Souriatna 180

Page 1

‫السنة الرابعة | العدد ‪ 1 | 180‬آذار ‪2015‬‬

‫الجرس ! !‬

‫‪www.souriatnapress.net‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com‬‬

‫�إىل بريد �سوريتنا و�صلت هذه ال�شكوى �ص ‪5‬‬ ‫يف البداية‬

‫أسبوعية‬

‫تحكم األقارب‬ ‫أيتام سوريا بين ّ‬ ‫وأجندة المتب ّرعين‬

‫سراقب‪ ،‬القبضات الالسلكية للهرب من‬ ‫الموت والتواصل االجتماعي‬

‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫حماة تنتخب رئيس ًا لمجلس محافظتها‬ ‫والتمويل الذاتي طموح المجلس الجديد‬

‫الحسكة‪ ..‬استمرار التكرير البدائي‬ ‫ومغامرة بالصحة العامة‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬

‫النظام يمنع الذهاب وداعش تمنع اإلياب‬ ‫ودير الزور تتأرجح بينهما‬

‫«ب��صّ العصفورة» القول المصري الش��هير الذي‬ ‫يفي��د بني��ة أحدهم لفت نظ��رك ألم��ر ثانوي كي‬ ‫ال تنتب��ه ألمر أه��م‪ُ ،‬طبِّ��قَ بال أي اجته��اد خالل‬ ‫االس��بوع الماض��ي ف��ي مص��ر‪ ،‬ولم تك��ن الحاجة‬ ‫لجع��ل العصفورة نس��راً كبي��راً يعم��ي األبصار أو‬ ‫باش��قاً أس��طورياً يجعل المتابع ينسى كل ما حوله‬ ‫ويتابع تحليقه ك��ي ال ينتبه لما يجري على االرض‪،‬‬ ‫وكأنها سويس��را‪ ،‬وقفت مصر صفاً واحداً من أجل‬ ‫الكل��ب الذي قتل ف��ي القاهرة من قب��ل مجموعة‬ ‫من «البلطجية» وتح��دث اإلعالم المصري المتلفز‬ ‫لساعات عن المأساة التي عرفت باسم «كلب شارع‬ ‫اله��رم» لتغطى كافة التفاصي��ل الخاصة بالحادث‬ ‫الذي دأبت ذات الوس��ائل على تسميته بالوحشي‪،‬‬ ‫ف��ي ذات الوق��ت الذي تش��هد فيه الب�لاد تطبيق‬ ‫أح��كام إع��دام بحق متهمي��ن باالنتم��اء لإلخوان‬ ‫المسلمين ممارس��ات تنتهك فيها السلطة حقوق‬ ‫اإلنس��ان بش��كل يكاد ينافس ما عرفته مصر أيام‬ ‫حكم مبارك‪.‬‬ ‫العصفورة األكبر في العالم كانت فس��تاناً لم يبقَ‬ ‫أحد لم يش��ارك ف��ي نقاش ألوان��ه الحقيقة‪ ،‬اندلع‬ ‫النقاش لس��اعات وأيام حول ما ن��رى في الصورة‪،‬‬ ‫أسود أم ذهبي أم أزرق أم أبيض؟ وانتهت القضية‬ ‫الجدلي��ة علمي��اً بأننا ق��د نكون مصابي��ن بعمى‬ ‫األل��وان! وال نرى إال جانباً واح��داً من الحقيقة‪ ،‬بعد‬ ‫أن شارك في التحليل كل من هبّ ودبّ‪.‬‬ ‫بي��ن الكل��ب والفس��تان‪ ،‬كان��ت داع��ش تش��ير‬ ‫لعصفورتها كذلك‪ ،‬فتهدم آثار نينوى‪ ،‬أيضاً جبهة‬ ‫النص��رة تقتتل مع حرك��ة حزم‪ ،‬والجميع ينش��غل‬ ‫بما يريد له «المُش��ير» أن يرى‪ ،‬وينس��ى أن ينظر‬ ‫إل��ى حيث يقع الحدث‪ ،‬وم��ع النظرية التي تقول أن‬ ‫العال��م لم يعد مهتماً بس��وريا وال داع للربط بين‬ ‫كل حدثٍ في العالم وبي��ن البالد التي تقترب من‬ ‫عامها الخامس مما هي فيه‪.‬‬ ‫قد يص��ح أن ال حاجة لعصفورةٍ إلله��اء الجماهير‪،‬‬ ‫فه��ي حقاً تري��د أن ال ترى‪ ،‬وس��تخلق عصفوراً كي‬ ‫تتابع��ه بد ًال من متابعة ما يس��تحق المتابعة‪ ،‬وقد‬ ‫تكون جموع المصريين ترى فع ً‬ ‫ال أن الكلب القتيل‬ ‫أه��م من المئات من ضحايا حرية التعبير في البالد‬ ‫المصابة باإلخوان فوبيا‪.‬‬ ‫بالنسبة لسوريا فقد حولها العالم ببطيء إلى أزمة‬ ‫إنس��انية ال أكثر‪ ،‬أزمة تغص بالالجئين والجائعين‬ ‫في بالد كانت مكتفية ذاتياً وتحتل مرتبة متقدمة‬ ‫ف��ي األمن الغذائي على مس��توى العال��م‪ ،‬وقرر أن‬ ‫يخصص المزيد م��ن المس��اعدات الغذائية ألكثر‬ ‫من عشرة ماليين س��وري‪ ،‬وكأن البالد قد ضُربت‬ ‫ب��زالل أو بركان وليس بثورة على الطغيان تحولت‬ ‫إلى ساحة دولية لتصفية النزاعات التي ال تمت بأي‬ ‫شكل لقضية الس��وريين األولى‪ ،‬ليعطينا عصفورة‬ ‫جديدة نتابع تحليقها فوق رؤوس��نا التي ليس من‬ ‫المه��م أنها س��قطت ف��ي أي لحظ��ة برصاصة أو‬ ‫بالمساعدات‬ ‫سكين‪ ،‬لكن المهم أن تكون مشبعة‬ ‫‪1‬‬ ‫لحظة موتها‪.‬‬


‫حماة تنتخب رئي�س ًا ملجل�س حمافظتها‬ ‫والتمويل الذاتي طموح املجل�س اجلديد‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫سوريتنا ‪ -‬تركيا ‪ -‬الريحانية ‪ -‬ميس الحاج‬ ‫عق��د مجل��س محافظ��ة حم��اة مؤتم��ره‬ ‫االنتخاب��ي الع��ام يومي اﻷربع��اء والخميس‬ ‫ف��ي مدين��ة الريحاني��ة التركية‪ ،‬بمش��اركة‬ ‫المجال��س المحلي��ة للمناط��ق والبلدات في‬ ‫المحافظة ومنظمات المجتمع المدني العاملة‬ ‫في المحافظة‪ ،‬واختارت اللجنة الناخبة عالء‬ ‫حس��ين الموس��ى المرش��ح عن ري��ف حماة‬ ‫الش��مالي رئيس��ا لمجلس المحافظ��ة لمدة‬ ‫عام كامل‪ ،‬وحصل الموس��ى على ‪ 18‬صوت‬ ‫مقاب��ل ‪ 17‬لمنافس��ه كم��ال صوران��ي بعد‬ ‫التواف��ق عليهم��ا م��ن قبل أعض��اء مجلس‬ ‫المحافظة لخوض العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫وبيّ��ن رئيس المجلس الجديد لـ”س��وريتنا”‬ ‫أنه ينوي وضع خط��ة إلدارة أعمال المجلس‬ ‫بالتوافق والتش��اور مع أعضاء المجلس ومع‬ ‫نائبه‪ ،‬وأن أولويات العمل بالنسبة له تنحصر‬ ‫بإنص��اف المناطق المنكوبة‪ ،‬واﻷكثر تضررا‬ ‫ومساعدة سكانها‪ ،‬موضح ًا أنه لم يعد أهالي‬ ‫حماة وع��وداً كبيرة‪ ،‬وذلك حس��ب الميزانية‬ ‫المقدمة م��ن الحكومة‪ ،‬كما أبدى الموس��ى‬ ‫رغبته بإقامة مش��اريع ربحية إنتاجية تؤمن‬ ‫للمجل��س دعماً ذاتي�� ًا كالمش��اريع الزراعية‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫وحول العملية االنتخابية أش��ار الموسى إلى‬ ‫أهمية أن يشارك الجميع بالعملية االنتخابية‬ ‫ليصبح كل فرد قادر على اإلدالء بصوته في‬ ‫المس��تقبل‪ ،‬لكن في الوق��ت الحالي طريقة‬ ‫اللج��ان االنتخابي��ة المتبع��ة ه��ي أفضل ما‬ ‫يمكن ضمن الظروف الراهنة‪.‬‬ ‫وم��ن جه��ة أخ��رى‪ ،‬كم��ال صوران��ي وه��و‬ ‫مرش��ح ناف��س على رئاس��ة المجل��س قال‬ ‫لـ”س��وريتنا”‪“ :‬بالتأكيد أنا راض عن النتيجة‬ ‫وعن س��ير العملي��ة االنتخابية وع��ن اللجنة‬ ‫االنتخابية‪ ،‬ما حصل في هذه االنتخابات هو‬ ‫مثال للمنافسة الشريفة”‪.‬‬ ‫وحول سير العملية االنتخابية‪ ،‬بيّن خير اهلل‬ ‫غنوم رئيس اللجنة االنتخابية لـ”س��وريتنا”‪:‬‬

‫أن اللجن��ة أو اختيارها تتألف عادة من قضاة‬ ‫ذوي خب��رة وكفاءة‪ ،‬ا ويت��م ذلك عن طريف‬ ‫طل��ب وزارة االدارة المحلي��ة م��ن مجل��س‬ ‫القض��اء الس��وري الحر المس��تقل ترش��يح‬ ‫أولئك القضاة‪ ،‬وأضاف غنوم أن سير العملية‬ ‫االنتخابي��ة كان مرضي�� ًا ضم��ن اإلمكان��ات‬ ‫المتاحة‪.‬‬ ‫بالمقاب��ل‪ ،‬رأى حكم��ت األحم��د وه��و أح��د‬ ‫المدنيين الذين حض��روا المؤتمر االنتخابي‬ ‫أن هذه االنتخابات غير مقنعة‪ ،‬ونتيجتها غير‬ ‫عادلة بسبب علنية العملية االنتخابية‪ ،‬فهي‬ ‫تؤثر على قرار الناخبين‪ ،‬ش��دد األحمد على‬ ‫ضرورة أن تكون االنتخابات س��رية‪ ،‬لكن من‬ ‫الطبيعي أن نواجه عثرات في بداية الطريق‬ ‫نحو الديمقراطية حسب رأي األحمد‪.‬‬ ‫وب��دوره‪ ،‬أب��دى أحد أعض��اء المجلس مؤمن‬ ‫الحم��وي رض��اه ع��ن العملي��ة االنتخابي��ة‬ ‫ونتيجته��ا رغم بعض الخالفات التي حصلت‬ ‫حس��ب ما ذك��ر‪ ،‬والتي تع��ود إل��ى التنافس‬ ‫الش��ديد‪ ،‬وه��ي كله��ا تص��ب بخدم��ة البلد‬ ‫كنموذج صالح لكافة المحافظات الس��ورية‪،‬‬ ‫وجميع من ش��ارك بها هم من أبناء المناطق‬ ‫التي ال تخضع لس��يطرة النظام‪ ،‬وس��يعودن‬ ‫إلى سوريا للعمل فيها حسب ما أفاد الحموي‪.‬‬

‫ووص��ل م��ن مدينة حم��اة وقطاع��ات الريف‬ ‫‪ 168‬عض��و التمثي��ل بواقع ممث��ل واحد عن‬ ‫كل عش��رة آالف مواط��ن‪ ،‬وانتخ��ب ه��ؤالء‬ ‫اﻷعض��اء ‪ 35‬عضو يمثلون مجلس محافظة‬ ‫حماة‪ ،‬وانتخب منهم رئيس للمجلس‪ ،‬ونائب‬ ‫رئي��س وعش��رة أعض��اء مكت��ب تنفي��ذي‪،‬‬ ‫بشرط أن يكون الرئيس جامعي عمره فوق‬ ‫‪ 30‬عام‪.‬‬ ‫وحض��ر وزي��ر اإلدارة المحلية ف��ي الحكومة‬ ‫الس��ورية المؤقتة حس��ين البك��ري المؤتمر‬ ‫االنتخابي‪ ،‬وأوضح لـ”س��وريتنا”‪ :‬أن أولويات‬ ‫ال��وزارة حالي��ا ه��ي تش��كيل المجال��س‬ ‫المحلي��ة‪ ،‬والمس��اهمة ف��ي بن��اء هيكله��ا‬ ‫اإلداري والتنظيم��ي‪ ،‬وتمكي��ن المجال��س‪،‬‬ ‫وتدري��ب كوادرها حيث قامت الوزارة بتوقيع‬ ‫ع��دة تفاهمات م��ع منظمات تعن��ى بتدريب‬ ‫المجالس المحلية‪.‬‬ ‫أم��ا عن اآلية التي س��تعمل بها ال��وزارة في‬ ‫ظ��ل تعليق الدع��م‪ ،‬بين الوزي��ر أن الوزارة‬ ‫تتج��ه إلى اقامة مش��اريع تنموي��ة إنتاجية‪،‬‬ ‫تحق��ق دعم�� ًا ذاتي ًا‪ ،‬مؤك��داً أن الحكومة تمر‬ ‫حاليا بضائقة مالية‪ ،‬وع ّلق الوزير‪” :‬نأمل أن‬ ‫تحصل على الدعم في القريب العاجل”‪.‬‬

‫الن�صرة تنتزع الفوج ‪ 46‬من حركة حزم وع�شرات القتلى من الطرفني‬ ‫سوريتنا برس ‪ -‬حلب‬ ‫س��يطرت “جبهة النص��رة” يوم الس��بت على‬ ‫مق��ار لـ”حركة حزم”‪ ،‬أهمها الف��وج ‪ 46‬الذي‬ ‫تتخ��ذه الحرك��ة معس��كراً لها في ق��رب بلدة‬ ‫األتارب في ريف حلب الغربي بعد اش��تباكات‬ ‫دامية بين الطرفين‪.‬‬ ‫وتحدث ناش��طون عن مقتل أكثر من أربعين‬ ‫مقات� ً‬ ‫لا معظمه��م م��ن “حركة ح��زم”‪ ،‬خالل‬ ‫المع��ارك الت��ي دارت بي��ن الطرفي��ن ق��رب‬ ‫األت��ارب وري��ف المهندس��ين في ري��ف حلب‬ ‫الغربي‪ ،‬وذلك قبل أن ينسحب مقاتلو "حركة‬ ‫حزم"‪ ،‬باتجاه األتارب‪.‬‬ ‫وكان��ت “جبهة النصرة” أص��درت بياناً اتهمت‬ ‫فيه “حركة حزم” باختطاف عدد من قيادييها‬ ‫ومقاتليها‪ ،‬وبتحريض “ح��زم” مقاتليها على‬ ‫قتال “جبهة النصرة”‪ ،‬واعتبرت “النصرة” في‬

‫بيانه��ا “حركة ح��زم” بجمي��ع مكوناتها هدفًا‬ ‫مباشرًا لها‪.‬‬ ‫وأكدت “النصرة” ف��ي بيانها أنها لن تقبل أي‬ ‫عملي��ة احت��واء للحرك��ة بع��د اآلن‪ ،‬خصوصًا‬ ‫أن قتلت “ح��زم” عناصر م��ن “النصرة” كانوا‬ ‫محتجزي��ن لديه��ا‪ ،‬ولم تتوق��ف جرائمها منذ‬ ‫انضمامهم للجبهة الش��امية حسبما ورد في‬ ‫البيان‪ ،‬وطالبت قيادة الجبهة الش��امية بإخالء‬ ‫كافة مقرات “ح��زم” ورفع أيديهم عنها‪" ،‬ألن‬ ‫للنصرة ثأرًا تأخذه‪ًّ ،‬‬ ‫وحقا تسترده”‪.‬‬ ‫وبالمقاب��ل أص��درت “حزم” بيان��ا اتهمت فيه‬ ‫“النصرة” باختطاف رس��ولها وأسر وقتل عدد‬ ‫من مقاتليها وقيادييها‪ ،‬وأعلنت اس��تعداداها‬ ‫تس��ليم ملف القضي��ة بكاف��ة متعلقاتها ألي‬ ‫هيئة شرعية مستقلة تماما عن الفصائل‪.‬‬ ‫بينما أصدرت “الجبهة الشامية” التي انضمت‬

‫إليها “حركة حزم” قبل أسابيع بياناً في الوقت‬ ‫ذات��ه دعت فيه “حزم” لالمتثال ألوامر القيادة‬ ‫وحثت “جبهة النصرة” على ضبط النفس‪.‬‬ ‫ودخ��ل الطرف��ان أواخ��ر الع��ام الماضي في‬ ‫مواجه��ات‪ ،‬خم��دت بع��د تدخ��ل “الجبه��ة‬ ‫الش��امية”‪ ،‬وانض��واء “حزم” تح��ت رايتها‪ ،‬إال‬ ‫أن األزمة ع��ادت لتتصاعد قبل نحو أس��بوع‪،‬‬ ‫وتبادل الطرفان عدة بيانات ما أفس��ح المجال‬ ‫إلى انتشار بيانات مزورة على مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي باسم كل من الطرفين‪.‬‬ ‫وكانت كتائب من المعارضة المسلحة تمكنت‬ ‫م��ن انتزاع الفوج ‪ 46‬من ق��وات النظام أواخر‬ ‫ع��ام ‪ ،2012‬وبعد وضع تنظي��م “الدولة” يده‬ ‫عل��ى الفوج‪ ،‬تمك��ن مقاتل��و المعارضة أيضًا‬ ‫م��ن انتزاع��ه من��ه أوائل الع��ام الفائ��ت بعد‬ ‫معارك عنيفة‪.‬‬


‫تنظيم الدولة يف مواجهة الـ "‪ "YPG‬يف تل متر‪ ،‬وغمو�ض يف م�صري‬ ‫املختطفني الآ�شوريني‬ ‫أخبار وتقارير‬

‫وأفاد قائد ميداني من "وحدات حماية الشعب‬ ‫‪ "YPG‬ويدعى دفرم لـ "سوريتنا" بأن تنظيم‬ ‫"الدولة" هاجم القرى اآلشورية واعتدى على‬ ‫األماك��ن المقدس��ة فيها‪ ،‬وس��يتم طرده من‬ ‫تلك الق��رى كما حصل في "كوباني" حس��ب‬ ‫تعبيره‪.‬‬ ‫وقال الناطق الرسمي باسم قوات "السوتورو"‬ ‫ملكي راب��و‪" :‬ثمة هجوم عش��وائي مدروس‬ ‫لالس��تيالء عل��ى المنطقة‪ ،‬لك��ن تقدمنا كان‬ ‫ايجاب��ي‪ ،‬ظه��ر الخلل ف��ي بع��ض المناطق‬ ‫ولكن تمت السيطرة على الوضع‪ ،‬ألن الهجوم‬ ‫كان مفاج��ئ"‪ .‬وأضاف رابو أن عدداً كبيراً من‬ ‫المدنيين م��ا زالوا مختطفي��ن بإيدي تنظيم‬ ‫"الدولة"‪..‬‬ ‫وفيم��ا يتعل��ق باألوض��اع الطبية ف��ي القرى‬ ‫التي ش��هدت التوت��ر‪ ،‬تحدث الدكت��ور فاضل‬ ‫وه��و طبيب ف��ي المركز اإلس��عافي بتل تمر‬ ‫لـ"س��وريتنا" عن نقص ش��ديد ف��ي األدوية‪،‬‬ ‫وحاج��ة المراك��ز اإلس��عافية الماس��ة إل��ى‬ ‫تجهيزات طبية وأدوية‪ ،‬كذلك أدوات جراحية‪.‬‬ ‫أما مدير المركز اإلس��عافي في تل تمر فأكد‬ ‫توجيه نداء للمنظمات اإلنس��انية الدولية من‬ ‫خ�لال تقارير تش��ير إلى احتياج��ات المنطقة‬ ‫الطبية‪ ،‬وأضاف" إلى اآلن ال يوجد أي رد‪ ،‬بعض‬ ‫المنظمات قالت إن تل تمر منطقة عس��كرية‬

‫م��ع العلم معظم العالج ه��ي للمدنيين‪ ،‬منذ‬ ‫يومي��ن نفد لدينا مس��كنات األلم والضمادات‬ ‫والس��يروم‪ ،‬نناش��د جميع المنظمات العاملة‬ ‫في هذا المجال أن تساعدنا"‪.‬‬ ‫وقد أفاد مراقبو الش��بكة أن أع��داد النازحين‬ ‫ف��ي ارتف��اع‪ ،‬م��ع تزاي��د مخ��اوف الس��كان‬ ‫المحليي��ن م��ن تمك��ن تنظي��م داع��ش من‬ ‫الس��يطرة عل��ى السلس��لة الش��مالية للقرى‬ ‫اآلشورية والباللغ عددها ‪ 24‬بلدة‪ ،‬حيث وثقت‬ ‫الش��بكة اآلش��ورية بالتعاون من مؤسس��ات‬ ‫كنيس��ة محلية ن��زوح أكثر م��ن ‪ 1380‬عائلة‬ ‫آش��ورية‪ ،‬باتجاه الحس��كة والقامشلي أي ما‬ ‫مجموع��ه قراب��ة س��تة آالف ن��ازح يتوزعون‬ ‫بين مدينتي الحس��كة والقامشلي‪ ،‬حيث يتم‬ ‫إيواؤهم في كاتدرائية العذراء وكنيس��ة مار‬ ‫جرجس بالحس��كة بينما يت��وزع آخرون على‬ ‫منازل المدنيين‪.‬‬ ‫وكانت الش��بكة اآلش��ورية لحقوق اإلنس��ان‬ ‫أعلن��ت أن عملي��ة التف��اوض عل��ى إط�لاق‬ ‫سراح الرهائن اآلشوريين مع تنظيم "الدولة‬ ‫اإلس�لامية" قد بدأت عبر وس��طاء آشوريين‪،‬‬ ‫ووجهاء عش��ائر عربية في الجزيرة السورية‪،‬‬ ‫وبمب��ادرة من األس��قف أف��رام أثنائيل راعي‬ ‫كنيسة المش��رق في س��وريا‪ ،‬دون التصريح‬ ‫بأي نتائج عن تلك العمليات‪.‬‬

‫وتجهي��ز المعارضة الس��ورية لتحقيق انتقال‬ ‫سياس��ي حقيقي في سوريا على أساس بيان‬ ‫جنيف‪ ،‬حسب مصدر دبلوماسي تركي‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن تقاتل المجموعات الس��ورية‬ ‫المش��اركة في البرنامج ض��د كل من تنظيم‬ ‫“الدولة اإلسالمية” وقوات نظام األسد إضافة‬ ‫إلى الميليشيات األجنبية المساندة له‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا برس‬ ‫أعلن��ت وزارة الخارجية التركي��ة يوم الجمعة‬ ‫أن برنام��ج تدريب وتجهيز ق��وات المعارضة‬ ‫ّ‬ ‫الس��ورية س��يبدأ اليوم األحد بداية شهر آذار‬ ‫في تركيا‪.‬‬ ‫وق��ال الناطق باس��م وزارة الخارجية التركية‬ ‫“إن‬ ‫“طانغو بيلغيتش” ف��ي تصريح صحفي‪ّ :‬‬ ‫البرنامج س��يبدأ ف��ي ‪ 1‬آذار"‪ ،‬مضيف��اً أنّه ال‬ ‫يس��تطيع "تقديم مزي��د م��ن التفاصيل عن‬ ‫البرنامج"‪.‬‬ ‫وكان وزير الخارجية التركي “مولود تشاوش‬ ‫أن‬ ‫أوغل��و” ق��د ذكر قب��ل نحو عش��رة أي��ام‪ّ ،‬‬ ‫حوالي ألفي مقاتل س��وري سيش��اركون في‬ ‫برنام��ج تدريب وتجهي��ز في تركي��ا يبدأ في‬ ‫بداية شهر آذار‪.‬‬

‫وأضاف “تش��اوش أوغل��و”‪" :‬يه��دف البرنامج‬ ‫لضم��ان انتق��ال سياس��ي‪ ،‬وتعزي��ز موق��ف‬ ‫المعارض��ة في قتالها ض��د تهديدات التطرف‬ ‫تش��كل تهديداً‬ ‫ّ‬ ‫واإلره��اب وكل العناصر التي‬ ‫أن دو ً‬ ‫ال‬ ‫لها‪ ،‬بما في ذلك نظام األسد”‪ ،‬وأضاف ّ‬ ‫أخرى مثل قطر والس��عودية ستشارك كذلك‬ ‫في برامج مماثلة‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬ثمن االئتالف الوطني السوري الجهود‬ ‫التركي��ة األمريكية في الس��عي لتأمين التدريب‬ ‫االحترافي لمقاتل��ي المعارضة‪ ،‬وزيادة تأهيلهم‬ ‫ف��ي مواجهة وجهي اإلرهاب في المنطقة‪ ،‬نظام‬ ‫األس��د وتنظيم داعش وذلك حسب بيان أصدره‬ ‫االئتالف المعارض لنظام األسد‪.‬‬ ‫ووقّع��ت تركي��ا اتفاقية مع الوالي��ات المتحدة‬ ‫في ‪ 19‬ش��باط م��ن الع��ام الج��اري‪ ،‬لتدريب‬

