Souriatna Issue 04

Page 1

‫ســـوريتنا‬

‫«عندما يقرر العبد أن ال يبقى‬ ‫عبدا فإن قيوده تسقط»‬ ‫غاندي‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/pages/Souriatna‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com souriatna.wordpress.com‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪2011/10/16 | )4‬‬

‫‪3-2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5-4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬

‫نعم؛ وربّما يمسُّ القلوب فيخمشها‪ .‬تسير في‬ ‫طرقاتها لترى الوجوه الكمدة‪ ،‬والسحنات المكدودة‪،‬‬ ‫معقودة النواصي إلى مس��تقبل يتكاثف مثل غيمة‪،‬‬ ‫غيمة تحجب سمائها الواطئة‪ ،‬حيث تٌحاك األساطير‬ ‫م��ن أكعاب ش��باب وفتيات دقوا الخط��وة األولى في‬ ‫أرض الخوف‪ ...‬أرض الضالل‪.‬‬ ‫في الس��احات العامة‪ ..‬ف��ي المقاهي والمطاعم‬ ‫والمؤسسات الرسمية‪ ،‬تسيل الحياة طبيعية متدفقة‬ ‫كما يلي��ق بقلعة الصمود األخي��رة للنظام‪ ،‬أو هكذا‬ ‫يبدو! ودمش��ق الحجر األخير‪ ،‬حج��ر الزاوية في هذا‬ ‫الجدار الهش المتداعي اآليل إلى الس��قوط‪ .‬من مرّ‬ ‫عابراً في طرقاتها‪ ،‬يقول سحقاً أين الثورة؟ لكن من‬ ‫نظ��ر مليًا في تلك العيون الراجف��ة ومن أنصت إلى‬ ‫الهمس الخفي في األزقة على النوافذ‪ ،‬في الممرات‪،‬‬ ‫م��ن اندس في الجلس��ات الجانبية يعرف أن دمش��ق‬ ‫لم تعد كم��ا كانت باألمس؛ إنها جم��رٌ يتلظى تحت‬ ‫الرماد‪ ...‬ففي هذه الدقيقة ثمّة من يجلس في أحد‬ ‫المن��ازل هارب��اً أو متخفي��اً ويكتب مقا ً‬ ‫ال ع��ن الثورة‬ ‫إلح��دى الصحف‪ ،‬وثمّة من يصن��ع فيلمًا عن الثورة‪،‬‬ ‫أو يهيئ لمس��رحية أو أغنية‪ ،‬م��ن ّ‬ ‫يخطط لمظاهرة‬ ‫(طي��ارة)‪ ،‬من يُغني وقد تفج��رت الحياة بداخله‪ ،‬من‬ ‫يضغ��ط على يد طفله ويرى مس��تقب ً‬ ‫ال مش��رقاً في‬ ‫عيني��ه ويق��ول له س��ورية بده��ا‪ ...‬فيضح��ك الولد‬ ‫ويقول حريّة‪ ،‬ومن يحلم‪ ..‬يحلم كعاشق ّ‬ ‫يكب على‬ ‫الحياة بكل جوانحه أم ً‬ ‫ال بمستقبل أنصع وأجمل‪.‬‬ ‫لق��د تحرك��ت المي��اه ف��ي المس��تنقع اآلس��ن‬ ‫ال��ذي رك��د ط��وال أربعي��ن عام��اً‪ ،‬وتدفق��ت في��ه‬ ‫الحي��اة غزيرة يملؤه��ا األمل بمس��تقبل جديد‪ ،‬من‬ ‫الش��مال إلى الجنوب من الغرب إلى أقصى الش��رق‪،‬‬ ‫طوائ��ف متع��ددة‪ ،‬متمازجة‪ ...‬فسيفس��اء تتش��كل‬ ‫عل��ى مهله��ا في ه��ذه المدين��ة المدكوك��ة باألمن‬ ‫والعس��كر المتخفين المنتعلين الحياة والضاغطين‬ ‫ببصاطيره��م على الص��دور لتضيّق فيها أش��كال‬ ‫الحياة وأسبابها‪.‬‬

‫جي��ل جديد يتفاع��ل اآلن‪ ،‬الماركس��ي يتح��اور مع‬ ‫الس��لفي واليمين��ي يرس��م مع اليس��اري آف��اق جديدة‬ ‫لمس��تقبل هذا البلد‪ ،‬لقد س��قطت قبعة الحزب الواحد‪،‬‬ ‫وتحطمت تلك القوقعة التي تقصد النظام أن يش��كلها‬ ‫عل��ى كل فرد منا‪ ،‬ولقد س��قطت اإلنتلجنس��يا‪ ،‬واحتك‬ ‫المثق��ف م��ع ابن الش��ارع وصار يصي��غ رؤاه من نبضه‬ ‫وهم��ه‪ .‬ال نح��ن ال نعيش زمن��اً أفالطوني��ًا‪ ،‬وال نعيش‬ ‫رومنس��ية الث��ورة الجارف��ة‪ ،‬ولس��نا معم��ي العي��ون‬ ‫وحالمي��ن‪ ،‬بل تكث��ر النقاش��ات والتحلي�لات وتتضارب‬ ‫المواق��ف تار ًة وتصطخ��ب التحليالت والرؤى وينقس��م‬ ‫الش��ارع الواحد ت��ار ًة أخرى؛ ولكن أليس ذل��ك جزءاً من‬ ‫الحال��ة الصحية والطبيعية التي يجب أن يعيش��ها البلد‪،‬‬ ‫أليس االحتكاك الدائم هو من يولد الحركة ويدفعها إلى‬ ‫األمام‪ .‬لقد تفاقمت المش��اكل طوال أربعين عامًا كانت‬ ‫تخفى جميعها تحت السجادة‪ ،‬واآلن خرجت دفعة واحدة‪،‬‬ ‫ليقال‪ :‬هاكم أيّها األوغ��اد لتحترقوا في جحيمها‪ ...‬ولم‬ ‫تكن جحيمًا‪ ...‬لقد س��اهمت في تسريع وعينا وساهمت‬ ‫ف��ي صياغته‪ .‬لق��د أصبح لجميعن��ا آراء نقوله��ا وندافع‬ ‫عنها ونناقش��ها‪ ،‬ولق��د أظهرت نضاالت الش��باب طوال‬ ‫الست أش��هر الماضية مع االفتقار إلى التجربة النضالية‬ ‫والعمل السياس��ي أن تل��ك الصدمة قد فج��رت وعيهم‬ ‫بشكل خالق دفعهم للنضال بأروع وأجمل أشكاله‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وطب��ول تقرع‪،‬‬ ‫ح��رب تخي��م على األب��واب‪،‬‬ ‫نذرُ‬ ‫ٍ‬ ‫ورائح��ة دماء تف��وح‪ ،‬لكننا نؤمن بمن س��قطوا وهم‬ ‫يضغط��ون عل��ى اليد الت��ي بجانبه��م دون أن يعرفوا‬ ‫ش��كلها وانتمائه��ا‪ ،‬من ضم��دوا بقمصانهم جراح من‬ ‫أصيبوا دون أن يسألوهم عن اسمهم واسم عائلتهم‪..‬‬ ‫نؤمن بالوج��وه التي يفيض منها الدمع ك ّلما ش��هقت‬ ‫في صدورهم كلمة الحرية وخرجت مثل يمامة ترفرف‬ ‫عالياً‪ ..‬نؤمن أن كل ذلك سوف يجعل سورية بلداً حراً‪،‬‬ ‫ديمقراطياً‪ ،‬متحضراً‪ ،‬أجم��ل‪ ...‬كما نؤمن أيضًا بهذه‬ ‫المدينة‪ ..‬بدمش��ق التي لن تصبر على النظام طوي ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫والتي ستكون المسمار األخير الذي يدق في نعشه‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سوريتنا‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫االفتتاحية‬ ‫الخوف يخيم على سماء دمشق‬ ‫أخبارنا ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أوجاع وطن ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫معاذ الفضلي‪ :‬أول شهداء الكسوة!‬ ‫الملف ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫بين الصيغة التوافقية وأهداف‬ ‫الثورة السورية‬ ‫كلمة في الثورة ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫الطائفية في سوريا‪ :‬بين اإلنكار‬ ‫والتضخيم‬ ‫من الربيع العربي ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫البدّ لليل أن ينجلي و البد للقيد‬ ‫أن ينكسر‬ ‫حكايا الثورة ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫من سماء درعا ‪ . .‬أحالم مؤجلة‬ ‫دندنات إندساسية ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫الموتى يحاصرون الرئيس‬ ‫نبض الروح ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫قنطرة‬ ‫يا نحــن ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫مراسالت ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ثورة لوجيا ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫هاشم األتاسي‬ ‫حيطان الفيس بوك ‪. . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫حبر ناشف ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫المرأة السورية فـي الحياة‬ ‫السياسية واالجتماعية‬ ‫رصيف ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪1‬‬

‫الخوف يخ ّي ُم على سماء دمشق ! ‪. .‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬

‫في هذا العدد‬

‫ ‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب س��وري حر‬


‫جا�سو�س النظام يف �أمريكا‪ :‬حممد �سويد يواجه ال�سجن ‪� 15‬سنة اختطاف معار�ضني‬ ‫وقف السوري الحاصل على الجنسية األميركية‪،‬‬ ‫�سوريني يف لبنان‬ ‫محمد أنس هيثم سويد‪ ،‬أمس األربعاء أمام قاضية بوالية‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫فيرجينيا المجاورة لواشنطن في الشرق األميركي‪ ،‬وقال‬ ‫إنه بريء من ‪ 6‬اتهامات وجهها له القضاء بعد اعتقاله‬ ‫الثالثاء الماضي في مدينة ليسبرغ بفرجينيا حيث يقيم‪.‬‬ ‫التهمة الرئيسية التي طالت سويد‪ ،‬البالغ من العمر‬ ‫‪ 47‬سنة‪ ،‬هي التجسس على سوريين مقيمين في‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬ومعظمهم معارضون لنظام الرئيس‬ ‫بشار األسد‪ ،‬وتقديم ما كان يحصل عليه من معلومات‬ ‫للمخابرات السورية‪ ،‬وكذلك تهمة التآمر في الواليات‬ ‫المتحدة كعميل تجسس لصالح حكومة أجنبية‪.‬‬ ‫ووفقا لالئحة االتهام من وزارة العدل األميركية‪،‬‬ ‫وهي من ‪ 15‬صفحة‪ ،‬فإن سويد كان ناشطا منذ مارس‪/‬‬ ‫آذار الماضي في جمع تسجيالت مرئية وصوتية ومعلومات‬ ‫أخرى حول أشخاص في الواليات المتحدة وسوريا يحتجون‬ ‫ضد النظام السوري‪ ،‬وتقديم هذه المعلومات ألجهزة‬ ‫المخابرات السورية "بهدف كتم أصواتهم ومعاقبتهم‬ ‫وربما إيذاءهم"‪.‬‬ ‫كما أرسل ‪ 20‬تسجيال صوتيا ومصورا بين أبريل ‪/‬‬ ‫نيسان ويونيو ‪ /‬حزيران الماضيين للمخابرات السورية‪،‬‬ ‫وفيها تظهر االحتجاجات ضد النظام السورى في البالد‪.‬‬ ‫كما تضمن القرار االتهامي أن الحكومة السورية‬ ‫“دفعت ثمن رحلة لسويد إلى دمشق‪ ،‬حيث التقى‬ ‫بمسؤولين في المخابرات‪ ،‬وفي إحدى المرات تحدث إلى‬ ‫الرئيس األسد على انفراد”‪.‬‬ ‫وكشفوا أن سويد عبر في رسالة مكتوبة عن إيمانه‬ ‫بأن العنف ضد المتظاهرين المحتجين‪ ،‬وأيضا مداهمة‬ ‫منازلهم‪ ،‬له ما يبرره وأنه يجب استخدام كل الوسائل‬ ‫الممكنة للتعامل مع المحتجين المعارضين”‪ ،‬وفق تعبيره‪.‬‬ ‫كما شملت التهم‪ ،‬التي يواجه السجن ‪ 15‬سنة‬ ‫بسببها‪ ،‬كذبه على عمالء مكتب التحقيقات الفيدرالي‬

‫األميركي (أف‪.‬بي‪.‬آي) عندما قابلوه‪ ،‬وذلك بنفيه أن تكون‬ ‫وجهت له تعليمات لجمع المعلومات عن المحتجين في‬ ‫الواليات المتحدة وتمريرها إلى المخابرات السورية‪.‬‬ ‫ومن التهم أنه اشتغل كعميل للحكومة السورية في‬ ‫الواليات المتحدة من دون إبالغ االدعاء العام األميركي‪،‬‬ ‫وفق ما تتطلبه القوانين‪ .‬كما وجهوا له تهمة تقديم‬ ‫معلومات كاذبة في استمارة طلب شراء سالح ناري في‬ ‫يوليو‪/‬تموز الماضي‪.‬‬ ‫وقالت مساعدة االدعاء العام لألمن القومي‪ ،‬ليزا‬ ‫موناكو‪ ،‬في حيثيات القرار االتهامي‪ ،‬إن سويد كان‬ ‫ناشطا أيضا في تجنيد أفراد داخل الواليات المتحدة‬ ‫لمساعدته بجمع المعلومات وبالتسجيل المرئي والصوتي‬ ‫للمعارضين وتقديمها آلخرين يعملون لصالح المخابرات‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫وقد نفت السفارة السورية في واشنطن أمس‬ ‫اتهامات السلطات األميركية لسويد بالتجسس على‬ ‫متظاهرين‪ ،‬ووصفتها بأنها "مثيرة للسخرية"‪ .‬كما نفت‬ ‫السفارة في بيان أن يكون السيد سويد‪ ،‬أو أي مواطن‬ ‫أميركي آخر‪ ،‬عميال للحكومة السورية‪.‬‬

‫قال معارضون سوريون إن‬ ‫أطرافا لبنانية تتعاون مع النظام‬ ‫السوري الختطاف ناشطين سوريين‬ ‫مناوئين لنظام الرئيس بشار األسد‬ ‫على األراضي اللبنانية‪.‬‬ ‫ويأتي هذا االتهام بعد إعالن‬ ‫النائب اللبناني سامي الجميل األربعاء‬ ‫عن وجود معلومات وصفها بالخطرة‬ ‫جداً لدى قوى األمن اللبناني بشأن‬ ‫تورط السفارة السورية في بيروت‬ ‫في خطف معارضين سوريين في‬ ‫لبنان‪ ،‬مطالبًا بتحرك سريع للقضاء‬ ‫في هذا الموضوع‪.‬‬ ‫وتعليقًا على ذلك‪ ،‬قال الناشط‬ ‫السوري المعارض عمر المقداد إن‬ ‫المعارضة طلبت من المجتمع الدولي‬ ‫طرد السفراء السوريين لديها كأحد‬ ‫أوجه حماية المدنيين‪.‬‬ ‫وأضاف في تصريحات لـ‬ ‫"راديو سوا" "السفارات عبارة عن‬ ‫أجهزة استخبارات خارجية‪ ،‬ال تخدم‬ ‫المواطنين السوريين ولكن مهمتها‬ ‫هي التجسس عليهم ومتابعة‬ ‫أعمالهم في محاولة لحصارهم"‪.‬‬ ‫وأشار المقداد إلى أنه "يتم‬ ‫تصوير المتظاهرين أمام السفارات‬ ‫السورية في الخارج وإرسال الصور‬ ‫للسلطات السورية في الداخل البتزاز‬ ‫عائالتهم والضغط عليهم"‪.‬‬

‫دفن �أ�سلحة (مفربكة) وا�ستخراجها �أمام‬ ‫(الدنيا) يف حم�ص‬ ‫أكد مصدر لـموقع "زمان الوصل" انسحاب الجيش واألمن والشبيحة‬ ‫من أحياء حمص المشتعلة‪ ،‬بعد حملة مداهمات واعتقال ‪ 300‬شخص على‬ ‫األقل‪.‬‬ ‫وأكد المصدر نقال عن األهالي في المنطقة أن قوات األمن قامت بدفن‬ ‫مجموعة أسلحة في حديقة العلو بالخالدية وأحضرت عدسة تلفزيون الدنيا‬ ‫واإلخبارية لتصوير استخراجها على إنها لمسلحين‪ ،‬وعثرت قوات األمن بحسب‬ ‫المصدر على مستشفى ميداني في الخالدية فقامت بإعادة مافعلته بحديقة‬ ‫العلو‪.‬‬ ‫من جهتم قال سكان إن قوات األمن قامت أثناء مداهمتها البيوت بإجبار‬ ‫أرباب األسر على التوقيع على مستندات تؤكد عدم تخريب أو سرقة المنزل‬ ‫من قبل عناصر األمن‪ ،‬وهو المخالف للحقيقة عدة حاالت‪.‬‬

‫حملة لن ندفع البدل ملن قتل‬ ‫أطلق بعض الشباب السوري المغترب حملة على الفيسبوك بعنوان "لن‬ ‫ندفع البدل ‪ ..‬لمن قتل"‪ ...‬بدأت فكرة الحملة من ألم هؤالء الشباب لما يحصل‬ ‫في الداخل وشعورهم بالعجز‪ ،‬ورفضهم في الوقت نفسه دفع البدل النقدي‬ ‫لنظام سيشتري بهذه األموال الرصاص لقتل أهلهم‪ ...‬من هنا انطلقت فكرة‬ ‫امتناعهم عن دفع البدل‪ ،‬وبقائهم في الخارج حتى سقوط النظام‪.‬‬ ‫يقول هؤالء الشباب " ألننا أبناء الوطن ‪ ..‬اغتربنا رفضًا لذل الضابط‬ ‫والعسكر ‪ ...‬وقبلنا ذل وعذاب الغربة ‪ ..‬لندفع البدل‪...‬‬ ‫واليوم نرفض أن يكون هذا البدل‪ ...‬ثمنًا لرصاصة في صدور أهلنا ‪...‬‬ ‫لن ندفع ‪ ..‬لن نعود‪ ...‬سوى مع الحرية "‪.‬‬ ‫ويعتبرون أن خطوتهم هذه هي من أقوى الخطوات ذات التأثير السلبي‬ ‫على النظام السوري وهي قابلة للتطبيق على نطاق واسع بين الشباب‬ ‫المغتربين في أنحاء العالم‪.‬‬

‫م�سيحي �سوري يطلب الإن�ضمام جلماعة‬ ‫الإخوان امل�سلمني‬ ‫تقدم الناشط والمعارض السوري ميخائيل سعد بطلب انضمام لجماعة‬ ‫اإلخوان المسلمين السورية على صفحته على الفيس بوك‪.‬‬ ‫وكتب ميخائيل سعد المقيم في مونتريال في كندا على صفحته‪" :‬نكاية‬ ‫ببعض اليسار السوري وبعض العلمانيين الشكليين وبعض القوميين‪ ،‬وقبل‬ ‫هذا نكاية بالسلطة السورية‪ ،‬أعلن انضمامي المؤقت لالخوان المسلمين‬ ‫رغم كل عيوبهم إذا قبلوا بي‪ ،‬وعليه أوقع"‪.‬‬ ‫وقد أثار هذا الطلب موجة من الترحيب على صفحته لما رأى البعض‬ ‫أنه يعكس روح التآخي ووحدة الهدف بين السوريين وهو إسقاط النظام ‪.‬‬ ‫فقد كتب له أحد المعلقين على صفحته‪" :‬ما أعظم األحرار‪ ،‬وما أروع الحرية‬ ‫التي تجعل الناس يعبرون عن مشاعرهم األصيلة ‪ ،‬وبمثل هذا الحر الشريف‬ ‫سنبني سورية الغد سورية الحرة”‪.‬‬


‫�سرييتل | الت�شبيح امل�ؤ�س�ساتي‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫قام مدير الموارد‬ ‫ال��ب��ش��ري��ة م��ش��ب��وح��ًا‬ ‫بإرسال إيميل تشبيحي‬ ‫للموظفين إلجبارهم‬ ‫ع��ل��ى ال��م��ش��ارك��ة في‬ ‫المسيرة العفوية‪ ،‬وقد قام بالتركيز على النقط التالية‪:‬‬ ‫ وجود موظفين من الموارد البشرية في كل باص‪ :‬يعني يلي‬‫بدو يحاول يفركا بدنا نمصع رقبتو وينطقلو برغي اهلل مواله‪.‬‬ ‫ ضرورة ارت��داء المالبس (مو يعني ما حدا يجي بالزلط‪،‬‬‫مو كتير فارقة معو‪ ،‬بس أنو إجباري يلبسو الكنزات والطاقيات‬ ‫المنحبكجية لي وزعناها عليهن)‪.‬‬ ‫وإليكم نص االيميل‪:‬‬ ‫‪From: HR_Broadcast‬‬ ‫‪Sent: Tuesday, October 11, 2011‬‬ ‫‪To: Damascus‬‬ ‫‪ :Subject‬بشار األسد يمثلنا‬ ‫الزمالء األعزاء‪،‬‬ ‫وطننا سورية‪...‬بشار األسد يمثلنا‪....‬ساحة السبع بحرات‬ ‫موعدنا‬ ‫سنقوم جميعاً بالمشاركة في مسيرة مليونية لنقول للعالم‬ ‫أن من يمثلنا هو الرئيس بشار األسد ولشكر الصين وروسيا‬ ‫والبلدان الداعمة لسيادتنا‪ ،‬وذلك في الحادية عشرة قبل ظهر يوم‬ ‫الغد األربعاء الموافق ‪ 2011/10/12‬في ساحة السبع بحرات‪.‬‬ ‫سيتم االنطالق من أمام مبنى صحنايا في تمام الساعة‬ ‫‪ 09:45‬و مباشرة إلى مكان التجمع عند ساحة السبع بحرات‪-‬‬ ‫بدمشق‪ ..‬علماً بأنه سيكون في كل باص موظفين من قسم‬ ‫الموارد البشرية من أجل األشراف والتنسيق‪.‬‬ ‫"نود التنويه بضرورة ارتداء المالبس (الكنزات والقبعات)‬ ‫التي سيتم توزيعها اليوم عليكم"‬

‫معاذ الفضلي هو أول شهيد تقدمه مدينة الكسوة في ريف دمشق للثورة‬ ‫السورية‪ .‬وكان معاذ في الثامنة والثالثين من عمره حين رحل في ‪ 9‬أيار من هذا‬ ‫العام‪.‬‬ ‫لم تكن والدة معاذ‪ ،‬وهي محامية ومعلمة ستينية من أوائل النساء المتعلمات‬ ‫في الكسوة‪ ،‬تفكر بأن خروجها إلى صالة الصبح ذاك اليوم ‪ 3‬أيار قد يتمخّض عن‬ ‫اعتقال أوسط أوالدها وأخوته‪ ،‬فقد خرجت من باب المنزل دون أن تنتبه إلى التواجد‬ ‫األمني المك ّثف أمام بيتها‪ ،‬فقد كانت الثكنة العسكرية المقابلة لبيتها موجودة دومًا‪.‬‬ ‫ولكن عشرات الجنود والعناصر األمنية كانوا يقفون أمامها فانتبهت وأرادت الرجوع‬ ‫إلى البيت من فورها‪.‬‬ ‫ تعالي معنا‪..‬‬‫ ال‪ ..‬ال‪ ..‬سأعود إلى البيت لن أزعجكم‪ ..‬سأعود إلى البيت‪.‬‬‫ سيطلقون النار عليك إن عدت‪ ..‬تعالي معنا‪.‬‬‫لم يسمحوا لها بالعودة إلى البيت‪ ،‬وأخذوها إلى المفرزة القريبة من البيت بحجة‬ ‫ولكنهم في هذه اللحظة كانوا يقتحمون بيتها ويعتقلون‬ ‫الحفاظ على سالمتها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أوالدها الثالثة‪ :‬محمد ومعاذ وندا‪.‬‬ ‫حين عادت إلى البيت كان ضوء الصباح ساطعًا‪ .‬دخلت بهدوء معتقدة أن األوالد‬ ‫ما زالوا نائمين‪ ،‬ولم يشعروا بغيابها‪ .‬لكنها فوجئت ببناتها الثالث وكنّاتها واقفات‬ ‫في الصالون ليخبروها بأن األمن أتى وأخذ الشباب‪.‬‬ ‫يشترك بشكل فاعل في المظاهرات كمعاذ‪ ،‬وربما كان‬ ‫لم يكن أحد من الشباب ِ‬ ‫هذا السبب الذي جعل محمد وندا يخرجان بعد يومين‪ ،‬وآثار الضرب والتعذيب تغطي‬ ‫جسديهما‪ ،‬فيما بقي معاذ هناك في غياهب االعتقال‪.‬‬ ‫هذا ما جعل أخويه يقضيان األيام اآلتية يبحثان عنه في كل فروع األمن‬ ‫المنتشرة على مساحة دمشق‪ .‬كل يوم كانت والدة معاذ تنتظر وعيناها معلقتان‬ ‫بساعة الحائط‪ ،‬حينما تدق الساعة الثانية ظهراً تفقد األمل بخروج معاذ وتنتظر‬ ‫طلوع صباح اليوم التالي‪.‬‬ ‫أخيراً قيل لهم إن معاذ في فرع أمن الدولة بكفرسوسة‪ .‬كما قيل لهم إن معاذ‬ ‫ومعه أربعة شباب من رفاقه سيخرجون اليوم في ‪ 9‬أيار إلى المحكمة ومن ثم‬ ‫سيطلق سراحهم‪ .‬هذا ما جعل البيت يتحول إلى ساحة عيد‪ ،‬وصارت أخواته وزوجته‬ ‫يجهزن البيت لالحتفال بخروجه‪.‬‬ ‫في ذاك اليوم المنشود خرج رفاقه األربعة ولم يكن معاذ معهم! وبعد ساعات‬ ‫أتاهم اتصال إلى البيت فأجابت أخته‪ ..‬ثم صارت تبكي وتضرب على رأسها‪ .‬سألتها‬ ‫األم‪ :‬حكموه؟‬ ‫ يا ليت‪..‬‬‫ قوّصوه؟‬‫قالت االبنة‪ :‬مات‪ .‬فقد أخبروهم بأن معاذ في المستشفى وقد تعرض ألزمة‬ ‫قلبية‪.‬‬ ‫طيلة الطريق إلى المستشفى واألم تفكر بأن قلب معاذ كان قويًا طيلة حياته‪،‬‬ ‫وعمله العضلي المجهد في معمل مدار للمنظفات ّ‬ ‫يدل على ذلك‪ .‬كما كانت تأمل‪،‬‬ ‫وهي في طريقها‪ ،‬بإنقاذ معاذ‪ ،‬فهي تعرف أن ثمة الكثيرين من الناس الذين أنقذوا‬ ‫من األزمات أو السكتات القلبية‪.‬‬ ‫حينما وصلت األم وابنتها إلى مستشفى المجتهد كان ولداها هناك‪ ،‬وصار‬ ‫عناصر األمن يصرخون عليهما‪ :‬لماذا جلبوها إلى هنا؟‬ ‫ردّ الشابان إنها أمٌ وأتت لتطمئن على ابنها!!‬ ‫فيما كانت األم تفكر بأنها يجب أال تنهار ألن مظهر ولديها كان مخيفاً‪ ،‬ويبدو‬ ‫واضحاً بأن معاذ مات‪.‬‬ ‫أعطوهم الجثة ّ‬ ‫مكفنة‪ ،‬وكانت األوراق معدّة سابقًا وفيها أن معاذ الفضلي مات‬ ‫بسكتة قلبية‪ .‬ورافقهم عناصر األمن إلى البيت‪ ،‬وظلوا معهم حتى خرجت جنازته‬ ‫ودفن في مقبرة الكسوة‪ .‬هذا ما جعل أهله غير قادرين على رؤية جثته جيداً أو‬ ‫تفحصها‪ ،‬كما تم منع الحديث عن تفاصيل مقتل معاذ‪ ،‬بل صار يشاع بأن معاذ بقي‬ ‫طيلة حياته مريضًا بالقلب‪.‬‬ ‫لم يعرف أحد ماذا حدث بالتفصيل في فروع الموت تلك‪ ،‬لكن ما هو معروف أن‬ ‫معاذ لم يكن مريضًا أبداً‪ ،‬بل كان شابًا موفور الصحة والكرامة‪ ،‬وهذا ما جعله يدفع‬ ‫حياته ثمناً لخروجه في مظاهرات الكسوة من أجل الحرية المنشودة‪.‬‬ ‫صفحة كي ال يتحول شهداؤنا إلى مجرد أرقام | فيسبوك‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬

‫دخلت الدكتورة خولة حيدر حيدر‪ ،‬مدرسة مادة الرياضيات‪ ،‬إلى‬ ‫حصتها الدراسية في قاعة طالب السنة األولى – قسم الفيزياء‪،‬‬ ‫في جامعة دمشق‪ ،‬صباح االثنين الفائت‪ ،‬ودونت بتأن على اللوح‬ ‫العبارة التالية‪« :‬إن رواية العصابات المسلحة في سوريا رواية كاذبة‬ ‫والجيش ورجال األمن هم من يقوم بعمليات قتل المتظاهرين»‪.‬‬ ‫وأعلنت أمام طالبها استقالتها من جامعة دمشق وكتبت اسمها‬ ‫وتوقيعها‪ ،‬فضجت القاعة كاملة بالتصفيق الحار لدقائق عدة‪.‬‬ ‫لم يمر الموضوع مرور الكرام‪ ،‬كما روى أحد الطالب‪ ،‬إذ‬ ‫سرعان ما «تقدم أحد الطالب باتجاهها‪ ،‬وأبرز لها بطاقة أمنية‬ ‫محاو ًال اعتقالها‪ ،‬فما كان من الطالب إال أن أبعدوه عنها وقاموا‬ ‫بحمايتها وتهريبها خارج القاعة‪ ،‬من دون أن نعرف بعد ذلك مصير‬ ‫الدكتورة»‪ ،‬الفتاً إلى أن «أعدادا كبيرة من رجال األمن تجمعوا في‬ ‫حرم الجامعة وحولها»‪.‬‬ ‫وأكد ناشطون سوريون صحة ما ورد في شهادة الطالب المذكور‪،‬‬ ‫وأعربوا عن تخوفهم من اعتقال خولة من قبل أجهزة األمن السورية‬ ‫والضغط عليها للظهور على شاشة التلفزيون السوري ونفي الخبر‪.‬‬ ‫ولفتوا إلى أن هذه الخطوة هي بداية انتفاضة الجامعات السورية‬ ‫(أساتذة وطالب) ضد النظام السوري‪ ،‬والتي أعلنت في ‪ 27‬سبتمبر‬ ‫(أيلول) تزامنا مع بداية العام الدراسي في سوريا‪.‬‬

‫معاذ الفضلي‪ :‬أول شهداء الكسوة!‬ ‫أوجاع وطن ‪. .‬‬

‫اختفاء �أ�ستاذة جامعية ا�ستقالت‬ ‫�أمام طالبها وكتبت على اللوح‪:‬‬ ‫رواية الع�صابات امل�سلحة كاذبة‬

‫‪3‬‬


‫بني الصيغة التوافقية وأهداف الثورة السورية‬

‫هيئــــة التن�ســـيق الوطنــــي‪:‬‬ ‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫متم�ســكون بــالءاتنا الثـالث ولن نحاور‬ ‫ه��ي الءات ث�ل�اث أطلقوها‬ ‫األسبوع الفائت "ال لنظام االستبداد‬ ‫وال��ف��س��اد‪ -‬ال للتدخل العسكري‬ ‫األجنبي‪ -‬ال للتجييش الطائفي‬ ‫والمذهبي وال للعنف وعسكرة‬ ‫الثورة الشعبية" أثناء عقد المكتب‬ ‫التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية‬ ‫في دمشق لمؤتمر صحفي عقب‬ ‫مؤتمرهم ال��ذي أقيم في ضاحية‬ ‫حلبون في ريف دمشق‪.‬‬ ‫ك��ان اإلع�ل�ان األول لتأسيس‬ ‫الهيئة التي يرأسها المحامي "حسن‬ ‫عبد العظيم" نهاية شهر حزيران‬ ‫الفائت حيث أشارت في اإلعالن أنها‬ ‫تكتل لعدد من األح��زاب السورية‬ ‫الليبرالية والماركسية والكردية‬ ‫والقومية وحتى اإلسالمية‪ ،‬مقرّ ًة‬ ‫وثيقة سياسية أش��ارت من خاللها‬ ‫إلى رؤيتهم للمرحلة الحالية حيث‬ ‫تذكر الوثيقة‪" :‬تحمل هذه المرحلة‬ ‫في طياتها آما ًال كبيرة للسوريين‪،‬‬ ‫لكنها في الوقت ذاته تحمل مخاطر‬ ‫كبيرة على البالد والشعب‪ ،‬فالقضية‬ ‫المطروحة اليوم علينا جميعًا هي‬ ‫كيفية الخروج من األزمة الوطنية‬ ‫التي ترتبت على الخيار األمني‬ ‫العسكري للنظام‪ ،‬وع��ل��ى عدم‬ ‫اعترافه بحقيقة األزم��ة الراهنة‬ ‫وطبيعتها وعمقها‪ ،‬ورفضة كل‬ ‫الدعوات الداخلية والخارجية لإلطالق‬ ‫الفوري لمرحلة التحول اآلمن باتجاه‬ ‫ال��دول��ة المدنية الديمقراطية‪،‬‬ ‫محاو ًال االلتفاف على االنتفاضة من‬ ‫خالل بعض اإلج��راءات والتقديمات‬ ‫المعيشية البسيطة‪ ،‬األم��ر الذي‬ ‫يضع البالد في حالة غير واضحة‬ ‫المعالم ومليئة بالمخاطر الكبرى‬ ‫على الشعب وال��وط��ن والمنطقة‬ ‫ككل‪ ،‬وق��د توفر ظروفًا مساعدة‬ ‫للتدخل الخارجي المرفوض‪ ،‬وإن‬ ‫شعبنا وق��وى المعارضة الوطنية‬ ‫الديمقراطية سيحملون النظام‬ ‫الحاكم المسؤولية كاملة عما تجلبه‬ ‫سياساته الكارثية"‪.‬‬ ‫وكانت الوثيقة قد اقترحت عدة‬ ‫نقاط للخروج من "األزمة الراهنة"‬ ‫على حد تعبير الهيئة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬وق���ف ال��خ��ي��ار األم��ن��ي‪-‬‬ ‫العسكري وحصار المدن‬ ‫‪ - 2‬وق��ف الحملة اإلعالمية‬ ‫المغرضة ضد انتفاضة شعبنا وفتح‬

‫األبواب لإلعالم الخارجي والمنظمات‬ ‫الحقوقية واإلنسانية‪ ،‬ومحاسبة‬ ‫ك��ل م��ن ق��ام بعمليات التضليل‬ ‫والتحريض إعالمياً‬ ‫‪ - 3‬اإلفراج عن جميع الموقوفين‬ ‫منذ انطالقة االنتفاضة‪ ،‬وعن جميع‬ ‫المعتقلين السياسيين قبل هذا‬ ‫التاريخ‬ ‫‪ - 4‬تشكيل لجنة تحقيق‬ ‫مستقلة م��ن ع���دد م��ن القضاة‬ ‫والمحامين النزيهين للتحقيق‬ ‫ومحاسبة المسؤولين عن القتل‬ ‫وإطالق النار على المتظاهرين‬ ‫‪ - 5‬رفع حالة الطوارئ واألحكام‬ ‫العرفية فعلياً وليس على الورق‬ ‫فقط‪ ،‬وع��دم تقييد الحياة العامة‬ ‫بقوانين أخ��رى تقوم بالوظائف‬ ‫السابقة ذاتها لقانون الطوارئ‪،‬‬ ‫كالقانون ‪ 49‬لعام ‪.1980‬‬ ‫‪ - 6‬االع��ت��راف بحق التظاهر‬ ‫السلمي وع��دم تقييده بقوانين‬ ‫تسمح في ظاهرها به لكنها تمنعه‬ ‫أو تقيِّده فعليا‪ ،‬ومنع األجهزة‬ ‫األمنية من التدخل‪ ،‬وقيام جهاز‬ ‫الشرطة بحماية المواطنين‪.‬‬ ‫‪ - 7‬اإلقرار بضرورة إلغاء المادة‬ ‫الثامنة من الدستور التي تمثل‬ ‫عنوان االستبداد‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الدعوة العلنية خالل فترة‬ ‫زمنية وجيزة لعقد مؤتمر وطني عام‬ ‫بهدف وضع برنامج متكامل وجدولة‬ ‫زمنية لتغيير سياسي ودستوري‬ ‫شامل عبر مجموعة متكاملة من‬ ‫المداخل والتحديدات‪ ،‬والتي تناط‬ ‫مهام القيام بها إلى حكومة انتقالية‬ ‫مؤقتة تعمل على دعوة هيئة وطنية‬ ‫تأسيسية من أجل‪:‬‬

‫وضع مشروع دستور لنظام‬ ‫برلماني يرسي ع��ق��داً اجتماعيًا‬ ‫جديداً يضمن الدولة المدنية وحقوق‬ ‫المواطنة المتساوية لكل السوريين‬ ‫ويكفل التعددية السياسية وتكافؤ‬ ‫الفرص بين األحزاب‪ ،‬وينظم التداول‬ ‫السلمي للسلطة عبر صناديق‬ ‫االقتراع‪ ،‬ويرشِّد مهام وصالحيات‬ ‫رئ��ي��س الجمهورية وي��ح��دد عدد‬ ‫الدورات الرئاسية‪ ،‬ويضمن استقالل‬ ‫القضاء والفصل بين السلطات‬ ‫الثالث‪ ،‬ويعرض هذا المشروع على‬ ‫االستفتاء العام إلقراره‪.‬‬ ‫تنظيم ال��ح��ي��اة السياسية‬ ‫عبر ق��ان��ون ديمقراطي عصري‬ ‫لألحزاب السياسية‪ ،‬وتنظيم اإلعالم‬ ‫واالنتخابات البرلمانية وفق قوانين‬ ‫توفر الحرية والشفافية والعدالة‬ ‫والفرص المتساوية‪.‬‬ ‫اح���ت���رام ح��ق��وق اإلن��س��ان‬ ‫واالل��ت��زام بجميع الشرائع الدولية‬ ‫المتعلقة بها‪ ،‬والمساواة التامة بين‬ ‫المواطنين في الحقوق والواجبات‪،‬‬ ‫انطالقًا من اإلقرار بمبدأ المواطنة‬ ‫الذي ينظر لجميع المواطنين بشكل‬ ‫متساو بغض النظر عن انتماءاتهم‬ ‫ٍ‬ ‫ومعتقداتهم وإثنياتهم المختلفة‪.‬‬ ‫إلغاء كل أشكال االستثناء من‬ ‫الحياة العامة‪ ،‬ووقف العمل بجميع‬ ‫القوانين ذات العالقة باألحكام‬ ‫العرفية والمحاكم االستثنائية‪،‬‬ ‫وإلغاء جميع القوانين والمراسيم‬ ‫التي تحصِّن األجهزة األمنية ضد‬ ‫المساءلة ع��ن ممارسة التعذيب‬ ‫والقتل‪ ،‬وع��ودة جميع المالحقين‬ ‫والمنفيين قسراً أو طوعًا عودة‬ ‫كريمة آمنة بضمانات قانونية‪،‬‬

‫وإن���ه���اء ك���ل أش���ك���ال االع��ت��ق��ال‬ ‫واالضطهاد السياسي‪.‬‬ ‫الوجود القومي الكردي في‬ ‫سورية جزء أساسي وتاريخي من‬ ‫النسيج الوطني السوري‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يقتضي إيجاد حل ديمقراطي عادل‬ ‫للقضية الكردية في إط��ار وحدة‬ ‫البالد أرض��ًا وشعبًا‪ ،‬والعمل معًا‬ ‫إلقراره دستورياً‪ ،‬وهذا ال يتناقض‬ ‫البتة مع كون سورية جزءاً ال يتجزأ‬ ‫من الوطن العربي‪.‬‬ ‫ض��م��ان ح��ري��ة ال��ج��م��اع��ات‬ ‫القومية في التعبير عن نفسها‪،‬‬ ‫كاآلثوريين (ال��س��ري��ان) وغيرهم‬ ‫من النسيج الوطني السوري‪ ،‬بما‬ ‫يضمن المساواة التامة بين جميع‬ ‫المواطنين السوريين م��ن حيث‬ ‫حقوق الجنسية والثقافة واللغة‬ ‫القومية وبقية الحقوق االجتماعية‬ ‫والقانونية‪.‬‬ ‫تحرير المنظمات والجمعيات‬ ‫واالتحادات والنقابات المهنية من‬ ‫وصاية السلطة والهيمنة الحزبية‬ ‫واألمنية‪ ،‬وتوفير شروط العمل الحر‬ ‫والمستقل لها‪.‬‬ ‫تشكيل هيئة وطنية للمصالحة‬ ‫ورد المظالم من أج��ل التعويض‬ ‫ال��م��ادي وال��م��ع��ن��وي على شهداء‬ ‫االنتفاضة الشعبية والمتضررين‬ ‫من العنف‪ ،‬ومن أجل الكشف عن‬ ‫المفقودين السوريين والتعويض‬ ‫على المعتقلين السياسيين وضحايا‬ ‫االض��ط��ه��اد السياسي واإلح��ص��اء‬ ‫االس��ت��ث��ن��ائ��ي‪ ،‬وت��س��وي��ة أوض���اع‬ ‫العاملين المصروفين تعسفياً من‬ ‫الخدمة‪.‬‬ ‫وكانت الهيئة قد انتخبت أعضاء‬ ‫المكتب التنفيذي لها وهم‪:‬‬ ‫د‪.‬أحمد فائز الفواز ‪ .‬أ‪.‬بسام‬ ‫الملك ‪ .‬د‪.‬جمال مال محمود ‪ .‬أ‪.‬حسن‬ ‫عبد العظيم ‪ .‬أ‪.‬حسن ال��ع��ودات ‪.‬‬ ‫أ‪.‬رائ��د النقشبندي ‪ .‬أ‪.‬رج��اء الناصر‬ ‫‪ .‬أ‪.‬شكري المحاميد ‪. .‬صالح مسلم‬ ‫محمد ‪ .‬أ‪.‬طارق أبو الحسن ‪ .‬د‪.‬عارف‬ ‫دليلة ‪ .‬د‪.‬عبد العزيز الخيّر ‪ .‬د‪.‬عدنان‬ ‫وهبة ‪ .‬أ‪.‬فائز سارة ‪ .‬أ‪.‬محمد الحريث‬ ‫‪ .‬أ‪.‬محمد سيد رص��اص ‪ .‬أ‪.‬محمد‬ ‫الصمادي ‪ .‬د‪.‬محمد العمار ‪ .‬أ‪.‬محمد‬ ‫فليطاني ‪ .‬أ‪.‬محمد موسى المحمد‬ ‫‪ .‬أ‪.‬محمود مرعي د‪.‬منذر خ��دام ‪.‬‬


‫بني الهيئة واملجل�س الوطني‪:‬‬

‫احلوار مع النظام‪:‬‬

‫وكان قد تم اتهام الهيئة من قبل عدد كبير من‬ ‫أطراف المعارضة بأنها تسعى لحوار مع النظام‪،‬‬ ‫األمر الذي يرفضه معظم المرتبطين بالحراك‬ ‫الثوري السوري‪ ،‬وفي تصريح صحفي سابق عن‬ ‫هذا الموضع كان عضو المكتب التنفيذي للهيئة‬ ‫رجاء الناصر قد أشار إلى أن الحوار الذي طلبه‬ ‫النظام كان فعليًا لتجميل صورته وليس للخروج‬ ‫من األزمة الراهنة لكن السلطة لم تكن تريد من‬ ‫هذا الحوار سوى الشكل ولذلك فإن مصداقيتها‬ ‫لدى الشارع السوري قد انتهت‪ ،‬مستأنفاً بقوله‪:‬‬ ‫"أصبح لدينا قناعة مطلقة ان الحوار مع هكذا‬ ‫نظام غير مجدي‪ ،‬مع تنامي العنف ونزول الجيش‬ ‫الى قمع الشارع واحتالل المدن‪ ،‬والمطلوب من‬ ‫النظام اتخاذ إج��راءات عاجلة وحقيقة من اجل‬ ‫تغيير بنيته‪ ،‬وقتها يمكن التفكير بالحوار"‬

‫الأ�سماء املعلنة �ضمن االئتالف هي‪:‬‬

‫رئيس االئتالف‪ :‬الدكتور أيهم حداد‪ ،‬الذي‬ ‫عرف عن نفسه خالل المؤتمر الصحفي بقوله‬ ‫"طبيب س���وري أع��م��ل ف��ي ال��والي��ات المتحدة‬ ‫األمريكية وناشط سياسي"‪ .‬يذكر أن الدكتور‬ ‫حداد هو طبيب مختص في األمراض الداخلية‪،‬‬ ‫يقيم ويعمل في مدينة غاينزفيل في والية‬ ‫جورجيا األمريكية‪.‬‬ ‫نائب الرئيس‪ :‬السيد غسان عبود‪ ،‬رجل‬ ‫أعمال سوري يقيم حاليًا في بروكسل‪ ،‬وهو مالك‬ ‫قناة "أورينت" الفضائية‪.‬‬ ‫الدكتور إلياس وردة الحائز على شهادة‬ ‫دكتوراه في الطاقة النووية‪ ،‬ويعمل حاليًا في‬ ‫باريس في أبحاث وتطبيقات استخدامات الطاقة‬ ‫النووية إلنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية‪.‬‬ ‫األستاذ محمد مخلوف‪ ،‬وهو كاتب وصحفي‬ ‫مقيم في باريس‪.‬‬ ‫األستاذ هادي البحرة‪ ،‬وهو مهندس ورجل‬ ‫أعمال مقيم في المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫الدكتور بطرس حالق‪ ،‬وهو دكتور في آداب‬ ‫وعلوم اللغة العربية في جامعة السوربون في‬ ‫باريس‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أش��ار عضو المكتب التنفيذي للهيئة عبد‬ ‫العزيز الخير في لقاء صحفي له عقب جمعة‬ ‫"المجلس الوطني يمثلني" أن المجلس الوطني‬ ‫جزء من المعارضة الممثلة المتواجدة بصورة‬ ‫أساسية في الخارج مع وجود بعض االمتدادت له‬ ‫في الداخل‪ ،‬بينما هيئة التنسيق هي المعارضة‬ ‫المتواجدة أساسًا في الداخل مع بعض االمتدادات‬ ‫لها في الخارج والمعارضة الوطنية السورية اآلن‬ ‫مشكلة من كتلتين رئيسيتين كتلة كبيرة موجودة‬ ‫في الداخل‪ ،‬وكتلة أخرى متواجدة في الخارج"‬ ‫مضيفًا " نعم استجابت المظاهرات السم الجمعة‪،‬‬ ‫والشك ان المجلس الوطني له تأييد في الداخل‬ ‫ونحن نرحب بهذا التأييد‪ ،‬ولكن المجلس انطلق‬ ‫بخطأ وهو مطالبة الدول والعالم االعتراف به على‬ ‫أساس انه الممثل الوحيد للمعارضة السورية؛‬ ‫وفي هذا تجاهل للكتلة الكبرى من المعارضة في‬ ‫الداخل‪ ،‬كان حري باإلخوة في المجلس الوطني‬ ‫ان يكونوا أطول نفسا وان يصب هذا في الحرص‬ ‫على التمثيل مع معارضة الداخل جميعا" كما أبدى‬ ‫قلقه من تسمية الجمعة بقوله أن هذه التسمية‬ ‫تنطوي على خطر وقلق للهيئة كونها تشق‬ ‫الحراك الشعبي "على حد تعبيره"‬

‫تم اإلعالن من باريس يوم اإلثنين الفائت عن‬ ‫إنشاء االئتالف السوري من أجل الديموقراطية‪،‬‬ ‫ال��ذي يضم بحسب إع�لان مؤسسيه "مجموعة‬ ‫من الشخصيات السورية التي لها وزنها العلمي‬ ‫واإلداري والسياسي والدبلوماسي العالمي"‪،‬‬ ‫ويرأسه الدكتور أيهم حداد‪ ،‬وينوبه في رئاسته‬ ‫السيد غسان عبود‪ ،‬وذل��ك في مؤتمر صحفي‬ ‫عقد في باريس‪ ،‬حضره رئيس االئتالف ونائبه‪،‬‬ ‫وأعلن فيه الدكتور ح��داد (رئيس االئ��ت�لاف)‪،‬‬ ‫أنه يضم حتى اآلن "‪ 120‬شخصية سورية من‬ ‫التكنوقراط"‪ ،‬منهم منشقون عن النظام السوري‬ ‫الحالي‪ ،‬وبعضهم "منضوون تحت جناح الحكومة‬ ‫الحالية بصفة متخصص تكنوقراطي"‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إل��ى شخصيات سورية تعمل ضمن منظمات‬ ‫دولية‪ ،‬ولم يتم اإلعالن سوى عن أربعة أسماء‬ ‫من تلك الشخصيات‪ ،‬فيما تم التحفظ على بقية‬ ‫األسماء خشية عليهم وعلى عائالتهم من بطش‬ ‫وانتقام النظام‪.‬‬ ‫استهل الدكتور حداد كلمته بقوله‪( :‬لم يعرف‬ ‫أحد عن الشعب السوري أنه كان طائفيًا أو عدوانيًا‬ ‫إال بعد مجيء نظام األسد الذي بنى حكمه على‬ ‫التفرقة بين أبناء الشعب الواحد‪ ،‬إال أنه عجز عن‬ ‫ذلك بدليل الشعار الذي تبناه ثوار سوريا "واحد‪،‬‬ ‫واحد‪ ،‬واحد‪ ...‬الشعب السوري واحد")‪.‬‬ ‫أكد الدكتور حداد "أن الثورة ال تهدف إلى‬ ‫إسقاط الدولة السورية بل إلى إسقاط النظام‬ ‫القمعي والحكم العائلي الذي تال استالم نظام‬ ‫األسد زمام الحكم في سوريا"‪ ،‬مضيفًا أن "سوريا‬ ‫بحاجة إلى جهود أبنائها المخلصين لبناء دولتهم‬ ‫من جديد بعد أن أف��رغ النظام مؤساستها من‬ ‫محتواها وسلط عليها أجهزة األمن"‪.‬‬ ‫أعلن الدكتور حداد خالل المؤتمر أن لالئتالف‬ ‫مبدأين أساسين هما‪:‬‬ ‫رفض اإلس�لام السياسي كجهة تجيش‬ ‫نفسها اآلن الحتكار العمل السياسي في الوقت‬ ‫الراهن أو في المستقبل بعد سقوط النظام‪،‬‬ ‫مع احترامنا لحق التدين لجميع السوريين على‬ ‫اختالف أديانهم ومذاهبهم واح��ت��رام طقوس‬ ‫عباداتهم بما ال يتنافى مع مبادئ الدولة المدنية‬

