سوريتنا | العدد الثالث بعد المئة | 8 أيلول 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫الأمم املتحدة تتوقع ازدياد �أعداد الالجئني‬ ‫وتعد اخلطط ملوا�صلة عملها يف �سوريا‬

‫ملف األخبار إعداد‪ :‬زليخة سالم‬

‫توقعت فاليري آموس وكيلة األمين العام لألمم‬ ‫المتحدة للش��ؤون اإلنسانية ومنس��قة شؤون اإلغاثة‬ ‫في حاالت الطوارئ ازدياد أعداد الالجئين الس��وريين‬ ‫الفارين إلي الدول المجاورة‪ ،‬والسيما لبنان‪ ،‬إثر وقوع‬ ‫أي عمل عس��كري محتمل ضد س��وريا‪ ،‬وقالت آموس‬ ‫ف��ي تصري��ح للصحفيين ي��وم الجمع��ة الماضية أن‬ ‫أعداد الالجئين الس��وريين في لبنان وصل حاليًا إلى‬ ‫أكثر م��ن ‪ 726‬ألف س��وري‪ ،‬ومن المحتم��ل أن يقفز‬ ‫الرق��م إلى مليون الج��ئ أو يزيد بحل��ول نهاية العام‬ ‫الجاري‪.‬‬ ‫وقال��ت‪ :‬أن األم��م المتح��دة تقوم حاليً��ا بإعداد‬ ‫خطط طوارئ لمواصلة العمل اإلنس��اني في س��وريا‬ ‫في حالة تعرض دمش��ق لضربة عس��كرية محتملة‪،‬‬ ‫وأنها مس��تمرة في النظر في خطط طوارئ تحس��بًا‬ ‫لزيادة أعداد الالجئين الس��وريين الفارين عبر الحدود‬ ‫السورية إلى البلدان المجاورة‪ ،‬وأيضًا من أجل ضمان‬ ‫س�لامة وأمن موظفينا العاملين ف��ي مجاالت تقديم‬ ‫المس��اعدات اإلنس��انية مش��يرة إل��ى أن التهدي��دات‬ ‫األمريكي��ة الحالية بتوجيه ضربة عس��كرية محتملة‬ ‫إل��ى س��وريا‪ ،‬لم تتس��بب حتى اآلن في ح��دوث زيادة‬ ‫كبيرة ف��ي تدفقات الالجئين الس��وريين الفارين إلى‬ ‫الدول المجاورة‪.‬‬ ‫وأك��دت آموس أنه��ا وجدت م��ن خ�لال لقاءاتها‬ ‫م��ع الموظفي��ن األممين الذي��ن ألتقهم في دمش��ق‬ ‫الخميس‪ ،‬التزاماً منهم باالس��تمرار ف��ي أداء عملهم‬ ‫حت��ى ف��ي حال��ة تع��رض س��وريا لضربة عس��كرية‬ ‫محتمل��ة‪ ،‬موضح��ة أن ‪ 33%‬م��ن إجمالي عدد س��كان‬ ‫سوريا باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة‪.‬‬ ‫وكش��فت آموس في تصريحه��ا أن عددًا كبيرًا‬ ‫من الموظفين األممين لقوا حتفهم‪ ،‬أو تم اختطافهم‬ ‫في سوريا خالل فترة األزمة الحالية الممتدة منذ أكثر‬ ‫من عامين‪ .‬مشيرة إلى مقتل نحو ‪ 11‬من الموظفين‬

‫األممين واختط��اف عدد آخر منه��م‪ ،‬وحملت جماعات‬ ‫المعارضة المس��لحة مس��ؤولية اختط��اف الموظفين‬ ‫األممين‪ ،‬لكنها لم تكشف عن أعدادهم‪.‬‬ ‫وقالت‪ :‬الناس في سوريا يشعرون حاليًا بالخوف‬ ‫والقلق م��ن جراء توجي��ه ضربة عس��كرية محتملة‪،‬‬ ‫وه��م يعتق��دون أن المجتم��ع الدول��ي ق��د نبذه��م‪،‬‬ ‫وأنهم ي��ودون من المجتمع الدول��ي أن يتخذ إجراءات‬ ‫تؤدي إلى حل سياس��ي‪ ،‬إنهم يش��عرون بالخوف ألن‬ ‫المستقبل غامض بالنسبة لهم "‪.‬‬

‫وأك��دت عل��ى أهمي��ة اس��تمرار الت��زام ال��دول‬ ‫المجاورة لس��وريا بفتح حدودها الس��تقبال الالجئين‬ ‫السوريين‪ ،‬مشيرة إلى أن األمم المتحدة أطلقت أكبر‬ ‫نداء إنس��اني حتى اآلن لصالح هؤالء الالجئين بقيمة‬ ‫‪ 4 .4‬مليار دوالر لتغطية األعمال اإلنسانية في سوريا‬ ‫والبلدان المجاورة المتأث��رة بالصراع الحالي موضحة‬ ‫أن األم��م المتح��دة حصلت على نح��و ‪ 40%‬من قيمة‬ ‫النداء اإلنس��اني‪ ،‬وإنها تأم��ل في الحصول على بقية‬ ‫التعه��دات المالية التي أطلقها المانحون الدوليون في‬ ‫هذا الخصوص‪.‬‬

‫ما يقارب مليوين طفل �سوري بني �سن ال�ساد�سة‬ ‫وال ‪ 15‬عاما خارج املدار�س‬ ‫س��لطت منظم��ة األم��م المتح��دة للطفول��ة‬ ‫"يونيس��ف"الضوء عل��ى كارثة إنس��انية‪ ،‬بع��د أن قارب‬ ‫عدد األطفال الس��وريين بين سن السادسة والـ ‪ 15‬عاما‬ ‫خارج الم��دارس‪ ،‬المليوني طفل أي ما نس��بته ‪ 40%‬من‬ ‫إجمالي الس��وريين في هذه الفئة‬ ‫العمري��ة‪ ،‬ونصف هؤالء المليوني‬ ‫طفل لجؤوا إلى البلدان المجاورة‪.‬‬ ‫وقال��ت ماريكس��ي مي��ركادو‬ ‫المتحدث��ة باس��م اليونيس��ف ف��ي‬ ‫مؤتم��ر صحف��ي ي��وم الجمع��ة‬ ‫الماضي��ة‪ ،‬أن ه��ذه األرق��ام مخيفة‬ ‫بالنسبة لبلد كان على عتبة الوصول‬ ‫إلى مرحلة التعليم االبتدائي للجميع‬ ‫قب��ل ان��دالع األزمة‪ ،‬وف��ي حين من‬ ‫المقرر أن تعيد المدارس في سوريا‬ ‫والبل��دان المجاورة فتح أبوابها خالل‬ ‫األس��ابيع المقبل��ة‪ ،‬ف��إن الس��ماح‬ ‫لألطف��ال بتلقي ن��وع م��ن التعليم‬ ‫يغدو مهمة شائكة"‪.‬‬

‫وأش��ارت إلى تع��رض أكثر من ثالثة آالف مدرس��ة‬ ‫للتدمي��ر أو لحقت بها أضرار منذ بداية األزمة‪ ،‬وتش��غل‬ ‫حوال��ي ‪ 900‬مدرس��ة أخرى عائالت لنازحي��ن هربوا من‬ ‫أعمال العنف‪.‬‬

‫و يبلغ عدد المقاعد الدراسية المتاحة في لبنان ‪300‬‬ ‫ألف‪ ،‬إال أن الحكومة تقدر عدد األطفال الذين س��يكونون‬ ‫في سن التعليم عند نهاية العام بـ‪ 550‬ألف طفل‪.‬‬ ‫وحوالي ثلثي األطفال السوريين في سن التعليم في‬ ‫األردن والبال��غ عدده��م ‪ 150‬ألف��اً‪،‬‬ ‫ل��ن يدخلوا إلى الم��دارس‪ ،‬ويعيش‬ ‫حوال��ي ‪ 30‬ألف��اً منه��م ف��ي مخيم‬ ‫الزعتري‪ ،‬إال أن المدارس الموجودة‬ ‫ال تستوعب سوى ‪ 14‬ألف تلميذ‪.‬‬ ‫وف��ي العراق أيض��ًا‪ ،‬الغالبية‬ ‫الس��احقة من األطفال السوريين‬ ‫الذي��ن يعيش��ون ل��دى عائ�لات‬ ‫مضيفة ال يذهبون إلى المدارس‪.‬‬ ‫وأوضح��ت مي��ركادو أن‬ ‫اليونيس��ف ل��م تتل��ق س��وى ‪51‬‬ ‫ملي��ون دوالر م��ن أص��ل ال��ـ‪161‬‬ ‫مليون��ًا الت��ي طلبته��م لتغطي��ة‬ ‫النفقات المطلوبة لهذا العام‪.‬‬


