أوراق الشام - العدد 14

Page 1


‫العدد‬ ‫(‪)14‬‬ ‫‪2014-10- 5‬‬

‫ي هذا‬

‫تق‬

‫رؤون ف‬

‫العدد‬

‫ة‪3 ......‬‬ ‫البوصل‬ ‫وضياع‬ ‫ن التآمر‬ ‫‪4 .......‬‬ ‫ي‪ ..‬بي‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫ف الدول‬ ‫تتاحية‬ ‫‪.‬‬ ‫‪........‬‬ ‫ي التحال‬ ‫‪6 .......‬‬ ‫االف‬ ‫‪...‬‬ ‫رية‪....‬‬

‫عرب ف‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ري لألز‬ ‫‪8 .......‬‬ ‫تحقي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫س‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫النفق ال ن بالدي ‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫ة‪......‬‬ ‫‪10 ....‬‬ ‫صرح م جوبر‪.‬‬ ‫الغرب إلسالمي‬ ‫‪........‬‬ ‫ن‬ ‫لدولة ا‬ ‫‪........‬‬ ‫كنيس ي عيو‬ ‫‪........‬‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫‪12 ....‬‬ ‫ي‬ ‫ظ‬ ‫الثورة ف ضد تن‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫ف‬ ‫كية‪....‬‬ ‫‪........‬‬ ‫التحال سياسي ة األمري‬ ‫‪........‬‬ ‫‪14 .....‬‬ ‫رب‬ ‫تحليل عد الض‬ ‫تقال‪...‬‬ ‫‪........‬‬ ‫اعش ب‬ ‫ي لالع‬ ‫‪........‬‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫لواقع ال‬ ‫‪16 ....‬‬ ‫‪........‬‬ ‫تقريروبات وا‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫وه‪......‬‬ ‫العق‬ ‫‪........‬‬ ‫ي مشب‬ ‫‪18 ....‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫مق ‪........‬‬ ‫ف دول‬ ‫‪........‬‬ ‫لهدن‪.‬‬ ‫م تحال‬ ‫‪........‬‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫‪........‬‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫‪20 ....‬‬ ‫ر الثورة‬ ‫ا مقال‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ة‪.......‬‬ ‫عزيز م‬ ‫‪........‬‬ ‫هاج أم‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫‪........‬‬ ‫و‬ ‫ث‬ ‫‪21 ....‬‬ ‫ن‬ ‫فقه ال وداع‪ :‬م‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫خطبة ال‬ ‫‪........‬‬ ‫‪....... .‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫دبيات‬ ‫‪22 ....‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪....‬‬ ‫ء!‪.......‬‬ ‫‪........‬‬ ‫أ نـار الشام‪..‬و‪.‬ك (‪ )5‬ل شي‬ ‫‪....... .‬‬ ‫د‬ ‫تفي ك‬ ‫‪........‬‬ ‫اعرف عالزر يخ‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫اضغطي الثورة ظيف!!‪.‬‬ ‫شرط بتوبك ن‬ ‫لي‪ :‬ال‬ ‫قلت‬ ‫ة السو‬

‫سرة التحرير‬

‫أ‬

‫س التحرير‬

‫رئي مد أبو شام‬ ‫مح‬

‫ق التحرير‬

‫فري‬

‫ريده أحمد‬ ‫ف‬ ‫ساره داماس‬ ‫سيف الشام‬

‫ق اللغوي ‪:‬‬

‫مدق‬ ‫ال س محمد‬ ‫إيري‬ ‫جمه‬ ‫فريق التر‬

‫سمين خالد‬ ‫يا‬ ‫نيمو كود‬ ‫يا الشامي‬ ‫عل‬

‫‪........‬‬

‫‪........‬‬

‫‪........‬‬

‫إخراج فني‬ ‫رام حسن‬ ‫يمو نصري‬ ‫ن‬

‫‪2‬‬

‫‪ Revolution Leadership Council of Damascus‬مجلس قيادة الثورة في دمشق‬ ‫‪ / Media Office‬المكتب اإلعالمي‬ ‫‪Tel.: +1347 47 410 46 - https://www.facebook.com/R.L.C.Damascuss‬‬ ‫‪Email: R.L.S.Damascus@gmail.com / Skype: r.l.s.damascus / RLC_Damascus‬‬ ‫أوراق الشام ‪ -‬العدد (‪ )14‬مجلس قيادة الثورة في دمشق ‪ -‬المكتب اإلعالمي ‪ -‬األحد ‪2014\10\ 05‬‬ ‫‪www.rlcdamascus.com‬‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫العرب في التحالف الدولي‪ ..‬بين التآمر وضياع البوصلة!‬ ‫أُعلن األسبوع الفائت عما سمي التحالف الدولي بقيادة الواليات المتحدة األمريكية ومشاركة دول عربية‪ ،‬بهدف‬ ‫توجيه غارات جوية على أهداف لتنظيم «الدولة اإلسالمية» والفصائل «المتطرفة»‪ ،‬ضمن تحالف غامض األهداف‪،‬‬ ‫يفتقد للبوصلة‪ ،‬فضال عن تسببه بسقوط ضحايا مدنيين جراء غاراته‪ ،‬والذي غض الطرف ‪-‬أي التحالف‪ -‬عن جماعات‬ ‫متطرفة «شيعية» سواء في سوريا ولبنان‪ ،‬مرورا بالعراق فاليمن‪ ،‬ناهيك عن النظام المتطرف في دمشق‪ ،‬الذي ارتكب‬ ‫مجازر ترقى لدرجة جرائم حرب‪ ،‬باعتراف الدول الغربية ذاتها المشاركة بالتحالف‪ ،‬منها ما هو بالسالح الكيماوي في‬ ‫غوطة دمشق الغربية‪.‬‬ ‫لم تكن مشاركة العرب في تحالف مماثل األولى من نوعها‪ ،‬فبعضها ممن يشارك اليوم له تجربة سابقة سواء بالقوات‬ ‫العربية التي دخلت لبنان بقيادة نظام حافظ األسد في سبعينيات القرن الماضي‪ ،‬وكذلك المشاركة في حرب الخليج‬ ‫الثانية عام ‪ 1991‬ميالدية‪ ،‬ومن ثم المشاركة اللوجستية في غزو العراق عام ‪ ،2003‬هذا فضال عن التعاون األمني‬ ‫واالستخباراتي العربي والخليجي تحديدا مع الدول الغربية‪ ،‬على رأسها الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫وفي المشاركات العربية السابقة ضمن تحالفات عسكرية غربية‪ ،‬سواء اتفقنا أو اختلفنا معها‪ ،‬إال أنها كانت تتميز بوضوح‬ ‫الهدف‪ ،‬ففي حرب الخليج الثانية كان الهدف المعلن والواضح للمشاركة العربية‪ ،‬هو إجبار قوات صدام حسين على‬ ‫االنسحاب من الكويت التي غزاها آنذاك‪ ،‬إال أن ما نالحظه اليوم هو غياب الهدف المحدد والواضح‪ ،‬خاصة مع عدم‬ ‫اقتناع شريحة واسعة من السوريين بمقولة القضاء على تنظيم «الدولة اإلسالمية»‪ ،‬والذي عززه استهداف حركات‬ ‫أخرى يشهد لها السوريون بالنزاهة ومقارعة قوات األسد على الجبهات وعلى رأسها حركة «أحرار الشام»‪.‬‬ ‫حكام العرب‪ ،‬وخاصة الخليجيون منهم‪ ،‬يقولون وصراحة أن نظام األسد هو نظام إرهاب وجريمة‪ ،‬وكان موقفهم‬ ‫المعلن على األقل منذ البداية بدعم الثورة السورية‪ ،‬لنجد اليوم أنهم ينقادون خلف التحالف الغربي‪ ،‬مع تطمينات‬ ‫لألسد بأن الغارات لم ولن تستهدفه‪ ،‬وهو ما جرى حتى اآلن‪.‬‬ ‫فإذا‪ ،‬ما الذي يدفع الدول العربية لالنضمام لحلف غير واضح األهداف‪ ،‬وليس مضمون النتائج؟!! تحليالت كثيرة تناولت‬ ‫الموضوع‪ ،‬فبعضهم يصر على أن الهدف هو محاربة «التطرف» ومنع توسعه وتمدده!‪ ،‬وآخرون يرون – ونرى أنها‬ ‫األقرب للصواب‪ -‬أن الهدف يكمن في منع قيام دول ديمقراطية في المنطقة‪ ،‬خاصة مع ربطه بما حدث في مصر‬ ‫من اإلطاحة برئيس منتخب‪ ،‬وكذلك تسليم اليمن للحوثيين الشيعة على طبق من فضة‪ ،‬إغراقا له في الخالفات‪،‬‬ ‫مرورا بما يحصل في ليبيا من دعم لمليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر‪ ،‬الذي يسعى لإلطاحة بالمؤتمر الوطني‬ ‫المنتخب‪.‬‬ ‫وما يعزز تلك التحليالت هو قيادة السعودية ومن خلفها دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬لإلطاحة بحكم الرئيس‬ ‫المنتخب محمد مرسي في مصر‪ ،‬وغض الطرف عما جرى في اليمن‪ ،‬ودعم الثورة المضادة في ليبيا‪ .‬وهو ما‬ ‫يجعل السوريون يشعرون –وهم محقون في ذلك‪ -‬من أن مشاركة الدول العربية سابقة الذكر ال تهدف سوى للقضاء‬ ‫على ثورة السوريين‪ ،‬ومنع قيام حكم ديمقراطي يهدد عروشهم‪ ،‬رغم إعالنهم الوقوف إلى جانبها‪ ،‬وعدائهم‬ ‫لنظام اإلجرام في دمشق!‬

‫فريق عمل المكتب اإلعالمي‬


‫تحقيق‬

‫السري لألزمة السورية‬ ‫النفق‬ ‫ّ‬

‫إعداد ‪ :‬إيريس محمد‬

‫السياسي لعقد هذه الهدن هو تخفيف ضغط الجبهات على‬ ‫المصالحات‪ ،‬تغيير هام في المشهد‬ ‫ّ‬ ‫والعسكري العام‪ ،‬وشكل من أشكال المقاربات السياسية نفسه «نالحظ أنه يشيع بين الناس أنه يقوم بعقد الهدن‪،‬‬ ‫وفق عدّة محاور‪ ،‬تبدأ من وقف إطالق النار وإنهاء في حين ّ‬ ‫أن المدنيين يضغطون على الجيش الحر ليقبل‬ ‫العمليات العسكرية وفك الحصار‪ ،‬لتنتهي بتحسين بهذه الهدن‪ّ ،‬‬ ‫لكن النظام ال يفي بعهوده‪ ،‬إذا انتقلنا فرضا‬ ‫إلى حي القدم والعسّ الي جنوب العاصمة والتي كانت‬ ‫األوضاع المعيشية وإطالق سراح المعتقلين‪.‬‬ ‫كل هذه العوامل مجتمع ًة تقف خلف قبول المدنيين خبرا إعالميا بارزا الشهر الماضي عن عقد مصالحة كان‬ ‫يروج لها النظام‪ ،‬هي ال تقترب من كونها مصالحة إنما‬ ‫المحاصرين عقد هدن مع النظام‪.‬‬ ‫كما أن التعب واإلرهاق نال بالقدر نفسه من المعارضة هي تسمى هدنة حتى اللحظة‪ ،‬ال نلحظ أي شيء من‬ ‫المسلحة والتي أُجبرت على القبول على مضض بعقد تنفيذ بنود تلك الهدن‪ ،‬فلم يخرج المعتقلون ولم تدخل‬ ‫وقت سابق يعد ّ‬ ‫ٍ‬ ‫خطا ً المواد الغذائية ولم يفك الحصار‪ ،‬هي هدنة على األوراق‬ ‫هدن ٍة مع النظام ‪ ،‬وهو ما كان في‬ ‫ال يوجد تنفيذ لها»‪.‬‬ ‫أحم َر لدى قوى المعارضة‪.‬‬ ‫عندما نتكلم عن هذه الهدن التي هي في أغلب‬ ‫تضاربت اآلراء حول موضوع الهدن التي يبرمها النظام‬ ‫مع المناطق الثائرة‪ ،‬بين مؤيد وداع لالستمرار بها كمخرج األحيان‪ ،‬ال ترقى لمستوى المصالحات‪ ،‬علينا اإلشارة‬ ‫ّ‬ ‫وحل تكتيكي لمشكلة الحصار الخانق‪ ،‬وبين رافض لتلك المناطق التى تمّت فيها الهدن واستردها عسكريا‬ ‫مؤقت‬ ‫لها ومح ّذر من مغبّة االنجرار إلى فخ يع ّد له النظام بعناية بعد ذلك النظام من الجيش الحر كالحسينية والذيابية‬ ‫فائقة‪ ،‬أهم مالمحه اإلخماد المؤقت لبعض الجبهات وحّ جيرة‪ ،‬كما أنّه ال يمكننا أن نتجاهل الهدن الغير معلن‬ ‫م االنتقال إليها تباعا‪ ،‬كما عنها كتلك التي حصلت في «الضمير» وهي من أول‬ ‫المفتوحة‪ ،‬والتفرغ لغيرها‪ ،‬ث ّ‬ ‫الهدن السريّة‪.‬‬ ‫يقول المعارضون للهدن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫رغم أن النظام هو من طرح فكرة الهدنة في داريا ألكثر‬ ‫وبين الفريقين فريق يدعو إلى تحسين شروط التفاوض‬ ‫من مرّة بشكل غير مباشر‪ ،‬وكان شرط داريا على الدوام‬ ‫ليرقى لمستوى المصالحات‪.‬‬ ‫في األدبيات السياسية والقانونية‪ ،‬ال تعكس «الهدنة» انسحاب الجيش النظامي منها بشكل كامل ‪.‬‬ ‫فهي الريف األقرب إلى مركز العاصمة وشهدت‬ ‫طرف لطرف آخر بين المتقاتلين‪ ،‬بل هي‬ ‫حالة استسالم‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫اتفاق ينص على حمالت عسكرية مستمرة منذ تشرين الثاني عام ‪2012‬‬ ‫تعكس توصل األطراف المتنازعة إلى‬ ‫ٍ‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬سيطر النظام بهذه الحمالت على الجهة‬ ‫مجموعة من البنود تتفق عليها هذه األطراف‪.‬‬ ‫أخبرنا عضو المجلس المحلي في داريا «أبو زيد» عن الشماليّة المحاذية لمطار الم ّزة العسكري والجهة‬ ‫الضغوط التي أجبرت المعارضين على القبول بالهدن الشرقية األقرب للعاصمة دمشق‪ ،‬بينما سيطرت قوى‬ ‫«ربط مجلس األمن دخول المساعدات بعدة مناطق المعارضة على باقي المناطق فيها ‪.‬‬ ‫وقّعت الفصائل الثالثة «لواء شهداء اإلسالم» و «لواء‬ ‫بحصول وقف عمليات القصف وإطالق النار على‬ ‫الجبهات المشتعلة‪ ،‬مما دفع بالثوار لقبول بمثل هذه سعد بن أبي وقاص» و «لواء المقداد بن أسود» باإلضافة‬ ‫للمجلس المحلي لمدينة داريا‪ ،‬وثيقة شرف عمادها‬ ‫االتفاقيات»‪.‬‬ ‫ولم يكن التعب واإلرهاق حكرا ً على قوات المعارضة شرطان أساسيان وفقا ً للناشط كريم الشامي من داريا‬ ‫َ‬ ‫«هو ميثاق يتضمن عدم توقيع أي هدنة ال تنص على‬ ‫ليطال قوات النظام ذاتها‪.‬‬ ‫فقط‪ ،‬بل امتد األمر‬ ‫فمع احتدام الصراع على مساحة عموم سوريا‪ ،‬إخراج المعتقلين أوال‪ ،‬ورجوع الجيش إلى المناطق التي‬ ‫والخسائر الكبيرة التي تعرضت لها قواته وتحديدا ً كان يتمركز بها عام ‪ ، 2012‬واستالم الجيش الحر كافة‬ ‫الخسارات البشرية منها‪ ،‬و االنهيار الذي حدث باالقتصاد المرافق الحيوية في المدينة‪ ،‬طبعا النظام لم يقبل بهذه‬ ‫السوري عامالً حاسما ً بأهميته‪ ،‬إذ ترك أثرا ً في قدرة تمويل الشروط‪ ،‬وصرح ضابط في القصر الجمهوري ّ‬ ‫أن موضوع‬ ‫النظام لعملياته العسكرية‪ ،‬كما شكل عجز قوات النظام المعتقلين هي ورقة هامة بيد النظام‪ ،‬وحتى اللحظة ال‬ ‫أي بند»‪.‬‬ ‫عن الدخول إلى المناطق الموجودة تحت سيطرة يوجد كالم عن هدنة وال كالم عن تنفيذ ّ‬ ‫والجدير بالذكر ّ‬ ‫أن ملف المفاوضات في داريا تحديدا‬ ‫ضغط كبير راح يرزح تحتها‬ ‫المعارضة‪ ،‬وغيرها من العوامل‬ ‫ٍ‬ ‫النظام في سياق إدارته لألزمة المستمرة ألكثر من أربع كان بيد الحرس الجمهوري وعلى رأسهم سالم العلي‪،‬‬ ‫م نقل الملف إلى سلطة‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫مت ّ‬ ‫مدير مكتب بشار األسد‪ ،‬ث ّ‬ ‫يرى الناشط كريم الشامي أن الهدف الذي دفع النظام الفرقة الرابعة‪ ،‬تحت إشراف غسان بالل مدير مكتب ماهر‬

