Souriatna 175

Page 1

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪1‬‬


‫جمزرة اخلن�ساء يف احل�سكة‪:‬‬ ‫‪� 79‬شهيد ًا بق�صف طائرات النظام وخيم عزاء جماعية‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫سوريتنا ‪ -‬الحسكة ‪ -‬عدنان أبو كنان‬ ‫استشهد ‪ 79‬مدنياً الثالثاء الماضي‪ ،‬في مجزرة‬ ‫مروعة ارتكبها طيران النظام عندما اس��تهدف‬ ‫س��وقاً للماش��ية بقري��ة " الخنس��اء"‪ ،‬في ريف‬ ‫الحسكة الشمالي‪.‬‬ ‫وق��ال مص��در طب��ي ف��ي بل��دة ت��ل حمي��س‬ ‫القريبة من مكان وق��وع المجزرة "إن أكثر من‬ ‫‪ 160‬ش��خصاً س��قطوا بين ش��هيد وجريح‪ ،‬تم‬ ‫توثيقهم عقب المجزرة‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 13‬جثة‬ ‫متفحمة لم تعرف هوية أصحابها"‪.‬‬ ‫وأض��اف المص��در "إن��ه ت��م نق��ل أكث��ر من ‪90‬‬ ‫مصاب��اً إلى كل من بلدة الهول ومدن الش��دادي‬ ‫والقامشلي والميادين في دير الزور على الفور"‪.‬‬ ‫وتقع قرية الخنساء في ريف الحسكة الشمالي‪،‬‬ ‫‪9‬كم جنوب بلدة تل حميس وتعتبر أحد مراكز‬ ‫تجم��ع تج��ار الماش��ية ف��ي المنطق��ة‪ ،‬بعد أن‬ ‫أغل��ق النظام الط��رق إلى الم��دن التي تخضع‬ ‫لسيطرته بوجه تجار الماشية‪.‬‬ ‫وتروي ش��هادات الناجي��ن والقريبين من القرية‬ ‫مش��اهد مروع��ة للمج��زرة‪ ،‬يقول أحم��د العلي‬ ‫أحد الناجين من المجزرة لسوريتنا «كنت أتوجه‬ ‫بس��يارتي حوالي الس��اعة ‪ 12‬ظهراً إلى س��وق‬ ‫تيماء لبي��ع بعض األغنام عندما س��معت صوت‬ ‫انفجار رهيب قبل أن أصل بدقائق إلى السوق»‪.‬‬ ‫ويضيف " يصعب وصف المشهد اهتزت األرض‬ ‫فجأة واندلعت النار بأجساد البشر والماشية"‪.‬‬ ‫من جهته يقول خالد من أبناء القرية المنكوبة‬ ‫"ح��دث انفج��اران في الم��كان‪ ،‬يب��دو أن األول‬ ‫كان حاوي��ة متفجرة والثانية قنبلة عنقودية أو‬ ‫برميل متفجر"‪.‬‬ ‫وع��ن طبيعة المكان المس��تهدف يؤكد خالد ال‬ ‫يوجد أي تواجد لعناصر من تنظيم الدولة أو أي‬ ‫عنصر مس��لح في المنطقة المستهدفة وأقرب‬ ‫تواجد لهم هو في بلدة تل حميس والتي تبعد‬ ‫حوالي ‪ 9‬كم"‪.‬‬ ‫وأدى نق��ص الك��وادر الطبية وتخ��وف أهالي‬ ‫غالبي��ة المصابي��ن م��ن نق��ل جراحاه��م إلى‬ ‫مناط��ق يس��يطر عليه��ا النظ��ام كمدين��ة‬ ‫القامش��لي القريب��ة إلى ارتفاع عدد الش��هداء‬ ‫بين الجرحى‪.‬‬ ‫يق��ول الناش��ط مصع��ب الحام��دي "إن أهالي‬ ‫المصابين الذين استهدفهم طيران النظام في‬ ‫قرية الخنس��اء‪ ،‬والذين تواجدوا في س��وق بيع‬ ‫المواش��ي‪ ،‬أب��دوا تخوفهم من ارت��كاب النظام‬ ‫فظاع��ات جدي��دة بحقه��م وتصفي��ة الجرحى‬ ‫الذي��ن وصلوا إلى مش��فى الس�لام في مدينة‬ ‫القامشلي‪ ،‬كونهم ينتمون إلى مناطق يسيطر‬ ‫عليها تنظيم الدولة"‪.‬‬ ‫وم��ن جانب��ه يق��ول الطبي��ب محم��د الخلي��ل‬ ‫لسوريتنا "سبب ارتفاع عدد الشهداء الرئيسي‬ ‫هو نقص الك��وادر الطبية ف��ي المناطق التي‬ ‫نقل اليها الجرجى‪ ،‬واس��تهداف طيران النظام‬ ‫للمش��افي الميدانية في أوقات سابقة‪ ،‬وضعف‬ ‫اإلمكانات الطبية فيما تبقى منها"‪.‬‬ ‫واقيم��ت خيم عزاء جماعية في عدد من القرى‬ ‫التي قضى عدد من أبنائها في ريف القامشلي‬ ‫الجنوب��ي‪ ،‬وهي قرى (حنوة الجيس��ي ‪ -‬عكاظ‬ ‫– وائ��ل – الزه��راء – السلماس��ة – الحديبية –‬

‫لحظة المجزرة | قاطع تل حميس‬

‫الخنساء – الطائف – بلقيس – أبو جرن)‪.‬‬ ‫ويذكر أن بعض العائالت فقدت أكثر من شهيد‬ ‫في العائلة الواحدة كم��ا حدث مع عائلة المطر‬ ‫والتي فقدت ‪ 7‬أشخاص من نفس العائلة‪.‬‬

‫�إدانة املجزرة‬

‫أدان االئتالف الس��وري‪ ،‬في بيان أصدره مساء‬ ‫الثالث��اء الماضي‪ ،‬المجزرة التي ارتكبها طيران‬ ‫النظام في بلدة الخنساء بريف الحسكة‪ ،‬والتي‬ ‫أدت الستشهاد أكثر من ‪ 79‬شهيد‪.‬‬ ‫واعتب��ر االئت�لاف "أن النظام يح��اول قتل أكبر‬ ‫عدد من المدنيين بحجة اس��تهداف التنظيمات‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬مستفيداً من صمت المجتمع الدولي‬ ‫وتركي��ز التحالف الدولي عل��ى تنظيم " الدولة‬ ‫اإلسالمية" وإهمال إرهاب نظام األسد"‪.‬‬ ‫وح��ذر االئت�لاف في بيانه "م��ن أن التخلي عن‬ ‫المدنيين وعدم التدخل إلنقاذ الجرحى وإرسال‬ ‫معونات طبية عاجلة وإخالء المصابين‪ ،‬سيمثل‬ ‫وصم��ة عار تالح��ق المجتمع الدول��ي وأصحاب‬ ‫القرار فيه إلى األبد"‪.‬‬ ‫وطالب "االئتالف التحالف الدولي باإلس��راع في‬ ‫ف��رض مناطق آمنة ش��مال س��ورية وجنوبها‪،‬‬ ‫وتقديم الدعم الالزم من خالل تفعيل برنامج‬ ‫تدريب وتجهيز الجيش السوري الحر بما يمكنه‬ ‫م��ن حماية المدنيين‪ ،‬وإيقاف اآللة العس��كرية‬ ‫للنظام"‪.‬‬ ‫بالمقاب��ل ادع��ت وس��ائل اإلع�لام التابع��ة‬ ‫للنظام كالعادة أن مكان االس��تهداف هو تجمع‬ ‫"إلرهابي تنظيم الدولة"‪.‬‬ ‫وقالت وكالة س��انا عبر مراسلها في الحسكة "‬ ‫إن وحدة من الجيش السوري استهدفت تجمعًا‬ ‫ال رهابي داعش في قرية الخنس��اء قرب بلدة‬ ‫تل حميس في ريف الحسكة"‪.‬‬ ‫ويعلق الناش��ط السياس��ي أحمد الشمام على‬ ‫ادع��اءات النظ��ام بالقول "ليس��ت المرة األولى‬ ‫فمنذ ‪ 4‬س��نوات والنظام ووسائل إعالمه تتهم‬ ‫الس��وريين باإلرهاب وكل أهالي المنطقة وأنا‬ ‫واحد منهم يعرف أن هذا المكان س��وق ألناس‬ ‫بسطاء وفقراء "‪.‬‬ ‫ويضي��ف" الفيديوهات والص��ور المروعة التي‬ ‫انتش��رت بعد المجزرة‪ ،‬توض��ح طبيعة المكان‬

‫المس��تهدف واخت�لاط دماء ه��ؤالء األبرياء مع‬ ‫مواشيهم تؤكد زيف ادعاءاته"‪.‬‬

‫اعت�صام يف �أورفا تنديد ًا باملجزرة‬

‫وتضامن��اً م��ع ش��هداء مج��زرة الخنس��اء نظم‬ ‫عدد من نش��طاء محافظة الحس��كة المقيمين‬ ‫في مدين��ة أورفا التركية اعتصام��ًا في ميدان‬ ‫المدفع‪.‬‬ ‫يقول الناشط محمود الجبوري أحد المشاركين‬ ‫باعتصام أورفا "نظمنا هذا االعتصام من أجل‬ ‫مطالبة المجتمع الدولي ومجلس األمن لحماية‬ ‫المدنيين في ريف محافظة الحسكة من مجازر‬ ‫النظام الس��وري‪ ،‬وتقديم الدعم والمساعدات‬ ‫الطبية واإلنسانية للحسكة"‪.‬‬ ‫وبحس��ب المكتب الحقوقي التحاد تنس��يقيات‬ ‫الثورة الس��ورية ف��إن النظام الس��وري أرتكب‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 512‬مجزرة خ�لال الع��ام الماضي‪،‬‬ ‫بينها ‪ 205‬مجازر في حلب و‪ 85‬مجزرة في ريف‬ ‫دمشق‪ ،‬و‪ 57‬مجزرة في ادلب‪ ،‬و‪ 55‬مجزرة في‬ ‫درعا‪ ،‬و‪ 42‬مجزرة في حمص‪ ،‬و‪ 28‬مجزرة في‬ ‫حم��اه‪ ،‬و‪ 13‬مج��زرة في الرق��ة‪ ،‬و‪ 9‬مجازر في‬ ‫الحسكة‪ ،‬ومجزرة في القنيطرة‪ ،‬ومجزرة ريف‬ ‫الالذقية‪.‬‬

‫من اعتصام أورفا التركية‬


‫سوريتنا ‪ -‬درعا ‪ -‬سارة الحوراني‬ ‫تعرض��ت مدن وقرى وبلدات ف��ي محافظة درعا لحملة عنيفة من الطي��ران الحربي والمروحي‬ ‫التابع للنظام خالل األيام القليلة الماضية‪ ،‬أس��فرت عن س��قوط العش��رات م��ن المدنيين بين‬ ‫شهيد وجريح‪ ،‬وتدمير هائل في األبنية والبنية التحتية للمناطق المستهدفة‪.‬‬ ‫فيما نالت مدن وبلدات الريف الغربي والش��مالي من المحافظة الحصة األكبر من القصف نظراً‬ ‫للمعارك التي تش��هدها مدينة الش��يخ مسكين وبعض القرى القريبة منها‪ ،‬حيث تتعرض مدن‬ ‫"داعل والش��يخ مس��كين وطفس والمزيريب ونوى والحارة وانخل وبلدات ابطع وتس��يل ودير‬ ‫العدس وزمرين والمال وأم العوس��ج والي��ادودة" لقصف يومي بالبرامي��ل المتفجرة والطيران‬ ‫الحرب��ي إضافة للقصف المدفعي والصاروخي‪ ،‬وذلك وس��ط ظروف إنس��انية صعبة يعيش��ها‬ ‫األهال��ي في تلك المناطق والنازحين في األراضي الزراعية من نقص في الغذاء وخاصة الخبز‬ ‫والدواء وارتفاع خيالي بأس��عار المحروقات وفقدانها أليام عدي��دة‪ ،‬باإلضافة إلى انقطاع التيار‬ ‫الكهربائي منذ عدة أش��هر وفقدان مياه الش��رب وعجز المشافي الميدانية عن استيعاب األعداد‬ ‫الكبي��رة للجرحى وخاصة من ذوي اإلصابات الخطيرة حيث يتم نقلهم إلى األردن لتلقي العالج‬ ‫ومنهم من فقد حياته في المشافي األردنية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما تعرضت مدن وقرى الريف الش��رقي للمحافظة إلى قصف متواصل أيضا‪ ،‬حيث يس��تهدف‬ ‫الطيران المروحي والحربي مدن "الحراك وبصرى الش��ام وبلدات الكرك الشرقي وبصر الحرير‬ ‫وعلما والصورة وبلدة نعيمة"‪ ،‬فيما تشهد مدينة درعا هي األخرى غارات متواصلة من الطيران‬ ‫الحربي يس��تهدف األحياء المحررة نجم عنها س��قوط عدد من الجرحى من األهالي ودمار عدة‬ ‫منازل وتعرض ش��بكة الكهرباء والماء ألضرار كبيرة أسفرت عن انقطاعهما لعدة أيام وارتفاع‬ ‫كبير بأسعار المياه والوقود واحتكارها في السوق من قبل التجار‪.‬‬

‫أعلن قائم مقام بلدة س��وروج في والية أورفا الحدودية مع س��وريا جنوب تركيا‬ ‫«عبداهلل تشيفتش��ي»‪ ،‬أن تجهيز المخيم الجديد المخصص لألكراد الس��وريين‬ ‫والذي س��يكون أكبر مخيم لالجئين في تركيا‪ ،‬أش��رف على االنتهاء وأنه س��يبدأ‬ ‫باس��تقبال الالجئي��ن يوم االحد الق��ادم الموافق لـ ‪ 25‬كان��ون الثاني‪ ،‬وذلك في‬ ‫تصريحات أدلى بها مؤخراً لوكالة األناضول التركية‪.‬‬ ‫وق��ال «تشيفتش��ي»‪ :‬إن «المخي��م مخصص ل��ـ ‪ 7‬آالف عائلة‪ ،‬وتتّس��ع الخيمة‬ ‫الواحدة بداخلها ‪ 5‬أش��خاص‪ ،‬وإنه نظراً لهذا فإنه س��يقيم في��ه ما يقارب الـ ‪35‬‬ ‫ألف ش��خص»‪ .‬وأفاد «تشيفتش��ي» بأن المخيم يحوي ‪ 15‬حي ًا‪ ،‬ومجهّز بمحالت‬ ‫تس��وق ومالهي لألطفال وعدة مس��اجد وغرف خاصة لمشاهدة التلفاز‪ ،‬مشيراً‬ ‫إلى أنّه مصمّم وفق أعلى مقاييس‪.‬‬ ‫وأشار قائم مقام بلدة “سوروج” إلى أنّه ستكون في المخيم ‪ 4‬مدارس فيها ‪24‬‬ ‫قاعة‪ .‬وستس��تقبل ‪ 13‬ألف شخص تقريبا‪ ،‬وسيتم منح الالجئين بطاقات خاصة‬ ‫للتعريف بأنفسهم وبطاقات إدارة الطوارئ والكوارث (آفاد) مشحونة بـ ‪ 85‬ليرة‬ ‫تركية لقضاء احتياجاتهم شهري ًا‪.‬‬ ‫وس��يتمكن الالجئون من الدخول والخروج إلى المخيم بحريّة وبسهولة وسيتم‬ ‫منحهم إمكانيات العمل خارج المخيم حسب تصريحات تركية رسمية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫�أكرب خميم لالجئني ال�سوريني يف تركيا يفتتح بعد �أيام‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫أص��در جيش اإلس�لام بقيادة زه��ران علوش‬ ‫بيان�� ًا يوم الجمعة ح��ذر فيه "المس��لمين في‬ ‫دمش��ق" من أنه س��وف يمطر العاصمة يومي ًا‬ ‫بمئ��ات الصواريخ م��ن طراز "كاتيوش��ا ‪،107‬‬ ‫سهم اإلسالم ‪ ،3‬غراد ‪ ،20‬غراد ‪ ،"40‬رداً على‬ ‫"القص��ف الهمجي الذي تصبه طائرات النظام‬ ‫على الغوطة"‪.‬‬ ‫وكان أكثر من س��تين ش��خص قتل��وا وأصيب‬ ‫عش��رات آخرون‪ ،‬إثر قص��ف صاروخي نفذته‬ ‫طائرات النظام يوم الجمعة‪ ،‬واس��تهدف سوق ًا‬ ‫شعبية مكتظة بالمدنيين في مدينة حمورية‬ ‫بالغوطة الشرقية في ريف دمشق‬ ‫وجاء في البيان الذي نشره علوش عبر حسابه‬ ‫عل��ى "تويتر" ‪" :‬حفاظاً على أرواح المس��لمين‬ ‫المقيمي��ن ف��ي العاصم��ة‪ ،‬يمن��ع التج��وال أو‬ ‫الخ��روج إلى الوظائ��ف أو الطرقات اعتباراً من‬ ‫يوم األحد في أوقات الدوام داخل العاصمة"‪.‬‬ ‫وم��ن جهته��ا نقل��ت صفح��ة "دمش��ق اآلن"‬ ‫الموالية للنظام ع��ن ضابط في قوات النظام‬ ‫قول��ه إن "كل ص��اروخ يخرج م��ن مدينة دوما‬ ‫الغوطة الشرقية‪ ،‬مستهدفاً العاصمة دمشق‪،‬‬ ‫س��يقابله تدمي��ر عش��رة أه��داف ف��ي دوما‪،‬‬ ‫مطمئناً س��كان العاصمة بأنه��م في "رموش‬ ‫عين كل جندي"‪ ،‬على حدّ تعبيره‪.‬‬ ‫وأض��اف الضاب��ط حس��ب "دمش��ق اآلن" أن‬ ‫"اإلرهابيي��ن ق��د ينف��ذوا تهديداتهم بقصف‬ ‫س��كان العاصمة بالصواريخ‪ ،‬كونهم فاقدين‬ ‫للحس الوطني واألخالقي‪ ،‬وهدفهم قتل أكبر‬ ‫عدد من مدنيي دمش��ق من أجل تعكير الحياة‬ ‫الهادئة ضمن العاصمة"‪ ،‬حسب وصفه‪.‬‬ ‫وقبل ذلك‪ ،‬أعلن جيش االسالم يوم الخميس‬ ‫مقت��ل أربعة جنود من ق��وات النظام في حي‬ ‫"الم��زة ‪ "86‬بدمش��ق‪ ،‬وذل��ك بعد اس��تهداف‬ ‫الجيش حاجزاً له��م في المنطقة بالصواريخ‪،‬‬ ‫وتزامن ذلك م��ع إعالن وكالة "س��انا" التابعة‬ ‫للنظ��ام مقتل مدن��ي وإصابة آخري��ن نتيجة‬ ‫قصف بالهاون على الحي‪..‬‬

‫أخبار وتقارير‬

‫زهران علو�ش يتوعد‬ ‫ب�إمطار دم�شق بال�صواريخ‬ ‫ث�أر ًا ملجزرة ح ّمورية‬

‫حوران حتت ق�صف غري م�سبوق‬ ‫من طريان النظام‬

‫‪3‬‬


‫"‪ 6‬ماليني دوالر‪� ..‬أول منحة �أمريكية للحكومة ال�سورية امل�ؤقتة‬ ‫عرب برنامج "بالأخ�ضر"‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫سوريتنا‬ ‫قدمت الواليات المتحدة األميركية منحة مالية‬ ‫بقيم��ة ‪ 6‬ماليي��ن دوالر للحكومة الس��ورية‬ ‫المؤقتة‪ ،‬عن طريق برنامج "باألخضر" التابع‬ ‫للحكوم��ة المؤقت��ة‪ ،‬به��دف تمويل مش��اريع‬ ‫تنموي��ة وإغاثي��ة ف��ي المناط��ق الخاضع��ة‬ ‫لسيطرة مقاتلي المعارضة‪.‬‬ ‫وقال رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد‬ ‫طعمة ل��ـ "س��وريتنا" خالل مؤتم��ر صحفي‪:‬‬ ‫"إن المنح��ة المقدم��ة لبرنام��ج باألخض��ر‬ ‫تخص مشروع ًا منفص ً‬ ‫ال عن أعمال الحكومة‬ ‫المؤقتة‪ ،‬ونحن نريد لهذا المش��روع أن ينجح‬ ‫وأن ندعمه بكل ما نستطيع من قوة"‪.‬‬ ‫وأض��اف أن " الحكومة المؤقت��ة لها برنامجها‬ ‫الخاص بها‪ ،‬لكن عندما ترغب الجهات المانحة‬ ‫مث��ل المنح��ة األمريكي��ة أن يك��ون هنال��ك‬ ‫مش��روع داعم‪ ،‬فنحن نرحب بذلك‪ ،‬وما يهمنا‬ ‫أن يصل الدعم لمس��تحقيه وان يظهر له أثر‬ ‫على االرض في س��وريا بم��ا يحقق مصلحة‬ ‫الشعب السوري في الحاضر والمستقبل‪" .‬‬ ‫ولفت طعمة إلى أن "برنامج باألخضر" يحمل‬ ‫طابع االس��تدامة وليس مجرد مشروع مؤقت‬ ‫أو حمل��ة إغاثية‪ ،‬كم��ا أنه يعم��ل على تهيئة‬ ‫المجتمع��ات ف��ي الم��دن والق��رى الخاضع��ة‬ ‫لس��يطرة مقاتل��ي المعارضة لمرحل��ة إعادة‬ ‫اإلعم��ار‪ ،‬الت��ي س��تأتي بعد س��قوط النظام‬ ‫وعودة االس��تقرار إلى سورية‪ ،‬مش��يداً بدور‬ ‫الوالي��ات المتح��دة التي قدمت س��تة ماليين‬ ‫دوالر للمشروع‪.‬‬ ‫وقدم مدي��ر برنامج باألخضر أنس طعمة أن‬ ‫المنحة األمريكية مقس��مة إل��ى جزأين األول‬ ‫تبل��غ قيمت��ه ‪ 4 .4‬ماليي��ن دوالر‪ ،‬ويهدف إلى‬ ‫تزويد المديري��ات التابعة ل��وزارات الحكومة‬

‫الس��ورية المؤقت��ة بآلي��ات ومع��دات به��دف‬ ‫تمكينه��ا م��ن إع��ادة تأهيل بع��ض المرافق‬ ‫الحيوي��ة‪ ،‬منه��ا (س��يارات النظاف��ة وناقالت‬ ‫الحب��وب‪ ،‬مع��دات ثابت��ة ثقيل��ة كالمخاب��ز‬ ‫والمطاح��ن ومول��دات كهرب��اء ضخم��ة‬ ‫االس��تطاعة‪ ،‬إضافة إل��ى مواد أخ��رى للبنية‬ ‫التحتية وإعادة الترميم)‪.‬‬ ‫وتبل��غ قيم��ة الج��زء الثان��ي حس��ب مدي��ر‬ ‫"باألخض��ر" ‪ 6 .1‬ملي��ون دوالر ويه��دف إل��ى‬ ‫تقوي��ة دور مديري��ات الحكوم��ة المؤقت��ة‪،‬‬ ‫والمجال��س المحلي��ة التابع��ة له��ا‪ .‬وتش��مل‬ ‫ه��ذه االتفاقي��ة الس��لل الغذائية والش��توية‬ ‫واللوازم المدرس��ية كالحقائب والقرطاسية‪،‬‬ ‫ومساعدات للمخابز كالطحين والخميرة‪.‬‬ ‫وج��اء في بيان صادر ع��ن االئتالف أن المنحة‬

‫"ه��ي المس��اعدة المادي��ة األميركي��ة األولى‬ ‫المباش��رة" إلى الحكومة الس��ورية المؤقتة‪،‬‬ ‫وأش��ار االئت�لاف إلى أن الحكوم��ة ومن خالل‬ ‫ه��ذا المبلغ ستس��اهم في تمويل مش��اريع‪،‬‬ ‫بينها توزيع الحبوب والمواد الغذائية وتفعيل‬ ‫الخدمات الحكومية ودع��م المجالس المحلية‬ ‫التي تمثل المعارضة في تلك المناطق‪.‬‬ ‫ويس��عى برنام��ج "باألخض��ر" إل��ى تمكي��ن‬ ‫الس��لطة المدنية في ه��ذه المناطق‪ ،‬وإعادة‬ ‫‏بن��اء مؤسس��ات الدول��ة م��ن خالل مش��اريع‬ ‫خدمي��ة‪ ،‬وتنموية وإنس��انية‪ ،‬تس��عى إلعادة‬ ‫االس��تقرار إل��ى حي��اة المواطني��ن‪ .‬ويق��وم‬ ‫بتنفيذ مش��اريع البرنامج الوزارات المختلفة‬ ‫في الحكومة الس��ورية‏المؤقت��ة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫المجالس المحلية‪.‬‬

