Souriatna 185

Page 1

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪1‬‬


‫تنظيم “الدولة” يغزو خميم الريموك‬ ‫والنظام ميطره بالرباميل‪ ،‬واجلثث يف ال�شوارع‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫سوريتنا برس – مخيم اليرموك‬ ‫تمكن��ت أكثر م��ن ألف عائلة من س��كان‬ ‫مخي��م اليرم��وك جنوب��ي دمش��ق م��ن‬ ‫الخ��روج باتج��اه مدينت��ي يل��دا وببي�لا‪،‬‬ ‫بع��د أن اجت��اح تنظيم الدولة اإلس�لامية‬ ‫المخيم المحاص��ر من قبل قوات النظام‪،‬‬ ‫فيما أقدم التنظيم على تصفية ش��ابين‬ ‫فلس��طينيين على األقل بقطع رأس��يهما‬ ‫بتهم��ة االنتم��اء لـ «الصح��وات» في حي‬ ‫العروبة‪.‬‬ ‫واختطف عناص��ر تابعون للتنظيم فتيات‬ ‫من ش��ارع الم��دارس‪ ،‬عُرف��ت منهن لينا‬ ‫محمود‪ .‬ووجه مدنيون محاصرون نداءات‬ ‫اس��تغاثة عدي��دة للمنظم��ات الدولي��ة‬ ‫والس��ورية الفلس��طينية إلدخال الطعام‬ ‫وال��دواء إل��ى المخي��م‪ ،‬ال��ذي يعاني من‬ ‫انقط��اع المي��اه والكهرباء من��ذ أكثر من‬ ‫عامين‪.‬‬ ‫وكان تنظي��م “الدول��ة” ق��د اقتح��م‬ ‫المخي��م من جنوبه في األول من الش��هر‬ ‫الجاري‪ ،‬وس��يطر على أج��زاء كبيرة منه‪،‬‬ ‫بع��د اش��تباكات دامي��ة مع كتائ��ب أكناف‬ ‫بي��ت المق��دس‪ ،‬الت��ي تض��م مقاتلي��ن‬ ‫فلسطينيين منشقين عن جيش التحرير‬ ‫الفلس��طيني أو الجبهة الش��عبية القيادة‬ ‫َ‬ ‫جبه��ة‬ ‫العام��ة‪ .‬واته��م مقاتل��و األكن��اف‬ ‫النص��رة بتس��هيل دخ��ول التنظي��م إلى‬ ‫المخيم ومن ثم القتال بجانبه‪ ،‬فيما قالت‬ ‫جبه��ة النصرة ف��ي بيان أصدرته مس��اء‬ ‫الس��بت إنها التزمت الحياد ف��ي المعارك‬ ‫الدائرة ف��ي المخيم‪ .‬وم��ن جهتها أعلنت‬ ‫كتائ��ب مقاتل��ة تنتم��ي إل��ى المعارضة‬ ‫الس��ورية إرس��ال مؤازرات إل��ى المخيم‬ ‫لقتال التنظيم‪ ،‬إال أن مقاتلي أكناف بيت‬ ‫المقدس نفوا «وصول أي دعم عس��كري‬ ‫للدفاع ع��ن المخيم»‪ ،‬فيما قامت الكتائب‬ ‫المنتشرة في يلدا وببيال برفع المتاريس‬ ‫عل��ى حدودها مع المخي��م بعد أن منعتها‬ ‫جبه��ة النصرة م��ن دخول المخي��م‪ ،‬عند‬ ‫دوار فلسطين‪.‬‬ ‫وف��ي تلك األثن��اء قصفت ق��وات النظام‬ ‫المخي��م بالصواري��خ‪ ،‬وبأكث��ر م��ن ‪10‬‬ ‫براميل خالل ليل الس��بت؛ فيما اش��تبكت‬ ‫الميليش��يات التابعة له على مدخل شارع‬ ‫اليرموك مع كتائب األكناف‪ .‬وأكد الناشط‬ ‫حكي��م س��باعي من مخي��م اليرم��وك لـ‬ ‫”س��وريتنا” أن النظام أطلق ع��دداً كبيراً‬ ‫من اإلشاعات حول نيته التدخل في مخيم‬ ‫اليرم��وك بع��د اجتي��اح داعش مباش��رة‪،‬‬ ‫وروَّج لقبول األكناف بالتعاون معه‪ ،‬األمر‬ ‫ال��ذي نفته األكن��اف‪ ،‬التي بقي��ت تقاتل‬ ‫وحدها في اليرم��وك‪ .‬وقالت األكناف في‬ ‫بيان صدر ليل الجمعة إن النظام السوري‬ ‫يُنسِّ��ق بشكل مباشر مع تنظيم داعش‬ ‫في اليرموك‪.‬‬ ‫وكانت جبهة النصرة قد أدارت مفاوضات‬ ‫بي��ن األكناف والتنظي��م‪ ،‬وطلب التنظيم‬

‫عب��ر النص��رة أن تنس��حب األكن��اف م��ن‬ ‫المخيم وتس�� ّلم قادتها إلى التنظيم‪ ،‬وأن‬ ‫تسيطر جبهة النصرة على كامل المخيم؛‬ ‫إال أن األكن��اف رفضت طلب��ات التنظيم‪،‬‬ ‫واستمرت االشتباكات في مربعها األمني‪،‬‬ ‫فيم��ا دخ��ل إل��ى المخي��م أكث��ر م��ن ‪40‬‬ ‫متطوعاً من الفلسطينيين المقيمين في‬ ‫دمشق‪ ،‬والتحقوا بالقتال مع األكناف‪.‬‬ ‫إلي ذلك قضى شابان متأثرين بجراحهما‬ ‫بعد أن عجزت الكوادر الطبية في المخيم‬ ‫ع��ن اس��تكمال العم��ل‪ ،‬إذ ق��ام تنظي��م‬ ‫الدولة بقصف مستش��فى فلسطين يوم‬ ‫الخمي��س‪ ،‬مما أس��فر عن س��قوط أولى‬ ‫ضحاياه‪ ،‬المس��عف الطب��ي جمال خليفة‪.‬‬ ‫فيم��ا س��يطر التنظي��م على مستش��فى‬ ‫الباسل يوم السبت‪ .‬وقال الناشط الطبي‬ ‫م��راد طوبايه ل��ـ ”س��وريتنا” إن أكثر من‬ ‫‪ 150‬جريح�� ًا‪ ،‬معظمه��م مدني��ون‪ ،‬ال‬ ‫يزالون ينزف��ون في الش��وارع والمنازل‪،‬‬ ‫ويحتاجون إلى تلقي العالج الفوري؛ فيما‬ ‫أعلنت المستشفيات الميدانية في محيط‬ ‫اليرم��وك ع��ن توقف عملها بس��بب نفاد‬ ‫المعدات الطبية لديها‪.‬‬ ‫وال ت��زال المئ��ات من العائ�لات محاصرة‬ ‫داخ��ل منازله��ا ف��ي المخي��م ب�لا أدن��ى‬ ‫مقومات الحياة‪ ،‬فيما نش��ر التنظيم عدداً‬ ‫كبيراً من القناصة في ش��وارع اليرموك‪،‬‬ ‫وقض��ى الجئ��ان عل��ى األق��ل بني��ران‬ ‫القناصة الي��وم األحد‪ ،‬عُرف منهما ناصر‬ ‫أحم��د عباس‪ ،‬الذي خرج م��ن منزله بحث ًا‬ ‫عن طع��ام ألطفاله؛ فيما س��قط آخرون‬ ‫في شوارع مختلفة من اليرموك‪.‬‬ ‫سياس��ي ًا‪ ،‬دعا النظام الس��وري ‪ -‬كما هي‬ ‫الع��ادة ‪ -‬دو ً‬ ‫ال إقليمية لوق��ف التدخل في‬ ‫بي��ان لخارجي��ة النظام‬ ‫اليرم��وك‪ ،‬وق��ال‬ ‫ٌ‬

‫الدمار نتيجة قصف قوات النظام بالبراميل‬

‫إن الس��عودية وقط��ر واألردن أدخل��ت‬ ‫التنظيم إلى المخيم؛ فيما دعت الرئاس��ة‬ ‫الفلسطينية إلى عدم التدخل في الشؤون‬ ‫الداخلي��ة للدول العربي��ة‪ .‬بدورها حركة‬ ‫حم��اس قال��ت إن ما يحدث ف��ي اليرموك‬ ‫يش��كل تهديداً لحق العودة‪ ،‬بينما أعلنت‬ ‫منظم��ة التحري��ر الفلس��طينية س��قوط‬ ‫اليرموك بيد التنظيم منذ الساعات األولى‬ ‫لدخوله المخيم وفيما كانت االشتباكات ال‬ ‫بيان صدر‬ ‫تزال مس��تمرة فيه؛ فيما ق��ال ٌ‬ ‫عن التجمع الوطني الس��وري في ائتالف‬ ‫قوى الث��ورة والمعارضة الس��ورية إن ما‬ ‫يحدث في المخيم هو جريمة نكراء‪.‬‬

‫اللون البني مناطق س��يطرة‏تنظيم الدولة‬ و‏جبهة النصرة‬‪ ،‬اللون األخضر مناطق س��يطرة‬ ‫أكناف بيت المقدس‪ ،‬اللون األصفر مناطق سيطرة مجموعات معارضة تبنت موقف الحياد‪،‬‬ ‫اللون األزرق مناطق سيطرة قوات النظام‬


‫معرب ن�صيب نحو �إدارة مدنية‬ ‫وثوار حوران ميهلون ال�سارقني ‪� 24‬ساعة لإعادة م�سروقاتهم‬ ‫أخبار وتقارير‬

‫المملكة األردنية الهاشمية"‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل‪ ،‬اس��تنكر أهالي محافظة‬ ‫درع��ا والتجمعات الثورية فيه��ا أحداث النهب‬ ‫والسرقة التي تعرضت لها الممتلكات العامة‪،‬‬ ‫خصوص�� ًا في المنطقة الح��رة ومعبر نصيب‬ ‫الح��دودي بي��ن س��وريا واألردن‪ ،‬وذل��ك في‬ ‫أعقاب س��يطرة ق��وات المعارض��ة عليه في‬ ‫األول من الشهر الجاري‪.‬‬ ‫وص��درت بيان��ات رس��مية م��ن الفصائ��ل‬ ‫العس��كرية والهيئات والمنظم��ات والمجالس‬ ‫المحلية منددة بالتصرفات “التي ال تمس روح‬ ‫ث��ورة الكرام��ة التي قدم الش��عب التضحيات‬ ‫الكبيرة في س��بيل انتصارها‪ ،‬وتحقيق دولة‬ ‫العدالة والقانون والمس��اواة”‪ ،‬إذ تم االتفاق‬ ‫بين الفصائل العس��كرية العاملة في مدينة‬ ‫درع��ا وريفها والهيئ��ات المدني��ة والمجالس‬ ‫المحلية تحت مظلة دار العدل بحوران‪.‬‬ ‫وتضم��ن االتف��اق تس��ليم الس��ائقين‬ ‫المحتجزين لدى الفصائل العس��كرية جميع ًا‬ ‫إلى دار العدل في حوران خالل مهلة أقصاها‬ ‫‪ 24‬ساعة من تاريخ صدور البيان يوم السبت‬

‫المص��ادف ‪ ٤‬نيس��ان‪ ،‬ليت��م تس��ليمهم إلى‬ ‫ذويه��م‪ ،‬وإرجاع كل ما تم أخذه من ممتلكات‬ ‫عامة وخاصة من قبل المدنيين والعسكريين‬ ‫إلى دار الع��دل في حوران خالل مدة أقصاها‬ ‫‪ ٢٤‬ساعة من تاريخ صدور البيان تحت طائلة‬ ‫المسؤولية‪.‬‬ ‫وج��اء في البيان أيض�� ًا‪" :‬اعتبار منطقة معبر‬ ‫نصيب الحدودي منطقة مدنية محررة تخضع‬ ‫إلدارة مدنية مباش��رة م��ن مجلس محافظة‬ ‫درعا‪ ،‬وتتولى قوة شرطية من فصائل الجبهة‬ ‫الجنوبية حماية وحراسة المنشآت من الخارج‬ ‫تك��ون تابعة لإلدارة المدني��ة‪ ،‬وإخالء المعبر‬ ‫من كافة الفصائل العس��كرية قبل الس��اعة‬ ‫العاش��رة مس��ا ًء‪ ،‬وضبط المنطقة الحدودية‬ ‫بش��كل كام��ل‪ ،‬وإنه��اء جمي��ع المخالف��ات؛‬ ‫تش��كيل لجن��ة قضائي��ة مهمته��ا تس��جيل‬ ‫الدعاوي لألشخاص المتضررين من المعبر‪،‬‬ ‫تش��كيل لجنة لتخليص البضائع والس��يارات‬ ‫الت��ي كانت متواج��دة داخل المنطق��ة الحرة‬ ‫المش��تركة وتس��ليمها ألصحابها بع��د إبراز‬ ‫األوراق الثبوتية التي تؤكد صحة الملكية"‪.‬‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬درعا‬ ‫ش��هدت مناطق متفرقة من درعا األس��بوع‬ ‫الفائ��ت مج��ازر أودت بحي��اة ‪ 33‬مدنياً على‬ ‫األق��ل‪ ،‬نجمت ع��ن انفجار س��يارة مفخخة‬ ‫في الجي��زة ف��ي الريف الش��رقي‪ ،‬وقصف‬ ‫بالطيران الحربي اس��تهدف منطقتي داعل‬ ‫وكفر شمس في الريف الشمالي‪.‬‬ ‫وأف��اد مصدر محلي لـ ”س��وريتنا” بأن‪13“ :‬‬ ‫ش��هيداً على األقل قضوا‪ ،‬وجُرح عش��رات‬ ‫آخ��رون نتيج��ة انفج��ار س��يارة مفخخ��ة في‬ ‫بلدة الجيزة عصر االثنين في الس��احة العامة‬ ‫للبل��دة‪ ،‬حيث رُكنت الس��يارة أمام متجر لبيع‬ ‫الغاز‪ ،‬مما أدى إلى انفجار عنيف”‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر أن “قوات النظام اس��تهدفت‬

‫البلدة بالقصف المدفعي بعد انفجار السيارة‬ ‫مباش��رة‪ ،‬وأدى ذلك إلى عرقلة عملية إسعاف‬ ‫الجرح��ى‪ ،‬الذي��ن تراوح��ت إصاباته��م بي��ن‬ ‫المتوسطة والخطيرة”‪.‬‬ ‫وخ ّلف اس��تهداف مناطق في درعا بالسيارات‬ ‫المفخخ��ة ف��ي اآلون��ة األخير أكث��ر من ‪150‬‬

‫ضحي��ة م��ن المدنيين‪ ،‬ويته��م أهالي تلك‬ ‫المناط��ق قوات النظ��ام بالوقوف خلف تلك‬ ‫العمليات‪.‬‬ ‫وف��ي الس��ياق نفس��ه‪ ،‬اس��تهدف الطيران‬ ‫الحرب��ي مدينة داعل ي��وم الخميس الفائت‬ ‫مخلفاً عش��ر ضحاي��ا‪ ،‬بينهم ثالث��ة أطفال‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى عش��رات‬ ‫ومثله��م م��ن النس��اء‪،‬‬ ‫الجرحى‪ .‬وخ ّلف قصف مماثل على بلدة كفر‬ ‫شمس مقتل عشرة مدنيين‪ ،‬بينهم طفالن‬ ‫وسيدة‪ ،‬وأدى إلى جرح عشرات آخرين‪.‬‬ ‫جدي��ر بالذكر أن ق��وات النظ��ام صعّدت من‬ ‫عملي��ات القص��ف على مناطق درع��ا وريفها‬ ‫التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة‪،‬‬ ‫وذلك بعد س��يطرة األخيرة على معبر نصيب‬ ‫الحدودي مع األردن‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫درعا ت�ش ّيع ‪ 33‬مدني ًا ق�ضوا يف تفجري وق�صف يف عدة مناطق‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬

‫درعا ‪ -‬سارة الحوراني‬ ‫أكملت قوات المعارضة المس��لحة الس��ورية‬ ‫ف��ي محافظ��ة درعا س��يطرتها عل��ى كامل‬ ‫الش��ريط الح��دودي م��ع األردن‪ ،‬وذل��ك بعد‬ ‫تمكنه��ا م��ن الس��يطرة عل��ى معب��ر نصيب‬ ‫الح��دودي والنقاط الحدودية ف��ي ريف درعا‬ ‫الشرقي‪ ،‬حتى حدود محافظة السويداء‪.‬‬ ‫وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية‬ ‫للجي��ش الح��ر الرائ��د عص��ام الريّ��س ل��ـ‬ ‫”س��وريتنا” أن الثوار س��يطروا بش��كل كامل‬ ‫عل��ى معبر نصي��ب الح��دودي‪ ،‬آخ��ر المعابر‬ ‫المفتوح��ة بي��ن س��ورية واألردن‪ ،‬مبين��اً أن‬ ‫قوات النظام قد هربت من المعبر بمجرد بدء‬ ‫القصف التمهيدي على المعبر‪.‬‬ ‫أن الس��يطرة ق��د تمت على‬ ‫وأضاف الريّس ّ‬ ‫معب��ر (نصيب ‪ -‬جابر) الحدودي بين س��ورية‬ ‫واألردن ضم��ن معرك��ة أطلقته��ا الجبه��ة‬ ‫الجنوبي��ة من��ذ يومي��ن تحت اس��م (يالثارات‬ ‫المعتقلي��ن)‪ ،‬هدفها الس��يطرة عل��ى المعبر‬ ‫الح��دودي‪ ،‬إذ ت��م اقتح��ام فصائ��ل الجبه��ة‬ ‫للمعب��ر وتمش��يط المخاف��ر واألبني��ة كلها؛‬ ‫مؤك��داً ب��أن جبه��ة النص��رة لم تك��ن طرف ًا‬ ‫مش��ارك ًا في المعركة‪ ،‬وبأنها فرضت نفسها‬ ‫ِ‬ ‫مس��تغلة انشغال الفصائل بتمشيط المعبر‪،‬‬ ‫والتقطت بعض الصور الس��تخدامها إعالمي ًا‬ ‫وإثبات مشاركتها في التحرير‪.‬‬ ‫وع��ن أهمي��ة الس��يطرة على معب��ر نصيب‬ ‫الحدودي بيّن الريس بأن المعبر مهم‪ ،‬كونه‬ ‫آخر وجودٍ حدودي لقوات النظام على الحدود‬ ‫األردنية‪ ،‬ولطالما استخدمه النظام في إذالل‬ ‫المدنيي��ن وإخضاعه��م واعتقاله��م من قبل‬ ‫ً‬ ‫إضافة إل��ى األهمية‬ ‫ق��وات األم��ن المجرمة‪،‬‬ ‫االقتصادية للمعب��ر‪ ،‬واإليرادات الكبيرة التي‬ ‫تدخ��ل خزينة النظ��ام منه؛ مش��يراً إلى أنه‪:‬‬ ‫"م��ن المبك��ر الحدي��ث ع��ن تش��غيل المعبر‬ ‫وإدارته‪ ،‬خصوص ًا أنه معبر مع دولة مجاورة‪،‬‬ ‫وه��ذا األم��ر يتطل��ب التنس��يق بينن��ا وبين‬

‫‪3‬‬


‫الأدالبة يبد�ؤون رحلة نزوح قا�سية‬ ‫والنظام مينعهم من دخول مناطق �سيطرته‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫إدلب ‪ -‬فؤاد األحمر‬ ‫من��ذ احتدام المعارك داخ��ل مدينة إدلب قبل‬ ‫س��يطرة “جي��ش الفت��ح” عليها وط��رد قوات‬ ‫النظ��ام‪ ،‬بدأت معاناة أهل المدينة مع النزوح‬ ‫والتش��رد‪ ،‬هاربي��ن من قصف ق��وات النظام‬ ‫ال��ذي تب��ع س��يطرة الكتائ��ب المقاتل��ة على‬ ‫المدينة‪ ،‬والطيران الذي ال يفارق أجواءها‪.‬‬ ‫ويق��ول عب��د العظي��م دوي��دري ‪ -‬وه��و من‬ ‫س��كان مدين��ة إدل��ب ‪ -‬لـ”س��وريتنا”‪« :‬من��ذ‬ ‫اللحظ��ات األول��ى الت��ي دخ��ل فيه��ا مقاتلو‬ ‫جيش الفتح إلى المدينة طلبوا من المدنيين‬ ‫الخ��روج م��ن المنازل‪ ،‬والركوب في س��يارات‬ ‫البي��ك اآلب التي كانت معهم‪ ،‬فاس��تقليت أنا‬ ‫وزوجتي وأمي وأوالدي السيارة‪ ،‬وتوجهوا بنا‬ ‫إلى مدينة س��رمين‪ ،‬وفي ه��ذا الوقت كانت‬ ‫قذائف النظام تنهال على المدينة”‪.‬‬ ‫وعم��د “جي��ش الفت��ح” ‪ -‬بحس��ب م��ا أعل��ن‬ ‫قيادي��وه ‪ -‬إل��ى إخ�لاء المدينة من الس��كان‬ ‫الذين رغبوا بمغادرتها‪ ،‬في لحظات االقتحام‬ ‫األول��ى‪ ،‬وذل��ك تجنب�� ًا لمج��ازر ناجم��ة ع��ن‬ ‫القص��ف االنتقامي الذي ينف��ذه النظام بعد‬ ‫سيطرة قوات المعارضة على أي منطقة‪.‬‬ ‫ويضيف الدويدري‪“ :‬لدى وصولنا إلى سرمين‬ ‫كان هن��اك حاف�لات نق��ل ركاب كبيرة تنقل‬ ‫النازحين إلى الق��رى المحررة األخرى‪ ،‬فمنها‬ ‫ما كان متوجه ًا إلى سلقين وحارم‪ ،‬ومنها إلى‬ ‫معرة النعمان‪ ،‬وأخرى إلى س��راقب‪ ،‬فاخترت‬ ‫الذه��اب وعائلتي إل��ى معرة النعم��ان‪ ،‬حيث‬ ‫يقيم بعض أقربائي”‪.‬‬ ‫و في الوقت الذي كان��ت فيه الحدود التركية‬ ‫مغلق��ة‪ ،‬ومنعت قوات النظ��ام دخول نازحي‬ ‫إدلب إل��ى أي منطق��ة تابعة لس��يطرته في‬ ‫محافظة إدلب‪ ،‬كجس��ر الش��غور وأريحا وفي‬

‫باقي المحافظات‪ ،‬اختار معظم سكان مدينة‬ ‫إدل��ب الن��زوح إل��ى الق��رى المج��اورة‪ ،‬مث��ل‬ ‫س��رمين وبنّش وس��لقين وح��ارم‪ ،‬الواقعة‬ ‫تحت سيطرة كتائب المعارضة؛ وال تزال كثير‬ ‫من العائ�لات تبيت في الجوام��ع والمدارس‪،‬‬ ‫وعائالت أخرى لجأت إلى أقربائها ومعارفها‪.‬‬ ‫ويق��ول ش��ادي الس��يّد وه��و ن��ازح من حي‬ ‫الضبيط بإدل��ب‪« :‬وصلنا إلى الحدود التركية‬ ‫وكنا عل��ى علم أنها مغلقة‪ ،‬لك��ن توقعنا أن‬ ‫تفتح البوابات للنازحين كما حصل في بداية‬ ‫الثورة‪ ،‬إال أن ذلك لم يحصل‪ ،‬وعدنا بعد ذلك‬ ‫إلى بلدة س��رمدا‪ ،‬وما زالنا حتى اليوم نبحث‬ ‫ع��ن منزل يؤوينا‪ ،‬نبي��ت اآلن عند أقاربنا مع‬ ‫عائلتين نازحتين من المدينة أيضاً”‪.‬‬ ‫ويضي��ف الس��يّد‪“ :‬ربم��ا خي��ار الع��ودة إلى‬ ‫المدين��ة ه��و األنس��ب‪ ،‬فالحال ف��ي مناطق‬ ‫الري��ف لي��س أفضل من��ه ف��ي المدينة‪ ،‬كل‬ ‫المناطق التي تسيطر عليها كتائب المعارضة‬ ‫س��واء عند النظام‪ ،‬فهو ال يميز بين عسكري‬ ‫ومدن��ي هنا‪ ،‬والقصف يط��ال الجميع‪ ،‬أنتظر‬ ‫فقط عودة االتصاالت والمياه للمدينة»‪.‬‬ ‫وتوج��ه قس��م م��ن النازحي��ن إل��ى مخيمات‬ ‫اللجوء على الحدود السورية التركية‪ ،‬كمخيم‬ ‫(أطمة)‪ ،‬منتظرين أن تفتح الحكومة التركية‬ ‫المعاب��ر الحدودي��ة لالنتق��ال إل��ى األراضي‬ ‫التركية‪.‬‬ ‫وبالمقاب��ل‪ ،‬أجب��رت ق��وات النظ��ام س��كان‬ ‫المدينة الذين يعيش��ون ف��ي األحياء القريبة‬ ‫من المربع األمني على الخروج من منازلهم‪،‬‬ ‫والتوج��ه برفق��ة ق��وات النظام المنس��حبة‬ ‫باتجاه معس��كر المس��طومة‪ ،‬وه��ذا ما عزز‬ ‫اتهام��ات وجهه��ا “جي��ش الفت��ح” إل��ى قوات‬ ‫النظ��ام باتخاذه��ا المدنيي��ن دروع ًا بش��رية‬

