Souraitna 176

Page 1

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪1‬‬


‫مازن دروي�ش‪� ،‬ضحية لالختفاء الق�سري من جديد‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫سوريتنا ‪ -‬خاص‬ ‫قال المركز الس��وري لإلع�لام وحرية التعبير‬ ‫«إن س��لطات النظام حولت يوم أمس السبت‬ ‫الصحفي والحقوقي مازن درويش من مركز‬ ‫احتجازه في س��جن عدرا إلى جهة مجهولة»‪،‬‬ ‫فيم��ا قالت الصحفي يارا ب��در زوجة درويش‬ ‫لسوريتنا «إن الناشط السلمي هاني الزيتاني‬ ‫والمدوّن حسين غرير ال يزاال في سجن عدرا‬ ‫بحس��ب آخر المعلومات الت��ي وصلت للمركز‪،‬‬ ‫فيم��ا نق��ل درويش إل��ى جهة مجهول��ة‪ ،‬وال‬ ‫يعلم س��بب النقل الذي تم بحقه بعد جلس��ة‬ ‫سادسة كان من المفترض أن يُنطق بالحكم‬ ‫فيها»‪.‬‬ ‫عملية النقل تمت قبل أيام من الذكرى الثالثة‬ ‫لعملي��ة االعتقال التي س��جلت بحق درويش‬ ‫وزمالئه في الس��ادس عش��ر من شباط عام‬ ‫‪ ،2012‬حي��ث اقتحمت قوى أمني��ة مقر عمل‬ ‫المركز الس��وري لإلعالم وحري��ة التعبير في‬ ‫دمشق واعتقلت جميع من فيه‪ ،‬ثم تم تحويل‬ ‫دروي��ش ومن معه إلى س��جن ع��درا‪ ،‬واتّهم‬ ‫بالم��ادة الثامنة من قان��ون اإلرهاب (الترويج‬ ‫لألعم��ال اإلرهابي��ة) الصادر بع��د اعتقالهم‪،‬‬ ‫ليحاكموا أمام محكمة اإلرهاب التي تأسّست‬ ‫بعد اعتقالهم كذلك‪.‬‬ ‫فيما رجح عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة‬ ‫السورية للدفاع عن حقوق اإلنسان أن يكون‬ ‫درويش قد حول إلى فرع أمني جديد بغرض‬ ‫التحقي��ق معه‪ ،‬وقال ريحاوي لس��وريتنا «إنه‬ ‫كان م��ن المفت��رض أن يت��م إط�لاق س��راح‬ ‫درويش قبل ثالثة أش��هر حين صدر مرسوم‬ ‫عف��و رئاس��ي‪ ،‬إال أن مكت��ب األم��ن الوطني‬

‫(القوم��ي س��ابق ًا) رف��ض تش��ميل دروي��ش‬ ‫ورفاق��ه بالمرس��وم‪ ،‬كم��ا أنه عرق��ل إطالق‬ ‫س��راحه»‪ ،‬مضيف ًا أن «هناك خش��ية حقيقية‬ ‫على حياته اليوم ومطالب ًا الس��لطات بالكشف‬ ‫عن مصيره باعتبار أن��ه بات ضحية لالختفاء‬ ‫القسري»‪.‬‬ ‫المركز الس��وري وجهات سورية ودولية أخرى‬ ‫كان��ت قد ناش��دت الس��لطات بإطالق س��راح‬ ‫درويش‪ ،‬فيما أكدت بدر أن السلطات رفضت‬ ‫تشميل درويش بمراسيم العفو التي صدرت‬ ‫في دمشق منذ عامين‪ ،‬وكانت هيئة المحكمة‬ ‫ق��د وافق��ت عل��ى أن يتاب��ع زم�لاء دروي��ش‬ ‫«منص��ور العم��ري وعب��د الرحم��ن حم��ادة»‬ ‫محاكمته��م وهم طلقاء‪ ،‬ورفضت كل طلبات‬ ‫هيئة الدف��اع أن تعامل بالمثل مازن درويش‬

‫وحسين غرير وهاني الزيتاني‪.‬‬ ‫يذك��ر أن دروي��ش هو من األص��وات المدنية‬ ‫القليلة المتبقية في س��وريا التي ال تتبع ألي‬ ‫تيار سياس��ي ويش��كل اعتقاله حدث ًا مفصليًا‬ ‫في الحراك الش��عبي في البالد‪ ،‬ويعتبر برأي‬ ‫كثيرين من أهم األصوات المدنية الس��لمية‪،‬‬ ‫وهو ذات الس��بب الذي أدى العتقاله من قبل‬ ‫النظ��ام‪ ،‬فيما ال تكاد تذكره الهيئات والتيارات‬ ‫السياسية المعارضة في البالد وخارجها‪ ،‬وقد‬ ‫عرقل��ت محاكمت��ه لمرات عدة بس��بب رفض‬ ‫المخاب��رات الجوية تقديم أدل��ة ضده بعد أن‬ ‫طلبت المحكمة ذلك مراراً‪ ،‬فيما يش��كل عدم‬ ‫تش��ميله بالعفو بطلب من أجهزة أمنية خرقًا‬ ‫مباشراً لدستور النظام وقوانينه وتشريعاته‬ ‫من قبل مخابراته‪.‬‬

‫اخلوجة يزور مقرات للواء العا�شر تنظيم "الدولة الإ�سالمية" ينفرد‬ ‫بجمع الزكاة يف امليادين بدير الزور‬ ‫بريف الالذقية‬ ‫الالذقية ‪ -‬ميس الحاج‬ ‫زار رئي��س االئتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الس��ورية خالد‬ ‫خوجة برفقة وزير الدفاع بالحكومة الس��ورية المؤقتة اللواء س��ليم‬ ‫إدريس ريف الالذقية قبل نحو أسبوع‪.‬‬ ‫وأعل��ن رئي��س االئتالف خ�لال الزي��ارة "أن االئتالف ل��ن يجلس إلى‬ ‫طاول��ة حوار مع النظام‪ ،‬إال على أس��اس بيان جني��ف الذي يدعو إلى‬ ‫إقامة حكومة انتقالية في سوريا"‪.‬‬ ‫وأك��د الخوجة أن االئتالف يعمل م��ع الحكومة المؤقتة وهيئة األركان‬ ‫بانس��جام كام��ل‪ ،‬واس��تراتيجية واح��دة بمش��اركة الق��وى الثوري��ة‬ ‫المنتش��رة عل��ى األراض��ي الس��ورية‪ ،‬وأض��اف ان مؤسس��ة الجيش‬ ‫السوري الحر ستكون لها األولوية ضمن مشاريع االئتالف والحكومة‪،‬‬ ‫من أجل فرض منطقة آمنة تساعد على النهوض بالمشاريع‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬قال وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة سليم إدريس "إنه‬ ‫تم خالل الزيارة اطالع المس��ؤولين العس��كريين ف��ي ريف الالذقية‪،‬‬ ‫عل��ى خط��ط وزارة الدف��اع لتض��م جمي��ع المقاتلي��ن عل��ى األرض‬ ‫وتنظمهم في اطار جيش نظامي"‪.‬‬ ‫وبين الناش��ط اإلعالمي بكري العمر العمر لـ "س��وريتنا"‪" :‬أن زيارة‬ ‫الخوجة كانت س��رية تم اإلعالن عنها بعد خروجه من ريف الالذقية‬ ‫حيث نش��رت فديوه��ات لزيارته تظهر لق��اءه بمقاتلي الجيش الحر‬ ‫واألماكن التي زارها"‪.‬‬ ‫وأض��اف أن زيارة الخوجة "اقتصرت على مقرات اللواء العاش��ر التابع‬ ‫للجيش الس��وري الحر‪ ،‬والواقعة على الحدود مع تركيا لبضع ساعات‬ ‫حيث التقى بعض عناصر اللواء"‪.‬‬

‫سوريتنا ‪ -‬دير الزور‬ ‫أنهى "ديوان الزكاة"‬ ‫التابع لتنظيم "الدولة‬ ‫اإلسالمية" في مدينة‬ ‫الميادين بريف دير‬ ‫الزور‪ ،‬يوم السبت جمع‬ ‫"الزكاة المستحقة" من‬ ‫التجار وأصحاب المحال‬ ‫التجارية‪،‬‬ ‫وقال��ت مصادر من مدين��ة الميادي��ن‪" :‬إن تنظيم الدول��ة طلب من‬ ‫أصح��اب المه��ن والمح��ال التجاري��ة في المدين��ة‪ ،‬ج��رداً ألرباحهم‬ ‫وللموجودات داخل محالهم منذ مطلع العام الجاري" مضيف ًا أن لجنة‬ ‫مما يس��مى "ديوان الزكاة" تجول على المحال بعد ذلك‪ ،‬وتتأكد من‬ ‫صحة البيانات التي قدمها أصحاب التجار وأصحاب المهن‪.‬‬ ‫ويتوج��ب بعد ذلك على التاجر وصاح��ب المهنة مراجعة مقر "ديوان‬ ‫ال��زكاة" لدفع القيم��ة المفروضة عليه من التنظي��م‪ ،‬والتي حددها‬ ‫ب��ـ ‪ 5 .2‬بالمئ��ة من قيم��ة الموجودات لدى صاح��ب المهنة أو المحل‬ ‫التجاري‪.‬‬ ‫وكان تنظيم "الدولة اإلس�لامية" أعلن تأسيس "ديوان الزكاة" خالل‬ ‫خط��ب صالة الجمع��ة‪ ،‬محذراً أنه الجهة الوحي��دة التي تعنى بجبابة‬ ‫وتوزي��ع "أم��وال الزكاة"‪ ،‬وأه��اب التنظيم بأصح��اب المهن والمحال‬ ‫التجارية االمتثال إلى دفع الزكاة المفروضة وإال سيلجأ التنظيم إلى‬ ‫القوة في تحصيلها‪.‬‬


‫الثاني ‪ 2014 /‬وحتى ‪ / 21‬أیلول ‪ ،2014 /‬وقد‬ ‫تسببت تلك الهجمات بمقتل ما الیقل عن ‪49‬‬ ‫ش��خصاً‪ ،‬بینهم ‪ 16‬طف ً‬ ‫ال و‪ 4‬نس��اء‪ ،‬وإصابة‬ ‫‪ 250‬آخرین بجروح‪ ،‬وذلك بش��كل مباشر‪ ،‬أما‬ ‫مخلف��ات تلك الذخائر فقد تس��ببت بمقتل ما‬ ‫الیقل عن ‪ 15‬ش��خصًا نصفه��م أطفال أي ‪7‬‬ ‫أطفال و‪ 3‬نس��اء‪ ،‬أي أن مجم��وع الضحایا بلغ‬ ‫‪ 64‬شخصاً بینهم ‪ 30‬طف ً‬ ‫ال وامرأة أي أن ‪50%‬‬ ‫م��ن الضحایا هم نس��اء وأطف��ال‪ ،‬و‪ 98%‬من‬ ‫الضحایا هم مدنیون‪.‬‬

‫تنظيم الدولة يقتل "كنجي" ح�سب ت�سجيل‬ ‫م�صور ويتوعد اليابان باملجازر‬ ‫سوريتنا ‪ -‬وكاالت‬ ‫ال مصوراً‬ ‫بث تنظيم الدولة اإلس�لامية تس��جي ً‬ ‫أمس يظهر شخصًا ملثماً يحمل سكيناً يتحدث‬ ‫باس��م التنظي��م‪ ،‬وبجانبه الصحف��ي الياباني‬ ‫المختطف لدى النظيم "كنجي غوتو"‪.‬‬ ‫ووجّه المتحدث في الفيديو رسالة إلى الحكومة‬ ‫اليابانية قائ ً‬ ‫ال‪ " :‬أنتم كحلفائكم الس��فهاء في‬ ‫التحالف الشيطاني‪ ،‬لم تدركوا بعد أننا بفضل‬ ‫اهلل خالفة إس�لامية تمتلك القوة والس��لطان‪،‬‬ ‫وجيش كامل متعطش لدمائكم"‪.‬‬ ‫وأضاف المل ّثم قبل أن يحز رقبة "كنجي" برقبته‪،‬‬ ‫مخاطبًا رئيس الحكومة اليابانية "ش��ينزو آبي"‪:‬‬ ‫" بس��بب قرارك الطائش بالمش��اركة في حرب‬ ‫عقيم��ة‪ ،‬ف��إن هذه الس��كين لن تذب��ح (كنجي)‬ ‫فحس��ب‪ ،‬بل ستس��تمر وتحدث المج��ازر حيثما‬ ‫وجدنا شعبك‪ ،‬فليبدأ الكابوس لليابان"‪.‬‬ ‫يأت��ي ذل��ك بعد أيام م��ن انتهاء مهل��ة تنظيم‬ ‫"الدول��ة اإلس�لامية" ال��ذي ب��ث ي��وم الثالث��اء‬ ‫تس��جيال صوتيا هدد فيه بقتل الطيار األردني‬ ‫معاذ الكساسبة والصحفي الياباني "كنجي" إذا‬ ‫لم يتم إطالق سراح س��اجدة الريشاوي‪ ،‬وهي‬ ‫عراقية مس��جونة ف��ي األردن ومتهمة بتنفيذ‬ ‫تفجيرات في عمّان عام ‪2005‬‬ ‫وق��د وصف رئي��س ال��وزراء الياباني "ش��ينزو‬ ‫آب��ي" التهديدات الت��ي أطلقها تنظي��م الدولة‬ ‫بإع��دام مواطنه "كنجي" والطيار األردني معاذ‬ ‫الكساس��بة بأنه��ا "دنيئ��ة"‪ ،‬ف��ي حي��ن حمّلت‬ ‫عش��يرة الطي��ار النظ��ام األردن��ي مس��ؤولية‬ ‫الحفاظ عل��ى حياته‪ ،‬مطالب��ة بتكثيف الجهود‬ ‫إلطالق سراحه‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬

‫وق��د أص��در مرص��د الذخائ��ر العنقودیة عام‬ ‫‪ 2014‬تقری��راً ح��ول اس��تخدام الذخائ��ر‬ ‫العنقودیة في العالم‪ ،‬مشيراً إلى أن الضحایا‬ ‫الذی��ن قتله��م نظ��ام األس��د يف��وق ضحایا‬ ‫اس��تخدام االحت�لال اإلس��رائيلي للذخائ��ر‬ ‫العنقودیة في حرب عام ‪.2006‬‬

‫الصحفي الياباني مع أطفال ريف الالذقية | ‪2014‬‬

‫وكان تس��جي ً‬ ‫ال صوتيًا مرفقًا بصورة لـ"كنجي"‬ ‫انتش��ر قب��ل أس��بوعين‪ ،‬وظه��ر "كنج��ي" في‬ ‫الص��ورة مرتدياً بزة برتقالي��ة‪ ،‬ويحمل صورة‬ ‫بدت أنها لزميله بعد قطع رأسه‪.‬‬ ‫جدي��ر بالذك��ر أن أس��تاذ قان��ون الش��ريعة‬ ‫اإلس�لامية ومدي��ر جمعي��ة مس��لمي الياب��ان‬ ‫البروفس��ور "حس��ن كو ناكات��ا" كان قد طالب‬ ‫تنظي��م "الدول��ة اإلس�لامية" بإط�لاق س��راح‬ ‫األس��يرين اليابانيين المحتجزين لديه‪ ،‬معتبراً‬ ‫أن ه��ذا س��يؤدي إل��ى تصحيح تص��ور "الدولة‬ ‫اإلس�لامية" في أذهان األجان��ب الذين لم تكن‬ ‫لديهم معرفة كاملة عن حقيقة "الدولة"‬ ‫وس��اجدة مبارك عطروس الريشاوي (‪ 44‬عاما)‬ ‫عراقي��ة ش��اركت في تفجي��رات فن��ادق عمان‬ ‫الثالثة يوم ‪ 9‬تشرين الثاني ‪ ،2005‬لكنها نجت‬ ‫عندما لم ينفجر حزامها الناسف‪ ،‬ولجأت بعدها‬ ‫إلى معارفها في مدينة الس��لط (‪ 30‬كلم غرب‬ ‫عمان) حي��ث قبضت عليها الس��لطات بعد عدة‬ ‫أيام‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا ‪ -‬حلب‬ ‫أعلن��ت الجبهة الش��امية المقاتل��ة في حلب‬ ‫قب��ل يومي��ن انضم��ام حركة ح��زم بكافة‬ ‫مكوناته��ا عل��ى األس��س والمب��ادئ الت��ي‬ ‫تشكلت عليها الجبهة حس��بما ورد في بيان‬ ‫رسمي لها‪.‬‬ ‫وطلبت الجبهة في بيانها من كافة الفصائل‬ ‫ح��ل خالفاته��ا م��ع الحرك��ة ع��ن طري��ق‬ ‫قيادة الجبه��ة الش��امية‪ ،‬ومكتبها القضائي‬ ‫باالحتكام لش��رع اهلل وف��ض أي نزاع بروح‬ ‫األخوة‪.‬‬ ‫وكانت جبهة النصرة استولت خالل األسبوع‬ ‫الفائ��ت عل��ى مواقع تس��يطر عليه��ا حركة‬ ‫حزم غربي حلب‪ ،‬وذك��رت النصرة في بيان‬ ‫له��ا أن عناصره��ا اس��تردوا مقراته��م في‬ ‫معسكر الشيخ سليمان بعدما سلبتها حركة‬ ‫حزم غدراً قبل نحو ثالثة ش��هور‪ ،‬مؤكد ًة أن‬ ‫عناصره��ا هم م��ن انتزعوا المعس��كر من‬ ‫قوات النظام بمشاركة فصائل أخرى‪.‬‬ ‫وأوضحت النصرة في بيانها أن أهم أس��باب‬ ‫اقتح��ام المعس��كر كان ف��ك أس��ر أربع��ة‬ ‫عناصر من الجبه��ة وبعض المدنيين الذين‬ ‫اعتقلتهم "حزم" ولم تطلق س��راحهم رغم‬ ‫إعطائها العهود بإطالقهم حسب البيان‪.‬‬ ‫وح��ذرت النصرة في خت��ام بيانه��ا من أنها‬ ‫لن تترك حق��اً من حق��وق المجاهدين دون‬ ‫ً‬ ‫الفتة أن ذلك لن‬ ‫استرداده مهما كلف الثمن‪،‬‬ ‫يكون سبب ًا النسحاب عناصرها من الجبهات‬ ‫ضد قوات النظام‪.‬‬ ‫ومن جهتها‪ ،‬أكدت حزم أن عناصر "النصرة"‬ ‫هاجموا مقراتها في ريف حلب الغربي تحت‬ ‫"ادعاء باطل" حسب ما ورد في بيان رسمي‬ ‫للحرك��ة‪ ،‬واتهمت حزم أم��راء جبهة النصرة‬ ‫بتبن��ي فك��ر التفكي��ر والغل��و ض��د كل من‬ ‫يخالفهم بالرأي‪.‬‬ ‫وتعتب��ر حرك��ة حزم واح��دة م��ن الفصائل‬ ‫القليل��ة الت��ي تمتل��ك أس��لحة متوس��طة‬ ‫متط��ورة‪ ،‬وصواري��خ مض��ادة للدبابات من‬ ‫ط��راز " ت��او "‪ ،‬ويتواج��د عناصرها بش��كل‬ ‫خاص في محافظتي حلب وإدلب‪.‬‬ ‫ومن جانب آخ��ر‪ ،‬أعلنت الفرقة ‪ 16‬في بيان‬ ‫لها قبل يومين أن عناصر من جبهة النصرة‬ ‫أقدم��وا عل��ى اعتق��ال ‪ 11‬عنص��راً تابعين‬ ‫للفرق��ة كان��وا ف��ي طريقه��م إل��ى إح��دى‬ ‫جبه��ات حل��ب‪ ،‬ودع��ت الفرقة قي��ادة جبهة‬ ‫النصرة إلى االلتزام ببن��ود الهدنة وتحكيم‬ ‫ش��رع اهلل واإلف��راج الف��وري ع��ن كاف��ة‬ ‫العناص��ر والمعتقلي��ن دون قي��د أو ش��رط‪،‬‬ ‫وأمهلت الفرقة جبهة النصرة بضع س��اعات‬ ‫لالس��تجابة إلى مطلبها دون تعقيب إضافي‬ ‫في البيان‪.‬‬

