Souriatna 184

Page 1

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪1‬‬


‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫مدينة �إدلب يف عهدة "جي�ش الفتح"‬ ‫وقوات النظام تنتقم بت�صفية معتقلني يف فروعها‬ ‫سوريتنا برس ‪ -‬إدلب‬ ‫تمكن مقاتلو “جيش الفتح” يوم الس��بت من‬ ‫السيطرة بشكل كامل على مدينة إدلب‪ ،‬بما‬ ‫فيها من مق��ار أمنية وعس��كرية‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫خمس��ة أيام من بدء معرك��ة “تحرير إدلب”‪،‬‬ ‫التي أعلنها جيش الفتح يوم الثالثاء الفائت‪،‬‬ ‫لتك��ون إدلب المدينة الثانية في تاريخ الثورة‬ ‫الس��ورية الت��ي تتمك��ن ق��وات المعارض��ة‬ ‫المسلحة من الس��يطرة عليها بشكل كامل‪،‬‬ ‫بعد مدينة الرقة‪.‬‬ ‫وب��ث ناش��طون تس��جيالت مص��ورة عل��ى‬ ‫مواق��ع التواص��ل االجتماعي تظه��ر مقاتلي‬ ‫“جي��ش الفت��ح” يتجولون في ش��وارع مدينة‬ ‫إدل��ب‪ ،‬وبالقرب من المق��ار األمنية واإلدارية‬ ‫للمدين��ة‪ ،‬وأظه��رت بعض المقاطع انتش��ار‬ ‫مقاتل��ي الفصائ��ل جانب مبن��ى المحافظة‪،‬‬ ‫وق��رب س��وق الصاغ��ة‪ ،‬ال��ذي يع��د مرك��زاً‬ ‫للمدينة‪.‬‬ ‫ويضم “جيش الفتح” عدداً من الفصائل التي‬ ‫تقات��ل ضد قوات نظام األس��د‪ ،‬أهمها‪ :‬فيلق‬ ‫الش��ام‪ ،‬ولواء الح��ق‪ ،‬وأجناد الش��ام‪ ،‬وجبهة‬ ‫النص��رة‪ ،‬وحرك��ة أحرار الش��ام اإلس�لامية‪،‬‬ ‫وجند األقصى‪ ،‬وجيش السنة؛ وهي فصائل‬ ‫تجتمع تحت اسم واحد ألول مرة‪.‬‬ ‫وتحدث مصدر ميداني رافق القوات المقتحمة‬ ‫لمدين��ة إدلب عن حملة القصف العنيفة التي‬ ‫ح��اول النظام من خاللها من��ع تقدم مقاتلي‬ ‫“جي��ش الفت��ح”‪ ،‬مؤكداً أن الطي��ران الحربي‬ ‫والمروحي ل��م يفارق أج��واء المعركة طيلة‬ ‫األسبوع الفائت‪ ،‬واستخدم البراميل المحملة‬ ‫بغاز الكلور في اس��تهداف المقاتلين‪ .‬وأودى‬ ‫القص��ف والمواجهات مع ق��وات النظام بحياة‬ ‫‪ 60‬مقات ً‬ ‫ال من “جيش الفتح” على األقل‪ ،‬في‬ ‫حي��ن لم يتم اإلعالن ع��ن عدد دقيق ألعداد‬ ‫قتلى قوات النظام في المدينة‪.‬‬

‫وتمكن مقاتل��و “جيش الفتح” ف��ي اليومين‬ ‫األول والثاني من السيطرة على حواجز «عين‬ ‫شيب» و»المسلخ» و»القلعة» و»الكورنيش»‬ ‫ف��ي مدخل المدينة‪ ،‬و»الغزل والنس��يج» في‬ ‫الجن��وب‪ ،‬و»الكونس��رة» و»الملع��ب البلدي»‬ ‫و»س��ادكوب» ش��مال غرب المدينة‪ .‬وتخللت‬ ‫المعارك عمليات “استش��هادية”‪ ،‬اس��تهدفت‬ ‫شارع الكورنيش‪ ،‬وحاجز المسطومة‪ ،‬وقلعة‬ ‫عين ش��يب‪ ،‬التي تتمركز فيها قوات النظام؛‬ ‫وأدى ذل��ك إل��ى مقتل عش��رات العناصر من‬ ‫قوات النظام‪ ،‬وإعطاب وتدمير ‪ 10‬آليات على‬ ‫األقل‪.‬‬ ‫واس��تطاع مقاتل��و المعارض��ة ف��ي اليومين‬ ‫الثالث والرابع نقل المعاركة إلى داخل مدينة‬ ‫إدلب‪ ،‬وسيطروا على المدينة الصناعية فيها‪،‬‬ ‫ومكتب الدور ش��رقها‪ ،‬وحاجز الفالحين على‬ ‫الجه��ة الغربي��ة منه��ا؛ وذلك بعد اش��تباكات‬ ‫مع قوات األس��د أس��فرت عن س��قوط قتلى‬ ‫وجرح��ى م��ن عناص��ر األخي��رة‪ ،‬فيم��ا قتل‬ ‫عنصران من القوات المقتحمة‪.‬‬ ‫وواص��ل مقاتل��و “جي��ش الفت��ح” تقدمه��م‬ ‫في المدين��ة‪ ،‬وس��يطروا على مبن��ى البريد‬ ‫في ش��ارع الث��ورة غربي المدين��ة‪ ،‬والمتحف‬ ‫الوطن��ي وكلي��ة الزراع��ة‪ ،‬إضافة إل��ى دوار‬ ‫مدين��ة معرة مصري��ن في الجهة الش��مالية‬ ‫الشرقية منها‪ ،‬متقدمة باتجاه مركز المدينة‬ ‫والمربع األمني‪ ،‬في حين اس��تهدف الطيران‬ ‫الحربي محيط المدينة بالصواريخ‪.‬‬ ‫وشهدت المدينة خالل احتدام المعارك حركة‬ ‫نزوح كبي��رة للمدنيين باتج��اه الريف‪ ،‬ونحو‬ ‫مدين��ة الالذقية‪ ،‬كما تحدثت مصادر ميدانية‬ ‫ع��ن نقل محتوي��ات األفرع األمني��ة والدوائر‬ ‫الرسمية من وثائق ومعدات إلى مدينة جسر‬ ‫الش��غور‪ ،‬وذل��ك قب��ل إتم��ام مقاتلي جيش‬ ‫الفت��ح الس��يطرة عل��ى المدين��ة ف��ي اليوم‬ ‫الخامس من بدء المعركة‪.‬‬

‫وبالمقاب��ل أك��د مص��در ميدان��ي أن ق��وات‬ ‫النظام أعدم��ت ‪ 15‬مدنياً‪ ،‬بينه��م امرأة‪ ،‬في‬ ‫ف��رع األمن العس��كري قب��ل انس��حابها منه‬ ‫تح��ت ني��ران مقاتل��ي الفصائ��ل المقتحِمة‪.‬‬ ‫وأش��ار المص��در إلى أن ق��وات النظام أجبرت‬ ‫عش��رات المعتقلي��ن على الخ��روج معها في‬ ‫أثناء االنس��حاب‪ ،‬واستخدمتهم دروعًا بشرية‬ ‫لحمايته��ا ف��ي أثن��اء تحركه��ا إل��ى معس��كر‬ ‫المسطومة جنوب المدينة؛ كما حررت القوات‬ ‫المقتحمة عشرات المعتقلين من سجن إدلب‬ ‫المركزي‪ ،‬ومن باقي الف��روع األمنية األخرى‬ ‫في المدينة‪.‬‬ ‫وتواص��ل قوات “جيش الفتح” يومي الس��بت‬ ‫واألحد تمش��يطها ش��وارعَ المدينة‪ ،‬تحس��ب ًا‬ ‫لوج��ود فل��ول م��ن عناص��ر ق��وات النظ��ام‬ ‫والش��بيحة في المدينة حسب ما نقل مصدر‬ ‫ميداني‪.‬‬ ‫وم��ن جهة أخرى‪ ،‬تداولت وس��ائل إعالم تابعة‬ ‫للنظام ومقرّبة منه أنباء تحدثت عن انسحاب‬ ‫تكتيكي لق��وات النظام‪ ،‬وإع��ادة تجميع لقوات‬ ‫“الجي��ش العرب��ي الس��وري” عل��ى أط��راف‬ ‫المدينة‪ ،‬وذل��ك بنيّة مع��اودة اقتحامها وطرد‬ ‫عناص��ر “المجموع��ات اإلرهابي��ة” منه��ا‪ .‬كما‬ ‫تحدث��ت مصادر أخرى مقربة م��ن النظام عمّا‬ ‫أسمتها “خيانة” أهل المدينة لـ “الجيش العربي‬ ‫السوري”‪ ،‬وذلك من خالل تعاونهم وترحيبهم‬ ‫بمقاتلي المعارضة بعد دخولهم المدينة‪.‬‬ ‫وكانت قوات النظام سيطرت على مدينة إدلب‬ ‫قبل نحو ثالث سنوات من دون مقاومة تذكر‬ ‫من الفصائل التي كانت تس��يطر على أجزاء‬ ‫واس��عة من المدينة آن��ذاك بأع��داد ضئيلة‪،‬‬ ‫وتخللت تلك الفترة محاوالت القتحام المدينة‬ ‫من عدة فصائل‪ ،‬بينها جبهة النصرة‪ ،‬إال أنها‬ ‫ل��م تك��ن لتكتمل أو تت��وج بالس��يطرة على‬ ‫أجزاء م��ن المدين��ة‪ ،‬وكان مصيره��ا جميع ًا‬ ‫التراجع‪ ،‬حتى األسبوع الفائت‪.‬‬


‫�أ�سرى �إيرانيون ولبنانيون خالل ملحمة ب�صرى ال�شام‬ ‫أخبار وتقارير‬

‫تتقدم بش��كل منظم ومنس��جم مع الخطط‬ ‫الت��ي ت��م وضعه��ا بش��كل دقي��ق‪ ،‬بالمقابل‬ ‫كانت ق��وات النظام تتراجع وتتخبط بش��كل‬ ‫عشوائي؛ إذ تمت السيطرة على الحي الغربي‬ ‫االستراتيجي في الرابع والعشرين من الشهر‬ ‫الج��اري‪ ،‬لتنته��ي المعرك��ة بدخ��ول القلع��ة‬ ‫األثرية والمستشفى الوطني‪ ،‬وإعالن مدينة‬ ‫بصرى محررة بشكل تام‪.‬‬ ‫ولف��ت “الري��س” إلى وجود عدد من األس��رى‬ ‫ً‬ ‫إضافة إل��ى مقاتلين من‬ ‫اإليرانيي��ن لديهم‪،‬‬ ‫حزب اهلل ومليش��يات ش��يعية وجنود النظام‪،‬‬ ‫فيما ت��م قت��ل ‪ 50‬عنصراً من ق��وات النظام‬ ‫واللج��ان الش��عبية‪ ،‬وتدمي��ر ث�لاث مدرعات‬ ‫وخمس عربات عسكرية لها‪.‬‬ ‫وكان أهال��ي مدينة بصرى قد عانوا بش��كل‬ ‫كبي��ر م��ن ق��وات النظ��ام واللجان الش��عبية‬ ‫والمليشيات الشيعية‪ ،‬التي بسطت سيطرتها‬ ‫على مس��احات واس��عة م��ن المدين��ة‪ُ ،‬‬ ‫وقتل‬ ‫عشراتٌ من أهالي المدينة برصاص قناصي‬ ‫قوات النظام‪ ،‬مما تس��بب بنزوح أعداد كبيرة‬ ‫من أهالي المدينة‪.‬‬ ‫ويق��ول أحد أهالي بصرى الش��ام “أبو إيناس‬ ‫ال��دوس”‪" :‬أجب��رت على ت��رك مدينة بصرى‬ ‫ج��راء ممارس��ات ق��وات النظام والمليش��يات‬ ‫الت��ي تس��اندها‪ ،‬واآلن بإمكانن��ا بالعودة إلى‬

‫مدينت��ا من دون خوف م��ن االعتقال أو القتل‬ ‫والتنكي��ل بن��ا ُ‬ ‫وبأسَ��رنا‪ ،‬وعل��ى الرغ��م من‬ ‫فرحتنا المنقوصة جراء استش��هاد العديد من‬ ‫ذوينا إال أن س��عادتنا ال توص��ف وال حدود لها‬ ‫بتحرير مدينتنا أم الحجارة السود"‪.‬‬ ‫ولوحظ��ت حالة م��ن التوتر بي��ن مدنيين من‬ ‫محافظتي درعا والس��ويداء ف��ي أثناء تحرير‬ ‫مدينة بصرى المتاخمة لمحافظة الس��ويداء‪،‬‬ ‫وفي هذا الصدد قال “الريس”‪" :‬إن ذلك يعود‬ ‫إل��ى تقدم ثوار الجبهة الجنوبية قرب قريتين‬ ‫تس��كنهما غالبي��ة م��ن الطائف��ة الدرزي��ة‪،‬‬ ‫إلح��كام الطوق ح��ول مدينة بصرى الش��ام‪،‬‬ ‫به��دف قطع اإلمداد عن الميليش��يات المحتلة‬ ‫فقط‪ ،‬في حين س��عى النظام إلى إظهار ذلك‬ ‫بأن��ه محاولة للس��يطرة عل��ى بل��دات تابعة‬ ‫لمحافظة السويداء‪ ،‬مما أثار حالة من الخوف‬ ‫والهلع بين صفوف المدنيين"‪.‬‬ ‫وأضاف “الريس”‪" :‬وجهنا رس��الة واضحة إلى‬ ‫أخوتن��ا وأهلن��ا بني مع��روف‪ ،‬أكدن��ا فيها أن‬ ‫هدفنا هو قوات النظام وتحرير مدينة بصرى‬ ‫وليس السويداء أو قراها‪ ،‬ونؤكد أنهم جز ٌء ال‬ ‫يتجزأ من النس��يج الس��وري الذي نقاتل نحن‬ ‫في الجبهة الجنوبية لتحريره من ظلم األسد‪،‬‬ ‫ونناش��دهم الح��ذر م��ن أن يجره��م نظ��ام‬ ‫األس��د في حربه الطائفي��ة التي يؤججها بين‬ ‫أبناء س��وريا ويورطهم في حرب مع إخوتهم‬ ‫السوريين في حوران"‪.‬‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬درعا‬ ‫استش��هد ‪ 26‬مدنياً على األقل‪ ،‬وجُرح عش��رات آخ��رون يوم الخميس‬ ‫الفائ��ت ف��ي أحياء درع��ا البلد‪ ،‬نتيج��ة قصف بص��اروخ فراغي نفذته‬ ‫طائرات حربية تابعة لقوات نظام األس��د‪ ،‬وقصف بالمدفعية الثقيلة‪،‬‬ ‫أدى أيضاً إلى تهدم عشرات المنازل‪.‬‬ ‫وأفاد ش��هود عيان لـ"س��وريتنا" ب��أن‪" :‬القصف اس��تهدف عيادة طبية‬ ‫مكتظة بالمراجعي��ن‪ ،‬وتبعته قذائف المدفعية الثقيلة باتجاه تجمعات‬ ‫األهال��ي‪ ،‬الذين هرعوا إلى إنقاذ العالقين تحت األنقاض بعد القصف‬ ‫الجوي‪ ،‬وأدى ذلك إلى إصابة عش��رات المدنيين واستش��هاد بعضهم‪،‬‬ ‫وتفحم جثث معظم الش��هداء‪ ،‬واش��تعال النيران في المباني واآلليات‬ ‫في المنطقة المستهدفة"‪.‬‬

‫وذكر مصدر محلي أن المستش��فيات الميدانية ف��ي المنطقة اكتظت‬ ‫بالجث��ث والمصابين‪ ،‬ونقل عدد كبير من المصابين إلى مستش��فيات‬ ‫األردن‪ ،‬بس��بب خطورة إصاباتهم وعدم توفر المعدات الطبية الالزمة‬ ‫للعالج في مستشفيات درعا‪.‬‬ ‫وأض��اف المص��در أن مروحي��ات تابعة لق��وات النظام ألق��ت ‪ 8‬براميل‬ ‫متفجرة في المنطقة‪ ،‬كما اس��تهدفت المدفعية الثقيلة مواكب تشييع‬ ‫الضحايا في مقبرة الشهداء‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ع�شرات ال�ضحايا وامل�صابني يف‬ ‫درعا البلد غداة �سيطرة املعار�ضة‬ ‫على ب�صرى ال�شام‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬

‫درعا ‪ -‬سارة الحوراني‬ ‫س��يطرت فصائل الجبه��ة الجنوبي��ة التابعة‬ ‫للجيش الحر يوم األربعاء الفائت على مدينة‬ ‫بص��رى الش��ام التاريخي��ة الواقع��ة في ريف‬ ‫درع��ا الش��رقي‪ ،‬وذلك بع��د معرك��ة أطلقت‬ ‫عليه��ا اس��م‪" :‬قادس��ية بص��رى"‪ ،‬اس��تمرت‬ ‫خمسة أيام فقط‪.‬‬ ‫وقال المتحدث باسم فصائل الجبهة الجنوبية‬ ‫"عص��ام الري��س" ف��ي تصري��ح لجري��دة‬ ‫“س��وريتنا”‪" :‬إن اله��دف م��ن المعرك��ة كان‬ ‫توجيه ضربة اس��تباقية للميليشيات األجنبية‬ ‫م��ن إيرانيي��ن وميليش��يا ح��زب اهلل‪ ،‬وبقايا‬ ‫قوات النظام المحتش��دة ف��ي مدينة بصرى‪،‬‬ ‫والتي تُعدّ خزاناً لهذه الميليشيات‪ ،‬التي يتم‬ ‫إرسالها لقتل الس��وريين في مختلف مناطق‬ ‫درع��ا‪ ،‬إضافة إلى فك الحص��ار عن المدنيين‬ ‫ف��ي مدينة بصرى الش��ام‪ ،‬الذين عانوا كثيراً‬ ‫م��ن القتل والتنكي��ل والتهجير م��ن قبل من‬ ‫هذه الميليشيات”‪.‬‬ ‫وأوضح “الريس” بأن الس��يطرة على المدينة‬ ‫ج��اء إثر هج��وم صباح��ي مباغت للس��يطرة‬ ‫على آخر معقلين لق��وات النظام‪ ،‬وهما قلعة‬ ‫بصرى األثرية‪ ،‬ومستش��فى بصرى الوطني؛‬ ‫مش��يراً إلى أن التكت��م اإلعالمي كان له دورٌ‬ ‫كبيرٌ في تس��هيل علمية السيطرة‪ ،‬إذ فقدت‬ ‫ق��وات النظام القدرة عل��ى التواصل ومعرفة‬ ‫النقاط التي يسيطر عليها الجيش الحر والتي‬ ‫بقيت معه‪ ،‬كما أ ّثر التكتم اإلعالمي أيض ًا في‬ ‫نفس��ية الموالين للنظام‪ ،‬الذين عاش��وا حالة‬ ‫من التخبط وفقدان الثقة‪ ،‬وانتشرت االتهامات‬ ‫المتبادلة بين قوات النظام والمليش��يات التي‬ ‫تساندها حول أسباب الهزيمة‪.‬‬ ‫وعن س��ير المعركة أوضح “الريس” بأنه في‬ ‫الي��وم األول تم��ت الس��يطرة عل��ى حاجزين‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى‬ ‫مهمين ش��مال المدينة وجنوبه��ا‪،‬‬ ‫قط��ع اإلمداد م��ن جه��ة محافظة الس��ويداء‬ ‫ش��رقًا‪ ،‬وبذلك باتت المدينة محاصرة بشكل‬ ‫ش��به كامل‪ .‬وحاول النظام ف��ك الحصار من‬ ‫خالل إرس��ال عدة أرت��ال‪ ،‬لكنه��ا دُمرت قبل‬ ‫أن تصل إلى المناط��ق المحاصرة‪ ،‬وهذا أدى‬ ‫إلى انهي��ار معنوي��ات القوات داخ��ل المدينة‬ ‫المحاص��رة‪ .‬وكان��ت ق��وات الجبه��ة الجنوبية‬

‫‪3‬‬


‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫كارثة �إن�سانية تهدد ‪� 15‬ألف نازح يف ريف احل�سكة‬ ‫أحياء الفقرية‬ ‫النريان تقتل ‪� 11‬شخ�ص ًا يف منازلهم‪ ،‬والأمطار تهدد ال ً‬

‫الحسكة ‪ -‬عدنان أبو كنان‬ ‫نزح أكثر من ‪ 15‬ألف شخص من منازلهم في‬ ‫بلدة الهول «‪ 50‬كم» ش��رق مدينة الحسكة‪،‬‬ ‫والت��ي يس��يطر عليها تنظي��م “الدولة”‪ ،‬قبل‬ ‫نح��و الش��هر؛ وذل��ك نتيج��ة لتصاع��د ح��دة‬ ‫المواجه��ات العس��كرية هن��اك بي��ن تنظيم‬ ‫“الدولة” من جهة‪ ،‬و”وحدات الحماية الكردية”‬ ‫من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وأفاد نش��طاء بوص��ول اآلالف م��ن المدنيين‬ ‫إل��ى محافظ��ة الرق��ة ومدين��ة الميادين في‬ ‫دير ال��زور ومدينة بعاج العراقية‪ ،‬وإلى أرياف‬ ‫الحسكة جنوباً وشرق ًا‪ ،‬هرب ًا من جحيم الحرب‬ ‫الدائرة في مناطقهم ‪.‬‬ ‫الناش��ط «أب��و خلي��ل الج��زراوي» ق��ال‬ ‫لي��ال عصيب��ة أمضاه��ا‬ ‫لـ”س��وريتنا”‪“ :‬بع��د‬ ‫ٍ‬ ‫المدنيون تحت نيران االشتباكات‪ ،‬نزح المئات‬ ‫منهم إل��ى مصير مجه��ول‪ ،‬منهم من قضى‬ ‫ليلت��ه ف��ي الع��راء‪ ،‬ومنهم من حص��ل على‬ ‫خيم��ة‪ ،‬ومنه��م من لجأ الى مدرس��ة‪ ،‬ومنهم‬ ‫من بات في سيارته‪ ،‬وهذا أفضل األحوال”‪.‬‬ ‫وأض��اف الج��زراوي‪« :‬معظ��م النازحي��ن من‬ ‫النس��اء واألطفال‪ ،‬بعضهم س��ار طوال الليل‬ ‫أم� ً‬ ‫لا من��ه ب��أن يبتع��د ع��ن مناط��ق الخوف‬ ‫والقص��ف‪ ،‬ول��م يس��تطع أيٌّ منه��م التوجه‬ ‫ال��ى أقرب منطقة‪ ،‬وهي الحس��كة‪ ،‬خوفاً من‬ ‫ارتكاب مجازر بحقهم من قبل قوات النظام‪،‬‬ ‫كون معظمهم مطلوب ًا للجهات االمنية”‪.‬‬ ‫ومن جهته أكد الناش��ط «س��راج الحسكاوي»‬ ‫أن كارثة إنس��انية وش��يكة الحدوث في ريف‬ ‫الحس��كة الش��رقي‪ ،‬وتحدي��داً ف��ي منطق��ة‬ ‫اله��ول‪ ،‬التي تش��رد أهله��ا بع��د أن أجبرهم‬ ‫تنظي��م “الدولة” عل��ى الرحي��ل‪ ،‬وذلك بقوة‬ ‫السالح بحس��ب ما أفاد الحس��كاوي‪ .‬وأضاف‪:‬‬ ‫«يعيش هؤالء في ظروفٍ إنسانية ومعيشية‬ ‫أقل م��ا يمكن وصفه��ا بأنها كارثية‪ ،‬بس��بب‬ ‫الج��وع والم��رض والعطش‪ ،‬وغي��اب تام من‬ ‫الجهات المعنية‪ ،‬سواء الحقوقية أو اإلنسانية‬

‫أو اإلغاثية»‪.‬‬ ‫وأكدت مص��ادر محلية أن ع��دداً من األطفال‬ ‫قض��وا نتيج��ة الب��رد والمط��ر الذي ش��هدته‬ ‫المنطقة‪ ،‬وبسبب غياب مقومات الحياة‪ ،‬سواء‬ ‫الصحية أو المعيشية في اآلونة األخيرة‪.‬‬ ‫أب��و خالد رجل س��تيني‪ ،‬يعيش ه��ذه األزمة‬ ‫بتفاصيله��ا كلها‪ ،‬ق��ال لـ”س��وريتنا”‪“ :‬فقدنا‬ ‫عدداً م��ن أطفالن��ا نتيج��ة البرد والج��وع‪ ،‬إذ‬ ‫ش��هدت خيامنا خ�لال الفت��رة الماضية موجة‬ ‫برد ش��ديد‪ ،‬ترافق��ت مع أمط��ار غزيرة‪ ،‬ولم‬ ‫تقنا ه��ذه الخيم م��ن البرد‪ ،‬ولم ن��رَ من أي‬ ‫جه��ة تقدي��م المس��اعدة‪ ،‬كأنه��ا جميع�� ًا في‬ ‫سبات”‪.‬‬ ‫ويتس��اءل أبو خالد‪« :‬أال نس��تحق أن يس��لط‬ ‫الضوء على مأس��اتنا‪ ،‬أكثر من ‪ 15‬ألف مهجر‬ ‫يفترش��ون العراء والبادية‪ ،‬بال م��اء وال دواء‪،‬‬ ‫نعتم��د على ما تجود به الس��ماء للش��رب وما‬ ‫تخضر ب��ه األرض لألكل ‪ ،‬فالعش��ب وبعض‬ ‫لكثير من األسر»‪.‬‬ ‫الفطريات مصدر غذاء‬ ‫ٍ‬ ‫وناش��د أبو خال��د الجهات المس��ؤولة جميعاً‪،‬‬ ‫وعل��ى رأس��ها الحكوم��ة المؤقت��ة واالئتالف‬ ‫َ‬ ‫التدخل‬ ‫الوطن��ي والهيئات المدني��ة المعنية‪،‬‬ ‫بش��كل عاجل للحد من هذه الكارثة‪ ،‬وحمَّل‬ ‫تنظي��م “الدول��ة” كامل المس��ؤولية عما آلت‬ ‫إليه أوضاعهم‪.‬‬ ‫في س��ياق متصل قضى ‪ 11‬ش��خصاً احتراقًا‬ ‫خ�لال أقل م��ن ش��هر ف��ي مدينت��ي عامودا‬ ‫والقامش��لي‪ ،‬وذل��ك بس��بب نش��وب حرائ��ق‬ ‫ف��ي منزلين نجمت عن وس��ائل التدفئة التي‬ ‫يستخدمها األهالي‪.‬‬ ‫إذ ش��هدت مدينة القامش��لي يوم الثالثاء ‪24‬‬ ‫آذار م��ن هذا العام وفاة عائل��ة كاملة مؤلفة‬ ‫من األب «محمد خير حس��ين»‪ ،‬الذي يبلغ من‬ ‫العم��ر ‪ 41‬عاماً‪ ،‬واألم رنكين أوس��و ‪ 36‬عاماً‪،‬‬ ‫و‪ 4‬أطف��ال دون س��ن الخامس��ة عش��ر‪ ،‬جراء‬ ‫نش��وب حريق في منزله��م الطيني في قرية‬ ‫«المحمقية» على أطراف المدينة‪.‬‬