‫أثناء االنسحاب‪.‬‬ ‫ويقول أحد النازحين من إدلب‪ ،‬ويدعى رمزي‬ ‫دي��اب‪ ،‬ل��ـ “س��وريتنا”‪“ :‬مض��ى أس��بوع على‬ ‫نزوحنا من المدينة‪ ،‬وحتى اليوم ال أعلم شيئ ًا‬ ‫عن ابن��ي وعائلته‪ ،‬وقد كانوا يس��كنون عند‬ ‫مدخل المدنية من جهة معسكر المسطومة‪،‬‬ ‫وعلم��ت م��ن أح��د جي��ران ابن��ي أن عناصر‬ ‫فرع األم��ن العس��كري أرغموا س��كان البناء‬ ‫الذي يس��كن في��ه ابني جميعاً عل��ى الخروج‬ ‫م��ن المن��زل والتوجه معهم باتجاه معس��كر‬ ‫المس��طومة؛ وأتوق��ع أن يك��ون ابن��ي حالي ًا‬ ‫في مدني��ة أريحا‪ ،‬ولكن االتص��االت الخلوية‬ ‫واألرضي��ة مقطوعة عن أنحاء محافظة إدلب‬ ‫كلها‪ ،‬وهذا ما منعني من التواصل معه»‪.‬‬ ‫ول��م يتل��قّ النازح��ون أي دع��م إغاث��ي أو‬ ‫مس��اعدة من أي منظمة أو جمعية إنس��انية‪،‬‬ ‫بحسب ما أفاد القائمون على منظمات أهلية‬ ‫ف��ي الق��رى القريبة م��ن المدين��ة‪ ،‬واقتصر‬ ‫األم��ر عل��ى مس��اعدة أهال��ي الق��رى الت��ي‬ ‫يسكنون فيها‪.‬‬ ‫وفي هذا الس��ياق قال أبو تيسير‪ ،‬وهو نازح‬ ‫من مدينة إدلب‪ ،‬لـ”سوريتنا”‪“ :‬تتحدث بعض‬ ‫القن��وات التلفزيوني��ة ع��ن ش��حنات إغاثية‬ ‫قدم��ت للنازحي��ن من مدين��ة إدل��ب‪ ،‬ولكننا‬ ‫ل��م نرَ أي ش��يء عل��ى أرض الواق��ع‪ ،‬يحتاج‬ ‫النازح��ون إلى كل ش��يء‪ ،‬من لب��اس وغذاء‬ ‫ومأوى‪ ،‬فقد خرجنا من بيوتنا بثيابنا فقط”‪.‬‬ ‫وحت��ى اآلن‪ ،‬ال ي��زال كثيرٌ م��ن نازحي إدلب‬ ‫بال مأوى‪ ،‬فبعضهم نَصَبَ خيماً وبات فيها‪،‬‬ ‫وبعضهم اآلخر فضّل المخاطرة والعودة إلى‬ ‫منزله‪ ،‬وآخ��رون ال يزالون يتنقلون بين قرى‬ ‫ريف إدلب‪ ،‬باحثين عن وضع أفضل‪.‬‬


‫احلولة حتت وط�أة احل�صار‪ ..‬مر�ض وجوع وحرمان ممنهج‬ ‫أخبار وتقارير‬

‫وصعوبة الدخ��ول إلى المدينة أو الخروج من‬ ‫منافذ غير التي تس��يطر عليها قوات النظام‪،‬‬ ‫بسبب االستهداف المستمر من القناصين‪.‬‬ ‫ويقول الناش��ط أحمد غياث من حمص‪“ :‬منذ‬ ‫سنوات لم نستطع الوصول إليها بالسيارات‪،‬‬ ‫ول��م يُس��مح لن��ا بإدخ��ال الغ��ذاء أو الوقود‬ ‫أو ال��دواء‪ ،‬والطري��ق ال��ذي نس��ميه طري��ق‬ ‫الم��وت هو الوحيد المتاح حالي��اً‪ ،‬وهو طريق‬ ‫وع��ر وموحل‪ ،‬يق��وم بع��ض المجازفين من‬ ‫المدينة بعب��وره‪ ،‬لتأمين بعض الضروريات‪،‬‬ ‫ويص��اب كثي��رون بني��ران القناص��ة‪ ،‬وكثيراً‬ ‫ما يتم االس��تعانة بالحمي��ر لجلب المواد عبر‬

‫هذا الطري��ق"؛ ويضيف‪" :‬هناك أيض ًا بُحيرة‬ ‫الحولة‪ ،‬يمكن التنقل خاللها بالقارب‪ ،‬إال أنها‬ ‫خطرة أيضاً”‪.‬‬ ‫وع�لاوة على ذلك‪ ،‬تمنع قوات النظام معظم‬ ‫أهال��ي المنطقة م��ن الذهاب إل��ى أراضيهم‬ ‫الزراعي��ة القريبة م��ن المنطق��ة‪ ،‬وفي هذا‬ ‫الس��ياق يقول أب��و عمار‪“ :‬ال أس��تطيع اليوم‬ ‫الذه��اب إلى أرضي‪ ،‬بس��بب وج��ود قناصة‪،‬‬ ‫معظ��م المزارعي��ن تركوا أراضيهم بس��بب‬ ‫الخطر‪ ،‬المساحات المزروعة في الحولة باتت‬ ‫محدودة جداً‪ ،‬وبقينا ب�لا عمل‪ ،‬نعاني الجوع‬ ‫والفقر”‪.‬‬

‫قوات النظام يف الالذقية ت�ش ّيع قتلى معارك �إدلب‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ميس الحاج ‪ -‬الالذقية‬ ‫ش��يعت ق��وات النظام ف��ي مدين��ة الالذقية‬ ‫األس��بوع الفائت أكثر من خمسين قتي ً‬ ‫ال من‬ ‫عناصرها‪ ،‬قضوا في معارك جرت في مدينة‬ ‫إدلب‪ ،‬ووصلت جثثهم تباعاً إلى مستشفيات‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫وق��ال الناش��ط المدن��ي المع��ارض عم��ر‬ ‫الالذقان��ي ل��ـ ”س��وريتنا”‪“ :‬إن ق��وات األمن‬ ‫نقل��ت القتل��ى من المستش��فى العس��كري‬ ‫بمدينة الالذقية إلى قراهم في ريفها‪ ،‬إذ زاد‬ ‫العدد عن خمسين قتي ً‬ ‫ال قتلوا خالل المعارك‬ ‫الدائرة بين قوات النظام والمعارضة بمدينة‬ ‫ادلب”‪.‬‬ ‫وس��يطرت قوات المعارضة المسلحة متمثلة‬ ‫بـ ”جيش الفتح” عل��ى مدينة إدلب قبل نحو‬ ‫عش��رة أي��ام‪ ،‬بعد مع��ارك عنيفة م��ع قوات‬ ‫النظ��ام‪ ،‬أدت إلى ن��زوح اآلالف من المدنيين‬ ‫إلى خارج المدينة‪.‬‬ ‫وفي س��ياق متصل‪ ،‬أكدت مص��ادر ميدانية‬ ‫ف��ي مدين��ة القرداحة لوس��ائل اإلع�لام أن‬

‫المدينة تس��لمت جث��ث ‪ 27‬ضابط�� ًا ومقات ً‬ ‫ال‬ ‫ف��ي صفوف قوات النظام‪ ،‬قتلوا جميع ًا خالل‬ ‫معارك مدينة إدلب‪.‬‬ ‫وأعلن��ت مص��ادر إعالمي��ة موالي��ة للنظ��ام‬

‫ع��ن مقتل العقيد محم��د معلم نائب رئيس‬ ‫فرع األمن العس��كري بإدل��ب‪ ،‬والرائد محمد‬ ‫الشندي رئيس ش��عبة المعلوماتية في فرع‬ ‫المخابرات الجوية‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬رف حمص‬ ‫يعان��ي نح��و ‪ 90‬ألف ش��خص يعيش��ون في‬ ‫مدينة الحولة بريف حمص من نقص المواد‬ ‫الغذائي��ة والطبية فيها‪ ،‬وتس��بَّبَ هذا بعدد‬ ‫م��ن األم��راض ألهال��ي المدين��ة المحاصرة‬ ‫من��ذ ث�لاث س��نوات‪ ،‬في ظ��ل تقيي��د دخول‬ ‫المواد الغذائي��ة إلاّ من خالل الحواجز ونقاط‬ ‫التفتي��ش التابعة لق��وات النظام التي تحيط‬ ‫بالمدينة‪.‬‬ ‫ويؤك��د مس��ؤول إح��دى النق��اط الطبية في‬ ‫أن "معظم‬ ‫المدين��ة‪ ،‬الطبيب إي��اد الش��امي ّ‬ ‫الذي��ن يقصدون العيادة ف��ي النقطة الطبية‬ ‫يعان��ون أمراض�� ًا انتقل��ت إليهم عب��ر المياه‬ ‫واألغذي��ة الملوث��ة‪ ،‬أبرزه��ا الته��اب الكب��د‬ ‫ً‬ ‫إضاف��ة إل��ى أم��راض س��وء‬ ‫والتيفوئي��د‪،‬‬ ‫التغذي��ة‪ ،‬الناجمة عن نق��ص الوارد الغذائي‬ ‫وفق��ر المتوفر من��ه بالفيتامين��ات والعناصر‬ ‫الغذائية األساسية"‪.‬‬ ‫ويش��ير الطبيب إلى ش��ح المخ��زون الدوائي‬ ‫المتوف��ر ف��ي النقط��ة الطبي��ة الت��ي يعمل‬ ‫فيها‪ ،‬ويوضح أن األدوي��ة القليلة التي تصل‬ ‫بصعوب��ة ت��كاد ال تكف��ي األع��داد المتزايدة‬ ‫م��ن المرض��ى‪ ،‬وه��ي تقريب�� ًا تغطي نصف‬ ‫االحتياجات‪.‬‬ ‫وتتوزع األقس��ام الطبية العامل��ة في مدينة‬ ‫الحول��ة على عدد من المباني‪ ،‬وذلك بس��بب‬ ‫محاوالت طائرات النظام اس��تهدافها بش��كل‬ ‫متواصل‪ ،‬أدت آخرها إلى مقتل شخصين في‬ ‫مبنى قريب من إحدى النقاط الطبية‪.‬‬ ‫وب��ات إدخ��ال المس��اعدات والمعون��ات إل��ى‬ ‫المدين��ة أصع��ب م��ن أي منطق��ة مج��اورة‪،‬‬ ‫بحس��ب م��ا يق��ول أهال��ي الحول��ة‪ ،‬وذل��ك‬ ‫بس��بب تضييق قوات النظام على حواجزها‪،‬‬

‫‪5‬‬


‫الهالل الأحمر ينعي اثنني من املحي�سني‪ :‬رفع علم الثورة غري حمرم‬ ‫�إذا مل يرمز لدولة علمانية‬ ‫متطوعيه يف �إدلب‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬إدلب‬ ‫نعت منظمة الهالل األحمر العربي السوري يوم الخميس اثنين‬ ‫من متطوعيها في إدلب‪ُ ،‬قتِال خالل أدائهما واجبهما اإلنساني‪،‬‬ ‫حسبما أعلنت المنظمة عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”‪.‬‬ ‫وذكرت المنظمة أن المتطوع إبراهيم عيد ُقتل مساء الخميس‬ ‫أثناء أداء واجبه اإلنساني‪ ،‬وبعد ذلك بساعات ُقتل المتطوع في‬ ‫شعبة معرة النعمان محمد أحمد قاموعة‪.‬‬ ‫وأهابت المنظمة باألطراف جميعًا الحرص على س�لامة فرقها‬ ‫واحت��رام عمله��م‪ ،‬ليتمكنوا من أداء مهامهم في مس��اعدة كل‬ ‫من يحتاج المساعدة بحياد ومن دون تمييز‪ ،‬بحسب ما ورد عبر‬ ‫الصفحة الرسمية للمنظمة على «فيسبوك»‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفس��ه أفاد ناش��طون أن المتطوِّعَي��ن قتال جراء‬ ‫قصفٍ بالطيران الحربي‪ّ ،‬‬ ‫نفذته قوات النظام على مدينة إدلب‬ ‫يوم الخميس‪ ،‬أودى بحياة عشراتٍ من المدنيين أيضًا‪.‬‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬حلب‬ ‫قال الداعية اإلسالمي‬ ‫عبد اهلل المحيسني إن‬ ‫رفع علم الثورة‪ ،‬وأي‬ ‫راية أخرى‪ ،‬غير محرم‬ ‫ما دام ال يرمز إلى‬ ‫دولة علمانية؛ ورأى أنه‬ ‫من الجهل أن تطلق‬ ‫األحكام على حَمَ َلة‬ ‫األعالم من خالل ما‬ ‫ُكتِب على راياتهم‪.‬‬ ‫جاء ذلك في تغريدة نشرها المحيسني‪ ،‬المعروف بقربه من جبهة النصرة‪ ،‬عبر‬ ‫حس��ابه على موقع “تويتر”‪ .‬وكتب المحيس��ني أن الحكم عل��ى رفع علم الثورة‬ ‫مبن��ي على المراد منه‪ ،‬وإن أُريد برفعه أنه ش��عار إلس��قاط النظ��ام وأنه رمز‬ ‫للثورة المباركة التي تسببت في زعزعة ركن الطاغية‪ ،‬فليس في ذلك محذور‬ ‫شرعي‪ .‬وذكر المحيسني أنه أطلق التغريدة بسبب كثرة التساؤالت التي وردته‬ ‫حول المشروعية الدينية لرفع راية الثورة‪.‬‬ ‫وكان��ت مدينة حلب ش��هدت خالل األس��بوع الفائت مظاهرات خ��رج فيها أنصار‬ ‫حزب التحرير برفقة مسلحين من بعض الكتائب المقاتلة في المدينة‪ ،‬ورفعوا‬ ‫رايات س��وداء ُكتب عليها “ال إله إال اهلل”‪ ،‬إضافة إلى رايات مماثلة لراية تنظيم‬ ‫“الدولة اإلسالمية”‪ ،‬وقاموا بتمزيق أعالم الثورة المعلقة في الشوارع‪ ،‬وطمس‬ ‫المرس��وم منها على الجدران‪ ،‬واعتدوا على بعض الناشطين الذين رفعوا علم‬ ‫الثورة في حي بستان القصر‪.‬‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬خرج ناش��طون في مدين��ة حلب بمظاهرة رفع��وا فيها علم الثورة‬ ‫السورية‪ ،‬مؤكدين أنهم ليسوا ضد أي راية أخرى‪ ،‬إال أنهم يرفضون إهانة علم‬ ‫الثورة الذي لف أجساد آالف الشهداء حسب تعبيرهم‪.‬‬

‫الإعالم الرتكي يك�شف عالقة الأ�سد بتنظيم نفذ عمليات م�سلحة‬ ‫م�ؤخر ًا يف ا�سطنبول‬ ‫سوريتنا برس ‪ -‬اسطنبول‬ ‫ذكرت وس��ائل إعالم تركي��ة أن حزب «جبهة‬ ‫حزب التحرير الثوري”‪ ،‬يبحث عن قطعة أرض‬ ‫قريبة من الحدود التركية ش��مال سوريا‪ ،‬في‬ ‫عين العرب «كوباني»‪ ،‬إلنشاء معسكر مسلح‬ ‫ً‬ ‫مضيفة أن األسد يعد‬ ‫لتدريب عناصره الجدد‪،‬‬ ‫من أش��د مناصري الحزب‪ ،‬كما يقاتل عناصر‬ ‫من الحزب إلى جانب قوات األسد في سوريا‪.‬‬ ‫وكان عناص��ر م��ن الح��زب المذك��ور نف��ذوا‬ ‫األس��بوع الفائت عملية في مدينة اسطنبول‬ ‫التركية‪ ،‬أس��فرت ع��ن مقتل المدع��ي العام‬ ‫«محمد س��ليم كيراز” في مقر النيابة العامة‬ ‫ف��ي المدين��ة‪ ،‬كم��ا اعتقل��ت قوات الش��رطة‬ ‫التركي��ة ف��ي اليوم التالي أش��خاص ًا يُش��تبه‬ ‫بضلوعه��م في تنفي��ذ هجوم عل��ى مديرية‬ ‫أم��ن اس��طنبول‪ ،‬وصلتهم بـ ”ح��زب التحرير‬ ‫الشعبي الثوري” المحظور‪.‬‬ ‫ونش��رت صحيفة «صباح» التركية في تقرير‬ ‫له��ا أن حزب «جبهة ح��زب التحري��ر الثوري»‬ ‫طل��ب من كل من «حزب االتحاد الديمقراطي‬ ‫ ‪ »PYD‬الك��ردي‪ ،‬وقوات البش��مركة‪ ،‬قطعة‬‫األرض لتدري��ب عناص��ره الج��دد عل��ى حمل‬ ‫الس�لاح‪ ،‬إذ يس��عى إل��ى تكثي��ف هجمات��ه‬ ‫بالتزامن م��ع حديث ع��ن المصالحة الوطنية‬ ‫ف��ي تركي��ا‪ ،‬بع��د دع��وة زعيم ح��زب العمال‬ ‫الكردستاني «عبد اهلل أوجالن» قيادات الحزب‬

‫إلى عقد مؤتمر إلعالن إلقاء السالح‪.‬‬ ‫وتضيف صب��اح أن الـ “‪ ”PYD‬يؤيد منح أرض‬ ‫المعسكر‪ ،‬في حين تعارض قوات البشمركة‬ ‫ذلك بسبب قتال عناصر ”جبهة حزب التحرير‬ ‫الث��وري” على جبهتين‪ ،‬مم��ا يزيد من فرص‬ ‫خيانتها لحلفائه��ا؛ إذ قاتلت قوات”الجبهة” مع‬ ‫ق��وات ال��ـ “‪ ”PYD‬في معارك الس��يطرة على‬ ‫عين العرب‪ ،‬كما تدعم قوات األسد في سوريا‬ ‫بالعناص��ر‪ ،‬تحت مس��مى «الجبهة الش��عبية‬ ‫لتحرير لواء إسكندرون»‪ ،‬المنشق عن «جبهة‬ ‫حزب التحرير الثوري»‪ ،‬والتي يقودها التركي‬ ‫“معراج أورال”‪ ،‬المعروف في س��وريا بـ “علي‬ ‫كيالي”‪.‬‬ ‫ولفتت جريدة صباح إلى أن القيادات العليا في‬ ‫«الجبهة الش��عبية لتحرير لواء إس��كندرون»‬

‫هم أعضاء سابقون في «جبهة حزب التحرير‬ ‫الش��عبي الث��وري»‪ ،‬إذ انش��قوا عن��ه ع��ام‬ ‫‪ ،1980‬إال أنهم يحملون العقيدة الماركس��ية‬ ‫– اللينيني��ة نفس��ها‪ ،‬ويعتم��دون على العنف‬ ‫والبروباغن��دا المس��لحة‪ ،‬مش��ير ًة إل��ى قيام‬ ‫عناص��ر «الجبه��ة الش��عبية لتحري��ر ل��واء‬ ‫إس��كندرون» بمجازر منظمة ضد المس��لمين‬ ‫في س��وريا‪ ،‬إلى جانب قوات الشبيحة‪ ،‬الذين‬ ‫وصفتهم الصحيفة بـ «جزاري البشر»‪.‬‬ ‫وانتق��دت صب��اح تغاض��ي وس��ائل اإلع�لام‬ ‫كثير من اليس��اريين‬ ‫الغربي��ة عن مش��اركة ٍ‬ ‫األوروبيي��ن إلى جان��ب قوات ال��ـ “‪ ”PYD‬في‬ ‫القتال في سوريا‪ ،‬في الوقت الذي تدّعي فيه‬ ‫تس��هيل تركيا مرورَ األجان��ب لالنضمام إلى‬ ‫التنظيمات السلفية ‪.‬‬


‫وزارة ال�شباب الرتكية تك ّرم طف ًال‬ ‫�سوري ًا ذا �سبعة �أ�شهر‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬القاهرة‬ ‫أعل��ن رئيس اللجن��ة القانونية ف��ي االئتالف الوطني الس��وري هيثم‬ ‫المال��ح أن أجهزة األمن المصرية ألغت مؤتمراً صحافيًا كان من المقرر‬ ‫عقده ف��ي القاهرة يوم الخميس للحديث عن نتائج القمة العربية في‬ ‫شرم الشيخ‪ ،‬واالحتجاج على عدم دعوة االئتالف إلى المؤتمر‪.‬‬ ‫وكان االئتالف أعلن أن المالح سيتحدث عن رؤية االئتالف للبيان الختامي‬ ‫الصادر عن القمة العربية الدورية الـ‪ ،٢٦‬التي عقدت في منتجع ش��رم‬ ‫الشيخ بمصر مؤخّراً‪ ،‬وعن الدور اإليجابي للمملكة العربية السعودية‬ ‫المتم ّث��ل بكلمة وزير خارجيتها األمير س��عود الفيصل‪ ،‬وعن انتهاكات‬ ‫نظام األسد في سورية‪.‬‬ ‫وق��ال المالح‪ ،‬بحس��ب ما نقلت عن��ه صحيفة “الحياة”‪ ،‬إن��ه “طلب لقاء‬ ‫العربي بعد منع سلطات األمن المصري إقامة مؤتمر صحافي كانوا قد‬ ‫أع��دوا له في مقر االئتالف من أج��ل وضع أجهزة اإلعالم المصرية في‬ ‫صورة التطورات الجارية على األرض”‪.‬‬ ‫وأض��اف المالح أنهم فوجئوا باتصال م��ن األجهزة األمنية يطلب منهم‬ ‫إلغ��اء المؤتمر الصحافي‪ ،‬وهو ما تم بحثه مع العربي‪ ،‬إضافة إلى منع‬ ‫االئتالف من المش��اركة في أعمال قمة شرم الشيخ‪ ،‬التي كان االئتالف‬ ‫ينتظره��ا م��ن أجل إيصال صوته وص��وت الثورة الس��ورية إلى القادة‬ ‫العرب المجتمعين في شرم الشيخ‪.‬‬ ‫وع��دّ المالح أن هذه التطورات تصب في مصلحة نظام األس��د‪ ،‬وتضر‬ ‫ً‬ ‫وفقأ لقرارات الجامعة‪،‬‬ ‫باالئتالف‪ ،‬الذي من حقه المش��اركة في القمة‬ ‫وهو األمر الذي لم تلتزم به مصر؛ الفتاً إلى أن العربي أبلغه نيته بذل‬ ‫الجه��ود كلها فيم��ا يتعلق بوضع االئتالف‪ ،‬لكن ه��ذا األمر جاء متأخراً‪،‬‬ ‫بع��د أن انتهى المؤتم��ر‪ ،‬وفوتوا على االئتالف فرص��ة أن يوصل آمال‬ ‫الشعب السوري إلى القادة العرب في قمتهم‪.‬‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬اليمن‬ ‫وجّ��ه مواطن��ون س��وريون في اليم��ن نداء اس��تغاثة إل��ى المنظمات‬ ‫اإلنس��انية األممية‪ ،‬مطالبين بتأمين طريق آمن إلجالئهم من مناطق‬ ‫الصراع في البالد‪.‬‬ ‫ونقلت وسائل إعالم أن معظم السوريين في اليمن عالقون في مدينة‬ ‫حرب‬ ‫م��أرب في مناطق جبلي��ة وعرة ومحاط��ة بالجبال‪ ،‬تُعدّ س��احة ٍ‬ ‫حقيقي��ة‪ ،‬عدا عن كونها مس��تهدفة بقصف “عاصف��ة الحزم”‪ ،‬لوجود‬ ‫العديد من النقاط العسكرية التابعة لجماعة “الحوثي” فيها‪.‬‬ ‫ونقل��ت وس��ائل اإلعالم عن طبيب س��وري م��ن العالقين ف��ي صنعاء‬ ‫قوله‪” :‬حتى الباكس��تان والهند وجيبوتي وجزر القمر والسودان‪ ،‬وحتى‬ ‫الصوم��ال وغيرها من تلك الدول‪ ،‬أجلت عمّالها البس��طاء ورعاياه من‬ ‫تُركَ األطباء والمهندسون‬ ‫اليمن‪ ،‬بالتنس��يق مع دول الجوار‪ ،‬في حين ِ‬ ‫الس��وريون وغيره��م من المقيمين هن��ا ‪ -‬وعددهم لي��س بالقليل ‪-‬‬ ‫لمصيرهم المجهول“‪.‬‬ ‫وكان االئتالف السوري قد أعلن يوم الجمعة الفائت أن نحو خمسة آالف‬ ‫س��وري معارض للنظام عالقون في اليمن‪ ،‬وحياتهم معرضة للخطر؛‬ ‫ودعا إلى إنقاذ حياتهم وتأمين خروجهم إلى الدول التي تقبلهم‪.‬‬ ‫وأوضح عض��و الهيئة السياس��ية لالئت�لاف وأمينه العام األس��بق بدر‬ ‫جاموس أن المعارضين العالقين في اليمن “قد ّ‬ ‫تقطعت بهم الس��بل‪،‬‬ ‫وحياته��م معرضة للخطر نتيجة الحرب واالنفالت األمني الذي س��ببته‬ ‫مليشيات الحوثيين”‪.‬‬ ‫وكان عدة آالف من الس��ورين لجؤوا إلى اليمن بعد نزوحهم من سوريا‬ ‫خالل الس��نوات األخيرة‪ ،‬إضافة إلى جالية سورية كانت موجودة هناك‪.‬‬ ‫ويبلغ عدد الالجئين الس��ورين المس��جَّلين في اليم��ن لدى المفوضية‬ ‫العامة لالجئين السورين ‪ 25‬ألف الجئ‪.‬‬

‫أخبار وتقارير‬

‫الأمن امل�صري مينع االئتالف من �سوريون عالقون يف اليمن يوجهون‬ ‫نداء ا�ستغاثة لإجالئهم‬ ‫�إقامة م�ؤمتر �صحفي يف القاهرة‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬

‫وكاالت‬ ‫كرّمت وزارة الش��باب والرياضة التركية الطفل الس��وري ذا الس��بعة أشهر‬ ‫«محم��د مصعب الجزائري» ووالدته‪ ،‬بعد مش��اركتهما ف��ي جولة تعريفية‬ ‫للطالب األجانب بمدينة أنطاكيا جنوبي تركيا‪ ،‬ضمن مشروع «دامال» التابع‬ ‫للوزارة‪.‬‬ ‫وش��ملت الجولة زيارة إلى عدد من المدارس الس��ورية والتركية‪ ،‬ومخيمات‬ ‫الس��وريين‪ ،‬ومناطق أثرية عديدة؛ ثم قام المش��اركون بزراعة الورود في‬ ‫المقبرة التاريخية في أنطاكيا‪ .‬واختُتِمت الجولة بزرع شجيرات في مدرسة‬ ‫أبناء الشهداء واﻵثار في منطقة كرخان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتخط السبعة أشهر‪ ،‬نجم الرحلة‪ ،‬وحاز على اهتمام‬ ‫وكان محمد‪ ،‬الذي لم‬ ‫الجميع‪ ،‬والقى ترحيب النزالء في دار المسنين‪ ،‬وفي كل دقيقة كان يطلبه‬ ‫أحدهم ليجالس��ه في حجره‪ ،‬ويالعبه‪ ،‬ويسقيه الشاي‪ ،‬وكذلك في األماكن‬ ‫جميعاً؛ بحسب ما ذكر موقع “ترك برس”‪.‬‬ ‫ع��دا أن الفتي��ات من أعضاء فريق دام�لا ُكنّ األكثر ُّ‬ ‫تعلق�� ًا به‪ ،‬فقد قضى‬ ‫معه��نّ أس��بوعاً من عم��ره‪ ،‬فأحببن��ه كثي��راً وأحبه��نّ‪ .‬وكان يلقاهن في‬ ‫الصباح بالعناق والقبالت‪ ،‬ويش��اركهنّ الطعام وينام في غرفهن؛ كما كان‬ ‫محمد يش��ارك الجميع في النش��اطات‪ ،‬ويزرع البس��مة والبهجة في المكان‬ ‫الذي ّ‬ ‫يحل فيه‪.‬‬ ‫وتعل��م أن يتكل��م بعض الكلمات الصينية والروس��ية والتركي��ة‪ ،‬التي كان‬ ‫ً‬ ‫صداقة خاصة من نوعها‬ ‫“إن‬ ‫يرددها وراء الفتيات‪ .‬ويقول أحد المشاركين‪ّ :‬‬ ‫نش��أت بين المش��اركين وبين الطفل محمد‪ ،‬مفتاحه��ا الضحكات ونظرات‬ ‫محمد البريئة”‪.‬‬ ‫وفي يوم االحتفال فازت صورته وهو يجلس في حضن رجل مس��ن بثالث‬ ‫أفضل ص��ورة‪ ،‬وتمّ تكريمه كأصغر مش��ارك بميدالية من مش��روع دامال‬ ‫ف��ي وزارة الش��باب والرياضة التركية‪ ،‬كما ُكرِّمت والدته على مش��اركتها‪،‬‬ ‫وأُعطِي شهادة مشارك بعد أن استحقّ أن يكون مشاركا متميزاً‪.‬‬ ‫أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطفل محمد استلم شهادته لحظة نومه‪ ،‬وكأنّها أتت‬ ‫الطريف في األمر ّ‬ ‫بعد جهد وتعب بالنسبة إليه‪ ،‬ليفرح بها في صباح اليوم التالي أشدة فرحة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫تنظيم "الدولة" يفر�ض التعليم الإلزامي بدير الزور‪ ،‬والأهايل‬ ‫يف�ضلون الت�سرب لأطفالهم‬ ‫اندساسية‬ ‫وتقارير‬ ‫دندنات‬ ‫أخبار‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬دير الزور‬ ‫أصدر ديوان التعليم‪ ،‬التاب��ع لتنظيم “الدولة‬ ‫اإلس�لامية” ف��ي دي��ر ال��زور‪ ،‬ق��راراً ف��رض‬ ‫بموجب��ه إلزامي��ة التعلي��م االبتدائ��ي ف��ي‬ ‫الم��دارس‪ ،‬وتم تعمي��م القرار في األس��بوع‬ ‫الفائت‪ ،‬وإلصاق نس��خ منه على الجدران في‬ ‫األماك��ن العامة وعل��ى أبواب الم��دارس في‬ ‫مدينة دير الزور وريفها‪.‬‬ ‫وقال م��درسٌ في إح��دى م��دارس ريف دير‬ ‫الزور لـ”سوريتنا”‪“ :‬إن إلزامية التعليم‪ ،‬حسب‬ ‫ما أقر التنظيم‪ ،‬تش��مل األطفال الذين بلغوا‬ ‫س��ن دخ��ول المدرس��ة ف��ي مرحل��ة التعليم‬ ‫االبتدائي” الفت ًا إلى أن التنظيم أنذر األهالي‬ ‫الذين يرفضون إرسال أبنائهم إلى المدارس‬ ‫بالعقاب ودفع غرامة مالية‪ ،‬لم يحدد قيمتها‪.‬‬ ‫وأكد ناشطون في المدينة والريف أن عناصر‬ ‫من تنظي��م “الدولة” داهم��وا بعض األماكن‬ ‫ٌ‬ ‫أطف��ال في س��ن التعليم‬ ‫الت��ي يعم��ل فيه��ا‬ ‫اإللزامي‪ ،‬وقاموا باصطحابهم إلى المدارس‪.‬‬ ‫وج��اء ذلك بعد فش��ل مح��اوالت التنظيم في‬ ‫الس��يطرة على عملية التعلي��م في المناطق‬ ‫الت��ي يس��يطر عليها ف��ي الري��ف والمدينة‪،‬‬ ‫مم��ا دفع��ه إل��ى اتخ��اذ العديد م��ن القرارات‬ ‫االرتجالية‪ ،‬التي يستحيل تطبيقها‪.‬‬

‫أم مصطف��ى ‪ -‬وهي س��يدة من دي��ر الزور ‪-‬‬ ‫ت��رى في ق��رار تنظي��م “الدول��ة” األخير في‬ ‫إلزامي��ة التعلي��م “محاولة لتنش��ئة األطفال‬ ‫بش��كل يتناس��ب مع فكر التنظي��م وتوجهه‪،‬‬ ‫وتهيئته��م ليكون��وا عناص��ر ف��ي صف��وف‬ ‫التنظيم من خالل المناهج التي يقدمها”‪.‬‬ ‫ولك��ن أم مصطفى‪ ،‬في الوقت نفس��ه‪ ،‬تعدّ‬ ‫تطبيق هذه السياس��ية مستحي ً‬ ‫ال‪ ،‬وذلك لعدة‬ ‫أس��باب‪ ،‬على رأس��ها أن «داع��ش» لم تعمل‬ ‫على تجهيز مدارس كافية يمكن أن تستوعب‬ ‫العدد الهائل من الطلبة في المدينة والريف‪،‬‬ ‫وحت��ى في ح��ال أمّنت ذلك ‪ -‬وهذا مس��تبعد‬ ‫ فل��ن يتحق��ق له��ا م��ا تريد‪ ،‬بس��بب رفض‬‫ً‬ ‫إضافة إلى‬ ‫األهالي وجودَ داعش وسيطرتها؛‬ ‫أن المدارس التابعة للتنظيم ال تقدم ش��هاد ًة‬ ‫مُعترفاً بها في المرحل��ة االبتدائية؛ هذا عدا‬ ‫ع��ن عمالة األطفال‪ ،‬وهي س��بب من أس��باب‬ ‫التس��رب م��ن المدرس��ة‪ ،‬وال ش��يء يوح��ي‪،‬‬ ‫بحسب تعبيرها‪ ،‬بأن داعش يمكن أن تحسّن‬ ‫من أوضاع هؤالء المعيشية”‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى يؤكد ناش��طون أن المدارس‬ ‫الت��ي تش��رف عليه��ا داعش بش��كل مباش��ر‬ ‫ال تلق��ى إقب��ا ً‬ ‫ال م��ن المواطني��ن ف��ي الريف‬ ‫والمدين��ة‪ ،‬خوف ًا عل��ى أبنائهم م��ن االنجرار‬

‫نح��و التط��رف‪ .‬ومع قل��ة البدائ��ل المتوفرة‪،‬‬ ‫يصب��ح آالف م��ن أطف��ال المدينة ف��ي مهب‬ ‫الحرم��ان من التعليم في الوقت الحالي‪ ،‬وفي‬ ‫المستقبل القريب‪.‬‬

‫تنظيم “الدولة” يحتل منازل معار�ضيه‪ ،‬وغمو�ض يكتنف م�صري‬ ‫املعتقلني منهم‬ ‫سوريتنا برس ‪ -‬دير الزور‬ ‫يش��ن تنظي��م “الدول��ة اإلس�لامية” حمل��ة‬ ‫اعتق��االت ض��د عناص��ر الجي��ش الح��ر‬ ‫الس��ابقين‪ ،‬ش��ملت أيض ًا المقاتلي��ن الذين‬ ‫أعلن��وا “التوبة عن قت��ال التنظيم” في دير‬ ‫ال��زور‪ ،‬وتم العفو عنهم في بداية س��يطرة‬ ‫التنظيم عل��ى المدينة‪ ،‬إضافة إلى مصادرة‬ ‫منازلهم ومن��ازل المقاتلين من الحر‪ ،‬الذين‬ ‫قضوا في معارك ضد التنظيم سابق ًا‪.‬‬ ‫أم محمد من ري��ف دير الزور الغربي‪ ،‬زوجة‬ ‫قي��ادي في الجيش الحر ُقت��ل أثناء المعارك‬ ‫مع التنظيم‪ ،‬قالت لـ ”سوريتنا”‪“ :‬كان زوجي‬ ‫م��ن الق��ادة الذي��ن عُرف��وا بشراس��ة قتال‬ ‫التنظيم‪ ،‬وقدّر له أن يستش��هد في معركة‬ ‫بين الحر والتنظيم”‪.‬‬ ‫وتابع��ت أم محم��د‪“ :‬بعد س��يطرة التنظيم‬ ‫ودخول��ه قريتن��ا ق��ام عناص��ره بمضايقتنا‬ ‫ع��دة م��رات‪ ،‬إلى أن ق��رر ش��رعيو التنظيم‬ ‫إخ�لاء المنزل ال��ذي يأوي أطفالي الس��بعة‪،‬‬ ‫أبلغون��ا أن المنزل ملكٌ للدولة اإلس�لامية‪،‬‬ ‫وأن صاحبه مرتد؛ ومنذ ثالثة أش��هر نسكن‬ ‫ً‬ ‫غرفة في منزل شقيق زوجي‪ ،‬بعد االستيالء‬ ‫على منزلنا”‪.‬‬ ‫ح��ال أم محم��د لي��س بأفض��ل م��ن ح��ال‬ ‫المئ��ات م��ن عائالت دي��ر ال��زور‪ ،‬فالتنظيم‬ ‫ص��ادر منازل عناصر وقي��ادات الجيش الحر‬ ‫والفصائ��ل التي واجه��ت التنظي��م جميعاً‪،‬‬

‫وطالت الحملة أكثر من ‪ 200‬منزل وعائلة‪.‬‬ ‫بدي��ع محم��د‪ ،‬الناش��ط الحقوق��ي م��ن دير‬ ‫الزور‪ ،‬قال لـ ”سوريتنا”‪“ :‬إن حملة المصادرة‬ ‫بدأت منذ ثالثة أش��هر‪ ،‬ومستمرة إلى يومنا‬ ‫هذا‪ ،‬وق��د بلغ عدد المن��ازل المصادرة ‪200‬‬ ‫من��زل على األقل‪ ،‬إذ أبل��غ التنظيم قاطنيها‬ ‫بإخالئه��ا باعتباره��ا أم�لاك ًا عام��ة للدول��ة‬ ‫اإلسالمية”‪.‬‬ ‫وأض��اف محم��د‪“ :‬يعم��د التنظيم إل��ى منع‬ ‫أصح��اب ه��ذه المن��ازل م��ن أخ��ذ متاعهم‬ ‫الموج��ود في داخله��ا‪ ،‬وبع��د إخالئها يكتب‬ ‫عليها‪( :‬ملك خاص بالدولة)‪ ،‬وبعد فترة قام‬ ‫بتسليم هذه المنازل إلى عناصره القادمين‬ ‫من خارج س��وريا‪ ،‬أو م��ا يعرف بالمهاجرين‪،‬‬ ‫الذين أقاموا فيها مع عائالتهم”‪.‬‬ ‫مصي��ر مجه��ول للمقاتلي��ن المعتقلين من‬ ‫قبل التنظيم‪:‬‬ ‫وفي الوقت الذي ّ‬ ‫ينفذ فيه التنظيم عمليات‬ ‫إعدام لمقاتلين س��ابقين ف��ي الجيش الحر‬ ‫وفصائل أخرى‪ ،‬كان آخرها األسبوع الفائت‪،‬‬ ‫وقد طالت سبعة أشخاص بينهم أمير سابق‬ ‫في جبهة النصرة؛ يكتنف مصير المعتقلين‬ ‫من ه��ؤالء ل��دى التنظيم غموضٌ يس��بب‬ ‫قلقاً دائماً لذوي المعتقلين‪.‬‬ ‫ويروي أبو عيسى من دير الزور لـ ”سوريتنا”‬ ‫قص��ة ابن��ه المعتقل ل��دى التنظي��م قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬

‫«كان ولدي من عناص��ر الجيش الحر الذين‬ ‫قاتلوا التنظيم‪ ،‬قبل س��يطرة التنظيم على‬ ‫المدين��ة‪ ،‬تمكنت من إج��راء صلح بين ابني‬ ‫والتنظي��م عن طريق وس��ائط عش��ائرية‪،‬‬ ‫وخضع لمعس��كر ش��رعي (معس��كر توبة)‪،‬‬ ‫وبع��د المعس��كر أعط��ى ش��رعيُّ التنظيم‬ ‫ابني عيسى األمان”‪.‬‬ ‫ويتابع أبو عيس��ى‪“ :‬قبل أش��هر تم اعتقال‬ ‫ول��دي من الش��ارع‪ ،‬ول��م نعرف عنه ش��يئ ًا‬ ‫منذ تاريخ اعتقاله‪ ،‬على الرغم من س��ؤالنا‬ ‫المتك��رر عنه‪ ،‬ومراجعة ف��روع التنظيم في‬ ‫مناطق سيطرته جميع ًا في سوريا”‬ ‫ويَع��دُّ التنظي��مُ مقاتل��ي الجي��ش الح��ر‬ ‫خط��ر تهدد‬ ‫والفصائ��ل المعارض��ة له نوا َة‬ ‫ٍ‬ ‫وج��وده ف��ي ح��ال ح��دوث أي ب��وادر ث��ورة‬ ‫عش��ائرية‪ ،‬كم��ا ح��دث في مناطق عش��يرة‬ ‫الش��عيطات‪ ،‬أو ف��ي ح��ال ح��دوث ع��ودةٍ‬ ‫للفصائ��ل التي خرج��ت من دير ال��زور إلى‬ ‫إدلب و القلمون ودرعا‪.‬‬ ‫ويق��ول الرائد أب��و علي من دير ال��زور‪“ :‬إن‬ ‫ع��دد المعتقلين م��ن عناصر الجي��ش الحر‬ ‫والكتائب اإلس�لامية تج��اوز األلفي معتقل‬ ‫م��ن مختل��ف أرج��اء دي��ر ال��زور‪ ،‬ويتكت��م‬ ‫التنظي��م عل��ى أماك��ن اعتقاله��م‪ ،‬ويمتنع‬ ‫عن كش��ف مصيرهم‪ ،‬تاركاً ذلك لس��احات‬ ‫المدينة‪ ،‬التي تش��هد مؤخ��راً عمليات إعدام‬ ‫لهؤالء”‪.‬‬


‫احل�سكة مقطعة الأو�صال بني القوى امل�سيطرة‪ ،‬والأهايل يدفعون الثمن‬

‫متوار عن األنظار‪،‬‬ ‫يعطوني هويتي‪ ،‬وأنا اآلن‬ ‫ٍ‬ ‫ريثم��ا أتمك��ن م��ن الحص��ول عل��ى بطاق��ة‬ ‫شخصية جديدة"‪.‬‬ ‫ورأى عل��ي أن ه��ذه الحملة تدخ��ل في إطار‬ ‫إف��راغ المنطقة م��ن أهله��ا‪ ،‬مش��يراً إلى أن‬ ‫الحمالت مستمرة في ظل عدم تمكن النظام‬ ‫من سوق الش��باب إلى جبهات القتال‪ ،‬وتقوم‬ ‫ه��ذه الق��وات بالنياب��ة بس��د النق��ص الذي‬ ‫خلفه تخلف الش��باب عن الس��وق إلى الخدمة‬ ‫اإللزامية في صفوف قوات النظام‪.‬‬ ‫وكانت اإلدارة الذاتية قد أصدرت قانوناً خاصًا‬ ‫به��ذا الش��أن بتاري��خ ‪ ،2014 / 7 / 13‬تح��ت‬ ‫مس��مى "قان��ون الدف��اع الذات��ي"‪ ،‬وورد فيه‬ ‫أن واج��ب الدفاع الذاتي يُع��دُّ واجباً اجتماعيًا‬ ‫وأخالقي��اً‪ ،‬يش��مل المكون��ات االجتماعي��ة‬ ‫جميع��اً‪ ،‬ومن هذا المنطل��ق يتوجب على كل‬ ‫أس��رة من أُسَ��ر المقاطعة أن تقدم فرداً من‬ ‫أفراده��ا للمش��اركة ف��ي أداء واج��ب الدف��اع‬ ‫الذات��ي‪ ،‬والمكلف��ون بأح��كام ه��ذا القانون‬ ‫هم األش��خاص الذين تت��راوح أعمارهم بين‬ ‫‪ 18‬و‪ 30‬س��نة من الذكور‪ ،‬أم��ا اإلناث فيكون‬ ‫التزامهن به طوعيًا‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا برس ‪ -‬الحسكة‬ ‫ش��نت ق��وات األم��ن الداخل��ي "األس��اييش"‬ ‫التابعة لـ ”اإلدارة الذاتية” في منطقة الجزيرة‬ ‫ومناطق أخرى شمالي سوريا‪ ،‬حملة اعتقاالت‬ ‫طالت عش��رات الش��بان المطلوبي��ن للتجنيد‬ ‫اإلجباري في القوات التابعة لـ ”اإلدارة الذاتية”‬ ‫م��ن أبناء تل��ك المناطق‪ ،‬تراوح��ت أعمارهم‬ ‫بي��ن ‪ 18‬و‪ 30‬عام ًا م��ن المكونات االجتماعية‬ ‫كافة‪.‬‬ ‫ويق��ول عب��د الرحي��م ‪ -‬وه��و ش��اب ك��ردي‬ ‫س��وري‪ ،‬م��ن مدين��ة عام��ودا ش��مال ش��رق‬ ‫س��وريا ‪ -‬لـ ”س��وريتنا”‪ ” :‬تعرض��ت لالعتقال‬ ‫من قبل األس��اييش عل��ى أح��د الحواجز في‬ ‫مدينة عام��ودا‪ ،‬لم أكن الوحيد ممن ش��ملته‬ ‫تلك الحملة‪ ،‬إذ اعتُقل العش��رات من الشبان‬ ‫معي"‪.‬‬ ‫ويضيف عب��د الرحيم "بعد أن تم تجميع عدد‬ ‫من المعتقلين ‪ -‬وهم م��ن مختلف المكونات‬ ‫االجتماعية ‪ -‬في مكان يتبع لقوات األساييش‬ ‫في مدينة عامودا‪ ،‬تم س��وقنا إلى أحد مراكز‬ ‫التدري��ب ف��ي المنطقة‪ ،‬تس��مى (ت��ل بيدر)‪،‬‬ ‫وهي منطقة واقعة ش��مال مدينة الحس��كة‪،‬‬ ‫وقريبة من بلدة الدرباسية الحدودية”‪.‬‬ ‫وأش��ار عبد الرحيم "بعد أكثر من ثالثة أشهر‬ ‫انته��ت المرحلة األولى من التدريب‪ ،‬وحصلت‬ ‫على إج��ازة‪ ،‬وفور وصولي إلى قريتي اتفقت‬ ‫مع مهرب إليصالي إلى تركيا‪ ،‬وبعد محاوالت‬ ‫ع��دة حالفن��ي الح��ظ بتج��اوز الح��دود‪ ،‬إذ ال‬ ‫يمكنني االس��تمرار في صفوف هذه القوات‪،‬‬ ‫لمعرفتي التامة بما ينتظرني”‪.‬‬

‫وي��درك معظ��م أهال��ي تل��ك المناطق حجم‬ ‫المخاطر التي تلف مصير من يدخل في هذه‬ ‫التشكيالت العسكرية‪ ،‬كونها تنتهي بهم إلى‬ ‫جبهات القتال ضد تنظيم الدولة اإلس�لامية‪،‬‬ ‫في العديد من نقاط المواجهة المنتش��رة في‬ ‫المحافظة‪.‬‬ ‫وتنقس��م القوات التابعة ل�لإدارة الذاتية إلى‬ ‫ثالث��ة أجنح��ة‪ ،‬ه��ي‪" :‬األس��اييش ‪ -‬وح��دات‬ ‫الحماية الشعبية ‪ -‬وحدات حماية المرأة"‪ ،‬لكل‬ ‫منه��ا قيادة خاص��ة‪ .‬عملت ه��ذه اإلدارة على‬ ‫تش��كيل قوات عس��كرية‪ ،‬تكون عماد جيش‬ ‫يتبع لها‪ ،‬يتشكل من الشبان الذين يخضعون‬ ‫لمعسكرات تدريبية منتشرة في عدة مناطق‬ ‫من الحسكة‪.‬‬ ‫علي ش��اب عرب��ي من قرى مدينة الحس��كة‪،‬‬ ‫طال��ب جامعي أنهى امتحانات��ه الفصلية في‬ ‫مدين��ة دير ال��زور‪ ،‬وعاد ليقض��ي عطلته مع‬ ‫أفراد أس��رته‪ ،‬اعتقلته قوات األساييش على‬ ‫مدخ��ل المدينة‪ ،‬واحتجزته بع��د أخذ بطاقته‬ ‫الش��خصية‪ ،‬ث��م أُخل��ي س��بيله بع��د تدخ��ل‬ ‫أشخاص ذوي نفوذ لدى القوات الكردية‪.‬‬ ‫يروي علي قصته لـ ”سوريتنا” قائ ً‬ ‫ال‪" :‬أنا أكبر‬ ‫إخوتي‪ ،‬أدرس هندس��ة البت��رول في جامعة‬ ‫الف��رات في دير الزور‪ ،‬أمل��ك مصدقة تأجيل‬ ‫دراس��ية‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك أنزلوني على‬ ‫الحاجز ولم تنفع أي وسيلة معهم"‪.‬‬ ‫ويضيف علي‪“ :‬قامت والدتي بالتوس��ط لدى‬ ‫أح��د األصدق��اء األك��راد لفك احتج��ازي ومنع‬ ‫س��وقي إلى معس��كرات اإلدارة الذاتية‪ ،‬وبعد‬ ‫مح��اوالت حثيث��ة أُخلي س��بيلي م��ن دون أن‬

‫أخبار وتقارير‬

‫“الإدارة الذاتية” ت�ستنزف �شباب احل�سكة يف خدمة �إلزامية لدى قواتها‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬

‫الحسكة ‪ -‬عدنان أبو كنان‬ ‫تحولت مدينة الحسكة في اآلونة االخيرة إلى‬ ‫مدينة مقطعة األوصال‪ ،‬وتعددت الجهات التي‬ ‫تفرض س��يطرتها عليها‪ ،‬وتع��ددت الوالءات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وقسِّمت إلى أحياء‪ ،‬بعضها يتبع للنظام‪ ،‬وآخر‬ ‫يرزح تح��ت حكم المليش��يات التابع��ة لنظام‬ ‫األسد‪ ،‬وأحياء تحكمها الوحدات الكردية‪.‬‬ ‫وفي أعقاب تفجيرات حي المفتي‪ ،‬التي أودت‬ ‫بحي��اة نح��و ‪ 90‬مدني��اً وإصاب��ة ‪ 140‬آخرين‬ ‫على األق��ل‪ ،‬قطعت “وحدات حماية الش��عب”‬ ‫َ‬ ‫كامل‬ ‫الكردي��ة‪ ،‬التي تس��يطر عل��ى الح��ي‪،‬‬ ‫طري��ق المستش��فى الوطني عبر مؤسس��ة‬ ‫المي��اه‪ ،‬وال��ذي يم��ر بح��ي العزيزي��ة‪ ،‬وذلك‬ ‫بإقامة س��واتر ترابية‪ .‬كم��ا عمدت “الوحدات”‬ ‫إل��ى قط��ع طريق الس��د الم��ؤدي ال��ى الحي‬ ‫العس��كري وباتجاه ح��ي غويران م��ن الجهة‬ ‫الش��رقية للمدين��ة‪ ،‬وبذلك يك��ون هذا الحي‬ ‫معزو ً‬ ‫ال بشكل كامل عن باقي األحياء‪.‬‬ ‫وأغلقت “الوحدات” الش��وارع المؤدية الى حي‬ ‫المفتي والصالحية كلها‪ ،‬في وقت أبقت على‬ ‫مدخلي��ن فقط لمرور الس��يارات‪ ،‬وعززت من‬ ‫حواجزها على مداخل كل حي‪.‬‬ ‫وائل ش��اب ف��ي الثالثين م��ن العمر‪ ،‬موظف‬ ‫ف��ي إحدى الدوائ��ر الحكومي��ة‪ ،‬وهو من حي‬ ‫العزيزية؛ يقول لـ ”س��وريتنا”‪“ :‬باتت معاناتنا‬ ‫كبي��رة بعد أن عزل��ت وحدات حماية الش��عب‬ ‫الحي عن باق��ي أحياء المدينة‪ ،‬ومنعت دخول‬

‫الس��يارات وحاف�لات النقل إلى الح��ي إال من‬ ‫خالل بعض المنافذ القليلة”‪.‬‬ ‫وأض��اف وائ��ل‪" :‬تضاعف��ت المس��افة الت��ي‬ ‫نقطعها إلى أعمالنا كل يوم‪ ،‬إذ يس��ير سكان‬ ‫الح��ي مس��افات طويل��ة عل��ى األق��دام حتى‬ ‫يصلوا إلى أقرب موقف س��يارات‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫الحواج��ز الت��ي اكتظت به��ا المدين��ة‪ ،‬والتي‬ ‫باتت تش��كل مصدر رعب للمارة عقب موجة‬ ‫التفجي��رات الت��ي ش��هدتها المدين��ة‪ ،‬وبه��ذا‬ ‫يجب علين��ا أن ندفع كامل الراتب كأجور نقل‬ ‫للوصول الى أعمالنا”‪.‬‬ ‫وانتش��رت في أعقاب التفجي��رات األخيرة في‬ ‫الحسكة إشاعات تتحدث عن احتمال استهداف‬ ‫أحي��اء مدين��ة الحس��كة بتفجي��رات أخ��رى‪،‬‬ ‫األمر الذي انعكس بش��كل مباش��ر على حياة‬ ‫المدنيين هن��اك‪ ،‬وتوقف كثي��رٌ من األهالي‬ ‫ع��ن إرس��ال أطفالهم إل��ى الم��دارس نتيجة‬ ‫لذلك‪.‬‬ ‫وتقول أم أس��امة ‪ -‬وهي من سكان الحي ‪ -‬لـ‬ ‫”س��وريتنا”‪“ :‬أصبح من العس��ير علينا إرسال‬ ‫أطفالنا إل��ى المدارس‪ ،‬وب��ات الخوف يالزمنا‬ ‫ط��وال الفت��رة الت��ي يغي��ب به��ا أوالدنا عن‬ ‫المن��زل‪ ،‬حت��ى وإن كانوا في المدرس��ة‪ ،‬فقد‬ ‫طالت يد الغدر عشرات األبرياء في التفجيرات‬ ‫األخيرة‪ ،‬معظمهم من األطفال”‪.‬‬ ‫وت��رى أم أس��امة أن التفجي��رات ف��ي اآلون��ة‬ ‫األخيرة‪ ،‬لم تعد تميز بين عس��كري ومدني‪،‬‬

