Souriatna 179

Page 1

‫السنة الرابعة | العدد ‪ 22 | 179‬شباط ‪2015‬‬

‫مذكرات مراهق في مخيم اليرموك‬

‫‪www.souriatnapress.net‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com‬‬

‫يف البداية‬

‫عشرات القتلى واألسرى معظمهم مجندون جدد‬

‫أدباء سوريون يفوزون بجوائز في‬ ‫مسابقة الشارقة لإلبداع العربي‬

‫«إسقاط النظام» يحدث شرخ ًا داخل‬ ‫رابطة الصحفيين السوريين‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫النظام مغتصب ًا وفضائحي ًا‬ ‫الجنــس كســالح ضــد الثــورة الســورية‬

‫سيدات سور ّيات يواجهن الحاجة‬ ‫والوحدة بالعمل‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬

‫المعارضة توقف تقدم قوات النظام في حلب‬

‫الكثير من االسئلة ال تزال معلقة في اإلقليم‬ ‫الممتد من العراق حتى ليبيا‪ ،‬وربما ما قبل وما‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬حول انتشار تنظيم الدولة االسالمية‬ ‫داعش وسيطرته على مناطق عدة في هذه‬ ‫البلدان‪ ،‬فمن يقف خلف التنظيم ومن يمول‬ ‫ومن يدعم ومن يحرض ومن يستثمر فيه وبه؟‬ ‫أسئلة ال تنتهي وال جواب محدد لها‪ ،‬لكن أسباب‬ ‫نشأة التنظيم ونموه قد نتفق على أنها مزيج‬ ‫من كل ما سمعناه‪ ،‬فمن ممارسات النظام منذ ‪4‬‬ ‫أعوام إلى بعض ممارسات المعارضة المسلحة‬ ‫في ذات الفترة إلى جلوس العالم كله على‬ ‫مقاعد المتفرجين في المسرح السوري‪ ،‬إلى‬ ‫صراعاتنا الثانوية سياسياً‪ ،‬وغيرها‪ ،‬جميعها‬ ‫ساهمت بنسب مختلفة في جعل التنظيم قوة‬ ‫عسكرية تنافس الجميع وتتفوق على بعض‬ ‫القوى العسكرية في المنطقة‪.‬‬ ‫منذ البدء هدد النظام بتنظيم القاعدة‪ ،‬ليغدو‬ ‫تهديده ذاك سبب ًا لبقائه في سدة الحكم يمارس‬ ‫ما يراه مناسباً من أجل ذاك الهدف‪ ،‬فسحق‬ ‫المعارضة لم يكن خياراً بل استراتيجية تضمنت‬ ‫بشكل أو بآخر رعاية تنظيم الدولة ومساعدته‬ ‫على البقاء‪ ،‬اللعبة السياسية الناجحة ضمن‬ ‫معايير النظام وأهدافه تبدو ناحجة حتى اآلن‪،‬‬ ‫فالتصريحات األخيرة لمسؤولين دوليين توحي‬ ‫بمساندة غير مسبوقة تُقدم للنظام‪ ،‬في وقت‬ ‫جرَّت فيه األردن ومصر للمعركة العالمية ضد‬ ‫اإلرهاب التي من الواضح أنها لن تبقى أرضها‬ ‫سوريا والعراق فقط‪ ،‬وربما تمتد لتشمل دول‬ ‫عدة تحت ذات العنوان‪.‬‬ ‫علمي ًا تستثمر األنظمة العربية ومنها النظام‬ ‫في سوريا في التنظيم سياسياً وعسكرياً‪ ،‬فيما‬ ‫تّقمع الشعوب مرتين‪ ،‬مرة من أنظمتها بحجة‬ ‫محاربة التنظيم‪ ،‬ومرة من التنظيم وأشباهه‬ ‫في مناطقه‪ ،‬ليعود الزمن بالعرب إلى ما قبل‬ ‫‪ 2010‬حين انطلق الربيع العربي ملوّناً في‬ ‫تونس‪ ،‬وحوّل أسوداً في سوريا‪ ،‬ومصاباً بعمى‬ ‫األلوان في البحرين‪.‬‬ ‫المستثمر األخر في التنظيم هو الغرب الذي‬ ‫وجد عدوّاً جديداً سهل التسويق داخلي ًا‪ ،‬ملتحون‬ ‫متشددون يذبحون ويحرقون‪ ،‬ما الفكرة األسهل‬ ‫لتدخل في الحرب وتبيع السالح من هذه؟ ولماذا‬ ‫تبقى على الحياد طالما بإمكانك دخول الحرب‬ ‫بجنود ليسوا من جيشك‪ ،‬وذخيرة ال تدفع ثمنها‪.‬‬ ‫لكن السؤال األكثر تعقيداً يبقى حول استثمار‬ ‫التنظيم نفسه‪ ،‬فمن الصعب التصديق أن هناك‬ ‫ٌ‬ ‫عاقل في عالم اليوم يظن أنه سيحكم العالم‬ ‫أو يقيم دولة عبر مجازر مصورة وعمليات‬ ‫تصفية منظمة تحمل هذا الكم من الصراحة‪،‬‬ ‫فحتى النظام يستتر أثناء ارتكابه لجرمه‪ ،‬فيما‬ ‫يقدم التنظيم نفسه قات ً‬ ‫ال كامل المواصفات‪،‬‬ ‫فيبث االعتراف قبل علمنا بالجريمة‪ ،‬ويسرد‬ ‫لبعض‬ ‫الوقائع كما لو أنها فعل طبيعي ال يحتاج ‪1‬‬ ‫المواربة‪.‬‬


‫املعار�ضة توقف تقدم قوات النظام يف حلب‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫وقوع ع�شرات القتلى والأ�سرى من املجندين اجلدد يف قوات النظام‬ ‫بيد كتائب املعار�ضة‬

‫قوات المعارضة على أطراف بلدة ريتان | ‪AFP‬‬

‫سوريتنا برس – حلب‬ ‫تمكنت فصائل المعارضة المسلحة في حلب‬ ‫يوم الجمعة من انتزاع الس��يطرة على مزارع‬ ‫المالح االس��تراتيجية في ريف حلب الشمالي‬ ‫من قوات النظام والميليش��يات المساندة له‪،‬‬ ‫وذلك بعد دحرها من بلدات رتيان‪ ،‬وباشكوي‪،‬‬ ‫وحردتنين التي اس��تطاعت التسلل إليها فجر‬ ‫الثالثاء الماضي‪.‬‬ ‫وأفاد مصدر ميداني لـ “س��وريتنا” أن فصائل‬ ‫المعارض��ة اخترق��ت الج��زء الش��رقي م��ن‬ ‫م��زارع الم�لاح‪ ،‬وتمكنت من تدمي��ر دبابتين‬ ‫واالستيالء على مدفع متوسط لقوات النظام‪،‬‬ ‫لتبسط بعد ذلك سيطرتها على كامل منطقة‬ ‫الم�لاح المطلة على طريق الكاس��تيلو‪ ،‬الذي‬ ‫يعتبر آخ��ر خطوط إمداد فصائ��ل المعارضة‬ ‫المس��لحة في حلب‪ ،‬والمس��لك الوحيد لحلب‬ ‫باتجاه األراضي التركية‪.‬‬ ‫وبع��د ذلك‪ ،‬تمكن��ت الفصائل من الس��يطرة‬ ‫عل��ى منطقة ع��رب س��لوم ش��رقي المالح‪،‬‬ ‫وعل��ى نقاط «األس��امات» المتاخم��ة لكتيبة‬ ‫حن��درات بعد معارك عنيفة م��ع قوات النظام‬ ‫والميليشيات المساندة لها‪،‬‬ ‫وتحدث��ت مص��ادر ميداني��ة عل��ى صل��ة‬ ‫بمقاتل��ي المعارض��ة ف��ي حل��ب ع��ن مقتل‬ ‫أكثر من مئتين وخمس��ين عنص��راً من قوات‬ ‫النظ��ام والميليش��يات المس��اندة له��ا م��ن‬

‫أفغ��ان وإيرانيي��ن ولبنانيين خ�لال العمليات‬ ‫العس��كرية األخيرة في مدين��ة حلب وريفها‪،‬‬ ‫إضافة إلى أس��ر أكثر من خمسين عنصر من‬ ‫قوات النظام والمليشيات المساندة له‪.‬‬ ‫ف��ي حي��ن ل��م ت��رد معلوم��ات رس��مية من‬ ‫الجبهة الش��امية أو الفصائل المش��اركة في‬ ‫العملية حول عدد القتلى في صفوف الكتائب‬ ‫المقاتلة‪ ،‬وتحدثت مصادر مستقلة في مدينة‬ ‫حل��ب ع��ن مقت��ل نح��و عش��رين مقاتل من‬ ‫الكتائب خالل العمليات األخيرة‪.‬‬ ‫ونشر ناشطون عشرات التسجيالت المصورة‬ ‫تظه��ر جثث قتل��ى قوات النظام ف��ي البلدات‬ ‫التي تس��للت إليها‪ ،‬وف��ي منطقة المالح‪ ،‬كما‬ ‫انتشرت تسجيالت ظهر فيها أكثر من أربعين‬ ‫أس��يراً لقوات النظام بيد فصائل المعارضة‪،‬‬ ‫وكان معظمهم م��ن المجندين الذين اقتيدوا‬ ‫مؤخراً إلى الخدمة في جيش النظام‪ ،‬ويتحدر‬ ‫غالبيته��م م��ن مدينة حلب حس��بما ظهر في‬ ‫أحد التسجيالت التي نشرتها الجبهة الشامية‪.‬‬ ‫ورد النظ��ام بعد هزيمته في الميدان بقصف‬ ‫طال أطراف مدينة حريت��ان‪ ،‬إضافة إلى عدة‬ ‫قذائ��ف صاروخي��ة اس��تهدفت المناطق التي‬ ‫تقدمت خاللها فصائل المعارضة‪.‬‬ ‫ومن الناحية األخرى‪ ،‬لم تورد وسائل اإلعالم‬ ‫التابع��ة والمحس��وبة عل��ى النظام أي��ة أنباء‬ ‫ح��ول المع��ارك الت��ي خاضها جي��ش النظام‬

‫في ريف حلب الش��مالي‪ ،‬س��وى بعض األنباء‬ ‫التي تحدثت عن س��يطرة ق��وات النظام على‬ ‫ثالث بلدات‪ ،‬انس��حبت منها بعد ساعات تحت‬ ‫ضربات مقاتلي المعارضة المسلحة‪.‬‬ ‫جدي��ر بالذكر أن ق��وات النظ��ام أقدمت على‬ ‫إع��دام مدنيين كان��ت تحتجزهم ف��ي بلدات‬ ‫رتيان وباش��كوي وحردتنين قبل أن تنسحب‬ ‫منها تحت ضرب��ات مقاتلي المعارضة‪ ،‬إال أنه‬ ‫لم يصدر توثيقاً دقيقاً ألعداد أولئك الضحايا‪.‬‬ ‫وبعي��داً عن إع�لام النظام الرس��مي‪ ،‬تحدثت‬ ‫بعض صفح��ات مواقع التواص��ل االجتماعي‬ ‫الموالي��ة لنظ��ام األس��د‪ ،‬تحدثت ع��ن عملية‬ ‫لق��وات النظ��ام تم خالله��ا تحري��ر ‪ 48‬جنديًا‬ ‫مختطف��ًا في بل��دة رتيان‪ ،‬مضيف��ة أن قوات‬ ‫النظ��ام فك��ت الحص��ار ع��ن ‪ 250‬جندي��ًا‬ ‫م��ن عناصره��ا كان��وا محاصري��ن ف��ي بلدة‬ ‫حردتنين‪ ،‬في حين نفى ناشطون معارضون‬ ‫تل��ك األنب��اء مؤكدين أن األس��رى تم نقلهم‬ ‫إلى مدينة حلب للتحقيق معهم‪ ،‬ولالس��تفادة‬ ‫منه��م في عملي��ات تبادل أس��رى محتملة مع‬ ‫قوات النظام‪.‬‬ ‫وكان��ت ق��وات النظ��ام مدعومة بميليش��يات‬ ‫أجنبي��ة‪ ،‬تمكن��ت أواخ��ر الع��ام الفائ��ت م��ن‬ ‫السيطرة على مزارع المالح‪ ،‬وذلك في أعقاب‬ ‫اشتباكات عنيفة خاضتها ضد كتائب إسالمية‬ ‫خسرت العشرات من عناصرها آنذاك‪.‬‬


‫ا�ست�شهاد النا�شط الإعالمي �أحمد علبي خالل‬ ‫تغطيته معارك املالح بحلب‬ ‫أخبار وتقارير‬

‫استش��هد يوم الثالثاء الفائت الناش��ط اإلعالمي بالل العبسي خالل تغطيته المعارك بين قوات‬ ‫النظام ومقاتلي المعارضة المسلحة في منطقة المالح بريف حلب الشمالي‪.‬‬ ‫ونعى اتحاد اإلعالميين في حلب الش��هيد العبس��ي المعروف باسم “أحمد علبي” مشيراً إلى أنه‬ ‫كان يعمل ضمن المكتب اإلعالمي للجبهة الشامية‪ ،‬ويتحدر من بلدة الكرامة بريف إدلب‪.‬‬ ‫ووثق��ت منظمات حقوقية مقتل ‪ 79‬صحفياً في س��وريا منذ بداي��ة الثورة في عام ‪ 2011‬خالل‬ ‫تغطيته��م المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة‪ ،‬في حين ال توجد إحصاءات دقيقة أو‬ ‫تقديرية بخصوص عدد الضحايا من الناشطين اإلعالميين‪.‬‬

‫قيادات حزب اهلل يف حلب "مل نكن لنخ�سر املعركة لوال خيانة ال�شبيحة"‬

‫تف�شي التهاب الكبد الوبائي يهدد �أحياء دم�شق اجلنوبية بكارثة‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا برس‬ ‫أعلنت الهيئ��ة الطبية العامة لجنوب العاصمة‬ ‫دمش��ق توثي��ق مئ��ات الح��االت م��ن الته��اب‬ ‫الكب��د الوبائي ‪ ،A‬إضافة إلى وفاة ش��خصين‬ ‫مصابي��ن بالته��اب كب��د صاع��ق ف��ي أحي��اء‬ ‫دمش��ق الجنوبية‪ ،‬الخاضعة لسيطرة فصائل‬ ‫المعارضة المسلحة‪.‬‬ ‫وجاء في بيان نش��رته الهيئ��ة على اإلنترنت‬ ‫أن “الح��االت ف��ي ازدي��اد تصاع��دي مخي��ف‬ ‫يدع��و للقل��ق‪ ،‬وذلك بس��بب الحص��ار الجائر‬ ‫ال��ذي يفرض��ه نظام األس��د عل��ى المنطقة‪،‬‬ ‫حيث يمن��ع إدخال الم��واد الغذائي��ة واألدوية‬ ‫والمس��تلزمات الطبية وحلي��ب األطفال‪ ،‬كما‬ ‫قام النظام بقطع المياه الصالحة للشرب عن‬ ‫المنطقة منذ حوالي ثمانية أشهر”‪.‬‬ ‫وكان اله�لال األحم��ر العرب��ي الس��وري حذر‬ ‫مؤخ��راً م��ن أن «المالج��ئ الت��ي يعيش فيها‬ ‫النازحون غير صحية والمياه الملوثة تس��ببت‬ ‫في انتشار حاالت االس��هال وااللتهاب الكبدي‬ ‫الوبائي واألمراض الجلدية”‪.‬‬ ‫في حين قال وزير الصحة في حكومة النظام‬ ‫نزار يازجي في ش��هر تشرين الثاني الماضي‬

‫إنه “ل��م يتم اكتش��اف أي م��رض وبائي في‬ ‫سوريا منذ بداية االحداث التي تشهدها البالد‬ ‫بما في ذلك شلل األطفال”‪.‬‬ ‫ودعت الهيئ��ة الطبية العامة لجنوب العاصمة‬ ‫دمش��ق دول العال��م والمنظم��ات اإلنس��انية‬ ‫والعالمي��ة إل��ى التدخ��ل العاج��ل والس��ريع‬ ‫والضغط على نظام األس��د للس��ماح بإدخال‬ ‫األدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية‬ ‫وحليب األطفال‪.‬‬ ‫ويصن��ف الته��اب الكب��د الوبائ��ي (أ)‪ ،‬وهو‬ ‫التهاب فيروس��ي حاد يصيب الكبد بتغيرات‬ ‫في األنس��جة وأعراض التس��مم‪ .‬يس��ببه‬ ‫اإلصاب��ة بفي��روس التهاب الكب��د من نوع‬ ‫أ وينتق��ل من ش��خص آلخ��ر عب��ر التلوث‬ ‫الغائط��ي الفموي‪ ،‬الذي هو تل��وث الماء أو‬ ‫الطعام أو أي م��ادة تتناول عن طريق الفم‬ ‫بب��راز من ش��خص حامل للم��رض‪ .‬يصاب‬ ‫به حوالي عش��رة ماليين ش��خص كل عام‬ ‫وتكثر خاصة في المناطق الفقيرة والنامية‬ ‫نظ��راً لظ��روف النظاف��ة‪ .‬ع��ادة م��ا تمن��ح‬ ‫اإلصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ مناعة مدى‬ ‫الحياة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬

‫حلب ‪ -‬عثمان إدلبي‬ ‫ش��نت عناصر م��ن حزب اهلل وبم��ؤازرة من‬ ‫الح��رس الجمه��وري في حل��ب حمالت دهم‬ ‫واعتقال على مراكز تجمع الشبيحة وعناصر‬ ‫الدفاع الوطني ومتطوعي كتائب البعث في‬ ‫حلب بحث��اً عن الذين فروا م��ن على جبهات‬ ‫رتيان وحردتيين والمالح في ريف حلب‪.‬‬ ‫فم��ع احتدام المع��ارك وتقدم قوات الجيش‬ ‫الح��ر والكتائ��ب اإلس�لامية فرَّ ع��دد كبير‬ ‫منه��م تاركي��ن عناص��ر ح��زب اهلل وبعض‬ ‫المقاتلين اآلخرين الذين يحملون جنس��يات‬ ‫أجنبي��ة مختلف��ة ليس��قطوا جميعه��م بين‬ ‫قتيل وأسير‪.‬‬ ‫وحس��ب مصدر خاص بس��وريتنا من داخل‬ ‫إح��دى ش��عب كتائ��ب البع��ث في حل��ب أمر‬ ‫رئيس قيادة المنطقة الشمالية باعتقال كل‬ ‫عنص��ر موجود في حل��ب وكان قد جاء فرزه‬

‫إلى جبهات رتيان وحردتيين والمالح‪.‬‬ ‫ويضي��ف المص��در أن "أم��ر االعتق��ال هذا‬ ‫جاء بطلب من (ج��واد اإليراني) وهو إيراني‬ ‫الجنس��ية يتزع��م المجموع��ات العس��كرية‬ ‫التابع��ة لح��زب اهلل أو م��ا تس��ميه عناص��ر‬ ‫النظام مجموعات األصدقاء"‪.‬‬ ‫وتابع المصدر "إن اإليراني ينوي محاس��بة‬ ‫كل الذي��ن فروا م��ن على الجبه��ات وتركوا‬ ‫عناصر حزب��ه يقتلون ويؤس��رون‪ ،‬كما أفاد‬ ‫المصدر أن قيادات ح��زب اهلل الموجودة في‬ ‫حل��ب حملت الضباط الس��وريين مس��ؤولية‬ ‫الخس��ائر الت��ي تكبده��ا الح��زب وع��زوا‬ ‫خس��ارتهم للمعركة إل��ى خيانة عناصر من‬ ‫الشبيحة لهم"‪.‬‬ ‫وداهم��ت ي��وم الخمي��س الماض��ي دوريات‬ ‫تابع��ة للح��رس الجمهوري عدداً من ش��عب‬ ‫ح��زب البع��ث ف��ي أحي��اء حل��ب الجدي��دة‬

‫والمنشية والرازي بحثا عن العناصر الفارين‬ ‫وقام��ت باعتق��ال العش��رات واقتادتهم إلى‬ ‫مركز قيادة المنطقة الش��مالية قرب القصر‬ ‫البلدي‪.‬‬ ‫عمليات الدهم واالعتقال العش��وائي أثارت‬ ‫غضب لج��ان الدفاع الوطني وعناصر كتائب‬ ‫البعث ففي حي المنشية وقف عناصر كتائب‬ ‫البع��ث في وجه عناصر الح��رس الجمهوري‬ ‫المأموري��ن من قبل اإليران��ي جواد مانعين‬ ‫إياهم من اعتقال أحد زمالئهم‪.‬‬ ‫ويقول أبو زيد وهو من سكان حي الزهراء‬ ‫"س��معنا صوت إطالق رص��اص كثيف قرب‬ ‫أحد حواجز الدفاع الوطني في ليلة الخميس‬ ‫الفائ��ت وف��ي الصب��اح س��ألت أح��د عناصر‬ ‫الحاجز عن س��بب إط�لاق الرص��اص فقال‬ ‫إنه��م اش��تبكوا مع األصدق��اء الذي��ن كانوا‬ ‫قادمين العتقال عدد من زمالئهم"‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫قرى ر�أ�س العني �أكرث املناطق التي‬ ‫تنت�شر فيها الل�شمانيا‬

‫تنظيم "الدولة" يعر�ض �أ�سرى‬ ‫�أكراد لديه يف �إ�صدار جديد‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬رأس العين‬ ‫ش��هدت مدينة رأس العين بريف الحس��كة‪ ،‬في اآلونة األخي��رة ازدياداً‬ ‫ملحوظ��ًا في ع��دد اإلصابات بم��رض اللش��مانيا الجلدي وذل��ك نتيجة‬ ‫لتراكم القمامة في الش��وارع‪ ،‬وانعدام صيانة وتجهيز ش��بكات الصرف‬ ‫الصحي‪.‬‬ ‫وقال الطبيب في مركز معالجة اللش��مانيا برأس العين عبد العزيز معو‬ ‫لـ "س��وريتنا"‪ " :‬انتش��ر مرض اللش��مانيا في اآلونة األخيرة في مدينة‬ ‫سري كانيه‪ ،‬وذلك بسبب تراكم القمامة وعدم رش المبيدات الحشرية‬ ‫خالل الس��نتين الماضيتين‪ ،‬ووج��ود أبنية مهدمة ف��ي مناطق الصراع‬ ‫وأخرى مهجورة “‪.‬‬ ‫وأضاف معّو أن انكش��اف مواس��ير ش��بكة الص��رف الصحي في بعض‬ ‫المناط��ق‪ ،‬إضافة إلى األس��باب الس��ابقة ّ‬ ‫ش��كلت بيئة خصب��ة لتكاثر‬ ‫وازدياد عدد ناقل هذا الجرثوم (ذبابة الرمل)‪.‬‬ ‫وبل��غ عدد إصابات اللش��مانيا في مدينة رأس العي��ن ‪ 2593‬إصابة في‬ ‫عام ‪ ،2014‬وتركزت معظم اإلصابات في قرى ومناطق‪ :‬العريش��ة‪ ،‬أم‬ ‫عضام‪ ،‬المناجير‪ ،‬تل حلف‪ ،‬دويرة‪ ،‬العزيزية‪ ،‬تل ذياب‪ ،‬شالح‪ ،‬تل أرقم‪،‬‬ ‫المالحة‪ ،‬مختلة‪ ،‬الصالحية‪ ،‬أم العصافير‪ ،‬خربة البنات‪ ،‬المسحي‪ ،‬سفح‪.‬‬ ‫أما بالنس��بة لعالج اللشمانيا قال الدكتور معو‪" :‬لدينا مركزين لمعالجة‬ ‫ه��ذا الم��رض في المدين��ة‪ ،‬لكن مع مث��ل هكذا مرض تعتب��ر الوقاية‬ ‫أه��م من العالج‪ ،‬من خالل رش المبيدات الحش��رية في األماكن األكثر‬ ‫ً‬ ‫عرض��ة لإلصابة‪ ،‬كذلك قمنا بتوعية الن��اس وكيفية الوقاية من خالل‬ ‫محاضرات"‪.‬‬ ‫وأوضح معو أن عالج اللشمانيا ال يتوافر بشكل كافٍ في المدينة‪ ،‬وهي‬ ‫بحاجة دائمة إليه‪ ،‬ويمد الهالل األحمر الكردي المدينة باألدوية الالزمة‬ ‫لعالج اللشمانيا‪ ،‬إال أنها ال تغطي حاجة اإلصابات المنتشرة في المدينة‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن األش��هر الثالثة األخير من العام الفائت‪ ،‬ش��هدت أعلى‬ ‫وتيرة ارتفاع في أعداد حاالت اإلصابة باللشمانيا في رأس العين‪ ،‬وأكثر‬ ‫مناطق الجسم تعرضًا لإلصابة هي الوجه ورؤوس األطراف‪.‬‬ ‫ومن المعروف أن الليش��مانيا جنس من طفيليات وحيدة الخلية‪ ،‬يشمل‬ ‫أكث��ر من ثالثين نوع��اً تتطفل على الفقاري��ات‪ ،‬وبالدرجة األولى على‬ ‫ً‬ ‫مسببة طيفًا من‬ ‫الثدييات؛ نحو ‪ 20‬نوعًا منها يمكن أن تصيب اإلنسان‪،‬‬ ‫التظاهرات الس��ريرية‪ ،‬من إصابات جلدية موضعية إلى مرض جهازي‬ ‫َ‬ ‫وتُنقل ه��ذه الطفيليات عن‬ ‫وخي��م‪ ،‬تُعرَف باس��م داء الليش��مانيات‪.‬‬ ‫طريق لدغة أنثى حشرة من جنس الفاصدة أو اللوتزومية‪.‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫أصدر تنظيم “الدولة اإلس�لامية” تس��جي ً‬ ‫ال مصواً جدي��داً يعرض فيه‬ ‫أس��رى من قوات البش��مركة الكردية ضمن أقف��اص حديدية يرتدون‬ ‫بدالت برتقالية اللون‪.‬‬ ‫التس��جيل المص��ور صدر ع��ن إعالم ما أطل��ق عليه التنظي��م «والية‬ ‫كركوك»‪ ،‬ش��مالي العراق‪ ،‬تحت عنوان «ويشف صدور قوم مؤمنين»‪،‬‬ ‫وبلغت مدته نحو ‪ 9‬دقائق‪.‬‬ ‫وظهر في التس��جيل المعنون بـ “ويش��ف صدور قوم مؤمنين”عناصر‬ ‫من داعش وهم يقتادون ‪ 21‬ش��خصًا يرت��دون زي اإلعدام البرتقالي‪،‬‬ ‫قبل أن يظهر هؤالء األش��خاص في أقفاص حديدية شبيهة بالقفص‬ ‫الذي ظهر فيه الطيار األردني معاذ الكساس��بة‪ ،‬أوائل الش��هر الجاري‪،‬‬ ‫قبل حرقه حيا‪.‬‬ ‫وأج��رى متح��دث من التنظي��م مقابالت مع حبيس��ي األقف��اص‪ ،‬قالوا‬ ‫خالله��ا بالكردي��ة‪ ،‬مصحوبة بترجم��ة عربية‪ ،‬إنهم كان��وا على خطأ‪،‬‬ ‫ووجهوا انتقادات لقوات البيش��مركة ومسؤولين أكراد لمشاركتهم في‬ ‫التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة»‪.‬‬ ‫وتم خالل التس��جيل الجديد التعريف باالس��رى الـ‪ 21‬من حيث االس��م‬ ‫والس��كن والعم��ل ال��ذي كان منقس��ما بي��ن عناصر في البيش��مركة‬ ‫وضباط أكراد في شرطة كركوك وبينهم ضابطين أكراد برتبة مقدم‬ ‫وعميد في «الجيش الصفوي» في إشارة إلى الجيش العراقي‪.‬‬ ‫كما ظهر في التسجيل‪ ،‬األسرى أنفسهم وهم موضوعين في أقفاص‬ ‫حديدية مثبتة على س��يارات‪ ،‬ويتم التجول بهم أمام حشود من الناس‬ ‫في كركوك‪ ،‬وهو األمر الذي ظهر قبل أيام في صور وتس��جيالت غير‬ ‫رسمية من قبل التنظيم‪.‬‬ ‫وف��ي نهاي��ة التس��جيل‪ ،‬ظه��ر عناصر م��ن تنظي��م «الدول��ة»‪ ،‬وهم‬ ‫يقتادون األس��رى ذاتهم‪ ،‬ويجبرونهم عل��ى الجثو أمامهم على األرض‬ ‫ف��ي وضعية الذبح‪ ،‬فيما تم وضع فقرة اعتراضية من مش��هد ذبح ‪21‬‬ ‫مس��يحيا مصريا على يد عناصر تنظيم «الدولة» األسبوع الماضي في‬ ‫ليبيا‪.‬‬ ‫ولم يتبين مصير االش��خاص خالل التس��جيل فيما يبدو وكأنه رس��الة‬ ‫ضغط على المقاتلين والقادة األكراد والبيشمركة لمراجعة حساباتهم‬ ‫بخصوص قتال التنظيم بدعم من قوات التحالف‪.‬‬

