Souriatna 181

Page 1

‫السنة الرابعة | العدد ‪ 8 | 181‬آذار ‪2015‬‬

‫الجرس !!‬

‫‪www.souriatnapress.net‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com‬‬

‫�إىل بريد �سوريتنا و�صلت هذه ال�شكوى �ص ‪5‬‬

‫فعلتها أخيرًا‪..‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬

‫وحدة تنسيق‬ ‫الدعم‬ ‫هل تكفي‬ ‫االستقالة؟‬

‫‪9-8‬‬

‫ن‬ ‫الص ساء سوريا‬ ‫وت‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ط‬ ‫فأتموه‬

‫‪10‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫أ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ث‬ ‫‪ ..‬فا‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫«‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ورية»‬ ‫يتر ّج‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫احتها‪..‬‬

‫‪11‬‬

‫‪1‬‬


‫قوات النظام تتقدم يف ريف الالذقية ومئات العائالت تلج�أ �إىل تركيا‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫الالذقية ‪ -‬ميس الحاج‬ ‫تتواص��ل المع��ارك ف��ي ري��ف الالذقي��ة بين‬ ‫مقاتلي المعارضة المسلحة من جهة‪ ،‬وقوات‬ ‫النظ��ام مدعومة بميليش��يات الدفاع الوطني‬ ‫وعناص��ر أجنبي��ة‪ ،‬وذلك في أعقاب س��يطرة‬ ‫ق��وات النظام يوم الجمع��ة على قرية دورين‬ ‫بريف الالذقية الش��رقي‪ ،‬بع��د معارك عنيفة‬ ‫م��ع فصائل المعارضة اس��تمرت لمدة يومين‬ ‫ضمن معرك��ة أطلقت عليها ق��وات النظام «‬ ‫لبيك سورية”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وش��نت ق��وات النظ��ام هجوم��ا عنيف��ا على‬ ‫القري��ة مدعوم��ة بعناص��ر من الميليش��يات‬ ‫الموالي��ة لها‪ ،‬م��ع غطاء ج��وي بأكثر من مئة‬ ‫غارة جوية بش��كل يوم��ي على قرية دورين‪،‬‬ ‫والق��رى المحيطة به��ا باإلضافة إلى القصف‬ ‫العنيف براجمات الصواريخ‪.‬‬ ‫وقال القائد الميداني بالفرقة اﻷولى الساحلية‬ ‫“أبو حمزة الالذقاني” لجريدة “س��وريتنا”‪“ :‬إن‬ ‫أهمي��ة قرية دورين عس��كرياً تكمن في أنها‬ ‫خ��ط الدفاع اﻷول ع��ن جبل اﻷك��راد‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى موقعها االس��تراتيجي فهي تبعد أقل من‬ ‫‪ ٢‬ك��م عن معقل مقاتلي المعارضة في ريف‬ ‫الالذقية في مصيف سلمى”‪.‬‬ ‫وأض��اف “أبو حم��زة” أن ق��وات النظام عجزت‬ ‫خالل ثالث س��نوات عن دخ��ول القرية‪ ،‬مبين ًا‬ ‫أن مقاتل��ي الكتائب تمكنوا م��ن صد الهجوم‬ ‫بشكل نسبي‪ ،‬فالهجوم كان يهدف للسيطرة‬ ‫على مناطق أخرى أيضا‪ ،‬ودمروا آليات ومدافع‬ ‫ثقيلة باإلضاف��ة إلى وقوع قتلى وجرحى في‬ ‫صفوف قوات النظام”‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل‪ ،‬نقلت مصادر إعالمية عن‬ ‫عنصر انشق عن سالح البحرية التابع للنظام‬ ‫أن ع��دداً م��ن «الضف��ادع البش��رية” التابعة‬ ‫ّ‬

‫أحد مقاتلي المعارضة على جبهة دورين | عدسة ميس الحاج‬

‫للق��وات البحري��ة ف��ي جي��ش النظ��ام‪ ،‬قتل‬ ‫خالل األي��ام الفائتة في جبهات القتال بقرية‬ ‫دوري��ن‪ ،‬وذل��ك بع��د ال��زج بعناص��ر تابعين‬ ‫لس�لاح البحر في معارك ري��ف الالذقية‪ ،‬دون‬ ‫تدري��ب أو تأهي��ل للمواجه��ات البري��ة‪ ،‬وعزا‬ ‫العنصر المنش��ق س��بب االس��تعانة بعناصر‬ ‫دون خب��رة إلى النق��ص الكبير ال��ذي يعانيه‬ ‫النظ��ام بعناص��ر المش��اة ذوي الخب��رة ف��ي‬ ‫المواجهات البرية‪.‬‬ ‫من جهة أخرى بين الناشط المدني المعارض‬ ‫“محمد الحسن” أن حركة نزوح لمئات العائالت‬ ‫ش��هدها جبل اﻷك��راد بريف الالذقي��ة باتجاه‬ ‫الح��دود التركية‪ ،‬وتم تقديم المس��اعدة لهم‬ ‫من قبل بع��ض الجمعي��ات الخيرية وعناصر‬ ‫الدفاع المدني”‪.‬‬

‫وم��ن ناحي��ة أخ��رى‪ ،‬دف��ع تق��دم النظ��ام‬ ‫باالئتالف الوطني لق��وى الثورة والمعارضة‬ ‫الس��ورية إل��ى إص��دار تحذي��ر م��ن ارتكاب‬ ‫مذابح في القرى الت��ي تتقدم صوبها قوات‬ ‫النظ��ام‪ ،‬وطال��ب األمي��ن الع��ام لالئت�لاف‬ ‫محم��د يحيى مكتبي المجتمع الدولي وقوات‬ ‫التحال��ف بض��رورة التحرك العاج��ل لحماية‬ ‫المدنيين في ريف الالذقية وس��ائر األراضي‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫وكانت ق��وات النظام س��يطرت قبل نحو عام‬ ‫م��ن اآلن عل��ى المرتفع��ات المحيط��ة بنب��ع‬ ‫التش��الما غ��رب مدين��ة كس��ب‪ ،‬وبينه��ا قمة‬ ‫السلدرين المشرفة على منطقة النبعين كما‬ ‫س��يطرت على عدد من النقاط الحاكمة على‬ ‫طريق الفرلق كسب بريف الالذقية‪.‬‬

‫جبهة الن�صرة تدخل ‪ 200‬كغ من الأرز كتائب املعار�ضة توا�صل تقدمها يف‬ ‫لعنا�صرها بدم�شق بالتعاون مع النظام حلب وت�ضعف احتمال ح�صار املدينة‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫قال موقع تحرير س��وري إن جبهة النصرة أدخل��ت ليل األربعاء الفائت‬ ‫مئتي كيلو غرام من األرز س��راً إلى أحياء دمش��ق الجنوبية‪ ،‬عبر حاجز‬ ‫بيت بالتعاون مع قوات النظام‪.‬‬ ‫ونقل تحرير س��وري عن “مص��در خاص” أن الم��واد الغذائية التي تم‬ ‫إدخاله��ا هي لعناصر جبهة النصرة فقط‪ ،‬مش��يراً إل��ى أن “النصرة” ال‬ ‫تش��ترك بأي من المطابخ الجماعية التي تحضرها الكتائب العسكرية‬ ‫المتواجدة في المنطقة‪.‬‬ ‫وأض��اف المصدر أن النصرة رفضت في وقت س��ابق توزي��ع مواد غذائية‬ ‫كشف أمرها في مخيم اليرموك في شهر شباط من العام الماضي‪ ،‬والذي‬ ‫توفي خالله أكثر من سبعين شخصًا بسبب الجوع حسب تحرير سوري‪.‬‬ ‫وحمّل المصدر جبهة النصرة مس��ؤولية الحصار المفروض منذ ثالثة‬ ‫أش��هر عل��ى المنطقة الجنوبية‪ ،‬وال��ذي أدى إلى وفاة أكثر من عش��رة‬ ‫أش��خاص في مخي��م اليرموك قائ� ً‬ ‫لا‪“ :‬ترفض النصرة االنس��حاب من‬ ‫منطقة بيت س��حم مقاب��ل دخول المواد الغذائي��ة‪ ،‬كما ترفض توزيع‬ ‫موادها الغذائية على المدنيين” حسب ما نقل تحرير سوري‪.‬‬ ‫وتشهد المنطقة الجنوبية توتراً بين جبهة النصرة وتجمع قوى اإلصالح‬ ‫الذي يضم ك ً‬ ‫ال من (شام الرسول واكناف بيت المقدس وأبابيل حوران)‪،‬‬ ‫حيث أصدر التجمع أمس بياناً يطالب فيه جبهة النصرة باالنسحاب من‬ ‫المنطق��ة حقناً للدماء‪ ،‬فيما أعلنت النصرة رفضها االنس��حاب والدفاع‬ ‫عن مقراتها وعناصرها في حال تم التعرض لهم‪.‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫س��يطر مقاتل��و المعارضة المس��لحة فجر الس��بت على تل��ة المضافة‬ ‫وأج��زاء من تل��ة حندرات االس��تراتيجية بريف حلب‪ ،‬وذل��ك في أعقاب‬ ‫اشتباكات عنيفة مع قوات النظام‪.‬‬ ‫ونقلت مصادر إعالمية عن مصدر ميداني أن مقاتلي المعارضة سيطروا‬ ‫ف��ي البداية عل��ى تلة حندرات‪ ،‬ثم اضطروا للتراج��ع إلى األجزاء الغربية‬ ‫منه��ا‪ ،‬موضح��اً أن العملي��ة ب��دأت بقصف صاروخ��ي من قب��ل مقاتلي‬ ‫المعارضة باتجاه نقاط تمركز قوات النظام على أطراف قرية حندرات‪.‬‬ ‫وتحدثت مصادر إعالمية باسم بعض فصائل المعارضة المسلحة عن‬ ‫تفجير دبابة لقوات النظام ومقتل طاقمها المؤلف من خمسة عناصر‪،‬‬ ‫وأكد ناش��طون أن حالة من اإلرباك سيطرت على عناصر قوات النظام‬ ‫في تلك المنطقة بس��بب الهجوم المفاجئ‪ ،‬ولم ترد أنباء دقيقة حول‬ ‫أعداد القتلى من الطرفين‪.‬‬ ‫وتكم��ن أهمية تل��ة المضافة في إطاللتها عل��ى الطريق الواصل بين‬ ‫قرية حندرات‪ ،‬والس��جن المركزي‪ ،‬الواقع تحت س��يطرة قوات النظام‪،‬‬ ‫وبالس��يطرة علي��ه تك��ون فصائل المعارض��ة قد قطع��ت اإلمداد بين‬ ‫النقطتين‪ ،‬وأبعدت إلى حد ما شبح الحصار عن مدينة حلب‪.‬‬ ‫وكانت كتائب المعارضة المسلحة تمكنت قبل أسبوعين من السيطرة‬ ‫على مزارع المالح التي ترصد طريق الكاس��تيلو‪ ،‬وهو الطريق الوحيد‬ ‫الذي يصل حلب وريفها‪.‬‬


‫م�س�ؤول يف هيئة التن�سيق‪ :‬توا�صلنا مع �أطراف املعار�ضة هو م�شروع ا�سرتاتيجي‪،‬‬ ‫واالئتالف مازال بعيد ًا عن ر�ؤيتنا الدميقراطية‬

‫مثلث املوت يف املنطقة اجلنوبية‬ ‫�سيا�سة الأر�ض املحروقة‪ ..‬وخ�سائر ب�شرية باملئات‬

‫وأسفرت عن مقتل شخصين وجرح العشرات‬ ‫م��ن المدنيي��ن‪ ،‬وت��م اكتش��اف س��يارتين‬ ‫مفخختي��ن قبل تفجيرهما ف��ي بلدة اليادودة‬ ‫وأخرى في مدينة الحارة‪.‬‬ ‫وتم خالل ش��هر ش��باط ت��م اس��تهداف درعا‬ ‫وريفها بـ ‪ 243‬برميل متفجر ألقتها الطائرات‬ ‫المروحية و‪ 108‬غارات جوية‪ ،‬ونالت بلدة كفر‬ ‫ناس��ج النصيب األكبر من البراميل المتفجرة‬ ‫حيث تم استهدافها بـ ‪ 26‬برمي ً‬ ‫ال متفجراً و‪17‬‬ ‫غارة جوي��ة‪ ،‬تلتها مدينة أنخ��ل بـ ‪ 22‬برمي ً‬ ‫ال‬ ‫و‪ 19‬غارات جوية‪ ،‬والشيخ مسكين ثالثاً بـ ‪17‬‬ ‫برمي ً‬ ‫ال و‪ 16‬غارة جوية‪.‬‬ ‫وبل��غ ع��دد الضحايا خ�لال هذا الش��هر ‪190‬‬ ‫ً‬ ‫موثقة باالس��م‪ ،‬في حين بل��غ العدد‬ ‫ضحي��ة‬ ‫خ�لال الش��هر الفائ��ت ‪ ،162‬فيم��ا توفي ‪15‬‬ ‫شخص ًا تحت التعذيب في سجون نظام األسد‬ ‫خالل شهر شباط المنصرم‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫درعا ‪ -‬سارة الحوراني‬ ‫تمكنت قوات النظام من اس��تعادة الس��يطرة‬ ‫عل��ى بلدات وق��رى وت�لال اس��تراتيجية في‬ ‫المنطق��ة المعروف��ة "بمثلث الم��وت" الواقع‬ ‫بين ريف درعا الش��مالي الغرب��ي والقنيطرة‬ ‫وري��ف دمش��ق الجنوب��ي الغرب��ي‪ ،‬وذلك بع‬ ‫قصف جوي وصاروخي مك ّثف اس��تهدف تلك‬ ‫المناطق‪.‬‬ ‫وأجبرت قوات النظام والميليش��يات المساندة‬ ‫له��ا‪ ،‬مقاتل��ي المعارضة على االنس��حاب من‬ ‫بل��دة دير الع��دس االس��تراتيجية‪ ،‬وتل ماكر‬ ‫وق��رى حمري��ت والهباري��ة وس��لطانة وتلي‬ ‫غري��ن وفاطم��ة‪ ،‬وقام��ت بتحصي��ن المواقع‬ ‫الخلفية واالعتماد عل��ى القصف العنيف ضد‬ ‫النقاط التي خس��رتها‪ ،‬ومن ثم ش��ن هجمات‬ ‫مباغتة ونصب كمائن لقوات النظام‪.‬‬ ‫وأفادت مصادر ميدانية لـ”س��وريتنا” أن قوات‬ ‫النظ��ام المدعوم��ة بعناص��ر من ح��زب اهلل‬ ‫وإي��ران والع��راق ومرتزقة من أفغانس��تان‪،‬‬ ‫ومجه��زة بمئ��ات المركبات والدباب��ات بغطاء‬ ‫ج��وي مكث��ف‪ ،‬تكبدت خس��ائر كبي��رة قدرت‬ ‫بأكث��ر م��ن ‪ 400‬عنص��ر وضاب��ط من��ذ بدء‬ ‫المعرك��ة الت��ي أطلق��ت عليها ق��وات النظام‬ ‫"معرك��ة الحس��م " ف��ي حين خس��رت قوات‬ ‫المعارض��ة أكث��ر من مئة عنص��ر‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن‬

‫عشرات المصابين‪.‬‬ ‫وقالت المصادر إن من بين قتلى قوات النظام‬ ‫قائ��د "ل��واء فاطمي��ون" عل��ي رضا توس��لي‬ ‫األفغان��ي الجنس��ية والملق��ب ب "أب��و حامد"‬ ‫برفقة ستة أش��خاص آخرين من اللواء ذاته‪،‬‬ ‫فيم��ا قتل ضابطين من قوات الحرس الثوري‬ ‫اإليراني وهم "علي س��لطان مرادي وعباس‬ ‫عب��د اهلل" في بلدة كفر ناس��ج إضافة ألس��ر‬ ‫عدد آخر منهم على أيدي الجيش الحر الشهر‬ ‫الماضي "فبراير "‪.‬‬ ‫وف��ي س��ياق متص��ل‪ ،‬ارتكبت ق��وات النظام‬ ‫مجزرتين خالل يومين من األس��بوع الفائت‪،‬‬ ‫األول��ى أودت بحي��اة س��بعة مدنيي��ن بينه��م‬ ‫طفلة وس��يدة ي��وم االثني��ن في بل��دة أبطع‬ ‫بريف درعا األوس��ط عندما استهدفت األحياء‬ ‫بصواريخ فراغية ألقتها طائرات حربية تابعة‬ ‫لق��وات النظ��ام‪ ،‬فيما ش��هدت مدين��ة الحارة‬ ‫االس��تراتيجية مجزرة يوم الثالثاء الفائت راح‬ ‫ضحيتها ثالثة مدنيين من أسرة واحدة بينهم‬ ‫سيدة وعشرات الجرحى‪ ،‬عندما ألقت الطائرة‬ ‫المروحية حاوية متفج��رة أحدثت دماراً هائ ً‬ ‫ال‬ ‫في األبنية‪.‬‬ ‫وش��هدت منطق��ة ح��وران ع��ودة الس��يارات‬ ‫المفخخة والت��ي انفجرت إحداه��ا في مدينة‬ ‫طفس بريف درعا الغربي‪ ،‬في محطة للوقود‬

‫أخبار وتقارير‬

‫األساس��ية للتس��وية السياس��ية في سورية‪،‬‬ ‫انطالقاً من الوثائق السياس��ية لديهما‪ ،‬على‬ ‫أن تعرض على مرجعيت��ي الطرفين لغرض‬ ‫المناقشة واالعتماد‪.‬‬ ‫وتنص المس��ودة عل��ى أن مرجعي��ة العملية‬ ‫السياس��ية ه��ي‪ ،‬بي��ان مجموع��ة العمل من‬ ‫أج��ل س��ورية الص��ادر ف��ي ‪ 30‬حزي��ران من‬ ‫العام ‪ 2012‬المعروف بـ «بيان جنيف» بكافة‬ ‫بنوده‪ ،‬وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة‪،‬‬ ‫والسيما قرارات مجلس األمن (‪2043 – 2042‬‬ ‫– ‪ 2059‬الص��ادرة ف��ي ع��ام ‪ )2012‬و(‪2118‬‬ ‫الصادر في عام ‪.)2013‬‬ ‫كما نص��ت الوثيقة حس��ب البي��ان أن الهدف‬ ‫األس��اس هو قي��ام نظام مدن��ي ديمقراطي‬ ‫أساس��ه التداول السلمي للس��لطة والتعددية‬ ‫السياس��ية‪ ،‬وضمان حق��وق وواجب��ات جميع‬ ‫الس��وريين على أساس المواطنة المتساوية‪،‬‬ ‫وأن التواف��ق اإلقليم��ي والدول��ي ض��رورة‬ ‫أساسية لنجاح العملية التفاوضية‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫ق��ال رئي��س ف��رع المهج��ر لهيئة التنس��يق‬ ‫الوطني��ة لق��وى التغيي��ر الديمقراط��ي ف��ي‬ ‫سوريا ماجد حبو إن قرار الهيئة بالتواصل مع‬ ‫كل أطراف المعارضة هو مشروع استراتيجي‬ ‫للهيئ��ة‪ ،‬وف��ق ش��روط الح��ل الوطن��ي‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬وبما ينس��جم م��ع رؤية الهيئة‬ ‫ووثائقها وتحالفاتها السياسية‪.‬‬ ‫وأض��اف حبو ف��ي تصري��ح لـ»س��وريتنا» أن‬ ‫الهيئ��ة ت��درس م��ا ت��م التواف��ق علي��ه بين‬ ‫وفدي االئت�لاف وهيئة التنس��يق في مكتبها‬ ‫التنفيذي‪ ،‬على الرغم من كون اللقاء أساس�� ًا‬ ‫لم يش��ر الى لقاء القاهرة‪ ،‬علم�� ًا بأنه يعتبر‬ ‫وثيقة الهيئة في صيغتها التحالفية مع أطراف‬ ‫المعارضة السورية حسب ما ذكر حبو‪.‬‬ ‫وكان الموقع الرسمي لالئتالف الوطني لقوى‬ ‫الثورة والمعارضة السوري نشر بيانًا مشترك ًا‬ ‫بين االئتالف وهيئة التنس��يق الوطنية لقوى‬ ‫التغيي��ر الديمقراط��ي‪ ،‬أك��د في��ه الطرف��ان‬ ‫“متابع��ة المرحل��ة اإليجابي��ة والبن��اءة ف��ي‬ ‫العالق��ة بينهما‪ ،‬وض��رورة التواصل مع كافة‬ ‫فصائل المعارضة الديمقراطية األخرى”‪.‬‬ ‫وبحس��ب البيان‪ ،‬فإن الطرفان اتفقا في حوار‬ ‫جم��ع وفديهما في باريس في الفترة بين ‪22‬‬ ‫و‪ 24‬ش��باط الفائت على خارطة طريق للحل‬ ‫السياس��ي‪ ،‬تش��مل مس��ودة وثيق��ة المبادئ‬

‫وق ّل��ل حبو ف��ي من أهمية المخاط��ر التي قد‬ ‫تط��ال ك��وادر الهيئة داخل س��وريا من طرف‬ ‫األجه��زة األمنية التابعة لألس��د‪ ،‬ف��ي أعقاب‬ ‫إصدارها بيان ًا مش��تركاً م��ع االئتالف الوطني‬ ‫أعل��ن في��ه الطرف��ان اتفاقهما عل��ى خارطة‬ ‫طريق للحل السياسي في سوريا‪.‬‬ ‫وعلى الرغ��م من توصل الطرفين إلى اتفاق‬ ‫مبدئي‪ ،‬إال أن رئيس فرع المهجر للهيئة أشار‬ ‫إل��ى أن «تج��ارب هيئة التنس��يق مع االئتالف‬ ‫والمجلس الوطني من قبل ال تبش��ر بالكثير‪،‬‬ ‫وخصوص��ا أن مواق��ف قيادت��ه ومش��روعه‬ ‫السياس��ي م��ازال بعيدا عن الرؤي��ة الوطنية‬ ‫الديمقراطية من وجهه نظرنا‪ ،‬بإصراره على‬ ‫األوه��ام العس��كرية او التدخ��ل الخارج��ي او‬ ‫استقاللية القرار السيادي له»‪.‬‬ ‫وم��ن ناحيت��ه‪ ،‬ذك��ر المنس��ق الع��ام لهيئ��ة‬ ‫التنسيق حسن عبد العظيم في رسالة وجهها‬ ‫إل��ى المبع��وث األمريكي الخاص إلى س��وريا‬ ‫«دانيي��ل روبنش��تاين» أن الهيئ��ة توصل��ت‬ ‫إلى مش��روع خارطة طريق للحل السياس��ي‬ ‫التفاوض��ي م��ن خ�لال مس��ار جني��ف‪ ،‬وذلك‬ ‫باالتف��اق م��ع االئت�لاف الوطن��ي‪ ،‬مضيفاً أن‬ ‫الهيئ��ة تتطلع إلى مش��اركة االئتالف بصورة‬ ‫رس��مية في مؤتمر جامع للمعارضة السورية‬ ‫من القرار عقدة في نيسان المقبل‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫“�سيزر” يك�شف �صور ًا جديدة ملعتقلني �أعدمهم النظام‬ ‫و�أهايل الزبداين يتعرفون على هوية �ستة منهم‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫تع��رّف أهال��ي م��ن مدين��ة الزبدان��ي بريف‬ ‫دمش��ق على صور لجثث ذويه��م المعتقلين‬ ‫ل��دى األجهزة األمني��ة التابعة لنظام األس��د‪،‬‬ ‫وذل��ك بع��د نش��ر وكال��ة األناض��ول التركية‬ ‫لألنب��اء ص��وراً س��ربها منش��ق ع��ن األم��ن‬ ‫العس��كري التاب��ع لنظ��ام األس��د‪ ،‬كان مكلف ًا‬ ‫بتصوير المعتقلي��ن المعارضين الذين ُقتلوا‬ ‫تح��ت التعذيب أو تُرك��وا ليموت��وا جوعا في‬ ‫أقبية المعتقالت السورية‪.‬‬ ‫وقال المركز اإلعالم��ي بمنطقة وادي بردى‪:‬‬ ‫“إن ناش��طين م��ن الزبدان��ي تمكن��وا م��ن‬ ‫التعرف على هوية ستة أشخاص قضوا تحت‬ ‫التعذيب في س��جون ق��وات النظام‪ ،‬وهم من‬ ‫أبناء مدينة الزبداني‪ ،‬وذلك بعد التدقيق في‬ ‫الصور المسربة للقتلى‪.‬‬ ‫وتظهر الص��ور مئات القتلى م��ن المعتقلين‬ ‫الس��وريين قضوا نتيجة التعذيب الوحشي أو‬ ‫التجويع حت��ى الموت أو القت��ل خنقا أو بآالت‬ ‫أخرى حسبما نقلت الوكالة عن المسرّب‪.‬‬ ‫وق��ام المس��رب ال��ذي أطلق��ت علي��ه لجن��ة‬ ‫التحقي��ق المختصة اس��م "س��يزار" بالتعاون‬

‫مع زمالئه‪ ،‬بالتق��اط وتوثيق ‪ 55‬ألف صورة‪،‬‬ ‫توضح جانبًا من الجرائم التي ارتكبها النظام‬ ‫بح��ق المعتقلي��ن لدي��ه‪ ،‬ونقل "س��يزار" إلى‬ ‫لجن��ة التحقيق الخاص��ة‪ ،‬كل التفاصيل التي‬ ‫ش��اهدها ب��أم عينه‪ ،‬فيم��ا لم توض��ح لجنة‬ ‫التحقيق أي معلومات عن شاهد العيان‪ ،‬سوى‬ ‫اس��مه الحرك��ي‪ ،‬وأن��ه أحد عناصر الش��رطة‬ ‫العسكرية السورية‪.‬‬ ‫وبحسب تقرير ل ّلجنة‪ ،‬يجري قتل المعارضين‬ ‫المعتقلي��ن‪ ،‬بوس��ائل تعذي��ب مختلف��ة‪ ،‬في‬ ‫مق��رات المخاب��رات‪ ،‬أو األبني��ة العس��كرية‪،‬‬ ‫ث��م ترس��ل جثثه��م إلى أح��د المستش��فيات‬ ‫العس��كرية‪ ،‬فيم��ا يق��وم "س��يزار"‪ ،‬بالتقاط‬ ‫أربع أو خمس صور لكل جثة‪ ،‬بحضور طبيب‬ ‫وممثل للقضاء‪.‬‬ ‫وم��ن مجموعة ضمت ‪ 150‬ص��ورة تم تحليل‬ ‫تفاصيلها بواس��طة الخبراء‪ ،‬تبين أن ‪ 62‬في‬ ‫المائ��ة من الجثث قد بدا عليها هزال ش��ديد‪،‬‬ ‫مما يش��ير إلى أنهم تعرضوا لعمليات تجويع‬ ‫قس��رية‪ ،‬وغالبية الضحايا م��ن الرجال الذين‬ ‫تتراوح أعمارهم بين ‪ 20‬و‪ 40‬عامًا‪.‬‬ ‫وذك��رت منظم��ات حقوقية أن ص��ور القتلى‬

