souriatna_issue_23

Page 1

‫ســـوريتنا‬

‫«عندما يقرر العبد أن ال يبقى‬ ‫عبدا فإن قيوده تسقط»‬ ‫غاندي‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪2012/ 2 / 26 | )23‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب س��وري حر‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬

‫يف ت�شييع �شهداء الق�شف على بابا عمرو‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/souriatna‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com souriatna.wordpress.com‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪1‬‬

‫الفتة يف اإحدى تظاهرات داريا ‪ /‬ريف دم�شق‬


‫موؤمتر تون�س يف�شل يف حقن دماء ال�شوريني‬

‫مراقبون يوؤكدون اأن نتائجه جاءت غري مت�شقة مع حدة االأزمة ال�شورية‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫أك��د مراقب��ون ونش��طاء أن مؤتم��ر‬ ‫"أصدق��اء س��وريا" ال��ذي انعقد ف��ي تونس‬ ‫الجمعة‪ ،‬أخفق في اتخاذ قرارات لوقف إراقة‬ ‫الدم��اء الس��ورية‪ ،‬وج��اء ذلك ف��ي حديثهم‬ ‫لبرنام��ج "بانورام��ا" على شاش��ة "العربية"‬ ‫اليوم السبت‪.‬‬ ‫ومن الرياض‪ ،‬أكد الدكتور فهد العرابي‬ ‫الحارث��ي‪ ،‬رئي��س مركز أس��بار للدراس��ات‬ ‫والبح��وث واإلع��ام‪ ،‬أن "مؤتم��ر تونس لم‬ ‫يخ��رج بنتائ��ج بس��بب اخت��اف الحس��ابات‬ ‫الداخلي��ة للقوى المؤثرة‪ ،‬فالواليات المتحدة‬ ‫وفرنس��ا تس��تعدان لانتخاب��ات‪ ،‬والصي��ن‬ ‫وروسيا رفضتا المشاركة من األساس رغم‬ ‫دعوتهما"‪.‬‬ ‫وأوضح المتحدث باس��م الهيئة العامة‬ ‫للثورة الس��ورية في أوروبا‪ ،‬بس��ام جعارة‪،‬‬ ‫م��ن لن��دن‪ ،‬أن "مؤتمر تونس كان يناس��ب‬ ‫دولة تعرضت لزالزل‪ ،‬وليس شعب يتعرض‬ ‫للقصف والقتل اليومي"‪.‬‬

‫وأض��اف أن "مطال��ب المؤتم��ر ج��اءت‬ ‫ضعيفة للغاية ومنها استبعاد فكرة التدخل‬ ‫العس��كري‪ ،‬والحدي��ث ع��ن أف��كار يرفضها‬ ‫النظام الس��وري مس��بقا مثل توفير ممرات‬ ‫آمنة"‪.‬‬ ‫وقال إن "إس��رائيل تش��عر بالرضا مما‬ ‫يح��دث في داخل س��وريا‪ ،‬ولكنه��ا تعتقد أن‬ ‫تغيير النظام السوري س��يجلب توترات إلى‬ ‫إس��رائيل‪ ،‬ولذا فإن الفيتو اإلس��رائيلي أشد‬ ‫وقعا من الفيتو الروسي والصيني"‪.‬‬ ‫وم��ن دمش��ق‪ ،‬أعل��ن عام��ر الصادق‬ ‫ممثل اتحاد تنس��يقيات الثورة الس��ورية أن‬ ‫"مؤتم��ر تونس كان خط��وة إيجابية‪ ،‬ولكن‬ ‫نتائجه لم تشمل خطوات عملية تصب نحو‬ ‫إسقاط النظام السوري"‪.‬‬ ‫وق��ال إن "بش��ار األس��د مج��رم م��ن‬ ‫عائل��ة إجرامية‪ ،‬ول��ذا فإنه ل��ن يتراجع عن‬ ‫قتل الش��عب الس��وري واس��تخدام أس��لحة‬ ‫محرم��ة دوليا ضد المواطني��ن مثل القنابل‬

‫العنقودية"‪.‬‬ ‫وحذر م��ن "مغبة تجاهل م��ا يقوم به‬ ‫النظ��ام الس��وري حتى يق��وم بإب��ادة مدن‬ ‫بأكملها تحت سمع ونظر المجتمع الدولي"‪.‬‬ ‫وم��ن ح��ي باب��ا عم��رو المحاص��ر في‬ ‫حم��ص م��ن قب��ل النظ��ام الس��وري‪ ،‬ق��ال‬ ‫الناش��ط السياسي خالد أبو صاح إن "قوات‬ ‫األم��ن منع��ت الصلي��ب األحمر م��ن دخول‬ ‫الحي‪ ،‬وأن الصحافيين األجانب المحاصرين‬ ‫والمصابي��ن بالداخ��ل رفض��وا الخ��روج مع‬ ‫الهال األحمر‪ ،‬وطلبوا وجود الصليب األحمر‬ ‫ودبلوماس��يين غربيين ألنهم ال يثقون في‬ ‫النظام السوري الذي يقتل شعبه"‪.‬‬ ‫ومن جانب��ه‪ ،‬ذكر اإلعامي والناش��ط‬ ‫الحقوق��ي‪ ،‬س��فين ب��ن حمي��دة‪ ،‬أن "تراجع‬ ‫ص��وت تونس بش��أن المل��ف الس��وري جاء‬ ‫بس��بب تأثيرات داخلية وخارجي��ة‪ ،‬فهي لم‬ ‫تتمس��ك بموقفها‪ ،‬ولم تس��تفد من مؤتمر‬ ‫كان م��ن الممك��ن أن يك��ون فرص��ة لبن��اء‬

‫دبلوماس��ية جدي��دة وتأكيد تمس��ك تونس‬ ‫بثوابت الحرية واالنعتاق"‪.‬‬ ‫وقال إن "المؤتمر فش��ل وبدا ذلك من‬ ‫خال إع��ان نتائج ال توقف إراقة الدماء في‬ ‫س��وريا"‪ ،‬موضح��ا أن "التراجع ف��ي الموقف‬ ‫التونس��ي مرجع��ه أن ال��دول المتنفذة مثل‬ ‫أمري��كا وفرنس��ا وبريطانيا لم يك��ن لديها‬ ‫الرغبة الحقيقية في تقديم أكثر مما قدمت‬ ‫حتى اآلن"‪.‬‬ ‫وأض��اف أن��ه "توج��د مش��كلة ف��ي‬ ‫السياس��ية الخارجية التونس��ية التي فقدت‬ ‫تجانس��ها بس��بب التن��ازع بي��ن الرئاس��ات‬ ‫الثاث"‪.‬‬ ‫ونف��ى ان يك��ون للرئي��س التونس��ي‬ ‫المنص��ف المرزوقي‪ ،‬وهو مناضل حقوقي‪،‬‬ ‫دور ف��ي إخف��اق المؤتمر‪ ،‬مش��ددا على أن‬ ‫"اإلخف��اق تتحمله الجامع��ة العربية الداعية‬ ‫إلى المؤتمر"‪.‬‬

‫م�شيحيو �شوريا يتعر�شون للتهديد بالقتل من النظام‬ ‫ي�شاركون يف اإغاثة املناطق املنكوبة من جراء القمع واحل�شار‬

‫يتع��رض المس��يحيون الس��وريون‬ ‫المؤيدون للثورة لمضايقات واسعة من قبل‬ ‫النظام الس��وري‪ ،‬وصلت في بعض مراحلها‬ ‫إلى قتل المعارضين المس��يحيين‪ ،‬في وقت‬ ‫تتركز فيه جهود نسبة كبيرة من الناشطين‬ ‫ورج��ال الدي��ن المس��يحيين عل��ى إغاث��ة‬ ‫المناطق المنكوبة جراء القمع والحصار من‬ ‫قبل النظام‪.‬‬ ‫وحس��ب ناش��ط مس��يحي م��ن ري��ف‬ ‫دمش��ق‪ ،‬ف��إن الحكوم��ة الس��ورية عمم��ت‬ ‫على مصارف وبنوك س��ورية خال األسابيع‬ ‫األخي��رة أمرا بعدم التعام��ل مع مدير مكتب‬ ‫العاق��ات المس��كونية بالكنيس��ة المريمية‬ ‫(الكنيس��ة األرثوذكس��ية)‪ ،‬بس��بب ما قالت‬ ‫السلطات إنها تهم تبييض أموال‪.‬‬ ‫وتأت��ي تل��ك الخط��وة وفق الناش��ط‪،‬‬ ‫بعد وصول أموال م��ن الكنائس في الخارج‬ ‫لمساعدة الشعب السوري والمنكوبين التي‬ ‫كانت الكنيسة تعمل عليها‪.‬‬ ‫وف��ي الجمعة س��ننتفض لباب��ا عمر‪،‬‬ ‫قتلت ق��وات األمن‪ ،‬حس��ام ميخائيل المره‪،‬‬ ‫الذي أش��ارت مص��ادر إلى انتمائ��ه للجيش‬ ‫الحر الذي يش��ن عمليات ضد نظام الرئيس‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫وأقدم��ت ميليش��يات تابع��ة للرئي��س‬ ‫الس��وري قبل أس��ابيع على قتل باسيليوس‬ ‫نص��ار بحم��اة‪ ،‬واتهم��ت جماع��ات إرهابية‬ ‫بقتله‪ ،‬وفق ما ذكر التلفزيون السوري‪.‬‬ ‫لكن الناشط‪ ،‬الذي يعمل على توصيل‬ ‫المعون��ات الغذائية لألحي��اء المتضررة‪ ،‬أكد‬ ‫أن األب باس��يليوس كان يعم��ل على إغاثة‬ ‫المناطق المنكوبة‪ ،‬وأن��ه تعاون مع األطباء‬ ‫بحم��اة‪ ،‬ولكنه تع��رض للقتل أثن��اء قيامه‬ ‫بإس��عاف أحد الجرحى بحي الجراجمة‪ ،‬وهو‬ ‫ما أكده راهب كان يش��ارك األب باسيليوس‬ ‫في تقديم الجهود اإلغاثية‪.‬‬ ‫كما أقدمت القوات السورية في سعيها‬ ‫إلخاف��ة المس��يحيين‪ ،‬إلى ضرب دير س��يدة‬ ‫صيدناي��ا بقذيفة ال تحتوي م��واد متفجرة‪،‬‬ ‫بسبب إسهام القائمين عليه بإيصال األدوية‬

‫واإلعانات لألماكن المتضررة‪.‬‬ ‫وتس��اهم ع��دة كنائ��س في دمش��ق‬ ‫وبعض الم��دن‪ ،‬باإلعانات والمحاضرات ضد‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫أم��ا الناش��طون المس��يحيون فتت��م‬ ‫مضايقته��م واس��تدعاءهم للتحقي��ق‬ ‫والتضييق عليهم بطرق غير مباش��رة‪ ،‬عبر‬ ‫إيصال رس��ائل تهديد استدعاء شبه شهري‬ ‫للتحقيق‪.‬‬ ‫كما أكد الناش��ط أنه تع��رض للتهديد‬ ‫عن طريق عائلت��ه عبر اتصاالت تدعوه إلى‬ ‫وقف نش��اطه الث��وري أو تصفيت��ه‪ ،‬وهو ما‬ ‫دفع العديد من الناش��طين المسيحيين إلى‬ ‫الفرار خارج الباد‪ ،‬مثل الناشطة يارا نصير‬ ‫وآخرين عملوا بمنطق��ة القصاع وباب توما‬ ‫وباب ش��رقي‪ ،‬وه��ي مناطق مس��يحية في‬ ‫مدينة دمشق‪.‬‬ ‫وقبل نحو ثاثة أشهر‪ ،‬عبّر المحتجون‬ ‫والمعارضون في س��وريا عن تضامنهم مع‬ ‫راهب إيطالي يقيم في دير تاريخي بسوريا‬ ‫منذ عش��رات السنين‪ ،‬بسب مواقفه الداعية‬ ‫إل��ى إق��رار حري��ة اإلع��ام و"الديمقراطية‬ ‫التوافقية" في الباد‪.‬‬ ‫وأطل��ق الناش��طون عل��ى أح��د أي��ام‬ ‫التظاه��ر حينها تس��مية "س��وريا وطنك يا‬ ‫باول��و"‪ ،‬رداً عل��ى دع��وة وجهته��ا الحكومة‬ ‫الس��ورية ل��ألب اليس��وعي األص��ل‪ ،‬باول��و‬ ‫دالولي��و‪ ،‬رئيس دير مار موس��ى الحبش��ي‬ ‫القريب من مدينة "النبك" بريف دمشق إلى‬ ‫مغادرة س��وريا‪ ،‬بدعوى أنه خرج عن نطاق‬ ‫مهمته الكنسية‪.‬‬ ‫ومن��ذ بداي��ة الث��ورة س��عى النظ��ام‬ ‫الس��وري إل��ى كس��ب المس��يحيين وأقليات‬ ‫س��ورية إل��ى صف��ه‪ ،‬للتماهي م��ع الدعاية‬ ‫الرس��مية ب��أن المتظاهري��ن ه��م جماعات‬ ‫مس��لحة‪ ،‬تس��تهدف التعاي��ش الطائف��ي‬ ‫في س��وريا كم��ا ذكرت مستش��ارة الرئيس‬ ‫السوري بثينة شعبان في أول تعليق رسمي‬ ‫على المظاهرات التي خرجت في سوريا‪.‬‬ ‫وخال األش��هر األولى ش��هدت سوريا‬

‫أنش��طة كنس��ية وزيارات قام بها أس��اقفة‬ ‫ورهب��ان م��ن دول مج��اورة تأيي��داً للنظام‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫لك��ن آخري��ن أعلن��وا ف��ي بي��ان لهم‬ ‫نش��روه في يوليو‪ /‬تموز من العام الماضي‪،‬‬ ‫أن��ه انطاق��ا م��ن ك��ون الدين المس��يحي‬ ‫دي��ن العدال��ة والح��ق والمس��اواة والمحبة‪،‬‬ ‫فإن المس��يحيين في س��وريا ال يمكن إال أن‬ ‫يكون��وا صفا واحدا مع "إخوانهم في الوطن‬ ‫في حركتهم الس��لمية نحو الحرية والعدالة‬ ‫والمساواة ومحاربة الظلم‪.‬‬ ‫وحس��ب البع��ض‪ ،‬فإن نص الدس��تور‬ ‫على حصر رئاس��ة الجمهورية بالمسلمين‪،‬‬ ‫أث��ار غضب المس��يحيين وحتى المس��لمين‬ ‫أنفس��هم‪ ،‬الذي��ن اعتب��روا أن رئاس��ة‬ ‫الجمهورية موضوع وطني ال طائفي‪.‬‬ ‫وفي محافظة حمص‪ ،‬اعتبر ش��اب أن‬ ‫مهاجمة األمن لكنيس��ة أم الزنار التاريخية‬ ‫وسرقة محتوياتها‪ ،‬أجج مشاعر المسيحيين‬ ‫ضد النظام كثيراً‪ ،‬ودفعهم للمشاركة بقوة‬ ‫في المظاهرات‪.‬‬ ‫ولدى المس��يحيين المعارضين للنظام‬ ‫السوري‪ ،‬العشرات من الصفحات التي تنشر‬

‫أخب��ارا ومقاطع فيديو عن الثورة على موقع‬ ‫"فيسبوك"‪.‬‬ ‫وقالت ناش��طة س��ورية‪ ،‬تعم��ل على‬ ‫تصوير المظاهرات‪ ،‬إن االحتجاجات تش��هد‬ ‫حض��ورا الفت��ًا لمس��يحيين‪ ،‬لك��ن م��ع ذلك‬ ‫ف��إن الحضور المس��يحي غير كاف‪ ،‬حس��ب‬ ‫وصفها‪.‬‬ ‫وه��و ما عبّر عنه ج��ورج صبرا‪ ،‬عضو‬ ‫األمان��ة العامة للمجلس الوطني الس��وري‪،‬‬ ‫بأن عدم تحرك المس��يحيين في سوريا إلى‬ ‫جانب إخوانهم بشكل فعال في الثورة‪ ،‬يرجع‬ ‫إلى تأخر الكنيسة في إظهار موقف حقيقي‪،‬‬ ‫يضع المسيحيين في قلب الصورة‪.‬‬ ‫وق��ال صب��را إن هن��اك ف��ي الطائفة‬ ‫المسيحية السورية من يصطف مع النظام‪،‬‬ ‫ومن ه��و موجود ف��ي صف��وف المعارضة‪،‬‬ ‫مثل بقية الطوائف‪ ،‬وعلى مس��توى النخب‪،‬‬ ‫ش��ارك المس��يحيون بفعالي��ة ف��ي جمي��ع‬ ‫نش��اطات الثورة‪ ،‬من الميدان وحتى المنابر‬ ‫السياس��ية واإلعامي��ة‪ ،‬أم��ا على مس��توى‬ ‫الكت��ل الجماهيري��ة وكت��ل المجتم��ع‪ ،‬ل��م‬ ‫يتحرك المسيحيون في صفوف الثورة‪.‬‬


‫الربنامج االأ�شبوعي على‬ ‫راديو واحد ‪ +‬واحد‬

‫االعتقال مزيج من تجربة غريبة مجهولة مشرّفة ورائعة واللي ما تم اعتقاله‬ ‫بهي األحداث رح بيضل حاسس حالو انو تاقصو شي كل عمره‪!..‬‬ ‫برنامج نلتقي فيه مع شبابنا يلي تم اعتقالون خال الثورة السورية ليحكوا لنا عن‬ ‫تجربتهون بالسجون السورية‪ ..‬كل سبت واربعا عالساعة سبعة المسا بتوقيت دمشق‬

‫• ر�شائل اخلالة نهلة‪:‬‬

‫هي درهم الوقاية قبل ما يوقع الفاس بالراس‬ ‫هيي وصفة عن المجرَّب قبل البلد تخرب‬ ‫هيي بجمل إذا اعتبرتا نصيحة‬ ‫وهيي فعلة خير إذا قررت ترميها بالبحر‬ ‫هي خليط من لهفة أخت ودعوة أم وحكمة ستي الختيارة‬ ‫هيي الشام من حرقة قلب‬ ‫رسائل الخالة نهلة‪ :‬رسائل توعية يختلط فيها االجتماعي بالسياسي‬ ‫تتوجه إلى فئة الشباب للحفاظ على القيم واألخاق النبيلة وتمتين الروابط بين أبناء‬ ‫المجتمع الواحد لتحقيق الحلم السوري بوطن حر وقوي ومدني وديمقراطي ومتعدد‪.‬‬ ‫يوم االحد عشرة صباحا بتوقيت دمشق‬

‫• برنامج حديث ال�شباب‪:‬‬

‫برنامج بيحكي عن هموم الشباب واحامها طموحها‪....‬بيحكي سياسة مجتمع‪..‬‬ ‫ثورة و عن سوريا صوت الحرية بيستضيف الشباب الناشط والغير ناشط المعارض‬ ‫والصامت واي حدا حابب يوصل صوته ويساهم ببناء سوريا ولو بكلمة‬ ‫كل تنين وخميس الساعة وحدة الضهر واالعادة عشرة بتوقيت دمشق‬

‫• ثورة بال بواريد‪:‬‬

‫ثورة با بواريد هي سلسلة ملفات صوتيّة‪ ،‬تتحدّث عن ال ّاعنف والعصيان‬ ‫المدنيّ‪ ،‬وتقدّم شروحًا لمعنى السّلمية كمنهج تفكير وكإستراتيجية عمل‪ ،‬وعرضًا‬ ‫بشعوب حول أصقاع العالم تغ ّلب فيها‬ ‫لتجارب مررنا بها في سوريا وتجارب مرت‬ ‫ٍ‬ ‫الاعنف على الدبابة وآلة القمع والقتل‪..‬‬ ‫هي مجرد محاولة إلثبات أن الاعنف هو حتمًا أكثر من مجرد فكرة طوباوية‪،‬‬ ‫وبأن السّلمية قادر ُة بالتّأكيد على نزع أساسات النّظام الواحدة تلو األخرى‪.‬‬ ‫ثورة با بواريد هو أحد المشاريع التوعوية المطروحة من قبل مجموعة قمح‬ ‫ضمن روزنامة أيّام الحرية‬ ‫كل احد واربعا الساعة وحدة الضهر واالعادة عشرة بتوقيت دمشق‬

‫• ح�شاد اأيام احلرية‪:‬‬

‫ملخص نعده لكم كل أسبوع عن فعاليات روزنامة أيام الحرية في سوريا‪ ..‬أيام‬ ‫الحرية قادمة ال تنتظروها‪ ..‬شاركونا صنعها‪ .‬كل يوم على الراديو‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ذاكرتنا المنسية‪ ،‬هي معاناتنا الصامتة‬ ‫معتقلينا يلي عانوا من شان حرية البلد لما كنا نحن ما نسترجي نحكي‬ ‫معتقلينا يلي نوروا طريقنا اليوم‪...‬ذاكرة منسية بيحكي عنهن‪...‬‬ ‫سبت واربعاء الساعة وحدة الضهر واالعادة عشرة بتوقيت دمشق‬

‫أسبوعية‬

‫• ذاكرة من�شية‪:‬‬

‫أنا من سورية‪ ،‬حيث الطفولة نسيت أحامها القديمة‪ ،‬اللعب‪ ،‬العطلة الصيفية‪ ،‬البوظة‬ ‫التي نشتريها سراً من عيدية الجدة‪ ،‬أعياد المياد‪ ،‬زيارات األقارب القصيرة مهما طالت‪...‬‬ ‫وحيث نسيت همومها الطبيعية‪ :‬صباح المدرسة‪ ،‬كتابة الوظائف‪ ،‬طعام الغداء الذي ال‬ ‫نحبه‪ ،‬انتهاء الوقت المخصص لبرامج األطفال‪...‬‬ ‫أنا من س��وريا‪ ،‬حيث تقف اآلن طفلة على شرفة منزلها‪ ،‬ال تدري لماذا تراقب السماء‪،‬‬ ‫وال يعنيه��ا أنها بعيدة ج��داً‪ .‬تنظر إلى منزل الجيران المقاب��ل‪ ،‬وال تنتبه كعادتها لألرجوحة‬ ‫على شرفته‪ ،‬وال تتساءل كيف ألحد يمتلك أرجوحة كبيرة كهذه‪ ،‬أن يتركها فارغة دائمًا!‬ ‫تشاهد بصمت بائع الذرة الذي ال يغادر الحي‪ ،‬وال يبيع أحداً‪ ،‬وال ترغب في الشراء منه‪.‬‬ ‫ال تدري لماذا تغيب في ش��كل متكرر عن مدرس��تها‪ ،‬وال لماذا ال تذهب إلى بيت جدتها في‬ ‫المدينة األخرى‪ .‬لم تفهم حجة والديها بأن «الطريق مقطوعة»‪.‬‬ ‫كيف تقطع الطريق؟ وأين تذهب قطعها؟ وبماذا تقطع؟ ومتى تنبت طريق مكانها؟‬ ‫تجول بخيالها في أس��باب قطع الطريق‪« :‬هل قطعها ولد مشاغب قاد دراجته بسرعة‬ ‫عليها فعلقت الطريق بين عجاتها وانقطعت؟‬ ‫أم ضربها مدير المدرسة بعصاه الكبيرة فقطعها؟‬ ‫أو ربم��ا قصّته��ا معلمة الرس��م العابس��ة دوم��ًا بمقصها الضخ��م لتزين به��ا مجلة‬ ‫الحائط!‬ ‫أقنعها الحل األخير‪ ،‬لطالما هي كرهت معلمة الرسم الغاضبة‪.‬‬ ‫تتذكر حين لم تسمح لها برسم ميكي ماوس‪ ،‬يومها كانت ذكرى الحركة التصحيحية‪،‬‬ ‫وعليها أن ترسم كلمة ‪ 16‬تشرين مزينة بعلم سورية وعلم البعث‪»...‬ولكني أريد أن أرسم‬ ‫ال أن أكتب! وما هي الحركة التصحيحية؟ ولماذا يلقي المدير خطابًا طوي ًا باللغة الفصحى‬ ‫ف��ي ه��ذا اليوم؟ وماذا يق��ول؟ ولماذا يتذك��ر في هذا الي��وم أن يقول‪ :‬يا أبنائ��ي؟ ولماذا ال‬ ‫نستطيع أن نغيب عن االحتفال وال أن نرسم ونكتب إال مواضيع عن الحركة التصحيحية؟‬ ‫تذك��ر يومه��ا كيف طلبت من والده��ا أن يكتب لها موضوعاً ع��ن الحركة التصحيحية‪،‬‬ ‫وكيف س��خر والداها من ه��ذه الوظيفة‪ ،‬وكيف نهرتها والدتها عندما س��ألتها هي بعفوية‪:‬‬ ‫«ماما لماذا أنت ال تحبين حافظ األسد؟ كل سوريا تحبه‪ ،‬هكذا قال لنا المدير اليوم!‬ ‫هي ال تحب المدرس��ة‪ ،‬وال تحب لون الجدران الرمادي‪ ،‬وتخاف من الشبك الحديد الذي‬ ‫يغط��ي النوافذ‪ ،‬وتكره الجدار العالي ال��ذي يمنعها من رؤية الحي في وقت الفرصة‪ ،‬وتكره‬ ‫عصا المدير الغليظة‪ ،‬وتكره المقاعد القديمة الضيقة‪ ،‬وتكره لون مريولها األزرق الباهت‪،‬‬ ‫وتكره أنها أصبحت وحيدة على المقعد بعد أن س��افرت صديقتها إلى القرية‪ ...‬أين قريتها؟‬ ‫ولماذا الطريق إلى قريتها ليست مقطوعة أيضاً؟‬ ‫ت�ت�ذكر حي�ن همس��ت له�ا صدي�ق��ت��ها في أذنها‪ « :‬باب��ا يق�ول أن الق�ري�ة أكثر أم�اناً‬ ‫لنا اآلن»‪.‬‬ ‫أكثر أماناً!‬ ‫تغبط صديقتها ألن الس��احرة التي تأكل األطفال األش��قياء لن تستطيع الوصول إلى‬ ‫قريته��ا‪ ،‬وألن «الحرام��ي» الذي يخطف األطفال الذي��ن يتأخرون في الن��وم ال يعرف بيتها‬ ‫الجديد!‬ ‫هي تكره الشتاء‪ ،‬وال تحب البرد والمطر‪ ،‬ولكنها آثرت الوقوف خارجاً ألنها م ّلت مشاهدة‬ ‫العائل��ة الدائم��ة لألخبار‪ ،‬وال تفهم لماذا تمنعها أمها المش��اهدة عندما تتحدث المذيعة عن‬ ‫س��وريا‪ ،‬وال تعرف لماذا تبكي األم عند مشاهدتها‪« ...‬الكبار غريبون أحياناً! لماذا تصر ماما‬ ‫على مشاهدة شيء يبكيها؟»‬ ‫لقد حرمت منذ مدة من حضور برامج األطفال‪ ،‬ال ش��يء في المنزل س��وى األخبار‪ ،‬لم‬ ‫يزرهم أحد منذ زمن‪ ،‬أصبحت الطفلة أكثر عزلة واستغرابًا‪.‬‬ ‫يقطع الصمت حولها صوت س��يارات اإلس��عاف واإلطفاء‪ ...‬وتلته ضجة وصخب‪ ،‬وأغان‬ ‫تشبه تلك التي تسمعها في مدرستها‪ ،‬وأبواق السيارات تزيد المشهد ضجيجًا‬ ‫تسمع والدها يشتم من الداخل‬ ‫لم تكن تعرف سابقًا أن والدها يقول «الكام العيب»‪ ،‬وأزعجها الموضوع جداً‪.‬‬ ‫البرد يشتد‪.‬‬ ‫تذك��رت س��ترتها الصوف الحم��راء التي حاكتها له��ا جدتها‪« ،‬لقد كب��رتُ عليها‪ ،‬لذلك‬ ‫أرس��لتها ماما إلى ابن��ة صديقتها في حمص‪ ،‬ألن صديقتها تحب هذا اللون‪ ،‬لكنها أرس��لت‬ ‫معها كنزة سوداء‪ ،‬ومابس أخرى ملونة‪ ،‬وأغطية! يا اهلل! ماما الحنونة تحب صديقتها التي‬ ‫في حمص جداً! ولكنها لم تعرفنا عليها سابقاً»‪.‬‬ ‫تس��مع أهلها يتحدثون عن «حمص» هذه كثيراً‪ ،‬هي ال تعرفها‪ ،‬ولكنها تتخيل حمص‬ ‫مليئة بالماهي وحدائق الحيوانات ومحال البوظة واأللعاب‪ ،‬ال ريب في ذلك‪ ،‬هذا هو السبب‬ ‫المنطقي الوحيد الذي يدفع الجميع لمحبة هذه المدينة والتحدث عنها دائمًا‪.‬‬ ‫تسرح بخيالها في حمص‪ ،‬تتخيلها مدينة زهرية‪ ،‬المدارس فيها ال أسوار لها وال شباك‬ ‫من حديد‪ ،‬طابها يرتدون مابس��هم العادية‪ ،‬ومعلمة الرسم تسمح لهم برسم ما يرغبون‬ ‫فيه‪...‬‬ ‫يقط��ع تفكيرها صوت انفجار قوي‪ ،‬تخرج أمها مس��رعة تحضنه��ا وتدخلها إلى غرفة‬ ‫الجل��وس الب��اردة‪ ،‬تلمح على التلفاز من حضن أمها وقب��ل أن تنقطع الكهرباء صورة طفل‬ ‫نائم على األرض وقد لون جسده وثيابه بالطاء األحمر‪ ،‬وتقرأ‪ :‬ح م ص‪ ..‬حمص!‬ ‫تنقطع الكهرباء‪...‬‬ ‫الحياة اللندنية ‪2012 / 2 / 20‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬

‫• حالوة وزيتون‪:‬‬

‫نينار حسن‬

‫أوجاع وطن ‪. .‬‬

‫‪www.1plus1-sy.com‬‬

‫ت�شرح بخيالها فـي حم�س‪..‬‬ ‫تتخيلها زهرية‬

‫‪3‬‬


‫�شوريا‪ ..‬د�شتو ٌر على وقع طبول احلرب‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫من��ذ تحدث أفاط��ون عن مفهوم‬ ‫الدول��ة في الق��رن الرابع قب��ل المياد‬ ‫وحت��ى ص��دور كت��اب "اإلنس��ان ض��د‬ ‫الدول��ة "وه��و عن��وان لكت��اب وضع��ه‬ ‫الفيلس��وف وعالم االجتماع البريطاني‬ ‫"هرب��رت سبنس��ر" ف��ي أواخ��ر القرن‬ ‫التاس��ع عش��ر ما برحت الفكرة العامة‬ ‫للعق��د االجتماعي تتع��رض للنقد من‬ ‫عدة أوج��ه ومهم��ا تع��ددت االنتقادات‬ ‫الموجهة لهذه النظرية فستبقى عام ً‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫وسيلة‬ ‫للحرية بكل أشكالها‪،‬وس��تبقى‬ ‫للتعبير عن فكرتين أساسيتين‪:‬‬ ‫� قيم��ة العدالة أو فكرة أن الحق ال‬ ‫القوة هو أس��اس كل مجتمع وأس��اس‬ ‫بناء أي نظام‪.‬‬ ‫� قيمة الحرية أو فكرة أن االرادة ال‬ ‫القوة هي أساس الحكم‪.‬‬ ‫وع��ن القدي��س "توم��ا اإلكويني‬ ‫"ننقل (إن الحكومة يؤسس��ها المجتمع‬ ‫ول��ه أن يعزلها أو أن يحدّ من س��لطتها‬ ‫إذا طغت‪ ،‬ويضي��ف إن الحاكم الطاغية‬ ‫يس��تحق أال تحافظ رعيت��ه على العقد‬ ‫المبرم بينه وبينهم)‪.‬‬ ‫هذا العق��د يتخلى في��ه المواطن‬ ‫عن ج��زء م��ن حريته مقاب��ل مصلحة‬ ‫المجم��وع وأس��اس ه��ذا العق��د ه��و‬ ‫المصلح��ة العام��ة‪ ،‬وع��ن كم��ال بيك‬ ‫جنباط ومن كتابه "أدب الحياة "ننقل‪:‬‬ ‫(إن السياس��ة مس��لك ش��ريف‪ ،‬ألن لها‬ ‫عاق��ة بقيادة الرج��ال وتوجيههم ولذا‬ ‫قال المعلوم الش��ريف "م��ن وُلي على‬ ‫ع��دد من الرج��ال‪ ،‬كان له عق��ل الكل"‬ ‫ونعن��ي بالعقل هنا الصف��ة المتكاملة‬ ‫لإلنس��ان في ما درج عليه من معرفةٍ‬ ‫صحيح��ة عقلي��ة‪ ،‬وتهذي��ب ش��عوري‪،‬‬ ‫وتج��رد ع��ن األه��واء وع��ن المصال��ح‬ ‫الفردي��ة والفئوي��ة والحزبي��ة‪ ،‬وم��ن‬ ‫اس��تيعاب لتجرب��ة اآلخري��ن وتجرب��ة‬ ‫بمثال أعلى)‪.‬‬ ‫الحياة‪ ،‬ومن استرشادٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وع��ن الحكمة التوحيدي��ة الدرزية‬ ‫الشريفة ننقل " طالب الوالية ال يولى‪،‬‬ ‫ألنه يكون له هوى في ذلك أو مصلحة‬ ‫"‪.‬‬ ‫في أغل��ب البل��دان وال��دول يدور‬ ‫النق��اش وترتف��ع أص��وات النخ��ب‬ ‫السياس��ية واالجتماعية وال س��يما في‬ ‫الدول العربي��ة والكثير من دول العالم‬ ‫النام��ي الت��ي تنظ��م حياته��ا دس��اتير‬ ‫حول ضرورة االحتكام للدس��تور‪ ،‬على‬ ‫أس��اس أن��ه وثوابت��ه االئتماني��ة م��ن‬ ‫الدي��ن واللغ��ة ونظام الحكم وس��يادة‬ ‫القان��ون تمث��ل المرجعيات األساس��ية‬ ‫لبن��اء الدولة الحديثة وقيام مؤسس��ات‬ ‫المجتم��ع األهل��ي الرس��مية والمدنية‬ ‫وتحقي��ق أه��داف الدول��ة ف��ي الوحدة‬ ‫الوطني��ة والحري��ة والتق��دم والكرامة‬ ‫للمواط��ن وحقوق��ه وواجبات��ه‪ ،‬بغض‬ ‫النظ��ر ع��ن المنابت واألص��ول واللون‬ ‫والع��رق والدين والمذهب‪ ،‬فالدس��تور‬