‫حرق الب�شر‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫قتلت ق��وات النظام والمليش��يات التابعة لها‬ ‫‪ 82‬س��وريا حرقاً وهم أحياء بينهم ‪ 18‬طف ً‬ ‫ال‬ ‫و‪7‬س��يدات إضاف��ة لح��رق ‪ 773‬جث��ة بينهم‬ ‫‪ 69‬طف ً‬ ‫ال و‪ 164‬س��يدة خ�لال الفترة من آذار‬ ‫‪ 2011‬إلى ‪ 18‬شباط ‪.2015‬‬ ‫وبحس��ب التقري��ر ال��ذي أص��دره المرص��د‬ ‫األورومتوس��طي لحقوق اإلنس��ان والشبكة‬ ‫السورية لحقوق اإلنس��ان فإن سياسة حرق‬ ‫البش��ر وهم احياء سياس��ة ممنهج��ة اتبعها‬ ‫النظام والمليش��يات التابعة بش��كل رئيسي‬ ‫في عام ‪ 2012‬ونالت محافظة حماة النصيب‬ ‫األكبر من عدد ح��االت المقتولين حرقاً حيث‬ ‫قت��ل فيه��ا النظ��ام ‪ 38‬ش��خصاً ع��ن طريق‬ ‫الح��رق منه��م ‪ 7‬مدنيين بينه��م طفل‪ ،‬و‪31‬‬ ‫شخصاً من قوات المعارضة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتوزع��ت عمليات القتل حرق��ا على يد قوات‬ ‫النظام كالتالي‪:‬‬ ‫حماة ‪ ،38‬حلب ‪ ،11‬دير الزور ‪8‬‬ ‫ريف دمشق ‪ ،8‬حمص ‪6‬‬

‫المصدر‪ :‬الشبكة السورية لحقوق اإلنسان‬

‫طرطوس (البيضا) ‪ ،5‬الالذقية ‪ ،4‬درعا ‪.2‬‬ ‫وذك��ر التقرير بعض أبرز الجرائم التي جرى‬ ‫فيها إعدام أشخاص حرقًا‪ ،‬حيث ذكر بجريمة‬ ‫النظ��ام المروعة حي��ن قامت ق��وات النظام‬

‫ومليش��يات تابع��ة لها في ‪ 28‬كان��ون الثاني‬ ‫‪ 2012‬بقتل ‪ 4‬أشخاص من عائلة واحدة‪ ،‬هم‬ ‫‪ 3‬أطفال وسيدة‪ ،‬بعد إحراقهم داخل منزلهم‬ ‫في منطقة سوق الذهب في الالذقية‪.‬‬


‫"�إ�سقاط النظام" يحدث �شرخ ًا داخل رابطة ال�صحفيني ال�سوريني‬ ‫ويق�سمهم بني م�ؤيد ومعار�ض‬ ‫أخبار وتقارير‬

‫يح��اول النظ��ام حجبه��ا ع��ن العال��م‪ ،‬وذلك‬ ‫بغض النظر عن األسباب التي تستوجب تلك‬ ‫التعديالت‪.‬‬ ‫ورأى العض��و ذات��ه أن "إزالة الصف��ة الثورية‬ ‫ع��ن الرابط��ة وابتعاده��ا عن أه��داف الثورة‬ ‫هو انس�لاخ عن الواقع الذي يعيش��ه الشعب‬ ‫الس��وري‪ ،‬والصحفي الس��وري ف��ي مواجهة‬ ‫النظام‪ ،‬وابتعاد عن الشرعية التي تسعى إلى‬ ‫اكتسابها الرابطة من الشعب السوري الثائر"‪.‬‬ ‫وبالمقاب��ل قال��ت عضو ف��ي الرابطة فضلت‬ ‫عدم ذكر اس��مها ل��ـ "س��وريتنا"‪ :‬إن الرابطة‬ ‫أُبلغت بش��كل غير رس��مي أن االشتباه بكون‬ ‫الرابطة ليس��ت نقابة لمهنة الصحافة‪ ،‬وإنما‬ ‫منظمة سياسية نظراً لورود عبارات سياسية‬ ‫في الميثاق‪ ،‬كان مانعاً النضمام الرابطة إلى‬ ‫االتحاد الدولي للصحفيين”‪.‬‬ ‫وأوضح��ت أن عب��ارة "إس��قاط النظ��ام" التي‬ ‫ترد ضم��ن أهداف الرابطة‪ ،‬صُنفت على أنها‬ ‫تضع الرابطة في خانة المنظمات السياسية‪،‬‬ ‫وبالتال��ي ال مكان للرابطة في االتحاد الدولي‬ ‫للصحفيي��ن‪ ،‬م��ع اإلش��ارة إل��ى أن االتحاد ال‬ ‫يع��ارض احت��واء الميثاق على عب��ارات تنحاز‬ ‫إلى مضامين الثورة حس��ب م��ا ذكرت العضو‬ ‫في الرابطة‪.‬‬ ‫وأبدت العضو في الرابطة أس��فها إزاء الحشد‬ ‫المض��اد‪ ،‬والتحريض واالتهام��ات التي طالت‬ ‫مؤيدي التعديل في س��بيل انضمام الرابطة‬

‫إل��ى اتحاد الصحفيي��ن الدوليي��ن‪ ،‬مؤكد ًة أن‬ ‫أي تعديل على الوثائق األساس��ية للرابطة ال‬ ‫يمكن أن يتم إال بموافقة الجمعية العامة‪ ،‬أي‬ ‫ثلثي أعضاء الرابطة‪.‬‬ ‫والق��ى االقت��راح ال��ذي م��ا زال قي��د النقاش‬ ‫بين أعضاء الرابطة اس��تنكار ناشطي مدينة‬ ‫ً‬ ‫الفت��ة تعتبر أن "إقرار‬ ‫كفرنبّ��ل‪ ،‬حيث رفعوا‬ ‫التعدي�لات المقترحة بمثابة تخل��ي الرابطة‬ ‫عن شرفها"‪.‬‬ ‫إال أن مدير المكتب اإلعالمي في كفرنبّل رائد‬ ‫الفارس أوضح لـ"سوريتنا" "أن الناشطين في‬ ‫مدين��ة كفرنب��ل رفعوا الالفت��ة التي انتقدت‬ ‫التعديالت المقترحة على ميثاق الرابطة قبل‬ ‫أن يكونوا على بينة تامة من النقاش��ات التي‬ ‫دارت ح��ول الموض��وع‪ ،‬وأن الص��ورة وصلت‬ ‫مغاي��رة للحقيقة ف��ي بادئ األم��ر‪ ،‬مبيناً في‬ ‫الوقت نفس��ه أنه "نحاك��ي الجانب الثائر لدى‬ ‫معظم الصحفيين‪ ،‬فلن تكون عبارة الش��عب‬ ‫يريد إس��قاط النظام نقطة تثي��ر الجدل‪ ،‬بل‬ ‫هي واحدة من بديهيات العمل الثوري"‪.‬‬ ‫ومض��ى ثالث س��نوات عل��ى تش��كيل رابطة‬ ‫الصحفيي��ن الس��وريين التي تض��م أكثر من‬ ‫‪ 250‬عض��واً معارض��اً لنظام األس��د‪ ،‬وعقدت‬ ‫الرابط��ة قب��ل ش��هرين مؤتمره��ا األول في‬ ‫مدينة غازي عينتاب التركية حضره صحفيون‬ ‫سوريون قدموا من الشتات‪.‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫تجاوزت مس��اء الس��بت قوة عس��كرية تركية‬ ‫الحدود مع س��وريا ودخلت األراضي السورية‬ ‫وص��و ً‬ ‫ال إل��ى ضري��ح “الش��اه س��ليمان” ج��د‬ ‫مؤسس الدولة العثمانية‪.‬‬ ‫وأك��د رئيس الوزراء الترك��ي أحمد داو أوغلو‬ ‫أن الجنود األتراك نقلوا رفاة “الشاه سليمان”‬ ‫إل��ى داخل األراضي التركية تمهيداً لنقله إلى‬ ‫قرية “أش��مة” غرب مدين��ة عين العرب بريف‬ ‫حلب‪.‬‬ ‫وأض��اف داود أوغل��و ف��ي المؤتم��ر الصحفي‬ ‫ال��ذي عقد ف��ي مق��ر هيئ��ة األركان التركية‬ ‫أن قطع��ة أرض مجاورة‬ ‫بالعاصم��ة أنق��رة‪َّ ،‬‬ ‫لقرية "آش��مة" وضعت تحت سيطرة الجيش‬

‫الترك��ي‪ ،‬وت��مَّ رف��ع العل��م الترك��ي عليها‪،‬‬ ‫إن عملية ضريح ش��اه سليمان بدأت في‬ ‫قائلاً َّ‬ ‫تمام الس��اعة التاس��عة من مساء يوم السبت‬ ‫بدخ��ول ‪ 39‬دبابة‪ ،‬و‪ 57‬عرب��ة مدرعة‪ ،‬ومئة‬ ‫آلي��ة‪ ،‬و‪ 572‬جنديًا‪ ،‬ووصلت إلى الضريح في‬ ‫ح��دود الس��اعة ‪ 12.30‬بع��د منتص��ف الليل‪،‬‬ ‫وتزام��ن ذلك م��ع توجه قوة عس��كرية أخرى‬ ‫إلى قرية "آشمة" تمهيدًا لنقل الرفاة إليها‪.‬‬ ‫ولف��ت داود أوغلو إلى مقتل جندي تركي في‬ ‫العملي��ة بس��بب حادث عرض��ي‪ ،‬مؤكدًا عدم‬ ‫حدوث أي اشتباكات خالل العملية‪ .‬وقال‪" :‬تمَّ‬ ‫تدمير جميع المبان��ي التي كانت موجودة في‬ ‫م��كان الضريح‪ ،‬بعد نق��ل جميع األمانات ذات‬ ‫القيمة المعنوية العالية‪ ،‬وذلك لقطع الطريق‬ ‫أمام أي محاولة إساءة استغالل المكان”‪.‬‬

‫أن ق��رار العملية اتخذ في‬ ‫وأردف داود أوغل��و َّ‬ ‫أنق��رة في إطار القواعد القانونية‪ ،‬دون طلب‬ ‫إذن أو مساعدة من أي جهة‪ ،‬مشيرًا في الوقت‬ ‫نفس��ه إلى إخط��ار ق��وات التحال��ف الدولي‪،‬‬ ‫والجي��ش الس��وري الح��ر بالعملي��ة‪ ،‬لتفادي‬ ‫وقوع أي ضحايا بين المدنيين‪ ،‬وأخذ العمليات‬ ‫الجوية لقوات التحالف‪ ،‬بعين االعتبار‪.‬‬ ‫وق��ال إن "عملية انس��حاب آخ��ر جندي تركي‬ ‫م��ن منطق��ة ضري��ح "س��ليمان ش��اه"‪ ،‬تمت‬ ‫ف��ي الس��اعة ‪ ٤:٤٥‬صباحً��ا بتوقي��ت أنقرة‪،‬‬ ‫ووصل��ت أول مجموع��ة م��ن الجن��ود األتراك‬ ‫إل��ى أرض الوط��ن ف��ي حدود الس��اعة ‪6.30‬‬ ‫صباحً��ا‪ ،‬ليعقبها وصول بقي��ة المجموعات‪،‬‬ ‫باستثناء مجموعة صغيرة بقيت في األراضي‬ ‫السورية”‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫قوة ع�سكرية تركية تدخل الأرا�ضي ال�سورية وتخ�سر جندي ًا خالل نفل‬ ‫رفاة "�سليمان �شاه"‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫أث��ارت تعدي�لات مقترحة من رئي��س رابطة‬ ‫الصحفيين السوريين على الميثاق األخالقي‬ ‫للرابط��ة ج��د ً‬ ‫ال بي��ن أعض��اء الرابط��ة خالل‬ ‫األس��بوع الفائ��ت بي��ن مؤي��د للتعدي�لات‬ ‫ومناهض لها‪.‬‬ ‫وط��رح رئيس رابطة الصحفيين الس��وريين‬ ‫رياض معس��عس فكرة انضمام الرابطة إلى‬ ‫االتح��اد الدول��ي للصحفيين‪ ،‬مش��يراً إلى أن‬ ‫االتحاد اش��ترط تعدي ً‬ ‫ال "طفيف��اً" على بعض‬ ‫بنود الميثاق األخالقي للرابطة‪ ،‬بحيث تصبح‬ ‫الرابط��ة دون رأي سياس��ي يفقده��ا قانوني ًا‬ ‫صف��ة الرابط��ة أو النقاب��ة حس��ب م��ا ذك��ر‬ ‫معس��عس في اقتراح��ه‪ ،‬مؤك��داً أن أي قرار‬ ‫بش��أن التعدي�لات لن يتخ��ذ إال بع��د موافقة‬ ‫الهيئة العامة للرابطة‪ ،‬وتصويت األعضاء‪.‬‬ ‫وطال��ت التعديالت المقترح��ة أربعة بنود من‬ ‫ميثاق الرابط��ة األخالقي‪ ،‬بحيث أزيلت عبارة‬ ‫تفي��د ب��أن الرابط��ة "تؤم��ن بمب��ادئ الثورة‬ ‫الس��ورية ف��ي إس��قاط النظ��ام الفاس��د في‬ ‫س��وريا"‪ ،‬كم��ا أزال التعدي��ل المقت��رح عبارة‬ ‫"إس��قاط النظ��ام" م��ن البند الس��ادس الذي‬ ‫يتناول دور الرابطة في "بناء اإلعالم الحر في‬ ‫سوريا المستقبل بعد إسقاط النظام"‪.‬‬ ‫وش��طبت التعدي�لات الت��ي اقترحه��ا رئيس‬ ‫الرابط��ة بن��اء عل��ى مفاوضات��ه م��ع االتحاد‬ ‫الدولي للصحفيين بش��كل كام��ل بنداً يفيد‬ ‫ب��أن الرابط��ة الس��ورية للصحفيي��ن تدعم‬ ‫الثورة الس��ورية إعالمياً‪ ،‬لدى وسائل اإلعالم‬ ‫العربية والدولية‪ ،‬وتفضح جرائم النظام في‬ ‫المحافل الدولية والهيئات اإلعالمية العالمية‪.‬‬ ‫وي��رى عضو ف��ي الرابطة‪ ،‬فضّ��ل عدم ذكر‬ ‫أن التعديالت المقترحة تحاول بشكل‬ ‫اس��مه‪ّ ،‬‬ ‫واض��ح إع��ادة تعويم نظام األس��د‪ ،‬من خالل‬ ‫ش��طب كل عبارة تتعلق بإس��قاط النظام‪ ،‬أو‬ ‫تش��ير إلى أن الرابطة تدعم الثورة السورية‪،‬‬ ‫معتب��راً أن الرابط��ة نش��أت في ظ��ل الثورة‬ ‫الس��ورية للوقوف بجان��ب الصحفيين الذين‬ ‫اضهده��م النظام‪ ،‬وإليص��ال الحقيقية التي‬

‫‪5‬‬


‫معركة يربود‬ ‫احلكاية الكاملة‬ ‫اندساسية‬ ‫وتقارير‬ ‫دندنات‬ ‫أخبار‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫التقرير نق ً‬ ‫ال عن مراسل سوري‬ ‫تُعدّ معركة يبرود من أه��م المعارك الفاصلة‬ ‫في تاريخ الثورة السورية‪ ،‬حيث تم خاللها كسر‬ ‫قوة ثالثة جيوش معادية من الجيش الس��وري‬ ‫و"حزب اهلل" والمليشيات العراقية‪.‬‬ ‫بدأت المواجهة في الثاني عشر من شهر شباط‬ ‫‪ 2014‬عندما حاول النظ��ام اقتحام المدينة من‬ ‫ع��دة محاور‪ ،‬ليتصدى له الثوار المرابطون على‬ ‫تخ��وم المدين��ة‪ ،‬ويكب��دوه خس��ائر فادحة في‬ ‫العدة والعت��اد واألرواح‪ ،‬ثم بدأ الطيران الحربي‬ ‫باس��تهداف المدنيين بعدة غارات جوية ‪ -‬وصل‬ ‫عدده��ا في أول أيام المعرك��ة إلى أكثر من ‪12‬‬ ‫غارة ‪ -‬سقط على إثرها عددٌ كبير من الشهداء‬ ‫والجرحى‪ ،‬وتواترت األحداث‪ ،‬وبدأ حش��د جيوش‬ ‫حلف��اء النظام عل��ى أطراف المدينة فاس��تقدم‬ ‫َ‬ ‫نخب��ة قوات��ه وقادته حيث س��قط‬ ‫"ح��زبُ اهلل"‬ ‫عدد كبير منهم خالل أيام المعركة‪ ،‬فاس��تقدم‬ ‫األس��د نخبة قوات "الحرس الجمهوري والقوات‬ ‫الخاصة"‪ ،‬كما س��اند هذه القوات مليش��يات “ذو‬ ‫الفقار” العراقي الشيعي‪.‬‬ ‫وكانت محاوالت اقتحام المدينة تدور خالل أيام‬ ‫المعرك��ة التي تج��اوزت الثالثين يوم��ًا من عدة‬ ‫محاور أهمها محور منطقة مزارع ريما المتاخمة‬ ‫ليب��رود والت��ي كان��ت من أه��م المناط��ق التي‬ ‫يتمترس بها الجيش الحر أما المحور الثاني فقد‬ ‫كان من جهة بلدة الس��حل المجاورة‪ ،‬أما الثالث‬ ‫فكان من المدخل الرئيسي وهو مدخل العقبة‪.‬‬ ‫ويقول في هذا السياق الناشط “"محمد عقيل"‬ ‫إن أبن��اء يبرود قد اس��تعدوا لهذه المعركة رغم‬ ‫النق��ص الكبير في الس�لاح والذخي��رة وأضاف‬ ‫ف��ي حديثه لـ "مراس��ل س��وري"‪" :‬لقد ش��كلوا‬ ‫غرفة عمليات واحدة‪ ،‬تحت قيادة الشهيد البطل‬ ‫"حس��ين عب��د العزيز أب��و عل��ي"‪ ،‬وكان ألبطال‬ ‫مدين��ة القصي��ر الذين هُج��روا م��ن مدينتهم‬ ‫دور فعال في معركة يبرود‪ ،‬وقد ش��كلت غرفة‬ ‫عملي��ات ثاني��ة داخ��ل منطق��ة "ريم��ا" لقيادة‬ ‫أبناء القلمون الذين تواف��دوا للدفاع عن مدينة‬ ‫يبرود‪ ،‬ألنها تعد الحصن الحصين لباقي أراضي‬ ‫القلمون‪ ،‬وف��ي أول أيام المعركة اجتمعت كافة‬ ‫القيادات تحت غرفة عمليات مش��تركة وسميت‬ ‫حينها باسم "القيادة الموحدة في القلمون"‪.‬‬ ‫وي��رى عقي��ل أن الثب��ات وصم��ود األبط��ال‬ ‫المش��اركين ف��ي المعرك��ة أذاق الجي��وش‬ ‫المهاجم��ة الويالت خ�لال ثالثة وثالثي��ن يوماً‪،‬‬ ‫ويعق��ب قائ ً‬ ‫ال‪" :‬لم يتجاوز ع��دد عناصر الجيش‬ ‫الح��ر ‪ 500‬ش��اب معظمهم م��ن المدنيين الغير‬ ‫مدربي��ن على حمل الس�لاح والدخ��ول في مثل‬ ‫ه��ذه المعارك ضد ثالثة جي��وش ومع ذلك فقد‬ ‫أبهر ثباتهم وصمودهم العالم بأسره"‪.‬‬ ‫اس��تخدم النظ��ام ف��ي ه��ذه المعركة سياس��ة‬ ‫األرض المحروق��ة فالقص��ف بصواري��خ زلزال‬ ‫الت��ي كان يس��تخدمها ح��زب اهلل والبرامي��ل‬ ‫المتفجرة المستخدمة من قبل القوات النظامية‬ ‫لم ته��دأ طيلة أي��ام المعركة‪ ،‬ف��ي الليل كانت‬ ‫المروحيات تقصف المدينة بالبراميل المتفجرة‬ ‫وخ�لال النه��ار كان��ت صواريخ زلزال تتس��اقط‬ ‫عل��ى المدين��ة بش��كل مس��تمر باإلضاف��ة إلى‬ ‫الغارات الجوية من طائرات الميغ‪.‬‬ ‫وكان الفت��ًا خ�لال أي��ام معرك��ة يب��رود توقف‬ ‫المعارك على جميع األراضي الس��ورية وخاصة‬ ‫ف��ي الريف الدمش��قي وه��ذا األمر أثر بش��كل‬ ‫س��لبي على أحداث المعرك��ة‪ ،‬ومع كل هذا فقد‬

‫اس��تطاع الجيش الحر خالل أي��ام المعركة قتل‬ ‫ع��دد كبيرة من عناصر حزب اهلل وقياداته وكان‬ ‫هن��اك تعتي��م إعالمي كبي��ر على ع��دد قتاله‪،‬‬ ‫ولك��ن تش��ييع جثثهم ف��ي الضاحي��ة الجنوبية‬ ‫ببي��روت الذي اس��تمر طيل��ة أي��ام المعركة لم‬ ‫يخفى على أحد كما كانت آليات النظام تتساقط‬ ‫عل��ى تخوم المدينة في كل م��رة يحاولون فيها‬ ‫االقتحام حتى سمي رامي صواريخ الكونكورس‬ ‫الذي كان يدمر دبابات وأليات الجيش بأسطورة‬ ‫الكونكورس حينها‪.‬‬ ‫وبحس��ب عقي��ل فإن من أهم أس��باب س��قوط‬ ‫المدينة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬استش��هاد قائد غرف��ة عمليات يبرود‪ ،‬ومعه‬ ‫ع��دد من قادة الكتائب المش��اركة في المعركة‪،‬‬ ‫وكان استش��هاد ه��ؤالء األبطال خس��ارة كبيرة‬ ‫للثورة الس��ورية بش��كل ع��ام‪ ،‬ولمعركة يبرود‬ ‫بشكل خاص‪.‬‬ ‫‪ - 2‬خ��ذالن دول العالم التي تدع��ي أنها داعمة‬ ‫للث��ورة الس��ورية‪ ،‬وخ��ذالن االئت�لاف الوطن��ي‬ ‫للقيادة الموحدة في القلمون‪ ،‬فقد طالبنا مراراً‬ ‫وتك��راراً بالدعم الم��ادي والذخي��رة من رئيس‬ ‫االئتالف ومن الحكومة المؤقتة‪ ،‬ولكنهم رفضوا‬ ‫دعم أبطال القلم��ون‪ ،‬ألن رئيس االئتالف ومن‬ ‫معه جمعيهم "مسيّرون من الخارج"‪.‬‬ ‫‪ - 3‬عدم فتح أي جبهة في الريف الدمشقي وفي‬ ‫كامل األراضي السورية خالل أيام المعركة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬استخدام جيش األسد و"حزب اهلل" لسياسة‬ ‫"األرض المحروق��ة"‪ ،‬وع��دم توف��ر مض��ادات‬ ‫للطيران بين أيادي عناصر الجيش الحر‪.‬‬ ‫وهن��اك أس��باب عدي��دة أدت لس��قوط المدينة‪،‬‬ ‫وبعدها لس��قوط جمي��ع قرى وبل��دات القلمون‬ ‫المحاذية للبنان‪.‬‬

‫خ�سائر النظام وحلفا�ؤه خالل معركة يربود‪:‬‬

‫أفادت تقارير حقوقية بع��د انتهاء المعركة بأن‬ ‫عدد الخس��ائر البشرية في "حزب اهلل" بلغ أكثر‬ ‫م��ن ‪ 120‬مقات ً‬ ‫ال‪ ،‬من بينهم عدد كبير من نخبة‬ ‫القي��ادة‪ ،‬ويعتب��ر ه��ذا العدد األكب��ر منذ دخول‬ ‫جيش الحزب إلى األراضي السوريَّةِ لقمع ثورة‬

‫الحري��ة والكرامة‪ ،‬وقد نقلت ع��دد من الصحف‬ ‫اإللكتروني��ة التابع��ة للحزب وحلفائ��ه‪ ،‬بأن ‪40‬‬ ‫قتي ً‬ ‫ال س��قطوا خالل تأديتهم "واجبهم الجهادي"‬ ‫منذ بداية معركة يبرود وحتى ‪ 7‬مارس ‪.2014‬‬ ‫ووثق المكت��بُ اإلعالمي التابع للقيادة الموحدة‬ ‫ف��ي القلمون تدميرَ أكثر من ‪ 27‬آلية بصواريخ‬ ‫"كونكورس" خالل أيام المعركة‪ ،‬وإسقاط ثالث‬ ‫طائ��رات مقاتل��ة م��ن ن��وع "ميغ"‪ ،‬وخ�لال أيام‬ ‫المعركة نشرت عش��رات النعوات لمقاتلين في‬ ‫صفوف جيش األسد على صفحات تابعة له في‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي "فيس بوك وتويتر"‪،‬‬ ‫وق��درت أعداد قتلى عناصر جيش األس��د بأكثر‬ ‫م��ن ‪ 400‬عنص��ر‪ ،‬وما يق��ارب ‪ 50‬عنص��راً من‬ ‫مليشيات "ذو الفقار" العراقي‪.‬‬ ‫لمعركة يبرود استراتيجية كبيرة‪ ،‬فبعد انسحاب‬ ‫الثوار من مدينة يبرود نصبت الكمائنُ في كل‬ ‫منطقة من مناطق القلمون‪ ،‬ودارت عدة معارك‬ ‫في قرى وبلدات القلم��ون‪ ،‬أهمها كان في بلدة‬ ‫"بخع��ة"‪ ،‬م��ع العل��م أن ع��دد المش��اركين في‬ ‫المعركة من النظام وحلفائه قارب ‪ 5000‬جندي‬ ‫م��ن نخبة قواتهم‪ ،‬وأكثر من ‪ 60‬عربة آلية بين‬ ‫دبابة ومدرعة وسيارات "زيل" عسكرية‪.‬‬ ‫انتهت معرك��ة يبرود بعد ‪ 33‬يوم��ًا من بدايتها‬ ‫وبعد دخول جيش "األسد" وميليشيا "حزب اهلل"‬ ‫اللبنانية إل��ى المدينة‪ ،‬ولكن أي��ام المعركة لم‬ ‫تُحسب بالنس��بة للجيوش المعتدية كأيام‪ ،‬بل‬ ‫حُسبت كس��اعات ودقائق‪ ،‬ألنهم ذاقوا الويالت‬ ‫خاللها‪.‬‬ ‫وللتذكير فقط‪ ،‬جميع الثوار الذين انسحبوا من‬ ‫داخل المدينة مازالوا يشاركون في عمليات "كرّ‬ ‫وفرّ" من جرود القلمون على الحواجز المحيطة‬ ‫بمدن وبل��دات القلمون‪ ،‬ومازالت الخس��ائر في‬ ‫صفوف األس��د وح��زب اهلل اللبناني مس��تمرة‪،‬‬ ‫ولكنها بوتيرة أقل من أيام المعركة‪.‬‬ ‫هذا وقد ارتقى خ�لال المعركة خيرة أبناء يبرود‬ ‫وأبن��اء مدينة القصير‪ ،‬وعدد م��ن عناصر "جبهة‬ ‫النص��رة"‪ ،‬وعدد من عناصر الجي��ش الحر الذين‬ ‫أتوا من مدن وبلدات القلمون‪ ،‬وكان عدد الشهداء‬ ‫في صفوف الجيش الحر ما يقارب ‪ 180‬شهيداً‪.‬‬


