Souriatna Issue 04

Page 1

‫ســـوريتنا‬

‫«عندما يقرر العبد أن ال يبقى‬ ‫عبدا فإن قيوده تسقط»‬ ‫غاندي‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/pages/Souriatna‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com souriatna.wordpress.com‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪2011/10/16 | )4‬‬

‫‪3-2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5-4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬

‫نعم؛ وربّما يمسُّ القلوب فيخمشها‪ .‬تسير في‬ ‫طرقاتها لترى الوجوه الكمدة‪ ،‬والسحنات المكدودة‪،‬‬ ‫معقودة النواصي إلى مس��تقبل يتكاثف مثل غيمة‪،‬‬ ‫غيمة تحجب سمائها الواطئة‪ ،‬حيث تٌحاك األساطير‬ ‫م��ن أكعاب ش��باب وفتيات دقوا الخط��وة األولى في‬ ‫أرض الخوف‪ ...‬أرض الضالل‪.‬‬ ‫في الس��احات العامة‪ ..‬ف��ي المقاهي والمطاعم‬ ‫والمؤسسات الرسمية‪ ،‬تسيل الحياة طبيعية متدفقة‬ ‫كما يلي��ق بقلعة الصمود األخي��رة للنظام‪ ،‬أو هكذا‬ ‫يبدو! ودمش��ق الحجر األخير‪ ،‬حج��ر الزاوية في هذا‬ ‫الجدار الهش المتداعي اآليل إلى الس��قوط‪ .‬من مرّ‬ ‫عابراً في طرقاتها‪ ،‬يقول سحقاً أين الثورة؟ لكن من‬ ‫نظ��ر مليًا في تلك العيون الراجف��ة ومن أنصت إلى‬ ‫الهمس الخفي في األزقة على النوافذ‪ ،‬في الممرات‪،‬‬ ‫م��ن اندس في الجلس��ات الجانبية يعرف أن دمش��ق‬ ‫لم تعد كم��ا كانت باألمس؛ إنها جم��رٌ يتلظى تحت‬ ‫الرماد‪ ...‬ففي هذه الدقيقة ثمّة من يجلس في أحد‬ ‫المن��ازل هارب��اً أو متخفي��اً ويكتب مقا ً‬ ‫ال ع��ن الثورة‬ ‫إلح��دى الصحف‪ ،‬وثمّة من يصن��ع فيلمًا عن الثورة‪،‬‬ ‫أو يهيئ لمس��رحية أو أغنية‪ ،‬م��ن ّ‬ ‫يخطط لمظاهرة‬ ‫(طي��ارة)‪ ،‬من يُغني وقد تفج��رت الحياة بداخله‪ ،‬من‬ ‫يضغ��ط على يد طفله ويرى مس��تقب ً‬ ‫ال مش��رقاً في‬ ‫عيني��ه ويق��ول له س��ورية بده��ا‪ ...‬فيضح��ك الولد‬ ‫ويقول حريّة‪ ،‬ومن يحلم‪ ..‬يحلم كعاشق ّ‬ ‫يكب على‬ ‫الحياة بكل جوانحه أم ً‬ ‫ال بمستقبل أنصع وأجمل‪.‬‬ ‫لق��د تحرك��ت المي��اه ف��ي المس��تنقع اآلس��ن‬ ‫ال��ذي رك��د ط��وال أربعي��ن عام��اً‪ ،‬وتدفق��ت في��ه‬ ‫الحي��اة غزيرة يملؤه��ا األمل بمس��تقبل جديد‪ ،‬من‬ ‫الش��مال إلى الجنوب من الغرب إلى أقصى الش��رق‪،‬‬ ‫طوائ��ف متع��ددة‪ ،‬متمازجة‪ ...‬فسيفس��اء تتش��كل‬ ‫عل��ى مهله��ا في ه��ذه المدين��ة المدكوك��ة باألمن‬ ‫والعس��كر المتخفين المنتعلين الحياة والضاغطين‬ ‫ببصاطيره��م على الص��دور لتضيّق فيها أش��كال‬ ‫الحياة وأسبابها‪.‬‬