‫هو الوثيق��ة المكتوب��ة لنظرية العقد‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫الي��وم وبع��د ع��ام تقريب��ًا عل��ى‬ ‫ٍ‬ ‫الس��ورية تق��ف الباد‬ ‫ان��دالع الث��ورة‬ ‫على المطهر وحت��ى الكوميديا اإللهية‬ ‫ً‬ ‫مدهوش��ة أمام المش��هد‬ ‫لدانت��ي تقف‬ ‫السوري‪ ،‬فاألحداث تتس��ارع من حولنا‬ ‫وأس��بابها ته��زج تح��ت أنوفن��ا‪ ،‬تل��ك‬ ‫األحداث ليس��ت ببس��يطة ٍوال بعارضة‬ ‫فكما تختلف وجوه المأساة في الظهور‬ ‫فهي كذلك مختلفة في المنابع السود‪،‬‬ ‫إن مناب��ت األزمة كجذور الكروم بعيد ٌة‬ ‫ومس��تحكمة‪ ،‬وال��دم يستس��قي الدم‪،‬‬ ‫وحي��ن داهمتن��ي فك��رة االستش��هاد‬ ‫بغاندي حي��ن قال "طريق االس��تقال‬ ‫يج��ب أن تغس��له الدماء" ط��ردت هذه‬ ‫الفكرة بعيداً فالدماء التي تس��يل على‬ ‫جانبي األزمة في سوريا واحدة يدفعها‬ ‫ش��عبٌ واح��د ولس��ت أس��اوي الج��اد‬ ‫بالضحية إال أن الخسارة للجميع‪.‬‬ ‫وأم��ام الحائط المس��دود‪ ،‬أضحى‬ ‫الس��وريون أبط��ا ًال ف��ي مس��رحية‬ ‫شكس��بير الش��هيرة "هاملت "اس��توت‬ ‫عنده��م القي��م والح��دود ول��م يع��د‬ ‫أحدهم يدرك الطريق‪ ،‬توجهت األنظار‬ ‫نحو الدستور الجديد الذي كان يجب أن‬ ‫يعكس الحالة الحقيقي��ة التي تمر بها‬ ‫الب��اد‪ ،‬وأن يأتي كمخ��اض بعد األزمة‬ ‫ال أن يك��ون فق��ط عاج��ًا م��ن وجه��ة‬ ‫نظر الس��لطان‪ ،‬وتواطأ ك��مٌ كبير من‬ ‫الطيف الس��وري المعارض على تلقف‬ ‫المب��ادرة من النظ��ام وانتظ��ار النص‬ ‫النهائي للدستور الجديد رغم مخالفته‬ ‫للمنطق الطبيعي في إصدار الدساتير‬ ‫وهو أن تشرعه وتصدره وتقره جمعية‬ ‫تأسيس��ية منتخبة ومؤتمر وطني عام‬ ‫وش��امل بع��د مناقش��ةٍ مس��تفيضة‬ ‫لبن��وده ومبادئ��ه األساس��ية وهو مالم‬ ‫يتواف��ر في مس��ودة الدس��تور الحالي‬ ‫الت��ي صيغت ف��ي فترة أزم��ة من قبل‬ ‫أش��خاص معينين تعيين��اً وصدرت عن‬ ‫رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫إن أق��ل م��ا يمك��ن أن يوص��ف به‬ ‫الدس��تور الجديد بأنه نس��خة مشوهة‬ ‫ع��ن دس��تور ‪ 1973‬ب��ل إن الق��ارئ‬ ‫للدساتير السورية المتعاقبة سيخلص‬ ‫إلى أنه أسوء نسخة من الدساتير التي‬ ‫تحكم الش��عوب‪ ،‬كان الش��عب السوري‬ ‫يستحق بعد عام تقريبًا من التضحيات‬ ‫دس��توراً أفضل ٍبكثير مما هو مطروح‪،‬‬ ‫دس��تور يحترم الش��عب ويعب��ر بالباد‬ ‫مستقبل جديد‪.‬‬ ‫نحو‬ ‫ٍ‬ ‫إن مقدم��ة الدس��تور وتركيزه��ا‬ ‫عل��ى األم��ة العربي��ة والعروب��ة فقط‬ ‫يحمل ما يحمل من اإلقصاء والتهميش‬ ‫للقومي��ات واإلثنيات المكونة للنس��يج‬ ‫المجتمعي الس��وري تاريخي��اً فاألكراد‬ ‫واألرمن واآلش��وريين والسريان ليسوا‬ ‫عربًا ولن يكونوا يوماً وبالتالي ال يجوز‬ ‫إقصائه��م م��ن مقم��ة الدس��تور ومن‬

‫| هل طرح الد�شتور يف هذا التوقيت لال�شتفتاء هو‬ ‫بادرة ح�شــن نوايا من النظام اأم منــاورة �شيا�شية‬ ‫ليربهن على �شرعيته اأمام الراأي العام العاملي؟‬

‫المادتي��ن األول��ى والثانية من��ه والذي‬ ‫نصهما على التوالي‪:‬‬ ‫‪ �1‬الجمهوري��ة العربية الس��ورية‬ ‫وهي جزء من األمة العربية‪.‬‬ ‫‪ �2‬الش��عب ف��ي س��وريا ج��زء من‬ ‫األمة العربية‪.‬‬ ‫كان أولى بالمشرع أن ينأى بنفسه‬ ‫عن إقص��اء القوميات األخرى‪ ،‬وكان له‬ ‫أن يذك��ر القوميات المكون��ة للمجتمع‬ ‫الس��وري‪ ،‬أو أن يمتن��ع ع��ن اإلش��ارة‬ ‫للقومي��ة العربية والت��ي ال يعني عدم‬ ‫ذكرها تبرأ سوريا من العرب والعروبة‪،‬‬ ‫جاء ف��ي دس��تور الجمهوري��ة العربية‬ ‫الس��ورية عام ‪ 1928‬وكذا دستور عام‬ ‫‪ 1930‬وبذات النص ما يلي‪:‬‬ ‫‪ �1‬س��وريا دول��ة مس��تقلة ذات‬ ‫سيادة‪.‬‬ ‫‪ �2‬س��وريا جمهوري��ة نيابية‪".‬دون‬ ‫اإلشارة لعروبة الدولة "‪.‬‬

‫اللغ��ة أو الدي��ن أو العقي��دة"‪ ،‬إن ورود‬ ‫ه��ذه المادة ف��ي الدس��اتير الس��ورية‬ ‫السابقة ال يمكن اعتباره مبرراً لذكرها‬ ‫في دس��تور ‪ ،2012‬فذكر ه��ذه المادة‬ ‫ف��ي الدس��اتير الت��ي تعتم��د النظ��ام‬ ‫البرلماني وفق الجمهورية الفرنس��ية‬ ‫الرابع��ة ك��ون المنصب الرئاس��ي في‬ ‫ه��ذه النظم فخري��ًا والحاك��م الفعلي‬ ‫للدولة هو رئيس الوزراء والذي ش��غل‬ ‫مقعده العامة المس��يحي فارس بيك‬ ‫الخ��وري م��راتٍ عديدة بتأييدٍ ش��عبي‬ ‫منقطع النظير‪ ،‬كما تجدر اإلش��ارة إلى‬ ‫أن دس��تور الجمهورية العربية المتحدة‬ ‫المق��ر في ‪ 5‬ش��باط ‪ 1958‬والدس��تور‬ ‫المؤق��ت للجمهورية العربية الس��ورية‬ ‫المق��ر في ‪ 1‬أيار ع��ام ‪ 1969‬لم يحددا‬ ‫دين رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫كان حري��ًا بالمش��رع الس��وري‬ ‫االقت��داء بهذه اإلرهاص��ات في التاريخ‬ ‫الس��وري‪ ،‬إال أن��ه ل��م يكتف��ي بما ورد‬

‫اإن اأقــل ما ميكن اأن يو�شف به الد�شتور اجلديد‬ ‫باأنــه ن�شخة م�شوهــة عن د�شتــور ‪ 1973‬بل اإن‬ ‫القارئ للد�شاتري ال�شورية املتعاقبة �شيخل�س اإىل‬ ‫اأنه اأ�شوء ن�شخة من الد�شاتري التي حتكم ال�شعوب‬ ‫ع��ام ‪ 1920‬وف��ي الم��ادة األول��ى‬ ‫م��ن دس��تور الملك فيصل م��ا يلي‪�1 :‬‬ ‫إن حكوم��ة المملكة الس��ورية العربية‬ ‫حكومة ملكية مدني��ة نيابية عاصمتها‬ ‫دمشق‪ .......‬وبعد قرنٍ تقريباً يطالعنا‬ ‫الدستور الجديد وفي المادة األولى منه‬ ‫"الجمهوري��ة العربي��ة الس��ورية دولة‬ ‫ديمقراطية‪ ".......‬دون اإلشارة لمدنية‬ ‫الدولة أو علمانيتها؟‬ ‫أما عن المادة الثالثة فلنا تسميتها‬ ‫بالمادة سيئة الس��معة‪ ،‬إن النص على‬ ‫أن دي��ن رئي��س الجمهوري��ة اإلس��ام‬ ‫ضرب�� ٌة قاصم��ة ل��كل مف��ردات مدنية‬ ‫الدول��ة وحق��وق اإلنس��ان ومفه��وم‬ ‫المواطنة ومخالف حتى للمادة (‪ )33‬من‬ ‫متن الدستور والتي نصها‪:‬‬ ‫"المواطن��ون متس��اوون ف��ي‬ ‫الحق��وق والواجب��ات‪ ،‬ال تميي��ز بينهم‬ ‫ف��ي ذلك بس��بب الجن��س أو األصل أو‬

‫ف��ب الفقرة األول��ى من الم��ادة الثالثة‬ ‫ب��ل ألحقه��ا وف��ي الفق��رة الرابعة من‬ ‫الم��ادة المذك��ورة بمخالف��ة ٍ ثاني��ة‬ ‫لمب��دأ المواطن��ة " األحوال الش��خصية‬ ‫للطوائ��ف الدينية مصون��ة ومرعية "‪،‬‬ ‫ه��ذه الم��ادة منس��وخة بحرفيته��ا من‬ ‫دس��تور الجمهورية العربية الس��ورية‬ ‫الصادر بتاريخ ‪ 11‬تموز ‪" 1953‬دستور‬ ‫الشيش��كلي بع��د انقاب��ه الثان��ي "‬ ‫إن الن��ص عل��ى ه��ذه الم��ادة يكرس‬ ‫االخت��اف بي��ن المواطني��ن دس��توريًا‬ ‫ويقض��ي ب��أن يحتك��م أبن��اء الوط��ن‬ ‫الواح��د لقواني��ن مختلف��ة‪ ،‬فالش��عب‬ ‫الس��وري يطم��ح لقانون مدن��ي موحد‬ ‫يس��اوي بين جميع المواطنين ويحترم‬ ‫حرياتهم وخصوصياتهم‪.‬‬ ‫ال بد من اإلش��ادة بالم��ادة الثامنة‬ ‫من الدستور والتي أنهت تسلط الحزب‬ ‫الواحد على الحياة السياسية واستبدالها‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬

‫عملي��ة االس��تفتاء دون أي رقاب��ة‬ ‫قضائية‪.‬‬ ‫واس��تناداً لم��ا س��بق س��يتوجه‬ ‫السوريون في السادس والعشرين من‬ ‫شباط لاستفتاء على الدستور‪.‬‬ ‫� ماذا س��يحدث لو فشل التصويت‬ ‫عل��ى الدس��تور‪ ،‬ه��ل ننتظر ‪ 4‬أش��هر‬ ‫أخرى حتى إعداد دستور جديد؟‬ ‫�كيف ستعرف اللجان لماذا رفض من‬ ‫رفض الدستور‪ ،‬هل بسبب المادة الثالثة‬ ‫أم بس��بب الصاحي��ات المطلقة لرئيس‬ ‫الجمهورية أم بس��بب الم��ادة (‪)155‬التي‬ ‫أعطت الرئيس الحالي اس��تثنا ًء الترش��ح‬ ‫ألربع دورات تنتهي عام ‪2028‬؟‬ ‫���أم بس��بب قي��ام النظ��ام بإعداد‬ ‫الدس��تور وتنظي��م االس��تفتاء علي��ه‬ ‫وإدارة ه��ذا االس��تفتاء‪ .....‬دون وج��ود‬ ‫رقابة محايدة؟‬ ‫� ه��ل تعتب��ر نتيج��ة االس��تفتاء‬ ‫حقيقية إذا ش��ارك ف��ي التصويت ‪10%‬‬ ‫م��ن الش��عب الس��وري فقط حت��ى لو‬ ‫صوتوا جميعاً لصالح الدستور؟‬ ‫� ه��ل س��تحل األزم��ة الس��ورية‬ ‫بدس��تور لم ي��راع أي ش��يء مما خرج‬ ‫ٍ‬ ‫الثوار ألجله؟‬ ‫� ه��ل يث��ق الس��وريون بقداس��ة‬ ‫النص الدستوري بعد أربعين عاماً من‬ ‫تعطيله بقانون الطوارئ؟ وبعد تعديل‬ ‫المادة ‪ /83/‬بتاريخ ‪2000/6/11‬؟‬ ‫� ه��ل ط��رح الدس��تور ف��ي ه��ذا‬ ‫التوقي��ت لاس��تفتاء هو بادرة حس��ن‬ ‫نواي��ا من النظ��ام أم مناورة سياس��ية‬ ‫ليبرهن على شرعيته أمام الرأي العام‬ ‫العالمي؟‬ ‫صبيح��ة األح��د سيش��ارك أغل��ب‬ ‫الموالي��ن للنظام في االس��تفتاء ليس‬ ‫لقناعته��م ب��م ب��ل تأكي��داً لوالئه��م‬ ‫للنظ��ام‪ ،‬أم��ا المعارض��ون فه��م بين‬ ‫نهجي��ن ل��كلٍ وجاهته‪ ،‬نه��ج الواقعية‬ ‫والقبول بالمتاح ف��ي اللحظة الراهنة‪،‬‬ ‫نق ً‬ ‫ا ع��ن الفيلس��وف الس��وري الكبير‬ ‫الطي��ب تيزيني " أن تطلب كل ش��يء‪،‬‬ ‫يقابل��ه م��ن الجه��ة األخرى ال ش��يء "‬ ‫واس��تناداً له��ذا النه��ج ظه��رت دعوات‬ ‫معارض��ة عل��ى مواق��ع التواص��ل‬ ‫االجتماعي للنزول والمش��اركة لرفض‬ ‫الدستور الجديد‪.‬‬

‫أم��ا النه��ج الثاني فهو نه��ج الحلم‬ ‫المشروع أي طلب الممكن كله إذا وضعت‬ ‫اإلرادة كلها‪ ،‬وهذا النهج يدعو لمقاطعة‬ ‫االس��تفتاء‪ ،‬ألن مجرد المش��اركة تعني‬ ‫اعتراف��ًا بش��رعية نظام تله��ج الحناجر‬ ‫على طول س��وريا وعرضها بإس��قاطه‬ ‫وعدم ش��رعيته وهذا النهج هو الطاغي‬ ‫داخل الطيف المعارض‪.‬‬ ‫أم��ام المش��هد الس��وري الدام��ي‬ ‫يقبع المجلس الوطني الس��وري والذي‬ ‫يدّع��ي تمثيل الش��ارع ف��ي العواصم‬ ‫األوروبية‪،‬مستمداً شرعيته من اإلعام‬ ‫والواق��ع االفتراضي‪ ،‬ونحن هنا ال ننكر‬ ‫ً‬ ‫ش��ريحة‬ ‫أن المجل��س الوطن��ي يمث��ل‬ ‫ً‬ ‫واس��عة م��ن الش��ارع الس��وري إال أنه‬ ‫كان حري��ًا به وبادعائه تمثيل الش��ارع‬ ‫أن يطرح دس��توراً موازيًا‪ ،‬يمثل تصور‬ ‫المجلس لس��وريا المس��تقبل‪ ،‬ورسالة‬ ‫تطمي��ن للمتخوفي��ن والمش��ككين‬ ‫بالدولة المرتقبة‪:‬‬ ‫� ه��ل يمل��ك المجل��س الوطن��ي‬ ‫ط��رح دس��تور ٍ دون الم��ادة الثالث��ة؟‬ ‫أو ط��رح دس��تور يعط��ي الم��رأة الحق‬ ‫بالرئاس��ة؟أو االعت��راف بالقومي��ات‬ ‫المكون��ة للش��عب الس��وري وحقوقها‬ ‫السياسية والثقافية؟‬ ‫النظ��ام والمعارض��ة يدّع��ون‬ ‫الش��رعية‪ ،‬والش��عب الس��وري األعزل‬ ‫يعي��ش زم��ن الم��رارة الت��ي ال تذهب‬ ‫دون أن تت��رك آثاره��ا كالج��دري ف��ي‬ ‫الضمي��ر العمي��ق للش��عوب‪ ،‬إال أن‬ ‫مس��يرة التاريخ ليست خبطًا من العماء‬ ‫المطل��ق‪ ،‬والقاتل والمقت��ول والظالم‬ ‫والمظلوم لم يتس��اووا يوماً‪ ،‬الشيطان‬ ‫وحده تس��توي عنده جميع الحاالت‪ ،‬في‬ ‫لحظ��ات الهف��وة يمت��زج الخير بالش��ر‬ ‫وينقس��م البش��ر تجنده��م العقائ��د‬ ‫واإليديولوجي��ات والح��كام م��ع ه��ذا‬ ‫وضد ذاك‪ ،‬ورش��ق الحج��ارة مطرٌ بين‬ ‫األطراف والح��ق ضائع في تيهٍ وال تيه‬ ‫موسى‪ ،‬ثم تذوب األيام وتذوب األزمات‬ ‫ويذهب الجميع‪ ،‬تاركين حرفًا أو سطراً‬ ‫في سجل التاريخ‪.‬‬ ‫بعد عام تقريبًا على اندالع الثورة‬ ‫الس��ورية ٍ‬ ‫حدد الشعب الس��وري مكانه‬ ‫ول��م يرتض��ي إال الصدارة في س��جل‬ ‫التاري��خ‪ ،‬إنه��ا القيام��ة قيامة الش��عب‬ ‫الس��وري وليذه��ب يه��وذا كل يه��وذا‬ ‫وبياطس كل بياطس إلى الجحيم‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫القي��ادة القطري��ة لح��زب البع��ث‪ ،‬كما‬ ‫نصت المادة (‪ )87‬الفق��رة الثانية على‬ ‫أنه إذا انتهت والي��ة رئيس الجمهورية‬ ‫ول��م يتم انتخاب رئيس جديد يس��تمر‬ ‫رئي��س الجمهوري��ة القائم بممارس��ة‬ ‫مهامه حتى انتخاب رئيس جديد‪ ،‬وكان‬ ‫أولى بالمش��رع أن يحيل مهام الرئاسة‬ ‫والحالة هذه لمجلس الوزراء بالوكالة‪.‬‬ ‫وعن صاحيات رئيس الجمهورية‬ ‫فق��د وردت في الم��واد م��ن (‪)97‬حتى‬ ‫(‪ )116‬وال يتس��ع المجال هنا لمناقش��ة‬ ‫الصاحي��ات القيصري��ة الممنوح��ة‬ ‫لرئي��س الجمهوري��ة وق��د فصلن��ا في‬ ‫مقال سابق عن الصاحيات االستثنائية‬ ‫ٍ‬ ‫الت��ي منحه��ا دس��تور ‪ 1973‬لرئي��س‬ ‫الجمهوري��ة ول��م ي��أت دس��تور ‪2012‬‬ ‫بجدي��د‪ ،‬وبغ��ض النظ��ر ع��ن مل��كات‬ ‫رئيس الجمهورية وقدراته السياس��ية‬ ‫والعلمي��ة ال يمك��ن لعاق��ل التس��ليم‬ ‫بقدرة ش��خص ف��رد عل��ى االضطاع‬ ‫به��ذه الصاحي��ات وقد يك��ون التعليل‬ ‫بأن الرئي��س يكون محاط��ًا بمجموعة‬ ‫من المستش��ارين واألكاديميين وهذه‬ ‫حال النظم الرئاس��ية إال أن القرار في‬ ‫سوريا يأتي من رأس الهرم أي شخص‬ ‫الرئيس‪ ،‬إن إعط��اء رئيس الجمهورية‬ ‫صاحيات فاقت تلك الممنوحة ألباطرة‬ ‫روم��ا لهو خ��رقٌ واض��ح لمب��دأ فصل‬ ‫الس��لطات وال��ذي بني��ت علي��ه النظم‬ ‫القانونية المتمدنة‪.‬‬ ‫وإمعاناً في حصر كافة الصاحيات‬ ‫بيد رئي��س الجمهورية أعطت��ه المادة‬ ‫(‪ )141‬تس��مية أعض��اء المحكم��ة‬ ‫الدس��تورية العلي��ا الس��بعة والذي��ن‬ ‫منحته��م الم��ادة (‪ )146‬اإلش��راف على‬ ‫انتخ��اب رئي��س الجمهوري��ة وتنظي��م‬ ‫االج��راءات الخاص��ة بذل��ك‪ ،‬والنظ��ر‬ ‫ف��ي الطع��ون الخاصة بصح��ة انتخاب‬ ‫الرئيس‪ ،‬وكان على المش��رع أن يعتمد‬ ‫ن��ص الم��ادة (‪ )116‬م��ن دس��تور عام‬ ‫‪ 1950‬والت��ي نصه��ا "تؤل��ف المحكمة‬ ‫العلي��ا م��ن س��بعة أعض��اء ينتخبه��م‬ ‫مجل��س النواب م��ن قائم��ة تحوي ‪14‬‬ ‫اسماً "‪.‬‬ ‫وع��ن الم��ادة (‪ )155‬أكتفي بذكر‬ ‫نصه��ا "تنته��ي م��دة والي��ة رئي��س‬ ‫الجمهوري��ة الحال��ي بانقض��اء س��بع‬ ‫سنوات ميادية من تاريخ أدائه القسم‬ ‫الدس��توري رئيس��ًا للجمهوري��ة ول��ه‬ ‫ح��ق الترش��ح مج��دداً لمنص��ب رئيس‬ ‫الجمهورية وتس��ري عليه أحكام المادة‬ ‫‪ /88/‬م��ن ه��ذا الدس��تور اعتب��اراً من‬ ‫االنتخابات الرئاسية القادمة "‪.‬‬ ‫ه��ذا وأعط��ت الحكومة الس��ورية‬ ‫لوزارة الداخلية مهمة اإلشراف وتنظيم‬

‫| هل تعترب نتيجة اال�شتفتاء حقيقية اإذا �شارك‬ ‫يف الت�شويــت ‪ 10%‬مــن ال�شعــب ال�شوري فقط‬ ‫حتى لو �شوتوا جميع ًا ل�شالح الد�شتور؟‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫بمبدأ التعددية السياس��ية‪ ،‬إال أن إلغاء‬ ‫ه��ذه الم��ادة ل��ه أثرٌ كاش��ف ال منش��أ‬ ‫للحال��ة القانوني��ة فحزب البع��ث عمليًا‬ ‫تخل��ى ع��ن صاحيات��ه لصال��ح أفرادٍ‬ ‫وفئات منذ أكثر من عشرين عامًا‪.‬‬ ‫ق��د تك��ون المب��ادئ االقتصادي��ة‬ ‫اإلض��اءة الوحيدة في الدس��تور الجديد‬ ‫فالمواد (‪)18�17�16�15�14�13‬تس��تند‬ ‫إلى مفهوم اقتصاد السوق االجتماعي‬ ‫ً‬ ‫بم��ا يكف��ل‬ ‫تنمية ش��املة م��ع مراعاةٍ‬ ‫لحق��وق المواطني��ن‪ ،‬وإذا م��ا ترافقت‬ ‫المبادئ الدستورية مع خطة اقتصادية‬ ‫مطه��رة م��ن الفس��اد والمحس��وبية‬ ‫ً‬ ‫وصفة ناجع��ة لعاج‬ ‫أمك��ن اعتباره��ا‬ ‫االقتصاد الس��وري المريض‪ .‬كما خطا‬ ‫المش��رع السوري لألمام حين نص في‬ ‫الفقرة الثانية م��ن المادة (‪ )15‬على ما‬ ‫يل��ي "يجب أن يك��ون التعويض معاد ًال‬ ‫للقيمة الحقيقية للملكية "‪.‬‬ ‫أم��ا ع��ن ب��اب الحق��وق والحريات‬ ‫وس��يادة القان��ون فس��أورد بعضاً من‬ ‫ه��ذه المواد تاركًا للقارئ المقارنة بين‬ ‫النص الدس��توري والواقع المعاش في‬ ‫سوريا‪:‬‬ ‫المادة (‪�1 :)33‬الحرية حق مقدس‬ ‫وتكفله الدولة للمواطنين‪.‬‬ ‫‪ �3‬المواطن��ون متس��اوون ف��ي‬ ‫الحقوق والواجبات‪ ،‬ال تمييز بينهم في‬ ‫ذلك بسبب الجنس أو األصل أو اللغة أو‬ ‫الدين أو العقيدة ‪.‬‬ ‫‪ �4‬تكف��ل الدول��ة مب��دأ تكاف��ؤ‬ ‫الفرص بين المواطنين‪.‬‬ ‫الم��ادة (‪ :)37‬س��رية المراس��ات‬ ‫البريدي��ة واالتص��االت الس��لكية‬ ‫والاس��لكية وغيره��ا مكفول��ة وف��ق‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫المادة (‪ :)38‬ال يجوز إبعاد المواطن‬ ‫عن الوطن‪ ،‬أو منعه من العودة إليه‪.‬‬ ‫المادة (‪:)53‬ال يجوز تعذيب أحد أو‬ ‫ً‬ ‫معاملة مهينة ويحدد القانون‬ ‫معاملته‬ ‫عقاب من يفعل ذلك‪.‬‬ ‫وف��ي ب��اب الس��لطة التنفيذي��ة‬ ‫نصت المادة (‪ )84‬على شروط الترشح‬ ‫لمنصب رئاسة الجمهورية نذكر منها‪،‬‬ ‫أن يك��ون متمتع��ًا بالجنس��ية العربية‬ ‫الس��ورية بالوالدة من أبوين متمتعين‬ ‫بالجنس��ية العربي��ة الس��ورية‪ ،‬وأن ال‬ ‫يك��ون متزوج��اً م��ن غير س��ورية وأن‬ ‫يكون مقيم��ًا في الجمهوري��ة العربية‬ ‫السورية لمدة ال تقل عن عشر سنوات‬ ‫إقامة متصلة دائم��ة عند تقديم طلب‬ ‫الترشيح‪.‬‬ ‫إن الم��ادة (‪ )84‬ش��ديدة الغراب��ة‬ ‫والفق��رة الخامس��ة منه��ا س��ابقة في‬ ‫تاريخ الدس��اتير الس��ورية‪ ،‬ه��ي ندا ٌء‬ ‫بحتمي��ة ٍ تاريخي��ة ٍ مقلوب��ة ودعوة ل‬ ‫" ديغ��ول وليني��ن وبوليف��ار واإلم��ام‬ ‫الخمين��ي ومحم��د علي وعب��د الرحمن‬ ‫الداخ��ل‪ ".......‬للبق��اء خ��ارج التاري��خ‬ ‫ولوقف إرادة الش��عوب و إرادة التغيير‪،‬‬ ‫وبنه��جٍ ش��اذ رب��ط المش��رع مفه��وم‬ ‫االنتم��اء باإلقام��ة الفعلي��ة وعلى هذا‬ ‫األس��اس ال يح��ق لل��داالي الم��ا الرابع‬ ‫عشر والمقيم في الهند قسراً منذ عام‬ ‫‪ 1959‬العودة للتيبت ليترأس شعبه‪.‬‬ ‫البد من ذكر التقدم الملحوظ عن‬ ‫الدس��تور الس��ابق في المادتي��ن (‪،86‬‬ ‫‪ )85‬إذ ت��م اس��تبدال االس��تفتاء عل��ى‬ ‫منصب رئاس��ة الجمهوري��ة باالنتخاب‬ ‫وبالتالي ضمان وجود أكثر من مرشح‪،‬‬ ‫كما منح مجلس الشعب صاحية تأييد‬ ‫حق المرش��ح لمنصب الرئاسة بد ًال من‬