‫وأف��اد مص��در محلي ف��ي مدينة القامش��لي‬ ‫ل��ـ ”س��وريتنا” أن عائل��ة مؤلفة م��ن األبوين‬ ‫وأطفالهما األربعة قضوا احتراقًا في منزلهم‬ ‫الطيني بقرية “المحمقية”‪ ،‬إثر نشوب حريق‬ ‫أتى على المنزل بشكل كامل‪.‬‬ ‫وأوضح المصدر أن سبب الحريق هو استخدام‬ ‫م��ازوت مك��رر بش��كل بدائ��ي ف��ي التدفئة‬ ‫المنزلي��ة‪ ،‬مش��يراً إلى أن األهال��ي اضطروا‪،‬‬ ‫نتيج��ة للظ��روف االقتصادي��ة والمعيش��ية‬ ‫المتردية‪ ،‬إلى اس��تخدام المش��تقات النفطية‬ ‫الت��ي تنت��ج بط��رق بدائي��ة‪ ،‬اذ تصل نس��بة‬ ‫التلوث فيها إلى معدالت مرتفعة‪.‬‬ ‫تأتي ه��ذه الحادثة بعد أقل من ش��هر مضى‬ ‫على وفاة خمس��ة أشخاص من مدينة عامودا‬ ‫بالطريقة نفسها‪ ،‬حيث التهمت النيران منز ً‬ ‫ال‬ ‫ف��ي المدين��ة‪ ،‬وقتلت أربع نس��اء وطف ً‬ ‫ال‪ ،‬من‬ ‫دون أن يتمكن األهالي من إنقاذ أي منهم‪.‬‬ ‫وتج��در اإلش��ارة إل��ى أن هذه الم��دن تخضع‬ ‫لس��يطرة مزدوجة من قبل النظ��ام واالتحاد‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬وقد سُجِّل غياب كامل ألي من‬ ‫الوس��ائل الخدمية في مجال الدف��اع المدني‬ ‫واإلطفاء‪ ،‬ليذهب العشرات ضحية الحرائق‪.‬‬ ‫وفي سياق آخر‪ ،‬شهدت مدينة الحسكة تهدم‬ ‫عشرات المنازل‪ ،‬في حي النشوة الغربية على‬ ‫أط��راف مدينة الحس��كة من الجه��ة الغربية‪،‬‬ ‫وذلك نتيج��ة األمطار الغزيرة التي ش��هدتها‬ ‫المحافظة خالل األيام القليلة الفائتة‪.‬‬ ‫فيم��ا أك��د األهالي تضرر أكثر م��ن ‪ 50‬منزالً‬ ‫آخر في الحي نفسه‪ ،‬بعد ارتفاع منسوب مياه‬ ‫نهر الخاب��ور الذي يمر من الح��ي‪ .‬ويعدَّ هذا‬ ‫الحي من األحياء الفقيرة والمهمشة‪ ،‬وتقطنه‬ ‫أغلبي��ة فقي��رة‪ ،‬وقد حمّل أبن��اء الحي جهات‬ ‫تابع��ة للنظام المس��ؤولية الكاملة عن تهدم‬ ‫منازلهم‪ ،‬في ظل حالة االس��تهتار والالمباالة‬ ‫م��ن قبل البلدي��ات التابعة لحكوم��ة النظام‪،‬‬ ‫وعدم إيجاد الط��رق الناجعة في التعاطي مع‬ ‫مثل هذه الحالة‪.‬‬


‫تنظيم "الدولة" يح ّول كهرباء النظام �إىل "�أمبريات"‬ ‫ويفر�ض عليها �أجور ًا باهظة‬ ‫أخبار وتقارير‬

‫وترى السيدة "فايزة م" من ريف الميادين أن‬ ‫س��اعة كهرباء واحدة في الي��وم تتمكن فيها‬ ‫من اس��تعمال السخانة أو الفرن أفضل بكثير‬ ‫م��ن ثالث س��اعات ال تكفي لتش��غيل األدوات‬ ‫التي تحتاج إلى اس��تطاعة كبيرة‪ ،‬كالس��خانة‬ ‫أو الفرن‪.‬‬ ‫ويُع��د ه��ذا المش��روع ذا أث��ر س��لبي عل��ى‬ ‫المس��تثمرين من أصحاب المولدات الضخمة‬ ‫التي تم شراؤها لتخدم األحياء‪ ،‬وكانت تكلفة‬

‫كل مولدة ما بين مليونين ومليونين ونصف‬ ‫الملي��ون لي��رة س��ورية‪ ،‬وهذا المش��روع في‬ ‫حال ت��م تطبيقه يمكن أن ي��ؤدي إلى توقف‬ ‫معظمها عن العمل بشكل نهائي‪.‬‬ ‫يُذك��ر أن محطة كهرب��اء الميادين تقع تحت‬ ‫سيطرة تنظيم “الدولة”‪ ،‬الذي أجبر الموظفين‬ ‫فيها على قطع صلتهم بدوائر النظام‪ ،‬وعدم‬ ‫استالم رواتبهم منذ ثالثة أشهر‪ ،‬مع وعدٍ من‬ ‫قِبل التنظيم بتعويضهم عنها‪.‬‬

‫�شركتا اخللوي يف �سوريا ترفع �أجور خدماتها‬ ‫ووزير االت�صاالت يربر القرار‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬دمشق‬ ‫أعلنت الشركتان المشغِّلتان للهاتف الخليوي‬ ‫في س��وريا (إم ت��ي إن‪ ،‬وس��يرياتل) عن رفع‬ ‫أس��عار مكالماته��ا بحوالي ‪ 30%‬من األس��عار‬ ‫الحالي��ة‪ ،‬بع��د موافق��ة وزارة االتص��االت‬ ‫والتقان��ة‪ ،‬التابع��ة لحكوم��ة النظ��ام‪ .‬وقالت‬ ‫إن القرار س��وف يت��م تطبيقه‬ ‫الش��ركتان ّ‬ ‫من بداية شهر نيسان المقبل‪.‬‬ ‫وجاء هذا القرار تح��ت عنوان "بتفهمكم‬ ‫نس��تمر"‪ ،‬وتضمّ��ن رفع س��عر المكالمة‬ ‫(للدقيقة الواحدة) للخطوط الحقة الدفع‬ ‫ومس��بقة الدفع (من خل��وي إلى آخر) من‬ ‫‪ 6.5‬إل��ى ‪ 9.5‬لي��رة س��ورية‪ ،‬ومن خلوي‬ ‫إل��ى هات��ف أرضي من ‪ 9.5‬لي��رة إلى ‪12‬‬ ‫ليرة س��ورية‪ ،‬كم��ا ارتفعت أيضاً أس��عار‬ ‫خدمة اإلنترنت عل��ى الهواتف الخليوية‪،‬‬ ‫ليصبح س��عر ال��ـ (‪ )1‬ميجا باي��ت ‪ 6‬ليرات‬ ‫سورية‪.‬‬ ‫وكش��فت صحيف��ة تابع��ة لمالك ش��ركة‬ ‫س��يرياتل رامي مخل��وف ابن خالة بش��ار‬ ‫أن إيرادات الش��ركتين ستزيد ‪20‬‬ ‫األس��د‪َّ ،‬‬ ‫وأن نصفها سيعود إلى‬ ‫مليار ليرة سورية‪َّ ،‬‬ ‫شركة االتصاالت في حكومة النظام‪.‬‬ ‫وعزا وزير االتصاالت ف��ي حكومة النظام‬

‫محمد غ��ازي الجالل��ي القرارَ األخي��ر إلى أن‬ ‫"الش��ركتين اس��تثمرتا حديث��ًا في مش��اريع‬ ‫الطاق��ة المتج��ددة‪ ،‬وتعرض��ت ش��بكاتهما‬ ‫أن نفقاتهم��ا بالقطع‬ ‫للتخري��ب‪ ،‬إضافة إل��ى ّ‬ ‫األجنب��ي وإيراداتهم��ا بالليرة الس��ورية‪ ،‬مما‬ ‫جع��ل م��ن الصع��ب الموازن��ة بي��ن النفقات‬ ‫واإليرادات لديهما”‪.‬‬

‫وتجاهل الوزير أن الس��وريين يحصلون على‬ ‫رواتبهم بالليرة الس��ورية‪ ،‬وأن أكثر من ‪40%‬‬ ‫م��ن األراضي الس��ورية ال تص��ل إليها خدمة‬ ‫االتص��االت وش��بكة الهواتف الخلوي��ة‪ ،‬وهذا‬ ‫االرتف��اع هو الثاني من نوع��ه‪ ،‬إذ صدر قرار‬ ‫برف��ع تكلفة االتصاالت الخلوية في ش��هر آب‬ ‫من العام ‪.2013‬‬ ‫ويعتمد كثيرٌ من سكان المناطق الشمالية‬ ‫في س��وريا‪ ،‬كإدلب وحلب والحسكة‪ ،‬على‬ ‫شبكات الخلوي التركية‪ ،‬كما يعتمد سكان‬ ‫المناطق الجنوبية من محافظة درعا على‬ ‫شبكة االتصاالت األردنية‬ ‫ويرى محمد الصائب‪ ،‬وهو أحد الموظفين‬ ‫الس��ابقين ف��ي ش��ركة س��يرياتيل أن‬ ‫"شركتي االتصاالت حولتا هذه الخدمة إلى‬ ‫وسيلة للتجسس على السوريين لمصلحة‬ ‫األجهزة األمنية‪ ،‬وتس��ببتا بزج المئات من‬ ‫الناشطين في السجون"‪.‬‬ ‫يأت��ي هذا في ظ��ل انخفاض ح��اد لقيمة‬ ‫الليرة السورية مقابل الدوالر‪ ،‬الذي وصل‬ ‫س��عر صرف��ه إل��ى ‪ 260‬ليرة س��ورية في‬ ‫األي��ام الماضية‪ ،‬وهو م��ا يُبقي المواطن‬ ‫الس��وري الخاس��رَ الوحي��د بي��ن ارتف��اع‬ ‫األسعار وانخفاض قيمة الليرة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬الميادين‬ ‫أنه��ى تنظي��م “ال��دول اإلس�لامية” المرحلة‬ ‫األول��ى م��ن مش��روع تنظي��م الكهرب��اء‬ ‫“النظامية” في مدين��ة الميادين‪ ،‬والذي يعيد‬ ‫توزي��ع كهرباء مدين��ة الميادين بحيث تصبح‬ ‫حص��ة كل من��زل م��ن الكهرب��اء ‪ 10‬أمبي��ر‪.‬‬ ‫وتضمن��ت المرحل��ة األول��ى تركي��ب "قاط��ع‬ ‫كهربائ��ي" في كل بيت‪ ،‬وش��ملت ثلث منازل‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫وبحس��ب موظف في محطة كهرباء الميادين‬ ‫فإن ه��ذا المش��روع ج��اء نتيجة اقت��راح أحد‬ ‫المهندسين من أجل الوصول إلى توزيع عادل‬ ‫للطاق��ة الكهربائي��ة‪ ،‬وأضاف أن االس��تطاعة‬ ‫القادم��ة من حمص إل��ى الميادين تعادل ‪30‬‬ ‫ميغ��ا واط‪ ،‬وكان��ت تص��ل إلى المن��ازل وفق‬ ‫تقنين س��اعة واح��دة مقابل ثماني س��اعات‬ ‫انطف��اء؛ وهن��اك تفاوت في االس��تهالك بين‬ ‫بيت وآخر‪ .‬ومن ش��أن هذا المشروع أن ينظم‬ ‫التوزي��ع ويحقق ‪ 12‬س��اعة كهرباء يوميًا في‬ ‫حال تم اكتماله وتشغيله بشكل كامل‪.‬‬ ‫وف��رض تنظي��م “الدول��ة” مبل��غ ألف��ي ليرة‬ ‫ش��هريًا على كل بيت كضريبة مقابل تأمين‬ ‫الكهرب��اء‪ ،‬الت��ي تصلها أساس��اً م��ن مناطق‬ ‫النظ��ام‪ ،‬ويعد ه��ذا الرق��م كبيراً ج��داً إذا ما‬ ‫قي��س بكمي��ة الكهرب��اء التي يحص��ل عليها‬ ‫تنظي��م “الدولة” من النظام‪ ،‬حس��ب ما يقول‬ ‫خبراء‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫تركيا‪ :‬برنامج تدريب قوات املعار�ضة ال�سورية ت�أخر قلي ًال من جانب‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫اندساسية‬ ‫وتقارير‬ ‫دندنات‬ ‫أخبار‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫ق��ال وزي��ر الخارجية التركي مول��ود جاويش‬ ‫أوغل��و ي��وم الجمعة إن برنام��ج تدريب قوات‬ ‫المعارض��ة الس��ورية‪ ،‬الذي تق��وده الواليات‬ ‫المتح��دة لمحاربة تنظيم الدولة اإلس�لامية‪،‬‬ ‫يتع��رض لتأخير من الجانب األميركي‪ ،‬ملمح ًا‬ ‫َ‬ ‫مس��اهمة بريطانيا في‬ ‫إلى عدم رفض بالده‬ ‫التدريب‪.‬‬ ‫وأوض��ح جاوي��ش أوغلو في لق��اء تلفزيوني‬ ‫أنه‪” :‬بسبب البعد الجغرافي للواليات المتحدة‬ ‫هن��اك تأخير طفيف‪ .‬لكن كل ش��يء على ما‬ ‫يرام‪ ،‬س��واء سياس��يا أو فني��ا”‪ ،‬مضيفاً أنه ال‬ ‫يوج��د «تأخير» من الجانب التركي‪ ،‬وأن بالده‬ ‫س��تكون منفتحة على إس��هام دولة ثالثة في‬ ‫البرنامج‪.‬‬ ‫وجاء هذا التصريح بع��د يوم من إعالن وزير‬ ‫الدف��اع البريطان��ي ماي��كل فال��ون أن بالده‬ ‫س��وف ترس��ل نح��و ‪ 75‬عس��كريًا لالنضمام‬ ‫إل��ى التدري��ب‪ ،‬إال أن جاوي��ش أوغل��و أوضح‬ ‫أن��ه لم يتخذ أي ق��رار بهذا الص��دد‪ ،‬مضيف ًا‪:‬‬ ‫«ولكن إذا جاء مثل هذا االقتراح من بريطانيا‬ ‫فس��نقيّم هذا‪ ،‬ومن حيث المبدأ لن نقول له‬ ‫ال‪ ،‬وسنكون متعاطفين”‪.‬‬

‫وكان جاوي��ش أوغلو قد أعلن في العش��رين‬ ‫م��ن الش��هر الماض��ي أن ب�لاده تس��عى م��ع‬ ‫الوالي��ات المتح��دة للبدء في برنام��ج تدريب‬ ‫وتجهي��ز معارضين س��وريين معتدلين أوائل‬ ‫الشهر الحالي‪.‬‬ ‫وقب��ل تل��ك التصريح��ات بيوم وقع��ت أنقرة‬

‫وواش��نطن اتفاق��اً لتدريب ق��وات المعارضة‬ ‫الس��ورية «المعتدل��ة» وتجهيزه��ا‪ ،‬إذ يهدف‬ ‫البرنام��ج إلى تدري��ب أكثر من خمس��ة آالف‬ ‫مقاتل س��وري في الع��ام األول‪ ،‬و‪ 15‬ألفًا في‬ ‫المجم��ل خ�لال فترة ثالث��ة أع��وام‪ ،‬على أن‬ ‫يت��م التدريب ف��ي مدينة كيرش��هير التركية‬ ‫بمنطقة وسط األناضول‪.‬‬

‫االئتالف يرى يف عدم دعوته �إىل القمة العربية تراجع ًا عن االعرتاف‬ ‫به بو�صفه ممث ًال �شرعي ًا لل�شعب ال�سوري‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫رأى االئتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة‬ ‫الس��ورية في عدم دعوته إل��ى حضور القمة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬الت��ي انطلقت أعمالها يوم الس��بت‬ ‫في مصر‪ ،‬مؤشراً على تراجع موقف الجامعة‬ ‫العربية عن اعترافها به بوصفه ممث ً‬ ‫ال شرعي ًا‬ ‫للشعب السوري‪ ،‬مطالباً بتسليمه مقعد بالده‬ ‫الشاغر في الجامعة‪.‬‬ ‫وعبر االئت�لاف‪ ،‬في بيان أصدره‪ ،‬عن أس��فه‬ ‫الش��ديد لع��دم دعوت��ه إل��ى حض��ور القم��ة‬ ‫المنعق��دة في ش��رم الش��يخ‪ ،‬مش��يراً إلى أن‬ ‫«تل��ك الخط��وة تعتب��ر مؤش��راً عل��ى تراجع‬ ‫موق��ف الجامع��ة العربي��ة ع��ن اعترافه��ا‬ ‫باالئتالف كممثل ش��رعي للش��عب السوري‪،‬‬ ‫وتعطيل قواني��ن الجامعة العربي��ة الصادرة‬ ‫به��ذا الخصوص تزامن�� ًا مع مش��اريع تعويم‬ ‫النظام”‪.‬‬ ‫وأش��ار االئتالف إلى أن الدول العربية‪ ،‬ممثلة‬ ‫ب��وزراء خارجيته��ا‪ ،‬اعترف��وا ف��ي اجتماعهم‬ ‫المنعق��د في ‪ 6‬آذار م��ن عام ‪ 2013‬باالئتالف‬ ‫ممث� ً‬ ‫لا ش��رعياً وحي��داً للش��عب الس��وري‪،‬‬ ‫والمح��اور األس��اس م��ع الجامع��ة العربي��ة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وكذلك أكدت قمتا الدوح��ة والكويت ‪- 2013‬‬ ‫‪ 2014‬على ذل��ك‪ ،‬بعد أن حاز ه��ذا االعتراف‬ ‫تأييداً ف��ي األمم المتحدة بأكثرية ‪ 114‬دولة‪،‬‬ ‫كما جاء في البيان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأك��د االئت�لاف عل��ى أن أي ح��ل سياس��ي ال‬ ‫يحقق طموحات الش��عب السوري هو «خيانة‬

‫لدم��اء الش��هداء وزعزع��ة ألم��ن واس��تقرار‬ ‫المنطق��ة»‪ ،‬وأن إحالة رأس النظام ومن معه‬ ‫عل��ى المحكم��ة الجنائية الدولي��ة «كمجرمي‬ ‫حرب ارتكبوا جرائم ضد اإلنس��انية هو أدنى‬ ‫حقوق الش��عب الس��وري»‪ .‬وأوضح أن أي حل‬ ‫سياس��ي «ل��ن يك��ون ممكن��ًا وال مقب��و ً‬ ‫ال إال‬ ‫برحيل رأس النظام”‪.‬‬ ‫وأش��ار البيان إل��ى أن دعم الجامع��ة العربية‬ ‫للثورة السورية «هو درء للخطر القادم الذي‬ ‫يستهدف المنطقة ككل»‪ ،‬وأن «إعادة تسليم‬ ‫مقع��د الجامع��ة العربي��ة لالئت�لاف وس��حب‬ ‫الشرعية من نظام األسد هو الحد األدنى من‬

‫الدعم المطلوب”‪.‬‬ ‫وبق��ي مقعد س��وريا ف��ي القم��ة العربية الـ‬ ‫‪ ،26‬التي انطلقت اليوم السبت بشرم الشيخ‬ ‫ش��اغراً‪ ،‬مثلما حصل في قمة الكويت ‪،2014‬‬ ‫بينم��ا تم رفع العل��م الس��وري ذي النجمتين‬ ‫بج��وار المقع��د الخال��ي‪ ،‬وبين أع�لام الدول‬ ‫العربية المش��اركة في القاعة الرئيسة التي‬ ‫انطلقت فيها الجلسة االفتتاحية‪.‬‬ ‫وكان وزراء الخارجية الع��رب قد اتخذوا قراراً‬ ‫في تش��رين الثان��ي ‪ 2011‬بتجمي��د عضوية‬ ‫س��وريا‪ ،‬وذل��ك «بس��بب ممارس��ات النظ��ام‬ ‫السوري بحق شعبه”‪.‬‬


‫كال�سيكو ال�سلة احللبية يعيد جماهريها �إىل ال�صاالت‬ ‫وزعيما اللعبة يف حلب على حافة االنهيار‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫وبخصوص المش��اكل التي يعان��ي منها فريق‬ ‫الج�لاء اآلن يقول جورج‪ ،‬وهو العب س��ابق في‬ ‫نادي الجالء‪" :‬قبل أربع س��نوات كان نادي الجالء‬ ‫حام��ل لقب الدوري والكأس الس��وريَّيْن‪ ،‬وكان‬ ‫يناف��س عل��ى البط��والت العربي��ة واآلس��يوية‬ ‫جميعاً‪ ،‬ولكن مع بداية الصراع المسلح في حلب‬ ‫فضّل نجوم النادي السفر واالحتراف الخارجي‪،‬‬ ‫كالنجم (ميش��يل معدنلي)‪ ،‬والنجم (مارس��يلو‬ ‫كوري��ة)‪ ،‬ومنه��م م��ن ذه��ب للعب ف��ي أندية‬ ‫دمش��ق‪ ،‬كالالع��ب (رام��ي مرجان��ة)‪ ،‬والعمالق‬ ‫(وس��ام يعق��وب)‪ .‬فغياب ه��ؤالء الالعبين جعل‬ ‫إدارة الن��ادي تعتمد على فريق الش��باب‪ ،‬والذي‬ ‫ل��م يكن ف��ي مس��توى الفري��ق الس��ابق‪ ،‬كما‬ ‫تعرض النادي لخسائر مادية كبيرة‪ ،‬كان أبرزها‬ ‫تع��رض منش��آته الرياض��ة في حي األش��رفية‬ ‫للقص��ف‪ ،‬وحُرم من التدرب فيها واس��تثمارها‪،‬‬ ‫بسبب خطورة المنطقة"‪.‬‬

‫دعوات �سعودية لتجني�س الهداف ال�سوري عمر ال�سومة‬ ‫املهاجم الأقل تكلفة والأعلى قيمة يف البالد‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا برس‬ ‫تمكن هداف كرة القدم السوري عمر السومة‬ ‫م��ن قلب تأخر فريق نادي األهلي الس��عودي‬ ‫أم��ام فريق ن��ادي النص��ر بهدفي��ن إلى فوز‬ ‫بأربع��ة أهداف مقابل ثالثة للنصر‪ ،‬ليش��عل‬ ‫س��باق الصدارة قبل س��تّ ج��والت من نهاية‬ ‫الدوري السعودي لكرة القدم‪ ،‬في مباراة كان‬ ‫نجمها السوري عمر السومة بال منازع‪.‬‬ ‫ب��دأت قص��ة الس��ومة‪ ،‬أو»العكي��د» كم��ا بات‬ ‫يع��رف في ش��ارع التحلية‪ ،‬مع أهل��ي جدة في‬ ‫فترة االنتق��االت الصيفية عقب خروج الفريق‬ ‫صف��ر اليدين م��ن الموس��م الماض��ي‪ ،‬بعقد‬ ‫لمدة موسمين لقاء ‪ 1.7‬مليون دوالر أميركي‪،‬‬ ‫قب��ل أن تس��ارع اإلدارة إلى تجدي��ده منتصف‬ ‫عال‪.‬‬ ‫الموسم‪ ،‬بعد ما قدّمه من مستوىً ٍ‬ ‫وكل��ف الس��ومة خزين��ة األهل��ي ‪ 2.8‬مليون‬ ‫ري��ال س��عودي ف��ي الموس��م الواح��د‪ ،‬فيما‬ ‫س��جل ‪ 26‬هدف ًا في بط��والت الدوري وكأس‬ ‫ول��ي العه��د ودوري أبطال آس��يا‪ ،‬ليكون من‬ ‫أقل المهاجمي��ن تكلفة في البطولة المحلية‪.‬‬ ‫وبحس��اب قيم��ة انتقال��ه للموس��م األول‬ ‫واألهداف التي أحرزه��ا‪ ،‬يكون كل هدف من‬

‫أهداف ابن دير الزور يس��اوي ‪ 108‬آالف ريال‪،‬‬ ‫والرقم مرش��ح لالنخفاض بق��وة‪ ،‬نظراً إلى‬ ‫مش��اركات األهلي المقبلة في دوري األبطال‬ ‫اآلسيوي ودوري «عبد اللطيف جميل» وكأس‬ ‫المل��ك‪ ،‬الذي يبدأ فيه األهل��ي أولى مبارياته‬

‫أمام الطائي‪.‬‬ ‫وبدأ الس��ومة مش��واره التهديفي مع األهلي‬ ‫بهاتريك أمام هجر في الجولة األولى‪ ،‬وحتى‬ ‫الهاتري��ك األخي��ر ال��ذي س��جله ف��ي مرمى‬ ‫النص��ر‪ ،‬أح��رز ‪ 4‬ثنائيات في مرم��ى كل من‬ ‫الشعلة والرائد والعروبة والشباب‪ ،‬فيما سجل‬ ‫ثنائية وحيدة أمام هجر في بطولة كأس ولي‬ ‫العهد في ُثمن النهائي‪.‬‬ ‫وطالب مش��جعو نادي أهلي جدة الس��عودي‪،‬‬ ‫بع��د ما حقق��ه الس��ومة في مب��ارة فريقهم‬ ‫ضد فريق ن��ادي النصر‪ ،‬بمنح عمر الس��ومة‬ ‫الجنس��ية الس��عودية لتمكينه من اللعب في‬ ‫المنتخ��ب الس��عودي الوطني‪ .‬وق��ال المحلل‬ ‫الرياضي الس��عودي حاتم خيمي عبر برنامج‬ ‫(ك��ورة) ال��ذي تبثه قن��اة روتان��ا خليجية‪“ :‬ال‬ ‫أع��رف ما هي اإلج��راءات الت��ي يتطلبها مثل‬ ‫ه��ذا األم��ر‪ ،‬ولك��ن أطالب وأحث عل��ى النظر‬ ‫بش��كل عاج��ل ف��ي إمكاني��ة تجني��س ه��ذا‬ ‫الشاب واالس��تفادة منه على صعيد المنتخب‬ ‫الس��عودي‪ ،‬وه��و عربي مس��لم وم��ن نفس‬ ‫عاداتنا وتقاليدنا‪ ،‬وال ينقصه ش��يء أو يعيقه‬ ‫أن يتم تجنيسه على الفور”‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬

‫حلب ‪ -‬عثمان إدلبي‬ ‫عاد كالس��يكو كرة الس��لة الحلبية‪ ،‬الذي يَجمع‬ ‫متزعمَي هذه اللعبة في المدينة‪ ،‬نادي االتحاد‬ ‫ومنافس��ه الج�لاء‪ ،‬فبع��د ث�لاث س��نوات عادت‬ ‫القلع��ة الحمراء (ن��ادي االتح��اد) لمواجهة نادي‬ ‫الجالء ضمن منافس��ات (‪ )play off‬بطولة حلب‪،‬‬ ‫وع��ادت جماهي��ر الفريقين لتتواف��د إلى صالة‬ ‫األس��د الرياضي��ة وتش��جع فريقيها‪ ،‬ولتش��كل‬ ‫مش��هداً ط��ال غياب��ه ألكث��ر من ثالث س��نوات‪،‬‬ ‫فأعادت هذه المواجهة الحماس والتحدي لساحة‬ ‫الرياضة الحلبية‪.‬‬ ‫وعلى الرغ��م من انخفاض مس��توى الفريقين‬ ‫لكثير من‬ ‫رياضياً‪ ،‬والناتج من خس��ارة الطرفين‬ ‫ٍ‬ ‫نجومهما‪ ،‬حضرت اإلثارة والمتعة في مباراتهما‪،‬‬ ‫ول��م يحدد الفائ��ز منها إال ف��ي الثواني األخيرة‬ ‫م��ن المباراة‪ ،‬واختُتمت بطولة حلب بمواجهتين‬ ‫مثيرتي��ن بي��ن ناديي االتح��اد والج�لاء‪ ،‬انتهت‬ ‫كلتاهما بفوز فريق االتحاد‪ ،‬ليثبت نادي االتحاد‬ ‫عل��وَّ كعب��ه على ف��رق كرة الس��لة ف��ي حلب‪،‬‬ ‫وليت��وج بط ً‬ ‫ال لبطولة حلب من دون أي خس��ارة‬ ‫طوال مدة البطولة‪ ،‬في حين اكتفى نادي الجالء‬ ‫بمركز الوصافة‪ ،‬ليتأهل بصحبة المتصدر نادي‬ ‫االتحاد إلى التجمع النهائي‪ ،‬الذي سوف يقام في‬ ‫العاصمة دمشق‪.‬‬ ‫وحرص أغلب جمهور كرة الس��لة في حلب على‬ ‫حض��ور المواجهات األخيرة ف��ي البطولة‪ ،‬فكان‬ ‫الحضور جيداً بالنظر إلى المواجهات الس��ابقة‪،‬‬ ‫الت��ي ل��م يك��ن يحضرها س��وى عش��راتٍ من‬ ‫المتابعي��ن‪ ،‬ففي المباريتي��ن األخيرتين امتألت‬ ‫المنصة الرئيسة بأكملها‪ ،‬وبعض الصفوف في‬ ‫باقي المدرجات‪.‬‬ ‫و يق��ول ل��ؤي‪ ،‬وهو أحد مش��جعي ن��ادي االتحاد‬