‫جي��ل جديد يتفاع��ل اآلن‪ ،‬الماركس��ي يتح��اور مع‬ ‫الس��لفي واليمين��ي يرس��م مع اليس��اري آف��اق جديدة‬ ‫لمس��تقبل هذا البلد‪ ،‬لقد س��قطت قبعة الحزب الواحد‪،‬‬ ‫وتحطمت تلك القوقعة التي تقصد النظام أن يش��كلها‬ ‫عل��ى كل فرد منا‪ ،‬ولقد س��قطت اإلنتلجنس��يا‪ ،‬واحتك‬ ‫المثق��ف م��ع ابن الش��ارع وصار يصي��غ رؤاه من نبضه‬ ‫وهم��ه‪ .‬ال نح��ن ال نعيش زمن��اً أفالطوني��ًا‪ ،‬وال نعيش‬ ‫رومنس��ية الث��ورة الجارف��ة‪ ،‬ولس��نا معم��ي العي��ون‬ ‫وحالمي��ن‪ ،‬بل تكث��ر النقاش��ات والتحلي�لات وتتضارب‬ ‫المواق��ف تار ًة وتصطخ��ب التحليالت والرؤى وينقس��م‬ ‫الش��ارع الواحد ت��ار ًة أخرى؛ ولكن أليس ذل��ك جزءاً من‬ ‫الحال��ة الصحية والطبيعية التي يجب أن يعيش��ها البلد‪،‬‬ ‫أليس االحتكاك الدائم هو من يولد الحركة ويدفعها إلى‬ ‫األمام‪ .‬لقد تفاقمت المش��اكل طوال أربعين عامًا كانت‬ ‫تخفى جميعها تحت السجادة‪ ،‬واآلن خرجت دفعة واحدة‪،‬‬ ‫ليقال‪ :‬هاكم أيّها األوغ��اد لتحترقوا في جحيمها‪ ...‬ولم‬ ‫تكن جحيمًا‪ ...‬لقد س��اهمت في تسريع وعينا وساهمت‬ ‫ف��ي صياغته‪ .‬لق��د أصبح لجميعن��ا آراء نقوله��ا وندافع‬ ‫عنها ونناقش��ها‪ ،‬ولق��د أظهرت نضاالت الش��باب طوال‬ ‫الست أش��هر الماضية مع االفتقار إلى التجربة النضالية‬ ‫والعمل السياس��ي أن تل��ك الصدمة قد فج��رت وعيهم‬ ‫بشكل خالق دفعهم للنضال بأروع وأجمل أشكاله‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وطب��ول تقرع‪،‬‬ ‫ح��رب تخي��م على األب��واب‪،‬‬ ‫نذرُ‬ ‫ٍ‬ ‫ورائح��ة دماء تف��وح‪ ،‬لكننا نؤمن بمن س��قطوا وهم‬ ‫يضغط��ون عل��ى اليد الت��ي بجانبه��م دون أن يعرفوا‬ ‫ش��كلها وانتمائه��ا‪ ،‬من ضم��دوا بقمصانهم جراح من‬ ‫أصيبوا دون أن يسألوهم عن اسمهم واسم عائلتهم‪..‬‬ ‫نؤمن بالوج��وه التي يفيض منها الدمع ك ّلما ش��هقت‬ ‫في صدورهم كلمة الحرية وخرجت مثل يمامة ترفرف‬ ‫عالياً‪ ..‬نؤمن أن كل ذلك سوف يجعل سورية بلداً حراً‪،‬‬ ‫ديمقراطياً‪ ،‬متحضراً‪ ،‬أجم��ل‪ ...‬كما نؤمن أيضًا بهذه‬ ‫المدينة‪ ..‬بدمش��ق التي لن تصبر على النظام طوي ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫والتي ستكون المسمار األخير الذي يدق في نعشه‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سوريتنا‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫االفتتاحية‬ ‫الخوف يخيم على سماء دمشق‬ ‫أخبارنا ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أوجاع وطن ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫معاذ الفضلي‪ :‬أول شهداء الكسوة!‬ ‫الملف ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫بين الصيغة التوافقية وأهداف‬ ‫الثورة السورية‬ ‫كلمة في الثورة ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫الطائفية في سوريا‪ :‬بين اإلنكار‬ ‫والتضخيم‬ ‫من الربيع العربي ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫البدّ لليل أن ينجلي و البد للقيد‬ ‫أن ينكسر‬ ‫حكايا الثورة ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫من سماء درعا ‪ . .‬أحالم مؤجلة‬ ‫دندنات إندساسية ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫الموتى يحاصرون الرئيس‬ ‫نبض الروح ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫قنطرة‬ ‫يا نحــن ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫مراسالت ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ثورة لوجيا ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫هاشم األتاسي‬ ‫حيطان الفيس بوك ‪. . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫حبر ناشف ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫المرأة السورية فـي الحياة‬ ‫السياسية واالجتماعية‬ ‫رصيف ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪1‬‬

‫الخوف يخ ّي ُم على سماء دمشق ! ‪. .‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬

‫في هذا العدد‬

‫ ‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب س��وري حر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.