‫عامل دين ياباين يطالب "تنظيم الدولة" ب�إطالق الرهينتني اليابانيني‬ ‫طالب أستاذ قانون الشريعة اإلسالمية ومدير‬ ‫جمعية مسلمي اليابان البروفسور "حسن كو‬ ‫ناكات��ا" تنظي��م "الدولة اإلس�لامية" بإطالق‬ ‫سراح األسيرين اليابانيين المحتجزين لديه‪.‬‬ ‫وق��ال "ناكات��ا" ف��ي تس��جيل مصوّر نُش��ر‬ ‫عل��ى "يوتي��وب" قب��ل يومين‪" :‬أرج��و منكم‬ ‫مهل��ة ال تنفذوا فيها حكمكم على األس��يرين‬ ‫اليابانيي��ن‪ ،‬وأنا مس��تعد للقدوم إل��ى الدولة‬ ‫اإلسالمية ألفاوض في هذه المهمة بأي وقت"‪،‬‬ ‫مضيفًا " لقد سررتُ بسماع إطالق سراحكم‬ ‫لـ ‪ 350‬شخصاً من أسراكم اإليزيديين‪ ،‬وأدت‬ ‫معاملتك��م ه��ذه إلى تصحي��ح تصوركم في‬ ‫أذهان األجانب الذي��ن لم تكن لديهم معرفة‬ ‫كاملة عن حقيقة الدولة اإلسالمية"‪.‬‬ ‫أن إطالق س��راح‬ ‫وخت��م "ناكاتا" بيانه بقوله‪ّ :‬‬ ‫األس��يرين اليابانيي��ن ب��د ً‬ ‫ال م��ن إعدامهم��ا‪،‬‬ ‫يُحس��ن انطب��اع العالم غير اإلس�لامي حول‬ ‫اإلس�لام والدولة اإلسالمية‪ ،‬وهذا الذي أرغب‬ ‫به وجميع المسلمين في اليابان"‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر‪ ،‬تداول ناشطون أمس تسجي ً‬ ‫ال‬ ‫صوتي�� ًا منس��وباً لتنظي��م الدولة اإلس�لامية‬

‫يفيد بأن التنظيم قد أعدم "هارونا" وهو أحد‬ ‫الرهينتين اليابانيين‪.‬‬ ‫وظه��ر الرهينة اآلخ��ر "كنجي غوت��و جوغو"‬ ‫في ص��ورة مرفقة بالتس��جيل مرتدي��اً البزة‬

‫البرتقالي��ة‪ ،‬ويحمل صورة ب��دت أنها لزميله‬ ‫بعد قطع رأسه‪.‬‬ ‫وق��ال "جوغو" في التس��جيل الصوتي موجهاً‬ ‫كالم��ه لحكوم��ة ب�لاده‪" :‬لقد ت��م تحذيركم‬ ‫وأعطيتم موعداً نهائيًا‪ ،‬وها هو من أس��رني‬ ‫ق��د الت��زم بوع��ده‪ ،‬آبي��ي‪ ،‬رئي��س ال��وزراء‬ ‫البريطان��ي‪ ،‬لق��د قتل��ت هارون��ا‪ ،‬ول��م تأخذ‬ ‫تهدي��دات من أس��رني بجدية‪ ،‬ول��م تتصرف‬ ‫خالل مهلة الـ ‪ 72‬ساعة"‪.‬‬ ‫كم��ا وج��ه "جوغو" رس��الة إل��ى زوجت��ه قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫"(رينك��و)‪ ،‬علي��ك وعل��ى عائلتن��ا وأصدقائن��ا‬ ‫وزمالئي في اإلعالم المستقل مواصلة الضغط‬ ‫عل��ى حكومتن��ا‪ ،‬فمطال��ب من أس��رني س��هلة‬ ‫وعادل��ة‪ ،‬ال يطالبون بم��ال اآلن‪ ،‬يطلبون فقط‬ ‫اإلفراج عن أختهم المأسورة ساجدة الريشاوي"‪.‬‬ ‫ويع��رف ع��ن س��اجدة الريش��اوي أنها س��يدة‬ ‫عراقي��ة جندها زوجها لتنفيذ عملية انتحارية‬ ‫كج��زء من أح��د تفجي��رات فن��ادق عمان في‬ ‫األدن ع��ام ‪ ،2005‬لكنه��ا نجت وحك��م عليها‬ ‫القضاء األردني باإلع��دام وتم تأجيل الحكم‬ ‫كونها لم تتسبب بالقتل‪.‬‬


‫أعلن��ت وزارة التربي��ة ف��ي الحكوم��ة الس��ورية المؤقت��ة أمس بدأ التس��جيل‬ ‫المتحان��ات الش��هادة الثانوي��ة بفرعيها العلم��ي واألدبي والثانوية الش��رعية‬ ‫والتجاري��ة ل��دورة عام ‪ 2015‬اعتباراً من يوم غد االثني��ن وحتى تاريخ ‪ 26‬آذار‬ ‫من العام الجاري‪ ،‬للطالب النظاميين وطالب الدراسة الحرة‪.‬‬ ‫واشترطت الوزارة على‬ ‫المتقدمي��ن للتس��جيل بالنس��بة للط�لاب النظاميين أن يكون ق��د مضى على‬ ‫حص��ول الطال��ب على ش��هادة التعلي��م األساس��ي أو اإلعدادية الش��رعية أو ما‬ ‫يعادلها ثالث سنوات على األقل‪ ،‬في حين يُقبل بالنسبة لطالب الدراسة الحرة‬ ‫من مضى على حصوله على شهادة التعليم األساسي أو اإلعدادية الشرعية أو‬ ‫ما يعادلها ثالث سنوات على األقل أو أن كون قد تجاوز الثامنة عشرة من عمره‪.‬‬ ‫ويقب��ل أيض��ًا من طالب الدراس��ة الحرة‪ ،‬الط�لاب الذين حازوا على الش��هادة‬ ‫الثانوية العامة‪ ،‬أو الش��رعية أو الفنية أو المهنية أو الزراعية أو البيطرية أو ما‬ ‫يعادلها من مواليد ‪ 1992‬وما بعد "ناجح ويعيد"‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لألوراق الثبوتية‪ ،‬فيطلب من الطالب النظامي أربع صور شخصية‬ ‫حديثة متطابقة قياس "‪ 3 * 4‬س��م" يكتب على خلفية كل منها االسم الثالثي‬ ‫للطالب واس��م األم والف��رع‪ ،‬وتمهر بخاتم المدرس��ة‪ ،‬إضاف��ة إلى صورة عن‬ ‫البطاقة الش��خصية ( الهوية ) يتم تصديقها من إدارة المدرسة بعد مطابقتها‬ ‫مع األصل والتأكد من س�لامتها وصحة معلوماتها ووضوحها وعدم وجود حك‬ ‫أو شطب أو تحوير فيها حسب ما ورد في اإلعالن‪،‬‬ ‫وف��ي حال عدم توافر صورة الهوية‪ ،‬يتق��دم الطالب بإخراج قيد مدني أو صورة‬ ‫ع��ن دفت��ر العائلة‪ ،‬صفحة الطالب واألب‪ ،‬أو بطاق��ة تعريفية يتم تصديقها من‬ ‫دائرة االمتحانات بعد مطابقتها مع األصل‪.‬‬ ‫وإضاف��ة إلى ما س��بق‪ ،‬فعلى طالب الدراس��ة الح��رة الراغب بالتس��جيل على‬ ‫االمتحان��ات أن يق��دم طلب اكتت��اب يؤخد من دائ��رة االمتحان��ات ويدون عليه‬ ‫الطالب على مس��ؤوليته المعلومات المطلوبة كافة مع عنوانه المفصل ورقم‬ ‫هاتفه‪ ،‬إضافة إلى صورة مصدقة عن الش��هادة التي يتقدم بموجبها المتحان‬ ‫الشهادة الثانوية‪ ،‬وال يقبل التسجيل الشرطي حسب ما ورد في اإلعالن‪.‬‬ ‫وحددت الوزارة رس��وم التس��جيل في المناطق الس��ورية الخاضعة لس��يطرة‬ ‫المعارضة بـ ‪ 500‬ليرة س��ورية للطالب النظامي‪ ،‬و‪ 1000‬ليرة س��ورية لطالب‬ ‫الدراس��ة الحرة‪ ،‬وفي دول الج��وار ‪ 5‬دوالر للطالب النظامي‪ ،‬و‪ 20‬دوالر لطالب‬ ‫الدراسة الحرة‪.‬‬ ‫وبحس��ب اإلعالن‪ ،‬يعفى من رس��م التس��جيل أبناء الش��هداء والمعتقلين بعد‬ ‫الحص��ول عل��ى الثبوتي��ات الالزمة‪ ،‬كما يعف��ى أبناء المناط��ق المحاصرة في‬ ‫دمش��ق وريفها وحم��ص‪ ،‬والطالب م��ن القاطنين في مخيم��ات اللجوء داخل‬ ‫س��وريا أو في دول الج��وار‪ ،‬كما يعفى من نصف الرس��م الط�لاب النظاميون‬ ‫الفقراء الذين تختارهم المدرس��ة على مسؤوليتها حس��ب ما ورد في الصادر‬ ‫عن الوزارة‪.‬‬

‫سوريتنا ‪ -‬يعرب عبد الجبار‬ ‫تظاه��ر عش��رات المواطني��ن الس��وريين ف��ي مدين��ة «نزيب»‬ ‫التركي��ة ض��د م��ا قال��وا إن��ه فس��اد «مستش��ري ف��ي االئتالف‬ ‫الس��وري والحكومة المؤقتة» وردد المتظاهرون عبارات الشجب‬ ‫واالس��تنكار بحق بعض االس��ماء في االئتالف الوطني السوري‬ ‫مطالبين بتقديم كشوف حسابات وتشكيل لجان مراقبة لتقييم‬ ‫أعم��ال وتصرفات قيادات االئت�لاف وضرورة إيالء ث��وار الداخل‬ ‫األهمية المناسبة‬ ‫الالف��ت ف��ي المظاهرة مش��اركة عدد م��ن األطب��اء والمحامين‬ ‫والضباط المنش��قين والمعلمين وعدد من مقاتلي الجيش الحر‬ ‫وبعض أبناء الشهداء وذويهم وعدد من النشطاء االعالميين‪.‬‬ ‫وألقى النقيب أبو القاس��م الش��مري كلمة باس��م ث��وار الداخل‬ ‫تح��دث فيها عن دعم فصائل الجيش الحر المقاتلة على األرض‬ ‫وتخصيص رواتب للمقاتلين‬ ‫ومن ثم ألقى المحامي محمد أبو النور كلمة باس��م أهالي ريف‬ ‫حلب الش��رقي مطالبًا بتعيين أعضاء في االئتالف من أبناء ريف‬ ‫حلب الشرقي يمثلون مدينتي منبج وجرابلس بسبب عدم وجود‬ ‫ممثل عنهم وإن وجد فه��و غير معروف وال يمثل أبناء المنطقة‬ ‫وال يمثل ثوار أبناء المنطقة‪.‬‬ ‫وتاله النقيب المنشق أبو الحزم بكلمة باسم الضباط والعسكريين‬ ‫المنشقين عن جيش النظام طالب فيها وزارة الدفاع واألركان في‬ ‫الحكومة المؤقتة توفير االمكانات الالزمة للمقاتلين‪.‬‬ ‫وختم��ت المظاهرة بكلمة باللغة التركي��ة للدكتور عمر دادا أحد‬ ‫أبرز قادة الحراك الثوري ش��كر فيها الحكومة التركية والش��عب‬ ‫التركي على حسن استضافتهم لجميع السوريين‪.‬‬

‫أخبار وتقارير‬

‫وزارة الرتبية يف احلكومة امل�ؤقتة حتدد‬ ‫مواعيد الت�سجيل المتحانات ال�شهادة الثانوية‬

‫مظاهرات �ضد االئتالف واحلكومة‬ ‫امل�ؤقتة يف تركيا‬

‫وممتلكاته��ا‪ .‬وعلي��ه فإن ه��ذه العائ�لات التي‬ ‫يقدم لها بعض المنح السخية" وأضاف سيجري‬ ‫إن "رغب��ة النظ��ام في ع��ودة هذه األس��ر إلى‬ ‫قراه��ا‪ ،‬التي تعد خط مواجه��ة بين المعارضة‬ ‫والنظام‪ ،‬هو ما يدفعه إلى تقديم هذه االموال‬ ‫لتش��جيعهم عل��ى الزراعة والع��ودة إلى العمل‬ ‫ف��ي مناطقه��م وليجبرهم على حمل الس�لاح‬ ‫للدفاع عن أنفسهم في تلك المناطق"‪.‬‬ ‫والجدي��ر ذكره أنه يوجد لدى ق��وات المعارضة‬ ‫أكثر من ‪ 50‬ش��خص من أبناء ه��ذه القرى تم‬ ‫اعتقاله��م خالل معركة "عائش��ة أم المؤمنين"‬ ‫ورغ��م محاول��ة المعارضة أكثر م��ن مرة على‬ ‫التف��اوض إلط�لاق س��راحهم مقاب��ل إط�لاق‬ ‫س��راح معتقلين موجودين في سجون األسد إال‬ ‫أن نظام األسد لم يستجب ألي منها‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫الالذقية ‪ -‬أحمد الحاج‬ ‫قدم��ت جمعية البس��تان ‪ -‬يمولها رامي مخلوف‬ ‫ بالتعاون مع المنظم��ة الدولية للهجرة‪ ،‬منحة‬‫مالية لس��كان القرى الخاضعة لس��يطرة نظام‬ ‫األس��د في ريف الالذقية الشمالي‪ ،‬وهي منحة‬ ‫إنتاجي��ة لمئت��ي أس��رة متضررة م��ن المعارك‬ ‫الت��ي جرت ف��ي قراه��م بين ق��وات المعارضة‬ ‫وق��وات النظام في قرى وبل��دات ريف الالذقية‬ ‫الشمالي إلزالة آثار الدمار وإعادة تأهيل حقول‬ ‫المزارعين والطرق المؤدية إليها‪.‬‬ ‫وذك��رت وكال��ة األنباء الرس��مية لنظام األس��د‬ ‫"س��انا" ان محاف��ظ الالذقي��ة ابراهي��م خض��ر‬ ‫الس��الم وفي تصريح لإلعالميي��ن أثناء تقديم‬ ‫المنح في مبن��ى المحافظة أكد أن هذه المنحة‬ ‫تج��اوزت قيمته��ا ‪ 23‬مليون لي��رة أي ما يقارب‬ ‫(‪ )107‬آالف دوالر أميرك��ي بينم��ا سيس��تمر‬ ‫تقديم منح مماثلة خالل الفترة القادمة لتأمين‬ ‫"مس��تلزمات صمود األهالي في وجه اعتداءات‬ ‫التنظيمات اإلرهابية" ولتشجيع المهجرين على‬ ‫العودة إل��ى قراهم وحقوله��م إلعادتها أفضل‬ ‫مما كانت عليه‪.‬‬

‫وحصلت قرى كس��ب وبيت الش��كوحي وعرامو‬ ‫وأوبين في الريف الش��مالي لمحافظة الالذقية‬ ‫عل��ى هذه المنحة بش��كل كامل ويذكر أن هذه‬ ‫القرى تعرضت لعدد من الهجمات من قبل قوات‬ ‫المعارضة بهدف تحريرها مثل معركة عائش��ة‬ ‫أم المؤمنين والتي س��يطرت خاللها المعارضة‬ ‫على أكثر من عش��ر قرى وأعادت قوات النظام‬ ‫بع��د حوال��ي ‪ 13‬يومًا م��ن المعارك الس��يطرة‬ ‫عليها‪ ،‬ومعرك��ة األنفال التي حرر خاللها الثوار‬ ‫كل من مصيف كس��ب ومعبر كس��ب الحدودي‬ ‫وأيضا أعادها النظام إلى س��يطرته بعد حوالي‬ ‫ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫مصطفى س��يجري عضو مجل��س قيادة الثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬أك��د ف��ي تصري��ح خ��اص لجري��دة‬ ‫س��وريتنا أن ما يق��دم للعائ�لات (الموالية) من‬ ‫من��ح مادية تأت��ي نتيجة الضغ��ط الكبير الذي‬ ‫تتع��رض له "قوى الدفاع الوطن��ي" و"ولواء أبو‬ ‫الفضل العباس" من سخط تلك العائالت وتأتي‬ ‫المن��ح المتص��اص غض��ب األهال��ي‪ ،‬وأض��اف‬ ‫"بس��بب جرائم المليشيات بشكل يومي‪ ،‬تفقد‬ ‫هذه العائالت أع��داد من أبنائها وتفقد أراضيها‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫منح مالية لأ�سر موالية يف الالذقية‬

‫‪5‬‬


‫ارتفاع �أ�سعار الوقود وحتديد كمية التزود بها يخلفان �أزمة موا�صالت‬ ‫يف الأحياء الغربية من حلب‬ ‫اندساسية‬ ‫وتقارير‬ ‫دندنات‬ ‫أخبار‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫حلب ‪ -‬عثمان ادلبي‬ ‫تكاد ش��وارع أحي��اء حلب الخاضعة لس��يطرة‬ ‫النظ��ام تخلو م��ن اآلليات الخاصة ووس��ائط‬ ‫النق��ل الع��ام ف��ي ه��ذه األي��ام‪ ،‬ف��ي حي��ن‬ ‫يتك��دس الناس عل��ى مواقف حاف�لات النقل‬ ‫الع��ام واألرصفة ينتظ��رون لفت��رات طويلة‬ ‫وسيلة تقلهم إلى وجهتهم‪ ،‬وحصل ذلك بعد‬ ‫انقطاع شبه تام للمحروقات عن مناطق حلب‬ ‫الخاضعة لسيطرة النظام‪.‬‬ ‫وبع��د انتظ��اره س��اعتين عل��ى أح��د مواقف‬ ‫حاف�لات النق��ل العام صباح��ًا يق��ول عبيدة‪:‬‬ ‫«كلما مر باص من هنا كان الناس يتهافتون‬ ‫علي��ه بش��كل جنون��ي‪ ،‬اس��تطعت أن أحصل‬ ‫عل��ى م��كان وق��وف ف��ي أح��د الباص��ات بعد‬ ‫س��اعتين‪ ،‬س��معت أن الكثي��ر م��ن س��ائقي‬ ‫الحافالت وس��يارات األجرة توقفوا عن العمل‬ ‫بسبب ندرة المحروقات وغالئها إن توفرت»‪.‬‬ ‫أن‬ ‫وبدوره يش��ير األس��تاذ علي حريتان��ي إلى ّ‬ ‫«أزمة المواصالت الحالية خلقت حالة من التذمر‬ ‫ل��دى األهالي الذي��ن يعتمدون وس��ائط النقل‬ ‫العام ف��ي الوصول إلى عمله��م أو جامعاتهم‪،‬‬ ‫إذ تمتل��ئ الحافلة بأعداد كبيرة جداً من الركاب‬ ‫والتي تقدر بثالث أضعاف ما تس��توعبه العادة‪،‬‬ ‫حتى بات معظمنا يفض��ل التوجه إلى عمله أو‬ ‫جامعته سيراً على األقدام»‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر‪ ،‬س��ائق إح��دى حافالت النقل‬ ‫إن‬ ‫الع��ام ويدع��ى إبراهي��م ل��ـ «س��وريتنا»‪ّ :‬‬ ‫«مادتي المازوت والبنزين باتتا نادرتي التوفر‬ ‫ف��ي المدين��ة‪ ،‬ول��م يع��د بمقدورنا تش��غيل‬ ‫الباص��ات لس��اعات عمل كامل��ة‪ ،‬أرى ازدحام‬ ‫الناس في مواقف الحافالت‪ ،‬إال أني عاجز عن‬

‫تشغيل الباص الذي أعمل عليه»‪.‬‬ ‫وبالرغم من عدم توفر المازوت بس��عر ‪140‬‬ ‫ليرة س��ورية للت��ر الواحد‪ ،‬وه��و الذي حددته‬ ‫الدولة‪ ،‬وندرته في الس��وق الس��وداء إن وجد‬ ‫بس��عر ‪ 400‬لي��رة س��ورية للتر الواح��د‪ ،‬فإن‬ ‫المؤسس��ة العامة للمواصالت ألزمت أصحاب‬ ‫الحافالت بتس��عيرة ‪ 25‬لي��رة للراكب‪ ،‬ويعتبر‬ ‫الس��ائقون أن التس��عيرة ه��ذه ال تناس��ب ما‬ ‫يدفعونه لقاء الوقود»‪.‬‬ ‫أحم��د وه��و س��ائق س��رفيس ف��ي المدين��ة‬ ‫يش��تكي قائ ً‬ ‫ال‪« :‬هذه التس��عيرة ال تتناس��ب‬ ‫مطلقاً مع س��عر لتر المازوت الذي نضطر إلى‬ ‫ش��رائه من خارج الكازيات‪ ،‬فقد ارتفع س��عر‬ ‫لتر البنزي��ن والمازوت تدريجياً ووصل س��عر‬ ‫بي��ع لت��ر البنزين خ��ارج الكازيات ف��ي بداية‬ ‫األسبوع المنصرم إلى ‪ 400‬ليرة سورية‪،‬‬ ‫وي��رى أحم��د أن «الس��بب الرئيس��ي ألزم��ة‬ ‫المواصالت هو القرار الذي أصدرته مؤسسة‬ ‫توزي��ع المحروقات في حلب‪ ،‬والذي نص على‬ ‫أن يُس��مح ل��كل س��يارة عام��ة أو خاص��ة أن‬ ‫تدخل محطة الوقود وتق��وم بتعبئة البنزين‬ ‫أو المازوت بالتس��عيرة النظامي��ة مرة واحدة‬ ‫كل أثني عش��ر يوماً‪ ،‬فيما كان يسمح لنا في‬ ‫الس��ابق بدخول المحطة مرتين أس��بوعياً»‪،‬‬ ‫ويتس��اءل أحمد «كيف يمكن لس��يارات النقل‬ ‫الع��ام أن تعم��ل ‪ 12‬يوم�� ًا به��ذه الكمية من‬ ‫الوقود»‪.‬‬ ‫أن‬ ‫من جهته يش��ير الس��ائق أبو مأم��ون إلى ّ‬ ‫«القرار يصب في مصلحة الس��يارات الخاصة‬ ‫فيم��ا يع��ود بالض��رر عل��ى مالكي س��يارات‬ ‫النق��ل الع��ام وبالتالي على الن��اس‪ ،‬ويوضح‬

‫أن «كمي��ة الوقود الت��ي تحتاجها‬ ‫أب��و مأمون ّ‬ ‫الس��يارات الخاصة ليس��ت بالكبيرة كون عدد‬ ‫س��اعات س��يرها قليلة مقارنة مع الس��يارات‬ ‫العامة التي تعمل طوال اليوم»‪.‬‬ ‫ول��م يقتص��ر تأثي��ر أزم��ة المحروق��ات على‬ ‫الن��اس الذي��ن يعتمدون على وس��ائط النقل‬ ‫الع��ام ف��ي تنقالتهم‪ ،‬ب��ل وص��ل أثرها إلى‬ ‫أعم��ال التج��ار والصناعيي��ن ف��ي المدين��ة‪،‬‬ ‫خصوص��اً م��ن يعتم��د ف��ي عمله عل��ى نقل‬ ‫البضائع بالشاحنات مختلفة األحجام‪.‬‬ ‫ويقول رام��ز وهو موزع للمواد الغذائية‪« :‬مع‬ ‫بداية أزمة المحروقات قام أصحاب الشاحنات‬ ‫برف��ع أس��عار النق��ل‪ ،‬مم��ا أدى لرفع أس��عار‬ ‫البضائ��ع‪ ،‬مع ه��ذا أج��د صعوبة ف��ي تأمين‬ ‫ش��احنة لنق��ل بضائع��ي فذلك يتس��بب في‬ ‫تعطل عملي»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان��ت حكومة النظ��ام أصدرت في الس��ابع‬ ‫عشر من الش��هر الجاري قراراً برفع سعر لتر‬ ‫المازوت (وقود التدفئة) من ‪ 80‬إلى ‪ 125‬ليرة‬ ‫س��ورية‪ ،‬تاله ارتفاع سعر أسطوانة الغاز من‬ ‫‪ 1100‬إلى ‪ 1500‬ليرة‪.‬‬

‫ارتفاع الأ�سعار داخل‬ ‫مدينة الالذقية‬ ‫الالذقية ‪ -‬ميس الحاج‬ ‫شهدت أسواق مدينة الالذقية ارتفاعاً ملحوظ ًا‬ ‫ف��ي أس��عار الم��واد الغذائي��ة والمواص�لات‬ ‫وأسعار المأكوالت الجاهزة‪.‬‬ ‫وبلغ��ت نس��بة االرتف��اع حوال��ي ‪ % 20‬حي��ث‬ ‫أصبح س��عر كيلو الرز من النوع الممتاز ‪230‬‬ ‫بدل ‪ 190‬وس��عر كيلو الس��كر م��ن ‪ 130‬الى‬ ‫‪ 150‬وارتفع سعر كيلو اللحمة من ‪ 1400‬إلى‬ ‫‪.1800‬‬ ‫ويقول الناشط أبو محمد الالذقاني "إن أسعار‬ ‫الخض��ار والفواك��ه زادت عش��رين ليرة على‬ ‫سعر الكيلو الواحد بشكل تقريبي"‪.‬‬ ‫ويب��رر بع��ض التج��ار وأصح��اب المح�لات‬ ‫التجاري��ة زي��ادة أس��عار المواد االس��تهالكية‬ ‫بسبب ارتفاع مادتي المازوت والبنزين‪.‬‬ ‫يق��ول يحي��ى وه��و صاح��ب أح��د المح�لات‬ ‫التجاري��ة في المدين��ة "أإن أجار نق��ل المواد‬ ‫وأس��عار المواص�لات والتنقل والغ��از والخبز‬ ‫ارتفع��ت لذلك أجبرنا على رفع أس��عار المواد‬ ‫لنستطيع تغطية باقي المصاريف "‪.‬‬

‫وكانت حكومة النظام قد رفعت مؤخراً س��عر‬ ‫لتر المازوت من ‪ 90‬الى ‪ 120‬كس��عر رس��مي‬ ‫إضاف��ة لرف��ع كل م��ن س��عر ربط��ة الخب��ز‬ ‫وأسطوانة الغاز‪.‬‬ ‫وترافق قرار الحكومة األخير مع ارتفاع أس��عار‬ ‫المواص�لات داخ��ل المدينة‪ ،‬حيث تقول س��ناء‬ ‫وهي موظفة في مدين��ة الالذقية "أصبح آجار‬ ‫الراك��ب من مدينة جبلة إلى الالذقية ‪ 100‬ليرة‬ ‫سورية بدل ‪ ،65‬وسعر بطاقة الباص الحكومي‬ ‫داخل المدينة ‪ 40‬ل‪.‬س بدل ‪ 30‬وأجار التكسي‬ ‫تزيد عن مئة ليرة مهما كانت المسافة قريبة"‪.‬‬