‫‪4‬‬

‫أوراق الشام ‪ -‬العدد (‪ )14‬مجلس قيادة الثورة في دمشق ‪ -‬المكتب اإلعالمي ‪ -‬األحد ‪2014\10\ 05‬‬


‫باعتبار ّ‬ ‫أن دمشق وريفها تمثالن القلعة‪ ,‬وسقوطهما أو‬ ‫تحريرهما يعد العامل األكبر لسقوط بشار األسد‪ ،‬وبعد‬ ‫الفشل في السيطرة على هذه المناطق كان الحل الوحيد‬ ‫للدخول إليها هو اإلتفاق‪ ،‬في العنوان الرئيسي يقال أنّها‬ ‫هدنة ‪ ,‬لكن هي اشبه بالمصالحة الوطنية أو عودة الثوار‬ ‫إلى رشدهم على حد قول النظام»‬ ‫وهنا يتبادر لنا سؤال هام ما هو مصير مقاتلي المعارضة‬ ‫في المناطق المهادن عليها؟ أجاب على تساؤلنا‬ ‫السياسي جواد الشربجي «كل الشباب في المناطق‬ ‫المهادن عليها هم تحت دائرة الخطر‪ ،‬يعيشون تحت‬ ‫بأي لحظة‪ ،‬وهذا‬ ‫ضغط أمني وخوف من خطر اإلعتقال ّ‬ ‫ما حدث في منطقة المعضمية‪ ،‬اعتقل الكثير من الشبان‬ ‫أثناء دخولهم وخروجهم من المدينة‪ ،‬هذا هو الواقع»‪.‬‬ ‫وبالعودة الستبيان ميداني أجرته عمران للدراسات‬ ‫االستراتيجية على ألف مواطن داخل سوريا وخارجها‪،‬‬ ‫نجد ّ‬ ‫أن نسبة المؤيدين للهدن أكبر من معارضيها ‪.‬‬ ‫وأوضح االستبيان ّ‬ ‫أن السبب الرئيسي للهدن هو حاجة‬ ‫الناس لفرصة تسمح لهم بالخروج من الحصار‪ ،‬وحاجتهم‬ ‫لألمان‪ ،‬وعدم وجود أفق للمواجهات العسكرية في ظل‬ ‫نقص حاد لألسلحة والذخائر ‪.‬‬ ‫ويبقى السؤال األهم‪ ،‬هل الهدن القائمة تضمن‬ ‫للمواطن السوري جزءا ً ولو يسير من قيم العدالة والكرامة‬ ‫اإلنسانيّة ؟‬ ‫م تطبيقها‬ ‫وهل من الممكن أن تشكل الهدن في حال ت ّ‬ ‫واإللتزام بها حال داخليا للصراع القائم ؟‬

‫األسد بشكل مباشر‪.‬‬ ‫أي‬ ‫عاد الوفد من االجتماع دون اتفاق ودون أن يتلقى ّ‬ ‫وعود واضحة ‪.‬‬ ‫أمّا عن مصير ومستقبل ريف دمشق في ّ‬ ‫ظل الصراع‬ ‫الراهن يرى رئيس تحرير مجلة»عنب بلدي»السياسي‬ ‫جواد الشربجي ّ‬ ‫أن النظام يعمل على سيناريو ذكي‪،‬‬ ‫حين يقبل بالهدنة وبشروطها‪ ،‬يعمل وفقا لتكتيك مرحلي‬ ‫ناجح «إنّه يورط األهالي بالعودة لمناطقهم‪ ،‬وهنا تخوفنا‬ ‫من هدنة داريا ‪ ,‬ماذا سيحدث بعد العودة ؟‬ ‫كانت في البداية نقطة ضعف النظام بداريا عدم وجود‬ ‫مدنيين الشيء الذي أفقد النظام ورقة رابحة بمعركته»‬ ‫ويضيف «أنا بتصوري إن تمت الهدنة في داريا وعاد‬ ‫األهالي إلى مناطقهم سنكون أمام واقع سيء من‬ ‫حيث عودة القبضة األمنية مما سيسبب شرخا بين‬ ‫المدنيين والمقاتلين‪ ،‬وأي هجوم من النظام سيبرر‬ ‫بوجود المقاتلين»‬ ‫نرى حرص النظام في حالة هدن دمشق وريفها‬ ‫على االستفادة قدر اإلمكان من الشق اإلعالمي للهدنة‬ ‫على حساب الفائدة العملية على األرض‪ ،‬وفي سبيل‬ ‫ذلك فإنه تجاهل الصدام مع بعض المناطق‪ ،‬مستغال‬ ‫عدم قدرة المقاتلين فيها على إحراز تقدم عسكري‬ ‫ملموس واكتفى بحصارهم‪ ،‬فيما اكتفى المقاتلون فيها‬ ‫أي هجوم مباغت قد يقوم به النظام‬ ‫باالستعداد لص ّد ّ‬ ‫يؤكد ذلك عضوالمجلس المحلي بداريا أبو زيد «بعد فشل‬ ‫نظام األسد في السيطرة على مناطق دمشق وريفها‪،‬‬ ‫‪NO (14) -Media Office - Revolution Leadership Council of Damascus - Sunday - 05\10\2014‬‬

‫‪5‬‬


‫صرح من‬ ‫بالدي‬ ‫إعداد ‪ :‬ايريس محمد‬

‫كـنيـس جــوبـر‬ ‫أثري في العالم‬ ‫أقدم كنيس‬ ‫ّ‬ ‫حين نتحدث عن أقدم كنيس قائم ٍ في العالم‪ ،‬ال بد‬ ‫لنا أن نتطرق أوال ً للوجود اليهودي في سوريا ضمن‬ ‫هذا التنوع الساحر من األديان والمذاهب واألفكار‬ ‫ولمدينة جوبر وأصل تسميتها ثانياً‪.‬‬ ‫ينقسم اليهود من حيث وجودهم في سوريا إلى‬ ‫قسمين‪ ،‬المزراحيّون الذين وجدوا منذ أيام النبي داود‬ ‫في األلف الثّاني قبل الميالد‪ ،‬والمهاجرين الّذين‬ ‫استقروا في سوريا أعقاب طرد اليهود من اسبانيا بعد‬ ‫سقوط األندلس خالل القرن السادس عشر الميالدي‪،‬‬ ‫وهو استقرار لم ينقطع منذ ذلك التاريخ وحتى القرن‬ ‫العشرين عندما بدأت هجرتهم وتسارعت نتيجة‬ ‫الكوارث قبيل وخالل الحرب العالمية االولى ‪.‬‬ ‫لم يتأثر يهود البالد سلبا بالفتح االسالمي فخالل‬ ‫مرحلة الحروب الصليبية وفد إلى دمشق أعداد‬ ‫متزايدة من اليهود‪ ،‬قدموا من فلسطين واستقروا في‬ ‫دمشق حتّى وصل عدد األحبار الربانيين في دمشق‬ ‫وحدها ثالثة آالف ِحبر‪ ،‬وكان لهم رئيس محلي يمثل‬ ‫الطائفة لدى السلطات الحاكمة‪ ،‬وأكاديمية مشهورة‬ ‫لدارسة التوراة ‪.‬‬ ‫تمركز اليهود في مدينة دمشق‪ ،‬وسكنوا في حي‬ ‫خاص بهم سمي بحارة اليهود وبعض مناطق ريف‬ ‫دمشق أهمها جوبر ‪.‬‬ ‫وكانت جوبر في القديم تضم مناطق العدوي‬

‫‪6‬‬

‫تم‬ ‫والقصاع والقصور والعباسيين والتجارة‪ ،‬وعندما ّ‬ ‫تنظيم هذه المناطق فصلت من جوبر لتصبح أحياء‬ ‫مستقلة‪ ،‬تعود تسمية المنطقة لغار كان يختبئ بها‬ ‫بها نبي الله الياس ويدعى بالجب وكانت المنطقة‬ ‫(جب بر ) وتطورت التسمية‬ ‫بريّة فسمي المكان‬ ‫ّ‬ ‫بإدغام الجذرين إلى جوبر ‪.‬‬ ‫وهذا الجب يقع اآلن ضمن الكنيس األثري الموجود‬ ‫في الحي وكانت جوبر في السابق أحد البوابات‬ ‫التي دخل منها الفاتحون المسلمون حيث يوجد‬ ‫فيها قبر حرملة بن الوليد‪ ،‬ويقطن فيها اآلن غالبية‬ ‫مسلمة متدينة وبعض العائالت المسيحية في حين‬ ‫خرج اليهود منها في هجراتهم إلى مصر والدول‬ ‫األوروبية وقلّة قليلة ال تتجاوز اثنين وعشرين شخصا‬ ‫حسب احصاءات عام ألفين واثني عشر بقيت في‬ ‫دمشق‪ ،‬وأغلبهم من كبار السن ‪.‬‬ ‫تقع جوبر شمالي شرق دمشق ويعزى بناء الكنيس‬ ‫األثري فيها إلى اليشاع الذي أقام مع نبي الله الياس‬ ‫الجب أربعين يوما خوفا على حياته من الملكة‬ ‫في‬ ‫ّ‬ ‫إيزابيل زوجة آخاب حسب روايات المؤرخين‪ ،‬ويؤكد‬ ‫قدم هذا الكنيس ما جاء في التلمود من ذكر له منذ‬ ‫أكثر من ألفي عام‪ ،‬وتعود أهمية هذا الكنيس لكونه‬ ‫أقدم كنيس مكتشف في العالم‪ ،‬بل لكونه مرسوما‬ ‫بالكامل بمشاهد من التوراة‪ ،‬وقد توافد اليهود إلى‬

‫أوراق الشام ‪ -‬العدد (‪ )14‬مجلس قيادة الثورة في دمشق ‪ -‬المكتب اإلعالمي ‪ -‬األحد ‪2014\10\ 05‬‬