‫الديموقراطية التي نسعى إليها‪ ،‬ومع احترامنا‬ ‫لمشاركتهم في الحياة السياسية‪.‬‬ ‫التكنوقراط هو الحل الوحيد للخروج‬ ‫من األزم��ة إلى بر األم��ان‪ ،‬نظراً لغياب األحزاب‬ ‫السياسية في سوريا‪ ،‬وعدم فعالية الموجودة‬ ‫منها وافتقارها إلى برامج سياسية تستطيع إخراج‬ ‫سوريا من أزمتها الحالية‪ ،‬وإدارة دفة الدولة بسبب‬ ‫سياسة القمع والتشتيت التي اتبعها النظام على‬ ‫مدى أربعين عاماً‪ ،‬ريثما تستطيع هذه األحزاب‬ ‫إعادة تفعيل نفسها ونشاطاتها وبرامجها لخدمة‬ ‫الحياة السياسية‪.‬‬ ‫كما ذكر الدكتور حداد أن االئتالف يحظى‬ ‫بتأييد بعض أطراف إعالن دمشق وليس جميعها‪،‬‬ ‫كما يحظى بتأييد هيئة التنسيق الوطنية‪،‬‬ ‫وتنسيقيات المدن‪ ،‬باإلضافة إلى "الكتلة الوطنية"‬ ‫و"حركة معاً من أجل سوريا حرة ديموقراطية"‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬

‫أ‪.‬منصور األتاسي أ‪.‬منير البيطار ‪ .‬أ‪.‬ميس كريدي ‪.‬‬ ‫أ‪.‬نايف سلوم ‪.‬أ‪.‬نصر الدين إبراهيم ‪.‬‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫االئتالف ال�سوري من �أجل‬ ‫الدميوقراطية‬

‫‪5‬‬


‫الطائفية يف سوريا‪ :‬بني اإلنكار والتضخيم‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫منذ اندالع االنتفاضة السورية‬ ‫ف��ي الخامس عش��ر م��ن آذار‪ ،‬كان‬ ‫البعد الطائفي حاضراً‪ ،‬رغم خفوته‬ ‫وإن��كار وج��وده من جان��ب البعض‬ ‫عل��ى نحو مطل��ق‪ .‬كان حاضراً في‬ ‫الهمس والجلس��ات الخاصة‪ ،‬بهدف‬ ‫إبعاد شبحه عن الحديث العام‪ .‬وكان‬ ‫الحديث الهامس نابعاً من حقيقتين‬ ‫يعرفهم��ا الم��رء جي��داً‪ ،‬أوالهم��ا‬ ‫أن س��وريا بل��د متع��دد الطوائ��ف‬ ‫ّ‬ ‫أن ال أحد في‬ ‫واإلثني��ات‪ ،‬وثانيتهم��ا ْ‬ ‫ً‬ ‫حقيق��ة يري��د الس��ير في‬ ‫س��وريا‬ ‫هذا االتج��اه الملغّم‪ ،‬كي ال يعطي‬ ‫السلطة مش��روعية تستخدمها في‬ ‫تش��ويه س��معة االنتفاض��ة‪ .‬ذل��ك‬ ‫األمر ح��ق‪ ،‬لكن هل يكفي لطمس‬ ‫حقائق الواقع؟‬ ‫بع��د أح��داث مدين��ة باني��اس‪،‬‬ ‫ب��دأ ش��بح الطائفية يط��ل‪ ،‬وارتفع‬ ‫مس��توى الحديث عن��ه إعالميًا‪ ،‬وإن‬ ‫بخج��ل‪ ،‬لك��ن بع��د أح��داث حمص‬ ‫األخي��رة‪ ،‬أخ��ذت الحال��ة الطائفي��ة‬ ‫السورية (واس��مها حالة ال مشكلة)‬ ‫حالتها العلنية في الصحف واإلعالم‬ ‫المرئي‪ .‬وفي متابعة ما كتب‪ ،‬سنجد‬ ‫تبلور اتجاهي��ن واضحين‪ ،‬أحدهما‬ ‫ينفي وجود أيّة حالة طائفية‪ ،‬ويعد‬ ‫األمر مجرد اس��تغالل من الس��لطة‬ ‫لضرب االنتفاض��ة‪ ،‬واالتجاه الثاني‬ ‫أن ما يحدث في سوريا ذو بعد‬ ‫يرى ّ‬ ‫طائفي واضح‪ ،‬متمث ً‬ ‫ال بثورة سنيّة‬ ‫ض��د حك��م األقلي��ة‪ ،‬مش��يراً بذلك‬ ‫أن ما يحدث ه��و مجرد‬ ‫س��لفاً إل��ى ّ‬ ‫طائفية وال شيء سواها!‬ ‫ينطلق الرأي��ان المتبلوران من‬ ‫معط��ى خارج��ي‪ ،‬يقين��ي‪ ،‬مطلق‪،‬‬ ‫أكثر مما ينطلقان من بعد نس��بي‪،‬‬ ‫واقع��ي‪ ،‬يق��رأ معطي��ات الواق��ع‬ ‫أن‬ ‫ويس��عى إلى فهمها‪ .‬هك��ذا نجد ّ‬ ‫مناصر االنتفاضة يرفض الطائفية‬ ‫مطلق��ًا‪ ،‬منك��راً وجوده��ا‪ ،‬ومحي ً‬ ‫ال‬ ‫إياها على مجرد س��لطة تلعب على‬ ‫مكونات المجتمع كي تديم هيمنتها‬ ‫علي��ه‪ .‬ذلك صحيح‪ ،‬لكنّه ليس ّ‬ ‫كل‬ ‫الصحي��ح‪ .‬ينطل��ق ذلك ال��رأي في‬ ‫رؤيت��ه من معطى خارج��ي‪ ،‬منحاز‬ ‫لالنتفاض��ة مما يحت��م عليه تعبيد‬ ‫الطري��ق أمامه��ا‪ ،‬ول��و عب��ر نف��ي‬ ‫المشكالت التي تعيق تقدمها‪ .‬وفي‬ ‫ذلك خطأ يعيق االنتفاضة أكثر مما‬ ‫يسهم في تقدمها‪.‬‬ ‫وم��ن ه��و ض��د االنتفاض��ة‪،‬‬ ‫س��يرى ف��ي األم��ر بع��داً طائفي��ًا‬ ‫يترجمه تخوّف األقلي��ات الحقيقي‬ ‫م��ن التغيير القادم‪ ،‬الذي لم تتضح‬ ‫أفاقه المستقبلية بعد‪ .‬وهو تخوّف‬ ‫موج��ود حقيق��ة‪ ،‬لكنّ��ه ّ‬ ‫مرك��ب‪،‬‬ ‫في��ه من الحقيقة وفي��ه من الوهم‬ ‫إن الواقع الس��وري أعقد‬ ‫الكثي��ر‪ ،‬إذ ّ‬ ‫م��ن أن ينظر إليه م��ن ثنائيات‪ :‬مع‬ ‫وضد‪ ،‬س��لطة ومعارض��ة‪ ،‬طائفية‬ ‫عدم طائفية‪ ،‬فق��راء أغنياء‪ .‬الواقع‬ ‫الس��وري ه��و كل ذل��ك متداخ ً‬ ‫�لا‬ ‫بعض��ه م��ع بع��ض‪ ،‬دون أن ينفي‬ ‫أن الوج��ه األول للصراع حاليًا‬ ‫ذل��ك ّ‬

‫هو بي��ن الحرية واالس��تبداد‪ ،‬لكن‬ ‫في الخ��ط الخلف��ي للص��راع‪ ،‬ثمة‬ ‫الكثي��ر م��ن األم��ور الراف��دة لذاك‬ ‫البع��د‪ ،‬ويس��تخدمها كال الطرفي��ن‬ ‫في معركته ضد اآلخر‪.‬‬ ‫إن تس��ليط الضوء على الحالة‬ ‫ّ‬ ‫الطائفية ليس هدفه تشويه سمعة‬ ‫االنتفاض��ة أو إعطاء النظ��ام مبرراً‬ ‫كي يستخدمه ضدها‪ .‬على العكس‪،‬‬ ‫يأتي األم��ر كي نفه��م واقعنا على‬ ‫نحو جيد من أجل تسخيره في خدمة‬ ‫االنتفاض��ة وتفادي الوق��وع في ما‬ ‫تريد السلطة المس��تبدة لنا أن نقع‬ ‫في��ه‪ .‬كذلك‪ ،‬تكمن أهمي��ة الحديث‬ ‫في منع السلطة من استخدام ذلك‪،‬‬ ‫أن الحالة الطائفية جزء‬ ‫وكي نؤك��د ّ‬ ‫م��ن مكون��ات االس��تبداد‪ ،‬ال ضمان‬ ‫لع��دم تفجره��ا‪ ،‬كما ي��روج النظام‬ ‫لنفس��ه بأنّ��ه حام��ي األقلي��ات‪،‬‬ ‫وصمام أم��ان ضد الحرب الطائفية‪،‬‬ ‫إذاً االس��تبداد مس��بب من مس��ببات‬ ‫االحتقان الطائفي ال عالج له‪ ،‬لذا‪ ،‬ال‬ ‫بد من إنهائه‪ ،‬لكن دون نفي الحالة‬ ‫الطائفي��ة الت��ي يمك��ن االس��تبداد‬ ‫أن يفجره��ا (وق��د ينج��ح!) ليه��رب‬ ‫م��ن مأزقه‪ ،‬ب��ل ال بد م��ن اإلحاطة‬ ‫به��ا لمن��ع تفجره��ا واحتوائها‪ ،‬بدل‬ ‫إنكارها‪.‬‬ ‫في س��وريا‪ ،‬ثمة حالة طائفية‪،‬‬ ‫لكنّه��ا لم تصبح مش��كلة طائفية‪.‬‬ ‫أن الوعي‬ ‫هي حالة طائفية بمعنى ّ‬ ‫الس��وري الجمعي هو وعي طائفي‬ ‫م��ا دون مدن��ي‪ .‬وهو كذل��ك ليس‬ ‫ألن ف��ي األمر نقيصة للس��وريين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن الوعي البشري تاريخياً كان‬ ‫بل ّ‬ ‫وعياً ديني��اً ـــــ طائفي��ًا‪ ،‬ثم ارتقى‬ ‫ألن يك��ون وعي��ًا علمي��اً علماني��ًا‬ ‫مدنيًا‪ ،‬بس��بب الث��ورات والمعارف‪،‬‬ ‫وتم ّث��ل الدولة ــــ��ـ األمة في عصر‬ ‫القومي��ات‪ ،‬الت��ي قطع��ت مع عصر‬ ‫اإلمبراطوري��ات‪ ،‬التي كانت تعيش‬ ‫ف��ي داخله��ا مِلل ونح��ل وطوائف‪.‬‬ ‫وفي العال��م العرب��ي‪ ،‬دخلنا عصر‬ ‫القومي��ات والحداث��ة ف��ي األف��كار‬ ‫فق��ط (وف��ي فك��ر النخب��ة فقط)‪،‬‬ ‫وعجزنا عن إقامة الدولة ـــــ األمة‪،‬‬ ‫بم��ا يعني��ه ذل��ك م��ن ع��دم وجود‬ ‫س��لطة مركزية تعم��ل على إحداث‬ ‫الدم��ج االجتماعي المطل��وب‪ .‬دمج‬ ‫يقط��ع م��ع الوع��ي الطائف��ي نحو‬ ‫الوع��ي المدين��ي والمواطن��ي‪ .‬لقد‬ ‫ابتلين��ا بس��لطات كان ج��ل همه��ا‬ ‫إدام��ة س��يطرتها عل��ى مجتمعها‪،‬‬ ‫مستخدمة كل ما يمكنها من أدوات‪،‬‬ ‫بما في ذلك البعد الطائفي‪.‬‬ ‫لم تأت سلطة في سوريا تعمل‬ ‫عل��ى خلق نس��يج اجتماع��ي مدني‬ ‫يحي��د الطائفية أو يدفنها‪ ،‬بل بقيت‬ ‫الطائفي��ة موج��ودة كوع��ي محرك‬ ‫ألفعال األفراد‪ ،‬مع وجود سلطة كان‬ ‫همها الحفاظ عل��ى مجتمع مفكك‪،‬‬ ‫كم��ا ورثته‪ ،‬ك��ي تديم س��يطرتها‪،‬‬ ‫إذ عم��دت إلى منع التق��اء الطوائف‪،‬‬ ‫عب��ر إدام��ة نم��وذج حك��م ظاهره‬ ‫علمان��ي‪ ،‬وجوه��ره طائف��ي‪ ،‬لكن‬

‫محمد ديبو‬

‫أثر الرصاص | تصوير ضوئي | تصوير إياس المقداد‬

‫ليس لمصلح��ة طائفة النظام‪ ،‬كما‬ ‫يروّج البع��ض‪ ،‬بل لمصلحة جوهر‬ ‫الس��لطة المتمث��ل في البق��اء‪ ،‬عبر‬ ‫اعتماد الجميع وقوداً لها‪ .‬هكذا كانت‬ ‫تركيبة الحكومة والجيش واألجهزة‬ ‫األمنية‪ ،‬تق��وم على نحو غير معلن‬ ‫رس��مياً‪ ،‬لك��ن غي��ر س��ري أيض��اً‪،‬‬ ‫عل��ى طائفية م��ا‪ ،‬وف��ق تحاصص‬ ‫طوائف��ي‪ ،‬يعط��ي ل��كل طائف��ة‬ ‫منصبها المتماثل مع حجمها‪.‬‬ ‫الوع��ي الطائف��ي البدائ��ي‬ ‫ذاك‪ ،‬المتم��ازج م��ع أفع��ال الس��لطة‬ ‫(العلمانية ظاهراً‪ ،‬الالعبة بالطوائف‬ ‫باطن��اً)‪ ،‬أنتج حالة طائفية مس��تترة‬ ‫في س��وريا‪ ،‬ال يمك��ن إنكارها‪ .‬حالة‬ ‫تتجلى في الحديث الطائفي الخافت‪،‬‬ ‫تحت مس��ميات الحالة الوطنية‪ ،‬وفي‬ ‫الف��رز الطائف��ي الواض��ح والمقي��ت‬ ‫الذي تعيش��ه بعض الم��دن‪ ،‬بانياس‬ ‫والقطيف��ة مث ً‬ ‫�لا‪ .‬حت��ى داخ��ل كل‬ ‫أن‬ ‫مدينة وفي العاصمة أيضًا‪ ،‬سنجد ّ‬ ‫كل منطقة تحس��ب لطائف��ة ما‪ ،‬مما‬ ‫يجعلنا أم��ام طائفية في حالة ركود‪،‬‬ ‫إن ص��ح التعبي��ر‪ ،‬لكنّها ل��م تتطور‬ ‫لتصبح مشكلة طائفية‪ ،‬بفضل وعي‬ ‫السوريين واالنتفاضة‪ ،‬لكن ما علينا‬ ‫إدراكه أنّها قد تتطور وتصبح كذلك‪،‬‬ ‫إن لم يج ِر احتواؤها والعمل عليها‪.‬‬ ‫وأم��ا عن خ��وف األقلي��ات‪ ،‬ثمة‬ ‫أن‬ ‫حقيق��ة ال يمك��ن أح��داً إنكارها ّ‬ ‫األقلي��ات في س��وريا خائف��ة فع ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫م��اض قمعي‬ ‫ويأت��ي تخوفه��ا من‬ ‫ٍ‬ ‫تعرض��ت له عل��ى ي��د األكثرية‪ ،‬إذ‬ ‫تحفل الذاكرة الجمعية لهم بحوادث‬ ‫الماضي‪ .‬ويض��اف إلى ذلك تخويف‬ ‫النظام له��م واس��تغالل مخاوفهم‬ ‫وقوداً له إلدامة السيطرة‪ ،‬لكن هل‬ ‫يبرر ذلك لتلك األقليات وقوفها إلى‬ ‫جانب االستبداد؟‬ ‫بالتأكي��د ال‪ .‬عل��ى األقلي��ات أن‬ ‫أن االس��تبداد ال يحمي سوى‬ ‫تدرك ّ‬ ‫مصالح��ه‪ ،‬وأفض��ل طري��ق إلزالة‬ ‫تخوفاته��ا هو االنخراط الفاعل في‬ ‫مجرى التغيير‪ ،‬لتفكيك االس��تبداد‬ ‫الذي وضعها في هذا المأزق‪ .‬هكذا‪،‬‬ ‫تثب��ت وجوده��ا وتط��رح تخوفاتها‬ ‫مس��تقب ً‬ ‫ال عل��ى إط��ار البح��ث‪ ،‬من‬ ‫موق��ع الفاع��ل ف��ي األح��داث‪ ،‬ال‬ ‫المتفرج‪ ،‬فالحق��وق تُنتزع انتزاعًا‪.‬‬ ‫وم��ن جهة ثانية‪ ،‬يحت��م األمر على‬

‫ق��وى االنتفاض��ة أن تع��رف كي��ف‬ ‫تطرح رؤاه��ا لتفكك خوف األقليات‬ ‫ووعيها المزيف‪ .‬ولعل نضوجاً بدي ً‬ ‫ال‬ ‫وطنيًا ديمقراطيًا واضحًا قد يسهم‬ ‫في ذل��ك األمر‪ .‬بدي��ل يخوض في‬ ‫تفاصي��ل الدولة المقبل��ة وطريقة‬ ‫إدارتها‪ ،‬ألنّ��ه كلما تبلور ذلك على‬ ‫نح��و واضح‪ ،‬تراجع خ��وف األقليات‪،‬‬ ‫واطمأنت إلى مس��تقبلها‪ ،‬بما يعني‬ ‫ذلك تشجيعها لالنخراط في الحراك‬ ‫الهادم لالستبداد‪.‬‬ ‫ويض��اف إل��ى م��ا س��بق‪ ،‬بُعد‬ ‫طائف��ي خارجي‪ ،‬ال يمك��ن التقليل‬ ‫من ش��أنه‪ ،‬ألنّ��ه س��يؤثر بطريقة‬ ‫أو بأخ��رى ف��ي الداخ��ل الس��وري‬ ‫س��لبًا لجهة تأجيج البع��د الطائفي‪.‬‬ ‫يتمثل ذل��ك البعد في لعبة المحاور‬ ‫المتش��كلة إقليمي��ًا‪ ،‬بي��ن مح��ور‬ ‫ش��يعي تتزعم��ه إي��ران‪ ،‬ومح��ور‬ ‫س��ني تق��وده تركي��ا‪ ،‬وم��ن خلفها‬ ‫أن البعد الشيعي‬ ‫السعودية‪ .‬ال شك ّ‬ ‫لدى إيران واضح المعالم‪ ،‬في دولة‬ ‫تق��وم عل��ى والي��ة الفقي��ه‪ ،‬بينما‬ ‫يب��دو البع��د الس��ني الترك��ي أقل‬ ‫حدّة وبراغماتي��ًا‪ ،‬لكنّه واضح في‬ ‫أيديولوجيا ح��زب العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫الذي استضاف مؤتمرات المعارضة‬ ‫التي غلب عليها الطابع اإلس�لامي‪.‬‬ ‫وإل��ى جان��ب ذل��ك‪ ،‬ال ننس��ى م��ا‬ ‫يتس��رب عن ضغط القيادة التركية‬ ‫لقبول اإلخوان المس��لمين ش��ريكًا‬ ‫في السلطة‪ ،‬مع بروز البعد السني‬ ‫على نحو فاقع في حالة السعودية‪،‬‬ ‫القائمة على حك��م وهابي صريح‪.‬‬ ‫ولع��ل التعامل مع األزمة البحرينية‬ ‫من منطلق طائفي كان واضحًا‪.‬‬ ‫الصراع اإلقليم��ي ـــــ الطائفي‬ ‫ذاك ق��د يج��د ص��داه ف��ي الداخ��ل‬ ‫الس��وري الذي يحي��ا حال��ة طائفية‬ ‫راكدة‪ .‬حال��ة يغذيها النظ��ام‪ ،‬دافعًا‬ ‫باتجاه حافة الهاوية‪ ،‬مع وجود أطراف‬ ‫تظن نفس��ها في ص��ف االنتفاضة‪،‬‬ ‫تدفع باالتجاه نفسه أيضًا (العرعور‬ ‫نموذج��ًا)‪ .‬وإذا تقاط��ع البع��دان في‬ ‫لحظ��ة توت��ر‪ ،‬فق��د تنزل��ق األم��ور‬ ‫باتج��اه س��يّئ‪ ،‬يقاومه الس��وريون‬ ‫حت��ى اللحظ��ة‪ ،‬لك��ن المقاوم��ة‬ ‫والتظاهرات عل��ى األرض وحدها ال‬ ‫تكفي‪ ،‬دون تبلور بديل وطني جامع‬ ‫يحدد شكل الدولة المقبلة‪.‬‬


‫لين��ا ب��ن مهن��ي | ناش��طة تونس��ية‬

‫لينـــا بــن مهـــ ّني‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬

‫مدونة لينا "بنية تونسية"‪:‬‬ ‫‪http://atunisiangirl.blogspot.com/‬‬

‫خاص | سوريتنا‬ ‫يمت��دّ الح��راك الث��وري ليص��ل‬ ‫ش��امنا الحبيب��ة حي��ث ت��ردّد‬ ‫جماهيرن��ا الس��ورية الرائع��ة تلك‬ ‫السمفونية الخ ّ‬ ‫البة الذاهبة بعقول‬ ‫الدكتاتوريات البائسة ‪:‬الشعب يريد‬ ‫إسقاط النظام‪.‬‬ ‫آه م��ا أروع تح��دّي الش��عوب‬ ‫وطموحه��ا إل��ى اإلنعت��اق والتحرّر‬ ‫والظف��ر بالكرام��ة اإلنس��انية‬ ‫المس��لوبة المغتصب��ة ف��ي حج��ر‬ ‫ساس��تنا العرب الطامس��ين ألحالم‬ ‫ش��عوبهم والس��البين لثرواته��م‪.‬‬ ‫جمل��ة طالم��ا ردّدته��ا وأن��ا أفت��ح‬ ‫ّ‬ ‫ألخ��ط بعدها ما‬ ‫شاش��ة حاس��وبي‬ ‫يخالجن��ي من مش��اعر وأحاس��يس‬ ‫ل��م أعهدها من قبل‪ .‬ذل��ك الخليط‬ ‫الرائع بين الف��رح والحزن معاً‪ ,‬فرح‬ ‫لتمادي ش��عوبنا العربي��ة وتطاولها‬ ‫عل��ى ذواته��ا ف��ي كس��ر لحاج��ز‬ ‫الخوف المس��اهم ف��ي ربوض هذه‬ ‫الدكتاتوريات على صدورنا مضيقة‬ ‫بذل��ك عل��ى أنفاس��نا‪ ,‬وح��زن على‬ ‫عصا الدكتاتورية التي تقمع األحالم‬ ‫بالحديد والنار‪.‬‬ ‫أن الح��ال ليس ه��و الحال‬ ‫غي��ر ّ‬ ‫أن عصا‬ ‫ف��ي ش��امنا الحبيبة حي��ث ّ‬ ‫الدكتاتوري��ة ضرب��ت بأكث��ر م��ن‬ ‫الحدي��د والن��ار‪ ,‬حي��ث ّ‬ ‫ن��كل نظام‬ ‫األسد الغاشم بشعبنا السوري شرّ‬ ‫تنكيل وشوّه هذه الجماهير الثائرة‬ ‫تش��ويه ًا ناعتاً إياهم بخونة الوطن‬ ‫وش��اهدنا أفظع ممارس��ات االعتداء‬