‫مرا�سلون بال حدود توجه الئحة اتهامات �إىل الأ�سد‬

‫القامشلي ‪ -‬جوان تتر‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫"أليس من الممكن إيجاد ّ‬ ‫حل ما لهذه األزمة التي‬ ‫نحن فيها اآلن؟" يستفس��ر أحمد‪ ،‬وهو بائع دخان‬ ‫عل��ى أحد أرصفة القامش��لي‪" ,‬ألي��س هناك من‬ ‫ب��وادر حلول من الممك��ن اتّباعها كي نصل إلى‬ ‫حل آمن لنا جميعًا‪ ،‬لقد تعبنا من المؤتمرات ومن‬ ‫المصطلحات الجديدة‪ ،‬وما عاد باإلمكان السيطرة‬ ‫على الوضع‪ّ ,‬‬ ‫كل شيء نحو الدمار وال أحدَ يحرّك‬ ‫وكأن‬ ‫س��اكناً"‪ ،‬يتاب��ع أحمد‪ ،‬وهو مطأطأ ال��رأس ّ‬ ‫ٌ‬ ‫رابضة على أكتافه‪" :‬المشكلة‬ ‫هموم الدنيا كلها‬ ‫ال تكم��ن في الخراب‪ ,‬المش��كلة تكم��ن فع ً‬ ‫ال في‬ ‫انعدام الثقة بالسياسييّن وعملهم الراهن‪.‬‬ ‫من��ذ اندالع الثورة في س��وريا وإلى هذه اللحظة‬ ‫يبدو واضحًا للعيان االنقس��ام الحاصل بين أفراد‬ ‫الشعب السوري في مختلف المحافظات السورية‪،‬‬ ‫وعل��ى األخصّ ف��ي مدين��ة القامش��لي‪ ،‬بحكم‬ ‫القوى الكردية المختلف��ة وخصوصيّة قضيتها‪،‬‬ ‫كخالص من االس��تبداد‬ ‫منهم م��ن اعتنق الثورة‬ ‫ٍ‬ ‫والقمع‪ ،‬وضحّى بروحه واستقراره النسبي حتى‬ ‫ف��ي أيام الظ�لام الماضية في س��بيل النجاة من‬ ‫القم��ع بأي وس��يلةٍ كانت ومهم��ا كانت الضريبة‬ ‫مرتفع��ة‪ ،‬ومنهم م��ن اخت��ار موق��ف المتفرّج‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وخاص��ة بعد‬ ‫ومنه��م أيضاً م��ن رف��ض الفكرة‬ ‫تسليح الثورة الس��ورية عم ً‬ ‫ال بمفهوم السلميّة‪،‬‬ ‫لك��ن م��ا النتيجة؟ انقس��مت آراء الس��وريين في‬ ‫القامش��لي حول أهمية مفهوم الثورة‪ ،‬وما جرى‬ ‫في س��وريا خ�لال الس��نوات األرب��ع المنصرمة‪،‬‬ ‫منهم م��ن أيّد الثورة في البداية ومن ثمّ أعقب‬ ‫موقف��ه المؤيِّ��د ذاك بالرف��ض القاطع لش��كل‬ ‫الث��ورة الحال��ي‪ ،‬بعد االنقس��ام الحاص��ل وتعدد‬ ‫التيارات السياس��ية والعسكرية المتصارعة على‬

‫كامل األراضي السوريّة‪.‬‬ ‫ش��يركو أحم��ة‪ 31 ،‬عام‪" :‬عند ان��دالع الثورة في‬ ‫س��وريا ّ‬ ‫تيقنا الخ�لاص بعدما كنّا نش��اهده من‬ ‫مس��ار نجاح الثورات في البل��دان العربية األخرى‬ ‫وم��دى التج��اوب الدول��ي م��ع هك��ذا أن��واع من‬ ‫االحتجاجات على القمع الس��لطويّ‪ ،‬وكنّا نقيس‬ ‫الوض��ع على مقاس��نا في المناط��ق ذات الغالبية‬ ‫الكرديّ��ة وعل��ى س��وريا بأكمله��ا‪ ،‬س��نوات من‬ ‫النض��ال الس��ريّ كي نحصل على ح��ق التحدّث‬ ‫باللغ��ة الكردي��ة األمّ الت��ي مُنعنا منه��ا لعقودٍ‬ ‫طويل��ة‪ ،‬والنتيج��ة حالياً ‪-‬وبعد أن قدّم الش��عب‬ ‫الس��وري آالف الش��هداء وعش��رات اآلالف م��ن‬ ‫المش��رّدين الموزعي��ن في كامل أصق��اع الكرة‬ ‫األرضيّ��ة‪ ،‬حيث ما من دول��ةٍ أوروبيّة أو عربية‬ ‫ف��ي العالم بأكمل��ه إال وتأوي س��وريين هاربين‬ ‫م��ن الني��ران المش��تعلة عل��ى كام��ل األراض��ي‬ ‫الس��وريّة‪ -‬النتيج��ة هي فقر وأزم��ة اقتصاديّة‬ ‫وتيّ��ارات سياس��ية وعس��كرية متصارع��ة على‬ ‫األرض السوريّة"‪ .‬سوريا باتت جحيمًا تحوي ّ‬ ‫كل‬ ‫أن النظام المستبدّ ال زال‬ ‫أنواع الخطايا في حين ّ‬ ‫التاريخ‬ ‫ماضيًا قُدماً باتجاه خراب الدولة وتحطيم‬ ‫ِ‬ ‫الس��وريّ على ّ‬ ‫كل الصُعد‪ ،‬ومهما كانت النتيجة‬ ‫ماض في إسكات هذه الثورة‪".‬‬ ‫فالنظام ٍ‬ ‫بينم��ا يقول دلبري��ن لقم��ان‪ 30 ،‬ع��ام‪" :‬الثورة‬ ‫الس��وريّة كان��ت ضروريّة للقضاء عل��ى القمع‬ ‫واالس��تبداد‪ ،‬فعل��ى الصعيد الك��ردي ّ‬ ‫تمكنا نحن‬ ‫الك��رد م��ن الحصول على أبس��ط حقوقن��ا التي‬ ‫ناض��ل من أجله��ا الكرد ط��وال س��نوات الظالم‬ ‫الماضية‪ ،‬دون أن ننسى جرح وألم كل السوريين‪.‬‬ ‫أمّ��ا عل��ى الصعيد الس��وريّ بش��كل ع��ام‪ ،‬تمّ‬

‫أن الش��عب السوريّ بكامل طبقاته‬ ‫التأكيد على ّ‬ ‫ّ‬ ‫والذل‪ ،‬ويدافع عن‬ ‫ومكوناته ال يرض��ى بالمهانة‬ ‫كرامته مهما كان الثمن غالياً"‪.‬‬ ‫تختل��ف اآلراء ح��ول الث��ورة الس��وريّة‪ ،‬فالع��دد‬ ‫األكبر وص��ل إلى مرحلة اليأس م��ن كثرة األخذ‬ ‫وال��ردّ غي��ر المج��دي حول إس��قاط النظ��ام‪ ،‬أو‬ ‫إيجاد ّ‬ ‫حل ما يكفل الحريّة للس��وريين بعد هذه‬ ‫الس��نوات التي بدأت تطول‪ ،‬والمشادّات الحاصلة‬ ‫ف��ي المحافل الدوليّ��ة فيما يخصّ ح��ال الثورة‬ ‫السوريّة‪ ،‬واستمرار النظام السوريّ في متابعة‬ ‫إحس��اس من‬ ‫غيّ��ه وضالل��ه وبراميله دونما أيّ‬ ‫ٍ‬ ‫وكأن الس��وريّ يعيش عم ً‬ ‫ال‬ ‫المجتم��ع الدول��يّ‪ّ ،‬‬ ‫مسرحيّاً ّ‬ ‫مخط َطًا له!‬ ‫ّ‬ ‫يقول س��عد محس��ن‪ 34 ،‬ع��ام‪ " :‬كنّ��ا متيقنين‬ ‫أنّه��ا ث��ورة حقيقيّة‪ ،‬وه��ي كانت فع� ً‬ ‫لا كذلك‪،‬‬ ‫ولك��ن النظام الس��وريّ كان بارعاً في تش��تيتها‬ ‫والتخطي��ط المس��تمرّ ألن تك��ون ث��ور ًة للفق��ر‬ ‫والقمع‪ ،‬وليس��ت ثور ًة على الفق��ر والقمع‪ ،‬ثور ًة‬ ‫لترس��يخ مبدأ العنف بعد أن كانت ثور ًة لترس��يخ‬ ‫أن النظ��ام‬ ‫مب��دأ‬ ‫التس��امح والالعن��ف‪ ،‬أعتق��د َّ‬ ‫ِ‬ ‫ترس��يخ مبدأ إفراغ الثورة من‬ ‫في‬ ‫نجح‬ ‫الس��وريّ‬ ‫ِ‬ ‫مفهومها"‪.‬‬ ‫هذه آراء عيَّنة من الناس والمواطنين البس��طاء‬ ‫أمَل‬ ‫م��ن مدينة القامش��لي‪ ،‬والذين كان��وا على ٍ‬ ‫خال من العن��ف والدمار‬ ‫في غد س��وريّ مش��رق ٍ‬ ‫واش��تداد األزمات المختلفة‪ ،‬التي لم تكن تخطر‬ ‫في بال أيّ س��وري‪ ،‬تُرى هل من ردود ألس��ئلة‬ ‫ومتطلبّات ه��ؤالء المواطنين؟ هل من تفس��ير‬ ‫واض��ح لم��ا يج��ري اآلن عل��ى عم��وم األراض��ي‬ ‫السوريّة؟‬

‫أخبار وتقارير‬

‫من �أطف�أ الثورة يف عقول النا�س‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬

‫منصور العمري‬ ‫بم��ا يخالف دورها في س��وريا في ظل نظام‬ ‫األس��دين األب واالبن‪ ،‬تعم��ل الصحافة على‬ ‫حماي��ة المجتمع��ات ف��ي ال��دول الت��ي تمنح‬ ‫الحري��ة الكامل��ة للصحفي‪ ،‬فالبع��ض يمتنع‬ ‫عن خرق القانون أو ارتكاب الجرائم تحسّ��ب ًا‬ ‫للفضيحة‪ ،‬وفي دول أخرى يعدل السياسيون‬ ‫الفاسدون عن أفعالهم غير المشروعة تفادي ًا‬ ‫للصحافة االس��تقصائية التي تنشر معلومات‬ ‫تهدد مسيرتهم السياسية‪.‬‬ ‫حري��ة التعبي��ر واإلعالم هي أول��ى الحريات‪،‬‬ ‫إذ ال يمك��ن محارب��ة قت��ل المدنيي��ن وتجنيد‬ ‫األطف��ال والدفاع عن حق��وق المرأة أو حماية‬ ‫البيئ��ة‪ ،‬م��ا ل��م يتمت��ع الصحفي��ون بالحرية‬ ‫الكافي��ة لنق��ل الوقائع والتندي��د باالنتهاكات‬ ‫وتوعية الرأي العام‪.‬‬ ‫أصدرت منظمة (مراس��لون ب�لا حدود) الئحة‬ ‫اتهامات لبش��ار األس��د تتضمن جرائمه بحق‬ ‫االع�لام ف��ي س��وريا‪ ،‬وقدم��ت له��ا بتمهي��د‬ ‫مقتضب يصف سيرته المشينة‪:‬‬ ‫"أيه��ا الرئي��س الس��وري بش��ار األس��د‪ ،‬عند‬

‫اس��تيالئك عل��ى منص��ب الرئي��س ف��ي ‪10‬‬ ‫يولي��و ‪ /‬تموز ع��ام ‪ ،2000‬بع��د ‪ 30‬عامًا من‬ ‫الدكتاتوري��ة الشرس��ة الت��ي قاده��ا وال��دك‬ ‫حاف��ظ األس��د‪ ،‬اعتق��د الش��عب الس��وري‬ ‫والمجتمع الدولي أنك ستكون إصالحي ًا‪ ،‬وأنك‬ ‫س��تجلب الديمقراطية إلى بلدك‪ .‬وتبيّن فيما‬ ‫بع��د أن األم��ر مختلف تمام�� ًا‪ ..‬كم��ا رفضّت‬ ‫من��ذ بدء االنتفاضة الس��ورية ف��ي ربيع عام‬ ‫‪ ،2011‬وبعناد أي إمكانية لإلصالح ولم تتردد‬ ‫ف��ي اس��تخدام الس��جن والتعذي��ب واإلعدام‬ ‫دون محاكمة إلس��كات األص��وات المعارضة‪،‬‬ ‫أصبحت مس��ؤو ً‬ ‫ال عن حمام دم غير مس��بوق‬ ‫لتشبّثك بالسلطة‪.‬‬ ‫بش��ار األس��د‪ ،‬تتهمك (مراس��لون بال حدود)‬ ‫بالجرائم التالية منذ أن أصبحت رئيس ًا‪:‬‬ ‫ الرقابة والسيطرة على مخرجات األخبار في‬‫وسائل اإلعالم الحكومية والموالية للحكومة‪.‬‬ ‫ رفضك المنهجي لدخول معظم الصحفيين‬‫األجانب إلى سوريا‪.‬‬ ‫ منع��ك الصحفيي��ن م��ن الدخ��ول ب��دون‬‫تصري��ح باس��تخدام وزي��ر اإلع�لام الخاص‬

‫ب��ك لتهديدهم باالعتق��ال بتهمة التعاون مع‬ ‫تنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫ إصدارك أوامر للشرطة اإللكترونية بتعقب‬‫كل من يشكل تهديداً من خالل أنشطته على‬ ‫اإلنترنت على مصالح النظام‪.‬‬ ‫ االعتقال التعسفي لعديد من مزودي األخبار‬‫الس��وريين واألجانب منذ ب��دء االنتفاضة في‬ ‫مارس ‪ /‬آذار ‪.2011‬‬ ‫ طلب��ك وتنظيم��ك لالس��تخدام المنهج��ي‬‫للتعذيب بحق مزودي األخبار المحتجزين‪.‬‬ ‫ تعمّدك مهاجمة مزودي األخبار الس��وريين‬‫واألجان��ب الذي��ن يغط��ون القم��ع الوحش��ي‬ ‫الحكومي‪.‬‬ ‫البد أن تحاس��ب على هذه االنتهاكات الجسيمة‬ ‫لحرية االعالم‪ ،‬والتي تتعارض مع أحكام المادة‬ ‫‪ 19‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان"‪.‬‬ ‫يذك��ر أن س��وريا تأتي في المرتب��ة ‪ 177‬من‬ ‫‪ 180‬دول��ة في مؤش��ر حري��ة الصحافة لعام‬ ‫‪ ،2015‬فمنذ ربيع ‪ 2011‬قتل فيها ‪ 43‬صحفيًا‬ ‫و‪ 130‬ناش��طاً إعالمياً ويقبع في سجونها ‪13‬‬ ‫صحفي و‪ 17‬ناشط إنترنت‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫النظام مغت�صب ًا وف�ضائحي ًا‬

‫اجلنــ�س ك�ســالح �ضــد الثــورة ال�ســورية‬ ‫تحقيقات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫فريق تحقيقات سوريتنا‬ ‫لأ�سباب تتعلق �أوال بتو�سل �أ�شنع �أ�شكال الوح�شية من قبل النظام‪ ،‬يف حماوالته ك�سر الثورة التي اندلعت �ضده‪ ،‬وثاني ًا وثالث ًا بعوامل كثرية‬ ‫�أخرى‪ ،‬كان اجلن�س مو�ضوعا جابه النظام ال�سوري على �صعيده‪ ،‬لإذالل وقهر النا�س‪� ،‬أو لأ�سباب �سيا�سية ت�ستخدم الف�ضائح اجلن�سية وت�شويه‬ ‫ال�سمعة وغريها للت�شهري بقادة �أو �شخ�صيات يف املعار�ضة‪.‬‬ ‫ال تن��م الممارس��ات الجنس��ية زم��ن الح��رب كأداة‪،‬‬ ‫مباش��رة أو غي��ر مباش��رة‪ ،‬م��ن أدوات الح��رب‪ ،‬عن‬ ‫كبت جنس��ي بالض��رورة‪ ،‬بل هي رغبة ف��ي االنتقام‬ ‫واإلذالل‪ ،‬وتعبيرٌ عن القوة والفحولة والنصر بحسب‬ ‫مرتكبيها‪ .‬تثبيت عالمات النصر كي يراها الجميع‪ ،‬ما‬ ‫يجعل المرأة‪ ،‬التي تمثل أو تمت للخصم‪ ،‬بطريقة أو‬ ‫بأخرى‪ ،‬هدفاً رئيس��ياً من أهداف القتال‪ ،‬في استدعا ٍء‬ ‫واضح للكائن الغريزي القابع في الداخل‪.‬‬ ‫ومع تط��ور الدولة الحديثة وتش��عبها ب��ات الجنس‬ ‫سالحا اس��تخباراتياً وسياس��ياً بامتياز بقصد االبتزاز‬ ‫حيناً والتجنيد أحيانا أخرى‪ ،‬وتتعاظم هذه الممارسات‬ ‫مع ابتعاد نظام الحكم عن مفهوم دولة القانون‪.‬‬ ‫كسالح ضد الثورة السورية‪،‬‬ ‫هنا نضيء على الجنس‬ ‫ٍ‬ ‫كفع��ل عنف مباش��ر‪ ،‬ومن خالل نش��ر‬ ‫باالغتص��اب‬ ‫ٍ‬ ‫فضائح جنسية لقيادات عسكرية ومدنية في صفوف‬ ‫المعارض��ة‪ ،‬بوصفه��ا ‪ -‬أي الفضائ��ح ‪ -‬أحد أس��لحة‬ ‫النظام في حربه اإلعالمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وسيلة من وسائل السيطرة‬ ‫الجنس بوصفه‬ ‫لي��س غريب ًا ع��ن نظ��ام األس��د‪ ،‬فالعالقات‬ ‫الجنس��ية الس��رية للسياس��يين تكون عادة‬ ‫عب��ارة عن أفخ��اخ مُحكمة ينصبه��ا النظام‬ ‫لرجاله‪ ،‬ويضعها ف��ي ملفاتهم الخاصة دون‬ ‫أن يعلم��وا‪ ،‬وتظل مش��روع فضيحة إلى أن‬ ‫تأتي اللحظة الحاسمة‪ ،‬فيخرج السياسي عن‬ ‫الدور المرس��وم له‪ ،‬أو يؤدي الدور المرسوم‬ ‫له وتنته��ي صالحيته‪ ،‬هنا يب��دأ النظام في‬ ‫إيقاظ الفضيحة النائمة‪ ،‬وتحويلها إلي سالح‬ ‫قاس لتصفية هذا السياسي‪ ،‬وكل من عاش‬ ‫ٍ‬ ‫فترة التس��عينيات في دمش��ق يذكر الصور‬ ‫الفوتوغرافي��ة التي س��ربت لرئيس الوزراء‬ ‫آنذاك "محمود الزعبي" وعدد من وزرائه في‬ ‫أوضاع مخلة مع مجموعة من الراقصات‪ ،‬في‬ ‫لعبة تصفية حسابات أو اقتسام للنفوذ بين‬ ‫أجهزة األمن في حينه‪.‬‬ ‫لكل مس��ؤول في نظام األسد االب ثم االبن‬ ‫مل��ف محف��وظ في أروق��ة األجه��زة األمنية‬ ‫تس��ريب‬ ‫تتزاي��د أوراق��ه بم��رور األيام‪ ،‬وأي‬ ‫ٍ‬ ‫لمعلوم��ات أو ملف��ات حول انحراف��ات مالية‬ ‫أو أخالقي��ة ألي مس��ؤول ال تأت��ي من قبيل‬ ‫المصادف��ة‪ ،‬والمقص��ود بالمس��ؤول هن��ا‬ ‫مس��ؤولي الحلقة األبع��د عن الرئي��س‪ ،‬أما‬ ‫الحلق��ة المقرب��ة فلهؤالء حصانة مس��تمدة‬ ‫م��ن رأس النظام تش��به ما تمت��ع به هنري‬ ‫الثام��ن أو لويس الرابع عش��ر وأتباعهم في‬ ‫الملكيات المطلقة‪.‬‬

‫االغت�صاب لقهر الثورة‬

‫تصدع وس��ائل إعالم النظام رأسنا بالحديث‬ ‫ع��ن جه��اد الن��كاح أو تج��اوزات المعارضين‬ ‫المتشددين وحتى غير المتشددين الجنسية‬

‫سيدة ظهرت في فيديو مصور اختطفت في نهر عيشة جنوب دمشق | ‪2012‬‬

‫المدان��ة م��ن أبن��اء الث��ورة أو ً‬ ‫ال‪ ،‬إال أن ه��ذه‬ ‫الممارسات لم ترق لسياسةٍ ممنهجة كالتي‬ ‫اتبعها النظام لقهر الثوار وجرهم إلى العنف‬ ‫والعس��كرة مس��تنداً إل��ى معرفت��ه بالواق��ع‬ ‫االجتماعي في سوريا وحساسية بل وحرمة‬ ‫مفاهيم العرض والشرف‪.‬‬ ‫االغتص��اب ع��ادة في س��جون نظام األس��د‬ ‫تاريخي��اً‪ ،‬بوصفه جزءاً من سياس��ة العقاب‬ ‫للس��جناء حتى بعد انتهاء فت��رة التحقيق أو‬ ‫انتزاع االعترافات المزعومة‪ ،‬إال أنه أخذ أبعاداً‬ ‫خطيرة من��ذ بداي��ة الثورة‪ ،‬تمت ممارس��ته‬ ‫بصورة ممنهجة ومتعمدة‪ ،‬كسياسة عقابية‬ ‫عامة‪ ،‬سوا ٌء بهدف الحصول على المعلومات‬ ‫ونزع االعترافات‪ ،‬أو بغ��رض التلذذ باإلذالل‬ ‫ّ‬ ‫والتش��في بالترهيب‪ ،‬بدافع ث��أري انتقامي‬ ‫من أحد أفراد العائلة‪.‬‬ ‫فمع أحداث جس��ر الش��غور ف��ي عامها األول‬ ‫سرب النظام معلوماتٍ لم نتأكد من صحتها‪،‬‬ ‫عن إجب��ار عناصره لبع��ض المعتقالت على‬ ‫الس��ير عاري��ات‪ ،‬واغتصابهن الحق��اً‪ ،‬ما أثار‬ ‫ً‬ ‫موجة عارمة من السخط الشعبي في حينه‪،‬‬ ‫واالغتصاب هنا ليس فع ً‬ ‫ال جنس��ي ًا أو متعلق ًا‬ ‫بالجنس‪ ،‬بل هو مرتبط بالعنف والسيطرة‪،‬‬ ‫فه��و دوم ًا يتضمن العن��ف أو التهديد به وإال‬ ‫فهو ليس اغتصاباً‪ ،‬والعنف متفاوت الدرجات‬ ‫بحس��ب راحة المغتصب وتفلته من العقاب‪،‬‬ ‫وقد نش��رت مجلة "التايم" في عدد الخامس‬ ‫من أيلول ع��ام ‪ ،1983‬ومن خالل بحثٍ بين‬ ‫مرتكب��ي جرائ��م االغتص��اب‪ ،‬ما مف��اده أن‬ ‫الجن��س لي��س وحده م��ا يح��رك المغتصب‪،‬‬ ‫ب��ل إن االغتص��اب هو التعبير الجنس��ي عن‬ ‫العدواني��ة‪ ،‬وتبي��ن أن معظ��م المغتصبي��ن‬ ‫الذي��ن خضعوا لهذه الدراس��ة‪ ،‬ينظرون إلى‬

‫الفعل الجنس��ي ليس فقط عل��ى أنه مفرج‬ ‫عن الكبت‪ ،‬بل على أنه يحط من قدر الطرف‬ ‫اآلخر‪ ،‬وهم بهذا نتاج لثقافة تؤكد على هذا‬ ‫ال��رأي‪ .‬ومن ث��م ف��إن المغتصب يس��تخدم‬ ‫الجن��س كس�لاح للح��ط م��ن ق��در الم��رأة‬ ‫وقوامه��ا‪ ،‬أو كم��ا يقول أحده��م‪" :‬الطريقة‬ ‫الوحي��دة الت��ي تجعلني أح��س بأنني أفضل‬ ‫منها هي أن أجعلها تشعر بأنها أسوء مني"‪.‬‬ ‫وخالفاً لسعي المجرم الدائم إلخفاء جريمته‪،‬‬ ‫عمد نظام األسد‪ ،‬للترويج للجريمة‪ ،‬ونشرها‬ ‫عب��ر فيديوه��ات مس��ربة أو ع��ن طري��ق‬ ‫الضحايا أنفس��هم‪ ،‬ففي بداي��ة العام ‪2012‬‬ ‫اعتقل��ت إحدى الناش��طات الدمش��قيات في‬ ‫فرع فلس��طين‪ ،‬وكان على زوجها الميس��ور‬ ‫دف��ع مبال��غ مالية كبي��رة‪ ،‬كرش��وة إلطالق‬ ‫س��راحها‪ ،‬ولدى وصوله الفرع المذكور أُنزل‬ ‫للقبو للتعرف على زوجته‪ ،‬وبدخوله المهجع‬ ‫المخص��ص للنس��اء وجد المئات من النس��اء‬ ‫المعتقالت حفاة عراة كم��ا ولدتهم امهاتهم‬ ‫بدون ثياب‪ ،‬ومن بينهم تعرفت عليه زوجته‬ ‫في الظالم‪ ،‬وس��ترها بم��ا عليه من ماليس‬ ‫وخرج بها‪ ،‬ليقتادوه مج��ددا لمكتب الضابط‬ ‫المن��اوب‪ ،‬في الطابق العلوي‪ ،‬وهناك قال له‬ ‫الضابط‪" :‬نريدك أن تشيع الخبر بين الناس‪،‬‬ ‫وأن تتح��دث لجمي��ع من تعرف بما ش��اهدته‬ ‫عندن��ا ف��ي األس��فل‪ ،‬وإن لم تفعل س��نعيد‬ ‫زوجتك مرة أخرى إلى المعتقل‪.‬‬ ‫جرائم الح��رب الت��ي يقترفها النظ��ام باتت‬ ‫من يوميات الثورة‪ ،‬حيث س��جل تقرير لجنة‬ ‫التحقيق الدولية حول س��وريا والذي ناقشه‬ ‫مجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة‬ ‫عام ‪ ،2013‬استخدام النظام السوري للعنف‬ ‫الجنس��ي‪ ،‬ض��د المعارضي��ن والمتظاهرين‬


‫�أم ريا�ض‬

‫اس��تخدمه النظ��ام الجن��س ف��ي حرب��ه‬ ‫االلكتروني��ة ض��د المعارضة مس��تفيداً من‬ ‫زالت أو اس��تهتار البعض‪ ،‬فاتح��اً الباب على‬ ‫مصارعي��ه للتلفي��ق والتش��ويه واألخب��ار‬ ‫المفبرك��ة الت��ي يتقنه��ا إعالمه‪ .‬أم��ا بعيداً‬ ‫ع��ن التش��ويه المعن��وي واألخالق��ي‪ ،‬فق��د‬ ‫استخدم النظام الجنس كسالح استخباراتي‬ ‫أضر بالث��ورة والعمل المس��لح‪ ،‬ف��ي أماكن‬ ‫ع��دة‪ ،‬ه��ذه االختراقات ليس��ت م��ن صناعة‬ ‫الجيش الس��وري اإللكتروني‪ ،‬وهو المسمى‬ ‫ال��ذي أطلق��ه مجموعة من الموالين لألس��د‬

‫خرجت �أم ريا�ض من املعتقل‪ ،‬وهي حتمل ً‬ ‫جنينا من جالدها‪ ،‬وهي ‪ -‬ابنة املدينة املحافظة‬ ‫ً‬ ‫مرارا �أن تقوم بعملية �إجها�ض للطفل مب�ساعدة �أهلها‪ ،‬لكن الأطباء الذين‬ ‫ حاولت‬‫ذهبت �إليهم رف�ضوا ذلك‪ ،‬ال �سيما �أن والدها ال ميلك املال الكايف‪ ،‬فقررت �أن تنهي حالة‬ ‫العذاب النف�سي الذي تعي�شه‪ ،‬ب�إلقاء نف�سها من الطابق الثالث‪ ،‬حيث توفيت على الفور‪.‬‬ ‫عب��ر مواقع التواص��ل االجتماع��ي‪ ،‬واقتصر‬ ‫عمله عل��ى التهليل لألس��د وإغالق صفحات‬ ‫الناش��طين بوس��ائل بدائية‪ ،‬أما االختراقات‬ ‫المهم��ة فكانت م��ن لبنان ومن اس��تخبارات‬ ‫حزب اهلل تحديداً‪.‬‬ ‫فف��ي تقري��ر نش��رته ش��ركة (‪)Fire Eye‬‬ ‫األمريكية المتخصصة في األمن االلكتروني‪،‬‬ ‫تحت عن��وان "خلف خط��وط الجبهة الرقمية‬ ‫للن��زاع الس��وري"‪ ،‬كش��ف الباحث��ون عملية‬ ‫قرصنة معلومات‪ ،‬تتعلق بمجموعة واس��عة‬ ‫م��ن أفراد المعارضة الس��ورية‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫أح��د زعم��اء المعارض��ة‪ ،‬ال��ذي كان يخطط‬ ‫لمعركة قادمة‪ ،‬ومنشق رفيع المستوى كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضابطا كبيرًا في جه��از األمن التابع‬ ‫س��ابقا‬ ‫لألسد‪ ،‬وجمعية عمل إنساني خيرية مقرها‬ ‫في تركيا‪ ،‬وناش��ط إعالم��ي كان يعمل من‬ ‫ً‬ ‫إضافة لتفاصيل عن األسلحة‬ ‫داخل س��وريا‪،‬‬ ‫المض��ادة للدبابات‪ ،‬وحتى فصائل دم بعض‬ ‫المقاتلين‪.‬‬