‫تعود إلى معتقلين قضوا خالل التعذيب على‬ ‫يد قوات النظام ف��ي الفرع ‪ 215‬التابع لألمن‬ ‫العس��كري في حي كف��ر سوس��ة بالعاصمة‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫وكان��ت الش��بكة الس��ورية لحقوق اإلنس��ان‬ ‫قد كش��فت في أيلول الماض��ي عن ما “أفظع‬ ‫أس��اليب التعذيب الوحش��ي المنهج��ي” التي‬ ‫تم��ارس بالف��رع ‪ 215‬المع��روف بس��رية‬ ‫المداهمة‪.‬‬

‫�شلل حركة �أ�سواق الذهب يف �سوريا‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫فرضت وزارة المالية في الحكومة الس��ورية‪،‬‬ ‫رس��وم إنفاق اس��تهالكي على ش��راء الذهب‬ ‫في س��وريا‪ ،‬وهو ما تس��بب في تراجع حركة‬ ‫الش��راء بحي��ث أصبح��ت ش��به معدوم��ة في‬ ‫أس��واق الذه��ب الس��ورية‪ ،‬على م��دار األيام‬ ‫العشر الماضية‪.‬‬ ‫وح��دّدت ال��وزارة قيم��ة الرس��وم ب��ـ ‪ 5%‬من‬ ‫س��عر الذهب‪ ،‬وه��و ما تع��ادل قيمت��ه اليوم‬ ‫حوال��ي ‪ 400‬لي��رة س��ورية للغ��رام الواح��د‪،‬‬ ‫وحوال��ي ‪ 20‬أل��ف لي��رة لألونص��ة الواح��دة‪،‬‬ ‫وأعلن��ت الجمعية الحرفي��ة للصاغة أن حركة‬ ‫الش��راء ق��د انخفض��ت للصف��ر خ�لال األيام‬ ‫األولى لس��ريان القرار‪ّ ،‬‬ ‫وأكد غس��ان جزماتي‬ ‫رئي��س الجمعية «عزوف الناس عن الش��راء‪،‬‬ ‫بس��بب ارتفاع السعر الذي س��ببته الرسوم»‪،‬‬ ‫أن «الصاغ��ة يفتح��ون محا ّله��م إال‬ ‫وأض��اف ّ‬ ‫أنهم ال يس��تقبلون الزبائن»‪ ،‬وأشار جزماتي‬ ‫إل��ى توق��ف الجمعية ع��ن دمغ قط��ع ذهبية‬ ‫جدي��دة‪ ،‬وانقطاع ال��واردات التي تحققها من‬ ‫خالل الدمغ‪ ،‬وال��ى توقف الجمعية عن العمل‬ ‫بمشروع جديد في ظل هذه التغيرات»‪.‬‬ ‫أن الجمعي��ة توجهت إلى‬ ‫ولف��ت جزماتي إلى ّ‬ ‫وزارة المالي��ة بمذك��رة اعت��راض طالبت بها‬ ‫بتخفيض قيمة الرسم األخير إلى ‪ % 5 .0‬من‬ ‫قيمة الذهب‪.‬‬ ‫وأوضح المتخصص االقتصادي عالء عيساوي‬ ‫أن «رس��م االس��تهالك‬ ‫لجري��دة س��وريتنا ّ‬ ‫األخير جاء في ظل مرس��وم رئاس��ي أصدره‬ ‫بش��ار األس��د مؤخراً‪ ،‬رفع فيه رسوم اإلنفاق‬

‫سوق الصاغة بدمشق‬

‫االس��تهالكي للعديد من السلع والخدمات في‬ ‫س��وريا»‪ ،‬وأضاف أن «هناك توقعات بارتفاع‬ ‫أسعار العديد من السلع‪ ،‬حتى األساسية منها‪،‬‬ ‫وأن القرار الذي اتخذته الحكومة يس��عى إلى‬ ‫ّ‬ ‫دع��م خزينتها بالم��ال‪ ،‬دون دراس��ة وتحليل‬ ‫واق��ع الس��وق‪ ،‬أو توقع النتائج الس��لبية لهذه‬ ‫الخطوة»‪.‬‬ ‫وكان العدي��د من الصاغة أعلن��وا احتجاجهم‬ ‫عل��ى الق��رار وه��ددوا باإلضراب‪ ،‬م��ن جهته‬ ‫عبّ��ر أب��و حيّ��ان‪ ،‬وه��و أح��د الصاغ��ة ع��ن‬ ‫تذم��ره من القرار األخي��ر‪ ،‬وقال «أرباحي في‬

‫األي��ام الماضية معدومة‪ ،‬لم يعد الس��وريون‬ ‫يشترون الذهب للتحلي به كما السابق‪ ،‬باتوا‬ ‫يش��ترون ليحافظوا على قيم��ة أموالهم في‬ ‫ظل تراجع قيمة الليرة السورية‪ ،‬ومنع تداول‬ ‫ال��دوالر‪ ،‬ومع ف��رض الرس��وم أصبح هامش‬ ‫الخس��ارة أكبر‪ ،‬وليس غريباً أن يعزف الجميع‬ ‫عن شراء الذهب»‪.‬‬ ‫وق��د س��جلت أس��عار الذه��ب مؤخ��راً ارتفاعاً‬ ‫واضحًا‪ ،‬فقد وصل س��عر الغ��رام الواحد (عيار‬ ‫‪ )21‬يوم السبت السابع من آذار إلى ‪ 8000‬ليرة‬ ‫سورية‪ ،‬وعيار (‪ )18‬إلى ‪ 6900‬ليرة سورية‪.‬‬


‫الرنني الذي ت�سمعه يف‬ ‫هذه الزاوية �سيُعمل على‬ ‫�إي�صاله �إىل مكاتب م�س�ؤويل‬ ‫املعار�ضة‪ ،‬يف م�ؤ�س�ساتها‬ ‫املختلفة‪ .‬زاوية جديدة‬ ‫ن�ستقبل فيها ال�شكاوى واال�ستف�سارات‪ ،‬التي مل يتمكن‬ ‫�أ�صحابها من الو�صول �إىل املعنيني‪ ،‬يف خمتلف الق�ضايا‬ ‫اخلدمية والإغاثية والطبية والتعليمية‪.‬‬

‫أخبار وتقارير‬

‫الهالل الأحمر يقطع "الكلور" عن‬ ‫حمطات مياه الدير‬ ‫�آالف املدنيني مهددون ب�أزمة و�شيكة‬

‫الجرس‬

‫�إىل بريد �سوريتنا و�صلت هذه ال�شكاوى‪:‬‬

‫***‬ ‫أن��ا المواط��ن «خ ‪ -‬هـ» مقي��م في تركي��ا‪ ،‬والد ألحد‬ ‫الطلب��ة ف��ي الثانوية العامة‪ ،‬ورغم الظ��روف المادية‬ ‫الصعب��ة أنا مصر عل��ى اس��تكمال أوالدي لتعليمهم‪،‬‬ ‫كن��ا نتمنى م��ن الحكومة المؤقت��ة ووزارة التربية أن‬ ‫تؤمن ألوالدنا بعض المساعدة إال أننا فوجئنا بالوزارة‬ ‫تطالبن��ا بـ ‪ 20‬دوالر من أجل تس��جيل ابني‪ ،‬فالوزارة‬ ‫فرض��ت ‪ 5‬دوالرات على الطال��ب النظامي و‪ 20‬دوالر‬ ‫عل��ى الطال��ب الحر‪ ،‬وه��و مبلغ إن كان ال يب��دو كبيراً‬ ‫بالنس��بة للبعض‪ ،‬إال أنه بالنس��بة ألناس ال يمتلكون‬ ‫دخو ًال‪ ،‬وبالكاد يؤمنون لقمة عيشهم مبلغ كبير‪ .‬هل‬ ‫يمكن لوزارة التربية أن تعيد النظر في هذه القضية؟‬

‫الجهة المعنية‪ :‬الحكومة المؤقتة ‪ -‬وزارة التربية‬

‫ردود‪:‬‬

‫كنا عرضنا في العدد الس��ابق من س��وريتنا شكوى‬ ‫ألح��د المواطنين حول عدم تس��لم طالب الش��هادة‬ ‫اإلعدادي��ة ف��ي أورف��ة لوثائقه��م‪ ،‬وع��دم معرف��ة‬ ‫المس��ؤول عن تس��ليمها‪ ،‬وق��د قمن��ا بالتواصل مع‬ ‫المكت��ب اإلعالمي ف��ي الحكومة الس��ورية المؤقتة‬ ‫ومن خالله تم إبالغنا بما يلي‪:‬‬ ‫ت��م من��ذ أي��ام س��حب الوثائق م��ن األس��تاذة كندة‬ ‫الراوي‪ ،‬بهدف تسليمها للطلبة في أورفة‪ ،‬وعلى من‬ ‫يحتاج الوثائق مراجعة المسؤول التربوي في أورفة‬ ‫رضوان الصالح‪ ،‬خالل أس��بوع فهو الموكل بتسليم‬ ‫الطالب وثائقهم‪.‬‬ ‫وبخصوص ش��كوى مصابي الفشل الكلوي‪ ،‬الزلنا ننتظر‬ ‫رد وزارة الصحة‪.‬‬

‫للتواصل وإيصال الشكاوي‬ ‫ومتابعتها من الجهات المختصة‪:‬‬ ‫‪souriatna.peeps@gmail.com‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫دير الزور ‪ -‬أحمد العبد اهلل‬ ‫أبلغ مس��ؤولون في مؤسس��ة المي��اه ّ‬ ‫محطات تصفية مياه الش��رب‪ ،‬ف��ي المناطق‬ ‫الخارجة عن سيطرة النظام في محافظة دير الزور‪ ،‬أن منظمة الهالل األحمر العربي‬ ‫الس��وري أوقفت تزوي��د ّ‬ ‫محطات الريف بم��ادة هيبوكلوريت الصودي��وم‪ ،‬المعروفة‬ ‫بالكلور السائل الالزمة لتعقيم المياه‪.‬‬ ‫ويحرم هذا اإلجراء أكثر من ‪ 800‬ألف نس��مةٍ بريف دير الزور‪ ،‬من المياه الصالحة‬ ‫للش��رب‪ ،‬ومن غير المس��موح لمحطات المياه بضخ مواد خامي��ة غير معالجة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي ينذر بكارثة إنسانية وشيكة حسب مصادر محلية‪.‬‬ ‫وأفاد أحد العاملين في محطات المياه في الريف الش��رقي من دير الزور لـ"سوريتنا"‬ ‫بأن العديد من المحطات تس��تخدم في الوقت الحالي مادة الكلور على شكل بودرة‪،‬‬ ‫تم ش��راؤها من مدينة الميادين ولكن هذه الم��ادة قابلة للنفاذ وال يمكن أن تصمد‬ ‫أكث��ر من ‪ ،10‬أيام أخرى بعدها س��وف يترك مئات آالف م��ن المواطنين في مواجهة‬ ‫الكارثة‪.‬‬ ‫ويعتبر رائد س��ليمان من أبناء الريف الش��رقي أن حرمان محطات المياه من الكلور‬ ‫هو أحد األسلحة التي يستعملها النظام في الضغط على األهالي‪ ،‬وبالتالي الضغط‬ ‫على الفصائل التي تسيطر على هذه المناطق‪ ،‬فقد تكررت أزمة الكلور بشكل حاد‬ ‫ع��دة مرات في الريف كان آخرها منذ عام تقريبًا‪ ،‬بغية الضغط على كتائب الجيش‬ ‫الحر والفصائل األخرى التي كانت مسيطرة آنذاك‪.‬‬ ‫ويتزام��ن قط��ع المياه عن دير الزور مع الحصار الذي يفرض��ه تنظيم “الدولة” على‬ ‫المناطق التي يس��يطر عليها‪ ،‬لإليحاء لألهالي في ه��ذه المناطق أنه اليزال يمتلك‬ ‫وس��ائل ضغط يمكن اس��تعمالها‪ ،‬بغض النظر عن الكوارث الصحية التي يمكن أن‬ ‫تنجم عن ذلك حسب ما يرى سليمان‪.‬‬ ‫ويبيّن أخصائي الصحة العامة الدكتور محمد المصطفى أن المنطقة تعاني أٍساس ًا‬ ‫م��ن العديد من المش��اكل الصحية وانتش��ار للعديد من األوبئة كان أخطرها ش��لل‬ ‫األطفال حيث ظهرت أول حالة له في س��وريا في قرية صبيخان في ريف دير الزور‬ ‫الشرقي‪.‬‬ ‫ويضي��ف المصطفى أن من أخطر األمراض التي يمك��ن أن تهدد المواطنين نتيجة‬ ‫فق��دان مياه الش��رب النظيف��ة هي األم��راض الجرثومي��ة‪ ،‬كالكولي��را والتيفوئيد‬ ‫وإلتهاب الملتحمة‪ ،‬وكذلك األمراض الفيروس��ية مثل إلتهاب الكبد الوبائي وإنتانات‬ ‫معوي��ة عند األطفال مرض ش��لل األطفال‪ ،‬واألمراض الطفيلي��ة كالزحار األميبي‬ ‫والبلهارسيا والمالريا‪.‬‬ ‫ويذكر أن دير الزور شهدت بداية العام الفائت أزمة حادة في مياه الشرب‪ ،‬حيث نفذ‬ ‫المخزون من مادة الكلور بشكل نهائي‪ ،‬األمر الذي أدى إلى توقف المحطات عن ضخ‬ ‫المياه المعقمة‪.‬‬

‫الجهة المعنية‪ :‬الحكومة المؤقتة ‪ -‬وزارة التربية‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬

‫أنا المواطنة الس��ورية «ن ‪ -‬م» أقيم في تركيا‪ ،‬من‬ ‫مواليد ‪ ،1977‬حاصلة على الش��هادة اإلعدادية ولم‬ ‫أتمكن بس��بب ظ��روف خاصة من متابعة دراس��تي‪،‬‬ ‫واآلن بع��د أن كب��ر أوالدي نس��بيًا‪ ،‬ق��ررت أن أع��ود‬ ‫ألواص��ل تعليمي‪ ،‬فتوجهت إلى أحد المكاتب التابعة‬ ‫ل��وزارة التعلي��م ف��ي الحكوم��ة الس��ورية المؤقتة‬ ‫لتقدي��م أوراقي‪ ،‬وفوجئت مع األس��ف أن��ه من غير‬ ‫المس��موح ل��ي بالتق��دم المتح��ان الثانوية بس��بب‬ ‫العمر‪ ،‬ولم أفهم إلى اآلن السبب األساسي للرفض‪.‬‬ ‫هل ت��م رفض تس��جيلي وف��ق القواني��ن التركية‬ ‫أم وفق قان��ون خاص بوزارة التربي��ة في الحكومة‬ ‫المؤقتة‪ .‬أم أنني قد أخس��ر فرصتي بالتعلم بسبب‬ ‫مزاجية أفراد في التربية مث ً‬ ‫ال؟‬

‫‪5‬‬


‫"لننهي �شلل االطفال" تنهي حملتها الثامنة يف ريف احل�سكة‬ ‫اندساسية‬ ‫وتقارير‬ ‫دندنات‬ ‫أخبار‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫الحسكة ‪ -‬عدنان أبو كنان‬ ‫أنه��ى فري��ق حملة لق��اح ش��لل االطفال في‬ ‫محافظة الحسكة والتي مركزها بلدة الشدادي‬ ‫في ريف الحسكة الجنوبي‪ ،‬الجولة الثامنة من‬ ‫حملة "لننهي ش��لل الطفال في س��وريا" التي‬ ‫انطلقت نهاية شهر ش��باط الفائت واستمرت‬ ‫حتى الخامس من شهر آذار الجاري‪.‬‬ ‫وبحس��ب مش��رف الحمل��ة الدكت��ور "دح��ام‬ ‫الحس��ن" اس��تهدفت الحمل��ة األطف��ال دون‬ ‫سن الخامس��ة‪ ،‬بطريقة اللقاح الفموي‪ ،‬حيث‬ ‫يتلقى الطفل نقطتين من هذا اللقاح‪.‬‬ ‫واش��ار الحس��ن إلى أن المنطق التي تغطيها‬

‫ح�صيلة املجازر يف �سوريا‬ ‫خالل �شهر �شباط‬ ‫‪ 73‬مجزرة في سوريا في شهر شباط‪ ،‬تسببت‬ ‫ف��ي مقتل ‪ 456‬ش��خصاً بينهم ‪ 99‬طف ً‬ ‫ال و‪74‬‬ ‫سيدة‪.‬‬ ‫توزعت المجازر على النحو التالي‪:‬‬

‫قوات النظام‪:‬‬ ‫‪ 34‬مجزرة‪ ،‬قتل خاللها ‪ 434‬شخصُا بينهم ‪91‬‬ ‫طف ً‬ ‫ال و‪ 73‬سيدة‬ ‫قوات الحماية الكردية‪:‬‬ ‫مجزرة واحدة‪ 7 ،‬أش��خاص مدنيي��ن بينهم ‪3‬‬ ‫أطفال‪.‬‬ ‫المعارضة المسلحة‪:‬‬ ‫مجزرتان‪ 15 ،‬شخص ًا بينهم ‪ 5‬أطفال وسيدة‪.‬‬

‫توزعت املجازر على املحافظات التالية‪:‬‬ ‫ريف دمش��ق ‪ 18‬مجزرة‪ ،‬حلب ‪ 6‬مجازر‪ ،‬إدلب‬ ‫‪ 4‬مجازر‪ ،‬درعا ‪ 3‬مجازر‪ ،‬درير الزور ‪ 3‬مجازر‪،‬‬ ‫دمشق مجزرة واحدة‪ ،‬الحسكة مجزرة واحدة‪.‬‬

‫جمزرة �سليمة يف احل�سكة‬ ‫يوم األحد ‪ 22‬ش��باط ‪ 2015‬قصفت الوحدات‬ ‫الكردي��ة قري��ة س��ليمة بالحس��كة بقذائ��ف‬ ‫الهاون‪ ،‬وتس��بب القصف بمقتل ‪ 7‬أش��خاص‬ ‫من بينهم ‪ 3‬أطفال‪.‬‬

‫هذه الحملة جميعها خارج سيطرة النظام في‬ ‫الريف الش��رقي والجنوبي للحس��كة‪ ،‬بغض‬ ‫النظر ع��ن الجهة التي تس��يطر عليها‪ ،‬وهي‬ ‫مناطق" الش��دادي والهول ومرك��دة" والقرى‬ ‫التابعة لها‪.‬‬ ‫وتنتش��ر عش��رات المراكز الصحية في كافة‬ ‫المناط��ق الت��ي تغطيها الحمل��ة‪ ،‬حيث يقوم‬ ‫فريق م��ن المتطوعي��ن المتدربي��ن بتقديم‬ ‫اللق��اح لألطفال عن طريق زيارة المنازل كل‬ ‫عل��ى حدة‪ ،‬وتكون المراقبة ش��ديدة من قبل‬ ‫الجميع منذ بداية الحملة وحتى انتهاءها‪.‬‬ ‫ول��م تمنع وف��اة أح��د األطفال خ�لال الحملة‬

‫السابقة نتيجة خطأ من أحد الفرق المشاركة‬ ‫األهالي من اإلقبال على هذه الحملة‪ ،‬وشارك‬ ‫جد الطفلة التي فارقت الحياة‪ ،‬في أخذ اللقاح‬ ‫قبل ان يقدم لألطفال‪ ،‬مؤكداً " وفاة حفيدتي‬ ‫نتيج��ة خطأ بش��ري‪ ،‬ال يمنع م��ن تلقي بقية‬ ‫االطفال لقاحاتهم "‪.‬‬ ‫ويقول “فاضل” وهو أحد المتطوعين في فريق‬ ‫الحمل��ة "عل��ى الرغم م��ن الظروف القاس��ية‪،‬‬ ‫ووعورة الطرق في فصل الشتاء‪ ،‬وتناثر القرى‬ ‫على مس��احات واس��عة من ريف المحافظة‪ ،‬إال‬ ‫أننا أصرينا على المضي بالحملة‪ ،‬وكان هدفنا‬ ‫الوصول إلى كل بيت‪ ،‬إيمانا من الجميع بأحقية‬ ‫اطفالنا بوصول هذه اللقاحات إليهم وتجنيبهم‬ ‫مرضاً قد يرافقهم مدى الحياة‪ ،‬فهي مسؤولية‬ ‫أخالقية قبل كل شيء”‪.‬‬ ‫وتتول��ى " وح��دة تنس��يق الدع��م" التابع��ة‬ ‫لالئتالف الوطني لقوى المعارضة الس��ورية‪،‬‬ ‫اس��تالم اللقاح��ات عن طريق اله�لال االحمر‬ ‫الترك��ي‪ ،‬وه��ي مقدمة من منظم��ة الصحة‬ ‫العالمية‪ ،‬تسلم بعدها إلى المراكز المشرفة‬ ‫على اللقاحات ف��ي الداخل‪ ،‬وتكون محفوظة‬ ‫بحافظات وفق درجات حرارة مناس��بة لتجنب‬ ‫إصابتها بالتلف‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن هذه الحملة هي الثامنة‬ ‫للقض��اء على مرض ش��لل االطفال في عدد‬ ‫المناط��ق التي توق��ف النظام ع��ن تزويدها‬ ‫باللقاحات في " حلب ‪ -‬ادلب ‪ -‬الالذقية ‪ -‬الرقة‬ ‫ دير الزور ‪ -‬الحسكة ‪ -‬حماة" ومن المخطط‬‫أن يس��تفيد أكثر م��ن ‪ 1.5‬ملي��ون طفل من‬ ‫هذه الحملة‪.‬‬


‫أحد المدنيين بعد حصوله على كرتونة المساعدات في مخيم اليرموك ‪ -‬آذار ‪2015‬‬

‫�أطفال خميم الريموك يتظاهرون حتت‬ ‫احل�صار ويطالبون ب�إنهائه‬ ‫نظم��ت روضات االطف��ال في مخيم‬ ‫اليرموك يوم الخميس مظاهرة دعوا‬ ‫م��ن خاللها العال��م والمجتمع الدولي‬ ‫لفك الحص��ار عن المخي��م‪ ،‬وطالبوا‬ ‫بإدخال المساعدات الغذائية والطبية‬ ‫بأس��رع ما يمكن إلنقاذ ما تبقی من‬ ‫الجئين داخل المخيم‪.‬‬ ‫وش��ارك أطف��ال الروض��ات ف��ي‬ ‫المظاهرة‪ ،‬ورفعوا شعارات والفتات‪،‬‬ ‫وبعض أوان��ي الطب��خ الفارغة‪ ،‬في‬ ‫إش��ارة إلى الج��وع ال��ذي يعاني منه‬ ‫أهال��ي المخي��م‪ ،‬وانته��ت المظاهرة‬ ‫الت��ي كان معظ��م المش��اركين فيها‬ ‫أطفا ً‬ ‫ال‪ ،‬بالوقوف عند مش��فی فلس��طين التابع للهالل األحمر الفلس��طيني‪ ،‬وهو المشفی‬ ‫الوحيد داخل المخيم‬ ‫واليزال مخيم اليرموك تحت حصار قوات النظام وعناصر الجبهة الشعبية “القيادة العامة”‬ ‫من��ذ أكث��ر من ‪ 600‬يوم‪ ،‬وق��د أدى الحصار إلى وف��اة أكثر من ‪ 171‬مدنيًا جوعًا أو بس��بب‬ ‫فقدان المواد الطبية‪ ،‬معظمهم من النساء وكبار السن‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬

‫بعد أن وصل عدد أي��ام انقطاع مصدر المياه‬ ‫الصالح��ة للش��رب إل��ى ‪ 185‬يوم��اً‪ ،‬وال يزال‬ ‫المخيم بال كهرباء منذ عامين تقريب ًا‪.‬‬ ‫وأغلق��ت مدرس��ة األم��ل االبتدائي��ة للتعليم‬ ‫البدي��ل ف��ي مخي��م اليرم��وك أبوابه��ا لمدة‬ ‫أس��بوعين‪ ،‬بعد انتش��ار م��رض اليرقان في‬ ‫صفوف التالميذ‪ ،‬وأعلن مدير المدرسة عن أن‬ ‫انتشار المرض يهدد بكارثة محذراً من كارثة‬ ‫ق��د تلحق بأطف��ال اليرموك الذي��ن وصفهم‬ ‫ف��ي حدي��ث إذاع��ي بأنه��م ش��ديدو النحول‬ ‫ويمت��ازون بأش��كال غريبة نتيج��ة ما مرو به‬ ‫خ�لال أيام الحص��ار‪ ،‬وقال محمد الش��بلي إن‬ ‫األونروا ترفض تقدي��م رواتب للعاملين في‬ ‫س��لك التدريس داخل اليرموك ألنهم ليس��وا‬ ‫من الجامعيين‪ ،‬مناشداً العالم االنتباه ألطفال‬ ‫اليرموك‪.‬‬ ‫بع��د س��اعات م��ن الحمل��ة "ي��وم الخمي��س‬ ‫الماض��ي" تمكنت هيئ��ات إغاثية م��ن إدخال‬ ‫‪ 400‬ط��رد غذائي عبر ش��ارع فلس��طين‪ ،‬مع‬ ‫بع��ض الخب��ز والم��واد الغني��ة بالس��كريات‪،‬‬

