سوريتنا | العدد الثاني بعد المئة | 1 أيلول 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫ال�صليب الأحمر يتخوف من تفاقم امل�أ�ساة‬ ‫الإن�سانية يف �سوريا‬

‫ملف األخبار إعداد‪ :‬زليخة سالم‬

‫أعرب��ت اللجن��ة الدولي��ة للصلي��ب األحم��ر عن‬ ‫تخوّفه��ا م��ن التط��ورات األخي��رة في س��ورية بعد‬ ‫اس��تخدام األس��لحة الكيميائي��ة‪ ،‬وتفاق��م المأس��اة‬ ‫اإلنس��انية التي تنذر بعواقب وخيم��ة نتيجة نقص‬ ‫اإلمدادات الطبية والغذائية وارتفاع أعداد الالجئين‪.‬‬ ‫ودعت اللجنة إلى التقيد بالحظر التام الستخدام‬ ‫األس��لحة الكيميائي��ة‪ ،‬ألنه يش��كل انتهاكاً جس��يمًا‬ ‫للقانون الدولي اإلنساني‪.‬‬ ‫وق��ال رئيس بعث��ة اللجنة الدولية في س��ورية‬ ‫ماغني بارث‪" :‬لقد بلغت معاناة المدنيين في سورية‬ ‫الي��وم مس��تويات غي��ر مس��بوقة‪ ،‬وال تب��دو نهايتها‬ ‫قريبة‪ ،‬وفقًا للتقارير‪ ،‬حيث سقط حتى اآلن أكثر من‬ ‫‪ 100‬ألف ش��خص‪ ،‬ويموت المئ��ات غيرهم يومياً‪ ،‬أو‬ ‫ينازعون بسبب إصاباتهم‪ ،‬ويلتحق مئات األشخاص‬ ‫كل يوم بماليين السوريين النازحين داخل بالدهم‪،‬‬ ‫أو الباحثي��ن عن ملج��أ لهم خارجها‪ ،‬وم��ن المحتمل‬ ‫أن ي��ؤدي المزيد من التصعيد إل��ى نزوح أعداد أكبر‬ ‫وزيادة االحتياجات اإلنسانية الهائلة أص ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫وأض��اف بارث‪" :‬يوجد نقص ح��اد في اإلمدادات‬ ‫الطبي��ة الحيوية‪ ،‬والمواد الغذائي��ة‪ ،‬والمياه في عدد‬ ‫من المناطق المعزولة منذ أش��هر‪ ،‬والتي لم يُسمح‬ ‫للجن��ة الدولي��ة واله�لال األحم��ر العربي الس��وري‬ ‫بالوص��ول إليها‪ ،‬ويموت الن��اس في أجزاء كبيرة من‬ ‫ريف دمشق بس��بب نقص اإلمدادات الطبية‪ ،‬وعدم‬ ‫وجود م��ا يكفي م��ن العاملي��ن في المج��ال الطبي‬ ‫لمس��اعدتهم‪ ،‬كم��ا أنه��م يتض��وّرون جوع��ًا لعدم‬ ‫وصول المساعدات إليهم بانتظام‪.‬‬ ‫وأكد أن اللجنة الدولي��ة ومنظمة الهالل األحمر‬ ‫العربي الس��وري ما زالتا ملتزمتي��ن كما هو حالهما‬

‫أب��داً بتلبي��ة االحتياج��ات أينم��ا كان��ت وأيّ��ًا كانت‪،‬‬ ‫ش��ريطة أن يتس��نّى لهما القيام بالعمل اإلنس��اني‬ ‫وأن يس��مح لهما بالوصول غير المشروط إلى جميع‬ ‫المناطق"‪.‬‬ ‫ودعا كافة األطراف السماح بإيصال المساعدات‬

‫اإلنسانية إلى المدنيين المحتاجين وتسهيل إيصالها‬ ‫بس��رعة وبال أي��ة عوائق بموج��ب القان��ون الدولي‬ ‫اإلنس��اني‪ ،‬واحترام حق جميع الجرح��ى والمرضى‪،‬‬ ‫س��واء كانوا مقاتلين أو مدنيين‪ ،‬ف��ي تلقي الرعاية‬ ‫الطبية في أقرب وقت ممكن‪.‬‬

‫احلدود ال�سورية ت�شهد تزايد ًا يف �أعداد‬ ‫الالجئني خالل هذا الأ�سبوع‬ ‫تشهد الحدود السورية مع الدول المجاورة تزايداً‬ ‫ملحوظاً ف��ي نزوح الس��كان من المناطق الس��ورية‬ ‫تخوف��ًا م��ن ارت��دادات الضرب��ة العس��كرية الغربية‬ ‫المتوقعة‪.‬‬ ‫وارتف��ع تدف��ق الالجئين الس��وريين إل��ى تركيا‬ ‫وخاص��ة إل��ى محافظة هط��اي جنوبًا تخوف��ًا من أي‬ ‫تأثي��ر س��لبي للتدخ��ل العس��كري‬ ‫الغربي المحتم‪ ،‬وتنتظر مئات األس��ر‬ ‫على الجانب السوري من الحدود بين‬ ‫البلدين أمال في العبور إلى تركيا‪.‬‬ ‫وأش��ارت مص��ادر صحفي��ة إلى‬ ‫تزاي��د حرك��ة الن��زوح عل��ى الح��دود‬ ‫الس��ورية األردني��ة‪ ،‬والس��ورية‬ ‫العراقي��ة بينم��ا بقي��ت الحركة على‬ ‫الحدود السورية اللبنانية على تواتره‬ ‫االعتيادي منذ أشهر‪.‬‬ ‫فيم��ا توقفت حركة الع��ودة إلى‬ ‫الداخل من دول الجوار بعدما ارتفعت‬ ‫وتيرتها في األش��هر القليلة الماضية‬

‫وخاصة من مخيم الزعتري باألردن الذي يعيش فيه‬ ‫الالجئون أوضاع إنسانية صعبة‪.‬‬ ‫وكانت الهيئة العامة لمكافحة األزمات والكوارث‬ ‫الطبيعية في تركيا ق��د أعلنت يوم االثنين الماضي‪،‬‬ ‫أن عدد الالجئين الس��وريين ف��ي تركيا بلغ ‪ 201‬ألف‬ ‫الجئ يعيش��ون في المخيم��ات‪ ،‬في حين يعيش نحو‬

‫‪ 300‬ألف آخرون في مدن تركية مختلفة‪.‬‬ ‫فيم��ا تجاوزت أعداد الالجئي��ن في األردن نصف‬ ‫ملي��ون الج��ئ‪ ،‬وصل في لبن��ان إل��ى ‪ 200 ،1‬مليون‬ ‫الجئ‪.‬‬ ‫كم��ا أعلن مدي��ر ع��ام الهج��رة والمهجرين في‬ ‫حكومة إقليم كردس��تان ش��اكر ياس��ين ف��ي مؤتمر‬ ‫صحفي أن اإلحصائيات تش��ير إلى أن‬ ‫أعداد الالجئين السوريين في األقليم‬ ‫تجاوز ‪ 157‬ألف الجئ‪.‬‬ ‫وكانت مفوضي��ة األمم المتحدة‬ ‫لش��ؤون الالجئين‪ ،‬أعلن��ت مؤخرا أنه‬ ‫تم تس��جيل قراب��ة ‪ 8 .1‬مليون الجئ‬ ‫ف��ي ال��دول المج��اورة لس��وريا‪ ،‬كما‬ ‫أش��ارت إل��ى أن ع��دد النازحين داخل‬ ‫س��وريا والفاري��ن إلى مناط��ق أكثر‬ ‫أمنا يقدر بنحو ‪ 5 .5‬مليون ش��خص‪،‬‬ ‫وس��ط توقع��ات أممي��ة أن تتضاعف‬ ‫أعدادهم خالل الفترة القادمة نتيجة‬ ‫استمرار األحداث فيها‪.‬‬


‫�إعالميو تن�سيقية زملكا يلتحقون بقافلة �شهداء الثورة‬ ‫وق��ال الناش��ط واإلعالمي مراد أبو ب�لال أحد أعضاء تنس��يقية زملكا‬ ‫لمركز توثيق االنتهاكات في س��ورية أن القصف على المكتب اإلعالمي في‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫حص��دت المج��زرة التي ارتكبه��ا النظ��ام باألس��لحة الكيميائية على‬ ‫الغوطتين الش��رقية والغربي��ة أرواح العدي��د من اإلعالميين الناش��طين‬ ‫العاملين في تنس��يقية زملكا‪ ،‬بسبب استنشاقهم الغازات السامة‪ ،‬وبسبب‬ ‫تع��رض مكتب التنس��يقية إلى القصف بالطيران الحرب��ي في اليوم التالي‬ ‫للمجزرة‪.‬‬

‫اليوم التالي للمجزرة بغارتين جويتين أدى إلى استشهاد كامل الطاقم‪ ،‬وال‬ ‫نعرف حتى اآلن مصير الجميع‪.‬‬ ‫وأض��اف‪ :‬إن اإلعالميين خرج��وا لتغطية وتصوير القص��ف الكيميائي‬ ‫ولكن أحداً منهم لم يعد ولم يبق منهم غيري‪.‬‬ ‫وكانت األمم المتحدة قد حذرت من أن سورية أصبحت المكان األخطر‬ ‫عالمياً للعمل الصحفي‪ ،‬وقدرت عدد ضحايا القمع اإلعالمي منذ بدء الثورة‬ ‫قبل أكثر من سنتين بحوالي ‪ 153‬صحفي وإعالمي‪.‬‬

‫مرا�ســلون بال حــدود قلقــة مـن تداعيــات‬ ‫الو�ضـع علـى الإعـالميني‬

‫أسبوعية‬

‫أك��دت وكاالت األم��م المتحدة أم��س التزامها بمواصل��ة تقديم اإلغاثة‬ ‫ف��ي ح��االت الطوارئ للس��وريين داخل الب�لاد‪ ،‬فضال عن المش��ردين‪ ،‬على‬ ‫الرغ��م من التحديات األمنية المختلفة‪ ،‬وس��ط اس��تمرار تصاعد حدة التوتر‬ ‫في سوريا‪.‬‬ ‫وأكد مسؤولون من برنامج الغذاء العالمي‪ ،‬ومكتب المفوضية السامية‬ ‫لألم��م المتح��دة لش��ؤون الالجئي��ن‪ ،‬ومنظمة الصح��ة العالمي��ة‪ ،‬ومنظمة‬ ‫األم��م المتح��دة للطفول��ة اليونيس��ف في لقاء م��ع الصحفيين ف��ي جنيف‪،‬‬ ‫أنهم س��يواصلون تنفي��ذ عملياتهم وإيصال اإلمدادات والخدمات األساس��ية‬ ‫للمتضررين من األحداث الجارية‪.‬‬ ‫ونق��ل مرك��ز أنب��اء األم��م المتحدة ع��ن المتحدث باس��م اليونيس��ف‬ ‫باتريك ماكورميك قوله‪ :‬على الرغم من ارتفاع حدة التوتر فإن اليونيس��يف‬ ‫وش��ركاءها موج��ودون عل��ى األرض لتقدي��م الخدمات األساس��ية لألطفال‬ ‫وأس��رهم أينم��ا كان ذلك ممكن��ا‪ .‬إننا نواص��ل جهودنا للوف��اء باالحتياجات‬ ‫الراهنة والجديدة‪ ،‬وسنفعل كل ما نستطيع للبقاء وتقديم المساعدات‬ ‫وأكد إدريان ادواردز المتحدث باس��م المفوضية الس��امية لالجئين بأن‬ ‫المفوضية لديها خطط طوارئ دائمة ألعداد كبيرة من النازحين‪ ،‬مشيراً إلى‬ ‫أن ع��دد موظفي األمم المتحدة الدوليين والمحليين داخل س��وريا يبلغ حاليا‬ ‫نحو ألف شخص‬ ‫وبين المركز أن آخر األرقام تُظهر أن هناك حوالي ‪ 8 .6‬مليون شخص‬ ‫ف��ي حاجة إل��ى المس��اعدة و‪ 25 .4‬مليون ن��ازح داخليا باإلضاف��ة إلى لجوء‬ ‫مليوني شخص للبلدان المجاورة‪.‬‬

‫ج��ددت اللجنة الدولية للصليب األحمر توجيه ندائها من أجل تلبية أوس��ع نطاقا الحتياجات‬ ‫عائالت المفقودين بسبب النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية‪.‬‬ ‫و قالت رئيسة فريق اللجنة الدولية المعنية بالمفقودين ماريان بيكاسو أن مئات اآلالف من‬ ‫األش��خاص يفارقون أحبابهم في ظل هذه األوضاع وما تحتاجه العائالت أكثر من أي ش��يء آخر‬ ‫هو أن تعرف ما حدث للشخص الذي اختفى‪ ،‬ولألسف قد ال يجد هذا السؤال أبداً جوابا في العديد‬ ‫من الحاالت‪ ،‬لكن العائالت لها احتياجات أخرى أيضاً أكبر من ذلك‪.‬‬ ‫وأوضحت أن االحتياجات تكمن أحياناً في المس��ائل القانونية المتعلقة بوضع المفقود غير‬ ‫المحسوم‪ ،‬وقد تشمل هذه المسائل أمورا كاإلرث أو الملكية أو الحالة العائلية من زواج وطالق‬ ‫أو حتى حضانة األطفال‪ ،‬وربما تنشأ أيضًا احتياجات مالية ناجمة عن تكاليف البحث عن القريب‬ ‫المفقود أو اإلنفاق على العائلة إذا كان الشخص المختفي هو المعيل الرئيسي‪.‬‬ ‫من جانبها أش��ارت مستش��ارة اللجنة الدولي��ة المعنية بالدعم النفس��ي والصحة العقلية‪،‬‬ ‫ميلينا أوسوريو‪ ،‬إلى وجود احتياجات هائلة من الناحية النفسية في الغالب منها حاالت االنطوائية‬ ‫والشعور بالذنب والغضب واالكتئاب أو الصدمة والتوتر عند أفراد العائالت أو أفراد مجتمعهم‬ ‫وقال��ت بيكاس��و‪ :‬يحق للعائالت أن تع��رف ما حدث ألقاربه��ا المفقودين‪ .‬وه��ذه هي أولى‬ ‫احتياجاته��ا‪ ،‬غير أن أمام الحكوم��ات والمنظمات مثل جمعيات الصلي��ب األحمر أو الهالل األحمر‬ ‫احتياجات أخرى ال بد أن تلبيها‪.‬‬ ‫وأص��درت اللجن��ة الدولي��ة ف��ي ‪ 30‬آب كتيّب عملي يقع ف��ي ‪ 154‬صفحة بمناس��بة اليوم‬ ‫العالم��ي للمختفين عنوانه‪( ،‬مرافقة عائالت األش��خاص المفقودين)‪ ،‬يهدف إلى مس��اعدة تلك‬ ‫العائالت داخل وخارج حركة الصليب األحمر والهالل األحمر التي تعمل جاهدة لمساعدة عائالت‬ ‫المفقودين‪ ،‬ويتوجه إلى «جميع من يتألمون بسبب اختفاء أحد أحبابهم‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫وكاالت الأمم ت�ؤكد التزامها‬ ‫مبوا�صلة تقدمي الإغاثة لل�سوريني‬

‫ال�صليب الأحمر يجدد ندائه لتلبية‬ ‫�أحتياجات عائالت املفقودين‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬

‫أعرب��ت منظم��ة مراس��لون ب�لا ح��دود ع��ن‬ ‫قلقه��ا البالغ من تداعيات الوضع في س��ورية على‬ ‫الصحفيين واإلعالميين‪ ،‬في الوقت الذي بدأت فيه‬ ‫فرضية التدخل العس��كري الغربي فيها‪ ،‬حيث َف َقد‬ ‫حوالي ‪ 100‬صحفي حياتهم أثناء أداء مهامهم منذ‬ ‫بدء الثورة في آذار ‪.2011‬‬ ‫ّ‬ ‫وذكرت المنظمة في تقرير لها مختلف أطراف‬ ‫الن��زاع ب��أن رج��ال اإلع�لام لديهم نف��س حقوق‬ ‫المدنيي��ن‪ ،‬ويحظ��ون بحماية االتفاقي��ات الدولية‪،‬‬ ‫التي تمنع اس��تهدافهم أو تعريضه��م للمضايقات‬ ‫أو األذى أو حتى االعتقال‪ ،‬خصوصًا وأنهم يوثقون‬ ‫مجري��ات األح��داث الت��ي خلفت أكثر م��ن ‪ 100‬ألف‬ ‫قتيل حتى اآلن‪.‬‬ ‫وقال��ت أن النظ��ام الس��وري يواصل سياس��ة‬ ‫القمع المتش��دد في ح��ق ه��ؤالء الصحفيين الذي‬ ‫يحاول��ون توثي��ق م��ا يجري عل��ى المي��دان‪ ،‬ونقل‬ ‫الحقيق��ة إلى الناس‪ ،‬حتى أصبحت س��وريا بالفعل‬ ‫الي��وم أخطر بلد يمك��ن للصحفيين ورجال اإلعالم‬ ‫أن يعمل��وا فيه‪ .‬وأضاف��ت المنظمة‪ :‬إن تأثير دوامة‬ ‫العنف قد امتد ليش��مل الصحفيي��ن كذلك‪ ،‬حيث تعددت‬ ‫االعتق��االت واالختطاف��ات ف��ي صفوفه��م‪ ،‬س��واء كانوا‬ ‫س��وريين أم أجان��ب‪ ،‬على يد جماعات مس��لحة خصوصًا‬

‫مراسلون بال حدود على مدى األشهر األخيرة كانت‬ ‫من صن��ع جماعة الدولة اإلس�لامية‪ ،‬التي تس��عى‬ ‫إلى فرض قانونها الخاص على األراضي الخاضعة‬ ‫لس��يطرتها‪ .‬وقد تعدّدت االعتقاالت التي تستهدف‬ ‫الصحفيي��ن عل��ى ي��د “الهيئ��ات الش��رعية” الت��ي‬ ‫أسستها الجماعات المسلحة لتطبيق العدالة‪.‬‬ ‫وأوردت المنظم��ة أمثل��ة موثق��ة باألس��ماء‬ ‫للناشطين الذين تم قتلهم واعتقالهم واختفائهم‪،‬‬ ‫ومالحقتهم في الرقة وحل��ب وريفها‪ ،‬وريف إدلب‪،‬‬ ‫وت��ل أبي��ض‪ ،‬وعام��ودا‪ ،‬وجرابلس م��ن قبل دولة‬ ‫العراق والش��ام‪ ،‬وجبهة النصرة والكتائب الجهادية‬ ‫والهيئات الشرعية‪.‬‬ ‫وتح��ت عنوان الس��لطات في دمش��ق تواصل‬ ‫سياس��ة القم��ع؛ أش��ار التقرير إلى قت��ل عدد كبير‬ ‫م��ن الصحفيين المواطنين واألجانب‪ ،‬والناش��طين‬ ‫ف��ي مج��ال اإلع�لام‪ ،‬أثن��اء قيامه��م بمهامهم في‬ ‫جمع المعلومات‪ ،‬على يد الجيش النظامي السوري‬ ‫كاريكاتير للفنان سمير الخليلي خ�لال األش��هر الثالثة األخي��رة‪ .‬واس��تمرار اعتقال‬ ‫اإلعالميين ومالحقتهم ومحاكمتهم بتهم الدعاية‬ ‫منها الجماعات الجهادية‪ ،‬وجماعة الدولة اإلس�لامية في‬ ‫ألعمال إرهابية‪ ،‬بس��بب انخراطهم الس��لمي في الدفاع‬ ‫الع��راق والش��ام‪ ،‬وجبه��ة النص��رة‪ .‬موضح��ة أن معظم ع��ن حرية التعبير‪ ،‬والتي قد تصل عقوبتها وفقاً لقانون‬ ‫االنته��اكات ض��د الصحفيي��ن الت��ي س��جّلتها منظم��ة مكافحة اإلرهاب بالسجن لمدة ‪ 15‬عامًا‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫على وقع طبول احلرب‬ ‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫هي أكثر من حرب‪ ،‬إنها لعنة‪ ،‬هكذا يتراءى لي الواقع‬ ‫السوري‪ ،‬فمع أن السوريين وغير السوريين اقترفوا خاللها‬ ‫كل األخطاء والخطايا‪ ،‬أعتقد أن المأس��اة الس��ورية ليست‬ ‫من صنع البش��ر وحدهم‪ ،‬إن في بعض خفاياها ش��يئاً من‬ ‫صنع اآللهة‪ ،‬بال هوادة تالحق اللعنة الوطن والشعب‪ ،‬وآخر‬ ‫اللعن��ات ه��ي أن اس��تيقظ الس��وريون على غازات س��امة‬ ‫تفت��ك في الغوطتين‪ .‬لنتذكر ما كتبه "جان روس��تاند" أحد‬ ‫كبار العلماء اإلنس��انيين في الق��رن الماضي‪ " :‬يكفي عدة‬ ‫علماء ليهبوا األنس��انية قوة خارقة‪ ،‬ولكن ال يكفيها بضعة‬ ‫عقالء ليجعلوها جديرة باستخدام تلك القوة‪ ،‬لقد جعل منا‬ ‫العلم ً‬ ‫آلهة قبل أن نستحق أن نكون بشراً‪ ،‬سنتعلم تحرير‬ ‫الفعالي��ة الذري��ة‪ ،‬وس��نتجول بين الكواكب وس��نطيل من‬ ‫حياتنا ونبرئ مس��لولنا ولكنا قد ال نجد وس��يلة ألن نحكم‬ ‫من قبل أكثر الناس جدارة بحكمنا "‪.‬‬ ‫م��ن المؤكد أن مرحل��ة ما بعد الكيم��اوي لن تكون‬ ‫كما قبله‪ ،‬مما س��يدفع جميعَ األط��راف إلى تغيير قواعد‬ ‫اللعبة‪ .‬الجميعُ يعترفون بوقوع هجوم كيماوي في ريف‬ ‫دمش��ق‪ ،‬ولكنه��م يختلفون عل��ى ٍ‬ ‫الجهة الت��ي ارتكبته‪،‬‬ ‫لك��ن الملف��ت وبعيداً عن مس��ؤولية الح��كام واألنظمة‪،‬‬ ‫كان صمت الش��ارع العرب��ي‪ ،‬بعد هذه المج��زرة‪ ،‬العرب‬ ‫صامتون‪ ،‬أقس��ى من الحصار‪ ،‬وأوجع من صراخ األطفال‬ ‫وأني��ن الجرحى‪ ،‬أفظع من مناظ��ر الجثث والدمار‪ ،‬وأقتل‬ ‫من قصف القنابل وأعلى دويًا هذا الصمت العربي‪.‬‬ ‫أن كل أزم��ة عاش��ها العال��م العرب��ي ف��ي تاريخه‬ ‫الحديث اتس��مت بموقف شعبي جياش يعرف على األقل‬ ‫أي��ن موقعه‪ ،‬ويع��رف دوره في هذا الموقع‪ ،‬س��واء كانت‬ ‫وس��ائل هذا ال��دور متاحة ل��ه أو محجوبة عن��ه‪ ،‬ويعرف‬ ‫بش��كل عام ما يريد‪ ،‬لكن ما يحدث في س��ورية‪ ،‬تجربة‬ ‫ٍ‬ ‫مختلفة وغريبة‪ ،‬س��اقتها الفتنة إل��ى طرق وعرةٍ ليس‬ ‫بينه��ا درب أمان‪ ،‬أمة غاضب��ة لكنه الغضب بغير كبرياء‪،‬‬ ‫أم��ة حزين��ة وليس لها م��ا تفخر به وتعلة ع��ن أحزانها‪،‬‬ ‫وعالم بأكمله يتفرج‪ ،‬وبعض قواه النافذة ال تطفئ ناراً‪،‬‬ ‫ولكن تزيد النار اش��تعا ًال‪ ،‬تلهو بمحن��ة األمة‪ ،‬وتنفذ من‬ ‫خالل صفوفها المبعثرة إلى تحقيق مطالبها وأطماعها‪.‬‬ ‫العالم العربي مشغول بهمومه الداخلية‪ ،‬وبتسوية‬ ‫حس��اباته القديم��ة‪ ،‬وترتي��ب ملفاته الجاري��ة‪ ،‬في حين‬ ‫ً‬ ‫صفح��ة من تاريخه على وش��ك أن تب��دأ‪ ،‬فالكيماوي‬ ‫أن‬ ‫استخدم في س��ورية والغرب يتحضر لضربةٍ عسكرية‪،‬‬ ‫والنظ��ام يهدد األع��داء بأنهم س��ينتحرون على أس��وار‬ ‫بلداننا‪ ،‬بينما النتيجة تكون خراب أوطاننا‪.‬‬ ‫الغزاة لم يأتوا يوماً بالحرية إلى شعب هذه حقيقة‬ ‫يج��ب عدم نس��يانها‪ ،‬وف��ي حالتنا هذه يج��ب أن يعترف‬ ‫تجار الدم بأنهم ش��ركاء الطغاة ونس��خة عنهم‪ ،‬وليسوا‬ ‫صورة وممثلين لبراءة ثورتنا‪ .‬ويجب أن يعترف األش��قاء‬ ‫العرب الذين ضنوا علينا بالس�لاح ً‬ ‫تلبية لرغبةٍ أميركية‬ ‫بأنه��م ش��ركاء الطغ��اة أيض��اً‪ ،‬وليعت��رف كل م��ن ترك‬ ‫س��ورية وامتهن نجومية المعارضة مع كل ما تحمله من‬ ‫مكتسباتٍ مادية بأنه شريك الطغاة أيضًا‪.‬‬ ‫ف��ي ملفنا اليوم الذي ق��د يأتي متأخراً عن تطورات‬ ‫األحداث س��نضيء على الضربة المحتملة لسوريا‪ ،‬فقرع‬ ‫طبول الحرب على سورية يشتدّ بصورة متسارعة‪ ،‬حيث‬ ‫يتف��ق عدد كبير من الخبراء والمحللين السياس��يين في‬ ‫أوروب��ا على أن ضربة عس��كرية أطلس��ية س��توجه إلى‬ ‫ه��ذا البلد ف��ي األيام المقبلة‪ ،‬ولك��ن الخالف يبقى حول‬ ‫حج��م هذه الضربة والمراد منه��ا وهدفها‪ ،‬فإذا كان بنك‬ ‫األهداف الذي تم نشره إعالمياً هو المعتمد في الضربة‪،‬‬ ‫نك��ون أم��ام تفري��طٍ بعنص��ر المفاج��أة أه��م عناصر‬ ‫التكتي��ك الحرب��ي‪ ،‬وإذا كان��ت الضرب��ة لتأدي��ب النظام‬ ‫فل��ن تكون إال لتقويت��ه‪ ،‬فالضربة الت��ي ال توجع تقوي‪،‬‬ ‫وس��يخرج علينا األس��د ونصر اهلل رافع��ي عالمة النصر‬ ‫فالصم��ود في عرفه��م انتصارٌ عس��كري‪ ،‬ومن الواضح‬ ‫أن الضربة ليست إلس��قاط النظام بدليل أنها لم تنسق‬ ‫م��ع قي��ادة الجيش الح��ر وكتائ��ب المعارضة المس��لحة‪،‬‬ ‫ولعل الس��يناريو األمثل هو أن تك��ون الضربة في إطار‬ ‫عملية سياسية تجبر النظام بعدها للذهاب إلى جنيف ‪2‬‬ ‫وتسليم السلطة‪.‬‬

