Souriatna 165

Page 1

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪1‬‬


‫مظاهرات �ضد اخلطف واحل�صار يف دوما‬ ‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫أص��در المجل��س القضائ��ي ف��ي الغوط��ة‬ ‫الشرقية بيانًا قال فيه المجلس القضائي في‬ ‫الغوطة الش��رقية يحذر “محتكري البضائع”‪،‬‬ ‫ويعتبره��م “ش��ريكًا للنظ��ام ف��ي حص��ار‬ ‫الغوط��ة‪ ،‬ويمهله��م مدة أس��بوع واحد لطرح‬ ‫هذه البضائع في السوق وبأسعارها المعتدلة‬ ‫كما كان��ت‪ ،‬داعي ًا كل من يمتل��ك أي معلومة‬ ‫حول أي مس��تودع تخزي��ن وألي تاجر اإلبالغ‬ ‫عنه فوراً وذلك التخاذ اإلجراءات المناسبة‪.‬‬ ‫المجل��س اعتب��ر أي تاج��ر محتك��ر بمثاب��ة‬ ‫شريك للنظام في حصار الغوطة "وعلى هذا‬ ‫األساس تكون معاملته وعقابه"‪.‬‬ ‫وكانت قد دارت اشتباكات يوم أمس بين أهالي‬ ‫مدينة دوما يس��اندهم بع��ض المقاتلين من‬ ‫طرف‪ ،‬وجيش اإلسالم من طرف آخر‪ ،‬وأبلغت‬ ‫مص��ادر موثوق��ة المرصد الس��وري لحقوق‬ ‫اإلنس��ان‪ ،‬أن االش��تباكات اندلعت يوم أمس‪،‬‬ ‫إث��ر هجوم نفذه مواطن��ون من أهالي مدينة‬ ‫دوما المحاصرة‪ ،‬على مس��تودعات لمؤسس��ة‬ ‫عدال��ة الخيرية‪ ،‬المقرب من جيش اإلس�لام‪،‬‬ ‫فب��ادر ح��راس المس��تودعات‪ ،‬بإط�لاق النار‬ ‫على المواطني��ن‪ ،‬ليرد عليهم بعض األهالي‬ ‫بإطالق النار من أسلحة فردية‪ ،‬وأسفر تبادل‬ ‫إطالق النار إلى إصابة بعض األهالي بجراح‪،‬‬ ‫وتج��ددت االش��تباكات ف��ي ش��وارع المدينة‪،‬‬ ‫بي��ن عناصر من جيش اإلس�لام م��ن طرف‪،‬‬ ‫واألهالي الذين هاجموا مستودعات مؤسسة‬ ‫عدال��ة ي��وم أم��س مدعمي��ن بمقاتلين من‬ ‫الكتائ��ب المقاتلة‪ ،‬كما أك��دت المصادر ذاتها‪،‬‬

‫أن جيش اإلس�لام اعتق��ل قياديين اثنين من‬ ‫الكتائب المقاتلة‪.‬‬ ‫إلى ذل��ك أعلن جيش االس�لام أنه نفذ حكم‬ ‫اإلع��دام بحق ماهر قش��وع في دوم��ا‪ ،‬وقال‬ ‫بيان لـ "جيش االسالم" الذي يتزعمه "زهران‬ ‫عل��وش"‪ ،‬ان “قش��وع اعدم لعدة اس��باب هي‬ ‫ش��تم الذات االلهية والكفر جه��اراً وبطريقة‬ ‫نابية‪ ،‬باإلضافة إلى تجارة المخدرات والتعامل‬ ‫م��ع اس��تخبارات النظ��ام وتقدي��م معلومات‬ ‫ل��ه وتجنيد ش��باناً لمراقبة الث��وار‪ ،‬باإلضافة‬ ‫للعمل على مراقبة قيادات عسكرية وتقديم‬ ‫معلوم��ات عنه��ا‪ ،‬فض ً‬ ‫ال ع��ن مزاولته ألعمال‬ ‫السحر وارتكابه الزنا مراراً"‪.‬‬ ‫وبث��ت ص��ور لعملية اإلعدام الت��ي نفذت عن‬ ‫طري��ق الصل��ب في س��يارة مكش��وفة جالت‬ ‫أحياء المدنيين‪ ،‬فيما قطع رأس��ه الحق ًا وعلق‬ ‫إلى جانب جثته‪.‬‬ ‫في األثناء حذر ناشطون مما وصوفه بانفجار‬ ‫في مدنية دوما بريف دمشق نتيجة ممارسات‬ ‫ترتكب بحق المدنيين م��ن أطراف النزاع في‬ ‫الب�لاد‪ ،‬وتق��ول "فاتن" إحدى الناش��طات في‬ ‫الغوطة إن دوما س��تنفجر وس��تحرق كل من‬ ‫يشارك في حصارها وأول الغيث قطرة"‪.‬‬ ‫وتضي��ف فات��ن بأنه��ا "تحم��ل مس��ؤولية‬ ‫الحصار أو ً‬ ‫ال لنظام األس��د‪ ،‬ومع��ه كل التجار‬ ‫المس��تفيدين م��ن حال��ة الح��رب والحص��ار‬ ‫ف��ي دوما‪ ،‬والت��ي يدخل إليها جمي��ع البضائع‬ ‫الغذائية المهربة لتباع بأس��عار مرعبة‪ ،‬تحت‬ ‫نظ��ر الجي��ش الح��ر المس��ؤول الثان��ي ع��ن‬

‫الغذاء العاملي تلغي حظر بع�ض العائالت من امل�ساعدات االغاثية‬ ‫كش��ف برنام��ج الغ��ذاء العالمي‪ ،‬عن وصول ع��دد طلبات االعت��راض على ق��رار البرنامج‪،‬‬ ‫اس��تبعاد أسر سورية الجئة في األردن خارج مخيمات اللجوء‪ ،‬من برنامج القسائم الغذائية‬ ‫الشهرية‪ ،‬إلى أكثر من ‪ 3‬آالف طلب اعتراض‪.‬‬ ‫وقالت مسؤولة ملف المعلومات في البرنامج‪ ،‬شذى المغربي‪ ،‬أن االعتراضات من قبل األسر‬ ‫الس��ورية هي‪ ،‬للمطالبة بالعدول عن اس��تبعادهم من برنامج القس��ائم الغذائية باعتباره‬ ‫مصدر دخلهم الوحيد‪ ،‬مش��يرة إلى أن األقس��ام المعنية نفذت دراس��ة ‪ 233‬طلب فقط من‬ ‫هذه الطلبات‪.‬‬ ‫وأش��ارت إلى أنه س��يتم العمل‪ ،‬عل��ى إعادة القس��ائم الغذائية إلى ‪ 148‬أس��رة‪ ،‬من ضمن‬ ‫الطلبات‪ ،‬التي تم دراس��تها باعتبار أن الزيارة الميدانية‪ ،‬أفضت إلى حاجتها لهذه القس��ائم‬ ‫كمصدر دخل شهري‪ ،‬فيما تم رفض طلبات لـ ‪ 16‬أسرة من الالجئين السوريين‪ ،‬نظراً لعدم‬ ‫حاجتها لمعونة برنامج األغذية العالمي‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن إقرار إعادة دراسة طلب لـ ‪ 19‬أسرة‪.‬‬ ‫ولفتت إلى أن الرد على بقية الطلبات‪ ،‬س��يكون خالل مدة قد تصل إلى ‪ 3‬أس��ابيع‪ ،‬موضحة‬ ‫أن البرنامج يتلقى الطلبات بشكل يومي‪.‬‬ ‫يذك��ر أن برنامج األغذي��ة العالمي التابع لألم��م المتحدة (‪ ،)WFP‬اتخاذ إج��راءات في وقت‬ ‫س��ابق‪ ،‬اس��تبعد فيها حوالي ‪ 12‬ألف أس��رة من الالجئين الس��وريين‪ ،‬من برنامج القسائم‬ ‫الش��هرية الخ��اص ببرنام��ج األغذية العالمي‪ ،‬مبررا أن األس��ر المس��تبعدة تمل��ك إمكانية‬ ‫الوص��ول إلى م��وارد وعائدات مالي��ة كافية‪ ،‬أو ش��بكات الدعم لتلبية االحتياج��ات الغذائية‬ ‫الخاصة بها‪.‬‬

‫الحصار" بحسب تعبير الناشطة‪.‬‬ ‫يذكر أنها ليست المرة األولى التي تشهد فيها‬ ‫الغوطة الشرقية حاالت تظاهر‪ ،‬حيث سبقتها‬ ‫عدة تحركات كان أهمها الهجوم الشعبي على‬ ‫مستودعات مؤسسة "عدالة" التابعة "للجبهة‬ ‫اإلس�لامية" التي اس��تولى فيها المتظاهرون‬ ‫على مواد غذائية كانت مخزنة في وقت كانت‬ ‫تعيش فيه الغوطة فصل شتاء قاس وحصار‬ ‫حرم األهالي من لقمة الخبز‪.‬‬

‫�شحنات اغاثية حلي الوعر املحا�صر‬

‫دخلت ‪ 14‬ش��حنة مس��اعدات إغاثي��ة إلى حي‬ ‫الوع��ر المحاص��ر ف��ي حم��ص ي��وم الثالثاء‬ ‫الماض��ي‪ ،‬وهي م��ن أصل ‪ 24‬ش��حنة متوقع‬ ‫وصولها في وقت الحق بإشراف الهالل األحمر‬ ‫الس��وري‪ ،‬وقال "وليد ف��ارس" عضو وفد حي‬ ‫الوعر الذي التقى المبعوث األممي إلى سوريا‬ ‫"دي ميس��تورا" إن "هذه الشاحنات دخلت بعد‬ ‫أن ق��دم المبعوث الدولي تعهدات بإدخالها في‬ ‫لقاء جرى بينهما في وقت سابق‪ ،‬فيما ينتظر‬ ‫دخول شاحنات أخرى"‪.‬‬ ‫ويأت��ي دخول هذه المس��اعدات إلى الحي بعد‬ ‫حصار خان��ق فرضته قوات النظام على الحي‬ ‫منذ نحو عام‪ ،‬فيما أكد ناشطون أن آخر شحنة‬ ‫إغاثية دخلت الحي منذ أكثر من ستة أشهر‪.‬‬ ‫وكان المبعوث الدولي "ستيفان دي ميستورا"‬ ‫قد التق��ى الوفد الممثل لح��ي "الوعر" وتعهد‬ ‫بتس��هيل دخول المس��اعدات اإلغاثية‪ ،‬إضافة‬ ‫إل��ى لع��ب دور الوس��اطة م��ع النظ��ام ح��ول‬ ‫اتفاقية التس��وية التي لم يت��م االتفاق عليها‬ ‫بعد مفاوضات دامت ألشهر‪.‬‬


‫ل�ؤي ح�سني‪ ،‬توقع اغتياله ال اعتقاله‪ ،‬واع�ضاء تياره متخوفون‬ ‫عامر محمد‬

‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬

‫تمك��ن الجئ س��وري من صناع��ة غرفة‬ ‫ن��وم من المواد المس��تخدمة في صناعة‬ ‫أرضي��ات "الكرفان��ات" الت��ي يس��كنها‬ ‫الالجئون في المخيم‪ ،‬وبحسب مفوضية‬ ‫الالجئي��ن التابع��ة لألمم المتح��دة‪ ،‬فإن‬ ‫الس��وري "صهي��ب" نج��ح في ذل��ك رغم‬ ‫اإلمكان��ات الضعيف��ة التي يعان��ي منها‬ ‫سكان المخيم‪.‬‬ ‫يذك��ر أن الزعت��ري هو أكب��ر مخيم في‬ ‫العال��م بحس��ب تصنيف األم��م المتحدة‬ ‫ويع��د المدينة الثالثة في األردن بحس��ب‬ ‫ذات الجهة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫الجئ يف الزعرتي ي�صنع‬ ‫غرفة نوم من كرافانات املخيم‬

‫ما إن أعلن خبر اعتقال حسين حتى انهال النقد‬ ‫على الرجل الذي يعتب��ر لدى البعض‪ ،‬معارضة‬ ‫صنعه��ا النظ��ام في دمش��ق‪ ،‬وظهرت س��ريعًا‬ ‫صفح��ة تهزأ م��ن حس��ين وتكيل الش��تائم له‬ ‫ولتي��اره‪ ،‬جودة يعتبر أن الش��تائم رافقت التيار‬ ‫منذ نشأته‪ ،‬فيما يعتبر أن ما يهمه هو التعاطف‬ ‫الكبي��ر ال��ذي يلق��اه "التياريون" حت��ى من قبل‬ ‫مواطنين في القصر العدلي‪ ،‬أو عسكريين على‬ ‫الحواجز العس��كرية‪ ،‬والذين يقول��ون له أحيانًا‬ ‫"نحن معكم لكن ما باليد حيلة"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شُ��ل التي��ار اآلن بغياب حس��ين؟ هذا هو‬ ‫ه��ل‬ ‫التح��دي الجديد ال��ذي من المفت��رض أن يثبته‬ ‫المنتس��بون للكيان السياس��ي‪ ،‬بعد أول اعتقال‬ ‫يُس��جل بح��ق المؤس��س والرئيس من��ذ بداية‬ ‫األح��داث ف��ي س��وريا‪ ،‬فبالرغ��م م��ن أن عب��د‬ ‫الرحمن فتوح وهو شاب منضو في صفوف بناء‬ ‫الدول��ة يقول إن "إصراره عل��ى العمل قد ازداد‬ ‫منذ اعتقال حس��ين‪ ،‬وأنه س��يبقى متبنيًا التيار‬ ‫ك��درب للنضال ضد اس��تبداد ليس م��ن البعيد‬ ‫عليه أي احتمال" ف��إن مصعب خلف وهو تياري‬ ‫آخر يعبر عن شعور بالخوف ويقول إنه "لم يكن‬ ‫يش��عر بالخوف مهما حدث معه‪ ،‬فهو كان يعلم‬ ‫أن حسين سيحميه‪ ،‬ويرى أن اعتقال حسين هو‬ ‫رسالة كبيرة‪ ،‬ويستطرد بالقول إنه مصرّ على‬ ‫العم��ل أكثر م��ن أي وقت مض��ى" فيما يرفض‬ ‫جودة نائب الرئيس فكرة الش��لل التام‪ ،‬ويقول‬ ‫إن لغياب حس��ين أثر وال شك‪ ،‬لكنه يتحدث عن‬ ‫مش��اريع ال تزال قائمة‪ ،‬ألن التيار هو مؤسسات‬ ‫ولجان ال تتوقف عن العمل بغياب الرئيس‪.‬‬

‫بالنسبة لميرفان إيانة أحد منتسبي التيار فإن ما‬ ‫يمكن أن يصيب التيار بالشلل هو اعتقال جميع‬ ‫أعضائه‪ ،‬األعضاء المصرون على االستمرار في‬ ‫العمل من العاصمة‪ ،‬ومن مكتب التيار في شارع‬ ‫الطلياني‪ ،‬ويرفض إيانة الحديث عن أي ش��عور‬ ‫بالخ��وف من عملية اعتقال ق��د تطاله‪ ،‬ويضيف‬ ‫"ع ّلمنا لؤي حسين أن ال نحاف من االعتقال"‪.‬‬ ‫يق��ف الموال��ون للنظ��ام الس��وري ذات الموقف‬ ‫تقريب��ًا ال��ذي يقف��ه معارض��ون ل��ه‪ ،‬فكالهما‬ ‫متفقان أن الرجل والتيار ليس لهما وزن حقيقي‬ ‫في الشارع السوري‪ ،‬ويُتهم حسين من كليهما‬ ‫بالتبعي��ة وعدم وض��وح الرؤية‪ ،‬فيما اش��تعلت‬ ‫مواق��ع التواص��ل االجتماع��ي بتحلي��ل الخبر أو‬ ‫الس��خرية من��ه أو التش��دد للمعتق��ل الس��وري‬ ‫الجديد‪ ،‬ويُلمح مقربون من حسين إلى ضرورة‬ ‫مغادرته دمش��ق على الفور بعد إطالق س��راح‬ ‫متوق��ع له خالل أي��ام قليلة بحس��ب متفائلين‪،‬‬ ‫بينما يس��اهم النظام السوري ومع كل يوم من‬ ‫اعتقال حس��ين إلى زيادة حجم التيار واالهتمام‬ ‫به ب��رأي البعض اآلخر‪ ،‬يذكر أن حس��ين وفي‬ ‫لقاء سابق مع سوريتنا كان قد عبر عن خشيته‬ ‫من اغتياله وليس من اعتقاله‪.‬‬ ‫لؤي حسين‬ ‫‪ - 1‬اعتق��ل للم��رة األولى ع��ام ‪ ،1984‬وأطلق‬ ‫سراحه عام ‪.1991‬‬ ‫‪ 2011 - 2‬دع��ا لعقد مؤتمر س��مير أميس‪ ،‬أول‬ ‫مؤتمر تعقده المعارضة علنًا في دمشق‪.‬‬ ‫‪ 2011 - 3‬أسس تيار بناء الدولة السورية‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫"المق��ال كان حج��ة للس��لطات الت��ي تتقوقع على‬ ‫نفس��ها‪ ،‬وتغل��ق كل األب��واب ف��ي وج��ه الح��ل‬ ‫ً‬ ‫معلنة أنها تحارب اإلرهاب منفردة‪ ،‬وال‬ ‫السياس��ي‪،‬‬ ‫تح��ارب إال اإلرهاب" يقول أنس جودة نائب رئيس‬ ‫التي��ار ومحامي حس��ين الحال��ي لس��وريتنا معلقًا‬ ‫عل��ى اعتقال أجه��زة األمن الس��ورية رئيس تيار‬ ‫بناء الدولة لؤي حس��ين الذي يُصنف تياره‪ ،‬كتيار‬ ‫معارض‪ ،‬حي��ن كان يتجه نحو األراض��ي اللبنانية‬ ‫ومنها إلى إسبانيا في زيارة عائلية‪ ،‬حيث نفذ األمن‬ ‫الس��وري مذكرة االعتق��ال ومنع الس��فر الصادرة‬ ‫مقال كان قد‬ ‫بحقه في األول من هذا الش��هر‪ ،‬بعد ٍ‬ ‫نشره في صحيفة الحياة في الرابع والعشرين من‬ ‫حزيران الماضي‪ ،‬المقال "الس��وريون ال يش��عرون‬ ‫بحاجتهم للدولة" الذي اتهم على أساس��ه حس��ين‬ ‫ل��م يكن األكثر جرأة بقلم كاتبه‪ ،‬الذي ينش��ر في‬ ‫الجريدة الممنوعة من دخول دمشق‪.‬‬ ‫ف��ي دمش��ق ال يخفي أعض��اء تيار بن��اء الدولة‬ ‫خوفه��م م��ن مصي��ر مماث��ل لذل��ك ال��ذي ألم‬ ‫برئي��س تيارهم لؤي حس��ين في الثاني عش��ر‬ ‫م��ن هذا الش��هر‪ ،‬فهم وعلى اخت�لاف تجاربهم‬ ‫السياس��ية‪ ،‬لديهم ش��عور يتعمق م��ع كل يوم‬ ‫يمر على اعتقال حس��ين‪ ،‬بأن مصيراً مماث ُ‬ ‫ال قد‬ ‫يطالهم في أي لحظة‪ ،‬رغم أنهم يؤكدون على‬ ‫أن تياره��م هو مجموعة أفكار وليس ش��خص‬ ‫الرئي��س‪ ،‬فيق��ول يامن بالن العض��و في التيار‬ ‫والذي اعتقل منذ أش��هر وحول إلى س��جن عدرا‬ ‫حيث يقيم حسين اآلن‪ ،‬أنه يخشى على حسين‬ ‫من مصير مماثل لذلك الذي يعيش��ه الصحفي‬ ‫م��ازن درويش‪ ،‬ومصير دروي��ش هو ذاته الذي‬ ‫يخشاه المحامي جودة فيقول إن السطلة تحاول‬ ‫أن تعطي لبوس��ًا قانونيًا لعملي��ة االعتقال‪ ،‬ثم‬ ‫محاكمة قد تستمر لخمس سنوات‪ ،‬فهو اعتقال‬ ‫سياسي برأي جودة‪.‬‬ ‫ل��م يكن حس��ين يعلم بأم��ر منع الس��فر الذي‬ ‫أدى العتقال��ه‪ ،‬فيما ينقل عنه زواره في س��جن‬ ‫ع��درا ال��ذي ح��ول إلي��ه س��ريعًا‪ ،‬عل��ى عكس‬ ‫معتقلين بعيدين عن الشأن العام‪ ،‬أن معنوياته‬ ‫مرتفعة‪ ،‬وتمكنوا من إيصال الدواء إليه‪ ،‬يقول‬ ‫ج��ودة إن جلس��ة الخميس الماض��ي التي واجه‬ ‫فيها حس��ين قاض��ي التحقيق‪ ،‬كان��ت محاضرة‬ ‫سياس��ية لرئي��س التيار‪ ،‬تح��دث فيه��ا المتهم‬ ‫ب "إيهان نفس��ية األمة" ع��ن المجتمع المدني‬ ‫والمواطنة والحريات‪ ،‬فيم��ا فعل األمر ذاته في‬ ‫داخل السجن مع سجناء آخرين‪ ،‬ومن المفترض‬ ‫أن محام��ي حس��ين س��يقدم طعناً الي��وم أمام‬ ‫المحكمة لكنه ال يتوقع الكثير‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫ت�ساوت مع الرجل قانون ًا‬ ‫ال�سورية الكردية بني القانون اجلديد والإرث االجتماعي‬ ‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫القامشلي ‪ -‬جوان ناز‬ ‫مجموع��ة من القرارات والمراس��يم صدرت‬ ‫ع��ن "اإلدارة الذاتية" من��ذ اإلعالن عنها من‬ ‫جانب حزب االتحاد الديمقراطي في ش��مال‬ ‫وش��مال ش��رق س��وريا‪ ،‬كان آخره��ا إصدار‬ ‫قانون المساواة بين المرأة والرجل‪.‬‬ ‫وتلق��ى القوانين الصادرة ع��ن هذه اإلدارة‬ ‫معارضين لها ومؤيدي��ن‪ ،‬فالقانون الصادر‬ ‫مؤخرَّاً فيما يخصّ البنود الناظمة لش��ؤون‬ ‫المرأة وفعاليتها في المجتمع الكرديّ القى‬ ‫ص��دىً ف��ي األوس��اط الصحفي��ة العالميَّة‬ ‫والعربيَّ��ة والكرديَّ��ة‪ ،‬واحت��وى القان��ون‬ ‫الجديد عل��ى العديد من البنود التي تخصُّ‬ ‫المرأة ومساواتها مع الرجل وحياتها العامَّة‬ ‫والخاصَّ��ة‪ ،‬فيم��ا َّ‬ ‫يتعل��ق بال��زواج والمه��ر‬ ‫ومش��اركتها ف��ي الحياة التش��ريعيَّة ضمن‬ ‫مناطق "اإلدارة الذاتية"‪.‬‬ ‫وبنظ��رةٍ قانونيَّة فاحص��ة لمحتوى البنود‬ ‫ضمن المرسوم‪ ،‬نجد أن من بين القانونيين‬ ‫من يرى أن��ه قانون حض��اري ويجب العمل‬ ‫عليه وتوفير اإلمكانية لتطبيقه‪ ،‬بينما يرى‬ ‫آخرون أنَّهُ قانون منفصم عن الواقع كليًَّا‬ ‫ويغرِّد خارج الس��رب‪ ،‬وليسَ س��وى تنميق‬ ‫لغ��وي قانوني‪ ،‬خاصة فيم��ا َّ‬ ‫يتعلق بالمهر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حي��ث ين��صّ بندٌ م��ن بنود القان��ون على‬ ‫إلغـ��اء المهـر باعتباره قيمـ��ة ماديـة هدفـه‬ ‫اس��تمالك المـ��رأة‪ ،‬ويحـل محلـه مش��اركـة‬ ‫الطـرفي��ن في تـأمين الحيـاة التش��ـاركيـة‪،‬‬ ‫أن اس��تغالل المرأة‬ ‫وم��ن وجهة نظر هؤالء ّ‬ ‫واس��تمالكها أم��ر مرف��وض بش��كل كليّ‬ ‫ولك��نّ إلغاء المه��ر في حالة ال��زواج يعتبر‬ ‫تعديًا على الع��ادات والتقالي��د االجتماعية‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫يش��ك ُل نوع��ًا من‬ ‫ك��ون المه��ر بح��دّ ذاته‬ ‫َ‬ ‫التش��اركية وال يمكن النظ��ر إليه على أنَّهُ‬ ‫اس��تعباد للمرأة‪ ،‬وهذا األمر ِّ‬ ‫يشكل تناقضًا‬ ‫داخل هذا البند‪.‬‬ ‫وفي هذا الخصوص يقول المحامي حسين‬ ‫الس��يد‪" :‬إن المرس��وم الصادر ع��ن اإلدارة‬ ‫الذاتي��ة الديمقراطيَّة ه��و تحدّي كبير في‬ ‫ح��ال ت��مّ تطبيقه‪ ،‬كون��هُ يتح��دّى القيم‬ ‫االجتماعية المتع��ارف عليها‪ ،‬أي أن القانون‬ ‫أن إمكاني��ة تطبيقه في‬ ‫بح��د ذاته جي��د إال َّ‬ ‫مجتمع عش��ائري عائلي ريف��ي صعبة جداً‪،‬‬ ‫ولكن ق��د يؤس��س لمرحل��ة مقبل��ة‪ ،‬فكل‬ ‫قان��ون يبدأ بإصدار ن��ص ويعمل عليه كي‬ ‫يصبح مفهوماً حقيقيًا في المجتمع ويطبَّق‬ ‫على كافة األصعدة والمجاالت"‪.‬‬ ‫ومن ضمن البنود الموجودة في المرس��وم‬ ‫الصادر‪ ،‬بن��د يصعب تنفيذه ف��ي ّ‬ ‫ظل هذه‬ ‫األوض��اع وقد يؤدي إلى نوع م��ن التصادِم‬ ‫ه��و منـ��ع تعــ��دد الـزوجـ��ات‪ ،‬ف�لا يمك��ن‬ ‫تنفي��ذه في ِّ‬ ‫ظل الوضع القائ��م حاليًا‪ ،‬وعن‬ ‫التع��ارض بي��ن ه��ذا القان��ون والقواني��ن‬ ‫الس��وريَّة الناظم��ة لح��ال الم��رأة تتحدَّث‬ ‫المحامية روزا حم��و‪" :‬القانون الصادر َ‬ ‫حول‬ ‫الم��رأة وحقوقها فيه تع��ارض مع القوانين‬ ‫الس��ورية وكل قوانين العالم الصادرة بهذا‬ ‫الخص��وص‪ ،‬فه��و قانون يتناق��ض مع قيم‬ ‫المجتمع التي تستند إلى األعراف والتقاليد‪،‬‬ ‫أي أنه مجتمع عش��ائري‪ ،‬وفي هذه المرحلة‬

