــرك املشــاركون لتحيــة بعضهــم البعــض كل حســب‬ ‫اإلرشــادات اخلاصــة بــه‪ ،‬وأثنــاء ذلــك عليهــم أن ينتبهــوا إلــى ردود أفعالهــم‬ ‫وردود أفعــال املشــاركني اآلخريــن‪.‬‬ ‫عندمــا ينتهــي اللقــاء بــن كل أعضــاء املجموعــة أو معظمهــم‪ ،‬يعلــن املُ َي ِّســر‬ ‫نهايــة اللعبــة‪ ،‬ويطلــب مــن املشــاركني التجمــع فــي ثنائيــات لتأمــل اخلبــرة‪،‬‬ ‫وذلــك ملــدة ‪ 5‬دقائــق أو أكثــر بحســب االحتيــاج‪.‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬ميكن القيام بالتعزيز والتأمل في املجموعة الكبيرة‪.‬‬ ‫أمثلة ألنواع التحية التي ميكن تسجيلها على البطاقات‪:‬‬ ‫‪1 .1‬اإلنحنــاء بشــدة وببــطء شــديد‪ ،‬مــع وضــع اليديــن مضمومتــن حتــت‬ ‫الذقــن‪.‬‬ ‫‪2 .2‬الربــت بقــوة وبشــكل متكــرر علــى كتــف اآلخــر مــع التفــوه بكلمــة «أهــا»‬ ‫بصــوت مرتفــع‪.‬‬ ‫‪145‬‬


‫‪ 43 .3‬قبالت متتالية‪ ،‬مرة على كل وجنة‪.‬‬ ‫‪4 .4‬انحناءة خفيفة مع وضع اليد على القلب‪.‬‬ ‫‪5 .5‬الوقوف بثبات مع رفع يد واحدة والتفوه بكلمة «أهال» بصوت هادي‪.‬‬ ‫‪6 .6‬فرك األنف باألنف‪.‬‬ ‫‪7 .7‬االقتراب من اآلخر بسرعة ومصافحته بيد قوية‪.‬‬ ‫‪8 .8‬وضع اليد على رأس الشخص اآلخر‪.‬‬ ‫‪9 .9‬تلويح أفقي سريع بالرأس من على مسافة ‪ 2‬متر تقريب ًا‪.‬‬ ‫‪1010‬التصفيق مع ًا باليد اليمنى عند مستوى الوجه أو الرأس‪.‬‬ ‫يتــم اختيــار أنــواع التحيــة بشــكل يحقــق درجــة مــن التوتــر فــي املجموعــة ولكن‬ ‫دون جتــاوز احلــد املقبــول الــذي قــد يــؤدي إلــى انســحاب املشــاركني (انظــر‬ ‫الفصــل الثالــث حــول «التعلــم عبــر التحــدي»)‪.‬‬

‫التأمل‬ ‫يعتبــر التأمــل ســواء فــي الثنائيــات أو فــي املجموعــة الكبيــرة ضــروري لضمــان‬ ‫اســتفادة املشــاركني مــن هــذا التدريــب‪ .‬فالتأمــل هنــا يســاعد املشــارك علــى‬ ‫االنتبــاه لــردود فعلــه وردود فعــل اآلخريــن علــى كل مــن املســتوى اجلســدي‬ ‫والشــعوري عنــد لقــاء مواقــف غيــر معتــادة‪.‬‬

‫اسأل املشاركني‪:‬‬ ‫ماذا الحظتم؟‬ ‫كيف كانت خبرة هذا التدريب بالنسبة لكم؟‬ ‫ما الذي حتدثتم عنه أثناء التأمل في الثنائيات؟‬ ‫اســتقبل جميــع ردود األفعــال بانفتــاح‪ ،‬وعبــر عــن تقديــرك للتنــوع فــي ردود‬ ‫األفعــال‪ .‬ثــم قــم بتعميــق التأمــل بالبحــث عمــا وراء الكلمات التي اســتخدموها‬ ‫فــي التعبيــر عــن ردود أفعالهــم‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا «كان مســلي ًا» أو «كان محرجـ ًا»‪.‬‬ ‫قــم بالتأكيــد علــى أنــه مــن املفهــوم والطبيعــي أن يكــون للنــاس رد فعـ ٍـل مــا‬ ‫حيــال التصرفــات التــي يعتبرونهــا غريبــة أو خارجــة عــن املألــوف‪.‬‬

‫قــم بعــد ذلــك بتنــاول التدريــب مــن منظــور أوســع‪ ،‬وذلــك بالتفكيــر انطالقـ ًا مــن‬ ‫‪146‬‬


‫األســئلة التالية‪:‬‬

‫ما هي القواعد أو املبادئ املتعارف عليها التي شعرت أنه قد مت جتاوزها؟‬ ‫كيــف كان أثــر هــذا التجــاوز عليــك‪ ،‬وماهــي ردود األفعــال اجلســدية والعاطفيــة‬ ‫التــي شــعرت بها؟‬ ‫كيف اختبرت هذه االختالفات؟‬ ‫مــا هــي االســتراتيجية التــي اتبعتهــا فــي التعامــل مــع هــذه اخلبــرة؟ هــل‬ ‫انســحبت؟ هــل اســتمريت لتقنــع اآلخريــن بتجربــة أســلوبك؟ (انظــر الفصــل‬ ‫الرابــع‪ ،‬اجلــزء اخلــاص باملقاومــة)‬ ‫كيــف ميكننــا أن نتمســك باحلــوار وأن نحتفــظ بنهــج استكشــافي‪ ،‬علــى الرغــم‬ ‫مــن اســتفزازنا وميلنــا ألتخــاذ رد فعــل عاطفــي؟‬ ‫كيــف ندخــل فــي احلــوار حــول أوجــه التشــابه واالختــاف فــي مثــل هــذه‬ ‫املواقــف؟‬ ‫كيــف ميكــن لنــا اللقــاء ســوي ًا واحلفــاظ علــى تواصــل فــي ظــل اختــاف املعايير‬ ‫والقواعــد التــي حتكــم تواجدنــا مع ًا؟‬ ‫يتضــح لنــا مــن خــال منــوذج اجلبــل اجلليــدي (انظــر الفصــل الثانــي) أن مــا‬ ‫نــراه ونفهمــه خــال لقائنــا باآلخريــن هــو اجلــزء البســيط املرئــي مــن اجلبــل‬ ‫اجلليــدي‪ ،‬أمــا الدوافــع الكامنــة وراء أفعالهــم وردود أفعالنــا‪ ،‬فهــي فــي أغلــب‬ ‫دركــة بالعقــل الواعــي‪ ،‬ســواء لنــا أو لألخريــن‪ .‬إال أن لقاءنــا مــع‬ ‫خفيــة وغيــر ُم َ‬ ‫ً‬ ‫غيــر املألــوف مــن شــأنه أن يجعلنــا أكثــر وعيـا بالقيــم واملعاييــر اخلاصــة بنــا‪،‬‬ ‫والتــي تبــدوا لنــا أنهــا األصــح‪ ،‬فــي حــن تبــدوا لنــا قيــم ومعاييــر اآلخريــن‬ ‫خاطئــة‪ .‬وهــذا هــو التحــدي الــذي ميكــن التعامــل معــه عــن طريــق احلــوار‪.‬‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫احلــد األدنــى ‪ 10‬أشــخاص وال يوجــد حــد أقصــى‪ .‬وإذا‬ ‫كانــت املجموعــة كبيــرة‪ ،‬فقــد حتتــاج مســاعدين لتوزيــع‬ ‫البطاقــات وجمعهــا جتبنب ـ ًا إلهــدار الوقــت‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫حوالــي ‪ 30‬دقيقــة‪ ،‬علــى حســب درجــة العمــق املرغوبــة‬ ‫فــي التأمــل‪.‬‬ ‫‪147‬‬


‫األدوات املستخدمة‬

‫• •بطاقات أو قصاصات صغيرة من الورق‬ ‫بها وصف خلمس أو ست أنواع مختلفة من‬ ‫التحيات‪ ،‬واحدة لكل مشارك‪.‬‬ ‫• •لوحة عرض وأقالم لتسجيل ملحوظات‬ ‫املشاركني بعد التدريب وتعزيز التعلم‪ ،‬ومن‬ ‫املمكن أيضا رسم منوذج اجلبل اجلليدي‪.‬‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫فــي مرحلــة التأمــل فــي ثنائيــات‪ ،‬يتأكــد امليســر أن لــكل مشــارك شــريك‬ ‫للتأمــل‪ .‬وميكــن تكويــن مجموعــات مــن ثــاث أفــراد كحــد أقصــى حتــى تُتــاح‬ ‫للجميــع فرصــة التعبيــر واملشــاركة‪.‬‬ ‫مــن املهــم أن يحافــظ املُ َي ِّســر علــى التــوازن بــن جديــة املوقــف ليتمكــن مــن‬ ‫التأمــل الحقـ ًا‪ ،‬وبــن مســاحة الضحــك أو احلــرج التــي يســببها هــذا املوقــف‪.‬‬ ‫فجــزء أساســي مــن خبــرة التعلــم هــي أن يواجــه املشــاركون مواقــف غيــر‬ ‫مألوفــة وأن يشــعروا باالرتبــاك حيالهــا‪ ،‬وهــو مــا يتــم التأمــل فيــه لتعزيــز‬ ‫التعلــم‪.‬‬

‫فكرة بديلة‪ :‬التأمل من خالل الكتابة‬

‫بالنســبة للمجموعــات اخلجولــة‪ ،‬يطلــب املُ َي ِّســر مــن املشــاركني كتابــة تأمالتهــم‬ ‫بشــكل فــردي بعــد التدريــب مباشــرة‪ ،‬وفــي هــذه احلالــة ميكــن االســتعانة بــأول‬ ‫ثــاث أســئلة فــي «خطــوة بخطــوة» للتأمــل الفــردي‪ ،‬وبعــد ذلــك يتــم التأمــل‬ ‫بشــكل جماعــي لتعزيــز التعلــم‪.‬‬

‫قصة يرويها أحد سفراء احلوار‬ ‫«لقــد قمنــا بتنفيــذ هــذا التدريــب مــع مجموعــة فيهــا عــدة أشــخاص يرفضــون‬ ‫أي تالمــس مــع اجلنــس اآلخــر‪ ،‬وكان قــد مت تعديــل أنــواع التحيــة بحيــث‬ ‫تكــون املصافحــة باليــد هــي التالمــس الوحيــد املقتــرح‪ ،‬ورغــم ذلــك امتنــع‬ ‫بعــض املشــاركني عــن املصافحــة‪ .‬مت التعامــل مــع هــذا املوقــف بالتأكيــد علــى‬ ‫أن املصافحــة ليســت إجباريــة‪ ،‬وفــي نهايــة التدريــب تأملنــا ســوي ًا حــول كيفيــة‬ ‫‪148‬‬


‫التعامــل مــع هــذا النــوع مــن املواقــف بأســلوب حــواري‪ ،‬وتوصلنــا إلــى أن‬ ‫مــا يــراه البعــض صحيحـ ًا وبديهيـ ًا قــد يختلــف عليــه النــاس بشــدة‪ .‬وأيضـ ًا‬ ‫تأملنــا فــي صعوبــة التأقلــم مــع التالمــس اجلســدي خاصــة عندمــا يكــون املانــع‬ ‫مرتبــط باملرجعيــة الدينيــة»‪.‬‬ ‫املرجع‪ :‬أعدت هذا التدريب ميت ليندجرن هيلد‬

‫‪ : 5-2‬تعريف احلوار‬

‫يصلــح هــذا التدريــب لبدايــة ورشــة العمــل‪ ،‬حيــث يســاعد علــى توحيــد مفهــوم احلــوار‬ ‫لــدى املشــاركني‪ .‬ويســمح لهــم بتأمــل أعمــق حــول معنــى احلــوار مــن خــال تفاعلهــم‬ ‫فــي نشــاط يدعــم شــعورهم باملشــاركة‪.‬‬

‫الهدف‬ ‫تعريف وحتديد احلوار كمفهوم وتوضيح طبيعته املركبة ومتعددة األوجه‪.‬‬ ‫شعور املشاركني بأنهم شركاء في عملية تعريف مفهوم احلوار وتدقيقه‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‬ ‫يبــدأ التدريــب بنشــاط عصــف ذهنــي‪ .‬يكتــب امليســر كلمــة «حــوار» علــى‬ ‫الســبورة أو علــى لوحــة ورقيــة‪ ،‬ويدعــو املشــاركني إلــى التعبيــر عــن أول كلمــة‬ ‫أو فكــرة تخطــر علــى بالهــم عنــد ســماع هــذا املصلطــح‪.‬‬ ‫يجمــع امليســر جميــع الكلمــات علــى الســبورة أو اللوحــة الورقيــة حتــت عنــوان‬ ‫«احلوار»‪.‬‬ ‫يقــود امليســر التأمــل مــع املشــاركني انطالقـ ًا مــن حصيلــة العصــف الذهنــي‪.‬‬ ‫وميكــن تصنيــف الكلمــات فــي فئــات متنوعــة تشــير إلــى طبيعــة احلــوار (ممــا‬ ‫يشــمل «القيــم األساســية»‪ ،‬و»االســتعداد الذهنــي والنفســي»‪ ،‬و»ممارســة‬ ‫احلــوار»)‪ ،‬أو مبــادئ احلــوار أو االختــاف بــن احلــوار والنقــاش‪ ،‬وذلــك علــى‬ ‫ســبيل املثــال‪.‬‬

‫يكتــب امليســر بعــد ذلــك تعريف ـ ًا للحــوار‪ ،‬وقــد يكــون التعريــف املقتــرح فــي‬ ‫هــذا الكتــاب‪:‬‬

‫‪149‬‬


‫«احلــوار هــو شــكل خــاص مــن أشــكال التواصــل‪ ،‬يســعى املشــاركون بشــكل‬ ‫فعــال مــن خاللــه إلــى حتقيــق املزيــد مــن التفاهــم املتبــادل والتبصــر األعمــق»‪.‬‬ ‫ميكــن للميســر بعــد ذلــك شــرح التعريــف كلمــة بكلمــة مثلمــا هــو موضــح فــي‬ ‫الفصــل األول‪ .‬ومــن املهــم اســتخدام أمثلــة تتناســب مــع املجموعــة‪ ،‬وأيض ـ ًا‬ ‫اإلشــارة إلــى األفــكار والكلمــات التــي عبــر عنهــا املشــاركون فــي العصــف‬ ‫الذهنــي‪.‬‬

‫ميكن أيض ًا االستعانة بجدول ملقارنة احلوار والنقاش (انظر امللحق ‪.)1‬‬

‫التأمل‬ ‫أسئلة للتأمل‪:‬‬

‫ما الذي اكتسبته من تعريف أو رؤية احلوار بهذه الطريقة؟‬ ‫ما هي مميزات احلوار؟‬ ‫ما هي حتديات احلوار؟‬ ‫متى يكون النقاش أكثر مالئمة من احلوار؟ والعكس؟‬

‫هــل مــن املمكــن اســتخدام احلــوار بشــكل أوســع ممــا يحــدث فعليــ ُا اآلن؟‬ ‫متــى وكيــف؟‬

‫‪150‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫غيــر محــدود‪ ،‬ولكــن تأكــد أن جلســات العصــف الذهنــي‬ ‫لــن تســتغرق وقتــا أكثــر مــن الــازم فــي حالــة وجــود عــدد‬ ‫كبيــر مــن املشــاركني‪ .‬فــي حالــة تعــدد املجموعــات‪ ،‬ميكــن‬ ‫تســجيل األفــكار علــى لوحــة حائــط وعرضهــا (انظــر‬ ‫األفــكار البديلــة أدنــاه)‪.‬‬ ‫حوالــي ‪ 30‬دقيقــة (‪ 15 +‬دقيقــة إذا مت تنفيــذ اختيــار‬ ‫العمــل اجلماعــي)‪.‬‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫لوحــات للعــرض وأقــام لــكل مجموعــة‪ ،‬ومــادة الصقــة‬ ‫لتعليــق اللوحــات (للفكــرة البديلــة)‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫فكرة بديلة (‪)1‬‬

‫يتــم تقســيم املشــاركني إلــى مجموعــات صغيــرة مــن ‪ 5‬أو ‪ 6‬أشــخاص‪ُ .‬يســند‬ ‫لنصــف هــذه املجموعــات مهمــة تعريــف احلــوار وإلــى النصــف اآلخــر مهمــة‬ ‫تعريــف النقــاش‪ُ .‬تنــح املجموعــات ‪ 10‬دقائــق إلمتــام املهــام املطلوبــة ثــم‬ ‫يقدمــون التعريــف املكتــوب علــى لوحــة لباقــي املجموعــة‪ .‬يتــم ختــام التدريــب‬ ‫بتأمــل مــا هــو مشــترك بــن شــكلي التواصــل ‪-‬احلــوار والنقــاش‪ -‬وميكــن‬ ‫االســتعانة باجلــدول املقتــرح فــي الفصــل األول وفــي امللحــق رقــم ‪.1‬‬

‫فكرة بديلة (‪:)2‬‬ ‫يتــم دعــوة املشــاركني لتســجيل مــا فــي رأيهــم ميكــن أن ُيحــول النقــاش إلــى‬ ‫حــوار‪ ،‬وذلــك علــى ورقــة صغيــرة‪ .‬يتــم جتميــع هــذه القصاصــات وتُســتخدم‬ ‫النتائــج فــي التأمــل كمــا هــو موضــح أعــاه‪.‬‬

‫فكرة بديلة (‪:)3‬‬

‫• •يــؤدي اثنــان مــن املُ َي ِّســرين مناقشــة هدامــة حــول موضــوع بســيط ليــس‬ ‫لــه أهميــة‪ ،‬علــى ســبيل املثــال «القهــوة أم الشــاي أفضــل»‪ُ .‬يطلــب بعــد‬ ‫ذلــك مــن املشــاركني أن يقدمــوا مالحظاتهــم حــول خصائــص هــذا النــوع‬ ‫‪151‬‬


‫مــن التواصــل‪.‬‬ ‫• •يقــوم املُ َي ِّســران بعــد ذلــك بإجــراء حــوار حــول املوضــوع نفســه‪ ،‬قــد يكــون‬ ‫باســتخدام عصــا الــكالم (انظــر التدريــب ‪ .)8-3‬ثــم ُيطلــب ُمجــدد ًا‬ ‫مــن املشــاركني وصــف خصائــص هــذا النــوع مــن التواصــل بكلماتهــم‬ ‫اخلاصــة‪.‬‬ ‫• •بعــد تعزيــز التدريــب‪ ،‬يكتــب املُ َي ِّســر تعريــف احلــوار‪ ،‬وميكــن أيضــ ًا‬ ‫االســتعانة بصيغــة مختصــرة مــن جــدول املقارنــة بــن احلــوار والنقــاش‬ ‫(انظــر امللحــق ‪.)1‬‬ ‫• •ميكــن أن يســتخدم هــذا التدريــب كنقطــة انطــاق لتنــاول طبيعــة احلــوار‪،‬‬ ‫مبــا يشــمل القيــم األساســية‪ ،‬واإلســتعداد الذهنــي واملمارســة احلواريــة‬ ‫ومبــادئ احلــوار‪.‬‬

‫فكرة بديلة (‪:)4‬‬ ‫يجلــس اثنــان مــن املشــاركني مبقابلــة األخريــن و ُيطلــب منهمــا مناقشــة‬ ‫موضــوع مــا ال يتســم بــأي حساســية‪ ،‬وذلــك أمــام املجموعــة‪ .‬وبعــد مــرور‬ ‫دقيقــة أو اثنــان مــن املناقشــة يتــم تقــدمي أســلوب «عصــا الــكالم» و ُيطلــب‬ ‫منهمــا اســتخدام العصــا فــي إجــراء احلــوار بينهمــا (انظــر التدريــب ‪.)8-3‬‬ ‫يتأكــد امليســر مــن أن مالحظــات املجموعــة عــن التجربــة ال تــدور حــول تقييــم‬ ‫قــدرة هذيــن املشــاركني علــى اســتخدام احلــوار‪ ،‬وإمنــا حــول التعلــم مــن خــال‬ ‫مشــاهدة منــوذج تطبيقــي‪ .‬وعلــى امليســر مســاندة هذيــن املشــاركني فــي‬ ‫محاوالتهمــا وتقديــر مجهودهمــا وتقــدمي الشــكر لهمــا علــى التجربــة‪ ،‬وأيض ـ ًا‬ ‫االســتفادة ممــا يحــدث بينهمــا الســتنتاج بعــض األفــكار عــن ماهيــة احلــوار‪.‬‬ ‫ملحوظة‪:‬‬ ‫يعتبــر العصــف الذهنــي طريقــة مفيــدة بشــكل عــام لبــدء التفكيــر والتأمــل فــي‬ ‫موضــوع مــا بطريقــة تعتمــد علــى املشــاركة‪ .‬وفــي الوقــت نفســه‪ ،‬تتيــح هــذه‬ ‫الطريقــة للميســر استكشــاف مــدى معرفــة املشــاركني باملوضــوع‪.‬‬ ‫فــي العصــف الذهنــي عــادة مــا نبــدأ بســؤال‪« :‬مــا هــو‪( ...‬املوضــوع محــل‬ ‫البحــث)؟ ثــم نتبــع الطريقــة املذكــورة أعــاه‪ .‬ميكــن أن يكــون موضــوع البحث‬ ‫مثــا هــو املوضــوع األساســي بورشــة العمــل (مث ـ ً‬ ‫ا‪ :‬التنميــط‪ ،‬الدميقراطيــة‪،‬‬ ‫النــوع االجتماعــي (اجلنــدر)‪ ،‬الــخ‪ ،)...‬أو موضوعــات أخــرى مرتبطــة باحلوار‪،‬‬ ‫‪152‬‬


‫كالثقافــة أو التواصــل‪.‬‬ ‫بالنســبة للمجموعــات التــي تتســم بهــدوء شــديد وقلــة الــكالم‪ ،‬ميكــن بــد جلســة‬ ‫العصــف الذهنــي فــي ثنائيــات أو فــي مجموعــات مــن ثــاث أفــراد‪ .‬ميكــن‬ ‫أيض ـ ًا دعــوة املشــاركني التجمــع فــي ثنائيــات والذهــاب فــي جولــة قصيــرة‪،‬‬ ‫وكل ثنائــي يتبــادل احلديــث حــول الســؤال «مــا هــو‪...‬؟»‪ ،‬وبعــد ذلــك يتــم‬ ‫التعزيــز والتأمــل اجلماعــي كمــا فــي التدريــب الســابق‪.‬‬

‫‪ 6-2‬أجل يا أمحد‬

‫كلمــة «ال» تعبــر عــن الرفــض‪ ،‬وهــي كفيلــة بإنهــاء أي حــوار‪ .‬ولــذا‪ ،‬يعتبــر هــذا النشــاط‬ ‫طريقــة مرحــة لتجربــة كلمــة «أجــل» كبديــل لكلمــة «ال»‪ .‬ولكــن وراء هــذا املــرح أيضــا‬ ‫تدريــب علــى تبنــي موقــف القبــول وممارســته بطريقــة عمليــة‪ ،‬ومــا يتبــع ذلــك مــن فكــر‬ ‫إبداعــي وإيجابيــة وانفتــاح‪ .‬فســوف يالحــظ املشــاركون كيــف أن اختــاف اجتاههــم‬ ‫الداخلــي ينعكــس علــى طريقــة اإلجابــة‪.‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬ميكن تغيير اسم النشاط مبا يالئم ثقافة املجموعة‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫• •أن يتــدرب املشــاركون علــى الــرد باســتخدام كلمــة «نعــم‪ /‬أجــل» بــدال مــن‬ ‫كلمــة «ال» أو «غيــر صحيــح»‪.‬‬ ‫• •أن يختبــر املشــاركون اتخــاذ موقــف إيجابــي مــن اآلخــر وتبنــي موقــف‬ ‫القبــول‪.‬‬ ‫• •حتفيــز التفكيــر اإلبداعــي؛ فهــذا مــن شــأنه أن يرفــع قــدرة أطــراف‬ ‫احلــوار علــى فهــم عمــق األفــكار املطروحــة وعلــى توســيع األرضيــة‬ ‫املشــتركة بينهــم‪.‬‬ ‫أثناء التدريب‪:‬‬ ‫اشــرح التدريــب كمــا يلــى‪« :‬كلنــا نعــرف رجــال املبيعــات الذيــن يظهــرون فــي‬ ‫‪153‬‬


‫التلفــاز للتســويق لســلعة مــا‪ ،‬كمعجــون األســنان الــذي ســوف يحــل لــك جميــع‬ ‫مشــكالتك فــي احليــاة‪ ،‬أو علبــة التخزيــن التــي ســوف تريحــك مــن العنــاء‬ ‫اليومــي وجتعلــك ســعيدا‪ .‬فــي هــذا التدريــب ســوف أكــون أنــا أحمــد‪ ،‬رجــل‬ ‫املبيعــات الــذي يحــاول أن يبيــع هــذا القلــم لــك‪ ،‬وهــذا ‪ -‬مشــيرا لزميلــك ‪-‬‬ ‫زميلــي أحمــد أيضــا والــذي يحــاول بيــع القلــم أيضــا»‪.‬‬ ‫اطلــب مــن املشــاركني متابعــة املثــال جيــدا موضحــا أنهــم ســوف يقومــون‬ ‫بــأداء الــدور نفســه بعــد مشــاهدة املثــال‪ ،‬ثــم ابــدأ بتمثيــل املثــال كمــا هــو‬ ‫موضــح أدنــاه‪.‬‬ ‫بعــد عــرض املثــال‪ ،‬قســم املشــاركني فــي مجموعــات ثنائيــة‪ ،‬واطلــب مــن‬ ‫كل ثنائــي اجللــوس فــي مواجهــة بعضهمــا البعــض‪ ،‬مــع تــرك مســافة فيمــا‬ ‫بينهمــا‪ .‬ســيقوم كل منهمــا بــدور رجــل املبيعــات‪ ،‬وإجــراء محادثــة مماثلــة‬ ‫للمثــال حملاولــة بيــع ســلعة مــن اختيارهمــا‪.‬‬ ‫قبــل أن يبــدأ املشــاركون فــي احملادثــة‪ ،‬اشــرح اإلرشــادات التاليــة مــرة‬ ‫أخيــرة‪:‬‬ ‫• •اســم طرفــي احملادثــة هــو «أحمــد» (أو أي اســم آخــر مشــهور فــي الثقافة‬ ‫الســائدة ألفراد املجموعة ومناســب جلنســهم)‪.‬‬ ‫ـاركي أنهمــا رجــا مبيعــات في إعــان تلفزيوني‪،‬‬ ‫• •يجــب أن يتخيــل كال املشـ َ‬ ‫ويحــاوالن بيع الســلعة‪.‬‬ ‫• •علــى كل مشــارك أن يبــدأ بقــول‪« :‬أجــل يــا أحمــد»‪ ،‬وإيجــاد طريقــة‬ ‫مناســبة إلعــادة آخــر جملــة قالهــا زميلــه‪ ،‬قبــل إضافــة جملــة جديــدة‪.‬‬

‫املثال‪:‬‬

‫أحمــد ‪ :1‬أنــا أحمــد‪ ،‬وهــذا زميلــي أحمــد‪ ،‬وســوف نخبركــم ســويا بأســرار‬ ‫هــذا القلــم الســحري‪...‬‬ ‫أحمــد ‪ :2‬أجــل يــا أحمــد ‪ ،‬فــإن هــذا القلــم ليــس لــه مثيــل‪ ،‬فهــو يكتــب أي‬ ‫شــيء فــي ‪ 10‬ثوانــي فقــط‪.‬‬ ‫أحمــد ‪ :1‬أجــل يــا أحمــد‪ ،‬وال يكتــب فــي ‪ 10‬ثوانــي فقــط‪ ،‬بــل هــو يصــدر‬ ‫موســيقى أثنــاء الكتابــة أيضــا!‬ ‫أحمــد ‪ :2‬أجــل يــا أحمــد‪ ،‬ليــس فقــط موســيقى‪ ،‬وإمنــا أيضــا يتحــول إلــى‬ ‫‪154‬‬


‫جهــاز لعــرض األفــام!‬ ‫أحمــد ‪ :1‬أجــل يــا أحمــد‪ ،‬إنــه ال يعــرض األفــام فقــط‪ ،‬وإمنــا يتصــل‬ ‫باإلنترنــت أيضــا‪...‬‬ ‫أحمــد ‪ :2‬أجــل يــا أحمــد ‪ ،‬فــإن اتصالــه باإلنترنــت يجعلــه قلمــا مميــزا‬ ‫بالفعــل! هــل تعلــم أن ميكنــك اســتخدامه للقيــام باالتصــاالت الهاتفيــة؟‬ ‫أحمــد ‪ :1‬أجــل يــا أحمــد‪ ،‬بالفعــل‪ ،‬إنــه يقــوم باالتصــاالت! وتخيــل مــاذا‬ ‫أيضــا؟ إنــه يســتطيع قيــاس ضغــط الــدم وعــدد نبضــات القلــب!‬ ‫أحمــد ‪ :2‬أجــل يــا أحمــد‪ ،‬ليــس فقــط ضغــط الــدم ونبضــات القلــب‪ ،‬فقــد‬ ‫تســخن بــه قهوتــك إذا بــردت‪...‬‬ ‫أحمــد ‪ :1‬أجــل يــا أحمــد‪ ،‬وتســخني القهــوة ليســت امليــزة الوحيــدة‪ ،‬أتعلــم‪...‬‬ ‫إنــه يتكلم!!‬ ‫أحمــد ‪ :2‬أجــل يــا أحمــد‪ ،‬يتكلــم بالفعــل‪ ،‬بــل إنــه يقيــس درجــة احلــرارة‪،‬‬ ‫ويعطيــك تنبــؤ بدرجــات احلــرارة لعشــرة أيــام قادمــة‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫أطلــب مــن املشــاركني اجللــوس فــي دائــرة للتأمــل‪ ،‬واتــرك مجــاال للمــرح‬ ‫والضحــك قبــل بــدء املناقشــة بعمــق‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•كيــف كان شــعورك أثنــاء التدريــب؟ وكيــف كان شــعورك حيــال ســماع‬ ‫كلمــة «أجــل» مــن زميلــك علــى كل مــا تقولــه؟‬ ‫•كيف كان شعورك حيال قول كلمة «أجل»؟ هل كان سهال أم صعبا؟‬ ‫•هل كان مفيدا أن يكرر زميلك ما تقوله قبل إضافة رأيه؟ ملاذا؟‬ ‫•هــل تظــن أن هــذا التدريــب علــى كلمــة «أجــل» قــد يكــون مفيــدا فــي‬ ‫محادثــة حقيقيــة؟ وملــاذا أو كيــف يكــون ذلــك؟‬ ‫•هــل تذكــر محادثــة حقيقيــة لــك‪ ،‬كانــت أغلــب العبــارات بهــا تبــدأ بـــ «‬ ‫أعذرنــي» ‪ « ،‬أنــا ال أتفــق معــك»‪ ،‬قبــل عــرض وجهــة النظــر؟ كيــف كان‬

‫‪155‬‬


‫شــعورك حيــال ذلــك‪ ،‬ومــاذا كان رد فعلــك؟‬ ‫• •هل تذكر أي محادثة حقيقية تشبه التي قمنا بها في النشاط؟‬ ‫• •مــا هــي العبــارات التــي قــد نســتخدمها إلضفــاء جــو مــن اإليجابيــة‬ ‫والقبــول فــي احلــوار؟ (مثـ ً‬ ‫ا‪ :‬وليــس ذلــك فقــط‪... ،‬أتَفهــم وجهــة نظــرك‪....‬‬ ‫فعال‪...‬أحــب أن أضيــف‪ ،‬إلــخ)‪.‬‬ ‫• •هــل تشــعر أنــه بإمكانــك جتربــة هــذا فــي حواراتــك اليوميــة؟ ملــاذا؟ ومــع‬ ‫مــن؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫‪ 35‬كحد أقصى‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 30 - 20‬دقيقة‪ ،‬حسب حجم املجموعة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫ال يوجد‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫القبــول فــي مقابــل األمانــة‪ :‬مبــا أن األمانــة تٌعــد مفتاحــ ًا أساســي ًا‬ ‫للحــوار اإليجابــي البنــاء‪ ،‬فقــد يشــعر البعــض أن إظهــار القبــول فــي حالــة‬ ‫عــدم القبــول الفعلــي ‪ -‬قــد يعنــي عــدم األمانــة أو النفــاق‪ .‬فالهــدف مــن هــذا‬ ‫النشــاط ليــس إظهــار القبــول املصطنــع‪ ،‬وإمنــا هــو دعــوة لتبنــي موقــف منفتــح‬ ‫ملــا يقولــه الطــرف اآلخــر‪ ،‬وقبــول حقــه فــي االختــاف وفــي تبنــي وجهــة نظــر‬ ‫معينــة‪ .‬بعبــارة أخــري‪ ،‬أن تكــون منفتح ـ ًا ومتبني ـ ُا ملوقــف القبــول واالحتــرام‬ ‫ينطــوي علــى‪:‬‬ ‫اتخــاذ موقــف القبــول كموقــف داخلــي‪ ،‬يتســم باالنفتــاح والتأمــل فــي وجهــة‬ ‫نظــر اآلخــر‪ ،‬لفهمهــا والبنــاء عليهــا واســتخدامها فــي تعميــق وجهــة نظــرك‪.‬‬ ‫التعبيــر عــن القبــول فــي احلــوار‪ ،‬وذلــك باســتخدام عبــارات التأكيــد بــدال مــن‬ ‫‪156‬‬


‫النقــد والعبــارات الســلبية‪.‬‬ ‫أداة «أجــل‪ ،‬باإلضافــة إلــى‪ »...‬ميكــن أن تٌســتخدم أيضــا فــي أنشــطة أخــرى‬ ‫بهــا تيســير حــوار ملناقشــة موضوعــات تهــم املشــاركني‪ .‬عندمــا حتتــدم‬ ‫املناقشــة‪ ،‬ادعــو املشــاركني لبــدء التعبيــر عــن وجهــة نظرهــم بعــد قــول «أجــل‬ ‫« وتكــرار مــا قالــه املتحــدث الســابق‪.‬‬ ‫ميكــن اســتخدام هــذه األداة أيضــا «أجــل‪ ،‬باإلضافــة إلــى‪ »...‬لتيســير جلســة‬ ‫عصــف ذهنــي بخصــوص مشــروع جديــد‪ ،‬أو لبنــاء األفــكار مــن خــال العصف‬ ‫الذهنــي بشــكل عــام‪ .‬فقــط ذ ّكــر أو أشــرح للمشــاركني هذا التدريــب‪ ،‬وادعوهم‬ ‫الســتخدام الطريقــة نفســها فــي العصــف الذهني‪.‬‬ ‫املرجع‬

‫‪ 7-2‬دائرة العد‬

‫يعمــل هــذا النشــاط علــى إعــداد املشــاركني للحــوار حيــث أنــه يرفــع مــن قدرتهــم علــى‬ ‫التركيــز وعلــى اســتخدام كل حواســهم لفهــم مــا يحــدث حولهــم‪ ،‬واللتقــاء إشــارات‬ ‫ورســائل غيــر واضحــة‪ .‬وميكــن تنفيــذ النشــاط أيضــا لإلحمــاء ولرفــع مســتوى الطاقــة‬ ‫فــي املجموعــة حيــث يعمــل علــى تقويــة التواصــل بــن أعضاءهــا‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•حتسني التواصل بني املشاركني‪.‬‬ ‫•تطوير مهارة اإلصغاء العميق‪.‬‬ ‫•التــدرب علــى إســكات األصــوات الداخليــة‪ ،‬وزيــادة الوعــي بالبيئــة‬ ‫احمليطــة‪.‬‬ ‫•مســاعدة املجموعــة علــى التركيــز والتواصــل ورفــع مســتوى الطاقــة‬ ‫واملــرح بهــا‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫اطلــب مــن املشــاركني الوقــوف فــي دائــرة‪ ،‬ووضــح أن هــذا النشــاط يتطلــب‬ ‫قــدر ًا عالي ـ ًا مــن التركيــز واالنتبــاه‪.‬‬ ‫‪157‬‬


‫وضح أهداف النشاط وقواعده‪:‬‬ ‫• •علــى املجموعــة العــد ابتــدا ًء مــن رقــم ‪ 1‬وحتــى أعلــى رقــم ميكــن أن تصــل‬ ‫لــه‪ ،‬باحتــرام القواعــد التاليــة‪ .‬وميكــن للميســر حتديــد الرقــم الــذي يجــب‬ ‫أن تصــل إليــه املجموعــة (‪ 15‬هــو رقــم مناســب للمجموعــات املبتدئــة)‪.‬‬ ‫• •يتــم العــد بالترتيــب املعتــاد لألرقــام (‪ ،)... ،3 ،2 ،1‬إال أن ترتيــب األفــراد‬ ‫فــي العــد يجــب أن يكــون عشــوائي‪ ،‬فــا يتــم العــد بالــدور فــي الدائــرة‪،‬‬ ‫وال يجــوز االتفــاق علــى طريقــة لتحديــد األدوار‪.‬‬ ‫• •إذا مــا قــام اثنــان مــن املشــاركني بنطــق أي رقــم فــي الوقــت نفســه‪ ،‬تعيــد‬ ‫املجموعــة كلهــا العــد مــن البدايــة‪.‬‬ ‫• •يســتطيع أي مشــارك أن يعــد أكثــر مــن مــرة‪ ،‬بشــرط أال تكــون مــرات‬ ‫متتاليــة‪.‬‬ ‫ينتهــي النشــاط إمــا بالوصــول للرقــم املطلــوب‪ ،‬أو عندمــا تشــعر املجموعــة‬ ‫بامللــل أو اإلحبــاط مــن االســتمرار فــي احملاولــة‪.‬‬ ‫إذا مــا واجهــت املجموعــة صعوبــات فــي تنفيــذ النشــاط‪ ،‬قــد يدعوهــم امليســر‬ ‫للحظــات مــن الســكون الســتعادة الهــدوء والتركيــز‪ ،‬واحلضــور للمجموعــة‪.‬‬ ‫يعتبــر الســكون شــرط ًا أساســي ًا للنجــاح فــي تنفيــذ النشــاط‪ .‬فمفتــاح احلــل‬ ‫هــو تنميــة االنتبــاه والوعــي باملجموعــة ليــس فقــط علــى املســتوى املرئــي‪،‬‬ ‫بــل أيض ـ ًا علــى مســتوى الطاقــة واحلضــور‪ .‬فهــذا يســاعد علــى شــعور كل‬ ‫فــرد فــي حلظــة مــا بــأن دوره قــد حــل للمشــاركة‪ .‬ومــن اجلديــر بالذكــر أن‬ ‫بعــض املجموعــات وطيــدة العالقــات تســتطيع القيــام بهــذا النشــاط مــع غمــض‬ ‫األعــن!‬ ‫ميكن تكرار النشاط خالل الورشة ومالحظة التطور‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫• •كيف كان شعورك أثناء تنفيذ النشاط؟‬ ‫• •هــل كان مــن الســهل أم مــن الصعــب بالنســبة لــك أن تشــعر بالوقــت‬ ‫‪158‬‬


‫املناســب للمشــاركة؟ هــل كانــت املهمــة أســهل مبــرور الوقــت؟ كيــف؟‬ ‫• •مــا الــذي ســاعد املجموعــة علــى حتقيــق الهــدف؟ ومــاذا كانــت العقبــات‬ ‫أو الصعوبــات؟‬ ‫• •هــل تعتقــد أن التجربــة تختلــف بحســب درجة املعرفة الســابقة للمشــاركني‬ ‫بعضهــم ببعــض؟ ملاذا؟‬ ‫• •ماذا تستنتج عن التواصل من خالل هذا النشاط؟‬ ‫• •فــي رأيــك‪ ،‬ماهــي فائــدة تنفيــذ هــذا النشــاط بالنســبة للمجموعــة؟‬ ‫وبالنســبة للمشــاركني؟‬ ‫• •ما الذي حتتاجوه من بعضكم البعض لتحقيق الهدف؟‬ ‫• •ماذا ميكن أن يتغير في طريقة تنفيذكم للنشاط؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫‪ 20‬مشارك كحد أقصى‪ ،‬خاصة مع مجموعة مبتدئة‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 15‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫مكان هادئ‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫القبــول فــي مقابــل األمانــة‪ :‬مبــا أن األمانــة تٌعــد مفتاحــ ًا أساســي ًا للحــوار‬ ‫اإليجابــي البنــاء‪ ،‬فقــد يشــعر البعــض أن إظهــار القبــول فــي حالــة عــدم القبــول‬ ‫الفعلــي ‪ -‬قــد يعنــي عــدم األمانــة أو النفــاق‪ .‬فالهــدف مــن هــذا النشــاط ليــس‬ ‫إظهــار القبــول املصطنــع‪ ،‬وإمنــا هــو دعــوة لتبنــي موقــف منفتــح ملــا يقولــه‬ ‫الطــرف اآلخــر‪ ،‬وقبــول حقــه فــي االختــاف وفــي تبنــي وجهــة نظــر معينــة‪.‬‬ ‫بعبــارة أخــري‪ ،‬أن تكــون منفتح ـ ًا ومتبني ـ ُا ملوقــف القبــول واالحتــرام ينطــوي‬ ‫علــى‪:‬‬

‫‪159‬‬


‫اتخــاذ موقــف القبــول كموقــف داخلــي‪ ،‬يتســم باالنفتــاح والتأمــل فــي وجهــة‬ ‫نظــر اآلخــر‪ ،‬لفهمهــا والبنــاء عليهــا واســتخدامها فــي تعميــق وجهــة نظــرك‪.‬‬ ‫التعبيــر عــن القبــول فــي احلــوار‪ ،‬وذلــك باســتخدام عبــارات التأكيــد بــدال مــن‬ ‫النقــد والعبــارات الســلبية‪.‬‬ ‫أداة «أجــل‪ ،‬باإلضافــة إلــى‪ »...‬ميكــن أن تٌســتخدم أيضــا فــي أنشــطة أخــرى‬ ‫بهــا تيســير حــوار ملناقشــة موضوعــات تهــم املشــاركني‪ .‬عندمــا حتتــدم‬ ‫املناقشــة‪ ،‬ادعــو املشــاركني لبــدء التعبيــر عــن وجهــة نظرهــم بعــد قــول «أجــل‬ ‫« وتكــرار مــا قالــه املتحــدث الســابق‪.‬‬ ‫ميكــن اســتخدام هــذه األداة أيضــا «أجــل‪ ،‬باإلضافــة إلــى‪ »...‬لتيســير جلســة‬ ‫عصــف ذهنــي بخصــوص مشــروع جديــد‪ ،‬أو لبنــاء األفــكار مــن خــال العصف‬ ‫الذهنــي بشــكل عــام‪ .‬فقــط ذ ّكــر أو أشــرح للمشــاركني هذا التدريــب‪ ،‬وادعوهم‬ ‫الســتخدام الطريقــة نفســها فــي العصــف الذهني‪.‬‬ ‫املرجع‬

‫‪ 8-2‬لقاء سريع‬

‫يتيــح هــذا النشــاط للمشــاركني تبــادل معلوماتهــم ومفهومهــم عــن احلــوار – أو عــن أي‬ ‫موضــوع أو آخــر – وذلــك بشــكل ســريع ومختصــر مــن خــال مجموعــة أســئلة قصيــرة‪.‬‬ ‫ويســاعد النشــاط علــى حتليــل خبــرات املشــاركني اخلاصــة ووجهــات نظرهــم حــول‬ ‫احلــوار ومقارنتهــا بخبــرات اآلخريــن فــي املجموعــة‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫• •أن يتضح للمشارك ما هو مفهومه الشخصي عن احلوار‪.‬‬ ‫• •أن يتعرف على اآلراء املختلفة بخصوص احلوار‪.‬‬ ‫• •أن يتعرف املشاركون على بعضهم البعض بشكل أعمق‪.‬‬

‫‪160‬‬


‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫•‬

‫•إعــداد القاعــة‪ :‬قــم بتنظيــم الكراســي فــي ثنائيــات بحيــث يكــون كل‬ ‫كرســي فــي مقابــل كرســي آخــر‪ ،‬مــع احلفــاظ علــى مســافة مناســبة بــن‬ ‫كل ثنائــي مــن الكراســي‪.‬‬ ‫•ادعو املشاركني للجلوس في ثنائيات‪ ،‬وابدأ في شرح النشاط‪.‬‬ ‫•في كل ثنائي‪ ،‬يتم توزيع األدوار‪ :‬املشارك (أ) واملشارك (ب)‪.‬‬ ‫•يقــرأ امليســر الســؤال األول للجميــع‪ .‬يعيــد كل مشــارك (أ) طــرح الســؤال‬ ‫علــى زميلــه (ب)‪ ،‬والــذي لديــه دقيقــة لإلجابــة‪.‬‬ ‫•فــي نهايــة الدقيقــة‪ ،‬يعطــي امليســر إشــارة لتبــادل األدوار‪ .‬يطــرح‬ ‫املشــارك (ب) الســؤال نفســه علــى املشــارك (أ)‪ ،‬الــذي لديــه دقيقــة أيضــا‬ ‫لإلجابــة‪.‬‬ ‫•بعــد أن يجيــب املشــاركان علــى الســؤال‪ ،‬يقــوم أحدهمــا باالنتقــال مــن‬ ‫مكانــه واجللــوس مــع شــريك آخــر‪.‬‬ ‫•يقــرأ امليســر الســؤال الثانــي‪ ،‬ويتــم اتبــاع اخلطــوات الســابقة نفســها‬ ‫إلــى إنتهــاء األســئلة‪.‬‬ ‫•ســوف تختلــف األســئلة بحســب املجموعــة وموضــوع املناقشــة‪ ،‬وفــي كل‬ ‫احلــاالت‪ ،‬ال يجــب أن تقــل عــن ‪ 6‬أســئلة للقيــام بالنشــاط‪.‬‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•ما هو سبب اشتراكك أو حضورك هنا في هذه الورشة؟‬ ‫•ما هي أول مرة تعرضت فيها ملفهوم احلوار ومتى كان هذا؟‬ ‫•هــل اختبــرت احلــوار فــي محيــط أســرتك؟ هــل تشــارك فــي احلــوارات‬ ‫األســرية؟‬ ‫•هل مررت مبوقف في حياتك كان فيه احلوار مهما بالنسبة لك؟‬ ‫•هــل تتذكــر موقــف تواصــل قريــب غــاب عنــه احلــوار مــا بينــك وبــن‬ ‫الطــرف اآلخــر؟‬ ‫•في رأيك‪ ،‬هل هناك ما يعتبر شائك ًا أو معض ً‬ ‫ال في احلوار؟‬ ‫•هل تتذكر موقف متنيت فيه أن يكون هناك املزيد من احلوار؟‬ ‫•ما هو تعريف احلوار اجليد بالنسبة لك؟‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫‪ -‬‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫أمثلة لألسئلة‪:‬‬

‫‪161‬‬


‫التأمل‪:‬‬ ‫قــد يــدور التأمــل حــول اإلجابــات التــي لفتــت انتبــاه املشــاركني أو تلــك التــي‬ ‫أعجبتهــم أو أدهشــتهم‪ ،‬أو قــد يــدور حــول إدراك أو رؤيــة جديــدة للحــوار‬ ‫يكونــوا قــد توصلــوا إليهــا‪:‬‬

‫ما هي أكثر إجابة أثارت دهشتك؟‬ ‫ما هي أكثر إجابة أثارت إعجابك؟‬

‫وقــد يــدور التأمــل أيض ـ ًا حــول انطبــاع املشــارك عــن إجاباتــه الشــخصية‪،‬‬ ‫وإلــى أي مــدى ســاعدته األســئلة علــى إدراك شــيء جديــد عــن نفســه‪ ،‬وعــن‬ ‫قدرتــه علــى التعبيــر عــن وجهــة نظــره فــي دقيقــة واحــدة‪.‬‬

‫كيــف عشــت أو كيــف اختبــرت هــذا النشــاط؟ (ســواء علــى مســتوى الشــعور‬ ‫أو العقــل)‬ ‫هل ساعدك النشاط على اكتساب وعي أو إدراك جديد؟‬ ‫بالنســبة للمجموعــات التــي لــم تعتــاد هــذه النوعيــة مــن األنشــطة‪ ،‬قــد يتمحــور‬ ‫التأمــل حــول طريقــة تنفيــذ النشــاط وكيفيــة التعــارف علــى اآلخريــن مــن خــال‬ ‫هــذه الطريقــة‪.‬‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫غير محدود‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ ٢٠‬إلى ‪ 30‬دقيقة‪ ،‬بحسب عدد األسئلة والتي ستحدد‬ ‫عدد اللقاءات الثنائية‪ ،‬وأيض ًا بحسب الوقت الذي حددته‬ ‫لإلجابة عن كل سؤال‪.‬‬ ‫مكان هادئ‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫‪162‬‬


‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫فكرة بديلة رقم ‪:1‬‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•إذا كانــت الورشــة ترتكــز علــى موضــوع أساســي غيــر احلــوار (كأن يكون‬ ‫الهــدف مــن الورشــة إســتخدام احلــوار لتنــاول موضــوع معــن)‪ ،‬فيمكنــك‬ ‫تغييــر األســئلة تبعــا لذلــك‪ .‬علــى ســبيل املثــال‪ ،‬قــد يكــون النشــاط « لقــاء‬ ‫ســريع عــن التســامح»‪ ،‬وفــي هــذه احلالــة تكــون األســئلة كالتالــي‪:‬‬ ‫•ما هو سبب اشتراكك أو حضورك هنا في هذه الورشة؟‬ ‫•ما هي أول مرة تعرضت فيها ملفهوم التسامح ومتى كان هذا؟‬ ‫•هل مررت مبوقف في حياتك كان فيه التسامح مهم ًا بالنسبة لك؟‬ ‫•هــل تتذكــر موقــف قريــب احلــدوث غــاب عنــه التســامح بينــك وبــن‬ ‫األطــراف اآلخــرى؟‬ ‫•في رأيك‪ ،‬هل هناك ما يعتبر شائك ًا أو معض ً‬ ‫ال في التسامح؟‬ ‫•هــل تســتطيع تقييــم قدرتــك علــى التســامح‪ ،‬علــى مقيــاس مــن ‪ 1‬إلــى‬ ‫‪10‬؟‬ ‫•مــا هــي أكثــر فئــة تزعجــك فــي املجتمــع؟ وملــاذا؟ مــا هــو انطباعــك عــن‬ ‫هــذه الفئــة؟‬