‫ويشكل العاطلون عن العمل وغير الموظفين‬ ‫لدى الدولة‪ ،‬الشريحة األكثر تضرراً من زيادة‬ ‫األسعار‪.‬‬ ‫يقول أحمد وهو ش��اب من مدينة الالذقية إن‬ ‫غالء المعيشة أدى إلى "ارتفاع نسبة الفقراء‬ ‫ف��ي المدينة وإل��ى معاناة كبيرة ف��ي تأمين‬ ‫المواد بما فيها الخبز"‪.‬‬ ‫ويضيف أحمد "إن أكث��ر المتضررين من هذا‬ ‫االرتف��اع ه��م النازح��ون الذي��ن يتواجدون‬ ‫بأعداد كبيرة في مدينة الالذقية"‪.‬‬


‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪� 18‬ألف‬ ‫فل�سطيني و�سوري‬ ‫يف خميم الريموك‬ ‫حتت احل�صار‬

‫عرف المخيم ‪ 160‬ضحية سموا بضحايا الجوع منذ‬ ‫إطب��اق الحصار علي��ه‪ ،‬وتوقف توزيع المس��اعدات‬ ‫الغذائي��ة ف��ي ‪ 2014 / 10 / 12‬حت��ى يومن��ا هذا‪،‬‬ ‫وع��ادت إل��ى المش��افي الميداني��ة داخ��ل مخي��م‬ ‫اليرم��وك ح��االت اليرق��ان والجفاف‪ .‬فيما تس��جل‬ ‫وبش��كل يومي ح��االت القن��ص بح��ق المدنيين‪،‬‬ ‫فيما تقصف القوات الس��ورية المخيم بشكل شبه‬ ‫يومي‪.‬‬ ‫فش��لت كل المحاوالت السياس��ية إلنقاذ المدنيين‬ ‫ف��ي المخي��م‪ ،‬المح��اوالت والمب��ادرات ش��اركت‬ ‫به��ا الفصائ��ل الفلس��طينية ومنظم��ة التحري��ر‬ ‫الفلسطينية والنظام الس��وري‪ ،‬وتم إخراج بعض‬ ‫الح��االت الصحي��ة الحرج��ة باتج��اه دمش��ق‪ ،‬فيما‬

‫اعتق��ل النظام عدد م��ن طالب الش��هادة الثانوية‬ ‫الذين غادروا المخيم لتقديم االمتحانات‪.‬‬ ‫تشارك الجبهة الش��عبية لتحرير فلسطين القيادة‬ ‫العام��ة وحركة فتح االنتفاضة وحركة النضال في‬ ‫حصار المخيم‪ ،‬الذي يس��يطر عليه عس��كرياً عدد‬ ‫م��ن الكتائب التابعة للمعارضة الس��ورية‪ ،‬وكتائب‬ ‫فلس��طينية تقول إنها ال تصنف ضمن المعارضة‪،‬‬ ‫فيما يس��كنه إل��ى جان��ب الفلس��طينيين مدنيون‬ ‫س��وريون ال يتلق��ون أي مس��اعدات غذائية من أي‬ ‫جهة كانت‪.‬‬ ‫غادر عدد كبير من س��كان المخي��م منازلهم باتجاه‬ ‫مناطق سوريا عدة ومنها غادر بعضهم باتجاه لبنان‬ ‫أو تركيا‪ ،‬وبقي آخرون في مراكز إيواء في دمشق‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ال�سوريات يف دول اللجوء‪ ،‬هكذا يتم ا�ستغاللهن‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫تحقيقات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫عند إدخال كلمة س��وريات على محرك البحث‬ ‫تتدف��ق المواقع والش��بكات االلكترونية التي‬ ‫تعرض خدماتها تحت عنوان تزويج النازحات‬ ‫السوريات بغية الس��تر والثواب‪ ،‬ولدى البحث‬ ‫المعم��ق عن الظاهرة نجد أن هذه الرس��ائل‬ ‫ذات الطاب��ع اإلعالن��ي االنس��اني بحس��ب‬ ‫مروجيها‪ ،‬تغزو وسائل االتصاالت في الخليج‬ ‫ً‬ ‫خاصة‪ ،‬وغالب��اً ما تكون‬ ‫العربي والس��عودية‬ ‫مذيلة بمسمى " فاعل خير"‪.‬‬ ‫تزوي��ج الس��وريات في ب�لاد اللج��وء جريمة‬ ‫تضاف إلى معج��م الجرائم التي ترتكب بحق‬ ‫السوريين تحت ذرائع مختلفة‪ ،‬جريمة االتجار‬ ‫نطاق واس��ع في‬ ‫بالبش��ر التي تم��ارس على‬ ‫ٍ‬ ‫أوس��اط الالجئين‪ ،‬تح��ت ش��عاراتٍ وعناوين‬ ‫إنس��انية‪ ،‬حتى أن بع��ض المروجين لتزويج‬ ‫الالجئات السوريات ‪-‬وحتى القاصرات منهن‪-‬‬ ‫يزعم��ون بأنهم مخولون م��ن جهات حكومية‬ ‫بتزويج فتيات سوريات من ذوي ضحايا القتال‬ ‫في سورية‪.‬‬

‫يف �ضيافة احلاج مفيد‬

‫ق��ام فريق س��وريتنا ف��ي بي��روت بتتبع أحد‬ ‫االعالن��ات المذك��ورة أع�لاه‪ ،‬وبالفع��ل ت��م‬ ‫التواص��ل مع الح��اج مفيد الذي يمل��ك مكتب ًا‬ ‫عقاري ًا بالقرب من بلدة "دير قوبل" اللبنانية‪،‬‬ ‫توجه��ت إل��ى هناك بصحب��ة أح��د األصدقاء‬ ‫العراقيين المقيمين في لبنان‪ ،‬ولدى الدخول‬ ‫عل��ى الح��اج مفي��د ب��دا كل ش��يء طبيعي��اً‪،‬‬ ‫فالرج��ل ال توحي مالمحه بالج��رم أو الريبة‪،‬‬ ‫وبعد أسئلة بس��يطة ال تتعدى العمر والعمل‬ ‫قام باستعراض ما لديه‪.‬‬ ‫بدأ الحاج مفيد حديثه باآلية القرآنية التالية‪:‬‬ ‫(والمحصنات من النساء إال ما ملكت أيمانكم)‬ ‫إلى نهاية اآلية الكريمة‪.‬‬ ‫الحاج مفي��د يتحدث بلهجةٍ ملتبس��ة لبنانية‬ ‫حين��ًا وس��ورية حيناً آخ��ر‪ ،‬يذكر ً‬ ‫آي��ة قرآنية‪،‬‬ ‫أو أث��راً أو حديث ًا نبوياً كلما أس��عفته الذاكرة‪،‬‬ ‫موضّح�� ًا أنه ال يس��عى إلى كس��ب المال من‬ ‫خالل ه��ذا العمل وإنما إل��ى التقرّب من اهلل‬ ‫وتحقيق الس��تر للفتيات‪ ،‬مشدداً على أهمية‬ ‫العرض والشرف والدفاع عن نساء المسلمين‬ ‫وحمايتهن من مسالك الشر بحسب تعبيره‪.‬‬ ‫يقدم الح��اج عرض ًا متكام ً‬ ‫ال لل��زواج نظير ما‬ ‫يق��ارب ‪ 500‬دوالر أمريكي‪ ،‬يضمن الحصول‬ ‫عل��ى موافق��ة الس��فارة العراقي��ة لل��زواج‪،‬‬ ‫واللقاء بالزوجة ووالدها‪ ،‬وقد زعم بأنه ومنذ‬ ‫الع��ام ‪ 2012‬ق��ام بتزويج أكثر م��ن مئة فتاة‬ ‫سورية لس��عوديين وبحرينيين بحجة الستر‪،‬‬ ‫ول��دى س��ؤاله ع��ن مصي��ر الزيج��ات أكد أن‬ ‫عالقته بالزوجين تنتهي ساعة توقيع العقد‪.‬‬ ‫إال أن��ه واس��تثنا ًء ع��ادت إليه إحدى الش��ابات‬ ‫بعد مرو س��تة أش��هر على واقعة الزواج بحث ًا‬ ‫متب��رع محتمل بمس��مى زوج‪،‬‬ ‫ع��ن زبونٍ أو‬ ‫ٍ‬ ‫والجدي��ر بالذك��ر أن س��ن الزوج��ة ال يدخ��ل‬ ‫ف��ي الحس��بان‪ ،‬فال��زواج يتم بمج��رد انعقاد‬ ‫ح��ول وال ق��وة‪،‬‬ ‫الصفق��ة‪ ،‬والقاص��رات ب�لا‬ ‫ٍ‬ ‫حي��ث يش��كل عددهن قراب��ة الس��بعين ألف ًا‬ ‫م��ن الالجئ��ات المس��جالت في لبنان بحس��ب‬ ‫مفوضية الالجئين عام ‪.2014‬‬ ‫ودعن��ا الح��اج مفي��د عل��ى أم��ل اللق��اء قريبًا‬ ‫وتوجهنا نحو مكتب مكافحة اإلتجار بالبشر في‬

‫مخيم لالجئين السوريين في لبنان | تصوير بالل حسين‬

‫لبنان‪ ،‬المعروف باسم “مخفر حبيش”‪ ،‬وهناك‬ ‫فاقت المعلومات كل تص��ور‪ ،‬عدد من الفتيات‬ ‫يت��م تش��غيلهن بالدعارة بعد الزواج بش��هر أو‬ ‫شهرين‪ ،‬مع ما يرافق ذلك من سو ٍء للمعاملة‪.‬‬ ‫ولع��ل القاس��م المش��ترك بي��ن الضحايا هو‬ ‫الدخ��ول إلى طريق الدعارة م��ن باب زيجاتٍ‬ ‫متف��ق عليه��ا بين األب ال��ذي يلهث للتخلص‬ ‫ٍ‬ ‫من الع��بء المادي البنته وبي��ن من يرى في‬ ‫الزواج منها تجار ًة رابحة‪ ،‬والقاس��م المشترك‬ ‫الثان��ي هو حاالت الحمل الملفت��ة والتي تدل‬ ‫عل��ى غي��اب أي ش��كل م��ن أش��كال الثقافة‬ ‫الجنسية لدى القاصرات‪.‬‬ ‫كما تداولت وس��ائل اإلعالم اللبنانية الحادثة‬ ‫التي تم فيها عرض الفتاة السورية المدعوة‪،‬‬ ‫ر‪ .‬أ "ثمانية عش��ر عام��ًا" للبيع على مجموعة‬ ‫من الش��بان في مدينة صيدا مم��ا دعا األمن‬ ‫اللبنان��ي للتحرك والكش��ف عن أفراد ش��بكة‬ ‫دع��ارة قوامها ‪ 4‬أش��خاص س��وريين‪ ،‬وألقي‬ ‫القبض عليهم جميع ًا‪.‬‬

‫قا�صرات يف ال�شتات‬

‫ليس لبنان اس��تثنا ًء من دول اللجوء‪ ،‬فبحسب‬ ‫ش��بكة البصرة اإلعالمي��ة‪ ،‬تتعرض الالجئات‬ ‫الس��وريات ف��ي محافظ��ة النج��ف بالع��راق‬ ‫للمضايق��ات واإلجب��ار عل��ى زواج المتعة من‬ ‫قب��ل حركات ديني��ة‪ .‬وفي هذا الس��ياق قالت‬ ‫اس��تاذة جامعية جاءت كالجئ��ة إلى األراضي‬ ‫العراقي��ة لمراس��ل إحدى الوكاالت الس��ورية‬ ‫عب��ر اتصال هاتفي أنها تعت��زم إقامة دعوى‬ ‫قضائية ضد رجال مكتب المجلس االس�لامي‬ ‫األعلى ف��ي محافظة النجف الذين اقتادوا ‪15‬‬ ‫فت��اة وأعادوه��ن بع��د يومين وه��ن فاقدات‬ ‫للعذرية بعد أن زوجوهن زواج متعة باإلجبار‪.‬‬ ‫أما صحيفة الفجر الجزائرية فقد أوردت خبراً‬ ‫ع��ن دعوة عدد من األئم��ة في خطب الجمعة‬ ‫الجزائريي��ن إلى "الزواج بالس��وريات اللواتي‬ ‫أجبرتهن ظروف الح��رب ببلدهن على الفرار‬ ‫نحو الجزائر طلبا لألمن واألمان"‪ .‬وحث االئمة‬ ‫كل جزائ��ري مقت��در على ال��زواج من هؤالء‬ ‫الس��وريات "حتى ول��و كان متزوجا" معتبرين‬ ‫ذلك واجب ًا ديني ًا‪.‬‬ ‫أما ف��ي األردن ووفقاً لمنظم��ات دولية تعنى‬ ‫بحقوق الطفل فإن زواج األطفال قد تضاعف‬

‫بين الالجئات السوريات في األردن مؤخراً عما‬ ‫كان عليه في بدايات األزمة الس��ورية بسبب‬ ‫الفقر ومخاوف من العنف الجنس��ي‪ ،‬وكشفت‬ ‫منظمة "إنق��اذ الطفل" الحقوقية البريطانية‬ ‫في تقرير بعن��وان "صغار ج��داً على الزواج"‬ ‫أن "الزواج المبكر والقس��ري بين الفتيات في‬ ‫مجتمعات الالجئين الس��وريين في األردن قد‬ ‫تضاعف منذ اندالع الحرب"‪.‬‬ ‫وأوضح��ت أن حاالت الزواج المبكر قبل اندالع‬ ‫األزم��ة في س��وريا عام ‪ 2011‬كانت تش��كل‬ ‫‪ 13%‬م��ن مجم��وع الزيجات‪ ،‬لكنه��ا "أصبحت‬ ‫حوالي الضعف بين صف��وف الفتيات اللواتي‬ ‫لج��أن إلى األردن"‪ ،‬وأضافت أن" حوالي نصف‬ ‫ه��ؤالء الفتي��ات ‪ 48%‬ق��د ت��م إجبارهن على‬ ‫الزواج من رجال أكبر س��ناً بعشر سنوات على‬ ‫األقل"‪.‬‬ ‫من جانبها نشرت منظمة "اليونيسف" تقريراً‬ ‫مفاده أن "ربع زيجات الالجئين المس��جلة في‬ ‫األردن ه��ي لفتي��ات دون الثامنة عش��رة من‬ ‫عمرهن"‪ ،‬وبحسب ذلك التقرير "ارتفع معدل‬ ‫الزواج المبكر من ‪ 18%‬من المجموع اإلجمالي‬ ‫للزيج��ات ف��ي ع��ام ‪ 2012‬إل��ى‪ 32%‬في عام‬ ‫‪."2014‬‬

‫شعار لحملة أطلقها ناشطون سوريون ضد تزويج القاصرات‬


‫عل��ى الرغم م��ن أن االس��تغالل الجنس��ي‬ ‫لالجئ��ات ف��ي س��وريا ه��و الش��ائع‪ ،‬إال أن‬ ‫العدي��د من أش��كال االتجار بالبش��ر تطبق‬

‫عل��ى الس��وريين ف��ي الش��تات أيض��ًا ولو‬ ‫بأشكال مختلفة‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫العمل القسري‪:‬يأتي نتيجة استغالل أرباب‬ ‫العمل عديمي الضمير لعمال أصبحوا أكثر‬ ‫عرضة لالس��تغالل بس��بب ارتفاع معدالت‬ ‫البطال��ة أو الفق��ر أو الجريم��ة أو بس��بب‬ ‫التمييز أو الفس��اد أو النزاعات السياسية أو‬ ‫القب��ول الثقافي لهذه الممارس��ات‪ .‬ويكون‬ ‫المهاجرون معرضون لالستغالل في أعمال‬ ‫االتجار بالبشر بشكل خاص‪.‬‬ ‫االتجار باألش��خاص لغرض استغاللهم في‬ ‫النش��اط الجنس��ي التجاري‪ :‬أي عندما يجبر‬ ‫الش��خص البال��غ أو يك��ره أو يخ��دع لدفعه‬ ‫إل��ى ممارس��ة الدع��ارة أو لالس��تمرار في‬ ‫ممارس��تها فإن هذا الشخص يعتبر ضحية‬ ‫ألعم��ال االتج��ار بالبش��ر‪ .‬كم��ا يعتب��ر كل‬ ‫مس��اهم في تجنيد هذا الش��خص أو نقله‬ ‫أو إيوائه أو تسلمه أو االستحواذ عليه لذلك‬ ‫الغ��رض مقترف��اً لجريمة االتجار بالبش��ر‪.‬‬ ‫كما يمكن ممارس��ة أعمال االتجار بالبش��ر‬ ‫لغرض اس��تغاللهم في النش��اط الجنسي‬ ‫ضم��ن إط��ار إخض��اع الضحايا لالس��تعباد‬ ‫مقاب��ل س��داد الدي��ن حي��ث ترغم النس��اء‬ ‫والفتي��ات عل��ى االس��تمرار ف��ي ممارس��ة‬ ‫البغاء عبر استخدام "الدَّين" غير المشروع‬ ‫الذي يزعم أنهن أصبحن مدينات به نتيجة‬ ‫نقلهن أو توظيفهن أو حتى نتيجة دفع مبلغ‬ ‫مالي لقاء "ش��رائهن"‪ ،‬ويصر المس��تغلون‬ ‫على ضرورة سداد هذا المبلغ قبل استعادة‬ ‫النساء لحريتهن‪.‬‬ ‫العم��ل المقي��د بدي��ن مال��ي في أوس��اط‬ ‫العم��ال المهاجري��ن‪ :‬ال يش��كل بالضرورة‬ ‫س��وء تطبيق عق��ود العم��ال المغتربين أو‬ ‫تعريضه��م لظ��روف عم��ل خط��رة اتجارا‬ ‫بالبش��ر‪ .‬إال أن تحميل ه��ؤالء العمال أعباء‬ ‫تكالي��ف ودي��ون غي��ر مش��روعة ف��ي بلد‬ ‫المص��در‪ ،‬وهو ما يتم في كثير من األحيان‬ ‫بدعم من وكاالت التوظيف وأصحاب العمل‬ ‫ف��ي بل��د المقصد‪ ،‬من ش��أنه ان يس��اهم‬ ‫ف��ي وضع هؤالء العمال ف��ي ظروف العمل‬ ‫المقيد بدي��ن مالي‪ .‬ويكون هذا هو الوضع‬ ‫القائم حتى عندم��ا يكون وضع العامل في‬ ‫البل��د مرتب��ط ب��رب العم��ل‪ ،‬إذ يعتبر هذا‬ ‫العام��ل أحد عناصر العمال��ة الوافدة ضمن‬ ‫ً‬ ‫إضافة‬ ‫برنام��ج التوظيف المؤقت للعم��ال‪.‬‬ ‫للتش��غيل القس��ري لألطف��ال‪ ،‬واالتج��ار‬ ‫باألطفال لغرض االستغالل الجنسي‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫�أ�شكال االجتار بالب�شر‪:‬‬

‫تحقيقات‬

‫االجتار بالب�شر‪:‬‬

‫ه��ي عملي��ة توظي��ف أو تجني��د ش��خص‬ ‫وإيوائ��ه ونقله أو الحصول عليه من طريق‬ ‫التهدي��د أو اس��تخدام الق��وة أو االحتيال أو‬ ‫اإلك��راه؛ وإخضاع الضحاي��ا للعبودية رغمًا‬ ‫عنهم‪ ،‬لغرض استخدامهم أو تسخيرهم أو‬ ‫إجبارهم على العمل القسري‪ ،‬أو العبودية‪،‬‬ ‫أو ممارس��ة الدعارة (البغاء)‪ ،‬أو استغاللهم‬ ‫ألغراض جنسية‪.‬‬ ‫واله��دف األساس��ي واألول م��ن ممارس��ات‬ ‫االتجار بالبش��ر بصوره المختلفة هو الربح‬ ‫المادي‪ ،‬فهن��اك منظمات تعمل داخل البالد‬ ‫ولك��ن إدارته��ا تكون خ��ارج الب�لاد‪ .‬وهذه‬ ‫المنظمات عادة ما تكون لها اتصاالت بدول‬ ‫أخرى‪ ،‬كما يوجد سمسار في دول المصدر‪.‬‬ ‫كم��ا أن عملية االتج��ار بالبش��ر تتعدى لما‬ ‫بع��د الحدود؛ ويش��كل عدم التنس��يق بين‬ ‫األجه��زة األمني��ة منفعة له��ذه المنظمات‪،‬‬ ‫وكلما كان الوضع السياس��ي أو االقتصادي‬ ‫ف��ي البل��د متده��وراً‪ ،‬كلم��ا ازداد احتم��ال‬ ‫وجود هذه المنظمات ف��ي البالد؛ فالضعف‬ ‫ف��ي حماي��ة الح��دود واالختالف السياس��ي‬ ‫والفق��ر كله��ا عوام��ل تس��اعد المنظم��ات‬ ‫اإلجرامي��ة عل��ى انتهاز الفرص��ة للمتاجرة‬ ‫بالبش��ر‪ .‬البلد المقصد‪ :‬ع��ادة ما يكون فيه‬ ‫ث��روات كثي��رة‪ ،‬ولذلك يكون مح��ط أنظار‬ ‫المنظم��ات اإلجرامية‪ .‬البل��د المصدر‪ :‬عادة‬ ‫ما يكون فيه مشاكل سياسية واقتصادية‪،‬‬ ‫ويعان��ي الفق��ر‪ ،‬وع��دم الحري��ة‪ ،‬وغيرها‬ ‫من الممارس��ات القمعية ض��د المواطنين‪.‬‬ ‫الضحاي��ا‪ :‬هم كل ش��خص تضرر بش��كل‬ ‫مادي أو معنوي من خالل االتجار به‪.‬‬ ‫وبموج��ب بروتوك��ول األم��م المتح��دة لمنع‬ ‫وكبح ومعاقبة االتجار بالبشر‪ ،‬خاصة النساء‬ ‫واألطف��ال " بروتوك��ول باليرم��و" وقان��ون‬ ‫حماية االتجار بالبشر‪ ،‬فإن الناس قد يكونون‬ ‫ضحاي��ا االتجار بغض النظر عما إذا كانوا قد‬ ‫ولدوا ف��ي حالة م��ن العبودي��ة أو نقلوا إلى‬ ‫ذلك الوضع االس��تغاللي‪ ،‬س��واء وافقوا ذات‬ ‫م��رة عل��ى العمل لصال��ح مهرب أو ش��اركوا‬ ‫في ارتكاب جريمة نتيجة خضوعهم ألعمال‬ ‫االتجار بالبش��ر‪ .‬وفي صمي��م هذه الظاهرة‬ ‫نج��د األش��كال المتعددة للعبودي��ة – وليس‬ ‫فقط نشاطات النقل الدولي للضحايا‪.‬‬