‫اخلطة الع�سكرية املحتملة‪:‬‬ ‫كش��فت صحيفة ديلي مي��ل البريطانية في تقرير‬ ‫لها اليوم االثنين عن قادة الجيش األمريكي باالش��تراك‬ ‫م��ع نظرائه��م في المملك��ة المتحدة وضع��وا قائمة من‬ ‫األهداف التي سيس��تهدفونها بالقنابل الذكية والموجهة‬ ‫بدقة في خطتهم لس��حق ترسانة األسلحة التي يمتلكها‬ ‫الرئيس السوري بشار األسد‪.‬‬ ‫وأوردت الصحيف��ة البريطاني��ة عل��ى موقعه��ا‬ ‫اإللكترون��ي أن الخيار المفضل م��ن بين كبار الضباط –‬ ‫وذلك من أجل قيام الغرب بعمل محدود – هو اس��تخدام‬ ‫األس��لحة 'المواجه��ة' من مس��افات بعي��د لتعطيل قدرة‬ ‫األس��د على تنفيذ هجمات كيميائية باإلضافة إلى تدمير‬ ‫آلته العسكرية‪.‬‬ ‫ولفتت الصحيفة إلى أن المعلومات االس��تخباراتية‬ ‫س��وف يتم الحص��ول عليها باس��تخدام الطائ��رات بدون‬ ‫طيار‪ ،‬التي تقوم بدوريات في سماء سورية ومن القوات‬ ‫الخاص��ة عل��ى االرض‪ .‬فيما يعتقد محللون عس��كريون‬ ‫أن الهج��وم يمك��ن أن تس��تمر م��ا بين ‪ 24‬و‪ 48‬س��اعة‪،‬‬ ‫وسيستهدف المنشآت الرئيسية لنظام األسد‪.‬‬ ‫وتتضم��ن قائم��ة األه��داف نظ��ام الدف��اع الج��وي‬ ‫المتكام��ل‪ ،‬باإلضاف��ة إل��ى مراك��ز التحكم والس��يطرة‬ ‫والمخاب��ئ‪ ،‬ومح��اور االتص��االت والمبان��ي الحكومي��ة‪،‬‬ ‫ومواقع الصواريخ وسالح الجو التابع لنظام األسد‪.‬‬ ‫ونوّهت الصحيفة إلى أن استخدام النظام السوري‬ ‫لس�لاح الجو التابع ق��د منحة ميزة كبي��رة وأنه بالقضاء‬ ‫على هذا السالح أو إضعافه يمكن أن يرجح كفة الصراع‬ ‫نحو المتمردين‪.‬‬ ‫وأضاف��ت الصحيفة أن��ه من بين الخي��ارات األخرى‬ ‫تنفيذ هجمات جوية على الوحدات الس��ورية التي يعتقد‬ ‫أنها مس��ؤولة ع��ن تنفيذ الهجم��ات الكيميائي��ة‪ ..‬والذي‬ ‫وردت تقارير األس��بوع الماضي أنه تم إطالق األس��لحة‬ ‫الكيميائي��ة م��ن قب��ل الل��واء ‪ 155‬من الفرق��ة المدرعة‬ ‫الرابع��ة م��ن الجيش الس��وري‪ .‬وأنه ه��ذه الفرقة لديها‬ ‫قاعدة عس��كرية في سلس��لة الجبال غرب دمش��ق تحت‬ ‫قيادة ماهر األسد شقيق الرئيس السوري‪.‬‬ ‫وتابع��ت الصحيفة أنه س��يتم تنفيذ تل��ك الهجمات‬ ‫الت��ي تقودها الوالي��ات المتحدة من الس��فن الحربية‪ ،‬أو‬ ‫الغواصات التي تقوم بدوريات في شرق البحر المتوسط‬ ‫أو ف��ي الخلي��ج‪ ،‬أو من الطائ��رات المقاتلة الت��ي يمكنها‬ ‫إطالق صواريخ من على بعد مئات األميال‪ ..‬مش��يرة إلى‬ ‫أن القوة القتالية التابعة للبحرية األميركية تتضمن أربع‬ ‫مدم��رات موج��ودة بالفعل في ش��رق البحر المتوس��ط‪،‬‬ ‫وانتقل��ت إلى أق��رب نقط��ة لس��ورية اس��تعداداً لتنفيذ‬ ‫الهجوم‪.‬‬ ‫ولفت��ت الصحيف��ة إل��ى أن تلك المدمرات مس��لحة‬ ‫بصواريخ كروز من ط��راز توماهوك القادرة على ضرب‬ ‫هدف يص��ل مداها إلى ‪ 1200‬مي��ل‪ .‬وحوالي ‪ 124‬رأس‬ ‫حرب��ي يبلغ طوله��ا ‪ 18‬قدمًا وس��عرها ‪ 468‬ألف دوالر‪،‬‬ ‫والتي أطلقته��ا من قبل القوات األميركي��ة والبريطانية‬ ‫عل��ى ق��وات العقيد الليب��ي معمر القذافي خ�لال الحرب‬ ‫الليبية‪.‬‬ ‫وأضافت الصحيفة أنه يمكن للسالح الجو األمريكي‬ ‫أيض��اً إرس��ال قاذفات من ط��راز بي ‪ 2 -‬الش��بح لقصف‬ ‫المنشآت العسكرية األس��د‪ .‬وذلك من القاعدة في والية‬ ‫ميسوري األميركية‪ ،‬وأن تلك الطائرات يمكنها أن تغطي‬ ‫العال��م كله بالت��زود مرة واحدة فقط بالق��ود في الجو‪..‬‬ ‫مشيرة غلى أن تلك الطائرة هي األغلى في العالم على‬ ‫مر التاريخ‪ ..‬حيث تبلغ تكلفتها ‪ 935‬مليون دوالر للطائرة‬ ‫الواح��دة ‪ -‬وهي غير مرئية تقريباً لل��رادارات ويمكن أن‬ ‫تحمل ‪ 40‬الف رطل من القنابل‪.‬‬ ‫وأش��ارت الصحيف��ة إل��ى أن��ه باإلضافة إل��ى وجود‬

‫المقات�لات من ط��راز إف ‪ 16 -‬وطائرات الت��زود بالوقود‬ ‫المتمركزة في المطارات بالش��رق األوسط‪ ،‬فإن الواليات‬ ‫المتحدة لديها أيضًا بطاريات صواريخ باتريوت الدفاعية‬ ‫المتمركزة في األردن‪ ،‬والمجاورة لسورية‪ .‬وذكرت ديلي‬ ‫مي��ل أن البحري��ة الملكي��ة يمكنه��ا أن تطل��ق صواريخ‬ ‫توماهوك من غواصاتها التي تعمل بالطاقة النووية من‬ ‫ط��راز تارفلجار "الطرف األغر" ‪ -‬والتي تقوم واحدة منها‬ ‫باس��تمرار بدورية في منطقة الشرق األوسط‪ ..‬وتحمل‬ ‫الغواصات على متنها حمولة ضخمة من الصواريخ فائقة‬ ‫الدقة‪.‬‬ ‫وأش��ارت الصحيفة إلى أنه يمكن للطائرات الملكية‬ ‫البريطاني��ة من طراز تورن��ادو المدججة بالس�لاح‪ ،‬من‬ ‫الناحي��ة النظرية‪ ،‬التحليق من قاع��دة مارهام بالمملكة‬ ‫المتحدة لمهاجمة أهداف في س��ورية – حيث يصل طول‬ ‫الرحل��ة ذهاب��اً وإيابًا ‪ 4200‬مي� ً‬ ‫لا تقريبًا – أو أنه س��يتم‬ ‫نشر تلك الطائرات في قبرص لشن الغارات من هناك‪..‬‬ ‫وتحم��ل تلك الطائرات صواريخ موجه��ة بدقة من طراز‬ ‫س��تورم ش��ادو " ظ��ل العاصفة"‪ ،‬بم��ا يمك��ن الطواقم‬ ‫الجوية تدمير دفاعات العدو بما في ذلك محطات الرادار‪،‬‬ ‫وبطاري��ات الصواري��خ المض��ادة للطائ��رات باإلضاف��ة‬ ‫لخطوط اإلمداد‪.‬‬ ‫ويبلغ مدى صواريخ "س��تورم ش��ادو" أكثر من ‪150‬‬ ‫مي� ً‬ ‫لا‪ ،‬بما يس��مح للطائ��رات بمهاجمة أه��داف في عمق‬ ‫أراض��ي العدو دون االقتراب بش��كل كبير م��ن الدفاعات‬ ‫المض��ادة للطائرات‪ ..‬كم��ا أن الصاروخ ال��ذي يبلغ وزنه‬ ‫‪ 1300‬كيلوج��رام‪ ،‬وال��ذي يبرمج��ه التقني��ون بتفاصيل‬ ‫اله��دف قبل االنطالق لتنفيذ المهمة‪ ،‬ومن ثم يس��تخدم‬ ‫أنظمة تحديد المواقع التكنولوجيا العالية ومعدات تعقب‬ ‫التضاري��س للطي��ران المنخفض تحت مس��توى الرادار‬ ‫حت��ى الوصول إلى نقط��ة تفجير اله��دف‪ ..‬وعلى الرغم‬ ‫م��ن أن الصاروخ يطلق من على بعد ‪ 150‬مي ًال‪ ،‬فإن دقة‬ ‫إصابة "ستورم شادو " للهدف تصل إلى ‪ 6‬أقدام بما يحد‬ ‫من األضرار الجانبية‪.‬‬ ‫وعل��ى الصعيد ذات��ه تأت��ي للمخاطر الت��ي تنتظر‬ ‫الق��وات المهاجمة لألس��د مش��يرة إلى أن هن��اك مخاطر‬ ‫هائل��ة مرتبط��ة بأي عمل عس��كري في س��ورية‪ ..‬حيث‬ ‫بنى األس��د دفاعات جوية هائلة‪ ،‬التي قدمتها له روسيا‪،‬‬ ‫وهي قادرة على إس��قاط الطائ��رات المقاتلة األميركية‬ ‫والبريطانية‪ ،‬ووضع الرجال والنس��اء الذين يخدمون في‬ ‫جيشي البلدين في خطر‪.‬‬ ‫وهناك ثمة أيض��ًا مخاطر من األضرار الجانبية من‬ ‫الغ��ارات الجوية‪ ،‬مثل قت��ل أو إصاب��ة المدنيين بطريق‬ ‫الخطأ ومنح النظام الس��وري انتصاراً دعائيًا‪ ..‬كما أنه إذا‬ ‫اس��تهدفت المصانع الكيماوية الس��ورية‪ ،‬دون أن توفير‬ ‫الحماي��ة لها‪ ،‬فإن هناك خطر من س��قوط غاز األعصاب‬ ‫القاتل وغيره من المواد الكيميائية في أيدي اإلرهابيين‬ ‫ بما يسمح لهم بشن هجوم كارثي محتمل ضد الغرب‪.‬‬‫ويمك��ن فى الس��ياق ذات��ه أن يكون هن��اك تبعات‬ ‫على الغارات الجوية األميركية البريطانية ضد س��ورية‪..‬‬ ‫موضحة أن القادة العس��كريين في كلتا الدولتين لديهم‬ ‫مخ��اوف من أن سلس��لة من الغ��ارات الموجهة س��تكون‬ ‫الخط��وة األول��ى على الطري��ق الذي يؤدي إل��ى التورط‬ ‫الكامل في الصراع السوري‪.‬‬

‫املواقف الدولية‪:‬‬ ‫رو�سيا‪:‬‬

‫أجلت روس��يا المئ��ات من رعاياها في س��ورية‪ ،‬في‬ ‫حي��ن هدأت لغة وزير خارجيتها س��يرجي الفروف‪ ،‬كثيراً‬ ‫في األيام األخيرة‪ ،‬وباتت تصريحاته أقرب إلى النصيحة‬ ‫بعدم التدخل العسكري أكثر من كونها تعبيراً عن موقف‬ ‫رسمي واضح من هذا التدخل‪.‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫النظام ال�سوري‪:‬‬

‫الواليات املتحدة الأمريكية‪:‬‬

‫عكس��ت التصريح��ات واالتص��االت المكثف��ة بي��ن‬ ‫الوالي��ات المتح��دة وبريطاني��ا وفرنس��ا خ�لال الثماني‬ ‫واألربعين ساعة الماضية‪ ،‬ترجيح التخطيط لرد عسكري‬ ‫على اس��تخدام األس��لحة الكيماوية في سورية‪ .‬وتحادث‬ ‫الرئي��س األمريكي ورئي��س ال��وزراء البريطاني ديفيد‬ ‫كامي��رون هاتفي��اً لم��دة أربعي��ن دقيق��ة الس��بت لبحث‬ ‫الخيارات‪ .‬وقالت رئاسة الوزراء البريطانية أن ‘استخدامًا‬ ‫كبيراً لألس��لحة الكيميائية يستحق رداً جاداً من المجتمع‬ ‫الدولي’‪.‬‬ ‫وتحدث��ت تقاري��ر بريطاني��ة أن المخططي��ن‬ ‫البريطانيين واألمريكيين يعكفون على تحديد األهداف‬ ‫المحتملة لضربها في س��ورية‪ .‬وقالت صحيفة «صاندي‬ ‫تايمز» أن الخيار الذي تجري دراسته بجدية حالياً‪ ،‬يتمثل‬ ‫ف��ي هجمات صاروخي��ة على نقاط مح��ددة لمدة تتراوح‬ ‫بين ‪ 24‬و‪ 48‬ساعة بهدف توجيه رسالة للنظام السوري‪.‬‬ ‫أعل��ن وزي��ر الدف��اع األمريكي تش��اك هيغل األحد‬

‫أسبوعية‬

‫قال وزي��ر الخارجي��ة التركي أحم��د داود أوغلو‪ :‬أن‬ ‫بالده س��تنضم إلى أي تحالف ضد س��ورية حت��ى إذا لم‬ ‫يتس��ن التوصل إلى توافق أوس��ع ف��ي اآلراء في مجلس‬ ‫األم��ن التابع لألم��م المتحدة‪ .‬وق��ال لصحيف��ة ميلييت‪:‬‬ ‫«دائمً��ا م��ا نعطي أولوي��ة للتحرك مع المجتم��ع الدولي‬ ‫بقرارات م��ن األمم المتحدة‪ ،‬لكن إذا لم يتبلور مثل هذا‬ ‫القرار في مجلس األمن التابع لألمم المتحدة فإن بدائل‬ ‫أخرى ستدخل في األجندة»‪.‬‬ ‫واس��تطرد‪« :‬حالياً هن��اك ‪ 36‬أو ‪ 37‬دولة تبحث هذه‬ ‫البدائل‪ .‬إذا تش��كل تحالف ضد س��ورية في هذه العملية‬ ‫ستأخذ تركيا مكانها في هذا التحالف»‪.‬‬

‫وذك��ر تقرير إخب��اري أن بريطانيا تعتزم االنضمام‬ ‫إل��ى الوالي��ات المتحدة ف��ي القيام بعمل عس��كري ضد‬ ‫س��ورية في غضون أيام‪ .‬وقالت صحيف��ة " ذي تليجراف‬ ‫" البريطانية الصادرة اليوم االثنين أنه يتم تجهيز سفن‬ ‫البحرية الملكية البريطانية للمش��اركة في سلس��لة من‬ ‫الهجمات المحتملة بصواري��خ كروز مع الواليات المتحدة‬ ‫ف��ي الوق��ت الذي يض��ع فيه قادة عس��كريون اللمس��ات‬ ‫األخيرة لقائمة االهداف المحتملة‪.‬‬ ‫وقال��ت مص��ادر حكومي��ة أن محادث��ات بين رئيس‬ ‫الوزراء البريطاني ديفيد كامي��رون‪ ،‬وزعماء دوليين بما‬ ‫في ذلك الرئيس األمريكي باراك أوباما‪ ،‬س��وف تتواصل‬ ‫ولكن أي عمل عس��كري يتم االتفاق عليه يمكن أن يبدأ‬ ‫في غضون األس��بوع المقبل‪ ،‬وفي الوقت الذي تكتس��ب‬ ‫فيه االس��تعدادات زخمًا‪ ،‬حذر وزير الخارجية البريطاني‬ ‫وليام هيج من أن العالم ال يمكن أن يقف مكتوف األيدي‬ ‫ويس��مح لنظام األسد باس��تخدام أس��لحة كيميائية ضد‬ ‫الش��عب الس��وري " مع االفالت من العق��اب "‪ - .‬وقال أنه‬ ‫يتعين عل��ى بريطانيا والواليات المتح��دة وحلفائهما أن‬ ‫يظهروا لألس��د أن ارتكاب مثل ه��ذا العمل الفظيع " هو‬ ‫اجتياز الخط وأن العالم سوف يرد عندما يتم تجاوز ذلك‬ ‫الخط"‪.‬‬ ‫ويب��دو اآلن أن��ه م��ن المحتم��ل أن يتم ج��ر القوات‬ ‫البريطاني��ة لتدخل في األزمة الس��ورية بعد أش��هر من‬ ‫الم��داوالت واالخت�لاف الدول��ي بش��ان كيفية ال��رد على‬ ‫الح��رب االهلي��ة الدموي��ة الدائ��رة في س��وريا‪ ،‬بحس��ب‬ ‫الصحيفة‪.‬‬ ‫ف��ي الخت��ام حاولن��ا في مل��ف اليوم رص��د مواقف‬ ‫بع��ض الدول من الضرب��ة المحتملة على س��ورية على‬ ‫أمل اس��تكمالها في ملف العدد القادم إال إذا سبقتنا لعبة‬ ‫األمم فسيكون الملف عن ما بعد الضربة‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫اعتب��ر رأس النظام أن االتهام��ات الغربية الموجهة‬ ‫إل��ى نظامه بش��ن هج��وم بأس��لحة كيميائي��ة في ريف‬ ‫دمش��ق «تخال��ف العق��ل والمنط��ق» وح��ذر الوالي��ات‬ ‫المتحدة من أن خططها لش��ن عمل عسكري في سورية‬ ‫«ستصطدم بالفش��ل»‪ ،‬في مقابلة أجرتها معه صحيفة‬ ‫ايزفستيا الروسية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال األس��د معلقا على االتهام��ات التي وجهت إلى‬ ‫نظامه باس��تخدام أسلحة كيميائية‪ ،‬في هجوم األربعاء‪،‬‬ ‫في ريف دمش��ق‪ :‬أن «ما قامت به أميركا والغرب وبعض‬ ‫ال��دول األخرى منذ يومين كان اس��تخفافًا بالعقول وقلة‬ ‫احترام للرأي العام لديها»‪.‬‬ ‫وأضاف أن هذه االتهامات «تخالف العقل والمنطق‪،‬‬ ‫لذلك فان هذه االتهامات هي اتهامات مسيسة بالمطلق»‬ ‫موضحاً أنه «ليس هناك جهة في المجمل العام فما بالك‬ ‫بدولة عظمى‪ ،‬تطلق اتهاماً ثم تقوم بجمع األدلة عليه»‪،‬‬ ‫وحذر األسد الواليات المتحدة من أي تدخل عسكري‬ ‫في س��ورية‪ .‬وقال‪ :‬أن الواليات المتحدة «ستصطدم بما‬ ‫اصطدم��ت ب��ه ف��ي كل حروبها م��ن فيتنام حت��ى اآلن‪،‬‬ ‫بالفشل»‪.‬‬ ‫ولفت إلى «الحصاد المر والنتائج الس��لبية لما جرى‬ ‫في ليبيا ومصر» مش��يراً إلى أن الغربيين «يمكنهم بدء‬ ‫أي حرب‪ ،‬لكن ال يمكن لهم أن يعرفوا إلى أين س��تمتد أو‬ ‫كيف لها أن تنتهي»‪.‬‬