‫وتحدث ف��ي معظم أحي��اء المدين��ة‪ ،‬وتحول‬ ‫عددٌ كبير من المدارس إلى مقار عس��كرية‪،‬‬ ‫األمر الذي يشكل مصدر خطر على األطفال‪.‬‬ ‫ولي��س الحال في األحياء التي يس��يطر عليها‬ ‫النظ��ام والمليش��يات التابعة ل��ه بأفضل من‬ ‫باق��ي المناط��ق‪ ،‬إذ يتع��ذر عل��ى المدنيي��ن‬ ‫الوص��ول إل��ى مرك��ز المدينة إال س��يراً على‬ ‫األق��دام‪ ،‬فق��د أغلق��ت ق��وات النظام ش��ارع‬ ‫القامش��لي المؤدي إلى ساحة السوق‪ ،‬وشارع‬ ‫المرك��ز الثقاف��ي‪ ،‬والمجم��ع االس��تهالكي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى ش��ارع الملعب البل��دي‪ ،‬والطريق‬ ‫بي��ن الس��وق ومنطق��ة الناص��رة‪ ،‬لذل��ك‬ ‫تضاعف��ت المس��افة الت��ي يج��ب أن يقطعها‬ ‫الناس إلى أضعاف ما كانت عليه سابقًا‪.‬‬ ‫"س��ليمان"‪ ،‬سائق سيارة أجرة‪ ،‬يرى أن العمل‬ ‫داخ��ل المدين��ة ب��ات ش��اق ًا علي��ه‪ ،‬ويق��ول‪:‬‬ ‫” ُقطِع��ت الط��رق جميع��ًا نتيج��ة الحواج��ز‬ ‫والس��واتر الترابي��ة واإلس��منتية‪ ،‬وأصبح��ت‬ ‫لقمة العيش محفوفة بأشكال الخطر جميعًا؛‬ ‫مدين��ة مقطع��ة‪ ،‬تحكمها مزاجي��ات يجب أن‬ ‫نتأقلم معها كلها‪ ،‬لكل جهة قانونها الخاص‪،‬‬ ‫ونحن ال حول لنا وال قوة”‪.‬‬ ‫تجدر اإلش��ارة إلى أن مدينة الحس��كة تخضع‬ ‫لسيطرة النظام والقوات الكردية في القسم‬ ‫الش��مالي منه��ا‪ ،‬وترزح المدين��ة تحت حصار‬ ‫خانق م��ن الجهات جميع ًا‪ ،‬عم��ل النظام على‬ ‫عزلها عن المناطق الثائرة بشتى الوسائل‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫فالحو الزبداين ينا�ضلون للحفاظ على زراعتهم‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫الزبداني ‪ -‬شهد نجم‬ ‫مصائ��ب أهال��ي الزبداني بريف دمش��ق لم‬ ‫تقتصر على الموت والدمار الذي يطال البشر‬ ‫والحجر‪ ،‬نتيجة القص��ف والحصار‪ ،‬بل تعدت‬ ‫ذلك ليطال الجفاف س��هول المدينة الزراعية‪،‬‬ ‫الت��ي تع��د مص��دراً أساس��ي ًا لدخ��ل أهال��ي‬ ‫الزبداني‪.‬‬ ‫ونتيج��ة للحص��ار الخان��ق الذي ت��رزح تحته‬ ‫المدينة‪ ،‬تعاني األراض��ي الزراعية المحيطة‬ ‫بها وبمضايا ّ‬ ‫وبقين‪ ،‬من نقص حاد باألسمدة‬ ‫والري اليد العاملة الت��ي تعتني بها‪ ،‬وقد دفع‬ ‫انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق الس��هل‬ ‫فالح��ي الزبداني ومضايا وبقي��ن إلى اللجوء‬ ‫اس��تخدام الوقود إلخراج المياه من اآلبار‪ ،‬في‬ ‫ظل تج��اوز س��عر الليتر الواحد م��ن المازوت‬ ‫‪ ،300‬وصعوب��ة تأمين��ه حتى بهذه األس��عار‬ ‫المرتفعة‪.‬‬ ‫ويقول أح��د المزارعين في س��هول الزبداني‬ ‫لـ”س��وريتنا”‪“ :‬إن س��قاية الدون��م الواحد من‬ ‫األرض المزروع��ة باألش��جار المثمرة‪ ،‬تحتاج‬ ‫إل��ى م��ا يق��ارب ثالثة ليت��رات من الم��ازوت‪،‬‬ ‫وهذه العملية يجب أن تتكرر مرة كل أس��بوع‬ ‫على األقل‪ ،‬لكي تبقى األشجار حيّة”‪.‬‬ ‫وع�لاوة على ذلك‪ ،‬تمنع ق��وات النظام دخول‬ ‫األسمدة الالزمة لتغذية األرض‪ ،‬وذلك بحجة‬ ‫اس��تخدامه في تصنيع العبوات الناس��فة‪ ،‬ما‬ ‫دفع الفالحين إلى اس��تخدام السماد الطبيعي‬ ‫المتوافر بكميات قليلة‪.‬‬ ‫وفي ه��ذا الصدد يوضح ف�لاح آخر‪“ :‬نضطر‬ ‫الس��تخدام الس��ماد الطبيع��ي بس��بب ع��دم‬ ‫توافر األس��مدة الصناعية‪ ،‬وتس��بب األسمدة‬ ‫الطبيعي��ة انتش��ار الحش��رات وأم��راض في‬ ‫المحيط القريب جداً‪ ،‬ومن الضروري استخدام‬

‫المبيدات الحشرية بعد رش السماد الطبيعي‪،‬‬ ‫وهي غير موجودة أيضاً‪ ،‬لذات األس��باب التي‬ ‫تمنع إدخال السماد المصنّع”‪.‬‬ ‫وال تتوقف معاناة الفالحين في تلك المناطق‬ ‫عن��د ه��ذا الح��د‪ ،‬حي��ث تمن��ع ق��وات النظام‬ ‫المنتش��رة عل��ى الحواج��ز معظ��م الفالحين‬ ‫م��ن الوصول إل��ى أراضيه��م إال بعد تقاضي‬ ‫مبال��غ مالية تف��وق طاقة الم��زارع‪ ،‬أو تقوم‬ ‫باستهدافهم أثناء عملهم فيها‪.‬‬ ‫ف��ي ظ��ل إجب��ار حواج��ز الجيش المنتش��رة‬ ‫الفالحي��ن على عدم الوص��ول إلى حقولهم‪،‬‬ ‫بس��بب االس��تهداف العش��وائي له��م‪ ،‬وق��د‬ ‫استش��هد بعض منه��م في أثن��اء العمل في‬ ‫الحق��ول‪ ،‬وكذل��ك تكليفه��م مبال��غ ضخم��ة‬ ‫للس��ماح لهم بإدخال الم��واد الالزمة للعناية‬ ‫باألش��جار وإخ��راج المحص��ول‪ ،‬ال��ذي يفق��د‬

‫صاحبه جزءاً منه على تلك الحواجز‪.‬‬ ‫ويق��ول ف�لاح من منطق��ة مضاي��ا‪” :‬على أن‬ ‫أدفع رسم عبور على كل حاجز أمر من خالله‬ ‫ك��ي أصل إلى أرض��ي‪ ،‬إذا جمعت تلك المبالغ‬ ‫في نهاية الموسم‪ ،‬قد تتجاوز ما أحصل عليه‬ ‫من أرباح العمل ف��ي الزراعة‪ ،‬وتتصاعد تلك‬ ‫المبال��غ عندما نجني المحص��ول وننقله عبر‬ ‫الحواجز لتسويقه في المدينة”‪.‬‬ ‫وف��ي الوقت ال��ذي تندلع فيه اش��تباكات بين‬ ‫قوات النظام وكتائب المعارضة في المنطقة‪،‬‬ ‫يصبح من المس��تحيل على المزارع الوصول‬ ‫إل��ى أرضه‪ ،‬ويتس��بب ذل��ك بنش��وب حرائق‬ ‫تلته��م األراض��ي بمحاصيله��ا ف��ي المناطق‬ ‫القريب��ة‪ ،‬ناهيك ع��ن األش��جار التي يضطر‬ ‫أصحابها إلى قطعها الستخدامها في التدفئة‬ ‫شتا ًء‪.‬‬

‫تذبذب �أ�سعار البنزين يف �سوريا وانح�سار يف توفره‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫تختلف أس��عار مادة البنزين اليوم بين المدن‬ ‫الس��ورية‪ ،‬ويس��جل الس��عر النظام��ي لليتر‬ ‫الواح��د منه ‪ 120‬ليرة س��ورية‪ ،‬فيما يباع في‬ ‫دمشق بـ ‪ ،130‬ويصعب توفره‪ .‬ويصل سعره‬ ‫في السوق الس��وداء في حلب إلى ‪ 165‬ليرة‪،‬‬ ‫فيم��ا يتج��اوز األلف في العديد م��ن المناطق‬ ‫الس��ورية المحاص��رة‪ ،‬كغوط��ة دمش��ق‪.‬‬ ‫ويعتمد الس��وريون على مادة البنزين بشكل‬ ‫أس��اس كوقود للسيارات وتش��غيل المولدات‬ ‫الكهربائية المنزلية‪.‬‬ ‫ونش��رت ش��ركة «‪ »AIRINC‬مطلع‬ ‫الش��هر الماضي احصائية بمتوسط‬ ‫أس��عار البنزي��ن ف��ي دول العال��م‪،‬‬ ‫وتبيّ��ن م��ن خاللها أن س��عر غالون‬ ‫البنزين الس��وري‪ ،‬وال��ذي ُقدّر بـ ‪.2‬‬ ‫‪ 73‬دوالر أميركي‪ ،‬يقارب سعره في‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ويفوق‬ ‫س��عره ف��ي دول الخلي��ج وإي��ران‬ ‫والع��راق ومص��ر والجزائ��ر‪ .‬وجاءت‬ ‫س��وريا ثان��ي أغل��ى دول��ة عربي��ة‬ ‫بسعر البنزين‪ ،‬بحس��ب اإلحصاءات‬ ‫المنش��ورة‪ .‬في حين س��جلت األردن‬

‫السعر األعلى بين الدول العربية‪.‬‬ ‫وقد خفضت حكومة النظام سعر الليتر الواحد‬ ‫حوالي عش��ر ليرات منتصف الشهر الماضي‪،‬‬ ‫بع��د أن كان ب��ـ ‪ 130‬لي��رة‪ .‬التخفيض األخير‬ ‫هو الثالث خالل األش��هر الستة الماضية‪ ،‬بعد‬ ‫أن س��جّل س��عر البنزين قفزة بداية الس��نة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫وأش��ار المتخص��ص االقتص��ادي (عل��ي عبد‬ ‫أن «الحكومة الس��ورية كانت قد‬ ‫الن��ور) إل��ى ّ‬ ‫حررت أس��عار معظم المحروقات مع اش��تداد‬ ‫األزم��ة االقتصادي��ة‪ ،‬وربطته��ا بالمتغي��رات‬

‫العالمي��ة ألس��عار النف��ط‪ ،‬وه��و ما يتس��بب‬ ‫بتعدي��ل هذه األس��عار بي��ن فت��رة وأخرى»‪.‬‬ ‫وكش��ف أن التخفي��ض األخير ج��اء إثر تراجع‬ ‫أسعار النفط العالمية‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أش��ار عبد الغني عطار ‪ -‬وهو أحد‬ ‫تج��ار الس��يارات ‪ -‬إلى االنحس��ار الكبير الذي‬ ‫ط��ال تج��ارة س��يارات البنزي��ن في س��وريا‪،‬‬ ‫خصوص ًا س��يارات البي��ك آب التي تعمل على‬ ‫البنزي��ن‪ ،‬وأض��اف‪« :‬ال تق��ف المش��كلة عند‬ ‫الس��عر المرتفع للبنزين‪ ،‬المشكلة الحقيقية‬ ‫ه��ي ع��دم توف��ره بش��كل دائم ف��ي العديد‬ ‫من الم��دن‪ ،‬فس��عره بالس��وق الس��وداء‬ ‫أكب��ر بكثي��ر‪ .‬معظ��م أصحاب الس��يارات‬ ‫يضط��رون لدفع الرش��اوى ف��ي محطات‬ ‫الوق��ود ليس��تطيعوا تعبئ��ة خزان��ات‬ ‫سياراتهم‪ ،‬فيما يضطر آخرون إلى ركنها‬ ‫في المحط��ات واالنتظار ألوق��ات طويلة‪،‬‬ ‫تص��ل إل��ى أي��ام»‪ ،‬وتاب��ع‪« :‬ب��ات العبء‬ ‫الم��ادي للس��يارة على الس��وري أكبر من‬ ‫الحاجة إليه��ا‪ ،‬وبات أقصر مش��وار يكلف‬ ‫‪ 500‬لي��رة على األقل‪ ،‬ل��ذا توجه كثيرون‬ ‫إلى استعمال وسائل النقل العام‪ ،‬وعزفوا‬ ‫عن شراء السيارات»‪.‬‬


‫�صور �ضحايا التعذيب يف �سجون الأ�سد‬ ‫حمالت ا�ستنكار �إعالمية وعائالت تعي�ش هول الفاجعة‬ ‫تحقيقات‬

‫ب��ادر عدد م��ن الناش��طين الس��وريين إلى‬ ‫إط�لاق حمل��ة اتخ��ذت ش��عار "الس��وريون‬ ‫أن‬ ‫ليسوا أرقام ًا"‪ ،‬وأش��ارت إدارة الحملة إلى ّ‬ ‫ملف صور الش��هداء تحت التعذيب من أقوى‬ ‫الملف��ات التي تدي��ن النظ��ام قضائي ًا‪ ،‬وهو‬ ‫وثيق��ة قويّ��ة‪ ،‬خصوص ًا للس��وريين الذين‬ ‫يحمل��ون جنس��يات غي��ر س��ورية‪ ،‬إذ يمكن‬ ‫دعاو قضائية على‬ ‫لبلدانهم أن تق��وم برفع‬ ‫ٍ‬ ‫النظام السوري وتدينه‪.‬‬ ‫وق��ام المش��اركون فيه��ا بنش��ر صوره��م‬ ‫الش��خصية وكتاب��ة أرق��ام عل��ى جبينهم‪،‬‬ ‫لتحاكي الصور المنش��ورة للضحايا‪ .‬ويفسر‬ ‫صالح‪" :‬ألننا جميع ًا مشاريع اعتقال وشهداء‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬

‫ال�سوريون لي�سوا �أرقام ًا‪:‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫سوريتنا ‪ -‬عبير آغا‬ ‫الص��ور الت��ي وثق��ت قت��ل ‪ 11‬ألف س��وري‬ ‫تح��ت التعذيب ف��ي س��جون األس��د‪ ،‬والتي‬ ‫سُ��رِّبت على يد المصور المنشق المعروف‬ ‫بالقيصر‪ ،‬هزّت السوريين جميع ًا‪ ،‬وأفجعت‬ ‫عائالتهم التي عاش��ت لسنوات على أمل أن‬ ‫يعود أبناؤها المعتقلون‪.‬‬ ‫عائلة (سرور) كانت كبرى العائالت المنكوبة‪،‬‬ ‫أن‬ ‫بعد نش��ر الص��ور‪ ،‬إذ اكتش��فت الوال��دة ّ‬ ‫أبناءه��ا الخمس��ة قتلوا تح��ت التعذيب في‬ ‫س��جون األسد‪ ،‬وباتوا إلى جانب أخيهم الذي‬ ‫تم إعدامه ميدانياً في وقت س��ابق من قبل‬ ‫قوات النظام؛ وينحدر الش��هداء الس��تة من‬ ‫بلدة معربا في ريف درعا‪ .‬الصدمة المفجعة‬ ‫الت��ي أصابت العائلة بعد اكتش��اف صورهم‬ ‫تس��ببت بوف��اة الوالدة‪ ،‬التي ل��م تحتمل أن‬ ‫تُفجع بأبنائها الخمسة في يوم واحد‪.‬‬ ‫أن "صدمته‬ ‫من جهته‪ ،‬يش��ير عبد اإلله إلى ّ‬ ‫كانت كبي��رة عندما رأى ص��ورة أحد زمالئه‬ ‫الس��ابقين في الس��جن بين صور الضحايا‪،‬‬ ‫كن��ت أع��رف أنه ُقت��ل لكنني ل��م أرَ صورة‬ ‫جثت��ه إال مؤخ��راً‪ ،‬أتخي��ل نفس��ي مكان��ه‪،‬‬ ‫وأتس��اءل‪ :‬لماذا اختارني اهلل ألخرج واختاره‬ ‫ليُقت��ل بهذه الطريقة البش��عة؟"‪ ،‬ويضيف‪:‬‬ ‫"كان طبيب�� ًا‪ ،‬وكان��ت تهمتُ��ه العم��ل ف��ي‬ ‫مستش��فى ميداني وم��داواة الجرحى‪ .‬بقي‬ ‫ثالثة أش��هر ف��ي المنف��ردة‪ ،‬قب��ل أن يأتي‬ ‫إل��ى المهجع ويتخذ مكان�� ًا بجانبي‪ ،‬لم يكن‬ ‫قادراً على الحركة بسبب الجروح واالنتانات‬ ‫التي أصابت جس��مه إث��ر علمي��ات التعذيب‬ ‫الوحشية‪ ،‬باتت حالته الصحية تسوء كثيراً"‪،‬‬ ‫ويتاب��ع‪" :‬ذات يوم جاء الس��جان وطلب ممن‬ ‫وضعه��م الصحي س��يئ ج��داً أن يأتوا معه‪،‬‬ ‫فذهب معهم‪ ،‬وعلمنا في اليوم التالي أنهم‬ ‫قاموا بقتلهم"‪.‬‬ ‫وكان��ت ص��ورة الش��هيدة (رح��اب العالوي)‬ ‫األش��هر بين الص��ور‪ ،‬لما كان له��ا من تأثير‬ ‫صادم ف��ي الناس‪ ،‬فق��د نبّه��ت العالم إلى‬ ‫أن الجرائ��م التي تقوم بها قوات األس��د في‬ ‫الس��جون ال تس��تثني أحداً‪ ،‬وتطال ش��ابات‬ ‫س��وريات‪ .‬كانت رحاب قد اعتُقلت من بيتها‬ ‫في بداي��ة ‪ ،2013‬من قب��ل عناصر داهمت‬ ‫بيته��ا لي�ل ً‬ ‫ا‪ ،‬وه��ي طالب��ة هندس��ة مدنية‬ ‫وعُرف��ت بانخراطها‬ ‫م��ن مدينة دي��ر الزور‪ِ ،‬‬ ‫باألعم��ال اإلغاثي��ة للمنكوبين في س��وريا‪،‬‬ ‫واتُّهمت بالتنس��يق مع قوات المعارضة في‬ ‫دمش��ق‪ .‬وكان��ت عائلته��ا قد كش��فت أنهم‬ ‫اضط��روا إل��ى دف��ع ماليين اللي��رات مقابل‬ ‫وعود بإطالق سراحها‪ ،‬لكن من دون جدوى‪.‬‬ ‫ونشرت السورية آية االتاسي على صفحتها‬ ‫قائل��ة‪" :‬عندم��ا مرّت ص��ورة الفت��اة أمامي‬ ‫ظننت أنها نائمة للوهلة األولى‪ ،‬مجرد تخيل‬ ‫امرأة تموت تحت التعذيب في س��جون األسد‬ ‫تجعلني أش��عر أننا في عالم س��افل‪ ،‬بال أيّ‬ ‫قيم إنس��انية أو أخالقية‪ ،‬كم كنت أتمنى لو‬ ‫ٍ‬ ‫أنها كانت نائمة حق ًا"‪.‬‬ ‫أم��ا عائلة خالد‪ ،‬فقد ُفجع��ت بابنها المفقود‬

‫من��ذ س��نتين ونص��ف الس��نة‪ ،‬ل��م تع��رف‬ ‫العائلة أن ابنها من المعتقلين‪ ،‬كان مصيره‬ ‫مجه��و ً‬ ‫ال‪ ،‬بع��د أن حاول��ت إح��دى الجه��ات‬ ‫المجهول��ة ابتزازهم وادّع��ت أنها من قامت‬ ‫باختطافه‪ ،‬وأخذت الم��ال من دون أن تعيده‬ ‫إليه��م‪ .‬يقول أبو خالد‪" :‬إنه ابني البكر‪ ،‬كان‬ ‫يعم��ل بالتجارة وس��افر مع بع��ض البضائع‬ ‫إل��ى لبنان‪ ،‬اختفى عل��ى الطريق ولم نعلم‬ ‫عنه ش��يئ ًا منذ ذلك الحين‪ ،‬حتى اتصلوا بنا‪،‬‬ ‫طلبوا أن نضع له��م مليوني ليرة في مكان‬ ‫معين‪ ،‬لم أملك خي��اراً آخر‪ ،‬أخذوا المال من‬ ‫دون أن يُعيدوه"‪ ،‬ويضيف‪" :‬لم ينخرط ابني‬ ‫في أي عمل سياس��ي‪ ،‬وه��و ما يؤكد تعامل‬ ‫القوات األمنية مع الش��بيحة الذين يقومون‬ ‫باالختطاف من أجل المال"‪.‬‬

‫تح��ت التعذيب يج��ب أن ندافع ع��ن كل من‬ ‫يمك��ن أن يكون رقم�� ًا"‪ ،‬وتق��ول هيام‪" :‬لم‬ ‫نخلق لنكون جثثاً مرقَّمة"‪.‬‬ ‫وقدم��ت الحمل��ة العديد من الصور بش��كل‬ ‫فني‪ ،‬يق��ول عب��د الرحيم‪" :‬لي��س ضروري ًا‬ ‫أن ننش��ر الصور الحقيقية المؤلمة‪ ،‬يمكننا‬ ‫نش��ر رمزية الص��ور بفداحتها بال بش��اعة‪،‬‬ ‫نعبر ع��ن ألمها من دون تجريح المش��اهد‪،‬‬ ‫وإذا كان ‪ 100‬ش��خص يس��تطيعون أن‬ ‫ينظ��روا ال��ى الص��ور الحقيقي��ة‪ ،‬فالصورة‬ ‫الفني��ة يمك��ن أن تج��ذب مليون��اً‪ ،‬وتوصل‬ ‫الرس��الة نفس��ها"‪ ،‬ويضيف‪" :‬هذا ما قام به‬ ‫العديد من الفنانين أو الناش��طين من خالل‬ ‫الحمل��ة اإلعالمي��ة التي تهدف إل��ى إيصال‬ ‫صوتنا إلى الشريحة األكبر من الناس"‪.‬‬ ‫في المقاب��ل‪ ،‬يرى صهيب عب��د القادر‪ ،‬هو‬ ‫ناش��ط في مج��ال اإلغاث��ة‪ ،‬أنّ��ه "ال فائدة‬ ‫تذكر م��ن حمالت إعالمية‪ ،‬فم��ا هي إلاّ ردة‬ ‫فعل ال تقدم و ال تأخر‪ ،‬وال تغير من مأس��اة‬ ‫الس��وريين‪ ،‬الت��ي يقف العال��م منها موقف‬ ‫المتف��رج‪ ،‬ال��كل يعلم حجم المأس��اة ومدى‬ ‫إجرام قوات األسد‪ ،‬ولو أرادوا أن يفعلوا شيئ ًا‬ ‫لفعل��وا من��ذ زم��ن"‪ ،‬ويضي��ف‪" :‬ليس ألني‬ ‫شخص سلبي‪ ،‬لكنني أتمنى أن تتوجه هذه‬ ‫النش��اطات كلها إلى االتجاه الصحيح‪ ،‬حملة‬ ‫إعالمية لن تخفف من مأساة ذوي الضحايا‪،‬‬ ‫وال تغير قرارات سياسية؛ أعتقد أن من يريد‬ ‫أن يساعد فعليه أن يفعل ذلك على األرض‬ ‫داخل سوريا‪ ،‬أو في المخيمات‪ ،‬وال يأمل من‬ ‫العالم شيئ ًا"‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫السوريون ليسوا أرقامًا ‪ -‬خلدون عزام‬