‫إعالن ألحد مكاتب الزواج ويتضمن السوريات في مصر‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫في الس��عودية ووفق��ًا لما جاء ف��ي “القدس‬ ‫العربي” عن تقرير لصالح التلفزيون األلماني‬ ‫فإن��ه عل��ى الرغ��م من ارتف��اع ح��االت زواج‬ ‫الس��وريات في ٍّ‬ ‫كل من لبن��ان واألردن‪َ ،‬اّإل أن‬ ‫التلفزيون األلماني س��لط عدسته هذه المرة‬ ‫على المملكة العربية السعودية ليكشف عن‬ ‫زواج الالجئات السوريات من رجال سعوديين‪.‬‬ ‫وظه��ر ف��ي التقري��ر ث�لاث فتيات س��وريات‬ ‫قي��ل إنه��ن الجئات س��وريات في بي��ت امرأة‬ ‫س��عودية‪ ،‬تدعى “أم ماجد”‪ ،‬تعمل كوسيطة‬ ‫للزواج‪ ،‬بحسب التقرير‪ ،‬وتقول المراسلة في‬ ‫التقري��ر‪ :‬إن هؤالء الفتي��ات ينتظرن التعرف‬ ‫عل��ى أزواجه��ن الس��عوديين وأن “أم ماج��د”‬ ‫تعلمهن كيف يجب عليهن أن يتصرفن‪.‬‬ ‫وكش��ف التقرير ع��ن الحديث ال��ذي دار بين‬ ‫"أم ماجد" والفتيات‪ ،‬حيث خاطبتهن الوسيطة‬ ‫قائل��ة‪" :‬عندي رجل س��عودي عمره ‪ 70‬س��نة‬ ‫يريد الزواج من فتاة صغيرة‪ ،‬بعمر أقصى ‪13‬‬ ‫س��نة من منكن تريد التعرف عليه؟"‪ ،‬وتنتقل‬ ‫عدسة الكاميرا إلى إحدى الفتيات لتكشف عن‬ ‫"ليل��ى" البالغة م��ن العمر ‪ 14‬عامًا‪ ،‬بحس��ب‬ ‫التقرير‪ ،‬الت��ي أجابت‪" ،‬أنا"‪ ،‬وتقول مراس��لة‬ ‫التقرير‪ :‬إن "ليلى" هربت مع والدتها وأخوتها‬ ‫الخمسة من سوريا‪ ،‬وإن والدتها تجبرها على‬ ‫الزواج‪.‬‬ ‫ف��ي مصر وعل��ى الرغ��م من س��وء األوضاع‬ ‫االقتصادي��ة ف��إن ال��زواج من الالجئ��ات وجد‬ ‫طريق��ه إلى مصر‪ ،‬فقد تنام��ت ظاهرة إجبار‬ ‫أو اضطرار فتيات س��وريات من عوائل فقيرة‬ ‫إلى ال��زواج من مصريين لتأمين معيش��تهم‬ ‫ف��ي ظل تردّي األحوال‪ .‬هذا النوع من الزواج‬ ‫ال��ذي يروّج له اإلس�لاميون عل��ى اعتبار أنه‬ ‫"سُ��ترة"‪ ،‬ي��راه المجلس القوم��ي للمرأة في‬ ‫مصر "سوقًا للنخاسة"‪.‬‬ ‫وتطوّر األمر إلى حد ظهور سماس��رة لتزويج‬ ‫الس��وريات من مصريين متزوجين أو عجائز‪،‬‬ ‫والمقاب��ل زهي��د للغاي��ة‪" :‬غرفة ف��ي منزل‪،‬‬ ‫ومه��ر يت��راوح بي��ن ‪ 1000‬و‪ 5000‬جني��ه"‪،‬‬ ‫وانتش��رت الدعوات في المس��اجد للزواج من‬ ‫الس��وريات تح��ت زع��م "السُ��ترة"‪ ،‬حتى إن‬ ‫بعض األئم��ة بات يدع��و إلى تزوي��ج الرجل‬ ‫الواحد أكثر من امرأة سورية لستر السوريات‬ ‫بعدم��ا تقطعت به��ن الس��بل‪ .‬وظاهرة تعدد‬ ‫الزوجات منتش��رة أص� ً‬ ‫لا بين الس��لفيين في‬ ‫مص��ر‪ ،‬والغالبية ال ت��رى غضاضة في الزواج‬ ‫م��ن امرأتي��ن أو ث�لاث وحت��ى أرب��ع‪ .‬وطالما‬ ‫روَّج خطباء المس��اجد لهذه الزيجات‪ ،‬حتى إن‬ ‫مسجداً ش��هيراً عرض المساعدة في إتمامها‬ ‫عبر التواصل مع إدارة المسجد التي تتواصل‬ ‫مع العوائل السورية‪.‬‬ ‫مكت��ب ش��ؤون الالجئي��ن الس��وريين ف��ي‬ ‫مص��ر ضاق ذرعاً بمس��ألة "تزوي��ج الالجئات‬ ‫الس��وريات"‪ ،‬فكتب عل��ى صفحته على موقع‬ ‫"فيس��بوك"‪" :‬الرجاء من األخوة عدم الس��ؤال‬ ‫ع��ن ط��رق ال��زواج م��ن الجئ��ات س��وريات‬ ‫ف��ي مكتبن��ا‪ ،‬نحن غي��ر مس��ؤولين عن هذا‬ ‫الموض��وع‪ ،‬والس��وريات لم يأتي��ن إلى مصر‬ ‫بنيّ��ة ال��زواج‪ ،‬بل ه��ن بنات عائ�لات ويجب‬ ‫احترام ظروف إخوانكم السوريين ال التعامل‬ ‫معهم بطريقة الصيد في المياه العكرة"‪.‬‬ ‫وحتى اليمن الغارق في مش��كالته وبحس��ب‬ ‫صحيف��ة " القب��س " الكويتية‪ ،‬فق��د تم فيه‬ ‫زواج أكث��ر من أربعة آالف س��ورية الجئة في‬ ‫اليم��ن‪ ،‬م��ن يمنيي��ن‪ ،‬ع��ن طريق الس��فارة‬ ‫الس��ورية بصنعاء‪ ،‬وقالت إن هناك تزايداً في‬ ‫الطلب عل��ى الزواج من الجميالت الس��وريات‬ ‫الالجئات في اليمن من قبل الشباب اليمنيين‪.‬‬

‫وأضاف��ت الصحيف��ة ف��ي تقري��ر له��ا حمل‬ ‫عنوان " الزواج من الجئات س��وريات‪ ..‬أبواب‬ ‫يطرقها الشباب اليمني" أن "جامعة االيمان"‬ ‫التي أسسها ويترأس��ها القيادي في اإلخوان‬ ‫المس��لمين الش��يخ عبدالمجي��د الزندان��ي‪،‬‬ ‫تس��تضيف العش��رات من النس��اء والفتيات‬ ‫الس��وريات اللواتي وصلن إل��ى اليمن‪ ،‬وهن‬ ‫يقمن ف��ي مس��اكن طالب��ات الجامعة ويتم‬ ‫تزويجهن من أعضاء الجماعات االس�لامية –‬ ‫االخوان تحديداً– حيث تعط��ى لهم االولوية‬ ‫في الزواج وكذا م��ن الراغبين من اليمنيين‪،‬‬ ‫ش��ريطة أن يكون المتقدم للزواج من إحدى‬ ‫ضيف��ات جامعة االيمان حافظ ًا لخمس أجزاء‬ ‫من الق��رآن وأن تتم تزكيته من ش��خصين‪،‬‬ ‫للتأك��د م��ن اس��تقامته وتأديت��ه للفرائض‬ ‫الديني��ة وقدرته عل��ى فتح من��زل واالنفاق‬ ‫على الفت��اة او الم��رأة الس��ورية التي تقدم‬ ‫للزواج بها"‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫تحقيقات‬

‫بعد �أربع �سنوات من‬ ‫احلرب‪ ،‬هكذا يفكر‬ ‫�أطفالنا اليوم‬ ‫عبير آغا‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫ال يوجد رقم دقيق لعدد األطفال الس��وريين‬ ‫ال��ذي قضوا خ�لال الن��زاع في الب�لاد‪ ،‬كما ال‬ ‫توض��ح األرق��ام ع��دد األطفال الذي��ن جندوا‬ ‫وحملوا السالح على جبهات البالد‪ ،‬فيما تقدر‬ ‫منظمات دولية ع��دد األطفال الذين يقطنون‬ ‫مخيم��ات اللج��وء بأكث��ر من ملي��ون ونصف‬ ‫ملي��ون طفل س��وري‪ ،‬وأي ًا كان ح��ال الطفل‬ ‫الس��وري‪ ،‬مقات� ً‬ ‫لا أم جريح�� ًا أم الجئ��ًا‪ ،‬ف��إن‬ ‫الثاب��ت هو التأثي��رات النفس��ية الكبيرة التي‬ ‫يعيشها أطفال سوريا اليوم‪.‬‬ ‫تش��ير أخصائية الدعم النفس��ي هالة األديب‬ ‫أن "حال��ة م��ن الضيق النفس��ي أصبحت‬ ‫إل��ى ّ‬ ‫أكث��ر م��ن ش��ائعة بين األطف��ال الس��وريين‪،‬‬ ‫وأن ش��عور الخ��وف وحالة انع��دام األمان هما‬ ‫أكثر ما يس��يطر بش��كل س��لبي عل��ى نفوس‬ ‫األطف��ال"‪ ،‬وتضيف "يب��دي األطف��ال أعراضًا‬ ‫نفسية كاالكتئاب والحزن والتمرد والعدوانية‪،‬‬ ‫ويعان��ون م��ن القل��ق والعصبي��ة واالجه��اد"‪،‬‬ ‫أن "التع��رض المس��تمر للعن��ف‬ ‫وتوض��ح ّ‬ ‫والص��راع له تأثير س��لبي طوي��ل األجل على‬ ‫األطفال‪ ،‬حتى ولو لم يظهر على الفور‪ ،‬إال أن‬ ‫ً‬ ‫منعطفا خطراً بشكل مفاجئ‬ ‫حياتهم قد تأخذ‬ ‫وسيكون إرجاعهم صعبًا جداً في ذلك الحين"‪.‬‬ ‫ووفق تصريح لمارتا باس��يريني المستشارة‬ ‫التقني��ة لحماي��ة األطف��ال ف��ي هيئ��ة إنقاذ‬ ‫الطفول��ة ف��ي لبن��ان ف��إن حوال��ي ‪ 41%‬من‬ ‫الفتيات والفتيان في سن المراهقة ممن هم‬ ‫اآلن في مخيمات اللج��وء فكروا في االنتحار‪،‬‬ ‫كم��ا حذرت من إمكانية انخ��راط أعداد كبيرة‬ ‫من األطفال في القتال‪.‬‬ ‫يذكر أح��د العاملين في مجال الدعم الصحي‬ ‫والنفس��ي لألطف��ال الالجئي��ن ف��ي لبن��ان‬ ‫أن "عدداً من‬ ‫عم��اد الغني لجري��دة س��وريتنا ّ‬ ‫المنظم��ات الدولي��ة تول��ي اهتمام��اً كبي��راً‬ ‫أن م��ن‬ ‫باألطف��ال ف��ي مخيم��ات اللج��وء اال ّ‬ ‫ش��به المس��تحيل وصول المنظمات الداعمة‬ ‫للطفولة إلى جمي��ع األطفال الذين يحتاجون‬ ‫المس��اعدة خاص��ة أنه��م ال يتواج��دون ف��ي‬ ‫م��كان واحد"‪ ،‬وعن مجال الدع��م الذي توفره‬ ‫المنظم��ات المعنية بالطفول��ة يوضح الغني‬ ‫أن "بن��اء قدرات األطف��ال وتدريبهم وتقديم‬ ‫ّ‬ ‫الدع��م النفس��ي تش��كل الركائز األساس��ية‬ ‫لعمل هذه المنظمات"‪.‬‬

‫فتاة سورية في أحد مخيمات الحدود البلغارية مع تركيا | ‪AFP‬‬

‫�أحالم م�شوهة‬

‫ال تخف��ي الح��رب بصماته��ا عل��ى أحادي��ث‬ ‫األطف��ال وأمانيه��م‪ ،‬يق��ول طبي��ب األطفال‬ ‫إن "أحالم األطف��ال تغيرت‬ ‫عبي��دة س��روجي ّ‬ ‫كلي�� ًا فقلم��ا يتح��دث طفل عن أح�لام بريئة‬ ‫كأن يمتل��ك لعبة جديدة أو يلع��ب بالدراجة"‪،‬‬ ‫ويضي��ف "يحدثن��ي الكثير م��ن األطفال عن‬ ‫رغبتهم ف��ي االنتقام من جه��ة أو أخرى‪ ،‬وال‬ ‫تخ��ل أحاديثه��م م��ن ش��عارات ومصطلحات‬ ‫سياسية‪ ،‬كما ال يخفي الكثير من األطفال أن‬ ‫ّ‬ ‫جُل أمانيهم هو العودة بيوتهم المدمرة"‪.‬‬ ‫وتوض��ح هال��ة األدي��ب أن "تلق��ي الرعاي��ة‬ ‫الصحي��ة والنفس��ية الجيدة من ش��أنها محو‬ ‫ه��ذه الظواهر الس��لوكية المتطبعة بالظرف‬ ‫الذي يعيش��ونه وتغير منح��ى تفكيرهم‪ ،‬أال‬ ‫أنها غالبا ما ستترك أثراً لن يمحى"‪.‬‬

‫م�صاعب درا�سية‬

‫يع��زف الكثير م��ن األطفال ع��ن الذهاب إلى‬ ‫المدرس��ة ولظ��روف أو ألخ��رى ب��ات التعليم‬ ‫حال��ة ت��رف‪ ،‬يتركه��ا األطف��ال والمراهقون‬ ‫ويتوجهون إلى ممارسة أعمال أخرى يعدونها‬ ‫أكث��ر فائ��دة‪ ،‬ويوض��ح أح��د المتطوعين في‬ ‫مراكز االي��واء في حلب عبيدة س��معان أنهم‬ ‫وكمتطوعون "يبذلون جه��وداً كبيرة جداً في‬ ‫اقناع األهالي بإرسال أطفالهم إلى المدرسة‪،‬‬ ‫إضافة إلى أن الكثير من األطفال يتس��ربون‬ ‫من الدوام مستغلين حالة الفوضى واالزدحام‬ ‫في المدارس"‪ ،‬ويضيف "تتعدد األس��باب بين‬ ‫الحاجة المادية لعمال��ة األطفال وبين الخوف‬ ‫من العدوى ببعض األمراض وقد تكون فقط‬ ‫حالة جهل بأهمية تعليمهم"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتش��ير المعلم��ة غن��ا إلى أن��ه "وبعي��دا عن‬ ‫مشاكل عملية التدريس في المدرسة‪ ،‬يعاني‬ ‫معظم األطفال الذين أش��رف على تعليمهم‬ ‫م��ن صعوب��ات ف��ي التركي��ز واالس��تيعاب‪،‬‬ ‫يصع��ب عل��ي الوصول إلى كام��ل تفكيرهم‬ ‫ومخيالتهم في ال��درس‪ ،‬يتملك الكثير منهم‬ ‫الش��عور بالقل��ق على أح��د ما ف��ي الخارج أو‬ ‫تراوده��م تخي�لات وأفكار حت��ى أن بعضهم‬ ‫يك��ون جائعا وال يس��تطيع التركي��ز"‪ ،‬وتتابع‬ ‫"رس��ومات األطفال في حصة الفنون تعكس‬

‫مخاوفهم‪ ،‬فغالباً ما يرس��مون جنوداً أو دبابة‬ ‫أو طائ��رة‪ ،‬وتش��ير كتاباته��م عل��ى الجدران‬ ‫والكتب ك (يس��قط بشار) و(س��نقتلكم) إلى‬ ‫اضطراب نفسي أحدثه الصراع"‪.‬‬

‫�ألعاب احلرب‬

‫تعد (لعبة الحواجز) و(نظامي وحر) و(الشهيد)‬ ‫أكث��ر األلعاب رواج ًا بي��ن األطفال‪ ،‬فمن خالل‬ ‫تمثيل جنازة ألحد الش��هداء أو تمثيل مشاهد‬ ‫القت��ال يحاكي األطفال واقعًا يعيش��ونه كل‬ ‫ي��وم أو يش��اهدونه عل��ى شاش��ات التلف��از‪،‬‬ ‫أن "ألع��اب‬ ‫ويش��ير الطبي��ب س��روجي إل��ى ّ‬ ‫األطفال ما ه��ي تهيئة لما يمكن أن يقوم به‬ ‫عندما يصبح راشداً‪ ،‬لذا من الضروري متابعة‬ ‫نوعي��ة وطبيعة اللعب الذي يمارس��ه الطفل‬ ‫مع أصدقائه"‪ ،‬ويضي��ف "بالرغم من أن هذه‬ ‫األلعاب ه��ي في الس��ياق الطبيعي لمجريات‬ ‫األح��داث إال أن له��ا تأثي��راً مش��وّهاً عل��ى‬ ‫س��لوكيات وتفكير الطفل مس��تقب ً‬ ‫ال"‪ ،‬ويتابع‬ ‫"ال يثير انتباه الجميع رغبة األطفال في اللعب‬ ‫ببواريد خشب أو تمثيلهم لحمل مختلف أنواع‬ ‫األس��لحة كالميغ او الكالشينكوف وغيرها‪ ،‬اال‬ ‫أن هذه النش��اطات س��تؤذي حاض��ر األطفال‬ ‫ومس��تقبلهم‪ ،‬ويتوجب على جميع الراشدين‬ ‫توجي��ه االطفال في نش��اطات وألع��اب أقرب‬ ‫للحالة السويّة الطبيعية للطفولة"‪.‬‬ ‫بحس��ب مركز توثيق االنته��اكات ومركز‬ ‫دمش��ق لحقوق اإلنس��ان عدد الش��هداء‬ ‫األطف��ال حتى نهاية ع��ام ‪13499 2014‬‬ ‫شهيد‬ ‫بحسب الشبكة السورية لحقوق اإلنسان‪:‬‬ ‫‪ 5.8‬ملي��ون س��وري الجىء خارج س��وريا‬ ‫ف��ي دول الج��وار وال��دول األخرى ش��كل‬ ‫األطفال ‪ % 50‬منهم‪.‬‬ ‫‪ 450‬أل��ف طف��ل الج��ئ في تركي��ا ‪62%‬‬ ‫منهم دون أوراق ثبوتية‪.‬‬ ‫‪ 570‬أل��ف طف��ل الجئ ف��ي لبن��ان ‪27%‬‬ ‫منهم دون أوراق ثبوتية‪.‬‬ ‫‪ 570‬أل��ف طفل الج��ئ ف��ي األردن ‪36%‬‬ ‫منهم دون أوراق ثبوتية‬


‫ً‬ ‫حرية ‪ /‬نباح ًا‬ ‫ال نريد‬ ‫خوشمان قادو‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫إذا صح ما أعلنه قائد جيش اإلسالم زهران علوش منذ قرابة ثماني وأربعين ساعة من أنه‬ ‫ينوي قصف دمش��ق بالعش��رات من الصواريخ «الكاتيوش��ا ‪ - 107‬سهم االسالم ‪ -‬غراد ‪20‬‬ ‫ غ��راد ‪ »40‬التي عرفها أهل العاصمة جيداً خالل العام الماضي‪ ،‬فإن العملية «االنتقامية»‬‫س��تودي بريف دمش��ق أو ما تبقى منه إلى كارثة لم تس��جل حتى اآلن في أربع سنوات من‬ ‫الص��راع في البالد‪ ،‬فانتق��ام علوش لحمورية التي ارتكب فيها النظ��ام مجزرة يوم الجمعة‬ ‫موديًا بحياة خمس��ين مدنياً على األقل‪ ،‬س��يرده النظام بمجاز أخرى رداً أو حتى س��لفاً على‬ ‫الريف الدمشقي المحاصر من كال األميرين علوش واألسد‪.‬‬ ‫أثناء تغريدة علوش على موقع تويتر‬ ‫التي حذر فيها المسلمين في العاصمة‪،‬‬ ‫كانت دمشق تتحسس رأسها من خمس‬ ‫صواريخ على األقل سقطت في حي‬ ‫المزة ‪ ،86‬بينما عرفت مناطق أخرى‬ ‫من دمشق تساقط لقذائف الهاون في‬ ‫عدد من أحيائها‪ ،‬ومع انتشار الخبر عن‬ ‫التحذير الذي أطلقه علوش سيئ الصيت‬ ‫لدى أهل العاصمة‪ ،‬انتشر الذعر في‬ ‫بعض مناطقها‪ ،‬كباب توما وباب شرقي‬ ‫وضاحية األسد والمزة بكل تسمياتها‪،‬‬ ‫المناطق التي عرفت واختبرت صواريخ‬ ‫الغوطة منذ أكثر من عامين‪ ،‬الصواريخ التي لم تضعف النظام قط‪ ،‬ولم تهنه ولم تؤثر‬ ‫به حتى‪.‬‬ ‫قتلت تلك الصواريخ والقذائف خالل العام الماضي أكثر من ‪ 650‬شخصًا في دمشق‪ ،‬بينهم‬ ‫‪ % 10‬فقط من العسكريين التابعين للنظام‪ ،‬وطبع ًا بينهم أطفال ونساء‪ ،‬قضوا في الشوارع‬ ‫والم��دارس وحتى في منازلهم كما حدث ف��ي ‪ 17‬تموز ‪ ، 2013 -‬حين قتلت قذيفة كان من‬ ‫المفت��رض أن تتج��ه إلى القص��ر الجمهوري‪ ،‬طف ً‬ ‫ال داخل منزله في الش��يخ س��عد‪ ،‬فيما لم‬ ‫يقبل النظام عبر وزارة التربية إيقاف الدوام المدرسي في شرق دمشق بعدما قضى طفل‬ ‫وأصيب ‪ 36‬آخرون في مدرسة المنار للتعليم األساسي في باب توما في الخامس عشر من‬ ‫نيس��ان من العام الماضي‪ ،‬كيف ال وهو من تس��رع كاميراته لموق��ع القصف لتلتقط صوراً‬ ‫عما «ارتكبه االرهابيون» المعارضون لنظام حكمه‪ ،‬محاو ً‬ ‫ال من جديد طلي كل الس��وريين‬ ‫المعارضين المدنيين بلون واحد اسمه اإلرهاب‪.‬‬ ‫فيم��ا تس��تعد راجمات عل��وش للتمركز ف��ي مرابضها بحس��ب تعبيره‪ ،‬يس��تعد اآلالف من‬ ‫الموظفي��ن المدنيين لدى النظام للس��ير نحو مكاتبهم مع اس��تمرار اضراب وس��ائل النقل‬ ‫العامة عن العمل في دمش��ق بعد قرار رفع أس��عار المازوت والغاز والخبز في البالد‪ ،‬هؤالء‬ ‫الس��ائرون نحو مؤسس��ات النظام‪ ،‬هم أباء وأمهات‪ ،‬فقراء وبس��طاء‪ ،‬أصحاب دخل محدود‬ ‫وهموم غير محدودة إال من األحالم السياسية التي ملوها‪ ،‬والتي لم يعد من الممتع متابعة‬ ‫أخباره��ا التي تتكرر يومي ًا وال يختلف فيها إال تموضع الجثة ال أكثر‪ ،‬يجدون أنفس��هم اليوم‬ ‫أهداف ًا من جديد‪ ،‬بعدما هرب معظمهم من األس��د لحضنه كي يكملوا الحياة التي ما عادت‬ ‫حياة أص ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ف��ي المقابل‪ ،‬يجد علوش من يش��د على ي��ده‪ ،‬فالدعوات التي أطلقت بع��د اطالقه «لحظر‬ ‫التجول في دمش��ق» تكاد تكون نس��خ ًا تختلف أحرفها فقط عن التش��جيع الذي يلقاه األسد‬ ‫م��ن مؤيدي��ه‪ ،‬فالمدني مُدان ألنه متواجد في منطقة يس��يطر عليه��ا مقاتلون معارضون‬ ‫في حمورية‪ ،‬تهمة تكفي لكي يُقتل كل من يس��كن هناك ببراميل القائد الذي ال يخطئ‪،‬‬ ‫والتهم��ة ذاتها أي الس��كنى‪ ،‬ه��ي من تقتل المدني في دمش��ق برأي محب��ي علوش‪ ،‬فمن‬ ‫يس��كن في دمش��ق في حضن النظام أو يعمل في حكومته يس��تحق الم��وت أيضًا‪ ،‬وتدور‬ ‫رحى القصف على العالقين بينهما‪ ،‬فال هذا بناج حيث مخلصه المفترض‪ ،‬ال ذاك بآمن حيث‬ ‫سجانه القديم‪.‬‬ ‫س��تنجو دمش��ق من ه��ذا القصف‪ ،‬س��تذكر األخب��ار العاجلة عل��ى قنوات النظ��ام عدد من‬ ‫قضوا بالكاتيوش��ا‪ ،‬وربما يش��ارك النظام بقصف العاصمة تحت غطاء جيش اإلس�لام‪ ،‬لما‬ ‫ال والحج��ة والبره��ان والمبرر موج��ود‪ ،‬وكل النظر معلق على تويتر الش��يخ وهو يغرد عن‬ ‫راجماته الموجهة مع صيحات التكبير‪ ،‬وس��يدفن الفقراء في نجها حيث المقابر شبه مجانية‬ ‫وش��به جماعية‪ ،‬وسيضيف بش��ار الجعفري فقرة جديدة لخطابه في األمم المتحدة ليتباكى‬ ‫على أطفال دمش��ق‪ ،‬وس��تلقى القنابل المحمولة بالمظالت على مناطق الريف الدمش��قي‬ ‫المحاصر والمحرر والمحتل‪ ،‬سيس��تمر إضراب وس��ائل النقل‪ ،‬وتس��تمر معه عمليات النقل‬ ‫عبر البحر والبر للمزيد من الس��وريين الهاربين إلى بالد نسيت القصف‪ ،‬فإما أن يموتوا في‬ ‫الطريق‪ ،‬وإما الوصول إلى الخيمة األوربية المسماة بالكامب‪.‬‬

