العدد الخامس والستون 16 كانون الأول 2012

Page 1

‫«عندما يقرر العبد أن ال يبقى‬ ‫عبدا فإن قيوده تسقط»‬ ‫غاندي‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪2012/ 12 / 16 | )65‬‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/souriatna‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com souriatna.wordpress.com‬‬

‫ ‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب س��وري حر‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪1‬‬ ‫من صفحة ثورة وعدسة‬


‫انقطاع الكهرباء ونق�ص الوقود وخبز ي�ص ّنع من مواد فا�سدة‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫�أزم��ة �إن�ساني��ة ته��دد معظ��م امل��دن‪،‬‬ ‫والنظ��ام ميار�س هوايت��ه بق�صف الأفران‬ ‫تواج��ه العاصم��ة دمش��ق‪ ،‬كم��ا‬ ‫أغلب المدن الس��ورية‪ ،‬أسوأ انقطاعات‬ ‫للكهرباء منذ بدء الثورة المستمرة منذ‬ ‫‪ 20‬شهرا حيث أصبحت فترات االنقطاع‬ ‫أط��ول إل��ى جانب النقص الش��ديد في‬ ‫زيت التدفئة والديزل‪.‬‬ ‫وق��ال س��كان ومس��ؤولون ف��ي‬ ‫العاصم��ة دمش��ق أن أج��زاء كثيرة من‬ ‫وس��ط دمش��ق تش��هد اآلن انقطاعات‬ ‫للكهرب��اء تت��راوح بي��ن عش��ر واثن��ي‬ ‫عش��ر س��اعة وهو نح��و مثل��ي فترات‬ ‫االنقط��اع التي كان��ت ترد به��ا تقارير‬ ‫قب��ل أس��بوعين‪ ،‬ناهي��ك ع��ن وصول‬ ‫القطع لثماني عش��رة ساعة في جنوب‬ ‫العاصم��ة والذي ه��و الحاضن��ة األكبر‬ ‫للثورة في العاصمة واألغزر سكانيًا‪.‬‬ ‫ويأت��ي انقط��اع الكهرباء في وقت‬ ‫تتزاي��د في��ه الضغ��وط على دمش��ق‪.‬‬ ‫ويس��عى مقاتلو الجيش الس��وري الحر‬ ‫الى التقدم من الضواحي إلى العاصمة‬ ‫نفس��ها‪ .‬م��ع تواص��ل ق��وات النظ��ام‬ ‫والشبيحة بقصف الضواحي بالمدفعية‬ ‫والطيران‪.‬‬ ‫ونقلت وس��ائل إعالم حكومية عن‬ ‫مص��در رس��مي قوله ان زيادة س��اعات‬ ‫ترش��يد الكهرباء في مناطق بالعاصمة‬ ‫ترج��ع إل��ى “التخري��ب الذي يق��وم به‬ ‫ارهابي��ون مس��لحون” ألب��راج الضغط‬ ‫العال��ي الت��ي تغ��ذي االحي��اء الجنوبية‬ ‫لدمشق‪ ،‬حسب زعم النظام‪.‬‬ ‫ويقول س��كان إن انقطاع الكهرباء‬ ‫خ�لال االس��بوعين الماضي��ن تضاعف‬ ‫تقريبًا ليصل إلى متوس��ط ‪ 12‬س��اعة‬ ‫يومي��ا عل��ى األقل ف��ي أكث��ر المناطق‬ ‫تضرراً وإلى س��ت س��اعات عل��ى االقل‬ ‫يوميًا في عدد من أحياء وسط العاصمة‬ ‫الرئيسية‪.‬‬ ‫وقال أحد س��كان حي جرمانا الذي‬ ‫تتصاع��د االش��تباكات عل��ى مش��ارفه‬ ‫قرب المطار‪“ :‬إذا جمعت عدد الس��اعات‬ ‫التي تكون فيها الكهرباء موجودة فهي‬ ‫س��اعتان او ثالث فقط وتكون الكهرباء‬ ‫مقطوعة بقية اليوم”‪.‬‬ ‫وعلى خالف الريف الذي شهد اسوأ‬ ‫موجات العنف ظل وس��ط دمشق حتى‬ ‫الش��هر الماض��ي بعيداً ع��ن انقطاعات‬ ‫الكهرباء الطويلة التي شهدتها مناطق‬ ‫اخرى في سوريا‪.‬‬ ‫وزادت الحكوم��ة في الوقت الحالي‬ ‫ثمن لتر البنزين إل��ى ‪ 55‬ليرة بدال من‬ ‫‪ 50‬لي��رة ف��ي ثان��ي زي��ادة من��ذ بداية‬ ‫الثورة في آذار من العام الماضي‪ ،‬وهذا‬ ‫ف��ي حال تواجده‪ ،‬بحيث ت��رى الطوابير‬ ‫بازدحام ش��ديد عل��ى مختل��ف كازيات‬

‫دمش��ق‪ ،‬مع بيعه بحدود ‪ 100‬ليرة في‬ ‫المناطق التي ال يوجد فيها‪ ،‬هذا بغض‬ ‫النظر ع��ن انعدام وج��وده في مناطق‬ ‫شمال س��وريا‪ ،‬والذي يباع ليتر البنزين‬ ‫بحوال��ي ‪ 200‬لي��رة‪ ،‬وليت��ر الدي��زل‬ ‫بحوالي ‪ 150‬ليرة‪ ،‬طبعاً إن وجد‪.‬‬ ‫وزعم��ت وكال��ة االنب��اء العربي��ة‬ ‫الس��ورية (س��انا) ان النظ��ام يح��اول‬ ‫الس��يطرة عل��ى التهري��ب وخف��ض‬ ‫التكلفة الكبيرة لدعم الوقود والكهرباء‬ ‫في وقت تواجه فيه س��وريا نقصاً حاداً‬ ‫ف��ي العمل��ة الصعبة بس��بب العقوبات‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫ويق��ول الس��كان ان تكلف��ة‬ ‫المواصالت العامة تضاعفت منذ الشهر‬ ‫الماضي مع اقتراب القتال من دمش��ق‪.‬‬ ‫ويقول شهود عيان ان عدداً من محطات‬ ‫البنزي��ن الرئيس��ية في ش��وارع بغداد‬ ‫وس��احتي التحرير والعباس��يين تواجه‬ ‫نقص��ًا ح��اداً في الوق��ود وامت��داداً في‬ ‫طوابير السيارات‪.‬‬ ‫وقال أحد موظفي محالت الصرافة‬ ‫في منطقة الس��بع بحرات في دمش��ق‪:‬‬ ‫“المش��كلة ان االش��ياء تأتي متالحقة –‬ ‫نقص المواص�لات واالزمة في الديزل‬ ‫والمزي��د والمزي��د من الضغ��وط التي‬ ‫تجعل الحياة ال تحتمل”‪.‬‬ ‫وق��ال رج��ال أعم��ال وس��كان ان‬ ‫أس��وأ موجات نقص الوق��ود كانت في‬

‫وق��ود الديزل المس��تخدم عل��ى نطاق‬ ‫واس��ع في زيت التدفئ��ة بالمنازل وفي‬ ‫العربات والصناعة‪ .‬وارتفع سعر الديزل‬ ‫ف��ي الس��وق الس��وداء خ�لال اليومين‬ ‫الماضيي��ن إل��ى اكثر م��ن ‪ 80‬ليرة للتر‬ ‫(نحو دوالر بأسعار السوق السوداء)‪.‬‬ ‫ويق��ول س��كان ان النق��ص ف��ي‬ ‫الديزل دفع محطات الوقود التي تديرها‬ ‫الحكوم��ة إل��ى ع��دم االلتزام بالس��عر‬ ‫الرسمي وهو ‪ 20‬ليرة للتر حيث تحولت‬ ‫إل��ى بيعه بأكثر من ‪ 35‬لي��رة للتر‪ ،‬في‬ ‫حال توفره‪ ،‬في العاصمة دمشق‪.‬‬ ‫وفيم��ا يخص م��ادة الخب��ز‪ ،‬يقول‬ ‫بعض السوريين‪« :‬اللي ماتوا ارتاحوا»‪،‬‬ ‫وإن كان��ت الجملة من القس��وة‪ ،‬بحيث‬ ‫إنها تهدد إنس��انية شعب‪ ،‬فإن المراقب‬ ‫للطاب��ور الطويل ال��ذي وقف إلى جانب‬ ‫حائ��ط المقبرة في حل��ب ليحصل على‬ ‫رغيف خبز ربما يصل لجواب حول مدى‬ ‫واقعية تلك الجملة‪.‬‬ ‫األحياء يحسدون األموات‪ ،‬ومن لم‬ ‫يمت بالقصف سيموت من الجوع‪ ،‬حيث‬ ‫تعيش المدن السورية أزمة تكاد تكون‬ ‫األصع��ب واألكث��ر إذال ًال م��ن القص��ف‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫الالذقية‪ ،‬ودمش��ق وحل��ب والرقة‬ ‫والريف الدمشقي جميعها دخلت متاهة‬ ‫انتظ��ار الخب��ز وع��دم الحص��ول عليه‪،‬‬ ‫وب��دأت حم��ص باالعتم��اد عل��ى الخبز‬

‫الفاسد بحس��ب ما نقلت بعض وكاالت‬ ‫األنباء باالعتماد على ش��هادات لس��كان‬ ‫محليين‪.‬‬ ‫وفي حلب وصل سعر ربطة الخبز‬ ‫إلى حوال��ي المئتي ليرة على األقل‪ ،‬أي‬ ‫قرابة عش��رة أضعاف الس��عر الرسمي‬ ‫لها‪ ،‬ومضاعفة السعر بطريقة جنونية‬ ‫ال يعن��ي توفر المادة األساس��ية للحياة‬ ‫في األفران‪.‬‬ ‫في دمش��ق تعم��ل غالبية األفران‬ ‫من الس��اعة ال��ـ‪ 6‬صباحًا حتى الس��اعة‬ ‫الـ‪ 8‬مس��ا ًء في ظل ازدحام شديد عليها‬ ‫وتعتب��ر فترة الظهي��رة ذروة االزدحام‪،‬‬ ‫حي��ث يمت��زج ازدحام الس��ير وانصراف‬ ‫ط�لاب الم��دارس والموظفي��ن ويحتاج‬ ‫المواطن ثالث س��اعات انتظار ليحصل‬ ‫على الخبز‪.‬‬ ‫وبل��غ س��عر كيل��و الطحي��ن غي��ر‬ ‫المغل��ف من مح�لات البزورية ‪ 90‬ليرة‪،‬‬ ‫أما المغلف فوصل سعره إلى ‪ 110‬ليرة‪.‬‬ ‫قب��ل يومي��ن كان أحد األش��خاص‬ ‫يق��ف عل��ى دور الخبز وقب��ل أن يصل‬ ‫ع��ال‪ :‬من‬ ‫دوره بقلي��ل ص��رخ بص��وت ٍ‬ ‫يشتري الدور؟؟!! فأتى شخص إليه من‬ ‫نهاية الص��ف‪ ..‬دفع ل��ه ‪ 50‬ليرة ووقف‬ ‫مكانه‪.‬‬ ‫ويرجع الناش��طون األزم��ة إلى أن‬ ‫معظ��م األفران الحكومي��ة توقفت عن‬ ‫العم��ل في المناطق الس��اخنة بس��بب‬


‫�أوجـاع وطـن‬ ‫محمد الجندي ‪ -‬سلمية‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ع��دم توف��ر الم��ازوت وال الطحي��ن‪ ،‬واضط��رار‬ ‫األفران الخاصة لش��رائه من السوق السوداء ما‬ ‫يعني ندرة الخبز وارتفاع ثمنه‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك استهداف النظام للعديد‬ ‫من األف��ران والطوابير ليمتزج رغيف الخبز بدم‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫ويبقى على من اس��تطاع أن يبقى حيًا إلى‬ ‫اآلن أن يتجه��ز إلمكانية الم��وت بانتظار الخبز‪،‬‬ ‫لتتآمر البراميل المتفجرة واألس��لحة الكيماوية‬ ‫الت��ي يتحدثون عنها م��ع رغيف الخب��ز وتتفنن‬ ‫كلها في طريقة موت السوري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يتحول الخبز ش��يئا فش��يئا م��ادة نادرة في‬ ‫غالبية المناطق الس��ورية‪ ،‬ما يحرم السكان من‬ ‫القوت األساس��ي ف��ي غذائهم ويغرقه��م أكثر‬ ‫فأكثر في أزمة إنسانية صعبة‪.‬‬ ‫في األحياء القديمة في مدينة حمص التي‬ ‫تخض��ع لحصار م��ن القوات النظامي��ة منذ نحو‬ ‫ستة أشهر‪ ،‬يبدو أن الوضع هو األكثر سوءا‪.‬‬ ‫ويق��ول أحد الناش��طين ف��ي المدينة «أبو‬ ‫خال��د»‪« :‬نضطر الى اس��تخدام طحي��ن منتهي‬ ‫الصالحي��ة‪ ،‬رمين��ا نحو ثل��ث الكمي��ة ألن الدود‬ ‫كان ينخرها‪ ،‬كما أننا نفتقد للخميرة‪ .‬بالنس��بة‬ ‫ال��ى الم��اء‪ ،‬علين��ا تكري��ر المياه غي��ر الصالحة‬ ‫لالستهالك ألن مياه الشفة مقطوعة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبحسب ما يقول أبو بكر المقيم أيضا في‬ ‫حمص «أس��وأ ما في األمر هو أن الذين يعانون‬ ‫مش��اكل صحي��ة‪ ،‬مث��ل الس��كري او القص��ور‬ ‫الكلوي‪ ،‬ال يمكنهم االس��تمرار عل��ى قيد الحياة‬ ‫م��ع تغذي��ة مماثل��ة»‪ .‬ويضيف‪« :‬إنه��م يأكلون‬ ‫البرغ��ل والطماط��م المجففة‪ ،‬لك��ن إلى متى؟‬ ‫حتى كمية الغ��ذاء التي نجدها في المنازل التي‬ ‫هجرها أهلها‪ ،‬بدأت تنفد»‪.‬‬ ‫في مدينة داريا بريف دمش��ق الذي يش��هد‬ ‫ف��ي الفترة األخيرة عمليات عس��كرية واس��عة‪،‬‬ ‫يحاول السكان إنقاذ مخزونهم من الطحين‪.‬‬ ‫ويق��ول «اب��و كن��ان»‪« :‬األربع��اء أخدن��ا‬ ‫الطحين من الفرن اآللي الذي كان النظام يقيم‬ ‫حاجزا الى جانبه‪ ،‬ولم يكن بإمكان أحد االقتراب‬ ‫منه»‪ .‬وأشار الى أن ذلك تم «بعد تراجع النظام‬ ‫من المنطقة»‪ ،‬وأن الناش��طين اخ��ذوا الطحين‬ ‫«قبل أن يعود (النظام) ويحرقه كالعادة»‪.‬‬ ‫وفي ضاحية جرمانا جنوب ش��رق دمش��ق‬ ‫الت��ي تقطنه��ا غالبي��ة موالي��ة للنظ��ام‪ ،‬يؤكد‬ ‫محم��د‪ ،‬وهو س��ائق س��يارة أجرة‪ ،‬أن��ه يضطر‬ ‫«لالنتظ��ار س��اعتين أو ث�لاث أم��ام المخب��ز»‪.‬‬ ‫ويقول‪« :‬أقف في الصف خالل الليل لئال أخس��ر‬ ‫ساعات العمل خالل النهار»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬أبتاعربطة من ‪ 15‬رغيفا بسعر‬ ‫‪ 15‬ليرة س��ورية من الفرن بعد وقوف لساعات‪،‬‬

‫لكن البع��ض يش��ترون الربطات إلع��ادة بيعها‬ ‫أمام الفرن بسعر ‪ 100‬ليرة سورية» على األقل‪.‬‬ ‫ف��ي محافظة الرقة الش��مالية على الحدود‬ ‫مع تركيا‪ ،‬يش��ير ناشط قدم نفسه باسم «ثائر‬ ‫الرق��ي» الى أن «ربطة الخبز ص��ار ثمنها مئتي‬ ‫ليرة س��ورية إن وج��دت‪ ،‬هناك نق��ص حاد في‬ ‫مادة الخبز»‪.‬‬ ‫في حلب بات السكان يواجهون صعوبة في‬ ‫العثور على الخبز للمرة األولى منذ بدء المعارك‬ ‫اليومية في المدينة منذ أكثر من أربعة أش��هر‪.‬‬ ‫ويق��ول داود وهو ش��اب ف��ي العق��د الثاني من‬ ‫العمر من س��كان حي الس��ريان القديم وس��ط‬ ‫المدين��ة إن «الفرني��ن الموجودين في الحي لم‬ ‫يعمال منذ الس��بت بس��بب عدم تواف��ر الطحين‬ ‫والوقود‪ ،‬ما زاد من معاناة قاطني الحي المكتظ‬ ‫بالس��كان والوافدي��ن كون��ه يعتبر م��ن األحياء‬ ‫اآلمنة في المدينة»‪.‬‬ ‫وأدى النقص في المادة الى ارتفاع أس��عار‬ ‫الخبز في غالبية أحياء حلب والمناطق المحيطة‬ ‫به��ا‪ .‬ويق��ول مصطفى وه��و أب لخمس��ة أوالد‬ ‫إن «توق��ف األف��ران ع��ن العم��ل ترك الس��كان‬ ‫تح��ت رحمة عدد قليل جدا م��ن أفران المعجنات‬ ‫المصنع��ة لم��ادة الخبز أيضا‪ ،‬حيث تجاوز س��عر‬ ‫ربط��ة الخب��ز فيها ‪ 250‬لي��رة س��ورية رغم أن‬ ‫سعرها الرسمي ‪ 15‬ليرة»‪.‬‬ ‫وما يزيد من المش��كلة أن النظام السوري‬ ‫اس��تهدف بالقصف عدداً كبيراً م��ن المخابز في‬ ‫حل��ب‪ ،‬وخصوص��ا ف��ي المناطق التي يس��يطر‬ ‫عليه��ا الجي��ش الح��ر‪ ،‬م��ا أدى إلى تدمي��ر تلك‬ ‫المخاب��ز ومقتل المئ��ات م��ن المواطنين الذين‬ ‫كانوا يصطفون أمامها لشراء الخبز‪.‬‬ ‫ويوضح ابو سامر‪ ،‬وهو في العقد الخامس‬ ‫م��ن العمر وصاح��ب فرن آلي صغي��ر في حلب‪،‬‬ ‫أن ارتفاع األس��عار يعود الى «ع��دم توافر مادة‬ ‫المازوت الذي وصلت قيمته في السوق السوداء‬ ‫إل��ى أكث��ر من أربعة أضعاف الس��عر الرس��مي‪،‬‬ ‫وفقدان مادة الطحين التي باتت تباع في السوق‬ ‫السوداء من منشأ تركي وبأسعار مرتفعة»‪.‬‬ ‫كم��ا يش��كو س��كان ف��ي أحي��اء ف��ي حلب‬ ‫ودمش��ق م��ن أن ق��وات النظام الس��وري تقوم‬ ‫بالس��يطرة على كميات كبيرة م��ن الخبز لنقلها‬ ‫إلى مناطق أخرى أو إلطعام الجنود والشبيحة!‬ ‫وت��كاد تك��ون أكي��اس الخبز الم��ادة األكثر‬ ‫وجوداً في بولمانات السفر من دمشق إلى حلب‬ ‫وباق��ي المحافظ��ات‪ ،‬حي��ث يح��رص الكثير من‬ ‫المس��افرين على حملهم لما يستطيعون حمله‬ ‫من ربط��ات الخب��ز ألهلهم وذويه��م في حلب‪،‬‬ ‫حي��ث أضحت ه��ذه الم��ادة الهدية األكث��ر إثارة‬ ‫للبهجة عند الحصول عليها‪.‬‬

‫إل��ى جميع معتقل��ي الرأي والموقوفين من س��اعة إلى عمر‬ ‫بأكمله‪ ،‬إلى روح الش��اعر حس��ن الخير ال��ذي اغتالته يد الطغيان‬ ‫والغدر‪ ،‬بع��د أن ألقى على قبر رفيقه محم��د العبود الذي قضى‬ ‫تح��ت التعذيب ف��ي أقبي��ة األمن‪:‬ماذا أق��ول وقول الح��ق يتبعه‬ ‫جلد الس��ياط وس��جن مظلم رطب‪ ...‬إلى حنجرة القاشوش التي‬ ‫اقتلعت بعد مظاهرة س��لمية عارمة في حماه‪ ،‬إلى أصابع الفنان‬ ‫علي فرزت التي شوّهت وريشته التي ّ‬ ‫حطمت‪ ،‬إلى أصابع سليم‬ ‫اللوزي التي أحرقت باال س��يد ألنها كتبت ولسانه الذي اقتلع ألنه‬ ‫تكل��م‪ ،‬إل��ى روح المهندس مضر الجندي ال��ذي اختفت آثاره بين‬ ‫فرع فلسطين وفرع التحقيق العسكري‪،‬‬ ‫إل��ى آالف الحناجر التي اقتلعت والعيون التي فقئت واألقالم‬ ‫التي حطمت وأخرس��ت واألصابع واألظافر الت��ي اقتلعت إلى كل‬ ‫المناضلين وسجناء الرأي الذين نخرت الزنازين عظامهم ونهبت‬ ‫المعتقالت أعمارهم‪ ،‬إلى كل المشردين والمهجرين من بيوتهم‬ ‫وأوطانه��م في ظل االس��تبداد العربي وال��ى كل المقهورين في‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫وع��دا ب��أن أني��ش م��ا اس��تطعت عن ج��ذور الوح��ش الذي‬ ‫استشرى واس��تذأب وخلع جلد الحمل وراح يفتك بحمالن القطيع‬ ‫ال��ذي خرج منه وعليه وعلى امت��داد الوطن العربي‪ ،‬أصبح مهيبا‬ ‫في العراق‪ ،‬وأس��دا في س��وريا وزعيما (يرك��ب التكتك) في ليبيا‬ ‫وفاتكم القطار في اليمن وخرطوما في الس��ودان إلى آخر حكاية‬ ‫األوباش‪ ،‬تلك الحكاية التي نبتت وترعرعت على جس��د الش��عب‬ ‫م��ع س��طوة العس��كر العثمانلي‪ ،‬وجند رم��ه االس��تعمار الغربي‬ ‫وش��بيبة الحراس القوميين والش��ريعتين واالمميين‪ ،‬وصوال إلى‬ ‫س��رايا الدف��اع وس��رايا الصراع وأخي��را ال آخرا قطعان الش��بيحة‬ ‫والحرس الجمهوري المدجنة عل امتصاص الدم والنهب والسلب‬ ‫وال أس��تثني أحدا م��ن الجنراالت والس�لاالت المزيفة والمش��ايخ‬ ‫واألم��راء م��ن الخليج الس��ابق عربي��ا والالحق فارس��يا إلى بحر‬ ‫الظلمات أصال‪.‬‬ ‫م��ن هو الوحش أو باألحرى الحاك��م العربي ؟ كيف نبتت له‬ ‫أنياب ومخلب ؟ وكيف صار‪ :‬أس��د علي وفي الحروب نعامة فتخاء‬ ‫ته��رب من صفير الصافر‪ .‬وق��د كان أبوه فالحا ف��ي األرياف وما‬ ‫أعم��ق آثار الظلم التاريخي الذي عاش��ه ه��ذا الفالح عبر عصور‬ ‫وحقب متعددة مس��تعبدا في أرضه ومهجرا من بيته وأنى يكون‬ ‫له أرض أو بيت وهو بين مطرقة عس��اكر الس��لطان التي تسلبه‬ ‫باس��م الجباية والضرائب وس��ندان الم ّالك اإلقطاعيين وأزالمهم‬ ‫ومن ش��ب منهم عن الطوق إما مستوحشا في الجبال والمعاصي‬ ‫واألحراش وإما هدفا للقتل وخطف وارتهان األهل وكل من يمت‬ ‫له بصلة قربى أو عالقة إنس��انيه‪ ،‬وربم��ا كان والد هذا الوحش‬ ‫راع ف��ي البادية يحلم برحمة م��ن اهلل عندما تفوته رحمة العباد‬ ‫ولك��ن هيه��ات أن ينال ه��ذه الرحم��ة المجانية اإللهي��ة فهو إما‬ ‫ش��به مش��رد في الش��عاب النائية القصية هذا إن أتيحت له‪ ،‬وإما‬ ‫تعرض لجور وظلم الس�لاطين والمتس��لطين إذا حلم باالقتراب‬ ‫من النجعة القريبة من العمران من نهب وس��لب وأتاواه ورشاوى‬ ‫تحرمه من االستفادة من جهده وتقتل في نفسه الحلم بالعيش‬ ‫الكريم‪ ،‬هذه الحال تنسحب عمال المدن وصغار الحرفيين الذين‬ ‫يحتمل��ون الظلم واالضطه��اد صاغرين يعلل��ون النفس‪ ،‬هذا ما‬ ‫كت��ب اهلل لك��م‪ ،‬ومن فكر أن ينتصف من المم��ول ورب العمل أو‬ ‫طلب إنصافا باألج��ر مقابل الجهد (فضل القيمة) باء بغضب من‬ ‫اهلل والحكام القائمين على تنفيذ إرادة اهلل في العباد‪ ،‬ولمن خانه‬ ‫الحظ بالتعليق على حبال المش��انق أو نجا من االسترخاء األبدي‬ ‫على الخازوق أو أخطأته طلقات الدورية الطائش��ة ففي السجون‬ ‫م��كان لتهذيب أمثال��ه وتطويعه��م وردعهم وهل وج��دت قوات‬ ‫الردع االنكشاري إال لتنفيذ هذه المهمات والواجبات اإلنسانية!!؟؟‬ ‫أولئك اآلباء المساكين المضطهدين األبديين استو لدهم الزمان‬ ‫ذلك الوحش الذي أتيح له أن يتسلط عن طريق العسكريتاريا أو‬ ‫خيانة الشعارات التي عاش آباؤه المقهورين يحلمون بتحقيقها‪.‬‬ ‫أيه��ا الوحش أيها الخائن إرث األج��داد إن أحبارا بقدر الدماء‬ ‫التي أرقتها واألرواح التي أزهقتها ال تكفي لس��رد مخازيك ولكن‬ ‫التاري��خ ال يرح��م أمثال��ك وال يع��رف المل��ل وس��تالحقك لعنات‬ ‫المقهوري��ن وتنبش عظامك ماديا ومعنويا إلى أن يش��فى غليل‬ ‫الضحايا وترتاح أرواحهم على نشيد الثأر والنصر‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ماذا �أقول؟‬

‫‪3‬‬


‫قط��ار احلري��ة يحم��ل معان��اة ال�شع��ب ال�س��وري‬ ‫�إىل �سرتا�سب��ورغ بدع��م جت��اوز ‪ 250‬مليون يورو‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫�سيا�سيون وفنانون‬ ‫فرن�سيون يطالبون الربملان‬ ‫الأوروبي بدعم الثورة‬ ‫ال�سورية ب�شكل �أكرب‬

‫في قطار الحرية من أجل الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬تجمع سياسيون وبرلمانيون‬ ‫ومثقفون وفنانون فرنسيون إلى جانب‬ ‫أبناء الجالية السورية في محطة قطار‬ ‫الشرق الباريسية حاملين أعالم الثورة‬ ‫السورية وأوجاعها قبل التوجه الى مدينة‬ ‫ستراسبورغ‪ ،‬مقر البرلمان األوروب��ي‬ ‫ومؤسسات تابعة للمفوضية األوروبية‪،‬‬ ‫ليشكون هموم الثورة وهموم أبنائها‬ ‫وظلم نظام بشار األسد لهم‪.‬‬ ‫وت��ق��ول ام���رأة س��وري��ة ج���اءت مع‬ ‫أطفالها‪« :‬أتمنى من البرلمان األوروبي‬ ‫أن يستمع الى مطالب أهلنا في الداخل‬ ‫وهو يعاني من بطش نظام بشار األسد‬ ‫والنقص الحاد في الدواء والغذاء ونقص‬ ‫المحروقات ونحن في عز الشتاء»‪.‬‬ ‫حمل أصدقاء الشعب السوري من‬ ‫السياسيين والدبلوماسيين مطالب‬ ‫الشعب السوري وبعض ال��رؤى إليقاف‬ ‫حمام الدم وقسوة النظام ضد المدنيين‪.‬‬ ‫وق��ال أي��ف أوب���ان‪ ،‬سفير فرنسي‬ ‫سابق في تونس‪ ،‬لـ»العربية»‪« :‬طالبنا‬ ‫البرلمان األوروب���ي بمساعدات مدنية‬ ‫عاجلة وأن يسمح بحضور وت��واج��د‬ ‫المنظمات اإلنسانية في المدن السورية‬ ‫لمعرفة مايجري وإيقاف العنف ونحن‬ ‫نعرف أن غياب منظمات المجتمع المدني‬ ‫تجعل نظام األسد يتفرد في بطشه ألنه‬ ‫دون رقيب‪ .‬طالبنا أن نكون متواجدين‬ ‫على األرض لنرى ماهو حجم الدمار‬ ‫الذي خلفه قصف الطائرات‪ .‬هل يعقل‬ ‫أن تقصف م��دن وق��رى سورية بسالح‬