‫شعبها"‪ ،‬وجاء ذلك في جلسة لمجلس األمن‬ ‫أمس عن تنفيذ القرارات اإلنسانية ذات‬ ‫األرقام ‪ 2139‬و‪ 2165‬و‪.2191‬‬ ‫وقالت "وا كانغ" إن نظام األسد "واصل القصف‬ ‫الجوي‪ ،‬بما في ذل��ك القنابل العنقودية‪ ،‬في‬ ‫المناط��ق المكتظة بالس��كان"‪ ،‬وتحدثت عن‬ ‫مقت��ل نحو ‪ 100‬ش��خص وإصابة العش��رات‬ ‫بين ‪ 21‬و‪ 26‬من الش��هر الج��اري في عمليات‬ ‫قصف جوي من قبل نظام األس��د في ش��رق‬ ‫الغوطة وريف دمشق‪ ،‬مش��ددة على ضرورة‬ ‫إيجاد سبيل إلنهاء ما يجري في سورية‪.‬‬ ‫وقال��ت وا كان��غ‪" :‬ف��ي البداية قب��ل نحو أربع‬ ‫س��نوات كان ملي��ون ش��خص بحاج��ة إل��ى‬ ‫المس��اعدات اإلنس��انية بداخل الب�لاد‪ ،‬اليوم‬ ‫وص��ل ه��ذا الع��دد إل��ى ‪ 12‬مليون��اً‪ ،‬وقد لجأ‬ ‫ثالثة ماليي��ن و‪ 800‬ألف ش��خص إلى الدول‬ ‫المجاورة"‪ .‬وأكدت على الحاجة الملحة لتوفير‬ ‫التمويل العاجل للوكاالت اإلنس��انية لتتمكن‬ ‫من مواصلة عملها‪.‬‬ ‫وكانت الشبكة الس��ورية لحقوق اإلنسان قد‬ ‫وثقت ما الیقل عن ‪ 83‬هجوم ًا لنظام األس��د‬ ‫بالذخائ��ر العنقودیة‪ ،‬وذلك من��ذ ‪ / 25‬كانون‬

‫أخبار وتقارير‬

‫اجلبهة ال�شامية ت�ضم الأمم املتحدة تذ ّكر العامل بجرائم نظام الأ�سد‬ ‫سوريتنا ‪ -‬وكاالت‬ ‫حركة حزم وتتبنى‬ ‫دعت مساعدة األمين العام لألمم المتحدة‬ ‫للشؤون اإلنسانية كيونغ وا كانغ العالم إلى‬ ‫حل خالفها مع الن�صرة "عدم نسيان سورية والفظائع المرتكبة ضد‬

‫‪3‬‬


‫اخلوجة يطلب من �سفارة‬ ‫االئتالف يف قطر �إيقاف جتديد‬ ‫جوازات ال�سفر ال�سورية‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫سوريتنا ‪ -‬اسطنبول‬ ‫كش��ف رئيس االئتالف الوطن��ي لقوى الثورة‬ ‫والمعارضة الس��ورية خالد خوجة يوم السبت‬ ‫أن لصاق��ات تمدي��د صالحية جوازات الس��فر‬ ‫الس��ورية التي تصدرها س��فارة االئتالف في‬ ‫قطر‪ ،‬غير معترف بها إال في دولة قطر‪.‬‬ ‫وأك��د خوجة في تصريح صحف��ي أن االئتالف‬ ‫أرس��ل كتابًا إلى سفارة االئتالف في العاصمة‬ ‫القطرية الدوحة‪ ،‬يطلب منها فيه إيقاف تمديد‬ ‫جوازات س��فر الس��وريين في قطر‪ ،‬من خالل‬ ‫تلك ال ّلصاقات غير القانونية حسب الخوجة‪.‬‬ ‫وأوض��ح رئيس االئتالف أن تل��ك اللصاقات ال‬ ‫تخول المواطن الس��وري السفر إلى أي دولة‪،‬‬ ‫بل من الممكن أن تس��بب له مشاكل قانونية‬ ‫وت��ؤدي به إل��ى الس��جن بين ‪ 3‬و ‪ 9‬س��نوات‪.‬‬ ‫ولف��ت الخوجة إلى أنه تجري ف��ي هذه األيام‬ ‫مباحث��ات مع دولة أوربية للتنس��يق مع األمم‬ ‫المتحدة بهدف منح الس��وريين لصقات تمديد‬ ‫صالحية لجوازات السفر‪.‬‬ ‫وكانت س��فارة االئتالف الوطني لقوى الثورة‬ ‫والمعارضة الس��ورية نش��رت قب��ل أيام عبر‬ ‫صفحتها على "فيس��بوك" صوراً تظهر توافد‬ ‫بعض أبناء الجالية السورية في قطر إلى مقر‬ ‫الس��فارة لتمدي��د صالحية جوازات س��فرهم‬ ‫بلصاقات االئتالف حسب وصف الصفحة‪.‬‬

‫تنظيم «الدولة الإ�سالمية» يعدم �سبعة �أ�شخا�ص‬ ‫وي�ستنفر يف منبج‬ ‫سوريتنا ‪ -‬يعرب عبد الجبار‬ ‫أقدم تنظيم «الدولة اإلس�لامية» على إعدام‬ ‫س��بعة أش��خاص ف��ي مدين��ة منبج ش��مالي‬ ‫س��وريا يوم الثالثاء الماضي بتهم عدة‪ ،‬وفي‬ ‫أماك��ن متفرقة من المدينة‪ ،‬حيث نفذ الحكم‬ ‫بحق بعض أهالي المدينة وبعض المقاتلين‬ ‫السابقين في الجيش الحر‪.‬‬ ‫وق��ال مص��در ف��ي المدينة ل��ـ «س��وريتنا»‪:‬‬ ‫«إن التنظي��م أع��دم أح��د أبرز ق��ادة الكتائب‬ ‫ف��ي المدينة س��ليمان الب��كاري المعتقل لدى‬ ‫التنظي��م من��ذ نح��و ع��ام‪ ،‬وحس��ان عب��اس‬ ‫مؤس��س كتيبة عمار بن ياس��ر الت��ي بايعت‬ ‫تنظي��م الدول��ة فيم��ا بع��د بينما ه��و ألتزم‬ ‫الحي��اد‪ ،‬والمقاتلين في الجي��ش الحر حمادو‬ ‫الجي��ران ومحمد مصطفى حجازي‪ ،‬وابراهيم‬ ‫حمام الذي اتهمه النظيم بالتخابر مع التحالف‬ ‫الدولي ضده»‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر أن ثالثة أش��خاص لم تعرف‬ ‫تهمه��م كان��وا ضم��ن قائم��ة المحكومي��ن‪،‬‬ ‫وهم خال��د وليد الس��عيدي‪ ،‬وابراهيم حمام‪،‬‬ ‫وشخص آخر لم يعرف اسمه‪ ،‬وأضاف المصدر‬ ‫أن اش��تباكات حدث��ت بي��ن عناص��ر التنظيم‬ ‫ومس��لحين في الطرف الش��رقي من المدينة‬ ‫وذلك بعد ساعات من تنفيذ أحكام اإلعدام‪.‬‬

‫ولفت المصدر إلى حالة استنفار بين صفوف‬ ‫التنظي��م ف��ي المدين��ة‪ ،‬وذل��ك بالتزامن مع‬ ‫انتش��ار اش��اعة ح��ول محاول��ة ف��رار عناصر‬ ‫م��ن التنظيم بمس��اعدة األهال��ي‪ ،‬ومالحظة‬ ‫حالة من التذمر لدى المدنيين بس��بب فرض‬ ‫التنظي��م االلتح��اق بدورة ش��رعية مدتها ‪14‬‬ ‫يوم��ًا عل��ى رج��ال المدين��ة بش��كل إجباري‪،‬‬ ‫ومعاقبة المتخلفين بالسجن لمدة تتراوح بين‬ ‫الشهر والسنة باإلضافة إلى غرامة مالية‪.‬‬ ‫واتب��ع التنظي��م ف��ي اآلونة األخيرة سياس��ة‬ ‫اإلعدامات الجماعي��ة بعد اندحار عناصره من‬ ‫مدين��ة عين العرب «كوباني» ش��مال ش��رق‬ ‫مدين��ة منب��ج‪ ،‬وخوف��ًا م��ن اضطراب��ات في‬ ‫المدينة المعروفة باحتضان سكانها لمقاتلي‬ ‫الجي��ش الح��ر وتعاطفهم معه حس��ب ما أكد‬ ‫المصدر‪.‬‬

‫العلويون يختبئون‪� ،‬شباب يغادرون �سوريا خالل �أربع وع�شرين �ساعة‬ ‫دمشق ‪ -‬سالم بصيص‬ ‫خالل أربع وعشرين س��اعة كان على أحمد‬ ‫أن يغادر سوريا باتجاه أي مكان في العالم‪،‬‬ ‫م��ن الالذقي��ة باتج��اه مرس��ين عب��ر البحر‬ ‫وبكلف��ة ‪ 180‬دوالراً‪ ،‬فرّ أحمد من س��وريا‬ ‫بعد أن وصله تبليغ لاللتحاق بقوات النظام‪،‬‬ ‫ل��م يكن يتوقع أن يصله تبليغ رس��مي ولم‬ ‫يك��ن يخطط للس��فر وه��و الذك��ر الوحيد‬ ‫المتبق��ي في المن��زل بعد أن س��افر أخويه‬ ‫أيضاً من سوريا لذات السبب‪.‬‬ ‫أحمد ليس الوحيد الذي يترك البالد وعائلته‬ ‫وعمل��ه الخاص خالل س��اعات قليل��ة هارب ًا‬ ‫م��ن المخاب��رات العس��كرية الت��ي تالح��ق‬ ‫الشباب السوريين وتجبرهم على االنخراط‬ ‫في صفوف القوات النظامية‪ ،‬إذ يغادر يومي ًا‬ ‫ش��باب س��وريون البالد بين عمر العشرين‬ ‫وحت��ى األربعي��ن عب��ر أي طري��ق ممك��ن‪،‬‬ ‫بالنس��بة ألحمد كان البح��ر‪ ،‬لكن وائل كان‬ ‫عليه أن يجتاز طريق ًا برياً من دمش��ق حتى‬ ‫الحدود الش��مالية للبالد ليدخل تركيا عابراً‬ ‫الح��دود بط��رق غير ش��رعية‪ ،‬وم��اراً على‬ ‫عش��رات الحواج��ز العس��كرية الت��ي زرعها‬ ‫النظام في مناطق سيطرته‪،‬‬ ‫يتح��دث الش��باب الس��وريين الذي��ن غادروا‬ ‫البالد بس��بب ظروف مماثلة عن ساعات من‬ ‫الرع��ب الذي رافقهم وهم يغادرون مناطق‬ ‫النظ��ام‪ ،‬فكل حرك��ة يقوم به��ا أي عنصر‬ ‫تجع��ل المس��افر يظن بأنه س��يعتقل اآلن‪،‬‬ ‫يق��ول وائل "حدق ب��ي العنصر ف��ي حاجز‬

‫القطيق��ة التابعة للمخابرات الجوية طوي ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫وس��ألني ع��ن مهنتي وع��ن س��بب زيارتي‬ ‫لعفري��ن‪ ،‬قلت ل��ه بأني أزور أخت��ي هناك‪،‬‬ ‫تركني واتجه إلى راكب آخر"‪ ،‬تلك اللحظات‬ ‫تك��ررت عل��ى أكث��ر م��ن خمس��ين حاج��زاً‬ ‫عسكرياً من دمش��ق حتى حلب‪ ،‬فيما كانت‬ ‫اللحظات الت��ي انتظر فيها أحمد أن يعيد له‬ ‫العناصر جواز سفره إليه األقسى في حياته‬ ‫كما يصفها‪.‬‬ ‫يص��ل التبلي��غ العس��كري إل��ى المن��ازل أو‬ ‫أماك��ن العمل‪ ،‬يُعطي التبليغ فترة خمس��ة‬ ‫عش��ر يوماً لاللتحاق‪ ،‬الفترة كافية ليختفي‬ ‫المُبل��غ أو يغ��ادر البالد‪ ،‬فقب��ل انتهاء فترة‬ ‫االس��بوعين ال يعمم االس��م على الحواجز‪،‬‬ ‫إال أن عناص��ر أي نقط��ة تفتيش بإمكانهم‬ ‫أن يعتقل��وا أي مدن��ي بأي تهم��ة كانت‪ ،‬ما‬ ‫يجعل الش��بان الهاربين تحت خوف مزدوج‪،‬‬ ‫فيما تُسجل حاالت اعتقال من السفينة كما‬ ‫ش��هد أحمد‪ ،‬أو من الحافلة كما ش��هد وائل‪،‬‬ ‫بحق شبان سيقوا إلى قوات النظام‪.‬‬ ‫كما هو حال الش��بان من الطائفة السنّية‪،‬‬ ‫تص��ل التباليغ أيض�� ًا للذكور م��ن الطائفة‬ ‫العلوية‪ ،‬إال أنه من النادر أن ينجح العلويون‬ ‫المطلوبون للخدم��ة في مغادرة البالد‪ ،‬كما‬ ‫ه��و حال منصور ال��ذي يعتقد أنه في خطر‬ ‫كبي��ر في أي مكان في العالم خارج س��وريا‬ ‫يق��ول " ال اس��تطيع الذه��اب إل��ى تركيا أو‬ ‫لبنان‪ ،‬ال أع��رف أحداً هناك ول��ن يرحب بي‬ ‫أح��د‪ ،‬أنا علوي من جبل��ة‪ ،‬وال أريد أن أموت‬

‫ف��ي الجي��ش وال أن أقت��ل في خ��ارج البالد‬ ‫ألني علوي" لجئ منصور إلى قرية صغيرة‬ ‫ف��ي ري��ف جبل��ة‪ ،‬ويعي��ش الي��وم متخفي ًا‬ ‫وبعيداً عن األنظار‪.‬‬ ‫كحل بديل عن الخدمة في الجيش النظام‪،‬‬ ‫يعرض سماس��رة على الش��بان السوريين‬ ‫المطلوبين للخدمة‪ ،‬االلتحاق بميليشا الدفاع‬ ‫الوطني براتب يصل إلى عش��رين آلف ليرة‬ ‫سورية والبقاء في المنطقة التي ينتمي لها‬ ‫العنص��ر الجديد‪ ،‬كما بإم��كان الراغب بحل‬ ‫بعيد عن جيش النظام أن يلتحق بميليش��ا‬ ‫حزب اهلل في س��وريا كما يقول غسان "قال‬ ‫لي قريب لي أنه بإمكاني أن التحق بالحزب‬ ‫واتبع دورة مدتها ش��هر في إيران‪ ،‬ثم أعود‬ ‫لسوريا كعنصر غير مطلوب لقوات النظام‪،‬‬ ‫بهذه الحليلة أصبح مقاتالًِ مس��ج ً‬ ‫ال وأحمل‬ ‫بطاق��ة تعريف م��ن الحزب" يعط��ي الحزب‬ ‫مبل��غ ‪ 40‬ألف لي��رة ش��هري ًا لمقاتليه الذين‬ ‫ينخرط��ون ف��ي عملي��ات عس��كرية عل��ى‬ ‫جبهات عدة في البالد‪.‬‬ ‫قلة هم الش��بان الذي��ن يلتحقون بصفوف‬ ‫الق��وات النظامي��ة ف��ي الي��وم ف��ي البالد‪،‬‬ ‫والغالبي��ة منه��م م��ن الفق��راء الذي��ن ال‬ ‫يمتلك��ون أي ح��ل ينجيهم م��ن القتل على‬ ‫الجبهات‪ ،‬فيما يبقى قسم منهم يعيش في‬ ‫المدن متخفي ًا ألشهر وحتى سنوات بانتظار‬ ‫أن يتمك��ن من تأجيل االلتح��اق بالخدمة أو‬ ‫الهرب أو تغير الوضع السياس��ي والعسكري‬ ‫في البالد‪.‬‬


‫�شباب "ملهم التطوعي" يحلقون ر�ؤو�سهم ت�ضامن ًا مع الأمرية رزان‬ ‫انتش��رت عل��ى مواق��ع التواص��ل‬ ‫االجتماع��ي ص��ور لعش��رات م��ن‬ ‫الس��وريين‪ ،‬قام��وا بحلق رؤوس��هم‬ ‫تضامنًا م��ع الطفل��ة رزان المصابة‬ ‫بم��رض الس��رطان‪ ،‬وذل��ك بع��د أن‬ ‫تضام��ن معه��ا أعضاء فري��ق ملهم‬ ‫التطوعي في األردن‪.‬‬ ‫ونش��ر فري��ق مله��م التطوعي عبر‬ ‫صفحته على "فيسبوك"‪ :‬أن عشرات‬ ‫األش��خاص تضامن��وا م��ع األمي��رة‬ ‫رزان‪ ،‬ووصل��ت إلى الفريق رس��ائل‬ ‫واتص��االت تطل��ب وثائ��ق وتقاري��ر‬ ‫طبية ح��ول حالة رزان ليتم تقديمها‬

‫أخبار وتقارير‬

‫إلى س��فارة دولة أو منظم��ة أجنبية‬ ‫تؤمن لها العالج"‪.‬‬ ‫ولف��ت الفري��ق إل��ى أن تكلفة عالج‬ ‫رزان تبل��غ حوالي س��بعة آالف دوالر‬ ‫في األس��بوع الواح��د‪ ،‬وقد تم تأمين‬ ‫ثمانية آالف من جمع التبرعات‪ ،‬وذلك‬ ‫بع��د أن قطعت األمم المتحدة العالج‬ ‫عن الالجئين السوريين‪.‬‬ ‫وأوضح الفريق أنه بصدد فتح صندوق‬ ‫خ��اص لدع��م مرض��ى الس��رطان‬ ‫باس��م "صن��دوق رزان لدعم األطفال‬ ‫السوريين المصابين بالسرطان"‪.‬‬

‫معتقلو �إدلب ال�سابقون‪ ..‬حكاية رعب م�ستمرة‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬

‫من��ذ ثالثة س��نوات ويروي لنا قص��ة اعتقاله‬ ‫الثانية "اعتقلني حاجز تابع لألمن العس��كري‬ ‫عن��د مدخل مدين��ة إدلب وبعد س��اعات قاموا‬ ‫بتحويلي إلى فرع األمن الجنائي في المدينة‬ ‫وحين وصلت إلى الفرع أخبرني ضابط ش��اب‬ ‫كان برتب��ة مالزم أول بأن��ه يترتب علي دفع‬ ‫كفال��ة مالي��ة لصال��ح المحكم��ة المدنية في‬ ‫إدل��ب قيمته��ا (‪ 5400‬ليرة س��ورية) وس��مح‬ ‫ل��ي هذا الضابط بأن اتص��ل بوالدي وأخبره‪،‬‬ ‫واس��تغرقت معامل��ة دفع الكفال��ة ثالثة أيام‬ ‫وبعده��ا أص��درت المحكمة أمر إخالء س��بيل‬ ‫باسمي"‪.‬‬ ‫تس��بب اعتق��ال حواج��ز األم��ن لع��دد م��ن‬ ‫المعتقلين الس��ابقين في مدين��ة إدلب خوفًا‬ ‫ش��ديداً لدى الش��بان الذي��ن اعتقلوا س��ابقًا‬ ‫ومازال��وا قاطنين في مدينة إدل��ب الخاضعة‬ ‫لس��يطرة النظ��ام وأقلع البعض من الش��بان‬ ‫عن الخروج من منازلهم حتى تتضح األسباب‬ ‫الحقيقية لحملة االعتقال هذه‪.‬‬ ‫كما لجأ بعضهم إلى أش��خاص موثوقين من‬ ‫لجن��ة المصالح��ة الوطنية في إدل��ب وريفها‬ ‫لكي يس��ووا أوضاعهم دون أن يتم اعتقالهم‬ ‫وم��ن بينهم نوفل وهو من أبناء مدينة أريحا‬ ‫وال��ذي تم اعتقاله في بداي��ة عام ‪ 2012‬من‬