‫هذا الكنيس حتى نشأت في نهاية األمر قرية حوله‪.‬‬ ‫يقع الكنيس االن في شارع المدرسة وسط البلدة‬ ‫وفيه اقدم توراة في العالم وكذلك مقام النبي الياس‬ ‫عليه السالم ومقام الخضر عليه السالم ‪.‬‬ ‫في شارع ضيق وخلف باب حديدي كبير الينم‬ ‫مظهره عن تاريخ عريق يقبع خلفه‪ ،‬ترى باحة ضيقة‬ ‫تظلّلها شجرة برتقال عجوز أمام الكنيس الداخلي‪.‬‬ ‫بعد أن تلج الكنيس تجد إلى اليسار غرفة السّ ادن‬ ‫وقربها مجلس الملّة اليهودي‪ ،‬إلى اليمين باب صغير‬ ‫قربه مو ّ‬ ‫نحاسي جميل‪.‬‬ ‫ضأ وإبريق‬ ‫ّ‬ ‫وما إن تدخل هذا البناء الرائع الكبير حتى ترى مقام‬ ‫الياس النبي وقد وضعت عليه لوحة كتب عليها‬ ‫بالعربيّة والعبريّة والفرنسيّة «في عام ثالثة وأربعين‬ ‫وثالثة آالف للخليقة‪ ،‬وفي هذا المكان مسح اليشاع بن‬ ‫شافاط نبيا على يد الياهو النبي عليه السالم» ‪ ،‬وفوق‬ ‫سباعي تزينه‬ ‫اللوحة الرخامية القديمة وضع شمعدان‬ ‫ّ‬ ‫نجمة داود السداسيّة‪ .‬ووضع فوق المزار قطعة رخام‬ ‫كبيرة تحمل بصمة قدم محفورة في الحجر‪ ،‬قيل هي‬ ‫حديدي‬ ‫ما أن المقام محاط بإطار‬ ‫ّ‬ ‫قدم الياس النبي ك ّ‬ ‫تزينه لوحة عليها أحرف عبريّة ‪.‬‬ ‫جدران الكنيس مزيّنة بلوحات شرقية وفوانيس‬ ‫وكلمات عبرية‪ ،‬واسم االله مكتوب بزخرفة ملفتة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مصطبة عالية تستعمل في‬ ‫ترتفع في منتصفه‬ ‫الطقوس الدينيّة ‪.‬‬

‫في واجهة الكنيس يوجد المحراب‪ ،‬ويحتوي على‬ ‫خزانة خشبية فيها توراة أثرية مكتوبة على جلد‬ ‫الغزال وملفوفة على اسطوانات فضية وهي مجزأة‬ ‫بشكل منتظم بحيث يقرأ منها ّ‬ ‫كل يوم مقطع على‬ ‫مدى السنة العبريّة وينتهي الكتاب بنهاية السنة‪.‬‬ ‫الشمالي من الكنيس‪ ،‬قرب‬ ‫في الجانب األيمن‬ ‫ّ‬ ‫المحراب توجد غرفة صغيرة مربعة بباب ذهبي رائع‬ ‫يمنع على المرء الدخول إليها إال حافيا‪ ،‬تقبع تحتها‬ ‫مغارة النّبي الياس‪ ،‬من الغرفة الى المغارة سبع‬ ‫درجات نزوال وتالحظ قدم البناء وعراقته حتى أنّك‬ ‫تشتم عبق التاريخ ممزوج بالبخور ودخان الشموع‬ ‫ّ‬ ‫والزيت المقدس ‪.‬‬ ‫وليس بالغريب على من د ّمر جوامع دمشق العريقة‬ ‫يهودي‪ ،‬أول معبد ديني واضح المعالم‬ ‫أن يدمر كنيس‬ ‫ّ‬ ‫أللف وسبع مئة قبل الميالد‪،‬‬ ‫في المنطقة أثر يعود ٍ‬ ‫ُقصف بالصواريخ وبمدافع الهاون األمر الّذي أدى‬ ‫الى تدمير جزء كبير منه‪ ،‬وقبل قصفه اقتحمت قوات‬ ‫النظام الحي ونهبت محتوياته األثرية وعدد كبير‬ ‫الحي حماية الكنيس‬ ‫من لوحاته القديمة حاول أهل‬ ‫ّ‬ ‫بتشكيل لجنة من أهالي الحي لحمايته وإعادة ترتيب‬ ‫مخطوطاته األثرية وكتبه القديمة‪ ،‬فهو يضم عدد‬ ‫من المكتبات تحوي عشرات الكتب التاريخيّة التي‬ ‫تعود آلالف السنين‪ ،‬لكنّهم لم يستطيعوا حمايته من‬ ‫أيدي القصف الهمجية‪.‬‬

‫‪NO (14) -Media Office - Revolution Leadership Council of Damascus - Sunday - 05\10\2014‬‬

‫‪7‬‬


‫الثورة السورية‬ ‫في عيون الغرب‬

‫التحالف ضد تنظيم الدولة االسالمية‪:‬‬

‫إعداد ‪ :‬محمد طه‬

‫تــعــقــــيـدات و شـــكـــــوك‬ ‫عاد الحديث عن سورية من جديد يأخذ حيزا كبيرا‬ ‫في واجهة اإلعالم الفرنسي من زاوية الحديث عن‬ ‫التحالف ضد تنظيم الدولة اإلسالمية و مخاطر الجهاد‬ ‫على الغرب من خالل مجاهديه الذين التحقوا بتنظيم‬ ‫الدولة و يخشى من عودتهم إلى بالدهم‪ ..‬مع غياب‬ ‫أية اإشارة لمصطلح الثورة في سورية‪.‬‬ ‫كان تناول الوسائل اإلعالمية يبحث و يناقش هذا‬ ‫التحالف و جدواه و تعقيدات العملية التي سيقوم بها‬ ‫و مدتها و آثارها المباشرة و الغير المباشرة على الدول‬ ‫التي ستشارك في هذا التحالف و غالبية اآلراء تصب‬ ‫في خانة الشكوك من جدوى هذه العملية و من‬ ‫حجم النجاح الذي ستحققه في تحجيم أو القضاء‬ ‫على تنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫التحالف ضد الدولة اإلسالمية‪ ..‬عملية معقدة‬ ‫ومحفوفة بالشكوك‪ :‬هكذا عنونت جريدة لوموند‬ ‫مقالها في عددها الصادر في الحادي عشر من ايل‬ ‫ول‪.‬‬ ‫تحدثت الصحيفة بداية عن الغموض في تكوين و‬ ‫مالمح هذا التحالف بالرغم مما قاله اوباما في خطابه‬ ‫قبل يوم و رغم ما صرحت به فرنسا من استعدادها‬

‫‪8‬‬

‫للمشاركة في ضرب التنظيم في العراق من خالل‬ ‫الطيران‪.‬‬ ‫هذا التحالف سيضم حوالي األربعين دولة بينها دول‬ ‫عربية سيكون وجودها ضروريا الستمرار المعركة ضد‬ ‫التنظيم للحد من تقدمه و جذبه للمتطوعين ‪.‬‬

‫ما هو دور إيران؟‬ ‫م استبعاد أي دور عسكري إليران في‬ ‫حتى اللحظة ت ّ‬ ‫هذا التحالف فرسميا واشنطن ال تتحادث مع طهران إال‬ ‫فيما يتعلق بالملف النووي اإليراني‪ ..‬لكن التنسيق‬ ‫التقني على األرض يبدو حتميا نتيجة تواجد إيران‬ ‫على األرض العراقية‪ ,‬ففي شهر آب الماضي سمحت‬ ‫الضربات الجوية األميركية ض ّد التنظيم للمليشيات‬ ‫الشيعية المدعومة من طهران و القوات الكردية بفك‬ ‫الحصار عن قرية أمرلي ‪ ..‬و وفقا لل ب‪.‬ب‪.‬سي فأن‬ ‫المرشد األعلى للثورة اإليرانية علي خامنئي أعطى‬ ‫األذن للجنرال قاسم سليماني الذي يرأس قوة النخبة‬ ‫القدس‪ ،‬لتنسيق العمليات مع القوات األمريكية‪،‬‬ ‫العراقية والكردية‪.‬‬ ‫** احتواء الدولة اإلسالمية شيء و القضاء عليها‬

‫أوراق الشام ‪ -‬العدد (‪ )14‬مجلس قيادة الثورة في دمشق ‪ -‬المكتب اإلعالمي ‪ -‬األحد ‪2014\10\ 05‬‬


‫شيء يتطلب تعاونا حقيقيا ** كما صرح دبلوماسي‬ ‫إيراني مشيرا اال ان نجاح هذه العملية مرتبط بمشاركة‬ ‫بشار األسد كما إن إيران لن تشارك جنبا إلى جنب مع‬ ‫منافستها السعودية التي تدعم و تمول تنظيم الدولة‬ ‫بحسب إيران‪.‬‬

‫ما هو دور بشار األسد؟‬ ‫لقد اعتمد النظام السوري على إرهاب داعش‬ ‫** اختصار تسمية الدولة بالعربية ** لإليحاء للقوى‬ ‫الغربية بالخطر التي تشكله داعش على مصالحها‪..‬‬ ‫ففي أواخر شهر آب الماضي سارع وليد المعلم‬ ‫وزير خارجية النظام السوري لعرض مساعدة دمشق‬ ‫غير أن أوباما أعاد من جديد تأكيده الستبعاد أي دور‬ ‫لبشار األسد في هذه العملية و عزمه تقوية المعارضة‬ ‫المعتدلة‪.‬‬ ‫لذلك يجب علينا ان نتوقع أن يضع النظام السوري **‬ ‫الغاضب من وضعه في ما يشبه الحجر الصحي **‬ ‫العصي في عجالت هذا التحالف‪ ,‬من خالل استمراره‬ ‫بقصف األهداف الجهادية إلعطاء مصداقية لعرضه‬ ‫في المساعدة‪ ..‬كما يمكنه أن يشدد من قصفه‬ ‫لمواقع الكتائب الموالية للغرب من أجل منع وصول‬ ‫أي شحنات من األسلحة التي من الممكن ان تعيد‬ ‫إحياء الجيش الحر الذي يحتضر‪ ..‬و السؤال المطروح‬ ‫‪ :‬هل من الممكن أن ترد دمشق بالقوة على انتهاك‬ ‫الجوي؟ كما المح بذلك وليد المعلم‪.‬‬ ‫مجالها‬ ‫ّ‬ ‫لكن إن فعلت دمشق ذلك فإنها ستواجه بالعقاب‬ ‫لذلك فمن المستبعد اليوم أن تغامر بهكذا مخاطرة ‪.‬‬

‫من هو الحليف على األرض؟‬ ‫إن مكافحة داعش تتطلب عملية بريّة كبيرة‪ ,‬فسياسة‬ ‫الطائرات بدون طيار التي تمارسها الواليات المتحدة‬ ‫في ٍّ‬ ‫كل من باكستان و اليمن أثبتت محدودية فاعليتها‪,‬‬ ‫و بعد أن استبعدت واشنطن إرسال أية قوات برية أميركية‬ ‫على األرض تحالفت مع القوات العراقية الحكومية و‬ ‫قوات األمن الكرديّة مع وعدها بزيادة دعمها عسكريا‬ ‫مما جعل تركيا تتخوف من وقوع هذه األسلحة بيد‬ ‫حزب العمال الكردستاني و بالتالي دفع تركيا لعدم‬ ‫الحماسة لهذا التحالف‪.‬‬ ‫** إن نجاح العملية المناهضة لداعش يتوقف على‬ ‫قدرة الواليات المتحدة على إيجاد شركاء سنّة لديهم‬ ‫مصداقية إن كان في سورية أو في العراق‪ ..‬و هؤالء‬

‫الشركاء البد أنهم سيطلبون مقابال لهذه الشراكة و ال‬ ‫يُعلم إن كانت واشنطن قادرة على إعطاء هذا المقابل‬ ‫في ظل معارضة روسية و إيرانية قوية **‪ .‬الكالم لرومان‬ ‫كاييه الباحث و االستشاري المقيم في بيروت ‪.‬‬ ‫ففي العراق أهم مفتاح الستعادة األراضي السنيّة‬ ‫الخاضعة حاليا لداعش هو انتهاء السياسة الطائفيّة‬ ‫الشيعية الناتجة عن سياسة رئيس الحكومة السابق‬ ‫نوري المالكي وقد تعهد رئيس الحكومة الجديد حيدر‬ ‫العبيدي وبضغط من واشنطن باحتواء الميليشيات‬ ‫الشيعية و الميليشيات السنيّة المناهضة للجهاديين **‬ ‫الصحوات** ودمجها جميعا في الحرس الوطني‪.‬‬ ‫في سوريا أعادت كل من الواليات المتحدة وفرنسا‬ ‫تأكيد عزمهما على تسليح المعارضة المعتدلة‪,‬‬ ‫فضعف هذه االخيرة ** بسبب وقوعها بين كماشة‬ ‫النظام و داعش** و الخوف من أن تكون مخترقة‬ ‫من قبل التنظيمات الجهادية كانت من العقبات التي‬ ‫وقفت في وجه االعتراف بها كشريك شرعي ‪ ..‬كما أن‬ ‫اغتيال قادة أحرار الشام ** أحد أقوى الفصائل المقاتلة‬ ‫على األرض** سيزيد من تعقيدات بناء القوات على‬ ‫األرض‪.‬‬

‫دور القوى السنّية االقليمية‬ ‫يمكن لممالك و آمارات الخليج التي زادت تصريحاتها‬ ‫المعادية لداعش أن توفر مساعدة قيّمة للواليات‬ ‫م استخدامها‬ ‫المتحدة‪ ..‬فالقاعدة االميركية في قطر ت ّ‬ ‫كمنطلق للغارات الجوية األخيرة على المواقع‬ ‫الجهادية في العراق‪ ،‬كما أن الملك السعودي عبدالله‬ ‫عرض استضافة السعودية لمعسكرات تدريب الثوار‬ ‫السوريين على أراضي المملكة ‪.‬‬ ‫كما أن تأثير الرياض يمكن أن يكون له دور أساسي‬ ‫في تحويل دعم القبائل السنيّة في كل من العراق و‬ ‫سورية و حتى السعودية من داعش إلى ضدها‪.‬‬ ‫لكن يجب على هذه الممالك الخليجية أن تتصرف‬ ‫بحذر في هذا اإلتجاه كون الرأي العام لديها ال ينظر‬ ‫بكثير من السوداوية للهوس المعادي للشيعة في‬ ‫األفكار الجهادية‪.‬‬ ‫الواليات المتحدة تحاول كسب تأييد تركيا‪ ,‬فحتى‬ ‫في حال عدم السماح لقوات التحالف االنطالق من‬ ‫أراضي تركيا يمكن ألنقرة ممارسة دورا أكثر صرامة في‬ ‫مراقبة منع تدفق المقاتلين المجاهدين عبر حدودها و‬ ‫تسهيل نقل األسلحة إلى قوات التحالف‪.‬‬