‫املرجــع‪ :‬ســوزان الريتــش و فلوريــان وينــزل‪ ،2014 ،‬كتيــب التدريــب لتعليــم املواطنــة والتعايــش‬ ‫مــع اآلخــر‪ .‬معهــد جوتــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مركــز بحــث السياســات التطبيقيــة‪ ،‬ميونــخ‪.‬‬

‫‪ 9-2‬مهارات يف جمموعتنا‬

‫يســتخدم هــذا النشــاط منهجيــة «اإلستكشــاف اإليجابــي» (‪)appreciative inquiry‬‬ ‫لتجميــع خبــرات ودوافــع ومهــارات ورؤى املشــاركني فيمــا يتعلــق بعملهــم احلالــي‬ ‫وآمالهــم املســتقبلية فــي مجــال احلــوار‪ .‬يســاعد ذلــك علــى تعزيــز قاعــدة اخلبــرات‬ ‫اإليجابيــة التــي لديهــم‪ ،‬وعلــى توضيــح أفكارهــم وحتديــد مــا يريــدون حتقيقــه فــي هــذا‬ ‫املجــال‪ .‬وفــي الوقــت نفســه‪ ،‬تتيــح هــذه املنهجيــة رصــد الكفــاءات واملهــارت املتواجــدة‬ ‫فعلي ـ ًا فــي املجموعــة‪ ،‬مبــا يعــزز مــن ثقافــة احلــوار إمكانيــات احلــوار بداخلهــا‪.‬‬ ‫يناســب هــذا النشــاط املجموعــات التــي تعمــل بالفعــل فــي مجــال احلــوار‪ ،‬وتلــك التــي‬ ‫يســبق معرفــة أعضاءهــا ببعــض مبــا يضمــن مســاحة مــن الثقــة واآلمــان بينهــم‪.‬‬

‫‪163‬‬


‫الهدف‪:‬‬ ‫• •أن يعمق املشارك إدراكه لدوافعه ومهاراته وخبراته‪.‬‬ ‫• •أن يعكــس املشــاركني لبعضهــم البعــض مــا يــروه مــن مهــارات ومميــزات‬ ‫فــي اآلخريــن‪.‬‬ ‫• •االنتبــاه للخبــرات والدوافــع املتنوعــة املتواجــدة فــي املجموعــة مــن خــال‬ ‫أعضاءهــا الناشــطني فــي مجــال احلــوار‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫• •ينقســم املشــاركون إلــى ثنائيــات‪ ،‬مــع اعتبــار أال يكــون أي ثنائــي ذو‬ ‫ســابق معرفــة أو صلــة وطيــدة‪ ،‬بــل يفضــل اختيــار كل مشــارك لشــريك‬ ‫ال يعرفــه جيــد ًا‪.‬‬ ‫• •يــوزع امليســر نســخة مــن «اســتمارة املقابلــة الشــخصية» وقلــم وورقــة‬ ‫بيضــاء لــكل مشــارك‪.‬‬ ‫يهــيء امليســر ملنهجيــة «التســاؤل اإليجابــي» عــن طريــق تذكيــر املشــاركني‬ ‫بدوافعهــم حلضــور الورشــة‪ ،‬وأهميــة انفتاحهــم فيمــا يخــص األنشــطة الــذي‬ ‫يقومــون بهــا خــارج ورشــة العمــل‪ .‬يذكــر املســير كيــف أن جميــع املشــاركني‬ ‫يعملــون فــي مجــال تعزيــز احلــوار بطــرق مختلفــة‪ ،‬ممــا أكســبهم خبــرة فــي‬ ‫هــذا املجــال‪ ،‬وكيــف أنهــم األكثــر درايــة بالظــروف احمليطــة بعملهــم والتــي‬ ‫يعيشــونها كل يــوم‪ .‬ثــم يقــدم امليســر الهــدف مــن النشــاط وهــو جتميــع‬ ‫خبــرات النجــاح ومشــاركتها فــي املجموعــة‪ ،‬وإلقــاء الضــوء علــى نقــاط القــوة‬ ‫لــدى كل فــرد‪ ،‬وفــي املجموعــة ككل‪ ،‬مبــا يتيــح توظيفهــا لتعميــق العمــل‬ ‫املشــترك خــال الورشــة‪.‬‬ ‫فــي الثنائيــات‪ ،‬يبــدأ أحــد املشــاركني فــي إجــراء املقابلــة الشــخصية بحســب‬ ‫األســئلة التــي فــي الورقــة‪ ،‬ويقــوم بتســجيل أهــم اجلمــل أو التشــبيهات املجازية‬ ‫التــي أثــارت اهتمامــه فــي تعبيــرات املشــارك اآلخــر‪.‬‬ ‫بعد ‪ 10‬دقائق‪ ،‬يعطي امليسر إشارة للمشاركني لتبادل األدوار‪.‬‬ ‫بعــد انتهــاء اللقــاءات الفرديــة‪ ،‬يعــود املشــاركون للجلــوس فــي دائــرة كبيــرة‪،‬‬

‫‪164‬‬


‫ويشــارك كل فــرد بأهــم جملــة عبــر عنهــا شــريكه فــي املقابلــة الشــخصية‪،‬‬ ‫بينمــا يقــوم أحــد امليســرين بتســجيل هــذه اجلمــل علــى لوحــة بحيــث يراهــا‬ ‫اجلميــع‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫بعد عرض النتائج‪ ،‬يطرح امليسر األسئلة التالية‪:‬‬ ‫كيــف كان شــعورك أثنــاء املقابلــة‪ ،‬خاصــة مــع وجــود مســاحة للبحــث فــي‬ ‫قدراتــك وشــرح دوافعــك؟‬ ‫كيف كان شعورك أثناء االستماع للطرف اآلخر؟‬ ‫ما الذي أدهشك خالل احلوار؟ هل انتبهت إلى أي شيء جديد؟‬

‫‪165‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫‪ 40‬مشارك كحد أقصى‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 40‬إلى ‪ 50‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫ورق أبيض وأقالم بعدد املشاركني‬ ‫ورق قالب أو لوحات للكتابة‪ ،‬أقالم‬ ‫نســخ مــن اســتمارة املقابلــة الشــخصية بعــدد املشــاركني‪،‬‬ ‫وهــي حتتــوي علــى األســئلة التاليــة‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫‪166‬‬

‫•كيــف أصبحــت ناشــطا فــي مجــال تعزيــز ثقافــة‬ ‫احلــوار؟‬ ‫•ما هي دوافعك للقيام بهذا العمل؟‬ ‫•هــل تتذكــر «موقــف جنــاح» فــي عملــك لتعزيــز‬ ‫احلــوار‪ ،‬مــا هــو؟ مــا هــي مســاهمتك الشــخصية فــي‬ ‫هــذا النجــاح؟ هــل تذكــر أشــخاص آخريــن ســاهموا‬ ‫فــي حتقيــق هــذا النجــاح؟‬ ‫•مــن خبرتــك الشــخصية‪ ،‬مــا هــي املؤشــرات التــي تــدل‬ ‫علــى إمكانيــة احلوار؟‬ ‫•بــدون تواضــع‪ ،‬مــا هــي أكثــر الصفــات التــي تقدرهــا‬ ‫فــي نفســك؟ أي هــذه الصفــات أو املهــارات تريــد‬ ‫توظيفهــا فــي عملــك وفــي عمــل املجموعــة؟‬ ‫•تخيــل أن املجتمــع تغيــر وأصبــح مجتمــع حــواري‪،‬‬ ‫وأن أفــكارك ومهاراتــك قــد ســاهمت فــي حتقيــق هــذا‬ ‫التغيــر‪ ...‬كيــف يبــدو هــذا املجتمــع؟ مــا الــذي تغيــر؟‬ ‫وكيــف حــدث هــذا التغييــر؟ كيــف كانــت مســاهمتك‬ ‫فــي هــذا التغييــر؟‬


‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫ميكــن تعديــل أســئلة املقابلــة الشــخصية لتناســب أعضــاء املجموعة‪،‬‬ ‫ســواء لديهــم خبــرة فــي املجــال احلــواري أو ال‪ ،‬ومــدى هــذه اخلبــرة‪ ،‬وأيضـ ًا‬ ‫حســب درجــة معرفــة املشــاركني ببعــض معرفــة مســبقة‪.‬‬ ‫إن مقدمــة النشــاط واألســئلة املقترحــة تناســب بشــكل أكبــر األفــراد الذيــن‬ ‫لديهــم خبــرة فــي املجــال احلــواري‪ ،‬واملجموعــات التــي تعمــل ســوي ًا منــذ فتــرة‬ ‫لتعزيــز احلــوار‪.‬‬ ‫املرجــع‪ :‬ســوزان الريتــش و فلوريــان وينــزل‪ ،2014 ،‬كتيــب التدريــب لتعليــم املواطنــة والتعايــش‬ ‫مــع اآلخــر‪ .‬معهــد جوتــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مركــز بحــث السياســات التطبيقيــة‪ ،‬ميونــخ‪.‬‬ ‫‪Susanne Ulrich and Florian Wenzel 2014. Training Manual for Civic Education and Coexistence.‬‬ ‫‪Goethe Institut Cairo, Center for Applied Policy Research Munich‬‬

‫الفئة الثالثة من التدريبات‪ :‬حتديات احلوار‬

‫تتألف الفئة الثالثة من ثالثة وعشرين تدريب‪ ،‬تهدف إلى التعمق في احلوار كمفهوم‬ ‫وكأسلوب ومهارات‪ ،‬كما تتيح إجراء حوارات حول موضوعات متنوعة‪ .‬فمن خالل‬ ‫اختبار املشاركني لبعض أدوات التواصل احلواري‪ ،‬يزداد فهمهم ملاهية احلوار‬ ‫وتقديرهم إلمكاناته وفائدته في املواقف املختلفة‪ .‬ومن خالل املشاركة في حوار حول‬ ‫موضوعات محددة‪ ،‬يتأهل املشاركون لتناول أي موضوعات بأسلوب حواري‪.‬‬ ‫وعليك ك ُم َي ِّسر أن حتدد األهداف التي تود التركيز عليها بوضوح مبا يساعدك على‬ ‫تخطيط الورشة بشكل أفضل واختيار التدريبات املناسبة وطريقة التنفيذ املثلى لكل‬ ‫تدريب‪.‬‬

‫أسئلة تساعدك على اختيار التدريبات املناسبة‪:‬‬ ‫• • ما هو الهدف من هذا التدريب‪ ،‬وملاذا تريد اختياره؟‬ ‫• • هــل تســعى فــي ورشــة العمــل هــذه إلــى تعميــق املعرفــة باحلــوار كمفهــوم‬ ‫وكأســلوب وأدوات؟ أم تســعى إلــى توظيــف التواصــل احلــواري لتنــاول‬ ‫موضوعــات محــددة تهــم املشــاركني؟‬ ‫‪167‬‬


‫إن اختيار املوضوعات احملددة التي سيتم تناولها من خالل احلوار يرجع لل ُم َي ِّسر‬ ‫ويعتمد على اهتمامات املشاركني واحتياجاتهم‪ .‬لذا فقلما نقدم هنا اقتراحات‬ ‫ملوضوعات بعينها‪ ،‬وعندما يقدم النشاط اقتراح ملوضوع بعينه‪ ،‬فيجب إعتباره منوذج‬ ‫أو مثال الختيار املوضوع‪ .‬وميكن الرجوع للفصل األول والذي يحتوي على بعض‬ ‫االقتراحات ملوضوعات مالئمة لورش العمل احلوارية‪ .‬أما بالنسبة لطريقة التخطيط‬ ‫واختيار موضوع الورشة‪ ،‬فيمكن الرجوع للفصل الثالث‪.‬‬

‫‪ 1-3‬نشاط األحكام املسبقة‪:‬‬ ‫هذا التدريب مناسب إلجراء حوار حول األحكام املسبقة‪ .‬وفيه ينتبه املشاركون من‬ ‫خالل مراجعة خبراتهم احلياتية لديناميكية األحكام املسبقة أي كيفية تكوينها وتأثيرها‬ ‫على العالقات‪ .‬ويتتطلب هذا التدريب من امليسرين وضع أنفسهم موضع التساؤل‬ ‫واملالحظة الدقيقة من قبل املشاركني‪ ،‬وهو ما يتضمن تطبيق ًا ملبادئ احلوار األربعة‪:‬‬ ‫الثقة‪ ،‬واالنفتاح‪ ،‬واألمانة واملساواة‪ .‬يلقي هذا التدريب جناح ًا مع املجموعات التي‬ ‫تتسم بالتنوع‪ ،‬ويعتبر تهيئة جيدة إلجراء حوار بني ثقافات متعددة‪ .‬وأخير ًا‪ ،‬يحتاج‬ ‫تنفيذ هذا التدريب إلى وجود فريق من املُ َي ِّسرين‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫‪168‬‬

‫•االنتبــاه للطريقــة التــي تؤثــر بهــا االفتراضــات والتحيــزات واألحــكام‬ ‫املُســبقة واألفــكار املنمطــة علــى التواصــل‪.‬‬ ‫•حتــدي األحــكام املُســبقة بشــكل عملــي‪ ،‬عــن طريــق وضــع املُ َي ِّســرين‬ ‫موضــع الفتراضــات املشــاركني وإثبــات عــدم صحــة هــذه االفتراضــات‪.‬‬ ‫•إيجــاد مســاحة للتأمــل حــول تأثيــر األحــكام املســبقة علــى العالقــات بــن‬ ‫األفــراد‪ ،‬وكيفيــة معاجلــة هــذا التأثيــر مــن خــال احلــوار‪.‬‬ ‫•توضيــح إمكانيــة التغلــب علــى األحــكام املُســبقة مــن خــال مبــادئ‬ ‫احلــوار‪.‬‬


‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•فــي حالــة أن امليســرين لــم ُيعرفــوا أنفســهم بعــد‪ ،‬فعليهــم تقــدمي أنفســهم‬ ‫باالســم واجلنســية‪ .‬و ُيراعــى فــي هــذا الوقــت أال يتــم الكشــف عــن هــدف‬ ‫التدريــب‪ ،‬والــذي ميكــن تقدميــه بعنــوان محايــد ال يكشــف عــن موضوعــه‪،‬‬ ‫مثـ ً‬ ‫ا «لعبــة البطاقــات»‪.‬‬ ‫•يتــم تقســيم املشــاركني إلــى مجموعــات مكونــة مــن ‪ 6‬أو ‪ 7‬أشــخاص‪،‬‬ ‫وتُعطــي كل مجموعــة بطاقــات مــن لــون معــن‪ ،‬عليهــا عبــارات تصــف‬ ‫بعــض احلقائــق اخلاصــة باملُ َي ِّســرين‪ ،‬مثــ ً‬ ‫ا‪:‬‬ ‫•يتحدث‪/‬تتحدث األملانية بطالقة‬ ‫•ال يستطيع‪/‬تستطيع الطهي‬ ‫•يعزف‪/‬تعزف على الكمان‬ ‫•درس ‪ /‬درست في مدرسة كاثوليكية‬ ‫•غير مسلم‪ /‬غير مسلمة‬ ‫•يدخن‪ /‬تدخن‬ ‫•لديه ‪/‬لديها حيوان أليف‬ ‫•ال يتحدث‪/‬تتحدث العربية (أو االجنليزية)‬ ‫•اعتاد‪/‬اعتادت الغناء في كورال الكنيسة‬ ‫•يحب‪/‬حتب طعام األعياد‬ ‫•يدرس‪/‬تدرس في اخلارج‬ ‫•متزوج‪ /‬متزوجة‬ ‫•يتعلم‪/‬تتعلم التمثيل والرقص‬ ‫•يحب‪ /‬حتب القراءة واملذاكرة‬ ‫•ليس لديه‪ /‬لديها الكثير من األصدقاء‬ ‫•يحب‪ /‬حتب اخلروج كثيرا‬

‫• • يجــب اختيــار عبــارات بهــا صفــات يصعــب توقعهــا وربطها باألشــخاص‪،‬‬ ‫فتثيــر التســاؤل لــدى املشــاركني وتثيــر دهشــتهم عنــد معرفتهــم باحلقيقــة‪.‬‬ ‫علــى ســبيل املثــال‪ ،‬ســيفاجأ البعــض عنــد معرفتهــم بــأن أحــد املُ َي ِّســرين‬ ‫مســلم ومصــري وخريــج مدرســة كاثوليكيــة‪ .‬وميكــن أيضــ ًا اختيــار‬ ‫‪169‬‬


‫بعــض العبــارات اخلالفيــة‪ ،‬والتــي قــد ال تنطبــق علــى أي مــن املُ َي ِّســرين‬ ‫احلاضريــن‪.‬‬ ‫• • الحــظ أن هنــاك نــوع مــن املخاطــرة فــي تعريــض الشــخص نفســه‬ ‫لألحــكام املســبقة ولتحيــزات اآلخريــن حتــى ولــو كان امليســر‪ .‬وعليــه‪،‬‬ ‫كــن حريصــ ًا فــي اختيــارك للعبــارات واختــر مــا ميكــن مشــاركته مــع‬ ‫املجموعــة بشــكل ُيدعــم خبــرة التعلــم دون وضــع امليســرين فــي وضــع‬ ‫حــرج‪ .‬ومــن املهــم مناقشــة هــذا األمــر بوضــوح مــع باقــي املُ َي ِّســرين‬ ‫أثنــاء تصميــم التدريــب‪.‬‬ ‫• • واآلن‪ ،‬علــى كل مجموعــة تخمــن امليســر الــذي تنطبــق عليــه كل عبــارة‪،‬‬ ‫وهــذا باالعتمــاد علــى انطباعاتهــم األوليــة وافتراضاتهــم‪ .‬تقــرأ املجموعــة‬ ‫العبــارة بصــوت واضــح وتلصــق البطاقــة علــى املُ َي ِّســر محــل الظــن‪.‬‬ ‫• •يكشف املُ َي ِّسرون بعد ذلك عمن تنطبق عليه كل عبارة فعلي ًا‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫• • ميكــن التأمــل فيمــا حــدث خــال هــذا التدريــب فــي مجموعــات صغيــرة‬ ‫أو بشــكل جماعــي‪ ،‬وميكنــك فــي البدايــة أن تســأل عــن بعــض اخليــارات‬ ‫التــي قــام بهــا املشــاركني‪ ،‬مثــا‪« :‬ملــاذا اعتقــدت أنــه غيــر مســلم؟»‬ ‫• •ثــم وجــه التأمــل حــول نتائــج لصــق األوصــاف املســبقة علــى األشــخاص‪.‬‬ ‫وضــح أن العقــل قــد يصــدر أفــكار ًا وأوصافـ ًا بــل وأحكامـ ًا مســبقة علــى‬ ‫اآلخريــن بشــكل تلقائــي‪ ،‬وهــذا أمــر طبيعــي يص ُعــب تفاديــه‪ ،‬وكلنــا‬ ‫ُعرضــة لذلــك‪ .‬إال أنــه مــن املهــم أن ننتبــه لتحيزاتنــا اخلاصــة وأن نكــون‬ ‫علــى اســتعداد لوضعهــا موضــع التســاؤل وحتديهــا والتغلــب عليهــا‪.‬‬

‫أسئلة للتأمل ‪:‬‬

‫مــاذا كان شــعورك أثنــاء لصــق البطاقــات علــى املُ َي ِّســرين؟ (وللميســرين‪ :‬مــاذا‬ ‫كان شــعورك مــع لصــق البطاقــات املختلفــة عليــك؟)‬ ‫ماذا كان شعورك عند إدراك صحة أو خطأ افتراضاتك؟‬ ‫كيف تؤثر األحكام املسبقة على حياتنا؟‬ ‫هل سبق لك التعرض ملواقف فيها أحكام مسبقة عليك؟‬ ‫كيــف تؤثــر حتيــزات األفــراد وأحكامهــم املســبقة علــى عمليــة التواصــل أو‬ ‫احلــوار؟ اطلــب أمثلــة محــددة‪.‬‬ ‫‪170‬‬


‫ما الذي ميكن عمله بشأن األحكام املسبقة؟‬ ‫كيف ميكن استخدام احلوار للتغلب على األحكام املسبقة؟‬ ‫متــى تكــون االفتراضــات ميــزة؟ (علــى ســبيل املثــال‪ ،‬قــد تدفعــك افتراضاتــك‬ ‫إلــى التصــرف بطريقــة فيهــا احتــرام وأدب جتــاه لآلخــر عندمــا ال تكــون‬ ‫متأكــد ًا مــن خلفيتــه أو توقعاتــه)‪.‬‬ ‫ميكــن توســيع مجــال التأمــل ليشــمل تأثيــر وســائل اإلعــام ودورهــا فــي خلــق‬ ‫وتعزيــز التحيــزات واألحــكام املســبقة فــي املجتمــع‪.‬‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬ ‫وقت التدريب‬ ‫األدوات املستخدمة‬

‫‪ 10‬كحد أدنى و‪ 35‬كحد أقصى ليتمكن اجلميع من‬ ‫املشاركة‪.‬‬ ‫‪ 60-45‬دقيقة حسب عدد األسئلة‪ ،‬وقد يستغرق ساعات‬ ‫طويلة إذا مت تنفيذ هذا التدريب ملعاجلة موضوع معني‪.‬‬ ‫أقالم وأوراق‪ 3‬لكتابة اإلجابات املعلقة في األركان‪ ،‬مادة‬ ‫الصقة لتعليق األوراق‪ .‬في حال تنفيذ الفكرة البديلة رقم ‪3‬‬ ‫‪ :‬شريط الصق على األرض‪.‬‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫فكرة بديلة (‪)1‬‬

‫يتــم توزيــع مجموعــة مــن البطاقــات علــى املشــاركني ويســجل كل منهــم‬ ‫افتراضاتــه اخلاصــة عــن كل ُم َي ِّســر‪ ،‬مثــا فيمــا يخــص الســن أو الديــن أو‬ ‫االنتمــاءات السياســية أو الدراســة‪ ،‬أو ترتيبــه بــن اخوتــه‪ ،‬الــخ‪ .‬ثــم يقــوم‬ ‫املشــاركون بلصــق بطاقاتهــم علــى املُ َي ِّســرين‪ ،‬وتبــدأ عمليــة فحــص البطاقــات‬ ‫ومناقشــة مــدى صحــة أو خطــأ االفتراضــات املختلفــة‪.‬‬

‫فكرة بديلة (‪)2‬‬

‫يتــم تقســيم املشــاركني إلــى عدة مجموعات بحســب عــدد املُ َي ِّســرين‪ ،‬و ُيخصص‬ ‫ُم َي ِّســر لــكل مجموعــة‪ .‬علــى كل مجموعــة كتابــة عــدد مــن احلقائــق (املفترضــة)‬ ‫‪171‬‬


‫ملحوظة‪:‬‬ ‫إن إســتخدام أوراق الصقــة ملونــة يعطــي للميســر شــكل طريــف و ُيضفــي جــو‬ ‫مــن املــرح فــي النشــاط‪.‬‬ ‫حلظة مميزة‬ ‫«ســأل أحــد املشــاركني عمــا إذا كان املُ َي ِّســر يقــول احلقيقــة‪ ،‬فقــد كان شــديد‬ ‫االندهــاش مــن كــون افتراضــه خاطئــ ًا‪ .‬وقــد كان هــذا املوقــف كالضربــة‬ ‫القاضيــة لبعــض األحــكام املُســبقة»‪.‬‬ ‫(أحد سفراء احلوار ‪)2011‬‬

‫‪172‬‬


‫‪ 2-3‬نشاط األركان‬ ‫يلقــي هــذا التدريــب الضــوء علــى اختــاف وجهــات النظــر‪ ،‬وعلــى مــا يكمــن وراء اآلراء‬ ‫مــن قيــم ومشــاعر‪ .‬كمــا يســاعد علــى توضيــح مفهــوم احلــوار مــن خــال إجــراء‬ ‫حــوار فعلــي حــول موضــوع يثيــر اهتمــام املشــاركني‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا موضوعــات خاصــة بأماكــن‬ ‫عملهــم أو دراســتهم أو املؤسســة التــي ينتمــون إليهــا‪ .‬و ُيظهــر التدريــب أيضــا حتديــات‬ ‫احلفــاظ علــى األســلوب احلــواري وجتنــب االنــزالق فــي النقــاش‪ ،‬حيــث يوضــح الفــرق‬ ‫بــن هــذه األســاليب‪.‬‬ ‫ويعتبــر هــذا التدريــب مناســب ًا ملمارســة املشــاركني ملبــادئ احلــوار وباألخــص مبد َئــي‬ ‫االنفتــاح واألمانــة‪ ،‬كمــا يســهل دمجــه مــع تدريبــات أخــرى‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•توضيح الفرق بني احلوار والنقاش‪.‬‬ ‫•إتاحة الفرصة لتناول موضوع هام باستخدام احلوار كوسيلة‪.‬‬ ‫•إكتســاب املشــاركني وضــوح أكبــر فيمــا يخــص وجهــات نظرهــم‬ ‫الشــخصية وقيمهــم املتعلقــة بقضيــة مــا‪.‬‬ ‫•إدراك طبيعــة احلــوار‪ ،‬والتــي تفتــرض أن لــكل منــا تصــوره اخلــاص عمــا‬ ‫هــي احلقيقــة‪ ،‬وأن االحتــرام أمــر اساســي‪ ،‬وأن جميــع وجهــات النظــر‬ ‫تســتحق أن تُســمع‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬

‫• •يدعــو امليســر املشــاركني للوقــوف ثــم يطــرح ســؤا ًال بخصــوص قضيــة‬ ‫مــا‪ ،‬علــى أن يكــون الســؤال مثيــر ًا بالنســبة للمشــاركني ويحتمــل العديــد‬ ‫مــن اإلجابــات‪.‬‬ ‫• •يعــرض املُ َي ِّســر أربعــة أوراق أو بطاقــات كبيــرة ‪ُ -‬معــدة مســبقا ‪ -‬بهــا‬ ‫أربعــة إجابــات محتملــة لهــذا الســؤال‪ ،‬ويلصــق كل بطاقــة فــي ركــن مــن‬ ‫أركان القاعــة‪ُ .‬يراعــى وضــوح الصياغــة ووضــوح الفــرق بــن اإلجابــات‬ ‫حتــى يســهل علــى املشــاركني االختيــار بينهــا‪.‬‬ ‫‪173‬‬


‫• • ُيطلــب مــن جميــع املشــاركني الوقــوف فــي ركــن اإلجابــة األقــرب لوجهــة‬ ‫نظرهــم اخلاصــة‪.‬‬ ‫منوذج لسؤال ملح وبعض اإلجابات احملتملة‪:‬‬ ‫كيف حتب أن ترعي والَديك عند الكبر؟‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪1‬سوف أدعوهم للعيش معي ومع أسرتي‬ ‫‪2‬سوف أتبادل مع أخوتي رعايتهم في بيتهم‬ ‫‪3‬ميكن أن يعيشوا معي لبعض الوقت فقط وليس بشكل دائم‬ ‫‪4‬من األفضل أن يعيشوا في بيت لرعاية كبار السن‬

‫•‬

‫• ُيتــاح للمشــاركني املجتمعــن عنــد كل ركــن بعــض الدقائــق ملشــاركة‬ ‫األســباب التــي دفعــت كل منهــم الختيــار هــذه اإلجابــة‪.‬‬ ‫ــن علــى األقــل مــن كل مجموعــة بعــرض ملخــص أمــام‬ ‫•يقــوم َم ْن ُدو َب ْ‬ ‫اجلميــع ملــا حتدثــوا عنــه فــي املجموعــة الصغيــرة‪ .‬يكتشــف املشــاركون‬ ‫مــن خــال هــذه اخلطــوة بعــض مــا يكمــن وراء وجهــات النظــر املختلفــة‪،‬‬ ‫كمــا يكتشــفون أنــه مــن الــوارد أن تدعــم آرا ٌء وقي ـ ٌم مختلفــة اإلجابــة أو‬ ‫االختيــار نفســه‪.‬‬ ‫•بعــد هــذه املرحلــة‪ ،‬يفتــح امليســر املجــال لتبــادل األســئلة االستكشــافية‬ ‫بــن مجموعــات األركان األربــع‪ ،‬وميكــن أن يتدخــل هــو ببعــض األســئلة‬ ‫إذا كان هنــاك احتيــاج لهــذا‪ .‬وهكــذا يكــون للمجموعــات األربعــة فرصــة‬ ‫لتوضيــح األســباب الكامنــة وراء اختيارتهــا‪.‬‬ ‫•بعدهــا‪ ،‬يســأل املُ َي ِّســر إذا كان أحــد ًا يرغــب فــي تبديــل موقفــه والوقــوف‬ ‫فــي ركــن أخــر علــى ضــوء التوضيحــات الســابقة‪ ،‬ويتــرك املجــال للحركــة‪.‬‬ ‫•يتحــرك املشــاركون لتحديــد أماكنهــم اجلديــدة إن وجــد‪ .‬ويستفســر‬ ‫امليســر عــن الســبب‪« :‬مــا الــذي دفعــك إلــى تغيــر موقفــك؟» وينطلــق مــن‬ ‫هــذه اخلبــرة ليتأمــل مــع املشــاركني فــي تأثيــر احلــوار فــي تغييــر مســتوى‬ ‫إدراكنــا لألمــور‪ ،‬وكيــف يؤثــر هــذا علــى رؤيتنــا لألمــور وموقفنــا منهــا‪.‬‬

‫•‬

‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫‪174‬‬


‫التأمل‬

‫إذا كانــت املجموعــة هادئــة وقليلــة الــكالم‪ ،‬فيجــدر باملُ َي ِّســر التدخــل مبــا يحفــز‬ ‫املشــاركني علــى التعبيــر وعلــى املشــاركة فــي احلديــث‪ .‬وقــد يكــون ذلــك مــن‬ ‫خــال املقارنــة بــن اآلراء املتعارضــة لتجميــع نقــاط التشــابه‪ ،‬أو بالعكــس‬ ‫بتوضيــح التعــارض فــي اآلراء التــي تبــدو متشــابهة‪ .‬وميكــن لــه أيض ـ ًا أن‬ ‫يســتعني ببعــض األســئلة التــي تلقــي الضــوء علــى التحيــزات واالفتراضــات‬ ‫الكامنــة وراء وجهــات النظــر املختلفــة‪ .‬مث ـ ً‬ ‫ا‪:‬‬ ‫• •هــل تعتقــد أن قبــول العيــش مــع الوالديــن دائمــا مــا يعكــس احلــب‬ ‫جتاهمــا؟‬ ‫• •مــا هــي نظرتــك ملــن يتــرك والديــه فــي دار رعايــة؟ هــل هنــاك أســباب قــد‬ ‫تدفعــك أنــت أيضـ ًا التخــاذ هــذا القــرار؟‬ ‫وهكــذا‪ ،‬يســاعد املُ َي ِّســر املجموعــة الستكشــاف القيــم الكامنــة وراء كل مــن‬ ‫وجهــات النظــر املختلفــة‪.‬‬ ‫أمــا إذا بــدأ املشــاركون فــي التناقــش بشــكل تلقائــي‪ ،‬يتــرك املُ َي ِّســر املســاحة‬ ‫الســتمرار هــذه املناقشــة لبعــض الوقــت‪ ،‬ثــم ُيوقفهــا ويتأمــل مــع املشــاركني‬ ‫حــول مــا حــدث خــال عمليــة التواصــل التــي متــت بينهــم‪ ،‬أي يتأمــل فيمــا‬ ‫وراء التواصــل»‪( .‬انظــر الفصــل الرابــع عــن التأمــل «فيمــا وراء التواصــل»)‪.‬‬

‫أسئلة للتأمل‪:‬‬ ‫ما الذي حدث للتو في عملية التواصل؟‬ ‫مــا الــذي ســاهم فــي حتويــل هــذا احلديــث مــن حــوار إلــى نقــاش؟ (إذا مــا‬ ‫حــدث هــذا)‬ ‫كيف كان شعورك عندما حتول احلوار إلى نقاش؟‬ ‫كيف ميكن البقاء في املسار احلواري؟‬ ‫متي يكون من األنسب التخلي عن األسلوب احلواري واختيار النقاش؟‬

‫‪175‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬ ‫وقت التدريب‬ ‫األدوات املستخدمة‬

‫‪ 10‬كحد أدنى و‪ 35‬كحد أقصى ليتمكن اجلميع من‬ ‫املشاركة‪.‬‬ ‫‪ 60-45‬دقيقة حسب عدد األسئلة‪ ،‬وقد يستغرق ساعات‬ ‫طويلة إذا مت تنفيذ هذا التدريب ملعاجلة موضوع معني‪.‬‬ ‫أقالم وأوراق‪ 3‬لكتابة اإلجابات املعلقة في األركان‪ ،‬مادة‬ ‫الصقة لتعليق األوراق‪ .‬في حال تنفيذ الفكرة البديلة رقم ‪3‬‬ ‫‪ :‬شريط الصق على األرض‪.‬‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫املشــاركة‪ :‬عــادة مــا يكــون بعــض املشــاركني أكثــر اســتعداد ًا للتحــدث مــن‬ ‫اآلخريــن‪ ،‬لــذا فقــد يكــون مــن املفيــد أن تشــجع املشــاركني األكثــر هــدو ًء عــن‬ ‫طريــق ســؤالهم بشــكل مباشــر عــن وجهــة نظرهــم ‪ -‬مبــا ال يتعــارض مــع‬ ‫ارتيــاح وحريــة املشــاركني فــي املشــاركة‪.‬‬ ‫االســتقطاب‪ :‬قــد يعبــر بعــض املشــاركني عــن أفكارهــم بشــكل حــاد‪ ،‬كاإلشــارة‬ ‫مثـ ً‬ ‫ا لوجهــة نظــر أخــرى علــى أنهــا «عنصريــة» أو «أنانيــة»‪ .‬فــي هــذه احلالــة‬ ‫يطــرح امليســر أســئلة توضيحيــة‪ ،‬مــن شــأنها فهــم واستكشــاف مــا يكمــن وراء‬ ‫هــذه وجهــة النظــر القويــة‪ .‬مثـ ً‬ ‫ا‪« :‬هــل تعتقــد أن هــذا املشــارك اآلخــر ينظــر‬ ‫إلــى وجهــة نظــره علــى أنهــا عنصريــة؟»‬ ‫كــن محايــدا وفضوليــا‪ :‬يســاعد هــذا النشــاط علــى إقامــة حــوارات منفتحــة‬ ‫وشــخصية‪ ،‬ويســتدعي هــذا أن يكــون املُ َي ِّســر محايــد ًا‪ ،‬وال ُيظهــر أي تعاطــف‬ ‫أو اســتنكار ألي مــن األراء حتــى ولــو كان لديــه موقــف قــوي مــن هــذه اآلراء‪.‬‬ ‫فــإن هــذا املوقــف احملايــد للميســر هــو الــذي يتيــح للمشــاركني إمكانيــة التعبير‬ ‫بصراحــة وانفتــاح‪ ،‬كمــا يشــجعهم علــى االســتماع لآلخريــن ومراجعــة موقفهــم‬ ‫إن أرادوا‪.‬‬ ‫فكــر بديلــة (‪ :)1‬الوقــوف مــكان اآلخريــن (الدمــج مــع التدريــب ‪ :3-3‬لعبــة‬ ‫تبــادل العقول)‬

‫‪176‬‬


‫عــن امليســر اخلــاص بهــا‪ ،‬مثــل الديــن‪ ،‬أو ال ُهوايــات‪ ،‬أو ترتيبــه بــن اخوتــه‪،‬‬ ‫الــخ‪ .‬ويقــوم بعــد هــذا املُ َي ِّســرون بفحــص البطاقــات ومناقشــة أســبابها ومــدى‬ ‫صحــة أو خطــأ االفتراضــات املختلفــة‪.‬‬

‫فكرة بديلة (‪)3‬‬

‫يقــرأ أحــد املُ َي ِّســرين العبــارات بالتتابــع‪ ،‬وفــي كل مــرة يكــون علــى املشــاركني‬ ‫تخمــن مــن هــو املُ َي ِّســر الــذي تنطبــق عليــه العبــارة‪ ،‬وميكنهــم التعبيــر عــن‬ ‫اختيارهــم إمــا بالوقــوف بجــوار املُ َي ِّســر الــذي يختارونــه أو بلصــق البطاقــة‬ ‫عليــه‪.‬‬

‫‪ 3-3‬نشاط تبادل العقول‬ ‫يبــدأ املشــاركون بالوقــوف فــي الركــن الــذي ُيعبــر عــن رأيهــم‪ ،‬ويقومــون بتوضيــح‬ ‫أســباب اختيارهــم‪ .‬ثــم يطلــب املُ َي ِّســر مــن كل مجموعــة التحــرك نحــو الركــن التالــي‬ ‫فــي اجتــاه اليمــن‪ ،‬ويدعوهــم لوضــع أنفســهم مــكان أصحــاب هــذا الركــن‪ .‬عليهــم اآلن‬ ‫الدفــاع عــن هــذا االختيــار! يعطــي هــذا التدريــب فرصــة للمشــاركني للتعمــق فــي وجهــة‬ ‫النظــر املغايــرة‪ .‬ويكــون علــى املُ َي ِّســر التأكــد مــن أن املشــاركني يعبــرون فعليـ ًا عــن آراء‬ ‫مــن يقفــون مكانهــم‪ ،‬وليــس عــن آراءهــم الشــخصية‪.‬‬

‫أسئلة التأمل‬ ‫كيــف كانــت خبرتــك (شــعور‪ ،‬أفــكار‪ )...‬فــي الدفــاع عــن وجهــة نظــر شــخص‬ ‫آخــر؟‬ ‫هل أثرت هذه اخلبرة على وجهة نظرك األصلية؟ كيف؟‬ ‫فكــرة بديلــة (‪ :)2‬الوقــوف مــكان اآلخريــن (الدمــج مــع التدريــب ‪8-3‬‬ ‫احلــوار باســتخدام عصــا الــكالم)‬ ‫فــي حالــة احتــدام النقــاش وانحصــاره بــن اثنــن مــن املشــاركني‪ ،‬يدعوهمــا‬ ‫امليســر إلــى اســتكمال احلديــث باســتخدام «عصــا الــكالم» (ميكــن اســتخدام‬ ‫قلــم مثــ ً‬ ‫ا مبثابــة عصــا الــكالم)‪ .‬ثــم يطلــب امليســر مــن باقــي املشــاركني‬ ‫‪177‬‬


‫التأمــل فيمــا حــدث لعمليــة التواصــل عندمــا بــدأ اســتخدام العصــا‪ .‬تأكــد مــن‬ ‫أن مالحظــات املشــاركني تتنــاول تأثيــر «عصــا الــكالم» علــى أســلوب التواصــل‬ ‫مــا بــن احلــوار والنقــاش ‪ -‬وليــس أداء املتحاوريــن‪ .‬وفــي النهايــة‪ ،‬ال تنســى‬ ‫ـاركي اللذ َيــن ســاهما فــي التجربــة‪.‬‬ ‫شــكر املشـ َ‬ ‫فكرة بديلة (‪ :)3‬مكانك على اخلط‬

‫فــي حالــة وجــود أقــل مــن ‪ 10‬مشــاركني‪ ،‬ميكــن العمــل بإجابتــن فقــط بــد ًال‬ ‫مــن أربعــة علــى الســؤال املطــروح؛ مثـ ً‬ ‫ا «هــل توافــق علــى تســكني والديــك فــي‬ ‫دار لرعايــة املســنني عنــد الكبــر؟» نعــم أم ال‪.‬‬ ‫ حــدد خط ـ ًا علــى األرض باســتخدام شــريط الصــق‪ ،‬ووضــح أن إحــدى‬‫نهايــات هــذا اخلــط متثــل اإلجابــة «نعــم» واألخــرى متثــل اإلجابــة «ال»‪ .‬اطلــب‬ ‫مــن املشــاركني حتديــد مكانهــم علــى طــول اخلــط بحســب وجهــة نظرهــم‪،‬‬ ‫فيمكنهــم الوقــوف بالقــرب مــن «نعــم» أو مــن «ال»‪ ،‬أو اختيــار أي مــكان بــن‬ ‫هاتــن النقطتــن يعبــر عــن رأيهــم فــي هــذه القضيــة‪.‬‬ ‫يســأل املُ َي ِّســر املشــاركني عــن أســباب وقوفهــم فــي هــذا املــكان‪ ،‬ويســاعدهم‬ ‫علــى اسكتشــاف مــا يكمــن وراء موقفهــم املباشــر وعلــى التعبيــر عنــه‪.‬‬ ‫ملحوظــة‪ :‬يصلــح هــذا التدريــب كإطــار عــام لورشــة عمــل كاملــة تســتخدم‬ ‫احلــوار بهــدف معاجلــة قضيــة مــا‪ .‬علــى ســبيل املثــال‪ :‬ميكــن أن يســتخدم‬ ‫التدريــب لتنــاول قضيــة تخــص العمــل داخــل املؤسســة عــن طريــق احلــوار‪.‬‬

‫‪178‬‬


‫‪ 3-3‬نشاط تبادل العقول‬ ‫فــي هــذا التدريــب‪ ،‬يضــع املشــارك نفســه مــكان شــخص أخــر‪ .‬فمــن خــال رؤيــة‬ ‫املشــهد مــن زاويــة مغايــرة لزاويتــه املعتــادة‪ ،‬يفهــم املشــارك بعمــق أكبــر وجهــات النظــر‬ ‫املختلفــة عنــه ويجــد ســهولة أكبــر فــي تقبلهــا حتــى وإن لــم يكــن يتفــق معهــا‪ .‬ينجــح هذا‬ ‫التدريــب بشــكل خــاص فــي مجــال احلــوار بــن الثقافــات‪ ،‬كمــا يســاعد علــى توضيــح‬ ‫الفــرق بــن احلــوار والنقــاش‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫• •اكتســاب القــدرة علــى النظــر لألمــور مــن منظــور مختلــف‪ ،‬واكتشــاف‬ ‫إمكانيــة تعديــل الشــخص ملوقفــه األصلــي‪.‬‬ ‫• •اكتســاب فهــم أعمــق للدوافــع واإلحتياجــات والقيــم التــي تكمــن وراء‬ ‫وجهــات النظــر املختلفــة‪.‬‬ ‫• •إجــراء حــوار فعلــي فــي موضــوع يهــم املشــاركني بشــكل خــاص (نقطــة‬ ‫ســاخنة)‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫يضــع امليســر الكراســي فــي جانــب مــن القاعــة بحيــث ال تعطــل احلركــة‪،‬‬ ‫ويقســم القاعــة إلــى قســمني باســتخدام شــريط ملــون علــى األرضيــة‪.‬‬ ‫يقــف املشــاركون فــي القاعــة بشــكل عشــوائي‪ .‬ال يشــرح املُ َي ِّســر الهــدف‬ ‫مــن التدريــب‪ ،‬وإمنــا يكتفــي بشــرح خطــوات التنفيــذ واحــدة تلــو األخــرى‪،‬‬ ‫فمــا ســيتعلمه املشــاركون هــو نتــاج للخبــرة العمليــة التــي سيعيشــونها خــال‬ ‫التدريــب‪.‬‬ ‫يطــرح امليســر ســؤا ًال ويتيــح للمشــاركني االختيــار فقــط مــا بــن إجابتــن‬ ‫تعبــران عــن وجهتــن نظــر متناقضتــن‪ .‬يتحــرك كل مشــارك وفق ـ ًا إلجابتــه‬ ‫إلــى اجلانــب املناســب مــن القاعــة‪.‬‬ ‫على سبيل املثال‪:‬‬ ‫‪179‬‬


‫إذا يرغب شخصان مختلفان الديانة في الزواج‪ ،‬فكيف جتد هذا األمر؟‬ ‫ ‬ ‫‪ -1‬مقبول‬

‫‪ -2‬غير مقبول‪.‬‬

‫• •تتناقــش كل مجموعــة علــى حــدى حــول أســباب اختيارهــم هــذه اإلجابــة‬ ‫ومــا يدعــم هــذا االختيــار‪.‬‬ ‫• •ثــم يطلــب امليســر مــن املشــاركني «تبــادل العقــول» وذلــك بتبــادل أماكنهــم‬ ‫فــي القاعــة‪ ،‬وتبنــي موقــف اإلجابــة النقيضــة الجابتهــم األصليــة‪.‬‬ ‫• • ُينــح املشــاركون ‪ 5‬دقائــق ‪ -‬وفقــا لعددهــم ‪ -‬للبحــث عــن احلجــج التــي‬ ‫تدعــم وجهــة النظــر التــي ميثلوهــا اآلن‪.‬‬ ‫• • ُيتــاح لــكل مجموعــة ‪ 5‬دقائــق لتقــدمي احلجــج التــي تدعــم وجهــة النظــر‬ ‫اجلديــدة‪.‬‬ ‫• •يطلــب املُ َي ِّســر مــن املشــاركني اســترجاع مكانهــم األصلــي‪ ،‬و ُيشــجع أي‬ ‫مشــارك قــد يكــون قــد غيــر مــن وجهــة نظــره للوقــوف فــي املــكان الــذي‬ ‫يعبــر فعليـ ًا عنــه‪ .‬ويســألهم املُ َي ِّســر بفضــول ع ّمــا دفعهــم إلــى التغييــر أو‬ ‫التعديــل فــي موقفهــم األصلــي‪.‬‬ ‫• •يتم بعد ذلك تعزيز اخلبرة بالتأمل‪.‬‬

‫التأمل‬ ‫أسئلة للتأمل‪:‬‬

‫كيف كان شعورك أثناء القيام بهذا التدريب؟‬ ‫ما هي القيم التي اكتشفتها وراء اآلراء املختلفة؟‬ ‫هــل ميكــن لقيمــة واحــدة أو لقيــم متشــابهة أن تدعــم وجهتــن النظــر‬ ‫ا ملتنا قضتــن ؟‬ ‫هل ميكن لقيم مختلفة أن تدعم وجهة النظر ذاتها؟‬ ‫مــاذا حــدث عنــد «تبــادل العقــول» أي تبادل األماكــن مع اآلخريــن‪ ،‬واضطرارك‬ ‫إلــى الدفــاع عــن وجهــة نظــر ال تتفــق معهــا فــي احلقيقة؟‬ ‫ما الذي تعلمته خالل هذا التدريب؟‬

‫‪180‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫أكثر من ‪ 10‬مشاركني وال يوجد حد أقصى‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫إذا كان عدد املشاركني كبيرا‪ ،‬ميكن تقسيمهم إلى‬ ‫مجموعتني‪ ،‬وتنقسم كل مجموعة إلى مجموعتني فرعيتني‪،‬‬ ‫تأكد من حصول املجموعات على فرص تعبير مماثلة في‬ ‫جلسة التأمل العامة‪.‬‬ ‫نحو ‪ 45‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫شريط الصق لتقسيم القاعة‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫أصبــح لــدى بعــض املشــاركني الذيــن قامــوا بتغييــر رأيهــم فعليــ ًا بســبب‬ ‫التدريــب خبــرة عمليــة فيمــا يخــص كيفيــة حــدوث هــذا األمــر‪ .‬تأكــد مــن أن‬ ‫يتــم التأمــل فــي هــذه اخلبــرة القيمــة بشــكل كافــي وقــم بتوظيفهــا مــن أجــل‬ ‫اســتفادة املجموعــة بأكلمهــا‪.‬‬

‫اختيار السؤال‪/‬املوضوع‬ ‫عليــك اختيــار الســؤال أو املوضــوع مبــا يناســب درجــة التحــدي التــي يســتطيع‬ ‫املشــاركون التفاعــل معهــا‪ .‬فــإذا كانــت القضيــة بســيطة وغيــر مثيرة للمشــاركني‪،‬‬ ‫ففــي األغلــب ســوف تكــون نتيجــة التعلــم ســطحية‪ .‬أمــا املوضوعــات الشــائكة‬ ‫للغايــة‪ ،‬فهــي حتمــل حتديــا مضاعفـ ًا للميســر فــي إدارة احلــوار‪ ،‬لســهولة انحيــاد‬ ‫املشــاركني عــن املســار احلــواري ودخولهــم فــي نقــاش‪.‬‬ ‫فــي ورش العمــل التــي تهــدف باألســاس إلــى إجــراء حــوار حــول موضــوع محــدد‪،‬‬ ‫قــم بتحديــد اإلشــكالية وصياغــة الســؤال مع املشــاركني‪.‬‬ ‫قــد يكــون مــن املفيــد دمــج هــذا التدريــب مــع التدريــب رقــم «‪« ،»8-3‬احلــوار‬ ‫باســتخدام عصــا الــكالم»‪.‬‬ ‫ميكنــك حتويــل التدريــب إلــى منافســة بــن املجموعتــن بهــدف حشــد أكبــر‬ ‫عــدد مــن الداعمــن لــكل وجهــة نظــر‪ .‬فمــن شــأن ذلــك أن يضيــف حيويــة إلــى‬ ‫املجموعــات قليلــة االســتجابة‪.‬‬ ‫‪181‬‬