‫فخ الع�سل‬

‫وبحس��ب التقرير فان عملي��ات قرصنة جرت‬ ‫ف��ي نهاي��ات ع��ام ‪ 2013‬وبداي��ات ‪،2014‬‬ ‫وق��د اعتمد القراصنة طرق�� ًا بدائية‪ ،‬منها ما‬ ‫س��ماها التقرير بـ "فخ العسل" وذلك بتنكر‬ ‫القراصنة بأس��ماء نس��اء وإنش��اء حس��ابات‬ ‫وهمية عل��ى مواق��ع التواص��ل االجتماعي‪،‬‬ ‫وتش��جيع المعارضي��ن عل��ى النق��ر عل��ى‬ ‫الرواب��ط التي من ش��أنها أن تصي��ب أجهزة‬ ‫الكمبيوت��ر‪ ،‬وقد كان المتس��للون يرس��لون‬ ‫س��ؤالاً خالل محادثة الس��كايب قبل إرس��ال‬ ‫الصورة المرفقة بالبرمجيات الخبيثة‪ ،‬للتأكد‬ ‫مم��ا إذا كان الهدف يس��تخدم جهاز كمبيوتر‬ ‫ً‬ ‫هاتفا ذكيً��ا مع نظام‬ ‫م��ع نظام وين��دوز‪ ،‬أو‬ ‫أندروي��د‪ ،‬وبالتال��ي إع��داد البرمجي��ات ً‬ ‫وفقا‬ ‫لنوع نظام التشغيل المستخدم‪.‬‬ ‫ب��دأ تش��وية الس��معة بـ"فضيح��ة" للقائ��د‬ ‫العس��كري المعارض "عبد ال��رزاق طالس"‬ ‫قائ��د كتائب الفاروق في حم��ص‪ ،‬الذي كان‬ ‫يحظى بسمعة طيبة في صفوف السوريين‪،‬‬ ‫إذ س��ربت محادث��ة مص��ورة ل��ه‪ ،‬م��ع إحدى‬ ‫المراس�لات العربي��ات‪ ،‬أظهرت��ه بوضعياتٍ‬ ‫مخل��ة ب��اآلداب العام��ة‪ ،‬ونفى عب��د الرزاق‬

‫طالس األمر‪ ،‬واتهم النظام بفبركة الخبر‪.‬‬ ‫كان الخبر بطبيعة الحال ماد ًة دسمة للمواقع‬ ‫الموالي��ة للنظ��ام‪ ،‬وكأن ال��زالت الجنس��ية‪،‬‬ ‫ل��و حدثت‪ ،‬جريمة من جرائ��م الحرب‪ .‬وبقي‬ ‫الموضوع مت��داو ً‬ ‫ال بين النفي والتأكيد‪ ،‬حتى‬ ‫حس��مت كتائب الفاروق األمر في الس��ادس‬ ‫م��ن تش��رين األول ع��ام ‪ ،2012‬بإع�لان‬ ‫تعرضه��ا لعملية ابتزاز "حقيرة" من النظام‪،‬‬ ‫بعد أن استطاعت أجهزة استخباراته اختراق‬ ‫محادثات س��كايب خاصة بالم�لازم أول عبد‬ ‫الرزاق ط�لاس؛ إذ قامت األجه��زة المذكورة‬ ‫بنش��ر بعض هذه التس��جيالت‪ ،‬ما دعا هيئة‬ ‫الرقاب��ة الداخلية للكتائ��ب‪ ،‬لتنحية طالس‪،‬‬ ‫وعزل��ه عن أي منص��ب في صف��وف كتائب‬ ‫الف��اروق الس��ورية‪ ،‬بع��د التأك��د من صحة‬ ‫التسجيالت المذكورة"‪.‬‬ ‫بعد طالس‪ ،‬ظهرت فضيح��ة مدوية للعقيد‬ ‫عبد العزيز كنعان قائد المجلس العس��كري‬ ‫في ري��ف الالذقي��ة‪ ،‬وعض��و القي��ادة العليا‬ ‫ألركان الجي��ش الح��ر‪ ،‬عبر اخت��راق محادثة‬ ‫س��كايب خاص��ة‪ ،‬أظهرت��ه بأوض��اع مخل��ة‬ ‫ب��اآلداب‪ ،‬توال��ت بعده��ا الفضائ��ح بي��ن‬ ‫الحقيقي والمفبرك‪ ،‬منها فيديو للعقيد عبد‬ ‫الجبار العكيدي‪ ،‬ثم عبد الباس��ط الس��اروت‬ ‫وغيره��م‪ ،‬ه��ذه الفضائ��ح تول��ى نش��رها‬ ‫موق��ع لبناني أصف��ر‪ ،‬وكان الموقع المذكور‬ ‫يعم��د إل��ى حج��ب الفيديوهات ع��ن موقعه‬ ‫بعد تس��ريبها‪ ،‬ما يثير الكثير من التساؤالت‬ ‫ً‬ ‫خاصة أنه في ظل‬ ‫ع��ن صحة الفيديوه��ات‪،‬‬ ‫التطور التقني‪ ،‬بات تركيب الصور وفبركتها‬ ‫أمراً متاحاً وميسراً‪.‬‬ ‫كل األس��لحة في جعبة النظ��ام من براميل‬ ‫وصواري��خ أرض‪ -‬أرض وص��وال إلى فبركة‬ ‫الفضائ��ح أو نش��رها‪ ،‬لم تس��عفه ف��ي وأد‬ ‫الث��ورة الت��ي تدخ��ل عامها الخام��س بزخم‬ ‫ٍ‬ ‫جديد‪ ،‬وهاهي بش��ائر الخير تهل من شمال‬ ‫س��وريا وجنوبه��ا‪ ،‬وعل��ى الرغ��م م��ن األثر‬ ‫الس��لبي الس��تخدام التكنولوجي��ا ووس��ائل‬ ‫التواصل من ش��باب الث��ورة‪ ،‬إال أن هذا األثر‬ ‫يبقى ضئي ً‬ ‫ال وهامشي ًا مقابل إبداع العبقرية‬ ‫الش��عبية‪ ،‬التي اس��تخدمت الموارد واألدوات‬ ‫ووسائل اإلعالم واالتصال واإليصال‪ ،‬لتنصر‬ ‫قضيتها‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬

‫اجلبهة "الرقمية" يف النزاع ال�سوري‬

‫صاحب مقولة «مرتي تاج راسي» تحت تعذيب جنود النظام حلب | ‪2012‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫أم رياض عينة من آالف الجرائم المس��كوت‬ ‫عنها والتي قد تبقى منس��ية‪ ،‬بحكم طبيعة‬ ‫المجتمع الس��وري وإيثاره كتم��ان الجريمة‪،‬‬ ‫خوفاً م��ن الل��وم االجتماع��ي‪ ،‬و"أم رياض"‬ ‫االس��م الحرك��ي لطالب��ة في جامع��ة حلب‪،‬‬ ‫ب��دأ نش��اطها مع إرهاص��ات الث��ورة‪ ،‬فكانت‬ ‫تقوم بنشر صور المظاهرات التي تصورها‬ ‫بهاتفه��ا الج��وال‪ ،‬عل��ى مواق��ع التواص��ل‬ ‫االجتماع��ي الخاص��ة بالث��ورة الس��ورية‪،‬‬ ‫بعيداً عن أعين األم��ن‪ ،‬وتمكنت خالل ثالثة‬ ‫أعوام م��ن عمر الثورة‪ ،‬من ممارس��ة أعمال‬ ‫لدع��م الحراك الث��وري في المدين��ة‪ ،‬إلى أن‬ ‫ت��م اعتقالها‪ ،‬أثن��اء محاولته��ا التقاط صور‬ ‫لعناصر الحراسة‪ ،‬في بوابة فرع حزب البعث‬ ‫داخل الحرم الجامعي‪.‬‬ ‫وفي فرع األمن العس��كري في مدينة حلب‪،‬‬ ‫قض��ت أم ري��اض قراب��ة الع��ام ف��ي أقبية‬ ‫الم��وت‪ ،‬وتعرض��ت لصن��وف التعذي��ب التي‬ ‫يتقنه��ا عناص��ر الف��رع‪ ،‬إال أن األكث��ر مرارة‬ ‫كان تن��اوب عناص��ر األم��ن في الف��رع على‬ ‫اغتصابها‪.‬‬ ‫خرجت أم ري��اض من المعتقل‪ ،‬وهي تحمل‬ ‫جنين�� ًا م��ن جالده��ا‪ ،‬وه��ي ‪ -‬ابن��ة المدينة‬ ‫المحافظ��ة ‪ -‬حاولت م��راراً أن تقوم بعملية‬ ‫إجه��اض للطف��ل بمس��اعدة أهله��ا‪ ،‬لك��ن‬ ‫األطب��اء الذي��ن ذهب��ت إليهم رفض��وا ذلك‪،‬‬ ‫ال س��يما أن والده��ا ال يملك الم��ال الكافي‪،‬‬ ‫فقررت أن تنهي حالة العذاب النفس��ي الذي‬ ‫تعيش��ه‪ ،‬بإلقاء نفس��ها من الطاب��ق الثالث‪،‬‬ ‫حيث توفيت على الفور‪.‬‬

‫تحقيقات‬

‫والمنشقين‪.‬‬ ‫وأكدت اللجنة تلقيها ش��هادات عن ممارس��ة‬ ‫التعذي��ب الجنس��ي‪ ،‬عل��ى المعتقلي��ن م��ن‬ ‫الذك��ور‪ ،‬وأكدت أن من الممارس��ات المعتادة‬ ‫أن يُجبر الرجال على خلع مالبس��هم والبقاء‬ ‫ع��راة‪ ،‬كم��ا أف��اد العدي��د م��ن المعتقلي��ن‬ ‫الس��ابقين‪ ،‬عن حاالت ض��رب على األعضاء‬ ‫التناس��لية‪ ،‬واالغتصاب والصعق بالكهرباء‪،‬‬ ‫والح��رق بالس��جائر‪ ،‬ف��ي مراف��ق االحتجاز‪،‬‬ ‫كما س��جلت ش��هادات رجال أكدوا تعرضهم‬ ‫لالغتص��اب ب��األدوات الح��ادة‪ ،‬وأنه��م كانوا‬ ‫ش��هوداً على اغتص��اب فتية‪ ،‬وذك��ر آخر أنه‬ ‫شهد تعرض صبي عمره ‪ 15‬عام ًا لالغتصاب‬ ‫أمام والده‪.‬‬ ‫وأك��د جن��ود منش��قون ع��ن الجي��ش‪ ،‬أنهم‬ ‫كانوا موجودين ف��ي أماكن احتجاز تعرضت‬ ‫فيها النس��اء لالعتداء الجنس��ي‪ ،‬بينما أكدت‬ ‫اللجنة أنها لم تتلق أدلة كافية‪ ،‬على حصول‬ ‫االعتداءات الجنسية على النساء‪" ،‬وقد يرجع‬ ‫ذلك إلى وصمة الع��ار التي تلصق بالضحايا‬ ‫إذا م��ا اعترف��ن بتعرضه��ن له��ذا النوع من‬ ‫االعتداء"‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫إحدى ورشات الخياطة في مركز «ثابتون على األرض» لتشغيل الالجئات السوريات‪ .‬في مدينة الريحانية التركية‬

‫تحقيقات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫�سيدات �سوريّات يواجهن احلاجة والوحدة بالعمل‬ ‫فريق تحقيقات سوريتنا‬ ‫تعرضت س��وريا لخس��ارات اقتصادية وبشرية كبيرة خالل السنوات الماضية‪ ،‬آالف من النس��اء والرجال فقدوا وظائفهم‪ ،‬كما فقدت‬ ‫الكثير من العائالت معيلها‪ ،‬البعض هاجر والبعض تأذّى بآلة الحرب‪ ،‬وشكلت هذه الضغوط مجتمعة عبئ ًا ثقي ً‬ ‫ال على المرأة السورية‪،‬‬ ‫خاصة أن الكثيرات منهن لم يفكرن مسبقاً في العمل‪.‬‬ ‫مع هذا وقفت الكثيرات من السويّات بقوة في مواجهة هذه الظروف‪ ،‬فاتجهن إلى سوق العمل‪ ،‬ومارسن مهناً متنوعة‪ ،‬البعض منها‬ ‫ما كانت مقصورة على الرجال‪ ،‬وبذلك تمكن من تجاوز الكثير من المصاعب والمتاعب التي لحقت بهن وبأسرهن‪ ،‬وصارت تجاربهن‬ ‫حكايات تستحق الوقوف عندها‪.‬‬

‫جميلة‬

‫ناديا‬

‫جميلة سيدة أربعينية من مدينة القامشلي‪،‬‬ ‫تعمل في بيع األلبس��ة المستعملة‪ ،‬زبائنها‬ ‫من س��كان الحي وبعض المع��ارف‪ ،‬يأتون‬ ‫إلى منزلها الكائن في حي الهاللية لش��راء‬ ‫بعض الثياب‪ ،‬تقول جميلة "لس��وريتنا" إن‬ ‫"عملها توس��ع مؤخراً‪ ،‬وب��ات الزبائن يأتون‬ ‫إليها من أحياء أخرى"‪.‬‬ ‫وتضيف أنها "بدأت ممارسة هذا العمل منذ‬ ‫س��نتين بعد وفاة زوجها‪ ،‬إ ذ اضطرت حينها‬ ‫للبح��ث عن مص��در رزق يعيله��ا وأطفالها‬ ‫الثالثة"‪.‬‬ ‫وتوض��ح جميلة أنه��ا "واجه��ت الكثير من‬ ‫المصاع��ب االجتماعي��ة والمادي��ة‪ ،‬فق��د‬ ‫اس��تدانت بداي��ة مبلغ�� ًا م��ن المال لش��راء‬ ‫البضائ��ع‪ ،‬كم��ا كان عليه��ا أن تواجه ذويها‬ ‫الذين رفض��وا فكرة عمله��ا"‪ ،‬وتتابع قائلة‬ ‫"كان لدي الكثير من اإلصرار حتى ال أصبح‬ ‫أس��يرة إلرادة أحد‪ ،‬والحرص على أال يشعر‬ ‫أطفالي بالحاجة ألي كان"‪.‬‬

‫ناديا سيد ُة من درعا لم تصل إلى ثالثينيات‬ ‫العم��ر بع��د‪ ،‬إال أنه��ا وجدت نفس��ها أرملة‬ ‫مبك��راً‪ ،‬استش��هد زوجها برص��اص قناص‬ ‫النظام‪ ،‬وبقيت وحيدة مع ثالثة أطفال دون‬ ‫معيل أو كفيل‪ ،‬اتجهت منذ ذلك الحين الى‬ ‫الخياطة‪.‬‬ ‫تق��ول نادي��ا لس��وريتنا "بعد أن استش��هد‬ ‫زوج��ي قدّمت لي والدتي آل��ة خياطة‪ ،‬وقد‬ ‫منحتن��ي األمل‪ ،‬ب��دأت أنفض الغب��ار عمّا‬ ‫تعلمته خالل س��نين دراس��تي ف��ي ثانوية‬ ‫الفنون النسوية‪ ،‬وأخيط بعض الثياب لمن‬ ‫يطل��ب من��ي م��ن األق��ارب‪ ،‬كان مردودها‬ ‫المادي متواضعاً‪ ،‬لكنه يكفي لشراء بعض‬ ‫احتياجات األطفال كالحفاظات والحليب"‪.‬‬ ‫وتضيف "تعرفت في وقت الحق على إحدى‬ ‫الخيّاط��ات التي س��اعدتني ألتق��ن المهنة‬ ‫بش��كل جيد‪ ،‬وب��دأت بخياطة جمي��ع أنواع‬ ‫المالب��س التقليدي��ة‪ ،‬كاألث��واب والعباءات‬ ‫النس��وية ومالب��س األطف��ال‪ ،‬إضافة إلى‬

‫الس��تائر واألغطية ومن ث��م بيعها للمحال‬ ‫التجاري��ة"‪ ،‬وتتابع ناديا "اس��تطعت بعدها‬ ‫ش��راء آلة خياطة صناعية‪ ،‬ووس��عت نطاق‬ ‫عمل��ي وأصبحت متمكنة م��ن معظم أنواع‬ ‫الخياطة"‪.‬‬ ‫وتلف��ت ناديا إلى أنها الت��زال تواجه العديد‬ ‫من المصاع��ب أثن��اء عملها‪ ،‬أوله��ا الخوف‬ ‫والخط��ر من القصف اليومي على المدينة‪،‬‬ ‫إضاف��ة إلى انقطاع التي��ار الكهربائي الذي‬ ‫يجبره��ا عل��ى العم��ل عل��ى آل��ة الخياطة‬ ‫اليدوية معظم الوقت‪ ،‬وغالء الوقود الالزم‬ ‫لتأمين كهرباء بديلة لإلنارة وآلة الخياطة‪،‬‬ ‫كما تش��تكي م��ن الهيئ��ات اإلغاثي��ة ودور‬ ‫األيت��ام الت��ي باتت تحتاج الى سلس��لة من‬ ‫الوساطات لتقديم مساعداتها‪ ،‬وتقول إنها‬ ‫باتت تعتمد على المحسوبيات لتكفل يتيم‪.‬‬

‫�أم ليث‬ ‫أما أم ليث‪ ،‬س��يدة تعيش في مخيم أمهات‬ ‫المؤمني��ن ف��ي ري��ف الالذقية‪ ،‬تق��ول إنها‬ ‫"ب��دأت العم��ل بالخياط��ة منذ وق��ت بعيد‪،‬‬


‫دي مي�ستورا‪ :‬التباكي على حائط كربالء يف دم�شق‬ ‫منصور العمري‬

‫وجهة نظر‬

‫إال أنه��ا تحول��ت مؤخ��راً لخياط��ة مالب��س‬ ‫عس��كرية للمقاتلين وعباءات نسويّة‪ ،‬فلم‬ ‫يعد الطلب على المالب��س التقليدية كبيراً‬ ‫ف��ي الوضع الحالي‪ ،‬وتضي��ف أنها من خالل‬ ‫عملها الحالي تس��تطيع تأمين مردود مادي‬ ‫جيد يعينها عل��ى تحمل مصاعب الحياة في‬ ‫المخيم"‪.‬‬

‫�أم حممد‬

‫�إلهام‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫إلهام المرأة العشرينية من مدينة الحسكة‪،‬‬ ‫تعم��ل من��ذ ث�لاث س��نوات ف��ي تطري��ز‬ ‫الملبوسات واألقمشة وشكها بالخرز‪ ،‬تشير‬ ‫إله��ام إل��ى أن "مهنتها باتت رائج��ة مؤخراً‪،‬‬ ‫خاصة بع��د أن افتتح عدد من تجار مدينتي‬ ‫حلب ودمشق ورش��ات خياطة في الحسكة‪،‬‬ ‫إذ امتهن��ت العش��رات م��ن نس��اء الحس��كة‬ ‫التطريز وش��ك الخ��رز‪ ،‬لتوفي��ر دخل مادي‬ ‫يعينهن على غالء المعيشة"‪.‬‬ ‫وتوض��ح إلهام أن "مهنته��ا يدويّة وتتطلب‬ ‫الكثي��ر م��ن الجه��د العضل��ي والدق��ة في‬ ‫العمل‪ ،‬وتعتمد فيها على اس��تعمال خرز ذو‬ ‫أحجام مختلفة وإبرة سنارة‪ ،‬إال أنها تتطلب‬ ‫الكثير من س��اعات العم��ل‪ ،‬وهوما يجبرها‬ ‫على االبتعاد عن أسرتها ألوقات طويلة من‬ ‫النهار"‪ ،‬وتضيف أن "مهنتها نس��وية بامتياز‬ ‫إذ تش��كل المرأة المُصنّع والمس��تهلك في‬ ‫آن مع ًا‪ ،‬إال أن أسواق التصريف باتت ضيقة‬ ‫جداً مؤخراً‪ ،‬لذا يحاول التجار تصدير بعض‬ ‫البضائع لعدد من الدول الخليجية"‪.‬‬ ‫وتؤكد األخصائية االجتماعية س��ارة األحمد‬ ‫أن "توجّ��ه الم��رأة للعم��ل ه��ي الخط��وة‬ ‫األولى واألهم لمواجهة الخس��ارات العائلية‬ ‫لا مادي��اً‬ ‫والحاج��ة‪ ،‬فع��دا ع��ن تأمين��ه دخ� ً‬ ‫ألسرتها‪ ،‬فهو يمنحها الثقة والقوة لمواجهة‬ ‫الضغوط االجتماعية واألسريّة التي تحاول‬ ‫ف��ي الكثي��ر من األحي��ان س��لب إرادتها في‬ ‫تقرير مصيرها ومصير أطفالها"‪.‬‬ ‫وتضي��ف "تس��تطيع العدي��د م��ن النس��اء‬ ‫مم��ن لم يفك��رن بالعمل س��ابق ًا‪ ،‬االلتحاق‬ ‫بالجمعي��ات النس��وية التي تق��دم التدريب‬ ‫والتأهيل لع��دد من المهن‪ ،‬كما يس��تطعن‬ ‫االستعانة بنساء أخريات يملكن الخبرة في‬ ‫إحدى المهن"‪.‬‬

‫صمَتَ مبعوث األمم المتحدة إلى سوريا دهراً ونطق كفراً‪ ،‬وتلقفت وسائل اإلعالم الدولية‬ ‫والمحلية تصريح س��تيفان دي ميس��تورا األخير والذي اعتبر فيه مجرم الحرب بش��ار األسد‬ ‫ج��زءاً من الحل في س��وريا وأن ه��ذا المجرم اليزال رئيس�� ًا لس��وريا وأن حكومته األلعوبة‬ ‫تسيطر على جزء كبير من البالد!‬ ‫فما الذي يقصده بأن عدو اإلنسانية هو جزء من حل إنساني؟ وما هو مفهوم «رئيس دولة»‬ ‫بالنس��بة له حين يرث االبن الالشرعي أباه في ظل نظام جمهوري ويعدل دستور البالد دون‬ ‫العودة إلى الش��عب‪ ،‬وبعد أن خرج ماليين الس��وريين يصرخون بسقوطه ويطالبون بإزاحته‬ ‫فزوّر انتخابات هزلية؟ وما هو مفهوم مفردة «كبير» بالنس��بة له؟ هل يعتبر ‪ 25‬بالمئة من‬ ‫سوريا «جزء كبير» أم أن ميستورا يرى أن ما يسيطر عليه النظام أكبر من دولة كلبنان مث ً‬ ‫ال!‬ ‫كان تصريح ميس��تورا اس��تفزازي ًا لدرجة أن تتدخل الخارجية الفرنسية في عمله وتعلن أن‬ ‫األس��د لي��س جزءاً من الحل بل رحيل��ه هو بداية الحل‪ ،‬كما أكدت الناطقة باس��م الخارجية‬ ‫األمريكي��ة جينفر س��اكي أن موقف بالدها لم يتغير تجاه األس��د‪ ،‬وأنه يج��ب أن يرحل عن‬ ‫السلطة بعد أن فقد الشرعية في ردٍ على ميستورا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أهمية تذكر لتصريحات ميس��تورا إال أن البعض أصر أن ينتقده‬ ‫لم يُعر الش��عب الس��وري‬ ‫فقامت مدينة كفرنبل الش��هيرة بالفتاتها التي كس��بت بجدارة لقب ضمير الثورة الس��ورية‬ ‫بنشر الفتة تسخر من ميستورا وتصفه بـ «دون كيشوت» أي الشخص الواهم والذي يحاول‬ ‫أن يق��دم حل��و ً‬ ‫ال نبيلة في عالم م��ن صنع خياله‪ ،‬ال ينفرد ميس��تورا به��ذه األوهام فهناك‬ ‫العديد ممن يبحّون أصواتهم بما يس��مى «الحل السياس��ي» في سوريا وكأنهم ال يعلمون‬ ‫حتى اليوم أن الحل بالنس��بة لألس��د ومِن خلفه إيران هو الحس��م العس��كري والس��يطرة‬ ‫على البالد وربما تس��ميتها س��وريا الخميني‪ ،‬وأن ال حل في سوريا إال برحيل األسد ودائرته‬ ‫وقط��ع أيدي إيران وأصابع حزب اهلل اإليراني‪ ،‬هل يتصور أحد المطالبين بالحل السياس��ي‬ ‫أن يغف��ر الس��وريون مصابه��م من قتل وذبح وتش��ريد واغتصاب‪ ،‬أو التخلي عن محاس��بة‬ ‫األس��د ودائرته على األقل! من أجل «حل سياس��ي» يبقي على األسد وميليشياته اإليرانية‬ ‫وحزب اهلل السوري الذي يماثل الحرس الثوري اإليراني وميليشيا الحوثي في اليمن! ويعود‬ ‫السوريون إلى بادئ ذي بدء!‬ ‫ارتكب دي ميس��تورا أخطاء قاتلة في تناوله الملف الس��وري وهو الوسيط المفترض حياده‬ ‫ونزاهته‪ ،‬كانت إحدى أكبر أخطائه التي أس��قطته من حس��ابات السوريين‪ ،‬هي زيارته إلى‬ ‫مقام الس��يدة زينب في دمشق ونشر صوره وهو يتكئ برأسه على حائط المرقد ويتلمس‬ ‫قضبانه‪ ،‬في إيحاءات ربما هو األقدر على تفسيرها‪.‬‬ ‫ألم يدرك ميستورا أن هذا المقام هو أول ما تع ّلل به قتلة الشعب السوري لتبرير تدنيسهم‬ ‫ل�لأرض الس��ورية وجرائمهم تحت غط��اء الدين! وأن زيارت��ه في هذا التوقي��ت وإيحاءاته‬ ‫المبتذلة أمام المرقد س��تفقده أي قدر من الحيادية في ظل حرب خبيثة ترتدي غطا ًء دينيًا‬ ‫مذهبي��اً‪ ،‬ال يمكن تفس��ير هذه الس��قطة إال أن ميس��تورا يحاول التقرب م��ن المحور الذي‬ ‫يرتدي ثوب المذهب الشيعي وهو الطرف الرئيسي في الحرب السورية محاو ً‬ ‫ال كسب بعض‬ ‫من الود أو المصداقية‪ ،‬ولكنه خسر بذلك ثقة الطرف اآلخر صاحب الحق والضحية الحقيقية‬ ‫وهو الشعب السوري‪.‬‬ ‫لماذا لم يقم المبعوث األممي بزيارة أقبية النظام وقبور المعتقلين التي تحولت إلى مراقد‬ ‫ش��ريفة ألجسادهم الطاهرة وبرزخ ألرواحهم التائهة يجمع السوريين بمختلف انتماءاتهم‪،‬‬ ‫أو مخيمات الالجئين الس��وريين ليس��ألهم عن «الحل في س��وريا»؟ وفضّ��ل القيام بزيارة‬ ‫إلى معق��ل المبرر اإليراني الحزبالتي لجرائمهم‪ ،‬ألن يش��جع تصرف ميس��تورا المزيد من‬ ‫«المتطوعين» للدفاع عن المقام الذي «يبكي على حائطه حتى المندوب األممي الكافر»!‬ ‫يعود اليوم دي ميس��تورا إلى الحف��رة ذاتها ويطلق تصريحات ربما تجذب النظام الس��وري‬ ‫وحلفائه‪ ،‬ولكنها تس��قط آخر ورقة توت عن مدى قدرة مبعوث األمم المتحدة على لعب دور‬ ‫الوسيط الناجح‪ ،‬فقد خسر ثقة ما تبقى من ضحايا األسد لو افترضنا وجودها أساسًا‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬

‫أم محم��د وه��ي من س��كان قري��ة العيدو‬ ‫في جبل األكراد‪ ،‬ب��دأت بالخبز على التنور‪،‬‬ ‫تقول الس��يدة لس��وريتنا "إنها بدأت العمل‬ ‫بصناع��ة الخب��ز بس��بب الحاجة ال��ى المال‬ ‫وس��وء األحوال المادية‪ ،‬وانقطاع الخبز في‬ ‫القري��ة‪ ،‬وقد بات الكثير من س��كان القرية‬ ‫الي��وم يعتم��دون عل��ى رغيف الخب��ز الذي‬ ‫تخبزه يدا أم محمد صباح كل يوم"‪.‬‬ ‫وتؤكد ميس وهي ناشطة من مدينة الالذقية‬ ‫لسوريتنا أن "الكثير من النساء ضمن مناطق‬ ‫النظ��ام في المدين��ة‪ ،‬أجبرن خالل الس��نوات‬ ‫األخيرة على ممارسة أعمال شاقة كانت حكراً‬ ‫عل��ى الرج��ال فيما مض��ى‪ ،‬كصيد األس��ماك‬ ‫وأعمال البناء"‪ .‬وتعزو ميس الس��بب "الرتفاع‬ ‫تكالي��ف المعيش��ة وندرة ف��رص العمل التي‬ ‫باتت من حصة فئات اجتماعية موالية للنظام‪،‬‬ ‫وتضي��ف أن األعب��اء المادية بات��ت أكبر على‬ ‫النساء بسبب هجرة الش��باب‪ ،‬واعتماد الكثير‬ ‫من األسر على نسائها"‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫مذكرات مراهق يف خميم الريموك‬ ‫هكذا تبدو الأيام داخل ال�سجن اجلماعي‬ ‫نبض الروح‬

‫مخيم اليرموك ‪ -‬فارس بالل‬ ‫بتفاصيلها الكثيرة والغريبة يكتب شاب في‬ ‫مخيم اليرموك المحاصر في جنوب دمش��ق‬ ‫يوميات��ه التي يعيش��ها مع عائلت��ه ومئات‬ ‫العائ�لات الفلس��طينية والس��ورية‪ ،‬اللغ��ة‬ ‫البسيطة التي يستخدمها في سرد يومياته‬ ‫تعك��س بعضاً م��ن آث��ار الحصار النفس��ية‬ ‫واالجتماعي��ة والصحية‪ ،‬حيث يرس��م صورة‬ ‫للحياة هناك‪ ،‬سوريتنا تنشرها بال أي تعديل‪.‬‬

‫ال�سبت ‪� 14‬شباط ‪2015‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫أخي مريض وأنا حصلت على حمام ساخن‬ ‫اليوم استيقظت من النوم الساعة (‪ )9‬صباحا‪ً،‬‬ ‫كان عندي شغل بمدرسة األمل داخل اليرموك‬ ‫يتعلق هذا الشغل بملف التوعية من المخاطر‬ ‫لك��ون المخيم منطق��ة حرب ون��زاع ومنطقة‬ ‫مملوءة بالقذائف المتفجرة وغير المنفجرة‪.‬‬ ‫بعد ع��دة محادثات ونقاش بيني وبين األطفال‬ ‫عن هذا الموض��وع وعدة أح��داث حدثت معهم‬ ‫ومع عائالتهم خرجت من المدرسة وأنا في حالة‬ ‫اكتئاب‪ ،‬فحالة اليأس لدى األطفال والخوف من‬ ‫تلك القذائف أصابتني بهذه الحالة‪.‬‬ ‫وعند خروجي من تلك المدرس��ة في طريقي‬ ‫إلى البيت في تمام الس��اعة (‪ )12‬ظهراً مررت‬ ‫من جانب االئت�لاف الس��وري المعارض حيث‬ ‫يوجد منطق��ة لتوزيع الطعام بإدارة االئتالف‪،‬‬ ‫الطعام مكون من بعض الحشائش مع المياه‬ ‫المغلية‪.‬‬ ‫أكث��ر المنتظرين ه��م من النس��اء واألطفال‬ ‫وجميعه��م يحمل��ون األوعي��ة البالس��تيكية‬ ‫بانتظار هذه الوجبة واليأس واالشمئزاز على‬ ‫وجوههم‪ ،‬ه��ذا المنظر زاد م��ن حالة البؤس‬ ‫لدي أكثر وأكثر‪.‬‬ ‫وصل��ت إلى البي��ت رأيت امي بحاج��ة كما كل‬ ‫يوم إلى المي��اه والحطب‪ ،‬أخذت خ��زان المياه‬ ‫على عرب��ة وفي طريق��ي إلى نقط��ة توزيع‬ ‫المياه مألت الخزان الذي تعجز أن تقوده دابة‪،‬‬ ‫وأصوات معدتي المزقزقة تمأل المكان‪.‬‬ ‫ع��دت إل��ى البي��ت وقمت بس��حب المي��اه إلى‬ ‫الطاب��ق العل��وي م��كان تواجد منزلن��ا وقمت‬ ‫بتكس��ير الحط��ب لكي نش��غل المدف��أة التي‬ ‫تأكل الحطب أك ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫وضع��ت أم��ي القصعة عل��ى المدف��أة وكانت‬ ‫وجبتنا برغ��ل مع بعض حب��ات الفجل وكافة‬ ‫العائلة مجتمعة بانتظار تلك الوجبة‪ ،‬ش��ردت‬ ‫في تل��ك اللحظ��ات‪ ،‬لم يكن ل��دي نفس في‬ ‫الكالم فقط أن آكل وأنام ألن النوم هو الشي‬ ‫الوحيد القادر على أن يخرجني من هذا الواقع‪.‬‬ ‫في تلك الش��ردة‪ ،‬خطرت على بالي صديقتي‬ ‫الت��ي كن��ت ف��ي طريق��ي معه��ا إل��ى الحالل‬ ‫والخطبة ولكنها خرجت لتلقي العالج بس��بب‬ ‫إصابته��ا ف��ي أطرافه��ا الس��فلى حي��ن كانت‬ ‫في طريقه��ا إل��ى الثانوية‪ ،‬ه��ي اآلن هربت‬ ‫إلى تركيا وتحضر نفس��ها للهج��رة إلى البالد‬ ‫األوربي��ة وأن��ا كل آمال��ي أن أحض��ر الحط��ب‬ ‫والماء والطعام‪.‬‬ ‫قررنا أن��ا وهي أن نكم��ل حياتنا وكأن ش��يئًا‬ ‫لم يك��ن‪ ،‬أنا ل��م أوجد ف��ي حياته��ا وهي لم‬ ‫توجد في حيات��ي وننتظر الصدفة التي لربما‬

‫تجمعنا‪ ،‬أمي تناديني لكي أكل حصتي‪ ،‬أكلت‬ ‫صحني المحدد ال��ذي ال يمكنني أن أكل غيره‬ ‫ألن الطعام ال يكفي‪.‬‬ ‫كانت أمي ت��ردد دائمًا وكلمتها تنقر عقلي إن‬ ‫(ه��ذا الطعام فق��ط لكي نقدر عل��ى الوقوف‬ ‫ليس إلمالء المعدة)‪.‬‬ ‫وم��ن بعد ذل��ك أحضرنا قلي ً‬ ‫ال م��ن القهوة مع‬ ‫السجائر فقط‪.‬‬

‫الأحد ‪� 15‬شباط ‪2015‬‬

‫اس��تيقظت في تمام الس��اعة العاشرة صباحًا‬ ‫عل��ى ص��وت أم��ي وه��ي تنادين��ي بالصوت‬ ‫العال��ي ألن أخي الصغير ال��ذي يبلغ من العمر‬ ‫(‪ )8‬س��نوات بطنه يؤلمه مع شحوب في الوجه‬ ‫وبع��ض ح��االت االس��تفراغ ودموع��ه تغطي‬ ‫وجه��ه‪ ،‬أخذت��ه عل��ى الدراج��ة الهوائي��ة إلى‬ ‫مشفى فلسطين داخل اليرموك‪.‬‬ ‫أخبرن��ا الطبيب بع��د عدة فحوصات بس��يطة‬ ‫أن لدي��ه حالة من البرد وتخربط بالمعدة ألنه‬ ‫قبل أن ينام أكل برغل وأخذ برد‪.‬‬ ‫نظرت يميني ويس��اري‪ ،‬المش��فى عارية من‬ ‫األطباء واألدوي��ة والمعدات الطبية ويوجد بها‬ ‫أكثر من حال��ة من اليرقان ونق��ص التغذية‪،‬‬ ‫رجعت إلى البي��ت واليرموك يعاني من نفس‬ ‫حالت��ه وحالة الب��ؤس تزداد من ي��وم إلى آخر‬ ‫وتمأل وجوه البشر النحيلة‪.‬‬ ‫وصلت إلى البيت وهنا بدأ الروتين اليومي في‬ ‫تعبئة المياه وتكسير الحطب‪ ،‬بعد نهايتي من‬ ‫هذه األعمال الشاقة داخل هذا السجن الكبير‬ ‫(اليرموك)ذهبت لكي أحضر بعض الحشائش‬ ‫من أجل وجب��ة الطعام اليومي��ة وقررنا طبخ‬ ‫شوربة عدس‪.‬‬ ‫بع��د االنتهاء م��ن وجب��ة الطع��ام ذهبت إلى‬ ‫صديق��ي عام��ر ال��ذي يبي��ع الس��جائر لك��ي‬ ‫يستطيع أن يتم متطلبات خطبته‪.‬‬ ‫جلس��ت معه ونحن نش��كو لبعض من حياتنا‬ ‫اليومية وقدرنا‪.‬‬ ‫ع��دت إل��ى البي��ت وحالت��ي اليومي��ة م��ن‬ ‫الي��أس ت��زداد والحق��د والكره عل��ى فصائلنا‬ ‫الفلسطينية التي شاركت مع النظام السوري‬

‫في حصارنا وقتلنا وقتل األمل فينا‪.‬‬ ‫وصلت إلى البيت في تمام الس��اعة الس��ابعة‬ ‫مسا ًء واآلن أنتظر ساعة النوم لكي أنتهي من‬ ‫يوم من أيام حياتي‪.‬‬

‫االثنني ‪2015 / 2 / 16‬‬

‫اس��تيقظت الس��اعة العاش��رة صباحاً لم يكن‬ ‫لدين��ا أي ش��يء نش��ربه ف��ي الصباح س��وى‬ ‫السجائر والماء بسبب غالء السكر والقهوة‪.‬‬ ‫ذهبت إلى المدرسة داخل اليرموك لكي أكمل‬ ‫إعطاء برنامج الدعم النفسي الذي أشتغله مع‬ ‫األطف��ال‪ ،‬وفي تمام الس��اعة ‪ 11‬غابت طفلة‬ ‫عن الوعي وهي داخل الفرصة‪ ،‬أستاذ العلوم‬ ‫أجرى اإلسعاف األولي لها وقال إنها تعاني من‬ ‫قلة الغذاء والجفاف‪.‬‬ ‫خرج��ت من المدرس��ة ف��ي تمام الس��اعة ‪12‬‬ ‫ظه��راً وذهبت إلى بيت س��حم لكي أحضر أي‬ ‫ش��يء من الطع��ام‪ ،‬في طريقي وج��دت بائع‬ ‫الرز ولكن لم أملك س��وى ‪ 1500‬ل‪ .‬س وكان‬ ‫كيلو الرز ‪ 2800‬فأخذت نصف كيلو رز وذهبت‬ ‫إلى البيت في تمام الساعة (‪.)2‬‬ ‫أحضرت الماء والخشب المحطم ووضعت الماء‬ ‫على المدفأة واستحممت‪.‬‬ ‫م��ن بعد ذلك ق��ررت أن أنام‪ ،‬ج��اء في نومي‬ ‫كابوس قذر‪ ،‬ش��اهدت دخول النظام السوري‬ ‫إل��ى اليرموك ونح��ن نهرب م��ن منطقة إلى‬ ‫منطقة ومن ش��ارع إلى ش��ارع والقصف على‬ ‫مخيم اليرموك مثل حبات المطر‪.‬‬ ‫اس��تيقظت م��ن نوم��ي مرع��وب‪ ،‬وإذ بأم��ي‬ ‫تحض��ر وجبة الطعام في الس��اعة الخامس��ة‬ ‫مس��ا ًء كان��ت وجبة الطعام مكون��ة من كأس‬ ‫من الرز وطنجرة من الماء المغلي لكي يكفينا‬ ‫نصف كيلو الرز ألكثر من يوم‪.‬‬ ‫جلس��ت بع��د اإلفط��ار أن��ا وأهل��ي وإذ برجل‬ ‫اإلحص��اء يق��رع الب��اب لك��ي يحصي أس��ماء‬ ‫الس��كان داخل اليرموك عل��ى أمل دخول خبز‬ ‫م��ن طريق ببيال إلى مخيم اليرموك لكل فرد‬ ‫رغيف من الخبز‪.‬‬ ‫هن��ا أحسس��نا باألمل إنه س��يأتي يوم ونأكل‬ ‫خبز‪.‬‬


‫نا�س ا�سطنبول‬ ‫نبض الروح‬

‫فوليا �أمرية البازار‬ ‫خضر سلمان‬

‫التركي��ة‪ ،‬س��يختفي إذا اس��تطاعت ذل��ك‪ ،‬وه��ي‬ ‫ماضية قدما‪.‬‬ ‫لي��س ألن األهال��ي متاح��ون ألي "اس��تثمار"‪ ،‬كما‬ ‫يظ��ن أولئ��ك الحمقى الذين منهم أن��ا بصورة ما‪،‬‬ ‫ولكن ألن كل طرل باشي عيارون وشطار ومنايك‪،‬‬ ‫س��يأخذون الطعام من��ك‪ ،‬س��يبيعونك الماريوانا‪،‬‬ ‫سيشعرونك ببعض الود بما يفرح قلبك المسيس‬ ‫األحم��ق الصغي��ر‪ ،‬ويس��خرون م��ن هيئت��ك حين‬ ‫تمضي‪ ،‬أنت س��تمضي كمتضامن فعل ش��يئا‪ .‬لك‬ ‫ذلك‪..‬‬ ‫في طرل باش��ي ب��ازار ضخم‪ ،‬فيه كل الس��لع من‬ ‫أكبره��ا إل��ى أغرها‪ ،‬بنس��ختها الفقرائي��ة‪ .‬وخلق‬ ‫ً‬ ‫باع��ة أو ش��رّائين‪ .‬قريبا من‬ ‫كثي��ر يس��ترزقون‪،‬‬ ‫ب��ازار ط��رل باش��ي‪ ،‬ينعق��د ط��وال الوق��ت بازار‬ ‫ملط��خ بالدماء والمال اس��مه ش��ارع االس��تقالل‪.‬‬ ‫ليس جمي�لا ولن يكون يوما‪ .‬عموم��ا‪ ،‬يريدون أن‬ ‫يبن��وا العمائر العالية المض��اءة‪ ،‬لوكاالت المالبس‬ ‫والطعام العالمي��ة‪ ،‬المملوكة لألثرياء‪ ،‬المعروضة‬ ‫للس��ياح‪ ،‬ويحش��دوا حولها البش��ر بالقوة الناعمة‪،‬‬ ‫لي��س منطقيا أن يكونوا مهتمين بأن نحبهم أو أن‬ ‫يكون المهرجان عندهم‪ .‬ش��ارع االستقالل أميرته‬ ‫رجب طيب أردوغان‪ ،‬ذكر وعجوز ومحافظ وغليظ‬ ‫ورأس��مالي‪ ،‬وبازار طرل باش��ي الخ��ارج من فيلم‬ ‫عالء الدين‪ ،‬أميرته فوليا‪ ..‬فوليا التي يذوب عندها‬ ‫الكالم‪..‬‬ ‫من ش��روط األمي��رة‪ ،‬لنتف��ق‪ ،‬أن تكون ف��ردا في‬ ‫كل أس��رة‪ ،‬أن يعرفها ويألفها الجميع‪ ،‬وفي مملكة‬ ‫الفق��ر المحتش��دة ف��ي مهرجانها‪ ،‬فولي��ا تضحك‬ ‫ويضحك لها الجميع‪ ،‬تمشي وراءها قرود وببغاوات‬ ‫وأطفال‪ ،‬تمشي أمامها هلوساتها تحت تأثير شيء‬

‫ما‪ ،‬تمش��ي أمامها موس��يقى‪ ،‬بشعر خالسي أجعد‬ ‫يعجن��ه دخان الخش��ب واألثاث المح��روق للتدفئة‪،‬‬ ‫ووس��خ المهرجان‪ .‬بع��د وصولها إلى آخ��ر البازار‪،‬‬ ‫ق��د تنعطف يمينا أو يس��ارا وفقط‪ ،‬تغيب في بيت‬ ‫أو زق��اق ومعها أطفالها وهلوس��اتها وموس��يقاها‬ ‫والقرود واألطفال‪ .‬نحن نقيم في خيالها‪.‬‬ ‫فقط لو تعرفون فوليا‪..‬‬ ‫قيل ل��ي إنها علوية من أقصى ش��رق تركيا‪ ،‬قيل‬ ‫لي إنها كردية من طرل باشي‪ ،‬قيل لي إنها تاهت‬ ‫ف��ي أدغال يس��كنها س��كان أصلي��ون بدائيون لم‬ ‫يعرف��وا حضارتنا‪ ،‬ال أدري ف��ي أي دولة بالضبط‪،‬‬ ‫أثناء خطة رحلة هيبية صايعة مع أصدقاء لها‪ .‬قال‬ ‫له��ا من يعرف��ون‪ ،‬إن ال أحد ينبغ��ي أن يذهب من‬ ‫هذا االتجاه ففعلت فورا‪ ،‬وقضت شهورا‪.‬‬ ‫قيل لي إنها تعمل العبة نار في س��يرك‪ ،‬وتس��افر‬ ‫بين مدن تركيا‪ ،‬قيل لي إنها تعمل متس��لقة جبال‬ ‫وناطح��ات س��حاب‪ ،‬تحمل تصريح عم��ل يقول إن‬ ‫حامله ش��خص مدرب على االرتفاعات الش��اهقة‪.‬‬ ‫تلعب فوليا أيضا على آلة نفخية ش��عبية أسترالية‬ ‫اسمها ‪.Didgeridoo‬‬ ‫األمي��رة الت��ي م��ن كل أس��رة وش��ريكة ف��ي كل‬ ‫رزق وط��رف في كل حب وكل قضي��ة‪ ،‬والعيارون‬ ‫واللص��وص والخضرجي��ة والبن��ات واألطف��ال‬ ‫والمتحول��ون والديلري��ة‪ ،‬أصدق��اء‪ ،‬أغ��ار كم هم‬ ‫أصدق��اء‪ .‬أن��ا أريد أيض��ا ان أكون العب ن��ار أميرا‬ ‫على ب��ازار في حي مهدد‪ ..‬وبينما يلتقط الس��ياح‬ ‫الصور قريبا من هنا‪ ،‬في شارع االستقالل‪ ،‬ألتقط‬ ‫مثل فوليا قبعة من على رأس جميلة وأرميها على‬ ‫رأس طف��ل‪ ،‬أس��رق التفاح وأغمز البي��اع‪ ،‬أنعطف‬ ‫يمينا أو يسارا ثم أغيب‪ ،‬ويكتبون عني‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬

‫فولي ًا!‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫وإن لم يكن هذا ما حصل فعال‪ ،‬بدأت كل األش��ياء‬ ‫في بازار طرل باشي‪.‬‬ ‫طرل باش��ي هو كوك��ب عائم ف��ي التعتير‪ ،‬لصق‬ ‫مرك��ز اس��طنبول التجاري والس��ياحي‪ .‬يدفش��ون‬ ‫الحياة كأنهم أنصاف آلهة‪ ،‬بقوة يعيشون وشراسة‪،‬‬ ‫هم الذين يس��ددون طوال الوقت ثمن كل انتصار‬ ‫لكل إله‪ .‬هم الذين ت��زال بيوتهم في هذه األثناء‪،‬‬ ‫ألنها تش��وه وج��ه المدينة‪ ،‬وألنها مرت��ع للجريمة‪،‬‬ ‫وألنها خطر على الشرطة‪ ،‬وألنها ال تدر ربحا‪.‬‬ ‫كل صباح تذهب طرل باشي إلى العمل بوحشية‪.‬‬ ‫يهرب إليها الناش��طون البرجوازي��ون األنذال حين‬ ‫تالحقهم الشرطة في ميدان تقسيم‪ ،‬ألن الشرطة‬ ‫تخشى الدخول إلى هناك‪.‬‬ ‫ف��ي آخر م��رة كنت فيه��ا هن��اك‪ ،‬كان ديل��ر (بائع‬ ‫مخ��درات) صغير‪ ،‬ك��ردي قتل��ه مجهول��ون‪ ،‬غالبا‬ ‫تصفي��ة حس��ابات بي��ن العصاب��ات‪ .‬الح��ي ه��ذا‪،‬‬ ‫ه��و بطريقة ما‪ ،‬مس��اكن عمالي��ة للخارجين عن‬ ‫القانون‪ .‬كان الذكور في الشارع الضيق المزدحم‪،‬‬ ‫يتبادل��ون نظ��رات وعي��د‪ ،‬بينما المدني��ون يخلون‬ ‫الم��كان! كان ه��واء االنتق��ام يم�لأ مداخ��ل الحي‬ ‫الب��اردة المبتلة الملوثة‪ ،‬كان اش��تباك على وش��ك‬ ‫أن يحصل‪ ،‬وكنت س��عيدا بالتس��لية‪ .‬ليس بسبب‬ ‫من الش��جاعة‪ ،‬وليس ألي ش��يء سوى أنني فقط‬ ‫لم أخف‪.‬‬ ‫دائم��ا كنت آمن��ا في هذا الح��ي‪ .‬بين المس��لحين‬ ‫بالس�لاح األبي��ض‪ ،‬في وج��ه الش��رطي األبيض‪،‬‬ ‫تحت غي��م أبيض أو غير أبيض‪ ،‬قبيل االش��تباك‪،‬‬ ‫بين عامل��ي وعامالت الجنس‪ ،‬غي��ر المتحولين أو‬ ‫المتحولين‪ ،‬والنش��الين وس��كان بيوت الدجاج‪ ،‬لم‬ ‫يتس��ن لي أن أخاف‪ ،‬إذ بين كل األمكنة‪ ،‬فقط في‬ ‫طرل باش��ي لم يكن ينظر إلي أحد بغرابة‪ .‬اعتدت‬ ‫أن تتهمن��ي العي��ون دائم��ا‪ ،‬وف��ي طرل باش��ي ال‬ ‫يتهمن��ي أحد‪ ،‬ألنني قذر أمرّ بس�لام وقوة‪ ،‬ألنني‬ ‫قذر‪ ،‬مع أنني لست ابن الكار‪.‬‬ ‫ال درجة من درجات االختالف يمكن أن يلفت انتباه‬ ‫عاملة جنس كان��ت ذكرا‪ ،‬أو فتى متحفز األعصاب‬ ‫كذئب‪ ،‬عل��ى زاوية يبي��ع أمنع الممنوع��ات‪ ..‬إنهم‬ ‫ناس م��زدراة إلى األبد ف��ي كل العيون‪ ،‬ملعونون‬ ‫م��ن قبل الجمي��ع‪ .‬أنتَ؟ مجرد رجل ش��عره طويل‬ ‫بعض الشيء وال يستحم‪ ،‬يشاهدهم كأنهم فيلم‬ ‫ويضحك‪ ،‬ويسيبونه لبالهته ورثاثته‪.‬‬ ‫الحي‪ ،‬إلى ذلك‪ ،‬ليس المكان األنسب أبدا‪ ،‬ليساري‬ ‫رومانس��ي م��ن قبيل��ي وأولئ��ك الذي��ن يقيم��ون‬ ‫ويعمل��ون من داخل��ه‪ ،‬إذ تكره العصاب��ات بعضها‬ ‫ألس��باب عرقية ودينية تافهة‪ ،‬وتنتش��ر في طرل‬ ‫باش��ي كتابات على الحيطان‪ ،‬تؤي��د أحط األحزاب‬ ‫الفاش��ية في تركي��ا‪ ،‬أكثفه��ا على م��ا رأيت حزب‬ ‫العم��ال الكردس��تاني‪ ،‬الب��ي ك��ي ك��ي‪ ،‬والحركة‬ ‫القومية التركية مي هي بي‪.‬‬ ‫م��ع ذلك‪ ،‬يقيم مئ��ات المتضامنين األت��راك وغير‬ ‫األت��راك‪ ،‬ف��ي ط��رل باش��ي‪ ،‬يطه��ون الكثير من‬ ‫الطع��ام قدر المس��تطاع‪ ،‬ويوزعونها على البيوت‪،‬‬ ‫يبحث��ون ع��ن األطف��ال الجي��اع ف��ي الش��وارع‪،‬‬ ‫ويحاولون عبر الحمالت اإللكترونية أو بأجسادهم‬ ‫أحيان��ا –حصل ه��ذا ‪ -‬حماي��ة مس��اكن الحي من‬ ‫الهدم ‪ -‬الحي برمت��ه قيد الهدم من قبل الحكومة‬

‫‪13‬‬


‫�إمام اللغة وفقيهها‬ ‫ال�شيخ عبد القادر املبارك ‪1945 - 1876‬‬ ‫وجوه من وطني‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫ول��د عب��د الق��ادر المب��ارك ف��ي دمش��ق عام‬ ‫‪ ،1876‬آلل المب��ارك األس��رة العلمية العريقة‬ ‫في دمش��ق‪ ،‬والده محمد بن مبارك الجزائري‬ ‫الحس��ني الدمش��قي م��ن كبار علماء دمش��ق‬ ‫صاحب حلقة التعليم الش��هيرة‪ ،‬والذي ساهم‬ ‫م��ع صديق��ه طاه��ر الجزائ��ري في تأس��يس‬ ‫المدارس واإلش��راف على الحلقات العلمية في‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫يذك��ر الباح��ث ابراهيم الزيب��ق أن األمير عبد‬ ‫القادر الجزائري هو من س��ماه باسمه‪ ،‬تعبيراً‬ ‫ع��ن محبت��ه ألبيه ‪ ..‬وف��ي كنف وال��ده األديب‬ ‫العالم نش��أ وترعرع‪ ،‬حتى إذا بلغ السعي كان‬ ‫يرافقه إلى حلقات العلم التي كان يعقدها في‬ ‫بيوت مريديه ويحضر مجالسه األدبية‪.‬‬ ‫في طفولته المبكرة انتس��ب عب��د القادر إلى‬ ‫مدرس��ة الحبّال في القيمرية‪ ،‬تلك المدرس��ة‬ ‫الت��ي أنش��أها أبوه‪ ،‬ف��درس فيه��ا االبتدائية‪،‬‬ ‫وكان رفيق��ه في الدراس��ة محمد ك��رد علي‪،‬‬ ‫فانعق��دت بينهما صحب��ة ومودة كت��ب لها أن‬ ‫تدوم‪ ،‬ثم أرس��له والده إلى المدرسة الرشدية‬ ‫العس��كرية‪ ،‬وكان مقره��ا بالبحص��ة‪ ،‬غي��ر‬ ‫أنه س��رعان م��ا تركه��ا‪ ،‬إذ يب��دو أن مناهجها‬ ‫ل��م تعجب أب��اه‪ ،‬فأخرجه منها‪ ،‬وبع��د أن ترك‬ ‫المدرس��ة الرش��دية تلق��ى علوم��ه عل��ى يد‬ ‫بع��ض كب��ار علم��اء عص��ره‪ ،‬الش��يخ طاه��ر‬ ‫الجزائري والمحدث األكبر بدر الدين الحسني‪،‬‬ ‫حيث ب��رز ميله الواضح لعل��وم اللغة العربية‪،‬‬ ‫وآث��ر التخص��ص به��ا وأدرك أبوه ذل��ك منه‪،‬‬ ‫فأوصاه بالتعمق بدراس��تها‪ ..‬ووضع له منهاجًا‬ ‫لدراستها‪..‬‏‬ ‫بعد تخصصه باللغ��ة العربية احترف المبارك‬ ‫التدري��س ف��ي دمش��ق‪ ،‬وكأبناء جيل��ه انحاز‬ ‫للث��ورة العربي��ة الكب��رى رداً عل��ى مظال��م‬ ‫االتحاديين األتراك‪.‬‬ ‫مع دخ��ول المل��ك فيصل دمش��ق وتأس��يس‬ ‫المجمع العلمي العربي كان علم مبارك الغزير‬ ‫باللغ��ة العربية س��بيله إلى عضوي��ة المجمع‬ ‫ول��م تقتص��ر معرفته باللغ��ة عل��ى ألفاظها‬ ‫فحس��ب‪ ،‬ب��ل كان من أعل��م الن��اس بفقهها‪،‬‬ ‫ومن أحفظهم لشواهدها وشواردها‪ ،‬كما كان‬ ‫عضواً في لجنة التعريب التي أنشأتها حكومة‬ ‫الملك فيصل‪ ،‬وأس��هم ف��ي تعريب الكثير من‬ ‫المصطلحات العسكرية واإلدارية‪ ،‬مستنداً في‬ ‫ذلك إلتقانه اللغتين التركية واالنكليزية‪.‬‬ ‫م��ع دخول الفرنس��يين دمش��ق تحول��ت دارة‬ ‫الش��يخ المبارك في حي العمارة ً‬ ‫قبلة لكل ذي‬ ‫حاجة‪ ،‬حتى باتت مقصور ًة على ذوي الحاجات‪،‬‬ ‫يرافقهم الشيخ لقضائها مستفيداً من صالته‬ ‫وصداقاته مع أصحابه وطالبه لحل مشاكلهم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مدرس��ة في زقاق النقيب في حي‬ ‫كما أس��س‬ ‫العمارة‪ ،‬ودرس علوم اللغة العربية وآدابها في‬ ‫المدرس��ة السلطانية بدمش��ق وفي المدرسة‬ ‫الحربية‪ ،‬وف��ي مدرس��ة اآلداب العليا‪ ،‬ومكتب‬ ‫عنبر المدرسة الرسمية األولى في سوريا‪.‬‬ ‫عام ‪ 1942‬وعندما أنشئت دار المعلمين العليا‬ ‫تولى الشيخ عبد القادر تدريس اللغة العربية‬ ‫فيها‪ ،‬كما شارك في وضع مناهج اللغة العربية‬ ‫وآدابها وتأليف كتبها بعد االستقالل وهي آخر‬ ‫ما تواله من مناصب‪..‬‏‬ ‫قال عنه العالمة علي الطنطاوي في مذكراته‬