‫‪5‬‬


‫الثـــــورة اليتيــــــمة‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫تدخل الثورة السورية بعد قليل‬ ‫عامها األول‪ ،‬ولعله من أش��د األع��وام‬ ‫ظ��ام�ًا ف��ي التاريخ ال��س��وري المثقل‬ ‫بالسواد واالستبداد على م��دى قرون‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫كتبنا فيما مضى ع��ن ال��س��وري‬ ‫الوحيد‪ ،‬ولكن يبدو اليوم أن ثورته أيضًا‬ ‫ليست وحيدة فحسب‪ ،‬بل ويتيمة كذلك‪.‬‬ ‫يزداد شعورنا يوما بعد يوم أن قضية‬ ‫الشعب السوري قد ترقى إلى مرتبة‬ ‫قضية فلسطين ال من ناحية مأساويتها‬ ‫وحسب‪ ،‬بل ومن ناحية كثرة "مؤيديها‬ ‫والمدافعين عنها" بالشعارات والكلمات‬ ‫والبطوالت الشعرية‪ .‬ولعلنا هنا نقتبس‬ ‫من قصيدة مؤلمة لشاعر سوريا الكبير‬ ‫نزار قباني وهي للمفارقة ذات القصيدة‬ ‫التي اقتبس منها مندوب سوريا في‬ ‫األمم المتحدة في هجومه على العرب‬ ‫فاع ًا ذلك على مبدأ "وال تقربوا الصاة"‪،‬‬ ‫يقول نزار في قصيدته تلك عن العرب‪:‬‬ ‫أدم���ت س��ي��اط ح��زي��ران ظهورهم‬ ‫فأدمنوها وب��اس��وا ك��فّ م��ن ضربا‬ ‫سقوا فلسطين أح��ام�اً مل�����ونة‬ ‫وأطعموها سخيف القول والخطبا‬ ‫وواع���دوه���ا وم���ا ج����اؤوا لموعدها‬ ‫وأس��ك��روه��ا وك��ان��ت خمرهم كذبا‬ ‫ليس هناك أصدق من هذه الكلمات‬ ‫في تعاطي العرب مع فلسطين عبر تاريخ‬ ‫هذه القضية‪ ،‬فبينما ادعوا أن الفلسطينيين‬ ‫إخ��وة لهم‪ ،‬كانت اللعنة تنزل على من‬ ‫يحمل أية وثيقة سفر فلسطينية‪ ،‬رغم‬ ‫أنهم –أي العرب – اخترعوا مسألة الوثائق‬ ‫"حفاظًا" على الهوية الفلسطينية‪ ،‬غير‬ ‫أنهم أوصلوا الفلسطيني إلى حد الكفر‬ ‫في مراكز الحدود والمطارات ال لشيء إال‬ ‫لكونه فلسطينيًا‪.‬‬ ‫واليوم يعيش السوريون – أو يكادون‬ ‫– دائرة أوسع من ذلك‪ ،‬فمن يدعون أنهم‬ ‫"أصدقاء سوريا" لم يقدموا لهم حتى‬ ‫اليوم سوى بعض الخيام الباستيكية‬ ‫دون حتى منحهم لقب "الجئ"‪ ،‬وكشفت‬ ‫جريدة الحياة في عددها بتاريخ ‪22‬‬ ‫شباط (فبراير) الجاري عن مأساة وجود‬ ‫يتعرض لها أكثر من عشرين ألف سوري‬ ‫(مصرح عنهم) داخل لبنان وبالذات في‬ ‫المناطق الشمالية حيث دخل بعضهم‬ ‫برضى منه أو عدمه في نزاعات مذهبية‬ ‫كان هو قد هرب منها أساسًا‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن عدم وصول أية مساعدات لهم‪ ،‬بل‬ ‫واألنكى من ذلك – تكشف الصحيفة‪-‬‬ ‫فإن الكثيرين من اللبنانيين أنفسهم‬ ‫في مناطق عكار ووادي خالد اشتكوا‬ ‫من أن زعماء تيار المستقبل قد قطعوا‬ ‫حتى معوناتهم عن أهل هذه المناطق‬ ‫وهم من المؤيدين لحركة ‪ 14‬آذار‪ ،‬وهي‬ ‫مفارقة ال يزال الكثيرون عاجزين عن‬ ‫تفسيرها‪ ،‬بينما ال أرى فيها سوى تماشيًا‬ ‫مع حركة النفاق السياسي التي تجري‬ ‫باسم سوريا والسوريين في كل مكان‬ ‫هذه األيام‪.‬‬ ‫سمعنا سابقًا الخطابات الهدارة‬ ‫في مجلس األمن و"اشمئزاز" البعض‬ ‫من الفيتو الروسي والصيني‪ ،‬حتى أن‬ ‫العاهل السعودي دخل مرحلة إحباط‬

‫عندما أدرك فجأة أن األمم المتحدة فقدت‬ ‫مصداقيتها مع أنني لم أفهم أين وجدها‬ ‫أص ًا‪ ،‬إال إذا كان يشير إلى الفصل األول‬ ‫من تدمير ال��ع��راق ع��ام ‪ ،1991‬بينما‬ ‫انتفخت أوداج بعض ال���وزراء العرب‬ ‫واألوروبيين واألت��راك وهم يصيحون‬ ‫في مؤتمراتهم الصحفية المنعقدة في‬ ‫أفخم الفنادق‪ ،‬وأنا أشهد بأن بعضهم‬ ‫قد عاد إلى سيارته يتصبب عرقًا من‬ ‫كثرة االنفعال‪ ،‬غير أن ما لم يشهده‬ ‫أحد هو سؤال أحد هؤالء لزوجته التي‬ ‫كانت تنتظره في السيارة بعد "حملة"‬ ‫تسوق مهمة (ليس لها عاقة بالقضية‬ ‫السورية) عن رأيها في "أدائه" في أحد‬ ‫تلك المؤتمرات!‬ ‫منذ الشهر األول للثورة افتتن‬ ‫الناس بالتصريحات البراقة والشرسة‬ ‫لرئيس الوزراء التركي‪ ،‬ووصل االفتتان‬ ‫ببعضهم إلى أن رفع أعام تركيا في‬ ‫بعض المظاهرات‪ ،‬وقد هوجم صاحب‬ ‫ه��ذه السطور بعنف من قبل البعض‬ ‫عندما أبديت رأيي بأن األمر ال يعدو أن‬ ‫يكون حملة انتخابية‪ ،‬فالترك لم يأبهوا‬ ‫لنا يومًا ول��ن يفعلوا إال بما تقتضيه‬ ‫مصالحهم الداخلية والخارجية على حد‬ ‫سواء‪ .‬لست أسرد ذلك اليوم ألقول لمن‬ ‫خالفني أنني كنت على حق‪ ،‬فليس هذا‬ ‫أوان ذل��ك‪ ،‬ولكنني أؤك��د من جديد أن‬ ‫الحل في سوريا يجب ولن يكون سوى‬ ‫سوريًا وهو أمر تجب إعادة التفكير فيه‬ ‫مليًا‪.‬‬ ‫ولكي تكتمل الصورة‪ ،‬خرج علينا‬ ‫رئيس جهاز االستخبارات األمريكية‬ ‫جيمس كابر بتصريحات وتحليات‬ ‫"ت��رجّ��ح" ضلوع ف��رع تنظيم القاعدة‬ ‫في العراق في تفجيرات دمشق وحلب‪،‬‬ ‫وأك��د في شهادته أم��ام لجنة القوات‬ ‫المسلحة في مجلس الشيوخ أن "جميع‬ ‫تلك التفجيرات تحمل بصمات القاعدة"‪.‬‬ ‫وه��ك��ذا فقد وفّ��ر كابر على النظام‬ ‫السوري وأجهزته "المختصة" تكاليف‬ ‫"رفع بصمات" الفاعلين بل ودافع حتى‬ ‫ع��ن التصريحات "ال��ف��وري��ة" لإلعام‬ ‫ال��س��وري الرسمي في تلك المسألة‪.‬‬ ‫غير أن كابر لم يتوقف عند مسألة‬ ‫التفجيرات بل زاد عليها "انزعاجه" من‬ ‫تواجد "متطرفين" في صفوف المعارضة‪.‬‬ ‫لسنا بحاجة هنا إلى تعليق كثير على ما‬ ‫أظن‪ ،‬وستكشف األيام القادمة ربما عن‬ ‫رسالة شكر خاصة من المخابرات العامة‬ ‫السورية إلى كابر مع عروض سخية‬ ‫لخدمات إضافية في "مكافحة اإلرهاب"‬ ‫على سبيل مواصلة عاقات الود والوئام‬ ‫بين الجهازين‪.‬‬ ‫انتظروا فالمسألة لم تتوقف هنا‪.‬‬ ‫فرغم تأكيد عبور سفينتين إيرانيتين‬ ‫لقناة السويس باإلضافة إلى تقارير‬ ‫لوسائل إع��ام إيرانية تؤكد وص��ول‬ ‫السفينتين إلى مرفأ طرطوس‪ّ ،‬‬ ‫أطل‬ ‫علينا المتحدث باسم وزارة الدفاع‬ ‫األمريكية بأنه "ليس لدينا أي دليل البتة‬ ‫على أن السفينتين قد رستا في موانئ‬ ‫سوريا"‪ ،‬وأضاف أن الواليات المتحدة ترى‬ ‫أن السفينتين "لم ترسوا في سوريا‬ ‫في واقع األمر"‪ .‬ويبدو أن اإليرانيين قد‬ ‫طلوا السفينتين بالحبر السري وانطلت‬

‫الخديعة على البحرية األمريكية!‬ ‫ما يزيد انزعاجي هذه األيام هو أن‬ ‫المعارضة السورية ال تريد أن تتعامل‬ ‫مع المسألة سياسيًا‪ ،‬وإنما يعتقد معظم‬ ‫وجوهها سواء منهم ذوو التاريخ النضالي‬ ‫أو أولئك الطارئون على العمل السياسي‬ ‫وع��ل��ى الظهور اإلع��ام��ي‪ ،‬يعتقدون‬ ‫بأن األمور في العالم تسير على نسق‬ ‫كتبهم ومقاالتهم التي مألت معارض‬ ‫الكتاب وأرصفة الشوارع صراخًا وعوي ًا‬ ‫على حقوق إنسان يموت من الجوع‬ ‫والبرد والمهانة يومياً في كل بلد عربي‪.‬‬ ‫يواصل كل هؤالء نحيبهم وسفرياتهم‬ ‫التي ال تهدأ ثم يبدؤون الهجوم على قوى‬ ‫بعينها أو على بعضهم بعضًا‪ .‬يتكلمون‬ ‫عن األم��م المتحدة وكأنها كانت على‬ ‫الدوام حامية العدالة في العالم‪ ،‬بينما‬ ‫ينسون أو يتناسون أن هذه المنظمة‬ ‫ظلمت شعوبًا في العالم أكثر مما عدلت‪،‬‬ ‫فاألمر سياسة ومصالح‪ .‬يتكلمون عن‬ ‫الجامعة العربية وكأنها تملك عصا‬ ‫موسى التي ستنقلب ثعبانًا يأكل النظام‬ ‫السوري في أي��ام‪ .‬ولعل نبيل العربي‬ ‫األم��ي��ن ال��ع��ام لتلك الجامعة اختصر‬ ‫المسألة عندما سأله صحفي سوري‬ ‫بأن "الشعب يريد إعدام الرئيس وأنتم‬ ‫ترسلون له مراقبين؟" فكان رده وألول‬ ‫مرة (وآخر مرة) واقعيًا بأن قال‪" :‬اعدموه‪،‬‬ ‫هو حد ماسككم!"‪ .‬فالرجل ورغم مآخذنا‬ ‫الكبيرة عليه يقول إذا كنتم قادرين على‬ ‫حلها فافعلوها وال تستنجدوا بنا‪ ،‬فنحن‬ ‫أصحاب سياسة وأنتم أصحاب ثورة‪ .‬وهو‬ ‫ما أتمنى أن تفهمه المعارضة وتكف‬ ‫عن إغراقنا ب��آالف الرسائل يوميًا عن‬ ‫"الظهور في قناة الجزيرة الساعة كذا"‪،‬‬ ‫و"مداخلتي على قناة العربية الساعة‬ ‫كذا"‪" ،‬أعطوني آراءكم قبل الساعة كذا‬ ‫ألنني سأظهر على قناة الحرة" وكأنهم‬ ‫في برنامج مسابقات شعرية أو مهرجان‬ ‫تسوق وليس ثورة يموت أبناؤها تحت‬ ‫سنابك الخيل بينما "فرسان" الفيس‬ ‫بوك وستاربكس وساحة تقسيم وجسر‬ ‫لندن يناضلون عبر أجهزتهم االلكترونية‬ ‫برفقة عائاتهم ب��ل وب���دؤوا حمات‬ ‫"التسول" من أج��ل السوريين والتي‬ ‫لم نعلم حتى اآلن من سيتولى جمعها‬ ‫و"حفظها" لتوزيعها على السوريين إلى‬ ‫حين إقرار معضلة الممرات اآلمنة التي‬

‫خالد كنفاني‬

‫ال يملك أي إنسان على وجه المعمورة أي‬ ‫تصوّر عنها وال عن شكلها وال ماهيتها‪.‬‬ ‫وال ضير‪ ،‬ستبقى األم��وال "في الحفظ‬ ‫والصون" حتى يحين الموعد‪.‬‬ ‫يقول كثير من المعارضين اليوم‬ ‫بأنهم ال يتطلعون إلى مناصب أو سلطة‪،‬‬ ‫وأنهم سيعودون إلى حياتهم الطبيعية‬ ‫قبل الثورة بعد أن يتأكدوا من إسقاط‬ ‫النظام‪ ،‬والسؤال هنا‪ :‬هل عندما سيأتي‬ ‫وقت تحمّل المسؤولية سيدير هؤالء‬ ‫ظهورهم لسوريا ويواصلون حياتهم‬ ‫وكأن ذلك كان فص ًا تشويقياً أو سياحيًا‬ ‫في تاريخ حياتهم؟ أم أنهم يعلمون‬ ‫سلفًا أن المرحلة القادمة ستكون األشد‬ ‫واألقسى في تاريخ هذا البلد ألنها مرحلة‬ ‫بناء نفسي واجتماعي وثقافي كاملة‬ ‫وهم ال يقدرون سوى على الكام؟ أم‬ ‫أنهم يعلمون أن غالبيتهم يحملون‬ ‫جنسيات أجنبية في أوط��ان تدفع لهم‬ ‫رواتبهم ونفقات عاجهم وحتى دفنهم‬ ‫فيما بعد وه��ي مكتسبات لن يقبلوا‬ ‫التخلي عنها ألجل وطن منهار متمزق؟‬ ‫أعلم أن هذا الكام لن يعجب أحداً‪،‬‬ ‫ولكن أن يولد المرء يتيمًا فهذا قدره‪،‬‬ ‫أما حين يدعي عشرون شخصًا أبوّته‬ ‫فتلك المصيبة‪ ،‬فهو لم يعد يكترث‬ ‫بنسبه بمقدار ما يكترث بمن ينتشله من‬ ‫الغرق‪ .‬يؤمن السوريون مثل غيرهم بأن‬ ‫الموت آت ال محالة‪ ،‬وهي مسألة ال عاقة‬ ‫للدين فيها‪ ،‬فالموت أمر حتمي‪ ،‬ولكنهم‬ ‫يتطلعون إلى إنقاذ كرامتهم وشرفهم‬ ‫وإبائهم ليحيا أبناؤهم على تلك القيم‪.‬‬ ‫إن هذا الوطن يحتاج رجا ًال ونسا ًء على‬ ‫مستوى وطني وتاريخي شجاع ومقدام‪،‬‬ ‫يعيشون بيننا ويشاطروننا آالمنا ويبنون‬ ‫معنا أحامنا‪ .‬ع��ذراً ه��ذه المرة ولكن‬ ‫الكلمات لم تشبعني أربعين عامًا حتى‬ ‫تشبعني اليوم‪ ،‬ولن آكل بعد اليوم طعامًا‬ ‫ال أحبه ولو كان الثمن أن أموت جوعًا‪.‬‬ ‫آخر الكام‪ :‬يقول الشاعر‬ ‫ُ‬ ‫ح��ي��ث ت��ب��دو ال��ح��ي��ا ُة‬ ‫ف���إمّ���ا إل���ى‬ ‫ل��ع��ي��ن��ي��كَ م��ك��رم��ة ً تُ��غ��ن�����مُ‬ ‫وإمّ����ا إل���ى ج����دَثٍ ل��م يك�����ن‬ ‫ل��يَ��ف��ضُ��ل��ه ب��يْ��تُ��كَ ال��م� ْ‬ ‫�ظ��ل�����مُ‬ ‫أأوج�������عُ م���ن أنّ������كَ ال���م���زدرى‬ ‫وأق����تَ� ُ‬ ‫���ل م���ن أنّ�����كَ ال��مُ��ع��دمُ‬


‫زينب محمود‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫ش��اهدناها ف��ي عه��د القذافي وش��هور‬ ‫الثورة وممارساته المش��ينة والمتوحشة‬ ‫للجرحى من الثوار في المستشفيات‪.‬‬ ‫أم��ا ما يح��ز ف��ي النف��س ويقمعها‪،‬‬ ‫مشاهدة ملحوظات غير مسؤولة وعنصرية‬ ‫بين أبناء الوطن الواحد حتى على (الفيس‬ ‫ب��وك) كعبارة تطل��ق عل��ى القادمين من‬ ‫مواطنيه��م بالغ��زو الصليب��ي‪ ،‬وكأنه��م‬ ‫قادمون لإلس��تياء عل��ى المناصب الهامة‬ ‫والث��روة وحرمان الداخل منه��ا‪ ،‬وانتقادات‬ ‫وتس��اؤالت م��ن قبي��ل‪ ،‬أين كان��وا عند ما‬ ‫كان الداخل يعاني من ممارسات القذافي؟‬ ‫وكأن المغتربي��ن المجبوري��ن على البقاء‬ ‫في الغربة ويعانون م��ن تبعاتها والحنين‬ ‫إل��ي وطنه��م‪ ،‬س��لموا من بطش��ه‪ ،‬وغاب‬ ‫ع��ن باله��م تل��ك الماحق��ات والتصفيات‬ ‫الجسدية التي طالتهم بالخارج‪.‬‬ ‫وم��ن بي��ن االنتق��ادات؛ تل��ك الت��ي‬ ‫أحاط��ت بوزي��رة الصح��ة العائ��دة‪ ،‬بعذر‬ ‫أن المغتربي��ن ال يتوف��رون عل��ى الخبرة‬ ‫باألوض��اع في هذا القط��اع حتى لو كانوا‬ ‫عل��ى دراي��ة وذوي كفاءة تؤهله��م لهذا‬ ‫المنصب واالضطاع به‪ ،‬فيستفيد منهم‬ ‫هذا القط��اع التعيس بإمكاناته الضئيلة‪،‬‬ ‫وما يعتريه من نقص شديد في الكوادر‪،‬‬ ‫وتصحي��ح الممارس��ات الخاطئ��ة‪ ،‬الت��ي‬ ‫ألحقت الضرر به‪ ،‬ليصب��ح قطاعًا مؤه ًا‬ ‫صالحاً للمواطن الس��تخدامه‪ .‬فهي أو من‬ ‫ف��ي كفاءتها‪ ،‬توظ��ف خبرته��ا للنهوض‬ ‫به��ذا المرف��ق وتضع��ه عل��ى الطري��ق‬ ‫الصحيح خاصة أنها فترة موقتة‪.‬‬ ‫كم��ا أن هناك من يرى بأن التش��بع‬ ‫بثقافة اآلخر سيجلب نوعًا من المفسدة‪،‬‬ ‫فهو لديه نظرة تنطوي على اتهامات غير‬ ‫مباشرة للمغتربين بأنهم ال ينفصلون عن‬ ‫أولئك الغربيين المتهمين دائمًا بالتفسخ‬ ‫األخاق��ي‪ ،‬إذ أنه��م بش��كل أو بآخر ال بد‬ ‫وأنه��م امتصوا ما في الغرب وتش��ربوه‪،‬‬ ‫وكأن كل ماه��و ف��ي الغ��رب فاس��د‪ ،‬وأن‬ ‫خال م��ن مظاهر الفس��اد‪ ،‬التي‬ ‫الداخ��ل ٍ‬

‫تمثلت ف��ي تعاطي المخدرات واالغتصاب‬ ‫إلى غير ذل��ك من الموبق��ات قبل الثورة‬ ‫وأثنائه��ا‪ ،‬والت��ي ش��هدها كل العال��م‪.‬‬ ‫والبع��ض يغفل أن أكث��ر المهاجرين هم‬ ‫ملتزمون‪ ،‬ومنهم من يجند نفسه كممثل‬ ‫ش��رعي للهوية السابقة ويسد كل أبواب‬ ‫التعاط��ي م��ع الهوي��ة الجدي��دة ويدينها‬ ‫ويطرحها البنائه بش��كل مشوه ليتشبثوا‬ ‫بهويته��م بم��ا يحملونه ف��ي الذاكرة من‬ ‫ع��ادات وتقاليد والتأكي��د عليها حتى وإن‬ ‫كان بعضها غير س��ديد‪ ،‬مما أحدث إرباكًا‬ ‫ف��ي حياته��م وقص��وراً في فه��م ثقافة‬ ‫اآلخر‪ ،‬والتأقلم وبالتالي التعامل بش��كل‬ ‫عقان��ي مع المعطيات الجديدة‪ ،‬فأخفقوا‬ ‫ف��ي إح��داث التناس��ق المطل��وب ال��ذي‬ ‫يحق��ق التفاعل المتوازن بي��ن الهويتين‬ ‫عل��ى اختافهما‪ ،‬مما أنتج أجي��ا ًال ممزقة‬ ‫ومنش��طرة ومنقس��مة على نفسها على‬ ‫أكثر من صعيد‪ .‬بينما اجتازت شريحة من‬ ‫المغتربين بع��ض العقب��ات وأفلحت في‬ ‫التعاط��ي م��ع الواقع ول��م تتجاهل نقاط‬ ‫االتف��اق التي م��ن ش��أنها أن تقربها من‬ ‫المجتم��ع التي وجدت فيه ماذاً ولم تنس‬ ‫هويته��ا األصلية‪ ،‬فانعك��س على أبنائها‬ ‫إيجابياً وهذا ليس باألمر الهيّن‪.‬‬ ‫إن دور اإلعام ف��ي هذا الصدد دور‬ ‫حاس��م وضروري‪ ،‬لف��رد مس��احة كبيرة‬ ‫لط��رح هذه األمور الهام��ة‪ ،‬والتي ال تقل‬ ‫خطورته��ا ع��ن م��ا كان يب��ذره القذافي‬ ‫وأزالم��ه ويرس��خه ف��ي أذه��ان الن��اس‬ ‫ليشوه س��معة هؤالء المهاجرين‪ ،‬خاصة‬ ‫معارضيه‪ ،‬مم��ا أحدث نف��وراً ممن خارج‬ ‫الوطن إلى درجة السخط عليهم‪ ،‬ولربما‬ ‫عدم تقبلهم أو حتى تصنيفهم من الدرجة‬ ‫الثاني��ة‪ .‬المهاجرون الذين عان��وا الغربة‬ ‫بأقسى حاالتها‪ .‬آباء مدفوعون للحياة في‬ ‫مجتمع غربي ال يس��تطيعون الرجوع إلى‬ ‫بلدانهم وبيئاتهم األصلية نتيجة لظروف‬ ‫يتعلق أغلبها بأسباب سياسية‪ .‬فليس كل‬ ‫مغترب يحظ��ى بحياة مرفه��ة‪ ،‬وهاجس‬ ‫الوطن دائم��اً يقض مضجع��ه‪ .‬معاناة ال‬

‫يش��عر به��ا إال من خ��اض ه��ذه التجربة‬ ‫بإيجابياته��ا وس��لبياتها‪ .‬ناهي��ك ع��ن ما‬ ‫ياقيه بع��ض المهاجرين من إهمال في‬ ‫بعض مجتمعات الغ��رب باعتبارهم ذوي‬ ‫خصائص مغاي��رة ومطالب خاصة‪ ،‬ولعل‬ ‫تنام��ي الثقاف��ة االصولي��ة ف��ي صفوف‬ ‫المهاجرين نتيجة مباشرة لهذه األوضاع‪.‬‬ ‫وس��نكون جاحدين إذا ل��م يكن لدينا‬ ‫امتنان للبلد المس��تضيف الذي لم يهضم‬ ‫حق��وق المهاجري��ن ووف��ر له��م األم��ان‬ ‫والرعاي��ة الصحي��ة والمعاملة اإلنس��انية‬ ‫التي لم يتمتعوا به��ا في بلدهم األصلي‪،‬‬ ‫ب��ل اضطه��دوا وأُمعِن ف��ي حرمانهم من‬ ‫وطنه��م وأهليهم‪ .‬ولكن االنتم��اء والوالء‬ ‫ال من��ازع في أنهما للوطن األم‪ ،‬والحصول‬ ‫على جنس��ية البل��د الثان��ي وبالتالي جواز‬ ‫الس��فر ال يضير‪ ،‬بل سهّل وال يزال الحياة‬ ‫لهؤالء المهاجرين‪ .‬وبالتالي سيكون حلقة‬ ‫وصل كبيرة ووثيقة وذا جدوى في ميادين‬ ‫ش��تى من ش��أنها س��د الهوّة‪ ،‬التي تقلق‬ ‫الطرفي��ن والتقري��ب م��ن وجه��ات النظر‬ ‫بمحاول��ة التقليل من تكريس نظرتنا إلى‬ ‫الغرب بوصفه المس��تعمر الدائم ونظرته‬ ‫بأن العالم الثالث متخلف ويصدّر اإلرهاب‪.‬‬ ‫كل ذلك يتم إذا أحسنّا وأفلحنا في التعامل‬ ‫مع ه��ذا األمر م��ع الحيطة والح��ذر‪ .‬وكما‬ ‫يقول المثل (المال الس��ايب يعلم الهبش)‬ ‫نتوان في التسيب‪.‬‬ ‫ونحن لم َ‬ ‫ً‬ ‫األج��دى بن��ا إذا واألنج��ع تهيئ��ة‬ ‫األرضي��ة الحت��واء المهاجري��ن وتوفي��ر‬ ‫الوس��ائل المريح��ة والمش��جعة عل��ى‬ ‫العودة‪ ،‬واالس��تفادة بقدراتهم وخبراتهم‬ ‫وتفعيله��ا ف��ي مجاالتها لتس��ريع عملية‬ ‫البن��اء والمس��اهمة ف��ي الرق��ي بالوطن‬ ‫بكل جدارة‪ .‬والمنافس��ة الشريفة البناءة‬ ‫للجمي��ع من أج��ل ه��ذا الوط��ن بتفعيل‬ ‫طاقاتن��ا وقدراتن��ا والعط��اء المتب��ادل ال‬ ‫تفسد للود والوطن قضية‪.‬‬ ‫إعامية ليبية‬ ‫عن القدس العربي ‪2012 / 2 / 21‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تتعال��ى بع��ض األصوات م��ن حين‬ ‫آلخ��ر‪ ،‬لس��حب جنس��ية البل��د الثاني من‬ ‫ذوي الجنس��يتين‪ ،‬في حال اعتاء منصب‬ ‫رئيس الدول��ة أو حتى ما دون ذلك‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أج��ده غير منطقي وال يخدم ظروف‬ ‫البلد في هذه المرحلة الحرجة‪ .‬إذ يقصي‬ ‫ذل��ك المواط��ن الليبي المهاج��ر لظروف‬ ‫متباينة وقهرية‪ ،‬وأخص منها السياسية‪،‬‬ ‫عن بلده ويجعل ردود فعله س��لبية تجاه‬ ‫الع��زف عل��ى وتيرة ال��والء‪ ،‬الت��ي يعتقد‬ ‫بعضه��م أن��ه لربم��ا يك��ون تج��اه البل��د‬ ‫الثان��ي‪ ،‬ال��ذي قضوا به بع��ض الوقت أو‬ ‫جل��ه‪ ،‬مما يؤثر في مواقفه الوطنية تجاه‬ ‫بل��ده األول عن��د اتخاذ أي ق��رار يهم هذا‬ ‫البل��د‪ ،‬خاصة في حالة نش��وب حرب بين‬ ‫البلدي��ن‪ ،‬فيغلب عليه ال��والء لذلك البلد‬ ‫ولعله يصب��ح مرتزقاً له‪ .‬هذه النغمة في‬ ‫اعتق��ادي تؤلم كل مهاج��ر‪ ،‬خاصة‪ ،‬التي‬ ‫جن��ت علي��ه ظ��روف القم��ع واالضطهاد‪،‬‬ ‫فأجبر على اللجوء‪.‬‬ ‫نق��ول إن المزاي��دة عل��ى الوطني��ة‬ ‫والطعن فيها أحيان��اً‪ ،‬واالجتهاد في خلق‬ ‫الحساس��يات بي��ن أبن��اء الوط��ن الواحد‪،‬‬ ‫ه��ي أمور ال تس��من وال تغن��ي من جوع‪،‬‬ ‫بل تفاق��م الفرقة‪ ،‬التي ح��اول تعزيزها‬ ‫النظام الس��ابق عل��ى الصعي��د الداخلي‬ ‫والخارجي‪ ،‬وتؤدي إلى عزوف البعض عن‬ ‫الع��ودة للوطن فتحرمه مس��اهمة أبنائه‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫اإلحس��اس بالوطن متج��ذر بداخلنا‬ ‫أينما كنا‪ ،‬وال نسمح بالمزايدة عليه‪ ،‬ومما‬ ‫يعزز قولي ه��ذا‪ ،‬إن بعضَا من مهاجرينا‬ ‫م��ن قام بأداء واجبه الوطني وعلى أكمل‬ ‫وجه‪ ،‬س��واء بدف��ع حياته عل��ى الجبهة أو‬ ‫بالمش��اركة بأعمال ثورية وإنسانية‪ ،‬وإن‬ ‫بع��ض م��ن بالداخ��ل أس��اءوا وال يزالون‬ ‫له��ذه الوطني��ة‪ ،‬ويضع��ون وطنه��م في‬ ‫الم��زاد العلن��ي س��واء لق��وى داخلي��ة أو‬ ‫خارجية‪ .‬هذا إلى جانب ما يحمله المهاجر‬ ‫من مش��اعر فياضة نحو هذا الوطن وهو‬ ‫هدفه ومرم��اه والكثير يرن��و إلى العودة‬ ‫فيجتهد ويكد ويطل��ب العا ليجني وطنه‬ ‫ثم��ار عمله وعلمه‪ .‬والمغتربون جلهم لن‬ ‫يكونوا عالة على الوطن بل هم مكس��ب‬ ‫وعض��د ل��ه‪ .‬ه��م ق��وة مهاج��رة تمتلك‬ ‫كفاءات وقدرات علمية وتحصي ًا دراس��يًا‬ ‫عالي��اً‪ ،‬واألج��دى احتضانه��م‪ ،‬ودعمه��م‬ ‫مادي��اً ومعنويًا‪ .‬والخط��وة التي قامت بها‬ ‫الحكومة االنتقالية بتبني الدارسين على‬ ‫حس��ابهم م��ن ذوي الدراس��ات العليا في‬ ‫المهج��ر خطوة بن��اءة‪ ،‬والمزيد من هكذا‬ ‫التفاتات للمهاجرين وأبنائهم س��ينعكس‬ ‫إيجابي��اً ويزيد جرعة ال��والء للوطن وحب‬ ‫العودة إليه واستثمار قدراتهم فيه‪.‬‬ ‫ونح��ن هن��ا ال نزايد عل��ى مواطنينا‬ ‫بالداخ��ل أو نطع��ن في كفاءته��م‪ ،‬وإنما‬ ‫ك��وارث اإلهم��ال الت��ي حل��ت بقطاع��ات‬ ‫ع��دة‪ ،‬أهمه��ا قطاع الصح��ة‪ ،‬منها تمثل‪،‬‬ ‫وهنا ش��ر البلية ما يضح��ك‪ ،‬في مفارقة‬ ‫التق��اط جرثوم��ة م��ن المستش��فى أدت‬ ‫إلى القض��اء على بعضهم وه��و القطاع‬ ‫المن��وط به الوقاية والملج��أ اآلمن للذين‬ ‫يرتادون��ه‪ ،‬ناهيك ع��ن الفوضى اإلدارية‬ ‫الت��ي أدت إلى نتائج وخيم��ة خاصة التي‬

‫من الربيع العربي ‪. .‬‬

‫ليبيا وعاء للجميع‬ ‫والوطنيــــة ال تقبـــل املزايــــدة‬

‫‪7‬‬


‫اأبو ال�شهيد ‪ ...‬ارفع را�شك‬

‫سعاد يوسف‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫م�شهد ‪1‬‬

‫دوم��ا‪ ...‬مظاه��رة عن��د الجام��ع‬ ‫الكبي��ر‪ ...‬أبتع��د أن��ا قلي ًا ف��ي محاولة‬ ‫مني اللتقاط صور من زوايا مختلفة‪...‬‬ ‫ش��كلي والثياب الت��ي أرتديها والكاميرا‬ ‫الت��ي أحملها ف��ي ي��دي‪ ،‬جميعها أوحت‬ ‫لذلك الرجل الذي ال يتجاوز الستين من‬ ‫عمره بأنني لس��ت من سكان المنطقة‪،‬‬ ‫فاقت��رب من��ي بخط��ى خجول��ة وب��دأ‬ ‫يتأملن��ي عن قرب‪ ...‬ش��يء م��ا جعلني‬ ‫أحس بأن أحداً يراقبني رغم أن نظري‬ ‫كان مركزاً على "غرافيتي" لوجه بشار‬ ‫األس��د عل��ى ش��كل ش��يطان كان يمأل‬ ‫جدران الجامع‪...‬‬ ‫التف��تّ إل��ى يس��اري ألج��د ذل��ك‬ ‫الرجل البس��يط الذي يرتدي "ش��روا ًال"‬ ‫أسود وسترة أظن أنه لم يقتني غيرها‬ ‫منذ عدة سنين‪ ،‬وفي عينيه حزن ورجاء‬ ‫لم أستطع أن أدير ظهري لهما‪ .‬اقتربت‬ ‫منه وألقيت عليه التحية‪:‬‬ ‫ مرحبا عم‬‫ أهلي��ن ي��ا بنتي‪ ...‬أنت��ي مو من‬‫هون‪ ...‬صحفية؟‬ ‫ يعني‪ ...‬نوعاً ما‪ ...‬كيفك عم؟‬‫ يعني فيك تساعديني؟‬‫وب��دأ يحكي ل��ي قصة ابن��ه الذي‬ ‫استش��هد ي��وم الجمعة الفائ��ت بعد أن‬ ‫أطلق األمن النار عل��ى المظاهرة التي‬ ‫خرجت بعد صاة الظهر‪ .‬أخرج من جيبة‬ ‫جوا ًال‪ ،‬وبدأ يريني صور جثة ابنه‪ ،‬وفي‬ ‫الوقت نفسه كانت أخت الشهيد تقترب‬ ‫من��ا وه��ي ترفع ص��ورة كبي��رة ألخيها‬ ‫وق��د كتب اس��مه تحتها‪ ...‬ل��م أملك إال‬ ‫أن أس��تمع إليهم‪ ،‬لم أع��رف ماذا يمكن‬ ‫ل��ي أن أقدم له��م‪ ...‬أب مفج��وع وأخت‬ ‫ال ت��كاد تصدق وأخت أصغ��ر ال تعي ما‬ ‫يح��دث‪ ...‬وأنا‪ ،‬صحفية مش��هورة على‬ ‫ما يب��دو‪ ،‬تس��تطيع أن تس��تمع إليهم‪،‬‬ ‫وهم يظنون أنها ق��د توصل حكايتهم‬ ‫إل��ى كل الدني��ا‪ ...‬آه يا عم ل��و تدري‪...‬‬ ‫ش��هداؤنا أصبح��وا كث��راً‪ ،‬وكثي��رة هي‬ ‫القصص التي علينا أن نرويها‪...‬‬