‫احلكومة ال�سورية ما�ضية‬ ‫با�ستخدام الذخائر العنقودية‬

‫لبابة الهواري‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫بس��نواتها الخمسة وتسعين‪ ..‬تقلب أوجاع الوطن عامًا بعد عام‪..‬‬ ‫تنشرهاً على الرصيف في انتظار الفرج‪ ..‬تبتسم لألمل المطل من‬ ‫ثورة حلموا بها عمراً‪ ..‬تبرق بعيونها فرحة الخالص‪ ..‬وتس��ري على‬ ‫تجاعيده��ا خارطة الوطن‪ ..‬هي س��نداينة أمل وحن��ان‪ ..‬وجبل من‬ ‫الصم��ود والتحدي‪ ..‬نبع حب وعطاء‪ ..‬تعجز الحروف عن وصف هامة‬ ‫تعانق السماء‪ ..‬وإيمان راسخ يسري في العروق‪..‬‬ ‫بحص��ار قات��ل لم تترك حم��ص يوماً‪ ..‬بقيت تع��زف من أصوات‬ ‫القنابل والميغ ألحان حرية‪ ،‬تدندنها مع روائح البارود المنتش��ر في‬ ‫كل مكان‪ ..‬تشارك الثوار صمودهم‪ ..‬وتكون شاهدة على وجعهم‪..‬‬ ‫تلملم من الطرقات « قش��اقيش» و» شراطيط» لتطبخ وتخبز على‬ ‫« التنكة « رغيف صمود وتحدٍ تطعمه ما تبقى من أبنائها‪ ..‬والثوار‪،‬‬ ‫تتقاس��م معهم الج��وع والحصار‪ ،‬وحي��اة لم يبق فيه��ا أي مقومات‬ ‫حياة‪ ..‬بيديها تدفن من تحب‪ ..‬شهداء مدينتها‪ ..‬تقرأ عليهم الفاتحة‬ ‫وتودعه��م لنومهم األبدي‪ ..‬تقف ش��اهدة على األل��م‪ ،‬تتفقد قبور‬ ‫أبناءه��ا بوجع ثم تق��ول « رحل��وا» والراحلون في بل��دي يمتهنون‬ ‫الرحيل الصامت‪ ..‬بقصف أو دمار أو رصاصة غدر‪..‬‬ ‫أم نزار‪ ..‬أو الحاجة فهمية‪ ..‬أم الشهداء وأم الثورة أن شئت‪ ..‬جبل‬ ‫من الصبر‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جعل��ت من أبناءها قربانا للس��ماء‪ ..‬ترس��لهم مالئك��ة واحدا تلو‬ ‫آخ��ر‪ ..‬بعش��رين قافل��ة مختلف��ة‪ ..‬يلح��ق بعضهم بعض��ًا‪ ..‬ليبقى‬ ‫الطري��ق عامراً بأرواجهم‪ ..‬يش��هد لهم واحداً إث��ر آخر عن تضحية‬ ‫وصب��ر وصمود‪ ..‬حتى إذا امتد حبل الس��ماء إلى األرض‪ ..‬أمس��كته‬ ‫ولحقت بهم‪ ..‬تذكرتها رصاصة قناص غادر‪ ..‬اعتاد التس��لية مسا ًء‬ ‫على من بقي على قيد الحياة‪ ..‬يراهن برصاصته المتبرئة منه على‬ ‫حي��اة م��ن يمر في تلك اللحظ��ة‪ ..‬مقابل كأس «مت��ة» أو رقصة أو‬ ‫ربما كعب بق�لاوة! وتتعالى ضحكاته وهو يش��م رائحة الدم تعبق‬ ‫بالم��كان‪ ..‬وال يعل��م أنه قد أنه��ى حياة امرأة ش��هادة على قرن من‬ ‫تاريخ س��وريا‪ ..‬بكل مافيه من ظلم‪ ..‬وصرخات حرية‪ ..‬وال يعلم أنه‬ ‫منحها ص��كَّ حياة أبدية‪ ..‬وراحة‪ ..‬وش��هادة فوق ش��هادة‪ ..‬لتكتمل‬ ‫مسيرة تضحية وشهادة‪ ..‬وعمر لم يذبل‪..‬‬ ‫رحل��ت‪ ..‬ورح��ل الصب��ر م��ع الراحلي��ن‪ ..‬وبقينا نرقب شمس��هم‬ ‫الغائبة بصم��ت ودموع‪ ..‬وغصات بعدد الوجع إذ يتحولون إلى أرقام‬ ‫تضاف لقائمة يومية ال تنتهي‪..‬‬ ‫ج��دة الث��ورة ه��ي‪ ..‬وللج��دات ن��ور مالئك��ي يغيب معه��م حين‬ ‫يذهبون‪ ..‬ونعيش من بعدهم يتم الجدة واألمل!‬ ‫هن��ا س��وريا‪ ..‬حيث لألل��م حكاي��ات‪ ..‬وللوجع مراف��ئ من صمود‬ ‫وتحد‪..‬‬ ‫هنا س��وريا‪ ..‬حيث اعتدنا الكتابة عمن نح��ب‪ ..‬حين تبتلع عيوننا‬ ‫الدموع!‪ ..‬ويغص الحرف بما بقي به من نبض!!‪..‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫يف وجهها حكاية وطن‬ ‫ومن جتاعيدها ق�ص�ص �أمل ومعاناة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الحكومة الس��ورية مازالت ماضية في استخدام‬ ‫الذخائ��ر العنقودي��ة‪ ،‬رغ��م إس��راع ال��دول المنضم��ة لمعاهدة حظ��ر تلك األس��لحة بتدمير‬ ‫مخزوناته��ا منها‪ ،‬وح��ددت ‪ 152‬موقعاً منفص ً‬ ‫ال قامت القوات الحكومية فيها باس��تخدام ما ال‬ ‫يق��ل عن ‪ 204‬ذخائر عنقودي��ة من تموز ‪ 2012‬وحتى حزي��ران ‪ ،2013‬في ‪ 9‬محافظات من‬ ‫المحافظات السورية الـ‪.14‬‬ ‫وأضافت المنظمة بمناس��بة نش��ر تقرير مراقب الذخائر العنقودية ‪ 2013‬وهو التقرير‬ ‫العالمي الذي يستعرض مدى االلتزام باتفاقية الذخائر العنقودية؛ أن مواقع عدة قد تعرضت‬ ‫لهجمات متكررة بالذخائر العنقودية‪ ،‬غير أن هذه البيانات ال توفر سوى صورة ناقصة‪ ،‬حيث‬ ‫لم يجر تس��جيل جميع المناطق بمقاطع الفيديو‪ ،‬أو غيرها من الوس��ائل‪ ،‬واألرجح أن يكون‬ ‫العدد الفعلي للذخائر العنقودية التي اس��تخدمتها قوات الحكومة السورية أعلى موضحة أن‬ ‫اس��تخدام س��وريا للذخائر العنقودية اجتذب تغطية إعالمية واس��عة النطاق‪ ،‬وأثار استنكاراً‬ ‫عامًا‪.‬‬ ‫وقالت ماري ويرهام مديرة المناصرة بقسم األسلحة في هيومن رايتس ووتش وإحدى‬ ‫محرري التقريرالنهائي‪ :‬تصر سوريا على استخدام القنابل العنقودية‪ ،‬تلك األسلحة الخبيثة‬ ‫التي تبقى على األرض فتسبب الموت والدمار طوال عقود‪ ،‬في حين تُظهر بلدان أخرى من‬ ‫الت��ي انضم��ت للمعاهدة في جميع أنحاء العال��م التزامًا قوياً بالتخل��ص النهائي من القنابل‬ ‫العنقودية‪ ،‬مؤكدة أن استخدام سوريا الموسع للقنابل العنقودية يتسبب في إلقاء ظل قاتم‬ ‫على التقدم الحقيقي الذي تحرزه االتفاقية في وضع حد للمعاناة البش��رية الناجمة عن هذه‬ ‫األسلحة‪.‬‬ ‫وأضاف��ت‪ :‬عل��ى الدول الت��ي لم تنض��م لالتفاقية حت��ى اآلن أن تدرك دورها الحاس��م‬ ‫بوصفها الس��بيل الوحيد الفعال لتخليص العالم من لعنة الذخائر العنقودية‪ ،‬حيث ال يكفي‬ ‫أن نشعر بالذنب حيال الخسائر المدنية الناجمة عن الذخائر العنقودية‪ ،‬فعلى كافة األمم أن‬ ‫تنضم لالتفاقية دون إبطاء لمنع استخدام الذخائر العنقودية في المستقبل"‪.‬‬ ‫ودانت ‪ 113‬دولة اس��تخدام س��وريا للذخائر العنقودية‪ ،‬من خالل ق��رار للجمعية العامة‬ ‫لألم��م المتح��دة‪ ،‬بم��ا فيها أكثر م��ن ‪ 36‬دولة غي��ر موقعة‪ ،‬بينم��ا أبدى العديد م��ن وزارات‬ ‫الخارجية مراراً القلق من استخدام الذخائر العنقودية في سوريا‪.‬‬ ‫وبينت المنظمة أنه على إثر ما يبدو أنها هجمات بأس��لحة كيميائية في ‪ 21‬آب الماضي‬ ‫في الغوطة الش��رقية والغربية قرب دمش��ق‪ ،‬تقيّ��م الواليات المتح��دة ودول أخرى خيارات‬ ‫التدخ��ل العس��كري في س��وريا‪ .‬مش��يرة إل��ى أن آخر اس��تخدام للوالي��ات المتح��دة للذخائر‬ ‫العنقودية كان في اليمن يوم ‪ 17‬كانون األول ‪ ،2009‬عندما أصاب صاروخ كروز ‪TLAM - D‬‬ ‫واح��د أو أكث��ر محمّل بقنبيالت ‪ BLU - 97‬قرية المجالة في أبين جنوبي اليمن‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫خسائر بشرية تقدر بأكثر من ‪ 40‬مدنيًا‬ ‫وأكدت المنظمة أن على الواليات المتحدة االمتناع عن اس��تخدام الذخائر العنقودية في‬ ‫أي تدخل محتمل في سوريا‪.‬‬ ‫وقالت ماري ويرهام‪ :‬أن أي اس��تخدام من قبل الواليات المتحدة للذخائر العنقودية في‬ ‫س��وريا ل��ن يؤدي إال لمزيد من تدهور األزمة اإلنس��انية‪ ،‬ومن األهمي��ة بمكان أن تلجأ كافة‬ ‫ال��دول إلى وصم اس��تخدام الذخائ��ر العنقودية بأن تؤك��د على حتمية عدم اس��تخدام هذه‬ ‫األسلحة على اإلطالق"‪.‬‬ ‫ويعد "مراقب الذخائر العنقودية ‪ 2013‬هو التقرير الس��نوي الئتالف الذخائر العنقودية‪،‬‬ ‫الذي ش��اركت منظمة هيومن رايتس ووتش في تأسيس��ه‪ ،‬وصدر التقرير استباقاً لالجتماع‬ ‫الراب��ع لل��دول المنضمة لالتفاقية‪ ،‬الذي س��يفتتح في لوس��اكا بزامبيا ف��ي ‪ 9‬أيلول الجاري‬ ‫وتتول��ى المنظم��ة قيادة ائت�لاف الذخائ��ر العنقودية في أعم��ال مراقبة االلت��زام بنصوص‬ ‫المعاهدة التي تحظر استخدام وإنتاج ونقل وتخزين الذخائر العنقودية‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫ال�صليب الأحمر يجدد ندائه لتلبية �أحتياجات عائالت املفقودين‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫ج��ددت اللجن��ة الدولية للصليب األحم��ر توجيه ندائها من أجل تلبية أوس��ع نطاقا‬ ‫الحتياجات عائالت المفقودين بسبب النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية‪.‬‬ ‫و قالت رئيس��ة فريق اللجن��ة الدولية المعني��ة بالمفقودين ماريان بيكاس��و أن مئات‬ ‫اآلالف من األشخاص يفارقون أحبابهم في ظل هذه األوضاع وما تحتاجه العائالت أكثر من‬ ‫أي ش��يء آخر هو أن تعرف ما حدث للش��خص الذي اختفى‪ ،‬ولألس��ف قد ال يجد هذا السؤال‬ ‫أبداً جوابا في العديد من الحاالت‪ ،‬لكن العائالت لها احتياجات أخرى أيضًا أكبر من ذلك‪.‬‬ ‫وأوضح��ت أن االحتياج��ات تكم��ن أحيانًا في المس��ائل القانوني��ة المتعلقة بوضع‬ ‫المفقود غير المحس��وم‪ ،‬وقد تش��مل هذه المس��ائل أمورا كاإلرث أو الملكية أو الحالة‬ ‫العائلي��ة من زواج وطالق أو حتى حضانة األطفال‪ ،‬وربما تنش��أ أيض��ًا احتياجات مالية‬ ‫ناجمة عن تكاليف البحث عن القريب المفقود أو اإلنفاق على العائلة إذا كان الش��خص‬ ‫المختفي هو المعيل الرئيسي‪.‬‬