‫وجهة نظر‬

‫عامر محمد‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫لم نلم��س وإن م��رة رصاصة عقولن��ا‪ ،‬دائم ًا‬ ‫العهر كان ينبتُ على ألس��نتنا الملتهبة‪ ،‬فجأة‬ ‫نتذك��ر من ف��ي فراش��نا‪ ،‬من صاف��حَ خلوتنا‬ ‫بش��وكةٍ فضي��ة‪ .‬كل واح��دٌ منا يش��نق ّ‬ ‫ظل‬ ‫جريمته‪ ،‬ويحبو نحو إيذاء صباح خشن‪ .‬اتساع‬ ‫األفق ال يعني اتساع ضحكات نوافذنا البعيدة‪.‬‬ ‫نرقّع الماء بأيادٍ ترتشفها عطش ًا‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫بلعاب خناجر مجعّدة‪ ،‬لكل‬ ‫حرية تغتسل دومُا‬ ‫ِ‬ ‫خنجر جس��دٌ يتقاف��ز على أناملن��ا المحرّمة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫نمس��ح عيوننا وال ندري لما تُدمى؟! في قلب‬ ‫ٍّ‬ ‫كل من��ا ٌ‬ ‫حبل صام��ت يلتقط بفمه كفراش��ة‬ ‫الوطن البعيد‪ ،‬ال نزال ضالعين في قذف أقالم‬ ‫الرصاص‪ ،‬نختار ريشة محنّطة لنرسم تثاؤب‬ ‫غرف تشبه مقابرَ رطبة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫س��ياط مجدولة بأش�لا ٍء جائعة‪ ،‬سياط تجسّ‬ ‫َ‬ ‫بأناس‬ ‫فسحة ظهورنا المعتّقة‪ ،‬نتفاجأ أحيانا‬ ‫ٍ‬ ‫مُفرطين في غس��ل وجوهه��م‪ ،‬كما يكتبون‬ ‫على شراشف أسرّتهم ‪ -‬المليئة بالتقرّحات‪،‬‬ ‫كم س��وطًا رافق أظافره��م المصفرّة! بالدٌ‬ ‫مدجج��ة بزنازي��نَ موزّع��ة كأكش��اكٍ ف��ي‬ ‫الشوارع‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫حري��ة تُح��رق على قارعة الطرق��ات‪ ،‬ما أكثر‬ ‫األس��باب وم��ا أس��هلها‪ .‬أوراقٌ‪ ،‬كلم��ات‪ ،‬أيادٍ‬ ‫ٌ‬ ‫وعقول مثل ن��وارسَ تُش��وى‪ ،‬وتوضع على‬ ‫مائ��دةٍ تغ��رق في م��كانٍ ما‪ ،‬لمَ تُفتش��ون‬ ‫جيوبنا الر ّثة! ال نخب��ئ فيها دفاترنا الصغيرة‬ ‫وأقالمن��ا المثقوب��ة‪ّ ،‬‬ ‫كل صفحاتنا مفروش��ة‬ ‫على أجسادنا‪.‬‬ ‫تداهمن��ا جث��ث مس��تعملة‪ ،‬نتوس��دها أحيان ًا‬ ‫ُ‬ ‫وننفث فيها صوراً مس��يّجة بعبّاد الش��مس‪،‬‬ ‫الس��ماء تختف��ي ف��ي برك��ة صغيرة‪ ،‬ت��كادُ‬ ‫لون‬ ‫األس��ماك أن تلتهمَ النجوم دفعة واحدة‪ُ ،‬‬ ‫الماء كما هو‪ ،‬والعش��ب صديق يتّس��ع الغابة‬ ‫المتصاعدة كروائح العشق‪.‬‬ ‫كان علين��ا أن نجت��اح نضاج��ة الوق��ت‪ ،‬عل��ى‬ ‫َ‬ ‫األقل كان بإمكاننا أن نرسم بالرصاص أشيا ًء‬ ‫كثيرة‪ ،‬من يُش��هر الحري��ة كأغصانٍ غضّة‪،‬‬ ‫تيب��سُ ي��ده لتغ��دو عص�� ًا مليئ��ة بالش��وك‪.‬‬ ‫جدرانن��ا تُبيّض كاألواني النحاس��ية‪ ،‬ونزيل‬ ‫كل المس��امير التي دق��ت فيه��ا‪ ،‬جدراننا قفا‬ ‫حرياتن��ا‪ ،‬نكتب عليها ما نش��اء‪ ،‬ونع ّلق عليها‬ ‫ما نريد‪.‬‬ ‫قريباً س��نرتدي القصص منتش��ين بم ُكتب‪،‬‬ ‫ربم��ا ال أح��د س��يقرأنا‪ ،‬لكن يكفي أنن��ا نب ّلل‬ ‫الرماد المتكوّم في حجراتنا‪ ،‬ال أحد يدفن فمه‬ ‫في البياض‪ ،‬شفاهٌ مزرقّة وأصابعٌ مصفرّة‪،‬‬ ‫وال أع��رف ع��دد الس��جائر الت��ي نتناوله��ا إثر‬ ‫الصداع!‬ ‫صوتٌ مرتعش مثل عصفور ال يجرؤ أن يحط‬ ‫على ش��رفة البوح‪ ،‬يتلكأ بغب��ار خريفي قبيل‬ ‫غ��دوه وح ً‬ ‫ال إث��ر اللع��اق‪ ،‬كلنا عددن��ا النجوم‬ ‫صغ��اراً‪ ،‬وأخطأنا مراراً‪ ،‬لم نملئ يوم ًا أحالمنا‬ ‫بحبات الطل��ع‪ ،‬بعثرناها كلها حين كنا نقطف‬ ‫النجوم بعيوننا الناعسة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حرية تُمض��غ كلبانٍ في‬ ‫حرية تس��عل صدأً‪،‬‬ ‫ف��م غجرية تود أن تمضي النه��ار كله تنتقل‬ ‫م��ن بيت إلى آخر‪ ،‬س��وف نس��ند ظهورنا إلى‬ ‫أروحنا المندلقة‪ ،‬ونغني بشغفٍ ال نريد حرية‬ ‫نباح‪.‬‬

‫�إذا انتقم علو�ش‬ ‫ريف دم�شق على موعد مع كارثة‬

‫‪11‬‬


‫الأ�سد يبني مفاعل نووي‪ ،‬وداع�ش تدعو وكالة الطاقة الذرية‬ ‫ترجمات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫مقال مترجم من مجلة دير شبيغل األلمانية* ‪ 09 /‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫ترجمة منصور العمري‬ ‫في الس��اعة ‪ 11‬من مساء يوم ‪ 5‬س��بتمبر ‪ -‬أيلول ‪ ،2007‬انطلقت ‪ 10‬قاذفات‬ ‫مقاتلة من نوع ‪ F - 15‬في الس��ماء من القاعدة العس��كرية اإلسرائيلية رامات‬ ‫ديفي��د‪ ،‬إلى الجنوب م��ن حيفا‪ ،‬وتوجهت إلى البحر األبيض المتوس��ط للقيام‬ ‫بمهمة تدريب رسمية وبعد نصف ساعة عادت ثالثة من الطائرات إلى القاعدة‬ ‫في حين تغيرت وجهة األخريات‪ ،‬فتوجهت نحو تركيا فالحدود السورية ودمرت‬ ‫محطة رادار للتش��ويش اإللكترون��ي‪ ،‬وبعد ‪ 18‬دقيقة وصل��ت إلى مدينة دير‬ ‫الزور التي تقع على ضفاف نه��ر الفرات‪ .‬كان هدف المقاتالت مجموعة معقدة‬ ‫من الهياكل معروفة باسم الكبر‪ ،‬إلى الشرق من المدينة‪ .‬أطلق اإلسرائيليون‬ ‫الني��ران ودم��روا كام��ل المصنع باس��تخدام صواري��خ مافري��ك وقنابل ‪500‬‬ ‫كيلوغرام‪.‬‬ ‫عاد الطيارون إلى القاعدة دون وقوع حوادث وانتهت عملية «بس��تان» بشكل‬ ‫ناج��ح‪ .‬كان آنذاك رئي��س الوزراء ايه��ود اولمرت وأقرب مستش��اريه يهنئون‬ ‫بعضهم‪ ،‬وهم على قناعة أن بش��ار األس��د كان يس��عى لبناء سالح نووي وأن‬ ‫الكب��ر كان اكتم��ل تقريباً‪ ،‬وأعربوا ع��ن اعتقادهم بأن عمليته��م الخطيرة قد‬ ‫أنقذت العالم من ضرر هائل‪.‬‬ ‫كان��ت رغبتهم ف��ي منع الوضع م��ن التفاقم‪ ،‬هي‬ ‫السبب في إبقاء عملية «بستان» سراً في إسرائيل‬ ‫وذل��ك لتجنب انفع��االت النصر في اس��رائيل‪ .‬كما‬ ‫أنه��م ل��م يرغب��وا ف��ي انتش��ار خبر رص��د خبراء‬ ‫نوويي��ن م��ن كوري��ا الش��مالية ف��ي دي��ر ال��زور‬ ‫للمس��اعدة في بناء المفاعل‪ .‬وكان االس��رائيليون‬ ‫يأمل��ون في تقدي��م فرصة لألس��د للتغطية على‬ ‫الحادثة للتهوين من شأنها‪.‬‬ ‫وهذا هو في الواقع ما حدث‪ ،‬حيث اش��تكى األس��د‬ ‫حول انتهاك األجواء السورية وتفجير «مستودع»‪،‬‬ ‫لكن الرواية الرسمية ادعت أيضًا أن القوات الجوية‬ ‫السورية طاردت المهاجمين‪.‬‬ ‫حصلت دير ش��بيغل على معلومات س��رية تش��ير‬ ‫إلى أن األس��د يضلل العال��م مرة أخرى‪ ،‬لم يتخلى‬ ‫الديكتاتور الس��وري عن حلمه ف��ي الحصول على‬ ‫س�لاح نووي‪ ،‬وقام ببناء ما يبدو أنه منشأة نووية‬ ‫جديدة في مكان سري‪ ،‬وهو خبر مقلق للغاية‪.‬‬

‫جزيئات اليورانيوم امل�شبوهة‬

‫مرة أخرى في عام ‪ ،2007‬ثبت أنه من المس��تحيل‬ ‫قمع الشائعات حول المجمع الغامض في الصحراء‬ ‫وغرضه العس��كري المحتم��ل‪ ،‬وعلى النقيض من‬ ‫إس��رائيل وباكس��تان فإن س��وريا هي م��ن الدول‬ ‫الموقّع��ة على معاهدة الحد من انتش��ار األس��لحة‬ ‫النووي��ة وبالتال��ي فهي ملزمة باس��تخدام الطاقة‬ ‫النووية لألغراض الس��لمية فق��ط‪ .‬طلبت الوكالة‬ ‫الدولي��ة للطاق��ة الذري��ة ف��ي فيينا الوص��ول إلى‬ ‫الموقع ورضخ األس��د في يوني��و ‪ -‬حزيران ‪2008‬‬ ‫أخي��راً لضغوط وكال��ة الطاق��ة الذري��ة وخبرائها‬ ‫بقي��ادة اولي هينوني��ن وهو مواطن م��ن فنلندا‪،‬‬ ‫وسمح األسد بتفقد منشأة الكبر المدمرة‪.‬‬ ‫وسرعان ما أصبح واضحاً بعد التفتيش أن دمشق‬ ‫ق��د فعل��ت كل ما ف��ي وس��عها لتدمير آث��ار ما قد‬ ‫يحدث هن��اك‪ ،‬ولكن رج��ال التحقيق ف��ي الوكالة‬ ‫كان��وا مع ذل��ك قادرين على العث��ور على جزيئات‬ ‫اليوراني��وم المش��بوهة‪ .‬رغ��م أن الوكال��ة نوهت‬ ‫إل��ى أن تحقيقاته��ا ل��م تصل إلى دلي��ل قاطع‪ ،‬إال‬ ‫أنها طلبت الوصول إلى ثالثة مرافق أخرى بس��بب‬ ‫الش��كوك المستمرة‪ .‬تش��تبه الوكالة أن ثالثة من‬ ‫المواقع النووية قد تكون مرتبطة بالكبر‪ ،‬وبخاصة‬ ‫منش��أة للتخصيب في مرج السلطان على بعد ‪15‬‬ ‫كيلومتراً إلى الشمال من دمشق‪.‬‬

‫ا�ستمرار ال�سعي يف ت�صنيع القنبلة‬

‫وفقًا للهيئة الدولية للطاقة الذرية‪ ،‬تمتلك س��وريا‬ ‫م��ا يصل إل��ى ‪ 50‬طناً م��ن اليوراني��وم الطبيعي‪،‬‬ ‫وه��و ما يكف��ي لتصنيع ث�لاث إلى خم��س قنابل‬

‫بمجرد االنتهاء من إجراء التخصيب‪.‬‬ ‫يقدم معهد العلوم واألمن الدولي في واش��نطن‬ ‫أيض��ًا مؤش��رات قوي��ة عل��ى وج��ود مث��ل هذه‬ ‫المخزونات وأعرب عن قلقه في س��بتمبر ‪2013‬‬ ‫قائ ً‬ ‫ال «هذا المخزون الكبير من معدن اليورانيوم‬ ‫الطبيعي يش��كل أحد مخاطر االنتش��ار النووي‪،‬‬ ‫حيث يمك��ن أن تحصل عليه منظم��ات إرهابية‬ ‫مث��ل ح��زب اهلل أو تنظي��م القاع��دة أو دول ذات‬ ‫برامج نووية غير معلنة مثل ايران‪« .‬‬ ‫وفق��ًا لنتائ��ج وكاالت االس��تخبارات الغربي��ة‪،‬‬ ‫ف��إن الوضع أخط��ر بكثير من المفترض س��ابقًا‬ ‫واس��تناداً إل��ى الوثائ��ق التي حصل��ت عليها دير‬ ‫ش��بيغل‪ ،‬فإن هذه الوكاالت مقتنعة بأن األس��د‬ ‫مستمر في جهوده لبناء قنبلة نووية‪.‬‬ ‫يق��ول محلل��ون أن برنام��ج الس�لاح الن��ووي‬ ‫الس��وري مستمر في موقع س��ري تحت األرض‪.‬‬ ‫ووفق��ًا للمعلوم��ات التي تم الحص��ول عليها تم‬ ‫تخزي��ن ما يقرب من ‪ 8000‬م��ن قضبان الوقود‬ ‫هناك‪ .‬ع�لاوة على ذلك‪ ،‬من المرجح جداً أنه تم‬ ‫بناء مفاعل جديد أو منشأة لتخصيب اليورانيوم‪.‬‬ ‫كان بع��ض اليوراني��وم مخبأ لفت��رة طويلة في‬ ‫م��رج الس��لطان بالقرب م��ن دمش��ق‪ ،‬وأظهرت‬ ‫ص��ور األقمار الصناعية خالل ديس��مبر ‪ -‬كانون‬ ‫األول ‪ 2012‬وحتى فبراير ‪ -‬شباط ‪ 2013‬نشاطًا‬ ‫مش��بوهًا في مرج الس��لطان‪ .‬فبع��د أن أصبحت‬ ‫منش��أة تقع قرب قاعدة للجيش الس��وري قريبة‬ ‫م��ن القتال العنيف م��ع الثوّار‪ ،‬تحرك��ت القوات‬ ‫الحكومية بس��رعة وهي عادتها عند كل ش��يء‬ ‫ذي قيمة بالنسبة لها وقامت بعمليات نقل لمواد‪،‬‬ ‫وبمس��اعدة من حزب اهلل الشيعي المتطرف في‬ ‫لبنان‪ .‬وهي ميليش��يا مسلحة بشكل جيد‪ ،‬ويتم‬ ‫تمويلها إلى حد كبير من قبل إيران‪ ،‬وتقاتل إلى‬ ‫جانب قوات األسد‪.‬‬

‫املحادثات الهاتفية املعرت�ضة‬

‫تش��ير نتائج وكال��ة المخابرات إل��ى أنه تم نقل‬ ‫الم��واد إل��ى موقع تح��ت األرض مخبأ جي��داً إلى‬ ‫الغرب من مدينة القصير‪ ،‬على بعد كيلومترين‬ ‫من الح��دود مع لبنان‪ ،‬ومنذ ذل��ك الحين‪ ،‬يراقب‬ ‫الخب��راء عن كث��ب الموقع بالقرب م��ن القصير‪،‬‬ ‫وكانوا يعقدون أنه مس��تودع ألس��لحة تقليدية‬ ‫لح��زب اهلل‪ ،‬وبع��د مقارن��ة المحللي��ن لص��ور‬ ‫األقمار الصناعية الس��ابقة بعناي��ة وحتى أدنى‬ ‫التغيي��رات‪ ،‬أصبح واضحًا له��م أنهم وصلوا إلى‬ ‫اكتشاف مقلق للغاية‪.‬‬ ‫شهدت المنطقة المحيطة بالقصير في ربيع عام‬ ‫‪ 2013‬قت��ا ًال عنيف��ًا‪ ،‬ولكن ح��زب اهلل والحكومة‬ ‫السورية تمسكا بالمنطقة المحيطة بالمشروع‪،‬‬ ‫رغ��م الخس��ائر الفادحة التي مُني��ت بها وحدات‬ ‫النخبة من حزب اهلل المتمركزة هناك‪.‬‬ ‫تظه��ر أكثر صور األقمار الصناعية مؤخراً س��تة‬ ‫هياكل‪ :‬مقر حراس��ة وخمسة حظائر‪ ،‬ثالثة منها‬ ‫تخف��ي المداخ��ل إليه��ا‪ .‬يصل إل��ى الموقع أيضا‬ ‫شبكة كهرباء خاصة‪ ،‬وثمة تفاصيل مشبوهة وال‬ ‫سيما البئر العميق الذي يربط المرفق مع بحيرة‬ ‫في مدينة زيتا‪ ،‬على بعد أربعة كيلومترات‪ ،‬وهذا‬ ‫الربط غير ض��روري لمخبأ لألس��لحة التقليدية‪،‬‬ ‫ولكنه ضروري لمنشأة نووية‪.‬‬ ‫ولكن أكثر األدلة وضوحًا على أنه منش��أة نووية‬ ‫يأتي م��ن حركة االتصاالت الالس��لكية التي تم‬ ‫اعتراضه��ا مؤخراً والتي ت��م تحديدها على أنها‬ ‫تنتمي إلى موظف رفيع المس��توى في حزب اهلل‬ ‫يش��ير إل��ى «المصنع ال��ذري» ويذك��ر القصير‪،‬‬ ‫وه��و على دراية واضح��ة بالموقع‪ ،‬كما أنه على‬ ‫تواصل مستمر مع ابراهيم عثمان رئيس الهيئة‬ ‫السورية للطاقة الذرية‪ ،‬ويستخدم موظف حزب‬ ‫اهلل االسم الرمزي للمنشأة‪« :‬زمزم»‪.‬‬


‫جوان تتر‪ -‬القامشلي‬

‫خرباء كوريا ال�شمالية يف �سوريا‬

‫تقييم جديد‬

‫* دير شبيغل (باأللمانية‪ )Der Spiegel :‬هي مجلة أسبوعية ألمانية‬ ‫مصورة تصدر من هامبورغ‪ ،‬إحدى أشهر المجالت اإلخبارية األلمانية‪.‬‬ ‫يعني اس��مها مترجما للعربية «المرآة»‪ .‬يتم طبع ‪ 1.1‬مليون نس��خة‬ ‫أس��بوعياً لتكون بذلك أكث��ر مجلة توزع وتطبع ف��ي ألمانيا وأوروبا‪.‬‬ ‫نش��رت المجلة في عددها ‪ 10‬أكتوبر ‪ 1962‬تحقيقات سرية عن قوة‬ ‫ألمانيا الغربية العس��كرية في مواجهة حلف وارس��و‪ ،‬وأن ألمانيا غير‬ ‫قادرة على صد هجوم مباغت في هذا الشأن‪ .‬رأت الحكومة األلمانية‬ ‫آن��ذاك أن التقرير نش��ر معلومات س��رية للغاية وهدد أم��ن ألمانيا‪،‬‬ ‫فقامت قوات األمن باعتقال المحررين وتفتيش دار النش��ر وصادرت‬ ‫بعض الوثائق‪ .‬عرفت هذه الحادثة ب»حادثة شبيغل»‪.‬‬ ‫رابط النص األصلي‪:‬‬ ‫‪http://www.spiegel.de/international/world/evidence-points‬‬‫‪to-syria-still-working-on-a-nuclear-weapon-a-1012209.ht‬‬ ‫=‪ml#spRedirectedFrom=www&referrrer‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫يأت��ي ه��ذا التط��ور الجدي��د أيضًا ف��ي وقت غي��ر مري��ح لحكومة‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬فرغم كل النفي الرس��مي‪ ،‬تعمل واشنطن حاليًا‬ ‫ف��ي المنطقة بالتنس��يق مع األس��د بش��كل أو بآخر ف��ي المعركة‬ ‫ض��د داع��ش االرهابية‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬وف��ي أعقاب تدمير جزء‬ ‫كبير من األس��لحة الكيماوية الس��ورية‪ ،‬اعتق��دت الواليات المتحدة‬ ‫وبريطانيا وفرنس��ا أن قدرة األس��د على شن حرب غير تقليدية قد‬ ‫ت��م التخلص منها‪ ،‬ولكن إمكانية تطوير س�لاح نووي س��وري من‬ ‫شأنه أن يؤدي بالضرورة إلى تقييم جديد للوضع‪.‬‬ ‫س��وف يواجه القادة اإلسرائيليون اس��تحالة تجاهل زمزم أو القيام‬ ‫بهج��وم في غاي��ة الخطورة ضد منش��أة بنيت ف��ي أعماق األرض‪.‬‬ ‫وعلى النقيض من عام ‪ 2007‬س��تكون هناك حاجة لقنابل باس��تر‬ ‫الخارقة‪ ،‬مع عواقب غير متوقعة للبيئة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اليب��دو المراقبون الدولي��ون في فيينا أيضا بحال��ة جيدة‪ ،‬وخاصة‬ ‫مدي��ر الوكالة يوكيا امانو بعد أن خدعوا من قبل األس��د‪ .‬حث مدير‬ ‫الوكال��ة اليابان��ي في س��بتمبر ‪ -‬أيل��ول عام ‪« ،2014‬س��وريا على‬ ‫التع��اون الكامل م��ع الوكالة فيم��ا يتعلق بجميع القضاي��ا التي لم‬ ‫تحل»‪ .‬وقال إنه لم يتلق رداً حتى اآلن‪.‬‬ ‫دع��ت داعش مؤخراً مفتش��ي الوكال��ة الدولية للتحقيق ف��ي المناطق‬ ‫الخاضعة لسيطرتها‪ ،‬حيث احتلت المنظمة اإلرهابية المنطقة المحيطة‬ ‫بدير الزور قبل عدة أش��هر وعرضت على الوكالة الفرصة لنظرة أخرى‬ ‫حول منش��أة الكب��ر‪ ،‬لكن المنظمة ومقرها فيين��ا رفضت لعدم الرغبة‬ ‫في تقديم أي نوع من الش��رعية لداع��ش‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لم تعد‬ ‫دير ال��زور النقطة المحورية اآلن فالخبراء الدولي��ون في فيينا يجدون‬ ‫أنفسهم في مواجهة تحديات جديدة على الحدود مع لبنان‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫تم ذك��ر العمل المنجز ف��ي الموقع من قبل أف��راد الحرس الثوري‬ ‫االيران��ي أيض��ًا في المحادث��ات التي ت��م التنصت عليه��ا‪ .‬الحرس‬ ‫الث��وري ه��ي منظمة ش��به عس��كرية تحت س��يطرة مباش��رة من‬ ‫المرشد األعلى علي خامنئي‪ .‬وتسيطر على جزء كبير من االقتصاد‬ ‫اإليران��ي وأيض��ا تلع��ب دوراً هاما في األنش��طة النووي��ة الخاصة‬ ‫بإيران‪ ،‬ويعتبر الحرس الثوري دولة داخل الدولة‪.‬‬ ‫الخب��راء مقتنع��ون أيضاً ب��أن كوريا الش��مالية تش��ارك في زمزم‬ ‫كذلك‪ ،‬فخالل بناء منشأة الكبر‪ ،‬عمل إبراهيم عثمان بشكل وثيق‬ ‫مع تشو جي بو‪ ،‬وهو المهندس الذي بنى مفاعل يونغبيون النووي‬ ‫في كوريا الشمالية‪.‬‬ ‫وكان يعتق��د أن تش��و ج��ي ب��و مختف لفت��رة طويل��ة‪ ،‬إال أن خبراء‬ ‫االستخبارات الغربية يعتقدون أنه تحت األرض في دمشق‪ .‬لم يفقد‬ ‫عثم��ان أبداً االتص��ال مع نظيره الخفي ويعتقد الخبراء أن المنش��أة‬ ‫النووي��ة الجدي��دة ال يمك��ن أبداً أن يت��م بناؤها دون خب��رات كوريا‬ ‫الشمالية‪ ،‬كما أن طريقة صناعة قضبان الوقود تثبت تورطها‪.‬‬