‫أقول إن القان��ون يحتوي على أمور خاطئة‪،‬‬ ‫وس��وف يزيد نس��بة الفس��اد في المجتمع‪،‬‬ ‫ألنه يتضمَّن عقوبات معيَّنة تُفرض بحقّ‬ ‫كل من ال يلتزم بها‪ ،‬والناس سوف يفعلون‬ ‫ما يريدونه س��رَّاً‪ ،‬وهذا الشيء سيؤثر على‬ ‫المجتمع ألن حرية األفراد سوف تتقيَّد مرَّ ًة‬ ‫أخرى"‪.‬‬ ‫يق��ول المحامي حس��ين برو "ف��ي القانون‬ ‫الص��ادر بن��ود م��ن الممك��ن تطبيقه��ا‬ ‫بش��كل إيجاب��ي‪ ،‬ولك��ن م��اذا بخص��وص‬ ‫التناق��ض الموج��ود ف��ي بع��ض البنود مع‬ ‫البني��ة المجتمعي��ة‪ ،‬ت��رى من الذي أش��رف‬ ‫عل��ى تدوين ه��ذه البن��ود بهذا الك��مّ من‬ ‫التناق��ض‪ ،‬بن��ودٌ توافق الع��ادات والتقاليد‬ ‫االجتماعي��ة الكردية وأخ��رى تعارضها‪ّ ،‬‬ ‫كل‬ ‫ذلك في الن��صّ القانوني الصادر نفس��ه؟‬ ‫فمث ً‬ ‫ال تجـريـم اإلتجار بـاألطـفـال والنس��ـاء‬ ‫بكافــة أنـواعـه وفــرض عقـوبــة متشـددة‬ ‫عـلـ��ى مـرتـكبيهــ��ا‪ ،‬ه��ذا البند م��ن البنود‬ ‫يوافِق عليها المجتمع بش��دّة وتعمل الدول‬ ‫المتحضّرة على تطبيقها بش��تّى الوسائل‬ ‫وكذل��ك المس��اواة بين الـرج��ل والمرأة في‬ ‫حق العمل واألجـر‪ ،‬والمس��اواة بين ش��هادة‬ ‫الم��رأة وش��هادة الرج��ل م��ن حي��ث القيمة‬ ‫القانوني��ة باإلضافة إلى من��ع تزويج الفتاة‬ ‫ب��دون رضاها وقب��ل إتمامها الثامنة عش��ر‬ ‫م��ن عمره��ا‪ ،‬إلاّ أن هنال��ك بن��ود ال يمكن‬ ‫تطبيقها بالقوَّة وفرض العقوبات على من‬ ‫ال ِّ‬ ‫ينف ُذها مثل منع تعدد الزوجات"‪.‬‬ ‫ولكنّ الس��ؤال ال��ذي يتبادر إل��ى األذهان‪،‬‬ ‫هل هذا هو الوقت المناسب إلصدار قوانين‬ ‫مرتبك��ة في ظل األوض��اع المرتبكة أص ً‬ ‫ال؟‬ ‫يق��ول المحامي ف��واز محمَّ��د‪" :‬برأيي هذا‬ ‫المرس��وم يعتب��ر قانون��اً راقيًَا وأن��ا أؤيِّده‬ ‫ألنَّهُ يحقق المس��اواة بين الم��رأة والرجل‬ ‫على أكمل وجه"‪.‬‬ ‫آرا ٌء كثيرة تِجاه هذا القانون‪ ،‬منقسمة بين‬ ‫مؤيِّدٍ ومُع��ا ِرض ويبقى األمرُ ِّ‬ ‫متعلقاً في‬ ‫ِّ‬ ‫كل األحوال برغبة المجتمع في أن يثور ضدّ‬ ‫هذا القانون وغيره من القوانين الصادرة أو‬ ‫أن ينفذها طوع إرادته وليسَ إكراهًا‪.‬‬

‫"الإدارة الذاتية" الكردية جترم تعدد‬ ‫الزوجات وتلغي مفهوم جرمية ال�شرف‬ ‫أث��ار ق��رار «اإلدارة الذاتية» الكردية جد ًال واس��عًا‬ ‫وخالفًا مع المتبنين للش��ريعة اإلسالمية كمصدر‬ ‫للتش��ريع‪ ،‬وذل��ك بإصدارها مرس��وما تش��ريعياً‪،‬‬ ‫يج��رم تع��دد الزوج��ات ال��ذي أباحت��ه الش��ريعة‬ ‫اإلس�لامية ويلغ��ي المه��ر ومعه مفه��وم جريمة‬ ‫الشرف‪.‬‬ ‫وجاء في المرسوم الذي حمل الرقم ‪ 22‬لعام ‪2014‬‬ ‫وال��ذي وقع��ه الحاكم��ان المش��تركان للمقاطعة‬ ‫"هدي��ة يوس��ف" و"حميدي دهام اله��ادي" ثالثين‬ ‫بن��داً تغط��ي مواضيع “الطالق ب��اإلرادة المنفردة‬ ‫والزواج القس��ري وتعدد الزوجات‪ ،‬وتعزيز واس��ع‬ ‫لحقول المرأة ومساواتها بالرجل بشكل كامل‪.‬‬ ‫وأش��ار المرس��وم إل��ى "ح��ق كال الطـرفين طلب‬ ‫التفريـ��ق وال يجـوز الطـالق بـ��اإلرادة المنفـردة‪،‬‬ ‫والمس��اواة بين الرجل والمرأة في كافة المسائل‬ ‫اإلرثية‪ ،‬باإلضافة إلى منع "نكـاح الش��غـار ونكـاح‬ ‫الـديـة"‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالزواج‪ ،‬منع المرس��وم تزويج الفتاة‬ ‫بدون رضاها‪ ،‬وألغى المهـر باعتباره قيمـة ماديـة‬ ‫هدفـه اس��تمالك المـرأة ويحـل محلـه مش��اركـة‬ ‫الطـرفي��ن ف��ي تـأمي��ن الحيـ��اة التش��ـاركيـة‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إلى تنظم صكـوك الـزواج مدنيـًا ومنـع‬ ‫تعــدد الـزوجـات‪.‬‬ ‫وجرم "المرسوم" القتل بـذريعـة الشرف واعتبره‬ ‫"جـريمـ��ة مكتملـة األركـ��ان المـاديـة والمعنـويـة‬ ‫والـقـانـونيـ��ة ويعـاق��ب مرتكبهـ��ا بـالعقوب��ات‬ ‫المنص��وص عليهـ��ا فـ��ي قـانــ��ون العقوبــ��ات‬ ‫كجريمـ��ة قتـل قصـ��د أو عمد‪ ،‬وفـ��رض عقوبـة‬ ‫متش��ددة ومتس��اويـة عل��ى مـرتك��ب الخيانـ��ة‬ ‫الـزوجيـة مـن الطرفيـن"‬ ‫ون��ص المرس��وم ف��ي بن��ده الثاني والعش��رين‬ ‫"عل��ى منـ��ح المـرأة والـرج��ل حقـوقـاً متس��اويـة‬ ‫فيمـ��ا يخص قـانـون الجنس��يـة‪ ،‬وأك��د أن اإلدارة‬ ‫الذاتية س��تكفل للفرد ولألس��رة وبخاصة الطفل‬ ‫والمرأة الضمان الصحي واالجتماعي‪ ،‬والمقومـات‬ ‫األساس��ية للعيش في حياة حـ��رة كريمة وتـوفير‬ ‫الحمـايـة الالزمة للنساء األرامل والمسنات"‪.‬‬


‫وزارة االقت�صاد يف احلكومة امل�ؤقتة حتذر من �أزمة �أمن غذائي يف �سوريا‬

‫النظام يقيم معر�ض ًا ً لإعادة �إعمار حم�ص‬

‫تطلق شركة سورية تدعى "سيما" متخصصة‬ ‫في مجال المعارض‪ ،‬معرضاً خاصة تش��ارك‬ ‫فيه أربعون ش��ركة في الرابع والعشرين من‬ ‫هذا الش��هر بغرض بحث اعادة إعمار سوريا‪،‬‬ ‫ووفقاً لوكالة "س��انا" الرس��مية للنظام‪ ،‬فإن‬ ‫المع��رض الذي س��يحمل عنوان "الس��وريون‬ ‫يبنون سورية" يقام بإش��راف وزارة األشغال‬ ‫العام��ة في حكومة النظ��ام وبدعم من اتحاد‬ ‫غ��رف التج��ارة الس��ورية ولم��دة ثالث��ة أيام‬ ‫بفندق الداما روز بدمشق‪.‬‬

‫"س��انا" قال��ت إن ورش��ات عم��ل س��ترافق‬ ‫المعرض‪ ،‬وس��تخصص لدراس��ة إعادة إعمار‬ ‫مناطق حمص المتضررة‪ ،‬وس��تركز الشركة‬ ‫العامة للدراس��ات على الكش��ف ع��ن األبنية‬ ‫المتض��ررة وإع��ادة تدوي��ر نوات��ج مخلف��ات‬ ‫األبني��ة المتض��ررة إضاف��ة إل��ى الش��ركات‬ ‫الخاص��ة كش��ركة (ال ج��ي‪ ،‬وش��ركة هيلتي‬ ‫س��ورية‪ ،‬وش��ركة أي بي) التي تتناول جوانب‬ ‫عملية إلعادة اإلعمار وخطط هذه الش��ركات‬ ‫في هذا المجال‪.‬‬

‫يذك��ر أن ناش��طون كانوا ق��د حذروا من��ذ بداية‬ ‫الثورة في البالد‪ ،‬من نوايا اقتصادية لدى النظام‬ ‫ته��دف إلى هدم مناط��ق بأكملها وإع��ادة بناءها‬ ‫وفق مخطط��ات تنظيمي��ة تعيد رس��م الخرائط‬ ‫الديموغرافية في البالد‪ ،‬عبر شركات خاصة تعود‬ ‫لمقربين من قادة النظام في الداخل والخارج‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫تس��تمر معاناة الالجئين الس��وريين في لبنان مع ممارس��ات عنصرية بحقه��م على خلفيات‬ ‫عنصري��ة‪ ،‬كان آخره��ا االعت��داء بالضرب على ثالثة ش��بان س��ورين بمنطقة فرن الش��باك‬ ‫ببيروت ورشقهم بالطالء‪.‬‬ ‫ونقلت وس��ائل اع�لام لبنانية صور ًة للش��بان الثالثة وهم مصبوغون بالل��ون األبيض‪ ،‬في‬ ‫"فرن الشباك" التي تسيطر عليها قوى "التيار الوطني اللبناني الحر" المتحالف مع "حزب اهلل"‬ ‫الذي يقاتل إلى جانب القوات الحكومية في سوريا‪.‬‬ ‫وتش��هد هذه المنطقة حالة احتقان ورفض للوجود الس��وري‪ ،‬حيث فرض سكانها المحليون‬ ‫حظر تجوال على السوريين يبدأ من الساعة الثامنة مسا ًء‪ ،‬كما شكلوا لجان شعبية مسلحة‪،‬‬ ‫قالوا إنها "لحماية الممتلكات ومراقبة الس��وريين"‪ ،‬الذين ال ينجون من اعتداءات هذه اللجان‬ ‫أحيان ًا‪.‬‬ ‫إلى ذلك ذكر سوريون مقيمون في لبنان أن "إذاعة لبنان الحرّ"‪ ،‬بثت برنامج يوم أمس قالت‬ ‫فيه "إن النساء السوريات يعملن في الدعارة بعلم أزواجهن"‪ ،‬وذكرت اإلذاعة‪ ،‬المحسوبة على‬ ‫التيار العوني‪" ،‬أن ما وصفته بالظاهرة بات امراً يش��مل نس��باً مرتفعة من النساء السوريات‬ ‫ف��ي المخيمات الخاص��ة بالالجئين في لبنان‪ ،‬وهو أمر رأى فيه ناش��طون وحقوقون‪ ،‬إس��اءة‬ ‫متعمدة وتحريضاً ضد مئات اآلالف من الالجئين السوريين في لبنان‪.‬‬

‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬

‫م�سل�سل االنتهاكات العن�صرية بحق ال�سوريني يف لبنان‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫عق��دت وزارة المالية واالقتص��اد في الحكومة‬ ‫الس��ورية المؤقتة‪ ،‬األس��بوع الماضي‪ ،‬مؤتمراً‬ ‫في مدينة اسطنبول التركية‪ ،‬دق وزير المالية‬ ‫واالقتص��اد ابراهيم ميرو م��ن خالله "ناقوس‬ ‫الخط��ر تج��اه أزم��ة أم��ن غذائي وش��يكة في‬ ‫س��وريا" ودع��ا من خالله دول أصدقاء الش��عب‬ ‫السوري لتقديم مساعدات بشكل عاجل "على‬ ‫شكل قمح دون أموال"‪.‬‬ ‫وق��ال مي��رو أن المناط��ق التي تس��يطر عليها‬ ‫المعارضة بحاجة إلى ‪ 323‬ألف طن من القمح‪،‬‬ ‫إلنت��اج ‪ 270‬أل��ف ط��ن م��ن الطحين‪ ،‬بس��بب‬ ‫انخفاض المحص��ول المنتج في هذه المناطق‬ ‫خالل العام الحالي‪.‬‬ ‫كم��ا أض��اف إن أرق��ام منظمة األم��ن الغذائي‬ ‫العالم��ي (فاو)‪ ،‬تش��ير إلى ‪ 6 .3‬مليون س��وري‬ ‫يعان��ون م��ن أزم��ة متفاقم��ة‪ ،‬الس��يما ف��ي‬ ‫الحصول على الدقي��ق والخبز‪ ،‬وذلك بعد أكثر‬ ‫من ‪ 3‬سنوات من هجمات النظام العسكرية‪.‬‬ ‫وكش��ف ميرو أن "المؤسس��ة العام��ة للحبوب‬ ‫تمكنت من ش��راء نحو ‪ 18‬ألف طن من القمح‪،‬‬ ‫من خالل ‪ 14‬مركزا تابعا لها في ‪ 4‬محافظات‪.‬‬ ‫وذك��ر مي��رو أن األس��باب في تراج��ع الحصول‬ ‫ه��ي "عدم قدرة المزارع عل��ى انجاز عمله في‬ ‫ظروف مناسبة‪ ،‬إضافة لصعوبة التنقل‪ ،‬وعدم‬ ‫توفر المواد الالزمة‪ ،‬مما أدى لتراجع خطير في‬ ‫إنتاج القمح هذا العام‪ ،‬حيث تجاوز التراجع في‬ ‫االنت��اج ‪ ،70٪‬أي نح��و مليون ط��ن‪ ،‬وهي أقل‬ ‫نس��بة انتاج منذ ‪ 42‬عاما‪ ،‬وتوقع فيه انخفاض‬ ‫الرقم إلى أقل من مليون طن العام المقبل"‪.‬‬ ‫وأكد أن "عملية شراء القمح تمت بشكل مباشر‬ ‫من المزارع‪ ،‬ول��م يتم االقتراب من المحاصيل‬

‫المخزن��ة لالس��تهالك الش��خصي م��ن قب��ل‬ ‫المزارعي��ن"‪ ،‬معتب��را أنهم " بحاج��ة إلى ‪323‬‬ ‫أل��ف طن من القمح‪ ،‬إلنت��اج ‪ 270‬ألف طن من‬ ‫الطحي��ن‪ ،‬إلعان��ة نحو ‪ 5 .2‬مليون س��وري في‬ ‫المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة"‪.‬‬ ‫وفي ذات الموضوع قال الوزير أن "هناك تعاون‬ ‫وثي��ق بين النش��طاء والصحفيي��ن والمجالس‬ ‫المحلي��ة وأبن��اء الم��دن‪ ،‬الذي��ن يحم��ون خبز‬ ‫الب�لاد‪ ،‬وهذه الكوادر يمك��ن االعتماد عليها اذا‬ ‫تم تقديم القمح‪ ،‬من الدول الصديقة"‪.‬‬ ‫وأض��اف أن��ه "يجب تحريك االقتص��اد في هذه‬ ‫المناطق‪ ،‬وحماي��ة المواطنين‪ ،‬وبنفس الوقت‬ ‫يريد أن يشعر المواطن بنوع من االستقرار في‬ ‫أس��عار الخبز‪ ،‬وهو ما تريده الوزارة والحكومة‬

‫في القضاء على التفاوت باألسعار"‪.‬‬ ‫ولفت الوزير كذلك إلى أن "المؤسسة لها ‪319‬‬ ‫موظفا يعملون عل��ى األرض‪ ،‬من بينهم ‪150‬‬ ‫خبي��را‪ ،‬فيم��ا ‪ ٪ 85‬م��ن انتاج القمح الس��وري‬ ‫متركز في مناطق الجزيرة‪ ،‬وهي ليس��ت تحت‬ ‫س��يطرة فصائ��ل متعاون��ة م��ع االئت�لاف‪ ،‬لذا‬ ‫طالب��ت الحكوم��ة المؤقتة واالئت�لاف بتقوية‬ ‫المعارضة‪ ،‬ألنها األمل الوحيد لهذه المناطق"‪.‬‬ ‫كما طالب مي��رو "المجتمع الدولي إن كان يريد‬ ‫تقديم خدمات للش��عب الس��وري‪ ،‬فإنه بحاجة‬ ‫إلى مراكز آمنة‪ ،‬لحماية هذه المؤسس��ات التي‬ ‫يتعرض العامل��ون فيها للمخاط��ر‪ ،‬مؤكدا أنه‬ ‫ال يجب اس��تغالل الموضوع الغذائي والخدمات‬ ‫لمآرب سياسية"‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫خبري اقت�صادي‪ :‬ديون النظام حتتاج ل�سنوات لت�سديدها‬ ‫دمشق ‪ -‬أنليل فارس‬

‫اندساسية ‪. .‬‬ ‫دندنات وتقارير ‪. .‬‬ ‫أخبار‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫يلحظ المراقب للمش��هد في دمش��ق وغيرها‬ ‫من المناطق التي تس��يطر عليها قوت النظام‬ ‫تزايداً في عجز مؤسساته عن تأمين احتياجات‬ ‫المواط��ن‪ ،‬تاركة إياه في بح��ث دائم عن أقل‬ ‫مقومات الحياة في البالد التي يتحكم بها لتجار‬ ‫متنفذي��ن‪ ،‬أو أم��راء ح��رب‪ ،‬فالمحروقات التي‬ ‫رُفع س��عرها رس��مياً منذ أس��ابيع‪ ،‬باتت شبه‬ ‫مقطوع��ة في محط��ات الوق��ود‪ ،‬لتتواجد في‬ ‫سوق س��وداء‪ ،‬يتبعها انقطاع التيار الكهربائي‬ ‫الذي سجل في بعض المناطق غياباً لعشرين‬ ‫س��اعة‪ ،‬بالتزام��ن م��ع فق��دان اللي��رة قيمتها‬ ‫الش��رائية‪ ،‬فيما بقي الدخ��ل الخاص بمعظم‬ ‫المدنيين السوريين ثابتاً على حاله‪.‬‬ ‫يش��رح إي��اد‪ ،‬وهو باح��ث اقتص��ادي حكومي‬ ‫فض��ل ع��دم الكش��ف ع��ن اس��مه الكام��ل‪،‬‬ ‫لـ"س��وريتنا"‪ ،‬المش��هد االقتص��ادي وتبعات��ه‬ ‫بالق��ول إن "اقتصاد النظام يم��رّ في مرحلة‬ ‫حرج��ة جدي��دة‪ ،‬فالمحروق��ات مث� ً‬ ‫لا مُني��ت‬ ‫بضربة كبيرة بالنس��بة له‪ ،‬بعد أن ثبت عدم‬ ‫صدقية ما كان أعلنه عن وصول بواخر محملة‬ ‫بالم��ازوت‪ ،‬وه��ذا ما س��يكون له انعكاس��ات‬ ‫كبيرة على الس��وق المحلية" وبالنسبة لتلك‬ ‫المنتج��ات القليل��ة الت��ي تنتج محليًا س��يؤثر‬ ‫غياب المحروقات أو ندرتها على سعرها أيض ًا‬ ‫يق��ول اإلقتصادي " ح��اول بعض الصناعيين‬ ‫أن يقلع��وا بمعاملهم في المنطقة الصناعية‬ ‫في الشيخ نجار بحلب‪ ،‬لكن رفع سعر الفيول‬ ‫الخاص بالصناعيين إلى مئة وخمسين ليرة‪،‬‬ ‫جعلهم يتوقفون تمام ًا‪ ،‬فلم يعد من الممكن‬ ‫حتى أن يغطوا تكاليف االنتاج"‪.‬‬ ‫يض��ف االقتص��ادي إي��اد أن "مش��كلة الغ��از‬ ‫ترك��ت آث��اراً عل��ى التي��ار الكهربائ��ي‪ ،‬حيث‬ ‫وصلت س��اعات التقنين إلى ‪ 20‬ساعة يومياً‪،‬‬ ‫أو غاب��ت أليام في بع��ض المناطق‪ ،‬وبالطبع‬ ‫لهذا النقص خس��ائر كبي��رة تحتاج إلى فريق‬ ‫من الخبراء لحس��ابها بش��كل يوم��ي‪ ،‬وهذه‬ ‫الخس��ائر ال تقتصر على الماديات‪ ،‬فخس��ائر‬ ‫الجان��ب االجتماعي أكبر‪ ،‬ج��راء ما تفضي له‬ ‫من زيادة األمراض االجتماعية واألعمال غير‬ ‫القانوني��ة‪ ،‬في بلد تعم��ه الفوضى في جميع‬ ‫أرج��اءه إن كان��ت ف��ي مناط��ق المعارضة أو‬ ‫مناطق النظام"‪.‬‬ ‫يشرح الخبير االقتصادي المشهد االقتصادي‬ ‫الس��وري في مناطق النظام بالتالي "سورية‬ ‫تحول��ت إل��ى س��وق يعتم��د على مس��اعدات‬ ‫إيرانية مش��روطة‪ ،‬يشترى به بضائع صينية‬ ‫رخيص��ة‪ ،‬موضح��ا أن "النظ��ام عاج��زا ع��ن‬ ‫تأمين المس��تلزمات المعيشية األساسية لمن‬ ‫بق��ي من مواطنين ف��ي مناطقه‪ ،‬وذلك جراء‬ ‫توقف ش��به ت��ام لإلنت��اج الوطن��ي‪ ،‬أو عجزه‬ ‫عن منافسة مثيله المستورد‪ ،‬ألسباب عديدة‬ ‫أهمها إرتفاع تكلفة اإلنتاج"‪.‬‬ ‫ولف��ت إلى أن "هذه الديون الس��ورية إليران‪،‬‬ ‫سيتم تسديدها من جيوب السوريين وخيرات‬ ‫البالد طوال عق��ود قادمة"‪ ،‬مضيفا أن "قيمة‬ ‫ه��ذه الدي��ون ال يمكنن��ا تحديده��ا ف��ي ظل‬ ‫استمرار األوضاع الحالية‪ ،‬حيث ال يتم الكشف‬ ‫عن قيمة ه��ذه الديون من قب��ل النظام‪ ،‬وال‬ ‫تغيب عنها فاتورة سياسية باهظة"‪.‬‬ ‫وحول تدهور سعر صرف الليرة‪ ،‬قال إن "أزمة‬ ‫الليرة هي تحول مصرف سوريا المركزي إلى‬ ‫مضارب في الس��وق‪ ،‬بكل م��ا تعنيه الكلمة‪،‬‬