‫الذي��ن حضروا المواجهة‪" :‬كنت س��عيداً جداً بتلك‬ ‫األجواء الرياضية الحماسية الرائعة‪ ،‬والتي اشتقنا‬ ‫إليها‪ ،‬وقد أعادتني إلى أيام عز أهلي حلب”‪.‬‬ ‫ول��م يَحرم ناديا الجالء واالتحاد عش��اقهما من‬ ‫متع��ة مش��اهدة ديربي حل��ب في كرة الس��لة‪،‬‬ ‫عل��ى الرغ��م م��ن الظ��روف الصعبة الت��ي يمر‬ ‫به��ا النادي��ان‪ ،‬وعل��ى الرغ��م م��ن المعوق��ات‬ ‫والصعوب��ات الكثي��رة جداً‪ ،‬والتي يش��ترك فيها‬ ‫الفريق��ان؛ وأبرزها عدم توف��ر الموارد المالية‪،‬‬ ‫وخس��ارة الفريقين أب��رز نجومهما‪ ،‬وعدم توفر‬ ‫صاالت التدريب‪.‬‬ ‫وفي ه��ذا الصدد قال أحد المدربين الس��ابقين‬ ‫في نادي االتحاد‪ ،‬والذي فضل عدم ذكر اس��مه‪:‬‬ ‫"على الرغم م��ن الظروف كلها يحاول الالعبون‬ ‫واإلدارة أال تنه��ار القلعة الحمراء‪ ،‬ففي الس��نة‬ ‫الماضية خس��رنا أبرز نجمين في فريق الرجال‬ ‫(وائ��ل جليالتي ومحمود عصفي��رة)‪ ،‬وفي هذه‬ ‫الس��نة خس��رنا الالعب الش��اب (قتيبة عكاش)‪،‬‬ ‫ال��ذي سُ��حب إلى الخدم��ة اإللزامي��ة‪ ،‬وتعرض‬ ‫لطلق ناري ف��ي صدره‪ ،‬قضى على مس��تقبله‬ ‫الرياضي‪ ،‬مضيفاً أن شُ��ح الم��وارد المالية هو‬ ‫أب��رز المش��اكل الت��ي تواج��ه الفري��ق‪ ،‬فأغلب‬ ‫الالعبي��ن ال يتقاض��ون س��وى مبال��غ زهيدة‪ ،‬ال‬ ‫تتجاوز عشرة آالف ليرة شهرياً”‪،‬‬ ‫أم��ا نادي الج�لاء فيبدو وضعه أصع��ب‪ ،‬فكثيرٌ‬ ‫من المشاكل والمعوقات المادية واإلدارية بدأت‬ ‫تظه��ر عندم��ا تخلى ع��ن النادي رج��ل األعمال‬ ‫(هاني عزوز)‪ ،‬والذي كان يشغل منصب رئيس‬ ‫الن��ادي‪ ،‬وكان الداعم األول ل��ه‪ ،‬إذ يعترف أبناء‬ ‫ن��ادي الجالء جميعًا بفضل هذا الش��خص على‬ ‫الن��ادي‪ ،‬كونه أنف��ق مبالغ هائل��ة إليصال هذا‬ ‫النادي إلى أعلى منصات التتويج‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ال�سوريون يف غوطة دم�شق‪ ..‬حرمان من العالج وموت بطيء‬ ‫تحقيقات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫سوريتنا ‪ -‬عبير آغا‬ ‫يعان��ي الموالي��د الج��دد في المناط��ق المحاص��رة من نقص‬ ‫المستلزمات الطبية في المراكز الطبية المتوفرة هناك‪ ،‬وهو ما‬ ‫يؤدي إلى تفاقم الحاالت المرضية التي تصيب حديثي الوالدة‪.‬‬ ‫ويش��ير عصام طيارة‪ ،‬طبيب من غوطة دمشق المحاصرة‪ ،‬إلى‬ ‫أن‪" :‬العديد من األطفال يعانون من ز ّلة تنفس��ية بعد الوالدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويحتاجون إلى أسطوانات األوكسجين‪ ،‬التي ال تتوفر في معظم‬ ‫األحيان ف��ي المراكز الطبية الموجودة هن��اك‪ .‬وتتطور حاالت‬ ‫كثير منهم إلى قصور تنفس��ي يتسبب بنقص أكسجة دماغية‬ ‫ٍ‬ ‫ت��ؤدي إلى وفاتهم"‪ ،‬ويتابع‪" :‬يعان��ي العديد من األطفال أيضاً‬ ‫م��ن حال من اليرقان ال��والدي‪ ،‬ويحتاجون إلى وضعهم ضمن‬ ‫جه��از المعالجة الضوئية‪ ،‬ومراقبة مؤش��راتهم الحيوية‪ .‬مركز‬ ‫ببيال هو الوحيد الذي يتوفر فيه هذا الجهاز في كامل المنطقة‬ ‫الجنوبية المحاص��رة‪ ،‬وهناك ضغط كبير على هذا الجهاز‪ ،‬مما‬ ‫يحرم العديد منهم من العالج"‪.‬‬ ‫أن "المركز يعاني‬ ‫ويلف��ت الطبيبُ النظر إلى ّ‬ ‫نقص�� ًا كبيراً ف��ي العدي��د من المس��تلزمات‬ ‫الطبية‪ ،‬كاألدوية‪ ،‬خصوص��ًا المواد المخدرة؛‬ ‫إذ نضط��ر إل��ى إج��راء بع��ض العملي��ات من‬ ‫دون وج��ود م��واد مخ��درة‪ .‬هن��اك نقص في‬ ‫الم��واد المعقمة واإلس��عافية والس��يرومات‪،‬‬ ‫ونح��ن بحاج��ة كبيرة إل��ى توف��ر المَنافِس‬ ‫الصناعية"‪ ،‬ويضيف‪" :‬يتوفر بين أيدينا اليوم‬ ‫تحديداً‪ ،‬نصف أسطوانة أوكسجين‪ ،‬ويحتوي‬ ‫المستش��فى حاضن��ة أطفال واح��دة‪ ،‬نضطر‬ ‫كثير من األحيان إل��ى وضع طفلين فيها‬ ‫ف��ي ٍ‬ ‫بد ً‬ ‫ال من واحد"‪.‬‬ ‫ويروي أحد العاملين ف��ي المجال الطبي "أبو‬ ‫أن‪" :‬الطفل محمد كان آخر‬ ‫بس��ام الدمشقي" ّ‬ ‫ضحايا نقص األوكس��جين‪ ،‬ف��ي مركز ببيال‬ ‫الطبي‪ ،‬إذ كان يعاني من ز ّلة تنفس��ية نتيجة‬ ‫َ‬ ‫س��ائل العقي بالرحم"‪ ،‬ويضيف‪:‬‬ ‫استنش��اقه‬ ‫"ت��م وض��ع الطف��ل ف��ي الحاضن��ة الوحيدة‬ ‫المتوف��رة في المركز‪ ،‬مع تس��ريب س��يروم‪،‬‬ ‫وإمداده باألوكس��جين من االس��طوانة‪ ،‬التي‬ ‫نفدت فيما بعد‪ ،‬وأدى هذا إلى وفاته"‪.‬‬ ‫أن‪" :‬انقطاع الكهرباء عن‬ ‫ويكش��ف أبو بس��ام ّ‬ ‫المنطق��ة‪ ،‬يجب��ر عم��ال المركز على تش��غيل‬ ‫المول��د الكهربائ��ي لتأمي��ن اس��تمرارية عمل‬ ‫المس��توصف والنقطة اإلسعافية‪ ،‬وذلك وسط‬ ‫الغالء الكبير في سعر المحروقات (‪)900‬‬ ‫ليرة لليت��ر الواح��د‪ ،‬ويس��تهلك المركز‬ ‫بش��كل يومي على األقل س��تة ليترات‪،‬‬ ‫كم��ا نضطر إلى تش��غيل المول��د أليام‬ ‫أكثر عندما يحتاج األطفال إلى الحضانة‪،‬‬ ‫ويوق��ع هذا المرك��زَ تحت أعب��اء مادية‬ ‫ضخم��ة‪ ،‬خصوص��اً أن��ه يق��دم خدماته‬ ‫مجانًا للن��اس"‪ ،‬ويتابع‪" :‬على الرغم من‬ ‫وجود ما يس��مى بالهدنة ف��ي المنطقة‬ ‫أن ه��ذه الهدنة لم تُن��هِ الحصار‪ ،‬إذ‬ ‫إلاّ ّ‬ ‫يمنع النظام المجرم دخول كل ما يخص‬ ‫الخدمات الطبية إلى المنطقة‪ ،‬لم تصلنا‬ ‫حبة دواء واحدة منذ زمن"‪.‬‬ ‫في السياق نفسه عانى الطفالن أحمد‬ ‫ومحمد من حالة نقص تغذية وقصور‬ ‫تنفسي شديد‪ ،‬وفي ظل نقص المواد‬ ‫الطبية وع��دم وجود أخصائ��ي أطفال‬ ‫لتشخيص حالتهما بشكل دقيق‪ ،‬حاول‬ ‫ذوو الطف��ل والعدي��د م��ن الوس��اطات‬ ‫نقلهم��ا خ��ارج المنطق��ة المحاص��رة‬ ‫لتلقي الع�لاج‪ ،‬إلاّ أن المح��اوالت باءت‬

‫كلها بالفش��ل‪ ،‬بس��بب منع قوات النظام لهم‬ ‫م��ن الخروج‪ ،‬مما أدى إل��ى وفاتهما تباعاً بعد‬ ‫إن "أربع‬ ‫‪ 24‬ساعة من الوالدة‪ .‬يقول أبو بسام ّ‬ ‫وفيات ألطفال حدثت ف��ي المنطقة الجنوبية‬ ‫في عش��رة أيام فقط‪ ،‬بع��د أن منعتهم قوات‬ ‫النظ��ام م��ن التوجه إل��ى مستش��فىً خارج‬ ‫المنطقة المحاصرة"‪.‬‬ ‫وأش��ارت إدارة المس��توصف إل��ى أن أب��رز‬ ‫األم��راض التي تصي��ب األطفال األكبر س��نًا‬ ‫ه��ي أمراض الجه��از التنفس��ي‪ ،‬والبرد الذي‬ ‫تس��بب بوفيات ف��ي أثناء العاصف��ة الثلجية‪،‬‬ ‫إضافة إلى حاالت س��وء التغذية بسبب نقص‬ ‫أن‪" :‬المركز يس��تقبل‬ ‫الغ��ذاء‪ .‬ويذكر طي��ارة ّ‬ ‫يومي��ًا ح��االتٍ ألطف��ال يعان��ون م��ن التهاب‬ ‫قصب��ات وذات رئة‪ ،‬بس��بب استنش��اق هواء‬ ‫ملوث‪ ،‬ناتج من احتراق المواد البالس��تيكية‪،‬‬ ‫الت��ي يلجأ إليها بعض الن��اس بوصفها وقوداً‬ ‫للتدفئة‪ ،‬بسبب انعدام موارد التدفئة"‪.‬‬ ‫وأك��دت الجمعية الطبية الس��ورية األمريكية‬ ‫ف��ي تقري��ر ص��ادر ف��ي ش��هر آذار‪ /‬م��ارس‬ ‫أن س��تًا وأربعي��ن منطق��ة محاصرة‬ ‫الج��اري ّ‬ ‫في س��وريا تفتقر إل��ى اإلمدادات األساس��ية‬ ‫أن األم��راض المعدية‬ ‫الطبي��ة‪ ،‬وأش��ارت إلى ّ‬ ‫والمزمن��ة التي يمك��ن معالجتها ف��ي أماكن‬ ‫أخرى غالب ًا ما تؤدي إلى الموت تحت الحصار‪،‬‬

‫حيث تصب��ح خيارات الرعاي��ة ضيقة‪ .‬وبيّنت‬ ‫أن‪" :‬أبرز المس��تلزمات المفق��ودة هناك هي‬ ‫المستلزمات الجراحية‪ ،‬بما فيها أدوية التخدير‬ ‫والخيوط الجراحية وأكياس الدم‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫أدوية عالج الربو"‪.‬‬ ‫وح��ذر التقري��ر‪ ،‬الذي حم��ل عن��وان "الموت‬ ‫البط��يء"‪ ،‬م��ن ع��دم وج��ود متخصصي��ن‬ ‫ضم��ن المناط��ق المحاص��رة‪ ،‬وق��دَّر أع��داد‬ ‫المتخصصين المتبقين في الغوطة الشرقية‬ ‫المحاص��رة بـخمس��ةٍ وخمس��ين مختصّ��اً‪،‬‬ ‫ومجم��ل العاملي��ن ف��ي القط��اع الصح��ي‬ ‫عام��ل؛ وأوض��ح أنه��م يقدم��ون‬ ‫بأربعمئ��ة‬ ‫ٍ‬ ‫الرعاية الطبية إلى نصف مليون إنس��ان في‬ ‫الغوط��ة‪ ،‬وأش��ار التقري��ر إل��ى وج��ود جرّاح‬ ‫قلب‬ ‫أوعيةٍ واحد‪ ،‬وجراح‬ ‫ٍ‬ ‫ص��در واحد‪ ،‬وجراح ٍ‬ ‫أعصاب واح��د؛ وذلك في كامل‬ ‫واح��د‪ ،‬وجراح‬ ‫ٍ‬ ‫الكادر الطبي الموجود هناك‪.‬‬ ‫ونش��ر التقري��ر األخي��ر بيان��ات لخمس��مئة‬ ‫ألس��باب غير‬ ‫وس��تين ش��خصًا قضوا نحبهم‬ ‫ٍ‬ ‫عس��كرية‪ ،‬بل متعلقة بالحص��ار؛ وأوضح أن‬ ‫كثيراً من المتوفين عانوا من أمراض مزمنة‪،‬‬ ‫كان من الممك��ن أن يتم احتواؤها إن توفرت‬ ‫األدوية والرعاية المناسبة‪.‬‬ ‫ف��ي اإلط��ار نفس��ه‪ ،‬يس��خر أح��د األطب��اء‬ ‫العاملي��ن في المناط��ق المحاصرة من تدني‬ ‫اإلمكاني��ات المتوف��رة لألطب��اء هناك‪،‬‬ ‫ويق��ول‪" :‬عل��ى الطبيب هن��ا أن يكون‬ ‫عل��ى دراي��ة بالتخصص��ات الطبي��ة‬ ‫جميعاً‪ ،‬على رأس��ها الجراحة والعظمية‬ ‫والداخلي��ة وأمراض الجه��از الهضمي؛‬ ‫علي��ه أيض�� ًا أن يق��دم استش��ارة ف��ي‬ ‫أم��راض النس��اء إن ل��زم األم��ر‪ ،‬عليه‬ ‫أن ينس��ى تمام��ًا مس��تلزمات الفحص‬ ‫الطب��ي‪ ،‬كالمختبرات أو التصوير؛ وإلى‬ ‫جان��ب تفكي��رك بال��دواء األمثل عليك‬ ‫التفكي��ر إن كان متاح��اً أم ال"‪ ،‬ويتاب��ع‪:‬‬ ‫"لن يتاح لك أيضًا الوصول إلى المراجع‬ ‫الطبية المتوفرة على شبكة اإلنترنيت‪،‬‬ ‫ستحظى فقط ببعض الكتب الموجودة‬ ‫البن س��ينا أو ال��رازي‪ .‬عليك أن تتعرف‬ ‫على الحداد والنجار ف��ي الحي‪ ،‬فكثيراً‬ ‫م��ا س��تضطر إل��ى اس��تعمال األدوات‬ ‫نفس��ها الت��ي يس��تعملونها‪ ،‬إن قم��ت‬ ‫بعم��ل جراح��ي؛ وعن��د إلمام��ك بهذه‬ ‫المه��ارات كله��ا س��تصبح أخصائيًا في‬ ‫طب الحصار"‪.‬‬


‫�أر�ض اخلالفة‪� :‬أطباء قيد الإقامة اجلربية‬ ‫وممر�ضة تخ�ضع لدورة (طبيب مقيم)‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬

‫"مجموع��ة م��ن األس��ئلة ف��ي نهاي��ة الدورة‬ ‫التدريبية كفيلة بتحوي��ل ممرضة في إحدى‬ ‫مستش��فيات الميادين إل��ى طبيب مقيم لدى‬ ‫الدول��ة اإلس�لامية"‪ ،‬ه��ذه العبارة البس��يطة‬ ‫بم��ا تحتوي عليه م��ن مفارقة تعك��س جزءاً‬ ‫من المشهد الذي تعيش��ه دير الزور في أكثر‬ ‫القطاع��ات الخدمي��ة أهمي��ة‪ ،‬وه��و القط��اع‬ ‫الصحي‪.‬‬ ‫من��ذ أن بدأت داعش بفرض س��يطرتها على‬ ‫المدين��ة‪ ،‬أص��درت العديد من الق��رارات التي‬ ‫أث��رت بش��كل مباش��ر ف��ي الواق��ع الصح��ي‬ ‫للمحافظ��ة‪ ،‬فاضط��ر عدد كبير م��ن األطباء‬ ‫إلى المغادرة‪ .‬داعش (الدولة)‪ ،‬تلجأ إلى اتخاذ‬ ‫العديد من اإلجراءات للمساهمة في التخفيف‬ ‫من أثر خروجه��م من المدين��ة‪ ،‬ومنع تفاقم‬ ‫ه��ذه الظاه��رة‪ .‬وربم��ا إع��داد ممرضين في‬ ‫أش��هر قصيرة ليقوموا بمهام األطباء هو من‬ ‫ً‬ ‫غرابة‪.‬‬ ‫أكثر تلك اإلجراءات‬ ‫مفيدة (اس��م مس��تعار) ممرضة ف��ي إحدى‬ ‫المستش��فيات العامة في دي��ر الزور‪ ،‬تحدثت‬ ‫إلى س��وريتنا عن ه��ذه ال��دورات‪ ،‬ووصفتها‬ ‫بالمهزل��ة الت��ي تت��م ب��إدارة التنظي��م‪ ،‬إذ‬ ‫ت��م اختي��ار ع��دد م��ن الممرض��ات ليخضعن‬ ‫ل��دورة تدريبي��ة‪ ،‬يحصلن بعده��ا على صفة‬ ‫(طبيب مقيم في أراضي الدولة اإلس�لامية)‪،‬‬ ‫ويمارسن بموجبها مهمتهن الجديدة‪.‬‬ ‫وم��ن جه��ة أخرى عم��دت داع��ش إلى فرض‬ ‫ما يش��به اإلقام��ة الجبرية عل��ى األطباء من‬ ‫ذوي االختصاص��ات الن��ادرة ف��ي المدين��ة‪،‬‬ ‫كاختص��اص الجراح��ة مث ُ‬ ‫ال؛ فه��ؤالء األطباء‬ ‫ممنوع��ون م��ن المغ��ادرة م��ن دون إحض��ار‬ ‫(ورقة من أمير الطبية)‪ ،‬وهذا اإلجراء يُطبّق‬ ‫في دي��ر الزور المدينة على كل من له عالقة‬ ‫بالش��أن الطب��ي‪ ،‬أما في الميادي��ن ومحيطها‬ ‫فهو يتعل��ق باختصاصات طبي��ة معينة‪ .‬كما‬ ‫اس��تولت داعش عل��ى أمالك األطب��اء الذين‬

‫تحقيقات‬

‫سوريتنا ‪ -‬مريم صالح‬

‫غ��ادروا أراض��ي (الدول��ة اإلس�لامية)‪ ،‬مثلما‬ ‫حدث مع الطبيب (بشار صبري) من الميادين‪،‬‬ ‫إذ اس��تولت داع��ش عل��ى منزل��ه وعيادت��ه‬ ‫وممتلكات��ه األخ��رى كله��ا بمج��رد علمه��م‬ ‫بمغادرته المدينة‪.‬‬ ‫ويُجم��ع عاملون في قطاعات الصحة على أن‬ ‫الق��رار الذي أص��دره التنظيم بمن��ع التمويل‬ ‫الخارجي ألي مشروع صحي في دير الزور كان‬ ‫قراراً كارثياً‪ .‬يذكر (ناصر إس��ماعيل)‪ ،‬موظف‬ ‫في إحدى المستش��فيات‪ ،‬أن معظم المنشآت‬ ‫الصحي��ة العامل��ة حالياً تعتمد عل��ى التمويل‬ ‫الخارجي‪ ،‬وبنا ًء على هذا القرار قام التنظيم‬ ‫في شهر ش��باط باقتحام النقطة الطبية في‬ ‫قري��ة بق��رص‪ ،‬التي تش��رف عليه��ا منظمة‬ ‫أطب��اء عبر القارات واله�لال األحمر القطري‪،‬‬ ‫وتم االستيالء على المعدات واألجهزة الطبية‬ ‫الموج��ودة فيه��ا جميع��اً‪ ،‬ونقله��ا إل��ى إحدى‬ ‫المستشفيات الميدانية التابعة للتنظيم‪.‬‬ ‫ويضيف ناص��ر أيض ًا أن التنظي��م عمل على‬ ‫إيق��اف العم��ل ف��ي المستش��فى الوطن��ي‪،‬‬ ‫بعد أربعة أش��هر من س��يطرته عليه‪ ،‬بحجة‬ ‫العم��ل عل��ى صيانت��ه وتأهيله‪ ،‬وحي��ن أعاد‬ ‫افتتاح��ه عم��ل على وض��ع ج��دول للمناوبة‪،‬‬ ‫يعم��ل وفقه أطب��اء الميادي��ن بالمج��ان؛ أما‬ ‫مستشفى (ش��ريان الحياة)‪ ،‬الممول من قبل‬ ‫منظم��ة إغاث��ة دولية‪ ،‬فقد ت��م إيقاف العمل‬ ‫به في قسم النس��ائية بعد مصادرة األجهزة‬ ‫كله��ا ونقلها إلى المستش��فى الوطني‪ ،‬بينما‬ ‫أُج ِبر العاملون في قسم األطفال على العمل‬ ‫تطوعًا من دون أجور‪ ،‬وتم أيضاً إغالق مركز‬ ‫كم��ال قنب��ر بتهم��ة معاينة نس��اء م��ن قبل‬ ‫طبيب‪ ،‬وأُعيد افتتاحه فيما بعد‪.‬‬ ‫ويذك��ر مصطف��ى العاي��د‪ ،‬ناش��ط م��ن دير‬ ‫ال��زور‪ ،‬أن أح��د قيادي��ي التنظيم‪ ،‬وه��و (أبو‬ ‫الب��راء قزبير)‪ ،‬قام في بداية ش��هر آذار بمنع‬ ‫العاملين في مستشفى التقوى في الصالحية‬ ‫من ممارس��ة عملهم‪ ،‬وطرده��م من المبنى؛‬

‫ث��م أُعي��د افتتاح��ه بع��د ذل��ك‪ ،‬ش��رط عدم‬ ‫الحص��ول عل��ى تموي��ل خارج��ي‪ ،‬م��ع العلم‬ ‫أن التنظي��م ال يؤمن لهذه المستش��فيات أي‬ ‫نوع من الدعم‪ ،‬وال يوج��د لها مصادر تمويل‬ ‫داخلي��ة‪ .‬أم��ا داخ��ل المدين��ة فيوج��د أربعة‬ ‫مستشفيات‪ ،‬مستشفى األطفال ومستشفى‬ ‫النس��ائية متوقف��ان‪ ،‬أما مستش��فى الش��يخ‬ ‫ياس��ين ومستش��فى الفارمك��س فق��د كان‬ ‫وضعهما جيداً قبل أن يقيد التنظيم إدارتهما‬ ‫بع��دم أخذ تمويل خارج��ي‪ .‬وكذلك تم إيقاف‬ ‫الصيدلية المجانية ف��ي المدينة؛ والصيدلية‬ ‫والمستش��فيان يأخ��ذان تمويلهم��ا بش��كل‬ ‫أس��اس من المديكال ريليف‪ .‬وهناك ضغوط‬ ‫على الدولة ومفاوضات من أجل إعادة الدعم‪،‬‬ ‫ولكن التنظيم يتمس��ك بش��رط ع��دم وجود‬ ‫صلة مباش��رة بين ال��كادر الطبي والمنظمة‪،‬‬ ‫التي ترف��ض بدورها التعامل م��ع أفراد غير‬ ‫حياديين‪.‬‬ ‫أم��ا المستش��فيات الخاص��ة‪ ،‬وم��ا بق��ي من‬ ‫المستش��فيات العام��ة‪ ،‬بحس��ب العاي��د‪،‬‬ ‫فق��د فرض��ت عليه��ا ع��دة ش��روط للعم��ل‪،‬‬ ‫أوله��ا االلت��زام باللباس الش��رعي بالنس��بة‬ ‫للممرضات داخل المستش��فى وفي أثناء أداء‬ ‫المه��ام؛ فعل��ى الممرض��ات االلت��زام بغطاء‬ ‫الوج��ه والقفازات‪ ،‬إضافة إلى التش��ديد على‬ ‫إعط��اء األولية ف��ي العالج لعناص��ر التنظيم‬ ‫على حس��اب المدنيين‪ .‬كما أن داعش تشرف‬ ‫إشراف ًا دقيق ًا على تفاصيل عدة‪ ،‬منها تحديد‬ ‫أج��ور المعاين��ة لألطب��اء وتكالي��ف العمليات‬ ‫الجراحية‪.‬‬ ‫وأس��وة ببقية القطاعات فق��د أعلنت داعش‬ ‫مؤخراً عن الحاجة إل��ى موظفين في القطاع‬ ‫الصح��ي‪ ،‬ولكن المي��ول الدينية عُ��دَّتْ ذات‬ ‫أوّلي��ة في معايي��ر التوظيف‪ ،‬إذ يُعدُّ س��ؤال‬ ‫"هل أنت مبايع؟" من أكثر األسئلة التي تلفت‬ ‫النظر‪ ،‬وربما ِّ‬ ‫يُذكر هذا الس��ؤال بس��ؤال آخر‬ ‫كان أحد أس��باب ث��ورة الس��وريين‪" :‬هل أنت‬ ‫منتم إلى حزب البعث العربي االشتراكي"‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫أحد مشافي دير الزور تحت سيطرة تنظيم «الدولة»‬

‫‪9‬‬


‫دندنات اندساسية‬ ‫ناس‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫من مذكرات أحمد سويدان‬

