Souriatna 178

Page 1

‫السنة الرابعة | العدد ‪ 15 | 178‬شباط ‪2015‬‬

‫رسالة خاصة لمازن درويش‬

‫‪www.souriatnapress.net‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com‬‬

‫يف البداية‬

‫األهالي يستغيثون وصمت دولي تجاه المجازر فيها‬

‫المجالس المحلية في المناطق المحررة‬ ‫تجارب ناجحة ومشاريع متكاملة‬

‫حملة ضياء بركات تجمع ‪ 15‬ضعف المبلغ‬ ‫الذي كان يريده قبل مقتله‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫الحرب تتسبب في تراجع الصحة‬ ‫االنجابية في سوريا‬

‫الجبهة الجنوبية‬ ‫في معركة مصيرية‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 15 | )178‬شباط ‪2015‬‬

‫‪#‬دوما_تباد‬

‫اليزال ممكنا أن تراهم‪ ،‬تلتقي بهم وتسمع‬ ‫منهم صحيح القول ولو مؤقتاً‪ ،‬فنحن في زمن‬ ‫ال ثابت فيه إال أننا في صراع دائم‪ ،‬وعلى جبهات‬ ‫نتنقل فيما بينها دون حسابات دقيقة‪ ،‬من هم؟‬ ‫هم سوريون يبعثون فيك األمل‪ ،‬سوريون‬ ‫ال زالوا عند الفكرة األولى التي لم تتبدل بأثر‬ ‫بندقية‪ ،‬هم قلة ضمن معايير الصوت العالي‬ ‫الذي يصادر رأينا ألنه عال فقط‪.‬‬ ‫ال يزالون هنا‪ ،‬شباب في الداخل والخارج‪،‬‬ ‫يعترفون بالخطأ قبل الصواب فيما ارتكبنا‬ ‫طوال أربع سنوات إال قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬في ثورة ال يخشون‬ ‫االعتراف بأنها عرجت في مكان‪ ،‬وسقطت في‬ ‫مكان وال تزال حية ترزق في مكان‪ ،‬سوريون‬ ‫يحلمون بسوريين‪ ،‬ال يغريهم مال في زمن يباع‬ ‫ويشترى فيه كل شيء‪ ،‬وال يصطفون وفق ما‬ ‫يريد الجو العام‪ ،‬يفرحون كما يجب أن نفرح‬ ‫حين نقول الحق ذاته دون أن نضيف عليه ذواتنا‬ ‫ورغباتنا وميلنا الذي غالباً ما يجرد الحلم األول‬ ‫من جوهره‪.‬‬ ‫صامتون اآلن‪ ..‬ولن تشعر بهم فهذا زمن‬ ‫يوثق فيه التافه وينسى الثمين‪ ،‬ال تسمعهم‬ ‫إال إذا أصغيت جيداً ونادراً ما نفعل جميعاً‪ ،‬إذا‬ ‫بحثت بصدق ستجد السوريين الذي تشتتهم‬ ‫أرض ملت التقسيم والتشظي‪ ،‬ملت من كثرة‬ ‫انفعاالتنا التي حولناها أفعا ً‬ ‫ال ال تقبل النقاش‪،‬‬ ‫ومسلمات نقاتل من أجلها ‪ -‬إذ تمكنا‪ -‬أنفسنا‬ ‫كي نهزم أو ننتصر ال يهم‪ ،‬فأحيان ًا تكون‬ ‫المعركة هدفًا‪.‬‬ ‫أن تقف على مسافة واحدة من الجميع هذا‬ ‫ممكن‪ ،‬لكن كيف لك أن تقف على مسافة واحدة‬ ‫من نفسك؟ من تعصبك وتطرفك لحلمك الذي‬ ‫قد ال يشبه حلم آخر يرغب بما ال تريد‪ ،‬في تلك‬ ‫المسافة التي تتركها بينك وبين ذاتك‪ ،‬تفسح‬ ‫مجا ً‬ ‫ال للتقارب معي ومعه ومعها‪ ،‬كي نقترب من‬ ‫بعض أحالمنا احترام ًا لها‪ ،‬وهكذا نحترم الدم‬ ‫الذي طار منا جميعاً‪ ،‬نحترم الوعد والحلم والغد‬ ‫الذي ال نملكه وحدنا‪.‬‬ ‫من سراقب إلى قطنا‪ ،‬ال يزال من الممكن أن‬ ‫ترى من ال يزال يذكر أن الشعب السوري واحد‪،‬‬ ‫من ال يزال يرغب بمشروع ال يخشى أن يناديه‬ ‫بالـ "وطني" ال يبيعك شعاراً‪ ،‬وال يطلب منك أن‬ ‫تبالغ في حماسك‪ ،‬هو ال يخشى تذكيرك‪ ،‬أنت‬ ‫من تخشى أن تذكر‪ ،‬أنت قد تأسر ذاكرتك بك‪.‬‬ ‫في الماضي قال الجميع "نموت لتحيا سوريا"‬ ‫اليوم تقول القلة التي ال تُرى "نموت لتحيا‬ ‫سوريا" ويقصدون "لنقتل الحقد والغضب‬ ‫فينا‪ ،‬لنقتل الكره‪ ،‬لننسى الفعل والرد عليه‪،‬‬ ‫لنقتل األسوأ في ذواتنا كي تحيا تلك التي كنا‬ ‫جاهزين لالنتحار من أجلها أمام فوهة دبابة"‬ ‫هل تذكرون؟‬ ‫‪1‬‬ ‫المرئيون يقولون "نقتل لتحيا سوريا" ويقصدون‬ ‫"نقتل ثم نقتل ثم قد نقتل ليحيا أمر ما ال نراه"‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.