‫فيم��ا أعلنت وكال��ة غوث وتش��غيل الالجئين‬ ‫الفلس��طينيين األونروا عن تمكنها من إدخال‬ ‫الطعام إلى اليرموك وفق بيان رسمي‪ ،‬وقالت‬ ‫الهيئات إن عملية إدخال المساعدات ستستمر‬ ‫في األيام القادمة‪ ،‬فيما اش��تكى مدنيون في‬ ‫اليرموك من أن الحل ليس "الكرتونة" بل هو‬ ‫فك الحصار والس��ماح بحرية حركة الس��كان‬ ‫والبضائع‪.‬‬ ‫ف��ي المقاب��ل‪ ،‬وف��ي خ��ارج المخي��م أطلقت‬ ‫جه��ات مقرب��ة من الجبه��ة الش��عبية القيادة‬ ‫العامة حملة تحت اس��م "يا منفوت يا منوت"‪،‬‬ ‫دعت فيها الالجئين الفلس��طينيين من سكان‬ ‫اليرم��وك والمقيمي��ن حالي��ًا ف��ي العاصم��ة‬ ‫الس��ورية إل��ى التجمهر أمام مدخ��ل المخيم‬ ‫أي��ام الجمعة‪ ،‬للدعوة إلى "خروج المس��لحين‬ ‫م��ن اليرموك" الحملة التي تخوّف ناش��طون‬ ‫ف��ي الداخ��ل والخ��ارج م��ن أن يكون فش��لها‬ ‫ذريعة لعمل عس��كري متوق��ع ضد اليرموك‪،‬‬ ‫فأطلقوا حملة في داخل اليرموك حملت اسم‬ ‫"فوتو وما بتموتوا" للرد على الحملة األولى‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫دمشق ‪ -‬مخيم اليرموك ‪ -‬فارس بالل‬ ‫أطل��ق صحفيون وعاملون ف��ي مجال اإلغاثة‬ ‫ندا ًء عاج ً‬ ‫ال لفلك الحصار الذي تفرضه القوات‬ ‫الحكومية‪ ،‬مدعومة بمليش��يات فلس��طينية‪،‬‬ ‫عل��ى مخي��م اليرم��وك منذ ‪ 600‬ي��وم‪ ،‬حمل‬ ‫اس��م "لن نترك اليرموك" وذلك بعد أن وصل‬ ‫عدد ضحاي��ا الحصار إل��ى ‪ 172‬ضحية قضوا‬ ‫جوعًا أو مرضًا‪.‬‬ ‫وناش��د المجلس المدني ف��ي مخيم اليرموك‬ ‫ف��ي ندا ٍء أطلق��ه يوم اإلثنين الفلس��طينيين‬ ‫ف��ي كل م��كان م��ن العال��م للتح��رك لف��ك‬ ‫الحصار‪ .‬محذراً من أن عدد الضحايا قد يرتفع‬ ‫ويبلغ العش��رات ف��ي األيام القادم��ة‪ ،‬بالذات‬ ‫م��ع توق��ف توزي��ع المس��اعدات الغذائية في‬ ‫المخي��م‪ ،‬والتي تعرف محلي�� ًا بالـ "الكرتونة"‪،‬‬ ‫فيم��ا كان مدني��ون قد اش��تكوا م��ن أن هذه‬ ‫المس��اعدات تق��دم ف��ي منطقة خط��رة من‬ ‫المخيم "س��احة الريجة"‪ ،‬الت��ي يتعرض فيها‬ ‫المدنيون لعمليات إطالق نار أو اعتقال فض ً‬ ‫ال‬ ‫عن فس��اد في التوزيع ومحس��وبيات تس��جل‬ ‫عند النقطة الرسمية‪.‬‬ ‫كان األسبوع الماضي قد سجل أربع وفيات نتيجة‬ ‫الحصار وفق ما ذكرت مصادر فلسطينية‪ ،‬لثالثة‬ ‫رج��ال وطف��ل رضيع ف��ي اليوم العش��رين من‬ ‫العمر‪ ،‬فيما انتش��رت أم��راض اليرقان والجفاف‬ ‫والتهاب الكبد بين المحاصرين‪ ،‬وأصيب س��ائق‬ ‫س��يارة اإلس��عاف الوحيدة في المخيم بالجفاف‬ ‫وتوقف عن العمل‪ ،‬كما شهد المخيم قصفًا من‬ ‫خارجه في ش��ارع فلسطين وساحة "الريجة" لم‬ ‫يوقع ضحايا‪.‬‬ ‫بدوره��ا أص��درت مؤسس��ة جف��را لإلغاث��ة‬ ‫والتنمي��ة ندا ًء عاج ً‬ ‫ال قالت فيه إن كل س��اعة‬ ‫تم��رّ قد تعني موت إنس��ان نتيج��ة الحصار‪،‬‬ ‫داعية الس��لطات المعنية والمنظمات الدولية‬ ‫والحقوقي��ة واإلغاثي��ة للتح��رك العاجل لفك‬ ‫الحص��ار والمس��اعدة ووق��ف المأس��اة ف��ي‬ ‫المخيم‪.‬‬ ‫ناش��طون في داخل المخيم أفادوا عن اختفاء‬ ‫الم��واد الغذائية الش��حيحة أص ً‬ ‫ال من ش��وارع‬ ‫اليرموك مباش��رة بعد بيان المجلس المدني‪،‬‬ ‫فيما نقلوا أن س��عر كيلو السكر الواحد وصل‬ ‫إل��ى ‪ 6‬آالف ليرة‪ ،‬فيما وصل س��عر كيلو الرز‬ ‫إلى ‪ 4000‬ليرة‪ ،‬والطحين وصل لـ ‪ 8000‬ليرة‪،‬‬ ‫في وقت ال يزال الس��كان يعتمدون فيه على‬ ‫مياه ملوثة للشرب تسحب من اآلبار المحلية‪،‬‬

‫أخبار وتقارير‬

‫املدر�سة الوحيدة‬ ‫فيه تغلق‬ ‫الريموك "يحت�ضر"‬ ‫و�أيام ح�صاره تفوق‬ ‫الـ‪600‬‬

‫‪7‬‬


‫تحقيقاتاندساسية‬ ‫دندنات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫من الألف �إىل الياء‪ ،‬وحدة تن�سيق الدعم‬ ‫هل تكفي اال�ستقالة؟‬ ‫تعيد س��وريتنا نش��ر تلخيصاً لتحقيق نشرته‬ ‫ف��ي عام ‪ 2014‬بن��اء على وثائق وش��هادات‬ ‫ومعلوم��ات حصلت عليها م��ن داخل وخارج‬ ‫وحدة تنس��يق الدع��م التي كانت تترأس��ها‬ ‫سهير األتاسي قبل أسبوع من اليوم‪ ،‬وتؤكد‬ ‫س��وريتنا أن الكثير من األسئلة التي طرحت‬ ‫ف��ي التحقي��ق ال ت��زال معلقة م��ن دون رد‪،‬‬ ‫وال ت��زال تنتظر االجابة بع��د أن امتنع أغلب‬ ‫موظفي الوحدة عن اس��تكمال الوثائق التي‬ ‫بُدء بتسريبها بعد إضرابهم الشهير‪.‬‬

‫جمع المعلومات وتحليل الوثائق فريق سوريتنا‬ ‫"ش��كل االئت�لاف الوطن��ي لق��وى الث��ورة‬ ‫والمعارض��ة الس��ورية وح��دة تنس��يق الدع��م‬ ‫(‪ )ACU‬في كانون األول من عام ‪ 2012‬لتنسيق‬ ‫الدعم الض��روري والعاج��ل لجمي��ع المتأثرين‬ ‫باألزمة اإلنس��انية في سوريا" مقر الوحدة في‬ ‫الريحاينة التركية حتى نيس��ان من عام ‪،2013‬‬ ‫قبل أن ينتقل مقرها إلى غازي عنتاب‪،‬‬ ‫من��ذ األيام األولى لالنتقال إلى غازي عنتاب بدأ‬ ‫فري��ق اإلدارة برفع عدد الموظفين من عش��رة‬ ‫موظفي��ن في نيس��ان حتى س��تين موظفاً مع‬ ‫نهاية ع��ام ‪ ،2013‬خصص أقلهم براتب وصل‬ ‫إلى ألفي دوالر شهرياً‪ ،‬فيما وصل الراتب األكبر‬ ‫إلى ستة آالف دوالر (‪ 6‬آالف كان يتقاضها أمين‬ ‫بارودي)‬ ‫تقول وثائقنا إن الوحدة أنفقت ما يزيد عن ‪60‬‬ ‫أل��ف دوالر على أعم��ال ديكور المكت��ب الجديد‬ ‫وال��ذي افتتح في نيس��ان وأن عملي��ات الصرف‬ ‫على أعمال الديكور كانت تراعي الحصول على‬ ‫أفضل المواد وأكثرها كلفة وعمراً‪.‬‬

‫اال�ضراب‬

‫من أشهر القضايا حول وحدة تنسيق الدعم هي‬ ‫قضية إضراب ‪ 25‬موظف من مختلف األقس��ام‬ ‫في تش��رين الثاني منع��ام ‪ ،٢٠١٣‬المضربون‬ ‫خاطبوا رئيس��ة الوحدة‪ ،‬مطالبي��ن بإقالة عدد‬ ‫من الموظفين اآلخرين وبإيقاف أحد المشاريع‪،‬‬ ‫النقط��ة األبرز في اإلضراب كان��ت حين اجتمع‬ ‫رئي��س االئتالف الوطني الس��وري أحمد الجربا‬ ‫آن ذاك‪ ،‬بالموظفي��ن المضربي��ن وكادر اإلدارة‬ ‫في الوحدة‪ ،‬وبدأ حديثه مستش��هداً بآية قرآنيه‬ ‫َ‬ ‫(ف��ِإ َذا ا َّل��ذِي بَيْنَ��كَ وَبَيْنَهُ عَ��دَاوَ ٌة َكَأنَّهُ‬ ‫وَلِيٌ حَمِيمٌ)‪ ،‬إلى يسار الجربا جلس الدكتور‬ ‫ّ‬ ‫أس��امة القاض��ي وال��ذي أعلن��ه الجرب��ا مديراً‬ ‫تنفيذيًا للوحدة بدأً من اليوم التالي لالجتماع‪،‬‬ ‫بع��د قلي��ل من ب��دء االجتم��اع انضمت س��هير‬ ‫األتاس��ي إل��ى الحاضري��ن‪ ،‬وفي مطل��ع حديث‬ ‫الجرب��ا ال��ذي تمتلك س��وريتنا نس��خة صوتية‬ ‫عنه‪ ،‬طلب من الحاضرين أن يتذكروا أن الوحدة‬ ‫قامت على عدم المُحاصصة السياسية‪ ،‬مضيفًا‬ ‫أن هذه "المحاصصة ق��د ابتليت بها المعارضة‬ ‫الس��ورية"‪ ،‬طارح��ًا ح ً‬ ‫ال يقضي ببقاء األتاس��ي‬ ‫كرئيسة للوحدة وأسامة القاضي مديراً تنفيذيًا‬ ‫لها مع استمرار التنس��يق والتشاور بين أتاسي‬ ‫والقاض��ي‪ ،‬الجربا طلب م��ن الحاضرين العودة‬ ‫إلى العمل بدءاً من الي��وم الثاني‪ ،‬وتابع حديثه‬ ‫مفس��راً ما حدث في الوح��دة حتى اآلن ومعتبراً‬

‫أنه "خالف شبه عائلي يحله الجيران واألصدقاء‬ ‫والمقربون"‪.‬‬ ‫ب��دأت األتاس��ي بالحديث بع��د الجربا‪ ،‬ش��اكرة‬ ‫إي��اه على حض��وره ومحاوالته إلبع��اد "اإلعالم‬ ‫وكل أس��اليب التش��ويش ع��ن البلب��ة الت��ي‬ ‫حدث��ت خالل اس��بوع مضى" األتاس��ي أش��ادت‬ ‫بالقاض��ي ال��ذي ب��ات مدي��راً تنفيذي��ًا للوحدة‬ ‫معتب��ر ًة أن وج��ود اقتصادي مثل��ه مهمٌ لعمل‬ ‫الوحدة‪ ،‬وحين فس��رت ما حدث وصفته بس��وء‬ ‫التفاهم‪ ،‬و"باألخطاء الت��ي تراكمت وتفاقمت"‬ ‫وبالطريقة الرس��مية ش��كرت األتاسي "الشيخ‬ ‫أحمد" والحاضرين ف��ي االجتماع‪ ،‬بعدها تحدث‬ ‫القاضي ورد اإلطراء لألتاس��ي بإطراء قال فيه‬ ‫"إن أفضل ما نجحت فيه هو اس��تقطاب الشباب‬ ‫السوري المتميز الذي يراه في القاعة"‪ ،‬تدخلت‬ ‫األتاس��ي التي قالت إنها "قررت عدم الدفاع عن‬ ‫نفس��ها رغم قدرته��ا على ذل��ك"‪ ،‬ألنها قررت‬ ‫اعتب��ار ما حدث جزءاً م��ن الماضي ولم يعد من‬ ‫داع للحديث فيه‪ ،‬ختم االجتماع ولم يكن هناك‬ ‫ٍ‬ ‫من إضافات تذكر‪.‬‬

‫و�سام طريف‪ ،‬الق�ضية الغام�ضة‬

‫أح��د مؤسس��ي الوح��دة وأح��د أكب��ر المتهمين‬ ‫بقضايا فس��ادٍ‪ ،‬وضياع للمال العام فيها‪ ،‬وسام‬ ‫طري��ف كان مديراً تنفيذيًا للوحدة كما تس��ميه‬ ‫وثائق الوحدة آن��ذاك‪ ،‬رغم أن هذا المنصب لم‬ ‫يكن موجوداً ف��ي هيكلية العمل‪ ،‬وترأس أيضًا‬ ‫المكت��ب القانون��ي ف��ي الوحدة‪ ،‬وأح��د أعضاء‬ ‫مجل��س اإلدارة الث�لاث م��ع أن��ور بن��ود وأمين‬ ‫ب��ارودي‪ ،‬يقول تقرير إداري س��ري داخل دائرة‬ ‫ضيقة في الوحدة عن طريف ‪ -‬حصلت سوريتنا‬ ‫على نس��خة من��ه ‪ -‬إنه لم ينف��ذ أي عمل وفق‬ ‫الشروط القانونية خالل الفترة التي عمل فيها‬ ‫ضم��ن الفريق‪ ،‬ويش��ير إلى أن جمي��ع مذكرات‬ ‫التفاه��م وتنظي��م العالق��ات بي��ن الموظفين‬ ‫فيم��ا بينهم وبين الموظفين واإلدارة باإلضافة‬ ‫إلى العالقات مع المانحين والش��ركاء المحليين‬ ‫والمنظم��ات جميعها لم تك��ن محكومة قانونيًا‬ ‫على اإلطالق‪.‬‬ ‫ح��ول وس��ام طري��ف مبل��غ ملي��ون ونص��ف‬ ‫ملي��ون دوالر وصلت لوحدة تنس��يق الدعم من‬ ‫المانحيين النرويجيين لصالح مؤسس��ة إنسان‬ ‫التي يديرها هو ش��خصياً في لبن��ان‪ ،‬من دون‬ ‫أن يعط��ي الوح��دة أي معلومات عن المش��روع‬ ‫أو تفاصيل��ه ومن دون الرجوع إلى أي ش��خص‬ ‫في الوحدة حتى رئيس��تها التي كانت قد منحته‬ ‫تقويضاً كام ً‬ ‫ال يتعلق بالشؤون المالية واإلدارية‬ ‫ثم تراجعت فيما بعد واتهمت بالتصرف الفردي‪.‬‬

‫مجمل المعلوم��ات التي ذكرت حتى اآلن تعتمد‬ ‫على وثائ��ق داخلية‪ ،‬ال تذك��ر أن اإلهمال الذي‬ ‫تمارسه رئيسة الوحدة هو السبب الرئيس في‬ ‫كل ممارسات طريف وتصرفاته وفساده‪.‬‬ ‫تق��ول الوثائ��ق الخاص��ة بس��وريتنا إن عملية‬ ‫االنق�لاب على وس��ام طري��ف ب��دأت حين كان‬ ‫وس��ام يحاول االنقالب على أمين بارودي الذي‬ ‫كان يش��غل منص��ب مدي��ر إدارة المعلوم��ات‬ ‫عب��ر تدبيره خطة محكمة مع تفاصيل ش��ائكة‬ ‫وكثي��رة‪ ،‬كان طري��ف ق��د عُين مدي��راً لمكتب‬ ‫الوح��دة في بيروت‪ ،‬وترك غ��ازي عنتاب‪ ،‬ونقل‬ ‫إلى لبنان فبدأ يخطط للع��ودة عبر اإليقاع أو ًال‬ ‫بأمين بارودي‪.‬‬ ‫قررت األتاسي تحت إلحاح بارودي التحقيق في‬ ‫أعم��ال مكتب بي��روت‪ ،‬وبإرس��ال المدقق العام‬ ‫ف��ي الوحدة إل��ى هناك‪ ،‬غادر عب��د العزيز حمو‬ ‫المدق��ق الداخل��ي إلى بيروت وبق��ي فيها لمدة‬ ‫أسبوعين‪ ،‬ليعود معلناً أن هناك ستة موظفين‬ ‫ف��ي مكتب بي��روت ال تعلم الوح��دة بوجودهم‬ ‫أص� ً‬ ‫لا‪ ،‬وتحدث ع��ن أن مكتب الوح��دة هو ذاته‬ ‫مكتب منظمة آفاز السابق ويقع في واحدة من‬ ‫أكثر مناطق بيروت كلف��ة مالية‪ ،‬وطوي الملف‬ ‫بعد ذلك‪.‬‬ ‫طالب��ت األتاس��ي طري��ف بمبل��غ ‪300000‬‬ ‫آل��ف دوالر وحرك��ت دع��وى قضائي��ة ض��ده‬ ‫الس��ترجاعها‪ ،‬واتهمت��ه بنهب األم��وال الخاصة‬ ‫بالشعب السوري والتي كانت تصل لنجدته‪.‬‬ ‫الوثائ��ق التي حصلن��ا عليها من خ��ارج الوحدة‬ ‫تق��ول إن طري��ف عم��ل فيها بع��د عالقة عمل‬ ‫أخرى جمعت��ه باألتاس��ي‪ ،‬إذ كان يهتم بتأمين‬ ‫م��ا تحت��اج إليه من مالب��س وأزي��اء‪ ،‬وتعريفها‬ ‫عل��ى خبراء في الش��عر والمكياج‪ ،‬فقربته منها‬ ‫وعينت��ه مستش��اراً‪ ،‬قب��ل أن ينقل إل��ى لبنان‬ ‫كمدي��ر لمكتب الوحدة هناك في بداية الش��هر‬ ‫الس��ادس من عام ‪ 2013‬ويصدر ق��رار بإقالته‬ ‫في الثاني عشر من آب عام ‪.2013‬‬ ‫يذك��ر أن��ه ف��ي س��ياق الح��رب بين األتاس��ي‬ ‫وطري��ف‪ ،‬تلقت الوح��دة منحة قطري��ة (تقول‬ ‫الس��جالت أنه��ا كويتي��ة) أرس��لت لالجئي��ن‬ ‫الس��وريين ف��ي لبن��ان عل��ى ش��كل كوبونات‪،‬‬ ‫وبغ��ض النظ��ر ع��ن تفاصي��ل الفوض��ى في‬ ‫توزيعه��ا‪ ،‬يقول وس��ام طريف ف��ي مقابلة مع‬ ‫صحيفة "النيويورك رفيو" أنه وزع هذه المنحة‬ ‫تحت إدارة عناصر ح��زب اهلل اللبناني للوصول‬ ‫ألكب��ر تغطية ممكنة ألماك��ن تواجد الالجئين‪،‬‬ ‫وحظي بمساعدة كبيرة من الحزب‪.‬‬


‫�أ�سامة القا�ضي‪ :‬املن�صب الو�سيلة‬

‫عينت سهير األتاس��ي رئيس الوحدة مستشاراً‬ ‫ش��خصيًا لها للش��ؤون اإلنس��انية براتب ‪3100‬‬ ‫دوالر رغم أنه كان قادمًا من مجال إدارة األعمال‬ ‫ولي��س لدي��ه أي خب��رة ف��ي عم��ل المنظمات‬ ‫اإلنسانية أو القوانين الدولية الناظمة لذلك‪.‬‬

‫ عين��ت س��هير األتاس��ي موظفًا ف��ي المكتب‬‫اإلعالم��ي كمس��ؤول ع��ن العالق��ات الصحفية‬ ‫ث��م تحول إلى مدي��ر للمكت��ب اإلعالمي براتب‬ ‫قدره ‪ 3100‬دوالر‪ ،‬وهو مهندس ديكور كان قد‬ ‫أشرف على إعادة تصميم منزلها في عنتاب‪.‬‬ ‫ عيُ��ن ش��اب صغير في الس��ن مديراً لقس��م‬‫الموارد البشرية رغم عدم امتالكه أي خبرة في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬إذ أنه وجد نفسه في هذا المنصب‬ ‫لمرتين األولى بعد إقالة مديرة الموارد البشرية‬ ‫بش��كل مفاجئ‪ ،‬والثانية بع��د أن اعتقل محمد‬ ‫نجار في دمش��ق‪ ،‬وكان الشاب صغير السن مع‬ ‫أسامة قاضي يحددان سقف الرواتب‪.‬‬ ‫تظهر الوثيقة أن عضواً في االئتالف الوطني كان‬ ‫يتقاض��ى راتباً من وح��دة تنس��يق الدعم ‪3100‬‬ ‫دوالر‪ ،‬وعُين بتوصية مباشرة من رئيس الوحدة‬ ‫األتاسي كي تضمن كتلة ميشيل كيلو السياسية‬ ‫داخل االئتالف‪ ،‬ونصبته كمستشار لديها‪،‬‬ ‫ عُين ثائر من ريف دمش��ق في وحدة تنسيق‬‫كتعويض ل��ه بعد أن فش��لت محاوالت‬ ‫الدع��م‬ ‫ٍ‬ ‫تعيين��ه كممثل عن ريف دمش��ق في االئتالف‪،‬‬ ‫فزكاه غس��ان هيتو رئيس الوزراء –الس��ابق ‪-‬‬ ‫في الحكومة الس��ورية المؤقتة‪ ،‬لدى األتاس��ي‬ ‫لتعينه ف��ي الوحدة براتب ‪ 3100‬دوالر‪ ،‬دون أن‬ ‫يكون له أي عمل يذكر‪.‬‬ ‫ نصت منحة مالي��ة أمريكية على تعيين اثني‬‫عش��ر موظفًا ف��ي الداخل الس��وري مختصين‬ ‫في جم��ع المعلومات وتنظي��م اللقاءات وتزويد‬ ‫المكتب الرئيس��ي ف��ي عنتاب بم��ا يحتاجه من‬ ‫معلومات‪ ،‬إدارة الوحدة بقيت ألشهر تصرّ أمام‬ ‫بع��ض الموظفين فيها أن المس��مى الوظيفي‬ ‫لهؤالء هو مراس��لون إعالميون‪ ،‬ورغم أن جد ًال‬ ‫طوي ً‬ ‫ال دار في الوحدة حول حقيقة المسمى‪ ،‬إال‬ ‫أن إدارة الوح��دة وتحديداً رائد بديوي أصر على‬ ‫أن المنحة تتحدث عن مراسلين صحفيين‪ ،‬كان‬ ‫اله��دف كما تتحدث المعلومات هو إيجاد منصب‬ ‫ألحمد الزين‪ ،‬وهو ما حدث بالفعل‪.‬‬ ‫‪ 383.285‬دوالر ه��و المبلغ الذي تنفقه الوحدة‬ ‫كرواتب وأجور وفق وثائقها الداخلية وما تقوم‬ ‫بإنفاق��ه فع ً‬ ‫ال‪ ،‬س��واء م��ن مبال��غ مقتطعة من‬ ‫المنح��ة القطري��ة المخصصة لإلغاث��ة أو تلك‬ ‫المبال��غ المخصص��ة بالفع��ل كروات��ب وأجور‪،‬‬ ‫الوحدة أنفقت حوال��ي مليون ومئتي ألف دوالر‬ ‫م��ن أص��ل خمس��ة ماليي��ن دوالر م��ن المنحة‬ ‫القطرية يضاف إليها ما أسمته الوحدة مصاريف‬ ‫إدارية‪ ،‬لتصل نس��بة اإلنفاق من أموال المنحة‬ ‫إلى أكثر من أربعين في المئة‪ ،‬فيما كانت قطر‬ ‫الت��ي خصصت مبل��غ ‪ 100‬ملي��ون دوالر لتدفع‬ ‫هذه المبالغ وف��ق دفعات‪ ،‬ووفق نظام الدوحة‪،‬‬ ‫فهي التس��أل عن وثائق تبي��ن طريقة اإلنفاق‬ ‫إال ع��ن ‪ 40‬في المئة فقط من إجمالي الدفعات‬ ‫التي تقدمها للوحدة‪.‬‬

‫الأتا�سي مدينة ل�صندوق الوحدة بـ ‪31‬‬ ‫�ألف دوالر والرد "دبروا حلكن"‬

‫تظه��ر وثيق��ة أخ��رى حصل��ت عليها س��وريتنا‬

‫أن رئيس الوحدة س��هير األتاس��ي امتنعت عن‬ ‫تس��ديد مبل��غ ‪ 31‬ال��ف دوالر خصصته��ا لبدل‬ ‫إيجار وفرش منزل‪ ،‬وتقول األتاسي أنها سددت‬ ‫منها عش��رة آالف‪ ،‬مقترحة عل��ى فريق العمل‬ ‫أن يوض��ع بقية المبلغ ضم��ن مصاريف المنحة‬ ‫الخاص��ة بالتأس��يس وقيمته��ا ‪ 600‬آلف دوالر‬ ‫والت��ي ت��م إنفاقها من تأس��يس الوح��دة قبل‬ ‫عامي��ن‪ ،‬األتاس��ي قال��ت إن وس��ام طريف هو‬ ‫سبب ضياع المبلغ وليس هي‪ ،‬حيث كان األخير‬ ‫ق��د أخبره��ا أن المبلغ وصل على ش��كل منحة‬ ‫سيخصص لتلك المصاريف فيما أخبرها الحقًا‬ ‫أن التحويل لم يصل وأقنعها بطلب س��لفة من‬ ‫ميزاني��ة الوحدة لصال��ح مكتب الرئاس��ة‪ ،‬وقّع‬ ‫طري��ف بالفعل على إيصال بذلك‪ ،‬إال أن المبلغ‬ ‫بالكامل صرف على تأسيس منزل األتاسي في‬ ‫عنت��اب‪ ،‬كان رد األتاس��ي حين طولب��ت بالمبلغ‬ ‫يترك��ز ح��ول نقطتي��ن األولى االس��تقالة عبر‬ ‫برنامج دردش��ة‪ ،‬والثاني جملة طلبت أن تصل‬ ‫لإلداريين "دبروا حالكن"‪.‬‬ ‫كانت األتاسي تتقاضى راتبًا قدره ‪ 2500‬دوالر‬ ‫م��ن االئت�لاف تخصص لمس��اعِدة ش��خصية‬ ‫لها‪ ،‬ولم يكن االئت�لاف يطلب من أحد أن يوقع‬ ‫عل��ى وصل اس��تالم‪ ،‬م��ع راتبها م��ن االئتالف‬ ‫يص��ل المبل��غ (ف��ي ذل��ك الحين) إل��ى ‪12500‬‬ ‫دوالر ش��هرياً (راتب الوح��دة ‪ 6000‬دوالر‪ ،‬راتب‬ ‫االئت�لاف ‪ 4000‬دوالر‪ ،‬تعوي��ض المس��اعدة‬ ‫‪ 2500‬دوالر)‪ ،‬األتاس��ي تق��ول إن الرات��ب‬ ‫المخصص لمس��اعِدتها الشخصية كان يقسم‬ ‫بين مساعدتين لها‪ ،‬ثم قالت أنها تقدمه لعائلة‬ ‫سورية في أنطاكية‪ ،‬وحين أصبح فاتح جاموس‬ ‫أمين عام االئتالف أقرّ مبدأ التوقيع‪ ،‬فاضطرت‬ ‫األتاس��ي للطلب من مس��اعدتيها التوقيع على‬ ‫وصول استالم‪ ،‬فيما كان المبلغ يصل ليدها وال‬ ‫يصل لهما‪ ،‬وتنفي المس��اعدتان تقاضيهن أي‬ ‫رواتب من االئتالف‪ ،‬ب��ل كانت األموال الخاصة‬ ‫بهنّ تحول لألتاسي‪.‬‬

‫الغادري موظفة �أم ال؟‬

‫تتكاث��ف المعلومات حول دور م��ا لنغم الغادري‬ ‫ف��ي وح��دة تنس��يق الدع��م‪ ،‬إال أن الثابت الذي‬ ‫تأكدت منه س��وريتنا ه��و أن الغ��ادري امتلكت‬ ‫كلم��ة نافذة في أروقة الوح��دة باإلضافة لبريد‬ ‫إلكتروني باسمها ضمن البريد الرسمي لوحدة‬ ‫تنس��يق الدع��م وه��و الخ��اص بالموظفي��ن‬ ‫والعاملي��ن ف��ي الوح��دة‪ ،‬وكثير م��ن موظفي‬ ‫الوح��دة كانوا يظن��ون أن الغ��ادري هي ضمن‬ ‫طاق��م عم��ل الوح��دة‪ ،‬حي��ث كان��ت تحض��ر‬ ‫اجتماعات الوحدة الداخلية وتشارك فيها وتقول‬ ‫رأيه��ا وتق��دم المش��اريع‪ ،‬فيما كانت االتاس��ي‬ ‫بدوره��ا تطل��ب م��ن موظفيه��ا االط�لاع على‬ ‫اقتراح��ات الغادري وتصوراته��ا اإلغاثية‪ ،‬الحقًا‬ ‫ت��م إلغاء البريد االلكترون��ي الخاص بالغادري‪،‬‬ ‫ولم يقدم أي تفس��ير لتواجده��ا ضمن مكاتب‬ ‫الوحدة وتدخلها في تفاصيل العمل‪.‬‬ ‫ب�إمكانكم االطالع على التحقيق كام ًال بالإ�ضافة لكافة‬ ‫الوثائق على موقعنا االلكرتوين‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫التعينات‬

‫تحقيقات‬

‫الرواتب والأجور‬

‫الوثائ��ق تظه��ر أن فروق��اً هائ� ً‬ ‫لا بي��ن رات��ب‬ ‫أدن��ى ه��و ‪ 100‬دوالر وبي��ن أعلى ه��و ‪7700‬‬ ‫دوالر (رئي��س الوحدة س��هير األتاس��ي)‪ ،‬وأكبر‬ ‫المفارقات المثيرة لألس��ئلة تتمث��ل في الفرق‬ ‫بين راتب طبيب يقيم في الداخل ويعمل لصاح‬ ‫الوح��دة ويتقاض��ى ‪ 250‬دوالر وبي��ن موظ��ف‬ ‫إداري في مكتب الوحدة يتقاضى ‪ 3000‬دوالر‪.‬‬ ‫معلوم��ات س��وريتنا تقول إن الروات��ب واألجور‬ ‫الت��ي كان��ت تص��رف لموظف��ي الوح��دة إب��ان‬ ‫تأسيس��ها كان��ت مس��تقلة تمام��ًا ع��ن المبالغ‬ ‫التي تص��ل الوحدة بهدف اإلغاثة‪ ،‬في األش��هر‬ ‫األولى كانت دول مانحة ومنظمات دولية تقدم‬ ‫الرواتب بشكل مس��تقل تمامًا عن تلك المبالغ‬ ‫المخصص��ة لإلغاثة‪ ،‬ولكن س��وء إدارة الوحدة‬ ‫ألم��وال المانحي��ن جع��ل الكثي��ر م��ن ال��دول‪،‬‬ ‫واألوربي��ة بال��ذات تتوقف عن تقدي��م الدعم‪،‬‬ ‫فاقتصر االعتماد على األموال قطرية‪ ،‬وتوقف‬ ‫تدف��ق المبالغ المخصص��ة للرواتب وباتت هذه‬ ‫األخيرة تدفع من أموال اإلغاثة وتقتطع منها‪.‬‬ ‫في جميع المنظمات المعنية بالِشأن اإلنساني‬ ‫حول العالم‪ ،‬ال تختل��ف الرواتب واألجور تقريبُا‬ ‫عما تظهره الوثيقة‪ ،‬باستثناء تلك الرواتب التي‬ ‫تتجاوز الثالثة آالف دوالر‪.‬‬

‫أسامة القاضي‬

‫نغم الغادري‬

‫وسام طريف‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬

‫اجتمع القاضي في الي��وم التالي لتعيينه مديراً‬ ‫تنفيذي��ًا م��ع موظفي الوحدة ومدراء األقس��ام‪،‬‬ ‫اس��بوع كامل ‪ -‬وكان كثير‬ ‫قبل أن يس��افر لمدة‬ ‫ٍ‬ ‫التنق��ل بين دبي وغازي عنتاب ‪ -‬ثم عاد ليبقى‬ ‫على رأس عمله لمدة أس��بوع‪ ،‬ويكون أول قرار‬ ‫يتخذه يقضي بإعادة تصميم مكتبه الشخصي‬ ‫مع الحمام الخاص به ومكتب السكرتاريا الخاص‬ ‫به‪ ،‬وتزامن هذا مع اختفاء كامل للرئيسة سهير‬ ‫األتاسي التي غدت رئيسة فخرية للوحدة‪.‬‬ ‫ص��رف القاض��ي مبل��غ ‪ 12000‬دوالر كمصاري��ف‬ ‫س��فر له ولعائلته خالل تنقله بي��ن عنتاب ودبي‪،‬‬ ‫وتشير الوثائق إلى أن القاضي لم يعد هذه المبالغ‬ ‫إلى الوحدة‪ ،‬كما تش��ير أيضًا إلى أن مبلغ ‪18000‬‬ ‫ألف دوالر بقيت في حساب القاضي الشخصي من‬ ‫منحة قطرية وصلت للوحدة‪ ،‬كان المبلغ قد صرف‬ ‫به��دف اس��تخراج إقامة خاص��ة به ف��ي األراضي‬ ‫التركية‪ ،‬المبلغ اختفى أثره تمامًا‪ ،‬رغم أن اإلقامة‬ ‫الخاصة بالقاضي استخرجت خالل أربع وعشرين‬ ‫س��اعة فقط‪ ،‬كما حول القاض��ي مبلغ ‪ 5000‬آالف‬ ‫دوالر لصال��ح المحام��ي محم��د صبرا ال��ذي كلفه‬ ‫األول بهيكلية عمل الوحدة‪،‬‬ ‫الوح��دة وقعت عقداً مع ش��ركة موارد بش��رية‬ ‫"س��تاف أريبي��ا" وهي ش��ركة س��ورية مقرها‬ ‫في مصر ويديرها إي��اد الحافظ‪ ،‬وذلك بتكلفة‬ ‫تت��راوح بي��ن ‪ 30‬و‪ 40‬أل��ف دوالر‪ ،‬بحس��ب‬ ‫العقد الموق��ع بين الوحدة والش��ركة‪ ،‬كان من‬ ‫المفت��رض أن توض��ع هيكلي��ة عم��ل للوح��دة‬ ‫وتحدي��د المناص��ب والمس��ميات الوظيفي��ة‬ ‫وتقيي��م كام��ل لجمي��ع العاملين ف��ي الوحدة‪،‬‬ ‫عُي��ن الحافظ مستش��اراً للقاضي الش��خصي‬ ‫براتب خمس��ة آالف دوالر ش��هريًا دون أي مهام‬ ‫فعلية ينجزها‪ ،‬وعلى الرغم من وجود القس��م‬ ‫خاص بالموارد البش��رية في الوحدة‪ .‬باإلضافة‬ ‫لهيكلية أنجزتها وس��لمتها تجمع الدبلوماسيين‬ ‫األح��رار والتي كلف��ت ما يق��ارب ‪ 25000‬دوالر‬ ‫واعتمدت في فترة اإلضراب ثم تم تجاهلها‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫العنف الأ�سري �أبرز التهديدات التي تواجه املر�أة ال�سورية‬ ‫تحقيقات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫سوريتنا ‪ -‬عبير آغا‬ ‫يصادف الثامن من آذار يوم المرأة العالمي‪،‬‬ ‫أن المرأة الس��ورية تعيش هذا العام‬ ‫ويبدو ّ‬ ‫أس��وأ حاالتها منذ عش��رات الس��نين‪ ،‬نساء‬ ‫سوريات كثيرات يعتبرن العنف األسري من‬ ‫أكثر األمور التي ّ‬ ‫تعكر حياتهن‪ ،‬رغم س��وء‬ ‫الظروف المعيش��ية واألمني��ة‪ ،‬إذ يفقدهن‬ ‫قدرتهن على مواجهة الحياة‪.‬‬ ‫وتذكر نساء عديدات أن أزواجهن باتوا أكثر‬ ‫عنف�� ًا مؤخراً‪ ،‬وأنه��م أصبحوا أكثر قس��وة‬ ‫مع زيادة قس��وة الحياة خالل الحرب‪ ،‬تقول‬ ‫إن «زوجها لم‬ ‫هالة‪ ،‬وهي أم لثالثة أطفال ّ‬ ‫يبادر بضربها إال خالل السنتين الماضيتين‪،‬‬ ‫وأن��ه ط��وال العش��ر س��نوات الماضية لم‬ ‫يقدم على الضرب على الرغم من طبيعته‬ ‫االنفعالي��ة والعصبية»‪ ،‬وتع��زو هالة األمر‬ ‫إل��ى أن��ه «يعاني من ش��عور بالعج��ز تجاه‬ ‫الظ��روف القاس��ية الت��ي تتحك��م بحياتنا‪،‬‬ ‫وأن��ه يحاول بالص��راخ والض��رب التنفيس‬ ‫عن غضبه واإلحس��اس بالق��وة والرجولة‪،‬‬ ‫كل هذا ال يبرر ضربه لي‪ ،‬فأنا أعاني مثله‬ ‫ولست أداة للتنفيس عن الغضب»‪.‬‬ ‫ومن جهتها‪ ،‬تروي هدى (اس��م مس��تعار)‪:‬‬ ‫«تع��رض زوجي لالعتق��ال قرابة الس��نة‪،‬‬ ‫تع��رض خالله��ا لجمي��ع أش��كال التعذيب‪،‬‬ ‫كالض��رب والش��تائم وإطف��اء الس��جائر‬ ‫بجس��ده‪ ،‬وبعد خروجه بفترة من المعتقل‬ ‫ب��ات تدريجي ًا يمارس ذات أش��كال التعنيف‬ ‫علي‪ ،‬وبعد أش��هر بدأ يعنّف األطفال أيض ًا‬ ‫بش��كل مماثل»‪ ،‬وتضيف «بات بيتي أشبه‬ ‫بالمعتق��ل‪ ،‬ال أع��رف كي��ف أنق��ذ نفس��ي‬ ‫وأطفالي من هذا الجحيم»‪.‬‬ ‫وال يمك��ن أن يك��ون األطف��ال بمن��أى عن‬ ‫التعنيف‪ ،‬في حال تعرضت له المرأة‪ ،‬فوفق‬ ‫ما ذكرت صفاء الخطيب ‪ -‬وهي مستش��ارة‬ ‫نفس��ية ‪ -‬لجريدة س��وريتنا ف��إن أكثر من‬ ‫‪ % 80‬م��ن ح�لات التعني��ف الت��ي تتعرض‬ ‫لها المرأة‪ ،‬يتعرض فيه��ا أطفالها للتعنيف‬ ‫األس��ري أيض�� ًا‪ ،‬فالكثير من الرج��ال ممن‬ ‫يضرب��ون زوجاته��م يضرب��ون أطفاله��م‬ ‫كذلك‪ ،‬والكثيرات مم��ن يتعرضن للتعنيف‬ ‫يقمن بدورهن بممارس��ته على أطفالهن‪،‬‬ ‫كما يعد وجود األطفال أثناء ضرب أمهاتهم‬ ‫وعيش��هم حال��ة الخ��وف وانع��دام األم��ان‬ ‫داخ��ل المن��زل من أس��وأ أش��كال التعنيف‪،‬‬ ‫الت��ي س��تؤثر س��لب ًا ف��ي ش��خصياتهم‬ ‫مس��تقب ً‬ ‫ال‪ ،‬وتؤكد الخطيب على أن التربية‬ ‫ه��ي الخط��وة األول��ى للتخلص م��ن هذه‬ ‫الظاهرة في المس��تقبل‪ ،‬وأن على النس��اء‬ ‫تحييد أطفالهن ق��در اإلمكان عن الخالفات‬ ‫والمشاجرات الزوجية»‪.‬‬

‫خطوة �ضد العنف‬

‫ف��ي هذا اإلط��ار بادر عدد م��ن اإلعالميين‬ ‫ الذي��ن يعمل��ون عل��ى تماس مباش��ر مع‬‫النس��اء الس��وريات ‪ -‬بإطالق حملة باس��م‬ ‫«خطوة ضد العنف»‪ ،‬وق��ام القائمون على‬ ‫الحمل��ة بطرح عدد م��ن الم��واد اإلعالمية‬ ‫التي تحفز الرجال على رفض جميع أشكال‬ ‫العنف الذي تتعرض له المرأة‪ ،‬وتش��جعهم‬ ‫عل��ى التعبي��ر عن رفضه��م العلن��ي لهذه‬ ‫أن العنف األس��ري أحد‬ ‫الظاه��رة‪ ،‬وتوض��ح ّ‬ ‫أهم المخاطر التي تهدد استقرار وتماسك‬ ‫األس��رة‪ ،‬إذ يترك الكثير من اآلثار الس��لبية‬ ‫على نفس��ية األم واألطف��ال‪ ،‬ويمهد لخلق‬ ‫جي��ل عنيف‪ ،‬وتوضح إح��دى القائمات على‬

‫الحملة عال الش��يخ حيدر لجريدة س��وريتنا‬ ‫أن «الحمل��ة تتضمن فيديوه��ات تمثيلية‪،‬‬ ‫ونش��ر إحصائي��ات وحقائق ح��ول تعرض‬ ‫النس��اء للعن��ف‪ ،‬كم��ا تتضم��ن منش��ورات‬ ‫مكتوبة عبر شبكات التواصل االجتماعي»‪،‬‬ ‫وتضي��ف «يت��م العم��ل أيض�� ًا على عرض‬ ‫هذه المواد في عدد من التجمعات للالجئات‬ ‫السوريات»‪.‬‬ ‫وبيّ��ن القائمون على الحمل��ة وجود الكثير‬ ‫م��ن األوه��ام الس��ائدة ف��ي مجتمعنا حول‬ ‫العن��ف القائم على أس��اس الجن��در (النوع‬ ‫االجتماعي)‪ ،‬وبأن جميع هذه األوهام نشأت‬ ‫بس��بب ع��دم الدق��ة ف��ي توصي��ف مالمح‬ ‫الجاني والتركيز على سلوك الجانية‪.‬‬ ‫ويوض��ح تقري��ر صن��دوق األم��م المتحدة‬ ‫للس��كان ‪ UNFPA‬حول العنف القائم على‬ ‫أساس الجندر (النوع االجتماعي) في األزمة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬العديد من ه��ذه األوهام ويؤكد‬ ‫أن��ه وبخ�لاف المتع��ارف عليه فإن النس��اء‬ ‫المعنفات هن من مختلف الفئات االجتماعية‬ ‫والدينية والتعليمي��ة والعرقية‪ ،‬وأنّه وفق ًا‬ ‫لتقدي��رات منظم��ة الصح��ة العالمي��ة فإن‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 70%‬من االعت��داءات الجنس��ية‬ ‫ضد النس��اء تمارس من قبل الشريك‪ .‬وأن‬ ‫حوالي ثلث النس��اء المرتبطات حول العالم‬ ‫ق��د تعرضن لعن��ف من ش��ركائهن‪ ،‬وليس‬ ‫أن‬ ‫م��ن الغرباء‪ ،‬كم��ا يوضح التقري��ر أيضاً ّ‬ ‫المعتدي��ن عل��ى النس��اء هم م��ن مختلف‬ ‫مش��ارب الحياة‪ ،‬على عك��س ما يصورهم‬ ‫اإلعالم بأنه��م وحوش‪ ،‬أو مرضى وغريبي‬ ‫األط��وار‪ .‬وهو ما يح��د من إب�لاغ الناجيات‬ ‫عن اعت��داء تعرضن له من قب��ل أزواجهن‬ ‫أو ش��خصيات معروف��ة ف��ي المجتم��ع‪ ،‬أو‬ ‫حتى من أي شخصية ال تتطابق مع معايير‬

‫الصورة النمطية التي يقدمها اإلعالم‪ ،‬وإن‬ ‫أبلغن فغالب ًا ال يتم تصديقهن‪.‬‬ ‫ويش��ير التقري��ر إل��ى أن��ه غالب��اً م��ا يلوم‬ ‫المعت��دي ضحيت��ه لوضع األعذار لس��لوكه‬ ‫وأن ه��ذا التعاطي‬ ‫تجاهها (كن��وع اللباس) ّ‬ ‫غالب�� ًا ما ينق��ل التركيز بعي��داً عن الجاني‪،‬‬ ‫أن بع��ض الناجي��ات ال‬ ‫ويش��ير أيض��اً إل��ى ّ‬ ‫يتحدث��ن أب��داً ع��ن محنته��ن‪ ،‬وبعضه��ن‬ ‫يتحدث��ن بع��د بضع��ة أش��هر‪ ،‬وأخري��ات‬ ‫أن‬ ‫يتحدث��ن ف��وراً‪ .‬ويح��ذر التقري��ر م��ن ّ‬ ‫التبليغ��ات الكاذب��ة ن��ادرة ج��داً وأن هناك‬ ‫مش��كلة قلة التبليغ‪ ،‬وأن التقديرات تش��ير‬ ‫إل��ى أن ‪ 7%‬فق��ط م��ن الناجي��ات يقدم��ن‬ ‫عل��ى التبليغ رس��مياً عن االعت��داءات التي‬ ‫وأن الخوف من فقدان السكن‬ ‫تعرضن لها‪ّ .‬‬ ‫والخدم��ات أو حضانة األطف��ال هو ما يمنع‬ ‫الكثير من النس��اء م��ن التبليغ‪ .‬وفي بعض‬ ‫الح��االت تت��ردد الناجيات في اإلب�لاغ خوف ًا‬ ‫من وصم��ة العار أو رف��ض المجتمع أو من‬ ‫األعمال االنتقامية أو مما يس��مى بـ جرائم‬ ‫بدافع الشرف‪.‬‬ ‫ويذك��ر أن العنف األس��ري يش��كل تهديداً‬ ‫كبي��راً عل��ى الصحة النفس��ية والجس��دية‬ ‫للنس��اء والفتيات ف��ي جميع أنح��اء العالم‪،‬‬ ‫أن واح��دة من كل‬ ‫وتش��ير التقدي��رات إلى ّ‬ ‫ثالث نس��اء ف��ي العالم تتع��رض للتعنيف‬ ‫مرة واحدة ف��ي حياتها على األق��ل‪ ،‬وغالب ًا‬ ‫ما تكون من جهة الش��ريك‪ .‬أرقام مشابهة‬ ‫بينته��ا دراس��ة أجراه��ا صن��دوق األم��م‬ ‫المتح��دة للس��كان ف��ي ‪ ،2011‬وق��د أكدت‬ ‫أن واحدة من كل ثالث نس��اء في‬ ‫الدراس��ة ّ‬ ‫س��وريا يعانين م��ن العنف األس��ري‪ ،‬وهو‬ ‫أن الظاهرة ليس��ت مس��تجدة على‬ ‫ما يؤكد ّ‬ ‫المجتمع السوري‪.‬‬


‫مع سالحهما‪ ،‬الشهيد عبيدة األحمد يمينًا‪ ،‬طالس السالمة يساراً أثناء حماية إحدى المظاهرات السلمية‬

‫ناس‬

‫سوريتنا ‪ -‬ليلى الظاهر‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫أم��ام الطاحون��ة القديم��ة وس��ط مدين��ة‬ ‫«القوري��ة»‪ ...‬توقفت حرك��ة الناس‪ ،‬ضجيج‬ ‫الس��يارات المتداخ��ل م��ع أص��وات الباع��ة‬ ‫المرتفع��ة‪َ ،‬‬ ‫خف��تَ كل ذل��ك الصخ��ب ف��ي‬ ‫اللحظ��ة الت��ي توقف��ت فيه��ا س��يارة «فان»‬ ‫ونزل منه��ا عناصر تنظيم «الدولة»‪ ،‬بزيّهم‬ ‫التاريخ��ي المعتاد وقعقعة أس��لحتهم‪ ،‬وبعد‬ ‫لحظات كان كل ش��يء قد انتهى‪ ،‬صار عبيدة‬ ‫أبو الحارث في عداد الشهداء‪.‬‬ ‫ليس��ت المرة األولى التي يقدم فيها التنظيم‬ ‫عل��ى إعدام رمز م��ن رموز الثورة الس��ورية‬ ‫في دي��ر الزور‪ ،‬لكن إعدام أب��ي الحارث ربما‬ ‫يك��ون م��ن أكث��ر اإلعدام��ات الت��ي ق��ام بها‬ ‫التنظيم تأثيراً‪ ،‬ليس لما شهدته الحادثة من‬ ‫اس��تعراض فحس��ب‪ ،‬بل ألنها تأتي في فترة‬ ‫تشهد فيها المحافظة توتراً كبيراً في الريف‪،‬‬ ‫وجوع ًا في المدينة‪.‬‬ ‫يتحدث «أحم��د» أحد أبن��اء «القورية» الذين‬ ‫ش��هدوا عملي��ة اإلع��دام إلى س��وريتنا‪« :‬تم‬ ‫اعتق��ال عبيدة م��ع مجموعة م��ن رفاقه منذ‬ ‫ما يقارب الش��هرين‪ ،‬أش��يع بعدها أن تهمته‬ ‫كانت عدم تسليم سالحه بالكامل للتنظيم‪،‬‬ ‫ول��م يعرف مصي��ره بعد ذلك‪ ،‬إل��ى أن وقف‬ ‫«الف��ان» ف��ي الس��احة ون��زل أح��د العناصر‬ ‫من الس��يارة وتال بيان ًا س��ريع ًا‪ ،‬بدا من خالل‬ ‫الس��ياق أن عملي��ة إعدام س��وف تنفذ بعده‪،‬‬ ‫ذكر اس��م عبيدة األحمد أب��و الحارث‪ ،‬وخالل‬ ‫دقائ��ق تم اعتقال كل من ح��اول االعتراض‬ ‫على الحكم‪ ،‬وخالل ثوانٍ قليلة تم إنزاله من‬ ‫الس��يارة ونحره‪ ،‬حمل أحد عناص��ر التنظيم‬ ‫رأس��ه ووضعه في س��يارة «بي��ك آب» بينما‬ ‫بقي جسده في «الفان» وانطلقت السيارتان‬

‫ف��ي طريقي��ن مختلفي��ن‪ ،‬وكان أح��د أبن��اء‬ ‫«القورية» ويدعى (أبو أكرم تنظيم) يشارك‬ ‫عناص��ر «داع��ش» ف��ي تنفيذ هذا المش��هد‬ ‫الدموي»‪.‬‬ ‫قتل «عبيدة األحمد» في الس��احة ذاتها التي‬ ‫كان يحمي فيها المظاهرات الس��لمية‪ ،‬وأمام‬ ‫أعي��ن أهل��ه ورفاقه‪ ،‬وف��ق ما ذكر الناش��ط‬ ‫بشير العباد لـ»س��وريتنا» مضيفاً أن «عبيدة‬ ‫األحم��د» تعامل مع العس��كرة عل��ى أنها أمر‬ ‫مف��روض علي��ه‪ ،‬فبعد انش��قاقه عن جيش‬ ‫النظ��ام ف��ي ‪ 2011‬ع��اد “أب��و الح��ارث” إلى‬ ‫مدينته «القورية» وظل متخفي ًا فيها‪ ،‬إلى أن‬ ‫بدأت مرحلة ضرب الحواجز العسكرية التابعة‬ ‫للنظام‪ ،‬فبدأ نشاطه العسكري وانضم فيما‬ ‫بعد إلى “لواء القعقاع” الذي كان يشمل عدة‬ ‫كتائب منتش��رة في ريف ديرالزور الشرقي‪،‬‬ ‫ث��م ت��م تنصيب��ه كقائ��د لل��واء‪ ،‬بعدها تم‬ ‫تشكيل «كتائب الفرات اإلسالمية» بقيادته‪،‬‬ ‫قبل أن يبايع جبهة النصرة‪.‬‬ ‫ويضي��ف العب��اد بأن «أبو الح��ارث» واحد من‬ ‫القل��ة الذي��ن آمن��وا وظل��وا مؤمني��ن بروح‬ ‫الث��ورة‪ ،‬القلة الذين لم تتناهبهم المعتقالت‬ ‫وال تراب األرض‪ ،‬القلة الذين تحتاجهم سوريا‬ ‫أحي��ا ًء ليعبروا بها إلى الحي��اة بعد هذا النفق‬ ‫المخي��ف‪ ،‬ويذكر أن «أبا الحارث» ش��ارك في‬ ‫أهم المعارك التي ش��هدتها دير الزور‪ ،‬ومنها‬ ‫تحرير مدين��ة الميادين‪ ،‬ومدين��ة البوكمال‪،‬‬ ‫ومط��ار الحمدان العس��كري‪ ،‬كما ش��ارك في‬ ‫مع��ارك تحري��ر مدفعية الميادي��ن والتي تم‬ ‫بعدها طرد النظام بش��كل نهائي من الريف‬ ‫الشرقي للمحافظة‪ ،‬كما شارك أيضاً بتحرير‬ ‫دوار الحلبي��ة‪ ،‬وبفض��ل أبو الح��ارث ورفاقه‬ ‫المرابطي��ن ف��ي دير الزور عج��ز النظام عن‬

‫اس��ترجاع ما ت��م تحريره منها‪ ،‬ول��م يبق له‬ ‫م��ن المحافظ��ة ‪-‬التي تع��د ثان��ي محافظة‬ ‫في س��وريا من حيث المس��احة ‪ -‬سوى حيي‬ ‫«الجورة والقصور»‪.‬‬ ‫أصي��ب «أب��و الحارث» ع��دة م��رات لكنه كان‬ ‫يعود بمجرد ش��فائه إل��ى الجبهات المفتوحة‬ ‫ف��ي دير الزور‪ ،‬إلى أن بدأت الرايات الس��وداء‬ ‫تقترب من مدينته‪ ،‬كان على الجبهة المقابلة‬ ‫لها‪ ...‬مقات ً‬ ‫ال‪ ،‬واستمرت المعارك بين تنظيم‬ ‫«الدول��ة» ومختل��ف الفصائل ف��ي المنطقة‬ ‫إل��ى أن تمكنت من الس��يطرة عل��ى المدينة‬ ‫في ش��هر تموز من الع��ام الفائت‪ ،‬ولم يغادر‬ ‫«عبيدة» مدينته «القوري��ة» رغم إدراكه أن‬ ‫«داعش» ال أمان لها‪.‬‬ ‫ويرى ناش��طون أن هذا اإلع��دام يأتي ضمن‬ ‫ظاه��رة تنامت في المنطقة‪ ،‬تتمثل بمحاولة‬ ‫تنظي��م «الدولة» إج��راء حركة اس��تباقية ال‬ ‫تس��تأصل م��ن خالله��ا األص��وات المعارضة‬ ‫فحس��ب‪ ،‬بل كل «مش��روع صوت معارض»‪،‬‬ ‫فبعد س��يطرتها على ريف دير الزور‪ ،‬ش��نت‬ ‫حم�لات اعتقال واس��عة‪ ،‬وجرت عل��ى إثرها‬ ‫عمليات إع��دام للعديد من الق��ادة والعناصر‬ ‫الذي��ن حارب��وا التنظي��م‪ ،‬وكان��ت اإلعدامات‬ ‫بتهمة الردة وقتال التنظيم‪ ،‬مما دفع بالمئات‬ ‫م��ن الش��بان المقاتلين إلى مغ��ادرة المدينة‬ ‫باتج��اه ري��ف إدل��ب‪ ،‬أو الم��دن الجنوبية من‬ ‫تركيا‪ ،‬واعتقد من بق��ي منهم أن «من دخل‬ ‫بيت��ه فه��و آم��ن» ولكن ه��ذه الفك��رة بدأت‬ ‫تسقط مع سقوط المزيد من الشبان‪ ،‬وقسم‬ ‫كبي��ر منه��م من رم��وز النش��اط الس��لمي‪،‬‬ ‫فتنظي��م «الدول��ة» يب��دأ م��ن حي��ث انتهى‬ ‫بش��ار األس��د‪ ،‬يحمل رايته المدمّاة ويواصل‬ ‫المسيرة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬

‫يرتجل يف �ساحتها‪..‬‬ ‫فار�س «القورية» ّ‬ ‫«�أبو احلارث» قربان ًا ب�سكني تنظيم الدولة‬

‫‪11‬‬


‫ن�ساء �سوريا‪ ،‬ال�صوت الذي �أطف�أمتوه‬ ‫سوريتنا ‪ -‬راوية مصطفى‬

‫ناس‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫عندما يُقال (اإلنسان) ربما يكون أول ما يتبادر‬ ‫إل��ى الذهن ص��ورة الرجل فقط‪ ،‬في اس��تدعا ٍء‬ ‫للذكورية األبوية المهيمنة على العقل العربي‪،‬‬ ‫والت��ي تكاث��رت وتراكمت لتؤس��س لالس��تبداد‬ ‫السياس��ي والس��لطوي الحق��اً‪ .‬والذكوري��ة‬ ‫ِّ‬ ‫المتس��لطة ف��ي المجتم��ع قابل��ة إلع��ادة إنتاج‬ ‫االستبداد السياسي حتى بعد إنجاز الثورات‪.‬‬ ‫وليس أمضى من س�لاح الدين لترس��يخ جذور‬ ‫الس��لطة الذكوري��ة األبوي��ة ف��ي المجتمع��ات‬ ‫وتمكينه��ا‪ ،‬مع أن مب��دع الخ ْلق ‪ -‬وه��و األعرف‬ ‫بم��ن أبدع‪ ،‬وبجوهر من خل��ق وطبيعته ‪ -‬يقرر‬ ‫ذك��ر وأنثى‪ ،‬وليس ذكراً‬ ‫أن اإلنس��ان عبارة عن‬ ‫ٍ‬ ‫فق��ط‪ ،‬وأن األفضل عند اهلل هو األتقى‪ ،‬وليس‬ ‫الذكر أو األنثى‪ ،‬ومن َثمَّ هي المساواة المطلقة‬ ‫بين جناحي اإلنسان فيما عدا ذلك من معيار‪.‬‬ ‫ومب��دأ النفس الواحدة هو األس��اس الذي تقوم‬ ‫علي��ه المس��اواة األزلي��ة بي��ن الرج��ل والمرأة‪،‬‬ ‫فك��ون أن المرأة تختلف عن الرجل في وظائفها‬ ‫البيولوجي��ة مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو أن الرجل يختلف عن المرأة‬ ‫ف��ي ذل��ك‪ ،‬ال يعني مي��ز ًة ألحدهما عل��ى اآلخر‬ ‫بق��در ما يعن��ي التكامل الوظيف��ي بين جناحي‬ ‫اإلنس��ان كي يكون انس��اناً كام ً‬ ‫ال‪ ،‬وتسقط عنه‬ ‫هذه الصفة م��ن دون قضية التكامل هذه‪ .‬فإن‬ ‫يختلف هذا الجناح عن ذاك الجناح فهي مس��ألة‬ ‫طبيعي��ة‪ ،‬بل ضروري��ة من أج��ل التكامل وأداء‬ ‫الوظيف��ة الطبيعي��ة‪ ،‬بعي��داً ع��ن التفضي��ل أو‬ ‫اعتب��ار االختالف ميز ًة له��ذا على تلك‪ ،‬ومن َثمَّ‬ ‫ف��إن إلغاء المس��اواة الطبيعية ه��ي من األمور‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي ابتدعه��ا االنس��ان ابتداع��ًا وف��ق معايير‬ ‫اجتماعي��ة موضوع��ة‪ ،‬أو مصنوع��ة ف��ي غالب‬ ‫كثير م��ن القضايا‪ ،‬وليس��ت من‬ ‫األحي��ان وف��ي ٍ‬ ‫طبائع األشياء أو العالقات أو فطرتها بالضرورة‪.‬‬ ‫فاالختالف الذي يستند إليه اإلنسان في تفضيل‬ ‫األنث��ى على الذك��ر في عالم الحي��وان مث ً‬ ‫ال هو‬ ‫نفس��ه الذي يجعل��ه يقلل من ش��أن األنثى في‬ ‫المجتمع اإلنس��اني‪ ،‬ليس ألن الذكر أفضل من‬ ‫االنث��ى أو ألن االنثى أفضل من الذكر بالطبيعة‬ ‫أو ف��ي بداي��ة الخل��ق‪ ،‬بل ه��ي مج��رد معايير‬ ‫مرتبطة بش��كل التركيبة االجتماعية المهيمنة‪،‬‬ ‫وليست مرتبطة بالطبيعة المجردة لذات الكائن‬ ‫أو العالق��ة؛ ولكن المداوم��ة على عادة معينة أو‬ ‫اس��تمرار تقليد معين‪ ،‬في ظ��ل مجتمع وتربية‬ ‫محدَّدين‪ ،‬يجعل من أمور ليس��ت بحقائق عينَ‬ ‫الحقيق��ة‪ ،‬عل��ى الرَّغم من أنها ليس��ت كذلك؛‬ ‫وم��ن بي��ن ه��ذه األم��ور العالق��ة بي��ن الرجل‬ ‫والمرأة‪ ،‬والمفاضلة بينهما‪.‬‬ ‫وإن كانت الثورة الفرنسية ثور ًة نسوية فالثورة‬ ‫الس��ورية ال تقل عنها من حي��ث إنها ثور ٌة على‬ ‫األش��كال والتنظيمات الس��ائدة في الربع األخير‬ ‫من القرن الماضي‪ ،‬منحتها المرأة السورية‪ ،‬في‬ ‫مرحلتها السلمية‪ ،‬وجهًا مشرقًا ومدنياً من خالل‬ ‫ريادتها وقيادتها المظاهرات في معاقل البيئات‬ ‫المحافظ��ة؛ ففي (دوما) مث ً‬ ‫ال وقفت النس��اء مع‬ ‫الرجال ي��داً بيد لتنظيم المظاه��رات‪ ،‬وتحضير‬ ‫الالفت��ات والكتاب��ة عليها‪ ،‬ورس��م األعالم (كان‬ ‫كل ذلك عم� ً‬ ‫لا يدوياً)‪ ،‬وتأمي��ن األدوية وبعض‬ ‫التجهي��زات‪ ،‬كالهوات��ف الذكي��ة والموصول��ة‬ ‫باإلنترنت‪.‬‬ ‫كما أن أول صرخة طالب��ت بتنحي رأس النظام‬ ‫كان��ت تل��ك الت��ي أطلقته��ا األمي��رة (منته��ى‬ ‫األطرش)‪ ،‬الناطق الرس��مي للمنظمة السورية‬ ‫اتصال‬ ‫لحقوق اإلنسان في الداخل السوري‪ ،‬في‬ ‫ٍ‬ ‫هاتفي مع صحيفة الش��رق األوس��ط‪ ،‬في حين‬ ‫كانت المظاه��رات تطالب باإلص�لاح ومحاكمة‬

‫سيدة أعدمتها جبهة النصرة في ريف إدلب بتهمة الزنا‬

‫مجرمي درعا‪.‬‬ ‫ف��ي الواق��ع الس��وري كان الفض��اء االلكتروني‬ ‫فض��ا ًء ح��راً للناش��طات ف��ي س��وريا‪ ،‬خصوصًا‬ ‫الفيس ب��وك‪ ،‬الذي اس��تُخدم منب��راً للمطالبة‬ ‫بالحري��ة‪ ،‬ووس��يلة لتنس��يق المظاه��رات‬ ‫واألنش��طة المدني��ة وإعداده��ا‪ ،‬ونق��ل الواق��ع‬ ‫الس��وري وتعرية النظام‪ .‬ولس��نا في صدد ذكر‬ ‫أسماء الناشطات وقادة الرأي من النساء‪ ،‬ألن كل‬ ‫اس��م حاز التكريم أو االهتمام الدوليين تقابله‬ ‫ٍ‬ ‫آالف األس��ماء المجهولة الفاعل��ة في الثورة إلى‬ ‫اليوم‪ ،‬في الداخل السوري أو في بلدان اللجوء‪.‬‬ ‫إال أنه ‪ -‬على الرغم من الشراكة الحقيقية للمرأة‬ ‫ف��ي الح��راك الثوري ‪ -‬أت��ى التمثيل السياس��ي‬ ‫المعارض مخيباً لآلمال؛ فنس��بة تمثيل النس��اء‬ ‫في المجالس المحلية ال تتجاوز السبعة بالمئة‪،‬‬ ‫كما أن مختلف أطياف المعارضة افتقرت لنظام‬ ‫غوت��ا تعك��س مش��اركة الم��رأة عل��ى األرض‪،‬‬ ‫وتجنب��ت تحدي��د برام��ج واضحة ومح��ددة فيما‬ ‫يتعلق بدور المرأة وحقوقها مس��تقب ً‬ ‫ال‪ ،‬واكتفت‬ ‫بالعمومي��ات‪ ،‬واختزلت حقوق المرأة في أدبيات‬ ‫المعارضة على جمل��ة أو جملتين‪ ،‬كورقة جذب‬ ‫تضفي صور ًة حضارية على الجهة التي تتبناها‬ ‫ال أكث��ر‪ ،‬حت��ى إن المجلس الوطن��ي‪ ،‬المُعترف‬ ‫لا بارزاً‬ ‫ب��ه من قبل ثماني��ن دولة بوصفه ممث� ً‬ ‫للمعارضة السورية‪ ،‬لم يتجاوز عدد النساء فيه‬ ‫أربعة وعشرين عضواً من مجمل األعضاء‪.‬‬ ‫وهن��ا الب��د م��ن اإلش��ارة إل��ى دور التي��ار الديني‬ ‫ف��ي الوقوف ف��ي وجه حق��وق المرأة السياس��ية‪،‬‬ ‫وال أقص��د التيار المتش��دد هنا‪ ،‬بل التي��ار األقرب‬ ‫لالعتدال‪ ،‬الذي بقي مرتابًا من مشاركة المرأة في‬ ‫تجاه��ل واضح لدوره��ا المحوري في‬ ‫الث��ورة‪ ،‬في‬ ‫ٍ‬ ‫تاريخ اإلس�لام السياس��ي والعس��كري؛ إذ تدفقت‬ ‫الفت��اوى التي تحرم على النس��اء التظاهر إذا كان‬ ‫كأن مصدر‬ ‫احتم��ال أن يتعرضن ل�لأذى واضح��اً‪َّ ،‬‬ ‫الفتوى ال يدري طبيعة النظام وأزالمه في سوريا‪.‬‬ ‫ويؤك��د الدكت��ور (أحمد س��عيد حوى)‪ ،‬األس��تاذ‬ ‫بالجامعات األردنية‪ ،‬عل��ى حرمة خروجهنّ في‬ ‫مث��ل الحال��ة الس��ورية؛ فق��ال‪" :‬إذا كان يغل��ب‬ ‫على الظن أنهن س��يتعرضن إلس��اءة من األمن‬ ‫أو غيرهم فهذا مم��ا ال ينبغي أن تعرض المرأة‬ ‫نفس��ها ل��ه‪ ،‬ألن القاع��دة الفقهية تق��ول‪ :‬درء‬ ‫المفاسد مقدَّم على جلب المصالح"‪.‬‬ ‫إال أن نس��ا ًء في سوريا لم يتوقفن عن النضال‪،‬‬ ‫على الرغم من الفتاوى آنفة الذكر والمحظورات‬ ‫االجتماعية والدينية‪ ،‬وانتقلن‪ ،‬مع انتقال الثورة‬ ‫للعس��كرة‪ ،‬إلى خندق اإلغاثة والتمريض ونقل‬

‫المؤن وتس��هيل التواصل‪ ،‬حتى وصل األمر إلى‬ ‫حمل الس�لاح ف��ي مناطق مختلفة من س��وريا‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغم م��ن أن االحتكام إلى الس�لاح في‬ ‫العامي��ن الثان��ي والثال��ث للث��ورة أضعف صوت‬ ‫السياس��ة وقلل الحظوظ بمكتس��باتٍ مباش��رة‬ ‫بعد النصر‪ ،‬إال أن المرأة الس��ورية اكتسبت في‬ ‫أثناء الحراك الثوري كمًّا من الوعي‪ ،‬س��يحصِّن‬ ‫مكتسباتها ويؤهلها للعمل السياسي الحقًا‪.‬‬ ‫وم��ع بداي��ات الع��ام الراب��ع للث��ورة وس��يطرة‬ ‫التي��ارات المتطرفة على مناطق واس��عة‪ ،‬كانت‬ ‫سابقًا في يد الجيش الحر وغيره من التشكيالت‬ ‫الوطني��ة‪ ،‬تغي��ر الحال في س��وريا‪ ،‬وتراجع دور‬ ‫الم��رأة الث��وري‪ ،‬وكذل��ك المجتمع��ي‪ ،‬وبات��ت‬ ‫الحلقة األضع��ف بين مطرقة النظام وس��ندان‬ ‫التنظيم��ات المتطرفة وثقافتها الظالمية؛ إال أن‬ ‫يُث��ن من عزيمتها‪ ،‬ب��ل بقيت صامدةً‪،‬‬ ‫ذلك لم‬ ‫ِ‬ ‫للتحديات‪ ،‬في ٍ‬ ‫سعي دائم لتكون الثورة‬ ‫تتصدى‬ ‫األنثى ثور ًة على المفاهيم والقيم العميقة في‬ ‫المجتم��ع‪ ،‬ث��ور ًة للعدالة والمس��اواة والمواطنة‬ ‫والدول��ة المدنية‪ ،‬التي يش��كل أيُّ ارتدادٍ عنها‬ ‫خطراً يصيب النساء‪ ،‬ويكرِّس التمييز بحقهن‪.‬‬ ‫القتل‪ :‬قتلت ق��وات النظام منذ بداية الثورة‬ ‫السورية ‪ 15.347‬ام��رأة بينهن ‪ 641‬سيدة‬ ‫برصاص القناص‪ 32 .‬سيدة قتلن تحت التعذيب‬ ‫االعتقال‪ :‬اعتقلت قوات النظام السوري منذ‬ ‫بداية الثورة السورية أكثر من ‪ 6500‬سيدة‬ ‫بينهن ‪ 450‬حالة اختفاء قسري‪ 6300 .‬فوق‬ ‫‪ 200 ،18‬تحت ‪18‬‬ ‫العنف اجلن�سي‪ :‬تعرضت أكثر من ‪ 7500‬امرأة‬ ‫للعنف الجنسي منذ بداية الثورة بينهن ‪850‬‬ ‫حالة تعرضن للعنف داخ��ل مراكز احتجاز‬ ‫بينهن ‪ 400‬حالة لفتيات دون ‪ 18‬سنة‪.‬‬ ‫انتهاكات تنظيم الدولة‪ :‬قتل تنظيم الدولة‬ ‫‪ 81‬امرأة‪ ،‬واعتقل ما ال يقل عن ‪ 486‬امرأة‪.‬‬ ‫انتهاكات املعار�ضة امل�سلحة‪ :‬قتلت فصائل‬ ‫المعارضة المسلحة ‪ 255‬ام��رأة‪ ،‬واعتقلت‬ ‫‪ 850‬امرأة‪.‬‬ ‫انتهاكات القوات الكردية‪ :‬قتلت القوات‬ ‫التابعة لحزب االتحاد الديمقراطي‪ 25 ،‬امرأة‬ ‫منذ آذار ‪ 2011‬إلى اآلن‪.‬‬


‫ّ‬ ‫املحلي‬ ‫الكردي‬ ‫املهن ّية يف الإعالم‬ ‫ّ‬ ‫ثقافة‬

‫عر�ض فلم طوفان يف دولة البعث‬ ‫بدعوة من وزارة الثقافة وشؤون‬ ‫األس���رة ف��ي الحكومة السورية‬ ‫المؤقتة‪ ،‬يعرض فيلم‪ :‬طوفان في‬ ‫دولة البعث للمخرج السوري الراحل‬ ‫عمر أم��ي��راالي‪ .‬وذل���ك ف��ي قاعة‬ ‫المحاضرات بمدرسة المميزون –‬ ‫غازي مختار باشا – خلف بن العلبي‪.‬‬ ‫يوم األربعاء ‪ 2015/3/11‬الساعة السادسة مسا ًء‪.‬‬

‫ربيع ال�شعراء يف باري�س‬

‫م�شروع "�أمة و�سط"‬ ‫اختتم المجلس اإلس�لامي‬ ‫الس��وري مؤخ��راُ‪ ،‬فعاليات‬ ‫الملتق��ى الفك��ري األول‬ ‫تحت عنوان "على بصيرة"‪،‬‬ ‫والذي أقامه في قاعة إفتاء‬ ‫الفات��ح بمدينة اس��طنبول‬ ‫التركية‪.‬‬ ‫وش��مل الملتق��ى إلق��اء‬ ‫محاضرتي��ن ح��ول فق��ه‬ ‫االخت�لاف للدكت��ور محمد العبدة عضو أمناء المجل��س‪ ،‬وأخرى حول التكفير‬ ‫وضوابط��ه ألقاه��ا الدكتور محمد مع��اذ الخن نائب رئي��س المجلس وعضو‬ ‫األمناء‪.‬‬ ‫يذك��ر أن الملتقى الفكري األول ‪ ،‬يأتي ضمن فعاليات مش��روع "أمة وس��ط"‬ ‫الذي أطلقه المجلس بداية هذا العام‪ ،‬ضمن جهود مناهضة الغلو والتش��دد‬ ‫على الساحة اإلسالمية ً‬ ‫عامة والسورية على وجه الخصوص‪.‬‬

‫جائزة الإبداع الطالبي (غد ًا �أجمل)‬ ‫أعلن��ت وزارة الثقافة وش��ؤون األس��رة في‬ ‫الحكوم��ة الس��ورية المؤقت��ة ع��ن اط�لاق‬ ‫جائزة اإلب��داع الطالبي لألطفال والش��باب‬ ‫ف��ي الرس��م والخ��ط العرب��ي والتصوي��ر‬ ‫الضوئي‪ ،‬و آخر موعد لتس��ليم اللوحات ‪10‬‬ ‫آذار ‪.2015‬‬ ‫لالطالع على شروط المسابقة واالستفسار‬ ‫ع��ن ش��روطها‪ ،‬موق��ع ال��وزارة أو اإليمي��ل‬ ‫‪m.o.cuture1@gmail.com‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬

‫ضم��ن فعالي��ات «ربي��ع الش��عراء» ف��ي‬ ‫فرنس��ا‪ ،‬يقام في الخامس عشر من آذار‬ ‫الجاري على خش��بة مس��رح «ال كوميدي‬ ‫ناس��يون» باري��س‪ ،‬ع��رض ش��عري‬ ‫موس��يقي بعنوان «من بغداد ودمش��ق‪،‬‬ ‫صوتان منفيان متمردان»‬ ‫يقدم��ه كل م��ن الش��اعر الس��وري عمر‬ ‫يوس��ف سليمان و الشاعر العراقي صالح‬ ‫الحمداني ‪ ،‬بمش��اركة الشاعرة الفرنسية‬ ‫إيزابي��ل الن��ي ف��ي الق��راءة‪ ،‬والع��ازف‬ ‫الفرنسي آرنو ديلبو «غيتار‪ -‬بيانو»‪.‬‬ ‫و«ربيع الشعراء» احتفالية فرنسية تُقام‬ ‫كل ع��ام بي��ن ‪ 7‬و ‪ 22‬م��ارس‪ ،‬وتتخللها‬ ‫ع��روض وق��راءات ومع��ارض كت��ب ش��عرية ف��ي مختل��ف المدن‬ ‫الفرنسية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫القامشلي ‪ -‬جوان تتر‬ ‫بع��د اندالع الثورة الس��ورية وإفس��اح المجال‬ ‫لوسائل إعالم سورية جديدة‪ ،‬تأسست وسائل‬ ‫إع�لام كردي��ة عل��ى عُجال��ة‪ ،‬للعم��ل ضمن‬ ‫المناط��ق ذات الغالبية الكردي��ة‪ ،‬وبدأت هذه‬ ‫الوس��ائل بمختل��ف أنواعها بالتح��رّك إلثبات‬ ‫النظ��رة الكردية للثورة وللحياة‪ ،‬فنش��أت في‬ ‫مدينة القامش��لي مؤسسات إعالمية توزّعت‬ ‫م��ا بي��ن صح��ف ودوريّ��ات ووكاالت إخبارية‬ ‫وإذاع��ات محليّ��ة‪ ،‬مدعوم��ة م��ن منظم��ات‬ ‫أوروبيّة أو سوريّة تعمل في الخارج‪.‬‬ ‫تل��ك الوس��ائل اإلعالمي��ة أثبت��ت جدارته��ا‬ ‫ف��ي بعض المواق��ف‪ ،‬وأيضاً أثبت��ت نقصها‬ ‫وتدني مس��تواها في مواقف أخرى متعدّدة‪،‬‬ ‫كما وانتشر مراس��لون لوكاالت أنباء عالمية‬ ‫معروف��ة وإذاعات أوروبية من أبناء ه��ذه المنطقة‪ ،‬وبدأوا بنقل األخبار‬ ‫باس��تخدام معدّات بس��يطة أم ً‬ ‫ال في إيصال ما يجري من أحداث ضمن‬ ‫أسوار هذه المنطقة السوريّة للعالم‪.‬‬ ‫وألن المنطق��ة عانت الكثير من التغييب خالل س��نوات طويلة مع غياب‬ ‫ّ‬ ‫الف��رص المتاحة أمام ش��بابها للعم��ل ضمن الوس��ائل اإلعالمية التي‬ ‫كانت موجودة في ّ‬ ‫ظل النظام الس��وري وأجهزته األمنيّة‪ ،‬نجد مس��ألة‬ ‫ً‬ ‫وخاصة في‬ ‫المهنية على المحك‪ ،‬فهل تكون المعايير المهنيّة مستوفاة‬ ‫نقل األحداث التي تجري في المنطقة الكرديّة؟‪.‬‬ ‫يق��ول أك��رم صالح‪ ،‬صحف��ي يعمل ف��ي قن��اة أورينت ضمن القس��م‬ ‫يرتق اإلعالم الكردي حتى اآلن لمس��توى المهنية‬ ‫الك��رديّ‪" :‬برأيي لم‬ ‫ِ‬ ‫ف��ي نقل الخب��ر‪ ،‬ولسياس��ة القنوات التأثي��ر الكبير في ذل��ك من حيث‬ ‫االتجاه السياس��ي الذي تتبع��ه‪ ،‬عداك عن أن تغير األحداث في س��وريا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاصة ل��ه التأثير األكبر في قل��ب الموازين‬ ‫عام��ة والمناطق الكردي��ة‬ ‫السياسية لها"‪.‬‬ ‫ويتاب��ع صال��ح‪" :‬يمكنن��ا الحديث بأن اإلع�لام الكردي يحت��اج إلى وقت‬ ‫طوي��ل حت��ى يتمكن م��ن التخلص م��ن حالة التش��رذم ه��ذه‪ ،‬فعلينا‬ ‫جميع��اً كصحفيي��ن أن نعيد النظر بحجم العمل ال��ذي نقوم به‪ ،‬أعتقد‬ ‫ً‬ ‫وخاصة في‬ ‫بأننا نس��تطيع أن نمارس عملن��ا بمهنية تامة دون تحي��ز‪،‬‬ ‫هذه الظروف التي نعيش��ها في عموم المناطق السورية‪ ،‬وهذا يتوقف‬ ‫بالدرجة األولى على الصحفي نفس��ه وقدرت��ه على مزاولة عمله على‬ ‫أكمل وجه‪ ،‬وأن ال نعتبر الصحافة مجرد نقل للخبر‪ ،‬بل إيصال للصوت"‪.‬‬ ‫إن اإلع�لام ف��ي مناط��ق اإلدارة الذاتية خاض��ع للعديد م��ن االتجاهات‬ ‫ّ‬ ‫السياس��يّة العاملة على األرض‪ ،‬فهناك وس��ائل إع�لام متعددة تابعة‬ ‫لتيارات سياس��يَّة تنقل فقط وجهة نظرها لألوضاع في س��وريا‪ ،‬أو ما‬ ‫يمك��ن أن يكون علي��ه الحدث من أهميّة بالنس��بة أليديولوجية الحزب‬ ‫المعيّنة‪ ،‬وهناك وس��ائل إعالم مس��تق ّلة تعمل بحريّ��ة نوعاً ما‪ ،‬على‬ ‫الرغم من وجود منغّصات للعمل‪ ،‬وهذه المنغصّات تتع ّلق بقوة بعض‬ ‫التي��ارات السياس��ية التي من الممكن جدّاً أن تتدخّ��ل بحريّة اإلعالم‪،‬‬ ‫وبالنتيج��ة التأثير على المعايير المهني��ة الواجب إتبّاعها بهدف تحقيق‬ ‫إعالم ناجح غير تابع‪.‬‬ ‫يق��ول الصحفي زان��ا عمر‪ ،‬مدير مكتب إذاعة ص��وت أميركا في مدينة‬ ‫القامشلي‪" :‬اإلعالم الكردي المحليّ‪ ،‬والذي ّ‬ ‫يبث من الداخل أغلبه نتاج‬ ‫لإلع�لام الس��وريّ البديل‪ ،‬فهو عب��ارة عن مش��اريع إعالميّة مدعومة‬ ‫من منظمات غير ربحيّة‪ ،‬وهذه الوس��ائل لديها مش��كلتين رئيسيتين‪،‬‬ ‫األولى‪ :‬مشكلة اعتمادها على المواطن الصحفي أي الناشط‪ ،‬فالناشط‬ ‫ال يمكن أن يعمل بمهنيّة أو حرفيّة‪ ،‬لس��بب بس��يط وهو أنّه ناش��ط‬ ‫وليس صحفيّ ّ‬ ‫مطلع على المعايير المهنيّة‪ ،‬والمشكلة الثانيّة تتم ّثل‬ ‫ف��ي التزام ه��ذه الوس��ائل اإلعالميّة بسياس��ات عامّة تابع��ة للجهات‬ ‫المانحة للتمويل أو الرعاية‪ ،‬وبذلك ال تس��تطيع أن تصيغ الخبر كما هو‬ ‫ف��ي الواقع‪ ،‬فتحاول دائم��اً االلتفاف للوصول إلى م��ا ّ‬ ‫يتفق مع الصيغة‬ ‫المناسبة والموافقة لسياسة الجهة الداعمة وهذا أكبر خطأ من الممكن‬ ‫الوقوع فيه"‪.‬‬ ‫اإلعالم الك��ردي المحليّ يمرّ حاليّاً بمش��اكل تمويليّ��ة ماديّة بحتة‪،‬‬ ‫ه��ذه المش��اكل الماليّة تؤ ّثر ف��ي نهاية المطاف عل��ى مصداقيّة هذا‬ ‫اإلعالم في نقل الوقائع واعتماده الحقيقي على المعايير المهنيّة‪ ،‬ربما‬ ‫ب��ات من الضروريّ حالي��اً تجاوز األزمة الماديّة لتصبح هذه الوس��ائل‬ ‫بعي��دة عن الخطوط العريضة للمنظم��ات الداعمة أو عن أيديولوجيّات‬ ‫الجهات السياسيّة الناشطة في هذه المنطقة لتتّسم باستقالليّة أكثر‬ ‫وتتم ّلك خطابًا إعالميًا مستق ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫وجوه‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫وعي الي�سار يف �سوريا‬ ‫يا�سني احلافظ ‪1978 – 1930‬‬ ‫قب��ل وفاته ع��ام ‪ ،1978‬ومن بي��روت منفاه‬ ‫األثي��ر إلى قلب��ه تنبأ ياس��ين الحافظ بثورةٍ‬ ‫في سوريا قادمة ال محالة‪ ،‬فالقهر السياسي‬ ‫ومعان��اة الش��عب الس��وري س��يؤديان إل��ى‬ ‫تفجير الش��ارع‪ ،‬وما إن بدأت بش��ائر الحركة‬ ‫االحتجاجية في سورية حتى عاد كثيرون إلى‬ ‫اإلرث الفك��ري ال��ذي تركه الحاف��ظ بوصفه‬ ‫صاحب المكان��ة األبرز في الفكر السياس��ي‬ ‫العربي الحديث والمعاصر‪.‬‬ ‫الي��وم وفي الع��ام الرابع للثورة نس��تعيد ما‬ ‫قال��ه الحافظ عن الحرب األهلي��ة في لبنان‪،‬‬ ‫في محاولةٍ لكش��ف س��بب التواطؤ العالمي‬ ‫عل��ى ثورتن��ا‪« :‬أحسس��ت وأن��ا ذو اله��وى‬ ‫القوم��ي العربي‪ ،‬أنه ليس وطني فقط الذي‬ ‫يحترق‪ ،‬ب��ل بيتي أيض�� ًا‪ ،‬وأن فاجع��ة لبنان‬ ‫كان��ت مجانية‪ ،‬كثيرة هي األس��باب األصلية‬ ‫والمباشرة التي دفعت إلى إحراق لبنان‪ ،‬لكن‬ ‫يُخيل ل��ي أنه لقي هذا المصي��ر ألنه نافذة‬ ‫للديموقراطي��ة‪ ،‬مهما ب��دت مثلومة وملوثة‪،‬‬ ‫كانت ال تزال مفتوحة فيه‪ ،‬هذه النافذة‪ ،‬التي‬ ‫تفد منها رياح الثقافة الحديثة‪ ،‬والتي جعلت‬ ‫من لبنان مختبراً فكري ًا للوطن العربي‪ ،‬ومن‬ ‫بيروت عاصمته الثقافية والسياسية‪ ،‬وكانت‬ ‫مُستهدفة بال شك»‪.‬‬ ‫ولد ياسين الحافظ عام ‪ 1930‬في مدينة دير‬ ‫الزور الس��ورية‪ ،‬وهي المدينة التي قال عنها‬ ‫ٌ‬ ‫خلي��ط من القيم االس�لامية الصوفية‬ ‫بأنها‬ ‫والقيم الريفية الخاصة‪ ،‬آلل الحافظ األس��رة‬ ‫الميس��ورة والتي تنتمي إلى عش��يرة البقارة‬ ‫أكبر العش��ائر شرق وشمال س��وريا وأكثرها‬ ‫نف��وذاً‪ ،‬كان وال��ده متن��وراً خارج�� ًا عن قيود‬ ‫القبيل��ة والمجتم��ع امته��ن حرف��ة إص�لاح‬ ‫األس��لحة‪ ،‬عالوة على حرفة الس��ياقة‪ ،‬حيث‬ ‫كان من أوائل الذين اقتنوا السيارات في دير‬ ‫ال��زور‪ .‬تطوع ف��ي الجيش الترك��ي في أثناء‬ ‫الح��رب العالمي��ة األولى‪ ،‬وقات��ل في معركة‬ ‫«جناب قلع��ة «‪ ،‬وأقام ثالثة أعوام في تركيا‬ ‫أتاحت له االحتكاك باألتراك المتنورين‪.‬‬ ‫أم��ا والدته فه��ي أرمني��ة م��ن الهاربين من‬ ‫مجازر األت��راك كان لها ولجدته ألمه الفضل‬ ‫الكبير في تفتح عينيه على المسألة القومية‬ ‫وقيم الديمقراطية وحرية المرأة‪.‬‬ ‫تلق��ى الحاف��ظ علوم��ه األولي��ة ف��ي كتّاب‬ ‫دي��ر ال��زور‪ ،‬ث��م نقل��ه وال��ده إلى مدرس��ة‬ ‫الس��ريان األرثوذكس التي كانت تبعد قرابة‬ ‫كيلومتري��ن عن بيته‪ ،‬إال أن وفاة والدته عام‬ ‫‪ 1946‬ووال��ده بع��د عام واح��د اضطره لترك‬ ‫ٍ‬ ‫الدراسة لفترة قصيرة واالنصراف إلى تأمين‬ ‫نفقات��ه‪ ،‬فعُين معلم ًا وكي� ً‬ ‫لا في إحدى قرى‬ ‫ريف دير الزور‪.‬‬ ‫وف��ي ع��ام ‪ 1948‬أي تاري��خ النكب��ة‪ ،‬التحق‬ ‫بجي��ش االنق��اذ الذاه��ب إل��ى القت��ال ف��ي‬ ‫فلس��طين‪ .‬آنذاك كان في الصفوف الثانوية‪،‬‬ ‫ث��م انضم إلى ح��زب البع��ث العربي‪ ،‬وخالل‬ ‫خدم��ة العل��م تع��رف إل��ى ش��ريك عم��ره‬ ‫وصديقه‪ ،‬الي��اس مرقص ال��ذي كان عضواً‬