‫أم ً‬ ‫ال أن يحقق أرباحا تؤمن له جزءاً من نفقات‬ ‫النظام‪ ،‬فهو يعمد إلى ضخ ماليين الدوالرات‬ ‫في الس��وق في س��عر مرتفع ليعود ويشتري‬ ‫بس��عر منخفض في حال إش��باع السوق لكن‬ ‫ه��ذه المضاربة تتم على حس��اب مس��تقبل‬ ‫قيمة اللي��رة واالقتصاد ككل‪ ،‬إضافة إلى أنها‬ ‫تستنزف الثروات الوطنية"‪.‬‬ ‫واعتب��ر أن "مش��كلة النظ��ام هي ف��ي إدارة‬ ‫األزم��ة الس��ورية ومنه��ا الش��ق االقتصادي‪،‬‬ ‫حيث فق��د األخير ثق��ة المواطني��ن‪ ،‬العتماد‬ ‫النظام سياسة التعتيم والكذب‪ ،‬فانفصل عن‬ ‫الواقع‪ ،‬الذي أثقل معيشة المواطنين"‪.‬‬ ‫وق��ال إن "اعتبرن��ا أن االس��تثمار مقي��اس‬ ‫لوض��ع اقتص��اد أي دولة‪ ،‬فلق��د أعلنت هيئة‬ ‫االس��تثمارات الس��ورية مؤخ��راً‪ ،‬أن ع��دد‬ ‫المش��اريع المنفذة منذ بداية العام إلى نهاية‬ ‫تشرين األول الماضي‪ ،‬أربعة مشاريع تشغل‬ ‫‪ 87‬ش��خصاً‪ ،‬بتكلف��ة ‪ 1.7‬مليار لي��رة‪ ،‬أي أن‬ ‫فرص��ة العم��ل الواح��دة بلغ��ت تكلفتها نحو‬ ‫‪ 19.5‬ملي��ون لي��رة‪ ،‬ف��ي حين كان��ت تكلفة‬ ‫فرصة التشغيل الواحدة تبلغ مليون ليرة قبل‬ ‫عام ‪."2010‬‬ ‫وأضاف "ف��ي النصف الثاني م��ن الخبر بينت‬ ‫الهيئة أن عدد المش��اريع المشملة لديها لذات‬ ‫الفت��رة بلغ ‪ 49‬مش��روع ًا بتكلفة اس��تثمارية‬

‫مقدارها بأكثر م��ن ‪ 45.4‬مليار ليرة‪ ،‬وتحتاج‬ ‫‪ 7011‬عام� ً‬ ‫لا‪ ،‬م��ن ضمنها األربعة مش��اريع‬ ‫المنف��ذة‪ ،‬أم��ا المش��اريع قي��د التنفي��ذ فبلغ‬ ‫عددها ‪ 14‬مش��روعا‪ ،‬بتكلفة استثمارية تبلغ‬ ‫نح��و ‪ 14.8‬مليار ليرة‪ ،‬وتحت��اج ‪ 2741‬عام ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫إال أن ه��ذه األرقام تبقى حبراً على ورق‪ ،‬في‬ ‫حين يحاول النظام تقديمها للمواطنين على‬ ‫أنها إنجاز يبرهن على تماس��ك االقتصاد في‬ ‫مناطقه وبالتالي تماسكه هو‪.‬‬ ‫وكان مدي��ر عام هيئة االس��تثمار الس��ورية‪،‬‬ ‫قال في وقت س��ابق إن نمو مؤش��ر المشاريع‬ ‫االس��تثمارية خ�لال النصف األول م��ن العام‬ ‫الحالي جاء نتيجة لتحس��ن األوضاع واستقرار‬ ‫س��عر الص��رف‪ ،‬ما ش��جع المس��تثمرين على‬ ‫توظيف رؤوس أموالهم في االس��تثمار‪ ،‬حيث‬ ‫بلغت مشاريع االس��تثمار خالل النصف األول‬ ‫م��ن العام الحالي ‪ 31‬مش��روع ًا مش��م ً‬ ‫ال و‪10‬‬ ‫مش��اريع قي��د التنفي��ذ‪ ،‬إضافة إل��ى تنفيذ ‪4‬‬ ‫مشاريع أخرى‪.‬‬ ‫يش��ار إل��ى أن االقتص��اد الس��وري تع��رض‬ ‫لخس��ائر ضخمة‪ ،‬حيث تتراوح التقديرات بين‬ ‫‪ 60‬و‪ 200‬ملي��ار دوالر‪ ،‬لك��ن االقتصاديي��ن‬ ‫يقول��ون إن الخس��ائر ف��ي س��وريا أصبح��ت‬ ‫لحظي��ة‪ ،‬ف��ي حين تح��ول ‪ 75%‬من الش��عب‬ ‫الس��وري للعي��ش دون خ��ط الفقر‪ ،‬بحس��ب‬ ‫تقرير مركز بحوث السياسات‪.‬‬

‫بائع عنب في شوارع العاصمة‬


‫الدفاع املدين بحلب‪� ..‬ص ّناع احلياة من حتت الركام‬ ‫حلب ‪ -‬عمر عرب‬

‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬ ‫عدسة سوريتنا | حلب ‪ -‬عمر عرب‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫في ح��ي البياضة بحلب‪ ،‬قب��ل أن يأتي زمالء‬ ‫له��م ليخلصوهم م��ن موت محق��ق‪ ،‬معتبراً‬ ‫ذلك من أصعب المواقف التي صادفته منذ أن‬ ‫بدأ العمل قبل ثالثة أشهر"‪.‬‬ ‫وي��رى محم��د الف��رج أن افتقار ف��رق الدفاع‬ ‫المدني لمعدات الس�لامة ومستلزمات العمل‬ ‫الفردية البس��يطة‪ ،‬ال يقل تأثيره عما يسببه‬ ‫غي��اب المعدات الثقيلة‪ ،‬فخس��ارة أحد عناصر‬

‫الفريق نتيجة عدم اتخاذ االحتياطات الالزمة‬ ‫أثناء العمل قد يسبب إحباطًا عند زمالئه‪.‬‬ ‫وقد خس��ر فريق الدفاع المدني بحلب س��بعة‬ ‫عشر شهيداً من عناصره خالل تأدية مهامهم‪،‬‬ ‫في حين ينتظ��ر من تبقى من العناصر دعمًا‬ ‫جدياً يضمن اس��تمرار عمل منظومتهم التي‬ ‫باتت مث��ا ً‬ ‫ال في التضحية من أج��ل بث الحياة‬ ‫من تحت الركام‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫يتذك��ر محمد تل��ك الحادثة الت��ي أودت بحياة‬ ‫ثالثة م��ن زمالئه وأدت إلى إصابته‪" :‬س��قط‬ ‫ذلك البرميل في ح��ي الحيدرية بجانبنا‪ ،‬بعد‬ ‫دقائق من وصولنا إلى مكان تعرض للقصف‬ ‫إلنقاذ ما يمكن إنقاذه‪ ،‬وتس��بب بتوقفي عن‬ ‫العمل شهراً ونصف الشهر"‪.‬‬ ‫ل��م يب��د المتطوع ف��ي فريق الدف��اع المدني‬ ‫بحل��ب محم��د مجيد الف��رج ‪ -‬خ�لال حديثه ‪-‬‬ ‫ممتعضًا م��ن إصابته واأللم ال��ذي خلفته له‬ ‫بنفس الدرجة التي سببها توقفه عن العمل‪،‬‬ ‫فهو يقدم من خالل عمله فرصة حياة جديدة‬ ‫لآلخرين‪ ،‬كما فعل حينما انتشل ابنة الخمس‬ ‫س��نوات من تح��ت أنق��اض منزله��ا في حي‬ ‫الميسر‪.‬‬ ‫تل��ك المنظوم��ة اإلس��عافية تواص��ل عملها‬ ‫ف��ي مدينة وصفت بأنها األخط��ر في العالم‪،‬‬ ‫بكفاءة وجهد ال يتناس��بان قطع�� ًا مع الموارد‬ ‫والمع��دات المس��تخدمة في ظ��روف القصف‬ ‫اليوم��ي‪ ،‬والدم��ار والحرائ��ق الت��ي تس��ببها‬ ‫القذائف والصواريخ‪.‬‬ ‫وي��رى مدي��ر مرك��ز حل��ب للدف��اع المدن��ي‬ ‫محم��د س��لمو أن عمل ه��ذا الفريق في زمن‬ ‫الحرب متع��ب جداً‪ ،‬ويحتاج إل��ى مجهود جبار‬ ‫م��ن العناص��ر الذي��ن يتوزعون ف��ي المدينة‬ ‫لمواجه��ة تداعي��ات القصف اليوم��ي‪ ،‬ويقول‬ ‫س��لمو ل��ـ س��وريتنا‪" :‬إن نق��ص مس��تلزمات‬ ‫المراكز واآلليات الخفيفة والثقيلة والجرافات‬ ‫يعتب��ر من أكب��ر العوائ��ق الت��ي تواجه عمل‬ ‫الدفاع المدني في حلب"‪.‬‬ ‫مؤك��داً "وجود آليات بحاجة إل��ى صيانة‪ ،‬إال أن‬ ‫غياب تمويل هذه الصيانة يبقيها خارج الخدمة‪،‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن تدخل بعض المؤسسات‬ ‫في عم��ل فرق الدفاع المدني والصعوبات التي‬ ‫تواجه اإلدارة في إدخال معدات العمل من تركيا‬ ‫قد تعيق عمل تلك الفرق"‪.‬‬ ‫و يقول محمود الحسن وهو متطوع في فريق‬ ‫اإلطف��اء بالدف��اع المدني بحلب لـ س��وريتنا‪:‬‬ ‫" ِب��تّ أعان��ي م��ن التهاب في الصدر بس��بب‬ ‫استنش��اقي الكثير من دخان الحرائق والغبار‬ ‫خالل عملي"‪ ،‬ويذكر محمود ذو التسعة عشر‬ ‫عاماً مثا ً‬ ‫ال عن عشر دقائق أمضاها في القبو‬ ‫م��ع ثالثة م��ن رفاق��ه‪ ،‬وهم ال يستنش��قون‬ ‫حريق التهم منز ً‬ ‫ال‬ ‫س��وى الدخان المنبعث من‬ ‫ِ‬

‫‪7‬‬


‫و�سرقت وخ�سرت‬ ‫ُق�صفت ُ‬ ‫�أندية حلب الريا�ضية‪� :‬آخر حماوالت اللعب النظيف‬ ‫تحقيقات ‪. .‬‬

‫حلب ‪ -‬عثمان إدلبي‬ ‫اعتل��ت األندي��ة الرياضي��ة ف��ي حل��ب طوال‬ ‫س��نوات منص��ات التتوي��ج ف��ي البط��والت‬ ‫والمحاف��ل اآلس��يوية والعربي��ة‪ ،‬وص��دّرت‬ ‫العبين كثر إلى أندية عربية وآسيوية‪ ،‬أسباب‬ ‫كثي��رة جعل��ت أندية حلب في ذي��ل التصنيف‬ ‫العالم��ي ألندي��ة آس��يا وأهمها ه��و أن أندية‬ ‫حل��ب مازالت تخس��ر نج��وم رياضته��ا الذين‬ ‫فضل��وا االحتراف في الخ��ارج على البقاء في‬ ‫س��وريا تحت خطر االعتقال أو دفعهم للقتال‬ ‫في صفوف الجيش النظامي‪.‬‬

‫هرب الريا�ضيني من اخلدمة الإلزامية‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫يطالب البعض من رياضيي حلب إضافة لعدد‬ ‫من رؤس��اء األندية الحلبية بإعف��اء الالعبين‬ ‫المحترفين في األندي��ة األجنبية من الخدمة‬ ‫اإللزامية في الجيش لكي يتمكنوا من العودة‬ ‫إلى س��وريا وااللتحاق بأنديتهم لرفع مستوى‬ ‫الرياضة الس��ورية والنه��وض بها من جديد‪،‬‬ ‫وضمت الكثي��ر من األندية الس��ورية صوتها‬ ‫إلى صوت أندية حلب‪ ،‬ويقول عضو في إدارة‬ ‫أحد اكبر أندية حلب "ال نكاد نش��كل مجموعة‬ ‫جدي��دة من الالعبين الجيدي��ن ليمثلوا النادي‬ ‫ف��ي فئة الرجال حت��ى يكونوا قد بلغوا س��ن‬ ‫االلتحاق بالجيش ويهددوا بالسحب إليه فيبدأ‬ ‫الالع��ب بالبحث ع��ن فرصة للس��فر‪ ،‬وإن لم‬ ‫يتلقى هذا لالعب أي عرض‪ ،‬فإنه يسافر إلى‬ ‫تركي��ا أو إلى لبن��ان ويت��رك الرياضة ويبحث‬ ‫ع��ن أي عم��ل آخر‪ ،‬ويك��ون الن��ادي بذلك قد‬ ‫ال كام ً‬ ‫خس��ر جي ً‬ ‫ال م��ن الالعبي��ن الذين عمل‬ ‫عل��ى صقل مواهبهم عندما كانوا في الفئات‬ ‫العمرية الدنيا"‪.‬‬

‫املن�ش�آت الريا�ضة �أ�صبحت ع�سكرية‬

‫يق��ول الس��يد رامي وه��و أحد المس��تثمرين‬ ‫الس��ابقين في ن��ادي االتح��اد "كان لدى نادي‬ ‫االتح��اد اس��تثمارات كبي��رة تدر علي��ه المال‬ ‫كبع��ض المح�لات والص��االت والت��ي ط��ال‬ ‫القص��ف بعضه��ا والبعض آلخ��ر منها أصبح‬ ‫خارج س��يطرة الجيش‪ ،‬ويمل��ك النادي بعض‬ ‫المالعب الخماس��ية‪ ،‬ولكن ه��ذه المالعب لم‬ ‫تع��د تق��دم الم��ردود المطلوب ألنه��ا لم تعد‬ ‫تحظى بإقبال كبير من قبل هواة كرة القدم‪،‬‬ ‫وخس��ر النادي أكبر منش��أتين رياضيتين في‬ ‫المدين��ة وهما إس��تاد حل��ب الدول��ي وملعب‬ ‫الحمداني��ة الل��ذان أصبح��ا ثكن��ه للجي��ش‬ ‫ودبابات��ه‪ ،‬ولم يع��د يجد الن��ادي ملعبا يقيم‬ ‫عليه مبارياته وتدريباته"‪.‬‬ ‫منذ ثالث س��نوات لم يقدم االتحاد الرياضي‬ ‫الع��ام أي دع��م مادي ألندية حل��ب‪ ،‬مما جعل‬ ‫هذه األندي��ة تلجا إلى محاف��ظ المدينة لكي‬ ‫تحصل على بعض الدعم وعلى حسب وصف‬ ‫بع��ض إداري األندي��ة الحلبي��ة ف��إن الدع��م‬ ‫كان بالقط��ارة ول��م يك��ن يتناس��ب مع حجم‬ ‫المصاريف التي تنفقها األندية‪ ،‬ويقول السيد‬ ‫بش��ر وهو صحفي مختص بالشأن الرياضي‬ ‫"اتخ��ذ االتحاد الرياض��ي ق��رارا بجعل نظام‬ ‫ال��دوري عل��ى ش��كل تجمعات ف��ي محافظة‬ ‫واح��دة هذا الق��رار لم يكن صائب��ا ألنه كلف‬ ‫األندية مصاريف كبي��رة فأندية حلب تتحمل‬

‫فريق الشهباء الرياضي ‪2010‬‬

‫تكاليف الس��فر وإقام��ة الالعبين في الفنادق‬ ‫لفترة طويلة‪.‬‬

‫ب�سبب �شح الدعم الأندية تلج�أ للتربعات‬

‫انعدام الدع��م المادي ألندية حل��ب واقتصار‬ ‫التموي��ل عل��ى عائ��دات اس��تثمارات األندية‬ ‫جع��ل رؤس��اء األندية يؤجلون بع��ض رواتب‬ ‫الالعبي��ن لعدة أش��هر ويحرم��ون آخرين من‬ ‫مؤج�لات رواتبه��م‪ ،‬ويش��تكي الكثي��ر م��ن‬ ‫العبي ك��رة القدم وكرة الس��لة في حلب من‬ ‫ضعف مقدمات العقود والرواتب التي تقدمها‬ ‫األندي��ة لالعبين ويتهم بعض الالعبين إدارة‬ ‫األندي��ة الت��ي يلعب��ون فيها أنهم يس��تغلون‬ ‫حاجتهم المادية فيتحكمون بهم ويجبرونهم‬ ‫عل��ى التوقي��ع عل��ى عق��ود احت��راف داخلي‬ ‫برواتب قليلة‪.‬‬ ‫ويق��ول أحد العب��ي نادي الحري��ة "أنا متفرغ‬ ‫للعب كرة القدم وال أستطيع أن أعمل أي عمل‬ ‫آخر كي أبقى محافظ ًا على لياقتي ومستواي‬ ‫ولدي عائل��ة وزوجة وأوالد عل��ي أن أعيلهم‪،‬‬ ‫ولك��ن النادي ال��ذي ألعب في��ه ال يكترث بهذا‬ ‫فق��د أعطاني الن��ادي مقدم عق��د قدره ‪125‬‬ ‫ألف��ا منذ س��نيتن واتفقنا على راتب ش��هري‬ ‫يق��در بـ‪ 32000‬ولكن خالل هاتين الس��نتين‬ ‫ل��م يدفع لي النادي راتبي س��وا في األش��هر‬ ‫الت��ي يلعب فيها ال��دوري المحلي ويؤجل دفع‬ ‫راتب بقية األش��هر إلى آخر الس��نة‪ ،‬وأنا اآلن‬ ‫بدأت ابحث عن فرصة س��فر أو عقد احترافي‬ ‫مع أحد األندية العراقية"‪.‬‬ ‫تقتص��ر النش��اطات الراضية ف��ي حلب على‬ ‫بع��ض البط��والت الداخلي��ة في ك��رة القدم‬ ‫والس��لة بمش��اركة محلي��ة من أندي��ة حلب‪،‬‬ ‫ويس��اهم بعض التجار وصاحب��ي الفعاليات‬ ‫التجاري��ة بتنش��يط الرياض��ة م��ن خ�لال‬ ‫رعايته��م لبعض البط��والت وتقديم الجوائز‬ ‫لالعبي��ن به��دف صن��ع دعاي��ة لفعالياته��م‬ ‫التجاري��ة ولدع��م الرياض��ة والرياضيين في‬ ‫حل��ب‪ ،‬كم��ا تش��ارك جامع��ة حلب ف��ي دعم‬ ‫الرياض��ة م��ن خالل البط��والت الت��ي تقيمها‬ ‫في ملعب الجامعة بمش��اركة منتخبات كليات‬

‫الجامعة‪ ،‬وس��محت الجامع��ة للكليات بتدعيم‬ ‫فرقها بالعبين محترفين من األندية الحلبية‬ ‫لرفع مستوى البطولة ولدعم العبي األندية‪،‬‬ ‫ويق��ول الس��يد محمد وه��و العب كرة س��لة‬ ‫معتزل "ف��ي كل فترة أقوم أنا ومجموعة من‬ ‫الالعبي��ن المعتزلين بإقام��ة بطولة مصغرة‬ ‫لك��رة الس��لة ونجل��ب الرع��اة له��ذه البطولة‬ ‫لك��ي يقدموا جوائز للمش��اركين وهدفنا من‬ ‫ه��ذه البط��والت أن نبقي العبي كرة الس��لة‬ ‫في مس��تواهم بع��د أن انقطع معظمهم عن‬ ‫اللعب والتدري��ب‪ ،‬وفي الفت��رة األخيرة أقمنا‬ ‫ع��دة بط��والت كان آخره��ا بطول��ة (‪street‬‬ ‫‪ )baal3*3‬وفاز بها مجموعة من العبي نادي‬ ‫الج�لاء وحصلوا على مبل��غ مالي جيد كجائزة‬ ‫لفوزهم بالبطولة"‪.‬‬

‫الريا�ضيون القدامى يحيون الريا�ضة يف حلب‬

‫ف��ي ظ��ل التقصي��ر الحكوم��ي الكبي��ر تجاه‬ ‫الرياض��ة والرياضيي��ن ف��ي حل��ب تبن��ى‬ ‫الرياضي��ون القدام��ى الرياض��ة ف��ي ه��ذه‬ ‫الفت��رة وعلى حد قول بع��ض الالعبين "لوال‬ ‫مجهود بع��ض الرياضيي��ن القدامى ألغلقت‬ ‫األندية أبوابها منذ س��نوات"‪ ،‬حيث أخذ بعض‬ ‫الالعبين المعتزلين على عاتقهم واجب دعم‬ ‫األندي��ة الحلبي��ة ماديا وإداريا كم��ا هو الحال‬ ‫في نادي االتحاد العريق حيث يقوم مجموعة‬ ‫من الالعبي��ن القدامى بتدريب ف��رق الفئات‬ ‫العمري��ة ف��ي الن��اي ف��ي لعبتي ك��رة القدم‬ ‫والسلة‪.‬‬ ‫واس��تلم رئاسة النادي أحد مدربي كرة السلة‬ ‫الس��ابقين وعي��ن مجموع��ة م��ن الالعبي��ن‬ ‫الس��ابقين كأعضاء إدارة في الن��ادي ويقول‬ ‫عم��ر وهو أحد الالعبين في ن��ادي االتحاد "ال‬ ‫يدخر رئي��س النادي وال أعض��اء إدارته جهدا‬ ‫من أجل النهوض بمس��توى الرياضة في هذا‬ ‫النادي فهم يقدم��ون الدعم لالعبين دون أن‬ ‫يأخذوا دعمهم من أحد وفي كثير من األحيان‬ ‫أحص��ل على راتبي من جي��ب أعضاء اإلدارة‪،‬‬ ‫ومعظ��م المدربين ف��ي الن��ادي ال يتقاضون‬ ‫أجراً وجل عملهم هو تطوعي‪.‬‬


‫احلياة يف مناطق التما�س‬ ‫بني الواقع املفرو�ض واملوت البطيء‬ ‫يعيش السوريون في‬ ‫مناطق التماس‪ ،‬على حدود‬ ‫الجبهات بين الثوار وجيش‬ ‫النظام‪ ،‬حياة محفوفة‬ ‫بالمخاطر مسكونة بالقلق‬ ‫والخوف‪ ،‬تتسم بعدم‬ ‫االستقرار واالقتصار على‬ ‫الضروريات إن وجدت‪ ،‬وما‬ ‫تبقى صار بمثابة الحلم‪.‬‬