‫أسبوعية‬

‫تدريب مقاتلي املعار�ضة يبد�أ من الأرا�ضي الرتكية‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬الحسكة‬ ‫ت��دور اش��تباكات عنيفة بين "وح��دات حماية‬ ‫الش��عب" الكردية وقوات المجلس العس��كري‬ ‫الس��رياني م��ن جه��ة‪ ،‬وتنظي��م "الدول��ة‬ ‫اإلس�لامية" من جهة أخ��رى على أطراف بلدة‬ ‫ت��ل تم��ر (‪ 50‬كم غربي الحس��كة) بعد ش��ن‬ ‫تنظي��م الدول��ة هجومًا للس��يطرة على هذه‬ ‫البلدة االس��تراتيجية التي تشكل عقدة طرق‬ ‫بين ع��دة م��دن في الش��مالي الش��رقي من‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫وكان��ت "وح��دات حماي��ة الش��عب" الكردي��ة‬ ‫بمس��اندة "ق��وات المجل��س العس��كري‬ ‫الس��رياني" اس��تعادت خالل األس��بوع الفائت‬ ‫الس��يطرة على أجزاء من قرية األغيبش (‪50‬‬ ‫كم غربي مدينة الحس��كة) بعد تقدم تنظيم‬ ‫"الدولة اإلسالمية" يوم االثنين باتجاه البلدة‪،‬‬ ‫واحتجازه عش��رات المدنيين م��ن أبناء القرى‬ ‫المجاورة‪.‬‬ ‫ونق��ل مراس��لنا عن مصدر عس��كري تأكيده‬ ‫مقت��ل أربع��ة عناص��ر م��ن "وح��دات حماية‬ ‫الش��عب" ومثله��م م��ن ق��وات "الس��وتورو"‬ ‫والمجلس العس��كري الس��رياني‪ ،‬مؤكداً في‬ ‫الوق��ت نفس��ه مقت��ل عش��رات العناصر من‬ ‫تنظيم "الدولة"‬ ‫وذكر مصدر ميداني لـ"سوريتنا" أن الفصائل‬ ‫استطاعت إجالء المدنيين من القسم الغربي‬ ‫للبل��دة‪ ،‬كذل��ك ت��م إج�لاء س��كان ‪ 30‬قرية‬ ‫آش��ورية مجاورة من خالل فت��ح ممرات أمنة‬ ‫باتجاه مدينتي الحس��كة والقامشلي‪ ،‬وأكدت‬ ‫مصادر في الحسكة وصول نحو ‪ 1200‬مدني‬ ‫م��ن تلك القرى إلى المدينة‪ ،‬في حين وصلت‬ ‫نحو ‪ 160‬عائلة إلى مدينة القامشلي‪.‬‬ ‫وأوضح مراس��ل "سوريتنا" أن تنظيم "الدولة‬ ‫اإلس�لامية" ّ‬ ‫نف��ذ عملي��ة انتحاري��ة بس��يارة‬ ‫مفخخة‪ ،‬اس��تهدفت الجسر الواصل بين بلدة‬ ‫ت��ل تم��ر والق��رى الواقعة في غربه��ا‪ ،‬وذلك‬ ‫بهدف قطع طريق اإلمداد عن "وحدات حماية‬ ‫الش��عب"‪ ،‬وتواردت أنباء عن مقتل اثنين من‬ ‫عناص��ر "الوح��دات"‪ ،‬كم��ا تم تفجير س��يارة‬ ‫مفخخ��ة أخرى في قري��ة األغيبش‪ ،‬وال توجد‬ ‫أنباء عن الضحايا‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫حملة لقاحات جديدة للأطفال تبد�أ يف مناطق �سورية خارج �سيطرة النظام‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫ب��دأ “فري��ق عمل لقاح س��وريا” يوم الس��بت‬ ‫جولة جدي��دة م��ن اللقاحات المضادة لش��لل‬ ‫األطفال في س��بع محافظات س��ورية تستمر‬ ‫حتى يوم الخميس القادم‪.‬‬ ‫وتش��مل عملي��ات اللق��اح محافظ��ات حل��ب‬ ‫وإدل��ب والالذقي��ة والرق��ة والحس��كة ودي��ر‬ ‫ال��زور‪ ،‬وتتضم��ن ما يق��ارب مليون��ي جرعة‬ ‫ت��م اس��تالمها من الف��رق ومعاينته��ا بعناية‬ ‫من اله�لال األحمر التركي‪ ،‬وت��م إدخالها إلى‬ ‫األراضي الس��ورية حس��ب ما أفاد مصدر في‬ ‫وزارة الصحة بالحكومة الس��ورية المؤقتة لـ‬ ‫“سوريتنا”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مكثفة في‬ ‫وشهد الشهر الماضي استعداداتٍ‬ ‫المناط��ق الس��ورية غير الخاضعة لس��يطرة‬ ‫النظ��ام تمهيداً للجول��ة الثامنة من اللقاحات‪،‬‬ ‫وذكر مصدر ف��ي وزارة الصحة في الحكومة‬ ‫الس��ورية المؤقت��ة أن ال��وزارة زودت جمي��ع‬ ‫الهيئات الطبية ومديريات الصحة بمستلزمات‬ ‫سلس��لة التبري��د الالزم��ة لحف��ظ اللقاحات‪،‬‬ ‫والتي تتنوع بين (مولدات – برادات – مجمدات‬ ‫– حامالت لقاح…)‪.‬‬ ‫ونقل المكتب اإلعالمي في وزارة الصحة عن‬ ‫الدكتور "محمد س��الم" عض��و اللجنة التقنية‬ ‫في فري��ق عمل لقاح س��وريا أن هدف فريق‬ ‫العم��ل هو إعادة بناء برنامج اللقاح الموس��ع‬ ‫في سوريا‪ ،‬نظراً للحاجة الماسة التي يعانيها‬ ‫أهالي المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام‬ ‫من غياب اللقاح الروتيني‪ ،‬لذلك يسعى فريق‬ ‫العم��ل للتغلب على ه��ذه المعضلة من خالل‬

‫فريق عمل لقاح سوريا في سراقب‬

‫حم�لات اللق��اح المتتالي��ة ريثما يت��م إطالق‬ ‫البرنامج المذكور‪.‬‬ ‫يذك��ر أن الع��ام الماضي ش��هد وفاة خمس��ة‬ ‫عشر طف ً‬ ‫ال على األقل نتيجة تلقيهم لقاحات‬ ‫فاس��دة في حمالت اللقاح التي نظمتها وزارة‬ ‫الصحة في الحكومة السورية المؤقتة ووحدة‬ ‫تنس��يق الدعم‪ ،‬والهيئة الس��ورية للقاح‪ ،‬في‬ ‫حي��ن بلغ عدد األطف��ال الذين ت��م تلقيحهم‬ ‫بنجاح ملي��ون و‪ 400‬ألف طفل في كل جولة‪،‬‬ ‫وذل��ك بع��د توثيق ‪ 36‬حالة ش��لل أطفال في‬ ‫المحافظ��ات س��ابقة الذكر‪ ،‬ونجح��ت الحاالت‬ ‫الس��ابقة في إيقاف انتش��ار المرض حس��ب‬

‫املر�أة ال�سورية يف لهيب النزاع‬ ‫القتل‪:‬‬ ‫قتل��ت قوات النظام من��ذ بداية الثورة الس��ورية ‪ 15.347‬امرأة بينهن ‪641‬‬ ‫سيدة برصاص القناص‪.‬‬ ‫‪ 32‬سيدة قتلت تحت التعذيب‬

‫االعتقال‪:‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫اعتقل��ت قوات النظاك الس��وري منذ بداية الثورة الس��ورية أكثر من ‪6500‬‬ ‫سيدة بينهن ‪ 450‬حالة اختفاء قسري‬ ‫‪ 6300‬أنثى فوق سن ‪18‬‬ ‫‪ 200‬أنثى تحت سن ‪18‬‬

‫العنف اجلن�سي‪:‬‬ ‫تعرضت أكثر من ‪ 7500‬امرأة للعنف الجنسي منذ بداية الثورة بينهن ‪850‬‬ ‫حالة تعرضن للعنف داخل مراكز احتجاز بينهن ‪ 400‬حالة لفنتيات دون ‪18‬‬ ‫سنة‬

‫�أمل الفحماوي �شهيدة الكرامة‬ ‫األثنين ‪ 15‬تش��رين األول ‪ 2012‬قتلت قوات النظام معلمة وناشطة إغاثية‬ ‫ه��ي الس��يدة أمل الفحماوي من بل��دة النعية ‪ -‬درعا ‪-‬بع��د مداهمة منزلها‬ ‫من قبل مجموعة من العناصر العس��كرية يترأس��هم ضابط قام بالتحقيق‬ ‫معها واحتجزها أمام أطفالها‪،‬قامت أمل بصفع الضابط على وجهه بعد كم‬ ‫كبير من اإلهانات والشتائم التي وجهها لها‪ ،‬أخذها العناصر عنوة بأمر من‬ ‫الضابط إلى منزل مجاور لمنزلها وقاموا بإعدامها برصاصة في الرأس ثم‬ ‫احرقوا المنزل بمن فيه‪.‬‬

‫وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة‪.‬‬ ‫وت��م تأس��يس الفريق المش��رف عل��ى عمل‬ ‫الحملة الحالية وهو “فريق عمل لقاح سوريا”‬ ‫ف��ي تركي��ا بع��د اجتم��اع ‪ 21‬منظم��ة طبية‬ ‫س��ورية ودولي��ة عاملة ف��ي مناطق س��وريا‬ ‫غير خاضعة لس��يطرة النظام‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مديري��ات الصحة التابعة للحكومة الس��ورية‬ ‫المؤقت��ة‪ ،‬ويتع��اون الفري��ق م��ع المنظم��ات‬ ‫الدولية المختصة‪.‬‬ ‫كما يش��رف الفريق على مجموعة كبيرة من‬ ‫المتطوعي��ن قوامه��ا ‪ 8‬آالف متطوع يقومون‬ ‫بتنفيذ الحمالت الجوالة‪.‬‬


‫توثيق االنتهاكات يف �سوريا‪ ،‬عمل يف الظل‬ ‫حمفوف باملخاطر‬

‫�إىل بريد �سوريتنا و�صلت هذه ال�شكاوى‪:‬‬ ‫أنا المواط��ن «س‪ .‬ع» من مدين��ة البوكمال التابعة‬ ‫لمحافظة دير الزور في س��وريا‪ ،‬سوريا التي ال نزال‬ ‫نؤم��ن بوحدتها‪ ،‬لدين��ا في المدينة ‪ 75‬حالة فش��ل‬ ‫كلوي بحاجة إلى جلس��ات‪ ،‬األوض��اع المادية لهؤالء‬ ‫صعب��ة ج��داً وكان التواص��ل مع المنظم��ات العاملة‬ ‫في المجال الطبي س��ه ً‬ ‫ال مما ساعد على تأمين تلك‬ ‫الجلس��ات لهم‪ ،‬ولكن مع األس��ف بعد دخول داعش‬ ‫ل��م تعد تلك المنظمات تقب��ل بتمويل أو تقديم أي‬ ‫معونة إلى مناطقنا‪.‬‬ ‫هن��ا لم يعد لدينا خيار س��وى اللج��وء إلى الحكومة‬ ‫المؤقت��ة ووزارة الصحة‪ ،‬آملين أن يش��عروا بمعاناة‬ ‫ه��ؤالء المرضى‪ ،‬وكان من الممكن أن يتم تس��ليم‬ ‫الجلسات بالطرق الرسمية‪ ،‬أي أن يتم تقديمها إلى‬ ‫كادر المكت��ب الطب��ي مث ُ‬ ‫ال أو إلى المش��فى الوطني‬ ‫ف��ي البوكمال‪ ،‬ولكن مع األس��ف ت��م االعتذار بعدم‬ ‫توفره��ا ل��دى ال��وزارة‪ ،‬مع العل��م أنه��ا تتوفر مثال‬ ‫حي��ن تطلب من إدلب‪ ،‬وكان آخرها ‪ 400‬جلس��ة تم‬ ‫تحويلها إلى مشفى المعرة الميداني منذ أيام‪.‬‬ ‫ال أعرف لماذا ال يتم بذل مجهود أكبر لمساعدة هؤالء‬ ‫من قب��ل المعنيين باألمر في الحكوم��ة‪ ،‬إال إذا كانت‬ ‫تعتمد التقس��يم اإلداري الذي اعتمدته داعش مؤخراً‬ ‫باعتبار البوكمال تابعة إدارياً لوالية األنبار العراقية‪.‬‬

‫الجهة المعنية‪ :‬الحكومة المؤقتة ‪ -‬وزارة الصحة‬ ‫***‬

‫الجهة المعنية‪ :‬الحكومة المؤقتة ‪ -‬وزارة التربية‬

‫للتواصل وإيصال الشكاوي‬ ‫ومتابعتها من الجهات المختصة‪:‬‬ ‫‪souriatna.peeps@gmail.com‬‬

‫أسبوعية‬

‫أنا المواطن «ف‪.‬ح» والد أحد الطلبة الس��وريين في‬ ‫مدينة أورفة‪ ،‬تقدم ابني المتحان الشهادة اإلعدادية‬ ‫ف��ي العام الماضي‪ ،‬ولكنه يخ��وض مع طالب أورفة‬ ‫الذي��ن اجت��ازوا االمتح��ان أزم��ة البحث ‪-‬ف��ي وزارة‬ ‫التربي��ة بالحكومة المؤقتة‪ -‬عم��ن يعطيهم وثائق‬ ‫تثبت ذلك‪.‬‬ ‫ممثلة وزارة التربية في مكتب أورفة األستاذة كندة‬ ‫ال��راوي‪ ،‬كانت الوثائق بحوزته��ا باعتبارها المكلفة‬ ‫بتس��ليمها بحك��م منصبه��ا‪ ،‬ولكنه��ا أقيل��ت من��ذ‬ ‫شهرين‪ ،‬حاولنا التواصل معها‪ ،‬فأجابتنا بأنه لم تعد‬ ‫له��ا عالقة بالتربية التي أقالته��ا‪ ،‬وحين تواصلنا مع‬ ‫معاون وزير التربية الس��يد فره��اد باكير قال لنا إن‬ ‫الوثائق عند كندة حاتم الراوي‪.‬‬ ‫وال نعرف اآلن‪ ،‬من هو المس��ؤول ع��ن هذه القضية‪ ،‬هذا‬ ‫العام أيضاً أوشك على االنتهاء‪ ،‬وأبناؤنا إلى اآلن بدون أي‬ ‫ورقة تثبت تجاوزهم لهذه المرحلة‪ ،‬إلى من نتوجه؟‬

‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬مدينة الالذقية‬ ‫تشهد مدينة الالذقية تشديداً أمنيًا وزيادة في عدد الحواجز وتعزيزاً للحواجز القديمة‬ ‫بعد التفجير الذي اس��تهدف المشفى الوطني في مدينة القرداحة‪ ،‬وأودى بحياة ستة‬ ‫أشخاص على األقل‪.‬‬ ‫ويصف أبو محمد أحد س��كان الالذقية وضع المدينة بالمأس��اوي‪ ،‬ويقول لـ"سوريتنا"‪:‬‬ ‫"يتنق��ل ف��ي المدين��ة أكثر م��ن ‪ 13‬حاجزاً‪ ،‬فض� ً‬ ‫لا عن الحواج��ز الثابتة‪ ،‬والش��بيحة‬ ‫المنتشرون في أحياء المدينة بأعداد كبيرة‪ ،‬ويقوم هؤالء بتفتيش الناس وسياراتهم‬ ‫بشكل دقيق‪ ،‬كما يتعمدون توجيه اإلهانات لهم ومعاملتهم بشكل سيء"‪.‬‬ ‫وأثرت تلك الحواجز‪ ،‬وممارس��ات الشبيحة بشكل سلبي ملحوظ على حركة اﻷسواق‬ ‫داخ��ل المدينة‪ ،‬وتس��ببت بإغالق التجار لمحالهم خش��ية االعتق��ال أو هجوم عناصر‬ ‫اﻷمن عليها‪ ،‬وقال خالد العمر صاحب أحد المحالت التجارية في المدينة لـ”س��وريتنا”‪:‬‬ ‫“أغلق��ت محلي لفترة مؤقتة حالياً بانتظار اس��تقرار اﻷوضاع وإزالة الحواجز التي تم‬ ‫وضعها مؤخرا داخل المدينة”‪.‬‬ ‫وي��رى س��كان المدين��ة أن قوات اﻷمن تم��ارس أفع��ا ً‬ ‫ال انتقامية بح��ق المدنيين في‬ ‫الالذقي��ة‪ ،‬وخاص��ة في اﻷحي��اء التي يقطنها معارضون لنظام األس��د والتي ش��هدت‬ ‫فيما س��بق خروج مظاهرات تطالب بإس��قاطه‪ ،‬كحي قنينص الذي أكد ناشطون في‬ ‫الالذقي��ة أن قوات األم��ن نصبت حاجزين جديدي��ن فيه‪ ،‬وأيضاً حي��ا الرمل الجنوبي‬ ‫والصليبة اللذان نصبت قوات األمن حواجز في مداخلها‪.‬‬ ‫وكان “تجمع نصرة المظلوم” المقاتل ضد نظام األس��د أصدر بيانًا تبنى فيه التفجير‬ ‫الذي استهدف المشفى الوطني في القرداحة مسقط رأس األسد‪ ،‬وتوعد بالمزيد من‬ ‫التفجيرات داخل مدينة الالذقية وفي معاقل النظام النظام وشبيحته‪.‬‬

‫أخبار وتقارير‬

‫تفجري القرداحة ي�ؤزم الو�ضع الأمني يف الالذقية‬

‫الرنني الذي ت�سمعه يف هذه‬ ‫الزاوية �سيُعمل على �إي�صاله‬ ‫�إىل مكاتب م�س�ؤويل‬ ‫املعار�ضة‪ ،‬يف م�ؤ�س�ساتها‬ ‫املختلفة‪ .‬زاوية جديدة ن�ستقبل‬ ‫فيها ال�شكاوى واال�ستف�سارات‪ ،‬التي مل‬ ‫يتمكن �أ�صحابها من الو�صول �إىل املعنيني‪ ،‬يف خمتلف الق�ضايا‬ ‫اخلدمية والإغاثية والطبية والتعليمية‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬

‫سوريتنا برس – ريف حماة الشرقي‬ ‫يضع العاملون في حقل توثيق انتهاكات حقوق اإلنس��ان أنفس��هم بشكل دائم تحت‬ ‫التهدي��د والخطر‪ ،‬نتيجة الحتكاكهم المباش��ر مع الحدث وعناصره وأش��خاصه‪ ،‬وذلك‬ ‫في س��بيل جمع معلوم��ات دقيقة تحيط بكامل تفاصيل الح��دث ليصار إلى تقديمها‬ ‫فيما بعد إلى المحاكم الدولية والمنظمات الحقوقية العالمية بهدف محاسبة مرتكبي‬ ‫االنتهاكات‪.‬‬ ‫وتقول س��مية حداد التي تعمل في الش��بكة السورية لحقوق اإلنسان لـ “سوريتنا” ‪”:‬‬ ‫أصعب المخاطر التي نواجهها في عملنا هي المالحقة األمنية‪ ،‬سواء من قوات النظام‬ ‫أو من جهات أخرى تمارس انتهاكات مش��ابهة النتهاكات قوات النظام بحق اإلنس��ان‪،‬‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن أننا معرضون لخطر الموت بالقصف المتبادل‪ ،‬وخصيص ًا أثناء تواجدها في‬ ‫المناطق التي تتعرض للقصف من قبل اي طرف”‪.‬‬ ‫وب��دوره يتح��دث جواد ع��ن عمله في توثيق انته��اكات حقوق اإلنس��ان في محافظة‬ ‫حماة‪ ،‬ويقول لـ”س��وريتنا”‪“ :‬من��ذ األيام االولى كنا أنا وزمالئي نقوم بتوثيق أس��ماء‬ ‫القتلى والمعتقلين الذين اعتقلوا أثناء حمالت الدهم واالعتقال التي كانت تقوم بها‬ ‫قوات األس��د‪ ،‬ونقوم بإرسال األسماء الى الجهات التي تعقد صفقات تبادل أسرى مع‬ ‫النظام وذلك إلطالق سراح المعتقلين لديه”‪.‬‬ ‫وال تقتص��ر معان��اة الموثقي��ن على األذى الذي يلح��ق بهم من النظام وش��بيحته أو‬ ‫م��ن الجه��ات المقابلة التي تمارس انته��اكات بحق المدنيين‪ ،‬فكثي��راً ما توجه إليهم‬ ‫سهام االتهامات من الناشطين واألهالي‪ ،‬وال سيما حين يطلب الموثق اسم المعتقل‬ ‫وبياناته الشخصية كما يقولون‪.‬‬ ‫وف��ي هذا الصدد يقول جهاد لـ “س��وريتنا”‪“ :‬بعض االش��خاص الذي��ن ال يعرفونني‬ ‫يخافون في البداية من إعطائي معلومات المعتقل أو الشهيد وهذا حقهم‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫ال يمنعني من اإللحاح بطريقة سلسة كي أحصل على ما أريد توثيقه”‪.‬‬ ‫أما عن توثيق قصف قوات النظام للمناطق الخارجة عن س��يطرتها‪ ،‬وتوثيق انتهاكه‬ ‫للعه��ود والمواثيق الدولية‪ ،‬يقول صابر وهو أحد العاملين في مجال التوثيق‪“ :‬يعتبر‬ ‫توثيق القصف من أس��هل األنواع‪ ،‬وذلك ألن الناشطين يتعاونون معي بشكل كبير‪،‬‬ ‫وك��ون المنطقة الت��ي ترتكب فيها المجزرة أو االنتهاك أغلبها ليس��ت تحت س��يطرة‬ ‫النظام‪ ،‬وأحياناً لوجود مقاطع فيديو”‪.‬‬ ‫وتعمل عشرات المنظمات المرخصة وغير المرخصة وأشخاص مستقلون في سوريا‬ ‫على توثي��ق االنتهاكات التي ترتكبه��ا قوات النظام بحق المدنيي��ن والمعتقلين في‬ ‫مختل��ف مناط��ق س��وريا‪ ،‬في حين توث��قّ قلة من تل��ك المنظمات االنته��اكات التي‬ ‫ترتكبه��ا الفصائل التي تواجه النظام في س��واء في مناطق س��يطرتها‪ ،‬أو من خالل‬ ‫استهداف تلك الفصائل مناطق سيطرة قوات النظام‪.‬‬

‫الجرس‬

‫‪5‬‬


‫اندساسية‬ ‫وتقارير‬ ‫دندنات‬ ‫أخبار‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫احل�سكة‪ ..‬ا�ستمرار‬ ‫التكرير البدائي‬ ‫ومغامرة بال�صحة العامة‬ ‫سوريتنا ‪ -‬القامشلي ‪ -‬جوان تتر‬ ‫«م��ا أق��وم ب��ه لي��س اختي��اري‪ ،‬وإنّما بس��بب‬ ‫األوض��اع االقتصادي��ة الت��ي تم��رّ به��ا جمي��ع‬ ‫المناط��ق الس��ورية‪ ،‬أن��ا ال زلت طالب��اً جامعيًَّا‪،‬‬ ‫كن��ت أدرس ف��ي جامع��ة حل��ب ولك��ن بس��بب‬ ‫تدهور األوضاع األمنية فيها اضطررت إلى ترك‬ ‫الدراس��ة وااللتفات إل��ى الحياة العملي��ة‪ ،‬ريثما‬ ‫ته��دأ األوض��اع»‪ ،‬هكذا يقول رش��يد حمه‪ ،‬وهو‬ ‫بائع مازوت على أرصفة مدينة القامشلي‪ ،‬يتابع‬ ‫رش��يد وهو منهمك في تعبئة المازوت لسيارة‪:‬‬ ‫«أج��ل أنا أعم��ل كبائع للم��ازوت عل��ى أرصفة‬ ‫مدينة القامش��لي وش��وارعها‪ ،‬منذ أزمة الوقود‬ ‫وأن��ا أعمل في ه��ذه المهنة‪ ،‬صحي��ح أنها مهنة‬ ‫عمل مريح»‪.‬‬ ‫متعبة‪ ،‬لكن ما من ٍ‬ ‫منذ اندالع الثورة في س��وريا وتضرّر المناطق‬ ‫م��ن الناحي��ة االقتصادي��ة‪ ،‬برزت على الس��احة‬ ‫مجموع��ة مهن جديدة لم تك��ن في البال‪ ،‬مهنٌ‬ ‫جدي��دة امتهنه��ا الس��وريّون بس��بب األزم��ات‬ ‫المتع��ددة الت��ي تعص��ف بالبالد‪ .‬م��ن بين هذه‬ ‫المه��ن الجدي��دة الكثي��رة المنتش��رة ف��ي مدن‬ ‫محافظة الحس��كة‪ ،‬بيع المازوت والبنزين والكاز‬ ‫عل��ى األرصف��ة‪ ،‬وعلى ط��ول الط��رق الواصلة‬ ‫بي��ن مدن المحافظة‪ ،‬يقول م��روان دلو‪« :‬مهنة‬ ‫بي��ع الوقود عل��ى الطرق��ات باتت رائج��ة كثيراً‬ ‫في مدن الحس��كة‪ ،‬ألنّها مهنة مربحة نوعًا ما‪،‬‬ ‫فالوقود من غير الممكن االستغناء عنه في كل‬ ‫األحوال‪ ،‬لكنها الخيار األخير بالنسبة لناس كثر‪،‬‬ ‫اضط��روا إلى امته��ان مثل هكذا مهن‪ ،‬بس��بب‬ ‫س��ؤال عن‬ ‫انع��دام فرص العمل األخرى»‪ .‬وفي‬ ‫ٍ‬ ‫مصدر الوقود الذي يعتم��دون عليه‪ ،‬يقول دلو‪:‬‬ ‫«نعتم��د عل��ى تجّ��ار الوقود ف��ي البل��د‪ ،‬الذين‬ ‫يش��ترون الوقود‪ ،‬والذي هو النفط الخام طبعًا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ويتمّ تكريره باستخدام مصافي نفطية بدائية‬ ‫يدوية‪ ،‬ويكلفونن��ا ببيعها على الطرقات مقابل‬ ‫نس��بة معين��ة متّفق عليه��ا مس��بقًا‪ ،‬وغالباً ما‬ ‫تك��ون أمكنة البيع المخصصة تتخذ باس��تخدام‬ ‫م��واد بس��يطة‪ ،‬وبس��طة خش��بية نضعها على‬

‫الطرقات ألجل تزويد السيارات بالوقود‪.‬‬ ‫ه��ذه المهنة فيها ما فيها م��ن الخطورة‪ .‬وصلت‬ ‫أحيانا إل��ى درجة فقدان الكثير م��ن المواطنين‬ ‫العاملي��ن فيه��ا لحياتهم‪ ،‬بس��بب األخطاء التي‬ ‫أن خطوط‬ ‫تكتن��ف هذه المهنة‪ ،‬فم��ن المعروف ّ‬ ‫اإلم��داد بالوق��ود واقعة تح��ت س��يطرة اإلدارة‬ ‫الذاتية الكردية‪ ،‬ويتمّ توزيعها من خالل اللجان‬ ‫المتخصِّص��ة التي تمّ تش��كيلها لتزويد التجّار‬ ‫بهذه المادة‪ ،‬وطرحها للبيع في األس��واق‪ ،‬األمر‬ ‫الذي دفع بالكثير من المواطنين إلى بناء أماكن‬ ‫داخل وخارج مدن محافظة الحسكة‪ ،‬واستثمارها‬ ‫كمعام��ل صغي��رة لتكرير النف��ط‪ ،‬وهي أماكن‬ ‫بدائية تعمل بواسطة الحرّاقات اليدوية الصنع‪،‬‬ ‫وم��ن ثم فرز أن��واع الوقود المختلف��ة وطرحها‬ ‫للبيع‪ ،‬ولكن بس��بب جه��ل الكثيرين بمثل هكذا‬ ‫صنع��ة وتفاصيله��ا‪ ،‬فإن ع��دداً ال ب��أس به من‬ ‫العاملي��ن بهذه المهنة‪ ،‬فق��دوا حياتهم أو إحدى‬ ‫أطرافه��م نتيج��ة الخط��أ‪ ،‬فمثل هك��ذا صناعة‬ ‫تس��توجب مع��دّات متط��ورة وح��ذرا م��ن قبل‬ ‫الواقفي��ن عل��ى التكرير‪ ،‬باإلضاف��ة إلى الخبرة‬ ‫الواج��ب توفّرها لضمان انع��دام وقوع األخطاء‪،‬‬ ‫عل��ى األقل القاتلة منها‪ ،‬وذلك فضال عن إلحاق‬ ‫الضرر بمساحات واسعة من األراضي الزراعية‪،‬‬ ‫إذ تض��ر الم��واد المتبقية بعد التكري��ر‪ ،‬بالتربة‬ ‫وتجعلها غير صالحة للزراعة في المستقبل‪.‬‬ ‫أن أكثر من‬ ‫تش��ير بعض التقارير الطبيّة إل��ى ّ‬ ‫نص��ف العاملي��ن في ه��ذه المهن��ة معرّضون‬ ‫لإلصاب��ة بأمراض مختلفة‪ ،‬وعلى رأس القائمة‬ ‫مرض الس��رطان واضطرابات الجهاز ّ‬ ‫التنفسي‪،‬‬

‫الت��ي تنت��ج غالب��ا ع��ن األدخن��ة المنطلقة من‬ ‫عملية التكري��ر البدائية وجه��ل العمال بقواعد‬ ‫العمل‪ ،‬باإلضافة إلى انعدام اإلجراءات الوقائية‬ ‫الواج��ب أخذها بعين االعتبار‪ ،‬كما هو الحال في‬ ‫مصافي النفط المتخصّصة والمتطوّرة‪.‬‬ ‫في ش��تاء العام الفائت‪ ،‬فق��د الكثير من الناس‬ ‫حياته��م‪ ،‬أو احترق��ت وجوهه��م أو أج��زاء م��ن‬ ‫أجس��امهم‪ ،‬نتيج��ة اس��تخدام م��ادة الم��ازوت‬ ‫المخصصة للتدفئ��ة المنزليّة‪ ،‬والتي يحصلون‬ ‫عليها م��ن مصافي الوق��ود البدائيّة‪ ،‬والس��بب‬ ‫الرئيس��ي هو عدم دقّة تكرير النفط وتجزئته‪،‬‬ ‫حيث يبقى المازوت مش��وبًا بكميات هائلة‪ ،‬من‬ ‫الغاز المتّسم بسرعة االشتعال‪.‬‬ ‫يق��ول الدكت��ور زيدان الس��يد (طبي��ب مختص‬ ‫بأمراض الجهاز التنفسي)‪« :‬استقبلت في اآلونة‬ ‫األخيرة العديد من حاالت التهاب الجهاز ّ‬ ‫التنفسي‬ ‫الناج��م ع��ن أدخن��ة مصاف��ي النف��ط اليدويّة‬ ‫المنتش��رة بكثرة على أطراف م��دن المحافظة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وخاصة‬ ‫ه��ذه األدخنة تضرّ بالجهاز التنفس��ي‪،‬‬ ‫لدى األطفال‪ ،‬البدّ من إيجاد ّ‬ ‫حل لهذه المشكلة‬ ‫التي إن اس��تمرّت سوف تتس��بب بكارثة صحية‬ ‫في المحافظة»‪.‬‬ ‫والح��ال أنه ورغ��م التحذيرات الكثي��رة من قبل‬ ‫األطبّ��اء‪ ،‬لم تتحرك الجه��ات المعنيّة في مدن‬ ‫الحس��كة‪ ،‬أو تحرّك س��اكناً حتى اللحظة‪ ،‬لمنع‬ ‫مث��ل ه��ذه الظاه��رة الخط��رة‪ ،‬الت��ي يتوقّع أن‬ ‫تتسبّب في أمراض خطيرة جدّاً في المستقبل‪،‬‬ ‫إذا ما استمرّ الوضع على ما هو عليه من إهمال‪.‬‬