‫‪1992 / 3 / 18‬‬

‫المعلوم��ات الجديدة القادم��ة مع زيارة عنصر‬ ‫من حزب العمل تقول‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إن إخالء السبيل قد تأجل إلى أوائل الشهر‬ ‫القادم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ - 2‬إن ق��رارا كان مُتخذا بش��أن عناصر حزب‬ ‫العمل إلى المحاكمة‪ ،‬لكن هذا القرار ألغي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إن جماع��ة حق��وق اإلنس��ان ُقدِّم��وا‬ ‫للمحاكمة‪ ،‬وص��درت األحكام عبر مس��تويات‬ ‫ثالثة‪ :‬براءة‪ ،‬وثالث سنوات‪ ،‬وعشرة أعوام‪.‬‬ ‫الجديد في الساحة السياسية هو المقال الذي‬ ‫نش��ره (س��ليم نصار) في صحيفة ‪ /‬أكتوبر ‪/‬‬ ‫المصرية‪ ،‬معلقاً على تحركات األس��د‪ ،‬وعلى‬ ‫ما جاء في خطابه؛ قال‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إن وجود األس��د في مصر من أجل توحيد‬ ‫الموق��ف ضد ضرب الع��راق‪ ،‬أو ليبيا‪ ،‬من قبل‬ ‫أمريكا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إن س��ورية يمك��ن أن تش��كل محوراً لفك‬ ‫الحصار عن بغداد‪.‬‬ ‫هن��اك ضغط ف��ي ح��زب البع��ث الحاكم في‬ ‫س��ورية من أجل التخلي عن الموقف المضاد‬ ‫للعراق‪ ،‬والس��بب يقوله الصحاف��ي المذكور‪:‬‬ ‫الطريق المس��دود الذي وصل��ت إليه محادثات‬ ‫الس�لام‪ ،‬وع��دم وج��ود ف��رق بي��ن أمري��كا‬ ‫وإس��رائيل‪ ،‬وع��دم إعط��اء مص��ر أو س��ورية‬ ‫م��ن قب��ل الس��عودية أو الخليج أي مكس��ب‪،‬‬ ‫بل وق��وف الخليجيين والس��عودية ضد األمن‬ ‫العربي واس��تبداله باألم��ن األمريكي‪ ،‬وعدم‬ ‫دفع المساعدات المالية إلى مصر وسورية‪.‬‬ ‫ويجري الحديث في الجناح حول محورين‪:‬‬ ‫ األول أن األس��د ين��اور ك��ي يضغ��ط عل��ى‬‫أمري��كا من أج��ل الوق��وف معه‪ ،‬م��ع إعطائه‬ ‫الحد المعقول من قبل إس��رائيل في محادثات‬ ‫السالم‪.‬‬ ‫ الثاني يمكن لألسد أن يقف الموقف الوطني‬‫المطل��وب‪ ،‬ويدير الظهر ألمريكا‪ ،‬والخليجيين‬ ‫والسعودية‪ ،‬ويشكل محوراً مع العراق‪ ،‬فاتح ًا‬ ‫الح��دود‪ ،‬جارّاً مصر وليبي��ا‪ ،‬ومحاصراً موقف‬ ‫الملك حسين األخير‪.‬‬ ‫كما أن اللقاء بين حاكمي مصر وس��ورية‪ ،‬وما‬ ‫صرح��ا به في اللقاء الصحافي‪ ،‬له مؤش��رات؛‬ ‫أهمها‪:‬‬ ‫ التضامن مع ليبيا ضد ما تشنه أوربا وأمريكا‬‫ضدها‪.‬‬ ‫ التضام��ن مع الع��راق‪ ،‬والوقوف ضد توجيه‬‫ضربة له‪.‬‬ ‫ توجي��ه الل��وم ألمريكا ألنها ‪ -‬م��ع إصرارها‬‫تدمير العرب ‪ -‬تش��د م��ن أزر إس��رائيل مالي ًا‬ ‫وعسكريًا ونووي ًا وتكنولوجيا‪.‬‬ ‫هناك في األفق ما يش��ير إل��ى تغيِّر المحاور‪،‬‬ ‫وإل��ى اتجاه��ات للري��اح مفاجئ��ة‪ ،‬لعله يكون‬ ‫محاول��ة إلصالح ما ف��ات‪ ،‬كما قال��ت صحيفة‬ ‫«الق��دس» الصادرة ف��ي الضف��ة‪ ،‬معقبة أن‬ ‫ذلك كان يجب أن يكون في حرب الخليج‪.‬‬

‫‪1992 / 3 / 19‬‬ ‫اآلراء تتباي��ن في الجناح حول موقف س��ورية‬ ‫األخي��ر‪ ،‬ولكنها تصب برمته��ا على أنه موقف‬ ‫مناور للضغط على أمريكا‪ ،‬لتحسين الموقف‬ ‫في مؤتمر الس�لام؛ وهو موقف تكتيكي‪ ،‬وال‬ ‫يم��ت بصل��ة إل��ى االس��تراتيجية‪ ،‬ولكن لعل‬ ‫وعس��ى‪ ..‬فالحاكم ليس بالض��رورة أن يكون‬ ‫مبدئي�� ًا‪ ،‬أو مهضومًا‪ ،‬أو خاضعاً آلراء اآلخرين‪،‬‬ ‫أو لمزاج الس��جناء السياسيين الذين لهم معه‬ ‫عالقات ثأرية‪.‬‬ ‫إن بالد الش��ام‪ ،‬بعد رحيل الدول��ة العثمانية‪،‬‬ ‫خضعت لمعاهدة سايكس – بيكو‪ ،‬ولالستعمار‬ ‫الفرنس��ي‪ ،‬وجاء رؤس��اء جمهورية صوريون‪،‬‬ ‫ول��م يكونوا يملكون من القرار السياس��ي ما‬ ‫يخوله��م الذه��اب إل��ى دورات المي��اه‪ ،‬وكانوا‬ ‫واقعي��ن بي��ن نارين‪ :‬ن��ار الفرنس��يين‪ ،‬ونار‬ ‫الجماهير الغاضبة‪ .‬وعندما رحل الفرنس��يون‬ ‫بق��ي القوتلي معلقاً بين ديمقراطية هشّ��ة‬ ‫ووطنية ضائعة غير مكتملة‪ ،‬بس��بب التجزئة‬ ‫والتآم��ر والجه��ل؛ فكان��ت هزيمة فلس��طين‬ ‫بس��بب الخيانات وضعف المس��ؤولية الوطنية‬ ‫وفس��اد الضمائ��ر والغ��ش وعقلي��ة اإلقطاع‬ ‫العثماني��ة‪ ،‬فوقع��ت االنقالب��ات التي قطعت‬ ‫الطريق على حرية الرأي‪ ،‬والتي كانت خاضعة‬ ‫لتجاذب��ات األح�لاف‪ ،‬وج��اء الحكام العس��كر‪:‬‬ ‫الزعي��م‪ ،‬الحناوي‪ ،‬فوزي س��لو‪ ،‬الشيش��كلي‪.‬‬ ‫وبما أنهم كانوا يريدون الغنائم ووضع العزم‬ ‫على الش��عب‪ ،‬فقد كنس��هم الشعب والجيش‬ ‫ربيع عام ‪ .1954‬واحتدم الصراع بين الش��عب‬ ‫وأس��لوب الحكم بين األحزاب المتطلعة‪ :‬حزب‬ ‫البع��ث العرب��ي االش��تراكي‪ ،‬الح��زب القومي‬ ‫السوري االجتماعي‪ ،‬الحزب الشيوعي‪ ،‬الحزب‬ ‫الوطن��ي‪ ،‬حزب الش��عب العربي االش��تراكي‪،‬‬ ‫القوميي��ن العرب‪ ،‬وأصح��اب المقامات‪ ،‬وبقايا‬ ‫البشاوات‪ .‬وقامت الوحدة بضغط من الجيش‪،‬‬ ‫وح��زب البع��ث والقوميين‪ ،‬فقطع��ت الطريق‬ ‫عل��ى الصراع‪ ،‬وعل��ى التناف��س‪ ،‬ودخلت بالد‬ ‫الش��ام تحت حكم الف��رد والزعيم‪ ،‬وجرى حل‬ ‫األح��زاب‪ ،‬وضعف الرأي اآلخر‪ ،‬ودمرت مظاهر‬ ‫التعددية الطالعة‪ ،‬وساد الحزب الواحد برعاية‬

‫الجه��از األمن��ي‪ ،‬واندح��ر المجتم��ع المدن��ي‪،‬‬ ‫وجرت عسكرة القس��م األعظم من المجتمع‪،‬‬ ‫وسقطت الوحدة بانقالب أيلول ‪ ،1961‬ليعود‬ ‫الصراع بين السلطة والشعب على أشده‪ ،‬وما‬ ‫أخ��ذ هذا الصراع بالتنفس حتى قام انقالب ‪8‬‬ ‫آذار عام ‪.1963‬‬ ‫انق�لاب ‪ 8‬آذار كان باش��تراك القوى الوطنية‪،‬‬ ‫إال أن البعثيي��ن س��يطروا على مراك��ز القوة‪.‬‬ ‫وما إن حل عام ‪ 1964‬حت��ى اندحر القوميون‬ ‫والناصري��ون‪ ،‬وفش��ل انقالبهم العس��كري‪،‬‬ ‫وانف��رد البعثي��ون بالحكم؛ وعندم��ا واجههم‬ ‫الديني��ون ج��رت تصفيته��م وتدميره��م‬ ‫كذلك‪ ،‬وهُدِّمت بيع ومس��اجد بقوة الدبابات‬ ‫والمدفعية‪.‬‬ ‫ه��ل يمك��ن ل��ـ ‪ 8‬آذار ‪ 1963‬أن تتح��ول م��ن‬ ‫انق�لاب إل��ى ث��ورة؟‪ ..‬يمكن ذلك ل��و توحدت‬ ‫القوى الناصرية والوحدوية واالش��تراكية ضد‬ ‫الرجعية واألح�لاف والغزو األمريكي‪ ،‬وعندها‬ ‫يمك��ن فت��ح ب��اب الديمقراطي��ة والتعددي��ة‪،‬‬ ‫وقط��ع الطريق على التفرد في الحكم‪ ،‬وعلى‬ ‫االتجاه نحو الطائفي��ة‪ .‬أما التفرد في الحكم‪،‬‬ ‫وتصفية الق��وى الوحدوية في القطر‪ ،‬ووضع‬ ‫ق��وى الش��يوعية واالش��تراكية عل��ى ال��رف‪،‬‬ ‫ووضع قبعة (كاس��ترو) على ال��رأس‪ ،‬وارتداء‬ ‫قمي��ص ‪ /‬هوش��ي منه ‪ /‬وبنطال ‪ /‬ماوتس��ي‬ ‫تونغ ‪ ، /‬والتغني بصداقة االتحاد الس��وفيتي‪،‬‬ ‫وكثافة الش��عارات‪ ،‬وحرق المراحل‪ ،‬والدورات‬ ‫االستعراضية للعمل الفدائي‪ ،‬وإغالق سفارات‬ ‫فرنس��ا وألماني��ا الغربي��ة وانكلت��را وأمريكا‪،‬‬ ‫وازدياد الخ��وف والرعب من االس��تبداد؛ فكل‬ ‫ذلك أدى إلى انقالب تشرين ‪.1970‬‬ ‫تبي��ن فيما بع��د أن القياديي��ن التاريخيين إن‬ ‫اس��تمروا في الحكم فالقرار السياس��ي ليس‬ ‫بيده��م‪ ،‬بل بي��د اللجن��ة العس��كرية‪ .‬وهذه‬ ‫القي��ادة انحصرت في اثني��ن يتمتعان بالذكاء‬ ‫والده��اء والقس��وة والمراوغ��ة‪ ،‬وهما حافظ‬ ‫األس��د وصالح جديد؛ اللذان كان��ا عند قيام ‪8‬‬ ‫آذار برتبة رائد ومقدم‪.‬‬ ‫ومن��ذ خريف الـ ‪ 70‬حت��ى اآلن ‪ / 1992 /‬انفرد‬ ‫األس��د بالحكم بوصف��ه قائداً وحي��داً‪ ،‬بيديه‬ ‫الجيش والحزب والجه��از األمني‪ ،‬يديرها بيد‬ ‫من حديد‪ ،‬س��اهراً عليه��ا لي ً‬ ‫ال ونه��اراً‪ .‬وهذه‬ ‫أطول مدة يقضيها حاكم في بالد الشام‪.‬‬ ‫إن الواق��ع العرب��ي المم��زق‪ ،‬وش��به المحتل‪،‬‬ ‫والمتطاح��ن‪ ،‬والذي يداهن الغزاة األمريكيين‬ ‫واألوربيي��ن؛ يش��به الواقع المتم��زق إليطاليا‬ ‫مطل��ع القرن الس��ادس عش��ر‪ ،‬والمُغار عليه‬ ‫من قبل البراب��رة‪ ،‬والمُخرَّب بفعل التطاحن‬ ‫الداخل��ي‪ .‬ول��ذا ف��إن ه��ذا الكت��اب (األمي��ر)‪،‬‬ ‫لميكافيلي‪ ،‬ال يزال صالحاً في بالد مثل بالدنا‪،‬‬ ‫فيها حكام دهاة‪ ،‬ومحتالون وقس��اة‪ ،‬وجبابرة‬ ‫يحكمون بقوة البطش ال بقوة الش��عب‪ ،‬بقوة‬ ‫االمتي��ازات ال بقوة الحق؛ لذا فرطوا ببلدانهم‬ ‫لمصلحة األجنبي‪ ،‬ول��م يظهر حتى اآلن أمير‬ ‫يمتش��ق الحسام ليصد الغزاة‪ ،‬ألن هذا األمير‬ ‫يجب أن يُحاط بالش��عب وبالحق‪ ،‬ويهدف إلى‬ ‫إن حكام‬ ‫حماي��ة الوط��ن‪ ،‬وليس إلى الحك��م‪َّ .‬‬ ‫الوالي��ات العربي��ة يحمل��ون خصائص قيصر‬ ‫بورجيا‪ ،‬الذي اعتق��د ميكافيلي أنه قادر على‬ ‫توحيد إيطاليا‪ .‬والح��كام العرب حالي ًا يحملون‬ ‫خصائ��ص قيص��ر بورجي��ا‪ ،‬إذ ال يت��م توحيد‬ ‫الوط��ن بالتآم��ر والده��اء‪ ،‬ب��ل بالنب��ل؛ ولم‬ ‫يحمل هذه الخاصية س��وى عبد الناصر‪ ،‬النبل‬ ‫والمهابة‪ ،‬ألنه واجه اإلمبريالية والصهيونية؛‬ ‫أما هؤالء فيواجهون شعوبهم‪.‬‬


‫هذه هي �أريج الريموك؟‬

‫هنا الم��وت يتقن اختي��ار ضحاي��اه‪ ،‬إذ لم يكن‬ ‫عمار طالباً مجتهداً فقط‪ ،‬بل ربما شعر بالرجل‬ ‫في داخله يس��بق عمر النمو بسنوات‪ ،‬فالطفل‬ ‫اعتاد أن يجمع مصروفه الش��هري ليش��تري به‬ ‫كيل��و غرام من الرز ألم��ه‪ ،‬ليهدها إياه في عيد‬ ‫األم ربم��ا‪ ،‬أو عي��د النج��اة م��ن الم��وت‪ ،‬أو عيد‬ ‫الهرب من الجوع‪.‬‬ ‫في العزاء ال تفعل الجملة الش��هيرة التي تقال‬ ‫ل�لأب م��ن المعزي��ن‪" :‬عظ��م اهلل أجرك��م" أي‬ ‫فعل يخف��ف من ألم الموت‪ ،‬لكن في س��ماعها‬ ‫فرصة كي يغادر الجالس كرس��يه قلي ً‬ ‫ال‪ .‬لربما‬ ‫يكون هذا مج��رد كابوس جديد يُرى في ليالي‬

‫الغوط��ة‪ ،‬ربم��ا عمار ال يزال حي��ًا‪ ،‬ربما نجا من‬ ‫الصاروخ‪ ،‬وربما ال يزال يكمل رسمه في درس‬ ‫النش��اط حين رس��م عل��ى بالون��اتٍ مجموعة‬ ‫من أمنياته وق��ال‪" :‬بالبولين فيني ابعت وجيب‬ ‫أطيب أكل للناس‪ ،‬بالبولين فيني اطلع للسماء‬ ‫وطير وكون بأحلى مكان عندي"‪.‬‬ ‫وتع��دد مأث��ر الطفل‪ ،‬لك��ن ماذا س��تذكر حين‬ ‫تش��يع طف ً‬ ‫ال‪ ،‬إال يكفي أنه طف��ل كي تصمت؟‬ ‫لم��اذا تمدح من رحل قبل اكتش��اف اآلثام؟ هو‬ ‫رح��ل اآلن وقُض��يَ األمر‪ ،‬رحل طف��ل آخر في‬ ‫الغوط��ة‪ ،‬فبعد قليل لن تس��تطيع الحديث عن‬ ‫الطفولة هنا‪ ،‬ال تس��تطيع الرب��ط بين الغوطة‬ ‫واألطفال‪ ،‬فال عقول صغيرة هنا‪ ،‬تحلم باللعب‬ ‫أو الس��فر‪ ،‬ال ش��قاوة تجعلنا نغض��ب‪ ،‬بل كبار‬ ‫بأجساد صغيرة قابلة للتهالك‪.‬‬ ‫يتعالى صوت األذان‪ :‬اهلل أكبر‪ ..‬اهلل أكبر‪ ..‬هذا‬ ‫أذان العصر م��ن المصلى المج��اور‪ ،‬ينقل والد‬ ‫عمار س��بحته من يد إلى يد فيكشف عن وجهه‬ ‫وعن م��ا كان يخف��ي‪ ،‬يبكي الرجل ول��ده فيما‬ ‫يستقبل التهاني بالش��هيد؛ سيستمر به الحال‬ ‫ف��ي البكاء العلني لثالثة أي��ام كاملة‪ ،‬وبعد كل‬ ‫قذيف��ة أو ص��اروخ أو رصاصة س��يجهش أكثر‬ ‫بالبكاء‪ ،‬وفي المكان الذي ال يبعد س��وى بضعة‬ ‫أمتار عن ركام الدمار سيغطي وجهه أكثر‪.‬‬ ‫في كل مهبط لص��اروخ قضى عدد مفتوح من‬ ‫الش��هداء‪ ،‬ال يت��م ضبطه حتى موع��د القصف‬ ‫التالي‪ ،‬ال صاالت للمناسبات وال تكاليف إضافية‪،‬‬ ‫س��وى أوراق الدعوة البيضاء الت��ي ُكتب عليها‪:‬‬ ‫"وال تحس��بن الذين قتلوا في س��بيل اهلل أمواتًا‬ ‫بل أحيا ٌء عند ربهم يُرزقون"‪ ،‬يتوقف أخو عمار‬ ‫ع��ن الق��راءة ويق��ول‪" :‬مبارح كنت عم درس��و‬ ‫رياضيات قلي انو بدو ياخد عشرة ويتكرم أمام‬ ‫رفاقه جميعا قام اهلل كرمو من عندو"‪.‬‬ ‫في المن��زل‪ ،‬حيث تجتمع النس��وة ليبكين معاً‪،‬‬ ‫ال ت��زال أمّ عمار تراقب الرس��الة األخيرة التي‬ ‫ق��ال فيها الطفل قبل ص��اروخ‪" :‬ال تخافي ماما‬ ‫ما بصير غير يلي اهلل كاتبو"‪.‬‬ ‫الش��هيد الطفل عمار توال��د ‪ ،2003‬قضى في‬ ‫الغارات األخيرة على دوما‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫الغوطة الشرقية ‪ -‬أحمد تي‬ ‫عل��ى غير ع��ادة األطفال‪ ،‬لم يت��رك عمار ألمه‬ ‫رس��الة يقول فيها إنه يحتاج إلى نقود إضافية‬ ‫ك��ي ينفقها ف��ي اللعب م��ع رفاقه بع��د انتهاء‬ ‫الدوام الدراس��ي‪ ،‬بل ت��رك الطفل الذي حوصر‬ ‫في الغوطة الشرقية ورقة يخاطب فيها أمه أن‬ ‫ال تقلق إذا لم يعد في المس��اء‪ ،‬فحينها ستكون‬ ‫إرادة اهلل‪ .‬الطف��ل ال��ذي تش��اهده في الصورة‬ ‫العائلي��ة يضج حياة وثق��ة كان يعلم ربما وهو‬ ‫يخط الرس��الة أنها س��تكون األخي��رة‪ ،‬لكنه لم‬ ‫يكن واثق��ًا من قدرة كلماته عل��ى إيقاف حزن‬ ‫أم��ه أو حتى زرع الصبر فيه��ا‪ .‬الصبر لم يعرف‬ ‫وال��ده الذي تص��در مجلس ع��زاء أُح��دث على‬ ‫عج��ل‪ ،‬كم��ا هو ح��ال كل ش��يء ف��ي الغوطة؛‬ ‫فحي��ث يكون الحص��ار واألرض التي تس��تقبل‬ ‫الصواريخ يجد الس��كان منز ًال أو بناء لم يتهدم‬ ‫بالكام��ل ليك��ون مس��رحاً الس��تقبال التهان��ي‬ ‫وتبادل األحزان وشد األزر‪ ،‬في وقت يعيش فيه‬ ‫الجميع إرهاقاً ال حد له‪.‬‬ ‫حي��ث كان الص��اروخ ال��ذي أودى بحي��اة عمار‪،‬‬ ‫بقي��ت كتب��ه ودفات��ره تحم��ل اس��مه واس��م‬ ‫مدرس��ته‪ ،‬بقيت شاهداً على أنه كان هنا ٌ‬ ‫طفل‬ ‫لم يعرف من الحياة أكثر من ثالثة عشر ربيعًا‪،‬‬ ‫وقُتل ش��تا ًء بطائرة ال يعرف طيارها ماذا فعل‬ ‫اليوم‪ .‬على بعد عشرات األمتار فقط من مهبط‬ ‫الصاروخ يق��ام محلس العزاء في دكان صغير‪،‬‬ ‫دكان بل��ون أس��ود اكتس��به من دخ��ان حرائق‬ ‫م��ا بع��د القصف‪ .‬يجل��س والد عمار بش��كل ال‬ ‫يس��مح لك أن ت��رى وجهه‪ ،‬إذ يغطي��ه براحتي‬ ‫يديه‪ ،‬ومنهما تتدال س��بحة حم��راء تتابع حباتها‬ ‫االنزالق‪ ،‬الواحدة تلو األخرى؛ وفيما يغيب وجه‬ ‫األب‪ ،‬تظهر وجوه األخوة بوضوح جارح‪،‬‬ ‫(زياد وإي��اد وجهاد)‪ ،‬ال صدمة عل��ى الوجوه وال‬ ‫اندهاش‪ ،‬فالجالس��ون ف��ي دكان العزاء جميعًا‬

‫مش��اريع قتلى في الغوطة‪ ،‬التي دخلت حرباً ال‬ ‫توصيف دقيق لها بعد‪.‬‬

‫ناس‬

‫عمار طفل من الغوطة ترك ر�سالة لأمه قبل‬ ‫�ساعات من ا�ست�شهاده‬

‫وكي��ف يُصلى على الموتى‪ ،‬وكيف هو الغس��ل‬ ‫والقب��ر ورواية القب��ر‪ ،‬وكيف تن��ام رغم صوت‬ ‫القذيقة‪ ،‬كما تعرف كي��ف تتأقلم مع الحياة من‬ ‫دون حمام ساخن ومن دون مياه صالحة للشرب‪،‬‬ ‫وال تخشى الظالم لي ً‬ ‫ال وال القذيقة نهاراً‪.‬‬ ‫لم��اذا ترت��دي أري��ج الحجاب؟ هل ه��ذا مهم؟ ال‬ ‫أحد يعل��م تماماً‪ ،‬هو رافقها منذ ما قبل الهجرة‬ ‫والن��زوح من الس��بينة‪ ،‬أمها ألبس��تها واحداً في‬ ‫فت��رةٍ م��ا‪ ،‬وال ت��زال ترتدي��ه إلى الي��وم؛ أغلب‬ ‫النس��اء يفعل��ن ذلك‪ ،‬فل��مَ ال تفع��ل هي ذلك‬ ‫أيضاً؟ وهي محاصرة جداً في اليرموك‪ ،‬مهدَّد ًة‬ ‫بالم��وت جوعًا كما غيرها م��ن المحاصرين في‬ ‫المخيم‪ ،‬جنوبي العاصمة دمشق‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬

‫مخيم اليرموك ‪ -‬فارس بالل‬ ‫تبل��غ أريج اليوم ثمانيَ س��نوات م��ن العمر‪ ،‬حين‬ ‫كان��ت في السادس��ة هجرت تحت الن��ار والقصف‬ ‫منزل العائلة في مخيم الس��بينة في الش��رق من‬ ‫دمش��ق باتجاه مخي��م اليرموك ف��ي جنوبها‪ ،‬في‬ ‫المخي��م الجديد س��كنت أريج مع أخوتها الخمس��ة‬ ‫ووالديها في مدرس��ة لالجئي��ن والنازحين‪ ،‬هناك‬ ‫ل��م تك��ن الحياة س��هلة عليه��ا في مرك��ز يغص‬ ‫بالالجئين ويفتقر إلى أبس��ط مقومات الحياة‪ ،‬ما‬ ‫زاد م��ن حياتها تعقي��داً هو إطب��اق الحصار على‬ ‫اليرموك‪ ،‬حينها وبعد س��تة أش��هر فق��دت أخويها‬ ‫التوأم‪ ،‬اللذين ماتا جوعًا في المخيم‪ ،‬وكانا يبلغان‬ ‫م��ن العمر العام والنصف‪ .‬الصغيران ماتا في يوم‬ ‫واح��د‪ ،‬ودُفنا معاً؛ بكت أريج بحرقة يومَها‪ ،‬لكنها‬ ‫بك��ت أكثر بع��د ذلك؛ إذا بعد ش��هر م��ن فقدانها‬ ‫أش��قاءها ضاعت أخبار والدتها وش��قيقها األكبر‪،‬‬ ‫ال��ذي كان يبل��غ م��ن العمر عش��ر س��نوات‪ ،‬حين‬ ‫توجه��ا للبحث ع��ن الطعام في بيت س��حم وببيال‬ ‫المجاورتين‪ ،‬لم يجلبا الطعام‪ ،‬ولم يرجعان‪.‬‬ ‫اليوم أريج ال تزال تس��كن ف��ي المخيم‪ ،‬مع من‬ ‫تبق��ى من العائلة‪ ،‬صبيان ف��ي الثالثة والرابعة‬ ‫من العمر‪ ،‬ووالد مريض؛ هي اليوم س��يدة وأم‬ ‫م��ن دون أن تدري ذلك‪ ،‬إذ تخ��رج كل صباح مع‬ ‫األمه��ات في المخيم لتفتش ع��ن طعام؛ تراها‬

‫ف��ي كل م��كان س��يئ‪ ،‬مث��ل طابور الش��وربة‪،‬‬ ‫طابور الكرتونة‪ ،‬طابور السلة الغذائية‪ ،‬تنتظر‬ ‫كم��ا غيره��ا بعضًا م��ن طع��ام‪ ،‬يتركه��ا بقية‬ ‫المنتظري��ن تتقدمه��م للوص��ل إل��ى "الجائزة"‬ ‫وأريج ماهرة في قطف رجل العصفور والخبيزة‬ ‫والحش��ائش‪ ،‬ال تهاب القن��اص في الطريق إلى‬ ‫البس��اتين البعيدة‪ ،‬لكنها ليس��ت بتل��ك المهارة‬ ‫في الطهي‪ ،‬يس��اعد في الطعم السيئ لطبخها‬ ‫انعدام الزيت والمنكهات‪ ،‬لكنه اليزال يأكل في‬ ‫منزل العائلة‪.‬‬ ‫معظ��م الصغي��رات اللواتي بعم��ر أريج يفكرن‬ ‫بحي��اة األمي��رات التي يش��اهدنها في الرس��وم‬ ‫المتحرك��ة‪ ،‬أو القص��ص المص��ورة‪ .‬أري��ج ال‬ ‫تعلم ش��يئاً كثيراً عن األمي��رات‪ ،‬ألنها لم تتابع‬ ‫التلفاز إال في حاالت نادرة؛ وال تعرف ش��يئاً عن‬ ‫القصص المص��ورة‪ ،‬فهي لم تعرف المدرس��ة‬ ‫إال بوصفه��ا منز ًال تنام في��ه مع غرباء؛ ال تعرف‬ ‫تمامًا لماذا تُس��تخدم هذه المس��احة الخضراء‬ ‫عل��ى الجدار ف��ي غرفة النوم‪ ،‬س��معت أحدهم‬ ‫يدعوه��ا بـ (اللوح)‪ ،‬لكنها لم تعرف ما المقصود‬ ‫بهذه الكلمة‪.‬‬ ‫لكنها تعرف أشياء أخرى تجهلها بقية الصغيرات‬ ‫ف��ي أي مكان في العال��م‪ ،‬إذ تعرف كيف تتجنب‬ ‫القناص في أرض تنمو فيها بعض الحشائش‪،‬‬