‫تركيا‪:‬‬

‫بريطانيا‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬

‫إنها سيرة موس��كو في بيع الحلفاء‪ ،‬وهي لن تمانع‬ ‫في بيع بش��ار أو النظ��ام مقابل ضمان بعض مصالحها‪،‬‬ ‫وزي��ارة بندر بن س��لطان إلى موس��كو كانت تش��ير إلى‬ ‫ش��يء من ه��ذا القبي��ل‪ ،‬مؤخ��راً ج��دد وزي��ر الخارجية‬ ‫الروس��ي س��يرغي الف��روف إع�لان دع��م ب�لاده لنظام‬ ‫الرئيس الس��وري بش��ار األس��د بتحذيره م��ن "العواقب‬ ‫الوخيمة" الس��تخدام الق��وة في المنطق��ة‪ ،‬لكنه قال أن‬ ‫بالده لن تخوض حرباً مع أحد في حال التدخل العسكري‬ ‫في سورية‪.‬‬ ‫وأضاف الفروف‪ ،‬في مؤتمر صحافي خاص باألزمة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬أن الذين يهددون باستخدام القوة العسكرية‬ ‫ض��د "الرئي��س الس��وري بش��ار األس��د"‪ ،‬يتخ��ذون م��ن‬ ‫اس��تخدام مزعوم للسالح الكيميائي في منطقة الغوطة‬ ‫بريف دمشق ذريعة لحشد وسائل الحرب في المنطقة‪.‬‬ ‫كما اتهم األوس��اط الغربية بأنها «تس��عى لتعطيل‬ ‫مؤتمر جني��ف»‪ ،‬وتغيي��ر النظام الس��وري بالقوة‪ ،‬وقال‬ ‫أن «حالة الهس��تريا» حول استخدام الكيماوي تهدف إلى‬ ‫إحب��اط «جني��ف ‪ .»2‬لكنه أعلن أن روس��يا ليس��ت لديها‬ ‫ً‬ ‫مضيفا‬ ‫النية للدخول في صراع عس��كري حول س��ورية‪،‬‬ ‫أن التدخل المس��لح لن ينهي الصراع في س��ورية‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫«ليس لدينا نية لخوض حرب مع أحد»‪.‬‬

‫وحذر األسد الواليات المتحدة من أي تدخل عسكري‬ ‫في س��ورية‪ ،‬وق��ال‪ :‬أن الوالي��ات المتحدة «س��تصطدم‬ ‫بم��ا اصطدم��ت ب��ه ف��ي كل حروبها م��ن فيتن��ام حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬بالفش��ل»‪ .‬وق��ال‪« :‬نحن الي��وم نواج��ه كثيرا من‬ ‫السياس��يين‪ ..‬ه��ل تعلم��وا دروس��اً من الخمس��ين عامًا‬ ‫الماضي��ة على األق��ل؟ هل قرأوا فيما فعله السياس��يون‬ ‫الذي��ن كان��وا قبلهم أن جميع حروبهم فش��لت منذ حرب‬ ‫فيتنام حتى اليوم »‪.‬‬ ‫وتابع «هل تعلموا أن حروبهم تلك لم تمكنهم من‬ ‫تحقيق أي ش��يء سوى أنهم دمروا الدول التي حاربوها‪،‬‬ ‫وأوجدوا حالة من عدم االس��تقرار في الش��رق األوس��ط‬ ‫ومناط��ق أخرى م��ن العالم؟»‪ ،‬وتاب��ع «إذا كان هناك من‬ ‫يحلم بأن س��ورية س��تكون دمي��ة غربية فه��ذا حلم لن‬ ‫يتحقق‪ .‬نحن دولة مس��تقلة س��نحارب اإلرهاب وسنبني‬ ‫عالقاتنا م��ع الدول التي نريدها ب��كل حرية وبما يحقق‬ ‫مصالح الشعب السوري»‪.‬‬

‫أن الق��وات األميركي��ة مس��تعدة للتح��رك ض��د النظ��ام‬ ‫الس��وري‪ ،‬فيما قال مس��ؤول كبير في اإلدارة األميركية‬ ‫أن الوالي��ات المتح��دة ت��كاد تج��زم اآلن ب��أن الحكوم��ة‬ ‫السورية استخدمت أسلحة كيماوية ضد مدنيين األسبوع‬ ‫الماضي‪ ،‬في ذات الوقت أعلنت الس��لطات الس��ورية أنها‬ ‫توصلت إلى اتف��اق مع األمم المتحدة للس��ماح لخبرائها‬ ‫بالتحقيق في االتهامات الموجهة إلى النظام باس��تخدام‬ ‫أسلحة كيميائية في ريف دمشق قبل أربعة أيام‪.‬‬ ‫وش��هد يوم األحد حركة دبلوماسية ناشطة تناولت‬ ‫كيفية التعامل مع المسألة‪ .‬وصرح وزير الدفاع االمريكي‬ ‫تشاك هيغل االحد أن القوات األميركية مستعدة للتحرك‬ ‫ضد النظام الس��وري‪ ،‬مش��يراً إلى أن واش��نطن ما زالت‬ ‫تقي��م خياراتها‪ ،‬وال��ى أن اوباما ‘طلب م��ن وزارة الدفاع‬ ‫إعداد خيارات لكل الحاالت’‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫الطغاة ي�ستدعون الغزاة‬

‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫النظام الذي يتمرت�س خلف دروع ب�شرية‬ ‫لي�س �سوى ع�صابة مارقة!‬

‫إلياس س إلياس‬

‫هل كان المش��هد يحتاج لكل ه��ذه العبثية؟! لم‬ ‫يخ��رج الس��وريون ف��ي ثورته��م نيابة ع��ن أحد‪ ،‬وال‬ ‫بالوكال��ة عن " المؤامرة الكوني��ة" التي ال جواب على‬ ‫س��ؤال عن س��ببها باألصل‪ ..‬أي لم��اذا " الكون يتآمر"‬ ‫عل��ى نظام معروف تاريخ��ه الطويل باللعب على كل‬ ‫الحبال من��ذ انقالب حافظ األس��د‪ ،‬وال��دور الوظيفي‬ ‫ف��ي المنطقة برضى واش��نطن وتل أبي��ب من دوره‬ ‫المش��بوه في أيل��ول األس��ود حتى ت��ل الزعتر‪ ،‬ومن‬ ‫ثم تطور حتى حفر الباطن‪ ،‬بقيادة تشوارتس��كوف‪..‬‬ ‫وفتح مس��الخ األجهزة " األمنية" للسي أي إيه النتزاع‬ ‫اعترافات من معتقلين تحت التعذيب‪ ،‬ومنهم سوريون‬ ‫ال عالقة لهم حينها ال بالقاعدة وال غيرها‪ .‬لدينا ماهر‬ ‫عرار المهندس السوري ‪ -‬الكندي الذي فضحت قصته‬ ‫ه��ذه الممانعة‪ ،‬التي مثلها بش��ار الوريث لمنظومة "‬ ‫خدمية" جاهزة دوما للمس��اومة ومدعي��ة بالمقاومة‬ ‫والممانع��ةـ رغم ما يعرف��ه الجوالنيون بأن طلقة لم‬ ‫تطلق من " البواسل" منذ عام فصل القوات‪.‬‬ ‫ال��ذكاء والده��اء ال��ذي يوص��ف به حافظ أس��د‬ ‫لي��س س��وى ذل��ك المعبر ع��ن حاج��ة لخدم��ات هذا‬ ‫النظام العصاباتي ف��ي لعبة األمم حيث حدود اللعبة‬ ‫وخطوطه��ا الحمراء معروفة‪ ،‬ول��و كان الصراخ عن "‬ ‫المقاومة والممانعة" يصل عنان السماء كالمًا!‬ ‫فل��م تك��ون "مؤام��رة كوني��ة" عل��ى نظ��ام لم‬ ‫ٍ‬ ‫يوفر تس��ول البترودوالر باس��م القنيط��رة المدمرة‪،‬‬ ‫وباس��م " دولة الطوق"‪ ،‬وقبض ثمن المش��اركة في‬ ‫حف��ر الباطن؟! لنعترف ب��أن كثيرين هم الذين كانوا‬ ‫مخدوعين داخل س��وريا وخارجها‪ ،‬بشعارات كبيرة لم‬ ‫تح��رر ش��براً واحداً م��ن الجوالن؛ بل ول��م توفر حتى‬ ‫اللقاءات المباش��رة بين إيهود ب��اراك وممثلي " نظام‬ ‫الممانع��ة " في فت��رة بي��ل كلينتون‪ ،‬ع��دا عما فعله‬ ‫التركي والقطري إلعادة تسويق بشار حتى وصل إلى‬ ‫ساركوزي بمزيد من عرض الخدمات واألكاذيب‪ .‬هذا‬ ‫ليس ب��ذكاء وال دهاء‪ ،‬بل حاجة لمث��ل هذه األنظمة‬ ‫التي تترك البالد في حالة من التخلف والتأخر باس��م‬ ‫" الممانعة وكس��ر التوازن م��ع العدو"‪ ،‬وبنظام يدعي‬ ‫االش��تراكية‪ ،‬والعدالة االجتماعية كش��عار‪ ،‬بينما في‬ ‫الواق��ع نحن أمام حك��م عصابات تتبض��ع من متاجر‬ ‫"االمبريالي��ة" وتتعالج في مش��افيها‪ ،‬وترس��ل األبناء‬ ‫إل��ى جامعاته��ا‪ ،‬وتقض��ي فت��رة تقاعدها ف��ي بالد "‬ ‫المؤام��رة الكونية" أي��ن انتهى الح��ال برئيس أركان‬ ‫حافظ أسد؟! متقاعد في عقر دار " االمبريالية"؟! أين‬ ‫يقي��م ويتعال��ج وزير دفاع نظام األس��دين مصطفى‬ ‫ط�لاس؟! أين ي��درس ويقيم أبناء مس��ؤولي نظام "‬ ‫الممانعة"؟! أين تضع نساء " المناضلين" مواليدهن؟!‬ ‫في أية مشافي؟!‬ ‫بالتأكي��د لي��س ف��ي كوري��ا الش��مالية‪ ،‬وال في‬ ‫موس��كو‪ ،‬وال حت��ى ف��ي فنزوي�لا‪ ..‬م��ن أراد البح��ث‬ ‫فليبحث‪ ،‬وم��ن أراد أن يعيش حالة اإلنكار فليعش��ها‬ ‫وهو يس��تلم نعش ابنه‪ ،‬أو أخي��ه‪ ،‬بكثير من القذارة‬ ‫الممارس��ة بحق ه��ؤالء‪ ،‬وهم يُزج به��م في مذبحة‬ ‫كبرى تس��تند على خرافة‪ :‬إذا لم تقفوا معي وتقتلوا‬ ‫بقي��ة الش��عب الس��وري فس��يقتلوكم‪ .‬ه��ذه اإلثارة‬ ‫للغرائز الطائفية والمذهبية ليس��ت صناعة الش��عب‬ ‫الس��وري‪ ،‬ولم يخرج السوريون والس��وريات ليهتفوا‬ ‫للحري��ة من أج��ل أحد؛ إال من أجل وط��ن حر وكريم‪،‬‬ ‫يعيش��ون فيه وأوالدهم وأحفادهم‪ ،‬دونما أن يكونوا‬ ‫عبيدًا مورثين لوريث جرى تعديل دس��تور بلد كامل‬

‫بدقائق ليناس��ب س��نه حينها‪ ،‬وبتأنيب من احتج بأن "‬ ‫النفس أمارة بالسوء"‪ .‬احتقار للسوريين جميعًا‪ ،‬فلم‬ ‫يكن بينهم س��وى ابن حافظ‪ ،‬بشار وسنُّه ‪ ٣٤‬سنة‪،‬‬ ‫فبالوارثة بالتأكيد‪ ،‬ظن هؤالء المصفقون من المافيا‬ ‫ليقتنع الش��عب‪ ،‬تنتقل " العبقري��ة" من " الخالد" إلى‬ ‫" القائد"‪..‬‬ ‫بدون تعقيدات وفلسفات المنظرين القومجيين؛‬ ‫هذه هي قصة سوريا‪ ..‬ال مؤامرة وال هم يحزنون‪.‬‬ ‫ الطغ��اة يس��تدعون الغزاة‪ ..‬هك��ذا إذا‪ ،‬لم يرد‬‫أن يفهم ولم يس��توعب نظام العصابة أي ش��يء من‬ ‫ثورة الس��وريين‪ ..‬وعادة ما يذه��ب الطغاة إلى أخس‬ ‫الوس��ائل واألدوات عل��ى اإلطالق لي��س للكذب على‬ ‫الش��عوب والمحيط‪ ،‬بل حتى على الذات في انفصام‬ ‫يتصاع��د مع الوقت حتى تصبح حالة اإلنكار ال تختلف‬ ‫ع��ن حالة ادول��ف هتلر في نهايت��ه الغامضة في أحد‬ ‫مخابئه في برلين‪.‬‬ ‫نحن أمام حالة طالب فيها الشعب السوري (لنقل‬ ‫م��ن خرج ف��ي الث��ورة) ليطالب بحري��ة وكرامة وحق‬ ‫أصيل‪ ،‬ف��ي تقرير مصيره بدون وصاية من أحد‪ ..‬لم‬ ‫يخ��رج ليطالب بحري��ة لفئة دون أخرى‪ ،‬هذا الش��عب‬ ‫ال��ذي عرف أي نوع من الطغاة يحكمه لم يتخيل حتى‬ ‫أكث��ر المتش��ائمين بين��ه أن تتط��ور أدوات القمع من‬ ‫القت��ل بالبن��ادق اآللية رش��اً‪ ،‬لتفري��ق المتظاهرين‪،‬‬ ‫وبالقن��ص إلرع��اب الش��عب إل��ى اجتي��اح بالدبابات‪،‬‬ ‫وقصف بالصواريخ‪ ،‬والطائرات‪ ،‬مع إعدامات ميدانية‪،‬‬ ‫تشبيح ال تختلف عن فرق الموت بشيء‪،‬‬ ‫وإنزال فرق‬ ‫ٍ‬ ‫تقت��ل خ��ارج القان��ون‪ ،‬وه��ي تتهك��م عل��ى مطالب‬ ‫الحرية‪ ..‬إلى أن وصلنا إلى الكيماوي‪.‬‬ ‫ق��د ينش��غل البعض عم��ا تعنيه قص��ة التدخل‬ ‫الدولي‪ ،‬وهو يتناس��ى المثير من المقدمات المعروفة‬ ‫ف��ي التاري��خ‪ ،‬فال��دول المريضة عب��ر ه��ذا التاريخ‪،‬‬ ‫وخصوصً��ا حين تقوده��ا عقلي��ات مافياوية‪ ،‬تصبح‬ ‫عرضة للتدخالت التي نجدها في الحالة السورية وقد‬ ‫بادر إليها بنفسه حكم العصابة منذ البدايات؛ فقصة‬ ‫إيران وحزب اهلل ما عاد الخوض الكبير فيها يس��تحق‬ ‫كثي��ر العناء‪ .‬كي��ف تعامل " نظام وطني" مع ش��عبه‬ ‫بهذا االستهتار‪ ،‬وصم أذنيه عن االستماع ألية نصائح‬ ‫حتى من الدول التي أعادة تسويقه؟! ولم ال طالما أنه‬ ‫يرى في الشعب قطيعًا وعبيدًا في مزرعة العصابة‪،‬‬ ‫التي تتقاس��م أصوات اإلنتاج واإلنتاج نفسه‪ ،‬وترمي‬ ‫بفت��ات " األعطي��ات والمن��ح" التي هي ح��ق طبيعي‬ ‫لإلنسان في وطنه ومن وطنه‪..‬‬ ‫االنش��غال بالضربة من عدمه��ا أمر عبثي‪ ،‬فهي‬ ‫ليس��ت الثورة التي استدعت ما هو آت إلى سوريا‪ ،‬بل‬ ‫طاغية مدعم بطغاة خارجيين‪ ،‬وأتباع من االنتهازيين‬ ‫والوصوليي��ن‪ ،‬المرتبطة مصالحهم بهك��ذا عصابة‪،‬‬ ‫ه��م الذي��ن يتحمل��ون مآالت هذا المش��هد الس��وري‬ ‫ال��ذي جرى تعقي��ده بعنجهي��ة القوة على ش��عب لم‬ ‫يكن مس��لحًا‪ ،‬بل يخرج مس��المًا ثائراً‪ ،‬يقيم أهازيج‬ ‫نهارية ومس��ائية طلبًا لحريته الت��ي تعرضت للكثير‬ ‫م��ن التهك��م واالمتهان في كل مرة خرج��ت فيها ولو‬ ‫تظاه��رة تودي��ع ش��هيد‪ ..‬كلنا يع��رف بأن ‪ ٣٠‬ش��هراً‬ ‫من الكذب واإلنكار كانت س��تجلب هذا المش��هد‪ .‬فلم‬ ‫تنفع كل ش��عارات رفض التدخ��ل الخارجي في وقف‬ ‫اس��تجالب التدخل من قبل العصابة الحاكمة نفسها‪،‬‬ ‫واالت��كاء على إقناع الناس بأن من يتم قتلهم ليس��وا‬ ‫س��وى " عصاب��ات مس��لحة" ب��دءاً من درع��ا يوم ‪١٨‬‬

‫م��ارس ‪ ٢٠١١‬حت��ى اس��تخدام النابال��م في ش��مال‬ ‫س��وريا‪ ،‬بع��د الكيماوي ف��ي عدد م��ن المناطق‪ ،‬كان‬ ‫كارث��ة حقيقي��ة وصلت حد جنون العظم��ة‪ ،‬ألن لعبة‬ ‫األمم س��محت لهذه العصابة بخطوط حمراء سخيفة‬ ‫أن يقتل ويش��رد شعب س��وريا بادعاء وقح يحمل كل‬ ‫مقومات اإلبادة البش��رية وش��عارات تمر مرور الكرام‬ ‫كشعار " تطهير"!‬ ‫كل الس��خف الذي يحمل ش��عب تحمل ‪ ٣٠‬شهراً‬ ‫م��ن القت��ل والتدمي��ر مس��ؤولية التدخ��ل األميركي‬ ‫وغي��ره‪ ،‬بعد أن ظلت حت��ى دول العرب والغرب تتذرع‬ ‫بالفيتو الروس��ي‪ ،‬ال يعبر س��وى ع��ن عقليات تعيش‬ ‫أح�لام يقظة وهي الت��ي صمتت طيلة س��نتين على‬ ‫كل أنواع اإلجرام‪ ،‬وإنكار الصورة‪ ،‬واس��تفزاز مشاعر‬ ‫الس��وريين اإلنس��انية‪ ،‬وغري��زة بش��رية بادع��اء أن‬ ‫العصاب��ة الحاكمة هي " قومي��ة ومقاومة وممانعة"‪،‬‬ ‫وعليه يحق لها أن تفعل ما تش��اء بهذا الش��عب الذي‬ ‫وص��ل بالبعض م��ن أيتام القومجية وأدعياء اليس��ار‬ ‫إلى حد اتهامه بالخيانة مثلما فعل القذافي تمامًا‪..‬‬

‫من الذي جلب كل هذا الدمار؟!‬ ‫صحيح بأن عاط��ف نجيب كان يقيم تحالف مافيا‬ ‫خاص به وبالتقاس��م مع فيصل كلثوم‪ ،‬لكنه بالتأكيد‬ ‫ج��زء من تحال��ف المافي��ا العائلي��ة التي أخبرن��ا عنها‬ ‫رامي مخلوف في لقاء ش��هير م��ع نيويورك تايمز بعد‬ ‫أس��ابيع قليلة من انطالق الثورة في حوران‪ .‬ليس لنا‬ ‫حاجة للعودة كثيراً إلى الوراء الكتش��اف حجم المأساة‬ ‫التي جلبها نظام التوريث‪ ،‬الذي اس��تهزأ كثيراً بعقول‬ ‫السوريين‪ ،‬بشكل يصعب معرفة مثيل له إال في كوريا‬ ‫الشمالية‪ ،‬التي ال نعرف حقيقة كيف يفكر شعبها الذي‬ ‫ت��م توريثه م��ن الجد إلى االبن ثم الحفي��د‪ ،‬مع العلم‬ ‫بأن " الديمقراطية" تتوس��ط تعريف جمهورية كوريا‬ ‫لنفسها‪ .‬ما نعرفه بأن اإلنسان بطبيعته ال يقبل‪ ،‬مهما‬ ‫ركزت العصابات على عقل��ه بالتالعب كذبًا وبماكينة‬ ‫متكاملة من اإلش��اعة إلى دغدغة المشاعر " الوطنية‬ ‫والقومي��ة"‪ ،‬في ماكين��ة أمنية معقدة ف��ي تركيبتها‪،‬‬ ‫ووظيفته��ا الت��ي تمت��د من رغي��ف الخبز إل��ى احتكار‬ ‫حتى تصنيف البش��ر‪ ،‬وص��ل هتلر إلى المستش��ارية‬ ‫بع��د فت��رة هزيم��ة ألمانية وانح��دار المعنوي��ات‪ ،‬من‬ ‫خالل الصناديق قب��ل أن ّ‬ ‫يصفي كل األحزاب القائمة‪،‬‬ ‫ويجن��د المجتمع األلماني بعمومه وبرضاه من أجل رد‬ ‫االعتب��ار للكرام��ة األلمانية‪ ،‬واالعت��داد بالنفس الذي‬ ‫عُرف ويعرف عن الشعب األلماني‪ .‬كان ستالين شرقًا‬ ‫ق��د قام ب��ذات المس��ألة وبتصفية جس��دية ومعنوية‬ ‫لرف��اق الحزب الواح��د‪ ،‬ولماليين المتهمي��ن بالخيانة‪.‬‬ ‫إنها ليس��ت قصة مقارنة أبداً‪ ،‬فقط لنعرف كيف خرج‬ ‫األلم��ان من العصر النازي الذي جثم على صدر أوروبا‬ ‫ول��م يذهب نح��و التناحر‪ ،‬وال َّ‬ ‫ق��ل االعت��داد بالنفس‬ ‫بذه��اب النازي��ة‪ ..‬ل��م يق��ف األلم��ان الذين س��اعدوا‬ ‫أنفس��هم وبلده��م للنه��وض ثانية‪ ،‬وبناء م��ا دمرته‬ ‫مغامرات " القومية " الت��ي مثلها الحالم بإمبراطورية‬ ‫الراي��خ اآلري‪ ،‬لم يكن هتلر ق��د وجه فوهات مدافعه‬ ‫العمالق��ة وطائراته نحو الم��دن األلمانية في لحظات‬ ‫يجر سحل الناس في‬ ‫الس��قوط كفعل انتقامي‪ ..‬ولم ِ‬ ‫الش��وارع بعد نهايته‪ ،‬ونهاية مغامراته الدموية‪ ،‬التي‬ ‫كلفت البش��رية كثيراً كما كلفت الشعب األلماني مدنًا‬ ‫وبشرًا وتأخراً أخذ بضعة سنوات إلعادة البناء التي قد‬ ‫ال يعلم الكثيرون بأن العمال من تركيا وبعض البلدان‬


‫بالد يجري تدميرها بهذا الش��كل المنهجي على‬ ‫يد "جيش وطني" يتس��تر حاكمها ت��ارة خلف طائفية‬ ‫بتحالف��ات عاب��رة للح��دود‪ ،‬وبنف��س الوق��ت االدعاء‬ ‫بالعلماني��ة وحماي��ة األقليات‪ ،‬وتارة أخرى بمش��اريع‬ ‫وظيفية م��ع الدّول التي يتهمها اليوم بالمؤامرة‪ ،‬في‬ ‫فت��رة العبثية الت��ي كانت تتفرج على تدمير س��وريا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مطلقا يرفض التدخل‬ ‫كان البعض ممن رفع ش��عارًا‬