‫«الجزء األول‪ ،‬الصفحة ‪« :»118‬لقد كثر اليوم‬ ‫األساتذة من حملة الشهادات وأصحاب اإلجازات‬ ‫ولكن ذلك الطراز لم يعد له وجود‪ ،‬أما درس��ه‬ ‫فما حضرت على كثرة ما حضرت من الدروس‬ ‫درسًا أكثر منه حياة‪ ،‬وأبقى في نفس صاحبه‬ ‫أثراً‪ .‬إن نغمته التزال اليوم في أذني‪ ،‬وكلماته‬ ‫في قلبي‪.‬‬ ‫ولم يكن الشيخ يقتصر في درسه على الفقه‪،‬‬ ‫بل كان فيه مع الفقه تفس��ير وحديث وقواعد‬ ‫أصولي��ة‪ ،‬يس��وقها بعب��ارات موج��زة بليغ��ة‬ ‫يلقيه��ا ويردده��ا‪ ،‬ويكتبه��ا بخ��ط الثلث على‬ ‫الل��وح بعرض الحوارة‪ ،‬وكان يتخذ لكل ش��يء‬ ‫ضابطاً‪ ،‬جملة موجزة تجمع األحكام‪ ،‬وتس��هل‬ ‫على اللس��ان‪ ،‬وال تذهب من األذهان‪ ،‬ولطالما‬ ‫دلنا على كتب‪ ،‬قرأتها وانتفعت بها وهي رأس‬ ‫مالي في العلم واألدب‪ ،‬ولواله ما سمعت بها»‪.‬‬ ‫ق��ال عن��ه صاح��ب العبقري��ات‪« :‬كان إمام��ًا‬ ‫م��ن أئمة اللغ��ة المعدودي��ن‪ ،‬كان مغرمًا بها‪،‬‬ ‫وعاش��قًا لها‪ ،‬ومتيمًا‪ .‬صديق��ه األوفى واألعز‬ ‫ه��و الكتاب‪ ،‬لم يكن يُرى إال والكتاب في يده‪،‬‬ ‫يعبّ من كن��وزه‪ ،‬ويلتقط من جواهره‪ ،‬وهب‬ ‫حيات��ه للعلم والتدري��س‪ ..‬والخطأ الوحيد في‬ ‫حياة شيخنا الجليل‪ ،‬أنه كان عاشقاً للمطالعة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫رغب��ة صادقة‬ ‫ول��م يش��رك في هذا العش��ق‪،‬‬ ‫ف��ي الكتاب��ة والتأليف والعط��اء‪ ،‬وليته مارس‬ ‫العش��قين مع��اً‪ ،‬ول��و فع��ل ألغن��ى المكتب��ة‬ ‫بكنوز ال تفنى وال تزول»‪.‬‬ ‫العربية‪ ،‬ولغة الضاد‬ ‫ٍ‬ ‫ع��ام ‪ 1945‬وف��ي ش��هر تش��رين األول رح��ل‬ ‫الش��يخ المبارك ف��ي دارته في ح��ي العمارة‪،‬‬ ‫ف��ي غرفةٍ ال ترى فيها إال أكداس��اً من الكتب‪،‬‬ ‫ورف��وف امت�لأت بالكت��ب أيض��ًا‪ ،‬ه��ي الثروة‬ ‫الوحيدة التي تركها عند وفاته‪.‬‬ ‫من مؤلفاته‪ :‬ش��رح المقص��ورة الدريدية في‬ ‫اللغ��ة‪ ،‬فرائ��د األدبي��ات العربي��ة‪ ،‬المعلومات‬ ‫المدني��ة‪ ،‬كفاي��ة المتحفظ ونهاي��ة المتلفظ‬ ‫البن األجدابي‪ ،‬الصبر مطية النجاح‪ ،‬مختارات‬ ‫ش��عرية‪ ،‬طرائ��ف أدبي��ة‪ ،‬ش��رح بانت س��عاد‪،‬‬ ‫كراس��ات مدرس��ية‪ ..‬وم��ن المحاض��رات التي‬ ‫ألقاه��ا ف��ي المجم��ع العلم��ي العرب��ي‪ :‬لغ��ة‬ ‫المتنب��ي‪ ،‬ابن خل��كان وقصصه ف��ي تاريخه‪،‬‬ ‫الشعر الخالد‪ ،‬المشجر في اللغة‪..‬‏‬

‫‪ 166‬ق�ضوا جوع ًا يف‬ ‫خميم الريموك بدم�شق‬ ‫منذ بداية ح�صاره‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫ش��هد مخيم اليرم��وك بدمش��ق وفاة ‪166‬‬ ‫ش��خص ًا جراء تفش��ي الجوع ونقص الغذاء‬ ‫والرعاي��ة الطبية‪ ،‬من��ذ محاصرته من قبل‬ ‫قوات نظام األس��د في تموز ‪ ،2013‬بحسب‬ ‫تقرير صادر عن منظمة «أصدقاء اإلنسان‬ ‫الدولية» في فيينا‪.‬‬ ‫وقال��ت المنظم��ة ف��ي تقري��ر وصفت��ه‬ ‫بـ»المأس��اوي» للس��كان الفلس��طينيين‬ ‫والسوريين المحاصرين في مخيم اليرموك‬ ‫من قبل نظام األسد‪ ،‬إن «المخيم شهد منذ‬ ‫بداية حصاره بتاريخ ‪ 22‬تموز ‪ 2013‬وحتى‬ ‫اليوم حدوث ‪ 166‬حالة وفاة بس��بب تفشي‬ ‫الجوع بي��ن األهالي والنق��ص الخطير في‬ ‫المواد الغذائية وش��تى مستلزمات الرعاية‬ ‫الطبي��ة‪ ،‬بس��بب الحصار الظال��م من قبل‬ ‫قوات األسد»‪.‬‬ ‫وأضاف��ت المنظمة أن «‪ 2651‬من الالجئين‬ ‫الفلس��طينيين قضوا منذ بداية الثورة في‬ ‫سورية قصفاً وقنصاً وجوعاً وتعذيب ًا»‪.‬‬ ‫وأوضح��ت أن��ه‪« :‬ت��م اعتق��ال ‪ 818‬م��ن‬ ‫الفلس��طينيين ُقت��ل منه��م في الس��جون‬ ‫‪ 293‬ش��خص ًا‪ ،‬معظمهم من س��كان مخيم‬ ‫اليرم��وك قض��وا ج��راء عملي��ات التعذي��ب‬ ‫الرهيبة» في سجون نظام األسد‪.‬‬ ‫وأشارت المنظمة إلى أن قوات نظام األسد‬ ‫أقدم��ت عل��ى خط��وات غير إنس��انية بحق‬ ‫الس��كان في المخيم‪ ،‬حيث قامت في أيلول‬ ‫الماضي‪ ،‬بقطع إمدادات مياه الشرب عنهم‪،‬‬ ‫كم��ا قطع��ت إم��دادات الطاق��ة والكهرب��اء‬ ‫عنه��م ف��ي نس��يان ‪ ،2013‬مم��ا أدى إل��ى‬ ‫تفاقم معاناتهم وعقد مصاعب الحياة التي‬ ‫يواجهونها‪.‬‬ ‫ولفت التقرير إلى معاناة السكان حيث يجبر‬ ‫األهالي على تعبئ��ة المياه من خالل نقاط‬ ‫توزي��ع تؤمنه��ا الهيئ��ات اإلغاثي��ة‪ ،‬منوهة‬ ‫إل��ى أن المحاصرين يضطرون الس��تخدام‬ ‫هذه المي��اه رغم أنها غير صالحة للش��رب‬ ‫لعدم وجود بديل عنها‪ ،‬األمر الذي يتس��بب‬ ‫بتفشي حاالت مرضية‪.‬‬


‫‪120‬دقيقة من البطولة على �صوت راية‬ ‫عامر محمد‬

‫هيك رح ن�سمع‬ ‫«البرنام��ج التعليم��ي»‪ ،‬يق��دم‬ ‫ال��دروس لكاف��ة المراح��ل‬ ‫الدراس��ية‪ ،‬كم��ا يقدم دروس‬ ‫اللغ��ة االنكليزي��ة‪ ،‬يع��ده‬ ‫ويقدمه أ‪ .‬أحم��د حاج حميدو‬ ‫يومياً عبر راديو فريش‪.‬‬ ‫•••‬ ‫«برنامج ألف سردة وسردة‬ ‫م��ع لقم��ان ديرك��ي»‪ ،‬يق��وم البرنامج على‬ ‫نصوص يقرأها ديركي بش��كل ساخر‪ ،‬وفق‬ ‫مالحظاته التي تنشر عادة في الصحافة عن‬ ‫ظواهر في سوريا‪ ،‬السبت واالثنين واألربعاء‬ ‫‪ 6:30‬مسا ًء على راديو سوريالي‪.‬‬ ‫•••‬ ‫«الحكي بيناتنا»‪ ،‬برنام��ج خدمي اجتماعي‬ ‫يتناول القضايا الس��ورية الشائكة وهو من‬ ‫إعداد هيثم‪ ،‬وتقدي��م عالء الدين‪ ،‬كل يوم‬

‫أحد الساعة ‪ 8.00‬على راديو روح‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫المالح��ظ أن كل االذاعات الس��ورية وخصوصاً تلك التي تبث من تركيا هي «إذاعة س��ورية‬ ‫مجتمعي��ة إخبارية مس��تقلة تتح��رى الموضوعي��ة والمصداقية لتجس��د نبض الناس‬ ‫«هذه الالزمة حيرتنا جداً‪ ،‬إذ كيف تكون إذاعة مجتمعية تقدم األخبار السياسية‬ ‫والبرام��ج الحوارية الحربية وتس��تخدم تعابير «ش��بيجة وش��يعة ومجوس»‬ ‫بكثافة مجتمعية؟ ثم عرفنا أن الالزمة تلك «مجتمعية مستقلة ألخ‪ »..‬تحدث‬ ‫فع ً‬ ‫ال يُسمى «بتجيب رجل المموّل لك أخي»‪.‬‬ ‫•••‬ ‫لم يجد قس��م اإلعداد في راديو وطن موس��يقى لبرنامج أقالم وآراء سوى‬ ‫تلك التي لطش��ها من ‪ ،BBC‬وياليت الزمالء في تلك الوس��يلة اإلعالمية قد‬ ‫لطشوا موسيقى غير مشهورة من القناة البريطانية الشهيرة‪ ،‬بل اختاروا شارة األخبار التي‬ ‫تعرفها آذاننا جيداً‪ ،‬وقطعهوها وبثوها وكأن شيئ ًا لم يكن‪.‬‬ ‫•••‬ ‫يبث راديو الكل برنامج ًا ديني ًا توعوي ًا عبر األثير‪ ،‬مع فضيلة الش��يخ جمال الس��واس‪ ،‬الفكرة‬ ‫التي يحتاجها اإلعالم السوري كثيراً كي نمحي تركيز اعالم النظام لسنوات على أمور دينية‬ ‫س��طحية بد ً‬ ‫ال م��ن جوهر الدين لتضليلن��ا وإغراقنا في التفاصيل التي ال م��كان لها في هذا‬ ‫العصر‪ ،‬نعم‪ ،‬لهذا خصصت حلقة االس��بوع الماضي عن موضوع جوهري جداً وهو «الوضوء‬ ‫بالمياه الباردة» أغلقنا المذياع وشاهدنا قناة «نور الشام» وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫ميديا‬

‫هيك �سمعنا‬

‫أن تق��ول أنك صرف��ت من «جيبك» الش��خصي‬ ‫لمهرجانك السنوي؟‬ ‫تتابع الحلقة س��يرها‪ ،‬ويس��تغرب شربجي كيف‬ ‫يسمي نفس��ه من يحمل هاتفه الجوال ويصور‬ ‫ف��ي س��وريا إعالميًا‪ ،‬ويق��ول لنا عب��ر األثير إنه‬ ‫يخج��ل أن يس��مي نفس��ه إعالمياً حت��ى اليوم‪،‬‬ ‫وم��ا يجب أن يخجل منه حقًا ه��و أن يتحدث من‬ ‫واش��نطن ع��ن نضاله‪ ،‬منتق��داً «مهنية» ش��اب‬ ‫يعمل في أرض تحترق اس��مها سوريا‪ ،‬فلتعذره‬ ‫يا س��يد ش��ربجي فهو لم يكن يعرف شخصيات‬ ‫من أمثال ف��راس طالس كي تنصح��ه بمغادرة‬ ‫دمشق مبكراً‪ ،‬كما فعلت أنت وكما قلت‪ ،‬والتوجه‬ ‫لواشنطن‪.‬‬ ‫ينتق��د الرج�لان «الفكر» ال��ذي يطرحه اإلعالم‬ ‫الجدي��د في س��وريا‪ ،‬ويدعوه ش��ربجي لالبتعاد‬ ‫ع��ن األحكام المس��بقة‪ ،‬وال يترك س��وى دقائق‬ ‫بعدها‪ ،‬ك��ي يخرق قوله ويمارس ما يتهم غيره‬ ‫ب��ه‪ ،‬فيق��ول إن عبد العزيز الخي��ر المعتقل لدى‬ ‫النظ��ام ينتمي «لطائفة النظ��ام» مظهراً حجم‬ ‫جهله برجل ال يعرف وال يريد أن يعرف وكم هو‬ ‫حكمه مس��بقًا ومعلبًا‪ ،‬ويغرد عن مشروعه الذي‬ ‫ال ي��زال بال تمويل إال بقلي��ل يقدم من «االتحاد‬ ‫األورب��ي» ويش��رح لنا ك��م نحن بحاج��ة إلعالم‬ ‫م��ن مثل منصته التي ال نعل��م كيف كنا نعيش‬ ‫قب��ل أن تنطلق وال نعلم كيف س��نتنفس إذا لم‬ ‫نقرأها كل صباح‪.‬‬ ‫أخي��راً‪ ،‬كي��ف تكون مناض ً‬ ‫ال عش��ت عل��ى حواف‬ ‫الدائرة محاو ًال توس��يعها ـ وهكذا وصف شربجي‬ ‫نفس��ه في البرنامج ‪ -‬وكن��ت تقيم مهرجانًا في‬ ‫دار تس��مى «دار األسد»‪ ،‬هذا ليس المأخذ عليك‬ ‫مطلق��ًا‪ ،‬المآخذ هو تس��ويق الحياة الطبيعة في‬ ‫دمشق قبل ‪ 2011‬بأنها مدرسة في النضال‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬

‫ك��م أرهقتن��ا الـ‪ 120‬دقيق��ة من برنام��ج «ليل‬ ‫وأوضة ومنسية» عبر صوت راية يوم ‪ 14‬شباط‪،‬‬ ‫ل��م ترهقن��ا ألن ال برنام��ج إذاع��ي ف��ي العالم‬ ‫يس��تمر لس��اعتين متواصلتي��ن «وال حت��ى في‬ ‫إعالم كوريا الش��مالية»‪ ،‬بل لم��ا حملته الحلقة‬ ‫الت��ي كان ضيفه��ا الصحف��ي إياد ش��ربجي من‬ ‫مواع��ظ وحكم وتوجيهات ثوري��ة ومهنية طالت‬ ‫كل الش��عب الذي نظ��ن أنه لم يس��تمع للحلقة‬ ‫والحم��د للعل��ي القدي��ر‪ ،‬وم��ا أرهقن��ا أكثر هو‬ ‫كل ذل��ك الوقت الذي ش��غله الضيف مع المقدم‬ ‫«علي سفر» في اللعب على «التاريخ النضالي»‬ ‫لش��ربجي الذي قال إنه «ناضل ضد النظام وبدأ‬ ‫الث��ورة حتى قبل أن تبدأ» وهن��ا لن نناقش في‬ ‫«تاريخه» هذا إال فيما دعانا بش��كل واضح للرد‬ ‫عليه ف��ي ذات الماراثون اإلذاع��ي الطويل الذي‬ ‫نرش��حه للدخول في موس��وعة غينس عن فئة‬ ‫«برامج الثمانينات الطويلة»‪.‬‬ ‫دعكم من نصف س��اعة مشبعة «ببيت فستق»‬ ‫حيث نس��تمع إل��ى صديقان يتب��ادالن الذكريات‬ ‫ف��ي ليلة عيد الح��ب «ونظن هنا أن ه��ذا الجزء‬ ‫م��ن البرنامج كان اتصا ًال هاتفياً خاصاً بينهما ال‬ ‫نعرف كيف وصل إل��ى الهواء‪ ،‬لذا نرجو تصحيح‬ ‫الخلل الفني في صوت راية»‪.‬‬ ‫تح��دث ش��ربجي ف��ي اللقاء ع��ن عالق��ة مجلة‬ ‫ش��ببلك التي كان هو صاحبها ورئيس تحريرها‬ ‫في دمش��ق‪ ،‬وتح��دث بنصف جرأة ع��ن العالقة‬ ‫التي جمعته بأس��ماء األس��د التي دعمت المجلة‬ ‫منذ عددها الثاني‪ ،‬وسننسى أنه رفع عدد مرات‬ ‫من��ع المجلة من خمس مرات «في بوس��ت على‬ ‫صفحته الشخصية قبل أسبوع من الحلقة» إلى‬ ‫س��ت مرات في الحلقة‪ ،‬وس��نُذكرّ األس��تاذ إياد‬ ‫ببعض الحقائق التي سردها بصوته عام ‪2009‬‬ ‫عل��ى إذاعة أرابيس��ك التي تبث من دمش��ق‪ ،‬إذ‬ ‫تح��دث حينها مع أمجد طعمة ف��ي برنامج ليلي‪،‬‬ ‫ع��ن كواليس لقائه بأس��ماء األس��د‪ ،‬حينها عبر‬ ‫ش��ربجي عن «س��حر اللقاء الذي أتى بعد صدور‬ ‫العدد األول م��ن المجلة وإفالس��ه التام والحيرة‬ ‫الت��ي أصابته ح��ول االس��تمرار ف��ي العمل من‬ ‫دون مال‪ ،‬ليأتي اللقاء مع «السيدة األولى» الذي‬ ‫أفضى فيما بع��د لتقاضي المجل��ة ثالثمئة ألف‬ ‫ليرة س��ورية ش��هرياً وطوال س��نوات من مكتب‬ ‫أسماء األس��د‪ ،‬هذا المبلغ أنكره شربجي ضاحكًا‬

‫حين لمح له سفر في الساعتين اإلذاعيتين‪ ،‬ولم‬ ‫يتح��دث أحدهما أو المعني األول فيهما عن أجور‬ ‫الصحفيين البخس��ة التي كان يصرفها شربجي‬ ‫لصحفيي��ه س��عر «التحقي��ق ‪ 750‬لي��رة إذا كان‬ ‫مرتب»‪.‬‬ ‫الشربجي الذي وصف نفسه «بالبراغماتي» دافع‬ ‫ع��ن نيله ترخي��ص مطبوعة في س��وريا ونحن‬ ‫س��نوافقه تمامًا ولن نناقشه في هذا‪ ،‬وقال إنه‬ ‫كان مضطراً لنشر أخبار عن أسماء األسد بحكم‬ ‫الظرف الس��وري آن��ذاك‪ ،‬وهنا نس��أله هل كنت‬ ‫مضطراً حق��ًا لتخصيص أربع صفحات للس��يدة‬ ‫األولى؟ س��نجيب عنك ونحن غير مقتنعين‪ ،‬نعم‬ ‫كنت مضطراً‪ ،‬لكن ما أنت غير مضطر له هو أن‬ ‫تجعل عالقتك بشخصية مثلها «نضا ًال تاريخيًا»‬ ‫وأنك كنت حينها معارضاً للنظام!‪.‬‬ ‫ف��ي ذات الحلق��ة م��رر الصحفي��ان «الضي��ف‬ ‫والمقدم» إش��ارات ليس��ت بس��رّ ع��ن نظرتهما‬ ‫لإلع�لام البديل في س��وريا‪ ،‬ولإلعالمين الجدد‪،‬‬ ‫فخلط الس��يد الشربجي تمامًا كما يفعل النظام‬ ‫بخلطه بين ش��اب س��لمي وعنصر م��ن داعش‪،‬‬ ‫خل��ط ش��ربجي بي��ن صفح��ات الفي��س ب��وك‬ ‫«وتحدي��داً معالي��ق الثورة» وصح��ف مطبوعة‪،‬‬ ‫ووج��ه النصح لهم ولن��ا‪ ،‬ورآنا غي��ر مهنيين وال‬ ‫محترفي��ن وطائفيي��ن‪ ،‬فيم��ا ضحك س��فر من‬ ‫فكرة أننا نمارس اإلعالم ونس��عى ل��ه‪ ،‬اعتبرنا‬ ‫الش��ربجي هواة ال إعالميين وال صحفيين وقال‬ ‫دون أن يق��ول‪ ،‬إنن��ا نحت��اج إليه ف��ي عملنا‪ ،‬مع‬ ‫أن��ه ق��ال ـ حين حان الوقت للحدي��ث عن موقعه‬ ‫الجدي��د «الس��وري الجدي��د»ـ إن��ه كان ينتظ��ر‬ ‫التموي��ل طوال أربع س��نوات! هل ه��ذا ما كنت‬ ‫ستعملنا إياه؟ أن ننتظر التمويل لنعمل؟‪.‬‬ ‫«اإلش��كال مهني» مع اإلعالم الجديد قال سفر‪،‬‬ ‫وه��و ‪ -‬أي اإلش��كال ‪ -‬ينته��ي دائم��اً بالتخوين‪،‬‬ ‫غي��ر أن الش��باب «دمهم حام ونفس��هم قصير»‬ ‫ولكن ل��م يقل لنا أح��د في الحلق��ة كيف تكون‬ ‫مهني��ًا وتتحول م��ن مقدم للبرنام��ج إلى ضيف‬ ‫يطرح رأيه‪ ،‬ويس��رد ذكرياته‪ ،‬وكيف لم تس��أل‬ ‫ضيف��ك ع��ن مبالغات��ه الالمهنية ومنه��ا قصة‬ ‫«السكس��وكة» ف��ي بداي��ة الث��ورة؟ وبالحدي��ث‬ ‫عن المهني��ة التي تغنى ش��ربجي بفقداننا لها‪،‬‬ ‫ه��ل م��ن المهن��ي أن تق��ول أنك كن��ت تمارس‬ ‫«البزين��س» ف��ي ش��ببلك‪ ،‬وه��ل م��ن المهنية‬

‫‪15‬‬


‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫املواطنة والإعالم‬ ‫حقوق وحريات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫إعداد المحامي فارس حسّان‬ ‫تشكل وس��ائل اإلعالم على اختالف أشكالها‪،‬‬ ‫مصدراً لتلقي المعلومات ونماذج من السلوك‬ ‫والقيم الس��ائدة وتس��هم أيضاً في تش��كيل‬ ‫ذه��ن الف��رد وتطلعات��ه وأنم��اط س��لوكه‪،‬‬ ‫س��واء كانت تخصه كف��رد‪ ،‬أو في عالقته مع‬ ‫اآلخرين‪ ،‬فالمواد التي يقدمها اإلعالم‪ ،‬تصبح‬ ‫ذات أثر فعلي حينما يتم االقتداء بما تتضمنه‬ ‫م��ن ش��خصيات وقي��م ورموز‪ ،‬وم��ن ثم فإن‬ ‫ال مهم ًا ومساعداً‬ ‫وسائل اإلعالم تش��كل عام ً‬ ‫على تربية المواطن��ة الصالحة أو عائقًا أمام‬ ‫التربية على المواطنة في الوقت عينه‪.‬‬ ‫ونظراً النتشارها الواس��ع‪ ،‬وللتعامل اليومي‬ ‫والمباش��ر معه��ا‪ ،‬ولس��رعة أثره��ا المرئي‪،‬‬ ‫فإن وس��ائل اإلع�لام تملك أكب��ر األثر على‬ ‫األذهان والسلوكيات‪ ،‬مما يلزم استحضارها‬ ‫باعتبارها مصدراً رئيسياً لتكريس المواطنة‪.‬‬ ‫م��ن الناحي��ة النظرية فإن لإلع�لام بأنماطه‬ ‫ووس��ائله المتعددة دور بالغ األهمية في بناء‬ ‫اإلنسان عبر تعزيز انتمائه الوطني وتثقيفه‬ ‫وتعريف��ه بحقوق��ه وواجباته ف��ي الميادين‬ ‫كاف��ة‪ ،‬وكذل��ك في بن��اء المجتم��ع من خالل‬ ‫االرتق��اء بال��رؤى والتص��ورات التي تس��اعد‬ ‫الن��اس عل��ى أن يصبحوا قيم��ة مضافة في‬ ‫عملي��ة التنمي��ة وانصهار الجماع��ة الوطنية‬ ‫وااللتف��اف ح��ول مش��روع قوم��ي للدول��ة‪.‬‬ ‫ويمثل اإلع�لام المنب��ر الجماهيري األضخم‬ ‫للتعبي��ر عن آراء المواط��ن وهمومه وعرض‬ ‫قضاي��اه وش��كاواه‪ ،‬ب��ل إن وس��ائل اإلعالم‬ ‫الحديثة‪ ،‬ف��ي ضوء حرية تدف��ق المعلومات‬ ‫وعص��ر الفض��اءات المفتوح��ة‪ ،‬بات��ت أب��رز‬ ‫األدوات النتق��ال الثقاف��ات وتب��ادل الخبرات‬ ‫بي��ن مواطني مختلف الدول في ش��تى بقاع‬ ‫العالم‪ .‬وعلى المستوى المحلي باتت وسائل‬ ‫اإلعالم في بع��ض الدول ت��ؤدى دوراً يفوق‬ ‫دور األحزاب السياسية وجماعات المصالح‪.‬‬ ‫سُ��مِي اإلعالم بالس��لطة‬ ‫ولي��س غريباً أن‬ ‫ّ‬ ‫الرابع��ة نظ��راً لتأثيراته الكبي��رة على ذكاء‬ ‫المتتبع ونفسيته عموم ًا من هنا تظهر قوته‬ ‫ف��ي التأثي��ر في كن��ه العديد م��ن المعادالت‬ ‫إن على المس��توى الداخل��ي أو الخارجي‪ ،‬وال‬ ‫يمك��ن لإلع�لام أن يضطل��ع ب��دور تكريس‬ ‫ثقاف��ة الس��لم إال باإلق�لاع وتجنب أس��اليب‬ ‫اإلث��ارة والطائفية والعنصرية وإثارة األحقاد‬ ‫وتعوي��ض كل ه��ذا بتحم��ل المس��ؤولية‬ ‫المهنية‪ ،‬بما من ش��أنه أن يساهم مساهمة‬ ‫فعالة في دعم الس�لام االجتماع��ي والدفاع‬ ‫ع��ن الوح��دة الوطنية واس��تقرار وتماس��ك‬ ‫وس�لامة المجتم��ع علم�� ًا أن األم��ة الحي��ة‬ ‫بإعالمها الجاد والمس��ؤول تخدم وحدتها من‬ ‫خالل إرادة التنوع‪.‬‬ ‫ول��ن يتأت��ى لإلع�لام أن يضطل��ع ب��دوره‬ ‫اإليجاب��ي المتمث��ل ف��ي تثمي��ن مقوم��ات‬ ‫التعاي��ش والس��لم المجتمع��ي إال إذا حظ��ي‬ ‫بالدع��م ال�لازم وتفعي��ل القان��ون وخل��ق‬ ‫ش��روط الديمقراطي��ة الت��ي تص��ون حرية‬ ‫التعبي��ر بمواصف��ات المس��ؤولية والتقدير‪،‬‬ ‫يش��ير «تيمونز روبيرتيس» و»ايمي هايت»‬ ‫في كتابهما من «الحداث��ة إلى العولمة» إلى‬