‫من جانبها أش��ارت مستش��ارة اللجنة الدولي��ة المعنية بالدعم النفس��ي والصحة‬ ‫العقلية‪ ،‬ميلينا أوس��وريو‪ ،‬إل��ى وجود احتياجات هائلة من الناحية النفس��ية في الغالب‬ ‫منه��ا حاالت االنطوائية والش��عور بالذن��ب والغضب واالكتئاب أو الصدم��ة والتوتر عند‬ ‫أفراد العائالت أو أفراد مجتمعهم‬ ‫وقالت بيكاس��و‪ :‬يحق للعائالت أن تعرف ما ح��دث ألقاربها المفقودين‪ .‬وهذه هي‬ ‫أول��ى احتياجاتها‪ ،‬غير أن أم��ام الحكومات والمنظمات مثل جمعي��ات الصليب األحمر أو‬ ‫الهالل األحمر احتياجات أخرى ال بد أن تلبيها‪.‬‬ ‫وأص��درت اللجنة الدولية ف��ي ‪ 30‬آب كتيّب عملي يقع في ‪ 154‬صفحة بمناس��بة‬ ‫الي��وم العالمي للمختفين عنوانه‪( ،‬مرافقة عائالت األش��خاص المفقودين)‪ ،‬يهدف إلى‬ ‫مس��اعدة تل��ك العائالت داخل وخارج حركة الصليب األحم��ر والهالل األحمر التي تعمل‬ ‫جاهدة لمس��اعدة عائالت المفقودي��ن‪ ،‬ويتوجه إلى «جميع من يتألمون بس��بب اختفاء‬ ‫أحد أحبابهم‪.‬‬

‫وفروا احلماية للمدنيني‪ :‬حملة‬ ‫�أطلقتها منظمة العفو الدولية‬

‫وكاالت الأمم ت�ؤكد التزامها مبوا�صلة‬ ‫تقدمي الإغاثة لل�سوريني‬

‫أطلق��ت منظم��ة العفو الدولية «األمنس��تي» حمل��ة تحت عن��وان‪ :‬النزاع في‬ ‫س��ورية‪ :‬وف��روا الحماي��ة للمدنيين‪ ،‬ف��ي ذكرى الي��وم العالمي لضحاي��ا االختفاء‬ ‫القس��ري‪ ،‬الذي يص��ادف في ‪ 30‬آب من كل عام وذلك بهدف تس��ليط الضوء على‬ ‫محنة آالف األش��خاص ف��ي مختلف أنحاء العالم‪ ،‬ممن تعرضوا لالختفاء القس��ري‬ ‫والمعاناة التي يمر بها أفراد عائالتهم جراء ذلك‪.‬‬ ‫وجاء في الحملة‪ :‬منذ اندالع االحتجاجات في سورية في شباط ‪ ،2011‬تعرض‬ ‫اآلالف مم��ن يُش��تبه بمناهضتهم للحكومة لالعتقال التعس��في‪ .‬وال زال البعض‬ ‫منه��م مفقوداً حتى الس��اعة ‪ -‬حيث ال تزال أماكن تواجده��م غير معروفة ألفراد‬ ‫عائالتهم‪ ،‬الذين غالباً ما يقاسون آالم الفقد ولوعته‪ ،‬وما يصاحب ذلك من قنوط‪.‬‬ ‫وأما اآلخرين ممن تعرضوا لالختفاء القسري قبل أن يُصار إلى إخالء سبيلهم في‬ ‫نهاية المطاف بعد معاناة اس��تمرت عدة أش��هر أمضوها في الحجز الس��ري‪ ،‬فلقد‬ ‫أخب��روا منظمة العف��و الدولية بما تعرض��وا له من تعذيب وغي��ر ذلك من ضروب‬ ‫سوء المعاملة‪.‬‬ ‫ودعت المنظمة للوقوف إلى جانب من تعرضوا لالختفاء القسري وعائالتهم‪،‬‬ ‫والتح��رك من أجل الضغط على الس��لطات الس��ورية كي تتوقف ع��ن القيام بهذا‬ ‫النوع من الممارسات‪.‬‬ ‫وقالت المنظمة‪ :‬لطالما ش��كلت حاالت االختفاء القس��ري مبعث قلق في ظل‬ ‫حكم آل األس��د‪ ،‬ولقد تمكنت المنظمة من توثيق حدوث حاالت اختفاء قس��ري في‬ ‫س��ورية منذ أواخر س��بعينات الق��رن الماضي‪ ،‬ولكن عدد األش��خاص الذين وقعوا‬ ‫ضحية لهذه الممارسات قد شهد ارتفاعًا حاداً على مدار السنتين الماضيتين‪.‬‬