‫في الحزب الش��يوعي الس��وري‪ ،‬وسيبدأ في‬ ‫ه��ذا الوق��ت مش��روعه النقدي للماركس��ية‬ ‫واالهتم��ام بالبع��د القوم��ي‪ .‬وتح��ت تأثي��ر‬ ‫مرقص س��يبدأ تع��رّف الحافظ عل��ى الفكر‬ ‫الماركسي‪.‬‬ ‫م��ع هزيمة الجيش العربي ع��اد الحافظ إلى‬ ‫دي��ر الزور محم ً‬ ‫ال باألس��ئلة‪ ،‬ليجد ضالته في‬ ‫الن��ادي الثقافي ف��ي دير الزور الذي أُس��س‬ ‫ع��ام ‪ ،1949‬وال��ذي تحول الحق��اً وعلى يدي‬ ‫جالل السيد‪ ،‬إلى مكتب لحزب البعث العربي‪.‬‬ ‫وفي ه��ذه الفترة تأثر كثيراً بكتابات س��اطع‬ ‫الحص��ري وقس��طنطين زريق‪ ،‬لك��ن التأثير‬ ‫األكبر كان لميشال عفلق وال سيما محاضرته‬ ‫المشهورة «في ذكرى الرسول العربي» التي‬ ‫قرأه��ا ياس��ين الحافظ في ك��راس مطبوع‪،‬‬ ‫ووصفه��ا بأنه��ا « بي��ان الحرك��ة القومي��ة‬ ‫العربية على غرار البيان الش��يوعي للحركة‬ ‫العمالية االش��تراكية في الغرب الرأسمالي»‪،‬‬ ‫وفي ه��ذا المناخ السياس��ي انضم إلى حزب‬ ‫البعث في بداياته‪ ،‬وأمضى في عضويته نحو‬ ‫عام‪ ،‬ثم التحق بالجامعة السورية‪.‬‬ ‫وفي دمشق نال منحة شهرية قيمتها خمس‬ ‫وعش��رون لي��رة‪ ،‬عل��ى مدار تس��عة أش��هر‪،‬‬ ‫بقرار من رئيس الجامعة قسطنطين زريق‪،‬‬ ‫مم��ا خفف م��ن أعبائ��ه االقتصادية وس��مح‬ ‫ً‬ ‫وخاصة ق��راءة الكتب‬ ‫ل��ه بالتف��رغ للق��راءة‪،‬‬ ‫الماركس��ية الت��ي كان له��ا أكب��ر األث��ر في‬ ‫تفكيره‪ ،‬وفي عام ‪ 1950‬انسحب من صفوف‬ ‫ح��زب البعث‪ ،‬وح��از على إجازة ف��ي الحقوق‬ ‫عام ‪ 1953‬ليعمل في وزارة الش��ؤون البلدية‬ ‫والقروية‪.‬‬ ‫عام ‪ 1955‬انضم إلى الحزب الش��يوعي لكنه‬ ‫ل��م يلبث أن غادره ع��ام ‪ 1956‬غداة المؤتمر‬ ‫العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي‪ ،‬على‬ ‫خلفية تأليه أعضاء الحزب لخالد بكداش‪.‬‬ ‫اس��تهل الحاف��ظ تجرب��ة الكتابة عبر نش��ر‬ ‫المق��االت السياس��ية‪ .‬وفي ع��ام ‪ 1963‬ومع‬ ‫تسلم حزب البعث الس��لطة في سورية لعب‬

‫ياسر مرزوق‬

‫الحاف��ظ دوراً هام��اً ف��ي المؤتم��ر القوم��ي‬ ‫الس��ادس‪ ،‬إال أنه ومع تصاع��د الخالف داخل‬ ‫ح��زب البعث بي��ن التي��ار اليس��اري والممثل‬ ‫وقته��ا بالقي��ادة القطري��ة لح��زب البعث في‬ ‫س��وريا والتي��ار اليمين��ي والممث��ل بالقيادة‬ ‫القومي��ة‪ ،‬بدأت مجموعة ماركس��ية بالتكون‬ ‫بعيداً عن اليمين واليس��ار البعثي والتي كان‬ ‫الحاف��ظ أحد روادها‪ ،‬انش��قت عام وأسس��ت‬ ‫«ح��زب العمال الث��وري العربي»‪ ،‬وضمت في‬ ‫صفوفها ‪ 1965‬علي صالح الس��عدي وحمدي‬ ‫عبد المجيد من الح��زب‪ ،‬وانضم إليهم الحق ًا‬ ‫حمود الشوفي وآخرون‪.‬‬ ‫وفي ش��باط عام ‪ 1966‬ومع انق�لاب القيادة‬ ‫القطرية للحزب «صالح جديد‪ ،‬حافظ األسد‪،‬‬ ‫نور الدين األتاس��ي» على التيار القومي في‬ ‫ح��زب البعث «ميش��ال عفلق‪ ،‬ص�لاح الدين‬ ‫بيط��ار‪ ،‬أمي��ن الحاف��ظ‪ ،‬محم��د عم��ران»‪،‬‬ ‫وإدارته��ا المتطرف��ة والقمعية للب�لاد‪ ،‬غادر‬ ‫الحاف��ظ إل��ى باري��س‪ ،‬إال أن��ه ومع نكس��ة‬ ‫حزيران اتجه إلى بيروت‪.‬‬ ‫من بي��روت انتقل إلى دمش��ق ليتم اعتقاله‬ ‫الع��ام ‪ ،1968‬بعدم��ا دع��ا م��ع مجموعة من‬ ‫أصدقائه إلى تأس��يس جبهة للنضال المدني‬ ‫أشهر‬ ‫ضد النظام‪ ،‬وفي الس��جن قضى ستة‬ ‫ٍ‬ ‫ف��ي زنزانةٍ منف��ردة‪ ،‬حرص س��جانوه على‬ ‫إس��ماعه يومي��اً صرخات زمالئ��ه المعتقلين‬ ‫تحت التعذيب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫انتق��ل الحاف��ظ وعائلت��ه نهائيا إل��ى بيروت‬ ‫مديراً ثقافي ًا لـ «دار نش��ر الحقيقة « ونش��ر‬ ‫مجموعة من الكت��ب تعتبر من األفضل التي‬ ‫ترجم��ت إلى العربية‪ ،‬وكان ذلك خالل الفترة‬ ‫الممتدة بين العامي��ن ‪ 1969‬و‪ .1974‬بعدها‬ ‫انص��رف إل��ى الترجم��ة والتأليف ف��ي بيته‪،‬‬ ‫وك ّلفه «مركز دراسات الوحدة العربية» إعداد‬ ‫دراسة عن س��ورية بين الحربين العالميتين‬ ‫األولى والثانية‪ ،‬لكنه لم يستطع إكمال بحثه‬ ‫فق��د ارتأى مس��ؤول المركز س��حب التكليف‬ ‫بعدما عرف أنه مصاب بمرض عضال‪.‬‬ ‫ف��ي أواخ��ر الع��ام ‪ 1977‬أجري��ت ل��ه جراحة‬ ‫الس��تئصال كتل��ة س��رطانية ف��ي القولون‪،‬‬ ‫وكان المرض حينها منتش��راً في كل جسمه‪.‬‬ ‫تعاون أصدقاؤه وأطباؤه وأس��رته على إخفاء‬ ‫حقيقة مرضه عنه‪ ،‬وظن ألش��هر أنه يعاني‬ ‫مرضاً يمكن عالجه لكنه س��رعان ما اكتشف‬ ‫حقيق��ة األمر‪ ،‬لذا انك��ب على إنج��از أعماله‬ ‫الفكري��ة الت��ي بدأها‪ ،‬وحين عج��ز عن حمل‬ ‫القلم اس��تعان بآل��ة التس��جيل‪ ،‬وقبل وفاته‬ ‫أوصى بأن يُدفن في دمشق‪.‬‬ ‫رح��ل الحافظ ت��اركاً للمكتب��ة العربي��ة إرث ًا‬ ‫ثري��اً م��ن المؤلف��ات أبرزها «حل��ول قضايا‬ ‫الثورة العربية‪ ،‬اآلفاق االس��تراتيجية للثورة‬ ‫العربية‪ ،‬الالعقالنية في السياس��ة العربية‪،‬‬ ‫التجرب��ة التاريخي��ة الفيتنامي��ة‪ ،‬الهزيم��ة‬ ‫وااليديولوجي��ا المهزوم��ة‪ ،‬ف��ي المس��ألة‬ ‫القومية الديمقراطية»‪.‬‬


‫�أيها ال�سوريون‪� ،‬أيتها ال�سوريات‬ ‫سوريتنا ‪ -‬عامر محمد‬

‫بالفيديو‪:‬ش��اهد مركبة «الفجر» تدور حول «الكوكب القزم» بعدما‬ ‫قطعت ‪ 500‬مليون كلم‪.‬‬ ‫هذه العناوين وغيرها تنش��رها صفحة راديو أنا على الفيس بوك‪،‬‬ ‫ربما من باب أن «سوريا بخير»‪.‬‬ ‫•••‬ ‫ف��ي برنامج أس��برين عب��ر راديو أورين��ت يتنافس ثالث��ة مذيعين‬ ‫«ذكر وأنثيين» على المايك بش��كل ش��رس‪ ،‬إذ تمر دقائق من البرنامج ال تس��تطيع‬ ‫فيها أن تميز من يتحدث اآلن‪ ،‬األس��لوب الع��ام للبرنامج يُذكر بتلك «النهفات» التي‬ ‫كانت إذاعة صوت الش��باب تسردها لنا‪ ،‬بالذات حين يسيطر الضحك على المقدمين‬ ‫الثالثة‪ ،‬ربما لكل هذا سمي البرنامج أسبرين‪.‬‬ ‫•••‬ ‫الرج��اء ث��م الرجاء م��ن الزمالء في راديو نس��ائم س��وريا االنتباه إل��ى قواعد اللغة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬في فق��رة «متل اليوم» ضمن البرنامج الصباح��ي ترتكب المذيعة انتهاك ًا‬ ‫بحق اللغة العربية ويتعدى األمر األخطاء الش��ائعة إذ تقول «قام العراقيين» و»من‬ ‫الس��وريون» فيم��ا يقدم الفقرة إلى جانبه��ا مذيع أخر‪ ،‬علم ًا أن الفقرة مدتها عش��ر‬ ‫دقائق‪.‬‬

‫•••‬ ‫«س��ين س��ؤال» برنام��ج يخ��ص الس��وريين‪ ،‬لي��رد‬ ‫على أس��ئلتهم واستفس��اراتهم فيما يخص القانون‬ ‫التركي‪ ،‬من معام�لات وقوانين وقضايا‪ ،‬وهو موجه‬ ‫للس��وريين في تركي��ا‪ ،‬إع��داد وتقديم لين��دا بالل‪،‬‬ ‫الثالثاء الساعة الرابعة عبر راديو أنا‪.‬‬ ‫•••‬ ‫«تكن��و أوبجك��ت» برنام��ج يهت��م بالتكنولوجيا وآخر‬ ‫التطبيق��ات عبر أجهزة الهاتف المحمول‪ ،‬كما يس��لط‬ ‫الضوء على الجديد ف��ي عالم التقنيات‪ ،‬تقديم‪ :‬أحمد‬ ‫سيدو‪ ،‬كل يوم إثنين‪ ،‬التاسعة مسا ًء‪ ،‬على راديو روح‪.‬‬

‫ميديا‬

‫كيف تتخلص من العصبية؟‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أفغانية بزي «مدرع» احتجاجا على التحرش‪.‬‬

‫«ن��دوة زيتون��ة» ن��دوة حواري��ة تعك��س‬ ‫م��ا يفك��ر ب��ه الداخ��ل‪ ،‬ف��ي كل م��ا‬ ‫يهمه م��ن قضاي��ا ونس��تضيف فيها‬ ‫خب��راء ومحللي��ن وباحثي��ن م��ن‬ ‫كل االختصاص��ات‪ ،‬محاولي��ن م��ا‬ ‫استطعنا تش��خيص الواقع وتحليل‬ ‫المس��تقبل‪ .‬البرنام��ج م��ن إعداد‬ ‫عبداهلل المحمود وتقديم فيصل‬ ‫السليم عبر راديو ألوان‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫هيك �سمعنا‬

‫هيك رح ن�سمع‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬

‫ٌ‬ ‫استقالة‬ ‫وأخيراً فعلتها واستقالت‪ ،‬صحيح أنها‬ ‫عبر الفيس بوك‪ ،‬واالئتالف ال يقبل االستقالة‬ ‫عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وصحيح أنها‬ ‫هددتن��ا بالتف��رغ للعم��ل السياس��ي‪ ،‬فقالت‬ ‫عل��ى الفيس ب��وك "أنا اس��تقيل م��ن وحدة‬ ‫تنس��يق الدعم وبقناعة تام��ة بأنه آن األوان‬ ‫لعودتي للسياس��ة" فماتت الفرحة في قلوب‬ ‫بع��ض المرتابين‪ ،‬لك��ن ال تفس��دوا فرحتنا‬ ‫اآلن‪ ،‬فلقد هلت بشائر االنتصار‪ ،‬إنها السيدة‬ ‫س��هير األتاس��ي التي أجبرتها قن��اة الجزيرة‬ ‫"وليس الش��عب الس��وري" على االس��تقالة‪،‬‬ ‫فهل��ت بش��ائر االنتص��ار‪ ،‬وتق��دم الش��عب‬ ‫الس��وري العظيم خطوة جدي��دة نحو حريته‬ ‫التي كلفته كثيراً‪.‬‬ ‫األتاس��ي الش��هيرة والتي نش��رت س��وريتنا‬ ‫س��ابقاً ملف ًا من عش��ر حلقات‪ ،‬ع��ن عمليات‬ ‫فس��اد وتالعب وهدر للمال العام في الوحدة‬ ‫التي ترأسها "وحدة تنس��يق الدعم" لم يكن‬ ‫م��ن الس��هل عليها أن ت��رى القن��اة القطرية‬ ‫تنال منها بهذه القس��وة (علماً أن العقيد عبد‬ ‫الحمي��د زكري��ا لم يق��دم إال القلي��ل القليل‬ ‫عن الس��يدة) فلوحت بوجهنا باالستقالة بعد‬ ‫أن عيرتنا بالمهام واإلنج��ازات الكبيرة (التي‬ ‫تحقق��ت ولم نره��ا‪ ،‬وكانت ولم نش��عر بها‪،‬‬ ‫وتمت ولم نلمسها) خالل فترتها في الحكم‪،‬‬ ‫نقصد في رئاس��ة الوح��دة‪ ،‬التي لم يُضرب‬ ‫موظفوها عن العمل فقط في نهاية ‪،2013‬‬ ‫ول��م تتورط ف��ي لقاحات فاس��دة‪ ،‬ولم تهدر‬ ‫ما ً‬ ‫ال قطرياً عام ًا‪ ،‬ولم ترتهن للممول والمانح‬ ‫والمتب��رع‪ ،‬فكل هذه إش��اعات تنال منها وقد‬ ‫تكون (مؤامرة) عليها شخصياً (تعبير مؤامرة‬ ‫اس��تخدمته األتاس��ي أثناء اإلضراب الشهير)‬

‫فهي أمُّ الثورة‪.‬‬ ‫نقول هلت البش��ائر‪ ،‬بش��ائر النصر‪ ،‬بسبب‬ ‫قناعة لدى الس��وريين الناشطين واإلغاثيين‬ ‫واإلعالميين بأن الطريق إلى إس��قاط األسد‬ ‫يمرّ عبر إس��قاط األتاس��ي‪ ،‬وال تس��أل كيف‬ ‫تش��كلت هذه القناعة‪ ،‬لكن عل��ى األقل كل‬ ‫المحاوالت الس��ابقة للمس بصاحبة الجاللة‪،‬‬ ‫بعد كل ش��ائعة أو قضية أو فضيحة‪ ،‬قوبلت‬ ‫بإصرار شديد على بقائها ولو كره الكارهون‪،‬‬ ‫كان��ت تنتص��ر وال تغ��ادر المكت��ب المحصن‬ ‫في غازى عنتاب (محصن هنا ليس��ت تعبيراً‬ ‫أحب��ه المح��رر فأقحم��ه في الن��ص بل هي‬ ‫حقيق��ة‪ ،‬ألن المكت��ب مزود بتقني��ات حماية‬ ‫مكلف��ة ومتط��ورة) إذ كيف ال تهل البش��ائر‬ ‫وقد تمكن الس��وريون وربما القطريون من‬ ‫إزاحة األتاس��ي؟ وليس من المهم من تمكن‬ ‫من تحقيق هذا النصر‪ ،‬فنحن شعب ال يملك‬ ‫أن يغير مستخدماً في أي دائرة تابعة للنظام‬ ‫أو للمعارضة‪.‬‬ ‫في هذه األثناء راجت شائعات بأن الدوحة لم‬ ‫ولن تتخلى عن األتاسي‪ ،‬بل ستعينها سفيرة‬ ‫لالئت�لاف ف��ي قطر (ك��ي تتفرغ للس��ورين‬ ‫هن��اك)‪ ،‬إش��اعة ال نملك حت��ى اآلن دلي ً‬ ‫ال‬ ‫على صحتها فالساسة متكتمون جداً‬ ‫بهذا الشأن وحذرون‪ ،‬لكن إن صح‬ ‫الخبر (فلل��ه األمر من قبل ومن‬ ‫بعد)‪.‬‬ ‫نح��ن هنا ال نكي��ل االتهامات‬ ‫جزافاً لألتاسي‪ ،‬بل نوجه لها‬ ‫س��ؤا ً‬ ‫ال مباش��راً ع ّلها تجيب‬ ‫عليه‪ ،‬ونق��ول لها‪ :‬حدثينا‬ ‫ع��ن منزلك ف��ي عنتاب؟‬

‫تكلفة األثاث فيه؟ الديكور؟ قولي لنا تحت أي‬ ‫بند صرف المال أثناء تأسيس الوحدة لصالح‬ ‫منزلك؟‪..‬‬ ‫أطلعين��ا عل��ى م��ا قلته ف��ي اجتم��اع الهيئة‬ ‫العام��ة لالئت�لاف حين عاد رئيس��ه عن قرار‬ ‫إقالتك بع��د قضية اللقاحات الفاس��دة؟ ماذا‬ ‫قلت يومها وكيف عم الصمت الحاضرين؟‬ ‫قول��ي لن��ا مباش��رة من تل��ك الس��يدة التي‬ ‫حض��رت االجتماعات ف��ي الوح��دة ولم تكن‬ ‫صف��ة رس��مية؟ هل‬ ‫تمل��ك أي‬ ‫أن‬ ‫تريدي��ن‬ ‫نسمي مصدر‬ ‫المعلومات؟‬ ‫ل��ك ه��ذا‬ ‫إن أجبت‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫املر�أة وحقوقها يف دولة املواطنة‬ ‫حقوق وحريات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫إعداد المحامي فارس حسّان‬ ‫ع��ام ‪ 1977‬دع��ت الجمعي��ة العام��ة لألمم‬ ‫المتح��دة ف��ي قراره��ا رق��م «‪»32 / 142‬‬ ‫إلع�لان يوم م��ن أيام الس��نة يوم��اً لألمم‬ ‫المتح��دة لحقوق الم��رأة والس�لام الدولي‪،‬‬ ‫وذلك وفق�� ًا لتقاليدها وأعرافه��ا التاريخية‬ ‫والوطنية‪ .‬وق��د دعت الجمعية العامة الدول‬ ‫إلى المس��اهمة في تعبئة الظروف الالزمة‬ ‫للقضاء عل��ى التمييز ضد الم��رأة‪ ،‬وضمان‬ ‫مش��اركتها الكاملة ف��ي التنمية االجتماعية‬ ‫على ق��دم المس��اواة مع الرج��ل‪ .‬وقد اتخذ‬ ‫اإلج��راء غ��داة الس��نة الدولية للم��رأة عام‬ ‫‪ 1975‬اتف��ق على أن يك��ون الثامن من آذار‬ ‫عيداً عالمياً للمرأة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قيمة أخالقية وإنس��انية‬ ‫هذا اإلعالن يقدم‬ ‫ً‬ ‫صراح��ة عل��ى انعدام الف��روق بين‬ ‫لنص��ه‬ ‫الجنس��ين ف��ي المس��اهمة ف��ي الحي��اة‬ ‫والحق��وق العام��ة‪ .‬ويش��كل ه��ذا اإلع�لان‬ ‫ع��ودة إلى الفط��رة اإلنس��انية والى مرحلة‬ ‫تاريخي��ة‪ ،‬ه��ي مرحلة ما قبل الال مس��اواة‬ ‫بي��ن الجنس��ين ونب��ذ الف��روق الجس��مية‬ ‫والعقلية والنفسية باعتبارها مصدراً لعدم‬ ‫المس��اواة والتي تبنى عليها ش��تى مظاهر‬ ‫اضطهاد المرأة‪.‬‬ ‫وض��ع هذا اإلع�لان األمور ف��ي نصابها من‬ ‫خ�لال اإلقرار بأن التمييز بين الجنس��ين ذو‬ ‫طابع تاريخي سياس��ي فقط‪ ،‬دون أن يكون‬ ‫متأص ً‬ ‫ال في الطبيعة البش��رية البيولوجية‪،‬‬ ‫أو م��ن مش��يئة الخال��ق أو م��ن مقتضي��ات‬ ‫النوامي��س األخالقي��ة العامة‪ ،‬ب��ل هو نتاج‬ ‫ظ��روف تاريخي��ة أنتجت��ه‪ ،‬وه��ذه الظروف‬ ‫قابلة للتبدل والتغيي��ر‪ ،‬وباإلمكان تجاوزها‬ ‫في حال توفر الش��روط التاريخي��ة البديلة‬ ‫والتي تؤمن للمرأة موقع ًا متحرراً ومتساوي‬ ‫الحقوق مع الرجل‪.‬‬ ‫الي��وم‪ ،‬وبع��د ثالثي��ن عام��اً تقريب��اً عل��ى‬ ‫إع�لان اليوم العالم��ي للمرأة‪ ،‬يقب��ل العيد‬ ‫دون جدي��د على صعيد الحق��وق والتمكين‬ ‫للنس��اء العربيات‪ ،‬بل يأت��ي في خضم ردةٍ‬ ‫ع��ن الحقوق المكتس��بة تض��ع المرأة بين‬ ‫مطرق��ة الدكتاتوريات وس��ندان التيارات‬ ‫المتطرف��ة‪ ،‬مم��ا دع��ا إح��دى منظمات‬ ‫المجتم��ع المدن��ي ف��ي لبن��ان إلطالق‬ ‫حمل��ةٍ عنوانه��ا «ال ربي��ع وال أعي��اد‪..‬‬ ‫دون ح��ق النس��اء بالمواطن��ة الكاملة»‪،‬‬ ‫وق��د توجهت هذه الحمل��ة بالمعايدة لكل‬ ‫النس��اء بمناس��بة يوم المرأة العالمي وعيد‬ ‫األم‪ ،‬رافعة ش��عار أولوية التمس��ك بحقوق‬ ‫المواطن��ة غي��ر المنقوص��ة وبحقه��ا بمنح‬ ‫إصرار على متابعة‬ ‫جنس��يتها ألس��رتها‪ ،‬مع‬ ‫ٍ‬ ‫النضال لتحقيق المساواة في‬ ‫قانون الجنس��ية تكريس ًا لحق‬ ‫النساء في المواطنة الكاملة‪،‬‬ ‫ورفضاً لكل الحج��ج الواهية‪،‬‬ ‫وتج��اوزاً لكاف��ة االعتب��ارات‬ ‫التي من شأنها تعطيل حقوق‬ ‫الناس‪ ،‬وتعليقها على شماعة‬