‫أرا�ض وا�سعة‪ ،‬لي�ست ُملك ًا‬ ‫� ٍ‬ ‫لأ�صحابها‬ ‫ك ّتاب‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫جوان تتر ‪ -‬عامودا‬ ‫ف��ي مدينة عام��ودا‪ ،‬إحدى م��دن محافظة الحس��كة‪ ،‬ب��ات أمر‬ ‫مس��احات من األراضي التي تمّ منع البن��اء عليها وتقييده أمراً‬ ‫مقلق ًا للغاية ألصحاب هذه األراضي؛ ففي عامودا يوجد تل أثري‬ ‫يدعى (تل ش��رموال)‪ ،‬كان النظام الس��وري قبل سنوات طويلة‬ ‫ق��د منع البناء عل��ى األراضي المحيطة به‪ ،‬بدع��وى أنّها واقعة‬ ‫ضمن ما يسمى الحرم األثري‪ ،‬وال تزال المشكلة مستمرّة حتى‬ ‫َ‬ ‫المدينة‪،‬‬ ‫يومن��ا هذا‪ ،‬على الرغم م��ن مغادرة النظام الس��وري‬ ‫وس��نّ قوانين جديدة تابعة لإلدارة الذاتية‪ .‬وعن هذا الموضوع‬ ‫يقول المهندس المدني محمد األحمد لـ (س��وريتنا)‪" :‬إن مسألة‬ ‫من��ع عمليات البناء عل��ى األراضي التابعة للح��رم األثري لـ (تل‬ ‫ش��رموال) كانت في أيام النظام الس��وري وس��يطرته‪ ،‬جاء هذا‬ ‫الق��رار من قبل وزارة اآلثار الس��ورية‪ ،‬وبنا ًء علي��ه تمّ منع أي‬ ‫مواطن‪ ،‬حتى أصحاب ملكية هذه األراضي‪ ،‬من البناء على هذه‬ ‫ش��كل من األش��كال‪ ،‬وال يزال هذا القرار ساري ًا‬ ‫المس��احات بأي‬ ‫ٍ‬ ‫حتى اآلن‪ .‬وتبلغ مساحة الحرم المقررة‪ :‬شرقاً وصو ً‬ ‫ال إلى طريق‬ ‫الحس��كة لمسافة تبلغ الـ ‪ 70‬متراً‪ ،‬وجنوب طريق الحزام‪ ،‬وغرب ًا‬ ‫أن الجهة الش��مالية ليست مذكورة‪،‬‬ ‫حتى نهر الخنزير؛ في حين ّ‬ ‫ألن الطريق يفصل بين تل شرموال ومنازل سكان المدينة"‪.‬‬ ‫مدينة عامودا واقعة تحت س��يطرة اإلدارة الذاتية الديمقراطية‪،‬‬ ‫وقامت هذه اإلدارة بتأسيس هيئات مشرفة على العمل المدني‬ ‫ّ‬ ‫والس��جل المدن��ي والعق��اري وتس��يير أمور‬ ‫وأم��ور البلديَّ��ات‬ ‫المواطنين‪ ،‬إضافة إلى تدش��ين مقرّ الحكوم��ة التابعة لإلدارة‬ ‫في المدينة‪ .‬يش��تكي س��كان المدينة على الدوام من أمر البناء‬ ‫ومنعه على هذه المس��احات من األراضي؛ يقول هوزان حسن‪،‬‬ ‫عامل بناء‪" :‬مرّات كثيرة تم منعنا فيها من البناء‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫أن السلطات القائمة ال تعير‬ ‫من توسّ�لات أصحاب األراضي‪ ،‬إلاّ ّ‬ ‫َ‬ ‫المسألة اهتماماً‪ ،‬وتكتفي بمنع البناء فقط"‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫كم��ا يق��ول أح��د أصح��اب األراض��ي الت��ي ت��م تقييده��ا ومنع‬ ‫استخدامها في عمليات البناء‪ ،‬أحمد حاج يوسف‪" :‬كنّا نعاني أيام‬ ‫النظام الس��وري وقبضته األمنية من مثل هكذا قرارات جائرة‪،‬‬ ‫وكنّ��ا نطيع األوامر خوفًا من البطش والقمع أو حتّى االعتقال‪،‬‬ ‫أن‬ ‫ولكن ما يحصل من منع اآلن هو أمر غير مس��وَّغ‪ ،‬خصوصاً ّ‬ ‫الب�لاد تمرّ ف��ي أزمة اقتصادية‪ ،‬ونحن أصحاب ش��رعيون لهذه‬ ‫األراضي‪ ،‬ونملك الثبوتيات التي ّ‬ ‫تؤكد ّ‬ ‫حقنا في البيع والش��راء‪،‬‬ ‫أو حتى استخدامها في البناء"‪ .‬ويضيف السيد حاج يوسف‪" :‬لدي‬ ‫أوالد تزوّج��وا مؤخراً‪ ،‬وأريد أن أؤمّن لهم بيوتاً يس��كنون فيها‬ ‫مع زوجاتهم‪ ،‬ولكن القرارات األخيرة أوصلتنا إلى أبواب موصدة‪،‬‬ ‫تغيب معه��ا الحلول؛ فالقرارات األخيرة ش��جّعت من يرغب في‬ ‫الش��راء على العدول عن هذه الفكرة خوف ًا من منع استثمارها‪،‬‬ ‫وف��ي هذه الح��ال ال نملك ‪ -‬نحن أصحاب ه��ذه األراضي ‪ -‬حقّ‬ ‫شكل من األشكال"‪ .‬وينهي حاج يوسف كالمه‬ ‫التصرف بها بأيّ‬ ‫ٍ‬ ‫بس��ؤال مرير‪" :‬لِ��مَ ال تعوّضنا الجهات المختصّ��ة َ‬ ‫بقِط ٍع من‬ ‫األراض��ي في م��كانٍ آخر؟ أو تقوم الجهات المانعة بش��راء هذه‬ ‫المساحات لتستثمرها هي؟"‪.‬‬ ‫بات��ت ه��ذه القضية ّ‬ ‫محط أنظار س��كان مدينة عامودا‪ ،‬وس��بب ًا‬ ‫ألرق كثيرين من مالك��ي األراضي الواقعة ضمن الحرم األثري‬ ‫لتل ش��رموال‪( ،‬مساحة تل شرموال تقارب الـ ‪ 2‬دونم‪ ،‬أي حوالى‬ ‫‪ 2000‬متر مربَّع؛ وفي مقارنةٍ هندس��ية بسيطة مع تل موزان‬ ‫األثري الش��هير‪ ،‬الذي يبلغ مساحته حوالى الـ ‪ 50‬دونماً‪ ،‬سُمِحَ‬ ‫بالبناء بالقرب من تل موزان بمس��افة حَرَميَّة تصل إلى ‪500‬‬ ‫أن مقبرة عامودا الوحيدة تقع ضمن منطقة‬ ‫متر تقريبًا)‪ .‬يُذكر ّ‬ ‫الح��رم األثري‪ ،‬وكان الحاج (يوس��ف ش��يخموس حم��ه علو) قد‬ ‫تبرّع بها‪ ،‬ورفض وقتها بيعها لوزارة األوقاف السوريّة‪.‬‬ ‫ويبق��ى الس��ؤال األه��م‪ ،‬الباعث عل��ى الحيرة بخص��وص هذا‬ ‫الموضوع‪ ،‬هو‪ :‬لماذا يُسمح بعمليتي البيع والشراء‪ ،‬وبالطريقة‬ ‫القانونيّ��ة‪ ،‬في الوقت نفس��ه الذي تُمنع في��ه عمليَّة البناء أو‬ ‫مزاولة أيّ نشاط بشري ضمن منطقة الحرم هذه؟!‪.‬‬

‫امتحان �إدلب ال�صعب‬

‫خالد قنوت‬ ‫ً‬ ‫بداية‪ ،‬كل التحية واإلكبار ألبطال س��ورية وأحراره��ا‪ ،‬الذين خاضوا ‪ -‬وال‬ ‫يزالون ‪ -‬معارك إدلب بدوافع وطنية وإنس��انية وأخالقية‪ ،‬ليس لنا س��وى‬ ‫الش��د على أياديهم وسواعدهم الس��مراء‪ ،‬ولكننا نقع مرة أخرى بمصيدة‬ ‫التط��رف ونصف��ق لمعاركه الت��ي أوصلتنا إل��ى داعش‪ ،‬وس��توصلنا إلى‬ ‫تقس��يم س��ورية وخرابها العام‪ ،‬إن كان من النظام المجرم أم من العالم‬ ‫ال��ذي يتف��رج على وجعنا ويمني نفس��ه بمكاس��ب ومصالح على حس��اب‬ ‫س��وريتنا ومستقبلها‪ِّ ،‬‬ ‫مُذكرين من صفق البارحة لتحرير الرقة ثم عض‬ ‫أصابعه ندماً‪ ،‬بأنه يصفق اليوم لسيناريو تحرير إدلب البطلة نفسه‪.‬‬ ‫قالها أجدادن��ا‪« :‬من جرب المجرب عقله مخ��رب»‪ ،‬ومن يهلل لقائد جيش‬ ‫الفتح الس��عودي (المحيس��ني) س��وف يعض أصابعه ندمًا في يوم قريب‪،‬‬ ‫وم��ن يبش��ر براي��ات الس��واد وال يرفع راي��ات الثورة س��وف يمن��ع دخول‬ ‫السوريين إلى حدود إماراته قريب ًا‪ ،‬ويمحي تاريخ ثورتها وتضحيات شعبها‬ ‫البطل‪.‬‬ ‫لنف��رض أن تحري��ر إدلب هو تحرير وطني‪ ،‬وأن ل��ه دوافع دينية نحترمها‬ ‫ونجله��ا جميع��اً‪ ،‬هي الدوافع التي حررت س��ورية من االحتالل الفرنس��ي‬ ‫وحققت االس��تقالل ع��ام ‪ ،1946‬ولكي نض��ع الجميع أمام مس��ؤولياتهم‬ ‫الوطنية‪ ،‬ونكش��ف الغم��ام عما تخفيه الدول واألجه��زة المتدخلة بالوضع‬ ‫السوري‪ ،‬ونستبعد ارتباط ما يحدث في حرب اليمن عمّا يحدث في سورية؛‬ ‫إذ ينتق��ل الخراب الطائف��ي إلينا فيحرق الجميع‪ ،‬ويدفع الس��وريون كلهم‬ ‫فاتورة مصالح دول تس��مي نفس��ها ش��قيقة وصديقة للش��عب السوري؛‬ ‫لنقف جميعًا وندعو من نصَّبَ نفس��ه قائداً للثورة والمعارضة الس��ورية‬ ‫إل��ى الدخ��ول ‪ -‬ولو تدريجياً ‪ -‬إل��ى إدلب المحررة‪ ،‬ونق��ل مكاتبه وفنادقه‬ ‫وثروات��ه وإع�لام الثورة إلى إدل��ب‪ ،‬والعمل على دع��وة أهلنا في مخيمات‬ ‫الذل إلى العودة إلى الوطن‪ ،‬وبدء دورة إنتاجه االقتصادي لمصلحة الثورة؛‬ ‫وهنا نضع الجميع أمام امتحان الوطنية الصعب‪:‬‬ ‫‪ - 1‬امتح��ان ل��كل عضو وعام��ل وموظف باالئت�لاف والمجل��س الوطني‬ ‫للع��ودة والعمل من داخل الوطن‪ ،‬وليمارس مهام��ه قياد ًة وإدارةً‪ ،‬ويتفرغ‬ ‫له��ذه المهم��ة الوطني��ة العظيمة‪ ،‬وهذا ه��و المكان الطبيع��ي ألي قيادة‬ ‫ثورية يجب أن تكون بين الناس ولحمايتهم ودعمهم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬امتح��ان وطني لكل الكتائب والجيوش التي حررت إدلب‪ ،‬والتي تقاتل‬ ‫من أجل الثورة الس��ورية وأهدافها في تحقي��ق الحرية والكرامة والعدالة‬ ‫للجميع‪ ،‬ولكي تنكشف األجندات غير الوطنية للكتائب السوداء‪.‬‬ ‫‪ - 3‬امتح��ان لتركي��ا الجارة وم��دى التزامها بحماية الس��وريين وأراضيهم‬ ‫المحررة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬امتح��ان ل��دول ما يس��مى بأصدقاء س��ورية في ف��رض حماية جوية‬ ‫للمدنيين السوريين العائدين وألعضاء االئتالف‪ ،‬المعترف به من قِبلهم‪.‬‬ ‫ض��روري لنا جميعًا بوصفنا س��وريين أن نقف أمام مس��ؤولياتنا‪ ،‬ونحاكم‬ ‫من يحرف الثورة عن مس��ارها الوطني‪ ،‬ونفضح ونس��قط كل من يحمل‬ ‫أجندة غير س��ورية‪ ،‬وسائر المتس��لقين والمرتزقة الذين يتحدثون باسم‬ ‫الثورة وس��ورية من منابر فنادق العالم على حس��اب دماء أبنائنا وقيمهم‬ ‫الوطنية والدينية واألخالقية‪ ،‬التي يقاتلون بها نظام العار األسدي وقوات‬ ‫االحت�لال اإليران��ي وأزالمه��م وتنظيم��ات التط��رف القاعدي وأش��باهها؛‬ ‫فتحطيم تمثال بطل االس��تقالل السوري إبراهيم هنانو ال يبشر بالخير‪،‬‬ ‫فمن يهدم رموزنا الوطنية اليوم سيحرق أسماء شهدائنا غداً‪.‬‬ ‫أرب��ع س��نوات من تجرب��ة ثورية ندفع م��ن أجلها الغال��ي والنفيس‪ ،‬وبعد‬ ‫تجرب��ة مدينة الرقة الجريحة يجب أن نتعلم أن ال نقع في الحفرة مرتين‪،‬‬ ‫ولن��ا في جبهة ح��وران البطلة مث��ا ً‬ ‫ال يحتذي في الوطنية الس��ورية‪ ،‬التي‬ ‫ستحقق النصر والتحرير والحرية‪.‬‬


‫حممد وخ�شب ال�صليب‬ ‫مريم الصالح‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬

‫بع��د أن صم��ت طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬تحدث ش��اب عرّف عن نفس��ه بأنه‬ ‫م��وال للنظام‪ ،‬فيما مضى على األق��ل‪ ،‬عمّا يجول بخاطره‬ ‫الي��وم‪ ،‬عب��ر صفحة عل��ى الفيس ب��وك تحمل اس��م عالء‬ ‫حس��ن‪ .‬الش��اب‪ ،‬الذي أدار الصفح��ة لمدة عامي��ن على أنه‬ ‫عنص��ر في جيش النظام‪ ،‬قال إن االس��م ‪ -‬أي عالء حس��ن‬ ‫ يع��ود البن عمت��ه الذي قض��ى في الخالدي��ة في حمص‬‫برصاصة في رأس��ه حين كان يقوم بإنقاذ زميله المصاب‪،‬‬ ‫وقبل أن يكش��ف عن هذا األمر هاجم ما أسماها بـ «الدولة‬ ‫السورية»‪ ،‬وقال إنه لم يعد قادراً على االستمرار في الدفاع‬ ‫عنها‪ ،‬ألنها سرقت منه عمره‪.‬‬ ‫يكم��ل الش��اب مجه��ول الهوية بالق��ول مباش��رة بعد طرد‬ ‫النظ��ام من إدلب‪ ،‬أن النظام قام بتس��ريح الش��رفاء كلهم‬ ‫من جي��ش البالد‪ ،‬وت��رك اللصوص يتحكم��ون بالمجندين‬ ‫الفق��راء‪ ،‬الذي��ن ال يهتم��ون إال بس�لامة البراد والغس��الة‪،‬‬ ‫وال تهمه��م حي��اه العس��كري المجند‪ .‬ويصف ق��ادة الجيش‬ ‫الس��وري اليوم بـ «المخنثين» الذين س��رقوا راتب العناصر‬ ‫وس��لموا مناطق للمعارضة مقابل عدة ماليين‪ ،‬مشيراً إلى‬ ‫أنه لم يعد قادراً على االستمرار في النفاق‪.‬‬ ‫يع��ود الكاتب نفس��ه للتحدث ع��ن عالء‪ ،‬كاش��ف ًا عن قصة‬ ‫جدي��دة يرتك��ب فيها النظ��ام اضطهاداً بح��ق عناصره بعد‬ ‫موته��م أو إصابته��م‪ ،‬ويقول‪« :‬ع�لاء كان فقي��راً‪ ،‬ال يملك‬ ‫أي ش��يء في هذا البلد‪ ،‬كان فقره الشديد يحرمه حتى من‬ ‫لقمة العيش‪ُ ،‬طلب للخدمة االحتياطية فالتحق على الفور‪،‬‬ ‫ولمدة ش��هرين لم تعل��م عائلته عنه ش��يئاً‪ ،‬حي��ث اختفت‬ ‫أخباره تماماً‪ ،‬بعد ذلك وبعد ألف واس��طة وواس��طة‪ ،‬س��مح‬ ‫لعالء بإجازة لمدة ‪ ٤٨‬س��اعة‪ ،‬خالل اإلجازة روى لي عالء ما‬ ‫شاهده في حمص»‪.‬‬ ‫يقول الراوي إن عالء الذي ُقتل في حمص تحدث عن عمليات‬ ‫س��رقة وتعفيش يقوم بها جيش النظام‪ ،‬فيما كان قناصة‬ ‫م��ن حي الخالدية قادرين على اصطياد عناصر النظام بكل‬ ‫سهولة ويسر‪ .‬ويدعي‪ ،‬فيما يكتب‪ ،‬أن النظام لم يكن ينوي‬ ‫دخول الخالدية على الرغم من تمكنه عسكريًا من ذلك‪.‬‬ ‫يتابع الراوي أن عالء قضى‪ ،‬ونُقِل جثمانه إلى قريته‪ ،‬التي‬ ‫ال يعلن عن اس��مها‪ .‬ويصف منزل عائلته بالقول‪« :‬لم يكن‬ ‫في منزل العائلة حتى مطبخ كما هي العادة في كل منازل‬ ‫العالم‪ ،‬في ركن صغير من الغرفة غير «مكسية» كان يُعد‬ ‫الطع��ام للعائلة‪ ،‬حين يكون الجو ماطراً كان يتوقف الطهي‬ ‫بس��بب تس��رب الماء للغرفة من س��قفها المهترئ‪ ،‬في ذات‬ ‫الغرف��ة‪ ،‬وفي ركن آخر تس��تر قطعة قماش��ية الداخل إلى‬ ‫حم��ام المن��زل الذي ال باب له»‪ .‬بحس��ب الكات��ب فإن منزل‬ ‫العائلة تحسّن بعد مقتل عالء‪ ،‬فال مياه تخترق السقف وال‬ ‫س��تارة للحمام‪ ،‬ب��ل باب من حديد‪ ،‬إذ أنفق��ت العائلة المال‬ ‫الذي تقاضته من الدولة على إكساء الغرفة‪.‬‬ ‫يذهب الكاتب نفس��ه للحديث عن س��بب هربه من سوريا‪،‬‬ ‫ويقول‪« :‬في يوم تش��ييع ع�لاء وصل مدير الناحية لتقديم‬ ‫الع��زاء‪ ،‬وبعد أن ش��اهد من��زل العائلة قال لن��ا كيف يعقل‬ ‫أن يك��ون والد الش��هيد قد أمضى ثالثي��ن عامًا في الجيش‬ ‫ومنزله به��ذا الحال؟ فأجبته‪ :‬لم يكن وال��د عالء لصاً مثلك‬ ‫يا س��يادة العقيد ليعمر القصور‪ ،‬فغضب مما قلت وهددني‬ ‫بإرس��ال دورية العتقالي‪ ،‬فأجبته بأنني س��أقتل من ترسل‬ ‫وسأقوم بقتلك‪ ،‬غادرت بعدها سوريا ألني قرفت»‪.‬‬ ‫يخت��م كاتب هذه المعلومات عن عالء بالقول إن عائلة عالء‬ ‫ال تزال فقيرة كما كانت‪ ،‬وال تزال تبحث عن اللقمة‪ ،‬ويشير‬ ‫إلى نيت��ه إغالق الصفحة التي أدارها خالل عاميين باس��م‬ ‫ابن عمته المتوفى‪ ،‬مترحمًا عليه‪ ،‬ومتمنيًا لس��وريا الرحمة‬ ‫من لصوص الجيش والفاسدين فيه جميعًا‪.‬‬

‫ناس‬

‫سعاد حجّاج‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫«وقف على باب‬ ‫منزلنا‪ ،‬أمي التي‬ ‫فتحت له حين‬ ‫طرق الباب بعنف‬ ‫سألته‪« :‬ماذا‬ ‫تريد؟»‪ ،‬فأهملها‪،‬‬ ‫وحين اقتربتُ‬ ‫منه لم يبادر بمد‬ ‫يده للسالم‪ ،‬ولم‬ ‫أبادر أنا‪ ،‬وبحركة‬ ‫سريعة أشهر في‬ ‫وجهي ورقة عليها‬ ‫ختم الوالي في‬ ‫المنطقة‪« ،‬والي‬ ‫داعش»‪ ،‬أعطاني‬ ‫إياها وهو يبتسم‪:‬‬ ‫«من اليوم‬ ‫عمل للفنانة‪ :‬أسماء فيومي‬ ‫أنت ممنوع من‬ ‫السفر»‪ ،‬لم يكن وجهه بشعاً كما كان في ذلك اليوم»‪.‬‬ ‫بهذه األسطر القليلة يلخص محمد أبو عبيدة‪ ،‬أحد عناصر جبهة النصرة في‬ ‫دير الزور‪ ،‬أكثر اللحظات المفصلية في حياته؛ يواصل الحديث إلى س��وريتنا‬ ‫عائداً بذاكرته إلى تموز الفائت‪ ،‬إلى اللحظة التي أدرك فيها ‪ -‬مع العديد من‬ ‫رفاقه ‪ -‬أن داعش لم تعد على األبواب فقط‪ ،‬بل إنها استولت على المنطقة‬ ‫بأكملها‪ .‬كان أمام محمد خياران‪ :‬إما أن يغادر المنطقة أس��وة بمئات الش��بان‬ ‫الذين لن يحتملوا استباحة داعش ألراضيهم‪ ،‬أو أن يقرر إلقاء السالح وإعالن‬ ‫توبته وتس��ليم نفس��ه للتنظيم؛ محمد يذكر األسباب التي دفعته إلى الخيار‬ ‫الثاني‪« :‬تعبت بعد ثالث سنوات من القتال لم يعد لدي قدرة على البدء بحياة‬ ‫جديدة‪ ،‬الهرب إلى تركيا كان معناه ترك أمي وزوجتي وحدهن»‪.‬‬ ‫فض��ل محم��د البقاء في منزله‪ ،‬ولكن مكوثه فيه ل��م يدم طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬ففي ‪/ 22‬‬ ‫‪ 2014 / 8‬دارت كثيرٌ من الهواجس في رأس��ه وهو يساق من قبل مجموعة‬ ‫بكثير من الشتائم‪ ،‬لم يعرف ‪-‬‬ ‫من العناصر الملثمين إلى محبس��ه‪ ،‬محفوف ًا‬ ‫ٍ‬ ‫حتى بعد انقضاء أكثر من شهر ونصف على حبسه ‪ -‬ما هي التهمة الموجهة‬ ‫إليه‪ .‬لم يترك له البرد القارس في س��جن داعش ومعدته الخاوية أي فرصة‬ ‫للتفكير بغيرهما‪ ،‬حتى التعذيب الجس��دي‪ ،‬الذي كان ينال نصيب ًا منه أس��وة‬ ‫بمن يحيط به من مساجين‪ ،‬كان ال شيء أمام البرد والجوع‪.‬‬ ‫طاول��ة صغي��رة‪ ،‬مهترئة في أجزاء منه��ا‪ ،‬كانت تفصل بي��ن محمد وقاضي‬ ‫داع��ش‪ ،‬محمد معصوب العينين‪ ،‬يحاول أن يس��تجمع أب��رز األفكار التي كان‬ ‫يسمعها من قادة الجبهة ليسوقها أمام قاضي التحقيق‪ ،‬مؤكداً على صوابية‬ ‫منه��ج «الدولة»‪ .‬انته��ى التحقيق باعتذار القاضي لمحم��د عن وجوده أمامه‬ ‫وعن عذابات شهر ونصف في المعتقل‪ ،‬واصفاً ذلك كله بـ «سوء فهم»‪.‬‬ ‫ومع ذلك لم يصدق محمد أنه نجا من السجن‪ ،‬وأن خشب الصليب في ساحة‬ ‫القري��ة ل��م يحن وقته بعد؛ ل��م يصدق أنه صار حراً‪ ،‬وتأك��د من أن ظنه في‬ ‫محل��ه حي��ن كان العناصر الذين اقت��ادوه إلى القاضي يرم��ون به مجدداً في‬ ‫الزنزانة ذاتها‪.‬‬ ‫خمسة أيام أخرى قضاها محمد في السجن بعد أن رفض «األمنيون» إطالق‬ ‫س��راحه‪ ،‬ث��م أُفرج عن��ه بتاري��خ ‪ 2014 / 10 / 10‬ليدخل محبس��ه اآلخر في‬ ‫منزله‪ ،‬الذي لم يرجع إليه وحيداً‪ ،‬رافقته كوابيس الزنزانة وهاجس الصليب‪.‬‬ ‫تم اس��تدعاؤه للتحقيق عدة مرات‪ ،‬وكثيراً ما كان يتم اس��تدعاؤه في الوقت‬ ‫الذي يعمل فيه عناصر داعش على وضع خش��بتين متصالبتين في الس��احة‬ ‫بانتظ��ار «مرت��دٍ آخر»؛ اس��تمرت الح��ال على ه��ذا النحو‪ ،‬و كان يش��عر أنه‬ ‫مراق��ب‪ ،‬حتى ف��ي منزله‪ ،‬وظل يحيا مع هواجس��ه إلى أن جاء ذاك األش��عث‬ ‫ليشهر الورقة في وجهه‪.‬‬ ‫صدر الحكم بحقه مع عش��رين ش��اباً آخرين‪« ،‬ممنوعون من مغادرة أراضي‬ ‫الدولة االس�لامية»‪ ،‬قرأ محمد في هذا القرار إنذاراً أخيراً له‪ ،‬وشعر بأنه قاب‬ ‫قوس��ين أو أدنى من الصليب‪ ،‬ومع فجر اليوم التالي اكتش��ف أنه بقي وحده‪،‬‬ ‫وأن رفاقه العشرون رحلوا‪ .‬ومع بزوغ الفجر الذي يليه كان محمد في خندق‬ ‫على الحدود الس��ورية التركي��ة وأحد المهربين يحثه على اإلس��راع بالخروج‬ ‫قبل أن يصل حرس الحدود‪.‬‬

‫عندما يكتب املوايل‬ ‫ما ال تعرفه املعار�ضة‬

‫‪13‬‬


‫دندنات اندساسية‬ ‫ناس‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫من ذاكرة العتمة‬ ‫من مذكرات أحمد سويدان‬

‫‪1992 /3 /20‬‬ ‫فرغ��ت من قراءة رواي��ة ماركيز‪« :‬الحب في‬ ‫زمن الكوليرا»‪ ،‬وقد أبطأت في قراءتها‪ .‬هي‬ ‫مترجمة عام ‪ ،1986‬من قبل دار منارات في‬ ‫عمان‪ ،‬ومنف��ذة عن دار المجد في دمش��ق‪.‬‬ ‫الترجم��ة ع��ن اإلس��بانية مباش��رة لصال��ح‬ ‫علمان��ي‪ ،‬وه��ي ترجم��ه ش��يقة‪ ،‬وتغوص‬ ‫في أعم��اق الجو الحقيق��ي للروائيِّ‪ .‬وهذه‬ ‫الرواي��ة تش��عرك ‪ -‬مهم��ا كنت كاتب�� ًا ‪ -‬في‬ ‫منطقتنا العربية بالعجز‪ ،‬وعدم القدرة أمام‬ ‫هكذا مستوى‪.‬‬ ‫الرواية تداخل عويص بي��ن الواقع والخيال‬ ‫والس��حر‪ ،‬حتى إنه من الصع��ب بمكان فك‬ ‫االرتباط بينها‪ .‬الحب هو النش��يد المتواصل‬ ‫للرواي��ة م��ن البداي��ة إل��ى النهاي��ة‪ .‬الح��ب‬ ‫الروحي‪ ،‬والحب الجسدي وما فيهما من وهم‬ ‫يدفع اإلنس��ان إلى االستمرار‪ ،‬مع شعوره أن‬ ‫هذا االس��تمرار هو حالة م��ن الوهم‪ .‬وعلى‬ ‫الرغ��م م��ن أن الرواية تغوص ف��ي حقيقة‬ ‫الحب واإلنس��ان والحياة‪ ،‬تكشف كذلك خواء‬ ‫الحياة واإلنسان من خالل وباء الكوليرا الذي‬ ‫يمس��ك بتالبيبنا‪ .‬الوباء يعك��ر صفو الحياة‬ ‫وصفو الحب‪ ،‬وهذه الكوليرا ال تعني س��وى‬ ‫االس��تبداد والحكم الديكتاتوري الش��مولي‬ ‫الذي يُصادر اإلنس��ان والحب والحياة‪ ،‬هكذا‬ ‫يكون الح��ب في زمن الكوليرا‪ ،‬وهكذا يظل‬ ‫اإلنس��ان خائف�� ًا وضائع ًا في ظ��ل حكومات‬ ‫القتلة‪ ،‬اآلن س��يفها مس��لط ف��وق الرقاب‪.‬‬ ‫ه��ذه الرواي��ة عظيمة ف��ي اللغ��ة والمجاز‪،‬‬ ‫وكذل��ك ه��ي كئيبة وقاس��ية؛ لق��د انتابني‬ ‫شعور الكآبة وأنا أقرؤها وبعد االنتهاء منها‪،‬‬ ‫واإلحس��اس نفس��ه انتابن��ي م��ع ‪/‬طاعون‪/‬‬ ‫كام��و‪ ،‬و»الصخ��ب والعن��ف» لفوكن��ر‪ ،‬م��ع‬ ‫شعور عميق بالحيرة والخواء والسمو‪.‬‬ ‫أذاع��ت لي ً‬ ‫ال إذاع��ة لندن تقري��راً عن حقوق‬ ‫اإلنس��ان في س��ورية تعرض��ت فيه لضعف‬ ‫الفرص أمام النظام في هذا االتجاه‪ .‬وصباح‬ ‫اليوم أُجريت مقابلة مع شخص اسمه كمال‬ ‫يعم��ل في لجن��ة حق��وق اإلنس��ان الدولية‬ ‫أو لجن��ة العف��و الدولية‪َ ،‬‬ ‫س��أ َلته عن حقيقة‬ ‫اعتق��ال لجنة حقوق اإلنس��ان داخل القطر‪،‬‬ ‫فأكد ذلك‪ ،‬وقال إن بينهم كتَّاباً وصحافيين‬ ‫ومحامين‪.‬‬ ‫وقد ص��درت بحقهم أحكام من محكمة أمن‬ ‫الدول��ة تح��ت ظل حك��م الط��وارئ‪ ،‬وحُكم‬ ‫عليه��م بأح��كام جائ��رة في ‪ 17‬من الش��هر‬ ‫ٍ‬ ‫الحالي‪ ،‬تتراوح بين ثالث إلى عش��ر سنوات‪،‬‬ ‫وسمى منهم المحامي الشاب أكثم نعيسة‪.‬‬ ‫بغ��داد حت��ى اآلن صامتة تج��اه التصريحات‬ ‫المتوازنة لألس��د‪ .‬إن موق��ف ٍّ‬ ‫كل من حاكم‬ ‫مصر وحاكم س��ورية ال يزال عند مس��توى‬ ‫الكالم‪ ،‬فه��ل من مواقف عملي��ة في األيام‬ ‫القادم��ة تع��زز م��ن موق��ف ليبي وس��وري‬ ‫ومص��ري وعراق��ي لمواجه��ة األخط��ار‬ ‫المحدق��ة؟ أم أن ذل��ك ال يع��دو أن يك��ون‬ ‫منـ��اورة المتص��اص النقم��ة المتفاقمـ��ة؟‬