‫مفو�ض الالجئني يحذر من تفاقم �أزمة الالجئني ال�سوريني‬ ‫ومندوبة الواليات املتحدة حتمل الأ�سد امل�س�ؤولية‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫قال المفوض الس��امي لألمم المتحدة لش��ؤون‬ ‫الالجئي��ن “أنطوني��و غوتي��رس” أم��ام مجلس‬ ‫األمن الدولي التابع لألمم المتحدة يوم الخميس‬ ‫إن أزم��ة الالجئين الس��وريين تصل إلى مرحلة‬ ‫حرج��ة إذ أن مطالب المس��اعدات اإلنس��انية ما‬ ‫زال��ت تواجه عجزا ماليا ف��ي الوقت الذي تكافح‬ ‫فيه دول الجوار لمواكبة تدفق الالجئين‪.‬‬ ‫وأض��اف غوتيريس‪ ،‬إن المجتم��ع الدولي يحتاج‬ ‫إلى تعزيز جهوده لمساعدة الالجئين السوريين‪،‬‬ ‫مح��ذرا م��ن أن "طبيعة أزمة الالجئي��ن تتغير"‪.‬‬ ‫وأض��اف غوتيري��س‪" :‬بينم��ا يرتف��ع مس��توى‬ ‫اليأس وتتراجع مساحة الحماية المتاحة‪ ،‬فنحن‬ ‫نقترب من نقطة تحول خطيرة”‪.‬‬ ‫م��ن جانبها‪ ،‬دع��ت “كيون��غ وا كان��غ”‪ ،‬وكيلة‬ ‫األمي��ن الع��ام لألم��م المتح��دة للش��ؤون‬

‫اإلنس��انية‪ ،‬المجلس إلى بذل كل ما بوس��عه‬ ‫لتحسين الوضع اإلنساني بما في ذلك ضمان‬ ‫الوصول إلى المناط��ق المحاصرة‪ .‬وذكرت أن‬ ‫من بين الـ ‪ 212‬ألف س��وري الذين يعيش��ون‬ ‫تح��ت الحص��ار‪ ،‬اس��تطاعت األم��م المتح��دة‬ ‫الوص��ول إل��ى ‪ 304‬فق��ط م��ن أج��ل تقديم‬ ‫إعانات الطعام لهم في كانون الثاني‪.‬‬ ‫وقالت “سامانثا باور”‪ ،‬المندوبة األمريكية لدى األمم‬ ‫المتح��دة‪ ،‬للمجلس إن الوضع اإلنس��اني الحالي في‬ ‫س��وريا هو نتيجة لتصرفات بش��ار األس��د‪ .‬وأضافت‬ ‫“باور”‪“:‬إن األس��د تحت ضغ��ط غير كاف من مؤيديه‬ ‫ليفعل شيئا بسيطا مثل السماح بعبور الغذاء”‪.‬‬ ‫وقال��ت إن الوالي��ات المتحدة تدي��ن الهجمات‬ ‫المروع��ة الت��ي يرتكبه��ا تنظي��م "الدول��ة‬ ‫اإلس�لامية"‪ ،‬لكنه��ا أش��ارت إل��ى أن المجتمع‬ ‫الدول��ي ال يمك��ن أن يعم��ل م��ع األس��د‬

‫لمحاربته��م‪ ،‬وأضافت‪" :‬يج��ب علينا أن نتذكر‬ ‫أن صع��ود هذه الجماع��ات العنيفة المتطرفة‬ ‫في س��وريا لم يكن ليحدث لوال الفظائع التي‬ ‫ارتكبها نظام األسد"‪.‬‬


‫سوريتنا برس – دير الزور‬ ‫بدأت قوات النظام في أحياء مدينة دير الزور التي تسيطر عليها خالل األسبوع الفائت‪ ،‬حملة‬ ‫تجنيد واسعة طالت الشباب البالغين القادرين على حمل السالح‪.‬‬ ‫وذك��ر مص��در محلية في دير ال��زور أن قوات النظام ش��ددت إجراءاتها المتبعة بحق الش��باب‬ ‫المطلوبين للخدمة العسكرية‪ ،‬أو للسوق إلى خدمة االحتياط في حيي الجورة والقصور‪.‬‬ ‫وأض��اف المص��در أن قوات النظام تعتزم فك الحصار عن األحياء التي تس��يطر عليها في دير‬ ‫الزور‪ ،‬وذلك من خالل السيطرة على طريق “دير الزور ‪ -‬دمشق” الذي يسيطر على مساحات‬ ‫واسعة منه تنظيم “الدولة اإلسالمية”‪.‬‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬دعا تنظيم “الدولة” خالل األس��ابيع الفائتة‪ ،‬المقاتلين السابقين في الجيش الحر‬ ‫واآلخرين المنشقين عن قوات النظام إلى اتباع دورة شرعية تليها دورة عسكرية‪ ،‬في خطوة‬ ‫رأى فيه��ا أهال��ي المدينة أنه��ا بداية لعملية تجنيد أجباري يس��عى إلى فرضه��ا التنظيم في‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫ويفرض تنظيم “الدولة” حصاراً خانق ًا على المدينة منذ بداية العام الجاري‪ ،‬أدى إلى انقطاع‬ ‫المواد األساسية في األسواق‪ ،‬وكذلك المحروقات وخدمة األنترنت‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫قوات النظام جت ّند �شباب دير الزور يف مناطق �سيطرتها‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬

‫والوطني والنور‪ ،‬والتي كان يمكن اس��تثمارها‬ ‫الستيعاب حجم اإلصابات والمرضى في مدينة‬ ‫دير ال��زور ولك��ن تدميره��ا بقذائ��ف وطيران‬ ‫النظام حال دون ذلك"‪.‬‬ ‫وفي ظل قلة الخدم��ات الصحية وترديها‪ ،‬يلجأ‬ ‫أهال��ي المرضى بنقلهم خارج دير الزور باتجاه‬ ‫األراضي التركية‪ ،‬أو باتجاه الجزء الذي يسيطر‬ ‫عليه النظام في مدينة دير الزور‪ ،‬أو إلى مدينة‬ ‫دمش��ق خصوصًا للح��االت الصعب��ة والخاصة‪،‬‬ ‫الت��ي ال يمك��ن أن تعال��ج ل��دى المستش��فيات‬ ‫المحلية‪.‬‬ ‫وإضافة إلى تكاليف الس��فر والع�لاج المرتفع‪،‬‬ ‫يواجه ذوو المرضى مش��اكل عدم السماح لهم‬ ‫بالمرور على حواجز "تنظيم الدولة"‪.‬‬ ‫"الحاج��ة عائش��ة" م��ن أهال��ي الري��ف الغربي‬ ‫جزي��رة كانت تعان��ي من م��رض القلب‪ ،‬وهي‬ ‫تراجع بش��كل معتاد مشفى األس��د الواقع في‬ ‫مناط��ق س��يطرة النظ��ام‪ ،‬لتلق��ي الفح��وص‬ ‫والع�لاج وذل��ك لع��دم توافرها في المش��افي‬ ‫الميدانية‪ ،‬وعدم قدرتها على الذهاب للمشافي‬ ‫الخاصة وتحمل تكاليف العالج‪.‬‬

‫يقول خلف ابن الحاجة عائشة "أصيبت والدتي‬ ‫بأزم��ة قلبي��ة قب��ل أيام وقمن��ا بإس��عافها إلى‬ ‫مشفى األس��د‪ ،‬ولكن حاجز لتنظيم الدولة في‬ ‫قري��ة عياش منعنا من الدخ��ول إلى مدينة دير‬ ‫ال��زور‪ ،‬بحجة أنه يفرض حص��ار عليها‪ ،‬ورغم‬ ‫كل المح��اوالت ورغم الحالة الحرجة التي كانت‬ ‫به��ا بقينا على الحاج��ز ننتظر إن يس��محوا لنا‬ ‫بإدخالها حتى فارقت الحياة"‪.‬‬ ‫وحالة الحاجة عائش��ة ليست وحيدة‪ ،‬حيث فارق‬ ‫عدد من المرضى حياتهم على حواجز التنظيم‪،‬‬ ‫ومن بينه��م طفلة مريضة كل��ى كانت بحاجة‬ ‫لغسيل منعت من المرور إلى أن فارقت الحياة‪..‬‬ ‫ورغم كل الصعوبات‪ ،‬يحاول المهتمون بالشأن‬ ‫الصحي إيجاد حلول لتلك المش��اكل من توفير‬ ‫الدعم للمش��افي إلى اس��تيعاب اإلعداد الكبيرة‬ ‫من اإلصاب��ات والمرضى‪ ،‬فف��ي الريف الغربي‬ ‫لمدين��ة دي��ر ال��زور عمد أبن��اء بل��دة الخريطة‬ ‫إلنش��اء مرك��ز صح��ي‪ ،‬يق��دم خدم��ات طبي��ة‬ ‫ف��ي محاولة منه��م الس��تيعاب جمي��ع الحاالت‬ ‫المرضية‪ ،‬ولكن ه��ذه الجهود تبقى غير كافية‬ ‫في ض��ل عدم أيجاد حل ج��ذري من المنظمات‬ ‫العالمية والدولية المهتمة بالشأن الصحي‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا ‪ -‬دير الزور ‪ -‬محمد حسان‬ ‫تواجه المشافي الميدانية والمراكز الصحية في‬ ‫دي��ر الزور صعوبات كبي��رة‪ ،‬أهمها قلة الكوادر‬ ‫الطبية والمعدات وتراجع دور المنظمات الدولية‬ ‫المتخصصة ما ينذر بكارثة صحية‪.‬‬ ‫"الوضع الصحي في دير الزور س��يء جداً"‪ ،‬هذا‬ ‫م��ا أجاب به الطبيب مثنى مدي��ر إحدى المراكز‬ ‫الطبي��ة‪ ،‬عن��د س��ؤالنا له ع��ن وض��ع الخدمات‬ ‫الصحية في دير الزور‪.‬‬ ‫ويضي��ف الطبيب "قلة قليلة م��ن األطباء حاليًا‬ ‫في دي��ر ال��زور مازال��وا يمارس��ون عملهم أما‬ ‫الباقي فهم فنيين أو ممرضين‪ ،‬حيث ال يتواجد‬ ‫في األحياء المح��ررة من مدينة دير الزور مث ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫سوى طبيبين اثنين فقط"‪..‬‬ ‫ويتاب��ع الطبيب "باإلضافة إل��ى النقص الكبير‬ ‫في تجهيز هذه المش��افي من المعدات الطبية‪،‬‬ ‫تعاني ه��ذه المراكز م��ن قلة أجه��زة الطبقي‬ ‫المح��وري‪ ،‬والرني��ن المغناطيس��ي‪ ،‬ومخاب��ر‬ ‫التحاليل الطبية وش��ح في بعض أنواع األدوية‬ ‫مث��ل أدوي��ة القل��ب واألنس��ولين والمض��ادات‬ ‫الحيوية وحليب األطفال"‪.‬‬ ‫ويوجد في دير الزور ما يقارب ‪ 15‬مش��فى و‪20‬‬ ‫مس��توصف وأغلب ه��ذه المؤسس��ات الصحية‬ ‫مدعوم من المنظمات الدولية التي تعمل حاليًا‬ ‫وفق شروط "تنظيم الدولة"‪.‬‬ ‫يق��ول الطبي��ب "محم��د المحم��د" مدي��ر أح��د‬ ‫المشافي الميدانية في ريف دير الزور الشرقي‬ ‫"هناك ق��رار بتوقيف عمل المنظم��ات الدولية‬ ‫العاملة في محافظة دير الزور‪ ،‬من قبل تنظيم‬ ‫الدولة اإلس�لامية إال أن الق��رار لم يطبق حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬وكل عملن��ا اآلن في هذه المش��فى تحت‬ ‫رحمة ص��دور القرار أو عدم صدوره‪ ،‬ألن عملنا‬ ‫هن��ا معتم��د بش��كل رئيس��ي على دع��م هذه‬ ‫المنظمات"‪..‬‬ ‫وع��ن المع��دات الطبية الالزمة لهذه المش��افي‬ ‫يؤكد الطبيب محمد "أن لكل مش��فى احتياجات‬ ‫مختلف��ة ومعدات تنقصها تختلف عن مش��فى‬ ‫آخ��ر‪ ،‬ولكن أهم ما ينقص هذه المش��افي هو‬ ‫أجهزة غس��يل الكلى ومعدات العمليات وأجهزة‬ ‫التخدير ومحطات توليد األوكسجين لما لدورها‬ ‫في إنقاذ حاالت مستعجلة وال تستطيع االنتظار‬ ‫للسفر نحو وجهة أخرى لالستطباب"‪.‬‬ ‫وأدى تراج��ع الدع��م م��ن المنظم��ات والجهات‬ ‫المانحة إلى إغالق بعض المشافي‪.‬‬ ‫يقول الطبيب إياد من ريف دير الزور "مش��فى‬ ‫الش��حيل بريف دير الزور كانت تتكفل بتأمين‬ ‫الرعاي��ة الصحية والعالجي��ة آلالف األهالي في‬ ‫منطقة الش��حيل وما حولها‪ ،‬لكن توقف الدعم‬ ‫م��ن المنظم��ة والش��خصيات الراعية‪ ،‬تس��بب‬ ‫بتوقف المش��فى منذ ش��هرين تقريب��ا مما زاد‬ ‫من سوء الوضع في المنطق"‪.‬‬ ‫ه��ذا النقص في عدد الكوادر والمعدات‪ ،‬رافقه‬ ‫خروج عدد من المش��افي عن الخدمة أما بسبب‬ ‫القص��ف المتكرر م��ن قوات النظ��ام على تلك‬ ‫المش��افي أو بس��بب توقف الدعم م��ن الجهات‬ ‫الراعية وعن المشافي التي خرجت عن الخدمة‬ ‫داخل مدينة دي��ر الزور نتيجة القصف من قبل‬ ‫قوات النظام‪.‬‬ ‫يق��ول الطبيب إي��اد "هناك عدد من المش��افي‬ ‫أصبحت خ��ارج الخدمة‪ ،‬منها مش��فى الس��عيد‬

‫أخبار وتقارير‬

‫تدهور اخلدمات ال�صحية يف دير الزور‬ ‫ومر�ضى يفارقون احلياة على حواجز "تنظيم الدولة"‬

‫‪7‬‬


‫تحقيقات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫�أيتام �سوريا بني حت ّكم الأقارب‬ ‫ربعني‬ ‫و�أجندة املت ّ‬ ‫خ ّلفت عمليات القصف واالقتتال في س��وريا مئات آالف الضحايا‪ ،‬الكثيرون‬ ‫منه��م كانوا آب��ا ًء وأمهات‪ ،‬ارتقوا إلى الس��ماء وبق��ي أطفالهم يعاركون‬ ‫ظروفاً معيش��ية قاسية‪ ،‬ليعانوا التش��رد والنزوح والفقر ويحاطون بالكثير‬ ‫من المخاطر التي ال يستطيعون مواجهتها بعد‪.‬‬ ‫وتقدر الشبكة السورية لحقوق اإلنسان أن أعداد اليتامى في سوريا‪ ،‬تصل‬ ‫وأن ‪ 80%‬منهم أيتام األب‪،‬‬ ‫إل��ى ‪ 22‬ألف و‪ 846‬يتيم فقدوا أحد أبويه��م‪ّ ،‬‬ ‫و‪ 20%‬أيتام األم‪.‬‬ ‫سوريتنا ‪ -‬عبير آغا‬ ‫ويش��ير األس��تاذ عل��ي الكام��ل وه��و مدير‬ ‫أن «جز ًء يسيراً‬ ‫أحدى الجمعيات الخيرية إلى ّ‬ ‫فقط من األطف��ال اليتامى يتلقون الرعاية‬ ‫من قب��ل دور األيتام داخل وخارج س��ورية‪،‬‬ ‫إذ ال يمك��ن له��ذه ال��دور اس��تيعاب ه��ذه‬ ‫األع��داد الكبيرة»‪ ،‬ويضي��ف «تتوزع معظم‬ ‫دور رعاي��ة األيتام الس��وريين من المناطق‬ ‫المح��ررة ف��ي الم��دن التركي��ة الحدودي��ة‬ ‫كغ��ازي عنتاب وكل��س والريحاني��ة‪ ،‬ومنها‬ ‫(دار الس�لام) و(أنت أملي) و(ألفة) وغيرها‪،‬‬ ‫وتتواجد بعضها في ريف حلب وإدلب ودرعا‬ ‫والس��احل»‪ .‬ويتابع» مع تزايد أعداد األيتام‬ ‫هناك حاجة ملحّة لتنشيط عمل الجمعيات‬ ‫الخيرية المحلي��ة والدولية التي تعنى بهم‪،‬‬ ‫فالكثي��رون ال يحصل��ون على م��كان داخل‬ ‫دور األيت��ام‪ ،‬ويبق��ون مش��ردين أو عن��د‬ ‫أقاربه��م‪ ،‬وفي معظ��م األحيان ال يحصلون‬ ‫عل��ى العناية والتعلي��م الذي يس��تحقونه‪،‬‬ ‫هن��اك أيض�� ًا حاجة كبيرة إلنش��اء منظومة‬ ‫موحّ��دة لرعاي��ة ودعم األيتام الس��وريين‪،‬‬ ‫فمعظ��م ال��دور الت��ي تفتت��ح حالي�� ًا تعمل‬ ‫بش��كل فردي وتبحث عن التبرعات والدعم‬ ‫بشكل مس��تقل‪ ،‬مما يضطرها التباع مزاج‬ ‫وتوجه��ات المتبرعين لها‪ ،‬والذين يتحكمون‬ ‫في المناهج الدراس��ية والتربوي��ة المتبعة‬ ‫في هذه الدور»‪.‬‬ ‫ف��ي الس��ياق‪ ،‬أعل��ن رئيس جمعية الش��ام‬ ‫أن‬ ‫لرعاي��ة األيتام في مدينة غ��ازي عنتاب‪ّ ،‬‬ ‫الجمعي��ة تمكنت من الوص��ول إلى ‪ 62‬ألف‬ ‫يتيم س��وري بين تركيا والداخل الس��وري‪،‬‬ ‫وأعلن عن نيّ��ة الجمعية افتتاح دور لرعاية‬ ‫األيت��ام في الم��دن الس��ورية وتمويلها من‬ ‫خالل جمعيات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫في س��ياق آخر‪ ،‬تس��عى عدد من الجمعيات‬ ‫والمؤسس��ات الخيرية إل��ى كفالة أكبر عدد‬ ‫م��ن األيت��ام‪ ،‬وتبع��اً للكام��ل «يص��ل عدد‬ ‫األطفال المكفولين حت��ى بداية ‪ 2015‬في‬ ‫مدين��ة حلب إلى ‪ 1500‬يتيم‪ ،‬ونس��عى إلى‬ ‫زيادة ه��ذه األعداد‪ ،‬والوص��ول إلى األربعة‬ ‫آالف م��ع بداية العام الق��ادم‪ ،‬وتأتي أهمية‬ ‫المش��روع من ع��دم الحاجة إلى إنش��اء دور‬ ‫لأليت��ام وتوظيف ك��وادر تربوية كثيرة لها‪،‬‬ ‫وهي تس��تهدف األطف��ال الذين يعيش��ون‬ ‫عند ذويهم‪ ،‬ويتميز المشروع بإبقاء األيتام‬ ‫ف��ي محيطهم الطبيعي مع أس��رهم وعدم‬ ‫نقلهم إل��ى دار األيت��ام‪ ،‬وبالتالي تجنيبهم‬ ‫اآلث��ار الس��لبية لوجوده��م بعي��داً ع��ن‬ ‫أسرهم»‪ ،‬ويوضح «أساس هذه الكفالة هو‬

‫تقديم مبلغ من المال يخصص للمصاريف‬ ‫الش��هرية والرعاي��ة الصحي��ة والمتابع��ة‬ ‫التربوية لليتيم حتى يبلغ ال ‪ 18‬من العمر‪،‬‬ ‫وتشترط متابعة الطفل لتحصيله الدراسي‬ ‫طوال هذه الفترة»‪.‬‬ ‫ويش��ير أحد المش��اركين في حمالت كفالة‬ ‫األيت��ام‪ ،‬األس��تاذ خال��د عب��د ال��رزاق‪ ،‬إلى‬ ‫أن القائمي��ن يعمل��ون بش��كل حثي��ث على‬ ‫متابعة وضع األيت��ام‪ ،‬لضمان صرف المبلغ‬ ‫الذي يق��در بحوال��ي ‪ 50‬دوالراً على اليتيم‬ ‫حص��راً‪ ،‬نح��رص أيض ًا على اختي��ار المعيل‬ ‫المناس��ب في حال عدم وجود األم‪ ،‬ونسعى‬ ‫ف��ي المرحل��ة المقبل��ة إلى توظي��ف كوادر‬ ‫لمتابعة الحالة النفسية لألطفال الذين تتم‬ ‫إعالتهم»‪ ،‬ويضيف نهدف على المدى البعيد‬ ‫إلى «مكافحة ظاهرة عمالة األطفال األيتام‬ ‫وتجنيبهم االنس��ياق إلى التجنيد والعسكرة‬ ‫ف��ي أعم��ار صغي��رة‪ ،‬كذل��ك حمايتهم من‬ ‫االنحراف الفكري والسلوكي‪ ،‬وبناء القدرات‬ ‫والمه��ارات لديه��م وتطويره��ا‪ ،‬وتخفيض‬ ‫نسبة األمية وزيادة الحاصلين على الشهادة‬ ‫الثانوي��ة ومس��اعدتهم ف��ي الحصول على‬ ‫فرص الدراسة الجامعية»‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬يروي عبد الغني «لسوريتنا» أنّه‬ ‫«بات مس��ؤو ً‬ ‫ال عن س��بعة أطف��ال‪ 3 ،‬منهم‬ ‫أطفاله‪ ،‬و‪ 2‬أطفال أخيه الذي استشهد خالل‬ ‫عمليات القصف‪ ،‬و‪ 2‬أطفال أخته التي فقدت‬ ‫زوجها»‪ ،‬ويضيف «أعم��ل ببيع الخضار‪ ،‬وال‬ ‫أجني الم��ال الكافي لتأمين الطعام للجميع‪،‬‬ ‫كان البد أن يعمل ‪ 3‬ثالثة من األطفال معي‬ ‫حتى نرفع الدخل المادي لألسرة‪ ،‬إذ لم تنفع‬ ‫جميع محاوالتي في الحصول على المعونات‬ ‫المادي��ة لألطف��ال األيتام‪ ،‬ول��م نجني أكثر‬ ‫من سلة غذائية شهرية»‪.‬‬ ‫أما السيدة عائشة خضر فتروي «لسوريتنا»‪:‬‬ ‫«ذات يوم بعد خروجي من عملي في مدينة‬ ‫الالذقي��ة‪ ،‬وج��دت بع��ض الرجال والنس��اء‬ ‫المتجمعين حول طفلين‪ ،‬طفل في العاشرة‬ ‫م��ن العم��ر وأخته ذات الس��تة أع��وام‪ ،‬كان‬ ‫الطف�لان يطلب��ون م��ن الم��ارّة أن يج��دوا‬ ‫له��م عم ً‬ ‫ال»‪ ،‬وتضي��ف «اصطحبت الطفلين‬ ‫معي خوف��اً عليه��م كونه��م ال يملكون أي‬ ‫مأوى‪ ،‬وتبيّ��ن أنهما يتيم��ا األب‪ ،‬وأن أمهم‬ ‫تزوجت أح��د المقاتلين ولم يعودوا يعرفون‬ ‫عنه��ا ش��يئاً‪ ،‬وأنهم��ا بقيا عن��د عمهم لمدة‬ ‫س��نة‪ ،‬وكان��وا يعيش��ون ظروف�� ًا معيش��ية‬ ‫صعبة‪ ،‬فقام عمهم بإرس��الهم وحدهم إلى‬ ‫الالذقية‪ ،‬وطلب منه��م أن يبحثوا عن عمل‬ ‫ما‪ ،‬اس��تطعت بعد عدة أشهر الحصول لهم‬

‫على مكان في دور األيتام»‪.‬‬ ‫إل��ى ذل��ك‪ ،‬تش��ير الس��يدة عصمت (اس��م‬ ‫مستعار) وهي مرشدة نفسية في إحدى دور‬ ‫األيت��ام إلى «وجود اختالفات في السياس��ة‬ ‫التربوي��ة المتبعة بين هذه ال��دور‪ ،‬فالكثير‬ ‫منها تتجه إلى التش��دد الدين��ي‪ ،‬فيما تركز‬ ‫أخرى على دمج األطفال بالمجتمع التركي‪،‬‬ ‫م��ع هذا يع��د ه��ؤالء األطف��ال محظوظين‬ ‫مقارن��ة م��ع أقرانهم مم��ن لم يج��دوا داراً‬ ‫تستقبلهم»‪.‬‬ ‫وتضيف عصمت «معظ��م األطفال يعانون‬ ‫أعبا ًء نفس��ية‪ ،‬فأحالم الع��ودة إلى الماضي‬ ‫تتملك عقول معظم األطفال الذين تعاملت‬ ‫معهم‪ ،‬ويعبر هذا عن رغبتهم في استعادة‬ ‫خس��اراتهم التي لم يدركوها بعد‪ ،‬كاألب أو‬ ‫األم أو المنزل أو األخوة‪ ،‬مشاهد الماضي ال‬ ‫تفارق مخيلتهم‪ ،‬ويقوم الكثير منهم برسم‬ ‫رس��وم تعبر عن العائلة أو المنزل»‪ ،‬وتتابع‬ ‫«يعاني عدد م��ن األطفال العديد األعراض‬ ‫والمش��اكل النفسية‪ ،‬كتأخر تطور قدراتهم‬ ‫العقلية والجس��دية‪ ،‬وأحياناً من الكوابيس‬ ‫والهلوس��ات‪ ،‬وهو ما ندع��وه بأعراض بعد‬ ‫الصدمة»‪.‬‬ ‫م��ن جهت��ه‪ ،‬يش��ير الطبيب النفس��ي ماجد‬ ‫أن «معظ��م اليتام��ى الذي��ن‬ ‫قاس��مو إل��ى ّ‬ ‫يعيش��ون ف��ي دور األيت��ام معرض��ون‬ ‫الضطرابات سلوكية متعددة‪ ،‬أهمها العدائية‬ ‫وعدم التعاون والمخادعة واضطرابات النوم‬ ‫والقيام بحركات ذات نمط ثابت‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫اضطراب��ات وجداني��ة كاالكتئاب والش��عور‬ ‫بالنق��ص واله�لاوس واألوه��ام والتوت��ر‬ ‫والقل��ق‪ ،‬وجميع هذه اإلضراب��ات طبيعية»‬ ‫أن «هن��اك أهمية كبي��رة لتوفير‬ ‫ويضي��ف ّ‬ ‫األنش��طة الكافية في دور األيتام للتخفيف‬ ‫من ش��دة هذه االضطرابات عن��د األطفال‪،‬‬ ‫وزيادة عدد المرشدين النفسيين المؤهلين‬ ‫للتعام��ل مع الصعوبات التي يواجهها هؤالء‬ ‫األطفال»‪.‬‬ ‫ويشدد الشيخ عبد الباسط الخير في حديثه‬ ‫أن «الش��ريعة اإلسالمية‬ ‫«لس��وريتنا» على ّ‬ ‫حريص��ة عل��ى حماي��ة اليتي��م‪ ،‬وأن اهلل‬ ‫تعال��ى أوصى باالهتمام ب��ه ورعايته وحذر‬ ‫أن‬ ‫في كتابه الكريم م��ن إيذائه»‪ ،‬ويضيف ّ‬ ‫«حقوق اليتامى على المجتمع تبع ًا للشريعة‬ ‫اإلس�لامية تش��مل حق الحضان��ة والتربية‬ ‫والنفقة واإلرث‪ ،‬كما يوصي اإلسالم بإكرام‬ ‫اليتي��م وحس��ن إدارة أموال��ه حت��ى يبل��غ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويعظم اإلسالم ثواب كفالة اليتيم»‪.‬‬