‫م�شهد ‪2‬‬

‫برزة‪ ...‬وتشييع جديد‪...‬‬ ‫قبل أن نذه��ب كان حديثنا وهمنا‬ ‫الش��اغل ه��و إحساس��نا بع��دم جدوانا‬ ‫أمام كل هذه الدماء‪ ...‬فما فائدة مقالة‬ ‫نكتبها أو صورة نلتقطها؟ ليت بإمكاننا‬ ‫أن نوقف آل��ة الموت اللعين��ة تلك‪ ،‬ولو‬ ‫ليوم واحد‪...‬‬ ‫وهن��اك‪ ،‬ف��ي ب��رزة‪ ،‬كن��ا نهتف‬ ‫بم��لء حناجرن��ا "صمتك��م يقتلن��ا‪،‬‬ ‫وغي��ر اهلل م��ا إلنا"‪ ،‬حين ب��دأ إطاق‬ ‫رص��اص كثيف‪ .‬ركضن��ا‪ ...‬تفرقنا‪...‬‬ ‫وقف��ت أنا بعي��داً قرب أح��د المنازل‪،‬‬ ‫وإذ بام��رأة عجوز تقترب مني‪" ...‬اهلل‬ ‫يحميكون يا بنتي‪ ...‬هاد تشييع ابني‬ ‫كان‪ ...‬اهلل يحميك��ون أنت��و أملن��ا‪...‬‬ ‫اهلل ينصركون‪ ...‬ال تيأسوا يا خالة‪...‬‬ ‫ابني ما م��ات باش ودمو مارح يروح‬ ‫هدر‪ ...‬أنتو األمل‪"...‬‬ ‫وابتعدت وهي ال تمل من ترديد‬

‫هاتي��ن الكلمتين "أنت��و األمل‪ ...‬أنتو‬ ‫األمل‪"...‬‬

‫م�شهد ‪3‬‬

‫تدمر‪ ...‬الزبداني‬ ‫منذ حوالي أربع سنين علم بوجود‬ ‫فرص عمل في الزبداني‪ ...‬ترك منزله‬ ‫البسيط في تدمر وذهب مع عائلته بحثًا‬ ‫عن رزقه هناك‪...‬عاش��وا حي��اة هادئة‬ ‫تش��به حياة أية عائلة في تلك المدينة‬ ‫الهادئة شتاء والصاخبة صيفاً‪ ،‬وأنجبوا‬ ‫طفلة جديدة منذ حوالي السنة‪...‬‬ ‫في إحدى حم��ات النظام الهمجية‬ ‫عل��ى المدينة‪ ،‬ق��رر أن يه��رب وعائلته‬ ‫ويعود إلى تدمر بحثاً عن أمان افتقدوه‬ ‫منذ شهور‪ ...‬وفي طريقهم إلى دمشق‬ ‫أطل��ق عناص��ر أح��د الحواج��ز األمنية‬ ‫الن��ار عليه��م‪ ،‬ف��أردوا ابني��ه قتيلي��ن‪،‬‬ ‫وأصيب��ت ابنته ذات العش��رة أعوام في‬ ‫ذراعه��ا‪ ...‬رأيته��م بع��د أن وصلوا إلى‬ ‫أحد المس��توصفات في دمش��ق‪ ...‬هو‪،‬‬ ‫ل��م يع��د يملك م��ن الدنيا س��وى ابنته‬ ‫الجريحة‪ ،‬وابنت��ه التي لم تكد تبلغ من‬ ‫العم��ر عام��اً واح��داً‪ ،‬وزوجت��ه التي لم‬ ‫تكن تراني حتى عندما كانت تنظر في‬ ‫عيني‪ ،‬بل ربما كانت ترى في كل عين‬ ‫واحداً من أوالدها الذي استش��هدوا قبل‬ ‫س��اعة أو أكثر قلي�� ًا‪ ،‬وإله ل��م يبق له‬ ‫سواه كي يلتجئ إليه‪" ...‬يا اهلل‪ ...‬يا اهلل‬ ‫ما إلنا غيرك‪ ...‬يا اهلل‪"...‬‬

‫م�شهد ‪4‬‬

‫القابون‪...‬‬ ‫منذ أكثر من ش��هر وأن��ا ألح عليه‬ ‫كي يأخذني إلى القابون أللتقط بعض‬ ‫الصور‪ ،‬والبارحة فقط وافق‪...‬‬ ‫بعد صاة الظهر اتجهنا إلى هناك‪،‬‬ ‫دخلن��ا من طرق فرعية تجنب��ًا لمرورنا‬ ‫عل��ى أي حاج��ز‪ ،‬واس��تطعنا أن نتجول‬ ‫بحرية في العديد من الطرقات والتقطت‬ ‫ص��وراً لجدران زينتها كلم��ات "حرية‪...‬‬ ‫ارح��ل ي��ا س��فاح‪ ...‬بدن��ا المعتقلين‪...‬‬ ‫المج��د للش��هداء"‪ ...‬وأطف��ال يعودون‬ ‫إلى بيوتهم راكضي��ن وبعضهم يهتف‬ ‫بينه وبين نفسه وبصوت ال يكاد يسمع‬ ‫"يلعن روحك‪ ...‬أبو حافظ‪"...‬‬ ‫"أل��م تكتفي من التق��اط الصور؟‬ ‫الوض��ع ليس مريحًا ج��داً ومن األفضل‬ ‫أن نخ��رج من القاب��ون‪ ...‬وأن��ا أريد أن‬ ‫أمر عل��ى من��زل والدي أللق��ي عليهما‬ ‫التحية‪"...‬‬ ‫وضع��ت الكامي��را ف��ي حقيبت��ي‬ ‫واتجهن��ا نح��و من��زل أهل��ه‪ ...‬الوض��ع‬ ‫يب��دو طبيعي��ًا‪ ...‬ركن��ا الس��يارة ف��ي‬ ‫الح��ارة المجاورة وس��رنا نح��و المنزل‪،‬‬ ‫قرعنا الجرس واستقبلنا والده ووالدته‬ ‫بابتسامة عريضة وترحيب اعتدت عليه‬ ‫ف��ي كل مرة كن��ت أرافقه فيه��ا لزيارة‬ ‫أهل��ه‪ ...‬دخلن��ا بعد إص��رار والدته كي‬

‫نحتس��ي كأس��اً م��ن الش��اي‪ ،‬وقبل أن‬ ‫تنته��ي هي من إع��داده‪ ،‬س��معنا قرعًا‬ ‫قوي��ًا عل��ى الب��اب‪" ...‬افتح��وا الب��اب‪...‬‬ ‫منعرف أنك جوا‪ ...‬افتحوا الباب أحس��ن‬ ‫م��ا نخلعو" وماهي إال ثوانٍ حتى خلعوا‬ ‫الب��اب ودخلوا‪ ،‬مدججين باألس��لحة‪ .‬لم‬ ‫يع��رف ماذا ل��ه أن يفعل‪ ،‬حاول تس��لق‬ ‫الحائ��ط القري��ب والهروب إل��ى المنزل‬ ‫المج��اور‪ ،‬ولك��ن رصاص��ة خرج��ت من‬ ‫فوه��ة إح��دى البندقي��ات ف��ي نف��س‬ ‫اللحظ��ة واخترق��ت ظه��ره لتس��تقر‬ ‫ف��ي ص��دره‪ ،‬وترنح هو ليس��قط على‬ ‫األرض وسط صراخ أمه‪ ،‬وذهول أبيه‪،‬‬ ‫ودموع��ي التي بدأت تنهم��ر وأنا أصرخ‬ ‫فيهم "وحوش‪ ...‬وحوش‪ ...‬اطلعو برا‪...‬‬ ‫اتركونا بحالنا واطلعو‪"...‬‬ ‫هو‪ ...‬كان م��ن أوائل الناس الذين‬ ‫خرجوا للتظاه��ر وأحد أهم المطلوبين‬ ‫في القابون‪...‬‬ ‫أم��ه‪ ...‬احتضنت جثمان��ه المدمى‬ ‫بآهاتها ونحيبها ال��ذي عا صوته حتى‬ ‫السماء‪...‬‬ ‫أب��وه‪ ...‬ل��م يملك س��وى أن يذرع‬ ‫فن��اء المنزل جيئة وذهابًا‪ ،‬وهو يس��بح‬ ‫بحمد اهلل وشكره‪ ،‬فابنه أصبح شهيداً‪،‬‬ ‫وهو اآلن "أبو الش��هيد"‪ ،‬وسيفخر بهذا‬ ‫اللقب حتى مماته‪...‬‬ ‫عن موقع صباح سوريا‬


‫جمال صبح‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫وعس��كر النظام! تب��دو الطفلة ذات الس��نتين‬ ‫تائه��ة النظرات‪ ،‬حائ��رة المحيّا‪ ،‬ح��زن الكون‬ ‫يكتس��ح مامح الوجه الطفول��ي البريء‪ ،‬الذي‬ ‫ل��م تس��تطع "مصّاصة" بس��يطة ف��ضّ آثار‬ ‫االش��تباك العاطفي م��ع الصدم��ات المتكررة‬ ‫عليه‪ .‬كان الجو ب��ارداً‪ ،‬لكن اليدين الطريّتين‬ ‫كانت��ا أب��رد‪ .‬لوهلة تش��عر أن الطقس تحوّل‬ ‫"شبيح" عاتٍ‪ ،‬ال يرأف حتى بحال األطفال‬ ‫إلى‬ ‫ٍ‬ ‫العزّل!!؟‬ ‫ ‪- 12‬‬‫عنف النظام لم يفرّق بين كبير وصغير‪،‬‬ ‫بي��ن صحي��ح وعليل وبي��ن "عل��يٍّ ووضيع"!!‬ ‫لق��د ذوّب البط��ش الممنه��ج حت��ى الفوارق‬ ‫االجتماعية التي كان يقوم بعضها على أساس‬ ‫تمييزي فاضح‪" .‬لدي شك بأن هذه العائلة من‬ ‫النَّ��وَرْ"!! قالها أب��و إياس‪ ،‬مش��يراً إلى عائلة‬ ‫من الاجئين الس��وريين تزخ��ر باألطفال من‬ ‫كل األعمار!‪ ،‬وتعيش أوضاعًا إنسانية مزرية‪.‬‬ ‫األب عاجز واألم ال تعمل وال تملك حتى القدرة‬ ‫واإلمكاني��ة على ذل��ك‪ .‬الفاقة والع��وز دفعت‬ ‫بالوالدي��ن إل��ى طرْق أب��واب "الجوام��ع" طلبًا‬ ‫للمس��اعدة واإلحس��ان م��ن أهل الج��ود! رغم‬ ‫أنهم "نّ��وَرْ"‪ّ ،‬إال أنهم بالنهاية س��وريين وال‬ ‫يجوز أن نترك س��وري "يش��حد" حت��ى لو كان‬ ‫"نَوَريْ"!! أردف أبو إياس‪ .‬لم نكن نتوقع ذاك‬ ‫االحتف��اء الذي بادرنا به األطفال عندما هممنا‬ ‫بدخ��ول المنزل البارد‪ ،‬رث التجهيز وذا الرائحة‬ ‫المميّ��زة! ثمانية أطفال تت��درج أعمارهم من‬ ‫الثاني��ة إلى األربعة عش��ر‪ .‬تقدم أحد األطفال‬ ‫(خمس س��نوات) بثقة مفرطة‪ ،‬إنتزع نظارتي‬ ‫به��دوء ولبس��ها بجال وس��عادة غامرة! ش��و‬ ‫يُجبْ‪ ،‬اكتفى بتأمُّل وجهي‬ ‫اسمك حبيبي؟ لم ِ‬ ‫وعامات الرضى بادي�� ًة عليه‪ ،‬جَ َلسَ بالقرب‬ ‫مني وبدا وكأنه أحد أعيان المجلس يرقب كل‬ ‫ش��اردة وواردة‪" .‬هذا العجي ما يحش��ي" بهذه‬ ‫العبارة كس��رت األم الصمت المؤقت والفجائي‬ ‫الذي خيم على الحضور لوهلة‪ .‬منذ شهور لم‬ ‫يعد يتكلم!!؟‬ ‫ ‪- 13‬‬‫ال شك بأن عمر البُلوغ وبدايات المراهقة‬ ‫ملي ٌء باألحام وغنيٌ بس��اعات الليل‪ ،‬ساعات‬ ‫التأمل في الذات الحبيس��ة والجّس��د المتغيّر‪.‬‬ ‫منذ رحل��ة ال ّلجوء الوعرة صوب األردن لم تعد‬ ‫تنع��م "مري��م" ذات األربع عش��رة عام��اً بتلك‬ ‫لليل‬ ‫الس��اعات الهانئ��ة من الن��وم‪ ،‬إذا أصب��ح ِ‬ ‫"ش��بيحته" الذي��ن يرتدون لب��وس الكوابيس‬ ‫المرعبة‪ :‬وجوه أطف��ال مخيفة بعيون "زرقاء"‬ ‫ورج��ل كبي��ر يري��د أن يخنقني!! قال��ت مريم‬ ‫بنظرات منكس��رة وحزن مقيم وخجل مربك!‬ ‫(ه��ل تداعت إل��ى أذهانك��م "زرق��اء اليمامة"‬

‫أم "أزرق العيني��ن" الجب��ان!!)‪ .‬الن��وم ألوق��ات‬ ‫ّ‬ ‫متقطع��ة ف��ي النه��ار والبقاء بتيق��ظٍ ذاهل‬ ‫ط��وال الليل هي أس��اليب مري��م المتاحة في‬ ‫مقاومة "ش��بيحة الكوابيس" الذين يش��بهون‬ ‫أزالم النظ��ام ف��ي مام��ح ع��دة‪ :‬ال يك ّلون وال‬ ‫يم ّلون!؟‬ ‫ ‪- 14‬‬‫ما قصة أطفال اللج��وء المصدومين مع‬ ‫فق��دان الق��درة على ال��كام؟ ال تعتب��ر اللغة‬ ‫مستودع األس��رار فقط‪ ،‬بل مستقر الصدمات‬ ‫النفسية وتجلياتها العميقة‪ .‬تخبرنا أدبيات علم‬ ‫الصدمات النفسية بأن القدرة على الكام هي‬ ‫أكث��ر الق��درات المعرفية تأثراً جرّاء معايش��ة‬ ‫الحوادث الصادمة العنيفة في سني الطفولة‪.‬‬ ‫تقوم الح��وادث العنيف��ة بتفعي��ل األميغداال‪،‬‬ ‫أح��د أكثر أج��زاء الدماغ قدماً وحساس��ية على‬ ‫اإلطاق‪ ،‬مس��تودع الذاك��رة العاطفية وناظم‬ ‫جهاز اإلن��ذار البيولوجي ف��ي مواجهة الكرب‪.‬‬ ‫حي��ث يت��م فيه��ا ترس��يخ الذكري��ات العنيفة‬ ‫بش��كل عميق وثابت‪ .‬إن تفعي��ل "األميغداال"‬ ‫س��وف يؤدي إلى إح��داث جملة م��ن التغيّرات‬ ‫البي��و‪ -‬كيمياوي��ة الجذري��ة ف��ي الجه��از‬ ‫العصب��ي المرك��زي‪ .‬الحال��ة الت��ي تعجّل في‬ ‫إغ��راق المناط��ق الدماغي��ة ذات الحساس��ية‬ ‫الفائق��ة بالنواق��ل العصبي��ة (النورأدرينالين‬ ‫والكورتيزول) التي لها آثار سلبية بعيدة المدى‬ ‫وخاص��ة على عمليات وآلي��ات النضج العصبي‬ ‫ف��ي مراحل ّ‬ ‫التطور الحاس��مة‪ّ .‬إال أن المناطق‬ ‫المس��ؤولة عن الكام وبرمجة عمليات النطق‬ ‫(في الجهة اليسرى من الدماغ) هي بحق أكثر‬ ‫المناط��ق الدماغية تض��رراً وتأث��راً بتداعيات‬ ‫الصدمة أو سلس��لة الصدمات النفس��ية التي‬ ‫عايش��ها ويعايش��ها األطف��ال‪ .‬بالمحصّل��ة ال‬ ‫تب��دو الصّورة الس��لوكية من فق��دان القدرة‬ ‫على الكام‪ ،‬نفس��ي المنش��أ‪ ،‬غريبة إلى هذا‬ ‫الحد‪ ،‬كإحدى أبرز تجليات التحّول الكبير الذي‬ ‫طرأ على حياة األطف��ال الذين أجبروا وأهلهم‬ ‫على معايشة أوضاع ال تتّسم بالطبيعية على‬ ‫اإلطاق‬ ‫ ‪- 15‬‬‫في إحدى تجليات العارف ينطق صوفيٌ‬ ‫ب��أن "عندما تتس��ع الرؤي��ة تضي��ق العبارة"‪.‬‬ ‫يبدو أن الصدمات النفس��ية التي خلفها نظام‬ ‫األس��د "العنيف" هي ضرب م��ن الرؤيا التي ال‬ ‫تفعل ش��يئًا ذا أس��ىً عميق أق��ل من تضييق‬ ‫العِب��ارات والعَبَ��رات في مفارق��ة كئيبة‪ .‬في‬ ‫هذا المقام المرّ ال يس��عني‪ ،‬وأنا ال أملك شيئا‬ ‫إال هذه الكلمات‪ ،‬إال أن أزيد وأتساءل بباهة ال‬ ‫محدودة‪ :‬عسكر على مين؟ عسكر على مين؟‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪-1‬‬‫ق��د ال تك��ون الطري��ق عل��ى عاق��ة‬ ‫بالمهم��ة المنتظ��رة ف��ي آخرها‪ ،‬ولك��ن ثمّة‬ ‫إش��ارات ودالالت تب��وح به��ا ط��رق العابرين‪،‬‬ ‫لتت��رك التفس��ير لهم كيفم��ا تش��اء المخيلة‪.‬‬ ‫فم��ن تحويل مس��ار الطائرة م��ن مطار حتاي‬ ‫إل��ى أضن��ة‪ ،‬حي��ث تنتظ��ر المس��افرين رحلة‬ ‫من ‪ 3‬س��اعات للوصول إلى اله��دف األنطاكي‬ ‫المنش��ود‪ ،‬إل��ى المطبّ��ات العدي��دة والخطرة‬ ‫على الطريق الواصل من أنطاكية إلى الحدود‬ ‫السورية التي تتحدى الس��ائقين بخبث ماكر‪،‬‬ ‫تكمن أفكار ش��تى‪ .‬بين هذا وذاك تكون لوحة‬ ‫التوقّعات لما هو قادم قد اكتملت!!؟‬ ‫‪-2‬‬‫"نحن لسنا معرضاً للصور"‪ .‬بهذه العبارة‬ ‫يس��تقبل بعض الاجئين السوريين زوّارهم‬ ‫الفضوليي��ن‪ ،‬مدمن��ي األس��ئلة الفجّ��ة‪ .‬على‬ ‫مدى األش��هر الماضية‪ ،‬اكتسب الاجئون خبرة‬ ‫ال بأس بها في التعامل مع زوارهم‪ ،‬بالمقابل‬ ‫ال تبدو العين التركية الرقيبة بس��اهية عمّن‬ ‫يري��د زي��ادة خبرته ف��ي اس��تخدام الكاميرات‬ ‫ورص��د الزواي��ا و"تعدي��ل الزومات" حس��ب ما‬ ‫تقتضيه الص��ور الواقعية والمتخيلة‪ .‬إننا أمام‬ ‫"معس��كر" لاجئين‪ ،‬وليس هن��اك من حاجةٍ‬ ‫لنُح��اة ال ّلغ��ة حتى نعرف الرابط��ة التي تجمع‬ ‫الكلم��ة ِب�"فعلها الماضي" عند إس��قاط الميم‬ ‫عنوة ولزومًا!؟‬ ‫‪-3‬‬‫أول م��ا يس��ترعي االنتب��اه ه��و الوجود‬ ‫ٌ‬ ‫أطفال "كبار"‬ ‫الطاغي لألطفال وصغار السن‪.‬‬ ‫يصطحب��ون أطفا ًال "صغار" ف��ي مهمات تبدو‬ ‫للناظ��ر أن له��ا أهداف��اً عملية معين��ة‪ .‬وبينما‬ ‫يرمق كبار المخي��م زائريهم بنظرات قصيرة‬ ‫وس��ريعة‪ ،‬يعوزها االهتمام‪ ،‬يفضّل األطفال‬ ‫إظهار مهاراتهم االجتماعية في طرح السّام‬ ‫واالقتراب الحذر من "غرباء الحي"‪ ،‬مس�� ّلحين‬ ‫بابتس��اماتٍ ودّي��ةٍ‪ ،‬تس��مح بانهي��ار فُجائي‬ ‫لمش��اعر االنقب��اض والترقّب الت��ي أعلت من‬ ‫ش��أنها روتيني��ات اإلج��راءات األمنيّ��ة عن��د‬ ‫المدخل!!؟؟‬ ‫‪-4‬‬‫"لم يعودوا أطفا ًال‪ ،‬لق��د أصبحوا كباراً"‪.‬‬ ‫هك��ذا يقول أب��و جال ع��ن أطف��ال المخيم‪،‬‬ ‫الذين كانوا شهوداً على حوادث ومآسي ومآالت‬ ‫لم تسمح لهم "طبائع ّ‬ ‫التطور" بفهم وتفسير‬ ‫ما يس��تعصي على الفهم واإلدراك‪ ،‬حتى عند‬ ‫الكبار‪ .‬بغضّ النظر عن معايش��ة االقتحامات‬ ‫العنيف��ة لرج��ال األم��ن‪ ،‬رؤية اآلباء يس��اقون‬ ‫لاعتق��ال‪ ،‬أص��وات الرّص��اص الت��ي عَدَلتْ‬ ‫بي��ن الليل والنه��ار‪ ،‬دفق��ات القذائ��ف تنهمر‬ ‫عل��ى البيوت بعش��وائية "منتظم��ة"‪ ،‬يبدو أن‬ ‫رحلة اللجوء على الدروب الوعرة والموحش��ة‪،‬‬ ‫فض ًا عن الوضعيّة النهائية داخل المخيّمات‪،‬‬ ‫ق��د "أحرقت" مراحل ّ‬ ‫التطور و"ك ّثفت" الخبرات‬ ‫الفردي��ة واالجتماعية حت��ى أضحى كل طفل‬ ‫"كبير" ذاهل‪ ،‬في نظر الكبار على األقل!؟‬ ‫‪-5‬‬‫ألس��باب أمنية وأخرى إجرائية لها عاقة‬ ‫بطبيع��ة األج��واء الس��ائدة داخ��ل المخيمات‪،‬‬ ‫لم يكن ممكناً االضطاع بش��كل واس��ع على‬ ‫األوضاع النفسية ألطفال ومراهقي المخيمات‬ ‫المرابط��ة على حدود الرّع��ب واألحام‪ .‬إال أن‬ ‫المعالم األساس��ية التي رشَ��حَتْ من مصادر‬ ‫ع��دة‪ ،‬ال ت��دع مج��ا ًال للشّ��ك ب��أن الح��وادث‬ ‫"الصادمة" الت��ي خبرها مئات‪ ،‬بل آالف من "ال‬ ‫حول له��م وال قوة" قد ترك��ت بصماتها جليّة‬

‫على تل��ك ال��ذوات الرّض��ة‪ ،‬وبش��كل تنتفي‬ ‫في��ه حتى الحاج��ة لخب��راء الصحّة النفس��ية‬ ‫وتشخيصاتهم الفارقة!‬ ‫‪-6‬‬‫اضطراب��ات الن��وم واألح��ام المترع��ة‬ ‫بمكونات الرُعب‪ ،‬المش��كات الس��لوكية التي‬ ‫نتجت ع��ن التحُّول الكبير واالنكس��ار العميق‬ ‫في نمط الحياة اليومية‪ ،‬عائم الحزن والحداد‬ ‫على فق��دان "المجال الحيوي" الذي ترصده لنا‬ ‫البيوت‪ ،‬ه��ي بعض أمارات األزمات النفس��ية‬ ‫التي يعان��ي منها األطف��ال والمراهقين على‬ ‫حدٍ س��واء‪ّ .‬إال أن أب��رز "مخلف��ات" الصّدمات‬ ‫النفس��ية كان��ت ترتع في مس��احات أخرى من‬ ‫القدرات المتعلمة‪ :‬في مراكز الضبط وتج ّليات‬ ‫اللغة!؟‬ ‫‪-7‬‬‫"منذ شهور لم ينطق إبني بكلمة"‪ .‬قالها‬ ‫عماد والحسْ��رة تلتهم ما تبقى من كس��راتٍ‬ ‫في قلب��ه المغمور باألس��ى!! حض��ور الطفل‬ ‫محم��د‪ ،‬ذا الس��نوات األربعة ف��ي الخيمة كان‬ ‫خافتاً على األغلب مع بعض االستثناءات‪ ،‬حيث‬ ‫ح��اول االقتراب كلما ش��عر أن انتباهي يذهب‬ ‫وجهة أخرى‪ .‬بعينين حائرتين راح يرقبني وهو‬ ‫جالس في حض��ن والده‪ .‬فجأة تلمّس طريقه‬ ‫بخطواتٍ محس��وبة وقرّر (أو ربم��ا تعّلم) ّأن‬ ‫الطري��ق الخلفية هي األس��لم‪ ،‬ش��ق طريقه‬ ‫بتمهّل ودنا من الطاولة حيث أقف‪ ،‬وما هي إال‬ ‫بضع دقائق حتى مدّ يده إلى الورق واألش��ياء‬ ‫المبعثرة على الطاولة‪ ،‬أخذ قلمًا ولعبة صغيرة‬ ‫وجل��س عل��ى الكرس��ي يتابع المش��هد بثبات‬ ‫وثقة غريبتي��ن‪ ،‬كان يبدو كالمراقب اليقظ أو‬ ‫كمن يلقّن الممثلين أدوارهم المنس��يّة على‬ ‫المسرح‪ .‬تلقين‪ ،‬لكن من دون كلمات!!‬ ‫‪-8‬‬‫غادرنا أنطاكي��ا با كلمات كحال أطفالنا‬ ‫في مخيمات اللجوء‪!..‬؟‬ ‫‪-9‬‬‫ف��ي األردن تب��دو معان��اة الاجئي��ن‬ ‫وأطفالهم مختلفة من حيث النوع‪ ،‬ال من حيث‬ ‫الدرجة! في "المف��رق" و"الرمثا" تلتزم بعض‬ ‫العائات بيوتاً عالية اإليجار‪ ،‬بسيطة التجهيز‪،‬‬ ‫بينما تتكفل منظمات اإلغاثة "إسامية" الهوى‬ ‫بالبطانيات والفرش��ات وبع��ض المخصّصات‬ ‫من المواد األوّلية التي تسُ��دّ الرمق وال تفي‬ ‫بالحاجات اإلنسانية!؟‬ ‫ ‪- 10‬‬‫بي��وت تع��جّ بأطف��ال فق��دوا الق��درة‬ ‫عل��ى االبتس��ام وح��ب الفض��ول‪ .‬أم عبد اهلل‬ ‫م��ن درعا البل��د خرجت م��ع زوجه��ا وأطفالها‬ ‫وأطفال ابنتها‪ ،‬بعد مداهمات "عسسّ األسد"‬ ‫المتكررة للمنزل بحثاً عن الزوج‪ .‬تروي أم عبد‬ ‫اهلل حس��رتها على طفلها ذي سنوات الخمس‪،‬‬ ‫إذ كانت الغازات المس��يّلة "للدموع" أقوى من‬ ‫قدرته على الصمود‪ ،‬فكان الموت في انتظاره‬ ‫وال ّلوع��ة ف��ي انتظاره��ا!! "من��ذ عش��رة أيام‬ ‫استش��هد ابن��ي الثاني على يد ق��وات الجيش‬ ‫الخائن" تقول‪" ،‬لمّا نتس ّلم الجثة بعد" تردف‪،‬‬ ‫"قلت له‪ :‬إياك أن تجعلهم يمس��كون بك‪ ،‬اقتل‬ ‫نفسك أفضل من االعتقال" تزيد!!؟‬ ‫ ‪- 11‬‬‫"من��ذ ش��هرين لم تع��د طفلت��ي تتكلم‬ ‫ول��و بح��رف" تق��ول أمٌ ش��ابة من تلبيس��ة‪،‬‬ ‫ش��هدنا بالصدف��ة تعرّضه��ا لمعامل��ة ال‬ ‫تتصف باإلنس��انية م��ن قبل موظ��ف اإلغاثة‬ ‫للتو‪ ،‬فقدت س��تة أش��قاء قضوا عل��ى يد أمن‬

‫دندنات إندساسية ‪. .‬‬

‫عن "العبارة التي ت�شيق‪ ،‬عندما تت�شع ال�شدمة"‬ ‫اأطفال �شوريا فـي قب�شة اللجوء!!؟‬

‫‪9‬‬


‫الصفحة القانونية‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫الد�شــــــــتور‬ ‫أهم وثيقة في الحياة السياسية‬ ‫للمجتم��ع وف��ي بني��ان الدول��ة‪ ،‬وهو‬ ‫مجموع القواع��د القانونية التي تحد‬ ‫نظام الحكم وشكله في الدولة‪،‬ولكل‬ ‫دول��ة دس��تور مكتوب��ًا كان أو غي��ر‬ ‫مكتوب كما هو الحال في بريطانيا‪.‬‬ ‫وتمتاز بعض الدساتير بالمرونة‪،‬‬ ‫أي ج��واز تعديله��ا بقان��ون تص��دره‬ ‫الهيئة التشريعية أو الهيئة التنفيذية‬ ‫في الدولة دون حاجة إلجراءات معقدة‬ ‫وخاصة‪ ،‬بينما تتصف دس��اتير أخرى‬ ‫بالجم��ود وتعديلها يتطل��ب اجراءات‬ ‫معقدة مثل استفتاء الشعب أو إجماع‬ ‫مجل��س الن��واب أو أغلبي��ة الثلثين أو‬ ‫الثاثة أرباع‪.‬‬ ‫ويبين الدس��تور طبيع��ة النظام‬ ‫السياس��ي وهيئات الدولة وسلطاتها‬ ‫ووظائفه��ا وكيفي��ة انبثاقها وحركية‬ ‫تغيره��ا وعاقاته��ا واختصاصاته��ا‬ ‫فيم��ا بينه��ا‪ ،‬ث��م عاقاته��ا م��ع‬ ‫المواطني��ن وواجباتهم‪،‬وهو ضمانة‬ ‫لحري��ات األف��راد وحق��وق الجماعات‬ ‫ويفترض أن تق��وم الهيئة القضائية‬ ‫بحمايته من أي عبث من قبل الهيئات‬ ‫األخرى‪،‬وم��ن هن��اك كان اس��تقال‬ ‫القضاء في الدولة أمراً حيويًا‪.‬‬