‫النّق��اش في المس��ائل المدني��ة والديمقراطية قبل اندالع الثورة في س��وريا‬ ‫كان حكراً على مؤسس��ات النظام وبطريقةٍ مُم ّثلة بحرفيّة‪ ،‬كان معلومًا لدى‬ ‫أن تلك المؤسس��ات التي وضعت على عاتقها هذه المهام‪ ،‬كانت تابعة‬ ‫الجميع ّ‬ ‫للنظام الس��وري‪ ،‬وال تقرأ س��وى مفردات يمليها النظام‪ ،‬أمّا اآلن وبعد اندالع‬ ‫الثورة في س��وريا‪ ،‬تغيَّ��رت المفاهيم وبدأت تتبلور‪ ،‬لن نق��ول نحو األفضل‪،‬‬ ‫ولكن هناك محاوالت حثيثة ألجل ترس��يخ مفاهيم المواطنة والس��لم األهلي‬ ‫وإدماجها بين مختلف الشرائح االجتماعية‪.‬‬ ‫ظه��رت على الس��احة منظمات المجتم��ع المدني العاملة عل��ى األرض‪ ،‬والتي‬ ‫وضعت خططًا مس��تقبليّة من خالل ورش��اتها المتعددة والبرامج التي تتابعها‬ ‫ف��ي مختل��ف المناطق الس��ورية الخارجة عن س��لطة النظام الس��وريّ‪ ,‬ففي‬ ‫مدين��ة القامش��لي ومن خالل متابعة لنش��اطات مختلف هذه ال��ورَش التابعة‬ ‫ّ‬ ‫وبكل بس��اطة رغبة من القائمين على هذه‬ ‫لمراكز المجتمع المدنيّ‪ ،‬س��نرى‬ ‫األن��واع من الورَش‪ ،‬إيص��ال أنماط تفكير متعددة تُعتبر أنماطًا تس��اهم في‬ ‫صياغة مجتمع سوري جديد‪ ،‬يعرف حقوقه وواجباته تجاه األفكار الجديدة التي‬ ‫كان النظام الس��وري وسلطاته يستميتان ألجل منعها من إيجاد صدى لها بين‬ ‫انق�لاب اجتماعي على نمط التعامل الس��لطوي‪،‬‬ ‫طبق��ات المجتم��ع‪ ،‬خوفًا من‬ ‫ٍ‬ ‫لكن والحال هذه توج��د هناك صعوبات جمّة تعترض عمل مثل هكذا مراكز‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المعقدة‪ ،‬يق��ول عبّاس علي موس��ى‪ ،‬وهو‬ ‫صعوب��ات تتع ّل��ق ببنية المجتم��ع‬ ‫م��درّب ورَش يعم��ل في مرك��ز المجتمع المدن��ي والديمقراطية في س��وريا‬ ‫ضمن مكتب القامش��لي‪" ،‬كمدرّب‪ ،‬هناك صعوبات تتعل��ق ببناء الثقة أحياناً‪،‬‬ ‫ألن مفاهيم المجتمع المدني لم تتأصّ��ل بعد في بنية المجتمع‪ ،‬وحتى‬ ‫وذل��ك ّ‬ ‫الطبق��ة االجتماعي��ة التي تتعامل معه��ا المنظمات أحيانًا تك��ون بعيدة تقريبًا‬ ‫ع��ن هذه المفاهي��م التي يمكن تس��ميتها بالجديدة على الصعيد الس��وريّ"‪.‬‬ ‫وعن البرامج التي يعنون بها من خالل إجراء ورش��ات تدريبيّة يقول موس��ى‪:‬‬ ‫"برامجنا منقس��مة إلى قس��مين‪ ،‬منها ما يكون المس��تهدَف فيه��ا المنظمات‪،‬‬ ‫مث��ل برنامج تطوير المنظمات وبرنامج القيادة المدنية والش��فافيَّة‪ ،‬وقس��م‬ ‫آخر يستهدف المنظمات والمستق ّلين‪ ،‬مثل برنامج االنتخابات والحمالت‪ ،‬ودائمًا‬ ‫يكون استهداف هذه البرامج موجّهًا نحوَ المجتمع ّ‬ ‫ككل"‪.‬‬ ‫وتق��ول دنيا ف��واز‪ ،‬مديرة مكت��ب مركز المجتم��ع المدن��ي والديمقراطية في‬ ‫القامشلي‪" :‬ما نقوم به من ورشات تدريبيّة حول مسائل متعدّدة تجد صداها‬ ‫ل��دى الش��ريحة المس��تهدفة‪ ،‬وذلك م��ن خ�لال متابعتنا لهم في نش��اطاتهم‬ ‫وعمله��م ضم��ن منظمّاته��م‪ ،‬وخصوصًا أنّ��ه لدينا برامج نعم��ل من خاللها‪،‬‬ ‫ونق��وم بتدريب كوادر المنظمات عليها‪ ،‬مثل ورش��ة القي��ادة المدنيّة وتطوير‬ ‫المنظم��ات ع��ن طريقها‪ ،‬هن��اك منظمات كثي��رة حضرت مثل هكذا ورش��ات‪،‬‬ ‫وكانت النتيجة بعد االنتهاء منها أن قامت بمراجعة لرسائل منظماتها وأهدافها‬ ‫وقيمه��ا ّ‬ ‫وكل ذلك بفضل التدريب الذي ّ‬ ‫تلقوه ضمن الورش��ة"‪ ،‬كما أكدت‪" :‬أن‬ ‫هناك أثر إيجابي‪ ،‬واكتشفنا هذا الشيء من خالل مراجعاتهم الدائمة لمركزنا‬ ‫بخصوص أعمال يقومون بها‪ ،‬كما أنّهم يشاركون في كل نشاط نقوم به"‪.‬‬ ‫ذاك هو رأي العاملين ضمن هذا المجال‪ ،‬لكن ماذا عن الش��رائح المس��تهدفة؟‬ ‫يق��ول المواطن علي عبد الق��ادر‪ ،‬وهو أحد المواطنين الذي��ن يحضرون على‬ ‫ال��دوام مثل هكذا ورش��ات تدريبيّة ونش��اطات أخرى تابع��ة لمراكز المجتمع‬ ‫المدن��ي ف��ي القامش��لي‪" :‬مصطلح المجتم��ع المدني هو مصطل��ح جديد تمّ‬ ‫إدراجه في مجتمعنا بعد اندالع الثورة في سوريا‪ ،‬لم نكن نعلم عنه شيئاً بسبب‬ ‫القمع المُمارس والمانع لرواج مثل هكذا مفهوم‪ ،‬ولكن اآلن هناك هامش من‬ ‫الحريّة يس��اعدنا عل حضور ورشات تابعة لمراكز المجتمع المدني‪ ،‬والتعرّف‬ ‫على أمور جديدة تس��اعدنا كمواطنين في التعرّف على حقوقنا وواجباتنا في‬ ‫ّ‬ ‫ظل المجتمع الذي نعيش فيه‪ ،‬باإلضافة إلى التعرّف على أنماط تفكير جديدة‬ ‫س��لميّة‪ ،‬بعيدة عن مفاهيم العس��كرة واس��تخدام الس�لاح والعنف‪ ،‬وبالتالي‬ ‫المساهمة تأخذ شكلها الفعّال في بناء المجتمع السوري الجديد باالستناد إلى‬ ‫مفاهيم نتعلمها من خالل حضور الورشات المختلفة"‪.‬‬ ‫إن النظ��ر إل��ى مثل هكذا نش��اطات وورَش من زاويةٍ أخرى س��تكون صادمة‬ ‫ّ‬ ‫للكثيرين‪ ,‬بمعنى آخر هناك ش��رائح متعددة ال تعي إلى اآلن مفاهيم المجتمع‬ ‫المدن��يّ! عل��ى الرغم من ورش��ات التدري��ب ومحاضرات التوعي��ة‪ ،‬هذا ليس‬ ‫تجاه� ً‬ ‫لا بق��در ما هو ابتع��اد لفئات اجتماعيّ��ة معيّنة عن مث��ل هكذا وُرَش‬ ‫ومفاهي��م‪ ،‬هنا تبدأ مهمة الكوادر المس��ؤولة عن هذه ال��ورَش في أن تحوّل‬ ‫بطريق��ةٍ معيّن��ة مفاهي��م المجتمع المدن��ي والمواطن��ة والمفاهيم األخرى‬ ‫التابعة لها إلى ثقافة دارجة‪ ،‬تغوص في عمق المجتمع دون استثناء أو تجاهل‬ ‫أيّ شريحة اجتماعيّة بعينها‪ ،‬لتعمّ الفائدة ّ‬ ‫كل الطبقات االجتماعية في سبيل‬ ‫س��وريا جديدة قائم��ة على نبذ العنف‪ ،‬ومس�� ّلحة بقضايا وقيم مس��تمدّة من‬ ‫تجارب فكريّة أثبتت نجاحها عبر العصور‪.‬‬

‫ترجمات‬

‫م�ؤ�س�سات املجتمع املدين يف القام�شلي‬ ‫ور�شات تدريب ّية يف املكاتب واملراكز‬

‫‪13‬‬


‫وجوه من وطني‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫جامعة اخلط العربي‬ ‫ممدوح ال�شريف ‪1934 - 1885‬‬ ‫ولد ممدوح الشريف الحسيني المكي العقيلي‬ ‫عام ‪ 1885‬آلل الش��ريف‪ ،‬األس��رة التي يرجع‬ ‫نس��بها إلى العترة النبوية الشريفة‪ ،‬وقد أحب‬ ‫فنون الخط العربي والرس��م مبك��راً‪ ،‬ودرس‬ ‫الخط على يد الخطاط «يوس��ف رس��ا»‪ ،‬الذي‬ ‫ق��دم من األس��تانة إلى دمش��ق‪ ،‬لكتابة ألواح‬ ‫الجامع األموي‪ ،‬بعد حريق عام ‪ ،1893‬بتكليف‬ ‫من الس��لطان عب��د الحمي��د األول‪ ،‬كما تتلمذ‬ ‫على يد الخطاط موسى الشلبي ودرس قواعد‬ ‫خط��وط الثلث والكوف��ي بأنواع��ه والديواني‬ ‫والتعليق والرقعة‪ ،‬إال أن دمش��ق كانت معلمه‬ ‫األول حي��ث كان لطبيعته��ا وطبيع��ة أوابدها‬ ‫أكب��ر األث��ر ف��ي جماليات خ��ط الثل��ث عنده‪،‬‬ ‫فكان له مدرس��ته الخاصة وأس��لوبه المتفرد‬ ‫في التش��كيل والتكوين‪ ،‬حتى دعي باألسلوب‬ ‫الممدوح��ي‪ ،‬مبتعداً ع��ن األس��لوب العثماني‬ ‫الذي كان سائداً لقرون‪.‬‬ ‫خ�لال فترة ش��بابه أفتتح مكتبًا له في س��وق‬ ‫مدح��ت باش��ا تج��اه س��وق الخياطي��ن‪ ،‬وقام‬ ‫بتدري��س فن��ون الخط في عدد م��ن مدارس‬ ‫دمشق‪ ،‬منها مكتب عنبر‪ ،‬والكاملية‪ ،‬ومدرسة‬ ‫البحصة‪ ،‬ومدرسة الملك الظاهر‪ ،‬وفي الكلية‬ ‫الوطني��ة‪ ،‬انتق��ل بعده��ا للعم��ل خبي��راً في‬ ‫الخطوط لدى محاكم دمشق‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1928‬وف��ي حكوم��ة الرئي��س ت��اج‬ ‫الدي��ن الحس��ني‪ ،‬ق��ررت وزارة المع��ارف‪،‬‬ ‫إج��راء االختب��ارات لتعيي��ن المعلمين حس��ب‬ ‫اختصاصهم‪ ،‬وش��كلت لجان��اً لفحص من لم‬ ‫يك��ن م��ن ذوي االختص��اص‪ ،‬ولم��ا ج��اء دور‬ ‫األس��تاذ الش��ريف‪ ،‬كت��ب اس��تدعا ًء لل��وزارة‬ ‫بثمانية عشر نوعاً من الخطوط‪ ،‬طالبًا تعيين‬ ‫لجنة ليتقدم إليها للفحص‪ ،‬وحين قرأ العالمة‬ ‫«محم��د كرد عل��ي» وزير المع��ارف في حينه‬ ‫اس��تدعاءه‪ ،‬طلب إليه أن يكتب اس��تدعا ًء آخر‪،‬‬ ‫فقب��ل وجاء الثان��ي أكثر رونقاً وبه��ا ًء‪ ،‬فقرر‬ ‫الوزي��ر أن يعلق��ه ضمن إط��ار‪ ،‬وعرضه على‬ ‫مستش��اره ال��ذي ق��ال‪ :‬ومن أين لدمش��ق أن‬ ‫يكون فيها لجنة تفحص من خط هذه اللوحة‬ ‫إن االستدعاء هو فحص قبول بذاته‪.‬‬ ‫تتلم��ذ عل��ى يده خط��اط الش��ام األول محمد‬ ‫بدوي الديراني الذي الزمه مدة س��بع عش��رة‬ ‫عام�� ًا‪ ،‬وص��ارا صديقي��ن‪ ،‬وعم��ل مع��ه ف��ي‬ ‫المحت��رف والتدري��س‪ ،‬وتعل��م من��ه خطوط‬ ‫الثل��ث والكوفي والديواني والرقعة والنس��خ‪،‬‬ ‫كم��ا تتلمذ على يدي��ه الخط��اط حلمي حباب‬ ‫ال��ذي رافق��ه ف��ي مكتبه حت��ى وفات��ه‪ ،‬وأخذ‬ ‫عنه قواع��د خطوط الرقعة والثل��ث والتعليق‬ ‫والنس��خ والكوفي بأنواعه والديواني بنوعيه‬ ‫الجلي والرقعي‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1931‬ش��ارك ألول م��رة ف��ي مس��ابقة‬ ‫للف��ن العرب��ي تح��ت رعاية ملك مص��ر فؤاد‬ ‫األول‪ ،‬وكان له فيها الريادة‪ ،‬وفي العام ‪1934‬‬ ‫أصيب الشريف بمرض ذات الرئة‪ ،‬وعانى من‬ ‫المرض حتى وفاته‪ ،‬فش��يعته دمشق بموكب‬ ‫مهي��ب ض��م محبي��ه ومعجبي��ه وتالمذت��ه‪،‬‬ ‫ودُف��ن في مقبرة باب الصغي��ر بجوار ضريح‬ ‫الصحاب��ي ب�لال الحبش��ي عال ش��اهدة قبره‬ ‫طرب��وش‪ ،‬كتب على الش��اهدة تلميذه حلمي‬

‫حباب أبيات الشعر اآلتية‪:‬‬ ‫جاد الرضا رمساً أودعت أقالمنا مع ملكها روحها‬ ‫فاسترسلت أعيننا بالبكاء حزناً وبات القلب مجروحها‬ ‫والفضل نادى آسفا أرّخوا بكت فنون الخط ممدوحها‬ ‫رحل الش��ريف ت��اركًا خلف��ه إرث��اً إبداعيًا من‬ ‫األعم��ال الخطي��ة بمختل��ف أن��واع الخطوط‪،‬‬ ‫وبتقني��ات متعددة م��ن أحبار وأل��وان ومواد‪،‬‬ ‫منها ثالثة أمثلة‪:‬‬ ‫ اللوح��ات الث�لاث لجمعية اإلس��عاف الخيري‬‫بدمش��ق بخ��ط الثلث منف��ذة بالحج��ر النافر‬ ‫المذهب على خلفية قاتمة سنة ‪1349‬هـ‪.‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ لوحة «هل يس��توي الذي��ن يعلمون والذين‬‫ال يعلمون» بخط التعليق في مسجد الحسني‬ ‫والمؤرخة سنة ‪1344‬هـ‪.‬‬ ‫ لوحة «يا حاف��ظ» بخط الثلث ضمن تكوين‬‫بيض��وي وتحم��ل توقيع��ه الموض��وع ف��ي‬ ‫منتصف الجهة اليس��رى من اللوحة‪ ،‬والمؤرخ‬ ‫سنة ‪1351‬هـ‪.‬‬ ‫قال عن��ه صاح��ب العبقريات‪« :‬كان مدرس��ة‬ ‫ب��ل جامعة في الخط العربي‪ ،‬تلقى هذا الفن‬ ‫الجميل‪ ،‬على يد خطاط رفيع المس��توى‪ ،‬قدم‬ ‫إلى دمشق من اس��طنبول‪ ،‬برع ممدوح بخط‬ ‫الثل��ث‪ ،‬وصار له أس��لوبه الخ��اص فيه‪ ،‬وبات‬ ‫يدع��ى األس��لوب الممدوح��ي‪ ،‬وعندم��ا ألغى‬ ‫كمال أتاتورك الحرف العربي في تركيا‪ ،‬رحل‬ ‫كب��ار الخطاطين عنها‪ ،‬وتوزع��وا في األقطار‬ ‫العربي��ة‪ ،‬بحث��اً ع��ن رزق وعم��ل‪ ،‬لك��ن أحداً‬ ‫منه��م ل��م يس��تطع اإلقامة في دمش��ق ألن‪،‬‬ ‫ممدوحاً‪ ،‬الخط��اط الكبير كان موج��وداً فيها‪،‬‬ ‫وم��ن يرضى بالتعامل معهم‪ ،‬بوجود ممدوح‪،‬‬ ‫ال��ذي بلغ الخط على يديه‪ ،‬قمة الجمال وذروة‬ ‫اإلبداع‪ ،‬ولم يس��تطع أحد أن يمأل الفراغ الذي‬ ‫تركه»‪.‬‬ ‫يقول الباحث «محمد ياس��ر العبار» في كتابه‬ ‫«الخطاطون السوريون الرواد في الثلث األول‬ ‫والثل��ث الثاني من القرن العش��رين»‪« :‬يعتبر‬ ‫الخط��اط ممدوح الش��ريف الرائد الدمش��قي‬ ‫األول في فن الخط‪ ،‬وكانت له ش��هرة واس��عة‬ ‫في س��وريا ولبنان واألردن وفلس��طين‪ .‬تفرد‬ ‫ه��ذا الفنان بقواعده في خط الثلث والكوفي‪،‬‬ ‫فكان ينظر إلى الفراغ نظرة جماليّة‪ ،‬ويتجاوز‬ ‫موازي��ن الح��روف م��ن حيث الط��ول والقصر‬ ‫وذلك حسب التكوين»‪.‬‬

‫كتابة كوفية مزخرفد على شكل دائري‪ ،‬وفي وسطها كتابة بخط الثلث (اهلل والقدر) وحوله بيت شعر نمقها ممدوح الشريف‬


‫هل تعرفون ملن هذه االبت�سامة؟‬ ‫معتصم بلكوك‬

‫يتقبل المجتمع السوري النحت والرسم‪.‬‬ ‫ف��ي برنامج على ص��وت راية يبث عند التاس��عة‬ ‫صباحاً‪ ،‬داهمتنا المذيعة بالكثير من الفرح والسعادة‬ ‫الغامرة وقرأت لنا الشعر‪ ،‬ولم تترك أي مسافة أمنة‬ ‫بي��ن فمها المايك‪ ،‬وحمس��تنا لنواجه الموت من أجل‬ ‫الوط��ن‪ ،‬ثم أهدان��ا المخرج أغني��ة عاطفية وطنية‬ ‫جياشة‪ ،‬فأطفئنا المذياع وعدنا للنوم‪.‬‬

‫هيك رح ن�سمع‬ ‫برنامج ش��لي بنّاء‪ ،‬اجتماعي ناقد س��اخر يتناول‬ ‫عدد من المش��كالت اليوميّة التي يواجهها الش��باب‬ ‫الس��وريّ الي��وم‪ ،‬من إع��داد وتقديم بت��ول محمّد‪،‬‬ ‫األربع��اء الس��اعة ‪ 9:30‬مس��اءاً عل��ى ه��وا رادي��و‬ ‫سوريالي‪.‬‬ ‫ي��وم ف��ي حي��اة الس��وريين‪ ،‬ذكريات الس��وريين‬ ‫خالل الس��نوات الماضية‪ ،‬وأبرز ما حدث من تطورات‬ ‫سياس��ية وإنس��انية منذ ب��دء الثورة الس��ورية في‬

‫البالد‪ ،‬يوميًا ‪ 20 .5‬مساء على راديو روزنة‪.‬‬ ‫طافش��ين‪ ،‬برنام��ج المغتربين الس��وريين على‬ ‫اختالف ش��رائحهم‪ ،‬حيث يرص��د البرنامج القوانين‬ ‫وأساليب المعيشة واالندماج في دول اللجوء العربية‬ ‫واألوربية‪ ،‬مستضيف ًا أصحاب الخبرة واالختصاص‪،‬‬ ‫لتوضيح المس��تجدات للمغترب وتأمين االرش��ادات‬ ‫والشروحات المس��اعدة‪ ،‬االثنين‪ ،‬الس��اعة السابعة‬ ‫مسا ًء على راديو حارة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ق��ال مذيع في راديو س��وري يبث م��ن تركيا في‬ ‫تعليقه على مقال ورد في س��وريتنا «إن المجتمعات‬ ‫العربي��ة عموماً والمجتمع الس��وري خصوص ًا يتقبل‬ ‫فن النح��ت وال يتعامل معه على أن��ه أصنام» مدل ً‬ ‫ال‬ ‫على صحة رأيه ب��أن صالون بيته يحتوي على عمل‬ ‫فني تحتي‪ ،‬ننصح المذيع المذكور باالتصال بطالب‬ ‫ف��ي كلية الفن��ون الجميلة بدمش��ق ليعرف منه كم‬

‫ميديا‬

‫هيك �سمعنا‬

‫رفع أس��عار الخب��ز والماوزت والفي��ول والغاز‬ ‫تعتب��ر قرارات (غي��ر صائبة)‪ ،‬مش��يراً إلى أن‬ ‫"سياس��ة عقلن��ة دعم الحكومة س��تؤدي إلى‬ ‫جن��ون المواط��ن" نعم به��ذه الكلمات يجاهر‬ ‫اليوس��ف ف��ي قلب دمش��ق الي��وم برأيه‪ ،‬أي‬ ‫بط��ل أنت وأي اقتصادي‪ ،‬ذات الدور كان لعبه‬ ‫ببراع��ة الدكتور اله��ارب قدري جمي��ل‪ ،‬فيما‬ ‫يلعبه اليوم ش��ادي أحمد االقتصادي‪ ،‬وطارق‬ ‫أحم��د الس��وري القومي ‪ -‬ش��ادي ال يمت بأي‬ ‫قراب��ة لطارق وأي تش��ابه ف��ي الظروف هو‬ ‫محض صدفة‪ -‬فيما يصبح يوم بعد يوم أكثر‬ ‫نجومية وفي ذات الدور‪ ،‬الكبير المدّوي بسام‬ ‫القاض��ي‪ ،‬قاه��ر اإلرهابية الصهيوس��عودية‬ ‫القطريائلية‪.‬‬ ‫بالعودة إلي النجم األول اليوس��ف‪ ،‬فالدكتور‬ ‫اليوم يدير مركزاً في ضاحية لقدس��يا بريف‬ ‫دمشق‪ ،‬للراغبين بالـ "المصالحة" مع النظام‪،‬‬ ‫عش��رات م��ن الش��بان الذين انخرط��وا أو لم‬ ‫ينخرط��وا في أي أعمال سياس��ية ف��ي البالد‬ ‫وباتوا على قوائم المخابرات ألي س��بب كان‪،‬‬ ‫يتوجه��ون اليوم إلى هذا المركز لينالوا ورقة‬ ‫تقول إن وضعهم قد سوي بالفعل وتم األمر‪،‬‬ ‫منه من قد يس��اقون إلى الخدمة العس��كرية‬ ‫ف��ي صفوف ق��وات الجي��ش البط��ل‪ ،‬ومنهم‬ ‫من قد ينقل إلى ف��رع مخابرات‪ ،‬وقلة يطلق‬ ‫سراحهم فع ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫إذا كن��ت موالي��اً لدرج��ة ال زلت فيها تش��اهد‬ ‫الفضائية الس��ورية أو تستمع لشام أف أم‪ ،‬أو‬ ‫إذا كنت من قدسيا أو الهامة أو ضاحية األولى‬ ‫أي قدس��يا‪ ،‬فأنت على األرج��ح تعرف صاحب‬ ‫هذه الصورة التي تعود لهذا الرجل المبتس��م‬ ‫دوما‪ ،‬صاحب المكتب العقاري سابقًا والمدير‬ ‫الع��ام للوكالة الس��ورية القانوني��ة المحامي‬ ‫الدكتور الكبير عمار اليوسف‪.‬‬ ‫الوكالة المشار إليها سابقاً ما هي إال الحديقة‬ ‫الخلفية لمنزل اليوس��ف في ضاحية قدس��يا‪،‬‬ ‫الي��وم بات��ت مكتب�� ًا يبش��ر بإنج��ازات الرجل‬ ‫الكثيرة في الحياة العامة في سوريا‪ ،‬صدقني‬ ‫ال أحت��اج هنا ألي مبالغة أو تعميم أو انتقائية‬ ‫قد يس��تخدمها الصحفي ليشير إلى أمر قليل‬ ‫الحدوث‪ ،‬فالصفحة هذا لسان حالها‪ ،‬اقتراحات‬ ‫الدكتور في مجال العم��ران تحديداً وتحديات‬ ‫إعادة إعمار س��وريا‪ ،‬وال تسأل كيف لمحام أن‬ ‫يقترح ويناقش ش��ؤون هندسية بالغة الدقة‬ ‫فأنت أمام ش��خصية تظهر عبر إعالم النظام‬ ‫وبالتال��ي يحق لها أن تغني في علم الفلك لو‬ ‫كان��ت تبيع البطاطا‪ ،‬فال تتعج��ب اللهم إال إن‬ ‫كنت تحب جيش الوطن كثيراً‪.‬‬ ‫عبر الوكالة‪ ،‬اقترح اليوس��ف مشروعاً عظيم ًا‬ ‫قال إنه سينهي أزمة السكن في سوريا ويحل‬ ‫مشكلة إعادة اإلعمار بضربة واحدة‪ ،‬كل ذلك‬ ‫وأكثر عبر مشروع النسر السوري‪ ،‬نعم نعم‪،‬‬ ‫النس��ر الس��وري وهو مجمع س��كني يرس��م‬ ‫ش��كل النس��ر الس��وري عب��ر توال��ي األبنية‬ ‫والمس��طحات الخض��راء بتكلف��ة ال تتج��اوز‬ ‫‪ 520‬ملي��ار لي��رة س��ورية‪ ،‬يق��ول اليوس��ف‬ ‫لجريدة الوطن الخاصة والمستقلة برأيها كما‬ ‫يس��تقل االئتالف السوري عن رأي المخابرات‬ ‫العربية والدولية‪ ،‬المهم أن المش��روع يسوق‬ ‫ل��ه عبر الجري��دة على أنه ممكن‪ ،‬واليوس��ف‬ ‫يس��تمر ف��ي الترويج له عب��ر كل إطاللة في‬ ‫"اإلع�لام الوطني" فالرجل تق��ول لنا صفحة‬ ‫وكالته على الفيسبوك إنه ال يشارك في غير‬ ‫اإلعالم الوطني‪ ،‬ويضيف في شرح المشروع‬ ‫قا ً‬ ‫ال "استحداث فكر إيديولوجي إسكاني جديد‬

‫بعي��داً عن العش��وائيات" وال تس��أل ما معني‬ ‫هذا الهذيان‪.‬‬ ‫ما ال تقوله الصفحة ذاتها إننا أمام رجل شهد‬ ‫حريق قدس��يا‪ ،‬ولمن ال يع��رف البلدة الريفية‬ ‫ف��ي دمش��ق أو ال يعل��م ع��ن حريقه��ا‪ ،‬فهو‬ ‫ببس��اطة ما حدث في تش��رين األول من عام‬ ‫‪ ،2012‬حي��ن دخل الجيش إل��ى البلدة تتبعه‬ ‫جحافل الش��بيحة الذين أحرقوا س��وق البلدة‬ ‫التجاري بعد أن نهبوه‪ ،‬حدث هذا بعد اس��بوع‬ ‫من القصف المركز على البلدة‪ ،‬اليوسف كان‬ ‫حاض��راً ومش��اركاً‪ ،‬وال نقول أنه أش��عل النار‬ ‫بيده‪ ،‬لكنه كان م��ن الوجوه التي حملت ملف‬ ‫التف��اوض مع الحيش الحر في قدس��يا آنذاك‬ ‫ونقل لهم رس��الة تقول "موتوا بالرصاص أو‬ ‫موتوا بالنار" هكذا كان يفاوض الدكتور‪.‬‬ ‫بالع��ودة للنس��ر المرف��رف‪ ،‬غاض��ب ه��و‬ ‫اليوس��ف اليوم‪ ،‬فقد سرق منه شادي األحمد‬ ‫االقتص��ادي ال��ذي يح��ل أيض��اً ضيف��اً عل��ى‬ ‫"اإلعالم الوطن��ي" فك��رة اقتصادية عبقرية‬ ‫مفاده��ا يقول "إح��داث هيئة إلع��ادة اإلعمار‬ ‫في س��ورية"‪ ،‬كيف ل��ه أن يفع��ل ذلك؟ فمن‬ ‫خط��ر بباله أص� ً‬ ‫لا فكرة إع��ادة اإلعمار؟ الكل‬ ‫منهمك في الهدم اآلن فمن سيفكر فيما بعد‬ ‫الردم إال الدكتور اليوس��ف؟ المعركة مندلعة‬ ‫عب��ر الصفح��ات بين اليوس��ف واألحمد‪ ،‬وكل‬ ‫منهما يتهم األخر بالسرفة الفكرية للمشروع‬ ‫الطم��وح أي إعادة األعمار‪ ،‬اليوس��ف عبقري‪،‬‬ ‫فلكي ال يس��رق األحمد أو المحمد أو المحمود‬ ‫أو أي حم��اد أخ��ر فكرة النس��ر‪ ،‬ق��ام بإصدار‬ ‫براءة اختراع للمش��روع الثوري الكبير‪ ،‬حاميًا‬ ‫نفسه وإعادة اإلعمار من أيدي العابثين‪.‬‬ ‫يلع��ب اليوس��ف كما غيره من بع��ض الوجوه‬ ‫في دمش��ق اليوم‪ ،‬الدور الش��هير "المعارض‬ ‫للفس��اد" فه��م كم��ا جمه��ور النظ��ام يرون‬ ‫أن المعارض��ة لنظ��ام الحكم له��ا حدود هي‬ ‫الحكومة وموظفيه��ا‪ ،‬وكل دور فوق هذا هو‬ ‫خيانة تس��تحق الموت قصفاً‪ ،‬يقول اليوسف‬ ‫للوطن التي تحدثنا عن استقاللها "إن قرارات‬