‫دير الزور ‪ -‬شباط ‪ | 2015‬عدسة شاب ديري‬

‫داع�ش تغطي ف�شلها الع�سكري باالنتقام‬ ‫من الأهايل‬ ‫وبالعودة إلى سياس��ة داعش تجاه أهالي دير‬ ‫ال��زور فإن العديد من الناش��طين ي��رون أنها‬ ‫تعبر عن رغبة داع��ش باالنتقام من المدينة‬ ‫الت��ي ل��م يش��كل أهله��ا حاضن��ة اجتماعية‬ ‫للتنظيم كما حدث في مدينة الرقة المجاورة‪،‬‬ ‫وتغطية لفش��لها في اقتحام مطار دير الزور‬ ‫وفي تحقيق أي نصر يذكر على النظام‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫حاول��ت س��وريتنا البح��ث في طريق��ة تعامل‬ ‫النظام م��ع الحصار‪ ،‬بالتواصل مع العديد من‬ ‫األهال��ي وتم التأكد من توري��د النظام دفعة‬ ‫م��ن الم��واد الغذائي��ة ع��ن طري��ق الطيران‪،‬‬ ‫ولكن لم تكتمل فرحة األهالي بهذه المعونة‬ ‫العاجل��ة لس��ببين أولهم��ا أن س��عر الكرتونة‬ ‫الواحدة بلغ ‪ 4000‬ليرة سورية‪ ،‬وثانيهما أن الـ‬ ‫‪ 4000‬ذهبت هبا ًء منثورا ألن المواد الغذائية‬ ‫م��ن فول وحم��ص ومرتدي�لا كان��ت منتهية‬ ‫الصالحية‪ ،‬كما عمد النظام مؤخراً إلى إغالق‬ ‫جميع المعابر المائية ومصادرة السفن ووضع‬ ‫أس�لاك شائكة على معبر مشفى القلب ومنع‬ ‫الخروج والدخول إلى المدينة بشكل نهائي‪.‬‬ ‫س��بب الحصار أزمة إنسانية تسارعت بشكل‬ ‫كبير في المدينة ألن س��كانها يعانون أساسًا‬ ‫من ظروف معيش��ية صعبة قبل الحصار‪ ،‬زاد‬ ‫على ذلك انقطاع الرواتب بالنس��بة لش��ريحة‬ ‫واس��عة من الموظفين‪ ،‬بس��بب توقف خدمة‬ ‫االنترن��ت بع��د قي��ام داع��ش بقط��ع الكب��ل‬ ‫الضوئي ومنع ورش��ات الصيانة من إصالحه‪،‬‬ ‫"خال��دة ع" س��يدة أربعيني��ة م��ن دي��ر الزور‪،‬‬ ‫أوضحت لن��ا ذلك‪ ،‬بعد أن تمكن��ت مؤخراً من‬ ‫الفرار من المدينة المحاصرة‪.‬‬ ‫وصف��ت الوضع في المدينة بالمؤلم واعتبرت‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬

‫النظام ير�سل الأغذية الفا�سدة للجوعى‬ ‫يف دير الزور‬

‫أنها نجت بنفس��ها من الموت الذي تراه قريباً‪،‬‬ ‫تلعن خالدة النظ��ام‪ ،‬وتلعن داعش وال تترك‬ ‫أح��داً م��ن مس��ؤولي المعارضة مم��ن تعرف‬ ‫أس��ماءهم دون أن تتناول��ه بالس��باب كلم��ا‬ ‫تذك��رت الطريق بي��ن دير ال��زور والميادين‪،‬‬ ‫والرع��ب ال��ذي لح��ق به��ا بينهما‪" ،‬بي��ن دير‬ ‫ال��زور الميادين ‪ 45‬كيلو مت��ر ال تحتاج ألكثر‬ ‫م��ن نص��ف س��اعة بالس��يارة‪ ،‬لكنن��ا احتجنا‬ ‫ألكثر من ‪ 11‬س��اعة لقطعه��ا‪ ،‬كنا نهرب من‬ ‫داعش ونهرب من النظام ونتوغل أكثر فأكثر‬ ‫في الب��راري في طريق مقف��رة خالية إال من‬ ‫سيارتنا التي امتألت بالخوف‪.‬‬ ‫داعش س��وف تخنق المدينة‪ ،‬ولن يلتفت إلينا‬ ‫العال��م‪ ،‬وس��يكتفي الن��اس بع��رض صورنا‬ ‫على الشاش��ات والبكاء علينا‪ ،‬وربما الدعاء لنا‬ ‫بالخالص الذي ال شكل له إال الموت"‪.‬‬ ‫اخت��ارت خال��دة الريف ألن س��بل العيش فيه‬ ‫في ح��ال الحصار أكب��ر من س��بل الحياة في‬ ‫المدين��ة‪" ،‬في الري��ف هناك أوراق األش��جار‬ ‫يمك��ن أن تؤكل إن جاعت الناس‪ ،‬في المدينة‬ ‫البيتون ال يؤكل"‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا ‪ -‬ليلى الظاهر‬ ‫"ضاقت‪ ،‬فلما اس��تحكمت حلقاته��ا" يردد أبو‬ ‫فجر الش��طر األول م��ن البيت الش��هير‪ ،‬مقراً‬ ‫بالضي��ق ال��ذي يعانيه أهل��ه في دي��ر الزور‬ ‫المحاص��رة‪ ،‬متمني�� ًا أن ي��ردد "فرج��ت وكنت‬ ‫أظنها ال تفرج" بعد تحقق أمنيته بفك الحصار‬ ‫عنها‪ .‬دي��ر الزور وتحديداً القس��م التابع منها‬ ‫للنظ��ام‪ ،‬يقع اليوم تحت أس��ر س��لطة أخرى‬ ‫حصار دام‬ ‫أشد فتكاً من النظام‪ ..‬الجوع‪ ..‬بعد‬ ‫ٍ‬ ‫شهرين فقط‪ ..‬بدأت دير الزور تجوع‪..‬‬ ‫أبو فج��ر المقات��ل ‪ -‬الذي يرف��ض التصريح‬ ‫باس��مه ألن��ه ال يريد االس��تغناء عن رأس��ه ‪-‬‬ ‫يكتف��ي بالدعاء ألهله بالف��رج‪ ،‬محاو ً‬ ‫ال تجنب‬ ‫التفكي��ر أكثر ف��ي التناقض ال��ذي يقع فيه‪،‬‬ ‫حال��ه كحال المئات من أبن��اء دير الزور الذين‬ ‫يقاتل��ون تحت راية فصي��ل يخنق ذويهم في‬ ‫الش��ق المحتل من المدينة‪ ..‬والدته التزال مع‬ ‫ثالثة من أخوت��ه في منطقة القصور يتحدث‬ ‫عن الحص��ار وكأن��ه أحكم على من��زل ذويه‬ ‫قبل أن يتس��ع ليش��مل ما تبقى م��ن المدينة‬ ‫"بدأ التضييق على المدينة منذ إحكام داعش‬ ‫قبضتها على الريف المحرر‪ ،‬وبدأت محاوالتها‬ ‫لمنع دخول النس��اء إل��ى المدين��ة بحجة أنها‬ ‫أرض كف��ر محرم��ة على نس��اء المس��لمين‪،‬‬ ‫ث��م تبعته��ا مح��اوالت لمن��ع الطلب��ة م��ن‬ ‫متابع��ة تعليمهم بعد تكفي��ر كل من يرتبط‬ ‫بالمنظومة التعليمية التابعة للنظام‪ ،‬ولكنها‬ ‫وم��ع بداية العام الحالي ب��دأت بخنق المدينة‬ ‫فمنعت دخول األهالي والبضائع‪.‬‬ ‫ويضيف أبو فجر‪" :‬كان حصار داعش للمدينة‬ ‫حص��اراً محكم��ًا للغاي��ة‪ ،‬فش��لت العديد من‬ ‫محاوالت اختراقه من قبل المدنيين‪ ،‬وقس��م‬

‫مم��ن تج��رأ عل��ى المحاول��ة قام��ت داع��ش‬ ‫باالستيالء على س��يارته‪ ،‬كما قامت منذ أيام‬ ‫بإحراق إحدى الشاحنات التي حاولت الدخول‪،‬‬ ‫واعتق��ال العديد من المواطنين بتهم محاولة‬ ‫تهريب المحروقات أو الطحين"‪.‬‬

‫تحقيقات‬

‫النظام مينع الذهاب وداع�ش متنع الإياب‬ ‫ودير الزور تت�أرجح بينهما‬

‫‪9‬‬


‫طالبو اللجوء يف �أوربا حتت مظلة اتفاقية دبلن‬ ‫نعيم اليماني‬

‫ملف‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫على مش��ارف العام الخامس لثورة الكرامة نجح نظام األس��د ف��ي أمرين‪ ،‬أولهما‬ ‫تحوي��ل العنف المقنن الذي مارس��ه تاريخياً إلى عنف عش��وائي أقرب للعبث‪ ،‬حتى‬ ‫ارتبطت صورة سوريا باألشالء والقتلى والدماء والدمار والمشردين‪ ،‬وتفكك الكتل‬ ‫المتجانس��ة‪ ،‬ومزيد من اإلره��اب والفوضى وقتل الهوي��ة الوطنية‪ ،‬كما نجح في‬ ‫التخلي عن الس��يادة الس��ورية تماماً لصالح االحتالل اإليراني المباشر‪ ،‬وفشل في‬ ‫قمع أو كسر إرادة السوريين وإخضاعهم‪ ،‬فالحرب مستمرة وبشائر النصر تهل من‬ ‫الجبهتين الجنوبية والشمالية‪ ،‬ومن صمود الجبهات األخرى‪.‬‬ ‫إال أن طول أمد الحرب واألزمة االقتصادية واالجتماعية الخانقة في الداخل السوري‪،‬‬ ‫وغياب األمل بمس��تقبل أفضل دفع بالكثير من السوريين على اختالف توجهاتهم‬ ‫ووالءاتهم‪ ،‬للهرب واللجوء إلى أوروبا أرض األحالم‪ ،‬حس��ب تعبير كثيرين‪ ،‬يقابله‬ ‫م��ن الجانب اآلخر حاج��ة بعض دول االتحاد األوروبي للعمال��ة واألكاديميين من‬ ‫فئة الش��باب لرفد اقتصاداته��ا القوية‪ ،‬ففي الحالة األلماني��ة مث ً‬ ‫ال أدى االنتعاش‬ ‫االقتصادي في روسيا‪ ،‬إلى عودة عدد كبير من الكوادر الروسية العاملة في ألمانيا‬ ‫إل��ى بلدهم‪ ،‬ولم تجد ألمانيا أمامها إال بالد الربيع العربي كخزانٍ للعمالة الجيدة‬ ‫والرخيصة نسبياً‪.‬‬ ‫لي��س المقصود بالالجئ س��مة اللج��وء التي‬ ‫تقدمها الدول األم��م المتحدة لتقنين الوجود‬ ‫السوري في الدول المضيفة‪ ،‬وهذه السمة ال‬ ‫تعط��ي آثاراً قانونية بالتقادم لالجئ‪ ،‬بل إنها‬ ‫أخفقت في تأمين الحد األدنى من المعيش��ة‬ ‫والحماي��ة لحامليها‪ ،‬كحال الالجئين في لبنان‬ ‫واألردن‪ ،‬ب��ل المقص��ود طالب��و اللج��وء إلى‬ ‫أوروبا وأمريكا بقصد االس��تقرار‪ ،‬والحصول‬ ‫على أوراق البلد المضيف‪.‬‬ ‫نصت الم��ادة ‪ 14‬من اإلعالن العالمي لحقوق‬ ‫اإلنس��ان بصراح��ة على حق كل ف��رد في أن‬ ‫يلج��أ إلى بالد أخ��رى أو يح��اول االلتجاء إليها‬ ‫هربًا من االضطه��اد وال ينتفع من هذا الحق‬ ‫ف��ي المحاكم��ات المس��تندة إل��ى جرائم غير‬ ‫سياس��ية‪ ،‬أو أعمال مخالفة ألغراض ومبادئ‬ ‫األم��م المتحدة‪ ،‬إال أن اللجوء مازال ينظر إليه‬ ‫م��ن قبل العديد م��ن دول العال��م وخصوص ًا‬ ‫دول��ة الالجئ التي ف��ر منها إل��ى دولة أخرى‬ ‫قبلته أو س��اعدته على اللجوء‪ ،‬على أنه عمل‬ ‫غير ودي‪ ،‬وتنظر إليه بشك وريبة ويفسر في‬ ‫بعض األحيان على أنه عمل عدائي‪.‬‬ ‫والالجئ حس��ب اتفاقية األم��م المتحدة التي‬ ‫وقع��ت عليها أكثر م��ن ‪ 130‬دولة في جنيف‪،‬‬ ‫ه��و الش��خص الذي لدي��ه مب��ررات أن يكون‬ ‫خائفَا بس��بب االضطهاد الذي يتعرض له في‬ ‫بلده ألسباب قائمة على «الجنس‪ ،‬أو القومية‪،‬‬ ‫أو نتيج��ة اتجاه سياس��ي أو أيدلوجية معينة‪،‬‬ ‫أو اعتن��اق دين أو مذهب معي��ن»‪ ،‬ومن أهم‬ ‫أحكام االتفاقي��ة المذكورة الم��ادة ‪ 33‬والتي‬ ‫نص��ت على منع ال��دول المتعاقدة من طرد أو‬ ‫ترحي��ل الجئ إل��ى حدود أراض��ي دولة تكون‬ ‫حيات��ه أو حريته مهددة بالخطر فيها بس��بب‬ ‫عرقه أو ديانته أو جنسيته أو آرائه السياسية‬ ‫أو انتمائ��ه إل��ى فئة اجتماعي��ة معينة‪ ،‬إال أنه‬ ‫ليس لالجئ أن يتمسك باالنتفاع بهذا الحكم‬ ‫عند توفر أس��باب جدية العتب��اره خطراً على‬ ‫أمن الدولة الموجود فيها‪ ،‬أو شكل خطراً على‬ ‫ه��ذه الدول��ة‪ ،‬أو بس��بب صدور حك��م نهائي‬ ‫ضده في جناية أو جنحة بالغة الخطورة‪.‬‬

‫اتفاقية دبلن‬

‫عل��ى أثر تدفق أعداد كبيرة من الالجئين غير‬ ‫ً‬ ‫نتيج��ة لتصاعد العنف‬ ‫الش��رعيين إلى أوروبا‬ ‫في أفريقيا والشرق األوسط والعراق تحديداً‪،‬‬ ‫ولتحدي��د أطر قانونية لطالب��ي اللجوء وقعت‬ ‫ال��دول األوروبية من داخ��ل االتحاد األوروبي‬

‫وخارجه ع��ام ‪ 2003‬اتفاقية دبل��ن أو ما بات‬ ‫يعرف «بمنطقة دبلن» والدول الموقعة على‬ ‫هذه االتفاقية هي «النمسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬قبرص‪،‬‬ ‫الجمهوري��ة التش��يكية‪ ،‬إس��تونيا‪ ،‬فنلن��دا‪،‬‬ ‫فرنس��ا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬اليونان‪ ،‬هنغاريا‪ ،‬أيس��لندا‪،‬‬ ‫إيرلن��دا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬التفيا‪ ،‬ليتوانيا‪ ،‬لكس��مبرغ‪،‬‬ ‫مالطة‪ ،‬هولن��دا‪ ،‬النرويج‪ ،‬بولن��دا‪ ،‬البرتغال‪،‬‬ ‫إس��بانيا‪ ،‬بريطاني��ا‪ ،‬س��لوفاكيا‪ ،‬س��لوفينيا‪،‬‬ ‫السويد‪ ،‬الدانمارك وايسلندا»‪.‬‬ ‫واتفاقي��ة دبل��ن تح��دد الدول��ة المس��ؤولة‬ ‫ع��ن النظر في طل��ب لجوء أح��د رعايا الدول‬ ‫األجنبي��ة عن طريق بصم��ة الكترونية تؤخذ‬ ‫ف��ي إحدى الدول المذك��ورة آنفًا‪ ،‬إال أنه يجوز‬ ‫ألي دول��ة عضو النظر ف��ي طلب لجوء مقدم‬ ‫من أحد رعايا دول��ة أجنبية حتى وإن لم تكن‬ ‫هي الدولة المسؤولة عن ذلك بحسب معايير‬ ‫ه��ذه االتفاقي��ة‪ ،‬إذا تبين له��ا أن حالة طالب‬ ‫اللج��وء اس��تثنائية أو ذات معايي��ر انس��انية‬ ‫خاص��ة‪ ،‬أي أن��ه يحق ألي دولة عضو دراس��ة‬ ‫طلب لجوء لشخص يملك بصمة لجوء وطلب‬ ‫لجوء س��ابق في دولة عضو أخرى‪ ،‬إال أن هذا‬ ‫ضيق جداً‪.‬‬ ‫نطاق‬ ‫االستثناء يطبق على‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فالمبدأ األساس��ي هو أن البلد المس��ؤول عن‬ ‫دخول طال��ب اللجوء في االتحاد األوروبي هو‬ ‫المس��ؤول عن دراس��ة طل��ب لج��وؤه‪ ،‬إال أنه‬ ‫إذا كان طال��ب اللجوء قاص��راً أي دون الثامنة‬ ‫عشر من العمر وغير مصحوب بأحد من أفراد‬ ‫أس��رته البالغين‪ ،‬وأحد أفراد أس��رته البالغين‬ ‫متواجد بش��كل قانوني في دولة عضو أخرى‬ ‫تصبح تلك الدولة التي فيها أحد أفراد أسرته‬ ‫هي المس��ؤولة عن النظر ف��ي طلب لجوئه‪،‬‬ ‫وغالباً ما تتغاضى الدول األطراف عن ش��رط‬ ‫التواج��د القانون��ي ألح��د أف��راد األس��رة إذا‬ ‫يكف��ي أن يكون أحد البالغين قد تقدم بطلب‬ ‫لج��وء إلى أحد الدول األط��راف حتى يتم جمع‬ ‫الملفين ودراستهما سوي ًا‪.‬‬ ‫والبصم��ة المقص��ودة ف��ي اتفاقي��ة دبل��ن‬ ‫تشمل البصمات المأخوذة في السفارات حول‬ ‫العال��م‪ ،‬فق��د يدخ��ل الالجئ إلى إح��دى دول‬ ‫الدبل��ن بطريقة قانونية عبر تأش��يرة دخول‬ ‫للدراسة أو الس��ياحة‪ ،‬ثم يتقدم بطلب لجوء‬ ‫بع��د وصول��ه‪ ،‬وإذا كان طال��ب اللج��وء يملك‬ ‫أكث��ر من إقام��ة أو تأش��يرة دخ��ول في دول‬ ‫اعضاء متعددة‪ ،‬فالدول��ة التي منحته االقامة‬ ‫أو تأش��يرة الدخ��ول األط��ول ه��ي س��تكون‬ ‫المسؤولة عن طلب لجوئه‪.‬‬

‫أم��ا إذا طال��ب اللجوء يمل��ك إقام��ة منتهية‪،‬‬ ‫منذ أقل من س��نتين أو يملك تأش��يرة دخول‬ ‫منتهية منذ أقل من س��تة أشهر ومكنته وقت‬ ‫نفاذها من دخول أراض��ي دولة عضو ما وإذا‬ ‫لم يغ��ادر أراض��ي الدول األعضاء فس��تكون‬ ‫الدولة المس��ؤولة عن لجوئه هي الدولة التي‬ ‫منحته تلك االقامة أو تلك التأشيرة‪.‬‬ ‫وفي حال أن طالب اللجوء يملك إقامة منتهية‬ ‫منذ أكثر من س��نتين أو يملك تأش��يرة دخول‬ ‫منتهي��ة منذ أكث��ر من ‪ 6‬أش��هر ومكنته وقت‬ ‫نفاذه��ا م��ن دخ��ول أراض��ي دول��ة عضو ما‬ ‫وحي��ث أنه لم يغ��ادر أراضي ال��دول األعضاء‬ ‫فس��تكون أي دول��ة عض��و يقدم فيه��ا طلبه‬ ‫هي المس��ؤولة عن النظر ف��ي طلب لجوئه‪،‬‬ ‫وهذا يش��مل أيض ًا طالب اللجوء الذي يختفي‬ ‫داخل منطق��ة دول اتفاقيه دبل��ن لمدة أكثر‬ ‫من سنتين بعد انتهاء تاريخ إقامته الممنوحة‬ ‫له لغرض دراس��ة طلب لجوئ��ه تكون مدتها‬ ‫على األغلب سنة واحدة فهو يستطيع تقديم‬ ‫اللجوء في دولة عضو أخرى‪..‬‬ ‫وإذا ثب��ت أن طال��ب اللجوء دخ��ل دولة عضو‬ ‫أخرى بصورة غير قانونية دون أن يقدم طلب‬ ‫اللج��وء فيها قب��ل دخوله ف��ي الدولة العضو‬ ‫الت��ي قدم فيها طلب لجوئه تكون تلك الدولة‬ ‫العض��و التي دخله��ا أو ً‬ ‫ال هي المس��ؤولة عن‬ ‫النظ��ر في لجوئه وتس��قط تلك المس��ؤولية‬ ‫إذا مرت فترة ‪ 12‬شهر من تاريخ ذلك الدخول‬ ‫غي��ر القانوني للحدود‪ ،‬وإذا كان طالب اللجوء‬ ‫تق��دم بطل��ب لجوئه ف��ي المنطق��ة الدولية‬ ‫داخل المطار «الترانزي��ت» تكون تلك الدولة‬ ‫العض��و هي المس��ؤولة عن طل��ب لجوئه إال‬ ‫إذا كان��ت دولة عضو أخرى ه��ي التي منحته‬ ‫تأش��يرة الدخول التي مكنته م��ن دخول ذلك‬ ‫الترانزي��ت عنده��ا س��تكون الدول��ة المانحة‬ ‫للتأشيرة هي المسؤولة عن لجوئه‪.‬‬ ‫كما تس��تثني االتفاقية أفراد األس��رة الواحدة‬ ‫م��ن قانون البصمة على اعتب��ار أنه ال يمكن‬ ‫فصل أف��راد أس��رة واح��دة اس��تناداً لمعايير‬ ‫إنس��انية وثقافي��ة وتكون الدولة المس��ؤولة‬ ‫عن النظر في لجوئهم هي الدولة المس��ؤولة‬ ‫ع��ن النظر في لج��وء العدد األكب��ر من أفراد‬ ‫تلك األسرة فإن كان عددهم متساوي‪ ،‬تكون‬ ‫الدولة المس��ؤولة عن النظر في لجوئهم هي‬ ‫الدولة المسؤولة عن النظر في لجوء أكبرهم‬ ‫سنًا «أي األب أو األم»‪.‬‬


‫ميديا‬

‫تالقي ت�شتم «ن�صر اهلل»‪،‬‬ ‫و«العبود» متعاطف‬ ‫و«الطويل» ي�شاركه احلزن‬ ‫عامر محمد‬

‫ذات القن��وات‪ ،‬م��ع اختالف األس��باب‪ ،‬فالثاني ممنوع ألن��ه على خالف‬ ‫ش��خصي مع «عمران الزعبي» وزير االعالم لدى النظام‪ ،‬فكانت أولى‬ ‫قرارته منع العبود من التحليل‪.‬‬ ‫لك��ن الالف��ت هنا هو تعاط��ف «العبود» م��ع «نص��ر اهلل»‪ ،‬فرغم أن‬ ‫الس��بب قد يكون واضحاً وال يحتاج لتفس��ير من باب أن «لحم الكالب‬ ‫يش��د بالملوخي��ة» إال أن االس��تغراب يأتي من عالق��ة الرجلين‪ ،‬التي‬ ‫تع��ود إل��ى ما قبل الثورة في س��وريا‪ ،‬إذ تعود العالق��ة التعليمية إلى‬ ‫وقت كان فيه العبود يعتبر نصر اهلل معلماً له في التحليل السياسي‪،‬‬ ‫حين لم تكن الشاش��ات قد أظهرت��ه‪ ،‬كل االحترام والتبجيل والتقدير‬ ‫كان العبود يظهره لنصر اهلل‪ ،‬حتى أتت الس��اعة التي بات فيها العبود‬ ‫يحمل الس��يجار الكوبي ‪-‬يحمل ألن العبود ال يدخن إنما يحمله فقط‪-‬‬ ‫ويلقي الس�لام ببرود على نصر اهلل في مجالس دمشق ومؤتمراتها‬ ‫المؤي��دة‪ ،‬األمر الذي أغضب نصر اهلل وجعله يتكل��م علن ًا عن العبود‬ ‫في واحدة من هذه الجلسات معبراً‪ ،‬عن «حزنه» لتمرد التلميذ‪.‬‬ ‫بالع��ودة إل��ى الجمه��ور‪ ،‬ال��ذي علق عل��ى جميع الصفح��ات وفي كل‬ ‫المناس��بات‪ ،‬مادحاً نصر اهلل وش��اتم ًا من ش��تمه‪ ،‬فق��د اتفق الجميع‬ ‫مداحين وش��تامين‪ ،‬على أنهم لم يتابعوا ما قالت القناة‪ ،‬إال أن بوست ًا‬ ‫واحداً من الرفيق «رفيق»‪ ،‬كفاهم ليطلقوا الهجوم على اللبناني الذي‬ ‫صم��د وانتصر‪ ،‬وباع األم��ل‪ ،‬والكلمتان األخيرتان هن��ا‪ ،‬يمثالن دافعا‬ ‫جعل عش��رات التعليقات تخفف مص��اب نصر اهلل وتتعاطف معه ألنه‬ ‫فقط كان «األمل الوحيد» في «أزمة» البالد بحس��ب المعلقين‪ ،‬ليعلن‬ ‫نصر اهلل فجر السبت‪ ،‬وبعد ساعتين من تهديده بالرد وعلى صفحته‬ ‫«وليس��ئ من يريد‪ ،‬س��يظل القلب مكانه كما القناعات‪،‬‬ ‫الش��خصية‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ش��كرا لكل تعاطفكم»‪ ،‬منهي ًا المعركة بما تحتاجه من تس��امح‪ ،‬بعد‬ ‫أن وصلت الضجة إلى ما يشتهي الشبيح اللبناني المنفي عن دمشق‪،‬‬ ‫الذي ال يدرك أنه منفي عنها حتى لو سكن في مدينتها القديمة‪.‬‬

