034
جملة الدراسات الفلسطينية 93
شتاء 2013
امللف
يافا مدينة تختصر وطن ًا
كيف نقرأ يافا اليوم؟ هل نقرأها كذاكرة للنكبة التي حولت مدينة العطر إىل ضاحية لتل ّ ابيب؟ أم نقرأها كمدينة تقاوم احملو باإلرادة ،واالندثار بالتمسك بالشارع والبيت واملقبرة ،من أجل صناعة احلياة؟ ذاكرة يافا جمروحة كحاضرها، مدينة تختصر وطن ًا أريد له أن يغادر اخلريطة إىل العدم ،لكنه وجد أن أبناءه وبناته الباقين كحراس للمكان، أعادوا صناعة احلياة من جديد ،يف ظروف من القمع الكولونيايل املنظّ م، حمولين حياتهم اليومية إىل فعل ّ مقاوم. جاءت فكرة هذا امللف من خالل دراسة أعدها "برنامج الدراسات النسوية" يف مركز "مدى الكرمل" يف
حيفا ،بهدف اإلضاءة على االقتصاد السياسي ليافا اليوم ،غير أن التعاون بين املركز و"جملة الدراسات الفلسطينية" ،أحدث تطويراً على املوضوع ،بحيث شمل امللف أيض ًا بعض اجلوانب التاريخية والثقافية يف املدينة. لقد قادتنا يافا إىل حقيقتها الراهنة ،بصفتها بيت ًا مهدداً ،وشعب ًا منفي ًا يف وطنه ،وامرأة عاملة، وتاريخ ًا وثقافة ،وبحراً يصنع حكاياته كل يوم. يافا الغريبة يف موطنها هي اليوم مالذ الغرباء يف وطنهم ،ويف لقاء هاتين الغربتين ُولد ما يمكن أن نطلق عليه اسم النمو إىل اجلذور .ويؤكد هذا النمو الدور احملوري حل ّيز املدينة وذاكرتها ،فالتصاق الفلسطينيين
035
بح ّيزهم وحياتهم ،يعيد إنتاج احل ّيز ليس كأطالل حياة كانت ،وإنما كمقاومة لتحويل احلاضر إىل طلل. عالقة اليافويات واليافويين بمدينتهم تنتج الهوية وثقافة املقاومة يف مواجهة القمع العنصري الذي يريد إخراج املدينة من اسمها. ملفنا الذي يركز على واقع املرأة يف
يافا ،ينطلق من االفتراض الذي كرسته الثورات العربية :احلرية أنثى ،والطريق إىل استعادة الوطن يمر عبر تأنيث اللغة، والتمسك باجلذور .املقاومة اليومية صارت طريقة حياة ،بل هي الطريق إىل احلياة .هذه املقاومة ليست ابنة احلنين إىل املاضي فقط ،بل هي تط ّلع إىل بناء املستقبل أيض ًا.
●●●●●●● ●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●
يصدر قريب ًا عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية
(قضايا استراتيجية ـ )2 إشراف وتحرير :أحمد خليفة ●●●●●●● ●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●
صدر حديث ًا عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية
(قضايا استراتيجية ـ )1
المشروع النووي اإليراني الرؤية اإلسرائيلية ألبعاده وأشكال مواجهته إشراف وتحرير :أحمد خليفة 89صفحة
5دوالرات
●●●●●●● ●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●