‫‪11‬‬


‫ميديا‬

‫الإذاعات ال�سورية اجلديدة‪ ،‬ممول جمهول وم�ستمع مفقود‬ ‫عامر محمد‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫لم تعرف س��وريا اإلذاع��ات الخاصة حتى عام‬ ‫‪ ،2002‬حي��ن صدر مرس��وم شُ��رِّع بموجبه‬ ‫إح��داث إذاع��ات خاصة ف��ي الب�لاد‪ .‬وبموجب‬ ‫القان��ون ال��ذي نظمت��ه وزارة اإلع�لام‪ ،‬ل��م‬ ‫تك��ن تلك اإلذاعات أكثر م��ن منصات صوتية‬ ‫لب��ث اإلعالن��ات‪ ،‬ويُح��رَّم عليه��ا كثي��رٌ من‬ ‫مس��تلزمات العم��ل‪ ،‬بم��ا ف��ي ذل��ك امت�لاك‬ ‫اس��تديوهات خاص��ة؛ إذ ق��ال القان��ون‪ ،‬الذي‬ ‫بقي س��اريًا حتى ع��ام ‪ ،2011‬إن بث البرامج‬ ‫والفق��رات يُع��دّ تج��اوزاً‪ ،‬يس��تدعي س��حب‬ ‫الترخيص وإغالق اإلذاعة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من النص الصريح سُمح ضمني ًا‬ ‫لإلذاع��ات الخاص��ة الت��ي تب��ث من دمش��ق‪،‬‬ ‫والت��ي كان عددها ع��ام ‪ 2011‬قد وصل إلى‬ ‫ثالث عش��رة إذاع��ة‪ ،‬بب��ث البرام��ج وامتالك‬ ‫االستديوهات‪ ،‬فيما بقي التناقض بين النص‬ ‫والتطبي��ق حج��ة ق��د تس��تخدم متى ش��اءت‬ ‫الس��لطة واألف��رع األمنية لس��حب الترخيص‬ ‫وتطبيق اإلغالق الفوري‪.‬‬ ‫لم يس��جل أن أغلقت الس��لطات إذاعة خاصة‬ ‫بش��كل كام��ل‪ ،‬فالحص��ول عل��ى الترخيص‬ ‫يخضع ف��ي المقام األول ألس��س أمنية عدة؛‬ ‫وموافق��ة المخاب��رات وإعداداه��ا الدراس��ات‬ ‫األمنية كان عام ً‬ ‫ال أساس ًا في منح الترخيص‪،‬‬ ‫لك��ن عالق��ة كل إذاع��ة بفرع أمن��ي مختلف‬ ‫جعله��ا تصط��دم فيم��ا بينه��ا في فت��رة من‬ ‫الفترات‪ ،‬كما حدث بين المدينة إف إم وش��ام‬ ‫إف إم؛ فاألول��ى حرك��ت فرع مخاب��رات كام ً‬ ‫ال‬ ‫ضد الثانية‪ ،‬وكتبت فيها التقارير حين أطلقت‬ ‫شام بث ًا فضائياً لها‪ ،‬البث المخالف قانونياً كان‬ ‫مسكوتاً عنه بموجب عالقة شام بأحد األفرع‬ ‫األمنية‪ ،‬لكن المدنية‪ ،‬التي خس��رت جزءاً من‬ ‫س��وق اإلعالنات بس��بب توس��ع البث الخاص‬ ‫بش��ام‪ ،‬جعلها توصل تقارير أمنية‬ ‫إلى مكتب ماهر األس��د‪ ،‬فأمر وزير‬ ‫اإلعالم آنذاك محمد سلمان بإغالق‬ ‫ش��ام إف إم نهائي��اً في ش��باط من‬ ‫عام ‪ ،2010‬ولوال عالقات ش��ام مع‬ ‫ضابط في القصر لكان بثها توقف‬ ‫تمام�� ًا‪ ،‬بم��ا في ذلك عل��ى موجات‬ ‫اإلف إم؛ إال أنه��ا اس��تمرت أرضي�� ًا‬ ‫فيم��ا توقف بثها الفضائي‪ ،‬وغيرت‬ ‫اسم المحطة على النايل سات‪.‬‬ ‫ف��ي المقاب��ل الحق��ت إذاع��ة‬ ‫أرابيسك‪ ،‬عبر أجهزة أمنية مقربة‬ ‫َ‬ ‫مقدمة البرامج عبيدة‬ ‫من إدارته��ا‪،‬‬

‫زيتون بعد أن استقالت من العمل‪ ،‬إال أن العقد‬ ‫الموقع بين زيتون وأربيس��ك كان ينص على‬ ‫منعها من العمل لمدة عامين بعد االس��تقالة؛‬ ‫الش��رط المجحف خرقته زيتون وبدأت العمل‬ ‫مع إذاع��ة أخرى‪ ،‬فأرس��لت أرابيس��ك ضباط‬ ‫مخاب��رات إلى من��زل زيتون به��دف اعتقالها‪،‬‬ ‫وفع� ً‬ ‫لا ت��م إلق��اء القب��ض عليه��ا‪ ،‬ورُفع��ت‬ ‫قضية ضدها لم تحسم أبداً‪ ،‬فيما كان األمن‬ ‫السوري قد اعتقل مدير إذاعة ميلودي إف إم‬ ‫وس��ام تاجو بعد أن أدخل أجهزة بث متطورة‬ ‫إلى البالد‪ ،‬وصِفت بأنها تهدد األمن القومي‪،‬‬ ‫قب��ل أن يطلق س��راحه فيما بع��د ويعود إلى‬ ‫عمله‪.‬‬ ‫بقي��ت اإلذاعات الخاص��ة منوع��ة‪ ،‬ومن دون‬ ‫برام��ج ذات قيم��ة إال فيم��ا ندر؛ وي��رد كثيرٌ‬ ‫من الس��وريين الس��بب إلى تصرفات النظام‬ ‫وسياساته‪ ،‬التي لم تكن تسمح باإلعالم الحر‬ ‫ف��ي البالد‪ .‬لكن هذا تغيّر منذ أربع س��نوات‪،‬‬ ‫وبات للسوريين إذاعات داخل البالد وخارجها‪،‬‬ ‫تمتل��ك كام��ل المس��احة الح��رة ف��ي العمل‬ ‫وال��رأي والب��ث والتوجه؛ فهل ت��م األمر؟ هل‬ ‫أصب��ح للس��وريين إذاعات تلب��ي احتياجاتهم‬ ‫وتقدم لهم ما يرغبون فيه؟‪.‬‬ ‫للس��وريين الي��وم أكث��ر م��ن ثالثي��ن إذاعة‬ ‫جدي��دة‪ ،‬تق��دم البرام��ج واألخب��ار‬ ‫والح��وارات والفق��رات عل��ى م��دار‬ ‫الس��اعة‪ ،‬وبمختل��ف الوس��ائط‬ ‫والتقني��ات‪ ،‬وال تس��تطيع تمام��اً أن‬ ‫تتأك��د ممّ��ا إذا كانت األرق��ام التي‬ ‫ت��دل عل��ى ع��دد م��رات االس��تماع‬ ‫إل��ى أي مل��ف ‪ Audio‬عل��ى موق��ع‬ ‫‪ ،Soundcloud‬ال��ذي تس��تخدمه‬ ‫اإلذاعات السورية الجديدة‪ ،‬تعكس‬

‫بالفع��ل حجم انتش��ارها ونجاحه��ا والجدوى‬ ‫منها‪ .‬الرق��م المخجل يصبح مُهين ًا إذا نظرت‬ ‫إل��ى حجم الدع��م المادي ال��ذي حصلت عليه‬ ‫ه��ذه اإلذاع��ات‪ ،‬وفضائحياً إذا م��ا قارنته مع‬ ‫وس��ائل إعالم تابع��ة للنظام‪ ،‬وكارثي��اً إذا ما‬ ‫راقبت��ه مس��تذكراً م��دى الحاجة إلى وس��ائل‬ ‫إعالم حرة تواكب الشأن السوري‪.‬‬ ‫صحي��ح أن الموق��ع الش��بيه ب��ـ ‪،Youtupe‬‬ ‫والمختص بالصوت فق��ط‪ ،‬ليس طريقة بث‬ ‫وحي��دة ألي إذاعة‪ ،‬وأغلب اإلذاعات الس��ورية‬ ‫الجدي��دة تبث على موج��ات ‪ FM‬في األراضي‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وعبر األقمار الصناعي��ة أيضًا؛ إال‬ ‫أن أرقام ‪ Soundclaoud‬تعكس مدى وصول‬ ‫الم��ادة اإلذاعية إل��ى المس��تمعين‪ .‬وعادة ما‬ ‫يعود المستمع إلى أي برنامج أو فقرة أو مادة‬ ‫ليس��تمع إليه��ا في وقت يخت��اره هو‪ ،‬وبغض‬ ‫النظر عن تاريخ بثها األول‪.‬‬ ‫يمكن للمستمع عبر الموقع أن يفعّل خاصية‬ ‫‪ ،Follwo‬التي تتيح له البقاء على اطالع على‬ ‫ما تنش��ره اإلذاع��ة عب��ر الموقع م��ن ملفات‬ ‫صوتي��ة‪ ،‬هي في األس��اس برام��ج أو فقرات‬ ‫ت��م بثها على اله��واء‪ .‬وباالطالع على األرقام‬ ‫المتوف��رة على حس��ابات اإلذاعات الس��ورية‬ ‫يظهر ما يلي (الجدول ‪.)1‬‬

‫الجدول ‪ | 1‬عدد المتابعين والملفات المحملة على ‪Soundcloud‬‬


‫ميديا‬ ‫الجدول ‪ | 2‬عينة عشوائية لعدد مرات االستماع على ‪ Soundcloud‬بتاريخ ‪ 23‬آذار ‪)2015‬‬

‫غي��اب اإلعالن الواضح عن المم��ول أو المانح‬ ‫هو اش��تراط الممول في معظم الحاالت عدم‬ ‫اإلعالن عن اس��مه‪ ،‬وذلك ألسباب سياسية أو‬ ‫قليل من المعلومات‬ ‫أمنية‪ .‬إال أن المطلع على ٍ‬ ‫حول هذه اإلذاعات يدرك كم تملك من المال‬ ‫الذي ُقدِّم لها كي تقلع في العمل أو تس��تمر‬ ‫به‪.‬‬ ‫فيما تعلن روزنة فقط عبر موقعها اإللكتروني‬ ‫عن داعميها وشركائها‪ ،‬ويذكر موقعها‪:‬‬ ‫* منظمة دعم اإلعالم الدولي ‪ -‬الدانمارك‬ ‫* االتحاد األوروبي‬ ‫* ‪OPEN SOCIETY FOUNDATION‬‬ ‫* قناة فرنسا الدولية‬ ‫* إذاعة هولندا العالمية‬ ‫* مراسلون بال حدود‬ ‫* إم اي سي تي‬ ‫* هيفوس‪ -‬هولندا‬ ‫* ‪ DCA‬الدانمارك‬

‫هيك �سمعنا‬

‫هيك رح ن�سمع‬ ‫«ميترو اويجكت» برنامج ش��بابي يتضمن‬ ‫ثالث فقرات مختلفة المضمون‪ ،‬يعتمد‬ ‫في أسلوب التقديم على سرد إذاعي‬ ‫ترافقه اس��تراحات غنائي��ة؛ يقدمه‬ ‫أحمد وريم كل يوم اثنين التاس��عة‬ ‫مساء على راديو (روح)‪.‬‬ ‫•••‬ ‫«بقعة صوت» مسلسل إذاعي يالمس الحياة اليومية‬ ‫بطريقة كوميدية‪ ،‬ويعتمد فريق العمل على اللهجات‬ ‫المحلية في التقديم‪ ،‬فيما تسيطر المواضيع الساخنة‬ ‫عل��ى مواضيع الحلقات‪ ،‬كل جمع��ة في فترة الظهيرة‬ ‫على راديو (فرش)‪.‬‬ ‫•••‬ ‫«أنا ن��ازح» برنام��ج يروي قص��ص النزوح الس��وري‬ ‫بطريقة أدبية‪ ،‬ويسلط الضوء علي تفاصيل إنسانية‬ ‫يعيش��ها السوريون منذ أربع س��نوات‪ .‬البرنامج‪ ،‬الذي‬ ‫يكتب��ه أغيد ش��يخو‪ ،‬يوثق حاالت س��ورية عديدة في‬ ‫المغت��رب والداخ��ل‪ ،‬ويقدم��ه مي��ران أحم��د‪ ،‬ويقوم‬ ‫بإخراج��ه لي��ث‪ ،‬كل اثنين الثانية عش��رة ظه��راً على‬ ‫راديو (نسائم سوريا)‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫يسألنا راديو أورينت عبر موقعه اإللكتروني عن الثنائي المفضل لدينا من ثنائيات‬ ‫اإلذاع��ة من مذيعين ومذيعات‪ .‬ويطلب من��ا اختيار األفضل واألكثر حب ًا في قلوبنا‬ ‫م��ن بع��د آذاننا‪ ،‬فذهبنا إل��ى النتائج لنج��د أن الثنائي فرح وحس��ني‬ ‫يتصدران االس��تطالع‪ ،‬فتوغلنا أكثر في الموقع لنستمع إلى حلقة‬ ‫للديوتو‪ ،‬لنكتشف أن المذيعة أردنية‪ ،‬فصُدمنا؛ خصوصًا أننا كنا‬ ‫ق��د نبّهنا الزمالء من قبل في راديو أورينت إلى وجود س��وريين‬ ‫يس��تحقون الفرص��ة‪ ،‬ول��م َ‬ ‫تُعط له��م‪ ،‬لكن «الش��باب» لديهم‬ ‫إصرار كبير على الوحدة العربية‪ ،‬واإلقصاء المحلي‪.‬‬ ‫•••‬ ‫بث��ت إذاعة نس��ائم س��وريا ي��وم الجمعة الفائ��ت‪ ،‬عند الخامس��ة‬ ‫والدقيقة الخامس��ة عش��رة مس��اء‪ ،‬وبش��كل ّ‬ ‫حطمنا‪ ،‬أغنية شركة‬ ‫‪ MTN‬الس��ورية لالتصاالت التي اسمها «س��وريا عم تنبض»؛ طبعاً ال داعي للتذكير‬ ‫بأن الش��ركة م ْلك لرامي مخلوف‪ ،‬المهم أننا حللنا األمر واستنتجنا أن أمراً من اثنين‬ ‫هو سبب بث األغنية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اإلذاعة هوجمت إلكترونياً من قبل «مساكن الحرس الجمهوري محبي القائد الخالد»‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اإلذاعة وقَّعت عقد رعاية مع شركة ‪ MTN‬لبث األغنية‪ ،‬وقريباً اإلعالنات‪.‬‬ ‫•••‬ ‫في برنامج (بعدك على بالي) عبر راديو روزنة‪ ،‬تطل علينا حالة بكائية فيها من االستسالم‬ ‫ما يفيض عن حاجتنا اليومية‪ ،‬وإن لم يكن النص يحمل من األلم ما يكفي المستمعين فإن‬ ‫المخرج يزيد من الجرعة‪ ،‬فيختار موسيقى «تقطع القلب»‪ ،‬ثم يقضى علينا بالـ «إيكو»‪ ،‬أي‬ ‫الصدى الذي يستخدمه على صوت المقدم‪ ،‬لتحصل عزيزي المستمع على دقيقتين تحتاج‬ ‫إليهما كثيراً كثيراً جداً جزي ً‬ ‫ال‪ ،‬نظراً للسعادة التي تحيط بك بوصفك سوريًا اليوم‪ ،‬ابكي‪.‬‬

‫من الطبيعي أن ال تتابع هذه اإلذاعات ألسباب‬ ‫عدة‪ ،‬لي��س أوله��ا أن البث عب��ر موجات اإلف‬ ‫إم غير متوفر في عموم األراضي الس��ورية‪،‬‬ ‫وأنها تبث من خ��ارج أراضي البالد (من تركيا‬ ‫أكثر من اثنتين وعش��رين إذاعة‪ ،‬ومن األردن‬ ‫أورين��ت‪ ،‬ومن باريس روزن��ة‪ ،‬ومن الواليات‬ ‫المتحدة س��وريالي)‪ ،‬وأن الظروف المعيش��ية‬ ‫للس��وريين ال تس��مح بت��رف االس��تماع إل��ى‬ ‫برنام��ج صباحي مث ً‬ ‫ال‪ ،‬مروراً بحالة من ابتعاد‬ ‫الس��وريين المقيمين في الداخل والخارج عن‬ ‫وس��ائل اإلع�لام كلها‪ ،‬وص��و ً‬ ‫ال إل��ى أن هذه‬ ‫اإلذاع��ات ال تقدم جديداً يذكر ال في الش��كل‬ ‫وال في المضمون‪ ،‬وأنها لم تس��تفد مما ُقدِّم‬ ‫له��ا من دعم وتمويل وتدريب على مدى أربع‬ ‫سنوات؛ لكن تجارب بعضها تستحق االحترام‪،‬‬ ‫خصوصًا تجارب تلك اإلذاعات التي تعمل في‬ ‫األراض��ي الس��ورية (فري��ش ‪ -‬والت)‪ ،‬والتي‬ ‫تتحدى المخاطر األمنية جميعًا على العاملين‬ ‫فيها‪ ،‬مما قد يغف��ر لها بعض الزالت المهنية‬ ‫التي تقع فيها في أثناء العمل‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬

‫في الموقع نفسه تشير األرقام‪ ،‬التي بإمكان‬ ‫أي متاب��ع مراقبتها‪ ،‬إلى أن نس��ب االس��تماع‬ ‫إلى عينة عش��وائية من الملف��ات‪ ،‬والتي هي‬ ‫ف��ي ه��ذه الح��ال حلق��ات وبرام��ج وفقرات‪،‬‬ ‫ت��كاد تك��ون معدومة‪ .‬ويصل وس��طي مرات‬ ‫االس��تماع إلى عش��ر مرات لما تنش��ره إذاعة‬ ‫س��مارت‪ ،‬وخمس��ين م��رة لروزنة‪ ،‬وتس��عين‬ ‫مرة لس��وريالي؛ فيما تش��ير األرق��ام إلى أن‬ ‫س��وريالي ه��ي األكثر اس��تماعاً عل��ى موقع‬ ‫‪( Soundcloud‬الجدول ‪.)2‬‬ ‫تُجم��ع ه��ذه اإلذاع��ات ‪ -‬مهما اختل��ف موعد‬ ‫انطالق بثه��ا ‪ -‬على أنها تخاطب الس��وريين‬ ‫جميع��اً‪ ،‬وأينم��ا كانوا‪ ،‬بحيادي��ة وموضوعية؛‬ ‫وتق��ول‪ ،‬حي��ن تق��دم نفس��ها‪ ،‬إنه��ا تتحلى‬ ‫بموضوعية وحيادية كاملتين بنقل المعلومة‬ ‫بش��كل مهن��ي‪ .‬وت��كاد تك��ون جمل��ة «كادر‬ ‫احتراف��ي» ضم��ن تعريف��ات ه��ذه اإلذاعات‬ ‫جميع��اً‪ ،‬فيما تتنافس فيم��ا بينها ضمن ًا على‬ ‫لق��ب أول إذاع��ة؛ فت��رى جمل��ة «أول إذاع��ة‬ ‫مجتمعية س��ورية» في تعري��ف وطن إف إم‪،‬‬ ‫وجمل��ة «أول رادي��و مجتمع��ي» ف��ي تعريف‬ ‫نس��ائم س��وريا‪ .‬أو قد تذهب إلى ما هو أبعد‬ ‫من ذلك‪ ،‬كما فع��ل راديو أورينت‪ ،‬الذي تبنى‬ ‫شعاراً له هو‪« :‬وصار للثورة صوت»‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغم م��ن التعريفات الس��ابقة‪ ،‬من‬ ‫النادر أن ال تس��مع عب��ر نش��رات األخبار لغة‬ ‫إقصائي��ة أو عدائي��ة أو غير جامع��ة في أقل‬ ‫تعبير لعموم الس��وريين ‪ /‬المستمعين‪ .‬فيما‬ ‫تنق��ل كثي��رٌ منه��ا األخب��ار التي تنش��ر عبر‬ ‫ش��بكات التواصل االجتماعي كم��ا وردت‪ ،‬وال‬ ‫تتبن��ى أي منها سياس��ية تحريرية واضحة أو‬ ‫مختلفة عن األخرى‪.‬‬ ‫تفخ��ر اإلذاع��ات الس��ورية التي تنتم��ي إلى‬ ‫اإلعالم الس��وري الجديد بأنها مستقلة تماماً‪،‬‬ ‫وباس��تثناء راديو ال��كل‪ ،‬الذي يتب��ع لالئتالف‬ ‫الوطني السوري‪ ،‬فإن البقية منها ال تعلن عن‬ ‫داعميها من المانحين‪ ،‬وال تنشر بيانات مالية‪،‬‬ ‫وال يمكن التأكد من حجم التمويل الذي نالته‬ ‫هذه اإلذاعات‪ ،‬التي كان نش��وء بعضها الحق ًا‬ ‫للحص��ول عل��ى الدع��م وليس قبله‪ .‬وس��بب‬

‫‪13‬‬


‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫املواطنة والنزوح الق�سري‬ ‫حقوق وحريات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫إعداد المحامي فارس حسّان‬ ‫ش��هدت الث��ورة الس��ورية وتداعياته��ا أكبر حاالت‬ ‫النزوح الداخلي في العصر الحديث‪ ،‬فمع اس��تمرار‬ ‫الن��زاع المس��لح‪ ،‬وضعف احتمال انحس��اره‪ ،‬تجاوز‬ ‫إجمالي األشخاص الذين نزحوا داخل البالد أو فروا‬ ‫خارجه��ا منذ بداية الثورة أكثر من تس��عة ماليين‬ ‫نس��مة‪ .‬وعلى الرغم من أن عهود القانون الدولي‬ ‫رعت ونظم��ت واقع الالجئين خارج بالدهم إال أنها‬ ‫استثنت األشخاص الذين هجروا من منازلهم ولم‬ ‫يغ��ادروا البلد ال��ذي يحملون جنس��يته أو يقيمون‬ ‫فيه‪ ،‬وبقي��ت هذه الفئة‪ ،‬أي أولئ��ك الذي نزحوا‬ ‫داخ��ل أوطانه��م‪ ،‬م��ن دون إعطائه��ا أي‬ ‫حماي��ة أو أي تحدي��د لط��رق التعام��ل‬ ‫معه��ا ف��ي اتفاقي��ة جني��ف الخاصة‬ ‫بالالجئين والبروتوكول الالحق‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغم م��ن ص��دور المبادئ‬ ‫التوجيهية بشأن النزوح الداخلي في‬ ‫الع��ام ‪ ،1997‬والت��ي عرّف��ت النازح‬ ‫داخليًا كالتالي‪« :‬يُقصد بالمش��ردين‬ ‫داخليًا األشخاص أو جماعات األشخاص‬ ‫كره��وا عل��ى اله��رب أو على ترك‬ ‫الذي��ن أُ ِ‬ ‫منازلهم أو أماكن إقامتهم المعتادة‪ ،‬أو اضطروا‬ ‫ً‬ ‫نتيجة أو سعيًا لتفادي آثار نزاع‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬وال سيما‬ ‫مس��لح أو حاالت عنف عام األثر أو انتهاكات حقوق‬ ‫اإلنس��ان أو ك��وارث م��ن فع��ل البشر‪ ،‬ولم‬ ‫يعب��روا الحدود الدولية‬ ‫المعترف به��ا للدولة»؛‬ ‫إال أن ه��ذه المبادئ لم‬ ‫ت��رقَ إل��ى االتفاقي��ة‬ ‫الدولية حتى اآلن‪.‬‬ ‫وف��ي خارط��ة النزوح‬ ‫الداخل��ي الس��وري‬

‫َ‬ ‫القائم��ة‪ ،‬إذ تجاوز‬ ‫تص��درت منطقة ريف دمش��ق‬ ‫ً‬ ‫نتيجة للدمار‬ ‫عدد النازحين عتبة المليون��ي نازح‪،‬‬ ‫الواس��ع والممنه��ج ال��ذي ط��ال األحي��اء الجنوبية‬ ‫من دمش��ق‪ ،‬والتابعة للريف إداري��ًا؛ ومدينة داريا‬ ‫والغوط��ة الش��رقية ف��ي كل م��ن حرس��تا ودوما‬ ‫نح��و خاص‪ ،‬والت��ي تُعدّ‬ ‫وجوب��ر والقاب��ون على ٍ‬ ‫مناط��ق ش��به خالي��ة‪ ،‬نتيجة محاصرته��ا من قبل‬ ‫بشكل مباشر‪.‬‬ ‫قوات النظام واستهدافها‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫والنازح��ون داخليًا هم غالبا من بي��ن المجموعات‬ ‫األكث��ر ضعف��ًا‪ ،‬والتي هي بأم��سّ الحاجة إلى‬ ‫الحماية والمس��اعدة؛ فف��ي أغلب الحاالت‬ ‫يفتقر هؤالء إلى الم��أوى‪ ،‬ويتوزعون‬ ‫بمخيم��ات كبي��رة ومزدحم��ة‪ ،‬مم��ا‬ ‫يش��كل تهديداً له��م على الصعيد‬ ‫الصح��ي‪ ،‬إذ تنتش��ر األم��راض‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى نقص‬ ‫بشكل س��ريع؛‬ ‫الغ��ذاء ال��ذي يتعرض��ون ل��ه‪،‬‬ ‫والنقص الح��اد في مس��تلزمات‬ ‫الحي��اة األساس��ية‪ ،‬فض� ً‬ ‫لا ع��ن‬ ‫ظاه��رة البطال��ة‪ ،‬الناتج��ة م��ن‬ ‫نزوحه��م ع��ن مدنهم الت��ي تتمركز‬ ‫فيها أماك��ن عملهم‪ ،‬ومن َثمَّ ال يتوفر‬ ‫لهم أيّ مصدر رزق أو فرص عمل‬ ‫في أي مج��ال إنتاج��ي‪ .‬ويزداد‬ ‫الوض��ع المأس��وي للعائ�لات‬ ‫التي تتع��رض للتفكك جراء‬ ‫ع��دم الق��درة عل��ى الن��زوح‬ ‫المش��ترك‪ ،‬األم��ر ال��ذي‬ ‫يزي��د من ضع��ف البنية‬ ‫االجتماعية لهذه الفئة‪.‬‬ ‫واس��تناداً إلى حق الحياة‬ ‫المق��دَّس ف��ي القوانين‬