‫هيك �سمعنا‬

‫•••‬ ‫«ودي��ع ومطيع» سلس��لة إذاعية ناق��دة‪ ،‬تقدم على‬ ‫مسلسل يعيش فيها شخصان سوريان مواقف‬ ‫شكل‬ ‫ٍ‬ ‫ع��دة في البالد اليوم‪ ،‬يعدّه ويقدمه «وائل وعادل»‪،‬‬ ‫الخميس التاسعة مسا ًء على نسائم سوريا‪.‬‬ ‫•••‬ ‫«عامودك��ي» برنام��ج حواري يعن��ى بالقضايا الس��ورية‬ ‫الكردية عبر اس��تضافة عدة شخصيات سياسية وإعالمية‬ ‫م��ن تقديم «س��مير س��فوك»‪ ،‬يب��ث األحد عند الس��ابعة‬ ‫والنصف مسا ًء عبر راديو «آرتا»‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫«الدائرة» برنامج حواري سياسي اجتماعي‪،‬‬ ‫يه��دف إلى تناول القضاي��ا المؤثرة على‬ ‫الس��وريين بش��كل عميق‪ .‬م��ن خالل‬ ‫تناول القضية ف��ي عمقها وتداعياتها‬ ‫وص��و ً‬ ‫ال إل��ى الالوع��ي الجمع��ي في‬ ‫األم��ور الت��ي تتعل��ق بالعقي��دة‬ ‫والقناع��ات مث� ً‬ ‫لا‪ .‬تقديم «س��فيان‬ ‫خليل» كل سبت الساعة السادسة‬ ‫مسا ًء على راديو ألوان‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫نعم‪ ،‬نحن معجبون بأس��لوب وصوت وتقديم «ماجد عبد الهادي»‪ ،‬عبر الجزيرة في‬ ‫تقارير عرضها عن سوريا‪ ،‬لكن إعجابنا قد ال يكون شيئاً أمام إعجاب المعلق في قناة‬ ‫«أورينت نيوز» «س��ليمان عبد المولى»‪ ،‬فهو يكاد يكون قد نس��ي ذاته‬ ‫من فرط الحب‪ ،‬فيقلد في األسلوب والتلوين‪ ،‬ولو كان بإمكانه لقلد‬ ‫الصوت‪ ،‬فرط الحب والتأثر يبدو جلياً حين يقول « تلك البطولههة»‬ ‫الكثي��ر من حرف الهاء المصطنع في الطريق إلى عبد الهادي‪ ،‬ينتج‬ ‫عن الضغط على الحنجرة وعلى آذاننا‪.‬‬ ‫•••‬ ‫إلى الس��ادة في راديو «روزنة»‪ ،‬اس��تمعنا إلى برنامج «اطلع معي‬ ‫بالتكس��ي» كي نكون في قلب دمش��ق‪ ،‬والحظنا أنكم «تشفرون»‬ ‫الش��تائم في البرنام��ج العفوي وهذا جيد‪ ،‬لكن هال تفضلتم واس��تخدمتم برنامج ًا‬ ‫لتغيي��ر الص��وت كي تحموا س��ائق التكس��ي الذي تس��جلون له م��ن دون أن يعلم‪،‬‬ ‫ستؤذينا الشتيمة‪ ،‬ولكنها ليست أكثر أذية من فكرة اعتقال رجل ظن أنه يتحدث مع‬ ‫راكب وليس مع صحفي‪ ،‬بالمناسبة البرنامج مسروق‪.‬‬ ‫•••‬ ‫األخ��وة ف��ي راديو «أن��ا» الحظن��ا أن أرقام مرات االس��تماع إل��ى برامجك��م على موقع‬ ‫‪ soundcloud‬الذي ترفعون عليه برامجكم ال تتعدى ‪ ،25 ،12 ،7 ،4 ،2‬و‪ 40‬في أحس��ن‬ ‫األحوال‪ ،‬افعلوا شيئًا اذهبوا يمينًا أو شما ًال‪ ،‬غيروا الموسيقى ارفعوا الراتب‪ ،‬فأي ها ِو من‬ ‫الممكن أن يحقق نسب استماع أعلى وبال تمويل‪.‬‬

‫هيك رح ن�سمع‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬

‫«كم أنا حزين‪ ..‬كم أنا حزين حتى حدود الوجع‪ .‬أن أش��تم‪ ،‬ومن أين؟‬ ‫من قناة تالقي الس��ورية! كم كنت أتمنى أن أغمض عيني وحواس��ي‬ ‫وال أصدق‪ .‬شكراً دمشق‪ ..‬لقد أوجعتني‪ ،‬وجداً‪ ،‬وحتى حدود البكاء»‬ ‫به��ذه الكلم��ات القليلة ‪-‬الت��ي ال هي نثر وال هي ش��عر‪ -‬عبّر صاحب‬ ‫نظرية «خلصت» رفيق نصر اهلل‪ ،‬عما يجول في فؤاده بعد أن س��مع‬ ‫أن قن��اة تالقي ‪-‬التي دخلت غينس‪ -‬قد ش��تمته جه��اراً نهاراً في أحد‬ ‫برامجها السياسية‪ ،‬وبعد الحزن المبين أعاله‪ ،‬شكر المحلل السياسي‬ ‫الحزين زميله «خالد العبود» الذي استنكر شتيمة المدرسة اإلعالمية‬ ‫التحليلة عبر قناة «وطنية»‪ ،‬فيما ش��ارك عارف الطويل كل البوستات‬ ‫الت��ي كان يتباكى بها آخر المش��تومين‪ ،‬محاو ً‬ ‫ال الدف��اع عن «البطل»‬ ‫الذي رُمي بسهم من نار في القلب‪ ،‬فأصابه وأرداه‪ ،‬فيما كان جمهور‬ ‫الطوي��ل على الفيس ب��وك‪ ،‬يرك��ب الموجة الجديدة ويش��تم تالقي‬ ‫ويعدد مآثر نصر اهلل التي «حمت سوريا» والشكر كل الشكر للمولى‪.‬‬ ‫س��ريع ًا ردت «تالقي» ببيان من س��ت نقاط‪ ،‬قالت في��ه إنها ال يمكن‬ ‫أن تس��يئ ل��ـ «القام��ات الوطنية والقومي��ة والعربية» وأنه��ا أيض ًا ال‬ ‫تس��تطيع أن «تنكر صمودهم في األزمة التي تعرضت وتتعرض لها‬ ‫س��ورية» والمقصود هنا «نصر اهلل» المفج��وع‪ ،‬لكن البيان لم يلقى‬ ‫تجاوباً من «الجمهور» المتعط��ش للقامة «الوطنية» والراغب بالثأر‪،‬‬ ‫فصب الش��تائم على القن��اة وبرنامجها الجديد «قيد اإلرس��ال» الذي‬ ‫شُ��تم فيه نصر اهلل‪ ،‬وكل الش��كوك تحوم حول بس��ام أبو عبد اهلل‪،‬‬ ‫الذي كان ضيف الحلقة المذك��ورة من البرنامج‪ ،‬بينما لم ترفع القناة‬ ‫حتى الس��اعة الحلقة على اليوتوب‪ ،‬ولم نعرف بأي لفظ تماماً شتمت‬ ‫«القامة»‪.‬‬ ‫نصر اهلل هدد بشكل واضح بالرد على تالقي‪ ،‬وقال في بوست بكائي‬ ‫ثان «س��يكون لي رد في األربع والعشرين ساعة بما يليق وكرامتي»‬ ‫لكن الحزن العميق للرفيق‪ ،‬هو في أنه ممنوع من الظهور على القناة‬ ‫مع ش��قيقاتها اإلخبارية والفضائية وس��ما والدنيا‪ ،‬فنصر اهلل لمن ال‬ ‫يعل��م‪ ،‬منع من الظهور على إع�لام النظام منذ أطل��ق نظريته التي‬ ‫هزت العال��م‪« ،‬خلصت» ثم اتبعها بـ»خلصت وفش��لت»‪ ،‬والمتعاطف‬ ‫األول معه «خالد العبود»‪ ،‬هو األخر يطاله ذات المنع من الظهور على‬

‫‪11‬‬


‫ناس‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫الزفاف يف الريموك‬ ‫ال يكلف كثري ًا‬ ‫فارس بالل ‪ -‬مخيم اليرموك‬ ‫قالت أم س��عاد بش��كل واضح "ال أريد أجرة أحضر ليترين من المازوت‬ ‫وأجل��ب العروس وألف مبروك" بموجب الصفقة كان على أن اصطحب‬ ‫الع��روس إلى محل التزيين في ش��ارع المغاربة عند الس��ابعة صباحاً‪،‬‬ ‫الي��وم الزفاف وال وقت لنضيعه‪ ،‬فلدي الكثير من االعمال خالل النهار‪،‬‬ ‫اودعت العروس لدى أم سعاد وعدت لمنزلنا مع الليترين وتكلفة الواحد‬ ‫‪ 800‬ليرة‪ ،‬المبلغ ال يبدو كبيراً أبداً إذ كانت العروس تنفق أكثر من ‪15‬‬ ‫ألف ليرة في يوم مماثل‪ .‬أخي هو العريس‪ ،‬في المنزل يكسر الحطب‬ ‫يجم��ع األخش��اب واألغص��ان بعد أن رف��ع الماء إلى الخزان في س��طح‬ ‫المنزل مس��تعداً لحمام العرس ساعدته في تكسير بعض المفروشات‬ ‫التي لممناه من المخيم بعضها من خشب الزان وهو بطيء االشتعال‪،‬‬ ‫ثم غادرت المن��زل ألخضر الحلويات الخاصة بالزف��اف‪ ،‬كنا قد أوصينا‬ ‫أبو راغب على ‪ 200‬قطعة من المحالية‪ ،‬س��ندفع ‪ 20000‬ليرة ثمن لها‬ ‫فتكلفة الواحدة ‪ 200‬ليرة وهي بضع غرامات من السكر والبودرة التي‬ ‫يقول عنها أبو رغب عنداً حليب‪.‬‬ ‫سيتم العرس في مملكة الحصار‪ ،‬وهذا االسم يطلقه سكان اليرموك‬ ‫عل��ى الصالة الوحيدة التي ال تزال تعمل في المخيم‪ ،‬بإمكانك حجزها‬ ‫مقابل ثالث ليترات من المازوت للساعة الواحدة‪ ،‬وبتسع ليترات خططنا‬ ‫لثالث ساعات من الدبكة والرقص حول العريس حتى السادسة مساء‪،‬‬ ‫بدأنا بمراس��م التبلبيسة‪ ،‬أي نساعد العريس في ارتداء مالبسه التي‬ ‫حيرتنا كثيراً وكاد أيجادها أن يوقف الزفاف‪ ،‬اش��ترينا له قميص ًا جديداً‬ ‫وبنطا ً‬ ‫ال قديمًا‪ ،‬بحثنا أليام عن قميص ال يزال مغلفًا فأمي حلفت أن ال‬ ‫زفاف من دون هندام جيد‪ ،‬إال أن وجدنا في ش��ارع العروبة قميص ًا قال‬ ‫لنا بائعه إنه موضة السنة‪ ،‬مع أن المخيم محاصر منذ عامين لكننا لم‬ ‫نناقشه في إدعائه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما نس��تعد للزفة لنملى الدنيا صراخا وغن��اء‪ ،‬حين وصل خبر اغتيال‬ ‫ف��راس الناج��ي‪ ،‬برصاصة في رأس��ه رداخل منزله قت��ل الناجي الذي‬ ‫كان يعم��ل في اإلغاثة‪ ،‬الخبر منعنا من االحتفال كما كنا نخطط‪ ،‬فلم‬ ‫ن��زف العريس من المنزل باتجاه الصال��ة‪ ،‬غادرنا المنزل بصمت يليق‬ ‫بالش��هيد باتجاه "مملكة الحصار"‪ .‬جلب بعض الش��بان "الدربكة" وبدأ‬ ‫العزف والغن��اء‪ ،‬في الفرح حتى نغني للحصار مس��تنكرين له‪ ،‬وزعت‬ ‫العصي��ر عل��ى الحاضرين‪ ،‬كل مغلف يحتوي على ‪ 20‬غرام من س��كر‬ ‫وملون وش��يئ ما ثمنه ‪ 100‬ليرة‪ ،‬وعو تركي الصنع وال طعم له‪ ،‬لكنه‬ ‫حلو ويجب أن نكرم الضيوف‪ ،‬لم تكن الساعة قد وصلت إلى السادسة‬ ‫بع��د حين تدخل مدي��ر الصالة ليقول مخاطب��اً العريس المصمود بأن‬ ‫المازوت س��ينتهي بعد قليل ولن يس��تمر العرس أكث��ر‪ ،‬قرر العريس‬ ‫إنه��اء الزف��اف فواهلل لن يدف��ع المزيد م��ن المحروقات الي��وم‪ ،‬انتهى‬

‫زفاف محمد الشبلي في مخيم اليرموك ‪ -‬كانون الثاني ‪ | 2014‬صفحة مخيم اليرموك نيوز‬

‫العرس بهذا الشكل‪.‬‬ ‫تط��وع جارن��ا نصف تطوع بس��يارته كي ينقل العريس إلى عروس��ه‬ ‫وم��ن ثم ينقلهما معًا إلى المنزل‪ ،‬نص��ف تطوع ألنه طلب ليترين من‬ ‫البنزي��ن النقي وتكلفة الليتر الواح��د ‪ 1500‬ليرة‪ ،‬قلت ألخي دعنا نجد‬ ‫س��يارة تعمل على الم��ازوت لكنه رفض ألنه يريد س��يارة فخمة يوم‬ ‫زفاف��ه‪ ،‬صحيح ل��م نزينها بأي ورود‪ ،‬لكن العري��س يرينها قالت أمي‪،‬‬ ‫انطلق��ت الس��يارة بالعري��س وبي وبجارن��ا فيما بق��ي المدعوون في‬ ‫الشارع ولم نعتذر لهم عن هذا فهم أبناء المخيم وسيقدرون الموقف‪.‬‬ ‫وصل العريسان إلى المنزل‪ ،‬كانت أمي قد جهزت العشاء الدسم لهما‪،‬‬ ‫خبز حقيقي من الطيحن كلف ‪ 4000‬ليرة‪ ،‬نصف كيلو من لحم العجل‬ ‫"‪ 2500‬لي��رة" قلته أمي بزيت قديم وتلبلته جي��داً بالبهارات المتوفرة‬ ‫في المخيم‪ ،‬وفتحت لهما علبة من سمك الطن ثمنها ‪ 700‬ليرة‪ ،‬وأخرى‬ ‫من السردين بـ ‪ 500‬ليرة‪ ،‬وتركت علما الغرفة بعد ذلك وأمرت الجميع‬ ‫بالنوم فوراً‪ ،‬لم تفعل ذلك ألنهما عريسان‪ ،‬بل أنهما سيشبعان الليلة‬ ‫ال مخج ً‬ ‫وهذا فع ً‬ ‫ال لهما أمامنا‪.‬‬ ‫كنت أعلم أن أمي لم تذق اللحم الذي اعدته للعريسين‪ ،‬وكذلك فعلت‬ ‫م��ع الخبز‪ ،‬لكنها اختلس��ت لقيمات اطعمتها ألخ��ي الصغير الذي بكى‬ ‫وطالبه��ا بتزويجه بد ً‬ ‫ال من أخي لعل��ه يأكل كل اللحم والخبز‪ ،‬لم يكن‬ ‫أخي الصغير يعلم أن العريس��ان لن يجدا ش��يئًا ألكله في الصباح‪ ،‬لم‬ ‫ته��م أمي للفكرة هذه أبداً حيث كانت تتمنى لو أن والدي موجود معنا‬ ‫ف��ي ليلة الفرح هذه‪ ،‬وبكل دهاء األم‪ ،‬ب��دأت تدفعني للتفكير بالزواج‬ ‫أيضاً‪..‬‬

‫�سراقب‪ ،‬القب�ضات الال�سلكية للهرب من املوت وللتوا�صل االجتماعي‬ ‫إدلب ‪ -‬سراقب ‪ -‬فؤاد األحمر‬ ‫"طلع��ت المروحي��ة‪ ..‬طلع��ت المروحي��ة‪ ،‬خذوا‬ ‫الحذر‪ ،‬اللهم س�� ّلم‪ ..‬يا رب" هذه الكلمات يبثها‬ ‫أحد مراصد مدينة س��راقب ف��ي ريف إدلب عند‬ ‫كشفه خروج مروحية من إحدى مطارات النظام‬ ‫العس��كرية لكي يحذر الن��اس‪ ،‬بعد هذا التنبيه‬ ‫يدرك األهالي أن لديهم خمس��ة عش��رة دقيقة‬ ‫لك��ي يخرجوا م��ن المدين��ة باتجاه المش��اريع‬ ‫الزراعي��ة وه��ذه الدقائ��ق ه��ي الزم��ن ال��ذي‬ ‫تس��تغرقه المروحية لكي تصل المدينة لتنفذ‬ ‫غارتها‪ ،‬خمس��ة عش��رة دقيقة مليئ��ة بالرعب‬ ‫يس��تمر فيه��ا المرصد بإعط��اء تفاصيل وجهة‬ ‫المروحية والزمن المتبقي لوصولها حتى تنفذ‬ ‫وينفج��ر البرميل‪ ،‬فتتناقل األخبار عبر القبضة‬ ‫حول مكان س��قوط البرميل وعن الضحايا لكي‬ ‫تهب الناس لإلنقاذ وإسعاف المصابين‪.‬‬


‫يف رحيل غ�سان مطر‬ ‫سوريتنا ‪ -‬هاني سعد الدين‬

‫ناس‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية‬

‫كلنا فدائيون‪ ،‬الفلسطيني الثائر‪ ،‬الضياع‪ ،‬المتعة‬ ‫والع��ذاب‪ ،‬تختص��ر عناوين األف�لام اآلنفة الذكر‬ ‫حياة الراحل غس��ان مطر‪ ،‬أو أنه��ا تختصر طعم‬ ‫الم��رارة لفلس��طينيي المخيمات في فلس��طين‪،‬‬ ‫برحيل مطر تطوى صفحات منس��ية من التاريخ‬ ‫العرب��ي الحديث طحنت بين طياتها فلس��طينيي‬ ‫لبنان في مواجهة االنعزال تارة‪ ،‬والنظام السوري‬ ‫أمل بالعودة ال شفاء منه‪.‬‬ ‫تار ًة أخرى على ٍ‬ ‫عرفات داوود حسن المطري المولود في يافا عام‬ ‫‪ 1938‬أمضى طفولته في مخيم البداوي ش��مال‬ ‫لبنان‪ ،‬على موعد مع فلس��طين بعد أشهر‪ ،‬حتى‬ ‫طالت األش��هر خمساً وسبعين عاماً تقريبًا‪ ،‬عاش‬ ‫مناض ً‬ ‫ال في إح��دى الحركات الخاص��ة بالمقاومة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬زمي ً‬ ‫ال للزعيم الراحل ياسر عرفات‪،‬‬ ‫ينق��ل المعلوم��ات ألعض��اء ق��وات المقاومة في‬ ‫مص��ر وفلس��طين ولبن��ان واألردن‪ ،‬والتنس��يق‬ ‫ً‬ ‫ممثل في السينما المصرية‬ ‫برداء‬ ‫ا‬ ‫متخفي‬ ‫اإلس��رائيلي‪،‬‬ ‫بين جميع فصائلها لمقاومة االحتالل‬ ‫ٍ‬ ‫واللبنانية‪.‬‬ ‫لم يكن التمثيل هدفاً أو حلماً عند مطر بل سعى ليكون ضابطًا في جيش التحرير الفلسطيني‬ ‫أثناء تأسيسه في بغداد‪ ،‬إال أن طلبه رفض لجرم االلتزام بالقومية العربية بنهجها الناصري‪،‬‬ ‫وكانت التهمة «محرض» يقول مطر عن هذه الواقعة‪« :‬أثناء العدوان الثالثي على مصر قرأت‬ ‫خط��اب جمال عب��د الناصر الذي يدعو في��ه كل مواطن عربي لتفجير المصالح االس��رائيلية‪،‬‬ ‫لش��خص أمي يدعى حس��ين الصف��وري يبلغ من العم��ر ثالثين عامًا‪ ،‬ق��ام بعدها الصفوري‬ ‫بتفجي��ر أنابيب البترول في مدين��ة طرابلس تأثراُ بخطاب ناصر‪ ،‬وعندما قبض عليه‪ ،‬اعترف‬ ‫بأنني من حرضه على التفجير»‪.‬‬ ‫بع��د الخالف الذي حدث بين الرئيس اللبناني كميل ش��معون‪ ،‬وبين جمال عبد الناصر‪ ،‬خطب‬ ‫جمال عبد الناصر‪ ،‬أن على كل شاب عربي مقاومة هذا االستعماري‪ ،‬فذهب مطر مع عدد من‬ ‫أصدقائه إلى س��وريا وجاءوا بش��حنة س�لاح محملة على ‪ 21‬بغل‪ ،‬ومعدات بث إذاعة محلية‪،‬‬ ‫وأسسوا إذاعة‪ ،‬أثناء تأسيسه تلك اإلذاعة تعرف على نايف حواتمة‪ ،‬مؤسس الجبهة الشعبية‬ ‫فيما بعد‪ ،‬ثم اشتهراً معا وبدأت البيانات التي يكتبها «حواتمة» في االنتشار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نتيج��ة لصراع القوى اللبناني حول الوجود الفلس��طيني وافق رئيس الوزراء رش��يد كرامي‪،‬‬ ‫عل��ى برنام��ج لـمطر في اإلذاعة اللبنانية باس��م «ركن فلس��طين»‪ ،‬عمل بعده��ا مذيعاً في‬ ‫تلفزيون لبنان‪ ،‬وأوقف عن العمل على خلفية رفضه قطع اإلرسال وعدم نقل أغنية «فدائي»‬ ‫لعبد الحليم حافظ‪.‬‬ ‫عام ‪ 1967‬كلفه ياس��ر عرفات بإنش��اء ميليش��يا مس��لحة في لبنان وكان حلقة الوصل بينه‬ ‫وبي��ن القاهرة قب��ل مباحثات «كامب ديفيد»‪ ،‬حيث تم تكليفه بإبالغ عرفات ش��فهيًا باجتماع‬ ‫«المين��ا ه��اوس»‪ ،‬وفي ع��ام ‪ 1982‬وعلى أثر االجتياح اإلس��رائيلي لبي��روت‪ ،‬هرب إلى مصر‬ ‫متنكراً بمالبس راهب مس��يحي‪ ،‬ثم عاد بعد ذلك‪ ،‬وفي ع��ام ‪ 1985‬وفي أقذر حروب النظام‬ ‫السوري «حرب المخيمات الفلسطينية» فقد أمه وزوجته وابنه غيفارا بفعل قصف من القوات‬ ‫الس��ورية‪ ،‬ونج��ت بناته الثالث‪ ،‬إذ أبلغ��ه صهره أنهن الزلن على قيد الحي��اة وأنهن موجودات‬ ‫عند نبيه بري‪ ،‬رئيس مجلس النواب فيما بعد‪ ،‬ثم تم إرس��الهن إلى الس��فارة المصرية التي‬ ‫نقلتهن إلى القاهرة‪.‬‬ ‫اته��م مط��ر حافظ األس��د باس��تهداف منزله لتصفيت��ه كونه كان يق��رأ البيانات العس��كرية‬ ‫الفلس��طينية‪ ،‬بعدها غادر بيروت حام ً‬ ‫ال خسارته وأحزانه متوجهاً إلى تونس‪ ،‬قبل أن يستقر‬ ‫في القاهرة لتبدأ ثاني محطات حياته الفنية‪ ،‬ففي عام ‪ 1988‬قدم أحد أفضل تجاربه الفنية‬ ‫المسرحية‪« ،‬واقدساه» التي أنتجها اتحاد الفنانين العرب الذي أسسه الفنان سعد الدين وهبة‪،‬‬ ‫ومث��ل فيها مجموعة من الممثلين العرب مثل‪ :‬منى واصف‪ ،‬وعبد اإلله الس��نان‪ ،‬وعبد العزيز‬ ‫مخيون‪ ،‬ومحمد المنصور‪ ،‬ومحمود ياسين‪ .‬تلك المسرحية كانت عالمة مهمة في تاريخ مطر‬ ‫الفني حيث قدمت القضية الفلسطينية والشعب الرازح تحت االحتالل‪.‬‬ ‫في التس��عينات كانت المرارة لجيل مطر بكامله‪ ،‬حرب الخليج ومسلس��ل التس��ويات وابتعاد‬ ‫القضية الفلس��طينية عن كونه��ا محور االهتمام العربي‪ ،‬والظروف السياس��ية واالقتصادية‬ ‫ً‬ ‫خاصة أن السلطة الفلسطينية‬ ‫لألمة خذلته كما خذلت أبناء جيله فانصرف للسينما المصرية‪،‬‬ ‫بع��د أوس��لو لم تعر الثقافة والفن الفلس��طيني أدنى اهتمام‪ ،‬فتض��اءل الحلم واكتفى مطر‬ ‫بزيارة يتيمة لرام اهلل‪ ،‬وسط الضفة الغربية‪ ،‬بدعوة من وزارة الثقافة‪ ،‬لم ينل من فلسطين‬ ‫أي شيء‪ ،‬غير أنه منحها الكثير ولو على صعيد الحلم‪.‬‬ ‫لعل أش��هر أدواره على اإلطالق دوره كضيف ش��رف في فيلم «ال تراجع وال استس�لام»‪ ،‬عام‬ ‫‪ ،2010‬وال��ذي ق��دّم فيه ش��خصيته الحقيقية‪ ،‬وقال واحدة من أش��هر العبارات في الس��ينما‬ ‫المصري��ة «اعمل الصح»‪ ،‬في ع��ام ‪ 2013‬وتقديراً لتاريخه النضالي وعمله الفني الذي واكب‬ ‫مسيرة الثورة الفلسطينية منذ انطالقها‪ ،‬تولى منصب نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب‪.‬‬ ‫قبل أس��ابيع تده��ورت حالته الصحية وذك��رت تقارير إعالمية أنه مريض بالس��رطان‪ ،‬بينما‬ ‫تق��ول زوجته إنه مريض بأزمة قلبي��ة‪ ،‬وظهرت تقارير تفيد وفاته لك��ن زوجته نفت الخبر‪،‬‬ ‫والجمعة الماضية أعلنت سفارة فلسطين في القاهرة خبر وفاته‪ ،‬ونعته في بيان رسمي‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ح��ول س��كان الريف المح��رر من إدل��ب جهاز‬ ‫الالس��لكي العس��كري (القبضة) إلى وس��يلة‬ ‫تجنبه��م خط��ر برامي��ل النظ��ام وصواريخه‬ ‫وقذائفه‪ ،‬وذلك من خالل التنبيهات التي تبث‬ ‫على ه��ذه القبضات والت��ي تعلمهم باقتراب‬ ‫إحدى طائرات النظام فيسرع الناس لالختباء‬ ‫أو للخ��روج خارج القرية محاولين الهروب من‬ ‫الم��وت‪ ،‬ويكاد ال يخلو منزل في س��راقب من‬ ‫ه��ذه القبضة حيث تتع��رض المدينة لقصف‬ ‫شبه يومي من قبل النظام‪.‬‬ ‫ع��دة مراص��د تعم��ل عل��ى نق��ل تح��ركات‬ ‫مقات�لات النظ��ام ومروحياته ف��ي ريف إدلب‬ ‫وحلب وحم��اه أيض ًا بإبالغ الن��اس عن حركة‬ ‫مدفعيات النظ��ام‪ ،‬هذه المراصد مربوطة مع‬ ‫مرصد رئيسي في جبل الزاوية وهو ما يعرف‬ ‫ل��دى أهالي ري��ف إدلب المح��رر بمرصد درع‬ ‫األس��ير‪ ،‬وهو المصدر الرئيس��ي للمعلومات‪،‬‬ ‫ويتح��دث محمد وهو أحد العاملين في مرصد‬ ‫س��راقب عن طريقة عمله��م "يقوم المرصد‬ ‫الرئيس��ي بإبالغ المراصد الفرعية الموجودة‬ ‫في س��راقب وف��ي باقي الق��رى المحررة في‬ ‫إدلب بكافة المعلومات المتوفرة عن تحركات‬ ‫طائ��رات النظام ونحن بدورن��ا نقوم بتعميم‬ ‫المعلوم��ات عل��ى أهالي س��راقب عن طريق‬ ‫التردد العام الموجود عل��ى قبضات األهالي‪،‬‬ ‫وف��ي حال توفرت لدين��ا معلومات حول توجه‬ ‫إحدى الطائ��رات إلى ريف حل��ب نقوم بإبالغ‬ ‫المراصد الموجودة في ريف حلب"‪.‬‬ ‫ويضيف محمد متحدث�� ًا عن طريقة رصدهم‬ ‫لتح��ركات طائرات النظ��ام ومدفعياته "يقوم‬ ‫المرصد الرئيس��ي باخت��راق الت��رددات التي‬ ‫يس��تخدمها النظام في مطاراته وفي نقاطه‬ ‫العس��كرية‪ ،‬فيتمكنون من تحديد وقت إقالع‬ ‫الطائرات‪ ،‬ولكننا ال نستطيع تحديد المنطقة‬ ‫التي تتجه إليها الطائ��رة كون المطار يعطي‬ ‫لطياره إحداثيات الموقع بواس��طة ش��يفرات‬ ‫خاص��ة‪ ،‬فيلجأ المرصد الرئيس��ي إلى تحديد‬ ‫اتجاه سير الطائرة عن طريق مراصده البرية‬ ‫المنتش��رة في ع��دة مواق��ع في ري��ف إدلب‪،‬‬ ‫ويقوم بعدها بإبالغ جمي��ع القرى والمناطق‬ ‫التي هي على خط سير الطائرة"‪.‬‬ ‫باتت القبضات وس��يلة تواصل اجتماعي بين‬ ‫الناس ووس��يلة للتس��لية في بعض األحيان‪،‬‬ ‫فع��ن طري��ق الت��رددات العام��ة الت��ي تربط‬ ‫القبضة عليها يس��مع أهالي سراقب البيانات‬ ‫العامة وأخبار المع��ارك وحال الوضع الخدمي‬ ‫في المدينة كما يتواصل األهالي مع بعضهم‬ ‫ع��ن طريق ه��ذه القبضات في ظ��ل انقطاع‬ ‫االتص��االت الخليوية واألرضية ف��ي المدينة‪،‬‬ ‫ويق��ول مصطف��ى وه��و م��ن أبناء س��راقب‬ ‫"ال يمكنن��ي االس��تغناء ع��ن القبض��ة‪ ،‬فمن‬ ‫خالله��ا أتواصل مع أقربائ��ي وأصدقائي عن‬ ‫طري��ق ت��رددات خصصتها له��م‪ ،‬وفي أوقات‬ ‫الفراغ تكون وس��يلة تس��لية لي فأستمع إلى‬ ‫النقاش��ات الت��ي ت��دور بي��ن أهال��ي المدينة‬ ‫وأس��تمع أيضا إلى النقاش��ات التي تدور بين‬ ‫المقاتلين على الجبه��ات وفي بعض األحيان‬ ‫أحصل على ترددات تبث حوارات بين عناصر‬ ‫النظام الموجودين في نقاط عس��كرية قرب‬ ‫سراقب"‪.‬‬ ‫أما تاجر الحب��وب فايز فتكمن أهمية القبضة‬ ‫بالنس��بة ل��ه كونه يعتم��د عليها ف��ي عمله‪،‬‬ ‫يق��ول فاي��ز "أتواصل م��ع جمي��ع المزارعين‬ ‫والتجار عن طري��ق القبضة‪ ،‬وأجري صفقات‬ ‫وأش��تري محاصيل وأبيع أخرى من خالل هذه‬ ‫القبضات"‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫وجوه من وطني‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫�صاحب «نادي الفنون»‬ ‫توفيق العطري ‪1958 - 1894‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫بع��د رحي��ل «أب��و خلي��ل القباني» مؤس��س‬ ‫المس��رح الس��وري وواضع حجر األساس فيه‪،‬‬ ‫أت��ى دور الرائدين «توفي��ق العطري» و»عبد‬ ‫الوهاب أبو السعود» في تشييد صرح المسرح‬ ‫الس��وري وتثبي��ت دعائم��ه‪ ،‬ونحتف��ي الي��وم‬ ‫بتوفيق العطري أحد آباء المسرح في سوريا‪.‬‬ ‫ولد «توفيق العطري» في مدينة دمش��ق عام‬ ‫‪ 1894‬في حي س��وق «س��اروجا» بإسطنبول‬ ‫الصغرى‪ ،‬كما كان يسمى في العهد العثماني‬ ‫ألن وجهاء دمشق وكبار تجارها كانوا يقطنون‬ ‫فيه‪ ،‬آلل العطري األس��رة الميسورة والمولعة‬ ‫بالمعرف��ة والعلم‪ ،‬والده «محي الدين بن عبد‬ ‫الغني» أحد خيرة تجار دمشق ووجهائها‪.‬‬ ‫تلقى علومه االبتدائية والثانوية في مدرس��ة‬ ‫«العازارية» في دمشق‪ ،‬وفي المدرسة عينها‬ ‫أتق��ن الفرنس��ية والتركية إتقان��ًا كام ً‬ ‫ال كما‪،‬‬ ‫ب��رزت ميول��ه الفنية باك��راً‪ ،‬حيث ب��دأ ينظم‬ ‫الش��عر الغنائي الخفي��ف والخواط��ر األدبية‪،‬‬ ‫وب��دا مولعاً‬ ‫بف��ن جديد وغريب ع��ن المجتمع‬ ‫ٍ‬ ‫الدمش��قي بدايات القرن الماضي أال وهو فن‬ ‫المسرح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كان «العط��ري» مولع��ا بحكوات��ي المقه��ى‬ ‫وبمس��رح خي��ال الظ��ل ال��ذي كان رائج�� ًا في‬ ‫دمش��ق‪ ،‬وانضم باك��راً إلى فرقة م��ن الهواة‬ ‫كان��ت تقدم مس��رحياتٍ مقتبس��ة ومترجمة‬ ‫ف��ي بيوت��ات دمش��ق‪ ،‬وكان يظه��ر عل��ى‬ ‫المس��رح المفترض بأس��ماء مس��تعارة خوف ًا‬ ‫من الئمة المجتمع ال��ذي لم يكن ينظر بعين‬ ‫االحترام لمهنة (المش��خصاتي) حسب التعبير‬ ‫الدمشقي‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1924‬ب��دأ «العط��ري» حيات��ه العملي��ة‬ ‫موظف��اً ف��ي وزارة األش��غال العام��ة‪ ،‬كان��ت‬ ‫ً‬ ‫بواب��ة للترق��ي‬ ‫الوظيف��ة العام��ة حينه��ا‬ ‫واالس��تقرار الم��ادي والمكان��ة االجتماعي��ة‬ ‫المميزة‪ ،‬إال أنه وبمجرد ش��يوع خبر اش��تغاله‬ ‫بالتمثيل تم فصله من الوظيفة مباشر ًة وجاء‬ ‫قرار الفص��ل معل ً‬ ‫ال «بم��ا أن الموظف توفيق‬ ‫بن محي الدين العطري يمارس التش��خيص‪،‬‬ ‫ولم��ا كان ه��ذا العمل عيب�� ًا وع��اراً‪ ،‬وال يليق‬ ‫بموظف يمث��ل هيبة الدولة‪ ،‬ل��ذا تقرر طرده‬ ‫من الوظيفة حا ً‬ ‫ال»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بداية‬ ‫شكل قرار الفصل من العمل الحكومي‬ ‫لمس��يرة العط��ري الفني��ة‪ ،‬حي��ث عكف على‬ ‫تألي��ف األعمال المس��رحية‪ ،‬الت��ي بلغ عددها‬ ‫عش��ر روايات بي��ن االقتباس عن الفرنس��ية‬ ‫واالقتب��اس ع��ن التاريخ العربي لع��ل أبرزها‬ ‫رواية «عواصف وعواطف» والتي قدمها على‬ ‫المس��رح ونالت استحس��ان ًا جماهيري ًا واسعاً‪،‬‬ ‫متخ��ذاً من ن��ادي «الكش��اف الرياض��ي» في‬ ‫ش��ارع «خالد بن الوليد» وسط العاصمة مقراً‬ ‫لتقديم أعماله‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1928‬ش��ارك العط��ري في ثان��ي فيلم‬ ‫س��ينمائي س��وري «تحت س��ماء دمشق» إلى‬ ‫جان��ب المط��رب الراح��ل «رفي��ق ش��كري»‬ ‫وغي��ره م��ن الفناني��ن الس��وريين‪ ،‬وبعد أقل‬ ‫من س��نتين في ‪ 10‬كانون الثاني ‪ 1930‬وافق‬ ‫وزي��ر الداخلية «محمد جميل األلش��ي»‪ ،‬على‬ ‫تأسيس نادي الفنون الجميلة‪ ،‬وقد ظل مقره‬ ‫ف��ي منزل «وصفي المال��ح» حتى وفاته خلف‬ ‫المستشفى االيطالي‪.‬‬