‫وس��جنوا ف��ي القلع��ة‪ ،‬ث��م في س��جن بيت‬ ‫الدي��ن بلبنان‪ ،‬ثم نقلوا إلى س��جن بيروت‪،‬‬ ‫ومنه إل��ى جزيرة أرواد؛ وقد أفرج عنهم في‬ ‫‪ 12‬تش��رين األول ‪ ،1923‬لكث��رة االضرابات‬ ‫واالحتجاجات بشأنهم‪.‬‬ ‫ه��ذه األي��ام حكم��ت المحكم��ة الميداني��ة‬ ‫بالب��راءة على المئات‪ ،‬وبد ً‬ ‫ال من المضي إلى‬ ‫بيوته��م‪ ،‬حوَّل��وا إلى الس��جون‪ ،‬وال يزالون‬ ‫فيها منذ عقد من الزمن‪.‬‬ ‫يقول الش��هبندر ف��ي برقيته من الس��جن‬ ‫إل��ى المف��وض الفرنس��ي‪« :‬أوقفتمون��ا‬ ‫وس��فرتمونا عل��ى غ��رة‪ ،‬من غير اس��تعداد‬ ‫لمقوم��ات الحياة ومنعتمونا م��ن االختالط‪،‬‬ ‫واستنشاق الهواء في الخالء‪ ،‬ولم تخصصوا‬ ‫لن��ا ما يقوم بأودنا‪ .‬أال ت��رون هذه المعاملة‬ ‫جائرة في الربع األول من القرن العشرين»‪.‬‬ ‫ذلك اس��تعمار أجنبي‪ ،‬وهذا حك��م وطني‪..‬‬ ‫ذاك ف��ي الرب��ع األول من الق��رن‪ ،‬وهذا في‬ ‫الربع األخير من القرن نفسه‪.‬‬

‫‪1992 /3 /22‬‬

‫مواجه��ة األخطـار بحاجة إلى تعبئة‪ ،‬وتعبئة‬ ‫الشعب بحاجة إلى الثقة به‪.‬‬ ‫إن الح��كام الع��رب ال يثق��ون ببعضهم أو ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫والش��عوب العربي��ة ال تث��ق بالح��كام ثاني ًا؛‬ ‫فالح��كام لم يعتلوا س��دة الحكم بوس��اطة‬ ‫الش��عب‪ ،‬ب��ل ج��اؤوا بق��وة العن��ف ثالث�� ًا؛‬ ‫وه��ذه العوامل خلق��ت طالق ًا بي��ن الحاكم‬ ‫والمحكوم‪ ،‬ولن تك��ون هناك ثقة إال عندما‬ ‫يرحل االستبداد‪.‬‬ ‫الش��عب ف��ي ظ��ل ه��ؤالء الح��كام أقل من‬ ‫قطي��ع‪ ،‬ويعان��ي ضعف��اً وتفككاً وتش��رذم ًا‬ ‫لوقوع��ه الدائم تحت نير المس��تبد الطاغي‬ ‫الظالم‪.‬‬ ‫ب��دأ اليأس ي��دب في قل��وب البع��ض‪ ،‬فهذا‬ ‫االنتظ��ار ‪ -‬إذا ل��م يواجَ��ه بأعص��اب باردة‬ ‫ ي��أكل صاحب��ه‪ ،‬الهج��س بالحري��ة يحرق‬‫األعص��اب واإلرادة‪ ،‬ويدفع الم��رء إلى التوتر‬ ‫الدائم‪.‬‬

‫‪1992 /3 /21‬‬

‫البع��ض دخل الي��أس إلى قلوبه��م‪ ،‬وهناك‬ ‫حال��ة م��ن اإلحب��اط والحي��رة‪ ،‬وهن��اك من‬ ‫تعترضهم نوبات فيفقدون توازنهم‪ ،‬وتعود‬ ‫إليه��م ح��االت الب��ؤس‪ ،‬والي��أس‪ ،‬والتفتت‪،‬‬ ‫والقلق‪.‬‬ ‫إن حاالت اآلالف من المس��اجين ال شبيه لها‬ ‫في تاريخ المنطقة‪ ..‬أن يزج بك في السجن‬ ‫م��ن دون محاكمة‪ ،‬م��ن دون س��ؤال‪ ،‬كأنك‬ ‫لس��ت من المجتمع‪ ،‬من الحياة‪ ..‬بل إذا أردت‬ ‫أن تحتج‪ ..‬فهذه هي الجدران‪ ،‬اضرب الرأس‬ ‫بها‪.‬‬ ‫م��ر مع��ي ك��راس ع��ن المناض��ل الوطني‬ ‫الس��وري عب��د الرحم��ن الش��هبندر‪ ،‬تأليف‬ ‫الدكت��ور عبد اهلل حن��ا‪ ،‬طباعة ع��ام ‪1989‬‬ ‫عن دار األهالي‪ .‬إن عبد الرحمن الش��هبندر‪،‬‬ ‫ومع��ه س��تة آخ��رون ُقدِّم��وا للمحاكمة في‬ ‫‪ 18‬نيس��ان ‪ ،1922‬وحُك��م عليهم من قبل‬ ‫المحكمة االس��تعمارية بين عش��رين سنة ‪/‬‬ ‫الش��هبندر والعفيفي‪ /‬وخمس عشرة سنة ‪/‬‬ ‫سعيد حيدر‪ /‬وخمس سنوات ‪/‬سعيد الحلبي‪/‬‬

‫ع��اد البرد‪ ،‬وع��اد الثلج يتس��اقط منذ الليلة‬ ‫الماضي��ة‪ ،‬كم��ا ع��ادت إل��يَّ حالة نش��فان‬ ‫الريق‪ ،‬والتبول‪.‬‬ ‫يشكو الجميع من السلوك المشبوه للضابط‬ ‫الفلس��طيني الذي ينام ف��ي المهجع الرابع‪،‬‬ ‫وال يشاركهم في الخدمات‪ ،‬وال في االشتراك‬ ‫المال��ي‪ .‬الضابط من منظمة فتح‪ ،‬واس��مه‬ ‫يحيى مصطفى الخطيب‪.‬‬

‫‪1992 /3 /23‬‬

‫ف��ي اللي��ل هب��ت عاصف��ة ثلجي��ة‪ ،‬وعندما‬ ‫فتح��ت األبواب كانت ال تزال مس��تمرة‪ ،‬وقد‬ ‫بقي الثلج شام ً‬ ‫ال األراضي كلها‪ ،‬وبعد الظهر‬ ‫ّ‬ ‫خفت ح��دة الري��اح‪ ،‬وذاب الثل��ج‪ ،‬وبقي في‬ ‫الزوايا وجوار الحيطان‪.‬‬ ‫جاءت صباح��اً زيارة من الس��لمية‪ ،‬أكد فيها‬ ‫الزائ��رون على هبوط الثل��ج الليلة الماضية‬ ‫والمطر كذلك‪ ،‬وقال��وا‪ :‬إن الخبيزة والعكوم‬ ‫والكمأة س��تكون كثيفة ه��ذا العام‪ .‬لي ً‬ ‫ال هنا‬ ‫كانت البرودة شديدة‪.‬‬

‫‪1992 / 3 / 24‬‬

‫اس��تيقظت متأخ��راً ه��ذا الصب��اح‪ ،‬وكان��ت‬ ‫الساعة تش��ير إلى الس��ابعة والنصف‪ ،‬وقد‬ ‫نم��ت نوم ًا عميق��اً‪ ،‬ونهضت م��رة أو مرتين‬ ‫للتبول‪ ،‬وما أن حلقت ذقني‪ ،‬وهممت للسير‬ ‫عب��ر المم��ر‪ ،‬إال وس��معت خبراً مفزع�� ًا وقع‬ ‫للرفيق إس��ماعيل الحاج‪ ،‬فق��د كان يتأرجح‬ ‫فاختل توازنه وداخ ث��م فقد الوعي‪ ،‬وهوى‬ ‫أرض ًا‪ ،‬ونزفت اذنه اليمن��ى‪ ،‬ونقل فوراً إلى‬ ‫مستشفى التل غائباً عن الوعي‪.‬‬ ‫الثالث��ة بعد الظه��ر جاء مس��اعد االنضباط‬ ‫وخبّر‪ :‬إن حالة أبى فوزي في تحس��ن وخرج‬ ‫من العناية المش��ددة‪ ،‬وهو في مستش��فى‬ ‫التل وصار يتكلم ويتناول بعض المنعشات‪.‬‬ ‫ج��اءت زي��ارة األخ محمد الزي��د العبيدي من‬ ‫الرقة‪ ،‬ومقيم في جناحن��ا‪ .‬وهذه أول زيارة‬ ‫له منذ اعتقاله قبل خمس سنوات‪ ،‬وهو من‬ ‫الذي��ن كانوا في تدمر‪ ،‬وحدث��ت الزيارة في‬ ‫الغرفة‪ ،‬وقد شهقت أمه عندما رأته‪ ،‬وغابت‬ ‫عن الوع��ي‪ ،‬وعاد من الزي��ارة‪ ،‬وأمه ذهبت‬ ‫إلى اإلسعاف‪ ،‬وال يعلم ماذا حدث لها‪.‬‬


‫�سنة ‪� vs‬شيعة‬

‫يف الإذاعات و ِن َ�سبها‬ ‫ميديا‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬

‫سوريتنا برس‬ ‫منذ أن بدأت العملية العس��كرية العربية على اليمن لم تعد القنوات التلفزيونية‬ ‫العربية تس��تتر حتى حين تتحدث عن الشيعة والسنة في العالم العربي‪ ،‬وكانت‬ ‫خجل حين تش��ير إلى الطوائ��ف الدينية في العالم‬ ‫قب��ل ذلك تمتل��ك بعض ًا من‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫العرب��ي‪ ،‬فتترك لضيوفها مث�لا أن يقوم بهذا الدور‪ ،‬لكن األي��ام األخيرة جعلت‬ ‫مذيعي نشرات األخبار والبرامج الحوارية أكثر وضوح ًا من ذي قبل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وجب��ة إخبارية عن‬ ‫يط��ل مقدم��و قناة الجزيرة في نش��رات األخب��ار ليقدموا لنا‬ ‫القتال بين الس��نة والش��يعة في العالم العربي‪ ،‬فيما يقول الضيوف العراقيون‬ ‫واليمنيون واللبنانيون ما كان يُس��مى قبل سنوات في هذا الشرق مثيراً للفتنة‬ ‫بين أبناء الشعب الواحد‪ .‬اليوم لعن اهلل من ال يقيم الفتنة‪ ،‬تكاد الجملة األخيرة‬ ‫تكون ش��عاراً لقنوات سعودية وقطرية‪ ،‬فيما انضمت قنوات مصرية إلى الركب‪،‬‬ ‫وبدأت بتكرار الصيغة والمفردات نفسها‪ ،‬في تماهٍ مع عالم اإلعالم العربي‪.‬‬ ‫قبل س��نوات طويلة كان يوس��ف القرضاوي يقدم برنامجاً عبر شاشة الجزيرة‪،‬‬ ‫برنامج��اً ديني ًا يس��تقبل اتصاالت من المش��اهدين؛ حينها اتصل مش��اهدٌ من‬ ‫اإلمارات ليس��أل القرضاوي عن قبول صالته الت��ي أداها على عجل في الطريق‬ ‫واكتشف الحق ًا أن اإلمام شيعي المذهب‪ ،‬عبس القرضاوي ورفض اإلجابة على‬ ‫الس��ؤال‪ ،‬وقال إنه س��ؤال مغرض‪ .‬لك أن تتخيل اليوم رد الفعل المتوقع‪ ،‬ليس‬ ‫فقط من القرضاوي وحسب‪ ،‬بل من رجال الدين جميع ًا في العالم العربي‪ ،‬إذا ما‬ ‫ال‪ .‬أنت عملي ًا ال تحتاج إلى أن توجه سؤا ً‬ ‫وجهت لهم سؤا ً‬ ‫ال مماث ً‬ ‫ال‪ ،‬فاإلجابة تأتيك‬ ‫مع السالم وقبل الختام‪.‬‬ ‫منذ أن بات الصراع في س��وريا علوياً سنياً‪ ،‬ثم سني ًا شيعياً‪ ،‬ثم إسالمي ًا علمانياً‪،‬‬ ‫ال مستحي ً‬ ‫بات الحل السياس��ي في البالد أم ً‬ ‫ال‪ .‬كيف لك أن توقف غضب الطوائف‬ ‫الت��ي لم تعد ترى أنها تقاتل من أجل وطن بل تقاتل من أجل دين‪ ،‬هنا تحديداً‬ ‫يتح��ول أي نقاش إلى حفلة تكفير ال تنتهي إال بالدم الذي يجر دم ًا‪ .‬الرأي األخير‬ ‫ه��ذا ل��م يكن لكاتب صحفي يه��وى العلمانية ويحلم بها ف��ي وطن للجميع‪ ،‬بل‬ ‫هو ألحد المقاتلين في منطقةٍ تُحس��ب متشدد ًة في ريف دمشق؛ إذ يقول إمام‬ ‫المسجد أبو النور في منطقة الهامة‪ ،‬والذي حمل السالح ليقاتل النظام‪ ،‬إن من‬ ‫حول الصراع في البالد إلى ديني‪ ،‬أراد له أن ال ينتهي أبداً‪.‬‬ ‫تاريخي�� ًا ال نجاة في الح��روب المذهبية وال منتصرون‪ ،‬وحده��م المجرمون هم‬ ‫من يتصدرون المش��هد‪ .‬باس��م الرب قاتلت أوربا بعضها بعض ًا‪ ،‬قبل أن تسقط‬ ‫الكنيس��ة‪ .‬قبل ذلك قاتلت البالد نفس��ها الشرقَ تحت شعار الدين من أجل إلهاء‬ ‫الش��عوب‪ ،‬اليوم نحن نلعب في الس��احة نفسها التي تركها العالم‪ ،‬فنقاتل تحت‬ ‫شعار الطائفة بد ً‬ ‫ال من شعار الحق والباطل‪.‬‬ ‫بالع��ودة إلى القن��وات العربية الفضائية‪ ،‬التي ال يخفى عل��ى أحد أنها تتبع دو ً‬ ‫ال‬ ‫إقليمي��ة في الحج��م أو الطموح‪ ،‬وتس��اند مذاهب وقوى في دول عربية تش��هد‬ ‫صراعات عسكرية أو سياسية؛ فال يزال هناك من يتابع من دون أن يفرِّق السم‬ ‫وُجدَ هذا األخير‪.‬‬ ‫عن الدسم‪ ،‬إن ِ‬

‫وصلتنا خالل األس��بوع الماضي‪ ،‬وبعد نش��ر‬ ‫مادة ميديا «اإلذاعات السورية ممول مجهول‬ ‫ومس��تمع غائ��ب»‪ ،‬ع��دة آراء وتعليق��ات من‬ ‫بع��ض المؤسس��ات الت��ي ج��اء ذكره��ا في‬ ‫الم��ادة‪ ،‬والت��ي اتهمَنا بعضُه��ا بأننا هاجمنا‬ ‫بشكل مقصود اإلذاعات الس��ورية الجديدة‪،‬‬ ‫بغي��ة التجري��ح والنقد م��ن أجل النق��د‪ .‬هنا‬ ‫نشير إلى أنه من حق أي قارئ أن يقول رأيه‬ ‫بما ننش��ر‪ ،‬وللجميع حق الرد عبر س��وريتنا‪،‬‬ ‫ولنا أيض ًا الحق في التعليق والتوضيح‪.‬‬ ‫اعتمدن��ا في الم��ادة ومعلوماته��ا على موقع‬ ‫الس��اوندكلود‪ ،‬كونه الوس��يلة الوحيدة التي‬ ‫تقي��س نس��بي ًا حج��م المتابع��ة واالس��تماع‬ ‫لإلذاع��ات وما تبثه وما تنش��ره‪ ،‬مع علمنا أن‬ ‫اإلذاع��ات تمتل��ك أرقام�� ًا أدقّ‪ ،‬كونه��ا تدير‬ ‫حس��اباتها عل��ى الموق��ع‪ ،‬مم��ا يكش��ف له��ا‬ ‫األرق��ام الممكنة كله��ا؛ لكن م��ا أوردناه من‬ ‫أرق��ام لم يك��ن محض خيال‪ ،‬ب��ل هو دقيق‬ ‫وفقاً لما يظهر ألي متصفح‪.‬‬ ‫الموقع ال يُعدُّ نسبة القياس الوحيدة‪ ،‬وهذا‬ ‫صحي��ح؛ لكنه األهم الي��وم‪ ،‬وال نزال نرى أن‬ ‫ٌ‬ ‫مخجل ومعيب‪،‬‬ ‫تدني ِنس��ب االس��تماع عليه‬ ‫واله��روب من هذه الحقيقة ال يقدم وال يؤخر‬ ‫من كون مجمل هذه اإلذاعات مصابة بضعف‬ ‫المتابعة‪ ،‬ثم إن الجديد ‪ -‬الذي من المفترض‬ ‫أن تقدم��ه هذه اإلذاعات ‪ -‬ليس إعادة اختراع‬ ‫الب��ارود‪ ،‬بل الجديد أن تخرج من عباءة تقليد‬ ‫اإلذاع��ات اللبنانية ‪ -‬على األق��ل في البرامج‬ ‫الصباحية‪ -‬أو تكفّ ع��ن تقليد التلفريونات‬ ‫العربي��ة‪ ،‬ف��ي نش��رات األخب��ار‪ ،‬وتك��ف عن‬ ‫توظي��ف الكوادر م��ن دون تأهيلها كما يجب؛‬ ‫هذا هو البارود الذي يريده المستمع‪.‬‬ ‫متوس��ط م��رات االس��تماع‪ ،‬ال��ذي ظه��ر في‬ ‫الم��ادة‪ ،‬اعتمد على ما هو منش��ور علن ًا على‬ ‫حس��ابات اإلذاع��ات على ت��رددات الموقع‪ ،‬لم‬ ‫يعتم��د عل��ى تلك األرق��ام الت��ي ال تظهر إال‬ ‫للقائمين على اإلذاعة‪ ،‬وإن كنا مخطئين في‬ ‫ه��ذه األرق��ام‪ ،‬أو غير دقيقين‪ ،‬ف��إن األرقام‬ ‫التي وصلتنا م��ن إحدى اإلذاعات ال تزال‪ ،‬في‬ ‫أقل تعبير‪ ،‬مخجلة‪.‬‬ ‫لم��اذا المقارن��ة مع النظ��ام ووس��ائله؟ ألنه‬ ‫من المفترض أن النظ��ام يكذب ويعاني من‬ ‫الفس��اد والتردي والتش��تت‪ ،‬وتعاني وسائل‬ ‫إعالم��ه من ألف علة وعل��ة‪ ،‬ومع هذا ال تزال‬ ‫وس��ائ ُله مُتابَعة‪ ،‬فيما تبقى وسائل اإلعالم‬ ‫المحس��وبة على المعارض��ة على حال الثورة‬ ‫األول��ى والحم��اس األول؛ إذ تج��د تهوي�ل ً‬ ‫ا‬ ‫وتخبط��اً ف��ي المعلوم��ات‪ ،‬وتك��راراً للمكرر‪،‬‬ ‫واعتياداً على االستسهال في العمل والبث‪.‬‬ ‫العين��ة العش��وائية التي تم نش��رها لبعض‬ ‫الملف��ات المحمّل��ة عل��ى الموق��ع م��ن قبل‬ ‫اإلذاعات‪ ،‬كانت أفضل الح��االت‪ ،‬وبإمكان أي‬ ‫قارئ أو متابع أن ّ‬ ‫يطلع على ما هو أسوأ منها‬ ‫من ملفات‪ ،‬يصل عدد ملفات االس��تماع إليها‬ ‫إل��ى صف��ر كامل‪ ،‬فيما تتحس��ن م��ع ملفات‬ ‫أخرى لتكون ‪ 7‬أو ‪ 5‬أو ‪.8‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫خولة السيد‬

‫عامر محمد‬

‫‪15‬‬


‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫حقوق وحريات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫املواطنة والن�سيج االجتماعي‬ ‫إعداد المحامي فارس حسّان‬ ‫كانت الجريم��ة المركبة‪ ،‬أي متع��ددة الجناة‪،‬‬ ‫الت��ي ارتُكب��ت بحق قري��ة المبعوجة ش��رق‬ ‫الس��لمية مؤخ��راً ه��ي م��ا دعان��ا إل��ى طرح‬ ‫موض��وع النس��يج االجتماع��ي والتعددية في‬ ‫س��ياق مفه��وم المواطن��ة مرة أخ��رى‪ ،‬هذه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مرافقة للربيع‬ ‫س��مة‬ ‫الجريم��ة المركبة باتت‬ ‫العربي الذي تُستهدف فيه مجموعات محددة‬ ‫م��ن قب��ل الجماع��ات المتطرف��ة‪ ،‬وم��ن قبل‬ ‫األنظمة في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫وربم��ا كانت حال األقليات ف��ي الربيع العربي‬ ‫دلي��ل على افتق��ار مجتمعاتن��ا العربية‬ ‫أكبر‬ ‫ٍ‬ ‫ش��كل من أش��كال المواطنة‪ ،‬إذ جرى‬ ‫إلى أي‬ ‫ٍ‬ ‫اس��تغالل األقليات من قبل الس��لطات‬ ‫الحاكم��ة واس��تهدافها م��ن قب��ل‬ ‫الجماع��ات المس��لحة ألجن��داتٍ‬ ‫ومش��اريع سياس��ية‪ ،‬حت��ى بات‬ ‫موضوع مشاركة األقليات وحقها‬ ‫في أن تكون جزءاً من التشكيل‬ ‫الجديد موضعَ تس��اؤل مشترك‬ ‫لدى بعض شرائح األغلبية‪.‬‬ ‫وللحديث عن هذه الحال في العالم‬ ‫العرب��ي علين��ا أن نراع��ي البعدين‪،‬‬ ‫السياس��ي والثقافي‪ ،‬كي نقت��رب أكثر‬ ‫من طبيعة هذا الموضوع وموقعه في عملية‬ ‫بناء الس��لطة؛ فاألقليات‪ ،‬بوصفه��ا تكوينات‬ ‫اجتماعي��ة أو ثقافي��ة‪ ،‬مؤش��ر عل��ى التنوع‪،‬‬ ‫ولكنها ب��رزت بوصفها‬ ‫مش��كلة بس��بب‬ ‫السياقات السلطوية‬ ‫الت��ي جعل��ت م��ن‬ ‫بشكل‬ ‫قضية التنوع‬ ‫ٍ‬ ‫عام مش��كلة‪ .‬واألمر‬ ‫بالبني��ة‬ ‫يتعل��ق‬ ‫ف��ي‬ ‫السياس��ية‬ ‫البلدان العربية التي‬

‫أسس��ت س��لطتها على خليط غي��ر متجانس‬ ‫من التقليدي والحدي��ث‪ ،‬والفردي والجماعي‪،‬‬ ‫فخلق��ت هوي��ات سياس��ية كلي��ة‪ ،‬ل��م يك��ن‬ ‫بإمكانها أن توج��د إال بكبت الهويات الفرعية‬ ‫لألقلي��ات للصراع معها حتى تثبت ذاتها؛ ومن‬ ‫َثمَّ‪ ،‬كما س��عت الدولة ف��ي المنطقة العربية‬ ‫إل��ى إقص��اء األقليات‪ ،‬فإنها م��ن ناحية أخرى‬ ‫هي التي دفعت هذه المجموعات إلى االحتماء‬ ‫بهوياتها واالنغالق بداخلها‪ ،‬فالدولة لم تدمج‬ ‫األفراد بوصفه��م مواطنين‪ ،‬ولكن بوصفهم‬ ‫تابعين لهويات كبرى أو صغرى‪ ،‬بعضها سائد‬ ‫وبعضها تابع‪.‬‬ ‫م��ع أن حق��وق األقلي��ات م��ن حق��وق‬ ‫اإلنس��ان‪ ،‬ويج��ب وض��ع ضمان��ات‬ ‫لحق��وق األقلي��ات قي��د اإلج��راء‬ ‫تضم��ن أن تتمت��ع بحق��وق‬ ‫اإلنس��ان‪ ،‬عل��ى غ��رار أعضاء‬ ‫المجتم��ع اآلخري��ن‪ ،‬كما يجب‬ ‫وض��ع ضمانات مح��ددة تؤكد‬ ‫عل��ى حقوقه��م بوصفه��م‬ ‫أقليات‪ .‬وتساعد هذه الحقوق‪،‬‬ ‫عل��ى وج��ه التع��داد ولي��س‬ ‫الحص��ر‪ ،‬عل��ى‪ :‬حماي��ة ثقافات‬ ‫األقلي��ات وأديانه��م ولغاته��م‬ ‫وتعزيزها‪ ،‬وتيس��ير مشاركة هذه‬ ‫األقلي��ات على قدم المس��اواة‬ ‫في الحياة العامة وفي صنع‬ ‫الق��رارات التي تؤثر فيها‪،‬‬ ‫لذا يمكن تلخيص حقوق‬ ‫األقلي��ات ف��ي حماي��ة‬ ‫الوجود‪ ،‬وعدم التمييز‪،‬‬ ‫الهوي��ة‬ ‫وحماي��ة‬ ‫والمشاركة‪.‬‬ ‫ولي��س هن��اك م��ن‬ ‫تعري��ف قانوني متفق‬