‫‪NO (14) -Media Office - Revolution Leadership Council of Damascus - Sunday - 05\10\2014‬‬

‫‪9‬‬


‫تحليل سياسي‬

‫داعش بعد الضربة األمريكية‬ ‫ال ت زال الذاكرة الجمعية القريبة للسوريين شاهدة‬ ‫بقوة على الم رات األرب��ع التي رُفعت فيها األيدي‬ ‫بالفيتو في بهو هيئة األمم محبط ا ً أي أمل محتمل‬ ‫لنهاية مأساة اإلنسان البسيط في سوريا‪ ،‬ونكوص‬ ‫الواليات المتحدة عن ضربتها في أيلول‪/‬سبتمبر‪2013‬‬ ‫بعد كل الحشد اإلعالمي والسياسي العالمي لها‬ ‫يزيد من متاهات التعقيد واإلحباط‪ ،‬غير أن ظهور خبر‬ ‫عاجل في نش رات األخبار يؤكد نق الً عن أوباما حقيقة‬ ‫ما تبادله نشطاء اإلعالم المحلي من تدخل طائ رات‬ ‫أمريكية لقصف مواقع لتنظيم الدولة اإلسالمية في‬ ‫األراضي الع راقية كان بمثابة أحجية تدعو للحيرة‪،‬‬ ‫فالجاهزية األمريكية تبدو على أشدها ال يعوقها فيتو‬ ‫وال تحتاج لبروفات‪.‬‬ ‫إال أن موقف الواليات المتحدة من التدخل المباشر‬ ‫كان مختلف ا ً حين انهيار جيش المالكي في الموصل‬ ‫وما أعقبه من أحداث دراماتيكية متسارعة‪ ،‬إذ اقتصر‬ ‫الموقف اإلمريكي على تحريك البوراج على وجه‬ ‫السرعة دون التصريح بالهدف أو إط�لاق توصيف‬ ‫للحدث‪ ،‬وهو الذي يجعل تحريك البوارج آنذاك إج راء‬ ‫احت رازي في ظل سيطرة المفاجأة وغياب الق رار على‬ ‫الصعيد االست راتيجي‪ .‬يشبه هذا الحال ما كانت عليه‬ ‫اإلدارة األمريكية من ارباك عقب تفجر الثورة في تونس‬ ‫ومصر‪ ،‬غير أنها في الع راق تمتلك رصيد من التجربة‬ ‫واألذرع الدبلوماسية ساهم في رفع القدرة على‬ ‫اإلحاطة السريعة بالمشهد الجديد‪ ،‬كما أن مضي‬ ‫أع��وام على بداية الربيع العربي نحت بالموقف‬ ‫الدولي من المستجدات الطارئة في الشرق األوسط‬ ‫منحن ا ً جديدا ً تبدو معه الدول الكبرى أكثر ج رأ ًة في‬ ‫الموقف وأوسع إدراك ا ً للمرحلة وأكثر اطمئنان ا ً لسالمة‬ ‫مصالحها في حرز الحرس القديم‪.‬‬ ‫هذه المقارنة بين الق رار األمريكي بداية أحداث‬ ‫الموصل وبين ما صار إليه اليوم يساعد في تسجيل‬ ‫نقاط منها‪:‬‬ ‫• الجاهزية للتحرك العسكري في منطقة النفوذ‬ ‫األمريكي موفورة في كل األوق��ات للحفاظ على‬ ‫الهيمنة األمريكية على موارد المنطقة‬ ‫• هذه الجاهزية تبدو عرجاء متعثرة بالق رار المرتبك‬

‫‪10‬‬

‫إعداد‪ :‬نور بيطار‬

‫نتيجة خ��روج الملفات المحلية ل��دائ��رة التدويل‬ ‫ودخولها في نطاق الحرب الباردة وما يصاحبها‬ ‫من عدمية سياسية تعرقل الحلول المحلية لصالح‬ ‫التسوية الشاملة ورهانات الوقت‪ ،‬ليصير أي تحرك‬ ‫عسكري واسع بمثابة ش رارة محتملة لحرب عالمية‬ ‫إال ما كان في هامش المتقاطع من المصالح‪ ،‬وهو‬ ‫هامش ضيق على امتداد المتداخل من النفوذ من‬ ‫البحر األسود حتى األحمر‪.‬‬ ‫• الحساسية العالية ألي تحرك واسع برغم انهيار‬ ‫منظومة الحكم في المنطقة تركت ف راغ ا ً أمني ا ً بدى‬ ‫كأنه فرصة أمام تنظيم الدولة لزيادة نفوذه بعيدا ً عن‬ ‫احتماالت المواجهة النهائية‪ ،‬غير أن سياسته في‬ ‫إنكار المجتمع الدولي جمل ًة ومسابقة الزمن في‬ ‫توسيع النفوذ جعل منه هدف ا ً في هامش المتقاطع‬ ‫من المصالح‪ ،‬ما يعني ؤفول فرصة الف راغ األمني ال بل‬ ‫ظهور الطائ رات بال طيار‪ ،‬كبداية عملية لتدخل أوسع‬ ‫تحمله التسوية السياسية انطالق ا ً من بغداد وتشي‬ ‫به تهيئة األجواء في الكويت عبر محاصرة أعيان في‬ ‫التيار الجهادي بسحب الجنسية‪.‬‬

‫مقاربات النهاية والبقاء‬

‫االنف راج السياسي ال��ذي الح في الع راق سيمثل‬ ‫بالنسبة للع راقين إنجازا ً معتب را ً كخطوة على الطريق‪،‬‬ ‫بينما سيمثل للتنظيم نهاية مرحلة الربيع من حياته‪،‬‬ ‫وأما استم رار التنظيم فهو رهن خليط معقد من‬ ‫الظروف والمصالح في منطقة فاقدة لكل معاني‬ ‫االستق رار واألم��ن‪ ،‬تعصف بها االضط رابات وتتلون‬ ‫فيها التحالفات‪ ،‬وما سوى استم رار الموت يكاد يكون‬ ‫الثابت الوحيد فيها هو الشعور بالمظلومية من‬ ‫القرم وحتى شواطئ غزة‪.‬‬ ‫ابتداء على ادعاء‬ ‫كثيرة هي الدعوات التي قامت‬ ‫ً‬ ‫المظلومية ثم استعملتها بشكل مستمر كسبيل‬ ‫للبقاء أوالنفاذ مجددا ً عبر األيام والتاريخ‪ ،‬من بني‬ ‫اس رائيل إلى شيعة آل البيت وما النزعة اإلنفصالية لدى‬ ‫المكونات الكردية على امتداد الدول األربع عن ذلك‬ ‫ببعيد‪ .‬ال شك أن أي حرب معلنة على تنظيم الدولة_‪dnesday‬‬

‫أوراق الشام ‪ -‬العدد (‪ )14‬مجلس قيادة الثورة في دمشق ‪ -‬المكتب اإلعالمي ‪ -‬األحد ‪2014\10\ 05‬‬


‫سيما لو كانت حرب برعاية دولية صريحة_ ستزيد من‬ ‫قدرته على جذب جمهور جديد نتيجة ارتفاع رصيد‬ ‫المظلومية في خطابه‪ ،‬وهو الذي استعمل هذا‬ ‫الخطاب سابق ا ً حتى شاع في وصفه لدولته عبارة‬ ‫«أيتها الدولة المظلومة» منذ أن كانت مقتصرة على‬ ‫الع راق دون الشام‪.‬‬

‫‪Wed‬‬

‫األيديولوجيا والموروث الديني‪ ،‬وفي هذا يستوي‬ ‫التنظيم وغيره من النظم المستبدة ويزيد عليها‬ ‫بادعاء تمثيل الحق المطلق‪.‬‬

‫أولوية المرحلة‬

‫جماعة تنظيم الدولة تدرك أكثر من غيرها أن العد‬ ‫يحكي تاريخ هذه الدولة المظلومة كيف أنها التنازلي قد بدأ‪ ،‬برغم المعروف الذي أسدته للمنطقة‬ ‫خرجت بعد الوؤد للحياة‪ ،‬مستعير ًة روح المنافح عن بعد أن ساهمت بشكل محوري في تقريب المسافة‬ ‫المظلومين من أهل السنة بعد أن كوتهم سياسات بين الفرقاء في بغداد وإع��ادة مياه الدبلوماسية‬ ‫دولة المالكي الطائفية وأجهزتها األمنية‪ .‬في ‪ 2008‬بين أربيل وبين بغداد‪ ،‬ومثل ذلك صنعت في سوريا‬ ‫تمكنت عشائر الع راق من أهل السنة _فيما عرف فجمعت الفصائل المقاتلة على عد ٍو مشترك بعد‬ ‫بالصحوات_ من مواجهة داعش وإزاحتها عن مسرح طول افت راق ومنحت ضمني ا ً نظام األسد المزيد من‬ ‫األحداث وأحالتها إلى ذكرى ليس لها بين القوم من األضواء الخض راء وصكوك ب راءة ذمة من دماء األبرياء‬ ‫ذاكر بالخير سوى القليل‪ .‬شهد الع راق بعدها استق رارا ً باعتباره الوكيل الرسمي للحرب على اإلره��اب‪،‬‬ ‫أمني ا ً نسبي ا ً في ‪ 2009‬استمر حتى ‪ ،2013‬استمر معه وجعلت من ساحات اإلعدام في الرقة عبرة لكل من‬ ‫على التوازي ت زايد جهالة الطغمة الحاكمة مبدد ًة تسول له نفسه بثورة على حاكمه‪ ،‬وفتحت األبواب‬ ‫أفق الدولة المركزية مفجر ًة موجة من االحتجاج أمام نصارى الع راق لنيل امتيازات اللجوء في فرنسا‪،‬‬ ‫وفضاء حركي ا ً جديدا ً وكشفت أم��ام العرب والعجم هشاشة الدعوات‬ ‫ومن خلفها أمواج من الغضب‬ ‫ً‬ ‫لجماعة تنظيم الدولة اإلسالمية حتى ذهبت االنفصالية المحمية بقوات البشمركة‪ ،‬وأوجدت في‬ ‫التقدي رات أن أعدادهم في الع راق في الربع اآلخير اللبنان عبر شبح القاعدة مقاربات جديدة سمحت‬ ‫من ‪ 2013‬بلغت تسعمئة شخص بينما العدد األكبر للحريري بالهبوط في مطار ب��ي��روت‪ ،‬وقطعت‬ ‫الطريق على الحركات الجهادية بإفشال مشاريعها‬ ‫من أف راد التنظيم في سوريا‪.‬‬ ‫واألحداث القريبة تحكي أيض ا ً كيف أفل نجم الدولة في المنطقة عبر تشويه صورة تحكيم الشريعة‪،‬‬ ‫مرتين في مناطق مختلفة من سوريا‪ ،‬األولى مطلع وتكاد تدفع نحو والدة تحالف إقليمي جديد من أنقرة‬ ‫‪ 2014‬عقب اندالع معركة األتارب في الجنوب الغربي إلى الرياض يتولى مهمة المواجهة بالنيابة عن‬ ‫لريف حلب‪ ،‬وما هي إال أيام حتى انتهى تنظيم أسرة المجتمع الدولي‪.‬‬ ‫لن يكون من السهل التنبؤ بنهاية التنظيم‪ ،‬كما أن‬ ‫الدولة من عموم محافظة أدل��ب وشمال حماة‬ ‫والريف الغربي لحلب بينما استطاع االنكفاء على ذلك قد ال يكون هاجس معتبر محلي اً‪ ،‬فاالزمة التي‬ ‫نفسه في الرقة مركز ثقله العسكري األكبر‪ .‬والثانية تلقي بظاللها على المواطن البسيط تتجاوز وجود‬ ‫لم تستغرق سوى أيام قليلة من شهر تموز‪/‬يوليو التنظيم برمته‪ ،‬والخطر الحقيقي ال��ذي يتهدد‬ ‫في غوطة دمشق الشرقية وجنوبها المحاصر من المنطقة يكمن في العدمية السياسية التي جسّ دها‬ ‫ميدعا إلى مخيم اليرموك إلى يلدا وببيال والحجر الفيتو والعبثية الدولية المستفيدة من ظاهرة داعش‪،‬‬ ‫ليبقى الواجب الجاثم على رقاب المؤمنين بالثورة‬ ‫األسود‪.‬‬ ‫المشترك في الم رات الثالث التي أسفرت فيها متمث الً في ضرورة التقدم الجماعي نحو اإلعالن‬ ‫المواجهة عن نتائج حاسمة وجذرية هو أن المواجهة المسؤول عن المشروع الوطني المحلي كنتيجة‬ ‫كانت ذو طابع شعبي وقف فيها العسكري إلى حقيقية لدروس سنوات ثالث عجاف دفعت باإلدراك‬ ‫جانب المدني في صورة من صور اإلرادة الشعبية نحو المزيد من النضج و انتقلت باآلليات نحو المزيد‬ ‫القاهرة‪ .‬وقد ساهم التنظيم في خدمة خصومه من التشاركية وحققت في داخل الوعي الثوري ما‬ ‫لدى سعيهم لتجريده من حاضنته الشعبية‪ ،‬ذلك كان ينقصه من معرفة سياسية وخبرة عملية تعين‬ ‫أن نظرة التنظيم إلى العامة يغلب عليها التهميش على ترشيد الخطاب بالمرواحة بين الواقع والشعار‪.‬‬ ‫وعدم اعتبار اإلنسان البسيط‪ ،‬حيث امتالك السلطة إنما المؤكد أن األي��ام القادمة ستشهد منعطف‬ ‫أم ٌر تقرره القوة وال يقرره م زاج المحكومين‪ ،‬وشرعية رئيسي في سيرة التنظيم الدولة فيما سيحدد نطاق‬ ‫هذه السلطة أم ٌر يقره أهل الحل والعقد ال اإلنسان الحركة والنفوذ‪ ،‬وتبقى مسألة بقاء التنظيم منوطة‬ ‫البسيط‪ ،‬وتعريف أهل الحل والعقد أمر ينساق في بشكل مباشر بنضوج حلول التسوية الشاملة من‬ ‫مجرى السياسية بما يخدم المشروع أكثر مما تحدده شرقي أوك رانيا مرورا ً بنووي إي ران وصوالً ألمن أس رائيل‪.‬‬