‫توفيق العطري مع فريق فيلم «تحت سماء دمشق» ‪1928‬‬

‫كان ن��ادي الفن��ون الجميل��ة ش��ام ً‬ ‫ال لمختلف‬ ‫أصن��اف الفن��ون ف��كان الموس��يقي «توفيق‬ ‫الصباغ» رئيس فرع الموس��يقا‪ .‬والتش��كيلي‬ ‫الرائ��د «توفيق ط��ارق» رئيس فرع الرس��م‪.‬‬ ‫و»توفيق العطري» رئيس فرع التمثيل والذي‬ ‫كان مقره بالقرب من حي «ستي زيتونة» في‬ ‫سوق «ساروجا» مسقط رأسه‪ ،‬وباتت دمشق‬ ‫عل��ى موعدٍ كل خميس مع حف��ل ٍ‬ ‫فني كبير‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يتضم��ن وصل��ة أو أكث��ر من الغن��اء للمطرب‬ ‫«مصطفى هالل»‪ ،‬وتمثيلية قصيرة‪ ،‬وسماع‬ ‫بعض األزجال والطرائف والمنوعات‪ ،‬كما كان‬ ‫الن��ادي يطرح ف��ي كل حفل��ة أوراق يانصيب‬ ‫عل��ى جوائز عدي��دة‪ ،‬وكانت أرب��اح اليانصيب‬ ‫لتغطية نفقات النادي‪.‬‬ ‫كانت المنافس��ة بين نادي «الفنون الجميلة»‬ ‫ون��ادي «دار األلحان للفن��ون والتمثيل» الذي‬ ‫أسس��ه «عب��د الوهاب أبو الس��عود» مكس��بًا‬ ‫للجمهور الدمش��قي‪ ،‬ومع انتقال أبو الس��عود‬ ‫لباري��س وإغ�لاق الن��ادي المذك��ور انضم��ت‬ ‫ك��وادره لنادي العطري الذي اس��تمر نش��اطه‬ ‫حتى بداية األربعينات‪.‬‬ ‫كانت المنافس��ة بين نادي «الفنون الجميلة»‬ ‫ون��ادي «دار األلحان للفن��ون والتمثيل» الذي‬ ‫أسس��ه «عب��د الوهاب أبو الس��عود» مكس��بًا‬ ‫للجمهور الدمش��قي‪ ،‬ومع انتقال أبو الس��عود‬ ‫لباري��س وإغ�لاق الن��ادي المذك��ور انضم��ت‬ ‫ك��وادره لنادي العطري الذي اس��تمر نش��اطه‬ ‫حتى بداية األربعينات‪.‬‬ ‫م��ع تقدم��ه بالعم��ر تراج��ع حض��ور العطري‬ ‫على خش��بة المس��رح‪ ،‬إال أنه ل��م يتوقف عن‬ ‫دوره كلولب للعروض المس��رحية يشارك في‬ ‫تمويله��ا‪ ،‬ويختار نصوصها‪ ،‬وي��وزع أدوارها‪،‬‬ ‫وإلى جانب نشاطه الفني تولى اإلشراف على‬ ‫باب المس��ابقات واألحاجي ف��ي مجلة « الدنيا‬ ‫« الب��ن عم��ه «عب��د الغني العط��ري»‪ ،‬وبقي‬ ‫يمارس دوره بجدارة حتى آخر أيام حياته‪.‬‬ ‫بالحدي��ث عن العط��ري البد من اإلش��ارة إلى‬ ‫دوره الكبي��ر في اكتش��اف موهب��ة ابن أخته‬ ‫«نهاد قلع��ي»‪ ،‬فبعد أن أكمل قلعي دراس��ته‬ ‫الثانوية ونال ش��هادة البكالوريا كان والده قد‬ ‫أحي��ل إلى التقاع��د واضطر لترك المدرس��ة‪،‬‬ ‫لكنه كان مولع��اً بالتمثيل‪ ،‬فبادر باالنتس��اب‬ ‫إل��ى معهد التمثي��ل بالقاهرة‪ ،‬وش��جعه على‬ ‫ذلك خاله الفنان «توفيق العطري» الذي أقنع‬ ‫وال��دة نه��اد أن تبيع ما تمل��ك لتأمين ما يلزم‬ ‫من سفر ابنها‪.‬‬ ‫في اليوم األول من ش��هر كانون الثاني ‪1958‬‬ ‫توفي العطري فجأة عل��ى إثر إصابته بجلطة‬ ‫بالدماغ‪ ،‬وش��يع في دمش��ق ودفن في مقبرة‬ ‫الباب الصغي��ر‪ ،‬عن عمر يناهز ثالثًا وس��تين‬ ‫عام ًا‪.‬‬

‫منظمة حقوقية‪1546 :‬‬ ‫قتي ًال يف �سوريا خالل‬ ‫�شهر �شباط الفائت‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫وثق��ت الش��بكة الس��ورية لحق��وق اإلنس��ان‬ ‫مقرها لندن مقتل ‪ 1547‬ش��خص ًا في سوريا‬ ‫خالل شهر شباط الماضي في سوريا‪.‬‬ ‫وأوضح��ت الش��بكة‪ ،‬في بي��ان له��ا أن ‪1251‬‬ ‫ش��خصاً ُقتل��وا عل��ى ي��د الق��وات الحكومية‪،‬‬ ‫يتوزع��ون إلى م��ا ال يقل عن ‪ 1044‬ش��خصًا‬ ‫مدني��اً‪ ،‬بينه��م ‪ 139‬طف� ً‬ ‫لا ‪ ،‬كم��ا أن من بين‬ ‫الضحاي��ا م��ا ال يقل عن ‪ 123‬ام��رأة‪ ،‬فيما بلغ‬ ‫مجم��وع الضحايا الذين قض��وا تحت التعذيب‬ ‫‪ 74‬ش��خص ًا على األقل بينهم طفل‪ ،‬مش��ير ًة‬ ‫إلى أنه نسبة األطفال والنساء بلغت ‪ 26%‬من‬ ‫أعداد الضحايا المدنيين‪.‬‬ ‫ولفت��ت إلى أن الق��وات الحكومي��ة قتلت ما ال‬ ‫يق��ل عن ‪ 207‬مقاتلين خالل عمليات القصف‬ ‫أو االش��تباك‪ ،‬في حين قتلت الق��وات الكردية‬ ‫‪ 16‬مدني��اً‪ ،‬بينه��م ‪ 8‬أطفال‪ ،‬وش��خص ًا واحداً‬ ‫قضى تحت التعذيب‪.‬‬ ‫وس��جلت الش��بكة مقتل ‪ 82‬ش��خصاً على يد‬ ‫الجماعات المتشددة؛ حيث قتل تنظيم داعش‬ ‫‪ 34‬مدنياً‪ ،‬بينهم طفل وش��خص واحد قضى‬ ‫تح��ت التعذي��ب‪ ،‬وما ال يقل ع��ن ‪ 10‬مقاتلين‬ ‫أثن��اء االش��تباكات مع فصائل م��ن المعارضة‬ ‫المس��لحة أو عب��ر عملي��ات إع��دام ميداني��ة‬ ‫لألس��رى‪ ،‬ف��ي حي��ن قتل��ت جبه��ة النصرة ‪5‬‬ ‫مدنيين بينهم شخصان قضوا تحت التعذيب‪،‬‬ ‫و ‪ 33‬مقاتلاً أثناء االش��تباكات مع فصائل من‬ ‫المعارضة المسلحة‪ ،‬أو من عبر عمليات إعدام‬ ‫ميدانية لألسرى‪.‬‬ ‫كما وثقت الش��بكة مقتل ‪ 96‬شخصاً على يد‬ ‫المعارضة المس��لحة منه��م ‪ 91‬مدنيًا‪ ،‬بينهم‬ ‫‪ 23‬طف ً‬ ‫ال‪ ،‬و‪ 18‬س��يدة‪ ،‬وش��خص ًا واحداً قضى‬ ‫تح��ت التعذي��ب‪ ،‬فضلاً عن مقت��ل ‪ 5‬مقاتلين‬ ‫أثناء االش��تباكات بي��ن الفصائ��ل بعضها مع‬ ‫بعض‪.‬‬ ‫وأشارت إلى مقتل ‪ 6‬مدنيين‪ ،‬بينهم ‪ 3‬سيدات‬ ‫على يد قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم‬ ‫داع��ش‪ ،‬إضافة إلى تس��جيلها م��ا ال يقل عن‬ ‫‪ 96‬حادث��ة قتل أخ��رى‪ ،‬بينه��م ‪ 14‬طف ً‬ ‫ال‪ ،‬و‪9‬‬ ‫سيدات‪ ،‬و‪ 16‬مقات ً‬ ‫ال‪.‬‬


‫جميعنا نكره ل�ؤي ح�سني‬ ‫مراد سليم‬

‫ثقافة‬

‫ينطم فريق تجمع‬ ‫السوريين في‬ ‫كركخان بمحافظة‬ ‫هاتاي في تركيا‬ ‫ومدرسة سوريانا‬ ‫في المدينة‬ ‫مهرجان اإلبداع‬ ‫العربي يومي‬ ‫األحد واألثنين‬ ‫‪2015 / 3 / 2 - 1‬‬ ‫لتكريم عدد من‬ ‫الشعراء والكتاب السوريين الحاصلين على جوائز عربية وعالمية‪.‬‬

‫«�سوريا» �سليم بركات‬ ‫صدر ع��ن دار المدى كتاب ش��عري جديد‬ ‫للش��اعر الس��وري س��ليم بركات بعنوان‬ ‫"س��وريا"‪ ،‬يرثي به س��ليم ب��ركات وقائع‬ ‫المأساة السورية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫العمل يتألف من قصيدة واحدة طويلة‪.‬‬ ‫من أجواء المجموعة‪:‬‬ ‫"أيها البلدُ‪َّ .‬‬ ‫زل ٌة على لساني‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫زل ٌة من لس��انِ الما ِء‪ .‬أمْ أسمعُ الصوابَ‬ ‫انهيار األمكنةِ على أسمائها؟ َ‬ ‫بلغ الزبدُ ما بَ َلغَه في رئتيَّ‪.‬‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫الحرب ْ‬ ‫خذها َّ‬ ‫مُك ً‬ ‫ْ‬ ‫العويل‪.‬‬ ‫تَنَفة بكِ َل ِل الشِّعر ذي األوزانِ‬ ‫الزالتِ من ألسنة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫لم سالحهِ‪.‬‬ ‫بظ‬ ‫المنكوب‬ ‫الشجاع‬ ‫يدَ‬ ‫خُذ‬ ‫‪.‬‬ ‫ال‬ ‫طو‬ ‫الناعسة‬ ‫الحربَ‬ ‫ها‬ ‫خذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫الالجئون الفل�سطينيون يف امل�شرق العربي‪:‬‬ ‫الهوية والف�ضاء واملكان‬

‫�سنا يازجي عن الذاكرة الإبداعية للثورة ال�سورية‬ ‫نظم «هامش»‪ ،‬البيت‬ ‫الثقافي السوري في‬ ‫اسطنبول‪ ،‬محاضرة لسنا‬ ‫يازجي عن «التوثيق‬ ‫والذاكرة»‪ ،‬وذلك في مساء‬ ‫يوم االثنين‪ 23 ،‬شباط‬ ‫‪ 2015‬في مركز سالت‬ ‫غاالطا الثقافي باسطنبول‪.‬‬ ‫تحدث��ت يازج��ي ف��ي‬ ‫المحاضرة عن التوثيق والذاكرة‪ ،‬واألرش��فة بشكل عام‪ ،‬وعن مشروع‬ ‫«الذاكرة االبداعيّة للثورة السوريّة» بشكل خاص‪.‬‬ ‫يذكر أن س��نا يازجي مختصة بالتصميم الغرافيكي‪ ،‬خريجة كلية الفنون‬ ‫بجامعة دمشق عام ‪ ،2012‬وعملت في مبادارات ثقافية واجتماعية عدة‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫صدر حديثاً عن المركز العربي لألبحاث ودراسة‬ ‫السياسات‪ ،‬ضمن سلسلة ترجمان‪ ،‬كتاب عنوانه‬ ‫الالجئون الفلس��طينيون في المش��رق العربي‪:‬‬ ‫الهوي��ة والفضاء والمكان‪ ،‬بمش��اركة مجموعة‬ ‫م��ن الباحثين‪ ،‬وتحرير آري كنودس��ن وس��اري‬ ‫حنف��ي‪ ،‬وترجمة ديم��ا الش��ريف‪ ،‬وتقديم جابر‬ ‫سليمان ومراجعته‪ .‬ويتألف هذا الكتاب من ‪430‬‬ ‫ً‬ ‫صفحة من القطع الكبير‪ ،‬وهو ترجمة للنس��خة‬ ‫أن نس��خته العربي��ة المترجمة‬ ‫اإلنكليزي��ة غير ّ‬ ‫ذات تحديثات‪ ،‬وإضافات‪ ،‬وتقديم خاصّ‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫الحقيق��ة أن حس��ين ال هو هذا وال ه��و ذاك‪ ،‬فال هو معارضة نس��تطيع‬ ‫الق��ول عنه��ا تقليدية في س��وريا بعد أربع س��نوات من الث��ورة‪ ،‬وال هو‬ ‫بالقط��ع م��واالة أو تيار نش��أ برعاية المخاب��رات‪ ،‬وصحيح أن��ه ال يطالب‬ ‫بإس��قاط النظام عس��كريًا‪ ،‬لكنه أيضًا ال يرحب ببقائه في س��دة الحكم‬ ‫ف��ي الب�لاد‪ ،‬وصحيح أن��ه لم يغادر دمش��ق‪ ،‬لك��ن منذ مت��ى كان البقاء‬ ‫ف��ي العاصمة الس��ورية تهمة يجب أن يقتص من أح��د عليها؟ ومن غير‬ ‫الصحي��ح أن التيار هرول ووافق على مبادئ الح��وار التي أطلقها النظام‬ ‫منذ اللحظة األولى‪ ،‬ومن غير الصحيح أن التيار يتلقى تموي ً‬ ‫ال مباشراً من‬ ‫المخابرات السورية‪ ،‬ومن غير الصحيح أنه يدعم من موسكو أو طهران‪،‬‬ ‫فالتيار ش��به مفلس منذ أش��هر‪ ،‬لك��ن في واقع بات في��ه البحث عن حل‬ ‫سياس��ي لم��ا تمر به البالد‪ ،‬تهمة بالعمالة س��واء للنظ��ام ومخابراته‪ ،‬أو‬ ‫لقوى المؤامرة الخارجية‪ ،‬وفي فكر بات فيه من ال يقصي اآلخر تاجر دم‬ ‫رخيص‪ ،‬لم يبقى لحسين من مساحة كبيرة للعمل أو النشاط السياسي‬ ‫وال حتى الفكري‪ ،‬في بالد ال يريد أبناؤها صوتًا مختلفاً‪.‬‬ ‫ال تملك المعارضة دلي ً‬ ‫ال قاطعًا بالمعنى الفكري والمادي على لؤي حسين‪،‬‬ ‫وي��كاد يكون ش��تمه فع ً‬ ‫ال ينتقل بالعدوى بين الناش��طين والسياس��يين‬ ‫والصحفيي��ن‪ ،‬ومعظمهم يس��تقي معلوماته ع��ن تيار بن��اء الدولة مما‬ ‫يق��رؤه على الفي��س بوك‪ ،‬ويا ليته يقرأ بيانات التي��ار مث ً‬ ‫ال ويفندها‪ ،‬بل‬ ‫تجده يعتمد على ما تردده ش��خصيات بارعة في الشتم والقدح‪ ،‬وال تجد‬ ‫لديه أدنى فكرة عن س��بب نقده أو موقفه س��وى جملة غريبة «إنه لؤي‬ ‫حس��ين يا رجل» ويبدو هذا سببًا كافيًا للشتم‪ ،‬وتستطيع أن تسوق ذلك‬ ‫على كل الشخصيات القليلة المشابهة لحسين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لكن ولكي ال نغرق في الدفاع عن المعارض السوري‪ ،‬ففضال عن ما سبق‪،‬‬ ‫يرتك��ب التيار مع رئيس��ه بعض األخط��اء أحيانًا والتي تنق��ل منقوصة أو‬ ‫في خارج س��ياقها‪ ،‬فعندما اعتقل حس��ين اطلق تصريح��اً أوقعه في جدل‬ ‫ال يُقبل أن يقع فيه سياس��ي‪ ،‬هنا نش��ير إلى تصريح «الجيش يختلف عن‬ ‫النظام» غانيك عن تصريحاته السابقة عبر قناة الميادين‪ ،‬التي تصب في‬ ‫امتداح النظام السياسي في سوريا‪ ،‬ليعود ويطل في أول تصريحات له بعد‬ ‫مغ��ادرة عدرا عب��ر الميادين ذاتها‪ ،‬بعد أيام من فيلم «حلمهم المس��روق»‬ ‫الذي ش��ارك في��ه أحد أعضاء التي��ار «نائل الحريري»‪ ،‬ويصي��ر في متناول‬ ‫الش��تامين من الصحفيين والناشطين وأصحاب الصوت العالي اليوم‪ ،‬مادة‬ ‫غنية‪ ،‬من جديد‪ ،‬لمواصلة التخوين‪ ،‬أو االقصاء كأضعف اإليمان‪.‬‬