‫المصالح السياسية البحتة‪.‬‬ ‫حق��وق الم��رأة في ظ��ل المواطن��ة مازالت‬ ‫ً‬ ‫منتقص��ة أو معدوم��ة ف��ي مجتمعاتن��ا‬ ‫العربية‪ ،‬ولعل أهم العناصر التي ال تساعد‬ ‫عل��ى تحقيق المواطنة الكامل��ة للمرأة في‬ ‫مجتمعاتنا هي نقص البرامج المس��تدامة‬ ‫والثقاف��ة السياس��ية‪ ،‬الت��ي تغ��ذي وتدفع‬ ‫روح المس��اواة والديمقراطي��ة المتضمن��ة‬ ‫في المطالب النس��وية بالمس��اواة‪ ،‬وضعف‬ ‫الوع��ي العام للمواطني��ن بحقوقهم وعدم‬ ‫تشجيعهم للمطالبة بها‪.‬‬ ‫يض��اف إل��ى ذل��ك غي��اب الديمقراطي��ة عن‬ ‫المؤسس��ات وحتى األح��زاب العربية وإغفال‬ ‫الشفافية والمحاسبة والمصداقية لقواعدها‬ ‫الجماهيرية‪ ،‬ونقص أو ضعف قواعد نسائية‬ ‫منظم��ة تك��ون ف��ي موض��ع ق��وة إلح��داث‬ ‫التغيي��رات المطلوبة‪ ،‬ووجود مقاومة س��واء‬ ‫على مس��توى المؤسس��ات أو األف��راد‪ ،‬لدمج‬ ‫النساء في الحياة السياسية العامة‪.‬‬ ‫في عالمنا العربي تستعين األنظمة الحاكمة‬ ‫بالصالت الثانوية التي سبقت تشكل الدولة‪،‬‬ ‫كصالت القراب��ة‪ ،‬الطائفية والعرقية والدين‬ ‫كمصدر لتأسيس ش��رعيتها في الحكم‪ ،‬مما‬ ‫يعني أن أش��كال الحكم المختلفة من ملكية‬ ‫إلى س�لاالت حاكمة إلى أنصاف ديمقراطية‪،‬‬ ‫والت��ي تتص��ف به��ا هذه ال��دول‪ ،‬ه��ي التي‬ ‫تصيغ بالضرورة كما تعيق وس��ائل مشاركة‬ ‫النس��اء والرجال سياس��ياً ومدني��ًا‪ ،‬وفي ظل‬ ‫ه��ذا الوضع تعاني النس��اء م��ن غبن مزدوج‬ ‫فه��ن محرومات أس��و ًة بالرجال‪ ،‬م��ن التمتع‬ ‫بحقوقهن المدنية والسياسية الكاملة بسبب‬ ‫تس��لط الدول��ة وأجهزته��ا‪ ،‬كم��ا أن قواني��ن‬ ‫أغل��ب ال��دول العربي��ة تعرفه��ن كقاص��رات‬ ‫بحاج��ة لوصاي��ة وحماية أقربائه��ن الذكور‪،‬‬ ‫فيما يتعل��ق بالحق��وق األساس��ية المتعلقة‬ ‫بش��خوصهن مثل ال��زواج‪ ،‬الط�لاق‪ ،‬العمل‪،‬‬ ‫الس��فر‪ ،‬أو منح الجنسية لألطفال‪ ،‬مما يعني‬ ‫أن العقد االجتماعي الس��اري على‬ ‫النساء العربيات مازال قاصراً‪،‬‬ ‫يقوم عل��ى مفهوم األبوية‬ ‫بالنس��ب ولم يص��ل بعد‬ ‫لحد العقد ت��ام األركان‪،‬‬ ‫فالدولة العربية ال تنظر‬ ‫للم��رأة كفرد مس��تقل‪،‬‬ ‫وتؤس��س لعالقته��ا مع‬ ‫الدولة والمجتمع بش��كل‬ ‫غي��ر مباش��ر م��ن خ�لال‬ ‫الرجل كوس��يط نظراً لدوره‬ ‫ف��ي رعاي��ة ورئاس��ة‬ ‫األسرة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وهنا تساؤل مشروع‬ ‫ع��ن تراج��ع دور‬ ‫الم��رأة العربي��ة‬ ‫ومس��اهمتها في‬ ‫الدولة والمجتمع‪،‬‬ ‫على الرغم من أن‬

‫الدولة العربية ونخبها الحداثية‪ ،‬أخذت الكثير‬ ‫م��ن المب��ادئ والنظري��ات الغربية لتأس��يس‬ ‫نظامها القانوني‪ ،‬والجواب عن هذا التس��اؤل‬ ‫مرده أن هذه الدول استقت القوانين الغربية‬ ‫كواجه��ة حداثية دون اس��تهداف تغيير عميق‬ ‫ف��ي العالق��ات الحاكم��ة للمجتم��ع‪ ،‬فالنخ��ب‬ ‫الوطني��ة الليبرالي��ة الت��ي ج��اءت ف��ي بداية‬ ‫القرن العش��رين وطالبت النس��اء بالمشاركة‬ ‫ف��ي العم��ل الوطن��ي‪ ،‬اقتص��ر مفهومه��ا‬ ‫للديمقراطي��ة على الرجال‪ ،‬إذ حرمت النس��اء‬ ‫م��ن ح��ق التصويت بينم��ا أعطي ه��ذا الحق‬ ‫للرج��ال‪ ،‬في نف��س الوقت كرس��ت الحركات‬ ‫النس��وية المرتبطة بأحزاب النخبة الحداثية‪،‬‬ ‫خطاب األمومة واإلنجاب واألس��رة ولم تس��ع‬ ‫تلك الحركات ألن تميز النس��اء عن أس��رهن‬ ‫عندما يتعلق األم��ر بحقوقهن وهويتهن كما‬ ‫عملت الحركات النسوية في أوروبا مث ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ب��ات واضح�� ًا أن تحقي��ق المواطن��ة التامة‬ ‫يس��تلزم عملي��ة إص�لاح اجتماعي ش��امل‬ ‫تكون حقوق المواطنة للنساء جزءاً ال يتجزأ‬ ‫منه��ا‪ ،‬والفصل بي��ن حقوق الم��رأة وبقية‬ ‫حقوق المواطنة األخرى «سياسية ومدنية»‬ ‫يعي��ق رب��ط الح��ركات النس��وية ببقي��ة‬ ‫الحركات االجتماعية والسياس��ية المختلفة‬ ‫التي تس��عى لتحقيق حقوقه��ا أيض ًا‪ ،‬ولعل‬ ‫االس��تراتيجية األفض��ل للمطالب��ة بحقوق‬ ‫المواطنة الكاملة للنس��اء تس��تدعي الربط‬ ‫والتنس��يق مع ق��وى مجتمعية أخ��رى‪ ،‬كما‬ ‫تستدعي الربط المبدع بين تحقيق الحقوق‬ ‫الفردي��ة وتحقي��ق الصالح الع��ام للمجتمع‬ ‫بمكوناته المختلفة‪.‬‬


‫طالل نعمة‪� :‬إليا�س مرق�ص ‪ -‬حوارات غري من�شورة‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫قراءة في كتاب‬

‫اصــــدارات‬

‫ص��در حدي ًثا عن مركز التفكير الحر في الس��عودية المجموعة‬ ‫الش��عرية الثاني��ة للش��اعرة الس��ورية‬ ‫بس��مة ش��يخو بعن��وان "ش��هقة ضوء"‪.‬‬ ‫بتقديم الشاعر شوقي البغدادي‬ ‫يح��وي الدي��وان الجدي��د مجموع��ة من‬ ‫قصائد النَّثر تضم ‪ 46‬قصيدة في ‪140‬‬ ‫صفحة من القطع المتوسط‪.‬‬ ‫وكانت الشاعرة "بسمة شيخو" قد صدر‬ ‫لها س��ابق ًا‪ ،‬مجموعة "عبث مع الكلمات"‪،‬‬ ‫عن الهيئة العامة للكتاب ‪ -‬وزارة الثقافة‬ ‫السورية‪.‬‬

‫االعجاز العلمي حتت املجهر‬

‫ص��در مؤخ��راً عن موق��ع دار الكت��ب بالقاهرة‪ ،‬كت��اب االعجاز‬ ‫العلم��ي تحت المجهر «دارس��ة نقدي��ة تطبيقية ف��ي ظاهرة‬ ‫االعج��از العلم��ي ف��ي الق��رآن الكريم»‬ ‫للكاتب السوري حمزة رستناوي‪.‬‬ ‫وتناول الكتاب موضوعات‪ :‬العلم‪ ،‬الدين‪،‬‬ ‫تصنيع االعجاز العلم��ي وتضمن قراءة‬ ‫نقدية في «موس��وعة اإلعج��از العلمي‬ ‫ف��ي الق��رآن و الس��نة» لمحم��د رات��ب‬ ‫النابلس��ي‪ .‬وفي كتاب «العالج النفس��ي‬ ‫والعالج بالقرآن» لطارق الحبيب‪ ،‬إضافة‬ ‫لسياقات ظاهرة اإلعجاز العلمي‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬

‫�شهقة ال�ضوء لب�سمة �شيخو‬

‫أن األس��باب ذاتية‬ ‫ف��ي العالم العرب��ي‪ ،‬فرأى ّ‬ ‫ف��ي الدرج��ة األول��ى‪ ،‬ألن التح��وّل الث��وري‬ ‫كان ممكن��اً‪ ،‬وق��د ح��دث ولك��ن خ��ارج إرادة‬ ‫هذه األح��زاب وفي غيابها عن س��احة العمل‬ ‫الجماهيري‪ ،‬وإلى حد ما ضدها‪ .‬وقد اس��تنتج‬ ‫«أن‬ ‫من تجربته في الحزب الشيوعي السوري ّ‬ ‫الحزب لن يقدر على محاورة الحركة الشعبية‬ ‫بالزاد الفكري والمعرفي واأليديولوجي الرث‬ ‫وأن تجدده الفكري والثقافي‬ ‫الذي يقتات منه‪ّ ،‬‬ ‫هو ش��رط نجاحه ف��ي الح��وار واالندماج في‬ ‫أوسع حركة شعبية عرفها التاريخ العربي»‪.‬‬ ‫أن الماركس��ية ال يمك��ن أن‬ ‫أيق��ن مرق��ص ّ‬ ‫تتضمن كل الحقيقة‪ ،‬وال يمكن أن تكون الحد‬ ‫الذي تتوق��ف عنده المعرفة اإلنس��انية‪ ،‬فقد‬ ‫كان ماركس��ياً متح��رراً من تقدي��س النص‪،‬‬ ‫ألن انتس��ابه إلى هذا الفكر لم يكن انتس��ابًا‬ ‫عصبوي�� ًا‪ .‬وف��ي الوقت نفس��ه انتق��د مثالية‬ ‫وذاتي��ة النظرية القومية‪ .‬كما س��عى بفكره‪،‬‬ ‫وتنظي��ره‪ ،‬إل��ى تقدي��م تركيب نظ��ري بين‬ ‫أن المسألة‬ ‫القومية والماركس��ية إذ اكتش��ف ّ‬ ‫القومية قد جرت معالجتها بشكل خاطئ من‬ ‫قب��ل كثير من المفكرين الماركس��يين‪ ،‬ومن‬ ‫قبل األحزاب الش��يوعية‪ ،‬وم��ن قبل الحركات‬ ‫التي حملت راية القومية‪.‬‬ ‫لم يختم إلياس مرقص شيئًا ولم ينهِ شيئا‪ً،‬‬ ‫لكنّه ب��دأ وفتح واقترح مبادئ ًا وأسس��اً قابلة‬ ‫للبناء عليها‪ ،‬بحثًا عمن يتابع البناء‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫«في س��يرته الفكرية إلي��اس مرقص يحرك‬ ‫التاري��خ» بهذه العب��ارة تصف هيف��اء بيطار‬ ‫كتابن��ا الي��وم للمفكر والفيلس��وف الس��وري‬ ‫«الي��اس مرق��ص» س��يرة ش��فهية س��جلها‬ ‫الراح��ل عل��ى أش��رطة‪ ،‬وه��و عل��ى ف��راش‬ ‫الم��رض‪ ،‬وت��م تفريغه��ا وكتابته��ا الحق�� ًا‬ ‫لتص��در اليوم ع��ن المركز العرب��ي لألبحاث‬ ‫ودراس��ة السياسات‪ ،‬بتوقيع طالل نعمة الذي‬ ‫قدم حواراً مس��هباً يلخص تجرب��ة المناضل‬ ‫الس��وري ورؤيته الناضجة‪ ،‬وعرضاً لس��يرته‬ ‫السياس��ية والفكري��ة‪ ،‬وس��جاالته الجريئ��ة‪،‬‬ ‫ومجادالته المميّزة‪.‬‬ ‫ليس للقارئ إال الحنين للخمسينات والستينات‬ ‫الت��ي يج��ول الكت��اب بي��ن صفحاته��ا‪ ،‬حيث‬ ‫قضايا الوح��دة العربية‪ ،‬والعدالة االجتماعية‪،‬‬ ‫والديمقراطي��ة‪ ،‬وتحرير فلس��طين‪ ،‬والتقدم‬ ‫والنهض��ة‪ ،‬وغيره��ا‪ ،‬ه��ي القضاي��ا العربية‬ ‫األولى آنذاك‪.‬‬ ‫أتى الكتاب على قسمين‪ ،‬األول يمكن اعتباره‬ ‫س��ير ًة ذاتية لمرق��ص في ض��وء التطوّرات‬ ‫والتغيّ��رات الت��ي ش��هدتها س��ورية وبعض‬ ‫ال��دول العربي��ة‪ ،‬ابت��دا ًء م��ن خمس��ينيَّات‬ ‫القرن العش��رين‪ ،‬وأمَّ��ا القس��م الثاني فهو‬ ‫مجموعة م��ن المطارحات الفكريَّة والنقديَّة‬ ‫والس��جاليَّة ف��ي ميادي��ن األبس��تمولوجيا‪،‬‬ ‫والوضعيَّ��ة‪ ،‬والميتافيزيق��ا‪ ،‬والش��يوعية‪،‬‬ ‫والديمقراطية‪ ،‬والدول��ة‪ ،‬وماركس‪ ،‬ولينين‪،‬‬ ‫وج��ارودي‪ ،‬والث��ورة‪ ،‬ع�لاو ًة عل��ى الدي��ن‪،‬‬ ‫والفك��ر الدين��ي‪ ،‬واله��وت التق��دم‪ ،‬وكذلك‬ ‫اإلسالم‪ ،‬واللغة‪ ،‬واألمة‪ ،‬والفلسفة‪ ،‬والحرية‪،‬‬ ‫والعبودية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬ويختم الكتاب أطروحاته‬ ‫بحديث مُس��هب ع��ن االنحط��اط‪ ،‬والنهضة‪،‬‬ ‫والعثمانيي��ن‪ ،‬وجم��ال عب��د الناص��ر‪ ،‬وع��ن‬ ‫موضوع��ات أخ��رى‪ ،‬مث��ل البيريس��ترويكا‪،‬‬ ‫وأمريكا‪ ،‬والخليج العربي‪.‬‬ ‫وقد تبدو بعض العناوين التي طرحها مرقص‬ ‫في حواراته بعيد ًة عن الراهن‪ ،‬بعضها تقادم‬ ‫أو ثب��ت فش��له‪ ،‬إال أن��ه يقدم منهج�� ًا متجدداً‬ ‫لطرائ��ق التفكير والح��دس الذك��ي والرؤية‬ ‫الثاقب��ة الت��ي كان يتمت��ع بها إلي��اس‪ ،‬فتلك‬ ‫الطرائق جعلته يتوصل إلى استنتاجات مهمة‬ ‫تب��دو الي��وم معاص��رة‪ ،‬وبنت ال ّلحظ��ة‪ ،‬وهنا‬ ‫بالتحدي��د نعث��ر عل��ى القيم��ة الخاصة بمثل‬ ‫هذا الحوار‪ ،‬إذ تشيع فيه روح التجدّد‪ ،‬إضافة‬ ‫إل��ى التأ ّلق الفكري وبُعد النظر ومس��تقبلية‬ ‫التفكير‪ ،‬م��ا يمنح هذا الكت��اب نكهة خاصة‪،‬‬

‫يتمازج فيها التاريخي والراهن بذكاء الفت‪.‬‬ ‫بالحدي��ث ع��ن التغيي��ر يفرق مرق��ص بينه‬ ‫وبي��ن التق��دم‪ ،‬فلي��س كل تغيّ��ر تقدّم��اً‪،‬‬ ‫ولي��س كل تحوّل تقدّم��اً‪ ،‬ألن فكرة التقدّم‬ ‫وفق مرقص تفترض الذهاب إلى األمام‪ ،‬أي‬ ‫التغيي��ر نحو األرقى‪ .‬أما فك��رة التحوّل فهي‬ ‫التح��وّل من ح��ال إلى حال‪ .‬وثم��ة فارق آخر‬ ‫بي��ن الثورة والتق��دّم هو أن الث��ورة انقالب‪.‬‬ ‫والثورة هي الدرجة األولى على س ّلم التقدّم‬ ‫إلى األمام‪ ،‬ويالحظ مرقص أن الفكر العربي‬ ‫الحدي��ث لم يعن بفكرة التقدّم‪ ،‬بل تمسّ��ك‬ ‫بفكرة الثورة‪ .‬أما االنتفاضة فهي غير الثورة‪،‬‬ ‫ألنها احتجاج على نقصان العدالة‪ ،‬وربما هي‬ ‫التط ّلع إلى السلطة‪.‬‬ ‫الالفت ف��ي الكتاب أن مرق��ص وعلى الرغم‬ ‫من خلفيته الماركسية‪ ،‬قدم مبكراً لمصطلح‬ ‫المجتم��ع المدني بمفهومه الكالس��يكي‪ ،‬في‬ ‫ضوء التطورات الالحقة في الفكر االجتماعي‬ ‫والسياس��ي العرب��ي المهت��م بالتح��ول م��ن‬ ‫التس��لطية إل��ى الديموقراطي��ة‪ ،‬كم��ا تب��رز‬ ‫مخالفت��ه للرأي الس��ائد اليوم بأن مش��كلتنا‬ ‫كع��رب تكمن في س��يطرة «الفك��ر الديني»‬ ‫على عقولنا‪ ،‬بل يذهب إلى أن مشكلتنا تكمن‬ ‫في عدم وجود فكر ديني حقيقي‪ ،‬فأي خطاب‬ ‫ديني إلهي ال يمك��ن أن يقدم نظرية علمية‪،‬‬ ‫والق��رآن لي��س نظري��ة علمي��ة‪ ،‬واألفض��ل‬ ‫مقاربة الكتب الدينية باآلداب والقصص‪ .‬أما‬ ‫األمة العربية فلن تقوم إال على الديمقراطية‬ ‫المتصلة مباشرة بالعلمانية والحرية الفردية‪.‬‬ ‫كم��ا تتب��دى راهني��ة مواقف��ه‪ ،‬ف��ي موقف��ه‬ ‫المع��ارض للعنف في أي ش��كل من أش��كاله‪،‬‬ ‫وألي ه��دف م��ن األه��داف مهم��ا كان س��اميًا‪.‬‬ ‫ويعت��رض على مقولة «بوالنراس» الش��هيرة‬ ‫الحرب استمرار للسياسة بشكل مختلف‪ .‬إذ هو‬ ‫يرى أن الحرب‪ ،‬أية حرب‪ ،‬بما في ذلك ما يسمى‬ ‫الح��رب الثوري��ة‪ ،‬هي عنف يف��رض على حياة‬ ‫الناس من خارج إرادتهم الواعية‪ .‬فالعنف‪ ،‬في‬ ‫أشكاله المختلفة‪ ،‬هو تعطيل للسياسة‪ ،‬وإلغاء‬ ‫لدور الناس فيها‪ ،‬الدور الذي هو شرط ضروري‬ ‫لكي تمارس السياسة وظيفتها األصلية‪.‬‬ ‫وفي مواقفه من األحزاب القومية واليسارية‬ ‫على حد س��واء‪ ،‬والت��ي ظلت ترتك��ب أخطاء‬ ‫جوهري��ة فيم��ا يتعل��ق بخطه��ا السياس��ي‬ ‫وتنظيمها «ليس المهم تبنّي الماركسية قو ً‬ ‫ال‬ ‫وصراخاً‪ ،‬ولكنّ المهم تم ّثل الماركسية»‪ .‬ثم‬ ‫تس��اءل عن أسباب فش��ل األحزاب الشيوعية‬

‫‪17‬‬


‫اندساسية‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪18‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫من مذكرات أحمد سويدان‬

‫‪1992 / 3 / 6‬‬

‫نم��ت الليلة الماضية قرابة االثنتي عش��رة‬ ‫س��اعة نهض��ت خاللها للتبول ث�لاث مرات‪،‬‬ ‫وصح��وت على ص��وت المذيع ف��ي ‪ /‬مونت‬ ‫كارل��و ‪ /‬وه��و يرس��ل أخب��اراً ع��ن الوطن‬ ‫العرب��ي‪ ،‬وع��ن محادث��ات الس�لام ف��ي‬ ‫واش��نطن‪ ،‬وع��ن تدمير أس��لحة الع��راق‪..‬‬ ‫أخب��ار الوطن تجعلك ترثي لهذا الوطن من‬ ‫كثرة ما فيه من بؤس وخيبة وشقاء‪.‬‬ ‫وصل��ت دفع��ة م��ن المس��اجين م��ن تدمر‬ ‫يق��در عددها بين الس��بعين والثمانين من‬ ‫«بع��ث الع��راق» و»التوحيد الطرابلس��ي»‬ ‫و»التيارات الديني��ة» ويفيدون أنهم قدموا‬ ‫إلى محاكم س��ريعة‪ ،‬فحكم��وا بالمدة التي‬ ‫أمضوه��ا حت��ى اآلن‪ .‬وأف��ادوا أن المعاملة‬ ‫س��يئة داخل الس��جن‪ ،‬وأن الض��رب المبرح‬ ‫اليومي مس��تمر‪ ،‬وق��د ت��م توزيعهم على‬ ‫الطوابق‪.‬‬ ‫إن أربعين سجين ًا من الذين جاءوا من تدمر‬ ‫قد فتح��ت زيارته��م وكانوا بال زي��ارة منذ‬ ‫ثالثة عشرة سنة‪ ،‬وهم من بعث العراق‪.‬‬ ‫لم يبق حول الس��جن س��وى بقع قليلة من‬ ‫الثلج‪.‬‬

‫‪1992 / 3 / 7‬‬

‫روى الدكت��ور مزيد ح��داد حلم�� ًا رآه الليلة‬ ‫الماضي��ة عن «الب��اص» والرحي��ل‪ .‬إذ رأى‬ ‫نفس��ه ف��ي قريت��ه ينتظ��ر عل��ى الطريق‬ ‫الع��ام‪ .‬وكان يم��ر باص��ان‪ :‬األول يتجه إلى‬ ‫درع��ا‪ ،‬والثاني إلى دمش��ق يقف إلى جانبه‬ ‫ودي��ع إبراهيم‪ .‬م��رّ الب��اص األول دون أن‬ ‫يدركاه‪ ،‬ومر الباص الثاني‪ ،‬ونادى الدكتور‬ ‫مزيد السائق قائ ً‬ ‫ال له‪ - :‬يجب أن تنقلنا‪ .‬ولم‬ ‫يجبه السائق‪ ،‬وظل مسرع ًا وساحة القرية‬ ‫غ��دت فارغ��ة من الباص��ات والمس��افرين‪.‬‬ ‫وظلاّ يقفان في الساحة منتظرين‪ ،‬تلفهما‬ ‫الحيرة‪ ،‬ويلومان بعضهما ألنهما لم يصعدا‬ ‫بس��رعة‪ .‬إن الهاج��س بإخالء الس��بيل هو‬ ‫وراء مثل هذه األحالم‪.‬‬ ‫إن الس��ؤال الم ّلح والراهن هو‪ :‬متى يرحل‬ ‫االس��تبداد الذي يس��يطر على ه��ذا الوطن‬ ‫من مشرقه إلى مغربه؟‪..‬‬

‫‪1992 / 3 / 8‬‬

‫ال ش��ك أن ح��زب البع��ث‪ .‬ح��زب األربعينات‬ ‫وال��ذي اس��تكمل أطروحت��ه القومي��ة من‬ ‫ساطع الحصري وقسطنطين زريق‪ .‬ال شك‬ ‫أن هذا الحزب الوحدوي بامتياز والذي صدَّر‬ ‫كتاب�� ًا ومنظري��ن للوحدة‪ ،‬قد عان��ى عملي ًا‬ ‫الترن��ح من��ذ ‪ 8‬آذار‪ ،‬والس��قوط التراجيدي‬ ‫منذ قام��ت ‪ 23‬ش��باط ‪ .1966‬ومنذ أن قام‬ ‫بانقالبه عام ‪ 1968‬في العراق‪ .‬ثم بصعود‬ ‫صدام حسين إلى قمة السلطة عام ‪.1978‬‬ ‫مب��ادئ الحزب وتطلعاته إل��ى وطن موحد‪،‬‬ ‫تنع��م ربوع��ه بالعدال��ة دِيسَ��ت من قبل‬ ‫العس��كر «بالج��زم» ف��ي كل من س��ورية‬ ‫والع��راق‪ .‬وكان الجي��ش وبا ً‬ ‫ال عل��ى البعث‬ ‫ب��دل أن يك��ون رديف�� ًا‪ ،‬ذل��ك ألن التربي��ة‬ ‫الديمقراطي��ة‪ ،‬لي��س م��ن ج��ذور له��ا في‬