‫الد�شتور املوؤقت‪:‬‬

‫ه��و الدس��تور ال��ذي تعم��ل في‬ ‫ظله الدولة لفترة محددة على سبيل‬ ‫التجرب��ة واالختب��ار أو ال��ذي يوض��ع‬ ‫لمرحلة معينة م��ن تاريخ األمة على‬ ‫أمل ايج��اد دس��تور دائ��م يعمل به‪،‬‬ ‫وغالباً م��ا صدرت الدس��اتير المؤقتة‬ ‫عل��ى أث��ر االنقاب��ات السياس��ية‬ ‫والعس��كرية والتحوالت الخطيرة في‬ ‫أنظم��ة الدول‪،‬وذل��ك حت��ى يتس��نى‬ ‫للس��لطة الحاكمة وضع دستور دائم‬ ‫تقره المؤسس��ات المختصة الصالحة‬ ‫ويك��ون متناس��بًا م��ع آم��ال األم��ة و‬ ‫أمانيها القومية والوطنية‪.‬‬

‫تعديل الد�شتور‪:‬‬

‫إدخ��ال تغيي��رات عل��ى نصوص‬ ‫الم��واد الت��ي يتأل��ف منه��ا القان��ون‬ ‫األساسي للباد و الدولة‪،‬وال يتعارض‬ ‫مبدأ التعديل هذا قدس��ية الدس��اتير‬ ‫وتحريم المس��اس بها‪ ،‬ألن الش��عب‬ ‫األمة هو مصدر السلطات في معظم‬ ‫دس��اتير العال��م المكتوبة‪،‬ويح��ق‬ ‫ل��ه بالتالي إج��راء تعدي��ات تجيزها‬ ‫نص��وص الدس��تور ذات��ه وتتي��ح له‬ ‫مسايرة التطور الحياتي المتصاعد‪.‬‬ ‫وتختلف الدساتير من حيث درجة‬ ‫صعوبة وشدة اإلجراءات التي تتبع في‬ ‫تعديلها إلى دس��اتير مرنة ودس��اتير‬ ‫جامدة‪،‬فاألول��ى ه��ي الت��ي يمك��ن‬ ‫تعدي��ل نصوصه��ا الازم��ة لتعديل‬

‫تلك القوانين والس��لطة التش��ريعية‬ ‫العادية (أي البرلمان ) تملك بالنسبة‬ ‫لتعديل الدساتير المرنة‪ ،‬حيث يملك‬ ‫البرلمان البريطان��ي أن يعدله مثلما‬ ‫يع��دل أي قانون عادي‪ ،‬أما الدس��اتير‬ ‫الجامدة فه��ي التي يتطل��ب تعديلها‬ ‫إج��راءات أصعب وأش��د م��ن إجراءات‬ ‫تعدي��ل القوانين العادية‪ ،‬كاش��تراط‬ ‫أن يتم ذلك بأغلبية عددية خاصة في‬ ‫البرلم��ان‪ ،‬أو اجتماع مجلس البرلمان‬ ‫جميع��ًا‪،‬أو بإج��راء اس��تفتاء ش��عبي‬ ‫فالجم��ود ليس معناه جم��وداً مفاجئًا‬ ‫للمب��ادئ ولكن صعوب��ة التعديل من‬ ‫حي��ث اجراءات��ه‪ ،‬وهو جمود نس��بي‪،‬‬ ‫وق��د يكون هناك جم��ود مطلق‪ ،‬كأن‬ ‫ين��ص الدس��تور على ع��دم إمكانية‬ ‫تعديله خال فت��رة معينة من تاريخ‬ ‫ص��دوره‪،‬أو على ع��دم تعديل بعض‬ ‫أحكام��ه " مثل الش��كل الجمهوري أو‬ ‫الملكي للحكم " على اإلطاق‪.‬‬

‫اال�شتفتاء الد�شتوري‪:‬‬

‫طريقة من طرق وضع الدساتير‬ ‫المكتوبة‪،‬إذ تق��وم لجنة فنية بوضع‬ ‫مش��روع الدس��تور ثم يع��رض على‬ ‫الش��عب لاس��تفتاء عليه فإذا وافقت‬ ‫األغلبية ينفذ هذا الدستور ويصدر‪،‬أو‬ ‫أن تق��وم بوض��ع الدس��تور جمعي��ة‬ ‫تأسيسية منتخبة‪.‬‬ ‫والقاعدة أنه إذا كان الدستور قد‬ ‫صدر عن طريق االستفتاء الدستوري‬ ‫فإن��ه ال يج��وز تعديل��ه إال ع��ن هذا‬ ‫الطريق‪،‬إال إذا كان الدس��تور نفس��ه‬ ‫يحتوي أحكامًا تبيح التعديل عن غير‬ ‫هذا الطريق‪.‬‬ ‫تجدر اإلش��ارة إلى أن الدس��تور‬ ‫األمريكي (عام ‪ )1787‬أول الدس��اتير‬ ‫العصري��ة المكتوبة‪،‬وق��د ع��دل منذ‬ ‫ذلك الحين عدة مرات‪.‬‬

‫الد�شاتري ال�شورية‪:‬‬

‫� القان��ون الساس��ي (الدس��تور)‬ ‫للمملك��ة الس��ورية أق��ره المؤتم��ر‬ ‫الس��وري في جلس��اته المنعقدة من‬ ‫‪3‬حزي��ران عام ‪ 1919‬وحتى ‪ 17‬تموز‬ ‫ع��ام ‪ 1920‬وه��و مؤلف م��ن (‪)147‬‬ ‫مادة‪.‬‬ ‫� مش��روع الجمعي��ة التأسيس��ية‬ ‫ع��ام ‪ 1928‬وال��ذي ماطلت س��لطات‬ ‫االحتال الفرنس��ي بإص��داره إال بعد‬ ‫شطب مواد تتعلق بالسيادة الوطنية‬ ‫وهو مؤلف من (‪ )115‬مادة‪.‬‬ ‫� دس��تور دول��ة س��وريا الصادر‬ ‫بع��د إضافة المادة (‪ )116‬والتي تمنح‬ ‫المندوب الس��امي الفرنسي سلطات‬ ‫تعطي��ل العمل به وص��در بتاريخ ‪14‬‬ ‫أيار ع��ام ‪ ،1930‬وقد ش��طبت المادة‬ ‫الس��ابقة بعد جاء الفرنس��يين عن‬

‫سوريا عام ‪.1946‬‬ ‫� انق��اب حس��ني الزعي��م ع��ام‬ ‫‪ 1949‬وتعطي��ل الدس��تور ومحاول��ة‬ ‫الزعي��م تعطي��ل الدس��تور لكنه لم‬ ‫ينجح في ذلك‪.‬‬ ‫� انق��اب س��امي الحن��اوي ع��ام‬ ‫‪ 1949‬لغاي��ة ‪ 19‬كان��ون األول م��ن‬ ‫الع��ام نفس��ه وبع��ده ع��ادت الحي��اة‬ ‫البرلماني��ة وت��م تش��كيل حكوم��ة‬ ‫لجمعي��ة‬ ‫دس��تورية‪،‬وانتخابات‬ ‫تأسيس��ية إلعداد مش��روع لدس��تور‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫� دستور عام ‪ 1950‬والذي أصبح‬ ‫معمو ًال ب��ه من ‪ 5‬أيل��ول وهو مكون‬ ‫من(‪) 116‬مادة‪.‬‬ ‫� دس��تور الجمهوري��ة العربي��ة‬ ‫الس��ورية ع��ام ‪ 1953‬بع��د انق��اب‬ ‫الشيش��كلي الثان��ي وه��و مكون من‬ ‫(‪ )129‬م��ادة وبق��ي معم��و ًال به حتى‬ ‫سقوط نظام الشيشكلي عام ‪1954‬‬ ‫حي��ث تم��ت الع��ودة للعمل بدس��تور‬ ‫‪.1950‬‬ ‫� دس��تور الجمهوري��ة العربي��ة‬ ‫المتح��دة في ‪ 22‬ش��باط ع��ام ‪1958‬‬ ‫واس��تمر معم��و ًال به حت��ى االنفصال‬

‫ياسر مرزوق‬

‫عام ‪ 1961‬وهو مؤلف من (‪ )73‬مادة‪.‬‬ ‫� الدس��تور المؤق��ت الصادر بعد‬ ‫االنفصال ع��ام ‪ 1961‬وجاء في (‪)94‬‬ ‫مادة‪.‬‬ ‫� دس��تور الجمهوري��ة العربي��ة‬ ‫الس��ورية الص��ادر ف��ي أيل��ول ع��ام‬ ‫‪ 1962‬وه��و مك��ون م��ن (‪ )166‬مادة‬ ‫وبقي معمو ًال به حتى عام ‪.1963‬‬ ‫� الدس��تور المؤق��ت الصادر عام‬ ‫‪ 1964‬وهو مكون من (‪ )82‬مادة‪.‬‬ ‫� الدس��تور المؤق��ت الصادر بعد‬ ‫حركة ‪ 23‬ش��باط ع��ام ‪ 1966‬وصدر‬ ‫بتاري��خ ‪ 1969‬وهو مك��ون من (‪)82‬‬ ‫مادة‪.‬‬ ‫� مش��روع دس��تور اتح��اد‬ ‫الجمهوري��ات العربي��ة بي��ن س��وريا‬ ‫ومصر وليبيا أعلن عنه في أيلول عام‬ ‫‪ 1971‬وهو مؤلف من (‪ )71‬مادة‪.‬‬ ‫� الدس��تور المؤق��ت للجمهورية‬ ‫العربية الس��ورية الصادر عام ‪1971‬‬ ‫أيضاً وهو مكون من (‪ )82‬مادة‪.‬‬ ‫� الدس��تور الدائ��م للجمهوري��ة‬ ‫العربية الس��ورية الصادر عام ‪1973‬‬ ‫والمكون من (‪ )156‬م��ادة والمعمول‬ ‫به حتى يومنا هذا‪.‬‬


‫يا أرضنا‪ ..‬شهداؤنا‪ :‬نوصيك بهم خريا‬

‫يا نحــن‬ ‫بطل خلــف الق�شبان‪ ..‬اإىل ال�شديــق مازن دروي�س‬

‫م�شور الثورة‬ ‫من�شد الثورة‬ ‫ال�شهيد طارق االأ�شود ال�شهيد اأن�س الطر�شة‬

‫العب الكرامة‬ ‫ال�شهيد اأحمد �شويدان‬

‫الوجه ال�شوري لالأحالم‪ ..‬عن بهراء واأحمد‬ ‫عامر مطر‬

‫أب يحضتن طفله الشهيد جراء القصف على باب عمرو يوم ‪2012 / 2 / 21‬‬

‫مشعات احلرية ‪ . .‬معتقلونا‬

‫مهندس كيميائي من الزبداني‪ ،‬اعتقل يوم ‪ ،2011/12/18‬متزوج له ‪3‬‬ ‫أوالد عمره ‪ 42‬عام‪..‬‬ ‫جهة االعتقال ‪ :‬المخابرات الجوية‬ ‫مكان االعتقال ‪ :‬القابون‪ ،‬ونقل إلى مقر المخابرات الجويه في حرستا‪،‬‬ ‫ثم نقل مع بقية المساجين يوم االثنين ‪ 2011/12/26‬إلى ثكنات الحرس‬ ‫الجمهوري في أشرفية الوادي القريبة من نادي الرماية‪ ،‬وذلك لمحاولة‬ ‫إخفائهم عن أعين مراقبي جامعة الدول العربية‪..‬‬ ‫الحرية لقسّورة الداالتي‪ ..‬الحرية لجميع المعتقلين ‪ ..‬الحرية للوطن‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ق�شورة الداالتي‬ ‫ّ‬

‫أسبوعية‬

‫زاهر الغميان‬

‫من دمشق‪ ،‬حي المهاجرين‬ ‫قام رجال األمن بمداهمة بيته‬ ‫واعتقاله بتاريخ ‪2012/2/22‬‬ ‫وهو ماحق منذ أكثر من شهر‪.‬‬ ‫الحرية لزاهر الغميان‪.‬‬ ‫الحرية لجميع المعتقلين‪..‬‬ ‫الحرية للوطن‬

‫اأحمد خالد احلام�س‬

‫عمره ‪ 37‬عاما‪ ،‬من مدينة ادلب‪،‬‬ ‫منطقة كفرنبل‪ ،‬كفرموس‪.‬‬ ‫اعتقل من على حاجز للجيش في‬ ‫قرية كفرعويد بتاريخ ‪17-12-2011‬‬ ‫الحرية ألحمد خالد الحامض‬ ‫الحرية لجميع المعتقلين‪..‬‬ ‫الحرية للوطن‬

‫البد أنها تعايشت اآلن مع الصراصير‪ ،‬لم يعد وجود العشرات منها في المنفردة‬ ‫الصغيرة أمراً مرعباً‪ ...‬ألنها ال تؤذي كالسجانين خارج المساحة الضيّقة المُعتمة‪.‬‬ ‫ستُبعد الفنانة بهراء حجازي صرصوراً صغيراً عن طعامها‪ ،‬كي ال تقتله‪ ،‬كما يفعل‬ ‫أغلب المعتقلين في سجون الفروع األمنية السورية‪.‬‬ ‫فإيذاء حتى الصراصير يخدش إنسانيتهم‪ .‬أحاول تذ ّكر شكل الزنزانة التي رموها‬ ‫داخلها‪ ،‬ألن ذاكرتي تحمل صور مهاجعه ومنفرداته القذرة‪ ،‬بعد تنقل مصحوب بالشتائم‬ ‫والتعذيب بينها؛ أثناء بقائي لشهرين داخل الفرع الذي يعتقلها اآلن‪.‬‬ ‫أعرف صوت الحيد هناك‪ ،‬وأصوات التعذيب فيه‪ ،‬ووجوه سجانيه التي تحمل ّ‬ ‫كل‬ ‫الباهة‪ ...‬أعرف ذاك المكان بقدر ما أكرهه‪ ،‬وأعرف كيف يخوّن الصحفي فيه ألنه لم‬ ‫يعمل في مؤسسات الكذب الوطنية‪ .‬هناك‪ ،‬كتبت على جدار منفردة ما اسمي‪ ،‬وكلمة‬ ‫'حرية' قربه‪ .‬البد أنها ضحكت أمامه‪ ...‬البد أنها حفرت اسمها أيضًا‪ ،‬بقصدير قطع‬ ‫الجبنة‪ ،‬مع مئات األسماء الحالمة‪.‬‬ ‫هناك‪ ،‬يظل الحرّ حراً‪ ،‬رغم كل ما يفصله عن العالم من جدران عالية‪ ،‬وحديد‬ ‫يشبه وجوه الطغاة‪ ،‬فالسجون أصغر من مساحات األحام‪ ،‬وبهراء كانت تؤمن بسوريّة‬ ‫الحرّة‪ ،‬وتعمل لتحقيق هذا الحلم‪.‬‬ ‫تعمل بهراء في مجال التصميم والرسوم المتحركة‪ ،‬واإلشراف على ورشات‬ ‫تدريبية لألطفال واليافعين في مجالي التصميم واإلخراج‪ .‬لها فيلم رسوم متحركة‬ ‫قصير‪ ،‬بعنوان 'تموجات قلب'‪ ،‬وكانت تحضّر لفيلمها الوثائقي األول عن المرأة في‬ ‫سورية‪ ،‬والذي تم اختياره مع عشرة أفام أخرى لمنتجين شباب في برنامج دوك ميد‬ ‫األوروبي ‪.2011‬‬ ‫البد أنها أضربت اآلن عن اليأس والخوف‪ ،‬وكتبت قرب اسمها‪' :‬الحديد واهٍ‪ ،‬والموت أيضًا'‪.‬‬ ‫والبد أنها تحلم بقمر يشبهها‪ ،‬وتحزن ألن المواطن السوري يرى القمر من خلف القضبان‪ ،‬في‬ ‫حين أن بشراً من شعوب أخرى يفكرون ببناء أوطان لهم على وجهه‪ .‬هل على نصف الشعب‬ ‫السوري أن يموت ويُعتقل‪ ،‬ليعيش نصفه اآلخر دون التفكير بالموت والمعتقات!‪...‬‬ ‫في فرع آخر‪ ،‬يجلس اآلن الصحفي أحمد صال منذ أيام‪ ،‬دون أن يعرف أحد السبب‬ ‫أيضًا‪ ،‬وأخبار حزينة تتحدث عن تعذيبه‪ ،‬عن صوته المبحوح من صراخ التعذيب‪ .‬هذا هو‬ ‫االعتقال الثالث لصال‪ ،‬لصوته الذي رفض النفاق للطاغية‪ ،‬فأدخل بحّة التعذيب إليه‪.‬‬ ‫ودفع كل أصدقائه لنشر صوره محل صورهم في الفيس بوك‪ .‬اعتُقل أحمد في أول شباط‬ ‫من العام الماضي‪ ،‬ألنه حاول رفع حلمه بالحرية على شكل ورقة‪ ،‬أمام البرلمان السوري‪.‬‬ ‫واعتُقل للمرة الثانية في مدينته الرقة‪ ،‬لكنه لم يشفَ من أحامه‪ ،‬فسرقوه مجدداً‪.‬‬ ‫كان صال يكتب عن القهر‪ ،‬والجوع الذي يعيشه الشعب السوري؛ للخبز‪ ،‬وللحرية‪،‬‬ ‫وأليام ال سجون لألصوات فيها‪ .‬كان ينشر قبل الثورة عن األدب‪ ،‬يُح ّلل الجُمل‬ ‫والنصوص‪ ،‬ويرسم مشاريع روائية للمستقبل‪ .‬الثمن الذي يدفعانه‪ ،‬أحمد وبهراء‪،‬‬ ‫أرخص بكثير من حجم األحام‪.‬‬ ‫طوبى ألحامكم‪ ،‬طوبى لمن يمشي في شوارع مدننا ملء صوته؛ ليهطل المطر‪.‬‬ ‫عن جريدة القدس العربي‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬

‫الشهيد أحمد سويدان العب بارز في فريق نادي الكرامة‪ ،‬لعب بجميع الفئات العمرية‬ ‫في النادي الحمصي وحصل على بطولة دوري الشباب مع الفريق عدة مرات‪ ،‬ولعب لرجال‬ ‫الكرامة موسمين ثم انتقل لنادي الوحدة في دمشق ومنه لنادي الجزيرة في الحسكة‪ ،‬قبل‬ ‫أن يعود العام الماضي لناديه األم الكرامة‪ ،‬استشهد في القصف على حي القرابيص وجورة‬ ‫الشياح في «جمعة باب عمرو»‪ ،‬الحي الذي خبره جيداً واستشهد فيه عدداً من أصدقائه‪.‬‬ ‫الشهيد انس الطرشة وهو ناشط في حمص كان يقوم بتصوير القصف وبث الشريط‬ ‫المصور على موقع يوتيوب قتل ايضا في القصف ‪.‬‬ ‫الشهيد طارق األسود‪ ،‬ناشط من حمص‪ ،‬من األصوات الصادحة بالحرية‪ ،‬استشهد‬ ‫أيضًا في القصف‪.‬‬ ‫أحدهم أطلق قذيفة‪ ،‬قذيفة روسية أو إيرانية‪ ،‬ربما هو نفسه يحمل جنسية بلد‬ ‫تصنيع القذيفة‪ ،‬وببساطة سقطت على بيت العب الكرامة‪ ،‬الشهيد أحمد سويدان‪ 26 ،‬عامًا‬ ‫لتقتله‪ ،‬وتنهي مستقبله‪ ،‬وتترك اللوعة والحزن في قلب أهله‪ ،‬ومحبيه‪ ،‬من أطلق القذيفة‪،‬‬ ‫يتمتع اآلن بحياته‪ ،‬ويتصل بأهله يطمئنهم انه بخير‪ ،‬وربما يستعد لقتل شاب آخر من‬ ‫مدينة حمص‪ ،‬هو القتل على طريقة النظام‪ ،‬إطاق رصاصة أو قذيفة‪ ،‬وال يهم بعدها من‬ ‫يستشهد طفل شاب شيخ"‪.‬‬

‫صديقي مازن أكتب أليك هذه الكلمات البسيطة وأنا على يقين بأن الحرية قريبة‬ ‫جداً‪ ،‬وأحامك وأحام السوريين ببناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية ستتحقق عبر‬ ‫إيماننا بسلمية ثورتنا ضد االستبداد والفساد والقمع واالعتقال‪.‬‬ ‫مازن درويش رئيس المركز السوري لإلعام وحرية التعبير‪ ،‬الذي لم يتوانى يوما‬ ‫بالدفاع عن المظلومين من أبناء وطني وما أكثرهم وباألخص العاملين بمجال اإلعام‬ ‫والمدونين السوريين أسير لدى األجهزة األمنية منذ أيام ألنه مؤمن بمقولة حرية التعبير‬ ‫قيمة والدفاع عنها واجب‪...‬‬ ‫مازن درويش الذي رفض أن يغادر سورية رغم كل الفرص والعروض المتاحة‬ ‫له يدفع حاليًا ضريبة قناعاته التي لطالما حارب بكل الوسائل السلمية من أجلها‪ ،‬وهو‬ ‫مقتنع بأن سوريا ستكون أجمل في قادمات األيام‪ ،‬عندما نزيل كابوس االستبداد بثورتنا‬ ‫السلمية‪.‬‬ ‫عار وكل العار على هذه السلطة التي فقدت شرعيتها منذ إطاقها الرصاصة األولى‬ ‫على صدور المواطنين العزل‪ ،‬عار عليها اعتقال شخص بوزن وحجم مازن درويش‪،‬‬ ‫لتؤكد مجددا عدم أهليتها لقيادة الباد إلى بر األمان‪.‬‬ ‫حرية مازن درويش أمانة في أعناقنا حتى خروجه من المعتقل لنكمل معًا مسيرة‬ ‫الدفاع عن حق المواطن السوري بالتعبير عن رأيه دون خوف أو مواربة‪ ،‬وبناء إعام‬ ‫سوري غير تابع لسياسة الرأي الواحد‪ ،‬والحزب الواحد‪ ،‬والقائد الواحد‪.‬‬ ‫ال نملك يا صديقي سوى أقامنا وأصواتنا لنرفعها عاليا بوجه جادِك‪ ،‬بوجه من‬ ‫قام باعتقالك‪ ،‬بوجه من حرمك من ابتسامة يارا وحنانها‪ ،‬وقهوتها الصباحية‪.‬‬ ‫صديقك الذي ينتظرك ليشرب معك قهوة الصباح ‪ .....‬محي الدين‬ ‫عن فيس بوك‬

‫يا نحن ‪. .‬‬

‫محي الدين عيسو‬

‫‪11‬‬


‫يومان يف مدينة الر�شنت‪ :‬الثورة فـي عيون اأطبائها‬ ‫رزان زيتونة‬

‫مدن الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫بعد أن حرم السوريون من التداوي‬ ‫في مشافيهم العامة والخاصة‪ ،‬لم يبق‬ ‫لهم سوى المشافي الميدانية‪ ،‬قليلة العدد‬ ‫وسيئة التجهيز‪ ،‬والمعرضة للمداهمة‬ ‫واالعتقال‪ ،‬عدَة وكوادر‪ ،‬في أية لحظة‪..‬‬ ‫في المشفى الميداني عالم مصغر‬ ‫عن الموت الحاضر خارج جدرانه في كل‬ ‫دقيقة‪ .‬وأشخاص يحاولون التحايل على‬ ‫الموت‪ ،‬متنقلين من مشفى إلى آخر‪،‬‬ ‫من مدينة إلى أخرى‪ ،‬شهودا على هول‬ ‫المعاناة التي يعيشها آالف السوريين‬ ‫يوميا‪ .‬يسعفون الطفل الصغير والجندي‬ ‫المنشق واألسير‪ ،‬بما قل من أدوات‬ ‫وأدوية‪ ،‬ومن غير تمييز أو انحياز‪ ،‬إال لمن‬ ‫تكون حظوظه في الحياة أكثر‪.‬‬ ‫نسبة األطباء المنخرطين في الثورة‬ ‫قليلة جدا مقارنة بتعدادهم العام‪.‬‬ ‫معظمهم من الشبان الذين لم ينهوا فترة‬ ‫اختصاصهم بعد‪ .‬وبسبب قلة عددهم‬ ‫يضطر واحدهم للقيام بكل شيء بغض‬ ‫النظر عن اختصاصه‪.‬‬ ‫فداء‪ ،‬أحد األطباء الميدانيين‪،‬‬ ‫اختصاص جراحة عامة سنة أخيرة‪ ،‬أوقف‬ ‫دراسته وانضم إلى صفوف الثورة منذ‬ ‫بداياتها‪ ،‬يروي شهادته عن يومين في‬ ‫مدينة الرستن‪ ،‬إحدى المدن الكثيرة التي‬ ‫زارها وزماؤه إلبعاد شبح الموت عن‬ ‫ضحايا القصف والقنص‪.‬‬

‫يف الطريق اإىل الر�شنت‬

‫كنا ثاثة أطباء انطلقنا من دمشق‬ ‫بصحبة أحد أبناء مدينة الرستن‪ ،‬وهو‬ ‫محام تحول إلى الكفاح المسلح بعد مقتل‬ ‫العديد من أفراد عائلته‪ .‬من خبرتنا في‬ ‫الدخول والخروج إلى المناطق الساخنة‪،‬‬ ‫أصبحنا نعلم أن إبعادنا عن النوافذ في‬ ‫السيارة‪ ،‬يعني أن الطريق لن يكون‬ ‫سها‪ .‬هذا اقتضى مني‪ ،‬وباعتباري قائد‬ ‫الفريق‪ ،‬أن أحاول التخفيف عن زمائي‬ ‫بالكام والممازحة طيلة الوقت‪ ،‬بينما‬ ‫بيني وبين نفسي كنت أفكر بشيء‬ ‫واحد‪ ،‬أنني استشهدت‪ ،‬وال أكف عن تذكر‬ ‫والدتي الثكلى‪.‬‬ ‫قبيل وصولنا بدأ إطاق النار بشكل‬ ‫كثيف بالقرب منا‪ .‬علمت فيما بعد أن‬ ‫الشباب كانوا يحاولون إلهاء الحاجز‬ ‫الضخم المدجج بالدبابات والمدرعات كي‬ ‫نتمكن من المرور بأمان‪.‬‬

‫يف امل�شفى امليداين‬

‫وصلنا إلى المشفى الميداني‪ ،‬وهو‬ ‫ككل المشافي المماثلة‪ ،‬عبارة عن منزل‪،‬‬ ‫الصالون الستقبال المرضى‪ ،‬وهناك‬ ‫بطانية معلقة في منتصفه لتفصل‬ ‫بين مكان جلوس الكادر الطبي وبين ما‬ ‫يفترض أنه غرفة اإلسعاف‪.‬‬ ‫المشفى الميداني مكان بائس جدا‪،‬‬ ‫ال يحمل من اسمه شيء‪ .‬يمكن أن نطلق‬ ‫عليه أية تسمية إال تسمية المشفى‪..‬‬ ‫هناك جهاز مص مفرزات لكنه غير‬ ‫مخصص للجراحة‪ .‬هناك أدوات معقمة‬ ‫لكن ليس جميعها‪ .‬في مشفى حقيقي‪،‬‬ ‫عندما يحصل حادث سير ويصاب نحو‬ ‫عشرة أشخاص‪ ،‬يضرب جرس اإلنذار‬ ‫في المشفى وتبدأ حالة التأهب‪ ،‬وتفتح‬ ‫غرف العمليات االحتياطية‪ .‬في المشفى‬ ‫الميداني‪ ،‬كل نصف ساعة هناك ما يشبه‬ ‫حادث سير رهيب جدا‪ .‬ارتطام صاروخ أو‬ ‫قذيفة هاون ببناء كامل‪ ،‬وفي ما يسمى‬

‫بالمشفى‪ ،‬طبيبين‪ ،‬أو أكثر أو أقل‪ ،‬وأحيانا‬ ‫ال يوجد طبيب أصا‪..‬‬ ‫كان أكثر ما يغريني في مثل هذه‬ ‫األوضاع هو كأس شاي “أكرك عجم”‪،‬‬ ‫الكؤوس المتسخة‪ ،‬وسيجارة الحمراء التي‬ ‫أضطر لتدخينها بعد نفاذ دخاني األجنبي‪.‬‬ ‫إال أنهم هذه المرة قدموا لنا الشاي‬ ‫بكؤوس باستيكية‪ ،‬تليق بالضيوف!‬ ‫كان هناك ثاثة أطباء بينهم‬ ‫جراح‪ ،‬لم يناموا منذ ثاثة أيام‪ ،‬اختفوا‬ ‫من غرفة اإلسعاف بعد عشر دقائق من‬ ‫وصولنا كي ينالوا قسطا من النوم‪ .‬ومنذ‬ ‫تلك اللحظة‪ ،‬كنا بين الحين واآلخر نسمع‬ ‫أصوات إنفجارات قذائف الهاون‪ ،‬وبعد‬ ‫عدة دقائق نشهد وصول خمس أو ستة‬ ‫جرحى جدد‪.‬‬

‫التحايل على عزرائيل‬

‫أول اإلصابات التي جاءتنا لشاب‬ ‫في الثاثين من عمره مصاب بشظية‬ ‫في بطنه مع دخوله حالة صدمة نزفية‪،‬‬ ‫واكتشفنا لحظتها أنه ال يوجد طبيب أو‬ ‫فني تخدير‪ ،‬فقررت إجراء الجراحة وفتح‬ ‫البطن على أن يتولى طبيب الداخلية وأنا‬ ‫عملية التخدير أثناء تجهيز المريض‪.‬‬ ‫بدأنا بعملية فتح البطن‪ ،‬وأنا أعيش‬ ‫أكثر حالة قلق في حياتي‪ .‬كان أخ الجريح‬ ‫يقف جانبي وهو ما ال نراه عادة في غرف‬ ‫العمليات‪ .‬كان يرجوني أن أنقذ أخاه‪،‬‬ ‫“عندو والد صغار”‪..‬‬ ‫أحاول أن ال أفكر عندما أعمل إال‬ ‫بفضاء الرؤية الذي ال يتعدى ساحة الدم‬ ‫عند الجراح‪ ،‬ألن مجرد التفكير يبعث على‬ ‫االنهيار‪.‬‬ ‫طلبت إخراجه من الغرفة‪ ،‬وتابعنا‬ ‫العملية وأجريت أول عملية استئصال‬ ‫طحال في حياتي‪ ،‬والمريض مخدر فقط‬ ‫“باالنبو”‪.‬‬ ‫أثناء العملية طلبنا “شانات” بطن‪،‬‬ ‫الممرض قدم لنا “شانا” غير معقمة‪،‬‬ ‫فرفضت استعمالها‪ ،‬فقال لي‪ ،‬ستطلبها‬ ‫مجددا وستستخدمها! معه حق‪ ،‬حتى‬ ‫مادة السيروم كنا نقنن باستخدامها‬ ‫على المريض ألن مريضا آخر سيحتاجها‬ ‫عاجا‪.‬‬ ‫أخيرا‪ ،‬طلبت خياطة الجرح وعدم‬ ‫إجراء مفاغرة‪ ،‬ألن المريض لن يحتمل‬ ‫أكثر من ذلك‪ .‬وأغلقنا البطن‪ ،‬وذهب‬ ‫المريض إلى منزله‪ ،‬بعد زمن قصير من‬ ‫هذه العملية الضخمة !‬ ‫و توالى قدوم اإلصابات حتى وصلنا‬ ‫شخص مصاب بشظية في رأسه‪ .‬كانت‬ ‫المرة الثالثة في حياتي التي ارفض فيها‬ ‫إنعاش مصاب يصارع من اجل البقاء‪،‬‬ ‫لعدم رغبتي بتضييع الوقت‪ .‬والحاالت‬ ‫الثاث كانت في مشافي ميدانيه‪ .‬وكان‬ ‫أكثر ما يجرحني‪ ،‬هو شهقة الموت‬ ‫األخيرة‪..‬‬ ‫أكره العمل بالمشفى الميداني‪ .‬وال‬ ‫لمرة واحدة شعرت أنني قدمت للمصاب‬ ‫كل ما أستطيع تقديمه‪ .‬ال يوجد وقت وال‬ ‫إمكانيات‪.‬‬ ‫وأصعب قرار دائما هو أي جريح‬ ‫ستعالج‪ .‬من كان أقرب إلى الموت ال‬ ‫تجعله يقف في الوجه‪ ،‬وفي فترة انشغال‬ ‫عزرائيل به حاول أن تهرَب فريسة أخرى‬ ‫منه!‬