‫الطبيع��ة العس��كرية له��ذه المناط��ق جعلها‬ ‫عرض��ة للقص��ف الدائ��م‪ ،‬باإلضاف��ة إلى أن‬ ‫البي��وت الطابقي��ة قليل��ة مم��ا يجعله��ا أكثر‬ ‫عرض��ة للخط��ر‪ ،‬مم��ا دف��ع األهال��ي البتكار‬ ‫وسائل بدائية للتخفيف من أضرار القصف‪.‬‬ ‫يقول أبو عمر وهو من سكان الحولة في ريف‬ ‫حم��ص متحدثاً عن إج��راءات الس�لامة أثناء‬ ‫ح��دوث القصف «كل من��زل تقريباً يوجد فيه‬ ‫حفر نق��وم باتخاذها كمالج��ئ أثناء القصف‬ ‫وأحيان��ا نلج��أ للغ��رف الداخلية األكث��ر أماناً‪،‬‬ ‫والتي تكون معاكسة للقصف أو في األراضي‬ ‫الزراعي��ة بعي��داً عن المنازل ألن االس��تهداف‬ ‫غالبًا ما يكون للمنازل»‪.‬‬

‫المش��كلة األكب��ر في ه��ذه المناط��ق تتمثل‬ ‫بالموت البطيء‪ ،‬فهو أشد خطراً‪ ،‬وأكثر إيالمًا‬ ‫لهم م��ن الم��وت بالقصف‪ ،‬فالحص��ار‪ ،‬ومنع‬ ‫دخ��ول المس��اعدات جع��ل الحياة المعيش��ية‬ ‫جحيم ًا ال يطاق‪.‬‬ ‫يق��ول أبو محم��د «الوضع المعيش��ي أصبح‬ ‫صعب ًا ونعاني من غالء األس��عار بشكل كبير‬ ‫جداً باإلضاف��ة إلى انقطاع المي��اه والكهرباء‬ ‫عن المنطقة «‪.‬‬ ‫وأكثر ما يخش��اه القاطنون في هذه المناطق‬ ‫تق��دم النظ��ام‪ ،‬ألنهم عل��ى قناع��ة تامة أن‬ ‫النظام س��يقوم بأعمال وحشية ضدهم‪ ،‬فله‬ ‫سوابق تشهد على ذلك‪« ،‬الخوف من اعتقالنا‬ ‫واعتق��ال اطفالنا وش��بابنا هاجس يومي لنا‪،‬‬ ‫فنحن نعيش الموت مرات عديدة في اليوم»‪،‬‬ ‫بحسب «أبو محمد»‪.‬‬

‫تفا�صيل ما تبقى من حياة‬

‫العالقة بني املدنيني والع�سكر‬

‫ال يدخر العس��كريون جهداً ف��ي التخفيف من‬ ‫معان��اة األهال��ي‪ ،‬لكن ذل��ك لم يمن��ع وجود‬ ‫بعض المشاكل والش��وائب بين العسكريين‬ ‫والمدنيي��ن‪ ،‬يقول» أب��و أحمد» قائد ميداني‬ ‫ف��ي الحول��ة «بس��بب قل��ة الدع��م المق��دم‬ ‫للجي��ش الح��ر وع��دم تقدمنا عل��ى أي جبهة‬ ‫من��ذ فترة طويل��ة انخفضت ثق��ة الناس بنا‪،‬‬ ‫ومنه��م من يحملن��ا مس��ؤولية القصف على‬ ‫المنطق��ة‪ ،‬ولماذا لم نقم بال��رد الفوري وإن‬ ‫وقع��ت إصاب��ات أو ش��هداء فإنه��م يحملوننا‬ ‫المسؤولية»‪.‬‬ ‫يتابع أبو أحمد «نعمل قدر اإلمكان على تجنب‬ ‫المش��اكل معهم ألنهم حاضنتنا األساس��ية‪،‬‬ ‫لكن بشكل عام العالقة شبه مستقرة»‪.‬‬

‫دور الإعالمني يف مناطق التما�س‬ ‫ويب��رز ف��ي ه��ذه المناط��ق دور الناش��طين‬ ‫اإلعالميين‪ ،‬خاصة في نقل األحداث الميدانية‬ ‫واإلنسانية‪.‬‬

‫تمت��د المعان��اة ف��ي مناط��ق التم��اس إل��ى‬ ‫المنظم��ات اإلنس��انية أيضًا‪ ،‬والتي تش��ترك‬ ‫م��ع األهال��ي في الهم��وم والمواجع نفس��ها‪،‬‬ ‫فهذه المنظم��ات تعاني م��ن القصف‪ ،‬وقطع‬ ‫الطرق��ات‪ ،‬وقل��ة الدعم وع��دم انتظامه مما‬ ‫يوقعهم بمشاكل كثيرة مع األهالي‪.‬‬ ‫يق��ول» عبدالغف��ار إس��ماعيل» المس��ؤول‬ ‫ع��ن جمعية الحول��ة الخيري��ة « العمل صعب‬ ‫ج��داً ونتع��رض للتخوي��ن وال س��يما م��ن‬ ‫العسكريين»‪.‬‬ ‫أما أبرز ما تقدمه هذه المنظمات‪ ،‬يقول «عبد‬ ‫الغفار»‪« :‬غالباً هي حاجات معيشية كتقديم‬ ‫مس��اعدات مالية لش��راء الوقود للتدفئة في‬ ‫فصل الش��تاء‪ ،‬أو تقديم مس��اعدات ش��هرية‬ ‫لعوائ��ل الش��هداء إضاف��ة لدعم م��ادة الخبز‬ ‫بشكل مستمر وتأمين المياه للمنازل»‪.‬‬ ‫الحياة في مناطق التماس تقوم على الصبر‪،‬‬ ‫وانتظار ضوء في آخر النفق‪ ،‬حياة تقوم على‬ ‫مراقبة الموت‪ ،‬وتحين زيارته في كل لحظة‪،‬‬ ‫فالح��رب على مدار الس��اعة‪ ،‬ولك��ن ذلك لم‬ ‫يمنع القاطنين في هذه المناطق من التحلي‬ ‫بإرادة الحياة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫دفع��ت هذه الحياة القاس��ية معظ��م األهالي‬ ‫للهج��رة‪ ،‬والهرب إلى مناطق أخرى‪ ،‬في حين‬ ‫نجد أن الظروف األش��د مرارة أجبرت البعض‬ ‫على البقاء‪.‬‬ ‫يقول الس��تيني أب��و محمود « الس��بب األول‬ ‫لبقائن��ا في الحول��ة هو خوفنا م��ن االعتقال‬ ‫عل��ى الحواج��ز التابع��ة للنظام‪ ،‬أما الس��بب‬ ‫الثان��ي فهو الوضع المعيش��ي الس��يء داخل‬ ‫المخيم��ات‪ ،‬إضافة إلى أن مخيمات الداخل لم‬ ‫تعد تحق��ق األمن بعد قصفه��ا أكثر من مرة‬ ‫من قبل النظام‪ ،‬كما حدث في إدلب مؤخراً»‪.‬‬ ‫كل ذل��ك ل��م يمن��ع م��ن تبقى م��ن مواصلة‬ ‫حياته��م‪ ،‬رغ��م ش��ح الخدم��ات والمعون��ات‬ ‫المقدم��ة إليه��م‪ .‬ولع��ل أكث��ر أل��م يعاني��ه‬ ‫القاطنون ف��ي هذه المناطق ضياع الطفولة‪،‬‬ ‫فاألطفال حرموا من طفولتهم‪ ،‬ومن التعليم‬ ‫الجيد‪.‬‬ ‫يقول المدرس عم��ر «كان وضع األطفال في‬ ‫الفترة األولى صعب ًا ج��داً ويخافون من صوت‬ ‫القص��ف واالنفجارات‪ ،‬ومع مرور األيام أصبح‬ ‫شيئاً روتينياً وطبيعيًا بالنسبة لهم»‪.‬‬

‫املنظمات الإن�سانية‪� ..‬شركاء يف الوجع‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫حياة مك�شوفة للموت‬

‫موت بطيء‬

‫يق��ول الناش��ط اإلعالمي ميس��رة الحيالني‬ ‫«نق��وم بنق��ل األحداث بش��كل عاج��ل‪ ،‬وفي‬ ‫بعض المع��ارك نقوم ببث مباش��ر للمعركة‬ ‫كما نوثق أسماء الشهداء والجرحى»‪.‬‬ ‫ويحاول الناش��طون أن يكون��وا صلة الوصل‬ ‫بي��ن الث��وار والمدنيي��ن‪ ،‬كما يعمل��ون على‬ ‫دحض إش��اعات وأكاذيب النظ��ام‪ ،‬ويتعرض‬ ‫ه��ؤالء كغيره��م لمش��اكل وصعوب��ات‪ ،‬وإن‬ ‫اختلفت‪.‬‬ ‫يقول الناش��ط اإلعالمي أبو حمزة الحمصي‬ ‫«نعاني بش��كل أساس��ي من عدم اس��تيعاب‬ ‫الن��اس لعملن��ا والتش��كيك بأننا نق��وم بهذا‬ ‫العمل لجذب المال على حس��اب دم الش��هداء‬ ‫والجرحى»‪.‬‬

‫تحقيقات ‪. .‬‬

‫الحولة ‪ -‬قاسم خير اهلل‬

‫‪9‬‬


‫البلد الثاين عربي ًا يف ت�صديره بات مري�ض ًا‬ ‫ال�سوريون بال دواء‬ ‫تحقيقات ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫عبير آغا‬

‫تسببت الحرب في سوريا بتعرض‬ ‫قطاع المنتجات الدوائية لضربة‬ ‫قد تكون غير مسبوقة في البالد‪،‬‬ ‫فمن تدهور صناعة األدوية أو‬ ‫توقفها بشكل كامل‪ ،‬إلى تقيّد‬ ‫االستيراد‪ ،‬وصو ًال إلى األدوية‬ ‫المهربة‪ ،‬باتت السوق السورية‬ ‫الدوائية عاجزة عن سد االحتياجات‬ ‫الدوائية ابتداء من األنواع‬ ‫اإلسعافية‪ ،‬وانتهاء بتلك الخاصة‬ ‫باألمراض المزمنة والقاتلة‪.‬‬ ‫وفق�� ًا للصيدالن��ي غس��ان األحم��د‪ ،‬ف��إن‬ ‫األدوي��ة التي ش��هدت نقصاً في األس��واق‬ ‫الس��ورية تتنوع بي��ن "األدوية اإلس��عافية‬ ‫كـ"النيتروغليس��يرين" وبع��ض مض��ادات‬ ‫االلته��اب الوريدي��ة‪ ،‬وه��ي األكث��ر خط��راً‬ ‫عل��ى حي��اة المرض��ى‪ ،‬وأدوي��ة األم��راض‬ ‫المزمنة كاألنسولين والموسعات الوريدية‬ ‫كالـ"دافلون"‪ ،‬والـ"تيامازول" للغدة الدرقية‪،‬‬ ‫و"فل��وزن وازمي��رول" لمرض��ى الرب��و"‬ ‫ويضي��ف األحمد "هناك ع��دد من األصناف‬ ‫الدوائي��ة التي تتوفر بكميات أقل من حاجة‬ ‫المرضى مثل المراهم والمضادات الفطرية‬ ‫الموضعية وبعض القطرات العينية وأدوية‬ ‫الته��اب الكبد واألدوية الس��رطانية وأدوية‬ ‫الس��ل"‪ ،‬ويش��ير األحمد إلى نقص كميات‬ ‫حلي��ب األطف��ال وفق��دان األن��واع الخاصة‬ ‫من حلي��ب األطفال الت��ي تعطى في حالت‬ ‫مرضية خاصة‪.‬‬

‫اال�سترياد امل�شروط‬ ‫سدّ بعض المس��توردين من أمثال فاضل‬ ‫العلي حاجة السوق بالدواء المستورد غالي‬ ‫الثم��ن‪ ،‬وعملية االس��تيراد ترتبط بش��كل‬ ‫مباش��ر بسعر صرف الليرة السورية مقابل‬ ‫ال��دوالر األمريكي‪ ،‬ما جعل الدواء غير ثابت‬

‫إحدى الصيدليات المجانية في دير الزور‬

‫السعر وفي ارتفاع شبه دائم‪ ،‬ويقول العلي‬ ‫"عملية اس��تيراد األدوية كانت تقتصر على‬ ‫المقايض��ة فقط‪ ،‬للحص��ول على اللقاحات‬ ‫واألدوية الس��رطانية غير المصنعة محلياً‪،‬‬ ‫وكانت مهمتنا األساس��ية كمستوردين هي‬ ‫اس��تيراد المواد األولية للمعام��ل الدوائية‪،‬‬ ‫لك��ن ه��ذا تغي��ر اآلن وأصبحن��ا نس��تورد‬ ‫أصناف ًا عدة"‪.‬‬ ‫عملية االس��تيراد بحد ذاتها ليست مشّرعة‬ ‫األب��واب‪ ،‬إذ ترفض الحكومة الس��ورية أن‬ ‫تس��تورد أدوية من دول تصنفه��ا معادية‪،‬‬ ‫وتحصُ��ر العملي��ة بال��دول "الصديقة مثل‬ ‫روس��يا واي��ران والصي��ن وبع��ض ال��دول‬ ‫اآلس��يوية" ويكش��ف الدكتور قاس��م "وقد‬ ‫رفض الكش��ف عن كامل اسمه" لسوريتنا‪،‬‬ ‫بأن "عدداً من موظفي مديريات الصحة في‬ ‫كل من حلب وإدلب ودمشق ومدراء أقسام‬ ‫الش��راء في المش��افي الحكومي��ة تعرضوا‬ ‫للمس��ائلة األمنية بس��بب قيامهم بش��راء‬ ‫أدوي��ة أوربي��ة مس��توردة للمش��افي التي‬ ‫يعمل��ون بها بس��بب حاجة المرض��ى لها"‪،‬‬ ‫ويضي��ف "يتم اإلس��اءة لصح��ة العديد من‬ ‫المرضى في المش��افي بس��بب انتظارهم‬ ‫دفع��ات األدوي��ة‪ ،‬والت��ي تتطل��ب سلس��لة‬ ‫طويلة من اإلجراءات والموافقات الرس��مية‬

‫ليت��م دخوله��ا ووصلوه��ا إل��ى المري��ض‪،‬‬ ‫م��ن ه��ؤالء المرض��ى‪ ،‬مرضى الس��رطان‬ ‫الذي��ن عانوا األمرين ف��ي انتظار الجرعات‬ ‫الكيماوية من المشافي الحكومية"‪.‬‬

‫املحلي ال يداوي!‬

‫كانت البالد قد سجلت المرتبة الثانية عربي ًا‬ ‫في تصديرها لألدوية بع��د األردن‪ ،‬ويذكر‬ ‫أخصائي��ون أن ال��دواء المحل��ي كان كافي�� ًا‬ ‫لس��دّ حاجة البالد‪ ،‬لكن هذا تغير اليوم مع‬ ‫الكمي��ات القليلة التي ال ت��زال تُنتج محلياً‪،‬‬ ‫أخصائي في األمراض الصدرية تحدث عن‬ ‫ما أس��ماه انخف��اض الج��ودة والفعالية في‬ ‫بعض المنتجات الدوائية المحلية "من ذلك‬ ‫المض��ادات الحيوية التي لم يس��جل عليها‬ ‫المرض��ى أي اس��تجابة‪ ،‬إال أنهم اس��تجابوا‬ ‫عن��د تحويله��م إل��ى ذات الن��وع الدوائ��ي‬ ‫المس��تورد‪ ،‬وه��و أمر يدل عل��ى انخفاض‬ ‫الج��ودة التصنيعية لألدوية ف��ي ظل حالة‬ ‫م��ن الفوض��ى وانع��دام الرقاب��ة الدوائية‬ ‫وعدم وجود محاس��بة" ويفسر الصيدالني‬ ‫غس��ان األحمد األم��ر بالق��ول "العديد من‬ ‫المعام��ل الدوائية باتت تعم��ل دون مراعاة‬ ‫الش��روط التصنيعية الجيدة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫انخف��اض ج��ودة الم��واد األولي��ة التي يتم‬ ‫ش��راؤها من ال��دول اآلس��يوية مقارنة مع‬ ‫المواد األولية األوربية التي تتمتع بخواص‬ ‫تصنيعية افضل ونقاوة أعلى"‪.‬‬

‫جمهول امل�صدر ومُهرب‬

‫تجميع األدوية في المناطق المحاصرة‬

‫ف��ي ظل كل ذلك‪ ،‬نش��طت علمي��ة تهريب‬ ‫الدواء ف��ي س��وريا‪ ،‬وكان لها آث��ار خطيرة‬ ‫عل��ى صح��ة المرض��ى يش��رحها طبي��ب‬ ‫مخت��ص لس��وريتنا "تكمن خط��ورة الدواء‬ ‫المُهرب بعدم موثوقية المواد التي صنعت‬ ‫منها بسبب عدم اختبارها من قبل أي جهة"‬ ‫ويحذر من وج��ود هذه األنواع بكميات أكبر‬ ‫في المناطق الخارجة عن س��يطرة النظام‬ ‫حيث ال رقابة حقيقية" ويش��ير إلى ضرورة‬ ‫استشارة المريض لطبيب أو صيدالني قبل‬ ‫تناول أي دواء أجنبي‪.‬‬


‫منحم�ص�إىلدم�شق‪،‬احلربمرتمنهنا‬ ‫حمص ‪ -‬نوال معصوم‬

‫تحقيقات ‪. .‬‬

‫يذك��ر أن العدي��د من الصيدليات ف��ي المناطق المحررة‬ ‫بات��ت تُ��دار م��ن قبل غي��ر المؤهلي��ن لصرف ال��دواء‪،‬‬ ‫"والعدي��د منهم يرتكب��ون أخطاء في ص��رف الوصفات‬ ‫الطبية‪ ،‬مما يمكن أن يتس��بب في أذي��ة المريض‪ ،‬وقد‬ ‫زاد عدد األصن��اف الدوائية من األم��ر تعقيداً وخطورة‪،‬‬ ‫ف��ي مناطق تعاني أساس�� ًا من نقص في ع��دد األطباء‬ ‫والدوائيين" يختم الطبيب حديثه لسوريتنا‪.‬‬

‫لعبة ال�سوق‬

‫االنتاج يتدنى لـ ‪30%‬‬

‫نح��ن إذاً ف��ي أول الطري��ق‪ ،‬ننطل��ق من عاصم��ة الثورة (كما يس��ميها بعض‬ ‫الس��وريين) حمص‪ ،‬إلى عاصمة البالد دمش��ق‪ ،‬وال آثارَ لم��رور الجند من هنا‬ ‫حتى اآلن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ألعاب‬ ‫مدين��ة‬ ‫تنطل��ق الحافل��ة ف��ي الطريق إل��ى "حدائ��ق األندلس"‪ ،‬وه��ي‬ ‫ٍ‬ ‫لكن اليوم‬ ‫كهربائي��ةٍ صغير ٌة وبس��يطة‪ ،‬وفيها مطع��مُ كان زاخراً بالزبائ��ن‪ِ ،‬‬ ‫عجوز كبيرة نائمة فوق "السفينة" الكهربائية‪،‬‬ ‫المكان سوى شجرةٍ‬ ‫ليس هذا‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الت��ي إذا نظرتَ إليها خالطكَ األمر بينها وبين س��فينة القراصنة في "جزيرة‬ ‫الكنز"!! بس��بب تكسّ��ر أجزائها بش��كل واضح‪ ،‬تحاول أن تتخيل المشهد قبل‬ ‫الدمار‪ ،‬ماذا كان يفعل المتحاربون هنا‪ ،‬هل كان اإلرهابيون يلعبون في أوقات‬ ‫فراغهم في هذا المكان السياحي مما استدعى تدميرَه بهذا الشكل؟؟‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬جز ٌء كبيرٌ هادئٌ من الطريق‪ ،‬ال يخلو حتمًا من الوقوف عند الحواجز‬ ‫َ‬ ‫تصل إلى أكثر محطةٍ مش��هورةٍ لدى‬ ‫العس��كرية والتفتيش الدقي��ق‪ ،‬إلى أن‬ ‫المس��افرين بين العاصمتين‪ ،‬محطة "طيبة"‪ ،‬والهريس��ة "النبكية" المعروفة‪،‬‬ ‫لم نخرج فعلي ًا من سياق التحدث عن الهريسة بذكر هذه المحطة‪ ،‬ألن الناظر‬ ‫إلى بنائها اليوم‪ ،‬هو كمن ينظر إلى هريسةٍ مصنوعةٍ من الحجارة! هي أكثر‬ ‫م��كانٍ عانى من الدم��ار على الطريق الدولي‪ ،‬تراقص��ت األخبار من هنا‪ ،‬بين‬ ‫س��يطرة الجيش الس��وري عليها تار ًة والجيش الحر تار ًة أخ��رى‪ ،‬وقام أحدهما‬ ‫بتفجيره��ا انتقامًا م��ن اآلخر‪ ،‬لكن في كلتا الحالتي��ن‪ ،‬تحاول من جديد تصور‬ ‫ماحدث هنا‪ ،‬هل كانت هذه فع ً‬ ‫ال ثكنة؟‬ ‫ً‬ ‫استراحة تلي استراحة‪ ،‬جميعها تقريبا مغلقة أو مدمرة ومهجورة‪ ،‬بعضها تمَّ‬ ‫إشعار آخر‪ ،‬إذن نحن قد اقتربنا من دخول العاصمة التي‬ ‫س��دُّهُ بالحجارة حتى‬ ‫ٍ‬ ‫قال عنها التلفزيون الرس��مي إنها تتمتع بـ "الحياة الطبيعية"‪ ،‬هنا الجنود على‬ ‫الحواجز أكثر قس��وة‪ ،‬يبدون أطول من كل الجند الذين شاهدتهم في الطريق‬ ‫من حمص‪ ،‬شعارات مختلفة على زنودهم‪ ،‬صور وكلمات خيّطت على صدور‬ ‫بذاتهم‪ ،‬أنت تدخل العاصمة‪.‬‬ ‫بع��د ثالث س��نوات ونصف‪ ،‬يظن غالبية الناس أن صعوبة الس��فر من وس��ط‬ ‫الب�لاد إل��ى عاصمتها يكمن في الخ��روج من حمص‪ ،‬إال أن المس��افر يدرك أن‬ ‫ال وخروج ًا وتجو ً‬ ‫دخول دمش��ق هو األصعب‪ ،‬دخو ً‬ ‫ال‪ ،‬تبدو حمص ال ش��يء أمام‬ ‫ُ‬ ‫أجمل عق��دة مرورية‬ ‫دمش��ق‪ ،‬ها هو القابون‪ ،‬وتوزعُ ش��بكات الط��رق فيها‪،‬‬ ‫بوسع ش��وارعها ونظافتها ووفرة العشب األخضر!‬ ‫تُعرَّفُ بها مدينة دمش��ق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫القاب��ون اليوم‪ ،‬أرضٌ قاحلة‪ٌ ،‬‬ ‫مآذن جوامعَ "مخزَّقة"‪،‬‬ ‫رمال كثير ٌة هنا وهناك‪ُ ،‬‬ ‫وركامٌ متراك��مٌ م��ن الدكاكين العش��وائية التي كانت تم�لأ جانبي الطريق‪،‬‬ ‫ش��بكاتُ الطرق مغلقة‪ ،‬ال طريقَ إلى وس��ط المدينة س��وى القيادة بس��رعةٍ‬ ‫تكاد تساوي سرعة الطائرة‪ ،‬باتجاهٍ مستقيم نحو حرستا خوف ًا من القناصين‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال تختل��فُ حرس��تا في الوص��ف عن وض��ع القاب��ون‪ ،‬إال أنها كانتْ مش��هور ًة‬ ‫بافتت��اح أهم ش��ركات الس��يارات الثمينة فيه��ا‪ ،‬وتزيّنها بالديك��ورات الرائعة‬ ‫متر‪ ،‬لعلها استُخدِمتْ كموضع للدباباتِ أثناء‬ ‫واألضواء المتكاثفة بين كل ‪ٍ 50‬‬ ‫اس��تراحتها م��ن المعارك‪ ،‬ال واجهات‪ ،‬ال س��قوفَ مس��تعارة‪ ،‬وال زجاجَ يعكس‬ ‫األضوا ِء من صاالت العرض‪ ،‬ال ش��يء متبقي من هذه المباني س��وى األعالمُ‬ ‫والكتاباتُ وعالمات الموت‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫تترك��ز معظ��م الصناع��ة الدوائية الس��ورية ف��ي أكثر‬ ‫المناطق الس��ورية سخونة‪ ،‬وتس��تضيف حلب ودمشق‬ ‫وحم��ص ‪ 90‬بالمئة م��ن المعام��ل الدوائية الس��ورية‪،‬‬ ‫فيما تس��تضيف مدينة حلب وحدها ‪ 40‬بالمئة من هذه‬ ‫المعامل‪ .‬وتقدر نسبة المعامل التي توقفت عن االنتاج‬ ‫ب ‪ 76%‬تبعاً للمنتدى االقتصادي السوري‪ ،‬وهو ما يوافق‬ ‫تقري��ر منظمة الصحة العالمي��ة عام ‪ 2013‬حول توقف‬ ‫عدد كبير من مصانع األدوية عن االنتاج والنقص الحاد‬ ‫ف��ي كمية ال��دواء‪ ،‬وتتماش��ى مع تصري��ح رئيس اتحاد‬ ‫غرف صناعة سوريا خالل ‪2013‬حول توقف تصنيع أكثر‬ ‫من ‪ 70%‬من األصناف الدوائية‪.‬‬ ‫يوض��ح مدير قس��م اإلنتاج ف��ي أحد المعام��ل الدوائية‬ ‫مال��ك عبد اهلل أن "جمي��ع المعامل الت��ي توقفت جزئي ًا‬ ‫أو كلي�� ًا عن العمل عان��ت من عدم توفر الم��واد األولية‬ ‫بكميات كافية‪ ،‬وصعوبات اس��تيرادها بس��بب العقوبات‬ ‫االقتصادي��ة‪ ،‬األم��ر ال��ذي أدى إلى انخفاض في نس��ب‬ ‫االنت��اج‪ ،‬إضافة لعدم وصول الكهرباء إلى هذه المعامل‬ ‫وانع��دام األمن الت��ي اضطرتنا ف��ي كثير م��ن األحيان‬ ‫للعم��ل بس��اعات متقطع��ة وغي��ر مح��ددة أو منتظمة‪،‬‬ ‫خاص��ة المعام��ل التي تقع ف��ي المناط��ق الخارجة عن‬ ‫س��يطرة النظام والتي تعرضت لخط��ر القصف الجوي‪،‬‬ ‫وخطر االش��تباكات أو دخول المس��لحين إل��ى المعامل‪،‬‬ ‫كم��ا عانينا م��ن عدم وج��ود أخصائيين وفنيي��ن إلدارة‬ ‫العمل‪ ،‬فقد توقفوا عن العمل بس��بب خطورة الوصول‬ ‫إل��ى المعمل‪ ،‬وبتنا نعتمد بش��كل أساس��ي على العمال‬ ‫من س��كان المنطق��ة‪ ،‬ومعظم ه��ذه المعامل ال تتعدى‬ ‫طاقتها اإلنتاجية اليوم أكثر من ‪ ،30%‬فض ً‬ ‫ال عن عوائق‬ ‫أخرى أبرزها مهمة ترحيل النفايات‪ ،‬وعدم توفر خدمات‬ ‫الطوارئ لإلسعافات والحرائق"‪.‬‬ ‫تكب��دت المعام��ل الدوائية ف��ي المناط��ق الخارجة عن‬ ‫س��يطرة النظام الكثير من الخس��ائر‪ ،‬فقد أدت عمليات‬ ‫القص��ف في ريف حلب مث� ُ‬ ‫لا إلى إلح��اق األذى بمعامل‬ ‫مثل معمل آس��يا واب��ن الهيثم‪ ،‬فيما حاول معمل آس��يا‬ ‫أن يع��ود للعم��ل إال أنه توقف لحوالي س��نة كاملة‪ ،‬بعد‬ ‫أن تع��رض لعمليات قصف من قبل النظام‪ ،‬ثم تنازعت‬ ‫علي��ه ع��دة فصائ��ل مس��لحة‪ ،‬واحتلت��ه داع��ش لفترة‬ ‫م��ن الزمن وقامت بس��رقة كميات ضخمة م��ن األدوية‬ ‫المصنعة والخام"‪.‬‬