‫‪15‬‬


‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫املواطنة ومدر�سة القانون الطبيعي‬ ‫حقوق وحريات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫إعداد المحامي فارس حسّان‬ ‫تحدثن��ا في أعدادٍ س��ابقة عن دور ش��رعة‬ ‫حق��وق اإلنس��ان‪ ،‬واالجته��اد القضائ��ي‬ ‫األمريك��ي‪ ،‬والفك��ر الكنس��ي ف��ي العص��ر‬ ‫أسس لمبدأ المواطنة أو‬ ‫الوس��يط في وضع‬ ‫ٍ‬ ‫ألركانها األساسية‪ ،‬واليوم سنتحدث عن دور‬ ‫دعاة المدرس��ة الطبيعية في ترسيخ أركان‬ ‫المواطنة‪.‬‬ ‫فالحقوق الطبيعية عند آباء هذه المدرس��ة‬ ‫حقوق وهبتها الطبيعة لإلنس��ان وهي غير‬ ‫قابلة للتقادم ودائم��ة وأزلية‪ ،‬وأهمها الحق‬ ‫ف��ي الحي��اة والتمل��ك والحري��ة والمس��اواة‬ ‫والس�لامة الجسدية‪ ،‬وقد س��اهمت مدرسة‬ ‫ً‬ ‫مس��اهمة ف��ي مفهوم‬ ‫الحق��وق الطبيعي��ة‬ ‫الفلس��فة السياس��ية للحكم عل��ى اعتباره‬ ‫ً‬ ‫وسيلة لخدمة الناس وليس سبباً لالستبداد‬ ‫والتس��لط‪ ،‬وبالتالي ف��ي التهيئ��ة الفكرية‬ ‫لمبادئ الثورة الفرنس��ية‪ ،‬بل يمكننا القول‬ ‫إن مبادئ الحرية واإلخاء والمساواة إنما هي‬ ‫مستلهمة من نظرية الحقوق الطبيعية‪.‬‬ ‫ومدرس��ة القان��ون الطبيع��ي راس��خة ف��ي‬ ‫الفك��ر االنس��اني فق��د عرفه��ا الروم��ان‬ ‫واليون��ان‪ ،‬كما عرفها القانون الكنس��ي في‬ ‫القرون الوس��طى وقد اهتم فقهاء الكنيسة‬ ‫المس��يحية بنظرية القانون الطبيعي وذلك‬ ‫خ�لال اهتمامه��م بمش��كالت العالق��ة بين‬ ‫الكنيسة والدولة والقانون فقد ثار جدل هام‬ ‫حول مدى س��لطة الدولة في مواجهة الدين‬ ‫من ناحي��ة وف��ي مواجهة الفرد م��ن ناحية‬ ‫أخ��رى‪ ،‬وتمس��ك رج��ال الكنيس��ة بنظرية‬ ‫القان��ون الطبيع��ي لح��ل ه��ذه المش��كالت‬ ‫ولكنه��م جعل��وا النظري��ة ذات طابع‬ ‫دين��ي وذل��ك كبديل للطاب��ع العقلي‬ ‫الذي نادى به أرسطو‪.‬‬ ‫وق��د بلغ��ت النظري��ة ذروته��ا عل��ى‬ ‫الصعي��د الكنس��ي على ي��د القديس‬ ‫توما اإلكويني ال��ذي بين ثالثة أنواع‬ ‫من القوانين القانون االلهي والقانون‬ ‫الطبيعي والقان��ون الوضعي‪ ،‬ويعبر‬ ‫القانون اإللهي عن إرادة الخالق ويتم‬ ‫إدراكه ع��ن طريق الوحي والش��عور‬ ‫كم��ا يمكن ادراكه ع��ن طريق العقل‬ ‫البشري‪.‬‬ ‫أم��ا القانون الطبيع��ي فهو انعكاس‬ ‫لبع��ض قواع��د القان��ون اإللهي فهو‬ ‫يمث��ل ما يتم إدراكه م��ن هذا األخير‬ ‫ع��ن طري��ق العق��ل ويدف��ع العق��ل‬ ‫االنس��اني إل��ى إدراك تل��ك القواع��د‬ ‫بتوجيهه إل��ى البحث عن هدف حياته‬ ‫ال��ذي يتمثل في الوص��ول إلى كمال‬ ‫االنس��ان باعتب��ار ذلك الكم��ال غاية‬ ‫مثالي��ة للفرد إال أن مدرس��ة القانون‬ ‫الطبيعي اكتس��بت أهميتها وش��كلها‬ ‫العلم��ي الحدي��ث منذ القرن الس��ابع‬ ‫عش��ر‪ ،‬ثم القرني��ن الثامن والتاس��ع‬ ‫عش��ر حيث ن��ادى بها ع��دد كبير من‬ ‫الفقه��اء وعل��ى رأس��هم الهولن��دي‬ ‫غردس��يوس‪ ،‬واأللمان��ي بيفندروف‪،‬‬

‫والفيلس��وف اإلنكلي��زي لوك والفرنس��يان‬ ‫مونتسيكو وروسو‪.‬‬ ‫وق��د كان لالنتق��ال م��ن اإلقط��اع إل��ى‬ ‫الرأس��مالية الناشئة الدور األكبر في تطوير‬ ‫النظرية وبروز اتجاهين‪ ،‬األول‪ :‬يبرز الطابع‬ ‫العقلي لفكرة القانون الطبيعي مع التركيز‬ ‫عل��ى تجري��د الفكرة م��ن صيغته��ا الدينية‬ ‫الس��ابقة فالعق��ل هو مصدر ذل��ك القانون‬ ‫وأي إنس��ان أيا كانت ديانته يستطيع بحكم‬ ‫خصوب��ة عقله أن يهتدي إل��ى قواعده التي‬ ‫تختل��ف من زمان إلى زم��ان ومن مكان إلى‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫والثان��ي‪ :‬ال��ذي يمثل تطويراً لفك��رة العقد‬ ‫االجتماع��ي كمح��دد لس��لطة الدول��ة ف��ي‬ ‫مواجه��ة مواطنيه��ا حي��ث يول��د األف��راد‬ ‫متمتعي��ن بحق��وق طبيعي��ة والدول��ة هي‬ ‫مؤسس��ة تس��تهدف بصفة أساس��ية حماية‬ ‫تلك الحق��وق‪ ،‬ويفترض فقه��اء هذا العقد‬ ‫أن انتقال األفراد من حالة الطبيعية البدائية‬ ‫غي��ر المنظم��ة إل��ى حال��ة الدول��ة ق��د تم‬ ‫بمقتضى اتفاق تن��ازل األفراد عن جزء من‬ ‫حقوقهم في مقاب��ل أن تضمن لهم الدولة‬ ‫التمت��ع الح��ر والكام��ل بحقوقه��م األخ��رى‬ ‫ويترتب على ذلك أن تصبح الدولة من خلق‬ ‫إرادة األف��راد ويصبح له��م الحق في تعديل‬ ‫نظامها بما يتفق مع مصالحهم‪.‬‬ ‫وق��د تط��ورت االتجاه��ات الديمقراطية في‬ ‫مدرس��ة القان��ون الطبيع��ي تط��وراً هام�� ًا‬ ‫بقي��ام الث��ورة الفرنس��ية حي��ث قامت هذه‬ ‫الث��ورة تح��ت ش��عار الدف��اع ع��ن الحري��ات‬

‫والحق��وق الفردية لإلنس��ان‪ ،‬وقد صيغ هذا‬ ‫الش��عار بطريقة واضحة ف��ي إعالن حقوق‬ ‫االنس��ان عام ‪1789‬م والصادر عن الجمعية‬ ‫التأسيس��ية الفرنسية‪« :‬أن غاية كل مجتمع‬ ‫سياسي هي المحافظة على حقوق االنسان‬ ‫الطبيعي��ة التي ال تزول وه��ذه الحقوق هي‬ ‫الحرية والملكية واألمن ومقاومة الظلم»‪.‬‬ ‫ويمك��ن تلخيص مب��ادئ ه��ذه النظرية بما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬وج��ود قواع��د عادلة مثالي��ة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫القواعد القانونية الوضعية‪ ،‬وتس��مو عليها‬ ‫وتفرضها طبيعة األش��ياء نفس��ها بالنسبة‬ ‫لعالقة البشر فيما بينهم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وه��ذه القواعد التي تفرضه��ا الطبيعة‬ ‫يدلنا عليها العقل السليم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تتميز هذه القواعد بأنها مطلقة ثابتة ال‬ ‫تزول وال تتبدل‪ .‬فهي عامة بالنس��بة لجميع‬ ‫الشعوب‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إن هذه القواعد هي األساس الذي يجب‬ ‫أن تستند إليه القواعد الوضعية وأن تستمد‬ ‫وجودها منه‪.‬‬ ‫فالقواع��د القانوني��ة الوضعي��ة حتى تكون‬ ‫واجب��ة االحت��رام يج��ب أال تخال��ف مب��ادئ‬ ‫القان��ون الطبيعي ومن األمثل��ة التي تعتبر‬ ‫من مبادئ القانون الطبيعي احترام السالمة‬ ‫اإلنس��انية والح��ق في الحرية ال��ذي تعتبره‬ ‫حق ًا مقدس ًا‪.‬‬ ‫إال أن النظرية وفاق ًا لما سبق تعرضت للكثير‬ ‫من االنتقادات‪ ،‬لعل أبرزها التس��ليم‬ ‫بوج��ود مب��ادئ مثالية مطلق��ة ثابتة‬ ‫في الزمان والم��كان وهو أمر يجافي‬ ‫الواق��ع‪ ،‬حي��ث ي��دل الواق��ع أن ه��ذه‬ ‫المبادئ هي نس��بية وليست مطلقة‪،‬‬ ‫ونتيج��ة االنتقادات الت��ي وجهت إلى‬ ‫نظري��ة القان��ون الطبيع��ي‪ ،‬ح��اول‬ ‫المتأخرون من أنصارها إجراء تعديل‬ ‫عليه��ا منادي��ن بم��ا أس��موه نظرية‬ ‫القان��ون الطبيع��ي ذي المضم��ون‬ ‫المتغير‪ ،‬واعترف��ت النظرية الجديدة‬ ‫بنسبية المبادئ وإمكانية تطورها‪.‬‬ ‫وق��وام هذه النظري��ة أن هناك اطاراً‬ ‫ثابت�� ًا للقان��ون الطبيع��ي يتمثل في‬ ‫فكرة العدل االجتماع��ي وهذا اإلطار‬ ‫ثابت وخالد ف��ي الزمان والمكان ألنه‬ ‫قائم في ضمير االنسان منذ األزل أما‬ ‫مضمون هذا اإلطار فهو الذي يختلف‬ ‫من م��كان إلى مكان وم��ن زمان إلى‬ ‫آخر‪ ،‬ف��كل عصر وكل جماعة يضمن‬ ‫االطار الثابت تص��وره الخاص لفكرة‬ ‫الع��دل على ض��وء ظروف��ه الخاصة‬ ‫ويترتب على هذا المنطق أن مضمون ًا‬ ‫معيناً ف��ي القانون قد يع��د عد ً‬ ‫ال في‬ ‫زمن معين بينما ال يعد عد ً‬ ‫ال في زمن‬ ‫آخر كما هو الحال في النظرة لحقوق‬ ‫المرأة مث ً‬ ‫ال‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫أفعالها وجرائمها‪ ،‬وتحتاج أن تس��تخدم مأساتها‬ ‫كم��ا لو أنه��ا بطاقة ائتم��ان‪ ،‬وقد ج��اءت أحداث‬ ‫مركز التج��ارة العالمي لتس��تخدم أميركا قوتها‬ ‫الفائض��ة التي لم تكن تع��رف كيف تتصرف بها‬ ‫وهي مرتاحة الضمير»‪.‬‬ ‫ويضي��ف اإلرهاب هو الوجه اآلخر للعولمة وعنف‬ ‫العولم��ة الذي ذك��ره بودري��ار مراراً ه��و إرهاب‬ ‫يرفض الكثيرون االعتراف به‪ ،‬فإذا كانت الحركة‬ ‫المناهضة للعولمة ال تس��تطيع سوى كبح سياق‬ ‫االختالل على الرغم من تأثيرها السياسي الكبير‪،‬‬ ‫فإن اإلرهاب بتأثيره الرمزي هو الذي يتيح للعالم‬ ‫أن يتخطى نظام العولمة وأن يتجاوزها ليس إلى‬ ‫بدائل إيجابية وإنما إلى أشكال من التفرّد ليست‬ ‫إيجابية وال س��لبية‪ ،‬لكنه التفرّد ال��ذي يثأر لكل‬ ‫الثقاف��ات المتف��رّدة التي كان زواله��ا ثمنًا لقيام‬ ‫هذه القوة العالمية الوحيدة‪.‬‬ ‫ف��ي الخت��ام تجم��ع المق��االت عل��ى أن مكافحة‬ ‫اإلره��اب هو واجب عل��ى البش��رية جمعاء‪ ،‬وقد‬ ‫ي��ؤذن لبروز عهدٍ جديد عل��ى الصعيد العالمي‪،‬‬ ‫أم��ا الحل األمن��ي الذي تتبع��ه الق��وى الغربية‪،‬‬ ‫ف�لا يتع��دى كونه اس��تكما ًال لإلره��اب‪ ،‬فإغراق‬ ‫الغرب بالهاجس األمني يمك��ن اعتباره انتصاراً‬ ‫فعلي��ًا لإلره��اب‪ ،‬فش��بح اإلرهاب يرغ��م الغرب‬ ‫على إرهاب نفس��ه‪ ،‬باعتبار أن ش��بكة الشرطة‬ ‫العالمية تعادل التوتر الذي قد تسببه حرب باردة‬ ‫ش��املة‪ ،‬وتعادل األض��رار في األب��دان والعادات‬ ‫التي قد تنجم عن حرب عالمية رابعة‪.‬‬

‫صدر مؤخراً كتاب (الش��أن الس��وري في عي��ون الغرب) عن‬ ‫دار ن��ون‪ ،‬لمؤ ّلف��ه الصحفي الحقوقي والمترجم الس��وري‬ ‫منصور العمري‪ .‬يتناول الكتاب مش��كلة رئيسية مؤثرة في‬ ‫تكوين الرأي العام الغرب��ي وهي وجهة النظر التي يكونها‬ ‫الف��رد أو المجموعات المتّس��قة‪ ،‬تجاه األحداث في س��وريا‬ ‫نتيجة لمخرجات إعالمهم بانتقائية المحتوى‪.‬‬ ‫ويس��تعرض الكتاب أح��داث س��وريا ‪ 2014 2013‬كما طرحها‬ ‫الغرب‪ ،‬يسبقها مقترحات دليليّة‪ ،‬كأهمية توحيد المصطلحات‬ ‫ً‬ ‫خاصة‪ ،‬من‬ ‫والمف��ردات في اإلعالم العربي والس��وري الجديد‬ ‫أج��ل عدم ت��رك الب��اب مفتوحًا أم��ام الطارئين عل��ى الوضع‬ ‫السوري‪ ،‬أو من يريد تزييف الحقائق لتوجهات سياسية‪.‬‬ ‫ج��اء الكتاب ف��ي ‪ 184‬صفحة من القطع الوس��ط‪ ،‬ويش��ارك في‬ ‫معرض القاهرة الدولي للكتاب ‪ 28‬كانون الثاني ‪ 12‬شباط ‪.2015‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫جان بودريار‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫كتابنا اليوم مجموعة من المقاالت المختارة التي‬ ‫تقدم ق��راءة لحديث الناس ف��ي العصر الحديث‬ ‫ظاهرة اإلره��اب‪ ،‬والمق��االت لمفكرين غربيين‬ ‫عالجوا الموضوع بحيادية تامة مثل جان بودريار‪،‬‬ ‫وأمبرتو إيكو‪ ،‬وج��اك دريدا‪ ،‬وإد فوليامي‪ ،‬وجان‬ ‫لوكاريه‪ ،‬ح��ول ما يتم تعريف��ه باعتباره إرهابًا‬ ‫وتداعي��ات أح��داث ‪ 11‬أيلول الش��هيرة‪ ،‬والحرب‬ ‫األميركي��ة عل��ى الع��راق‪ ،‬ويفتح آفاق��ا للقراءة‬ ‫والتأوي��ل والمحاورة حول أه��داف اإلمبراطورية‬ ‫األميركية الجديدة وس��عيها لتوس��يع مصالحها‪،‬‬ ‫ومحاولته��ا إلحاط��ة نفس��ها بهالة م��ن األفكار‬ ‫والش��عارات والرموز واالعتق��ادات‪ ،‬وتحولها إلى‬ ‫سبب للعنف ومصدره‪.‬‬ ‫يرى الفيلسوف الفرنسي بوديارد أن الغرب هو‬ ‫الذي يعلن الحرب على نفس��ه‪ ،‬وإذا كان مفجرو‬ ‫أح��داث ‪ 11‬أيلول هم الذين ارتكبوا الفعلة فألن‬ ‫الغرب «أمريكا» هم الذين أرادوها‪ .‬إنها العولمة‬ ‫المنتصرة تخ��وض صراعاً مع ذاتها‪ ،‬ويضيف إن‬ ‫أميركا بقوتها الت��ي ال تُحتمل‪ ،‬هي التي أججت‬ ‫كل هذا العنف المبث��وث في أرجاء العالم‪ ،‬وهي‬ ‫تالي��اً‪ ،‬التي أثارت من دون أن تعلم هذه المخيلة‬ ‫ُ‬ ‫تس��كننا جميع��ًا‪ ،‬إلى حد ما‪ ،‬هم‬ ‫اإلرهابية التي‬ ‫الذين ارتكبوا الفعلة‪ ،‬لكننا نحن الذين أردناها‪.‬‬ ‫وإذا ل��م ن��درك ذل��ك يفق��د الح��دث كل بع��ده‬ ‫الرم��زي‪ ،‬فيب��دو إ ّذ ذاك‪ ،‬حادثة محض��ة‪ ،‬وفع ً‬ ‫ال‬ ‫مجاني��ًا محضاً‪ ،‬ثم��رة تهي��ؤات إجرامية لبضعة‬ ‫متعصبين‪ ،‬يكفي القض��اء عليهم وإزالتهم من‬ ‫الوج��ود‪ .‬والح��ال أننا نعلم جي��داً‪ ،‬أن األمر ليس‬ ‫كذلك‪ .‬ال حاجة إلى نزعة موت أو تدمير‪ ،‬وال حتى‬ ‫إلى مؤثرات غير س��وية‪ ،‬ويضي��ف إن من صلب‬ ‫المنط��ق والحت��م أن يؤج��ج تفاقم ق��وة القوة‪،‬‬ ‫الرغب��ة ف��ي تدميره��ا‪ .‬وأن تكون ش��ريكة في‬ ‫دمارها الخ��اص‪ .‬عندما انهار البرج��ان التوأمان‬ ‫لمركز التجارة العالمي تولد شعور بأنهما يردَّان‬ ‫عل��ى انتح��ار الطائرتي��ن بانتحارهم��ا الخاص‪،‬‬ ‫قيل‪« :‬اهلل نفس��ه ال يس��عه إع�لان الحرب على‬ ‫نفسه»‪ ،‬إال أنه وبحسب بودريار‪ ،‬فإنه يستطيع‪.‬‬ ‫فاإلره��اب الأخالق��ي‪ .‬وح��دث المرك��ز العالمي‬ ‫للتج��ارة‪ ،‬ه��ذا التح��دي الرمزي‪ ،‬ه��و الأخالقي‪،‬‬ ‫وي��رد على عولم��ة هي األخ��رى الأخالقي��ة‪ .‬إذاً‬ ‫فلنك��ن نح��ن أيض��اً ال أخالقيي��ن‪ ،‬وإذا أردنا أن‬ ‫نفه��م ش��يئًا فلنذهب قلي� ً‬ ‫لا إلى م��ا وراء الخير‬ ‫والش��ر‪ ،‬ذل��ك أن أحداً لم يدرك أن الخير والش��ر‬ ‫يرتقيان بالقوة في الوقت نفس��ه ووفق الحركة‬ ‫نفس��ها‪ ،‬وانتص��ار أحدهم��ا ال يؤدي إل��ى زوال‬ ‫اآلخ��ر‪ ،‬بل بالعك��س تمامًا‪ ،‬فالخي��ر ال يقلل من‬ ‫حجم الش��ر‪ ،‬والش��ر ال يقلل من حجم الخير‪ ،‬إن‬ ‫أحدهما ال يختزل اآلخر‪ ،‬وصلتهما ال فكاك منها‪،‬‬ ‫فف��ي الجوه��ر ال يقدر الخير أن يحبط الش��ر إال‬ ‫بتخ ّليه عن كونه خيراً‪ ،‬ألنه‪ ،‬باس��تئثاره بالحكر‬ ‫العالم��ي للق��وة إنما يتس��بب بش��رارة إلش��عال‬ ‫«عنف مواز»‪ .‬فاإلرهابيون قد كفوا عن االنتحار‬ ‫سُدى‪ ،‬ذلك أنهم يراهنون بموتهم الخاص على‬ ‫نحو هجوم��ي وفاعل‪ ،‬وفق حدس اس��تراتيجي‬ ‫هو‪ ،‬ببساطة‪ ،‬الحدس بهشاشة الخصم الهائلة‪،‬‬ ‫وهشاش��ة نظام بلغ كماله‪ ،‬وهو لذلك معرّض‬ ‫لألذى من أي ش��رارة‪ .‬لقد اس��تطاعوا أن يجعلوا‬ ‫موته��م س�لاحاً مطلق��اً ض��د نظ��ام يحي��ا من‬ ‫استبعاده الموت‪ ،‬ومثاله هو «صفر من القتلى»‪،‬‬ ‫كل نظ��ام يق��وم على صف��ر م��ن الموتى‪ ،‬هو‬

‫نظام حصيلته عدم‪ ،‬وكل وس��ائل الردع والدمار‬ ‫لن تكون مجدية ضد عدو سبق له أن جعل موته‬ ‫سالحًا هجوميًا مضاداً‪.‬‬ ‫بينما يتس��اءل أمبرت��و إيكو عم��ا إذا كانت الحرب‬ ‫هي الش��كل العادل للعنف وه��ل يمكن للمواجهة‬ ‫الت��ي نش��هدها أن تتحول إلى ص��راع ثقافات‪ .‬كما‬ ‫يتص��ور س��يناريو خيال علم��ي لما س��يحدث عند‬ ‫نش��وب الح��رب بين الش��رق والغرب حي��ث يعتقد‬ ‫أن مصال��ح ومتطلبات القوى المتصارعة س��تكون‬ ‫م��ن الداخل ضمن بكرة ال يمكن فك خيوطها دون‬ ‫تدميرها‪ .‬غير أن الحرب الشاملة في عصر العولمة‬ ‫مستحيلة بنظره‪ ،‬أي أنها قد تكون هزيمة للجميع‪.‬‬ ‫ويناقش إيكو فكرة تفسير الحرب األمريكية على‬ ‫العالم اإلس�لامي وحرب المسلمين عليها استناداً‬ ‫إلى مقولة صراع الحض��ارات أو الثقافات فالغرب‬ ‫هو الذي كانت له الغلبة في تاريخ الصراع الطويل‬ ‫بين الش��رق والغرب‪ ،‬وأوروبا لم يتم احتاللها من‬ ‫قبل المس��لمين باستثناء حاالت قليلة في إسبانيا‬ ‫وشرق أوروبا‪ ،‬ولكن المسلمين اضطروا في عقر‬ ‫دارهم إل��ى القب��ول بالتكنولوجي��ا الغربية على‬ ‫نط��اق واس��ع‪ ،‬وكان يمكن أن يعد ذل��ك انتصاراً‬ ‫ل��وال أن المس��لمين تمكن��وا م��ن اس��تخدام هذه‬ ‫التقني��ة في تدمير مركز التج��ارة العالمي‪ ،‬ولكن‬ ‫هل يعتب��ر ما يجري صراعا بين الش��رق والغرب‬ ‫على غرار الحروب الصليبية‪.‬‬ ‫يس��تبعد إيك��و مقول��ة ص��راع الحض��ارات ف��ي‬ ‫تفسير ما يجري‪ ،‬ويدعو بقوة إلى مقاومة نزعة‬ ‫الع��داء الحض��اري والثقاف��ي ألن كلفته��ا تضر‬ ‫بالغ��رب‪ ،‬وق��د تلحق ب��ه الهزيمة‪ ،‬فق��د تداخل‬ ‫الش��رق بالغ��رب‪ ،‬وتداخلت المصال��ح والعالقات‬ ‫عل��ى نح��و لم يعد ممكن��ا حمايته��ا إال بالتعاون‬ ‫والعمل المشترك‪.‬‬ ‫بينم��ا يق��ول جاك دري��دا‪« :‬إن النظ��ام العالمي‬ ‫المهيم��ن يقتضي بالض��رورة وجود إرهاب لكي‬ ‫يس��تمر في العمل والس��يطرة‪ ،‬ألنه دون إرهاب‬ ‫س��ينهار‪ ،‬وهكذا ف��إن تواطؤاً عميقاً ينش��أ بين‬ ‫الخصمين‪ ،‬أي النظام العالمي واإلرهاب حتى أن‬ ‫األمر يثير التس��اؤل من يستخدم من‪ ،‬والتواطؤ‬ ‫لي��س بالضرورة خط��ة مقصودة تعد مس��بقاً‪،‬‬ ‫ولكن نظ��ام الهيمن��ة والعولمة والس��لطة بحد‬ ‫ذاته يحتوي على نقيض��ه‪ ،‬وقد يكون التناقض‬ ‫حاجة بنيوي��ة في النظام نفس��ه‪ ،‬واألميركيون‬ ‫يحتاج��ون ألن يكون��وا ضحاي��ا ويتعاطف العالم‬ ‫معهم‪ ،‬فالضحية في ٍّ‬ ‫حل من أي عقدة ذنب تجاه‬