‫أكدت وكاالت األمم المتحدة أمس التزامها بمواصلة تقديم اإلغاثة في حاالت‬ ‫الطوارئ للس��وريين داخل البالد‪ ،‬فضال عن المش��ردين‪ ،‬على الرغم من التحديات‬ ‫األمنية المختلفة‪ ،‬وسط استمرار تصاعد حدة التوتر في سوريا‪.‬‬ ‫وأكد مسؤولون من برنامج الغذاء العالمي‪ ،‬ومكتب المفوضية السامية لألمم‬ ‫المتح��دة لش��ؤون الالجئي��ن‪ ،‬ومنظمة الصح��ة العالمية‪ ،‬ومنظمة األم��م المتحدة‬ ‫للطفولة اليونيس��ف في لق��اء مع الصحفيين في جنيف‪ ،‬أنهم س��يواصلون تنفيذ‬ ‫عملياتهم وإيصال اإلمدادات والخدمات األساسية للمتضررين من األحداث الجارية‪.‬‬ ‫ونق��ل مرك��ز أنب��اء األمم المتح��دة عن المتحدث باس��م اليونيس��ف باتريك‬ ‫ماكورمي��ك قوله‪ :‬على الرغم من ارتفاع حدة التوتر فإن اليونيس��يف وش��ركاءها‬ ‫موج��ودون على األرض لتقديم الخدمات األساس��ية لألطفال وأس��رهم أينما كان‬ ‫ذلك ممكنا‪ .‬إنن��ا نواصل جهودنا للوفاء باالحتياجات الراهنة والجديدة‪ ،‬وس��نفعل‬ ‫كل ما نستطيع للبقاء وتقديم المساعدات‬ ‫وأك��د إدري��ان ادواردز المتح��دث باس��م المفوضي��ة الس��امية لالجئي��ن ب��أن‬ ‫المفوضي��ة لديه��ا خطط طوارئ دائمة ألعداد كبيرة من النازحين‪ ،‬مش��يراً إلى أن‬ ‫ع��دد موظفي األمم المتحدة الدوليين والمحليين داخل س��وريا يبلغ حاليا نحو ألف‬ ‫شخص‬ ‫وبي��ن المركز أن آخر األرقام تُظهر أن هناك حوالي ‪ 8 .6‬مليون ش��خص في‬ ‫حاجة إلى المساعدة و‪ 25 .4‬مليون نازح داخليا باإلضافة إلى لجوء مليوني شخص‬ ‫للبلدان المجاورة‪.‬‬

‫�أطباء بال حدود حتذر‬ ‫من تف�شي احل�صبة يف‬ ‫�شمال �سوريا‬ ‫حذرت منظمة أطباء بال حدود من‬ ‫خطر تفش��ي وباء الحصبة في ش��مال‬ ‫س��ورية الذي أص��اب اآلن س��بعة آالف‬ ‫شخص حتى اآلن‪.‬‬ ‫وقالت المنظم��ة في بيان لها يوم‬ ‫الثالث��اء الماض��ي‪ :‬أن المرض يس��جل‬ ‫تفش��ياً س��ريعًا بس��بب األعداد الهائلة‬ ‫للنازحي��ن‪ ،‬والظ��روف الت��ي يعيش��ها‬ ‫غالبيته��م‪ ،‬باإلضافة إلى توقف حمالت‬ ‫التلقيح االعتيادية‪.‬‬ ‫وأوضح��ت أن مع��دل التلقي��ح‬ ‫انخف��ض من حوال��ي ‪ % 80‬إلى حوالي‬ ‫الصف��ر لدى األطف��ال الصغار بس��بب‬ ‫األحداث في سورية‪.‬‬ ‫وسجل في س��ورية خالل العامين‬ ‫‪ 2010‬و‪ 2011‬حس��ب بيان��ات منظم��ة‬ ‫الصحة العالمية عل��ى التوالي ‪ 13‬و‪26‬‬ ‫إصابة بالحصبة فقط‪.‬‬ ‫أطفال سوريون في مخيم لالجئين في أطمة شمال سوريا‬


‫المرحلة الثالثة للنقاط التعليمية في ريف دمشق| شبكة حراس‬

‫انتقال برنامج النقاط‬ ‫التعليمية ل�شبكة حرا�س �إىل‬ ‫املرحلة الثالثة‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫انتقل برنامج مهارات الحياة لش��بكة ح��راس إلى مرحلته الثالثة‬ ‫م��ن النق��اط التعليمية ف��ي ريف دمش��ق‪ ،‬بعد االهتم��ام بجانب بناء‬ ‫الهوية والتعامل مع العواطف‪ ،‬في المرحلتين األولى والثانية‪.‬‬ ‫وأوضحت الشبكة على موقعها‪ ،‬أن هذه المرحلة ستهتم بالعالقة‬ ‫مع األقران ومفهوم العالقات بش��كل عام كتحضير للعالقة مع العالم‬ ‫المحيط بالطفل من أصدقائه وعائلته والكبار من حوله‪.‬‬ ‫وتعتمد األنش��طة على تفاعل األطفال م��ع بعضهم بعضاً‪ ،‬من‬ ‫خالل تمارين تحويل األفكار والقيم إلى مهارات يطبقها الطفل عمليًا‬ ‫خالل األنش��طة‪ ،‬ويتم قياس أثر البرنامج م��ن خالل تقييم التمارين‬ ‫من قب��ل األطفال أنفس��هم باإلضافة إلى تقييم المش��رف ومقارنة‬ ‫التقيي��م األولي بتقيي��م نهائي‪ ،‬يقي��س نقاط الق��وة والضعف قبل‬ ‫وبعد البرنامج‪،‬‬ ‫ليتم تطويره بما يتناسب مع احتياجات األطفال وظروف العمل‪.‬‬ ‫تعم��ل المراك��ز التابع��ة للش��بكة عل��ى خل��ق ف��رص تعليمية‬ ‫وتج��ارب تمكن األطفال من التعامل م��ع واقعهم‪ ،‬وتعويض جزء من‬ ‫النقص الذي فقدوه نتيجة األوضاع من الناحية األكاديمية والنفس��ية‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫وتس��تقبل النق��اط التعليمية ‪ 250‬طف ً‬ ‫ال وس��طياً ويش��رف على‬ ‫األنش��طة ‪ 10 - 8‬مس��اعدين مما يزيد من الفائدة والقدرة على إدارة‬ ‫عملية التعليم‪ ،‬واألنشطة بالشكل األمثل‪.‬‬ ‫تترافق األنش��طة مع برنامج التعليم المس��رع والذي يعتمد على‬ ‫تعليم مناهج معدة خصيصًا لحالة الطوارئ تتضمن المواد األساس��ية‪.‬‬ ‫يتميز كادر النقاط بالخبرة العملية في مجاالت حماية الطفل والمبادرة‬ ‫والمثابرة على االلتزام بالمواعيد رغم صعوبة الظروف األمنية‪.‬‬ ‫سيصل عدد نقاط الشبكة مع نهاية شهر أيلول إلى ‪ 5‬نقاط في‬ ‫ريف دمشق وفق الخطة السنوية‪ .‬ومن المتوقع زيادة عددها إلى ‪15‬‬ ‫نقطة في مناطق مختلفة مع بداية العام القادم‪.‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫قدرت المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون‬ ‫الالجئين عدد الس��وريين الذين ينزحون من بيوتهم‬ ‫يومياً بنحو ‪ 5‬آالف ش��خص‪ ،‬بس��بب العنف المتصاعد‬ ‫ف��ي البالد الذي أس��فر ع��ن تهجير أكثر م��ن مليوني‬ ‫الجئ‪.‬‬ ‫وقال مكت��ب المفوضية في بيان له صدر مؤخراً‬ ‫"أن الح��رب في عامها الثالث‪ ،‬وس��وريا تنزف بس��بب‬ ‫اضطرار النس��اء واألطفال والرجال إلى عبور الحدود‪.‬‬ ‫وف��ي الغال��ب ال يحمل��ون معهم س��وى الثي��اب التي‬ ‫يرتدونه��ا وهذا االتج��اه ينذر بالخط��ر‪ ،‬ويمثل قفزة‬ ‫تبلغ نحو ‪ 8 .1‬مليون شخص في ‪ 12‬شهراً"‪.‬‬ ‫ونقل مرك��ز أنباء االمم المتح��دة عن المفوض‬ ‫الس��امي لش��ؤون الالجئي��ن أنطوني��و غوتيري��س‬ ‫قوله‪ :‬أن س��وريا أصبحت كارثة إنس��انية مش��ينة مع‬ ‫م��ا يواكبها من معان��اة وعمليات تهجير لم يش��هدها‬ ‫التاريخ الحدي��ث‪ ،‬والعزاء الوحيد هو اإلنس��انية التي‬ ‫تبديه��ا البل��دان المج��اورة ف��ي الترحي��ب بالالجئين‪،‬‬ ‫وإنقاذ حياة الكثير منه‪ ،‬مش��يراً إلى أن أزمة الالجئين‬ ‫ش��كلت عبئاً هائ ً‬ ‫ال على البنية التحتية واالقتصاديات‬ ‫والمجتمعات في البلدان المضيفة‪ ،‬وبلغت الحاجة إلى‬ ‫الدعم الدولي مرحلة حرجة‪.‬‬ ‫م��ن جانبها قال��ت المبعوثة الخاص��ة للمفوضية‬ ‫والممثلة الش��هيرة‪ ،‬أنجلينا جول��ي‪ :‬أن العالم يجازف‬ ‫بتغاضي��ه الخطير عن الكارثة اإلنس��انية الس��ورية‪.‬‬ ‫مؤكدة أن "المد من المعاناة اإلنس��انية له آثار كارثية‬ ‫إذا اس��تمر الوضع في التدهور عل��ى هذا النحو‪ ،‬حيث‬