‫حاكمها»‪.‬‬ ‫وم��ا إن وص��ل قطار الحرية الى‬ ‫مدينة ستراسبورغ حتى استقبلتهم‬ ‫المنظمات والجمعيات الناشطة في‬ ‫حقوق اإلنسان وناقشت مع ضيوفها في‬ ‫المسرح الوطني أهم المطالب العاجلة‬ ‫ال��ت��ي ت��م طرحها الح��ق �ًا على أعضاء‬ ‫البرلمان االوروبي‪ ،‬وهي مطالب تلخصت‬ ‫في المعونات االنسانية من دواء وغذاء‬ ‫واعتراف كامل بالثورة السورية وائتالفها‬ ‫ال��م��وح��د‪ .‬ك��م��ا ت��ح��دث ب��ع��ض األط��ب��اء‬ ‫الفرنسيين القادمين من الداخل السوري‬ ‫عن معاناتهم هناك‪.‬‬ ‫وقالت ماريان دو سارنيه‪ ،‬عضوة‬ ‫البرلمان األوروب���ي‪« :‬إنني كنت على‬ ‫ال��ح��دود السورية التركية مع زمالئي‬ ‫من البرلمان األوروب���ي وتعرفت على‬ ‫احتياجات الشعب السوري وماناقشناه‬ ‫ال��ي��وم ه��و العمل ف���وراً على إرس��ال‬ ‫ماهو عاجل والبدء بتدريب ك��وادر من‬ ‫المعارضة لقيادة سوريا مابعد النظام‬ ‫الحالي»‪.‬‬ ‫أم���ا ج���اك رال��ي��ت‪ ،‬وزي���ر الصحة‬ ‫الفرنسي األسبق‪ ،‬فركز على شهادات‬ ‫األطباء العائدين من األراضي السورية‬ ‫المحررة وماتعانيه من نقص حاد في‬ ‫الدواء وافتقار المستشفيات الى الكثير‬ ‫من المواد الطبية والسيما التي تستخدم‬ ‫في العمليات الحرجة وح��االت الحروق‬ ‫واإلص��اب��ات المباشرة بسبب القنابل‬ ‫المحرمة دوليًا‪.‬‬ ‫فيما ق��دم الطبيب رافييل بيتي‪،‬‬ ‫ال��ع��ائ��د م��ن ح��ل��ب‪ ،‬ش��ه��ادات حية عن‬ ‫صعوبة إس��ع��اف المرضى السوريين‬ ‫داخ��ل المستشفيات الميدانية داخ��ل‬ ‫األراض�����ي ال��س��وري��ة وع����دم وص���ول‬ ‫المساعدات اإلنسانية الدولية إليها وكيف‬ ‫قضى عشرة أيام في أكتوبر الماضي‬ ‫بمستشفى بحلب دون دواء وخيوط‬

‫للعمليات وكيف كان يجري عمليات على‬ ‫ضوء الشموع‪.‬‬ ‫تبرع البرلمان األوروب���ي‪ ،‬بعد ان‬ ‫استمع ال��ى ش��رح مفصل عن مايجري‬ ‫في الداخل السوري‪ ،‬بـ‪ 250‬مليون يورو‪،‬‬ ‫وناقش مع القادمين في قطار الحرية‬ ‫رؤية البرلمان األوروب��ي إلصالح البنية‬ ‫التحتية مابعد رحيل بشار األسد‪.‬‬ ‫وأكد منذر ماخوس‪ ،‬سفير سوريا‬ ‫الجديد في باريس‪ ،‬أهمية هذه الرحلة‬ ‫التي بادر بها الجانب الفرنسي ودعمها‬ ‫مركز رجال األعمال السوريين وبعض‬ ‫المنظمات اإلنسانية ألنها ستجتمع وجهًا‬ ‫لوجه مع أعضاء البرلمان األوروب��ي في‬ ‫ستراسبورغ‪ ،‬وأضاف‪« :‬سنوصل صوتنا‬ ‫مباشرة وهناك استجابة لمطالبنا وأنا‬ ‫تلقيت الكثير م��ن ال��م��س��اع��دات التي‬ ‫شأشرف على إرسالها مع اخواني في‬ ‫المعارضة ال��س��وري��ة ف��ي فرنسا الى‬ ‫الداخل السوري»‪.‬‬ ‫م��ن ج��ان��ب��ه��ا‪ ،‬ت��ح��دث��ت الناشطة‬ ‫السورية سمر يزبك ع��ن دور المرأة‬

‫في الثورة السورية وض��رورة إشراكها‬ ‫في اتخاذ ال��ق��رارات والصعوبات التي‬ ‫تواجهها مع بعض المجموعات المتطرفة‬ ‫التي قالت إنها «ستخرج السوريين من‬ ‫ديكتاتورية لتضعهم في ديكتاتورية‬ ‫أخرى»‪.‬‬ ‫ف��ي رح��ل��ة ق��ط��ار ال��ح��ري��ة‪ ،‬حمل‬ ‫ش��ع��ارات «واح���د واح���د واح���د الشعب‬ ‫ال��س��وري واح���د» و»اهلل يحي الجيش‬ ‫الحر وتحيا الثورة السورية» و»يسقط‬ ‫بشار القاتل»‪ ،‬وأذيعت أغنيات على مدى‬ ‫ساعتين في إذاعة داخلية لراكبي قطار‬ ‫الحرية وهي حالة جديدة لم يتعود عليها‬ ‫سائقو القطارات في محطات القطارات‬ ‫السريعة‪ ،‬لكن القطار السريع الذي يحمل‬ ‫رق��م ‪ 2454‬ال��ذي يربط بين مدينتي‬ ‫باريس وستراسبورغ كان مختلفًا في‬ ‫رحلته التي تعالت فيها أصوات أغنيات‬ ‫الثورة السورية والشعارات المطالبة‬ ‫بإسقاط نظام بشار األس��د وأغنيات‬ ‫سورية قديمة وأصوات تردد على مسامع‬ ‫راكبي الرحلة‪« :‬مرحبا بكم أنتم على‬ ‫متن قطار الحرية»‪.‬‬

‫�س��وق الأدوي��ة ال�س��وداء يف �سوري��ا‬ ‫إل��ى جان��ب البن��ادق وأق��راص الفيدي��و المدمجة‬ ‫المقرصن��ة والعم�لات األجنبي��ة ظه��ر ن��وع جديد من‬ ‫البضائع في الس��وق السوداء المنتعش��ة بسوريا التي‬ ‫تمزقها الحرب‪ ..‬أال وهو االمدادات الطبية المسروقة‪.‬‬ ‫كان��ت منظوم��ة الرعاي��ة الصحي��ة الحكومي��ة‬ ‫الضخم��ة التي تفتق��ر للتمويل تعان��ي بالفعل عندما‬ ‫ب��دأت الث��ورة للمطالب��ة بالحق��وق الديمقراطي��ة في‬ ‫آذار ‪ .2011‬فيم��ا تق��ول الحكوم��ة إن أكث��ر من نصف‬ ‫المستش��فيات الس��ورية أصابه الدمار حالي��ا ونحو ‪25‬‬ ‫بالمئة منها ال يعمل‪.‬‬ ‫ويقول أطباء إن الجيش الس��وري وشبيحة النظام‬ ‫نهبت االمدادات الطبية من المستش��فيات الستخدامها‬ ‫ف��ي س��احات المع��ارك بينما س��رق مجرم��ون معدات‬ ‫لبيعها‪.‬‬ ‫وذك��رت ممرضة تبلغ من العم��ر ‪ 30‬عاما من حي‬ ‫الس��يدة زينب في دمش��ق‪“ :‬في أحيان كثيرة اضطر أنا‬ ‫وأطب��اء آخرون إلى أن نس��اهم بأموالنا لش��راء معدات‬ ‫للمستشفى ألنها سرقت”‪.‬‬ ‫وتق��ول الممرض��ة إن حي الس��يدة زين��ب يخضع‬ ‫ظاهري��ًا لس��يطرة الحكوم��ة لكن قوات األم��ن أنهكت‬ ‫بس��بب المع��ارك مع الثوار ف��ي مواقع أخ��رى وانتهزت‬ ‫مجموع��ات مس��لحة هشاش��ة الوج��ود األمن��ي لتنهب‬ ‫المستشفيات عدة مرات‪ .‬وأضافت‪“ :‬ال يمكن أن نشتري‬ ‫األدوية بأنفسنا لألبد”‪.‬‬ ‫وال تبي��ع الكثي��ر م��ن الصيدلي��ات س��وى عقاقير‬

‫مح��دودة مث��ل مس��كنات األلم الش��ائعة واالس��عافات‬ ‫األولي��ة األساس��ية‪ .‬وتس��بب قط��ع الطرق��ات وحصار‬ ‫العاصمة دمش��ق في صعوبة السفر في أنحاء البالد ما‬ ‫يعوق حصول الصيدليات على ما ينقصها من األدوية‪،‬‬ ‫التي يتواجد أغلب مصانعها في مدينة حلب المحاصرة‪.‬‬ ‫ويقول س��كان إنهم يلجأون إلى الس��وق السوداء‬ ‫لتوفير احتياجات أكثر تحديداً‪.‬‬ ‫وقال أطباء في حلب ودير الزور وضواحي دمش��ق‬ ‫وجميعه��ا س��احات للقت��ال إن بعض المرضى اش��تروا‬ ‫م��ا يحتاجونه مث��ل أس��طوانات األكس��جين والتخدير‪.‬‬ ‫وأضاف��وا أن المرضى اليائس��ين يمكن أن يش��تروا أي‬ ‫شيء من القفازات الجراحية إلى أجهزة األشعة السينية‬ ‫والغسيل الكلوي بأسعار مرتفعة من السوق السوداء‪.‬‬ ‫وذكر طبيب في مستش��فى حكوم��ي في ضاحية‬ ‫المزة بوسط دمشق أن هناك نقصاً لكن يمكن التغلب‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫وقال‪“ :‬هناك نقص في المضادات الحيوية وأدوية‬ ‫الح��االت المزمن��ة”‪ ،‬مضيف��اً أن األدوي��ة الت��ي تنتهي‬ ‫صالحيتها يصعب أحيانًا إعادة تخزينها‪.‬‬ ‫وتاب��ع‪“ :‬بالطب��ع أش��عر بالقل��ق إزاء الموقف ألنه‬ ‫يصع��ب التنب��ؤ ب��ه‪ .‬ال تع��رف م��ا ه��و النق��ص الذي‬ ‫س��تواجهه من شهر آلخر”‪ .‬وذكر أن المستشفى يغطي‬ ‫بالكاد احتياجاته الشهرية‪.‬‬ ‫واس��تطرد أن تده��ور الموقف أو تحس��نه يتوقف‬ ‫عل��ى ق��درة ش��ركات األدوية الس��ورية الت��ي تنتج ‪90‬‬

‫في المئ��ة من احتياجات الس��وق المحلية م��ن األدوية‬ ‫والعقاقي��ر على االس��تمرار في نش��اطها‪ .‬لكن األمر ال‬ ‫يبدو مبشراً‪.‬‬ ‫ويقول الطبي��ب إن ‪ 70‬في المئة من إنتاج األدوية‬ ‫توق��ف في حلب بع��د أن بدأت المع��ارك‪ .‬وفي آب قالت‬ ‫منظم��ة الصح��ة العالمي��ة إن معظم ش��ركات األدوية‬ ‫السورية أغلقت أبوابها‪.‬‬ ‫وذك��ر طبيب من حلب أن نقص االمدادات ش��ديد‬ ‫في بعض المستش��فيات لدرج��ة أن األطباء يضطرون‬ ‫أحيان��ا إلج��راء عملي��ات جراحي��ة دون تواف��ر المعدات‬ ‫الضروري��ة‪ .‬وأض��اف‪“ :‬بع��ض المعدات باهظ��ة الثمن‬ ‫بحيث ال يمكن أن نشتريها مرة أخرى‪ .‬ال يمكن أن نعثر‬ ‫على بديل بسعر معقول لجهاز األشعة السينية”‪.‬‬


‫احلـراك يف ال�شـارع ال�سـوري‬ ‫تب��دأ جري��دة س��وريتنا اعتب��اراً م��ن ه��ذا العدد‬ ‫بإعداد تقارير أس��بوعية عن حراك الش��ارع الس��وري‬ ‫م��ن مظاهرات واحتجاجات وأنش��طة مدنية يقوم بها‬ ‫نشطاء الثورة السورية في مختلف مدن سوريتنا‪.‬‬ ‫نب��دأ تقريرن��ا لهذا األس��بوع بإحصائي��ة المركز‬ ‫الس��وري المس��تقل الحصاء االحتجاج��ات وفي تأكيد‬ ‫منه على استمرارية الحراك الثوري والمظاهرات فقد‬ ‫أحصى المركز السوري ‪ 201‬مظاهرة في ‪ 174‬نقطة‬ ‫تظاهر في مختلف أنحاء س��وريا‪ ،‬في جمعة «ال لقوات‬ ‫حفظ السالم على أرض الشام‪.‬‬

‫وفي حركة الفتة قام اتحاد طلبة س��وريا األحرار‬ ‫ ف��رع دمش��ق بعملية نوعي��ة وذلك ب��زرع عدد من‬‫سبيكرات الحرية القاشوشية في وزارة التعليم العالي‬ ‫وعدد من جامعات دمش��ق ومنها (العل��وم ‪ -‬االقتصاد‬ ‫الهندسة المعمارية ) مؤكدين استمرارهم على درب‬‫الحرية والثورة‪.‬‬ ‫كم��ا وزع صباي��ا وش��باب تنس��يقية حمص حي‬

‫وف��ي س��راقب وفي س��ابقة أولى م��ن نوعها تم‬ ‫إنشاء ما أسموه المنتدى الثقافي االجتماعي في إحدى‬ ‫المقاهي حيث يمكن لرواد المقهى أن يشربوا القهوة‬ ‫أو الش��اي بنصف الثمن‪ ،‬فقط في حال ترافق طلبهم‬ ‫مع طلب كـتـاب ما من مكتبة المنتدى وس��يدفع الثمن‬ ‫كام ًال بدونه‪.‬‬ ‫الثورة مستمرة‪.‬‬

‫وف��ي العاصم��ة دمش��ق خرج ناش��طو الش��باب‬ ‫الس��وري الثائ��ر بمظاهرتي��ن في االس��بوع الماضي‬ ‫واح��دة خ��رج الش��باب الس��وري الثائ��ر بمظاهرتي��ن‬ ‫مس��ائيتين تحت عن��وان اس��م (ال للطائفية الش��عب‬ ‫الس��وري واح��د) و( ‪ 2012-12-12‬نهاي��ة زمن الخوف‬ ‫) جال��وا الح��ارات العلي��ا لرك��ن الدي��ن وهتف��وا فيها‬ ‫لش��هداء ركن الدين والصالحية الذين س��قطوا خالل‬ ‫االش��تباك األخير ولش��هداء الوطن وحيوافيها الجيش‬ ‫الحر وطالبوا بالحري��ة للمعتقلين وغنوا فيها األغاني‬ ‫الثورية وتخلل التظاهرة في المرتين إشعال للشموع‬ ‫على أرواح شهداء سوريا‪.‬‬

‫من حملة حركة نحل الساحل لن نخدم في جيش قتلنا‬

‫مظاهرات الشباب السوري الثائر في ركن الدين‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫إحدى مظاهرات ركن الدين‬

‫أحد جدران النادي الثقافي في سراقب‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫وعل��ى صعيد آخ��ر وفي مناطق عدة من س��وريا‬ ‫فقد قام نش��طاء بعدة تظاهرات متنوعة نلخص هنا‬ ‫أهمها‪:‬‬ ‫فف��ي الس��احل الس��وري وم��ع تزاي��د الدع��وات‬ ‫لع��دم تلبية االحتياط م��ن المناط��ق العلوية وخاصة‬ ‫طرطوس‪ ،‬قام نش��طاء حركة نحل الس��احل وضمن‬ ‫حملة الدم الس��وري حرام بحملة غرافيتي في شوارع‬ ‫مدرين��ة الالذقية وتم ب��خ جملة» أرف��ض موت ابني‬ ‫لتضمن حكم ابن��ك» في عدة ش��وارع‪ ،‬والمفارقة أن‬ ‫الجمل ما تزال موجودة ولم يتم طمسها‪.‬‬ ‫علقت نفس الجملة على الفتة في‪ ‬مزارات بعض‬ ‫القرى في ريف الالذقية وجبلة في دعوة لسحب أبنائنا‬ ‫من أسر الجيش ورفضا الستخدام أبناء سورية وقودا‬

‫لبقائه على كرسي الحكم الالشرعي‪.‬‬ ‫قامت الحركة أيضا في الالذقية بحملة بخ ثورية‬ ‫ف��ي المش��روعين األول والثان��ي ومش��روع األوق��اف‬ ‫والزراعة‪ ..‬عل��ى مدى يومين بعب��ارات الثورة الحرية‬ ‫لألبد‪ ،‬وارحل‪.‬‬

‫الوعر منش��ورات عدة وقامو بب��خ العديد من الجدران‬ ‫ضمن حملة نحن بديل أخالقي‪.‬‬ ‫وف��ي مدينة الس��ويداء قام��ت ثائرات الس��ويداء‬ ‫بتوزيع أغص��ان الزيتون مع صور ش��هداء الحرية في‬ ‫حمل��ة مس��تمرة بدأت الس��اعة الخامس��ة مس��اءاً في‬ ‫مدينة الس��ويداء وتكررت الس��اعة الثامنة مساءاً من‬ ‫نفس اليوم‪.‬‬ ‫كم��ا خرج��ت مظاه��رة ليلي��ة غرب��ي طري��ق‬ ‫قنوات(حي المهندس��ين) ف��ي مدينة الس��ويداء دعمًا‬ ‫لالئتالف الوطني ومطالبة بالمعتقلين وبرحيل بش��ار‬ ‫االسد ونظامه المجرم‪.‬‬ ‫كما نفذ شباب الصف الحادي عشر ثانوي اعتصاما‬ ‫في مدينة الس��ويداء احتجاجًا على اعتقال اس��تاذهم‬ ‫أيهم مس��عود من قبل قوات النظام الس��وري‪ .‬ويذكر‬ ‫ان ه��ذا ه��و االعتص��ام الثاني في االس��بوع الماضي‬ ‫لطالب المدرس��ة احتجاجًا على االعتقاالت التعس��فية‬ ‫وتضييق النظام على المدنيين‪.‬‬

‫أخبارنا (سلمية) ‪. .‬‬

‫سوريتنا‬

‫‪5‬‬


‫الثورة ال�سورية‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫نهاية حكم الع�سكر‬

‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫خرج��ت الجماهي��ر العربي��ة ف��ي‬ ‫الخمس��ينيات م��ن الق��رن الماضي تهتف‬ ‫للعس��كر‪ ..‬خرج أبناؤه��م وأحفادهم في‬ ‫عام ‪ 2011‬يهتف��ون ضدهم‪ ..‬والزعامات‬ ‫االنقالبي��ة والعس��كرية الت��ي حص��دت‬ ‫حضوراً جماهيرياً كبيراً قبل خمسة عقود‬ ‫لم تع��د تغري أبن��اء أولئ��ك أو أحفادهم‬ ‫باس��تعادة حتى ما تبقى م��ن رمزيتهم‪..‬‬ ‫وقيم الحري��ة والعدال��ة والكرامة وحكم‬ ‫القان��ون والتعددي��ة والديمقراطية التي‬ ‫كانت تش��رق بصيصاً قبل عهود العسكر‬ ‫أصبح��ت مطلب��اً ملح��اً لثورات الش��عوب‬ ‫العربي��ة الت��ي خرج��ت ال تري��د أكثر من‬ ‫حريتها واستعادة قدرتها على نفض هذا‬ ‫الركام المؤرق الذي أفقدها حتى قدرتها‬ ‫على الحلم‪.‬‬ ‫والذي��ن رفع��وا الزعام��ات عل��ى‬ ‫أكتافهم وطوفوا بها وحشدوا لها‪ ..‬رفض‬ ‫أبناؤه��م وأحفاده��م أن يعتل��ي أحدهم‬ ‫منصة الرئاس��ة إال بحق صندوق االقتراع‬ ‫الذي ال يعرف طريقًا للتزوير‪.‬‬ ‫ليس��ت المشكلة في العس��كرتارية‬ ‫العربي��ة‪ ،‬ولكنه��ا ف��ي عق��ل س��لطوي‬ ‫اس��تخدم القوة الوحي��دة آن��ذاك القادرة‬ ‫على التغيير لبناء نظام شمولي سلطوي‬ ‫قمعي فش��ل في تحقيق أي من األهداف‬ ‫الكبرى التي بش��ر بها‪ .‬وليس بالضرورة‬ ‫أن يكون كل مشروع جنرال عسكري هو‬ ‫مش��روع ديكتاتور‪ ،‬إال أن السائد في تلك‬ ‫المرحلة أن صراع األمم كان يدعم القوى‬ ‫العس��كرية التي تسلمت زمام األمور بعد‬ ‫تجربة قصي��رة لحكومات وطنية ضعيفة‬ ‫إبان او أثناء أو بعد رحيل االستعمار‪.‬‬ ‫ولم تتق��دم المؤسس��ات الحكومية‬ ‫من��ذ ذل��ك الوق��ت‪ ،‬ول��م تح��اول تغيي��ر‬ ‫منهجيته��ا‪ ،‬وهذا ش��يء حتم��ي حقيقي‪،‬‬ ‫ذل��ك أن البن��اء العس��كري األول��ي ف��ي‬ ‫مراحل��ه األول��ى وف��ر الحماي��ة الكافي��ة‬ ‫له��ذه الحكوم��ات‪ ،‬وألنها فتية‪ ،‬س��تجري‬ ‫عليه��ا بع��ض االنقالب��ات أو المحاوالت‪،‬‬ ‫أو المعارض��ات الت��ي تنادي إم��ا بالرجوع‬ ‫للعص��ر الس��ابق أو التغيير ال��ذي فتحته‬ ‫هذه الثورة وفتحت بذلك ش��هية البعض‬ ‫عل��ى التغيي��ر‪ ،‬فتظه��ر إذ ذاك ورق��ة‬ ‫المؤسس��ة العس��كرية لتك��ون القام��ع‬ ‫وال��رادع‪ ،‬والمحاف��ظ على ش��كل الثورة‬ ‫وهيئتها‪ ،‬وعناصر الث��ورة الذين يقودون‬ ‫البالد‪ ،‬فتكون خطوات االبتعاد للمؤسسة‬ ‫العس��كرية عن مهنيتها إذ ذاك قد مش��ت‬ ‫أول��ى خطواتها باتج��اه الهيمنة المطلقة‬ ‫من قبل الحكومة على قرارات المؤسسة‬ ‫العس��كرية‪ ،‬ويكون الجي��ش تابعًا وليس‬ ‫مقرراً‪.‬‬ ‫ولع��ل من األهمية لوج��ه الحكم أن‬ ‫يبقى الجيش على هذا الش��كل بالنسبة‬ ‫لهم‪ ،‬أو القائمي��ن على الثورة‪ ،‬ذلك أنهم‬ ‫ق��ادوا بهذا الجي��ش ثورته��م وانقالبهم‬ ‫ال��ذي حقق لهم طموح االرتقاء والصعود‬

‫إلى س��دة الحكم‪ ،‬وانفصاله عنهم يعني‬ ‫إحداث ثورة جديدة‪ ،‬وهذه المرة ستنتهي‬ ‫بطرده��م م��ن الس��لطة‪ ،‬ه��ذا على حد‬ ‫نظرتهم‪ ،‬وستعمل المؤسسة العسكرية‬ ‫هذه على انقالب جديد‪.‬‬ ‫ويرى بعض الباحثين أن المؤسس��ة‬ ‫العس��كرية ه��ي األنج��ح لح��ل مش��اكل‬ ‫البل��دان النامي��ة‪ ،‬أو دول العال��م الثال��ث‪،‬‬ ‫ذل��ك أن الق��درة العلمي��ة والكف��اءة‬ ‫والتدري��ب المدن��ي‪ ،‬عنصر مه��م تفقده‬ ‫المؤسسة المدنية في هذه البلدان‪ ،‬حيث‬ ‫يرى صموئي��ل هنتنغتون أن المؤسس��ة‬ ‫العس��كرية أصبح��ت أداة سياس��ية لمنع‬ ‫انتش��ار الحروب‪ ،‬أكثر منها أداة الفتعالها‬ ‫كم��ا ه��و واضح ظاه��راً‪ ،‬والقي��ام بإنهاء‬ ‫الصراع��ات اإلقليمية‪ ،‬إضافة لذلك ظهور‬ ‫ظاهرة العس��كرة في المجتم��ع العربي‪.‬‬ ‫وه��ي عملي��ة توس��يع نطاق المؤسس��ة‬ ‫العس��كرية داخل المجتمع‪ ،‬ووجود توجه‬ ‫ع��ام في الدولة وفي مؤسس��ات المجتمع‬ ‫المدن��ي تعتب��ر الح��رب واالس��تعداد لها‬ ‫نش��اطاً مجتمعي��ًا طبيعي��ًا ومرغوباً فيه‪.‬‬ ‫ويمي��ل صموئيل أيض��اً إل��ى أن ضرورة‬ ‫المؤسس��ة العس��كرية في البالد العربية‬ ‫ض��رورة حتمي��ة كم��ا ه��و حاص��ل ف��ي‬ ‫الوالي��ات المتح��دة‪ ،‬والتي تع��د من أكبر‬ ‫المؤسس��ات العالمي��ة‪ ،‬من حي��ث القدرة‬ ‫والكفاءة والتنظيم والتدريب‪.‬‬ ‫فش��لت النظم العربية التي اعتالها‬ ‫نظام االس��تبداد في بناء أوطان محصنة‬ ‫م��ن آف��ة التخل��ف واالنحط��اط‪ ..‬حصنت‬ ‫نفس��ها فقط بأجهزة القم��ع والمؤامرات‬ ‫والصراع��ات التي دفعت الش��عوب ثمنها‬ ‫الباهظ وال زالت‪.‬‬ ‫بالتزام��ن م��ع ملفن��ا الي��وم تنش��ر‬