‫كيف نحمي �أنف�سنا من هجمات غاز الكلور املحتملة‬

‫والنظ��م جميعًا ال بد من تقديم الحماية الجس��دية‬ ‫للنازحي��ن داخلي��اً‪ ،‬ومنع وق��وع اعت��داءات عليهم‪،‬‬ ‫كالقتل أو اإلب��ادة الجماعية أو اإلعدام خارج نطاق‬ ‫القانون أو إخفائهم قس��راً أو حجزهم على أس��س‬ ‫تمييزية أو اعتقالهم أو اختطافهم وتهديد حياتهم‬ ‫بالموت أو أخذهم رهائنَ‪.‬‬ ‫ويحظر كذل��ك القيام بأي اعت��داء أو أعمال عنفية‬ ‫ض��د كل من ال يش��ارك باألعم��ال العدائية‪ ،‬وذلك‬ ‫ألنهم فئات ضعيفة‪ ،‬غير قادرة على تأمين الحماية‬ ‫الالزم��ة ضد أعمال العنف‪ ،‬م��ن قبيل االغتصاب أو‬ ‫التشويه أو التعذيب أو أي عقوبة قاسية ال إنسانية‬ ‫مهينة‪ ،‬تمثل اعتداء على الكرامة اإلنسانية أو هتكًا‬ ‫للع��رض أو إكراهًا على البغ��اء‪ ،‬وغيرها من أنواع‬ ‫االس��تغالل الجنس��ي الذي يطال الفتيات والنساء؛‬ ‫وكذلك أس��اليب االعتداء على الكرامة الش��خصية‪،‬‬ ‫المتمثل��ة بال��رِّق‪ ،‬ال��ذي يأخ��ذ أش��كا ًال مختلف��ة‬ ‫ومستحدثة‪ ،‬مثل سخرة األطفال وما شابهها‪.‬‬ ‫وف��ي حاالت الن��زوح الداخلي يظه��ر البين الواضح‬ ‫بي��ن دول��ة المواطن��ة وغيره��ا من أش��كال الدول‬ ‫البوليس��ية‪ ،‬فاألص��ل يقتض��ي أن بق��اء النازحين‬ ‫داخليًا في البلد الذي ينتمون إليه يعني مس��اواتهم‬ ‫م��ع س��ائر المواطنين في ه��ذا البل��د‪ ،‬ولذلك فإن‬ ‫مس��ؤولية حمايتهم تق��ع على عات��ق الدولة التي‬ ‫ينتم��ون إليه��ا‪ ،‬والتي يتوج��ب عليه��ا أن تعاملهم‬ ‫متس��او مع س��ائر المواطنين‪ ،‬بحيث تطبق‬ ‫بشكل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عليه��م القواني��ن المرعية بش��كل منصف‪ ،‬وعلى‬ ‫قدر المس��اواة بي��ن الفئات النازحة قس��راً والفئات‬ ‫الس��اكنة أص� ً‬ ‫لا ف��ي تلك المناط��ق‪ .‬أما ف��ي حالة‬ ‫الدول��ة البوليس��ية أو القمعية في س��وريا فالدولة‬ ‫ه��ي المس��ؤولة ع��ن نزوحه��م القس��ري‪ ،‬وذل��ك‬ ‫بممارس��اتها التمييزي��ة والعنفية بح��ق النازحين‪،‬‬ ‫حتى بعد النزوح إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها‪.‬‬ ‫ختام��ًا يبق��ى الوض��ع القانون��ي للنازحي��ن داخليًا‬ ‫بحاج��ة إل��ى المزيد م��ن التعزي��ز على المس��توى‬ ‫الدول��ي‪ ،‬فالواقع الس��وري كان برهان��اً على عجز‬ ‫المجتم��ع الدول��ي ع��ن توفي��ر الحماي��ة الكامل��ة‬ ‫المرج��وة والواجب��ة له��م‪ ،‬وعل��ى غياب أي ش��كل‬ ‫من أش��كال المواطن��ة يتمتع بها الس��وريون‪ ،‬على‬ ‫غرار تل��ك التي يتمتع بها النازح��ون جراء الكوارث‬ ‫الطبيعية في أوروبا مث ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫مالبس جلدية س��ميكة)‪ .‬ال تحاول أن تنخرط‬ ‫بعملي��ات اإلنقاذ قبل أن تحمي نفس��ك بهذه‬ ‫الثياب‪.‬‬

‫القطن والفحم المطحون‪ ،‬ثم تغطية الفتحة نزع املالب�س‬

‫سوريتنا برس‬ ‫رقي��ق)‪،‬‬ ‫(قم��اش‬ ‫ش��اش‬ ‫بقطع��ه‬ ‫العلويّ��ة‬ ‫قامت قوات النظام الس��وري‪ ،‬ولم��رّات عدّة‬ ‫بع��د االبتعاد ع��ن منطقة انتش��ار الغاز‪ ،‬من‬ ‫في الس��نوات الماضية‪ ،‬باستخدام غاز الكلور وحف��ظ األقنعة ضمن كيس (نيلون)‪ ،‬وتركها المهم نزع المالبس فوراً مع الحذاء والنظارة؛‬ ‫كس�لاح في هجماتها على المناطق المحررة‪ ،‬في متناول اليد‪.‬‬ ‫ن��زع المالبس يج��ب أن يتم م��ن األعلى إلى‬ ‫على الرغم من عدّه سالح ًا محرَّماً دولي ًا‪.‬‬ ‫األس��فل‪ ،‬م��ن دون تمريره��ا عل��ى الوج��ه‪،‬‬ ‫تقليل التعر�ض‬ ‫والقيام بتمزيقها إن استدعى األمر ذلك‪.‬‬ ‫يتس��بب الغاز عند مالمس��ته جس��م اإلنسان إذا وج��د أح��د نفس��ه محاط��ًا بالغاز بش��كل‬ ‫تهيج البشرة والعيون وأجزاء الجهاز التنفسي‪ ،‬مفاجئ‪ ،‬فالخطوة األولى هي تبليل منش��فة يتوجب بعدها غس��ل العيون وهي مفتوحة‪،‬‬ ‫ثم يتس��بب بالصداع واإلقي��اء والدوار‪ .‬يمكن بالم��اء‪ ،‬ووضعها على الفم واألنف‪ ،‬والتنفس وغسل كامل الجسم بالماء الجاري والصابون‪،‬‬ ‫أال تحدث ه��ذه األعراض فور التعرض للغاز‪ ،‬م��ن خاللها‪ ،‬ث��م االبتعاد س��ريعاً ع��ن الغاز‪ ،‬للتخلص من آثار الغاز التي انحلت على الجلد‪،‬‬ ‫ل��ذا يجب العم��ل باإلج��راءات الوقائية بمجرد وذل��ك بالصع��ود إل��ى األعل��ى إذا كان ف��ي وذلك لعش��رين دقيقة على األقل‪ ،‬وهنا يجب‬ ‫الش��ك بوجود هجمة بغاز الكل��ور‪ ،‬فخطورة أسفل مبنى مرتفع‪ ،‬أو الركض عكس حركة التأكد أن مصدر الماء (الخزان ‪ -‬الس��اقية) لم‬ ‫يتعرض للغاز‪.‬‬ ‫الغ��از ت��زداد م��ع ازدي��اد الكمية الت��ي دخلت (مواجهة) الريح‪.‬‬ ‫الجس��م‪ .‬عند استنش��اق كميات كبيرة‬ ‫تظهر علي��ك تجن��ب البقاء ف��ي األقبي��ة والمناطق �إ�سعاف امل�صاب‬ ‫زرقة جلدية ويحدث س��عال شديد يترافق مع‬ ‫المنخفض��ة ف��ي ح��ال ح��دوث هج��وم بغاز إن ظه��رت األع��راض بش��دّة عل��ى أح��د‬ ‫خروج سوائل‪.‬‬ ‫الكل��ور‪ ،‬فكثاف��ة الغاز العالية تبقي��ه متركزاً األش��خاص حولن��ا فيج��ب نقله إل��ى مكان ال‬ ‫القناع املنزيل‬ ‫قرب س��طح األرض‪ .‬إذا كنت في المنزل ولم يص��ل إليه الغ��از‪ ،‬وجيّد التهوي��ة؛ يجب قلبه‬ ‫ً‬ ‫إغالق‬ ‫يمكن‬ ‫الغاز‪،‬‬ ‫عن‬ ‫ا‬ ‫بعيد‬ ‫التحرك‬ ‫تستطع‬ ‫هن��اك أقنع��ة خاص��ة للوقاي��ة م��ن الغازات‬ ‫عل��ى وجهه في حال وجود س��وائل في حلقه‬ ‫الس��امة‪ ،‬إال أنه��ا ليس��ت متوف��رة لمعظ��م النواف��ذ وس��د الثغ��رات والفتح��ات الهوائي��ة أو بلعوم��ه أو المس��الك الهوائية حتى تخرج‪.‬‬ ‫األهال��ي‪ .‬ومن باب االحتياط يمكن بس��هولة جميع ًا ف��ي الغرفة‬ ‫بقم��اش أو ثي��اب مبلولة يجب عمل تنف��س اصطناعي في حال توقف‬ ‫ٍ‬ ‫صناعة قناع واق لكل فرد من العائلة ووضعه بالماء‪.‬‬ ‫مركز طبيٍّ‬ ‫التنفس‪ ،‬ومن ّثمَّ يجب نقله إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ف��ي المنزل‪ ،‬وذل��ك عن طري��ق إحضار كوب عل��ى الذين يرغبون ف��ي اإلنق��اذ أن يكونوا وإعطاؤه األوكس��جين‪ ،‬حتى يستعيد تنفسه‬ ‫ً‬ ‫كرتوني م��ن الحجم الكبير وثقبه عدة ثقوب مرتدي��ن‬ ‫أقنعة واقية‪ ،‬ومالب��س عازلة تمنع الطبيعي‪ ،‬كم��ا يجب تدفئة المص��اب إن كان‬ ‫من األس��فل‪ ،‬وتعبئته بطبق��ات متتابعة من تسرب الغاز إلى الجلد (مالبس رجال اإلطفاء‪ ،‬يشعر بالبرد‪.‬‬


‫الوجود ال�سوري يف م�صر‪:‬‬ ‫ترحيب �شعبي وت�ضييق من اجلهات الر�سمية‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬

‫بالحدي��ث ع��ن اإلع�لام تت��ردد مقول ٌة ش��هيرة ع��ن اإلع�لام األمريكي‪،‬‬ ‫مفاده��ا أن تاري��خ أمريكا كتب من أخبار مجتمعاتها‪ ،‬وأن وس��ائل اإلعالم‬ ‫س��ردت أخبار المجتمعات منذ بدايته��ا‪ ،‬أي أن التاريخ األمريكي خُط بيد‬ ‫اإلعالميين‪ .‬وال يُخفى دور اإلعالم المحوري في الس��لم أو الحرب وتعاظم‬ ‫ش��أنه مع بدايات الربيع العربي على أحد‪ ،‬إذ انتقلت فيه الصحافة وغيرها‬ ‫من الوس��ائل اإلعالمي��ة إلى فضاء اإلعالم التفاعلي‪ ،‬الذي أتاح لإلنس��ان‪،‬‬ ‫وبأدواتٍ بس��يطة‪ ،‬أن يكون ناش��راً أو صحفياً يتفاعل مع اآلخرين‪ ،‬وليس‬ ‫متلقياً سلبياً كما هو في اإلعالم التقليدي‪.‬‬ ‫كم��ا يحقق اإلعالم التفاعلي‪ ،‬عل��ى الرغم مما يؤخذ عليه‪ ،‬فوائد آنية وحياتية‬

‫للقارئ‪ ،‬حتى إن األخير بات عنصراً في توجيه السياسات في أي وسيلةٍ إعالمية‪،‬‬ ‫وهو ما اتجهت إليه س��وريتنا في صفحاتها مؤخ��راً‪ ،‬فكانت البداية مع زاوية‬ ‫"جرس‪ ،‬قضايا المواطنين " ليصل رنينها إلى مكاتب مسؤولي المعارضة في‬ ‫مؤسس��اتها المختلفة‪ ،‬حيث تقبل الشكاوى واالستفس��ارات التي لم يتمكن‬ ‫أصحابها من الوصول إلى المسؤولين‪ ،‬في مختلف القضايا الخدمية واإلغاثية‬ ‫والطبية والتعليمية‪ ،‬وفي السياق نفسه تأتي زاويتنا الجديدة "خارج الحدود"‪،‬‬ ‫التي تهتم باستفساراتكم وأسئلتكم كلها‪ ،‬بخصوص قضايا اللجوء القانونية‬ ‫في بلدان الش��تات السوري‪ ،‬من خالل استشارات مجانية مباشرة مع المحامي‬ ‫نعيم اليماني على اإليميل ‪.souriatna.peeps@gmail.com‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫"ارجع��وا على بلدك��م لو مش عاجبك��م"‪ .‬ربما‬ ‫ً‬ ‫السوداوية عن وصف حال‬ ‫تعجز أكثر النصوص‬ ‫الالجئين الس��وريين في مصر‪ ،‬فإذا كان هناك‬ ‫مس��و ٌ‬ ‫ِّغ لظلم ذوي القربى ف��ي األردن ولبنان‬ ‫مث ً‬ ‫ال‪ ،‬بحجة الضغط الهائل على تلك الدول‪ ،‬فال‬ ‫مسوِّغ لسلوك الحكومة المصرية مع الالجئين‬ ‫الس��وريين إال معاقب��ة الث��ورة‪ ،‬الت��ي يصفه��ا‬ ‫اإلعالم المصري بثورة اإلخوان المسلمين على‬ ‫نظام شرعي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫من��ذ الوحدة المصرية الس��ورية كان الس��وري‬ ‫يدخ��ل مصر ببطاقته الش��خصية‪ ،‬إال أنه وبعد‬ ‫زيارة السادات إلى القدس جمدت العالقات بين‬ ‫البلدين‪ ،‬لتعود مع حسني مبارك‪ ،‬مروراً بعهدي‬ ‫المجلس العس��كري ومرس��ي؛ إذ كان السوري‬ ‫يدخل من دون تأش��يرة دخول‪ ،‬وال يُدقَّق على‬ ‫اإلقامة‪.‬‬ ‫بعد االنقالب في مصر بأيام تم فرض تأشيرة‬ ‫دخ��ول عل��ى الس��وريين‪ ،‬وأصب��ح الس��وريون‬ ‫المقيم��ون فيه��ا غي��ر قادري��ن عل��ى الخ��روج‬ ‫والدخ��ول إليها مرة أخ��رى‪ ،‬إال إذا كانوا يملكون‬ ‫ً‬ ‫إضاف��ة إلى‬ ‫إقام��ات دراس��ية أو إقام��ات عمل‪،‬‬ ‫تلك التي تُمنح لرجال األعمال الس��وريين؛ أما‬ ‫اإلقامة الس��ياحية وإقامة الك��رت األصفر‪ ،‬التي‬ ‫تتوالها مفوضي��ة الالجئين‪ ،‬فهما ال تنفعان إال‬ ‫للبقاء داخل مصر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اإلقام��ة ف��ي مص��ر ل��م تع��د ش��رطا للوج��ود‬ ‫ً‬ ‫حاج��ة من أجل‬ ‫الش��رعي في البالد‪ ،‬ب��ل باتت‬ ‫التنق��ل واالس��تمرار؛ فاألم��ن المصري يش��ن‬ ‫حمالت متكررة على ش��قق الشبان السوريين‪،‬‬ ‫وفي المواصالت العامة أيضاً‪ ،‬ويقتاد المخالفين‬ ‫إلى مراكز األمن‪ ،‬حيث يتم ترحيلهم إلى تركيا‬ ‫قس��راً‪ .‬كم��ا أن اإلقامة الس��ارية باتت ش��رطًا‬ ‫للتنق��ل بي��ن المحافظ��ات‪ ،‬واس��تالم الحواالت‬ ‫المصرفي��ة‪ ،‬وأيضاً لدخول المش��افي والمراكز‬ ‫الصحي��ة‪ ،‬الت��ي تطل��ب اإلقامة قبل اس��تقبال‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫تتضاعف معاناة الالجئ إذا ما كان مالحقاً أمنيًا‬ ‫أو مطلوب��اً لخدم��ة العلم في س��وريا؛ فاإلقامة‬ ‫في مص��ر تتطلب جواز س��فر بصالحية س��تة‬ ‫أش��هر عل��ى األق��ل‪ ،‬وإذا انتهت صالحي��ة جواز‬ ‫الس��فر يتم ترحيل الالجئ المع��ارض النعدام‬ ‫قدرته على التجديد في السفارة السورية‪.‬‬ ‫أما اإلقام��ة على الكرت األصف��ر‪ ،‬الذي تصدره‬ ‫المفوضي��ة العلي��ا لالجئي��ن‪ ،‬فدونه��ا محاذي��ر‬ ‫كثي��رة‪ ،‬أوله��ا أن إقام��ة الكرت األصف��ر تطبع‬ ‫على الج��واز كلمة (الجئ)‪ ،‬مما يعني اس��تحالة‬ ‫التعامل مع الس��فارة الس��ورية ف��ي حال احتاج‬ ‫صاح��ب الج��واز إلى أي ورق��ة أو إل��ى تصديق‬ ‫أي ش��هادة من القنصلية‪ .‬كم��ا أن إقامة الكرت‬ ‫األصفر أيضًا تفرض على الس��وري حظر سفر‬

‫م��ن مص��ر إال بعد ش��هر من إغ�لاق ملفه لدى‬ ‫المفوضي��ة‪ ،‬وإذا اضط��ر إل��ى الس��فر بش��كل‬ ‫مفاجئ من مصر فإنه لن يستطيع ذلك إن كان‬ ‫ملفه مفتوحًا لدى المفوضية‪.‬‬ ‫ األوراق المطلوبة للحصول على التأشيرة إلى‬‫مصر‪:‬‬ ‫عل��ى الرغم من إع�لان الخارجية المصرية عن‬ ‫األوراق المطلوبة من السوريين لدخول البالد‪،‬‬ ‫إال أن الواق��ع العمل��ي يثبت خ�لاف ذلك؛ فهناك‬ ‫ما يش��به الحظر تقريبًا على دخول السوريين‪،‬‬ ‫وغالبًا ما يتم رفض الطلب أمنيًا‪ ،‬وتزداد نسبة‬ ‫الرف��ض إذا كان طال��ب التأش��يرة م��ن الم��دن‬ ‫الثائرة على النظام‪.‬‬ ‫دخ��ول مواطني دولة س��وريا يوج��ب الحصول‬ ‫على تأش��يرة مس��بقة بموافق��ة أمني��ة‪ ،‬علمًا‬ ‫أن اإلجراءات تس��تغرق وقتاً ال يقل عن ش��هر‪،‬‬ ‫واألوراق المطلوب��ة لم��ن يملك إقامة س��ابقة‬ ‫هي‪( :‬صورة عن جواز الس��فر بصالحية ال تقل‬ ‫عن س��تة أش��هر‪ ،‬صورة عن اإلقامة بصالحية‬ ‫ال تقل عن ستة أش��هر‪ ،‬صورة شخصية ‪،6×4‬‬ ‫أنموذج التأشيرة)‪.‬‬ ‫وهناك طريقتان للحصول عليها‪:‬‬ ‫األولى هي الحصول على تأش��يرة من السفارة‬ ‫المصرية في سوريا أو البلد المقيم فيه‪.‬‬ ‫الثاني��ة هي أن يت��م طلب التأش��يرة من داخل‬ ‫مص��ر م��ن ش��خص لدي��ه إقامة بغ��رض غير‬ ‫الس��ياحة‪( ،‬والمطل��وب ص��ور ٌة عن جواز س��فر‬ ‫المقيم داخل مصر‪ ،‬مع صورةٍ عن جواز س��فر‬ ‫الش��خص الراغب في الق��دوم؛ ومن َثمَّ يوضع‬ ‫اس��م الش��خص القادم إلى مصر على الحدود‪،‬‬ ‫وبإمكان��ه الدخ��ول‪ ،‬إذ يك��ون قد حص��ل على‬ ‫موافقة أمنية أيضًا)‪.‬‬

‫حقوق وحريات‬

‫المحامي نعيم اليماني‬

‫أما إذا كان السوري الموجود في مصر‪ ،‬والراغب‬ ‫ف��ي الخروج والع��ودة‪ ،‬يملك إقام��ة مؤقتة غير‬ ‫الس��ياحة (تس��جيل جامعة أو عم��ل)‪ ،‬فال توجد‬ ‫أي مش��اكل عليه‪ ،‬وال يحتاج إلى تأشيرة أو إذْن‪،‬‬ ‫وبإمكانه الس��فر والخ��روج والعودة من دون أي‬ ‫مشاكل‪ .‬أما من ال يملك إقامة في مصر فإمكانه‬ ‫التسجيل على إقامة بغرض السياحة (تمتد إلى‬ ‫نحو ستة أشهر من دون أي عقد إيجار‪ ،‬وبعد أن‬ ‫يتم حصوله عليها فإنه س��يحتاج إلى إذن سفر‬ ‫في مدة أقصاها خمسة عشر يومًا‪.‬‬ ‫ه��ذا التضييق كل��ه دفع الس��وريين إلى ركوب‬ ‫البحر باتجاه أوروبا‪ ،‬وغالبًا ما يتم إلقاء القبض‬ ‫عليه��م م��ن قب��ل خف��ر الس��واحل المص��ري‪،‬‬ ‫وإيداعه��م في ظروف اعتقال س��يئة جداً‪ ،‬علمًا‬ ‫أن الفيدرالي��ة الدولية لحقوق اإلنس��ان تش��ير‬ ‫إل��ى أن مص��ر طرف ف��ي اتفاقية ع��ام ‪،1951‬‬ ‫المتعلق��ة بوض��ع الالجئين‪ ،‬والت��ي تتطلب من‬ ‫ال��دول األطراف جميعاً عدم طرد أو إعادة الجئ‪،‬‬ ‫ب��أي ش��كل من األش��كال‪ ،‬إل��ى ح��دود األقاليم‬ ‫التي س��تكون حياته أو حريت��ه فيها مهددة؛ كما‬ ‫أن مصر صدّق��ت على اتفاقي��ة األمم المتحدة‬ ‫لمناهضة التعذيب‪ ،‬وعل��ى االتفاقية األفريقية‬ ‫التي تحكم الجوانب المحددة لمشاكل الالجئين‬ ‫ف��ي أفريقي��ا‪ ،‬والت��ي تمن��ع مص��ر من إرس��ال‬ ‫أش��خاص إل��ى بل��دان يواجه��ون فيه��ا خط��ر‬ ‫ً‬ ‫إضاف��ة إلى كون مصر‬ ‫االضطه��اد أو التعذيب؛‬ ‫طرفاً ف��ي المعه��د الدول��ي الخ��اص بالحقوق‬ ‫المدنية والسياس��ية‪ ،‬والذي ‪ -‬بموجب المادة ‪13‬‬ ‫فيه ‪ -‬يحظر الطرد التعسفي‪.‬‬ ‫وم��ع االنقالب العس��كري ف��ي مص��ر أيضاً تم‬ ‫إلغ��اء قب��ول الطالب الس��وريين ف��ي المدارس‬ ‫الحكومي��ة‪ ،‬وب��ات لزام��ًا اللجوء إل��ى المدارس‬ ‫الخاصة‪ ،‬وتحمل تكاليفها‪ .‬إال أنه ‪ -‬وعلى الرغم‬ ‫من التضيي��ق الحكوم��ي والحم�لات اإلعالمية‬ ‫المغرض��ة بحق الس��وريين ‪ -‬يبقى االس��تقبال‬ ‫المصري (الش��عبي) للس��وريين دافئ��ًا ومرحباً‪،‬‬ ‫خالفاً‬ ‫لكثير من الدول العربية؛ كما أن الجامعات‬ ‫ٍ‬ ‫المصرية تقب��ل الطالب المنقولين من جامعات‬ ‫س��وريا م��ن دون تعدي��ل يذك��ر ف��ي س��نوات‬ ‫الدراسة‪ ،‬مما دفع كثيرين إلى اختيار مصر ً‬ ‫ملجأ‬ ‫مؤقتًا‪ ،‬على أمل العودة إلى سوريا قريباً‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫عا�صفة احلزم‪� :‬صفقات دولية وممانعة خربية‬ ‫قناة العامل الإيرانية ت�سقط مقاتلتني �سعودتني!‬ ‫ك ّتاب‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫أعطى العاهل الس��عودي إشارة البدء لـ (عاصفة‬ ‫الح��زم)‪ ،‬العملي��ة العس��كرية الواس��عة النطاق‬ ‫ض��د المتمردي��ن الحوثيي��ن ف��ي اليم��ن‪ ،‬تح��ت‬ ‫غطاء ش��رعي دولي‪ ،‬بطلب من الرئيس اليمني‬ ‫قرار تحت البند الس��ابع‬ ‫المعت��رف به‪ ،‬وبموج��ب ٍ‬ ‫ف��ي مجلس األمن‪ ،‬والذي تضمن تأكيد المجلس‬ ‫اس��تعداده التخاذ خطوات إضافي��ة في حال عدم‬ ‫االلت��زام بتنفيذ بنود القرار م��ن جانب أي طرف‬ ‫في اليم��ن‪ .‬وأعلنت أكثر من عش��ر دول إقليمية‬ ‫انضمامه��ا إل��ى الحلف ال��ذي تقوده الس��عودية‬ ‫لتنفيذ العملية‪ ،‬من بينها أربع دول خليجية‪ ،‬هي‬ ‫قطر واإلم��ارات والكويت والبحري��ن‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫األردن ومصر وباكستان والمغرب والسودان؛ كما‬ ‫َ‬ ‫العملية وتقديمها‬ ‫أبدت اإلدارة األمريكية تأييدها‬ ‫الدعم االستخباراتي واللوجستي‪ .‬وسبق اإلعالن‬ ‫بي��وم واح��د توقي��ع األردن والحكومة الروس��ية‬ ‫في عمّ��ان االتفاقية اإلطارية لبن��اء أول محطة‬ ‫للطاقة النووية في المملكة وتش��غيلها‪ ،‬بتكلفة‬ ‫عش��رة ملي��ارات دوالر‪ ،‬وقف��زت أس��عار النفط‪،‬‬ ‫على الرغم م��ن أن العملية تع��دّ تطوراً لصراع‬ ‫قد يخرج عن نطاق الس��يطرة في أغنى مناطق‬ ‫العالم بالنفط‪.‬‬ ‫وأعلنت السعودية في إطار العملية عن مشاركة‬ ‫‪ 100‬طائ��رة مقاتلة س��عودية و‪ 150‬ألف مقاتل‪،‬‬ ‫إضافة إل��ى ‪ 30‬طائرة مقاتل��ة إماراتية و‪ 10‬من‬ ‫قط��ر و‪ 15‬من الكويت ومثلها م��ن البحرين‪ ،‬و ‪6‬‬ ‫م��ن كل من األردن والمغرب‪ ،‬و ‪ 3‬من الس��ودان؛‬ ‫كم��ا أعلنت كل م��ن مص��ر وباكس��تان واألردن‬ ‫والس��ودان والمغرب عن اس��تعدادها للمشاركة‬ ‫في أي عملية عسكرية برية‪.‬‬