‫وجهة نظر ‪. .‬‬

‫جبناء فا�شلون‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬

‫العربية ساهموا فيها‪..‬‬ ‫الش��عب الس��وري وب�لا ش��ك ال يقل ق��درة‪ ،‬وال‬ ‫عق ً‬ ‫ال ع��ن البالد الت��ي خرجت من تح��ت الدمار‪ ،‬الذي‬ ‫تس��ببت به ح��روب كارثية خارجية‪ ،‬أو ح��روب داخلية‬ ‫قام بها حكام طغاة مهووس��ون أحيانً��ا بقمع الهوية‬ ‫الجمعية والفردية‪ ،‬وتأخر البالد بفعل النهب والفساد‬ ‫والمحس��وبيات‪ ،‬الت��ي كان��ت ومازالت تعتب��ر كما في‬ ‫س��وريا حتى الخب��ز " منحة" م��ن الحاك��م وقدراته "‬ ‫الخارق��ة"‪ ،‬وإن م��ات تبق��ى "أقوال��ه تتحك��م بمصير‬ ‫األمة"‪ .‬في سوريا يقولون عن حافظ " القائد الخالد"‪،‬‬ ‫وأقوال��ه تتح��ول إل��ى نصوص مقدس��ة كأي��ة ديانة‬ ‫يعتنقها البشر‪ ،‬المس��اس بها قد يودي بصاحبها إلى‬ ‫قطع لسانه!‬ ‫ال��ذي دمَّ��ر الم��دن والق��رى الس��ورية‪ ،‬وهج��ر‬ ‫الماليي��ن‪ ،‬وقت��ل عش��رات اآلالف‪( ،‬إذا ل��م يكن مئات‬ ‫اآلالف عل��ى م��دى عق��ود الحك��م) وجعل م��ن قيمة‬ ‫اإلنس��ان قيمة صفرية‪ ،‬كما ذكرت األس��بوع الماضي‬ ‫ليس��ت " اإلمبريالي��ة والصهيوني��ة وأدواتهم��ا"! م��ن‬ ‫فعله��ا ه��و نظ��ام الوريث في س�لالة حك��م عائلي‪،‬‬ ‫بمزي��ج م��ن آل كابون��ي المافيوزي‪ ،‬ومزي��ج آخر من‬ ‫الفاشية الصاعدة‪ .‬فالطائرات التي ّ‬ ‫دكت المدن ليست‬ ‫س��وى طائرات من مخازن س�لاح الطاغي��ة‪ ،‬الذي لم‬ ‫يترك فيها من سالح إ ّال واستخدمه بما فيه الكيماوي‪،‬‬ ‫وربم��ا كان يفكر بالجرثومي‪ .‬تلك آالم حُفرت ً‬ ‫عميقا‬ ‫في نفسية اإلنسان السوري‪ ،‬مع ماكينة دعائية لعبت‬ ‫الدَّور المناط بها‪ ،‬بتش��ويه الحقيقة والتالعب بعقل‬ ‫البش��ر‪ ،‬وفق منظومة متخلفة تخلصت منها ش��عوب‬ ‫كثي��رة‪ .‬فعاط��ف نجي��ب ال��ذي أش��عل ش��رارة خروج‬ ‫الغض��ب المكتوم ف��ي نف��وس الس��وريين؛ لم يكن‬ ‫س��وى جز ٍء من السُّ�لالةِ العائليةِ التي تتش��ارك مع‬ ‫آل مخلوف‪ ،‬وآل شاليش‪ ،‬بروابط مع آل األسد‪ ،‬وبقية‬ ‫العوائ��ل المافيوية‪ ،‬التي تتقاط��ع مصالحها وتختلف‬ ‫أحيانً��ا‪ ،‬ف��ي نتيج��ة االختالفات كن��ا ن��رى انتحارات‬ ‫بطلقتين في الرأس وربما أكثر‪.‬‬

‫الخارجي بينما يراه يجري يوميًا يتساءل‪ :‬هل تريدون‬ ‫أن يصير في س��وريا ما حدث في ليبيا‪ ،‬وأن يقتل ‪٥٠‬‬ ‫ألف س��وري وتدمر مدن سوريا؟! رغم أكاذيب األرقام‬ ‫عن ليبيا‪ ،‬وعن الدمار الذي نعرف مصدره‪ ،‬كما يعرف‬ ‫الكذاب��ون‪ ،‬فإن هؤالء رأوا بأم عينه��م ما فعلته اآللة‬ ‫العس��كرية التدميرية لهذه العصاب��ة بالمدن والقرى‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وتهجير نصف سكان سوريا‪ ،‬عدا عن أكثر‬ ‫م��ن ‪ ١٥٠‬ش��هيداً‪ ،‬وعش��رات آالف المختفين قس��راً‪،‬‬ ‫ومئ��ات آالف المعتقلين‪ ،‬والجرح��ى‪ ،‬ومحاوالت تدمير‬ ‫النس��يج الوطني الس��وري‪ ..‬فأين هم هؤالء؟! يقول‬ ‫الحقوق��ي الس��وري هيثم من��اع‪ :‬إن مواجهة الضربة‬ ‫االميركي��ة ه��ي بمزي��د الوحدة في صف��وف الجيش‬ ‫النظام��ي‪ .‬وكأننا أمام جيش سويس��را‪ ،‬أو اليابان‪ ،‬أو‬ ‫الس��ويد‪ ،‬وليس جيش عصابات نهب وحرق‪ ،‬أين في‬ ‫هذا العالم ش��اهدتم جيش��ًا يرفع ش��عار "األسد أو ال‬ ‫أح��د" أو " األس��د أو نحرق البلد"؟!! عبّ��ر وليد المعلم‬ ‫بش��كل ال يدع للمرء أية اس��تنتاجات أخرى‪ ،‬غير تلك‬ ‫الت��ي تري��د أن تبق��ي على منظومة فاش��ية باس��م‬ ‫األقليات‪ ،‬فقصف الغوط��ة ولو بالكيماوي جاء لحماية‬ ‫مناطق معينة بدمش��ق‪ ،‬كانت كلماته تمر كالس��يف‬ ‫ال��ذي يقط��ع أوصال المجتم��ع الس��وري وتأليبه على‬ ‫بعض��ه‪ ،‬في مؤتمره الصحفي األخي��ر‪ ،‬بعد االعتراف‬ ‫بمكالم��ة هاتفية مع صديق آل األس��د "وزير خارجية‬ ‫البل��د اإلمبريال��ي" ج��ون كي��ري‪ ،‬كان ولي��د المعل��م‬ ‫يجسد العقلية التي تحدثنا كثيراً عنها‪ ،‬والتي يعرفها‬ ‫الس��وري والس��ورية تحت سماء س��وريا‪ ،‬التي عرفت‬ ‫كل أن��واع القصف الجبان بوس��ائل بدائية كالبراميل‬ ‫المتفجرة (التي أنكروها ثم عادوا مؤخراً لالعتراف بها‬ ‫في زالت لس��ان رفع التهمة عن اس��تخدام الكيماوي)‬ ‫وصواريخ سكود التي أيضًا أنكروا استخدامها قبل أن‬ ‫يعترفوا بأنها " أكثر فائدة من الكيماوي!"‪..‬‬ ‫لم يحصل نظام إجرامي في التاريخ الحديث على‬ ‫الف��رص التي منحها المجتم��ع الدولي لنظام وظيفي‬ ‫كنظ��ام العائلة الحاكمة في س��وريا‪ ،‬وبحماية الفيتو‬ ‫الروس��ي‪ ،‬والتزويد الدائم بالس�لاح والعت��اد والرجال‬ ‫م��ن الخ��ارج‪ ،‬وبالرغم من كل الس��لبية التي تعاطى‬ ‫بها هذا المجتمع الدولي مع دماء ومعاناة الس��وريين؛‬ ‫لم يتوقف هذا الش��عب عن ثورته‪ ،‬ولم يستطيعوا أن‬ ‫يسوقوا نظرية "المؤامرة الكونية"‪ ،‬حتى لو قال وليد‬ ‫المعل��م بأن كل ال��دول العربية ض��د نظامه المقاوم‬ ‫باستثناء جيبوتي‪ ،‬إال أننا نعرف تمام المعرفة إلى أين‬ ‫يذه��ب أعضاء العصاب��ة وأموالهم‪ ،‬وم��ن هي الدول‬ ‫العربي��ة التي تزوده حتى يومنا ه��ذا بما يحتاجه من‬ ‫س��يارات دفع رباعي إلى تبييض األم��وال‪ ،‬وااللتفاف‬ ‫عل��ى عقوب��ات االتحاد األوروب��ي‪ .‬التاريخ سيكش��ف‬

‫المثير مما أراد الجبناء إخفاؤه بالش��عارات الرنانة عن‬ ‫المؤامرة‪ ،‬ال أفهم كيف يص��دق جمهور " الممانعة" ‪-‬‬ ‫إال إذا فككنا شيفرة ما قلناه عن التالعب العقول‪ -‬بأن‬ ‫عوائل مسؤوليهم وسادتهم يرس��لون عوائلهم نحو‬ ‫دبي‪ ،‬وبلدان غربية كثيرة وبنفس الوقت يتهم هؤالء‬ ‫بما يسمى مؤامرة كونية؟!‬ ‫رغ��م كل " الش��جاعة" البادي��ة ف��ي الماكين��ة‬ ‫الدعائية فجبن الطغاة أمام الخارج س��مة مش��تركة‪،‬‬ ‫ومكتشفة وليست بجديدة‪ ..‬في الحالة السورية لدينا‬ ‫منظوم��ة حكم جبانة يهمها رض��ا الخارج ولو بالكذب‬ ‫على هذا الخ��ارج‪ ،‬من خ�لال أدوات مرتبطة بلوبيات‬ ‫يدعي الحاكم واتباعه ممانعته لها‪ ..‬قصف الصهاينة‬ ‫س��وريا م��رة إثر مرة‪ ..‬ودم��روا مؤخراً ف��ي جمرايا ما‬ ‫دمروه بس�لاح سمع صوته كل سكان دمشق وريفها‪،‬‬ ‫واس��تمرت سلسلة خردقة " الس��يادة" بغارات وقصف‬ ‫مس��كوت عنها‪ ،‬لم يرد ه��ذا الحاكم الجب��ان وال مرة‬ ‫واح��دة من��ذ س��نوات حك��م أبيه‪ ،‬ث��م يق��وم بتوزيع‬ ‫ش��عارات ع��ن "الرد عل��ى عمالء هؤالء ف��ي الداخل"!‬ ‫أس��خف من هذا التفكير لم نش��هده عند أية مقاومة‪،‬‬ ‫بحي��ث تتهم الخ��ارج وتحديداً إس��رائيل وت��رد عليها‬ ‫بقصف الشعب الس��وري‪ ،‬واالختباء وراء أبواق تخرج‬ ‫عل��ى اإلعالم لتفلس��ف األمور كما فع��ل مؤخراً خالد‬ ‫العب��ود في حضرة نزار الفرا وأنا مندهش من وقاحة‬ ‫مذيع يتهم الشعب السوري بالجهل والتخلف!‬ ‫من صفات الحاكم الجبان التمترس خلف النس��اء‬ ‫واألطف��ال‪ ،‬ونق��ل أفرع��ه األمني��ة إل��ى الم��دارس‪،‬‬ ‫والشقق الس��كنية واعتالء العمارات السكنية‪ ،‬ووضع‬ ‫دروع بش��رية‪ ،‬ف��ي نف��س الوق��ت الذي يتح��دث فيه‬ ‫أبواق��ه ع��ن " أخالقي��ات الجي��ش الوطن��ي"! مفارقة‬ ‫الجب��ن هذه تتوض��ح مع كل س��اعة تمر باس��تهداف‬ ‫المزيد من الش��عب بجرائم تورط الصغار‪ ،‬بينما يفر‬ ‫الكبار بتهريب عوائلهم عبر دويلة حزب اهلل‪..‬‬ ‫يج��ري الحديث عن ق��رب ضرب مق��رات النظام‬ ‫بينم��ا ه��ذا النظام رأس��ه مختب��ئ ال يواجه ش��عبه‪..‬‬ ‫وبتهكم يتس��اءل أهل دمش��ق‪ :‬كيف لدول��ة ممانعة‬ ‫ومقاومة أن ال يجد س��كان العاصم��ة مالجئ يلجؤون‬ ‫إليه��ا؟! بينم��ا تحتل عصاب��ات هذا النظام المس��اجد‬ ‫والمدارس وتترك مهمة شرح ما يجري لمجموعة من‬ ‫المتطفلين على اإلعالم والتحليل‪..‬‬ ‫الشعب السوري س��يخرج من تحت الركام ليثبت‬ ‫م��رة أخرى بأنه ال يقل تحضراً عن أي ش��عب تعرض‬ ‫لكل ه��ذا الدم��ار‪ ،‬ولن تفي��د كل أالعي��ب العصابات‬ ‫الحاكم��ة‪ ،‬وعصابات داعش في اس��تالب الس��وريين‬ ‫سوريتهم وتحضرهم‪..‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪7‬‬ ‫أحد جدران حي ركن الدين | الشباب السوري الثائر‬


‫تحقيق ‪. .‬‬

‫معار�ضو النظام‪ ..‬هل ي�ؤيدون‬ ‫ال�ضربة املرتقبة؟‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬

‫يعي��ش الس��وريون الي��وم وخاصة م��ن هم في‬ ‫الداخ��ل حال��ة من االس��تنفار والترقب لم��ا قد تحمله‬ ‫األيام القادمة من تدخل عس��كري غربي ال أحد يعلم‬ ‫توقيت��ه أو م��داه أو أهدافه المنش��ودة‪ .‬تحليالت على‬ ‫مدار الساعة‪ ،‬جلسات لمجلس األمن ومجلس العموم‬ ‫البريطان��ي ونقاش��ات طويلة تبدأ عن��د جدية الغرب‬ ‫ف��ي ضرب النظام الس��وري‪ ،‬وتنتهي عند األمور التي‬ ‫على كل مواطن س��وري تهيئته��ا في انتظار الضربة‬ ‫المزعومة‪.‬‬ ‫لي��س كل مع��ارض للنظ��ام مؤي��د للضرب��ة‬ ‫بالضرورة‪ ،‬كم��ا يزعم مؤيدو النظام والذين يتهمون‬ ‫المعارضي��ن بالعمالة للغ��رب ولدول الخلي��ج‪ .‬الكثير‬ ‫م��ن معارضي النظام هم الي��وم معارضون للضربة‬ ‫أيض��اً وحقدهم على الغرب ال يقل عن حقدهم على‬ ‫النظام‪ .‬وبالمقابل‪ ،‬فإن الكثير من الش��باب الس��وري‬ ‫المع��ارض للنظ��ام يؤي��د الضربة ألس��باب مختلفة‪،‬‬ ‫فمنهم من يرى فيها وسيلة إلضعاف النظام والقضاء‬ ‫على م��ا تبقى من جبروته‪ ،‬ومنهم م��ن يجد أال فرق‬ ‫بين قصف النظام وقصف الغرب‪ ،‬بل قد يبدو القصف‬ ‫الغريب أرحم‪ ،‬ومنهم من يذهب بعيداً في تفاؤله بأن‬ ‫الضرب��ة المرتقبة ستس��قط النظ��ام وتنتقل بالبالد‬ ‫إلى مرحلة جديدة‪.‬‬ ‫تقول "هـ‪ ".‬وهي ربة منزل‪ ،‬إنه من الواضح بأن‬ ‫النظ��ام ال يمكن أن يس��قط إال بمس��اعدة عس��كرية‬ ‫خارجي��ة‪ ،‬خاصة بع��د القصف والحص��ار على القرى‬ ‫والم��دن وتدمير أغل��ب المجتمعات الس��ورية ودخول‬ ‫القاعدة واأللوي��ة والكتائب اإلس�لامية وتعقد األمور‬ ‫بش��كل كبير أم��ام ضع��ف المجتمع المحل��ي المدني‬ ‫واألهلي‪ ،‬إضافة إلى استعانة النظام بحزب اهلل وايران‬ ‫على حساب الس��يادة الوطنية‪ .‬وتضيف‪" :‬إن ما يحدث‬ ‫اليوم في مصر وتون��س وصعوبة التوافق والتفاهم‬

‫بي��ن االس�لاميين والعلمانيي��ن أصابن��ا بالي��أس من‬ ‫قدرتنا على تحقيق أهداف ثورتنا في بناء سوريا التي‬ ‫نريد‪ .‬باختصار وما أراه هو أن الضربات االمريكية ما‬ ‫هي إال رس��الة‪ .‬أمريكا تعمل لصالحها وإلعالء قيمها‬ ‫وهي مختلفة عن��ا وال يمكنها حل مش��اكلنا‪ ،‬والعرب‬ ‫والمس��لمون في تنافس ومن لديه المال يريد فرض‬ ‫رؤيته بعد جعل س��وريا محرق��ة المجاهدين‪ .‬وال أرى‬ ‫س��بي ً‬ ‫ال للخروج من كل ما سبق سوى بإضعاف النظام‬ ‫حت��ى اإلنه��اء أو الوص��ول للتف��اوض عل��ى تس��ليم‬ ‫السلطة أو جزء مهم منها‪ .‬نريد إيقاف القصف وعودة‬ ‫الن��اس إلى حياتها الطبيعية‪ ،‬والبدء بعمليات تفاوض‬ ‫محلية وعلى مس��توى وطني بقي��م ولمصالح محلية‬ ‫ووطنية"‪ .‬وتخت��م "هـ‪ ".‬بقوله��ا‪" :‬الضربة األمريكية‬ ‫خطوة على الطريق الصحيح"‪.‬‬ ‫أم��ا "ت‪ ".‬وهو مهن��دس اضطر مؤخ��راً لمغادرة‬ ‫الب�لاد بحث��اً عن عم��ل فيق��ول‪" :‬ال أهمي��ة لرأيي أو‬ ‫لرأي��ك‪ ،‬أنا كنت عاجزاً عن اتخاذ موقف واضح ومحدد‬ ‫من الضربة إال أنني اآلن أفكر بأن الشعب يموت على‬ ‫كل ح��ال‪ ،‬س��واء بصواريخ س��كود أو صواريخ كروز‪.‬‬ ‫ق��د تكون األخيرة أرحم ألنها ليس��ت من أخوة لنا في‬ ‫نف��س الوط��ن‪ .‬إن كان للضرب��ة أن تحد م��ن قدرات‬ ‫الجي��ش النظام��ي أو تدمر جزءاً هاماً من��ه فأنا معها‬ ‫وأؤيدها"‪.‬‬ ‫يبدو أن أغلبية الشباب السوري يتفق اليوم على‬ ‫الإنس��انية المجتمع الدولي‪ .‬ال أح��د ينتظر منه خيراً‪،‬‬ ‫فم��ن لم تحرك��ه كل المج��ازر التي حدث��ت ال يمكن‬ ‫له اليوم أن يدعي اإلنس��انية بعد مج��زرة الكيماوي‪.‬‬ ‫إال أن حال��ة اليأس الت��ي وصل إليه��ا الجميع أصبحت‬ ‫تدفعه��م للبحث ع��ن أي بصيص من األم��ل حتى لو‬ ‫كان في ضربة غربية غير مس��تحبة‪ .‬تقول "ز‪ ".‬وهي‬ ‫موظف��ة تعيش في دمش��ق‪" :‬كره��ي للنظام يعادل‬

‫سعاد يوسف‬

‫كره��ي ألمريكا وللغرب‪ .‬ال أس��تطيع أن أصدق أن أيًا‬ ‫منه��م يريد مصلحة الش��عب الس��وري‪ ،‬إال أننا اليوم‬ ‫بتنا نعيش حالة من الجمود صرت معها أتمنى حدوث‬ ‫أي ش��يء كفيل ب��أن ينقلنا إلى حال��ة جديدة‪ ،‬أفضل‬ ‫أو أس��وأ ال يهم‪ .‬الحرب عل��ى األبواب؟ ومن قال إننا ال‬ ‫نعيش حربًا في دمشق منذ ما يزيد عن السنة‪ .‬وهل‬ ‫تحلي��ق الطي��ران الحربي بش��كل يوم��ي إضافة إلى‬ ‫مختلف أن��واع القذائف التي تمطر به��ا قوات الجيش‬ ‫النظامي جميع أنحاء ريف دمشق‪ ،‬ال يعد حربًا؟ من لم‬ ‫تحرك��ه هذه الحرب ال يمكن ل��ه بأي حال من األحوال‬ ‫أن يدع��ي الوطني��ة أو اإلنس��انية وه��و ف��ي انتظار‬ ‫الصواريخ األمريكية"‪.‬‬ ‫كذل��ك تقول "ل‪ ".‬وهي فتاة س��ورية تعيش في‬ ‫المغت��رب من��ذ زمن‪" :‬كل ما يحدث مؤخ��راً هو برأيي‬ ‫تمثيلي��ة يري��دون منها إس��كات الرأي الع��ام ال أكثر‪.‬‬ ‫ليس من مصلح��ة أمريكا الدخول ف��ي حرب جديدة‪،‬‬ ‫وه��ي ال تري��د اقتالع النظام من ج��ذوره وقد تكتفي‬ ‫بضربة تأديبية ال أكثر‪ .‬لن تشكل الضربة األمريكية‬ ‫برأيي فرقًا للمواطن السوري فما يعيشه اليوم أسوأ‪.‬‬ ‫ورفضي لهذه الضربة يعادل رفضي لضربة أس��دية‬ ‫لكن بصناعة روسية"‪.‬‬ ‫يتف��ق الكثيرون داخل س��وريا اليوم على ارتفاع‬ ‫عتب��ة الخوف واأللم لديه��م‪ .‬لو كان م��ا يحدث اليوم‬ ‫قبل س��نتين ألثار دون شك ردود فعل أكثر استهجانًا‬ ‫ورفض��اً ألي تدخ��ل غرب��ي‪ ،‬أما وبعد تدمي��ر الجيش‬ ‫النظام��ي لمعظم المدن والبلدات الس��ورية وتهجيره‬ ‫لمئات اآلالف من الس��كان س��واء داخل أو خارج البلد‪،‬‬ ‫فم��ا ع��اد ألي ح��دث جديد أهمي��ة‪ .‬أحالم الس��وريين‬ ‫اليوم اقتصرت على حياة بدون حرب‪ ،‬وإن كان الكروز‬ ‫األمريك��ي كفي� ً‬ ‫لا بذلك‪ ،‬فالعديد منه��م ال يجد مانعًا‬ ‫لذلك‪ ،‬وإن كان على مضض‪.‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬ ‫إحدى مظاهرات مدينة داعل في درعا تنديداً بمجزرة الكيماوي‬


‫�ضــــربة �ســــوريا‬

‫أب��ك��ي فتبتسم ال��ج��راح م��ن البكا‬ ‫ف��ك��أن��ه��ا ف���ي ك���ل ج���ارح���ة فم‬ ‫يا البتسام الجرح كم أبكي وكم‬ ‫ينساب ف��وق شفاهه ال��ح��م��را دم‬ ‫أب���داً أس��ي��ر على ال��ج��راح وأنتهي‬ ‫حيث اب��ت��دأت فأين مني المختم؟‬

‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫آخر الكالم‪ :‬يقول الشاعر عمر أبو ريشة‪:‬‬ ‫وك���أن قلبي ف��ي ال��ض��ل��وع ج��ن��ازة‬ ‫أم��ش��ي ب��ه��ا وح���دي وك��ل��ي مأتم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬

‫سوريا‪ ،‬ولم نعد نفهم هل ستساهم هذه الضربات‬ ‫في إنهاء معاناة الس��وريين أم ستزيد آالمهم‪ .‬وكل‬ ‫تجاربنا الس��ابقة مع األمريكان ل��م تكن جيدة ولم‬ ‫تؤد إلى أي نتائج إيجابية ال على المدى القصير وال‬ ‫المدى الطويل‪ .‬ولكن الدمار والفس��اد الذي عاثهما‬ ‫النظام في البلد أفقده كل أي تعاطف أو أي ش��عور‬ ‫وطني‪ .‬وصل الحال بنا إلى تمني الموت ربما بسبب‬ ‫هذه المش��اعر المتضاربة الت��ي تعصف بنا ما بين‬ ‫تعرض الوط��ن للدمار من الخ��ارج بعد أن تعرض‬ ‫له من الداخل‪.‬‬ ‫تاه��ت كلماتن��ا وفقدن��ا بوصلتنا وس��ط هذا‬ ‫الجنون العالمي والمحلي‪ ،‬تعبنا من لعبة السياس��ة‬ ‫الت��ي تتعام��ل معنا بأق��ذر الوس��ائل‪ ،‬وال عجب أن‬ ‫أتان��ا ال��دور بعدما مر عل��ى فلس��طين والصومال‬ ‫والبوسنة والعراق وأفغانستان والجزائر والشيشان‬ ‫وغيرها كثير‪ .‬إن أدوار السياس��ة تتباين في حدتها‬ ‫وموضوعيته��ا ولكنه��ا ف��ي النهاية ال ترح��م أحداً‪،‬‬ ‫ويبقى الساسة زعماء المش��هد بينما يموت الناس‬ ‫تحت أقدامهم ومن أجل عروشهم ومناصبهم‪.‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫إلى كل من كانوا يؤمنون بحقوق اإلنسان‪...‬‬ ‫إلى من ال يزال��ون يعتقدون بخرافات المجتمع‬ ‫الدولي واألم��م المتحدة وحماية األطفال وش��ؤون‬ ‫الالجئين‪...‬‬ ‫إل��ى م��ن ال يزال��ون يصيحون على الشاش��ات‬ ‫مطالبي��ن أوبام��ا وهوالن��د وبوتين بفت��ح برنامج‬ ‫اليوتيوب واالطالع على معاناة السوريين‪....‬‬ ‫إل��ى م��ن صدع��وا رؤوس��نا بحث��ًا ع��ن العرب‬ ‫والمسلمين ودول العالم و"الضمير" العالمي‪...‬‬ ‫إلى م��ن ال يزال��ون يرفض��ون تصدي��ق الفخ‬ ‫األكبر الذي سقط فيه السوريون عندما تم دفعهم‬ ‫للتسلح دفعًا موعودين "بالنصر المبين"‪...‬‬ ‫إل��ى م��ن ال يزالون يتابع��ون أخب��ار "العربية"‬ ‫وعناوينه��ا الجذاب��ة المثي��رة ومع��ارك "التحري��ر"‬ ‫و"الفتوحات" و"التطهير"‪...‬‬ ‫إلى من ال يزالون يعتقدون بوجود "جيش حر"‬ ‫واحد يتبع قيادة واحدة ولديه اس��تراتيجية قتالية أو‬ ‫حربية من أي نوع عدا عن االنسحابات التكتيكية‪...‬‬ ‫إل��ى م��ن يرفض��ون االط�لاع عل��ى األرق��ام‬ ‫ويدفنون رؤوسهم في الرمال وال يريدون قراءة ما‬ ‫وراء األخبار‪...‬‬ ‫إل��ى م��ن ال يزال��ون مس��حورين بخطاب��ات‬ ‫وتصريح��ات الس��لطان العثماني أردوغ��ان وبعدم‬ ‫س��كوته وبدموعه المس��كوبة على أطفال س��وريا‬ ‫وعن أيام األسد المعدودة وعن عدم تكتف أيديه‪...‬‬ ‫إلى ضي��وف االتج��اه المعاكس وث��وار التويتر‬ ‫والفي��س ب��وك و"الناش��طين" والمجل��س الوطني‬ ‫واالئتالف الوطن��ي وتيار بناء الدولة وتجمع التغيير‬ ‫والتيار اآلش��وري والتجمع الكردي وكتائب الصحابة‬ ‫وقريش وأبو لهب‪...‬‬ ‫إلى كل هؤالء‪...‬‬ ‫هل من تعليق؟؟‬ ‫ه��ل ال ت��زال لدينا فس��حة لإليم��ان؟ أم آن لنا‬ ‫أن نكف��ر ب��كل قيم اإلنس��انية والضمي��ر العالمي‬ ‫المزعوم‪ .‬كان على المعارضة "الحكيمة" أن تسعى‬ ‫إلثب��ات وج��ود القليل م��ن البترول أو الغ��از في أي‬ ‫م��كان م��ن س��وريا بما يكفي إلس��الة لع��اب إحدى‬ ‫القوى الكب��رى ال أن تعمل على اس��تجداء عواطف‬ ‫م��ن ال قل��ب له��م عب��ر اس��تخدام ص��ور األطفال‬ ‫الس��وريين المش��ردين أو المقتولين بدم بارد في‬ ‫التس��ويق لقضية في بالد ل��م تعد تعنيها كل هذه‬ ‫القيم‪.‬‬ ‫ب��دا ديفي��د كاميرون كم��ن تنف��س الصعداء‬ ‫بعدما ق��ررت أغلبية مجلس العموم رفض التدخل‬ ‫العس��كري في س��وريا وال حتى القيام بأية عمليات‬ ‫عسكرية هناك‪ .‬كان جوابه صريحًا ومباشراً‪" :‬رأينا‬ ‫أغلب أعضاء مجلس العموم الذين يمثلون الش��عب‬ ‫البريطاني يرفضون القيام بأي عمل عس��كري في‬ ‫س��وريا وأنا أعدك��م بأن الحكومة س��تتصرف على‬ ‫هذا األساس"‪.‬‬ ‫أما أوبام��ا الذي بدأ باالدعاء بالش��عور بالحرج‬ ‫بع��د تراجع حليفه البريطاني فقد قرر أن الضربات‬ ‫العس��كرية "من الممكن" أن تح��دث ولكن بانتظار‬ ‫تقاري��ر األمم المتحدة‪ .‬بينما عارضت ألمانيا القيام‬ ‫بأي عمل عسكري مما أدى إلى تحسن أسواق المال‬ ‫هناك مباشرة بعد القرار‪.‬‬ ‫أم��ا األتراك‪ ،‬وما أدراك ما األت��راك؟ فقد بلغت‬ ‫حماس��تهم ح��د المش��اركة ف��ي "أي" تحال��ف ضد‬ ‫س��وريا‪ ،‬وانتهت الحماسة هنا‪ ،‬كمن يقول لآلخرين‬ ‫إذا قررتم الهجوم سنهجم‪.‬‬

‫الجمي��ع يختبئ��ون خل��ف الجميع في المس��ألة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬ويم��وت الن��اس واألطفال عل��ى جوانب‬ ‫الطرق��ات وف��ي مخيمات اللج��وء ثمن��ًا لمفاوضات‬ ‫سياسية ولعبات دولية وتحالفات مريبة ال ناقة لهم‬ ‫فيها وال جمل‪.‬‬ ‫الضربات على س��وريا س��تكون نوعية‪ ،‬وليس‬ ‫اله��دف منه��ا إس��قاط النظ��ام‪ ،‬وكي��ري متأكد من‬ ‫أن النظ��ام س��يحافظ عل��ى مخزونه من األس��لحة‬ ‫الكيميائية‪ ،‬وال بد من االنتظار حتى انتهاء المراقبين‬ ‫م��ن عملهم‪ ،‬وعم��ل المراقبين بحاج��ة للمزيد من‬ ‫الوقت‪ .‬كلها تصريح��ات جوفاء ومتناقضة ومبتذلة‬ ‫ال هدف منها سوى إضافة المزيد من الرعب والهلع‬ ‫والعنف على حياة الس��وريين التي تحولت جحيمًا ال‬ ‫يطاق ومكانًا يهرب منه الجميع إلى المجهول‪.‬‬ ‫لم يش��بع السياس��يون م��ن تك��رار المقوالت‬ ‫نفسها فيما يتعلق بانتهاء النظام واأليام المعدودة‬ ‫وحماية الس��وريين وبل وصداقة الشعب السوري‪.‬‬ ‫كم��ا لم يش��بع المعارضون الس��وريون م��ن النباح‬ ‫عل��ى الفضائيات وقبض المزيد من الش��يكات لقاء‬ ‫مقاب�لات جوف��اء ال يتقنون فيها س��وى الصراخ وال‬ ‫يفهمون ما يقال‪.‬‬ ‫وماذا كان نصيب الس��وريين في النهاية؟ آالف‬ ‫األطفال المش��ردين والمذبوحين كالنعاج في حرب‬ ‫قذرة دخل على خطها السعوديون واألتراك بينما ال‬ ‫يتورع اإليرانيون ع��ن التباهي بدعم النظام وقتل‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫إن قمة ما نخش��اه اليوم كس��وريين هو الردة‬ ‫إلى نظ��ام الش��مولية واالعتق��االت بع��د كل هذه‬ ‫التضحي��ات‪ ،‬وما يجري في مص��ر اليوم من انقالب‬ ‫على الش��رعية (رغم اختالفنا مع اإلخوان وطريقة‬ ‫حكمهم) بل ودع��م الس��عودية والكويت لالنقالب‬ ‫بهذا الش��كل الف��ج وصل حد قيام س��عود الفيصل‬ ‫بزي��ارة إل��ى أوروب��ا‬ ‫إلقن��اع األوروبيي��ن‬ ‫بع��دم معاقب��ة مص��ر‪،‬‬ ‫وكذلك حمالت االعتقال‬ ‫الضخم��ة بح��ق الناس‬ ‫ال تبش��ر بالخير أبداً وال‬ ‫نري��د س��ماع نظري��ات‬ ‫اخت�لاف س��وريا ع��ن‬ ‫غيره��ا فق��د بات��ت‬ ‫ه��ذه النظري��ات ممل��ة‬ ‫وممجوج��ة‪ .‬لق��د كانت‬ ‫ثورة ‪ 25‬يناير في مصر‬ ‫ثورة غاية ف��ي المثالية‬ ‫وتم��ت اإلطاح��ة بواحد‬ ‫م��ن فراعن��ة العص��ر‪،‬‬ ‫ولكن م��ا يح��دث اليوم‬ ‫ينش��ر ف��ي نفوس��نا‬ ‫المزي��د م��ن الرعب من‬ ‫قادم األي��ام‪ .‬فالخديعة‬ ‫الكبرى التي تعرض لها‬ ‫المصريون ق��ادرة على‬ ‫االمت��داد نح��و تون��س‬ ‫واليم��ن وكذلك س��وريا‬ ‫وخاص��ة أن وراءه��ا‬ ‫واحدة م��ن أخبث القوى‬ ‫اإلقليمية في المنطقة‪:‬‬ ‫السعودية‪.‬‬ ‫ل��م نع��د نع��رف‬ ‫أنح��زن أم نف��رح‬ ‫للضربات المتوقعة ضد‬

‫خالد كنفاني‬

‫‪9‬‬ ‫مدينة زملكا في الغوطة الشرقية | عدسة سام‬


‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫�صال حيات رئي�س اجلمهورية‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫تقف س��وريا اليوم على أعتاب صفحة جديدة من‬ ‫تاريخها‪ ،‬وس��واء تم��ت الضربة العس��كرية أو لم تتم‬ ‫يبق��ى مصي��ر رئي��س الجمهورية نقط��ة الخالف في‬ ‫تفس��ير جنيف ‪ 1‬وفي التحضير لجنيف ‪ ،2‬وفي زاويتنا‬ ‫الي��وم س��نبحث ف��ي صالحي��ات رئي��س الجمهورية‪،‬‬ ‫والحل��ول الدس��تورية ألي ف��راغ ق��د يح��دث في رأس‬ ‫الس��لطة التنفيذية‪ .‬ونبحث في دس��تورية المقترحات‬ ‫محم�لات التصويت التي تروج له��ا الصفحات الموالية‬ ‫منذ اآلن ع��ن تمديد والية الرئي��س الحالي ألن البالد‬ ‫في حالة طوارئ‪.‬‬ ‫يش��ترط ف��ي المرش��ح إل��ى منص��ب رئي��س‬ ‫الجمهورية ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن يكون متمًا األربعين عامًا من عمره‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أن يكون متمتعًا بالجنس��ية العربية السورية‬ ‫بال��والدة‪ ،‬م��ن أبوي��ن متمتعي��ن بالجنس��ية العربية‬ ‫السورية بالوالدة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أن يكون متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية‪،‬‬ ‫وغير محكوم بجرم شائن ولو رد إليه اعتباره‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أن ال يكون متزوجًا من غير سورية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬أن يك��ون مقيم��ًا ف��ي الجمهوري��ة العربي��ة‬ ‫الس��ورية لمدة ال تقل عن عش��ر س��نوات إقامة دائمة‬ ‫متصلة عند تقديم طلب الترشيح‪.‬‬ ‫في ش��روط الترشيح التي أقرها الدستور الجديد‬ ‫إقصاء ألغل��ب المعارضي��ن الس��وريين الذين هجروا‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى أن الم��ادة الرابعة كان‬ ‫قس��راً من س��وريا‪،‬‬ ‫يجب أن تنص على إال يكون المرش��ح متزوجًا من غير‬ ‫ً‬ ‫متمتعة بجنس��يتين كالجنسية البريطانية‬ ‫س��ورية أو‬ ‫التي تحملها زوجة رأس النظام‪.‬‬ ‫آلية الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬يدعو رئيس مجلس الش��عب النتخاب رئيس‬ ‫الجمهورية قبل انتهاء والية الرئيس القائم في مدة ال‬ ‫تقل عن ستين يومًا وال تزيد عن تسعين يومًا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬يـقـ��دم طل��ب الترش��يح إل��ى المحكم��ة‬ ‫الدس��تورية العليا‪ ،‬ويس��جل في س��جل خاص‪ ،‬وذلك‬ ‫خالل مدة عشرة أيام من تاريخ إعالن الدعوة النتخاب‬ ‫الرئيس‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ال يقب��ل طل��ب الترش��يح إال إذا كان طال��ب‬ ‫الترشيح حاص ًال على تأييد خطي لترشيحه من خمسة‬ ‫وثالثين عضواً على األقل من أعضاء مجلس الشعب‪،‬‬ ‫وال يج��وز لعض��و مجلس الش��عب أن يمن��ح تأييده إال‬ ‫لمرشح واحد‪.‬‬ ‫‪ - 4‬يتم فحص طلبات الترشيح من قبل المحكمة‬ ‫الدس��تورية العلي��ا‪ ،‬ويبت فيها خالل خمس��ة أيام تلي‬ ‫المدة المحددة لتسجيلها‪.‬‬ ‫‪ - 5‬إذا ل��م تتواف��ر الش��روط‬ ‫المطلوبة للترش��يح س��وى بمرش��ح‬ ‫واح��د خالل المهلة المح��ددة‪ ،‬يتوجب‬ ‫على رئي��س مجلس الش��عب الدعوة‬ ‫إل��ى فتح باب الترش��يح مج��دداً وفق‬ ‫الشروط ذاتها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تُعل��ن نتائ��ج االنتخ��اب من‬ ‫قبل رئيس مجلس الشعب‪.‬‬ ‫يعتم��د المن��ادون بتمدي��د والية‬ ‫الرئي��س الحالي على الفق��رة الثانية‬ ‫م��ن الم��ادة الس��ابعة والثمانين من‬ ‫الدس��تور‪ ،‬والت��ي تنص عل��ى أنه إذا‬ ‫انته��ت والية رئي��س الجمهورية ولم‬ ‫يت��م انتخ��اب رئي��س جديد يس��تمر‬ ‫رئي��س الجمهورية القائم بممارس��ة‬

‫مهامه حتى انتخاب الرئيس الجديد‪.‬‬ ‫كم��ا تنص الم��ادة الحادي��ة والتس��عين على أنه‬ ‫لرئي��س الجمهوري��ة أن يس��مي نائبًا ل��ه أو أكثر‪ ،‬وأن‬ ‫يفوضهم ببعض صالحياته‪ .‬إذا قام مانع مؤقت يحول‬ ‫دون متابع��ة رئيس الجمهورية ممارس��ة مهامه أناب‬ ‫عنه نائب رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫و ف��ي حال��ة ش��غور منص��ب رئي��س الجمهورية‬ ‫أو عجـ��زه الدائ��م ع��ن أداء مهام��ه‪ ،‬يتول��ى مهام��ه‬ ‫مؤقت��ًا النائ��ب األول لرئيس الجمهوري��ة لمدة ال تزيد‬ ‫عن تس��عين يوم��اً من تاريخ ش��غور منص��ب رئيس‬ ‫الجمهوري��ة‪ ،‬عل��ى أن يت��م خالله��ا إج��راء انتخاب��ات‬ ‫رئاسية جديدة‪.‬‬ ‫أما ف��ي حالة ش��غور منصب رئي��س الجمهورية‬ ‫ول��م يكن له نائب‪ ،‬يتولى مهامه مؤقتاً رئيس مجلس‬ ‫الوزراء لمدة ال تزيد عن تسعين يومًا من تاريخ شغور‬ ‫منص��ب رئيس الجمهورية‪ ،‬عل��ى أن يتم خاللها إجراء‬ ‫انتخابات رئاسية جديـدة‪.‬‬ ‫أما واجبات الرئيس وفقاً للدستور فهي‪:‬‬ ‫الس��هر على احترام الدس��تور والس��ير المنتظم‬ ‫للسلطات العامة وحماية الوحدة الوطنية وبقاء الدولة‪.‬‬ ‫تس��مية رئيس مجلس الوزراء ونوابه وتس��مية‬ ‫ال��وزراء ونوابهم وقب��ول اس��تقالتهم وإعفاءهم من‬ ‫مناصبهم‪.‬‬ ‫وضع العامة للدولة واإلشراف على تنفيذها‪.‬‬ ‫لرئي��س الجمهوري��ة أن يدع��و مجل��س ال��وزراء‬ ‫لالنعقاد برئاسته‪ ،‬وله طلب تقارير من رئيس مجلس‬ ‫الوزراء والوزراء‪.‬‬ ‫يُص��در رئيس الجمهوري��ة القوانين التي يقرها‬ ‫مجلس الش��عب‪ ،‬ويح��ق له االعت��راض عليه��ا بقرار‬ ‫معل��ل خالل ش��هر م��ن تاري��خ وروده��ا إلى رئاس��ة‬ ‫الجمهوري��ة‪ ،‬فإذا أقرها المجل��س ثانية بأكثرية ثلثي‬ ‫أعضائه أصدرها رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫يُصدر رئي��س الجمهورية المراس��يم والقرارات‬ ‫واألوامر وفقاً للقوانين‪.‬‬ ‫يُعلن رئيس الجمهوري��ة الحرب والتعبئة العامة‬ ‫ويعقد الصلح بعد موافقة مجلس الشعب‪.‬‬ ‫يُعلن رئيس الجمهوري��ة حالة الطوارئ ويُلغيها‬ ‫بمرس��وم يُتخذ في مجلس الوزراء المنعقد برئاسته‬ ‫وبأكثرية ثلثي أعضائه‪ ،‬على أن يعرض على مجلس‬ ‫الش��عب في أول اجتماع ل��ه‪ ،‬ويبين القان��ون األحكام‬ ‫الخاصة بذلك‪.‬‬ ‫يعتم��د رئي��س الجمهوري��ة رؤس��اء البعث��ات‬ ‫الدبلوماس��ية ل��دى ال��دول األجنبي��ة‪ ،‬ويقب��ل اعتماد‬

‫رؤس��اء البعثات الدبلوماسية األجنبية لدى الجمهورية‬ ‫العربية السورية‪.‬‬ ‫رئي��س الجمهوري��ة ه��و القائ��د األعل��ى للجيش‬ ‫والق��وات المس��لحة ويص��در جمي��ع الق��رارات واألوامر‬ ‫الالزمة لممارسة هذه السلطة‪ ،‬وله التفويض ببعضها‪.‬‬ ‫يُعي��ن رئي��س الجمهورية الموظفي��ن المدنيين‬ ‫والعسكريين وينهي خدماتهم وفقاً للقانون‪.‬‬ ‫يُبرم رئي��س الجمهورية المعاهدات واالتفاقيات‬ ‫الدولية ويلغيها وفقًا ألحكام الدستور وقواعد القانون‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫يمنح رئيس الجمهورية العفو الخاص‪ ،‬وله الحق‬ ‫برد االعتبار‪.‬‬ ‫لرئيس الجمهورية الحق بمنح األوسمة‪.‬‬ ‫لرئي��س الجمهوري��ة أن يخاطب مجلس الش��عب‬ ‫برسائل‪ ،‬وله أن يدلي ببيانات أمامه‪.‬‬ ‫لرئيس الجمهورية أن يقرر حل مجلس الش��عب‬ ‫بقرار معلل يصدر عنه‪.‬‬ ‫تجري االنتخابات لمجلس جديد خالل ستين يومًا‬ ‫من تاريخ الحل‪.‬‬ ‫ال يجوز حل مجلس الش��عب أكثر من مرة لسبب‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫لرئي��س الجمهوري��ة أن يُعد مش��اريع القوانين‬ ‫ويُحيلها إلى مجلس الشعب للنظر في إقرارها‪.‬‬ ‫يتولى رئيس الجمهورية س��لطة التش��ريع خارج‬ ‫دورات انعق��اد مجلس الش��عب‪ ،‬أو أثن��اء انعقادها إذا‬ ‫استدعت الضرورة القصوى ذلك‪ ،‬أو خالل الفترة التي‬ ‫يكون فيها المجلس منح ًال‪.‬‬ ‫تعرض ه��ذه التش��ريعات عل��ى المجلس خالل‬ ‫خمسة عشر يومًا من انعقاد أول جلسة له‪.‬‬ ‫للمجل��س الح��ق ف��ي إلغ��اء ه��ذه التش��ريعات‬ ‫أو تعديله��ا بقان��ون‪ ،‬وذل��ك بأكثري��ة ثلث��ي أعضائه‬ ‫المس��جلين لحض��ور الجلس��ة‪ ،‬عل��ى أن ال تق��ل ع��ن‬ ‫أكثري��ة أعضائه المطلقة‪ ،‬دون أن يكون لهذا التعديل‬ ‫أو اإللغاء أثر رجعي‪ ،‬وإذا لم يُلغها المجلس أو يُعدلها‬ ‫عُدت مُقرة حكمًا‪.‬‬ ‫إذا قام خطر جس��يم وحال يهدد الوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫أو س�لامة واستقالل أرض الوطن‪ ،‬أو يعوق مؤسسات‬ ‫الدول��ة ع��ن مباش��رة مهامه��ا الدس��تورية‪ ،‬لرئي��س‬ ‫الجمهورية أن يتخذ اإلجراءات السريعة التي تقتضيها‬ ‫هذه الظروف لمواجهة الخطر‪.‬‬ ‫لرئيس الجمهورية أن يشكل الهيئات والمجالس‬ ‫واللجان الخاص��ة‪ ،‬وتحدد مهامها وصالحياتها بقرارات‬ ‫تشكيلها‪.‬‬ ‫لرئي��س الجمهورية أن يس��تفتي‬ ‫الشعب في القضايا المهمة التي تتصل‬ ‫بمصال��ح الب�لاد العليا‪ ،‬وتك��ون نتيجة‬ ‫االس��تفتاء ملزم��ة وناف��ذة م��ن تاريخ‬ ‫إعالنها‪ ،‬وينشرها رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫رئيس الجمهورية غير مس��ؤول‬ ‫ع��ن األعم��ال الت��ي يق��وم به��ا في‬ ‫مباش��رة مهامه إال في حال��ة الخيانة‬ ‫العظمى‪ ،‬ويكون طل��ب اتهامه بقرار‬ ‫من مجل��س الش��عب بتصويت علني‬ ‫وبأغلبي��ة ثلث��ي أعض��اء المجل��س‬ ‫بجلسة خاصة سرية‪ ،‬وذلك بناء على‬ ‫اقت��راح ثل��ث أعض��اء المجل��س على‬ ‫األقل وتجري محاكمته أمام المحكمة‬ ‫الدستورية العليا‪.‬‬