‫استراحة طيبة على الطريق الدولي دمشق ‪ -‬حمص‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫كغيرها من موارد الحياة األساس��ية في سوريا‪ ،‬شهدت‬ ‫أس��عار ال��دواء المنت��ج محلي�� ًا ارتفاع��ات متع��ددة منذ‬ ‫عامين‪ ،‬ويوضح أحد موظفي مديرية الصحة "التسعيرة‬ ‫الحكومي��ة ش��هدت ارتفاعي��ن متتالين بنس��ب مختلفة‬ ‫استناداً للتس��عيرة األساسية‪ ،‬وذلك اس��تجابة لضغوط‬ ‫أصح��اب المعامل الدوائي��ة"‪ ،‬ويبرر األمر ب��أن "تكاليف‬ ‫اإلنت��اج بات��ت باهظ��ة عليه��م‪ ،‬فوقف��و أم��ام خيارين‬ ‫أحدهما رفع األسعار واآلخر التوقف عن االنتاج‪ ،‬والعديد‬ ‫من األصن��اف التي يت��م بيعها في الصيدلي��ات‪ ،‬تخضع‬ ‫أس��عارها لعوامل أخرى‪ ،‬كأن يض��اف عليها أجور النقل‬ ‫من قبل بعض الموزعين او أن تتأثر بسعر صرف الليرة‬ ‫كاألدوي��ة المس��توردة‪ ،‬باإلضاف��ة إلى ح��االت االحتكار‬ ‫التي يقوم بها عدد من الموزعين مس��تغلين عدم توفر‬ ‫بعض األصناف‪ ،‬كحليب األطفال الذي وصل س��عره إلى‬ ‫‪ 3‬آالف ليرة في عدد من المناطق"‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫"ال�سعودية ‪ -‬الدولة" بذور التغيري حتت ال�شم�س (‪)3‬‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫نأت��ي الي��وم عل��ى خت��ام ملفاتنا ع��ن المملكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬الثقل المعنوي واالقتصادي‬ ‫والسياسي في العالم العربي‪ ،‬على أمل أن نرى‬ ‫مس��اراً جديداً يحمل نوعاً م��ن اإلصالح المتأخر‬ ‫داخ��ل النظ��ام الس��عودي‪ ،‬يبع��د المملك��ة عن‬ ‫شبح التقس��يم وتقاطعات الفوضى‪ ،‬وعلى أمل‬ ‫أن ي��درك ح��كام المملكة وعقالئها أن سياس��ة‬ ‫القمع والتخوي��ف واإلقصاء‪ ،‬لن تفلح في ترويع‬ ‫المحتجي��ن وال في ثنيهم ع��ن االلتحاق بالركب‬ ‫التح��رري في العالم العرب��ي‪ ،‬ومن نافلة القول‬ ‫التذكي��ر ب��أن منس��وب ال��دم والقت��ل والتدخل‬ ‫المتصاع��د في س��وريا مث ً‬ ‫ال ب��دأ ببضعة مئاتٍ‬ ‫من المتظاهرين طالبوا برفع حالة الطوارئ في‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫وح��ده التاري��خ س��يعطينا إجاب��اتٍ واضحة عن‬ ‫التكهنات والتس��اؤالت بشأن مس��تقبل المملكة‬ ‫صفي��ح س��اخن‪ ،‬إال أن التاريخ‬ ‫الت��ي ترقد على‬ ‫ٍ‬ ‫قد يغير حركته إذا تسلم العقالء زمام المرحلة‬ ‫المقبلة‪.‬‬

‫ال�شيعة يف ال�سعودية‬

‫في وقتٍ قريب من العام الحالي أصدرت محكمة‬ ‫الجزاء الس��عودية ف��ي الرياض الحك��م بالقتل‬ ‫تعزي��راً عل��ى رج��ل الدي��ن الش��يعي «آية اهلل‬ ‫الش��يخ نمر النمر» على خلفية اتهامات تتدعي‬ ‫بأنه قام باإلساءة للسلطة الحاكمة والتحريض‬ ‫واالصط��دام بدوري��ة ش��رطة والمش��اركة في‬ ‫االحتجاجات ودعم الث��ورة في البحرين ودعوته‬ ‫إلى إعادة تشييد البقيع‪ ،‬وهو المقبرة الرئيسية‬ ‫ألهالي المدينة المنورة منذ عهد النبوة‪ ،‬ويضم‬ ‫رف��ات اآلالف من أهل المدين��ة‪ ،‬وفي مقدمتهم‬ ‫صحابة النبي محمد وآل بيته‪.‬‬ ‫واستناداً لتفس��يرهم المتشدد للحديث النبوي‪،‬‬ ‫ول��دى إحكامه��م بمس��اندة المذه��ب الوهابي‬ ‫الس��يطرة على أراضي المملكة‪ ،‬قام آل س��عود‬ ‫به��دم القباب التي كان��ت مبنية في البقيع على‬ ‫قبور بعض الصحابة وتسويتها باألرض‪ ،‬وحين‬ ‫ي��زور الش��يعة مقاب��ر البقي��ع فإنه��م يقيمون‬ ‫ش��عائر خاصة بمذهبهم منها التب��رك بحفنات‬ ‫الت��راب من القب��ور‪ ،‬مما يفضي إل��ى مواجهات‬ ‫س��نوية مع األمن الس��عودي‪ ،‬عل��ى اعتبار هذه‬ ‫الشعائر تخالف تعاليم أهل السنة‪.‬‬ ‫ولع��ل ه��ذا الحك��م يعيد ط��رح المس��ألة التي‬ ‫لم تغ��ب عن الواقع الس��عودي‪ ،‬وهي المس��ألة‬ ‫الشيعية‪ ،‬والتي يمكن تلخيصها بحرمان الشعب‬ ‫ً‬ ‫الس��عودي ً‬ ‫خاصة من حقهم في‬ ‫عامة والشيعة‬ ‫التعبير ع��ن آرائه��م وامتالك حريته��م‪ ،‬بحجة‬ ‫الدين ومنع انتشار الفساد في المجتمع‪.‬‬ ‫ويعم��د النظ��ام الس��عودي إل��ى وض��ع الحراك‬ ‫المجتمعي في المنطقة الش��رقية ذات األغلبية‬ ‫الش��يعية ف��ي خانة الطاب��ع الطائف��ي لتحويل‬ ‫األنظ��ار ع��ن حقيق��ة األزم��ة االقتصادي��ة‪،‬‬ ‫البوليس��ية‪ ،‬السياس��ية المركبة التي يعيش��ها‪،‬‬ ‫ومما الشك فيه أن الحراك في المنطقة الشرقية‬ ‫ً‬ ‫خاص��ة بعد الثورة االس�لامية‬ ‫له وج��ه طائفي‬ ‫ف��ي اي��ران‪ ،‬إال أن هذا ال ينف��ي حقيقة الحراك‬ ‫التاريخي في المنطقة الشرقية الذي انتقل من‬ ‫النش��اط العمالي إلى اليسار فالشيوعية وصو ًال‬ ‫لمرجعية حقوق االنسان‪.‬‬

‫احتجاجات القطيف ‪2011‬‬

‫وللحدي��ث ع��ن الش��يعة الس��عوديين ف��إن‬ ‫نس��بتهم في المملكة تختلف باختالف المرجع‪،‬‬ ‫فالتصريحات الحكومية تؤكد أن نس��بة الشيعة‬ ‫ال تتج��اوز ‪ 7%‬م��ن إجمال��ي ع��دد الس��كان‪ ،‬أما‬ ‫ناشطو الش��يعة فيرفعون النسبة إلى ‪ ،15%‬وال‬ ‫يب��دو العدد ذا أهمية إذا م��ا أخذنا بعين االعتبار‬ ‫أن القانون السعودي نظريًا يتيح للشيعة القدر‬ ‫الضئي��ل ذاته من مقوم��ات المواطن��ة المتاحة‬ ‫لألغلبية السنية‪.‬‬ ‫و المنطقة الش��رقية مركز الثق��ل الديمغرافي‬ ‫للش��يعة‪ ،‬كانت تتب��ع تاريخيًا لمملك��ة البحرين‬ ‫الثائرة دائمًا على الخالفتين األموية والعباسية‪،‬‬ ‫وش��يعة المملكة م��ن الحضر المس��تقرين في‬ ‫المنطق��ة‪ ،‬لذل��ك تخبو عندهم س��طوة القبيلة‬ ‫وتقاليدها على الرغم من انتماء الغالبية منهم‬ ‫لقبائ��ل عربي��ة أصيل��ة‪ ،‬تمازجت فيم��ا بعد مع‬ ‫العناصر الفارسية التي وفدت للمنطقة‪ ،‬شأنهم‬ ‫ف��ي ذلك ش��أن س��نة المنطقة الش��رقية‪ ،‬وفي‬ ‫العموم ينتسب الشيعة في المملكة إلى المذهب‬ ‫الجعفري‪ ،‬باستثناء شيعة الجنوب الذين ينتمون‬ ‫للمذهب الزيدي الس��ائد في اليم��ن‪ ،‬وإذا ما كنا‬ ‫بصدد البحث في مس��ألة ش��يعية في المنطقة‬ ‫يج��ب أن نمي��ز بين تاريخ الش��يعة في المملكة‬ ‫الس��ابق لتش��يع إي��ران وحملها فيما بع��د للواء‬ ‫التشيع السياسي وبعدها‪.‬‬ ‫فالمنطق��ة الش��رقية التي تح��وي أكبر مخزون‬ ‫نفطي في العالم إلى جانب وجود كميات هائلة‬ ‫من الغ��از‪ ،‬عاش��ت ثقافتها وتقاليده��ا الخاصة‬ ‫تاريخياً وانتشرت فيها الحوزات الشيعية بغزارة‬ ‫حت��ى بدايات قي��ام المملكة الس��عودية الثالثة‪،‬‬ ‫وف��ي عهد المملك��ة الس��عودية األولى تم ضم‬ ‫القطيف واإلحس��اء صلحًا بين آل سعود وزعماء‬ ‫الش��يعة مقابل ضمان حريته��م الدينية‪ ،‬إال أن‬ ‫الحال تغير فيما بعد وتعرض الش��يعة لصنوف‬ ‫اإلقصاء بحجة االلتزام الديني السني‪.‬‬ ‫حي��ث قام��ت حركة اإلخ��وان الذراع العس��كري‬ ‫للملك عبد العزيز‪ ،‬بإغالق مساجدهم ومنعهم‬ ‫من ممارسة ش��عائرهم‪ ،‬وفرضت عليهم إعادة‬ ‫ش��يخ يعين��ه النظام‬ ‫تأكي��د إس�لامهم على يد‬ ‫ٍ‬

‫الحاك��م ويفرض من قبله‪ ،‬ما أدى بأعداد كبيرة‬ ‫منهم للهجرة إلى دول الجوار كالبحرين والعراق‬ ‫والكوي��ت‪ ،‬أم��ا م��ن بق��ي منه��م فقد لج��أ إلى‬ ‫التمرد على سياس��ات اإلقصاء‪ ،‬حيث أنشأ محمد‬ ‫الحبش��ي ع��ام ‪ 1925‬جمعية ش��يعية اعتبرتها‬ ‫السلطات غير قانونية‪ ،‬وفي سنة ‪ 1948‬وصلت‬ ‫القالقل الشيعية إلى حد االنفجار في مظاهرات‬ ‫واس��عة النط��اق وفوض��ى عمّ��ت «القطي��ف»‬ ‫بقي��ادة محمد بن حس��ين الهرّاج‪ ،‬وم��ع اندالع‬ ‫االضرابات العمالية في األربعينات والخمسينات‬ ‫س��اهم الش��يعة فيها بفعالية إلى جانب العمال‬ ‫الس��عوديين اآلخري��ن وكان��وا ضم��ن قي��ادات‬ ‫وفعالي��ات العمل والنض��ال النقابي السياس��ي‬ ‫اآلخذ بالتشكل‪ ،‬وجرت بحقهم اعتقاالت شأنهم‬ ‫شأن العمال الس��نة مما يؤكد االندماج والوحدة‬ ‫في مصالح وأه��داف العمال على اختالف وتنوع‬ ‫مناطقهم وقبائلهم ومذاهبهم‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1963‬وعند إلقاء القبض على الخاليا‬ ‫المؤسس��ة للحزب الش��يوعي الس��عودي الحقًا‬ ‫كان الش��يعة يش��كلون الس��واد األعظ��م منها‪،‬‬ ‫كذلك الحال في اعتقاالت عام ‪ 1969‬والتي أدت‬ ‫إلى أحكام قاس��ية بحق الناش��طين اليساريين‬ ‫شيعيي المذهب تراوحت بين ‪ 10‬و‪ 15‬سنة‪.‬‬ ‫واس��تناداً لم��ا س��بق فق��د انخرط الش��يعة في‬ ‫التنظيم��ات والحركات السياس��ية الس��رية التي‬ ‫شهدتها المملكة والتي كانت معروفة وموجودة‬ ‫على الصعيد العرب��ي مثل القوميين والبعثيين‬ ‫والش��يوعيين والناصريي��ن‪ ،‬دون أن يكون لهم‬ ‫أي توجه��ات طائفي��ة وفئوية أو تقس��يمية بل‬ ‫كان��وا منخرطين بقوة في النش��اط السياس��ي‬ ‫والمطلب��ي الع��ام اس��تناداً لمنطلق��ات وطني��ة‬ ‫وقومية ويسارية سائدة في حينه‪.‬‬ ‫وفي نهاية السبعينات‪ ،‬عام ‪ 1979‬تحديداً‪ ،‬ومع‬ ‫انهيار المشروع القومي العربي‪ ،‬وظهور البديل‬ ‫االس�لامي بقوة في الب�لاد العربية وفي إيران‪،‬‬ ‫أت��ت أول مظاه��رة ش��يعية ضد نظ��ام الحكم‬ ‫ف��ي المملك��ة وضد سياس��ة التميي��ز والتفرقة‬ ‫الطائفي��ة‪ ،‬واس��تجابة لن��داء الخميني لش��يعة‬ ‫الس��عودية بالثورة على آل س��عود‪ ،‬وقد س��حق‬


‫حقوق االن�سان يف اململكة‬

‫تعدُّالمملكة العربية السعودية قاسماً مشتركًا‬ ‫ف��ي بيان��ات منظم��ة العف��و الدولية الس��نوية‬ ‫لس��جلها الس��يء ف��ي حق��وق االنس��ان ال��ذي‬ ‫يتضمن ممارسات كالتعذيب وصنوف المعاملة‬ ‫الس��يئة واالعتق��ال التعس��في للناش��طين‬ ‫وطالب��ي االص�لاح‪ ،‬والقائم��ة تط��ول ليض��اف‬ ‫إليه��ا اإلعدامات المبنية عل��ى محاكمات عاجلة‬ ‫واعتراف��ات منتزع��ة تحت التعذي��ب‪ ،‬وتتضمن‬ ‫االنته��اكات التميي��ز ض��د الم��رأة ف��ي القانون‬ ‫والممارس��ة‪ ،‬والتميي��ز ض��د األقلي��ات وإس��اءة‬ ‫معاملة الوافدين‪.‬‬ ‫يض��اف إل��ى ذل��ك ت��ذرع المملك��ة باالس��تناد‬ ‫للشريعة االسالمية في أحكامها ومنها اإلعدام‬ ‫بالس��يف ف��ي الس��احات العامة والجل��د وقطع‬ ‫األط��راف‪ ،‬وهي اإلجراءات الت��ي كانت موجودة‬ ‫ً‬ ‫متجاهلة‬ ‫كعقوبات قبل نحو أربعة عش��ر قرنًا‪،‬‬ ‫تطوير قان��ون العقوبات الذي بق��ي على حاله‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫يب��دو الحديث عن الفقر ف��ي المملكة ضربًا من‬ ‫العب��ث في ب�لاد تجني عوائ��د خيالي��ة من بيع‬ ‫النفط يوميًا‪ ،‬لكن إذا أخذنا بعين االعتبار أن كل‬ ‫أمير من العشرين ألف أمير وأميرة أحفاد الملك‬ ‫المؤس��س عبد العزيز والذين يش��كلون األسرة‬ ‫الحاكم��ة يتقاضى عالو ًة معدلها الوس��طي مئة‬ ‫وعش��رون ألف دوالر فقط لكونه أميراً‪ ،‬علماً أن‬ ‫هذه العالوة تستثني األمراء الستة الكبار الذين‬ ‫يستحوذون بحس��ب وثائق ويكيلكس المسربة‬ ‫على عائدات مليون برميل من النفط يومياً‪ ،‬أي‬ ‫أن دخلهم المش��ترك ي��وازي ‪ 120‬مليون دوالر‬ ‫تقريب��ًا علم��اً أن المملك��ة تنت��ج قراب��ة ثمانية‬ ‫مليون برميل يوميًا‪.‬‬ ‫يض��اف إلى ذلك األرقام الفلكي��ة من الدوالرات‬ ‫التي يع��اد تدويرها إلى العواص��م الغربية عن‬ ‫طري��ق اإليداع في المص��ارف وتمويل مديونية‬ ‫ال��دول األوروبي��ة واألمريكية‪ ،‬وإس��ناد عمالتها‬ ‫المتقلقلة بش��راء س��ندات الخزينة‪ ،‬واالستثمار‬ ‫العقاري عدا التوظيفات في الشركات المختلفة‪.‬‬ ‫ه��ذا الهدر الفاح��ش للموارد يفس��ر الفقر في‬ ‫المملكة ويضعها أمام تح��دي التآكل التدريجي‬ ‫للث��روة‪ ،‬فالواقع أن المملكة العربية الس��عودية‬ ‫م��ن المتوق��ع أن تصبح مس��تو ِرداً تام��ًا للنفط‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫الواقع االقت�صادي يف اململكة‬