‫ع�شرة مليارات ثمن الفيتو الرو�سي‪:‬‬

‫في يناي��ر‪ /‬كان��ون الثاني ‪ّ 2015‬‬ ‫عطلت روس��يا‬ ‫ص��دور بي��ان في مجل��س األمن يتضم��ن فقرة‬ ‫تحمّ��ل الحوثيي��ن مس��ؤولية تقوي��ض العملية‬ ‫السياس��ية‪ ،‬عل��ى الرغم م��ن أن جم��ال بنعمر‪،‬‬ ‫المستش��ار الخاص لألمين الع��ام لألمم المتحدة‬ ‫لش��ؤون اليمن‪ ،‬طلب من مجلس األمن تس��مية‬ ‫الحوثيي��ن وتحميله��م المس��ؤولية ع��ن وصول‬ ‫األزم��ة ال��ى وضعه��ا الحال��ي‪ ،‬بع��د أن كش��فت‬ ‫مص��ادر إعالمي��ة ع��ن زي��ارة منافي��ة لألعراف‬ ‫الدولية قام بها وفد روس��ي إلى العاصمة صنعاء‬ ‫من دون ترتيب أو تنس��يق مع الجانب الحكومي‪،‬‬ ‫بل بالتنس��يق مع ميليش��يا الحوثيين تُش��رعن‬ ‫س��لطتهم؛ إذ اس��تقبلته قيادات حوثية‪ ،‬وأقامت‬ ‫مأدب��ة عش��اء للوفد ف��ي العاصمة‪ ،‬وق��ام الوفد‬ ‫الروس��ي بزي��ارة ميليش��يا الحوثيي��ن والتق��ى‬ ‫قياداته��م في معقلهم صعدة‪ ،‬كم��ا توجه الوفد‬ ‫في أثناء زيارته إلى ميناء الحديدة من دون إبالغ‬ ‫السلطة المحلية في المحافظة‪ ،‬وهو ما أشار إلى‬ ‫صفقة عقدها الجانب الروسي مع الحوثيين‪.‬‬ ‫إال أن تغييراً جذرياً أصاب الموقف الروس��ي حين‬ ‫تبن��ى مجل��س األم��ن الدول��ي ف��ي ‪ 15‬فبراير‪/‬‬ ‫ش��باط ‪ 2015‬باإلجم��اع‪ ،‬أي بموافق��ة روس��ية‪،‬‬ ‫ق��راراً صاغته األردن وبريطاني��ا يدعو الحوثيين‬ ‫في اليمن إلى االنسحاب الفوري وغير المشروط‬ ‫من مؤسس��ات الدولة؛ كما دعا الق��رار الحوثيين‬ ‫إلى اإلفراج ع��ن الرئيس اليمني ورئيس الوزراء‬ ‫وغيرهم��ا م��ن أعض��اء الحكوم��ة م��ن اإلقام��ة‬ ‫الجبرية‪ ،‬والكف عن تقويض االنتقال السياس��ي‬ ‫واألمن في اليمن‪.‬‬ ‫ب��دا الع��رض األردن��ي أكث��ر إغ��را ًء للحكوم��ة‬

‫الروس��ية‪ ،‬التي تعاني من ضائقة اقتصادية بعد‬ ‫العقوبات األوروبية وانهيار أسعار النفط؛ إذ قامت‬ ‫الحكوم��ة األردني��ة بتوقي��ع االتفاقي��ة اإلطارية‬ ‫الت��ي كان��ت تف��اوض ال��روس عليها لبن��اء أول‬ ‫محط��ة للطاقة النووية في المملكة وتش��غيلها‪،‬‬ ‫بتكلفة عشرة مليارات دوالر‪ ،‬وهو ما يعادل ثلث‬ ‫المديونية األردنية‪ .‬وقد واجه المشروع معارضة‬ ‫ألسباب‬ ‫أردنية شعبية وبرلمانية ش��ديدة‪ ،‬وذلك‬ ‫ٍ‬ ‫عدي��دة‪ ،‬أهمها المخاوف البيئي��ة ومخاطر األمان‬ ‫والس�لامة العامة من إقامته‪ ،‬خصوصًا أن أبحاثًا‬ ‫ودراس��ات في الوالي��ات المتحدة وأمري��كا أكدت‬ ‫إمكاني��ة تع��رض المواطني��ن الذي��ن يقطن��ون‬ ‫ف��ي قطر دائ��رة تبلغ ‪ 30‬كم لإلصاب��ة بأمراض‬ ‫الس��رطان‪ ،‬إلى جانب حاجة المحطة النووية إلى‬ ‫كميات كبي��رة من المياه في ظ��ل معاناة األردن‬ ‫من نق��ص المياه‪ ،‬وه��و المُصنَّ��ف ضمن أفقر‬ ‫أرب��ع دول في العالم بمص��ادر المياه‪ ،‬في الوقت‬ ‫ال��ذي تتن��وع ف��ي األردن مص��ادر طاق��ة بديلة‪،‬‬ ‫تمكنه من إنتاج طاقة نظيفة بكلفة زهيدة‪.‬‬

‫هزائم �إيرانية مفاجئة‪ ،‬وممانعة اخلرب‪:‬‬

‫بع��د تحرير مدينة بصرى الش��ام من مليش��يات‬ ‫الح��رس الثوري اإليراني وح��زب (اهلل) اإليراني‪،‬‬ ‫وتراج��ع قواتهم��ا في إدل��ب ومناطقه��ا في أيام‬ ‫مع��دودة‪ ،‬ط��ردت الس��ودان ممثلي��ات إي��ران‬ ‫وجمعياته��ا العامل��ة عل��ى األراضي الس��ودانية‬ ‫جميع��ًا‪ ،‬وأكملت عملية (عاصفة الحزم) المأس��اة‬ ‫اإليراني��ة‪ ،‬إذ وجه��ت ضرب��ة قاصم��ة للوج��ود‬ ‫اإليراني في اليمن‪ ،‬وهو ما ش��كل هزيمة كبرى‬ ‫للمشروع اإليراني في فترة قياسية‪.‬‬ ‫اس��تمرت ممانع��ة الخب��ر اإليرانية ف��ي طريقة‬ ‫َ‬ ‫األح��داث عل��ى األرض‬ ‫تضخيمه��ا واختالقه��ا‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وأحيانًا التزم��ت الصمت المطبق تجاه‬ ‫أح��داث كبرى وهزائم صبيها بش��ار األس��د وفي‬ ‫المنطق��ة العربي��ة‪ ،‬إذ كان آخر خبر نش��رته عن‬ ‫معركة بصرى الش��ام‪" :‬يواصل الجيش السوري‬ ‫واللجان الش��عبية تصديهما للجماعات المسلحة‬ ‫في بصرى الشام بريف درعا‪ ،‬حيث تمت استعادة‬ ‫الس��يطرة على عدد من األبنية ف��ي محيط حي‬ ‫القلع��ة والح��ي القدي��م‪ ،‬كم��ا قت��ل حوال��ي ‪50‬‬ ‫مس��لحاً‪ ،‬فيما نقل المصابون الى مش��افي كيان‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي‪".‬‬ ‫وتناقل��ت وس��ائل اإلع�لام الدولي��ة واإلقليمي��ة‬ ‫أخبار العملية العس��كرية الس��عودية ضد التمدد‬ ‫اإليراني ف��ي اليمن كل عل��ى طريقته الخاصة‪،‬‬

‫منصور العمري‬

‫فبينم��ا ش��كلت قناة العربي��ة المص��در الرئيس‬ ‫وش��به الوحي��د ألنب��اء الضربات العس��كرية ضد‬ ‫الحوثيين‪ ،‬اعتم��دت قنوات إي��ران ومواليها على‬ ‫مدرس��ة س��عيد الصح��اف‪ ،‬وزير خارجي��ة صدام‬ ‫حس��ين اإلعالمية التي اتصفت بالتالعب الكامل‬ ‫بالحقائ��ق من تغييب واختالق وفبركات ش��ديدة‬ ‫الوض��وح واالنفص��ال عن الواق��ع‪ ،‬إذ أعلنت قناة‬ ‫العال��م بع��د بض��ع س��اعات م��ن ب��دء الضربات‬ ‫الجوي��ة‪ ،‬وعبر موقعها اإللكتروني‪ ،‬عن إس��قاط‬ ‫طائرتين لما أسمته العدوان السعودي؛ وجاء في‬ ‫الموقع‪" :‬قال مراس��ل قناة العال��م اإلخبارية في‬ ‫اليمن إن المضادات األرضية لقوات الدفاع الجوي‬ ‫اليمني تمكنت من إس��قاط طائرتين سعوديتين‬ ‫معاديتي��ن فوق أج��واء العاصمة صنع��اء"‪ .‬وقبل‬ ‫أن يستيقظ الش��عب اليمني‪ ،‬أو يعلم أن العملية‬ ‫قد ب��دأت‪ ،‬اس��تبقت القن��اة اإليراني��ة الحكومية‬ ‫ردة فعل الش��عب اليمني‪" :‬الشارع اليمني يشهد‬ ‫استنكاراً ش��عبيًا واس��عًا للعدوان السعودي على‬ ‫اليم��ن‪ ،‬وهن��اك تأكيدات بأن الضرب��ات الهمجية‬ ‫وحّ��دت الجبه��ة الداخلي��ة"‪ .‬وقامت قن��اة المنار‬ ‫بتقليد مرجعيتها قناة العالم‪ ،‬وتنبأت عبر موقعها‬ ‫اإللكتروني بمس��تقبل ردة فعل الشعب اليمني‪:‬‬ ‫"الش��عب اليمني أكثر التحام��ًا لمواجهة العدوان‪،‬‬ ‫وأعل��ن أن الحركة تدرس التطورات‪ ،‬وس��تصدر‬ ‫بيانًا يحدد موقفها"‪ ،‬كما عنونت خبرها‪" :‬الجيش‬ ‫اليمن��ي واللج��ان الش��عبية يتص��دون للع��داون‬ ‫الس��عودي على البالد"‪ ،‬في إش��ارة إلى (شرعية)‬ ‫اللج��ان الش��عبية‪ ،‬الت��ي تعب��ر ع��ن الحوثيي��ن‪،‬‬ ‫وه��و ما يتواف��ق مع مبدأ وجود ميليش��يات حزب‬ ‫(اهلل)‪ ،‬وفي محاولة لتأكيد إضفاء الش��رعية على‬ ‫مليش��يا الحزب بوصفها جماعة مسلحة مستقلة‬ ‫عن جي��ش الدولة اللبنانية‪ ،‬وتتب��ع إيران‪ ،‬كحال‬ ‫عصابات الحوثيين في اليمن‪.‬‬ ‫أما وكالة س��انا األس��د لألنب��اء فقد أك��دت على‬ ‫حضوره��ا ف��ي مح��ور (المقاوم��ة) اإلعالم��ي‪،‬‬ ‫وتحدث��ت باس��م الش��عب اليمني‪ ،‬وقام��ت بدور‬ ‫العرّاف��ة في التنبؤ بما س��تكون علي��ه ردة فعل‬ ‫الش��عب اليمني‪" :‬الش��عب اليمني توحّد في صد‬ ‫العدوان الذي أعلنه نظام آل س��عود‪ ،‬وس��يواجه‬ ‫الحرب التي فرضت عليه ببسالة وشجاعة"‪.‬‬ ‫بينم��ا أكدت إي��ران عل��ى وجودها ف��ي البحرين‬ ‫حي��ن تناقلت بع��ض المواقع اإلخباري��ة (فيديو)‬ ‫لمظاه��راتٍ قام به��ا بع��ض البحرينيين‪ ،‬الذين‬ ‫خرج��وا‪" :‬اس��تنكاراً للع��دوان الس��عودي عل��ى‬ ‫اليمن"‪ ،‬وقاموا بإحراق عدد من السيارات‪.‬‬


‫سوريتنا ‪ -‬ياسر مرزوق‬

‫عبد الرحمن منيف في بيته بدمشق‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬

‫أن عملي��ة النهب ه��ذه طالت كل ما‬ ‫وتابع��ت ّ‬ ‫هو نفيس‪ ،‬نس��خة نادرة من القرآن‪ ،‬مجالت‬ ‫قديم��ة محتجب��ة‪ ،‬وكت��ب فنيّ��ة مقتن��اة من‬ ‫متاح��ف العال��م‪ ،‬إضاف��ة إلى س��رقة األوراق‬ ‫والرس��وم الش��خصية لمنيف‪ ،‬ومخطوط غير‬ ‫مكتم��ل‪ ،‬كان الكات��ب الراحل قد ب��دأ الكتابة‬ ‫في��ه‪ ،‬ع��ن مدين��ة دمش��ق‪ ،‬ورس��ائل كان‬ ‫تبادلها مع ع��دد كبير من الكتّ��اب والفنانين‬ ‫واألصدق��اء‪ ،‬ومذك��رات ويومي��ات كان��ت قيد‬ ‫النشر‪.‬‬ ‫وقالت ف��ي بيانها أيضًا‪" :‬عب��د الرحمن منيف‬ ‫الذي عاش عربيً��ا بامتياز‪ ،‬متنقال بين رحاب‬ ‫ه��ذا الوط��ن الغال��ي‪ ،‬حام�ًل�اً أوراق�� ًا للمرور‬ ‫فق��ط‪ ،‬بعد ما سُ��لبت جنس��يته الس��عودية‬ ‫تح��ت ذريعة أن��ه أصبح يفكر خارج الس��رب‪،‬‬ ‫وغ��ادر دون أن يحص��ل عليه��ا‪ ،‬وكل ما ُلفق‬ ‫حول هذا الموض��وع كان كالم ًا فارغًا‪ ،‬وأكدت‬ ‫س��رقة أوراق مني��ف الخاص��ة وكل المدونات‬ ‫وتخطيط��ات‪ ،‬ورس��وم عائ��دة ل��ه ولبع��ض‬ ‫رس��امين كبار يرس��مون على دفاتره أحيانا‪،‬‬ ‫وس��رقة مخطوطات لم تنش��ر بع��د وأوراقه‬ ‫اليومي��ة الت��ي كنت قد ب��دأت بكتابة البعض‬ ‫اس��تعداداً للنش��ر بم��ا تش��به المذك��رات‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى الرسائل التي فرزتها وحضرتها‬ ‫للنش��ر لكثير من الكتاب أصدقاء عبد الرحمن‬ ‫من روائيين وفناني��ن وأصدقاء من كل حدب‬ ‫وصوب بالمئات‪ ،‬سُرقت أيضًا"‪.‬‬ ‫وإن ص��ح ادعاء الس��يدة ق��وادري فنحن أمام‬ ‫خس��ارةٍ عل��ى مس��توى الجس��م الثقاف��ي‬ ‫العرب��ي‪ ،‬ال تقف عند خس��ارة مخطوطاتٍ أو‬ ‫كت��ب مطبوعة؛ فالكتاب بع��د أن يقرأه منيف‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫حل��ة خاص��ة‪ ،‬فقد كتب��ت زوجة‬ ‫كان يلب��س‬ ‫الراحل في مجلة "نزوى الثقافية" في نيسان‬ ‫ع��ام ‪ 2009‬أن زوجه��ا كان‪" :‬ما إن ينتهي من‬ ‫ق��راءة كتاب حت��ى يأخذ قلمًا ودفت��راً ويكتب‬ ‫مالحظاته حتى يس��تقر الكتاب في ذاكرته"‪.‬‬ ‫وأوردت بعض األمثل��ة على المالحظات التي‬ ‫كتبه��ا زوجه��ا بعد قراءت��ه مجموعة قصص‬ ‫ليوسف إدريس‪.‬‬ ‫وف��ي التفاصيل فإن الس��يدة ق��وادري قررت‬ ‫السفر إلى الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وقبل‬ ‫الس��فر وبتاريخ الثالث عشر من حزيران عام‬ ‫‪ 2013‬تحدي��داً عه��دت بمنزلها إل��ى الطبيب‬

‫حمزة البرقاوي‪ ،‬الذي ترك منزله الذي تعرض‬ ‫للقصف في حرس��تا واس��تقر ف��ي العاصمة‬ ‫دمشق‪ ،‬بعد أن كانت قد وضعت المخطوطات‬ ‫المهم��ة والثمينة في خزنة مغلقة‪ ،‬وس��لمت‬ ‫مفاتيحها إلى برقاوي تحسباً من دخول األمن‬ ‫إلى البيت‪ ،‬أو تعرضه للخطر‪ ،‬وهو ما بات أمراً‬ ‫اعتيادياً في يوميات العاصمة‪.‬‬ ‫وعلى الرغ��م من تعاطفنا م��ع زوجة الكاتب‬ ‫الكبي��ر وما تعرضت له إال أن الموضوع برمته‬ ‫يطرح كثيراً من األس��ئلة‪ ،‬لعل أبرزها توقيت‬ ‫اإلعالن ع��ن الجريمة التي طالت تراث منيف‪،‬‬ ‫فالس��يد برق��اوي س��لم المنزل إلى الس��يدة‬ ‫سعاد القوادري في الرابع من آذار عام ‪،2014‬‬ ‫بعد عودة األخيرة من أمريكا‪ ،‬فلماذا انتظرت‬ ‫الس��يدة ق��وادري عامًا كام� ً‬ ‫لا لتعلن عن نهب‬ ‫مكتب��ة زوجه��ا ومخطوطات��ه؟! ويب��دو أيضًا‬ ‫تفس��ير لذلك مدعا ٌة للش��ك‬ ‫أن ما أوردته من‬ ‫ٍ‬ ‫والتس��اؤل‪ ،‬فلو س��لمنا جد ً‬ ‫ال أنها لم تكتشف‬ ‫االعت��داءات عل��ى المكتبة إال بعد م��رور عام‬ ‫ٍ‬ ‫كامل‪ ،‬نظ��راً إلى ضخامتها‪ ،‬ف�لا يبدو مقنعًا‬ ‫ٍ‬ ‫أن يمر عامٌ كامل ولم تفتح الس��يدة قوادري‬ ‫الخزن��ة الت��ي تم إي��داع مخطوط��ات الراحل‬ ‫الكبير فيها‪.‬‬ ‫والتس��اؤل الثاني هو م��ا أوردته عن يومياتٍ‬ ‫لعب��د الرحم��ن مني��ف كان��ت تعم��ل عل��ى‬ ‫تجهيزها للنش��ر‪ ،‬وهو ما يناقض ما صرحت‬ ‫ب��ه لصحيفة (الع��رب اليوم) بتاري��خ ‪ 14‬آذار‬ ‫ع��ام ‪ ،2004‬ف��ي الن��دوة الت��ي أقامه��ا اتحاد‬ ‫الكتاب األردنيين بمناسبة مرور أربعين عامًا‬ ‫عل��ى وفاة منيف‪ ،‬إذ قالت ما نصه‪" :‬إن الوقت‬ ‫ل��م يمهل الراح��ل ليخط مذكرات��ه"‪ ،‬وهو ما‬ ‫أكدته الس��يدة منى اللبابي��دي‪ ،‬زوجة الكاتب‬ ‫الفلس��طيني المع��روف "حس��ام الخطي��ب"‪،‬‬ ‫والصديقة المشتركة للعائلتين‪ ،‬إذ قالت‪" :‬إن‬ ‫س��عاد القوادري قال��ت لي ش��خصي ًا بأن عبد‬ ‫الرحمن لم يكتب مذكراته‪ ،‬وأنها كانت تتمنى‬ ‫لو كتبها‪ ،‬وهو يناقض ما صرحت به كتابياً"‪.‬‬ ‫أم��ا الداف��ع م��ن وراء االعت��داء ‪ -‬إن وج��د ‪-‬‬ ‫فهو نش��ر المخطوط��ات وبيعه��ا الحقاً‪ ،‬وهو‬ ‫م��ا ألمحت إلي��ه أرمل��ة الراحل‪ ،‬وه��و مجافٍ‬ ‫للمنط��ق والقانون‪ ،‬إذ يس��تحيل على الجاني‬ ‫في حالة كهذه الجهر بفعلته‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ش��كلت تصريحات الس��يدة س��عاد القوادري‪،‬‬ ‫زوج��ة الكبير الراحل عبد الرحمن منيف حول‬ ‫ً‬ ‫دسمة للصحف‬ ‫االعتداء على إرث زوجها ماد ًة‬ ‫وألق�لام اإلعالميين في اآلونة األخيرة‪ ،‬وهي‬ ‫ليست المرة األولى التي يتعرض فيها منيف‪،‬‬ ‫حيًا أو ميتاً‪ ،‬لعدوان‪ ،‬فحتى قبره لم يسلم من‬ ‫االعتداء عام ‪ 2007‬في قلب دمشق‪.‬‬ ‫وق��د كان االهتم��ام اإلعالم��ي بأخب��ار إرث‬ ‫الكات��ب العرب��ي مُسْ��تَغْرَبًا ومبشِّ��راً في‬ ‫الوق��ت نفس��ه‪ ،‬ففي الوقت ال��ذي تطفو فيه‬ ‫أخبار المعارك والقتل والبراميل على السطح‬ ‫ّ‬ ‫س��طر اسمه‬ ‫كاتب‬ ‫يأتي اهتمام القارئ بإرث‬ ‫ٍ‬ ‫بج��دارةٍ في س��جل اإلب��داع العرب��ي‪ ،‬ليؤكد‬ ‫ٌ‬ ‫مجدداً أننا ٌ‬ ‫عصية على الموت‪.‬‬ ‫أمة‬ ‫رحل منيف ت��اركاً وراءه حيوات وأمكنة ومدناً‬ ‫ولوعة‪ ،‬عبد الرحمن منيف الكاتب الس��عودي‬ ‫األردني السوري‪ ،‬ليس أبرز الروائيين العرب‬ ‫فحس��ب‪ ،‬بل هو الم��ؤرخ والمثق��ف وصاحب‬ ‫الموقف م��ن الدكتاتوري��ات العربي��ة جميع ًا‪.‬‬ ‫منذ أيام قليلة أعلنت السيدة سعاد القوادري‪،‬‬ ‫رفيق��ة النضال‪ ،‬اغتي��ال إرث زوجها الفكري‪،‬‬ ‫في تصريحات صادمة‪ ،‬كتبتها على حس��ابها‬ ‫الش��خصي عل��ى الفي��س بوك‪ ،‬اتهم��ت فيها‬ ‫أمين س��ر االتحاد العام للكتّاب والصحافيين‬ ‫الفلس��طينيين‪ ،‬حمزة برقاوي‪ ،‬صديق منيف‬ ‫وأحد أبطال روايته "حين تركنا الجسر"‪ ،‬وابنه‬ ‫سامي‪ ،‬بتدمير مكتبة زوجها الراحل وإتالفها‬ ‫وتش��ويهها‪ ،‬وأضاف��ت إل��ى الئح��ة االته��ام‬ ‫الس��يدة رندة عب��د الكري��م‪ ،‬زوج��ة الطبيب‬ ‫سامي البرقاوي‪ ،‬والسيدة ماجدة شاكر‪ ،‬زوجة‬ ‫حمزة البرقاوي وصديقة عمرها منذ س��نوات‬ ‫الجامعة‪.‬‬ ‫تقول القوادري‪" :‬ارتكب��ت الخطأ الكبير الذي‬ ‫س��يؤلمني م��ا حيي��ت‪ ،‬العم��ل ال��ذي تس��بب‬ ‫ف��ي ضي��اع ونهب ت��راث عبد الرحم��ن منيف‬ ‫ومكتبت��ه‪ ،‬الخط��أ المري��ع ال��ذي ل��ن يُمحى‬ ‫بدافع إنس��انيٍّ‬ ‫من ذاكرت��ي وكيان��ي‪ .‬إنني‬ ‫ٍ‬ ‫اس��تضفت في ه��ذا البيت اب��ن العائلة‪ ،‬الذي‬ ‫كن��ت أظ��ن أن��ه يس��تحق المس��اعدة عندما‬ ‫تع��رض بيته لإلصاب��ة في المواجه��ات‪ ،‬وقد‬ ‫أقام سامي حمزة برقاوي مع زوجته رندة عبد‬ ‫الكريم في بيتي‪ ،‬واش��تركا مع حمزة برقاوي‬ ‫وزوجته ماجدة ش��اكر بالس��طو على المكتبة‬ ‫وكامل تراث الروائي عبد الرحمن منيف"‪.‬‬ ‫ث��م أضاف��ت ف��ي ادعائها أن الس��يد (س��امي‬ ‫مبال‬ ‫حمزة برق��اوي) كان "يخلع الغ�لاف غير ٍ‬ ‫بما يتعرض له‪ ،‬ويفتح مالزم الكتاب ويصوّر‬ ‫ثم يعاود لمّه بطريقة بدائية وقذرة‪ ،‬ويقطع‬ ‫ليس��وى حس��ب تصوره أنه يخف��ي الجريمة‪،‬‬ ‫ويلص��ق بمواد رخيصة ويخرز وتصبح الكتب‬ ‫كقطع خش��بية خالية م��ن أي روح‪ ،‬الهوامش‬ ‫ضائعة‪ ،‬وأحيانًا تترك من دون إرجاع الغالف‪،‬‬ ‫لتلف��ه أثن��اء الخل��ع ربم��ا‪ ،‬وعمليات تش��ويه‬ ‫مريع��ة‪ ،‬أغلفة قذرة‪ ،‬أغلف��ة ممزقة‪ ،‬وحاالت‬ ‫من تلفيق ولصق وما ش��اكلها‪ .‬لن يتصور أو‬ ‫يص��دق أحد م��ا حصل لمكتبة عب��د الرحمن‪،‬‬ ‫ولو نطق��ت لقال��ت الويل على ه��ذا اإلجرام‬ ‫بحقها وحق الثقافة"‪.‬‬

‫ثقافة وفن‬

‫االعتداء على مكتبة عبد الرحمن منيف‬ ‫جرمية بحق الإرث الثقايف العربي‬

‫‪17‬‬


‫ثقافة وفن‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ع��ام ‪ 1870‬كت��ب الث��وري الفوضوي الروس��ي‬ ‫(ميخائي��ل باكوني��ن) ‪ -‬ومصطل��ح فوضوي ال‬ ‫يعطي الدالل��ة الحقيقية لهذا المذهب أو النهج‬ ‫في السياسة‪ ،‬وربما كان مصطلح السلطوي هو‬ ‫ً‬ ‫رس��الة إلى صديق قال فيها‪« :‬إنهم‬ ‫األنس��ب ‪-‬‬ ‫ضحايا الدول الكبرى‪ ،‬لكنهم أيضًا مصدر خطر‬ ‫له��ا»‪ ،‬يقصد فيها دو ًال صغي��رة في أوروبا مثل‬ ‫بلجيكا والتفيا؛ وربما استش��رف المستقبل‪ ،‬إذ‬ ‫كان لدولةٍ كالشيش��ان أن تساهم في إسقاط‬ ‫االتحاد السوفيتي الحقًا‪.‬‬ ‫ولبن��ان أيض��ًا دول��ة صغي��رة بع��دد س��كانها‬ ‫ومساحتها‪ ،‬أرضٌ لمعارك دول المنطقة وخطر‬ ‫على اس��تقرارها‪ ،‬وهو ما دفع دافيد هيرس��ت‪،‬‬ ‫مراسل (الغارديان) في الشرق األوسط‪ ،‬والذي‬ ‫أقام ف��ي لبن��ان أكثر من خمس��ين عام��ًا‪ ،‬إلى‬ ‫أن يعن��ون كتابن��ا الي��وم‪ ،‬الذي يتضم��ن قراء ًة‬ ‫لتاريخ لبنان والشرق األوسط والصراع العربي‬ ‫اإلس��رائيلي‪ ،‬مح��رك أغل��ب ح��روب المنطق��ة‬ ‫وويالتها‪.‬‬ ‫يغ��وص ديفيد هرس��ت ف��ي الرم��ال اللبنانية‬ ‫المتحرك��ة التي عايش��ها م��دة خمس��ين عامًا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وس��احة‬ ‫ضحية لدول المنطقة‬ ‫كان لبن��ان فيها‬ ‫لنزاعاتها‪ .‬وفي هذا الصدد يقول‪« :‬مضى على‬ ‫وج��ود لبن��ان في ش��كله الحديث م��ا يقرب من‬ ‫تس��عين عام��ًا‪ ،‬احتكت به دول ع��دة‪ ،‬من داخل‬ ‫المنطق��ة وخارجه��ا‪ ،‬فت��وددت إلي��ه‪ ،‬أو تجرأت‬ ‫عليه‪ ،‬أو سعت إلى دكه من الداخل‪ ،‬أو هاجمته‪،‬‬ ‫أو غزت��ه‪ ،‬أو احتلت��ه‪ ،‬أو أس��اءت معاملت��ه‪ .‬غير‬ ‫أن أي��ًا منها لم يفع��ل ذلك بالعن��ف والتخريب‬ ‫ال��ذي مارس��ته إس��رائيل‪ ،‬التي نم��ت في كنف‬ ‫الحرك��ة الصهيوني��ة م��ا قبل الدول��ة؛ ذلك أنه‬ ‫مهم��ا تكن األلفة التي يب��دو عليها اليوم وجود‬ ‫الدول��ة اليهودية وأنش��طتها المميزة في أعين‬ ‫العالم تبقى حقيق��ة بارزة تاريخيًا أنه لم يكن‬ ‫له��ا وجود حين قام لبنان ال��ذي نعرفه في عام‬ ‫‪ .1920‬وال يقتصر األم��ر على أنه لم تكن ثمة‬ ‫دول��ة يهودية آنذاك‪ ،‬بل يتعداه إلى أنه لم تكن‬ ‫هنالك الش��روط المس��بقة األساس��ية الالزمة‬ ‫لقيام مثل هذه الدولة»‪.‬‬ ‫كان لبن��ان‪ ،‬وعب��ر تاريخ��ه الحدي��ث‪ ،‬المتضرر‬ ‫األكب��ر م��ن الح��روب العربي��ة اإلس��رائيلية‪،‬‬ ‫والح��روب العربية العربية؛ فبع��د حرب ‪،1948‬‬ ‫وفش��ل الجيوش العربية في فلس��طين‪ ،‬كانت‬