‫مجتمعن��ا‪ .‬لننظ��ر اآلن إل��ى ه��ذا الوط��ن‬ ‫المل��يء بالثورات‪ ،‬م��ن ث��ورة الجزائر‪ ،‬إلى‬ ‫ث��ورة الفاتح ف��ي ليبي��ا‪ ،‬إلى ث��ورة مصر‪،‬‬ ‫إل��ى ث��ورة اليم��ن والجن��وب اليمن��ي‪ ،‬إلى‬ ‫ثورات البعث المتوالية في كل من س��ورية‬ ‫والعراق‪ ،‬إلى ثورة « فتح « في فلس��طين‪،‬‬ ‫وال ننس��ى ث��ورات الس��ودان الت��ي قطعت‬ ‫الطريق على الديمقراطية‪.‬‬ ‫فماذا نجد؟‪..‬‬ ‫نج��د الخ��راب والغ��ش والتبعي��ة تعبث في‬ ‫أرجاء الوطن‪.‬‬ ‫وال نجد عامراً س��وى السجون‪ ،‬نجدها هي‬ ‫الوحي��دة المكتظة وه��ي كذل��ك المنيعة‪،‬‬ ‫وعالية الجدران واألسالك‪.‬‬ ‫ما هذه الثورات إذن؟‪..‬‬ ‫الثورة عادة تقلب الواقع الظالم كي تنصف‬ ‫المظل��وم‪ .‬هكذا قام��ت الثورة الفرنس��ية‬ ‫والثورة األمريكية والثورة الروسية‪ ..‬وبقي‬ ‫اإلنص��اف مقلق� ً‬ ‫لا وغي��ر مت��وازن بس��بب‬ ‫س��يطرة األوغ��اد والطامعي��ن عل��ى ه��ذه‬ ‫الثورات‪.‬‬ ‫لكن ثورات الوطن العربي بقيت «ش��اطرة‬ ‫ف��ي ال��كالم‪ ،‬وف��ي الحك��ي»‪ ،‬والش��عارات‬ ‫العريض��ة‪ .‬وم��ن ناحية الفع��ل بقيت ضد‬ ‫الوحدة‪ ،‬وض��د الحرية‪ ،‬وضد االش��تراكية‪.‬‬ ‫وكان أهم إنجاز حققته هو‪ :‬اعتقال الناس‬ ‫عل��ى الهوي��ة‪ ،‬اس��تحداث وبناء الس��جون‪،‬‬ ‫وإع�لاء ش��أن االس��تبداد وتس��خير اهلل‬ ‫واإلنسان لصالح السلطة المطلقة‪.‬‬

‫‪1992 / 3 / 9‬‬

‫الجمي��ع يعي��ش حلم إخالء الس��بيل‪ .‬إحدى‬ ‫الزي��ارات تؤك��د أن أس��ماءنا ف��ي التحقيق‬ ‫العس��كري مدرج��ة ف��ي قوائ��م اإلف��راج‪،‬‬ ‫وس��تصل إل��ى إدارة الس��جن ف��ي ‪ 13‬من‬ ‫الش��هر الج��اري‪ .‬وأح��د الرقب��اء يق��ول‪ :‬إن‬ ‫أسماءنا وصلت إلى اإلدارة والمسألة مسألة‬ ‫أيام!!‬ ‫الحي��اة تمض��ي هن��ا مليئ��ة بالطرائ��ف‬ ‫والعجائب‪ ،‬والالمعقول يختلط بالمعقول‪..‬‬ ‫وإخالء السبيل هو المحور ونقطة االرتكاز‪.‬‬

‫كمظروف �أتعبه‬ ‫ٍ‬ ‫الربيد‬ ‫خوشمان قادو‬ ‫أن كل ش��يء ف��ي البيت لم يعد‬ ‫حين تبيّن ّ‬ ‫الئق��اً‪ ،‬اش��ترى العديد من الص��ور القديمة‬ ‫ّ‬ ‫أتخف��ف‬ ‫وع ّلقه��ا عل��ى الج��دار‪ .‬الب��دَّ أن‬ ‫بخص��وص الس��عادة‪ ،‬حالي��ًا‪ُ ،‬‬ ‫ألك��ن هادئًا‬ ‫ولطيفاً‪ ،‬لي��س ثمة ما يجعلني أس��عى إلى‬ ‫صحن من قش‪ ،‬اللحظات‬ ‫إعادة الماضي في‬ ‫ٍ‬ ‫ذهبت إل��ى قيلولتها‪ ،‬ربما تركتُ بعضاً من‬ ‫األسباب التي تبرّر سباقي إلى الدهشة!‬ ‫في بي��ت صديق��ي تتغيّر العناوي��ن‪ ،‬حتى‬ ‫مُفزعة‪ ،‬ليس‬ ‫األح�لام تتحرك في فراغاتٍ ِ‬ ‫ف��ي مق��دوري أن أرت��ب األحداث كم��ا يحلو‬ ‫ل��ي‪ ،‬ش��روط اإلقامة تَحتم��ل ‪ -‬على األقل‬ ‫َ‬ ‫ح��ال غيّرتُ ف��ي التوقيت‪.‬‬ ‫ المفاج��أة في‬‫ل��ن أتأخّر‪ ،‬هذه المرّة‪ ،‬ف��ي االلتفاتة‪ ،‬ربما‬ ‫سأبارك فوهة ما تريد أن تتأمل عيناي‪.‬‬ ‫كال‪ ،‬ل��ن أت��رك الرؤي��ة خلف��ي‪ ،‬الحامل��ون‬ ‫قبّعاتَهم س��يحيّون زيارة الهواء ألحالمهم‬ ‫المرتديةِ أثوابَ المنافس��ة‪ .‬بكل بس��اطة‪،‬‬ ‫مصب��اح‪ ،‬حيث‬ ‫لن تع��ود البراءة إل��ى إيقاد‬ ‫ٍ‬ ‫تركناه��ا عند أقدام ملؤه��ا رائحة المجيء‪.‬‬ ‫حت��ى الخريف ب��ات يمتلك م��رآة يحجب بها‬ ‫نظر ّ‬ ‫كل من يريد أن يستلقي فوق أعشاش‬ ‫العصافير‪.‬‬ ‫أرأي��ت‪ ،‬صديق��ي؟! ت��مّ تأجيل كل ش��يء‪،‬‬ ‫بما فيه��ا الس��اعات‪ ،‬حتى يتحس��ن مَظهر‬ ‫الحص��ان ال��ذي زرن��اه قب��ل أن نتوقف عن‬ ‫الرك��ض أمام م��ا يقلقن��ا‪ .‬الم��وت يمكنه‪،‬‬ ‫أن يحرّرن��ا م��ن نفقات ما نحن ب��ه‪ ،‬لكنّه‪،‬‬ ‫الحبّ من سيزورنا غداً‪ .‬األيامُ‪ ،‬إن تأخرتُ‪،‬‬ ‫س��ترتدي ثوب العرس‪ ،‬ربما س��معنا الكثير‬ ‫من هذه الحِكم‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫عادل مع‬ ‫رأس��ي يؤلمني لكن‪ ،‬أبداً‪ ،‬البياض‬ ‫الليل‪ .‬ليس مس��تحي ً‬ ‫ال البقاء في الظنّ‪ ،‬بل‬ ‫هي الزيارة إلى هن��اك‪ُ ،‬‬ ‫لنكن لطيفيَن في‬ ‫العتم��ة حي��ن نالمس األش��ياء‪ ،‬حيث نكون‬ ‫ّ‬ ‫تش��كل ُثكنة‪،‬‬ ‫منتصرَي��ن في العيون التي‬ ‫كمظروفٍ أتعبه البريد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لباقة من‬ ‫أفقيًا لم ينتبه��وا إلينا‪ ،‬كانوا أكثر‬ ‫ِّ‬ ‫المشككة باإلخالص‪ ،‬العيون‬ ‫تلك المساحة‬ ‫لم تكن تناقش األداء الممهّد إليها ‪ /‬العربة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تسّاقط كل الكلمات‪ ،‬أظن أن‬ ‫خارج الحفلة‬ ‫الكثيري��ن ارتاحوا م��ن المس��احة الممكنة‬ ‫بخصوص ما سأقوله غداً‪.‬‬ ‫لمَ عس��اي أن أجمع كل األشياء في الغرفة؛‬ ‫ديكور يو َثق‬ ‫الخطوات األولى ال تحت��اج إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ب��ه حدّ المل��ل‪ .‬المقدرة على ع��دم التمييز‬ ‫نظر تبدو جميل��ة‪ ،‬لكنها تفتقر‬ ‫هي وجه��ة ٍ‬ ‫إلى دهشة المهمّ في األشياء‪ .‬ال أدري! من‬ ‫تذكر ما بُحنا به‪ ،‬س��أجلس قلي ً‬ ‫الصع��ب ّ‬ ‫ال‪،‬‬ ‫ربما تعود لترس��م لي مقعداً أمام كل بيت‪.‬‬ ‫فت��ح الباب‪ ،‬م��ا كان خاطئ ًا‪ ،‬أحدن��ا كان في‬ ‫سنمكث قلي ً‬ ‫ُ‬ ‫ال ثمة المزيد من‬ ‫انتظار اآلخر‪،‬‬ ‫الليل لنحرس كل ما هو هادئ تحت الركام‪،‬‬ ‫وسنمس��حُ من جدي��د كل الرصاصات التي‬ ‫تس��اقطت سهواً على س��كينتنا‪ ،‬وكأننا كنّا‬ ‫نيامًا حين ابتسم ٌّ‬ ‫كل منّا لآلخر‪.‬‬


‫كاريكاتير الفنان سمير الخليلي‬

‫عدسة سوريتنا‬

‫للم�شاركات وللمرا�سالت والتوا�صل مع هيئة التحرير ‪s our iat na@ gm a i l . c o m‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫حلب ‪ -‬عثمان إدلبي‬ ‫ً‬ ‫أصبح من النادر أن تقابل عسكريا في حلب وال ترى على جسده وشم‬ ‫(ي��ا حس��ين) أو (يا عل��ي) أو (يا زين��ب) أو كلمات أخرى مش��ابهة باتت‬ ‫تحم��ل الكثير من االيحاء الطائفي‪ ،‬مما يدل على وجود ظاهرة جديدة‬ ‫تتفش��ى اليوم بين العسكريين في هذه المدينة‪ ،‬وخاصة العسكريين‬ ‫الذين يعملون تحت إمرة ضباط من حزب اهلل‪ ،‬فمنهم من يوشم على‬ ‫جس��ده تل��ك الكلمات ليثب��ت والءه لقائده ومنهم م��ن اعتنق المذهب‬ ‫الشيعي فع ً‬ ‫ال وبكل معتقداته‪.‬‬ ‫(علي اللبناني) صبغ أجس��اد العس��اكر الس��وريين بوشومه التي ترمز‬ ‫للطائفة الش��يعية‪ ،‬وعلي هو ش��اب لبناني الجنس��ية أرسله حزب اهلل‬ ‫ليقات��ل إلى جانب النظام في حلب‪ ،‬ولكنه ترك القتال بعد أن وجد في‬ ‫أجس��اد الس��وريين مكاناً يم��ارس فيه هوايته في دق الوش��وم‪ ،‬علي‬ ‫اس��تولى على محل صغير في حي الحمداني��ة ومأله بأعالم حزب اهلل‬ ‫وبصور ش��يعية‪ ،‬ووضع في��ه كمبيوتر محمول باإلضاف��ة إلى معداته‬ ‫التي يستخدمها في دق الوشوم‪.‬‬ ‫ويقول مأمون‪ ،‬ش��اب م��ن حلب‪« :‬أت��ردد على علي يومي�� ًا كون محله‬ ‫يقع ق��رب بيت��ي‪ ،‬فالحظت أن جمي��ع العس��كريين الذين يأت��ون إليه‬ ‫لكي يوش��موا على أجس��ادهم هم س��وريون‪ ،‬وبعض منهم كان من‬ ‫أصدقائ��ي أيام الدراس��ة‪ ،‬ومعظمهم من البس��طاء الذين ينتمون إلى‬ ‫عائالت فقيرة‪ ،‬فكان علي يس��تغل بس��اطة هؤالء العساكر وبأسلوبه‬ ‫الق��وي يقوم بإقناعهم بالوش��وم‪ ،‬فأحيانا كان يدعي أن هناك روايات‬ ‫وقص��ص لهذه الوش��وم وبأنه��ا تحمي من الموت‪ ،‬وف��ي أحيانٍ أخرى‬ ‫يدعي بأنها مفيدة للدورة الدموية ولها فوائد صحية أخرى»‪.‬‬ ‫أجر مقابل‬ ‫أك��د لن��ا مأمون أن علي م��ازال حتى اليوم ال يتقاض��ى أي ٍ‬ ‫تلك الوشوم لكنه يشرط على العسكريين مسبقًا أن يختاروا الوشوم‬ ‫الت��ي يريدونها من الص��ور الموجودة على كمبيوت��ره‪ ،‬ويصف مأمون‬ ‫أبرز الوش��وم التي يختارها هؤالء بقوله «معظمها عبارة عن كتابات‪،‬‬ ‫أغلبه��ا تنادي باس��م اإلمام عل��ي وأوالده وأحفاده‪ ،‬ومنه��م من يختار‬ ‫رسوما كسيف ذو الفقار»‪.‬‬ ‫طوّر علي عمله فأتى بآالت لدق الوشم وبمواد حبريه مخصصة‪ ،‬كما‬ ‫ازداد خبرةً‪ ،‬وبات يقوم برس��م الوشوم ودقها بطريقة احترافية‪ ،‬هذا‬ ‫ما أكده لنا جاره مأمون عندما قال «غاب علي في الشهر الماضي لمدة‬ ‫أسبوع‪ ،‬وبعد مجيئه علمت أنه كان في لبنان وأحضر معه آلة متطورة‬

‫تقوم بدق الوش��م بش��كل أس��رع من اآللة اليدوي��ة التقليدية‪ ،‬وألمها‬ ‫أخ��ف وأتى بأحبار ملونة‪ ،‬ووش��وم جديدة‪ ،‬وعندما س��ألته عن تكلفة‬ ‫تل��ك المعدات رفض أن يجيب وقال لي «فدى الحس��ين»‪ ،‬بعد أن طور‬ ‫علي عمله زادت ش��هرته‪ ،‬وزاد عدد العس��كريين الذين يقبلون عليه‪،‬‬ ‫فبات اسم (علي اللبناني) يعرف من قبل أغلب العسكريين في حلب‪.‬‬ ‫ي��زداد انتش��ار ظاهرة الوش��م على الجس��د بين عناص��ر النظام في‬ ‫حلب‪ ،‬وأصبح البعض منهم يتنافس��ون في وشم أجسادهم بالكلمات‬ ‫والعب��ارات والرس��وم الش��يعية‪ ،‬هذا م��ا أصبح يالحظ��ه أهالي حلب‪،‬‬ ‫فمنهم من عبر عن اس��تيائه وحذر من أن يكون تفشي هذه الظاهرة‬ ‫بين العسكريين أمر مخطط له ومدروس من قبل عناصر حزب اهلل‪.‬‬ ‫يقول األس��تاذ رائد‪ ،‬من س��كان حلب‪« :‬إن وقع هذا العسكري في أسر‬ ‫ق��وات المعارضة ووجدوا على جس��ده وش��ماً يرمز للطائفة الش��يعية‬ ‫أو لحزب اهلل فهو حكمًا س��وف يقتل على الفور‪ ،‬فمن وش��م له يريده‬ ‫أن يقت��ل‪ ،‬وعل��ى الرغم من انتش��ار عدد كبير م��ن مقاتلي حزب اهلل‬ ‫في حلب لم أر إلى اآلن مقاتال وش��م على جس��ده أي وش��م يدل على‬ ‫طائفته»‪ ،‬بينما عبر الش��يخ «أحمد داوود» م��ن أهالي حلب أيض ًا‪ ،‬عن‬ ‫انزعاجه من تفش��ي هذه الظاهرة بقوله‪« :‬إن هذه العبارات الطائفية‬ ‫تزيد من التفرقة الطائفية بين السوريين»‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬

‫�شاب لبناين ميلأ �أج�ساد عنا�صر النظام يف حلب بالو�شوم ال�شيعية‬

‫‪19‬‬


‫�إ�شارة مرور‬ ‫يوسف العبدهلل‬

‫رصيف سوريتنا‬

‫جبهة حلب‬

‫حي الدبالن بحمص ‪ 8‬آذار ‪ | 2015‬عدسة نوال معصوم‬

‫يُحكي �أن حم�ص‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )181‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪20‬‬

‫حمص ‪ -‬نوال معصوم‬ ‫يُحكى عن مدينةٍ كانتْ تزيّنها الحجار ُة السود‪ ،‬عن مدينةٍ كان سكانُها‬ ‫ّ‬ ‫يُقرضُ جارَه نصفَ‬ ‫س��ون الحُبَّ أكثرَ من الهواء‪ ،‬عن‬ ‫يتنف‬ ‫َ‬ ‫البائع الذي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الشباب‬ ‫اش��تاقتْ ألوالدها فأس��كنَتْ بعض‬ ‫س��لع المحل‪ ،‬عن األمِّ التي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف��ي بيتها القدي��م الكائن في حم��صَ القديمةِ كي تُغني نفسَ��ها عن‬ ‫المس��ؤول ع��ن تعلي��م ّ‬ ‫كل أوالده في‬ ‫األب‬ ‫ِ‬ ‫غي��اب أرواحه��م‪ ،‬يُحكى عن ِ‬ ‫أرق��ى المدارس‪ ،‬عن إلباسِ��هم أفضل ملبس‪ ،‬عن إطعامهم من أش��هى‬ ‫المأكوالت‪.‬‬ ‫يحك��ى عن مدينةٍ أس��وارُها قاومَتِ التتارَ والمغ��ول‪ ،‬عن أهلها الذينَ‬ ‫اس��تعاضوا عن عقوله��م بفك��رةِ الجنونِ ك��ي يُبعِدوا عنه��مُ الغزاة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫حرب وال في س��لم‪ ،‬يُحكى عن مدينةٍ‬ ‫ع��ن ضحكةٍ لم‬ ‫تفارقهم ال ف��ي ٍ‬ ‫اش��تُهرَتْ بالكرنف��االتِ والمناس��باتِ واألعي��اد‪ ،‬ع��ن ح��اراتٍ جذبَ��تْ‬ ‫ِ‬ ‫ببس��اطتها آالفَ الغرباء من داخل سورية وخارجها‪ ،‬عن احتضانِ مسجدِ‬ ‫الهالل لصلي ِبها‪ ،‬يُحكى عن أم‬ ‫خال��دَ ابن الوليدِ ألمِّ الزنار‪ ،‬عن حماي��ةِ‬ ‫ِ‬ ‫الحجارةِ السود‪..‬‬ ‫هي حمص‪ ،‬هي االس��مُ الدام��ي‪ ،‬هي الصمودُ والفق��رُ والعطاء‪ ،‬هي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تحاول أن تع��ودَ فوق أنقاضه��ا كالصقر‪ ،‬هي أمُّ‬ ‫الميْت��ة التي‬ ‫المدين��ة‬ ‫رمح أو طعنةِ س��يف‪ ،‬هي‬ ‫لضربة‬ ‫مكان‬ ‫جس��ده‬ ‫في‬ ‫يبقَ‬ ‫لم‬ ‫الذي‬ ‫الوليدِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫صرخة‬ ‫الرج��ال المقهورة‪ ،‬وأنّ��اتُ األمهاتِ الثكال��ى‪ ،‬هي‬ ‫أرواحُ‬ ‫الي��ومَ‬ ‫ِ‬ ‫الجه��ل والعوَز‪ ،‬لم تكنْ تلك الجوه��ر ُة خامد ًة كما حا ُلها‬ ‫طف��ل في وجه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اليوم‪..‬‬ ‫لرفع‬ ‫ه��ي التُّج��ارُ الذين‬ ‫َ‬ ‫يغش��ون زبائنَهم‪ ،‬ه��ي الصراعُ بي��ن الباعةِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫حافظها محتكرُه��ا عن اآلخرين‪ ،‬هي‬ ‫األس��عار أكثر‪ ،‬هي مال��كُ النعمةِ‬ ‫ِ‬ ‫المنزل الذي ما َ‬ ‫زال صامداً يرفعُ أجرتَهُ في وجه النازحين‪ ،‬هي‬ ‫صاح��بُ‬ ‫ِ‬ ‫القدم في‬ ‫طفل ال يملكُ أه ُلهُ س��عرَ ح��ذا ٍء جديدٍ يلعبُ به ك��ر َة‬ ‫ب��كا ُء‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫االثنين‬ ‫الش��ارع المتّس��خ‪ ،‬هي حير ُة طفلةٍ لم تعدْ تعرفُ حاص��ل جدا ِء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صغير المس��احةِ‬ ‫بالثالث��ة‪ ،‬هي وقوف أمٍّ باكي��ةٍ في الباحةِ أمام صفٍّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وقوفها في شرفتِها المط ّلةِ‬ ‫في مدرسةٍ مكسورةِ الشبابيك‪ ،‬عوضاً عن‬ ‫عل��ى غاب��ةِ الوعر‪ ،‬ه��ي حس��ر ُة أوالدِها على زي��ارةِ الس��يرك ومدينة‬ ‫َ‬ ‫أهلك��هُ الوقوفُ ف��ي ص��فِّ المنتظرينَ‬ ‫رج��ل‬ ‫الماله��ي‪ ،‬ه��ي تنهيد ُة‬ ‫ٍ‬ ‫لصندوقَ اإلعاناتِ المعيش��ية‪ ،‬هي ازدحامُ المستوصفاتِ والصيدلياتِ‬ ‫بشتى المرضى والمحتاجين‪..‬‬ ‫لكنّه��ا ما زا َلتْ وس��تبقى َ‬ ‫آلهة الحبِّ الس��ورية‪ ،‬ما زا َلتْ وس��تبقى األمَّ‬ ‫الحن��ون‪ ،‬والجمعيات الخيريّة‪ ،‬ما َ‬ ‫زال فيه��ا ُ‬ ‫يوزّعون حبَّهم‬ ‫أهل الطيبةِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بس��مة‬ ‫األس��واق والحريّة‪ ،‬هي‬ ‫على المحتاجينَ بالمجّان‪ ..‬هي حمصُ‬ ‫ِ‬ ‫األمل التي يمكنُ أن تعود‪..‬‬ ‫ِ‬

‫منذ أيام جمعتني صدف��ة مع أحد المقاتلين في معارك جبهة‬ ‫«حن��درات» بري��ف حلب‪ ،‬وقد ش��ارك ه��ذا المقات��ل في صد‬ ‫الهجوم الكبير الذي ش��نته قوات النظام مدعومة بمليش��يات‬ ‫الحرس الثوري اإليراني وحزب اهلل اللبناني‪.‬‬ ‫تح��دث هذا المقاتل المصاب بش��ظية ف��ي فخذه عن صعوبة‬ ‫المعارك في «باش��كوي» وعن فرار عناص��ر النظام مع بداية‬ ‫المعرك��ة‪ ،‬واس��تماتت عناص��ر ح��زب اهلل والح��رس الث��وري‬ ‫اإليراني في الوصول إلى نبل والزهراء‪.‬‬ ‫وبالرغ��م م��ن الزهو الذي يش��عر ب��ه المقات��ل إزاء نجاحهم‬ ‫بصد ه��ذا الهجوم‪ ،‬إال أن��ه تخوف من أن النظام ومليش��ياته‬ ‫سيحاولون من جديد الوصول إلى نبل والزهراء‪.‬‬ ‫في س��ياق تل��ك المعارك كان��ت تعليقات الصفح��ات المؤيدة‬ ‫للنظام على الهزيمة الكبيرة في ريف حلب –كالعادة ‪ -‬ترويج‬ ‫النتصارات دنيكش��وتية‪ ،‬لكن اس��توقفتني بعض الصفحات‬ ‫ومنها صفحة «أس��ود مطار دير ال��زور» والتي بدأت بالترويج‬ ‫لمعرك��ة كبيرة جديدة في «باش��كوي وحندرات» وبمش��اركة‬ ‫روسية هذه المرة‪ ..‬وصلت طالئعها إلى طرطوس مؤخراً‪.‬‬

‫زلزال �سانا‬

‫«هزة أرضي��ة بقوة ثالث درجات على مقي��اس ريختر‪ ،‬وعلى‬ ‫عم��ق ‪ 7‬كيلومت��رات‪ ،‬تعرّضت له��ا مدينة حلب عند الس��اعة‬ ‫الخامسة و‪ 31‬دقيقة بالتوقيت المحلي»‬ ‫ه��ذا ما أوردته وكالة س��انا عن خبر نس��ف ق��وات المعارضة‬ ‫لمبنى المخابرات الجوية في حلب ما أثار موجة من الس��خرية‬ ‫والتعليق��ات عل��ى صفح��ة الوكال��ة‪ ،‬وعل��ى مواق��ع التواصل‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫ليس��ت المش��كلة بالخبر ال��كاذب الذي أوردته س��انا‪ ،‬فهي لم‬ ‫تك��ن المرة األولى الت��ي تزيف فيها األخبار‪ ،‬لكن وكالة س��انا‬ ‫بقي��ت عل��ى موقفها من أن هزة أرضي��ة ضربت حلب‪ ،‬وأبقت‬ ‫الخبر على موقع الوكالة في الفيسبوك إلى اآلن‪.‬‬

‫الثورة �أنثى‬

‫ثالث س��يدات س��وريات حصلن خالل األيام القليل��ة الماضية‬ ‫على جوائز مهمة تقديراً لعملهن الشجاع في الثورة السورية‬ ‫فقد حصلت السورية مجد شربجي على الجائزة الدولية للمرأة‬ ‫الش��جاعة (‪)International Women of Courage Award‬‬ ‫المقدم��ة من الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬على أن تس�� ّلم من‬ ‫قبل ميش��يل أوباما (زوجة الرئيس األمريكي) في عيد المرأة‬ ‫العالمي يوم ‪ 8‬آذار الجاري‪.‬‬ ‫وحصلت المعلمة والناشطة السورية‪ ،‬سعاد نوفل على جائزة‬ ‫«هوم��و هوميني» لحقوق اإلنس��ان في العاصمة التش��يكية‬ ‫براغ‪ .‬واشتهرت س��عاد نوفل ابنة الرقة السورية برفع الفتات‬ ‫وتنفي��ذ اعتصامات بش��كل منف��رد أمام مق��رات داعش في‬ ‫الرقة‪.‬‬ ‫مدي��ر منظمة «هوم��و هومين��ي» أعلن أن المنظم��ة «تمنح‬ ‫جائزتها لسعاد نوفل ال لش��جاعتها في إظهار معارضتها علن ًا‬ ‫للس��لوك اإلجرامي من جانب الدولة اإلس�لامية أمام مقراتها‬ ‫في الرقة وحسب‪ ،‬بل الحتجاجها طويل األجل‪ ،‬وغير العنفي‪،‬‬ ‫على واحد من أش��د أنظمة العالم وحش��ية‪ ،‬نظام األس��د في‬ ‫س��ورية‪ ،‬مضيف ًا‪ :‬نري��د عبر هذه الجائ��زة أن نعبر عن دعمنا‬ ‫لكثي��ر من الس��وريين ممن يعارض��ون بفاعلي��ة ودون عنف‬ ‫اإلرهاب واالستبداد مهما كان مصدرهما»‪.‬‬ ‫كم��ا كرّمت منظمة مراس��لون بال حدود الصحفية الس��ورية‬ ‫زين��ة ارحي��م‪ ،‬تقدي��راً لعملها الصحف��ي الذي تق��وم به في‬ ‫المناط��ق المحررة من س��وريا‪ ،‬من خالل تدري��ب المواطنين‬ ‫الصحفيين في المنطقة‪.‬‬ ‫السوريات هن الشجاعات‪..‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.