‫‪NO (14) -Media Office - Revolution Leadership Council of Damascus - Sunday - 05\10\2014‬‬

‫‪11‬‬


‫تقرير‬

‫العقوبات والواقع النفسي لالعتقال‬ ‫تعتبر المعتقالت التي يشرف عليها النظام السوري‬ ‫وشبيحته‪ ،‬أكثر أنواع االعتقال خطورة على حياة اإلنسان‬ ‫على وجه األرض‪ ،‬خاصة إذا ما عرفنا من أنواع وطرق‬ ‫التعذيب المتبعة داخله‪ ،‬بأنها تحوري جميع أساليب‬ ‫التعذيب المبتكرة من قبل الدكتاتوريات التي حكمت في‬ ‫هذا العالم خالل القرن العشرين‪.‬‬

‫طرق تعذيب متنوعة داخل المعتقالت‬ ‫تقسم طرق التعذيب داخل معتقالت النظام السوري‬ ‫إلى جسدية وأخرى نفسية‪ .‬حيث تتسبب الطرق الجسدية‬ ‫في آالم حادة وإنهاك شديد‪ ،‬أما التعذيب النفسي فيعود‬ ‫إلى األلم الذهني الشديد والخوف والرهبة‪.‬‬ ‫ومن أوضح أساليب التعذيب النفسي‪ ،‬هواإلهانات‬ ‫والتعدي اللفظي‪ ،‬أو أداء أفعال مشينة مهينة لكرامة‬ ‫اإلنسان‪ ،‬أو التهديد بالموت وإيذاء األسرة‪ ،‬أوتمثيل عملية‬ ‫إعدام صورية على سبيل اإليهام والتهديد بإطالق‬ ‫حيوانات لمهاجمة المعتقل مثل الكالب والقطط والفئران‬ ‫والعقارب‪ ،‬وكذلك إرغام المع ّذب على الخيانة وإكسابه‬ ‫اإلحساس بالعجز التام‪ ،‬وتعريضه ألوضاع ملتبسة‪ ،‬أو‬ ‫إعطاؤه إيحاءات متضاربة واإلكراه السلوكي مثل اإلرغام‬ ‫على ممارسات منافية للدين أو اإلرغام على التسبب في‬ ‫الضرر لآلخرين ‪ ,‬والحبس اإلنفرادي حيث يخضع السجناء‬ ‫للعزلة الشديدة والحرمان من التمتع باستخدام الحواس‪,‬‬ ‫فهم يقضون ما بين ‪ 22‬و‪ 24‬ساعة في اليوم في زنازين‬ ‫صغيرة انفرادية‪ ،‬يأكلون فيها وينامون ويقضون حاجتهم‪.‬‬ ‫كما يترك التعذيب الجسدي عادة ً شعورا ً بالعجز‪،‬‬ ‫والقمع والكبت‪ ،‬والخوف‪ ،‬ويتبعه عواقب طويلة األجل‬ ‫وعميقة األثر على الضحية وأسرتها‪ ،‬وعادة ما تكون األسوأ‬ ‫بالنسبة للناجين هي العواقب النفسية‪ ،‬فيظل يطارد‬ ‫الكثيرين منهم الشعور العميق بالذنب والعار‪ ،‬حيث‬ ‫الشعور بالذنب ألن النجاة كانت من حظهم ولم تكن‬ ‫من نصيب آخرين عاشوا معهم في ذات الزنزانة‪ ،‬وكذلك‬

‫‪12‬‬

‫الشعور بالذنب بحق العائلة حيث يعتبر نفسه المسؤول‬ ‫عما آلت إليه أوضاعهم‪ ،‬والعار ألن المعلومات التي أدلوا‬ ‫بها تحت وطأة التعذيب ربما تكون السبب في تعرض‬ ‫أصدقاء لألذى‪.‬‬

‫اآلثار الجانبية والسمات األساسية للتعذيب‬ ‫النفسي‬ ‫أكثر السمات تمييزا ً لآلثار النفسية للتعذيب هي مشاكل‬ ‫األرق الكوابيس المتواترة حول فترة السجن والتعذيب ما‬ ‫يبعث فيهم قلقا ً كبيراً‪ ،‬كما يعانون األعراض االنفعالية‬ ‫(القلق واإلكتئاب المزمنين) واإلحساس الذاتي بتغيير‬ ‫الهوية‪ ،‬والرعب إذا ما وجدوا أنفسهم في قاعات صغيرة‬ ‫أو تواجهوا مع أصحاب الزي الرسمي ويصبحون سريعي‬ ‫الغضب متوترين‪ ،‬ويجدون صعوبة في التحكم في‬ ‫مشاعرهم ويعانون من ضعف الذاكرة وقدرة على التركيز‬ ‫محدودة‪ ،‬ومن بين اآلثار النفسية الخطيرة جدا ً أيضا نزعة‬ ‫الناجين من التعذيب الى االنزواء إذ تقوي الزنزانات الضيقة‬ ‫والمعتمة القلق والشعور بالوحدة لدى السجين‪.‬‬ ‫كما يشكو المع ّذبين من آالم في الرأس وضعف في‬ ‫الـتـركيز والذاكرة واضطرابات ادراكية ودوار وارهاق وغيبوبة‬ ‫ناتجة عن نقص في التنفس وحاجة لألكسجين في‬ ‫الدماغ وضعف الذاكرة‪.‬‬ ‫يسبب التعذيب نوعا ً من االعتالل النفسي ‪-‬الفزيولوجي‪-‬‬ ‫يتصل بأعراض نفسية وجسدية كاألمراض التي يمكن أن‬ ‫نكشف فيها عن خلل جسدي إال أن سببها يكون نفسانيا ً‬ ‫ويتجلى في حاالت مختلفة من الضغط النفسي تدوم‬ ‫لفترة طويلة كالقرحة والصداع المزمن واألمراض القلبية‪.‬‬ ‫إن الخبرات التي يمر بها الفرد تترك أثرها على تكوينه‬ ‫العقلي والنفسي وتظهرها تصرفاته وسلوكاته بشكل‬ ‫واضح‪ .‬بعض األشخاص قاموا باالنتحار بعد الخروج من‬ ‫السجن وبفرض وجود استعداد مسبق لدى هؤالء‬ ‫األشخاص فهذا ال يجعلنا ننفي دور السجن في إيصال‬ ‫هذا الشخص إلى هذه الحالة‪.‬‬ ‫إن تجربة االعتقال ال تتوقف بمجرد االفراج عن المعتقلين‪،‬‬

‫أوراق الشام ‪ -‬العدد (‪ )14‬مجلس قيادة الثورة في دمشق ‪ -‬المكتب اإلعالمي ‪ -‬األحد ‪2014\10\ 05‬‬


‫بل تمتد لتطال حياته ومستقبله ما بعد فترة السجن‪،‬‬ ‫حيث يتم التعامل مع المعتقلين السياسيين عادة بمنطق‬ ‫التهميش حيث يستبعد القانون المعتقل المحرر بشكل‬ ‫شبه تام ويحرمهم من الحقوق المدنية أيضا ً ‪.‬‬ ‫من أكثر األمراض التي يعاني منها األسير هو االكتئاب‬ ‫حيث يصيب الشخص في غالب األوقات‪ ،‬فقدان االهتمام‬ ‫بالنظافة الشخصية والتعب الجسدي وفقدان الرغبة‬ ‫لإلقدام على أي عمل أو نشاط يترافق مع الشعور‬ ‫باالنطواء والرغبة باالنعزال عن اآلخرين‪ ،‬فيفضل أن يجلس‬ ‫لوحده مع أفكاره و ذكرياته باإلضافة لضعف الثقة بالنفس‬ ‫واألمل باآلخرين وذلك نتيجة ضعف القدرة على التعلم‬ ‫و نتيجة اإلحباط الذي تكرس لديه من وجوده لفترة في‬ ‫جو من الجمود الفكري والضغط والتوتر النفسيين ضمن‬ ‫جدران السجن التي انعكست على من يعيش هذه‬ ‫التجربة بضعف التركيز واالنتباه‪.‬‬ ‫الغالبية طاردتها األفكار والذكريات بشكل أحالم مزعجة‬ ‫وكوابيس ليلية‪ ،‬ضعف الشهية للطعام ونقصان الوزن‪،‬‬ ‫فرض الذكريات واألفكار التي تدفع إلى الجنوح بالخيال‬ ‫والبعد عن الواقع‪ ،‬محاولة الهروب من الذكريات وكل ما‬ ‫له عالقة بالحادث ‪.‬‬

‫وذلك لسببين‪:‬‬ ‫األول يتصل بنسيان التفاصيل‪ ،‬فيما يكمن السبب الثاني‬ ‫في عدم الرغبة بالحديث عن أي ضعف تعرض له‪،‬‬ ‫والسيما هذا األمر يحدث لدى السجناء السياسيين‪ ،‬وحالة‬ ‫شديدة من االنزعاج من كل األعراض‪ ،‬والتي قد ترافقها‬ ‫رغبة باالنتحار ‪.‬‬

‫خاتمة‬ ‫يواصل النظام السوري ارتكاب خروقات خطيرة لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬حيث ال تزال سياسة االعتقال التعسفي‪ ،‬والتعذيب‪،‬‬ ‫واالعتقال‪ ،‬واالحتجاز لمدد طويلة مستمرة‪ ،‬دون توجيه‬ ‫تهم أو محاكمة‪ ،‬ومحاكمات ظالمة تشرف عليها أجهزة‬ ‫أمن الدولة‪.‬‬

‫وفي كثير من الحاالت تعمد أجهزة أمن النظام‬ ‫إلى اعتماد مقار اعتقال مؤقتة‪ ،‬نظرا ً الزدحام فروعها‬ ‫األمنية‪ ،‬كالمالعب الرياضية والقواعد العسكرية والمدارس‬ ‫والمستشفيات‪ ،‬ورغم عشرات التقارير الصادرة عن‬ ‫منظمات حقوق إنسان مستقلة‪ ،‬وكذلك عشرات التقارير‬ ‫اإلعالمية التي وثقت حاالت انتهاك حقوق اإلنسان في‬ ‫سوريا‪ ،‬كان آخرها تسريب صور آالف المعتقلين الذين قضوا‬ ‫تحت التعذيب‪ ،‬إال أن ذات الممارسات الزالت مستمرة‬ ‫تجنب الحديث عن تفاصيل المعتقل‬ ‫حيث تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة النظام عشرات‬ ‫في الغالب يتجنب المعتقل الحديث عما حصل معه‪ ،‬حاالت االعتقال بشكل يومي‪.‬‬

‫‪NO (14) -Media Office - Revolution Leadership Council of Damascus - Sunday - 05\10\2014‬‬

‫‪13‬‬


‫مقاالت‬

‫ُ‬ ‫الهـدَن‬

‫جانب من دراسة بعنوان «العملية التفاوضية في الصراع‬ ‫السوري» صادرة عن المركز السوري لإلحصاء والبحوث‪.‬‬