‫مهرجان الإبداع العربي‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬

‫بعد حوالي ثالثة أش��هر وأسبوعين من اعتقاله‪ ،‬أطلق سراح لؤي حسين‬ ‫بكفالة نقدية بلغت خمس��ة آالف ليرة س��ورية‪ ،‬المبل��غ الزهيد في حياة‬ ‫الدمشقيين اليوم‪ ،‬أعاد حسين لمكتبه في الطلياني‪ ،‬ليغرد على الفيس‬ ‫بوك من جديد‪ ،‬ويرد مباش��رة على منتقدي نشاطه االلكتروني في فترة‬ ‫اعتقال��ه‪ ،‬بالقول إن الزيارات والمكالمات الهاتفية مس��موحة في س��جن‬ ‫ع��درا المركزي‪ ،‬ولذلك كان بإمكان الزمالء أن ينش��روا بالنيابة عنه في‬ ‫مواق��ع التواص��ل االجتماع��ي‪ ،‬وأن يوصل��وا مقاالته إلى جري��دة الحياة‪،‬‬ ‫ألنه لم يرد أن يغيب عن نش��اطه السياس��ي‪ .‬التصريح األخير لقي‪ ،‬كما‬ ‫كل حركة يقوم بها لؤي حس��ين‪ ،‬س��خرية الذعة من السوريين‪ ،‬ونقول‬ ‫السوريين هنا ألن متشددي المعسكرين من مؤيدين ومعارضين‪ ،‬مارسا‬ ‫ذات االس��تهزاء من حسين والتيار منذ النش��أة األولى لـ»بناء الدولة» في‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫ف��ي الحقيق��ة الجميع يكره لؤي حس��ين‪ ،‬وت��كاد التعليق��ات التي تطاله‬ ‫تظنه��ا من ذات الش��خص إذا لم تدقق في البلد ال��ذي يقيم فيه المعلق‬ ‫وصاحب الرأي المضاد‪ ،‬فال معارض يمكن أن يعيش في دمش��ق ‪-‬يقول‬ ‫الذين ينفون عن حس��ين صفة المعارض ويعتبرونه معارضة «وطنية»‬ ‫أو معارض��ة «مؤي��دة»‪ ،‬الموال��ي ف��ي المقل��ب اآلخر ال يعترف بحس��ين‬ ‫كمع��ارض للنظ��ام‪ ،‬ألن الجميع إما ارهابيون مأج��ورون أو مرتزقة‪ ،‬وإما‬ ‫مؤيدون للنظام‪ ،‬فال مس��احة بين االثنين برأي هؤالء‪ ،‬وقد ذهب النظام‬ ‫في فترة مبكرة من الحراك في البالد‪ ،‬إلى تسريب أخبار تقول إن حسين‬ ‫مرتبط بتل أبيب مباش��رة‪ ،‬فيش��تم حس��ين مع التيار بش��كل ببغائي ال‬ ‫نقدي‪ ،‬وكأنه بات من التقليد السياسي تكرار الفعل بال أي توقف‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫املواطنة يف الرواية العربية‬ ‫حقوق وحريات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫إعداد المحامي فارس حسّان‬ ‫الرواية بتعريفها فن ًا من فنون األدب القائم‬ ‫عل��ى س��رد نث��ري طوي��ل وحكاي��ة تعتمد‬ ‫الس��رد بم��ا فيه م��ن وصف وح��وار وصراع‬ ‫بين الش��خصيات وما ينطوي عليه ذلك من‬ ‫تأزم وجدل وتغذيه األحداث‪ ،‬كانت وما تزال‬ ‫الجن��س األدبي األكثر انفتاح�� ًا على التقاط‬ ‫مش��اكل الذات والواقع‪ ،‬والقادرة كذلك على‬ ‫استيعاب جميع األجناس واألنواع والخطابات‬ ‫األخ��رى‪ ،‬كم��ا أنها الجنس األدب��ي المهيمن‬ ‫والمفضل لدى الكثير من القراء والمثقفين‬ ‫بالمقارنة مع الشعر والمسرح‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذه الزاوي��ة نبح��ث ع��ن مفه��وم‬ ‫المواطن��ة بمعن��اه القانون��ي وال��ذي ب��دأ‬ ‫بشكل‬ ‫بالظهور في السنوات األخيرة روائي ًا‬ ‫ٍ‬ ‫مباش��ر أو ضمني‪ ،‬من خ�لال بعض النماذج‬ ‫الروائية على سبيل المثال ال الحصر‪.‬‬ ‫س��اق البامبو‪ ،‬رواية للكاتب الكويتي سعود‬ ‫السنعوس��ي التي تعيش إش��كا ً‬ ‫ال كبيراً في‬ ‫موض��وع الهوية والمواطن��ة واالنفتاح على‬ ‫اآلخ��ر‪ ،‬تقدم نموذج ًا ع��ن مواطنةٍ مكتملة‬ ‫ٌ‬ ‫ممنوعة عن صاحبها‬ ‫األركان قانوني ًا إال أنها‬ ‫بحك��م المجتمع والع��ادات والتقاليد‪ ،‬فبطل‬ ‫الرواي��ة «عيس��ى» كم��ا يطلق علي��ه أهل‬ ‫الكويت‪ ،‬ينتمي نس��ب ًا لوالده الكويتي راشد‬ ‫الطاروف‪ ،‬ويحمل الجنس��ية الكويتية‪ ،‬وهو‬ ‫أيض�� ًا «هوزي��ه من��دوزا» كم��ا يعرفه أهل‬ ‫أم��ه ف��ي الفلبي��ن التي نش��أ فيه��ا وعاش‬ ‫حت��ى ش��بابه‪ ،‬فقي��را‪ ،‬موزع��ا بي��ن هويته‬ ‫التي يع��رف‪ ،‬كفلبيني مس��يحي‪ ،‬من عائلة‬ ‫بسيطة‪ ،‬وهويته األخرى التي ال يعرف عنها‬ ‫شيئا ككويتي ابن أحد شهداء تحرير الكويت‬ ‫خالل فترة احتالل األخيرة من قبل العراق‪.‬‬ ‫يقول هوزيه في بداية الرواية أنه واحد من‬ ‫مئات من بش��ر يولدون بصدف��ة لقاء عابر‪،‬‬ ‫وع��ادة ال يعرف��ون له��م أبا‪ ،‬س��وى أنه كان‬ ‫رج ً‬ ‫ال أو ش��اب ًا خليجي ًا‪ ،‬لك��ن قدره الذي جعل‬ ‫م��ن أبيه رج� ً‬ ‫لا مختلف ًا ت��زوج األم‪ ،‬واضطر‬ ‫للتخلي عنها فقط بس��بب ضغوط المجتمع‬ ‫والقبيلة‪ ،‬هو الذي تس��بب في عودته ش��اب ًا‬ ‫يافع�� ًا إلى بالد أبيه وف��اء للوعد الذي كان‬ ‫والده قد قطعه على نفسه‪.‬‬ ‫يقدم السنعوسي هنا مثا ً‬ ‫ال لتعريف‬ ‫المجتمع الكويتي للمواطنة التي‬ ‫ال ترتبط بالجنسية الممنوحة أو‬ ‫المستحقة بل هي حكرٌ على االنتماء‬ ‫الطبقي والقبلي في المجتمع‪ ،‬فمع وصول‬ ‫بطل الرواية إلى مطار الكويت ووقوفه‬ ‫في الصف المخصص للكويتيين‪ ،‬يقرعه‬ ‫موظف الجوازات لمجرد أنه رأى مالمحه‬ ‫مختلفة وينهره ويطلب منه‬ ‫الوقوف في صف الوافدين‬ ‫وحين يصل إلى الموظف‬ ‫المختص ينهره الرجل مرة‬ ‫أخرى ألنه كويتي وال يجب أن‬ ‫يقف مع الوافدين‪.‬‬ ‫ف��ي رواي��ةٍ أخ��رى وه��ي‬

‫«الموريس��كي األخي��ر» يتلم��س الكات��ب‬ ‫األردن��ي صبحي موس��ى س��ؤال المواطنة‬ ‫من منظ��ور تاريخ��ي إذ يرصد ف��ي روايته‬ ‫أحوال المس��لمين الذين ظلوا في األندلس‬ ‫بعد س��قوط غرناطة‪ ،‬والذين اضطروا إلى‬ ‫التظاه��ر بدخ��ول المس��يحية بع��د صدور‬ ‫ق��رار م��ن قب��ل الملكي��ن الكاثوليكيي��ن‬ ‫إيزابي�لا وفرنان��دو بتنصي��ر كل م��ن على‬ ‫أرض المملك��ة‪ ،‬وحرق كل الكت��ب العربية‬ ‫ومنع ارتداء الزي العرب��ي أو التحدث باللغة‬ ‫العربية أو حمل ألقاب أو أسماء عربية‪.‬‬ ‫مع أن مسلمي األندلس حازوا وضعاً قانوني ًا‬ ‫يرقى لمس��توى المواطن��ة بمقياس عصره‬ ‫استناداً التفاقية تسليم غرناطة إال أن هذه‬ ‫بقرار سياسي‪ ،‬إذ أصبحت‬ ‫المواطنة انتهكت‬ ‫ٍ‬ ‫المواطنة ببالد األندلس على أس��اس ديني‬ ‫كاثوليك��ي‪ ،‬وب��دأت محاك��م التفتي��ش في‬ ‫مط��اردة كل م��ن تش��ك ف��ي كون��ه ليس‬ ‫مسيحياً مخلص ًا ليدخل إلى معاقل التعذيب‬ ‫ومص��ادرة األرض واألم��وال وربما مواجهة‬ ‫الموت حرق ًا‪.‬‬ ‫ولعب موس��ى في هذه الرواي��ة على ثنائية‬ ‫الزم��ن بي��ن الحدي��ث والقديم‪ ،‬فق��د بدأت‬ ‫الرواي��ة بفص��ل في مي��دان التحرير يرصد‬ ‫وقائع ثورة المصريين ضد الرئيس‬ ‫األسبق حسني مبارك ونظامه‬ ‫ف��ي ‪ 25‬كان��ون الثان��ي‬ ‫‪ ،2011‬بحي��ث يتقاط��ع‬ ‫تاريخ األس��رة المصرية‬ ‫الي��وم م��ع أصوله��ا‬ ‫األندلس��ية الت��ي قادت‬ ‫ثور ًة ضد اإلسبان‪ ،‬أودى‬ ‫به��ا إل��ى النف��ي باتجاه‬ ‫المغ��رب ث��م الحلول في‬ ‫مصر نهائي ًا‪.‬‬ ‫رواية «الموريسكي‬ ‫األخير» أول عمل‬ ‫يرصد واقع‬ ‫الموريسكيين‬ ‫وثوراتهم‪ ،‬ليس‬ ‫من منطق رصد‬ ‫ظالل الحياة‬ ‫السياسية على‬ ‫الواقع‬

‫االجتماع��ي‪ ،‬ولكن من خالل رص��د يوميات‬ ‫الواقع السياس��ي للموريس��كيين من خالل‬ ‫الش��خصيات الرئيس��ية التي قام��ت به‪ ،‬كما‬ ‫أنه��ا أول رواية تطالب بحق الموريس��كيين‬ ‫المس��لمين ف��ي االعت��ذار له��م ومنحه��م‬ ‫المواطنة والجنس��ية اإلسبانية على غرار ما‬ ‫فعلت إسبانيا مع الموريسكيين اليهود‪.‬‬ ‫أما مثالنا الثالث فهو رواية «صيد العصاري»‬ ‫لمحمد جبريل‪ ،‬والتي يركز فيها الكاتب على‬ ‫قضية الهوية القومية واالنتماء والمواطنة‪،‬‬ ‫م��ن خالل مجتمع االس��كندرية الذي ش��كل‬ ‫نموذجاً فريداً لتعاي��ش األقليات والقوميات‬ ‫المختلف��ة بداي��ة الق��رن الماض��ي‪ ،‬وصي��د‬ ‫العصاري اس��تعارة رمزي��ة واضحة للتجربة‬ ‫الت��ي يعيش��ها اإلنس��ان في كل م��كان‪ ،‬مع‬ ‫وج��ود تحدي��دات نصي��ة واضح��ة ألولئ��ك‬ ‫المقهوري��ن الذين يبدون كس��مك المياس‪،‬‬ ‫وللصيادين الذي ينته��زون أوقات العصاري‬ ‫بوصفه��ا عالم��ة عل��ى الم��وت م��ن جان��ب‬ ‫المقهوري��ن‪ ،‬والتس��لية والمتع��ة بالنس��بة‬ ‫للصيادين‪.‬‬ ‫نورا أح��د ش��خوص الرواية تق��رر أخيراً أن‬ ‫تتخل��ى عن حبه��ا بع��د تغير الظ��روف في‬ ‫مصر وتقرر الزواج م��ن غاروا األرمني بحث ًا‬ ‫عن جنس��ية ووط��ن فهي تق��ول‪« :‬تزوجته‬ ‫ليصحبني إلى أرمينية»‪.‬‬ ‫يق��ول جبريل على لس��ان أحد ش��خصياته‪:‬‬ ‫«انش��غلت بتأمل الس��مكات وهي تنتفض‪،‬‬ ‫تح��اول القف��ز خارج الغ��زل أو النف��اذ منه‪..‬‬ ‫قالت‪ :‬أكره أن ينتزع السمك من الماء‪ ،‬مثلما‬ ‫أك��ره أن يع��دم اإلنس��ان‪ .‬وأرخت رموش��ها‬ ‫الطويل��ة عل��ى عينيه��ا‪ :‬األرض ه��ي دني��ا‬ ‫اإلنسان‪ ،‬والمياه هي دنيا السمك»‪.‬‬ ‫ويخت��م الرواية قائ ً‬ ‫ال‪« :‬البح��ر حصيرة‪ ،‬ألق‬ ‫الش��مس يضوي على مياهه‪ ،‬وثالثة قوارب‬ ‫متناثرة ألقى أصحابه طراحاتهم‪ ،‬وانتظروا‬ ‫الصي��د‪ .‬ثم��ة ف��ي الرم��ال وبي��ن األحج��ار‬ ‫الصغي��رة والحص��ى‪ ،‬جح��ور للكابوري��ا‪،‬‬ ‫وطحال��ب وبقاي��ا أعش��اب‪ ،‬وقنادي��ل ميتة‪،‬‬ ‫س��حابات من الطي��ور الداكنة الل��ون‪ ،‬تحلق‬ ‫في الس��ماء‪ ،‬تقترب‪ ،‬تتباع��د تعلو في اتجاه‬ ‫األف��ق‪ ،‬ثم تعود‪ ،‬ث��م تنطلق‪ ،‬تش��حب في‬ ‫انطالقها‪ ،‬حتى تغيب تمامًا»‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫كتابن��ا ه��و األول م��ن نوع��ه بي��ن قراءاتن��ا‬ ‫بحكم ن��درة هذا الن��وع من المنت��ج الثقافي‬ ‫باللغ��ة العربية‪ ،‬وأقصد هن��ا فن الكوميكس‬ ‫أو الش��رائط المصورة‪ ،‬الفن التاس��ع بحسب‬ ‫التصني��ف الغربي‪ ،‬والفن الذي بقي تصنيفه‬ ‫مثاراً للجدل في عالمنا العربي‪.‬‬ ‫وفق��ًا «لس��كوت م��كالود» في كتاب��ه «فهم‬ ‫الكوميك��س» ه��ذا الف��ن الجدي��د ه��و الذي‬ ‫يعكس روح إنس��ان القرن العشرين والواحد‬ ‫والعش��رين‪ ،‬ه��ذا الف��ن ل��ه لغت��ه البصرية‪،‬‬ ‫بالون��ات‪ ،‬إط��ارات‪ ،‬مس��افات بي��ن اإلطارات‪،‬‬ ‫أيقونات‪ ،‬رموز تعطي إحساس��اً بمرور الزمن‬ ‫بين اللقطة واألخرى‪.‬‬ ‫الكوميك��س ب��دأ كفن ضحل المس��توى في‬ ‫نظ��ر النقاد ولكن��ه أصبح في الق��رن الواحد‬ ‫والعش��رين واحداً م��ن الفن��ون التي تعكس‬ ‫ذوق الش��عب وتكلم��ه بطريقت��ه‪ ..‬في عالم‬ ‫الرم��وز واإلش��ارات التي تمأل الش��وارع وفي‬ ‫عال��م تقدم في��ه الدراما بالص��وت والصورة‬ ‫البد أن تكون القراءة مختلفة»‪.‬‬ ‫كم��ا يع��رف م��كالود الكوميك��س قائ� ً‬ ‫لا‪:‬‬ ‫«الكوميك��س عم��ل فن��ي في وس��ط ورقي‬ ‫كالكت��اب إال أن ه��ذه اللوح��ات تنت��ج تأثي��راً‬ ‫بتتابعه��ا مث��ل الس��ينما‪ ،‬وألن ه��ذا العم��ل‬ ‫موض��وع ف��ي قال��ب إبداع��ي ج��از اعتب��اره‬ ‫فن��اً مس��تق ً‬ ‫ال بذات��ه‪ ،‬وأطل��ق علي��ه النق��اد‬ ‫المعاصرون الفن التاسع»‪.‬‬ ‫وحت��ى الي��وم مازال��ت كت��ب الكوميك��س‬ ‫المترجمة تالق��ي إقبا ً‬ ‫ال ل��دى القارئ يعوض‬ ‫ندرته��ا ف��ي األعم��ال العربي��ة‪ ،‬وربم��ا كان‬ ‫أش��هرها أعم��ال الكاتب��ة اإليراني��ة األص��ل‬ ‫«مرج��ان س��اترابي»‪ ،‬وتعتبر رواي��ة «مترو»‬ ‫لمجدي الش��افعي والتي ص��درت في القاهرة‬ ‫ع��ام ‪ ،2007‬أول عم��ل عربي يتخ��ذ من فن‬ ‫الكوميكس قالباً ل��ه‪ ،‬ولم تكد الرواية تصدر‬ ‫حت��ى ثارت ضجة كبرى واش��تعل الرأي العام‬ ‫المصري باألزمة الت��ي أثارتها الرواية األولى‬ ‫المص��ورة الموجهة للكبار‪ ،‬بع��د أن رأى فيها‬ ‫البع��ض ج��رأة غي��ر معت��ادة‪ ،‬ونق��داً الذع�� ًا‬ ‫للمجتمع والسياس��ة والنظ��ام القائم آنذاك‪،‬‬ ‫بل تفاقم األمر‪ ،‬ووصل حد مس��اءلة المؤلف‬ ‫والرسام جنائياً على إبداعهما وصدور قرارات‬ ‫بالحبس والغرامة ومصادرة نسخ الرواية‪.‬‬ ‫أم��ا كتابنا «الث��ورة المغ��دورة» فه��و يحكي‬ ‫قصة أول ثورة اش��تراكية في العصر الحديث‬ ‫بقال��ب بارع‬ ‫بأس��لوب ش��يق وتوثيق دقي��ق‬ ‫ٍ‬ ‫اس��تخدمت في��ه رس��وم وملصق��ات وصحف‬ ‫الفترة وصورها الفوتوغرافية‪.‬‬ ‫كان أصح��اب كومون��ة باري��س أبط��ا ً‬ ‫ال هبوا‬ ‫القتح��ام الس��ماء بحس��ب تعبي��ر «كارل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثوري��ة‬ ‫حرك��ة‬ ‫مارك��س»‪ ،‬حي��ث رأى فيه��ا‬ ‫جماهيري��ة‪ ،‬وإن ل��م تحقق أهدافه��ا إال أنها‬ ‫كان��ت خب��رة تاريخي��ة ذات أهمي��ة كب��رى‪،‬‬ ‫وخطوة إلى األمام باتجاه ثورة ش��املة تؤتي‬ ‫ثماره��ا‪ ،‬كم��ا دع��ا لالس��تفادة م��ن أخطائها‬ ‫قائ ً‬ ‫ال‪« :‬لقد أثبتت الكومونة ش��يئ ًا واحداً على‬

‫وج��ه الخصوص وه��و أن الطبق��ة العاملة ال‬ ‫تستطيع ببساطة أن تستولي على آلة الدولة‬ ‫الجاهزة وتسخرها لخدمة أهدافها الخاصة»‪.‬‬ ‫من��ذ ‪ 1804‬حت��ى ‪ ،1870‬عاش��ت فرنس��ا‬ ‫في ظل أنظمة سياس��ية س��لطوية أساس��ا‪:‬‬ ‫اإلمبراطوري��ة الفرنس��ية األولى ث��م العودة‬ ‫للملكي��ة فملكي��ة يوليو حت��ى اإلمبراطورية‬ ‫الفرنس��ية الثاني��ة‪ .‬ظل��ت الديموقراطي��ة‬ ‫والجمهوري��ة مجرد تجارب عاب��رة خالل هذه‬ ‫الحقبة‪ ،‬وقد استمدت كومونة باريس نفسها‬ ‫الجمهوري والثوري باالستناد إلى الجمهورية‬ ‫األول��ى‪ ،‬فف��ي ع��ام ‪ 1871‬ل��م يك��ن الث��وار‬ ‫يش��كلون وزناً عددي ًا في فرنس��ا‪ ،‬ولم تظهر‬ ‫ثورة ش��عبية بالمعنى الدقي��ق أي ثورة تدفع‬ ‫األغلبي��ة ف��ي تيارها‪ ،‬إال أنها ش��قت الطريق‬ ‫للتحالف بين الفالحين والعمال المس��حوقين‬ ‫الذين ش��كلوا الش��عب في حين��ه وبين الفئة‬ ‫المطالب��ة بإس��قاط الجه��از التس��لطي الذي‬ ‫يغتصب حقوقها‪.‬‬ ‫كومون��ة باريس التي لم تعم��ر أكثر من ‪70‬‬ ‫يوماً ظاهرة فريدة في التاريخ فهي استمرار‬ ‫للحركات العمالية في أوربا ‪ 1848 - 1830‬من‬ ‫ناحية‪ ،‬ومُبشِر يعلن عن الثورات الكبرى في‬ ‫القرن العش��رين وخاصة الثورة االش��تراكية‬ ‫في روسيا عام ‪ ،1917‬من ناحية ثانية‪.‬‬ ‫كان��ت كومون��ة باري��س ث��ورة ب��كل معنى‬ ‫الكلم��ة‪ ،‬ثورة قادته��ا الفئ��ات المظلومة في‬ ‫فرنس��ا‪ ،‬وبالرغم م��ن مرور قراب��ة مئة عام‬ ‫على الثورة الفرنسية بش��عاراتها البراقة لم‬ ‫تش��عر تلك الفئ��ات بوصولها إل��ى اإلخاء وال‬ ‫إلى المساواة‪ ،‬ولم تجد وسيلة غير االنتفاضة‬ ‫المس��لحة إلس��قاط الحكوم��ة البورجوازي��ة‬ ‫ونقل الس��لطة المباش��رة إلى الش��عب‪ ،‬وقد‬ ‫َّ‬ ‫س��لحت الكومونة الشعب ليحل محل الجيش‬ ‫والش��رطة‪ ،‬واس��تبدلت بالموظفي��ن س��لطة‬ ‫الش��عب أو جعلته��م يعمل��ون تح��ت إم��رة‬ ‫مفوض��ي الش��عب‪ ،‬وق��د انته��ت الكومون��ة‬

‫بهج��وم الجيش ال��ذي قمعها بش��كل دموي‪،‬‬ ‫وأع��دم ‪ 30‬ألفًا‪ ،‬منهم ‪ 3500‬رمياً بالرصاص‬ ‫في باري��س بدون محاكم��ة‪ ،‬وحكم على ‪40‬‬ ‫ألفًا باألشغال الشاقة المؤبدة‪ ،‬وعلى ‪10137‬‬ ‫شخصا بالسجن منهم ‪ 657‬طف ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يحك��ي الكت��اب بالصور قص��ة ‪ 72‬يوما هي‬ ‫عم��ر الكومون��ة‪ ،‬المدين��ة الفاضل��ة‪ ،‬ع��ام‬ ‫‪ ،1871‬وخاللها وألول مرة في تاريخ فرنس��ا‬ ‫الش��عبي‪ ،‬ل��م يعد العم��ال ق��وة إضافية‪83 .‬‬ ‫‪ ٪‬م��ن النس��اء المط��اردات خ�لال الكومونة‬ ‫عامالت‪ ،‬و‪ ٪ 84‬م��ن الرجال المعتقلين عمال‬ ‫بأج��ر‪ ،‬الكومونيون م��ن أص��ول عمالية هم‬ ‫غالب��اً حرفي��ون أو عم��ال فنيون»‪ ،‬ويس��جل‬ ‫ب��ذور الوعي العمال��ي من��ذ ‪ ،1848‬بالتزامن‬ ‫مع ش��عور البرجوازي��ة بالخوف م��ن العمال؛‬ ‫فاألس��لحة الت��ي اس��تخدمتها البرجوازي��ة‬ ‫إلسقاط اإلقطاع بدأت في تهديدها‪ ،‬كما قال‬ ‫ماركس المؤمن بأن جيش العمال س��يتمكن‬ ‫من إس��قاط البرجوازية‪ ،‬وقد بدأت التحالفات‬ ‫العمالية منذ عام ‪ .1864‬وقد احتفى ماركس‬ ‫ولينين وتروتس��كي بالكومون��ة‪« ،‬النموذج»‬ ‫ألول حكومة عمالية‪ ،‬وبحثوا أسباب هزيمتها‪،‬‬ ‫إذ توقف الكومونيون ف��ي منتصف الطريق‪،‬‬ ‫كأنه��ا نصف ثورة‪ ،‬فلم تص��ادر البنوك‪ ،‬ولم‬ ‫يم��س احتياط��ي بن��ك فرنس��ا‪ ،‬وعل��ى ح��د‬ ‫ق��ول لينين‪« :‬بد ً‬ ‫ال م��ن إبادة أعدائها‪ ،‬س��عت‬ ‫الكومونة إلى ممارسة تأثير أخالقي عليهم»‪.‬‬ ‫أهمي��ة الكت��اب تبرز ف��ي تضمين��ه مقوالت‬ ‫وأفكار بمنته��ى األهمية بطريقة الش��رائط‬ ‫المصورة‪ ،‬وليس مستغرباً أن تكون صفحته‬ ‫األخيرة محرضة‪ ،‬ليس على الثورة وإنما على‬ ‫األمل‪ ،‬فإخفاقات الكومونة س��يتمّ تجاوزها‪،‬‬ ‫بع��د نضج الش��رط التاريخي ال��ذي أدّى إلى‬ ‫نجاح ثورة تش��رين األول ع��ام ‪ ،1917‬ورغم‬ ‫أخط��اء الكومونة فإنها «تظ��ل أعظم نموذج‬ ‫ألعظم حرك��ة بروليتارية في القرن التاس��ع‬ ‫عشر»‪.‬‬

‫قراءة في كتاب‬

‫برنار في�سك‪ :‬الثورة املغدورة‬ ‫ق�صة كومونة باري�س يف �شرائط م�صورة‬

‫‪17‬‬


‫اندساسية‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪18‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫من مذكرات أحمد سويدان‬

‫‪1992 / 3 / 3‬‬

‫ينحس��ر البرد رويداً رويداً‪ ،‬ولكنه في الليل ال‬ ‫ي��زال يضج في جنبات الجناح الس��عاً‪ ،‬والفح ًا‪.‬‬ ‫الجدران تن��ز رطوبة‪ ..‬العصافير بدأت تزقزق‬ ‫ح��ول الش��بابيك‪ ،‬وه��ي ال تفعل ذل��ك إال إذا‬ ‫شمت مناقيرها رائحة الربيع‪..‬‬ ‫األم��ن يالحق عناصر حزب العمل الذين أخلي‬ ‫س��بيلهم ف��ي كان��ون األول الماض��ي‪ ..‬فق��د‬ ‫اس��تُدْعِي أكثر من عش��رة أف��راد من أقرباء‬ ‫تاج الدين الريشة الذي غادر السجن المركزي‬ ‫في حلب منذ ثالثة أشهر بينهم زوجته‪ ،‬وأخت‬ ‫زوجته‪ ،‬وأخيها محمد وزوجته سهام‪.‬‬ ‫منه��م م��ن نُقل إل��ى دمش��ق‪ ،‬ومنه��م من‬ ‫اس��تمر توقيف��ه في ف��رع حماه نصف ش��هر‪.‬‬ ‫هناك تنبيهات وتحذيرات صارمة ومتابعة ألي‬ ‫نش��اط‪ .‬ويبدو أن االعتقاالت األخيرة لها دخل‬ ‫ف��ي متابعة مواقع الح��زب‪ ،‬كما أن اس��تدعاء‬ ‫آخر طال بيت شمه فاستدعوا سمر شمه التي‬ ‫كانت معتقل��ة وأفرج عنها منذ أربعة أش��هر‪،‬‬ ‫ومعها أختها وأخيها لمدة يومين‪.‬‬ ‫وأعتقد أن هناك نش��اط مكث��ف لحزب العمل‬ ‫لم تس��تطع الس��لطة أن تقف على تفاصيله‪.‬‬ ‫وس��معت أن المدع��وة ناجي��ة الجرعتل��ي من‬ ‫البعث الديمقراطي‪ ،‬والتي أمضت في السجن‬ ‫أربع سنوات وشهراً زارها أهلها استثناءاً‪.‬‬ ‫وجه��ت كالمًا نابياً لمدير الس��جن أمام أهلها‪،‬‬ ‫وه��و ضابط من الس��لمية‪ ،‬وقالت ألبيها الذي‬ ‫كان غاضب��ًا النخراطه��ا بالعم��ل السياس��ي‪،‬‬ ‫معتبراً ذلك – حس��ب التقاليد – س��بَّة تسيء‬ ‫إليه‪ ،‬وإلى سمعة العائلة‪.‬‬ ‫قال��ت له‪ :‬يريدني األخ أن أعمل مخبرة‪ ،‬ملوح ًا‬ ‫أن الواجب يفرض ذل��ك ألننا من بلدة واحدة‪،‬‬ ‫وه��ذا الطلب أعتب��ره إهانة ل��ي‪ .‬إنه ال يعرف‬ ‫الفرق بين الموقف الوطني‪ ،‬وموقف التواطؤ‬ ‫عل��ى الوط��ن‪ .‬كم��ا أن��ه ال يع��رف م��ا يخبئه‬ ‫المس��تقبل‪ .‬أن��ا أجد م��ن يحترمني‪ ،‬ويس�� ّلم‬ ‫عل��يَّ‪ ،‬بينما ه��و لن يحترمه أح��د في البلدة‪.‬‬ ‫ولن يقول له حتى الكلب الشارد مرحبا‪ .‬فطار‬ ‫الوالد فخراً بها وغيَّر موقفه منها‪ ،‬وكانت في‬ ‫سجن عدرا مثا ً‬ ‫ال لألثرة والشجاعة‪.‬‬