‫‪ 4-3‬داخل أم خارج املجموعة؟‬

‫يبــرز هــذا التدريــب كيــف نقــوم كبشــر بتكويــن مجموعــات وتصنيــف بعضنــا البعــض‪،‬‬ ‫كمــا يوضــح كيفيــة حــدوث كل مــن التمييــز واإلقصــاء‪ .‬ميكــن أيض ـ ًا مــن خــال هــذا‬ ‫التدريــب التطــرق إلــى موضــوع العالقــة بــن األغلبيــة واألقليــات‪ ،‬كمــا يفيــد فــي احلــوار‬ ‫بــن الثقافــات‪.‬‬ ‫ويقــدم هــذا التدريــب خبــرة عمليــة مباشــرة ال حتتــاج املشــاركة فيــه إلــى التواصــل‬ ‫اللفظــي‪ .‬ومــن ثــم‪ ،‬فمــن الضــروري تعزيــز التدريــب بالتأمــل‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫يوضح هذا التدريب املفاهيم التالية‪:‬‬ ‫• •كيــف يتــم تكويــن اجلماعــات‪ ،‬وكيــف أن هــذا األمــر ال يخضــع فــي كثيــر‬ ‫مــن األحيــان إلــى االختيــار الفــردي‪.‬‬ ‫• •معنــى وقيمــة إنتمــاء األفــراد إلــى جماعــة‪ ،‬ومــا يقابلــه مــن شــعور‬ ‫بالضعــف ملــن ال ينتمــي ألي جماعــة‪.‬‬ ‫• •املعضلــة الكامنــة فــي أن الشــعور باالنتمــاء جلماعــة ميكــن أن ُيترجــم إلــى‬ ‫أفعــال موجهــة ضــد مــن ال ينتمــون للجماعــة نفســها‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬

‫• •يشــرح املُ َي ِّســر موضــوع التدريــب باختصــار ويشــرح قواعــد اللعبــة‪ ،‬دون‬ ‫أن يذكــر أن أحــد املشــاركني سيســتلم ورقــة مــن لــون فريــد أو أنــه‬ ‫ســيبقى خــارج أي مجموعــة وال كيــف ســتكون األحــداث فيمــا بعــد (انظــر‬ ‫مــا يلــي)‪.‬‬ ‫• •يطلــب املُ َي ِّســر مــن املشــاركني الوقــوف فــي دائــرة موجهــن ظهورهــم إلــى‬ ‫مركــز الدائــرة‪ .‬يقــف املُ َي ِّســر فــي وســط الدائــرة ويلصــق علــى ظهــر‬ ‫كل مشــارك ورقــة الصقــة بألــوان محــددة (مث ـ ً‬ ‫ا أحمــر وأصفــر وأزرق)‬ ‫بحيــث يتــم توزيــع كل لــون بالتســاوي تقريب ـ ًا مــا بــن املشــاركني‪ ،‬عــدا‬ ‫‪182‬‬


‫•‬

‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫مشــارك واحــد يحصــل علــى لــون فريــد ال يتكــرر (مث ـ ً‬ ‫ا اللــون األخضــر)‪.‬‬ ‫•املهمــة هــي أن يتجمــع املشــاركون أصحــاب اللــون الواحد فــي مجموعات‪،‬‬ ‫مــع العلــم بأنــه ال يجــوز للمشــاركني التحــدث فيمــا بينهــم‪ -‬فالتواصــل‬ ‫اللفظــي ممنــوع ‪ -‬وكذلــك ال يجــوز أن يــرى أي مشــارك الورقــة امللصوقــة‬ ‫علــى ظهــره‪.‬‬ ‫•وفــي حالــة أن ســألك أحــد املشــاركني‪ ،‬ميكنــك أن توضــح أن التواصــل‬ ‫غيــر اللفظــي مســموح‪ ،‬وكذلــك مــن املســموح أن يســاعد املشــاركون‬ ‫بعضهــم البعــض فــي العثــور علــى األشــخاص أصحــاب اللــون نفســه‬ ‫دون تبــادل أي حديــث‪ .‬ال يشــرح امليســر هــذه القاعــدة إال إذا ُســ ِئل‬ ‫عنهــا بشــكل مباشــر‪.‬‬ ‫•مــن الضــروري تقــدمي التعليمــات بوضــوح والتأكــد من أن لدى املشــاركني‬ ‫رؤيــة واضحــة حــول مــا ســيفعلونه قبــل بــدء التدريب‪.‬‬ ‫•يدعــو امليســر املشــاركني للبــدء فــي التجمــع بحســب اللــون‪ .‬ينتهــي األمــر‬ ‫باملشــارك صاحــب الورقــة فريــدة اللــون واقفـ ًا وحيـ ًدا بعــد أن يتــم نبــزه‬ ‫مــن جميــع املجموعــات‪.‬‬

‫يحتــاج هــذا التدريــب إلــى وقــت كافــي للتعزيــز‪ ،‬حيــث قــد ينتــج عنــه مشــاعر‬ ‫قويــة وغيــر ســارة‪ .‬ابــدأ بســؤال املشــارك الــذي انتهــى بــه األمــر وحي ـ ًدا‪:‬‬ ‫«مــا هــو شــعورك وأنــت تقــف وحيـ ًدا؟» «كيــف تعاملــت مــع هــذا املوقــف‪ ،‬مــا‬ ‫هــو رد فعلــك؟»‬ ‫اعطــي الوقــت واالهتمــام الــازم لتقديــر املشــاعر التــي يتــم التعبيــر عنهــا‬ ‫ولعكســها أو إعــادة صياغتهــا بحيــث يشــعر املشــارك بأنــه مســموع ومفهــوم‬ ‫فــي شــعوره وباألخــص فــي شــعور الوحــدة أو االســتضعاف أو النبــذ الــذي‬ ‫قــد يكــون قــد خبرهمــا أثنــاء التدريــب‪ .‬وتأكــد أن املشــارك بخيــر قبــل االنتقــال‬ ‫إلــى اخلطــوة التاليــة أال وهــي التعزيــز والتأمــل فــي التدريــب‪.‬‬

‫أسئلة للتعزيز‪:‬‬ ‫ماذا حدث أثناء هذا التدريب؟‬

‫‪183‬‬


‫كيف تكونت املجموعات؟‬ ‫كيف كنت تنظر للمجموعات املختلفة؟‬ ‫كيــف كان األمــر عندمــا حــاول أحــد األشــخاص مــن خــارج املجموعــة؟‬

‫االنضمــام إليهــا؟‬

‫• •ماذا كان رد فعلك؟ وملاذا؟‬ ‫• •كيف كان شعورك وأنت تدفع اآلخرين بعي ًدا؟‬ ‫• •كيف كان شعورك عندما مت دفعك بعي ًدا؟‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬كلنــا اختبرنــا إحســاس اإلنتمــاء جلماعــات معينــة وعــدم اإلنتمــاء‬ ‫أو اإلقصــاء مــن جماعــات أخــرى‪ .‬وميكننــا مــن خــال هــذا التدريــب أن نتأمــل‬ ‫فــي عالقــة هــذه الظاهــرة بطبيعــة احلــوار‪.‬‬

‫أسئلة تساعد على تأمل التدريب‪:‬‬ ‫هل مررت مبواقف شبيهة في في إطار أخر؟‬ ‫مــا رأيــك فــي اآلليــات التــي تتيــح لآلخريــن حتديــد مــن هــو بداخــل مجموعتهــم‬ ‫أو خارجهــا؟‬ ‫هــل وضــع أحدكــم معيــار اللــون ‪ -‬الــذي حددنــاه نحــن ك ُم َي ِّســرين لتقســيم‬ ‫املشــاركني إلــى مجموعــات ‪ -‬موضــع التســاؤل؟‬ ‫في اعتقادك‪ ،‬ملاذا قمنا بتنفيذ هذا التدريب؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫من ‪ 10‬إلى حوالي ‪ 30‬مشارك‪ ،‬مع مالحظة أنه كلما زاد‬ ‫عدد املشاركني‪ ،‬كلما أصبح شعور املشارك الذي يقف‬ ‫وحي ًدا أكثر حساسية‪.‬‬ ‫‪ 15‬دقيقة للتنفيذ ‪ 20 +‬دقيقة للتعزيز والتأمل‪.‬‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫أوراق الصقة بألوان مختلفة بعدد املشاركني‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫‪184‬‬


‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫مــن األفضــل أن يختــار امليســر مــن بــن املشــاركني شــخص ًا يتســم بقــدر مــن‬ ‫القــوة والثقــة فــي النفــس ليحصــل علــى اللــون الفريــد‪ .‬و ُينصــح بتنفيــذ هــذا‬ ‫التدريــب بعــد مــرور بعــض الوقــت علــى بدايــة الورشــة‪ ،‬مبــا يســاعد علــى‬ ‫وجــود منــاخ يتســم باالرتيــاح والثقــة فــي تعامــل املشــاركني مــع بعضهــم‬ ‫البعــض مــن ناحيــة‪ ،‬وممــا يتيــح أيضــ ًا للميســر االحســاس باملشــاركني‬ ‫وبشــخصياتهم املختلفــة الختيــار املشــارك األنســب ليظــل وحيــد ًا‪ .‬وينبغــي‬ ‫علــى امليســر فــي هــذا الصــدد اإلنتبــاه إلــى انحيازاتــه الشــخصية وافتراضاتــه‬ ‫فيمــا يخــص الشــخص الــذي يبــدو عليــه القــوة أو الثقــة‪.‬‬

‫فكرة بديلة‪:‬‬ ‫ميكــن اختيــار شــخصني يحصــل كل منهمــا علــى لــون فريــد خــاص بــه‪ ،‬ويتــاح‬ ‫لهمــا التأمــل ســوي ًا فــي جتربتهمــا كونهمــا خــارج أي مجموعــة‪ ،‬وأيضــ ًا‬ ‫مشــاركتها مــع اآلخريــن‪.‬‬

‫حلظة تعلم قوية‬ ‫«فــي إحــدى ورش العمــل‪ ،‬رفــض أحــد املشــاركني االلتــزام بالقاعــدة املوضوعــة‬ ‫والتــي تتحتــم لفــظ فــرد مــن األفــراد خــارج أي مجموعــة‪ .‬لــم يعــري هــذا‬ ‫املشــارك أي اهتمــام للّــون الــذي ينتمــي إليــه هــذا الفــرد‪ ،‬فقــد كان اهتمامــه‬ ‫منصبــا علــى أن يكــون اجلميــع ضمــن مجموعــة‪ .‬وقــد وضــح لنــا املشــارك‬ ‫أســبابه الح ًقــا‪ ،‬فهــو يعتبــر أن إقصــاء أي فــرد هــو أمــر مخالــف لضميــره!‬ ‫أدركــت حينهــا أن لــدى بعــض األشــخاص قيم ـ ًا قويــة لدرجــة أنهــم يتبعونهــا‬ ‫بغــض النظــر عــن القواعــد املطبقــة»‪.‬‬ ‫أحد سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫‪185‬‬


‫‪ 5-4‬حتديد األولويات‬

‫يصلــح هــذا التدريــب إلجــراء حــوار فعلــي حــول القيــم الســائدة فــي مختلــف املجتمعات‪.‬‬ ‫ويبــرز التدريــب القواســم املشــتركة بــن قيــم هــذه املجتمعــات وأيضـ ًا االختالفــات بينها‪،‬‬ ‫كمــا يوضــح كيــف يختلــف ترتيــب القيــم بــن املجتمعــات بــل وأيض ـ ًا بداخــل املجتمــع‬ ‫الواحــد‪ .‬وعليــه‪ ،‬فــإن هــذا التدريــب يعتبــر مالئمـ ًا للمجموعــات ذات اخللفيــات الثقافيــة‬ ‫املتنوعــة‪ ،‬كمــا ميكــن اســتخدامه إلجــراء حــوار بــن الثقافــات‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫يهــدف هــذا التمريــن إلــى تســليط الضــوء علــى القيــم الســائدة فــي املجتمعــات‬ ‫املختلفــة التــي نعيــش فيهــا‪ ،‬وإلــى حتقيــق اإلدراك باختــاف القيــم بحســب‬ ‫املجتمعــات وأيض ـ ًا اختالفهــا بداخــل املجتمــع الواحــد‪.‬‬ ‫• •التأمل في افتراضاتنا عن اآلخرين‪.‬‬ ‫• •وضع كل مشارك نفسه مكان اآلخرين مبا يحقق تفاهم أعمق‪.‬‬ ‫• •ممارسة أدوات احلوار ومنها اإلصغاء الفعال واألسئلة االستكشافية‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫• •يتــم تقســيم املشــاركني إلــى مجموعــات متجانســة تتكــون مــن ‪ 5‬إلــى ‪7‬‬ ‫أشــخاص متثــل األفــراد املوجــودة (مثـ ً‬ ‫ا ميكــن أن يكــون هنــاك مجموعــة‬ ‫أو أكثــر أردنيــة‪ ،‬ومجموعــة أو أكثــر دامناركيــة)‪ .‬وإذا كان هنــاك‬ ‫اختــاف كبيــر بــن املشــاركني – لنفتــرض مثـ ً‬ ‫ا إنهــم ميثلــون ثمــان دول‬ ‫مختلفــة ‪ -‬فيمكــن تقســيم املجموعــات بحســب معيــار آخــر يحقــق أكبــر‬ ‫قــدر مــن التجانــس‪ :‬مثــا بالتقســيم حســب املناطــق اجلغرافيــة إلــى دول‬ ‫اخلليــج‪ ،‬الشــام‪ ،‬شــمال أفريقيــا‪ ،‬أوروبــا‪ ،‬إلــخ‪.‬‬ ‫• •حتصــل كل مجموعــة علــى رزمتــن متكررتــن مــن البطاقــات‪ ،‬تتكــون‬ ‫كل رزمــة مــن ‪ 20‬بطاقــة علــى األقــل‪ .‬حتتــوي كل بطاقــة علــى قيمــة أو‬ ‫مبــدأ أو ظاهــرة تتواجــد فــي املجتمعــات املختلفــة‪ .‬علــى ســبيل املثــال‪:‬‬ ‫الدميقراطيــة‪ ،‬حريــة التعبيــر‪ ،‬احليــاة األســرية‪ ،‬الديــن‪ ،‬التعليــم‪ ،‬التقاليــد‪،‬‬ ‫ومــا إلــى ذلــك‪ .‬يحــدد املُ َي ِّســر هــذه القيــم ُمســبق ًا بنــا ًء علــى املشــاركني‪،‬‬ ‫‪186‬‬


‫وأيض ـ ًا بنــا ًء علــى املجتمعــات التــي ميثلونهــا‪.‬‬ ‫• • ُمهمــة كل مجموعــة هــي إعــداد قائمتــن بالبطاقــات‪ .‬القائمــة األولــى‬ ‫بهــا أهــم خمســة قيــم بالنســبة للمجتمــع الــذي ميثلونــه‪ ،‬والقائمــة الثانيــة‬ ‫بهــا أهــم خمســة قيــم مــن وجهــة نظرهــم بالنســبة للمجتمــع الــذي متثلــه‬ ‫املجموعــة اآلخــرى‪ ،‬أو أحــد هــذه املجتمعــات إذا كان هنــاك مجتمعــات‬ ‫مثلــة‪.‬‬ ‫عديــدة ُ َ‬ ‫• •تقــدم كل مجموعــة لآلخريــن قائمتــي القيــم التــي حددوهــا‪ ،‬و ُيتــرك لهــا‬ ‫بعــض الوقــت للــرد علــى األســئلة التوضيحيــة‪.‬‬ ‫• •علــى امليســر أن يوفــر وقت ـ ًا كافي ـ ًا لتعزيــز التدريــب والتأمــل فيــه حيــث‬ ‫أن هــذه املرحلــة مــن التدريــب هــي التــي حتقــق أكبــر قــدر مــن التعلــم‬ ‫للمشــاركني‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬

‫أسئلة التأمل لكل مجموعة على حدى‪:‬‬ ‫ما الذي مت االتفاق عليه في مجموعتكم؟‬ ‫كيف مت التوصل إلى إتفاق؟‬ ‫ماذا كان شكل التواصل في املجموعة‪ :‬حوار ًا أم نقاش ًا؟‬ ‫كيف كان األمر عند حتديد أولويات القيم ملجتمع غير مجتمعك؟‬ ‫كيف كان األمر عند حتديد أولويات مجتمعك؟‬

‫في جلسة تعزيز مشتركة للجميع‪:‬‬ ‫• •مــا هــو األصعــب‪ :‬اإلتفــاق علــى أولويــات القيــم فــي مجتمعــك أم فــي‬ ‫مجتمــع آخــر؟ وملــاذا؟‬ ‫• •كيــف مت اســتخدام أشــكال التواصــل املختلفــة؟ هــل مت االعتمــاد علــى‬ ‫النقــاش مــن أجــل اإلقنــاع والتفــاوض والوصــول إلــى االتفــاق؟ أم مت‬ ‫اســتخدام احلــوار مــن أجــل املزيــد مــن الفهــم؟ أم مت اســتخدام كل مــن‬ ‫هــذه األشــكال مع ـ ًا؟ وكيــف ميكــن لهــذه األشــكال مــن التواصــل تعزيــز‬ ‫بعضهــم البعــض؟‬ ‫• •في رأيك‪ ،‬ملاذا قمنا بتنفيذ هذا التدريب؟‬ ‫‪187‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫من ‪ 10‬إلى ‪ 30‬مشارك‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫قد يجد امليسر صعوبة في احلفاظ على تركيز املشاركني‬ ‫أثناء جلسة التعزيز املشتركة إذا كان عدد املشاركني‬ ‫كبيرا‪ ،‬لذا فمن األفضل في هذه احلالة االختصار في‬ ‫وقت اجللسة‪.‬‬ ‫من ‪ 45‬إلى ‪ 60‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫• •عــدد ‪ 2‬رزمــة مــن البطاقــات املتكــررة بهــا‬ ‫علــى األقــل ‪ 20‬قيمــة مختلفــة لــكل مجموعــة‪.‬‬ ‫• •أوراق كبيــرة ‪ A3‬أو لوحــة‪ ،‬وأقــام لــكل‬ ‫مجمو عــة‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫م بتجهيــز مجموعــات بطاقــات القيــم بألــوان مختلفــة‪ ،‬فهــذا ُيســهل مــن ترتيبهم‬ ‫بعــد النشــاط إلعادة اســتخدامهم‪.‬‬

‫‪188‬‬


‫‪ 6-3‬أسئلة وأجوبة‬

‫هــذا التدريــب يناســب ورش العمــل التــى تهــدف إلــى إجــراء حــوار حــول موضــوع‬ ‫محــدد يهــم املشــاركني‪ .‬ويشــترط لتنفيــذ التدريــب أن يكــون املُ َي ِّســر علــى اســتعداد‬ ‫ملشــاركة بعــض تفاصيــل حياتــه الشــخصية‪ ،‬حيــث يطــرح املشــاركون علــى املُ َي ِّســر‬ ‫بعــض األســئلة‪ ،‬والتــي ينتــج عنهــا حديــث يكشــف عــن مفهــوم احلــوار بشــكل عملــي‪،‬‬ ‫ويتــم مــن خاللــه كســر األحــكام املســبقة التــي قــد تكــون موجــودة‪ .‬يصلــح هــذا التدريــب‬ ‫بشــكل خــاص عندمــا يكــون املُ َي ِّســر مــن خلفيــة ثقافيــة مختلفــة عــن املشــاركني‪ ،‬لــذا فهــو‬ ‫يصلــح إلجــراء احلــوار بــن الثقافــات‪ .‬ويعمــل التدريــب بشــكل أفضــل إذا كان هنــاك‬ ‫أكثــر مــن ُم َي ِّســر‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•كســر األحــكام املســبقة واألفــكار النمطيــة وحتــدي االفتراضــات التــي‬ ‫نحملهــا عــن بعضنــا البعــض‪.‬‬ ‫•إبراز التعددية بشكل عملي وتهيئة جو يسمح بتفهم االختالفات‪.‬‬ ‫•ابــراز أهميــة الفضــول باعتبــاره عنصــرا هام ـ ًا فــي االســتعداد الذهنــي‬ ‫للحــوار وأيض ـ ًا مــن أدوات احلــوار‪.‬‬ ‫•إتاحــة الفرصــة إلجــراء حــوار علــى قــدم املســاواة بــن كل مــن املشــاركني‬ ‫وا ملُ َي ِّسرين‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬

‫• •ادعــو املشــاركني إلــى طــرح ســؤال أو أكثــر علــى املُ َي ِّســر بهــدف اكتشــاف‬ ‫القيــم األساســية التــي يؤمــن بهــا ويدافــع عنهــا‪ .‬وقــد حتتــاج أو ًال إلــى‬ ‫تذكيــر املشــاركني مببــادئ احلــوار األربعــة أال وهــي الثقــة واالنفتــاح‬ ‫واألمانــة واملســاواة‪ ،‬والتأكيــد عليهــا‪.‬‬ ‫• •يطــرح املشــاركون األســئلة علــى امليســر‪ ،‬واحــد ًا تلــو األخــر‪ ،‬و ُيجيــب‬ ‫امليســر مراعيــ ًا اآلتــي‪:‬‬ ‫• •إذا شــرع أحــد املشــاركني فــي حديــث فــردي مطــول عــن وجهــة نظــره‬ ‫ ممــا يســتقطع مــن وقــت مشــاركة اآلخريــن‪ -‬فعليــك مســاعدته علــى‬‫املضــي قدمــا‪ ،‬مث ـ ً‬ ‫ا بســؤاله‪« :‬إذن مــا هــو ســؤالك؟»‬ ‫‪189‬‬


‫منفتحا وودو ًدا‪ .‬إذا شــعرت بإســاءة بســبب أحد األســئلة‪ ،‬فاستفســر‬ ‫• •كن‬ ‫ً‬ ‫عــن الســبب وراء طــرح الســؤال‪ .‬حافــظ علــى فضولــك وعلــى رغبتــك فــي‬ ‫االستكشــاف عمـ ً‬ ‫ا مببــادئ التواصــل احلواري‪.‬‬ ‫• •إذا كان الســؤال املطــروح عليــك عامــا جــد ًا أو يخــص أمــر ًا لســت علــى‬ ‫داريــة كافيــة بــه‪ ،‬اطلــب مــن املشــارك توضيــح أو حتديــد الســؤال‪.‬‬ ‫• •قــم باإلجابــة فقــط بالنيابــة عــن نفســك‪ ،‬ال بالنيابــة عــن بلــدك أو ثقافتــك‬ ‫أو مجموعتــك‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫• •في رأيك‪ ،‬ملاذا قمنا بهذا التدريب؟‬ ‫• •ما الذي اكتسبته من خالل هذا التدريب؟‬ ‫• •ما الذي الحظته فيما يخص شكل التواصل الذي مت في املجموعة؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫‪ 10‬مشاركني كحد أدنى‪ ،‬وال يوجد حد أقصى‪ .‬وفي‬ ‫حالة وجود أكثر من ‪ 35‬مشارك‪ ،‬لن يتسع الوقت للجميع‬ ‫لطرح أسئلة‪ .‬وفي هذه احلالة أيض ًا ميكن أن يتم التأمل‬ ‫في مجموعات صغيرة‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫من ‪ 15‬دقيقة إلى ‪ 45‬دقيقة وف ًقا لعدد املشاركني‪ .‬من‬ ‫املهم ترك وقت كافي للتعزيز والتأمل‪.‬‬ ‫رمبا حتتاج إلى أوراق وأقالم للمشاركني‪.‬‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫‪190‬‬


‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫فكرة بديلة (‪)1‬‬

‫ميكــن أن يكتــب املشــاركون األســئلة علــى ورق ويســلمونها لل ُم َي ِّســر‪ .‬وقــد‬ ‫ينتــج عــن هــذا طــرح ألســئلة أكثــر خصوصيــة لــم تكــن لتُطــرح وجهــا لوجــه‪.‬‬ ‫وفــي الوقــت نفســه‪ ،‬فــإن مــا يعيــب هــذه الطريقــة هــي أنهــا تــؤدي إلــى حــوار‬ ‫أقــل انفتاحـ ًا نوعــا مــا‪ .‬وهــو أمــر ميكــن توظيفــه فــي التأمــل مــع املشــاركني‬ ‫حــول تأثيــر االنفتــاح علــى التواصــل‪.‬‬

‫قصة‬ ‫فــي إحــدى ورش العمــل مبصــر‪ ،‬ســألني أحــد املشــاركني إذا كنــت أدعــم‬ ‫فكــرة الســماح للنســاء بالعمــل خــارج املنــزل‪ .‬وحيــث إننــي محاميــة وأعمــل‬ ‫فــي مجــال حقــوق النســاء‪ ،‬أســهبت فــي الــرد علــى الســؤال‪ .‬واجلديــر بالذكــر‬ ‫أن هــذا املشــارك كان عضــو فــي حــزب ال يدعــم هــذا احلــق للمــرأة‪ .‬وبعــد‬ ‫انتهــاء الورشــة‪ ،‬تلقيــت منــه دعــوة صداقــة علــى الفيســبوك مرفقــة برســالة‬ ‫تقــول‪« :‬شــك ًرا لتعبيــرك عــن فهمــك لوجهــة نظرنــا‪ ،‬وقــد كنــت موفقــة حقــا فــي‬ ‫تقــدمي وجهــة نظــرك إلينــا‪».‬‬ ‫سفراء احلوار ‪2011‬‬

‫‪191‬‬


‫‪ 7-3‬لعبة القيمة‬ ‫يتطــرق هــذا التدريــب إلــى وجهــات النظــر الشــخصية والثقافيــة اخلاصــة بنــا‪ ،‬فهــو‬ ‫يســاعدنا علــى حتديدهــا‪ ،‬كمــا يســاعدنا علــى اكتشــاف مــا الــذي يغيــر مــن ترتيبنــا‬ ‫ألهميــة كل قيمــة‪.‬‬ ‫يتطلــب التدريــب فــي البدايــة إصغــاء حــواري‪ ،‬ويتطلــب فــي مرحلــة الحقــة التفــاوض‬ ‫للوصــول إلــى االتفــاق حــول عشــرة قيــم مشــتركة‪ .‬ويتضــح مــن خــال التدريــب الفــرق‬ ‫بــن كل مــن احلــوار والنقــاش‪ ،‬كمــا يتبــن كيــف ميكــن لهذيــن الشــكلني مــن أشــكال‬ ‫التواصــل أن يســيرا جن ًبــا جلنــب‪ .‬يحقــق هــذا التدريــب أيضـ ًا أهــداف «بنــاء الفريــق»‬ ‫و»احلــوار بــن الثقافــات»‪ .‬وهــو يتطلــب وقتـ ًا وفيــر ًا لتنفيــذ اخلطــوات وتعزيــز األفــكار‪.‬‬

‫الهدف‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•ممارســة أشــكال التواصــل املختلفــة‪ ،‬وعلــى رأســها اإلصغــاء احلــواري‬ ‫وتقــدمي احلجــج والتفــاوض للوصــول إلــى اتفــاق‪.‬‬ ‫•ممارســة التحــرك املســتمر مــا بــن شــكلي التواصــل‪ :‬النقــاش البنــاء‬ ‫واحلــوار‬ ‫•رؤيــة القيــم مــن أكثــر مــن منظــور و(رمبــا) اكتشــاف كيــف ميكــن لوجهات‬ ‫النظــر أن تتغير‪.‬‬ ‫•اكتســاب إدراك أعمــق للدوافــع واالحتياجــات والقيــم التــي تدعــم وجهــات‬ ‫النظــر املختلفــة‪.‬‬ ‫•اكتشاف مقدار ما هو مشترك بني األفراد رغم االختالفات الظاهرية‪.‬‬ ‫•اكتشــاف مقــدار االختــاف بــن األفــراد برغــم انتمائهــم إلــى اجلماعــة‬ ‫نفســها أو إلــى خلفيــات ثقافيــة متشــابهة‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫يتضمــن هــذا التدريــب العديــد مــن اخلطــوات مقســمة إلــى ثــاث مراحــل‪،‬‬ ‫ويجــب شــرح كل مرحلــة بالتفصيــل حتــى يتســنى للمشــاركني معرفــة املطلــوب‬ ‫منهــم بالتحديــد‪ .‬ومــن األفضــل أن يتــم تقــدمي وشــرح كل مرحلــة قبــل تنفيذهــا‬

‫‪192‬‬


‫مباشــرة‪ ،‬وأن يتــم التأكيــد علــى ضــرورة احتــرام قواعــد التدريــب فــي كل‬ ‫مرحلــة‪.‬‬ ‫يتضمــن التدريــب ثــاث مراحــل‪ :‬العمــل الفــردي‪ ،‬والعمــل اجلماعــي‪ ،‬والتأمــل‬ ‫املشــترك فــي املجموعــة الكبيــرة‪.‬‬

‫اإلعداد للتدريب‪:‬‬ ‫• •يتــم تقســيم املشــاركني إلــى مجموعــات تتكــون مــن ‪ 4‬إلــى ‪ 8‬أشــخاص‬ ‫حســب العــدد‪.‬‬ ‫• •يســتلم كل مشــارك رزمــة تتكــون مــن ‪ 36‬بطاقــة‪ ،‬حتتــوي كل بطاقــة علــى‬ ‫قيمــة مختلفــة‪.‬‬ ‫• •جميع الرزم متطابقة في املضمون ولكن لكل رزمة لونا خاصا بها‪.‬‬ ‫• •فعلــى ســبيل املثــال‪ ،‬فــي مجموعــة تتكــون مــن ســبعة أفــراد يحصــل كل‬ ‫فــرد علــى رزمــة كــروت القيــم نفســها ولكــن لــكل مشــارك لــون مغايــر‪:‬‬ ‫أزرق‪ ،‬وأحمــر‪ ،‬وأبيــض‪ ،‬وأخضــر‪ ،‬وأصفــر‪ ،‬وبرتقالــي‪ ،‬وزهــري‪( ،‬انظــر‬ ‫أدنــاه األدوات املســتخدمة)‪.‬‬ ‫فيما يلي توضيح لكل مرحلة بالتفصيل‪.‬‬

‫تقدمي املرحلة األولي‪ :‬العمل الفردي‬ ‫• •يقســم كل مشــارك علــى حــدى البطاقــات إلــى مجموعتــن‪ ،‬واحــدة حتتــوي‬ ‫علــى القيــم األكثــر أهميــة بالنســبة لــه واألخــرى علــى القيــم األقــل أهميــة‬ ‫بالنســبة لــه‪.‬‬ ‫• •يختــار املشــارك عشــر بطاقــات مــن املجموعــة األولــى والتــي حتتــوي علــى‬ ‫القيــم األكثــر أهميــة علــى اإلطــاق‪ ،‬ويرتــب علــى الطاولــة القيــم العشــر‬ ‫بحســب األولويــة بــد ًءا مــن األكثــر أهميــة‪.‬‬ ‫• •ال يسمح باحلديث مع اآلخرين خالل هذه املرحلة!‬

‫تقدمي اجلزء الثاني‪ :‬العمل في مجموعات‬ ‫• •فــي جــوالت مســتمرة‪ ،‬يأخــذ كل مشــارك فــي املجموعــة دوره لطــرح‬ ‫‪193‬‬


‫بطاقــة قيــم مــن بطاقاتــه علــى الطاولــة ولشــرح اختيــاره لهــا‪ ،‬بــدء ًا مــن‬ ‫القيــم األكثــر أهميــة‪.‬‬ ‫• •يصغــي اآلخــرون بطريقــة نشــطة‪ ،‬وميتنعــون عــن أي نقــاش أو تعليقــات‪،‬‬ ‫و ُيســمح فقــط باألســئلة االســتيضاحية‪.‬‬ ‫• •تتفــق بعــد ذلــك كل مجموعــة علــى البطاقــات العشــر التــي تُعبــر عــن أهــم‬ ‫القيــم بالنســبة للمجموعــة ككل‪.‬‬ ‫• •يتم تسجيل القيم على ورقة كبيرة بترتيب األولوية‪.‬‬

‫اجلزء الثالث‪ :‬التقدمي والتعزيز‬ ‫• •تشــرح كل مجموعــة بشــكل موجــز اختياراتهــا والعمليــة التــي جــرت‬ ‫لتحديــد هــذه االختيــارات‪ .‬ميكــن لل ُم َي ِّســر طــرح أســئلة للتوضيــح‬ ‫والتعميــق‪ ،‬علــى ســبيل املثــال‪:‬‬

‫كيــف كانــت العمليــة فــي البدايــة‪ ،‬أثنــاء احلــوار عندمــا كنتــم تســتمعون‬ ‫لبعضكــم البعــض؟ كيــف كانــت العمليــة عنــد محاولــة االتفــاق واختيــار القيــم‬ ‫املشــتركة وترتيــب أولوياتهــا؟ كيــف حدثــت املفاوضــات؟‬ ‫متى كان من املمكن تقدمي تنازالت فيما يخص القيم اخلاصة بك؟‬ ‫كيف مت استخدام أدوات احلوار؟‬ ‫ماهي أشكال التواصل التي مت اللجوء إليها خالل التدريب؟‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫ُيكنك ك ُم َي ِّسر التركيز على النقاط التالية في التأمل‪:‬‬ ‫• •الســياق أو املوقــف‪ :‬ترتبــط القيــم وتتغيــر بحســب املوضــوع أو املوقــف‬ ‫املطــروح‪ .‬فالقيــم ليســت جامــدة وثابتــة‪ ،‬ولكنهــا مرتبــة فــي تسلســل‬ ‫هرمــي وتتحــرك فــي ترتيــب أولوياتهــا بحســب الســياق أو املوقــف‪ .‬فعلــى‬ ‫ســبيل املثــال‪ ،‬قــد يكــون لقيمــة احلريــة أولويــة تامــة فــي ســياق معــن‪،‬‬ ‫وفــي ســياق أخــر تفقــد أهميتهــا أمــام قيمــة «احليــاة األســرية»‪.‬‬ ‫• •تتوقــف األهميــة التــي نعطيهــا للقيمــة علــى الشــخص الــذي يدعمهــا وعلــى‬ ‫كيفيــة دعمــه لهــا (أي الشــكل)‪ .‬فعلــى ســبيل املثــال‪ ،‬إذا كنــت تســتخدم‬ ‫‪194‬‬


‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫التواصــل احلــوارى أو النقــاش البنــاء وتصغــي بعمــق ملــن يختلــف معــك‪،‬‬ ‫فمــن األرجــح أنــك ســتنظر إلــى قيمــك مــن منظــور جديــد‪ ،‬وقــد جتــد‬ ‫نفســك أكثــر اســتعداد ًا إلــى تغييــر ترتيبــك ألولويــات القيــم‪.‬‬ ‫•أهميــة املبــادئ احلواريــة أثنــاء املمارســة‪ :‬الثقــة واالنفتــاح واألمانــة‬ ‫واملســاواة‪.‬‬ ‫•أهميــة «التقديــر» فــي احلــوار‪ :‬عندمــا يشــعر املــرء أنــه ُمقــدر‪ ،‬أي أن‬ ‫هنــاك مــن َينظــر و ُيصغــي إليــه‪ ،‬ويفهــم وجهــة نظــره‪ ،‬فإنــه ُيصبــح أكثــر‬ ‫اســتعدا ًدا لالنفتــاح وملراجعــة منظــوره لألمــور‪.‬‬ ‫•التفــاوض بشــأن القيــم املجــردة والعامــة كقيمــة «احلريــة» مثــا‪ ،‬أســهل‬ ‫مــن التفــاوض بشــأن القيــم احملــددة‪ ،‬مث ـ ً‬ ‫ا «حريــة التعبيــر عــن األفــكار‬ ‫واملشــاعر بشــكل مباشــر»‪.‬‬ ‫•دور الهويــة‪ :‬لدينــا جميعــ ًا العديــد مــن ال َهوِ َّيــات ‪ -‬او مــن العناصــر‬ ‫املكونــة لهويتنــا ‪ -‬املهمــة بالنســبة لنــا‪ ،‬ولكــن فــي واقــع األمــر فــإن أهميــة‬ ‫كل هويــة أو عنصــر تقــل أو تزيــد بحســب الســياق وبحســب القضيــة‬ ‫املطروحــة‪.‬‬ ‫•تذكر أن تسأل‪ :‬ما الذي تعلمته من هذا التدريب؟‬

‫‪195‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫ميكن تنفيذ التدريب مع ‪ 10‬إلى ‪ 40‬مشارك‪ ،‬إمنا العدد‬ ‫املثالي يتراوح ما بني ‪ 25‬إلى ‪ 30‬مشارك‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫من ساعة ونصف إلى ‪ 3‬ساعات‪ :‬كلما زاد عدد‬ ‫املشاركني‪ ،‬زاد وقت التدريب‪ .‬وفي حالة استخدام‬ ‫النشاط بهدف بناء الروابط بني الفريق‪ ،‬يستغرق التدريب‬ ‫على األقل ساعتان ونصف ساعة‪.‬‬ ‫ من ‪ 15‬إلى ‪ 20‬دقيقة للتقدمي‪ ،‬وتكوين املجموعات‪،‬‬‫والعمل الفردي‪.‬‬ ‫‪ -‬من ‪ 45‬إلى ‪ 60‬دقيقة للعمل اجلماعي‪.‬‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫‪196‬‬

‫ من ‪ 30‬إلى ‪ 45‬دقيقة للتعزيز‪.‬‬‫• •بطاقــات صغيــرة حتتــوي علــى ‪ 36‬قيمــة‪،‬‬ ‫بعضهــا قيــم عامــة وعامليــة‪ ،‬والبعــض األخــر‬ ‫خــاص بثقافــات معينــة (انظــر امللحــق رقــم‬ ‫‪ 5‬لقائمــة مــن القيــم املقترحــة)‪.‬‬ ‫• •رزمــة كاملــة مــن البطاقــات لــكل مشــارك‪ ،‬فلو‬ ‫أن هنــاك ‪ 40‬مشــارك يصبــح إجمالــي عــدد‬ ‫البطاقــات املطلــوب ‪ 1440‬بطاقــة‪ُ .‬ينصــح‬ ‫بــأن يكــون لــكل مشــارك فــي املجموعــات‬ ‫الصغيــرة لــون مميــز مــن البطاقــات وإال‬ ‫أصبــح مــن الصعــب جمــع البطاقــات وإعــادة‬ ‫ترتيبهــا‪.‬‬ ‫• •ورق كبير أو لوحة عرض لكل مجموعة‬ ‫• •أقــام ورزمــة مــن البطاقــات الفارغــة لــكل‬ ‫مجموعــة‪.‬‬ ‫• •شــريط الصــق أو مــادة الصقــة لتعليــق‬ ‫األوراق علــى احلائــط‪.‬‬


‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫•يتــراوح احلجــم األنســب ملجموعــات بحســب خصائــص املشــاركني‪ .‬فــإذا‬ ‫كانــت املجموعــة متجانســة إلــى حــد كبيــر مــن حيــث العمــر أو اخللفيــة‬ ‫التعليميــة أو الثقافيــة‪ ،‬ف ُيرجــح أن يكــون عــدد املشــاركني فــي املجموعــات‬ ‫أكبــر لزيــادة فــرص االختــاف بينهــم حــول أهميــة وترتيــب القيــم‪ .‬وعلــى‬ ‫العكــس‪ ،‬إذا كان لــدى املشــاركني القليــل مــن العناصــر املشــتركة‪،‬‬ ‫فمجموعــات صغيــرة مــن أربعــة أو خمســة أفــراد س ـتُفي بالغــرض‪.‬‬ ‫•ميكــن وضــع قاعــدة متنــع اســتخدام التصويــت كطريقــة لتحديــد القيــم‬ ‫العشــرة املشــتركة‪ .‬وفــي هــذه احلالــة‪ ،‬ميكــن اســتخدام التدريــب كنقطــة‬ ‫انطــاق للتفكيــر فــي مفهــوم الدميقراطيــة والطــرق املختلفــة ملمارســتها‪.‬‬ ‫•يــؤدي هــذا التدريــب أحيانـ ًا إلــى نتائــج غيــر متوقعة‪ ،‬كأن يكشــف تشــابه ًا‬ ‫نســبي ًا فــي اختيــار القيــم حتى بــن مجموعات ذات خلفيــات متباينة‪ ،‬والتي‬ ‫ُيتوقــع أن يكــون بهــا بعــض اخلالفــات‪ .‬ففــي الواقــع‪ ،‬إن هــذا التدريــب‬ ‫يســاعد علــى إيجــاد منــاخ مــن األلفــة والوصــال املتبــادل بــن املشــاركني‪.‬‬ ‫وعلــى العكــس‪ ،‬قــد يظهــر خــال التدريــب أن املشــاركني الذيــن نفتــرض‬ ‫أن لديهــم قواســم مشــتركة عديــدة هــم مــن يحملــون أحيانـ ًا وجهــات نظــر‬ ‫شــديدة التبايــن حــول مفهــوم القيــم وترتيــب أولوياتهــا‪.‬‬ ‫•إن عمليــة التواصــل بهــدف اإلتفــاق علــى األولويــات تعــزز مــن فهــم طبيعــة‬ ‫احلــوار وجوانبــه املختلفــة‪ ،‬وعالقــة احلــوار بالنقــاش وتفاعلهمــا معـ ًا فــي‬ ‫احلديــث‪ ،‬ويظهــر فاعليــة األدوات احلواريــة بشــكل تطبيقــي‪.‬‬ ‫•يعتبــر التعزيــز والتأمــل فــي اخلبــرة املعاشــة جــزء ًا أساســي ًا مــن هــذا‬ ‫التدريــب‪.‬‬

‫فكارة بديلة‪:‬‬ ‫يســمح التدريــب بالتوفيــق بــن توقعــات األفــراد وكذلــك يســاعد علــى بنــاء‬ ‫الفريــق‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا فــي فريــق مشــروع جماعــي يعمــل علــى مهمــة محــددة‪ .‬يطلــب‬ ‫امليســر مــن املشــاركني توضيــح القيــم األكثــر أهميــة بالنســبة لهــم فــي إطــار‬ ‫املشــروع الــذي يعملــون عليــه‪ .‬ومــن خــال هــذا التدريــب‪ ،‬يصبــح املشــاركون‬ ‫أكثــر وعيــا مبــا هــو مهــم بالنســبة إليهــم فــي العمــل‪ ،‬وهــو أســاس مهــم للعمــل‬ ‫احلــواري والتعــاون املثمــر بينهــم‪.‬‬

‫‪197‬‬


‫‪ 8-3‬احلوار باستخدام عصا الكالم‬ ‫يلمــس هــذا التدريــب‪ ،‬مــن خــال املمارســة‪ ،‬جوهــر احلــوار‪ .‬وهــو مســتوحى مــن‬ ‫ممارســات قدميــة لبعــض القبائــل‪ ،‬اعتــاد فيهــا الشــخص الــذي يتحــدث أمــام اجلمــوع‬ ‫أن ميســك بعصــا أو شــيء مــن هــذا القبيــل بــن يديــه‪ .‬وعنــد انتهــاءه مــن الــكالم‪ ،‬ميــرر‬ ‫العصــا لشــخص آخــر كدعــوة ألخــذ الكلمــة‪.‬‬ ‫ويعتبــر هــذا التدريــب تدري ًبــا تطبيقيـ ًا وملموسـ ًا علــى اســتخدام مهــارات احلــوار‪ ،‬وهــو‬ ‫فــي الوقــت نفســه يحقــق لــدى املشــاركني إدراك ًا أعمــق لطبيعــة احلــوار ومــا مييــزه‬ ‫عــن النقــاش‪ .‬ويبــرز التدريــب تأثيــر اإلصغــاء العميــق إلــى بعضنــا البعــض علــى‬ ‫درجــة االتصــال وعالقــة األفــراد أثنــاء التواصــل‪ .‬ويناســب هــذا التدريــب ورش العمــل‬ ‫احلواريــة أي تلــك التــي تهــدف إلــى إجــراء حــوار فعلــي حــول موضــوع محــدد ذات‬ ‫أهميــة بالنســبة للمشــاركني‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫إظهار شكل احلوار وفاعليته بطريقة عملية‪.‬‬ ‫إبراز ما مييز احلوار عن النقاش‪.‬‬ ‫ممارســة أدوات احلــوار كاحلضــور لآلخــر واإلصغــاء الفعــال وطــرح األســئلة‬ ‫االستكشــافية‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫يتــم تقــدمي التدريــب عــن طريــق تعريــف احلــوار كمفهــوم وكأســلوب أو منهجية‪.‬‬ ‫ميكــن االســتفادة مــن التدريــب رقــم ‪ ،5-1‬يتبعــه عصــف ذهنــي وتعزيــز‪.‬‬ ‫ادعــو املشــاركني إلــى التحــاور فــي ثنائيــات حــول موضــوع أو قضيــة مــا‬ ‫تكــون مكتوبــة ومعلقــة فــي مــكان واضــح ‪ -‬بعــد شــرحها شــرح ًا موجــز ًا‪.‬‬ ‫علــى ســبيل املثــال‪:‬‬

‫هل ميكن تبرير القتل الرحيم؟‬

‫‪198‬‬


‫هــل مــن الواجــب دائمـ ًا املشــاركة فــي املناســبات التــي تنظمهــا املؤسســة أو‬ ‫مــكان العمــل؟‬ ‫هل من األفضل أن يتم إلغاء الزي املوحد لطالب املدارس؟‬ ‫ينجــح التدريــب بشــكل أفضــل عندمــا يحظــى املوضــوع املطــروح باهتمــام‬ ‫املشــاركني ويثيــر تفاعلهــم‪ .‬وميكــن أن يكــون املوضــوع مشــكلة رأي عــام أو‬ ‫قضيــة إعالميــة حاليــة‪ .‬وميكــن أيضـ ًا حتديــد املوضــوع مــع املشــاركني‪ ،‬علــى‬ ‫أن يكــون املُ َي ِّســر دائم ـ ًا مســتعد ًا ببعــض املوضوعــات فــي جعبتــه‪ .‬وإذا كان‬ ‫الهــدف مــن التدريــب هــو مســاعدة املشــاركني علــى إجــراء حــوار حــول قضيــة‬ ‫محــددة تخــص مــكان عملهــم‪ ،‬فينبغــي أن يشــاركوا فــي حتديــد موضــوع هــذا‬ ‫التدريــب‪.‬‬ ‫• •يتحــدث املشــاركون اآلن فــي املوضــوع باســتخدام عصــا الــكالم (والتــي‬ ‫ميكــن أن تكــون قلمــا أو أي شــيء آخــر) لتحديــد مــن عليــه الــدور للتعبيــر‬ ‫عــن نفســه‪ ،‬وذلــك كمــا يلــي‪:‬‬ ‫‪1 .1‬يعبــر الشــخص (أ) عــن وجهــة نظــره بشــأن املوضــوع وهــو ميســك‬ ‫بعصــا الــكالم‪.‬‬ ‫‪2 .2‬ميســك الشــخص (ب) بعصــا الــكالم مــع الشــخص (أ) ويكــرر بامعــان‬ ‫مغــذى مــا قالــه الشــخص (أ)‪ .‬فيمكــن لـــ(ب) أن يبــدأ كالتالــي‪« :‬مــا قلتــه‬ ‫اآلن هــو أن‪ »...‬ويكــرر مــا قالــه (أ)‪.‬‬ ‫‪3 .3‬ليــس مــن حــق (ب) التعبيــر عــن وجهــة نظــره إال بعــد أن يؤكــد (أ) أنــه‬ ‫قــد مت متثيلــه بشــكل صحيــح متامـ ًا‪ ،‬وحتــى حــدوث هــذا التأكيــد ميســك‬ ‫كل منهمــا بعصــا الــكالم معـ ًا‪.‬‬ ‫‪4 .4‬يتــرك (أ) عصــا الــكالم عندمــا ينجــح (ب) فــي التعبيــر عــن مغــذى كالم‬ ‫(أ) ‪.‬‬ ‫‪5 .5‬يصبــح اآلن دور (ب) فــي التعبيــر عــن وجهــة نظــره حــول املوضــوع‪ ،‬وهــو‬ ‫ممســك بالعصــا وحده‪.‬‬ ‫‪6 .6‬ثــم ميســك (أ) بعصــا الــكالم مــرة أخــرى مــع (ب)‪ ،‬ويكــرر بالضبــط مــا‬ ‫قالــه (ب) أو املقصــود بــه‪.‬‬ ‫‪7 .7‬وهكــذا يتبــادال احلديــث مــع اإلمســاك بالعصــا وتركهــا بحســب القواعــد‬ ‫التــي مت ذكرهــا ســاب ًقا‪.‬‬ ‫‪199‬‬


‫• •بعــد حوالــي ‪ 5‬دقائــق‪ ،‬يتــرك وقــت لــكل ثنائــي للتأمــل فــي جتربتهمــا‬ ‫ومشــاركة شــعورهما وخبرتهمــا أثنــاء التدريــب‪.‬‬ ‫• •يتم التعزيز والتأمل في التدريب في النهاية بشكل جماعي‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫أثناء التعزيز‪ ،‬قم بالتركيز على الفرق ما بني احلوار والنقاش‪.‬‬ ‫قــم باختيــار األســئلة املناســبة بحســب أهــداف الورشــة‪ ،‬ســواء كان تركيزهــا‬ ‫األساســي علــى املوضــوع املطــروح أو علــى أدوات احلــوار بشــكل عــام‪.‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•كيف ترى عملية التواصل التي اختبرتها من خالل التدريب؟‬ ‫•ماذا كانت وجهة نظرك في هذا املوضوع‪ ،‬قبل وأثناء وبعد التدريب؟‬ ‫•هــل تغيــر موقفــك بــأي شــكل مــن األشــكال؟ وإذا حــدث أي تغييــر‪ ،‬فمــا‬ ‫هــو ســببه؟‬ ‫•كيف كانت جتربتك في االتصال والوصال املتبادل مع اآلخر؟‬ ‫•هل تكونت لكم وجهة نظر مشتركة فيما يخص املوضوع؟ ما هي؟‬ ‫•هل تغير موقفكم كمجموعة بأي شكل من األشكال؟‬