‫زليخة سالم‬

‫أسبوعية‬

‫ناش��دوه كثي��راً إلنقاذه��م‪ ،‬وبقي متفرج��اً أكثر من‬ ‫س��نتين‪ ،‬ويتغاض��ى ع��ن جرائم ه��ذا النظ��ام الذي‬ ‫يق��وم بدوره ف��ي تدمير س��ورية‪ ،‬وقتل الس��وريين‬ ‫باألس��لحة الكيميائية التي طالت العدي��د من أخوتنا‬ ‫الفلس��طينيين الذي��ن ل��م يس��بق إلس��رائيل أن‬ ‫استخدمت هذا السالح ضدهم‪.‬‬ ‫من��ذ إع�لان دول الغ��رب للتدخ��ل في س��ورية‪،‬‬ ‫تباين��ت آراء الس��وريين بين مرح��ب بالضربة وبين‬ ‫راف��ض لها‪ ،‬فبينم��ا ثارت ثائ��رة النظ��ام الكيميائي‬ ‫وموالي��ه بالتهدي��د والوعي��د‪ ،‬انض��م إليه��م نس��بة‬ ‫كبي��رة من المعارضين ممن يعيش��ون في الخارج أو‬ ‫ف��ي مناطق آمنة في التنديد والن��دب‪ ،‬واللطم ورثاء‬ ‫الوط��ن الذي س��يدنس من قبل االس��تعمار الغربي‪،‬‬ ‫متناس��ين أن النظ��ام ه��و ال��ذي اس��تدعى التدخ��ل‬ ‫باس��تخدامه األس��لحة الكيميائي��ة عش��رات المرات‪،‬‬ ‫ول��ن تك��ون مج��زرة الغوطتي��ن الش��رقية والغربية‬ ‫الت��ي يندى لها جبين اإلنس��انية هي األخي��رة إذا لم‬ ‫يت��م إيقاف هذا الطاغية عن االس��تمرار في مجازره‬ ‫وتدميره للحجر والبشر‪.‬‬ ‫تباكى هؤالء لتدخل غربي مازال قيد االحتمال‪،‬‬ ‫متناس��ين أن س��ورية مدنس��ة م��ن قب��ل االحت�لال‬ ‫األسدي‪ ،‬واإليراني‪ ،‬والروسي‪ ،‬واالستخبارات الغربية‬ ‫والش��رقية‪ ،‬وحتى اإلس��رائيلية المنتش��رة في أنحاء‬ ‫سورية‪ ،‬إضافة إلى العصابات التي استقدمها النظام‬ ‫لدعم��ه في إجه��اض الث��ورة‪ ،‬ولم نراه��م يتباكون‬ ‫بهذه الحدة على دماء أهلهم التي روت كل بقعة في‬ ‫س��ورية‪ ،‬كما لم نراهم يقدمون البديل لردع النظام‬ ‫عن االس��تمرار في اإلج��رام‪ ،‬هذا النظ��ام الذي دمر‬ ‫كل ش��يء أحرق البلد ومزق النسيج السوري بإثارته‬ ‫الفت��ن الطائفي��ة‪ ،‬قت��ل‪ ،‬ونه��ب‪ ،‬وس��رق‪ ،‬وأس��واق‬ ‫الحرامية المنتش��رة في أرجاء س��ورية ش��اهدة على‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وكثي��رون مم��ن قت��ل ه��ذا النظ��ام أهله��م‬ ‫وأطفاله��م وه��دم وحرق ونهب بيوته��م‪ ،‬وهجرهم‬

‫بي��ن نازح والجئ‪ ،‬ي��رون أن هذه الضربة مهما بلغت‬ ‫فلن تدمر وتقتل كما فعل النظام القاتل‪.‬‬ ‫مش��اعر مزدوج��ة ومتناقضة تنتاب الس��وريين‬ ‫هذه األيام والتخوف م��ن أن تطال الضربة المدنيين‬ ‫هو سيد الموقف‪ ،‬ألن العديد من المواقع المستهدفة‬ ‫يقع في المناطق الس��كنية‪ ،‬حيث تعم��د النظام زرع‬ ‫مقرات��ه األمني��ة والعس��كرية داخلها‪ ،‬ألنه��ا موجهة‬ ‫للداخل وليس��ت للخارج كم��ا تبين الحق��ًا‪ ،‬والتخوف‬ ‫األكبر على حياة المعتقلين في أقبية وزنازين األفرع‬ ‫األمني��ة في حال تم ضربها‪ ،‬ومن أن تكون الضربات‬ ‫محدودة فع ً‬ ‫ال بحيث تظهر بش��ار الكيميائي كضحية‪،‬‬ ‫وتُقوّي��ه ب��دل أن تضعفه ليجهز عل��ى ما تبقى من‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫رفضن��ا للتدخل أو قبولنا له ل��ن يغير في األمر‬ ‫ش��يئًا‪ ،‬نحن ش��عوب تابعة مغيبة مُساقة منذ قرون‪،‬‬ ‫س��لطوا عليها حكام��اً رعاعًا إلفراغها م��ن محتواها‪،‬‬ ‫وعقله��ا واإلبق��اء عل��ى تخلفه��ا وجهله��ا وتبعيتها‪..‬‬ ‫فلنجع��ل من ه��ذه الثورة منطلق��ًا للتغيير ليس في‬ ‫س��ورية فقط بل في المنطقة أجمع‪ ،‬واستغالل هذه‬ ‫الضرب��ة إن حصلت لمصلحة الثورة‪ ،‬وتوحيد صفوف‬ ‫الثوار والش��رفاء من الجيش الح��ر‪ ،‬والعمل معاً على‬ ‫تصحيح مس��ار الث��ورة الذي تنازعته قوى الش��ر من‬ ‫عم�لاء النظام‪ ،‬وبع��ض الكتائ��ب الجهادي��ة‪ ،‬ودولة‬ ‫العراق والشام‪ ،‬وجبهة النصرة وأخواتها‪ ،‬التي تحاول‬ ‫أن تفرض واقعًا غير مقبو ًال للسوريين‪.‬‬ ‫دم��وع أطف��ال س��ورية‪ ،‬واألمه��ات الثكال��ى‪،‬‬ ‫ووجعهم‪ ،‬س��يالحق كل من تخاذل عن نجدتهم‪ ،‬كل‬ ‫من س��اوم عل��ى حقوقه��م‪ ،‬كل من ح��اول المتاجرة‬ ‫به��م‪ ،‬س��تلعن كل م��ن تركه��م لمصيره��م ووقف‬ ‫متفرجًا‪.‬‬ ‫بالمختص��ر نح��ن ال نريد س��وى ضرب��ة واحدة‬ ‫تقتل��ع بش��ار الكيميائ��ي وعصابت��ه م��ن جذوره��ا‪،‬‬ ‫والنصر لثورتنا‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬

‫عم��ل للفن��ان ماه��ر الش��يخ خض��ر | بعن��وان حريـ��ة‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ضرب��ة مح��دودة‪ ..‬مرادف��ة مرافقة‬ ‫لتصريحات جميع المس��ؤولين الغربيين‪،‬‬ ‫الذي��ن يؤك��دون كذل��ك بأنه��م ال‬ ‫يستهدفون إس��قاط النظام بل معاقبته‬ ‫فقط على استخدام األسلحة الكيميائية‪،‬‬ ‫بعد ارتكابه أكثر من س��تين حالة قصف‬ ‫باألسلحة الكيميائية منذ تهديد الرئيس‬ ‫األميرك��ي بالخ��ط األحم��ر ف��ي ح��ال‬ ‫استخدام هذا السالح منذ عام كامل‪.‬‬ ‫لي��س لدين��ا أي ش��ك ب��أن ال��دول‬ ‫الغربي��ة إذا م��ا نف��ذت ضرباته��ا فه��ي‬ ‫تنفذه��ا لمصالحه��ا‪ ،‬وتخوفاً م��ن وقوع‬ ‫األسلحة الكيميائية بيد المعارضة‪ ،‬التي‬ ‫يمك��ن أن تس��تخدمها ض��د قاعدتها في‬ ‫المنطقة (إس��رائيل)‪ ،‬ولحفظ ماء الوجه‬ ‫بعد تحدي النظام لكل المحظورات التي‬ ‫وضعته��ا ال��دول الغربية‪ ،‬ولي��س لدعم‬ ‫ثورة الس��وريين التي تكالبت دول العالم‬ ‫عل��ى إجهاضها‪ ،‬لك��ي ال تك��ون نموذجًا‬ ‫يعمم عل��ى دول المنطقة والعالم‪ .‬وفي‬ ‫ه��ذه النقطة تالق��ت مصالحن��ا فالغرب‬ ‫تخ��وف من انتش��ار األس��لحة لتصل إلى‬ ‫إس��رائيل‪ ،‬ونح��ن نري��د أحداً ي��ردع هذا‬ ‫النظام المتوحش عن ذبحنا‪.‬‬ ‫وليس لدينا ش��ك أبداً بنوايا أميركا‬ ‫ودول الغرب تجاه الش��عب السوري؛ الذي‬ ‫كانت ش��ريكة في قتله بش��كل مباش��ر‬ ‫أو غي��ر مباش��ر وباتت األس��باب معروفة‬ ‫للقاص��ي والدان��ي‪ ،‬وهذا واض��ح ف��ي تصريحاتهم‬ ‫التي تنهال علينا على مدى الس��اعة‪ ،‬وتخلو من ذكر‬ ‫للش��عب السوري ومأس��اته التي صمتوا عليها‪ ،‬وجزء‬ ‫من هذا ألن خطابهم موجه لشعوبهم وبرلماناتهم‪،‬‬ ‫الت��ي يتح��رك أعضاؤه��ا أيض��ًا وفق��ًا لمصالحه��م‬ ‫االنتخابي��ة كما في بريطاني��ا‪ ،‬إضافة إلى تصريحات‬ ‫أعض��اء االئتالف وقي��ادة الجيش الحر بأن��ه ال يوجد‬ ‫تنسيق معهم بشأن المواقع التي تستهدفها الضربة‬ ‫أو توقيتها‪.‬‬ ‫ضرب��ة عس��كرية محتمل��ة وتصعي��د ف��ي‬ ‫التصريحات ثم تردد وتراجع من البعض‪ ،‬والسوريون‬ ‫يحبسون أنفاسهم ويفرون من المناطق القريبة من‬ ‫المواقع المتوقع اس��تهدافها إن حصلت‪ ،‬بانتظار جزء‬ ‫من فرج يمكن أن يس��هم في انهيار نظام لم يشهد‬ ‫التاريخ له مثي ً‬ ‫ال في اإلجرام والوحشية‪.‬‬ ‫ولك��ن الس��ؤال اآلن ه��ل أعطى أوبام��ا فرصة‬ ‫أخ��رى لبش��ار الكيميائ��ي‪ ،‬بي��ن التهدي��د بالضرب��ة‬ ‫وتنفيذها‪ ،‬ك��ي ينقل مقراته وصواريخ��ه وقاذفاته‬ ‫إل��ى مكان آمن‪ ،‬ومنح الوق��ت الكافي ألفراد عصابته‬ ‫م��ن القتلة والمجرمي��ن بالهروب م��ن البلد وتهريب‬ ‫عائالته��م وأموالهم‪ ،‬ولماذا لم تتدخ��ل أميركا لمنع‬ ‫ح��دوث مج��زرة الغوطتين طالم��ا أن اس��تخباراتهم‬ ‫كانت ترصد كل تحرك في سورية‪ ،‬وتراقب مكالمات‬ ‫المس��ؤولين الذي��ن كانوا يحضرون للمجزرة حس��ب‬ ‫تصريح��ات جون كي��ري وزير الخارجي��ة األميركية؟!‬ ‫ولم��اذا تغاض��ت أمي��ركا عن امت�لاك النظ��ام ألكبر‬ ‫مخ��زون لألس��لحة الكيميائي��ة في المنطقة حس��ب‬ ‫تصريحاتهم؟؟؟؟‬ ‫أس��ئلة كثيرة تدور في أذهان السوريين بعد أن‬ ‫فقدوا الثقة بالمجتمع الدولي الذي تخاذل أمام نزيف‬ ‫دمائه��م‪ ،‬وذبحهم بالس��واطير‪ ،‬وقتله��م بالبراميل‬ ‫المتفج��رة‪ ،‬والصواري��خ واألس��لحة الكيميائي��ة‪،‬‬ ‫وتدمير بيوته��م وتهجيرهم‪ ،‬المجتم��ع الدولي الذي‬

‫سوريتنا ‪. .‬‬ ‫اندساسية‬ ‫مشاركات‬ ‫دندنات‬

‫دمــوع وطنيــة جافــة‬

‫‪11‬‬


‫عبد الرحيم ملح�س‪:‬‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫ملــاذا نحــن هكـــذا؟‬ ‫كتابنا الي��وم للكاتب األردني الكبير عبد الرحيم‬ ‫ملحس‪ ،‬الذي يعرض فيه ألس��باب التقهقر العربي‪،‬‬ ‫وال��ذي صدر عام ‪ ،2011‬مع هبوب رياح التغيير على‬ ‫المنطق��ة بأس��رها‪ ،‬وه��و القائل ب��أن األنظمة التي‬ ‫تب��دو قوية وراس��خة تحت��وي في داخله��ا على بذور‬ ‫الضعف أيضًا‪ ،‬وقابلة لالنهيار‪.‬‬ ‫لم��اذا نح��ن هك��ذا؟ وم��ا ال��ذي ذه��ب بعلومنا‪،‬‬ ‫وحضارتنا‪ ،‬وكرامتنا‪ ،‬وأرضنا‪ ،‬وثرواتنا؟ ولماذا استبد‬ ‫حكامنا بنا؟ ولماذا ما زال أقل من نصفنا أمي يعيش‬ ‫خ��ارج ضوء المعرف��ة؟ ولماذا يملك أق��ل من ‪ %5‬من‬ ‫السكان أكثر من ‪ 80%‬من الثروات المحلية في أي بلد‬ ‫عربي؟ ولم��اذا ولمن نكدس األس��لحة؟ ولماذا يتآمر‬ ‫العرب الرس��ميون عل��ى بعضهم أكثر م��ن تآمرهم‬ ‫عل��ى عدوه��م؟ ولم��اذا يعام��ل األع��داء كأصدق��اء‬ ‫واألصدق��اء كأعداء؟‪ ..‬ولماذا خس��رنا جمي��ع حروبنا؟‬ ‫ولم��اذا يزداد الفاس��دون ف��ي بالدنا؟ ولماذا تفش��ل‬ ‫حركات التحرر من االستعمار وآثاره في بالدنا؟ ولماذا‬ ‫نقول ال حتى ال نخس��ر شيئًا‪ ،‬ثم نتبعها بنعم لنخسر‬ ‫كل ش��يء؟ وما سبب هذه الهوّة الهائلة بين الشعبي‬ ‫والرس��مي؟ وهل نحن دول بها قبائل أم قبائل تملك‬ ‫دو ًال؟‪.‬‬ ‫س��ؤال يبدو بديهياً في عصر ازدهار االنحطاط‪،‬‬ ‫كما يس��ميه ملحس‪ ،‬أو كما يؤش��ر علي��ه في كتابه‬ ‫الذي يتناول أسباب التقهقر العربي‪.‬‬ ‫ومما ال ش��ك في��ه أن إحال��ة أس��باب األزمة إلى‬ ‫العوام��ل الخارجيَّة هو أس��هل الحل��ول‪ ،‬ألنه يحمل‬ ‫في طياته تحميل المس��تعمر كل التداعيات‪ ،‬لكنه ال‬ ‫يجي��ب على حقيقة الس��ؤال‪ ،‬وهو نوع م��ن الهروب‪،‬‬ ‫أما التوجه إلى دراس��ة األزمة الذاتية فقد يجيب على‬ ‫كثير من األس��ئلة‪ ،‬فثمة مرجعي��ات للحالة الراقية ال‬ ‫يختلف عليها أحد بوسعنا أن نبدأ منها كي نحدد بدقة‬ ‫الوجهة التي نريد الوصول إليها”‪.‬‬ ‫يمض��ي ملح��س ف��ي وص��ف الحال��ة العربي��ة‬ ‫الراهنة‪ ،‬مبين��اً أنه جرى وصف حالة االنحطاط العام‬ ‫م��ن قبل مفكري��ن ومهتمين بالش��أن الع��ام بطرق‬ ‫مختلف��ة واهتمام��ات متع��ددة‪ ،‬مع��دداً كل الح��االت‬ ‫من��ذ ترس��خ مفه��وم األنظم��ة األبوية الس��لطوية‪،‬‬ ‫وح��ل التوريث م��كان االنتخاب في اختي��ار القيادات‪،‬‬ ‫وتعمق ثقافة الهزيمة م��رورًا في االقتصاد‪ ،‬وزيادة‬ ‫الث��روات البترولية‪ ،‬ومعها المديوني��ة للبنك الدولي‪،‬‬ ‫وغياب حقوق اإلنس��ان‪ ،‬والحريات وتراجعها الواضح‬ ‫والملم��وس‪ ،‬أما اجتماعي��اً يذكر ملح��س أن مفهوم‬ ‫المواطن��ة قد انع��دم وترس��خت هوية العش��ائرية‪،‬‬ ‫وكذل��ك العالق��ات العمودية بين الن��اس‪ ،‬حتى صار‬ ‫ل��كل مواطن وزن خاص به ف��ي أعين الدولة بدل أن‬ ‫يتس��اوى المواطن��ون جميعًا أمام القان��ون‪ ،‬وأصبح‬ ‫مقياس الوالء أهم من مقياس الكفاءة عند اختيارات‬ ‫جمي��ع القي��ادات‪ ،‬بم��ا ف��ي ذل��ك القي��ادات اإلدارية‬ ‫واالقتصادية واألمنية والدفاعية‪.‬‬ ‫ويقول ملحس أن الحالة القبائلية والعش��ائرية‬ ‫واالنتم��اءات اإلثني��ة أو الطائفي��ة أو المذهبي��ة أو‬ ‫الجهوي��ة‪ ،‬قد تعمقت إما بالجه��ر أو بالباطن مقاومة‬ ‫جميع المحاوالت الشعبية المتواضعة لتأسيس مجتمع‬ ‫مدني‪ .‬ويثير ملحس أسئلة عديدة في كتابه‪ ،‬والبحث‬ ‫عن إجابات ألسئلة؛ مثل‪ :‬لماذا تراجعنا وتقدم غيرنا؟‬ ‫وهل تختلف ظروفنا عن ظروف غيرنا؟ وهل الس��بب‬ ‫ف��ي تأخرنا يرجع إلين��ا؟ وإذا كنا في حالة متدنية فما‬

‫هي الحالة الراقية?‪.‬‬ ‫ويذه��ب الدكت��ور ملح��س إل��ى ثقاف��ة الحاكم‬ ‫العربي‪ ،‬الذي اكتش��ف أنه ال يملك ش��رعية شعبية‪،‬‬ ‫وأن��ه بس��بب ذل��ك مه��دد من بع��ض فئات ش��عبه‪،‬‬ ‫ويش��خص ملح��س أم��راض الحاكم العرب��ي‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫األبوية‪ ،‬والس��لطوية‪َ ،‬‬ ‫والقبَ َلية‪ ،‬وانعدام الش��رعية‪.‬‬ ‫مم��ا س��هل دخ��ول المس��تعمر األجنب��ي‪ ،‬ويؤكد أن‬ ‫االس��تعمار ليس بالض��رورة أن يتخذ ش��كله القديم‬ ‫المتمثل باالحتالل العس��كري‪ ،‬لكنه يش��مل أشكاله‬ ‫ّ‬ ‫تش��ل‬ ‫الجديدة التي وإن كانت ال تحتل الوطن‪ ،‬لكنها‬ ‫إرادة حكامه‪ ،‬وتمتد إلى أجزاء من إرادة شعبه لتخلق‬ ‫من بعضه��ا قبليات اقتصادية‪ ،‬وثقافية‪ ،‬وسياس��ية‪،‬‬ ‫وإعالمية‪ ،‬وفكرية‪ ،‬تظهر تحت مس��ميات مختلفة‪ ،‬ال‬ ‫تقل آثارها السلبية عن آثار االحتالل المباشر‪.‬‬ ‫"تتمث��ل أزمتنا ف��ي الحالة األبوي��ة القبلية التي‬ ‫نعيش��ها‪ ،‬وال أقص��د بالقبلي��ة االنتم��اء للقبيلة إنما‬ ‫"مافياوية" األح��زاب أو الحكومات‪ ،‬التي تتعامل على‬ ‫ق��ادة تحقي��ق المنافع الش��خصية‪ ،‬وترس��يخ النفوذ‬ ‫الواس��ع‪ ،‬فتظهر بوصفها جس��مًا متجانس��اً ش��رعيًا‬ ‫داخ��ل الدولة يعم��ل لمصالحه الخاص��ة ال للمصلحة‬ ‫الوطنية"‪.‬‬ ‫يؤم��ن ملح��س بالمجتمع المدني‪ ،‬وم��ا فيه من‬ ‫مزاي��ا تغاير م��ا طبع به المجتم��ع العربي الذي حكم‬ ‫بالدكتاتوري��ات خ�لال القرن العش��رين‪ ،‬وكانت هذه‬ ‫اإلدارة س��بباً ف��ي تدن��ي االنحط��اط‪ ،‬ألن الدكتاتور‬ ‫كان ي��رى نفس��ه األب األكب��ر‪ ،‬أو اإلله وال��رب القادر‬ ‫عل��ى مس��خ المخلوقات‪ ،‬أم��ا المجتم��ع المدني الذي‬ ‫يرك��ز عليه��ا الدكتور ملح��س‪ ،‬فهو مجتم��ع يحترم‬ ‫اإلنس��ان وحقوقه‪ ،‬وكرامته‪ ،‬وإرادت��ه‪ ،‬وماله‪ ،‬وقبل‬ ‫كل شي احترام عقل اإلنسان الذي لم يعد له احترام‬ ‫ف��ي مجتمعات الكراهي��ة‪ .‬المجتمع المدن��ي‪ ،‬مجتمع‬ ‫تش��اوري فيه قانون ودس��تور‪ ،‬الناس سواسية‪ ،‬أمام‬ ‫مبدأ س��يادة القانون‪ ،‬والكفاءة لها االعتبار األساسي‪،‬‬ ‫ف��ي اختيار القي��ادات التي تقوم عل��ى إدارة المجتمع‬ ‫بطريقة شعبية وحرة‪.‬‬ ‫ويؤك��د عل��ى أن مجموعة عقول مش��اركة في‬ ‫ق��رار ما هي بالتأكي��د أرقى من العق��ل الواحد‪ ،‬وأن‬

‫ياسر مرزوق‬

‫النزاع الحواري‪ ،‬أرقى من النزاع الدموي‪ ،‬وأن النظام‬ ‫واالنتظام‪ ،‬حالة أرق��ى من حالة الفوضى‪ ،‬مهما كان‬ ‫نوعه��ا‪ ،‬وأن قب��ول االخت�لاف حال��ة أرقى م��ن حالة‬ ‫التجان��س المف��روض فرض��اً‪ ،‬وهذه حقائ��ق إذا تم‬ ‫تنزيله��ا عل��ى أرض الواق��ع تجعلنا ننتق��ل من حالة‬ ‫التخل��ف واالنحطاط إلى حالة التق��دم والتطور الذي‬ ‫تعيش��ه الش��عوب‪ ،‬التي تتوق إلى الحرية المسئولة‬ ‫في أرقى مستوياتها‪.‬‬ ‫يص��ل الدكتور ملح��س لنتيج��ة مفادها حتمية‬ ‫التغيير‪ .‬وليأس��ه من انتظار "التغي��ر التلقائي"‪ً ،‬‬ ‫وفقا‬ ‫لـ"الجزي��رة" يعتقد ملحس بوج��وب التغيير باإلقناع‪،‬‬ ‫رغ��م ما أثبتته التجارب العملية من مواجهة "االقناع"‬ ‫بـ "بط��ش الحاكم"‪ ،‬وادعائه بأن أي تغيير في ثقافة‬ ‫وطبيعة حكمه ستكون له عواقب وخيمة عليه وعلى‬ ‫مصال��ح الضاغطي��ن علي��ه‪ .‬وهنا يرى مؤل��ف "لماذا‬ ‫نح��ن هك��ذا" إن ثقافة الحاك��م العرب��ي ال تتغير إال‬ ‫بتغييره هو نفسه!‬ ‫ويخت��م ملح��س كتابة "إنها محاول��ة إن لم تنل‬ ‫عالم��ة النج��اح في التش��خيص والع�لاج فإنها تأمل‬ ‫أن تفت��ح ب��اب حوار جاد يهدف إل��ى اإلجابة على هذا‬ ‫الس��ؤال المركزي لماذا نحن هكذا? وكيف نخرج من‬ ‫عصر االنحط��اط الراهن إلى عصر رقي مس��تقبلي‬ ‫كنا روّاده سابقاّ"‪.‬‬ ‫مؤل��ف الكت��اب الدكتور عب��د الرحي��م ملحس‪،‬‬ ‫كان وزي��راً للصح��ة في إح��دى الحكوم��ات األردنية‬ ‫الس��ابقة‪ ،‬وكان نائب��اً معارض��اً في مجل��س النواب‬ ‫لم��رة واح��دة رغم أني لم التق به في الس��ابق‪ ،‬ولم‬ ‫أش��اهده وجهاً لوجه لكني قرأت عن مواقفه أثناء أن‬ ‫كان وزي��راً للصح��ة‪ ،‬وأعرف أنه ح��اول أن يجعل من‬ ‫الوزارة مؤسس��ة تقوم بواجبها الحقيقي في تقديم‬ ‫أحس��ن وأفضل الخدم��ات الصحي��ة للمواطنين‪ ،‬وأن‬ ‫يحرر ال��وزارة من العفن اإلداري‪ ،‬ومن البيروقراطية‬ ‫المعيق��ة للعم��ل‪ ،‬لكن��ه كوزير ل��م يس��تمر‪ ،‬ودخل‬ ‫معرك��ة انتخاب��ات مجل��س الن��واب وكان معارض��ًا‬ ‫صاحب رؤي��ة سياس��ية واضحة ومح��ددة‪ ،‬وكان من‬ ‫النواب المعدودين الذين احترموا أنفس��هم تحت قبة‬ ‫البرلمان ولم يكرر التجربة مرة ثانية‪.‬‬