‫قبل فرع أمن الدولة وتم إطالق س��راحه من‬ ‫الفرع نفسه‪.‬‬ ‫يقول نوف��ل "انتابني الخوف بعد أن س��معت‬ ‫عن اعتقال عدد من الش��بان كانوا قد اعتقلوا‬ ‫من قبل فبقيت في المنزل لفترة طويلة حتى‬ ‫ذه��ب والدي إلى أحد أصدقائ��ه العاملين في‬ ‫لجن��ة المصالحة الوطنية في إدلب وش��رح له‬ ‫قصت��ي وبعد فت��رة أخبرنا صدي��ق أبي أنني‬ ‫لس��ت مطلوبا ألنني لم أحوّل إلى أي محكمة‬ ‫ولم يصدر بحق أي حكم قضائي"‪.‬‬ ‫لم تنت��ه معان��اة المعتقلين الس��ابقين حتى‬ ‫بعد دفعه��م لكفالته��م وأدائه��م ألحكامهم‬ ‫فعلى المعتق��ل أن يقوم بإجراء معاملة (كف‬ ‫بح��ث) حتى يتم إزالة اس��مه من على حواجز‬ ‫النظ��ام بغية ع��دم اعتقاله مرة أخ��رى‪ ،‬كما‬ ‫يترتب على المعتقل السابق أن يقوم بإجراء‬ ‫معاملة تس��مى بمعامل��ة (رد االعتب��ار) لكي‬ ‫يمحو المعتقل الحك��م الذي أداه من صفحته‬ ‫القضائي��ة ولك��ي يتمكن م��ن الحصول على‬ ‫ورق��ة (غي��ر محكوم) حي��ث أصب��ح المواطن‬ ‫الس��وري يحت��اج ه��ذه الورق��ة عند الس��فر‬ ‫وعندما يريد أن يتوظ��ف وعندما يريد تثبيت‬ ‫زواج��ه ف��ي المحكم��ة وفي حال ش��رائه ألي‬ ‫عقار وفي الكثير من األمور المدنية األخرى‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫إدلب ‪ -‬فؤاد األحمر‬ ‫تع��ود ظاه��رة إع��ادة اعتق��ال ناش��طين في‬ ‫مدينة إدلب كانوا قد اعتقوا وأفرج عنهم في‬ ‫فترات سابقة خالل السنوات الثالث الماضية‪،‬‬ ‫لتثير قلقًا لدى أهالي المدينة‪.‬‬ ‫يقول أحد الناش��طين في مدين��ة إدلب "إن‬ ‫ق��وات النظ��ام في المدين��ة ألقت القبض‬ ‫على‬ ‫ناش��طين ومعتقلي��ن س��ابقين أف��رج عنهم‬ ‫في وقت س��ابق بعد انتهاء م��دة اعتقالهم أو‬ ‫الذين تم إخالء س��بيلهم عن طريق المحاكم‬ ‫المدني��ة بموجب كفالة مالية وبموجب ضمان‬ ‫مكان إقامتهم"‪.‬‬ ‫وأوضح المحامي مؤيد شيخ سليمان الطريقة‬ ‫الت��ي كانت تتعامل بها المحاك��م المدنية مع‬ ‫المعتقلين بالقول "كانت األفرع األمنية تقوم‬ ‫ف��ي بداي��ة األح��داث بتحوي��ل معتقليها من‬ ‫المتظاهرين والمشاركين في الحراك الثوري‬ ‫إل��ى المحاكم المدني��ة والتي تق��وم بدورها‬ ‫بإص��دار أحكام بحق هؤالء المعتقلين وكانت‬ ‫ه��ذه األح��كام تت��راوح بين ‪ 20‬يوم والس��تة‬ ‫أش��هر ولكن معظ��م القضاة كان��وا يطلقون‬ ‫س��راح المعتقلي��ن دون أن يكمل��وا أحكامهم‬ ‫ولكنه��م كان��وا يطلبون منه��م التوقيع على‬ ‫كفال��ة تقض��ي بدف��ع مبل��غ مالي ب��د ً‬ ‫ال عن‬ ‫السجن باإلضافة لضمان مكان إقامتهم"‪.‬‬ ‫وفسر المحامي الحملة األخيرة بإعادة اعتقال‬ ‫الناش��طين ف��ي هذه الفت��رة بقول��ه "وزعت‬ ‫المحكم��ة المدنية في إدل��ب حديثًا على أفرع‬ ‫األم��ن وعل��ى حواج��ز الجي��ش ما يس��مونه‬ ‫(بالدفاتر الشرطية) وهي قوائم تحمل أسماء‬ ‫المعتقلين الس��ابقين الذين مازالوا متخلفين‬ ‫عن دفع كفالتهم المالية ولم يؤدوا أحكامهم‪،‬‬ ‫لكي تلزمه��م المحكمة بدف��ع كفالتهم وأداء‬ ‫أحكامهم"‪.‬‬ ‫ل��م تط��ل فت��رة اعتقال أغل��ب الش��بان أكثر‬ ‫من ‪ 15‬يوم��اً فكانت الحواج��ز التي تعتقلهم‬ ‫تحوله��م س��ريعاً إل��ى الجه��ة الت��ي طلبتهم‬ ‫وه��ي فرع األمن الجنائي ف��ي إدلب فيحتفظ‬ ‫الفرع بالمعتقل حتى يقوم أحد أقربائه بدفع‬ ‫الكفالة نيابة عنه فيتم إطالق سراحه بعدها‪.‬‬ ‫ويص��ف ط��ارق طريق��ة اعتقال��ه باللطيفة‬ ‫عندم��ا قارنه��ا بالطريق��ة التي اعتق��ل فيها‬

‫‪5‬‬


‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫(ال للفتنة) حملة‬ ‫القام�شلي �أطباء بال مر�ضى ومر�ضى بال دواء‬ ‫�إغاثة مدنية للنازحني‬ ‫يف القام�شلي‬

‫دانا حسن‪ -‬القامشلي‬ ‫ف��ي ذلك الح��ي المكت��ظ بالفت��ات األطباء‪،‬‬ ‫يجل��س أبو جميل أمام ب��اب إحدى العيادات‪،‬‬ ‫هو والد لطفلين ويبلغ من العمر (‪ )35‬عاماً‪،‬‬ ‫يق��ول بع��د أن يتنه��د‪" :‬جاء م��رض زوجتي‬ ‫مفاجئاً‪ ،‬إذ لم نتوقع أن يش��تد عليها مرض‬ ‫(الضغ��ط) في هذه الفترة بال��ذات‪ ..‬ال أدري‬ ‫إن كان بمقدوري أن أدف��ع تكاليف الطبابة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى التحاليل الالزمة "‪.‬‬ ‫ما يدع��و للخوف في مدينة القامش��لي هي‬ ‫ب��وادر ألزم��ة صحيّ��ة تل��وح في األف��ق‪ ،‬أو‬ ‫ربما باتت المنطق��ة تعاني من أزمة صحية‬ ‫حقيق��ة‪ ،‬إذ يش��عر المواطن بتخ��وّف كبير‬ ‫م��ن م��رض قد يصيب��ه‪ ،‬ربما ليس خش��ية‬ ‫عل��ى صحت��ه‪ ،‬إنم��ا قلق��اً م��ن المصاري��ف‬ ‫ّ‬ ‫س��يضطر إلى دفعها‪ ،‬هك��ذا هو الحال‬ ‫التي‬ ‫في بلد ط��ال الغالء فيه كل ش��يء‪ .‬يضيف‬ ‫أب��و جميل‪" :‬قم��ت بإجراء عملي��ة ألبي منذ‬ ‫ش��هرين‪ ،‬وبس��بب عدم وجود هذا النوع من‬ ‫العملي��ات ف��ي مدينة القامش��لي اضطررت‬ ‫إل��ى أخ��ذ وال��دي والذه��اب به إلى دمش��ق‬ ‫إلج��راء العملية‪ ،‬مما دفعن��ي إلى بيع قطعة‬ ‫األرض التي أملكه��ا‪ ،‬وعالو ًة على مصاريف‬ ‫العملي��ة كان��ت هناك مصاريف الس��فر من‬ ‫الذهاب واإلياب"‬ ‫ح��ددت نقاب��ة األطب��اء تس��عيرة المعاين��ة‬ ‫الطبي��ة ‪ 500‬ل‪.‬س لألطف��ال تح��ت س��ن‬ ‫العاش��رة‪ ،‬و ‪ 700‬ل‪.‬س ل��كل م��ا ه��و فوق‬ ‫س��ن العاش��رة‪ ،‬إال أن ه��ذه التس��عيرة التي‬ ‫تم وضعها منع ًا للمنافس��ة بي��ن األطباء‪ ،‬ال‬ ‫يخف��ي الواق��ع أنه��ا قابلة لحتمي��ة االرتفاع‬ ‫لتش��مل (االيكو) و قياس نسبة ضغط الدم‬ ‫وإجراءات أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى ما يطلب من‬ ‫المري��ض أجراؤه خ��ارج عي��ادة الطبيب من‬ ‫تحالي��ل بأنواعه��ا وصور األش��عة (الطبقي‬ ‫محوري) أو (الرنين المغناطيسي)‪.‬‬ ‫أم��ا ع��دد المرض��ى الوافدين ل��دى األطباء‪،‬‬ ‫فه��ي في تناق��ص عل��ى الرغم م��ن رداءة‬ ‫الوضع الصحي‪ ،‬يقول الدكتور (س‪.‬ع)‪" :‬لقد‬ ‫لمس��ت تناقص ًا في عدد المرضى المقبلين‬ ‫على عيادتي في الس��نتين األخيرتين‪ ،‬ومما‬ ‫أن ه��ذا االنخفاض ف��ي العدد‬ ‫ال ش��كّ فيه ّ‬ ‫يعود إل��ى الوضع االقتصاديّ الس��يئ الذي‬ ‫يعان��ي من��ه غالبية س��كان المنطق��ة‪ ،‬فقد‬ ‫استنزفت مواردهم بشكل ال يكاد يوصف"‪،‬‬ ‫ويضي��ف‪" :‬بس��بب م��ا نش��هده مؤخ��راً من‬

‫خط��ورة ف��ي الطرق بي��ن المدين��ة والقرى‬ ‫التابع��ة له��ا‪ ،‬وبس��بب االرتف��اع ف��ي أجرة‬ ‫المواص�لات‪ ،‬فإن معظ��م المرضى هم من‬ ‫المدينة‪ ،‬بعد أن كان س��جليّ اليومي يمتلئ‬ ‫بأس��ماء المرضى من كافة القرى المحيطة‬ ‫بمدينة القامشلي"‪.‬‬ ‫ربم��ا كان المواط��ن في مدينة القامش��لي‬ ‫يأخ��ذ بمقولة (درهم وقاي��ة خير من قنطار‬ ‫عالج) بعين االعتبار‪ ،‬ألن ثمة عوامل عديدة‬ ‫تساعد في ظهور األمراض‪ ،‬السيما في ظل‬ ‫التلوث البيئي الناتج عن المحروقات المكررة‬ ‫بط��رق بدائية‪ ،‬كان البدّ للمواطن أن يدرك‬ ‫بإن المحافظة على صحته س��تجنّبه إنفاق‬ ‫ما يكسبه من عمله على العالج‪.‬‬ ‫يضي��ف الدكت��ور (س‪.‬ع)‪" :‬س��ابق ًا‪ ،‬أي قبل‬ ‫اندالع الث��ورة وانهي��ار االقتصاد الس��وري‪،‬‬ ‫كان الش��خص يتوجه إلى عيادة الطبيب إثر‬ ‫عطسة أو كحة أو توعّك بسيط يصيبه‪ ،‬أمّا‬ ‫اآلن فم��ا عادت الناس تقصد طبيب ًا من أجل‬ ‫(مرض فصلي)‪ ،‬ب��ات يكتفي بتناول منقوع‬ ‫األعشاب الساخنة والتدفئة حتى يتمكن من‬ ‫القض��اء على س��قام عابر يصيب��ه‪ ،‬ويبقى‬ ‫الطبيب مقصدهم حين يصلون إلى مرحلة‬ ‫من ع��دم احتمال األل��م"‪ .‬كما أك��د الدكتور‬ ‫"لق��د انخف��ض عم��ل األطباء بنس��بة ‪60%‬‬ ‫نتيجة للوض��ع االقتصادي المت��ردي‪ ،‬ولكن‬ ‫مع هذا نحن ال نتوانى عن تقديم المساعدة‬ ‫لذوي اليد الضيّقة"‪.‬‬ ‫من خالل سجل أسماء المرضى لدى الطبيب‬ ‫تبيّن أن من بين كل أربعة ثمة واحد منهم‬ ‫ق��د تمّ��ت معاينت��ه مجان��اً‪ ،‬ذل��ك ال يَحول‬ ‫دون المري��ض والمحط��ة التالي��ة‪ ،‬أال وهي‬ ‫الصيدليّ��ة‪ ،‬المري��ض هنا يقف ف��ي حيرة‬ ‫من أمره‪ ،‬فسعر األدوية يرتفع‪ ،‬كغيرها من‬ ‫أن‬ ‫المنتجات والس��لع والبضائ��ع‪ ،‬إضافة إلى ّ‬ ‫بعض أن��واع األدوية ال تك��ون متوفرة‪ ،‬وإن‬ ‫توفرت تتوفر بأسعار مرتفعة‪.‬‬ ‫كان من شأن ما يدعى ببطاقة (‪)Siyra Med‬‬ ‫أن ّ‬ ‫تخفف من تكاليف الطبابة لدى العاملين‬ ‫في الدوائر والمؤسس��ات الحكومية‪ ،‬إن هذه‬ ‫ّ‬ ‫تقلل بدورها من تكاليف العالج من‬ ‫البطاقة‬ ‫معاين��ة وإجراء تحاليل طبيّة‪ ،‬كذلك ش��راء‬ ‫األدوي��ة للش��خص ذاته دون أف��راد عائلته‪،‬‬ ‫لكن حتى هذه الخدمة غابت مع غياب الكثير‬ ‫من الخدمات األخرى‪.‬‬

‫ميديا أبو زيد ‪ -‬القامشلي‬ ‫انطلق��ت في مدينة القامش��لي خ�لال األيام‬ ‫األخيرة حملة مس��اعدات وإغاثة للنازحين إلى‬ ‫المدينة م��ن خارجها‪ ،‬ويش��رف عل��ى الحملة‬ ‫مدنيون مستقلون من أبناء القامشلي‪.‬‬ ‫وقال المش��رف الع��ام للحملة عزي��ز برو‪" :‬إن‬ ‫الحملة تضم عرب ًا وكرداً من أبناء القامشلي‪،‬‬ ‫وتعمل تحت شعار (ال للفتنة)‪ ،‬وتتلقى الحملة‬ ‫األم��وال والعيني��ات م��ن المتبرعي��ن‪ ،‬ونحن‬ ‫نقوم بدورنا بتوزي��ع األموال والمعونات على‬ ‫العائالت النازحة الفقيرة"‪.‬‬ ‫وب��دوره يتح��دث ابراهي��م الذي اضط��ر إلى‬ ‫الف��رار م��ن دير ال��زور إل��ى القامش��لي عن‬ ‫الحمل��ة قائ�ل ً‬ ‫ا‪" :‬إن النازح بحاجة ماس��ة دائمًا‬ ‫إلى التضام��ن االجتماعي من البيئة المحيطة‬ ‫ف��ي المنطقة التي نزح إليه��ا‪ ،‬وهذا ما تعمل‬ ‫عليه حملة (ال للفتنة) في مدينة القامش��لي‪،‬‬ ‫فالمس��اعدات والدع��م الذي تقدم��ه للعائالت‬ ‫النازحة م��ن الجوار‪ ،‬تترك أثراً نفس��ياً وماديًا‬ ‫عل��ى العائ�لات التي ف��رت من بيوته��ا‪ ،‬ومن‬ ‫ناحية أخرى‪ ،‬فإن المساعدات التي نتلقاها من‬ ‫الهالل األحمر والمؤسس��ات اإلغاثية ال تكفي‬ ‫اإلنسان ليسد رمقه وعائلته"‪.‬‬ ‫ويت��وزع النازح��ون عل��ى األحي��اء الكردي��ة‬ ‫والعربية والمس��يحية‪ ،‬وقد فرّ معظمهم من‬ ‫ق��رى رأس العين وتل تمر وت��ل حميس وتل‬ ‫ب��راك‪ ،‬وبلغ عدد العائالت المس��يحية النازحة‬ ‫من مدينة رأس العي��ن حوالي أربعين عائلة‪،‬‬ ‫كما نزح ثلثا س��كان تل تم��ر‪ ،‬وغالبية هؤالء‬ ‫النازحين عرب وآشوريين‪.‬‬ ‫وكانت مدينة عامودا القريبة من القامش��لي‪،‬‬ ‫ش��هدت قب��ل أي��ام إقام��ة مب��اراة ك��رة قدم‬ ‫ودي��ة بين فري��ق إذاعة «آرت��ا إف أم» وفريق‬ ‫«محامو الحس��كة»‪ ،‬وكان الهدف منها حس��ب‬ ‫منظميه��ا التأكيد على نب��ذ العنف و الكراهية‬ ‫بعد األحداث التي ش��هدتها محافظة الحسكة‬ ‫وأودت بحي��اة عش��رات المدنيي��ن م��ن كاف��ة‬ ‫المكونات االجتماعية في المحافظة‪.‬‬


‫تداعيات اجتماعية ونف�سية للعاطلني عن العمل يف �سوريا‬

‫وتتسبب أزمة البطالة الحالية في تفاقم الفقر‬ ‫في سوريا‪ ،‬أي انخفاض الدخل المادي لألفراد‬ ‫والعائالت‪ ،‬تقول السيدة كوثر "تتكون عائلتي‬ ‫من سبعة أفراد‪ ،‬فقدت أنا وزوجي وابني عملنا‬ ‫بش��كل تدريجي‪ ،‬نعيش اليوم معتمدين على‬

‫المعون��ات الغذائي��ة ومبل��غ معين م��ن المال‬ ‫يرس��له لنا ابني األكبر ال��ذي يعمل في إحدى‬ ‫الدول الخليجية"‪ ،‬وتضيف "ال تقتصر مش��كلة‬ ‫الفقر على العاطلين عن العمل‪ ،‬اليزال أخوتي‬ ‫محتفظي��ن بأعمالهم إال أن دخوله��م المادية‬ ‫الش��هرية أق��ل بكثير م��ن حاج��ات عائالتهم‪،‬‬ ‫إنهم يعملون ويعيشون حياة الفقراء"‪.‬‬ ‫وتشير كوثر في حديثها إلى انعكاس البطالة‬ ‫عل��ى الحال��ة النفس��ية "أعاني م��ن حالة من‬ ‫الكآب��ة وال أرغ��ب في مغ��ادرة منزل��ي ورؤية‬ ‫الناس‪ ،‬أصبح زوجي ش��ديد العصبية ومفتع ً‬ ‫ال‬ ‫للمش��اكل بعدما أصبح عاط ً‬ ‫ال عن العمل وهو‬ ‫اليزال في األربعين من عمره"‪.‬‬ ‫وإضاف��ة إلى األوض��اع األمنية س��اهم انعدام‬ ‫ف��رص العم��ل في دف��ع الكثي��ر م��ن الكوادر‬ ‫العلمي��ة والمهني��ة ف��ي س��وريا للهج��رة الى‬ ‫الخ��ارج‪ ،‬يق��ول المهن��دس س��هيل عنبرج��ي‬ ‫لسوريتنا "كل شيء في س��وريا كان يدفعني‬ ‫للس��فر‪ ،‬أقلت وزمالئ��ي من إحدى الش��ركات‬ ‫الهندس��ية الخاص��ة‪ ،‬واس��تمرت رحل��ة بحثي‬ ‫عن عمل ثالثة أش��هر قبل االستس�لام لفكرة‬ ‫الس��فر‪ ،‬لم أرغ��ب بأكث��ر من رات��ب يكفيني‬ ‫وحي��اة آمن��ة" ‪ ،‬ويضي��ف "ليس م��ن العدل أن‬ ‫يج��د حاملو الس�لاح م��ن جميع األط��راف من‬ ‫يمدهم بالمال ‪ ،‬فيما ال يجد أطباء ومهندسون‬ ‫أي فرص��ة عم��ل"‪ ،‬ويضي��ف "كل ش��يء بات‬ ‫فوضوي��اً‪ ،‬وال يخدم إال اس��تمرار الحرب ويمأل‬ ‫جيوب الفاسدين والمستغلين بالمال"‪.‬‬

‫عمالة الأطفال‬

‫تش��ير الس��يدة غنى وهي معلمة مدرسة إلى‬ ‫أن ذوي معظ��م األطف��ال الذين تس��ربوا من‬ ‫الم��دارس عاطل��ون ع��ن العمل‪ ،‬وتكش��ف أن‬ ‫العدي��د م��ن اآلب��اء يدفع��ون بأطفاله��م إلى‬

‫الش��وارع ليجلب��وا له��م الم��ال ب��أي طريقة‪،‬‬ ‫البعض منهم يقوم بالتس��ول عبر استعطاف‬ ‫الم��ارة‪ ،‬وآخ��رون يبيع��ون عل��ب الس��جائر أو‬ ‫يحملون الحقائب وأحياناً يس��رقون"‪ ،‬وتضيف‬ ‫"لم تفلح محاوالتنا المتكررة مع بعض األهالي‬ ‫إلقناعه��م أن يعيدوا أطفالهم الى المدرس��ة‪،‬‬ ‫كان��وا يتذرعون بأن أطفالهم باتوا أقدر منهم‬ ‫عل��ى جمع الم��ال‪ ،‬وبأنهم س��يعيدونهم حالما‬ ‫يجدون عم ً‬ ‫ال يوفر لهم المال"‪.‬‬

‫اقت�صادي ًا‬

‫تش��ير المديرة اإلدارية ألحد المصارف السيدة‬ ‫أن‬ ‫أم��ل (نتحفظ عن ذك��ر كامل اس��مها) الى ّ‬ ‫"جمي��ع الجهود االقتصادي��ة الحالية تصب في‬ ‫ه��دف ت��دارك الخس��ائر المتزاي��دة لالقتصاد‬ ‫الس��وري وهي اليوم بعيدة ع��ن حل تداعيات‬ ‫األزم��ة عل��ى المجتم��ع‪ ،‬بالرغ��م أن للبطالة‬ ‫تأثيراً س��لبياً راجع��ًا على االقتص��اد المحلي"‪،‬‬ ‫وتضي��ف "الب��دء بالمش��اريع الصغي��رة ه��و‬ ‫الخط��وة األول��ى واألكث��ر واقعية الي��وم على‬ ‫طريق الحل‪ ،‬المش��اريع الصغي��رة التي تعتمد‬ ‫عل��ى الي��د العامل��ة بش��كل أساس��ي بتوفير‬ ‫فرص عمل جيدة‪ ،‬م��ن ناحية أخرى ال تتطلب‬ ‫ه��ذه المش��اريع تموي�ل ً‬ ‫ا كبي��راً‪ ،‬وه��ي توفر‬ ‫متطلبات خدمية يفتقد الناس وجودها"‪.‬‬ ‫أن "الحكومة السورية أو‬ ‫وتذكر الس��يدة أمل ّ‬ ‫أي جه��ة حكومية أخ��رى ال تدعم ه��ذا النوع‬ ‫من المش��اريع رغم أهميته‪ ،‬إذ ال يسمح بأخذ‬ ‫ق��روض بنكي��ة لتنفيذ ه��ذه المش��اريع وإن‬ ‫وج��دت الضمانات‪ ،‬إضافة الى مصاعب كبيرة‬ ‫في الحصول على التراخيص الالزمة إلقامة‬ ‫المش��اريع في مناط��ق النظ��ام‪ ،‬والتي تدفع‬ ‫أصح��اب المش��اريع ف��ي الغالب ال��ى التراجع‬ ‫عنها"‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬

‫الفقر والهجرة‬

‫عمال في أحد شوارع دمشق‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا ‪ -‬عبير آغا‬ ‫أن "وقع‬ ‫يش��ير االقتصادي عب��د اهلل رزوق الى َّ‬ ‫الحرب على سوق العمل واالستثمار في سوريا‬ ‫تسبب في فقد الكثير من السوريين ألعمالهم‪،‬‬ ‫وتصل نس��بة من فقدوا عمله��م الى أكثر من‬ ‫‪ 65‬بالمئ��ة‪ ،‬إال أن ج��زءاً كبي��راً منه��م تحول��وا‬ ‫الى ممارس��ة مه��ن أخرى بعضه��ا ذو صلة بما‬ ‫كانوا يعملون به"‪ ،‬ويضيف "تتس��م العديد من‬ ‫األعم��ال الجدي��دة الت��ي اتجه إليها الس��وريون‬ ‫بخصائ��ص التكيف مع الظ��روف الجديدة التي‬ ‫يعيش��ها الناس وتحاول التخفي��ف من وطأتها‪،‬‬ ‫كتأمي��ن الخدمات الرئيس��ية لهم م��ن الطعام‬ ‫والم��اء والكهرباء والتعلي��م واألعمال اإلغاثية‪،‬‬ ‫فيم��ا تغ��ذت أخ��رى عل��ى احتياج��ات الن��اس‬ ‫ومحاولة اس��تغاللها‪ ،‬كاحتكار الم��واد الغذائية‬ ‫والمحروقات"‪ ،‬ويتاب��ع "في المقابل قام آخرون‬ ‫باس��تغالل حال��ة الفوض��ى وممارس��ة أعم��ال‬ ‫كالسرقة والتهريب واالتجار بالسالح"‪.‬‬ ‫م��ن جهته يش��ير األس��تاذ قاس��م مكتبي إلى‬ ‫"مس��اهمة حالة البطالة المتفاقمة في سوريا‬ ‫أن "أحد‬ ‫ف��ي إطالة أمد الصراع فيها"‪ ،‬ويفس��ر ّ‬ ‫أكب��ر فئ��ات المنتس��بين ال��ى مليش��يا الدفاع‬ ‫الوطني (الش��بيحة) كانوا م��ن العاطلين عن‬ ‫العم��ل الذي��ن طمع��وا بالم��ال لتنفي��ذ أجندة‬ ‫النظ��ام‪ ،‬في المقاب��ل قام أعداد من الش��بان‬ ‫باالنتس��اب إلى كتائب مقاتلة ف��ي المعارضة‬ ‫طمع��ًا ف��ي حمل الس�لاح واكتس��اب س��لطة‬ ‫يقوم��ون من خاللها بكس��ب المال بطرق غير‬ ‫مش��روعة‪ ،‬وال يتمتع هؤالء بإيمانهم بقضية‬ ‫عادل��ة وقد بات��وا يش��كلون عبأً داخلي��ًا ثقي ً‬ ‫ال‬ ‫على الكتائ��ب الثورية المقاتل��ة‪ ،‬كلتا الفئتين‬ ‫األخيرتي��ن تس��فيد م��ن اس��تمرار الص��راع‬ ‫وستعمل على إطالة أمده"‪.‬‬

‫أخبار وتقارير‬

‫تتفاقم األزمة االقتصادية في سوريا مع‬ ‫استمرار الحرب فيها‪ ،‬ويتصاعد معها‬ ‫عدد العاطلين عن العمل من السوريين‪،‬‬ ‫أن نسبة البطالة قد‬ ‫وتشير التقديرات ّ‬ ‫تعدت الـ‪ 60‬بالمئة من األفراد القادرين‬ ‫عن العمل بين السوريين‪ ،‬في حين كانت‬ ‫تعادل ‪ 10‬بالمئة في ‪ ،2010‬بينما تُقدر‬ ‫أعداد من فقدوا أعمالهم خالل السنوات‬ ‫الثالث الماضية وبقوا عاطلين عن العمل‬ ‫بـ ‪ 42‬بالمئة من العاملين‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫لقاء مو�سكو‪ ،‬لعب «الوقت ال�ضائع»‬ ‫وجهة نظر‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫العديد من العوامل بين الذاتي والموضوعي‬ ‫جعل��ت ق��وى الث��ورة وش��بابها عاجزين عن‬ ‫إنت��اج بدائ��ل الت��درج السياس��ي والوطن��ي‬ ‫والقوم��ي والديمقراط��ي واالجتماع��ي‪ ،‬من‬ ‫خالل رؤية موحدة وخالقة لحياة جديدة تليق‬ ‫باألحداث التاريخية التي نش��هدها‪ ،‬وبعظمة‬ ‫الش��عوب التي تصنعها‪ ،‬وعلى مشارف العام‬ ‫الخامس من القتل والتهجير اليومي‪ ،‬ال يزال‬ ‫الس��وريون المنتفض��ون أس��رى لقراءاتهم‬ ‫ولرؤيته��م المثالية للث��ورات‪ ،‬على قاعدة أن‬ ‫العال��م مدين لهم بالمس��اعدة ألنهم «على‬ ‫حق»‪ ،‬فيما تدور لعبة المصالح الدولية فوق‬ ‫أرضهم وتعمّق م��ن أزمة ثورتهم‪ ،‬بانتظار‬ ‫أن تس��تنفذ الس��احة الس��ورية كل أدوارها‬ ‫اإلقليمية والدولية‬ ‫لحرب أهلي��ة ‪ -‬اليزال‬ ‫الص��راع‬ ‫وم��ع انقالب‬ ‫ٍ‬ ‫الطرفان يتحاش��يان االنزالق إل��ى االعتراف‬ ‫ٌ‬ ‫يقينية‬ ‫بها على المس��توى الش��امل ‪ -‬تب��رز‬ ‫مفاده��ا‪ ،‬أنه في الح��روب األهلية ال ينتصر‬ ‫ط��رفٌ على آخ��ر‪ ،‬فه��ي تنتهي بتس��وياتٍ‬ ‫سياس��ية‪ ،‬لكن لكي تتم التسوية السياسية‬ ‫يج��ب أن تقتنع األط��راف المتصارعة بأن أي ًا‬ ‫منها لم يع��د قادراً على الحس��م واالنتصار‬ ‫العسكريين‪.‬‬ ‫النظ��ام القابع عل��ى صدور الس��وريين منذ‬ ‫خمس��ة عقود‪ ،‬مقتنع بأنه يس��تطيع الخروج‬ ‫م��ن ه��ذه المقتل��ة وهو عل��ى قي��د الحياة‪،‬‬ ‫يش��اركه الروس وااليرانيون ه��ذه القناعة‬ ‫ومخطئ من يراهن على تدهور اقتصاديات‬ ‫الداعمي��ن ف��ي التس��ريع م��ن س��قوط هذا‬ ‫النظام‪ ،‬فإيران ٌ‬ ‫دولة اس��تبدادية تش��به إلى‬ ‫حدٍ كبير االتحاد السوفيتي سابق ًا‪ ،‬فهي على‬ ‫استعداد لتجويع شعبها خدمة للولي الفقيه‪،‬‬ ‫وبغياب أي صوتٍ معارض بعد إبادتها عملي ًا‬ ‫للتي��ارات المعارض��ة ف��ي الث��ورة الخضراء‪،‬‬ ‫في المقابل تظهر المب��االة كارثية من قبل‬ ‫أمريكا‪ ،‬وحت��ى اليوم ال يعترف أوباما بأن أي‬ ‫نظام ديمقراطي في س��وريا من دون األسد‬ ‫كان ليجن��ب المنطقة والعالم بأس��ره ويالت‬ ‫التكفير واإلرهاب ال��ذي لم يكن موجوداً مع‬ ‫بدايات العام ‪.2012‬‬ ‫أمريكا أحجمت عن تنفي��ذ إي من تهديداتها‬ ‫للنظ��ام‪ ،‬حت��ى باتت خط��وط أوبام��ا الحمر‬ ‫مدع��ا ًة للس��خرية‪ ،‬مم��ا أطل��ق ي��د النظام‬ ‫باس��تخدام أي س�لاح بحوزت��ه لقمع ش��عبه‬ ‫وترويع��ه‪ ،‬كم��ا أن س��لبية االدارة األمريكية‬ ‫حال��ت دون انش��قاق مزي��د م��ن الضب��اط‬ ‫والساسة بعدما وجهت رسالة ضمنية واضحة‬ ‫للس��وريين‪ ،‬بأنها ال تنوي التصادم مع إيران‬ ‫وروسيا حول س��وريا‪ ،‬وأنها لن تفرض على‬ ‫األس��د التنازل‪ ،‬كما أن شح التسليح الذي بدأ‬ ‫مع بداية العلميات العسكرية بإيعاز أمريكي‬ ‫وتنفي��ذ قط��ري ترك��ي جعل الجي��ش الحر‬ ‫أضع��ف الق��وى الميدانية المعارض��ة‪ ،‬وأتاح‬ ‫خ�لال ‪ 4‬س��نوات لمتطرفي العال��م المجيء‬ ‫إل��ى س��وريا والتجمع فيها‪ ،‬ثم نس��ف غايات‬ ‫انتفاضتها وتشويه صورتها‪.‬‬

‫روس��يا بدوره��ا ووفق��اً الدعائه��ا بوصفه��ا‬ ‫قطب ًا دولياً جديداً‪ ،‬تبحث عن مبادراتٍ إلنهاء‬ ‫الح��رب الس��ورية وضمان��اتٍ لبق��اء األس��د‬ ‫وإن نف��ى ساس��تها الرغب��ة األخيرة‪،‬ويأت��ي‬ ‫مؤتمر موس��كو حول س��وريا‪ ،‬في اس��تنفاذٍ‬ ‫للعب��ة الوق��ت‪ ،‬إل��ى حي��ن ي��درك الجمي��ع‬ ‫ش��عب قرر‬ ‫أن��ك ال تس��تطيع أن تعاند إرادة‬ ‫ٍ‬ ‫التغيير‪ ،‬وعلى الرغم م��ن ضعف المعارضة‬ ‫وتش��رذمها‪ ،‬يبق��ى لن��ا ف��ي إنج��ازات درعا‬ ‫األخيرة ٌ‬ ‫أمل البد منه‪.‬‬

‫عن الورقة الرو�سية‬ ‫الواضح أن الروس فش��لوا إلى حد الفضيحة‬ ‫ف��ي أخ��ذ موق��ع الوس��يط الحيادي‪ ،‬ب��ل بدا‬ ‫واضح�� ًا الس��عي لنس��ف مرجعي��ة جني��ف‪،‬‬ ‫ونصه��ا على عملية انتقال للس��لطة لصالح‬ ‫نص��وص فضفاض��ة ترك��ز عل��ى محارب��ة‬ ‫اإلره��اب وتس��هل التالعب باألولوي��ات‪ ،‬مما‬ ‫يس��اعد على ترمي��م النظام‪ ،‬وش��رعنة وأد‬ ‫الثورة الحقاً‪ ،‬حيث قدم الروس ورقة اطلقوا‬ ‫عليها «ورقة مبادئ موس��كو» وسلموها إلى‬ ‫الفريقين للبحث فيها‪ ،‬تتضمن مقدمة عامة‬ ‫وثمانية بنود تتلخص باآلتي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مكافحة االرهاب‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تسوية األزمة السورية بالوسائل‬ ‫السياسية وعلى أساس وثيقة جنيف‬ ‫وبشكل توافقي‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تقرير مستقبل سوريا على أساس‬ ‫التعبير الحر والديموقراطي‪.‬‬ ‫‪ - 5‬رفض أي تدخل خارجي في الشؤون‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الحفاظ على الجيش السوري كرمز‬ ‫للوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫‪ - 7‬سيادة مبدأ القانون والمواطنة‪.‬‬ ‫‪ - 8‬عدم قبول أي وجود مسلح أجنبي‬ ‫على األراضي السورية من دون موافقة‬

‫الحكومة السورية‪.‬‬ ‫بدأت جلس��ات المنتدى بخالفٍ جوهري بين‬ ‫وف��د المعارض��ة الذي ي��رى ف��ي اجتماعات‬ ‫موسكو‪ ،‬تمهيداً لمفاوضاتٍ موسعة برعاية‬ ‫أممية مس��تندة إل��ى مبادئ جني��ف‪ ،‬أما وفد‬ ‫النظام فيعتبرها مقدمة لحوار سوري يعقد‬ ‫في دمش��ق‪ ،‬وقد بلغت الوقاحة برئيس وفد‬ ‫النظام إلى درجة القول «للي موعاجبو يطلع‬ ‫برا القاعة»‪.‬‬ ‫وفي��ي حي��ن أص��رت المعارضة المش��اركة‬ ‫على أولوية المس��ألة االنسانية‪ ،‬ردد النظام‬ ‫أولوي��ة مكافحة اإلرهاب‪ ،‬بينم��ا كان األولى‬ ‫صيغ لوقف العنف واألعمال‬ ‫بالطرفين وضع‬ ‫ٍ‬ ‫العس��كرية‪ ،‬وهن��ا حس��م الف��روف الخ�لاف‬ ‫بحرك��ةٍ اس��تعراضية ربم��ا‪ ،‬للضغ��ط على‬ ‫النظ��ام داعي��اً إل��ى االتف��اق على إج��راءات‬ ‫محددة لتعزيز الثقة بين الحكومة الس��ورية‬ ‫وق��وى المعارض��ة السياس��ية والمجتم��ع‬ ‫المدن��ي‪ ،‬والمض��ي ف��ي تجمي��د القتال في‬ ‫مناطق معين��ة‪ ،‬ورفع العوائ��ق أمام وصول‬ ‫المس��اعدات اإلنس��انية‪ ،‬وتس��وية أوض��اع‬ ‫المقاتلي��ن الذي��ن ألق��وا الس�لاح واإلف��راج‬ ‫ع��ن المعتقلين غي��ر المتورطين في جرائم‬ ‫اإلرهاب‪.‬‬ ‫بدورها أطراف المعارضة المشاركة انقسمت‬ ‫كعادته��ا بين كتلة األك��راد التي جاءت لبحث‬ ‫مس��تقبل الكرد واإلدارة الذاتية لمناطقهم‪،‬‬ ‫وكتلة رجحت األولوية اإلنس��انية‪ ،‬بينما ركز‬ ‫البقية على إصالح سياس��ي يؤدي حكماً إلى‬ ‫تحس��ن في الوض��ع االنس��اني‪ ،‬والغريب أن‬ ‫المجموع��ات الثالث اختلف��ت على الكثير من‬ ‫القضاي��ا إال أنها ل��م تخرج ع��ن الخط الذي‬ ‫رسمته لنفسها في مس��ودتها‪ ،‬فلم تأت في‬ ‫الجلس��ة المشتركة على ذكر مستقبل رأس‬ ‫النظام أو هيئة الحكم االنتقالي‪.‬‬ ‫انف��ضّ الجم��ع في موس��كو‪ ،‬وتحول اس��م‬ ‫المنت��دى لموس��كو واحد‪ ،‬وب��ات الحديث عن‬ ‫طريق روس��ية‪ ،‬مع وعودٍ غائمة من‬ ‫خارطة‬ ‫ٍ‬


‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬

‫راقب الس��وريون باهتمام القص��ف المتبادل‬ ‫بي��ن ميليش��يا ح��زب اهلل واس��رائيل خ�لال‬ ‫األس��بوع الماضي راجي��ن أن يتحرك نتنياهو‬ ‫المش��غول بحملت��ه االنتخابي��ة باتج��اه حرب‬ ‫شاملة مع حزب اهلل‪ ،‬راقبوا الشاشات على أمل‬ ‫أن ال يكون االس��تنفار الذي أعلنه ما يس��مى‬ ‫جيش الدفاع االس��رائيلي في مناطق ش��مال‬ ‫فلس��طين المحتل��ة مجرد رد فعل عس��كري‬ ‫تقلي��دي‪ ،‬لكنه كان‪ ،‬فلم يج��رّ الحزب ‪ -‬الذي‬ ‫رد على عملية القنيطرة بجنوب س��وريا‪ ،‬في‬ ‫شبعا اللبنانية ‪ -‬السورية‪ ،‬مدمراً رت ً‬ ‫ال عسكريًا‬ ‫إس��رائيليا ‪ -‬اس��رائيل إلى ح��رب جديدة‪ ،‬ولم‬ ‫يف��رح الس��وريون المثقل��ون بحربهم بحرب‬ ‫أخرى يظنون أنها ستوقف حربهم أو تغير من‬ ‫مس��ارها‪ ،‬فالمصاب بالرمضاء يستجير بالنار‬ ‫فكيف حال المصاب بالنار؟‪.‬‬ ‫لم يجّ��ر الطرفين للحرب العتب��ارات كثيرة‪،‬‬ ‫فلم ترغب اس��رائيل في الحرب ألن رد الحزب‬ ‫ج��اء ضم��ن م��ا أس��مته "بديع��وت أحرنوت"‬ ‫حدود المقبول‪ ،‬ففي الوقت الذي ال تس��تطيع‬ ‫في��ه الحكوم��ة العبرية دخول ح��رب لم تختر‬ ‫توقيتها السياسي‪ ،‬أرسل الحزب عبر اليونفيل‬ ‫برسالة إلى إس��رائيل قال فيها إنه غير راغب‬ ‫بالتصعي��د‪ ،‬ف��ي ذات الوقت ال��ذي كانت فيها‬ ‫الميلش��يا تصدر البيان رقم واح��د بما يعنيه‬ ‫ذلك من إش��ارة لحرب ال حدث عس��كري‪ ،‬كما‬ ‫أن منطقة الرد في ش��بعا تعني منطقة خارج‬ ‫القرار األممي رق��م ‪ ،1701‬لكن هذا ال يعني‬ ‫اسرائيلي ًا وقف المعركة‪ .‬بل تأجيلها ضد حزب‬ ‫منه��ك في س��وريا وب�لا ش��عبية تقريب ًا في‬ ‫لبنان‪ ،‬وإرهابي في تصني��ف العالم ومعظم‬ ‫العرب من البحرين إلى سوريا‪.‬‬ ‫بي��ن الداخل الخارج راقب الس��وريون الحدود‬ ‫التي كان م��ن الممكن أن تنفج��ر‪ ،‬منهم من‬ ‫فك��ر ب��رد اإلس��اءة الت��ي يتلقاه��ا الالجئون‬ ‫الس��وريون في لبنان بمثلها لالجئين لبنانين‬ ‫مفترضين م��ن الجنوب إلى س��وريا كما كان‬ ‫الح��ال ع��ام ‪ ،2006‬ومنه��م م��ن اعتب��ر أن‬ ‫أي ش��باك عس��كري بين ميليش��ا ح��زب اهلل‬ ‫واس��رائيل س��يجبر األول على االنسحاب من‬ ‫س��وريا‪ ،‬ومنهم م��ن ذهب إل��ى أن الحرب قد‬