‫س��تتزايد أعداد الالجئين‪ ،‬وق��د تدفع بالدول المجاورة‬ ‫إلى حافة االنهيار"‪.‬‬ ‫وأضافت‪ :‬أن العالم يش��هد خالفًا مأس��اويًا حيال‬ ‫األزمة في س��ورية لكن ينبغ��ي أال يكون هناك خالف‬ ‫حول الحاجة لتخفيف المعاناة اإلنس��انية‪ ،‬وال أي شك‬ ‫ف��ي مس��ؤولية العال��م عن ب��ذل المزيد م��ن الجهد‪،‬‬ ‫علين��ا دعم ماليي��ن المواطنين األبري��اء الفارين من‬ ‫منازله��م‪ ،‬وزيادة قدرة البلدان المجاورة على مواجهة‬ ‫هذا التدفق لالجئين‪.‬‬ ‫وتستضيف دول المنطقة أكثر من ‪ 97‬في المائة‬ ‫من الالجئين الس��وريين‪ ،‬وتشير األرقام التي أعلنتها‬ ‫المفوضية‪ ،‬أن هناك مليوني سوري مسجلين بصفة‬ ‫الجئي��ن‪ ،‬أو ف��ي انتظ��ار تس��جيلهم‪ .‬وف��ي نهاية آب‬ ‫الماضي بلغ عدد الالجئين ‪ 110‬آالف في مصر‪ ،‬و‪168‬‬ ‫ألف��ا في العراق‪ ،‬و‪ 515‬ألفا في األردن‪ ،‬و‪ 716‬ألفا في‬ ‫لبنان‪ ،‬و‪ 460‬ألفا في تركي��ا‪ .‬وحوالي ‪ 52%‬من هؤالء‬ ‫الالجئين هم أطفال في الس��ابعة عشرة من العمر أو‬ ‫ما دون‪.‬‬ ‫وكان��ت المفوضية العليا لالجئي��ن قد أعلنت في‬ ‫‪ 23‬آب أن ع��دد األطف��ال بي��ن الالجئي��ن الس��وريين‬ ‫تخطى المليون‪.‬‬ ‫من جان��ب آخرناش��د برنام��ج األغذي��ة العالمي‬ ‫السلطات تيسير إجراءات إيصال المساعدات اإلنسانية‬ ‫داخل س��وريا لتجنب دفع المزيد م��ن المواطنين إلى‬ ‫الف��رار من البالد بس��بب الجوع‪ ،‬ول��م يتمكن برنامج‬ ‫األغذي��ة العالمي الش��هر الماضي م��ن تحقيق هدفه‬

‫في توفير الطعام لثالثة ماليين شخص خالل الشهر‬ ‫نتيجة لتدهور الوضع األمني‪.‬‬ ‫وقال البرنامج أنه يخطط لتوسيع نطاق عملياته‬ ‫لتصل إلى أربعة ماليين ش��خص خالل شهر تشرين‬ ‫أول‪ ،‬حيث توقعت التقييمات األخيرة انخفاض اإلنتاج‬ ‫الزراعي خالل األشهر ال ‪ 12‬المقبلة إذا استمر الوضع‬ ‫الحالي‪.‬‬ ‫وتق��وم منظم��ة األم��م المتح��دة للطفول��ة‬ ‫اليونيسف بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووكالة‬ ‫غوث وتش��غيل الالجئين الفلس��طينيين في الش��رق‬ ‫األدن��ى‪ ،‬األونروا‪ ،‬خالل هذا الش��هر بإط�لاق برنامج‬ ‫التعلم الذاتي من المنزل الذي سيمكن أكثر من ‪400‬‬ ‫أل��ف طفل في المناطق المتض��ررة من مواصلة تتبع‬ ‫المناهج الوطنية‪.‬‬ ‫وقالت المتحدثة باس��م اليونيس��يف ماريكس��ي‬ ‫مي��ركادو ف��ي مؤتم��ر صحف��ي أن هن��اك نح��و ‪9 .1‬‬ ‫ملي��ون طالب ف��ي الصفوف م��ن ‪ 9 - 1‬تس��ربوا من‬ ‫الم��دارس خالل العام الدراس��ي الماض��ي‪ ،‬وتضررت‬ ‫أو دم��رت بالكام��ل أكثر من ثالثة آالف مدرس��ة‪ ،‬كما‬ ‫تس��تخدم أكثر من ‪ 930‬مدرس��ة في الوق��ت الراهن‬ ‫إلي��واء النازحي��ن‪ ،‬مش��يرة إل��ى أن اليونيس��ف تقوم‬ ‫ببناء الفصول الدراسية الجاهزة في المحافظات التي‬ ‫تضررت بش��كل كبير‪ ،‬وبشراء الحقائب المدرسية مع‬ ‫اللوازم المدرسية لمليون طفل في جميع المحافظات‬ ‫إضاف��ة إل��ى توزي��ع اآلالف م��ن مجموع��ات الم��واد‬ ‫التعليمية والترفيهية لمرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫خم�سة �أالف �سوري ينزحون من منازلهم يومي ًا‬