‫مظاهرة يف امل�شفى امليداين‬

‫أحد المصابين‪ ،‬ضحكنا معه كثيرا‪.‬‬ ‫كان ال يكف عن إلقاء النكات‪ ،‬رغم إصابته‬ ‫بتهتك في الجلد وعضات الفخذين مع‬ ‫خروج الخصية من الغاف الجلدي الذي‬ ‫يحيط بها‪ .‬طلب أن نصور خصيته‪،‬‬ ‫وعندما أخبرناه أننا سنرسلها لقناة‬ ‫الجزيرة رفض‪ ،‬ألنه خاطب من جديد بعد‬ ‫زيجتين‪ ،‬وال يريد “فركشة” الخطبة!‬ ‫أكثر من أثر بي ممن التقيتهم خال‬ ‫هذين اليومين‪ ،‬كان أبو محمد‪ ،‬شخص‬ ‫دائم التفاؤل‪ ،‬يضحك طوال الوقت‪،‬‬ ‫يضحك بوجوه الجرحى والموتى‪ ،‬ويوثق‬ ‫المصابين ويقوم بنقلهم‪ ،‬ويصورهم‬ ‫ويداويهم معنا‪ .‬سألته ما سبب هذا‬ ‫التفاؤل‪ ،‬فأجابني‪ ،‬حين ننتصر‪ ،‬أخبرك‪..‬‬ ‫في اليوم التالي‪ ،‬جاءنا خبر أن ولده‬ ‫محمد أصيب‪ ،‬وبدأ أبو محمد يركض‬ ‫ويبكي‪ ،‬ركضت وراءه‪ .‬محمد عمره‬ ‫تسع سنوات‪ ،‬أصيب بالفخذ‪ ،‬وبدأ محمد‬ ‫يخاطب والده‪:‬‬ ‫ يا بيَ ليش عم تبكي‪ ..‬ماالزم‬‫يسقط بشار حتى لو رحنا كلنا شهداء؟!‬ ‫ ولك بابا ماقلتلك ماتطلع‬‫عالشارع‬ ‫ بدي العب يا بيَ… يعني لو كنت‬‫بالبيت ماكنت انصبت؟‬ ‫ثم عرفت سبب تفاؤل أبو محمد‪.‬‬ ‫محمد طلب بإصرار تصويره وإرسال‬ ‫صورته للجزيرة‪ ،‬ألنه غير خائف كما برح‬ ‫يردد‪.‬‬ ‫معظم المصابين كانوا من‬ ‫المدنيين‪ .‬القصف العشوائي ال يتعرف إال‬ ‫على المدنيين‪ .‬قبل وصولنا بنحو ساعة‬ ‫كان هناك ثاثة أخوة أطفال مصابين‪،‬‬ ‫جميعهم تحت سن الثانية عشرة‪ .‬أحدهم‬ ‫أجريت له عملية وتوفي على الطريق إلى‬ ‫المشفى في حمص واالثنين اآلخرين‬ ‫يعالجون إلى اآلن‪ .‬واألغلب‪ ،‬أن يكون‬ ‫الجرحى من عائلة واحدة‪ .‬وهنا قصة‬ ‫اإليثار‪ ،‬كل منهم يتأوه ويسأل عن حال‬ ‫أخيه‪ ،‬أبيه‪ ..‬وهكذا‪ ..‬وندخل دوامة الكذب‪،‬‬ ‫الكذب في كل شيء‪..‬‬ ‫أخاك وضعه جيد أرسلناه للمنزل‪،‬‬ ‫لكن دون أن نقول له أن البيت تهدم‪..‬‬ ‫يبقى أن أروع شيء في الطب‪ ،‬هو‬ ‫أدوية التخدير‪ .‬أحسها مثل برميل فودكا‪،‬‬ ‫تطلق العنان للمظاهرات داخل المشفى‬ ‫الميداني‪.‬‬ ‫كل الذين بدؤوا بالهذيان تحت تأثير‬

‫أدوية التخدير‪ ،‬أصبحوا يغنون للقاشوش‪،‬‬ ‫وكنا نردد معهم‪ .‬أحدهم قمنا بتصويره‬ ‫على هذه الحال!‬

‫االأ�شري‪..‬‬

‫عالجنا خال اليومين ثاثة أسرى‬ ‫لدى الجيش الحر‪ .‬األول كان من منبج‪،‬‬ ‫كان بين ثيابه ثاثة ساسل ذهب‪ ،‬وثاث‬ ‫“فانيات” ألطفال رضع‪ ،‬يبدو أنه غنمهم‬ ‫خال إحدى عمليات السطو على المنازل‪.‬‬ ‫سألناه من أين هو‪ ،‬كذب وقال أنه من‬ ‫درعا‪ .‬هو سارق وكاذب وقاتل‪ ،‬وعندما‬ ‫وصل إلينا كان يشتم بشار‪ ،‬لكن عندما‬ ‫حاول الشباب تصويره وهو يتكلم ضد‬ ‫بشار رفض خوفا!‬ ‫أسعفته‪ ،‬وبقي عندي حتى الصباح‪.‬‬ ‫طيلة الليل كنت أسمع من الركن الذي‬ ‫يفترض أن أنام فيه‪ ،‬أصوات التوبيخ‬ ‫والتحقيق الذي ليس له أي معنى‪ ،‬لكن‬ ‫أحدا لم يتعرض له بالضرب‪.‬‬ ‫في الصباح جاءنا أسير آخر معروف‬ ‫بأنه قناص‪ .‬بعد اإلسعاف األولي خرج‬ ‫من عندنا ودخلت عائلة من خمسة أفراد‬ ‫أصيبوا جميعا‪ ،‬لنعلم الحقا أنه جرت‬ ‫تصفية األسير لدى رؤية أفراد العائلة‬ ‫المصابين‪.‬‬ ‫أبو محمد الرائع تصدى لذلك‪ ،‬وقال‬ ‫أن هؤالء أسرى وال تجوز تصفيتهم‪،‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬أبو محمد أنقذ األسير صاحب‬ ‫فانيات الرضَع من اإلعدام‪.‬‬

‫يف طريق العودة‪..‬‬

‫عندما أخبرنا الشباب بنيتنا للرحيل‪،‬‬ ‫بدأت األقام تخط طلباتهم الطبية‪،‬‬ ‫رغم معرفتهم أن وعودنا تفوق كثيرا ما‬ ‫نستطيع تقديمه‪ .‬منذ عودتي وأنا أبحث‬ ‫عن جهاز بث فضائي للمسؤول الطبي‬ ‫في الرستن‪ .‬عندما سألته ماعاقة الدعم‬ ‫الطبي بجهاز البث‪ ،‬أخبرني أنها غصة في‬ ‫قلوب نشطاء الرستن‪ ،‬أن يخرجوا على‬ ‫الهواء مباشرة ويعلنوا مدينة الرستن‬ ‫محررة‪ .‬ودعنا المسؤول الطبي وأبو‬ ‫محمد‪ ،‬الذي زلزل كياني بطلبه عودتي‬ ‫بسرعة كي يراني قبل أن يستشهد‪.‬‬ ‫عند تحويلة حمص‪ ،‬ودعنا السيارة‬ ‫التي كانت تستكشف لنا الطريق‪ ،‬ولوحنا‬ ‫بإشارة النصر للسيارة القادمة من‬ ‫دمشق التي تقل فريقا جديدا من زماء‬ ‫لنا‪ ،‬سيحلون مكاننا ليومين قادمين في‬ ‫المشفى الميداني بمدينة الرستن‪..‬‬ ‫عن مدونة ‪The Damascus Bureau‬‬


‫د‪ .‬يحيى مصطفى كامل‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬

‫عن القدس العربي ‪2012 / 2 / 20 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫والعاطفة كما جعلوا يحاولون االس��تفادة‬ ‫م��ن الغ��رب بص��ورةٍ انتقائي��ةٍ وف��ق‬ ‫دفاع‬ ‫تصوره��م عم��ا يحتاجونه ‪...‬وف��ي ٍ‬ ‫عن ذاتٍ جريحة ت��رى في ماضيها تفوقًُا‬ ‫فكري��ًا وفني��ًا رفضوا الكثير م��ن األفكار‬ ‫الحداثية التحررية بدعوى التزام األصالة‬ ‫ملتفتين أكثر إلى الجانب التقني والعلمي‬ ‫والعسكري وتنظيمات األحزاب (وبخاصةٍ‬ ‫السرى منها) على حساب الحرية الفردية‬ ‫ف��ي المعتق��د واألف��كار؛ واندف��ع هؤالء‬ ‫المنظرون يروجون لتعاليمهم في أوساط‬ ‫فصي��ل أحكم‬ ‫العس��كر لم��ا يمثلونه من‬ ‫ٍ‬ ‫تنظيمًا على خلفيةٍ اجتماعيةٍ من التأخر‬ ‫والتره��ل‪ ،‬وفي معادلة الفرد أمام الدولة‬ ‫انحازوا لألخيرة بوصفها تجس��يداً للكيان‬ ‫المنظ��م التقن��ي الفعال الذي سينتش��ل‬ ‫المحيط اإلقليمي من تخلفه وانهياره‪...‬‬ ‫م��ع الزم��ن وتكاثر وتعاق��ب الطغم‬ ‫العس��كرية واألمني��ة ذاب��ت المش��اعر‬ ‫الحارة والنوايا الطيبة بين أهل الس��لطة‬ ‫ولم يتبق من هذا المش��روع فعليًا سوى‬ ‫ج��دران الدول الباطش��ة كالس��جون ونار‬ ‫العس��كر وفوالذه��م يض��رب الش��عوب‬ ‫با ه��وادة وأغاني جميلة تثير الش��جون‬ ‫والذكريات عن مش��اريع وتج��ارب وحدةٍ‬ ‫فاش��لة مش��فوعة بوص��ات التخوي��ن‬ ‫والردح بين األنظمة‪...‬‬ ‫لم يتحقق شيء‪ ،‬ال التقدم وال الحرية‬ ‫وال الث��أر من الغرب وإس��رائيل واألنظمة‬ ‫تلق��ي بتبع��ة كل ذل��ك على االس��تعمار‬ ‫كالبطل في مسرحية الماغوط‪...‬و بقيت‬ ‫الش��عوب تحن بص��ورةٍ غامضة إلى كل‬ ‫تلك األحام والطموحات‪...‬‬ ‫من حقنا إذن أن نتس��اءل أين مكمن‬ ‫الخطأ وأساسه؟‬ ‫هل سرق العس��كر والطغاة حداثتنا‬ ‫وهرب��وا بها أم أنه��ا‪ ،‬وبصيغتها القومية‬ ‫أس��س‬ ‫العربي��ة تحدي��دا‪ ،‬تق��وم عل��ى‬ ‫ٍ‬ ‫واهية أص�� ًا وتتجاوز الواقع الموضوعي؟‬ ‫كيف تأت��ى أن كل المش��اريع التحديثية‪،‬‬ ‫س��واء منه��ا م��ن تحالف م��ع الش��رق أو‬ ‫م��ن تحالف مع الغ��رب انتهى إل��ى القمع‬ ‫والبط��ش األمن��ي وجميع��اً انته��وا إل��ى‬

‫الفش��ل والهزائم بصورةٍ أو بأخرى؟ هل‬ ‫يُعقل أن ما يع��رف بالدول التقدمية‪ ،‬أي‬ ‫الجمهوريات‪ ،‬قتلت من شعوبها واعتقلت‬ ‫وعذب��ت أكثر بمراحل مما فعلته األنظمة‬ ‫الرجعية وأنها أطلقت جيوشها على الناس‬ ‫تذيقه��م من العذاب والمهانة جهاراً نهاراً‬ ‫ما تتحرج عن فعله جيوش االحتال؟!‬ ‫أجل الغرب مجرم‪ ،‬ولكننا حكامنا لم‬ ‫يكونوا أبداً مائكة‪...‬‬ ‫أج��ل‪ ،‬لق��د كان تحدي إس��رائيل لنا‬ ‫تحدي��اً وجودي��اً وحضاري��ًا وق��د فش��لت‬ ‫ه��ذه األنظمة في��ه بامتياز ولم تتس��لح‬ ‫س��وى بالمن��اورات والمزاي��دات و بته��م‬ ‫العمال��ة يلقيه��ا زعم��اء تل��ك األنظم��ة‬ ‫عل��ى بعضهم البعض في لعبة كراس��ي‬ ‫موس��يقية س��خيفة لم تعد تمتع أو تقنع‬ ‫أح��داً بعد أن تكش��ف أنهم جميعًا س��واء‬ ‫ف��ي الوضاع��ة واللصوصي��ة والقمع وأن‬ ‫أح��داً منه��م لم يش��ذ ع��ن العاق��ات مع‬ ‫ق��وى خارجية وإنما تتف��اوت الدرجة قربًا‬ ‫وتنس��يقاً فحس��ب‪ ...‬النظام اإلس��رائيلي‬ ‫نظام حقير وعنص��ري لكن رد فعل تلك‬ ‫األنظمة عليه كان المزيد من القمع تجاه‬ ‫شعوبهم والعنصرية تجاه طوائف بعينها‬ ‫عب��ر سياس��ة ف��رق تس��د اس��تخدموها‬ ‫بصي��غ م��ن الوحدة‬ ‫للس��يطرة والمن��اداة‬ ‫ٍ‬ ‫وأنم��اطٍ م��ن الدول��ة الحديث��ة تخط��ت‬ ‫الخصوصي��ات المحلي��ة والطائفية‪ ...‬في‬ ‫البداي��ة لم تعترف بها ث��م تبين على مر‬ ‫التاري��خ واألحداث أنها في صلب تصورات‬ ‫ه��ؤالء الق��ادة ع��ن كيفي��ة إدارة الدولة‬ ‫والمجتمع‪...‬‬ ‫كي��ان حقير ولكن‬ ‫أجل إن أس��رائيل‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫خاصة‬ ‫تلك األنظم��ة ال تقل عنه حق��ار ًة‬ ‫أنها لم تطرح بدي ًا حضاريًا مشرقًا تثبت‬ ‫به قدر شعوبها وجدوى وجودها‪.‬‬ ‫ل��م تع�� ِر الثورة الس��ورية وحش��ية‬ ‫النظام وبنيته الطائفية وإفاسه فحسب‬ ‫خلل عميق في مشروعنا‬ ‫وإنما كشفت عن ٍ‬ ‫الحض��اري وفي تصدينا لمش��اكلنا‪ ،‬فهي‬ ‫ألسباب موضوعيةٍ مشروعة من‬ ‫اندلعت‬ ‫ٍ‬ ‫القمع واإلقصاء واإلهانة واإلفقار‪ ،‬وعوضًا‬ ‫ع��ن الترحيب به��ا انتص��اراً للحق أوحتى‬

‫محاول��ة الفه��م والدرس ن��رى الكثيرين‬ ‫مم��ن تصلب��ت أفكاره��م عل��ى رطاناتٍ‬ ‫تشنج إال أن‬ ‫محفوظة ومكررة يأبون في‬ ‫ٍ‬ ‫يروا في ثناياها أصابع خارجية ومؤامرات‬ ‫متخذين م��ن الغرب وإس��رائيل مش��جبًا‬ ‫مريح��ًا يعلقون عليه فش��ل ذلك النظام‬ ‫ومحنته‪...‬ق��د تح��اول ال��دول اس��تغال‬ ‫الموقف وهذا من طبائع السياس��ة‪ ،‬إال أن‬ ‫ذل��ك ال يعن��ي النيل من نق��اء الثورة؛ أما‬ ‫األقب��ح م��ن ذوي القناع��ات العتيقة فهم‬ ‫أوائك الذي��ن تلتقي مصالحه��م الفئوية‬ ‫مع النظام فيدافعون عنه باسم المقاومة‬ ‫على حساب الدم السوري‪...‬‬ ‫يا س��ادة إن الثورة الس��ورية قبل أن‬ ‫تثير تلك التس��اؤالت تكش��ف ع��ن أزمةٍ‬ ‫أخاقيةٍ عنيفة ل��دى الكثير من مثقفينا‬ ‫ونخبنا‪...‬أولئ��ك الذي��ن يتحدثون باس��م‬ ‫الش��عوب بينما يكفرون بمقدرتها وأولية‬ ‫حراكه��ا منتظرين الخاص م��ن أنظمةٍ‬ ‫مجرمة أسقطوا عليها تصورات مثالية من‬ ‫الوطنية والممانعة الخ والذين يصطفون‬ ‫معها نكاية في الغ��رب فقط‪ ...‬ليس من‬ ‫شريفٍ يود التدخل الغربي أو ينتظر منه‬ ‫خيراً‪ ،‬غير أن المس��ؤولية األساس��ية في‬ ‫ذلك المأزق تقع على عاتق األنظمة التي‬ ‫ال مان��ع لديها من دفع أوطانه��ا إلى هوة‬ ‫الجحيم بدي ًا عن الرحيل‪.‬‬ ‫إن الشعوب العربية تتحرك وتتحرر‪،‬‬ ‫وعلينا اإلجابة على كل تلك األسئلة التي‬ ‫أس��لفت لكي نضم��ن أن يأت��ي الغد كما‬ ‫نتمن��اه‪ .‬أنا ال أزعم أن لدي اإلجابة عليها‪،‬‬ ‫إال أنن��ي أعل��م أن ميراثن��ا من ش��عارات‬ ‫الوح��دة وهتاف��ات الحماس��ة تحت��اج إلى‬ ‫إعادة النظ��ر والتنقيح في أق��ل تقدير‪...‬‬ ‫آن أن نمتلك الشجاعة لاعتراف بأخطائنا‬ ‫وعلينا أن نفهم لماذا انتهت كل مش��اريع‬ ‫التحديث إل��ى كوارث بغية إرس��اء قواعد‬ ‫ق��ادر عل��ى االس��تمرار‬ ‫مش��روع جدي��د‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫والنجاح‪..‬كم��ا أعلم أن ق��ارئ التاريخ في‬ ‫المس��تقبل لن يملك سوى أن يشيح وجه‬ ‫عن الستة عقودٍ من الجنون الماضية في‬ ‫اشمئزاز‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫في مسرحية كاسك يا وطن الرائعة‬ ‫طالم��ا اس��توقفني العبق��ري الراح��ل‬ ‫مده��ش مؤل��م في‬ ‫الماغ��وط بمش��هدٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تركي��زه لمعان��ي عميق��ة تتخطى قصر‬ ‫الزمن الذي يس��تغرقه‪...‬فيه نرى البطل‬ ‫وق��د قصد أح��د المس��ؤولين ليش��كو له‬ ‫موت ابنته نتيجة الفقر واإلهمال فيجيبه‬ ‫األخير بأن االس��تعمار وحده وليس غيره‬ ‫يتحم��ل المس��ؤولية عل��ى موتها‪...‬أب��داً‬ ‫ال يتقب��ل ذل��ك المس��ؤول المحتق��ن أية‬ ‫محاولة للشرح مؤكداً استحالة أن يتسبب‬ ‫أي طرفٍ آخر س��وى االس��تعمار في هذه‬ ‫الجريم��ة‪ ،‬حت��ى إذا م��ا أل��ح علي��ه األب‬ ‫المكلوم انفجر المسؤول منتحبًا بصورةٍ‬ ‫مضحك��ة معترف��ًا بعبثية م��ا كان يؤكده‬ ‫ويقسم عليه من هراء‪...‬‬ ‫لعل هذا المش��هد المسرحي يحاكي‬ ‫مش��اهد متك��ررة م��ن تاريخن��ا العرب��ي‬ ‫المعاص��ر بم��ا يغن��ي ع��ن آالف الكلمات‬ ‫ً‬ ‫وخاص��ة فيما يتعل��ق بردود‬ ‫والتحلي��ات‬ ‫األفعال والتعليقات على مأس��اة الش��عب‬ ‫الس��وري‪ ،‬إذ أنن��ا هنا بإزاء نظ��ام مجرم‬ ‫ٍ‬ ‫أش��به بالتش��كيل العصابي ٍ‬ ‫هجمة‬ ‫يشن‬ ‫أعزل‬ ‫الوحش��ية وحرب إبادة على‬ ‫ش��عب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ف��ي غالب��ه يُض��ام حقه على م��رأى من‬ ‫العال��م أجمع‪...‬نظ��امٌ فاش��ل أس��قط‬ ‫بحماقة رموزه ورعونة دمويته كل دعاوى‬ ‫المبادئ التي طالما ستر بها حقيقته التي‬ ‫تقرن بي��ن القمع واإلقص��اء؛ وعلى ذلك‬ ‫فهي صورة أبس��ط وأوضح م��ن المعتاد‬ ‫في محيطٍ ديدنه التعقيد والتش��ابك‪ ،‬إال‬ ‫أننا على الرغم من ذلك نجد من يدافعون‬ ‫عنه ويج��دون ل��ه المبررات م��ن قوميةٍ‬ ‫إص��رار على الس��يادة‬ ‫إل��ى تحرري��ةٍ إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ال��خ‪ ...‬لس��ت أضيف جديداً حي��ن أؤكد أن‬ ‫طرق مشرفٍ على‬ ‫منطقتنا على مفترق ٍ‬ ‫عال��م جديدٍ ذي قوى‬ ‫كل االحتماالت في ٍ‬ ‫فتيةٍ صاعدة‪ ،‬وليس م��ن قبيل الصدفة‬ ‫أن ذل��ك يتزامن مع وصولن��ا إلى الفصل‬ ‫األخي��ر من قصة قرنٍ أو م��ا يقارب ذلك‬ ‫م��ن بح��ث الع��رب ع��ن الحداثة ب��كل ما‬ ‫الزمه م��ن آالم واضطراباتٍ وتخبط‪ ،‬لذا‬ ‫فإني أعتقد ٍ‬ ‫أنه من المشروع طرح أسئلةٍ‬ ‫عديدة ‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة تقييم تلك‬ ‫التجربة نقديًا‪.‬‬ ‫‪...‬و ليس كالثورة الس��ورية تقحمنا‬ ‫ف��ي خضم تل��ك التس��اؤالت؛ فالبلد مهد‬ ‫الفك��ر القوم��ي العرب��ي‪ ،‬ع��رف أه��م‬ ‫منظريه وأنطقهم وأبعدهم أثراً‪...‬كما أن‬ ‫له قدم السبق في االنقابات العسكرية‪،‬‬ ‫مث��ال عل��ى‬ ‫وعل��ى ذل��ك فه��و أفض��ل‬ ‫ٍ‬ ‫المابس��ات واإلش��كاليات العميق��ة التي‬ ‫صاحبت مياد هذه األفكار وخيرُ ش��اهدٍ‬ ‫على ف��ورات الحماس��ة الت��ي أفضت إلى‬ ‫الكابوس الذي يعيش��ه الشعب السوري‪.‬‬ ‫مما اليخفى على أحد أن لهاث العرب وراء‬ ‫الحداثة استجاب ٌة لتحدي واستفزاز الغرب‬ ‫المتف��وق ال��ذي صفعه��م مرتي��ن‪ ،‬مر ًة‬ ‫باالحتال المباش��ر والم��رة األخرى بزرع‬ ‫الكيان الصهيوني يرهقهم ويستنزفهم‪،‬‬ ‫وأمام ضعفهم وتش��رذمهم وش��عورهم‬ ‫العمي��ق باإلهانة أخ��ذوا يصيغون أحامًا‬ ‫عن قومية جديدة لها جذورٌ في الوجدان‬

‫من أعمدة الصحافة ‪. .‬‬

‫جراح �شورية الدامية‪...‬‬ ‫حمنتنا احل�شارية واأزمتنا االأخالقية‬

‫‪13‬‬


‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫فــــوزي الغــــزي (‪)1929 - 1891‬‬ ‫"اأبو الد�شتور ال�شوري"‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ولد فوزي الغزي في دمشق عام‬ ‫‪ 1891‬من آل الغزي األس��رة العريقة‬ ‫باإلفتاء والقضاء والعمل العام‪ ،‬تلقى‬ ‫علومه االبتدائية والثانوية في دمشق‬ ‫ثم انتقل إل��ى األستانة ليحصل من‬ ‫المعهد الملكي العالي على إجازة في‬ ‫الحقوق‪ ،‬ثم التحق ضابطاً في الجيش‬ ‫العثماني في الحرب العالمية األولى‪،‬‬ ‫حارب في القفقاز والعراق حيث أصيب‬ ‫في أذنه‪.‬‬ ‫مع نهاية الحكم العثماني ودخول‬ ‫الملك فيصل لسوريا اختار الغزي كقائم‬ ‫مقام لراشيا وحاصبيا على التوالي‪ ،‬ثم‬ ‫عيّن أمين سر ب��وزارة الداخلية‪ ،‬بعد‬ ‫االحتال الفرنسي لسوريا عمل في‬ ‫المحاماة‪ ،‬كما درس القانون الدولي‬ ‫في معهد الحقوق في دمشق‪ ،‬وفي‬ ‫عام ‪ 1925‬اعتقل مع ف��ارس الخوري‬ ‫وإحسان الشريف في قلعة أرواد ثم‬ ‫نفي إلى الحسكة مع سعد اهلل الجابري‬ ‫ووزراء حكومة الداماد أحمد نامي بك‬ ‫المستقيلين (ف��ارس الخوري‪ ،‬حسني‬ ‫ال��ب��رازي‪ ،‬لطفي ال��ح� ّ�ف��ار) ونفي إلى‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫في ‪ 24‬نيسان عام ‪ 1928‬انتخب‬ ‫الغزي نائبًا عن دمشق مع كوكبة من‬ ‫رجال سوريا بينهم قريبه سعيد الغزي‪،‬‬ ‫وانتخب أميناً لسر المجلس‪ ،‬وف��ي ‪9‬‬ ‫أيّار من العام نفسه انتخبت الجمعية‬ ‫التأسيسية لوضع دستور للباد برئاسة‬ ‫الرئيس هاشم األت��اس��ي وال��ذي كان‬ ‫الغزي نائباً له وعضواً مقرراً فيها‪،‬‬ ‫وكان السيد فوزي الغزي لولب ومحرك‬ ‫لجنة صياغة الدستور ووراء الكثير من‬ ‫الصياغات التي اعتمدت في الدساتير‬ ‫العربية الاحقة‪.‬‬ ‫وقد أتمّ الغزي صياغة الدستور‬ ‫المؤلف من ‪ 115‬مادة في خمسة عشر‬ ‫يوماً‪ ،‬وع��ن مذكرات أك��رم الحوراني‬ ‫الصفحة ‪ 87‬ننقل (عن دستور الغزي قال‬ ‫المستشرق المعروف المسيو ماسينيون‬ ‫إن هذه الجمعية التي أق��رت الدستور‬ ‫لم تكن أقل ثقافة وخبرة من مثياتها‬ ‫في البلدان المتمدنة الحديثة العهد‬ ‫في حياتها النيابية) باهى هذا الدستور‬ ‫أعظم دساتير الدول المتمدنة فاعترض‬ ‫المندوب السامي بونسو على ست مواد‬ ‫منه تتعلق بوحدة األراض��ي السورية‬ ‫وتنظيم الجيش وحق الرئيس في إبرام‬ ‫المعاهدات وتقنين صاحيات رئيس‬ ‫الجمهورية بالنسبة إلع��ان األحكام‬ ‫العرفية‪ ،‬وأضاف للدستور المادة ‪116‬‬ ‫والتي تعطي صاحيات واسعة للمندوب‬

‫‪14‬‬ ‫جنازة فوزي بيك الغزي‬

‫السامي‪ ،‬فرد الغزي قائ ًا (لم تخرج‬ ‫الجمعية التأسيسية في كل اجتماعاتها‬ ‫ومذاكراتها عن التقاليد البرلمانية‪ ،‬ولم‬ ‫تشذ في موقف من مواقفها عن القواعد‬ ‫النيابية المألوفة في العالم المتمدن)‬ ‫ورفض الغزي التدخل بالدستور السوري‬ ‫معتبراً الدستور دلي ًا على سيادة األمة‪،‬‬ ‫ورفضت الجمعية تعديل الدستور مما‬ ‫دعى بالفرنسيين إلى تعليق اجتماعات‬ ‫الجمعية في ‪ 7‬شباط ‪ 1929‬ثم ح ّلها في‬ ‫آب من العام نفسه‪.‬‬ ‫استمر الغزي مدافعًا عن الدستور‬ ‫مستعيناً بثقافةٍ دستورية قل نظيرها‪،‬‬ ‫م��ع رف��اق��ه ال��ن��واب‪ ،‬وك���ان الدستور‬ ‫الفرنسي مرجعًا بالنسبة لهم للحريات‬ ‫والعدالة والمساواة‪.‬‬ ‫مع خ��روج االحتال الفرنسي من‬ ‫سوريا عام ‪ 1946‬تمت العودة لدستور‬ ‫‪ 1928‬دستور الغزي‪.‬‬ ‫كان الغزي ً‬ ‫عقبة صلبة في مواجهة‬ ‫مخططات االنتداب وكان أستاذاً لجيل‬ ‫من أبناء الوطن ولم يتجاوز الثاثين‬ ‫من العمر‪ ،‬دائ��م التواصل مع الشباب‬ ‫ف��ي ال��م��ح��اض��رات ال��ت��ي ك��ان يلقيها‬ ‫أو المقاالت التي كتبها في الجرائد‬ ‫السورية واللبنانية‪ ،‬ففي جريدة الشعب‬ ‫الصادرة يوم ‪ 12‬تشرين األول من عام‬ ‫‪ 1928‬نقرأ له (المفاضلة بين االنتداب‬ ‫والمعاهدة) وفي جريدة القبس الصادرة‬ ‫في ‪ 14‬آذار عام ‪1929‬نقرأ له (يريدون‬ ‫وض��ع دستور في جنيف) وف��ي جريدة‬ ‫الشعب ال��ص��ادرة ف��ي ‪ 12‬شباط من‬ ‫العام نفسه نقرأ له (إيضاح مفصل عن‬ ‫التحفظات الفرنسية وجواب الوطنيين‬ ‫عليها)‪.‬‬ ‫أطلق شعار (وطنيتنا عربية ال‬ ‫إسامية وال نصرانية) وال��ذي أضحى‬ ‫شعار الشباب في تلك المرحلة‪.‬‬ ‫في السادس من تموز عام ‪1929‬‬ ‫استفاقت دمشق على خبر وفاة الغزي‬ ‫فقامت ع��ن بكرة أبيها ت��ودع فتاها‬ ‫وامتألت صفحات الجرائد الدمشقية‬ ‫بأنباء هذه الفاجعة وتبارى الشعراء‬ ‫وال��س��ي��اس��ي��ون بنعي أب���ي ال��دس��ت��ور‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫فقال فارس بك الخوري‪:‬‬ ‫بيكيك أح����رار س��وري��ا وأن����ت أخ‬ ‫يبكيك دس��ت��ور س��وري��ا وأن���ت أب‬ ‫من للصعاب إن اشتدت معاضلها‬ ‫من للخطابة يا ملسان من خطبوا‬ ‫ورثاه شوقي بقصيدة مطلعها‪:‬‬

‫ي��ا واض���ع ال��دس��ت��ور أم��س كخلقه‬ ‫م��ا ف��ي��ه م��ن ع���وج وال ه��و ضيق‬ ‫ن��ظ��م م��ن ال���ش���ورى ح��ك��م راش��د‬ ‫أدب ال��ح��ض��ارة فيهما والمنطق‬ ‫ي��ا ف��وز تلك دمشق خلف سوادها‬ ‫ت��رم��ي م��ك��ان��ك ب��ال��ع��ي��ون وت��رم��ق‬ ‫لم يكن تشييع الغزي حدثًا عاديًا بل‬ ‫كان كارث ًة ألمت بالشعب العربي‪ ،‬فمنذ‬ ‫الصباح غصت دمشق بمواكب القرويين من‬ ‫الغوطة والقرى المجاورة وتعطلت الحياة‬ ‫االقتصادية في دمشق واعتزل الطاب‬ ‫مدارسهم وجامعاتهم وفتحت منازل دمشق‬ ‫لتتقبل العزاء بفقيدها‪ ،‬وقدمت آالف أكاليل‬ ‫ال��ورود من سوريا وال��ع��راق ولبنان ومن‬ ‫الطوائف المسيحية واإلسامية واليهودية‬ ‫وحمل النعش على أكف رجاالت الجمعية‬ ‫التأسيسية ورموز الوطن‪.‬‬ ‫يكتب األديب معروف األرناؤوط من‬ ‫وحي شخصية الغزي ويوم وفاته‪:‬‬ ‫في ه��ذا اليوم يطلع ليل الموت‬ ‫العابس المكفهر على جبين األستاذ‬ ‫الغزي‪ ،‬لكن تلك ال��دروس التي ألقاها‬ ‫في علم الوطنية والحرية والتضحية في‬ ‫سبيلها ستظل المقدمة الرائعة في كتاب‬ ‫الحياة التي نحياها‪.‬‬ ‫أمام حالة الهياج الشعبي ومقتل‬ ‫الغزي مسموماً حكم على زوجته وابن‬ ‫أخيه باإلعدام في ‪ 19‬نيسان عام ‪1930‬‬ ‫بإدعاء أن زوجة الغزي كانت على عاقة‬ ‫غرامية بابن شقيقه وتآمرت لقتله لكن‬ ‫السلطات الفرنسية تدخلت إل يقاف حكم‬