‫تمتد إلى األراضي السورية‪ ،‬فيضعف النظام‬ ‫الصامت عن كل اعتداء‪ ،‬وأي ًا كانت الفرضيات‬ ‫التي توقعها الس��وريون‪ ،‬ف��إن الثابت أن حالة‬ ‫مم��ا يمك��ن وصف��ه باالنهي��ار الكام��ل ف��ي‬ ‫المفاهيم باتت هي السائدة في عقلية شعب‬ ‫تقتله الح��رب المجنونة يومي��اً‪ ،‬فالخروج من‬ ‫ح��رب أي حرب يحدث أحيان��ًا عبر حرب جديدة‬ ‫تش��تعل في أي مكان في العالم‪ ،‬حال الحرب‬ ‫الس��ورية التي ل��م يبق��ى دكان مخابرات لم‬ ‫يشارك بها‪ ،‬قد تكون شبيهة بالحرب اللبنانية‬ ‫التي استمرت لخمس��ة عشر عام ًا ولم تنتهي‬ ‫إال حين دخل صدام حس��ين الكويت‪ ،‬فسويت‬ ‫ملف��ات دولية عدة منها لينان على وقع األزمة‬ ‫الجديدة في الخليج العربي‪.‬‬ ‫ل��م يكن الس��وريون يراقبون الح��دود فقط‪،‬‬ ‫فالموكب العس��كري الذي استهدفته اسرائيل‬ ‫ف��ي القنيطرة قتل قيادي��اً إيرانيًا‪ ،‬األمر الذي‬ ‫جعل ت��ل أبيب توجه رس��الة لطه��ران تقول‬ ‫فيه��ا إنها ل��م تكن تعلم بتواج��ده في نقطة‬ ‫الهدف‪ ،‬فيما كانت موس��كو على الخط أيضاً‪،‬‬ ‫إذ طلب��ت ه��ي أيض ًا م��ن الميليش��يا التهدئة‬ ‫وعدم التصعيد بع��د دكِ مدفعي طال بلدات‬ ‫ف��ي الجن��وب اللبنان��ي مباش��رة بع��د علمية‬ ‫ميليشا حزب اهلل‪.‬‬ ‫في اسرائيل لم يكن من السهل على نتنياهو‬ ‫الذهاب للح��رب‪ ،‬فعملية القنيطرة برمتها لم‬ ‫تك��ن إال دعاية انتخابية رخيصة له اس��تغلها‬ ‫منافسوه‪ ،‬فلم يستطع اقناع الجيش بضرورة‬ ‫ح��رب جدي��دة بعد أش��هر فق��ط م��ن الحرب‬ ‫عل��ى غ��زة‪ ،‬الحرب الت��ي لم تنج��ح الحكومة‬ ‫االسرائيلية في جعلها انتصاراً جديداً بالمعنى‬ ‫السياسي وحتى العسكري‪.‬‬ ‫ف��ي النهاي��ة لم "تول��ع" بي��ن العدوي��ن كما‬ ‫يراهم��ا الكثي��ر من الس��وريين الي��وم‪ ،‬وجد‬ ‫المتحاربون صيغة كي يستمرا في القتال في‬ ‫سوريا‪ ،‬فاألول الميليشيا لديه من المعارك ما‬ ‫يكفيه اآلن على األرض الشامية‪ ،‬فيما الثاني‬ ‫س��يكتفي بعمليات قصف يدرسها وال يخشى‬ ‫م��ن أي رد عليها‪ ،‬فيما س��ينتظر الس��وريون‬ ‫معجزة ينهار فيها أي عدو لهم‪.‬‬

‫وجهة نظر‬

‫دمشق ‪ -‬مازن دياب‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫قب��ل النظام باإلفراج عن بع��ض المعتقلين‬ ‫السياس��يين الذي��ن «ل��م يش��اركوا أو غي��ر‬ ‫المتهمين باإلرهاب‪.‬‬ ‫وفي ختام الجولة أمس أعلن منسق «منتدى‬ ‫موس��كو» فيتال��ي نعومكي��ن» ف��ي مؤتم��ر‬ ‫صحاف��ي ع��ن توقي��ع الطرفين عل��ى ورقة‬ ‫مب��ادئ موس��كو‪ ،‬وخ��رج الجعفري مبتس��م ًا‬ ‫ليقول للصحاف��ة بأن « مجرد انعق��اد اللقاء‬ ‫التشاوري في موسكو هو كسر للجمود الذي‬ ‫كان قائم��ا منذ بداية األزم��ة وأن «األصدقاء‬ ‫الروس نجحوا حيث فشل اآلخرون»‪.‬‬ ‫وأش��ار إلى «أنه من البديهي أال تكون هناك‬ ‫نتائ��ج تامة له��ذا اللق��اء ألنه لق��اء تمهيدي‬ ‫تشاوري»‪ ،‬وأشار إلى أن الوفد الحكومي كان‬ ‫إيجابيا ومنفتحا طوال الجلس��ات التش��اورية‬ ‫و»اس��تجاب لرغبة األصدقاء الروس بإصدار‬ ‫مبادئ س��احة موس��كو وأغلبي��ة المعارضات‬ ‫وافق��ت أيض��ا‪ ،‬لكن��ه أش��ار إل��ى أن بع��ض‬ ‫المعارضي��ن «بصفت��ه الش��خصية اعترض‬ ‫على فكرة اعتماد مبادئ س��احة موسكو في‬ ‫آخر لحظة وذلك تحت ذرائع غير مقنعة وهو‬ ‫أمر فاجأ الوسيط الروسي»‪.‬‬ ‫وقد حق��ق النظام انتصاراً ف��ي مادةٍ غريبة‬ ‫ومستهجنة أصر على إضافتها وهي «رفض‬ ‫تواج��د المس��لحين األجان��ب اال بموافق��ة‬ ‫الحكوم��ة الس��ورية»‪ ،‬مم��ا يش��رع وج��ود‬ ‫الميليش��يات الطائفية التي تذبح السوريين‬ ‫بحجة حماية النظام ورأسه‪.‬‬ ‫وبمقي��اس الرب��ح والخس��ارة ي��دور الحديث‬ ‫ع��ن أن المعارضة ضمن��ت وحدتها وفعاليتها‬ ‫بصفتها جزءاً من ّ‬ ‫الحل القادم‪ ،‬ولو بعد حين‪،‬‬ ‫ولي��س المطلوب منها أن تكون لها س��يطرة‬ ‫عل��ى المجموعات المس��لحة‪ ،‬إال أن هذا كالم‬ ‫ح��ق يراد ب��ه باطل فالمعارض��ة انتقلت من‬ ‫ٍ‬ ‫وصفها ممث ً‬ ‫ال ش��رعي ًا للش��عب الس��وري إلى‬ ‫دور في الحل‬ ‫كي��ان يبحث في موس��كو ع��ن ٍ‬ ‫المقبل‪.‬‬ ‫ولع��ل الخاس��ر األكبر هو االئت�لاف الوطني‬ ‫الس��وري المع��ارض‪ ،‬إال أن م��ا يج��ري ف��ي‬ ‫موس��كو اليوم هو عملية تفكي��ك لالئتالف‬ ‫ال��ذي وبالرغ��م م��ن س��لبياته ح��از إجماع ًا‬ ‫أقل��ه عربياً باعتباره ج��زءاً مهما من التمثيل‬ ‫الشعبي في سوريا‪ ،‬فالدبلوماسية الروسية‬ ‫ٌ‬ ‫عازم��ة على االتصال م��ع الجهات المعارضة‬ ‫الت��ي ل��م تحض��ر جول��ة موس��كو األول��ى‪،‬‬ ‫لي��س بوصفه��ا جزءاً م��ن كيانات سياس��ية‬ ‫ب��ل بصفتها الش��خصية به��دف تجزئة قوة‬ ‫االئتالف ال��ذي ال يزال يعتب��ر الممثل األكبر‬ ‫ولو دبلوماسياً للمعارضة السورية‪.‬‬ ‫وبالحدي��ث ع��ن الحل��ول المقترح��ة لألزمة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬يع��ود الحدي��ث عن الح��ل اليمني‬ ‫ال��ذي هلل ل��ه الكثي��رون س��ابقاً والذي كان‬ ‫محوره إنقاذ النظام بالتضحية برأس النظام‬ ‫م��ن أجل الحف��اظ على األساس��ي من��ه‪ ،‬أي‬ ‫المصالح االقتصادية والسياس��ية والخدمات‬ ‫التي يقدمها لرعاته‪ ،‬اليوم تقدم موسكو ح ً‬ ‫ال‬ ‫أكثر س��طحية لألزمة‪ ،‬حت��ى أنها لن تضحي‬ ‫ب��رأس ب��ل تعم��د إل��ى ترميم��ه وش��رعنته‬ ‫مجدداً‪ ،‬ولعل ما حدث ف��ي اليمن مؤخراً خير‬ ‫دليل على فش��ل الحلول التي ال تحترم إرادة‬ ‫ٍ‬ ‫أمةٍ بذلت الدم سخياً في سبيل دولةٍ مدنيةٍ‬ ‫ديمقراطية‪.‬‬

‫كم كنا �سنفرح لو �أنها "ولعت" بني‬ ‫ا�سرائيل وحزب اهلل‬

‫‪9‬‬


‫اليا�س مرق�ص ‪1991 - 1929‬‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫وجوه من وطني‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫ول��د إلياس دانيال مرقص ف��ي مدينة الالذقية‬ ‫عام ‪ ،1929‬المدينة التي ش��كلت نموذجًا فريداً‬ ‫للعيش بين المذاه��ب والطوائف المختلفة آلل‬ ‫مرقص األس��رة األرثوذكس��ية العريقة‪ ،‬والتي‬ ‫توارثت مهنة التعليم تاريخيًا في المدينة‪ ،‬تلقى‬ ‫علومه األولية في «مدرسة الفرير» الكاثوليكية‬ ‫ف��ي الالذقي��ة‪ ،‬ونال ش��هادة البكالوريا‪ ،‬قس��م‬ ‫ثان��ي عام ‪ ،1945‬س��افر بعدها إلى بلجيكا في‬ ‫ع��داد أول بعثة س��ورية بعد االس��تقالل‪ ،‬حيث‬ ‫درس في جامعة بروكس��ل الحرة‪ .‬حصل على‬ ‫شهادة مجاز في علم االجتماع والتربية‪ ،‬واتقن‬ ‫االنكليزية والفرنسية والروسية باإلضافة إلى‬ ‫العربية‪ ،‬كما اس��توعب خ�لال إقامته االوروبية‬ ‫الكثير من األعمال والمؤلفات التي ساهمت في‬ ‫طراز مختلف‪.‬‬ ‫بناء مثقف من‬ ‫ٍ‬ ‫يق��ول مرقص‪« :‬نح��ن العرب نمي��ل إلى إدانة‬ ‫األنظم��ة واألح��زاب وغيره��ا ولكنن��ا ال ندي��ن‬ ‫المثقف نفسه‪ ،‬وأريد ان أشير هنا إلى ان أياً من‬ ‫جان جاك روس��و وفولتير ودي��درو لم يأت على‬ ‫ذك��ر كلمة «ثورة» م��ع اعتق��ادي ان ك ً‬ ‫ال منهم‬ ‫حم��ل في قلب��ه قناعة ب��ان الثورة الفرنس��ية‬ ‫قادم��ة قربيًا‪ .‬نحن بخالف ذلك‪ ،‬نتصور بأنه اذا‬ ‫علقت صورنا ووزعت كلماتن��ا الخطابية نكون‬ ‫قد حققنا النصر‪ .‬وهذا أحد وجوه مأساتنا»‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1952‬عاد إلى مدينت��ه للعمل في تدريس‬ ‫م��ادة الفلس��فة ف��ي ثانوي��ة جول جم��ال‪ ،‬وعن‬ ‫مرقص المدرس كتب «فارس سعد» في صحيفة‬ ‫الع��رب اللندني��ة‪« :‬حينما دخل مع ّلم الفرنس��ية‬ ‫الش��اب النحيل أبيض الوجه إلى الصف العاش��ر‪،‬‬ ‫عرّف��ه الط�لاب اليس��اريون بالبرج��وازي مع ّلم‬ ‫لغة االس��تعمار! لكنه س��رعان ما قل��ب المعادلة‬ ‫لصالح��ه فأصبح أحبّ أس��تاذ إلى قل��وب الطلبة‬ ‫في مدرسة جول جمال‪ ،‬هذا الشاب «البرجوازي»‬ ‫النحي��ل المنحدر من أس��رة الذقانية عريقة كان‬ ‫خ��اض ح��رب كوري��ا ف��ي صف��وف المتطوعين‬ ‫األمميين وكان من قادة ثورة فالحية في إيطاليا‬ ‫وأصبح أهم ّ‬ ‫نقاد اليسار العربي»‪.‬‬ ‫انتس��ب مرقص للش��يوعية أثناء دراس��ته في‬ ‫بلجي��كا‪ ،‬ول��دى عودته إلى س��وريا بدأ بنس��ج‬ ‫العالقات مع الشبان القوميين والبعثيين وكانوا‬ ‫برأيه من «أفض��ل الناس أخالقًا وثقافة‪ ،‬ولهم‬ ‫فض��ل كبير عليه»‪ ،‬وأثناء خدم��ة العلم تعرَّف‬ ‫إلى المفك��ر العرب��ي الراحل‪ :‬ياس��ين الحافظ‬ ‫الذي ب��دأت صداقته معه في أواخر عام ‪،1953‬‬ ‫وبقيت هذه الصداقة مس��تمرة فكري��ًا وروحيًا‬ ‫إلى ما بعد وفاة الحافظ في خريف عام‪.‬‬ ‫انتظ��م ف��ي الح��زب الش��يوعي الس��وري بعد‬ ‫زيارت��ه للصي��ن في أواخ��ر ع��ام ‪ ،1955‬دخل‬ ‫ب��دون طل��ب‪ ،‬وبقي لمدة خمس��ة أش��هر‪ ،‬كان‬ ‫خالله��ا مس��ؤو ًال ع��ن حلق��ة ثقافية للك��وادر‪،‬‬ ‫ول��ه مس��ؤولية تنظيمية إضافي��ة معينة‪ ،‬لكن‬ ‫س��معته كانت عل��ى العموم أكبر م��ن منصبه‬ ‫الحزب��ي‪ ،‬وهذا يع��ود إلى أنه في س��نة ‪1955‬‬ ‫ترجم كتاب «ماوتسي تونغ» الشهير‪ ،‬وفي عام‬ ‫‪ 1956‬تم طرده من الحزب الشيوعي لمطالبته‬ ‫بالديمقراطية الحزبية‪ ،‬حيث عبأت قيادة الحزب‬ ‫وقتها األعضاء عليه متهمة اياه بالعمالة لوكالة‬ ‫المخاب��رات المركزية األمريكي��ة ووصل الحال‬ ‫إلى أنه تعرض للضرب وااليذاء الجسدي‪.‬‬ ‫كما تكون��ت لديه قناعة بأن الحزب الش��يوعي‬ ‫الس��وري «أعج��ز م��ن أن يق��وم بالث��ورة‬ ‫االش��تراكية‪ ،‬ألن هذه الث��ورة ال بد أن يصنعها‬ ‫الش��عب‪ ،‬وموق��ع الح��زب كان بس��يطاً وهزي ً‬ ‫ال‬ ‫ضمن صفوف الشعب»‪.‬‬

‫كان للمد الناصري وفش��ل تجربة الوحدة األثر‬ ‫األكب��ر في توجه��ات مرقص‪ ،‬إذ تبل��ورت لديه‬ ‫حتمية الوحدة العربية ضمن مسار ديمقراطي‪،‬‬ ‫وبعد انقالب آذار عام ‪ 1963‬كان له الدور الكبير‬ ‫ومن خ�لال عالقته بياس��ين الحافظ في بلورة‬ ‫أفكار ومنطلقات ح��زب العمال الثوري العربي‪،‬‬ ‫ال��ذي جمع ف��ي صفوف��ه س��وريين ولبنانيين‬ ‫وعراقيين وأردنيين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كانت الخمسينات إعالنا بوالدة مرقص المفكر‬ ‫حي��ن بدأ بالتألي��ف والترجمة وه��و العهد الذي‬ ‫كتب فيه معظم مؤلفاته المعروفة‪ ،‬مثل «نقد‬ ‫الفكر المقاوم» والستالينية والمسألة القومية‬ ‫باالش��تراك مع جمال األتاس��ي‪ ،‬وعب��د الكريم‬ ‫زه��ور‪ ،‬وياس��ين الحافظ‪ .‬وكذل��ك «نقد الفكر‬ ‫القومي عند ساطع الحصري»‪.‬‬ ‫بينما يظهر كمترجم منذ أواس��ط الس��بعينات‬ ‫وحتى نهاي��ة الثمانين��ات‪ ،‬حيث ترج��م ثالثين‬ ‫كتابًا لماوتس��ي تونغ وهيغل وماركس ولينين‬ ‫وفيورب��اخ وغارودي وجورج لوكاش ومكس��يم‬ ‫رودنس��ون‪ ،‬كم��ا نش��ر وس��اهم ف��ي مجل��ة‬ ‫«دراسات عربية»‪ ،‬وأنش��أ دار الحقيقة‪ ،‬ومجلة‬ ‫«الواق��ع» ف��ي بيروت‪ ،‬وس��اهم في تأس��يس‬ ‫مجلة «الوح��دة» المغربية ذائع��ة الصيت‪ ،‬كما‬ ‫ش��ارك في العديد من الن��دوات الفكرية عربيًا‬ ‫وعالميًا‪ ،‬وترك ع��دداً من المخطوطات الفكرية‬ ‫لم تنشر ومنها‪« :‬نقد المادية الجدلية والمادية‬ ‫التاريخية» وكتاب «المغايرة‪ ،‬الكون والتاريخ»‪.‬‬ ‫رح��ل الياس مرقص عام ‪ ،1991‬كان بال ش��ك‬ ‫عالم��ًا موس��وعيًا ومفك��راً دقيق��ًا وعميقًا ترك‬ ‫عددا من المخطوطات دون نش��ر وكان أهم ما‬ ‫نشر له‪:‬‬ ‫«الماركس��ية الس��وفياتية والقضاي��ا العربية‪،‬‬ ‫نق��د الفك��ر القوم��ي عن��د س��اطع الحص��ري‪،‬‬ ‫تاريخ االحزاب الشيوعية‪ ،‬الماركسية والشرق‪،‬‬ ‫الماركس��ية في عصرن��ا‪ ،‬في األمة والمس��ألة‬ ‫القومي‪ ،‬المذه��ب الجدلي والذه��ب الوضعي‪،‬‬ ‫العقالني��ة والتق��دم‪ ،‬نق��د العقالني��ة العربية‪،‬‬ ‫حوار العمر»‪.‬‬ ‫وم��ن ترجماته تحطي��م العقل‪ ،‬أربع��ة أجزاء‪،‬‬ ‫تأليف‪ :‬ج��ورج لوكاش‪ ،‬الق��رى األولى في بالد‬ ‫الش��ام تأليف‪ :‬جاك كوفان الدفاتر الفلس��فية‪،‬‬ ‫ثالثة أج��زاء‪ ،‬تألي��ف‪ :‬لينين‪ ،‬مخت��ارات هيغل‪،‬‬ ‫المؤلفات السياس��ية الكب��رى‪ ،‬تأليف‪ :‬جان جاك‬ ‫ش��فاليه‪ ،‬حول المسألة اليهودية‪ ،‬تأليف‪ :‬باور ‪-‬‬ ‫ماركس‪ ،‬فلسفة عصر النهضة‪ ،‬تأليف‪ :‬أرنست‬ ‫بلوخ‪.‬‬

‫مقتل ‪� 54‬صحف ًيا‬ ‫ً‬ ‫ومواطنا �صحف ًيا يف‬ ‫�سوريا خالل عام ‪2014‬‬

‫و ّث��ق المرك��ز الس��وري للحري��ات الصحفية‬ ‫التاب��ع لرابطة الصحفيين الس��وريين‪ ،‬مقتل‬ ‫‪ 266‬صحفي�� ًا وإعالميًا ومواطن��اً صحفياً منذ‬ ‫منتصف آذار ‪ 2011‬حتى نهاية ‪.2014‬‬ ‫ورصد التقرير الس��نوي الذي أصدرته رابطة‬ ‫الصحفيي��ن الس��وريين انخفاض�� ًا ف��ي عدد‬ ‫االنتهاكات بح��ق اإلعالميين خالل عام ‪2014‬‬ ‫ً‬ ‫مقارن��ة باألعوام الس��ابقة‪ ،‬بحيث بلغت عدد‬ ‫ح��االت القت��ل ‪ 54‬حالة مقاب��ل ‪ 103‬في عام‬ ‫‪ 2013‬و‪ 100‬في عام ‪.2012‬‬ ‫وأش��ار التقرير إلى أنه وبالرغم من انخفاض‬ ‫االنته��اكات فإن وتيرة االس��تهداف بقيت على‬ ‫المستوى ذاته إن لم تكن قد ارتفعت وتطورت‬ ‫و فاق��ت قدرة تدابير الحماي��ة االعتيادية التي‬ ‫يتخذها الصحفي عادة‪.‬‬ ‫وق��د احت��ل النظام الس��وري المرتب��ة األولى‬ ‫ف��ي ارت��كاب االنته��اكات بح��ق العاملين في‬ ‫حقل اإلع�لام لعام ‪ 2014‬من خ�لال ارتكابه‬ ‫‪ 50‬انته��اكاً م��ن مجموع ‪ 113‬وثقه��ا المركز‪.‬‬ ‫تاله تنظيم "الدولة اإلس�لامية" (داعش) بـ‪20‬‬ ‫انتهاك ًا‪ .‬ثم وحدات حامية الش��ـعب الكردية بـ‬ ‫‪ 15‬انتهـاكًا‪.‬‬ ‫و جاءت محافظة حلب األولى على المحافظات‬ ‫الس��ورية م��ن حي��ث ع��دد االنته��اكات الت��ي‬ ‫ارتكب��ت فيه��ا ب��ـ‪ 26‬انته��اكاً تلته��ا محافظة‬ ‫الحس��كة ب��ـ‪ ،21‬و ق��د وق��ع ‪ 63‬انته��اكًا م��ن‬ ‫مجم��وع االنتهاكات الموثق��ة على المواطنين‬ ‫الصحفيي��ن‪ ،‬ف��ي حي��ن وق��ع ‪ 7‬منه��ا عل��ى‬ ‫صحفيين أجانب‪ ،‬و تعرض ‪ 13‬مركزاً و مكتبًا‬ ‫ووسيلة إعالم النتهاكات مختلفة منها عمليات‬ ‫قصف‪ ،‬و قد وقع ‪ 6‬منها في حلب‪.‬‬ ‫يذكر أن رابطة الصحفيين الس��وريين والتي‬ ‫اسس��ت ف��ي ش��باط ‪ 2012‬تق��وم بتوثي��ق‬ ‫االنته��اكات التي يتعرض له��ا الصحفيين في‬ ‫سوريا بإصدارات شهرية وسنوية‪.‬‬