‫نور بيطار‬

‫تأتي الهدن التي تشهدها المرحلة اليوم ضمن ذات بالكامل للقيادة السياسية للنظام وتسقط بذلك المقاربات‬ ‫السياق الذي جاءت فيه االتفاقيات األولى لوقف إطالق المستوردة المترقبة النقالب عسكري أو انقسام شاقولي‬ ‫النار بين الجانبين والتي ترافق ظهورها مع بدايات الثورة واسع أو انهيار عسكري أو اقتصادي مفاجئ‪ ،‬لتسيطر على‬ ‫المسحلة في مطلع ‪ ،2012‬محاولة إلعادة الهدوء المشهد صورة التوازن السلبي في هيئة هدنة يرضى بها‬ ‫األمني الذي بددته أصوات المتظاهرين في ‪ 2011‬وتولت الطرفان تنزاح عن أفق جديد لمرحلة جديدة في مسار‬ ‫الفصائل من بعدهم مسؤولية المتابعة في تحطيم التفاوض وفي مسار الصراع‪.‬‬ ‫بنود االتفاق‬ ‫جدران الصمت وتعرية النظام من شرعية القوة‪ ،‬وإذا‬ ‫أما بنود االتفاق فقد تنوعت و تباينت صورتها بحسب‬ ‫كانت هدنة األمس خطوة تكتيكية يقوم بها األسد لتوفير‬ ‫الهدوء المطلوب من أجل توليد القناعة خارجيا ً بامتالك المنطقة المهادنة‪ ،‬وجميعها تلتقي في بنود أساسية‬ ‫القدرة على استعادة السيطرة فهدن اليوم خطة كاملة‪ ،‬تمسك بها وفد النظام هي‪:‬‬ ‫إنما اليوم بصورة اتفاق أوسع نطاقا ً وأكثر ثباتا ً و أشمل بنودا ً‬ ‫• تشكيل قوة مسلحة مشتركة تشرف على مداخل‬ ‫ليصير وقف إطالق النار هو بند على قائمة التفاوض وليس األحياء‬ ‫•تدوير مؤسسات الدولة بإشراف من النظام (المخفر‬ ‫كامل االتفاق‪.‬‬ ‫والبلدية)‬ ‫تطور اتفاق الهدنة‬ ‫• معالجة ملف السالح عبر التسليم أو السحب لخارج‬ ‫في حين جرى اعتبار اتفاقية وقف إطالق النار في‬ ‫منطقة الزبداني في ريف دمشق المعلن عنها في المنطقة‬ ‫باإلضافة لبنود آخرى تمسك بها وفد األهالي‪:‬‬ ‫كانون الثاني‪/‬يناير ‪ 2012‬نصرا ً سياسيا ً وعسكريا ً لفصائل‬ ‫• اإلفراج عن المعتقلين‬ ‫الثوار نظرا ً لفارق اإلمكانيات الكبير بين طرفي المواجهة‬ ‫• فك الحصار عن حركة الناس و البضائع‬ ‫بما جعل منها مثار تهكم سياسي‪ ،‬يجري النظر إلى‬ ‫إضافة لبنود غابت أحيانا ً وحضرت في معظم األحيان‬ ‫اتفاقيات الهدن المبرمة اليوم بين الفصائل وبين نظام‬ ‫األسد على أنها انتكاسة في مسيرة التحرر التي يخوضها منها شرط تسليم السالح‪ ،‬وتسوية أوضاع المسلحين أو جزء‬ ‫الثوار‪ .‬هناك جملة واسعة من التبدالت الحاصلة في منهم‪ ،‬عودة الماء والكهرباء والخدمات‪ ،‬عدم التعرض‬ ‫وعي المعنيين بالهدن والمتابعين لها ليست تقتصر على لألهالي أثناء تنقلهم بين مناطق النفوذ‪ ،‬رفع علم النظام‬ ‫تقديرات الفوز والخسارة العسكرية‪ .‬الشهور الطويلة منذ فوق الدوائر‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫ملفات التفاوض‬ ‫ذلك الحين وحتى اليوم كان لها دور في جالء طبيعة‬ ‫بالعودة التفاقيات الهدن وحصر بنودها يمكن لنا القول‬ ‫العالقة بين الثوار وبين النظام واألطراف المسؤولة عنها‬ ‫ومدى تأثر هذه العالقة بالوقائع الطارئة ومدى ارتهانها بأن محاور التفاوض كانت بشكل رئيسي هي الملفات‬ ‫للضغوط الخارجية‪ ،‬فبينما تم النظر التفاقية هدنة الزبداني الثمان التالية إلى جانب وقف إطالق النار‪:‬‬ ‫وقف إطالق النار‪ :‬ضمنت الهدنة وقف إطالق النار‬ ‫األولى من زواية الخضوع السياسي والمبادرة العربية آنذاك‬ ‫يجري النظر لها اليوم من واقع التوازنات العسكرية بالمقام كنتيجة لاللتزام ببقية البنود‪ .‬نجحت الهدنة في خلق‬ ‫األول‪ ،‬وفي حين بدت الهدنة األولى خطوة واضحة توازن جديد يتحقق فيه شرط وقف إطالق النار برغم‬ ‫نحو تحقيق تحول دراماتيكي حاد في مسار الصراع عدم تنفيذ كامل بنود الهدنة‪ .‬يعتبر وقف إطالق النار إنجا ًز‬ ‫يشي بتفلت عقال السلطة من القبضة األمنية لألسد ال سياسيا ً للنظام لكونه مدخل الستعادة الهدوء دون تحقق‬ ‫تحمل اتفاقيات الهدن اليوم هذا الفضول بل تحمل رهانا ً مطلب الثوار في سقوط النظام‪.‬‬ ‫المعتقلين‪ :‬ظهرت لدى النظام مرونة نسبية فيما يتعلق‬ ‫على الوقت لتغيير قواعد الصراع وهو ما يزيد في أمده‪،‬‬ ‫وتغيب بالكامل قراءات النهاية القريبة الحالمة بحصول بملف المعتقلين من النساء واألطفال بينما أبدى النظام‬ ‫انقسام في المؤسسة العسكرية يلوح على هامش اتفاق صرامة في ملف المعتقلين من الشبان‪ ،‬قدم وعودا ً في‬ ‫الهدنة‪ ،‬و ينكشف المشهد عن تبعية المؤسسة العسكرية اإلفراج عنهم في سياق االتفاقات التي تضمنت تسليم‬

‫‪14‬‬

‫أوراق الشام ‪ -‬العدد (‪ )14‬مجلس قيادة الثورة في دمشق ‪ -‬المكتب اإلعالمي ‪ -‬األحد ‪2014\10\ 05‬‬


‫سالح الفصائل كبرزة والقابون‪ ،‬ورفض تقديم مجرد الوعود‬ ‫في غيرها من االتفاقات كما في داريا والقدم‪ .‬كانت‬ ‫النتيجة عدم اإلفراج عن المعتقلين وعدم تسليم السالح‪.‬‬ ‫السالح‪ :‬تمسكت الفصائل بالمحافظة على سالحها‬ ‫بينما تركزت مساعي النظام على إخالء المنطقة من‬ ‫السالح الثقيل بشكل أساسي‪ .‬نجح النظام في تجنيب‬ ‫المعركة السالح الثقيل بغض النظر عن مكان وجوده‪ .‬نجح‬ ‫الثوار في الحفاظ على سالحهم برغم حاالت تسليم‬ ‫السالح الخفيف أحياناً‪.‬‬ ‫المسلحين‪ :‬تأرجحت االتفاقيات بين صيغ التسوية أو‬ ‫االنسحاب لداخل المنطقة أو االنسحاب لخارجها‪ .‬اشترط‬ ‫النظام خلو المنطقة من النصرة على وجه التحديد بينما‬ ‫أظهر قبول نسبي ببقاء ما سواها في المنطقة‪ .‬نجح‬ ‫النظام في حصر المسلحين داخل المنطقة مالم يتقدموا‬ ‫لتسوية أوضاعهم وتسليم سالحهم‪ ،‬ونجح المسلحون‬ ‫في تأمين سالمتهم برغم فتح المنطقة وكسر الحصار‪.‬‬ ‫السيطرة‪ :‬تمسكت الفصائل بمواقعها وبسط نفوذها‬ ‫داخل أحياء منطقة الهدنة‪ ،‬تمايزت مساحات النفوذ‬ ‫بحيث تراجع النظام من بعض األحياء لصالح وقوعها تحت‬ ‫سيطرة الفصائل و كذلك فعلت الفصائل بالمقابل بالشكل‬ ‫الذي يحقق انحسار وجود النظام داخل األحياء السكنية و‬ ‫بقائه في محيطها‪ ،‬والنتيجة ثالث مستويات دائرية‪ :‬الدائرة‬ ‫العميقة تحت سيطرة الثوار بالكامل‪ ،‬الدائرة الوسطى قوة‬ ‫مشتركة في صورة حواجز على مداخل األحياء‪ ،‬والدائرة‬ ‫األكبر قوة عسكرية تابعة للنظام كجدار وقاية يفصل‬ ‫المنطقة عن مركز دمشق‪ .‬يمثل هذا االتفاق اعتراف‬ ‫ضمني بوجود الفصائل كسلطة أمر واقع وهو تطور‬ ‫في موقف النظام من الفصائل يتجاوز روايته التقليدية‬ ‫عن المجموعات المسلحة واإلرهابين‪ .‬قانونيا ً ليس لهذا‬ ‫االعتراف ما يمكن أن يثبته‪ ،‬إذ أن االتفاق لم يتم إبرامه مع‬ ‫جهة سياسية قادرة على توظيف االعتراف بها بما يحول‬ ‫سلطتها األمنية لوجه من وجوه الدولة‪ ،‬كما أن االتفاق‬ ‫ال يجري توثيقه كتابياً‪ ،‬وبالتالي فهو اعتراف ضمني غير‬ ‫صريح ومرهون بظروف المرحلة دون أية ضمانات معتبرة‬ ‫قانونياً‪.‬‬ ‫الخدمات‪ :‬تمسك الثوار بمطلبهم في إعادة توفير‬ ‫الخدمات من كهرباء وماء وأفران ومراكز عالج‪ ،‬قدم‬ ‫النظام وعود التزم ببعضها‪ ،‬والنتيجة تحسن طفيف ال‬ ‫يرقى لمطلب األهالي‪.‬‬ ‫الحصار‪ :‬على رأس شروط الثوار‪ ،‬استطاعت الهدنة كسر‬ ‫الحصار لدرجات مما سمح بدخول أغذية ودواء وتحريك‬ ‫األسواق وإبعاد شبح المجاعة نسبياً‪ ،‬كما سمح بعودة‬ ‫األهالي‪.‬‬ ‫تعويض الضرر‪ :‬كان لهذا البند حضور في االتفاق في‬ ‫أغلب األحيان‪ ،‬لم يكن له حضور عملي ميداني برغم‬ ‫مرور شهور على بعض الهدن‪ ،‬كان النظام قد تعهد‬

‫بترميم األحياء المتضررة نزوالً عند شرط وفد األهالي‪،‬‬ ‫وفي بعض األحيان تعهدت الفصائل برفع األنقاض وفتح‬ ‫بعض الطرق لدخول األهالي‪ .‬كانت النتيجة هي استمرار‬ ‫حالة الخراب في األحياء المتضررة ما سوى بعض أعمال‬ ‫الترميم الواقعة في متناول أصحاب البيوت‪ .‬لم يشهد‬ ‫أهالي الشهداء أي نوع من التعويض بصفة رسمية ولم‬ ‫يحصلوا على أية امتيازات‪.‬‬ ‫المرجعية‪ :‬لم يرد هذا المفهوم تصريحا ً في بنود األتفاق‬ ‫إنما كان له حضور بين السطور‪ ،‬تمسك النظام باحتكاره‬ ‫اإلشراف على البلدية والمخفر وفي بعض األحيان‬ ‫المدارس‪ ،‬كما وتضمنت بعض االتفاقيات بند خاص بافتتاح‬ ‫مكتب لتسوية األوضاع للراغبين من النشطاء أو المسلحين‪،‬‬ ‫وإذ وافق النظام في أغلب األحيان على النزول عند‬ ‫مطلب وفد األهالي بتحمل مسؤولية تعويض الضرر‬ ‫وإعادة الخدمات األساسية‪ ،‬فهي جميعها مسؤوليات‬ ‫مطلوبة من الدولة بطبيعة الحال وبالتالي فهي تسجل‬ ‫اعترافا ً بسلطته بينما أراد األهالي تسجيل اتهاما ً بمسؤوليته‬ ‫عن الخراب‪ .‬النتيجة استطاع النظام انتزاع اعتراف بشرعية‬ ‫سطلته ومرجعية دولته وسيادة قراره على شؤون‬ ‫المواطنين حتى خارج نفوذ سيطرته األمنية‪.‬‬ ‫خالصة‬ ‫وقف إطالق النار بحد ذاته هو إنجاز معتبر في منظار‬ ‫نظام األسد وحاجة ملحة تفرضها األولويات العسكرية‬ ‫والسياسية‪ ،‬وهو أيضا ً مطلب شعبي تمليه بديهية نزوع‬ ‫المجتمع المدني لتجنب المواجهات العسكرية وأهوالها‪،‬‬ ‫بينما في التفاصيل انطلق النظام من ضرورة االنتصار‬ ‫لدولته في حين انطلق وفد األهالي والفصائل من ضرورة‬ ‫تأمين سالمة أشخاصهم‪ .‬بهذا المعنى بدت االتفاقيات‬ ‫كمقايضة على حق الحياة مقابل االعتراف بسلطة النظام‬ ‫ولو من غير تصريح‪ ،‬أي أن االعتبار السياسي غلب على‬ ‫حسابات النظام وعينه على الخارج بينما االعتبار األمني‬ ‫غلب على حسابات الفصائل وعينها على األهالي‪ .‬ولذلك‬ ‫لم يجد النظام حرجا ً في ترك السالح واألرض للمسلحين‬ ‫مقابل تأمين دولته‪ ،‬وهو ال شك أنجاز سياسي مرحلي‪،‬‬ ‫و استقراره مرهون باستمرار موازنات القوة القائمة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يفسر ترحيب النظام بكل اتفاق هدنة جديد في‬ ‫محيط العاصمة ومسارعته باإلشهار عبر وسائل إعالمه‪،‬‬ ‫ليكون ضرب معنويات الحاضنة الشعبية للثورة أو النيل‬ ‫من ثقتها بالحر إنجازات مكتسبة على الهامش ‪-‬برغم‬ ‫أهميتها‪ -‬يضمنها وجود الفارق الكبير في إمكانيات‬ ‫الجهاز اإلعالمي والقدرة التنظيمية لدى الجهتين‪ .‬أما‬ ‫حالة الهدوء الحاصل فهي تعاني من فقدانها لالستقرار‬ ‫المستقبلي نظرا ً للقصور الحاد في المؤشرات المجتمعية‬ ‫المساعدة على قراءة المشهد من مسافة أقرب منها‬ ‫مؤشر الرضى ومؤشر الثقة وغيرها‪ ،‬يتناولها البحث في‬ ‫الباب القادم(المصالحة الوطنية) بشيء من التفصيل‪.‬‬

‫‪NO (14) -Media Office - Revolution Leadership Council of Damascus - Sunday - 05\10\2014‬‬

‫‪15‬‬


‫مقاالت‬ ‫إعداد ‪ :‬نبيل شبيب‬

‫تعزيز مسار الثورة رغم تحالف دولي مشبوه‬ ‫معيار اإلرادة الشعبية ومصداقية المراجعة الذاتية‬

‫بمنظور الثورات الشعبية وهدف التغيير الذي‬ ‫انطلقت لتحقيقه ال يوجد الكثير مما يمكن التعويل‬ ‫عليه من إنجازات إيجابية يحققها ما سمي التحالف‬ ‫الدولي ضد اإلرهاب‪ ،‬فكل تحالف دولي من هذا القبيل‬ ‫هو تحالف أنظمة‪ ،‬وليس لدى تلك المشاركة في‬ ‫التحالف قواسم مشتركة مع الشعوب الثائرة لتحرير‬ ‫إرادتها وبناء مستقبلها بنفسها والخروج من الحلقة‬ ‫الدموية المفرغة التي صنعها االستبداد المحلي‬ ‫والهيمنة الدولية معا‪ ،‬وكان من إفرازاتها تنامي ظاهرة‬ ‫اإلرهاب وممارساته‪ ،‬والخلط المتعمد بينه حقيقته‪:‬‬ ‫استخدام عنف غير مشروع‪ ،‬وبين اإلسالم‪.‬‬ ‫مسار المشهد الدولي الراهن‬ ‫نشهد حاليا تناقضا كبيرا بين‪:‬‬ ‫ما يصنع دوليا ‪..‬‬ ‫وما تصنعه الثورة الشعبية في سورية من منجزات‬ ‫حاليا‪ ،‬رغم ما شهده مسارها من عقبات ذاتية‬ ‫وخارجية‪.‬‬ ‫ومن تجليات هذا التناقض‪:‬‬ ‫التوقيت المشبوه بين (‪ )١‬وصول زعزعة أركان‬ ‫االستبداد األسدي إلى دمشق نفسها‪ ،‬انطالقا من‬ ‫القنيطرة ومن الغوطة‪ ،‬و(‪ )٢‬الشروع في تنفيذ مهمة‬ ‫«المبعوث الدولي» الجديد في سورية‪ ،‬وافتتاح تلك‬ ‫المهمة باإلعالن عن إعطاء األولوية لمكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫أي األخذ بالنقطة التي سبق أن اتخذها وفد األسد‬ ‫في جنيف‪ ٢-‬ذريعة للهروب حتى من الحد األدنى‬ ‫لاللتزام بوقف مسلسل القمع الهمجي‪ ،‬ومجرد‬ ‫«مناقشة» ما سمي «نقل السلطة»‪ ،‬و(‪ )٣‬مؤشرات‬