‫‪5‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫الثــورة اليتيــمة‬ ‫وتالعــب القــوى العظمــى‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫يعلن " آرمان س�لاكرو "‪ ،‬في مسرحية " امرأة‬ ‫حرة " على لس��ان بطل المس��رحية "جاك " نظرته‬ ‫للحي��اة قائ ً‬ ‫ال‪" :‬الحياة إلى حد معين مغامرة عجيبة‬ ‫ألنه��ا غير متوقعة‪ ،‬يجيء اإلنس��ان في يوم معين‬ ‫ٍ‬ ‫إلى األرض دون أن يعل��م لماذا جاء‪ ،‬ولكنه يحاول‬ ‫الحص��ول على بعض الس��عادة ف��ي زحمة أحداث‬ ‫الحي��اة‪ ،‬أنه لم يختر أي ش��يء لق��د وُضعنا هناك‬ ‫وسنظل حيث وضعنا "‪.‬‬ ‫س�لاكرو في هذه المس��رحية‪ ،‬يضعن��ا وجهاً‬ ‫لوج��ه‪ ،‬دون مواربة‪ ،‬أم��ام الص��ورة التالية " لقد‬ ‫ألق��ي بنا‪ ،‬دون أي اختيار م��ن جانبنا‪ ،‬في حالة من‬ ‫الوجود غير المعروفة لن��ا‪ ،‬كما أصبنا بالضياع في‬ ‫دنيا نجهلها تمام الجهل‪ ،‬أن تصرفاتنا التي تصدر‬ ‫عن��ا‪ ،‬وأقوالنا التي نتفوه بها‪ ،‬إنما هي ممالة علينا‬ ‫بواسطة سلس��لة متتابعة من التصرفات واألقوال‬ ‫التي ليست لنا‪ ،‬أنه موقف ال معقول يدفعنا للعزلة‬ ‫وعدم االيمان بمس��اعدة اآلخر‪ ،‬حتى أن " لوسي "‬ ‫بطلة المس��رحية تقول‪" :‬نحن مس��اكين حقاً فوق‬ ‫هذه األرض ال يستطيع أحدنا أن يفعل لآلخر شيئاً‬ ‫س��وى أن ي��راه وهو يتج��رع غصص الع��ذاب‪ ..‬ما‬ ‫لفائدة إذا "‪.‬‬ ‫لم يرض الس��وريون بنظرة س�لاكرو للحياة‪،‬‬ ‫ونهضوا يبحثون عن مكانهم في عصر حرية األمم‬ ‫والش��عوب‪ ،‬ولم تكن مطالب الس��وريين المحقة‬ ‫تس��تدعي هذه التراجيديا‪ ،‬وهذا الك��م من القتل‬ ‫والتدمي��ر‪ ،‬كان��ت المطال��ب باإلصالح وس��احاتٍ‬ ‫لحرية التعبير والتظاهر الس��لمي والهتاف والغناء‪،‬‬ ‫وكان الرد بالحديد والنار‪ ،‬وأخيراً بالغازات السامة‪،‬‬ ‫ص��ور كارثة الغوطة غي��رت الموقف األميركي‪ ،‬في‬ ‫حي��ن أن جريمة قت��ل الطفل حم��زة الخطيب في‬ ‫بداي��ة الثورة في درعا كان ينبغ��ي أن تنبه إلى ما‬ ‫هو آت من وحشية من النظام السوري‪.‬‬ ‫تضارب��ت الرواي��ات ع��ن مج��زرة الغوط��ة‬ ‫ومرتكبها‪ ،‬لك��ن الرواية األطرف أتت على لس��ان‬ ‫بثينة شعبان مستشارة رأس النظام التي صرحت‪،‬‬ ‫في مقابلة مع س��كاي نيوز‪ ،‬أن "الحكومة السورية‬ ‫ليست مسؤولة عن اعتداءات ‪ 21‬آب‪ ،‬بل المسؤول‬ ‫عن ذلك هم المس��لحون الذين خطف��وا االطفال‬ ‫والرجال من قرى الالذقية وأحضروهم إلى الغوطة‬ ‫حيث وضعوهم في مكان واحد واستخدموا ضدهم‬ ‫االسلحة الكيماوية"‪.‬‬ ‫قمت بإعداد الملف الس��ابق على أس��اس أن‬ ‫الضرب��ة األميركي��ة المنتظرة لس��ورية آتية ليلة‬ ‫صدور الملف أو قبلها بي��وم واحد‪ ،‬ثم أتى خطاب‬ ‫ٍ‬ ‫أوبام��ا الرئيس المتري��ث ليخل��ط األوراق‪ ،‬أوباما‬ ‫ال��ذي لم يك��ن ليرغب في ت��ورط كه��ذا‪ .‬تفاداه‬ ‫حتى اللحظة التي صار فيه��ا تفاديه يعتبر هزيمة‬ ‫ألمي��ركا ذاته��ا‪ .‬ال تعادله��ا س��وى الهزيمة التي‬ ‫يمكن أن تتعرض لها في الحرب الفعلية‪.‬‬ ‫بع��د خط��اب أوبام��ا وق��ع العالم ف��ي انتظار‬ ‫المواعيد الجديدة‪ .‬والعالم اليوم يجلس في انتظار‬ ‫س��اكن البي��ت األبيض صاح��ب الص��وت األعلى‬ ‫عالمياً حتى الس��اعة‪ .‬والذي قال في كتابه " أحالم‬ ‫أبي "‪ :‬إذا كنت تسير في االتجاه الصحيح ومستعد‬ ‫الستكمال السير‪ ،‬فسوف تحرز تقدماً في النهاية‪.‬‬

‫النظام العامي اجلديد‪:‬‬

‫أن فك��رة وج��ود نظ��ام عالم��ي جدي��د تفترض‬ ‫وج��ود قوة اقتصادية وعس��كرية غالب��ة تملكها دولة‬ ‫واح��دة أو تحالف دول‪ ،‬في عصر بعينه‪ ،‬تس��تطيع أن‬ ‫تجعل إدارتها فالعلة ومؤثرة‪ ،‬أو على األقل غير قابلة‬ ‫للتجاه��ل‪ ،‬في كل قضية وكل بقع��ة من بقع العالم‬ ‫الداخلة في تفاعالته‪.‬‬ ‫وق��د تحقق هذا الوضع أول ما تحقق في التاريخ‬ ‫بع��د الحروب النابليوني��ة‪ ،‬ومؤتمر فين��ا الذي أعقبها‬ ‫عام س��نة ‪ ،1814‬وقام بموجبه الحلف المقدس‪ ،‬قبل‬ ‫ذلك ع��رف التاريخ إمبراطوري��ات مختلفة ومتعاقبة‪،‬‬ ‫كل منه��ا س��ادت في منطق��ة أو في مرحل��ة لكن أيًا‬ ‫منه��ا ل��م تس��تطع أن تتخط��ى ح��دوداً معين��ة مهما‬ ‫اتس��عت‪ ،‬وفي كل األحوال فإن الحدود كانت محكومة‬ ‫بوس��ائل المواصالت القادرة على حمل وسائل القوة‬ ‫وضم��ان إمكانية اس��تخدامها‪ ،‬ومعنى ذلك أن تنش��أ‬ ‫إمبراطوريات‪ ،‬ولكنه لم ينش��أ نظام عالمي يس��تحق‬ ‫ه��ذا الوص��ف إال بعد هزيم��ة " نابلي��ون " وبعد قيام‬ ‫الحلف المقدس‪.‬‬ ‫ف��ي ه��ذا الحل��ف كان��ت بريطاني��ا ه��ي الق��وة‬ ‫الرئيس��ية التي أمس��كت بزمام القرن التاس��ع عشر‪،‬‬ ‫وكانت بقية أطراف الحلف المقدس تتراجع‪ :‬فروس��يا‬ ‫تنس��حب إل��ى داخله��ا‪ ،‬واالمبراطوري��ة النمس��اوية‬ ‫الهنغارية تتفكك‪ ،‬ومملكة بروسيا تبحث عن وحدتها‬ ‫وتحل��م بالراي��خ األول‪ ،‬وبريطاني��ا تنفرد بالس��احة‪،‬‬ ‫وتفود الثورة الصناعية األولى‪ ،‬وتتحكم في ش��روط‬ ‫التج��ارة‪ ،‬بما فيه��ا أن يصبح الجنيه االس��ترليني هو‬ ‫أس��اس كل المعامالت‪ ،‬وتس��يطر على مناف��ذ البحار‬ ‫ومسالكها ومضايقها بواس��طة األسطول البريطاني‬ ‫الذي أصبح رمزاً لمرونة تواجد القوة في أي مكان في‬ ‫العالم‪ ،‬وكان االنتش��ار االمبراط��وري يغطي خريطة‬ ‫الدني��ا كله��ا بمس��احة م��ن الل��ون األحمر ف��وق كل‬ ‫القارات‪ ،‬واس��تتبع ذلك بناء فوقي حضاري وسياس��ي‬ ‫مثله نموذج الديمقراطية البريطانية‪ ،‬كما عاشت في‬ ‫مجلس العموم‪ ،‬وكما تبدت في الصحافة‪ ،‬وكما تجلت‬ ‫في مؤسسات العدل البريطانية‪.‬‬ ‫وازدهر معه زمان بكامله في العمارة والمس��رح‬ ‫والش��عر والقص��ة‪ ،‬ولحق بذلك كله نم��ط من الحياة‬ ‫يتطل��ع اآلخرون في العالم إليه ويس��عون إلى تقليده‬ ‫أو اس��تلهامه في كل مجال من المج��االت‪ ،‬كانت تلك‬ ‫كله��ا معالم نظام عالم��ي أطلق علي��ه وقتها "عصر‬ ‫السالم البريطاني "‪.‬‬ ‫وبالطب��ع ف��إن النظ��ام البريطان��ي ل��م يحق��ق‬ ‫سيادته دون أن يجد من يتحداه‪ ،‬في وقتٍ من األوقات‬ ‫كانت فرنس��ا هي المتحدي األكبر‪ ،‬بعدها أتت ألمانيا‬ ‫بس��مارك‪ ،‬وبس��بب هذه التحدي��ات للنظ��ام العالمي‬ ‫البريطاني‪ ،‬وقعت الحرب العالمية األولى‪ ،‬ثم لحقتها‬ ‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وألن قوة الحرب لها تكاليفها‪،‬‬ ‫وله��ا حس��اباتها االقتصادي��ة‪ ،‬ف��إن النظ��ام العالمي‬ ‫البريطان��ي خرج م��ن الحرب العالمي��ة الثانية منهكاً‪،‬‬ ‫وغير قادر على االس��تمرار‪ ،‬وكان��ت الواليات المتحدة‬ ‫" قلع��ة الث��ورة الصناعي��ة الثانية " ه��ي الدولة التي‬ ‫آلت إليها مقالي��د قيادة النظام العالم��ي الجديد الذي‬ ‫استحق بدوره وصف " العصر األمريكي "‪.‬‬