‫ببيال ويلدا ركعتا على الف�ضائية ال�سورية‬ ‫عامر محمد‬

‫هيك �سمعنا‬

‫"الكش��تبان" كل أح��د وأربع��اء‬ ‫الس��اعة الواحدة ظه��راً‪ ،‬يعالج‬ ‫بطريق��ة س��اخرة قضاي��ا‬ ‫س��ورية ع��دة‪ ،‬ويخ��ص‬ ‫المثقفين والمتطرفين من‬ ‫إع��داد وتقدي��م عب��د اهلل‬ ‫غباش‪ ،‬على صوت راية‪.‬‬ ‫•••‬ ‫"مع الناس" حواري سياس��ي يعالج القضايا‬ ‫السياس��ية والخدمية مباش��رة عل��ى الهواء‬ ‫وعب��ر اتص��االت م��ع ناش��طين وصحفي��ن‬ ‫وعس��كريين في الداخل السوري وسياسين‬ ‫ومحللي��ن في الخارج‪ ،‬يومي��اً الواحدة ظهراً‬ ‫تقديم فريق راديو أنا‪.‬‬ ‫•••‬ ‫"جوا البيت" يناقش االضطرابات النفس��ية‬ ‫والمش��كالت والظواه��ر االجتماعي��ة‪ ،‬كم��ا‬ ‫يتضم��ن فق��رة مواهب س��ورية م��ن عمر‬ ‫ال‪ 6‬حت��ى ‪ 18‬عامًا‪ ،‬اعداد وتقديم‪ :‬س��وزان‬ ‫الصغير كل أحد على راديو أورينت‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫األخ��وة ف��ي راديو أورين��ت‪ ،‬صحيح أنك تعمل��ون وتبثون من عم��ان‪ ،‬لكن حاول��وا أن تلتقوا‬ ‫بس��وريين حين تعدون تقريراً إذاعيًا عن س��وريا‪ ،‬فليس من المعقول أن يقول ش��خص في‬ ‫ريبورت��اج لكم "واهلل مش عارف إيشش��ش أكول" واضح أنه أردني‪ ،‬اخرجوا من‬ ‫المكت��ب رجاء حين تجرون اس��تطالع ًا للرأي‪ ،‬أو ابق��وا فيه حين يكون هاني‬ ‫في المنزل‪.‬‬ ‫•••‬ ‫ه��دد فادي جومر عب��ر صفحته على موقع ‪ Facebook‬بنش��ر م��ا قال إنه‬ ‫مجموعة من الرس��ائل التي "تفضح" إدارة رادي��و روزنة والتي تلقاها من‬ ‫مراس��لين وإداريين في الراديو‪ ،‬وس��خر جومر من حيادية العمل في روزنة‬ ‫الت��ي طلب��ت منه أن يقل��ل من انتقاده لتي��ار بناء الدولة ال��ذي كان موضوع‬ ‫برنامج��ه لث�لاث حلقات من أصل ‪ 40‬حلق��ة‪ ،‬جومر وصف العاملين ف��ي روزنة بـ "الضفادع"‬ ‫وق��ال إن بحوزته "الوثائق" التي لن يكش��فها اآلن‪ ،‬فيما لم تعل��ق إدارة روزنة على التعليق‬ ‫أبداً‪ ،‬بدورنا نقول "اهلل يطفيها بنورو"‪.‬‬ ‫•••‬ ‫ً‬ ‫أطلق صحفيون وناش��طون س��وريون حملة إلكترونية حملت اس��م "تضامنا مع الصحفيين‬ ‫السوريين الذين طردهم غسان عبود‪ ..‬بسبب اليك على الفيسبوك" وذلك على خلفية قيام‬ ‫القن��اة بفصل عدد م��ن العاملين لديها بعد أن أعجبوا بمنش��ورات تنتقد مواقف مالك القناة‬ ‫غس��ان عبود من بعض الطوائف الدينية في س��وريا‪ ،‬حيث كتبت ميس��اء صالح "قام غس��ان‬ ‫عبود بطردي من قناة أورينت نيوز مكتب غازي عنتاب اليوم وذلك بس��بب وضعي اليك على‬ ‫االنتقادات التي كتبها األصدقاء على ما نشره غسان عبود على صفحته أساء فيها للسورين‬ ‫من الشركس واألرمن" نجدد القول "اهلل يطفيها بنورو"‪.‬‬

‫هيك رح ن�سمع‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬

‫بكام��ل س�لاحهم هت��ف "أهالي" يل��دا وبيت‬ ‫س��حم وببي�لا لوح��دة س��وريا وض��د "الفكر‬ ‫التكفي��ري" في التقرير المص��ور‪ ،‬المظاهرة‬ ‫ً‬ ‫تقليدية ال‬ ‫في ري��ف دمش��ق كان��ت س��تبدو‬ ‫جدي��د فيه��ا‪ ،‬ل��وال أن الكاميرا الت��ي صورتها‬ ‫وه��ي محاط��ة بالمتظاهري��ن ه��ي كامي��را‬ ‫التلفزيون الرسمي السوري‪ ،‬والذي كتب على‬ ‫شاشته عبارة "حصري ًا لسوريا تتحاور"‪.‬‬ ‫يل��دا‪ ،‬البلدة الريفية الت��ي دخلت كما حال بيت‬ ‫سحم وببيال في هدنة مع النظام‪ ،‬ال تزال تحت‬ ‫حصار كامل يفرض عليها منذ أن وقعَت على‬ ‫أوراق الصلح في الثامن والعشرين من كانون‬ ‫الثان��ي من العام الماض��ي‪ ،‬بينما بقي عناصر‬ ‫م��ن المعارض��ة المس��لحة يحملون س�لاحهم‬ ‫فيها من دون انتش��ار القوات النظامية التابعة‬ ‫للجيش أو المخابرات في داخلها‪ ،‬توقف إطالق‬ ‫الن��ار من��ذ ذاك الحدث‪ ،‬ودخل الطعام ش��حيحًا‬ ‫إل��ى األهال��ي‪ ،‬وعُط��ل م��رات ع��دة ألس��باب‬ ‫تذرع بها النظام منه��ا تنظيم داعش أو جبهة‬ ‫النصرة‪ ،‬وبقيت المراقبة ش��ديدة على كل من‬ ‫يدخل ويخرج باتجاه دمش��ق من الحواجز التي‬ ‫عرفت بالمشتركة على المداخل األساسية‪.‬‬ ‫‪ 6000‬أالف ش��هيد ق��ال الش��يخ الطويل على‬ ‫اله��واء مباش��رة‪ ،‬ألن الح��وار ه��و البديل عن‬

‫الصواريخ والطيران‪ ،‬وكي يبرر بعضاً مما بث‬ ‫في تقارير مصورة بثت قبل حديثه‪ ،‬قال أيضًا‬ ‫إن نس��بة الدمار ف��ي ببيال خالل ع��ام الصلح‬ ‫ال تذك��ر عل��ى اإلطالق بتلك التي س��جلت في‬ ‫أربع سنوات من "األزمة" قال الشيخ‪ ،‬انتفضت‬ ‫حويجة عند الحدي��ث عن الطائرات وقررت بث‬ ‫تقرير صور في ببيال يحمل مطالب "األهالي"‪،‬‬ ‫الس��قف المرتفع الذي تحدث به الشيخان على‬ ‫شاش��ة النظ��ام‪ ،‬ال قيمة له أم��ام تلك الصور‬ ‫التي ستبث بعد قليل‪.‬‬ ‫على زاوية الشاشة من جديد "حصري ًا سوريا‬ ‫تتحاور" والمقابالت تتم في منازل في ببيال‪،‬‬ ‫الس��كان م��ن نس��اء ورج��ال يتحدث��ون ع��ن‬ ‫الج��وع‪ ،‬وعن الخدم��ات وعن حال س��يئ تمر‬ ‫ب��ه البلدة‪ ،‬يق��ول رجل لحويج��ة التي ترتدي‬ ‫هن��ا حجاباً كام ً‬ ‫ال م��ع نظارة شمس��ية كبيرة‬ ‫"نح��ن لس��نا مواطنين من الدرجة العاش��رة‪،‬‬ ‫ما الذن��ب الذي ارتكبناه؟ ويقول رجل مس��ن‬ ‫أن��ه غي��ر مهتم بأي ش��يئ اآلن س��وى طعام‬ ‫أوالده‪ ،‬ف��ـ "األمور األخ��رى" ال تعنيه‪ ،‬حويجة‬ ‫التي تحاول أن تس��حب ما تريد من اعترافات‬ ‫الن��دم من الس��كان‪ ،‬تس��مع ف��ي ذات الوقت‬ ‫صوت الجوع يلهو في أمعائهم الخاوية‪ ،‬تقول‬ ‫س��يدة مسنة لها إن زوجها معتقل فترد عليها‬

‫مصحح��ة بأنه موق��وف‪ ،‬فتكرر المس��نة من‬ ‫بعده��ا ذات الكلمة "الصحيح��ة" في قاموس‬ ‫النطام وإعالمه‪ ،‬تبك��ي امرأة أخرى ألن ابنها‬ ‫بال طعام ومصاب باليرقان‪ ،‬تبكي فيما توجه‬ ‫حويجة المايكرفون إلى فمها المغطى بحجاب‬ ‫كي تلتقط العويل أكثر‪ ،‬يشرح رجل أخر كيف‬ ‫تخرج النساء إلى الحاجز العسكري في مدخل‬ ‫البلدة ليأكل��ن ويعدن وال يس��مح لهن بحمل‬ ‫الطعام لمن هم ف��ي الداخل‪ ،‬اعتراف بحجم‬ ‫ال��ذل والقه��ر والقم��ع وس��حل العظ��م الذي‬ ‫يمارسه النظام على شاش��ته الرسمية‪ ،‬لكن‬ ‫هذا ال يهم المذيعة وال طاقم البرنامج‪ ،‬فهي‬ ‫تسجل الس��بق الصحفي األهم في مسيرتها‬ ‫المهنية‪ ،‬استسالم بلدة‪.‬‬ ‫ركع��ت يلدا ومعه��ا بيت س��حم وببيال‪ ،‬ركعت‬ ‫للنظ��ام وقوات��ه وميليش��ياته‪ ،‬تح��ت عب��ئ‬ ‫صواريخ��ه ومدافع��ه‪ ،‬وبع��د أن صالح��ت‪ ،‬أي‬ ‫رسالة يريدها القائمون األمنيون على التلفزة‬ ‫في سوريا أفضل من هذه‪ ،‬أي رسالة مباشرة‬ ‫أخ��رى م��ن الممك��ن أن توج��ه لم��ن يعارض‬ ‫النظام تحمل هذه النتيجة الواضحة‪ ،‬كن معي‬ ‫لتأكل‪ ،‬وضدي لتمت جوعًا‪ ،‬صالح وانسى وعد‬ ‫كما كنت‪ ،‬كي تشرب ماء من صنبور ال يملكه‬ ‫سواي‪ ،‬ولن يملكه سواي‪ ،‬أركع‪.‬‬

‫ميديا‬

‫بحماس شديد تقدم المذيعة كنانة حويجة ضيفيها في االستديو وهي ترتدي نصف حجاب‬ ‫يغطي نصف ش��عرها‪ ،‬وتبدأ الحديث عن مشاعرها التي فاضت وانهمرت وجعلتها تعجز عن‬ ‫النط��ق أمام المش��اهد الي بثت عبر برنامج س��وريا تتحاور مس��اء الثالث��اء ‪،2015 / 1 / 27‬‬ ‫"فنحن س��وريين" قالت المذيعة‪ ،‬التي وجهت الس��ؤال للش��يخ صال��ح الخطيب رئيس لجنة‬ ‫المصالح��ة ف��ي يلدا ال��ذي كان يجلس في ذات االس��تديو إلى جانب الش��يخ أنس الطويل‬ ‫رئي��س لجن��ة المصالحة في ببيال‪ ،‬ليقول الخطيب مس��ته ً‬ ‫ال كالمه بتمني الش��بع لكل جائع‬ ‫وعودة كل مهجر‪ ،‬ثم تحدث عن دموع س��الت وانفجرت من كل مش��اهد سوري رأى كيف أن‬ ‫الفضائية الس��ورية تتغلغل بين عناصر الحرّ الذين باتوا اليوم في صفوف "الدفاع الوطني‪،‬‬ ‫غم��ز الخطيب بكالم يحمل أوجه عدة عن صدق الصورة التي نقلت من بلدته التي حوصرت‬ ‫وقصفت ثم ركعت جوعاً للنظام‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫حقوق وحريات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫املهجرين‬ ‫املواطنة وحقوق ّ‬ ‫(دولة فل�سطني منوذج ًا)‬ ‫يدل مصطل��ح المواطنة قانون��اً على وجود‬ ‫صل��ة بين الفرد والدول��ة‪ .‬وبموجب القانون‬ ‫الدول��ي المواطن��ة ه��ي مرادف��ة لمصطلح‬ ‫الجنس��ية‪ ،‬عل��ى الرغم م��ن أنه ق��د يكون‬ ‫لهما معانٍ مختلفة وفق��ا للقانون الوطني‪.‬‬ ‫والش��خص الذي ال يمل��ك المواطنة في أي‬ ‫دولة هو عديم الجنسية‪.‬‬ ‫تش��ير دائ��رة المع��ارف البريطاني��ة إلى أن‬ ‫المواطن��ة‪« :‬عالق��ة بي��ن ف��رد ودول��ة كما‬ ‫يحددها قانون تل��ك الدولة متضمنة مرتبة‬ ‫من الحري��ة وم��ا يصاحبها من مس��ؤوليات‬ ‫وتس��بغ عليه حقوق��اً سياس��ية مثل حقوق‬ ‫االنتخ��اب وتول��ي المناصب العام��ة‪ .‬وميزت‬ ‫الدائرة بين المواطنة والجنس��ية التي غالب ًا‬ ‫ما تستخدم في إطار الترادف إذ أن الجنسية‬ ‫تضمن باإلضافة إلى المواطنة حقوق ًا أخرى‬ ‫مثل الحماية في الخارج»‪.‬‬ ‫بينم��ا تعرفها الموس��وعة الدولية بوصفها‪:‬‬ ‫«عضوي��ة كاملة في دول��ة أو بعض وحدات‬ ‫الحك��م‪ ،‬وتؤك��د الموس��وعة أن المواطنين‬ ‫لديهم بع��ض الحقوق مثل ح��ق التصويت‬ ‫وحق تولي المناص��ب العامة وكذلك عليهم‬ ‫بع��ض الواجب��ات مثل واجب دف��ع الضرائب‬ ‫والدفاع عن بلدهم»‪.‬‬ ‫لدى استعراض التعاريف المختلفة للمواطنة‬ ‫يبدو أن أحد أكثر القواس��م المش��تركة بين‬ ‫التعاريف هو وجود دولة‪ ،‬يكتس��ب المواطن‬ ‫عضويته��ا الكاملة‪ ،‬وعالقته معه��ا وفق ما‬ ‫يحدده القانون‪ ،‬من هنا يأتي بحثنا اليوم في‬ ‫ماهي��ة الدولة الفلس��طينية وهل باإلمكان‬ ‫االعتداد بمواطنة للش��عب الفلسطيني في‬ ‫ظل غياب دولة بالمعنى القانوني‪.‬‬ ‫فبعد انضمام سويس��را إل��ى األمم المتحدة‬ ‫دول خارج األس��رة‬ ‫ع��ام ‪ 2002‬بقيت ث�لاث ٍ‬ ‫الدولية وفق�� ًا لتعريف القانون الدولي وهي‬ ‫كوس��وفو المس��تقلة قبي��ل الع��ام ألفي��ن‬ ‫وم��ازال االعت��راف به��ا كدول��ة يصط��دم‬ ‫بالفيتو الروس��ي الذي يقف ف��ي وجه حقها‬ ‫باالعت��راف‪ ،‬وتاي��وان الت��ي م��ا زال وضعها‬ ‫القانون��ي غائم ًا متأرجحاً ف��ي ظل العالقات‬ ‫التجارية والسياس��ية الملتبسة بين الصين‬ ‫والوالي��ات المتح��دة األمريكية‪ ،‬وفلس��طين‬ ‫التي حظيت أخي��راً بصفة عضو مراقب من‬ ‫خارج األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وبحسب فكتور قطان فإن كل الفلسطينيين‬ ‫فقدوا جنسيتهم بعد عام ‪ ،1948‬وال يزالون‬ ‫بدون جنسية وطنية بسبب الحاجة إلى دولة‬ ‫فلسطينية توفر مثل هذه الجنسية‪.‬‬ ‫إن الدول��ة الفلس��طينية المرتقب��ة تخل��ق‬ ‫الكثي��ر م��ن المش��اكل‪ .‬فبحس��ب القانوني‬ ‫«جاي جودوين» فصفة الدولة الفلسطينية‬ ‫تطرح أس��ئلة حول المواطنة لفلس��طينيي‬ ‫المهج��ر‪ .‬إذ أن الالجئي��ن والمهاجري��ن‬ ‫سيخس��رون تمثيله��م ف��ي الدول��ة المقبلة‬

‫ألن المجل��س الوطن��ي الفلس��طيني‪ ،‬وهو‬ ‫ممثلهم الرس��مي‪ ،‬قد يتم حله‪ .‬وهذا يعني‬ ‫أن أولئك الفلسطينيين لن يكون لديهم حق‬ ‫المشاركة في أمور الحكم كمواطنين‪.‬‬ ‫وقد ح��دد القانون الدولي في المادة الرابعة‬ ‫م��ن ميثاق األمم المتحدة الش��روط الواجب‬ ‫توافره��ا في الدولة للتمت��ع بعضوية األمم‬ ‫المتحدة والت��ي نصها‪« :‬العضوية في األمم‬ ‫المتح��دة مباحة لجميع الدول األخرى المحبة‬ ‫للس�لام‪ ،‬والت��ي تأخ��ذ نفس��ها بااللتزامات‬ ‫الت��ي يتضمنه��ا ه��ذا الميث��اق‪ ،‬والتي ترى‬ ‫الهيئة أنها قادرة على تنفيذ هذه االلتزامات‬ ‫وراغبة فيها»‪.‬‬ ‫وق��د وس��ع االجته��اد القانون��ي التعري��ف‬ ‫الكالس��يكي للدولة «ش��عب‪ ،‬إقليم‪ ،‬سلطة‬ ‫سياسية»‪ ،‬بحيث عرف مكون الشعب بأنهم‬ ‫بش��كل دائم‬ ‫مجموع��ة األف��راد المقيمي��ن‬ ‫ٍ‬ ‫ف��ي االقلي��م أي الحاملين لجنس��ية الدولة‪،‬‬ ‫أم��ا االقليم فيج��ب أن يك��ون مح��دداً وفق ًا‬ ‫التفاقي��ات ثنائي��ة مع الدول المج��اورة‪ ،‬وأن‬ ‫تملك الس��لطة السياسية س��يادتين داخلية‬ ‫متعددة األوج��ه على إقليمه��ا‪ ،‬وخارجية أي‬ ‫أن الدولة تقوم بالتبادل الدبلوماسي وتوقع‬ ‫االتفاقيات‪.‬‬ ‫عام ‪ 1948‬تقدمت اس��رائيل بطلب عضوية‬ ‫ف��ي هيئة األم��م المتح��دة ورف��ض طلبها‬ ‫كونها ف��ي حالة حرب مع الجي��وش العربية‬ ‫ثم ع��اودت الطلب عام ‪ ،1949‬حيث اعترفت‬ ‫المنظم��ة الدولي��ة بإس��رائيل ش��ريطة أن‬ ‫تتقدم بتعهد مكتوب بتطبيق القرارين ‪181‬‬ ‫و‪ 194‬واألول متعل��ق بقرار التقس��يم الذي‬ ‫أصدرت��ه األمم المتحدة عام ‪ ،1947‬والثاني‬ ‫متعل��ق بح��ق الع��ودة للفلس��طينيين ف��ي‬ ‫الش��تات‪ ،‬وفع ً‬ ‫ال قدمت اسرائيل هذا التعهد‪،‬‬ ‫وهنا أضاع الفلس��طينيون فرصتهم األولى‬ ‫في إعالن دولتهم وفق ًا لقرار التقسيم‪.‬‬

‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫إعداد المحامي فارس حسّان‬ ‫ومع توال��ي الخيبات والهزائم الدبلوماس��ية‬ ‫والتركي��ز عل��ى الكف��اح المس��لح‪ ،‬وبع��د‬ ‫احتالل إسرائيل لباقي فلسطين التاريخية‪،‬‬ ‫ج��اءت الم��ادة الرابعة من الميث��اق الوطني‬ ‫الفلس��طيني ع��ام ‪ 1968‬لتؤك��د عل��ى أن‬ ‫الهوي��ة الفلس��طينية تكتس��ب ع��ن طريق‬ ‫عالقة الدم «النسب»‪ ،‬وعلى أن صفة اللجوء‬ ‫ال تلغ��ي ذلك‪ .‬كم��ا عرفت المادة الخامس��ة‬ ‫الفلسطينيين على أنهم «المواطنون العرب‬ ‫الذين أقاموا حتى عام ‪ 1947‬في فلس��طين‬ ‫بغ��ض النظر إذا كانوا قد تم تهجيرهم من‬ ‫هناك أو بقوا في أماكنهم‪ .‬فأي شخص ولد‬ ‫بعد ذلك التاريخ من أب فلس��طيني ‪ -‬س��واء‬ ‫داخل أو خارج فلسطين ‪ -‬يعتبر فلسطينياً»‪.‬‬ ‫عام ‪ 1988‬أطلق الرئيس الفلسطيني ياسر‬ ‫عرف��ات وم��ن داخل األم��م المتح��دة إعالن ًا‬ ‫أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية وسارعت‬ ‫أكثر من مئة دولة لالعتراف بفلسطين‪ ،‬هذا‬ ‫االعت��راف كان وفق ًا للق��رار ‪ 181‬أي اعتراف‬ ‫بفلسطين وفق حدود التقسيم عام ‪،1947‬‬ ‫وهنا أضاع الفلسطينيون فرصتهم الثانية‪،‬‬ ‫فبد ً‬ ‫ال من تفعيل ه��ذه االعترافات وبلورتها‬ ‫لتكوي��ن دول��ة بالمعنى القانوني انش��غلت‬ ‫بحروب مختلفة في االردن‬ ‫منظم��ة التحرير‬ ‫ٍ‬ ‫ولبنان‪.‬‬ ‫أم��ا اتفاق أوس��لو وبالمعن��ى القانوني فهو‬ ‫يعتبر من خيبات الدبلوماسية العربية إذ أتى‬ ‫تحت عنوان االعتراف بالدولة الفلس��طينية‬ ‫وفق ًا لحدود عام ‪ 1967‬وجرى نس��ف القرار‬ ‫‪ 181‬الذي اعترف بإسرائيل الدولة بموجبه‪،‬‬ ‫وبع��د أكثر من عش��رين عاماً ت��م االعتراف‬ ‫رمزي�� ًا بدول��ة فلس��طين عل��ى ‪ % 13‬م��ن‬ ‫فلس��طين التاريخية تقريباً‪ ،‬وأضفى تغييراً‬ ‫بس��يط ًا في صياغة الوضع السابق لمنظمة‬ ‫التحرير الفلس��طينية «‪ »PLO‬كمراقب غير‬ ‫عضو والذي تمتعت به منذ عام ‪.1975‬‬ ‫إن تصوي��ت األم��م المتح��دة يلق��ي الضوء‬ ‫عل��ى قضايا مث��ل إمكاني��ة أن تخلق الدولة‬ ‫الفلسطينية مواطناً فلس��طينياً‪ .‬وفي حالة‬ ‫قيام دولة فلس��طينية مس��تقلة‪ ،‬فإنه يجب‬ ‫أن يتم إرساء قواعد للمواطنة الفلسطينية‬ ‫تضع شروط ًا واضحة للفلسطينيين ليكونوا‬ ‫أعضاء في الدولة‪.‬‬ ‫إذا كانت الجنس��ية هي الصيغ��ة التي تحدد‬ ‫المواطنة الفلس��طينية‪ ،‬فإنه من الضروري‬ ‫أن نعت��رف أن االنس��ان الفلس��طيني‬ ‫والمواط��ن الفلس��طيني هم��ا وضع��ان‬ ‫مختلف��ان‪ .‬إن حق العودة ه��و الطريق لمنح‬ ‫المواطن��ة للفلس��طينيين الذين يعيش��ون‬ ‫ف��ي الخ��ارج بموجب القان��ون الدولي‪ ،‬فكل‬ ‫الفلسطينيين لهم الحق في العودة‪ ،‬وأولئك‬ ‫الذين س��يعودون س��يكون م��ن المحتم أن‬ ‫يصبحوا مواطنين‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬

‫بالالمركزية وبجعل اللغة العربية رس��مية‬ ‫في إدارة الدولة والمحاكم وغيرها‪.‬‬ ‫ع��ن المس��تقبل يق��ول دي��ب‪« :‬ف��ي ظل‬ ‫التح��وّالت الديمغرافي��ة واإلقليمي��ة‬ ‫المس��تمرة‪ ،‬وفي غي��اب الدول��ة العلمانية‬ ‫الديمقراطي��ة ف��ي لبنان‪ ،‬ليس مس��تغرب ًا‬ ‫أن يؤدي الوضع إلى انحس��ار للمس��يحيين‬ ‫ربما إلى نس��بة ‪ 20‬بالمئة من السكان عام‬ ‫‪ 2020‬أو ‪ .2025‬يمكنني أن أكون متشائم ًا‬ ‫وأق��ول أنّ��ه ال يوج��د أي ضمانات‪ ،‬قياس�� ًا‬ ‫أن تتحرّك‬ ‫إل��ى الماضي القريب والبعي��د‪ّ ،‬‬ ‫الطوائف عند استحقاق نهاية عهد الرئيس‬ ‫ميشال سليمان عام ‪ 2014‬لتطالب برئيس‬ ‫جمهوري��ة مس��لم‪ .‬وتك��ون س��اعتئذ ق��د‬ ‫اكتملت مس��ألة إفراغ المشرق العربي من‬ ‫النفوذ المسيحي المهم‪ ،‬وبات لبنان شبيه ًا‬ ‫بس��ورية ومصر من حيث تواجد مس��يحي‬ ‫بدون نفوذ أو سلطة ذات قيمة‪.‬‬ ‫ويضي��ف‪ :‬لك��ن الديمغرافي��ا ليس��ت قدراً‬ ‫بل يمكن أن تلغي توقع��ات الديمغرافيين‬ ‫عوام��ل سياس��ية وثقافي��ة واقتصادي��ة‪،‬‬ ‫فيع��ود ويتع��زّز ال��دور المس��يحي ويل��ي‬ ‫ذل��ك صعود ف��ي أرق��ام المس��يحيين في‬ ‫لبن��ان والمش��رق وازده��ار وجوده��م‪.‬‬ ‫ولذل��ك على الفعاليات والنخب المس��يحية‬ ‫وقياداتهم السياسية أن تلتقي والمسلمين‬ ‫المتنوّرين على خطة طوارئ إلحياء الدور‬ ‫المسيحي في لبنان‪.‬‬ ‫في الخت��ام تجدر اإلش��ارة إل��ى أن الكتاب‬ ‫بح��ث تأصيل��ي أكاديم��ي يغن��ي الق��ارئ‬ ‫بموضوع��ات تش��مل التاري��خ المس��يحي‬ ‫الحدي��ث ف��ي لبن��ان م��ن خ�لال هيئات��ه‬ ‫ورجاالت��ه «ريمون اده‪ ،‬س��عيد عقل‪ ،‬أمين‬ ‫الجميل‪ ،‬كريم بقرادوني‪ ،‬ميشال سليمان‬ ‫وآخرون»‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫كتابن��ا الي��وم للدكت��ور كمال دي��ب الخبير‬ ‫االقتص��ادي والكات��ب الكن��دي اللبنان��ي‬ ‫األص��ل‪ ،‬ال��ذي يكت��ب أبحاث ًا ومق��االت في‬ ‫الصح��ف اللبناني��ة منذ الع��ام ‪ ،1999‬ألف‬ ‫عش��رة كت��ب ف��ي مواضي��ع اقتصادي��ة‬ ‫واجتماعي��ة منها‪ :‬بي��روت والحداثة‪ ،‬تاريخ‬ ‫س��ورية المعاص��ر‪ ،‬موج��ز تاري��خ العراق‪،‬‬ ‫وهو يعنى بالسلم األهلي والدولة المدنية‬ ‫ونظم الرعاية االجتماعية‪.‬‬ ‫يقدم لنا اليوم كتاب «هذا الجس��ر العتيق‪:‬‬ ‫س��قوط لبنان المس��يحي ‪»2020 - 1920‬‬ ‫يعالج فيه حاضر ومس��تقبل المس��يحيين‬ ‫ف��ي لبنان‪ ،‬في تسلس��ل تاريخ��ي وبحثي‬ ‫يرص��د الصعود المس��يحي في المش��رق‪،‬‬ ‫وبخاصة في لبنان حتى وصوله إلى القمة‬ ‫مع تأس��يس لبنان الكبي��ر وبداية االنحدار‬ ‫منذ منتصف القرن الماضي‪.‬‬ ‫قدمت دار النهار للكتاب‪« :‬ليس هذا الجسر‬ ‫العتيق بحث�� ًا تاريخي�� ًا موثق ًا يح��اول فهم‬ ‫أسباب تردي أوضاع المسيحيين السياسية‬ ‫وظروفه��ا في لبنان الحدي��ث‪ ،‬عائدا إلى ما‬ ‫قبل إعالن لبن��ان الكبير‪ ،‬ال بل إلى ما قبل‬ ‫حروب القرن التاسع عشر األهلية واإلمارة‪.‬‬ ‫ولي��س بحث��ا نظري�� ًا خالص�� ًا يعال��ج أوجه‬ ‫المس��ألة المطروحة بأبعاده��ا االجتماعية‬ ‫والديمغرافي��ة واألخالقي��ة ‪ ..‬كاف��ة‪ .‬ب��ل‬ ‫هو‪ ،‬إضاف��ة إلى ذلك‪ ،‬أقرب م��ا يكون إلى‬ ‫«مانيفستو»‪ ،‬أو خارطة طريق‪ ،‬موجّـه إلى‬ ‫اللبنانيين جميع ًا‪ ،‬الستنباط خيارات جديدة‬ ‫وحلول مستقبلية‪ ،‬ولتدارك الوضع الحالي‬ ‫والمش��اركة ف��ي إعادة رس��م لبن��ان قبل‬ ‫حلول العام ‪ ،2020‬الذكرى المئوية األولى‬ ‫لوالدته بحدوده الحاضرة»‪.‬‬ ‫ينعي ديب الوجود المس��يحي في المشرق‬ ‫العرب��ي قائ�ل ً‬ ‫ا‪ :‬ف��ي نهاي��ة الع��ام‪2008 ،‬‬ ‫وباس��تثناء لبنان‪ ،‬أصبح صوت المسيحيين‬ ‫في أنحاء المش��رق شيئاً من الماضي‪ ،‬فيما‬ ‫أدّت الهجرة وانحس��ار الدور السياسي إلى‬ ‫تراج��ع ه��ذا الص��وت‪ ،‬يبقى لبن��ان بحجم‬ ‫الوجود المسيحي الكبير نسبيّ ًا فيه الواحة‬ ‫األخيرة التي يمكن أن يستمرّ فيها العيش‬ ‫المشترك مع المسلمين والنفوذ السياسي‬ ‫أن صُورَ اليوم‬ ‫للمس��يحيين‪ ،‬نخلص إل��ى ّ‬ ‫بأن‬ ‫مجتمعة قد تخلق س��يكولوجية مريرة ّ‬ ‫الع��د العكس��ي قد ابت��دأ للمس��يحيين في‬ ‫لبنان أيضاً‪ ،‬ليس فقط من ناحية نفوذهم‬ ‫السياس��ي التاريخ��ي ف��ي بل��دٍ خلق��وه‬ ‫بمس��اعدة فرنس��ا على قياس طموحاتهم‬ ‫في المش��رق‪ ،‬بل عددي��اً أيضاً‪ ،‬ف��إذا كان‬ ‫اختالل الديمغرافيا لصالح المس��لمين عام‬ ‫‪ 60« 1990‬إل��ى ‪ 40‬بالمئ��ة» م��ن أس��باب‬ ‫إخ��راج ّ‬ ‫اتفاق الطائف بالنص الذي أتى به‪،‬‬ ‫فثمّة م��ن يق��ول أن اخت�لال الديمغرافيا‬ ‫المس��تجد «‪ 70‬إل��ى ‪ 30‬بالمئ��ة لصال��ح‬ ‫المس��لمين» قد يؤدي إلى إعادة النظر في‬ ‫الدستور‪.‬‬ ‫ال يس��عى دي��ب ف��ي كتاب��ه إل��ى التباكي‬ ‫على الوجود المس��يحي في لبنان‪ ،‬وال يلجأ‬

‫إل��ى تحمي��ل اآلخرين مس��ؤولية انحس��ار‬ ‫ال��دور والع��دد‪ ،‬بل يقدم تأصي ً‬ ‫ال للمس��ألة‬ ‫م��ن نواحيه��ا السياس��ية واالجتماعي��ة‬ ‫واالقتصادية والثقافي��ة في آن‪ ،‬مع توثيق‬ ‫علم��ي ودقي��ق لطرح��ه المه��م‪ ،‬وأه��م‬ ‫خالص��ات هذا الكت��اب أن مس��يحيي لبنان‬ ‫في حالة تناقص مستمر ألسباب مختلفة‪،‬‬ ‫منه��ا ما ه��و اقتص��ادي ب��دأ من��ذ نهايات‬ ‫الق��رن قب��ل الماض��ي‪ ،‬وظهر في أش��كال‬ ‫هجرات لألمريكيتين الشمالية والجنوبية‪،‬‬ ‫وذلك بأع��داد كبيرة‪ ،‬ثم ت�لا ذلك هجرات‬ ‫عقب الحربي��ن العالميتين األولى والثانية‪،‬‬ ‫وطبع ًا عقب وخالل الحرب األهلية‪ ،‬وكانت‬ ‫تتجه إلى أوروب��ا وأفريقيا والخليج العربي‬ ‫وأستراليا‪.‬‬ ‫يض��اف إل��ى العام��ل االقتص��ادي أس��باب‬ ‫أخرى هامة‪ ،‬منه��ا تتابع األجيال المهاجرة‪،‬‬ ‫واالقتت��ال البين��ي المس��يحي عل��ى الجاه‬ ‫والمكانة‪ ،‬ال��ذي كان مؤداه بع��د ذلك قت ً‬ ‫ال‬ ‫وتهجي��راً‪ ،‬كما تُظهر ذل��ك قصص إهدن‬ ‫وزغرت��ا وكس��روان الحزين��ة‪ ،‬الت��ي بينت‬ ‫حجم المش��كالت والمآس��ي المتجذرة عند‬ ‫المسيحيين في لبنان‪.‬‬ ‫بالحديث عن مسيحيي لبنان يبقى موضوع‬ ‫العدد محط شك‪ ،‬فلم يكن هناك أي تعداد‬ ‫رسمي في لبنان منذ عام ‪ .1932‬والوثائق‬ ‫الرس��مية تؤكد أنه في ع��ام ‪ 1926‬عندما‬ ‫أعلن رس��ميًا عن دولة لبن��ان وأعتُرف بها‬ ‫من قبل الحلفاء ش��كل المس��يحيون ‪% 84‬‬ ‫من الس��كان‪ ،‬بينما أش��ارت تقديرات كتاب‬ ‫«حقائق العالم» إلى أن نس��بة المسيحيين‬ ‫من س��كان لبن��ان في ع��ام ‪ 2000‬هي ‪39‬‬ ‫‪ ،%‬وعل��ى الرغم من االنهيار العددي تبقى‬ ‫النسبة أعلى نسبة للمسيحيين في الشرق‬ ‫األوس��ط‪ ،‬ويكف��ل الدس��تور اللبناني لكل‬ ‫الطوائ��ف الدينية في لبن��ان حرية العبادة‬ ‫وممارس��ة الش��عائر الدينية بحرية‪ ..‬ففي‬ ‫لبن��ان يتمت��ع المس��يحيون بهام��ش كبير‬ ‫من الحرية الديني��ة‪ ،‬وهذا ما يميزهم عن‬ ‫سائر المسيحيين في العالم العربي‪ ،‬فلهم‬ ‫الحري��ة ف��ي بن��اء الكنائ��س ودور العبادة‬ ‫في ظ��ل القواني��ن المرعي��ة‪ ،‬وكذلك في‬ ‫تأس��يس الم��دارس والجامع��ات وغيره��ا‬ ‫م��ن المؤسس��ات التعليمي��ة أو ذات الطابع‬ ‫الخدمات��ي كالمستش��فيات والجمعي��ات‬ ‫الخيري��ة ودور األيت��ام ومراك��ز التأهي��ل‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى أن رأس الجمهورية‬ ‫االجتماعي‪،‬‬ ‫اللبنانية مس��يحي حكم�� ًا‪ ،‬وف��ي البرلمان‬ ‫اللبناني للمس��يحيين ‪ 64‬مقع��دًا جنباً إلى‬ ‫جنب مع ‪ 64‬مقعدًا للمسلمين‪.‬‬ ‫وقد س��اهم المس��يحيون ف��ي لبنان خالل‬ ‫القرني��ن التاس��ع عش��ر والعش��رين ف��ي‬ ‫حرك��ة النهضة العربية‪ ،‬فلعب��وا دوراً هام ًا‬ ‫ف��ي النهضة الثقافية والسياس��ية العربية‬ ‫كفت��ح الم��دارس‪ ،‬إحي��اء اللغ��ة العربي��ة‪،‬‬ ‫إص��دار الصح��ف‪ ،‬تأس��يس الجمعي��ات‪،‬‬ ‫واألهم المس��اهمة في تأسيس الجمعيات‬ ‫السياسية العربية مع المسلمين والمطالبة‬

‫قراءة في كتاب‬

‫د‪ .‬كمال ديب‪ :‬هذا اجل�سر العتيق‬ ‫�سقوط لبنان امل�سيحي‬

‫‪13‬‬


‫العتمة ‪. .‬‬ ‫اندساسية‬ ‫ذاكرة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫من مذكرات أحمد سويدان‬

‫‪1992 / 2 / 23‬‬

‫لم أنهض نهار اليوم ‪ ..‬وبقيت تحت البطانيات‬ ‫أق��رأ‪ .‬ما زل��ت في فت��رة بعد الظه��ر أقرأ في‬ ‫الجزئين الخامس واألول من ملحمة حمروش‪،‬‬ ‫كل جزء س��اعة ونصف‪ .‬أما قب��ل الظهر كنت‬ ‫أقرأ في كت��اب تقليدي (اإلعجاز في دراس��ات‬ ‫الس��ابقين) أي أن��ه في السلس��لة الرس��مية‬ ‫لمس��ألة اإلعجاز القرآني‪ ..‬السلس��لة المثالية‬ ‫ألس��تاذ يدعى عبد الكريم الخطيب‪ .‬وأس��اس‬ ‫الدراسات هذه ال تعتمد العقل ما دامت تنطلق‬ ‫من س��ماوية الكت��اب‪ .‬وه��ذا المنه��ج أعتبره‬ ‫المنهج الرسمي الذي تريد السلطة ترسيخه‪،‬‬ ‫ودح��ض كل منطق آخر كمنطق النظام مث ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫وتفسير الفالسفة العرب‪ .‬وآراء المعتزلة‪ .‬ثم‬ ‫آراء أبو بكر ال��رازي‪ ،‬والراوندي‪ .‬هذا المنطق‬ ‫الذي ال يزال الس��لفيون يطلقون عليه منطق‬ ‫الكف��ر واإللح��اد‪ .‬وال تزال الحكوم��ات العربية‬ ‫الت��ي قامت باس��م التق��دم‪ ،‬الناصرية البعث‪،‬‬ ‫جبهة التحرير والرجعية سواء في عدم تعميق‪،‬‬ ‫أو تش��جيع النظ��رة العقلي��ة‪ .‬على المس��توى‬ ‫الجامعي‪ ،‬وعلى مس��توى الصحافة‪ ،‬والتأليف‪.‬‬ ‫قطعت في هذا الكتاب أكثر من نصفه‪ .‬عندما‬ ‫رأي��ت ع��دداً م��ن مجل��ة الناقد في��ه ملف عن‬ ‫اتح��ادات الكتاب الع��رب‪ .‬فق��رأت الملف خالل‬ ‫جلس��تين طويلتين استغرقت كل جلسة أكثر‬ ‫من س��اعتين‪ .‬ألدباء ال حصـر لهم من الوطـن‬ ‫العربـي كسميـح القاس��ـم وشوقـي بغدادي‪،‬‬ ‫وصنع اهلل ابراهي��م‪ ،‬والطاهر وطار‪ ،‬وصالح‬ ‫عيس��ى‪ ،‬وجورج طرابيشي‪ ،‬وجمال الغيطاني‬ ‫إلخ‪ .‬إن عددهم يزيد عن العش��رين‪ .‬كلماتهم‬ ‫تقط��ر أس��ى‪ ،‬وصدق��اً ووصف��ًا كاريكاتيري�� ًا‬ ‫له��ذه االتحادات العرجاء الت��ي لفظها التاريخ‪،‬‬ ‫وألقته��ا عن ظهره��ا الجغرافي��ا‪ .‬لكن أنظمة‬ ‫االستبداد العربية متمسكة بها ألنها تعتبرها‬ ‫كم��ا قال ك��رد علي ع��ن األديب ال��ذي تحول‬ ‫في عص��ر االنحط��اط إلى طب��ال وزمار‪ ،‬في‬ ‫مقدمته لكتاب��ه «أعالم النثر العربي‪ .‬إن هذه‬ ‫االتح��ادات عبارة ع��ن طبالين‪ ،‬أجم��ل الوقت‬ ‫ه��و الذي أقضيه في الق��راءة‪ .‬وهكذا تمضي‬ ‫أكثر ساعات النهار والليل وأنا منغمس‪ ،‬أشعر‬ ‫بالنشوة لكل معلومة ولكل شرح‪ ،‬ولكل مقال‬ ‫فيه الجديد‪.‬‬ ‫أف��اد البع��ض‪ ،‬وخاص��ة طبيب األس��نان الذي‬ ‫يتجول ف��ي الطوابق‪ .‬أنه منذ أيام وصل أكثر‬ ‫من س��بعة عش��ر معتق ً‬ ‫ال ممن تح��وم حولهم‬ ‫الش��بهات‪ ،‬أنهم لجنة حقوق اإلنس��ان‪ .‬والذي‬ ‫سمعناه كذلك أنهم تعرضوا للتعذيب الشديد‪.‬‬ ‫وأن أحدهم واسمه أكثم نعيسة أصيب بشلل‬ ‫نصفي وهو في المستشفى يتلقى العالج‪..‬‬ ‫الطق��س ال زال غائمًا‪ .‬ويتس��اقط الثلج بين‬ ‫س��اعة وأخ��رى‪ .‬ولكن��ه كان مؤقت�� ًا‪ .‬وكان��ت‬ ‫تصح��و‪ ،‬وق��د دخلن��ا إل��ى المهاج��ع الرابع��ة‬ ‫والنص��ف‪ ،‬والغي��وم متلبدة‪ ،‬وس��وداء والرياح‬ ‫تهب عاصفة من الغرب‪.‬‬