‫مثنى مهيدي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬

‫أحتقر المتس��ولين ألن ما يميز اإلنس��ان عن غير اإلنس��ان هو عزة النفس‪ ..‬وأعتقد أن جهنم أفضل اختراع أوجده اهلل للبش��ر بعد‬ ‫الدين‪ ،‬ألن كليهما يقيدان أظافر الناس وألسنتهم عن بعضهم‪..‬‬ ‫وأرى أن هابيل اكتش��ف أفضل طريقة لتنظيم الس��كان‪ ..‬وأن المدارس هي أفضل وس��يلة لراحة األهل من ِجرائهم المتوحش��ة‪..‬‬ ‫وعمال النظافة أكثر حرصا على نظافة الوطن من المثقفين والمس��ؤولين‪ ..‬والثياب وس��يلة للتمييز العنصري بين النس��اء والرجال‪..‬‬ ‫واألل��م خادم األطباء‪ ،‬والخوف خادم الس��لطات‪ ،‬واإلدمان خادم بيبس��ي كوال وإس��رائيل‪ ..‬ومنجل عزرائيل أفضل ع�لاج للخوف واأللم‬ ‫واإلدمان‪..‬‬ ‫وسوريا اهلل حاميها‪ ..‬ولكن لماذا يحميها من دون غزة والعراق وأفغانستان؟! ‪ -‬ألن فيها سلطة طيبة بضم السين‪ ،‬وبريئة وتحب‬ ‫عِبادَهُ ودنانيرهم‪ ..‬والسؤال‪ :‬لماذا ال تسرح الحكومة جنودها طالما أن اهلل حاميها؟!‪..‬‬ ‫البراندي الفلت والغلواز أفضل وصفة إلطالة العمر بدليل أن حنا مينة أكبر المعمرين بين المثقفين السوريين‪ ..‬حنا الذي ال يعرف‬ ‫من المسيحية سوى صالة والدته واأليقونة التي كانت معلقة في بيتهم الذي لم يكن بيتهم‪ ،‬فلكي تكون سوريّاً عليك أن تكبر على‬ ‫الطائفة وعلى القومية التي خرجت منها‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ويا أيها الناجحون والمسيطرون أذكركم بأن كل خطوة في نجاحكم هي خطوة نحو أجلكم أيضا‪ ،‬فال تغتروا بأنفسكم وتستصغروا‬ ‫غيركم‪..‬‬ ‫لماذا لم ينجد أحدٌ السيد المسيح عندما جرجروه نحو الصليب؟‬ ‫ ألن جميع الشهود الصامتين كانوا من اليهود‪..‬‬‫لماذا ارتد نصف المسلمين بعد وفاة النبي؟‬ ‫ ألن قريش كانت تشاركهم في خُمس غنائمهم‪ ،‬تماما كما يحصل اليوم بين السلطة والمعارضة‪ ،‬ذلك أن الخالف بسبب الغنائم‬‫وليس الوطن كما أظن‪ ،‬وإن بعض الظن فطنة‪..‬‬ ‫في بيانه الس��وريالي الش��هير قال أندريه بروتون األب الروحي للمدرسة الس��وريالية‪« :‬أن أفضل ما يفعله الفنان هو أن ينزل إلى‬ ‫الشارع ويطلق النار على كل شيء‪ « ..‬وأعتقد أننا نفعل اآلن‪ ..‬فنحن في سوريا‪ ..‬سورياليون‪..‬‬

‫فزلكة سورية ‪. .‬‬

‫اكت�شفتها‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪13‬‬


‫بالمشرمحي اإلغريقي‪ ..‬الفصيح‪:‬‬ ‫عبداهلل اخلطيب‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫عبد اهلل القصير‬ ‫أصعب األسئلة هي التي تتلقاها من طفل‪:‬‬ ‫ باب��ا‪ ..‬لي��ش الزلم��ة ع��م يضغ��ط ع صدر‬‫الصبي الزغير؟‬ ‫ بابا‪ ..‬ليش أخدوا عمو ع السجن؟ شو عمل؟‬‫ بابا‪ ..‬ليش عم يقوصو عالعالم؟‬‫ بابا‪ ..‬ليش ما بتحب الطيارة اللي بالسما؟‬‫‪ -‬بابا‪ ..‬شو هالمي اللي عم تنزل من عيونك؟‬

‫ريف ف�ضيل‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬

‫الناس نايمي��ن‪ ..‬أنت ناي��م‪ ..‬والباقي غاطس‬ ‫بقه��ره ورا الشاش��ات‪ ..‬ع��م يحك��ي ويحك��ي‬ ‫بلك��ي بيغفى الوجع بكمش��ة حك��ي‪ ..‬وقدرنا‬ ‫األسود ماعم ينام‪ ..‬أريحا عم تئن تحت الحجر‬ ‫منس��ية‪ ..‬البارحة قالولها‪« :‬مبروك تحررتي»‬ ‫ف��كان عزاها اليوم أس��ود متله��ا‪ ،‬متل خواتها‬ ‫بهالبلد‪ ..‬بالليل تحري��ر واإلبادة بتكون ناطرة‬ ‫لتج��ي م��ن الصب��ح بكي��ر‪ ..‬وبس��تان القصر‬ ‫بس��تان حلمي مرع��وب‪ ،‬فوق ماع��م يحجبوه‬ ‫بمالي��ة س��وده القص��ف ع��ن ينه��ش راس��ه‬ ‫الليلة‪ ..‬وأنا اش��تقت ألمي وخايفة على خوفها‬ ‫من معب��ر الموت‪ ..‬واش��تقتلك‪ ..‬م��ا أنا دايمن‬ ‫بش��تقلك أكت��ر م��ع كل مجزرة م��ش قضية‬ ‫أكي��د متلي مت��ل هالبلد اللقي��ط‪ ..‬على فكرة‬ ‫الناس نايمين وأنت نايم‪ ..‬والباقي عم يحكي‬ ‫ويحكي ورا الشاش��ات ليغف��ى الوجع ويناموا‪..‬‬ ‫وحدو قدرنا األسود ماعم ينام‪..‬‬

‫حممد علو�ش‬ ‫أغم��ض عيونك؛ وافتح ضميرك لعلك تس��مع‬ ‫أصواته��م ‪ -‬م��ن تحت األنقاض يس��تغيثون‪..‬‬ ‫أريحا ‪ -‬إدلب‬

‫غيث مغربي‬ ‫تدخل السوريين بالشأن السوري أساء لسوريا‬ ‫أكث��ر من التدخل الخارج��ي‪ ..‬المعلم ومعلميه‬ ‫مثا ًال‪.‬‬

‫رميا �سويدان‬ ‫بتس��طل‪ ..‬بتيلش تصح��ى‪ ..‬بتق��رأ تحليالت‬ ‫الفي��س بوكيين‪ ..‬بتنخ��رب صحوتك‪ ..‬إنو يابا‬ ‫شو كان بدي بها الصرعة‪ ..‬بترجع بتسطل‪.‬‬

‫ن�سمة حديد‬ ‫بعد دخول عناصر من أنصار الش��ريعة للنبك‬ ‫ومحاول��ة إغالق مح��ل المش��روبات الكحولية‬ ‫كان رد صاح��ب المح��ل‪ :‬خل��ي الش��باب يج��و‬ ‫يسكروا حساباتهن قبل ما تسكروا المحل‪..‬‬

‫�سا�ش ر�شا‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ما أخ��ف دمها إس��رائيل‪ ..‬أجت عالهس��ي وبال‬ ‫بعبع��ة‪ ،‬ضربتنا وراحت‪ ..‬أم��ا أمريكا! يالطيف‬ ‫ما أكبر عبرتها!!‪..‬‬

‫أليس هناك بروتوس سوري واحد فقط بين ضباط الجيش األسدي؟!!‬ ‫ألن َّ‬ ‫كل تراجيديا تتكرّر؛‬ ‫ال أعتقد‪ّ ..‬‬ ‫ ‬

‫روال الركبي‬ ‫يتس��اءل الس��وريون الي��وم‪ :‬ه��ل نبق��ى في‬ ‫البل��د أم نش��د الرح��ال؟ طبعًا ه��ي تداعيات‬ ‫الهج��وم األميركي المفت��رض!‪ ..‬ياجماعة كم‬ ‫صاروخ كروز ما راح يخربوا أكتر من الكيماوي‬ ‫وبرامي��ل الميغ‪ ،‬عش��نا أصع��ب الكوابيس‪ ،‬ما‬ ‫راح نخاف من كم صاروخ!‪..‬‬

‫يا�سر خنجر‬ ‫كل الذي��ن قُتلوا في األم��س إخوتي‪ ..‬وكذلك‬ ‫من يُقتلون غداً‪ .‬كل من قتل إخوتي باألمس‬ ‫هو قاتلي‪ ..‬وأيضًا كل من يقتلهم غداً‪.‬‬

‫فدوى روحانا‬ ‫«الوطني��ة» تصب��ح مب��اراة في زم��ن الحرب‪،‬‬ ‫معرك��ة على أنقاض من مات��وا‪ ..‬الحرب حقل‬ ‫موت تزدهر فيه النرجسية‪..‬‬

‫�سامر ريفو‬ ‫بدك��ن قص��ف أجنبي م��و هي��ك؟!‪ ..‬هأل بطل‬ ‫يعجبكم القصف الوطني‪..‬‬

‫عبد الداف�ش نكا�شة‬ ‫أجم��ل أخب��ار س��انا‪ ،‬ه��ي تل��ك المنس��وبة‬ ‫لمجهولين‪:‬‬ ‫كات��ب تش��يكي‪ :‬المعارض��ة الس��ورية مليئة‬ ‫باإلرهابيين‪..‬‬ ‫فنانة إكوادورية‪ :‬س��ورية تدافع عن العلمانية‬ ‫في مواجهة التطرف‪..‬‬ ‫صحاف��ي مالي��زي‪ :‬اإلرهاب يحاول الس��يطرة‬ ‫على سورية‪..‬‬ ‫راق��ص تعبيري بولندي‪ :‬ال يمك��ن أبداً تصور‬ ‫سورية من دون الرئيس األسد‪..‬‬ ‫خبي��ر كن��دي‪ :‬ف��ي ح��ال أجري��ت انتخاب��ات‬ ‫فالرئيس األسد سيحصد األغلبية‪..‬‬ ‫باحثة تركمنس��تانية‪ :‬أردوغان يدعم اإلرهاب‬ ‫في سورية لتقويض الحكم‪..‬‬ ‫خضرجي جن��وب أفريقي‪ :‬األس��د يواجه قوى‬ ‫األبارتهيد الدولي‪..‬‬

‫خليل ملارك‬ ‫عااااج��ل‪ :‬البنتاغ��ون يطل��ب من التنس��يقيات‬ ‫ع��دم نقل معلوم��ات عن تح��ركات قواته في‬ ‫البحر المتوس��ط ألن ذلك يش��كل خطراً على‬ ‫حياة الجنود األمريكيين‪..‬‬

‫ً‬ ‫هزيلة و‪ ..‬مهزلة‬ ‫تكون نسختها الثانية‪:‬‬

‫�ضرار خطاب‬ ‫اسم العملية األمريكية المرتقبة في سورية‪..‬‬ ‫(العد تتخرين بدون ما تشاور)‪..‬‬

‫عبود �سعيد‬ ‫أمي ال تفهم بأن��واع الطائرات‪ ،‬ال تعرف ماهو‬ ‫الف��رق مابي��ن المي��غ وال��ـ ‪ ،F1‬له��ذا ه��ي ال‬ ‫تخاف وليس��ت مضطرة ألن تق��ول‪ :‬ال للتدخل‬ ‫العسكري‪..‬‬

‫فار�س البحرة‬ ‫صار يلي بيقول‪« :‬جاية عبالي أطلع عالغوطة‬ ‫شم الهوا»‪ ..‬انتحاري!‪..‬‬

‫�أحمد الزعبي‬ ‫إن تنحى بشار األس��د لتفادي الضربة الجوية‬ ‫لس��وريا فسأس��امحه ب��دم أم��ي الت��ي قتلها‬ ‫جنوده‪.‬‬

‫با�سم �صباغ‬ ‫الي��وم العجق��ة ع حاج��ز جرمان��ا كان واص��ل‬ ‫لكازية الطبالة‪ ..‬يعني تقريبا فينك تقول شي‬ ‫‪ 700‬متر‪ ..‬ش��وفير الس��رفيس دمع��و عيونو‬ ‫وقال‪ :‬حسبنا اهلل ونعم الوكيل‪..‬‬

‫حممد علو�ش‬ ‫أجمل تعليق على التدخل األمريكي ؛ هو كالم‬ ‫أمي « اهلل يكفينا ش��ر الحرب «‪ ..‬الحجة نسيت‬ ‫شو اللي طلعها من بيتها‪!!..‬؟؟‬

‫نادين حممد‬ ‫شهرين يبحث عمن اغتصب جارته حتى وجده‬ ‫وقتله‪« :‬شرف»‪..‬‬ ‫أمروه بالسجود لصورة الطاغية فبصق عليها‪:‬‬ ‫«كرامة»‪..‬‬ ‫أخرجوه��ا من تحت األنقاض فل��م يخطر في‬ ‫بالها إال حجابها‪« :‬إيمان»‪..‬‬ ‫رأوها مجروحة وعاري��ة فانطلقوا يحضرونها‬ ‫من الش��ارع واح��د تلو اآلخر حتى استش��هدوا‬ ‫جميعًا برصاص القناصة‪« :‬بطولة»‪..‬‬ ‫قتلوهم‪ ..‬ش��ردوهم‪ ..‬س��جنوهم‪ ..‬عذبوهم‬ ‫وما تزحزحوا عن مطالبهم‪« :‬ثورة»‪..‬‬ ‫ليس��ت قص��ص أف��راد‪ ..‬ب��ل قص��ة وط��ن‪:‬‬ ‫«سوريا»‪..‬‬

‫نجم السمان‬

‫الطغاة يجلبون الغزاة هذه حقيقة ال نقاش‬ ‫فيها ‪.‬‬ ‫والغزاة لم يأتوا يوماً بالحرية إلى ش��عب‪،‬‬ ‫هذه حقيقة أخرى يجب عدم نسيانها‪.‬‬ ‫لكن ال��ذي يجب قول��ه في ه��ذه اللحظة‬ ‫الخطيرة م��ن حياتن��ا وحياة ثورتن��ا؛ بأن‬ ‫الطغاة ليسوا وحدهم من أتى بالغزاة‪ ،‬بل‬ ‫ش��اركهم في ذلك مجموعة السياس��يين‪،‬‬ ‫وتجار الثورة الذي��ن باعوا دمنا مرة لقطر‪،‬‬ ‫ومرة للس��عودية‪ ،‬ومرة لمنظمات ال أدري‬ ‫ماهيتها‪ ،‬دون أي ش��عور بالخجل « تخيلوا‬ ‫س��مير نش��ار وزهير س��الم و‪ ..‬غيره يمثل‬ ‫هذه الثورة العظيمة‪ ،‬ياللعجب!!!‬ ‫هل تريد أن تعرف موقفي‪ ..‬أنا ضد التدخل‬ ‫العسكري األمريكي‪ ،‬ولدي أسبابي وأنا ابن‬ ‫الثورة شاء من شاء وأبى من أبى‪.‬‬ ‫ف��ي حالتن��ا يج��ب أن يعت��رف تج��ار الدم‪،‬‬ ‫وجماعة االئتالف من صغيرهم إلى كبيرهم‪،‬‬ ‫بأنهم ش��ركاء الطغاة ونسخة عنهم وليسوا‬ ‫صورة وممثلين لبراءة ثورتنا‪.‬‬ ‫ول��ن أس��هب‪ ..‬يجب أن تراج��ع ذاتك أنت‬ ‫ال��ذي قبضت ثم��ن دمنا المقب��ل قبل أن‬ ‫تق��ول كالم نعرف��ه ع��ن النظام الفاش��ي‬ ‫والديكتات��وري والطائف��ي‪ ،‬لك��ن يجب أن‬ ‫ال تكون فاش��ياً وال ديكتاتوري��اً وال طائفياً‬ ‫لتكون ابن ثورتنا‪.‬‬ ‫اسمع جيداً‪..‬‬ ‫قل لي متى أتى الغزاة بالحرية؟‬ ‫أخيراً لن أك��ون يوماً مع أي تدخل أمريكي‬ ‫في منطقتنا ألنني أعرفهم جيداً ‪.‬‬ ‫كانوا يس��تطيعون الدفاع ع��ن القيم منذ‬ ‫الش��هر األول لثورتنا ومس��اعدتنا لكنهم‬ ‫انتظروا دمار البلد‬ ‫سقوط النظام سيسعدني ولكن ال أريدها‬ ‫ثورة منقوصة بعد كل هذا الدم‪.‬‬ ‫هذه ليس��ت رس��الة للتاريخ لكنها رس��الة‬ ‫وداع لكل أصدقائي إن مت‪.‬‬ ‫إذا مت في هذا القصف أو ألي س��بب أريد‬ ‫من أصدقائي أن يدفنوني في قبر مجهول‬ ‫يع��رف رفاق��ي وأصدقائي الذي��ن أحبهم‬ ‫عنوانه فقط‪.‬‬ ‫خالد خليفة‬ ‫نحن ف��ي الداخل ال ننتمي إل��ى مقاومة‪..‬‬ ‫فنح��ن المقاومة بحد ذاتن��ا‪ ..‬وأنتم عندما‬ ‫تتحدثون ع��ن أية مقاومة‪ ..‬إنما تتحدثون‬ ‫عن��ا‪ ..‬نعم نحن االنتم��اء‪ ..‬ونحن الوطن‪..‬‬ ‫ونح��ن الح��ب‪ ..‬أليس الح��ب‪ ..‬مقاومة!!‪..‬‬ ‫كلم��ا دعيت��م ي��ا م��ن نحبه��م‪ ..‬الذي��ن‬ ‫يكرهونن��ا ليقتلون��ا‪ ..‬س��نحبكم أكث��ر‪..‬‬ ‫وأكث��ر‪ ..‬ألنن��ا متأكدون بأنكم س��تحبوننا‬ ‫فقط عندما نموووت‪ ..‬وعندها فقط‪..‬‬ ‫انفلقووو مع حالكن‪ ..‬بالمناس��به كلش��ي عم‬ ‫يهل��ل من برا‪ ..‬ومبس��وط للضربة‪ ..‬إن ش��اء‬ ‫اهلل أول ناس بيروحوا هنن اللي بتحبن‪ .‬وبقوا‬ ‫بهالبلد‪ ..‬وما عندن كان خيار متلك يا حمار‪..‬‬ ‫نغم ناعسة‬


‫د‪ .‬زكي املحا�سني ‪1972 - 1909‬‬

‫توفي المحاسني يوم الخميس الثالث والعشرين‬ ‫من آذار سنة ‪1972‬م‪ ،‬وهو لم يتجاوز الثالثة والسِّتين‬ ‫م��ن عمره‪ ،‬وقد رث��اه األدباء والشُّ��عراء ورجال العلم‬ ‫والفكر‪ ،‬وعبَّروا عن حزنهم لفقد علم من أعالم األدب‬ ‫ٍ‬ ‫المعاص��ر في الوط��ن العربي‪ .‬وتقدي��راً لفضله على‬ ‫كأديب ومربٍّ‪ ،‬قرَّرت محافظة دمش��ق تسمية‬ ‫الجيل‬ ‫ٍ‬ ‫السَّ��احة المج��اورة لجام��ع اإليمان في ح��ي المزرعة‬ ‫بمدينة دمشق باسم الدكتور زكي المحاسني‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬

‫وفاته‪:‬‬

‫أسبوعية‬

‫العربية في َّ‬ ‫مكة المكرَّم��ة وبقي حتى عام ‪1966‬م‪.‬‬ ‫بع��د عودته عمل أس��تاذاً في الجامع��ة ُّ‬ ‫اللبنانية حتى‬ ‫سنة ‪1969‬م‪.‬‬ ‫وق��د كان المحاس��ني ف��ي مطلع حيات��ه العملية‬ ‫يعمل ف��ي المحاماة بع��د تخرُّجه في ِّ‬ ‫كلي��ة الحقوق‬ ‫إال أن حبَّ��ه لألدب دفعه إلى االنصراف إلى التَّدريس‬ ‫الجامعي والتَّأليف‪.‬‬ ‫انتُخ��ب المحاس��ني عض��واً عام ً‬ ‫ال ف��ي الجمعية‬ ‫الملكية للدِّراسات التَّاريخية بالقاهرة سنة ‪1952‬م‪،‬‬ ‫وكان ف��ي هذه المدة يش��غل منصب الملحق َّ‬ ‫الثقافي‬ ‫لس��فارة الجمهوري��ة السُّ��ورية في مص��ر‪ .‬كما تمَّ‬ ‫تعيينه عضواً ف��ي مجمع ُّ‬ ‫اللغة العربي��ة في القاهرة‬ ‫سنة ‪1972‬م تقديراً من المجمع لعلم من أعالم األدب‬ ‫ٍ‬ ‫العربي المعاصر‪ .‬كما انتخب أيضًا عضواً مراس� ً‬ ‫لا في‬ ‫المجمع الملكي اإلس��باني في إس��بانية سنة ‪1970‬م‬ ‫لعنايت��ه بالدِّراس��ات األدبي��ة العربي��ة ومش��اركاته‬ ‫الشِّعرية والنَّثرية في األدب األندلسي‪.‬‬ ‫يصف الباحث األس��تاذ ظافرٌ القاس��مي أسلوبَ‬ ‫المحاس��ني فيق��ول‪« :‬أقبل على الشِّ��عر فجوَّد فيه‪،‬‬ ‫وكان م��ن فرس��انه‪ ،‬ولو أن ديوانه بي��ن يديَّ أليَّدت‬ ‫أقوالي بالكثير من روائعه‪ ،‬وأقبل على النَّثر فإذا هو‬ ‫من فحوله‪ :‬أسلوبٌ قرشيٌّ صافٍ مشرق‪ ،‬ال ترى فيه‬ ‫عوجًا وال أمتًا»‪.‬‬ ‫ويقول األس��تاذ أنور الجندي صاحب (الموسوعة‬ ‫الكب��رى ف��ي األدب المعاصر) عن المحاس��ني ولغته‪:‬‬ ‫«المحاسني ش��اعرٌ ِّ‬ ‫بكل معنى الكلمة‪ ،‬حتَّى لو كتب‬ ‫النَّثر أو َّألف في الدِّراسات العقلية»‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المجالت‬ ‫نُشرت مقاالت المحاسني في عددٍ من‬ ‫والصُّحف العربي��ة‪ ،‬ومنها‪َّ :‬‬ ‫مجلة (الحدي��ث) الحلبية‪،‬‬ ‫مجل��ة (األمالي) البيروتية‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫مجل��ة (األديب) البيروتية‪،‬‬ ‫(المجل��ة) المصرية‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫مجل��ة (المعل��م العربي)‬ ‫مجل��ة‬ ‫اللبنانية‪َّ ،‬‬ ‫السُّورية‪َّ ،‬‬ ‫مجلة (الرِّسالة) ُّ‬ ‫مجلة (المعرفة)‬ ‫مجل��ة (قافلة الزي��ت) السُّ��عودية‪َّ ،‬‬ ‫السُّ��ورية‪َّ ،‬‬ ‫مجلة‬ ‫(الكت��اب) المصري��ة‪َّ ،‬‬ ‫مجلة (دع��وة الح��ق) المغربية‪،‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ول��د زك��ي المحاس��ني ف��ي دمش��ق س��نة‬ ‫‪1909‬م‪ ،‬آلل المحاسني األسرة العربية العريقة‪،‬‬ ‫التي يرجع نس��بها لبني تميم‪ ،‬أوالد تميم بن مر‬ ‫ب��ن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر‪ ،‬والتي برز‬ ‫منه��ا المحام��ي محمد س��عيد المحاس��ني نقيب‬ ‫محام��ي دمش��ق ع��ام ‪ ،1922‬وال��ذي انتخب ‪12‬‬ ‫دورة‪ .‬والدكتور أحمد المحاسني نقيب المحامين‬ ‫في س��وريا ع��ام ‪ ،1951‬وس��فيرها في باريس‬ ‫عام ‪.1955‬‬ ‫وكان وال��دُه ش��كري المحاس��ني من كتَّاب‬ ‫المحكم��ة الشَّ��رعية بدمش��ق‪ ،‬وق��د توف��ي‬ ‫وعُمْ��رُ ول��دِه زك��ي س��نتان‪ ،‬فأخذت��ه والدته‬ ‫السَّ��يدة «س��ارة البحيري»‪ ،‬وبق��ي معها إلى أن‬ ‫بل��غ الرَّابعة من عمره‪ ،‬فجيء ب��ه إلى دار عمِّه‬ ‫«رفيق المحاس��ني « الذي أش��رف على تعليمه‪،‬‬ ‫وألحق��ه فيم��ا بعد ف��ي الصَّ��ف السَّ��ابع – أول‬ ‫الصُّف��وف َّ‬ ‫الثانوية في مكتب عنب��ر حتى اجتاز‬ ‫امتح��ان البكالوري��ا س��نة ‪1928‬م‪ ،‬وكان األو َ‬ ‫َّل‬ ‫على البالد السُّ��ورية جمعاء‪ ،‬وتهي��أ على إثرها‬ ‫لدخول المرحلة الجامعية‪.‬‬ ‫اخت��ار المحاس��ني ِّ‬ ‫كلية الحق��وق‪ ،‬فقد كان‬ ‫الكثي��رون من أس��رته من القض��اة والمحامين‪،‬‬ ‫وحص��ل على اإلجازة الجامعية من ِّ‬ ‫كلية الحقوق‬ ‫بدمش��ق‪ ،‬وكان عمرُه اثنتين وعش��رين س��نة‪،‬‬ ‫وفوج��ئ بوف��اة أمِّه ول��م تتجاوز الخمس��ين إال‬ ‫َّ‬ ‫بقلي��ل‪َّ ،‬‬ ‫وظ��ل وفيًا‬ ‫وتأث��ر لذلك ش��ديد التَّأثر‪،‬‬ ‫لذكراها‪ ،‬إذ يقول‪« :‬عشت بعدها باكيًا عليها في‬ ‫ش��عري‪ ،‬وكانت حنونًا رؤومًا‪ ،‬ولن أستطيع أن أنساها‬ ‫حتى أم��وت‪ ،‬وإنِّي ألحيا َّ‬ ‫كل يوم ناظ��راً إلى محيَّاها‬ ‫ٍ‬ ‫الباسم من وراء الغروب»‪.‬‬ ‫تابع تحصي َله العلمي‪ ،‬ففاز بش��هادة الماجس��تير‬ ‫في اآلداب م��ن الجامعة المصرية‪ .‬وكان أو َ‬ ‫َّل س��وريٍّ‬ ‫يحص��ل عل��ى دكت��وراه الدَّولة ف��ي اآلداب من جامعة‬ ‫القاهرة ‪ -‬فؤاد األول في ذلك الوقت ‪ -‬وكانت أطروحته‬ ‫بعنوان (شعر الحرب في أدب العرب) سنة ‪1947‬م‪.‬‬ ‫أم��ا حيات��ه العملي��ة‪ ،‬فق��د بدأه��ا بالعم��ل في‬ ‫التَّدريس أس��تاذًا ُّللغ��ة العربية وأدبها ف��ي التَّجهيز‬ ‫بأنطاكية سنة ‪1932‬م‪ ،‬ثم في تجهيز البنين بدمشق‬ ‫س��نة ‪َّ ،1935‬‬ ‫وظل يعمل في التَّدريس الثانوي حتى‬ ‫أوف��د إل��ى مصر لمتابعة دراس��ته العالي��ة‪ .‬وفي عام‬ ‫‪1947‬م‪ ،‬عُيِّن أس��تاذاً مس��اعداً ف��ي كلية اآلداب في‬ ‫الجامعة السُّورية‪ ،‬وبقي فها حتى سنة ‪1952‬م‪ ،‬حين‬ ‫عُيِّن ملحقًا ثقافياً في السّفارة السُّورية في مصر‪،‬‬ ‫ومندوباً في الجامعة العربية للشُّؤون َّ‬ ‫الثقافية‪.‬‬ ‫ثم أوفد مرة ثانية إلى مصر ليكون ملحقاً ثقافيًا‬ ‫في السفارة السورية بالقاهرة‪ ،‬ومندوباً في الجامعة‬ ‫العربية للش��ؤون الثقافية بي��ن عامي ‪1956 - 1951‬‬ ‫وتحولت الس��فارة ف��ي زمنه إلى مجم��ع أدبي يرتاده‬ ‫المشتغلون بالفكر والثقافة في مصر بال موعد ودون‬ ‫تعقي��دات‪ ،‬فيج��دون في الس��فير األدي��ب مصطفى‬ ‫الشهابي عضو المجمع بدمشق‪ ،‬والدكتور المحاسني‬ ‫الملحق الثقافي ترحيباً وبشاشة بغير حدود‪ ،‬على حد‬ ‫تعبير األديب المؤرخ وديع فلسطين‪.‬‏‏‬ ‫اقترن المحاسني بالسيدة وداد سكاكيني العربية‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وكان زواجه السعيد بهذه األديبة المرموقة‪،‬‬ ‫فاتحة خير على األدب العربي ووسيلة مشجعة ليتابع‬ ‫مسيرته الفكرية‪.‬‬ ‫ع��اد إلى دمش��ق س��نة ‪1956‬م وش��غل منصب‬ ‫مدي��ر دارة التُّ��راث القدي��م والمخطوط��ات ب��وزارة‬ ‫َّ‬ ‫الثقافة واإلرشاد القومي حتى عام ‪1965‬م‪ .‬أُوفد بعد‬ ‫ذلك أس��تاذاً معاراً إلى الجامعة السُّعودية قسم ُّ‬ ‫اللغة‬

‫مجل��ة (األق�لام) العراقية‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫مجل��ة (رابطة العالم‬ ‫اإلس�لامي) الت��ي تص��در ع��ن رابط��ة العال��م‬ ‫اإلس�لامي بمك��ة المكرم��ة‪ ،‬جري��دة (الصب��اح)‬ ‫اللبناني��ة‪ ،‬جري��دة (األح��د) ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫اللبناني��ة‪ ،‬جري��دة‬ ‫(المدينة المنورة) السُّعودية‪.‬‬ ‫فيما يلي مسردٌ بأهمِّ أعمال الدكتور زكي‬ ‫المحاسني مع تاريخ النَّشر‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أب��و الع�لاء المع��ري ناق��د المجتم��ع‪،‬‬ ‫‪1945‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ش��عر الح��رب ف��ي أدب الع��رب ف��ي‬ ‫العصري��ن األم��وي والعباس��ي إلى عهد س��يف‬ ‫الدَّولة‪1947 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬النُّواسي شاعرٌ من عبقر‪1970 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 4‬دي��وان (الشَّ��ريف العقيل��ي) تعلي��ق‬ ‫وتحقيق لمخطوط‪1965 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 5‬المتنبي‪1956 ،‬م‪1968 ،‬م‪1970 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 6‬إبراهي��م طوق��ان ش��اعر فلس��طين‪،‬‬ ‫‪1959‬م‪1962 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 7‬دراس��ات في تاري��خ النَّهض��ة العربية‬ ‫المعاصرة‪ ،‬باالش��تراك مع ش��فيق غربال وأحمد‬ ‫عزَّت عبد الكريم‪ ،‬وبديع شريف‪.1958 ،‬‬ ‫‪ - 8‬نظراتٌ في أدبنا المعاصر‪1962 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 9‬أحمد أمين‪1963 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 10‬عبد الوهاب عزَّام‪.1968 ،‬‬ ‫‪ - 11‬األدب الديني‪1970 ،‬م‪1988 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 12‬أساطير ملهمة‪1971 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 13‬الشَّاب َّ‬ ‫الظريف‪1973 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 14‬عباقرة األدب عند العرب‪1995 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 15‬أقاصيص العرب‪2000 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ - 16‬األدب العرب��ي المعاص��ر‪1960 ،‬م‪ .‬كت��اب‬ ‫مدرسي‪.‬‬ ‫‪ - 17‬ف��ي التَّراج��م والنق��د‪1960 ،‬م‪ .‬كت��اب‬ ‫مدرسي‪.‬‬ ‫‪ - 18‬قراءاتٌ أدبي ٌة مدرسيٌة وتحليلية‪1960 ،‬م‪.‬‬ ‫كتاب مدرسي‪.‬‬ ‫‪ - 19‬دي��وان ش��عره‪ ،‬تح��ت الطب��ع‪ .‬وفيم��ا يلي‬ ‫نموذج من شعره إثر نكبة فلسطين‪:‬‬ ‫ما هُزمنا لكي نموت ونفنى ّ‬ ‫ونبكي الحيا َة أن نحن عشنا‬ ‫نحن قومٌ ما نام فينا على الضَّيـ ـم أبيٌّ وال على الدَّهر هُنَّا‬ ‫كفكف الشِّعر عن مراثي فلسطـ ـين فشعر الدِّماء أبقى وأغنى‬ ‫بنضال سيغس��ل العار عنَّا‬ ‫غدُنا المرتجى كما رمتُ آتٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ - 20‬دراساتٌ في ُّ‬ ‫اللغة العربية والمعاجم‪ ،‬تحت‬ ‫الطبع‪.‬‬ ‫‪ - 21‬نشيد اإلنشاد‪ ،‬تحت الطبع‪.‬‬ ‫‪ - 22‬كوالي��س المبدعي��ن‪ ..‬زك��ي المحاس��ني‪..‬‬ ‫مسيرة صامتة‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪15‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫كنيسة أم الزنار في حمص‬

‫عن البقالوة‬ ‫امل�سمومة وهذيان‬ ‫االنتقام‬ ‫نبراس شحيد‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ 1 | )102‬أيلول ‪2013‬‬

‫يف كرنفاالت املوت‬

‫بع��د مجزرة الكيميائ��ي المريعة الت��ي طالت الغوطة‬ ‫الش��رقية‪ ،‬جابت بعضَ شوارع دمش��ق فرقٌ من الفاشيين‬ ‫لالحتفال بـ"النصر الكبير"‪ .‬أفرغت بعض صفحات التواصل‬ ‫االجتماع��ي ما في جعبها من أحق��اد مقيتة‪ ،‬تهللت بالنصر‬ ‫عل��ى "االرهابيي��ن"‪ ،‬ودعت "القي��ادة الحكيم��ة" إلى إعادة‬ ‫الك��رّة‪ .‬عُ ِّلق��ت مكبّ��رات الص��وت ف��ي مناط��ق متفرقة‪،‬‬ ‫وأقدم بعض الموالين للنظام الس��وري على توزيع الحلوى‬ ‫لالحتفال بمقتل ما يزيد ربما على ألف إنسان‪.‬‬ ‫بش��كل معاكس حين‬ ‫المش��هد هذا تكرر سابقاً لكن‬ ‫ٍ‬ ‫أعلنت مجموع ٌة تطلق على نفس��ها اس��م "س��رايا عائش��ة‬ ‫أم المؤمني��ن" مس��ؤوليتها ع��ن التفجي��ر اإلرهاب��ي الذي‬ ‫ه��زّ الرويس في ضاحية بيروت الجنوبي��ة‪ .‬لم تكتفِ هذه‬ ‫المجموع��ة‪ ،‬المش��كوك في هويته��ا‪ ،‬بتبنّ��ي التفجير‪ ،‬بل‬ ‫وعدتن��ا أيض��اً بالمزيد من الدم��اء ردّاً عل��ى تدخل "حزب‬ ‫اهلل" اإلجرامي في سوريا‪ .‬لكن‪ ،‬حتى وإن بقيت حقيقة هذه‬ ‫المجموعة غامض ًة إلى س��اعة كتابة هذه الس��طور‪ ،‬تناقلت‬ ‫صفحات التواص��ل االجتماعي أيضاً صوراً‬ ‫ألش��خاص قاموا‬ ‫ٍ‬ ‫شنيع ال يقل في بشاعته عن جريمة التفجير‪ :‬لبنانيون‬ ‫ٍ‬ ‫بفعل ٍ‬ ‫وسوريون في مناطق متفرقة يتهللون بمقتل العشرات من‬ ‫مدنيي الضاحية الجنوبية‪ .‬وزّع المحتفلون الحلوى ابتهاجاً‬ ‫بالموت‪ ،‬مستنس��خين بذل��ك أفعا ًال "أق��دم عليها فتي ٌة في‬ ‫الضاحي��ة الجنوبي��ة عندما اغتي��ل جبران توين��ي‪ ،‬وعندما‬ ‫سقطت مدينة القصير" (حازم األمين‪" ،‬الحلوى البشعة")‪.‬‬

‫يف انحالل الهوية‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫احتفال "ش��بّيحة النظام" بمقتل أكثر من ألف إنسان‪،‬‬ ‫واحتف��ال "ش��بّيحة الث��ورة" بمقتل مدنيين أبري��اء (بحجة‬ ‫"ض��رب معاقل النظ��ام" أو ما ش��ابهها من حجج بائس��ة)‬ ‫متش��ابهان في حقدهما وإن اختلفا من حيث اإلطار والعدد‬ ‫والخلفي��ات الت��ي وراءهم��ا‪ .‬تحتفل كرنف��االت الموت هذه‬ ‫بدم��اء مدنيين ال عالقة لهم بما يجري‪ ،‬ألن هؤالء الضحايا‬ ‫ص��اروا محض امت��دادٍ متوهَّم للع��دوّ الحقيق��ي الذي ال‬ ‫النيل منه‪ .‬تستبدل ذهنية االنتقام َ‬ ‫يستطيع المنتقِمُ َ‬ ‫هوية‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫العدو بأح��د امتداداته الطائفي��ة أو المناطقية‪ ،‬ليصير كل‬ ‫ش��خص‬ ‫إنس��ان متأصل في المنطقة الفالنية عدوّاً‪ ،‬أو كل‬ ‫ٍ‬ ‫ينتمي إل��ى طائفة معينة خصماً يس��تحق الموت‪ .‬في هذه‬ ‫الحال‪ ،‬يتجلى الفع��ل االنتقامي في جوهره تدميراً لمفهوم‬ ‫الفرد ككيان مس��تقل مس��ؤول عن أفعاله وأقواله‪ .‬يترافق‬ ‫َ‬ ‫هوي��ة من ننتق��مُ منه‪ ،‬بضياع‬ ‫هذا الضي��اع الذي يصيب‬ ‫هوية المنتقِم نفس��ه‪ ،‬ألن ّ‬ ‫جل ما يميز االحتفال االنتقامي‬ ‫تالشي "األنا" في غوغائية الجماعة المحتفِلة‪ .‬في كرنفاالت‬ ‫الم��وت هذه – كم��ا في ح��االت االغتص��اب الجماعي التي‬ ‫عرفه��ا مي��دان التحرير – ت��ذوب "األنا" في حال��ةٍ جماعية‬ ‫بدائية لتفق��د فردانيتها‪ ،‬فتصير جزءاً غير قابل للتمايز عن‬ ‫"نحن" هستيري يستولي عليها‪.‬‬ ‫مع ه��ذا االنحالل ال��ذي يصيب هوي��ة المنتقِم‪ ،‬كما‬ ‫يصيب هوية العدوّ‪ ،‬يصير الفعل االنتقامي قادراً على تبرير‬ ‫عمل مهما يكن ش��نيعاً‪ .‬ال��كل يعرف أن األطفال الذين‬ ‫كل ٍ‬ ‫قضوا في مجزرة الغوطة مث ًال ال يمكن أن يش ّكلوا أيّ خطر‬ ‫على م��ن احتفل بمقتلهم‪ .‬لكن هذا األمر ال يعني المنتقِم‬ ‫ألن��ه ال يرى في ه��ؤالء األطفال إال امتداداً لع��دوّه‪ .‬لذا‪ ،‬ال‬ ‫يتناس��ب حجم التدمير الذي يحلم به الفع��ل االنتقامي مع‬ ‫حجم الخطر الموضوعي الذي يش��كله اآلخ��ر المقتول‪ .‬لذا‬ ‫أيض��اً‪ ،‬يتجلى الفعل االنتقامي في جوه��ره فع ًال قائماً على‬ ‫الوهم‪.‬‬

‫يف �أوهام االنتقام‬

‫فع��ل انتقامي‪ ،‬يه��دف فعل توزي��ع الحلوى إلى‬ ‫ككل ٍ‬ ‫استعادة شيء ضائع‪ .‬لكن‪ ،‬ما هي حقيقة هذا "الشيء"؟ من‬ ‫المؤك��د أن عملية توزيع البقالوة لن تعي��د إلينا صديقاً أو‬ ‫قريباً فقدناه بس��بب همجية بعض المجرمين الذين صاروا‬ ‫جزءاً من نس��يج المعارضة‪ ،‬كما أنها ل��ن تحيي ألوفاً وألوفاً‬ ‫من البش��ر الذي��ن ُقتلوا على يد النظام الس��وري المدعوم‬ ‫بميليش��يات "ح��زب اهلل" ومن لفّ لفيفهم��ا‪ .‬لذا‪ ،‬ال يمكن‬ ‫طبيعة الش��يء الذي يسعى فعل االنتقام إلى استعادته‪ ،‬أن‬ ‫تك��ون موضوعية‪ ،‬ألن ما رحل قد رحل! تعرّف الفيلس��وفة‬ ‫س��يمون فايل فعل االنتقام كنوع من اس��تعادة توازنٍ ما‪،‬‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)61821‬‬ ‫دمشق‪5371 :‬‬ ‫ريف دمشق‪16564 :‬‬ ‫حمص‪10853 :‬‬ ‫درعا‪6229 :‬‬ ‫إدلب‪8317 :‬‬ ‫حلب‪11661 :‬‬

‫دير الزور‪4462 :‬‬ ‫الرقة‪866 :‬‬ ‫السويداء‪49 :‬‬ ‫حماة‪5007 :‬‬ ‫الالذقية‪851 :‬‬ ‫طرطوس‪308 :‬‬ ‫الحسكة‪511 :‬‬ ‫القنيطرة‪352 :‬‬

‫ّ‬ ‫أخ��ل به عدوّنا‪ .‬قد يس��مي البعض هذا الت��وازن المفقود‬ ‫بـ"الكرامة المهدورة" أو "الش��رف المباح" الذي ال يس��تعاد‬ ‫إال بالدم‪ .‬لكن يبقى السؤال هنا مؤرقاً ال ينطفئ‪ :‬أيّ شرف‬ ‫هذا الذي ال يمكنه أن يؤسس ذاته إال على تشوّه انسانيتنا‬ ‫ّ‬ ‫وتشظي أجسادهم؟ يمكننا‬ ‫حين نحتفل بموت أطفال صغار‬ ‫إع��ادة صوغ الس��ؤال ربما بطريقة تعجبي��ة أخرى‪ :‬كم هي‬ ‫بائس��ة هذه الذات التي ال تس��تعيد ثقتها بنفسها إال حين‬ ‫تغرق في العدمية؟!‬ ‫ال تقوم االس��تعادة التي تؤسس الفعل االنتقامي على‬ ‫اس��ترجاع ش��يء موضوعي فقدناه‪ ،‬بل على إفق��اد اآلخر ‪/‬‬ ‫العدوّ أمراً عزي��زاً عليه‪ .‬التوازن المرجوّ إذا هو توازن قائم‬ ‫عل��ى اإلخالل بتوازن اآلخر‪ .‬لذا‪ ،‬ال يمكن التوازن المنش��ود‬ ‫أن يك��ون اس��ترجاعاً أو تصحيح��اً لما تم افس��اده‪ ،‬بل هو‬ ‫إغراقٌ في التدمير والعدم‪" :‬عليّ وعلى أعدائي!"‪.‬‬ ‫بش��كل أساس��يّ على‬ ‫بنية العمل االنتقامي إذا قائمة‬ ‫ٍ‬ ‫الوهم‪ .‬من جهة أولى‪ ،‬لن يعيد االنتقام ما فقدناه‪ ،‬لذا يصير‬ ‫التوازن الذي يس��عى الفعل االنتقامي إلى اس��تعادته وهماً‬ ‫مؤسَّسَاً على التوازن العدو‪ .‬من جهةٍ ثانية‪ ،‬ال يطال الفعل‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫القاتل الحقيقي‪ ،‬بل‬ ‫المتمثل ف��ي توزيع الحلوى‪،‬‬ ‫االنتقامي‪،‬‬ ‫امت��داداً متوهماً له يقوم على اعتب��ارات طائفية ومناطقية‪،‬‬ ‫ليشمل أوالد العدوّ أو أقرباءه أو جيرانه أو أيّ شيء نتخيّله‬ ‫عن��ه‪ .‬من جهةٍ ثالثة‪ ،‬يق��وم الفعل االنتقام��ي على انحالل‬ ‫الهوية الش��خصية في جماعة بدائية ال مكان لفردٍ مستقل‬ ‫فيها‪ ،‬فتغرق الذات في هذيان الجماعة المريضة‪.‬‬ ‫في هذا الهذيان الجماعي‪ ،‬ستستمر األيادي في تناقل‬ ‫البق�لاوة المس��مومة إال أن يجيء يومٌ يك��ون فيه للحداد‬ ‫الحقيقي ٌ‬ ‫مكان يخرجنا من لذة أوهام االنتقام‪ .‬ليس الحداد‬ ‫ف��ي جوه��ره إال معرك ًة ضد الوه��م وقبو ًال بالخس��ارة كي‬ ‫تس��تمر الحياة ولو بصعوبة‪ ،‬أو تعايش��اً م��ع واقع أليم‪ ،‬قد‬ ‫يفتح نافذ ًة صغيرة في جدار أس��ود‪" .‬ي��وم الغد"‪ ،‬قالت لي‬ ‫صديقة حزينة‪" ،‬سيكون أجمل!"‪.‬‬ ‫نشر أيضاً في جريدة النهار ‪2013 / 8 / 31‬‬ ‫‪ 5426‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2457‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 5073‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 17589‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 54232‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 8 / 31‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.