‫ً‬ ‫سلسلة‬ ‫س��وريتنا وفي زاوية حبر ناش��ف‬ ‫من المقاالت عن االنقالبات العس��كرية‪،‬‬ ‫وسيتضح للقارئ أن السوريين لم يقبلوا‬ ‫الضيم ولم يس��تكينوا لحكم العسكر‪ ،‬إذ‬ ‫تكفي نظرة إلى الع��دد الرقم ‪ 5528‬من‬ ‫جري��دة «الحي��اة» الصادر بتاري��خ الواحد‬ ‫والعش��رين من نيس��ان ‪ 1964‬للتأكد أن‬ ‫الثورة في سوريا ليست بنت البارحة وأن‬ ‫الش��عب الس��وري ال يزال يقاوم المؤامرة‬ ‫منذ الع��ام ‪ .1964‬ف��ي الصفح��ة الثالثة‬ ‫من الصحيف��ة التي كانت وقتذاك ال تزال‬ ‫ملكًا لصاحبها ومؤسس��ها الشهيد «كامل‬ ‫مروه» سلس��لة من العناوي��ن تصلح ألي‬ ‫عدد في أي صحيفة تصدر اليوم أو غداً أو‬ ‫بع��د غد‪ .‬هناك أربع عناوين في الصفحة‬ ‫الثالثة من الع��دد المذكور من الصحيفة‪.‬‬ ‫العن��وان األوّل لمق��ال كتب��ه كامل مروه‬ ‫هو‪« :‬يا لها من مأساة»‪ .‬إلى جانب المقال‬ ‫قطعة على ستة أعمدة عنوانها‪ 46« :‬جثة‬ ‫تح��ت أنقاض جام��ع الس��لطان ومئذنته‬ ‫وتفاصي��ل رهيب��ة ع��ن المج��ازر والقمع‬ ‫الدم��وي»‪« .‬إضراب دمش��ق مس��تمر في‬ ‫يوم��ه الثاني تضامناً مع حم��اه» «أضرب‬ ‫محامو دمش��ق تضامناً مع حم��اه وطلبوا‬ ‫إلغاء حالة الطوارئ وإجراء انتخابات»‪.‬‬ ‫عقيدة الجيش السوري‪:‬‬ ‫مع أن الجيش بات يتدخل في الحياة‬ ‫السياس��ية من��ذ انق�لاب الزعي��م األول‬ ‫وبنس��ب متفاوت��ة تاريخي��ًا‪ ،‬إال أن تدخله‬ ‫كان لتغيي��ر الواق��ع واس��تبدال الحك��م‬ ‫بحكم مدني أكثر مناس��بة‪ ،‬لكن الجيش‬ ‫الس��وري فق��د تقالي��ده االنقالبي��ة هذه‬ ‫بمجرد وصول حافظ األس��د إلى السلطة‬ ‫ومعه توجهه المذهبي في السرّ وتوجهه‬

‫الحزب��ي أو البعثي في الظاهر‪ .‬فقد عمل‬ ‫عل��ى بن��اء جي��ش جدي��د يدي��ن بالوالء‬ ‫المطلق ل��ه ال للوطن كما تدين الجيوش‬ ‫عادة‪ .‬وق��د تطلب األمر عن��ا ًء كبيراً حتى‬ ‫أمكنه تحقيق ذل��ك ألن الطائفة العلوية‬ ‫ال يمكنه��ا وحده��ا أن تؤل��ف كل عدي��د‬ ‫الجي��ش‪ ،‬فهي إح��دى األقلي��ات الصغيرة‬ ‫في س��وريا‪ ،‬وال بد والحالة ه��ذه‪ ،‬من أن‬ ‫يك��وون للطوائف األخ��رى وجود بارز في‬ ‫ه��ذا الجي��ش‪ ،‬فأعط��ى األس��د الحص��ة‬ ‫الراجح��ة ف��ي قي��ادة وح��دات الجي��ش‬ ‫وأجهزته األمني��ة ألبناء الطائفة العلوية‪،‬‬ ‫وت��رك الباقي‪ ،‬وهو قلي��ل‪ ،‬بعهدة ضباط‬ ‫س��نّة موالين له وال ًء مطلق��ًا‪ ،‬مثل اللواء‬ ‫مصطف��ى ط�لاس ال��ذي تس�� ّلم الحقاً‪،‬‬ ‫ولس��نوات طويل��ة منصب وزي��ر الدفاع‪.‬‬ ‫أم��ا الجن��ود فلم يك��ن لديه مان��ع من أن‬ ‫يكونوا ولو في أكثريتهم من الس��نّة‪ ،‬إذ‬ ‫ال شأن يذكر للجندي ألن اإلمرة بيد قائده‬ ‫ال بيده‪.‬‬ ‫مع الوقت كان من الطبيعي أن يفقد‬ ‫الجي��ش الس��وري خصائ��ص الجي��وش‬ ‫الت��ي تنحص��ر مهماته��ا في الدف��اع عن‬ ‫الوط��ن وح��دوده‪ ،‬ليتحول إل��ى «جيش»‬ ‫مهمت��ه الدف��اع ع��ن النظ��ام السياس��ي‬ ‫الذي اس��تولى على الس��لطة باإلكراه‪ ،‬أو‬ ‫ليتحول‪ ،‬على األصح‪ ،‬إلى مليشيا مهمتها‬ ‫داخلية تنحصر في الس��يطرة على المدن‬ ‫واألري��اف الس��ورية‪ .‬والواق��ع أن هذا هو‬ ‫ما يلحظه الباحث في تاريخ س��وريا زمن‬ ‫األس��د األب واألس��د االب��ن‪ .‬ف�لا أف��ق أو‬ ‫مدى جغرافيًا ينش��ط فيه هذا الجيش إال‬ ‫األف��ق أو المدى الداخل��ي ال غير‪ .‬هذا مع‬ ‫استثناء «تكليفه» بالمهمة الطويلة األمد‬ ‫الت��ي اضطلع بها ف��ي لبن��ان وكان على‬ ‫رأس أولوياته فيه��ا اإلجهاز على فصائل‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫والممس��ك بحبل��ي الن��اس والس��لطة‪.‬‬ ‫فالرئي��س دس��تورياً ه��و القائ��د األعلى‬ ‫للق��وات المس��لحة‪ ،‬ورئي��س الس��لطة‬ ‫التنفيذي��ة‪ ،‬وه��و الذي يحدّد السياس��ات‬ ‫العامة للحكوم��ة‪ ،‬وهو الذي يعيّن نوابه‬ ‫ورئي��س ال��وزراء وال��وزراء والمعاونين‪،‬‬ ‫وضب��اط الق��وات المس��لحة‪ ،‬وكب��ار‬ ‫الموظفين المدنيين والقضاة‪ .‬والحكومة‬ ‫مس��ؤولة أم��ام الرئي��س‪ ،‬والرئي��س‬ ‫يتقدم بمش��اريع القوانين إل��ى البرلمان‬ ‫«مجل��س الش��عب»‪ ،‬ويص��در القواني��ن‬ ‫الت��ي يقرّه��ا المجلس وله ح��قّ الفيتو‬ ‫عليه��ا‪ .‬وم��ن الناحية النظرية يس��تطيع‬ ‫البرلم��ان أن ينق��ض فيت��و الرئاس��ة‬ ‫بأكثري��ة الثلثين‪ ،‬بي��د أن الرئيس يمكنه‬ ‫وقتها ّ‬ ‫حل البرلمان‪ ،‬وممارس��ة السلطات‬ ‫التشريعية بنفس��ه‪ ،‬وطرح األمور الهامة‬ ‫على االستفتاء الش��عبي‪ ،‬إذا تطلبت ذلك‬ ‫الحاجات القصوى أو المصلحة الوطنية‪.‬‬ ‫لكن وعلى الرغم مما يملكه الجيش‬ ‫م��ن تع��دادٍ وترس��انة‪ ،‬موزع��ة في عدة‬ ‫أقسام تنظيمية كالتالي‪:‬‬ ‫الق��وى البري��ة‪ 200 :‬أل��ف مقات��ل‬ ‫وحوال��ي ‪ 300‬أل��ف مجنّد‪ ،‬ث�لاث فيالق‪،‬‬ ‫األول قيادت��ه في دمش��ق والثاني قيادته‬ ‫ف��ي الزبدان��ي والثالث قيادت��ه في حلب‪،‬‬ ‫س��بع فرق مدرع��ة «الفرق��ة ‪،8 ،5 ،3 ،1‬‬ ‫‪ ،»11 ،9‬ثالث فرق مؤلل��ة «منقولة آليًا»‬ ‫«الفرق��ة ‪ ،»10 ،7 ،4‬أرب��ع ألوي��ة مش��اة‬ ‫«مس��تقلة ال تتب��ع الف��رق العس��كرية‬ ‫الس��بعة»‪ ،‬فرق��ة ق��وات خاص��ة مدرعة‬ ‫«الفرق��ة ‪ ،»14‬منها ‪ 3‬أفواج قوات خاصة‬ ‫و‪ 10‬أف��واج مس��تقلة‪ ،‬لوائ��ي مدفعي��ة‬ ‫«مس��تقلة ال تتب��ع أي فرق��ة»‪ ،‬لواءي��ن‬ ‫مض��ادات دروع ثالث��ة ألوي��ة صواري��خ‬ ‫أرض‪-‬أرض ف��ي كل منه��ا ثالثة كتائب‪،‬‬ ‫لوائي دفاع بح��ري‪ ،‬صواريخ أرض‪-‬بحر‪،‬‬ ‫لواء حرس حدود «هجّانة»‪ ،‬فرقة حرس‬ ‫جمه��وري «ف��وج مدفعية‪ ،‬ل��واء مؤلل‪3 ،‬‬ ‫ألوي��ة مدرع��ة»‪ ،‬الق��وى الجوي��ة‪ :‬تضم‬ ‫الق��وى الجوي��ة وق��وات الدف��اع الجوية‪.‬‬ ‫الق��وات البحري��ة‪ :‬قيادته��ا ف��ي الالذقية‬ ‫وتعم��ل من موان��ئ حربية ف��ي الالذقية‬ ‫والمين��ا البيض��ا وطرط��وس وباني��اس‪،‬‬ ‫وتضم حوالي ‪ 10‬آالف مقاتل يش��غّلون‬ ‫غواصتي��ن‪ ،‬وفرقاطتي��ن‪ ،‬ومركبي��ن‬ ‫مض��ادة للغواص��ات و‪ 4‬زارع��ات ألغ��ام‬ ‫بحرية‪ ،‬و‪ 3‬مراكب برمائية‪ ،‬و‪ 25‬س��فينة‬ ‫بحرية عسكرية أخرى بأحجام متفاوتة‪.‬‬ ‫وتمتلك س��وريا أس��طو ًال مدرعاً من‬ ‫‪ 4700‬دباب��ة عامل��ة فعلي��ًا‪ ،‬كم��ا تمتلك‬ ‫‪ 5000‬مدرع��ة متنوع��ة و‪ 486‬مدف��ع‬ ‫هاوت��رز ذات��ي الحرك��ة و‪ 1500‬مدف��ع‬ ‫مج��رور‪ .‬و‪ 50‬منص��ة صواري��خ قصي��رة‬

‫ومتوس��طة المدى وعدد غي��ر معلوم من‬ ‫الصواري��خ ومنه��ا م��ا ه��و صنع س��وري‬ ‫من عي��ار ‪ 220‬مل��م و‪ 302‬ملم وغيرها‪،‬‬ ‫وتعتب��ر دباب��ة التي ‪ 72‬الروس��ية الصنع‬ ‫هي الدبابة األكثر اس��تخداما في الجيش‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫وم��ن أش��هر المدرع��ات الت��ي‬ ‫تستخدمها سوريا عربة البي تي آر ‪،152‬‬ ‫كما تمتلك س��وريا أع��داد كبيرة من هذه‬ ‫المدرع��ة منذ ع��ام ‪ .1970‬وهن��اك أيضًا‬ ‫عربة البي ت��ي آر ‪ 60 50 40‬بحوالي ألف‬ ‫قطعة وتس��تخدم لنقل الجنود وهي غير‬ ‫مسلحة‪ .‬أما بالنسبة للعربة الشهيرة بي‬ ‫أم ب��ي ‪ 1‬فق��د حصلت عليها س��وريا عام‬ ‫‪ 77‬ويتأل��ف طاقمها من ‪ 3‬أفراد باإلضافة‬ ‫إل��ى ‪ 8‬آخري��ن وه��ي مس��لحة برش��اش‬ ‫مح��وري عيار ‪ 7.62‬ومدفع رئيس��ي عيار‬ ‫‪ 73‬وص��اروخ من نوع صق��ر آتي ‪ 3‬ومنها‬ ‫‪ 2450‬قطع��ة ف��ي الجي��ش الس��وري‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى ‪ 100‬قطعة م��ن نوع بي‬ ‫أم بي ‪ 2‬األش��د تس��ليحًا بمدف��ع عيار ‪30‬‬ ‫وصاروخي��ن ن��وع س��باندريل المض��ادة‬ ‫للدروع ورش��اش محوري عي��ار ‪ 7.62‬مم‬ ‫والمدرعة الفائقة القوة ب ر د م المسلحة‬ ‫بصواريخ مض��ادة لل��دروع ومنها حوالي‬ ‫‪ 1000‬قطعة‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغ��م م��ن تج��اوزه لكافة‬ ‫األع��راف والقواني��ن‪ ،‬لم ينج��ح في قمع‬ ‫المعارض��ة المس��لحة‪ ،‬ب��ل ب��ات يومي��ًا‬ ‫ً‬ ‫عرضة للخسائر والنكسات‪ ،‬ولعل العامل‬ ‫األساسي في نجاح المعارضة‪ ،‬هو حتمية‬ ‫االنتص��ار للمدافعي��ن ع��ن قي��م أقرتها‬ ‫ٍ‬ ‫حاكم أو‬ ‫اإلنس��انية على المدافعين ع��ن ِ‬ ‫أس��رة‪ .‬يضاف إلى ذلك عددٌ من األسباب‬ ‫الموضوعية نذكر منها‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬نجاح المعارضة في إبقاء طريق‬ ‫اإلم��داد العس��كري بالعديد والعت��اد إلى‬ ‫حلب مفتوحاً‪ ،‬نتيجة س��يطرة ميليش��يات‬ ‫معارضة مختلفة على مس��احات واس��عة‬ ‫في الش��مال الس��وري‪ ،‬وهذا األمر سمح‬ ‫بتدفّق الدعم اللوجستي من جنوب تركيا‬ ‫إلى الحدود الس��ورية‪ ،‬ومنه��ا إلى مدينة‬ ‫حلب على بعد نحو ‪ 50‬كيلومتراً‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ال ق��درة للجيش الس��وري على وقف هذا‬ ‫الدع��م نتيج��ة اتس��اع رقع��ة س��يطرة‬ ‫المعارض��ة ف��ي الش��مال الس��وري‪ ،‬ولم‬ ‫ينف��ع قيام الجيش الس��وري باس��تخدام‬ ‫س�لاح الجوّ لضرب اإلم��دادات‪ ،‬إال جزئياً‪،‬‬ ‫كونها تتمّ بش��كل مموّه‪ ،‬عبر س��يارات‬ ‫مدنية عادية وس��يارات «بي��ك آب» تنقل‬ ‫ظاهري��اً الخض��ار ومواد غذائي��ة‪ ،‬وليس‬ ‫عبر شاحنات نقل عسكرية مث ًال‪.‬‬ ‫ثاني��ًا‪ :‬نج��اح المعارضة ف��ي عرقلة‬ ‫وص��ول اإلم��دادات العس��كرية للجي��ش‬

‫الس��وري إلى حل��ب‪ ،‬من خالل الس��يطرة‬ ‫على عدد م��ن القرى والبل��دات التي تقع‬ ‫على الطرق السريعة‪ ،‬التي تربط الشمال‬ ‫الس��وري بجنوبه‪ ،‬كما نجح��ت المعارضة‬ ‫ف��ي الس��يطرة بالني��ران وبالقنص على‬ ‫طرق��ات أخ��رى ثانوي��ة يمك��ن لجي��ش‬ ‫النظام استخدامها‪.‬‬ ‫ثالث��ًا‪ :‬حالت المع��ارك المتجدّدة في‬ ‫أكث��ر من منطقة ومدينة وبلدة س��ورية‪،‬‬ ‫خاصة في ريف دمش��ق‪ ،‬وف��ي المناطق‬ ‫الحدودية‪ ،‬دون ّ‬ ‫التمكن من سحب وحدات‬ ‫قتالي��ة س��ورية م��ن مواقعه��ا‪ ،‬ونقله��ا‬ ‫مم��ا أدى إل��ى وض��ع الق��وات البرية في‬ ‫موقف مش��تت‪ ،‬لذا يعم��د النظام العتماد‬ ‫الطي��ران‪ ،‬فحتى لو نجح ف��ي نقل قواته‬ ‫إل��ى المناط��ق األكث��ر س��خونة‪ ،‬فإن��ه ال‬ ‫يس��تطيع زجها في المع��ارك لعدم ثقته‬ ‫في والئها‪.‬‬ ‫رابع��ًا‪ :‬الطبيع��ة الصعب��ة لقت��ال‬ ‫الشوارع‪ ،‬ال سيّما في األحياء القديمة في‬ ‫المدن حيث ال يمكن للدبّابات وللمدرعات‬ ‫التقدّم بس��هولة‪ ،‬بفعل ضيق الش��وارع‬ ‫والكثاف��ة العمراني��ة‪ .‬وهذا ما يس��توجب‬ ‫التقدّم عبر قوّات المش��اة من مبنى إلى‬ ‫مبنى ومن ش��ارع إلى ش��ارع‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ال يص��بّ ف��ي صالح المهاجمي��ن بل في‬ ‫صالح القوى المدافعة دائمًا‪.‬‬ ‫إن الظواه��ر االجتماعي��ة‪ ،‬كالثورات‬ ‫مث ًال‪ ،‬تش��به الظواهر الطبيعية‪ .‬البركان‪،‬‬ ‫إذا ترك لنفسه‪ ،‬يثور فقط عندما تتراكم‬ ‫الضغ��وط بم��ا يكفي داخل��ه وليس قبل‬ ‫ذل��ك‪ ،‬وال بع��د ذلك‪ .‬لك��ن إذا حدث زلزال‬ ‫بالقرب من الب��ركان‪ ،‬يمكن له أن ينفجر‬ ‫بش��كل مبكر‪ .‬لقد كان البركان الس��وري‬ ‫بالتأكيد يراكم الضغوط بس��بب االستياء‬ ‫م��ن عدم المس��اواة االجتماعي��ة والظلم‬ ‫المتزاي��د‪ .‬لك��ن وبع��د انفج��ار الزل��زال‬ ‫التونسي‪ ،‬جاء المخاض األكبر في الثورة‬ ‫الس��ورية‪ .‬إنه��ا الجائ��زة الكب��رى لربي��ع‬ ‫العرب إذ اس��تطاعت هذه الثورة العظيمة‬ ‫أن تس��قط أشد وأش��رس النظم العربية‬ ‫وأكثرها تدريعًا لنفسه إقليمياً ودوليًا‪.‬‬ ‫والتغيي��ر األعظ��م ف��ي س��وريا لن‬ ‫يجن��ي ثم��اره الس��وريون فق��ط‪ ،‬ولكن‬ ‫س��يظهر لبنان جديد وع��راق يتحرك نحو‬ ‫تعددية بشروط تحول دون هيمنة فريق‬ ‫أو طائف��ة‪ ..‬وكم��ا كان��ت س��وريا حاضنة‬ ‫العروب��ة ومنب��ت الفك��ر القوم��ي ال��ذي‬ ‫امتط��اه المس��تبدون والس��اقطون ف��ي‬ ‫حكم التاريخ واالنس��ان‪ ..‬فستكون مدنها‬ ‫المدمرة ش��اهدة على كوارث االس��تبداد‪،‬‬ ‫الذي س��يكون أعظم المحرمات في عقل‬ ‫جي��ل اكت��وى بن��اره وعايش آث��اره ودفع‬ ‫الثمن الباهظ للخالص منه‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫المقاومة الفلسطينية وفي الطليعة منها‬ ‫ً‬ ‫ش��ماعة‬ ‫منظم��ة فتح‪ .‬أما الجوالن فبقي‬ ‫يعلق عليه النظام كل مآس��ي السوريين‬ ‫وعذاباتهم‪.‬‬ ‫إذن ثم��ة جدي��د نوع��ي ط��رأ عل��ى‬ ‫«عقي��دة» الجيش الس��وري خ�لال حكم‬ ‫األسد فالعدو ليس في الخارج‪ ،‬وبالتحديد‬ ‫عل��ى جبهة الجوالن‪ ،‬بل ه��و في الداخل‬ ‫بال��ذات‪ ،‬وط��رأ أيض��اً م��ا ع��زز تحوي��ل‬ ‫الجي��ش من جي��ش إلى ميليش��يا‪ .‬كانت‬ ‫أكثر األسلحة المش��تراة للجيش السوري‬ ‫أس��لحة مع��دة للقتال ضد ع��دو خارجي‪،‬‬ ‫بات��ت أكث��ر مش��تريات الجيش الس��وري‬ ‫من الخارج أس��لحة معدة لالستعمال ضد‬ ‫المظاهرات والحركات الشعبية الداخلية‪.‬‬ ‫وه��ذا يعن��ي بصريح العب��ارة أن الجيش‬ ‫الس��وري‪ ،‬وعل��ى م��دى حوال��ي نص��ف‬ ‫قرن‪ ،‬لم يكن لديه ع��دّة وعتاد الجيوش‬ ‫التقليدي��ة المعروفة‪ ،‬بل عدة وعتاد قوى‬ ‫األم��ن الداخل��ي من ش��رطة ودرك وأمن‬ ‫داخل��ي ولك��ن أكثر م��ا فقده خ�لال هذه‬ ‫المرحل��ة كان أكث��ر وأفدح م��ن ذلك‪ .‬لقد‬ ‫فقد هويته كجي��ش وطني لعموم وطنه‬ ‫وشعبه‪ ،‬لسوريا كلها‪ ،‬وبات في واقع أمره‬ ‫جيش النخبة الحاكمة بزعامة آل األسد‪.‬‬ ‫وعندما تمكن حافظ األسد بالدرجة‬ ‫األول��ى‪ ،‬م��ن تحقيق ذل��ك‪ ،‬عل��ى النحو‬ ‫الكام��ل ال��ذي طم��ح إلي��ه‪ ،‬وبالتع��اون‬ ‫بالطب��ع مع ق��وى خارجي��ة‪ ،‬وقبض على‬ ‫عنق س��وريا قبضًا محكماً‪ ،‬تعذّر قيام أي‬ ‫انقالب عسكري ضده‪ .‬فالوحدات والفرق‬ ‫العس��كرية كلها بإمرته وتح��ت مراقبته‪.‬‬ ‫وأقصى ما بات بإم��كان الضباط والجنود‬ ‫الوطنيي��ن اآلخري��ن أن يفعلوه‪ ،‬هو هذه‬ ‫االنش��قاقات الفردية التي نراه��ا‪ .‬أما أن‬ ‫تنض��م فرقة عس��كرية في حل��ب أو في‬ ‫غير حلب إلى الثورة‪ ،‬أو أن ينتصر الجيش‬ ‫للش��عب كم��ا حصل في تون��س ومصر‪،‬‬ ‫فأمر س��يحصل تدريجياً من القواعد نحو‬ ‫رأس الهرم‪.‬‬ ‫ومؤش��رات تص��دع أركان النظ��ام‬ ‫الس��وري تبدو واضحة في ظل انشقاقات‬ ‫متكررة في ق��وات الجيش النظامي‪ ،‬كما‬ ‫أن فكرة تماس��ك النظام ل��م تعد مقنعة‬ ‫م��ع اس��تنزاف قوات��ه مادي��اً ومعنوي��اً‪،‬‬ ‫خاصة عق��ب األنباء عن انش��قاق ضباط‬ ‫رفيعي المستوى‪ ،‬وبقائهم في وحداتهم‬ ‫بالتنس��يق م��ع المعارض��ة‪ ،‬إضاف��ة إلى‬ ‫الحديث عن معنويات محبطة في صفوف‬ ‫الفرق��ة الرابع��ة‪ ،‬الت��ي يقوده��ا ماه��ر‬ ‫األسد‪ ،‬والذي ينسب له دور كبير في قمع‬ ‫الثورة السورية‪.‬‬ ‫أم��ا لماذا يب��دي النظام ومؤسس��ته‬ ‫العس��كرية ه��ذا التماس��ك الظاه��ري‪،‬‬ ‫ولم��اذا ل��م ينقل��ب أح��د ق��ادة الجي��ش‬ ‫على األس��د‪ ،‬فيقول فولك��ر بيرتس في‬ ‫كتاب��ه «االقتصاد السياس��ي في س��وريا‬ ‫تح��ت حكم األس��د» أن أفضل م��ا يمكن‬ ‫وس��م نظام األس��د به‪ ،‬أنه نظام رئاسي‬ ‫تسلطي بسمات وراثية واضحة‪ .‬فالنظام‬ ‫تس��لطي بمعنى أن الس��لطة السياس��ية‬ ‫فيه متمركزة بشكل ش��ديد‪ ،‬ويؤدي فيه‬ ‫العسكريون والبيروقراطيون دوراً طاغياً‪،‬‬ ‫في حين أن مس��احة التناف��س التعددي‪،‬‬ ‫والمجتمع المدني‪ ،‬والمشاركة السياسية‪،‬‬ ‫كله��ا عناوي��ن محذوف��ة م��ن قام��وس‬ ‫الس��لطة‪ ،‬ويعاق��ب عليها النظ��ام‪ ،‬وهي‬ ‫بالتال��ي حاضرة ف��ي ش��خصية الرئيس‬ ‫باعتب��اره مص��در المصال��ح السياس��ية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية‪ .‬وأن المراقبين‬ ‫م��ن الخارج حاول��وا إدراك الطابع الخاص‬ ‫للنظام المتس�� ّلط في س��وريا‪ ،‬واإلشارة‬ ‫إليه‪ ،‬على أنه ملكية رئاس��ية‪ ،‬أو رئاس��ة‬ ‫مطلقة‪ ،‬وهو بفضل الدستور المُصحح‪،‬‬ ‫الرئي��س الجال��س عل��ى ع��رش النظام‪،‬‬

‫‪7‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫الأكراد ال�سوريون‬

‫�ســــوريون �أكـــراد‬

‫في البداية‪ ،‬سأنقل هنا بعض الدراسات‬ ‫عن الجذور التاريخية لألكراد‪:‬‬ ‫ قص��ص األنبي��اء تنس��ب الك��رد إل��ى‬‫أصول آرية أي إلى ابن نوح‪ ،‬آري‪.‬‬ ‫ الم��ؤرخ اليوناني زينفون (‪)427-355‬‬‫قب��ل المي�لاد‪ ،‬يس��مي ش��عبًا باس��م كاردوخ‬ ‫هاج��م الجيش اليوناني أثناء عبوره المنطقة‬ ‫سنة ‪ 400‬قبل الميالد‪.‬‬ ‫ تعرفه��م المؤلف��ات الفارس��ية‬‫واإلس�لامية‪ ،‬على أنهم بدو الفرس كما سرد‬ ‫ابن خلدون في مقدمته الشهيرة‪.‬‬ ‫ علماء األنثروبولوجيا يرون أن األكراد‬‫بغالبيتهم ينتمون إلى عنصر األرمنويد‪.‬‬ ‫ في دراسة للمؤرخ الكردي محمد أمين‬‫زكي (‪ )1948-1880‬في كتابه "خالصة تاريخ‬ ‫الكرد وكردستان" يصنف طبقتين من الكرد‪،‬‬ ‫الطبقة األولى ينسب األكراد إلى شعوب جبال‬ ‫زاغروس وه��ي لولو‪ .‬كوتي‪ ،‬كورتي‪ ،‬هوري‪،‬‬ ‫ميتان��ي‪ ،‬خالدي‪ ،‬س��وباري‪ ،‬كاس��اي‪ ،‬جودي‪،‬‬ ‫جوتي‪ ،‬ناري هي األصل القديم جداً للش��عب‬ ‫الك��ردي‪ .‬أم��ا الطبق��ة الثانية فهي الش��عوب‬ ‫الهندو ‪ -‬أوربية التي هاجرت إلى كردستان في‬ ‫القرن العاش��ر وهم الكاردوخيون والميديون‬ ‫امتزجت مع الشعوب األصلية هناك‪.‬‬ ‫إن أص��ل الميديين كما ج��اء في كتابات‬ ‫هي��رودوت‪ ،‬يعود الس��م دياكو زعي��م قبائل‬ ‫منطقة جبال زاغروس‪.‬‬ ‫يضيف أمين زكي‪ ،‬أن الميديين هاجروا‬ ‫س��نة ‪ 1500‬قب��ل المي�لاد م��ن نه��ر الفولغا‬ ‫ش��مال بحر قزوي��ن واس��تقروا في الش��مال‬ ‫الغربي من إيران وأسسوا مملكة ميديا‪ .‬وفي‬ ‫القرن الس��ابع قب��ل الميالد حص��ل الميديون‬ ‫على اس��تقاللهم وش��كلوا امبراطورية ميديا‬ ‫وكان فرورتي��ش (‪ )633-665‬قب��ل المي�لاد‬ ‫أول امبراط��ور ج��اء بع��ده إبنه هووخش��تره‬ ‫وبحلول القرن الس��ادس قبل الميالد أنشأووا‬ ‫أمبراطورية امت��دت من أذربيجان (اليوم) إلى‬ ‫آسيا الوسطى وأفغانستان وتمكنوا سنة ‪612‬‬ ‫قب��ل الميالد م��ن تدمير عاصمة اآلش��وريين‬ ‫نينوى ولكن حكمهم لم يدم أكثر من خمسين‬ ‫س��نة حين تمكن الملك الفارسي كورش من‬ ‫اإلطاح��ة بالميديي��ن وأق��ام االمبراطوري��ة‬ ‫االخمينية‪.‬‬ ‫إعتن��ق الميدي��ون الديانة الزرادش��تية‪.‬‬ ‫أقام��وا كيانه��م الك��ردي الثان��ي المس��تقل‬ ‫المتمث��ل بمملك��ة ك��وردوخ (‪ )90-189‬قب��ل‬ ‫المي�لاد لكن س��رعان م��ا س��يطر األرمنيون‬ ‫عليه��م ث��م الروم��ان س��نة ‪ 66‬قب��ل الميالد‬ ‫وبعدهم الفرس‪.‬‬ ‫بع��د س��قوط هاتي��ن المملكتي��ن‬ ‫تش��كلت ع��دة دول كردي��ة تفاوت��ت حدودها‬ ‫واس��تقالليتها حس��ب الصراع��ات الداخلي��ة‬ ‫والتدخالت الخارجية‪.‬‬ ‫اللغة الكردي��ة غنية باللهجات المختلفة‬ ‫وتنسب إلى فرع من مجموعة اللغات اإليرانية‬ ‫والهندو‪-‬أوربية‪ ،‬وتنقس��م اللهج��ات الكردية‬ ‫إلى اللهجة الكرمانجية الشمالية والكرمانجية‬ ‫الجنوبية واللهجة اللوري��ة واللهجة الزازكية‪.‬‬