‫فــي حالــة أن كان هنــاك نقــاش فــي املرحلــة التــي ســبقت احلــوار‪ ،‬قــد تطلــب‬ ‫مــن املشــاركني التأمــل فــي التغييــرات التــي طــرأت علــى لغــة اجلســد مــع‬ ‫انتقالهــم مــن أســلوب النقــاش إلــى احلــوار‪ ،‬كاالميــاءات أو التواصــل مــن‬ ‫خــال النظــر أو الشــعور بحضــور اآلخــر وانتباهــه‪:‬‬ ‫• •ما الذي حلظتموه بشأن لغة اجلسد أثناء احلوار؟‬ ‫• •كيــف تختلــف لغــة وحالــة اجلســد فــي حالــة احلــوار عنهــا فــي حالــة‬ ‫النقــاش؟‬ ‫• •ميكنك كذلك تقدمي أمثلة من مالحظاتك الشخصية‪.‬‬ ‫ميكــن أن يلــي هــذا تعزيــز ًا أعمــق‪ ،‬مث ـ ً‬ ‫ا عــن طريــق لوحــة توضــح أشــكال‬ ‫التواصــل املختلفــة‪ :‬احلــوار والنقــاش البنــاء والنقــاش املدمــر (انظــر الفصــل‬ ‫األول وامللحــق رقــم ‪.)1‬‬ ‫‪200‬‬


‫• •متى يكون من املناسب اللجوء للنقاش البناء أو اإلقناع أو التفاوض؟‬ ‫• •ومتى يكون احلوار أنسب أو أكثر نف ًعا؟‬ ‫• •متى وكيف ميكن اللجوء لهذه األساليب املختلفة بالتوازي؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫وقت التدريب‬

‫• •‪ 10‬مشــاركني كحــد أدنــى‪ ،‬وال يوجــد حــد‬ ‫أقصــى‪ .‬كلمــا زاد عــدد املشــاركني عــن‬ ‫‪ ،35‬كلمــا أصبــح مــن األصعــب احلفــاظ‬ ‫علــى االنتبــاه والتركيــز فــي جلســة التعزيــز‬ ‫اجلماعيــة‪ ،‬لــذا مــن األفضــل اختصارهــا‪.‬‬ ‫• •فــي حالــة تركيــز ورشــة العمــل علــى تنــاول‬ ‫موضــوع محــدد‪ ،‬فــا يجــب أن يتعــدى عــدد‬ ‫املشــاركني ‪ 20‬مشــار ًكا‬ ‫من ساعة إلى ساعة وربع‪:‬‬ ‫• •‪ 15‬دقيقة للتقدمي واختيار املوضوع‬ ‫• •‪ 25‬دقيقة للحديث في ثنائيات‬ ‫• •‪ 5‬دقائــق للتعزيــز فــي مجموعــات صغيــرة أو‬ ‫ثنائيــات‬ ‫• •‪ 30‬دقيقة جللسة التعزيز والتأمل‬ ‫وقد حتتاج إلى مزيد من الوقت إذا كان عدد املشاركني‬ ‫كبير ًا‪.‬‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫عصا كالم لكل ثنائي‪ ،‬ميكن أن يكون قلم أو أي شيء‬ ‫آخر يسمح حجمه ألن ميسك به شخصان‪.‬‬ ‫‪201‬‬


‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫كــن دقي ًقــا فــي شــرح التعليمــات‪ ،‬ومــن األفضــل إعطــاء مثــال عملــي أمــام‬ ‫املشــاركني علــى كيفيــة تنفيــذ التدريــب‪.‬‬

‫فكرة بديلة (‪ :)1‬دائرة احلوار‬ ‫يتــم تقســيم املشــاركني إلــى مجموعــات مــن ثــاث أو أربــع أفــراد يســتخدمون‬ ‫عصــا الــكالم فــي دائــرة كمــا فــي املثــال التالــي‪ .‬وفــي الوقــت الــذي ال يتكلــم‬ ‫فيــه الشــخص وال ميســك بالعصــا‪ ،‬فهــو يســاعد اآلخريــن علــى البقــاء فــي‬ ‫املســار احلــواري‪.‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫‪202‬‬

‫•يعبــر الشــخص (أ) عــن وجهــة نظــره بشــأن املوضــوع وهــو ميســك‬ ‫بعصــا الــكالم‪.‬‬ ‫•ميســك الشــخص (ب) بعصــا الــكالم مــع الشــخص (أ) ويكــرر بامعــان‬ ‫مغــذى مــا قالــه الشــخص (أ)‪ .‬فيمكــن لـــ(ب) أن يبــدأ كالتالــي‪« :‬مــا قلتــه‬ ‫اآلن هــو أن‪ »...‬ويكــرر مــا قالــه (أ)‪.‬‬ ‫•ليــس مــن حــق (ب) التعبيــر عــن وجهــة نظــره إال بعــد أن يؤكــد (أ) أنــه‬ ‫قــد مت متثيلــه بشــكل صحيــح متامـ ًا‪ ،‬وحتــى حــدوث هــذا التأكيــد ميســك‬ ‫كل منهمــا بعصــا الــكالم معـ ًا‪.‬‬ ‫•يتــرك (أ) عصــا الــكالم عندمــا ينجــح (ب) فــي التعبيــر عــن مغــذى كالم‬ ‫(أ) ‪.‬‬ ‫•يصبــح اآلن دور (ب) فــي التعبيــر عــن وجهــة نظــره حــول املوضــوع‪ ،‬وهــو‬ ‫ممســك بالعصــا وحده‪.‬‬ ‫•يعبــر (ب) عــن رأيــه باســتخدام الصياغــة التاليــة‪ :‬يبــدأ (ب) بقــول «مــا‬ ‫أوافــق عليــه مــن كالم (أ) هــو‪( »...‬ويذكــر مــا يتفــق عليــه مــن آراء مــع‬ ‫(أ)) ويتبــع هــذا بقــول «مــا أختلــف عليــه مــع (أ) هــو‪( »...‬ويذكــر نقــاط‬ ‫االختــاف مــع (أ))‪ .‬تعمــل هــذه الطريقــة علــى توضيــح مواضــع االتفــاق‬ ‫واالختــاف بينهمــا‪.‬‬ ‫•يتحــول (ب) إلــى الشــخص (ج) والــذي يفعــل مــع (ب) كمــا فعــل (ب) مــع‬ ‫(أ)‪ .‬يبــدي (ج) وجهــة نظــره مــن خــال التفاعــل مــع مــا قالــه (ب) فقــط‬ ‫وليــس مــع مــا عبــر عنــه (أ)‪.‬‬ ‫•تســتمر اجلولــة مــع الشــخص التالــي إذا كان هنــاك أربعــة أشــخاص فــي‬ ‫املجموعــة‪ ،‬وهكــذا يســتمر احلديــث‪.‬‬


‫• •بعــد حوالــي ‪ 10‬دقائــق‪ ،‬تتأمــل املجموعــة فــي خبــرة التدريــب وذلــك ملــدة‬ ‫‪ 5‬دقائــق‪.‬‬

‫فكرة بديلة (‪:)2‬‬ ‫يتــم تنفيــذ التدريــب علــى مرحلتــن‪ .‬فــي املرحلــة األولــى‪ ،‬يتــم دعــوة املشــاركني‬ ‫للتحــدث بحريــة حــول املوضــوع فــي ثنائيــات أو مجموعــات دون تعليمــات‬ ‫مســبقة‪ .‬فــي األغلــب مــا يدخــل األفــراد بشــكل تلقائــي فــي نقــاش وخاصــة‬ ‫إذا كان املوضــوع مثيــر ًا وجدالي ـ ًا بالنســبة لهــم‪ .‬فــي املرحلــة الثانيــة‪ ،‬يتــم‬ ‫تقــدمي احلــوار باســتخدام عصــا الــكالم‪ .‬تعمــل هــذه الطريقــة علــى إبــراز‬ ‫االختــاف بــن احلــوار والنقــاش‪ ،‬وهــو مــا يتــم التركيــز عليــه الحقــ ًا أثنــاء‬ ‫جلســة التعزيــز‪.‬‬

‫فكرة بديلة (‪)3‬‬

‫يتطلــب هــذا البديــل أن يكــون هنــاك جــو ًا مــن االرتيــاح بــن املشــاركني‪ .‬اطلــب‬ ‫مــن اثنــن مــن املشــاركني البــدء في مناقشــة املوضــوع املطروح أمــام اجلموعة‪،‬‬ ‫ثــم ادعوهمــا إلــى اســتخدام عصــا الــكالم مــع شــرح طريقــة اســتخدامها‪.‬‬ ‫وعنــد جتميــع مالحظــات املشــاركني حــول التجربــة‪ ،‬انتبــه كــي ال يتحــول األمــر‬ ‫إلــى تقييــم ألداء الشــخصني‪ ،‬فهــذا التدريــب ميثــل فرصــة مشــتركة للمالحظــة‬ ‫والتعلــم باملمارســة وليــس لتقييــم بعضنــا البعــض‪.‬‬

‫فكرة بديلة (‪:)4‬‬ ‫ميكــن توظيــف هــذا التدريــب للعمــل علــى هــدف بنــاء الفريــق وتطويــر مهــارات‬ ‫احلــوار داخــل املجموعــة‪ ،‬بالنســبة للمجموعــات التــي جتــد صعوبــة فــي‬ ‫الوصــول إلتفــاق فــي املوضوعــات الصعبــة‪ ،‬أو حتــى فــي تنفيــذ قــرارات ســابقة‬ ‫بســبب اعتــراض البعــض عليهــا‪ .‬يعمــل هــذا التدريــب علــى صقــل مهــارة‬ ‫اإلصغــاء لــدى اجلميــع‪ ،‬ويســاعد األطــراف مــن خــال احلــوار علــى فهــم مــا‬ ‫يفكــر فيــه الطــرف اآلخــر‪.‬‬ ‫ملحوظــة‪ :‬يجــب أن يكــون هنــاك درجــة مــن االختــاف بــن املشــاركني حــول‬ ‫املوضــوع املطــروح‪ ،‬حتــى يتســنى لــك توظيــف هــذا االختــاف فــي التدريــب‬ ‫علــى احلــوار‪ .‬مبعنــى آخــر‪ ،‬فمــن الضــروري أن يتــم أو ًال اإلتفاق فــي املجموعة‬ ‫علــى مــا ســيختلفون عليــه!‬ ‫‪203‬‬


‫‪ 9-3‬الكوتشينة‬ ‫هــذا النشــاط يعتبــر جتربــة عمليــة ملــدى تأثيــر افتراضاتنــا علــى فهمنــا ألي موقــف‬ ‫وعلــى رؤيتنــا لآلخريــن‪ ،‬ممــا يؤثــر علــى احلــوار بشــكل مباشــر‪ .‬وبينمــا ترتبــط هــذه‬ ‫التجربــة بشــكل عــام باملواقــف التــي تكــون فيهــا قواعــد الســلوك املقبولــة غيــر واضحــة‬ ‫أو غيــر مألوفــة للفــرد‪ ،‬فهــي ترتبــط أيضــا بشــكل خــاص باملواقــف التــي تســتدعي‬ ‫تواصــل بــن أفــراد مــن مجتمعــات وثقافــات مختلفــة‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫أن نختبــر كيــف أننــا عــادة مــا نلجــأ ملعارفنــا الســابقة واألعــراف الســائدة فــي‬ ‫ثقافتنــا كمرجعيــة فــي املواقــف التــي تتســم بعــدم الوضــوح‪.‬‬ ‫أن نختبــر كيــف أن افتراضاتنــا الشــخصية تؤثــر علــى تفســيرنا للمواقــف‬ ‫ونظرتنــا لآلخريــن وســلوكياتنا‪.‬‬ ‫أن ينتبــه املشــارك ملشــاعره واجتاهــه الداخلــي وســلوكه فــي املواقــف التــي‬ ‫تتســم بالتوتــر وعــدم الوضــوح‪.‬‬ ‫أن يتأمــل املشــارك فــي تأثيــر كل مــن العرف الســائد واالفتراضات الشــخصية‬ ‫فــي مواقــف احليــاة اليوميــة بشــكل عــام‪ ،‬وفــي احلــوار مــع أفــراد مــن ثقافــات‬ ‫مختلفــة بشــكل خاص‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫التحضير قبل اجللسة‪:‬‬ ‫ُيعــد امليســر ورق بــه قواعــد لعبــة الكوتشــينة قبــل اجللســة‪ ،‬علــى أن تكــون‬ ‫القواعــد مختلفــة لــكل مجموعــة بحيــث ال تنطبــق أي ورقــة قواعــد علــى أكثــر‬ ‫مــن مجموعتــن كحــد أقصــى‪ .‬وإليكــم منــوذج لبعــض القواعــد علــى ســبيل‬ ‫املثــال‪:‬‬ ‫مجموعة القواعد األولى‪:‬‬ ‫• •شــكل «الــكارو» أو «السمبوكســة» (◊) يجمــع كل الكــروت التــي علــى‬ ‫الطاولــة‪.‬‬ ‫‪204‬‬


‫• •الكارت رقم ‪ 9‬شكل القلب هو أعلى كارت في اللعبة‬ ‫• •اللعب بالدور‬ ‫• •الفائز هو الذي يحصل على أكبر عدد من الكروت‪.‬‬ ‫• •مجموعة القواعد الثانية‪:‬‬ ‫• •الكارت رقم ‪ 9‬شكل القلب هو أقل كارت قيمة في اللعبة‬ ‫• •من يكسب في اجلولة األولى يبدأ بتنزيل الكارت في اجلولة الثانية‪.‬‬ ‫• •األصغر سن ًا في املجموعة هو الذي يبدأ باللعب‪.‬‬ ‫• •الفائز هو من يحصل على أقل عدد من الكروت‬ ‫يجــب التأكــد مــن أن جميــع القواعــد مكتوبــة علــى أوراق متشــابهة بحيــث ال‬ ‫يالحــظ املشــاركون أي فــارق مبدئــي بينهــا‪.‬‬

‫اخلطوات أثناء اجللسة‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫•قم بتقسيم املشاركني إلى مجموعات مكونة من ‪ 4‬إلى ‪ 6‬العبني‪.‬‬ ‫•اطلــب مــن املشــاركني أن يلعبــوا بالكــروت (الكوتشــينة) بحســب القواعــد‬ ‫املكتوبــة فــي الورقــة التــي ســتوزع عليهــم‪ ،‬مــع إخبارهــم أنــه غير مســموح‬ ‫بالــكالم أثنــاء اللعــب‪.‬‬ ‫•عندمــا يصمــت اجلميــع‪ ،‬يــوزع امليســر علبــة كوتشــينة وورقــة القواعــد‬ ‫علــى كل مجموعــة‪ .‬تختلــف القواعــد مــن مجموعــة ألخــرى كمــا ســبق‬ ‫الذكــر‪ ،‬ولكــن املشــاركني ال يعرفــون ذلــك‪ ،‬وغيــر مســموح لهــم بالــكالم‪.‬‬ ‫•تبــدأ املجموعــات فــي اللعــب‪ .‬تذكــر أنــه غيــر مســموح لهــم بالــكالم‪،‬‬ ‫وعليهــم اللعــب بنــاء علــى فهمهــم للقواعــد القليلــة املكتوبــة فــي ورقــة‬ ‫القواعــد‪ .‬يقــوم امليســرون مبالحظــة الالعبــن والتأكــد مــن احترامهــم‬ ‫لقاعــدة عــدم الــكالم‪.‬‬ ‫•عندمــا ينتظــم اللعــب فــي املجموعــات‪ ،‬وينســجم املشــاركون فــي اللعــب‪،‬‬ ‫خــذ ورق القواعــد مــن جميــع املجموعــات‪ .‬ثــم اطلــب مــن اثنــن مشــاركني‬ ‫مــن كل مجموعــة االنتقــال إلــى مجموعــة أخــرى غيــر التــي يلعبــون بهــا‬ ‫ليأخــذوا مــكان مشــاركني آخريــن ويلعبــوا بكروتهم‪ .‬تأكــد أن كل مجموعة‬ ‫قــد تغيــر بهــا بعــض الالعبــن (علــى األقــل العــب واحــد)‪ .‬اســتمر فــي‬ ‫تغييــر الالعبــن مــن مجموعــة ألخــرى بالطريقــة نفســها‪ ،‬ليكــون أكبــر عــدد‬ ‫مــن الالعبــن أو كلهــم قــد غيــروا مكانهــم علــى ا ٌألقــل مــرة‪.‬‬ ‫•إذا واجهــت بعــض الغضــب أو اإللتبــاس مــن املشــاركني‪ ،‬اطلــب منهــم‬ ‫‪205‬‬


‫االســتمرار مــع احلفــاظ علــى الصمــت‪ ،‬مــع التأكيــد علــى أنــك ســوف‬ ‫تقــوم باإلجابــة عــن جميــع تســاؤالتهم فــي النهايــة‪.‬‬ ‫• •ميكنــك وقــف النشــاط عندمــا تشــعر أن جميــع املجموعــات قــد شــعرت‬ ‫بالتحــدى املقصــود مــن تصميــم اللعبــة‪ ،‬وهــو التعامــل مــع القواعــد‬ ‫املختلفــة بــدون تواصــل‪ .‬وميكنــك أيضــا وقــف النشــاط إذا مــا شــعرت‬ ‫بزيــادة اإلحبــاط فــي القاعــة‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى قطــع الصمــت ووجــود‬ ‫نقاشــات حــادة داخــل املجموعــات‪.‬‬ ‫• •اطلــب مــن املشــاركني اجللــوس فــي دائــرة ملناقشــة مــا حــدث فــي النشــاط‬ ‫بشــكل جماعي‪.‬‬ ‫التأمل‪:‬‬ ‫ابــدأ بســؤال املشــاركني «كيــف كانــت التجربــة بالنســبة لــك؟» لتبــدد أي توتــر‬ ‫أو إحبــاط مــن خــال تــرك مســاحة للتعبيــر عــن أي مشــاعر ســلبية وتأكــد مــن‬ ‫إبــداء التفهــم لهــذه املشــاعر‪ .‬فقــد يشــعر املشــاركون أنــه مت خداعهــم‪ ،‬أو‬ ‫أنــه مت التعامــل معهــم بشــكل غيــر عــادل‪ ،‬كمــا ميكــن أن يشــعروا بالغضــب‬ ‫واإلحبــاط مــن املشــاركني اآلخريــن أو مــن امليســر نفســه‪.‬‬ ‫عندمــا تخــف حــدة املشــاعر‪ ،‬ابــدأ فــي توضيــح خطــوات النشــاط‪ ،‬واتــرك‬ ‫الفرصــة للمشــاركني للتعبيــر عــن خبراتهــم فــي النشــاط‪:‬‬

‫كيف كان شعورك عندما قرأت ورقة القواعد ألول مرة‪ ،‬ماذا كان رد فعلك؟‬ ‫هــل كان مــن الســهل علــى املجموعــة أن تلعــب فــي ظــل وجــود عــدد قليــل مــن‬ ‫القواعــد؟ هــل وضعتــم بعــض القواعــد اإلضافيــة حتــى تتمكنــوا مــن اللعــب؟‬ ‫كيــف قمتــم بهــذا فــي ظــل عــدم الســماح بالــكالم؟‬ ‫كيف كانت جتربتكم بشكل عام في املجموعة األولى؟‬ ‫كيــف كانــت خبرتــك كمشــارك عندمــا انضممــت ملجموعــة جديــدة؟ هــل وجــدت‬ ‫صعوبــة فــي االندمــاج واالســتمرار فــي اللعــب؟ مــاذا كان رد فعلــك؟‬ ‫بالنســبة لباقــي املجموعــة‪ ،‬كيــف كانــت جتربــة انضمــام أفــراد جــدد للمجموعة‪،‬‬ ‫ومــاذا كان رد فعلكم؟‬ ‫كيف استطاعت املجموعات االستمرار في اللعب بعد ضم أفراد جدد؟‬ ‫واآلن انقل املناقشة ملستوى التحليل‪:‬‬ ‫إذا‪ ،‬ماذا حدث عندما اضطررت للعب من خالل قواعد قليلة؟‬ ‫‪206‬‬


‫ومــاذا حــدث عندمــا انتقــل الالعبــون مــن مجموعــة ألخــرى؟ مــا نوعيــة‬ ‫التفاعــات اجلديــدة التــي ظهــرت؟‬ ‫فــي بدايــة اللعبــة‪ ،‬يكــون اجلميــع لديهــم خلفيــة موحــدة فيمــا يخــص القواعــد‬ ‫حتــى ولــو كانــت غيــر كافيــة‪ .‬فجميــع أعضــاء املجموعــة لديهــم ورقــة القواعــد‪،‬‬ ‫والتحــدي الــذي يواجههــم هــو ســد النقــص فــي القواعــد للتمكــن مــن اللعــب‪.‬‬ ‫ومــا يحــدث عــادة فــي هــذه الظــروف هــو أن الالعبــن يتفقــون ضمنيــا علــى‬ ‫مــلء هــذا النقــص مــن خــال معلوماتهــم وخبراتهــم الســابقة كأن يتبنــى‬ ‫أعضــاء املجموعــة قواعــد لعبــة مشــهورة يعرفونهــا‪ .‬وقــد تظهــر املشــكلة إذا‬ ‫ظنــوا أنهــم يرجعــون إلــى اللعبــة املشــهورة نفســها بينمــا هــم يســترجعون‬ ‫قواعــد لعبــات مختلفــة‪ .‬والبديــل إذا اتضــح أنهــم ال يعرفــون لعبــة مشــهورة‬ ‫ألخــذ قواعدهــم منهــا هــو أن يلجــأ الالعبــون ضمنيــا إلــى تبنــي أو تقليــد‬ ‫القواعــد التــي يقترحهــا أحــد أعضــاء الفريــق‪ .‬وفــي كلتــا احلالتــن‪ ،‬فــإن‬ ‫الفريــق يختلــق قواعــده اخلاصــة التــي يعتمــد عليهــا فــي لعبــه‪.‬‬

‫عندمــا يبــدأ نقــل الالعبــن‪ ،‬يختلــف املوقــف حيــث أن الالعبــن لــم يعــد لديهــم‬ ‫القواعــد نفســها ولكنهــم ال يعرفــون ذلــك‪ .‬وفــي غيــاب إمكانيــة التواصــل‬ ‫املباشــر‪ ،‬تبــدأ االفتراضــات فــي أخــذ محــل التواصــل‪ .‬فقــد تُظهــر هــذه اللعبــة‬ ‫بعــض االفتراضــات مثـ ً‬ ‫ا‪« :‬أننــا جميعــا نتبــع القواعــد نفســها» أو «القادمــون‬ ‫مــن املجموعــات األخــرى يجــب أن يتبعــوا القواعــد الســائدة علــى هــذه‬ ‫الطاولــة» أو «أن اآلخريــن يعرفــون أكثــر منــي» أو «أنــا أعــرف أكثــر منهــم» أو‬ ‫«هــذا الالعــب ال يفهــم القواعــد أو ال يتبعهــا بالطريقــة الصحيحــة» أو «أنهــم‬ ‫يغشــون»‪ ،‬إلــخ‪ .‬وعندمــا يلعــب أعضــاء املجموعــة بنــاء علــى االفتراضــات بــد ًال‬ ‫مــن اللعــب بنــاء علــى قواعــد معينــة‪ ،‬فعــادة مــا تتولــد مشــاعر االحبــاط‪ ،‬وقــد‬ ‫يتبــع ذلــك انســحاب بعــض الالعبــن أو ظهــور املشــادات‪.‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•ابدأ في بحث كيف تظهر هذه الديناميكيات في خبراتنا احلياتية‪:‬‬ ‫•هــل ميكنــك تذكــر موقــف مشــابه مــن خبراتــك احلياتيــة‪ :‬موقــف ظــن‬ ‫بــه األطــراف خط ـ ًأ أنهــم يتبعــون القواعــد نفســها؟ أو موقــف اتبــع فيــه‬ ‫األفــراد افتراضاتهــم بــدال مــن معلومــات مؤكــدة؟ مــاذا حــدث؟‬ ‫•فــي املواقــف احلياتيــة‪ ،‬مــا هــي موانــع التواصــل التــي حتــل محــل قاعــدة‬ ‫منــع الــكالم فــي اللعبــة؟‬ ‫•هــل عشــت أو شــاهدت مواقــف مشــابهة مــن حيــث الصعوبــة التــي‬

‫‪207‬‬


‫يواجههــا مــن يجــد نفســه فــي وســط مجموعــة جديــدة يحــاول أن يتالئــم‬ ‫معهــا ومــع قواعدهــا؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫‪ 25‬مشارك كحد أقصى (كلما زاد العدد كلما زادت‬ ‫صعوبة احلفاظ على الصمت أثناء النشاط‪ ،‬وإدارة‬ ‫مشاعر اإلحباط التي تنجم عنه)‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 90‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫علبة كروت الكوتشينة لكل مجموعة‪ ،‬وورقة القواعد لكل‬ ‫مجموعة‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫يحتــاج هــذا النشــاط إلــى أكثــر مــن ميســر للحفــاظ علــى النظــام فــي القاعــة‪،‬‬ ‫فقــد يحــاول املشــاركون الــكالم أثنــاء اللعــب وهــو الشــئ الــذي يجــب جتنبــه‪.‬‬ ‫كمــا أن تفاصيــل تنفيــذ النشــاط حتتــاج إلــى أكثــر مــن شــخص‪ :‬توزيــع‬ ‫األدوار‪ ،‬احلفــاظ علــى الصمــت‪ ،‬حركــة الالعبــن مــن طاولــة ألخــرى فــي‬ ‫ســكون‪ ،‬مالحظــة التفاعــات‪ ،‬وهكــذا‪.‬‬ ‫مــن املهــم أن يكــون جميــع امليســرين علــى معرفــة جيــدة بقواعــد اللعبــة حتــى‬ ‫ال يختلــط األمــر علــى املشــاركني‪.‬‬ ‫ميكــن توجيــه التأمــل فــي هــذا النشــاط نحــو الوعــي الذاتــي‪ ،‬بحيــث تتــم دعــوة‬ ‫املشــاركني للتأمــل فــي كل مــا مــروا بــه مــن مشــاعر وأفــكار فــي املراحــل‬ ‫املختلفــة مــن النشــاط‪:‬‬ ‫• •التحدي الذي في بداية اللعبة‬ ‫• •القيود على التواصل‬

‫‪208‬‬


‫• •خبــرة أن تكــون مســتجد فــي مجموعــة أو أن تســتقبل مســتجدين فــي‬ ‫مجموعتــك‬ ‫• •مواجهة مشاعر االلتباس واخللط‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫ميكنهــم حتديــد افتراضاتهــم‪ ،‬وكيــف أثــرت هــذه االفتراضــات فــي املراحــل‬ ‫املختلفــة فــي النشــاط‪ .‬ميكنهــم بعــد ذلــك مقارنــة هــذه اخلبــرة بخبــرات أخــرى‬ ‫مــروا بهــا فــي حياتهــم وتعرضــوا بهــا لتحديــات مشــابهه‪ .‬هــل ســاعدهم هــذا‬ ‫النشــاط علــى فهــم شــئ جديــد عــن أنفســهم؟‬

‫فكرة بديلة‪:‬‬ ‫قســم املشــاركني إلــى مجموعــات مــن ‪ 4‬أفــراد‪ ،‬بحيــث يشــكل كل ‪ 2‬فريــق‪.‬‬ ‫بعــد اجلولــة األولــى‪ ،‬اطلــب مــن الفــرق الفائــزة اللعــب ســويا‪ ،‬واطلــب مــن‬ ‫الفــرق اخلاســرة مالحظــة مــا يحــدث فــي صمــت‪ .‬وهكــذا حتــي تصــل إلــى‬ ‫مجموعــة واحــدة مــن أربعــة أفــراد فــي فريقــن يلعبــون علــى لقــب الفائــز‬ ‫باجلولــة النهائيــة‪ .‬قــد يســتغرق ذلــك وقــت أطــول‪ ،‬ولكــن تكويــن املجموعــات‬ ‫أكثــر سالســة وبــدون مقاطعــة اللعــب‪ ،‬كمــا أن هــذه الطريقــة تزيــد مــن التوتــر‬ ‫حــول املكســب واخلســارة‪.‬‬

‫‪209‬‬


‫‪ 10-3‬ارسم ما أقول‬ ‫يلقــي هــذا النشــاط الضــوء علــى خصائــص التواصــل وبشــكل خــاص علــى ذاتيــة عمليــة‬ ‫التواصــل وإمكانيــة اختــاف الرســالة التــي تصــل للمتلقــي بســبب اختــاف التفســير‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫التأكيد على أهمية أن تكون الرسالة واضحة ومحددة‪.‬‬ ‫التشــجيع علــى طــرح األســئلة الســتيضاح مــا هــو غيــر واضــح فــي الرســالة‬ ‫بــدال مــن افتــراض تفاصيــل غيــر صحيحــة‪.‬‬ ‫االنتبــاه إلــى تعــدد املعانــي والتفســيرات املمكنــة للكلمــة الواحــدة بحســب‬ ‫اختــاف األشــخاص‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫املرحلة األولى‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫•قســم املشــاركني إلــى ثنائيــات‪ ،‬واطلــب منهــم اجللــوس بحيــث يعطــي كل‬ ‫منهمــا ظهــره لآلخــر‪.‬‬ ‫•اعطــي أحــد املشــاركني فــي كل مجموعــة ورقــة بها رســم هندســي بســيط‪،‬‬ ‫واعطــي الطــرف اآلخــر ورقــة فارغــة وقلــم‪ ،‬ووضــح أنــه غيــر مســموح أن‬ ‫يــرى أيــا منهمــا ورقــة لآلخــر‪.‬‬ ‫•اشــرح املهمــة املطلوبــة‪ ،‬وهــي أن يقــوم املشــارك الــذي معــه الرســم‬ ‫بوصفــه لزميلــه‪ ،‬والــذي بــدوره عليــه أن يرســم الرســم حســب تفاصيــل‬ ‫الوصــف‪ ،‬بهــدف أن يكــون الرســم اجلديــد مطابقــ ًا للرســم األصلــي‪.‬‬ ‫ووضــح أن املشــارك الــذي يقــوم بالرســم غيــر مســموح لــه بالــكالم‪.‬‬ ‫•عندمــا تنتهــي كل املجموعــات مــن الرســم‪ ،‬اطلــب منهــم الكشــف عــن‬ ‫رســوماتهم‪ ،‬ومقارنتهــا باألصــل‪.‬‬

‫تأمل املرحلة األولى‪:‬‬ ‫• •ما هي نتيجة هذه التجربة؟ إلى أي مدى يتطابق األصل والصورة؟‬ ‫‪210‬‬


‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•مــا هــي االفتراضــات التــي جلــأ إليهــا املتلقــي ‪-‬الــذي يرســم‪ -‬لفهــم‬ ‫وصــف زميلــه؟ ومــا هــي االفتراضــات التــي قــام بهــا املرســل؟‬ ‫•ماذا كان شعوركم حيال القيود املفروضة على كالم أحد األطراف؟‬ ‫•ما الذي ساعد على التواصل بينكما؟ وما الذي عرقله؟‬ ‫•مــا الــذي ص ّعــب مــن حتقيــق الهــدف؟ ومــا الــذي ميكــن حتســينه لتحقيــق‬ ‫الهــدف فــي املــرة القادمة؟‬ ‫•‬

‫املرحلة الثانية‪:‬‬

‫• •اطلــب مــن املشــاركني تبديــل األدوار‪ ،‬واعطهــم رســومات وأوراق فارغــة‬ ‫جديــدة‬ ‫املشاركي بالكالم‪.‬‬ ‫• •وضح أن في هذه اجلولة ُيسمح لكال‬ ‫َ‬ ‫• •عندما ينتهي اجلميع‪ ،‬قارن الرسم وناقش‪.‬‬

‫تأمل املرحلة الثانية‪:‬‬ ‫• •إلــى أي مــدى حققنــا املطلــوب؟ هــل لدينــا اآلن رســومات متطابقــة أو‬ ‫أكثــر تقاربــا؟‬ ‫• •مــا هــي العوامــل التــي ســاعدت علــى الوصــول ألشــكال أكثــر تقاربــا؟ و‪/‬‬ ‫أو مــا هــي العوامــل التــي عرقلتنــا عــن حتقيــق ذلــك؟‬ ‫• •مــا الــذي نســتنتجه مــن هــذا النشــاط؟ كيــف نربــط بــن هــذا النشــاط‬ ‫وبــن مواقــف عمليــة مــن حياتنــا اليوميــة؟‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫باإلضافــة إلــى األســئلة الســابقة‪ ،‬ميكنــك أيضــا التأمــل فــي مفهــوم‬ ‫«االفتراضــات» كعامــل مؤثــر فــي أي عمليــة تواصــل‪ .‬وضــح كيــف أن املــخ‬ ‫يســتكمل أحيانـ ًا التفاصيــل الناقصــة بافتراضــات مــن عنــده حتــى تتكــون لديــه‬ ‫رســالة واضحــة ومفهومــة‪ .‬وتأتــي هــذه االفتراضــات عــادة مــن املعلومــات‬ ‫واالســتنتاجات النابعــة مــن تراكــم خبراتنــا‪ .‬وعــادة مــا يحــدث ذلــك دون وعــي‬ ‫منــا‪ ،‬فيبــدو لنــا أننــا قــد تلقينــا الرســالة وفهمنــا املقصــود بــكل وضــوح‪ ،‬فــي‬ ‫‪211‬‬


‫حــن إننــا نكــون قــد أضفنــا عليهــا بعــض التفاصيــل الناقصــة‪.‬‬ ‫إن هــذه العمليــات العقليــة مــن تفســير وافتــراض هــي عمليــات طبيعيــة وفــي‬ ‫األغلــب مــا تكــون مفيــدة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن الوعــي بهــا وبافتراضاتنــا اخلاصــة‬ ‫يســاعدنا علــى طــرح األســئلة الصحيحــة والتأكــد مــن تفســيراتنا لتجنــب أي‬ ‫ســوء فهــم‪.‬‬ ‫وميكــن أن تســأل املشــاركني عــن أمثلــة أو مواقــف مــن حياتهــم اختبــروا فيهــا‬ ‫كيــف أن االفتراضــات تؤثــر علــى جــودة التواصــل‪ ،‬أو بالعكــس كيــف أن طــرح‬ ‫األســئلة االســتيضاحية (أو التغذيــة املرجعيــة) قــد ســاعد املتلقــي علــى جتنــب‬ ‫ســوء الفهــم‪.‬‬ ‫ميكنــك أيضــا تأمــل لغــة اجلســد ودورهــا فــي عمليــة التواصــل‪ ،‬انطالق ـ ًا مــن‬ ‫خبــرة النشــاط وطريقــة جلــوس املشــاركني فيــه (ســواء كانــت وجوههــم أو‬ ‫ظهورهــم هــي املتواجهــة)‪.‬‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫‪ 35‬مشارك كحد أقصى‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 45 - 30‬دقيقة حسب عدد املشاركني‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫قالم‪ ،‬أقالم تظليل‪ ،‬ورق به رسومات تتكون من أشكال‬ ‫هندسية بسيطة بعدد املشاركني (رسمتان مختلفتان على‬ ‫األقل)‪ ،‬قصاصات من الورق األبيض بحجم وشكل ورق‬ ‫الرسومات‪.‬‬

‫‪212‬‬


‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫ميكــن الربــط بــن هــذا النشــاط ونشــاط احلــوار باســتخدام عصــا‬ ‫الــكالم (نشــاط رقــم ‪ )8-3‬فــي تطبيقــه علــى مجموعــات ثنائيــة‪ ،‬أو بورشــة‬ ‫عمــل عــن «التواصــل فــي إطــار العمــل املؤسســي‪».‬‬ ‫فكرة بديلة‪:‬‬

‫بــدال مــن توفيــر األشــكال مســبق ًا‪ ،‬ميكنــك دعــوة املرســل لرســم تصميمــه‬ ‫اخلــاص مــن أشــكال هندســية بســيطة‪.‬‬

‫‪ 11-3‬يف مكان الديب‬ ‫هــذا نشــاط مــرح يحفــز املشــاركني علــى اســتخدام خيالهــم‪ ،‬ويســاعدهم علــى تطويــر‬ ‫مهــارات املواجــدة والقــدرة علــى وضــع أنفســهم فــي مــكان اآلخريــن‪ .‬وفيــه يضــع‬ ‫املشــاركون أنفســهم فــي مــكان شــخصية غيــر اعتياديــة‪ ،‬فــي محاولــة لفهــم دوافــع هــذه‬ ‫الشــخصية ومنطقهــا ومشــاعرها واحتياجاتهــا‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫تنمية مهارات املواجدة‪ ،‬واختبارها بشكل عملي‪.‬‬ ‫الوعــي باختــاف رؤيــة العالــم واملنطــق الــذي يحــرك األشــخاص ويوجــه‬ ‫اختياراتهــم وأفعالهــم‪.‬‬ ‫توســيع قــدرة األشــخاص علــى تقبــل آراء اآلخريــن مــن خــال وضــع أنفســهم‬ ‫فــي موضعهــم‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫قبل اجللسة‪:‬‬ ‫• •قــم بإعــداد القصــة التــي ســوف تُســتخدم فــي هــذا النشــاط‪ ،‬ويجــب أن‬ ‫‪213‬‬


‫تكــون القصــة مثيــرة للجــدل‪ ،‬بشــخصيات مختلفــة لهــا آراء مختلفــة‪،‬‬ ‫وحتمــل معانــي وأوجــه عــدة‪ .‬وميكنــك أن تختــار قصــة مــن فيلــم مشــهور‬ ‫أو روايــة معروفــة أو حتــى مــن قصــص األطفــال‪ .‬فقصــة ســيندريال أو‬ ‫ذات الــرداء األحمــر علــى ســبيل املثــال قــد تكونــا اختيــار ًا جيــد ًا‪.‬‬ ‫• •قــم بإعــداد كــروت أو أوراق صغيــرة واكتــب علــى كل منها اســم شــخصية‬ ‫مــن شــخصيات القصــة‪ .‬وميكــن تكــرار الشــخصيات بحيــث يحصــل كل‬ ‫مشــارك علــى ورقــة شــخصية‪.‬‬

‫أثناء اجللسة‪:‬‬ ‫• •اقــرأ القصــة ثــم قــم بتوزيــع ورق الشــخصيات علــى املشــاركني بشــكل‬ ‫عشــوائي‪.‬‬ ‫• •اطلب من املشاركني جتسيد دور الشخصية التي لديهم‪.‬‬ ‫اتــرك ‪ 3‬دقائــق مــن الصمــت للتفكيــر فــي الشــخصية ودورهــا فــي القصــة‪،‬‬ ‫وشــجع املشــاركني علــى تقمــص الــدور جيــدا‪ ،‬أي علــى االحســاس بشــعور‬ ‫الشــخصية والتفكيــر مبنطقهــا‪ .‬وقــد يســاعد فــي ذلــك أن تطــرح عليهــم‬

‫بعض األسئلة‪ ،‬مثال‪:‬‬ ‫ما هو شعورك في املواقف املختلفة في القصة؟‬ ‫ما هي رغباتك؟ وما هي احتياجاتك؟‬ ‫ما هي القيم املهمة بالنسبة لك؟‬ ‫مــا هــو الســبب وراء مــا قمــت بــه مــن أفعــال؟ مــا الــذي كنــت تأملــه كنتيجــة‬ ‫لهــا؟‬ ‫ما هي البدائل املتاحة لك؟ وملاذا اخترت هذه األفعال بالذات؟‬ ‫ما رأيك في نهاية القصة؟‬ ‫عندمــا يكــون اجلميــع علــى اســتعداد‪ ،‬ابــدأ حــوار فــي جلســة جماعيــة عــن‬ ‫أشــخاص القصــة وأســباب تصرفهــم علــى هــذا النحــو‪ .‬اختــر شــخصية‬ ‫مــن الشــخصيات املطروحــة‪ ،‬وادعــو املشــاركني املجســدين للشــخصية‬ ‫نفســها للوقــوف فــي مركــز دائــرة املناقشــة واســألهم أســئلة تكشــف منطقهــم‬

‫‪214‬‬


‫ودوافعهــم‪ ،‬مــع تشــجيعهم علــى املشــاركة بلســان الشــخصية وليــس كأنهــا‬ ‫شــخص مختلــف عنهــم (كأن يقولــوا «أنــا فعلــت ذلــك ألن‪ )»...‬وذلــك لتدعيــم‬ ‫تقمصهــم للشــخصية‪ .‬قــد تســاعدك فــي ذلــك األســئلة التاليــة‪:‬‬

‫من أنت؟‬ ‫فيما تفكر؟ وكيف تشعر؟‬ ‫ما هو موقفك اآلن؟ ماذا تريد؟‬ ‫ما هي القيم التي تبني عليها موقفك؟ ما هو الشئ املهم بالنسبة لك؟‬ ‫كيف قمت باختيار أفعالك أثناء القصة؟‬ ‫هل أنت سعيد بالنتيجة؟‬ ‫وبعــد االنتهــاء مــن هــذا التعــارف والتحليــل املبدئــي للشــخصية‪ ،‬اتــرك وقــت‬ ‫للتعليــق والتأمــل وإبــداء االنطباعــات مــن باقــي أفــراد املجموعــة‪.‬‬ ‫ثم انتقل للشخصية التالية‪.‬‬ ‫وعندمــا تنتهــي مــن مشــاركة جميــع الشــخصيات‪ ،‬اطلــب مــن املشــاركني‬ ‫اخلــروج مــن الشــخصية ‪ -‬ميكــن فعــل ذلــك رمزيـ ًا عــن طريــق حركــة جســدية‬ ‫مــا والعــودة لشــخصهم وللتعبيــر عــن أنفســهم خــال التأمــل‪.‬‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫‪ 20‬مشارك‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 45‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫قصة معدة مسبقا وورقة الشخصية لكل مشارك‪.‬‬

‫‪215‬‬


‫التأمل‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•كيف كان شعورك حيال جتسيد دور هذه الشخصية في القصة؟‬ ‫•هل تغير موقفك جتاه أي من شخصيات القصة بعد احلوار اجلماعي؟‬ ‫•كيــف مت التعبيــر عــن مشــاعر وقيــم واحتياجــات الشــخصيات املختلفــة‬ ‫فــي القصــة؟ وكيــف كان مــن املمكــن التعبيــر عنهــا بشــكل مختلــف؟ ومــا‬ ‫الــذي قــد يتغيــر فــي القصــة إذا مــا حــدث ذلــك؟‬ ‫•هــل أدى جتســيد هــذه الشــخصية إلــى أي إدراك داخلــى بالنســبة لــك‪،‬‬ ‫ســواء عــن مشــاعرك الشــخصية أو عــن وجهــة نظــرك أو عــن تناولــك‬ ‫لألمــور؟‬ ‫•مــا الــذي يقولــه هــذا التدريــب عــن حياتــك؟ ومــا هــو شــعورك حيــال وضــع‬ ‫نفســك مــكان اآلخــر فــي احليــاة العملية؟‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫مــن املهــم االنتبــاه إلــى أن امليســر يحتــاج إلــى حمايــة املشــاركني فــي حــال‬ ‫قــال أحدهــم تعليقــات جارحــة أو ســاخرة‪.‬‬

‫‪216‬‬


‫‪ 12-3‬من أنا؟‬ ‫يوضــح هــذا النشــاط كيــف أن هوياتنــا متعــددة العناصــر والطبقــات‪ ،‬وأننــا نختلــف‬ ‫كأشــخاص فــي عالقتنــا بالعناصــر املختلفــة املكونــة لهويتنــا‪ .‬ويشــجع النشــاط كذلــك‬ ‫علــى التأمــل فــي أولويــات ترتيــب هــذه العناصــر والطبقــات‪ ،‬ومــن ثــم فــي تعريفنــا‬ ‫لهويتنــا األساســية‪.‬‬ ‫إن إدراكنــا لعناصــر هويتنــا هــو أمــر أساســي ملعرفــة احتياجاتنــا وقيمنــا واملوضوعــات‬ ‫املهمــة لنــا‪ ،‬ويســاعدنا علــى الوعــي مبــا قــد يثيــر حفيظتنــا فــي احلــوار وأيض ـ ًا مبــا‬ ‫ميثــل خطــوط حمــراء‪ .‬وبالطبــع‪ ،‬فمــن املفيــد إدراك أن الطــرف اآلخــر فــي احلــوار‬ ‫لــه أيضــا خطــوط حمــراء وموضوعــات حساســة وقيــم أساســية تشــكل نقطــة ارتــكاز‬ ‫ملواقفــه ووجهــة نظــره‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫الدعوة إلى التأمل الذاتي فيما يخص الهوية الشخصية وعمقها‪.‬‬ ‫مســاعدة املشــاركني علــى إدراك أولويــات هويتهــم الشــخصية‪ ،‬وأكثــر مــا‬ ‫يعتــزون بــه فــي هويتهــم‪.‬‬ ‫إبراز اختالف األفراد في تعرفيهم لهويتهم الشخصية‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫• •قــم بتوزيــع أقــام وأوراق علــى املشــاركني‪ ،‬واطلــب منهــم كتابــة إجاباتهــم‬ ‫عــن األســئلة العشــرة التــي ســتطرحها‪.‬‬ ‫• •اطــرح ســؤال « مــن أنــا؟» واتــرك بعــض الوقــت لإلجابــة‪ .‬كــرر الســؤال ‪9‬‬ ‫مــرات أخــرى تــارك ًا بعــض الوقــت فــي كل مــرة لإلجابــة‪ .‬وإذا مــا أظهــر‬ ‫بعــض املشــاركني اعتراضهــم‪ ،‬فعليــك التحلــي بالصبــر وتشــجيعهم علــى‬ ‫الــرد علــى األســئلة‪ .‬أمــا إذا وجــدت أن بعــض املشــاركني غيــر قادريــن‬ ‫علــى إيجــاد املزيــد مــن اإلجابــات لتعريــف أنفســهم‪ ،‬فعليــك أن تشــجعهم‬ ‫علــى التأمــل واستكشــاف العناصــر التــي تكــون هوياتهــم‪.‬‬ ‫• •بعــد ذلــك‪ ،‬أطلــب منهــم شــطب اإلجابــات الثالثــة التــي يعتبرونهــا األقــل‬

‫‪217‬‬


‫أهميــة‪ ،‬واتــرك لهــم وقــت كافــي للتفكيــر‪.‬‬ ‫• •ثــم مــرة أخــري‪ ،‬أطلــب منهــم شــطب ‪ 3‬إجابــات أخــري‪ ،‬األقــل أهميــة‬ ‫فــي التعبيــر عــن هوياتهــم‪ .‬وهنــا أيضــا قــد تواجــه بعــض املقاومــة‬ ‫مــن املشــاركني‪ ،‬والتــي ينبغــي التعامــل معهــا بالصبــر والتشــجيع علــى‬ ‫التأمــل‪.‬‬ ‫• •ثــم ادعــو املجموعــة للتأمــل فــي التجربــة‪ ،‬مبســاعدة األســئلة املوضحــة‬ ‫أدنــاه‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫ابــدأ بتــرك الفرصــة للمشــاركني للتعبيــر عــن مشــاعرهم‪ ،‬واظهــر تفهمــك لهــا‬ ‫(فقــد يشــعر البعــض باإلحبــاط‪ ،‬أو الغضــب‪ ،‬أو احلــزن أو الفــرح‪ .)...‬وفــي‬ ‫حالــة مــا إذا تطرقــت املناقشــة لتعريــف الهويــة ومــا ميكــن اعتبــاره عنصــر ًا‬ ‫منهــا أو ال‪ ،‬فادعــو املشــاركني إلــى جتنــب املناقشــات النظريــة‪ .‬وبــدال مــن‬ ‫ذلــك وجــه املناقشــة نحــو التجربــة الشــخصية التــي مــر بهــا األشــخاص‬ ‫فــي املجموعــة‪ :‬فقــد تســأل مثــا ملــاذا وكيــف نختــار أن نع ـ ّرف أنفســنا مــن‬ ‫خــال جوانــب معينــة دون األخــرى؟ وقــم بتوضيــح فكــرة أن األشــخاص‬ ‫علــى اختالفاتهــم ُي ّعرفــون أنفســهم بطــرق مختلفــة‪ ،‬كمــا قــد يختلفــون فــي‬ ‫ترتيبهــم لعناصــر الهويــة اخلاصــة بهــم مــن حيــث األهميــة‪ ،‬بنــا ًء علــى اخلبــرة‬ ‫الشــخصية التــي ميــر بهــا كل شــخص ومــا يحملــه مــن قيــم‪.‬‬ ‫فيمــا يلــى أســئلة ميكــن اســتخدامها للتأمــل فــي اخلبــرة التــي مــروا بهــا فــي‬ ‫النشــاط‪:‬‬

‫كيف تشعر اآلن؟‬ ‫كيــف كانــت خبــرة اختيــار أو حتديــد ‪ 10‬عناصــر للــرد علــى ســؤال «مــن أنــا»‬ ‫بالنســبة لــك؟ ومتــى بــدأت تشــعر بصعوبــة املهمــة؟‬ ‫ماذا كان شعورك حيال استبعاد بعض العناصر؟‬ ‫مــا هــي العناصــر التــي مت اســتبعادها أوال؟ ومــا الــذي مت اســتبعاده فــي‬ ‫النهايــة؟ (مثــا‪ :‬األكثــر ســلبية‪ ،‬األقــل فــي األهميــة‪ ،‬إلــخ) ومــا هــي أســباب‬ ‫ذلــك؟‬ ‫هــل تعتقــد أن إجاباتــك علــى األســئلة قــد تختلــف مــن مرحلــة ألخــرى فــي‬ ‫حياتــك؟ ملــاذا؟‬ ‫‪218‬‬