‫‪16‬‬

‫عديدة تؤكد أن الحرب على اإلرهاب لن تشمل إرهاب‬ ‫بقايا النظام في سورية ولكن (‪ )٤‬يمكن أن تتجاوز‬ ‫استهداف داعش إلى سواها بمن في ذلك الفصائل‬ ‫التي تواجه داعش وبقايا النظام معا‪.‬‬ ‫ال تحرر دون متابعة الثورة‬ ‫على امتداد أربعة أعوام أصبحت سورية وأخواتها‬ ‫شواهد حية مباشرة لحقيقة أن التحرك الثوري الشعبي‬ ‫وحده الذي يزعزع أركان االستبداد المحلي‪ ،‬وأن أدوار‬ ‫غالبية األنظمة المشاركة في التحالف الدولي الجديد‬ ‫تركزت في الدرجة األولى على التحرك المضاد إلرادة‬ ‫الشعوب الثائرة وتحررها‪.‬‬ ‫من ذلك ما يشمل الحرص لدى معظم تلك القوى‬ ‫على إنهاء «سلطة األسديين» ولكن ليس من أجل‬ ‫بداية «سلطة اإلرادة الشعبية»‪ ،‬بل مع العمل المباشر‬ ‫إليجاد سلطة «بديلة» تنسجم القوى المشاركة فيها‬ ‫واعية أو دون وعي‪ -‬انسجاما أكبر من انسجام‬‫األسديين مع خارطة الهيمنة اإلقليمية والهيمنة‬ ‫الدولية‪ ،‬المتداخلة في بعضها بعضا‪ ،‬وهو ما يعني‬ ‫استبدال استبداد باستبداد وفساد بفساد وهيمنة أجنبية‬ ‫بهيمنة أجنبية‪ ،‬مهما حسنت نوايا بعض من هم اآلن‬ ‫جزء من مسار الثورة‪ ،‬ولكنهم يرتبطون بمخططات‬ ‫خارجية‪ ،‬سياسية وغير سياسية‪ ،‬أيا كان مصدرها‪،‬‬ ‫وسوف يكونون يوما ما في مقدمة الخاسرين‪.‬‬ ‫ونتساءل‪ :‬أال تعطيهم أحداث مصر االنقالبية أدلة‬ ‫واضحة على ذلك‪ ،‬وهي على وشك أن تتكرر بصورة‬ ‫طبق األصل في ليبيا‪ ،‬وبصورة مختلفة في مظاهرها‬ ‫وليس في جوهرها في اليمن‪.‬‬

‫أوراق الشام ‪ -‬العدد (‪ )14‬مجلس قيادة الثورة في دمشق ‪ -‬المكتب اإلعالمي ‪ -‬األحد ‪2014\10\ 05‬‬


‫بعضهم يقول‪ :‬هي مرحلة اضطرارية‪ ،‬وسنتجاوزها!‬ ‫ال توجد «صيغة مرحلية» فاصلة بين استبداد وتحرر‪،‬‬ ‫وال يمكن أن تبدأ «مرحلة انتقالية» إال بعد تحقيق‬ ‫«هدف التحرر الشامل»‪ ..‬أول أهداف الثورة الذي يعبر‬ ‫الثوار عنه بإسقاط أخطبوط النظام وفساده برؤوسه‬ ‫وأذرعه وأركانه‪ ،‬ومن ذلك إسقاط ممارسة االنضواء‬ ‫تحت هيمنة أجنبية‪ ،‬أو البقاء عبر المساومة النفعية‬ ‫المتواصلة معها‪.‬‬ ‫عندما يتحقق التحرر الشامل‪ ،‬تبدأ المرحلة االنتقالية‬ ‫الحقيقية وتكون تمهيدية للبناء الجديد من أجل‬ ‫مستقبل آخر‪.‬‬ ‫لهذا يجب التأكيد أنه ال بديل إطالقا عن متابعة الثورة‬ ‫دون شوائب‪ ،‬حتى يتحرر الوطن واإلنسان‪ ،‬ليتمكن‬ ‫الشعب من البناء‪ ..‬سيان في ذلك هل وجدت داعش‬ ‫أم لم توجد‪ ،‬وهل وجد تحالف دولي أم لم يوجد‪،‬‬ ‫وهذا قياسا على ما أصبح واضحا للثوار من قبل‪ :‬سيان‬ ‫هل وجدت طغمة الحلفاء المباشرين لألسديين أم‬ ‫لم توجد وهل وجدت مجموعة «أصدقاء الشعب‬ ‫السوري» أم لم توجد‪.‬‬ ‫مسار المشهد الثوري الراهن‬ ‫متابعة الثورة تعني الرؤية الواقعية لمسارها‬ ‫الحالي‪ ،‬واالنطالق منها لتثبيت خطاها نحو الهدف‬ ‫المرحلي األول على طريق التغيير‪ ،‬وال تعني القفز‬ ‫وهو مستحيل على كل حال‪ -‬فوق أخطاء أو نكسات‬‫أو انحرافات‪.‬‬ ‫ال بد من مراجعة ما مضى ورؤية ما استجد وتجديد‬ ‫عناصر الثبات على الطريق الثوري المستقل عن كل‬ ‫مصلحة من المصالح وارتباط من االرتباطات‪ ،‬ما دام‬ ‫ذلك يتعارض مع إرادة التحرر الشعبية‪.‬‬ ‫لم يعد يوجد ما يستدعي التردد عند تحديد‬ ‫بعض الجهات الثورية التي سبقت سواها توجها‬ ‫وإنجازا واستقاللية وانفتاحا على سواها‪ ،‬مثل حركة‬ ‫أحرار الشام‪ ،‬التي واجهت أكثر من محنة‪ ،‬أبرزها‬ ‫الغدر الداعشي‪ ،‬وآخرها الغياب الجماعي لكوكبة‬ ‫من قادتها الشهداء‪ ،‬ومع ذلك يوجد ما يكفي من‬ ‫المؤشرات أن استقالليتها وتركيز اعتمادها على‬

‫اإلمكانات الذاتية وحسن تنظيمها وقيادتها‪ ،‬عناصر‬ ‫أساسية تؤكد اآلن أنها قادرة على المتابعة‪.‬‬ ‫ولم يعد يوجد ما يستدعي التردد عن القول أيضا إن‬ ‫اعتماد بعض الفصائل الكبيرة والصغيرة‪ ،‬على ارتباطات‬ ‫خارجية‪ ،‬ال يصب في «إنجازات كبيرة» تحققها‪ ،‬بل‬ ‫على النقيض من ذلك باتت تعبر عن غياب اإلنجازات‬ ‫الكبيرة شكواها المتكررة‪ :‬لوال حظر السالح النوعي‬ ‫رغم الوعود الدولية المتكررة‪ ،‬لحققنا كذا وكذا!‪..‬‬ ‫لن يتحقق «كذا وكذا» على طريق الثورة إال باالعتماد‬ ‫على اإلمكانات الذاتية أوال‪ ،‬وفرض وقائع على األرض‬ ‫ترغم من يتردد عن الدعم على الدعم‪ ،‬وهذا وذاك‬ ‫مع حسن التنظيم وكفاءة القيادة‪.‬‬ ‫لهذا أيضا لن تتحول إنجازات وقتية أو محلية‪ ،‬كبيرة‬ ‫كانت أو صغيرة‪ ،‬إلى تطور نوعي فاعل وملموس‬ ‫في مسار الثورة‪ ،‬إال بمزيد من خطوات توحيد الفصائل‬ ‫جميعا‪ ،‬شريطة أن تكون في اتجاه يعزز أن هذه الثورة‬ ‫ثورة الشعب كله على المستبدين وحلفائهم‪ ،‬وعلى‬ ‫الهيمنة األجنبية أيا كان مصدرها‪ ،‬ويعزز أيضا أن هدف‬ ‫إسقاط النظام يعني «التحرر» الشعبي الشامل‪ ،‬لبدء‬ ‫جولة البناء «المشتركة»‪.‬‬ ‫أصبح واضحا مع مرور زهاء أربعة أعوام أن هذه الثورة‬ ‫التاريخية بمعنى الكلمة‪ ،‬ال تتمثل في خط مستقيم‬ ‫تصنعه حركة شعبية عفوية ثم عمل مسلح ناشئ‪،‬‬ ‫لتمضي بصورة مباشرة وعاجلة‪ ،‬تصاعدية في‬ ‫مسار التاريخ نحو الهدف التغييري المنشود‪ ،‬بل كان‬ ‫ال بد أن تمر بمسارات متعرجة‪ ،‬وأن تشهد األخطاء‬ ‫واالنحرافات والنكسات‪.‬‬ ‫ولكن أصبح واضحا أيضا أن اإلصرار على رؤية سياسية‬ ‫أخفقت حتى اآلن أو نهج مسلح سبب النكسات على‬ ‫حساب الضحايا وعلى حساب من استقام على‬ ‫طريق الثورة‪ ..‬مثل هذا اإلصرار أقرب إلى اإلسهام في‬ ‫ارتكاب جريمة العمل على إجهاض الثورة‪ ،‬وهي‬ ‫الجريمة التي تلتقي على ارتكابها قوى إقليمية‬ ‫ودولية عديدة‪ ،‬وال ينبغي أن يكون ألي طرف ثوري‪،‬‬ ‫عسكري أو سياسي أو مدني أو فكري‪ ،‬موقع بينها‪،‬‬ ‫مهما كانت التعليالت والذرائع التي يرددها‪.‬‬

‫‪NO (14) -Media Office - Revolution Leadership Council of Damascus - Sunday - 05\10\2014‬‬

‫‪17‬‬


‫فقه الثورة خطبة الوداع‪ :‬منهاج أمة‬ ‫أبو أبي الشامي‬

‫• استوصوا بالنساء خيراً‪ ،‬فإنهن عوان عندكم ال‬ ‫ها هي السنة العاشرة للهجرة‪ ،‬ونجم حياة النبوة‬ ‫يوشك أن يأفل‪ ،‬ورسالة اإلسالم توشك أن تكمل‪ ،‬ولم يبق يملكن ألنفسهن شيئاً‪ ،‬وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة‬ ‫لكمالها إال القليل‪ ،‬وال بد من مؤتمر عام للمسلمين الله‪ ،‬واستحللتم فروجهن بكلمة الله‪ ،‬فاتقوا الله في‬ ‫لتعلن فيه مبادئ األمة المسلمة من تلك الصحراء إلى النساء‪ ،‬واستوصوا بهن خيراً‪ ،‬أال هل بلغت‪ ،‬اللهم‬ ‫العالم أجمع‪ ،‬في ذاك اليوم المشهود وحتى يرث الله فاشهد‪.‬‬ ‫• أيها الناس‪ :‬إنما المؤمنون إخوة‪ ،‬وال يحل المرئ‬ ‫األرض ومن عليها‪.‬‬ ‫الشهر ذو القعدة‪ ،‬والنبي صلى الله عليه وسلم يعد مال أخيه إال عن طيب نفس منه‪ ،‬أال هل بلغت‪ ،‬اللهم‬ ‫للحج‪ ،‬ويؤذن في الناس بالحج‪ ،‬والناس يتوافدون من كل اشهد‪ ،‬فال ترجعُ ن بعدي كفارا ً يضرب بعضكم رقاب‬ ‫بعض‪ ،‬فإني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن‬ ‫فج عميق‪ ،‬والعدد مائة ألف أو يزيدون‪.‬‬ ‫شهدت تلك الصحراء مشهدا ً ما عرفته من قبل‪ ،‬مائة تضلوا أبداً‪ :‬كتاب الله وسنة نبيه‪.‬‬ ‫• أيها الناس‪ :‬إن ربكم واحد‪ ،‬وإن أباكم واحد‪ ،‬كلكم‬ ‫ألف يجتمعون من كل مكان‪ ،‬يعلنونها مدوية‪ :‬لبيك‬ ‫اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك آلدم‪ ،‬وآدم من تراب‪ ،‬إن أكرمكم عند الله أتقاكم‪،‬‬ ‫ليس لعربي فضل على عجمي إال بالتقوى‪ ،‬أال هل‬ ‫والملك‪ ،‬ال شريك لك لبيك‪.‬‬ ‫ومن جبل الصفا أعلنها للكون كله‪ :‬ال إله إال الله وحده بلغت؟ اللهم اشهد‪.‬‬ ‫• وأنتم تسألون عني‪ ،‬فما أنتم قائلون؟‬ ‫ال شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شيء‬ ‫قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت‪.‬‬ ‫قدير‪ ،‬ال إله إال الله‪ ،‬أنجز وعده‪ ،‬وصدق عبده‪ ،‬وهزم‬ ‫فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويقلبها‬ ‫األحزاب وحده‪.‬‬ ‫وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في التاسع من على الناس‪ :‬اللهم اشهد‪ ،‬اللهم اشهد‪ ،‬اللهم اشهد‬ ‫والسالم عليكم ورحمة الله‪.‬‬ ‫ذي الحجة إلى عرفات‪ ،‬وهناك ألقى خطبة عرفات بعد‬ ‫الظهر‪ ،‬وكانت إعالنا ً شامالً عن األمة المسلمة‪ ،‬إعالنا ً‬ ‫أعلنها مدوية مبادئ للبشرية‪ ،‬ال تصلح البشرية إال بتلك‬ ‫عن مبادئ تلك األمة‪ ،‬وبيانا ً عن أسسها ورسالتها للبشرية المبادئ‪ ،‬وال تصلح حياتها إال بأن تكون من تلك األمة التي‬ ‫جمعاء‪ ،‬وتصريحا ً بوحدة تلك األمة وتكافلها واجتماع ما عرف التاريخ لها مثيالً‪.‬‬ ‫أعلنها أمة تحفظ فيها الدماء كما حفظت تلك‬ ‫كلمتها‪.‬‬ ‫وأصاخت األمة يوم ذاك لتلك الكلمات فكانت لها حداء الكلمات لتردد في وقت تسيل فيه أنهار الدماء‪ ،‬ما نقموا‬ ‫منهم إال أن يؤمنوا بالله‪ ،‬أعلنها كي تسمعها البشرية‬ ‫ودليالً‪:‬‬ ‫• أيها الناس‪ :‬اسمعوا قولي‪ ،‬فإني ال أدري لعلي ال وقد خبرت تجاربها المعرضة عن سبيل الله أين أوصلتها‪.‬‬ ‫أعلنها أمة ال مكان للجاهلية فيها‪ ،‬قيم الحق هي‬ ‫ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً‪.‬‬ ‫• أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى التي تعلو وتسود‪ ،‬وقيم الجاهلية تحت األقدام‪.‬‬ ‫أعلنها أمة ال مكان للشيطان فيها‪ ،‬تدرك أن الشيطان‬ ‫أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا‪ ،‬في شهركم هذا‪،‬‬ ‫في بلدكم هذا‪ ،‬أال هل بلغت؟ اللهم فاشهد‪ ،‬فمن يتربص بها‪ ،‬تدرك أن المعركة مع الشيطان مستمرة إلى‬ ‫قيام الساعة‪ ،‬معركة بين الحق والباطل‪ ،‬فهي تخوضها‬ ‫كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها‪.‬‬ ‫• أال وإن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي وتبذل الغالي والنفيس في غمارها‪.‬‬ ‫أعلنها أمة المرأة فيها لها مكانتها‪ ،‬ليست سلعة‬ ‫موضوع‪ ،‬وربا الجاهلية موضوع‪ ،‬وأول ربا أبدأ به ربا‬ ‫للعرض‪ ،‬تكرم بنتاً‪ ،‬وتكرم زوجة‪ ،‬وتكرم أماً‪ ،‬تكرم مصنعا ً‬ ‫عمي العباس بن عبد المطلب‪.‬‬ ‫• أيها الناس‪ :‬إن الشيطان قد يئس أن يعبد في للرجال‪.‬‬ ‫أعلنها أمة مترابطة متماسكة‪ ،‬يتألم من في المشرق‬ ‫أرضكم هذه‪ ،‬ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك‬ ‫أللم من في المغرب‪ ،‬إذا أوذي مسلم في أقصى‬ ‫مما تحقرون من أعمالكم‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫أوراق الشام ‪ -‬العدد (‪ )14‬مجلس قيادة الثورة في دمشق ‪ -‬المكتب اإلعالمي ‪ -‬األحد ‪2014\10\ 05‬‬