‫وبصف��ة عام��ة يمك��ن أن يق��ال أن النظ��ام‬ ‫األمريك��ي ه��و الق��وة الغالبة الت��ي أفرزته��ا الثورة‬ ‫الصناعي��ة الثاني��ة في إط��ار عصر الرأس��مالية‪ .‬وقد‬ ‫كان التحدي األكب��ر الذي واجهته القوة األميركية في‬ ‫بدية انفرادها بش��ؤون العالم هو االتحاد السوفييتي‬ ‫ال��ذي لحق به��ا في مجال الق��وة النووي��ة‪ ،‬كما الحت‬ ‫ب��وادر لالتحاد األيديولوجي م��ع الصين‪ ،‬في مواجهة‬ ‫النظ��ام العالم��ي الجديد‪ ،‬لك��ن األمريكيون كس��بوا‬ ‫الرهان وتحقق الوعد الذي قطعه "جون كينيدي" في‬ ‫اليوم األول من رئاس��ته عام ‪ ،1962‬ذلك أن كينيدي‪،‬‬ ‫ف��ي خطابه األول الذي ألق��اه تحت الثلج والمطر على‬ ‫ش��رفة الكونغرس‪ ،‬وعد بأن يجع��ل الواليات المتحدة‬ ‫نجماً هاديًا لشعوب العالم ال منافس له أو بديل‪ ،‬ومع‬ ‫انهيار االمبراطورية الس��وفيتية‪ ،‬الح أن وعد كينيدي‬ ‫أن أوان��ه‪ ،‬ولم تك��ن التجربة الش��يوعية وحدها التي‬ ‫تصدع��ت‪ ،‬بل أن االمبراطورية الس��وفيتية بأس��رها‬ ‫راح��ت تته��اوى مثل بن��اء تآكل أساس��ه وتضعضعت‬ ‫قوائمه‪ ،‬فلما جاءت اللحظة الحرجة تس��ارع تس��اقط‬ ‫الطوابق في طرف��ة عين‪ ،‬وإذا البقية أنقاض وأكوام‬ ‫حجر‪.‬‬ ‫أن النظ��م تنش��أ وتظه��ر وتنمو نتيج��ة عوامل‬ ‫طبيعي��ة ف��ي مج��االت الصناع��ة والزراع��ة والتجارة‬ ‫والمال والقوة العس��كرية والمؤسس��ات الدس��تورية‬ ‫والسياسية‪ ،‬والبنى الفكرية وأنماط الحياة وأساليبها‪،‬‬ ‫وما لحديث اليوم عن نشوء نظام عالمي جديد متعدد‬ ‫األقطاب إال ش��ك ً‬ ‫ال من أش��كال التمن��ي‪ ،‬فالروس وإن‬ ‫ب��دأت دولته��م بالتعافي من انهي��ار االمبراطورية إال‬ ‫أنه لم تش��كل ن��داً للواليات المتح��دة األميركية التي‬ ‫تتقدمها كثيراً في عصر الثورة التكنولوجية‪.‬‬ ‫عن "محمد حس��نين هيكل" وم��ن كتابه "الزمن‬ ‫األميركي " أنقل‪" :‬تعيش البشرية اليوم بدايات قرن‬ ‫هو الح��ادي والعش��رين‪ ،‬بعد ميالد الس��يد المس��يح‬ ‫وال��كل يس��أل نفس��ه‪ ،‬ه��ل يك��ون الق��رن الح��ادي‬ ‫والعش��رين أمريكي��ًا أيض��ًا‪ ،‬ومجمل الش��واهد على‬ ‫الساحة الدولية اآلن تقول بذلك‪ ،‬لكن عاصفة التقدم‬ ‫اإلنساني وقوة اندفاعها الهائلة ال تسمح ألحد بالتنبؤ‬ ‫عن جو المس��تقبل وال تس��مح بمدى للرؤي��ة يتجاوز‬ ‫بالسنين عدد أصابع اليد الواحدة‪ ،‬وعلى ذلك فاألغلب‬ ‫وليس ذلك مجازفة في الظن تتجاوز وس��ائل الرصد‪،‬‬ ‫فإن الثلث األول من القرن الحادي والعشرين أمريكي‬ ‫أيضاً ومعنى ذل��ك أن االمبراطورية األميركية ش��به‬ ‫يقين في المس��تقبل حتى خ��ط األفق المرئي وبعده‬ ‫أيضًا "‪.‬‬ ‫وبعي��داً عن الحديث عن نظام عالمي جديد يدير‬ ‫ٍ‬ ‫إح��دى ضفتيه ال��روس‪ ،‬فلنا العودة إل��ى الوقت الذي‬ ‫كان فيه االتحاد السوفيتي قو ًة عظمى حقيقية‪ ،‬عام‬ ‫‪ 1967‬زمن النكس��ة التي كان��ت أخطر معارك الحرب‬ ‫في الش��رق األوس��ط‪ ،‬وعلي��ه كما أنها كانت أش��دها‬ ‫ض��راوة وأبعدها تأثيراً وأحفله��ا بالمفاجآت‪ ،‬المعركة‬ ‫التي لم تس��تغرق الضرب��ة الجوية فيه��ا على مصر‬ ‫ثالث س��اعات ونصف‪ ،‬من الثامنة إلى الحادية عش��رة‬ ‫والنصف من صباح يوم االثنين ‪ 5‬حزيران عام ‪،1967‬‬ ‫تالها بأيام احتالل إسرائيل لهضبة الجوالن‪ ،‬والضفة‬ ‫الغربي��ة‪ ،‬والقدس‪ ،‬وما كان من موس��كو يومها إال أن‬ ‫ش��جبت وأدانت العدوان‪ ،‬ودعت األطراف لقبول وقفٍ‬