‫ياسر مرزوق‬

‫اإلعدام واستبداله باالعتقال المؤبد‪.‬‬ ‫عن الدكتور أسعد الكوراني في‬ ‫مذكراته صفحة ‪ 412‬إلى صفحة ‪512‬‬ ‫ننقل‪:‬‬ ‫دعاني حسني الزعيم صاحب االنقاب‬ ‫األول وطلب مني أن أضع مرسوماً بالعفو‬ ‫الخاص ع قرينة الزعيم الوطني المشهور‪،‬‬ ‫ولما سألته عن السبب أجاب أنه قضى‬ ‫شهوراً في السجن أيام الفرنسيين والتقى‬ ‫بالسيدة لطفية اليافي زوجة الغزي في‬ ‫السجن واقتنع ببراءتها‪ ،‬فطلبت منه مهلة‬ ‫لدراسة إضبارتها فلما درستها ظهر أن‬ ‫قاضي التحقيق الذي تولى النظر فيها لم‬ ‫يكن على مستوى أهميتها حتى أنه اتجه‬ ‫فيها اتجاهات غريبة والواقع أن الزوجة ان‬ ‫كانت تبغي الطاق من زوجها المرحوم‬ ‫الغزي األمر كان سه ًا جداً وال يتطلب‬ ‫القتل‪ ،‬وإذا كانت تريد االستئثار بثروته‬ ‫فهي أعلم من غيرها بأنه ال يملك سوى‬ ‫‪ 300‬ليرة ذهبية وهو ليس بالمبلغ الكبير)‪.‬‬ ‫وفع ًا صدر العفو عن اليافي في ‪ 18‬أيار‬ ‫عام ‪ 1949‬وبقي قاتل الغزي مجهو ًال فقد‬ ‫تأثرت محكمة الجنايات بضغط الشارع‬ ‫فكانت ساحة المرجة حيث تقع دار القضاء‬ ‫تعج بالجمهور الغاضب المطالب بإعدام‬ ‫زوجة الغزي فوراً ولم تملك المحكمة دلي ًا‬ ‫إال إشاعة أن اليافي دست السم لزوجها‪.‬‬ ‫أث��ارت قضية مقتل الغزي مخيلة‬ ‫المسرحي الكبير سعد اهلل ون��وس‬ ‫فعرض لجريمة العصر في مسرحيته‬ ‫الشهيرة "األيام المخمورة" الصادرة عام‬ ‫‪ 1997‬متجهًا إلى أن اليافي امرأة كانت‬ ‫ضحية هياج الشارع السوري آنذاك‪.‬‬


‫اجلوالن املحتل – منذ النكبة وحتى اليوم‬ ‫حنين اليوسف‬

‫دور االأمم املتحدة‬

‫ت��م تهجي��ر م��ا يق��ارب ‪ 100‬ألف‬ ‫نس��مة م��ن أهال��ي الج��والن ال يزالون‬ ‫يعانون مش��كات النزوح عن ديارهم‪،‬‬ ‫وق��د بلغ عدده��م اآلن حوالي ‪ 170‬ألفًا‬ ‫يس��كن معظمه��م العاصم��ة دمش��ق‬ ‫بعيداً عن أهلهم الذين ال يس��تطيعون‬ ‫لقاءهم إال من خلف الحدود واألس��وار‪.‬‬ ‫أم��ا المس��توطنون االس��رائيليون فقد‬ ‫كانوا حوالي ‪ 6500‬مس��توطن أصبحوا‬ ‫ف��ي يومن��ا ه��ذا ‪ 18000‬مس��توطن‬ ‫يقيمون في ‪ 33‬مستوطنة‪.‬‬ ‫وم��ن بق��ي م��ن الس��وريين ف��ي‬ ‫الجوالن فيت��راوح عددهم بين ‪ 17‬و‪20‬‬ ‫أل��ف نس��مة يعيش��ون ف��ي أرب��ع قرى‬ ‫رئيسية ويخضعون للقانون اإلسرائيلي‬ ‫الذي ص��در من الكنيس��ت ع��ام ‪1981‬‬ ‫تحت عنوان قانون مرتفعات الجوالن‪.‬‬ ‫من��ذ أي��ام االحتال األول��ى عملت‬ ‫اس��رائيل عل��ى اس��تبدال القواني��ن‬ ‫والمؤسس��ات الوطني��ة الس��ورية‬ ‫بمؤسس��ات اس��رائيلية‪ ،‬مخالف��ة ف��ي‬ ‫ذلك القانون الدولي الذي يمنع سلطات‬ ‫االحتال من إحداث اي تغيير في الوضع‬ ‫القائ��م‪ .‬ومن أس��وء التغيي��رات تعيين‬ ‫مجالس محلية واستبدال منهاج التعليم‬ ‫الس��وري بمنهاج اس��رائيلي ومصادرة‬ ‫األراضي والمياه‪ .‬لقد عانى الس��وريون‬ ‫في الجوالن من جميع أن��واع الترهيب‪،‬‬ ‫كالس��جن والعقوب��ات االقتصادي��ة‬ ‫الفردية والجماعية ضد جميع معارضي‬ ‫السياسة االسرائيلية‪.‬‬ ‫تصاعدت محاوالت فرض الجنسية‬ ‫االسرائيلية على المواطنين السوريين‬ ‫كخطوة في س��ياق قرار ض��م الجوالن‬ ‫إلى اسرائيل‪ .‬زاعمين أنه "تلبية لرغبة‬ ‫السكان المحليين في تقرير مصيرهم"‬ ‫ولك��ن الس��وريين رفض��وا التخلي عن‬ ‫جنسيتهم السورية‪ .‬وقد واجه االحتال‬ ‫ه��ذه المقاومة الس��لمية عبر تش��ديد‬ ‫العقوبات عليهم مثل مصادرة األراضي‬ ‫والمياه وعدم منح رخص البناء والعمل‬ ‫وفرض الضرائب الباهظة عليهم‪.‬‬ ‫ومن أشكال نضال الشعب السوري‬ ‫الح��ر االجتماع الش��عبي ال��ذي دعت له‬ ‫القيادة الدينية في آذار ‪ 1980‬في خلوة‬ ‫مجدل شمس‪ ،‬وش��ارك فيه األلوف من‬ ‫س��كان القرى المختلف��ة‪ ،‬وصدرت عنه‬ ‫"الوثيق��ة الوطني��ة" الت��ي تن��ص على‬

‫أسبوعية‬

‫انعق��دت الجمعي��ة العام��ة لألم��م‬ ‫المتح��دة ف��ي ‪ 17‬حزي��ران وتن��اوب ف��ي‬ ‫ال��كام ‪ 78‬دول��ة‪ ،‬ورغ��م تواف��ق اآلراء‬ ‫الدولية إال أنها فش��لت بإصدار قرار يدين‬ ‫اس��رائيل‪ .‬وق��د كان هن��اك مش��روعي‬ ‫قرارين األول "مش��روع الخمس��ة عش��ر"‬ ‫قدمت��ه دول عدم االنحي��از وينصّ على‬ ‫"وجوب انس��حاب إس��رائيل من األراضي‬ ‫التي احتلتها في الحرب"‪ ،‬والثاني "مشروع‬ ‫أمريكا الاتينية" وينصّ على "االنسحاب‬ ‫بشرط قبول العرب الجلوس على طاولة‬ ‫المفاوض��ات م��ع إس��رائيل به��دف عق��د‬ ‫س��ام"‪ ،‬وبنتيج��ة التصويت ل��م يحصل‬ ‫أي من المش��روعين على أغلبية مطلقة‬ ‫ففش��ا‪ .‬وقدمت بريطانيا مش��روع قرار‬ ‫إل��ى مجل��س األمن‪ ،‬أقر في ‪ 22‬تش��رين‬ ‫الثاني س��مي "قرار مجلس األمن الدولي‬ ‫رقم ‪ "242‬ونصّ على "انس��حاب القوات‬ ‫اإلسرائيلية من األراضي المحتلة‪ ،‬وإنهاء‬ ‫جمي��ع مظاه��ر الح��رب‪ ،‬وضم��ان حري��ة‬ ‫الماحة البحرية‪ ،‬وإنهاء مشكلة الاجئين‬ ‫وضم��ان ع��دم انته��اك س��يادة ال��دول‬ ‫واس��تقالها والعم��ل على خل��ق مناطق‬

‫اجلوالن اإىل اليوم‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ش��ن الطي��ران اإلس��رائيلي ف��ي ‪5‬‬ ‫حزيران ‪ 1967‬هجوماً جوي��ًا مباغتاً دمّر‬ ‫ب��ه س��اح الطي��ران ف��ي مصر وس��وريا‬ ‫واألردن‪ ،‬وف��رض س��يطرته الجوية على‬ ‫أرض المعركة طيلة مدة الحرب‪.‬‬ ‫كان الجي��ش الس��وري يتأل��ف م��ن‬ ‫تس��عة ألوي��ة مجم��وع رجاله��ا ‪75,000‬‬ ‫مقات��ل م��ع كمية كافي��ة م��ن المدفعية‬ ‫والمدرعات‪ ،‬أما القوات اإلسرائيلية تألفت‬ ‫م��ن لواءي��ن م��ن المش��اة ولواءي��ن من‬ ‫المقاتلين‪.‬‬ ‫بدأ الهج��وم البري على س��وريا في‬ ‫الس��اعة الثالثة فجراً يوم ‪ 9‬حزيران رغم‬ ‫موافق��ة س��وريا على وقف إط��اق النار‪.‬‬ ‫وف��ي تمام الس��اعة الس��ابعة صباح ذلك‬ ‫الي��وم‪ ،‬أعل��ن وزي��ر الدفاع اإلس��رائيلي‬ ‫إعطاءه األوامر بش��ن عملي��ة حربية ضد‬ ‫س��وريا‪ .‬لق��د صم��دت الهضبة ف��ي ذلك‬ ‫الي��وم‪ ،‬وفق��دت إس��رائيل ‪ 24‬دباب��ة من‬ ‫أص��ل ‪ 26‬دباب��ة في الموك��ب و‪ 50‬دبابة‬ ‫هي مجمل القوة اإلس��رائيلية المهاجمة‪،‬‬ ‫وبلغ ع��دد القتلى ‪ 13‬جندي��ًا و‪ 33‬جريحًا‬ ‫وف��ي النهاي��ة تمكن��ت الس��رائيل م��ن‬ ‫تطوي��ق الهضبة من ش��رقها ومن غربها‬ ‫في حين ظلت الهضبة نفس��ها وش��مالها‬ ‫نح��و الداخل الس��وري خاضعة لس��يطرة‬ ‫الجي��ش الس��وري‪ ،‬وكان��ت معرك��ة ت��ل‬

‫اس��تولت إس��رائيل عل��ى ‪1158‬‬ ‫كيلومت��راً مربع��ًا م��ن إجمال��ي مس��احة‬ ‫هضب��ة الجوالن البالغ��ة ‪ 1860‬كيلومتراً‬ ‫مربعًا‪ ،‬وس��قط في س��وريا ‪ 445‬ش��هيداً‬ ‫و‪ 1898‬جريح��ًا‪ ،‬كم��ا ت��م قص��ف ع��دة‬ ‫مط��ارات مثل الضمير ودمش��ق‪ ،‬ودمرت‬ ‫‪ 32‬طائرة مقاتلة من نوع ميغ و ‪ 2‬اليوشن‬ ‫قاذفة وخسائر أخرى كبيرة بالمعدات‪.‬‬

‫حبر ناشف‪. .‬‬

‫االحتالل‬

‫خ�شائر �شوريا احلربية‬

‫منزوعة الس��اح في الش��رق األوس��ط"‬ ‫ولم يتم تطبيق هذا القرار حتى اليوم!‬

‫"ف��رض الحرم��ان الدين��ي والمقاطعة‬ ‫االجتماعي��ة التامة عل��ى كل من يقبل‬ ‫بالهوية االسرائيلية"‪.‬‬ ‫أما من أش��هر اإلضرابات السورية‬ ‫ض��د االحت��ال ف��كان االض��راب الع��ام‬ ‫الذي انطلق في ‪ 14‬ش��باط ‪ 1982‬ودام‬ ‫خمس��ة أش��هر م��ن دون توق��ف‪ .‬وق��د‬ ‫حاولت اس��رائيل عرقلة ه��ذا اإلضراب‬ ‫من خال ف��رض طوق عس��كري على‬ ‫الق��رى‪ ،‬وإعاق��ة وص��ول المعون��ات‬ ‫الغذائي��ة والطبية إليه��ا‪ ،‬وفرض حظر‬ ‫على وصول وس��ائل اإلعام والحمات‬ ‫التضامنية الفلس��طينية واالسرائيلية‪.‬‬ ‫لقد كان لهذا اإلض��راب أثراً كبيراً حتى‬ ‫ظل الس��وريون ف��ي الج��والن المحتل‬ ‫يُحيون ذكراه بإضرابهم ليوم واحد في‬ ‫‪ 14‬ش��باط من كل عام حتى صار جزءاً‬ ‫من الهوية المحلية‪ ،‬إلى درجة أن بعض‬ ‫أرباب العمل اليهود في كريات شمونة‪،‬‬ ‫يعترف��ون بالراب��ع عش��ر م��ن ش��باط‬ ‫كعطلة رسمية لعمالهم الجوالنيين‪.‬‬ ‫وف��ي ‪ 1‬نيس��ان ‪ 1982‬فرض��ت‬ ‫س��لطات االحتال منع تجول كام ًا على‬ ‫القرى لمدة خمس��ة أيام‪ ،‬أرسلت خالها‬ ‫ألوف المجندين إل��ى القرى األربع التي‬ ‫يقطنها الس��وريون‪ ،‬وكلفتهم تطويق‬ ‫البيوت حاملين قي��د النفوس وبطاقات‬ ‫الهوي��ة االس��رائيلية وفرضه��ا عل��ى‬ ‫الس��كان‪ .‬ولكن بعد انتهاء هذه الحملة‬ ‫جمع الس��وريون األبطال ه��ذه الهويات‬ ‫وأحرقوها في ساحة مجدل شمس‪.‬‬ ‫أم��ا على صعيد القيادة الس��ورية‪،‬‬ ‫فحت��ى الي��وم م��ا زال��ت ه��ذه القي��ادة‬ ‫ل��م تفت��ح جبه��ة الج��والن للمقاتلي��ن‬ ‫الس��وريين أوالفلسطينيين في إطار ما‬ ‫عبر عنه حافظ األسد بأن "السام خيار‬ ‫استراتيجي" لكن أبناء الشعب السوري‬ ‫المناضلين في الجوالن المحتل يقولون‬ ‫"نح��ن نع��رف مس��بقًا أننًا ال نس��تطيع‬ ‫تحرير الجوالن‪ .‬نحن نريد إثبات أن هذه‬ ‫األرض محتلة ونُفهم العدو أننا لس��نا‬ ‫صامتي��ن أمامه‪ ،‬ونحن ن��درك أن قرار‬ ‫النضال العس��كري في الجوالن يجب أن‬ ‫يأتي من خلف الحدود"‪.‬‬ ‫م��ن يتج��ول ف��ي أرض الج��والن‬ ‫اليوم ي��رى األعام الس��ورية مرفوعة‬ ‫في��ه ألن أهل الجوالن م��ا زالوا يتوقون‬ ‫للعودة إلى حضن س��وريا األم ولديهم‬ ‫األم��ل الكبير بأن تضحياتهم لن تذهب‬ ‫س��دى رغم أنهم وحدهم يقاتلون بعد‬ ‫أن استغنت عنهم القيادة السورية فلم‬ ‫تع��د تذكره��م إال بش��عاراتها وخطبها‬ ‫وكتبها المدرسية‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬

‫الج��والن‪ ،‬أرضن��ا العربية الس��ورية‬ ‫التي ت��م احتالها قبل حوالي الخمس��ين‬ ‫عام��ًا من قبل عدونا اس��رائيل‪ .‬الجوالن‪،‬‬ ‫كانت وس��تبقى قطعة من وطننا س��وريا‬ ‫ت��م تقديمه��ا لعدون��ا األول عل��ى طب��ق‬ ‫م��ن ذهب‪ ..‬فل��م يدف��ع الثم��ن إال أبناءه‬ ‫الذين فضل��وا الموت دفاع��ًا عن أرضهم‬ ‫بدل االستس��ام ألطماع وخداع رئيسهم‬ ‫وبطش وجبروت محتلهم‪.‬‬ ‫‪ 5‬حزي��ران ‪ 1967‬ه��و بج��دارة يوم‬ ‫من أس��وء األيام في تاريخ العرب‪ ،‬انتهى‬ ‫بانتصار اسرائيل واستيائها على هضبة‬ ‫الج��والن وس��يناء وقطاع غ��زة والضفة‬ ‫الغربية وس��مي ذلك اليوم بنكسة ‪1967‬‬ ‫أو حرب األيام الستة‪.‬‬ ‫هضب��ة الج��والن تتمي��ز بموقعه��ا‬ ‫الجغرافي حيث تس��تند إلى جبل الش��يخ‬ ‫م��ن جه��ة الش��مال ووادي اليرم��وك من‬ ‫الجنوب‪ ،‬وتش��رف مباش��رة عل��ى الجليل‬ ‫األعلى وس��هلي الحول��ة وطبريا‪ .‬وتعرف‬ ‫الهضبة بتع��دد أنهاره��ا ووديانها وكثرة‬ ‫مواردها الحيواني��ة والزراعية وطبيعتها‬ ‫الخابة‪.‬‬

‫الفخار من أشهر معارك ذلك اليوم‪.‬‬ ‫إال أن الي��وم التال��ي ‪ 10‬حزي��ران لم‬ ‫يك��ن في صالح الس��وريين حي��ث تابعت‬ ‫إسرائيل هجومها رغم صدور قرار األمم‬ ‫المتح��دة بوق��ف إطاق النار‪ ،‬وانس��حبت‬ ‫القوات الس��ورية من الهضب��ة قبل تمام‬ ‫االنتش��ار تارك��ة أس��لحتها ف��ي بع��ض‬ ‫المواقع‪ ،‬ثم س��قطت القنيط��رة عاصمة‬ ‫الجوالن‪ ،‬واتخذت اسرائيل من خط التال‬ ‫البركاني��ة خطًا لوقف إطاق النار وأطلق‬ ‫عليه اس��م "الخط البنفس��جي"‪ .‬والجدير‬ ‫بالذك��ر (كما س��نبين في الج��زء الثاني)‬ ‫ص��دور البي��ان رق��م ‪ 66‬م��ن إذاعة حزب‬ ‫البعث في دمشق‪ ،‬والذي يحمل توقع وزير‬ ‫الدفاع حافظ األس��د بتاريخ يوم الس��بت‬ ‫‪ 10‬حزي��ران‪ ،‬الس��اعة التاس��عة والنصف‬ ‫صباحًا‪ ،‬يعلن سقوط القنيطرة بيد قوات‬ ‫العدو‪ ،‬قبل ‪ 17‬ساعة من السقوط!‬

‫‪15‬‬


‫فدوى روحانا‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫فدوى سليمان ثائرة هذا العصر بدون منازع‬

‫جورج هديب‬ ‫قامت العصابات اإلرهابية المس��لحة بقصف مسجد‬ ‫سيدنا خالد بن الوليد‬

‫حازم العظمة‬ ‫كان هن��اك الجئون و نازحون‪ ..‬ومُهجّرون‪ ..‬أرغمهم‬ ‫العدو على النزوح‪ ..‬هُجرّوا من التخوم إلى الداخل‪..‬‬ ‫ل��م نفكر كثيراً في أن الاجئين يمكن أن يكونوا من‬ ‫الداخ��ل إلى الخ��ارج‪ ..‬حتى اآلن حوال��ي مئة ألف في‬ ‫دول الجوار‪..‬‬ ‫ولكن قبلها وأثنائها‪ ،‬ببطيء‪ ،‬على مدى أربعين سنة‪،‬‬ ‫مايين السوريين أرغموا على النزوح صامتين‪..‬‬

‫اآرام �شالد‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬

‫قالتل��ي موجوع��ة‪ ..‬خاصرت��ي مجروح��ة م��ن جنب‬ ‫حمص‬ ‫قل��ت يا طاهرة س��يدنا المس��يح ق��ال إن األلم يطهر‬ ‫الجسد‪..‬‬ ‫يعني أن��ت راجعه إلنا اطه��ر األطه��ار‪ ..‬راجعه حلوة‬ ‫وراجعتلك ألوانك المقدس��ة اللي أخدت لونها من دم‬ ‫خاصرتك‪.‬‬

‫م�شطفى علو�س‬ ‫أعتقد َّأن أقس��ى مع��ارك خالد بن الولي��د وأصعبها‪..‬‬ ‫ه��ي تل��ك التي يخوضه��ا اآلن مع ج��دران قبره التي‬ ‫تمنعه من الخروج لنصرة أهالي بابا عمرو‪!!! ....‬‬

‫جمال داوود‬ ‫بابا عمرو‪ ....‬أسطورة الثورة‬ ‫سيأتي يوم نزورها و نطوف حولها و نتبارك باسمها‬

‫في�شل القا�شم‬ ‫ما أغبى النظام الذي يفكر بالبقاء في الس��لطة بعد‬ ‫أن ثار عليه الش��عب ومس��ح األرض بكرامته‪ .‬إذا لم‬ ‫تستح افعل ما شئت‬

‫ليلى العودات‬ ‫وأخي��را‪ ....‬مقترح الدس��تور وردت في��ه كلمة رئيس‬ ‫الجمهورية ‪ ٨١‬مرة وفيه ‪ ٦٤‬خطأ إمائي‪...‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫�شبحي حديدي‬ ‫إجمالي مظاهرات سورية اليوم ‪ ،619‬إجمالي المناطق‬ ‫‪ ،473‬دمشق ‪ ،36‬ريفها ‪ ،48‬حلب ‪ ،97‬حماة ‪ ...86‬فأين‬ ‫أصدقاء سورية‪ ،‬حقًا‪ :‬هنا‪ ،‬أم في تونس؟‬ ‫أصدق��اء س��وريا لحقيقي��ون ‪ 620‬مظاه��رة في كل‬ ‫ربوع سوريا‬

‫خالد حاج بكري‬ ‫عالمٌ يخرسُ على إطاق النار على المُشيعين‪ ..‬يُغري‬ ‫األسد بقتل صحفييه الذين يدخلون سوريا‪ ..‬سرّاً!‬

‫غ�شان يا�شني‬ ‫أعدقاء س��ورية اليوم قرروا منحن��ا بعض البطانيات‬ ‫وأدوية مس��كنة‪ ..‬ثورتن��ا ثورة كرامة‪ ..‬س��معانين‪..‬‬ ‫كرام��ة‪ ....‬بطانياتك��م ال نريده��ا وال نري��د معه��ا‬ ‫دموعك��م الكاذب��ة‪ ..‬بدأن��ا ثورتنا وحدنا وس��ننهيها‬ ‫بأيدينا وحدنا‬

‫اأية االأتا�شي‬ ‫دم��اء الصحفيين الذين استش��هدا الي��وم‪ ،‬هي دماء‬ ‫حمصية‪....‬‬ ‫ال��دم ال يعرف لغة و ال ش��كل و ال جنس��ية‪ ...‬إيجابية‬ ‫الدم��اء و س��لبيتها ليس في زمرتها ب��ل في انتمائها‬ ‫للحق و الخير أو انتمائها للظلم و الشر‪....‬‬ ‫دم الحمصي يسر ي في عروق كل إنسان اختار الحق‬ ‫و الحقيقة و رفض الظلم و الطغيان‪....‬‬ ‫الرحمة لشهدائنا أجمعين‬

‫عمر اإدلبي‬ ‫المتل بيقول‪ :‬القيني و ال تطعميني‪..‬‬ ‫و حتى تاقيني الزم ضل موجود‪ ..‬عايش يعني‪..‬‬ ‫الس��وريون ما بده��م أكل يا أصدقاء س��وريا‪ ..‬جوعانين‬ ‫صح‪ ...‬بس للحرية‪ ...‬للخاص من العصابة و زعيمها‪..‬‬ ‫إذا عاملين المؤتمر حتى تجمعوا معونات و بس‪ ...‬ما‬ ‫بدنا‪ ...‬المغتربين من بلدنا أكرم منكم كلكم‪...‬‬ ‫ي��ا أم��ا بتقول��وا كام مه��م‪ ...‬ي��ا أم��ا‪ ..‬ع��دم‬ ‫المؤاخذة‪......‬‬

‫عبد اهلل اأبازيد‬ ‫المشهد األوّل‪:‬‬ ‫آالف الجُ ّث��ث‪ ..‬صُ��راخ األطف��ال الجوع��ى‪ ..‬عوي��ل‬ ‫ال ُثكالى‪ ..‬دبابات و رصاص و حجر‬ ‫المشهد الثاني‪:‬‬ ‫قصف مسجد خالد بن وليد‬ ‫اقصفوا المساجد وال تقتلوا العباد !‬

‫عمر كوك�س‬ ‫في البدء كان جدار‪..‬‬ ‫مرّ عليه الجميع‬ ‫أصبح صحيفة‬ ‫الحياة‪ ،‬تشرين‪ ،‬األخبار‪ ،‬النهار‪ ،‬الثورة‬ ‫كتب عليه الجميع‬ ‫‪ ...‬شخط عليه الجميع‪..‬‬ ‫لم يعد هناك مكانا ألي إعان أو نعوة‪..‬‬ ‫في البدء كانت الثورة‬

‫�شليم خمول‬ ‫انتو س��امعين بالل��ي بيقتل القتيل وبيمش��ي بجنازتو‬ ‫!؟‪ ....‬إي بس مش سامعين باللي بيقتل القتيل وبيقتل‬ ‫اللي بيمش��ي بجنازتو‪ ....‬وبيرجع بيقتل اللي بيمش��ي‬ ‫بجنازة التنين!! إي هلق صرتو سامعين وشايفين‪..‬‬

‫يا�شني احلاج �شالح‬ ‫ما بتزب��ط إنك ترفض التكفير وإن��ت تتحمس كتير‬ ‫للتخوين‪ .‬إذا بدك ما تتكفر اطلع من منطق التخوين‪،‬‬ ‫والعكس صحيح‪ .‬وباألس��اس اطلع من منطق القيم‬ ‫المطلق��ة لعال��م النس��بية واالخت��اف والخصوم��ة‬ ‫السياسية والفكرية‬

‫اإياد حياتلة‬ ‫وُلِ�دتُ هُ�ن�اكَ ف�ي حِ�م�صَ‬ ‫وَف�ي نَـف�س��ي‬ ‫ال�قدس �‬ ‫� إذا م�ا مِ�تُّ ف�ي‬ ‫ِ‬ ‫أم�وتُ هُ�ن�اكَ‬ ‫ف�ي حِ�مْ�صَ‬

‫ناديا اأبو عمار‬ ‫وطني هل يتسع القلب لجراحك‬

‫خالد اخلاين‬ ‫مج��زرة كفر الطون ‪:‬اليوم رحل م��ن أهلي هناك‪....‬‬ ‫نحو الس��ماء قافلة من ش��هداؤك كفر الطون ‪...‬لهم‬ ‫السماء ولنا أن نكمل ما قدموا‪.‬‬

‫علي فرزات‬ ‫يقول لي البعض‪..‬غير صورة بروفايلك التي تضحك‬ ‫به��ا‪ ..‬أقول أنه��ا ضحكة األمل ‪..‬ولس��ت أنا من يقال‬ ‫ل��ه ذل��ك؟؟؟؟ إن أم الش��هيد تزغ��رد ع��ادة‪ ..‬وال تبك‬ ‫مثلكم‪..‬‬

‫صالحيات الرئيس في الدستور الجديد‪..‬‬ ‫• ه��و ال��ذي يس��مي رئيس ال��وزراء وال��وزراء‬ ‫ونوابهم ويقبل استقالتهم أو يقيلهم (المادة‬ ‫‪.)97‬‬ ‫• وه��و يحيلهم إل��ى المحاكم أيض��ا (المادة‬ ‫‪.)124‬‬ ‫• وهو الذي يحدد السياس��ة العامة للدولة مع‬ ‫مجلس الوزراء (المادة ‪.)98‬‬ ‫• ول��ه الحق بت��رؤس مجلس ال��وزراء‪ ،‬وطلب‬ ‫تقاري��ر من رئيس ال��وزراء أو ال��وزراء (المادة‬ ‫‪.)99‬‬ ‫• ول��ه الحق باالعت��راض عل��ى القوانين التي‬ ‫يصدرها مجلس الشعب (المادة ‪.)100‬‬ ‫• وه��و ال��ذي يص��در المراس��يم والقواني��ن‬ ‫واألوامر وفقا للقوانين (المادة ‪.)101‬‬ ‫• وه��و ال��ذي يعلن الح��رب والتعبئ��ة العامة‬ ‫ويعق��د الصلح بع��د موافقة مجلس الش��عب‬ ‫طبعا (المادة ‪.)102‬‬ ‫• وه��و الذي يعل��ن حال��ة الط��وارئ ويلغيها‬ ‫بحسب القانون (‪.)103‬‬ ‫• وهو القائد العام للجيش والقوات المس��لحة‬ ‫ويص��در جمي��ع الق��رارات واألوام��ر الالزم��ة‬ ‫لممارسة هذه السلطة (المادة ‪.)105‬‬ ‫• وه��و ال��ذي يعي��ن الموظفي��ن المدنيي��ن‬ ‫والعسكريين وينهي خدماتهم (المادة ‪.)106‬‬ ‫• ويمكنه حل مجلس الشعب (المادة ‪.)111‬‬ ‫• ويتولى التش��ريع خارج دورات انعقاد مجلس‬ ‫الشعب وأثناء انعقاده أيضا (المادة ‪.)113‬‬ ‫• ول��ه أن يتخ��ذ اإلج��راءات الس��ريعة الت��ي‬ ‫تقتضيه��ا الظ��روف لمواجه��ة خط��ر يه��دد‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬أو س��المة واس��تقالل البلد‪،‬‬ ‫أو يعوق مؤسس��ات الدولة (المادة ‪ )114‬دون‬ ‫ذكر لهذه اإلجراءات‪.‬‬ ‫• وله أن يش��كل اللج��ان والهيئات والمجالس‬ ‫الخاصة ويحدد مهامه��ا وصالحياتها (المادة‬ ‫‪.)115‬‬ ‫• وه��و ال��ذي يرأس مجل��س القض��اء األعلى‬ ‫(المادة ‪.)133‬‬ ‫• وهو الذي يسمي أعضاء المحكمة الدستورية‬ ‫(المادة ‪.)141‬‬ ‫• وهو فوق كل ذلك غير مس��ؤول عن األعمال‬ ‫التي يق��وم بها إال في حال��ة الخيانة العظمى‬ ‫(المادة ‪..)117‬‬