‫‪1992 / 3 / 4‬‬

‫الضب��اب من��ذ الصباح يس��عى ح��ول األرض‪،‬‬ ‫كما العاش��ق ح��ول بيت الحبيب��ة‪ .‬وبدت بقايا‬ ‫الثلج ف��ي طريقها إلى الذوب��ان‪ .‬األرض بدت‬ ‫تتراقص ووف��ي األعالي تصفق أجنحة الدرج‬ ‫والسمّن والهداهد والزرازير‪.‬‬ ‫للي��وم الثان��ي أزاول الرياض��ة ولم��دة نصف‬ ‫س��اعة‪ .‬أراوح ف��ي الم��كان لمدة ربع س��اعة‪،‬‬ ‫وبربع الس��اعة الثاني��ة أزاول تمارين ش��تى‪،‬‬ ‫وأتنف��س بعمق من أنف��ي مغلقاً فمي‪ .‬أحمل‬ ‫أحدهم على ظهري‪.‬‬ ‫كما أقصد أحد المهاج��ع‪ ،‬وأنادي ألحدهم كي‬ ‫يجل��س على رجل��يَّ عند الس��اقين كي أقوم‬ ‫بتمري��ن المع��دة لعش��رين م��رة‪ .‬وأقرف��ص‬ ‫ثالثي��ن مرة ألجع��ل مفاصلي عن��د الركبتين‬ ‫أكثر مرونة وحركة‪ .‬فالجلوس الطويل والبرد‬

‫والصقي��ع والرطوبة ِّ‬ ‫يصل��ب حركة المفاصل‬ ‫والعمود الفقري‪ .‬لذا تراني أنحني وأس��تقيم‬ ‫عش��رين مرة كما أنحني انحناءاً قاسي ًا واضعًا‬ ‫رأس��ي بين رجل��يَّ كي أط��رد الدوخ��ة التي‬ ‫تالحق المرء عند استمرار عدم الحركة‪.‬‬

‫‪1992 / 3 / 5‬‬

‫ف��ي تم��ام الس��اعة الواح��دة والنص��ف جاءت‬ ‫زيارت��ي‪ ،‬وكانت تقف وراء الش��بكين كل من‬ ‫أم قص��ي والغالي��ة ريما منتظرتي��ن بلهفة ‪.‬‬ ‫وقد قابلتاني بابتس��امتين لطيفتين‪ ،‬س��لمتا‬ ‫بح��رارة وصافحتهم��ا‪ ،‬وبقي��ت محتفظ��اً بيد‬ ‫ريما اليس��رى وه��ي تضحك وتس��لم وتردد‪:‬‬ ‫كيف حال البابا الذي غاب منذ عش��ر س��نوات‪،‬‬ ‫وقد قال لي‪ :‬إنه لن يغيب س��وى عشر دقائق‪.‬‬ ‫وهزّني صوتها‪ ،‬واآلن زادته الس��نوات العشر‬ ‫حنين ًا‪ ،‬وشوقاً وعاطفة وحميمية‪.‬‬ ‫آه يا ابنت��ي !! لقد تركتك طفلة تملئين البيت‬ ‫حيوي��ة ومرح ًا وها أنت تنتظري��ن البابا ليمأل‬ ‫البيت الذي فرغ منه‪ .‬إنني يا ابنتي قادم إليكم‬ ‫وق��د ش��اب رأس��ي‪ ،‬ورس��مت س��نوات الغياب‬ ‫غضونها‪.‬‬ ‫تكلم��ت أم قصي ع��ن إخالء الس��بيل‪ ،‬وأبدت‬ ‫تخوفها‪ .‬قلت‪ :‬أصبحت جاهزاًٍ لكل االحتماالت‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويسلمون‪،‬‬ ‫حدثتني عن الناس الذين يسألون‪،‬‬ ‫وينتظرون حضوري ‪ .‬كما تحدثت عن الطقس‬ ‫والس��يول والثل��وج وال��ذي امتد من��ذ الزيارة‬ ‫السابقة ‪.‬‬ ‫ث��م تحدث��ت م��ع ريما الت��ي أعجبن��ي صوتها‬ ‫المرن��ان‪ ،‬وأمعنت ف��ي عينيها اللتي��ن تركزتا‬ ‫عل��ى القضبان التي يقف وراءه��ا هذا الوالد‪.‬‬ ‫الري��اح الدواره تلف وتتبعث��ر وتصافح الوجوه‬ ‫والقاع��ة المثقل��ة بع��بء اآله��ات‪ ،‬ودم��وع‬ ‫الزائرين‪.‬‬ ‫س��ألت عن قصي قال األم‪ :‬إن��ه منغمس في‬ ‫عمل��ه‪ ،‬وف��ي تلبي��ة طلب��ات نهاري��ة لألبنية‬ ‫واإلش��راف عل��ى تمدي��دات التدفئ��ة فيه��ا ‪.‬‬ ‫وس��ألتهما عن خزامى قالت��ا‪ :‬أنها في المعهد‬ ‫وتسلم‪.‬‬ ‫الحظ��ت أن أهم ما ركزت ريما عليه هو إخالء‬ ‫السبيل‪.‬‬

‫حقائب بالكاد ُ‬ ‫حتمل‬ ‫ٌ‬ ‫هذا اخلراب‬ ‫خوشمان قادو‬ ‫يحدث أن أحصي ّ‬ ‫ُ‬ ‫كل األشياء التي تشبهني‪،‬‬ ‫أن ثمة صوراً تُخبئ أس��ما ًء‬ ‫على الرغم من ّ‬ ‫ّ‬ ‫مكتظة‬ ‫كنتُ قد التقيتُ به��ا على أرصفةٍ‬ ‫أن أضحك‪،‬‬ ‫بظ�لال مصفرّة‪ ،‬أحاول جاه��داً ّ‬ ‫ٍ‬ ‫لك��نّ ّ‬ ‫كل الوجوه التي حُمل��ت في حقائبَ‬ ‫صغيرة‪ ،‬فجأ ًة بدأت تردد أصوات ًا صدئة‪ ،‬لها‬ ‫ٌ‬ ‫حافة ياما كانت تقف عليها‪.‬‬ ‫جدران ال م��كان ألبوابَ فيها‪ ،‬كذلك النوافذ‬ ‫ٌ‬ ‫بات��ت قديم��ة‪ ،‬وال تتس��ع لمدنٍ رس��مناها‬ ‫حين كنّا نمدّ الش��وارعَ مثل خيطٍ سُ��حب‬ ‫ّ‬ ‫ل��كل منّا‬ ‫للتوّ م��ن فس��اتين أمهاتن��ا‪ ،‬لذا‬ ‫ٌ‬ ‫خيط مواربٌ يتدلى من غيمةٍ شريدة على‬ ‫قبّعاتٍ اسُقطت على رؤوسنا مثل إلهٍ كان‬ ‫يحلم بأشيا َء كثيرة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تحم��ل ه��ذا الخ��راب‪ ،‬مع‬ ‫حقائ��بٌ بال��كاد‬ ‫بأعن��اق عصافي��رَ تبتس��مُ‬ ‫ذل��ك نع ّلقه��ا‬ ‫ِ‬ ‫دائم��اً وال تطير‪ .‬المخال��بُ الصغيرة تلتقط‬ ‫أرواح�� ًا صغي��رة وتطي��ر بها عالي ًا‪ ،‬تس��قط‬ ‫منها أصواتٌ مرتابة عل��ى قارعة الطرقات‬ ‫المزدحمة بالرصاص‪ ،‬تغ��دو تلك األصوات‬ ‫مبحوحة وتفقد الكثير مما كانت قد سمعتها‬ ‫يوماً ما‪.‬‬ ‫فرحنا حين طال الس��عال‪ُّ ،‬‬ ‫كل من يرتش��ف‬ ‫القه��وة على الري��ق‪ ،‬ال أدري ل��مَ ّ‬ ‫كل ذلك‬ ‫الف��رح! الجمي��عُ بعيني��ن ملعونتي��ن يتابع‬ ‫الس��حابة الت��ي تجرّها؛ حدسٌ اكتش��فناه‬ ‫مؤخ��راً‪ .‬الكثير يس��يئون الفه��م ويلملمون‬ ‫مفاتيحَ رُقّقت بمطارقَ ملوّنة‪ ،‬لم يسلم‬ ‫منها حتى الفرح الذي أُسدِل من قلوبنا‪.‬‬ ‫ع��را ًة كنّا حي��ن كان الخجل يلوّن بش��رتنا‬ ‫الناعم��ة‪ ،‬والفج��ر اله��ادئ كان ينتظ��ر أن‬ ‫يدف��ن الثم��ار المنتفخ��ة كحلم��ةٍ ملتهبة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫غاس��لة أسماءها في الهواء الط ْلق‪،‬‬ ‫الوجوهُ‬ ‫ً‬ ‫ليونة لتنث��ر مالمح الوجه‬ ‫تنتظرُ ي��داً أكثر‬ ‫ّ‬ ‫ال��كل ‪ -‬بصوتٍ خفي��ض ‪ُ -‬‬ ‫يرث‬ ‫المتبق��ي‪.‬‬ ‫التع��ب ويبارك الرحي��ل بمعطفٍ يغطي به‬ ‫الشمس عن النافذة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ظل التابوت الكس��تنائي تهدأ فيه طمأنينة‬ ‫ً‬ ‫موك��ب يالح��ق األحالم‪،‬‬ ‫في‬ ‫ا‬ ‫س��ائر‬ ‫جس��دٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ونح��ن ندنو من األش��ياء التي تش��بهنا وال‬ ‫تش��بهنا‪ .‬ال أدري إن كان��ت الرائح��ة الت��ي‬ ‫ّ‬ ‫عفرن��ا بها ثيابنا الجريحة‪ ،‬أُطفأت مع زخات‬ ‫المطر التي ب ّللت فرحنا المطرّز على حواف‬ ‫المظ ّلة!‬ ‫أطي��اف الم��دن الت��ي حملناها م��راراً‪ ،‬باتت‬ ‫تنس��دل منّا‪ ،‬ونح��ن ننتقل من م��كان إلى‬ ‫آخر‪ ،‬وال ن��زال نعانق ابتس��اماتنا الخَدِرة‪،‬‬ ‫مندي��ل نحتفظ به دائمًا في‬ ‫ونضعها فوق‬ ‫ٍ‬ ‫جيوبن��ا‪ .‬نح��بُّ المدن قدرَ م��ا نحبُّ كل ما‬ ‫نتذك��ره حين نبتعد عنه‪ ،‬لذا ال نثقل كاهلنا‬ ‫وندعُ الكثير من األشياء‪.‬‬ ‫أقفاصٌ ف��ي حجم أحالم تق��ف وحيد ًة في‬ ‫ٍ‬ ‫مكانه��ا‪ّ ،‬‬ ‫كل العي��ون تحدق ف��ي القضبان‬ ‫الملساء‪ ،‬وتنسى أن تراقب األرواح المتكوّرة‬ ‫في زاويةٍ ما‪ .‬ما من أحدٍ يستطيع أن يمحي‬ ‫الصورة‪ .‬إنّها ليس��ت سبورة واألقفاص لم‬ ‫ترسم بالطباشير‪.‬‬


‫عدسة سوريتنا‬

‫جمتمع مدين حر‬ ‫�شبكة �أمان‪ ..‬يف الطريق �إىل‬ ‫ٍ‬

‫حملة "منقدر" حجر �أ�سا�س يف بناء املجتمع ال�سوري‬ ‫شبكة أمان‬ ‫تعرّض الش��عب الس��وري خ�لال أربع س��نوات مضت إلى أقس��ى أنواع‬ ‫ش��رخ كبير في النسيج االجتماعي لسوريا‪،‬‬ ‫المآس��ي‪ ،‬مما أدى إلى إحداث‬ ‫ٍ‬ ‫خطيرة من فقدان التوازن‪ ،‬وتعزيز العديد‬ ‫األمر الذي قد يؤدي إلى درجةٍ‬ ‫من العوامل التي قد تحول سوريا إلى مجتمع مفكك يميل إلى العنف‪.‬‬ ‫ومن هن��ا‪ ..‬تأتي مهمّ��ة المنظمات التي تعنى بحقوق اإلنس��ان‬ ‫ومراك��ز التأهي��ل االجتماع��ي‪ ،‬في إع��داد برامج توعي��ة وحمالت‬ ‫تثقيفية وتربوية تتفاعل مع هذه الشرائح االجتماعية‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫بعدها توزيع جوائز في آخر أسبوع من الحملة لشخصين من كل‬ ‫منطقة "شاب وفتاة"‪.‬‬

‫مادة إعالنية‬

‫عامودا بزراعة الشجر‪.‬‬ ‫أم��ا في مخيم "باس��رما" في هولير ــ كردس��تان العراق‪ ،‬فقد ق��ام األطفال مع‬ ‫مدرس��يهم بتح��دي الظ��روف الصعب��ة على خط��ى حمل��ة " منق��در" متابعين‬ ‫دراستهم وتعليمهم‪.‬‬ ‫كما رفعت يافطات تحمل ش��عار "‪#‬منقدر" عكس��ت تطلعات الش��عب الس��وري‬ ‫وتفاعل��ه م��ع الحملة‪ ،‬وتم نش��ر العديد منها عل��ى صفحة الحمل��ة على موقع‬ ‫الفيس بوك‪ ،‬كنش��اطات مناطق الزبداني والغوطة الشرقية ودرعا البلد وحلب‬ ‫واألتارب والقامشلي‪.‬‬ ‫ويرافق الحملة نش��ر بوس��ترات وأعمال كاريكاتير ورس��وم توضيحية‬ ‫عل��ى صفحة الموق��ع يومياً تعبر عن القيم التي تس��عى الحملة‬ ‫لتأكيدها‪.‬‬ ‫ويتضم��ن الش��هر األخي��ر من الحمل��ة مس��ابقات بين الش��باب‬ ‫الفاعلي��ن في مناطق س��كنهم‪ ،‬ف��ي العديد من المج��االت‪ ،‬يتم‬

‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫الكثي��ر م��ن المراكز المدني��ة والمنظمات اإلنس��انية عملت على إغاثة الش��عب‬ ‫الس��وري‪ ،‬ولكن المطالب اإلنس��انية التي يحتاجها الس��وريون ـ اإلغاثة ـ بكافة‬ ‫أش��كالها‪ ،‬يقابلها أمرٌ ال ّ‬ ‫يقل عنها أهميةً‪ ،‬وألجل هذا انطلقت شبكة أمان بعد‬ ‫أن وضعت استراتيجياتها وأهدافها التي تخدم الشعب السوري‪.‬‬ ‫شبكة أمان هي شبكة من السوريين تعمل على‪" :‬بناء السلم المحلي والوطني‬ ‫في س��وريا‪ ،‬والعمل بقيم السلم والحرية واالنس��انية والمصداقية والشفافية‬ ‫وقبول اآلخر والعدالة‪ ،‬وحل النزاعات وتجنبها وإدارتها‪ .‬كما تس��اهم شبكة أمان‬ ‫ف��ي تعزيز الس��لم المحل��ي في مناطق مختلفة من س��وريا للوص��ول إلى بناء‬ ‫السلم الوطني الشامل"‪.‬‬ ‫م��ع بداية ع��ام ‪ 2015‬انطلقت حملة "منقدر" بس��ؤالين يحددان مس��ار الحملة‬ ‫وهما‪ :‬ماذا تتمنى لسوريا في عام ‪2015‬؟ وماذا يمكنك أن تفعل؟‬ ‫حي��ث تقوم ش��بكة أمان بدع��م هذه األف��كار‪ ،‬والتركيز على الطاق��ات المنتجة‬ ‫اإليجابية وتوجيهها إلى قيم التعايش الس��لمي وقبول اآلخر بمعتقداته وآرائه‪،‬‬ ‫وتستمر نشاطات وفعاليات الحملة حتى تاريخ ‪.2015 / 3 / 30‬‬ ‫وحمل��ة "منق��در" هي حملة تفاعلية لرفع الوعي‪ ،‬تس��تهدف كاف��ة الفئات العمرية‬ ‫وكافة المجموعات الدينية والعرقية وتش��مل مجموعة من المبادرات والنش��اطات‪،‬‬ ‫منها ما هو تفاعلي‪ ،‬كمسابقة المارثون األول لتحدي اإلعاقة بعنوان "منقدر نتحدى‬ ‫اإلعاقة" وذلك بالتنسيق مع جمعية المالك الخيرية لرعاية األيتام في عفرين‪.‬‬ ‫ومب��ادرة "فضفضة" في محافظة أورفة التركية " والتي قام بها "تجمّع نس��اء‬ ‫س��وريا من أجل الس�لام"‪ ،‬حيث افتتح التجمع س��وقًا خيريًا تحت ش��عار "ال نريد‬ ‫صدقة بل نريد عم ً‬ ‫ال"‪.‬‬ ‫وف��ي عامودا قام��ت جمعية المثقفين الكرد بالتعاون مع متطوعي ش��بكة أمان‬ ‫في عفرين بتنسيق نشاط "منقدر نزرع" حيث شارك الكثير من أطفال وشباب‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬

‫كاريكاتير الفنان سامر الخليلي‬

‫‪19‬‬


‫�صورتان لندمي وهدى قبل وبعد الرباميل املتفجرة‬ ‫تلخ�ص معاناة �شعب ب�أكمله‬ ‫رصيف سوريتنا‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 1 | )180‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪20‬‬

‫درعا ‪ -‬سارة الحوراني‬ ‫صورتان تناولتهما‬ ‫صفحات التواصل‬ ‫االجتماعي في مدينة‬ ‫درعا اختزلتا المأساة‬ ‫التي تعيشها األسرة‬ ‫السورية منذ أكثر‬ ‫من ‪ 4‬سنوات نتيجة‬ ‫لبطش قوات النظام‬ ‫السوري وقصفها‬ ‫للمدن والبلدات‬ ‫والقرى السورية‬ ‫بشتى أنواع األسلحة دون أي رادع أخالقي أو إنساني‪.‬‬ ‫ظه��رت الصورة األولى يوم الس��بت الـواحد والعش��رين من ش��هر ش��باط الماضي ألس��رة‬ ‫استش��هد أفرادها جراء س��قوط برميل متفج��ر على منزلهم في مدين��ة داعل بريف درعا‪،‬‬ ‫أش�لاء ممزقة تم جمعها على عجل ووضعت في أغطية لعلها تعود للقتلى كانوا يلتحفونها‬ ‫من البرد قبل سقوط البرميل بلحظات‪.‬‬ ‫غاب ش��كل الجسد اإلنساني لتظهر أكوان من اللحم الممزق ولعل أجزاء منها بقيت ضائعة‬ ‫حتى اللحظة‪ ،‬حيث تعود تلك األجس��اد ألس��رة مواطن س��وري يدعى "محمد أحمد المصري‬ ‫"استش��هد ف��ي أقبية النظام الس��وري تح��ت التعذيب في وقت س��ابق‪ ،‬فيما تتألف األس��رة‬ ‫الش��هيدة من الجدة أحالم قطيش والزوجة إس��راء ش��حادة وثالثة أطف��ال هم نديم محمد‬ ‫المصري وشقيقتيه ندى وهدى‪.‬‬ ‫الص��ورة الثانية ظهرت في اليوم التالي وكانت للطفل نديم الذي لم يتجاوز الثمانية أعوام‬ ‫وشقيقته الطفلة هدى‪ ،‬كانا يحتضنان دميتان من الثلج تمت صناعتهما على سطح منزلهما‬ ‫ف��ي مدينة داع��ل قبل أن يتحول إل��ى ركام‪ ،‬حيث خلع نديم وهدى معطفيهما وألبس��اهما‬ ‫للدميتي��ن إضاف��ة إلى قبعته ووش��احه‪ ،‬فيما ب��دت عينا ندي��م تائهتين تتمس��كان باألمان‬ ‫الذي منحته العاصفة الثلجية جنى التي منعت س�لاح الجو من ممارس��ة هواية قتل الشعب‬ ‫الس��وري‪ ،‬لكنه كان ي��درك أيضا بأن ذلك األمان قصير المدى وس��يزول مع ذوبان الدميتان‬ ‫في اليوم التالي لتبقى مالبس��هم وحدها تفترش سطح المنزل لكنها تطايرت وتمزقت مع‬ ‫أجساد أصحابها الغضة في اليوم التالي‪.‬‬ ‫يذكر أنه خالل العام الماضي وثق مكتب توثيق ش��هداء درعا استش��هاد ‪ 431‬طفل بنس��بة‬ ‫تتج��اوز ‪ 14‬بالمئ��ة من عموم الش��هداء البال��غ عددهم ‪ 2991‬ش��هيداً فيما وثق استش��هاد‬ ‫‪ 411‬ش��هيدة أنثى خالل العام المنصرم بينه��ن ‪ 153‬طفلة معظمهن قتل بقصف الطيران‬ ‫المروحي بالبراميل المتفجرة‪.‬‬

‫تركي يرفع علم الثورة ال�سورية خالل كلمة لـ "�أحمدي جناد"‬ ‫ومظاهرات تعرت�ض على زيارته لرتكيا‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫حاول أحد المش��اركين في فعاليات إحياء الذّكرى الرّابعة لوفاة رئيس الوزراء التركي السّ��ابق‬ ‫"نجم الدّين أرباكان” مقاطعة كلمة الرّئيس اإليراني السابق "محمود أحمدي نجاد" الذي ألقى‬ ‫كلمة في الحفل الذي أقيم يوم الجمعة في مدينة بورصا التركية‪.‬‬ ‫وعبّر الشّخص عن استنكاره لكلمة نجاد وتنديده بالمواقف اإليرانية أزاء القضية السورية من‬ ‫خالل حمله لعلم الثورة الس��ورية‪ ،‬حيث حاول إنهاء خطابه ليتّسع التّنديد بعد ذلك داخل قاعة‬ ‫االحتفال شام ً‬ ‫ال عدّة أشخاص أخرين‪.‬‬ ‫وفي ذات السياق‪ ،‬نظمت عدد من القوى التركية تظاهرات احتجاجًا على زيارة الرئيس اإليراني‬ ‫السابق محمود أحمدي نجاد لمدينة بورصة التركية‪ ،‬وذلك بمجرد وصوله للمدينة تحت تدابير‬ ‫أمنية مشددة‪.‬‬ ‫وذكرت صحيفة "حرييت" التركية‪" ،‬أن شاباً ألقى بحقيبة على قوات األمن المسؤولة عن حماية‬ ‫أحمدي نجاد في أثناء دخوله قاعة المؤتمر‪ ،‬مما أثار ذعر قوات األمن والمش��اركين في المؤتمر‬ ‫وتم إلقاء القبض عليه فوراً‪ ،‬واتضح فيما بعد أن داخل الحقيبة ثالث قطع صابون"‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا الصّدد‪ ،‬ذكرت وس��ائل إعالم إيرانية‪" ،‬أن س��فر أحم��دي نجاد إلى تركي��ا يعد أولى‬ ‫زياراته للخارج بعد انتهاء واليته الثانية‪ ،‬وإنه وفقاً لدعوة ابن أربكان إللقاء كلمة في مراس��م‬ ‫الذكرى السنوية لوفاة رئيس الوزراء التركي األسبق نجم الدين أربكان"‪.‬‬ ‫يذكر أنها ليس��ت المرة األولى التي يحدث اش��تباك فيها في أثناء إلقاء الرئيس اإليراني السابق‬ ‫نجاد كلمة‪ ،‬حيث حاول شخص االعتداء عليه في أثناء إلقاء كلمة له أثناء زيارته األولى للقاهرة‬ ‫عام ‪ 2013‬بسبب دعمه لبشار األسد‪.‬‬

‫�إ�شارة مرور‬ ‫يوسف العبدهلل‬

‫داع�ش‬

‫من جديد تثبت هذه الجماعة أنها خارج التاريخ‬ ‫والجغرافي��ا‪ ،‬وال صل��ة له��ا بهذا الت��راب‪ .‬هذه‬ ‫المرة تحطم داعش إرثا إنسانيا عابرا لألديان‬ ‫والقوميات والمذاهب‪ ،‬هو آثار نينوى‪.‬‬ ‫ربم��ا من الس��ذاجة بمكان‪ ،‬طرح أس��ئلة على‬ ‫هذا التنظي��م‪ ،‬لكن يبدو أن م��ن الواجب قول‬ ‫ش��يء ما‪ ،‬لبعض الس��ذج م��ن الذي��ن مازالوا‬ ‫مقتنعي��ن بمطابق��ة أفع��ال داع��ش لتعاليم‬ ‫ونصوص الدين اإلسالمي‪ ،‬وما زالوا يحاولون‬ ‫تبرير أفعالهم بشتى السبل‪.‬‬ ‫فتح��ت مص��ر ف��ي عه��د الخلف��اء الراش��دين‪،‬‬ ‫بالتحدي��د في عه��د الخليفة عمر ب��ن الخطاب‪.‬‬ ‫وبالتأكي��د م��رت تل��ك الجي��وش بالكثي��ر م��ن‬ ‫األواب��د المصري��ة‪ .‬خالل فت��ح ما يع��رف اليوم‬ ‫بأفغانس��تان‪ ،‬أيضاً مرت جيوش مس��لمة كثيرة‬ ‫بالق��رب من تماثيل ب��وذا‪ ،‬وتعاقب��ت على تلك‬ ‫البل��دان دول إس�لامية كاألموي��ة والعباس��ية‪،‬‬ ‫وكانت هذه الدول تطبق الش��ريعة اإلس�لامية‪.‬‬ ‫فلم��اذا ل��م يحطموا تل��ك التماثي��ل؟ ولماذا لم‬ ‫يطلقوا عليها مسمى األصنام؟ خاصة وقد كانوا‬ ‫في أوج قوتهم سياسياً وعسكريًا ودينيًا‪.‬‬ ‫من ذلك نحن أمام احتمالين ال ثالث لهما‪ ،‬فأما‬ ‫أن كل تلك الدول الغابرة وجيوش��ها وعلماءها‬ ‫غي��ر عارفين بالدي��ن‪ ،‬وهذا غي��ر منطقي‪ ،‬إذ‬ ‫كان��وا األق��رب لح��رارة الدين الجدي��د ومنهم‬ ‫م��ن تولى األم��ور بعد أن عاصر فت��رة الوحي‬ ‫والتدوين الديني‪.‬‬

‫�سيجار �سوري‬

‫مؤسس��ة التبغ الس��ورية س��تبدأ ف��ي بداية‬ ‫ش��هر آذار بإنتاج «الس��يجار الس��وري» وفق‬ ‫مواصفات عالمية بحسب إعالم النظام‪ .‬هذا‬ ‫المنت��ج الجديد‪ ،‬تم تخصيص حملة إعالمية‬ ‫لترويجه‪.‬‬ ‫وبحس��ب كواليس ه��ذا «اإلنج��از» لحكومة‬ ‫النظ��ام‪ ،‬فقد ت��م تخصي��ص ميزانية عالية‬ ‫للحمل��ة‪ ،‬ولمصم��م ش��عار الس��يجار‪ ،‬وه��و‬ ‫عبارة عن رأس نس��ر مع أوراق تبغ‪ ،‬ويوضع‬ ‫الس��يجار ضمن علبة خش��بية‪ ،‬عليها نقش‬ ‫أبجدية أوغاريت‪.‬‬ ‫لربم��ا أن أح��د ه��ؤالء س��يفكر قريب��ا ف��ي‬ ‫نصائ��ح أكثر عملية‪ .‬لم��اذا ال يزرعون القات‬ ‫أيضا‪ ،‬لتتقوى أسباب ضم جماعة الحوثيين‪،‬‬ ‫ويصي��ر المحور ممتدا من س��يجار كوبا إلى‬ ‫قات الحوثيين إلى عمائم قم!‪.‬‬

‫�أمرباطور الربوت‪� ..‬سوري‬

‫الدكت��ور أس��امة الخطي��ب‪ ،‬عال��م روبوتات‬ ‫س��وري ويرأس حاليًا معم��ل الروبوتات في‬ ‫جامعة ستانفورد (كاليفورنيا)‪ ،‬وهي جامعة‬ ‫أمريكية عريقة‪.‬‬ ‫الدكت��ور الخطيب ل��ه إنج��ازات عالمية‪ ،‬في‬ ‫مجال��ي الفيزياء والرياضي��ات‪ ،‬حيث يعود له‬ ‫الفض��ل في ابت��كار الروبوت (أس��يمو) الذي‬ ‫يعد أحد الروبوتات األكثر تطورا‪.‬‬ ‫ويعتب��ر «الخطي��ب» صاح��ب مرجعي��ات‬ ‫كبرى ف��ي أنظم��ة تحليل حركات االنس��ان‬ ‫اآللي‪ ،‬بص��ورة رياضية بحت��ة وله كثير من‬ ‫المحاضرات المصورة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.