‫بحل��ول ع��ام ‪ ،2030‬ف��ي وق��تٍ فش��لت ف��ي‬ ‫التح��ول القتص��اد متق��دم رغ��م امتالكها ألحد‬ ‫أكب��ر احتياطيات الثروات النفطي��ة في التاريخ‪،‬‬ ‫وبحس��ب الصحاف��ي «كريس��تيان كاري��ل»‪:‬‬ ‫«فالقول بأن الظ��روف التاريخية أو االقتصادية‬ ‫من شأنها أن تجهز دولة ما لالنطالق على مسار‬ ‫بعينه ال يعني أن ساس��تها سوف يسلكون ذلك‬ ‫المسار بالضرورة»‪.‬‬ ‫إال أن��ه وب��د ًال م��ن خط��ة اقتصادي��ة جامع��ة‬ ‫الس��تنهاض االقتصاد الس��عودي عم��د النظام‬ ‫وبالتزام��ن م��ع الربي��ع العربي إل��ى تخصيص‬ ‫‪ 400‬ملي��ار دوالر لمش��اريع البن��ى التحتي��ة‪،‬‬ ‫عل��ى أمل أن تخفف ه��ذه المخصصات الجديدة‬ ‫ح��دّة االحتق��ان االجتماع��ي المزم��ن‪ ،‬وخاصة‬ ‫م��ا يرتبط بارتفاع أع��داد العاطلين عن العمل‪،‬‬ ‫ومن فئة الشباب على وجه الخصوص‪ ،‬فافتقار‬ ‫القطاع��ات االقتصادي��ة إلى القدرة التنافس��ية‬ ‫والنظام التعليمي غير الك��فء يرفعان معدالت‬ ‫البطالة بين الش��باب السعودي لتصل إلى ‪% 35‬‬ ‫علمًا أن ‪ 60%‬من السكان دون الواحد والعشرين‬ ‫م��ن العمر‪ ،‬وهو من أعلى المع��دالت في الدول‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫إال أن م��ا يعيق التوقع��ات المتفائلة بخصوص‬ ‫المخصص��ات الجدي��دة المعتم��دة ه��و انتش��ار‬ ‫الفس��اد ف��ي أجه��زة الدول��ة‪ ،‬مما س��يؤدي إلى‬ ‫تحويل جزء كبير من تلك المليارات المخصصة‬ ‫لمش��روعات البني��ة التحتية إلى جي��وب األمراء‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى المتنفذين في األجهزة الحكومية‬ ‫والسوق السعودية‪.‬‬ ‫وبعي��داً ع��ن االقتصاد يكمن الس��بب المباش��ر‬ ‫للغضب واالحتج��اج في المملكة ف��ي التضييق‬ ‫على الحريات الش��خصية وحري��ة الرأي وحقوق‬ ‫الم��رأة‪ ،‬وتدخ��ل الش��رطة الديني��ة ف��ي الحياة‬ ‫الش��خصية للمواطني��ن والتضيي��ق عل��ى‬ ‫الناش��طين والتواص��ل على اإلنترن��ت‪ ،‬وهو ما‬ ‫سنعرض له تفصي ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫الحرس الوطني السعودي المظاهرات الشيعية‬ ‫واس��تمرت االضرابات حت��ى نهاية ذل��ك العام‪،‬‬ ‫وبالرغم من التأثير الكبير للثورة اإليرانية على‬ ‫شيعة السعودية‪ ،‬إال أن هذا التأثير بدأ بالتراجع‬ ‫بس��بب تج��اوزات نظ��ام الخمين��ي ف��ي الداخل‬ ‫وعج��زه ع��ن إح��راز نصر حاس��م عل��ى العراق‬ ‫وتصدير الثورة الت��ي أعطت أم ً‬ ‫ال برفع المظالم‬ ‫ع��ن ش��يعة الخليج العرب��ي وس��نتهم ربما‪ ،‬إال‬ ‫ً‬ ‫سياس��ة تخريبية كان‬ ‫أنه��ا انحرفت واعتم��دت‬ ‫الخليج برمته والمنطقة الش��رقية في المملكة‬ ‫مسرحها‪ ،‬مما أتاح الفرصة أمام النظام الحاكم‬ ‫الس��عودي لتطيي��ف المطالب المحقة للش��عب‬ ‫وربطها بالعمالة إليران‪.‬‬ ‫وبلغ التخريب االيراني أوجه في محاولة االعتداء‬ ‫على بي��ت اهلل الح��رام‪ ،‬وإفس��اد موس��م الحج‬ ‫أن س��نوات التسعينات‬ ‫عامي ‪ 1987‬و‪1989‬م إال ّ‬ ‫وبع��د وف��اة الخميني وانته��اء الح��رب العراقية‬ ‫اإليراني��ة ش��هدت تقارب��ًا إيراني��اً م��ع المملكة‬ ‫حيث توقف��ت الحمالت اإلعالمية بي��ن البلدين‪،‬‬ ‫وتوثق��ت العالقات االقتصادية‪ ،‬وتوالت الزيارات‬ ‫لكبار المسؤولين من كال البلدين‪ ،‬ووقّع البلدان‬ ‫اتفاقية أمنية س��نة ‪2001‬م تعتبر عالمة مميزة‬ ‫في تاريخ العالقات بين البلدين‪.‬‬ ‫إال أن تحس��ن العالقات ظاهري��ًا لم يحل األزمة‬ ‫وبقي الواقع الش��يعي في الس��عودية ناراً تحت‬ ‫الرماد ومع اندالع انتفاضة البحرين عمد النظام‬ ‫الس��عودي واإلع�لام العربي المم��ول من قبله‪،‬‬ ‫التهام الش��يعة في الخليج بالتحضير النتفاضة‬ ‫بإيعاز من إيران‪ ،‬وقد تزامنت انتفاضة البحرين‬ ‫م��ع نزول ش��يعة الس��عودية إلى الش��وارع في‬ ‫آذار عام ‪ 2011‬للمطالبة باإلفراج عن الس��جناء‬ ‫السياسيين‪ ،‬ولكن حركة االحتجاج في المنطقة‬ ‫الش��رقية فش��لت إلى حد كبير في االمتداد إلى‬ ‫باقي أنحاء البالد‪.‬‬ ‫وب��د ًال م��ن أن تفت��ح المملكة ب��اب الح��وار مع‬ ‫المحتجي��ن ع��ززت م��ن قبضتها األمني��ة‪ ،‬وفي‬ ‫العام نفس��ه اعتقل ثالثة مخرجين سينمائيين‬ ‫س��عوديين ألنهم تجرأوا على إخ��راج فيلم عن‬ ‫الفق��ر ف��ي المملك��ة‪ ،‬وزاد من انكش��اف وجود‬ ‫فقر مقيم ف��ي الجنة النفطية إع�لان لمواطن‬ ‫س��عودي فقير عن اس��تعداده بيع أح��د أطفاله‬ ‫على الفيس بوك ليمكنه من إعالة الباقين‪.‬‬

‫افتقار القطاعات االقتصادية‬ ‫للقدرة التنافسية والنظام‬ ‫التعليمي غير الكفء يرفعان‬ ‫معدالت البطالة بين‬ ‫الشباب السعودي إلى ‪% 35‬‬ ‫علماً أن ‪ 60%‬من السكان‬ ‫دون ‪ 21‬عاماً‪.‬‬

‫منذ تأسيس المملكة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫عتمة‬ ‫ولعل حق��وق المرأة هي النقط��ة األكثر‬ ‫في س��جل المملكة لحقوق اإلنس��ان‪ ،‬وبحسب‬ ‫تقري��ر لمنظم��ة «هيوم��ن رايت��س ووت��ش»‬ ‫الصادر عام ‪ 2008‬فإن النس��اء في الس��عودية‬ ‫يعامل��ن بش��كل ممنهج عل��ى أنه��ن قاصرات‬ ‫أبدي��ات‪ ،‬ضم��ن نظ��ام أقامت��ه الدول��ة يتعدى‬ ‫على حقوقهن األساس��ية‪ ،‬بمعنى آخر‪ ،‬فإن كل‬ ‫امرأة س��عودية بالغة‪ ،‬بغض النظر عن وضعها‬ ‫االقتصادي أو االجتماعي‪ ،‬يجب أن تحصل على‬ ‫إذن من وصيها كي تعمل أو تسافر أو تدرس أو‬ ‫تتلقى عالجًا طبي��اً أو تتزوج‪ .‬كما أنها محرومة‬ ‫من اتخاذ أبس��ط القرارات نياب��ة عن أطفالها‪،‬‬ ‫هذا النظام يدعمه فصل صارم بين الجنس��ين‬ ‫يمنع النس��اء من المش��اركة بش��كل فاعل في‬ ‫الحياة العامة‪.‬‬ ‫ورغ��م محاوالت الملك عبد اهلل ومنذ اس��تالمه‬ ‫مقاليد الحكم تحسين واقع النساء في المملكة‪،‬‬ ‫م��ن خ�لال الوعد بمن��ح المرأة الس��عودية حق‬ ‫االنتخاب والترش��ح ف��ي المجال��س البلدية في‬ ‫انتخاب��ات ‪ 2015‬وح��ق التعيي��ن ف��ي مجل��س‬ ‫الشورى الذي نفذ بالفعل حيث أصبح ‪ ٪٣٠‬من‬ ‫مجلس الش��ورى نس��ا ًء‪ ،‬إال أن ه��ذه اإلجراءات‬ ‫لم تكن كافية لردم الهوة بين الجنس��ين‪ ،‬فقد‬ ‫ج��اءت الس��عودية ف��ي المرتب��ة ‪119‬من أصل‬ ‫‪ 134‬بلداً في مس��ألة المس��اواة بين الجنسين‪،‬‬ ‫وال س��يما ف��ي الف��رص الوظيفي��ة والتعلي��م‬ ‫والمش��اركة السياس��ية‪ ،‬حيث كانت السعودية‬ ‫البلد الوحيد الذي يسجل صفر في فئة التمكين‬ ‫ً‬ ‫إضافة إل��ى أن المملكة هي‬ ‫السياس��ي ‪،2008‬‬ ‫الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من‬ ‫قيادة السيارات‪.‬‬ ‫وعل��ى صعيد العم��ل أيضاً يدع��م مبدأ وصاية‬ ‫الرج��ل على الم��رأة‪ ،‬منط��ق تهميش النس��اء‬ ‫الس��عوديات لدرج��ة إقصائهن بش��كل تام من‬ ‫الق��وة العامل��ة ف��ي المملكة‪ ،‬ف��كال القطاعين‬ ‫الخ��اص والحكوم��ي يتطلب��ان حص��ول المرأة‬ ‫عل��ى إذن م��ن الوص��يّ عليها قب��ل توظيفها‪،‬‬ ‫كم��ا أن أرب��اب العم��ل يمكنهم طرد النس��اء أو‬ ‫إجباره��ن عل��ى االس��تقالة «إذا ق��رر الوصيّ‬ ‫عليهن ألي س��بب من األس��باب أن��ه ال يريدهن‬ ‫أن يعمل��ن خ��ارج منزلهن»‪ ،‬كم��ا يتعدى نظام‬ ‫وصاية الذكور حق المرأة بالعمل إلى حقها في‬ ‫الحصول على الرعاية الصحية فبحسب التوجه‬ ‫الديني للعاملين في المستشفى‪ ،‬فإن القائمين‬ ‫على المنش��أة الصحية قد يطلبون إذن الوصيّ‬ ‫من الم��رأة قبل «قبولها أو تس��ريحها أو القيام‬ ‫بأي إجراء طبي عليها أو على أي من أطفالها»‪.‬‬ ‫كما أن النساء السعوديات ووفقاً لمبدأ الوصاية‬ ‫قاصرات دائمًا من الناحية القانونية‪ ،‬فقدرتهن‬ ‫عل��ى التعامل م��ع المحاكم والس��لطات مقيدة‬ ‫بش��كل كبير دون وصيّ‪ ،‬يكف��ي أن نذّكر بأن‬ ‫النس��اء الس��عوديات منح��ن ع��ام ‪ 2001‬ح��ق‬ ‫الحص��ول على بطاقة هوي��ة خاصة بهن‪ ،‬لكن‬ ‫هذا الحق‪ ،‬االختياريّ طبعًا‪ ،‬ال يزال يتطلب إذن‬ ‫الوصيّ لممارسته‪.‬‬ ‫في ختام ملفاتنا عن المملكة نذكر بأن الثورات‬ ‫التي بدأها الش��باب وانضم إليهم الشعب بكل‬ ‫فئات��ه ومكونات��ه ف��ي كل من تون��س ومصر‬ ‫وليبي��ا وس��وريا وغيره��ا لتؤذن ب��أن القائمين‬ ‫على األمر في المملكة ما لم يس��تمعوا لصوت‬ ‫الش��باب وتطلعاته��م وطموحاته��م ويصغ��وا‬ ‫لمطالب شعوبهم في اإلصالح والتنمية والحرية‬ ‫والكرام��ة ورف��ع الظلم ومقاومة الفس��اد‪ ،‬فإن‬ ‫األم��ور مرش��حة ألن تؤول إل��ى عواقب وخيمة‬ ‫وفوض��ى عارمة تس��فك فيها الدم��اء وتنتهك‬ ‫فيها الحرمات وتضيع معها شعوبٌ ودول‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫«فتاة غ�سان»‬ ‫فاطمة �سليمان الأحمد ‪1985 – 1908‬‬ ‫ول��دت فاطمة بن��ت س��ليمان األحم��د‪ ،‬عام‬ ‫‪ 1908‬ألس��رة علم وأدب في قرية السالطة‬ ‫قض��اء القرداحة في محافظ��ة الالذقية في‬ ‫س��ورية‪ ،‬والده��ا الع ّ‬ ‫المة الش��يخ س��ليمان‬ ‫األحمد‪ ،‬م��ن مواليد ‪ ،1868‬وه��و باإلضافة‬ ‫لكونه فقيه��اً ديني��ًا‪ ،‬وعالمًا لغوي��اً وعضواً‬ ‫ف��ي المجم��ع العلم��ي العربي في دمش��ق‪،‬‬ ‫كان واحداً من كب��ار المصلحين التنويريين‬ ‫ف��ي جب��ال الس��احل الس��وري‪ ،‬حي��ث عمل‬ ‫على نش��ر الوعي بضرورة العلم‪ ،‬ومحاربة‬ ‫الجهل والخرافات‪ ،‬وكان من أول الداعين إلى‬ ‫تعلي��م المرأة‪ .‬وحين تول��ى منصب «قاضي‬ ‫القض��اة» ف��ي تل��ك المنطق��ة‪ ،‬عم��ل على‬ ‫تنظيم المرجعية الفقهية لمنصبه ومحاربة‬ ‫النزعات الطائفية‪.‬‬ ‫لقبت فاطمة نفسها بـ»فتاة غسان» وتختلف‬ ‫المص��ادر بش��أن التس��مية حي��ث تتنازعها‬ ‫روايتان األولى النتمائها إلى غس��ان القبيلة‬ ‫العربي��ة ذائعة الصي��ت‪ ،‬ولكونها الش��اعرة‬ ‫الوحي��دة التي ظهرت في هذه القبيلة‪ ،‬ومن‬ ‫أح��ق منها بمث��ل هذا االعت��زاز األصيل‪ ،‬أما‬ ‫الثاني��ة فتق��ول أن ش��اعرتنا اخت��ارت ه��ذا‬ ‫االس��م بع��د قراءته��ا قص��ة «فت��اة غس��ان»‬ ‫لجرج��ي زي��دان‪ ،‬وق��د أعجبت بش��جاعة تلك‬ ‫المرأة في الدفاع ع��ن قومها وأرادت أن تكون‬ ‫عل��ى غرارها مدافع��ة عن الوط��ن وقضاياه‬ ‫العديدة المتنوعة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫والشيخ س��ليمان األحمد ش��اعرأيضا‪ ،‬وشارح‬ ‫لش��عر ج��دّه المتص��وف الش��هير «الحس��ن‬ ‫المكزون السنجاري»‪ ،‬والذي ينتمي في أصله‬ ‫إلى الغساس��نة‪ ،‬فهو غساني من رجال القرن‬ ‫السابع الهجري‪ ،‬واشتهر بتصوفه وشعره في‬ ‫الغزل اإللهي‪ .‬وقد كان قوم الش��اعر يسكنون‬ ‫جبل «س��نجار» قبل أن ينتقل��وا في هجرتين‬ ‫متتاليتين إلى جبال الساحل السوري‪.‬‬ ‫وهي أخت الش��اعر ب��دوي الجبل ألبيه‪ ،‬والذي‬ ‫ق��ال ع��ن دار طفولت��ه‪« :‬عش��ت ف��ي قريتي‬ ‫حتى بلغت الحادية عش��رة‪ ،‬ما كان أجمل قرى‬ ‫تلك األيام‪ ،‬م��ا كان أروع منازلها المش��رّعَة‬ ‫األب��واب‪ ،‬دون اس��تئذان يقبل عليه��ا الناس‪،‬‬ ‫ومنه��ا يخرج��ون‪ ،‬كانت رمز األلف��ة والحرية‪،‬‬ ‫طفولتي سعيدة في كل الوجوه‪ ،‬أما جو منزلنا‬ ‫العلمي واألدب��ي‪ ،‬فإليه يرج��ع الفضل األكبر‬ ‫في توجيهي نحو المناخات الشعرية‪ ،‬لكن اهلل‬ ‫وحده يصنع الشعراء»‪.‬‬ ‫تعهدها والدها بالتعليم‪ ،‬فلقنها علوم القرآن‬ ‫واألدب‪ ،‬وعلمه��ا القراءة والحس��اب فأتقنت ما‬ ‫تعلمت وبرعت في حفظ الشعر في وقت كان‬ ‫تعلي��م المرأة يعتبر عيب��ًا وخروجاً عن تقاليد‬ ‫المجتم��ع‪ ،‬إال أن والدها الش��يخ المس��تنير لم‬ ‫يعب��أ بما فرضه المجتمع ف��ي حينه‪ ،‬بل أصرّ‬ ‫عل��ى تعلي��م ابنته وإكس��ابها ثقاف��ة رفيعة‪،‬‬ ‫واضعاً مكتبته الخاصة تحت تصرفها‪ ،‬مناقش ًا‬ ‫إياها في شتى المواضيع سواء كانت في علم‬ ‫اللغ��ة نحواً وصرف��اً وفقهاً أو باألدب والش��عر‬ ‫وما يتعلق بحياة الشعراء واألدباء وأشعارهم‬ ‫وأخبارهم وطبقاتهم‪ .‬وال يمكن تعداد الكتب‬ ‫الدينية واألدبية التي اطلعت عليها فتاة غسان‬

‫دراسة وشرحًا واستيعاب ًا‪.‬‬ ‫اكتف��ت فاطم��ة بالتعلي��م ال��ذي تلقت��ه في‬ ‫المنزل فلم تدخل مدرس��ة لصعوبة االنتقال‬ ‫إل��ى المدينة آنذاك بس��بب الظ��روف المادية‬ ‫لألس��رة التي لم توف��ر إمكانية إرس��الها إلى‬ ‫المدرس��ة‪ ،‬إال أن ذل��ك ل��م يمن��ع م��ن ظهور‬ ‫موهبته��ا الش��عرية مبكراً‪ ،‬فش��جعها والدها‬ ‫على مراس��لة كب��رى المجالت‪ ،‬ونش��رت فيها‬ ‫قصائده��ا‪ ،‬وكانت أولى قصائدها المنش��ورة‬ ‫في مجلة المعرض في بيروت في العدد ‪330‬‬ ‫عام ‪ ،1924‬ولم تتجاوز السادس��ة عشرة في‬ ‫حينه��ا وكان عنوان القصيدة «ذكرى الغريب»‬ ‫التي مطلعها‪:‬‬ ‫ت��غ��ن��ت ع��ل��ى م��ائ��س��ات ال��غ��ص��ون‬ ‫���ج����ي ح��س��ن‬ ‫ب���ل���ح���ن رق����ي����ق ش� ِ‬ ‫ت����������ردده م����ط����رب����اً م��ب��ه��ج��اً‬ ‫ب����ص����وت ل���ط���ي���ف رخ����ي����م أغ���ن‬ ‫لم تخرج فاطمة إلى الحياة العملية‪ ،‬فتزوجت‬ ‫في س��ن مبكرة‪ ،‬من الش��اعر الكبي��ر «كامل‬ ‫صال��ح» إال أن حياته��ا الزوجية ل��م تثنها عن‬ ‫المش��اركة ف��ي الحي��اة الثقافية‪ ،‬فاس��تمرت‬ ‫تنظم الش��عر‪ ،‬كما كتب��ت المقاالت التي دعت‬ ‫فيها إلى اس��تنهاض الش��باب وتحري��ر المرأة‬ ‫ومنحها ف��رص التعليم‪ ،‬كم��ا طبقت أفكارها‬ ‫المتح��ررة عل��ى أس��رتها أو ُ‬ ‫ال حي��ث أنجب��ت‬ ‫ثمانية أوالد هم‪ :‬محمد كان حقوقياً وشاعراً‪،‬‬ ‫الدكت��ور صالح وه��و عالم رياضيات‪ ،‬أس��ماء‬ ‫مدرّس��ة لغة عربية‪ ،‬س��عاد مدرّس��ة تاريخ‪،‬‬ ‫الدكت��ورة س��لمى اختصاصي��ة ف��ي أمراض‬ ‫النس��اء وجراحته��ا‪ ،‬يون��س اختصاص��ي في‬ ‫ش��ؤون االقتصاد‪ ،‬أُمامة مدرّس��ة لغة عربية‬ ‫وشاعرة‪ ،‬سلوى اختصاصية في الصيدلة‪.‬‬ ‫كان تحري��ر الم��رأة والعم��ل عل��ى نهض��ةٍ‬ ‫نس��ائية س��ورية وعربي��ة أب��رز ما ن��ادت به‬ ‫ش��اعرتنا‪ ،‬وبرأيه��ا أن أفضل طري��ق لتطوير‬ ‫المرأة وحمايتها من الفساد واالنحالل تعليمها‬ ‫وتثقيفها فقالت‪:‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ع����ودوا عليها بالثقافة تكشفوا‬ ‫ع����ن أي م���ك���رم���ة وأي ص����واب‬ ‫و ت��ع��ه��دوه��ا ب��ال��ع��ل��وم ن��ض��ي��رة‬ ‫ف��ال��ع��ل��م أكـــبر ح����ارس غـــالب‬ ‫إن ال��ف��ض��ي��ل��ة إن ج��ل��ت أزه��اره��ا‬ ‫متــت إل��ي��ه ب��ـ��أم��ت��ن األس��ـ��ـ��ب��اب‬ ‫كم��ا دع��ت إلى تج��اوز عقدة الماض��ي التي‬ ‫اعتبرته��ا وزراً عل��ى الثقاف��ة العربي��ة‪،‬‬ ‫وأك��دت عل��ى ض��رورة االهتم��ام بالحاضر‬ ‫والمستقبل‪ ،.‬حيث قالت في قصيدة لها‪:‬‬ ‫ال ت���دع���وا األم����س ال��ب��ع��ي��د فقد‬ ‫ط���اح���ت ف���ت���وح وردي������ت ك��ب��ري��اء‬ ‫ذاك ال�����ج�����زء م�����ن ال����زم����ان‬ ‫ت��ول��ى ول��ن��ا ال���ي���وم غ��ي��ره أج���زاء‬ ‫ال ي��ف��ت��ك��م رك����ب ال��ش��ع��وب فما‬ ‫ت��ح��ن��و ع��ل��ى م��ن ت��خ��ل��ف ال��ص��ح��راء‬ ‫و ان��ظ��ر ل��ل��ح��ي��اة م���ن خ��ي��ر وج��ه‬ ‫خ��ل��ق��ت��ه ال���س���ي���اس���ة ال���ن���ك���راء‬ ‫تقول ابنتها الش��اعرة «أُمام��ة أحمد»‪« :‬فتاة‬ ‫غس��ان واح��دة من تل��ك الش��خصيات األدبية‬ ‫التي تجنبت أضواء الش��هرة حولها ولم تعمل‬ ‫على تحقيق ذلك‪ ،‬هي االبن��ة البارة والزوجة‬ ‫الرفيق��ة‪ ،‬األم الحن��ون‪ ،‬وش��اعرة اإلنس��ان‬ ‫والوط��ن‪ ،‬به��ذه العبارات األرب��ع ت ّلخص فتاة‬ ‫غسان»‪.‬‬ ‫إن فت��اة غس��ان ظاه��رة إنس��انية‬ ‫وتضي��ف‪ّ :‬‬ ‫متمي��زة أثبت��ت وجوده��ا األدب��ي ف��ي فت��رة‬ ‫قصي��رة‪ ،‬كم��ا أثبت��ت وجوده��ا االجتماع��ي‬ ‫وفرضت احترام ًا مميزاً‪ ،‬وكانت من الشخصيات‬ ‫النادرة التي جاءت بعمقها‪ ،‬وبساطتها‪ ،‬وتركت‬ ‫أثراً عميقاً في النفس وفي التاريخ‪.‬‏‬ ‫نظمت فتاة غسان القصيدة العمودية وتناولت‬ ‫أغراضه��ا ومعانيه��ا فأكثرت م��ن الوجدانيات‬ ‫ووصف��ت الطبيع��ة ومزج��ت بينهم��ا‪ ،‬وف��ي‬ ‫قصائدها الوطنية تتح��رك صورها ومعانيها‬ ‫في اتجاه التجديد‪ ،‬فتتناول موضوعات تعكس‬ ‫روح عصره��ا وقضاي��اه إل��ى أن توفي��ت عام‬ ‫‪ 1985‬م عن عمر يناهز سبعة وسبعين عاماً‪،‬‬ ‫في قريتها ودفنت هناك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تارك��ة للمكتب��ة العربية‬ ‫رحل��ت فتاة غس��ان‬ ‫إرث ًا منس��ياً‪ ،‬في عهدة القائمين على الش��أن‬ ‫الثقاف��ي لجمعه وإعادة نش��ره‪ ،‬وم��ن أعمالها‬ ‫نذكر‪ ،‬قصائد منشورة في الصحف والمجالت‬ ‫العربية منها‪:‬‬ ‫«روح ش��اعرة»‪ ،‬و»خبرين��ا ي��ا ذكاء» جري��دة‬ ‫المع��رض ‪ -‬الع��ددان (‪،1924 - )349 ،344‬‬ ‫«إن م��ت»‪« ،‬ذا رقي اإلنس��ان» مجلة مينيرفا‬ ‫ الع��دد (‪« ،1924 - )11 ،6‬ورق��اء غنتن��ي»‪،‬‬‫«جول��ة فكري��ة» مجل��ة األماني الع��دد (‪)10‬‬ ‫والع��دد الممت��از – ‪« ،191‬فتلت��أم أكبادٌ بهن‬ ‫ص��دوع» تكرر نش��رها بع��دة مج�لات‪ ،‬أولها‬ ‫مجلة «النور»‪.‬‬ ‫كما كتبت مقدمة لديوان أخيها الش��اعر بدوي‬ ‫الجبل‪.‬‬


‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫املواطنة وثقافة الطفل‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫الذات‪ ،‬وال خالف على هذه المبادئ وقيمتها‪،‬‬ ‫ولك��ن الخطير ه��و تلك القي��م والمفاهيم‬ ‫المغيب��ة ف��ي الكثير م��ن تل��ك المطبوعات‬ ‫كالعق��ل واإلرادة وقيم��ة العم��ل وقيم��ة‬ ‫ال يك��ون بطل القصة صياداً‬ ‫المواطنة‪ ،‬فمث ً‬ ‫فقيراً معدماً‪ ،‬ال يكاد يجد قوت يومه‪ ،‬وفجأة‬ ‫ً‬ ‫س��مكة وفي جوفه��ا درة أو جوهرة‬ ‫يصطاد‬ ‫تغنيه بقية عم��ره‪ ،‬وإذا لم يكن صياداً فإنه‬ ‫قد يجد كنزاً في الصحراء‪ ،‬هذا إذا لم يخرج‬ ‫ل��ه عفريت من الفان��وس أو خاتم يلبي كل‬ ‫ما تتوق إليه نفسه فيتحول في طرفة عين‬ ‫من الفقر إلى الغنى‪.‬‬ ‫وفي قصةٍ أخرى مث ً‬ ‫ال يلقن الطفل مبادىء‬ ‫مناقض��ة لقيم��ة المواطن��ة‪ ،‬بحي��ث يكون‬ ‫بطل القص��ة فقيراً كالع��ادة‪ ،‬ولكن تحدث‬ ‫له أحداث ال تربطه��ا إال المصادفة‪ ،‬فيعجب‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫يتش��كل الهيكل العظمي المؤس��س لنسق‬ ‫المفاهي��م والقي��م عن��د االنس��ان‪ ،‬خ�لال‬ ‫الس��نوات األولى من عمره‪ ،‬وخالل السنوات‬ ‫الخمس األولى تحديداً من ذلك العمر‪ ،‬فهذه‬ ‫السنوات تشكل األس��اس الذي تتراكم فيه‬ ‫القي��م والمفاهيم المتش��عبة والمكتس��بة‬ ‫بقية العم��ر‪ ،‬ولكنه يبقى األس��اس‪ ،‬وعلى‬ ‫ذل��ك حين نتحدث ع��ن التغيي��ر أو النهضة‬ ‫أو المنافس��ة في ه��ذا العال��م المتغير فإن‬ ‫الخط��وة األول��ى لفع��ل ذلك ه��ي التركيز‬ ‫عل��ى الطف��ل وثقافت��ه‪ ،‬وعلى تل��ك القيم‬ ‫والمفاهي��م الت��ي يتلقنه��ا خالل الس��نوات‬ ‫األول��ى م��ن العم��ر‪ ،‬إذ من الصع��ب‪ ،‬إن لم‬ ‫نقل م��ن المس��تحيل‪ ،‬تغيير أي ش��يء في‬ ‫العقل أو الذهن بعد انقضاء تلك الس��نوات‬ ‫التأسيسية‪.‬‬ ‫صحيح أن عملية التثقيف عملية مس��تمرّة‬ ‫ال تتوقّ��ف عن��د س��نٍّ معيّن��ة‪ ،‬إ ّ‬ ‫أن ال ّلبنة‬ ‫ال ّ‬ ‫األول��ى ف��ي بناء اإلنس��ان ثقافيا تب��دأ منذ‬ ‫الطفولة‪ ،‬وما يُعْطى في هذه المرحلة من‬ ‫مراح��ل النموّ يعتبر أكثر أهمّية من غيره‪،‬‬ ‫فالطفولة تُسْ��هم إس��هاما هامّا‪ ،‬ورئيسًا‬ ‫وحاس��ما ف��ي بن��اء الش��خصية من ش��تّى‬ ‫النواحي االجتماعية‪ ،‬والنفس��ية‪ ،‬والعقلية‪،‬‬ ‫وبالطبع الثقافية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من اليقينية الس��ابقة فإن آخر‬ ‫ما نفكر في��ه في عالمنا العربي هو الطفل‬ ‫والثقافة األولية التي يتلقاها‪ ،‬بخالف الغرب‬ ‫والعال��م المتقدم الذي يهتم بثقافة الطفل‬ ‫الت��ي يتلقاه��ا‪ ،‬ليس ف��ي المدارس‬ ‫ومؤسس��ات المجتم��ع فق��ط‪ ،‬ولكن‬ ‫ف��ي كل ما يمك��ن أن يق��رأه الطفل‬ ‫م��ن مج�لات أو قصص‪ ،‬أو يس��معه‬ ‫م��ن خ�لال الرادي��و ويش��اهده عب��ر‬ ‫التلفزيون‪.‬‬ ‫فبينم��ا نتعامل ف��ي خطابنا الثقافي‬ ‫م��ع الطف��ل ككائن قاص��ر أو ناقص‬ ‫عقلي�� ًا‪ ،‬نرى في الجه��ة األخرى وفي‬ ‫غالبي��ة المنت��ج الثقاف��ي الغرب��ي‬ ‫ً‬ ‫وندية في‬ ‫الخاص بالطف��ل‪ ،‬احترام ًا‬ ‫ً‬ ‫جلية في غرس‬ ‫الخطاب تظهر آثارها‬ ‫الثقة واإلحس��اس بالمس��ؤولية لدى‬ ‫الطف��ل وم��ن خالل ق��راءة س��ريعة‬ ‫للقصص والمجالت التي يقرأها من‬ ‫يق��رأ من أطفالن��ا‪ ،‬أي نخبة األطفال‬ ‫ً‬ ‫حقيق��ة « س��مير‪ ،‬ط��ارق‪ ،‬ماج��د‪،‬‬ ‫العربي الصغير‪ ،‬س��ندباد « وقصص‬ ‫« كالسلس��لة الخض��راء‪ ،‬وأل��ف ليلة‬ ‫لألطف��ال وغيره��ا « بعضها مترجم‬ ‫وبعضها تراثي وبعضها عمل إبداعي‬ ‫مستقل إن جاز التعبير‪.‬‬ ‫ف��ي تل��ك األعم��ال االبداعي��ة‪ ،‬وغير‬ ‫المترجمة عموم�� ًا‪ ،‬كان التركيز على‬ ‫القيم العربي��ة التقليدية مثل الكرم‬ ‫والش��جاعة واألمانة والصدق ونكران‬

‫يجب على المجتمع‬ ‫ومؤسساته التخلي عن‬ ‫دورها المحبط في تنشئة‬ ‫الطفل‪ ،‬حيث أنه في‬ ‫العائلة أو المدرسة أو‬ ‫المجتمع بعمومه‪ ،‬يعتبر‬ ‫العقل والتفكير والمبادرة‬ ‫الحرة من الممنوعات‪،‬‬

‫ب��ه الس��لطان أو األمير‪ ،‬لذكائ��ه أو أمانته‪،‬‬ ‫فينقلب من حال القلة إلى حال الكثرة وهنا‬ ‫تغييب واض��ح لمب��ادئ المس��اواة والعدالة‬ ‫والمب��ادرة وقيم��ة العم��ل‪ ،‬وبالرغم من أن‬ ‫القص��ص آنف��ة الذك��ر ممتع��ة بال ش��ك‪،‬‬ ‫إال أنه��ا ترف��ع م��ن ش��أن الح��ظ والصدفة‬ ‫والت��واكل‪ ،‬او انتظار األعطيات من انس��انٍ‬ ‫يملك‪ ،‬من دون أن يكون لقيمة العمل دورٌ‬ ‫في تحسن األحوال‪ ،‬وهذا ال يعني أن جميع‬ ‫قصص األطفال تنحو ه��ذا المنحى‪ ،‬ولكن‬ ‫ً‬ ‫وخاصة القص��ص المصورة‬ ‫الكثي��ر منه��ا‪،‬‬ ‫ف��ي مج�لات األطف��ال‪ ،‬ترك��ز عل��ى ه��ذا‬ ‫الجانب‪ ،‬مما يغرس في عقلية الطفل قيمة‬ ‫االتكالي��ة وانتظ��ار الحظ م��ن دون العمل‪،‬‬ ‫ويبقى طوال عمره من المنتظرين‪ ،‬وعندما‬ ‫تغ��رس مثل هذه القيم الس��لبية في عقل‬ ‫الطفل‪ ،‬فلن يكون للقيم النبيلة األخرى أي‬ ‫أثر في س��لوكه‪ ،‬يضاف إليها دور مؤسسات‬ ‫المجتمع والعائلة والمدرس��ة وس��لوكياتهم‬ ‫ف��ي التقليل من أثر تل��ك القيم النبيلة في‬ ‫الس��لوك الفعلي للطفل‪ ،‬وبالتالي الراش��د‬ ‫بعد حين‪.‬‬ ‫ل��ذا ال ب��د ولغ��رس قي��م كالمواطن��ة وم��ا‬ ‫ٍ‬ ‫تش��تمل عليه من مب��ادىء الحرية والعدالة‬ ‫والمس��اواة‪ ،‬من تصدي مختصين في كافة‬ ‫ف��روع المعرفة للعمل عل��ى ثقافة الطفل‪،‬‬ ‫بحي��ث تغرس مب��ادىء العدال��ة والمواطنة‬ ‫في ذهن الطفل وفق ًا ألحدث وسائل التلقي‬ ‫ترد قيم متواضعة‬ ‫واالتصال‪ ،‬ولذلك فعندما ِ‬ ‫هن��ا أوهناك‪ ،‬فهي ال تؤثر في اإلطار‬ ‫الع��ام لتلك الثقاف��ة‪ ،‬أما اذا اس��تمر‬ ‫الحال بحش��و عقل الطفل بأي شيء‬ ‫م��ن دون تمحي��ص‪ ،‬وبق��ي التعامل‬ ‫معه ككائن ذو عق��ل ناقص أو حتى‬ ‫متخل��ف‪ ،‬فإن ذلك س��يؤدي حتماً إلى‬ ‫زرع قي��م تج��ذر عقدنا ومش��كالتنا‬ ‫وتخلفن��ا الحض��اري المعاص��ر ف��ي‬ ‫عصور المستقبل‪.‬‬ ‫ف��ي الخت��ام وبالحديث ع��ن التغيير‬ ‫فإنه يجب على المجتمع ومؤسس��اته‬ ‫التخل��ي ع��ن ال��دور المحب��ط ف��ي‬ ‫تنش��ئة الطف��ل‪ ،‬فف��ي العائل��ة أو‬ ‫المدرس��ة أو المجتمع بعمومه‪ ،‬يعتبر‬ ‫العق��ل والتفكي��ر والمب��ادرة الح��رة‬ ‫م��ن الممنوع��ات‪ ،‬إن ل��م نق��ل م��ن‬ ‫المحرمات‪ ،‬ما دامت العقلية الس��ائدة‬ ‫ه��ي عقلية التقلي��د واالتباع‪ ،‬ولذلك‬ ‫ال تت��م تنمي��ة عق��ل الطف��ل بدون‬ ‫انفتاح العائلة‪ ،‬وتغيّر أنماط التعليم‬ ‫ف��ي الم��دارس‪ ،‬وإع��ادة النظ��ر فيما‬ ‫يق��دم للطفل في مجالي المس��موع‬ ‫والمقروء‪ ،‬وعندها يمكن الحديث عن‬ ‫إنس��ان جديد‪ ،‬وعقل جديد قادر على‬ ‫التعرف على عالم اليوم والمنافس��ة‬ ‫فيه‪.‬‬

‫حقوق وحريات ‪. .‬‬

‫إعداد المحامي فارس حسّان‬

‫‪15‬‬


‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫‪1993 / 1 / 28‬‬

‫لم يطرأ جديد أبداً‪ ،‬جميعنا مشغولون بالبرد‪ ،‬الكل‬ ‫ملتحف وراقد وكأنه من فصيلة الزواحف‪ ،‬يش��رب‬ ‫الزهورات‪ ،‬ويتدفأ على الغازات المحمولة ويش��رب‬ ‫الش��اي والمت��ة‪ .‬الوج��وه كالحة‪ ،‬القام��ات منحنية‬ ‫ملفوف��ة بالمعاط��ف أو الف��روات‪ ،‬وبالبطاني��ات‬ ‫المخاط��ة على طريقة البرانس‪ ،‬الكل يتكلم حول‬ ‫ظاهرة شرب الماء ونش��فان الريق وكثرة التبول‪.‬‬ ‫ظهرت م��ن جدي��د بع��ض الحبيبات الحم��راء في‬ ‫الس��اق اليمنى إلى جان��ب دملة أعالجها بالمس��ح‬ ‫بالدهون‪ ،‬سأحلل الدم وأدخل المستشفى قريبًا‪.‬‬ ‫ه��ا قد ش��بت وصلع��ت‪ ،‬وط��وَّف بي الحني��ن إلى‬ ‫األوالد والبي��ت والزوجة‪ ،‬ومن كث��رة ما طوَّف رقَّ‬ ‫خيالي ونحف وجدي وخبا ضوء قمري‪.‬‬ ‫ب��دأت بروايتين لكابت��ن من أمري��كا األولى‪ :‬ذئب‬ ‫البحار لج��اك لندن‪ ،‬والثانية أقرأه��ا للمرة الثانية‪:‬‬ ‫طريق التبغ «ألرسكين كالدويل»‪ ،‬األول من والية‬ ‫كاليفورني��ا والثاني من جورجي��ا‪ ،‬األول من الغرب‬ ‫والثاني من الجنوب‪ ..‬وكنت قد قرأت لألول «العقب‬ ‫الحديدي��ة» ومقدمتها الرائعة «ألناتول فرانس»‪،‬‬ ‫هذه الرواية الت��ي صدرت ‪ 1907‬نفس العام الذي‬ ‫صدرت في��ه رواية غورك��ي «األم» نقطة االلتقاء‬ ‫بي��ن ج��اك لندن وس��تيفان زفاي��ج األلمان��ي هو‪:‬‬ ‫االنتحار‪ ،‬فلندن انتح��ر بعد الحرب العالمية األولى‬ ‫أو عن��د نهاياتها وزفايج انتحر في ذروة الوحش��ية‬ ‫للح��رب العالمي��ة الثانية‪ ،‬كالهما اهتم باإلنس��ان‬ ‫ومصيره في هذه الحياة المضطربة‪ ،‬وقد عبرا عن‬ ‫وحش��ية العذاب واالس��تبداد‪ ،‬الثاني كاتب إنساني‬ ‫وه��ادئ‪ ،‬يجعل��ك تزرف الدمع وأن��ت تقرأ‪ - :‬أرض‬ ‫المآسي وأرض اهلل الصغيرة‪.‬‬ ‫ولد «كالدول» عام ‪.1903‬‬ ‫س��رت في المم��ر عصراً مع الدكتور حس��ين بكر‪.‬‬ ‫روى ل��ي الحادث��ة التالي��ة‪ :‬عمتي مدرس��ة للعلوم‬ ‫الطبيعي��ة ذهبت إع��ارة إلى الس��عودية‪ ،‬كان ذلك‬ ‫أواخ��ر الس��تينات‪ ،‬وقد حط��ت على القم��ر‪ ،‬وهي‬ ‫هناك‪ ،‬مركب��ة الفضاء‪ ،‬فكذّب ذلك أحد المش��ايخ‬ ‫في التلفزيون واعتبر كالم الش��يخ موقفاً رس��ميًا‬ ‫للمملك��ة‪ ،‬وقد س��ألت إح��دى الطالب��ات عمتي في‬ ‫الص��ف فأجابتها عمت��ي أن تقدم العل��وم حقيقة‬ ‫واقع��ة‪ ،‬والوصول إل��ى القمر حقيق��ة‪ ،‬وقد نقلت‬ ‫الطالب��ة ال��رأي إل��ى أبيها‪ ،‬ونق��ل ه��ذا الخبر إلى‬ ‫المص��ادر الحكومية‪،‬وف��ي الي��وم الثان��ي أن��ذرت‬ ‫ّ‬ ‫وسُفرت مع‬ ‫عمتي وأنهي تعاقدها وضبت عفشها‬ ‫زوجها إلى الحدود العراقية وقد أنهت إعارتها على‬ ‫األرض السعودية‪.‬‬ ‫أكد محدثي أن الش��يخ الذي تكلم ف��ي التلفزيون‬ ‫هو على الطنطاوي الس��وري وال��ذي يعتبر متنوراً‬ ‫بالنسبة للوهابية‪.‬‬ ‫وأض��اف محدث��ي‪ :‬هناك ف��ي المدرس��ة من يحث‬ ‫الجميع ويجبرهم على الص�لاة‪ ،‬وكأن هذا اإلجبار‬ ‫م��ن قب��ل «المطوّع» ه��و الذي يرض��ي اهلل دون‬ ‫أي اعتبار للش��خصية اإلنس��انية التي كانت هدف‬ ‫الرسول محمد في رسالته‪.‬‬ ‫نزل ش��اب م��ن الطابق الثاني م��ن تنظيم العراق‬ ‫وه��و من دير الزور كنيته‪ - :‬س��يد حم��ود أفاد أنه‬ ‫منذ عش��رة أيام أخلي س��بيل األخ ماضي الش��يخ‬ ‫حس��ين وهو من قارة‪ ،‬وهو عامل ومس��ؤول خط‬ ‫ف��ي ش��ركة آل الدبس للنس��يج‪ ،‬وكان عام ‪1965‬‬ ‫نائبًا لرئيس االتحاد العام لنقابات العمال‪ ،‬كما كان‬

‫رئيس��ًا للجن��ة النقابية أيام الوحدة‪ ،‬وس��نة ‪1963‬‬ ‫رئيس��اً لنقابة الغزل والنس��يج في دمشق وعضواً‬ ‫ف��ي مكت��ب النقابة أي��ام االنفصال س��نة ‪،1992‬‬ ‫هو مس��جون منذ حَملة ‪ 23‬ش��باط ‪ ،1966‬عرفته‬ ‫ش��خصياً‪ ،‬إنه وطني ونقابي حقيقي‪ ،‬وقد توفيت‬ ‫زوجته أثناء إقامته في السجن‪.‬‬

‫‪2014 / 1 / 29‬‬

‫م��ا كنت يومًا من األيام أفكر أن أصل إلى التواريخ‬ ‫الت��ي أضعها ف��ي رأس الصفح��ة‪ ،‬عندما كنت في‬ ‫الستينات عندما كنت في لبنان وجئت إلى دمشق‪،‬‬ ‫وبالمصادف��ة عمل��ت في جري��دة « االش��تراكي «‬ ‫لس��ان حال اتحاد العمال ‪ ,‬وتزوجت ‪ ،‬وانخرطت في‬ ‫العمل الحزبي والصحافي ‪ ،‬والذهن مليء بالتطلع‬ ‫إلى التفكي��ر‪ ،‬وتبديل الواقع العرب��ي ‪ ..‬لم يخطر‬ ‫بالبال كيف س��يكون العالم في التس��عينات ‪ ..‬كأن‬ ‫الحياة يومها لن تتبدل‪ ،‬أو أن الجسد سيهرم ‪ ..‬هذه‬ ‫اآللة العجيبة التي تحركها الرغبات‪ ،‬وصراع الخاليا‬ ‫والحركة والتضاد‪ ،‬وما ليس يدركه العقل البشري‬ ‫القاصر ‪.‬‬ ‫ها أنا أخط السطور حول األيام وتواليها والسجون‬ ‫الت��ي أصبح��ت ج��زء م��ن ضريب��ة الدول��ة عل��ى‬ ‫المواطن‪ ،‬والعمر يكاد ينفذ والس��جن ال ينفذ‪ .‬إنه‬ ‫‪ ,‬أي الس��جن ‪ ,‬رحلة هذه األنظمة التي دهست كل‬ ‫ش��يء في سبيل ال ش��يء‪ .‬فال المش��روع القومي‬ ‫أُنج��ز وال المش��روع االش��تراكي‪ ،‬وال المش��روع‬ ‫الليبرال��ي‪ ،‬وال النهض��ة الدينية الحق��ة على درب‬ ‫الطهط��اوي وجم��ال الدي��ن األفغان��ي‪ ،‬وعلي عبد‬ ‫الرزاق وطه حس��ين‪ .‬لم يتحقق س��وى المزيد من‬ ‫سحق اإلنس��ان والحرية والديمقراطية ‪ ..‬والمزيد‬ ‫من التفريط واالرتهان‪.‬‬ ‫لقد اس��توقفني ف��ي إذاعة مون��ت كارلو تلخيص‬ ‫مق��ال هيكل في «األهالي» القاهرية قال فيه‪ :‬إن‬ ‫أمريكا تريد من العرب أمرين‪:‬‬ ‫‪ - 1‬وضع اليد بالكامل على النفط‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أمن إسرائيل‪.‬‬ ‫وه��ي كذل��ك تري��د م��ن م��ال النف��ط أن يؤمِّ��ن‬ ‫إلس��رائيل وضعًا اقتصادياً متفوق��اً‪ ،‬كما أنها تريد‬ ‫تفوق إس��رائيل لتحاف��ظ على المص��در النفطي‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫لصال��ح أمري��كا‪ .‬ث��م يق��ول‪ :‬إن مس��ح الخارط��ة‬ ‫العراقي��ة مقدم��ة ت��ود أمري��كا تكراره��ا‪ ،‬وربما‬ ‫تك��ررت في ليبيا ‪ .‬ومع األس��ف هن��اك حكام عرب‬ ‫يش��جعون أمري��كا عل��ى القذافي‪ ،‬وق��د يأتي دور‬ ‫دول عربية أخرى ‪ .‬وق��ال إن النظام العربي يخاف‬ ‫م��ن الديمقراطية‪ ،‬وما نراه ف��ي الجزائر هو خوف‬ ‫حقيق��ي منه��ا‪ ،‬رغ��م أنني ش��خصياً ض��د الدولة‬ ‫الدينية‪.‬‬ ‫البرد وصل الذرة‪ ،‬ال أزال أشعر بالعطش الشديد‪.‬‬ ‫حمل��ت أم قصي نبأ وفاة قريبها المهندس حس��ن‬ ‫عيش��ة ‪ ..‬في الزي��ارة الماضي��ة رأيت بن��ات أخيه‬ ‫محمد يزورون ش��قيقهم اس��ماعيل عيشه تحدث‬ ‫البارح��ة أثناء الس��هرة جماع��ة الرقة ع��ن مزارع‬ ‫الدول��ة حديث��اً جي��داً قال��وا‪ - :‬حتى ع��ام ‪ 82‬كان‬ ‫عدده��ا ‪ /15/‬وكان جاب��ر ديب يعم��ل في مزرعة‬ ‫ربيعه وهي واحدة منها‪.‬‬ ‫ق��ال أبو ص�لاح عن محاس��ب نزيه ف��ي إحداها أراد‬ ‫أن يتحق��ق م��ن ج��داول العاملين فاكتش��ف أن ربع‬ ‫المسجلين يعملون فع ًال ‪ ,‬أما الباقي فهم في بيوتهم‬ ‫أو مس��افرين إلى الكويت والسعودية ‪ .‬وعندما أخبر‬ ‫الح��زب خيَّ��روه بي��ن التوقيع على كافة األس��ماء أو‬ ‫يُنق��ل ‪ .‬راجع جهات أخرى في دوائر المحافظة‪ ،‬فلم‬ ‫يس��تفد أبداً ‪ .‬عندئذ طل��ب نقله وترك المزرعة بعد‬ ‫أن تأكد أن العصابة من الحزب والسلطة‪.‬‬ ‫إن إنش��اء هذه المزارع عمل إيجاب��ي فهي أقيمت‬ ‫على أراضي أمالك للدولة‪ ،‬وهي كانت أراض بور‪،‬‬ ‫وإذ بعد مدة تصبح واحات مليئة بالحور واألش��جار‬ ‫الحراجي��ة‪ ،‬وكذلك بالفواكه (في الموس��م ضمَّن‬ ‫أحده��م الدراق في واحدة م��ن هذه المزارع بمبلغ‬ ‫‪ 60‬ألفًا عام ‪)1981‬‬ ‫وه��ذه الم��زارع يوجد بها التف��اح والفريز‪ ،‬وتجرى‬ ‫فيه��ا التجارب لزراعة الفس��تق الحلب��ي‪ ،‬كما أنها‬ ‫تصل��ح كمس��احات لزراعة القط��ن والقمح‪ ،‬وهي‬ ‫ليس��ت بحاجة س��وى للتنظيم وضب��ط المدخالت‬ ‫والمخرجات واألمانة والتخطيط السليم‪.‬‬ ‫ال ب��د للدولة أن تقوم ب��دور في الزراعة إلى جانب‬ ‫القط��اع الخاص الصغير والقطاع التجاري الكبير ‪/‬‬ ‫االستئجار‪./‬‬


‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫انطلق��ت مس��اء االح��د ‪ 2014 / 11 / 3‬ف��ي‬ ‫مدينة كليس التركية فعاليات دورة الش��هيد‬ ‫محم��ود الجوابرة بك��رة القدم الت��ي تنظمها‬ ‫الهيئة العامة للرياضة والش��باب في س��وريا‬ ‫بالتعاون مع منظمة اليوم التالي وبمش��اركة‬ ‫ثماني��ة ف��رق‪ .‬وتأتي ه��ذه البطول��ة تخليداً‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫انطالق بطولة ال�شهيد حممود‬ ‫اجلوابرة يف مدينة كيلي�س الرتكي‬

‫لذكرى أول شهيد في الثورة السورية "محمود‬ ‫قطي��ش الجوابرة" العب نادي الش��علة بكرة‬ ‫القدم‪ ،‬وس��حبت يوم الجمع��ة قرعة البطولة‬ ‫حيث وزعت الف��رق الثمانية على مجموعتين‬ ‫ضمت كل منها أربع��ة فرق‪ ،‬وتقام مبارياتها‬ ‫بنظ��ام الدوري م��ن مرحلتين (ذه��اب واياب)‬ ‫يتأه��ل بنهايتهما فريقان ع��ن كل مجموعة‬ ‫للدور نصف النهائ��ي قبل أن يلتقي الفائزان‬ ‫من ه��ذا الدور بالمب��اراة النهائية‪ ،‬وأس��فرت‬ ‫نتائج القرعة عن وقوع أندية العميد واالتحاد‬

‫والنهض��ة والمحب��ة بالمجموع��ة األولى فيما‬ ‫ضمت المجموعة الثانية أندية ك ً‬ ‫ال من الشباب‬ ‫والجهاد واألهلي والنجمة‪.‬‬ ‫كم��ا أبلغ الحكم الدولي أنس حس��ين رئيس‬ ‫اللجنة المنظمة للبطولة كافة الفرق بأسماء‬ ‫الالعبي��ن المعاقبي��ن نتيج��ة المخالفات التي‬ ‫ارتكبوها بالبطولة السابقة “بطولة اليتامى”‬ ‫التي نظمتها الهيئة العامة للرياضة والشباب‬ ‫الشهر الماضي مما تسبب باستمرار حرمانهم‬ ‫في هذه البطولة‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫اندساسية ‪. .‬‬ ‫دندناتفي كتاب ‪.‬‬ ‫قراءة‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪18‬‬

‫عزت �أمني‪ :‬حزب الكنبة‪..‬‬ ‫رحلتي من الكنبة للميدان‬ ‫«احنا اللي شفنا مصر ونصها بيلعن تخلفها وبيحلم بأميركا‪ ،‬والنص‬ ‫التانى بيلعن فجورها وبيحلم بالسعودية‪ ،‬أنا من جيل كل واحد عايش في‬ ‫عالمه الخاص المنعزل وال يجمعنا اال الشارع الذى كرهناه‪ ،‬والضجيج الذى‬ ‫سأمناه‪ ،‬وأما الوطن فأصبح مرهوناً بقدم أبو تريكة في آخر عشر دقائق‬ ‫في المباراة»‪.‬‬ ‫يمتاز االنت��اج الثقافي المص��ري عن بقية‬ ‫بأعم��ال كتب��ت باللهجة‬ ‫األقط��ار العربي��ة‬ ‫ٍ‬ ‫المصرية المحكية‪ ،‬التي لها جذور راس��خة‬ ‫في مصر ابتدا ًء بأش��عار ابن عروس مروراً‬ ‫ببي��رم التونس��ي وأحمد فؤاد نج��م وخالد‬ ‫خميس��ي وآخرون كثر‪ ،‬وكتابنا اليوم يأتي‬ ‫في ذات السياق‪ ،‬والذي بالرغم من بساطة‬ ‫سلس ورشيق‬ ‫بشكل‬ ‫محتواه يسلط الضوء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عل��ى أف��كار كثيرة تس��تحق التأم��ل فيها‪،‬‬ ‫س��جل فيه الكات��ب حكايات ما عاش��ه قبل‬ ‫انطالق ثورة ‪ 25‬يناير وبعدها وحتى تنحي‬ ‫الرئيس مبارك عن الحكم وتولى المجلس‬ ‫العسكري إدارة المرحلة االنتقالية‪.‬‬ ‫ح��زب الكنب��ة عن��وان الكتاب مس��تمدٌ من‬ ‫المصطلح أو الشعار الذي أطلقه المهندس‬ ‫الش��اب عزت أمين على مدونته على موقع‬ ‫التواص��ل االجتماعي «الفيس��بوك» لدعوة‬ ‫المصريي��ن الجالس��ين عل��ى مقاعده��م‬ ‫أمام شاش��ة التلفزيون والقنوات الفضائية‬ ‫للمش��اركة الفعال��ة م��ع ث��ورة الخام��س‬ ‫والعش��رين م��ن يناير ودع��م اكتمالها بعد‬ ‫تنح��ي مب��ارك ع��ن حك��م الب�لاد‪،‬‬ ‫ش��هرة واس��عة بين مختلف الفئات‬ ‫واألوس��اط المصري��ة وذل��ك على‬ ‫مدار العام ‪ 2011‬وحتى اآلن‪.‬‬ ‫يع��رّف أمي��ن ح��زب الكنب��ة‬ ‫«بالجاثمي��ن عل��ى ص��دور الث��وار‬ ‫والمرددين كالم القنوات المصرية‬ ‫كالماس��ونية والث��ورات الخض��راء‬ ‫واالس��تقرار‪ ،‬والذي��ن يطلبون من‬ ‫نف��س الث��وار أن يدحرج��وا عجل��ة‬ ‫اإلنت��اج له��م ويخلصوه��م م��ن‬ ‫الظل��م‪ ،‬وأن يمنعوا الميكروباصات‬ ‫من الوق��وف بع��رض الطريق‪ ،‬ويا‬ ‫ريت لو يدهنوا الرصيف كل ش��هر‪،‬‬ ‫وناقص يطلبوا منهم يمسحوا لهم‬ ‫الس��لم‪ ،‬فإذا ما أخطأ المس��ؤولون‬ ‫المُعينون من المجلس العس��كري‬ ‫يعاير بع��ض أعضاء ح��زب الكنبة‬ ‫الث��وار بالفش��ل ويش��متون فيهم‬ ‫ويقول��ون كلمته��م األثي��رة‪ :‬الثوار‬ ‫خربوا البلد»‪.‬‬ ‫ويضيف هم‪« :‬المس��تقرون كارهو‬ ‫الث��ورة والث��وار‪ ،‬أو عل��ى األقل من‬ ‫يريدون من الث��وار أن يتوقفوا عن‬ ‫مطالبهم ألنن��ا نزعزع االس��تقرار‬ ‫المبارك��ي‪ ،‬وكأنن��ا كن��ا ف��ي العهد‬ ‫البائد دولة سويسرا‪ ،‬وغرقانين في‬ ‫الش��وكوالتة والبنبون��ي مثل التي‬

‫كان س��يقدمها لن��ا الفري��ق أحمد ش��فيق‪،‬‬ ‫أو كأنن��ا كن��ا ش��امخين كم��ا ق��ال صفوت‬ ‫الشريف‪ ،‬أو نعاني من غيرة أميركا منا ألن‬ ‫عندن��ا العبقري جمال مب��ارك‪ ،‬مفجر ثورة‬ ‫التطوير»‪.‬‬ ‫وفي س��ياق آخر يقول إنه «حزب يضم في‬ ‫عضويته كل من يش��اهد ثورة شعب مصر‬ ‫ف��ي ‪ 25‬يناير من خالل كنبه بيته ولم يقم‬ ‫إال لعمل كوب من الشاي»‪.‬‬ ‫وال ينفي أمين انتمائه لحزب الكنبة س��ابق ًا‬ ‫قائ ً‬ ‫ال‪« :‬كنت من المنتمين لـ»حزب الكنبة»‪،‬‬ ‫وكنت بعيداً عن السياسية‪ ،‬وفجأة وفي يوم‬ ‫‪ 25‬يناير‪ ..‬ق��ررت أن أخرج من هذا الصمت‬ ‫إل��ي الش��ارع‪ ،‬وأش��ارك ف��ي المظاه��رات‪،‬‬ ‫ولذل��ك أطلقت هذا االس��م ألنن��ي بالفعل‬ ‫أروي رحلت��ي م��ن الكنبة إل��ي الميدان في‬ ‫الج��زء األول م��ن الكتاب‪ ،‬أما الج��زء الثاني‬ ‫فهو عبارة عن مجمل مقاالتي بعد الثورة»‪.‬‬ ‫ع��زت أمين اس��تعار اس��م كتابه من اس��م‬ ‫كتاب الدكت��ور مصطفى محم��ود «رحلتي‬

‫ياسر مرزوق‬

‫من الش��ك لإليمان» معتبراً ميدان التحرير‬ ‫هو اإليمان والث��وار الذين كانوا متواجدين‬ ‫ف��ي المي��دان أتباع��اً بال نب��ي‪ ،‬أما الش��ك‬ ‫فخاص بالسؤال‪ ،‬هل من الممكن أن نفعل‬ ‫ش��يئ ًا‪ ،‬وجاء اإليمان بالرد‪ ،‬وهو أننا بالفعل‬ ‫فعلنا هذا الش��يء وصنعنا التغيير‪ ،‬ورحلته‬ ‫من الش��ك إل��ي الميدان تعدُّ وصف��اً دقيق ًا‬ ‫للحالة التي عاشها وكل الثوار‪.‬‬ ‫الكت��اب عب��ارة عن تجميع لمقاالت س��اخرة‬ ‫كتبها أمين عن الثورة‪ ،‬وس��بق له نش��رها‬ ‫عل��ى مدونت��ه اإللكتروني��ة‪ ،‬كم��ا تداولتها‬ ‫العدي��د م��ن المنتديات بعد ذل��ك‪ ،‬وقد اتبع‬ ‫فيه��ا األس��لوب الس��اخر ف��ي الحدي��ث عن‬ ‫الحي��اة السياس��ية واالجتماعي��ة في مصر‬ ‫خالل الفترة األخيرة‪ ،‬أتى الكتاب في جزأين‬ ‫‪.‬‬ ‫الجزء األول حكايات عن تجربتة الشخصية‬ ‫وم��ا الحظه على المجتمع م��ن تغيرات أدت‬ ‫إلى قيام الثورة‪ ،‬ثم بعض ما ش��اهده أثناء‬ ‫الثورة‪ ،‬وسرد في هذا الجزء حكايات تنبض‬ ‫بالحياة ألش��خاص عايشهم داخل الميدان‪،‬‬ ‫والثاني يض��م المقاالت التي نش��رها بعد‬ ‫تنحي الرئيس مبارك‪ ،‬على مدونته الخاصة‬ ‫بتواري��خ مختلف��ة أوله��ا وأش��هرها مقالة‬ ‫«رس��الة إلى ح��زب الكنبة العظي��م» الذي‬ ‫القى أصدا ًء واس��عة في المجتمع المصري‪،‬‬ ‫وج��اء لينتق��د مجموع��ة م��ن األش��خاص‬ ‫الذي��ن كان��وا يس��خرون من ش��باب الثورة‬ ‫المصري��ة ويقول��ون عنه��م أنهم‬ ‫عمالء وخونة‪ ،‬وأنهم أيض ًا الس��بب‬ ‫الرئيسي في خراب مصر‪ ،‬ومقاالت‬ ‫أخرى متنوع��ة كتب��ت تعليق ًا على‬ ‫بع��ض األح��داث الب��ارزة ف��ي تلك‬ ‫الفترة كاالس��تفتاء على الدس��تور‬ ‫وحوادث الفتن الطائفية وغيرها‪.‬‬

‫عزت �أمني‬ ‫تخ��رج من كلي��ة الهندس��ة جامعة‬ ‫القاه��رة وعم��ل بمج��ال الدعاي��ة‬ ‫واإلعالن لفترة‪ ،‬ويعمل اآلن ككاتب‬ ‫ومخرج وممثل‪ ،‬شارك بالتمثيل في‬ ‫فيل��م «ورقة ش��فرة وأعز أصحاب»‬ ‫وفى مجال السيناريو عرض له في‬ ‫عام ‪ 2011‬مسلسل الكارتون «مات‬ ‫ن��ام س��بوبة مصري��ة»‪ ،‬كم��ا كتب‬ ‫ومث��ل وأخرج أول فيل��م قصير من‬ ‫بطولة س��لفيين من حركة س��لفيو‬ ‫كوس��تا بعنوان «اين ودنى» والذى‬ ‫ش��جعه نجاح��ه في��ه عل��ى تقديم‬ ‫فيلم��ه القصي��ر الثان��ي م��ع نفس‬ ‫المجموع��ة بعن��وان «أي��ن محلى»‬ ‫والذى عرض على بعض المحطات‬ ‫الفضائية والحكومية ونال الفيلمان‬ ‫وحرك��ة س��لفيو كوس��تا اهتم��ام‬ ‫الصحافة المحلية والعالمية‪« ،‬حزب‬ ‫الكنبة» هو الكتاب األول ألمين‪.‬‬


‫عدسة سوريتنا ‪. .‬‬ ‫للمرا�سالت والتوا�صل مع هيئة التحرير ‪so uria tna @ gm ail. c om‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫كاريكاتير الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫جرائم وموت ورائحة دماء ‪ ...‬يقابلها دعوة حجة وبنبرة غير مرتعشة «اهلل بعين» ثم تبتسم لك وتنظر إليك مباشرة حتى تنزع عنك الخوف‬ ‫واليأس وتزرع بداخلك األمل بعيناها‬ ‫ريف الالذقية ‪ | 2012 -‬تصوير‪ :‬باسل حسو‬

‫‪19‬‬


‫حلب ‪ -‬حي السكري | تصوير حسام قطان‬

‫رصيف سوريتنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 16 | )165‬تشرين الثاني ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪20‬‬

‫حلب اليوم‪..‬‬ ‫�أكرث من مدينة‬ ‫حلب ‪ -‬جبران دياب‬ ‫ال يش��به ش��رق حلب‪ ،‬غربه��ا أب��داً‪ ،‬فمالمح‬ ‫سيطرة النظام تبدو جلية في األجزاء الغربية‬ ‫م��ن المدين��ة‪ ،‬وكذل��ك الح��ال في القس��م‬ ‫الشرقي الواقع تحت سيطرة المعارضة‪.‬‬ ‫بداي��ة الحكاي��ة ف��ي الس��فر إلى حل��ب تبدأ‬ ‫م��ن رحلة الطريق‪ ،‬ف��إذا كان قصدك مناطق‬ ‫المعارضة‪ ،‬عليك سلوك الطريق الدولي الذي‬ ‫يُع��رف بالطريق القديم‪ ،‬فيم��ا ينحصر موالو‬ ‫النظ��ام بطري��ق خناص��ر‪ ،‬الطري��ق الطويل‬ ‫المُتع��ب المُنه��ك ال��ذي يؤدي بعد مس��ير‬ ‫س��اعات إلى منطقة السفيرة‪ ،‬ثم طريق مطار‬ ‫حل��ب الدول��ي‪ ،‬وم��ن بعدها الراموس��ة قبل‬ ‫الوصول إلى قلب عاصمة شمال البالد‪.‬‬ ‫ساحة سعد اهلل الجابري‪ ،‬الجميلية‪ ،‬الحمدانية‪،‬‬ ‫المحافظ��ة‪ ..‬وغيره��ا م��ن مناطق س��يطرة‬ ‫النظام‪ ،‬تب��دو فيها الحياة أق��رب لالعتيادية‪،‬‬ ‫فالس��هر والحرك��ة واألس��واق "والالمب��االة"‬ ‫عموما‪ ،‬هي سمة واضحة في هذه المناطق‪.‬‬ ‫فيما ّ‬ ‫تعذر علينا االنتق��ال لمناطق المعارضة‪،‬‬ ‫خش��ية المالحقة األمنية من ناحية‪ ،‬والخوف‬ ‫م��ن المجه��ول الذي يحك��ى عنه كثي��راً في‬ ‫العالم اآلخر من المدينة‪ ،‬من ناحية ثانية‪.‬‬

‫الذي أصرّ على عدم كشف اسمه‪ ،‬إن سيطرة‬ ‫النظام داخل مدينة حلب ال تتجاوز الـ ‪ 35%‬من‬ ‫جغرافية المدينة‪ ،‬فيما تجتاح قوات المعارضة‬ ‫م��ا يزيد عن ‪ 55%‬م��ن المدينة‪ ،‬ليبقى هناك‬ ‫حوالي ‪ 10%‬مناطق متنازع عليها‪.‬‬ ‫أما بالنس��بة للريف‪ ،‬فقد تراجعت في الش��هر‬ ‫الماض��ي قوات المعارضة على حس��اب تقدم‬ ‫قوات النظ��ام المدعومة بعناص��ر حزب اهلل‪،‬‬ ‫وحس��ب الصحفي أ‪ .‬م‪ ،.‬فإن الس��يطرة باتت‬ ‫بشكل متناصف تقريباً‪.‬‬ ‫ف��ي هذه المدينة‪ ،‬كل وجوه المارة هي عبارة‬ ‫عن قصص‪ ،‬وحتى أولئك الصامتين‪ ،‬فإن في‬ ‫عيونهم كلم��ات وكلمات‪ ،‬الس��مة الواضحة‬ ‫في الس��وق أيض��ا هو عمل األطف��ال‪ ،‬وجميع‬ ‫اجاباته��م متش��ابهة‪" ،‬نح��ن بحاج��ة للعمل‬ ‫كي نؤمن الم��ال‪ ..‬عوائلنا تنتظرن��ا‪ ،"..‬فيما‬ ‫يُش��اهد كذلك مئات "البسطات" التي فردت‬ ‫ما تبقى من بضاعتها وشرعت بالبيع‪.‬‬ ‫في حل��ب أيضا‪ ،‬وعلى بعد مئ��ات األمتار من‬ ‫الحدي��د والنار‪ ،‬يعيش مجموعة من الش��بّان‬ ‫خارج دائ��رة الزمن‪ ،‬هناك فن��دق الميرديان‪،‬‬ ‫وبجاوره "ديس��كو" يقيم حفلة يومية للشباب‬ ‫والفتيات‪ ،‬فيما كلفة تذكرة الدخول تتجاوز الـ‬ ‫‪ 1200‬ليرة سورية للشخص الواحد‪.‬‬

‫معبر بس��تان القصر‪ ،‬هو واح��د من الممرات‬ ‫التي كانت تصل بين طرفي المدينة‪ ،‬وباتفاق‬ ‫"تحت الطاولة" بين المعارضة والنظام‪ ،‬كان‬ ‫يمرّ المدنيون دون س��طوة رصاص القنص‪،‬‬ ‫لكن ‪ 11‬ش��هرا مرّت عل��ى إغالق هذا المعبر‬ ‫بش��كل كامل‪ ،‬بع��د تق��دم ق��وات الحكومة‬ ‫بش��كل يس��مح لها بمزيد من حصار مناطق‬ ‫المعارضة‪.‬‬

‫م��ن الناحي��ة الثالثة‪ ،‬يفت��رش آالف النازحين‬ ‫أرصفة المدينة الجامعية بشكل خاص‪ ،‬وباقي‬ ‫المساجد والمعاهد والحدائق بشكل أعم‪.‬‬

‫تتوزع السيطرة اليوم داخل مدينة حلب بين‬ ‫ق��وات النظام من جه��ة‪ ،‬والعديد من كتائب‬ ‫الحر والنصرة وغيره��م‪ ،‬فيما يقول الصحفي‬

‫يس��تزيدك المش��ي بين أوجاع ه��ؤالء بكثير‬ ‫م��ن الصمت‪ ،‬ال كالم يعبّر ع��ن أم تنام على‬ ‫الرصيف في ش��هر تشرين الثاني‪ ،‬حيث تصل‬

‫هن��اك الش��بّان يميل��ون للهو أكث��ر من أي‬ ‫شيء آخر‪ ،‬ويقولون إن حياتهم مستمرة دون‬ ‫اكتراث للحرب التي تجاورهم‪.‬‬

‫درج��ة الحرارة إلى م��ا دون الصفر في بعض‬ ‫ساعات الليل‪.‬‬ ‫للنازحي��ن في حلب قصة أخرى‪ ،‬فقد تعج أكثر‬ ‫خطوط التماس خط��ورة بآالف النازحين‪ ،‬فال‬ ‫م��كان آخ��ر يذهبون إلي��ه‪ ،‬األمر ال��ذي يبدو‬ ‫بش��كل أكثر وضوحاً‪ ،‬حين ترى الحياة تفيض‬ ‫م��ن أبنية مهدّمة أو ش��وارع مدم��رة‪ ،‬األمر‬ ‫ال��ذي لم يالحظ في باق��ي مناطق الدمار في‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫هنا‪ ،‬ال ش��يء يقف أمام حي��اة حلبي‪ ،‬ال قناص‬ ‫وال ه��اون وال قصف طيران‪ ،‬وكأنما تس��اوت‬ ‫درج��ات الم��وت والحي��اة أم��ام ش��خوص‬ ‫الحلبيي��ن‪ ،‬وهنا االزدحام يتف��وق على مثيله‬ ‫دمشق‪ ،‬وكذلك سهر الليل‪ ،‬وحركة األسواق‪،‬‬ ‫وحتى تدافع السيارات‪.‬‬ ‫وعلى هامش هذا ك ّله‪ ،‬تلحظ عينك انتش��اراً‬ ‫فوضوي��ا لللج��ان الش��عبية‪ ،‬حي��ث يتو ّل��ى‬ ‫كل ح��ي أو جان��ب حماي��ة نفس��ه بنفس��ه‪،‬‬ ‫األم��ر ال��ذي ينس��حب أحيان��اً عل��ى جوانب‬ ‫أكث��ر م��ن حماية الح��ي‪ ،‬كالتع��رّض للمارة‬ ‫والداخلين والخارجي��ن‪ ،‬وابتزازهم بأموالهم‬ ‫وممتلكاتهم‪.‬‬ ‫حلب‪ ،‬في يوم واحد‪ ،‬أكثر من مدينة‪ ،‬رغم كل‬ ‫الدم��ار المحيط بها‪ ،‬وحلب في أول س��اعات‬ ‫لقائه��ا‪ ،‬تختلف تمام��ا عما كان��ت عليه يوم‬ ‫احتفت بنفسها عاصمة الثقافة العربية‪.‬‬ ‫المدين��ة هجره��ا حديث الس��وّاح‪ ،‬وال وجود‬ ‫أجنب��ي إال للمقاتلي��ن والصحفيي��ن‪ ،‬إال أنها‬ ‫م��ع ذلك ك ّله حياة منتفض��ة من بين الركام‪،‬‬ ‫ومعان��اة متنقلة في عيون القاطنين‪ ،‬ش��اؤوا‬ ‫أم أبوا‪ ،‬إال أن أوجاعهم متواصلة طالما أنهم‬ ‫مقيمي��ن هنا‪ ..‬وطالم��ا أنهم بس��طاء فقراء‬ ‫ولدوا ألجل الصدفة في حلب‪..‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.