‫األرض فزعت أمة بأسرها لنجدته ينادونه لبيك‪ ،‬نصرت‪،‬‬ ‫مستمدين إياها من ندائهم األعظم لبيك اللهم لبيك‪.‬‬ ‫أعلنها أمة عصمتها في كتاب ربها وسنة نبيها‪ ،‬تلتقي‬ ‫األمة عليهما‪ ،‬ال يطيب لها مطعم وال يهنأ لها عيش إال‬ ‫أن يروهما دستورا ً ومنهجاً‪.‬‬ ‫أعلنها أمة تستمد قيمها من ربها‪ ،‬إن أكرمكم عند الله‬ ‫أتقاكم‪ ،‬موازين البشر ال مكان لها‪ ،‬الميزان هو ميزان الله‪،‬‬ ‫إذ األمة من خلق الله‪ ،‬وهو األعلم بما يصلحها‪.‬‬ ‫ومع كل ما بذله‪ ،‬هو يخشى أن يكون قد قصر من‬ ‫جهة‪ ،‬ومشفق على أمته من جهة أخرى‪ ،‬الرسالة‬ ‫األخيرة‪ ،‬وصية المودع‪ ،‬ال يريد أن يغادر الحياة الدنيا إال وهو‬ ‫مطمئن على تلك األمة‪.‬‬ ‫كلمات خطبة الوداع هي دافع ومحرك لقيام بنيان‬ ‫األمة اإلسالمية‪ ،‬ألنها تشعر المسلمين أنهم أمة واحدة‪،‬‬ ‫قبلتهم واحدة‪ ،‬معبودهم واحد‪ ،‬رسالتهم واحدة‪،‬‬ ‫ذمتهم واحدة‪ ،‬يحملون رسالة الخير للعالم أجمع‪،‬‬ ‫ويحركهم الحج لنجدة بعضهم بعضاً‪.‬‬ ‫من أجل كل هذا ال يريدون للحج أن يبعث من جديد‪،‬‬ ‫وال أن يحمل رسالته للبشرية‪ ،‬بل وال أن يؤدي دوره بين‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫من أجل كل هذا يريدون لخطبة عرفات أن ال تزيد‬ ‫قيمتها عن قيمة الورق الذي كتبت عليه‪.‬‬ ‫من أجل كل هذا تفرغ خطبة عرفة من محتواها بعد‬ ‫أن فرغ الحج ـ قدر إمكانهم ـ من محتواه‪ ،‬ال أدري أين‬ ‫تراجع الخطبة مرات ومرات كي ال تكون فيها بقية حياة‪،‬‬ ‫خشية أن تحرك شيئا ً في األمة‪ ،‬خشية أن تبعث الحياة‬ ‫في األمة من جديد‪ ،‬خشية أن تستيقظ األمة من جديد‪،‬‬ ‫لتعيش معاني خطبة الوداع‪.‬‬ ‫ال يريدون لألمة أن تتألم أللم الشام‪ ،‬بل يريدون أن تضيع‬ ‫دماء الشام بين القبائل‪ ،‬يتداعون لسفك دماء أهل الشام‬ ‫كما تداعى األكلة إلى قصعتها‪.‬‬ ‫يريدونها خطبة وداع ألمة اإلسالم‪.‬‬ ‫وفي هذا اليوم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫قول الله تعالى‪ :‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت‬ ‫عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم ديناً‪ .‬ولما نزلت‬ ‫بكى عمر بن الخطاب رضي الله عنه‪ ،‬فما فهم منها‬ ‫إال نعيا ً لرسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فالرسالة قد‬ ‫كملت‪ ،‬ودوره قد أدي‪ ،‬وما بعد الكمال إال النقصان‪.‬‬

‫‪NO (14) -Media Office - Revolution Leadership Council of Damascus - Sunday - 05\10\2014‬‬

‫‪19‬‬


‫أدبيات‬

‫نـ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ش‬ ‫ـ‬ ‫آ‬ ‫م‬

‫اخل ْع نِعال‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ط‬ ‫ئ َ‬ ‫ت ترابها‬ ‫ ‬ ‫اطر ْ‬ ‫ق‬ ‫وام ِ‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ى واتئ‬ ‫لحديث م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ْد وتباهى‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ ‬ ‫ا‬ ‫ام ِ‬ ‫ش اله‬ ‫وات ُل بصم‬ ‫وي‬ ‫ن‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫ى‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫من د ّ‬ ‫ي لم تع ْد‬ ‫أ‬ ‫ساها‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ ‬ ‫ه‬ ‫ذي ن‬ ‫هذا ترا ٌب‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫م‬ ‫ج ِد ب‬ ‫ه َر رفاتِهم‬ ‫ ‬ ‫ل وسماها‬ ‫ه ْ‬ ‫هذا أَخوك‬ ‫م من أنار‬ ‫و‬ ‫وا‬ ‫ذا‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫خ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫هم ُ‬ ‫ي لم تل ِهه‬ ‫م‬ ‫ ‬ ‫شهداها‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫قالوا ونا‬ ‫وج‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫وا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫دا‬ ‫ءِ نِداها‬ ‫و َن نفو ُ‬ ‫سنا‬ ‫ ‬ ‫هي أ ُ‬ ‫م‬ ‫حقا ً وع‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫شامنا هي‬ ‫بي ِل رضاها‬ ‫ح‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫ ‬ ‫ة‬ ‫إنّا لقومٌ‬ ‫رغم الدم‬ ‫الن‬ ‫ا‬ ‫ءِ‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫أن ِ‬ ‫ن الردى‬ ‫ ‬ ‫ف عداها‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫شا ُ‬ ‫م ال‬ ‫ه‬ ‫ى اله‬ ‫و‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫حُ نا تفداها‬ ‫ومج ٌد تائهٌ‬ ‫ ‬ ‫ن‬ ‫هل بِ َّ‬ ‫ت يو‬ ‫ور البال ِد و‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫رب‬ ‫و‬ ‫سماها‬ ‫و ِع ربو ِعها ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ذ‬ ‫نا ُر ال ّ‬ ‫قت ي‬ ‫شآ ِ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ُّ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ا ولظاها‬ ‫و ِض الدنا‬ ‫ ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫دي الشآ‬ ‫م‬ ‫وأ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫أبناها‬

‫سارة فرح‬

‫‪dnesday‬‬

‫‪20‬‬

‫أوراق الشام ‪ -‬العدد (‪ )14‬مجلس قيادة الثورة في دمشق ‪ -‬المكتب اإلعالمي ‪ -‬األحد ‪2014\10\ 05‬‬


‫اعرف عدوك (‪)5‬‬

‫اضغط الزر يختفي كل شيء !‬ ‫مكتب اإلستشارات األمنية للثورة‬

‫ثوري إذا‬ ‫دليل‬ ‫كم دقيق ًة تحتاج لتتخلص من كل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وصل األمن لباب منزلك؟‬ ‫لعلك فكرت بذلك‪ ،‬فاالعتقال هو الهاجس األكبر‬ ‫في نفس كل من يعيش في المناطق التي يسيطر‬ ‫عليها النظام‪ ،‬وخطره يحيط بالجميع‪ ،‬دون استثناء‪،‬‬ ‫سواء كان يمارس نشاطه الثوري‪ ،‬أو يتابع حياته بعيدا ً‬ ‫عن ذلك ‪.‬‬ ‫من المالحظ أن المداهمات التي تشنها قوات األسد‬ ‫على منازل الناشطين‪ ،‬تأتي مباغت ًة‪ ،‬لمحاولة سحب‬ ‫دليل عن الناشط‪ ،‬وتوجه السؤال األول لألمن عن‬ ‫أي ٍ‬ ‫األجهزة االلكترونية الخاصة بالناشط من حواسيب أو‬ ‫جواالت ‪ ..‬وهنا مع األسف‪ ،‬لن تجد وقتا ً للتفكير‪ ،‬فقد ال‬ ‫يكون أمامك سوى دقيق ٍة واحد ٍة تخفي فيها جميع‬ ‫األدلة لحين وصولهم إليك !‬ ‫في كثير من حاالت مداهمة الناشطين التي سجلت‪،‬‬ ‫تم اإلمساك بالناشط متلبِّساً‪ ،‬وحساباته وبياناته الثورية‬ ‫ٌ‬ ‫مفتوحة لألمن‪ ،‬حيث لم يسعفه الوقت إلغالقها‪ ،‬ما‬ ‫سبب مزيدا ً من الضغط على المعتقل‪ ،‬وأثبت عليه‬ ‫كثيرا ً من األدلة‪ ،‬وتسبب بالضرر ألصدقائه المتواصلين‬ ‫معه ونصب الكمائن لإليقاع بهم ‪.‬‬ ‫كل تلك المصائب األمنية‪ ،‬كان من الممكن تفاديها‪،‬‬

‫بخطو ٍة بسيطة‪ ،‬تغلق حساب المعتقل وكل ما يعمل‬ ‫به بأقل من نصف دقيقة !‬ ‫ومن المؤسف أن تبلغ الثورة عامها الرابع‪ ،‬وال يزال‬ ‫الناشطون يجهلون ألف باء الحماية األمنية‪ ،‬ما‬ ‫يسمى «التصفح الخفي» ‪.‬‬ ‫بإمكانك عند دخول االنترنت‪ ،‬فتح نافذ ٍة خاص ٍة‬ ‫بالتصفح الخفي‪ ،‬ستسمح لك بمجرد إغالقها بالتخلص‬ ‫من كل البيانات الخاصة بتصفحك وحساباتك وعملك ‪.‬‬ ‫اختر القائمة الرئيسية للمتصفح‪ ،‬واضغط على‬ ‫‪ new incognito window‬أو ‪new private window‬‬ ‫حساب ثوري‪.‬‬ ‫واستخدمها دوما ً ألي‬ ‫ٍ‬ ‫مجرد إغالق نافذة التصفح الخفي‪ ،‬يعني أنك قد‬ ‫حميت حسابك من وصول األمن إليك ‪.‬‬ ‫يعني أن نصف دقيقة سمتنع اآلمن من التعرف‬ ‫عليك ‪.‬‬ ‫يعني أن خطتهم بمداهمتك بشكل مباغت‪،‬‬ ‫لمعرفة المزيد عن نشاطك‪ ،‬قد باءت بالفشل ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫بسيطة تغنيك عن الكثير ‪..‬‬ ‫هي خطو ٌة‬ ‫قد تغنيك عن سنوات اعتقال ‪..‬‬ ‫وكما يقال «اعقلها وتوكل» ‪..‬‬ ‫واعرف ماذا يدور في ذهن عدوك‪ ،‬لتتجنبه ‪.‬‬

‫‪Wed‬‬ ‫‪NO (14) -Media Office - Revolution Leadership Council of Damascus - Sunday - 05\10\2014‬‬

‫‪21‬‬


‫شرطي الثورة‬

‫‪22‬‬

‫أوراق الشام ‪ -‬العدد (‪ )14‬مجلس قيادة الثورة في دمشق ‪ -‬المكتب اإلعالمي ‪ -‬األحد ‪2014\10\ 05‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.