‫شادي ك‬

‫عقود وطموحنا إس��قاط النظام‪ ،‬وأنا ش��خصيا يتوقف طموحي عند‬ ‫الجيش الحر هم من المدنيين‪..‬‬ ‫| يق��ول البعض أن أحد أس��باب التردد ف��ي دعم الجيش‬ ‫| | القيادة بيد العسكريين‪ ،‬والتجاوزات التي تحصل هنا وهناك إسقاط هذا النظام ثم أترك األمر للمدنيين‪.‬‬ ‫الحر هو التخوف من سيطرة العسكر من جديد على مستقبل‬ ‫سوريا‪ ،‬كيف يمكن تبديد هذه المخاوف؟‬ ‫ال نرض��ى عنه��ا‪ ،‬نح��ن نري��د أن نتح��ول إل��ى دولة مدني��ة ترفض‬ ‫| كثرت في اآلونة األخي��رة عمليات الخطف واالبتزاز في‬ ‫| | يمك��ن تبديدها فقط باالعت��راف والتضامن مع الجيش الحر الطائفية والحكم على أساس ديني‪.‬‬ ‫غي��ر مدين��ة ومنطقة باس��م الث��ورة والجيش الح��ر‪ ،‬ما هي‬ ‫وإنش��اء هيكلية تض��م عناص��ره إليه��ا‪ .‬وباختصار‪ ،‬إنش��اء مجلس‬ ‫خطتكم لمواجهة هكذا ممارسات؟‬ ‫| لم��اذا لم يق��م الجيش الحر حت��ى اآلن بضربات نوعية‬ ‫انتقالي يكون الجيش الحر جزءا منه ويعمل تحت مظلته‪.‬‬ ‫| | أن��ا على اتصال دائم مع الثوار على األرض أحاول توجيههم‪،‬‬ ‫تس��تهدف مراف��ق النظ��ام وأذرع��ه االقتصادي��ة وإمدادات��ه‬ ‫لك��ن يج��ب االنتباه إلى أن ه��ذه األخطاء ال تحصل من العس��كريين‬ ‫| م��ا هو دور المجلس العس��كري الس��وري األعلى الذي تم‬ ‫العسكرية‪ ،‬كقطع السكك الحديدية وغيرها؟‬ ‫| | نحن حتى الدبابة التي تس��تخدم ضدنا كنا نتردد في البداية وإنما من المدنيين حصرا‪ ،‬وأغلبهم عصابات مسلحة استغلت الوضع‬ ‫تشكيله مؤخرا وما طبيعة عاقتكم معه في الجيش الحر؟‬ ‫| | كم��ا ق��ال العميد مصطفى الش��يخ ف��ي بيان التأس��يس فالهدف لضربه��ا‪ ،‬فهي ملكن��ا لكنها في ي��د غيرنا‪ .‬ونحن ض��د ضرب البنى ورأت ف��ي الجيش الحر ش��ماعة لتعليق أفعاله��ا عليه‪ .‬وهذه األفعال‬ ‫اس��تيعاب الرت��ب الكبيرة التي س��تأتي‪ ،‬وق��د أتى مؤخرا عمي��د أقدم من التحتية التي هي ملك الشعب السوري والنظام في عدة مرات ضرب تخرج من النظام ألنها ال تخدم إال النظام‪.‬‬ ‫العميد مصطفى وهو العميد فايز عمرو‪ ،‬وننتظر أن يقوم بتسليمه قيادة أهداف��ا مماثل��ة واتهمنا بها لتش��ويهنا‪ .‬وهناك بع��ض األعمال التي‬ ‫| هن��اك ش��واهد على أن ممارس��ات مماثل��ة ترتكب من‬ ‫المجل��س لنقتنع بم��ا أعلنه‪ .‬وال يوجد أي تنس��يق أو عاقة بين المجلس تحص��ل أحيان��ا وال نؤيدها‪ ،‬لك��ن صعوبة التواصل تق��ف حائا دون‬ ‫بعض الثوار‪ ،‬كيف تواجهون مثل هذه المواقف؟‬ ‫المذكور والجيش الحر‪ ،‬فنحن لم نسمع بإنشائه إال من التلفزيون‪.‬‬ ‫منعها‪ .‬أما عن الضرب��ات النوعية التي تضعف النظام فنحن ضعفاء‬ ‫| | أع��ود وأق��ول لك حتى ه��ؤالء‪ ،‬لو كان لدينا دعم الس��تطعنا‬ ‫في التسليح وأي عملية كبيرة تحتاج لدعم كبير‪.‬‬ ‫السيطرة على أفعالهم‪ ،‬وقضينا على هذه التصرفات‪.‬‬ ‫| هل فتح الجيش الحر باب التطوع أمام المدنيين؟‬ ‫| | نحن ال نريد عسكرة الثورة باإلجمال‪ ،‬ووجود المدنيين في الجيش‬ ‫| هل لديكم ضمانات ضد الطائفية وضد تطييف الجيش‬ ‫| م��ا ه��و موق��ف الجي��ش الح��ر م��ن عملي��ات الخط��ف‬ ‫الحر من أقارب الش��هداء والضحايا هو للس��يطرة على ردود أفعالهم‪ .‬وأنا‬ ‫الحر؟ وفي مواجهة قيام مجموعات مسلحة متطرفة دينيا؟‬ ‫مقابل الفدية‪ ،‬س��واء للعس��كريين أو المدنيي��ن‪ ،‬الموالين أو‬ ‫أرفض الدعوة للتطوع‪ ،‬فلنس��لح المنش��قين أوال ونؤمن لهم الذخيرة قبل‬ ‫| | نحن نخش��ى هذا الموضوع‪ ،‬ولكي نعطي الضمانات يجب أن‬ ‫المعارضين؟‬ ‫أن نفكر في فتح باب التطوع‪ .‬سلحونا جيدا بحيث نستطيع القيام بعمليات نحص��ل على الدعم‪ ،‬فمن يمتلك الدع��م هو من يتحكم بما يحصل‬ ‫| | الخاطف��ون يحتجون دائما بحاجتهم لثمن الذخيرة‪ ،‬وأنا أقول‬ ‫نوعية تزيد من االنشقاقات في الجيش‪ ،‬وتسرع في إسقاط النظام بدون عل��ى األرض‪ .‬مع العلم أن��ه لدينا بين صفوفن��ا عناصر من مختلف له��م أن اهلل طي��ب ال يقب��ل إال الطيب‪ .‬نحن ال نؤي��د الخطف مقابل‬ ‫الحاجة لعسكرة المدنيين‪.‬‬ ‫الطوائ��ف‪ ،‬فنحن نرف��ض الطائفية وثورتنا ليس��ت دينية‪ .‬وال يوجد الفدي��ة‪ ،‬فهذه أعمال عصابات وعار على من ينادي بالحرية أن يدفع‬ ‫بيننا من يدعم التطرف‪ ،‬كلنا أشخاص بسطاء اضطهدنا طيلة أربعة ثمنها من مال الفدية‪.‬‬ ‫| لك��ن الواق��ع يق��ول أن األغلبي��ة العظمى م��ن عناصر‬ ‫السؤال والجواب‪ :‬حوار مع المقدم خالد الحمود ‪ /‬الجيش السوري الحر | حاورته‪ :‬رزان زيتونة ‪The Damascus Bureau /‬‬


‫�شنوات الظالم (فرن�شا ‪)1944 – 1940‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫واقعية اللحظة الراهنة‪.‬‬ ‫وم��ع ثقة ديغول بأن معركة تحرير‬ ‫أوروبا قادمة بعد س��نة أو س��نتين وبأن‬ ‫هناك جيوشًا لمعركة تحرير أوروبا سوف‬ ‫تتدفق من الش��رق االتحاد الس��وفييتي‬ ‫ومن الغ��رب أمريكا‪ ،‬طرح اس��تراتيجية‬ ‫على أساس أن التراب الوطني الفرنسي‬ ‫س��وف يتح��رر بض��رورة األش��ياء أم��ا‬ ‫االمبراطوري��ة الفرنس��ية المس��تعمرة‬ ‫فيحدق بها خطران كابوس وقع "ألمانيا"‬ ‫وكاب��وس يتش��كل "أمري��كا"‪ .‬وكان أول‬ ‫ما قام ب��ه ديغول بعد لجوئ��ه إلى لندن‬ ‫في آب ‪ 1940‬كان توجيه نداء إلى حكام‬ ‫المس��تعمرات الفرنسية يدعوهم باسم‬ ‫فرنس��ا الحرة إل��ى قبول حركة فرنس��ا‬ ‫الحرة تجسيداً لش��رعية فرنسا بد ًال من‬ ‫حكومة فيشي المستسلمة لأللمان‪.‬‬ ‫كانت االمبراطورية في خيال فرنسا‬ ‫الرافض��ة للهزيم��ة ه��ي المي��دان الذي‬ ‫يتعين عل��ى حكومة باري��س أن تنتقل‬ ‫إلي��ه وأن تواص��ل الحرب من��ه وإال فهي‬ ‫نهاية فرنسا حتى في أوروبا‪ ،‬بمعنى أن‬ ‫قوة فرنسا ليست تراب الوطن الفرنسي‬ ‫وإنم��ا ه��ي االمبراطورية الت��ي تضيف‬ ‫للتراب تلك العظمة والمجد هكذا كان‪.‬‬ ‫عام ‪ 1941‬رفع ديغول علم فرنس��ا‬ ‫الحرة في سماء دمشق وبيروت‪.‬‬ ‫عام ‪ 1942‬رفع ديغول علم فرنس��ا‬ ‫الحرة في سماء تونس‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1943‬أي بع��د ثاث س��نوات‬ ‫تقريب��اً م��ن استس��ام فرنس��ا التف��ت‬ ‫ديغ��ول إلى تنظي��م المقاومة الس��رية‬

‫ض��د االحت��ال األلمان��ي عل��ى الت��راب‬ ‫الفرنس��ي وب��دأ ينش��ئ الخاي��ا ويقيم‬ ‫التنظيم��ات ويرت��ب العملي��ات ض��د‬ ‫األلمان‪ ،‬وفي عام ‪ 1944‬وعندما تحررت‬ ‫باري��س هرع ديغول يس��عى في موكب‬ ‫حاش��د من ميدان الكونكورد عبر ش��ارع‬ ‫الش��انزيليزيه قاصداً إل��ى قوس النصر‬ ‫وس��ط تقاطع ميدان اإليتوال وكان اآلن‬ ‫قد دخل ومع��ه االمبراطورية إلى موقع‬ ‫القلب من التراب الفرنسي‪.‬‬ ‫كان ديغ��ول س��اعتها رج�� ًا حق��ق‬ ‫حلم��ه الصعب ب��أن وض��ع أمام��ه إرادة‬ ‫فرنسا وإرادته ولم يجنح إلى المستحيل‬ ‫والخي��ال بغير حس��اب ولم يس��قط في‬ ‫الواقعية وهي بئر بغير قاع‪.‬‬ ‫لجأ ديغول طالبًا العون من بريطانيا‬ ‫الخصم التاريخي لفرنس��ا إال أنه خاطب‬ ‫تشرشل قائ ًا‪" :‬إن فرنسا الحرة ال تعض‬ ‫يد الصديق التي مدت لها يد العون لكنها‬ ‫ال تمان��ع أن يفه��م من يهمه��م األمر أن‬ ‫فرنسا ما زال لها أسنان"‬ ‫عن فيلس��وف األلمان األكبر هيغل‬ ‫ننق��ل "إن التاري��خ ظ��ل اإلنس��ان على‬ ‫الجغرافيا‪ ،‬إن خصوصية أي شعب بصمة‬ ‫الطبيعة على طبعه"‬ ‫وهن��ا فإن��ه إذا كان البح��ر األبيض‬ ‫المتوس��ط "طبيع��ة" فه��و ف��ي الوق��ت‬ ‫نفس��ه "طب��ع"‪ ،‬وكذلك فإن��ه يمكن لما‬ ‫ح��دث ذات يوم في فرنس��ا أن يتش��ابه‬ ‫عل��ى نحو ما مع أيام ف��ي العالم العربي‬ ‫مع االعتراف بمساحات االختاف هي من‬ ‫قوانين الحياة"‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كتاب ع��ن الحرب العالمي��ة الثانية‪،‬‬ ‫البيئة الت��ي ظهرت فيها الق��وى الغالبة‬ ‫في هذا العص��ر ألنها القادرة عليه‪ ،‬كان‬ ‫ذلك العص��ر هو الذي صن��ع تلك القوى‬ ‫وقد حاولت بما اكتسبته أن تصنع العصر‬ ‫كما صنعها‪.‬‬ ‫لماذا هذا الكتاب اليوم؟ ألن الفكرة‬ ‫األساسية التي يتمحور حولها الكتاب هي‬ ‫أن اإلرادة تق��در أن تعيش حلمها وتجدد‬ ‫وسائله‪ ،‬أما العجز فليس لديه أن يعيش‬ ‫غير حلم اآلخرين ويذوب فيه‪.‬‬ ‫س��نوات الظ��ام لمؤلف��ه جولي��ان‬ ‫جاكسون أبرز أساتذة التاريخ في جامعة‬ ‫ويلز البريطاني��ة وتخصصه هو التاريخ‬ ‫الفرنس��ي الحدي��ث‪ ،‬ول��ه في��ه خمس��ة‬ ‫مؤلف��ات كل منه��ا مرج��ع ال يس��تغنى‬ ‫عن��ه ف��ي موضوع��ه‪ ،‬وس��نوات الظام‬ ‫الت��ي قصده��ا المؤل��ف بعن��وان كتابه‬ ‫هي تلك الس��نوات التي عاش��تها فرنسا‬ ‫تحت االحت��ال األلماني من دخول قوات‬ ‫االحتال س��نة ‪ 1940‬إلى ساعة تحررت‬ ‫باريس ‪.1944‬‬ ‫يبدأ الكتاب بمش��هد يحترم المعنى‬ ‫دون أن يتوق��ف كثي��راً أم��ام الش��كل‪،‬‬ ‫والمشهد اجتماع لهيئة الوزارة الفرنسية‬ ‫المؤقت��ة الت��ي دخل��ت باري��س بع��د‬ ‫تحريره��ا من قبضة االحت��ال األلماني‬ ‫واالجتم��اع برئاس��ة قائد فرنس��ا الحرة‬ ‫الجنرال ديغول‪.‬‬ ‫ج��دول أعم��ال االجتماع ح��وى بنداً‬ ‫واحداً تقدم ب��ه الجنرال ديغول ملخصه‬ ‫ض��رورة صدور إعان رس��مي بأن كافة‬ ‫التش��ريعات والتنظيم��ات الت��ي أق��رت‬ ‫ووضع��ت ط��وال الس��نوات األربعة التي‬ ‫تولت المسؤولية فيها حكومة بيتان بعد‬ ‫استسام فرنسا ودخول الجيش األلماني‬ ‫إل��ى باري��س كله��ا ملغ��اة ومعدوم��ة‬ ‫األث��ر‪ ،‬وقد كانت ه��ذه الحكوم��ة قامت‬ ‫خال س��نوات واليتها األرب��ع بإعادة بناء‬ ‫دستوري وقانوني وإداري واسع قيل في‬ ‫تبريره إنه لاستفادة من درس الهزيمة‬ ‫التي منيت بها فرنس��ا من جانب ألمانيا‪،‬‬ ‫لكن ديغ��ول جاء اآلن في لحظة التحرير‬ ‫ليسقط هذا البناء كله ومنطقه أن هذه‬ ‫الحكومة لم تكن شرعية ألنها أتت تحت‬ ‫مداف��ع الجي��ش األلمان��ي‪ ،‬وافقت هيئة‬ ‫ال��وزارة المؤقت��ة باإلجم��اع على مطلب‬ ‫ديغول مع أن كل أعضائها كانوا يعرفون‬ ‫ويق��درون حجم التعقيدات والمش��كات‬ ‫التي سوف تطرأ فور صدور هذا اإلعان‬ ‫(إن حكوم��ة بيت��ان كان��ت ظرف��اً س��اد‬ ‫فيه الجن��ون‪ ،‬لقد هزمنا عس��كريًا أمام‬ ‫األلم��ان‪ ،‬إن ذل��ك صحيح لس��وء الحظ‪،‬‬ ‫لكنه ليس س��بباً كافياً يدعونا ألن نقبل‬ ‫كحقيقة ثابتة ما هو حادثة عارضة‪ ،‬لقد‬ ‫كان قبول التعامل مع ألمانيا هو الهزيمة‬ ‫ذاتها الس��اح ينهزم وهنا الحادثة‪ ،‬لكن‬ ‫إذا انهزمت اإلرادة فهناك النهاية)‪.‬‬ ‫وق��د قرر ديغول "إن تلك الس��نوات‬ ‫األرب��ع ال يمك��ن إس��قاطها م��ن التاريخ‬ ‫الفرنس��ي بل يمك��ن اعتبارها س��نوات‬ ‫ظ��ام ن��زل عل��ى فرنس��ا تب��دأ م��ن‬ ‫س��اعة وضع بيت��ان توقيعه عل��ى ورقة‬ ‫االستس��ام وحتى س��اعة إع��ان دخول‬ ‫فرنسا الحرة إلى باريس"‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1940‬كان��ت فرنس��ا تعيش‬ ‫أقس��ى الس��اعات ف��ي تاريخه��ا الحافل‬ ‫والشعب الفرنس��ي في حالة ذهول مما‬ ‫حل به‪ ،‬فقد انقضت عليه عاصفة الحرب‬

‫واالحت��ال الن��ازي‪ ،‬وه��و يعي��ش أزمة‬ ‫سياس��ية ضاعت فيها ثقته بمؤسس��اته‬ ‫السياس��ية والفكرية والثقافية والش��ك‬ ‫ف��ي النفس أخط��ر ما يصيب الش��عوب‬ ‫ألنه ين��زع مناعتها ويضرب إرادتها بنوع‬ ‫من الحيرة تصل بها إلى الضياع‪.‬‬ ‫وافق بيتان على شروط االستسام‬ ‫أللمانيا ووضع إمضاءه على اتفاق سام‬ ‫ينه��ي الح��رب ويب��دأ تجرب��ة جديدة تم‬ ‫بموجبها تقس��يم فرنس��ا بالعرض إلى‬ ‫منطقتي��ن‪ :‬احتال ألماني في الش��مال‬ ‫ومنطق��ة ف��ي الجنوب تق��وم فيها دولة‬ ‫فرنسية مستقلة تختار لنفسها عاصمة‬ ‫وقع الخيار على مدينة فيشي‪ ،‬لكن رج ًا‬ ‫واحداً رف��ع صوته ورفض ه��ذا االتفاق‬ ‫م��ن باريس وق��رر أن يتوج��ه إلى لندن‬ ‫ليق��ود من هن��اك حركة مقاومة باس��م‬ ‫"فرنس��ا الحرة"‪ .‬إن��ه الجن��رال المغمور‬ ‫حينه��ا ش��ارل ديغ��ول‪ .‬كان يقينه الذي‬ ‫لم يتزع��زع أن كل دعاوى الواقعية هي‬ ‫استسام لضغوط لحظة تنسى التاريخ‬ ‫وتتن��ازل ع��ن الحقيق��ة وتته��اون ف��ي‬ ‫المس��تقبل‪ ،‬ويقين��ه أن الثاث��ة التاريخ‬ ‫والحقيقة والمس��تقبل أه��م وأبقى من‬ ‫صدم��ة حادث��ة وم��ن لحظ��ة ضع��ف ال‬ ‫يجوز التأس��يس عليها ث��م البداية منها‬ ‫ونس��يان ما عداها‪ ،‬في لندن بدأ ديغول‬ ‫يتص��رف على أنه الممثل إلرادة فرنس��ا‬ ‫ومن ثم الش��رعية الفرنسية‪ ،‬وفي رأيه‬ ‫كان��ت حكومة بيت��ان الواقعي��ة حكومة‬ ‫غير ش��رعية ليل من الظ��ام نزل على‬ ‫فرنسا‪.‬‬ ‫كان ديغ��ول الذي ترك باريس قبل‬ ‫سقوطها رافضاً استسام فرنسا وداعيًا‬ ‫إلى استمرار الحرب ضد ألمانيا حتى من‬ ‫خارج التراب الفرنس��ي كل��ه إذا اقتضى‬ ‫األم��ر‪ ،‬رجل ال يمل��ك إال حلم��اً والفارق‬ ‫شاسع بين الحلم والواقعية‪.‬‬ ‫الحل��م هو المش��روع الق��ادر على‬ ‫تص��ور المس��تقبل وه��و بالتال��ي طلب‬ ‫الممكن كل��ه إذا وضعت اإلرادة كلها في‬ ‫خدمته وذلك جوهر المش��روع السياسي‬ ‫وبالتال��ي فإن الحلم مش��روع سياس��ي‬ ‫يحق��ق كل المق��دور عليه فك��راً وفع ًا‬ ‫إذا اس��تعملت اإلرادة كل وس��ائلها بقوة‬ ‫وذكاء‪.‬‬ ‫أم��ا الواقعية فهي القب��ول بالمتاح‬ ‫أي المأذون والمسموح به كما هو ظاهر‬ ‫ف��ي لحظة معينة واعتبار أن صورة هذه‬ ‫اللحظة ه��و الحقيقة الراهن��ة والدائمة‬ ‫وهنا ف��إن الواقعية تصبح أبعد ما تكون‬ ‫عن السياس��ة بمعناها وأق��رب ما تكون‬ ‫إل��ى الوظيف��ة بحدوده��ا‪ ،‬فالسياس��ة‬ ‫تص��وغ مطالبه��ا مهم��ا كان��ت صعب��ة‬ ‫وبعي��دة‪ ،‬والواقعية تنفذ لوائحها كارهة‬ ‫لها أو سعيدة‪.‬‬ ‫والسياسة ملزمة بإطار من دستور‬ ‫وقانون لكن الواقعية ال تس��ائل نفسها‬ ‫عن ش��رعية ما تلتزم به وبتنفيذه فهي‬ ‫تنف��ذ فقط ما تجده مكتوباً في لوائحها‪،‬‬ ‫واللوائح بل وحتى الدس��اتير والقوانين‬ ‫يمك��ن أن تكت��ب بواس��طة ق��وة غي��ر‬ ‫ش��رعية ألن س��لطة هذه القوة تفرض‬ ‫تنفيذها قسراً‪ ،‬كان الجنرال ديغول الذي‬ ‫هبط من آخر طائرة غادرت مطار بوردو‬ ‫الحربي قبل أن تش��ق الق��وات األلمانية‬ ‫طريقه��ا إلى باريس‪ ،‬رج ًا يمس��ك في‬ ‫يده الحلم ويرى لنفسه مشروعًا سياسيًا‬ ‫تصوغ��ه حقائ��ق مس��تقبل ال تعوقه��ا‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪17‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 26 | )23‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫رحلة ممتعة‬ ‫اإىل مارع‬ ‫املحررة‬ ‫أمينة بريمكو‬ ‫م��ا أجم��ل أن تق��رر القي��ام‬ ‫برحلة لها طاب��ع المغامرة‪ ..‬وهي‬ ‫حق��اً كان��ت مغامرة مدهش��ة إلى‬ ‫مدين��ة مارع المح��ررة‪ ..‬كنا طوال‬ ‫الطري��ق نش��عر بالقل��ق وبعض‬ ‫األرق وقب��ل أن نص��ل إلى مدينة‬ ‫مارع ب ‪ 300‬م قال صديقي‪ ،‬بعد‬ ‫أن جاءته مكالمة هاتفية‪ ،‬إننا اآلن‬ ‫تح��ت حماية الث��وار‪ .‬كان ش��عوراً‬ ‫غريبًا وملهماً عندما س��معت هذه‬ ‫العبارة‪ .‬زال القلق بمجرد أن بدأت‬ ‫حماية الثوار لنا من خال مرافقة‬ ‫دراجتين ناريتين لس��يارتنا‪ ،‬ألول‬ ‫مرة شعرت بأنني مفعمة بالحرية‬ ‫وأنا غارقة في تفاصيل بلدة تخلو‬ ‫م��ن ص��ور الدكتاتور األس��د األب‬ ‫واالبن‪.‬‬ ‫مارع هذه البلدة التي اشتعلت‬ ‫بالش��جاعة من��ذ بداي��ة الث��ورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬يبل��غ ع��دد س��كانها‬ ‫‪ 35‬أل��ف نس��مة‪ ،‬وحوال��ي ‪3000‬‬ ‫من��زل‪ ،‬يص��ل ع��دد المتظاهرين‬ ‫بح��دود ‪ 3500‬متظاه��ر‪ ،‬أي كل‬ ‫عائل��ة ممثلة بمتظاه��ر‪ .‬من هنا‬ ‫ب��دأت خصوصي��ة ه��ذه البل��دة‬ ‫الرائع��ة‪ ،‬وخ��ال حديثن��ا م��ع‬ ‫ممثل��ي تنس��يقيات م��ارع عرفن��ا‬ ‫م��دى تنظي��م ه��ذه التنس��يقية‬ ‫وم��دى تكاتفها وانس��جام معظم‬ ‫س��كان مارع معها‪ .‬أك��د لنا ممثل‬ ‫التنس��يقية "أبو عمر" بأن تشكيل‬ ‫التنس��يقية في مدينة م��ارع كان‬ ‫رد عفوي لضب��ط الحراك الثوري‪.‬‬ ‫يقول‪":‬ف��ي البداية حت��ى قبل أن‬ ‫نش��كل تنسيقية مارع خرج شباب‬ ‫مارع للتظاهر بش��كل عفوي دون‬ ‫أي تخطيط مسبق"‪.‬‬ ‫كان اله��دف م��ن إنش��اء‬ ‫تنس��يقية مارع لتنظي��م صفوف‬ ‫الشباب ولعدم س��ماح للمغرضين‬ ‫بأية أعمال تخريبية باس��م الثوار‬ ‫ف��ي المدين��ة‪ .‬وتبل��ورت فك��رة‬ ‫التنس��يقيات بعد الح��راك الثوري‬ ‫بش��هر ونصف‪ .‬يؤكد أبو عمر بأن‬ ‫مدينة مارع اعتبرت المحرك األول‬

‫شهداء‬ ‫سورية‬

‫لكل مظاهرات الريف الحلبي‪.‬‬ ‫أم��ا عن األرضي��ة التي اعتمد‬ ‫عليها ش��باب مارع لتكون الشرارة‬ ‫األولى للثورة يق��ول أبو عمر‪":‬لم‬ ‫نهي��ئ ألي��ة أرضي��ة ألنه��ا كانت‬ ‫موجودة مس��بقاً‪ ،‬فم��ا يعانيه ابن‬ ‫م��ارع ه��و نفس م��ا يعاني��ه ابن‬ ‫درعا أو حمص وأية بقعة س��ورية‬ ‫م��ن ظلم وقهر‪ .‬م��ن الطبيعي أن‬ ‫نكون ضمن قافلة الثوار للمطالبة‬ ‫بالحرية وإسقاط النظام"‪.‬‬ ‫كما أن مدينة مارع لم تختلف‬ ‫عن باقي المدن الس��ورية بتوزيع‬ ‫منش��ورات ف��ي المدين��ة وتوعية‬ ‫الش��باب من خال بعض اللقاءات‬ ‫كآليات للبحث عن نقطة االنطاق‪.‬‬ ‫وكان الرأي العام في هذه المدينة‬ ‫جاه��زاً مس��بقًا من خ��ال حادثة‬ ‫درع��ا وهو اعتقال أطف��ال مدينة‬ ‫درع��ا‪ ،‬وما لحق األهالي من إهانة‬ ‫عندم��ا طالب��وا جه��ات أمنية عدة‬ ‫باإلفراج عن أطفالهم‪.‬‬ ‫مارع من الم��دن القليلة التي‬ ‫ش��اركت بش��كل ش��امل وهذا ما‬ ‫الحظناه ونحن نتجول في المدينة‪،‬‬ ‫وأثناء مش��اركتنا مع حش��د هائل‬ ‫في مظاهرة احتفالية في س��احة‬ ‫المدين��ة‪ ،‬وكانت هذه المش��اركة‬ ‫األولى لنا‪ ،‬التي خالطتها مجموعة‬ ‫م��ن مش��اعر الفرح��ة والغبط��ة‬ ‫والدهش��ة الطفولي��ة‪ ،‬ألول م��رة‬ ‫تخ��رج أصواتنا م��ن داخلن��ا‪ -‬كما‬ ‫يخرج التلميذ من بوابة المدرس��ة‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)8712‬‬ ‫دمشق‪171 :‬‬ ‫ريف دمشق‪810 :‬‬ ‫حمص‪3124 :‬‬ ‫حلب‪240 :‬‬ ‫حماه‪1152 :‬‬ ‫الاذقية‪373 :‬‬

‫بمرح مفاجئ؟‬ ‫حسب قول أبو عمر بان هدف‬ ‫التنس��يقيات أوال وأخي��را تنظي��م‬ ‫مجالس األحياء‪ ،‬وااليجابيات التي‬ ‫اتصفت بها التنس��يقيات استيعاب‬ ‫الجميع بديمقراطية تامة وترسيخ‬ ‫مبدأ الرأي األخر الفعلي‪ ،‬يقول‪":‬لم‬ ‫يك��ن هن��اك رأي مطل��ق أو ق��رار‬ ‫نهائي غير قابل للتعديل"‪.‬‬ ‫وض��رورة التواص��ل الميداني‬ ‫بدأ بإطاق التنسيقية مع تصاعد‬ ‫الح��راك الث��وري وض��رورة خروج‬ ‫الشباب إلى الش��ارع رغم خطورة‬ ‫ذل��ك‪ .‬ي��رى أب��و عم��ر ورفاقه أن‬ ‫العامل األساسي والمهم للتظاهر‬ ‫اليومي هو كسر حاجز الخوف وأن‬ ‫س��قوط النظ��ام الفعل��ي ب��دأ مع‬ ‫خروج الش��باب اليوم��ي للتظاهر‪.‬‬ ‫يق��ول أب��و عم��ر‪ ":‬تعن��ت النظام‬ ‫وعدم اعترافه بمطالب المواطنين‬ ‫لعب��ت دوراً‪ .‬وظهر ذل��ك جليا من‬ ‫خال خطابات رأس هرم السلطة‬ ‫القمعي��ة في س��وريا (بش��ار)‪ ،‬إذ‬ ‫كان يطلق القوانين والتش��ريعات‬ ‫الجدي��دة ويدع��ي بأن��ه كان‬ ‫سيقوم بها بش��كل تلقائي بدون‬ ‫تظاه��رات‪ ،‬ل��ن نس��تطيع إغفال‬ ‫تده��ور الوض��ع االقتص��ادي‪ ،‬إلى‬ ‫جانب نجاح الث��ورات العربية التي‬ ‫دغدغت فينا مشاعر الحرية"‪.‬‬ ‫وعندم��ا س��ألنا الش��باب ع��ن‬ ‫س��لمية المظاه��رات وكيفي��ة‬ ‫اإلع��داد له��ذا الجان��ب األخاق��ي‬ ‫طرطوس‪173 :‬‬ ‫درعا‪946 :‬‬ ‫دير الزور‪301 :‬‬ ‫الحسكة‪87 :‬‬ ‫القنيطرة‪17 :‬‬ ‫الرقة‪46 :‬‬ ‫ادلب‪1118 :‬‬ ‫السويداء‪50 :‬‬

‫أكدوا أن المواطن الس��وري تربى‬ ‫على مبادئ وثوابت أخاقية واعية‬ ‫وثقاف��ة الاعنف هي فطرية لدى‬ ‫المواط��ن الس��وري‪ .‬أض��اف أب��و‬ ‫عم��ر‪ ":‬كما أنن��ا اس��تطعنا توزيع‬ ‫مناشير لكل بيت في مارع لتوعية‬ ‫الناس على ثقافة الاعنف"‪.‬‬ ‫أما ال��دور الذي تلعب��ه المرأة‬ ‫المارعي��ة فهو حقيق��ة دور جليل‬ ‫لمس��ته من خال اس��تقبالهن لنا‬ ‫واحتفالهن بنا لمجرد أننا إعاميين‬ ‫وأن وجعن��ا واح��د ‪ ..‬ه��ذه الم��رأة‬ ‫الش��جاعة التي بدأ دورها جليا من‬ ‫خال االقتحامات األمنية المفاجئة‬ ‫للمدين��ة‪ ،‬حي��ث كانت تس��تضيف‬ ‫كل م��ن يطل��ب اللج��وء لاختباء‬ ‫في منزلها‪ .‬اختتم أبو عمر حديثه‬ ‫عن دور المرأة ف��ي الثورة‪ ":‬كانت‬ ‫النس��اء تس��اعدن الش��باب ف��ي‬ ‫إيص��ال المياه لهم‪ ،‬ومس��اعدتهم‬ ‫في االختب��اء‪ .‬وكانت ته��رع لجلب‬ ‫البص��ل الن هن��اك م��ادة ف��ي‬ ‫البص��ل المضاد األفض��ل للقنابل‬ ‫المس��يلة للدموع‪ ،‬وال ننسى شحذ‬ ‫الهمم م��ن خ��ال الزغاريد ورش‬ ‫األرز فوق رؤوس الث��وار األحرار‪،‬‬ ‫وأنا ش��خصيا لن أنس��ى أبدا دعاء‬ ‫والدتي بالنص��ر والحماية من رب‬ ‫العالمين"‪.‬‬ ‫عدنا بحماية الثوار إلى مداخل‬ ‫مدين��ة حلب وكلنا أمل بأن نتجول‬ ‫يومًا ما في ه��ذه المدينة وينتابنا‬ ‫شعور مماثل‪.‬‬ ‫‪ 1778‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 6915‬عدد المدنيين‬ ‫‪ 270‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 7828‬عدد الذكور‬ ‫‪ 123‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 472‬عدد األطفال الذكور‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2012 / 2 / 25‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.