‫مــا هــي أهــم فكــرة ملســتك أو تبصــر خرجــت بــه مــن هــذا النشــاط‪ ،‬ســواء‬ ‫عــن نفســك أو عــن اآلخريــن أو عــن الطريقــة التــي يعــرف بهــا األشــخاص‬ ‫أنفســهم؟‬ ‫كيــف يؤثــر ذلــك علينــا ســواء فــي حياتنــا اليوميــة‪ ،‬أو فــي عالقتنــا باآلخريــن‬ ‫أو فــي فهمنــا ملــا يحيــط بنــا؟‬ ‫كيــف ميكــن الدراكنــا لهويتنــا ولهويــة اآلخريــن أن يســاهم فــي أي جتربــة‬ ‫حــوار ؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫‪ 15‬مشارك كحد أقصى‪ ،‬لصعوبة إعطاء االهتمام الكافي‬ ‫والتفاعل مع املشاعر في املجموعات األكبر‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 45‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫أقالم وأوراق بعدد املشاركني‪.‬‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫مــن املهــم جــدا أن تعطــي املشــاركني الوقــت الكافــي لإلجابــة بعــد كل مــرة‬ ‫تســأل فيهــا ســؤال «مــن أنــا؟»‪ ،‬حيــث أنــه قــد يصعــب علــى بعــض املشــاركني‬ ‫التوصــل لعشــرة عناصــر تكــون هويتهــم‪ ،‬وهــو مــا قــد يــؤدي إلــى بعــض‬ ‫اإلحبــاط‪ .‬ميكــن دعــوة املشــاركني لتعميــق التفكيــر‪ ،‬وفــي حالــة أن هنــاك‬ ‫احتيــاج لذلــك‪ ،‬ميكــن إعطــاء بعــض األمثلــة أو توضيــح املقصــود بالســؤال‪.‬‬ ‫ومــن الضــروري أيضـ ًا أن يحافــظ امليســر علــى أســلوب مشــجع ومتفهــم حتــى‬ ‫نهايــة النشــاط‪.‬‬ ‫ليــس مــن الســهل اســتبعاد عناصــر مــن «هويتنــا» وهــو مــا قــد يولــد بعــض‬ ‫املقاومــة مــن املشــاركني‪ .‬ويتطلــب ذلــك أن يكــون امليســر منتبهـ ًا للمنــاخ العــام‬ ‫فــي املجموعــة‪ ،‬وأال يدفــع أي شــخص للمشــاركة إذا شــعر أنــه غيــر مســتعد‬ ‫لذلــك‪.‬‬

‫‪219‬‬


‫فكرة بديلة‪:‬‬ ‫فــي ورش العمــل الطويلــة‪ ،‬ميكــن تنفيــذ هــذا النشــاط مــرة فــي بدايــة الورشــة‬ ‫ومــرة فــي نهايتهــا‪ .‬ففــي بدايــة الورشــة ُيطلــب مــن املشــاركني اإلجابــة علــى‬ ‫ســؤال «مــن أنــا» عشــر مــرات‪ ،‬واالحتفــاظ بورقــة إجاباتهــم‪ .‬وفــي نهايــة‬ ‫الورشــة‪ ،‬يقومــوا باإلجابــة علــى الســؤال نفســه ‪ 10‬مــرات للمــرة الثانيــة‪ ،‬ثــم‬ ‫يقومــوا مبقارنــة الورقتــن‪ .‬فقــد تكــون تلــك طريقــة جيــدة لهــم للتأمــل فــي‬ ‫تبصراتهــم وإدراكاتهــم اجلديــدة الــذي اكتســبوها أثنــاء الورشــة‬

‫‪220‬‬


‫‪ 13-3‬كيف تشعر إذا‪...‬؟‬ ‫هــذا النشــاط يدعــو املشــاركني للتركيــز علــى جانــب «املشــاعر» فــي املواقــف املختلفــة‪.‬‬ ‫فهــو يســاعد علــى استكشــاف أســباب هذه املشــاعر‪ ،‬وأثر املشــاعر على عمليــة التواصل‬ ‫أو احلــوار‪ .‬يكتشــف املشــاركون مــن خــال النشــاط أن املواقــف نفســها قــد ينتــج عنهــا‬ ‫مشــاعر متباينــة عنــد األشــخاص املختلفــن‪ ،‬ومــن ثــم يتجنبــون وضــع افتراضــات حــول‬ ‫مــا يشــعر بــه أو مــا يجــب أن يشــعر بــه اآلخــرون‪ .‬يكتشــف املشــاركون أيضـ ًا كيــف‬ ‫أن ردود أفعالهــم وتفســيراتهم قــد تختلــف فــي املوقــف نفســه‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫االنتباه والوعي باملشاعر في املواقف املختلفة‪.‬‬ ‫حتديد السبب أو االحتياج الذي ولّد هذه املشاعر‪.‬‬ ‫إدراك أثر املشاعر في عملية التواصل‪.‬‬ ‫التعاطــف مــع مشــاعر اآلخريــن‪ ،‬والقــدرة علــى تبنــي موقــف متعاطــف فــي‬ ‫إطــار احلــوار‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬

‫قبل اجللسة‪:‬‬

‫• •قــم بإعــداد نحــو ‪ 6‬إلــى ‪ 8‬كــروت متثــل املشــاعر‪ ،‬بحيــث يحتــوي كل كارت‬ ‫علــى اســم أحــد املشــاعر‪ ،‬مثــا‪ :‬الدهشــة‪ ،‬اإلحبــاط‪ ،‬الوحــدة‪ ،‬الغضــب‪،‬‬ ‫الفضــول‪ ،‬اخلــزي‪ ،‬التفــاؤل‪ ،‬اخلــوف ‪ ،‬الفرحــة‪ ،‬القلــق‪ ،‬االشــمئزاز‪،‬‬ ‫احلــزن‪ ،‬إلــخ‪.‬‬ ‫• •قــم أيضـ ًا بإعــداد مجموعــة مــن املواقــف احلياتيــة أو الســيناريوهات التــي‬ ‫ســيتم اســتخدمها فــي النشــاط‪ ،‬مث ـ ً‬ ‫ا‪« :‬أنــك تقــوم بالتســوق فــي محــل‬ ‫كبيــر والحظــت أن شــخصا مــا يتبعــك» أو «ترســل رســالة معايــدة علــى‬ ‫صديــق وهــو ال يردهــا»‪.‬‬

‫‪221‬‬


‫أثناء اجللسة‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫•ضــع كــروت املشــاعر علــى األرض أو علــى حوائــط القاعــة‪ ،‬تــاركا مســافة‬ ‫مناســبة بــن الكــروت بحيــث يســتطيع مجموعــة مــن املشــاركني الوقــوف‬ ‫بجــوار الــكارت‪.‬‬ ‫•اقــرأ علــى املشــاركني موقــف أو ســيناريو‪ ،‬علــى ســبيل املثــال‪« :‬أنــك تقــوم‬ ‫بالتســوق فــي محــل كبيــر والحظــت أن شــخصا مــا يتبعــك»‪ ،‬ثــم اســأل‬ ‫«كيــف ستشــعر فــي هــذا املوقــف؟» واطلــب مــن املشــاركني الوقــوف‬ ‫بجانــب الــكارت الــذي يصــف شــعورهم فــي هــذا املوقــف‪.‬‬ ‫•ابــدأ فــي مناقشــة املشــاعر املختلفــة التــي عبــر عنهــا املشــاركون‪،‬‬ ‫واســألهم عــن أســباب هــذا الشــعور‪.‬‬ ‫•كرر العملية نفسها مع مواقف متعددة‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫بعــد كل موقــف أو ســيناريو ميكنــك بــدء املناقشــة باســتخدام األســئلة التاليــة‪،‬‬ ‫واالســتماع ملشــاركات مــن بعــض أفــراد املجموعــة‪:‬‬ ‫• •كيف تفسر شعورك؟ ما الذي ولّد هذا الشعور لديك؟‬ ‫• •كيف ميكن لهذا الشعور أن يؤثر عليك في املوقف؟‬ ‫عندما يشارك البعض مبشاعرهم‪ ،‬قارن‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•كيف يؤثر شعورك على نتائج املوقف؟‬ ‫•بعــد معرفــة مشــاعر اآلخريــن حيــال املوقــف نفســه‪ ،‬فــي رأيــك كيــف قــد‬ ‫يؤثــر ذلــك فــي تعامالتكــم مــع بعــض أثنــاء املوقــف؟‬ ‫•في نظرك‪ ،‬ملاذا قد تتشابه أو تختلف مشاعرنا حيال املوقف نفسه؟‬ ‫•هــل تالحــظ أي اختالفــات أو تشــابهات بينــك وبــن شــخص آخــر يشــعر‬ ‫بعكــس مــا تشــعره متامــا؟‬

‫إذا الحــظ امليســر أن هنــاك أحــد املشــاركني يشــعر بالفضــول نحــو مواقــف‬ ‫أشــخاص أخــرى‪ ،‬ميكــن أن يتــرك لــه فرصــة لطــرح بعــض األســئلة عليهــم‪.‬‬ ‫‪222‬‬


‫فــي نهايــة النشــاط‪ ،‬ميكنــك اســتخدام مــا حــدث فــي املناقشــة إللقــاء الضــوء‬ ‫علــى بعــض النقــاط فيمــا يخــص املشــاعر‪:‬‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫•قــد يقــوم األشــخاص بتفســير املواقــف بطريقــة مختلفــة متامــا عــن‬ ‫بعضهــم البعــض‪ ،‬بحســب خبراتهــم الســابقة‪ ،‬وافتراضاتهــم‪ ،‬ورؤيتهــم‬ ‫للحيــاة‪ ،‬وغيــره مــن العوامــل التــي تؤثــر فــي الشــخص‪ .‬فعلــى ســبيل‬ ‫املثــال‪ :‬بالنســبة ملوقــف بســيط مثــل موقــف شــاب يســتوقف فتــاة ليســألها‬ ‫عــن الوقــت‪ ،‬جنــد أنــه مــن احملتمــل تفســير هــذا املوقــف علــى أن الشــاب‬ ‫صــادق فــي رغبتــه معرفــة الوقــت‪ ،‬أو أنــه يســتلطف هــذه الفتــاة ويريــد أن‬ ‫يفتــح معهــا حــوار‪ .‬ويــؤدي اختــاف التفســير إلــى اختــاف االحتياجــات‬ ‫فــي املوقــف نفســه وبتالــي اختــاف املشــاعر‪ .‬ففــي املثــال الســابق‪:‬‬ ‫قــد تــرد الفتــاة علــى ســؤال الشــاب ببســاطة أو بســعادة ألنهــا تســاعد‬ ‫شــخص مــا‪ ،‬بينمــا تشــعر فتــاه أخــرى باخلــوف أو الغضــب مــن دخولــه‬ ‫فــي مســاحتها الشــخصية والتواصــل معهــا‪.‬‬ ‫ـخصي املوقــف بالطريقــة نفســها‪ ،‬ولكــن تختلــف‬ ‫•وأحيانــا مــا يفســر شـ‬ ‫َ‬ ‫احتياجاتهمــا ويظهــر ذلــك فــي اختــاف مشــاعرهما‪ .‬علــى ســبيل‬ ‫املثــال‪ :‬تفســر فتاتــان فــي املثــال الســابق موقــف الشــاب بأنــه يريــد‬ ‫فتــح حديــث معهــا‪ ،‬ولكــن تشــعر إحداهمــا بالغضــب نتيجــة احتياجهــا‬ ‫الحتــرام خصوصيتهــا وعــدم اقتحــام مســاحتها الشــخصية‪ ،‬بينمــا تشــعر‬ ‫األخــرى بالســعادة نتيجــة الحتياجهــا ألن تكــون ملحوظــة أو ملفتــة أو‬ ‫ألنهــا اســتلطفت الشــاب‪.‬‬ ‫•وأخيــر ًا‪ ،‬قــد يتشــابه احتيــاج شــخصني فــي موقــف معــن‪ ،‬مــع اختــاف‬ ‫مشــاعرهما‪ .‬فــي املثــال الســابق‪ ،‬قــد يتشــابه احتيــاج الفتاتــن فــي أن‬ ‫تكــون كل منهمــا ملحوظــة‪ ،‬وتفــرح إحداهمــا باالهتمــام‪ ،‬بينمــا تشــعر‬ ‫األخــرى باخلجــل أو اخلــزي أنهــا لفتــت انتبــاه شــخص غريــب عنهــا‪.‬‬ ‫•مــن املهــم أن نكــون علــى وعــي بافتراضاتنــا الشــخصية فيمــا يخــص‬ ‫شــعور اآلخريــن فــي أي موقــف‪ ،‬فاآلخــرون ال يشــاركوننا بالضــرورة‬ ‫الشــعور نفســه‪.‬‬ ‫•كلمــا أصبحنــا أكثــر وعيــ ًا مبشــاعرنا فــي املواقــف املختلفــة وأكثــر‬ ‫إدراك ًا ملســببات هــذه املشــاعر‪ ،‬كلمــا أصبحنــا أكثــر قــدرة علــى حتديــد‬ ‫احتياجاتنــا وبالتالــي علــى إتخــاذ اخلطــوات الالزمــة لتلبيتهــا‪ .‬أيض ـ ًا‪،‬‬ ‫نصبــح أكثــر قــدرة علــى التعبيــر عــن مشــاعرنا واحتياجاتنــا لآلخريــن‬ ‫حتــى يتفهمــوا موقفنــا ويتمكنــوا مــن مســاندتنا بطريقــة أفضــل‪.‬‬ ‫‪223‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫‪ 15‬مشارك كحد أدنى‪ ،‬و‪ 25‬كحد أقصى‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 30‬إلى ‪ 45‬دقيقة‪ ،‬بحسب عدد املشاركني‪.‬‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫من ‪ 6‬إلى ‪ 8‬كروت للمشاعر‪ ،‬وقائمة من ‪ 4‬إلى ‪6‬‬ ‫سيناريوهات أو مواقف‪.‬‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫قــد يشــعر املشــارك بأكثــر مــن شــعور فــي املوقــف الواحــد‪ ،‬ويرغــب فــي‬ ‫التعبيــر عــن ذلــك‪ .‬فــي هــذه احلالــة اقتــرح عليهــم الوقــوف فــي املنطقــة مــا‬ ‫بــن الكارتــن‪ ،‬واعطهــم الفرصــة للتفســير مــن خــال أســئلة التأمــل‪.‬‬ ‫فكرة بديلة‪:‬‬ ‫اســتخدم فقــط ‪ 6‬كــروت للمشــاعر للتعبيــر عــن املشــاعر الســتة األساســية‪:‬‬ ‫الفــرح‪ ،‬احلــزن‪ ،‬الغضــب‪ ،‬اخلــوف ‪ ،‬الدهشــة‪ ،‬واالشــمئزاز‪ .‬تعتبــر هــذه‬ ‫املشــاعر الســت هــي املشــاعر األساســية ألن لهــا أثــر جســدي أو فســيولوجي‬ ‫محــدد علــى اإلنســان‪ .‬وتعتبــر غالبيــة املشــاعر األخــرى درجــة مــن درجــات‬ ‫هــذه املشــاعر الســتة أو خليــط بينهــم‪ .‬إذا مــا اســتخدمت هــذه الطريقــة‪،‬‬ ‫وضــح للمشــاركني إمكانيــة اســتخدام مفــردات مختلفــة للتعبيــر عــن شــعورهم‬ ‫بالتحديــد‪ ،‬مــع ربطهــا بأحــد املشــاعر الســتة األساســية (مثــا‪ :‬القلــق هــو‬ ‫درجــة مــن اخلــوف)‪.‬‬

‫‪224‬‬


‫‪ 14-3‬حوار صريح‬ ‫فــي هــذا التدريــب‪ ،‬يلتقــي املشــاركون فــي دائــرة للمشــاركة بالتحديــات أو الصعوبــات‬ ‫التــي يشــعرون بهــا حيــال عمــل املجموعــة مــن جهــة‪ ،‬وبأمانيهــم للمجموعــة مــن جهــة‬ ‫أخــرى‪ .‬تعطــي طريقــة التنشــيط كل فــرد فرصــة ومســاحة للمشــاركة‪ .‬ومــن املهــم‬ ‫االنتبــاه إلــى أن هــذا التدريــب قــد ُيظهــر العديــد مــن املشــاعر واملخــاوف واملؤرقــات‬ ‫والضيــق‪.‬‬ ‫يناســب هــذا التدريــب املجموعــات القائمــة بالفعــل والتــي عاشــت خبــرة مشــتركة لفتــرة‬ ‫مــا‪ ،‬كحضــور نــدوة اســتمرت لعــدة أيــام‪ ،‬أو العمــل فــي مشــروع واحــد‪ ،‬أو االنتمــاء‬ ‫جلماعــة معينــة‪ ،‬إلــى أخــره‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬

‫تعبيــر املشــاركني عمــا يشــعرون بــه مــن صعوبــات متعلقــة باملجموعــة وأيضـ ًا‬ ‫بأمنياتهــم جتــاه املجموعــة‪ ،‬بهــدف تعزيــز التفاهــم املشــترك وتقويــة العالقــات‬ ‫وروح التعــاون بينهــم‪.‬‬ ‫حتديــد مواطــن اخلــاف احملتملــة فــي املجموعــة وخلــق ثقافــة بنــاءة فيمــا‬ ‫يخــص التعامــل مــع اخلالفــات‪.‬‬ ‫إعطاء فرصة للجميع للتعبير والتواصل والتالقى على قدم من املساواة‪.‬‬ ‫إتاحة مساحة للحوار حول املشاركات الشخصية العميقة‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫يجلس املشاركون في دائرة ويحصل كل مشارك على ورقة وقلم‪.‬‬ ‫يدعــو امليســر كل مشــارك لكتابــة أمــر واحــد يتعلــق باملجموعــة يؤرقــه أو يســبب‬ ‫لــه شــعور بعــدم االرتيــاح‪ ،‬وذلــك علــى جانــب مــن الورقــة‪ .‬وعلــى اجلانــب‬ ‫اآلخــر‪ ،‬يكتــب املشــارك أمنيــة يتمناهــا للمجموعــة‪.‬‬ ‫يعرض امليسر قواعد النشاط كما يلي‪:‬‬ ‫• •مبــدأ الســرية‪ :‬مــا يقــال فــي القاعــة يظــل فــي القاعــة‪ ،‬وال يجــوز نقلــه إلــى‬ ‫‪225‬‬


‫غيــر احلاضرين‪.‬‬ ‫• •املشاركة قرار شخصي‪ ،‬لك حرية اختيار املشاركة أو السكوت‪.‬‬ ‫• •لــكل فــرد مطلــق احلريــة فــي التعبيــر طاملــا يتحــث مــن منطلــق شــخصي‪،‬‬ ‫أي مــن وجهــة نظــره اخلاصــة دون احلكــم علــى اآلخريــن‪.‬‬ ‫• •فقط املشارك الذي يحمل عصا الكالم من حقه التحدث‪.‬‬ ‫• •املشــاركة تكــون بالتعبيــر عــن أفــكارك وليــس بتعزيــز مشــاركات اآلخريــن‬ ‫أو التعليــق عليهــا‪.‬‬ ‫يتــم وضــع عصــا الــكالم فــي منتصــف الدائــرة‪ ،‬ليأخذهــا مــن يشــعر أنــه‬ ‫مســتعد للمشــاركة‪ ،‬ويشــارك مبــا يؤرقــه فــي املجموعــة‪.‬‬ ‫بعــد االنتهــاء مــن املشــاركة األولــى‪ ،‬تنتقــل عصــا الــكالم للزميــل املجــاور‪،‬‬ ‫ليشــارك إذا كان مســتعدا أو ميررهــا للزميــل التالــي‪ ،‬وهكــذا‪.‬‬ ‫بعــد فتــرة محــددة يقدرهــا امليســر بنــا ًء علــى املجموعــة وعلــى الوقــت املتــاح‪،‬‬ ‫يعلــن انهــا اجلولــة األخيــرة مــن متريــر عصــا الــكالم ملشــاركة املؤرقــات‪،‬‬ ‫وســيتم بعدهــا االنتقــال للجانــب اآلخــر مــن الورقــة‪ ،‬والتــي حتمــل األمنيــات‬ ‫اخلاصــة باملجموعــة‪.‬‬ ‫يبــدأ املشــاركون بالتعبيــر عــن أمنياتهــم بالطريقــة نفســها‪ .‬وينتهــي النشــاط‬ ‫عندمــا متــر عصــا الــكالم علــى كل املشــاركني فــي الدائــرة وال يريــد أيهــم‬ ‫إضافــة إي شــيء‪ ،‬أو عنــد تقديــر امليســر‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫• •كيف تشعر اآلن ‪ ،‬بنهاية هذا النشاط؟‬ ‫• •هل هناك ما ملسك بشكل خاص في املشاركات؟‬ ‫• •هــل هنــاك أي خواطــر أو انطباعــات عــن النشــاط حتــب أن تشــاركها مــع‬ ‫املجموعــة (فيمــا هــو غيــر املؤرقــات أو األمنيــات)؟‬

‫‪226‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫‪ 25‬كحد أقصى‪.‬‬

‫وقت التدريب‬

‫يعتمد على حجم املجموعة‪ ،‬ومستوى العمق الذي تريد‬ ‫الوصول إليه من خالل النشاط‪ ،‬فقد يتراوح الوقت بني‬ ‫‪ 30‬دقيقة إلى ‪ 90‬دقيقة‪ ،‬أو أكثر‪.‬‬ ‫قلم وورقة لكل مشارك‪ ،‬وعصا الكالم‪ ،‬وهي أي أداة يتم‬ ‫متريرها بني املشاركني لتحديد من له الدور في املشاركة‪.‬‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫يتطلــب هــذا النشــاط ميســر علــى درجــة عاليــة مــن املهــارة واخلبــرة قــادر علــى‬ ‫احلفــاظ علــى املســاحة اآلمنــة حتــى مــع وجــود تنفيــس قــوي للمشــاعر‪ ،‬وعلــى‬ ‫تفــادي أي تصــادم‪ ،‬أو إدارة أي مواقــف فيهــا خــروج عــن نطــاق املشــاركة‬ ‫املقبولــة‪.‬‬ ‫املرجــع‪ :‬ســوزان الريتــش و فلوريــان وينــزل‪ ،2014 ،‬كتيــب التدريــب لتعليــم‬ ‫املواطنــة والتعايــش مــع اآلخــر‪ .‬معهــد جوتــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مركــز بحث السياســات‬ ‫التطبيقيــة‪ ،‬ميونــخ‪.‬‬

‫‪227‬‬


‫‪ 15-3‬املهمة الصعبة‬ ‫يوضــح هــذا التدريــب أهميــة احلــوار فــي إطــار عمــل املجموعــات أو الفــرق التــي تتبايــن‬ ‫فيهــا األدوار واملهــام اخلاصــة بأعضاءهــا‪ .‬فهــو يبــن مــدى االحتيــاج للحــوار فــي‬ ‫املجموعــة لتعزيــز التعــاون‪ ،‬ولفهــم ودعــم األعضــاء بعضهــم البعــض فــي تنفيــذ املهــام‬ ‫التــي قــد تبــدو لهــم متعارضــة‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫• •إدراك أهميــة احلــوار فــي التعامــل مــع املواقــف التــي فيهــا تعــارض‬ ‫ألهــداف األفــراد مبــا يعطــل أداء املجموعــة‪.‬‬ ‫• •املرور بخبرة تناول املواقف الصعبة بطريقة حوارية‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫قســم املشــاركني إلــى مجموعــات مــن ثالثــة أفــراد‪ ،‬واعطــي كل مشــارك فــي‬ ‫املجموعــة اســم حــرف‪ ،‬بحيــث يعــرف كل منهــم مــن هــو الالعــب (أ)‪ ،‬ومــن هــو‬ ‫الالعــب (ب) واالعــب (ج)‪.‬‬ ‫ـاو لعــدد املجموعــات بشــكل عشــوائي فــي وســط‬ ‫ضــع عــدد مــن الكراســي مسـ ٍ‬ ‫القاعــة‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا إذا كان هنــاك ‪ 5‬مجموعــات‪ ،‬فقــم بوضــع ‪ 5‬كراســي‪.‬‬ ‫تأكــد مــن وضــع عالمــة علــى الكراســي تســمح بتمييزهــا عــن باقــي الكراســي‬ ‫فــي القاعــة‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا بلصــق ورقــة ملونــة أو شــريط الصــق علــى الكراســي‪.‬‬ ‫وضح للمشاركني خطوات النشاط‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫‪228‬‬

‫•ستقوم أو ًال بتوزيع ورقة بها تعليمات على كل فرد‬ ‫•ستترك ‪ 30‬ثانية لقراءة التعليمات‪ ،‬ثم تصدر إشارة بدء التنفيذ‬ ‫•على كل فرد تنفيذ املهمة املوكلة إليه في مجموعته‬ ‫•وضح أيض ًا إشارة وقف النشاط (مث ً‬ ‫ال دق اجلرس‪ ،‬أو التصفيق‪)...‬‬ ‫•قــم بالتأكيــد علــى املشــاركني بإنــه غيــر مســموح لهــم بالــكالم أو تبــادل‬ ‫احلديــث طــوال فتــرة تنفيــذ النشــاط‪.‬‬


‫قبــل إعطــاء إشــارة البــدء‪ ،‬تأكــد مــن وقــوف امليســر املســاعد فــي مــكان ظاهــر‬ ‫خــارج القاعــة (بجانــب شــجرة أو بجانــب بــاب واضــح‪ ،‬إلــخ)‪.‬‬ ‫ادعــو املشــاركني للوقــوف بحيــث تكــون كل املجموعــات علــى املســافة نفســها‬ ‫مــن الكراســي‪ ،‬ثــم وزع ورق التعليمــات فــي هــدوء‪ ،‬بحســب احلــرف اخلــاص‬ ‫بــكل مشــارك‪.‬‬ ‫التعليمات هي‬ ‫• •مهمــة الالعــب (أ) ‪ :‬عليــك التحقــق مــن أن الالعــب (ب) يجلــس علــى أحــد‬ ‫الكراســي التــي بهــا العالمــة املميــزة‬ ‫• •مهمة الالعب (ب)‪ :‬عليك تنفيذ توجيهات الالعبني (أ) و(ج)‬ ‫• •مهمــة الالعــب (ج)‪ :‬عليــك التحقــق مــن أن الالعــب (ب) يذهــب إلــى املــكان‬ ‫الــذي بــه امليســر املســاعد‪.‬‬ ‫اعلن بدء اجلولة األولى وذكر الالعبني أن الكالم غير مسموح‪.‬‬ ‫بعــد بضعــة دقائــق‪ ،‬اعلــن وقــف اللعــب‪ ،‬ثــم اعلــن بــدء جولــة جديــدة يكــون‬ ‫فيهــا مســموح بالــكالم‪.‬‬ ‫بعــد بضعــة دقائــق أخــرى‪ ،‬أعلــن وقــف اللعــب وادعــو املشــاركني للجلــوس‬ ‫للتأمــل واملناقشــة‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫ادعو املشاركني لتأمل ما حدث بالنشاط باستخدام بعض األسئلة التالية‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•هل جنحتم في تنفيذ املهام املوكلة إليكم؟ كيف تشعرون حيال ذلك؟‬ ‫•كيف كان شعوركم عندما كان الكالم ممنوع ًا وقت أداء املهمة؟‬ ‫•كيــف اختلــف األمــر بالنســبة لــك بــن تنفيــذ املهمــة بــدون تواصــل‪،‬‬ ‫وتنفيذهــا فــي إطــار مــن التواصــل؟‬ ‫•مــاذا حــدث عندمــا أصبــح الــكالم مســموحا؟ كيــف كانــت احملادثــة فــي‬ ‫املجموعــة؟‬ ‫•بالنســبة للالعبــن (أ) و(ج)‪ :‬فــي أثنــاء محاولتــك تنفيــذ التعليمــات اخلاصة‬ ‫بــك‪ ،‬مــا هــي األفــكار التــي خطــرت ببالــك عــن الالعــب (ب)؟ وعــن الالعــب‬ ‫‪229‬‬


‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫اآلخــر فــي مجموعتــك (ج) أو (أ) ؟ مــا هــي الطريقــة التــي فكــرت بهــا‬ ‫لتنفيــذ املهمــة؟‬ ‫•بالنســبة للالعــب (ب)‪ :‬فــي أثنــاء محاولتــك تنفيــذ املهمــة‪ ،‬مــا هــي األفــكار‬ ‫التــي خطــرت ببالــك عــن الالعبــن (أ) و(ج)؟ كيــف كان تعاملهــم معــك؟‬ ‫وتعاملهمــا مــع بعضهمــا البعــض؟‬ ‫•مــا هــو االختــاف الــذي ظهــر عندمــا مت الســماح بالتواصــل اللفظــي؟‬ ‫هــل كان هنــاك أي نــوع مــن التواصــل قبــل الســماح بالتواصــل اللفظــي؟‬ ‫•فــي رأيــك‪ ،‬مــا الــذي كان مــن املمكــن أن يحــدث إذا كان التواصــل‬ ‫اللفظــي مســموح ًا منــذ البدايــة؟‬ ‫•فــي رأيــك‪ ،‬مــا الــذي كان مــن املمكــن أن يحــدث إذا أكملنــا التدريــب دون‬ ‫فتــح الفرصــة للتواصــل اللفظــي؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫غير محدود‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 30‬إلى ‪ 45‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫كراسي (بعدد املجموعات)‪ ،‬عالمات مميزة اللكراسي‪،‬‬ ‫كروت التعليمات لكل مشارك‪ ،‬ورق قالب وأقالم‪.‬‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫إذا كانــت مجموعــة املشــاركني علــى درجــة كبيــرة مــن التفاهــم والتواصــل ولهم‬ ‫خبــرة فــي ممارســة احلــوار وفــي العمــل اجلماعــي‪ ،‬فيمكــن تنفيــذ النشــاط مــرة‬ ‫واحــدة بقاعــدة منــع الــكالم‪ ،‬والتأمــل فــي كيفيــة التواصــل والتعــاون مــن أجــل‬ ‫تنفيــذ املهــام برغــم هــذا املنــع‪.‬‬ ‫املرجــع‪ :‬مصريتــي‪ ،‬تدريــب الوســاطة بـــ ‪ ، Sandele Eco-retreat‬غامبيــا‬ ‫‪ ،‬يونيــو ‪2016‬‬

‫‪230‬‬


‫‪ 16-3‬الشجرة‬ ‫ينغمــس املشــاركون فــي هــذا النشــاط فــي مســيرة الستكشــاف شــخصياتهم ومــا‬ ‫حتمــل مــن طبقــات عميقــة‪ .‬ويســاعدهم ذلــك علــى تفهــم وتقديــر التنــوع فــي وجهــات‬ ‫النظــر واآلراء التــي تظهــر خــال احلــوار‪ .‬ويســاعد هــذا النشــاط أيض ـ ًا علــى تقويــة‬ ‫عالقــات الترابــط بــن أعضــاء املجموعــة‪ ،‬إذا مــا مت وضعــه فــي مكانــه املناســب فــي‬ ‫تسلســل األنشــطة‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫أن يــدرك املشــاركون العمــق الــذي يضيفــه كل فــرد فــي احلــوار مــن خــال‬ ‫هويتــه املتفــردة‪.‬‬ ‫أن ينتبــه املشــاركون للعوامــل التــي ســاهمت فــي تشــكيل هوياتهــم‪ ،‬ويدركــوا‬ ‫بالتالــي اختــاف كل شــخص عــن الآلخــر تبعــا الختــاف هــذه العوامــل‪،‬‬ ‫ويتفهمــوا كيفيــة تأثيــر هــذا االختــاف علــى عمليــة احلــوار‪.‬‬ ‫أن يعــى املشــاركون الهويــات املتنوعــة والقيــم املختلفــة التــي يتبناهــا زمالئهــم‬ ‫فــي املجموعــة‪.‬‬ ‫أن ينمــي املشــاركون نظــرة إيجابيــة لالختــاف فــي إطــار احلــوار‪ ،‬مبــا يجلبــه‬ ‫مــن ثــراء وتنــوع‪ ،‬بــد ًال مــن اعتبــاره عامـ ً‬ ‫ا لالنشــقاق والتفــرق‪.‬‬ ‫أن يتعرف املشاركون على بعضهم البعض بشكل أعمق‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫ادعــو املشــاركني للوقــوف فــي دائــرة‪ .‬يتخيــل كل مشــارك إنــه شــجرة‪ ،‬فيثبــت‬ ‫أقدامــه علــى األرض بقــوة وكأنهــا اجلــذور‪ ،‬ويشــد جســمه كاجلــذع‪ ،‬وميــد‬ ‫ذراعيــه وأطــراف صوابعــه كالفــروع واألغصــان‪ .‬ثــم يجلــس املشــاركون مــرة‬ ‫أخــرى فــي أماكنهــم‪.‬‬ ‫يوضــح امليســر كيــف أن الشــجرة قــد ترمــز لإلنســان‪ :‬فاجلــذور هــي التاريــخ‬ ‫‪231‬‬


‫الشــخصي‪ ،‬بــكل مــا حتمــل مــن أحــداث مــرت بنــا فــي احليــاة وتســاهم فــي‬ ‫تكويــن شــخصياتنا احلاليــة وتغذيتهــا‪ .‬ففــي جذورنــا قــد جنــد مثـ ً‬ ‫ا أشــخاص ًا‬ ‫وأحداثـ ًا وأماكــن‪ ،‬ورمبــا كتــب‪ ،‬ومــا إلى ذلك من عوامل ســاهمت في تشــكيلنا‪.‬‬ ‫وميثــل اجلــذع قيمنــا األساســية التــي تنبــع مــن اخلبــرات التــي عشــناها فــي‬ ‫احليــاة‪ ،‬وهــي األســاس التــي نبنــي عليــه اختياراتنــا‪ :‬مث ـ ً‬ ‫ا‪ :‬حــب املعرفــة‪ ،‬أو‬ ‫العــدل‪ ،‬إلــخ‪ .‬أمــا الفــروع‪ ،‬فتمثــل انتماءاتنــا املختلفــة‪ :‬مثــا مــدارس فكريــة‪،‬‬ ‫انتمــاءات سياســية‪ ،‬ديــن‪ ،‬مهنــة‪ ،‬رياضــة‪ ،‬ثقافــة معينــة‪ ،‬بلــد‪ ،‬مــكان‪ ...‬إلــخ‪.‬‬ ‫ومثلمــا أن فــروع وأغصــان األشــجار متداخلــة ومترابطــة‪ ،‬فأيضـ ًا ميكننــا أن‬ ‫نالحــظ أن هنــاك ترابــط وتداخــل مــا بــن انتماءاتنــا املختلفــة‪ :‬بعضهــا أكبــر أو‬ ‫أصغــر‪ ،‬بعضهــا ينبــع مــن بعــض أو يكمــل بعــض‪ ،‬وميكــن أيضـ ًا ان نكتشــف‬ ‫أن هنــاك انتمــاء أهــم مــن جميــع االنتمــاءات األخــرى‪ ،‬وكأنــه الفــرع األكبــر‬ ‫فــي الشــجرة‪.‬‬ ‫وضــح للمشــاركني أننــا ســوف نبنــي علــى فكــرة الشــجرة للتعمــق فــي قصتنــا‬ ‫الشــخصية‪ ،‬واكتشــاف مــا بهــا مــن جــذور وجــزع وفــروع‪ .‬اعــرض مثــال‬ ‫لـــشجرتك الشــخصية‪ ،‬معــدة مســبق ًا ومرســومة علــى لوحــة‪ ،‬واعتبــر ذلــك‬ ‫فرصــة ليتعــرف املشــاركون عليــك كميســر بشــكل أفضــل‪.‬‬ ‫ادعــو املشــاركني لرســم شــجرتهم الشــخصية‪ ،‬واعطهــم مــن ‪ 20 -15‬دقيقــة‬ ‫لذلــك‪ .‬ميكنــك تشــغيل موســيقى هادئــة ملســاعدتهم علــى التركيــز واالنعــزال‬ ‫عمــا يحيــط بهــم‪.‬‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫‪232‬‬

‫•عنــد االنتهــاء مــن الرســم‪ ،‬قســم املشــاركني إلــى مجموعــات مــن ‪ 3‬أفــراد‪.‬‬ ‫ووضــح لهــم أن املشــاركة ســتكون فــي ثالثــة جــوالت‪ ،‬مــع تبــادل األدوار‬ ‫فــي كل جولــة مــا بــن «املتكلــم» و»املســتمع» و»املالحــظ»‪ ،‬علــى أن تكــون‬ ‫أدوارهــم كالتالــي‪:‬‬ ‫•املتكلــم‪ :‬يعــرض شــجرته‪ :‬يعبــر عــن مشــاعره‪ ،‬يشــارك بخبراتــه‪ ،‬يوضــح‬ ‫أفــكاره‪ ،‬يعــرض أســبابه‪ ،‬إلــخ‪.‬‬ ‫•املســتمع‪ :‬يســتمع بشــكل فعــال وبانتبــاه‪ ،‬دون مقاطعــة ودون مشــاركة‬ ‫رأيــه‪ .‬املســتمع يســتمع بانتبــاه للمشــاعر واألفــكار‪ ،‬ويستفســر حتــى‬ ‫يــزداد فهم ـ ًا‪ ،‬ويســاعد املتحــدث علــى التعبيــر‪.‬‬ ‫•املالحــظ‪ :‬ال يتكلــم‪ .‬فقــط يالحــظ ديناميكيــة التواصــل بــن املتكلــم‬ ‫واملســتمع‪ ،‬وميكــن أن يكتــب أفــكاره أو مالحظــات‪ ،‬وقــد يشــارك‬ ‫مالحظاتــه بعــد نهايــة املشــاركة‪.‬‬


‫تتــم املشــاركة فــي ‪ 3‬جــوالت‪ ،‬كل جولــة مدتهــا ‪ 10‬دقائــق‪ .‬ويتبادل املشــاركون‬ ‫األدوار فــي كل مــرة بحيــث ميــر اجلميــع علــى كل دور‪ .‬ميكنــك االشــارة إلــى‬ ‫انتهــاء كل جولــة بــدق جــرس أو أي عالمــة أخــرى‪ .‬اعطــي دقيقــة واحــدة فــي‬ ‫نهايــة كل جولــة ملشــاركة «املالحــظ» بأفــكاره‪.‬‬

‫التأمل‬ ‫بعد األفكار املفيدة في التأمل‪:‬‬ ‫ينخــرط كل منــا فــي عمليــة احلــوار حامــا معــه شــبكة معقــدة مــن اخللفيــات‬ ‫والقيــم واالنتمــاءات‪ .‬وتنبــع أهميــة احلــوار مــن هــذا الواقــع‪ ،‬حيــث يســاعد‬ ‫احلــوار علــى االنتبــاه لهــذه التعقيــدات وظهورهــا علــى الســطح‪ ،‬اســتعداد ًا‬ ‫لفهمهــا وتوظيفهــا فــي حتقيــق التناغــم‪.‬‬ ‫إن هويــة كل شــخص هــي نتــاج حلياتــه وماضيــه وخبراتــه‪ ،‬وميكنهــا أن تتطــور‬ ‫نتيجــة للخبــرات اجلديــدة التــي ميــر بهــا الشــخص‪ .‬وتتضمــن هويــة الشــخص‬ ‫مــن عناصــر لــم يختارهــا لنفســه‪ ،‬وعناصــر أخــرى اختارهــا الفــرد بإرادتــه‬ ‫احلــرة‪ .‬ولكــن فــي جميــع احلــاالت يختــار الشــخص إلــى حــد كبيــر حجــم‬ ‫األهميــة التــي يعطيهــا لــكل مكــون مــن مكونــات شــخصيته‪.‬‬ ‫تتكــون الهويــة الفرديــة مــن مجموعــة مــن املكونــات‪ .‬ويســاعد انتماءنــا إلــى‬ ‫دوائــر متعــددة إلــى الشــعور بالقــرب واأللفــة مــع عــدد أكبــر مــن البشــر‪.‬‬ ‫فكلمــا اتســعت دوائــر انتماءاتنــا كلمــا اتســعت قدرتنــا علــى إيجــاد أرضيــات‬ ‫مشــتركة واحتــواء اآلخريــن‪ .‬لــذا قــد يعتبــر البعــض أن املكــون األساســي فــي‬ ‫هويتهــم هــو انتماءهــم اجلامــع لإلنســانية أو الكونيــة‪ .‬علــى عكــس ذلــك‪ ،‬عندمــا‬ ‫نلخــص كل كياننــا وهويتنــا فــي مكــون واحــد (مثــال‪ :‬أن ُيعــرف الشــخص‬ ‫نفســه فقــط بدينــه أو بجنســيته أو بانتمائــه السياســي‪ ،‬إلــخ) فــإن ذلــك ُيحــد‬ ‫مــن قدرتــه علــى إدراك التشــابه والقــرب مــن اآلخريــن‪ ،‬ســواء فــي احلــوار أو‬ ‫فــي احليــاة بشــكل عــام‪ .‬ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬فــإن نظرتنــا لآلخــر وتصنيفــه‬ ‫علــى أســاس مكــون واحــد مــن هويتــه أو انتمــاء واحــد يــؤدي إلــى الفشــل‬ ‫فــي مالحظــة مــا قــد يجمــع بينهــم علــى نطــاق آخــر‪ ،‬ممــا يســهل اإلقصــاء‬ ‫والرفــض‪.‬‬ ‫مــن املهــم بالنســبة ملمارســي احلــوار االنتبــاه لعالقتهــم باآلخريــن الذيــن قــد‬ ‫يعتبــروا «مختلفــن»‪ ،‬حتــى يســتطيعوا االندمــاج معهــم فــي احلــوار بشــكل‬ ‫‪233‬‬


‫صحــي ومثمــر‪ ،‬وهــو أمــر هــام جــدا حتــى نتمكــن مــن تطويــر عمليــة حــوار‬ ‫تشــمل اجلميــع‪.‬‬ ‫وبالنســبة مليســر احلــوار‪ ،‬فعليــه أن يســاعد علــى ظهــور الهويــات الفرديــة‬ ‫املختلفــة ملــا فيهــا مــن إثــراء للحــوار‪ ،‬كمــا عليــه أن يســاعد املجموعــة علــى‬ ‫االنتبــاه ملــا يجمــع بينهــم مــن هويــات وقيــم وانتمــاءات مشــتركة قــد تســاعد‬ ‫علــى بنــاء الثقــة وتعميــق احلــوار‪.‬‬ ‫• •افتح احلوار من خالل األسئلة التالية‪:‬‬

‫كيف كان شعوركم أثناء هذا النشاط؟‬ ‫كيــف كانــت عمليــة التواصــل داخــل املجموعــات الصغيــرة؟ هــل ســاعد تقســيم‬ ‫األدوار وتبادلهــا علــى خلــق حــوار عميــق؟ ملــاذا أو ملــا ال؟‬ ‫مــا الــذي اكتشــفته عــن نفســك أثنــاء رســمك لشــجرتك اخلاصــة؟ هــل ســاعدتك‬ ‫علــى فهــم نفســك بشــكل أفضل‪/‬أعمــق؟ هــل أدركــت شــيئا لــم تدركــه عــن‬ ‫نفســك مــن قبــل؟‬ ‫ما الذي أدركته أثناء استماعك ملشاركات زميليك؟‬ ‫• •وباعتبار أن «الشجرة» فيها تعبير عن «الهوية» اخلاصة بكل منا‪:‬‬

‫مــا هــي أهميــة أن نفهــم خلفيــة األشــخاص اآلخريــن فــي احلــوار؟ هــل مــن‬ ‫املمكــن أن نفهــم دائمــا؟ إذا لــم يكــن هــذا ممكن ـ ًا‪ ،‬فمــاذا نفعــل؟‬ ‫ما هي أهمية االنتباه للمكونات املختلفة في هوياتنا؟‬ ‫هل الهوية أمر ثابت أم هو أمر متغير ومتطور؟‬ ‫فــي خبرتــك اخلاصــة‪ ،‬إلــى أي مــدى تشــكلت هويتــك مــن اختيــارات حــرة‬ ‫قمــت أنــت بهــا؟ وبالعكــس‪ ،‬مــا هــي نســبة هويتــك التــي مت حتديدهــا بنــا ًء علــى‬ ‫عوامــل خارجــة عــن إرادتــك؟‬ ‫مــا الــذي يقولــه لنــا هــذا النشــاط عــن تنــوع الهويــات التــي تظهــر فــي عمليــة‬ ‫احلــوار؟ ومــاذا تقولــه لنــا عــن هويــة اآلخــرون؟‬

‫‪234‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫غير محدد‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 30‬إلى ‪ 45‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫كراسي (بعدد املجموعات)‪ ،‬عالمات مميزة اللكراسي‪،‬‬ ‫كروت التعليمات لكل مشارك‪ ،‬ورق قالب وأقالم‪.‬‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫فــي أثنــاء رســم املشــاركني لشــجرتهم اخلاصــة‪ ،‬قــم بتفقــد العمــل والــرد علــى‬ ‫تســاؤالتهم إذا مــا كانــوا بحاجــة إلــى املزيــد مــن التوضيــح‪ .‬فهــذا النشــاط‬ ‫يحتــوي علــى قــدر مــن الصعوبــة خاصــة بالنســبة لألفــراد غيــر املعتاديــن علــى‬ ‫القيــام بالتأمــل الذاتــي ومراجعــة اخلبــرات احلياتيــة‪.‬‬ ‫ عندمــا تشــرح شــجرتك اخلاصــة‪ ،‬إلتــزم باألمثلــة املتداولــة التــي قــد‬‫ترتبــط بحيــاة أغلــب املشــاركني‪ ،‬مثــا فــي اجلــذور‪ :‬العائلــة واملدرســة‪ ،‬التربيــة‪،‬‬ ‫الشــخصيات املؤثــرة فــي حياتــك الشــخصية‪ ،‬كتــاب‪ ،‬إلــخ‪ .‬فــي القيــم‪ ،‬اختــر‬ ‫قيــم تتشــارك فيهــا مــع الكثيريــن (مثــا‪ :‬العدالــة ‪ ،‬األمانــة‪ ،‬الكــرم‪ ،‬إلــخ)‬ ‫واختــر انتمــاءات غيــر مثيــرة للجــدل عنــد شــرح املثــال اخلــاص بــك‪ .‬بشــكل‬ ‫عــام‪ ،‬احــرص علــى االبتعــاد عــن أي أمثلــة تثيــر جــدل أو حتيــزات داخــل‬ ‫املجموعــة‪ ،‬حيــث أن هــذا يبتعــد عــن هــدف النشــاط‪.‬‬

‫فكرة بديلة (‪)1‬‬ ‫إذا كانــت املجموعــة كبيــرة‪ ،‬فليــس مــن الضــروري أن يتــم التأمــل على مســتوى‬ ‫املجموعــة كلهــا وإمنــا ميكــن أن يتــم فــي مجموعــات أصغــر مــع كتابــة أســئلة‬ ‫التأمــل علــى لوحــة‪ .‬ميكــن أن تســجل كل مجموعــة أهــم أفكارهــا أيضـ ًا علــى‬ ‫لوحــة مــع تعليقهــا إذا لــم يكــن هنــاك وقت ـ ًا كافي ـ ًا لعــرض نتائــج التأمــل فــي‬ ‫املجموعــة الكبيــرة‪.‬‬

‫‪235‬‬


‫املرجع‪ :‬مصريتي‪ ،‬دليل التنوع ‪.2014‬‬ ‫تقنيــة املشــاركة الثالثيــة «املتكلــم‪ ،‬املســتمع‪ ،‬املالحــظ» مســتعارة مــن تقنيــات «فــن‬ ‫اســتضافة احلــوار»‬ ‫‪the Art of Hosting conversation: http://www.artofhosting.org‬‬

‫‪ 17-3‬أزمة اهلوية‬ ‫عندمــا نكــون فــي حــوار‪ ،‬كثيــرا مــا تصــدر تعليقــات أو كلمــات تتطــرق جلانــب مــن‬ ‫جوانــب هوياتنــا وفيهــا تعميــم كبيــر‪ .‬وقــد تقــوم أنــت بذلــك مــع اآلخريــن بــدون‬ ‫قصــد‪ .‬ومــن الصعــب جــد ًا تفــادي إثــارة حساســية بعــض النــاس فــي إطــار مناقشــة‬ ‫موضوعــات حساســة‪ ،‬مــا لــم نكــن علــى قــدر مــن املعرفــة والوعــي فيمــا يخــص هويــة‬ ‫اآلخريــن واالنتبــاه ملوقفنــا نحــن جتاههــم‪ .‬فأحيانــا نحــن ال نــدري أن تصرفنــا أو‬ ‫كلمتنــا العفويــة والبســيطة قــد يشــعر اآلخــر باإلقصــاء بســببها‪.‬‬ ‫إن مســألة االحتــواء واإلقصــاء فــي احلــوار عــادة ‪-‬إن لــم يكــن دائمــا‪ -‬مــا تكــون‬ ‫مرتبطــة بتســاؤالت عــن الهويــة‪ :‬كيــف نعــرف أنفســنا؟ وإلــى أي مــدي يشــمل هــذا‬ ‫التعريــف اآلخريــن؟ إن الوعــي بهويتنــا اخلاصــة ‪ -‬كيــف مت تكوينهــا وكيــف تؤثــر علــى‬ ‫عالقاتنــا ‪ -‬سيســاعدنا علــى فهــم ديناميكيــات الهويــة داخــل مجتمعنــا وبــن املجتمعــات‬ ‫بعضهــا البعــض‪ ،‬خاصــة فيمــا يخــص التنــوع الدينــي‪ .‬كمــا يجعلنــا هــذا الوعــي أكثــر‬ ‫حرصـ ًا وأكثــر قــدرة علــى التفاعــل الصحــي مــع اآلخريــن فــي أي حــوار يخــص مســائل‬ ‫الهويــة‪.‬‬ ‫هــذا النشــاط يهــدف إلــى لفــت انتبــاه املشــاركني إلــى شــكل التفاعــات التــي تتــم أثنــاء‬ ‫احلــوار والتــي قــد تضغــط علــى «بقــع ســاخنة» لــدى اآلخريــن فيمــا يخــص هوياتهــم‪.‬‬ ‫وبهــذا اإلدراك‪ ،‬يتمكــن املشــاركون مــن التــروي واالســتفهام قبــل إصــدار األحــكام‬ ‫وحصــر اآلخريــن فــي قوالــب‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫أن يدرك املشاركون العالقة بني الهوية واحلوار‪.‬‬ ‫أن ينتبــه املشــاركون ملــا يعتبــره الشــخص مهمــا أو غيــر مهــم فيمــا يخــص‬ ‫تعريفــه لنفســه ولآلخريــن‪.‬‬ ‫‪236‬‬


‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•وزع قصاصات من الورق على املشاركني‪.‬‬ ‫•اطلــب مــن املشــاركني أن يكتبــوا ‪ 6‬عناصــر أساســية ُم َكونــة لهويتهــم‪،‬‬ ‫وأعطهــم أمثلــة عــن ذلــك‪ :‬مثـ ً‬ ‫ا االنتمــاء للعائلــة أو للقبيلــة‪ ،‬املــكان أو البلــد‬ ‫الــذي يأتــي منــه الشــخص‪ ،‬الديــن‪ ،‬النــوع االجتماعــي‪ ،‬لــون البشــرة‪،‬‬ ‫اللغــة األم‪ ،‬املهنــة‪ ،‬النــادي الرياضــي أو االنتمــاء لفريــق رياضــة معــن‪،‬‬ ‫حركــة سياســية‪ ،‬مدرســة فكريــة‪ ،‬ومــا إلــى ذلــك‪.‬‬ ‫•بعــد االنتهــاء مــن الكتابــة‪ ،‬اطلــب منهــم جميعــا طــي الورقــة ووضعهــا فــي‬ ‫ســلة مبنتصــف القاعــة‪ ،‬ثــم يأخــذ كل مشــارك ورقــة مــن الســلة بشــكل‬ ‫عشــوائي‪ ،‬علــى أال يأخــذ املشــارك ورقتــه مــرة أخــرى‪ .‬ال يجــب علــى‬ ‫املشــاركني معرفــة صاحــب الورقــة التــي بيدهــم‪.‬‬ ‫•عندمــا يســتقر كل مشــارك فــي مكانــه ومعــه الورقــة اجلديــدة‪ ،‬وضــح أن‬ ‫علــى كل شــخص شــطب ‪ 3‬عناصــر فــي الورقــة التــي معــه‪ ،‬علــى أن تكــون‬ ‫العناصــر الثالثــة األقــل أهميــة مــن وجهــة نظــره‪.‬‬ ‫•يحــاول كل مشــارك إيجــاد صاحــب الورقــة التــي معــه ويعيدهــا إليــه فــي‬ ‫هــدوء‪.‬‬ ‫•بعــد ان يعــود كل مشــارك فــي ماكنــه مجــدد ًا‪ ،‬أتــرك لهــم دقيقــة أخــرى‬ ‫للتأمــل فــي مــا هــو فــي الورقــة حاليــا بعــد الشــطب‪ ،‬وإحساســه جتــاه‬ ‫شــطب هــذه العناصــر الثالثــة‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•على مستوى املجموعة الكبيرة‪ ،‬قم بتيسير حوار حول األسئلة التالية‪:‬‬ ‫•ما هو شعورك حيال رؤية العناصر املشطوبة من هويتك؟‬ ‫•مــا هــو رأيــك فــي اختيــار الشــخص اآلخــر للعناصــر الثالثــة األهــم مــن‬ ‫مكونــات الهويــة؟ هــل كنــت ســتقوم باالختيــار نفســه ؟‬ ‫•علــى أي أســاس قمــت بتحديــد العناصــر األقــل أهميــة لنفســك؟ وهــل‬ ‫هــذا هــو املعيــار نفســه الــذي بنيــت عليــه اختيــارك لشــطب عناصــر‬ ‫الهويــة لــدى اآلخــر؟‬ ‫•فــي رأيــك‪ ،‬مــن لديــه احلــق فــي حتديــد أهميــة العناصــر املكونــة لهويــة كل‬ ‫‪237‬‬


‫شــخص؟ مــا الــذي يجعــل مكـ ّون معــن أهــم مــن غيــره؟‬ ‫• •هــل مــن املمكــن أن يكــون هنــاك «هويــة خطــأ» أو «عنصــر خطــأ» فــي‬ ‫هويــة شــخص مــا؟‬ ‫التطبيــق فــي احليــاة العمليــة‪ :‬اطــرح التســاؤالت التاليــة‪ ،‬وامنــح املشــاركني‬ ‫بعــض الوقــت للتأمــل الذاتــي قبــل املشــاركة‪.‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•هــل واجهــت موقــف مشــابه لذلــك فــي حياتــك؟ هــل شــعرت فــي موقــف‬ ‫مــا أن هنــاك شــخص يحــاول محــو أو تهديــد مك ـ ّون معــن مــن هويتــك؟‬ ‫مــاذا حــدث؟‬ ‫•مــاذا يكــون رد فعلــك فــي هــذه املواقــف‪ ،‬عندمــا تشــعر بتهديــد لهويتــك‬ ‫أو لعنصــر معــن منهــا؟‬ ‫•هل تشعر أنك حساس لعنصر ما أو مكون معني من هويتك؟‬ ‫•فــي رأيــك‪ ،‬كيــف ميكننــا أن ندخــل فــي حــوار يلمــس مكونــات الهويــة‬ ‫شــديدة احلساســية (مثــ ً‬ ‫ا الديــن‪ ،‬أو اجلنســية أحيانــ ًا‪ ،‬أو اللــون‪ ،‬أو‬ ‫األصــول العرقيــة‪)..‬؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫من ‪ 10‬إلى ‪ 30‬مشارك‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 30‬إلى ‪ 45‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫قصاصات من الورق وأقالم ‪ -‬سلة صغيرة‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫مــن املهــم أن ننتبــه لكــي ال نتنــاول هويــات اآلخريــن أو نقيمهــا بنــا ًء علــى‬ ‫هويتنــا نحــن‪ ،‬فــإن العناصــر املكونــة ألي هويــة وترتيــب أولوياتهــا واألهميــة‬ ‫اخلاصــة بــكل عنصــر قــد تختلــف متامــا مــن شــخص آلخــر أو مــن ثقافــة‬ ‫ألخــرى‪.‬‬ ‫إن الشــعور بالرفــض لهويتنــا أو إلحــدى مكوناتهــا هــو شــعور مؤلــم‪ ،‬وقــد‬ ‫يجعلنــا ذلــك نكــره الدخــول فــي حــوار مــع آخــر ال يفهمنــا‪ ،‬هــذا وعلــى الرغــم‬ ‫‪238‬‬


‫مــن أن اختبــار هــذا الشــعور هــو فــي حــد ذاتــه ســبب بالــغ األهميــة للقيــام‬ ‫باحلــوار‪.‬‬ ‫إن محاولــة حــل أي نــزاع قائــم علــى الهويــة مبحاولــة تغييرهــا أو اســتبعادها‬ ‫أمــر غيــر بنــا ًء‪ ،‬بــل ورمبــا مــن املســتحيل‪ .‬إن تغييــر هويــة اآلخــر ليــس فــي‬ ‫دائــرة حتكــم أي شــخص‪ .‬ولذلــك يجــب أن جنــد طــرق أخــرى للتعامــل مــع‬ ‫الهويــات املختلفــة‪.‬‬ ‫باإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬عــادة مــا يكتســب ُمكــون الهويــة الــذي يتعــرض للهجــوم‬ ‫أو االنتقــاد قــوة وأهميــة أكبــر لــدى صاحبــه‪ ،‬بــل وقــد يصبــح املُكــون األهــم‬ ‫فــي هويتــه‪ .‬وهكــذا نشــاهد فــي جتــارب عديــدة كيــف أن الهجــوم علــى عنصــر‬ ‫معــن مــن عناصــر الهويــة املرتبطــة بإشــكالية مجتمعيــة‪ ،‬يــؤدي فعليــ ًا إلــى‬ ‫تقويتهــا ويعــزز وجودهــا‪.‬‬ ‫املرجع‪ :‬مصريتي‪ ،‬بتصرف من حقيبة السالم للشباب األورومتوسطي‪.‬‬

‫‪239‬‬


‫‪ 18-3‬هل جترؤ؟‬ ‫يســاعد هــذا التدريــب املشــاركني علــى الدخــول فــي حــوار والتعبيــر عــن آرائهــم املبدئيــة‬ ‫بخصــوص موقــف افتراضــي مــن واقــع احليــاة العمليــة‪ .‬وهــو يعطيهــم الفرصــة للتأمــل‬ ‫فــي حــدود قبولهــم ملواقــف أو ظــروف معينــه‪ ،‬وإمكانيــة التحــاور بشــأنها‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫أن ميــارس املشــاركون التحــاور حــول مواقــف مــن واقــع احليــاة‪ ،‬قــد تختلــف‬ ‫فيهــا آراءهــم مــع آراء زمالئهــم‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫اكتــب كل عبــارة مــن العبــارات الثالثــة التاليــة علــى لوحــة‪ :‬أنــا أجــرؤ علــى ذلــك‬ ‫‪ /‬قــد أفكــر ‪ /‬لــن أفعــل ذلــك أبــد ًا‪.‬‬ ‫قــم بوضــع اللوحــات علــى األرض علــى أن تكــون «أنــا أجــرؤ» و «لــن أفعــل ذلــك‬ ‫أبــد ًا «فــي طرفــي القاعــة‪ ،‬و»قــد أفكــر» فــي املنتصــف بينهما‪.‬‬ ‫وضــح أنــك ســوف تذكــر موقــف افتراضــي بصيغــة ســؤال يبــدأ بـــ «هــل جتــرؤ‬ ‫علــى ‪...‬؟»‪ ،‬وســيكون علــى كل مشــارك الوقــوف بالقــرب مــن اللوحــة التــي‬ ‫تصــف موقفــه‪.‬‬ ‫بعــد كل عبــارة‪ ،‬ادعــو املشــاركني للنظــر حولهــم لتقديــر حجــم االختــاف بــن‬ ‫أفــراد املجموعــة‪ .‬ثــم اطلــب منهــم مشــاركة أراءهــم فــي املجموعــة التــي‬ ‫تكونــت بنــا ًء علــى موقفهــم املتشــابه مــن العبــارة‪.‬‬ ‫بعــد ذلــك‪ ،‬ادعــو املشــاركني للحــوار علــى مســتوى املجموعــة الكبيــرة‪ ،‬ملــدة‬ ‫‪ 15-10‬دقيقــة‪ .‬افتــح احلــوار بأســئلة إستكشــافية ملســاعدة املشــاركني علــى‬ ‫البــدء‪ ،‬ثــم قــم بإعطائهــم مســاحة أكبــر تدريجيــا فــي إدارة احلــوار‪ ،‬وال تتدخــل‬ ‫إال فــي حالــة توقــف عمليــة احلــوار‪.‬‬ ‫بعــد االنتهــاء مــن اجلولــة األولــى‪ ،‬كــرر العمليــة نفســها مــرة أخــرى بعبــارة‬ ‫‪240‬‬


‫جديــدة‪.‬‬ ‫أمثلة للمواقف والعبارات‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•هل جترؤ على التعبير عن كل أراءك في احلياة أمام والديك؟‬ ‫•هــل جتــرؤ علــى التعبيــر عــن رأي مناقــض متامــا لــرأي رئيســك فــي‬ ‫العمــل فــي حضــوره؟‬ ‫•هــل جتــرؤ علــى الــزواج مــن شــخص مــن ديــن مختلــف (أو مــن ثقافــة‬ ‫مختلفــة)؟‬ ‫•هــل جتــرؤ علــى العــودة للجامعــة بعــد التخــرج لدراســة شــيء جديــد‬ ‫حتبــه؟‬ ‫•هل جترؤ على الزواج من شخص ال يرضى به أهلك؟‬ ‫•هــل جتــرؤ علــى تشــجيع فريــق رياضــي أجنبــي حتبــه عندمــا يالعــب‬ ‫فريــق مــن بلــدك؟‬

‫التأمل‬ ‫بعد إنتهاء احلوار‪ ،‬استخلص النقاط التالية‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•كيف كان شعورك أثناء النشاط؟‬ ‫•كيــف تقيــم هــذا احلــوار‪ :‬جيــد‪ -‬متوســط ‪ -‬ســيء؟ (اطلــب منهم اإلشــارة‬ ‫بإبهامهــم ألعلــى إذا كان جيــدا‪ ،‬أفقيــا لــو كان متوســط‪ ،‬و إلــى أســفل‬ ‫لــو كان ســيئا)‪.‬‬ ‫•كيــف كان شــعورك أثنــاء احلــوار فــي املجموعــات الصغيــرة؟ وكيــف كان‬ ‫شــعورك أثنــاء احلــوار علــى مســتوى املجموعــة كلهــا؟‬ ‫•أي حــوارات كانــت األكثــر ثــرا ًء؟ هــل تؤثــر نســبة االختــاف فــي املجموعة‬ ‫علــى جــودة احلوار؟‬ ‫•ما الذي دعم جودة احلوار؟ وما الذي عطله او عرقله؟‬

‫‪241‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫من ‪ 20‬إلى ‪ 30‬مشارك‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 30‬دقيقة لسؤال واحد‪ 60 ،‬دقيقة لسؤالني‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫كراسي ‪ 3 ،‬لوحات ‪ ،‬أقالم ماركرز‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬

‫ميكــن اســتخدام هــذا النشــاط بــد ًال مــن نشــاط «نشــاط األركان‪ :‬الفكــرة‬ ‫البديلــة (‪ :)3‬مكانــك علــى اخلــط» و «مــاذا لــو»‪.‬‬ ‫املرجع‪ :‬مصريتي‬

‫‪242‬‬


‫‪ 19 – 3‬إليكم نظرييت‬ ‫يســاعد هــذا النشــاط املشــاركني علــى التطــرق ملوضوعــات حساســة بطريقــة حواريــة‪،‬‬ ‫كمــا يســاعد مــن لديهــم قضايــا هامــة متســهم علــى التعبيــر عنهــا كامــ ً‬ ‫ا‪ .‬ويفيــد‬ ‫اســتخدام هــذا النشــاط عندمــا يكــون هنــاك توتــر فــي املجموعــة بســبب الضغــط علــى‬ ‫بــؤر ســاخنة وحساســة لــدى أحــد املشــاركني أو بعضهــم أثنــاء الورشــة‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫التطرق إلى موضوع حساس أو بؤرة ساخنة والتعبير عنها‪.‬‬ ‫تنميــة قــدرة املشــارك علــى اإلفصــاح عــن اجلوانــب املختلفــة حلساســيته فــي‬ ‫موضــوع معــن دون التشــبث بنتائــج احلــوار‪.‬‬ ‫اكتســاب املشــاركني مهــارات تنــاول القضايــا احلساســة والبــؤر الســاخنة‬ ‫بطريقــة حواريــة‪.‬‬ ‫صقــل مهــارات اإلنصــات واملالحظــة واالمتنــاع عــن إصــدار أحــكام أثنــاء‬ ‫احلــوار حــول قضايــا ســاخنة‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫ماهى بؤرتي الساخنة؟ (من ‪ 7-5‬دقائق)‬ ‫يتم تنظيم شكل اجللوس في شكل دائرة‪.‬‬ ‫يقــدم امليســر مفهــوم البــؤر الســاخنة‪ ،‬وهــي النقــاط احلساســة التــى تثيــر توتــر‬ ‫أو انفعــال شــديد بداخــل الفــرد‪ .‬ويقــوم بتقــدمي أمثلــة لبعــض البــؤر الســاخنة‬ ‫بالنســبة لــه‪.‬‬ ‫يدعــو امليســر املشــاركني إلــى تســجيل إحــدى البــؤر الســاخنة اخلاصــة بهــم‬ ‫علــى ورقــة صغيــرة‪.‬‬ ‫ثــم يدعــو املشــاركني إلــى التأمــل فىمــا كتبــوه مــن خــال طــرح بعــض األســئلة‬ ‫علــى أنفســهم‪ :‬ملــاذا يعتبــر هــذا املوضــوع بــؤرة ســاخنة بالنســبة لــي؟ ملــاذا‬

‫‪243‬‬


‫هــو موضــوع مهــم بالنســبة لــي؟ متــى أشــعر بالضغــط علــى هــذه البــؤرة؟‬ ‫وكيــق أتعامــل مــع ذلــك؟ وملــاذا أتعامــل بهــذه الطريقــة؟ ملــاذا أعطــي كل هــذه‬ ‫األهميــة لهــذا املوضــوع؟‬ ‫إليكم نظريتي (من ‪ 10 – 5‬دقائق)‬ ‫ يدعــو امليســر املشــاركني إلــى التحــدث أمــام املجموعــة للتعبيــر عــن البؤرة‬‫الســاخنة اخلاصــة بهــم وكل أفكارهــم ومشــاعرهم ورأيهــم فيمــا يخــص هــذه‬ ‫البــؤرة‪ ،‬أي «نظريتهــم» فــي هــذا املوضــوع‪ ،‬وهــذا بــدون أي مقاطعــة أو تعليــق‬ ‫مــن اآلخريــن‪.‬‬ ‫يتنظــر امليســر أن يتقــدم أحــد املشــاركني إلــى داخــل الدائــرة ويطلــب امليســر‬ ‫مــن اجلميــع الســكوت واإلنصــات‪.‬‬ ‫يهــيء امليســر األجــواء بالســؤال عــن البــؤرة الســاخنة التــى يريــد املشــارك‬ ‫اإلفصــاح عنهــا‪ .‬وميكــن أن يطلــب اإلسترســال باســتفاضة أكثر عنــد احلاجة‪،‬‬ ‫كمــا ميكــن أن يســأل امليســر أســئلة إستكشــافية تســاعد علــى التوغــل بعمــق‬ ‫فــى املوضــوع‪.‬‬ ‫يكــون لــكل مشــارك حوالــي خمــس دقائــق للتعبيــر‪ ،‬وميكــن أن متتــد لعشــر‬ ‫دقائــق إذا شــعر امليســر أن هنــاك حاجــة لذلــك‪.‬‬ ‫بعــد أن ينتهــي املشــارك مــن التعبيــر عــن نظريتــه فــي املوضــوع‪ ،‬يدعوه امليســر‬ ‫للخــروج مــن الدائــرة‪ ،‬ومشــاهدة احلــوار مــن اخلــارج فــي صمــت ودون أي‬ ‫تدخــل منــه‪ .‬يســاعد هــذا الشــخص علــى أخــذ مســافة مــن البــؤرة الســاخنة‪،‬‬ ‫ومراقبــة احلــوار عــن بؤرتــه وكذلــك مالحظــة احلــوار الداخلــى الــذى ميــر بــه‪.‬‬ ‫احلوار (‪ 15‬دقيقة)‪:‬‬ ‫بنــا ًء علــى مشــاركة الشــخص األول‪ ،‬يســأل امليســر املشــاركني‪« :‬مــا رأيكــم‬ ‫فيمــا ُعــرض عليكــم؟» ويتــم فتــح احلــوار بطريقــة غيــر مقيــدة‪.‬‬ ‫يســتمر احلــوار ملــدة ‪ 15‬دقيقــة وميكــن زيــادة الوقــت إذا قــدر امليســر أن هنــاك‬ ‫حاجــة لذلــك أو أن احلــوار تعمــق بقــوة‪.‬‬ ‫يتدخــل امليســر إذا إحتــدت املناقشــة أو توقفــت‪ ،‬عــن طريــق طــرح األســئلة أو‬ ‫تشــجيع املشــاركني علــى اإلســتماع‪ .‬ال ميكــن للميســر التعبيــر عــن رأيــه فــى‬

‫‪244‬‬


‫مضمــون احلــوار‪.‬‬ ‫العودة لصاحب النظرية (‪ 5‬دقائق)‪:‬‬ ‫يعطــى امليســر الكلمــة مجــدد ًا للشــخص الــذى عــرض املوضــوع فــى البدايــة‬ ‫وذلــك بعــد أن شــاهد حــوار املشــاركني عــن بؤرتــه الســاخنة‪.‬‬ ‫بتأكــد امليســر أن املشــارك يتحــدث فــى املضمــون وال يخــرج عنــه لتأمــل‬ ‫املنهجيــة‪.‬‬ ‫االستكمال بجوالت أخرى‪:‬‬ ‫بعــد إنتهــاء هــذه اجلولــة‪ ،‬ميكــن تكــرار خطــوات النشــاط مــع مشــارك أخــر‬ ‫يقــوم بعــرض نظريتــه فيمــا يخــص بؤرتــه الســاخنة‪ .‬تتكــرر خطــوات النشــاط‬ ‫مرتــن علــى األكثــر‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫عنــد اإلنتهــاء مــن النشــاط بجولتيــه‪ ،‬يتــم دعــوة املشــاركني للتأمــل فــى منهجيــة‬ ‫النشــاط‪ ،‬مــن خــال بعض األســئلة‪:‬‬ ‫أسئلة موجهة لعارضي النظرية‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•كيف كانت جتربة عرض قضية أو مسألة فيها حساسية بالنسبة لك؟‬ ‫•كيف كانت جتربة مشاهدة احلوار دون تدخل؟‬ ‫•ما أهم ما تعلمته من خالل جتربة مراقبة احلوار؟‬ ‫•أسئلة موجهة لباقى املشاركني‬ ‫•كيــف كانــت جتربــة االســتماع لشــخص يتحــدث عــن بــؤرة ســاخنة‬ ‫خاصــة بــه؟‬ ‫•مــا هــو الفــرق فــي احلــوار الــذي يتــم بعــد االســتماع لشــخص يلمســه‬ ‫املوضــوع بهــذا الشــكل؟‬ ‫•ما أهم ما تعلمته من خالل جتربة احلوار؟‬ ‫•مــا الــذي ميكــن أن نســتفيد منــه فــي هــذه التجربــة لتطبيقــه فــي حواراتنــا‬ ‫وأحاديثنــا اليومية؟‬

‫‪245‬‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫من ‪ 15‬إلى ‪ 20‬شخص‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 45‬دقيقة لكل جولة ‪ 20-10 +‬دقيقة للتحليل‪.‬‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫كراسي وأقالم وأوراق‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫يســاعد هــذا النشــاط املشــاركني علــى التعبيــر عــن البــؤر الســاخنة وذلــك فــي‬ ‫إطــار حــوارى‪ .‬فعندمــا يحتــد النقــاش فــي ورشــة العمــل وفــي أي نشــاط‪،‬‬ ‫ويــزداد التوتــر فــي املجموعــة بســبب االصتــدام بالبــؤر الســاخنة لــدى مشــارك‬ ‫أو أكثــر‪ ،‬ميكــن للميســر وقــف النشــاط ودعــوة املشــاركني إلســتراحة قصيــرة‪.‬‬ ‫ويتــم بعدهــا االســتئناف مــن خــال هــذا النشــاط «إليكــم نظريتــي»‪.‬‬ ‫إذا اتضــح أن املوضــوع أو البــؤرة الســاخنة تلمــس أكثــر مــن مشــارك‪ ،‬ميكــن‬ ‫للميســر دعــوة اثنــن أو ثالثــة منهــم لعــرض نظريتهــم‪ ،‬كل منهــم ملــدة خمــس‬ ‫دقائــق‪ .‬ومــن املهــم فــي هــذا اإلطــار أن يتــم عــرض وجهــات النظــر املختلفــة‪.‬‬ ‫علــى أي حــال‪ ،‬ال يجــب أن تــزداد مــدة العــرض املبدئــي عــن ‪ 15‬دقيقــة‪ ،‬ليبقــى‬ ‫التركيــز علــى اجلــزء األهــم مــن النشــاط وهــو احلــوار اجلماعــي الــذي يلــي‬ ‫العــرض‪.‬‬ ‫املرجع‪ :‬مصريتى‬

‫‪246‬‬


‫‪ 20-3‬مناقشة حمظورة‬

‫يســاعد هــذا النشــاط املشــاركني علــى تنــاول املوضوعــات احلساســة التــى متثــل بــؤر ًا‬ ‫ســاخنة‪ ،‬واحلديــث عنهــا فــى مجموعــات صغيــرة‪ .‬ويســاعد أيضــ ًا املشــاركني علــى‬ ‫اإلفصــاح عــن الطبقــات العميقــة لقناعاتهــم لآلخريــن‪ .‬ويفيــد النشــاط بشــكل أخــص‬ ‫عندمــا يكــون هنــاك أجــواء مــن التوتــر بســبب اإلصتــدام النابــع مــن التطــرق لهــذه‬ ‫املواضوعــات احلساســة‪.‬‬ ‫وعلــى صعيــد آخــر‪ ،‬يعــزز هــذا النشــاط فهــم احلــوار ومتييــزه باملقارنــة بأمنــاط أخــرى‬ ‫مــن احلديــث‪ ،‬ويعــد ذلــك خطــوة أولــى إلكتســاب مهــارات احلــوار وعاداتــه‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫أن ميارس املشاركون احلوار في موضوعات شائكة‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫• • يبــدأ النشــاط بعصــف ذهنــى عــن املوضوعــات الشــائكة التــى فــي األغلب‬ ‫مــا يتــم جتنبهــا فــي املجموعــات التــي تتميــز بالتنــوع خوف ـ ًا مــن نشــوء‬ ‫خــاف أو عــدم تفاهــم‪ .‬يقــوم امليســر بتســجيل هــذه املوضوعــات علــى‬ ‫لوحــة‪ ،‬واألفضــل أن تكــون ُمصاغــة فــي شــكل ســؤال‪.‬‬ ‫• •يتــم تقســيم املشــاركني إلــى مجموعتــن‪ .‬مــن املهــم أن حتتــوى كل‬ ‫مجموعــة علــى تعدديــة فــى الديــن واألصــل والنــوع‪ ،‬إلــخ‪.‬‬ ‫• •إشــرح قواعــد النشــاط‪ :‬كل مجموعــة تختــار أحــد املوضوعــات الشــائكة‬ ‫املســجلة علــى اللوحــة للتحــاور حــول هــذا املوضــوع‪ .‬ســتبدأ املجموعــة‬ ‫األولــى باحلــوار‪ ،‬فــي حــن تقــوم املجموعــة الثانيــة باملالحظــة واملراقبــة‪،‬‬ ‫وهــم جالســن علــى شــكل دائــرى حــول املجموعــة األولــى‪ .‬ال يســمح ألي‬ ‫مشــارك باملجموعــة املراقبــة أن يتحــدث‪.‬‬

‫يستمر احلوار ملدة ‪ 10‬إلى ‪ 15‬دقيقة‪.‬‬ ‫يتم تبادل أدوار املجموعات مع تكرار اخلطوات نفسها‪.‬‬

‫‪247‬‬


‫التأمل‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•بعــد إنتهــاء جولتــي احلــوار‪ ،‬ادعــو جميــع املشــاركني للجلــوس فــى دائــرة‬ ‫للتأمل‪:‬‬ ‫•كيف تشعرون؟ كيف كانت التجربة؟‬ ‫•إلــى أي مــدى ميكــن إعتبــار مــا مت حــوار ًا؟ اطلــب منهــم اإلشــارة‬ ‫بإبهامهــم ألعلــى إذا كانــت اإلجابــة بنعــم‪ ،‬أفقيــا لــو كانــت نوع ـ ًا مــا‪ ،‬و‬ ‫إلــى أســفل لــو كانــت اإلجابــة بــا‪.‬‬ ‫•ماذا تعلمتم من هذا النشاط؟‬ ‫•مــاذا الحظــت وأنــت تراقــب احلــوار؟ مــاذا مت بشــكل جيــد؟ ومــا الــذي‬ ‫ميكــن حتســينه؟‬ ‫•ما الذي ساعد على تعزيز احلوار؟ وما الذي عرقله أو عطله؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬شخص‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 45‬دقيقة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫كراسي وأقالم وأوراق مكن استخدام قاعة إضافية إذا‬ ‫كان عدد املشاركني أكثر من ‪ 14‬شخص‪.‬‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫إذا شــعرت أن هنــاك حساســية أو عــدم ارتيــاح لــدى بعض املشــاركني‬ ‫جتــاه كونهــم فــي موقــف املالحظــة والتقييــم‪ ،‬فقــم بالتركيــز علــى األســئلة‬ ‫اإليجابيــة‪ .‬مثـ ً‬ ‫ا‪ :‬مــا الــذى ســاعد علــى حتويــل احلديــث إلــى حــوار؟ ومــاذا‬ ‫أيضـ ًا ميكــن أن يســاعد فــي ذلــك الحقـ ًا؟‬ ‫إذا كان عــدد املشــاركني أكبــر مــن ‪ 14‬مــع وجــود أكثــر مــن ميســر‪ ،‬ميكــن‬ ‫تقســيم املشــاركني إلــى أربعــة مجموعــات‪ ،‬و يتــم تنفيــذ النشــاط فــي قاعتــن‬

‫‪248‬‬


‫بالتــوازي‪.‬‬ ‫فكرة بديلة (‪:)1‬‬ ‫ميكــن وقــف احلــوار فــي منتصفــه والســماح للمالحظــن بإبــداء بعــض‬ ‫املالحظــات بنــا ًء علــى مشــاهدتهم‪ ،‬وذلــك بهــدف حتســن احلــوار‪ .‬ميكــن‬ ‫أيضــا أن يتــم تنظيــم ذلــك مســبق ًا‪ ،‬بــأن يتــم توزيــع أدوار محــددة علــى‬ ‫املالحظــن‪ ،‬فبعضهــم يالحــظ مهــارات اإلصغــاء‪ ،‬وآخريــن يالحظــون كيفيــة‬ ‫طــرح األســئلة مثــ ً‬ ‫ا‪ ،‬إلــخ‪.‬‬ ‫املرجع‪ :‬مصريتي‬

‫‪249‬‬


‫‪ 21-3‬ماذا لو؟‬ ‫يســاعد هــذا النشــاط املشــاركني علــى التحــاور والتعبيــر عــن آراءهــم املبدئيــة بخصوص‬ ‫مواقــف افتراضيــة ولكنهــا مــن واقــع احليــاة‪ .‬ويســاعدهم أيضــا علــى التعــرف علــى‬ ‫بعضهــم البعــض بعمــق مــن خــال االندمــاج املثمــر فــي عمليــة احلــوار‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬ ‫أن ميارس املشاركون احلوار بشأن مواقف من واقع احلياة‪.‬‬ ‫أن يتعمــق املشــاركون فــي معرفــة بعضهــم البعــض مــن خــال التعبيــر عــن‬ ‫آراءهــم واالســتماع إلــى زمالئهــم خــال عمليــة التحــاور‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫‪250‬‬

‫•يوضح امليسر خطوات النشاط للمشاركني كما يلي‪.‬‬ ‫•يوصــف امليســر موقــف افتراضــي فــي عبــارة واحــدة‪ ،‬وعلــى املشــاركني‬ ‫أن يكتبــوا علــى ورقــة عبــارة واحــدة أيضــا تعبــر عــن رد فعلهــم املبدئــي‬ ‫فــي هــذا املوقــف‪ ،‬وذلــك فــي مــدة ال تتعــدي الدقيقــة‪.‬‬ ‫•يطلــب امليســر مــن املشــاركني التجــول فــي القاعــة مــع رفــع الــورق فــي‬ ‫مســتوى األعــن‪ ،‬بحيــث يتمكــن اجلميــع مــن قــراءة ردود أفعــال بعضهــم‬ ‫البعــض‪.‬‬ ‫•يطلــب امليســر أن يقــف كل مشــارك بالقــرب ممــن يتقــارب معهــم فــي ردود‬ ‫الفعــل‪ ،‬ويبتعــد عمــن تختلــف آرائــه معهــم‪ .‬وعلــى املشــاركني تنفيــذ هــذا‬ ‫فــي صمت‪.‬‬ ‫•مــن املتوقــع أن يواجــه املشــاركون صعوبــة فــي إيجــاد وضــع ثابــت نهائــي‬ ‫للمجموعــة‪ ،‬علــى امليســر أن ينتظــر بضعــة دقائــق لينظمــوا أنفســهم‪.‬‬ ‫وهكــذا ســوف ينقســم املشــاركون فــي مجموعــات صغيــرة بنــا ًء علــى‬ ‫موقفهــم‪ ،‬وقــد يقــف البعــض مبفردهــم‪.‬‬ ‫•يدعــو امليســر املشــاركني لتأمــل القاعــة ومالحظــة كيفيــة توزيعهــم فيهــا‪،‬‬ ‫ثــم يطلــب منهــم التحــدث ملــدة ‪ 10-7‬دقائــق فــي مجموعاتهــم الصغيــرة‬ ‫للتعبيــر عــن أفكارهــم بشــكل أكبــر‪ .‬وبالنســبة للمشــاركني الذيــن لــم‬ ‫ينضمــوا ألي مجموعــة‪ ،‬ف ُيطلــب منهــم االنضمــام ألقــرب مجموعــة لهــم‪ ،‬أو‬


‫تكويــن مجموعــة خاصــة بهــم‪.‬‬ ‫• •بعــد ذلــك‪ ،‬يدعــو امليســر املشــاركني للتحــاور علــى مســتوى املجموعــة‬ ‫الكبيــرة ملــدة ‪ 10‬إلــى ‪ 15‬دقيقــة‪ .‬قــد يحتــاج امليســر إلــى طــرح أســئلة‬ ‫استكشــافية ملســاعدة املشــاركني علــى بــدء احلــوار‪ ،‬ثــم ينســحب بالتدريــج‬ ‫لتــرك مســاحة أكبــر للمشــاركني‪ ،‬مــع التدخــل فقــط فــي حالــة توقــف‬ ‫عمليــة احلــوار‪.‬‬ ‫• •بعــد االنتهــاء مــن اجلولــة األولــى‪ ،‬يتــم تكــرار اخلطــوات نفســها مــع‬ ‫موقــف إفتراضــي جديــد‪.‬‬ ‫أمثلة ملواقف إفتراضية‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•يتــم تعيينــك فــي منصــب رئيــس وزراء فــي دولتــك‪ ،‬مــا هــو أول قــرار‬ ‫ســوف تتخــذه؟‬ ‫•يصــدر قانــون جديــد يختــص بحريــة العقيــدة مينــع كل أنــواع التعبيــر عــن‬ ‫الديــن فــي املســاحة العامة‪.‬‬ ‫•أن يظهــر رســام كاريكاتيــر جديــد يصــور الرســول محمــد صلــى بطريقــة‬ ‫ساخرة‪.‬‬ ‫•أن تترشح امرأة لرئاسة دولتك‪.‬‬

‫‪251‬‬


‫التأمل‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•بعــد انتهــاء احلــوار‪ ،‬اطلــب مــن املشــاركني الرجــوع إلــى مقاعدهــم فــي‬ ‫الدائــرة الكبيــرة واســتخالص مــا يلــى‪:‬‬ ‫•كيف كان شعورك أثناء النشاط؟‬ ‫•كيــف كان شــعورك أثنــاء احلــوار فــي املجموعــات الصغيــرة؟ وأثنــاء‬ ‫احلــوار علــى مســتوى املجموعــة كلهــا؟‬ ‫•ما هو أكثر وقت تدفق فيه احلوار بسهولة أثناء النشاط؟ وملاذا؟‬ ‫•مــا الــذي ســاعد علــى دعــم احلــوار؟ ومــا الــذي عطــل عمليــة احلــوار أو‬ ‫عرقلهــا؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫من ‪ 20‬إلى ‪ 30‬مشارك‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 30‬دقيقة لعبارة واحدة‪ 60 ،‬دقيقة لعبارتني‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫كراسي وأقالم وأوراق‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫ميكــن اســتبدال «نشــاط األركان ‪ -‬الفكــرة البديلــة (‪ )3‬مكانــك علــى اخلــط»‬ ‫و»هــل جتــرؤ» بهــذا النشــاط‪.‬‬ ‫املرجع‪ :‬مصريتي‬

‫‪252‬‬


‫‪ 22-3‬لقطات‬ ‫يســاعد هــذا النشــاط املشــاركني علــى إعــادة النظــر فــي بعــض أفكارهــم و مفاهيمهــم‬ ‫املســبقة مــن خــال احلــوار وتخيــل ســيناريوهات مختلفــة‪.‬‬

‫الهدف‪:‬‬

‫ممارســة احلــوار حــول مواقــف عاشــوها ســوي ًا بالفعــل‪ ،‬بشــكل يســاعد‬ ‫املشــاركني علــى التعبيــر عمــا يعتبــروه مهمــ ًا فــي احليــاة‪.‬‬ ‫الوعــي بتعــدد جوانــب احلقيقــة الواحــدة أو الواقــع الواحــد‪ ،‬وأن لــكل جانــب‬ ‫مــن جوانبهــا أســباب تُؤيدهــا‪.‬‬ ‫أن يستكشــف املشــاركون إمكانيــة إعــادة النظــر فــي بعــض أفكارهــم الثابتــة‬ ‫املسبقة‪.‬‬ ‫االنطالق من حتليل الواقع ملناقشة وتخيل سيناريوهات مختلفة للمستقبل‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬ ‫يقسم امليسر املشاركني إلى مجموعات‪.‬‬ ‫تختــار كل مجموعــة موقــف مميــز حــدث أثنــاء الورشــة‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ا‪ :‬حتــدي‪ ،‬مناقشــة‬ ‫حــادة‪ ،‬قصــة‪ ،‬موقــف غيــر مريــح‪ ،‬إلــخ‪ .‬تتنــاول كل مجموعــة املوقــف الــذي مت‬ ‫اختيــاره بالتأمــل واملناقشــة ملــدة ‪ 10‬إلــى ‪ 15‬دقيقــة حســب حجــم املجموعــة‪.‬‬ ‫يطلــب امليســر مــن املشــاركني أن يتخيلــوا مشــاهدتهم للموقــف وكأنهــم‬ ‫أفــراد مــن خــارج املجموعــة يســجلون الورشــة‪ ،‬وأوقفــوا التســجيل عنــد هــذا‬ ‫املوقــف حتديــدا كلقطــة ثابتــة‪ .‬علــى املشــاركني أن يفكــروا‪« :‬كيــف يبــدو هــذا‬ ‫املشــهد؟»‪ ،‬وعليهــم بنــاء صــورة أو لقطــة أو مشــهد ثابــت بأجســادهم يعــرض‬ ‫هــذا املوقــف‪ ،‬ويوضــح فــي الوقــت نفســه وجهــة نظرهــم أو رأيهــم فيــه‪.‬‬ ‫تعــرض املجموعــات املوقــف اخلــاص بهــا بالتتالــي عــن طريــق املشــهد الثابــت‬ ‫أو اللقطــة‪ .‬وفــي أثنــاء عــرض املجموعــة للمشــهد‪ ،‬يلتــف حولهــم اآلخــرون‬ ‫ويديــر امليســر احلــوار حــول املشــهد مــن خــال األســئلة التاليــة‪:‬‬

‫ما هو املوقف؟‬ ‫‪253‬‬


‫من هم األشخاص املعروضني في هذه اللقطة؟ ما هي أدوارهم؟‬ ‫كيــف يشــعر كل شــخص فــي املوقــف؟ وكيــف يفكــر؟ مــا هــي كيفيــة تعاملــه‬ ‫مــع املوقــف؟ مــا هــي القيــم واملبــادئ التــي حتــرك كل شــخص فــي الــكادر؟‬ ‫كيف ميكن عرض هذه اللقطة بطريقة مختلفة؟‬ ‫ما هي السيناريوهات املختلفة املمكنة ملستقبل هذا املشهد؟‬ ‫يكتب امليسر املالحظات األساسية على لوحة أو ورق قالب‪.‬‬

‫يتم تكرار اخلطوات نفسها مع كل مجموعة‪.‬‬

‫التأمل‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫‪254‬‬

‫•بعد مناقشة جميع املشاهد‪ ،‬استخلص النقاط اآلتية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫•كيــف كان شــعورك أثنــاء القيــام بهــذا النشــاط كممثــل‪ ،‬وأيضــا أثنــاء‬ ‫احلــوار اخلــاص مبشــاهد املجموعــات األخــرى؟‬ ‫•كيــف كان شــعورك أثنــاء القيــام بــدور زمالئــك؟ وأثنــاء قيامهــم بعــرض‬ ‫دورك؟‬ ‫•مــاذا نســتخلص مــن هــذا النشــاط فيمــا يخــص العدســة التــي نــرى بهــا‬ ‫مواقــف حياتنــا وكيفيــة تفســيرنا للحقيقــة؟‬ ‫•فــي رأيــك‪ ،‬هــل تعتبــر العــروض التــي شــاهدتها عادلــة ومعبــرة عــن‬ ‫الواقــع؟‬


‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫من ‪ 20‬إلى ‪ 30‬مشارك‬

‫وقت التدريب‬

‫‪ 90‬دقيقة (لنحو ‪ 4‬إلى ‪ 5‬مجموعات)‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫كراسي‪ ،‬أقالم‪ ،‬لوحة أو ورق قالب‪ ،‬أقالم ماركرز‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫املرجــع‪ :‬مصريتــي‪ .‬تقنيــة املشــهد الصامــت (‪ )snapshot‬مســتلهم مــن‬ ‫تقنيــات أوجوســتو بــوال ‪-‬مســرح املقهوريــن‪.‬‬

‫‪255‬‬


‫‪ 23-3‬قد تعرف ما ال أعرف‬ ‫يدعــم هــذا النشــاط مهــارة طــرح األســئلة لــدى املشــاركني ويشــجعهم علــى االنفتــاح‬ ‫أثنــاء احلــوار‪ ،‬مبــا يســمح بالكشــف رويــدا عــن صفــات خفية في شــخصية كل مشــارك‪،‬‬ ‫ويســاعده علــى اكتشــاف نواحــي جديــدة فــي نفســه‪.‬‬

‫وقــد مت تصميــم هــذا النشــاط باالســتناد إلــى منــوذج «جوهــاري»‪ ،‬والــذي ُيقســم‬ ‫تغيريــن‪ :‬املتغيــر‬ ‫مضمــون الشــخصية الفرديــة إلــى أربعــة مناطــق‪ ،‬وذلــك بنــا ًء علــى ُم َ‬ ‫األول هــو مــدى املعرفــة أو الوعــي بهــذا املضمــون ‪-‬معــروف أم غيــر معــروف‪ -‬واملتغيــر‬ ‫الثانــي هــو صاحــب املعرفــة أو الوعــي‪ ،‬ســواء هــو اإلنســان نفســه (أي معرفــة الــذات)‬ ‫أو اآلخريــن‪( .‬أنظــر النمــوذج أدنــاه)‪.‬‬ ‫يشــير املربــع األول فــي أعلــى يســار النمــوذج إلــى «املســاحة العامــة» وهــي الهويــة‬ ‫املعلنــة أو جوانــب شــخصية الفــرد التــي تكــون معروفــة لــه ولآلخريــن‪ .‬ففيهــا املعلومــات‬ ‫التــي تعرفهــا عــن نفســك وأيض ـ ًا تشــاركها مــع اآلخريــن‪ .‬وتعتبــر هــذه هــي املنطقــة‬ ‫املريحــة فــي العالقــات الشــخصية‪ ،‬وملــا فيهــا مــن وضــوح لــكل الطرفــن‪.‬‬ ‫يشــير املربــع الثانــي فــي أعلــى ميــن النمــوذج إلــى املنطقــة العميــاء‪ ،‬وهــي منطقــة‬ ‫املعلومــات اخلاصــة بالفــرد التــي يعرفهــا اآلخــرون عنــه فــي حــن ال يكــون هــو علــى‬ ‫وعــي بهــا‪ .‬ميكــن أن تكــون هــذه املعلومــات فــي غايــة البســاطة‪ ،‬مث ـ ً‬ ‫ا‪« :‬لقــد ســقطت‬ ‫محفظتــك!»‪ ،‬أو علــى قــدر أكبــر مــن العمــق‪ ،‬مثــ ً‬ ‫ا‪ « :‬إنــك شــخص حســاس مثــل‬ ‫والدتــك»‪.‬‬ ‫يشــير املربــع الثالــث فــي أســفل يســار النمــوذج إلــى املنطقــة «املســتترة»‪ ،‬وهــي‬ ‫املعلومــات التــي يعرفهــا اإلنســان عــن نفســه ولكــن يخفيهــا عــن اآلخريــن‪ .‬فهــي املنطقــة‬ ‫الشــخصية التــي ال يرتــاح الشــخص فــي مشــاركتها‪ ،‬ورمبــا يفكــر «لــو عــرف النــاس‬ ‫ذلــك األمــر عنــي مــا كانــوا ليقبلونــي»‪ .‬وهــذه هــي املنطقــة التــي تتيــح إمكانيــة فتــح‬ ‫املجــال ملشــاركة اآلخريــن بعمــق أكبــر‪ ،‬واإلفصــاح عمــا فينــا مــن جوانــب ضعــف أو‬ ‫هشاشــة‪.‬‬ ‫أمــا املربــع الرابــع‪ ،‬فهــو يعكــس املنطقــة املجهولــة أو منطقــة النمــو‪ .‬وهــي‬ ‫جوانــب فــي هويــة اإلنســان تظهــر رويــدا مــع األيــام‪ .‬ال الشــخص نفســه وال‬ ‫اآلخريــن علــى وعــي بوجــود هــذه املنطقــة‪ ،‬إمنــا هــي منطقــة إمكانيــات النمــو‬ ‫‪256‬‬


‫فــي الشــخصية غيــر معلومــة بعــد‪ .‬تكمــن الكثيــر مــن املوضوعــات احلساســة‬ ‫فــي هــذه املنطقــة الغامضــة‪ .‬ويســاعد احلــوار علــى استكشــاف هــذه املنطقــة‬ ‫بشــكل جماعــي‪ ،‬وهــو مــا يتيــح للشــخص فــرص للتعلــم والتطــور والنمــو‪.‬‬

‫‪257‬‬


‫الهدف‪:‬‬ ‫أن يتأمل املشارك في منظوره عن الشخصية أو الهوية الشخصية‪.‬‬ ‫أن يطــور املشــارك مــن قدراتــه علــى استكشــاف نواحــي فــي شــخصيته فــي‬ ‫إطــار حــواري‪.‬‬ ‫أن يطــور املشــارك مهــارات طــرح األســئلة لفهــم واستكشــاف الشــخص اآلخــر‬ ‫في احلــوار‪.‬‬

‫خطوة بخطوة‪:‬‬

‫ يســجل امليســر مســبق ًا مــا بــن ‪ 30‬إلــى ‪ 50‬صفــة علــى لوحــة ورق قــاب‪،‬‬‫أو يضــع أوراق علــى األرض مكتــوب بهــا الصفــات (كل صفــة علــى ورقــة)‬ ‫بحيــث يراهــا كل مــن بالقاعــة‪.‬‬ ‫‪ -‬‬

‫يوزع امليسر على كل مشارك ورقة ‪.A4‬‬

‫ يقــرأ املشــاركني الصفــات ويختــار كل مشــارك الصفــات الســت األكثــر‬‫تعبيــر ًا عــن شــخصيته‪ ،‬ويســجلهم علــى الورقــة‪.‬‬ ‫‪ -‬‬

‫يتم تقسيم املشاركني إلى مجموعات من ‪ 4‬أو ‪ 5‬أفراد‪.‬‬

‫ علــى كل مشــارك اختيــار وتســجيل ‪ 3‬أو ‪ 4‬صفــات عــن كل زميــل لــه فــي‬‫املجموعــة‪.‬‬ ‫ يــوزع امليســر ورقــة ‪ A4‬أخــرى علــى املشــاركني‪ ،‬ويطلــب منهــم رســم‬‫مربــع وتقســيمه إلــى أربعــة أربــاع متســاوين‪.‬‬ ‫ يدعــو امليســر أفــراد املجموعــة إلــى مشــاركة مــا ســجلوه فــي الورقــة‪،‬‬‫الواحــد تلــو اآلخــر متبعــن اخلطــوات التاليــة لــكل مشــارك‪:‬‬ ‫• •يذكــر املشــارك األول فــي املجموعــة الصغيــرة الصفــات الســت التــي‬ ‫كتبهــا عــن نفســه‪ ،‬ثــم يكتبهــا فــي املربــع الســفلي ناحيــة اليســار (املنطقــة‬ ‫املســتترة)‪.‬‬ ‫• •ثم يذكر زمالئه في املجموعة ما كتبوه عنه‪.‬‬ ‫يكتــب املشــارك فــي منطقــة «املســاحة العامــة» أي صفــات مشــتركة مت كتابتهــا‬ ‫فــي املربــع الســفلي ومت ذكرهــا مــرة أخــرى مــن زمالئــه‪ ،‬أي الصفــات التــي‬ ‫‪258‬‬


‫يراهــا الشــخص فــي نفســه ويراهــا اآلخــرون فيــه‪ .‬وميكــن شــطبها مــن‬ ‫املنطقــة املســتترة‪.‬‬ ‫يتــم تســجيل كل الصفــات األخــرى التــي رآهــا الزمــاء فــي الشــخص ولــم‬ ‫يراهــا هــو فــي نفســه فــي املربــع األعلــى ناحيــة اليمــن (املنطقــة العميــاء)‪.‬‬ ‫• •يتم تكرار اخلطوات السابقة لكل مشارك في املجموعة‪.‬‬ ‫• •ادعــو املشــاركني لتأمــل ورقتهــم ملدة ‪ 3‬دقائق بشــكل شــخصى‪ ،‬مبســاعدة‬ ‫األســئلة التالية‪:‬‬

‫ما هو انطباعك عما مت كتابته في ورقتك؟‬ ‫كيف تصف كل مربع من املربعات؟‬ ‫ما الذي يقوله كل مربع عنك؟ وكيف تشعر أو ماذا تفكر حيال ذلك؟‬

‫• •ميكنــك عــرض منــوذج جوهــاري وشــرحه كمــا فــي مقدمــة النشــاط (انظــر‬ ‫الرابــط فــي األســفل ملزيــد مــن التفاصيــل)‪.‬‬