‫أن ارتف��اع المش��اركة اإلعالمي��ة يعمل على‬ ‫رف��ع المش��اركة ف��ي كل قطاع��ات النظ��ام‬ ‫االجتماع��ي‪ ،‬فتس��ريعها النتش��ار التقمص‬ ‫الوجداني ينش��ر أيضاً المطالب الحديثة التي‬ ‫تستجيب لها مؤسسات المشاركة في اقتصاد‬ ‫المس��تهلك عبر الدفع النقدي واالئتمان وفي‬ ‫المناقش��ة العام��ة عبر الرأي وف��ي الحكومة‬ ‫التمثيلي��ة عب��ر التصويت تظهر المش��اركة‬ ‫اإلعالمية‪.‬‬ ‫كما أن وس��ائل اإلعالم تعتبر س��بي ً‬ ‫ال لتداول‬ ‫وجه��ات النظ��ر المتع��ددة وإس��ماع األصوات‬ ‫المختلف��ة‪ ،‬مم��ا يتي��ح الممارس��ة الفعلي��ة‬ ‫للمواطنة مثل المش��اركة والنقد واالنتخاب‪.‬‬ ‫فالمواط��ن الواع��ي بإمكان��ه المس��اهمة‬ ‫على نحو أفضل وبنش��اط أكب��ر في عمليات‬ ‫صنع القرار ف��ي مجتمعه‪ ،‬وبإمكان وس��ائل‬ ‫اإلعالم المس��تقلة والتعددية أن تعزز قدرات‬ ‫المواطني��ن باس��تمرار م��ن خ�لال مواصلة‬ ‫تزويده��م بالمعلوم��ات وتيس��ير تدف��ق‬ ‫المضامين التعليمية‪ .‬فالتعليم عبر وس��ائل‬ ‫اإلعالم وس��يلة هامة لتنمية مه��ارات قيّمة‬ ‫ستس��هم ف��ي وض��ع ح��د للعن��ف والقض��اء‬ ‫على كافة أش��كال التمييز مث��ل التمييز بين‬ ‫الجنس��ين والعنصري��ة‪ .‬واأله��م م��ن ذلك‪،‬‬ ‫تُشجع وس��ائل اإلعالم على اكتساب الحس‬ ‫المدني وتُيسر الحوار بشأن قضايا الساعة‪.‬‬ ‫وف��ي مج��ال اإلع�لام الرقم��ي يرك��ز بيت��ر‬ ‫دالغري��ن عل��ى ما يدع��وه «باألبعاد الس��تّة‬ ‫للتبادلي��ة المش��تركة» أي المعرف��ة والقيم‬ ‫والثق��ة والمس��احة والممارس��ات والهوي��ات‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مجتمع��ة إطاراً سلس��اً وواضح ًا‬ ‫تش��كل‬ ‫التي‬ ‫لفهم الحقائق المتغيرة للش��باب والمشاركة‬ ‫في إطار الع��ادات الرقمية‪ .‬ويدع��و دالغرين‬ ‫إلى توس��يع مفهومن��ا للثقاف��ة المدنية في‬ ‫ض��وء االخت��راق الكثي��ف لإلع�لام الرقم��ي‬ ‫ً‬ ‫تحقيقا في‬ ‫لجميع نواحي المجتمع‪ ،‬ويلتمس‬ ‫انعكاس��ات تكنولوجيات اإلعالم الجديد على‬ ‫فهم المواطنين لمعنى المشاركة الفاعلة‪.‬‬

‫ولم��ا كان مفه��وم المواطنة مث��ار جدل بين‬ ‫الخب��راء وصناع القرار ورج��ال الفكر والدين‬ ‫والمعنيي��ن بموضوع��ات الهوي��ة وال��والء‬ ‫واالنتماء‪ ،‬كانت وس��ائل اإلعالم على اختالف‬ ‫أنواعه��ا وتوجهاته��ا والداعمين له��ا حاضرة‬ ‫بق��وة ف��ي جمي��ع الموضوع��ات الت��ي تعنى‬ ‫بالرأي العام‪ ،‬ومستثيرة للكثير من اآلراء بين‬ ‫مؤيد ومعارض‪ ،‬ومستدعية لتسليط الضوء‬ ‫على جوانبها المختلفة‪.‬‬ ‫ولم��ا كان��ت الحم�لات اإلعالمي��ة م��ن أه��م‬ ‫الوسائل المس��تخدمة في توجيه الرأي العام‬ ‫نح��و قضي��ة معين��ة‪ ،‬والتأثي��ر في��ه بصورة‬ ‫س��ريعة وفاعلة‪ ،‬فإنه يمكن اس��تخدام هذه‬ ‫الوس��يلة بص��ورة إيجابي��ة في تعزي��ز قيم‬ ‫المواطن��ة في المجتم��ع‪ ،‬أو يمكن في بعض‬ ‫األحيان اس��تخدامها بصورة س��لبية لزعزعة‬ ‫هذه القيم‪ ،‬وتفتيت الهوية الوطنية‪.‬‬ ‫وف��ي عالمنا العرب��ي الذي تغي��ب فيه فكرة‬ ‫المواطن��ة قانوني�� ًا واجتماعي�� ًا‪ ،‬وجد اإلعالم‬ ‫الجديد بكافة وس��ائله وش��بكاته االجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫تتش��كل أف��كاره هو‬ ‫مفهومً��ا حدي ًث��ا‪ ،‬بدأت‬ ‫مفه��وم المواطنة بوصفها أح��د أهم أعمدة‬ ‫الديمقراطية الغائبة في جل بلدان المنطقة‬ ‫العربية‪ ،‬والقضية األساس��ية في أي مشروع‬ ‫نهضوي للشعوب الطامحة إلى النور‪.‬‬ ‫فش��بكات التواصل االجتماعي تقوم بنش��اط‬ ‫ب��ارز‪ ،‬من‬ ‫غي��ر عادي م��ع كل ح��دثٍ محليٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫خالل الرس��ائل التفاعلية وإبداء الرأي والرأي‬ ‫اآلخر ف��ي أي قضي��ة سياس��ية أو اجتماعية‪،‬‬ ‫بعي��داً ع��ن جميع قي��ود السياس��ة والمجتمع‬ ‫والدي��ن‪ ،‬إلى آخر ذلك من الطروحات التي بدأ‬ ‫ّ‬ ‫تُش��كل‬ ‫مجتمعنا الحديث يعتاد عليها‪ ،‬والتي‬ ‫في مجملها الثقافة الجديدة‪ :‬ثقافة المواطنة‪.‬‬ ‫أن انضم��ام كثي��ر م��ن المثقفين‪،‬‬ ‫وال ش��ك ّ‬ ‫والمس��ؤولين‪ ،‬وأس��اتذة الجامع��ات‪ ،‬إل��ى‬ ‫الش��بكات االجتماعي��ة‪ ،‬س��اهم في توس��يع‬ ‫هام��ش ه��ذه الثقاف��ة‪ ،‬والتربي��ة عل��ى‬ ‫مفاهي��م جدي��دة‪ ،‬عل��ى رأس��ها المواطن��ة‪،‬‬ ‫وحقوق اإلنس��ان‪ ،‬والمجتمع المدني‪ .‬وأصبح‬ ‫المس��تخدم العادي يس��تخدمها ف��ي خطابه‬ ‫الجدي��د م��ن خ�لال الرس��ائل الكثي��رة التي‬ ‫يرس��لها عبر تلك الش��بكات مطالبًا بحقوقه‬ ‫الغائبة‪.‬‬ ‫يقول الفيلسوف توماس جيفرسون في هذا‬ ‫الصدد‪« :‬ال أعرف مس��تودعًا آمنًا للس��لطات‬ ‫المطلق��ة للمجتم��ع غي��ر الن��اس أنفس��هم‪،‬‬ ‫وإذا كن��ا نظن أن الناس ليس��وا مس��تنيرين‬ ‫بما يكفي لممارس��ة هذه الس��يطرة برجاحة‬ ‫عق��ل كاملة‪ ،‬فإن العالج ال يكون بأن نس��لب‬ ‫منهم هذه الس��يطرة‪ ،‬وإنما يكون العالج بأن‬ ‫يتعلموا التعقل وحرية التصرف»‪.‬‬ ‫لقد جاء اإلعالم الجديد وجاء معه كل ش��يء‪:‬‬ ‫مفهوم المواطنة‪ ،‬العدل والمس��اواة‪ ،‬صياغة‬ ‫االقتراح‪ ،‬قي��م الحرية والتضام��ن‪ ،‬االحترام‬ ‫المتب��ادل‪ ،‬الكرام��ة المس��تحقة لإلنس��ان‪.‬‬ ‫وفي ظ��ل هذه الممارس��ات الجديدة‪ ،‬وحدها‬ ‫الشبكات االجتماعية قادرة على التغيير‪..‬‬


‫وائل حالق‪ :‬الدولة امل�ستحيلة‬ ‫الإ�سالم ال�سيا�سي وم�أزق احلداثة الأخالقي‬

‫وائل حالق‬ ‫باح��ث متخصص في القان��ون وتاريخ الفكر‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬أس��تاذ علوم اجتماعية في جامعة‬ ‫كولومبيا ‪ -‬قس��م دراسات الش��رق األوسط‪.‬‬ ‫التحق بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من‬ ‫جامعة واش��نطن بمعهد الدراسات اإلسالمية‬ ‫بجامع��ة مكغي��ل وعم��ل كأس��تاذ مس��اعد‬ ‫بالقانون االس�لامي عام ‪ 1985‬م‪ .‬نال درجة‬ ‫األستاذية عام ‪1994‬م‪.‬‬ ‫مؤل��ف ومحاضر واس��ع االطالع لدي��ه الكثير‬ ‫من االسهامات في مجال الدراسات االسالمية‪.‬‬ ‫ترجم��ت أعمال��ه إلى عدة لغات منه��ا العبرية‬ ‫واإلندونيسية واإليطالية واليابانية والتركية‪.‬‬ ‫في عام ‪ 2009‬م‪ ،‬رغم خلفيته غير اإلسالمية‬ ‫فإنه قد تم تصنيفه ضمن أكثر ‪ 500‬شخصية‬ ‫مسلمة تأثيراً على مستوى العالم‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬

‫إنت��اج مجالين مختلفين م��ن تكوين الذاتية‪،‬‬ ‫وأن ال��ذوات الت��ي ينتجه��ا ه��ذان المج��االن‬ ‫ّ‬ ‫النموذجي��ان تتباي��ن تباينً��ا كبي��رًا‪ ،‬األم��ر‬ ‫ال��ذي يو ّلد نوعي��ن مختلفين م��ن التصورات‬ ‫األخالقية والسياس��ية والمعرفية والنفس��ية‬ ‫واالجتماعي��ة للعال��م‪ .‬وتل��ك االختالف��ات‬ ‫العميقة بي��ن أفراد الدول��ة القومية الحديثة‬ ‫ونظرائه��م في الحكم اإلس�لامي إنّما تم ّثل‬ ‫التجلي��ات المجهري��ة المصغّ��رة لالختالفات‬ ‫الكوني��ة المادي��ة والبنيوي��ة والدس��تورية‪،‬‬ ‫وكذلك الفلسفية والفكرية‪.‬‬ ‫«عولم��ة تضرب حصاره��ا واقتصاد أخالقي»‬ ‫هو عنوان الفصل الس��ادس والذي يؤكد فيه‬ ‫اس��تحالة عيش أو تعايش النموذج اإلسالمي‬ ‫للحكم في ظل العولم��ة الثقافية والقانونية‬ ‫المتعاظم��ة ح��ول العال��م‪ ،‬ويخت��م بالفصل‬ ‫الس��ابع «النط��اق المرك��زي لألخالق��ي»‪،‬‬ ‫متفحّصًا مآزق أخالقية حديثة مع اإلشارة إلى‬ ‫أسس��ها المعرفية والبنيوية بصفتها تؤسّس‬ ‫ألصل األزمات األخالقية التي واجهتها الحداثة‬ ‫في ّ‬ ‫كل صورها الشرقية والغربية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫يعتب��ر كت��اب «الدولة المس��تحيلة» ٌ‬ ‫بحث في‬ ‫مواجهة اآلفات التي ابتلي فيها الفكر العربي‬ ‫في تعامله مع التراث والحداثة على حدٍ سواء‪،‬‬ ‫وت��زداد أهميته لصدوره في وق��تٍ تبدو فيه‬ ‫ً‬ ‫ساعية‬ ‫بعض الش��عوب العربية واإلس�لامية‬ ‫لتحدي��د أس��س مرجعيته��ا ومالم��ح هويتها‬ ‫تحسبًا الغتنام الفرصة التاريخية السانحة‪.‬‬ ‫وربم��ا تكون التيارات اإلس�لامية مهما بلغت‬ ‫درجة إخالصها بصفةٍ عامة‪ ،‬أحق باللوم في‬ ‫هذا الس��ياق‪ ،‬لغياب الروح النقدية‪ ،‬وما يلحق‬ ‫ذلك من تقليد س��طحي وتكاس��ل عن البحث‬ ‫الموضوع��ي المتأن��ي في الج��ذور التاريخية‬ ‫واألس��س القيمية للتوجهات المختلفة «فيما‬ ‫يخ��ص الدولة الحديثة وما يس��مى اإلس�لام‬ ‫السياسي على س��بيل المثال»‪ ،‬وما ينتج عن‬ ‫ذلك من آفات أخرى‪ ،‬وتحديداً في التعاطي مع‬ ‫الحداثة والحضارة المعاصرة‪ ،‬مثل االنهزامية‬ ‫واالنتق��اص م��ن الذات وع��دم الق��درة على‬ ‫فه��م آخر للتقدم‪ ،‬فكل ه��ذه أمورٌ ال يعترف‬ ‫ً‬ ‫صراح��ة بطبيعة الحال‪ ،‬وإن كانت تتجلى‬ ‫بها‬ ‫بس��هولة في تحليل أكث��ر األدبي��ات العربية‬ ‫على اختالف توجهاتها‪ ،‬فالتقدم هو ما تعرفه‬ ‫الحضارة الحديثة على أنه تقدم‪ ،‬أما الماضي‬ ‫فنحك��م عليه من منظ��ور الحاض��ر‪ ،‬وهو ما‬ ‫يجعل الماض��ي دائمًا موضوع��اً للحكم عليه‬ ‫وليس أب��داً مص��دراً للهداية في ذات��ه إال إذا‬ ‫اكتسب شرعيته من الحاضر‪.‬‬ ‫أطروحة هذا الكتاب بالغة البس��اطة‪ :‬مفهوم‬ ‫«الدول��ة اإلس�لامية» مس��تحيل التحق��ق‬ ‫وينطوي على تناقض داخلي‪ ،‬وذلك بحس��ب‬ ‫أي تعريف سائد لما تمثله الدولة الحديثة‪.‬‬ ‫فحت��ى بداي��ة الق��رن التاس��ع عش��ر‪ ،‬ولمدة‬ ‫اثن��ي عش��ر قرن��اً قب��ل ذل��ك‪ ،‬كان قان��ون‬ ‫اإلس�لام األخالقي‪ ،‬المعروف باسم الشريعة‬ ‫ناجح��ًا ف��ي التفاعل م��ع القان��ون المتعارف‬ ‫علي��ه واألعراف المحلية الس��ائدة وغدا القوة‬ ‫القانونية واألخالقية العليا التي تنظم شؤون‬ ‫كل من الدولة والمجتم��ع‪ ،‬وكان هذا القانون‬ ‫نموذجي��اً بمعن��ى أن المجتمعات والس�لاالت‬ ‫التي حكمها قد قبلته كنظام مركزي للقواعد‬ ‫العامة والعليا‪ ،‬وإذا اس��تعرنا تعبير جون رولز‬ ‫النافذ‪ ،‬فإن الشريعة كانت قانوناً أخالقياً أنشأ‬ ‫مجتمعًا جيد التنظيم وساعد على استمراره‪،‬‬ ‫ولك��ن مع بداية القرن التاس��ع عش��ر‪ ،‬وعلى‬ ‫ي��د االس��تعمار األوروب��ي‪ ،‬تف��كك النظ��ام‬ ‫االقتص��ادي – االجتماع��ي والسياس��ي ال��ذي‬ ‫كانت تنظمه الشريعة هيكليًا‪ ،‬أي أن الشريعة‬ ‫نفس��ها أفرغت من مضمونها واقتصرت على‬ ‫تزويد تش��ريعات قوانين األحوال الش��خصية‬ ‫في الدولة الحديثة بالمادة الخام‪.‬‬ ‫وحت��ى ف��ي ه��ذا النط��اق فق��دت الش��ريعة‬ ‫استقاللها ودورها كفاعل اجتماعي لمصلحة‬ ‫الدول��ة الحديث��ة‪ ،‬وأضح��ت الحاج��ة إليه��ا‬ ‫مقتصرة على إضفاء الش��رعية على مشاريع‬ ‫الدولة التش��ريعية من خالل اش��تقاق مبادئ‬ ‫معين��ة م��ن الش��ريعة‪ ،‬وه��ي مب��ادئ أعي��د‬ ‫تشكيلها وأعيد خلقها لمواءمة ظروف العصر‬ ‫الحديث‪.‬‬

‫ً‬ ‫معرفة بس��يطة‬ ‫وتكم��ن المعضل��ة ف��ي أن‬ ‫بش��ؤون العالم‪ ،‬تؤك��د أن الغالبي��ة العظمى‬ ‫م��ن مس��لمي العص��ر الحديث تتمن��ى عودة‬ ‫بش��كل أو بآخ��ر‪ ،‬م��ع أنه��م قبلوا‬ ‫الش��ريعة‬ ‫ٍ‬ ‫بالدولة الحديثة كأم��ر مفروغ منه وكحقيقة‬ ‫طبيعي��ة‪ ،‬وافترض��وا ف��ي أغلب األحي��ان أن‬ ‫هذه الدولة ل��م تكن قائمة على مر تاريخهم‬ ‫الطويل فحس��ب‪ ،‬بل س��اندتها أيضًا س��لطة‬ ‫الق��رآن نفس��ه‪ .‬ذل��ك أن ه��ؤالء ي��رون أن‬ ‫القومية‪ ،‬وهي ظاهرة غير مس��بوقة وفريدة‬ ‫كعنصر تكويني من مكونات الدولة الحديثة‪،‬‬ ‫قد دش��نت وأطلقت في العالم عبر الدس��تور‬ ‫االس�لامي المقدس‪ ،‬الذي وض��ع في المدينة‬ ‫المن��ورة منذ أربعة عش��ر قرن��اً‪ ،‬كما اعتبرت‬ ‫مفاهي��م المواطن��ة والديمقراطي��ة وح��ق‬ ‫االقتراع م��ن إنجازات المجتمعات اإلس�لامية‬ ‫الباك��رة‪ .‬وبخ�لاف بع��ض منظ��ري العولمة‬ ‫وعلماء السياس��ة الذين يشككون في مقدرة‬ ‫الدول��ة على االس��تمرار في المس��تقبل‪ ،‬فإن‬ ‫المفكري��ن والعلماء االس�لاميين في العصر‬ ‫الحدي��ث يقبل��ون الدول��ة كأمر مف��روغ منه‬ ‫ويعتبرونه��ا في الحقيقة‪ ،‬ظاهرة تصلح لكل‬ ‫جانب منه انعكاس��ًا‬ ‫زم��ان‪ ،‬ويمثل ذلك ف��ي‬ ‫ٍ‬ ‫للواق��ع القائم ال��ذي يواجهون في��ه يوميًا ما‬ ‫يبدو لهم آلة جبارة ال تمحق‪.‬‬ ‫هك��ذا يواجه مس��لمو اليوم تح��دي التوفيق‬ ‫بين حقيقتين‪ :‬األولى ه��ي الوجود الحقيقي‬ ‫للدولة وحضورها القوي الذي ال يمكن إنكاره‪،‬‬ ‫والثاني��ة ه��ي الحقيق��ة الديونطولوجي��ة‪،‬‬ ‫المتمثلة في ضرورة استعادة شكل من حكم‬ ‫الش��ريعة‪ ،‬ويزيد من صعوبة هذا التحدي أن‬ ‫الدول��ة في الدول اإلس�لامية لم تقم بالكثير‬ ‫في س��بيل إعادة تهيئة أي ش��كل مقبول من‬ ‫حكم الشريعة األصلي‪.‬‬ ‫أت��ى الكتاب في س��بع‪ ،‬الفص��ل األول وتحت‬ ‫عن��وان مقدم��ات‪ ،‬يق��دم وصف�� ًا للنم��وذج‬ ‫اإلسالمي للحكم كما هو متداول حالياً‪ ،‬ينتقل‬ ‫بعده��ا ف��ي الفص��ل الثان��ي ليص��ف الدولة‬ ‫الحديث��ة‪ ،‬ويح��دّد خصائ��ص الش��كل الت��ي‬ ‫تم ّث��ل الصف��ات الجوهرية للدول��ة الحديثة‪.‬‬ ‫ويقوم بتفكيك تلك الخصائص‪ ،‬معترفًا في‬ ‫الوقت عينه بالتغي��رات المتزامنة والتنوّعات‬ ‫المتالحقة في تكوين تلك الدولة‪.‬‬ ‫أمّا الفص��ل الثالث «الفصل بين الس��لطات‪:‬‬ ‫حك��م القان��ون أم حك��م الدول��ة»‪ ،‬فيعرض‬ ‫مط��و ً‬ ‫ال للفص��ل بي��ن الس��لطات وتعاونه��ا‬ ‫بوصف��ه أس��اس الدول��ة الحديث��ة وتناقض‬ ‫المفهوم مع النموذج اإلسالمي للحكم والذي‬ ‫ال يلح��ظ أي فصل بين الس��لطات الثالث مما‬ ‫يش��كل تباين�� ًا واضح��ًا بي��ن النموذجين من‬ ‫ناحية الشكل والمضمون‪.‬‬ ‫الفص��ل الراب��ع «القانون��ي والسياس��ي‬ ‫ً‬ ‫ثانية استحالة المواءمة بين‬ ‫واألخالقي» يؤكد‬ ‫نموذجي الحكم الخت�لاف المفهوم األخالقي‬ ‫للدول��ة الحديث��ة والحك��م اإلس�لامي‪ ،‬ويرى‬ ‫الفصل الخامس «الذات السياسية والتقنيات‬ ‫أن الدول��ة القومية‬ ‫األخالقي��ة ل��دى ال��ذات» ّ‬ ‫الحديث��ة والحك��م اإلس�لامي يمي�لان إل��ى‬

‫قراءة في كتاب‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪17‬‬


‫اندساسية‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪18‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫من مذكرات أحمد سويدان‬

‫‪1992 / 3 / 1‬‬

‫التحق بنا هذا النهار المدعو زياد الفيل‪ ،‬وهو‬ ‫معتقل من��ذ عام الـ ‪ .89‬وق��د اعتُقل يومها‬ ‫م��ع فتاتي��ن ش��قيقتين خرجت��ا بعد س��بعة‬ ‫ش��هور هما فريال وتاجي��ة جرعتلي‪ ،‬وبقي‬ ‫هو في فرع فلس��طين‪ ،‬وقبل شهرين نُقل‬ ‫إلى فرع التحقيق العسكري‪ .‬يقول إن مهاجع‬ ‫الفرع غير مزدحمة‪ .‬وقد أُفرغت تقريب ًا أثناء‬ ‫اإلفراجات األخي��رة التي تمت في كانون أول‬ ‫الماض��ي‪ .‬وقد اعتقل معه ش��خص واحد ما‬ ‫لب��ث أن هرب بتهم��ة محاول��ة اتصاالت من‬ ‫أجل تنظيم يعود إلى «البعث الديمقراطي»‪.‬‬ ‫س��ألته هل جئت وحدك؟‪ ..‬فأجاب أن ضابط ًا‬ ‫فلس��طينياً ين��وف عم��ره على الس��تين جاء‬ ‫معه اس��مه الحركي «أبو طعان» وهو برتبة‬ ‫عقي��د‪ .‬وكان قائ��داً لق��وات الكفاح المس��لح‬ ‫الفلس��طيني ف��ي لبن��ان وهو معتق��ل منذ‬ ‫تشرين الثاني عام ‪ .1983‬وكان في الزنزانة‬ ‫منذ ذلك التاريخ حتى اآلن‪ .‬س��ألته هل معه‬ ‫من أحد؟ أجاب‪ :‬هناك عقيد آخر اس��مه راجي‬ ‫النجمي وهو مس��ؤول األم��ن في حركة فتح‬ ‫اعتق��ل في عام ‪ 1986‬وموج��ود في المهجع‬ ‫رقم ‪ 4‬بفرع التحقيق‪ .‬وهناك كذلك المقدم‬ ‫عرف��ات كوي��ك كان مس��ؤو ً‬ ‫ال ع��ن العالقات‬ ‫العس��كرية والتوجي��ه العس��كري ف��ي فتح‪،‬‬ ‫ومعتق��ل كذل��ك ف��ي ع��ام ‪ .1986‬وأظن��ه‬ ‫موجود في مهجع آخر الـخامس أو السادس‪.‬‬ ‫التقيت بيحيى الخطيب الرائد الفتحاوي فأكد‬ ‫أن األخيري��ن اعتقال ف��ي حملته‪ .‬وأن الجميع‬ ‫س��يخلى س��بيلهم ف��ي ش��هر آذار‪ .‬وج��اءت‬ ‫زوجته في زيارة‪ ،‬وزيارته عن طريق رئيس‬ ‫األم��ن العس��كري‪ .‬وطمأنت��ه زوجت��ه‪ ،‬التي‬ ‫جاءت ِب َكرْتِ زيارة من عند اللواء بالذات‪ ،‬أنه‬ ‫سيخلى س��بيله في الثالث عش��ر من الشهر‬ ‫الحالي‪ .‬كذلك نقل زياد عن لس��ان الضابط‬ ‫الحاي��ك الموج��ود ف��ي مرك��ز التحقيق في‬ ‫مكتب اللواء أنهم يرتبون أضابير المعتقلين‬ ‫الذين س��يخلى س��بيلهم ف��ي هذا الش��هر‪.‬‬ ‫كذل��ك هنّأت بالزي��ارة المدعو أي��وب غيث‪،‬‬ ‫وهو فلس��طيني من مخيم النيرب في حلب‪.‬‬ ‫مس��جون منذ ع��ام ‪ 1982‬ش��باط بتهمة أنه‬ ‫يعمل لصالح فت��ح‪ ،‬ولصالح العراق «الجبهة‬ ‫العربية» وقد قبض عليه في بيروت‪.‬‬ ‫وجرى حديث بيني وبين الشاب خالد الحسن‪.‬‬ ‫موالي��د ‪ 68‬وه��و من وطا البس��طة وينتمي‬ ‫لفت��ح‪ ،‬ومته��م باالنتم��اء للجبه��ة العربي��ة‬ ‫ومعتق��ل منذ ع��ام ‪ .1988‬له أخ قت��ل أثناء‬ ‫االجتياح‪ ،‬وآخر معوق‪ ،‬وثالث في البيت يعيل‬ ‫الوال��دة‪ .‬وال��ده كان يعم��ل ف��ي «األونروا»‬ ‫توفي منذ ثمانية أشهر‪.‬‬

‫‪1992 / 3 / 2‬‬

‫ألحادي��ث زي��اد الفي��ل نكهة خاصة بس��بب‬ ‫تواج��ده عل��ى الس��احة حتى بع��د منتصف‬ ‫عام ‪ ،1989‬وبما أن��ه مهتم‪ ،‬فيروي‪ ،‬ويروي‬ ‫أن الص��راع القدي��م بين الش��قيق‪ ،‬وأجهزة‬ ‫األمن والجيش‪ ،‬وتحدياته لها‪ ،‬انقلبت ‪ -‬بعد‬ ‫أن ّ‬ ‫حطت الرحال بالش��قيق في قلب مافيات‬ ‫أورب��ا ‪ -‬إل��ى ص��راع بي��ن االبن وقم��ة هذه‬ ‫األجه��زة‪ .‬واالبن مس��ؤول عن لواء أساس��ي‬ ‫في ألوية الحرس الجمهوري‪ .‬وعندما نسأله‬