‫معظ��م األك��راد يتحدث��ون اللغ��ات المجاورة‬ ‫كالعربية والفارسية والتركية‪.‬‬ ‫ق��درت االحص��اءات لع��ام ‪ 2011‬ع��دد‬ ‫األكراد ‪ 26712000‬نسمة موزعين كما يلي‪:‬‬ ‫‪ 56%‬ف��ي تركي��ا‪ 16% ،‬ف��ي إي��ران‪ 15% ،‬في‬ ‫العراق و‪ 6%‬في سوريا (و هم في سورية من‬ ‫الكرمانجية)‪.‬‬ ‫يشكل األكراد في سورية نسبة ‪ 8%‬من‬ ‫مجموع س��كان س��وريا ويقدر عددهم ما بين‬ ‫‪ 500000‬و‪ 1600000‬نسمة في تقديرات غير‬ ‫دقيقة بعد‪ ،‬يعيش معظمهم ش��مال ش��رقي‬ ‫الب�لاد كمدن الحس��كة والقامش��لي وديريك‬ ‫وكوباني (عين العرب) وعام��ودا والقحطانية‬ ‫والمالكي��ة إضافة إلى عفري��ن (جبل األكراد)‬ ‫ف��ي محافظة حل��ب وحي األكراد في دمش��ق‬ ‫وينتش��رون عل��ى كاف��ة األراضي الس��ورية‬ ‫ويختلطون تمامًا بالنسيج السوري المتنوع‪.‬‬ ‫ف��ي س��نة ‪ 1962‬أعلن��ت الحكوم��ة‬ ‫الس��ورية أن األك��راد غي��ر المس��جلين ف��ي‬ ‫إحصاء عام ‪ 1962‬ليس��وا مواطنين سوريين‬ ‫بس��بب عدم توف��ر بيانات ع��ن أجدادهم في‬ ‫س��جالت النفوس العثماني��ة قبيل عام ‪1920‬‬ ‫وكان إحص��اء ‪ 1962‬يرمي إل��ى التعرف على‬ ‫المهاجري��ن غي��ر القانونيي��ن م��ن تركيا إلى‬ ‫شمال شرق س��ورية‪ ،‬وكان على الشخص أن‬ ‫يمتلك وثائق تبين إنه يعيش في سورية منذ‬ ‫عام ‪ .1945‬تختلف المصادر عن عزوف بعض‬ ‫األكراد عن تس��جيل أنفس��هم في السجالت‪،‬‬ ‫هذا ما نود أن نعرفه من مصادر موثوقة‪.‬‬ ‫األكراد في سورية اعتبروا ذاك االحصاء‬ ‫سياس��ة منظمة لما اسموه سياس��ة التعريب‬ ‫عل��ى أقل تقدي��ر وخاص��ة في حك��م حافظ‬ ‫األس��د في الس��بعينات حيث حرم األكراد من‬ ‫تس��مية حديثي الوالدة بأس��ماء كردية ومنع‬ ‫إطالق االس��ماء غي��ر العربية عل��ى المحالت‬ ‫التجارية‪.‬‬ ‫في مقالة للكاتب باسل العودات بعنوان‬ ‫(األك��راد والمش��كلة الكردي��ة ف��ي س��ورية)‬ ‫يؤكد على عدم وجود مش��كلة كردية تاريخيًا‬ ‫ف��ي المنطق��ة‪ ،‬ال في فت��رة الدول��ة العربية‬ ‫االس�لامية وال ف��ي عه��د الممالي��ك وال أي��ام‬ ‫الحك��م العثمان��ي‪ .‬ب��دأت المش��كلة الكردية‬ ‫منذ اتفاقية س��ايكس بيكو التي قسمت بالد‬ ‫الش��ام ووضعت حدوداً جديدة للدولة التركية‬ ‫بع��د إنهيار االمبراطورية العثمانية وقس��مت‬ ‫بذلك كردس��تان بي��ن تركيا وإي��ران والعراق‬ ‫وخ��رج األكراد م��ن اللعبة دون أن يس��تفيدوا‬ ‫ش��يئًا‪ .‬بعد قي��ام جمهوري��ة مهاب��اد الكردية‬ ‫في إيران بعيد الح��رب العالمية الثانية وثورة‬ ‫البرزان��ي في العراق بدء مح��اوالت للحصول‬ ‫على حق��وق قومية كردية في تركيا والعراق‬ ‫وإي��ران انعك��س ذلك على س��ورية أدت هذه‬ ‫المح��اوالت إل��ى ح��ذر وريبة ل��دى الحكومات‬ ‫الس��ورية المتعاقب��ة وب��دأت األم��ور تأخ��ذ‬ ‫بالتعقيد والتأزم‪.‬‬ ‫يضي��ف الكات��ب باس��ل الع��ودات‪ ،‬أن‬ ‫األك��راد ف��ي س��ورية ال يش��كلون تجمعًا في‬ ‫منطق��ة جغرافي��ة واحدة‪ ،‬كم��ا أن مناطقهم‬ ‫ليس��ت على صلة جغرافية بكردس��تان‪ ،‬حيث‬

‫األكراد باألصل سكنوا الجبال كما ورد سابقًا‪،‬‬ ‫ومنطقة الجزيرة التي يس��كنونها فيها خليط‬ ‫من عدة إثنيات عربية وكردية وآشورية‪.‬‬

‫الأكراد ال�سوريون مالهم وما عليهم‬

‫ الحكوم��ات الس��ورية المتعاقب��ة ل��م‬‫تتعام��ل مع األكراد الس��وريين كتجمع قومي‬ ‫فضيق��ت عليه��م ول��م تعت��رف بحقوقه��م‪،‬‬ ‫كح��ق تدريس لغته��م في الم��دارس العامة‬ ‫وإقام��ة م��دارس خاصة بهم وإص��دار صحف‬ ‫باللغ��ة الكردي��ة‪ ،‬ولم تفت��ح أمامه��م كامل‬ ‫وظائف الدولة‪ ،‬أهملت مناطقهم ولم تشملها‬ ‫بالتنمية كبقية المناطق السورية‪ ،‬رغم غناها‬ ‫الزراع��ي والنفط��ي والبش��ري‪ ،‬فض� ً‬ ‫لا على‬ ‫إبقاء قضيته��م في الحصول على الجنس��ية‬ ‫والمواطنة معلقة ب��دون مبررات منطقية إن‬ ‫لم تكن مقصودة‪.‬‬ ‫رحلت السلطات السورية سكان المناطق‬ ‫المغم��ورة بمياه س��د الف��رات م��ن الفالحين‬ ‫العرب وأس��كنتهم في مناطق جديدة تفصل‬ ‫المناطق التركية عن مناطق الغالبية الكردية‬ ‫في سورية وهو ما سمي بالحزام العربي‪.‬‬ ‫التضي��ق عل��ى األك��راد الس��وريين في‬ ‫ممارس��ة الطقوس الثقافية الكردية كاألعياد‬ ‫والمناسبات القومية الخاصة بهم‪.‬‬ ‫تهدي��د الس��لطات الدائ��م بتس��ليح‬ ‫العش��ائر العربية عند أي أزم��ة قومية تحدث‬ ‫في المنطقة مما أح��دث هوة بين المواطنين‬ ‫السوريين من مختلف اإلثنيات‪.‬‬ ‫ نتيج��ة الثورات والح��روب في كل من‬‫العراق وتركي��ا انتقل اآلالف من أكراد العراق‬ ‫وتركي��ا إلى س��ورية في هجرة غير ش��رعية‬

‫خالد قنوت‬

‫لم تتعامل معهم الس��لطات السورية بشكل‬ ‫إنس��اني وعلمي س��ليم فاس��توطنوا مناطق‬ ‫واس��عة دون أن يحصلوا على هوية س��ورية‬ ‫أو يعاملوا كس��وريين أو كالجئي��ن‪ ،‬يؤكد لي‬ ‫أحد السوريين السريان أن أرضه وبيته سكنه‬ ‫أكراد غير سوريين بعد أن هاجر خارج سورية‬ ‫كالعديد من السوريين السريان المهاجرين‪.‬‬ ‫ العالق��ة بي��ن األكراد وبقي��ة اإلثنيات‬‫الس��ورية وخاصة العرب كان��ت بغض النظر‬ ‫ع��ن السياس��ة الحكومي��ة‪ ،‬طبيعي��ة وكان‬ ‫التراب��ط بينه��م وبقي��ة التجمعات الس��ورية‬ ‫وثيقاً‪ ،‬اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً‪ .‬االنصهار‬ ‫االجتماعي ف��ي كثير من المناطق الس��ورية‬ ‫كان كبي��راً حت��ى أن أك��راد دمش��ق يعتبرون‬ ‫دمش��قيين بامتياز وال يمكن ألح��د أن يلحظ‬ ‫فروق��ًا بي��ن أي دمش��قي عرب��ي ودمش��قي‬ ‫كردي‪ .‬القليل القليل من أكراد دمش��ق يعرف‬ ‫اللغة الكردية‪ .‬ش��خصيًا‪ ،‬لم أنتبه إلى األكراد‬ ‫السوريين إال عندما عملت بفندق الشام حيث‬ ‫كان هناك ع��دد كبير من الس��وريين األكراد‬ ‫غي��ر الدمش��قيين يعمل��ون في مج��ال البناء‬ ‫وكان بعضه��م ال يتكل��م العربي��ة بطالق��ة‪.‬‬ ‫كان جاري صاحب كش��ك للجرائد في س��احة‬ ‫النجمة بدمش��ق يتحدث العربي��ة كما نتحدث‬ ‫بها نحن ويتح��دث الكردية م��ع أقاربه عندما‬ ‫يلتقيه��م‪ .‬أذك��ر أني ف��ي أي��ام الجامعة كنت‬ ‫أذه��ب إلى الغوط��ة لحضور عي��د النيروز مع‬ ‫أكراد الش��ام وكانت االحتفال بهذه المناس��بة‬ ‫يت��م بنوع من التكتم على الس��لطات األمنية‬ ‫وفي إح��دى المرات توجه بعض من الش��باب‬ ‫األك��راد للمطالبة بحقوق الجنس��ية وقصدوا‬ ‫القص��ر الجمهوري الذي كان يقيم فيه حافظ‬ ‫األس��د‪ ،‬فقام الحرس الجمهوري بإطالق النار‬ ‫عليهم‪ ،‬استشهد منهم ثالثة شباب‪.‬‬


‫الأحزاب الكردية ال�سورية‬

‫م�ستجدات كردية مرافقة للثورة‬

‫ ق��ام النظ��ام الس��وري مؤخ��رًا‬‫باالنس��حاب من بعض المناطق التي يقطنها‬ ‫األكراد في ش��مال شرق سوريا وشمال غربها‬ ‫وتسليم إدارتها إلى حزب االتحاد الديمقراطي‬ ‫الكردس��تاني‪ ،‬ال��ذي ق��ام باس��تعراض قوته‬ ‫وإنزال األعالم السورية ورفع األعالم الكردية‬ ‫مكانها على المؤسسات والمباني الرسمية‪.‬‬ ‫ تخش��ى تركيا من أن يؤدي الفراغ في‬‫السلطة في سوريا إلى استغالل األكراد لهذه‬ ‫المرحل��ة للمس��ارعة باتج��اه تحقي��ق الحكم‬ ‫الذاتي‪ ،‬الفيدرالية أو االستقالل في سوريا‪ ،‬أو‬ ‫أن تتح��ول هذه المنطقة الكردية في س��وريا‬ ‫إلى مالذ آمن لحزب العمال الكردستاني خاصة‬ ‫مع دعم النظام السوري لحزب العمال‪.‬‬ ‫ المب��ادرة األخي��رة لرئي��س إقلي��م‬‫كردس��تان الع��راق مس��عود البارزان��ي لجمع‬ ‫وتوحيد أكراد س��وريا إلى جانب التوسط بين‬ ‫المجل��س الوطن��ي الك��ردي من جه��ة وحزب‬ ‫االتح��اد الوطن��ي الك��ردي م��ن جه��ة أخرى‪،‬‬ ‫عززت المخاوف م��ن أن هناك محاوالت تجري‬ ‫إلع��داد ش��يء ما في س��وريا يتع��دى حصول‬ ‫األكراد على حقوقهم المش��روعة فيما يتعلق‬ ‫بالمس��اواة في المواطنة‪ ،‬إلى ش��يء مش��ابه‬ ‫على األقل لما هو في العراق من حيث الحكم‬ ‫الذات��ي أو الفيدرالية‪ ،‬ما س��يؤدي إلى إضعاف‬ ‫س��وريا كدولة ويفت��ح الباب أمام تقس��يمها‪،‬‬ ‫وه��و األمر الذي إن تم فس��تكون له تداعيات‬ ‫خطي��رة على المنطقة وعل��ى الداخل التركي‬ ‫أمنيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا‪.‬‬ ‫ باس��تثناء ع��دد م��ن المس��تقلين‬‫الوطنيين وقوى ش��بابية وحزب "المس��تقبل"‬ ‫الك��ردي الوطن��ي الذي��ن تنطل��ق توجهاتهم‬ ‫م��ن حس��ابات وطني��ة س��ورية عل��ى قياس‬ ‫الوط��ن‪ ،‬ف��إن الموق��ف الك��ردي الع��ام ف��ي‬ ‫س��وريا غير مطمئن؛ فعلى الرغ��م من إدانة‬

‫ا�ستنتاجات ومتنيات‬

‫القضية الكردية الس��ورية قضية عادلة‬ ‫وتحت��اج كل الجه��ود المخلص��ة والبعيدة عن‬ ‫الش��وفينية‪ ،‬كردي��ة كانت أم عربي��ة والنظر‬ ‫بجدي��ة ووطني��ة إل��ى األزم��ة‪ ،‬الت��ي زج بها‬ ‫النظام االستبدادي المكونات األثنية السورية‬ ‫في أتون صراع صامت وشك متبادل كما فعل‬ ‫مع كافة المكونات السورية الدينية والطائفية‬ ‫والمذهبية ضماناً لس��طوته واس��تمراره في‬ ‫الس��لطة‪ ،‬كل ذل��ك يعيدن��ا لمرب��ع المواطنة‬ ‫والوطن الذي قامت من أجله الثورة وتس��تمر‬ ‫منذ عش��رين ش��هراً انتقلت فيها قس��راً نحو‬ ‫العن��ف والص��راع الدموي‪ .‬إن صم��ت مكونات‬ ‫س��ورية عن قه��ر النظام لمكون س��وري آخر‬ ‫أنت��ج حالة من التدجين دامت ثالثة عقود بعد‬ ‫صمت الس��وريين جميعهم عل��ى مجازر حماة‬ ‫وتدمر وحلب وجس��ر الشغور في الثمانينيات‪،‬‬ ‫اس��تتبعها مج��ازر في القامش��لي وأخرى في‬ ‫الس��ويداء‪ .‬كل ه��ذا المسلس��ل الدموي كان‬ ‫سيس��تمر لو ل��م ينتفض الش��عب الس��وري‬ ‫بأغل��ب مكونات��ه طلب��ًا للحري��ة والكرام��ة‬ ‫والديمقراطي��ة‪ .‬لقد كان أكبر الش��عارات هو‬ ‫دولة الوطن والمواطنة‪ .‬دولة حقوق االنسان‬ ‫الفرد بغض النظر عن أي انتماء آخر يفخر به‬ ‫شخصياً ويفخر به كل سوري‪.‬‬ ‫األكراد السوريون هم سوريون قبل كل‬ ‫ش��يء وهم أكراد وهذا مدعاة فخرهم وفخر‬ ‫كل سوري وطني شريف‪.‬‬ ‫إن مستقبل س��ورية وأكراد سورية هو‬ ‫في س��ورية الواح��دة الديمقراطي��ة المدنية‬ ‫التعددية‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫دروي��ش‪ ،‬ويتحالف بدوره م��ع البارتي‪ ،‬جناح‬ ‫الدكتور عبد الحكيم بشار‪.‬‬ ‫‪ - 9‬ح��زب الوح��دة الديمقراطي الكردي‬ ‫في سورية‪ ،‬ويتزعمه محيي الدين شيخ آلي‪،‬‬ ‫الذي انفصل عن «البارتي» حينما كان موحدا‬ ‫منذ ثمانينات القرن الماضي‪.‬‬ ‫‪ - 10‬الح��زب الديمقراط��ي التقديم��ي‬ ‫الك��ردي ف��ي س��ورية‪ ،‬ويق��وده عب��د الحميد‬ ‫دروي��ش‪ ،‬وتربط��ه عالقة تحالفي��ة مع حزب‬ ‫الوح��دة الديمقراط��ي إل��ى جان��ب ع��دد من‬ ‫المستقلين‬ ‫‪ - 11‬حزب االتحاد الديمقراطي‪ ،‬القريب‬ ‫م��ن حزب العمال الكردس��تاني‪ ،‬ال��ذي يقوده‬ ‫حاليا صالح مس��لم‪ ،‬ويطالب ب��اإلدارة الذاتية‬ ‫لكرد سوريا‪ ،‬وهو حزب جماهيري كبير قياسا‬ ‫بباقي أحزاب الحركة الكردية في سوريا‬ ‫‪ - 12‬تي��ار المس��تقبل الك��ردي ف��ي‬ ‫س��ورية‪ ،‬ال��ذي جم��د عضويته ف��ي المجلس‬ ‫السياس��ي الك��ردي ف��ي س��وريا‪ ،‬وكذلك في‬ ‫مجموع األحزاب الكردية وكان يقوده الش��هيد‬ ‫مشعل التمو‪.‬‬ ‫‪ - 13‬حركة االصالح‬ ‫هن��اك ثالث��ة أط��ر سياس��ية جامع��ة‬ ‫لألحزاب الكردية السورية‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬المجل��س السياس��ي الك��ردي في‬ ‫س��وريا ويضم حاليا ‪ 8‬أح��زاب كردية‪ ،‬ويعتبر‬ ‫اإلط��ار الرئيس��ي الذي يضم معظ��م أطراف‬ ‫الحرك��ة الكردي��ة في س��وريا؛ حي��ث تمكنت‬ ‫الحركة ألول مرة في عام ‪ 2009‬من تأس��يس‬ ‫ائت�لاف عريض كه��ذا الذي يتأل��ف من أرقام‬ ‫األحزاب أعاله‪.8 ،7 ،6 ،5 ،4 ،3 ،2 ،1:‬‬ ‫ثاني��ا‪ :‬أح��زاب المجلس الع��ام للتحالف‬ ‫الديمقراط��ي الكردي في س��وريا ويتألف من‬ ‫حزبين فقط وهما‪ :‬حزب الوحدة الديمقراطي‬ ‫الك��ردي ف��ي س��وريا والح��زب الديمقراط��ي‬ ‫التقدمي الكردي في سوريا‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬األح��زاب الخارجة ع��ن اإلطارين‪:‬‬ ‫حزب االتح��اد الديمقراطي وتيار المس��تقبل‬ ‫الكردي في سوريا‪.‬‬ ‫تعاونت هذه األحزاب مع قوى المعارضة‬ ‫الس��ورية األخ��رى‪ ،‬خاص��ة وأن المعارض��ة‬ ‫الس��ورية تنادي باالعتراف بالحقوق الثقافية‬ ‫لألك��راد وتجل��ى ه��ذا التضامن ف��ي أحداث‪-‬‬ ‫انتفاض��ة ‪ 12‬آذار ‪ ،2004‬مس��يرة التضام��ن‬ ‫م��ع اعتقال الش��يخ الش��هيد محمد معش��وق‬ ‫الخزن��وي‪ ،‬وم��ن ث��م اغتياله‪ ،‬وف��ي الموقف‬ ‫المش��ترك لهم في إعالن دمشق‪ ،‬وفي إعالن‬ ‫حل��ب‪ ،‬ولكن الق��وى المعارضة غي��ر الكردية‬ ‫ت��رى أن حل المس��ألة الكردية يك��ون بالحل‬ ‫الديمقراط��ي ف��ي س��ورية ككل ع��ن طريق‬ ‫نظام عادل ديمقراطي يحل مشاكل المواطن‬ ‫السوري بمختلف انتماآته األثنية أو الدينية أو‬

‫الطائفية أو المذهبة أو العقائدية‪.‬‬ ‫م��ع انط�لاق الثورة الس��ورية ف��ي آذار‬ ‫‪ ،2011‬وقف��ت الق��وى الكردي��ة بالمجمل مع‬ ‫الح��راك الث��وري ول��م تتوق��ف المظاه��رات‬ ‫الشعبية في القامشلي وعامودا وكوباني‪،‬‬ ‫و ش��كلت مجموعة من األحزاب الكردية‬ ‫إطاراً سياس��ياً جديداً هو الحركة الكردية في‬ ‫سوريا‪ ،‬ويضم جميع األحزاب الواردة أسماؤها‬ ‫أع�لاه عدا تيار المس��تقبل الك��ردي‪ .‬وأطلقت‬ ‫هذه األحزاب مجتمعة مبادرتها الش��هيرة من‬ ‫مدين��ة قامش��لو بُعي��د انط�لاق االحتجاجات‬ ‫في الم��دن الكردية‪ ،‬التي تنطوي على الرؤية‬ ‫الكردي��ة أو خارط��ة الطري��ق الكردي��ة‪ ،‬لحل‬ ‫المسألة السورية عامة والكردية خاصة‪ ،‬على‬ ‫قاعدة االعتراف الدستوري بالكرد كثاني أكبر‬ ‫قومية في البالد‪.‬‬

‫معظ��م األحزاب الكردية أعم��ال حزب االتحاد‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬إال أنها تلعب لعبة مزدوجة إزاء‬ ‫م��ا يحدث في س��وريا ف��ي محاول��ة للحصول‬ ‫على مكاس��ب قومية غير مبررة (كالفيدرالية‬ ‫أو االس��تقالل) في واقع س��وري ينشد سوريا‬ ‫واحدة للجميع بال تفرقة‪.‬‬ ‫ م��ا ج��رى في أحياء األش��رفية وش��يخ‬‫مقص��ود الغربي من حلب (وه��ي ذات غالبية‬ ‫كردية) من حاالت االقتتال بين كتيبة «صالح‬ ‫الدي��ن» وكتيب��ة «جبه��ة نصر» وبي��ن قوات‬ ‫الحماية الشعبية‬ ‫الموالي��ة لح��زب االتح��اد الديمقراط��ي‬ ‫الكردي الموالي للعمال الكردستاني‪)YPG( .‬‬ ‫ دخ��ول مدين��ة رأس العي��ن على خط‬‫المواجه��ات العس��كرية وتن��ازع الجيش الحر‬ ‫ومس��لحي حزب العمال الكردستاني مدعوما‬ ‫م��ن قوات النظ��ام حول الس��يطرة عليها منذ‬ ‫أس��ابيع‪ ،‬ثم االتف��اق على فض االش��تباكات‬ ‫وخ��روج عناص��ر الجي��ش الح��ر م��ن المدينة‬ ‫وترك إدارتها للسكان المحليين‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تأسست في المناطق الكردية السورية‬ ‫أح��زاب عديدة بلغت إثني عش��ر حزباً جميعها‬ ‫غير مرخصة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الح��زب الديمقراط��ي الك��ردي ف��ي‬ ‫س��ورية (البارتي) جناح نصر الدين إبراهيم‪،‬‬ ‫تش��كل بع��د إنقس��ام البارت��ي ف��ي نهاي��ة‬ ‫الثمانيني��ات إثر وفاة س��كرتيره الع��ام كمال‬ ‫أحم��د آغ��ا بحادث س��ير وه��و حلي��ف للحزب‬ ‫اليساري الكردي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الح��زب الديمقراط��ي الك��ردي ف��ي‬ ‫سورية (البارتي) جناح عبد الحكيم بشار وهو‬ ‫قريب م��ن الحزب الديمقراطي الكردس��تاني‬ ‫في العراق‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الحزب اليساري الكردي في سورية‪،‬‬ ‫يق��وده محم��د موس��ى محم��د‪ ،‬وه��و ح��زب‬ ‫علماني تأس��س في ‪ 5‬أغسطس (آب) ‪.1965‬‬ ‫ويعتبر المرحوم أوصمان صبري الذي أس��س‬ ‫أول ح��زب سياس��ي ك��ردي ف��ي س��وريا عام‬ ‫‪ 1956‬رمزا لليسار الكردي في سوريا ولعموم‬ ‫المنحدري��ن من مدرس��ة اليس��ار الكردي في‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ح��زب الوح��دة الديمقراطي الكردي‬ ‫(بكت��ي)‪ ،‬ويتمي��ز ه��ذا الح��زب ب��أن األمي��ن‬ ‫العام أو الس��كرتير فيه يتبدل بش��كل دوري‪،‬‬ ‫بحي��ث يتولى أح��د أعضاء المكتب السياس��ي‬ ‫ه��ذا المنص��ب لم��دة ‪ 3‬أو ‪ 4‬س��نوات‪ ،‬وينفرد‬ ‫اليكيتي من بين األحزاب الكردية بهذا التقليد‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬وهو حزب يساري التوجه‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ح��زب آزادي الك��ردي ف��ي س��ورية‪،‬‬ ‫يقوده خير الدين مراد‪ ،‬المقيم خارج س��وريا‪،‬‬ ‫ف��ي النرويج تحديدا‪ ،‬ويعتبر هذا الحزب أيضا‬ ‫حزبا علمانيا وذا ميول يساري‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الح��زب الديمقراط��ي الك��ردي ف��ي‬ ‫سورية‪ ،‬الذي يقوده جمال شيخ باقي‪ :‬ويعتبر‬ ‫م��ن األح��زاب المعتدلة في الحرك��ة الكردية‪،‬‬ ‫ويتميز بموضوعية طرحه وأفكاره السياسية‬ ‫وهدوئ��ه وعدم انجراره إلى المعارك الجانبية‬ ‫الكردية – الكردية‪.‬‬ ‫‪ - 7‬حزب المساواة الديمقراطي الكردي‬ ‫في س��ورية‪ ،‬يتزعم��ه عزي��ز داود‪ ،‬وانفصل‬ ‫هذا الح��زب عن الحزب الديمقراطي التقدمي‬ ‫الك��ردي ف��ي س��وريا من��ذ تس��عينات القرن‬ ‫الماض��ي‪ ،‬ويتحالف مع البارتي‪ ،‬جناح الدكتور‬ ‫عبد الحكيم بشار‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الحزب الوطني الديمقراطي الكردي‬ ‫ف��ي س��ورية‪ ،‬يتزعم��ه طاهر صف��وك‪ ،‬الذي‬ ‫انفص��ل ع��ن ح��زب المس��اواة الديمقراطي‬ ‫الك��ردي ف��ي س��وريا بع��د وق��ت قصي��ر من‬ ‫انفصاله م��ع عزيز داود عن حزب عبد الحميد‬

‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫من المه��م التذكي��ر بأن هن��اك العديد‬ ‫من رجاالت س��ورية وقادتها ه��م من األكراد‬ ‫السوريين من أهمهم الزعيم إبراهيم هنانو‬ ‫أحد أبطال االستقالل السوري‪.‬‬ ‫عندم��ا حدثت أزم��ة األكراد الس��وريين‬ ‫بعد مش��اجرة فريقين لكرة القدم في مدينة‬ ‫القامش��لي وانقس��ام الش��ارع الس��وري بين‬ ‫مؤيد لهم في مطالبهم وحقوقهم وبين مؤيد‬ ‫لعنف النظام وصم��ت البعض اآلخر عن ذلك‬ ‫العن��ف‪ .‬كان زميل��ي بالعمل ش��اب كردي من‬ ‫دمش��ق يتناقش معي بما يحدث مستنكراً ما‬ ‫يتعرض له األكراد في القامش��لي رغم عدم‬ ‫تقاطعه معهم عائلياً أو ثقافياً‪ ،‬س��وى بأنهم‬ ‫أكراد‪ ،‬فكان يقول معاتباً‪( :‬لماذا نس��ي العرب‬ ‫ما قدمه األكراد م��ن تضحيات وتاريخ ناصع؟‬ ‫أال يكف��ي كون صالح الدي��ن األيوبي الكردي‬ ‫مح��رراً للقدس لنع��رف عمق عالق��ة األكراد‬ ‫بالعرب؟) جاوبته مازحًا مستفزاً‪( :‬و من قال له‬ ‫أن يحرر القدس؟ لو بقيت القدس وبالد الشام‬ ‫محتل��ة لكن��ا اآلن م��ن دول الس��وق األوربية‬ ‫المش��تركة‪ ،‬أليس��ت حياتنا كان��ت أفضل مما‬ ‫نعيش��ه ف��ي ظل ه��ذا النظام االس��تبدادي؟)‬ ‫ضح��ك الش��اب كثيراً وق��ال‪( :‬يعني ه��ذا أننا‬ ‫خرجنا من المولد بال حمص)‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫�أ�سئلة �سورية‬ ‫كم سيموت من الناس في سوريا بعد؟‬ ‫كم سيهرب منها بعد؟‬ ‫ك��م س��يفجر نفس��ه ف��ي ش��وارعها‬ ‫وأبنيتها؟‬ ‫كم س��يعيش بقية حياته على كرسي‬ ‫أو معاقاً أو مجنونًا أو هائماً على وجهه؟‬ ‫كم سيبقى فيها بعد كل ذلك؟‬ ‫كم سؤا ًال ال يزال ينتظر إجاباتنا بعد؟‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫تمض��ي األي��ام عل��ى س��وريا‬ ‫والس��وريين أثق��ل من الحجارة وأش��د‬ ‫م��ن البرامي��ل المتفج��رة‪ ،‬فم��ا يتفجر‬ ‫في س��وريا اليوم ليس قذائ��ف الهاون‬ ‫والبرامي��ل وصواري��خ الطائ��رات‪ ،‬إنما‬ ‫يتفجر اإلنسان‪.‬‬ ‫يعد الس��وريون موتاه��م كما يعد‬ ‫الالهث أنفاسه‪ ،‬أرقام وأرقام للتسويق‬ ‫اإلعالم��ي والمتاج��رة بال��دم الس��وري‬ ‫في فنادق وصالون��ات العالم المتحضر‬ ‫وعلى شاشات الخبطات الصحفية‪.‬‬ ‫يق��ف الس��وريون س��اعات طويلة‬ ‫للحصول على رغي��ف خبز بينما يدعي‬ ‫ويؤكد الضباط المنشقون من خيامهم‬ ‫التركية تحرير كامل الش��مال السوري‪،‬‬ ‫فلم��اذا ال يت��م إم��داد ه��ذه المناط��ق‬ ‫بالحاجيات الحياتية األساسية؟‬ ‫إذا كان الش��مال الس��وري مح��رراً‬ ‫فلماذا ال ينتقل «رموز» الثورة وأبطالها‬ ‫من فنادقهم الفخم��ة إلى الوطن الذي‬ ‫يدعون تحريره وبناءه من جديد؟‬ ‫مئات األش��خاص يجتمعون بأبهى‬ ‫حلله��م في أجم��ل ص��االت المؤتمرات‬ ‫والمنتجع��ات ليصدح��وا بح��ب الوط��ن‬ ‫وحي��اة ثورته ثم يعقدون موعداً جديداً‬ ‫ف��ي بل��د جدي��د لمؤتم��ر جدي��د يعي��د‬ ‫في��ه المؤتم��رون خطاباته��م نفس��ها‬ ‫ولك��ن م��ع تب��ادل األوراق‪ ،‬فه��ل ل��دى‬ ‫االئت�لاف ومجموعات��ه الالمتناهي��ة‬ ‫بطاقات عضوية لدى ش��ركات الطيران‬ ‫والسياحة؟‬ ‫يتم تأسيس «المجلس العسكري‬ ‫الموحد للثورة» أو ما يشابه هذا االسم‪،‬‬ ‫واعذروني إن أخطأت اللفظ فقد كثرت‬ ‫المجال��س والهيئ��ات والكتائ��ب‪ ،‬ولكن‬ ‫المضح��ك المبك��ي أن أعض��اء ه��ذا‬ ‫المجل��س جميعًا ف��ي تركي��ا يتحدثون‬ ‫على الس��كايب م��ع المذيع��ات من كل‬ ‫القنوات متوعدين األعداء بالهزيمة وأن‬ ‫الطريق مفتوحة إلى دمشق‪ ،‬ولكن أحد‬ ‫طالب المرحل��ة اإلعدادي��ة ال يذكر أنه‬ ‫قرأ في أي من كتب التاريخ التي درسها‬ ‫ع��ن ث��ورة يقبع قادته��ا خ��ارج الحدود‬ ‫ويحرك��ون جنوده��م بأجه��زة التحكم‬ ‫عن بع��د‪ .‬لم تك��ن هن��اك تكنولوجيا؟‬ ‫ه��ذا صحي��ح ولك��ن كان هن��اك رجال‪.‬‬

‫هنا الس��ؤال المحير‪( .‬التس��اؤل لطالب‬ ‫اإلعدادية وليس لي معاذ اهلل)‪.‬‬ ‫مأل البعض جيوبهم لعقود طويلة‬ ‫م��ن دم الش��عب وبأفض��ال النظ��ام‪،‬‬ ‫ث��م انش��قوا عل��ى حي��ن غ��رة «لفرط‬ ‫الوطنية» بحسب التشخيص السريري‬ ‫لهذه الظاهرة‪ ،‬وإذا به يبدأ بملء جيوبه‬ ‫مجدداً باس��م الثورة وباسم السوريين‪.‬‬ ‫وه��ل مات أبي وأمي وأخي وولدي لكي‬ ‫يع��ود النظام من الناف��ذة عندما يخرج‬ ‫من الباب؟‬ ‫«هذه الرحلة رقم ‪ 100‬في س��بيل‬ ‫الث��ورة»‪ ،‬يدع��ي أحد الناش��طين‪ .‬فهل‬ ‫لديه ش��ركة طيران خاص��ة أم أن لديه‬ ‫عروضاً خاصة ل��كل ألف ميل يقطعها؟‬ ‫يا ترى كم طائرة ركبها غاندي وتش��ي‬ ‫غيف��ارا ومارت��ن لوث��ر كينغ ونلس��ون‬ ‫ماندي�لا وعم��ر المخت��ار؟ ع��ذراً ق��د‬ ‫يهاجمن��ي ذات الناش��ط ألن��ه لم تكن‬ ‫في عهد عم��ر المختار طائرات‪ .‬ش��كراً‬ ‫للمعلوم��ة التاريخية‪ ،‬فكم طائرة ركب‬ ‫الباق��ون؟ (عم��دت لذكر أمثل��ة مختلفة‬ ‫حتى ال يقال لنا س��لمية ومسلحة وغير‬ ‫هذا اله��راء‪ ،‬فالقائد يجب أن يكون بين‬ ‫جنوده ال على شاشة العربية)‪.‬‬ ‫الس��عودية تدع��م «الث��ورة‬ ‫الس��ورية» بمائت��ي ملي��ون دوالر كما‬ ‫قال وزي��ر خارجيتها العائد من الصيانة‬ ‫حديث��ًا‪ ،‬ولكن من س��يقبض الش��يك؟‬ ‫أم أن��ه حوالة مس��تعجلة؟ لمن إذاً؟ هل‬ ‫سيش��ترون لن��ا المزيد م��ن الكرفانات‬ ‫(البي��وت الجاه��زة البديلة ع��ن الخيام)‬ ‫لضمه��ا لمنتج��ع الزعت��ري؟ أم لنش��ر‬ ‫«الدعوة الصحيحة والعقيدة الس��محة»‬ ‫على أيدي «المجاهدين» لتحرير سوريا‬ ‫م��ن النصيريي��ن والنظ��ام والجي��ش‬ ‫والحي��اة والنس��اء؟ حت��ى اآلن أدى‬ ‫الدع��م الخليجي ألفغانس��تان والعراق‬ ‫والصومال لنتائج باهرة على مس��توى‬ ‫الدمار االجتماعي واالقتصادي الشامل‪،‬‬ ‫فه��ل س��وريا غي��ر الصوم��ال والعراق‬ ‫وأفغانستان؟‬ ‫بوتس��وانا وزامبي��ا وج��زر القم��ر‬ ‫والباهام��ا وس��ورينام وفيجي (ليس��ت‬ ‫الفيج��ة) وتونغا تنضم لن��ادي أصدقاء‬ ‫س��وريا‪ ،‬فه��و عل��ى م��ا يب��دو ن��اد‬ ‫للمحترفي��ن ول��م يعد لله��واة‪ ،‬في كل‬ ‫ش��هر وليمة وس��فريات وإقامة وبعض‬ ‫الص��ور التذكارية في بل��د مختلف كل‬ ‫مرة‪ .‬فه��ل يعلم وزراء تلك البلدان أين‬ ‫هي سوريا؟ هل يعلمون ما هي سوريا‬ ‫أص ًال؟‬ ‫س��تنفجر المنطق��ة وس��تحترق‬ ‫المنطق��ة وس��تتآكل المنطق��ة ولك��ن‬ ‫السوري هو الشيء الوحيد الذي يتآكل‬ ‫ويحت��رق وينفج��ر‪ .‬ه��دد النظ��ام بكل‬ ‫ذلك قبل سقوطه بينما يهدد «أصدقاء‬ ‫سوريا» بمثل ذلك في حال بقائه‪ ،‬وأنا؟‬ ‫نعم أنا الس��وري الذي يرى فجأة نجومًا‬ ‫تلفزيوني��ة تظه��ر لتقول أنه��ا تناضل‬

‫عنه في ش��وارع باريس والرباط وروما‬ ‫وواش��نطن بينم��ا يجري ه��و الهثاً في‬ ‫ش��وارع مدينته البائس��ة خلف س��يارة‬ ‫تحم��ل بعض ج��رات الغ��از ذوات اللون‬ ‫األزرق الباه��ت والرائحة العطرة‪ .‬لماذا‬ ‫ال يس��ألني أحد م��اذا أريد؟ وم��ن اختار‬ ‫هؤالء الناس؟‬ ‫يبكي طفل في أح��د أزقة الحراك‬ ‫بدرع��ا فيجد من يلتق��ط صورته باحثًا‬ ‫ع��ن متصدقين ينصرونهن فيجني هو‬ ‫األموال ويذه��ب المتصدق إل��ى الجنة‬ ‫بينم��ا يبق��ى الطف��ل ف��ي ذات الزقاق‬ ‫يبكي ليم��وت بعد دقائق تحت جرة غاز‬ ‫ألق��ت بها طائرة عاب��رة‪ .‬لم يفهم وهو‬ ‫يرى جرة الغاز تهبط من الس��ماء لماذا‬ ‫مات أب��وه وهو يجري خلف واحدة مثلها‬ ‫بينما الس��ماء تمطر غ��ازاً ولهيباً؟ على‬ ‫كل م��ات الطفل وذهب��ت معه أحالمه‪،‬‬ ‫بينم��ا عاد المتص��دق إلى بيت��ه مرتاح‬ ‫الب��ال وخ��رج المصور باحث��اً عن طفل‬ ‫آخر أو مأس��اة أخرى‪ .‬من س��مح لك بأن‬ ‫تلتق��ط لي ص��ورة؟ ال أحد ف��ي العالم‬ ‫ينش��ر صورة ش��خص آخر إال بإذنه‪ ،‬ما‬ ‫عدا الس��وري‪ ،‬الكل يحق لهم التشهير‬ ‫بعرضه ودمه وكرامته «من أجل حفنة‬ ‫من الدوالرات»‪ .‬هل من جواب؟‬ ‫فج��أة أصب��ح الس��وري يتقم��ص‬ ‫دور المظل��وم والمضطهد‪ ،‬بات يعيش‬ ‫ه��ذه العق��دة أينم��ا ذهب ب��ل ويتاجر‬ ‫بها‪ ،‬فهو إن وقف على باب س��فارة رفع‬ ‫جواز س��فره ليقول أنه مضطهد ويريد‬ ‫تأشيرة‪ ،‬أية تأش��يرة‪ ،‬مع انه يلعن هذا‬ ‫الجواز ألف مرة في اليوم ولكنه ال يجرؤ‬ ‫عل��ى التخل��ي عن��ه‪ .‬يس��رق ويختلس‬ ‫ث��م يتباكى عل��ى الفيس ب��وك «كيف‬ ‫تتم محاس��بته»‪ .‬قامت مص��ر بترحيل‬ ‫عدد من الش��باب الس��وريين التهامهم‬ ‫بقضي��ة تزوي��ر فأصبحوا فج��أة رموزاً‬ ‫ثوري��ة‪ ،‬ه��ل س��تصبح الث��ورة مج��ا ًال‬

‫خالد كنفاني‬

‫لالنتهازيي��ن أكثر وأكثر كما هو حاصل‬ ‫اآلن؟‬ ‫ال ت��زال ف��ي جعبتن��ا عش��رات‬ ‫وعش��رات األس��ئلة‪ ،‬وعندم��ا يخ��رج‬ ‫الناس في بع��ض المناطق «المحررة»‬ ‫ف��ي مظاه��رات ض��د الجيش الح��ر أو‬ ‫الكتائ��ب المس��لحة أو المجموع��ات‬ ‫العس��كرية فه��ذه رس��الة أنه��م بدؤوا‬ ‫يضيقون ذرعًا بمن جاء لتحريرهم من‬ ‫ديكتاتور لينقلهم تحت رحمة ديكتاتور‬ ‫آخ��ر بلباس وهيئ��ة مختلفي��ن‪ .‬وبينما‬ ‫يواصل القادة الش��جعان حروبهم على‬ ‫سكايب ينتش��ر المقاتلون على األرض‬ ‫كالج��راد بال وازع وال قي��ادة ال يحركهم‬ ‫س��وى الغري��زة وال تحكمه��م س��وى‬ ‫شهوة االنتقام‪ .‬وإن كانت هناك بعض‬ ‫التجارب الناجحة والصافية هنا وهناك‪،‬‬ ‫إال أن ليس كل من حمل السالح يسمى‬ ‫ثائ��راً‪ ،‬فلق��ب الثائ��ر ال يس��تحقه إال‬ ‫الصادقون والمس��تعدون للتضحية وما‬ ‫أقلهم‪.‬‬ ‫قد يبدو مقال اليوم انفعاليًا ولكنه‬ ‫أس��ئلة من مواطن بسيط غاضب يرى‬ ‫كل أحالمه تتحط��م وكل آماله تتهاوى‬ ‫تحت س��نابك الخي��ل وجنازير الدبابات‪،‬‬ ‫بينم��ا يعان��ي أطفاله الفاق��ة وال مورد‬ ‫لهم سوى الفتات يلقونها في الطرقات‪.‬‬ ‫ومن لم يس��أل اليوم سيسأل فيما بعد‬ ‫وس��يكون المعارض��ون يومه��ا عل��ى‬ ‫منصة اإلع��دام فإما االعت��راف والعمل‬ ‫وإم��ا الذه��اب إل��ى جحي��م ل��ن يك��ون‬ ‫أفض��ل حا ًال مما وص��ل إليه ثالثة أرباع‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪:‬‬ ‫يقول الشاعر‪:‬‬ ‫فإما إلى حيث تبدو الحياة‬ ‫لعينيك مكرمة تغنم‬ ‫وإما إلى جدث لم يكن‬ ‫ليفضله بيتك المظلم‬


‫ياسر مرزوق‬

‫�أنواع الف�سخ‪:‬‬

‫جمال تطبيق الف�سخ‪:‬‬

‫�شروط الف�سخ‪:‬‬

‫ال يمكن للدائن أن يطلب فسخ العقد‬ ‫إال إذا توافرت الشرائط اآلتية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن يك��ون العقد ملزم��ًا للجانبين‪،‬‬ ‫وقد س��بق اإلش��ارة إل��ى ذل��ك‪ :‬ولكن ثار‬ ‫الخ�لاف بين الفقهاء ح��ول طبيعة بعض‬ ‫العق��ود مث��ل اإلع��ارة – أو العاري��ة ‪،-‬‬ ‫والرهن الحيازي والقرض‪ .‬فبعضهم يرى‬ ‫أنه��ا عقود ملزم��ة لجانب واح��د وبالتالي‬ ‫ال تخض��ع للفس��خ وبعضه��م اآلخ��ر يقر‬ ‫بأنه��ا عقود ملزمة للجانبين وبالتالي فإن‬ ‫الفسخ جائز فيها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ع��دم وف��اء أح��د المتعاقدي��ن‬ ‫بالتزامه العقدي بخطأ منه‪ :‬ويقصد بذلك‬ ‫ع��دم تنفي��ذ االلت��زام‪ ،‬وال يثي��ر األمر أي‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يطبق الفس��خ‪ ،‬بجمي��ع أنواعه‪ ،‬في‬ ‫نط��اق العق��ود الملزم��ة للجانبي��ن وفقًا‬ ‫لما ج��اء ف��ي الم��ادة ‪1/158‬م‪ .‬س‪ .‬وهذا‬ ‫أم��ر منطقي‪ ،‬وذل��ك ألن فك��رة االرتباط‬ ‫بين االلتزامات تتواف��ر في هذا النوع من‬ ‫العق��ود‪ .‬ون��ص هذه الم��ادة ج��اء مطلقًا‬ ‫وبالتال��ي فإن الفس��خ يطب��ق على جميع‬ ‫العق��ود الملزمة للجانبين بما فيها العقود‬ ‫االحتمالي��ة‪ ،‬كعق��د اإلي��راد المرتب مدى‬ ‫الحياة‪ .‬وهذا ما أكدته المادة ‪ .712‬ويطبق‬ ‫الفس��خ أيض��ًا على الهبة بع��وض‪ ،‬وذلك‬ ‫ألن العقد في مثل هذه الحال يكون ملزمًا‬ ‫للجانبي��ن‪ ،‬طبقًا لما جاء ف��ي المادة ‪.465‬‬ ‫وتج��در اإلش��ارة إلى أن��ه إذا كان العوض‬ ‫مشترطاً لمصلحة أجنبي‪ ،‬فال يحق له عند‬ ‫عدم تنفيذه طلب فس��خ العقد وذلك ألنه‬ ‫ليس طرفًا فيه‪ ،‬وإنما يحق للواهب فقط‬ ‫أن يطلب فسخ العقد في مثل هذه الحال‪.‬‬ ‫ويطبق الفس��خ أيضاً على عقد القس��مة‬ ‫وعق��د الصلح والعق��ود الملزمة للجانبين‬ ‫المس��تمرة‪ ،‬كعقد اإليج��ار وعقد التأمين‪.‬‬ ‫وكذلك يطبق الفسخ على العقود الملزمة‬ ‫للجانبين التامة والناقصة‪ .‬ويس��تثنى من‬ ‫نطاق الفسخ العقود الملزمة لجانب واحد‬ ‫كالوديع��ة والهب��ة بغير ع��وض‪ .‬وكذلك‬ ‫البيوع القضائية التي تتم بالمزاد العلني‪،‬‬ ‫وفق��ًا لما نص��ت عليه تنص الم��ادة ‪430‬‬ ‫أصول‪.‬‬

‫فيه��ا عدم تنفيذ االلت��زام ناجمًا عن خطأ‬ ‫أحد المتعاقدين‪ .‬وهذا ما يستفاد من نص‬ ‫المادة ‪ .158‬وبالتالي إذا كان عدم التنفيذ‬ ‫ناجماً عن س��بب أجنبي ال يد للمدين فيه‪،‬‬ ‫ف�لا يطبق الفس��خ في مثل ه��ذه الحال‪،‬‬ ‫وإنما يعتبر العقد مفسوخًا بحكم القانون‬ ‫وفقًا لما ذهب��ت إليه المادة ‪ ،160‬وهذا ما‬ ‫يسمى باالنفس��اخ وتؤدي استحالة تنفيذ‬ ‫االلتزام بس��بب أجنبي‪ ،‬كالق��وة القاهرة‪،‬‬ ‫إلى انقض��اء االلتزام‪ ،‬ويترت��ب على ذلك‬ ‫انقض��اء االلت��زام المقاب��ل اس��تناداً إلى‬ ‫أحكام نظري��ة المخاطر‪ ،‬أو نظرية تحمل‬ ‫التبعة‬ ‫ج‪-‬إع��ذار المدي��ن‪ :‬ال يج��وز للدائن‪،‬‬ ‫في العقود الملزم��ة للجانبين‪ ،‬أن يطالب‬ ‫بفس��خ العقد بس��بب عدم تنفيذ المدين‬ ‫اللتزام��ه إال بعد أن يق��وم بإعذاره‪ ،‬وهذا‬ ‫ما نصت عليه المادة ‪ 158‬صراحة‪ ،‬ويكون‬ ‫اإلع��ذار‪ ،‬طبقًا لنص الم��ادة ‪220‬م‪ .‬س‪،.‬‬ ‫بإن��ذار المدي��ن بواس��طة الكات��ب العدل‬ ‫أو بم��ا يق��وم مقام اإلنذار‪ ،‬كم��ا يجوز أن‬ ‫يت��م اإلعذار عن طريق البريد على الوجه‬ ‫المبين في القوانين الخاصة‪ ،‬كما يجوز أن‬ ‫يكون مترتباً على اتفاق يقضي بأن يكون‬ ‫المدي��ن مع��ذراً بمجرد حل��ول األجل دون‬ ‫حاج��ة إلى أي إج��راء آخر‪ .‬ويعف��ى الدائن‬ ‫من اإلع��ذار في حاالت معينة نصت عليها‬ ‫المادة ‪ ،221‬وهي‪ :‬إذا أصبح تنفيذ االلتزام‬ ‫غير ممكن أو غير مج��د بفعل المدين‪ ،‬أو‬ ‫إذا كان مح��ل االلتزام تعويضًا ترتب على‬ ‫عمل غير مشروع‪ ،‬أو إذا كان محل االلتزام‬ ‫رد شيء يعلم أنه مسروق أو شيء تسلمه‬ ‫دون ح��ق وهو عال��م بذل��ك‪ ،‬أو إذا صرح‬ ‫المدين كتابة أنه ال يريد القيام بالتزامه‪.‬‬ ‫وتج��در اإلش��ارة إل��ى أن دع��وى الفس��خ‬ ‫تقوم مق��ام اإلعذار‪ ،‬ولكن تب��دو الفائدة‬ ‫من اإلعذار الس��ابق على رفع الدعوى في‬ ‫أن��ه يجعل القاضي أس��رع اس��تجابة إلى‬ ‫طلب الفس��خ وبالتالي قب��ول الدعوى من‬ ‫ناحي��ة‪ ،‬ومن ناحية أخ��رى يجعل القاضي‬ ‫أق��رب إلى الحكم على المدين بالتعويض‬ ‫إضافة إلى الحكم بفسخ العقد‪ .‬وإذا سكت‬ ‫الدائن عن مطالبة المدين بعد حلول أجل‬ ‫التنفي��ذ‪ ،‬ف��إن ذل��ك الس��كوت ي��دل على‬

‫التسامح‪ ،‬وبالتالي ال يجوز للدائن مطالبة‬ ‫المدي��ن بالتعويض عن تأخيره في تنفيذ‬ ‫التزامه طالم��ا أنه لم يعذر المدين بذلك‪.‬‬ ‫ولك��ن المطالب��ة القضائي��ة تق��وم مقام‬ ‫اإلع��ذار وبالتالي يحق للدائ��ن أن يطالب‬ ‫المدي��ن بالتعويض عن الضرر الذي لحق‬ ‫به نتيجة تأخير المدين في تنفيذ التزامه‬ ‫اعتباراً من تاريخ المطالبة القضائية‪.‬‬ ‫د‪ -‬اس��تعداد الدائ��ن للقي��ام بتنفيذ‬ ‫التزامه‪ :‬يش��ترط في الدائ��ن الذي يطلب‬ ‫فس��خ العقد بس��بب عدم تنفي��ذ المدين‬ ‫اللتزام��ه أن يكون قد نف��ذ التزامه‪ ،‬أو أن‬ ‫يكون على األقل مستعداً لتنفيذ التزامه‪،‬‬ ‫فيما ل��و أراد المدين تنفيذ التزامه‪ .‬أما إذا‬ ‫قص��ر الدائن ف��ي تنفيذ التزام��ه أو تأخر‬ ‫ف��ي ذلك‪ ،‬فال يح��ق له أن يطالب بفس��خ‬ ‫العقد‪ .‬ففي عقد البيع إذا امتنع المش��تري‬ ‫ع��ن دفع الثمن أو إذا تأخر بدفع الثمن في‬ ‫الموع��د المتفق عليه‪ ،‬ال يحق له بعد ذلك‬ ‫أن يطالب بفسخ العقد بسبب عدم تنفيذ‬ ‫البائع التزامه بالتسليم‪ .‬ورأينا أن القانون‬ ‫سمح للبائع أن يمتنع في مثل هذه الحالة‬ ‫عن تنفيذ التزامه بتس��ليم المبيع استناداً‬ ‫إلى قاعدة الدفع بعدم التنفيذ التي تضفي‬ ‫على امتناع البائع هنا طابعًا مشروعًا‪.‬‬ ‫ه��ـ‪ -‬إمكانية إع��ادة المتعاقدين إلى‬ ‫الحالة التي كانا عليه��ا قبل التعاقد‪ :‬أهم‬ ‫أثر من آثار الفس��خ هو إعادة المتعاقدين‬ ‫إل��ى الحالة الت��ي كانا عليها قب��ل التعاقد‬ ‫وبالتال��ي ال يمك��ن للدائ��ن أن يطال��ب‬ ‫بالفس��خ‪ ،‬بس��بب ع��دم تنفي��ذ المدي��ن‬ ‫اللتزام��ه‪ ،‬إذا ل��م يك��ن قادراً عل��ى إعادة‬ ‫الحالة إلى ما كانت عليه قبل التعاقد ففي‬ ‫عقد البيع مث ًال ال يحق للمش��تري أن يرفع‬ ‫دعوى الفسخ إذا سبق له أن تسلم المبيع‬ ‫كل��ه أو جزء منه‪ ،‬وبالتال��ي كان غير قادر‬ ‫عل��ى إعادة ما تس��لمه للبائ��ع‪ ،‬كأن يكون‬ ‫قد تص��رف بالش��يء أو أن الش��يء هلك‬ ‫في يده‪ .‬ويقتصر حق المش��تري في هذه‬ ‫الحال��ة عل��ى المطالب��ة بالتنفي��ذ العيني‬ ‫إذا كان م��ا يزال ممكناً وفي��ه فائدة له‪ ،‬أو‬ ‫أن يطال��ب بالتنفي��ذ بمقاب��ل أي بطريق‬ ‫التعويض‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫تن��ص الم��ادة ‪/158/‬م��ن القان��ون‬ ‫المدني السوري على أنه‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ف��ي العقود الملزم��ة للجانبين‪،‬‬ ‫إذا ل��م ي��وفِ أح��د المتعاقدي��ن بالتزامه‬ ‫جاز للمتعاق��د اآلخر بعد إعذاره أن يطالب‬ ‫بتنفي��ذ العقد أو بفس��خه‪ ،‬م��ع التعويض‬ ‫في الحالتين إن كان له مقتضى‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ويجوز للقاضي أن يمنح المدين‬ ‫أج� ً‬ ‫لا إذا اقتضت الظ��روف ذلك‪ ،‬كما يجوز‬ ‫له أن يرف��ض الفس��خ إذا كان مالم يوف‬ ‫ب��ه المدي��ن قلي��ل األهمية بالنس��بة إلى‬ ‫االلتزام في جملته‪" .‬‬