‫‪1992 / 2 / 24‬‬

‫حتى منتصف الليل لم أغف‪ .‬أس��مع إلى عزف‬ ‫الري��ح‪ .‬وأس��تمتع بال��دفء تح��ت البطاني��ات‪.‬‬ ‫وأشعر أن البرد استقر‪ ،‬ولكنه ال يريد الرحيل‪.‬‬ ‫وقب��ل غلق األبواب رأينا من الش��بابيك بوادر‬ ‫من��ذره بالثل��ج من جدي��د بع��د أن ذاب أكثره‪.‬‬ ‫وعندما أطللت صباحاً من الشباك صدق ظننا‪،‬‬ ‫فقد عاد م��ن جديد يغطي المدى واألش��جار‪،‬‬ ‫وال��دروب‪ ،‬والتالل‪ .‬وهكذا التقين��ا من جديد‪،‬‬ ‫وللمرة الس��ابعة‪ ،‬أو الثامنة م��ع هذه الفاكهة‬ ‫الش��تائية‪ ،‬ويب��دو أن ش��باط أقس��م بأنه لن‬ ‫يرح��ل‪ .‬وفع ً‬ ‫ال صرنا نتش��وق أن نرى ش��عاع ًا‬

‫من ش��مس‪ .‬نرى زاوية من دفء‪ ،‬نرى قطعة‬ ‫من أرض محررة من استيالء الثلوج‪ ..‬ومضى‬ ‫النه��ار‪ .‬فأنا أطب��خ‪ ،‬وأقرأ‪ ..‬رح��ت أغوص في‬ ‫الع��دد الواح��د واألربعي��ن م��ن الناق��د ش��هر‬ ‫تش��رين الثان��ي م��ن ع��ام ‪ .1991‬م��ع عزيز‬ ‫العظم��ة عن «الع��رب والديمقراطي��ة» ووليد‬ ‫نويهض عن «النخب��ة الظالمة والظالم»‪ .‬ثم‬ ‫شمرت عن س��اعد الهمة‪ ،‬وأشعلت وابور الغاز‬ ‫وب��دأ الطبخ والعمل‪ .‬فأنا خدم��ة‪ ،‬وبعد الغداء‬ ‫مس��حت المهج��ع‪ .‬ونقل��ت الماء م��ن المهجع‬ ‫األول فهي قادمة إليه عب��ر الحنفية‪ ،‬وتأخرت‬ ‫عنا‪ .‬وعند الثالثة جلس��ت ف��وق العازل‪ ،‬وتحت‬ ‫األغطي��ة‪ ،‬ش��عرت بتع��ب وح��ب للن��وم‪ .‬وأنا‬ ‫أقرأ ف��ي ملحمة حم��روش (الج��زء الخامس)‬ ‫اندسس��ت ونمت نوم��اً لذيذاً‪ ،‬وعميقًا اس��تمر‬ ‫إل��ى ما بع��د الرابعة‪ .‬لم أتقل��ب‪ ،‬ولم أتحرك‪.‬‬ ‫يبدو أنني بردت فطلبت نفسي الدفء‪.‬‬ ‫إنن��ي م��ن الناحي��ة النفس��ية أش��عر بالهدوء‬ ‫والراح��ة‪ .‬كم��ا أنني أتغل��ب عل��ى العديد من‬ ‫األوهام‪ ،‬التي ش��غلتني مدة م��ن الزمن مثل‪:‬‬ ‫حالة ش��رب الماء المتواصل ونش��فان الريق‪.‬‬ ‫وه��ذه الحاالت صرت أمارس��ها دون مراقبة أو‬ ‫انش��غال بها‪ .‬كما ش��غلتني حال��ة التبول لي ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫وكذل��ك لم أخرجها من أنه��ا نتيجة من نتائج‬ ‫ه��ذا الطق��س‪ .‬كذل��ك حاول��ت أن تش��غلني‬ ‫مس��ألة الطع��ام‪ ،‬وأكل��ة تتقدم عل��ى أخرى‪،‬‬ ‫أو أن ه��ذه تخ ّل��ف حموض��ة‪ ،‬وأخرى أحس��ن‪.‬‬ ‫فطردت كل تلك الوساوس‪ ،‬واعتبرتها نتيجة‬ ‫بلبلة نفس��ية إذ أن هذه الحالة ركبت أحدهم‬ ‫فأوصلت��ه إل��ى أن يمتن��ع ع��ن أكل نصف ما‬ ‫يُطبَ��خ‪ .‬ثم تمادى في القيء فامتنع عن أكل‬ ‫أي طبخ يُق ّلى بالس��منة‪ ،‬مس��تنتجاً أن الزيت‬ ‫هو أصل كل صحة وأن الس��من أصل كل داء‪.‬‬ ‫كما ّ‬ ‫حذر اآلخرين ونفسه من زيت القلي ومن‬ ‫قل��ي المواد من بطاط��ا وقرنبيط‪ ،‬فإن المواد‬ ‫المقلي��ة‪ ،‬س��م زعاف – كما يردد – وأن س��لق‬ ‫المواد وسويها بخاري ًا ودلق زيت الزيتون عليها‬ ‫هو األنف��ع‪ ،‬واألنجع‪ ،‬واألعظ��م‪ .‬وهكذا كانت‬ ‫تق��وده األم��ور من حال إلى حال‪ ،‬من الش��ك‪،‬‬ ‫والطي��رة‪ .‬بم��ا يف��زع‪ ،‬وبما يضحك ونس��أله‬ ‫أحيان ًا عن حاله ومأكوالته فنسمع العجب‪ .‬وقد‬ ‫أدت هذه الحالة معه إلى االنزواء‪ ،‬بـل أ ّثر على‬ ‫بعضه��م‪ ،‬فص��اروا يش��عرون بالتوافق معه‪،‬‬ ‫ويمرضون عندما يأكل��ون الفالفل‪ ..‬فينهض‬ ‫ليبرهن على صحة نظرياته في الممنوع من‬ ‫الطعام والمضر‪ .‬وهكذا فإن الس��جين تركبه‬ ‫أوه��ام م��ن نوع عجي��ب‪ ،‬فإذا صدقه��ا صارت‬ ‫حقائق‪ ،‬وخرجت من دائرة الهواجس‪.‬‬

‫يف فارغة كل طلقة �صوت‬ ‫مقاتل ال يهد�أ‬ ‫ٍ‬ ‫خوشمان قادو‬ ‫ق��ي تلك الليلة كانت الضحكات تتس��عُ في‬ ‫عين مالح��ة‪ ،‬حتى‬ ‫أف��واه البن��ادق كحدق��ة ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫خشخش��ة‬ ‫قلب‬ ‫الت��راب غ��دا طازج��اً‪ .‬ل��كل ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وحصّة من أص��واتٍ طريّة تكادُ‬ ‫خفيض��ة‬ ‫أن تُقذف فجأ ًة إلى الجانب اآلخر من الساتر‬ ‫الترابي‪ ،‬اس��تريحوا قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬ه��ا قد بدأ الغبار‬ ‫ً‬ ‫مزدحم��ة بال��وداع‪ .‬في تلك‬ ‫يعل��و وجوه�� ًا‬ ‫أناس‬ ‫عيون‬ ‫يفرك‬ ‫الباهت‬ ‫ء‬ ‫الضو‬ ‫كان‬ ‫الليلة َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫أن الس��ما َء خفيضة‪.‬‬ ‫لم يلح��ظ أيٌّ منه��م ّ‬ ‫ّ‬ ‫ركن غمازتان لم تعد تظهر منذ فترة‪.‬‬ ‫لكل ٍ‬ ‫زقاق ش��ي ٌء يش��به جس��داً متيبساً‬ ‫في كل‬ ‫ٍ‬ ‫يح��اول بخطواته الخفيفة تش��ذيب الظالل‬ ‫ش��ارع باتوا يرس��مونه ركاماً‪ /‬نياشينَ‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫ليزيّن��وا بها ح��واسّ الموتى‪ ،‬هنا تس��مع‬ ‫كل ش��يء‪ ،‬حتى دبيبُ النمل وهم ينقلون‬ ‫ّ‬ ‫السكر التي فرشت على األرض عقب‬ ‫حبّات‬ ‫اس��تهداف إحدى البيوت ‪ -‬في بنايةٍ ملوّنة‬ ‫ بقذيف��ة دباب��ة‪ .‬ثمة أحد يراق��ب الغروب‬‫بحدقتَي��ن متواترتَي��ن دون أن ين��ال منها‬ ‫أبداً‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مقات��ل س��ئمٌ يتخيّ��ل أي ش��يء‪ ،‬ويحل��م‬ ‫مت��دل في‬ ‫ج��دار‬ ‫نح��و‬ ‫يدن��و‬ ‫ش��يء‪،‬‬ ‫ب��أي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ش��ارع صامت‪ ،‬يقرفصُ ويداع��ب بندقيته‬ ‫ٍ‬ ‫المخنوق��ة‪ ،‬الج��رو المراهق يمش��ي لصق‬ ‫الجدار ويرس��م خطًا جائعاً إثر ش��مه بأنفه‬ ‫المدببة‪ ،‬يمدّ له‪/‬المقاتل يده الخش��نة التي‬ ‫تفوح منها رائحة البارود والس��جائر‪ ،‬الجرو‬ ‫بدوره يُقعي إلى جانبه‪.‬‬ ‫تقطف األيام واحد ًة تلو األخرى يدُ المقاتل‪،‬‬ ‫ويحش��و مخزنه الحديدي كم��ا لو أنّه يضع‬ ‫يحم��ل دفتراً‬ ‫ُ‬ ‫ب��ذوراً ف��ي األرض‪ ،‬هو اآلخر‬ ‫صغيراً وقلماً‪ ،‬يكتب مثل أي كاتب أو ش��اعر‬ ‫أو ربم��ا باحث‪ ،‬ربما يحمل ص��وراً ألطفاله‪،‬‬ ‫زوجته‪ ،‬والديه‪ ،‬أخوته‪ ،‬حبيبته أو أصدقائه‪،‬‬ ‫ربما يضيقُ ذرعًا أحياناً بما يلبسه أو يثقل‬ ‫كاهله‪.‬‬ ‫األس��يجة الب��اردة تن��زف حي��ن تزح��ف من‬ ‫تحتها أجس��ادٌ مليئة بالرسائل‪ّ ،‬‬ ‫لكل رسالة‬ ‫خاتمٌ رشيقٌ يلتمعُ في عين المقاتل‪ ،‬وهو‬ ‫ينتظ��رُ طلقة واحدة لتدفئ��ه قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬بعد أن‬ ‫ب��رُد إبريق الش��اي ‪ .‬المقاتلون ينتش��لون‬ ‫وطن‬ ‫قلوبهم مثل رمانة‪ ،‬ويقذفون بها إلى ٍ‬ ‫يش��بهها‪ ،‬وفي كل صب��اح يجمعون الحبّات‬ ‫س��رّاً ليدهنوا بها رصاصاته��م الجافة‪ .‬من‬ ‫يطلق الرصاص يغني أيضًا‪ ،‬وفي آخر الليل‬ ‫يتمنى مثل الجميع ومن ثم يحلم‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مقات��ل ال‬ ‫ف��ي فارغ��ة كل طلق��ة ص��وت‬ ‫يهدأ‪ ،‬صوتٌ دافئ ينس��اب ك��دمٍّ طازج‪ ،‬ال‬ ‫أدري إن كان��ت الف��وارغ س��تنبت يوم��اً ما !‬ ‫المقات��ل وحده يُدرك هذا الش��يء‪ ،‬س��يّما‬ ‫أن صداق��ة قوي��ة تربط��ه مع الت��راب‪ .‬كان‬ ‫ّ‬ ‫يتوسّ��ده أيامًا عدي��دة‪ ،‬وهو يتأم��ل العراء‬ ‫كعاشق‪ .‬المقاتلون يهمسون لألرض دائماً‪،‬‬ ‫وينظف��ون بنادقه��م (ولدٌ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ينظ��ف كل يوم‬ ‫أس��نانه خوف��ًا م��ن تسوّس��ها)‪ ،‬ال يرتدون‬ ‫البيجامات وال يس��تعملون العطور أو مزيل‬ ‫العرق‪ ،‬فقط يحتضنون بنادقهم ويعانقون‬ ‫الهواء‪.‬‬


‫عدسة سوريتنا‬ ‫للمرا�سالت والتوا�صل مع هيئة التحرير ‪so uria tna @ gm ail. c om‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫كاريكاتير الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬

‫أنتم الكبار‪ ،‬لم تجلبوا لألرض سوى التعاسة بغالظة قلوبكم التي ال حدود لها‪.‬‬ ‫ريف الالذقية ‪ | 2014 -‬تصوير‪ :‬باسل حسو‬

‫‪15‬‬


‫�إ�شـارة مـرور‬ ‫يوسف عبد اهلل‬

‫رصيف سوريتنا‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )176‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫الك�سا�سبة ‪ -‬الري�شاوي‬

‫جهد مخابراتي إضافي س��تمضي به الس��لطات األردنية إلطالق سراح‬ ‫طياره��ا مع��اذ الكساس��بة‪ ،‬خاصة بع��د قي��ام تنظيم الدول��ة بإعدام‬ ‫الرهينة الياباني الثاني كينجي غوتو‪.‬‬ ‫ومثلما بات معروفًا‪ ،‬فشرط التنظيم إلطالق سراح الطيار األردني هو‬ ‫اإلفراج عن س��اجدة الريش��اوي المدانة بتفجيرات فن��ادق عمان ‪2005‬‬ ‫والت��ي راح ضحيته��ا عش��رات المدنيين م��ن بينهم المخرج الس��وري‬ ‫مصطفى العقاد‪.‬‬ ‫لكن لماذا قام تنظيم الدولة بتمديد مهلة إعدام الرهينة األردني أكثر‬ ‫من مرة في سابقة هي األولى؟‬ ‫ولم��اذا ل��م يفعلها التنظيم م��ع الرهينتي��ن اليابانيين وم��ع كثير من‬ ‫الرهائن خاصة الغربيين منهم؟‪.‬‬ ‫ربما كل ذلك ال يعني الس��وريين بشيء اآلن سوى أنهم الخاسر األول‬ ‫فخالل ‪ 2005‬خسروا المخرج مصطفى العقاد‪ ،‬وربما ستفلت الريشاوي‬ ‫المدانة بقتله في حال اإلفراج عن الكساس��بة كما س��يفلت األخير من‬ ‫دم عش��رات المدنيين السوريين جراء ضربات التحالف لمناطق واسعة‬ ‫من ش��مال وشرق س��وريا‪ .‬إضافة إلى خس��ارة الصحفي الياباني الذي‬ ‫كان قد أنش��أ في وقت س��ابق‪ ،‬برنامج ًا تعليمياً ألطفال س��وريين في‬ ‫ريف الالذقية وحلب قبل أن يتم أخذه رهينة لدى تنظيم الدولة!‪.‬‬

‫ذهب رو�سي‬

‫انتهى إذا منتدى موسكو كما لو أنه لم يكن‪..‬‬ ‫ال أع��رف بالضب��ط لم��اذا أرب��ط دائماً بين م��ا بات يع��رف بالمعارضة‬ ‫الداخلية والتي ش��اركت مؤخراً بمنتدى دعت إليه الخارجية الروس��ية‪،‬‬ ‫وجارتي الغشيمة (هـ‪ .‬ت)!‪.‬‬ ‫أما حكاية المعارضة الداخلية أو المعارضة الروس��ية كما يحلو للبعض‬ ‫تسميتها فمعروفة ومملة جداً وأما حكاية جارتي فهي كالتالي‪:‬‬ ‫تقدم أحد الش��باب لخطبة جارتي من أخوه��ا فوافق األخ على الطلب‪،‬‬ ‫لكنه عقد اتفاقًا سري ًا بينه وبين الخاطب بأن يكون الذهب الذي طلبته‬ ‫الخطيبة ذهباً روس��ياً رخيصاً (إكسس��وار مش��ابه للذه��ب الحقيقي)‬ ‫والفرق من هذه العملية يضعه األخ في جيبه‪.‬‬ ‫وبالفع��ل تم��ت الخطبة وم��ن بعدها ال��زواج وصدقت المس��كينة أنها‬ ‫تلب��س نصف كيلو من الذهب ‪ 18‬قيراطاً‪ .‬وكانت طيلة الوقت تتباهى‬ ‫بذاك الذهب الروسي أمام المهنئات وجاراتها‪.‬‬ ‫وبالرغ��م من أن جميع من ف��ي الحي كان يعرف بتلك الحكاية إال أنهم‬ ‫تعامل��وا معها على أنه��ا تلبس ذهباً حقيقياً إلى أن نش��ب خالف بينها‬ ‫وبي��ن إحدى الج��ارات والتي عيرته��ا فوراً‪ ،‬باالكسس��ورات التي تدعي‬ ‫أنها ذه��ب‪ ،‬لكن المفاجأة أن جارتي الغش��يمة ضلت مقتنعة أنه ذهب‬ ‫خال��ص‪ ،‬وحتى عندما اعترف أخوها وزوجها لها باالتفاق الس��ري الذي‬ ‫جرى بينهما على أنه ذهب روس��ي وليس ذهب حقيقي‪ ..‬بقيت تشتم‬ ‫جارتها بأنها كاذبة وغيورة من ذهبها الـ(فالصو)‪.‬‬

‫كاريكاتير الفنان‪ :‬سمير الخليلي‬

‫تاريخ قطري بيد �سورية‬

‫قاد الالعب الس��وري كمال عماد مالش منتخب قطر إلى انجاز تاريخي‬ ‫بتسجيله ‪ 6‬أهداف في المباراة ما قبل النهائية لبطولة العالم لكرة اليد‬ ‫والتي انتهت بفوز قطر على بولندا (‪.)29 - 31‬‬ ‫وأصبح��ت بذل��ك قطر أول فري��ق عربي يصل إلى ه��ذا اإلنجاز‪ ،‬فمنذ‬ ‫تأسيس بطولة كأس العالم لكرة اليد قبل أكثر من ‪ 70‬عام ًا‪ ،‬لم يصل‬ ‫لنهائيات هذه البطولة أي فريق من خارج أوربا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكمال مالش العب فريق الطليعة الحموي س��ابقا‪ ،‬وصانع ألعاب منتخب‬ ‫قط��ر الوطني حاليًا‪ ،‬ويعتبر مع كل من الس��وريين هادي حمدون وأمين‬ ‫زكار من ألمع النجوم في المنتخب القطري في أهم بطولة عالمية للعبة‪.‬‬ ‫ننتظ��ر اليوم األح��د المب��اراة النهائية والت��ي تجمع العناب��ي القطري‬ ‫والفريق الفرنسي ونأمل أن يكون نجومنا السوريين والفريق القطري‬ ‫من يتوج بالذهب ببطولة كانت حكراً على األوربيين‪.‬‬

‫الذكرى الثانية لمجزة نهر الشهداء | حلب ‪ -‬بستان القصر ‪ -‬نهر قويق | ‪2013 / 1 / 29‬‬ ‫الحدث‪ :‬مجزرة مروعة قامت بها قوات النظام بتصفية عشرات المعتقلين‬ ‫والمخطوفين وإلقاء جثثهم في نهر قويق‪.‬‬ ‫العمل للفنان‪ :‬فارس خاشوق | مصدر الصورة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.