‫عل��ى الحق اإلنس��اني ف��ي الحرية‬ ‫ّ‬ ‫ولعل أبشع الصور التي لن‬ ‫والتعبير‪.‬‬ ‫تمحى م��ن ذاكرتنا على اإلطالق ما‬ ‫أقدمت عليه شبيحته من مجازر في‬ ‫حق اإلنسان واإلنس��انية ثم نسبها‬ ‫بع��د ذل��ك إل��ى جماع��ات إرهابي��ة‬ ‫اندس��ت وس��ط الجماهير السورية‬ ‫غايته��ا زعزع��ة أم��ن واس��تقرار‬ ‫البالد ف��ي حبكة إعالمية مفضوحة‬ ‫المعال��م لم تعد تنطل��ي علينا فقد‬ ‫ش��اهدناها م��ن قب��ل ف��ي حراكنا‬ ‫الث��وري في تون��س ومص��ر وليبيا‬ ‫‪...‬نف��س الس��يناريوهات من نفس‬ ‫بأن‬ ‫التالمذة ليحيلنا ذلك إلى الجزم ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل هذه الدكتاتوريات تتلمذت على‬ ‫يد أستاذ واحد ّ‬ ‫وتلقت نفس دروس‬ ‫القمع واالضطهاد‪.‬‬ ‫لك��ن الالفت للنظ��ر يبقى دائما‬ ‫ذلك اإلص��رار والتط ّل��ع الجماهيري‬ ‫الرائ��ع راس��مًا أجمل ص��ور التحدي‬ ‫لمواصل��ة الطري��ق نح��و الحري��ة‬ ‫والديمقراطي��ة الفعلي��ة الحقيقية‬ ‫للظف��ر بالكرامة والس��تعادة الحق‬ ‫المسلوب في العيش الكريم‪.‬‬ ‫ل��ذا صب��راً ي��ا أه��ل الش��ام‬ ‫فموعدكم مع النصر قريب إن ش��اء‬ ‫اهلل لنرسم معًا معالم تاريخ جديد‬ ‫تكون فيه السلطة الفعلية لشعوبنا‪,‬‬ ‫كما أش��دّ عل��ى أياديك��م وأمنيتي‬ ‫الوحيدة التواجد معكم في س��احات‬ ‫أن رحلتن��ا الزال��ت لم‬ ‫الوغ��ى غي��ر ّ‬ ‫تكتمل‪ ,‬كم��ا ال أغفل عن تذكيركم‬ ‫أن الحرية ال تهدى إنّما تفتك بدماء‬ ‫ّ‬ ‫شهدائنا الطاهرة الزكية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ه��ي ناش��طة حقوق إنس��ان ومدون��ة وصحفية‬ ‫وأس��تاذة جامعية تونسية وعضوة سابقة في الهيئة‬ ‫الوطنية المس��تقلة إلصالح اإلعالم واالتصال‪ .‬تعمل‬ ‫أس��تاذة جامعية في اللغة اإلنكليزي��ة‪ ,‬وصحفية في‬ ‫رادي��و "كلمة" الذي تملكه ناش��طة حقوق اإلنس��ان‬ ‫التونس��ية" س��هام بن س��درين"‪ ,‬كما أنها تكتب في‬ ‫مدونته��ا "بنية تونس��ية" التي ت��م حجبها عدة مرات‬ ‫قبل الثورة التونسية‪ ،‬وفي موقع األصوات العالمية‪.‬‬ ‫عرف��ت لين��ا بنش��اطها ف��ي مج��االت حق��وق‬ ‫اإلنس��ان ومكافح��ة رقابة االنترنت وحري��ة التدوين‬ ‫وحرية التعبير‪ ,‬حيث اش��تهرت بمعارضتها لسياس��ة‬ ‫حجب المواقع على ش��بكة االنترن��ت زمن نظام زين‬ ‫العابدين بن علي‪ ,‬وشاركت في حمالت إلطالق سراح‬ ‫بعض الطلبة المس��جونين لنشاطهم السياسي‪ ,‬كما‬ ‫ش��اركت في أغل��ب المظاهرات وتح��ركات المحامين‬ ‫الت��ي ّ‬ ‫نظمت في العاصمة‪ .‬كل هذا إضافة إلى كونها‬ ‫ناشطة في مجال رياضة المنتفعين بزرع األعضاء و‬ ‫قد حازت على عدّة ميداليات في رياضة المشي‪.‬‬ ‫س��اهمت لين��ا ف��ي التغطي��ة اإلعالمي��ة عب��ر‬ ‫االنترنت لثورة تونس حيث قامت بإرسال العديد من‬ ‫الفيديوه��ات حول المظاهرات التي عمت عدة أماكن‬ ‫في تونس خالل الثورة التونسية إلى محطة فرانس‬ ‫‪ 24‬العربي��ة كما ظه��رت في فيديو بُ��ث على نفس‬ ‫القن��اة تُعل��ن فيه عن اعتقال الس��لطات التونس��ية‬ ‫للمدون والناشط التونسي سليم عمامو في ‪ 6‬كانون‬ ‫الثاني الماضي‪ .‬وقامت في التاس��ع من الشهر نفسه‬ ‫بالتوجه بس��يارتها إلى مدينة الرقاب بوالية س��يدي‬ ‫بوزيد التي شهدت احتجاجات عارمة وقامت بتصوير‬ ‫القتلى ف��ي المستش��فى المحلي بالرق��اب ووضعت‬ ‫الصور في مدونتها لتنتش��ر في أنح��اء العالم‪ .‬وبثت‬ ‫قن��اة ب��ي أف أم تي في تقريراً مص��وراً عنها في ‪12‬‬ ‫كانون الثاني الماضي‪.‬‬ ‫رش��حت لينا لنيل جائزة نوبل للسالم ‪ 2011‬إلى‬ ‫جانب المدونة المصرية إس��راء عبد الفتاح والناشط‬ ‫المص��ري وائ��ل غنيم‪ ,‬في م��ا اعتبرته "ش��رفًا نالها‬ ‫ويحملها مسؤولية أكبر في مواصلة تسخير مدونتها‬ ‫لتوعية الرأي العام في العالم للدفاع عن حرية التعبير‬ ‫وإيصال صورة وص��وت كل من تنتهك حقوقه"‪ .‬كما‬ ‫ح��ازت على ع��دة جوائز منه��ا جائزة أفض��ل مدونة‬ ‫في مس��ابقة "البوبز" من قبل دويتش��ه فيله في ‪20‬‬ ‫حزيران ‪ ,2011‬وجائزة الصحافة العالمية من جريدة‬ ‫الموندو االسبانية‪ ,‬كما تمت إضافة اسمها إلى قائمة‬ ‫"أشجع مدوني العالم" من قبل موقع ذي دايلي بيست‬ ‫التي تضم ‪ 17‬مدوناً‪ ،‬وذلك في ‪ 14‬شباط ‪.2011‬‬

‫من الربيع العربي ‪. .‬‬

‫البد لليل أن ينجلي‬ ‫ّ‬ ‫و البد للقيد أن ينكسر‬

‫‪7‬‬


‫مـن �ســـماء درعــا ‪� . .‬أحــالم م�ؤجلـــة‬ ‫حكايا الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫ه��ل حق��ًا ح��دث ذل��ك كم��ا‬ ‫أتذك��ره اآلن؟! تب��اً كيف يمكنني‬ ‫أن أرت��ب تسلس��ل أحداث��ه؛ إنّه‬ ‫مضط��ربٌ ف��ي رأس��ي يتم��اوج‬ ‫مثل بحر هائ��ج‪ .‬من أين أبدأ؟ ما‬ ‫هي الحروف التي يمكن أن أصف‬ ‫به��ا ما وقع؟ وهل سأس��تطيع أن‬ ‫أطوي ذات يوم صفحته؟ سأروي‬ ‫كعج��وز يتك��ئ عل��ى األماك��ن‬ ‫كدليل��ي يجرني م��ر ًة أُخرى إلى‬ ‫تل��ك البقع��ة المظلم��ة‪ ،‬ربم��ا‬ ‫أس��تطيع أن أفهم أنا إس��ماعيل‬ ‫اب��ن عبد ال��رزاق ابن الخامس��ة‬ ‫والعشرين من عمري‪...‬‬ ‫صباح ربيعي‪،‬‬ ‫كان ذلك ف��ي‬ ‫ٍ‬ ‫وكان المط��ر الناع��م فيه يحيك‬ ‫الفض��اء ويلقي برائحة العش��ب‬ ‫على ص��دري مثل رداء‪ .‬وقد نف��دت إلى رئتيّ‬ ‫رائحة الزبل الواخزة واختلطت برائحة العشب‪.‬‬ ‫وم��ن الزريبة الحجرية المظلمة كانت الس��ماء‬ ‫ممت��دة إل��ى م��ا ال نهاي��ة‪ ،‬ل��م يكن ل��ي رغبة‬ ‫بالحركة‪ ،‬مستس��لمًا لذلك الخدر اللذيذ بوداعة‬ ‫الحي��اة‪ .‬وكان صوت اجت��رار البقرة للقش يثير‬ ‫في نفس��ي االبتس��ام‪ .‬ابتس��مت هلل‪ ،‬ابتسمت‬ ‫للحي��اة الت��ي امتلئت بها‪ ،‬واستس��لمت لخواطر‬ ‫بعي��دة‪ ،‬وألقيت بنفس��ي على أكي��اس الخيش‬ ‫المحش��وة بالق��ش‪ .‬كنت ق��د أنهي��ت جامعتي‬ ‫منذ س��نة‪ ،‬وقد اخترت أن أعم��ل مع والدي في‬ ‫الزراع��ة‪ ،‬وعزمت على الزواج‪ .‬أردت أن أُنش��ئ‬ ‫عائل��ة صغيرة‪ .‬طف�لان فق��ط‪ ...‬أريدهما من‬ ‫غادة وحيدة العم أبو عبد الرحمن‪ .‬كرم زيتوننا‬ ‫ّ‬ ‫يطل عل��ى كرمهم‪ .‬في المس��اء ُكن��ت ألمحها‬ ‫على س��طح دارهم‪ ،‬وجهها يقس��م المدى إلى‬ ‫ش��طرين ويخلخ��ل ذل��ك االتس��اع الالنهائي‪.‬‬ ‫وبصم��ت كنت أراقبها وهي تس��ير ذهابًا وإيابًا‬ ‫وهي تقرأ كتاباً ما‪ .‬يكفي أن تنظر قلي ً‬ ‫ال نحوي‬ ‫ليرتج��ف قلبي وتش��ق فيه أثالم ح��ادة كالتي‬ ‫يتركها المح��راث في األرض‪ .‬كانت عيناها أبداً‬ ‫باسمتان‪ ،‬إال أنهما مسكونتان بحزن آسر‪ .‬وعلى‬ ‫كتفها يس��يل ش��عر بن��ي قاتم كل��ون التراب‪.‬‬ ‫وعندما ّ‬ ‫يحل المس��اء كانت تلق��ي عليّ نظر ًة‬ ‫ٍ‬ ‫كصب��ي صغير‬ ‫خاطف��ة وتبتس��م‪ ،‬فأضط��رب‬ ‫ويخفق قلبي وتهدر الدماء في أنحاء جس��دي‪،‬‬ ‫فألقي بجس��دي على س��طح الدار وأشبك يدي‬ ‫خلف رأس��ي وأراقب خواطر النجوم التي تلتمع‬ ‫في ذهن السماء‪...‬‬ ‫ط��وال س��نين الجامع��ة كان��ت صورته��ا‬ ‫مطبوع��ة في ذاكرتي‪ ،‬وكل ذلك الغنج والدالل‬ ‫في كلية اآلداب لم ينس��ني خفرها وس��حرها‪.‬‬ ‫منذ عدة أيام نزلت إلى مدينة درعا حيث تسكن‬ ‫أختي هناك في منطقة البلد‪ .‬إنهما صديقتان‪.‬‬ ‫كنت ق��د طلبت منها أن تس��ألها رأيه��ا فيما لو‬ ‫عزمت على خطبتها‪.‬‬ ‫وفي درعا كانت الحواجز قد ملئت الطرقات‪،‬‬ ‫واألم��ن والجيش انتش��ر في كل م��كان‪ .‬هي‪:‬‬ ‫هويتك؟‬ ‫هويتي! ألم تش��م رائحة األرض مني‪ ،‬ألم‬ ‫ترى أثالمها على يدي الخش��نتين‪ ،‬ألم تش��عر‬ ‫بحرارتها التي تشع من جسدي‪.‬‬ ‫ونهرن��ي أحده��م‪ :‬أيه��ا األبل��ه‪ ،‬بس��رعة‬ ‫هويتك‪.‬‬ ‫أن ل��ديّ الوق��ت‬ ‫آبل��ه! أن��ا عاش��ق‪ ..‬ل��و ّ‬ ‫ألخبرتكم عن غادة‪ ،‬ربما تركتم تلك األس��لحة‬ ‫وقررتم مثلي إنشاء عائلة صغيرة‪ ،‬ونصحتكم‬ ‫أن ال تنجبوا أكثر من طفلين‪.‬‬

‫وسمعت صوت الرصاصة الباردة تنزل في‬ ‫فوهة البندقية وترتفع نحوي‬ ‫هل هذا حقيقي؟‬ ‫وهوى عقب البندقية على كتفي وهشمه‪،‬‬ ‫هويتك يا جحش!‬ ‫أين هويت��ي؟ وارتبكت أصابع��ي بحثاً عن‬ ‫قطع��ة ما ت��دل على أنن��ي من ه��ذه األرض‪،‬‬ ‫وداهم��ت ذاكرتي غادة‪ .‬غادة التي تلقي التحية‬ ‫كل مساء على األبد البعيد وترمي لي بابتسامة‬ ‫تنتشلني من سأم الحياة‪.‬‬ ‫وأبرزته��ا لهم‪ ،‬وأطال التحديق فيها كأنني‬ ‫كائ��ن م��ن عالم آخ��ر‪ ،‬ورماه��ا ف��ي وجهي‪...‬‬ ‫انقلع‪.‬‬ ‫لقد س��قطت الحياة من صدري‪ .‬كنت أشعر‬ ‫أن غادة تراني‪ ،‬وقد أشاحت بوجهها عني‪ ...‬إنها‬ ‫المذ ّلة‪...‬‬ ‫كان الحاج��ز يس��قط ورائ��ي م��ع الغروب‬ ‫الدامي‪...‬‬ ‫س��حقًا كم هو مرير ذلك الشعور‪ ،‬كم هو‬ ‫مهين‪ ..‬تمنيت لو أنني كنت قد مت‪.‬‬ ‫اضطررت أن أبرز هويت��ي ثالث مرات وأنا‬ ‫ف��ي طريقي إل��ى من��زل أختي في البل��د‪ .‬لقد‬ ‫وصلت إليها منهكاً خائر القوى‪ ،‬يلفني الشعور‬ ‫وبالمذل��ة والمهانة‪ .‬وغ��ادة‪ ..‬آه يا غادة لو أنني‬ ‫أس��تطيع أن أمس��ح بابتس��امتك ذلك الش��عور‬ ‫المهين‪.‬‬ ‫جلس��ت بالقرب م��ن الناف��ذة المطلة على‬ ‫الجامع العمري‪ ،‬كان راس��خاً بحجارته الس��وداء‬ ‫كأن��ه فكرة قديمة عن الوج��ود‪ .‬وكانت البيوت‬ ‫تئ��ن بصم��ت‪ ،‬وكانت الن��اس يتواف��دون إلى‬ ‫س��احته‪ .‬س��ألت أختي عن رأي غادة فابتس��مت‬ ‫بمواربة‪ .‬وخفق قلبي مر ًة أُخرى‪:‬‬ ‫الم��وت وال المذل��ة‪ .‬كان الص��وت يدلج من‬ ‫النافذة كأنه سيل جارف‪:‬‬ ‫ها‪...‬؟‬ ‫لقد وافقت‪...‬‬ ‫الموت وال المذلة‪...‬‬ ‫وأطبق ش��عورٌ ما على ص��دري‪ ،‬وتذكرت‬ ‫الحاج��ز م��ر ًة أخ��رى‪ ،‬ولم أع��رف لم انس��حب‬ ‫وجه غ��ادة واختفى‪ ...‬أغمضت عيني ألس��تعيد‬ ‫تفاصيل وجهها الناعمة‪ ...‬إال أنني لم أجدها‪..‬‬ ‫لم أع��رف كيف نزل��ت إلى س��احة الجامع‪.‬‬ ‫لق��د وجدت نفس��ي بي��ن اآلالف ونح��ن نهتف‬ ‫الموت وال المذلة‪ ،‬وش��يئًا فش��يئاٌ كنت أستعيد‬ ‫ابتس��امتها وبدأت تتش��كل مالمحها مرة أخرى‬ ‫وهي تبتسم وتقول لي اهلل يحميك‪ ...‬هل حقًا‬

‫كانت هن��اك‪ ..‬لق��د لمحتها على‬ ‫سطح الجامع وهي ترتدي وشاحًا‬ ‫وترمي ب��األرز علينا‪ ...‬في اليوم‬ ‫التال��ي عدت قريت��ي‪ .‬كانت درعا‬ ‫جريحة بعش��رة ش��هداء سقطوا‬ ‫ف��ي المس��اء‪ .‬لزمنتي ع��دة أيام‬ ‫ألش��فى من ذلك اليوم التعيس‪.‬‬ ‫وع��دت بعده��ا إل��ى حيات��ي‬ ‫الطبيعي��ة وأنا أفكر ف��ي غادة‪...‬‬ ‫وعائلتي الصغيرة‪.‬‬ ‫وكنت حينها ما أزال مستسلمًا‬ ‫لخ��در الحياة وأنا أفكر فيها‪ .‬حين‬ ‫اهت��زت الزريب��ة‪ .‬للوهلة األولى‬ ‫اعتقدت أنه زلزال‪ ،‬ولمحت بنادق‬ ‫منتصبة خارجة من سيارة جيش‬ ‫كبيرة‪ ،‬وقفزت م��ن مكاني ألرى‬ ‫ماذا يحدث‪ .‬توقفت شاحنة معبئة‬ ‫بالجنود أمام كرم أب��و عبد الرحمن‪ .‬وكان ثمة‬ ‫ضابط يعطي أوامر باالنتش��ار حوله‪ .‬وبسرعة‬ ‫غريب��ة كن��ت أعب��ر ش��جرات زيتونن��ا‪ ،‬وقفزت‬ ‫على الحبالة الش��رقية لكرمه��م‪ ،‬وزحفت تحت‬ ‫(التركت��ور) وم��ن بعدها تس��للت إل��ى النافذة‬ ‫الواطئة‪.‬‬ ‫كانت الجميع قد ان��زوى في زاوية الغرفة‪،‬‬ ‫وأخذ أبو عبد الرحمن بالتسبيح بصوت مرتفع‪.‬‬ ‫نظرت في عينيّ مباش��رةً‪ ،‬لم تكن مستغربة‬ ‫لكنه��ا كان��ت تقول‪ :‬لم��اذا أتي��ت اآلن؟ وتوقف‬ ‫الزمن حينها‪ ،‬وس��ألت نفس��ي ما ال��ذي يحدث‪،‬‬ ‫قال��ت لي حينه��ا ال أع��رف ولكني أحبّ��ك‪ ،‬لقد‬ ‫اس��تطعت أن أقرأ ذلك ف��ي عينيها‪ .‬ونظر إليّ‬ ‫أبو عبد الرحمن‪ ،‬وقال لي أهرب يا عمي‪...‬‬ ‫الزم تطلعوا معي!‬ ‫ما رح نلحق‪.‬‬ ‫وانخلع الباب‪...‬‬ ‫وش��هقت أم غادة وغصّت بالبكاء‪ .‬وانفطر‬ ‫قلب��ي ولعن الحياة الدنيئة الخسيس��ة‪ ،‬وتوقف‬ ‫أب��و عب��د الرجم��ن كصخ��رة وق��ال اهلل وأكبر‬ ‫عليكم هي حرمة بيوت‪.‬‬ ‫و ُلط��م خده بصفعة قاس��ية دفع��ت بغادة‬ ‫لض��رب الضابط فانهالت عليه��ا أعقبة البنادق‬ ‫لتدق رأسها مثل زيتونة تهيأ للتعليب‪...‬‬ ‫وع�لا العويل‪ ،‬وانقض العدي��د من الجنود‬ ‫على أبو عبد الرحمن واقتادوه‪.‬‬ ‫كانت عينيها ما تزاالن حزينتان‪ ،‬وابتسامتها‬ ‫دافئة‪ ،‬وش��عرت بدفء دمها على جس��دي‪ ،‬تلك‬ ‫هي الم��رة األولى التي ألمس��ها‪ ،‬همس��ت في‬ ‫أذنها خذيني معك‪.‬‬ ‫وكان��ت نظراته��ا حائ��رة تت��وه بي��ن عالم‬ ‫الموت��ى وعالم األحياء‪ ،‬وكن��ت أحاول أن أتعلق‬ ‫بطرف ثوبها حين غادرت هذه الحياة الدنيئة‪.‬‬ ‫ل��م أع��رف هل قتل��ت أحده��م أم ال‪ ،‬أذكر‬ ‫أنني س��حبت ذلك المنج��ل األثري على الحائط‬ ‫وغززت��ه في كت��ف أحدهم وكنت قد أمس��كت‬ ‫برأس اآلخر وضربته إلى الحائط‪ ،‬حين أخرست‬ ‫الرصاصة كل تلك الجلبة‪.‬‬ ‫وه��ا أنا ذا ملق��ىً في ه��ذه الزنزانة‪ ،‬وقد‬ ‫تعفن جرح��ي وانتفخ‪ ،‬ال أعرف كيف حدث ذلك‬ ‫ولماذا‪ ...‬ولم��اذا اقتادوا أبو عب��د الرحمن الذي‬ ‫لم يكن له في الحياة س��وى غادة وأمها ليعشها‬ ‫معهما‪ .‬ل��م أفهم لماذا قتلوا غ��ادة بدم بارد‪...‬‬ ‫أقوله لك��م لعلي أس��تطيع أن أفه��م‪ٍ ،‬ولعلكم‬ ‫تستطيعوا الفهم أيضًا‪.‬‬ ‫سوريتنا | م‪ .‬إ‬


‫�صديقي االفرتا�ضي ‪. .‬‬

‫دندنات إندساسية‬

‫علي المسعودي‬

‫اليوم صباحا بكيت‪..‬‬ ‫كان األمر فوق طاقتي‪ ،‬هم عبروا الطرق‬ ‫ولكنهم كانوا في الحقيقة يعبرون فوقنا‪..‬‬ ‫فجأة امتألت الطرقات بالقبور‪ ،‬هنا وهنا وهناك‪،‬‬ ‫قبورنا نحن األحياء وقبورهم هم الغافلون‪..‬‬ ‫ضجيجهم الصاخب الصادر من عقولهم‬ ‫والتي هي عبارة عن سدادة فلين‪..‬‬ ‫هنا بكيت أكثر‪..‬‬ ‫نعم‪ ،‬نعم‪ ..‬هذا ما يحدث (أقول لنفسي)‪..‬‬

‫نعم أنا هنا في هذا المكان حيث المنطق‬ ‫مفقود‪ ،‬ومسلمات اإلنسانية محرمة‪.‬‬ ‫أريد صوتًا أعلى من هرائهم‪.‬‬ ‫هم من؟ سؤال وجودي‪...‬‬ ‫حقيقة هم من؟‬ ‫ونحن؟ ما لذي نملكه هنا؟‬ ‫أقول اسم وطن‪ ،‬وغضب يجمعنا‪ ،‬وحزن‬ ‫يبقينا على قيد الحياة‪..‬‬ ‫ولكنه على األقل حقيقي‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬

‫(م�ســــرية ‪ . .‬و�أنا خــارج ال�ســرب)‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫صديقي االفتراضي‪ ،‬والذي تعرفت عليه منذ‬ ‫ستة أشهر هنا‪ ..‬لم تعد تظهر أمامي صورته‬ ‫االفتراضية وأخباره المنتقاة بعناية وثقافة ووعي‪،‬‬ ‫والتي أعجبتني دائمًا‪ ،‬وكانت سر تعرفي عليه‬ ‫أكثر‪ ..‬فقد اختفت جميعها من على صفحتي‪.‬‬ ‫بدا القلق يساورني ولم يغفل عني برهة‪..‬‬ ‫فاألصوات معتقلة‪ ..‬أزرق السماء خرجنا في يوم‬ ‫وداعه أمس‪ ..‬البحر شوك وصبار‪ ،‬والريح واألطفال‬ ‫وصوت الناي ضاعت جميعها في الصدى ولم تعد‪.‬‬ ‫أيكون غادر فضاء االفتراضي وانكسر كمآذن‬ ‫بالدي خوفاً على طفل يبكي فقدان أبيه ؟‬ ‫أم هو ترى صوته‪ ،‬أو ربما أصابعه تكسرت‬ ‫كسن قلم رصاص في عتمة قبو هناك ؟‬ ‫خوفي‪ ..‬كل الخوف أن يكون لحق من هم‬ ‫أسمى‪ ،‬وأعلى‪ ،‬وصعد إلى براح سماء سابعة‪.‬يبحث‬ ‫هناك عن سبب غياب األزرق‪.‬‬ ‫و إن كان‪ ..‬فأي جنازة افتراضية تخرج من‬ ‫مسجد افتراضي سوف امشي وراءها باكياً صديق‬ ‫افتراضي ال أعرف عنه سوى حروف وكلمات‪.‬‬ ‫و أيضًا ماذا سأقول ألبيه االفتراضي إذ سألني‬ ‫اسمي‪ ،‬أو أن اخبره حادثة جميلة عنه‪ ،‬وأمه كيف‬ ‫سأنظر إليها‪ ،‬وهي تبحث عن ابنها في وجوه‬ ‫أصدقاءه‪ ..‬أما أخته الصغيرة فأعتقد انه ال خوف‬ ‫أو ارتباك سوف يداهمني‪ ،‬إذ كل ما علي سوى أن‬ ‫أعانقها‪ ،‬وأعطيها ما في جيبي من سكاكر تحبها‪،‬‬ ‫أو لوح الشوكوال المفضل لديها‪.‬‬ ‫و لكن‪......‬‬ ‫كيف سأصل إليه وهو افتراضي‪ ..‬وهمي‪..‬‬ ‫فقط ال اعرف عنه سوى صورة لنهر بردى‪ ،‬ودمشق‬ ‫على جانبيه حائرة‪ ..‬عطشى‪ ،‬وال تستطيع مد يدها‬ ‫لتشرب من ماءه‪.‬‬ ‫كيف‪ ..‬وقد سألت اآلخرين ممن هم افتراضيًا‬ ‫أصدقاء ومشتركين بيني‪ ،‬وبينه‪.....‬‬ ‫ال شيء‪ ...‬فقط اختفى‪ ..‬تبخر‪ ..‬تصاعد من‬ ‫سماء االفتراضي‪ ،‬وتحول ربما إلى كائن آخر ال‬ ‫اعرف كيف الوصول إليه‪.‬‬