‫صعوب��ة إذا كان عدم التنفي��ذ كلياً‪ ،‬حيث‬ ‫يتوج��ب على القاضي في مثل هذه الحال‬ ‫أن يحك��م بالفس��خ ش��ريطة أن يطلب��ه‬ ‫الدائن‪ ،‬وكذلك ش��ريطة أن يكون التنفيذ‬ ‫العيني مس��تحي ًال أو لم يعد للدائن فائدة‬ ‫في��ه‪ .‬ولك��ن األمر يصع��ب عندم��ا يكون‬ ‫ع��دم التنفيذ جزئي��اً أو في حال��ة التأخير‬ ‫في التنفيذ‪ .‬فهل يحكم القاضي بالفسخ‪،‬‬ ‫بن��اء عل��ى طل��ب الدائ��ن‪ ،‬ف��ي هاتي��ن‬ ‫الفرضيتين؟‬ ‫في الواقع ل��م يحدد القانون المدني‬ ‫الس��وري‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للقانون‬ ‫المدن��ي المص��ري والفرنس��ي‪ ،‬درج��ة‬ ‫جسامة عدم التنفيذ الذي يمكن أن يؤدي‬ ‫إلى فس��خ العقد‪ .‬وبالمقاب��ل فإن القضاء‬ ‫والفق��ه انكبا على هاتين المس��ألتين من‬ ‫أجل إيجاد الحلول المناسبة‪.‬‬ ‫ عدم التنفي��ذ الجزئي‪ :‬يرى بعض‬‫الفقهاء الفرنس��يين أن��ه ال يمكن الحكم‬ ‫بالفس��خ إال إذا كان عدم التنفي��ذ متعلقًا‬ ‫بالت��زام رئيس��ي‪ .‬ويقت��رح البعض اآلخر‬ ‫توس��يع نطاق تطبيق الفس��خ‪ ،‬ومن أجل‬ ‫ذلك يميز ه��ؤالء الفقهاء بين ثالثة أنواع‬ ‫للفس��خ بس��بب عدم التنفيذ وهي‪ :‬النوع‬ ‫األول ويق��وم عل��ى فكرة الت��وازن‪ ،‬حيث‬ ‫ي��رى ه��ؤالء الفقه��اء أن الرابط��ة الت��ي‬ ‫توجد بين االلتزامات الرئيس��ة في العقود‬ ‫الملزم��ة للجانبين تتطل��ب توافر نوع من‬ ‫التوازن‪ ،‬وإذا اختل هذا التوازن ولو بشكل‬ ‫يس��ير أياً كان سببه‪ ،‬فيؤدي هذا االختالل‬ ‫إلى فس��خ العقد الذي يعتبر في مثل هذه‬ ‫الحال مزيجًا من الواق��ع والقانون‪ .‬والنوع‬ ‫الثاني ويحم��ي الغايات العملي��ة المحددة‬ ‫التي أراد األطراف تحقيقها من وراء عملية‬ ‫التعاقد‪ .‬وتعد هذه الغايات مح ًال اللتزامات‬ ‫ثانوية بحيث يمك��ن أن يؤدي عدم تنفيذ‬ ‫هذه االلتزامات إلى فس��خ العقد‪ ،‬والفسخ‬ ‫هنا أيضًا هو مزيج م��ن الواقع والقانون‪.‬‬ ‫والنوع الثالث ويس��وغه اإلخالل بااللتزام‬ ‫المتعلق بحس��ن النية‪ ،‬والفس��خ هنا يعد‬ ‫جزا ًء‪..‬‬ ‫وتشـترط المادة ‪1/158‬م‪ .‬س‪ .‬أن ال‬ ‫يكون عدم التنفيذ الجزئي قليل األهمية‪،‬‬ ‫ف��إذا كان الج��زء ال��ذي ل��م ينف��ذه قليل‬ ‫األهمية بالنس��بة إلى االلتزام في جملته‬ ‫فعلى القاضي أن يرفض الفسخ‪.‬‬ ‫التأخي��ر ف��ي التنفي��ذ‪ :‬يمك��ن أن‬ ‫ي��ؤدي التأخير ف��ي تنفيذ االلت��زام الكلي‬ ‫أو الجزئ��ي في القانون المدني الس��وري‪،‬‬ ‫وكذلك المصري والفرنس��ي‪ ،‬إلى فس��خ‬ ‫العق��د بناء على طل��ب الدائن‪ .‬وهذا األمر‬ ‫أيض��ًا يدخ��ل ف��ي الس��لطة التقديري��ة‬ ‫للقاضي‪ .‬ويشترط من أجل الحكم بفسخ‬ ‫العق��د بس��بب التأخي��ر ف��ي التنفي��ذ‪ ،‬أن‬ ‫يترت��ب على ذل��ك التأخير نتائج جس��يمة‬ ‫بالنس��بة للدائ��ن‪ .‬وهذا ما قررت��ه الهيئة‬ ‫العامة لمحكمة النقض السورية في قرار‬ ‫صادر عنها بش��أن عقد البيع مقابل إيراد‬ ‫مرتب مدى الحياة‪.‬‬ ‫ويقتصر تطبيق الفسخ‪ ،‬في القانون‬ ‫المدني الس��وري‪ ،‬على الحالة التي يكون‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫الف�سخ الق�ضائي للعقود يف‬ ‫القانون املدين (‪)1‬‬

‫‪11‬‬


‫أعمدة الصحافة‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫خماطر �صراع املعار�ضة ال�سورية‪..‬‬ ‫املجل�س واالئتالف‬

‫سمير سعيفان‬

‫ربم��ا ل��م تت��ح الظ��روف أفض��ل مم��ا‬ ‫كان‪ .‬لكن إنجاز االئت�لاف الوطني وانضمام‬ ‫المجل��س الوطن��ي ل��ه‪ ،‬رغ��م المالحظ��ات‪،‬‬ ‫خطوة هامة وكبي��رة يمكن ويجب أن تحقق‬ ‫تقدم��ا كبيرا وفرقا كبيرا ب��ل ونقطة تحول‬ ‫في مسيرة الثورة السورية‪.‬‬ ‫ولكن كان من الالف��ت أن يدعى جورج‬ ‫صب��را رئي��س المجل��س الوطني الس��وري‬ ‫ليلقي كلمة المعارضة الس��ورية في 'مؤتمر‬ ‫الش��راكة في االس��تثمار' الذي عقد في دبي‬ ‫في ‪ 21‬تش��رين الثان��ي ‪ 2012‬بينما لم يدع‬ ‫الشيخ معاذ الخطيب رئيس 'االئتالف الوطني‬ ‫لق��وى الثورة والمعارضة' الذي تم تش��كيله‬ ‫مؤخ��راً ف��ي الدوح��ة وانضم إلي��ه المجلس‬ ‫الوطن��ي كأح��د مكوناته‪ .‬وكان م��ن الالفت‬ ‫أيضًا أن جورج صبرا في كلمته المشار إليها‬ ‫أع�لاه لم يتطرق لالئت�لاف وكأنه لم يوجد‪.‬‬ ‫إذا أخذنا أيضًا استقبال جورج صبرا من قبل‬ ‫كل م��ن وزراء خارجية الس��عودية واإلمارات‬ ‫وتركيا‪ ،‬بينما لم يس��تقبلوا رئيس االئتالف‬ ‫بع��د‪ .‬كل ه��ذا يش��ير إل��ى ما يظه��ر للعلن‬ ‫إلى عدم رضى س��عودي إمارتي تركي على‬ ‫تش��كيل االئتالف الوطني بالش��كل الذي تم‬ ‫في��ه‪ .‬وإذا كان موقف تركيا مفهوم ألنه كان‬ ‫وبقي داعمًا للمجلس الوطني الذي تش��كل‬ ‫في استانبول في مطلع تشرين األول ‪،2011‬‬ ‫ف��كان م��ن الالفت تب��دل موقف الس��عودية‬ ‫واإلم��ارات المتحفظ في دعمهم��ا للمجلس‬ ‫الوطن��ي‪ .‬وكان��ت الس��عودية واإلم��ارات قد‬ ‫ش��جعتا قيام االئتالف الوطن��ي منذ انطالق‬ ‫النشاط لتكوينه‪.‬‬ ‫ولمزي��د م��ن التع��رف عل��ى موق��ف‬ ‫المجل��س الوطني م��ن االئت�لاف دخلت إلى‬ ‫موقع المجلس على اإلنترنت‬ ‫‪/http://ar.syriancouncil.org‬‬ ‫فكان��ت أخب��اره قديم��ة يع��ود أحدثها‬ ‫للثاني من تش��رين الثاني ‪ .2012‬ثم دخلت‬ ‫على موقعهم على الفيسبوك‬ ‫‪https://www.facebook.com/‬‬ ‫‪TheSyrianNationalCouncil‬‬ ‫فكان��ت أخب��اره ت��ازا‪ .‬فق��د أورد خب��ر‬ ‫خطاب جورج صبرا المذكور أعاله في افتتاح‬ ‫مؤتمر المش��اركة في االستثمار‪ .‬وقد بحثت‬ ‫ف��ي هذا الموقع فلم أج��د حتى مجرد خبر أو‬ ‫ذك��ر لالئتالف وتش��كيله ووثائق��ه وواقع أن‬ ‫المجل��س أصبح ج��زءاً من��ه‪ ،‬وكأن االئتالف‬ ‫ل��م يوجد بعد‪ .‬الذكر الوحيد الذي وجدته هو‬ ‫خبر تسمية د‪ .‬منذر ماخوس كسفير للشعب‬ ‫الس��وري ف��ي فرنس��ا‪ .‬وكانت صيغ��ة الخبر‬ ‫كالتال��ي 'تعيي��ن عض��و المجل��س الوطني‬ ‫والكتلة المؤسسة للمجلس وعضو االئتالف‬ ‫الوطن��ي الدكت��ور من��ذر ماخ��وس س��فيراً‬ ‫للش��عب السوري لدى فرنس��ا' أي تم تقديم‬ ‫اس��م المجلس على اس��م االئت�لاف رغم أن‬ ‫ماخوس س��مي بعد زيارة االئتالف لفرنس��ا‬ ‫وليس بعد زيارة المجلس‪.‬‬ ‫كم��ا ورد ف��ي موق��ع المجل��س عل��ى‬ ‫الفيس��بوك 'عقد المكتب التنفيذي للمجلس‬ ‫الوطن��ي الس��وري دورة انعق��اد جديدة في‬ ‫اسطنبول األحد (‪ 18‬ت‪ /2‬نوفمبر ‪ )2012‬بعد‬ ‫اجتماع الهيئة العامة ف��ي الدوحة وانتخابات‬ ‫األمان��ة العام��ة والمكت��ب التنفي��ذي‪........‬‬ ‫ودع��وة األمان��ة لعق��د اجتم��اع لبح��ث صلة‬

‫المجل��س باالئت�لاف الوطن��ي بع��د التوقيع‬ ‫باألحرف األول��ى على وثيق��ة اإلعالن‪ ،‬حيث‬ ‫س��يتم بحث قرار المش��اركة وطبيعت��ه'‪ .‬إذاً‬ ‫مازالت مشاركة المجلس في االئتالف موضع‬ ‫نقاش وغير محسومة لدى المجلس‪ .‬خاصة‬ ‫وأن الم��ادة ‪ 11‬م��ن اتفاق تش��كيل االئتالف‬ ‫تنص على التالي‪' :‬ال يعد هذا االتفاق ساريا‬ ‫إال بعد المصادقة عليه من الجهات المرجعية‬ ‫ألطراف��ه أص��وال'‪ .‬ول��م يعل��ن المجلس أن‬ ‫'جهاته المرجعي��ة' قد صادقت على االتفاق‪،‬‬ ‫مم��ا يت��رك الب��اب مفتوح��ًا لالنضم��ام من‬ ‫عدمه‪ .‬ولكن سلوك المجلس حتى اآلن يشي‬ ‫بأن المجلس يرجح عدم االنضمام‪.‬‬ ‫إع�لان بع��ض الكتائ��ب ف��ي حلب عن‬ ‫رفضه��ا لالئت�لاف وإعالنه��ا عن قي��ام دولة‬ ‫إس�لامية وال��ذي كان ل��ه الوقع الس��يء جداً‬ ‫على الثورة‪ ،‬وق��دم خدمة جليلة للنظام‪ ،‬ثم‬ ‫قي��ام كتائب أخرى في حل��ب بإعالن تأييدها‬ ‫لالئتالف‪ ،‬كل هذا لم يكن ببعيد عن الخالف‬ ‫ب��ل الصراع القطري الس��عودي‪ .‬هذا يعيدنا‬ ‫إلى الموافقة الصعب��ة للمجلس في الدوحة‬ ‫عل��ى االنضم��ام لالئتالف والت��ي تمت تحت‬ ‫ضغ��وط ش��ديدة اس��تمرت حت��ى منتص��ف‬ ‫اللي��ل‪ ،‬فب��دت موافق��ة المجل��س ك��زواج‬ ‫باإلكراه‪ .‬وهذا م��ا يبرز في مواقف المجلس‬ ‫ال��ذي يتصرف وكأن االئتالف غير موجود وال‬ ‫عالقة للمجلس به‪.‬‬ ‫له��ذا الوض��ع مخاط��ره عل��ى االئتالف‬ ‫ب��ل وعل��ى المجل��س نفس��ه واأله��م على‬ ‫الث��ورة الس��ورية‪ ،‬فوح��دة المعارض��ة م��ع‬ ‫توحي��د الكتائ��ب المس��لحة ووضعه��ا تح��ت‬ ‫قيادة سياس��ية هو ش��رط يضع��ه المجتمع‬ ‫العربي والدولي لتقدي��م دعم أكثر فاعلية‪.‬‬ ‫وفع� ً‬ ‫لا‪ ،‬فق��د لق��ي قي��ام االئت�لاف الوطني‬ ‫بمج��رد اإلعالن عنه ترحيبًا واس��عاً من قبل‬ ‫المجتمعي��ن العرب��ي والدولي وم��ن الحراك‬ ‫الث��وري عل��ى األرض‪ .‬وانعك��س ه��ذا ف��ي‬ ‫انط�لاق اعتراف��ات دولية باالئت�لاف كممثل‬ ‫ش��رعي أو ش��رعي ووحيد للش��عب السوري‬ ‫ومبادرة باريس لتس��مية س��فير لس��ورية‪،‬‬ ‫بينم��ا عجز المجلس عن ذلك على مدى عام‬ ‫ونيف‪.‬‬

‫يبدو أن ثمة ش��يء أزعج الس��عوديين‬ ‫واإلماراتيين في عملية تشكيل االئتالف كما‬ ‫أن بعض أط��راف الحراك وق��وى المعارضة‬ ‫لم تكن راضية ع��ن تكوين أعضاء االئتالف‬ ‫ال ‪ 63‬ونسب التمثيل‪ .‬فقد لعبت قطر الدور‬ ‫الرئيسي‪ ،‬وبالتالي لم تؤخذ رؤية السعودية‬ ‫واإلمارات‪ ،‬ول��م تؤخذ رؤي��ة بعض فصائل‬ ‫الحراك وقوى المعارضة بعين االعتبار‪ .‬فقد‬ ‫كان التش��اور لتش��كيل بنية أعضاء االئتالف‬ ‫والجه��ات المش��اركة وم��ن دعي إلي��ه يكاد‬ ‫ينحصر بقطر تقريبًا‪ ،‬ولم يتوس��ع التش��اور‬ ‫ليض��م الس��عودية واإلم��ارات ولم يتوس��ع‬ ‫ليضم قوى ثوري��ة ومعارضة أخرى ما زالت‬ ‫غير منضمة لالئتالف أو رفضت تلبية الدعوة‬ ‫للمش��اركة فيه‪ ،‬ألن الدع��وة وجهت لها دون‬ ‫أن يس��بقها تشاور معها‪ .‬هذا ما ترك ويترك‬ ‫آث��اراً واضح��ة عل��ى االئت�لاف‪ .‬وألن الوحدة‬ ‫ضرورية جداً فال بد من تجاوز نقاط الضعف‬ ‫هذه التي تمت بس��بب اإلس��راع واالستعجال‬ ‫وبس��بب عدم التشاور وبس��بب المبالغة في‬ ‫مراع��اة المجلس حتى ف��ي توقيت عقد لقاء‬ ‫المبادرة‪.‬‬ ‫ألن الوح��دة مطلوب��ة‪ ،‬فيج��ب ت��دارك‬ ‫نق��اط الضع��ف هذه الت��ي تخل��ق المخاطر‬ ‫الكثي��رة‪ .‬و عل��ى لق��اء االئت�لاف الق��ادم أن‬ ‫يحسم النقاط التالية‪:‬‬ ‫ـ الح��رص وب��ذل الجه��ود كي يحس��م‬ ‫المجل��س موقفه إيجاب��ًا بالموافقة النهائية‬ ‫عل��ى االنضم��ام لالئت�لاف‪ ،‬وإن ل��م يفعل‪،‬‬ ‫فيجب أن يحس��مها باالتجاه المعاكس‪ .‬وفي‬ ‫حال موافقته على االنضمام أن يحل نفس��ه‬ ‫وأن يت��م التعام��ل م��ع مكوناته عل��ى قدم‬ ‫المس��اواة مع المكونات األخ��رى‪ .‬فليس من‬ ‫المقب��ول أن يبق��ى المجلس كتكت��ل داخل‬ ‫االئت�لاف‪ .‬ه��ذا يس��اعد بتج��اوز الخالف��ات‬ ‫والخندقة الس��ابقة‪ .‬وحينها س��يتم االنتفاع‬ ‫بك��وادر وخب��رات وعالقات مكات��ب المجلس‬ ‫في تشكيل مكاتب االئتالف‪.‬‬ ‫ـ أن يسرع االئتالف في زيارة السعودية‬ ‫واإلم��ارات والتع��رف على رؤيتهم��ا وتحديد‬ ‫مطالبهم��ا بدق��ة واالتف��اق عل��ى إج��راءات‬

‫تضمن دعمهما للمبادرة‪ ،‬فدعمهما له أهمية‬ ‫كبيرة لينضم إلى الدعم اآلخر‪.‬‬ ‫ـ أن تس��رع قيادة االئتالف بالتشاور مع‬ ‫مكونات ثورية أخرى وم��ع قوى ديمقراطية‬ ‫ل��م ت��دع أو لم تل��ب الدعوة والتش��اور معها‬ ‫وبذل الجه��ود لضمان انضمامه��ا لالئتالف‪.‬‬ ‫ونفس األمر بالنسبة للمكونات الكردية‪.‬‬ ‫ـ أن ينته��ي االئت�لاف م��ن مس��ودات‬ ‫نظام��ه الداخلي وبنيت��ه التنظيمية ومكاتبه‬ ‫وأن ينته��ي م��ن مس��ودات تكوي��ن مكت��ب‬ ‫اإلغاثة الموحد والمكتب العسكري والحكومة‬ ‫المؤقت��ة‪ ،‬وأن ينظم التش��اور لتس��مية من‬ ‫سيش��غل عضوية هذه المكات��ب‪ .‬وأن يهتم‬ ‫باالس��تعانة بأه��ل الخب��رة واالختص��اص‪.‬‬ ‫وب��دون تنظيم عمل��ه الداخلي بش��كل جيد‬ ‫لن يس��تطيع القيام بالمهام الجسام الملقاة‬ ‫على عاتقه‪.‬‬ ‫أن ينته��ي االئتالف من إج��راءات إقامة‬ ‫كافة قياداته والعاملين الدائمين في مكاتبه‬ ‫ف��ي نفس المدينة (القاه��رة) فبدون ذلك ال‬ ‫يمكن القيام بقيادة وإدارة فعالة‪.‬‬ ‫أن ينته��ي م��ن وضع مس��ودات لخطة‬ ‫عمل شامله لالئتالف ومكاتبه‪.‬‬ ‫ـ أن تع��رض كاف��ة ه��ذه الوثائق على‬ ‫االجتم��اع الق��ادم للهيئ��ة العام��ة للمجل��س‬ ‫ك��ي تقرها وتعلنه��ا وتضعها قي��د التطبيق‬ ‫لكس��ب ثقة الداخل أو ًال والخ��ارج ثانيًا‪ .‬يجب‬ ‫الخ�لاص م��ن تقالي��د العم��ل غي��ر المنظم‬ ‫الذي ألفت��ه المعارضة الس��ورية‪ ،‬والخالص‬ ‫م��ن االجتماع��ات الواس��عة الطويل��ة التي ال‬ ‫تحضر بش��كل جيد وتفتقد لج��داول أعمال‪،‬‬ ‫والخالص من النقاشات الطويلة والتي تضيع‬ ‫الوقت والتي ألفتها المعارضة س��ابقاً‪ .‬ويجب‬ ‫الخ�لاص من حص��ر العمل بع��دد ضيق من‬ ‫قيادات المعارض��ة ‪ /‬االئتالف‪ .‬فالمهام كبيرة‬ ‫وتتطلب عمل ف��رق عمل منظمة جيداً تقوم‬ ‫بعمل احترافي مقترن بالموهبة السياسية‪.‬‬ ‫يب��دو االئتالف ف��ي وضع ح��رج وزمن‬ ‫ضيق‪ ،‬وعليه أن ينج��ح في كل ما ورد أعاله‬ ‫وخالل شهر واحد للنجاح وهي مهمة صعبة‪.‬‬ ‫القدس العربي ‪2012 / 11 / 23‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫وصفرت ‪...‬‬ ‫صُفارة إنذار ! !‬ ‫صفرت ‪ ...‬صُفارة إنذار‬ ‫وشعلت ‪ُ ...‬ك ْل الدينا بنار‬ ‫ورصاص ‪...‬‬ ‫يجاوب لرصاص ! !‬ ‫وتتسابق ‪ ...‬عالموت الناس !‬ ‫وبارود ‪....‬‬ ‫يعبي البارود ! !‬ ‫وما ظل شي ‪...‬‬ ‫يتسمى حدود‬ ‫الداخل بيها ‪ ...‬مفقود‬ ‫والخارج منها ‪ ...‬مولود‬ ‫وال عدناني ‪ ...‬وال غساني‬ ‫وألني ‪.....‬‬ ‫ربْ البيت اليوم‬ ‫وال إنتو الليلة ‪...‬‬ ‫جيراني‬ ‫الليلة ‪ُ ...‬كلنا اصحاب البيت‬ ‫الليلة‪ ...‬قوتنا بوحدتنا‬ ‫« وان هلهلتي يا عمّتنا‬ ‫إحنا العُربان بلمتنا «‬ ‫من سوريه‬ ‫كان الصّوت ‪...‬‬ ‫الصوت العالي ! !‬ ‫الصوت الهادر‬ ‫أممها ‪ ...‬توكل على اهلل‬ ‫أممها ‪ ...‬يا عبد الناصر‬ ‫إحنا اللي ‪ ...‬شحورنا الشمس‬ ‫بتفجير ‪ ....‬خطوط البترول‬ ‫إحنا اللي ‪...‬‬ ‫نزلنا عا لشارع‬ ‫وسمعنا ‪ ..‬الما عُمر وسامع‬ ‫وصرنا انادي ‪...‬‬ ‫انادي ‪ ....‬انادي ‪:‬‬ ‫عبد الناصر ‪...‬‬ ‫يا جمال‬ ‫هاي سالح ‪...‬‬ ‫وهاي رجال‬ ‫***‬ ‫ولمن تعبت مصر الحُرة‬ ‫من حرب التنين الغادر‬ ‫دزينا ‪ ..‬فارس‬ ‫مغوار‬ ‫فارس ‪...‬‬