‫إحدى ورشات إعادة تأهيل األطفال في مدينة حلب‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫خطاب �أوباما‪:‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫من��ذ مجزرة الغوطتين انش��غل العالم بكلمتين‪،‬‬ ‫هم��ا‪ :‬الضربة وأوباما‪ .‬أن اتجاه األس��ابيع المقبلة في‬ ‫األزمة السورية معلق بأوضاع رجل واحد اسمه باراك‬ ‫أوباما‪.‬‬ ‫أن التاري��خ يذك��ر دوماً أن كل زعي��م يحتاج إلى‬ ‫حرب��ه العادل��ة‪ ،‬ينتصر فيه��ا ويحفر بها اس��مه على‬ ‫تاري��خ أمته‪ ،‬وفي هذه اللحظة المش��حونة باعتبارات‬ ‫متشابكة ومتناقضة‪ ،‬ومتضاربة تقدم النظام ليضع‬ ‫نفس��ه موضع الخطر المطلوب‪ ،‬والح��رب التي يجري‬ ‫إلباس��ها لب��اس الع��دل ويتحق��ق فيه��ا النص��ر بأقل‬ ‫التكاليف‪.‬‬ ‫إذا اقتن��ع الكونغ��رس باتهام��ات اإلدارة للنظام‬ ‫السوري باستخدام الكيماوي‪ ،‬ومنح أوباما التفويض‪،‬‬ ‫س��يكون الرئي��س أقدر على ش��ن عملية أكث��ر إيذاء‬ ‫لنظام األسد من تلك التي كان سيشنها بال تفويض‪.‬‬ ‫لق��د ألزم الرئيس نفس��ه بمعاقبة النظام الس��وري‪.‬‬ ‫ف��وزه بالتفويض سيس��اعده على تخط��ي " العملية‬ ‫التجميلية " إلرغام النظام على س��لوك طريق جنيف‪.‬‬ ‫التفويض نفس��ه سيشكل رس��الة إلى روسيا وإيران‬ ‫وحلفاء النظام السوري‪ .‬بأن صفحة جديدة تكتب من‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫إلطالق النار كان هزيمة للعرب ترقى للفضيحة‪.‬‬ ‫حين تتبوأ دول ٌة من الدول مكانة الدولة العظمى‬ ‫يك��ون لها من الحقوق أكثر مما عليه��ا من الواجبات‪،‬‬ ‫وهذه ح��ال األمم في التاريخ‪ ،‬ولن ننس��ى أن أميركا‬ ‫تس��يطر على اقتصادي��ات العالم والمنطق��ة بالذات‪،‬‬ ‫ولم تكن مالكًا أو مدافعًا عن حقوق االنس��ان ببراءة‪،‬‬ ‫ولن يكون الموقف األخالقي األميركي تجاه استعمال‬ ‫النظ��ام أس��لحة كيماوية محرم��ة دوليًا ضد ش��عبه‪،‬‬ ‫وم��ا نتج من ذلك من موت المئ��ات من المدنيين‪ .‬هو‬ ‫السبب الوحيد للتدخل العسكري في سوريا‪ ،‬فالتدخل‬ ‫تلف��ه مجموع��ة م��ن المصال��ح يأت��ي ف��ي مقدمتها‬ ‫أمن إس��رائيل‪ ،‬وبالع��ودة للحقوق والواجب��ات تتفرد‬ ‫الدبلوماس��ية الروس��ية بمراهقة فجة فهي تريد كل‬ ‫حقوقها دون أن تقوم بما عليها‪ ،‬أقله احترام تعهدها‬ ‫بضمان السالح الكيماوي السوري وعدم استخدامه‪.‬‬

‫تاريخ سوريا ليس األسد بين حروفها‪.‬‬ ‫هن��اك إمكاني��ة حقيقية ب��أن يع��دل أوباما عن‬ ‫العمل العسكري إذا عارضه الكونغرس‪ .‬لكن إصراره‬ ‫على أنه هو شخصياً‪ ،‬بصفته رئيس الواليات المتحدة‬ ‫األميركية وقائد قواتها‪ ،‬يملك حق اتخاذ القرار يوحي‬ ‫بأن��ه عازم عل��ى إال يبدو ضعيفًا مرة أخرى‪ ،‬ال س��يما‬ ‫بعدم��ا أعلن تك��راراً أن لدي��ه األدلة ب��أن النظام في‬ ‫دمشق استخدم السالح الكيماوي لقتل آالف المدنيين‬ ‫ومئات األطف��ال‪ .‬فهو ال يريد أن يبدو مرتبكاً‪ ،‬ضعيفًا‬ ‫كما تص��وّره أبواق النظام‪ .‬ال يريد أن يكون الرئيس‬ ‫المتراج��ع دوم��اً ال��ذي ال يتص��دى للذي��ن ينتهك��ون‬ ‫القواعد الدولية والقيم اإلنس��انية‪ .‬وال يريد أن تكون‬ ‫سيرته التاريخية أنه الرجل الذي خضع للتهديد اآلتي‬ ‫من محور الشر‪.‬‬ ‫ق��ل أوبام��ا " أن��ا جاه��ز إلص��دار األم��ر ف��ي أي‬ ‫وقت‪ ،‬ولكنن��ي أتخذ في اعتباري أنن��ي رئيس ألقدم‬ ‫ديمقراطي��ة ف��ي العالم‪ ،‬ولذلك فإنن��ي أطلب الضوء‬ ‫األخضر من الكونغرس‪ ،‬الستخدام القوة في سوريا‪.‬‬ ‫ أدرك أنن��ي يمكنني أن أتخذ قرار الهجوم دون‬‫الرج��وع للكونغ��رس‪ ،‬باعتباري قائ��داً أعلى للجيش‪،‬‬ ‫ولكنني اتخذت قراراً ثانيًا بالرجوع إلى الكونغرس‪.‬‬ ‫ إنن��ي على قناعة تامة بأنن��ا يمكن أن نتحرك‬‫دون انتظار قرار من مجلس األمن‪.‬‬ ‫ أعرف أننا نخشى الحروب‪ ،‬فقد أنهينا حربًا في‬‫العراق‪ ،‬وننهي أخرى في أفغانستان‪ ،‬ولكننا ال يمكننا‬ ‫تجاهل ما يجري في دمشق‪.‬‬ ‫ ل��م يتم انتخابي لتجن��ب اتخاذ قرارات صعبة‪،‬‬‫وال يمك��ن أن نرب��ي أطفالن��ا عل��ى أنن��ا ال نحترم ما‬ ‫تعهدنا به‪.‬‬ ‫ سنواصل دعمنا للش��عب السوري‪ ،‬وملتزمون‬‫بدعم المعارضة‪ ،‬وسوف ندعم ح ً‬ ‫ال سياسيًا‪ ،‬من أجل‬ ‫التوصل إلى حكومة في سوريا تحترم شعبها‪.‬‬ ‫ أطل��ب من كل أعض��اء الكونغرس أن تصوتوا‬‫من أج��ل تحرك عملي ض��د هذه الجريم��ة المروعة‪،‬‬ ‫وتوجيه رسالة إلى العالم‪.‬‬ ‫هذا وستنطلق اليوم المناقش��ات البرلمانية في‬

‫مجلس الش��يوخ االميركي بشأن مش��روع قرار يجيز‬ ‫اس��تخدام الق��وة في س��وريا‪ ،‬وقال ه��اري ريد زعيم‬ ‫الديموقراطيي��ن ف��ي مجل��س الش��يوخ أن المجلس‬ ‫"س��يدخل مباش��رة في ه��ذا النقاش الجوه��ري‪ ،‬مع‬ ‫جلس��ات اس��تماع عام��ة واجتماع��ات ألع�لام أعضاء‬ ‫مجلس الش��يوخ بالتطورات "‪ ،‬وسيتم تنظيم جلسات‬ ‫االس��تماع م��ن جان��ب لجن��ة الش��ؤون الخارجي��ة في‬ ‫مجلس الش��يوخ‪ ،‬كما يش��ارك فيها مسؤولون رفيعو‬ ‫المستوى في اإلدارة االميركية‪.‬‬ ‫وأضاف ريد أن "مجلس الش��يوخ س��يصوت على‬ ‫القرار خالل أس��بوع من التاس��ع من أيل��ول‪ ،‬كأقصى‬ ‫حد‪ ،‬كم��ا طلب��ت إدارة أوباما"‪ .‬ومش��روع القرار الذي‬ ‫أرس��ل إل��ى الكونغ��رس بعي��د س��اعات عل��ى إعالن‬ ‫الرئي��س باراك أوباما عن ق��راره بالرجوع إلى ممثلي‬ ‫الش��عب في ه��ذه الخطوة العس��كرية‪ ،‬يؤكد على أن‬ ‫دعم الكونغرس من ش��أنه أن "يرسل رسالة واضحة‬ ‫عن موقف أميركا الحازم" حيال هذه المسألة‪ .‬وينص‬ ‫مش��روع القرار على أنه "يس��مح للرئيس باستخدام‬ ‫القوات المسلحة األميركية بما يراه ضرورياً ومناسبًا‬ ‫في ما يتصل باس��تخدام أس��لحة كيميائية أو أسلحة‬ ‫دمار شامل أخرى في النزاع السوري"‪.‬‬ ‫ويح��دد الن��ص هدفي��ن الس��تخدام الق��وة‬ ