Souriatna 183

Page 1

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪1‬‬


‫غاز الكلور يقتل �ستة مدنيني يف �سرمني‬ ‫والعفو الدولية ت�ؤكد م�س�ؤولية النظام املبا�شرة‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫قت��ل س��تة مدنيي��ن عل��ى األقل م��ن عائلة‬ ‫واح��دة‪ ،‬وأصيب نح��و ‪ 75‬ش��خصاً باالختناق‬ ‫ي��وم االثنين في مدينة س��رمين بريف إدلب‪،‬‬ ‫نتيج��ة اس��تهدافها ببراميل متفج��رة تحوي‬ ‫مادة الكلور‪.‬‬ ‫وقال��ت مصادر محلية إن ع��دة مدن في ريف‬ ‫ادل��ب بينه��ا س��رمين تعرض��ت لي��ل االثنين‬ ‫لقصف��ت بالبرامي��ل المتفج��رة تح��وي مادة‬ ‫الكل��ور‪ ،‬وأضافت المصادر أن مروحيات تابعة‬ ‫للنظ��ام أغ��ارت مرتين عل��ى المدينة‪ ،‬والقت‬ ‫برامي��ل متفجرة وعبوات تنش��ر روائح واخزة‬ ‫ومخرش��ة لألجه��زة التنفس��ية‪ ،‬عل��ى محور‬ ‫طري��ق س��رمين قمين��اس ما خ ّلف عش��رات‬ ‫حاالت االختناق بين السكان في الحي الغربي‬ ‫لس��رمين‪ ،‬وأش��ارت المصادر إلى أن المدينة‬ ‫ش��هدت نزوح مئ��ات العائالت نح��و األراضي‬ ‫الزراعية نتيجة الخوف من تأثير الغاز‪.‬‬ ‫منظم��ة العفو الدولية أعلن��ت أن لديها دالئل‬ ‫وإفادات حية لش��هود على اس��تهداف مناطق‬ ‫ف��ي ري��ف إدل��ب ش��مالي س��وريا‪ ،‬ببرامي��ل‬ ‫متفج��رة تحتوي على غ��از الكلورين من قبل‬ ‫نظام األس��د ي��وم االثنين م��ا أدى إلى مقتل‬ ‫عدد من المدنيين‪.‬‬ ‫وفي الس��ياق‪ ،‬طالب الناطق الرس��مي باسم‬ ‫االئت�لاف الوطني الس��وري س��الم المس��لط‬ ‫“باجتم��اع ط��ارئ وعاج��ل لمجل��س األم��ن‬ ‫الدول��ي لوضع الق��رار ‪ 2118‬موض��ع التنفيذ‬ ‫وتحت الفصل السابع‪ ،‬وإحالة مجرمي الحرب‬

‫والقتلة وعلى رأس��هم قاتل األطفال المجرم‬ ‫بشار األسد إلى محكمة الجنايات الدولية”‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخ��رى‪ ،‬أعربت الوالي��ات المتحدة‬ ‫عن قلق بال��غ حيال التقارير التي تفيد بقيام‬ ‫نظام األس��د م��رة اخ��رى بإس��تخدام الكلور‬ ‫كس�لاح كيميائ��ي‪ ،‬وورد في بي��ان للخارجية‬ ‫األمريكية‪“ :‬نحن نبحث حالياً في هذه المسألة‬ ‫عن كثب وندرس الخطوات التالية‪ ،‬وفي حين‬ ‫ال يمكنن��ا تأكيد اي تفاصيل بع��د‪ ،‬إال أن هذا‬ ‫ان كان صحيح��ُا فأن��ه لن يكون س��وى احدث‬ ‫االمثلة المأساوية على الفضائع التي يرتكبها‬ ‫نظ��ام األس��د بحق الش��عب الس��وري‪ ،‬والتي‬ ‫ينبغي ان يدينها المجتمع الدولي باسره”‪.‬‬

‫وقبل مضي ‪ 24‬س��اعة عل��ى المجزرة‪ ،‬أطلق‬ ‫ناشطون س��وريون وسمًا “هاش��تاغ” بعنوان‬ ‫“س��رمين تختنق” عل��ى موقعي “فيس��بوك”‬ ‫و“تويتر” أدانوا فيه الهجمات األخيرة بالغازات‬ ‫السامة لطيران النظام على بلدة سرمين في‬ ‫ريف إدلب الشمالي‪.‬‬ ‫كم��ا نش��روا ش��ريطاً مص��وراً بعش��ر لغ��ات‬ ‫يضمن محتواه س��ؤال‪“ :‬هل تعلم أن األس��د‬ ‫اس��تخدم الكيميائ��ي اليوم؟»‪ ،‬حيث اش��ترك‬ ‫‪ 10‬أشخاص يتكلمون ‪ 10‬لغات مختلفة حول‬ ‫العالم بفيديو مدته دقيقة و‪ 44‬ثانية بتوجيه‬ ‫رس��الة للعالم حول الكيمياوي الذي تعرضت‬ ‫له مدينة‪.‬‬

‫‪� 45‬ضحية على الأقل ي�صبغون نوروز احل�سكة بالأحمر‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫لقي ‪ 45‬مدنياً على األقل مصرعهم وجرح نحو‬ ‫‪ 130‬آخرين بينهم أطفال ونس��اء يوم الجمعة‬ ‫في مدينة الحسكة‪ ،‬نتيجة انفجارين في ساحة‬ ‫المفتي خالل احتفال األهالي بعيد النوروز‪.‬‬ ‫ونقل مراسل “سوريتنا” في الحسكة عن شهود‬ ‫عي��ان قوله��م‪“ :‬إن التفجير األول وقع ش��رقي‬ ‫ساحة المفتي ومن المرجح أن يكون ناجمًا عن‬ ‫عبوة ناسفة‪ ،‬وتبعه تفجير آخر يعتقد أنه ناجم‬ ‫عن سيارة مفخخة في قلب الساحة”‪.‬‬ ‫وأضاف مراس��لنا إن المشفى الوطني ومشفى‬ ‫عص��ام بغ��دي ومش��فى الرحم��ة ف��ي مدينة‬ ‫الحس��كة‪ ،‬ومش��افي عامودا وداري ومش��افي‬ ‫(الن��ور واألم��ل وناف��د والرحم��ة والكلمة) في‬ ‫مدينة القامش��لي استقبلوا عش��رات الجرحى‪،‬‬ ‫كم��ا وص��ل ع��دد م��ن الجرح��ى إل��ى مدين��ة‬ ‫الدرباسية‪.‬‬ ‫وقال عضو الهالل األحمر الكردي كمال درباس‬ ‫لـ”س��وريتنا”‪" :‬نعان��ي من نقص ف��ي األدوية‪،‬‬ ‫والكثي��ر م��ن المش��افي ال تمل��ك اإلمكاني��ات‬ ‫الالزمة لع�لاج المصابين‪ ،‬اس��تطعنا أن نؤمن‬ ‫كميات من الدم وبزمر مختلفة وقدمنا ما لدينا‬ ‫من أدوية إلى كل المشافي"‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالتحقيق��ات المتعلقة بالتفجير‪،‬‬ ‫أك��د المتحدث باس��م “قوات األس��ايش” محمد‬

‫خل��و لـ”س��وريتنا”‪ “ :‬تش��ير تحقيقاتن��ا إلى أن‬ ‫التفجي��ر األول كان عن طريق س��يارة مفخخة‬ ‫والثاني كان عن طريق حزام ناسف"‪ ،‬كما أكد "‬ ‫أن التفجيرين أسفرا عن استشهاد ‪ 45‬مواطناً‪،‬‬ ‫وج��رح أكث��ر م��ن ‪ 130‬آخري��ن بينه��م حاالت‬ ‫حرج��ة‪ ،‬إضافة إلى ‪ ٤‬ف��ي ع��داد المفقودين‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن عدد الضحايا قابل لالزدياد‪.‬‬ ‫وكان��ت المنس��قية العام��ة لرئاس��ة المجالس‬ ‫التنفيذي��ة ف��ي “اإلدارة الذاتية” أص��درت بيانًا‬

‫ي��وم الجمعة طلبت فيه م��ن األهالي أن تكون‬ ‫احتفاالته��م عل��ى نط��اق ضي��ق‪ ،‬بعي��دة عن‬ ‫التجمعات الكبيرة حرصُا على السالمة واألمان‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن تنظيم “الدولة اإلس�لامية” قد‬ ‫أعلن مس��ؤوليته عن التفجيرين ف��ي المدينة‬ ‫عب��ر صفح��ات تابعة له ف��ي مواق��ع التواصل‬ ‫االجتماع��ي‪ ،‬في حين أص��در االئتالف الوطني‬ ‫لق��وى الث��ورة والمعارضة الس��ورية بيانًا أدان‬ ‫فيه العملية‪ ،‬وقدم تعازيه إلى ذوي الضحايا‪.‬‬


‫‪� 135‬ألف �سوري ح�صلوا على اللجوء يف �أوربا‬

‫سوريتنا برس‬ ‫تخط��ط ألماني��ا إلقام��ة أول مش��روعاتها إلغاث��ة‬ ‫الالجئين السوريين في تركيا بعد أربعة أعوام على‬ ‫بدء الثورة في سوريا وهجر المدنيين لديارهم‪.‬‬ ‫وأعل��ن وزي��ر التنمي��ة األلمان��ي “غيرد مول��ر” يوم‬ ‫الجمعة عق��ب لقائه حاكم محافظ��ة كلس التركية‬ ‫أن��ه من المخطط تأس��يس ع��دة مراكز الس��تقبال‬ ‫الالجئين الس��وريين في المناط��ق التركية القريبة‬ ‫من الحدود الس��ورية‪ ،‬بتكلفة تقدر بعش��رة ماليين‬ ‫يورو‪ ،‬كم��ا تعتزم الجمعية األلمانية للتعاون الدولي‬ ‫ترمي��م م��دارس لألطف��ال الس��وريين ف��ي تركي��ا‬ ‫بتكلفة تقدر بـ‪ 1.4‬مليون يورو‪.‬‬ ‫وتهدف برلين من تلك المشروعات إلى تخفيف حدة‬ ‫التوت��رات بين األت��راك والالجئين الس��وريين‪ ،‬حيث‬ ‫يش��كو األتراك الذين لم يحصلوا على تدريب مهني‬ ‫من تفضيل بعض أرباب العمل توظيف الس��وريين‬ ‫الذين يعملون في الغالب بدون عقد وبأجور متدنية‪،‬‬ ‫ف��ي وقت ارتفعت فيه أس��عار إيج��ارات المنازل في‬ ‫العدي��د من المناط��ق بتركيا منذ وص��ول الالجئين‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫تج��در اإلش��ارة إل��ى أن تركيا اس��تقبلت ‪ -‬بحس��ب‬ ‫بياناته��ا ‪ -‬حت��ى اآلن أكث��ر م��ن ‪ 1.6‬ملي��ون الجئ‬ ‫س��وري‪ ،‬تعيش غالبيتهم في مخيمات لجوء أقامتها‬ ‫الحكومة التركية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا برس‬ ‫أصدر االئتالف الوطني الس��وري يوم الس��بت المرس��وم تش��ريعي رقم “‪ ،”1‬معلنًا فيه‬ ‫انعدام القرار العسكري رقم ‪ / 2 /‬الصادر بتاريخ ‪ 8‬آذار من عام ‪ 1963‬والذي أعلن حالة‬ ‫الطوارئ في سورية‪.‬‬ ‫وذكر االئتالف الوطني عبر موقعه الرسمي أن هذا المرسوم صدر عن االئتالف باعتباره‬ ‫الممثل الش��رعي للشعب الس��وري‪ ،‬واس��تناداً لالعتراف الدولي به كممثل شرعي وحيد‬ ‫للشعب السوري‪.‬‬ ‫وأبط��ل االئت�لاف من خالل المرس��وم جملة من الق��رارات األخرى المترتب��ة عليه وهي‬ ‫المرسوم التشريعي رقم ‪ / 4 /‬لعام ‪ 1965‬المتعلق بعرقلة تنفيذ التشريعات االشتراكية‪،‬‬ ‫والمرسوم التشريعي رقم ‪ / 6 /‬لعام ‪ 1965‬المتعلق بمناهضة أهداف الثورة‪ ،‬والمرسوم‬ ‫التش��ريعي رقم ‪ / 47 /‬لع��ام ‪ 1968‬القاضي بتش��كيل محاكم أمن الدولة‪ ،‬والمرس��وم‬ ‫التش��ريعي المعدل رقم ‪ / 32 /‬لعام ‪ 1980‬المعدل للمرس��وم رقم ‪ / 109 /‬لعام ‪،1968‬‬ ‫والمرسوم التشريعي رقم ‪ / 14 /‬لعام ‪ 1969‬القاضي بإحداث إدارة أمن الدولة‪ ،‬القانون‬ ‫رق��م ‪ / 53 /‬لع��ام ‪ 1979‬المتعل��ق بأم��ن حزب البع��ث‪ ،‬القانون رق��م ‪ / 49 /‬لعام ‪1980‬‬ ‫والمتعلق بمالحقة المنتمين إلى جماعة اإلخوان المسلمين‪.‬‬ ‫واعتب��ر االئتالف كافة األثار الناتجة عن تنفيذ المراس��يم المذكورة أعاله منعدمة األثار‬ ‫القانونية‪ ،‬وحمل الس��لطة التي كانت قائمة خالل فترة العمل بتلك المراسيم مسؤولية‬ ‫كل الخروقات واالنتهاكات القانونية والدستورية الناتجة عن تطبيق المراسيم وتعويض‬ ‫المتضررين‪.‬‬ ‫وفي سياق آخر‪ ،‬قررت الهيئة العامة تكليف الهيئة الرئاسية بالتشاور مع مكتب االئتالف‬ ‫ف��ي القاهرة للعمل عل��ى متابعة حضور االئت�لاف للقمة العربية القادم��ة المقامة في‬ ‫القاهرة‪ ،‬كما قررت االعتذار عن المشاركة في منتدى موسكو ‪ 2‬الذي سيقام في موسكو‬ ‫مطلع الشهر المقبل‪.‬‬ ‫وقال رئيس االئتالف الوطني السوري خالد خوجة خالل االجتماع أمس إن خطة المبعوث‬ ‫الدولي س��تيفان دي ميس��تورا حول تجميد القتال في حلب قد فش��لت‪ ،‬واآلن يعّد خطة‬ ‫سياسية جديدة إليجاد حل سياسي جديد‪.‬‬

‫�أملانيا تخطط لإن�شاء مراكز ا�ستقبال‬ ‫لالجئني ال�سوريني يف تركيا‬

‫أخبار وتقارير‬

‫االئتالف ي�صدر «املر�سوم الت�شريعي رقم ‪»1‬‬ ‫وميتنع عن ح�ضور منتدى مو�سكو الثاين‬

‫سوريتنا برس‬ ‫قدرت الش��بكة الس��ورية لحقوق اإلنس��ان‪ ،‬حصيلة‬ ‫األمه��ات اللواتي لقي��ن مصرعهن نتيج��ة المعارك‬ ‫والقص��ف ف��ي في س��وريا‪ ،‬بم��ا اليقل ع��ن ‪5280‬‬ ‫س��يدة‪ ،‬فضلاً عن أكث��ر من ‪ 68‬أل��ف أم تحولت إلى‬ ‫أرملة‪ ،‬بسبب وفاة أو فقدان زوجها‪.‬‬ ‫وأضاف��ت الش��بكة في تقرير له��ا أن "‪ 18572‬طفلاً‬ ‫قتلوا في سوريا‪ ،‬بما يوازي ذلك فقدان األم لطفلها‬ ‫الذكر أو األنثى"‪.‬‬ ‫وأش��ارت الشبكة في تقرير للش��بكة‪ ،‬نشرته اليوم‬ ‫الس��بت‪ ،‬الذي يصادف "عيد األم"‪ ،‬إلى أن قرابة ‪180‬‬ ‫ً‬ ‫س��ورية ال تزال داخل مراكز االعتقال‪ ،‬يتعرضن‬ ‫أمًا‬ ‫للتعذيب واالعتداء‪.‬‬ ‫ولفتت الش��بكة أنها س��جلت منذ آذار‪ /‬مارس‪2011‬‬ ‫وحتى ‪ /21‬آذار‪ /‬مارس ‪ 2015‬ما ال يقل عن ‪ 11‬حالة‬ ‫والدة داخ��ل مراكز االحتجاز الحكومي‪ ،‬مش��يرة إلى‬ ‫ممارس��ة القوات الحكومية عمليات اعتقال وتعذيب‬ ‫لألمه��ات أم��ام أزواجه��ن أو أبنائه��ن به��دف انتزاع‬ ‫االعتراف��ات‪ ،‬وفي حاالت أخ��رى يتم اعتقال األم من‬ ‫أجل الضغط على زوجها أو ابنها لتسليم نفسه‪.‬‬ ‫كما تناول تقرير الش��بكة معاناة األمهات السوريات‬ ‫الالجئ��ات‪ ،‬معتب��راً أن الم��رأة "تحم��ل الم��رأة عبء‬ ‫إعالة األس��رة في بلدان اللجوء‪ ،‬بسبب فقدان الزوج‬ ‫أو االب��ن‪ ،‬أو بقائه داخل س��وريا‪ ،‬وهذا ينطبق على‬ ‫قرابة ‪ 25%‬من النساء الالجئات تقريباً"‪.‬‬ ‫وذكر التقرير أن "مجموع الوالدات في بلدان الطوق‬ ‫فق��ط بلغ ‪ 85‬أل��ف حالة والدة عل��ى األقل‪ ،‬ويعاني‬ ‫أغلب هؤالء األطفال مشكلة الحرمان من الجنسية"‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫أعلنت وكالة “يوروستات» األوربية‬ ‫لإلحص��اء أن الالجئين الس��وريين‬ ‫يش��كلون ربع م��ن حصل��وا على‬ ‫اللج��وء السياس��ي ف��ي االتح��اد‬ ‫االوروب��ي‪ ،‬متقدمي��ن بذلك على‬ ‫األفغان واألفارقة‪.‬‬ ‫وقال المكتب االوروبي لإلحصاءات‬ ‫الخمي��س إنه م��ن أص��ل ‪ 50‬ألف‬ ‫س��وري فروا من بالدهم إلى دول‬ ‫االتح��اد االوروب��ي الع��ام الفائت‪،‬‬ ‫حصل ‪ 35‬الفًا و‪ 800‬شخص على وضع الحماية‪ ،‬وبذلك‪ ،‬يشكل السوريون ‪ 26‬في المئة‬ ‫من ‪ 135‬الفًا و‪ 700‬طالب لجوء منحهم االتحاد االوروبي الحماية‪.‬‬ ‫وازداد عدد الس��وريين الذين اس��تقبلهم االتحاد االوروبي بنح��و الضعف مقارنة بالعام‬ ‫‪ ،2012‬وتم استقبال ستين في المئة منهم في السويد (‪ 12‬الفاً) والمانيا (‪.)9600‬‬ ‫واعلنت ألمانيا االسبوع الفائت انها ستستقبل عشرين الف سوري يشكلون ضعف العدد‬ ‫المتوقع‪ ،‬في حين لم يوافق االتحاد االوروبي سوى على ‪ 24,9‬في المئة من طلبات لجوء‬ ‫قدمها ‪ 435‬ألف شخص في ‪ ،2013‬ومن أصل ‪ 100‬ألف طلب وافقت فرنسا على ‪ 16‬ألف ًا‬ ‫في العام المذكور‪ .‬ومن أصل ‪ 135‬ألف ًا و‪ 700‬شخص قبلت طلباتهم‪ ،‬منح ‪ 64‬الفا و‪500‬‬ ‫صفة الجئين ووضع خمس��ون ألفًا و‪ 900‬تحت الحماية وحصل عش��رون ألفًا و‪ 400‬على‬ ‫إذن إقامة لدواع إنسانية‪ ،‬وفق “يوروستات»‪.‬‬ ‫ووافقت السويد على ‪ 26‬ألفًا و‪ 395‬طلبا متقدمة على ألمانيا (‪ 26‬ألفًا وثمانون) وفرنسا‬ ‫(‪ 16‬ألفاً و‪ )155‬وإيطاليا (‪ 14‬الفا و‪ )465‬وبريطانيا (‪ 13‬الفا و‪ .)400‬وتستقبل هذه الدول‬ ‫الخمس معًا أكثر من سبعين في المئة من طالبي اللجوء الذين حصلوا على حماية‪.‬‬ ‫ف��ي المقابل‪ ،‬تم اس��تقبال أكثر م��ن ‪ 75‬في المئة من ‪ 12‬الفاً الج��ئ أفغاني في ألمانيا‬ ‫والنمسا والسويد وإيطاليا وبلجيكا‪.‬‬

‫منظمة حقوقية‪:‬نحو ‪� 500‬أم‬ ‫�سورية قتلت خالل ال�سنوات‬ ‫الأربع املا�ضية‬

‫‪3‬‬


‫أخبار وتقارير‬ ‫شعبة التجنيد بحلب | مصدر الصورة‪ :‬عين المدينة‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫�شعبة جتنيد حلب‪ ..‬لكل ورقة ت�سعرية‬ ‫حلب ‪ -‬عثمان إدلبي‬ ‫سماسرة وضباط مرتشون في شعبة تجنيد‬ ‫حلب يمنحون تأجيالت لش��بان متخلفين عن‬ ‫الخدم��ة اإللزامية مقابل مبالغ مالية كبيرة‪،‬‬ ‫فيما يتعامل الضباط أنفس��هم مع الش��بان‬ ‫الفقراء بصرامة ش��ديدة‪ ،‬فل��م يعد ضباط‬ ‫ش��عبة تجنيد حلب يمنح��ون تأجيالت إدارية‬ ‫وتأجيالت س��فر أو تأجيلة معي��ل‪ ،‬كما كانوا‬ ‫يمنحونها سابقاً‪.‬‬ ‫كما يس��تغل ضباط الش��عبة وسماس��رتهم‬ ‫تخوف الش��بان من الس��حب االحتياطي إلى‬ ‫الخدم��ة العس��كرية‪ ،‬فيأخ��ذون الم��ال من‬ ‫بع��ض الش��بان مقاب��ل إعالمهم ف��ي حال‬ ‫وج��ود أس��مائهم عل��ى لوائ��ح المطلوبي��ن‬ ‫للسحب االحتياطي‪.‬‬ ‫م��ن المس��تحيل أن يتمك��ن أي مواطن من‬ ‫الحص��ول على أي ورق��ة أو وثيقة أو تأجيل‬ ‫م��ن ش��عبة تجنيد حل��ب م��ن دون أن يدفع‬ ‫الم��ال‪ ،‬فلكل ورقة تس��عيرة خاصة وضعت‬ ‫من قبل ضباط الش��عبة‪( .‬ياسين شرباتي)‪،‬‬ ‫معق��ب معامالت يت��ردد إلى ش��عبة التجنيد‬ ‫باس��تمرار‪ ،‬يؤكد أن‪« :‬ضباط شعبة التجنيد‬ ‫في حلب ال يوقّع��ون على أي ورقة من دون‬ ‫أن يحصل��وا على المال‪ ،‬ولك��ن دفع المال ال‬ ‫يتم للضابط مباش��رة‪ ،‬بل يت��م عن طريق‬ ‫العس��اكر والمس��اعدين الذين يخدمون في‬ ‫الش��عبة‪ ،‬إذ يح��دد المس��اعدون والعس��اكر‬ ‫المبلغ ال��ذي يجب أن يؤخذ م��ن المواطنين‬ ‫بحس��ب عدد الضباط الذين يجب أن يوقعوا‬ ‫عل��ى الورقة»‪ .‬وأض��اف ياس��ين أن األوراق‬ ‫جميع�� ًا التي يمنحها الضباط وسماس��رتهم‬ ‫ه��ي أوراق نظامي��ة تحمل تواقي��ع وأختام ًا‬ ‫أصلية‪ ،‬وتس��جل في سجالت الشعبة بشكل‬ ‫نظامي‪.‬‬

‫كم��ا أن هناك بعض األوراق التي تطلب من‬ ‫ش��عبة التجنيد‪ ،‬أما عن المبالغ التي يدفعها‬ ‫الش��بان مقابل الحصول على هذه األوراق‪،‬‬ ‫فق��ال ش��رباتي لس��وريتنا‪« :‬إن التأجي�لات‬ ‫الدراس��ية للخدم��ة اإللزامي��ة هي الش��يء‬ ‫الوحي��د الذي ال يتدخل فيه ضباط الش��عبة‪،‬‬ ‫فتبقى عالقة المواطن مع المس��اعدين‪ ،‬فال‬ ‫يسجل المساعدون التأجيلة على أي دفتر إن‬ ‫لم يجدوا ف��ي داخله ‪ 500‬لي��رة أو أكثر‪ ،‬أما‬ ‫األوراق األخرى مثل (ال مانع من الس��فر‪ ،‬وال‬ ‫مانع من الزواج) فإنها تكلف المواطن ‪5000‬‬ ‫لي��رة عل��ى أق��ل تقدي��ر‪ 2000 ،‬لي��رة منها‬ ‫لرئي��س الش��عبة‪ ،‬ومثلها لرئي��س منطقة‬ ‫التعبئ��ة الش��مالية‪ ،‬و‪ 1000‬ليرة للمس��اعد‬ ‫الذي استلم الطلب»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الش��بان الذي��ن أنه��وا‬ ‫الضب��اط‬ ‫يس��تغل‬ ‫َ‬ ‫دراس��تهم ُ‬ ‫وطلب��وا للخدم��ة اإللزامي��ة‪،‬‬ ‫ليسلموهم تأجيالت مقابل مبالغ كبيرة‪ ،‬كما‬ ‫هي الحال بالنس��بة للشبان الذين يُطلبون‬ ‫للس��حب االحتياطي‪ ،‬إذ تمكن بعض الشبان‬ ‫من شطب أس��مائهم من قوائم المطلوبين‬ ‫التي ترس��لها ش��عبة التجنيد إلى الش��رطة‬ ‫العسكرية مقابل دفع ما يزيد عن ‪ 200‬ألف‪،‬‬ ‫كم��ا أن ماليي��ن الليرات تحوّل من الش��بان‬ ‫المغتربي��ن إل��ى ضب��اطٍ في ش��عبة تجنيد‬ ‫حلب مقابل الحصول على ورقة تأجيل لكي‬ ‫يتمكن��وا من تجدي��د جوازات س��فرهم في‬ ‫السفارات السورية‪ .‬وفي هذا السياق يتحدث‬ ‫لنا أبو أس��امة ع��ن الطريقة التي تمكن من‬ ‫خالله��ا ول��ده المغت��رب من الحص��ول على‬ ‫تأجيل جدَّدَ بموجبه جواز س��فره‪« :‬س��افر‬ ‫ٍ‬ ‫ابن��ي إلى دول��ة اإلمارات منذ بداي��ة الثورة‪،‬‬ ‫وبعد س��نتين تخل��ف عن الخدم��ة اإللزامية‬ ‫كونه لم يؤجل بموجب إقامته في اإلمارات‪،‬‬ ‫ومن َثمَّ رفضت السفارة السورية أن تُجدد‬

‫له جواز س��فره‪ ،‬فدلني أح��د أصدقائي على‬ ‫ضابط في ش��عبة التجنيد‪ ،‬قابلته وش��رحت‬ ‫ل��ه قصة ابن��ي‪ ،‬فطل��ب من��ي ‪ 4000‬دوالر‬ ‫مقابل منح ابن��ي تأجي ً‬ ‫ال نظامي ًا‪ .‬كان المبلغ‬ ‫كبي��راً‪ ،‬ولكن لم يكن لدينا س��وى هذا الحل‬ ‫كي ال يُرحّل ابن��ي من اإلمارات‪ ،‬فحوّل له‬ ‫نصف المبلغ‪ ،‬وبع��د أن حصل على التأجيل‬ ‫حوّل له البقية»‪.‬‬ ‫كثيرٌ م��ن تجار حل��ب وأصحاب الم��ال فيها‬ ‫ُطلِبوا للس��حب االحتياط��ي‪ ،‬فبعضٌ منهم‬ ‫قرر الس��فر خارج البالد‪ ،‬وآخرون رفضوا أن‬ ‫يترك��وا أعماله��م وتجارته��م‪ ،‬فقاموا بدفع‬ ‫المال إلى بعض الضباط مقابل عدم إرسال‬ ‫أسمائهم إلى الش��رطة العسكرية‪ ،‬وهذا ما‬ ‫فعله التاجر ياس��ر‪ ،‬الذي قال‪« :‬كنت متوقع ًا‬ ‫أن اسمي س��وف يأتي للس��حب االحتياطي‪،‬‬ ‫ك��ون عم��ري واختصاص��ي العس��كري‬ ‫مطلوبين بشدة في جيش النظام‪ ،‬فتعرفت‬ ‫على أحد ضباط ش��عبة التجنيد وطلبت منه‬ ‫أن يخبرن��ي في حال أتى اس��مي للس��حب؛‬ ‫وف��ي منتص��ف الش��هر الماض��ي أخبرن��ي‬ ‫أنني قد ُطلبت للس��حب االحتياطي‪ ،‬واقترح‬ ‫عل��يّ أن أدفع إلى رئيس الش��عبة ‪ 200‬ألف‬ ‫ليرة مقابل أن يتجاهل اس��مي لمدة س��نة‪،‬‬ ‫فأرس��لت ل��ه المبل��غ وب��دأت أجه��ز أم��وري‬ ‫التجارية للسفر خارج سوريا»‪.‬‬ ‫ماليي��ن تدف��ع يومي�� ًا داخ��ل ش��عبة تجنيد‬ ‫حل��ب م��ن أج��ل الحص��ول عل��ى تأجي�لات‬ ‫لش��بان متخلفين عن الخدم��ة اإللزامية‪ ،‬أو‬ ‫لش��طب أسماء أش��خاص مطلوبين للسحب‬ ‫االحتياطي؛ فكثيرٌ من الش��بان الموجودين‬ ‫ف��ي حل��ب يحصل��ون عل��ى تأجيل دراس��ي‬ ‫وإداري س��نوي ع��ن الخدم��ة اإللزامية‪ ،‬من‬ ‫دون أن يملك��وا أوراق ًا نظامية يؤجلون على‬ ‫أساسها‪.‬‬


‫الزبداين يف لوعة التعرف على جثث �أبنائها‬ ‫�أربعون �شهيد ًا ن�صيبها من ت�سريبات "القي�صر"‬

‫الجرس‬ ‫أخبار وتقارير‬

‫الرنني الذي ت�سمعه يف‬ ‫هذه الزاوية �سيُعمل على‬ ‫�إي�صاله �إىل مكاتب م�س�ؤويل‬ ‫املعار�ضة‪ ،‬يف م�ؤ�س�ساتها‬ ‫املختلفة‪ .‬زاوية جديدة‬ ‫ن�ستقبل فيها ال�شكاوى واال�ستف�سارات‪ ،‬التي مل يتمكن‬ ‫�أ�صحابها من الو�صول �إىل املعنيني‪ ،‬يف خمتلف الق�ضايا‬ ‫اخلدمية والإغاثية والطبية والتعليمية‪.‬‬

‫�إىل بريد �سوريتنا و�صلت هذه ال�شكاوى‪:‬‬ ‫أن��ا عام��ر الناص��ر طالب ف��ي البكالويا‪ ،‬أن��ا وطالب‬ ‫كث��ر نش��كو م��ن تأخر اإلع�لان عن المح��ذوف قبل‬ ‫االمتحانات بش��هرين‪ ،‬مع العلم أن أغلب الطالب لم‬ ‫يدرس��وا األول الثانوي والثان��ي الثانوي‪ ،‬وهناك كم‬ ‫كبير من المنهاج ال يس��تطيع الط�لاب إنجازه‪ ،‬فهل‬ ‫هذا االختصار هو نهائي بالنسبة لهذه المواد‪.‬‬

‫الجهة المعنية‪ :‬الحكومة المؤقتة ‪ -‬وزارة التربية‬

‫الجهة المعنية‪ :‬الحكومة المؤقتة ‪ -‬وزارة التربية‬

‫ردود‪:‬‬

‫بخصوص الش��كوى التي نشرت في العدد ‪ 182‬من‬ ‫الطال��ب «فاي��ز ‪ -‬هـ» ح��ول المحذوف م��ن المنهاج‪،‬‬ ‫واألقس��ام المطلوبة من مادة اللغة الفرنس��ية‪ ،‬تم‬ ‫التواصل م��ع مدي��ر االمتحانات ف��ي وزارة التربية‪،‬‬ ‫وأفادنا بأن اللغة الفرنسية وذكر األقسام المطلوبة‬ ‫منه��ا ه��و أم��ر يتعل��ق بالط�لاب الس��وريين ف��ي‬ ‫المحافظ��ات الس��ورية ودول الجوار للط�لاب الذين‬ ‫اختاروا اللغة األجنبية على أنها اللغة الفرنسية كون‬ ‫اللغة اختيارية إنكليزي أو فرنسي‪.‬‬ ‫***‬ ‫أما بخصوص الش��كوى التي نش��رت في العدد ذاته‬ ‫م��ن قب��ل مجموع��ة م��ن الطلبة ف��ي تركي��ا‪ ،‬حول‬ ‫طبيع��ة األس��ئلة االمتحاني��ة‪ ،‬ان كان��ت وفق نظام‬ ‫األتمت��ة‪ ،‬فقد تم التواص��ل مع ال��وزارة وأبلغنا بأن‬ ‫الوزارة بانتظار الجانب التركي للتوضيحات من أجل‬ ‫االمتحانات التي ستتم في تركيا‪.‬‬ ‫***‬ ‫أما بخصوص الش��كوى التي نش��رت في العدد ‪181‬‬ ‫م��ن قبل المواطن «خالد ‪ -‬هـ»‪ ،‬حول فرض رس��وم‬ ‫تس��جيل تق��در ب��ـ‪ 20‬دوالر للطالب الح��ر و‪ 5‬دوالر‬ ‫للطال��ب النظام��ي‪ ،‬فق��د ت��م التواص��ل كذل��ك مع‬ ‫ال��وزارة المختص��ة وأبلغنا أن هذا الرق��م ال يحتمل‬ ‫االستثناءات وال يمكن إعفاء الطلبة منه‪.‬‬

‫للتواصل وإيصال الشكاوي‬ ‫ومتابعتها من الجهات المختصة‪:‬‬ ‫‪souriatna.peeps@gmail.com‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫الزبداني ‪ -‬شهد نجم‬ ‫يتع��رف أهال��ي المعتقلين والمفقودين في مدينة الزبدان��ي على ذويهم‪ ،‬بعد ثالث‬ ‫س��نوات م��ن فقدانهم‪ ،‬وذل��ك من خالل ص��ور جثامين الش��هداء الذي��ن قضوا في‬ ‫معتقالت النظام تحت التعذيب أو بسبب الجوع والمرض‪ ،‬المسربة من فروع النظام‬ ‫األمنية عن طريق المنشق عن النظام الذي بات يعرف باسم “قيصر”‪.‬‬ ‫بي��ن "ه��و وليس هو" يس��تطيع هؤالء توثيق أس��ماء الش��هداء بصعوب��ة‪ ،‬فمالمح‬ ‫المعتقلين تكاد تكون معدومة بس��بب التعذيب الجس��دي الش��ديد الذي تعرضوا له‪،‬‬ ‫أو بس��بب هزالة األجس��ام الت��ي نجمت عن انع��دام الرعاية الصحي��ة والغذائية في‬ ‫المعتقالت‪.‬‬ ‫أكثر من أربعين شهيداً حتى اللحظة تم التعرف على صورهم‪ ،‬كان بينهم شخصيات‬ ‫بارزة من أهالي المنطقة‪ ،‬فقد استطاع الناشطون التعرف على صورة إمام وخطيب‬ ‫جامع الجسر "الشيخ عبد الهادي كنعان"‪ ،‬الذي اعتقل بتاريخ ‪ 2012 / 2 / 15‬من خالل‬ ‫تس��ريبات فرع (االمن العسكري) وكان ممن يفاوضون النظام إلبرام هدنة من أجل‬ ‫وقف إطالق نار داخل المدينة‪ ،‬وأيضًا إمام وخطيب مس��جد عمر بن الخطاب "الشيخ‬ ‫علي زيتون" الذي اعتقل بتاريخ ‪ 2012 / 9 / 17‬وتم التعرف عليه من تسريبات فرع‬ ‫أمن الدولة الذي اعتقله بسبب "تقرير كيدي"‪.‬‬ ‫وكان لألطباء أيض ًا نصيب من الصور المس��ربة‪ ،‬فالطبيب "عمار رمضان" استش��هد‬ ‫تحت التعذيب بعد نحو ثالث س��نوات من اعتقاله في فرع المنطقة‪ ،‬وغيرهم الكثير‬ ‫م��ن أئمة وخطب��اء المس��اجد اللذين ال ي��زال معظمه��م مجهول المصي��ر واألطباء‬ ‫والمحامون واس��اتذة المدارس وطالب الجامعات وفئة الش��باب ‪ -‬والذين تم التعرف‬ ‫عل��ى ع��دد كبير منهم في الصور األخيرة المس��ربة ‪ -‬وكبار الس��ن "كالش��هيد نزار‬ ‫حلقوم الداالتي"‪.‬‬ ‫وتق��ول والدة أحد الش��هداء لـ"س��وريتنا" بع��د أن تعرفت على ص��ورة ابنها من بين‬ ‫الصور المس��ربة‪" :‬كنت أنتظر خروج ولدي طيلة الس��نوات الث�لاث الماضية‪ ،‬بعد أن‬ ‫اعتقل دون سبب أو تهمة واضحة‪ ،‬حاولنا أن نعرف مكانه ودفعنا مبالغ طائلة لنعرف‬ ‫عنه أي شيء‪ ،‬وتلقينا وعود بإطالق سراحه‪ ،‬إال أننا عرفنا بعد ذلك أنه استشهد قبل‬ ‫ثمانية أشهر"‪.‬‬ ‫أم أخرى تعرفت على جثة ولدها‪ ،‬وقالت إنه اعتقل قبل عام ونصف‪ ،‬في حين رفض‬ ‫ش��قيقه اإلقرار بوفاته قائ� ً‬ ‫لا‪" :‬أنا ال أعلم أين أخي اآلن‪ ،‬وهذه الصورة لس��يت له ‪-‬‬ ‫الصورة التي تعرفت عليها األم ‪ -‬وكلي أمل باهلل أن يكون حياً"‪.‬‬ ‫يوج��د داخل أقبية الس��جون اليوم نحو ألف معتقل من أهال��ي الزبداني بينهم عدد‬ ‫من األطفال تحت س��ن الثامنة عش��رة‪ ،‬اعتقل��وا خالل حم�لات المداهمة واالعتقال‬ ‫العش��وائي‪ ،‬وعلى نق��اط التفتي��ش التابعة لقوات الجي��ش التي تحاص��ر المدينة‪،‬‬ ‫وطالت أيضًا المواطنين الذين قاموا بتسوية أوضاعهم األمنية على أساس الخالص‬ ‫من ظلم وعتمة االعتقال‪ ،‬ويخش��ى أهاليهم بعد الصور المسربة األخيرة أن تستمر‬ ‫آلة القتل والتعذيب هذه لتطال أبناءهم المعتقلين‪ ،‬ويطالبون بإنقاذ ما تبقى منهم‬ ‫على قيد الحياة‪.‬‬

‫أنا أحمد بسام طالب جامعي‪ ،‬لغة عربية‪ ،‬لم أتمكن‬ ‫من متابعة دراستي الجامعية وأحاول االستفسار عن‬ ‫إمكانية متابعة الدراس��ة في تركيا‪ ،‬ولكن الصفحة‬ ‫الرسمية ال تجيب على الرسائل‪ ،‬سؤالنا هو‪:‬‬ ‫ه��ل يوجد في الوزارة ش��خص مختص باس��تقبال‬ ‫الشكاوى والرد عليها‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬

‫***‬

‫‪5‬‬


‫اندساسية‬ ‫وتقارير‬ ‫دندنات‬ ‫أخبار‬

‫حكومة النظام تعد بتوفري لقاح التهاب الكبد �أ اخلوجة‪ :‬ال حل يف‬ ‫الماضي‪ ،‬أنه تم تسجيل نحو ‪ 31460‬إصابة �سوريا دون التخل�ص‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫قالت معاون وزير الصحة للش��ؤون الدوائية بالتهاب الكبد الوبائي السنة الماضية‪ ،‬وأكثر‬ ‫في حكومة النظام هدى السيد‪ ،‬إن "الوزارة م��ن أل��ف إصابة في كل أس��بوع منذ ش��هر‬ ‫من الأ�سد‬ ‫تعمل على توفير لقاح اللتهاب الكبد ‪ /‬أ ‪ /‬من كانون الثاني الماضي‪ ،‬مضيفة أنه مع قرب‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬

‫خ�لال الصيدلي��ة المركزية التابع��ة للوزارة‬ ‫لكنه��ا ل��ن تطل��ق حمل��ة به��ذا الخصوص‬ ‫والسيما أن اللقاح ال يعطي مناعة دائمة"‪.‬‬ ‫وأضافت الس��يد خالل محاضرة حول التهاب‬ ‫الكبد ‪ /‬أ ‪ /‬نظمتها نقابة صيادلة دمش��ق أنه‬ ‫"مرض عرضي وال تتجاوز نسبة تطوره إلى‬ ‫الته��اب صاعق وح��دوث الوف��اة ‪ / 1 /‬باأللف‬ ‫وأن اللقاح يعط��ي مناعة تدوم من ‪ 2‬إلى ‪5‬‬ ‫سنوات فقط"‪.‬‬ ‫وبين��ت الس��يد أن "اإلصاب��ة بالم��رض‬ ‫يمك��ن أن تح��دث بعد أخذ اللق��اح وبعمر‬ ‫أكب��ر وتكون أكثر ش��دة وتتجاوز نس��بة‬ ‫االصف��رار ‪ 70‬بالمئ��ة ومع��دل الوفي��ات‬ ‫أعلى"‪ ،‬مش��يرة إلى "أهمية التركيز على‬ ‫النظاف��ة الش��خصية وتعقي��م الخض��ار‬ ‫والفواكه للوقاي��ة من المرض والحد من‬ ‫انتشاره"‪.‬‬ ‫وذك��رت الهيئة الطبية ف��ي منطقة وادي‬ ‫ب��ردي وه��ي هيئ��ة معارض��ة للنظ��ام‪،‬‬ ‫أن الته��اب الكب��د الوبائ��ي ‪ A‬ب��ات خارج‬ ‫السيطرة اآلن‪ ،‬ويترافق ذلك مع مؤشرات‬ ‫تدع��و للقل��ق‪ ،‬فقط��ع المي��اه الصالح��ة‬ ‫للش��رب بات س�لاحا فتاكا يس��تخدم في‬ ‫إزهاق أرواح الناس المحاصرين‪.‬‬ ‫فيما قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية‬ ‫في س��وريا‪ ،‬اليزابيث هوف‪ ،‬ش��هر شباط‬

‫موس��م ارتفاع درجات الحرارة‪ ،‬يزيد احتمال‬ ‫انتش��ار الكولي��را‪ ،‬عل��ى الرغم م��ن اننا لم‬ ‫نسجل حتى اآلن أي إصابة بالمرض‪.‬‬ ‫وتش��هد ع��دة مناط��ق ف��ي س��وريا ت��ردي‬ ‫ف��ي األوض��اع الصحية‪ ،‬فضال ع��ن الحصار‬ ‫المف��روض عل��ى ع��دة مناط��ق مم��ا يمنع‬ ‫وصول المس��اعدات الطبي��ة واالغاثية إليها‪،‬‬ ‫ألم��ر ال��ذي أدى إلى انتش��ار أوبئة وأمراض‬ ‫مختلفة بين السوريين‪.‬‬

‫‪� 4‬سنوات والثورة م�ستمرة‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫قتل��ت قوات النظام ما ال يق��ل عن ‪ 176678‬مدنياً بينهم ‪ 18242‬طف ً‬ ‫ال‬ ‫و‪ 18457‬س��يدة‪ ،‬وبينهم ‪ 11427‬شخصاً بسبب التعذيب‪ ،‬منذ آذار ‪2011‬‬ ‫لغاية ‪ 10‬آذار ‪ 2015‬حسب توثيق الشبكة السورية لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫الق�صف املدفعي واجلوي‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫مع نهاية ‪ 2011‬توسعت قوات النظام في استخدام األسلحة الثقيلة‪ ،‬وفي‬ ‫منتصف ‪ 2012‬استخدمت قوات النظام الطائرات المروحية والحربية في‬ ‫عملياتها‪ .‬واتسمت ‪ 95%‬منها بالعشوائية‪ .‬وأدى استخدام النظام للسالح‬ ‫المدفعي والجوي والذخائر العنقودية إلى مقتل ‪ 12.438‬شخص ًا‪.‬‬

‫االعتقال‬

‫اعتقل��ت قوات النظام من��ذ آذار ‪ 2011‬إلى آذار ‪ 2015‬ما ال يقل عن ‪215‬‬ ‫ألف شخص‪ ،‬بينهم ‪ 6580‬امرأة وما ال يقل عن ‪ 9500‬طف ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫ا�ستهداف دور العبادة‬

‫تعمدت قوات النظام اس��تهداف أماكن العبادة من مساجد وكنائس‪ ،‬كما‬ ‫اس��تخدمتها ف��ي بع��ض األحيان كق��رات لقصف مناط��ق محيطة‪ .‬وتم‬ ‫توثيق تدمير وتضرر ما ال يقل عن ‪ 2044‬دار عبادة‪.‬‬

‫الأ�سلحة الكيماوية‬

‫اس��تخدمت قوات النظام غازات يعتقد أنها سامة من ضمنها غاز الكلور‬ ‫م��ا ال يق��ل عن ‪ 103‬مرات وذل��ك في ‪ 40‬منطقة س��ورية‪ .‬أدى ذلك إلى‬ ‫مقتل ‪ 950‬ش��خصاً بينه��م ‪ 40‬من عناصر المعارضة المس��لحة و‪ 7‬من‬ ‫أسرى النظام و‪ 903‬مدني ًا وأصيب ما ال يقل عن ‪ 3200‬شخص‪.‬‬

‫القنا�صني‬

‫قتلت قوات النظام ‪ 5761‬مدني ًا‪ ،‬بينهم ‪ 494‬طف ً‬ ‫ال‪ ،‬و‪ 687‬سيدة برصاص‬ ‫القناصين‪.‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫صرح رئيس االئتالف الوطني الس��ورية خالد‬ ‫خوجة يوم الس��بت أن أي حل سياسي بسوريا‬ ‫ال ب��د أن يس��تند إل��ى اتف��اق جني��ف وينتهي‬ ‫بالتخلص من بش��ار األس��د ونظامه األمني‪،‬‬ ‫رافضً��ا بش��كل واض��ح أي دور لألس��د ف��ي‬ ‫مستقبل سوريا‪.‬‬ ‫ورد "خوج��ة" على تصريح��ات وزير الخارجية‬ ‫األمريك��ي "ج��ون كي��ري" خالل ح��وار أجرته‬ ‫إحدى وسائل اإلعالم حول التفاوض مع نظام‬ ‫األس��د وقال‪" :‬ل��ن يقبل أي س��وري مصافحة‬ ‫مَ��ن تلطخت ي��ده بدم��اء أكثر م��ن ثالثمائة‬ ‫ألف من مواطني��ه‪ ،‬نحن نفاوض النظام على‬ ‫إيجاد جس��م انتقال��ي بكاف��ة الصالحيات بما‬ ‫فيه��ا التنفيذية‪ ،‬وهذه العملية ال بد أن تنتهي‬ ‫بالتخلص من بش��ار األس��د والنظ��ام األمني‬ ‫ال��ذي يوفر ل��ه المعلوم��ات لقت��ل المزيد من‬ ‫المدنيين"‪.‬‬ ‫وطلب خوج��ة خالل زيارت��ه ألمانية من وزير‬ ‫الخارجي��ة األلماني "فرانك فالتر ش��تاينماير"‬ ‫مس��اعدة حكومة بالده إليج��اد تجمُّع ضاغط‬ ‫باألم��م المتحدة إلصدار جوازات س��فر جديدة‬ ‫ألكث��ر م��ن ‪ 5 .5‬ملي��ون س��وري مش��ردين‬ ‫بالخارج‪ ،‬وأك��د خوجة على ش��تاينماير أن أي‬ ‫ح��ل سياس��ي ال بد أن يب��دأ من حي��ث انتهت‬ ‫مفاوض��ات جني��ف‪ ،‬وال يمك��ن تخفي��ض هذا‬ ‫السقف أو االلتفاف عليه بأي حال‪.‬‬


‫�أبناء درعا يحتفون بها ويعيدون لها الألق يف ذكرى انتفا�ضتها الرابعة‬ ‫أخبار وتقارير‬

‫حص��دت أرواح ذويه��م ورفاقه��م‪ ،‬وحم��ل‬ ‫األطفال الفت��ات تندد بالصم��ت الدولي إزاء‬ ‫المج��ازر الت��ي ترتكبه��ا قوات النظ��ام بحق‬ ‫الشعب السوري‪.‬‬ ‫جه��اد محامي��د رئيس ف��رع الدف��اع المدني‬ ‫بدرع��ا قال لجريدة س��وريتنا‪ ":‬إن الهدف من‬ ‫الوقفة لفت أنظار العالم إلى معاناة الشعب‬ ‫السوري وخاصة األطفال الذين يعيشون في‬ ‫ظروف مأساوية ويفتقدون ألبسط حقوقهم‬ ‫الت��ي ش��رعتها القوانين واألنظم��ة الدولية‬ ‫كاألمان وحق التعليم والس�لامة وحمايتهم‬ ‫ف��ي الحروب مش��يراَ إل��ى أن أكث��ر من ‪400‬‬ ‫طفل وطفلة استش��هدوا في محافظة درعا‬ ‫خالل العام الماضي على أيدي قوات النظام‪،‬‬ ‫وغالبيته��م قتلوا ج��راء القص��ف بالبراميل‬ ‫المتفجرة أو بالقذائف والصواريخ الثقيلة "‪.‬‬ ‫وأدى أطفال معه��د براعم العمري للطفولة‬ ‫لوحات فلكلورية وقصائد ش��عرية‪ ،‬جس��دت‬ ‫األل��م ال��ذي يعاني��ه الش��عب الس��وري من‬ ‫قتل وتهجير ودمار وفقدان أبس��ط الحقوق‬ ‫ف��ي العيش الكريم‪ ،‬كما عب��رت عن آمالهم‬

‫وأحالمهم في وطن جديد أكثر أمناً وسالم ًا‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغم من اس��تهداف س��احة العمري‬ ‫بالقص��ف المدفع��ي‪ ،‬انطل��ق منه��ا أهال��ي‬ ‫المدين��ة في مظاه��رة إلى س��احة الكرامة‪،‬‬ ‫حاملين الفتات تندد بالحرب التي يتعرضون‬ ‫له��ا وخ��ذالن العالم له��م وعج��ز المنظمات‬ ‫الدولي��ة واإلنس��انية عن حمايته��م وحماية‬ ‫أطفالهم‪.‬‬ ‫وف��ي ذات الس��ياق أيض��اً‪ ،‬أطل��ق مجل��س‬ ‫محافظ��ة درع��ا حملة تش��جير تحت ش��عار‬ ‫"أعيدوا ل��ي ثوبي األخضر" لزراعة مائة ألف‬ ‫غرسة في المحافظة‪.‬‬ ‫وق��ال المس��ؤول ف��ي مجل��س المحافظ��ة‬ ‫أب��و حم��زة الج��واد لـ"س��وريتنا"‪ ” :‬ش��هدت‬ ‫الحمل��ة ذروتها في يومه��ا الثاني‪ ،‬وهو يوم‬ ‫الذك��رى الرابع��ة للثورة‪ ،‬وتس��تمر خمس��ة‬ ‫أي��ام‪ ،‬وتهدف إل��ى تعويض األح��راش التي‬ ‫خس��رتها المحافظة‪ ،‬ج��راء التحطيب الجائر‬ ‫ال��ذي تعرض��ت ل��ه المناط��ق الحراجية في‬ ‫المحافظة"‪.‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫وصل إلى ش��عبة التجنيد العام التابعة لنظام‬ ‫األس��د في مدين��ة الحس��كة‪ ،‬أس��ماء ‪ ٤‬آالف‬ ‫ش��خص ممن أدوا الخدمة العس��كرية‪ ،‬وهم‬ ‫اآلن مطلوبي��ن كاحتياط‪ ،‬وق��د تم تبليغ عدد‬ ‫من الشباب في مدينة القامشلي‪ ،‬عبر إرسال‬ ‫ورق��ة التبلي��غ الت��ي يس��تلمها ويوق��ع عليها‬ ‫ذوو المطلوب أو المطلوب نفس��ه عن طريق‬ ‫شرطة المدينة‪.‬‬ ‫ويق��ول الش��اب (م‪.‬م) م��ن القامش��لي‬ ‫لـ”سوريتنا”‪" :‬أنهيت الخدمة العسكرية أواخر‬ ‫عام ‪ ،2012‬وخدمت خمس��ة شهور زيادة عن‬ ‫الخدم��ة اإللزامي��ة‪ ،‬ل��م أصدّق أنن��ي أنهيت‬ ‫الخدمة‪ ،‬من��ذ يومين تم إبالغ��ي عن طريق‬ ‫الهات��ف‪ ،‬وم��ن ثم ع��ن طريق الش��رطة‪ ،‬ثم‬

‫اس��تلم والدي ورقة التبليغ لاللتحاق بالجيش‬ ‫كاحتياط‪ ،‬لم استغرب من التبليغ‪ ،‬ألن العديد‬ ‫من أصدقاء قد بُلغوا قبلي”‪.‬‬ ‫وأضاف (م‪.‬م) ‪“ :‬ال أعير هذا األمر أي اهتمام‪،‬‬ ‫كونهم ال يس��تطيعون س��حب أي أح��د خارج‬

‫مناط��ق نفوذه��م‪ ،‬لك��ن األم��ر يختل��ف مع‬ ‫الش��خص الموظ��ف ل��دى الحكوم��ة‪ ،‬ألن��ه‬ ‫س��يكون أمام خيارين‪ ،‬إما االلتحاق بالجيش‪،‬‬ ‫أو سيفصل من الوظيفة"‪.‬‬ ‫وم��ن ناحي��ة أخ��رى‪ ،‬ق��ال الش��رطي (أ‪ .‬ج)‬ ‫لـ”س��وريتنا”‪" :‬مهمتي هي تبليغ األش��خاص‬ ‫الذين تردنا أس��ماؤهم من شعبة التجنيد في‬ ‫مدينة القامش��لي‪ ،‬ليس م��ن مهامنا اعتقال‬ ‫أحد أو سحبه إلى الخدمة”‪.‬‬ ‫يذك��ر أن األش��خاص المطلوبي��ن يتجنب��ون‬ ‫الم��رور من األماكن التي تتواجد فيها دوريات‬ ‫ً‬ ‫وخاصة خارج مدينة القامشلي‬ ‫تابعة للنظام‪،‬‬ ‫مث��ل (دوّار زوري) على الطري��ق الدولي‪ ،‬لذا‬ ‫يضط��ر كل م��ن يري��د الذه��اب إل��ى مدينة‬ ‫الحسكة أن يذهب عن طريق مدينة عامودا‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫�أربعة �آالف مطلوب للخدمة يف قوات النظام مبدينة احل�سكة‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬

‫درعا ‪ -‬سارة الحوراني‬ ‫لم يرق لنظام األس��د وميليشياته أن يُحْيي‬ ‫أبن��اء درعا البل��د الذكرى الرابع��ة النطالقة‬ ‫الثورة الس��ورية في مدينته��م‪ ،‬ويعيدوا إلى‬ ‫األذهان سقوط هيبة السلطة المستبدة في‬ ‫ش��وارع درعا بأيدي أطفالها وحناجر شبابها‪،‬‬ ‫فقصفت قواته أحياء درع��ا البلد بالمدفعية‬ ‫والصواري��خ الثقيل��ة‪ ،‬كم��ا حلق��ت طائراته‬ ‫على عل��و منخفض مس��تهدفة بصواريخها‬ ‫الفراغي��ة األحياء القريبة من س��احة الجامع‬ ‫العم��ري الت��ي احتضن��ت أول��ى المظاهرات‬ ‫واالعتصامات المناهض��ة للنظام والمطالبة‬ ‫بإسقاطه‪.‬‬ ‫ويقول مدير مرك��ز براعم العمري في درعا‬ ‫البل��د أحم��د المس��المة لـ"س��وريتنا"‪" :‬على‬ ‫الرغ��م من القص��ف اليوم��ي بش��تى أنواع‬ ‫األس��لحة واس��تهدافنا بالبراميل المتفجرة‪،‬‬ ‫واصلن��ا عملنا إلظه��ار صم��ود األطفال في‬ ‫أس��وء الظروف اإلنس��انية من خ�لال لوحات‬ ‫فني��ة قمنا بتدريبهم عليها منذ عش��رة أيام‬ ‫وقصائ��د ش��عرية بس��يطة قام��وا بكتابتها‬ ‫مس��توحاة من المعاناة التي يعيش��ونها من‬ ‫قت��ل ودمار وفق��دان لألحبة‪ ،‬نس��عى إلثبات‬ ‫بأن الثورة مس��تمرة به��ؤالء األطفال وبأننا‬ ‫نق��اوم الظل��م بالطفول��ة واالهتم��ام به��ا‬ ‫حس��ب المس��تطاع في ظل ظروف غاية في‬ ‫الصعوبة"‪.‬‬ ‫ص��ور متع��ددة جس��دتها االحتف��االت الت��ي‬ ‫أقامتها الهيئات المدنية والمدارس والمراكز‬ ‫التعليمي��ة ف��ي مهد الثورة بمش��اركة غالبة‬ ‫لألطف��ال‪ ،‬تضمن��ت لوحات فني��ة فلكلورية‬ ‫من وحي الثورة‪ ،‬وقصائد ش��عرية‪ ،‬ووقفات‬ ‫تضامني��ة ن��ددت بمج��ازر ق��وات النظ��ام‪،‬‬ ‫والظروف اإلنس��انية الصعبة التي يعيش��ها‬ ‫األهالي وخاصة األطفال‪.‬‬ ‫الص��ورة األولى جس��دها أطف��ال في حقول‬ ‫درع��ا بإش��راف فري��ق م��ن الدف��اع المدني‬ ‫الس��وري بدرع��ا‪ ،‬أطلق��وا خالله��ا بوالي��ن‬ ‫ضوئي��ة قال��وا إنه��ا تحاك��ي انقط��اع التيار‬ ‫الكهربائ��ي ع��ن أكث��ر م��ن ‪ 80‬بالمئ��ة من‬ ‫األراضي الس��ورية‪ ،‬وفي نفس الوقت ترمز‬ ‫إل��ى اس��تهدافهم بالبرامي��ل المتفجرة التي‬

‫‪7‬‬


‫حلب تفتقد �أطباءها‪ ..‬و‪ 4‬باملئة منهم يداوون جرحها‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬حلب‬ ‫أصدرت منظمة أطباء بال حدود تقريراً في‬ ‫شهر آذار الجاري‪ ،‬حمل عنوان "أصواتٌ من‬ ‫شرق حلب"‪ ،‬رصد الواقع الطبي في األحياء‬ ‫الش��رقية لمدينة حلب‪ ،‬وأشار التقرير إلى‬ ‫أن ع��دد األطب��اء الباقين هن��اك ال يتجاوز‬ ‫ّ‬ ‫‪ 97‬طبيب��اً‪ ،‬من أص��ل ‪ 2500‬طبي��ب كانوا‬ ‫في تل��ك المناطق‪ ،‬أما باق��ي األطباء فقد‬ ‫ف��رّوا أو نزحوا أو باتوا الجئين‪ ،‬ومنهم من‬ ‫تعرض للخطف أو القتل أو االعتقال‪.‬‬ ‫وأش��ار التقري��ر إلى عدم وج��ود مختصين‬ ‫في األعص��اب والعناية المرك��زة‪ ،‬ونقص‬ ‫ف��ي الم��وارد البش��رية والخب��رات الطبية‬ ‫ً‬ ‫أن جمي��ع المراكز المتوفرة‬ ‫عامة‪ ،‬موضح ًا ّ‬ ‫تعمل بالحد األدنى من الكوادر البشرية‪.‬‬ ‫وأضاف��ت أن األطب��اء يعمل��ون ف��ي ظ��ل‬ ‫حالة من التوتر والضغ��ط الكبيرين‪ ،‬وعزا‬ ‫التقرير هذه الحالة إلى أن "بعضهم يعمل‬ ‫ضم��ن مش��افٍ ميداني��ة س��ريّة‪ ،‬وأخرى‬ ‫ومؤقتة ال تتوفر فيها جميع المس��تلزمات‪،‬‬ ‫والكثي��ر م��ن الجراحي��ن أيض�� ًا يضطرون‬ ‫إلج��راء عمليات ل��م يتدربوا عليها س��ابقاً‪،‬‬ ‫ويس��تقبلوا ع��دداً كبيراً م��ن الجرحى في‬ ‫نف��س الوق��ت‪ ،‬إضاف��ة إل��ى أن ابتعادهم‬ ‫ع��ن عائالتهم لفت��رات طويلة يش��عرهم‬ ‫بالقلق"‪.‬‬ ‫وعن حال المراكز الطبية‪ ،‬كشفت المنظمة‬ ‫أن نق��اط اإلس��عاف األولية نُقل��ت برمتها‬ ‫إلى أحي��اء العامري��ة واألنصاري وبس��تان‬ ‫القصر‪ ،‬بعد أن تعرّضت المشافي والنقاط‬ ‫الطبية ف��ي األحي��اء األخرى إل��ى القصف‬ ‫أن‬ ‫بالبراميل المتفجرة‪ ،‬وأوضحت المنظمة ّ‬ ‫المتوفر اليوم م��ن المراكز الطبية ال يفي‬ ‫باالحتياجات الطبية األساس��ية للسكان‪ ،‬ما‬

‫مشفى حلب الوطني‬

‫يضطره��م للذهاب إل��ى األراضي التركية‬ ‫للحصول على العالج‪.‬‬ ‫ويقول أح��د األطباء العاملين في مش��فى‬ ‫ميدان��ي بحل��ب‪ ،‬عدن��ان األحم��د (اس��م‬ ‫إن "كادر المش��فى ب��ات مصغراً‬ ‫مس��تعار) ّ‬ ‫بعدم��ا غ��ادره معظ��م األطب��اء‪ ،‬والباقون‬ ‫يضط��رون للعم��ل على م��دار الس��اعة"‪،‬‬ ‫ويضي��ف‪" :‬أجرين��ا أكث��ر م��ن ‪ 100‬عملية‬ ‫جراحية خالل الشهرين الماضيين‪ ،‬وعالجنا‬ ‫حوالي ‪ 650‬مصاباً‪ ،‬وهو ما يفوق طاقة أي‬ ‫كادر طبي بهذا الحجم"‪.‬‬ ‫أما أب��رز المصاعب التي تواج��ه المرضى‪،‬‬ ‫فه��ي تبع��اً للمنظمة‪ ،‬ع��دم قدرتهم على‬ ‫الوصول إلى المراكز الطبية خالل س��اعات‬ ‫اللي��ل‪ ،‬والخ��وف الش��ديد ال��ذي يتمل��ك‬ ‫المرض��ى م��ن التواج��د أو البق��اء ضم��ن‬

‫المراكز الطبية‪ ،‬بس��بب استهداف الطيران‬ ‫المتك��رر لها‪ ،‬وه��و ما يدفعه��م إلى طلب‬ ‫التخري��ج المبك��ر ويتس��بب له��م بح��دوث‬ ‫المضاعفات التي تزيد من نسب الوفيات‪.‬‬ ‫ولفتت المنظمة إلى أن س��يارات اإلس��عاف‬ ‫باتت تقل مريضين أو أكثر بس��بب األعداد‬ ‫الكبي��رة للمصابي��ن‪ ،‬إال أنه��ا أيض�� ًا كانت‬ ‫عرضة لالستهداف عدّة مرات‪ ،‬لذا يستخدم‬ ‫الكثي��رون الس��يارات العادية أو ش��احناتٍ‬ ‫صغيرة غير مجهزة بالمعدات الطبية لنقل‬ ‫الجرحى‪.‬‬ ‫وم��ن جهتها ح��ذرت "أطباء ب�لا حدود" من‬ ‫النقص األدوية الحاد ف��ي النقاط الطبية‪،‬‬ ‫والذي يضطر األطباء في كثير من األحيان‬ ‫إلى إجراء عملياتٍ جراحية دون اس��تخدام‬ ‫أدويةٍ مخدرة أو مضاداتٍ حيوية‪.‬‬

‫النظام يطرح مناق�صة ال�سترياد القمح نتيجة الق�صور ال�شديد‬ ‫يف الإنتاج املحلي‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫أعلن��ت المؤسس��ة العام��ة لتج��ارة وتصني��ع‬ ‫الحبوب‪ ،‬التابعة لحكومة النظام‪ ،‬عن مناقصة‬ ‫عالمي��ة الس��تيراد ‪ 150‬أل��ف طن م��ن القمح‬ ‫اللين‪ ،‬ونقلت وكال��ة رويترز لألنباء عن تجار‬ ‫أن "الموعد األخير لتقديم العروض‬ ‫أوروبيين ّ‬ ‫هو الثالث عش��ر من نيس��ان المقبل على أن‬ ‫يت��م الدفع بالي��ورو‪ ،‬وأن تتضم��ن العروض‬ ‫تكاليف الشحن"‪.‬‬ ‫يأت��ي ه��ذا اإلع�لان بخ�لاف م��ا صرّحت به‬ ‫حكوم��ة النظ��ام‪ ،‬التي قالت في وقت س��ابق‬ ‫أن "س��وريا ل��ن تس��تورد القمح ه��ذا العام‪،‬‬ ‫وأن هن��اك ارتفاع�� ًا لإلنت��اج المحل��ي بفعل‬ ‫غزارة األمطار‪ ،‬وتوسيع نطاق السيطرة على‬ ‫األراضي الزراعي��ة‪ ،‬وأنها تضمن ّ‬ ‫خط ائتمان‬ ‫م��ن إيران الس��تيراد س��لع أولي��ة إن اقتضت‬ ‫الضرورة"‪.‬‬ ‫وعان��ت المناطق الخاضعة لس��يطرة النظام‪،‬‬ ‫نق��ص كبير في‬ ‫كمحافظ��ة طرط��وس‪ ،‬من‬ ‫ٍ‬

‫احتياط��ي الدقي��ق المخص��ص للخب��ز خالل‬ ‫ش��هر ش��باط الفائت حيث وصل س��عر ربطة‬ ‫الخبز إلى ‪ 50‬ليرة‪ ،‬م��ا اضطر النظام لتأمين‬ ‫القم��ح م��ن محافظ��ة الحس��كة ع��ن طريق‬ ‫بعض الوس��طاء في الس��وق الس��وداء‪ ،‬و تم‬ ‫نق��ل حوال��ي ‪ 188‬ش��احنة محمل��ة بالقم��ح‬ ‫إلى طرط��وس عبر مناطق س��يطرة تنظيم‬ ‫"الدولة اإلسالمية"‪.‬‬ ‫وتس��ببت األزمة في س��وريا بتقلي��ص إنتاج‬ ‫القمح فيها إلى ‪ 1,5‬مليون طن‪ ،‬بعد أن وصل‬ ‫قب��ل األزمة إل��ى ‪ 4‬مليون طن‪ ،‬في مس��احة‬ ‫مزروع��ة تق��در بحوال��ي ‪ 1,7‬ملي��ون‪ ،‬و كان‬ ‫يلب��ي حاجة الس��وق المحلية بنس��بة‪، 100%‬‬ ‫ويصدر الفائض إلى الخارج‪.‬‬ ‫ويش��ير الخيب��ر االقتص��ادي محم��د عدن��ان‬ ‫إن "الجفاف الذي‬ ‫المحمد (لمجلة سوريتنا) إلى ّ‬ ‫ضرب األراضي بس��بب انخفاض منسوب نهر‬ ‫الفرات‪ ،‬وتقلص المس��احات الزراعية اآلمنة‪،‬‬ ‫تس��بب ف��ي نق��ص إنت��اج القم��ح المحلي"‪،‬‬

‫ويضي��ف أن "النظام يس��تورد اليوم أكثر من‬ ‫نصف حاج��ات المناطق الخاضعة لس��يطرته‬ ‫م��ن الخارج‪ ،‬وأن��ه يعتمد بذلك على روس��يا‬ ‫وإيران والسوق السوداء"‪.‬‬ ‫أن النظ��ام الس��وري فقد‬ ‫والجدي��ر بالذك��ر‪ّ ،‬‬ ‫الس��يطرة منذ أكث��ر من عام عل��ى ما يعرف‬ ‫(بالس��لة الغذائية) السوريّة‪ ،‬هي مدن الرقة‬ ‫ودير الزور والحس��كة‪ ،‬والتي يسيطر تنظيم‬ ‫"الدول��ة" على معظمها الي��وم‪ ،‬إضافة لحزب‬ ‫"البي واي دي" الكردي‪.‬‬


‫�أبو م�صعب ال�سوري و�أن�س ال�شغري يف �شهادته‬ ‫ع�سكري �سابق‪ :‬غارة ‪ 2008‬ا�ستهدفت اجتماع ًا للقاعدة واملخابرات‬

‫أصدر رئيس النظام بشار االسد قراراً بإقالة‬ ‫رئيس ش��عبة االمن السياس��ي اللواء رستم‬ ‫غزالة ورئيس ش��عبة األمن العسكري اللواء‬ ‫رفي��ق ش��حادة‪ ،‬بحس��ب م��ا أف��ادت مصادر‬

‫أخبار وتقارير‬

‫سوريتنا برس‬

‫أنس الشغري | معتقل منذ أيار ‪2011‬‬

‫بهدف تحسين الشروط‪.‬‬ ‫وبحس��ب الموقع نفس��ه فإن المعلومات التي‬ ‫يذكره��ا الش��اهد ع��ن القص��ف األمريك��ي‬ ‫للبوكمال في دير ال��زور ‪ 2008 / 10 / 26‬لم‬ ‫يكن يس��تهدف موقعًا نووي ًا س��وريًا‪ ،‬بل مقر‬ ‫اجتماع بين قادة من القاعدة وشخصية كانت‬ ‫عمي ً‬ ‫ال مزدوجاً للمخابرات الس��ورية والقاعدة‬ ‫ف��ي آنٍ معاً‪ .‬ويذك��ر أن المخابرات األمريكية‬ ‫اس��تطاعت معرفة م��كان االجتماع‪ ،‬وكان (أي‬ ‫صال��ح المتيون��ي) مدعواً إلى ه��ذا االجتماع‪،‬‬ ‫لكنه كان يش��ك بهذه الش��خصية‪ ،‬التي تبين‬ ‫أنه��ا عمي��ل م��زدوج؛ ول��م ينج أحد م��ن هذا‬ ‫القصف‪.‬‬ ‫يذكر الش��اهد نفس��ه أنه‪" :‬بعد اندالع الثورة‬ ‫الس��ورية طل��ب المتيون��ي مقابل��ة عمي��د‬ ‫األركان طلعت محمد محفوض‪ ،‬مدير السجن‬ ‫العس��كري األول (صيدناي��ا)‪ ،‬وتمت الموافقة‬ ‫فوراً عل��ى المقابلة‪ ،‬وعندما ع��اد كان بيديه‬ ‫ع��دة أوراق‪ ،‬ودخل إلى زنزانت��ه‪ ،‬وبدأ يكتب‪،‬‬ ‫وبعد ساعتين طلبني وطلب مني ظرف ًا وضع‬ ‫أوراق��ه فيها؛ رأيت مكتوب�� ًا في المقدمة‪ :‬إلى‬ ‫“مكتب األمن القومي“‪ ،‬عندما سألته ما فحوى‬ ‫ه��ذه األوراق؟ ق��ال لي‪" :‬إنها خط��ة من أجل‬ ‫طل��ب تدخل الجيش ف��ي الداخل الس��وري"‪،‬‬ ‫ثمّ ختم الظرف وأرس��لته إلى العميد‪ ،‬وأبدى‬ ‫العمي��د اهتمام��اً واضح ًا بالظ��رف‪ ،‬إال أنه لم‬ ‫يطلعني على تفاصيل الخطة"‪.‬‬ ‫يقول الش��اهد للموق��ع إن المتيوني نُقل مع‬ ‫ثالثة وثالثين سجيناً إلى صيدنايا‪ ،‬كان وضع‬

‫واح��د وثالثي��ن منه��م مزريًا بش��كل رهيب‪،‬‬ ‫كان��وا معتقلي��ن م��ن بانياس ودرعا بس��بب‬ ‫الث��ورة‪ ،‬كان من بينهم (أنس الش��غري‪ ،‬عمر‬ ‫عي��روط‪ ،‬محم��د عل��ي بياس��ي‪ ،‬ومصطفى‬ ‫ياس��ين)‪ ،‬ف��ي حي��ن كان وض��ع ش��خصين‬ ‫آخرين مختلف��اً تمام�� ًا؛ كان األول (مصطفى‬ ‫س��ت مريم نص��ار) المع��روف بأب��ي مصعب‬ ‫الس��وري‪ ،‬أم��ا الثاني ف��كان (محم��د باهية)‪.‬‬ ‫وقد ت��مّ عزلهما ووضعهما بمهجع لوحدهما‪،‬‬ ‫وكان ممنوعاً تعامل أي شخص معهما‪ ،‬سوى‬ ‫مس��اعد االنضباط وضابط األم��ن والضابط‬ ‫المن��اوب‪ ،‬ويُمنع عليهما معرف��ة أي خبر عن‬ ‫الخارج‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويصف الش��اهد تلك الفت��رة قائال ‪" :‬لم تكن‬ ‫عالقتي مباش��رة بأبي مصعب السوري‪ ،‬لكن‬ ‫م��ا كنت أس��معه من مس��اعد االنضب��اط أنه‬ ‫رأى “رؤي��ا”‪ ،‬وأن تفس��يرها أنه س��وف تنحل‬ ‫قضيته��م بع��د مقتل معم��ر القذاف��ي‪ ،‬هذا‬ ‫الكالم كان قبل مقتل القذافي بعدة شهور"‪.‬‬ ‫إال أن الشاهد يؤكد إعدام أبي مصعب بتاريخ‬ ‫‪ ،2011 / 11 / 23‬إذ ت��م تقيي��ده بقيدين في‬ ‫اليدي��ن والقدمي��ن‪ ،‬وكان مع��ه أربع��ة جنود‬ ‫يمس��كون به عل��ى الرغم من صغ��ر حجمه‪،‬‬ ‫وبعدها بع��دة أيام تمّ إطالق س��راح (محمد‬ ‫باهي��ة)‪ ،‬بعد قضائه عام ًا م��ن الحكم بحقه‪،‬‬ ‫ويصف الش��اهد أبا مصع��ب بالقول‪ :‬إنه كان‬ ‫رج� ً‬ ‫لا قصي��ر القامة‪ ،‬بلحية ش��قراء وبش��رة‬ ‫بيضاء‪ ،‬وكان المدعو محمد باهية يصمت إذا‬ ‫تكلم أبو مصعب‪ ،‬حتى ولو سعل‪.‬‬

‫إعالمية مقربة من النظام‪.‬‬ ‫وتضم��ن القرار نفس��ه تعيين الل��واء محمد‬ ‫محال رئيس��اً لش��بعة المخابرات العس��كرية‬ ‫بد ً‬ ‫ال م��ن اللواء رفيق ش��حادة وتعيين اللواء‬ ‫نزيه حسون رئيس�� ًا لشعبة األمن السياسي‬ ‫بد ً‬ ‫ال من اللواء رستم غزالة‪.‬‬ ‫وكان خ�لاف قد نش��ب بي��ن غزالة وش��حادة‬ ‫منذ أس��بوعين‪ ،‬بس��بب س��عي غزالة للمزيد‬ ‫من التدخل ف��ي المعارك التي تخوضها قوات‬ ‫النظ��ام في درعا‪ ،‬تطور إلى اعتداء من رجال‬ ‫شحادة على غزالة بالضرب‪ ،‬ما أدى إلى نقله‬ ‫إلى المستش��فى بس��بب مضاعف��ات صحية‪،‬‬ ‫حس��بما أفادت ش��خصيات لبنانية مقربة من‬

‫النظام‪.‬‬ ‫واقت��رن اس��م رس��تم غزال��ة بالكثي��ر م��ن‬ ‫الملفات س��واء في داخل س��وريا أو خارجها‪.‬‬ ‫وهو من مواليد عام ‪ 1953‬بدرعا‪.‬‬ ‫وبرز اس��مه كرئيس لفرع األمن العس��كري‬ ‫في بي��روت خ�لال وج��ود الجيش الس��وري‬ ‫بلبنان‪ ،‬ومن ثم عين من قبل بش��ار األس��د‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 2002‬لخالفة اللواء غ��ازي كنعان‬ ‫رئيسا االس��تخبارات العسكرية السورية في‬ ‫لبن��ان‪ ،‬وبع��د تفجي��ر مبنى األم��ن القومي‬ ‫الس��وري عينه األسد رئيسا لألمن السياسي‬ ‫في سوريا‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬

‫الأ�سد يقيل ر�ستم غزالة‬ ‫ورفيق �شحادة بعد ت�صاعد‬ ‫اخلالف بني االثنني‬

‫عمر عيروط | معتقل منذ أيار ‪2011‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا برس‬ ‫كش��فت معلوم��ات حديث��ة نقله��ا عس��كري‬ ‫س��ابق ف��ي الق��وات النظامي��ة الس��ورية أن‬ ‫النظ��ام أعدم أبا مصعب الس��وري في الثالث‬ ‫والعشرين من تشرين الثاني عام ‪ 2011‬في‬ ‫س��جن صيدنايا العس��كري‪ ،‬بينم��ا أطلق بعد‬ ‫ذلك بأي��ام عدة ش��خصيات مرتبطة بتنظيم‬ ‫القاع��دة كان��ت في س��جونه‪ ،‬منها ش��خص‬ ‫يدعى محمد باهية‪ .‬وتقول معلومات نشرها‬ ‫موقع مراس��ل س��وري إن الضربة العسكرية‬ ‫اإلسرائيلية التي استهدفت البوكمال في دير‬ ‫الزور كانت لمقر اجتماع ضم ضباط مخابرات‬ ‫س��وريين وعراقيي��ن مع قياديي��ن في تنظم‬ ‫القاعدة‪ ،‬فيما يكشف في الشهادة نفسها عن‬ ‫معلومات أخرى تتعلق بملفات خاصة بالثورة‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫ينق��ل الموق��ع ع��ن الش��اهد‪ ،‬ال��ذي يخف��ي‬ ‫اس��مه القول إنه ُك ِّلف بحراس��ة (صالح محمد‬ ‫المتيوني)‪ ،‬وهو عراقي الجنسية‪ ،‬في السجن‬ ‫العس��كري األول‪ .‬ويص��ف الش��اهد متيون��ي‬ ‫بقصير القامة طويل الش��عر‪ ،‬كان أمير أمني ًا‬ ‫لدى تنظيم القاعدة في العراق‪ ،‬إبان االحتالل‬ ‫األمريكي‪ ،‬فيما كان انتماؤه السياس��ي لحزب‬ ‫البعث الذي كان يحكم البالد‪ .‬ويقول الشاهد‬ ‫إن المتيوني أس��س كتيب��ة لمحاربة االحتالل‬ ‫بطابع إس�لامي‪ ،‬م��ا لبثت أن بات��ت جزءاً من‬ ‫تنظي��م القاع��دة في الع��راق‪ ،‬وبقيت تحارب‬ ‫الوج��ود األمريك��ي ف��ي الع��راق‪ ،‬فاعتُق��ل‬ ‫لمرتي��ن من قبل الق��وات األمريكية‪ ،‬قبل أن‬ ‫ينتقل إلى سوريا ليبدأ نشاطه على أراضيها‪.‬‬ ‫في سوريا‪ ،‬وبحسب الشاهد‪ ،‬أمضى المتيوني‬ ‫أربعة أش��هر قبل أن تلقي المخابرات القبض‬ ‫علي��ه‪ ،‬ويج��ول على األف��رع األمني��ة‪ .‬ويذكر‬ ‫الش��اهد أن مكتب األمن القوم��ي كان يقوم‬ ‫بالتفاوض معه بغية الحصول على معلومات‬ ‫تتعلق بنش��اطات القاعدة في العراق‪ ،‬و كان‬ ‫يرأس عملية التفاوض اللواء آصف ش��وكت؛‬ ‫فيم��ا يذك��ر الش��اهد أن العميد ماهر األس��د‬ ‫حض��ر المفاوضات التي كان��ت تتمحور حول‬ ‫تبن��ي تنظيم��ه‪ ،‬أي تنظيم القاع��دة‪ ،‬عملية‬ ‫اغتي��ال كبي��رة (رفي��ق الحريري كم��ا فهمت‬ ‫ضمنا)‪ ،‬من دون أن يعلن عن اسم الشخصية‪.‬‬ ‫وع��ن طبيع��ة المفاوضات يقول الش��اهد إن‬ ‫األمن الس��وري كان يضيّق عليه في س��جنه‬

‫‪9‬‬


‫منظومة الكهرباء ال�سوريّة‪:‬‬ ‫انهيار تدريجي‪ ،‬و�إدلب �آخر ال�ضحايا‬ ‫تحقيقات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫سوريتنا ‪ -‬عبير آغا‬ ‫ش��هدت مدينة إدل��ب انقطاع ًا ش��به كامل‬ ‫للتيار الكهربائي عنها منذ أكثر من ش��هر‪،‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين باتت الكهرباء تأتي بيوت‬ ‫الناس بش��كل خاطف‪ .‬ويش��مل االنقطاع‬ ‫األخي��ر المناطق التي تس��يطر عليها قوات‬ ‫النظ��ام في المحافظة‪ ،‬وه��ي مدينة إدلب‬ ‫وأريحا وجسر والشغور‪.‬‬ ‫فيم��ا تعان��ي المناط��ق المح��رّرة ف��ي‬ ‫المحافظة م��ن هذا االنقط��اع منذ حوالى‬ ‫سنتين‪ ،‬وهي تعتمد على مولدات الكهرباء‬ ‫المحلية‪.‬‬ ‫وتس��تجر المدين��ة الكهرب��اء الي��وم م��ن‬ ‫محطة تحويل الش��ريعة‪ ،‬التي تزودها بما‬ ‫يقارب ‪ 15‬ميغا واط يومي ًا‪ ،‬يذهب معظمها‬ ‫لمضخات مياه الش��رب واألفران والمطاحن‬ ‫والمشافي‪.‬‬ ‫ويت��م توزيع ما ال يزيد عن ‪ 20‬كيلو فولط‬ ‫إل��ى بيوت الن��اس في المدين��ة والمناطق‬ ‫التابعة لها‪.‬‬ ‫يسوّغ مدير شركة الكهرباء في المحافظة‪،‬‬ ‫مم��دوح عب��دو‪ ،‬عب��ر إح��دى وس��ائل إعالم‬ ‫النظ��ام‪ ،‬غي��اب الكهرب��اء بتوق��ف محط��ة‬ ‫توليد زيزون عن العمل‪ ،‬بسبب نقص الغاز‬ ‫الالزم لتش��غيل المحطة‪ ،‬وال��ذي انقطع إثر‬ ‫اس��تهداف حقول الغ��از وخطوط��ه‪ ،‬كحقل‬ ‫الش��اعر ومعمل إيب�لا‪ ،‬على ح��د قوله؛ كما‬ ‫حمّل كتائ��ب الجيش الحر المس��ؤولية عن‬ ‫اس��تهداف خطوط التوت��ر العال��ي‪ ،‬وأضاف‬ ‫أنّ��ه‪" :‬يت��م العم��ل عل��ى اإلص�لاح‪ ،‬إلاّ أن‬ ‫هناك مصاع��ب كبيرة‪ ،‬كصعوب��ة الوصول‬ ‫والعوائ��ق الجوي��ة واألمط��ار"‪ .‬وربط عبدو‬ ‫عملي��ة اإلصالح بتحس��ن وضع الغ��از‪ ،‬وجاء‬ ‫التصريح من دون إيضاحات أو تحديد موعد‬ ‫لعودة الكهرباء إلى المحافظة‪.‬‬ ‫وأثارت هذه التصريح��ات موجة من التهكم‬ ‫بي��ن أبن��اء المدينة على صفح��ات التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬واتهمه كثي��رون بخلق أعذار ال‬ ‫أس��اس لها من الصحة‪ ،‬كما اتهموا وس��ائل‬ ‫إع�لام النظام باالس��تهزاء بعق��ول الناس‪،‬‬ ‫وكأنهم ال يعيشون هنا وال يعرفون الوقائع؛‬ ‫فيم��ا اتهم آخ��رون مدي��ر ش��ركة الكهرباء‬ ‫باس��تغالل حاجة الناس‪ ،‬والتجارة بالمولدات‬ ‫الكهربائية‪.‬‬ ‫وتق��ول س��مر‪ ،‬وه��ي موظف��ة ف��ي إدلب‪:‬‬ ‫"الكهرب��اء عندن��ا ترافق مس��ؤولي النظام‪،‬‬ ‫كلم��ا ج��اء أح��د الق��ادة العس��كريين أو‬ ‫السياس��يين إل��ى المدين��ة تأت��ي الكهرب��اء‬ ‫لساعات طويلة‪ ،‬وكأن األعطال اختفت بلمح‬ ‫البص��ر‪ ،‬ال يص��دّق أحدن��ا ه��ذه األكاذيب‪،‬‬ ‫يري��د النظام إذالل األهال��ي من خالل زيادة‬ ‫احتياجاتهم"‪.‬‬ ‫أما أبو س��امح فيقول‪ " :‬النعرف متى ستأتي‬ ‫وال إل��ى أي وقت ستس��تمر‪ ،‬إال أنن��ا ال نراها‬ ‫أكثر من س��اعة ونصف في الي��وم‪ ،‬وما أثار‬ ‫جنوني هو أن فاتورة الكهرباء تعدت األربعة‬ ‫آالف هذا الشهر"‪.‬‬

‫ويش��ير أحد موظفي ش��ركة الكهرباء‪ ،‬عبد‬ ‫الرحمن (اس��م مس��تعار) لمجلة س��وريتنا‪،‬‬ ‫إلى أن "ك ً‬ ‫ال من مدير الش��ركة والمحافظ ال‬ ‫يملكان القرار عند حدوث انقطاعات طويلة‬ ‫كهذه‪ ،‬والتي تعود إلى قرار أمني ال يستطيع‬ ‫ه��ؤالء خرقه‪ .‬في كثير من األعطال ال يبادر‬ ‫المدي��ر بإرس��ال ورش��ات اإلص�لاح إال بع��د‬ ‫أس��ابيع عدّة"‪ ،‬ويضيف‪" :‬تُس��وِّق وس��ائل‬ ‫اإلعالم لمس��ؤولية مديري المؤسس��ات عن‬ ‫ه��ذا األمر لتغطية وس��ائل األم��ن في قمع‬ ‫لناس"‪.‬‬ ‫اقتصادي�� ًا‪ ،‬ق��دّرت مص��ادر اقتصادي��ة‬ ‫الخس��ائر التي تع��رض لها قط��اع الكهرباء‬ ‫في س��وريا عام��ة بح��دود ‪ 1720‬مليار ليرة‬ ‫س��ورية‪ ،‬وأش��ارت إلى أن هذا الرقم مرشح‬ ‫لالزدياد مع اس��تمرار األزمة‪ ،‬ويقول الخبير‬ ‫االقتص��ادي عيس��ى األحم��د إن‪" :‬تكلف��ة‬ ‫الكهرباء السنوية في س��وريا تبلغ أكثر من‬ ‫‪ 5 .4‬ملي��ار دوالر س��نوي ًا‪ ،‬وه��و م��ا يح��اول‬ ‫النظام مؤخراً خفضه بس��بب أزمته المالية‪،‬‬ ‫لذا يق��وم بتقنين كميات الكهرباء المُنتجة‪،‬‬ ‫فيم��ا يش��ارك المواطن��ون الن��كات ح��ول‬ ‫األعطال واالس��تهداف المقص��ود"‪ ،‬ويوضح‬ ‫أن‪ 34" :‬محط��ة تعم��ل اليوم م��ن أصل ‪54‬‬ ‫َ‬ ‫محط��ة‪ ،‬و‪ 14‬عنف��ة تولي��د م��ن أص��ل ‪54‬‬ ‫عنف��ة"‪ ،‬ويضيف‪" :‬يحاول النظام استنس��اخ‬ ‫تجربة كهرب��اء بيروت في العديد من المدن‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وذل��ك باالعتم��اد المتزاي��د على‬ ‫مولدات الكهرباء المحلية وتوزيعها باألمبير‪،‬‬ ‫وه��و م��ا ين��ذر بنواي��ا الحكومة الس��ورية‬ ‫بخصخصة قط��اع الكهرب��اء تدريجي ًا‪ ،‬األمر‬ ‫ال��ذي أصب��ح واقعاً ف��ي العديد م��ن المدن‪،‬‬ ‫كحل��ب ومعظم المناطق المح��ررة"‪ ،‬ويحذر‬ ‫األحم��د م��ن أن واق��ع خصخص��ة الكهرباء‬ ‫يصع��ب تغييره بعد حدوث��ه‪ ،‬وأن أكبر مثال‬ ‫على ذلك ه��و لبنان‪ ،‬الذي لم يس��تطع منذ‬ ‫الح��رب األهلي��ة االس��تغناء ع��ن مول��دات‬

‫أن‪" :‬حكومة النظام‬ ‫األمبيرات‪ .‬ويش��ير إل��ى ّ‬ ‫تعتمد عل��ى الدعم الروس��ي واإليراني في‬ ‫الوق��ت الحال��ي‪ ،‬وتس��تفيد من خب��رات من‬ ‫الهند في مجال الكهرباء"‪.‬‬

‫ٍّ‬ ‫لكل ه ّمه‪:‬‬

‫تش��كل الش��موع وزي��ت ال��كاز والش��واحن‬ ‫الكهربائي��ة البدائ��ل الرئيس��ة للحص��ول‬ ‫عل��ى اإلنارة ف��ي معظم البيوت الس��ورية‪،‬‬ ‫كما تش��كل المولدات والبطاري��ات المصدر‬ ‫الرئي��س لتوليد الطاقة‪ ،‬وق��د تعطلت كثيرٌ‬ ‫من أعم��ال التجارة والنق��ل‪ ،‬وتوقف وصول‬ ‫المي��اه إلى آالف البي��وت‪ ،‬وانخفضت خدمات‬ ‫المستشفيات‪ ،‬وتعرقلت حياة الماليين‪.‬‬ ‫م��ن جهته يش��ير عزي��ز‪ ،‬وهو طال��ب‪ ،‬إلى‪:‬‬ ‫"معان��اة الط�لاب م��ن ع��دم توف��ر اإلضاءة‬ ‫الكافي��ة للدراس��ة ف��ي المن��زل‪ ،‬خصوص�� ًا‬ ‫م��ع اقت��راب امتح��ان الش��هادتين اإلعدادية‬ ‫والثانوية"‪ ،‬ويقول‪" :‬لدى كل منّا في المنزل‬ ‫كثير من األحيان‬ ‫ش��احن خاص‪ ،‬إال أننا ف��ي ٍ‬ ‫ال نك��ون عندم��ا تأت��ي الكهرب��اء‪ ،‬وإن كان‬ ‫مشحوناً فهو ال يكفي أكثر من ساعتين في‬ ‫أفضل أحواله"‪.‬‬ ‫أما أمّ قاسم فتشتكي من عدم قدرتها على‬ ‫القي��ام باألعم��ال المنزلية‪ ،‬وتق��ول "كثيراً‬ ‫م��ا أنهض ف��ي منتص��ف الليل عن��د قدوم‬ ‫الكهرب��اء ألكوي وأغس��ل وأنج��ز أعمالي"‪،‬‬ ‫وتبعاً لمقاييس أم قاسم فالكهرباء الحالية‬ ‫ال تكفي وجبة غسيل أبيض‪.‬‬ ‫وتح��وّل العدي��د م��ن أصح��اب المه��ن في‬ ‫األس��واق إلى الع��ودة الس��تعمال مهاراتهم‬ ‫اليدوية‪ ،‬بس��بب توقف عمل آالتهم‪ ،‬ويقول‬ ‫اللح��ام صاب��ر س��فلو "ع��دت ألف��رم اللحم‬ ‫بالس��اطور‪ ،‬بات الكيلو يستغرق ربع ساعة‪،‬‬ ‫أما اآللة فال تحتاج ألكثر من دقيقتين"‪.‬‬


‫بعد �ستة �أ�شهر من بدء �ضربات قوات التحالف‪:‬‬ ‫ا�ستعداد تنظيم "الدولة الإ�سالمية" لها‪ ..‬فاتورتها و�إجنازاتها‬ ‫تحقيقات‬

‫سوريتنا – مريم الصالح‬ ‫بالتنس��يق مع دول حليفة‪ ،‬ب��دأت الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية حربها (الجوية) مع أكثر‬ ‫التنظيمات المتطرفة تش��بثُا باألرض التي‬ ‫تحكمه��ا‪ .‬حرب تُ��دار من الج��و‪ ،‬بدأت في‬ ‫الثالث والعشرين من أيلول الماضي‪ ،‬بينما‬ ‫األرض تتناهبه��ا قوت��ان ال تق��ل إحداهما‬ ‫وحش��ية عن األخرى‪ :‬تنظي��م الدولة الذي‬ ‫ال يع��دُّ عناصرُه التمس��كَ بالحي��اة أولية‬ ‫جديرة باالهتمام‪ ،‬والنظام الس��وري الذي‬ ‫يتعام��ل م��ع الغ��ارات كأنه��ا تح��دث خارج‬ ‫أراضيه‪.‬‬ ‫شنّت قوات التحالف نحو ألفي ضربة جوية‬ ‫ضد التنظيم‪ ،‬فكيف تعامل ويتعامل معها‪،‬‬ ‫وإلى أي م��دى تمكنت ضربات التحالف من‬ ‫تحقيق أهدافها‪ ،‬وه��ي تدخل في النصف‬ ‫الثاني من عامها األول‪.‬‬

‫�ضربات التحالف و�أثرها يف جتفيف‬ ‫م�صادر متويل التنظيم‪:‬‬ ‫تجفيف مصادر التمويل لتنظيم الدولة يُعدّ‬ ‫أحد األهداف المعلنة لضربات التحالف‪ ،‬وكان‬ ‫يُرج��ى ف��ي حال تحقيق��ه إضع��اف التنظيم‬ ‫وزعزعته‪ ،‬ولكن األش��هر الت��ي تلت الضربات‬ ‫بينت أن وس��ائل تحقيق ه��ذا الهدف ربما لم‬ ‫تُدرس بدقة؛ إذ إن العديد من مصادر الدعم‬ ‫والتمويل تلك لم تؤثر فيها الضربات على ما‬ ‫يبدو‪.‬‬ ‫(أب��و عبي��دة)‪ ،‬أح��د المنش��قين ع��ن تنظيم‬ ‫الدول��ة‪ ،‬يقيم ف��ي إقليم هات��اي‪ ،‬في تركيا‪،‬‬ ‫يوزع مص��ادر التموي��ل األساس��ية للتنظيم‬ ‫على عدد من النقاط‪:‬‬ ‫ الغنائم التي يحصل عليها التنظيم من كل‬‫منطقة يهاجمها‪ ،‬س��واء م��ن منازل المدنيين‬

‫فاتورة احلرب اجلوية‪:‬‬

‫نش��رت صحيفة وول س��تريت جورنال بتاريخ ‪ 2014 - 12 - 30‬تقريراً صادراً عن وزارة‬ ‫الدفاع األمريكية‪ ،‬جاء فيه أن تكاليف األش��هر األربعة األولى قد تجاوزت مليار دوالر‪ ،‬إذ‬ ‫تكلف العمليات حوالي ‪ 8‬ماليين دوالر في اليوم‪ ،‬أو أكثر من ‪ 330‬ألف دوالر في الساعة‪.‬‬ ‫كما أش��ار التقري��ر أيضاً إل��ى أن وتيرة ونطاق الضرب��ات الجوية ق��د زاد منذ الضربة‬ ‫األولى على العراق في آب الماضي‪ ،‬مما يشير إلى أن هذه األرقام سترتفع‪ ،‬حيث تحتاج‬ ‫الطائرات الحربية ألموال طائلة للتشغيل‪.‬‬ ‫وتبل��غ تكلف��ة قاذفة القنابل من طراز "ب��ي ‪ 85 "1 -‬ألف دوالر للطيران س��اعة واحدة‬ ‫فق��ط‪ ،‬وتكلف مقاتل��ة "أف ‪ 15 -‬إي" أكثر من ‪ 39‬ألف دوالر في الس��اعة‪ ،‬وتبلغ تكلفة‬ ‫تشغيل "أف ‪ 22 -‬رابتور" الطائرة الحربية المطورة‪ ،‬التي صنعت للحرب في سوريا‪68 ،‬‬ ‫ألف دوالر في الساعة‪ ،‬وتبلغ قيمتها ‪ 350‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وكان توزيع الضربات الجوية‪ 841 :‬العراق‪ 559 ،‬سوريا‪ 428 ،‬كوباني‪21 ،‬حلب‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ليس��ت قوة الضربة ه��ي التي تح��دد مقدار‬ ‫تأثيره��ا‪ ،‬ب��ل طريق��ة تصديك له��ا؛ هذا ما‬ ‫أدركت��ه داع��ش مبك��راً‪ ،‬فعم��دت إل��ى اتخاذ‬ ‫العديد م��ن اإلجراءات التي يمك��ن أن تخفف‬ ‫ً‬ ‫بداية‬ ‫من تأثي��ر ضرب��ات التحالف؛ إذ عمل��ت‬ ‫عل��ى إف��راغ مقراته��ا ونقله��ا إل��ى المناطق‬ ‫الس��كنية‪ ،‬كما قامت بنقل مس��تودعاتها من‬ ‫المراك��ز المعروفة إلى مراكز أخرى أو مخابئ‬ ‫تحت األرض أو حتى إلى مراكز س��كنية‪ ،‬كما‬ ‫حدث ف��ي مدينة الميادين في آب الماضي‪ ،‬إذ‬ ‫عملت على نقل أس��لحتها إلى المدارس‪ ،‬مثل‬ ‫مدرس��ة الحس��ن في الميادي��ن‪ ،‬لتُوقِعَ في‬ ‫حال تم استهدافها أكبر عددٍ من القتلى‪ ،‬مما‬ ‫ي��ؤدي إلى خلق موقف معادٍ للتحالف‪ .‬وقامت‬ ‫كذل��ك بإلغ��اء الحواج��ز الثابت��ة‪ ،‬وكثفت من‬ ‫حضور عناصرها وانتش��ارهم في األسواق‪،‬‬ ‫وفرضت عليه��م اعتماد الدراجات النارية بد ً‬ ‫ال‬ ‫من السيارات‪ ،‬التي يسهل استهدافها‪.‬‬ ‫وش��دّدت كذل��ك عل��ى من��ع عناصره��ا من‬ ‫التجمّ��ع في المقرات‪ ،‬واالس��تعاضة عن ذلك‬ ‫بتكثيف اللقاءات في األماكن العامة‪.‬‬

‫أم م��ن الكتائب العس��كرية؛ كما حدث في آب‬ ‫من الشهر الماضي مع أربع قرىً في ريف دير‬ ‫الزور‪ ،‬ينتسب أبناؤها إلى عشيرة الشعيطات؛‬ ‫إذ اس��تباح التنظيم هذه الق��رى األربع ونهب‬ ‫عناص��رُه محتوي��ات المن��ازل‪ ،‬إضاف��ة إل��ى‬ ‫أخذ كل ش��يء له قيمة مادي��ة تركه األهالي‬ ‫الف��ارون بأرواحهم‪ ،‬كالث��روة الحيوانية مث ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫والتي تتجاوز مئات اآلالف من األغنام واألبقار‬ ‫واإلبل‪.‬‬ ‫ المص��ادرات‪ ،‬هذه تش��مل األموال العقارية‬‫واألم��وال المنقولة التي تت��م مصادرتها من‬ ‫كل من تصدر بحقه فتوى تكفير‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫تكفير شرائح اجتماعية كالمحامين والقضاة‪.‬‬ ‫ الغرام��ات الت��ي يفرضه��ا عل��ى المخالفين‬‫لبع��ض قوانين��ه‪ ،‬كف��رض ‪ 6000‬لي��رة إلى‬ ‫‪ 9000‬لي��رة مقاب��ل زي إس�لامي ال يتج��اوز‬ ‫س��عره ‪ 2000‬ليرة على الس��يدة التي ترتدي‬ ‫زياً فيه أي مخالفة بس��يطة للزي الداعش��ي‪،‬‬ ‫وذلك بد ً‬ ‫ال من الجلد أو احتجاز الولي‪.‬‬ ‫ الضرائ��ب التي ب��دأ بفرضها على المدنيين‬‫م��ع بداي��ة الع��ام الحال��ي‪ ،‬وتش��مل ضرائب‬ ‫المساكن والمحالت التجارية‪.‬‬ ‫ الزكاة‪ ،‬وتش��مل المحاصي��ل الزراعية ‪10%‬‬‫من المحصول الزراعي في األراضي البعلية‪،‬‬

‫و‪ 5%‬من المحصول في األراضي المروية‪ .‬أما‬ ‫الثروة الحيوانية فيؤخذ من كل قطيع حس��ب‬ ‫تع��داده‪ ،‬م��ن ‪ 120 - 40‬ش��اة واح��دة‪ ،‬وم��ن‬ ‫‪ 200 - 121‬اثنت��ان‪ ،‬وم��ن ‪ 399 - 201‬ثالث؛‬ ‫وهك��ذا‪ .‬وفيما يتعلق بالذهب فكل من يملك‬ ‫‪ 85‬غرام��اً فما فوق يتوجب علي��ه دفع ‪5% .2‬‬ ‫من ثمنها‪.‬‬ ‫ تأجي��ر الممتلكات‪ ،‬مث��ل تأجير المحالت في‬‫األسواق التي عدّها التنظيم مُلكًا له‪ ،‬بحكم‬ ‫سيطرته على المدينة‪.‬‬ ‫المصادر الس��ابقة كلها تؤمن للتنظيم أموا ً‬ ‫ال‬ ‫طائل��ة‪ ،‬وتأثير ضربات التحال��ف فيها يكاد ال‬ ‫يذكر‪ ،‬ومن َث��مَّ ال يمكن التأثير في التنظيم‬ ‫من خاللها‪.‬‬ ‫ومم��ا ال ج��دال في��ه أن النفط يع��دُّ المصدر‬ ‫األس��اس للتموي��ل‪ ،‬وهذا ما تؤك��ده األرقام‪،‬‬ ‫والتي ف��ي أقل تقديراتها تبيّ��ن أن التنظيم‬ ‫يمتلك ‪ 60%‬من النفط الس��وري‪ .‬وبينما كان‬ ‫النظ��ام ينتج ‪ -‬بحس��ب وزير النف��ط والثروة‬ ‫المعدنية في س��ورية س��ليمان عباس ‪385 -‬‬ ‫أل��ف برمي��ل يومي ًا‪ ،‬ف��إن داعش الي��وم تنتج‬ ‫وس��طيًا بحدود ‪ 45‬ألف برمي��ل يومياً‪ .‬ويعدّ‬ ‫(أب��و عبي��دة) "أن هذه الطاق��ة اإلنتاجية هي‬ ‫القصوى للتنظيم‪ ،‬بس��بب خ��روج العديد من‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬

‫كيف تلقت داع�ش ال�ضربات الأوىل‪:‬‬

‫غارة جوية لقوات التحالف على ريف إدلب | تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫‪11‬‬


‫تحقيقات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫اآلبار م��ن الخدمة‪ ،‬واحتي��اج العديد منها إلى‬ ‫الصيان��ة‪ ،‬إضاف��ة إلى عدم وج��ود مختصين‬ ‫ذوي كف��اءة يتناس��ب عدده��م م��ع الت��وزع‬ ‫الجغرافي لآلبار‪ .‬سعر البرميل الواحد بين ‪20‬‬ ‫ ‪ 60‬دوالراً‪ ،‬بحس��ب جودة النفط؛ فآبار حقل‬‫العمر يصل سعر البرميل الواحد فيها إلى ‪60‬‬ ‫دوالراً‪ ،‬وينخفض س��عر المُستَخرج من آبار‬ ‫أُخ��رى‪ ،‬مثل حقل الهول في الحس��كة ووادي‬ ‫عبي��د في الرق��ة‪ ،‬إل��ى ‪ 20‬دوالراً‪ .‬مما يجعل‬ ‫وس��طي اإليرادات يقارب الـ ‪ 5 .2‬مليون دوالر‬ ‫يوميًا‪ .‬جزء من هذا النفط يتم استهالكه في‬ ‫الس��وق المحلي��ة‪ ،‬وجزء آخر تُس��هِّل داعش‬ ‫تهريبه إلى تركيا والعراق‪" .‬‬ ‫وإضافة إلى الس��يطرة على آب��ار النفط قام‬ ‫تنظي��م الدول��ة باالس��تيالء عل��ى مصاف��ي‬ ‫البت��رول الت��ي تع��ود ملكيته��ا إل��ى كتائ��ب‬ ‫مسلحة‪ ،‬مثل األحرار أو الجبهة‪ .‬ويُضيف (أبو‬ ‫عبي��دة) "أن قس��مًا من ه��ذه المصافي كانت‬ ‫مل��كاً مُش��تَرك ًا بي��ن كتائب معين��ة وبعض‬ ‫األهالي"‪.‬‬ ‫بش��كل يمكن‬ ‫فه��ل ض��رب التحالف التنظيم‬ ‫ٍ‬ ‫في��ه أن يؤث��ر ف��ي ه��ذا القطاع؟ يجي��ب (أبو‬ ‫عبي��دة) على هذا الس��ؤال بالنفي‪ ،‬ويرى "أن‬ ‫ضرب��ات التحال��ف اس��تهدفت حق��و ً‬ ‫ال طاقتها‬ ‫اإلنتاجي��ة متوس��طة‪ ،‬مثل آبار‪ :‬حق��ل التنك‬ ‫النفطي‪ ،‬بئر الملح‪ ،‬بئر الس��يّاد‪ ،‬بئر خش��ام‬ ‫للبنزين األحمر (هذه أس��ماء محلي��ة لآلبار)‪،‬‬ ‫وتجنب��ت اس��تهداف الحق��ول ذات اإلنتاجي��ة‬ ‫أن تلك‬ ‫المرتفعة‪ ،‬مثل حق��ل العمر؛ عدا عن ّ‬ ‫الضربات غير مؤثرة‪ ،‬إذ تعود معظم الحقول‬ ‫إلى اإلنتاج بعد الضربة‪ ،‬لو كان التحالف يريد‬ ‫لتل��ك الضربات أن تكون مؤث��رة لكان األجدر‬ ‫ب��ه أن يس��تهدف ش��جرة البئ��ر ليوقف��ه عن‬ ‫العمل‪ ،‬مما يش��كل صعوبة أمام التنظيم في‬ ‫إعادة تأهيله‪.‬‬ ‫إضافة إلى استهداف اآلبار‪ ،‬استهدف التحالف‬ ‫أيض ًا مصافي للنفط لم تؤثر تأثيراً كبيراً في‬ ‫التنظيم‪ ،‬إذ س��رعان ما تغلب على هذا األمر‬ ‫بالعم��ل عل��ى اس��تئجار مص��افٍ جديدة من‬ ‫األهالي‪" .‬‬

‫اخل�سائر الب�شرية بني مقاتلي داع�ش‪:‬‬

‫"ال يمكن لتنظيم ال قيمة إلنس��انية اإلنسان‬ ‫ٍ‬ ‫عن��ده أن يكت��رث بالخس��ائر البش��رية" بهذه‬ ‫العب��ارة يص��ف (أب��و عبي��دة) تعام��ل داعش‬ ‫م��ع خس��ائره م��ن األف��راد‪ ،‬ويضي��ف "أن‬ ‫اس��تقدامه لعناص��ر جدد يعتبر س��بباً إضافي ًا‬ ‫لع��دم االكت��راث‪ ،‬حيث يبل��غ تع��داد عناصره‬ ‫بي��ن ‪ 65000‬إل��ى ‪ 70000‬مقات��ل‪ ،‬ثلثه��م‬ ‫في س��وريا تقريب�� ًا‪ .‬وهذه األع��داد في تزايد‬ ‫بس��بب الترهيب وإشعار المواطنين بإمكانية‬ ‫التع��رض للخطر في حال ع��دم انتمائهم؛ أو‬ ‫بالترغيب‪ ،‬وذلك بإغراء الش��بان بالمكاس��ب‪.‬‬ ‫يض��اف إلى ذلك منع المواطنين في المناطق‬ ‫الت��ي يس��يطر عليه��ا م��ن تس��لم رواتبه��م‬ ‫م��ن النظ��ام‪ ،‬مما يعن��ي أن أمامه��م خياران‬ ‫االنضمام إلى داعش أو الموت جوعاً‪" .‬‬ ‫إضافة إلى توافد المقاتلين من جنسيات غير‬ ‫سورية‪ ،‬وصل معظمهم عن طريق األراضي‬ ‫التركية‪ ،‬ويرى (أبو عبيدة) "أن هؤالء ينتمون‬ ‫إل��ى حوال��ي ‪ 80‬جنس��ية‪ ،‬انخف��ض مع��دل‬ ‫التحاقه��م ف��ي األش��هر األخي��رة‪ ،‬إال أنهم ال‬ ‫يزال��ون يتواف��دون‪ .‬وبحكم سياس��ة داعش‬ ‫في نق��ل عناصرها وتغيي��ر توزعهم يصعب‬ ‫تحدي��د عددهم؛ فمع بداية س��يطرتهم على‬

‫دير الزور على س��بيل المثال كانوا يش��كلون‬ ‫حوال��ي ‪ 75%‬من مجم��ل العناصر‪ ،‬إال أن هذه‬ ‫النسبة انخفضت إلى النصف أو دون ذلك بعد‬ ‫االستقرار‪.‬‬ ‫وتتوزع الجنس��يات الثمانون على دول غربية‬ ‫وأخ��رى عربي��ة‪ ،‬ولفرنس��ا النصي��ب األكب��ر‬ ‫م��ن المهاجرين األجانب‪ ،‬تليه��ا ألمانيا‪ .‬بينما‬ ‫تأتي الس��عودية في المرتبة األولى من حيث‬ ‫أع��داد المهاجرين من المش��رق العربي‪ ،‬بلغ‬ ‫عددهم حوالي ‪ 3000‬س��عودياً؛ تليها اليمن‪.‬‬ ‫أما في المغرب العربي فتتصدر تونس الئحة‬ ‫المهاجرين العرب‪ ،‬ويُشاع في أراضي داعش‬ ‫أن التوانس��ة هم األكثر شراسة وقسوة بين‬ ‫المهاجرين‪" .‬‬ ‫ال توج��د إحصائي��ة دقيقة لع��دد القتلى‪ ،‬ألن‬ ‫التنظي��م ال يعل��ن ع��ن أع��داد قت�لاه‪ ،‬ولكن‬ ‫هن��اك تقديرات أعطتها جه��ات عديدة عاملة‬ ‫في س��وريا‪ ،‬منها (المرصد الس��وري لحقوق‬ ‫اإلنس��ان)‪ ،‬الذي ذك��ر أن ‪ 1465‬م��ن مقاتلي‬ ‫(داعش)‪ ،‬غالبيتهم من جنسيات غير سورية‪،‬‬ ‫قتلوا إثر اس��تهداف تجمعاتهم في محافظات‬ ‫حم��ص وحماة وحلب والحس��كة والرقة ودير‬ ‫الزور‪.‬‬

‫اخل�سائر الب�شرية بني املدنيني‪:‬‬ ‫أش��ار تقري��ر ص��ادر عن الش��بكة الس��ورية‬ ‫لحقوق االنس��ان بتاري��خ ‪ 2015 - 3 - 12‬إلى‬ ‫أن ضرب��ات التحال��ف خ ّلف��ت ‪ 103‬قتل��ى من‬ ‫المدنيين‪ ،‬بينهم ‪ 11‬طف ً‬ ‫ال و‪ 11‬سيدة‪.‬‬ ‫ي��وم الثالثاء ‪ 23‬أيل��ول أغارت طائ��رة تابعة‬ ‫لقوات التحالف على ش��رقي قرية كفردريان‪،‬‬ ‫استهدفت أربع مداجن‪ ،‬هي عبارة عن مقرات‬ ‫لتنظي��م جبهة النص��رة‪ ،‬اثنت��ان منها مقرات‬ ‫من أين جاء مقاتلو داعش باألرقام‬ ‫(حسب تقرير صادر عن الواشنطن بوست)‬ ‫تونس ‪ 3000‬السعودية ‪2500‬‬ ‫المغرب ‪ 1500‬فرنسا ‪1200‬‬ ‫باكستان ‪500‬‬ ‫ألمانيا ‪ 600‬‬ ‫العراق ‪247‬‬ ‫الجزائر ‪ 250‬‬ ‫الكويت ‪71‬‬ ‫اليمن ‪1 10‬‬ ‫من ‪ 50‬إلى ‪ 100‬باقي الدول األوربية‬ ‫من ‪ 1‬إلى ‪ 50‬باقي دول الخليج‬

‫للس�لاح والذخائ��ر‪ .‬بع��د القص��ف اس��تمرت‬ ‫االنفجارات في المقرات لدقائق بسبب انفجار‬ ‫الذخائر والقذائف المخزّنة في المستودعات‪.‬‬ ‫وأدى الضغ��ط الهائ��ل ال��ذي س��ببه االنفجار‬ ‫إل��ى انهيار منزل س��كني مؤلف من طابقين‪،‬‬ ‫قري��ب من المس��تودعات‪ ،‬على بع��د أقل من‬ ‫‪ 100‬مت��ر‪ .‬وكذلك يوم األحد بتاريخ ‪- 9 - 28‬‬ ‫ال صغيراً‬ ‫‪ 2014‬استهدف طيران التحالف معم ً‬ ‫إلنتاج البالس��تيك بالقرب من الجسر القديم‬ ‫في الرقة‪ُ ،‬‬ ‫وقتِل نتيجة ذلك صاحب المعمل‪،‬‬ ‫ويُدعى (إسماعيل العبو)‪ ،‬ولم يتبين لنا وجود‬ ‫أي مقر عسكري لتنظيم داعش بالقرب منه‪.‬‬ ‫ووفق المصدر نفس��ه‪ ،‬في ‪ 11‬كانون الثاني‬ ‫‪ 2015‬ش��نت طائ��رات التحال��ف الدولي غارة‬ ‫عل��ى مصفاة نفط كهربائية تقع في منطقة‬ ‫الش��بلي ق��رب مدين��ة الميادي��ن ف��ي بادية‬ ‫الشامية بريف دير الزور الشرقي‪ ،‬مما تسبب‬ ‫بمقتل أربعة مدنيين‪ ،‬بينهم مهندس بترول‪،‬‬ ‫إضافة إلى دمار المصفاة بشكل كامل‪.‬‬ ‫ووفقاً لناش��طين من مدينة البوكمال ش��رق‬ ‫دي��ر الزور ف��إن ق��وات التحال��ف ارتكبت يوم‬ ‫الجمع��ة ‪ 2015 – 3 – 6‬مجزرة بحق المدنيين‬ ‫ف��ي أثناء قصفه��ا أحدَ مقار داع��ش بالقرب‬ ‫م��ن مش��فى عائش��ة ف��ي البوكم��ال‪ ،‬ألحق‬ ‫القصف أض��راراً كبيرة بالمش��فى‪ ،‬وتس��بب‬ ‫بمقتل خمس��ة من أفراد التنظيم؛ ولكنه أدى‬ ‫أيضًا إلى مقتل ستة أشخاص‪ ،‬بينهم أطفال‬

‫‪CNN‬‬ ‫قال وليام مايفل‪ ،‬مدير العمليات بوزارة‬ ‫الدفاع الأمريكية‪:‬‬ ‫تمت هجمات التحالف على ثالث مراحل‪:‬‬

‫‪ - 1‬توجيه نحو ‪ 40‬صاروخاً توماهوك من على‬ ‫متن ب��وارج حربية أمريكية في المياه الدولية‬ ‫إلى أهداف في شمالي وشرقي سوريا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬توجي��ه ضربات جوية باس��تخدام طائرات‬ ‫أف ‪ 15‬وطائ��رات أف ‪ 16‬إل��ى جان��ب طائرات‬ ‫م��ن دون طيار وغيرها على أهداف لوجس��تية‬ ‫وعجالت مسلحة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬قيام طائرات تابعة للدول الحليفة بتوجيه‬ ‫ضربات‪ ،‬والقيام بدوريات جوية فوق عدد من‬ ‫األهداف‪.‬‬


‫ً‬ ‫نقمة عامة‬ ‫رضع‪ ،‬أثارت صورهم المنش��ورة‬ ‫لدى الناس‪.‬‬

‫غارة لقوات التحالف على كوباني تشرين األول ‪2014‬‬

‫نتائج �ضربات التحالف بعيون املت�ضررين‪:‬‬

‫تحقيقات‬

‫يعزو ناشطون فش��ل التحالف الدولي بقيادة‬ ‫الوالي��ات المتحدة األمريكية ‪ -‬حتى اآلن ‪ -‬في‬ ‫تحقي��ق هدف��ه المعل��ن في زعزع��ة تنظيم‬

‫تنظيم "الدولة" يباغت قوات النظام بريف حماة‬ ‫ويقتل نحو ‪ 50‬عن�صر ًا‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫ً‬ ‫قتل ‪ 49‬عنصرا من قوات النظام على األقل وجرح عشرات منهم يوم الجمعة‪ ،‬وذلك خالل‬ ‫هجوم ش��نه عناصر تنظيم “الدولة اإلسالمية على حواجز المجبل والحنيطة والشيخ هالل‬ ‫والكهرباء وأثرية بريف حماة الشمالي‪.‬‬ ‫وقال مراس��ل “س��وريتنا” في ري��ف حماة‪“ :‬إن تنظيم الدولة اإلس�لامية تمك��ن في أعقاب‬ ‫االش��تباكات م��ن قطع الطريق الذي يص��ل ريف حماة بحلب والرقة‪ ،‬وال��ذي يعد خط إمداد‬ ‫لقوات النظام بين المنطقتين الشمالية والوسطى من األراضي السورية”‪.‬‬ ‫وأوضح مراس��ل “س��وريتنا” أن تنظي��م “الدولة” فاجأ ق��وات النظام فجر ي��وم الجمعة في‬ ‫هج��وم عنيف‪ ،‬واس��تمرت االش��تباكات لس��اعات‪ ،‬امتأل على أثرها مش��فى مدينة س��لمية‬ ‫الوطن��ي بالجثث والمصابين‪ ،‬وبالمقابل قصف الطيران الحربي التابع لقوات النظام ناحية‬ ‫عقيربات التي يس��يطر عليها تنظيم “الدولة” ش��رق مدينة س��لمية‪ ،‬كما استهدف الطريق‬ ‫الذي سيطر عليه التنظيم دون أن يخلف إصابات‪.‬‬ ‫ويس��يطر تنظيم “الدولة” على القرى الواقعة في الريف الشرقي لمدينة سلمية ابتدا ًء من‬ ‫قريتي أبو حبيالت والحردانة شرقي ناحية بري الشرقي‪ ،‬وباتجاه ناحية عقيربات‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬

‫نتائج ال�ضربات اجلوية كما يراها‬ ‫ال�سوريون‪:‬‬

‫الدول��ة إل��ى ع��دم جدي��ة الوالي��ات المتحدة‬ ‫بتحقي��ق نص��ر حقيق��ي عل��ى التنظي��م‪،‬‬ ‫ويدلل��ون عل��ى ذل��ك بمقارنة سياس��تها مع‬ ‫التنظي��م بسياس��تها ف��ي التعامل م��ع ليبيا‬ ‫وحج��م الضربات المؤثرة الت��ي تلقاها نظام‬ ‫القذافي‪ .‬كما أن تجربة كوباني تُعدّ مؤش��راً‬ ‫واضح�� ًا على قدرة أمريكا عل��ى التغيير‪ ،‬فقد‬ ‫تمكنت من منع سقوط المدينة بتوجيه ثلثي‬ ‫الضربات التي وجهت لس��وريا باتجاه تنظيم‬ ‫الدولة في محيط كوباني‪.‬‬ ‫بينما ي��رى (أحمد خليفة)‪ ،‬مقاتل س��ابق في‬ ‫جبهة النصرة‪" ،‬أن الس��بب الرئيس وراء عدم‬ ‫تحقي��ق نص��ر على داع��ش هو ع��دم وجود‬ ‫قوات بري��ة يمكن أن توجه الضربات الجوية‪،‬‬ ‫وأن داعش‪ ،‬بسياستها العنفية وعدم اكتراثها‬ ‫باإلنس��ان‪ ،‬ال يمك��ن أن يت��م تحقي��ق النصر‬ ‫عليها من الجو؛ إضافة إلى عدم قدرة األهالي‬ ‫عل��ى القيام بدور مش��ابه لدور تل��ك القوات‬ ‫البري��ة‪ ،‬وذل��ك لع��دة أس��باب‪ ،‬منها وحش��ية‬ ‫داعش وقمعها ألي صوت معارض‪ ،‬وتس��ليم‬ ‫الناس ألسلحتهم قبل بدء الضربات‪ ،‬واليأس‬ ‫من وق��وف العالم إل��ى جانبه��م؛ إضافة إلى‬ ‫هجرة آالف الش��بان خوفُا من بطش داعش‪.‬‬ ‫يضاف إل��ى ذلك ع��دم ثقة الن��اس بأمريكا‪،‬‬ ‫وشكهم بأن تدخلها يمكن أن يكون لمصلحة‬

‫الشعب السوري"‪.‬‬ ‫وي��رى (أحم��د) "أن من أس��باب الفش��ل أيضًا‬ ‫عدم دع��م أمريكا لمنطقة عازلة‪ ،‬كان يمكن‬ ‫أن تض��م آالف الالجئي��ن الس��وريين‪ ،‬وتكون‬ ‫منطلقاً ألي عمل عسكري ضد التنظيم"‪.‬‬ ‫كم��ا كان للح��دود المفتوح��ة بي��ن س��وريا‬ ‫والعراق أثر كبير في تنس��يق عمليات اإلمداد‬ ‫بين جناح��ي التنظيم (العراق وس��وريا)‪ ،‬مما‬ ‫جعله أكثر قدرة على توزيع عناصره بالصورة‬ ‫التي يتطلبها الموقف العس��كري الذي يُوضع‬ ‫فيه‪ .‬إضاف��ة إلى تركي��ز الجهود العس��كرية‬ ‫عل��ى العراق‪ ،‬وع��دّ داعش الع��راق أولية مع‬ ‫وجود حدود مفتوحة بين البلدين‪ ،‬مما يساعد‬ ‫التنظيم على إعادة ترتيب صفوفه‪.‬‬ ‫م��ن الثاب��ت أن داع��ش تمكن��ت م��ن توحيد‬ ‫األط��راف جميع��ًا‪ ،‬الت��ي تق��ف عل��ى الضفة‬ ‫المقابلة لها‪ ،‬فتم تش��كيل تحالف من س��تين‬ ‫دولة لمواجهتها‪ ،‬تحالفٌ تدعمه أطراف أخرى‬ ‫لم تكن لتجتمع على ش��يء لوالها‪ ،‬كاألكراد‬ ‫والنظ��ام الس��وري والعدي��د م��ن فصائ��ل‬ ‫المعارض��ة‪ .‬إال أن ه��ذه الوح��دة ل��م تس��فر‬ ‫حت��ى اليوم ع��ن اس��تراتيجية واضحة يمكن‬ ‫أن تس��اهم بش��كل حقيقي في الخالص من‬ ‫شبح التنظيم‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫اس��تهدفت ضرب��ات التحالف بش��كل أس��اس‬ ‫المنش��آت النفطية ومخازن الحبوب ومحطات‬ ‫الكهرب��اء والمق��رات العس��كرية‪ ،‬الموج��ودة‬ ‫غالباً في مناطق س��كنية مزدحمة‪ .‬ويرى (أبو‬ ‫محم��د)‪ ،‬أحد قادة الجيش الح��ر في المنطقة‬ ‫الش��رقية‪" ،‬أن أمري��كا المدعومة من س��تين‬ ‫دول��ة ل��م تتمكن م��ن تحقي��ق إنج��از يذكر‬ ‫خ�لال أش��هر م��ن األعم��ال العس��كرية ضد‬ ‫داع��ش‪ ،‬ولك��ن يمكن الق��ول إنه��ا أثرت في‬ ‫المعادلة العس��كرية بين داعش والنظام في‬ ‫دير ال��زور‪ ،‬وكذلك بين داع��ش واألكراد في‬ ‫ش��مالي س��وريا؛ فقد منعت ضربات التحالف‬ ‫تقدمها في شرقي سوريا‪ ،‬ولكن على حساب‬ ‫المدنيي��ن ولمصلح��ة النظام‪ ،‬ال��ذي لجأ إلى‬ ‫اس��تغالل هذه الضرب��ات ليزيد م��ن هجمته‬ ‫الشرسة على المدنيين‪ ،‬بحجة قصف مناطق‬ ‫داع��ش؛ وزاد م��ن قصف��ه أيض��ًا لمناط��ق‬ ‫المعارضة المعتدلة والجيش الحر‪ ،‬وبدا كأنه‬ ‫ال يرتكب جرائم قت��ل‪ ،‬بل يؤازر التحالف في‬ ‫القصف‪ ،‬مما أدى إلى زيادة عدد الضحايا بين‬ ‫المدنيين‪" .‬‬ ‫أما في الش��مال‪ ،‬يضيف (أبو محمد)‪" :‬س��اعد‬ ‫دع��م التحال��ف وح��دات حماي��ة الش��عب في‬ ‫الس��يطرة عل��ى كوباني‪ ،‬إضافة إل��ى بلدتي‬ ‫تل حميس وتل براك‪ ،‬وعش��رات القرى التي‬ ‫كانت تحت س��يطرة التنظي��م‪ ،‬في هجوم بدأ‬ ‫في ‪ 21‬ش��باط (فبراير) الماضي في محافظة‬ ‫الحس��كة؛ إذ اتبع��ت وح��دات حماية الش��عب‬ ‫سياس��ة تطهي��ر عرق��ي‪ ،‬ت��م فيه��ا تهجي��ر‬ ‫األهالي العرب من العديد من القرى وحرقها‪،‬‬ ‫مما س��يدعم س��يطرة الق��وات الكردية على‬ ‫ه��ذه المناط��ق‪ ،‬ويزي��د المخاوف م��ن إقامة‬ ‫وطن كردي‪ ،‬س��اهمت الوالي��ات المتحدة في‬ ‫التأسيس له‪" .‬‬ ‫كما يرى (أبو محمد) "أن ضربات التحالف أدت‬ ‫إلى تفاقم حالة عدم الثقة بالمجتمع الدولي‪،‬‬ ‫وأمري��كا تحدي��داً‪ ،‬خصوص��ًا بع��د س��قوط‬ ‫مدنيي��ن؛ مما دف��ع بالعديد م��ن المواطنين‪،‬‬ ‫أن الخ�لاص على ي��د قوات‬ ‫الذي��ن اعتق��دوا ّ‬ ‫التحالف‪ ،‬إلى التراجع والمطالبة بحل آخر‪.‬‬ ‫وش��مل الرف��ض أيض��اً بع��ض الفصائ��ل‬ ‫العس��كرية‪ ،‬الت��ي أعلن��ت رفضه��ا هجم��ات‬ ‫التحال��ف بعد ظهور تأثيرها في تقدم النظام‬ ‫ودوره��ا ف��ي زيادة س��قوط المدنيي��ن؛ منها‬ ‫حرك��ة حزم‪ ،‬الت��ي تمتعت قياداته��ا بعالقات‬ ‫جي��دة م��ع الوالي��ات المتح��دة األمريكي��ة‪،‬‬ ‫وحصلت منها على أسلحة لمواجهة النظام‪.‬‬ ‫ويمكن الق��ول أيضاً إن ه��ذه الضربات زادت‬ ‫من معاناة الناس‪ ،‬فقد أدت إلى زيادة األسعار‬ ‫بش��كل فجائي‪ ،‬حاولت داع��ش التعامل معه‬ ‫بمنع االحتكار وتحديد أسعار السلع األساسية‬ ‫ف��ي بع��ض المناط��ق‪ ،‬إال أنه��ا اس��تمرت‬ ‫باالرتفاع‪ ،‬وظهرت حاالتُ نقص ش��ديدة في‬ ‫العديد من المواد الغذائية"‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫حقوق وحريات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫املواطنة والعدالة‬ ‫االنتقالية‬ ‫تُش��كل العدال��ة االنتقالي��ة درب��اً البد منه‬ ‫للوص��ول إلى دول��ة المواطنة ف��ي البلدان‬ ‫التي تش��هد ثورات أو اقتت��ا ً‬ ‫ال أهلياً‪ ،‬كالحال‬ ‫الس��وري مؤخراً‪ .‬وفي مثل هذه المجتمعات‬ ‫تتضاعف الحاجة إلى تطبيق مفهوم العدالة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬وإلى البح��ث عن بدائل وخيارات‬ ‫مبتك��رة وملهم��ة‪ ،‬دال��ة على دول��ة مدنية‬ ‫موحدة قابلة للحياة واالس��تمرار مس��تقب ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫فالعدال��ة االنتقالي��ة وحده��ا ه��ي الطريق‬ ‫لرأب الصدع العمودي ال��ذي أصاب المجتمع‬ ‫السوري‪ ،‬الذي لم تنل من تماسكه قرون من‬ ‫التجزئة والتبعية للعثمانيين والفرنس��يين‬ ‫وغيره��م‪ ،‬والذي أظه��ر هشاش��ة التوحيد‬ ‫القسري للمجتمع بمعايير العاطفة والتاريخ‬ ‫والرغبة الشخصية المتسلطة‪.‬‬ ‫والعدال��ة االنتقالية هي اآللي��ات القضائية‬ ‫وغي��ر القضائي��ة عل��ى الس��واء‪ ،‬بم��ا ف��ي‬ ‫ذل��ك مب��ادرات المالحقة القضائي��ة والجبر‬ ‫وتقصي الحقائق واإلصالح المؤسس��ي‪ ،‬أو‬ ‫مزيج من ذلك‪ .‬وأي مزيج يتم اختياره يجب‬ ‫أن يك��ون متوافقاً مع المعايي��ر وااللتزامات‬ ‫القانوني��ة الدولية‪ ،‬وس��يادة القانون الركن‬ ‫األساس من أركان المواطنة‪.‬‬ ‫وتهدف العدالة االنتقالية بشكل أساس إلى‬ ‫تحقي��ق المصالح��ة الوطنيّ��ة‪ ،‬فبعد اإلرث‬ ‫الكبير م��ن انتهاكات حقوق اإلنس��ان تنحو‬ ‫المجتمعات إلى فقدان الثقة بحكم القانون‪،‬‬ ‫وبآلي��ات العدال��ة التقليديّ��ة‪ ،‬ويظه��ر ذلك‬ ‫جليّ�� ًا ف��ي الدول الت��ي تعاني م��ن الحروب‬ ‫ّ‬ ‫يتش��كل لديها الدافع‬ ‫والنزاعات األهلية‪ ،‬إذ‬ ‫الق��وي للرغب��ة باالنتق��ام‪ ،‬وهو م��ا يُدخل‬ ‫المجتم��ع في دوّام��ة ال نهائيّ��ة من العنف‬ ‫والعنف المتبادل‪.‬‬ ‫كم��ا ته��دف العدال��ة االنتقالية إل��ى إصالح‬ ‫مؤسس��ات الدولة‪ ،‬وعلى رأس��ها مؤسس��ة‬ ‫الجي��ش واألم��ن‪ ،‬وس��ائر المؤسس��ات‬ ‫المتورط��ة ف��ي ارت��كاب انته��اكات حق��وق‬ ‫اإلنس��ان‪ ،‬أو الت��ي لم تمن��ع ارتكابها‪.‬‬ ‫وبهذا تك��ون قد منع��ت‪ ،‬وإلى حد‬ ‫كبير‪ ،‬تكرار هذه االنتهاكات في‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫المصالحة الوطنية هي الش��كل‬ ‫األق��رب واألكث��ر إلحاح��ًا ف��ي‬ ‫مجتمعاتنا إلعادة تأسيس الوطن‬ ‫عل��ى أس��س ش��رعية قانوني��ة‬ ‫وتعددي��ة وديموقراطية في الوقت‬ ‫نفس��ه‪ .‬وفي الحالة الس��ورية بالذات‬ ‫تبرز أهمي��ة المصالحة الوطنية بوصفها‬ ‫مقدمة لتأسيس جديد لنمط الشرعية‪ ،‬قائم‬ ‫على نمط الشرعية الدستورية المؤسساتية‪،‬‬ ‫وتجاوز إرث الماضي الثقيل عبر مجموعة‬ ‫اإلج��راءات‬ ‫م��ن‬ ‫تؤس��س للدخ��ول‬ ‫ف��ي (المصالح��ة‬ ‫عب��ر‬ ‫الوطني��ة)‬ ‫(العدالة االنتقالية)‪.‬‬ ‫وأبرز عناصر العدالة‬ ‫االنتقالية هي‪:‬‬

‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫إعداد المحامي فارس حسّان‬ ‫ المالحق��ات القضائية‪ ،‬والس��يّما تلك التي‬‫تط��ال المرتكبي��ن الذين يُعَ��دّون أكثر من‬ ‫يتحمّل المس��ؤولية (ابتدا ًء من رأس النظام‬ ‫وسائر المسؤولين عن االنتهاكات)‪.‬‬ ‫ جب��ر الض��رر‪ ،‬ال��ذي تعت��رف الحكوم��ات‬‫عب��ره باألضرار المتكبَّ��دة‪ .‬ويتم جبر الضرر‬ ‫بصورتي��ن‪ :‬األول��ى عن طري��ق التعويضات‬ ‫المادي��ة (مدفوع��ات نقدية‪ ،‬خدم��ات صحية‪،‬‬ ‫أولي��ة ف��ي التوظي��ف)‪ ،‬والثاني��ة معنوي��ة‬ ‫(كاالعتذار العلني أو إحياء يوم الذكرى)‪.‬‬ ‫ إصالح المؤسس��ات‪ ،‬ويش��مل مؤسسات‬‫الدولة القمعية‪ ،‬كالقوى المس ّلحة‪ ،‬والجهاز‬ ‫األمن��ي والقضائ��ي؛ بغي��ة تفكي��ك آلي��ات‬ ‫انته��اك حق��وق اإلنس��ان‪ ،‬وضم��ان ع��دم‬ ‫تكرارها الحقاً‪.‬‬ ‫ لج��ان الحقيق��ة‪ ،‬أو وس��ائل أخ��رى‪،‬‬‫للتحقي��ق في أنماط االنته��اكات المنتظمة‬ ‫والتبليغ عنها‪ ،‬وللتوصي��ة بإجراء تعديالت‪،‬‬ ‫وللمساعدة على فهم األسباب الكامنة وراء‬ ‫االنتهاكات الخطيرة لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ما س��بق ال يش��كل الئحة نهائية أو مغلقة‪،‬‬ ‫بل لكل دول��ة من الدول أن تضيف التدابير‬ ‫النابع��ة من خصوصي��ة التجرب��ة؛ فتخليد‬ ‫الذك��رى مث� ً‬ ‫لا‪ ،‬والجه��ود العدي��دة للحفاظ‬ ‫عل��ى ذك��رى الضحاي��ا م��ن خ�لال إنش��اء‬ ‫متاح��ف‪ ،‬وإقامة نص��ب تذكاري��ة‪ ،‬وغيرها‬ ‫م��ن المبادرات الرمزية‪ ،‬مثل إعادة تس��مية‬ ‫األماك��ن العام��ة‪ ،‬وغيره��ا؛ قد بات��ت جزءاً‬ ‫مهم�� ًا م��ن العدال��ة االنتقالية ف��ي معظم‬ ‫أنح��اء العال��م‪ .‬م��ن ناحي��ة أخ��رى تش��كل‬ ‫عناص��ر العدالة االنتقالية وح��د ًة متكاملة‪،‬‬ ‫تعم��ل وفق رؤية تكاملية فيم��ا بينها‪ ،‬وقد‬ ‫تكون مكملة لبعضها بعضاً‪.‬‬ ‫إن تحقي��ق العدال��ة االنتقالي��ة ه��و الس��بيل‬ ‫الوحيد الذي يضمن تحقيق العدالة واإلنصاف‬ ‫للضحاي��ا‪ ،‬وفي الوقت نفس��ه يفت��ح الطريق‬ ‫لتحقي��ق المصالحة الوطني��ة‪ ،‬التي من دونها‬ ‫ً‬ ‫عرض��ة لمزي��د م��ن‬ ‫س��تكون س��وريا‬ ‫االحتراق وإراقة الدماء‪ ،‬التي سيقف‬ ‫وراءها االنتقام بكل تأكيد‪.‬‬ ‫والب��د م��ن اإلش��ارة إل��ى‬ ‫اس��تحالة تجاهل الماضي أو‬ ‫نس��يانه‪ ،‬فه��و دائم�� ًا يطفو‬ ‫عل��ى الس��طح‪ ،‬لذل��ك م��ن‬ ‫األفض��ل إظه��اره بطريق��ة‬ ‫بنّ��اءة وش��افية‪ .‬ويمك��ن أن‬ ‫نسمي البديل اآلخر بـ (ثورات‬ ‫الذاك��رة)‪ ،‬إذ يغل��ي الغض��ب‬ ‫وعدم الرضى تحت س��طح الحياة‬ ‫السياس��ية‪ ،‬ومن َثمَّ ينفلتان‬ ‫من وق��ت إلى آخ��ر؛ ولمنع‬ ‫ذل��ك الب��د م��ن التعامل‬ ‫م��ع الماضي لخل��ق نوع‬ ‫م��ن ال��ردع‪ ،‬فالتذك��ر‬ ‫والمطالبة بالمحاسبة‬ ‫وحدهم��ا الكفي�لان‬ ‫بالوقاي��ة م��ن وقوع‬ ‫أشياء مشابهة مجدداً‬ ‫في المستقبل‪.‬‬

‫رونالدو يجدد ت�ضامنه‬ ‫مع �أطفال �سوريا‪ ،‬ويدعو‬ ‫�إىل ّ‬ ‫تذكر "زيد"‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫نش��ر الالع��ب البرتغال��ي ونجم ن��ادي ريال‬ ‫مدريد لكرة القديم كريستيانو رونالدو‪ ،‬نجم‬ ‫ريال مدريد اإلس��باني لكرة القدم‪" ،‬تغريدة"‬ ‫عل��ى موقع “تويتر”‪ ،‬يدع��م من خاللها طفال‬ ‫سوري ًا‪ ،‬وذلك عبر صفحته الرسمية للتواصل‬ ‫االجتماعي "تويتر"‪.‬‬ ‫وطلب رونالدو في تغريدة على حس��ابه في‬ ‫التويتر‪ ،‬من متابعيه أن ال ينس��وا زيد‪ ،‬وكتب‬ ‫في الـ "هاشتاغ" بعنوان مع سوريا‪" :‬زيد نزح‬ ‫من منزله قبل ثالث سنوات‪ ،‬وقد نسي أسماء‬ ‫أصدقائه القدامى‪ ،‬نحن لن ننسى زيد"‪.‬‬ ‫وقام أكثر م��ن ‪ 3800‬متابع بإعادة تغريدها‪،‬‬ ‫ونف��س الع��دد تقريبا أب��دوا إعجابه��م بها‪،‬‬ ‫وس��بق للنجم البرتغالي أن نشر صورة ألحد‬ ‫أطف��ال س��وريا‪ ،‬مرتدي��ا قمي��ص "ص��اروخ‬ ‫ماديرا" رقم ‪ 7‬الش��هير مع ريال مدريد‪ ،‬عبر‬ ‫صفحت��ه الش��خصية عل��ى موق��ع التواصل‬ ‫االجتماع��ي "فيس��بوك"‪ ،‬وطال��ب ال��دون‬ ‫المجتمع الدول��ي بالوقوف إلى ج��وار اطفال‬ ‫سوريا ومساعدتهم من أجل حياة أفضل‪.‬‬ ‫وكت��ب حينه��ا رونالدو على صفحت��ه‪" :‬أحمد‬ ‫(‪ 16‬عاما)‪ ،‬من سوريا ويحلم بأن يكون العب‬ ‫كرة ق��دم‪ ،‬يج��ب أن نحافظ عل��ى األطفال‪،‬‬ ‫وأن��ا أدعم جمي��ع األطفال الس��وريين ألنهم‬ ‫يستحقون حياة أفضل"‪.‬‬ ‫والمعروف عن كرس��تيانو رونالدو بأنه يقوم‬ ‫بأعم��ال إنس��انية دائم��ا‪ ،‬فقد تكف��ل النجم‬ ‫البرتغالي مؤخرا بعالج الطفل "إيريك أورتيز‬ ‫كروز" الذي لم يتخط عامه األول‪ ،‬ويعاني من‬ ‫اضطرابات عصبية‪ ،‬تؤدي إلى تعرضه لحالة‬ ‫من الصرع بش��كل يومي‪ ،‬بدفعه حوالي ‪60‬‬ ‫ألف يورو‪ ،‬ألس��رته التي ل��م تكن قادرة على‬ ‫تحمل تكاليف العالج الضخمة‪.‬‬ ‫كم��ا س��بق للنج��م البرتغال��ي‪ ،‬أفضل العب‬ ‫ف��ي العالم ثالث م��رات‪ ،‬وأن زار ع��دة مرات‬ ‫مستش��فيات ألطف��ال مرض��ى بم��رض‬ ‫السرطان‪ ،‬وبأعمال خيرية أخرى‪.‬‬


‫سوريتنا ‪ -‬عامر محمد‬

‫«نانسي عجرم‪ :‬سافر بالسالمة ليه كتير المالمة»‪ ..‬المذيعة‪ :‬صباح الفل‬ ‫على الكل؟ هذا ما سمعناه عبر اذاعة وطن في صباح كان مشرقًا يوم ‪17‬‬ ‫آذار‪ ،‬إلى أن قالت المذيعة وهي تعرفنا عن نفسها «أنا لولو» اقتربنا من‬ ‫المذياع وراقبنا اإلبرة! هل هذه ميلودي إف إم؟ هل نحن في دمشق؟ هل‬ ‫لولو اسم فع ً‬ ‫ال؟ تمالكنا أنفسنا وتابعنا االستماع لتقول لنا لولو أن المخرج‬ ‫اسمه ماركو… هنا رمينا قهوة الصباح وعدنا للنوم العميق‪.‬‬ ‫•••‬ ‫كسوف الشمس ينبئ بثورة من نوع آخر للسوريين عنوان فقرة في برنامج «عن كثب»‬ ‫حي��ن قرأنا العنوان أردنا الغوص في التفاصيل‪ ،‬فاس��تمعنا للحلق��ة يوم ‪ 20‬منه‪ ،‬فخرج‬ ‫علينا مذيع مصاب باإلنفلونزا (نفترض ذلك ألنه إن كان ال يشكو من شيء فعلى األغلب‬ ‫يجب أن يجري عملية إزالة جيوب أنفية) المهم‪ ،‬وأثناء الغوص استنتجنا أن المذيع استنتج‬ ‫أن كسوف عام ‪ 99‬كان بداية الثورة‪ ،‬كيف باهلل عليكم ال تسألوا‪ ،‬بل هيا بنا نجمع المال‬ ‫من أجل العملية الجراحية الطارئة‪.‬‬

‫«ج��زء م��ن ش��ي» برنام��ج نق��دي‬ ‫س��اخر‪ ،‬يُس��لِّط الض��وء عل��ى‬ ‫األخطاء ف��ي المجتمع‪ ،‬سياس��يّاً‪،‬‬ ‫اقتصادي��ًا‪ ،‬اجتماعيَّاً‪ ،‬مع رياض‬ ‫وراض��ي وهم��ا يتناقش��ان حول‬ ‫مواضي��عَ كثيرة يومي ًا الثانية عش��رة والربع على‬ ‫والت إف إم‪.‬‬ ‫•••‬ ‫«بس��مة صباح» مسلس��ل درامي إذاع��ي يتحدث‬ ‫عن س��وريا والعائالت الس��ورية في هذه الظروف‬ ‫الصعبة عن الحب والح��رب والحرية‪ ..‬من بطولة‪:‬‬ ‫يارا صبري‪ ،‬إياد أبو الش��امات‪ ،‬فدوى سليمان‪ ،‬حال‬ ‫عمران‪ ،‬ورامي فاضل‪ ،‬قريبًا على راديو روزنة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬

‫هيك �سمعنا‬

‫هيك رح ن�سمع‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫أُعجب عيد سلمان بصفحة في موقع التواصل‬ ‫االجتماعي الفيس بوك اسمها "دعوة ألهالي‬ ‫َ‬ ‫المحتَفظين دورة ‪ 102‬لمقابلة‬ ‫العس��كريين‬ ‫الس��يد الرئي��س"‪ ،‬عيد هو رقي��ب أول مُجند‬ ‫في جيش النظام‪ ،‬وجد في الصفحة َّ‬ ‫متنفس�� ًا‬ ‫له‪ُّ ،‬‬ ‫وكل��ه إيمان اليوم أن "الرئيس" س��ينظر‬ ‫في حاله ويس��رحه من الق��وات النظامية مع‬ ‫مئ��ات من أمثاله‪ ،‬على الرغم من أن الصفحة‬ ‫حديث��ة العهد ول��م يصل ع��دد المعجبين بها‬ ‫إل��ى ألفي معج��ب بعد‪ ،‬ولن ينف��ذ "الرئيس"‬ ‫الرجاء المنتظر من الداعين المجهولين‪ ،‬الذي‬ ‫ينش��رون صوراً تحمل عب��ارات تعكس مدى‬ ‫اإلرهاق الذي يعيشه مجندو قوات النظام من‬ ‫االحتياط واالحتفاظ في آنٍ مع ًا‪.‬‬ ‫بعد أيام قليلة من اليوم تكون خمس سنوات‬ ‫ق��د اكتلمت على التحاق ٍّ‬ ‫كل من عيد من ريف‬ ‫حمص ‪ -‬جبورين‪ ،‬وجورج من حلب‪ -‬السريان‪،‬‬ ‫وأس��امة م��ن ري��ف دمش��ق‪ -‬المعضمي��ة‪،‬‬ ‫بصف��وف الجيش ضم��ن الخدم��ة اإللزامية‪،‬‬ ‫التي كانت مدتها آنذاك عاماً وتس��عة أش��هر‪،‬‬ ‫بحسب مرسوم أصدره األسد عام ‪ ،2009‬ثم‬ ‫عُدِّلت في شباط ‪ 2011‬لتصبح عام ًا ونصفاً‪،‬‬ ‫لكن أحداً لم يستفد من المرسوم ومن المدة‬ ‫الجدي��دة‪ .‬ل��م يك��ن الش��بان الثالث��ة‪ ،‬وآالف‬ ‫غيره��م‪ ،‬يعلمون أن رق��م "‪( "102‬وهو رقم‬ ‫الدورة العس��كرية لصف الضب��اط المجندين‬ ‫م��ن صيف ‪ )2010‬س��يحلق به��م حتى القبر‬ ‫ُ‬ ‫س��يُنقل الثالث‬ ‫بالنس��بة الثنين منهما‪ ،‬فيما‬ ‫إلى الحسكة ليواجه عناصر تنظيم داعش‪.‬‬ ‫خمس سنوات من الخدمة اإللزامية في جيش‬ ‫النظام لم ترهق المجندين الذين لم ينشقوا‬ ‫فقط‪ ،‬بل أرهقت عائالتهم معهم‪ ،‬فيما ُقتل‬ ‫منه��م كثيرون‪ ،‬من أمثال ج��ورج الحلبي ابن‬ ‫العشرين عاماً‪ ،‬والذي كان يقاتل في صفوف‬ ‫قوات النظام في حرستا على حاجز عسكري‪.‬‬ ‫ج��ورج كان يخط��ط المت�لاك مكت��ب دعاية‬

‫وإع�لان قب��ل أن يقض��ي في معرك��ة تكتَّم‬ ‫النظام عن ذكر خس��ائره البشرية فيها‪ ،‬فلم‬ ‫يذكره‪ ،‬فيما علم��ت والدته بموته عن طريق‬ ‫ٌ‬ ‫كتيبة معارضة صور ًة‬ ‫اإلنترنت حين نش��رت‬ ‫له‪.‬‬ ‫لم ينش��ق ج��ورج‪ ،‬وبقي في صف��وف قوات‬ ‫النظ��ام‪ ،‬لك��ن أس��امة‪ ،‬ابن المعضمي��ة التي‬ ‫ث��ارت باكراً في ريف العاصمة‪ ،‬انش��ق وبقي‬ ‫في منزله المقابل للحي الش��رقي في البلدة؛‬ ‫لم يحمل الس�لاح مع المعارضة‪ ،‬ليدير دكان‬ ‫وال��ده المُتوفى كما تريد أمه‪ ،‬لكنه هو اآلخر‬ ‫قض��ى بص��اروخ أرض أرض ضرب��ه النظام‬ ‫ونُش��رت صوره في فيديو بذقن‬ ‫على البلدة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫طويل��ة للغاي��ة‪ ،‬ألنه لم يكن يمل��ك ثمن آلة‬ ‫لحالقته��ا‪ُ ،‬كت��ب على قطعة قم��اش عُصبت‬ ‫على رأس��ه‪" :‬اهلل أكبر ال إل��ه إال اهلل"‪ ،‬ودُفن‬ ‫بالقرب من منزله‪.‬‬ ‫الصفح��ة ليس��ت المحاول��ة األولى م��ن قبل‬ ‫مجندين عَلِقوا في صفوف قوات النظام منذ‬ ‫خمس س��نوات‪ ،‬إذ س��بقتها محاوالت مشابهة‬ ‫عب��ر مواق��ع التواص��ل االجتماعي‪ ،‬ل��م تلقَ‬ ‫أي ص��دى من قب��ل "القيادة الحكيم��ة"‪ ،‬التي‬ ‫التستطيع تسريح المجندين من دورات "‪102‬‬ ‫– ‪ "104 - 103‬ص��ف ضب��اط‪ ،‬فه��ي اليوم ال‬ ‫تملك بدي ً‬ ‫ال بشرياً عنهم؛ فقد أظهرت األرقام‬ ‫الرس��مية أن الدورة "‪ ،"102‬التي التحقت في‬ ‫نيسان ‪ ،2010‬كانت األضخم عدداً‪ ،‬فقد وصل‬ ‫ع��دد المجندين فيها إلى عش��رين ألف مجند‪.‬‬ ‫ومما س��اهم ف��ي ضخام��ة ع��دد الملتحقين‬ ‫ه��و مرس��وم عف��و ع��ن المتخلفي��ن أصدره‬ ‫األس��د في ش��باط م��ن الع��ام نفس��ه‪ .‬العدد‬ ‫الكبير تس��بب آن��ذاك في انتش��ار األمراض‬ ‫في الكليات العس��كرية‪ ،‬منها ما عُرف باس��م‬ ‫"الترف��ع الح��راري ‪ -‬والرم��د الربيع��ي"‪ ،‬مما‬ ‫اضطر حينه��ا النظام إلى تخفيض مس��توى‬ ‫التدريب العس��كري في الثكنات والكليات إلى‬

‫ميديا‬

‫خم�س �سنوات من‬ ‫اخلدمة يف جي�ش‬ ‫الأ�سد‪ ،‬تنتهي‬ ‫مبنا�شدة‬

‫الحدود الدنيا‪ ،‬بعد أنباء عن وفيات في صفوف‬ ‫المجندين‪.‬‬ ‫مباش��رة بع��د انته��اء دورة ‪ 102‬في تش��رين‬ ‫الثان��ي من ع��ام ‪ ،2010‬التحق��ت دورة ‪،103‬‬ ‫دورة ش��توية بع��دد قليل لس��بيين‪ :‬أولهما أن‬ ‫الغالبية العظمى من الشبان في سوريا كانوا‬ ‫يفضل��ون خ��وض دورة عس��كرية في فصل‬ ‫الصي��ف‪ ،‬ألن األم��راض أق��ل وم��ن الممك��ن‬ ‫احتم��ال الح��رّ أكثر م��ن الب��رد؛ وثانيهما أنها‬ ‫تبعت دورة مرس��وم عفو ضخمة العدد‪ ،‬وفي‬ ‫القان��ون العس��كري يُس��مى عناص��ر الدورة‬ ‫األحدث بدالء لمن سبقوهم بدورة واحدة‪ ،‬وآليًا‬ ‫يرتبط قرار التس��ريح بقرار وص��ول البدالء‪.‬‬ ‫العملية هذه تتم بش��كل روتين��ي‪ ،‬لكن عدد‬ ‫الملتحقي��ن بالدورة "‪ "104‬في نيس��ان ‪2011‬‬ ‫كان كارثي�� ًا‪ ،‬إذ انخفضت األعداد بش��كل غير‬ ‫مس��بوق‪ ،‬قبل أن تتالش��ى الدورات التدريبة‬ ‫بش��كل ش��به كامل مع دورة "‪ ،"105‬التي من‬ ‫المفترض أنها التحقت في تشرين الثاني من‬ ‫ع��ام ‪ .2011‬مع هذه الدورة كانت اختصاصات‬ ‫عسكرية كاملة قد اختفت‪ ،‬الكليات العسكرية‬ ‫جميع ًا في حمص لم تعد قادر ًة على استقبال‬ ‫تالميذ صف الضب��اط‪ ،‬كما يُطلق عليهم في‬ ‫األعراف العسكرية‪ ،‬كذلك حال كليات وثكنات‬ ‫في ريف دمشق؛ بمعنى آخر لم يعد هناك من‬ ‫بدالء للدورات السابقة‪ ،‬وسرى االحتفاظ‪.‬‬ ‫االحتف��اظ العس��كري األول كان بح��ق دورة‬ ‫"‪ ،"101‬الت��ي كان من المفترض أن تُس��رَّح‬ ‫ف��ي األول من ش��باط ع��ام ‪ ،2011‬لكنَّ قرار‬ ‫تس��ريحها أُ َ‬ ‫جِّل لمرة واحدة ولمدة ثالثة أشهر‬ ‫وسُ��رِّح عناصرُه��ا بع��د ذلك‪ ،‬فيم��ا ال تزال‬ ‫َ‬ ‫المُحتَفظ‬ ‫الدورات كلها التي تلت ذلك بحكم‬ ‫به��ا بع��د ع��ام ‪ 2011‬وحت��ى الي��وم؛ يتناقل‬ ‫عناصره��ا من فت��رة إلى أخرى إش��اعات عن‬ ‫ق��رب التس��ريح‪ ،‬ما تلب��ث أن تُنف��ى من قبل‬ ‫وزارة الدف��اع‪ .‬الصفح��ة الجديدة على الفيس‬ ‫بوك ال تش��ير فقط إلى الرغبة في التسريح‪،‬‬ ‫بل تُ َلمِّحُ إلى حرم��ان العناصر من اإلجازات‬ ‫الش��هرية والس��نوية‪ ،‬وإلى انتشار الوساطات‬ ‫والمحسوبيات في صفوف القوات النظامية‪.‬‬ ‫عيد الي��وم يقاتل داعش في الحس��كة‪ ،‬على‬ ‫الرغم م��ن أنه يتبع للفرق��ة المتموضعة في‬ ‫الرق��ة‪ ،‬لك��ن األعم��ال القتالية كله��ا لفرقته‬ ‫نُقِل��ت إل��ى أقص��ى ش��مال الحس��كة‪ .‬عي��د‬ ‫يقول إن��ه يقاتل داع��ش‪ ،‬أي��اً كان العدو في‬ ‫الطرف المقابل‪ ،‬بالنس��بة له جميعهم داعش‬ ‫أو النص��رة أو القاع��دة‪ ،‬فيم��ا ال ت��زال عبارة‪:‬‬ ‫"مط��رح ما األس��د بيدوس منرك��ع ومنبوس"‬ ‫ه��ي المفضلة عل��ى هاتفه كي يرس��لها إلى‬ ‫كل من يعرف‪ ،‬حين تكون باقة االتصال التي‬ ‫اشتراها للتو تحوي عرضًا مجاني ًا للرسائل‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫وجوه من وطني‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫رائد الأدب ال�شعبي احللبي‬ ‫يو�سف قو�شقجي ‪1995 - 1914‬‬ ‫نفيتَ عنك العال والظرف واألدبا‬ ‫وإن خُلِ ْقتَ لها‪ ،‬إن لم تَزُرْ حلبا‬ ‫حلب خزانة الش��رق ومستودع سحره‪ ،‬حتى‬ ‫ً‬ ‫مقول��ة تُعيد حلب‬ ‫إن الحلبيي��ن يتداول��ون‬ ‫إلى أبي األنبي��اء إبراهيم‪ ،‬الذي مر بها في‬ ‫طريقه إلى حران فلس��طين‪ ،‬وكان له بقرة‬ ‫ش��هباء الل��ون ي��وزع حليبها عل��ى الفقراء‬ ‫يومي ًا‪ .‬وكان الناس يس��ألون بعضهم‪ :‬هل‬ ‫حَ َلبَ إبراهيمُ الش��هبا َء‪ ،‬فيجابون‪ :‬نعم‪..‬‬ ‫حلب الش��هباء؛ قيل ومنه انطلق عليها هذا‬ ‫االس��م‪ .‬ما يتداوله الحلبي��ون عن مدينتهم‬ ‫يدحض��ه العل��م‪ ،‬ويؤك��ده طب��ع مدينتهم‬ ‫المعطاءة‪ ،‬التي لم تذق حاضرة من حواضر‬ ‫الش��رق ما ذاقته من المرارة في الس��نوات‬ ‫األخيرة؛ إال أن طبائع التاريخ تؤكد أن المدن‬ ‫الحية تبقى بينما يرحل الطغاة‪ .‬وبالحديث‬ ‫ع��ن تاري��خ حل��ب يبرز اس��م األب يوس��ف‬ ‫قوشقجي المؤرخ واألديب األرمني الحلبي‪،‬‬ ‫الذي يحل ضيف ًا على زاويتنا اليوم‪.‬‬ ‫ولد يوسف قوشقجي في حلب عام ‪،1914‬‬ ‫لعائل��ة حلبي��ة أرمني��ة قديمة اس��توطنت‬ ‫حلب قبل نزوح األرمن إثر المجازر التركية‬ ‫الش��هيرة‪ّ ،‬‬ ‫تلقى علومه األولية في مدرسة‬ ‫م��ار غريغوريوس الصغرى‪ ،‬وانتقل بعدها‬ ‫إلى بيروت ليكمل دراس��ته في معهد اآلباء‬ ‫اليسوعيين التابع لجامعة القديس يوسف‪،‬‬ ‫أتقن اللغات العربية والفرنسية والالتينية‪،‬‬ ‫ودرس العلوم الفلسفية والكهنوتية‪ ،‬وتابع‬ ‫دراسته في روما‪.‬‬ ‫ف��ي أثناء دراس��ته عم��ل م��ع األب صبحي‬ ‫حموي الحلبي واألس��تاذ بطرس البستاني‬ ‫ف��ي إخ��راج ترجمة جدي��دة ألس��فار العهد‬ ‫الجدي��د‪ .‬وبعد عودته من روما اس��تقر في‬ ‫حلب‪ ،‬ورُسم كاهن ًا عام ‪ ،1938‬ودرس في‬ ‫عدة م��دارس‪ ،‬ثم أصبح ع��ام ‪ 1943‬مدير‬ ‫مدرسة القديس غريغوريوس‪.‬‬

‫ً‬ ‫إضافة إلى دراس��اته الروحية في الالهوت‬ ‫والكت��اب المقدس وس��ير القديس��ين‪ ،‬برز‬ ‫اس��م قوش��قجي بوصفه باحث ًا ف��ي األدب‬ ‫الش��عبي واليوميات واألمثال الحلبية‪ ،‬التي‬ ‫تُعدّ مصدراً مهم�� ًا‪ ،‬بل حيوي ًا‪ ،‬من مصادر‬ ‫التاريخ المكتوب‪ ،‬وذل��ك لحيوية هذا األدب‬ ‫وصالحيت��ه الدائم��ة الحتض��ان األلف��اظ‬ ‫والتراكي��ب والمعان��ي الجدي��دة؛ ودلي��ل‬ ‫تلك الحيوي��ة كثرة المس��مّيات الحضارية‬ ‫والمخترعات الحديثة فيه‪ ،‬فهو يستقبل كل‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى قدرته‬ ‫جديد‪ ،‬ويحتويه ويتمثله‪،‬‬ ‫عل��ى تصوي��ر اإلنس��ان الف��رد واألنموذج‪،‬‬ ‫وإعطائه مالمحه الخاصة‪ ،‬وتوضيح سلوكه‬ ‫الروحي واحتياجاته النفسية‪.‬‬ ‫وف��ي مقالة له بعن��وان‪« :‬األعياد وش��ؤون‬ ‫الدي��ن ف��ي أمثال حل��ب» كتب قوش��قجي‪:‬‬ ‫«جمعتُ نحو س��تة آالف مثل ش��عبي جرى‬ ‫ف��ي الماض��ي‪ ،‬وال ي��زال كثيرٌ منه��ا جاري ًا‬ ‫ٌ‬ ‫أمثال‬ ‫على لس��ان ش��عب حل��ب‪ .‬وس��قطت‬

‫ٌ‬ ‫أمث��ال جديدة‪ ،‬كقولهم‬ ‫قديمة ولكن تنش��أ‬ ‫ف��ي الثرث��ار وغي��ره‪ .‬والجدي��ر بالذك��ر أن‬ ‫هن��اك أمث��ا ً‬ ‫ال كثي��رة عل��ى ش��ؤون الدين‬ ‫ورجال��ه والعب��ادة واإليمان ب��اهلل‪ ،‬لتَأصُّل‬ ‫الشعور الديني في أهل حلب من مسلمين‬ ‫ومسيحيين»‪.‬‬ ‫ك��رَّس األب قوش��قجي حيات��ه للتأصي��ل‬ ‫والتأري��خ لمدين��ة حل��ب ومجتمعه��ا‪ ،‬فألف‬ ‫وترجم أكثر م��ن ‪ 35‬كتاب ًا‪ ،‬لعل أش��هرها‪:‬‬ ‫كت��اب األدب الش��عبي الحلب��ي‪ ،‬األمث��ال‬ ‫الش��عبية في حلب وماردين‪ ،‬في مجلدين‪.‬‬ ‫كما قام بجم��ع وتحقيق وترتي��ب وتنظيم‬ ‫أعم��ال دفات��ر الجمعية المعروف��ة «بأخبار‬ ‫حل��ب» للمعلم نع��وم بخاش‪ ،‬الت��ي كتبها‬ ‫ابتدا ًء من ع��ام ‪ 1842‬وحتى بدايات القرن‬ ‫العش��رين؛ وه��ي مليئة باألخب��ار المكانية‬ ‫والعالمي��ة التي أرّخها المعل��م بخاش عن‬ ‫حلب ويومياتها‪.‬‬ ‫كان للتأريخ عند قوش��قجي نكهة مختلفة‪،‬‬ ‫العتم��اده الثقاف��ة الش��عبية والتعابي��ر‬ ‫الس��ائدة في عص��ره‪ .‬ويقول به��ذا الصدد‬ ‫في حاشية كتابه «األدب الشعبي الحلبي»‪:‬‬ ‫«كن��ت ذات يوم أُعَمِّد طف ً‬ ‫ال أهله من باعة‬ ‫الق��ول والفاكه��ة‪ ،‬يأتون بها من بس��اتين‬ ‫يضمنونها‪ ،‬سألتهم عن تاريخ مولد الطفل‬ ‫فأجاب بعضه��م‪« :‬في أيار ال��ورد»‪ ،‬وأجاب‬ ‫غيره‪« :‬ال بل في حزيران المش��مش»‪ .‬قلت‬ ‫له��م إن هذا التاريخ غي��ر كافِ‪ ،‬فال بد من‬ ‫ذكر الش��هر واليوم ذكراً واضح ًا‪ .‬وسألتهم‪:‬‬ ‫أَولِد قبل اثني��ن العنصرة أم بعده؟ وهكذا‬ ‫تدرّج��ت م��ن يوم مع��روف إلى آخ��ر حتى‬ ‫تيسّ��ر لي معرفة التاريخ الصحيح‪ .‬وسألت‬ ‫بع��ض الناس ج��اؤوا ليعم��دوا طفلهم عن‬ ‫الوق��ت ال��ذي وُلِ��د في��ه فقالوا ل��ي‪« :‬في‬ ‫رمضان»‪ ،‬فقلت لهم‪ :‬إننا نكتب التاريخ في‬ ‫دفتر العماد باألشهر الشمسية‪.‬‬ ‫عام ‪ 1987‬كرَّمته وزارة الثقافة في مدينة‬ ‫حل��ب‪ ،‬وف��ي دار الكت��ب الوطني��ة تحديداً‪،‬‬ ‫ومنحت��ه براءة تقدي��ر لما أس��داه من مآثر‬ ‫خال��دة ف��ي المج��ال الثقافي؛ كم��ا أطلقت‬ ‫بلدية حلب اس��مَه على أحد شوارعها‪ .‬عام‬ ‫صراع‬ ‫‪ 1995‬رحل قوش��قجي بصم��ت بعد‬ ‫ٍ‬ ‫م��ع الم��رض‪ ،‬ودُفن ف��ي مداف��ن األرمن‬ ‫الكاثوليك في حلب‪ ،‬معشوقته الوحيدة‪.‬‬

‫دفاتر الع�شاق يف عينتاب‬ ‫معر�ض للكتاب‬ ‫تنظم دار نون للطباعة والنش��ر معرض‬ ‫للكتاب يوم الثالثاء ‪ 24‬آذار ‪ 2015‬الساعة‬ ‫السادسة مساء‪.‬‬ ‫يس��تمر المعرض ألربعة أيام متتالية في‬ ‫مقام آرت كافي ‪ -‬محطة ازي مختار باش��ا‬ ‫بمدينة غازي عنتاب التركية‪.‬‬

‫بدع��وة م��ن مرك��ز «بيتنا س��وريا»‪ ،‬يع��رض الفلم‬ ‫الس��وري «دفات��ر العش��اق» للمخرج والمص��ور إياد‬ ‫جرود‪ ،‬في قاعة مس��رح المدينة‪ ،‬يوم السبت ‪ 28‬آذار‬ ‫الساعة السابعة مسا ًء‪.‬‬

‫ذكرى الثورة‬ ‫تخليداً لش��هداء الثورة الس��ورية عُرضت أمام البيت‬ ‫األبيض مؤخ��راً لوحة بطول ‪ 170‬مت��راً تضم صور‬ ‫‪ 50‬ألف ش��هيد في الثورة وساهمت الشبكة السورية‬ ‫لحقوق اإلنسان بتزويد المجلس السوري ‪-‬األمريكي‬ ‫الذي قام بعرض صور وأسماء الشهداء‪.‬‬


‫ص��در حديث ًا للكاتبة س��عاد ج��روس كتاب «من االنت��داب إلى‬ ‫االنقالب‪ -‬سورية زمان نجيب الريس» عن دار رياض الريس‪.‬‬

‫اصــــدارات‬

‫يسرد الكتاب حكايات سورية‬ ‫من��ذ عه��د األمي��ر فيص��ل‪،‬‬ ‫وإقام��ة أول حكوم��ة عربي��ة‬ ‫مدني��ة ف��ي دمش��ق م��روراً‬ ‫بحكايات االنتداب وشخصياته‬ ‫والحي��اة الحزبية العش��ائرية‬ ‫وزعم��اء ح��ركات االس��تقالل‬ ‫واالنفصال وضباط االنقالبات‬ ‫ووالءاته��م‬ ‫وعس��اكرهم‬ ‫اإلقليمية المختلفة‪.‬‬

‫�سوريا جتربة املدن املحررة‬

‫صدر مؤخراً كتاب "سورية‪ ،‬تجربة المدن المحررة" من إعداد‬ ‫صبر درويش ومشاركة عدد من الكتاب والصحافيين‪.‬‬ ‫الكتاب مقسم الى ستة أجزاء‪،‬‬ ‫"ال��ي��رم��وك ف��ي ق��ل��ب ال��ث��ورة"‬ ‫ل��م��ت��ول��ي أب���و ن��اص��ر‪ ،‬و"ع��ن��د‬ ‫حمل السالح‪ :‬زملكا نموذجاً"‬ ‫لصبر دروي��ش‪ ،‬و"تعثر العمل‬ ‫المدني ف��ي ال��م��دن المحررة"‬ ‫لعبسي سميسم‪ ،‬و"ظ��اه��رة‬ ‫ال��م��دن ال��م��ح��ررة‪ ،‬تضامنيات‬ ‫المقاومة التسلطية" لحازم‬ ‫السيد و"حمص العدية ومرارة‬ ‫ال��ت��ح��ري��ر" ل��ط��ري��ف العتيق‪،‬‬ ‫و"ال���م���دن ال��م��ح��ررة وسياسة‬ ‫الهُدن المريرة" لصبر درويش‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬

‫من االنتداب �إىل االنقالب‬

‫ويعيشون وهمَ أن العالم مدين لهم بالمساعدة‬ ‫ألنه��م «عل��ى حق»‪ ،‬فيم��ا تدور لعب��ة المصالح‬ ‫الدولية فوق أرضهم‪ ،‬وتعمّق من أزمة ثورتهم‬ ‫وصعوب��ة التخل��ص م��ن نظ��ام انقض��ت م��دة‬ ‫ٍ‬ ‫صالحيته»‪.‬‬ ‫اختُطف عيتاني مرتين في الش��مال الس��وري‪،‬‬ ‫الم��رة األولى على ي��د مجموعة تابع��ة للجيش‬ ‫الح��ر‪ ،‬هي «لواء عاصفة الش��مال»‪ ،‬والحقاً بين‬ ‫يدي تنظيم الدولة اإلس�لامية ليوم واحدٍ فقط‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يق��ول الكات��ب‪« :‬الخط��ف ظاه��رة ش��ائعة في‬ ‫الح��روب والنزاعات المس��لحة‪ ،‬إال أنه��ا أصبحت‬ ‫الفت��ة في س��وريا‪ ،‬تحول��ت من خطف ألس��باب‬ ‫سياسية إلى خطف من أجل تمويل المقاتلين»‪.‬‬ ‫بعي��داً ع��ن هم��وم الناش��طين المبعدي��ن م��ن‬ ‫س��وريا‪ ،‬وال��ذي ينقل عنه��م أن في العس��كرة‬ ‫ٌ‬ ‫كارثة للثورة‪ ،‬يرى عيتاني أن في أس��لمة الثورة‬ ‫ْ‬ ‫وأداً لها‪ ،‬وهو من ح ّلل في كتابه السابق التاريخ‬ ‫المكتوم للحركات الس��لفية والجهادية في لبنان‬ ‫وارتباطاتها في الخارج‪ ،‬ماضيًا وحاضراً‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ٌ‬ ‫إضاف��ة قيّمة لما ُكتب وس��يكتب‬ ‫كتابن��ا الي��وم‬ ‫عن الثورة الس��ورية‪ ،‬أو عن سورية زمن الثورة‪،‬‬ ‫يقدم فيه (فداء عيتاني) س��يرة الثورة السورية‬ ‫من��ذ بداياته��ا‪ ،‬كما عايش��ها وس��مع عنها ممن‬ ‫ش��اركوا فيها منذ أيامها األول��ى‪ ،‬وكيف تطورت‬ ‫حت��ى اس��تولت تنظيم��ات إس�لامية (متطرفة)‬ ‫على جزء كبير م��ن األرض‪ ،‬مبعِد ًة القوى التي‬ ‫ش��اركت في بدايات الثورة والعمل المس��لح عن‬ ‫تقرير مصيرها بنفسها‪.‬‬ ‫يعم��د الكاتبُ إلى جمع ش��تات الثورة الس��ورية‬ ‫سياق ّ‬ ‫مُنظم‪ ،‬ويجتهد في إضفاء‬ ‫في رواية ذات‬ ‫ٍ‬ ‫ش��هادة ميداني��ة على س��يرة الثورة الس��ورية‪،‬‬ ‫خصوصًا في الشمال‪ ،‬كما يتطرق إلى قضية لم‬ ‫تنل حقها في الدراس��ات السورية‪ ،‬هي الخطف‬ ‫بأنواعه ك ّلها‪ ،‬من بينها الخطف المسيّس‪ ،‬الذي‬ ‫تح��ول ظاهر ًة للعنف االجتماع��ي اإليديولوجي‪،‬‬ ‫ظهرت على هامش الثورة وأساءت إليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫«بداية كنت أزور س��وريا‬ ‫يق��ول الكاتب عيتاني‪:‬‬ ‫بحث��ًا ع��ن المخطوفي��ن اللبنانيي��ن ف��ي اعزاز‪،‬‬ ‫أحد عش��ر لبنانيًا ذنبهم أنهم من الش��يعة‪ ،‬ومع‬ ‫تك��رار الرحالت حتى ش��هر آب ‪ 2012‬وجدت من‬ ‫ال�لازم أن أكتب م��ادة كبيرة حول س��وريا‪ ،‬كنت‬ ‫أسجل ما أعيشه وما أراه على مدونتي‪ ،‬وأحضّر‬ ‫َ‬ ‫أستكمل‬ ‫للكتاب‪ ،‬وأجّلت نش��ره عدة مرات‪ ،‬حتى‬ ‫مراحل في الثورة‪ ،‬حت��ى تحولت «حربًا أهلية»‪،‬‬ ‫ثم ظه��رت داعش؛ وأخيراً‪ ،‬وم��ع منتصف العام‬ ‫الحالي‪ ،‬قررت أن أتوقف وأنشر ما كتبتُ»‪.‬‬ ‫يق��دم عيتاني توثيق��اً بنكهة الرواي��ة‪ ،‬حتى إن‬ ‫الق��ارئ يحار بين رأي الكاتب واآلراء التي ينقلها‬ ‫عن الناش��طين وغيرهم بلغةٍ سلس��ة وراقية‪:‬‬ ‫«كان يُفت��رض بالمآس��ي الس��ورية أن تك��ون‬ ‫عوارضَ جانبية لعملي��ة التغيير التي بدأت منذ‬ ‫ما يقارب أربعة أعوام‪ ،‬إال أنها اليوم‪ ،‬ومع اقتراب‬ ‫الذك��رى الرابع��ة النفج��ار الث��ورة في س��وريا‪،‬‬ ‫تتحول هذه المآس��ي إلى المت��ن‪ ،‬وتتجه عملية‬ ‫التغيي��ر نح��و الهام��ش‪ ،‬وتُصبح ه��ي العارض‬ ‫لصراع يمتدّ ويحرق المنطقة‪ ،‬ويحوّل‬ ‫الجانبي‬ ‫ٍ‬ ‫الشام إلى بلد مضيف لكل أنواع الفيروسات»‪.‬‬ ‫ينح��از عيتاني تماماً للثورة الس��ورية‪ ،‬ليس من‬ ‫منط��ق طائف��ي أو سياس��ي‪ ،‬ب��ل عل��ى قاعدةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وحنين لزمن ث��وريٍّ جميل‪،‬‬ ‫إنس��انيةٍ صادق��ة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫قرأه في كتب اليس��ار الكالس��يكي‪ ،‬إحدى روافد‬

‫ش��خصيته الثقافية؛ فعيتان��ي ـ المدافع العنيف‬ ‫عن قوى ‪ 8‬آذار والهجّاء لقوى ‪ 14‬آذار ورجاالتها‬ ‫ـ يقف إلى جانب الثورة السورية ألن العدو برأيه‬ ‫هو إس��رائيل‪ ،‬وكل ما س��يحققه العالم العربي‬ ‫عل��ى صعيد الديمقراطية والتحرر س��يصب في‬ ‫االنتصار للحق العربي عليها‪.‬‬ ‫«ه��ذه الثورة تش��به كل الثورات الت��ي كنا نقرأ‬ ‫عنها بكل عذاباتها وآالمها وأحالمها ولصوصها‪،‬‬ ‫والمالكُ فيها هو التحرر اإلنساني من االستعباد‬ ‫والظلم‪ ،‬أما الشياطين فهي كل شيء آخر»‪.‬‬ ‫ولع��ل أجم��ل ما ف��ي الكت��اب هو الص��دق الذي‬ ‫ينس��اب في ثنايا كل ح��رف كتبه من ريف حلب‪،‬‬ ‫متنق ً‬ ‫ال مع القارئ في رحلةٍ من ساحة سعد اهلل‬ ‫الجابري وسط حلب‪ ،‬التي تسيطر عليها قطعان‬ ‫الشبيحة‪ ،‬إلى ساحات الريف الحلبي الذي تنشق‬ ‫أه ُله��ا نس��ائم الحري��ة‪ ،‬واصف��اً ما ج��رى بحلم‬ ‫ٍ‬ ‫م��ن أح�لام اليقظة‪ ،‬عل��ى الرغم من س��وء أداء‬ ‫المعارض��ة في الخارج‪ ،‬إال أن التعاطف الش��عبي‬ ‫م��ع الث��وار وتأيي��د الناس للث��ورة والتح��رر كان‬ ‫يفوق الوصف‪.‬‬ ‫«في س��وريا‪ ،‬قبل الثورة‪ ،‬كان اإلنسان السوري‬ ‫هو من يسير عابس��ًا في الشارع وسيجارته في‬ ‫يده‪ ،‬ولكن حين زرت المناطق الثائرة اكتش��فت‬ ‫أن اإلنس��ان الس��وري هو الذي يُكثر من المزاح‬ ‫والسخرية‪ .‬تغيرت حال البشر مع التحرر‪ ،‬هذا ما‬ ‫يبحث عنه كل إنسان‪ ،‬الحرية»‪.‬‬ ‫كم��ا يقس��و عيتان��ي على الث��ورة‪ ،‬ال ب��ل على‬ ‫الثوار‪ ،‬وينتقد أداءهم‪« :‬خس��رت كل المنظومة‬ ‫اإلعالمي��ة المؤيدة للث��ورة كل المعارك‪ ،‬وبقيت‬ ‫كل األع��وام الماضي��ة ت��راوح بي��ن مقولتي��ن‪:‬‬ ‫«س��اعدونا ألن قضيتن��ا محق��ة»‪ ،‬و»كل‬ ‫المعارضي��ن عمالء إال أنا»‪ .‬خض��ع عدة آالف من‬ ‫الس��وريين لدورات إعالمية مكثفة‪ ،‬وتم تمويل‬ ‫مئات من وس��ائل اإلع�لام‪ ،‬إال أن التطور الوحيد‬ ‫الذي حصل في اإلعالم الس��وري المؤيّد للثورة‬ ‫هو ذاك الذي وظفته القن��وات العربية والدولية‬ ‫لمصلحته��ا الخاصة‪ .‬وخس��رت الث��ورة صورتها‬ ‫التي تعاطفت معها مئات الشعوب العام ‪.»2011‬‬ ‫«بع��د أعوام أربعة م��ن القتال والم��وت اليومي‬ ‫والغ��رق ف��ي لعب��ة المصال��ح الدولي��ة‪ ،‬ال يزال‬ ‫الس��وريون المنتفض��ون على نظامهم أس��رى‬ ‫ف��ي عواطفه��م‪ ،‬المثق��ف منهم كم��ا المقاتل‪،‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫قراءة في كتاب‬

‫فداء عيتاين‪ :‬مالك الثورة و�شياطينها‬ ‫عامان يف �شمال �سوريا‬

‫‪17‬‬


‫اندساسية‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪18‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫من مذكرات أحمد سويدان‬

‫‪1992 / 3 / 14‬‬ ‫برام��ج الق��راءة الجماعي��ة توقف��ت ل��دى‬ ‫األكثرية‪ ،‬واس��تبدلوها بالترق��ب واالنتظار‪.‬‬ ‫وينصرف العدد الغفير إلى لعب الورق‪ ،‬وإلى‬ ‫الحديث المكرر والممل‪ ،‬وإلى المسامرات‪.‬‬ ‫النقاش��ات الج��ادة ت��دور بي��ن القل��ة ح��ول‬ ‫الديمقراطي��ة‪ ،‬وحول الص��راع الذي يتعمق‬ ‫عل��ى الس��احة الجزائري��ة‪ ،‬وهن��اك وض��ع‬ ‫الع��راق؛ ومؤخ��راً دخ��ل على الخ��ط خطاب‬ ‫حافظ األس��د‪ ،‬وما تضمنه م��ن لفتة هادئة‬ ‫باتج��اه العراق‪ .‬وما ج��اء في بعض التقارير‬ ‫حول أم��ر ضخ النفط العراقي عبر األراضي‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وما يحمل��ه التهدي��د األمريكي‪،‬‬ ‫وحامل��ة الطائ��رات ‪/‬أمري��كا‪ /‬الت��ي دخل��ت‬ ‫مي��اه الخلي��ج‪ ،‬وهي ليس��ت قادم��ة للنزهة‬ ‫ب��ل لضرب الع��راق‪ ،‬ومحادثات الس�لام في‬ ‫واش��نطن والضغ��ط األمريك��ي لمصلح��ة‬ ‫إسرائيل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫البع��ض يق��ول‪ :‬إن النظام الس��وري س��لم‬ ‫أوراقه كلها ألمريكا وإس��رائيل‪ ،‬والبعض ال‬ ‫يوافق على ذلك ويقول‪ :‬إن النظام السوري‬ ‫يمل��ك أوراق�� ًا يهدد به��ا حت��ى اآلن أمريكا‪،‬‬ ‫أهمه��ا‪ :‬التقارب م��ع العراق لكس��ر الخطر‪،‬‬ ‫تقري��ب وجه��ات النظر بين إي��ران والعراق؛‬ ‫وه��و يلجأ إل��ى ذلك إذا تأكد م��ن أن أمريكا‬ ‫تريد إسقاطه أو تهديده باسم الديمقراطية‬ ‫واإلره��اب‪ ،‬فه��و ال يري��د أن يك��ون نس��خة‬ ‫كربونية التفاقيات كامب – ديفيد‪.‬‬ ‫والبع��ض يقول‪ :‬إن النظام الس��وري مطيع‬ ‫ألمري��كا‪ ،‬وتابع‪ ،‬وال حول‪ ،‬وال قوة‪ .‬والبعض‬ ‫يؤك��د أن النظ��ام ليس كذل��ك‪ ،‬وبينه وبين‬ ‫أمري��كا تناقض��ات عميق��ة‪ ،‬بل هن��اك في‬ ‫اإلدارة األمريكية من يقف معه ضد إسرائيل‬ ‫وتعنتها‪ ،‬ويريد إعط��اءه الجوالن‪ ،‬ويرى أنه‬ ‫ج��اد ف��ي محادثات الس�لام‪ ،‬لكن إس��رائيل‬ ‫ليست جادة‪.‬‬ ‫إن اللوبي يواجه مثل هذا االتجاه في اإلدارة‪،‬‬ ‫وإذا لم تس��تطع اإلدارة األمريكية أن توازن‬ ‫ف��ي مس��ألة التس��لح‪ ،‬وتتخلى ع��ن إعطاء‬ ‫كل ش��يء إلس��رائيل‪ ،‬فإن النظام السوري‬ ‫س��وف يلعب باألوراق القوية التي في يديه‪،‬‬ ‫ويمد ي��داً إلى الع��راق خاص��ة؛ وصدام في‬ ‫موقع الضعف والتهدي��د‪ ،‬وهذا يضع أمريكا‬ ‫والخليج والس��عودية في م��أزق‪ ،‬مما يجعل‬ ‫إس��رائيل تتح��رك‪ .‬إن كثي��راً م��ن األحاديث‬ ‫التي ت��دور يختلط فيها الواقع بالخيال‪ ،‬لكن‬ ‫العمل السياس��ي متى كان برمته واقع ًا؟ بل‬ ‫إن الواقع دوماً يبتعد عن العمل السياسي‪.‬‬ ‫لق��د كان عب��د الناصر في عام��ي‪56 - 55 :‬‬ ‫يتكل��م إل��ى الساس��ة األوربيي��ن ويعدّون‬ ‫كالم��ه ضرب ًا م��ن الخيال والجن��ون والخبل‬ ‫والفص��ام‪ ،‬ألنه لم يك��ن معقو ً‬ ‫ال بالنس��بة‬ ‫إليه��م‪ ،‬لكن عب��د الناصر عندم��ا مارس ما‬ ‫يق��ول‪ ،‬وأصر عليه أن��زل خيالهم إلى أرض‬ ‫واقعية‪.‬‬

‫واإليمان بالمستقبل‪.‬‬ ‫أستمتع بقراءة رواية ماركيز ‪/‬الحب في زمن‬ ‫الكوليرا‪ ،/‬وهي رواية تحمل قدراً هائ ً‬ ‫ال من‬ ‫الس��حر‪ ،‬وه��ي أعظم من كل م��ا كتبه هذا‬ ‫الروائ��ي العظي��م‪ ،‬وه��و عالم��ة كبرى من‬ ‫عالمات النصف الثاني من القرن العشرين‪.‬‬ ‫هذه الرواية ِّ‬ ‫تعلم الكاتبَ – أي كاتب – كيف‬ ‫يكون روائياً‪.‬‬

‫‪1992 / 3 / 17‬‬

‫‪1992 / 2 / 15‬‬

‫ب ّثت األخبـار العالميـة كلها صبـاح هذا اليـوم‬ ‫نب��أ اعتقال بط��ل العبور الفريق أول س��عد‬ ‫الدين الش��اذلي من َّ‬ ‫سلم الطائرة في مطار‬ ‫القاهرة من قِبل األمن المصري العسكري‪،‬‬ ‫بينم��ا كانت زوجت��ه وبناته بانتظ��اره‪ ،‬بعد‬ ‫إقام��ة ف��ي الجزائر اس��تمرت أربعة أش��هر‪.‬‬ ‫والش��اذلي محك��وم م��ن قبل محكم��ة أمن‬ ‫الدول��ة بالحب��س ث�لاث س��نوات إلفش��ائه‬ ‫أس��راراً عسكرية س��جلها في مذكراته‪ .‬وقد‬ ‫صرّح قبل وصوله إلى القاهرة‪ :‬بأنه ال يزال‬ ‫محافظ ًا على موقفه ضد السلطة في مصر‪،‬‬ ‫وبد ً‬ ‫ال من أن يبقى خ��ارج مصر‪ ،‬وبعيداً عن‬ ‫س��احة النضال وأن ينتس��ب إلى المعارضة‪،‬‬ ‫وج��د من الض��روري أن يناضل داخل مصر‪،‬‬ ‫وفي ساحة النضال‪ ،‬والمواجهة‪.‬‬ ‫خفقت قلوبُنا جميع ًا لهذا الموقف المناضل‪،‬‬ ‫وشَ��دَدْنا على يد بطل اإلنزال المظلي في‬ ‫غاب��ات الكونغ��و‪ ،‬دفاع��اً عن لوممب��ا‪ ،‬وعن‬ ‫أفريقي��ا حرة مناضل��ة ضد عصاب��ات أوربا‬ ‫وأمري��كا‪ ..‬كان��ت ه��ذه وجب��ة فطورن��ا مع‬ ‫الساعات األولى من ‪ 15‬آذار‪.‬‬ ‫طلب شاويشنا العام من أحد الرقباء مقابلة‬ ‫مدير الس��جن بشأن التنفس‪ ،‬أجاب الرقيب‪:‬‬ ‫إنه��م بحالة اس��تنفار‪ ،‬كون قوائ��م اإلفراج‬ ‫ربما ترد‪.‬‬ ‫الطق��س ه��ذا النهار في غاية ال��دفء‪ .‬بدت‬ ‫األراضي الزراعية الحمراء في الس��هل الذي‬ ‫أمامنا‪ ،‬وراء الرابية التي أقيم عليها السجن‪،‬‬ ‫مش��بعة بالم��اء؛ إذ تلقت لي ً‬ ‫ال مط��راً جعلها‬ ‫تزداد نضارة وزهوراً‪ ،‬وبدت بدايات الخضرة‬ ‫فوق مدرجات التالل‪.‬‬ ‫وإن ل��م تك��ذب العين المج��ردة‪ ،‬فإن حفيف‬ ‫أجنح��ة الفراش��ات حوّمت خجلى‪ ،‬تكتش��ف‬ ‫أبع��اد الجو‪ ،‬وم��دى حرارة خيوط الش��مس‪.‬‬ ‫أش��عر بالنش��اط وأن��ا أؤدي التماري��ن‬ ‫الرياضية‪ .‬انحن��اء وقفز ومراوح��ة وانفراج‬ ‫للس��اقين‪ ،‬ورفع القدم إلى مستوى الرأس‪.‬‬ ‫ه��ذا يس��اعد على تحم��ل الس��جن والصبر‬

‫روى الش��اويش العام الصحافي أحمد حمود‬ ‫ما جرى من حديث بينه وبين مدير السجن‪،‬‬ ‫حيث قابله بناء على طلب س��ابق واستمرت‬ ‫المقابلة ساعة تقريب ًا‪.‬‬ ‫أشار مدير الس��جن إلى أن هناك عند األمن‬ ‫ما يش��ير إلى وجود قوائم بأس��ماء س��جناء‬ ‫سياس��يين سيُخلى سبيلهم‪ ،‬أما متى وكيف‬ ‫فه��و ال يدري !! وفي تقدي��ره ال بد أن يكون‬ ‫تنفي��ذ ذل��ك قريب ًا ‪ .‬أم��ا بالنس��بة للمطالب‬ ‫األخرى‪:‬‬ ‫ التنف��س‪ :‬س��يتم خ�لال ع��دة أي��ام حتى‬‫تس��تكمل بع��ض التصليحات في الس��احة‪،‬‬ ‫والتي تأثرت أرضيتها بالثلج ويبدو أن هناك‬ ‫انسداد في المجاري الصحية‪.‬‬ ‫ الطع��ام‪ :‬ال زالت اللحمة تأت��ي مرة واحدة‬‫في األس��بوع وكان قد وع��د المدير أن تأتي‬ ‫مرتين‪ ،‬والم��رة الواحدة قلقلة جداً‪ .‬أقس��م‬ ‫أن مج��يء اللحمة من الخ��ارج غير منتظم‪،‬‬ ‫ونوزعه على بعض األجنحة‪.‬‬ ‫ الفات��ورة‪ :‬أكد أنه من هذه الناحية يحافظ‬‫على صحة الوزن وحقيقة السعر‪.‬‬ ‫ الزي��ارة‪ :‬ال يق��در أن يجعلها على ش��بك‪،‬‬‫وال��ذي جعله��ا على ش��بكين‪ ،‬ضب��ط إخراج‬ ‫رس��ائل من قبل عناصر حزب العمل ‪ .‬وهذا‬ ‫قرار ال رجعة في��ه‪ ،‬كما أنه ال يقدر أن يمدد‬ ‫مدتها‪.‬‬ ‫ م��ا يخص ح��زب العمل‪ :‬طلب الش��اويش‬‫إنه��اء عقوب��ة توزي��ع عناصره ‪ .‬ف��رد مدير‬ ‫الس��جن أن هذا األمر تنفيذ ألوامر خارجية‪،‬‬ ‫ويب��دو أن المص��ادر الخارجي��ة مصرّة على‬ ‫ذلك‪ .‬فم��ن التعليمات‪ :‬مراقبتهم وتش��ديد‬ ‫اإلجراءات‬ ‫وقال المدير‪ :‬إنه بصدد إنزال البعض منهم‬ ‫إل��ى الزنزان��ات ‪ .‬وعلمن��ا أن عنص��راً منهم‬ ‫ق��اد عملي��ة تبرعات إلى عناص��ر ‪/‬اإلخوان‪/‬‬ ‫‪ .‬وأص��ر المدي��ر عل��ى ع��دم ّ‬ ‫تنق��ل طبي��ب‬ ‫األس��نان علي الص��ارم بي��ن الطوابق ‪ .‬ثم‬ ‫غيَّر الحديث إل��ى جهة أخرى قال‪ :‬إن مبنى‬ ‫الس��جن سيستقبل عدداً كبيراً من مساجين‬ ‫الس��جون األخ��رى‪ ،‬وأن��ه س��يوزع القادمين‬ ‫على األجنحة‪ ،‬والمهاجع‪ .‬بحيث يضم المهج‬ ‫أنواع ًا م��ن االنتماءات السياس��ية‪ .‬أما أنتم‪،‬‬ ‫فإن بقيتم إلى العيد – وهذا احتمال ضعيف‬ ‫– فلن أوزعكم‪.‬‬ ‫إن مالحظ��ات الرفيق الصحفي على الزيارة‬ ‫تتلخص‪:‬‬ ‫ ب��أن مدير الس��جن مرتاح لس��لوكنا‪ ،‬وهو‬‫سيحس��ن طعامن��ا ويش��رف دوم��اً عل��ى‬ ‫«فاتورتنا» من ناحيتي السعر والوزن‪.‬‬ ‫ س��وف ينقلنا من هذا الجن��اح الرطب بعد‬‫مرور العيد‪.‬‬ ‫ سيس��مح ألي كتاب أن يدخل‪ ،‬كما سيضع‬‫مكتبة السجن تحت تصرفنا‪.‬‬


‫ال�سوريون يف تركيا‪ ،‬ت�ساهل قانوين وا�ستقرار اقت�صادي (‪)2‬‬ ‫المحامي نعيم اليماني‬

‫اجلن�سية الرتكية‬

‫بالحدي��ث ع��ن اإلع�لام تت��ردد مقول ٌة ش��هيرة ع��ن اإلع�لام األمريكي‪،‬‬ ‫مفاده��ا أن تاري��خ أمريكا كتب من أخبار مجتمعاتها‪ ،‬وأن وس��ائل اإلعالم‬ ‫س��ردت أخبار المجتمعات منذ بدايته��ا‪ ،‬أي أن التاريخ األمريكي خُط بيد‬ ‫اإلعالميين‪ .‬وال يُخفى دور اإلعالم المحوري في الس��لم أو الحرب وتعاظم‬ ‫ش��أنه مع بدايات الربيع العربي على أحد‪ ،‬إذ انتقلت فيه الصحافة وغيرها‬ ‫من الوس��ائل اإلعالمي��ة إلى فضاء اإلعالم التفاعلي‪ ،‬الذي أتاح لإلنس��ان‪،‬‬ ‫وبأدواتٍ بس��يطة‪ ،‬أن يكون ناش��راً أو صحفياً يتفاعل مع اآلخرين‪ ،‬وليس‬ ‫متلقياً سلبياً كما هو في اإلعالم التقليدي‪.‬‬ ‫كم��ا يحقق اإلعالم التفاعلي‪ ،‬عل��ى الرغم مما يؤخذ عليه‪ ،‬فوائد آنية وحياتية‬

‫للقارئ‪ ،‬حتى إن األخير بات عنصراً في توجيه السياسات في أي وسيلةٍ إعالمية‪،‬‬ ‫وهو ما اتجهت إليه س��وريتنا في صفحاتها مؤخ��راً‪ ،‬فكانت البداية مع زاوية‬ ‫"جرس‪ ،‬قضايا المواطنين " ليصل رنينها إلى مكاتب مسؤولي المعارضة في‬ ‫مؤسس��اتها المختلفة‪ ،‬حيث تقبل الشكاوى واالستفس��ارات التي لم يتمكن‬ ‫أصحابها من الوصول إلى المسؤولين‪ ،‬في مختلف القضايا الخدمية واإلغاثية‬ ‫والطبية والتعليمية‪ ،‬وفي السياق نفسه تأتي زاويتنا الجديدة "خارج الحدود"‪،‬‬ ‫التي تهتم باستفساراتكم وأسئلتكم كلها‪ ،‬بخصوص قضايا اللجوء القانونية‬ ‫في بلدان الش��تات السوري‪ ،‬من خالل استشارات مجانية مباشرة مع المحامي‬ ‫نعيم اليماني على اإليميل ‪.souriatna.peeps@gmail.com‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫حت��ى الي��وم يبقى موض��وع حصول الس��وريين‬ ‫َ‬ ‫ش��روط‬ ‫إذن اإلقام��ة والمس��توفين‬ ‫الحاملي��ن َ‬ ‫الحص��ول عل��ى الجنس��ية التركي��ة بعي��داً ع��ن‬ ‫التداول‪ ،‬العتبارات سياسية تخص الداخل التركي‬ ‫أو ًال‪ ،‬ولمح��اذاة تركيا لس��وريا‪ ،‬مما يجعل اإلقامة‬ ‫ً‬ ‫إقام��ة مؤقتة‪ ،‬إلى حين العودة إلى س��وريا‪.‬‬ ‫فيها‬ ‫يضاف إلى ذلك أن الجنسية التركية ليست مغرية‬ ‫كجنسيات دول االتحاد األوروبي‪ ،‬التي بنت أنظمة‬ ‫قانوني��ة تكفل حق��وق المواطني��ن‪ ،‬بينما تبقى‬ ‫تركي��ا في طريقه��ا للتحول إلى دول��ة المواطنة‪،‬‬ ‫وهذا التحول دونه عقبات كثيرة‪ ،‬لعل أبرزها تأثر‬ ‫التشريع في تركيا في طبيعة النظام الحاكم‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬

‫ع��ام ‪ 2012‬أص��درت الحكوم��ة التركي��ة قانون��ًا‬ ‫جديداً لالس��تثمار‪ ،‬قضى بإلغاء قان��ون المعاملة‬ ‫بالمث��ل ال��ذي كان يُعم��ل ب��ه في تركي��ا‪ ،‬وفتح‬ ‫المج��ال لتم ّلك العقار في تركيا لكل الجنس��يات‪،‬‬ ‫باستثناء الجنسيات السورية واألرمينية والكورية‬ ‫الش��مالية؛ أما بالنس��بة لتملك الفلس��طيني في‬ ‫تركي��ا فيمك��ن وفق ج��واز الس��فر الص��ادر عن‬ ‫الس��لطة الفلس��طينية حصراً‪ .‬وس��بب اس��تثناء‬ ‫السوريين من حق التملك هو اإلشكاالت العقارية‬ ‫أراض يملكه��ا‬ ‫التاريخي��ة بي��ن البلدي��ن عل��ى ٍ‬ ‫وأراض ألتراك في س��وريا‬ ‫س��وريون في تركي��ا‬ ‫ٍ‬ ‫ل��م تتم تصفيتها بعد رس��م الحدود بين البلدين‬ ‫وانهيار الدولة العثمانية‪.‬‬ ‫إال أن قانون االس��تثمار التركي يس��مح للش��ركة‬ ‫التجاري��ة بوصفه��ا ش��خصًا اعتباري��ًا بتمل��ك‬ ‫العق��ارات‪ ،‬والش��ركة هنا تكون باس��م المواطن‬ ‫الس��وري الش��خصي‪ ،‬وال يش��ترط أن يكون معه‬ ‫ش��ريك تركي أو غيره‪ ،‬ومن خالل الشركة يمكن‬ ‫ل��ه وللذي��ن ال يحق له��م التمل��ك ف��ي تركيا أن‬ ‫يتملكوا أي عقار على اسم الشركة‪ .‬والتملك في‬ ‫تركي��ا تملك حر‪ ،‬بخالف التملك ف��ي دول الخليج‬ ‫العربي مث ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫وتأس��يس الش��ركات في تركيا‪ ،‬وف��ي ظل نظام‬ ‫تش��جيع االس��تثمار‪ ،‬أمر متاح وميس��ر‪ ،‬يستغرق‬ ‫م��ا يُق��ارب أربعة أيام إلش��هار الش��ركة ومنحها‬ ‫الش��خصية االعتبارية‪ ،‬يتم بعدها الحصول على‬ ‫التكلي��ف الضريب��ي والس��جل التج��اري‪ ،‬ويمكن‬ ‫بعد ذلك فتح حس��اب مصرفي لتمارس الش��ركة‬ ‫فعالياته��ا التجارية ف��ي البلد‪ .‬والقان��ون التركي‬ ‫يتي��ح تمل��ك الش��ركات المس��اهمة ومح��دودة‬ ‫المس��ؤولية وحت��ى التضامني��ة من قبل ش��ريك‬ ‫واح��د‪ ،‬ومع تمل��ك األخير للعق��ار تُنقل معامالت‬ ‫اإلقامة المتعلقة به وبأس��رته إلى دائرة الس��جل‬ ‫العقاري‪ ،‬ويحوز على إقامة لمدة س��نة‪ ،‬تُجدَّد ما‬ ‫دام ِّ‬ ‫متملكاً العقار‪.‬‬

‫تصريح لوزير العمل والشؤون االجتماعية‬ ‫بحسب‬ ‫ٍ‬ ‫الترك��ي (فاروق تش��يلك) يوجد في س��وق العمل‬ ‫التركي م��ا يقارب ‪ 100‬ألف وظيفة عمل ش��اغرة‬ ‫في مختلف القطاعات الطبية والهندسية واألعمال‬ ‫اليدوية وقطاع اإلنشاءات‪.‬‬ ‫وبالطبع تتزايد فرص الحصول على العمل بتزايد‬ ‫المعرفة باللغة التركية من دون اإلتقان‪ ،‬خصوصًا‬ ‫أن األتراك ال يتحدثون اإلنكليزية تقريبًا‪ .‬وبسبب‬ ‫حاجز اللغة تترك��ز العمالة في الواليات الجنوبية‪،‬‬ ‫ف��ي مش��اريع يقيمه��ا س��وريون‪ ،‬أو ف��ي مناطق‬ ‫قريبة من سوريا‪ .‬ويعمل عدد كبير من السوريين‬ ‫م��ن دون رخصة عمل‪ ،‬مما يعرضهم لالس��تغالل‬ ‫على صعيد األجور خصوصًا‪.‬‬ ‫وف��ي مطلع الع��ام الحال��ي أص��درت وزارة العمل‬ ‫والش��ؤون االجتماعي��ة التركي��ة ق��رارات جديدة‪،‬‬ ‫تخص تش��غيل الس��وريين في الوالي��ات التركية‬ ‫المختلف��ة والتفاصي��ل المتعلق��ة بطبيعة وأجور‬ ‫العاملين الس��وريين في الوظائف التركية‪ ،‬بحيث‬ ‫ال يمك��ن أن يتجاوز عدد العاملين الس��وريين في‬ ‫أي ورش��ة عمل كانت نسبة ‪ 10‬بالمئة من إجمالي‬ ‫عدد العم��ال الذين يعملون فيها‪ ،‬كما لن يُس��مح‬ ‫ألصحاب العمل بتشغيل الس��وريين برواتب تقل‬ ‫ع��ن الحد األدن��ى الممن��وح للمواطني��ن األتراك‪،‬‬ ‫والذي يبلغ ‪ 864‬ليرة تركية‪.‬‬ ‫كم��ا تم من��ع الس��وريين م��ن العمل ف��ي بعض‬ ‫المحافظ��ات التركي��ة الت��ي ال تحتاج إل��ى األيدي‬ ‫العاملة الس��ورية‪ ،‬على غ��رار محافظ��ة أنطاليا‪،‬‬ ‫الت��ي تمتلك االكتفاء الذاتي من العمالة؛ في حين‬ ‫فرص العم��ل في العاصمة‬ ‫أن هن��اك اآلالفَ من ِ‬ ‫أنقرة‪ ،‬وس��يتم اس��تخدام الس��وريين في ‪ 5‬آالف‬ ‫فرصة عمل فقط‪.‬‬ ‫ه��ذه القرارات ته��دف إلى تمكين الس��وريين من‬ ‫الحصول على رخص عمل ينتفعون بموجبها من‬ ‫جميع الحقوق والميزات الت��ي ينتفع بها المواطن‬ ‫التركي في العمل‪.‬‬

‫ناس‬

‫مت ُّلك العقار يف تركيا‬

‫وبحس��ب قانون الجنس��ية التركي يحق لألجنبي‬ ‫المقيم في تركيا إقامة فعلية مدة خمس سنوات‬ ‫متتالي��ة ومتصل��ة م��ن دون انقط��اع‪ ،‬وبش��كل‬ ‫قانوني‪ ،‬شرط أن ال تكون لغرض الدراسة‪ .‬وفي‬ ‫أثناء السنوات الخمس يجب أن ال تزيد المدة التي‬ ‫قضاها خارج الحدود التركية على ستة أشهر‪ ،‬وأن‬ ‫يتقدم بطلب للحصول على الجنسية التركية‪ .‬أما‬ ‫المت��زوج أو المتزوجة من مواطن تركي فيحق له‬ ‫التق��دم بطلب الحصول على الجنس��ية بعد ثالث‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫ويمك��ن الحص��ول عل��ى الجنس��ية التركي��ة عن‬ ‫طري��ق دعوى قضائي��ة تثبت انتماء األس��رة إلى‬ ‫الدول��ة العثمانية‪ ،‬وه��و أمر متاح عن��د عددٍ من‬ ‫األسر الس��ورية‪ ،‬الدمش��قية والحلبية خصوصًا‪.‬‬ ‫كما يح��ق لمجلس ال��وزراء‪ ،‬وبموافقة رئيس��ه‪،‬‬ ‫من��ح الجنس��ية التركي��ة بش��كل خ��اص لرج��ال‬ ‫األعمال والمس��تثمرين والفنانين واالقتصاديين‬ ‫والمفكري��ن‪ ،‬ومن يس��اهم في تطوي��ر الزراعة‬ ‫والتج��ارة والصناعة والف��ن والرياضة‪ ،‬وألصحاب‬ ‫القدرات العلمية الخاصة واالبتكارات الهامة‪.‬‬ ‫ويت��م تقديم طلب التجنس ف��ي دائرة النفوس‪،‬‬ ‫عل��ى أن ال يكون الطال��ب محكومًا بحكم قضائي‬ ‫ف��ي تركيا‪ ،‬وأن يق��دم تقريراً م��ن وزارة الصحة‬ ‫يؤك��د خلوه م��ن األم��راض الس��ارية والمعدية‪،‬‬ ‫وأن يق��دم م��ا يثب��ت قدرته عل��ى إعالة نفس��ه‬ ‫وأف��راد أس��رته‪ ،‬وت��م تقيي��م المل��ف م��ن قب��ل‬ ‫اللجنة المختصة بذلك‪ .‬وعند التأكد من اس��تيفاء‬ ‫الش��روط يت��م رفع المل��ف إلى مجلس ال��وزراء‪،‬‬ ‫ال��ذي يتخ��ذ الق��رار النهائ��ي‪ ،‬ويمك��ن أن يطلب‬ ‫من المتق��دم على طلب الجنس��ية أن يتخلى عن‬ ‫جنسيته األصلية‪ ،‬وهذا ليس بالضرورة أن يكون‬ ‫عائقا أمام مجلس الوزراء للموافقة على الطلب‪،‬‬ ‫ويؤخذ القرار حسب رؤية المجلس‪.‬‬ ‫وينبغ��ي أن نذكر أن المرأة التركية المتزوجة من‬ ‫أجنبي لها حق منح جنسيتها ألطفالها‪.‬‬

‫فر�ص العمل يف تركيا‬

‫‪19‬‬


‫قنا�ص ينهي حياة �سارة بعد عام من‬ ‫قتله زوجَ ها يف الريموك‬ ‫رصيف سوريتنا‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 22 | )183‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪20‬‬

‫مخيم اليرموك ‪ -‬فارس بالل‬ ‫كان موت عالء وموت س��ارة س��يكون عادياً‪ ،‬إذ ما الجديد في الموت في مخيم‬ ‫محاصر؟ إال أن قصتهما‪ ،‬التي تحاكي قصص الحب التي قرأناها أطفا ً‬ ‫ال‪ ،‬جعلت‬ ‫م��ن استش��هادهما قصة تصلح ألن تُكتب‪ ،‬وربما تُص��وّر‪ .‬ال حاجة هنا لخيال‬ ‫كات��ب كبي��ر يجمّل الموت باس��م الحب‪ ،‬أو يجمل الحب ببع��ض من موت‪ ،‬كما‬ ‫احتاج إليه األمر كي نروي لك اليوم قصة‪ .‬نيران قناص قتلهما بمسافة تفصل‬ ‫بين حفر قبرين‪ ،‬فهنا يبرع الموت في االس��تزادة من دمنا‪ ،‬هنا ال يدرك الموت‬ ‫حج��م ما يخلفه تمامًا‪ ،‬وهنا نتعلم كل يوم أن الموت ليس باألمر الس��يئ‪ ،‬بل‬ ‫هي طريقته في المجيء إلى جائع أو تائه أو طيب‪ ،‬تجعل منه فوق االحتمال‪،‬‬ ‫فوق الظن وفوق الصبر‪ ،‬وفوق القدرة اليومية على استضافته مجدداً‪.‬‬ ‫هو القناص هنا من خط الحكاية‪ ،‬وككل مجرم‪ ،‬س��يبقى ككاتب يترك توقيعًا‬ ‫يُعرِّف عنه‪ ،‬في الوقت نفس��ه لن ينس��ى كل من سمع بعالء وسارة قصتهما‪،‬‬ ‫فالفتاة الفلسطينية أحبت شاب ًا فلسطينياً من مخيم اليرموك‪ ،‬على الرغم من‬ ‫أنها تعيش بعيداً عن أس��وار السجن الكبير‪ ،‬قصة حب يقول الشهود عنها إنها‬ ‫كانت طويلة كما المس��افة بين الفلسطيني وقدس��ه‪ ،‬وقوية كما العالقة بين‬ ‫الفلس��طيني وحلمه‪ .‬القناص ه��و حاكم الحارة‪ ،‬هكذا كان منذ اخترع البش��ر‬ ‫س�لاحاً وأوكل��وه إلى رجل ضجر‪ ،‬يح��دد لنا ذلك الرجل‪ ،‬ال��ذي ال نعرف منه إال‬ ‫رصاصه‪ ،‬موع��دَ الطعام‪ ،‬وموعد الصالة‪ ،‬موعد الن��وم المبكر‪ ،‬موعد انقطاع‬ ‫الحلم وساعة استئنافه‪ ،‬لحظات السكينة‪ ،‬حدة الخوف‪ ،‬سرعة المشي‪ ،‬أيّ قدم‬ ‫سنخسر غداً‪ ،‬وأي أم ستبكي الليلة أكثر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عب��ر اإلنترنت تزوج عالء بس��ارة‪ ،‬عقدا القران الش��رعي إلكترونيا بعد أن بات‬ ‫ع�لاء محاصراً في اليرموك؛ زواج أش��به بالمحاولة منه بالزواج‪ ،‬ش��رعي نعم‪،‬‬ ‫لكنه تذكرة نحو حلم ال يمكن أن يملك ش��ابان متحابان في زمن الحرب أصغر‬ ‫ٍ‬ ‫من��ه‪ ،‬زواج لم يدم طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬وغادرهما‪ ،‬لتكون س��ارة أرملة من غير زواج‪ ،‬على‬ ‫األقل هكذا شعرت في داخلها حين استشهد عالء برصاص قناص اليرموك‪.‬‬ ‫من بلغاريا إلى المخيم س��ارت س��ارة في رحلة عكس��ية لما يسلكه كثيرٌ من‬ ‫الفلس��طينيين اليوم‪ ،‬هاربين إلى بالد ال قناصة وال جوع وال موت مبهم فيها‪،‬‬ ‫لتصل المخيم‪ ،‬حيث قبر عالء‪ ،‬من حاجز بيت س��حم دخلت س��ارة اليرموك في‬ ‫زم��ن حصاره‪ ،‬لتعيش مع ذك��رى من أحبت وبالقرب م��ن جثمانه‪ ،‬بالقرب من‬ ‫قبره‪.‬‬ ‫حت��ى اآلن ال قصة تس��تحق أن تُروى عن المخيم‪ ،‬فحت��ى الموت جوع ًا هنا لم‬ ‫ً‬ ‫رواية تس��تحق النش��ر‪ ،‬وحتى إن نُش��رت لن تجد لها قارئ ًا صبوراً؛ الصبر‬ ‫يعد‬ ‫أيض��اً نفد من القن��اص الذي مل وحدته حيث يصطاد‪ ،‬راق��ب الطريق والمارة‬ ‫والوجوه‪ ،‬ال يفكر كثيراً‪ ،‬يشتاق لفارغة الرصاصة تغادر بيت النار في سالحه‪.‬‬ ‫وجاعت س��ارة كما غيرها من المنس��يين في الحصار‪ ،‬فتوجهت العاش��قة إلى‬ ‫حي��ث تُعطى الكرتونة في المخيم‪ ،‬بع��د قليل‪ ،‬قليل فقط‪ ،‬غادر بعض الملل‬ ‫من القناص‪ ،‬شعر بشيء من ذاته تحقق‪ ،‬فقد َق َ‬ ‫تَل من جديد‪.‬‬ ‫رحلت سارة إلى حيث يكون عالء اآلن‪ ،‬إلى مكان أفضل‪ ،‬حيث ال جوع وال حصار‬ ‫وال يرقان وال كرتونة وال قصف‪.‬‬ ‫س��ارة عودة (‪ 19‬آذار ‪ )2015‬قنصاً‪ .‬عالء جمعة (‪ 23‬كانون ثاني ‪ )2014‬قنصاً‪.‬‬ ‫مخيم اليرموك جنوبي دمشق‪.‬‬

‫�إ�شارة مرور‬ ‫يوسف العبدهلل‬

‫معار�ض را�سب بالتاريخ‬

‫ف��ي آذار عام ‪ 1981‬حاول النظام الس��وري اغتيال القيادي‬ ‫الس��ابق في اإلخوان المس��لمين عصام العطار في ألمانيا‪،‬‬ ‫لكنه نجا‪ُ ،‬‬ ‫وقتِلت زوجتُه بنان في تلك الحادثة‪ .‬وفي الفترة‬ ‫نفس��ها تقريباً اغتال نظام حافظ األس��د السياس��ي صالح‬ ‫البيطار‪ ،‬أحد مؤسسي حزب البعث في باريس‪.‬‬ ‫وإضافة إلى عش��رات المعارضين السوريين الذين اغتالهم‬ ‫نظام األس��د بعد موج��ة الثمانينيات الرهيب��ة‪ ،‬اغتال أيض ًا‬ ‫لبنانيي��ن معارضي��ن لوج��وده في لبن��ان‪ ،‬بدءاً م��ن كمال‬ ‫جنبالط في آذار ‪ ،1977‬مروراً برفيق الحريري‪ ،‬إلى س��مير‬ ‫قصير‪.‬‬ ‫وم��ع انط�لاق الثورة الس��ورية‪ ،‬التي أكملت عامه��ا الرابع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ركز النظام عميالت التصفية والتغيب على نش��طاء الثورة‬ ‫المدنيي��ن الذين قادوا الحراك الس��لمي من��ذ بدايته‪ ،‬وقادة‬ ‫في الجيش الحر فيما بعد‪ ،‬كما حصل مع حسين هرموش‪.‬‬ ‫قبل أيام كتب أحد المعارضين على صفحته في الفيسبوك‬ ‫تحلي ً‬ ‫ال عن دور إيران وأهدافها في كل من العراق وسوريا‪،‬‬ ‫وأنها تريد إعادة أمجاد دولتها السومرية‪.‬‬ ‫عل��ى الرغم من س��طحية التحليل ح��اول البعض تصحيح‬ ‫الخط��أ التاريخي الذي وقع فيه هذا المعارض‪ ،‬بأن س��ومر‬ ‫في العراق ال عالقة لها بالدولة الساسانية في إيران‪ ،‬هناك‬ ‫فرق تأريخي كبير‪ ،‬وال تمت سومر إليران وللفرس بشيء؛‬ ‫لكنه رفض هذه الحقيقة التاريخية البدهيّة‪.‬‬ ‫أنموذج هذا المعارض هو المناس��ب للنظام‪ ،‬فليس أفضل‬ ‫له م��ن معارضة غي��ر عارفة ببدهي��ات تاريخية‪ ،‬خصوص ًا‬ ‫فيما يتعلق بدولةٍ كإي��ران‪ ،‬لها هذا الدور الكارثي كله في‬ ‫كثير منهم‬ ‫المأس��اة السورية‪ ،‬لذلك لم يحاول النظام إيذاء ٍ‬ ‫على مدى أربع سنوات من الثورة‪.‬‬ ‫لي��س أبش��ع م��ن أن تك��ون معارض��اً راس��ب ًا بالتاري��خ‬ ‫وبالجغرافية وبالسلوك‪.‬‬

‫�صح النوم‬

‫بالتزام��ن م��ع الحمل��ة الت��ي رفعه��ا بع��ض الناش��طين‬ ‫الس��وريين لرفع عل��م الثورة الس��ورية بمناس��بة الذكرى‬ ‫الرابعة النطالقها‪ ،‬اكتش��ف النظام فجأة‪ ،‬بعد أربع سنوات‪،‬‬ ‫أن نقابة األطباء لديه تحمل علم الثورة! إذ استبدلت نقابة‬ ‫أطباء دمش��ق مؤخراً اللوغو الخ��اص بالنقابة‪ ،‬الذي يحمل‬ ‫علم الثورة الس��ورية‪ ،‬بلوغو جديد يحمل العلم السوري ذا‬ ‫النجمتين الخضراوين!‬

‫�إمرباطور القراءة الأملانية‬

‫أحم��د طفل س��وري انتقل إلى ألمانيا م��ع عائلته منذ مدة‪،‬‬ ‫والتحق‪ ،‬كس��ائر الطالب المهاجرين واأللمان‪ ،‬بالمدرس��ة؛‬ ‫لكن المفاجأة حصلت عندما اس��تطاع أحمد أن يُتقن اللغة‬ ‫األلمانية بعد ‪ 8‬أشهر فقط من وصوله إلى ألمانيا ‪،‬ويتفوق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وكتابة على أقرانه األلمان‪.‬‬ ‫محادثة‬ ‫بها‬ ‫الطفل السوري أحمد مصطفى ُل ِّقب بـ «إمبراطور القراءة»‬ ‫بع��د المس��ابقة التي نظمته��ا مكتب��ة بلدة «ب��اد» بوالية‬ ‫سكوس��ونيا‪ ،‬وتقوم المسابقة على أن يقرأ الطالب الكتب‪،‬‬ ‫ث��م يجيبوا عل��ى أس��ئلة متعلقة به��ا‪ ،‬يطرحه��ا عليهم ‪7‬‬ ‫موظفين حكوميين‪.‬‬ ‫يق��ول أحمد إنه يش��عر بس��عادة غامرة عند ق��راءة الكتب‬ ‫باأللماني��ة‪ ،‬وال يجد صعوبة في ممارس��ة اللغ��ة األلمانية‪،‬‬ ‫ويراها أسهل من العربية وفق شبكة “إن دي آر” األلمانية‪.‬‬ ‫ويق��ول المش��رف على مكتب��ة المدين��ة ديتليف ليس��ون‪:‬‬ ‫«إنه س��عيد جداً ألن أحمد القادم من س��وريا‪ ،‬تعلق بالكتب‬ ‫األلمانية‪ ،‬وأصبح قادراً على اإلجابة على األسئلة»‪.‬‬ ‫بظروف بس��يطة ومالئمة يمكن ألطفال سوريا أن يبدعوا‬ ‫ويتعلموا‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.