‫هي الشهادة اقرب وأسرع األجوبة التي تراودني‬ ‫اآلن‪ ،‬وإن كنت أرفضها‪ ،‬ولكنها أصبحت أقرب إلينا‬ ‫من الوريد ودمه‪ ..‬اقرب إلينا من الدم للدم‪.‬‬ ‫كيف وماذا علي أن افعل ؟‬ ‫بدأت صورته تراودني أكثر‪ ،‬ال تغادرني‪ ..‬إذ‬ ‫تحولت من منظر جميل لقطعة من بالدي إلى‬ ‫أخرى‪..‬‬ ‫بدأ شكله يأخذ مالمح‪ ،‬ويكتسي لحمًا وروحًا‬ ‫وأحالمًا‪ ،‬وحبيبة له‪ ..‬صورتها ال تغادر واجهة‬ ‫هاتفه المحمول‪.‬‬ ‫لن أستطيع أن ألغي اسمك من قائمتي‪ ،‬وهذا‬ ‫اقل ما افعل‪ ..‬إذ ربما تعود يوماً كما آمل واشتهي‪..‬‬ ‫فأنت االفتراضي الجميل المشاكس‪ ..‬الثائر‪ ،‬وأيضًا‬ ‫الباحث عن باب الوطن‪.‬‬ ‫ألم تقل يومًا‪ :‬ومازالت األبواب موصدة دوننا‪..‬‬ ‫ترى علينا الدخول أم الخروج ؟‬ ‫لن اقدر أن امحي عنوان بريدك‪ ،‬وهذا ليذكرني‬ ‫بك دائمًا في زحمة أسماء الغائبين‪ ..‬إذ يمكن أن‬ ‫تظهر ثانية كما ارغب في سماء شاشتي‪ ..‬فأنت‬ ‫هو المرتجل‪ ،‬والواضح‪ ..‬األنيق المليء باأللغام‬ ‫واإلنفجارات المتعاقبة للوصول لياسمين بالدي‪.‬‬ ‫الم تقل يومًا تعليقاً على صورة لصديق‬ ‫في حارة قديمة‪ :‬كم من قبلة اختلستها هنا‪،‬‬ ‫ونظرة عين مواربة‪ ،‬وارتباك طالني أن توشي بي‬ ‫الحيطان‪ ..‬كم‪.‬‬ ‫كم أخاف أن يصبح وطني أيضاً افتراضيًا‪.‬‬ ‫كم أفتقدك دمشق‪.‬‬ ‫هو االنتظار ما علي اآلن ترى‪ ،‬واالنتظار‬ ‫سفينة للغارقين‪.‬‬ ‫هو الترقب حالي اآلن‪ ،‬والترقب اعتبره فشل‬ ‫مقيم‪.‬‬ ‫أم علي أن اخرج من شاشة حاسوبي‪ ،‬وأعلن‬ ‫أني لست افتراضيًا‪ ،‬وأن وجودي هو الفعل‬ ‫الحقيقي الغير قابل للمساومة‪.‬‬ ‫أيمن مارديني‬

‫اإلنسان الشريف‪ ،‬ال يعتبر دماءه ملكًا له‪ ،‬بل‬ ‫وديعة لوطنه يستردها عند الحاجة!‪..‬‬ ‫قد يكون منطقيًا وموضوعياً وسه ً‬ ‫ال أن‬ ‫تحارب بشراً أحياء تراهم أمامك‪ ،‬تهزمهم أو‬ ‫يهزمونك‪ ..‬لكن باهلل عليك كيف لك أن تنتصر‬ ‫وأنت تحارب موتى؟‪..‬‬ ‫فالرئيس السوري بشار األسد يحارب اليوم‬ ‫طيف والده الذي يحاصره من كل الجهات‪ ،‬وقد‬ ‫سمعتها أكثر من مرة وأنا أمشي في شوارع‬ ‫دمشق‪" ..‬ال تعتقد أن بشار هو الذي يحكم‪ ،‬إن‬ ‫الذي يحكم سوريا هو حافظ األسد"‪ ،‬وكم هي‬ ‫كلمة قاسية على نفس الشبيح الكبير لو سمعها‪،‬‬ ‫وال أظن أنه سيطالب بإعدام والده الميت!‪..‬‬ ‫لذلك هي المرة األولى في التاريخ التي‬ ‫نشاهد فيها شعبا حيا يهتف بسقوط حاكم ميت‬ ‫منذ سنين‪ ..‬واألسد‪ ،‬بشار‪ ،‬أثقلت منكبيه تركة‬ ‫والده‪ ،‬التي عليه أن يعالج كل تبعاتها‪ ،‬فقدره أن‬ ‫يواجه األموات مواجهة تفوق تلك التي كانت في‬ ‫حياتهم‪ ،‬ولعله لم يكن يتصور‪ -‬وال في الخيال‬ ‫ أن رفيق الحريري سيكون أكثر حياة بعد موته‬‫مما كان عليه حيًا‪ ،‬وال أظن أن الحريري سيفعل‬ ‫ لو كان حيًا ‪ -‬كل هذه األهوال التي فعلها حادث‬‫اغتياله!‪..‬‬ ‫وليس هناك في العالم كله مدينة تاريخية‬ ‫قامت من مقبرتها الجماعية سوى مدينة حماة‬ ‫التي خرجت بأكفان ‪ 30‬ألف قتلوا قبل ‪30‬‬ ‫عاما!‪..‬‬ ‫وليس هناك مدينة في العالم‪ ،‬كلما أطلق‬ ‫الجيش فيها رصاصة قام ‪ -‬بسبب ذلك ‪ -‬ميت‬ ‫من قبره‪ ،‬فالرصاص في الشام يحيي الموتى!‪..‬‬ ‫وقبل ست سنوات كنت أقف عند المكان الذي‬ ‫(توفي) فيه باسل األسد قرب مطار دمشق‪ ،‬حين‬ ‫وجدت نفسي تسألني‪ :‬هل كان موت باسل في‬ ‫ حادث سير‪ -‬موتًا طبيعياً أم أن هناك من دبر‬‫له الموت ليأخذ مكانه‪ ،‬ففي الشام من دون كل‬ ‫العالم يأخذ االنتحار شك ً‬ ‫ال سياسيًا فريداً‪ ،‬ومنها‬ ‫تنتشر كلمة "انتحروه"‪ ،‬حتى أن أحد المسئولين‬ ‫كان على وشك أن ينتحر‪ ،‬لكنهم لم يجدوه في‬ ‫مكتبه!‪..‬‬ ‫ومع كل أولئك الموتى الذين يحاصرونه‪..‬‬ ‫هناك موت أقسى يحاصره هو موت القلب‬ ‫(ونمدهم في طغيانهم يعمهون) وبينما العمى‬ ‫هو عمى البصر فإن العمه هو عمى القلب!‪..‬‬ ‫وقد قال "يحيى البرمكي" البنه وهما في‬ ‫الحبس‪( :‬لعلها يا بني دعوة مظلوم سرت بليل‪..‬‬ ‫غفلنا عنها ولم يغفل اهلل عنها)‪ ...‬بينما كانت‬ ‫غادة الشام السمانية تسأل‪" :‬هل ينتهي الماضي‬ ‫حقا‪ ،‬أم انه يتابع حياته داخل رؤوسنا؟"‪..‬‬ ‫الغريب أن غادة لم تتكلم حتى اآلن‪..‬‬ ‫لماذا لم تتكلم غادة‪ ..‬هل هي حية؟‬ ‫هل أنها ممن يحاصرون بشار؟!‬

‫دندنات إندساسية ‪. .‬‬

‫املوتى يحا�صرون الرئي�س‬

‫‪9‬‬


‫يوم دم�شقي‪..‬‬

‫«قنطـــــرة» ‪. . .‬‬ ‫ياسين الحاج صالح‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫المنبه يرن للمرة العاشرة ربما‪ ...‬أفتح عيني بصعوبة بعد ليلة‬ ‫أحلم فيها – كعادتي في األشهر األخيرة – بهتافات‪ ،‬وصور متالحقة‪،‬‬ ‫مدماة أحيانًا‪ ...‬يلزمني بعض الوقت كي أذكر من أنا‪ ،‬ماذا أفعل في هذا‬ ‫العالم‪ ،‬وأين كنت البارحة‪ ...‬آه‪ ،‬كنا في ركن الدين نشيع شهيداً آخر‪...‬‬ ‫حاولنا أن تعلو أصواتنا على أصوات االحتفاالت في باب توما وال أعلم إن‬ ‫كنا قد نجحنا في ذلك‪...‬‬ ‫ً‬ ‫أنهض‪ ...‬أغسل وجهي وأنظف أسناني‪ ...‬أحيانا أجد صعوبة في‬ ‫التعرف على وجهي المتعب في المرآة‪ ...‬وكعادتي كل صباح‪ ،‬أبتسم له‬ ‫وأقول‪" :‬يال هانت‪ ،‬قربت"‪ ...‬أستمر في االبتسام لدقائق بكل بالهة‪ ،‬ثم‬ ‫أصحو ألتذكر أن علي الذهاب إلى العمل‪...‬‬ ‫يوم عمل عادي‪ ،‬ال يختلف عن غيره من األيام‪ ...‬أحاول جاهدة أن‬ ‫أركز في عملي وأنسى األخبار والفيديوهات التي تنتشر كل لحظة‪...‬‬ ‫أخرج من العمل منهكة وأتجه إلى موعد في "كافيه" بأبو رمانة‪ ...‬ربما‬ ‫هي المرة األولى منذ بدء الثورة التي سأقابل فيها أناساً ال أعلم شيئًا‬ ‫عن اتجاهاتهم السياسية‪ ،‬سأقابلهم فقط بهدف العمل‪ ...‬منذ بدء الثورة‬ ‫أصبحت السياسة غذائنا اليومي‪ ...‬نستيقظ وننام على األخبار‪ ...‬ربما‬ ‫تكون دمشق المدينة النائمة حتى اآلن‪ ،‬لكن أهل دمشق ليسوا نائمين‪...‬‬ ‫أهل دمشق ثاروا منذ زمن‪ ،‬يختنقون لكنهم ثاروا‪ ،‬يواجهون حصاراً أمنيًا‬ ‫ال مهرب منه لكنهم يثورون كل يوم‪ ،‬بأفكارهم‪ ،‬بأحاديثهم‪ ،‬بمظاهراتهم‬ ‫الطيارة‪ ،‬بمناشيرهم‪ ...‬يتسللون إلى األرياف كي يخرجوا في المظاهرات‬ ‫بحرية أكبر‪ ،‬وعندما تحتدم نقاشاتهم‪ ،‬يخسرون بعضاً من أصدقائهم‬ ‫بكل ألم‪ ...‬وعلى الطرف اآلخر هناك أهل دمشق‪ ،‬يجلسون اآلن في‬ ‫المقهى حولي‪ ،‬ال يعيرون اهتماماً لما يحدث خارج دائرتهم‪ ...‬وهناك‬ ‫أهل دمشق الذين ملوا الثورة‪" ،‬كسرو الدف وبطلو الثورة" كما قرأت‬ ‫ألحدهم منذ يومين‪ ...‬أنظر حولي وأتساءل‪" :‬ترانا نصادر حرية غيرنا‬ ‫بثورتنا؟"‪ ...‬لقد عشنا كل حياتنا ونحن لم نعتد على سماع صوتنا حتى‪،‬‬ ‫فكيف سنسمع اآلن صوتنا‪ ،‬وآالف األصوات األخرى؟‪ ...‬ال جواب‪...‬‬ ‫أخرج من المقهى‪ ،‬تستقبلني نسمات أيلول الحزينة‪ ...‬أرتمي في‬ ‫شوارع دمشق‪ ،‬أنظر لوجوه الناس وأفكر‪ :‬من هم؟ ما توجهاتهم؟ هم‬ ‫نفس الناس الذين عشت معهم عشرات السنين‪ ،‬لكن وجوههم اليوم‬ ‫مختلفة‪ ...‬أمر بجانب روتانا كافيه وأفكر‪ :‬هنا خرجت مظاهرة منذ حوالي‬ ‫الشهر‪ ،‬واتهموا السفير األمريكي بتحريض الناس عليها أثناء واحدة من‬ ‫مغامراته الغرامية‪ ..‬أضحك في سري‪ ،‬فرغم كل األلم الذي نعيشه‪ ،‬هناك‬ ‫من النكات ما سيضحكنا لسنين طويلة قادمة‪ ...‬أحيانًا أتخيل نفسي امرأة‬ ‫عجوز‪ ،‬أجلس في أمسية شتوية بجانب المدفأة‪ ،‬وأحكي ألطفال العائلة‬ ‫الصغار عن أيام الثورة‪ ،‬كيف تحدينا كل هذه القسوة‪ ،‬كيف ضحكنا مع‬ ‫الحماصنة في أروع لحظاتهم‪ ،‬كيف بكينا‪ ،‬وصلينا‪ ...‬وانتصرنا‪...‬‬ ‫استقل سيارة أجرة كي أعود إلى المنزل‪ ،‬يغمرني عشق لكل‬ ‫تفاصيل هذه المدينة‪ :‬باعتها المتجولون‪ ،‬أشجارها‪ ،‬يد رجل عجوز‬ ‫تستلقي على حافة النافذة في الباص‪ ،‬أضحك إذ أرى الفتة تقول‪:‬‬ ‫"الحوار الوطني هو الطريق الوحيد نحو دولة ديمقراطية"‪ ...‬أتذكر كل‬ ‫أصدقائنا المعتقلين‪ ،‬والشهداء‪ ..‬وأمسح دمعة تكاد تنهمر‪...‬‬ ‫دمشق ليست نائمة‪ ،‬دمشق تشتعل بالثورة ولكن قواديها كثر‪،‬‬ ‫يشوهون وجهها الجميل‪ ،‬وهي تحاربهم بكل ما لها من قوة‪...‬‬ ‫دمشق ستنتصر ألنها أجمل وأطهر منهم‪ ...‬ألنها دمشق‪...‬‬ ‫سوريتنا | فتاة دمشقية‬

‫وافدا جديدا إلى دمشق في أواخر عام ‪ ،2000‬كنت مهموما بسبل‬ ‫تأمين العيش‪ .‬خطر ببالي أن أصدر نشرة تتناول الشأن العام السوري‪،‬‬ ‫وأنها ربما تعينني كمصدر دخل‪ .‬كان تلك أيام «ربيع دمشق»‪ ،‬وفي‬ ‫البلد أجواء عامة منفرجة نسبيا‪ .‬ودون تأخير بدأت بالتنفيذ‪ .‬كان لي‬ ‫صديق شاب‪ ،‬متخصص في الكمبيوتر وإخراج المطبوعات‪ .‬كنت أكتب‬ ‫المواد‪ ،‬وهو‪ ،‬وصديقته حينها‪ ،‬ينضدانها ويخرجان النشرة التي كان‬ ‫اسمها «قنطرة»‪ .‬كنت قرأت في مكان ما أيام السجن أن لمعهد العالم‬ ‫العربي في باريس مجلة اسمها «قنطرة»‪ ،‬لكني كنت نسيت األمر حين‬ ‫سميت نشرتي بهذا االسم نفسه‪ .‬وبعد وقت سأعلم أيضا أن هناك‬ ‫موقعا ألمانيا باللغة العربية اسمه أيضا قنطرة‪.‬‬ ‫كان االسم مالئما لغرضي‪ .‬في مقدمة العدد صفر قلت إن «قنطرة»‬ ‫تريد أن تكون جسرا بين جيلين‪ ،‬من هم في عمري وأكبر وبين جيل‬ ‫الشباب‪ ،‬وبين من هم مختلفين‬ ‫إيديولوجيا‪ ،‬وكذلك بين طورين‬ ‫من أطوار الحياة السياسية في‬ ‫البلد‪ .‬وقتها‪ ،‬كنت متفائال بأن‬ ‫سورية تلج عهدا سياسيا مغايرا‪.‬‬ ‫كان تفاؤال في غير محله‪.‬‬ ‫كانت قنطرة مكونة من‬ ‫ست صفحات‪ ،‬وفي كل عدد من‬ ‫األعداد الثالثة التي صدرت منها‬ ‫‪ 3‬أو ‪ 4‬مواد‪ ،‬أكتبها بنفسي‪ ،‬وفي‬ ‫الصفحة األخيرة مادة لمثقف‬ ‫معروف‪ ،‬كنت أختارها من كتاب‬ ‫منشور له‪ .‬في العدد صفر كان‬ ‫هناك نص لبرهان غليون‪ ،‬وفي العدد ‪ 1‬نص لعزمي بشارة‪ ،‬وفي‬ ‫العدد ‪ 2‬نص لغسان سالمة‪ .‬سوري وفلسطيني ولبناني‪.‬‬ ‫وكنت أوزع النشرة وأحاول أن أتقاضى لها ثمنا من الراغبين في‬ ‫االطالع عليها‪ .‬لكنها بالكاد كانت تغطي كلفة طباعة نحو ‪ 100‬نسخة‬ ‫من كل عدد‪ .‬علما أن التنضيد واإلخراج كانا مجانيين‪.‬‬ ‫نالت «قنطرة» اهتماما معقوال‪ ،‬وبفعلها صرت معروفًا بعض‬ ‫الشيء بين المهتمين بالشأن العام في سورية حينها‪.‬‬ ‫كانت النشرة شهرية‪ ،‬وقد صدرت في األيام األخيرة من الشهير‬ ‫األخير في عام ‪ ،2000‬ثم في األيام األخيرة من الشهر األول‪ ،‬والعدد‬ ‫األخير بعد شهر تماما في أواخر شباط‪ .‬كنت حريصا على تواترها من‬ ‫باب االنضباط في العمل واحتراما للقراء‪ .‬في ذلك الوقت كانت تصدر‬ ‫نشرة واحدة معارضة‪ ،‬اسمها «الموقف الديمقراطي»‪ ،‬تنطق باسم‬ ‫التجمع الوطني الديمقراطي‪ .‬كنت أعتبر نفسي من التجمع‪ ،‬ولقد كتبت‬ ‫قبل ذلك وبعده لنشرته‪ ،‬لكن كان يحنقني أن ائتالفا معارضا من عدة‬ ‫أحزاب ال يستطيع أن يحافظ على التواتر الدوري لنشرة متواضعة‪ ،‬أو‬ ‫على مستوى معقول لموادها‪ .‬وعلى تواضع تجربة «قنطرة»‪ ،‬فإنها‬ ‫شاهد على أن عمال منضبطا يقوم به فرد واحد قد يؤتي من ثمارا‬ ‫معقولة‪ ،‬ال يثمرها عمل متوان لهيئات‪.‬‬ ‫بعد ثالثة شهور توقفت «قنطرة»‪ ،‬تحت تأثير مزيج من قلق أمني‬ ‫من طرفي‪ ،‬وألني لم أكن متحكما بشيء من «أدوات إنتاجها»‪ .‬كنت‬ ‫مقيما في قدسيا حينها‪ ،‬وكان صديقي الشاب الذي ينضد ويخرج‬ ‫النشرة مقيما في جرمانا‪ ،‬ولم تكن مواعيده مثاال لالنضباط‪ .‬كأن‬ ‫يحصل أن أقضي أكثر من ساعة على الطريق للوصول إلى بيته في‬ ‫موعد متفق عليه‪ ،‬ثم ال أجد أحدا‪ .‬ثم إني كنت أيضا بحاجة إلى ما‬ ‫يعود علي بدخل‪ .‬وكانت الترجمة عن االنكليزية والنشر المبعثر وغير‬ ‫المنتظم حينها في الصحف مصادر دخلي الوحيدة‪ .‬كان صعبا علي أن‬ ‫أحافظ على «قنطرة» في مثل وضعي آنذاك‪.‬‬ ‫قبل وقت قصير اقترح علي الصديق نفسه أن أعود إلى إصدار‬ ‫«قنطرة»‪ .‬فكرة طيبة‪ .‬لكن ال يجوز أن تتكرر بالصيغة نفسها‪ .‬ال‬ ‫أستطيع اليوم أن أكتب موادها كلها أو أكثرها‪ .‬لكن ربما تكون نشرة‬ ‫متوسطة الحجم شيئا يستحق أن نعمل عليه يوما‪ ،‬مجموعة من‬ ‫الشبان والكهل‪ ،‬الذي هو أنا!‪.‬‬


‫يا أرضنا‪ ..‬شهداؤنا‪ :‬نوصيك بهم خريا‬ ‫ال�شهيد الطفل ابراهيم ال�شيبان‬

‫ال�شــــهيد البطـــل جمـــال الفتــــوى‬

‫مشعات احلرية ‪ . .‬معتقلونا‬

‫املعتقلـــة احلـــرة مـــلك ال�شــنواين‬

‫في الوقت الذي تحتسي فيه قهوتك‪ ،‬هنالك عشرات المعتقلين من أهالي مدينة سلمية "جه‪...‬جه الضو‬ ‫عليهم وهني" تحت التعذيب في سبيل حريتهم وحريتك‪:‬‬

‫معتقلي مدينة �سلمية لغاية (‪:)2011 - 10 - 11‬‬ ‫‪ - 1‬عبد اهلل ونوس‬ ‫‪ - 2‬علي حمود‬ ‫‪ - 3‬مصطفى الدعاس‬ ‫‪ - 4‬د‪.‬مولود محفوض‬ ‫‪ - 5‬نوار ياغي‬ ‫‪ - 6‬المحامي أكرم ونوس‬ ‫‪ - 7‬علي عمر شمة‬ ‫‪ - 8‬عمار شمة‬ ‫‪ - 9‬عمر شمة‬ ‫‪ - 10‬علي النزال‬ ‫‪ - 11‬عالء نحاس‬

‫‪ - 12‬عبد السالم خلوف‬ ‫‪ - 13‬علي ديب‬ ‫‪ - 14‬غيفارا سعيد‬ ‫‪ - 15‬ماجد الماغوط‬ ‫‪ - 16‬شهاب شحود‬ ‫‪ - 17‬محمد خلوف‬ ‫‪ - 18‬كريم ياغي‬ ‫‪ - 19‬محمد عبد الكريم الشعار‬ ‫‪ - 20‬د‪ .‬كريم شالش خلف‬ ‫‪ - 21‬خالد المير‬ ‫‪ - 22‬ميمون مشعل‬

‫‪ - 23‬علي نصرة أبو غياث‬ ‫‪ - 24‬محمد إسماعيل الدعاس‬ ‫‪ - 25‬سمير عياش‬ ‫‪ - 26‬محمد احمد رحمة‬ ‫‪ - 27‬عادل حمد‬ ‫‪ - 28‬المحامي ظاهر الصالح‬ ‫‪ - 29‬حسن صالح آمين‬ ‫‪ - 30‬نعمان النعوفي‬ ‫‪ - 31‬علي الشيخ خضر‬ ‫‪ - 32‬وسيم عبد الكريم مقداد‬ ‫‪ - 33‬أسامة علي هابيل‬ ‫‪ - 34‬حازم العبد اهلل‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تم اعتقال ملك الشنواني بتاريخ ‪ 9/22‬من وسط مدينة‬ ‫دمشق دون معرفة األسباب أو مكان تواجدها‪.‬‬ ‫ملك الشنواني‪ ..‬ناشطة مدنية من حي الشاغور في‬ ‫دمشق‪ ..‬مواليد تشرين الثاني نوفمبر ‪ ..1985‬تخرجت من‬ ‫معهد تعويضات األسنان في جامعة دمشق‪..‬‬ ‫عملت بعد تخرجها في مجال حقوق المرأة وكان من أهم‬ ‫النشاطات التي شاركت بها حملة‪ :‬أنا ضد جرائم الشرف‪ ،‬حيث‬ ‫قامت مع مجموعة من الناشطات والناشطين بتصميم قميص‬ ‫كتِب عليه‪ :‬أنا ضد جرائم الشرف‪ .‬كما كانت من منظمات إحياء‬ ‫يوم المرأة الذي تم في ساحة عرنوس قبل بداية الثورة‪.‬‬ ‫بعد بداية الثورة في سوريا‪ ،‬تم اعتقالها ثالث مرات‪،‬‬ ‫كان آخرها في ‪ 22‬أيلول سبتمبر ‪ 2011‬من مقرّ عملها‪ ،‬دون‬ ‫معرفة أسباب االعتقال أو المكان الذي تم اقتيادها إليه‪ ،‬وما‬ ‫زالت معتقلة هذه اللحظة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬

‫جمال الفتوى‪ ..‬شاب في العقد الثاني من العمر صيدلي‬ ‫من حمص‪ ،‬اعتقل هو وزميله خالد مراد بعد صالة التراويح‬ ‫في أوائل شهر رمضان‪ ،‬من مسجد عمر بن الخطاب‪.‬‬ ‫أفرج عن زميله خالد مراد جثة هامدة بتاريخ التاسع من‬ ‫رمضان وأفرج عن جمال الفتوى جثة هامدة بتاريخ الرابع‬ ‫عشر من رمضان‪.‬‬ ‫لماذا قتل جمال الفتوى؟؟‬ ‫قتل ألنه انتفض وبشراسة ضد هذا النظام منذ اليوم األول؟‪.‬‬ ‫أم هل قتل ألنه أدين بحمل ميكرفون بسيارته أثناء اعتقاله‪..‬‬ ‫وكأن الميكرفون أصبح قاذف لللهب أو قاذف للصواريخ؟‪..‬‬ ‫أم قتل ألنه شهد مقتل زميله في األسر خالد مراد فكان ال‬ ‫بد من قتله حتى ال يتحول الى شاهد عيان؟‬ ‫قتل كما أشيع أن تاريخ اعتقاله صادف مقتل ضابط في‬ ‫األمن فجاء االنتقام سريعا من هومن زميله خالد مراد؟‬