‫عن أس��باب اعتق��ال الرفيقة تاجي��ة فيقول‬ ‫إن اب��ن عيد العيد المتواجد حالي ًا في س��جن‬ ‫ع��درا‪ ،‬وم��درس الفلس��فة‪ ،‬والمعتق��ل منذ‬ ‫خري��ف الـ ‪ 81‬هو الذي وش��ى ألح��د عناصر‬ ‫األم��ن م��ن بلدت��ه أن فت��اة أعطتن��ا دراهم‬ ‫كثيرة‪ ،‬فاش��ترت ل��ي أمي ثياب�� ًا جديدة (أمه‬ ‫مدرس��ة أدب فرنس��ي) وهذا االبن يبدو أنه‬ ‫غير مبال وأمه لم تسمع بذلك‪ .‬فرشاه األمن‬ ‫أو وع��دوه‪ .‬ويبدو أن االبن ليس مواظب ًا على‬ ‫الدراس��ة فوعد األمن بإخبارهم عندما تأتي‬ ‫في رأس الشهر القادم‪ .‬وفع ً‬ ‫ال جاءت‪.‬‬ ‫أساس المعلومات هو الرفيق محمود بيضون‬ ‫أمين القط��ر اللبناني بعد ع��ام ‪ .1970‬وقد‬ ‫اختطف من لبنان ع��ام الـ ‪ ،71‬ثم أفرج عنه‬ ‫ف��ي النصف األول من كان��ون األول عام ‪91‬‬ ‫في ف��رع التحقيق‪ .‬على ما يبدو دردش معه‬ ‫ضباط التحقيق‪ ،‬وس��ألوه عن س��جن المزة‪.‬‬ ‫فتكل��م لهم عما يجري من س��رقة الزيارات‪،‬‬ ‫وسرقة المساجين‪ ،‬وابتزاز الناس‪ ،‬وإلخ‪ ..‬لم‬ ‫يصدق��وه‪ .‬وطلبوا منه تقري��راً فكتب إليهم‬ ‫تفصي ً‬ ‫ال عما يجري‪ .‬وبدقة عن مدير السجن‪،‬‬ ‫ودخله الش��هري من س��رقة كل المساجين‪،‬‬ ‫وسرقة المواد‪ ،‬والثياب‪ ،‬والمبالغ التي يحملها‬ ‫األه��ل من اللبنانيين والفلس��طينيين‪ ،‬ومن‬ ‫الس��وريين‪ ،‬ولك��ن بدرج��ة أخ��ف‪ .‬وعن دور‬ ‫المس��اعدين أبو رام��ز وبديع‪ .‬وم��ا إن ذهب‬ ‫محمود بيضون إلى أهله ينعم بالحرية بعد‬ ‫عش��رين عام ًا‪ .‬حتى اعتقل المساعدان‪ .‬وبدأ‬ ‫الض��رب المب��رح‪ ،‬والدوالي��ب تنه��ال عليهما‬ ‫حت��ى اعترف��ا أنهم��ا متفقان عل��ى تحصيل‬ ‫مبلغ ‪ 200‬ألف ل‪ .‬س شهري ًا يعطيانها لمدير‬ ‫الس��جن‪ .‬وأحياناً يتنازل ويخفض المبلغ إلى‬ ‫‪ 50‬ألف‪« ،‬ويش��فطان ما تيسر لهما‪ .‬صادرت‬ ‫الدولة بنا ًء من طابقي��ن لبهجت صالح جوار‬ ‫السجن‪ ،‬وجعلته سكناً لكل مدير سجن‪ ..‬هذا‬ ‫هو التصرف الوحيد مع مدير الس��جن‪ .‬وتمّ‬ ‫نقل��ه إلى س��لك الش��رطة‪ .‬أما المس��اعدان‬ ‫فس��يقدمان إل��ى المحاكمة العس��كرية بعد‬ ‫ع��دة أيام‪ .‬ويُق��ال إن ث��روة كل واحد منهما‬ ‫مئات األلوف مع العقارات‪ .‬ا ثروة الثعلب آكل‬ ‫البي��ض‪ ،‬والدج��اج‪ ،‬ولحّ��اس الطناجر (وهو‬ ‫ضاب��ط رك��ن) فثروت��ه أقل م��ن أي ضابط‬ ‫برتبته ويعم��ل بجهاز المخاب��رات‪ .‬لصوص‬ ‫يأكلون لصوص‪.‬‬

‫مل نعد ن�شبه حقائبنا‬ ‫املدر�سية‬ ‫خوشمان قادو‬ ‫لم يمتل��ك أي أحدٍ منّا صمت��ًا يجعله قادراً‬ ‫ً‬ ‫صدفة حملنا‬ ‫عل��ى حمل الماء بي��ن راحتيه‪،‬‬ ‫مهل‪ٍّ ،‬‬ ‫لكل سالحه‬ ‫السالح وبدأنا نبردهُ على ٍ‬ ‫األني��ق‪ ،‬نضع��هُ تح��ت وس��ائدنا الخريفية‬ ‫ونعدّ الرصاصات سرّاً‪ ،‬ونعدّ معها أصابعنا‬ ‫ُ‬ ‫نحمل قلوبنا الصغيرة‬ ‫الرطبة‪ ،‬في الصباح‬ ‫حريق نش��ب‬ ‫نحو‬ ‫س��ة‬ ‫ونخطو بأقدام متك ّل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫توّاً‪ ،‬نُسخّن حراب أس��لحتنا ونكوي الندب‬ ‫المرسومة على الجدران‪.‬‬ ‫كبرن��ا بس��رعة‪ ،‬أو ربم��ا ل��م نكب��ر به��ذه‬ ‫الس��رعة‪ ،‬ربما الوطن بات صغيراً ولم يعدّ‬ ‫يقاس بصراخنا في مسيرات مضت (مرحلة‬ ‫سوريا الصمود والتصدي!) عن مدى قدرتنا‬ ‫عل��ى التضحية ألجله‪ ،‬تلك الش��عارات التي‬ ‫ل��م نفهمه��ا يوم��ًا‪ .‬لم نك��ن ندرك ش��يئاً‪،‬‬ ‫كنّ��ا نحب الص��راخ والهتاف‪ ،‬ال ف��رق عندنا‬ ‫لم��ن نهتف أو لماذا نص��رخ‪ ،‬كان يهمّنا في‬ ‫تل��ك اللحظ��ة –فق��ط‪ -‬أن نثي��ر حمية كل‬ ‫من يعتل��ي المنص��ة‪ ،‬على األخ��ص‪ ،‬الذي‬ ‫يستقبل أرتالنا (يهزّ رأسه مع المايكرفون)‬ ‫وهو يمتدح قوة صوتنا‪.‬‬ ‫ظ�لال تل��ك المش��اعل واألعالم الت��ي كنّا‬ ‫نرفعها‪ ،‬صغاراً‪ ،‬باتت تشبه األسلحة كثيراً‪،‬‬ ‫إل��ى درجةٍ غدت ق��ادرة على قت��ل كل من‬ ‫يش��كّ في ش��حوب وجه م��ن يرفعها‪ ،‬هل‬ ‫فع� ً‬ ‫لا الخفافيش كانت تنهش من مالمحنا‪،‬‬ ‫دون أن نعيره��ا أي اهتم��ام‪ ،‬بحج��ة أنن��ا‬ ‫الوحيدون الذين اس��تطاعوا أن يبصروا في‬ ‫النهار‪ ،‬ربما! ال سيما حين كنّا نغفو في قعر‬ ‫فناجين القهوة‪.‬‬ ‫كنّا نطلي كل ش��يء‪ ،‬نياماً‪ ،‬بألوانٍ لم أدر‬ ‫م��ن فرضه��ا علينا‪ ،‬اش��تهاؤنا له��ا لم يكن‬ ‫عل��ى قدر اش��تهائها لنا‪ ،‬مع ذلك اس��تطعنا‬ ‫أن نش��تهي غيره��ا‪ ،‬ما أش��هانا ف��ي اختيار‬ ‫األلوان! وما أكثر الملوّنين والرس��امين في‬ ‫هذا الوطن المنتفخ مثل بالونٍ يسعى إلى‬ ‫أطفال يغريهم حجمه المكتنز‪.‬‬ ‫التقاطها‬ ‫ٍ‬ ‫طواحي��نٌ تحتم��ي بمظ�لاتٍ مصنوع��ة‬ ‫م��ن القص��ب‪ ،‬بلطفٍ ترس��م طوف��ان من‬ ‫س��نونواتٍ تطي��ر بجناح واح��دٍ‪ ،‬ال أدري إن‬ ‫رأى أح��دٌ منّ��ا ش��يئاً كه��ذا في حلم��ه‪ ،‬وال‬ ‫أدري إن كان ّ‬ ‫كل م��ا يحدث اآلن ليس حلماً‪،‬‬ ‫م��ا يجعلني متيقن��ًا من حقيقة م��ا يجري‪،‬‬ ‫أنني ال أستطيع أن أصافح وأقبّل أو أحضن‬ ‫أصدقاء كثر ّ‬ ‫ش��كوا في شحوب تلك الوجوه‬ ‫ألشخاص ال‬ ‫مُنحت‬ ‫أوس��مةٍ‬ ‫المحفورة على‬ ‫ٍ‬ ‫يزالون يحبّون الصراخ والهتاف‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ضحك��ة وغم��ازة ُقطف��ت م��ن‬ ‫ل��كل منّ��ا‬ ‫وجوهن��ا حين كنّ��ا نفدي م��ن نرفع صوره‬ ‫قبالة الش��مس بالروح وال��دم‪ ،‬حتى بعد أن‬ ‫تغيّر اللباس الرس��مي للمدارس لم يخطر‬ ‫ف��ي بالنا كم نش��تهي األلوان حتى لو كانت‬ ‫باهت��ة أو قاتمة‪ٌّ .‬‬ ‫كل يحت��اج إلى أن يضمّد‬ ‫نبضه بهدوء‪ ،‬دون أن يتس�� ّلل إلى صمتٍ أو‬ ‫جرح يتيم‪.‬‬ ‫صدفةٍ تتسع مثل ٍ‬


‫امليادين تلقننا الدر�س ونحن بالزمرية نغرد‬ ‫وسام طباع‬

‫عدسة سوريتنا‬

‫ألمح��ت إل��ى إمكاني��ة ش��طب جملة اس��قاط‬ ‫النظام م��ن ميثاقها ال��ذي ال يطيقه أحد‪ ،‬وال‬ ‫حتى الرابطة نفس��ها‪ ،‬علماً أن بقاء الجملة ال‬ ‫يعني بالضرورة اس��قاط النظام وش��طبها ال‬ ‫يعني بقاءه إلى األبد‪ ،‬وعلم ًا أن فكرة شطبها‬ ‫حقق��ت للميثاق ش��هرة كبيرة إذ م��ا كان أحد‬ ‫سمع به لوال شراسة التخوين التي هوجم بها‬ ‫الميثاق حين اقترح أحدهم شطب جملة منه‪.‬‬ ‫بذات المنطق‪ ،‬هل الزميرة من الميثاق‪ ،‬وهل‬ ‫الميادي��ن تعرف أي ميثاق‪ ،‬ع��ن الثانية نقول‬ ‫نعم لها ميثاق تمضي به وتحترمه وتلتزم به‬ ‫حتى لو كتبه الشيطان‪ ،‬لكن هذا جوهر األمر‪،‬‬ ‫التزام��ك بم��ا تعهدت ب��ه‪ ،‬فيما نحن س��نخط‬ ‫المواثيق والمجالس واالئتالفات ولن نتذكرها‬ ‫بع��د أن نرف��ع األقالم عنه��ا‪ ،‬بل ربم��ا ونحن‬ ‫نوقع عليها لن نكون منتبهين لما نوقع عليه‪.‬‬ ‫بالع��ودة ل��ـ» حلمهم المس��روق»‪ ،‬لم يخطئ‬ ‫المش��اركون الش��بان في��ه إال إذ اعتبرن��ا أن‬ ‫حس��ن النية منهم خطأ‪ ،‬نصفهم على األقل‬ ‫كان صادق��ًا ف��ي رغبت��ه في تبي��ان الحقيقة‬ ‫وتوثيق ما جرى‪ ،‬فيما من الممكن الش��ك في‬ ‫أن بعضهم قدر الموقف في غير محله إذ ظن‬ ‫أن��ه قادر على اختصار تجرية ش��باب س��وريا‬ ‫بنفسه أو تجربته‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬

‫نجح��ت الميادين أم��ام جمهورها ف��ي تعزيز‬ ‫رواية النظام التي أضيف إليها أن الس��لميين‬ ‫في الثورة هم رواد حانات هاربون ويائس��ون‬ ‫ونادم��ون‪ ،‬ف��ي ذات الوقت كان��ت القناة التي‬ ‫م��ن المفت��رض أنه��ا أكث��ر وس��يلة إعالمية‬ ‫عربي��ة تس��اند الث��ورة «الجزيرة» منش��غلة‬ ‫ببث تقرير عن هاش��تاغ «حسن زميرة» الذي‬ ‫انتش��ر عبر مواقع التواصل االجتماعي خالل‬ ‫األس��بوع المنصرم‪ ،‬من دون أن تخبرنا القناة‬ ‫أو مطلق��و الهاش��تاغ‪ ،‬كي��ف تفي��د الش��تيمة‬ ‫المبتك��رة ف��ي الحد من المأس��اة ف��ي البالد‪،‬‬ ‫وكيف للغو ق��د يُقبل من مراهقين يفرحون‬ ‫بموق��ع مث��ل تويتر‪ ،‬أن يتحول لخبر رئيس��ي‬ ‫في وس��ائل إعالم مثل القناة القطرية وقناة‬ ‫أورينت الس��ورية وعش��رات المواقع السورية‬ ‫المعارضة التي تنافس��ت عل��ى مالحقة أخبار‬ ‫الهاشتاغ‪ ،‬الذي مما ال شك فيه أنه حصد آالف‬ ‫الاليكات عب��ر الصفحات الش��خصية والعامة‬ ‫لناش��طين وصحفيي��ن يعمل��ون ف��ي إع�لام‬ ‫الثورة‪ ،‬لكن هل حقاً أثر في أحد غير مطلقيه‬ ‫الذين ظنوا أنهم حققوا المعجزات؟‪.‬‬ ‫ردت بيسان أبو حامد على بعض «االنتقادات»‬ ‫الت��ي وردتها حول فيلمه��ا الوثائقي «حلمهم‬ ‫المس��روق» الذي بدا واضح��اً أنه أثار حفيظة‬ ‫مؤيدي النظ��ام ومتابعي قنوات «المقاومة» ـ‬ ‫وه��ذا الوصف ورد في بيانه��ا ـ أبو حامد التي‬ ‫ع��ددت مجموعة من النقاط ف��ي البيان على‬ ‫صفحته��ا الش��خصية لم تتط��رق للفضيحة‬

‫الخاص��ة باجتزائه��ا لمقاط��ع م��ن مقابالتها‬ ‫م��ع الضيوف تحت ذريع��ة أن القناة لن تكون‬ ‫منبراً لمهاجمة «الجيش والمقاومة» بحس��ب‬ ‫تعبيره��ا‪ ،‬بل زادت عليه بأن أظهرت موقفًا ال‬ ‫شك أنها أخفته عن الشبان الستة المشاركين‬ ‫في الفيلم أثناء االعداد‪ ،‬فقالت أنها تقف «مع‬ ‫الدولة والسيد الرئيس»‪ ،‬فيما لم تتطرق في‬ ‫بيانها للرد على االنتقادات التي طالت فيلمها‬ ‫من مقبل معارضين سوريين‪.‬‬ ‫وفيم��ا كان يج��ب أن يق��رأ الناش��طون‬ ‫واإلعالميون في معس��كر الثورة والمعارضة‬ ‫بش��كل مختلف م��ا فعلت��ه القن��اة‪ ،‬انصرفوا‬ ‫للهجوم على أبطال الفيلم الذين بدا كالمهم‬ ‫مجتزأ ومنق��وص بفعل علميات المونتاج في‬ ‫القن��اة‪ ،‬إذ كيف يعقل أن يظهر نائل الحريري‬ ‫مع عائلت��ه في الفيلم وال يتح��دث أحد منهم‬ ‫ع��ن ش��قيقه اب��ن ‪ 19‬ع��ام والمعتق��ل منذ‬ ‫عامين ل��دى النظ��ام؟ االجتزاء كش��فه أيضًا‬ ‫فراس الش��اطر ال��ذي كان يمتلك التس��جيل‬ ‫الكامل للق��اء معه والذي أجري عبر س��كايب‬ ‫من ألمانيا‪.‬‬ ‫بع��د كل تل��ك الح��االت المش��ابهة لتعاطين��ا‬ ‫الس��ريع م��ع حال��ة الفيل��م‪ ،‬نج��د بينن��ا من‬ ‫يرف��ض االعت��راف بحجم تمك��ن النظام من‬ ‫تس��جيل أه��داف ف��ي مرمان��ا فيما ننش��غل‬ ‫ببعضنا عس��كرياً وسياسياً‪ ،‬واألدهى واألكثر‬ ‫ألم ًا‪ ،‬إعالمي ًا‪ ،‬ففي ذات التوقيت بدأت عمليات‬ ‫التخوي��ن تط��ال رابط��ة الصحفيي��ن ألنه��ا‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫كاريكاتير الفنان سامر الخليلي‬ ‫للمرا�سالت والتوا�صل مع هيئة التحرير ‪s our iat na @ g m a i l . c o m‬‬

‫‪19‬‬


‫رصيف سوريتنا‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )179‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪20‬‬

‫�أدباء �سوريون يفوزون‬ ‫بجوائز يف م�سابقة‬ ‫ال�شارقة للإبداع العربي‬

‫أعلنت دائرة ال ّثقافة واإلعالم بحكومة الشّارقة في‬ ‫دولة اإلمارات العربيّة المتّحدة عن أسماء الفائزين‬ ‫بجائ��زة ال��دّورة الثامن��ة عش��رة لجائزة الش��ارقة‬ ‫لإلبداع العربي‪ ،‬والتي تخصُّ المخطوطات المعدّة‬ ‫لإلصدار األوّل للكاتب‪.‬‬ ‫وحص��ل االسّ��وري "أيم��ن س��ليمان األحم��د" على‬ ‫المرك��ز األول ف��ي مج��ال القص��ة ع��ن مجموعته‬ ‫"أنث��ى الم��اء"‪ ،‬بينم��ا نال��ت الس��ورية رام��ة محمد‬ ‫عي��ان بالمرك��ز األول ف��ي جائ��زة أدب األطفال عن‬ ‫مجموعتها "الشجرة الباكية وقصص أخرى"‪.‬‬ ‫وف��ي مجال المس��رح ف��از "حس��ام رش��اد األحمد"‬ ‫المرتب��ة الثانية عن مس��رحيته "بارانويا"‪ ،‬في حين‬ ‫حص��ل "مصع��ب يوس��ف بيروتي��ه" عل��ى المرتبة‬ ‫ُ‬ ‫الثالثة في مجال الش��عر عن مجموعته ُ‬ ‫أراوغ‬ ‫"كنتُ‬ ‫ِّ‬ ‫ظلي"‪.‬‬ ‫كم��ا نوهت لج��ان التحكي��م بنتاج عدد م��ن األدباء‬ ‫الس��وريين حي��ث نوه��ت لجن��ة تحكي��م الش��عر‬ ‫بمجموع��ة “لن تحمله” للش��اعر محم��د أمين بكرو‬ ‫ولجنة تحكي��م القصة القصي��رة بمجموعة “هدايا‬ ‫البح��ر للغريق” لن��ورس إبراهيم عل��ي وفي مجال‬ ‫أدب األطفال نوهت اللجنة بمجموعة “لعبة النظارة”‬ ‫لحمد محمد اإلسماعيل‪.‬‬ ‫وخ�لال مؤتم��ر الصحف��ي ق��ال عبداهلل ب��ن محمد‬ ‫العوي��س رئي��س الدائ��رة الثقاف��ة ف��ي حكوم��ة‬ ‫الش��ارقة "الجائزة تهتم بالش��باب المبدع في كافة‬ ‫الحقول‪ ،‬واستقطبت أكثر من ‪ 300‬مشارك‪ ،‬وسيتم‬ ‫ف��ى نهاية نيس��ان الق��ادم االطالع عل��ى تجاربهم‬ ‫ومش��اركاتهم ضمن حفل للجائزة يتم فيه تكريم‬ ‫الفائزين"‪.‬‬ ‫واختت��م العوي��س "أن الجائ��زة موجه��ة للش��باب‬ ‫العرب��ي التى تعن��ى باإلص��دار األول‪ ،‬وجاءت مصر‬ ‫بالمرتب��ة األول��ى ف��ى ع��دد المش��اركات‪ ،‬تلته��ا‬ ‫س��وريا‪ ،‬الجزائ��ر‪ ،‬المغرب‪ ،‬الع��راق‪ ،‬اليمن‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫السعودية‪ ،‬الس��ودان‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬تونس‪ ،‬موريتانيا‪،‬‬ ‫ليبيا‪ ،‬البحرين‪ ،‬فلس��طين‪ ،‬س��لطنة عم��ان‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫الصومال"‪.‬‬ ‫وس��وف يت��م تتوي��ج الفائزين ف��ي نيس��ان القادم‬ ‫ضمن حفل يش��ارك فيه فائزون في دورات سابقة‬ ‫كمب��ادرة خالق��ة م��ن أمانة الجائ��زة‪ ،‬للتع��رف إلى‬ ‫البن��اءات األدبية التي حققه��ا الفائزون في حياتهم‬ ‫والتراكم��ات الفكري��ة الت��ي ش��كلتها الجائ��زة في‬ ‫مسيرتهم ودعم لهم وللفائزين في الدورة الجديدة‬ ‫نحو مزيد من التالقي الفكري‪.‬‬ ‫يذكر أن جائزة الش��ارقة لإلب��داع العربي تعتبر من‬ ‫أهم الجوائز العربية السنوية فى مجاالت‪" :‬الشعر‪،‬‬ ‫القص��ة‪ ،‬الرواي��ة‪ ،‬المس��رح‪ ،‬أدب الطف��ل‪ ،‬النق��د‬ ‫األدبى"‪.‬‬

‫�إ�شارة مرور‬ ‫يوسف العبدهلل‬

‫تقرير تا�سع عن �سوريا‬ ‫التسريبات اإلعالمية عن القوائم اإلسمية التي تعدها األمم المتحدة لمرتكبي‬ ‫جرائم الحرب في سوريا ال تشي بجديد‪.‬‬ ‫فبحسب ما تم تداوله في تلك التسريبات ستضم القائمة الجديدة قادة وحدات‬ ‫الجي��ش واألمن‪ ،‬وم��ن بينهم رؤس��اء مراك��ز االعتقال وغيرهم م��ن األفراد‬ ‫العاملين لدى النظام ومؤيديه‪ ،‬وقادة الجماعات المس��لحة غير الحكومية‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك ما يسمى" أمراء الجماعات المتطرفة"‪.‬‬ ‫لن يكون هناك شيء جديد من كشف األسماء فسوابق اللجان األممية بالوضع‬ ‫في س��وريا لم تكن على مس��توى المأس��اة ولم توجه أصابع االتهام يوماً إلى‬ ‫القتلة والمحرضين الحقيقين على القتل‪.‬‬ ‫وحادثة الكيماوي في الغوطة وعش��رات الحاالت المماثلة أكبر مثال على ذلك‬ ‫فالتقارير الس��ابقة وهذا التقرير التاسع كلها متش��ابهة‪" :‬األدلة التي جمعتها‬ ‫اللجنة تؤكد أن األس��لحة الكيماوية المتضمنة غاز الس��ارين التي اس��تخدمت‬ ‫في خان العس��ل (في حلب) والغوطة (ش��رق دمش��ق) تؤكد أنها من المخزون‬ ‫الكيم��اوي الذي تملك��ه الق��وات الحكومية"‪ ،‬رغ��م ذلك فاللجنة إل��ى اآلن لم‬ ‫تحصل على أدلة عمن اس��تخدم هذه األس��لحة"‪" .‬عبوات الس��ارين ألقيت من‬ ‫المروحيات الحكومية‪ ،‬لكن اللجنة ال تعلم األفراد الذين ألقوها"‪ .‬أي أن اللجنة‬ ‫التتهم إلى اآلن النظام بجريمة الكيماوي‪.‬‬ ‫وس��واء رفع��ت تلك اللجنة الس��رية عن أس��ماء القتل��ة أم لم ترف��ع فهي لن‬ ‫تؤثر بش��يء مالم تش��ر إلى القتلة الحقيقيين بشار األسد ونصر اهلل وقاسم‬ ‫سليماني وملحقاتهم اإليرانية والعراقية‪.‬‬

‫�أطول عنوان "�صحفي" يف العامل‬ ‫"ف��رض طوق على البؤر اإلرهابية التي تعتدي على األهالي في مدينة حلب‪،‬‬ ‫بواس��ل حماة الديار يبسطون س��يطرتهم على مناطق دير الزيتون كفرتونة‬ ‫وباش��كوي وت��ل مصيبي��ن وحردتنين ورتيان وع��دة كتل وأبني��ة في جمعية‬ ‫الزه��راء واس��تهداف أوكار وتجمعات المرتزقة في كارفور والمالح وكاس��تيلو‬ ‫وبني زيد وكفر حمرا وحريتان وعندان وحيان ومعرسة الخان وبيانون وسوق‬ ‫الجبس والراشدين واألتارب ومنطقة أبو الضهور"‪.‬‬ ‫عزي��زي القارئ هذه ال��ـ‪ 57‬كلمة التي قرأتها أعاله ه��ي عنوان مادة صحفية‬ ‫لجريدة الجماهير الحلبية‪.‬‬ ‫ويليه في الترتيب العالمي بالطول عنوان أخر من ذات الصحيفة‪:‬‬ ‫"مطال��ب متنوع��ة في خت��ام المؤتم��رات الش��بيبية‪ ..‬تأهي��ل الش��باب عملياً‬ ‫ليؤمن��وا مص��ادر دخل لهم‪ ..‬زيادة عدد المقبولين ف��ي الجامعة من الناجحين‬ ‫في الثانويات الصناعية‪ ..‬تأمين كت��ب للمدارس المهنية‪ ..‬تكثيف المحاضرات‬ ‫الفكري��ة واألدبي��ة والسياس��ية لزي��ادة الوعي‪ ..‬إع��ادة إحياء مش��روع القرية‬ ‫الهدف"‪.‬‬ ‫حقيقة ال تعليق‪..‬‬

‫�صوت الريموك املحا�صر‬ ‫يس��تعد ش��باب داخل مخيم اليرموك المحاصر بجنوب دمش��ق إلطالق إذاعة‬ ‫إلكترونية تغطي ش��ؤون المخيم السياس��ية واالجتماعية واالنسانية‪ ،‬وحملت‬ ‫اإلذاع��ة الجدي��دة اس��م اليرموك ‪ 63‬وب��دأت حملته��ا الترويجية عل��ى مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫وق��ال القائم��ون عل��ى اإلذاعة أن الرق��م ‪ 63‬هو الرق��م الذي تب��دأ به جميع‬ ‫الهواتف األرضية في المخيم والتي ال تزال تعمل حتى اليوم بعد أكثر من عام‬ ‫م��ن الحصار‪ ،‬وقد حمل اس��م االذاعة هذا الرقم للتفري��ق بينها وبين إذاعات‬ ‫أردنية وفلسطينية تحمل اسم اليرموك‪.‬‬ ‫اإلذاعة الجديدة ‪ -‬بحس��ب القائمين عليها ‪ -‬س��تنقل أخبار المدنيين العالقين‬ ‫ف��ي الحص��ار المفروض على اليرموك‪ ،‬وس��تنقل أخبارها من داخل اس��تديو‬ ‫خاص ف��ي المخيم عبر االنترنت‪ ،‬فيما س��تخصص برنامج ًا مش��ابهاً لما كان‬ ‫يس��تخدمه الفلس��طينيون عام ‪ 48‬من رس��ائل إذاعية توجه للمفقودين من‬ ‫ذويهم في المخيم وخارجه‪ ،‬كما س��تخصص فقرات خاصة بالنشاطات الفنية‬ ‫والثقافية التي تنشط في المخيم اليوم‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.