‫علي��ه لكلم��ة «أقلية» ف��ي القان��ون الدولي‪،‬‬ ‫وتعت��رف بعض الدول بص��ورة فردية بطيف‬ ‫واس��ع م��ن المجموع��ات المحلي��ة عل��ى أنها‬ ‫أقلي��ات‪ ،‬وذلك على أس��اس خصائص عرقية‬ ‫وثقافي��ة وديني��ة أو لغوية مش��تركة‪ ،‬وعاد ًة‬ ‫م��ا تكون ه��ذه المجموعات غي��ر مهيمنة في‬ ‫وج��ه األغلبية في مج��االت الحياة السياس��ية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية و الثقافية‪.‬‬ ‫وتكم��ن الصعوبة ف��ي التوصل إل��ى تعريف‬ ‫يك��ون مقب��و ً‬ ‫نطاق واس��ع ف��ي تعدد‬ ‫ال عل��ى‬ ‫ٍ‬ ‫المواقف التي تعيش فيه��ا األقليات‪ ،‬فبعضٌ‬ ‫منه��ا يعي��ش في مناط��ق مح��ددة‪ ،‬منفصلة‬ ‫ع��ن الجزء األكب��ر المهيمن من الس��كان‪ ،‬في‬ ‫حين تنتش��ر مجموعات أخرى في أرجاء البالد‬ ‫جميع�� ًا‪ ،‬وتتمتع بعض األقليات بش��عور قوي‬ ‫بالهوي��ة الجماعي��ة والتاري��خ المس��جل‪ ،‬أم��ا‬ ‫غيره��ا فال تحتفظ س��وى بفك��رة مجزأة عن‬ ‫تراثها المشترك‪.‬‬ ‫ويش��ير إعالن األمم المتح��دة لألقليات للعام‬ ‫‪ ،1992‬وفي مادت��ه األولى‪ ،‬إلى األقليات على‬ ‫أس��اس الهوي��ة القومية أو اإلثني��ة والثقافية‬ ‫والديني��ة واللغوية؛ وتنص ه��ذه المادة على‬ ‫واج��ب الدول بحماية هذه األقليات‪ .‬كما تحظر‬ ‫معاهدات حقوق اإلنس��ان التمييز على أسس‬ ‫مختلفة‪ ،‬ذات صلة باألقليات‪.‬‬ ‫وقد أثبت��ت تح��والت الربيع العرب��ي أن تأثير‬ ‫التح��والت السياس��ية الكبي��رة ف��ي العالقات‬ ‫المتبادل��ة بي��ن اإلثني��ات واألديان مس��ألة ال‬ ‫ب��د م��ن التمع��ن فيه��ا‪ ،‬وليس من الس��هولة‬ ‫التنب��ؤ بم��ا س��تتمخض عن��ه ه��ذه األنظمة‬ ‫السياس��ية واالجتماعي��ة المعق��دة‪ ،‬إال أن��ه‬ ‫بإمكانن��ا وضع خطط لبعض الس��يناريوهات‬ ‫المحتمل��ة‪ ،‬من خ�لال إدراج المعايي��ر الدولية‬ ‫لحماية حقوق اإلنس��ان‪ ،‬بما ف��ي ذلك حقوق‬ ‫األقلي��ات في نصوص الدس��اتير التي س��يتم‬ ‫إعداده��ا الحق��اً‪ ،‬تمهي��داً للوصول إل��ى دولة‬ ‫المواطن��ة‪ ،‬التي يجوز عدّه��ا الحل الحقيقي‬ ‫لدمج الخصوصي��ات المجتمعية كلها‪ ،‬وتأمين‬ ‫اندماجها بشكل حقيقي تحت حماية القانون‪.‬‬

‫احلملة التا�سعة لكافحة �شلل الأطفال‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫تش��هد المحافظ��ات الس��ورية المحررة أعمال التنس��يق واالس��تعداد‬ ‫للحملة التاس��عة لمكافحة مرض ش��لل األطفال في س��وريا‪ ،‬وتجري‬ ‫الحمل��ة بالتعاون بي��ن مديريات الصح��ة التابعة ل��وزارة الصحة في‬ ‫الحكومة الس��ورية المؤقتة وفريق عمل لقاح س��وريا‪ ،‬وبمراقبة من‬ ‫الهالل األحمر القطري‪.‬‬ ‫ويصيب ه��ذا المرض األطفال دون س��ن الخامس��ة بالدرجة األولى‪،‬‬ ‫وانخفض عدد حاالت ش��لل األطفال منذ عام ‪ 1988‬بنس��بة تفوق الـ‬ ‫‪99%‬؛ إذ تش��ير التقديرات‪ ،‬وفق احصائي��ات منظمة الصحة العالمية‪،‬‬ ‫إل��ى انخفاض ذلك العدد م��ن نحو ‪ 350 000‬حالة سُ��جّلت في ذلك‬ ‫العام إلى ‪ 223‬حال��ة أبلغ عنها في عام ‪ .2012‬ويأتي هذا االنخفاض‬ ‫نتيج��ة ما يُب��ذل من جهود على الصعيد العالمي من أجل اس��تئصال‬ ‫المرض‪.‬‬ ‫أما أعراضه فش��لل األطفال مرض فيروس��ي ش��ديد الع��دوى‪ ،‬يغزو‬ ‫الجهاز العصبي‪ ،‬وهو كفيل بإحداث الش��لل التام في غضون ساعات‬ ‫من الزمن‪ .‬ويدخل الفيروس جس��م اإلنس��ان عبر الفم‪ ،‬ويتكاثر في‬ ‫األمعاء‪ .‬وتتم ّثل أعراض المرض األوّلية في الحمى والتعب والصداع‬ ‫والتقيّ��ؤ وتص ّل��ب الرقبة والش��عور بألم في األط��راف‪ ،‬وتؤدي حالة‬ ‫واحدة من أصل ‪ 200‬حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال‪.‬‬

‫وال يوجد عالج لش��لل األطف��ال‪ ،‬ولكن يمكن توقيه لي��س إال‪ .‬ولقاح‬ ‫الش��لل‪ ،‬الذي يُعطى على دفعات متعددة‪ ،‬يمكن أن يقي الطفل من‬ ‫شر المرض مدى الحياة‪.‬‬ ‫ويع��د العام��ل األمني م��ن أه��م العوامل المعيق��ة‪ ،‬الت��ي أثرت في‬ ‫س��ير الحمالت الس��ابقة في سوريا‪ ،‬خصوص ًا الش��ق المتعلق بعملية‬ ‫المراقبة‪ ،‬ويتمثل ذلك بش��كل أس��اس بمنع عناصر الدولة اإلسالمية‬ ‫لف��رق المراقبة م��ن أداء عملها ف��ي المحافظات التي يس��يطر عليها‬ ‫«الرقة‪ ،‬دير الزور‪ ،‬الحس��كة»‪ .‬ويُذكر أن الحملة الثامنة تمت في آذار‬ ‫الفائ��ت‪ ،‬وش��ملت ‪ 7‬محافظات‪ ،‬وتم تلقي��ح «‪ »1.283.206‬طفل في‬ ‫هذه المحافظات‪ ،‬وذلك بنسبة تغطيةٍ بلغت ‪.% 99.27‬‬


‫الوجود ال�سوري يف لبنان و�صل ّ‬ ‫حد النكبة‬ ‫المحامي نعيم اليماني‬

‫حقوق وحريات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬

‫بالحدي��ث ع��ن اإلع�لام تت��ردد مقول ٌة ش��هيرة ع��ن اإلع�لام األمريكي‪،‬‬ ‫مفاده��ا أن تاري��خ أمريكا كتب من أخبار مجتمعاتها‪ ،‬وأن وس��ائل اإلعالم‬ ‫س��ردت أخبار المجتمعات منذ بدايته��ا‪ ،‬أي أن التاريخ األمريكي خُط بيد‬ ‫اإلعالميين‪ .‬وال يُخفى دور اإلعالم المحوري في الس��لم أو الحرب وتعاظم‬ ‫ش��أنه مع بدايات الربيع العربي على أحد‪ ،‬إذ انتقلت فيه الصحافة وغيرها‬ ‫من الوس��ائل اإلعالمي��ة إلى فضاء اإلعالم التفاعلي‪ ،‬الذي أتاح لإلنس��ان‪،‬‬ ‫وبأدواتٍ بس��يطة‪ ،‬أن يكون ناش��راً أو صحفياً يتفاعل مع اآلخرين‪ ،‬وليس‬ ‫متلقياً سلبياً كما هو في اإلعالم التقليدي‪.‬‬ ‫كم��ا يحقق اإلعالم التفاعلي‪ ،‬عل��ى الرغم مما يؤخذ عليه‪ ،‬فوائد آنية وحياتية‬

‫للقارئ‪ ،‬حتى إن األخير بات عنصراً في توجيه السياسات في أي وسيلةٍ إعالمية‪،‬‬ ‫وهو ما اتجهت إليه س��وريتنا في صفحاتها مؤخ��راً‪ ،‬فكانت البداية مع زاوية‬ ‫"جرس‪ ،‬قضايا المواطنين " ليصل رنينها إلى مكاتب مسؤولي المعارضة في‬ ‫مؤسس��اتها المختلفة‪ ،‬حيث تقبل الشكاوى واالستفس��ارات التي لم يتمكن‬ ‫أصحابها من الوصول إلى المسؤولين‪ ،‬في مختلف القضايا الخدمية واإلغاثية‬ ‫والطبية والتعليمية‪ ،‬وفي السياق نفسه تأتي زاويتنا الجديدة "خارج الحدود"‪،‬‬ ‫التي تهتم باستفساراتكم وأسئلتكم كلها‪ ،‬بخصوص قضايا اللجوء القانونية‬ ‫في بلدان الش��تات السوري‪ ،‬من خالل استشارات مجانية مباشرة مع المحامي‬ ‫نعيم اليماني على اإليميل ‪.souriatna.peeps@gmail.com‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫َ‬ ‫ل��م يكن لبنان يوماً‬ ‫مُس��تَقراً للس��وريين أو‬ ‫ملجأً لهم‪ ،‬بل ّ‬ ‫ش��كل مس��تقراً لفرص العمل‬ ‫المؤق��ت والع�لاج والتعلي��م وغيره‪ .‬وبس��بب‬ ‫خصوصي��ة العالق��ات الس��ورية اللبناني��ة‬ ‫تاريخي��اً كان الدخ��ول إل��ى لبن��ان روتيني�� ًا‬ ‫عب��ر المعاب��ر الحدودي��ة‪ ،‬وبموج��ب الهوي��ة‬ ‫الش��خصية؛ إال أن��ه ‪ -‬ومع ط��ول أمد األحداث‬ ‫في س��وريا ‪ -‬تحول لبنان إل��ى محيط عدائي‬ ‫تجاه الس��وريين القاطنين في أراضيه بسمة‬ ‫الجئي��ن أو غيره��ا‪ ،‬وأقفلت ح��دوده في وجه‬ ‫السوريين تقريب ًا‪.‬‬ ‫يرى وزير الشؤون االجتماعية (رشيد درباس)‬ ‫أن اللجوء السوري وصل إلى مستوى النكبة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بع��د أن ناهز ع��دد الالجئين مليون��اً ونصف‬ ‫ملي��ون‪ ،‬م��ن ضمنه��م غي��ر المس��جلين في‬ ‫س��جالت مفوضي��ة األم��م المتحدة لش��ؤون‬ ‫الالجئين‪ .‬هذا العدد الكبير «وصل إلى مجتمع‬ ‫هو بذاته غير متماس��ك سياس��ي ًا واجتماعياً‪،‬‬ ‫ويعاني من خالفات كبيرة»‪.‬‬ ‫ه��ذه النكب��ة الت��ي س��ماها الوزي��ر اللبناني‬ ‫ترافق��ت م��ع حمل��ة إعالمي��ة مس��عورة ضد‬ ‫الوجود الس��وري القس��ري في لبن��ان‪ ،‬وجرى‬ ‫أن خسارة‬ ‫الترويج لتقديرات البنك الدولي في ّ‬ ‫لبن��ان خالل س��نة ونص��ف بلغ��ت ‪ 7‬مليارات‬ ‫و‪ 500‬ملي��ون دوالر‪ ،‬في حين وصلت البطالة‬ ‫إلى ‪ 14%‬نتيجة تدفق العمالة السورية‪ ،‬مع أن‬ ‫األرق��ام المذكورة بعيدة ع��ن الصحة‪ ،‬إذ يتم‬ ‫من خاللها تجاهل الواقع االقتصادي اللبناني‬ ‫المنه��ك أص�ل ً‬ ‫ا‪ ،‬ويج��ري تضخيمه��ا به��دف‬ ‫تش��جيع الجهات المانحة على المس��اهمة في‬ ‫تحمّل الكلفة‪.‬‬ ‫وربما كان من س��وء حظ الالجئين أن يترافق‬ ‫وجودهم مع أزم��ةٍ مائية مرت بها البالد عام‬ ‫‪ 2012‬و‪ ،2013‬أدت إل��ى ش��ح المياه‪ ،‬وترافق‬ ‫ذل��ك أيضًا م��ع ارتفاع موج��ة العنصرية ضد‬ ‫الالجئي��ن الس��وريين‪ .‬ويت��وزع الالجئون في‬ ‫لبنان على ‪ 1400‬مخيم عش��وائي موزعة في‬ ‫المناطق اللبناني��ة‪ ،‬تضم ‪ 18%‬من الالجئين‪،‬‬ ‫في حين أن ‪ 82%‬منتش��رون في معظم أنحاء‬ ‫لبن��ان‪ .‬في هذه المخيمات يعيش الس��وريون‬ ‫بعي��داً ع��ن أدن��ى أش��كال الحماي��ة‪ ،‬وعل��ى‬ ‫حس��ابهم الش��خصي تقريب�� ًا‪ ،‬وذل��ك لن��درة‬ ‫المساعدات‪.‬‬ ‫مؤخ��راً أوقف��ت الحكوم��ة اللبناني��ة دخ��ول‬ ‫الالجئين نهائيًا‪ ،‬باس��تثناء الح��االت الخاصة‪،‬‬ ‫وه��و تعبي��ر غامض‪ ،‬فس��ره وزير الش��ؤون‬ ‫االجتماعي��ة بفرض ش��رطين على أي الجئ‪،‬‬ ‫هما‪ :‬أو ً‬ ‫ال أن يك��ون من مناطق قريبة للبنان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وثانيًا أن تكون حياته في خطر‪ .‬ومن ثمَّ فإن‬

‫أي الج��ئ يأت��ي إلى لبنان م��ن مناطق بعيدة‬ ‫عن الحدود اللبنانية‪ /‬الس��ورية‪ ،‬حتى لو كان‬ ‫هناك خطر على حياته‪ ،‬لن يُس��تقبل‪ .‬يطرح‬ ‫ه��ذا األم��ر إش��كالية جدي��دة‪ ،‬إذ إن ‪ 20%‬من‬ ‫الالجئين أتوا من حلب البعيدة جداً عن الحدود‬ ‫اللبنانية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وم��ع إص��دار األم��ن الع��ام مؤخ��را قائم��ة‬ ‫الدخ��ول إل��ى لبن��ان أو اإلقامة فيه ب��ات أكثر‬ ‫بشكل‬ ‫من نصف الس��وريين تقريب ًا مقيمين‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫غي��ر قانوني‪ ،‬وبات الس��وري مس��تهدفا على‬ ‫الحواجز‪ ،‬حيث يتم تفتيش��ه وإهانته وإيداعه‬ ‫سَب‬ ‫السجن‪ ،‬لتخرج علينا الصحف اللبنانية ب ِن ٍ‬ ‫غي��ر علمي��ةٍ تؤكد أن الس��وريين يش��كلون‬ ‫حوالي ‪ % 70‬من نزالء السجون في لبنان‪ ،‬مما‬ ‫يوح��ي بارتكابهم جرائمَ جنائي��ة أو غيرها‪،‬‬ ‫ويرفع من حدة عداء الشارع اللبناني لهم‪.‬‬ ‫تنوع��ت الش��روط الواجب توفره��ا لمن يريد‬ ‫دخول لبن��ان‪ ،‬أو يس��عى إلى تجدي��د اإلقامة‬ ‫فيه‪ ،‬إذ ُقسم الوافدون إلى ست فئات‪ ،‬تتطلب‬ ‫كل واح��دة منها مس��تندات معيّن��ة للحصول‬ ‫على سمة الدخول؛ الفئة األولى ‪ -‬وهي سمة‬ ‫الس��ياحة ‪ -‬تتطلب حجزاً فندقيًا خطيًا ومبلغًا‬ ‫ي��وازي أل��ف دوالر أميرك��ي وهوي��ة س��ليمة‬ ‫وجواز سفر‪ ،‬إضافة إلى دفتر العائلة إذا كانت‬ ‫عائلت��ه برفقته‪ ،‬فيُمنح م��ن تتوفر فيه هذه‬ ‫الشروط سمة سياحية تتناسب مع مدة الحجز‬ ‫الفندق��ي‪ ،‬وتكون قابل��ة للتجديد في المركز‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬حيث إقامته‪.‬‬ ‫ف��ي حين يحت��اج القادم��ون للدراس��ة‪ ،‬الفئة‬ ‫الثانية‪ ،‬إلى هوية سليمة وجواز سفر وصورة‬

‫فوتوغرافي��ة‪ ،‬إضاف��ة إل��ى الش��هادات الت��ي‬ ‫اس��تحصل عليه��ا‪ ،‬والمطلوبة النتس��ابه إلى‬ ‫جامعة‪ .‬فيُمنح حامل هذه الشروط ً‬ ‫سمة لمدة‬ ‫س��بعة أيام‪ ،‬وبعد إثبات التسجيل يُمنح إقامة‬ ‫دراس��ية لمدة ع��ام؛ إال أن اإلقام��ة المذكورة‬ ‫تتطل��ب أن يمل��ك الس��وري حس��اب ًا مصرفيًا‬ ‫إلثب��ات دخل��ه‪ ،‬وه��و م��ا حظرت��ه القواني��ن‬ ‫اللبنانية منذ سنة تقريبًا‪.‬‬ ‫أم��ا الفئ��ة الثالث��ة فه��م القادم��ون للس��فر‬ ‫عب��ر المط��ار أو عبر أح��د الموان��ئ البحرية‪،‬‬ ‫وعليهم تأمين جواز س��فر وتذكرة س��فر غير‬ ‫قابلة لالس��ترداد‪ ،‬وتأش��يرة دخول إل��ى البلد‬ ‫المنوي الس��فر إلي��ه‪ ،‬فيُمنح س��مة لمدة ‪48‬‬ ‫س��اعة‪ ،‬مع إفادة بالمغادرة‪ .‬طبعًا يقوم األمن‬ ‫العام بإرج��اع معظم المس��افرين إلى تركيا‪،‬‬ ‫ويمنعه��م من دخ��ول لبنان‪ ،‬على أس��اس أن‬ ‫دخول تركيا ال يتطلب تأشير ًة للسوريين‪.‬‬ ‫الفئ��ة الرابع��ة‪ ،‬أي القادمون للع�لاج الطبي‪،‬‬ ‫عليهم تقدي��م تقارير طبي��ة أو إفادة متابعة‬ ‫عالج ل��دى إح��دى المستش��فيات ف��ي لبنان‪،‬‬ ‫أو ل��دى أحد األطب��اء‪ ،‬وبعد التأك��د من صحة‬ ‫ادعائ��ه يحص��ل الس��وري عل��ى س��مة لمدة‬ ‫‪ 24‬س��اعة‪ ،‬قابل��ة للتجديد م��ر ًة واحدة ولمدة‬ ‫مماثل��ة‪ .‬أما بالنس��بة إل��ى القادمين من أجل‬ ‫مراجعة س��فارة أجنبية‪ ،‬فئة خامس��ة‪ ،‬فعليه‬ ‫ضمّ م��ا يثبت ادع��اءه لجهة الموع��د‪ ،‬ليُمنح‬ ‫سمة لمدة ‪ 48‬ساعة‪.‬‬ ‫وتبقى الفئة السادس��ة‪ ،‬وهي فئ��ة القادمين‬ ‫للدخول بموجب تعهّد مسبق بالمسؤولية‪ ،‬إذ‬ ‫جاء في القرار أنه ال يُس��مح بدخول السوري‬ ‫ال��ذي ال يمك��ن تصني��ف س��بب زيارته ضمن‬ ‫الفئ��ات ال��واردة إال ف��ي ح��ال وج��ود مواطن‬ ‫لبناني يضمن ويكفل دخوله وإقامته وسكنه‬ ‫ونشاطه‪ ،‬وذلك بموجب «تعّهد بالمسؤولية»‪،‬‬ ‫وكل س��وري قادم للدخ��ول بموج��ب «تعّهد‬ ‫بالمس��ؤولية» يُمنح سمة دخول لمدة ‪ 8‬أيام‪،‬‬ ‫وتُجدّد مرتين لمدة ستة أشهر‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫ثقافة وفن‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪18‬‬

‫م�ؤ�س�س جمعية العهد‬ ‫عارف الت ّوام ‪1945 - 1878‬‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫ول��د ع��ارف ب��ن محم��ود الت��وام في دمش��ق‬ ‫ع��ام ‪ ،1878‬آلل الت��وام‪ ،‬األس��رة العربي��ة‬ ‫التي تنتمي لقبائل ش��مر واس��عة النفوذ في‬ ‫ب�لاد الش��ام وجزي��رة الع��رب؛ تلق��ى علومه‬ ‫األولي��ة ف��ي م��دارس دمش��ق‪ ،‬ونال ش��هادة‬ ‫التحصيل االبتدائي من المدرس��ة الجقمقية‪،‬‬ ‫ون��ال ش��هادة أخرى من المدرس��ة الرش��دية‬ ‫العس��كرية‪ ،‬وأكم��ل تحصيل��ه الثان��وي ف��ي‬ ‫المدرسة العسكرية في دمشق‪.‬‬ ‫انتق��ل بعده��ا إل��ى األس��تانة‪ ،‬في مدرس��ة‬ ‫المدفعي��ة العس��كرية‪ ،‬حيث ن��ال رتبة مالزم‬ ‫ث��انٍ‪ ،‬ث��م م�لازم أول ف��ي س�لاح المدفعية‬ ‫العثماني؛ وبعد تخرجه عاد إلى سوريا ضابط ًا‬ ‫في حوران‪ .‬بعد ثالث س��نوات أوفد إلى اليمن‬ ‫برتبة رئيس‪ ،‬ومكث هناك ست سنوات‪ ،‬قائداً‬ ‫لمركز والية تعز‪ ،‬ورئيس�� ًا لهيئاتٍ عس��كرية‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى اش��تغاله بتعليم العلوم‬ ‫مختلف��ة‪،‬‬ ‫الرياضية في تجهيز مدينة تعز‪.‬‬ ‫عل��ى أثر إعالن قانون الحريات في الس��لطنة‬ ‫العثماني��ة أُعي��د الت��وام إل��ى دمش��ق‪ِّ ،‬‬ ‫ورُفع‬ ‫إلى رتبة وكي��ل قائد‪ ،‬وعُيّن قائ��داً لمنطقة‬ ‫حم��ص‪ .‬ومع اندالع ح��رب البلق��ان نُقل إلى‬ ‫هناك قائ��داً للجبهة‪ ،‬وأح��رز انتصارات مهمة‬ ‫ف��ي تاريخ الس��لطنة العثمانية‪ ،‬خاض بعدها‬ ‫غمار الحرب العالمية األولى في ميادين شتى‪،‬‬ ‫وأُصيب مرتين‪ ،‬ورُفّ��ع إلى رتبة قائمقام في‬ ‫المدفعية‪.‬‬ ‫مع انحس��ار البعد والرابط الديني‪ ،‬مع انحسار‬ ‫الس��لطنة العثمانية وتصاعد خطاب التتريك‬ ‫والع��داء للع��رب‪ ،‬انخ��رط ع��ارف الت��وام في‬ ‫تأس��يس جمعي��ة العه��د‪ ،‬أول جمعية س��رية‬ ‫تن��ادي بإع�لاء ش��أن الع��رب وإنصافهم‪ ،‬في‬ ‫إطار المحافظة على الخالفة اإلسالمية‪ .‬وبعد‬ ‫إعالن الشريف حسين ثورته على العثمانيين‪،‬‬ ‫وتحرير س��وريا من قبل جيش الثورة العربية‬ ‫الكب��رى‪ ،‬وتنك��ر الحلف��اء للش��ريف حس��ين؛‬ ‫اجتمع مؤسسو حزب العهد وأعضاؤه القدامى‬

‫م��ن الضباط الع��رب العراقيين والس��وريين‪،‬‬ ‫الذين ش��اركوا في الثورة‪ ،‬وقرروا أن ينقسم‬ ‫العه��د إل��ى فرعي��ن‪ :‬س��وري وعراق��ي‪ ،‬وأن‬ ‫يعمل كل فرع فيها لخدمة بلده مس��تق ً‬ ‫ال عن‬ ‫اآلخر؛ وبهذا تم تأسيس حزب العهد السوري‪،‬‬ ‫وش��كلت له هيئ��ة إدارية من س��بعة أعضاء‪،‬‬ ‫كان التوام من بينهم‪.‬‬ ‫م��ع تتويج األمي��ر فيص��ل ملكًا على س��وريا‬ ‫ع��ام ‪ 1920‬اخت��ار ع��ارف الت��وام قائ��داً عامًا‬ ‫للمدفعي��ة‪ ،‬ورئيس�� ًا إلدارة تس��ليح الجي��ش‪،‬‬ ‫وكان أح��د أعض��اء المجل��س الحرب��ي ال��ذي‬ ‫ق��رر خوض معركة ميس��لون‪ ،‬وبع��د هزيمة‬ ‫الجي��ش العرب��ي كان اس��م التوام ف��ي عداد‬ ‫من صدر بحقهم حكم اإلعدام‪ ،‬في المنش��ور‬ ‫الذي ألقت��ه الطائرات الفرنس��ية بعد معركة‬ ‫ميس��لون‪ .‬وبعد العفو الذي أص��دره المندوب‬ ‫السامي رفض التوام مع مجموعة من زمالئه‬ ‫التعاون مع القيادة الفرنسية‪ ،‬وطلبوا إحالتهم‬ ‫إلى التقاعد‪ ،‬وهكذا كان‪.‬‬ ‫بعد معركة ميس��لون ومقتل «كراين» أصيب‬ ‫ح��زب العهد بنكس��ة ش��ديدة‪ ،‬فعم��ل التوام‬ ‫على إع��ادة إحيائه‪ ،‬وأنش��أ هيئتين منبثقتين‬ ‫ع��ن العهد‪ ،‬األولى ح��زب الميث��اق‪ ،‬للمقاومة‬ ‫الداخلية للمستعمر‪ ،‬كنشر المنشورات وفضح‬ ‫الممارس��ات االس��تعمارية وإغ�لاق المح�لات‬ ‫واإلضراب��ات ضم��ن نظ��ام محك��م‪ ،‬من أهم‬ ‫أفرادها‪« :‬نسيب البكري‪ ،‬عارف التوام‪ ،‬شريف‬ ‫الحجار‪ ،‬عمر الطيبي‪ ،‬منير المحايري‪ ،‬س��عيد‬ ‫المخي��ش»‪ ،‬ومن التجار‪« :‬زكي الطرابيش��ي‪،‬‬ ‫ش��فيق العط��ري‪ ،‬محي��ي الدي��ن الحصن��ي‪،‬‬ ‫توفيق القيس��ي»؛ والثانية هيئة هدفها دعم‬ ‫الثورة ضد الفرنسيين بشقها العسكري‪ ،‬ومن‬ ‫أعضائها‪« :‬ياسين باشا الهاشمي‪ ،‬عبد الحميد‬ ‫باشا القلطقجي‪ ،‬نسيب بك الحمزاوي‪ ،‬عارف‬ ‫التوام‪ ،‬ش��ريف الحجار»‪ ،‬وق��د وضعت الهيئة‬ ‫خطة ثورة عامة بعد مشاورات استمرت أشهراً‬ ‫مع زعماء عديدين‪ .‬ومع اندالع الثورة السورية‬ ‫عملت الهيئة عل��ى دعم ثورة القلمون بالمال‬