‫هن��اك حربان بق��ي ف��ي أثنائهما لبن��ان خارج‬ ‫المعارك التي دارت بين س��وريا ومصر واألردن‬ ‫من جهة وإسرائيل من جهةٍ أُخرى سنة ‪،1967‬‬ ‫وبي��ن س��وريا ومصر م��ن جهة وإس��رائيل من‬ ‫جهة أخرى سنة ‪.1973‬‬ ‫قب��ل ذل��ك‪ ،‬لح��ق دم��ارٌ كبي��رٌ بلبن��ان ع��ام‬ ‫‪،1968‬عندم��ا دم��ر اإلس��رائيليون الطائ��رات‬ ‫المدني��ة اللبناني��ة ف��ي مط��ار بي��روت‪ .‬وبي��ن‬ ‫عام��ي ‪ 1968‬و‪ 1973‬تع��ددت الصدام��ات بين‬ ‫الجيش اللبناني والفصائل الفلس��طينية‪ ،‬التي‬ ‫اكتس��بت ش��رعية الس��تعمال جز ٍء من جنوبي‬ ‫لبنان مرتكزاً ألعمالها ضد إسرائيل‪ .‬وشهد عام‬ ‫‪ 1982‬اجتياح إسرائيل للبنان‪ ،‬واحتاللها بيروت‪،‬‬ ‫ثاني عاصمة عربية تقع في أيدي اإلسرائيليين‬ ‫بعد القدس‪ .‬وسبق هذا العدوان الشامل احتالل‬ ‫مساحات شاسعة من أرض الجنوب عام ‪.1978‬‬ ‫واس��تمرت الح��روب الصغيرة بي��ن اللبنانيين‪،‬‬ ‫المتأبطين المقاومة الفلسطينية والمتمسكين‬ ‫بموق��ف تحييد لبنان عن هذا الص��راع‪ ،‬ما بين‬ ‫عامي ‪ 1975‬و‪ 1990‬بعد إنجاز اتفاق الطائف‪.‬‬ ‫توال��ت الحروب اإلس��رائيلية عل��ى لبنان عامي‬ ‫‪ 1993‬و‪ ،1996‬كم��ا اس��تمرت الصدام��ات بين‬ ‫مقاتلي األح��زاب الوطنية‪ ،‬خصوصًا حزب اهلل‪،‬‬ ‫واإلس��رائيليين حت��ى ع��ام ‪ 2000‬وانس��حاب‬ ‫إس��رائيل م��ن جنوبي لبن��ان‪ ،‬وتف��كك ما كان‬ ‫يسمى جيش لبنان الجنوبي‪ .‬وعام ‪ 2006‬كانت‬ ‫الحرب الطاحنة ذلك الصيف‪ ،‬والتي كبدت لبنان‬ ‫خسائر بشرية قاربت الـ ‪ 1300‬قتيل‪ ،‬غالبيتهم‬ ‫من المدنيين‪ ،‬وخسائر بلغت ‪ 6‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫بدأ هيرست كتابه بالحديث عن بدايات الصراع‬ ‫اإلس��رائيلي العرب��ي ف��ي أواخر القرن التاس��ع‬ ‫عش��ر‪ ،‬وخصص فص ً‬ ‫ال ع��ن العالق��ة المبهمة‬ ‫بي��ن الصهاين��ة والموارنة وأح�لام دولة لبنان‬ ‫الكبي��ر‪ ،‬وفص� ً‬ ‫لا آخر عن تداعي��ات نكبة ‪1948‬‬ ‫عل��ى لبن��ان‪ .‬انتق��ل بعده��ا إل��ى الحديث عن‬ ‫تط��ور الوجود الفلس��طيني وتواط��ؤ األنظمة‬ ‫العربي��ة عل��ى لبنان وفلس��طين‪ ،‬وص��و ًال إلى‬ ‫الحرب األهلية اللبنانية‪ ،‬واالجتياح اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫وهنا يكتفي هيرس��ت بالسرد بعيداً عن توجيه‬ ‫االتهام أليٍّ من األطراف المتصارعة‪.‬‬ ‫كما يفرد أيضًا فص ً‬ ‫ال لثورة الخميني في إيران‪،‬‬ ‫واألثر الخجول في ش��يعة لبن��ان‪ ،‬الذي تصاعد‬

‫�أ�سرى حتت الهدف‬

‫اصــــدارات‬

‫‪18‬‬

‫حذار من الدول ال�صغرية‬ ‫ديفيد هري�ست‪ِ :‬‬ ‫لبنان �ساحة معارك ال�شرق الأو�سط‬

‫يتكل��م المصور التركي «حمدي جوش��كون»‬ ‫ال��ذي قض��ى ‪ 70‬يوم��ا ف��ي المعتق�لات‬ ‫الس��ورية عن المعاناة التي يعيشها السجناء‬ ‫والمحكوم��ون في س��جون نظام األس��د في‬ ‫كتابه «أسرى تحت الهدف»‪.‬‬ ‫ويحك��ي الكت��اب المأس��اة الت��ي تع��رض لها‬ ‫الكثيرون والوحش��ية المفرطة في الس��جون‬ ‫الس��ورية‪ ،‬حسب تعبير جوش��كون الذي يؤكد‬ ‫أن العال��م ب��دأ ينس��ى م��ا يحدث في س��وريا‬ ‫وي��رى أنّ��ه ال ب��د م��ن تذكيرهم‪ ،‬ذاك��را أنّه‬ ‫يش��عر بس��عادة لمحاولت��ه التذكي��ر باألزم��ة‬ ‫المس��تمرة‪ .‬وبين جوش��كون أن رغبته بفعل‬ ‫ش��يء أمام المج��ازر التي يرتكبها األس��د ضد‬ ‫ش��عبه هي التي دفعت��ه للذهاب إلى س��وريا‬

‫م��ن أجل إعداد فل��م وثائقي‪ ،‬ف��كان أن ذهب‬ ‫برفقه الصحفي «آدم أوزكوس��ه» عام ‪2012‬‬ ‫إلى سوريا‪ ،‬ولكنهما اعتُقِال بعد عدة أيام من‬ ‫دخولهما من قبل الش��بيحة‪ .‬وقال جوش��كون‬ ‫أن��ه وصديق��ه كان��ا س��يعدمان إال أن تدخ��ل‬ ‫تركيا دولة وش��عبا حال دون ذلك فأرس�لا إلى‬ ‫سجن تحت األرض حيث شهدا معاناة التعذيب‬ ‫الفظيعة التي يتعرض لها السجناء‪.‬‬ ‫ويقص جوش��كون الوح��دة التي ش��عر فيها‬ ‫عندم��ا تم نقله إلى س��جن إنف��رادي‪ ،‬وكيف‬ ‫تعرف على صديقه أوزكوسه من صوته وهو‬ ‫يتل��و آيات من القرآن‪ ،‬ول��م يكن يعرف حتى‬ ‫اللحظة التي سمع صوت صديقه بتواجده في‬ ‫نفس الطابق معه‪.‬‬ ‫ويتاب��ع جوش��كون أنه بع��د أن عل��م بوجود‬ ‫صديق��ه بالق��رب منه بدأ يتكل��م معه وكأنه‬

‫تدريجي��ًا حتى انته��اء الحرب األهلي��ة وصعود‬ ‫(ح��زب اهلل)‪ ،‬بوصف��ه الط��رف األق��وى عل��ى‬ ‫الس��احة اللبنانية‪ ،‬والذي بات طرف��اً في النزاع‬ ‫الدولي حول مش��روع الش��رق األوسط الجديد‪،‬‬ ‫ومحاولة إعادة رس��م خارطة المنطقة‪ ،‬وإخراج‬ ‫س��ورية م��ن لبن��ان ف��ي ع��ام ‪ ،2005‬والحرب‬ ‫اإلسرائيلية على لبنان في عام ‪.2006‬‬ ‫وفي الحديث عن حرب تموز يؤمن هيرست بأن‬ ‫النص��ر كان من نصيب ح��زب اهلل وداعميه‪ ،‬إال‬ ‫أن هذا النزاع االس��تثنائي لم يبدل ش��يئًا على‬ ‫األرض‪ ،‬ولم يع��دل في موازين القوى إال قلي ً‬ ‫ال‬ ‫ج��داً‪ ،‬مما أفض��ى إلى ادع��اءات متعارضة حول‬ ‫ماهية النصر ونتائجه الفعلية‪.‬‬ ‫في المحصل��ة يعدّ هيرس��ت أن لبنان صُمِّمَ‬ ‫ليبقى ساحة صراع دائمة لآلخرين في السياسة‬ ‫واالس��تراتيجية واأليديولوجية‪ ،‬تلك الصراعات‬ ‫الت��ي تتصاع��د أحيان��ًا لتبل��غ درج��ة الح��روب‬ ‫بالوكالة‪ .‬ه��ؤالء اآلخرون هم في المقام األول‬ ‫ال��دول الكبي��رة ف��ي المنطق��ة‪ ،‬لكنه��م أيضًا‬ ‫أميركا وأوروبا وروسيا‪ ،‬أو أي قوة كبرى‪ ،‬فعلية‬ ‫أو طامحة‪ ،‬تبدي اهتمامها بشؤون المنطقة‪.‬‬ ‫إال أن��ه‪ ،‬م��ن جهة أخ��رى‪ ،‬يبقى لبن��ان مجتمعًا‬ ‫منفتح��ًا وح��راً وديمقراطي��ًا أكثر م��ن جيرانه‬ ‫العرب‪ ،‬وهذا ما جعل عيبه الرئيس‪ ،‬هشاش��ته‬ ‫حي��ال الش��قاق الداخل��ي‪ ،‬فضيلت��ه الرئيس��ة؛‬ ‫ذل��ك أن الدولة الطائفية ال تس��تطيع أن تقوم‬ ‫بعملها ما ل��م تتفق أجزاؤه��ا المكونة‪ ،‬مبدئيًا‬ ‫عل��ى األق��ل‪ ،‬عل��ى أن احترام حق��وق أيٍّ منها‬ ‫ومصالحه وحساس��ياته ض��روري لخير الجميع‪،‬‬ ‫األمر الذي يغ��دو وقاء جوهريًا ض��د ما ابتُليت‬ ‫ب��ه س��ائر دول العال��م العربي م��ن دكتاتورية‬ ‫جماعية‪ ،‬إثنية أو طائفية‪.‬‬

‫يغن��ي أغني��ة تركي��ة ش��عبية ك��ي ال يعل��م‬ ‫العس��كر بحوارهم��ا‪ ،‬وكذل��ك كان يفع��ل‬ ‫صديق��ه إلى أن افتض��ح أمرهم��ا ومنعا من‬ ‫الغناء‪ .‬ويروي المصور التركي أنّه وصديقه‬ ‫كادا أن يفق��دا األم��ل بالنج��اة‪ ،‬ل��وال تدخّل‬ ‫مؤسس��ة المس��اعدات الخيري��ة «إي ه��ا ها‬ ‫(‪ »)iHH‬وإرس��الها هيئ��ة للقائهم��ا وم��ن ثم‬ ‫استطاعا الخروج من سوريا إلى إيران فتركيا‬ ‫مستعيدين حريتهما من جديد‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫شكلت جريدة السائح‪ ،‬التي تولى حداد رئاسة‬ ‫تحريره��ا‪ ،‬والتي اس��تمرت حتى ع��ام ‪،1959‬‬ ‫ملتق��ى ألدب��اء المهجر ونادي��ًا للتب��اري فيما‬ ‫بينه��م؛ فكان ح��داد في حكايات��ه المهجرية‪،‬‬ ‫وجبران في روحانيّاتــه‪ ،‬ونسيب عريضة في‬ ‫حنين��ه وعاطفيّاته‪ ،‬ونعيمة في فلس��فيّاته‪،‬‬ ‫وأبو ماضي في شعره التأمّلي‪.‬‬

‫قراءة مسرحية (بشار فس��تق وأسعد شالش‬ ‫وحسين برو)‪.‬‬

‫�أ�سبوع «مرايا �سورية»‬ ‫دع��ا «بيتنا س��وريا» إلى نش��اطات أس��بوع‬ ‫«مراي��ا س��ورية»‪ ،‬وذل��ك في مدين��ة غازي‬ ‫عنتاب التركية من ‪ 26‬إلى ‪ 30‬آذار ‪.2015‬‬ ‫ويتخلل أس��بوع «مرايا س��ورية» نش��اطات‬ ‫عديدة منها‪:‬‬ ‫أمسية موسيقية (ميترا أستينج وأسامة دادا‬ ‫وعدنان هورو)‪.‬‬

‫كما يُع��رض ضم��ن فعاليات األس��بوع فيلم‬ ‫«دفات��ر العش��اق» بعرض��ه األول وبحض��ور‬ ‫مخرجه إياد الجرود‪.‬‬ ‫ويعرف «بيتنا س��وريا» نفس��ه عل��ى موقعه‬ ‫االلكترون��ي بأن��ه «مؤسس��ة رائ��دة في دفع‬ ‫الح��راك المدني الس��وري‪ .‬تتبنى المؤسس��ة‬ ‫مس��تقبل ديمقراطي وجامع لكل الس��وريين‬ ‫مم��ا يضع حجر األس��اس الس��تقرار دائم في‬ ‫كل البل��د‪ ،‬تأس��س ع��ام ‪ 2003‬بدعم س��خي‬ ‫م��ن الدنمارك ويدار من قبل خبراء س��وريين‬ ‫مس��تقلين‪ ،‬ويرك��ز عل��ى المواطن��ة الفعالة‬ ‫واالبداع في المشاركة»‪.‬‬

‫رح��ل ح��داد بع��د أن أث��رى المكتب��ة العربية‬ ‫بمؤلف��ات أدبي��ة واجتماعي��ة متع��دّدة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫حكاي��ات المهجر‪ ،‬وكــت��اب انطباعات مغترب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى افتتاحيّاته لجريدة الس��ائح طوال‬ ‫س��بعةٍ وأربعي��ن عام��اً‪ ،‬في مختلف ش��ؤون‬ ‫األدب والنق��د والسياس��ـة واالجتم��اع؛ إضافة‬ ‫إلى خمسة وأربعين مج ّلداً من جريدة السائح‪،‬‬ ‫الت��ي ِّ‬ ‫تمث��ل صرح��ًا أدبيًا بن��اه عبد المس��يح‬ ‫حــداد‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬

‫اس��م الش��اعر الس��وري عب��د المس��يح حداد‬ ‫مؤس��س الرابطة القلمي��ة‪ ،‬والذي يحل ضيفًا‬ ‫على صفحاتنا اليوم‪.‬‬ ‫ولد عبد المس��يح بن رش��يد حدّاد في حمص‬ ‫ع��ام ‪ ،1888‬وه��و ش��قيق الش��اعر المهجري‬ ‫أيضاً ن��درة ح��داد‪ّ .‬‬ ‫تلقى علومـ��ه األولية في‬ ‫المدرس��ة األرثوذكس��ية‪ ،‬ثم انتق��ل إلى دار‬ ‫المع ّلمي��ن الروس��ية ف��ي الناص��رة (مدين��ة‬ ‫سورية قريبة من تلكلخ) عام ‪ ،1904‬وتخرّج‬ ‫فيه��ا‪ ،‬ثم ع��اد إلى حمص وتابع دراس��ته في‬ ‫المدرس��ة اإلنجيلية‪ ،‬ودرس اللغة اإلنكليزية‬ ‫على يد األستاذ خليل الخوري‪ ،‬شقيق الع ّ‬ ‫المة‬ ‫فارس الخ��وري‪ ،‬ثم عمل ف��ي تدريس اللغة‬ ‫اإلنكليزية في مدارس حمص‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1907‬هاج��ر إل��ى الوالي��ات المتح��دة‬ ‫األمريكية‪ ،‬ليس��تقر ف��ي نيوي��ورك‪ ،‬المدينة‬ ‫الت��ي س��بقه إليها ش��قيقه ندرة ح��داد‪ .‬وفي‬ ‫ع��ام ‪ 1912‬أص��در جري��دة (السّ��ائح) باللغة‬ ‫العربية‪ ،‬وما لبثت أن أصبحت لس��ان (الرابطة‬ ‫القلمي��ة)‪ ،‬التي أسّس��ــها ع��ام ‪ ،1920‬والتي‬ ‫قال ميخائيل نعيمة في دستورها‪« :‬ليس ّ‬ ‫كل‬ ‫ما سُطر بمداد على قرطاس أدبًا‪ ،‬وال ّ‬ ‫كل من‬

‫ع��ام ‪ 1948‬زار ح��داد البرازي��ل واألرجنتي��ن‬ ‫وتشيلي‪ ،‬وألقى في أثناء زياراته هذه سلسلة‬ ‫م��ن المحاضرات في محافله��ا ونواديها‪ .‬وفي‬ ‫ع��ام ‪ 1960‬دعت��ه حكومة الوح��دة إلى زيارة‬ ‫سوريا‪ ،‬وإلى مسقط رأسه حمص‪ ،‬حيث وجد‬ ‫ً‬ ‫مدينة تختلف جذريًا عن تلك التي هجرها قبل‬ ‫ً‬ ‫خمس��ين عاما؛ عاد بعدها إلى أمريكا ليسجل‬ ‫نهض��ة بالده وتطورها في المج��االت جميعاً‪،‬‬ ‫فأص��در كتاب��اً أس��ماه‪( :‬انطباع��ات مغترب)‪.‬‬ ‫وف��ي ‪ 17‬كان��ون الثان��ي ع��ام ‪ 1963‬توف��ي‬ ‫حداد‪ ،‬وأقامت ل��ه الجالية العربية هناك حفلة‬ ‫تأبي��ن ف��ي ‪ ،1963 / 1 / 20‬حضرها الدكتور‬ ‫جورج طعمة‪ ،‬القنصل العام لسورية‪ ،‬وممثل‬ ‫الجامعة العربية بنيويورك‪ ،‬وأدباء المهجـــر‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫يش��كل أدب المهج��ر ظاه��رة فري��د ًة ف��ي‬ ‫تاري��خ األدب العربي‪ ،‬الذي ش��هد في تاريخه‬ ‫هجرتين‪ :‬الهجرة إلى األمريكيتين الشّماليّة‬ ‫والجنوبيّ��ة في القرن التاس��ع عش��ر وبداية‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬وهجرة الشّعر إلى األندلس‬ ‫ف��ي أوائ��ل القرن ال ّثان��ي من الهج��رة‪ ،‬أوائل‬ ‫القرن السّ��ابع الميالديّ‪ .‬فالشّعر المهجريّ‬ ‫صِنوُ الشّعر األندلسي‪ ،‬وإن اختلفت األسباب‬ ‫في الهجرتين؛ فالهجرة األندلس��يّة كانت في‬ ‫ظالل دول��ة عربيّة قويّة‪ ،‬والهج��رة الجديدة‬ ‫كان��ت في ظ�لال حي��اة المهاجري��ن ا ّلذين ال‬ ‫يملكون شيئاً من المجتمع الجديد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الهجرة إلى األمريكيتي��ن أنتجت أدبا بميْزاتٍ‬ ‫خاصة‪ ،‬رفدت األدب العربي بنكهاتٍ وأساليب‬ ‫حديثة ومختلفة؛ وبهذا الصدد يقول الش��اعر‬ ‫حافظ إبراهيم‪:‬‬ ‫ما عابَهم أنّهم في األرض قـد نُثِروا‬ ‫ّ‬ ‫فالشُهب منثور ٌة مُذ كانت الشّهبُ‬ ‫سَعَوا إلى الكسب محموداً‪ ،‬وما َفتِئت‬ ‫تكتَسبُ‬ ‫أمُ اللغات بذاك السّـعي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫وم��ن الممكن تقس��يم ش��عراء المهج��ر إلى‬ ‫قس��مين‪ :‬ش��عراء أمري��كا الش��مالية‪ ،‬الذي��ن‬ ‫كان��وا أكث��ر تجديداً ف��ي اللغة وف��ي األلفاظ‬ ‫واألس��اليب والمفاهي��م الشّ��عريّة؛ إذ تركوا‬ ‫ال ّلهجة الخطابيّة التّقليديّة‪ ،‬واختاروا أسلوب ًا‬ ‫حديثاً‪ .‬وشعراء أمريكا الجنوبية‪ ،‬الذين وقفوا‬ ‫عند ح��دود المحافظة على ال ّلغة ُ‬ ‫واألس��لوب‪،‬‬ ‫واس��تهوتهم الموشّ��حات األندلس��يّة؛ وف��ي‬ ‫هذا المجال يقول جب��ران خليل جبران‪ُ :‬‬ ‫«لكم‬ ‫لغتُكم ولي ُلغتي‪ُ ،‬‬ ‫لك��م منها الرّثاء والمديح‬ ‫والفخ��ر والتّهنئ��ة‪ ،‬ول��ي منها م��ا يتكبّر عن‬ ‫رثاء مَن مات وهو ف��ي الرَّحِم‪ ،‬ويأبي مديح‬ ‫من يس��توجب االس��تهزاء‪ ،‬ويأنف م��ن تهنئة‬ ‫م��ن يس��تدعي ّ‬ ‫الشَ��فقة‪ ،‬ويترفّ��ع عن هجو‬ ‫مَن يس��تطيع اإلعراض عنه‪ ،‬ويس��تنكف من‬ ‫الفخ��ر‪ ،‬إذا لي��س في اإلنس��ان م��ا يُفاخر به‬ ‫سوى إقراره بضعفه وجهله»‪.‬‬ ‫وبالحديث عن األدب المهجري الش��مالي يبرز‬

‫ثقافة وفن‬

‫م�ؤ�س�س الرابطة القلمية يف املهجر‬ ‫عبد امل�سيح حداد ‪1963 – 1888‬‬

‫حرّر مقا ً‬ ‫ال أو نظم قصي��دة موزونة باألديب‪.‬‬ ‫فاألديب ا ّلذي نعتبره هو األديب ا ّلذي يُستمدّ‬ ‫غ��ذاؤه من تُرب��ة الحي��اة ونوره��ا وهوائها‪..‬‬ ‫واألديب ا ّل��ذي نُكرمه هو األديب ا ّلذي خُصّ‬ ‫ِبرقّ��ة الحسّ ودقّ��ة الفكر وبُع��د النّظر في‬ ‫تموّج��ات الحي��اة وتق ّلباتها‪ ،‬وبمق��درة البيان‬ ‫عمّا تُحدثه الحياة في نفس��ه م��ن التّأثير»‪.‬‬ ‫وقد ضمت الرابطة في صفوفها‪ :‬جبران خليل‬ ‫جب��ران‪ ،‬إيليا أب��و ماضي‪ ،‬ندرة حداد‪ ،‬رش��يد‬ ‫أيوب‪ ،‬ميخائيل نعيمة‪ ،‬أمين الريحاني‪ ،‬نسيب‬ ‫عريض��ة‪ ،‬وليم كاتس��فليس‪ ،‬فيلي��ب حتّي‪،‬‬ ‫المط��ران أنطونيوس بش��ير‪ ،‬حبي��ب كاتبــة‪،‬‬ ‫وديع ياحوط‪ ،‬إلياس عطا اهلل‪ ،‬وآخرين‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫رصيف سوريتنا‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 29 | )184‬آذار ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪20‬‬

‫�إ�شارة مرور‬ ‫ما زال يهذي؟‬

‫ال أعتق��د أن أحداً من الس��وريين العقالء ال يزال يهتم بما يقوله‬ ‫رأس النظ��ام األس��د‪ ،‬لكن المج��رم بلغ م��ن البله عتي�� ًا‪ ،‬إذ قال‬ ‫ف��ي حوار مع محط��ة تلفزيوني��ة أمريكية إنه جاه��ز للحوار مع‬ ‫واش��نطن بشرط «االحترام المتبادل»؛ جنّ القاتل أليس كذلك؟‬ ‫فواش��نطن لن تحاوره مطلق��اً‪ ،‬لكن مه ً‬ ‫ال‪ ،‬هل نح��ن متأكدون؟‬ ‫ليس م��ن إصابته بالهب��ل فهذا واضح‪ ،‬بل من أن واش��نطن لن‬ ‫تحاوره؟ هل يفعلها عمو س��ام؟ م��ن باب االحتياط نقول «يا أهلل‬ ‫ما في غيرك يا أهلل»‪.‬‬

‫القيامة يف احلكومة‬

‫اس��تخدمت وزارة الثقافة ف��ي الحكومة الس��ورية المؤقتة تعبيراً‬ ‫جديداً حين أرادت أن تسمي ذكرى الثورة‪ ،‬إذ قالت في نص دعوةٍ‬ ‫إلى أمس��ية ش��عرية في غازي عينتاب «بمناس��بة م��رور الذكرى‬ ‫الرابع��ة لقيامة الش��عب الس��وري»‪ ،‬بع��د بحث قصير عن س��بب‬ ‫االس��م الجديد للثورة‪ ،‬علمن��ا أن العمل التطوعي في مؤسس��ات‬ ‫الحكوم��ة بعد انقطاع الرواتب بدأ يؤثر في جودة المنتج‪ ،‬إذ ال أحد‬ ‫يراق��ب أحداً وال أحد يس��مع أح��داً «وما حا ال حا وما ح��ا بحب حا»‪،‬‬ ‫والدلي��ل ليس فقط الـ «القيامة»‪ ،‬بل س��بقه إلغاء حالة الطوارئ‬ ‫في «عينتاب»‪.‬‬

‫ب�صرى ترق�ص‬

‫في بصرى الشام وفي مسرحها التاريخي في درعا احتفل مقاتلون‬ ‫بعد أن ألقى قائدٌ فيهم بياناً‪ ،‬بالنصر الذي تحقق ألبناء المسيفرة‬ ‫على عدد كبير من الميليشات األجنبية التي كانت تقاتل إلى جانب‬ ‫النظام‪ ،‬لي��س هذا األخضر الذي لحظناه‪ ،‬لكن ما حدث بعد البيان‬ ‫ه��و األخضر الن��ادر‪ ،‬إذ أدى المقاتلون‪ ،‬ومعه��م إعالميون‪ ،‬وحتى‬ ‫مدنيون‪ ،‬أهزوجة شعبية تس��مى محلياً بالـ «الجوفية»‪ ،‬الغناء لم‬ ‫يدعُ أبداً إلى خالفة أو إمارة‪ ،‬بل هو الرقص في المس��رح األثري‬ ‫في مشهد بات من النادر مشاهدته بعد معارك البالد‪ ،‬ومن جديد‬ ‫درعا هي مهد الثورة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.