‫مثل الليل ‪ ...‬العابس‬ ‫فارس ‪...‬‬ ‫مِثل الفل‬ ‫الناعس‬ ‫فارس ‪....‬‬ ‫مثل الصخر اليابس‬ ‫نزل السّاحة ‪ ..‬صال وجال‬ ‫وقف حيا ‪ ...‬العلم العربي‬ ‫وقدّم اسمو ‪:‬‬ ‫طالب ضابط بالبحريّة‬ ‫عربي ‪ ...‬عربي‬ ‫االسم الكامل ‪:‬‬ ‫« جول جمّال «‬ ‫***‬ ‫جول جمال ‪...‬‬ ‫يا مشعل حُريّه ومناوي‬ ‫جول جمال ‪...‬‬ ‫يا هالشب الحلو الغادي‬ ‫اللي بعيونك ‪...‬‬ ‫تجرح ‪ ....‬وتداوي‬ ‫إقرا بصفحة مجدك نسمع‬ ‫أنت ال ُقصة‪ ..‬وأنت الرّاوي‬ ‫جول جمال ‪...‬‬ ‫يا حامل رايات الوحدة‬ ‫ومحطم راس‬ ‫التنين‬ ‫يا حامي أعراض النيل‬ ‫من عام السته وخمسين‬ ‫عاد التنين الغدّار‬ ‫من البحر المتوسط جايي‬ ‫تنين البحر المتوسط‬ ‫يفرغ سمو ‪...‬‬ ‫بالساحات‬ ‫ويزرع باألرض ‪...‬‬ ‫الويالت‬ ‫***‬ ‫جول جمال ‪...‬‬ ‫إحنا اللي ‪ ...‬نجاوب عا لرد‬ ‫حين اللي ‪ ...‬يلزمنا الجد‬ ‫ربينا ‪ُ ...‬ك ْل األطفال‬ ‫وعلمنا ‪ُ ...‬كل األجيال‬ ‫إنو الرد ‪ ...‬بيوم الجد‬ ‫عربي ‪ ...‬عربي ‪..‬‬ ‫اإلسم الحركي ‪:‬‬ ‫« جول جمال «‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ولد جول يوسف الجمال عام ‪1932‬م‬ ‫في قرية « المشتاية « في حمص ‪ ،‬ألسرة‬ ‫مسيحية أرثوذكسية‪ ,‬ونشأ في الالذقية‬ ‫التي كان والده يعمل طبيباً بيطرياً فيها‬ ‫‪ ,‬حاز على الشهادة االبتدائية عام ‪1946‬م‪،‬‬ ‫والمتوسطة عام ‪1950‬م من الكلية‬ ‫األرثوذكسية في مدينة الالذقية‪ ،‬ونال‬ ‫الشهادة الثانوية عام ‪1953‬م ليلتحق‬ ‫بجامعة دمشق كلية اآلداب إال أنه تركها‬ ‫في العام نفسه‪ ،‬ليلتحق بالكلية البحرية‬ ‫في اإلسكندرية في أيار عام ‪1956‬م‪ ،‬عندما‬ ‫أرسل ضمن عشر طالب سوريين في بعثة‬ ‫عسكرية لاللتحاق بالكلية البحرية في‬ ‫مصر وهكذا تحقق حلمه بأن يصبح ضابطًا‬ ‫في سالح البحرية‪.‬‬ ‫نال جول عام ‪ 1956‬شهادة‬ ‫البكالوريوس في الدراسات البحرية وكان‬ ‫ترتيبه األول على الدفعة ليصير المالزم‬ ‫ثاني جول جمال‪ ،‬وفي نفس العام فوجئ‬ ‫العالم كله بقرار الرئيس جمال عبد الناصر‬ ‫بتأميم شركة قناة السويس للمالحة‬ ‫كشركة مساهمة مصرية وبدأت بوادر‬ ‫عاصفة سياسية دبلوماسية غربية في‬ ‫الهبوب لتتحول إلى عاصفة حربية ضاربة‬ ‫سيناء قبل أن تعصف بمدن القناة وهي‬ ‫عاصفة العدوان الثالثي انجلترا وفرنسا‬ ‫واسرائيل ‪.‬‬ ‫لم يرحل جول وبقية أفراد البعثة‬ ‫السورية من مصر بعد التخرج في تلك‬ ‫الفترة ألن مصر استوردت زوارق طوربيد‬ ‫حديثة وقد رأت الحكومة السورية في‬ ‫ذلك الوقت أنه من األفضل أن يتم تدريب‬ ‫ضباطها على تلك الزوارق الحديثة‪.‬‬ ‫وفي ليلة الرابع من كانون األول‬ ‫وفي منتصف الليل التقط جول وأقرانه‬ ‫بثاً فرنسيًا للسفينة الحربية «جان بار «‬ ‫العمالقة وهي أول سفينة مزودة برادار‬ ‫في العالم و كانت مهمتها تدمير ما تبقى‬ ‫من مدينة بورسعيد بعد القصف الهمجي‬ ‫الذي تعرضت له من سالح الطيران الملكي‬ ‫والبحرية الملكية البريطانيين‪ .‬فأعلم جمال‬ ‫قادته بالمعلومات المتوفرة لديه ‪.‬‬ ‫وطلبت القيادة المصرية حينها‬ ‫تشكيل فرق فدائية علم بها المالزم‪2‬‬ ‫جول جمال فهرع إلى مكتب قائده جالل‬ ‫الدسوقي طالبًا منه السماح له بالمشاركة‬ ‫في العمليات العسكرية لكن قائده اعترض‬ ‫على ذلك كون اللوائح العسكرية ال تسمح‬ ‫ألي أجنبي أن يقوم بدوريات بحرية‪ ،‬لكن‬ ‫«جول» أصر على طلبه بالمشاركة وهو‬ ‫يقول له كما ورد في مذكرات وزير اإلعالم‬ ‫المصري في ذلك الوقت «عندما أرى شوارع‬ ‫اإلسكندرية كأني أرى شوارع «الالذقية»‪..‬‬ ‫وأنا ال أرى بلدين أنا أرى بلداً واحداً « ‪.‬‬ ‫وفع ًال تمت الموافقة على طلبه‬ ‫واشترك معه في هذه العملية ضابط‬ ‫سوري اسمه «نخلة سكاف» من «الالذقية»‬ ‫وضابط مصري وتم وضع الخطة على‬ ‫أساس أن يقوم «جول» بالعملية أو ًال وإذا‬ ‫لم ينجح يأتي الضابط المصري وأخيراً‬ ‫يأتي دور «نخلة اسكاف» وأثناء اقترابه من‬ ‫المدمرة الفرنسية استطاع «جول» أن يصل‬ ‫إلى نقطة الصفر أي النقطة الميتة التي ال‬ ‫تستطيع مدافع المدمرة الوصول إليه منها ‪,‬‬ ‫لكنه لم يستطع إطالق طوربيداته فاندفع‬ ‫بزورقه المحمل بالمتفجرات واقتحم‬ ‫البارجة الفرنسية‪ ,‬مما أدى إلى استشهاده‬ ‫وغرق «جان بار» فخر البحرية الفرنسية‬ ‫آنذاك وعلى متنها ‪ 88‬ضابط و‪ 2055‬جندي‬

‫بحرية ‪.‬‬ ‫وتخليداً للبطل جول جمال سميت‬ ‫شوارع رئيسية في مدن عديدة باسمه مثل‬ ‫دمشق‪ ،‬الالذقية‪ ،‬وغيرها وأطلق اسمه على‬ ‫مدارس في سوريا‪ ،‬وحملت إحدى دورات‬ ‫الكلية الحربية اسمه ويوجد شارع باسمه‬ ‫شارع جول جمال بالمهندسين الجيزة مصر‪,‬‬ ‫كما أطلق أسمه على شارع في الدقي‬ ‫باسم جول جمال ويظن بعض سكانه أن‬ ‫جول كان يسكن في هذه المنطقة‬ ‫منح براءة الوسام العسكري األكبر‬ ‫من الحكومة‪ ،‬وبراءة النجمة العسكرية من‬ ‫جمال عبد الناصر‪ ،‬وبراءة الوشاح األكبر من‬ ‫بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم‬ ‫األرثوذكس ووسام القديسين بطرس‬ ‫وبولس من درجة الوشاح األكبر‪ .‬كما‬ ‫أكرمته الجمعية الخيرية في بلدة المشتاية‬ ‫بتمثال جداري معلق في بهو الثانوية‬ ‫المسماة باسمه‪ ،‬وكرمته الجمعية الخيرية‬ ‫في بلدة المشتاية في حمص بتمثال جداري‬ ‫معلق في بهو الثانوية المسماة باسمه ‪.‬‬ ‫نختم ترجمتنا اليوم بقصيدةٍ للشاعر‬ ‫« عمر الفرا « عن الشهيد جول جمال ‪:‬‬ ‫الدنيا دغشة ! !‬ ‫قبل طلوع الضو بنتفه‬ ‫والحارس ‪ ...‬واقف عالمرفا‬ ‫ونام الكون ونام النوم‬ ‫وعيونوا حلفت ما تغفا‬ ‫يراقب ‪...‬‬ ‫حتى دروب الموجه‬ ‫خاف الموجه‬ ‫تحمل صُدفه‬ ‫***‬ ‫البحر ‪ ...‬األرض ‪...‬‬ ‫الجو مكهربْ ! !‬ ‫ما تدري ‪...‬‬ ‫أي منهُم أصعب‬ ‫رادْ الموت ‪ ..‬الليله يلعب‬ ‫فتش ‪ ...‬فتش ‪...‬‬ ‫عن ساحات‬ ‫وبعدْ تخيرَّ مصر الملعب‬ ‫والحارس ‪ ...‬واقف عالمرفا‬ ‫وعيونو ‪...‬‬ ‫حَلفت ما تغفا‬ ‫والليل ‪....‬‬ ‫يلملم منديلو‬ ‫والفجر ‪ ...‬يمد مد بخيُوطو‬ ‫والصُّبحُ ‪ ..‬يجهجه بالعالي‬ ‫والناس ‪...‬‬ ‫تنام بستر اهلل‬ ‫***‬ ‫فجأة ! ! ‪...‬‬ ‫تغير وجه الكون‬ ‫تغير ‪ ...‬وجه الكون‬ ‫بلحظه‬ ‫عادْ الليل ‪ ..‬وذبح الفجر‬ ‫والفجر ‪ ...‬تشحط بالدم‬ ‫وانصبغت ‪...‬‬ ‫ُكل الساحات‬ ‫جايي التنين‬ ‫من البحر‬ ‫من البحر المتوسط‬ ‫جايي‬ ‫تنين البحر المتوسط‬ ‫يفرغ سمو بالساحات‬ ‫ويزرع باألرض‬ ‫الويالت‬ ‫***‬ ‫قلب وعين ‪ ..‬وثلث ايدين‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫جول جمال ‪1960 - 1932‬‬

‫‪13‬‬


‫�شو هي احلرية يلي بدي ياها؟‬

‫ليلى العودات‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫لدى البعض صورة مغلوط��ة عن نتائج الوصول للحرية التي‬ ‫نطال��ب به��ا‪ ،‬يتخيل��ون الحر ه��و المناضل الواعي أو الش��يخ‬ ‫العقالني أو الثائر أو الش��اعر‪ ،‬يبتسمون ألن هؤالء "بتلبقلهم‬ ‫الحري��ة"‪ ..‬الحقيق��ة أن الحري��ة المطلقة هي له��ؤالء وكذلك‬ ‫للداعي��ة التكفي��ري والمري��ض النفس��ي واألزع��ر والش��بيح‬ ‫والوصول��ي والمنافق وكل اللي "ما بتلبقله��م الحرية" أيضًا‪.‬‬ ‫إذا كن��ت تري��د الحرية لك وألمثالك فقط فتذكر أن آل األس��د‬ ‫والحثالة من أمثالهم كانوا أحراراً في سورية ألربعين عام‪ ..‬ال‬ ‫حاجة لثورة لنزيح الواقع قلي ًال‪.‬‬ ‫كل األم��ل أن جي ًال قادماً من األحرار س��يفكر أكثر ويكره أقل‬ ‫ويحلم بما هو أبعد من الحدود وأهم من الرغيف‪.‬‬

‫عطا العطا كامل‪‎‬‬

‫س��وريا القادم��ة‪ ..‬في س��وريا الت��ي نعمل من أجله��ا ال نريد‬ ‫فيه��ا مكان ألي أقلية أبدا‪ ،‬وال ألكثرية طبعا‪ ،‬ما نريده هو بلد‬ ‫تحتض��ن كل من لديه انتماء حقيقي لهذا البلد‪ ،‬وطن ننس��ى‬ ‫في��ه أننا طوائ��ف وجماعات‪ ،‬وطن يعتز في��ه الجميع باالنتماء‬ ‫واإلخ�لاص وكل يم��ارس طقوس��ه أينم��ا وكيفما ش��اء‪ ،‬ألن‬ ‫الطائفية والمناطقية هي أمراض تتفش��ى في ظروف صعبة‬ ‫تم��ر بها مجتمع��ات ولو كانت عريقة وكريم��ة ومن واجبنا أن‬ ‫نعم��ل حثيث��ا على بث روح التف��اؤل ومجاري��ة البغضاء ألجل‬ ‫سوريا حرة كريمة لجميع أبنائها‪.‬‬

‫يحيى جابر‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫كل نظام مدمن على الدماء‪ ..‬س��يموت نتيجة ش��فطه جرعة‬ ‫زائدة من دم الشعب‬

‫نورا مراد‬

‫صديقي البعيد (المغترب)‪ :‬بعرف أنك خايف عليي وعلى البلد‬ ‫من الكيماوي‪ ..‬بس يعني بدل ما تخوفني أكتر مما أنا خايفة‪،‬‬ ‫وتولعه��ا أكتر ما هي ولعانة‪ ..‬غم��ض عيونك وبعتلي جرعة‬ ‫إيجابية‪ ..‬خفف عن��ي‪ ..‬كون معي موعليي! ألنو الصديق عند‬ ‫الضيق‪ ..‬من بعد اذنك!!‬

‫عهد زرزور‬

‫ف��ي ثقافة غريبة منتش��رة بالمنطقة العربية‪ ،‬ثقافة نش��أت‬ ‫على أس��اس "أنتم األعلون" بس مو األعلون على العدو‪ ،‬أنتم‬ ‫األعل��ون عل��ى كل من ال يتب��ع منهاجك‪ ،‬األعل��ون على اآلخر‬ ‫المختلف‪ ،‬ليس س��ببها االستبداد بقدر ما هو زعزعة بالهوية‬ ‫والثقة بالنفس‪ ،‬فمن لي��س لديه المنهج الجدي الذي يُحترم‬ ‫س��يضر بالضرورة لكي يتعام��ل مع اآلخر المختل��ف بدونيّة‬ ‫ك��ي يظهر أنه األعل��ى حقاً‪ ،‬الحقيقة ثقاف��ة تحتاج إلى إعادة‬ ‫نظر داخل النف��وس!‪ ..‬ألنه ال يمكن بناء مجتمع يخلق ويجدد‬ ‫ذات��ه بثقافة الح��وار بوجود هذه الثقاف��ة الموازية‪ ،‬في فكرة‬ ‫أنت��م األعلون ينش��أ دائماً طرفان أحدهم يظ��ن أنه الحقيقة‬ ‫المطلقة‪ ،‬وليس هناك حقيقة مطلقة حاليًا إال الثورة!‬

‫�آية الأتا�سي‬

‫التش��بيح ظاه��رة ال تقتصر عل��ى المواالة‪ ..‬للثورة ش��بيحيها‬ ‫المحترفي��ن أيضًا‪ ..‬تربوا وترعرعوا في أجهزة الدولة وتعلموا‬ ‫التش��بيح وقلة األخ�لاق في مؤسس��اتها اإلعالمية‪" ..‬ش��بيح‬ ‫الثورة" حكم البابا و"ش��بيح النظام "شريف شحادة" مثال حي‬ ‫ووجهان متشابهان لعملة واحدة‪ ..‬فتشابهما ليس في الشكل‬ ‫الخارج��ي فقط ب��ل ف��ي التعفن الداخل��ي وانع��دام الضمير‬ ‫واألخالق!‬

‫‪‎‬حممود حممود‪‎‬‬

‫ال تحتاج الثورة أن نؤيدها فحسب بل تحتاج ألن نحبها‪ ..‬تحتاج‬ ‫أن نحب البلد فيها كي نداري أخطاءها ونتمسك بأهدافها‪.‬‬

‫بدي يصير عنا أزمة سياسية‪..‬‬ ‫اي أزمة سياس��ية‪ ،‬بين مجلس الش��عب والحكومة وبين رئاس��ة الجمهورية‪ ،‬أو بين السلطات‬ ‫التش��ريعية والتنفيذية‪ ،،‬بدي يصير ش��ي يختلفو كلياتن عليه‪ ،‬ويقعدوا س��وا يتناقشو ويتحاججوا‪،‬‬ ‫قدام كل وس��ائل اإلعالم‪ ،‬والناس تش��وف كل ش��ي‪ ،‬وكل حدا يجيب القوانين والتشاريع يلي بتأيد‬ ‫رأيو‪ ،‬وآخر ش��ي القان��ون هو يلي إلو كلمة الفصل‪ ،‬وهو يلي يقول مي��ن الصح‪ ،‬وكلن يلتزمو فيه‪..‬‬ ‫وتنحل األزمة على هاد األساس‪..‬‬ ‫خريج جامعي عاطل عن العمل‬ ‫ ‬

‫رزان غزاوي‬ ‫ال تعرف��ون اس��مي ول��م تش��اهدوا ص��وري على الشاش��ات‬ ‫الصاخبة أبداً‪ ..‬عائلتي فقط تحترق بصمتٍ لغيابي‪.‬‬ ‫أنــــــا المعــتــقــــل‪..‬‬

‫م�صطفى علو�ش‬

‫غير صحي��ح أن النظام يحارب الس��وريين برغيف الخبز‪ ..‬كل‬ ‫ما ف��ي األمر أنه اضطر إللغ��اء العقد الذي أبرم��ه معهم منذ‬ ‫أربعين س��نة‪ ..‬والذي يبيعهم بموجب��ه الخبز المدعوم مقابل‬ ‫الحرية والكرامة‪..‬‬

‫هاال العبد اهلل‬

‫الل��ي صاي��ر انو الث��ورة الس��ورية عندها فرص أن تس��تفيد‬ ‫من اس��تمرار ثورة مص��ر وتونس ولكن المصيب��ة أن النظام‬ ‫التونس��ي والمص��ري يس��تفيد م��ن عن��ف وهمجي��ة النظام‬ ‫السوري‪..‬‬

‫متام تالوي‬

‫الغدد الزهمية في جس��م اإلنس��ان تقع ف��ي اإلبطين والعانة‬ ‫وتطل��ق م��واد كيماوي��ة تس��مى الفرمون��ات (أو هرمون��ات‬ ‫الحب) وهذه المواد هي المس��ؤولة عن س��ر التجاذب الجنسي‬ ‫بين البش��ر‪ ..‬الش��عب الس��وري في النهاية س��يضرب سوريا‬ ‫بالكيماوي‪ ..‬سيضربها بكيمياء الحب‪..‬‬

‫�إياد عما�شة‬

‫ل��و تكتف روس��يا بحماي��ة الف��ودكا‪ ،‬وتترك موض��وع حماية‬ ‫األقليات للسوريين والشعب السوري‪..‬‬

‫علي ديوب‬

‫ال تجعل��وا م��ن حلب "غ��زة" المحاص��رة‪ ،‬المعاقب��ة بالتجويع‪.‬‬ ‫افتحوا آذانكم‪ :‬ستحاسبون إن خذلتم حلب‬

‫‪‎‬عادل حممود‪‎‬‬

‫من يهدم دمشق‪ ..‬ال يفهم الفلسفة البسيطة‪ ..‬من يطلق نار‬ ‫مسدسه على الجغرافيا‪ ..‬يطلق التاريخ نار مدافعه عليه‪..‬‬

‫�سهى رحال‬

‫قبل أس��بوع كانت تحدثني بتبجح ونظرة العارف بالشيء تلك‬ ‫الس��يدة التقدمية القادمة لتوها من س��وريا‪ :‬أنتم ال تعرفون‬ ‫ش��يء وال يجوز أن تتهموا النظام بكل شيء‪ ..‬الواقع انه الحق‬ ‫عل��ى الطرفين وكالهما أوس��خ من بعض‪ ..‬ه��ي من جماعة‬ ‫الحوار كوها‪ ..‬اللهم ال ش��ماتة ولكن غيابها أمس عن س��هرة‬ ‫نسائية كان بسبب ارتفاع ضغطها لخبر وصلها أن ابنها الشاب‬ ‫المقيم في إحدى مدن الساحل اللي ما عندن شي طاول طاول‬ ‫قد اعتقل��ه النظام أمس م��ع مجموعة من الش��باب‪ ..‬اتصلت‬ ‫لالطمئن��ان عليها وأول جملة س��معتها‪ :‬اهلل يخرب بيتو ما عاد‬ ‫ينقل��ع ويخلصنا!!‪ ..‬هل من الضروري أن يعتقل عزيز لكم أو‬ ‫يستشهد ابنكم أو تهد قذائف النظام بيتكم لتكونوا على قدر‬ ‫أدنى من األخالق بعدم مساواة القاتل مع القتيل؟؟؟‬

‫ن�صري حجاج‬ ‫كفلس��طيني أنا مع الش��عب المصري في نضاله بالوسائل التي‬ ‫يختارها من أجل حريته ومع الش��عب التونس��ي في كفاحه الذي‬ ‫يبدعه من اجل الحرية ومع الشعب السوري في حربه بكل الطرق‬ ‫المتاحة له من أجل الحرية وأنا اعلم أن هناك مصريين ليسوا مع‬ ‫الش��عب السوري وان هناك تونس��يين ليسوا مع الشعب السوري‬ ‫ولكنهم مع الش��عب الفلسطيني بال ش��روط في نضاله من اجل‬ ‫حريته القصوى وأنا أقول من كان مع الش��عب الفلس��طيني ال بد‬ ‫وان يكون مع الش��عب الس��وري فحرية فلس��طين س��تقترب من‬ ‫الواقع الساطع حين ينتصر الشعب السوري ويحقق حريته‪.‬‬

‫�إميان جان�سيز‬

‫داخل الحصة اليوم‪ ..‬كان ثمة مؤامرة‪ ..‬السؤال األول‪ :‬ضع تاء‬ ‫مربوطة أو مفتوحة في الفراغ‪ ..‬بدأت بالكتابة على السبورة‪..‬‬ ‫وصل��ت إلى الكلمة األخيرة (حري‪ ..)..‬أحسس��ت وأنا أضع التاء‬ ‫المربوطة باللون األحمر كمن يكشف الغبار عن كنز مدفون‪..‬‬ ‫أقس��م أنني ش��عرت عند اكتمال الكلمة أن شمساً أشرقت في‬ ‫روحي‪ ..‬لم أتجرأ أن أتحدث عنها‪ ..‬كمن يخش��ى افتضاح سر‪..‬‬ ‫شعرت للحظة أنها تخصنا نحن السوريين فقط‪ ..‬رغم إيماني‬ ‫بها قمحاً لكل الجائعين‪ ..‬السؤال الثاني هات مترادفات لكلمة‬ ‫العنفوان‪ ..‬صمت للحظات‪ ..‬انفلت خاللها حبل الجلبة والثرثرة‬ ‫داخل الفصل وبدأت أس��تحضر أسماء المدن السورية وأسماء‬ ‫الشهداء‪ ..‬ومع كل اسم ألتقط واحداً من المترادفات‪ ..‬حمص‪:‬‬ ‫الش��موخ‪ ..‬درعا‪ :‬الرفعة‪ ..‬دمش��ق‪ :‬اإلباء‪ ..‬حل��ب‪ :‬العزة‪ ..‬دير‬ ‫ال��زور‪ :‬الكرام��ة‪ ..‬إدلب‪ :‬األنف��ة‪ ..‬حماة‪ :‬الكبري��اء‪ ..‬البوكمال‪:‬‬ ‫الش��مم‪ ..‬رن الجرس‪ ..‬وأنا هائمة في س��حر هذه المترادفات‬ ‫التي لم تتسع لكافة المدن السورية‪ ..‬كان ثمة مؤامرة حقًا‬

‫غ�سان يا�سني‬

‫ش��و قصة هالخطوط الحمر يا جماعة من سنتين صاروا شي‬ ‫ألف خط من حماة إلى الكيماوي‪ ..‬ش��كلها هالخطوط أرفع من‬ ‫خط السترينغ‪..‬‬

‫را�شد عي�سى‬

‫رائعة تلك الصورة لشاعر يحوم وحيداً في أحياء دمشق‪ ،‬الحزينة‪،‬‬ ‫المعتم��ة‪ ،‬الباردة‪ ،‬والمه��ددة بالموت في كل لحظ��ة هذه األيام‪.‬‬ ‫ش��يء ما يذ ّكر‪ ،‬بالملك لير في قلب العاصفة‪ ،‬أو المسيح يبلسم‬ ‫ج��راح الفقراء‪ ..‬لكن الصورة تصبح ش��يئًا آخ��ر تماماً حين نعلم‬ ‫أن الش��اعر‪ ،‬في حومان��ه ذاك‪ ،‬يعوّل على رفقة "الش��باب" على‬ ‫الحواج��ز‪ ،‬الذين غالبًا ما يبتس��مون لمرآه‪ ،‬فاس��حين له الطريق‬ ‫دائمًا وأبداً‪ ..‬نعرف جيداً انك اآلن مَلكُ المدينة أيها الشاعر‪.‬‬

‫‪‎‬م�صطفى حديد‪‎‬‬

‫يذكر المؤرخ "عبد اهلل حنا" أن قافلة النبك تنقل البضائع أيام‬ ‫الس��لطنة العثمانية من أطراف الع��راق والجزيرة واألناضول‪،‬‬ ‫كانت منظمة جيداً ومحروس��ة ومرهوب��ة الجانب‪ ،‬وقلما جرؤ‬ ‫اللصوص وقطاع الطريق على التعرض لها‪.‬‬

‫عادل املتني‬

‫كي��ف س��نميز رائح��ة الكيم��اوي‪ ،‬وم��ا ف��ي دمش��ق س��وى‬ ‫الياسمين!!؟‬

‫بلديات‬

‫(‪)1‬‬ ‫ما يميز هذا الش��هر في دمشق باللذات كثرة‬ ‫الخطف إلى درجة أن الكثير من تجار الميدان‬ ‫والحريقة والجس��ر األبيض وعدة مناطق في‬ ‫دمش��ق صارت تتجنب الخروج في س��ياراتها‬ ‫الش��خصية واس��تعاضوا عنه��ا بالتاكس��ي‬ ‫العادي��ة وتجنبوا الكثير منهم الظهور في أي‬ ‫مكان عام وباللذات مساءا‬ ‫وق��د تم خطف الكثير من التجار مقابل أموال‬ ‫نقدية تتراوح بين ‪ 25‬مليون و‪ 50‬مليون‬ ‫المه��م أن بعض الحوادث ق��ام بها عمالهم‪،‬‬ ‫وبعضها قام به��ا زبائنه��م وبعضها قادها‬ ‫ضباط في الجوية والمخابرات‪ ،‬وبعضها ادعى‬ ‫أنهم من عناصر الجيش الحر‪.‬‬ ‫وخراب يا بلد‪..‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ضابط ومعاونه مس��ؤالن عن نقطة تفتيش‬ ‫مهمة في دمش��ق تم اعتقال��ه بتهمة خطف‬ ‫رجال أعمال باسم الجيش الحر‪ ،‬وبعد أن قدم‬ ‫كشف حس��اب بالمبالغ وتقاسمهم معه الفرع‬ ‫المذكور وضباطه عادا إلى ممارس��ة عملهما‬ ‫الس��ابق بكل رياحة مقابل نس��بة مئوية عن‬ ‫كل صفقة‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ضاب��ط كبير م��ن األولوية الت��ي هربت إلى‬ ‫تركيا قبل ش��هر كان يبيع الس�لاح والذخيرة‬ ‫لكل من يدفع‪ ،‬ث��م يتفق مع عدة عناصر من‬ ‫احد كتائ��ب الجيش الحر فيقوم��ون باقتحام‬ ‫احد مخازن الس�لاح لديه��م وتصويرها فيدو‬ ‫عل��ى أنها كتيب��ة تم تحريرها ث��م يقبضون‬ ‫م��ن جهات خليجية مبالغ كبي��رة مقابل ذلك‬ ‫ويشاركهم فيها اللواء أيضا‪.‬‬ ‫بع��د عدة أيام تق��وم عناصر الل��واء بتصوير‬ ‫فيدي��و تطهي��ر الكتيب��ة م��ن اإلرهابيي��ن‬ ‫وتعرض على قناة الدنيا‬ ‫وتذهب الس��رقات هباء ويستفيد اللواء مبلغا‬ ‫آخر ويا دار ما دخلك شر‪.‬‬ ‫وآخر صفقة عملها هذا الل��واء مع المخابرات‬ ‫التركي��ة حي��ث باعه��م مواق��ع الكثي��ر من‬ ‫الصواريخ الس��ورية ذات الم��دى الذي يهدد‬ ‫تركي��ا‪ ،‬مقابل مبل��غ محدد وتأمي��ن تهريبه‬ ‫وعائلته وإقامة تركية لهم‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫م�لازم أول ف��ي المخاب��رات العس��كرية من‬ ‫طرط��وس‪ ،‬كان على حاجز قريب الس��ومرية‬ ‫وأوق��ف س��يارة عس��كرية محمل��ة بأغراض‬ ‫مس��روقة وأحالها مع عناصره��ا إلى التحقيق‬ ‫بتهمة سرقة أغراض مواطنين‪ ،‬هدده من في‬ ‫السيارة بالذبح‪،‬‬ ‫ف��ي الي��وم التال��ي اختف��ى الضاب��ط وعثر‬ ‫عل��ى جثته بعد ثالث��ة أيام في اح��د مناطق‬ ‫المعضمية‪ ،‬وصار اس��مه على ع��دة صفحات‬ ‫ثورية وكتبوا عليها تم الدعس على الش��بيح‬ ‫األسدي‬ ‫ضحية أخرى للشعب السوري الشريف‪.‬‬ ‫أحمد حسن‬


‫يف القاع ‪� ..‬سنتان‬ ‫يف �سجن تدمر‬ ‫ال�صحراوي‬

‫خالد فاضل إسالمي سوري منتمي لجماعة اإلخوان المسلمين و قد‬ ‫سجن في الفترة ما بين عامي (‪1982 - 1980‬م)‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫كتاب العدد‪:‬‬

‫أذي��ع كت��اب خال��د فاض��ل (ف��ي الق��اع‪ ..‬س��نتان في س��جن تدمر‬ ‫الصح��راوي) أوال في حلقات صوتية على إذاعة صوت المجاهدين (إذاعة‬ ‫التحالف الوطني لتحرير سوريا) في ‪ 101‬حلقة ليتم نشره فيما بعد في‬ ‫ه��ذا الكتاب (‪ ،)1985‬و قد جاءت هذه الش��هادة تلبية لوصية إخوانه في‬ ‫السجن و إليصال صوتهم إلى العالم كما يقول خالد‪.‬‬

‫التوجه��ات اإليديولوجي��ة للنظ��ام فإن‬ ‫هن��اك تفضي� ً‬ ‫لا لرج��ال الدي��ن ع��ن‬ ‫اإلسالميين المس��لحين فهم ال يتبعون‬ ‫نف��س المنه��ج‪ ،‬ألن قلق رج��ال الدين‬ ‫قائ��م وقب��ل كل ش��يء عل��ى مناطق‬ ‫حريته��م الالزمة لممارس��ة نش��اطهم‬ ‫الدين��ي ولي��س الوصول إلى الس��احة‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫نج��ح النظ��ام في تروي��ض رجال‬ ‫الدي��ن ف��ي الوق��ت الت��ي وقع��ت في��ه‬ ‫االضطراب��ات الت��ي أحدثه��ا متظاهرو‬ ‫الربيع العربي منذ منتصف آذار ‪،2011‬‬ ‫والت��ي قمع��ت بعن��ف وتفش��ت كذلك‬ ‫االحتجاج��ات ف��ي مختلف أنح��اء البالد‪.‬‬ ‫وإذا كان بع��ض رجال الدي��ن قد لعبوا‬ ‫ال��دور المتوق��ع منهم من قب��ل النظام‬ ‫ف��ي إدان��ة الفتن��ة التي تمث��ل التحدي‬ ‫األكب��ر بوص��ف م��ا يح��دث ه��و نتيجة‬ ‫ألصاب��ع خارجي��ة ومؤام��رات فإنه كان‬ ‫هناك العديد من المس��اجد التي أهدت‬ ‫المتظاهري��ن صفوفها األولى من أجل‬ ‫التجم��ع وحت��ى ل��و أن النظ��ام قد نجح‬ ‫وبس��رعة ف��ي القض��اء على ه��ذا عن‬ ‫طريق اس��تخدام التدابي��ر األمنية‪ .‬فإن‬ ‫رج��ال الدي��ن في دمش��ق مهووس��ون‬ ‫بالروح الحقيقية للثورة بحسب الكاتب‪.‬‬ ‫وم��ع ذلك فإنه نظ��راً لما تتعرض‬ ‫له البالد اآلن من ش��به حرب أهلية فإن‬ ‫كب��ار رجال الدي��ن قد التزم��وا الحيطة‬ ‫والح��ذر والترقب ف��ي الوقت الذى ظهر‬ ‫في��ه هذا الكتاب‪ .‬ويرى بيرييه أن رجال‬ ‫الدي��ن الب��د وس��يخرجون فائزين في‬ ‫كل األح��وال‪ ،‬فل��و بق��ى النظ��ام قائما‬ ‫فلن يكون أمامه س��وى خيار واحد وهو‬ ‫تعزيز تحالفه مع رج��ال الدين وإعطاء‬ ‫الكثير من التعهدات لهم‪ .‬أما إذا س��قط‬ ‫النظ��ام ف��إن رج��ال الدي��ن س��يجدون‬ ‫لهم مكان��ًا في النظ��ام الجديد بعد أن‬ ‫عان��وا طيلة نصف قرن م��ن أن الحزب‬ ‫األوح��د لم يت��رك لهم مس��احة التعبير‬ ‫كشخصيات مرجعية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كتابنا اليوم أطروحة لنيل ش��هادة‬ ‫الدكت��وراه أعده��ا الباح��ث البلجيك��ي‬ ‫توم��اس بيربيه المراق��ب المتخصص‬ ‫ف��ي األوض��اع السياس��ية والدينية في‬ ‫سوريا منذ س��نوات عديدة‪ ،‬وهو يعمل‬ ‫حالي��ًا كمحاض��ر ف��ي جامع��ة «إدنبرة‬ ‫« وأح��د المتخصصي��ن ف��ي ش��ئون‬ ‫الفرانكفونية في سوريا‪.‬‬ ‫يبح��ث الكت��اب ف��ي دور الدوائ��ر‬ ‫اإلس�لامية ورج��ال الدي��ن ف��ي تاريخ‬ ‫س��وريا إب��ان الحقب��ة المعاص��رة‬ ‫وعالقتهم بالنظ��م المتعاقبة خصوصًا‬ ‫عائل��ة األس��د‪ .‬ولع��ل التعري��ف به��ذه‬ ‫القصص والتي يس��ردها بيرييه حتى‬ ‫بداي��ات الثورة الس��ورية من ش��أنه أن‬ ‫يجع��ل التحلي��ل المس��تقبلي لتط��ور‬ ‫األوضاع في سوريا أمراً سه َال‪.‬‬ ‫بش��كل خ��اص‬ ‫والكت��اب يعن��ى‬ ‫ٍ‬ ‫برجال الدين السنة وعالقتهم بالنظام‬ ‫وبالمصال��ح االقتصادي��ة والتجاري��ة‬ ‫للعاصمتي��ن حل��ب ودمش��ق ويصفهم‬ ‫الكات��ب تارة بأنهم علم��اء وتارة بأنهم‬ ‫رجال دين علمانيون وتارة بأنهم فقهاء‬ ‫ويؤكد على القواس��م المش��تركة بين‬ ‫ً‬ ‫خاص��ة أنه ومن‬ ‫علماء دمش��ق وحل��ب‬ ‫بي��ن علم��اء الس��نة الس��وريين قليلة‬ ‫هي الوجوه التي تتمتع بس��معة وطنية‬ ‫حقيقية‪.‬‬ ‫ويع��ود بنا إلى التغي��ر الجذري في‬ ‫عالقة البعث مع رجال الدين مع استالم‬ ‫حاف��ظ األس��د للس��لطة‪ ،‬فبع��د منهج‬ ‫عدائي وإقصائي متطرف مارس��ه تيار‬ ‫ص�لاح جديد ضد رج��ال الدين أدى إلى‬ ‫مواجه��ات كادت ت��ودي بحك��م البعث‪،‬‬ ‫عمد األس��د إلى عقد صفق��ة مع رجال‬ ‫الدين والدمش��قيين خاصة‪ ،‬وبقي هذا‬ ‫الحل��ف ثابت��اً حتى م��ع ح��راك اإلخوان‬ ‫المسلمين الملح في الثمانينات‪.‬‬ ‫بينم��ا يختلف المش��هد ف��ي حلب‪،‬‬ ‫فهناك إقص��اء للمش��هد الديني وغياب‬

‫للعلم��اء البارزي��ن نتيج��ة السياس��ة‬ ‫والقمع البعثي‪ .‬ووفق اس��تنتاج بيرييه‬ ‫فإن تأثير رج��ال الدين العلمانيين على‬ ‫المجتم��ع الس��وري قد زاد حي��ث يقول‪:‬‬ ‫«إنهم س��يكونون في النهاية أيضاً من‬ ‫ضمن أولئ��ك الذين س��يقررون مصير‬ ‫عائل��ة األس��د الحاكم��ة والت��ي أقام��وا‬ ‫معه��ا عالقة «ش��راكة غامض��ة»‪ .‬لقد‬ ‫اس��تفاد علماء السنة من قطيعتهم مع‬ ‫اإليديولوجية البعثية للنظام الس��وري‬ ‫أكثر من اس��تفادتهم من القضاء على‬ ‫جماعة اإلخوان المسلمين‪.‬‬ ‫وكم��ا يق��ول بيرييه ف��إن النظام‬ ‫الس��وري برغم سيطرة األقلية العلوية‬ ‫علي��ه ومناداتها بإيديولوجي��ة علمانية‬ ‫كان ق��ادراً عل��ى التغل��ب إل��ى ح��د م��ا‬ ‫عل��ى مش��كلته م��ع الش��رعية الدينية‬ ‫ل��دى الس��نة بفض��ل عالق��ات التعاون‬ ‫مع الجه��ات الدينية الفاعل��ة والموثوق‬ ‫به��ا من قب��ل ع��دد كبير من مس��لمي‬ ‫س��وريا‪ .‬وقد ح��اول النظام الس��وري ‪-‬‬ ‫بطريق��ة أو بأخ��رى ‪ -‬خش��ية مواجهة‬ ‫العواقب السياسية المحتملة دعم إعادة‬ ‫األس��لمة‪ .‬االجتماعية من خالل معاهد‬ ‫األسد لتحفيظ القرآن وتيار القبيسيات‪،‬‬ ‫الحت��واء التي��ار الديني وضب��ط إيقاعه‬ ‫بحي��ث ال يتخط��ى م��ا تبغيه الس��لطة‬ ‫الحاكمة‪.‬‬ ‫فم��ع التمرد اإلس�لامي ال��ذى وقع‬ ‫بين عامي ‪ 1982 - 1979‬وضع النظام‬ ‫ح��دوداً قاس��ية للنش��اطات الديني��ة‬ ‫في ب��ادئ األم��ر م��ع إعط��اء تفويض‬ ‫إدارة األم��ور الديني��ة لرج��ال الدي��ن‬ ‫العلمانيي��ن» بحس��ب تعبي��ر الكاتب «‬ ‫والذي��ن أثبت��وا والءهم للحاك��م‪ .‬ومنذ‬ ‫منتص��ف أع��وام ‪ ،1990‬ظه��رت حرية‬ ‫نس��بية تس��مح بوجود وجوه سياس��ية‬ ‫أكثر اس��تقاللية في األفق العام‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من االجتثاث شبه الكامل للجناح‬ ‫الس��لفي‪ ،‬فإنه مثله ف��ي ذلك مثل كل‬ ‫ال��دول العربي��ة توغل��وا ف��ي المجتمع‬

‫الس��وري عبر مختلف القنوات بما فيها‬ ‫القنوات الفضائية وذلك لنش��ر وجهات‬ ‫نظر مختلفة عن الس��لطة والش��رعية‬ ‫والحاكمية واستقطبوا عددا من الشبان‬ ‫ذوي السوية المادية والعلمية العليا من‬ ‫ً‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫أبناء المدن‬ ‫ف��ي تل��ك األثن��اء كانت األوس��اط‬ ‫الس��نية الس��ورية تق��اوم الدع��وات‬ ‫اإلصالحية من التي��ارات المختلفة مثل‬ ‫التيار الس��لفي وظلت مرتبطة بش��كل‬ ‫كبير بمختلف مدارس اليمين التقليدي‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك ظلت الصوفية في‬ ‫س��وريا تنحص��ر داخل ح��دود المذهب‬ ‫الس��نى‪ .‬ولم يكن أحد من ضمن رجال‬ ‫الدي��ن ينزع إل��ى تيار العلماني��ة أو أية‬ ‫تيارات أخ��رى‪ .‬في ذلك الوق��ت ال تزال‬ ‫الصوفي��ة غي��ر مبالي��ة باالنتق��ادات‬ ‫الس��لفية‪ .‬وقد أورد بيريي��ه العديد من‬ ‫األمثل��ة الدالة عل��ى حال��ة التكيف من‬ ‫الطق��وس الصوفي��ة وكأنم��ا أراد أن‬ ‫يدافع عن نفسه‪.‬‬ ‫يص��ف الكات��ب تط��ور المواق��ف‬ ‫السياسية بين رجال الدين السوريين إذ‬ ‫يقول‪ :‬أنه مع بداية عام ‪ ،2006‬وبسبب‬ ‫اإلعجاب الشديد بحركة «حماس» التي‬ ‫كان النظ��ام الس��وري يمث��ل الداع��م‬ ‫الوحيد لها ف��إن العديد من رجال الدين‬ ‫قد انتهجوا استراتيجية احترام النظام‪.‬‬ ‫أما محاوالت التقريب بين النظام ورجال‬ ‫الدين العلمانيين فقد شجع رجال الدين‬ ‫على انتقادهم للعلمانية‪ ،‬ولم يمر ذلك‬ ‫بالطب��ع دون وقوع بع��ض االحتكاكات‬ ‫ألن هذه المواقف العلمانية قد انتهجتها‬ ‫أيضا بعض الوكاالت التابعة للدولة‪.‬‬ ‫واعتب��اراً من ع��ام ‪ ،2008‬ظهرت‬ ‫رغب��ة جامح��ة ف��ي إح��كام الس��يطرة‬ ‫عل��ى المجال الديني ودم��ج العلماء في‬ ‫البيروقراطية‪.‬‬ ‫وبش��كل عام وكما يش��ير بيرييه‬ ‫فإن��ه حت��ى ف��ي وج��ود اخت�لاف م��ع‬

‫ياسر مرزوق‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫توما�س بريييه‪:‬‬ ‫البعث والإ�سالم فـي �سوريا‬

‫‪15‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫خراف��ة دع��م الغ��رب‬ ‫و�أمريكا للدميوقراطية‬ ‫يف البالد العربية‬ ‫آكاسيا العاصي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )65‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫بع��د عامين من العق��اب الدامي‬ ‫للشعب الس��وري المطالب بالحرية‪،‬‬ ‫والمماطل��ة الدولي��ة‪ ،‬بات الس��وري‬ ‫قاب� ً‬ ‫لا لتصدي��ق كل الخراف��ات‬ ‫الت��ي ابتدعه��ا العق��ل البش��ري‪ ،‬ما‬ ‫ع��دا خراف��ة دع��م الغ��رب وأمي��ركا‬ ‫للديموقراطي��ة في البالد العربية‪ .‬ال‬ ‫نشك بأن الربيع العربي الذي بدأ في‬ ‫تونس كان وباال على الغرب وأميركا‬ ‫قبل أن يك��ون كذلك عل��ى الطغمة‬ ‫الحاكمة في البالد العربية‪.‬‬ ‫فإذا كانت أمي��ركا والغرب قبلوا‬ ‫عل��ى مض��ض الثورتين التونس��ية‬ ‫والمصري��ة‪ ،‬وادخلوا عملي��ة التغيير‬ ‫ف��ي مخ��اض عس��ير‪ ،‬فإن��ه س��ارع‬ ‫إلطف��اء الن��ار اللبيب��ة حرص��ا على‬ ‫مناب��ع النفط‪ .‬لكن في س��وريا األمر‬ ‫مختل��ف‪ ،‬ويؤك��د م��ا قال��ه النظ��ام‬ ‫الس��وري صراح��ة على لس��ان وزير‬ ‫خارجيت��ه ولي��د المعل��م‪ ،‬ع��ن عدم‬ ‫وج��ود نف��ط ف��ي س��وريا لتموي��ل‬ ‫التدخ��ل الخارجي‪ .‬يض��اف إلى ذلك‬ ‫م��ا قال��ه رأس النظ��ام ع��ن تفجير‬ ‫المنطقة في حال سقوطه‪.‬‬ ‫آلي��ة تمرير المس��ألة الس��ورية‬ ‫ف��ي زواري��ب السياس��ة اإلقليمي��ة‬ ‫والدولي��ة بُ��دءاً م��ن اي��ران ومرورا‬ ‫بتركي��ا وروس��يا وم��ن ث��م أوروب��ا‬ ‫والوالي��ات المتحدة األمريكية‪ ،‬أثبتت‬ ‫أن كل تلك الدول وليس فقط إيران‬ ‫وروس��يا‪ ،‬بل كلها يض��اف اليها دول‬ ‫عربية تتف��ق مصالحها مع بقاء هذا‬ ‫النظام‪ ،‬لكن أمام وحشيته المفرطة‬ ‫فض��ل فريق أوروب��ا وأميركا وتركيا‬ ‫والع��رب إصالحه أو اس��قاطه بإيجاد‬ ‫نسخة منقحة عنه‪ .‬أما الفريق اآلخر‬ ‫فتمس��ك ب��ه لقناعت��ه بع��دم وجود‬ ‫نسخة أخرى بديلة‪ .‬غير أنه مع ولوغ‬ ‫النظ��ام بدم الش��عب‪ ،‬فق��د الفريق‬ ‫األول األم��ل بإصالح النظام‪ ،‬وس��ار‬ ‫نحو إس��قاطه‪ ،‬لكن ليس قبل إيجاد‬ ‫بدي��ل‪ .‬أم��ا الفري��ق الثان��ي فانزاح‬ ‫موقفه نح��و التأكيد عل��ى اإلصالح‪،‬‬ ‫ومن ثم الحوار كس��بيل للدخول في‬ ‫عملية سياس��ية طويلة تمد في عمر‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫خالل عامين من القتل والمجازر‬ ‫والتدمير لم يحصل الس��وريون من‬ ‫الفري��ق الذي تق��وده أميركا س��وى‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫عل��ى عقوب��ات اقتصادي��ة خنق��ت‬ ‫الش��عب قبل النظ��ام‪ .‬وذلك كس��با‬ ‫للوق��ت ريم��ا يت��م تفصي��ل نظ��ام‬ ‫يتناس��ب والمعايي��ر الدولي��ة‪ ،‬وربما‬ ‫علين��ا أن ال ننس��ى أن األنظمة التي‬ ‫سقطت واآليلة للس��قوط جاءت من‬ ‫رح��م ث��ورات العس��كر وما س��بقها‬ ‫م��ن اضطرابات نجم��ت عن تعارض‬ ‫المصال��ح الدولي��ة أوال والضع��ف‬ ‫السياسي الداخلي ثانيًا‪ .‬وبعد تقلبات‬ ‫مري��رة تم‪ ‬تفصي��ل تل��ك االنظم��ة‬ ‫وبما يلبي مصال��ح كل األطراف عدا‬ ‫مصال��ح وتطلع��ات ش��عوبها‪ ،‬األمر‬ ‫الذي ت��م التعمي��ة علي��ه بزينة من‬ ‫الش��عارات المتصل��ة بقضايا تمس‬ ‫مش��اعر وعواطف األمة العربية‪ ،‬في‬ ‫مقدمته��ا قضية فلس��طين والتحرر‬ ‫من التبعية االس��تعمارية والس��يادة‬ ‫الوطنية‪ .‬وم��ع مرور الزم��ن وتغول‬ ‫االس��تبداد وأذرعه األمنية‪ ،‬اقتصرت‬ ‫الشعارات على تحقيق األمن واألمان‬ ‫وحس��ب‪ .‬وتح��ت ه��ذا الش��عار قتل‬ ‫وس��جن اآلالف عل��ى مرأى ومس��مع‬ ‫العال��م الديموقراط��ي‪ .‬وم��ن نافل‬ ‫الق��ول‪ :‬أن��ه ل��و ل��م تك��ن المصالح‬ ‫الدولي��ة متوافق��ة حول تل��ك األنظمة‬ ‫لما اس��تقرت خمس��ة عقود على عروش‬ ‫االستبداد‪.‬‬ ‫الس��ؤال ال��ذي يطرحه واق��ع الثورة‬ ‫السورية اآلن‪ ،‬ترى هل تغيرت المعادالت‬ ‫والمصال��ح الدولي��ة ف��ي المنطق��ة حتى‬ ‫تتغير معايير تفصي��ل األنظمة الحاكمة‬ ‫للمنطقة؟‬ ‫الواقع يش��ير إلى أن ش��يئا لم يتغير‬ ‫ف��ي المع��ادالت والمصالح الدولي��ة‪ ،‬وإذا‬ ‫كان هن��اك من يس��عى للتغيي��ر فلتكبير‬ ‫حصت��ه كأمي��ركا وأوروب��ا وتركي��ا‪ ،‬او‬ ‫لالحتفاظ بها كإيران وروس��يا‪ .‬في الوقت‬ ‫ال��ذي ط��رأ انقالب كبي��ر على الش��عوب‬ ‫العربية بعدم��ا فقدت قدرتها على تحمل‬ ‫النتائ��ج المجحف��ة لل��زواج الكاثوليك��ي‬ ‫بين االس��تبداد والفس��اد‪ .‬امر استشعرت‬ ‫إرهاصات��ه الدوائ��ر الدولي��ة منتص��ف‬ ‫التس��عينات وراحت تدفع بإتجاه استنسال‬ ‫نس��خة جديدة شابة محس��نة من قماشة‬ ‫االنظم��ة ذاته��ا‪ ،‬فدعم��ت التوري��ث ف��ي‬ ‫س��وريا‪ ،‬لتكون نموذجا في البالد العربية‬ ‫قاطب��ة‪ ،‬لكن ذلك لم ينجح في مصر‪ ،‬بل‬ ‫طف��ت عوام��ل الثورة على الس��طح كلما‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)37096‬‬ ‫دمشق‪2549 :‬‬ ‫ريف دمشق‪8479 :‬‬ ‫حمص‪7826 :‬‬ ‫درعا‪3779 :‬‬ ‫إدلب‪5610 :‬‬ ‫حلب‪5170 :‬‬

‫طرح��ت مس��ألة التوريث‪ ،‬واش��تعلت مع‬ ‫انطالق الش��رارة في تونس‪ .‬في س��وريا‬ ‫تمت تجرب��ة التوريث التي ج��اءت بنظام‬ ‫دكتات��وري محس��ن ش��كال‪ ،‬أي انفت��اح‬ ‫ظاهري يغطي على فس��اد متوحش في‬ ‫نه��ب مقدرات الب�لاد‪ ،‬لتتهي��أ كل عوامل‬ ‫انفجار ثورة ش��عبية‪ ،‬أو ثمارها اس��قاط‬ ‫خ��دع دع��م الديموقراطي��ات والحري��ات‬ ‫الت��ي يرف��ع لواءها الغ��رب وأمي��ركا في‬ ‫خطاباته��م الموجه��ة للش��عوب العربية‪.‬‬ ‫بل الكش��ف عن الس��قوط األخالقي لدى‬ ‫المجتمع الدولي‪.‬‬ ‫‪ ‬هنا نش��ير إلى الف��ارق بين الوضع‬ ‫الس��وري واألوض��اع ف��ي ال��دول األخرى‬ ‫فعدم تدخ��ل الجيش هناك ات��اح المجال‬ ‫للمن��اورات السياس��ية بقي��ادة المجتم��ع‬ ‫الدول��ي‪ ،‬وبما يعم��ي عن تخاذل��ه‪ .‬بينما‬ ‫في الوضع الس��وري وأمام تورط الجيش‬ ‫ف��ي القت��ل والتدمي��ر تع��رت السياس��ة‬ ‫الدولية تماما وظهرت بوضوح مس��اعيها‬ ‫الضمني��ة لتفكي��ك الث��ورة عب��ر دع��م‬ ‫تش��تيت المعارض��ة من خالل فت��ح الباب‬ ‫واس��عا لتدفق التمويل العش��وائي‪ ،‬وفي‬ ‫الوق��ت ذات��ه راح��ت تطال��ب الس��وريين‬ ‫بتوحي��د المعارض��ة‪ ،‬كش��رط لتقدي��م‬ ‫الدع��م السياس��ي‪ ،‬كما ت��م التعامي عن‬ ‫تدفق الس�لاح وفي الوقت نفس��ه تصدر‬ ‫تحذي��رات من وقوعها بين المتش��ددين!!‬ ‫كل ذل��ك بينم��ا آل��ة القت��ل المتوحش��ة‬ ‫بيد النظ��ام تدفع الس��وريين إلى اقصى‬ ‫ح��دود التط��رف‪ .‬حي��ال كل ذل��ك مك��ث‬ ‫المجتمع الدولي يلعب بالمسألة السورية‬ ‫وبالمعارض��ة‪ ،‬وكان كلم��ا كاد ان ينج��ح‬ ‫مس��عى التوحي��د ظه��ر من يفش��له‪ .‬وال‬ ‫ننسى أن تش��كيل المجلس الوطني دعا‬ ‫اليه المجتمع الدولي واعترف به الش��ارع‪،‬‬ ‫إال أن الغ��رب وأمي��ركا وبع��د مماطل��ة‬ ‫امت��دت نح��و ع��ام أعلنوا فش��له‪ ،‬ثم جاء‬ ‫تش��كيل االئتالف الوطني بتش��جيع أيضًا‬ ‫من الغ��رب وأميركا والقى أيض��ًا القبول‬ ‫من الث��وار عل��ى األرض‪ ،‬واعترف الغرب‬ ‫ب��ه إال ان أميركا لم تعت��رف به‪ ،‬وطالبته‬ ‫بإثبات قدرته على السيطرة على االرض‬ ‫وتقدي��م ضمان��ات!! أتبعته��ا األس��بوع‬ ‫الماض��ي بتصريح��ات تحذر م��ن وصول‬ ‫الس�لاح الكيماوي ليد االرهابيين‪ ،‬ووضع‬ ‫جبه��ة النصرة عل��ى قائمة االره��اب‪ .‬إذ‬ ‫لم تعد المس��ألة الس��ورية لديه��ا تعني‬ ‫دير الزور‪2997 :‬‬ ‫الرقة‪299 :‬‬ ‫السويداء‪126 :‬‬ ‫حماة‪3556 :‬‬ ‫الالذقية‪1194 :‬‬ ‫طرطوس‪390 :‬‬ ‫الحسكة‪315 :‬‬ ‫القنيطرة‪139 :‬‬

‫باي ش��كل وق��ف القتل بل ضم��ان عدم‬ ‫وصول سالح كيماوي لفصيل متشدد تم‬ ‫تس��جيل تواجده على االراضي السورية‪،‬‬ ‫وذل��ك طبع��ا حرص��ا على أمن إس��رائيل‬ ‫لي��س إال‪ ..‬تبع تل��ك التحذي��رات تصريح‬ ‫فرنس��ي عن التخوف من أن تكون الثورة‬ ‫الس��ورية ثورة متطرفين ورع��اع!! على‬ ‫أساس أن الثورة الفرنسية قام بها ملوك‬ ‫فرنسا ال رعاعها ومقهوريها‪.‬‬ ‫لكن ذل��ك إن عنى ش��يئا فهو يعني‬ ‫عمل أمي��ركا والغرب عل��ى تجميع أوراق‬ ‫كفيل��ة بتقيي��د اي نظ��ام بديل س��يأتي‬ ‫بع��د النظام القائم‪ .‬كما يعني أيضاً أنهم‬ ‫ليس��وا في عجلة م��ن امرهم ال يجاد حل‬ ‫للمسألة الس��ورية‪ ،‬على األقل ليس قبل‬ ‫التأكد من تدمير البالد بشكل كامل وتام‬ ‫وبعثرة مكون��ات المجتمع الس��وري على‬ ‫ي��د النظ��ام الراهن‪ ،‬وطرحها لالس��تثمار‬ ‫الدولي بكل مستوياته‪.‬‬ ‫ل��ذا ف��إن الع��بء األكب��ر يق��ع على‬ ‫القيادات السياس��ية الوطني��ة المعارضة‪،‬‬ ‫مطل��وب منها وبش��كل مل��ح التوقف عن‬ ‫التش��تت بين األطراف الدولية المتنازعة‪،‬‬ ‫أو تصدي��ق الوع��ود الكاذبة الت��ي يبذلها‬ ‫الغ��رب واألمريكي��ون بس��خاء‪ ،‬والت��ي ال‬ ‫ت��ؤدي لش��يء س��وى بعث��رة الصف��وف‪،‬‬ ‫وبقاءه��ا مرتهنة للخارج‪ .‬على المعارضة‬ ‫بكل أطيافها االلتفات إلى الداخل والعمل‬ ‫عل��ى رص الصف��وف وتنس��يق العملين‬ ‫السياس��ي والمسلح ضمن برنامج وطني‬ ‫توافق��ي‪ .‬يف��رض فرضا عل��ى المجتمع‬ ‫الدول��ي ويبط��ل مفاعي��ل الغام��ه الت��ي‬ ‫يزرعه��ا في طريق الثورة‪ .‬وهنا ال بد من‬ ‫التذكي��ر بالثورة الس��ورية الكبرى ‪1925‬‬ ‫ ‪ 1927‬الت��ي تتك��رر وقائعها اليوم على‬‫نحو مش��وه‪ ،‬ولنقرأ كيف أخمدتها سلطة‬ ‫االنتداب بالقوة وبالعمل السياسي‪ ،‬وعبر‬ ‫وتمكنت من ش��ق المعارض��ة عبر وعود‬ ‫الكاذبة كانت تبذل في لقاءات س��رية مع‬ ‫كل على ح��دى‪ ،‬ولم تنته الث��ورة إال وقد‬ ‫تحولت المعارضة الوطنيةإلى معارضات‬ ‫متنافس��ة‪ ،‬تتنازع على التمويل الخارجي‬ ‫وتخ��ون بعضها بعضًا‪ ،‬م��ا جعل الطريق‬ ‫لنيل االستقالل طويلة وشاقة‪.‬‬ ‫م��ا يج��ري الي��وم ع��ود على ب��دء‪..‬‬ ‫لكن يبدو أننا لم نأخذ من التاريخ س��وى‬ ‫الحمية الثورية‪.‬‬ ‫‪ 2797‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 1185‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 2603‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 6326‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 32760‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2012 / 12 / 16‬‬ ‫‪http://vdc-sy.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.