‫التأمل‪:‬‬ ‫ادعــو املشــاركني للتأمــل فــي العالقــة مــا بــن «الهويــة الشــخصية» و»احلــوار»‪،‬‬ ‫وفيمــا يلــي بعــض األســئلة املقترحــة لدعــم املشــاركة‪:‬‬ ‫املربع الثاني‪ :‬إمكانية اكتشاف املنطقة العمياء‬ ‫• •ما الذي مينعك عن رؤية املنطقة العمياء لديك؟‬ ‫• •كيف ميكنك إعداد نفسك لدخول املنطقة العمياء؟‬ ‫• •كيف ميكنك مساعدة لآلخرين لدخول املنطقة العمياء اخلاصة بهم؟‬ ‫املربع الثالث‪ :‬إمكانية اإلفصاح عن املنطقة املستترة‬ ‫ملــاذا نلبــس أقنعــة أو نختبــئ وراء واجهــة خارجيــة؟ ملــاذا نخفــي جوانــب مــن‬ ‫شــخصيتنا أو هويتنــا الشــخصية عــن اآلخريــن؟‬

‫‪259‬‬


‫مــا هــي خصائــص احلــوار الــذي يتيــح لألشــخاص الكشــف أو اإلفصــاح عــن‬ ‫أشــياء مســتترة فــي هــذه املنطقــة؟ هــل اختبــرت حــوار مماثــل؟‬ ‫ما هي األسئلة التي قد تفيد في فهم اآلخرين بشكل أعمق في احلوار؟‬ ‫املربع الرابع‪ :‬إمكانية استكشاف املنطقة املجهولة‬ ‫• •كيــف ميكــن للحــوار أن يســاعد علــى استكشــاف املناطــق املجهولــة فــي‬ ‫شــخصيتي‪ /‬هويتــي ؟‬ ‫• •كيــف ميكــن للحــوار أن يســاعد علــى استكشــاف املناطــق املجهولــة فــي‬ ‫هويــة اآلخريــن ؟‬

‫مسائل عملية‪:‬‬ ‫عدد املشاركني‬

‫من ‪ 12‬إلى ‪ 40‬مشارك‬

‫وقت التدريب‬

‫من ‪ 60‬دقيقة إلى ‪ 90‬دقيقة حسب حجم املجموعة‬

‫األدوات املستخدمة‬

‫وراق الصفات معدة مسبقا‪ ،‬أوراق ‪ ،A4‬أقالم‪ ،‬ورق قالب‬ ‫وأقالم ماركرز‪.‬‬

‫صندوق األفكار‪:‬‬ ‫املرجع‪ :‬مصريتي‪ -‬باالستناد إلى منوذج جوهاري‪ .‬أنظر‪:‬‬ ‫‪JOHARI Model - http://jyotikalash.net/tow_12082012.‬‬ ‫‪php‬‬ ‫‪http://www.selfawareness.org.uk/news/understand‬‬‫‪ing-the-johari-window-model‬‬

‫‪260‬‬


261


‫امللحق ‪ :1‬نظرة شاملة على احلوار يف‬ ‫مقابل كل من النقاش البناء‪ ،‬واجلدال أو‬ ‫النقاش اهلدام‬ ‫شكل التواصل‬

‫الحوار‬

‫النقاش البناء‬

‫الجدال ‪/‬‬ ‫النقاش الهدام‬

‫الهدف‬

‫نسعى للتعلم والفهم‬ ‫والتوصل لتبصرات أعمق‬ ‫عن طريق مشاركة املعلومات‬ ‫ووجهات النظر واآلراء‪،‬‬ ‫والبحث في املواقف املختلفة‬ ‫للموضوع‪.‬‬

‫نسعى إلى التعلم وتبادل‬ ‫اآلراء واملعرفة‪ ،‬أو التفاوض‬ ‫من أجل الوصول لقرار أو‬ ‫اتفاق معني‪ -‬وقد يتضمن‬ ‫ذلك درجة من إقناع اآلخر‬ ‫باحلجج والبراهني‬

‫الفوز باملناقشة وفرض القوة‬ ‫ودحض اآلراء املختلفة‪،‬‬ ‫أحيان ًا عن طريق التالعب‬ ‫وتصعيد االختالفات‬

‫الصورة‬

‫شكل الدائرة أو شكل‬ ‫حلزوني‪ ،‬يصل الناس من‬ ‫خالله ملستويات أعمق من‬ ‫املعاني‬

‫صورة دائرة أو حلبة‬ ‫مصارعة‪ ،‬على حسب نوعية‬ ‫النقاش‬

‫حلبة مصارعة‪ :‬نوع من‬ ‫القتال يضع األشخاص‬ ‫املتعارضني في مواجهة‬

‫نوع التواصل‬

‫غير عنيف تواصل واضح‬ ‫وصريح التركيز على طريقة‬ ‫التواصل أكثر من النتيجة‬

‫تركيز على نتيجة النقاش‬ ‫أكثر من الطريقة‬

‫لتركيز على تقدمي حجج‬ ‫للفوز أحيان ًا تالعب أو‬ ‫مماراة أو عدم صراحة أو‬ ‫شجار غياب االستماع لآلخر‬

‫لقيم األساسية‬

‫احترام االختالف واإلحتفاء‬ ‫بالتنوع‪ ،‬حيث ينظر إليهما‬ ‫على أنهما في طبيعة احلياة‬ ‫وال ميكن جتنبهما واملهم هو‬ ‫التعامل معهما بشكل بناء‪.‬‬

‫قبول بعض االختالفات‪ ،‬مع‬ ‫السعي للوصول التفاق أو‬ ‫توافق أو أرضية مشتركة‪.‬‬

‫يوجد خوف أو رفض‬ ‫لالختالف‪ ،‬ينظر إليه على أنه‬ ‫مصدر للخالف أو عقبة في‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫يوجد رغبة في التطابق‬

‫‪262‬‬


‫شكل التواصل‬

‫الحوار‬

‫النقاش البناء‬

‫الجدال ‪/‬‬ ‫النقاش الهدام‬

‫الهدف‬

‫نتعلم من اختالفاتنا مع‬ ‫اآلخرين ‪ ،‬ونكتشف القاسم‬ ‫املشترك‪.‬‬

‫نركز على بناء املشترك مع‬ ‫اآلخرين‬

‫نركز على االختالفات‬ ‫ونعظمها‪.‬‬

‫بعض األراء واملعقتدات‬ ‫أفضل من غيرها‬

‫بعض البشر أفضل من‬ ‫غيرهم‪ ،‬حسب مثال النوع‬ ‫أو العرق أو الدين أو املكانة‬ ‫االجتماعية‬

‫جميع البشر متساوون بغض‬ ‫النظر عن النوع أو اجلنس‬ ‫أو العرق أو الدين أو املكانة‬ ‫االجتماعية‬ ‫ما هو «حقيقة» بالنسبة لي‬ ‫ليس بالضرورة «حقيقة»‬ ‫بالنسبة لآلخرين‬

‫رأيي هو األقرب إلى احلقيقة‬ ‫لذا أحاول إقناع اآلخرين به‬ ‫البحث عن القاسم املشترك‬ ‫في أفكار وأراء كل طرف‬

‫البناء على أفكار اآلخرين‬ ‫هي الطريقة املطروحة لبناء‬ ‫املعرفة‬

‫اإلستعداد النفسي‬ ‫والذهني‬

‫يدور حول التفكير املشترك‬ ‫من أجل الفهم والتعلم‬ ‫وأحيانا خللق وإيجاد وسائل‬ ‫وحلول جديدة‬ ‫متفتح ومستكشف وفضولي‬

‫قواعد التواصل‬

‫يتم االتفاق عليها مسبقا‪.‬‬ ‫وهي قواعد تؤكد على األمانة‬ ‫واملساواة وسماع رأي‬ ‫اجلميع بدون مقاطعتهم‪.‬‬

‫«احلقيقة» واحدة‪ ،‬فما هو‬ ‫«حقيقة» بالنسبة لي هو‬ ‫بالضرورة «حقيقية» بالنسبة‬ ‫لآلخرين‪ ،‬وال «حقيقة» غيرها‪.‬‬ ‫كل طرف يقدم املعرفة‬ ‫اخلاصة به‪.‬‬

‫يدور حول التفكير املشترك‬ ‫أو محاولة اإلقناع من أجل‬ ‫الوصول التفاق‬ ‫يشبه احلوار أو اجلدال‬ ‫حسب نوعية النقاش‬

‫يوجد بعض القواعد كتفادي‬ ‫الصوت العالي أو كتبادل‬ ‫الدور في الكالم‪ ،‬إال أن‬ ‫القواعد ال تتضمن بالضرورة‬ ‫سماع الطرف األضعف أو‬ ‫األمانة في الكالم وغيرها من‬ ‫قيم احلوار‪.‬‬

‫يدور حول الفوز وال يهم إذا‬ ‫خسر اآلخرون‬ ‫منغلق وناقد وميال للحكم‬ ‫على اآلخرين‬

‫ال يوجد قواعد متفق عليها‬ ‫وإن وجد فهي ضئيلة ومن‬ ‫اجلائز عدم االلتزام بها‪ ،‬كل‬ ‫شيء مسموح‪.‬‬

‫‪263‬‬


‫شكل التواصل‬

‫الحوار‬

‫النقاش البناء‬

‫الجدال ‪/‬‬ ‫النقاش الهدام‬

‫مجال تركيز‬ ‫احملادثة‬

‫تبادل وجهات النظر واآلراء‬ ‫والقيم‪ .‬محاولة استكشاف‬ ‫األمور احمليرة‪ ،‬والبحث فيما‬ ‫يبدو صائبا لكل طرف وفي‬ ‫املشترك بينهم‪.‬‬

‫التركيز على اإلقناع أو‬ ‫التفاوض من أجل الوصول‬ ‫التفاق أو حل وسط‪.‬‬

‫الفوز بالنقاش وفرض‬ ‫اإلرادة‪ .‬هناك حل واحد‬ ‫صحيح‪.‬‬

‫الشكل‬

‫االستماع النشط من أجل‬ ‫الفهم ونيل حكمة أكبر‪.‬‬

‫استماع من أجل الوصول‬ ‫حلل مشترك‪ .‬محاولة إقناع‪.‬‬

‫أسئلة استكشافية ومفتوحة‪.‬‬ ‫البقاء داخل حدودي‬ ‫الشخصية وعدم التعدي على‬ ‫حدود اآلخر‪.‬‬

‫استناد إلى حجج منطقية‬ ‫وبراهني واقعية‪.‬‬

‫استماع انتقائي بهدف‬ ‫الرد وإيجاد خطأ في منطق‬ ‫الطرف اآلخر‪.‬‬

‫التكلم بصفة شخصية وليس‬ ‫على لسان اآلخرين‪.‬‬

‫النتائج‬

‫فهم أعمق وإدراك جديد‬ ‫مشترك‪ ،‬ومعرفة جديدة‬ ‫تتضمن رؤية أشمل لألمور‬ ‫تكونت بعد بحث املوضوع‬ ‫من كل اجلوانب‪.‬‬ ‫ال يوجد خاسرين حيث أن‬ ‫اجلميع ازداد معرفة وأصبح‬ ‫أكثر حكمة‪.‬‬ ‫طريق ثالث‪.‬‬ ‫عالقة أفضل ( بها مزيد من‬ ‫الثقة)‪ .‬تناغم‬ ‫‪3 =1+1‬‬

‫‪264‬‬

‫أسئلة موحية باإلجابة‪.‬‬ ‫أحيان ًا أكاذيب وفخاخ‪.‬‬ ‫محاوالت نقد وتشويه لآلخر‪.‬‬ ‫لعبة الهجوم والدفاع‪.‬‬

‫استقطاب وتناقضات قوية‪.‬‬ ‫عالقة عدائية ومزيد من‬ ‫التحيز والتنميط وتشويه‬ ‫صورة اآلخرين‬ ‫فئة واحدة تفوز واآلخرين‬ ‫يخسرون‪.‬‬ ‫ال يوجد إال بديل واحد‪ ،‬ولو‬ ‫كان ذلك على حساب العالقة‬ ‫‪ 1-0‬أو ‪0-1‬‬


‫امللحق ‪ :2‬نصائح إضافية‬ ‫خــاص أثنــاء التخطيــط وتنفيــذ ورشــة العمــل علــى كل مــن املقدمــة واألمــور‬ ‫التنظيميــة‪.‬‬ ‫إن املقدمــة اجليــدة حتفــز املشــاركني وتســاعد علــى بــدء ورشــة العمــل بسالســة‪،‬‬ ‫فهــي تُوجــد املســاحة اآلمنــة واملنــاخ املالئــم للتعلــم واحلــوار‪ .‬أمــا األمــور التنظيميــة‪،‬‬ ‫فهــي تشــمل أمــور ًا يســهل إغفالهــا رغــم أهميتهــا‪ ،‬والتــي إذا لــم تتــم بشــكل جيــد‪ ،‬قــد‬ ‫تهــز ثقــة املشــاركني فيــك وأيضـ ًا ثقتــك بنفســك‪ ،‬أو تنقــل شــعورا بعــدم املســئولية‪ .‬يجــب‬ ‫وضــع هــذه األمــور فــي االعتبــار أثنــاء التخطيــط وتذكرهــا دائمــا أثنــاء التنفيــذ‪.‬‬

‫نصائح إضافية خاصة باملقدمة‪:‬‬

‫تتضمن املقدمة ما يلي‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•اإلستعداد للبدء‪ :‬إعداد نفسك وإعداد القاعة قبل البدء‬ ‫•الترحيب والتعارف‪ :‬تقدمي قائد ورشة العمل واملشاركني‬ ‫•تقدمي برنامج ورشة العمل واملوضوع والعقد‬ ‫•معلومات عملية‬ ‫•قواعد أو ميثاق الورشة‬ ‫•أنشطة كسر اجلليد‬

‫االســتعداد للبــدء يخــص كل التحضيــرات التــي تتــم قبــل وصــول املشــاركني‪ .‬يتضمــن‬ ‫ذلــك إعــداد الكراســي والطــاوالت وغيرها مــن األدوات الضرورية‪ ،‬كلوحــة الورق القالب‪،‬‬ ‫وأقــام الكتابــة واألدوات األخــرى املســتخدمة فــي األنشــطة‪ .‬إن أفضــل ترتيــب لألثــاث‬ ‫فــي ورش العمــل احلواريــة يتضمــن وضــع الكراســي فــي شــكل دائــرة بــدون طــاوالت‪،‬‬ ‫ويجلــس قائــد ورشــة العمــل فــي الدائــرة مــع املشــاركني ليحقــق جــو ًا مــن املســاواة‪.‬‬ ‫عليــك ك ُم َي ِّســر أن تســتعد ذهنيــا للمهمــة التــي أنــت علــى وشــك القيــام بهــا‪ ،‬وأن تصــل‬ ‫كاف‪ .‬تأكــد مــن أن ذهنــك حاضــر وأن كل شــيء معــد‬ ‫قبــل معــاد بــدء الورشــة بوقــت ٍ‬ ‫جيــدا‪ .‬فــي العــادة مــا يصــل بعــض املشــاركني مبكــرا‪ ،‬قــم بتحيتهــم بشــكل مالئــم قبــل‬ ‫أن تكمــل مــا بيــدك مــن عمــل‪.‬‬ ‫‪265‬‬


‫البنــد األول فــي أجنــدة اليــوم هــو الترحيــب‪ ،‬واملقصــود بــه حتيــة اجلميــع بشــكل مالئــم‬ ‫يتيــح لهــم الشــعور باالرتيــاح وأنــه مرحــب بهــم‪ .‬وتتــرك االنطباعــات األولــى تأثيــر ًا علــى‬ ‫الورشــة ســواء بالنســبة لقائــد الورشــة وفيمــا بــن املشــاركني‪ .‬وفــي العــادة مــا يكــون‬ ‫لقائــد ورشــة العمــل دور فــي حتديــد اجلــو العــام للورشــة‪ ،‬فكلمــا كان أكثــر تركيــزا‬ ‫وهــدو ًءا وضوحــا‪ ،‬كلمــا كان ذلــك أفضــل‪ .‬ويعتبــر التواصــل اجليــد وبنــاء عالقــة طيبــة‬ ‫مــع املشــاركني هــي نقطــة البدايــة املثاليــة للحــوار‪.‬‬ ‫التقــدمي‪ :‬تختلــف كيفيــة تقــدمي نفســك كقائــد ورشــة العمــل بحســب ظــروف كل الورشــة‪،‬‬ ‫فمــن املفيــد مث ـ ً‬ ‫ا أن تركــز فــي التقــدمي كل مــرة علــى الصفــات املشــتركة بينــك وبــن‬ ‫املشــاركني ممــا يبعــث شــعور بالترابــط ويشــجع املشــاركة‪ .‬ويقــوم املشــاركون أيضــا‬ ‫بتقدمي أنفســهم‪ .‬وميكن اســتخدام شــارات عليها اســم كل مشــارك‪ ،‬أو كتابة األســماء‬ ‫ببســاطة علــى قطعــة مــن الشــريط الالصــق ولصقهــا علــى مالبــس املشــاركني‪ .‬وفــي‬ ‫حــاالت ورش العمــل القصيــرة التــي ال تزيــد مدتهــا عــن ســاعتني أو ثــاث ســاعات‪،‬‬ ‫أو فــي احلــاالت التــي يســبق فيهــا معرفــة املشــاركني بعضهــم لبعــض‪ ،‬فيمكــن القيــام‬ ‫بتعــارف ســريع ومختصــر ال يتطلــب قــدر كبيــر مــن الوقــت‪ .‬أمــا إذا كان وقــت ورشــة‬ ‫العمــل أطــول مــن ذلــك أو كان املشــاركون ال يعرفــون بعضهــم مــن قبــل‪ ،‬فيفضــل أن‬ ‫يكــون التقــدمي أكثــر عمقــا وشــموال‪ ،‬ليســاعد علــى بنــاء عالقــات أقــوى بــن األفــراد‪.‬‬ ‫تقــدمي البرنامــج يجــب أن يكــون واضحــا ومختصــرا‪ ،‬وهــو يتضمــن توضيــح كل مــن‬ ‫خلفيــة الورشــة وهدفهــا العــام والعقــد‪ .‬واملقصــود بالعقــد هنــا هــو االتفــاق الــذي يتــم‬ ‫بــن امليســر واملشــاركني حــول مــا ســيتم فــي الورشــة‪ ،‬وهــو يعتمــد بالضــرورة علــى مــا‬ ‫مت االتفــاق عليــه مــع منظمــي الورشــة أو القائمــن عليهــا‪ .‬ومــن املفيــد هنــا توضيــح‬ ‫نطــاق هــذا العقــد مــع املشــاركني‪ ،‬ورمبــا تعديلــه جزئيـ ًا إذا كان هــذا ضروريـ ًا‪ .‬فــإن‬ ‫معرفــة املشــاركني مبــا هــو مخطــط لــه أن يتــم يســاعد علــى خلــق منــاخ مــن االطمئنــان‬ ‫والثقــة‪.‬‬ ‫ويتــم عــرض برنامــج الورشــة مــن خــال عناويــن رئيســية علــى لوحــة العــرض‪ ،‬بشــكل‬ ‫يتــرك لــك مســاحة لتعديــل البرنامــج أثنــاء التنفيــذ ‪ -‬كأن تســقط مث ـ ً‬ ‫ا تدريبــا بســيطا‬ ‫إذا تأخــرت فــي الوقــت‪ .‬اشــرح مــا ســوف يتــم باختصــار بــدون تفاصيــل‪ ،‬ودون توضيح‬ ‫لكيفيــة تنــاول كل موضــوع أو األنشــطة التــي ســتقوم بهــا أو األســتفادة املتوقعــة مــن‬ ‫كل نشــاط ‪ -‬علــى ســبيل املثــال‪« :‬ســوف نتــدرب علــى اســتخدام احلــوار وســيكون‬ ‫موضوعنــا عــن التنميــط و التحيــز»‪.‬‬ ‫قــم بتوضيــح املعلومــات العمليــة األساســية‪ ،‬فــإن املشــاركني يقــدرون معرفــة التفاصيــل‬ ‫التنظيميــة كمواعيــد الراحــة‪ ،‬وأماكــن دورة امليــاه واملطعــم وأماكــن الصــاة‪ ،‬ومخــارج‬ ‫‪266‬‬


‫الطــوارئ‪ ،‬إلــخ‪ .‬إنــك بذلــك تتفــادى انشــغالهم بهــذه األمــور وتســاعدهم بالتالــي علــى‬ ‫التركيــز بشــكل أفضــل فــي أحــداث الورشــة‪.‬‬ ‫أمــا قواعــد الورشــة أو امليثــاق‪ ،‬فهــي تســاعد علــى تهيئــة جــو ُمطمئــن لتواجد املشــاركني‬ ‫وتعلمهــم‪ ،‬كمــا تســاعد علــى خلــق عمليــة تعلــم تتســم باالحتــرام‪ .‬وميكــن وضــع القواعــد‬ ‫مــع املشــاركني كمــا ميكــن إعطائهــم مســئولية متابعتهــا أثنــاء الورشــة‪ ،‬فهــذا يشــعرهم‬ ‫بشــراكة حقيقيــة ويزيــد مــن دافــع املشــاركة مــن ناحيــة‪ ،‬ويفتــح مجــا ًال للحــوار مــن‬ ‫ناحيــة أخــرى‪ .‬وبالطبــع فعليــك أنــت أن تُذكــر املشــاركني بالقواعــد إذا شــعرت أن‬ ‫عمليــة احلــوار تنحــرف عــن مســارها‪ ،‬كأن تندلــع مثــ ً‬ ‫ا مناقشــة حــادة بــن بعــض‬ ‫املشــاركني‪.‬‬ ‫قــد يبــدو تعبيــر «القواعــد» أو ثقيــل أو ســخيف بعــض الشــيء‪ ،‬وكأن هنــاك توقــع‬ ‫مســبق مــن قائــد الورشــة أن املشــاركني ســينتهكون مبــادئ أساســية كاالســتماع‬ ‫دون مقاطعــة وغيرهــا مــن أساســيات احلــوار والعمــل املشــترك‪ .‬لــذا فقــد يكــون مــن‬ ‫املالئــم حينئــذ اســتخدام تعبيــرات أخــرى بــد ًال مــن مصطلــح «القواعــد»‪ ،‬مثــل «معاييــر‬ ‫املشــاركة» أو « مبــادئ لنتعلــم ســويا» أو «ميثــاق العمــل املشــترك» أو أي تعبيــر آخــر‬ ‫يــاءم املجموعــة ويفيــد املعنــى املرغــوب‪.‬‬

‫أمثلة للقواعد‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•استمع ثم استمع ثم استمع‪ ،‬للمنطوق وغير املنطوق‬ ‫•خذ املساحة التي حتتاجها‪ ،‬واترك مساحة لآلخرين‬ ‫•شارك في دورك‪ ،‬ولك أيض ًا أن ترفض املشاركة‬ ‫•كن فضوليا واستكشافيا‬ ‫•نحن مختلفون‪ ،‬وهذا أفضل لنا جميعا‬

‫(انظر التدريب ‪ 2-1‬عن القواعد وميثاق العمل)‬

‫ميكــن أيضــا أن تســتخدم أنشــطة للتهيئــة (انظــر التدريــب ‪ )1-1‬لتعــزز مــن إحســاس‬ ‫املشــاركني بأنهــم طــرف حقيقــي فــي ورشــة العمــل‪.‬‬ ‫أنشــطة كســر اجلليــد‪ :‬تســتخدم العديــد مــن األنشــطة واأللعــاب لتحســن املنــاخ العــام‬ ‫وتخفيــف التوتــر فــي املجموعــة‪ .‬فــإن الوقــوف واحلركــة واللعــب واملــرح يســاعد علــى‬ ‫خلــق عالقــات أقــوى بــن األفــراد‪ ،‬ويــزداد ارتياحهــم فــي املجموعــة ويكتســبون شــجاعة‬ ‫أكبــر ليكونــوا علــى طبيعتهــم‪ .‬تذكــر أن تنفيــذ أنشــطة كســر اجلليــد يجــب أن يتــم مــع‬ ‫‪267‬‬


‫مراعــاة احلــدود الشــخصية االفــراد ‪ -‬والتــي ســتختلف حســب املجموعــة والثقافــة ‪-‬‬ ‫وإال يصبــح لهــذه األنشــطة تأثيــر ًا عكســي ًا حيــث تشــيع جــو ًا مــن عــدم األمــان‪.‬‬

‫نصائح إضافية خاصة باألمور التنظيمية‬ ‫يشــمل التخطيــط التفكيــر املســبق فــي األمــور التنظيميــة مــن األلــف لليــاء‪ .‬مــا الــذي‬ ‫أحتاجــه لتنفيــذ ورشــة العمــل دون أي تعطــل نــاجت عــن ســوء تنظيــم؟ مــا الــذي أحتــاج‬ ‫إلعــداده مقدمــا؟ مــا الــذي أحتــاج إلعــداده أو أخــذه فــي االعتبــار فيمــا يخــص مــكان‬ ‫تنفيــذ الورشــة؟‬ ‫حتتاج إلى التفكير فيما يلي‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•اجلدول الزمني‬ ‫•مكان تنفيذ الورشة والقاعة‬ ‫•التكنولوجيا‬ ‫•املوارد‬

‫اجلــدول الزمنــي‪ :‬مــن املهــم االلتــزام باجلــدول الزمنــي‪ ،‬ومــن األفضــل أن يكــون ُمعـ ّد ًا‬ ‫ومدرج ـ ًا فــي الســيناريو‪ .‬وعليــك دائم ـ ًا ببــدء اليــوم وإنهائــه فــي امليعــاد احملــدد فــي‬ ‫اجلــدول‪ ،‬حيــث يشــعر العديــد مــن النــاس بالضيــق عنــد تأخيــر ســواء فــي البدايــة أو‬ ‫النهايــة‪.‬‬ ‫انتبــه إلــى أن هنــاك معاييــر وعــادات مختلفــة خاصــة بوقــت تنفيــذ اجللســات أو بعــدد‬ ‫فتــرات االســتراحة ومدتهــا‪ ،‬وقــد تتعــارض تلــك العــادات فــي املنظمــة التــي تقيــم فيهــا‬ ‫الورشــة مــع جدولــك الزمنــي فتفســده‪ .‬ولــذا فعليــك االتفــاق علــى هــذه األمور وتنســيقها‬ ‫منــذ البدايــة مــع املســئولني الذيــن عهــدوا إليــك بتنفيــذ ورشــة العمــل‪ ،‬وتوضيحهــا مــع‬ ‫املشــاركني أيضــا فــي بدايــة الورشــة‪ .‬وتأكــد طــوال الوقــت أنكــم ملتزمــون بالوقــت‬ ‫املتفــق عليــه‪.‬‬ ‫مــكان تنفيــذ الورشــة والقاعــة‪ :‬إن القاعــة املثاليــة لتنفيــذ ورشــة عمــل عــن احلــوار‬ ‫هــي قاعــة كبيــرة وواســعة‪ ،‬حيــث أن العديــد مــن األنشــطة تتطلــب مســاحة واســعة‬ ‫للتنفيــذ‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬ســيكون عليــك فــي بعــض األحيــان التأقلــم فــي حــدود املســاحة‬

‫‪268‬‬


‫املتاحــة‪ .‬وكلمــا عرفــت مبكــرا حجــم القاعــة وشــكل الكراســي والطــاوالت املتاحــة‬ ‫واإلضــاءة الــخ‪ ،‬كلمــا ســاعدك هــذا علــى االســتعداد‪ .‬ويكــون مــن املفيــد أيضــا االتفــاق‬ ‫بوضــوح علــى مســئولية إعــداد القاعــة‪ ،‬إذا مــا كانــت مســئولية فريــق امليســرين أم‬ ‫اجلهــة املنظمــة للورشــة‪ .‬وتظهــر أهميــة كل مــا ســبق باألخــص فــي ورش العمــل‬ ‫قصيــرة‪ ،‬لكــي تتفــادى تضيــع العشــر دقائــق األولــى فــي إعــداد املــكان ألنــك نســيت‬ ‫تبليــغ املنظمــن أنــك تريــد الكراســي فــي شــكل دائــرة‪ ،‬أو ألنــك تفاجــأت فــي بدايــة‬ ‫الورشــة أن الكراســي والطــاوالت ثابتــة ال ميكــن حتريكهــا‪ .‬وأخيــر ًا‪ ،‬قــد يكــون مــن‬ ‫احلكمــة أن تتأكــد مســبق ًا مــن مــكان الورشــة وكيفيــة الوصــول إليــه‪ ،‬والســؤال عــن‬ ‫امليعــاد التــي ســتكون فيــه القاعــة متاحــة‪.‬‬ ‫التكنولوجيــا‪ .‬تأكــد أن كل األجهــزة التــي حتتــاج إلــى كهربــاء تعمــل بشــكل جيــد قبــل‬ ‫البــدء‪ .‬حــاول التنبــؤ باملشــكالت التــي قــد تطــرأ وكيفيــة التعامــل معهــا! إذا كنــت علــى‬ ‫ســبيل املثــال حتتــاج النترنــت‪ ،‬فتأكــد أن التوصيلــة ســتعمل علــى جهــازك‪ ،‬أو اســتعد‬ ‫بحــل آخــر‪ .‬واتــرك وقتــا لفحــص تكنولوجــي أخيــر قبــل بــدء الورشــة‪.‬‬ ‫كــن حــذر ًا مــن االعتمــاد الزائــد علــى التكنولوجيــا احلديثــة وعلــى عــروض الباوربوينــت‬ ‫فــي تنفيــذ الورشــة‪ ،‬فاخلطــورة تكمــن فــي أنهــا تســحب تركيــزك لينصــب علــى عمــل‬ ‫األجهــزة وأيض ـ ًا علــى الســير فــي املســار املعــد مســبق ًا‪ ،‬بــد ًال مــن التركيــز علــى مــا‬ ‫يــدور فــي القاعــة مــع وبــن املشــاركني‪ .‬لــذا فــإن لوحــات الــورق القــاب واألقــام امللونــة‬ ‫ال تــزال أفضــل وســيلة ملتابعــة العمليــة وتســجيل أهــم مالمحهــا أثنــاء التنفيــذ‪.‬‬ ‫احتفــظ بعبــوة مــن العجينــة الالصقــة أو شــريط الصــق لتعليــق األوراق علــى احلائــط‬ ‫لتوضيــح مــا مت العمــل عليــه ومتابعــة املســار‪ .‬تأكــد مــع املســئول عــن تنظيــم الورشــة‬ ‫مــن توافــر تلــك األدوات وإال ســيكون عليــك جتهيزهــا بنفســك‪ .‬تأكــد مــن أنــك تذكــرت‬ ‫كل األدوات التــي ستســتخدمها فــي الورشــة مثــل بطاقــات األنشــطة واألوراق الالصقــة‬ ‫واألقــام امللونــة إلــخ‪ -‬وأيضـ ًا هــذا الكتــاب‪.‬‬ ‫املــوارد‪ :‬عليــك االتفــاق مســبقا مــع القائمــن علــى الورشــة علــى املســئوليات املختلفــة‪،‬‬ ‫ومــن ضمنهــا مثـ ً‬ ‫ا مــن ســيتحمل التكاليــف مــن أجــور وانتقــاالت وإيجــار القاعــة‪ ،‬وإذا‬ ‫مــا كانــت االقــام والدفاتــر متاحــة للمشــاركني أم ال‪ .‬وفــي حالــة أنــه مــن املتوقــع تقــدمي‬ ‫طعــام أو مشــروبات (مــاء وقهــوة وشــاي‪ ،‬أو فاكهــة‪ ،‬ومــا شــابه) فعليــك حتديــد مــن‬ ‫ســيكون مســئوال عــن تنظيــم هــذا األمــر‪ .‬كذلــك عليــك التأكــد مــن إمكانيــة اســتخدام‬

‫‪269‬‬


‫مســاعدات تقنيــة لتشــغيل موســيقى مثـ ً‬ ‫ا أو تصويــر أوراق‪ ،‬فــكل هــذا يتطلــب إعــدادا‬ ‫مســبق‪.‬‬

‫فالنصيحة املقدمة من حكم التجربة هي‬

‫أنه من األفضل أن تتأكد أكثر من مرة‬ ‫من إعداد كل ما حتتاجه يف الورشة‪،‬‬ ‫بد ًال من الوقوع يف مأزق وقت التنفيذ‪.‬‬

‫‪270‬‬


‫امللحق ‪ :3‬مناذج السيناريو‬ ‫نعــرض فيمــا يلــي ثمانــي أمثلــة لكيفيــة تصميــم ورشــة العمــل وإعــداد الســيناريو‪،‬‬ ‫وقــد مت اقتبــاس الثــاث منــاذج األولــى مــن ورش عمــل فعليــة مت تنفيذهــا فــي مصــر‬ ‫والدمنــارك واألردن‪ .‬وقــد مت إعــداد تلــك الســيناريوهات للتنفيــذ مــن قبــل فريــق مــن‬ ‫مب َي ِّســر واحــد‪ .‬وعلــى كل حــال‪ ،‬تذكــر أنــه‬ ‫امليســرين‪ ،‬ولكــن يســهل تعديلهــا للتنفيــذ ُ‬ ‫يجــب إعــادة تصميــم الورشــة فــي كل مــرة لتالئــم احتياجــات وظــروف املشــاركني بهــا‪،‬‬ ‫أمــا هــذه األمثلــة فنطرحهــا كنمــاذج لإللهــام‪ .‬كل التدريبــات املســتخدمة والفصــول‬ ‫املشــار إليهــا مأخــوذة مــن هــذا الكتــاب‪.‬‬

‫‪ -1‬مصر‪ :‬ورشة عمل عن احلوار‬

‫العنوان‪ :‬إمكانات احلوار‬

‫المجموعــة المســتهدفة‪ :‬طــاب جامعيــن‪ ،‬ال يجمعهــم معرفــة ســابقة ببعــض‪،‬‬ ‫وتتــراوح أعمارهــم بــن الـــ ‪ 20‬و‪ 30‬مــن العمــر‪.‬‬ ‫عدد المشاركين‪ :‬حوالي خمسة عشر‬

‫ُ َ ِّ‬

‫عدد الميسرين‪ :‬اثنان يشار إليهما في النص بـ «أ» و «ب»‬ ‫المدة‪ :‬أربع ساعات‬

‫‪271‬‬


‫الوقت ‬

‫ماذا الذي سنقوم به؟‬

‫كيف نفعل ذلك؟‬ ‫من مسئول التنفيذ؟‬

‫‪ 2‬ظهرا‬

‫الترحيب والتعريف مبشروع «سفراء‬ ‫احلوار» (املنظمة التي تنتمي إليها)‬

‫يتبادل املُ َي ِّسران الدور في تقدمي‬ ‫املشروع باختصار‬

‫التعارف‪ .‬تقدمي امليسرين واملشاركني‬ ‫ماذا سنفعل اليوم؟ البرنامج والعقد‪.‬‬ ‫حتليل التوقعات‪ :‬ملاذا أنت هنا اليوم؟‬ ‫ما الذي تريد أن تخرج به من هذه‬ ‫الورشة؟‬ ‫القواعد (التدريب ‪)1-2‬‬ ‫تأمل قصير حول شعور املشاركني‬ ‫جتاه مساهمتهم في وضع القواعد‬ ‫للمجموعة‪.‬‬ ‫ماذا كان شكل التواصل بيننا؟‬

‫في حلقة‪ ،‬يقول املشاركون أسمائهم ‪+‬‬ ‫شارات األسماء (أ)‬

‫حلقة مشاركة (أ)‬

‫مبساهمة املشاركني (ب)‬ ‫(ب)‬

‫‪ 2:30‬ظهرا‬

‫كسراجلليد‪ :‬سلطة الفواكه (تدريب‬ ‫‪)2-2‬‬

‫بقيادة (أ)‬

‫‪ 2:40‬ظهرا‬

‫عصف ذهني‪:‬‬

‫بقيادة (ب)‬

‫ما هو احلوار بالنسبة لك؟‬ ‫(التدريب ‪)5-2‬‬ ‫تعزيز مفهوم احلوار وتعريفه‬

‫ب) يقود جلسة التعزيز‪ ،‬و(أ) يسانده‬

‫(انظر الفصل األول والتدريب‪)5-2‬‬

‫‪ 3:10‬عصراً‬

‫استراحة ‬

‫(أ) يهتم بأمر املاء والفاكهة‪ ،‬و(ب) يقوم‬ ‫بترتيب القاعة‬

‫‪ 3:25‬عصراً‬

‫ما الفارق بني احلوار والنقاش؟‬

‫بقيادة أ‬

‫(التدريب ‪ 5-2‬أفكار بديلة ‪)1‬‬ ‫تعزيز‬

‫‪272‬‬

‫تقسيم املجموعات وتوزيع األوراق‬ ‫وأقالم التظليل‪.‬‬


‫الوقت ‬

‫ماذا الذي سنقوم به؟‬

‫كيف نفعل ذلك؟‬ ‫من مسئول التنفيذ؟‬

‫‪ 3:45‬عصراً‬

‫لعبة إحماء‪ :‬لعبة الهمس (التدريب‪)3-2‬‬

‫بقيادة (ب)‬

‫تعزيز‬

‫‪ 4:10‬عصراً‬

‫نشاط األركان (التدريب ‪ )2-3‬بالفكرة‬ ‫البديلة‬

‫بقيادة (أ) بينما يتأكد (ب) من أن‬ ‫األقالم متاحة لالستخدام كعصا الكالم‬

‫احلوار باستخدام عصا الكالم‬ ‫(التدريب ‪)8-3‬‬ ‫إمكانية استراحة قصيرة بني التدريبات‬ ‫تعزيز (على السبورة)‬

‫‪ 5:30‬مسا ًء‬

‫تلخيص لورشة العمل بالكامل‪ ،‬مع‬ ‫التأمل والتقييم (تدريب‪)3-1‬‬

‫بقيادة (ب) ومساعدة (أ)‬

‫ربط ما مت تعلمه باإلطار األوسع‪.‬‬ ‫كيف ميكن أن استخدم هذا في‬ ‫حياتي‪/‬عملي؟‬

‫‪ 6:00‬مسا ًء‬

‫تقدمي الشكر والوداع‪.‬‬

‫بقيادة (أ) مع مساعدة (ب)‬

‫‪273‬‬


‫‪ -2‬الدمنارك‪ :‬ورشة عمل باستخدام احلوار‬

‫العنوان‪ :‬احلوار كأداة في املشروعات الدولية ‪ /‬متعددة اجلنسيات‬ ‫المجموعــة المســتهدفة‪ :‬مجموعــة مــن الشــباب املتطوعــن فــي مشــروع تعــاون‬ ‫دولــي‪ ،‬ال يجمعهــم معرفــة ســابقة ببعــض‪ ،‬وتتــراوح أعمارهــم مــا بــن الـ ‪ 18‬و ‪ 22‬ســنة‪.‬‬ ‫عدد المشاركين‪ :‬حوالي عشرون‬

‫ُ َ ِّ‬

‫عدد الميسرين‪ :‬ثالثة‪ ،‬يشار إليهم في النص بـ «أ» و «ب» و «ج»‬ ‫المدة‪ :‬ثالث ساعات‬

‫الوقت ‬

‫ماذا الذي سنقوم به؟‬

‫من؟‬

‫‪ 15‬دقيقة‬

‫االترحيب ومقدمة مختصرة عن مشروع‬ ‫«سفراء احلوار» (أو املنظمة التي‬ ‫متثلها)‬

‫اجلميع‬

‫ملاذا نحن هنا اليوم؟ (العقد‪ ،‬انظر‬ ‫الفصل الثالث)‬ ‫ماذا سنفعل اليوم؟‬ ‫ما هي توقعاتكم من الورشة؟‬ ‫القواعد (التدريب ‪)2-1‬‬ ‫تعليق النسخة النهائية من القواعد‬ ‫على احلائط والتأكد من موافقة جميع‬ ‫املشاركني عليها‬

‫‪ 15‬دقيقة‬

‫كسر اجلليد‪ :‬سلطة الفواكه (تدريب‬ ‫‪)2-2‬‬ ‫مع الفكرة البديلة اخلاصة مبقارنة‬ ‫التواصل اجليد والسيئ‬

‫‪274‬‬

‫بقيادة (أ)‬


‫الوقت ‬

‫ماذا الذي سنقوم به؟‬

‫من؟‬

‫‪ 30‬دقيقة‬

‫نشاط األحكام املسبقة (تدريب ‪)1-3‬‬

‫بقيادة (ب) ومساعدة (أ) و (ج)‬

‫تعزيز وتأمل‪ :‬كيف ننظر لآلخر املختلف‬ ‫عنّا والذي ال نعرفه؟ وكيف نلصق به‬ ‫بعض الصفات أو السمات؟‬ ‫ما هو تأثير هذا على مشروعات العمل‬ ‫الدولية؟‬

‫‪ 10‬دقائق‬

‫استراحة‬

‫‪ 60-45‬دقيقة‬

‫نشاط األركان (التدريب ‪)2-3‬‬

‫بقيادة (ج)‬

‫سؤال نشاط األركان‪ :‬عند تنفيذ‬ ‫مشروع دولي عن املساواة بني اجلنسني‬ ‫هل هناك أي اعتبارات خاصة يجب‬ ‫االنتباه إليها في حالة اختالف املعايير‬ ‫والقيم اخلاصة بالنوع االجتماعي؟‬

‫‪.1‬‬

‫‪1‬يجب تطبيق معايير للمساواة‬ ‫بني اجلنسني كشرط للمشاركة‬ ‫في املشروع‪ ،‬مث ً‬ ‫ال أن يكون‬ ‫عدد اإلناث املشاركني مساويا‬ ‫لعدد الذكور‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫‪3‬ال يهم في دعم املساواة إذا‬ ‫كان املشاركني في املشروع‬ ‫الدولي رجال أم نساء‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫‪2‬يجب أن يكون األمر متروكا‬ ‫لكل منظمة ‪ /‬مجموعة‬

‫‪.4‬‬

‫‪4‬يجب أن يتم تسوية هذا من‬ ‫خالل التعاون بني األطراف‬

‫تلخيص للتدريب وما أسفر عنه من‬ ‫أراء‪.‬‬

‫‪275‬‬


‫الوقت ‬

‫ماذا الذي سنقوم به؟‬

‫من؟‬

‫‪ 60-45‬دقيقة‬

‫التعزيز‪ :‬بناء على ما سبق مناقشته‪،‬‬ ‫كيف ميكن استخدام احلوار كأداة‬ ‫للتعاون الدولي عندما تختلف القيم‬ ‫واآلراء بخصوص مضمون املشروع‬ ‫وسبل التعاون؟‬

‫بقيادة (ج)‬

‫كيف ميكن استخدام هذا التدريب على‬ ‫وجه اخلصوص؟‬

‫‪ 10‬دقائق‬

‫استراحة‬

‫بقيادة (أ)‬

‫‪ 10-5‬دقائق‬

‫نشاط لإلحماء‪ :‬لعبة األصابع ولعبة‬ ‫واحد ‪ -‬اثنان ‪ -‬ثالثة (التدريب ‪)1-2‬‬

‫بقيادة (أ)‬

‫‪ 30-20‬دقيقة‬

‫احلوار والنقاش ‪/‬التفاوض (الفصل‬ ‫األول)‬ ‫أدوات التواصل احلواري (الفصل‬ ‫الثاني)‬ ‫تقدمي ملوضوع تبادل خبرات املشاركني‬ ‫في مشروعات العمل الدولي‬

‫بقيادة (أ)‬

‫تبادل اخلبرات في ثنائيات‪ ،‬ثم تعزيز‬ ‫بشكل جماعي‬

‫‪ 15‬دقيقة‬

‫التلخيص‪ :‬ما الذي تخرج به من هذه‬ ‫الورشة من شأنه أن يفيد عملك في‬ ‫املشروعات الدولية مستقبال؟‬

‫بقيادة (ب)‬

‫كيف لك أن تعبر عن هذا في شكل‬ ‫جملة مختصرة (‪ )status‬للفيسبوك؟‬ ‫التقييم‪ :‬مشاركة املالحظات وتعليق‬ ‫املشاركني على الورشة في بضع كلمات‬ ‫بسيطة‪.‬‬ ‫الوداع والشكر‬

‫بقيادة (ج)‬

‫الثالثة معا‬

‫‪276‬‬


‫‪ -2‬الدمنارك‪ :‬ورشة عمل باستخدام احلوار‬

‫العنوان‪ :‬احلوار كأداة في املشروعات الدولية ‪ /‬متعددة اجلنسيات‬ ‫المجموعــة المســتهدفة‪ :‬مجموعــة مــن الشــباب املتطوعــن فــي مشــروع تعــاون‬ ‫دولــي‪ ،‬ال يجمعهــم معرفــة ســابقة ببعــض‪ ،‬وتتــراوح أعمارهــم مــا بــن الـ ‪ 18‬و ‪ 22‬ســنة‪.‬‬ ‫عدد المشاركين‪ :‬حوالي عشرون‬

‫ُ َ ِّ‬

‫عدد الميسرين‪ :‬ثالثة‪ ،‬يشار إليهم في النص بـ «أ» و «ب» و «ج»‬ ‫المدة‪ :‬ثالث ساعات‬

‫‪277‬‬


‫امللحق ‪ :4‬ملحوظات ومراجع‬ ‫واقتراحات ملزيد من اإلطالع‬ ‫ال تعــد القائمــة التاليــة قائمــة حصريــة لــكل مــا ُكتــب فــي املجــال االحترافــي الواســع الــذي‬ ‫يتضمــن موضوعــات احلــوار واللقــاءات متعــددة الثقافــات وورش العمــل والتيســير ‪ -‬وهــي‬ ‫املوضوعــات التــي يتناولهــا هــذا الكتــاب ‪ -‬ولكنهــا تشــير إلــى األعمــال ومواقــع الويــب التــي‬ ‫مت اســتخدامها أثنــاء الكتابــة‪ .‬وهــذه هــي القائمــة التــي نرشــحها للقــارئ الــذي يريــد البحــث‬ ‫والتعمــق فــي املوضوعــات التــي مت التطــرق إليهــا فــي هــذا الكتــاب‪.‬‬ ‫وقــد مت إدراج املوضوعــات فــي القائمــة بترتيــب ظهورهــا فــي فصــول الكتــاب‪ ،‬ليســهل علــى‬ ‫القــارئ العثــور علــى املراجــع املتعلقــة باملوضوعــات خــال قراءتــه لهــا‪.‬‬

‫املقدمة‬

‫مراجع احلوار في املوروث الثقافي العربي‪:‬‬

‫ســليم حمــدان‪« ،‬أشــكال التواصــل فــى التــراث العربــي البالغــي»‪ ،‬رســالة ماجســتير فــي‬ ‫لســانيات اخلطــاب‪ ،‬جامعــة احلــاج خلضــر‪.2009 ،‬‬ ‫أ‪ .‬دي كوســتر‪ ،‬احلــوار االجتماعــى فــى املغــرب وتونــس واالردن‪ ،‬مركــز التدريــب الدولي‬ ‫‪-‬منظمــة العمــل الدوليــة‪ ،‬واملفوضيــة االوروبيــة‪ ،‬نوفمبر ‪.2015‬‬

‫حول مشروع سفراء احلوار‬ ‫ •‪( http://duf.dk/dialog‬باللغة الدامناركية)‬ ‫ •‪(http://www.facebook.com/ambassadorsfordialogue‬باللغة‬ ‫اإلجنليزية)‬ ‫•‬

‫•منتدى احلوار على اإلنترنت ‪http://ambassadorsfordialogue.ning.com‬‬ ‫(باللغة اإلنجليزية)‬

‫ •‪( Evalueringsrapport: Interkulturel dialog i praksis‬تقرير‬ ‫التقييم‪ :‬ممارسات احلوار بني الثقافات) مت إعداده بواسطة املعهد الدامناركي‬ ‫‪278‬‬


‫للدراسات العاملية (م‪ .‬ويجتر وك‪ .‬بولتز)‪ www.diis.dk .‬كما ميكن حتميل‬ ‫التقرير من موقع الويب ‪http://www.diis.dk/graphics/_ Staff/mkw/‬‬ ‫‪( dialogambassadorer.pdf‬باللغة الدامناركية)‬

‫املنظمات‬

‫ •‪ Danish Youth Council‬مجلس الشباب الدامناركي (‪/DUF) http://duf.dk‬‬

‫(باللغة الدامناركية واإلجنليزية والعربية واألسبانية والفرنسية)‬

‫ •‪,The Egyptian Youth Federation‬االحتاد النوعي جلمعيات الشباب‪ ،‬مصر‬

‫‪( www.eyfed.org‬باللغة العربية واللغة اإلجنليزية)‬

‫ •‪ East & West Centre for Human Resources Development‬مركز‬

‫الشرق والغرب للموارد البشرية (‪ ،)WE‬األردن ‪/http://www.wecenter.org‬‬

‫(باللغة العربية واللغة اإلجنليزية)‬

‫ •‪ »Danish Centre for Conflict Resolution‬املركز الدامناركي حلل النزاعات‬ ‫‪( www.konfliktloesning.dk‬باللغة الدامناركية واللغة اإلجنليزية) ميكن‬ ‫حتميل املواد التي تبحث في احلل السلمي للمنازعات باللغات الدامناركية واإلجنليزية‬ ‫والعربية واألسبانية‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ما هو احلوار؟‬

‫ملحوظة‪ :1‬حول رغبة البناء أو التدمير صفحة ‪22‬‬ ‫أوضحــت دارســات املــخ احلديثــة أن رغبــة األشــخاص فــي البنــاء هــي أقــوى مــن رغبتهــم فــي التدميــر‪.‬‬ ‫انظــر علــى ســبيل املثــال‪ :‬احلضــارة املتعاطفــة لـــ ج‪ .‬ريفكــن (‪ )2010‬مجموعــة بينجويــن‬ ‫‪.The Penguin Group )2010( .The Emphatic Civilisation; Rifkin, J‬‬

‫ملحوظة ‪ :2‬اجلدول‬ ‫اجلــدول حــول االختــاف بــن احلــوار والنقــاش واجلــدال مســتوحى (بتصــرف) مــن كتــاب ‪Konflikt og‬‬

‫‪( Kontakt‬النــزاع واالتصــال) ي‪ .‬هاميريــش وك‪ .‬فريدينســبيرج (‪ )2012/2009‬هوفيدالنــد (باللغــة‬ ‫الدامناركية)‪.‬‬