‫قراءة في كتاب‬

‫جان بودريار و�آخرون‪:‬‬ ‫ذهنية الإرهاب‪ ،‬ملاذا يقاتلون مبوتهم‬

‫‪17‬‬


‫اندساسية‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪18‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫من مذكرات أحمد سويدان‬

‫‪1992 / 2 / 21‬‬

‫تجمع كافة التوقعات أننا على لن نبقى في السجن‬ ‫إل��ى منتصف الش��هر القادم‪ .‬رغم ذل��ك ال نصدق‬ ‫أننا س��نكون أحراراً بعد عش��رين يومًا‪ .‬إذ الس��جن‬ ‫الطويل رسّ��خ في أعماقنا أننا س��نظل سجناء إلى‬ ‫األب��د‪ ،‬وأن الحري��ة بَعُ��دَت عن��ا بعد الس��ماء عن‬ ‫األرض‪ .‬ولكننا ال نقدر إال أن نتصور الحصول على‬ ‫الحرية‪ .‬ورؤية األهل‪ ،‬واألبناء‪ ،‬والزوجات‪.‬‬ ‫ه��ذه الرؤية التي تبدو حلماً بعيد المنال ومثل هذه‬ ‫الحال��ة تجعلنا قلقي��ن من الداخ��ل‪ .‬إذ بين التلهف‬ ‫والكبت‪ ،‬بين الشوق والصد تعيش نوازعنا‪ .‬وكأننا‬ ‫دائمًا في حالة الش��حذ‪ .‬وإشعال الزند‪ .‬ونجد الواقع‬ ‫ال زال داخل السجن‪ .‬وداخل هذا الطقس من الثلج‬ ‫والري��اح والب��رد الض��روس‪ .‬كل ذل��ك يدفعنا إلى‬ ‫االنش��غال بالقراءة‪ ،‬أو بلعب الورق‪ ،‬أو بالنقاش��ات‬ ‫العقيم��ة ح��ول الديمقراطية وح��ول الديكتاتورية‬ ‫والدول��ة األصولية‪ .‬الغريب أن عناصر حزب العمل‪،‬‬ ‫وهو ح��زب كان قب��ل دخوله الس��جن ال يجد بدي ً‬ ‫ال‬ ‫ع��ن ديكتاتورية البروليتاريا عل��ى أرضية الصراع‬ ‫الطبقي‪ ،‬هو اآلن‪ ،‬ومنذ حرب الخليج يتبنى موضوع‬ ‫الديمقراطية دون تدقيق بالمسألة أبداً‪ .‬فمث ً‬ ‫ال نجد‬ ‫أن أمري��كا‪ ،‬والمعارضة العراقي��ة المنضوية تحت‬ ‫عباءة الس��عودية وأمريكا‪ .‬يريدون إس��قاط صدام‬ ‫حسين باسم الديمقراطية‪ .‬فطروحات حزب العمل‬ ‫مع إس��قاطه لصال��ح الديمقراطية‪ .‬حت��ى لو كانت‬ ‫أمريكا وراء طرح ش��عارات هذه الديمقراطية‪ .‬وقد‬ ‫الحظت أن األكثرية من حزبنا والمكتب السياس��ي‬ ‫ضد ه��ذا الط��رح‪ .‬ألن أمريكا اإلمبريالي��ة المؤيدة‬ ‫إلس��رائيل‪ ،‬والعامل��ة لي� ً‬ ‫لا نهاراً من أج��ل تحطيم‬ ‫أي موق��ف عربي يريد المواجه��ة‪ ،‬والتصدي للعدو‬ ‫العبري تتاج��ر بالديمقراطي��ة‪ .‬مؤكدين أن صدام‬ ‫حس��ين الدكتات��ور ال تري��د األط��راف المتواطئ��ة‬ ‫إسقاطه لكونه ال ديمقراطي‪.‬‬ ‫فالس��عودية نظامه��ا أبع��د م��ا يك��ون ع��ن‬ ‫الديمقراطي��ة‪ ،‬وكذلك س��ورية‪ .‬ولكنه��م يريدون‬ ‫إس��قاطه ألن��ه وطن��ي‪ ،‬وألن��ه يق��ف ض��د أمريكا‬ ‫وإس��رائيل‪ ،‬وإس��قاطه انتصار نهائي إلس��رائيل‪،‬‬ ‫وتفرد نهائي لتعبث أمريكا مع إس��رائيل بالمشرق‬ ‫العرب��ي‪ ،‬والذين تحالفوا مع أمريكا وإس��رائيل في‬ ‫المش��رق العربي‪ ،‬كان لهذه الغاية‪ .‬والذين تحالفوا‬ ‫مع أمريكا والسعودية حفظوا أمن إسرائيل وداسوا‬ ‫– بش��رف – عل��ى األم��ن العربي‪ .‬إن ح��زب العمل‬ ‫كحزب ماركسي يؤمن بسيادة الحزب الواحد ويحلم‬ ‫بأوهام البروليتاريا النقية والثورية‪ ،‬وديكتاتوريتها‬ ‫الت��ي برهنت انهيارات االتحاد الس��وفيتي‪ ،‬وأوروبا‬ ‫الش��رقية ع��ن بعده��ا ع��ن العدال��ة‪ .‬وت��رى حزب‬ ‫العم��ل‪ ،‬من خ�لال أحاديث عناصره‪ ،‬يش��ن هجومًا‬ ‫على صدام حس��ين ألنه ديكتاتور‪ ،‬أكثر مما يش��ن‬ ‫رجعه إلى‬ ‫الهجوم على إسرائيل أو أمريكا‪ .‬السبب أُ ِ‬ ‫المراهق��ة‪ ،‬وإل��ى عدم التمرس في دراس��ة الواقع‬ ‫العربي والقفز فوق الواقع والتمس��ك بالش��عارات‬ ‫الرائج��ة‪ .‬ف��أن تنتق��ل بس��رعة م��ن الماركس��ية‬ ‫وديكتاتوري��ة البروليتاريا والص��راع الطبقي‪ ،‬إلى‬ ‫الديمقراطي��ة األمريكي��ة أم��ر ليس طبيعي��ًا‪ .‬أهو‬ ‫تأثير السجن؟ ال أدري‪.‬‬

‫‪1992 / 2 / 22‬‬

‫ف��ي مثل هذا الي��وم‪ .‬قبل عامين انتقلن��ا إلى هذا‬ ‫الجناح‪ .‬كان يومها النه��ار‪ .‬مثل هذا النهار‪ .‬عاصفًا‬ ‫وكان يتس��اقط الثلج‪ .‬والمطر يتناوب��ان‪ .‬حينًا نراه‬ ‫مثلجًا وحينًا آخر ينقلب إلى مطر‪ .‬وقد عانينا طوال‬ ‫النه��ار النقل والترتيب‪ ،‬وش��طف المهاجع‪ ،‬والممر‪،‬‬

‫وغس��لنا الش��بابيك ومرض بعضنا بس��بب البرد‪،‬‬ ‫ولمس الماء المثلج‪ .‬وها أنا ذا أسترجع هذه الذكرى‬ ‫بمرارة‪ ،‬وأسى وخشية‪.‬‬ ‫منذ أيام تمّ استدعاء ش��اب من المعتقلين لصالح‬ ‫ح��زب العمل ع��ام ‪ 1990‬إلى فرع فلس��طين‪ .‬وقد‬ ‫أرس��ل أخباراً‪ ،‬بوس��ائله الخاصة‪ ،‬تفيد أن ستة من‬ ‫قيادة الحزب الس��رية المتخفية رهن التحقيق في‬ ‫هذا الفرع‪ .‬وصلت أس��ماء خمسة منهم وهم‪ :‬عبد‬ ‫العزي��ز الخيّر‪ ،‬وه��و طبيب ومتخف‪ ،‬كما أس��لفت‪،‬‬ ‫من��ذ ع��ام ‪ .1982‬وبهجت ش��عبو وه��و طالب طب‬ ‫ومن ريف جبله‪ .‬من��ذر جمعة من المخرم محافظة‬ ‫حم��ص‪ .‬المهن��دس عب��د اهلل الفاضل م��ن جبلة‪.‬‬ ‫والصيدالني��ة أم��ل خض��ور م��ن جبلة كذل��ك‪ .‬أما‬ ‫زوج��ة عبد العزيز فما من خبر عنها‪ .‬هل عادت إلى‬ ‫المعتق��ل أم أنها هربت وتخف��ت‪ .‬وهل مطلوبة أم‬ ‫ال‪ .‬ال أحد يدري‪ .‬بل تؤكد األخبار أن عبد العزيز في‬ ‫غرفة العناية المش��ددة في المستشفى العسكري‬ ‫وغائب عن الوعي منذ أكثر من خمسة أيام‪.‬‬ ‫علم��ت كذل��ك أن أح��د معتقل��ي هذا الح��زب بأحد‬ ‫الطوابق من بلدة جرابلس الحدودية كنيته خليفة‬ ‫اعتق��ل ع��ام ‪ 1978‬حتى ‪ .1980‬ت��زوج من رفيقة‬ ‫له بالحزب مس��يحية من حماه اس��مها سحر البني‪.‬‬ ‫ودخل الس��جن عام ‪ ،1982‬وه��و من بدو جرابلس‬ ‫ي��درس ف��ي الجامع��ة‪ ،‬ويعمل م��ع أخويه��ا أكرم‬ ‫ويوس��ف البني في الحزب‪ .‬قبض على زوجته عام‬ ‫‪ 1986‬وعل��ى ش��قيقها أك��رم ثم في ع��ام ‪1987‬‬ ‫قبض على ش��قيقها الثاني يوس��ف (اآلن هما في‬ ‫تدمر مع بقي��ة أعضاء اللجن��ة المركزية) إذن كان‬ ‫ال��زوج والزوج��ة ف��ي الس��جن‪ ،‬وكان الش��قيقان‪،‬‬ ‫واألخ��ت بنف��س الوق��ت‪ .‬ه��ذه أمثلة أس��وقها عن‬ ‫آلية عمل وزواجات حزب العمل ومواجهته للس��جن‬ ‫وللنظام‪.‬‬ ‫أُغلقت األبواب علينا باكراً الساعة الرابعة والنصف‪.‬‬ ‫بس��بب رداءة الطق��س والرياح الش��ديدة والغيوم‬ ‫المتراكم��ة‪ .‬لكن هذه الغي��وم لم يصدر عنها مطر‬ ‫حت��ى اآلن منذ ب��دء العاصفة‪ .‬إنما تثل��ج بين فترة‬ ‫وأخرى‪ .‬ومن المتوقع أن يتس��اقط المطر في الليل‬ ‫أو غداً كما أشارت األرصاد‪.‬‬ ‫إنن��ا نعاني من كثرة القع��ود‪ ،‬وكثرة األغطية أثناء‬ ‫الليل‪ ،‬ونخاف البرد‪ .‬إننا نريد في آخر هذه الس��جنة‬ ‫أن نخ��رج معافي��ن دون م��رض‪ .‬صحي��ح أن هناك‬ ‫ه��زا ًال واضحاً لقلة التغذية‪ ،‬لك��ن هذا يتم تعديله‬ ‫خالل أيام‪.‬‬

‫ْ‬ ‫زهرة ْ‬ ‫الوطن‬ ‫عنقود‬ ‫من‬ ‫آخر‬ ‫و� َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫دمشق ‪ -‬جوليا العمر‬ ‫سحاباتٌ ضبابية‬ ‫ِّ‬ ‫تغطي مجال الرؤية‬ ‫ناظر إلى هناك‬ ‫أليّ‬ ‫ٍ‬ ‫في تلك البقعة من األرض‬ ‫تزاحمَ الموتُ على دخولها‬ ‫اقتحمَ كيانها انتهكَ أعراضها‬ ‫في ليلةٍ من آذار‬ ‫لون البوحْ‬ ‫اكتست مدينتي َ‬ ‫بوحٌ كان صامت ًا منذ أعوام‬ ‫بوحٌ أجهضتهُ أمُّ الحُرِّيَّة‬ ‫الحنان‬ ‫أمٌّ لم تعرفْ يومًا طعمَ‬ ‫ْ‬ ‫عمُالْ‬ ‫هتافاتٌ صدحتْ من‬ ‫ِ‬ ‫حناجر ّ‬ ‫شبابٌ ومظلومون ومخدوعون‬ ‫بدراهم مألت الجيوبْ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫العقول‬ ‫وأفكار سمَّمتْ‬ ‫ٍ‬ ‫ومعتقداتٍ نخرتْ القلوبْ‬ ‫هتافاتٌ تع ّلموا بعضها من تِلك البُلدان‬ ‫التي َ‬ ‫سبقتْها في الثوراتْ‬ ‫هتافاتٌ أودَتْ بحياةِ البعضْ‬ ‫وآخرون أُ َ‬ ‫القضبان‬ ‫خِذ بهم إلى خلفِ‬ ‫ْ‬ ‫خُذالن‬ ‫حزن‪ ..‬أمْ سعادةٌ‪ ..‬أمْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫فِعل األبنا ْء‬ ‫ردودُ‬ ‫تفاوتت‬ ‫ِ‬ ‫أظافرهم‬ ‫أبنا ٌء تلحَّفوا مذ نعومةِ‬ ‫ِ‬ ‫ذاتَ السماء‬ ‫النجوم واألقمارْ‬ ‫من‬ ‫خال‬ ‫وطنٌ‬ ‫سما ُء‬ ‫ِ‬ ‫وطنٌ تخ ّلت عنه ِرجا ُله‬ ‫َ‬ ‫كيفما شا َءتْ األقدارْ‬ ‫منهم من تحت تُربتِها يرقدون في ثباتْ‬ ‫أنواع العذابْ‬ ‫وآخرون قضوا شتّى‬ ‫ِ‬ ‫لمْ يُعرَف لهم ٌ‬ ‫جهة وال مسارْ‬ ‫الخامس من يناير‬ ‫من عتمةِ ليلةِ‬ ‫ِ‬ ‫عام الخامسْ عشرْ بعد األلفين‬ ‫وهدو ِء ِ‬ ‫أُعلِنُ لكم من هنا‬ ‫من هذه البقعةِ الحمرا ْء‬ ‫اكتسبت لونها من دما ِء الشُّهداء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الخوَّان‬ ‫متبرّئة منكم أيُّها‬ ‫بُقعة‬ ‫أُعلِنُها‬ ‫ْ‬ ‫فقد قطفتم آخِرَ ثمرةٍ‬ ‫من شجرةِ االنتصارْ‬ ‫وآخِرَ زهرةٍ منْ عُنقودِ الوطنْ‬

‫دمشق ‪ -‬القنوات | عدسة شاب دمشقي‬


‫عدسة سوريتنا‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫لقد أدركنا ما كان ينقصنا كي نحيا بسالم‪ .‬فماذا عنكم؟‬ ‫ريف حلب ‪ | 2014 -‬تصوير‪ :‬باسل حسو‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫كاريكاتير الفنان عبد المهيمن بدوي‬ ‫للمرا�سالت والتوا�صل مع هيئة التحرير ‪so uria tna @ gm ail. c om‬‬

‫‪19‬‬


‫"حيطان �سراقب" تتكلم يف روتردام‬ ‫رصيف سوريتنا‬

‫ع��رض الفيل��م الوثائق��ي الس��وري " دفاتر‬ ‫العش��اق ‪ -‬حيطان س��راقب" يوم الجمعة في‬ ‫"المهرج��ان الدول��ي لألفالم" ال��ذي تحتضنه‬ ‫مدينة روتردام في هولندا‪.‬‬ ‫ويس ّلط "دفاتر العشاق" على الطابع السلمي‬ ‫للثورة الس��ورية من خالل ج��دران‪ -‬حيطان‪-‬‬ ‫مدين��ة س��راقب بري��ف إدلب‪ ،‬واخت��ارت إدارة‬ ‫المهرج��ان الفيل��م للمش��اركة ف��ي دورت��ه‬ ‫له��ذا العام‪ ،‬ضم��ن قائمة األف�لام الوثائقية‬ ‫متوس��طة الط��ول‪ ،‬ليك��ون بذل��ك الفيل��م‬ ‫الس��وري الوحيد الذي يعرض في الدورة بين‬ ‫‪ 21‬كانون الثاني و‪ 1‬شباط‪.‬‬ ‫وق��د تمت برمج��ة الفيلم ال��ذي يعرض أمام‬ ‫الجمه��ور للم��رة األول��ى لثالثة ع��روض في‬ ‫ص��االت روت��ردام‪ ،‬س��بقها ع��رض خ��اص‬

‫للصحفيين وشركات التوزيع والمنتجين‪.‬‬ ‫وأنجر فيلم "دفاتر العشاق" (حيطان سراقب)‬ ‫ع��ام ‪ ،2014‬إياد الجرود وهو مخرج ومصور‪،‬‬ ‫وبإش��راف وإنت��اج المخرجة الس��ينمائية عليا‬ ‫خاش��وق‪ ،‬وتعاون فني للكاتب والمخرج علي‬ ‫سفر‪.‬‬ ‫فيلم «دفاتر العش��اق» هو أول عمل وثائقي‬ ‫طوي��ل إلي��اد الج��رود‪ ،‬المص��ور والناش��ط‬ ‫اإلعالم��ي ال��ذي حق��ق ع��ددا م��ن األف�لام‬ ‫القصيرة الوثائقية قب��ل هذه التجربة‪ .‬صور‬ ‫الفيلم بعدس��ته طوال ‪ 3‬س��نوات‪ ،‬منذ بداية‬ ‫‪ ،2011‬حت��ى بداي��ة ‪ ،2014‬ووث��ق اللحظة‪،‬‬ ‫والتق��ط كل م��ا كت��ب عل��ى ج��دران بلدت��ه‬ ‫الصغيرة‪.‬‬

‫عامودا ترد على �أحداث احل�سكة مبباراة ودية‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 25 | )175‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪20‬‬

‫أقيم��ت في مدينة عامودا يوم الجمعة الفائت‬ ‫مب��اراة ودي��ة بين فري��ق إذاعة "آرت��ا إف أم"‬ ‫وفريق "محامو الحسكة"‪ ،‬والذي ضم العبين‬ ‫من كافة مكونات منطقة الجزيرة‪.‬‬ ‫وق��ال مدير إذاع��ة "آرتا إف إم" س��يروان حاج‬ ‫برك��و لـ"س��وريتنا"‪ " :‬إن المب��اراة جاءت كرد‬ ‫على اس��تخدام العن��ف في مدينة الحس��كة‪،‬‬ ‫وه��ي رس��الة للتأكي��د عل��ى اصرارن��ا على‬ ‫للعيش المش��ترك و تقبل اآلخر‪ ،‬ونؤكد أن ال‬ ‫مكان بيننا للعنف و الكراهية‪.‬‬

‫وانته��ت المب��اراة الت��ي أقيمت عل��ى الملعب‬ ‫العش��بي في عامودا‪ ،‬بفوز فري��ق المحامين‬ ‫بثمانية أه��داف مقابل أربع��ة أهداف لفريق‬ ‫"آرتا إف إم"‪.‬‬ ‫وكان��ت مدين��ة الحس��كة ق��د ش��هدت مؤخراً‬ ‫اش��تباكات عنيف��ة بين قوات الدف��اع الوطني‬ ‫وعناصر وحدات حماية الشعب‪ ،‬أدت إلى وقوع‬ ‫عشرات الضحايا من المدنيين بين عرب وكرد‬ ‫وسريان‪ ،‬ونزوح اآلالف من سكان المدينة‪.‬‬

‫نا�شطون لبنانيون ينددون مبمار�سات دولتهم «العن�صرية»‬ ‫�ضد الالجئني ال�سوريني‬ ‫نظم عش��رات من ناشطي المجتمع المدني‬ ‫في العاصم��ة اللبنانية بي��روت أمس وقفة‬ ‫تضامني��ة مع الالجئين الس��وريين‪ ،‬ترفض‬ ‫«ممارس��ات النظ��ام اللبنان��ي الجائرة» في‬ ‫حقهم‪.‬‬ ‫ورفع الناش��طون الفتات كتب عليها شعارات‬ ‫مناهض��ة للتضيي��ق الذي يمارس��ه النظام‬ ‫اللبنان��ي ف��ي ح��ق النازحي��ن الس��وريين‪،‬‬ ‫متهمين إياه بأنه «ش��ريك ف��ي الحرب التي‬ ‫يش��نها النظ��ام ف��ي س��ورية على الش��عب‬ ‫السوري»‪.‬‬ ‫وقال��ت الناش��طة نضال أيوب‪« :‬إن الش��عب‬ ‫السوري يعاني منذ ‪ 4‬أعوام‪ ،‬حيث أن النظام‬ ‫في سورية يشن عليه حرباً بمعاونة حلفائه‬ ‫في كل البلدان‪،‬والنظام اللبناني‪ ،‬أحد حلفاء‬ ‫النظام السوري في هذه الحرب»‬ ‫وتل��ت أي��وب‪ ،‬بياناً باس��م المش��اركين في‬ ‫الوقف��ة‪ ،‬أدان ق��رار الدول��ة اللبناني��ة بمنع‬ ‫دخول الس��وريين إلى لبنان إال بعد الحصول‬ ‫عل��ى تأش��يرة «مرتهن��ة بش��روط بالغ��ة‬ ‫الصعوبة واإلهانة والتمييز لتمييز»‪.‬‬ ‫وانتق��د البي��ان ق��رارات بع��ض البلدي��ات‬ ‫المحلية ف��ي العديد من المناط��ق اللبنانية‬ ‫«الت��ي تحظر على الس��وريين والس��وريات‬

‫التج��وال ضمن نطاقها ف��ي أوقات محددة»‪،‬‬ ‫مش��يراً إلى «التضييق الذي تمارسه وزارتا‬ ‫التربي��ة والعم��ل في حق التالم��ذة والعمال‬ ‫السوريين تحت حجج متعددة»‪.‬‬ ‫واعتب��ر البيان أن «سياس��ات الترحيل وإلغاء‬ ‫صفة اللجوء ومداهمة األماكن التي يتواجد‬ ‫فيه��ا الالجئ��ون الس��وريون واالعتق��االت‬ ‫التعس��فية‪ ،‬التي يمارس��ها النظام اللبناني‬ ‫تس��تكمل الحرب التي هرب منها السوريون‬ ‫من بالدهم»‪.‬‬ ‫وكان��ت وزارة الخارجي��ة اللبناني��ة‪ ،‬عممت‪،‬‬ ‫قب��ل أس��بوعين‪ ،‬عل��ى جمي��ع البعث��ات‬ ‫والس��فارات والقنصلي��ات اللبناني��ة خ��ارج‬

‫البالد تعميم��اً‪ ،‬يوضح أن��ه ال يتطلب دخول‬ ‫الرعايا الس��وريين‪ ،‬الى األراض��ي اللبنانية‪،‬‬ ‫الحصول على تأش��يرة من أي نوع‪ ،‬مش��يرة‬ ‫إلى أن دخولهم يحتاح إلى اإلعالن عن سبب‬ ‫الزيارة وحيازة المستندات المطلوبة‪.‬‬ ‫وأوضح��ت‪ ،‬أن اإلج��راءات الجدي��دة لدخ��ول‬ ‫الس��وريين إلى لبنان «تهدف إلى التأكد من‬ ‫أن الرعايا الس��وريين الذي��ن يدخلون لبنان‬ ‫ليس��وا بنازحين»‪ ،‬مؤكدة أنها «ال تطال أبداً‬ ‫الرعايا غير النازحين‪ ،‬وأنها ليس��ت تأش��يرة‬ ‫دخول إلى لبنان على اإلطالق»‪.‬‬ ‫وف��رض لبنان اعتب��اراً من ‪ 5‬كان��ون الثاني‬ ‫الجاري على الس��وريين الراغبين في دخول‬ ‫أراضيه اس��تصدار تأش��يرة فيما يُعد تحو ً‬ ‫ال‬ ‫رئيس��يّاً عن سياس��ة عبور الحدود بش��كل‬ ‫غي��ر مقي��د التي ظل��ت قائمة بي��ن البلدين‬ ‫ف��ي الماضي‪ ،‬وص��درت التعليم��ات الجديدة‬ ‫ف��ي ‪ 31‬كان��ون األول ‪ ،2014‬وتن��ص على‬ ‫من��ح س��ت فئ��ات مختلفة م��ن التأش��يرات‬ ‫يُشترط على السوريين اس��تصدار إحداها‬ ‫ف��ي ح��ال رغبته��م دخ��ول لبنان‪ ،‬وتش��مل‬ ‫تلك التأش��يرات الدخول ألغراض سياحية أو‬ ‫تعليمية أو طبية أو اقتصادية‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.