‫لم يكن األمر بالنسبة لي تحدٍ‪ ،‬ولم‬ ‫أكن أريد إثبات شجاعتي‪ ،‬لكن هذا ما حدث‪،‬‬ ‫ولو عاد بي الزمن لفعلت ما فعلت حينها في‬ ‫ذلك الممر الضيق في أحد األفرع األمنية‪.‬‬ ‫كنا خمسين رج ً‬ ‫ال في زنزانة ال تتجاوز‬ ‫مساحتها بضعة أمتار‪ .‬لقد حشينا هناك‬ ‫حشواً‪ .‬أرادوا أن يسلخوا عنّا إنسانيتنا‪ .‬وكان‬ ‫ثمّة ضوء أصفر كئيب ينيرها‪ .‬في البداية‬ ‫شعرت بالحيوانية‪ .‬قطيع كامل يجر إلى هذا‬ ‫المكان ويرمى له بالفتات‪ .‬سحقاً كم هو‬ ‫قاس اإلنسان‪ ،‬أناني‪ ،‬وحقود‪ .‬لم يكن هناك‬ ‫ٍ‬ ‫زاوية أللتجئ إليها كعادتي في االندساس‬ ‫في الغرف التي كنا نجتمع فيها قبل الخروج‬ ‫إلى المظاهرات‪ .‬ارتميت في تلك الكتلة من‬ ‫األجساد الممزقة من أثر السياط والتعذيب‬ ‫المتواصل‪ ،‬حيث ابتلعتني كما تبتلع المعدة‬ ‫قطع الطعام‪.‬‬ ‫لقد أخطأوا حين جمعوا هذا الكم الهائل‬ ‫من الناس مع بعضهم البعض‪ .‬لقد كانت‬ ‫الزنزانة منتدىً حقيقيًا‪ ،‬كنا نناقش كل‬ ‫مسائل الحياة‪ ...‬ابتداء من الثورة ووصو ًال‬ ‫إلى اهلل‪ ،‬وبالرغم من ذلك األلم الرهيب الذي‬ ‫يعقب جلسات التحقيق الجماعية والتي كانت‬ ‫تسلخ الروح عن الجسد إال أننا كنا نضحك‪.‬‬ ‫كم ضحكنا‪ ،‬هل تستلب االبتسامة أيها‬ ‫األوغاد‪ ،‬هل تسجن؟ وكلما أمعنوا بالقسوة‬ ‫أمعنا بالضحك‪ .‬هكذا مرت األيام نجترح‬ ‫النكتة ليتسع الوطن في ضيق الزنزانة‪.‬‬ ‫لم تكن شجاعة كما أخبرتكم‪ ،‬لكن‬ ‫عندما أطل المحقق من باب الزنزانة‪ ،‬انتابني‬ ‫شعورُ مرير‪ ،‬وهجست أن ثمّة ما يبيته لنا‪...‬‬ ‫نظر في وجوهنا جميعاً‪ ،‬والتقت نظراتنا‬ ‫ببعضها‪ ،‬لم أكسر نظري كما كنت أفعل كل‬ ‫بشكل مباشر‪،‬‬ ‫مرة‪ ،‬لكنني بقيت أنظر إليه‬ ‫ٍ‬ ‫وصاح بأعلى صوته‪ :‬هي أنت تعال‪.‬‬ ‫ونهضت بتثاقل‪ ،‬وتقافزت فوق األجساد‬ ‫المكدسة‪ ،‬وقد حملتني العيون وهي تدعوا‬ ‫بنظراتها وترمي لي األمل‪ .‬وعلى باب‬ ‫الزنزانة أفسح الطريق أمامي‪ .‬وقفت حينها‬ ‫ولم أفهم ماذا يريد‪ .‬كان أمامي عدة عناصر‬ ‫قد شكلوا نصف دائرة وفي األسفل وجدت‬ ‫صورة على األرض‪ .‬لم أستطع أن أميزها‪،‬‬ ‫لكنني سرعان ما عرفت لمن هذه الصورة‪.‬‬ ‫نهرني من خلفي بعصاه الكهربائية وقالي‬ ‫لي اسجد‪...‬‬ ‫وتوقف الزمن حينها‪ ،‬وشعرت بغصة‬ ‫في عنقي‪ ...‬اقترب مني‪ ،‬ووضع يده على‬ ‫شاربيه‪ ،‬قائ ً‬ ‫ال‪ :‬اسجد وأعدك بالخروج فوراً‪...‬‬ ‫هل قلت لكم إنني لم أؤمن يومًا باهلل‪،‬‬ ‫وربما لم أؤمن بشيء بحياتي سوى بهذه‬ ‫الثورة‪ ،‬ولكن ال أعرف لما قلت له أنا ال أسجد‬ ‫إال هلل‪....‬‬ ‫كيف يستطع اإلنسان أن يضرب بكل‬ ‫تلك القسوة‪ ،‬أن ينظر في عينيك ويهوي‬ ‫عليك بالخيزرانة وبالسوط وبعصي الكهرباء‬ ‫دون أن يشعر بألمك‪ ...‬كان جسدي يرقص‬ ‫في الهواء كأنه ويتخبط على الجدران‪ .‬ثالثة‬ ‫أيام من التعذيب خسرت فيها الجزء األسفل‬ ‫من جسدي‪ ،‬ولم أسجد لتلك الصورة‪ .‬وها أنا‬ ‫اآلن مقعد ال أستطيع الحركة‪ ،‬ولكنني أقولها‬ ‫لكم مرة أخرى لو عاد بي الزمن لفعلت ما‬ ‫فعلت ولو خسرت جسدي كام ً‬ ‫ال‪...‬إنها ليست‬ ‫بطولة‪ ،‬لكن العالم بأسره كان يوشوش في‬ ‫أذني ويمنعني من أن أفعل ذلك‪.‬‬ ‫سوريتنا | ع‪.‬م‬

‫يا نحن ‪. .‬‬

‫الشهيد الطفل إبراهيم الشيبان‪ 10 ،‬سنوات‪،‬‬ ‫استشهد يوم ‪ ،2011\10\14‬جمعة أحرار الجيش‪..‬‬ ‫استشهد في المظاهرة التي انطلقت من‬ ‫جامع السالم‪ ،‬التي تعرضت الطالق نار كثيف‬ ‫من قبل قوات االمن والشبيحة‪.‬‬ ‫وقد أصيب برصاصة في الصدر ونقل إلى‬ ‫المشفى في حي الميدان األصيل قرب جامع‬ ‫زين العابدين‪ .‬وفي تشييعه خرجت مظاهرة‬ ‫تعد األكبر في دمشق منذ بدء الثورة‪.‬‬

‫يا نحــن‬

‫‪11‬‬


‫حمـــ�ص ‪ . .‬لـ�ؤلـ�ؤة الثـورة‬ ‫مراسالت ‪. .‬‬

‫هناك على وجه البسيطة تشع كقطعة ماس‬ ‫براقة‪..‬‬ ‫هناك تتألأل نصاعة كحبة لؤلؤ‪..‬‬ ‫وتتوهج كالشمس في وسط السماء‪ ،‬وبين‬ ‫الغيوم الداكنة‪..‬‬ ‫هناك تقبع عروسا كأجمل حورية بأجمل‬ ‫حلة‪..‬‬ ‫تلك العروس تضرجت بحمرة ليست بحناء‪..‬‬ ‫هناك تخضبت بالدماء‪..‬‬

‫***‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫هناك تتربع حمص الحسناء‪..‬‬ ‫حمص البهاء‪..‬‬ ‫حمص الفداء‪..‬‬ ‫حمص التي تختصر كل حروف الهجاء‪:‬‬ ‫فحاؤها حب و حرية‪..‬‬ ‫و ميمها مجد و مروءة‪..‬‬ ‫و صادها صد الطغاة‪..‬‬ ‫و صبح عيد‪..‬‬ ‫وصبر على أمل جديد‪..‬‬ ‫ليلها كنهارها فجر تليد‪..‬‬ ‫بنت الوليد‪..‬‬

‫***‬ ‫و أخيرا في سطور‪..‬‬ ‫كل يوم تشرق فيه شمس الصباح‬ ‫تشرق في نفوس أبطالك اإلرادة و العزيمة‪،‬‬ ‫و يشرق التفاؤل مع هطول الدماء على ذرات‬ ‫ترابك الطيب‪ ،‬فيمأل األجواء مسكا و طيبا‪،‬‬ ‫و تطيب أرضك أكثر فأكثر‪ ،‬من هنا يولد‬ ‫مجدك‪ ،‬من هنا تولد الحرية والدة عسيرة‪،‬‬ ‫بعد نزف من الدماء ليس بيسير‪ ،‬هنا يتعلم‬ ‫أطفالك الرجولة‪ ،‬و أبجدية العزة و الكرامة و‬ ‫الفداء‪ ،‬هنا ينشدون أشعار المجد بحناجرهم‬ ‫الرقيقة‪ ،‬وهنا يتعلمون معنى أن تضحي من‬ ‫أجل مستقبل أفضل‪ ،‬و غد مشرق‪ ،‬ال مكان‬ ‫للفوضى و الهدم فيه و ال وقت إال للبناء‪ ،‬ذلك‬ ‫الفساد الذي عشعش في كل حجر من حجارك‬ ‫السود‪ ،‬يغسله الشهداء اليوم بدمائهم الطاهرة‬ ‫الزكية‪ ،‬و ينظفه اآلن األحرار بكل فئاتهم شيبا‬

‫حسناؤنا يتسابق في حبها العشاق‪..‬‬ ‫بحسنها غزال يتبارى الشعراء‪..‬‬ ‫هي الحبيبة حيرت َّ‬ ‫جل العلماء‪..‬‬ ‫و ذوبت في حبها العالم بدهاء‪..‬‬ ‫والدة الشهداء و الفقهاء‪..‬‬ ‫و صمدت‪..‬‬ ‫و ستصمد‪..‬‬ ‫شعارها‪..‬‬ ‫لن نركع إال هلل‪ ..‬و مالنا غيرك يا أهلل‪..‬‬ ‫عزيزة أبية ال ينالها األعداء‪..‬‬

‫***‬

‫أم الحجار السود على كل الطغاة عصيه‪..‬‬ ‫ببساطتها عصيه‪..‬‬ ‫بطيبتها قويه‪..‬‬ ‫بضحكتها منيعه‪..‬‬ ‫إخالص عليّه‪..‬‬ ‫بإيمانها و صدق‬ ‫ٍ‬

‫***‬

‫أيا درة الثورات طاب صمودك‪..‬‬ ‫والموت لألبطال ربيع حياة‪..‬‬ ‫شهداء مجد قدموا أرواحهم‪..‬‬ ‫فهم الحياة لكل حاضر آتي‪..‬‬ ‫قد سطروا بدمائهم سير األوْ ًلى‪..‬‬ ‫و العيش دون كرامة كممات‪..‬‬ ‫وشبانا‪ ،‬و بنات و نساء‪ ،‬لم يعد فيك إال ثائرون‪،‬‬ ‫إلى الحرية سائرون‪ ،‬بسواعدهم الفتية‬ ‫يتوجهون لبناء الوطن الذي هدمته العصابة‬ ‫األسدية على التواتر دهرا من الزمن‪ ،‬بإخالص‬ ‫و حب يعمرون البالد و يبنون الوطن‪.‬‬ ‫أما أنت يا دمشق‪ ،‬فحتما سيعود مجدك‬ ‫يوما مرصعا بالعزة‪ ،‬و ستقوم هامتك التي‬ ‫أحنيت عقودا لملوك جبابرة‪ ،‬أما اآلن و قد‬ ‫اشتعل الفتيل و حان الوقت يا دمشق‪ ،‬فليس‬ ‫لك إال أن تلتحقي بركب الفرح‪ ،‬ركب المجد‬ ‫الذي ليس له أن يسير بدونك‪ ،‬هيا أيا دمشق‬ ‫! هيا فأنت الخال في خد سوريا‪ ،‬هيا و ال‬ ‫تتأخري‪ ،‬فالحرية قادمة‪ ،‬على الباب واقفة‬ ‫تننظر أن تحتضنيها‪ ،‬فاحضنيها و قبليها و‬ ‫سجلي حضورك في صفحات المجد‪.‬‬

‫ثورة لوجيا‬ ‫موقع العدد‪� :‬سوريا اجلديدة‬ ‫(‪)http://new-syria.com‬‬ ‫الموقع غير منضم للهيئة العامة للثورة‬ ‫السورية‪ .‬يظهر الموقع من النتائج األولى‬ ‫عند البحث عن بعض العبارات التي لها‬ ‫عالقة بالثورة وشبكات األخبار كشام وفالش‬ ‫ولكن عدد الزوار حسب موقع أليكسا صغير‬ ‫جداً بالمقارنة مع مواقع أخرى للثورة ولعل‬ ‫السلبيات المذكورة في الموقع تبررعزوف‬ ‫المتصفحين عنه‪.‬‬

‫امل�س�ؤول عن املوقع‪:‬‬

‫يعرف الموقع عن نفسه بأنه الموقع‬ ‫الرسمي للجنة دعم الثورة السورية من‬ ‫روسيا‪.‬‬

‫عدد الزوار‪:‬‬

‫غير معروف ولكن صغير جداً حسب‬ ‫احصائيات أليكسا‪.‬‬

‫الربنامج امل�ستخدم لإدارة املوقع‪:‬‬ ‫‪wordpress‬‬

‫ميزات املوقع‪:‬‬

‫ تستطيع الوصول إلى أهم صفحات‬‫الثورة السورية على الفيسبوك عن طريق‬ ‫الدخول إلى الموقع كصفحة الثورة وشبكة‬ ‫شام وشبكة فالش‪ .‬وهناك سمات للمواد‬ ‫(كلمات داللية) وتصنيفات حيث يمكن تصفح‬ ‫مواد الموقع بشكل سلس‪.‬‬ ‫ يتم تحديث الموقع بشكل يومي ويختار‬‫مواد مميزة من الصحافة والمواقع األخرى‪.‬‬ ‫ ميزة االشتراك (‪ )RSS‬لمتابعة تحديثات‬‫الموقع‪.‬‬ ‫ يوجه الموقع نداء لجميع الزوار للمشاركة‬‫مراسالت سوريتنا | قلم حمصي حر‬ ‫والنشر وإغناء الموقع ولكنه ال يشكل جاذبًا‬ ‫كبيراً لوجود مواقع أخرى ذات زوار وشهرة‬ ‫أوسع تقوم بالنشر‪.‬‬

‫وطني ‪ ...‬و�شريعة الغاب‬

‫ُ‬ ‫الغاب ‪ ،‬عبار ٌة كثيراً ما ترددها األلسنة ‪ ،‬وقليل من ال يعرف معناها‪ ،‬وأقل‬ ‫شريعة ِ‬ ‫من القليل منا من كان يتصور أن هذا النظام الذي كان يحكمنا في سوريا ‪ ،‬وعلى‬ ‫مدى أربعة عقود زمنية‪ ،‬يمكن أن يتحول إلى وحوش مفترسة‪ ،‬ويتغول بهذه الصورة‬ ‫شعب أعزل‪ ،‬صَبَرَ على فسادهم واستبدادهم كل هذه السنين‪!!..‬‬ ‫البشعة على ٍ‬ ‫�����م يف ال����� َغ�����ا َب�����ةْ‬ ‫م�������� ُك�������� ْو ٌم‬ ‫�����ح������ ُك� ُ‬ ‫ب�����ن�����ظ� ٍ‬ ‫����ام َي� ْ‬ ‫َو َط�������� ِن��������ي ك�����ال����� َغ�����ا َب�����ة حَ ْ‬ ‫ِب��������المْ ِ��������دْ َف�������� ِع �أَ ْو ب�����ال�����دَّ َّب�����ا َب�����ةْ‬ ‫�����ر�� ُ�����س������وم������ ًا �إ ّال‬ ‫مل َي��������� ْ������ش� َ‬ ‫������ر ْع َم� ْ‬ ‫�������ك ِف������� ْي� ٌ‬ ‫وهُ �������� َن��������ا ِل� َ‬ ‫������ل و ُذ َب���������ا َب���������ةْ‬ ‫������ر‬ ‫َف������ ُه������ َن������ا �أَ�� َ‬ ‫���������س����������دٌ َوهُ ��������� َن���������ا هِ � ٌّ‬ ‫�������م��������و ٌع حَ ْ‬ ‫����ر م������ا �أَ ْو�� َ������س������� َع�������هُ‬ ‫�������س �أ ْب���������وَا َب���������هْ‬ ‫ُ‬ ‫َوهُ �������نَ�������ا َق������� ْ����ص� ٌ‬ ‫�������ر�� ُ‬ ‫وج� ُ‬ ‫ت� ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫م������ن������هُ و ُت�������� َق�������� ِّب� ُ‬ ‫�������ر ُج��������و ل������و َت������دْ ُن������و‬ ‫و�أُ ُل�‬ ‫�������ل �أع�������� َت��������ا َب��������هْ‬ ‫������������������وف َت� ْ‬ ‫����ب َج���������� ْو َع����������انٌ‬ ‫ِ�����م �أ������س��ل��ا َب�����هْ‬ ‫وه������ن������ال������ك ������ش�����ع� ٌ‬ ‫���������ر َي���������انُ ُي����� َل����� ْم�����ل ُ‬ ‫ُع ْ‬ ‫��ب‬ ‫����م ق������د ب��������ات ������ش�����را َب�����هْ‬ ‫وال�����ع�����ل�����ق� ُ‬ ‫�����اء ع���ل���ى �� َ��س��� َغ� ٍ‬ ‫َي�����طْ ����� ِوي الأَ ْح�������������شَ � َ‬ ‫و ُي�‬ ‫�����م ب��������الأَ ْد َن��������ى‬ ‫����������ر ُب ف������ي������هِ �أَ ْن�������� َي��������ا َب��������هْ‬ ‫َ‬ ‫�����ح������ ُك� ُ‬ ‫الأَ ْع��������� َل���������ى َي� ْ‬ ‫����������ج� ِّ‬ ‫�����ر َي����������أْ ُك� ُ‬ ‫والأَ ْق������������������� َوى يف َو َط������� ِن�������ي وح������ ٌ���ش‬ ‫�����ح�����ابَ�����هْ‬ ‫������ص َ‬ ‫�����ر ْي� ٌ‬ ‫�� ِ�����ش� ِّ‬ ‫��������ل �أَ ْ‬ ‫مراسالت سوريتنا‬

‫�سلبيات املوقع‪:‬‬

‫ خلفية الموقع المكونة من صور‬‫فوتوغرافية مزعجة إلى حد معين‪ ،‬وتمنع من‬ ‫التركيز على محتوى الموقع الرئيسي‪.‬‬ ‫ أنت بحاجة للنزول كثيراً لتصل لنهاية‬‫صفحة البداية أو بعض الصفحات الفرعية‬ ‫لوجود عدد كبير من المواد في صفحة البداية‬ ‫وبعضها موضوع بشكل كامل دون االكتفاء‬ ‫بوضع المقدمة وخيار قراءة كامل التدوينة‪.‬‬ ‫باإلضافة لوجود كثير من المواد على القائمة‬ ‫الجانبية‪.‬‬ ‫ الكلمات الداللية والتصنيفات وهي من‬‫أهم ميزات الموقع موضوعة على القائمة‬ ‫الجانبية بشكل يصعب رؤيتها‪.‬‬ ‫ يوجد الكثير من األخطاء اإلمالئية في‬‫تصميم الموقع‬


‫الزاوية القانونية‬ ‫خاص ‪ -‬سوريتنا‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬

‫الرئيس هاشم االتاسي‪ ،‬هذا الرجل الوطني الكبير‬ ‫الذي وهب نفسه لوطنه مناض ًال أيام االستعمار الفرنسي‬ ‫وزعيماً وطنيًا بعد االستقالل‪ .‬هو ثالث رئيس للجمهورية‬ ‫السورية‪ ،‬خالل ‪ 3‬فترات هي ‪ 1939/7 – 1936/12‬و‬ ‫‪ 1951/12 – 1949/12‬و ‪.1955/9 – 1954/3‬‬ ‫هو هاشم خالد محمد عبد الستار األتاسي‪ ،‬ولد‬ ‫في حمص بتاريخ ‪ 6‬كانون األول ‪ ،1875‬وتلقى دراسته‬ ‫االبتدائية والثانوية فيها‪ ،‬ثم انتقل إلى اسطنبول حيث‬ ‫درس اإلدارة العامة في األكاديمية الملكية‪ ،‬وتخرج منها‬ ‫عام ‪ .1895‬بداية حياته السياسية كانت في الدولة‬ ‫العثمانية عام ‪ 1898‬حين تم تعيينه موظفًا مرموقًا‬ ‫في والية بيروت العثمانية‪ ،‬وبعد نشوب الحرب العالمية‬ ‫األولى تم تعيينه محافظاً على حمص وحماة وبعلبك‬ ‫ويافا واألناضول‪.‬في عام ‪ 1918‬وقف األتاسي في صف الوطنيين المطالبين باالستقالل عن‬ ‫الدولة العثمانية‪ ،‬وانتخب عضواً في المؤتمر السوري العام أول برلمان سوري في التاريخ في‬ ‫حزيران ‪ ،1919‬ثم رئيسًا للمؤتمر ‪ .‬أعلن قيام المملكة السورية العربية وكلف األتاسي رئاسة‬ ‫لجنة صياغة دستور المملكة وأقره في حزيران ‪ .1920‬بعد استقالة حكومة الركابي الثانية‪،‬‬ ‫ك ّلفه الملك فيصل األول تشكيل الحكومة وبذلك كان ثاني من شغل منصب رئيس الوزراء‬ ‫في سوريا‪ .‬دخل الفرنسيون إلى دمشق في ‪ 25‬تموز وقدّمت الحكومة استقالتها في اليوم‬ ‫نفسه كنتيجة لمعركة ميسلون واحتالل دمشق وتشكلت حكومة برئاسة عالء الدين الدروبي‬ ‫موالية لالنتداب‪ ،‬وبعدها بثالث أيام نفي الملك فيصل وبذلك انتهت المملكة السورية‪ ،‬بعد‬ ‫أن مكث األتاسي في رئاستها حوالي ثالث أشهر‪.‬‬ ‫في ‪ 1927‬اجتمع األتاسي مع عدد من الناشطين البارزين وأعلنوا ميالد «الكتلة الوطنية»‬ ‫التي لها دور بارز في الحياة السياسية السورية وشملت جميع شرائح المجتمع السوري‪ .‬ترأس‬ ‫األتاسي جمعية تأسيسية لوضع دستور للبالد عام ‪ ،1928‬وبالتالي وجهت له مهمة وضع‬ ‫الدستور السوري الثاني‪ ،‬وقد نصّ على كون النظام جمهوريًا برلمانياً‪ .‬اعتقل الفرنسيون‬ ‫األتاسي عدة أشهر ونقلوه إلى جزيرة أرواد‪ .‬عندما دعا الفرنسيون النتخابات نيابية في سوريا‬ ‫عام ‪ ،1932‬أسفرت االنتخابات عن فوز الكتلة الوطنية بسبعة عشر مقعدًا كان من بينهم‬ ‫األتاسي‪.‬‬ ‫إثر إعالن فارس الخوري للميثاق الوطني عام ‪ 1935‬بدأت االضطرابات األمنية الدامية‬ ‫وأغلِقت مكاتب الكتلة الوطنية واعتقل عدد من قادتها‪ ،‬وبنتيجة الضغط الدولي اضطر‬ ‫المفوض الفرنسي لقاء هاشم األتاسي واتفق معه على تشكيل حكومة جديدة وتشكيل‬ ‫وفد سوري يسافر لفرنسا للتفاوض حول معاهدة جديدة تضمن حقوق السوريين‪ .‬أعلن عن‬ ‫االتفاق بين الوفد والحكومة الفرنسية في ‪ 9‬أيلول ونشرت نصوص مسودة االتفاق في ‪22‬‬ ‫تشرين األول على أن توقع قبل نهاية العام‪ .‬افتتح البرلمان الجديد أعماله في ‪ 21‬كانون األول‬ ‫‪ ،1935‬في اليوم نفسه أرسل العابد كتاب استقالته إلى المجلس فقبلها وفي الجلسة التي‬ ‫قبلت فيها االستقالة انتخب هاشم األتاسي رئيسًا‪.‬‬ ‫مع نهاية عام ‪ 1938‬بات واضحًا أن فرنسا ال تود المصادقة على االتفاقية‪ ،‬وبعد سلخ‬ ‫لواء إسكندرون‪ ،‬قدّم األتاسي استقالته في ‪ 7‬أيار ‪ 1939‬وعاد إلى حمص‪ ،‬ورفض المشاركة‬ ‫في النشاط السياسي معلنًا تقاعده‪ .‬عندما أعيدت الحياة الدستورية وجرت انتخابات نيابية‬ ‫عام ‪ 1943‬لم يرشح األتاسي نفسه‪ ،‬بل دعم ترشيح شكري القوتلي رئيسًا للجمهورية‪،‬‬ ‫وبالتالي عُرف األتاسي بوصفه رئيساً وبوصفه صانعًا للرؤساء‪.‬‬ ‫في آذار‪ 1949‬تمت اإلطاحة بالقوتلي على يد رئيس أركان الجيش حسني الزعيم في‬ ‫أول انقالب عسكري في الشرق األوسط‪ ،‬ثم قام سامي الحناوي بانقالب عسكري آخر على‬ ‫الزعيم في آب ‪ 1949‬ودعا األتاسي للعودة عن تقاعده وتشكيل حكومة مؤقتة‪ .‬امتثل األتاسي‬ ‫لطلبه ثم تمت صياغة قانون انتخابي جديد صوتت فيه النساء للمرة األولى وتكونت جمعية‬ ‫تأسيسية انتخب لرئاستها‪ ،‬ثم انتخب األتاسي رئيسًا للمرة الثانية بإجماع األعضاء‪.‬‬ ‫بسبب تحالف األتاسي مع حزب الشعب وتعيين رئيسه ناظم القدسي رئيسًا للوزراء‪ ،‬قام‬ ‫الشيكشلي بانقالب عسكري واعتقل سامي الحناوي ّ‬ ‫وحل البرلمان‪ .‬احتجاجًا على ذلك قدم‬ ‫األتاسي استقالته إلى البرلمان المنحل في كانون األول ‪ ،1951‬ورفض أن يقدمها للشيشكلي‬ ‫لكون حكمه غير دستوريًا‪ .‬وطوال حكم الشيشكلي قاد األتاسي معارضة مستترة ضده فوضع‬ ‫الشيشكلي األتاسي تحت اإلقامة الجبرية‪ .‬وفي آذار ‪1954‬عاد األتاسي من حمص إلى دمشق‬ ‫وتابع مهامه كرئيس للجمهورية‪ ،‬كما أعاد مجلس الوزراء ورئيسه معروف الدواليبي‪ ،‬واستعاد‬ ‫أيضًا جميع السفراء والوزراء والبرلمانيين الذين عزلهم الشيشكلي مناصبهم السابقة‪،‬‬ ‫وحاول األتاسي خالل رئاسته الثالثة بكل قوته القضاء على كل أثر لديكتاتورية الشيكشلي‬ ‫التي دامت أربع سنوات‪.‬‬ ‫قضى األتاسي سنوات حكمه األخيرة وله من العمر ثمانون عامًا‪ ،‬يحارب نفوذ ضباط‬ ‫الجيش ويسعى للحد من نفوذ األحزاب اليسارية التي كانت تتنامى في البالد‪ ،‬واستطاع‬ ‫األتاسي خالل توليه السلطة تحييد سوريا والحفاظ عليها خارج المعسكر االشتراكي‪ .‬انتهت‬ ‫والية األتاسي في أيلول ‪ 1955‬واعتزل الحياة السياسية وأقام في دار للعجزة‪ .‬توفي في‬ ‫حمص بتاريخ ‪ 6‬كانون األول ‪ .1960‬وكانت جنازته األكبر في تاريخ المدينة وحضرها جمال‬ ‫عبد الناصر إلى جانب كبار المسؤولين في الدولة‪.‬‬ ‫قيل عن األتاسي بأنه رجل “المبادئ السلمية” والمؤيد “للطرق الدستورية” إلى جانب‬ ‫احترامه لجميع الالعبين في السياسة السورية‪ ،‬وهو واحد من قلة في الطبقة السياسية السورية‬ ‫من حقبة ما قبل البعث لم ينتقده البعثيون ويشهروا بسيرته بعد وصولهم إلى السلطة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يعتبر غياب الحياة الحزبية السليمة وهيمنة الحزب الواحد العائق األساسي‬ ‫أمام توفير الشروط الصحية والضرورية لحدوث أو بداية حدوث عملية تطور‬ ‫ديمقراطي في المجتمع إذ أنه ال وجود للديمقراطية بدون أحزاب أو جمعيات‬ ‫وتنظيمات أهلية‪ ،‬وبالمقابل فإن وجود هذه الجمعيات واألحزاب ال يمكن أن‬ ‫يتحقق في غياب دولة الديمقراطية‪.‬‬ ‫فالحزب في التعريف القانوني يشكل تمثي ًال لقوى اجتماعية فعلية في المجتمع‬ ‫لها مشروعها السياسي واالقتصادي والثقافي الواضح ويعتبر أدا ًة ناجعة في مراقبة‬ ‫السلطة وحفظ المجتمع من آفة القهر وانسداد األفق والفراغ السياسي‪.‬‬ ‫يذكر الباحث األلماني المعاصر ريموند هينبوش‪" :‬عند البحث في نشأة‬ ‫األحزاب نجد أن قلة من األحزاب العربية الحاكمة قد جاءت إلى السلطة عن طريق‬ ‫فوزها بأصوات الجماهير بل أن العدد األكبر منها هو من خلق ضباط الجيش‬ ‫الذين استولوا على السلطة بانقالب فتم إنشاء األحزاب أو إعادة تكوينها من‬ ‫األعلى ومن ثم فإن معظم األحزاب هي أدوات بيد نخب الدولة‪ ،‬أكثر مما هي‬ ‫وسائل تسيطر القوى االجتماعية من خاللها على الدولة فتجعلها أدا ًة لها"‪.‬‬ ‫في عملية استعراضنا لقانون األحزاب السوري الجديد سنناقش ثالثة محاور‪:‬‬ ‫‪ .1‬مدى توافق القانون الجديد الذي جاء تحت عنوان اإلصالح والتعددية مع‬ ‫نصوص دستور الجمهورية العربية السورية والذي تنص المادة ‪ /26/‬منه (لكل‬ ‫مواطن حق اإلسهام في الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫وينظم القانون ذلك)‪ .‬كما تنص المادة ‪ /8/‬من الدستور على أن (حزب البعث العربي‬ ‫االشتراكي هو الحزب القائد للمجتمع والدولة ويقود جبهة وطنية تقدمية تعمل‬ ‫على توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة أهداف األمة العربية)‪ .‬مما‬ ‫بشكل واضح مع مبدأ تداول السلطة والحياة الحزبية السليمة‪ .‬كما تنص‬ ‫يتعارض‬ ‫ٍ‬ ‫المادة ‪ /3/‬من قانون األحزاب على (تسهم األحزاب في تنظيم المواطنين وتمثيلهم‬ ‫سياسيًا ومن خالل ذلك تعمل على تنمية الوعي السياسي بهدف تنشيط الحياة‬ ‫السياسية ومشاركة المواطنين فيها وتكوين قيادات قادرة على تحمل المسؤوليات‬ ‫العامة)‪ .‬يُفهم من المادة األخيرة أنها تشمل منصب رئيس الجمهورية مما يتعارض‬ ‫صراحة مع المادة ‪ /84/‬من الدستور التي تنص على (يصدر الترشيح لمنصب رئاسة‬ ‫الجمهورية عن مجلس الشعب بنا ًء على اقتراح القيادة القطرية لحزب البعث العربي‬ ‫االشتراكي ويعرض الترشيح على المواطنين الستفتائهم فيه)‪.‬‬ ‫‪ .2‬مدى استيفاء حزب البعث الحاكم للشروط الواردة في قانون األحزاب‬ ‫والذي ينص في المادة الخامسة منه على أنه يلتزم الحزب المبادئ التالية‪( :‬د‪-‬‬ ‫عدم قيام الحزب على أساس ديني أو مذهبي أو قبلي أو مناطقي أو على أساس‬ ‫التمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللون‪ .‬هـ‪ -‬أن تتم تشكيالت الحزب واختيار‬ ‫هيئاته القيادية ومباشرته لنشاطه على أسس ديمقراطية‪ .‬و‪ -‬أال ينطوي نشاط‬ ‫الحزب على إقامة أي تشكيالت عسكرية علنية أو سرية أو استخدام العنف بأشكاله‬ ‫كافة أو التهديد به أو التحريض عليه)‪ .‬وال يخفى على أحد تناقض سلوك حزب‬ ‫البعث مع الشروط الواردة في القانون‪ 1- .‬هو حزب قائم على أساس عرقي‬ ‫قومي شوفيني‪ 2- .‬تشكيالت البعث وهيئاته القيادية ومباشرته لنشاطه ال تقوم‬ ‫على أساس ديمقراطي‪ 3- .‬تنطوي وسائل البعث على تشكيالت عسكرية سرية‬ ‫وعلنية وهو يستخدم العنف بكل أشكاله‪ .‬كما ورد في قانون األحزاب في المادة‬ ‫‪ /13/‬في الفقرة (ج) أن يكون المنتسب للحزب متماً الثامنة عشر من عمره بتاريخ‬ ‫تقديم طلب االنتساب‪ .‬بينما يتم تنسيب الطالب لحزب البعث في الصف األول‬ ‫الثانوي أي بعمر ‪ 16 15-‬سنة‪.‬‬ ‫‪ .3‬اإلمكانية الفعلية لتأسيس أحزاب ضمن أحكام القانون المذكور‪ :‬والذي‬ ‫تنص المادة ‪ /8/‬منه على أنه يقدم طلب تأسيس الحزب إلى لجنة األحزاب موقعًا‬ ‫عليه من خمسين عضواً من أعضاءه المؤسسين ممن تتوافر فيهم الشروط‬ ‫التالية‪ :‬أ‪ -‬أن يكون العضو المؤسس متمتعًا بجنسية الجمهورية العربية السورية‬ ‫منذ عشر سنوات على األقل (وبالتالي لم تتم مراعاة الوضع القانوني لألكراد الذين‬ ‫حصلوا على الجنسية عام ‪ 2011‬رغم استحقاقهم لها من عام ‪ )1965‬هـ‪ -‬غير‬ ‫محكوم عليه بجناية أو جنحة شائنة وتحدد الجنحة الشائنة بقرار من وزير العدل‬ ‫(من الممكن أن يعمم وصف الجنحة الشائنة على مخالفة قانون التظاهر والقائمة‬ ‫تطول)‪ .‬و‪ -‬غير منتسب إلى حزب آخر (يعتبر هذا الشرط بمثابة شرط تعجيزي في‬ ‫ظل التنسيب شبه القسري لحزب البعث العربي االشتراكي في المدارس والجامعات‬ ‫ومؤسسات الدولة‪ ،‬إضافة إلى أن المادة الخامسة من قانون أمن حزب بعث العربي‬ ‫االشتراكي رقم ‪ 53‬لعام ‪ 1979‬تنص على "يعاقب بالحبس من خمس سنوات إلى‬ ‫عشر سنوات كل عضو في الحزب ينتمي إلى تنظيم سياسي آخر" كما تنص المادة‬ ‫التاسعة من القانون المذكور "كل فعل يقصد به منع الحزب من ممارسة مهامه‬ ‫المنصوص عليها في الدستور _المادة ‪ _/8/‬والقانون النافذة يعاقب باالعتقال مدة‬ ‫ال تقل عن خمس سنوات‪ .‬كما تشترط المادة ‪ /12/‬من قانون األحزاب ليتمتع الحزب‬ ‫بالشخصية االعتبارية أن يصل الحد األدنى لعدد األعضاء في الحزب إلى ألف عضو‬ ‫وأن يكونوا من المسجلين في سجالت األحوال المدنية لنصف محافظات الجمهورية‬ ‫العربية السورية على األقل على أال تقل نسبة األعضاء في كل محافظة عن خمسة‬ ‫في المائة من مجموع األعضاء"‪ .‬إن اشتراط الحصول على ألف منتسب في نصف‬ ‫محافظات سورية ليتمتع الحزب بالشخصية االعتبارية شبه مستحيل مع المحاذير‬ ‫األمنية لتداول المطبوعات والمنشورات في سورية‪ .‬إذ أن التسهيالت الواردة في‬ ‫المواد ‪ /27-26/‬من قانون األحزاب ال تشمل مرحلة التأسيس‪.‬‬

‫ها�شم الأتا�سي (‪)1960 – 1875‬‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫قانون الأحزاب ال�سوري‬

‫وجـــوه مــن وطنـــي‬

‫‪13‬‬


‫عال مل�ص‬

‫حيطان الفيس بوك ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ح�سان عبا�س‬

‫�سوريا فوق اجلميع‬ ‫أجمل وأصدق ما كتب عن حمص‬ ‫العدية‪ ..‬إنها أصبحت مثل جسد خالد‬ ‫بن الوليد‪ .‬ليس بها حي أو حارة‪ ..‬إال وبه‬ ‫طعنة من سكين أو وجعا لجرح‪ ...‬ليس‬ ‫بها بيت أو قرية إال وأثار النذل على‬ ‫جسدها‪ .‬حمصنا ابتسامتنا األبهى مصنع‬ ‫العقول السورية الفذة ستخرجين من‬ ‫هذه المحنة‪ ..‬عروسا بهية والدة شهية‬ ‫للحياة‪ .‬مدينة للجمال والسحر والمعرفة‪.‬‬ ‫رمزاً إنسانياً فذاً‪ ..‬سنمسح جراحك يا‬ ‫أختنا بالروح والوطن كما سنحذف هذا‬ ‫السرطان من جسد وطننا‪..‬‬

‫صار يا ما صار‪..‬من صباح اليوم‬ ‫أن تكون من طائفة فهذه ثروة‬ ‫بهالزمان‪.....‬‬ ‫ثقافية مضافة لك‪ .‬أما أن تكون‬ ‫كان في طيارت عفوية‪..‬عم طائفياً فأنت مجرم في حق الوطن‪.‬‬ ‫تتمشى بالسما بعفوية‪ ..‬آم التفتت‬ ‫في الطائفية مقتل المواطنة‪.‬‬ ‫بعفوية‪ ..‬وشافت مسيرات عفوية‪..‬‬ ‫بسبيكرات عفوية‪ ..‬وكنزات عفوية‪..‬‬ ‫رميا فليحان‬ ‫وناس عفوية‪ ..‬آم ألجل الحظ كانت‬ ‫حمال معها كاميرات عفوية (مين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤلم حقا‪ ..‬مؤلم حقا‪ ..‬أن تتفرق‬ ‫يعني الطيارات العفوية) آم صار األصوات هكذا بينما تذبح األم‪ ..‬في‬ ‫تسجل وتنقل عالقنوات العفوية‪ ..‬انتظار مخلص‪ ..‬وها نحن نتألم ننزف‬ ‫يلي كانت اليوم بالصدفة وبالعفوية ونضحك من نزاع الروح‪ ...‬أرجوكم‬ ‫ما عندها برامج‪ ..‬وفجاة وبعفوية كونوا واحداً‪..‬‬ ‫عبت الهوا بنقل عفوي‪..‬‬ ‫هديل مرعي‬ ‫حتوتة‬ ‫خلصت‬ ‫وتوتي توتي‪..‬‬ ‫رباب البوطي‬ ‫سيدي المسيح‪..‬‬ ‫العفوية‬ ‫ها هو شعب سوريا يمشي على‬ ‫لهم سبع بحراتٍ محشورةٍ‬ ‫باسمنتٍ كئيب‪ ..‬ولنا سبع سماواتٍ طريق جلجلتك‪..‬‬ ‫لويز عبد الكرمي‬ ‫يا نبي اهلل يا محمد‪..‬‬ ‫بكامل سلطانها‪ ..‬لكل شهيدٍ غيمة‪..‬‬ ‫معتقل نجمة‪ ..‬وللمتظاهرين‬ ‫ما هذا االستهتار بمشاعر لكل‬ ‫إنه شعبك و حبيبك‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال بعد كل هذا الدم جبروت الريح‪ ..‬واألوطان ال تُؤتى إال‬ ‫الناس؟؟‪ ..‬فع ً‬ ‫ساعدا هؤالء الشباب على تحمل األلم‬ ‫من سما ٍء ُكتِبَ على زُرقتها أسما ُء‬ ‫يحتفلون ويرقصون‪..‬‬ ‫يسرقون كلمات وألحان كلمات الشرفاء الثائرين‪..‬‬ ‫خولة دنيا‬ ‫الثورة التي لم يعترفوا بها؟؟؟‬ ‫ألن كل شي أصبح له رمزية بهاأليام‬ ‫يا�سني احلاج �صالح‬ ‫آآآآآه كم اشعر باإلهانة‬ ‫البارحة كنت راكبة بالسرفيس‪ ،‬مر بالقرب‬ ‫بعد نصف عام الثورة‪ ،‬سقطت من زبال يجر عربته أمامه‪ ،‬وبما أن الزبالين‬ ‫فرا�س الأتا�سي‬ ‫«سورية األسد» نهائيا‪ ،‬وانتهى الحكم يضعون األشياء الجيدة والتي يمكنهم‬ ‫األبدي الوراثي‪ .‬يسقط النظام قريبا االستفادة منها على طرف العربة‪ ،‬فهو قد‬ ‫ً‬ ‫أحمد اهلل أنني لن أكون مجبرا أن أو بعد حين‪ ،‬لكن األبد السوري انتهى وضع أسد ضخم (لعبة) على أيدي العربة‪،‬‬ ‫أفتخر فقط بصالح الدين بعد اآلن‪ ..‬إلى األبد‪.‬‬ ‫يعني بلشت الناس تتخلص من هاللعبة‬ ‫وال بالمعتصم‪ ..‬وال بسيف الدولة‪ ...‬وال‬ ‫بعد ما اكتشفت أنها مو لعبة بنوب‬ ‫بالفينيقيين‪ ..‬واألمويين‪.....‬‬ ‫يحيى جابر‬ ‫منتهى الرحمي‬ ‫بعد ألف عام من المذلة سأفخر بجيل‬ ‫تقول ناشونال جيوغرافيك عن‬ ‫رائع من السوريين‪ ...‬المنتصرين‪...‬‬ ‫عالم األدغال « األسد ينقض على سوريا والحرية وسيدتي‪ ،‬ما زلت أصارع‬ ‫جيل الحرية‪ ..‬ويال عالحرية‬ ‫الفريسة ليضرب شريان العنق ليقطع قلمي ألكتب رغم البعد ومسافات الحنين‬ ‫الهواء عن باقي الجسد‪»..‬أعرف غزالة وتداخل الصور صامد في وجه غربتي‬ ‫طالب ك �إبراهيم‬ ‫تحاول النجاة منذ أربعين عاما‪ ..‬عنك استلهم ذبدبات أنتظرها عبر‬ ‫هو الصراع على مجرى الهواء بين المتوسط نور أحاول استلهامه طاقة أنا‬ ‫علويون مع الثورة وعلويون‬ ‫بحاجة إليها حين ترحل «السيدة» تعتصم‬ ‫مع النظام‪ ..‬سنة مع الثورة وسنة المخلب والشريان‬ ‫الحروف احتجاجًا في ميدان حبك وترفض‬ ‫مع النظام‪..‬إسالميون مع الثورة‬ ‫وتتابع ناشونال جيوغرافيك التزاوج تضحي الرهبنة خيارها تضرب‬ ‫إذا‬ ‫األسد‬ ‫براثن‬ ‫من‬ ‫لتتخلص‬ ‫«‬ ‫وإسالميون مع النظام‪ ..‬شيوعيون‬ ‫الكلمات تخرج في تظاهرة واحدة لتهتف‬ ‫ً‬ ‫تظاهر‬ ‫‪..‬‬ ‫ا‬ ‫ميت‬ ‫نفسك‬ ‫إجعل‬ ‫باغتك‪،‬‬ ‫مع الثورة وشيوعيون مع النظام‪..‬‬ ‫«اهلل سورية حرية وبس» تختلف فيما‬ ‫علمانيون مع الثورة وعلمانيون مع بالموت‪ ..‬م ّثل الموت»‪ ...‬وهكذا حال بينها فتطالب إحداها بان يكون الشعار‬ ‫النظام‪ ..‬لذلك ببساطة نقول كاذب من يتظاهر بالوالء ألنياب النظام‪ ..‬اهلل سورية سيدتي وبس وتقول أخرى‬ ‫وقذر كل من يدعي أن الصراع القائم إنهم الغيبوبيين بكامل إرادتهم‪ ..‬أن الشعار ملتبس وأخرى بأنه فاضح‬ ‫هو صراع طائفي‪ ..‬إنه صراع من أجل ثقافة الغيبوبة بنصف عين بنص فم فأتدخل وأوضح‪ :‬سوريا والحرية وسيدتي‬ ‫شيء واحد‪ ..‬ثالث وجوه لعملة واحدة!‬ ‫بنصف أذن‪..‬‬ ‫الحرية والحياة‪..‬‬

‫سج‬

‫| هناك اتهامات للمجلس الوطني وجهت من‬ ‫معارضة الداخل بكونه سيستخدم أداة إلباحة التدخل‬ ‫الخارجي لخدمة المصالح األميركية‪ .‬كيف تردون؟‬ ‫| | رفض التدخل الخارجي محل توافق بين جميع‬ ‫األطراف المشكلة للمجلس الوطني وهو ما أكد عليه‬ ‫بيان تأسيس المجلس‪ ،‬والمتابع للحراك الشعبي السوري‬ ‫يجد أن معارضة الداخل بمعظم أطيافها إما مشاركة‬ ‫في المجلس أو مؤيدة له‪ ،‬وظهر ذلك جليا في جمعة‬ ‫"المجلس الوطني يمثلني"‪ ،‬ومن يقف موقف المشكك‬ ‫في هذا المجلس إنما هم قلة ممن ما زالوا يؤمنون‬ ‫بالحوار مع النظام بالرغم من المجازر التي يرتكبها في‬ ‫حق شعبنا المطالب بالحرية‪ ،‬بينما حسم المشاركون‬

‫في المجلس الوطني أمرهم وأعلنوا أن هدفهم إسقاط‬ ‫النظام بكل رموزه وأركانه‪ .‬أما من يخدم المصالح‬ ‫األميركية والصهيونية إنما هو النظام الذي يقتل شعبه‬ ‫والذي صرح أحد أركانه بأن أمن إسرائيل هو في استقرار‬ ‫النظام السوري‪.‬‬ ‫| كيف تخاطبون األقليات الطائفية المتخوفة من‬ ‫وصول "اإلخوان" إلى الحكم في حال سقوط النظام‬ ‫وما ضماناتكم لها؟ وفي هذا السياق‪ ،‬هل هناك قنوات‬ ‫اتصال مع البطريركية المارونية في لبنان؟‬ ‫| | التخوف من وصول اإلخوان إلى السلطة واحدة‬ ‫من الفزعات التي يستخدمها النظام لتخويف اآلخرين‬ ‫وتبرير بقائه في السلطة‪ ...‬اإلخوان المسلمون لم ولن‬

‫؟‬

‫املالئكة مل حتر�س نومهم‬ ‫قبل النوم‬ ‫رسموا شمساً كبيرة على الجدران‬ ‫ال تستطيع أجنحة الغربان‬ ‫أن تغطيها‪،‬‬ ‫فيما أحرفهم األولى‬ ‫تتعثر في طريقها إلى أحالمهم‬ ‫لم يعدهم الصيف بالكثير‬ ‫ولم ينتظر‬ ‫ال مكان يذهبون إليه‬ ‫والغد بعيد‬ ‫بعيد‬ ‫‪/‬الموت كان الحلم الواضح‪/‬‬ ‫هل كانوا يحلمون؟‬ ‫ماذا أرادوا قبل النوم؟‬ ‫هل تمنت األمهات‬ ‫أن تحرس المالئكة نوم‬ ‫أطفالهنَّ؟‬ ‫أطفال لم يبزغ سوى الموت‬ ‫على أجنحتهم‬ ‫طاروا‬ ‫فحنّوا الغيم‪...‬‬ ‫هل انتهت األمهات‬ ‫من حكاية ما قبل النوم؟‬ ‫وهل فطمتهم عن هذه‬ ‫األرض؟‪..‬‬ ‫كانت المالئكة‬ ‫تسهر طوال الليل‬ ‫لتبارك لثغاتهم‬ ‫تعبت‬ ‫ولم يتكفل أحد‬ ‫بتبديل الحراسة‪...‬‬ ‫هنادي زرقة‬ ‫اللوحة‪ :‬تحيه إجالل إلى أرواح الشهداء‬ ‫| الفنان إبراهيم جالل‬

‫يكونوا خطراً على أحد‪ ،‬ولطالما عرف عنهم التزامهم‬ ‫بمبادئ الدين اإلسالمي الحنيف التي تدعو إلى التسامح‬ ‫والعدل وحفظ كرامة اإلنسان وحقوقه واحترام حريته‪،‬‬ ‫والمتتبع لتاريخ اإلخوان في سوريا يعلم إننا لطالما‬ ‫تعايشنا بأمن وسالم مع اآلخرين بل ودافعنا عن‬ ‫حقوقهم ووجودهم‪ ،‬وفي العهود الديمقراطية كانت‬ ‫قوائمنا االنتخابية تشمل مرشحين من الطوائف األخرى‪،‬‬ ‫ونحن قلنا والزلنا نقول بوضوح إننا ندعو إلى دولة مدنية‬ ‫ديمقراطية تتسع لكل أبناء الوطن بمختلف انتماءاتهم‬ ‫وتوجهاتهم وليس في أطروحاتنا أو مبادئنا ما يدعو‬ ‫للخوف منا‪ .‬أما بالنسبة لقنوات االتصال مع البطريركية‬ ‫المارونية فغير موجودة ولكننا مستعدون للتواصل مع‬ ‫الجميع وشرح مواقفنا وأولوياتنا وسياساتنا‪.‬‬

‫السؤال والجواب من‪ :‬حوار مع المراقب العام لإلخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة | جريدة النهار اللبنانية‬


‫املر�أة ال�سورية فـي احلياة ال�سيا�سية واالجتماعية‬ ‫قبل حكم حزب البعث العربي اال�شرتاكي‬ ‫حبر ناشف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬

‫حتمي��ة للنض��ال المتفان��ي السياس��ي‬ ‫والجماهي��ري الس��لمي والمس�� ّلح الذي‬ ‫خاضته فئات شعبنا كلها على امتداد ربع‬ ‫قرن‪ ،‬م��ن معركة ميس��لون الخالدة إلى‬ ‫الث��ورات التي اندلعت في كل مس��احات‬ ‫س��ورية‪ ،‬وقد ش��اركت المرأة الس��ورية‬ ‫بحماس��ة واندف��اع كبيري��ن ف��ي خضم‬ ‫النض��ال الوطن��ي رغ��م األخط��ار التي‬ ‫تعرض��ت لها م��ن قتل وتش��ريد ونفي‪،‬‬ ‫ورغم الع��ادات والتقاليد القاس��ية التي‬ ‫كان��ت تحكمه��ا‪ .‬ومن بطالت ميس��لون‬ ‫زين��ب الغزاوي من غوطة دمش��ق‪ ،‬التي‬ ‫رافق��ت الق��وات العربي��ة إلى ميس��لون‬ ‫متنكرة بثياب رجل‪ ،‬وأقسمت قبل ذهابها‬ ‫إلى المعركة أن تقاوم المستعمرين بكل‬ ‫طاقاتها‪ ،‬وكان لها ش��رف المشاركة في‬ ‫المعرك��ة مع مناض�لات أُخر مثل فاطمة‬ ‫بنت كبكب وأم سعيد عواد‪ .‬وعند الحديث‬ ‫عن معركة ميسلون ال بد أن نذكر نازك‬ ‫العابد (جان دارك الش��رق)‪ ،‬فتاة عمرها‬ ‫‪ 19‬س��نة‪ ،‬ذهبت للقتال بصفتها رئيسة‬ ‫جمعي��ة النجمة الحمراء (جمعية س��بقت‬ ‫الهالل األحمر وكانت مبنية على أس��س‬ ‫متأثرة بالصليب األحمر الدولي)‪ ،‬فكانت‬ ‫ممرض��ة ومقاتلة إلى جانب وزير الدفاع‬ ‫السوري يوس��ف العظمة الذي استشهد‬ ‫بي��ن يديه��ا‪ .‬منحها المل��ك فيصل رتبة‬ ‫نقي��ب ف��ي الجي��ش الس��وري ولك��نَّ‬ ‫الفرنس��يين أص��دروا ق��راراً بنفيها إلى‬ ‫إس��تانبول م��دة عامين ولما ع��ادت عام‬ ‫‪ 1922‬إلى دمش��ق لم تس��تطع أن تبقى‬ ‫متفرج��ة مكتوفة اليدي��ن أمام االحتالل‬ ‫فمارست حقها الش��رعي بالمقاومة‪ ،‬إال‬ ‫أن الفرنس��يين كانوا يرصدون نشاطها‬ ‫وتحركاته��ا مدركين م��دى خطورة هذه‬ ‫المرأة على أهدافهم ونواياهم‪ ،‬فأعادوا‬ ‫نفيه��ا لكن ه��ذه المرة إل��ى األردن‪ ،‬ثم‬ ‫س��محوا لها بالع��ودة إلى الدي��ار بعد أن‬ ‫تعه��دت لهم باعتزال العمل السياس��ي‪،‬‬ ‫فظهرت وأسست مدرسة لبنات الشهداء‪.‬‬ ‫وانتقلت إلى بيروت فلم تضعف عزيمتها‬ ‫ب��ل ازدادت نش��اطاً في العم��ل من أجل‬ ‫النفع العام وأسس��ت جمعيات ومنظمات‬ ‫اجتماعي��ة ع��دة إلعط��اء الم��رأة حقوقًا‬ ‫أمام القانون اللبناني (الراتب‪ ،‬اإلجازات‪،‬‬ ‫األمومة)‪.‬‬ ‫كانت نازك تلميذة لس��يدة اس��مها‬ ‫م��اري عجم��ي درس��ت التمري��ض ف��ي‬ ‫الجامع��ة األميركية في بي��روت‪ ،‬وكتبت‬ ‫في الصحف‪ ،‬وكان��ت تملك مجلة تدعى‬ ‫(العروس) تنطق بلس��ان الم��رأة ‪ .‬كانت‬ ‫ماري أديبة وش��اعرة وصحفية‪ ،‬عاش��ت‬ ‫حياة مألى باألحداث وكان لها مس��اهمة‬ ‫فاعلة في المجتمع النس��ائي‪ .‬وقد كانت‬ ‫أول ام��رأة تدع��ى إللق��اء محاض��رة في‬ ‫المجمع العلمي في دمشق‪ .‬وجدت ماري‬ ‫في الصحافة المنبر للتعبير عن أفكارها‪،‬‬ ‫فم��ن خ�لال مقاالته��ا كانت تدع��و إلى‬

‫تحرير المجتمع ومكافحة الجهل واألمية‪،‬‬ ‫ومناهضة االستعمار‪ ،‬واليقظة القومية‬ ‫الش��املة‪ .‬ناضل��ت م��ن أج��ل تحقي��ق‬ ‫مبادئه��ا‪ ،‬واس��تطاعت أن ته��ز ع��رش‬ ‫الس��فاح جمال باشا عندما قابلته وكتبت‬ ‫مقالة في وص��ف أعماله اإلجرامية‪.‬‏ وقد‬ ‫وصفها عب��د الغني العط��ري في كتابه‬ ‫قائ ًال‪" :‬امرأة ال كالنس��اء‪ّ ،‬‬ ‫كل س��طر من‬ ‫حياته��ا كف��اح‪ ،‬وكل كلمة م��ن وجودها‬ ‫نض��ال‪ ،‬وكل ومض��ة من حياته��ا ثورة‪،‬‬ ‫أديب��ة كبيرة وش��اعرة مجي��دة‪ ,‬صحفية‬ ‫مبدعة‪ ،‬وأس��تاذة األجيال ورائدة نضال‪،‬‬ ‫مث��ال يحتذى ف��ي الوطني��ة والتضحية‬ ‫والشجاعة"‪.‬‬ ‫إن العادات والتقاليد والقيود جميعها‬ ‫لم تس��تطع أن تح��ول دون تطلع المرأة‬ ‫الس��ورية إلى حرية الوطن واس��تقالله‬ ‫في كل حي من أحياء دمش��ق الش��عبية‬ ‫من أعماق الش��اغور إلى جنبات الميدان‪،‬‬ ‫وم��ن س��فوح الصالحية إل��ى منعطفات‬ ‫القيمري��ة‪ ،‬حمل��ن الرس��ائل وأخفي��ن‬ ‫الس�لاح‪ ،‬ونقلن الم��ؤن والذخي��رة‪ ،‬كما‬ ‫قمن بمس��اعدة الجرحى وبإخفاء الثوار‬ ‫عن أعين قوات االحتالل الفرنسي‪ .‬وكان‬ ‫بينهن أمهات وفالحات بسيطات وشابات‬ ‫يافعات استش��هدت كثي��رات منهن مثل‬ ‫س��لمى بنت محم��د ديب قرق��ورة‪ ،‬التي‬ ‫قُتل��ت في معركة الصالحية وهي تحمل‬ ‫العت��اد للمقاومين‪ ،‬وكذل��ك نايفة خلف‬ ‫الجابر‪.‬‬ ‫ولن ينس��ى التاريخ الش��هيدة رندة‬ ‫الملقبة بالفارس الملثم‪ ،‬وهي من أشهر‬ ‫النس��اء اللواتي ناضلن ف��ي الثورة التي‬ ‫قادها المجاهد الش��يخ صالح العلي في‬ ‫الس��احل الس��وري حيث رفضت أن تزَف‬ ‫إل��ى خطيبها المجاهد أحم��د العلي قبل‬ ‫أن ي ِزف لها بشرى االنتصار على الغزاة‪،‬‬ ‫وطلب��ت أن ين��زع ث�لاث رايات فرنس��ية‬ ‫لتجعلها في جهاز عرس��ها‪ ،‬فحصل على‬ ‫رايتي��ن وأس��قط طائرتين فرنس��يتين‬ ‫ثم استش��هد‪ ،‬فتابعت بعده البطلة رندة‬ ‫خوض المعارك حتى سقطت شهيدة‪.‬‬ ‫وم��ن حل��ب نذك��ر زكي��ة هنان��و‬ ‫الت��ي كرس��ت حياتها في س��بيل أهداف‬ ‫ش��قيقها ابراهيم والمب��ادئ التي ناضل‬ ‫م��ن أجله��ا‪ ،‬ووقفت ثروتها عل��ى الثورة‬ ‫الوطنية العامة‪ ،‬وعندما اختفى شقيقها‬ ‫من وجه الفرنس��يين بقصد إش��عال نار‬ ‫الثورة في عام ‪ ،1925‬كانت تجتمع سراً‬ ‫مع الش��خصيات الوطنية البارزة‪ ،‬وكانت‬ ‫هم��زة الوص��ل بين��ه وبينه��م‪ ،‬وتقوم‬ ‫بالدعايات الوطنية وتترأس المظاهرات‬ ‫النس��ائية‪ ،‬مم��ا جعل منه��ا مث��ا ًال رائعًا‬ ‫للمرأة المجاهدة‪ .‬وعندما سجن شقيقها‬ ‫الزعيم‪ ،‬كانت تنقل إليه األخبار بواسطة‬ ‫المراسالت التي كانت تضعها في طعامه‬ ‫الخاص‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫في نظرة سريعة نرجع فيها بالزمن‬ ‫إل��ى بدايات الق��رن العش��رين وقبل أن‬ ‫يصبح ح��زب البعث العربي االش��تراكي‬ ‫ه��و الح��زب الحاك��م ف��ي س��وريا‪ ،‬نرى‬ ‫كيف تحولت المرأة السورية من حبيسة‬ ‫جدران بيتها ورهين��ة قرارات رجلها إلى‬ ‫امرأة تق��ف إلى جانب الرج��ل في رحلة‬ ‫الحي��اة لتش��ارك معه في بن��اء المجتمع‬ ‫والدفاع عنه‪.‬‬ ‫ال يس��عنا عندما نرجع بذاكرتنا إلى‬ ‫عام ‪ 1900‬إال أن نذكر والدة عادلة بيهم‬ ‫الجزائ��ري‪ ،‬تلك الفتاة الت��ي كانت رائدة‬ ‫الحرك��ة النس��وية الس��ورية والش��عاع‬ ‫ال��ذي أن��ار لبن��ات جنس��ها م��ن بعده��ا‬ ‫الطري��ق فكتبت المق��االت التوعوية في‬ ‫صحيفتي «المفي��د» و «الفتى العربي»‬ ‫وقعته��ا باس��م «الفت��اة العربي��ة نزيلة‬ ‫األس��تانة» تحث فيه��ا الفتيات والنس��اء‬ ‫العربي��ات على العمل إل��ى جانب الرجال‬ ‫في س��بيل العروبة وفي س��بيل التحرر‬ ‫العام والخ��اص؛ تحرر البلد من االحتالل‬ ‫العثمان��ي‪ ,‬وتح��رر المرأة م��ن مفاهيم‬ ‫وعقد واضطهاد عمره قرون‪ ،‬لتؤس��س‬ ‫فيما بعد ما بات يعرف باالتحاد النسائي‪.‬‬ ‫وعندم��ا بلغ��ت العش��رين م��ن العم��ر‬ ‫كرس��ت عادل��ة بيه��م ذاته��ا للمطالب��ة‬ ‫باالستقالل التام للبالد العربية وأسهمت‬ ‫في المقاومة السرية والعلنية‪ ،‬وشاركت‬ ‫في المظاهرات وسعت إلى تأمين العالج‬ ‫والغذاء والكس��اء للثوار المناضلين‪ .‬وقد‬ ‫كان لها مطالبات نس��ائية سياس��ية في‬ ‫منتهى الجرأة والقوة آنذاك‪ ,‬حيث نظمت‬ ‫ومعه��ا زميالته��ا ونصيراته��ا وطالباتها‬ ‫مظاهرات في الش��وارع ورفعت مذكرات‬ ‫لرؤس��اء الجمهوري��ة والمس��ؤولين‬ ‫للمطالب��ة بإج��راء تعديالت ف��ي قانون‬ ‫األحوال الش��خصية بش��كل يمنح المرأة‬ ‫الحق ف��ي الوصول إلى أعل��ى المناصب‬ ‫القضائي��ة والتنفيذية واإلدارية بش��كل‬ ‫يس��اوي بينها وبين الرج��ل‪ .‬وكان همها‬ ‫ينصب ف��ي الدرجة األول��ى على إعطاء‬ ‫الم��رأة الحق ف��ي االنتخاب‪ .‬كم��ا رفعت‬ ‫مذكرة للرئيس جمال عبد الناصر طالبت‬ ‫فيها بإعداد المرأة عسكريًا‪.‬‬ ‫إن الح��رب العالمي��ة األول��ى تعَ��دّ‬ ‫الس��بب الرئيس وراء دخ��ول المرأة إلى‬ ‫حي��اة العمل‪ ،‬حيث أدت إلى هروب بعض‬ ‫الرجال أو اعتقال البعض اآلخر أو ذهاب‬ ‫آخرين لاللتحاق بالجيش‪ .‬فحملت نس��اء‬ ‫س��ورية المجتمع في فت��رة الحرب‪ ،‬حيث‬ ‫اهتمت المرأة بالزراعة واألرض وعملت‬ ‫بمه��ن كانت حكراً عل��ى الرجال‪ ،‬فمنهن‬ ‫من عملن بالصحافة بأس��ماء مس��تعارة‬ ‫رغ��م أن تحصيله��ن العلم��ي ل��م يتعدَ‬ ‫االبتدائي��ة‪ .‬ف��ي ه��ذه الفت��رة توظفت‬ ‫أول ام��رأة بالدول��ة كمفتش��ة في وزارة‬ ‫المع��ارف‪ ،‬وكان��ت الم��رأة الوحي��دة بين‬ ‫مجموعة الرجال الذين قبلوا هذا الوضع‬ ‫مجبرين بس��بب ظ��روف الح��رب‪ ،‬األمر‬ ‫ال��ذي خلق وعي��اً عند النس��اء‪ ،‬فبات من‬ ‫الصع��ب على الرجال بع��د انتهاء الحرب‬ ‫من��ع المرأة ع��ن العمل وخاص��ة بعد أن‬ ‫اس��تق ّلت وأصبح��ت ش��ريكاً حقيقياً في‬ ‫المؤسسة الزوجية‪.‬‬ ‫أما بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬فقد‬ ‫كان جالء القوات االستعمارية الفرنسية‬ ‫عن سورية في ‪ 17‬نيسان ‪ 1946‬أعظم‬ ‫انتص��ار تحقق��ه حركة التح��رر الوطني‬ ‫العربية‪ .‬هذا اإلنجاز التاريخي جاء نتيجة‬

‫وفي ع��ام ‪ 1928‬كانت نظيرة زين‬ ‫الدي��ن هي أول امرأة تقوم بنش��ر كتاب‬ ‫في القرن العشرين‪ ،‬قالت فيه أنها قرأت‬ ‫القرآن ويحق لها أن تعطي رأيها فيه كأي‬ ‫كتاب آخر‪ ،‬ووجهت إهداء كتابها لفرنس��ا‬ ‫الدول��ة العلماني��ة الت��ي تمن��ح الم��رأة‬ ‫حقوقها‪ ،‬ودع��ت لالقتداء بالفرنس��يين‬ ‫ولتأس��يس مجتمع في��ه عدالة اجتماعية‬ ‫بي��ن النس��اء والرجال‪ .‬ورغ��م معارضة‬ ‫بع��ض رج��ال الدي��ن لكتابه��ا إال أن‬ ‫عدداً كبي��راً من الناس أيدها‪ ،‬واش��ترى‬ ‫مجم��ع اللغة العربية نس��خًا م��ن الكتاب‬ ‫ووزعها‪ ،‬وقد موّلت نازك العابد وزوجها‬ ‫ترجم��ة الكت��اب لعدة لغات كالفرنس��ية‬ ‫واإلنكليزية‪.‬‬ ‫أما أول امرأة رشحت نفسها للبرلمان‬ ‫س��نة ‪ 1953‬عندما نالت المرأة الس��ورية‬ ‫مس��اواتها في ح��ق التصوي��ت واالنتخاب‬ ‫كانت مدرّس��ة في مدرس��ة دوح��ة اآلداب‬ ‫تدعى ثريا الحافظ‪ ،‬لكن المجتمع المحافظ‬ ‫في دمش��ق فشّ��لها‪ .‬عملت صالون��اً أدبيًا‬ ‫ف��ي بيته��ا تجم��ع في��ه المثقفي��ن أمثال‬ ‫ب��دوي الجب��ل وفخري الب��ارودي وغيرهم‬ ‫لتناقش��هم بأم��ور عدي��دة‪ ،‬علم��اً أن هذه‬ ‫المهمة كانت حكراً على الرجال‪.‬‬ ‫تعتبرثري��ا الحاف��ظ م��ن أه��م‬ ‫الرائ��دات الس��وريات المناض�لات ض��د‬ ‫االس��تعمار الفرنسي لسوريا عام ‪1939‬‬ ‫إذ ق��ادت م��ع رفيقاته��ا وبن��ات جيله��ا‬ ‫ومنهن‪ :‬ألفة اإلدلبي وجيهان الموصللي‬ ‫وس��نية األيوب��ي‪ ،‬المظاه��رات للضغط‬ ‫عل��ى الحكومة التي أقامها الفرنس��يون‬ ‫ش��عبيًا لإلفراج عن زوجها وعن السجناء‬ ‫الوطنيي��ن عام��ة‪ .‬كم��ا ق��ادت حرك��ة‬ ‫التوعية من أجل تح��رر المرأة من خالل‬ ‫األحاديث اإلذاعية والمحاضرات واألندية‬ ‫والجمعيات التي ش��اركت في تأسيسها‪.‬‬ ‫وعندما أسس زوجها الصحفي والمناضل‬ ‫منير الريّس "جريدة بردى" عام ‪،1946‬‬ ‫طالبت��ه بأن تكون الجريدة صوتًا إضافيًا‬ ‫يدعم قضايا المرأة ويقف إلى جانبها‪.‬‬ ‫إن أول وص��ول للم��رأة ألح��د‬ ‫البرلمان��ات في س��ورية كان في حقبة‬ ‫الوح��دة الس��ورية المصري��ة (‪1958‬‬ ‫إل��ى ‪ )1961‬حي��ث ضم برلم��ان الوحدة‬ ‫المعروف باسم (مجلس األمة) والمكون‬ ‫بمجموع��ه من ‪ 600‬عض��واً‪ 200 ،‬منهم‬ ‫من اإلقليم الشمالي (سورية)‪.‬‬ ‫وألول مرة في تاريخ سورية تدخل‬ ‫المرأة في عضوية المجالس التشريعية‪،‬‬ ‫إذ كان في عداد ممثلي القطر الس��وري‬ ‫س��يدتان هما جيه��ان الموصل��ي ووداد‬ ‫هارون‪.‬‬ ‫لقد كان للمرأة الس��ورية دور كبير‬ ‫في الحياة السياس��ية واالجتماعية خالل‬ ‫الق��رن الماض��ي وقب��ل أن يصبح حزب‬ ‫البعث العربي االشتراكي الحزب الحاكم‬ ‫ف��ي س��وريا‪ ،‬حيث س��اهمت ف��ي مجال‬ ‫الثقافة والتربية والفنون فكانت األديبة‬ ‫والش��اعرة والمعلمة والصحفية‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى مش��اركتها ف��ي الح��ركات الجهادية‬ ‫ض��د االحت�لال الفرنس��ي وقيادته��ا‬ ‫للمظاه��رات‪ ،‬ومس��اهمتها ق��ي أعم��ال‬ ‫اإلس��عاف والخدمات االجتماعية والفنية‬ ‫ف��ي المجال��س الثقافية‪ .‬إن ال��دور الذي‬ ‫لعبت��ه المرأة الس��ورية وم��ا تلعبه حاليًا‬ ‫لي��س عبارة عن ظاه��رة بل هو حقيقة‬ ‫دوّنها التاريخ وسيظل يثبتها كل يوم‪.‬‏‬

‫‪15‬‬


‫الثانية ظهر ًا‬

‫اجلمعة‬ ‫‪ 14‬ت�شرين الأول ‪2011‬‬ ‫العا�شرة �صباح ًا‬

‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 16 | )4‬تشرين األول ‪2011 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫يوسف رأى النور‪ ...‬غرفة‬ ‫في المشفى تشبه كل الغرف‪،‬‬ ‫مزينة بورود وبضع بوالين‪...‬‬ ‫فرحة ترتسم على الوجوه‪،‬‬ ‫وأحالم بدأ والداه برسمها أليام‬ ‫وسنين قادمة‪...‬‬ ‫كيف سيبدو شكله غداً؟‬ ‫بعد غد؟ بعد سنة؟‪ ...‬سيكون‬ ‫شعره أملسًا أم أجعداً؟‪ ...‬هل‬ ‫ستكون عيناه كبيرتان باتساع‬ ‫السماء؟‪ ...‬هل سيكون صوته‬ ‫جمي ً‬ ‫ال؟ ربما سيلدغ بحرفٍ ما‪...‬‬ ‫كيف سيكون خطه عندما سيبدأ‬ ‫بكتابة كلماته األولى؟‪ ...‬هل‬ ‫سيحب الرياضيات والفيزياء؟‬ ‫أم سيعشق اللغة والتاريخ؟‪...‬‬ ‫كيف سيبدو شكل عروسه؟‬ ‫وكم ولداً سوف ينجب؟‪ ...‬أحالم‬ ‫امتدت لسنين قادمة‪ ،‬احتضنتها‬ ‫جدران غرفة صغيرة مزينة‬ ‫بورود وبوالين‪ ،‬في مشفىً‬ ‫وسط دمشق‪...‬‬

‫في حي القدم بدمشق‪،‬‬ ‫رصاصة خرجت من فوهة‬ ‫بندقية لتستقر في صدر‬ ‫ابراهيم وتنهي أحالمه وأحالم‬ ‫والديه به‪...‬‬ ‫قبل ‪ 10‬سنين‪ ،‬رأى ابراهيم‬ ‫النور‪ ،‬وولدت معه ذات األحالم‬ ‫الوردية التي تولد مع كل‬ ‫طفل‪ ...‬كبر ابراهيم‪ ،‬أصبح‬ ‫فتىً ذو شعر أملس وأحالم‬ ‫ٍ‬ ‫أصبح‬ ‫بعضها وردي‪ ،‬بعضها‬ ‫دون لون‪ ،‬كبر‪ ،‬تالشى‪ ،‬اختفى‪،‬‬ ‫وبعضها ولد في صباحاتٍ‬ ‫ربيعية دافئة‪ ...‬أحالمه تشبه‬ ‫كل األحالم‪ ،‬خطه رديء نوعًا‬ ‫ما‪ ،‬يحب الشعر كثيراً ويكره‬ ‫الفيزياء والعلوم‪ ...‬لم يحب فتاة‬ ‫يومًا فهو خجول كثيراً‪ ...‬واليوم‪،‬‬ ‫فقط اليوم‪ ،‬تلك الرصاصة‬ ‫أنهت كل شيء‪ ،‬رصاصة أطلقت‬ ‫باسم وطن ربما‪ ،‬أو باسم من‬ ‫يسمي نفسه "سيد الوطن"‪...‬‬ ‫اليوم‪ ،‬يوسف رأى النور‪،‬‬ ‫وابراهيم أغمض عينيه‬ ‫لألبد‪...‬‬

‫كالمي لن يفقهه من يقدسون‬ ‫األش���خ���اص أو ح��ت��ى خصومهم‬ ‫أصحاب الوالء لبعض األشخاص من‬ ‫المستعجلين لنصر قريب‪.‬‬ ‫البلدان عمرها عمر التاريخ‪ ،‬ال‬ ‫تقاس بالسنوات بل بالحقب والدول‪،‬‬ ‫فهي مكونة م��ن التاريخ وليست‬ ‫مكونة له كما األشخاص‪.‬‬ ‫ال��ب��ل��دان ت���راث م��ن القصص‬ ‫الشعبية وف��ن ال��ع��م��ارة والمواقع‬ ‫األث��ري��ة وال��ت��اري��خ��ي��ة‪ ،‬وال��م��ع��ارك‬ ‫الفاصلة والسنوات القاسية‪.‬‬ ‫البلدان ي��زداد طموحها بتقدم‬ ‫العمر‪ ،‬ويزداد شبابها وتنجب مزيداً‬ ‫من األطفال الرجال‪ ،‬ال يصيبها اليأس‬ ‫وال الوهن‪.‬‬ ‫ل��ل��ب��ل��دان رم���وزه���ا‪ ،‬تصنعُهم‬ ‫وتعلقهم على صدرها‪ ،‬ال تتم صناعتهم‬ ‫ويعلقون على جدرانها ليجبر أطفالها‬

‫على تمجيدهم والتسبيح بحمدهم‬ ‫ألنهم صنعوا البلد وأمجادها‪.‬‬ ‫عندما تختصر تونس ابن خلدون‬ ‫ببن علي تحدث ثورة‪ ،‬وعندما تختصر‬ ‫مصر المقريزي بمبارك تحدث ثورة‪،‬‬ ‫وعندما تختصر دمشق عبد الرحمن‬ ‫الكواكبي أقدم عاصمة مأهولة في‬ ‫التاريخ باألسد تحدث ثورة‪.‬‬ ‫الثورة هي صوت البلد يتكلم‪،‬‬ ‫يروي التاريخ ويتمنى المستقبل‪ ،‬ال‬ ‫يدقق في تفاصيل الواقع ألن عشر‬ ‫سنين أو خمسين سنة ليست إال‬ ‫لمحة في عمر البلد‪ ،‬كما آالف القتلى‬ ‫والجرحى‪ ،‬سيصبحون ندبًا صغيراً‬ ‫تروى قصته لألبناء كسائر الندوب‬ ‫والجروح الملتئمة‪.‬‬ ‫وف��ي النهاية سيسقط األس��د‬ ‫وتبقى البلد‪.‬‬ ‫محمد يوسف‬

‫شهداء‬ ‫سورية‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)3435‬‬ ‫دمشق‪104 :‬‬ ‫ريف دمشق‪285 :‬‬ ‫حمص‪1001 :‬‬ ‫حلب‪63 :‬‬ ‫حماه‪416 :‬‬ ‫الالذقية‪219 :‬‬

‫و له انحناءات الخريف له وصايا البرتقال‬ ‫له القصائد في النزيف له تجاعيد الجبال‬ ‫له الهتاف له الزفاف‬ ‫له المجلاّ ت الملوّنه‬ ‫المراثي المطمئنة‬ ‫ملصقات الحائط‪..‬‬ ‫العلم‪..‬‬ ‫ ‬ ‫التقدّم‪..‬‬ ‫ ‬ ‫فرقة اإلنشاد‪..‬‬ ‫ ‬ ‫مرسوم الحداد‪..‬‬ ‫ ‬ ‫و كل شيء‪ ..‬كل شيء‪ ..‬كل شيء‪..‬‬ ‫حين يعلن وجهه للذاهبين إلى مالمح مجهه‪..‬‬

‫طرطوس‪87 :‬‬ ‫درعا‪619 :‬‬ ‫دير الزور‪133 :‬‬ ‫الحسكة‪32 :‬‬ ‫القامشلي‪0 :‬‬ ‫الرقة‪12 :‬‬ ‫ادلب‪386 :‬‬

‫السويداء‪16 :‬‬ ‫‪ 3127‬عدد الذكور‬ ‫عدد اإلناث‬ ‫‪ 97‬‬ ‫‪ 177‬عدد األطفال الذكور‬ ‫عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 34‬‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2011 / 10 / 15‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.