‫‪Hovedland ,)2012/2009( ,Konflikt og Kontakt Hammerich, E, & Frydensberg, K‬‬

‫‪279‬‬


‫للمزيد من اإلطالع نـوصي بـ‪:‬‬ ‫د‪ .‬بوهــم حــول‬ ‫‪dialogue.pdf‬‬

‫احلــوار ‪http://sprott.physics.wisc.edu/chaos-complexity....../‬‬

‫‪08-09-2011‬‬

‫هـــ‪ .‬ســفار ‪( Den gode samtalen – kunsten å skape dialog‬احملادثــة اجليــدة‪ ،‬فــن تبــادل‬ ‫احلــوار) ‪ 2008‬باكــس فــورالج (باللغــة النرويجيــة)‬ ‫‪Pax Forlag )2008( .Svare, H.: Den gode samtalen – kunsten å skape dialog‬‬

‫ومــن كالســيكيات اللغــة الدامناركيــة حــول العالقــة بــن احلــوار والدميقراطيــة كتــاب هـــ‪ .‬كــوش (‪:)1991‬‬ ‫‪( ?Hvad er demokrati‬مــا هــي الدميقراطيــة؟)‪ ،‬جيلدينــدال‪.‬‬ ‫‪.Hvad er demokrati? Gyldendal :)1991( Koch, H‬‬ ‫وهــو كتيــب شــامل حــول تطــور احلــوار مــن منظــور تطــور الدميقراطيــة‪http://www. :‬‬

‫‪( democraticdialoguenetwork.org‬باللغــة العربيــة والفرنســية واإلجنليزيــة واألســبانية)‬

‫الفصل الثاين‪ :‬ممارسة احلوار‬

‫ملحوظة‪ 1،‬صفحة ؟‪:‬‬

‫مت اقتبــاس تعريــف البقــع الســاخنة من ‪( Den Store Danske Encyklopædi‬املوســوعة الدامناركية‬ ‫الكبيــرة) ‪ -‬مت التحميــل فــي ‪ 10‬مارس ‪:2012‬‬ ‫‪/http://www.denstoredanske.dk/It,_teknik_og_natur videnskab‬‬ ‫‪Geologi_og_kartografi/Tektonik/hot_spot‬‬

‫ملحوظة ‪ ،2‬صفحة ؟‪:‬‬ ‫تعريــف األخــاق واآلداب مأخــوذ مــن (املوســوعة الدامنركيــة الكبيــرة)‪ ،‬مت التحميــل فــي‬ ‫‪ 10‬مــارس ‪:2012‬‬ ‫“‪Den Store‬‬ ‫‪http://www. :2012 March 10 Danske Encyklopædi”, downloaded on‬‬ ‫‪280‬‬


‫_‪denstoredanske.dk/Samfund,_jura_og_politik/Filosofi/Menneskets‬‬ ‫‪20etik %20og %A5r/moral?highlight=moral %grundvilk%C3‬‬ ‫و‬ ‫‪2c_jura_og_politik/Reli-gion_og_%http://www.denstoredanske.dk/Samfund‬‬ ‫‪mystik/Almen_etik/etik‬‬

‫ملحوظة ‪ :3‬عن الثقافة كمفهوم حيوي‪ ،‬صفحة ‪35‬‬ ‫تقــدم األعمــال التــي تتنــاول مفهــوم الثقافــة مــا ال يقــل عــن ‪ 300‬تعريــف‪ .‬فقــد تعــرض مفهــوم الثقافــة‬ ‫خــال املائــة ســنة املاضيــة إلــى نقــاش مســتمر حــول املقصــود بهــذا املصطلــح ومعنــى الثقافــة بالنســبة‬ ‫للبشــر‪ .‬ولســنا بصــدد التعمــق فــي مفهــوم الثقافــة والــذي يتعــدى مجــال هــذا الكتــاب‪ ،‬وكذلــك بالنســبة‬ ‫ملوضــوع اللقــاءات بــن الثقافــات والتواصــل عبــر الثقافــات‪ ،‬وهــي موضوعــات تتوفــر فيهــا العديــد مــن‬ ‫القــراءات نقتــرح عليكــم بعضهــا‪:‬‬ ‫ميكــن ترشــيح كتــاب س‪ .‬جيرتــز (‪ )1993‬تفســيرات الثقافــات دار فونتانــا للنشــر [‪.Geertz, C‬‬

‫(‪ ].The interpretation of cultures. Fontana Press :)1993‬والــذي يعــد مــن الكالســيكيات‪،‬‬ ‫وذلــك ملــن يرغــب فــي التعمــق فــي مفهــوم الثقافــة كمفهــوم حيــوي‪.‬‬

‫وإذا كنت ترغب في املزيد حول إدارة التعاون بني الثقافات‪:‬‬ ‫إي‪ .‬بــام (‪( Kulturell Intelligens )2007‬الــذكاء الثقافــي) بورســينس فــورالج ‪Børsens Forlag‬‬

‫(باللغــة الدامناركيــة)‪.‬‬

‫‪Kulturell Intelligens :)2007( .Plum, E‬‬

‫إي‪ .‬بالم (‪ )2010‬الذكاء الثقافي طباعة جامعة ميديلسيكس‬ ‫‪.Cultural Intelligence. Middlesex University Press )2010( .Plum, E‬‬

‫وتعد الكتب التالية كتب سهلة في قراءتها وتتناول مفهوم الثقافة من الناحية التطبيقية‪:‬‬ ‫آي‪ .‬جينســن (‪( Kulturforståelse )2000‬فهــم الثقافــة) دار جامعــة روســكيلد للنشــر (باللغــة‬ ‫الدامناركيــة)‬ ‫‪Kulturforståelse [Understanding culture]. Roskilde University :)2000( .Jensen, I‬‬ ‫‪281‬‬


‫‪Press‬‬ ‫آي‪ .‬جينسن (‪ )2007‬فهم ما بني الثقافات‪ :‬دار جامعة روسكيلد للنشر‬ ‫‪.Intercultural Understanding. Roskilde University Press :)2007( .Jensen, I‬‬

‫ملحوظة ‪ :4‬حول الصورة الذهنية‪ ،‬صفحة ؟‬ ‫ترجــع فكــرة فهمنــا للعالــم عــن طريــق تكويــن صــورة ذهنيــة عنــه (اخلريطــة الداخليــة اخلاصــة بنــا) إلــى عا ِلــم‬ ‫اإلجتمــاع األمريكــي ولتــر ليبمــان‪ .‬عـ ّرف ليبمــان أيضـ ًا التنميــط علــى أنــه أحــد الوســائل التــي نصنــف مــن خاللهــا‬ ‫االنطباعــات التــي نتلقاهــا باســتمرار مــن خــال احتكاكنــا بالواقــع‪ .‬دبليــو‪ .‬ليبمــان‪ ،‬الــرأي العــام‪1922 ،‬‬

‫‪. 1922 Lippman, W: The Public Opinion‬‬

‫ملحوظة ‪ :5‬حول احلضور لآلخر‪ ،‬صفحة ‪45‬‬ ‫يوجــد عــدد ال نهائــي مــن الكتــب التــي تتحــدث حــول تطويــر قــدرة الفــرد علــى احلضــور لآلخــر‪ ،‬منهــا كتــاب ت‪ .‬نهــات‬

‫هانــه (‪ :)1987‬اليقظــة الذهنيــة‪ ،‬دار بيكون للنشــر‬

‫‪.Mindfulness. Beacon Press :)1987( .Nhat Hanh, T‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬التخطيط إلقامة ورشة عمل‬

‫ملحوظــة‬

‫‪ :1‬صفحــة ‪ :54‬يرجــع مفهــوم ورشــة العمــل «كعمليــة» (‪ )process‬إلــى مبــادئ أساســية فــي‬

‫التواصــل الشــفهي‪ .‬أمــا الشــكل املبدئــي للورشــة‪ ،‬واملقســم إلــى ثالثــة أجــزاء‪ ،‬فهــو منتشــر بشــكل واســع فــي مجــال‬

‫التدريــب حيــث ينبــع «منــوذج الســرد» الــذي قدمــه أرســطو‪ .‬وقــد مت اســتوحاء الفصــل بالكامــل اخلــاص بالتخطيــط‬

‫مــن ج‪.‬ك‪ .‬جاكوبســون (‪ 25( spørgsmål 25 :)1997‬ســؤال) دار جامعــة روســكيلد للنشــر[‪Jacobsen, J.K‬‬ ‫(‪( ]Questions] Roskilde University Press 25[ .spørgsmål 25 :)1997‬باللغــة الدامناركيــة)‬

‫ومقــال ي‪ .‬هاميريــش (‪( Didaktik )2001‬فــن التعليــم) (غيــر منشــور) (باللغــة الدامناركيــة) [‪Hammerich,‬‬ ‫‪ ])Didaktik [Didicatics ] (unpublished :)2001( .E‬ميكــن قــراءة املقــال باللغــة اإلجنليزيــة فــي كتــاب‬

‫«اليقظــة فــي التعامــل مــع النزاعــات» (‪ )2001‬واملنشــور بواســطة مركــز التبــت حلــل النزاعــات‪ ،‬املركــز الدامناركــي‬ ‫ومركــز التبــت حلــل النزاعــات‪ ،‬الدامنــارك‪.‬‬

‫“‪published by Tibetan Center for Conflict ,)2001( ”Meeting Conflicts Mindfully‬‬ ‫‪.Resolution, Tibet and The Danish Centre for Conflict Resolution, Denmark‬‬

‫‪282‬‬


‫ملحوظة‬

‫‪ :2‬صفحة ‪ :55‬طريقة العمل واملبادئ األساسية لورشة العمل الناجحة‬

‫مت اســتوحاء منــوذج «النشــاط الــذي يليــه التأمــل والتعلــم مــن أليــس هاميريــش وبجــارن فيســترجارد‪ ،‬املركــز‬

‫الدامناركــي حلــل النزاعــات‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬قيادة ورشة العمل‬

‫ملحوظة ‪ :1‬صفحة ‪ 87‬حول املشاركات الشخصية‬ ‫أوضحــت خبــرات مشــروع ســفراء احلــوار أن الســفراء أنفســهم وقصصهــم الشــخصية تســاعد بشــكل أساســي فــي‬

‫دعــم احلــوار فــي ورش العمــل‪ .‬فهنــاك منــاذج عديــدة الســتخدام الســفراء لقصــص شــخصية يوضحــون مــن خاللهــا‬ ‫حتدياتهــم وصعوباتهــم‪ ،‬األمــر الــذي يتــرك انطباعـ ًا عظيمـ ًا لــدى املشــاركني‪ ،‬ويســاعدهم علــى اســتيعاب اجلوانــب‬ ‫املختلفــة للموضوعــات اجلدليــة‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ :2‬صفحة ‪ 102‬حول مواجهة املقاومة‬ ‫مت استوحاء الطرق الثالثة ملواجهة املقاومة من املجال التخصصي للحل السلمي للنزاعات‪.‬‬ ‫انظــر كتــاب ‪( Konflikt og Kontakt‬النــزاع واالتصــال) ي‪ .‬هاميريــش وك‪ .‬فريدينســبيرج (‪)2012/2009‬‬ ‫هوفيدالنــد (باللغــة الدامناركيــة)‪.‬‬

‫‪Konflikt og Kontakt [Conflict and Contact]. (Hammerich, E., & Frydensberg,‬‬ ‫‪Hovedland ,)2009 ,.K‬‬ ‫املركــز الدامناركــي حلــل النزاعــات‪( www.konflikloesning.dk :‬باللغــة الدامناركيــة واإلجنليزيــة)‬ ‫كمــا ميكــن حتميــل مــواد حــول حــل النزاعــات بشــكل ســلمي مــن ‪ www.konfliktloesning.dk‬باللغــة‬

‫الدامناركيــة واإلجنليزيــة والعربيــة واألســبانية‪.‬‬

‫ملحوظــة ‪ 3‬صفحــة ‪ :106‬مت اســتوحاء صــورة الشــجرة بصفحــة ‪ 104‬مــن كريســن ســيدانفادن وبيــت دريبــي‬ ‫‪( http://kirstenseidenfaden.dk‬باللغــة الدامناركيــة)‪.‬‬

‫يعــد اإلنترنــت مصــد ًرا غنيــ ًا باملــوارد والفيديوهــات التعليميــة ومــواد للتحميــل اخلاصــة بقيــادة ورشــة العمــل‬ ‫والتيســير‪ .‬اســتخدم خاصيــة البحــث املعتــادة أو ميكنــك أيضــ ًا تفقــد اليوتيــوب‪.‬‬ ‫يوجــد العديــد مــن املصــادر حــول هــذا املوضــوع ولكــن ميكــن ترشــيح الكتــاب التالــي‪ :‬د‪ .‬هانتــر‪ :‬فــن التيســير‬

‫(‪ )1995‬دار فيشــر للكتــب‪.‬‬

‫‪283‬‬


‫‪.Fisher Books ,)1995( Hunter, D.: The art of facilitation‬‬

‫الفصل اخلامس‪ :‬العمل باستخدام احلوار‬ ‫يوجــد العديــد مــن املواقــع االلكترونيــة باللغــات الرئيســية والتــي تتيــح مــواد ًا للتحميــل مجانًــا وألعابــ ًا للتعــارف‬

‫وأنشــطة لكســر اجلليــد وتدريبــات للتيســير وورش العمــل‪ .‬اســتخدم خاصيــة البحــث املعتــادة أو تفقــد اليوتيــوب‪.‬‬

‫املراجع‬ ‫التدريــب ‪ :1.1‬مت اســتوحاء نشــاط التهيئــة مــن منهجيــة «الدميقراطيــة العميقــة» وهــي منهجيــة مت تطويرهــا فــي‬ ‫جنــوب أفريقيــا لتيســير املجموعــات بأســلوب يضمــن مشــاركة اجلميــع‪.‬‬ ‫‪( http://deep-democracy.net‬باللغة اإلجنليزية)‬ ‫التدريــب ‪ : 1.5‬مت اســتوحاء صنــدوق األدوات مــن « ‪ ) Redskabskurven « (The tool curve‬مــن‬ ‫كتــاب (تدريبــات العمليــة التقييميــة) ب‪ .‬هالكيــر بجيــرجن وأ‪ .‬لينديــن (‪ Dansk Psykologisk )2011‬فــورالج‬

‫‪A/S‬‬ ‫‪Anerkendende procesøvelser [appreciative process exercises]. Bjerring, P.‬‬ ‫‪.Dansk Psykologisk Forlag A/S ,)2011( .Halkier & Lindén, A‬‬

‫التدريــب‪ُ :1.4‬يعتقــد أنــه قــد مت تطويــر مثلــث التقييــم بواســطة «كاوســبايلوتس» ‪ Kaospilots‬مــن الدامنــارك‬ ‫‪( http://www.kaospilot.dk‬باللغــة الدامناركيــة واإلجنليزيــة)‪.‬‬

‫التدريب ‪ :4-2‬أعد هذا التدريب ميت ليندجرن هيلد‬ ‫التدريــب ‪ :8-2‬ســوزان الريتــش و فلوريــان وينــزل‪ ،2014 ،‬كتيــب التدريــب لتعليــم املواطنــة والتعايــش مــع اآلخــر‪.‬‬ ‫معهــد جوتــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مركــز بحــث السياســات التطبيقيــة‪ ،‬ميونــخ‪.‬‬

‫‪Training Manual for Civic Education .2014 Susanne Ulrich and Florian Wenzel‬‬ ‫‪and Coexistence. Goethe Institut Cairo, Center for Applied Policy Research‬‬ ‫‪Munich‬‬ ‫التدريــب ‪ :9-2‬انظــر املرجــع الســابق‪ .‬للمزيــد عــن تقنيــة «األستكشــاف اإليجابــي» (‪،)appreciative inquiry‬‬ ‫انظر‪:‬‬

‫‪284‬‬


‫‪https://appreciativeinquiry.case.edu/intro/whatisai.cfm‬‬ ‫التدريب ‪ :14-3‬انظر املرجع السابق لسوزان الريتش وفلوريان وينزل‪.‬‬ ‫التدريب ‪ :15-3‬مصريتي‪ ،‬تدريب الوساطة بـ ‪ ، Sandele Eco-retreat‬غامبيا ‪ ،‬يونيو ‪2016‬‬

‫التدريب ‪ :16-3‬مصريتي‪ ،‬دليل التنوع ‪.2014‬‬ ‫تقنية املشاركة الثالثية «املتكلم‪ ،‬املستمع‪ ،‬املالحظ» مستعارة من تقنيات «فن استضافة احلوار»‪،‬‬ ‫«‪the Art of Hosting Meaningful Conversations « : http://www.artofhosting.‬‬ ‫‪/org‬‬

‫للمزيــد حــول فكــرة الهويــة‪ ،‬انظــر‪« ،‬أمــن معلــوف»‪ ،‬كاتــب وروائــي لبنانــي فرنســي مشــهور‪ ،‬مــن أشــهر كتبــه‬ ‫«الهويــات القاتلــة» التــي يناقــش فيهــا مفهــوم الهويــة‪.‬‬

‫التدريب ‪ :17-3‬مصريتي‪ ،‬بتصرف‪ ،‬من حقيبة السالم للشباب األورومتوسطي‪.‬‬ ‫‪The Peace Bag, Euromed Youth, Fundacia Catalunya Voluntaria & UNOY‬‬ ‫‪2012 ,peacebuilders‬‬ ‫التدريب ‪ 18-3‬وحتى التدريب ‪ :22-3‬مصريتي‬ ‫بالنســبة للتدريــب ‪ :22-3‬تقنيــة املشــهد الصامــت (‪ )snapshot‬مــن تقنيــات مســرح املقهوريــن والــذي مت تطويــره‬

‫مــن قبــل الفنــان البرازيلــي «أوجوســتو بــوال»‪.‬‬

‫‪Augusto Boal – Theatre of the Oppressed‬‬ ‫بالنسبة للتدريب ‪ :23-3‬فهو مبني على منوذج جوهاري (‪ ،)Johari Window Model‬للمزيد انظر‪:‬‬ ‫‪php.12082012_http://jyotikalash.net/tow‬‬ ‫‪http://www.selfawareness.org.uk/news/understanding-the-johari‬‬‫‪window-model‬‬

‫‪285‬‬


‫امللحق ‪:3‬‬ ‫مت توفيــر منــاذج الســيناريوهات الثالثــة األولــى بواســطة مشــروع ســفراء احلــوار‪ ،‬بنــا ًء علــى تصميــم ورش عمــل‬ ‫متــت فعلي ـ ًا‪ ،‬مــع تعديــل واســتكمال املضمــون حتــى ميكــن اإلشــارة مباشــرة إلــى التدريبــات والفصــول فــي هــذا‬ ‫الكتــاب‪.‬‬

‫‪286‬‬


‫امللحق ‪ :5‬مقترحات لبطاقات القيم للتدريب ‪( 7-3‬لعبة القيمة)‬ ‫الصداقة‬

‫وضوح األدوار‬

‫حرية التعبري‬

‫االمتنان والتقدير‬

‫وجود نظم‬ ‫للضمان أو التأمني‬ ‫االجتماعي‬

‫احترام الطبيعة‬ ‫والبيئة‬

‫املسئولية املجتمعية‬

‫الفرح‬

‫حرية العقيدة‬

‫األسرة‬

‫الكفاية املادية‬

‫اهلدوء‬

‫التسامح واالحتواء‬

‫الروحانية‬

‫العمل‬

‫احترام املساحة‬ ‫الشخصية‬

‫سيادة القانون‬

‫املساواة‬

‫✄‬

‫كنك طبع هذه الورقة ولصقها على أوراق كارتونية ملونة وتقطيعها لتكوين كروت القيم (أنظر تدريب ‪.)3.7‬‬

‫‪287‬‬


‫االنتماء‬

‫التضامن‬

‫احلرية‬

‫الصدق‬

‫الرمحة‬

‫االبداع‬

‫التنمية‪ /‬التطور‬

‫األمان الشخصي‬

‫حكمة القدماء‬

‫االحتشام‬

‫االهتمام واحلضور‬ ‫لآلخر‬

‫التناغم‬

‫اجلمال‬

‫الثقة‬

‫الزناهة‬

‫احلب‬

‫التدين‬

‫العدالة‬

‫‪288‬‬

‫✄‬

‫كنك طبع هذه الورقة ولصقها على أوراق كارتونية ملونة وتقطيعها لتكوين كروت القيم (أنظر تدريب ‪.)3.7‬‬


‫امللحق السادس ‪ -‬معجم املصطلحات‬

‫فيمــا يلــي توضيــح ألهــم املصطلحــات املتخصصــة املســتخدمة فــي هــذا الكتــاب‪.‬‬ ‫وبالنســبة لألصــل اللغــوي للمصطلحــات‪ ،‬فقــد مت االســتناد فيهــا إلــى كل مــن املعجــم‬ ‫الوســيط (إصــدار مجمــع اللغــة العربيــة‪ ،‬الطبعــة الثانيــة) واملنجــد فــي اللغــة واألدب‬ ‫والعلــوم (إصــدار املطبعــة الكاثوليكيــة ‪ -‬بيــروت)‪.‬‬

‫المصطلح‬

‫المعنى المقصود في هذا الكتاب‬

‫اإلجتاه الداخلي‬

‫املقصـود هـو حالة اإلنسـان الداخلية أو موفقـه الداخلي مما يحدث‬ ‫خارجه‪ ،‬اإلجتاه الداخلي يسـبق السـلوك أو التصرف‬

‫‪Attitude‬‬

‫اإلستعداد للحوار‬

‫مجموعـة مـن األنشـطة والتدريبـات التـي تهـدف إلى تنميـة مهارات‬ ‫احلـوار املختلفـة وإعـداد املشـاركني للدخول فـي احلوار‬

‫‪Warm up to‬‬ ‫‪dialogue‬‬

‫إطار احلوار‬

‫مجموعـة مـن األنشـطة والتدريبـات تهـدف إلـى تهيئـة املنـاخ العـام‬ ‫فـي ورشـة العمـل مبـا يسـاعد علـى الدخـول فـي احلـوار ويدعـم‬ ‫هـذا احلـوار‬

‫‪Framework for‬‬ ‫‪Dialogue‬‬

‫االستعداد االنفسي‬

‫يشـير هـذا املصطلـح إلـى حالـة داخليـة نفسـية وذهنيـة يكـون فيها‬ ‫الفـرد علـى اسـتعداد لالنفتـاح واالستكشـاف واحلـوار حتـى مـع‬ ‫وجـود خالفـات عميقـة مـع اآلخريـن‪.‬‬

‫‪Dialogical frame‬‬ ‫‪of mind‬‬

‫االستماع النشط ‪/‬‬

‫إن االصغاء الفعال أو االسـتماع النشـط هو أسـلوب في اسـتقبال‬ ‫مـا يعبـر عنـه اآلخـرون‪ ،‬يتميز بتعبير املسـتمع عـن اهتمامه العميق‬ ‫وفضولـه جتـاه مـا ُيقـال مـن خلال لغـة جسـده ومـن خالل األسـئلة‬ ‫االستكشـافية التـي يطرحها‪.‬‬

‫‪Active listening‬‬

‫أسئلة استكشافية‬

‫األسـئلة االستكشـافية هـي أسـئلة تهـدف إلـى طلـب توضيـح أو‬ ‫تعميـق أمـر يريـد املسـتمع أن يفهمـه أو يعمـق فهمـه عنـه‪ ،‬سـواء‬ ‫يخـص لـب القضيـة املثـارة أو وجهـات نظـر اآلخريـن حولهـا أو مـا‬ ‫يكمـن وراء وجهـات النظـر مـن رؤيـة للعالـم وافتراضـات أساسـية‬ ‫وقيـم ومعاييـر ومشـاعر وخبـرات شـخصية لألفـراد‪.‬‬

‫‪Exploratory‬‬ ‫‪questions‬‬

‫أمناط التفسير‬

‫هـي مجمـوع القوالـب الفكريـة التـي تتكـون بداخـل الفـرد عبـر‬ ‫التربيـة والثقافـة واخلبـرات احلياتيـة‪ .‬وهـي تسـاعد علـى ترتيـب‬ ‫الكـم الهائـل مـن املعلومات احلسـية التي يكتسـبها الفـرد من خالل‬ ‫حواسـه‪ ،‬كمـا تسـاعد علـى إعطـاء معنى لهـذه املعلومات املكتسـبة‪،‬‬ ‫وتسـاهم فـى فهـم اخلبـرة أو الواقـع املعـاش مـن خاللهـا‪ .‬وتعتبـر‬ ‫أمنـاط التفسـير اخلاصـة بالفـرد جـزء ال يتجـزأ مـن رؤيتـه للعالـم‪.‬‬

‫‪Pattern of‬‬ ‫‪interpretation‬‬

‫والذهني للحوار‬ ‫اإلصغاء الفعال‬

‫مترجم من‬ ‫االنجيليزية‬

‫‪289‬‬


‫المصطلح‬

‫المعنى المقصود في هذا الكتاب‬

‫التأمل والتأمل الذاتي‬

‫املقصـود بالتأمـل هـو التوقـف برهـة للتفكـر والدخول فـي حوار مع‬ ‫الـذات أو مـع اآلخريـن ملراجعـة موقـف أو فكـرة أو مفهـوم معين‬ ‫بهـدف اكتسـاب إدراك جديـد وفهـم أعمـق للموضـوع املتأمـل فيـه‪.‬‬

‫‪Framework for‬‬ ‫‪Dialogue‬‬

‫تبصر ‪ -‬تبصرات‬

‫يشـير التبصـر إلـى مسـتوى أعمـق مـن الفهـم ينبـع مـن داخـل‬ ‫الفـرد بـكل مـا يحمـل مـن خبـرات وقيـم ومشـاعر وأفـكار‪ ،‬ويـدل‬ ‫علـى انبثـاق فهـم أو إدراك جديـد ومدهـش ألمـر اعتـاد الفـرد علـى‬ ‫رؤيتـه بطريقـة معينـة‪.‬‬

‫‪Insights‬‬

‫حتديات احلوار‬

‫‪Challenge‬‬ ‫مجموعـة مـن األنشـطة والتدريبـات ميـارس املشـاركني مـن خاللها‬ ‫احلـوار بشـكل تطبيقـي ويطـورون مـن قدرتهـم علـى الدخـول فـي ‪through dialogue‬‬ ‫حـوار فـي مواقـف مختلفـة وعلـى التعامـل مـع حتدياتـه‬

‫التفاوض‬

‫األسـئلة االستكشـافية هـي أسـئلة تهـدف إلـى طلـب توضيـح أو‬ ‫تعميـق أمـر يريـد املسـتمع أن يفهمـه أو يعمـق فهمـه عنـه‪ ،‬سـواء‬ ‫يخـص لـب القضيـة املثـارة أو وجهـات نظـر اآلخريـن حولهـا أو مـا‬ ‫يكمـن وراء وجهـات النظـر مـن رؤيـة للعالـم وافتراضـات أساسـية‬ ‫وقيـم ومعاييـر ومشـاعر وخبـرات شـخصية لألفـراد‪.‬‬

‫‪Exploratory‬‬ ‫‪questions‬‬

‫الترديد ‪ /‬االنعكاس‬

‫املقصـود بالترديـد أو االنعـكاس هو إعـادة ترديد معنى أو مضمون‬ ‫مـا يقولـه الطـرف اآلخـر بهدف تشـجيع املتكلم على االسـتمرار في‬ ‫التعبيـر ومسـاعدته علـى التعمق في فكرته‪.‬‬

‫‪Mirroring‬‬

‫التهيئة (وإثبات‬

‫نشـاط تهيئـة يوفـر املسـاحة للمشـاركني لالنتبـاه ملشـاعرهم فـي‬ ‫اللحظـة احلاضـرة والتعبيـر عنهـا لآلخريـن‪.‬‬

‫‪Check in‬‬

‫التواصل احلواري‬

‫التواصـل احلـواري هـو نـوع مـن احلديـث مـع اآلخريـن يتسـم‬ ‫بالفضـول والرغبـة فـي االستكشـاف وفـي فهـم اجلوانـب املختلفـة‬ ‫ألي موضـوع‪ .‬ويقـوم علـى أسـاس مبـادئ احلـوار األربعـة ‪ -‬الثقـة‬ ‫واألمانـة واالنفتـاح واملسـاواة – كمـا يتميـز باسـتخدام املتحاورون‬ ‫ألدوات احلـوار األربعـة (احلضـور لآلخـر واإلصغـاء الفعـال‬ ‫والترديـد واألسـئلة االستكشـافية)‪.‬‬

‫حتديات احلوار‬

‫‪Challenge‬‬ ‫مجموعـة مـن األنشـطة والتدريبـات ميـارس املشـاركني مـن خاللها‬ ‫احلـوار بشـكل تطبيقـي ويطـورون مـن قدرتهـم علـى الدخـول فـي ‪through dialogue‬‬ ‫حـوار فـي مواقـف مختلفـة وعلـى التعامـل مـع حتدياتـه‬

‫التفاوض‬

‫األسـئلة االستكشـافية هـي أسـئلة تهـدف إلـى طلـب توضيـح أو‬ ‫تعميـق أمـر يريـد املسـتمع أن يفهمـه أو يعمـق فهمـه عنـه‪ ،‬سـواء‬ ‫يخـص لـب القضيـة املثـارة أو وجهـات نظـر اآلخريـن حولهـا أو مـا‬ ‫يكمـن وراء وجهـات النظـر مـن رؤيـة للعالـم وافتراضـات أساسـية‬ ‫وقيـم ومعاييـر ومشـاعر وخبـرات شـخصية لألفـراد‪.‬‬

‫احلضور)‬

‫‪290‬‬

‫مترجم من‬ ‫االنجيليزية‬

‫‪Insights‬‬

‫‪Exploratory‬‬ ‫‪questions‬‬


‫المصطلح‬

‫المعنى المقصود في هذا الكتاب‬

‫الترديد ‪ /‬االنعكاس‬

‫املقصــود بالترديــد أو االنعــكاس هــو إعــادة ترديــد معنــى أو‬ ‫مضمــون مــا يقولــه الطــرف اآلخــر بهــدف تشــجيع املتكلــم علــى‬ ‫االســتمرار فــي التعبيــر ومســاعدته علــى التعمــق فــي فكرتــه‪.‬‬

‫‪Mirroring‬‬

‫التهيئة (وإثبات‬

‫نشــاط تهيئــة يوفــر املســاحة للمشــاركني لالنتبــاه ملشــاعرهم فــي‬ ‫اللحظــة احلاضــرة والتعبيــر عنهــا لآلخريــن‪.‬‬

‫‪Check in‬‬

‫التواصل احلواري‬

‫التواصــل احلــواري هــو نــوع مــن احلديــث مــع اآلخريــن يتســم‬ ‫بالفضــول والرغبــة فــي االستكشــاف وفــي فهــم اجلوانــب املختلفــة‬ ‫ألي موضــوع‪ .‬ويقــوم علــى أســاس مبــادئ احلــوار األربعــة ‪-‬‬ ‫الثقــة واألمانــة واالنفتــاح واملســاواة ‪ -‬كمــا يتميــز باســتخدام‬ ‫املتحــاورون ألدوات احلــوار األربعــة (احلضــور لآلخــر واإلصغــاء‬ ‫الفعــال والترديــد واألســئلة االستكشــافية)‪.‬‬

‫اجلدال‬

‫أصل الكلمة في اللغة العربية‪َ :‬جدِ ل جدال ‪ :‬اشتدت خصومته‬

‫احلضور)‬

‫جادله مجادلة وجداال‪ :‬ناقشه وخاصمه‬

‫مترجم من‬ ‫االنجيليزية‬

‫‪Dialogical‬‬ ‫‪communication‬‬

‫‪discussion‬‬ ‫ ‪– argument‬‬‫‪arguing‬‬

‫واجلدل طريقة في املناقشة واالستدالل‬ ‫املجادلــة فــي علــم املناظــرة هــي املناظــرة ال إلظهــار الصــواب بــل‬ ‫لإللــزام اخلصــم‬ ‫نســتخدم لفظــي اجلــدال واملجادلــة فــي هــذا الكتــاب للداللــة علــى‬ ‫نــوع مــن احلديــث حــول موضــوع معــن يتــم فيــه التعبيــر عــن‬ ‫اآلراء واالســتدالل باحلجــج إلثبــات أن املتحــدث علــى صــواب‬ ‫وأن الطــرف اآلخــر علــى خطــأ‪ ،‬دون اســتخدام أدوات التواصــل‬ ‫احلــواري‪.‬‬

‫احلديث‬

‫أصل الكلمة في اللغة العربية‪:‬‬

‫‪converstion‬‬

‫َح َّدث‪ :‬كلم واخبر‪.‬‬ ‫احلديث‪ :‬كل ما يتحدث به من كالم وخبر‬ ‫يتــم اســتخدام لفظــي احلديــث واحملادثــة فــي هــذا الكتــاب للداللــة‬ ‫علــى املعنــى العــام لتبــادل الــكالم بــن األشــخاص‪.‬‬

‫‪291‬‬


‫المصطلح‬

‫المعنى المقصود في هذا الكتاب‬

‫احلضور لآلخر‬

‫هـي حالـة مـن الوصـال العميـق مـع اآلخـر تتيـح رؤيـة مـا بداخلـه‬ ‫كإنسـان وتـؤدي إلـى تفهمـه والتعاطـف معـه بغض النظـر عن أي‬ ‫اختلاف فـي الـرأي أو القيم‪.‬‬

‫احلوار‬

‫أصل الكلمة في اللغة العربية‪:‬‬

‫مترجم من‬ ‫االنجيليزية‬ ‫‪Engaging‬‬ ‫‪contact‬‬

‫‪dialogue‬‬

‫حاوره محاورة وحوارا‪ :‬جاوبه وراجعه الكالم‪ ،‬جاوبه وجادله‬ ‫حتاوروا‪ :‬تراجعوا الكالم بينهم‪ ،‬وجتادلوا‬ ‫املقصـود باحلـوار فـي العلـوم املعنيـة بالتواصـل وببنـاء السلام‬ ‫بشـكل عـام هـو تبـادل للآراء واخلبـرات واحلجـج بين األطـراف‬ ‫باسـتخدام أسـلوب معين يتـم اإلشـارة إليـه فـي هـذا الكتـاب بــ‬ ‫«أدوات التواصـل احلـواري»‪.‬‬ ‫ويتـم تعريـف احلـوار فـي إطـار هـذا الكتـاب كـ «شـكل خاص من‬ ‫أشـكال التواصل‪ ،‬يسـعى املشـاركون بشـكل فعال من خالله إلى‬ ‫حتقيـق املزيـد مـن التفاهـم املتبادل والتبصـر األعمق‪».‬‬ ‫ويعتبـر الفـارق األكبـر مـا بين «احلـوار» وبين الطـرق األخـرى‬ ‫لتبـادل األراء بين األطـراف هـو الهـدف مـن تبـادل الـكالم‪ .‬ففـي‬ ‫املناقشـة أو اجلـدال أو املناظـرة‪ ،‬يكـون التركيـز علـى إثبـات كل‬ ‫طـرف أن رأيـه صحيـح مـن خلال تقـدمي احلجـج الشـخصية‬ ‫ودحـض حجـج اخلصـم‪ .‬أمـا احلـوار‪ ،‬فيهـدف إلـى حتقيـق فهـم‬ ‫أعمـق للموضـوع أو نظـرة أشـمل وينتـج عنـه توسـيع أفـاق‬ ‫الشـخص نتيجـة السـتيعابه املنظـور املختلـف لألمـور كمـا يقدمـه‬ ‫لـه األطـراف اآلخـرون‪.‬‬

‫ديناميكية املجموعة‬

‫املقصـود بهـا نوعيـة التفاعلات واملنـاخ السـائد فـي املجموعـة‬ ‫فتشـير مث ً‬ ‫ال إلى مسـتوى املشـاركة ومسـتوى الثقة‪ ،‬ومدى احترام‬ ‫أفـراد املجموعـة للآراء املختلفـة بهـا‪ ،‬ومـدى توافـق املجموعـة أو‬ ‫انقسـامها الداخلـي‪ ،‬ومـدى التسـاوي فـي وقـت املشـاركة املتـاح‬ ‫لـكل مشـارك‪ ،‬إلـخ‪.‬‬

‫‪Group dynamics‬‬

‫الذهاب إلى ما وراء‬

‫يشـير هـذا التعبيـر إلـى انتقـال انتباه الفرد مـن املوقف أو احلدث‬ ‫الفعلـي إلـى محاولـة فهـم مـا وراء هـذا املوقـف أو احلـدث مـن‬ ‫قيـم وأمنـاط للتفسـير ومعتقـدات دفينـة‪ ،‬سـواء بداخلـه أو بداخـل‬ ‫األخريـن‪ .‬ويعتبـر هـذا االنتقال في نقطـة التركيز من أهم األدوات‬ ‫املتاحـة للميسـر خللـق فـرص للتعلـم والكتسـاب وعـي جديد‪.‬‬

‫‪Going meta‬‬

‫األمر‬

‫‪292‬‬


‫مترجم من‬ ‫االنجيليزية‬

‫المصطلح‬

‫المعنى المقصود في هذا الكتاب‬

‫رؤية العالم‬

‫يشـير مصطلـح «رؤيـة العالـم» إلـى مجمـوع االفتراضـات والقيـم‬ ‫ومعاييـر السـلوك وأمنـاط التفسـير األساسـية التـي تكونـت بداخل‬ ‫الفـرد عبـر التربيـة والثقافـة وخبراتـه احلياتيـة‪ ،‬والتي يسـتند إليها‬ ‫الفـرد تلقائيـ ًا مـن أجـل احلكـم علـى األمـور وتكويـن رأي ومتييـز‬ ‫الصـواب مـن اخلطـأ‪ .‬وفـي كثيـر مـن األحيـان ال يكـون الشـخص‬ ‫واعيـ ًا برؤيتـه للعالـم وبتأثيرهـا عليـه‪.‬‬

‫‪worldview‬‬

‫الشكل‬

‫املقصـود بالشـكل هـو الطريقـة التـي يتـم بهـا تنفيذ الورشـة‪ ،‬فعلى‬ ‫سـبيل املثـال يختـص الشـكل بكيفيـة تنسـيق املقاعـد والطـاوالت‪،‬‬ ‫وبكيفيـة تواصـل امليسـر مـع املشـاركني سـواء بشـكل رسـمي أو‬ ‫شـخصي أو ودي أو فكاهي‪ ،‬وكذلك أسـلوب التيسـير في األنشـطة‬ ‫والتأمـل وإدارة احلـوار‪.‬‬

‫‪Form‬‬

‫العقد‬

‫املقصـود بالعقـد فـي هـذا الكتـاب هـو مـا مت اإلتفـاق عليـه فيمـا‬ ‫ً‬ ‫مثلا أهـداف الورشـة أو‬ ‫يخـص محـددات ورشـة العمـل‪ ،‬منهـا‬ ‫املوضوعـات األساسـية التـي سـتتناولها أو املهـارات األساسـية‬ ‫التـي تسـعى إلـى تقدميهـا للمشـاركني‪ ،‬وأيضـ ًا محـددات الوقـت‬ ‫والتزامـات األطـراف املختلفـة‪ .‬ويتـم إبـرام هـذا العقـد أوال مـا بين‬ ‫منظمي الورشـة أو القائمني عليها مع مصممي وميسـري الورشـة‪،‬‬ ‫وأيضـا مـع املشـاركني مـن خلال تفاصيـل دعوتهـم للمشـاركة‪.‬‬ ‫وينصـح مبراجعتـه أو توضيحـه مجـددا مـع املشـاركني فـي بدايـة‬ ‫الورشـة‪.‬‬

‫العملية‬

‫تشـير كلمـة "العمليـة" إلـى كل مـا مييـز مسـار التحرك نحـو الهدف‬ ‫ً‬ ‫مثلا خبـرات التواصـل والتفاعلات‬ ‫املنشـود للمجموعـة‪ ،‬فتتضمـن‬ ‫بين األفـراد واملنـاخ السـائد فـي املجموعـة وخبـرات املقاومـة ومـا‬ ‫يطـرأ فـي األنشـطة املختلفـة مـن مواقـف وتفسـيرات ومشـاركات‬ ‫وكيفيـة تفاعـل املجموعـة مـع هـذه املشـاركات إلـخ‪.‬‬

‫‪Process‬‬ ‫‪Processes‬‬

‫عملية التعلم‬

‫يشـير مصطلـح "عمليـة التعلـم" إلـى كل "عملية" تؤدي إلى اكتسـاب‬ ‫معرفـة أو وعـي أو تبصـر جديـد لألفـراد‪ ،‬أو تسـاهم فـي تنميـة‬ ‫مهاراتهـم أو منوهـم الشـخصي‪ .‬ويتطلـب هـذا توظيـف "العمليـة"‬ ‫(انظـر مصطلـح العمليـة" فـي خدمـة التعلم‪ .‬وهو ما يقوم به امليسـر‬ ‫فـي إطـار ورش عمـل احلـوار مـن خلال التخطيـط للورشـة ومـن‬ ‫خلال االنتبـاه لـكل مـا يحـدث في الورشـة وتوظيف هـذا مبا يحقق‬ ‫الوصـول لتعلـم أو إدراك أو تبصـر جديـد‪.‬‬

‫‪Learning process‬‬

‫‪293‬‬


‫المصطلح‬

‫المعنى المقصود في هذا الكتاب‬

‫قائد ورشة العمل‬

‫قائـد ورشـة العمـل هـو الشـخص املسـئول عـن حتقيـق الهـدف أو‬ ‫املهـام وتوصيـل املضمـون‪ ،‬كمـا يركـز علـي قيـادة وتنسـيق عمـل‬ ‫املجموعـة مـن أجـل حتقيـق نتيجة محـددة‪ .‬يتميز قائد ورشـة العمل‬ ‫عـن امليسـر بتركيـزه علـى الهـدف واملضمـون أكثر مـن تركيزه على‬ ‫العملية‪.‬‬

‫قيم احلوار‬

‫هـي مجمـوع القيـم واملعتقـدات واملبـادئ الشـخصية التـي يسـتند‬ ‫إليهـا الفـرد لدعـم ممارسـته للحـوار‬

‫‪Dialogical values‬‬

‫كسر اجلليد‬

‫املقصـود بهـا نوعية التفاعالت واملناخ السـائد في املجموعة فتشـير‬ ‫ً‬ ‫مثلا إلـى مسـتوى املشـاركة ومسـتوى الثقـة‪ ،‬ومدى احتـرام أفراد‬ ‫املجموعـة للآراء املختلفـة بهـا‪ ،‬ومدى توافق املجموعة أو انقسـامها‬ ‫الداخلـي‪ ،‬ومـدى التسـاوي فـي وقـت املشـاركة املتاح لكل مشـارك‪،‬‬ ‫إلخ‪.‬‬

‫ ‪Icebreakers‬‬‫‪Energizers‬‬

‫املضمون‬

‫املقصـود باملضمـون هـو األهـداف املعرفيـة الـذي يريـد امليسـر‬ ‫الوصـول إليهـا مـن خلال تنـاول أي موضـوع أو نشـاط‪ ،‬وتتضمن‬ ‫املعلومـات واملفاهيـم والنظريـات واألراء املختلفـة املرتبطـة بـأي‬ ‫موضـوع‪.‬‬

‫‪Content‬‬

‫املغادرة (أو تسجيل‬

‫نشـاط ختامـي يوفـر املسـاحة للمشـاركني االنتبـاه ملشـاعرهم فـي‬ ‫نهايـة فقـرة أو نشـاط أو فتـرة زمنية معينة والتعبيـر عنها لآلخرين‪.‬‬

‫‪Check out‬‬

‫املقاومة‬

‫يشـير مصطلـح «املقاومـة» إلـى نـوع معين مـن ردود األفعـال فيهـا‬ ‫رفـض أو اعتـراض أو تسـفيه أو انسـحاب جتـاه مـا يقترحـه أو‬ ‫يقولـه شـخص آخـر‪ .‬وقـد تكـون املقاومـة مـن طـرف أحـد أو بعض‬ ‫املشـاركني جتـاه امليسـر‪ ،‬أو بالعكـس مـن طـرف امليسـر جتـاه مـا‬ ‫يقولـه أو يقترحـه أحـد أو بعـض املشـاركني‪.‬‬

‫‪Resistance‬‬

‫ممارسة احلوار‬

‫تشـير إلـى تبنـي الفـرد أسـلوب احلـوار وتطبيقـه نتيجة لالسـتعداد‬ ‫الذهنـي للحـوار ولقيمـه ومبادئـه الشـخصية التـي تدعـم احلوار‪.‬‬

‫‪Dialogical‬‬ ‫‪practice‬‬

‫املغادرة)‬

‫‪294‬‬

‫مترجم من‬ ‫االنجيليزية‬


‫المصطلح‬

‫المعنى المقصود في هذا الكتاب‬

‫املناظرة‪:‬‬

‫أصل الكلمة في اللغة العربية‪:‬‬

‫مترجم من‬ ‫االنجيليزية‬ ‫‪debate‬‬

‫نظر إلى الشيء‪ :‬أبصره وتأمله بعينه‪ ،‬وفي الشيء‪ :‬تدبر وفكر‪.‬‬ ‫تناظـر القـوم فـي األمـر‪ :‬جتادلـوا وتراوضـوا‪ .‬املناظـر‪ :‬املجـادل‬ ‫احملـاج‪.‬‬ ‫نظر بني الناس‪ :‬حكم وفصل دعاويهم‬ ‫ناظره مناظرة‪ :‬صار نظيرا له‪ ،‬جادله‪.‬‬ ‫تناظرا في األمر‪ :‬تراوضا‪ ،‬جتادال‪.‬‬ ‫علم النظر واالستدالل هو علم الكالم‪.‬‬ ‫يـدل لفـظ املناظـرة علـى شـكل معين مـن أشـكال الـكالم يتبـادل‬ ‫فيـه األطـراف ذوي األراء املختلفـة حججهـم بشـكل منظم ومنطقي‪،‬‬ ‫لالسـتدالل علـى رأيهـم وإثبـات صحتـه مقارنـة بـاآلراء األخـرى‪.‬‬ ‫وكثيـر ًا مـا يكـون الهـدف هو الفوز باملناظـرة‪ ،‬والتي ميكن أن تكون‬ ‫رسـمية أو غيـر رسـمية‪.‬‬ ‫وقد مت استخدام لفظ «املناظرة» في هذا الكتاب بهذا املعنى‪.‬‬

‫املواجدة‬

‫مهـارة وضـع اإلنسـان نفسـه مـكان اآلخـر‪ ،‬ليفهم شـعوره وأفكاره‬ ‫ومنطقـه‪ ،‬دون أن يشـاركه هـذا الشـعور أو التفكيـر بالضـرورة‪.‬‬ ‫واملواجـدة درجـة أعمـق مـن التعاطـف‪ ،‬فالتعاطـف يشـير إلـى‬ ‫اإلحسـاس باآلخـر‪ ،‬أمـا املواجـدة‪ ،‬ففيهـا إحسـاس باآلخـر مـع‬ ‫فهـم ملـا يـدور بداخـل اآلخـر مـن تسـاؤالت وأفـكار وأحساسـيس‬ ‫وتناقضـات وصراعـات ورغبـات‪ ،‬إلـخ‪.‬‬

‫‪Empathy‬‬

‫امليسر‬

‫املُ َي ِّسـر هـو مـن يقـوم بتسـهيل الطريـق أمـام املجموعـة لتمضـي‬ ‫إلـى الوجهـة املتفـق عليهـا ولتحقـق أهدافهـا املنشـودة‪ ،‬وذلـك مـن‬ ‫خلال إدارة العمليـة مبـا يتضمـن إدارة احلـوار والعمـل اجلماعـي‬ ‫والعالقـات بين األفـراد من ناحيـة‪ ،‬ودعوة املجموعـة لالنتباه لفرص‬ ‫التعلـم الكامنـة فـي العمليـة مـن ناحيـة أخـرى‪.‬‬

‫‪Facilitator‬‬

‫يتميـز امليسـر عـن قائـد ورشـة العمـل بتركيـزه علـى العمليـة بقـدر‬ ‫تركيـزه علـى الهـدف واملضمـون‪.‬‬

‫‪295‬‬


‫المصطلح‬

‫المعنى المقصود في هذا الكتاب‬

‫نظارات ثقافية‬

‫يشير مصطلح "النظارات الثقافية" إلى أمناط التفسير التي تتكون‬ ‫نتيجة للهوية الثقافية للشخص أو انتماءه لثقافة معينة‪.‬‬

‫النقاش واملناقشة‪:‬‬

‫أصل الكلمة في اللغة العربية‪:‬‬

‫مترجم من‬ ‫االنجيليزية‬

‫‪Discussion‬‬

‫« َنق َ‬ ‫َش الشيء»‪ :‬بحث عنه واستخرجه‪.‬‬ ‫ناقشه مناقشة ونقاشا‪ :‬استقصى في حسابه‪ .‬ناقش املسألة أي‬ ‫بحثها‪.‬‬ ‫تستخدم كلمتي «مناقشة» و»نقاش» في هذا الكتاب لإلشارة‬ ‫إلى نوع من احلديث يدور بني فردين أو أكثر‪ ،‬يتم فيه البحث‬ ‫في موضوع معني وتبادل اآلراء واحلجج‪ ،‬دون استخدام أدوات‬ ‫التواصل احلواري ‪ -‬سواء كان بهدف إقناع الطرف اآلخر أو‬ ‫مجرد تبادل املعرفة‪.‬‬

‫ورشة العمل‬

‫‪296‬‬

‫ورشة العمل هي عملية تعلم جماعية لها خطة وتصميم واضح من‬ ‫شأنه أن يحقق هدف محدد‪ ،‬وهي تتميز مبنهجية تشاركية تفتح‬ ‫املجال ملساهمة جميع أعضاء املجموعة وتشركهم بشكل نشط‬ ‫وفعال في عملية التعلم ‪ -‬ومن هنا يأتي مصطلح ورشة "العمل"‪.‬‬

‫‪Workshop‬‬


297


298


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.