‫ذهب يذهب ذهاب ًا‪� ..‬أخي‬ ‫نهاد ّ‬ ‫خطاب‬ ‫أن المهاجرين إلى مناطق‬ ‫عل��ى الرغم م��ن ّ‬ ‫تنظي��م الدول��ة م��ن ال��دول الس��وفيتية ال‬ ‫يتقن��ون أي لغة أخرى غي��ر لغاتهم إال أنهم‬ ‫ً‬ ‫صعوبة كبير ًة ف��ي التعايش مع‬ ‫ال يج��دون‬ ‫إن أعداده��م الكثي��رة‬ ‫الوس��ط الجدي��د‪ ،‬إذ ّ‬ ‫والمتزاي��دة‪ ،‬ووجود أس��رهم معهم كذلك‪،‬‬ ‫يس��اعدهم عل��ى التأقلم ‪ -‬ول��و جزئي ًا ‪ -‬مع‬ ‫المكان‪.‬‬ ‫لك��ن عام��ل اللغ��ة يبق��ى حاج��زاً وعقب��ة‪،‬‬ ‫يحاول��ون تجاوزه‪ ،‬على الرغ��م من صعوبة‬ ‫ذل��ك عليه��م؛ إذ يبق��ى تعاملهم الش��رائي‬

‫اليومي مع أبناء البلد‪ ،‬فهم ال يزاولون مهامًا‬ ‫غي��ر قتالي��ة أو غي��ر دينية‪ ،‬وه��ذا يدفعهم‬ ‫إل��ى محاولة تعلم اللغة العربية‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫ٌ‬ ‫عامل‬ ‫عامل ارتب��اط الدين بالعربي��ة‪ ،‬وهو‬ ‫مهم ج��داً‪ ،‬يجع��ل تعلم ه��ذه اللغ��ة واجبًا‬ ‫ديني ًا‪.‬‬ ‫وف��ي أثن��اء عمل��ي ف��ي إح��دى المكتب��ات‬ ‫كان يدخ��ل إل��ى المكتب��ة كثيرٌ م��ن هؤالء‬ ‫المهاجري��ن الس��اعين إل��ى تعل��م اللغ��ة‬ ‫العربية‪ ،‬باحثين عن أي وس��ائل تساعدهم‬ ‫على ذلك‪ .‬وكذلك كان بعض المقربين من‬ ‫التنظيم يقدمون دروس��ًا باللغة لمجموعات‬ ‫من المهاجرين‪.‬‬

‫عارف التوام مع مجموعة من مؤسسة جمعية العهد‬

‫والس�لاح‪ ،‬كما كانت تقدم الدعم الالزم ألسر‬ ‫المجاهدين في دمش��ق‪ ،‬وتقوم بتس��فير من‬ ‫يخشى عليه من بطش الفرنسيين‪.‬‬ ‫عل��ى الرغ��م م��ن تقاعده ل��م يبتع��د التوام‬ ‫عن المي��دان الع��ام‪ ،‬والتف��ت إل��ى التدريس‬ ‫في مدرس��ة الملك الظاهر‪ ،‬ث��م عُيِّن مديراً‬ ‫له��ا‪ ،‬ثم مديراً لمدرس��ة صنائ��ع اإلناث‪ ،‬حيث‬ ‫عم��ل على إصالح بنائه��ا التاريخي‪ ،‬المعروف‬ ‫بالبيمارس��تان النوري‪ ،‬والذي تحول الحقاً إلى‬ ‫«متحف الطب والعلوم عند العرب»‪ .‬وفي أثناء‬ ‫عمل��ه في قط��اع التعليم انص��رف إلى تأليف‬ ‫سلسلتين من كتب التاريخ‪ ،‬وسلسلة من كتب‬ ‫الجغرافي��ا‪ ،‬وكتاب�� ًا في أصول مس��ك الدفاتر‬ ‫الحسابية؛ وقد قررت وزارة المعارف تدريسها‬ ‫في مدارسها‪.‬‬ ‫كما س��اهم في تأس��يس عدد م��ن الجمعيات‬ ‫الخيري��ة واالجتماعي��ة‪ ،‬منه��ا جمعي��ة النداء‬ ‫الخي��ري التعليم��ي‪ ،‬الت��ي كان��ت أول جمعية‬ ‫عمل��ت على محاربة األمي��ة‪ ،‬ورابطة العلماء‪،‬‬ ‫وجمعي��ة التمدن اإلس�لامي‪ .‬وع��ن دوره في‬ ‫جمعية التمدن اإلس�لامي يق��ول الكبير بديع‬ ‫حق��ي‪« :‬إن��ه ف��ي الع��ام ‪ 1940‬وف��ي غرف��ة‬ ‫متواضعة في جمعية التمدن اإلسالمي اجتمع‬ ‫مع نفر من رفاقه من مدرس��ة التجهيز‪ ،‬وفي‬ ‫تلك الس��نة العصيبة توقف��ت أيدي المعطين‬ ‫وفرغ صن��دوق الرابطة‪ ،‬وكان��ت الدموع تمأل‬ ‫مآقيه��م‪ ،‬فأط��ل رجل ف��ارع الطول وبس��مة‬ ‫حل��وة عل��ى ش��فتيه‪ ،‬وقي��ل لهم إن��ه‪ :‬عارف‬ ‫الت��وام‪ ،‬وق��د كان��وا يس��معون به‪ ،‬فس��ألوه‬ ‫النصح‪ ،‬فبث فيهم من روحه‪ ،‬وبيّن لهم كيف‬ ‫يعمل��ون ويكافح��ون‪ ،‬فطلب��وا من��ه أن يكون‬ ‫رئيس��هم‪ ،‬ففعل‪ ،‬وطبعوا أوراق ًا بذلك‪ ،‬فكان‬ ‫اسمه يبعث العطاء والجود في النفوس»‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1945‬توفاه اهلل‪ ،‬وش��يعته دمش��ق من‬ ‫موكب مهيب‬ ‫دارته في الجس��ر األبيض ف��ي‬ ‫ٍ‬ ‫مرّ على دارة أس��رته في ب��اب بريد‪ ،‬ثم دفن‬ ‫في مقبرة باب صغير‪.‬‬ ‫وال يخل��و األم��ر م��ن اس��تثناءات مفاجئ��ة‬ ‫هن��ا‪ ،‬فف��ي أح��د األيام دخ��ل إل��ى المكتبة‬ ‫مهاجرٌ من طاجاكس��تان‪ ،‬وأش��ار إلى كتاب‬ ‫في النح��و‪ ،‬معروض على واجه��ة المكتبة‪،‬‬ ‫وطل��ب أن يراه؛ وهو كت��ابٌ للمختصين في‬ ‫ٌ‬ ‫وش��امل للنح��و والصرف‪.‬‬ ‫اللغ��ة العربي��ة‪،‬‬ ‫وحين ب��دأ المهاجر بتصفحه أش��فقت عليه‬ ‫بس��بب صعوبة الكت��اب‪ ،‬فقلت له‪" :‬ش��يخ‪..‬‬ ‫هذا الكت��اب صعب قلي ً‬ ‫ال"‪ ،‬فأع��اد النظر في‬ ‫مقاط��ع من الكت��اب‪ ،‬ثم نبرَ ب��ي‪" :‬أخييي‪..‬‬ ‫أن��ت كيف تق��ول هذا صعب؟! انظ��ر‪ ..‬انظر‬ ‫إن��ه س��هل" وأخ��ذ يق��رأ بس��هولة ويُس��ر‪،‬‬ ‫معبّراً عن فهمه ما يقرأ‪ ،‬ثمّ س��ألني‪" :‬هل‬ ‫لدي��ك كتاب ف��ي (الصرف)؟"‪ ،‬وحي��ن أجبته‬ ‫متعجِّب��ًا‪" :‬الصرف!!" ظ��نّ أنني ال أعرف ما‬ ‫هو الصرف‪ ،‬فشرح لي‪" :‬يعني‪ :‬ذهب يذهب‬ ‫ذهاب ًا‪ ..‬أخييي"‪.‬‬


‫�أ�صوات �سورية من زمن ما قبل الثورة‬ ‫«املجتمع املدين رغم كل ال�صعوبات» حترير‪� :‬سالم كواكبي‬

‫افتت��ح داخل مخي��م جيالن بين��ار في أورفا‬ ‫التركية مس��اء العش��رين م��ن آذار ‪،2015‬‬ ‫مركز ثقافي‪ ،‬ربما يكون األول في مخيمات‬ ‫اللجوء الس��ورية‪ ،‬وتم اإلعالن عن افتتاحه‬ ‫ضم��ن حف��ل صغي��ر حض��ره مجموعة من‬ ‫مثقف��ي المخيم‪ ،‬عرضت في��ه إدارة المركز‬ ‫توجهاته وبرنامجه‪.‬‬ ‫وذكرت األديبة ابتس��ام ش��اكوش‪ ،‬المقيمة‬ ‫في مخيم جي�لان بينار عل��ى صفحتها في‬

‫معر�ض الفنان دينو �أحمد يف باري�س‬

‫افتتح الفنان السوري دينو أحمد علي معرضًا‬ ‫فني��اً ف��ي غالي��ري «أوربي��ا» ف��ي باري��س‪،‬‬ ‫وقد حم��ل عن��وان «حرية الوهم»‪ ،‬ويس��تمر‬ ‫المع��رض باس��تقبال زواره حت��ى الراب��ع‬ ‫والعشرين من الشهر الجاري‪.‬‬

‫ثقافة وفن‬

‫مركز ثقايف يف خميم جيالن بينار‬

‫يس��تعمل دين��و اإليهام ف��ي لوحات��ه ليزج‬ ‫س��جن بصري‪ ،‬فانقس��مت‬ ‫بالمتلق��ي داخل‬ ‫ٍ‬ ‫اللوح��ات المعروض��ة إلى نمطيي��ن فنيين‪،‬‬ ‫يحاك��ي األول «الزنزان��ة»‪ ،‬واعتم��د فيه��ا‬ ‫على مبدأ إع��ادة تركيب الصور في أذهاننا‪،‬‬ ‫عندم��ا ننظر إليها من نقط��ة محددة‪ ،‬لتبدو‬ ‫كأنه��ا حقيقة‪ .‬أم��ا النمط الثان��ي فقد غلب‬ ‫علي��ه الطابع الهندس��ي المصمم ليوحي لنا‬ ‫بالحركة والتموج من خالل الخداع البصري‪.‬‬ ‫يذكر أن جميع اللوحات اعتمدت على تقاطعات‬ ‫اللونين المتضادين األبيض واألسود لتشبك‬ ‫فضا ًء تفاعليًا يحيط بزوار المعرض‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫الفيس��بوك أن المركز غير ممول من أي جهة‬ ‫وأنه س��يعتمد على دعم األصدقاء والمهتمين‬ ‫بهذا المجال‪.‬‬

‫الح��راك عدة مثقفين بارزي��ن‪ ،‬مثل نجيب حداد‬ ‫ورفي��ق الصب��ان ومحمد مل��ص وغيرهم»‪ .‬إلى‬ ‫الحركات النس��وية بطابعها النهضوي والتحرري‬ ‫بقل��م ن��وال اليازج��ي‪ ،‬الت��ي بينت ال��دور الهام‬ ‫للمنتديات النسائية التي برزت بين عامي ‪2000‬‬ ‫– ‪ ،2004‬والت��ي تعامل��ت م��ع الم��رأة بوصفه��ا‬ ‫جزءاً من عملي��ة التغيي��ر الديمقراطي‪ ،‬وعملت‬ ‫عل��ى إدماج المرأة في التنمية الش��املة‪ ،‬وتغيير‬ ‫الص��ورة النمطي��ة ألدوار النس��اء ف��ي المناهج‬ ‫التربوية والعنف الجندري ضد النساء‪.‬‬ ‫في الخت��ام يقدم الكت��اب عرضًا ألب��رز عناوين‬ ‫نش��اط المجتمع المدني في س��وريا قبل الثورة‪:‬‬ ‫«بيان الس��ينمائيين عام ‪ ،1999‬وبيان التس��عة‬ ‫وتس��عين عام ‪ ،2000‬ال��ذي طالب بإلغ��اء حالة‬ ‫الط��وارئ ون��ادى باالعت��راف بالتع��دد وحري��ة‬ ‫االجتم��اع والصحاف��ة والتعبي��ر ع��ن ال��رأي؛ ثم‬ ‫بيان األلف‪ ،‬فإعالن دمش��ق عام ‪ ،2005‬والحملة‬ ‫ض��د جرائ��م الش��رف الت��ي ب��دأت ف��ي الع��ام‬ ‫نفس��ه‪ ،‬وحملة إلسقاط مش��روع قانون األحوال‬ ‫الشخصية عام ‪.»2009‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬

‫ش��كلت حال��ة الصم��ت الت��ي عاش��ها المجتم��ع‬ ‫الس��وري قبل الث��ورة م��اد ًة للدراس��ة والنقاش‬ ‫مجتمع يرزح تحت صم��تٍ مطبق‪ ،‬فال غالء‬ ‫ع��ن‬ ‫ٍ‬ ‫األس��عار يحرك��ه‪ ،‬وال تنام��ي الفس��اد يضجره‪،‬‬ ‫وال النه��ب المنظم يجعله يحت��ج‪ ،‬وال االعتقاالت‬ ‫ترفع صوته‪ ،‬وال تحركات الناشطين السياسيين‬ ‫وبياناته��م ‪ -‬بغ��ض النظر عن القص��ور الذاتي‬ ‫ف��ي األداء الس��وري المع��ارض ‪ -‬كان��ت لتحرك‬ ‫ساكنًا في صفوفه؛ والس��بب ثقافة الخوف التي‬ ‫أش��اعها وكرسها النظام عبر عقود من الترهيب‬ ‫المنظم‪.‬‬ ‫إال أن��ه‪ ،‬وعل��ى الرغم من قتامة المش��هد‪ ،‬بقي‬ ‫المجتمع السوري ينبض بالحياة ولو بخجل‪ ،‬وهو‬ ‫ما يس�� ّلط علي��ه الضو َء كتابُنا الي��وم‪ ،‬والصادر‬ ‫عن «بيت المواطن»‪ ،‬من تحرير سالم كواكبي‪،‬‬ ‫وبمش��اركة مجموع��ة م��ن الكت��اب والباحثي��ن‬ ‫الس��وريين‪ ،‬ليقدم نصوصًا ُكتب��ت قبل الثورة‪،‬‬ ‫ف��ي محاولةٍ لس��دّ الثغرة الكبيرة ف��ي األدبيات‬ ‫حول المجتمع المدني الس��وري قبل الثورة؛ إ ْذ ال‬ ‫ً‬ ‫حركة‬ ‫يقرّ كثيرون من المهتمين بس��ورية بأن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حقيقية كانت تعمل في الواقع الس��وري‪،‬‬ ‫مدنية‬ ‫لم تك��ن منحص��رة بالعم��ل الخي��ري‪ ،‬أو بعمل‬ ‫أسماء األسد‪.‬‬ ‫يرص��د الكتاب الح��راك المدني الس��وري والدور‬ ‫ال��ذي قام��ت ب��ه ع��دة جمعي��ات ومنتدي��ات في‬ ‫المش��هد االجتماع��ي والسياس��ي ال��ذي عرفته‬ ‫س��وريا قبل الثورة‪ ،‬ويش��دد عل��ى أهمية حراك‬ ‫المجتم��ع المدن��ي‪ ،‬ال��ذي يُفت��رض أن يضطلع‬ ‫بدور حاس��م في مس��تقبل س��وريا مهم��ا كانت‬ ‫محصلة الث��ورة الحالية ودرج��ة الصدامات‪ ،‬كما‬ ‫أن عملي��ة إعادة إعمار الدول��ة وبناء مجتمع أكثر‬ ‫ديمقراطية ونموّا‪ ،‬أيّا كان السيناريو السياسي‪،‬‬ ‫سوف يكون على أكتاف المواطنين األكثر براعة‬ ‫وخب��رة والتزام��ًا‪ ،‬والذي��ن دخلوا س��جل االلتزام‬ ‫المدني والعمل التنموي‪.‬‬ ‫لع��ل أه��م اإلش��ارات ف��ي الكت��اب كان��ت تل��ك‬ ‫المتعلق��ة بس��لوك رأس النظ��ام بش��ار األس��د‬ ‫ونظرته إلى الحراك المدني في س��وريا‪ ،‬إذ عمد‬ ‫بعد مضي أقل من ثالثة أشهر على تبوئه سدّة‬ ‫الرئاسة عام ‪ 2000‬إلى إغالق منتديات المجتمع‬ ‫ً‬ ‫حزمة‬ ‫المدني واعتق��ال أبرز أعضائها‪ ،‬كما اتخذ‬

‫م��ن اإلج��راءات الكفيل��ة بإقصاء أي ش��كل من‬ ‫أشكل الحراك المدني‪ ،‬ولو على الصعيد الثقافي‬ ‫البحت؛ فخضعت نشاطات المنظمات جميعاً ‪ -‬وال‬ ‫س��يما غير الحكومية منها ‪ -‬إل��ى الرقابة‪ ،‬ومُنع‬ ‫اس��تخدام مصطلح (الحرية) ولو في سياق حدث‬ ‫ثقاف��ي‪ ،‬وتم االعت��راض على عب��ارات «حقوق‬ ‫الم��رأة»‪ُ ،‬‬ ‫وطلب من محرري المواقع االلكترونية‬ ‫تفاديها‪.‬‬ ‫يقدم وائل س��واح قراء ًة إلعادة تعريف المثقف‬ ‫بع��د انق�لاب ع��ام ‪ 1963‬وحصره عل��ى مثقف‬ ‫البع��ث والس��لطة‪ ،‬وإلغاء أي ش��كل من أش��كال‬ ‫التعددي��ة والحزبي��ة‪ ،‬األم��ر ال��ذي امت��د ليصل‬ ‫إل��ى المنظمات الحرفي��ة والنقاب��ات‪ ،‬التي جرى‬ ‫تحويله��ا ع��ن دورها بوصفه��ا مدافع��اً حقوقيًا‬ ‫عن الفئة الت��ي تمثلها إل��ى دور دعائي ورقابي‬ ‫معط��ل‪ ،‬كم��ا فق��دت الممارس��ات الديمقراطية‬ ‫والش��فافة داخلها‪ ،‬مما جعلها تؤدي دوراً س��لبيًا‬ ‫ومقاومًا للتغيير‪.‬‬ ‫أم��ا حس��ان عب��اس فيلف��ت النظر إل��ى ظاهرة‬ ‫«التبعي��ث»‪ ،‬أي طغي��ان ح��زب البع��ث وكوادره‬ ‫على مختلف مناحي الحياة في س��وريا‪ ،‬بدءاً من‬ ‫التعليم م��روراً باالقتص��اد واإلع�لام والثقافة؛‬ ‫كم��ا يش��ير إل��ى مح��اوالت المجتم��ع الس��وري‬ ‫بطرق‬ ‫المس��تمرة للتخل��ص م��ن قيد األحادي��ة‬ ‫ٍ‬ ‫مختلفة‪ .‬وبدوره يؤكد الباحث يحيى األوس على‬ ‫أهمية الدور الذي قام��ت به المواقع اإللكترونية‬ ‫النس��وية‪ ،‬التي ساهمت في كسر عزلة المجتمع‬ ‫المدن��ي الس��وري‪ ،‬ونجح��ت في االلتف��اف على‬ ‫قواني��ن النظ��ام‪ ،‬بفض��ل اعتماده��ا ش��عارات‬ ‫التنمي��ة االجتماعي��ة وتمكين الم��رأة؛ ومن بين‬ ‫ه��ذه المواقع ذك��ر الكات��ب بالخص��وص موقع‬ ‫«مجلة ثرى»‪ ،‬و»مرصد نساء سورية»‪.‬‬ ‫ينتق��ل الكتاب بين مواضي��ع متنوعة‪ ،‬فمن دور‬ ‫السينما السورية في الحراك الثقافي ومعركتها‬ ‫الدائمة م��ع السياس��ة والتيار المحاف��ظ‪ ،‬وبهذا‬ ‫الصدد يقول‪« :‬تعبّر صيرورة الس��ينما السورية‬ ‫من��ذ ‪ 1958‬حت��ى يومنا هذا عن الج��دل المعقد‬ ‫في العالقة بين السلطة والمبدعين‪ ،‬وعن الدور‬ ‫الممكن لإلب��داع والثقافة عموم��ًا في خلق نوع‬ ‫م��ن االس��تبدال والتعوي��ض عن غي��اب الحراك‬ ‫الح��رّ للمجتم��ع المدن��ي‪ ،‬وقد ش��ارك ف��ي هذا‬

‫‪19‬‬


‫رصيف سوريتنا‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 5 | )185‬نيسان ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪20‬‬

‫مازن دروي�ش يفوز بجائزة “غيريمو كانو” العاملية حلرية ال�صحافة‬ ‫سوريتنا برس‬ ‫س��تمنح منظمة األم��م المتح��دة للتربية‬ ‫والعل��م والثقاف��ة جائ��زة «غييرم��و كانو‬ ‫العالمي��ة لحري��ة الصحاف��ة»‪ ،‬للصحف��ي‬ ‫والناش��ط الحقوقي المسجون حالي ًا‪ ،‬مازن‬ ‫درويش‪ ,‬ويأتي ذلك خالل االحتفال باليوم‬ ‫العالم��ي لحري��ة الصحافة‪ 3 ،‬أي��ار‪ /‬مايو‪،‬‬ ‫التي تستضيفها هذا العام التفيا‪.‬‬ ‫وق��د أوص��ت لجن��ة التحكي��م الدولي��ة‬ ‫بأن‪« :‬مازن درويش‬ ‫المستقلة لإلعالميين ّ‬ ‫قد عمل ألكثر من عش��ر سنوات بتضحية‬ ‫ش��خصية عظيمة‪ ،‬وتعرض لحظر السفر‬ ‫واالعتق��ال»‪ .‬وفي س��ياق متص��ل‪ ،‬أكدت‬ ‫لجن��ة التحكي��م الدولي��ة عل��ى ض��رورة‬ ‫مس��جون حالياً‪،‬‬ ‫التذكير بأن مازن درويش‬ ‫ٌ‬ ‫جنباً إلى جن��ب مع العديد م��ن المدافعين‬ ‫والصحفيين في مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫دروي��ش‪ ،‬وه��و مح��ام وصحف��ي‪ ،‬تول��ى‬ ‫رئاس��ة المركز الس��وري لإلع�لام وحرية‬ ‫التعبير‪ ،‬وكان عضواً مؤسس ًا في صحيفة‬ ‫الصوت‪ ،‬وس��يريا فيو‪ ،‬وه��و موقع إخباري‬ ‫مستقل‪ ،‬حظرته السلطات السورية‪ .‬وفي‬ ‫ع��ام ‪ 2011‬أنش��أ دروي��ش نادي وس��ائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬وه��ي أول مجلة س��ورية مهتمة‬ ‫بالش��ؤون اإلعالمي��ة‪ ،‬ليتم احتج��ازه منذ‬ ‫شباط‪ /‬فبراير ‪ ،2012‬عندما أُلقي القبض‬ ‫عليه مع زمالئه‪ ،‬هاني الزيتاني وحس��ين‬ ‫غرير‪.‬‬

‫ومن جانبه��ا‪ ،‬أصدرت العديد من منظمات‬ ‫حق��وق اإلنس��ان والصحاف��ة ف��ي أنح��اء‬ ‫العالم جميع��اً دعوات لإلفراج عن درويش‬ ‫وزمالئ��ه الصحفيي��ن‪ .‬وكان��ت الجمعي��ة‬ ‫العام��ة لألمم المتح��دة اعتمدت القرار ‪67‬‬ ‫‪ ،262 /‬ف��ي ‪ 15‬أيار‪ /‬ماي��و ‪ ،2013‬تطالب‬ ‫فيه‪« :‬الس��لطات الس��ورية أن تف��رج فوراً‬ ‫عن جميع األش��خاص المحتجزين بصورة‬ ‫تعس��فية‪ ،‬بم��ا في ذل��ك أعض��اء المركز‬ ‫الس��وري لإلع�لام وحرية التعبي��ر»‪ .‬وفي‬ ‫كان��ون الثان��ي‪ /‬يناير ع��ام ‪ ،2014‬وجهت‬ ‫األم��م المتح��دة رس��الة إل��ى الس��لطات‬

‫الس��ورية تن��دد باالعتق��ال التعس��في ل��ـ‬ ‫دروي��ش وزمالئ��ه في المرك��ز اإلعالمي‪،‬‬ ‫ودعت إلى إطالق سراحهم فوراً‪.‬‬ ‫الجدي��ر بالذك��ر أن جائزة «غيرم��و كانو»‬ ‫أنشأها المجلس التنفيذي لليونسكو‪ ،‬في‬ ‫ع��ام ‪ ،1997‬وذلك تش��جيعاً ودعم ًا لحرية‬ ‫الصحاف��ة‪ ،‬وتُمنح لش��خص أو منظمة أو‬ ‫مؤسس��ة قدمت إس��هاماً بارزاً ف��ي الدفاع‬ ‫عن حري��ة الصحاف��ة أو تعزيزه��ا في أي‬ ‫مكان من العالم؛ وستعقد هذا العام في ‪3‬‬ ‫أيار‪ /‬مايو ‪ 2015‬في ريجا ‪ -‬التفيا‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.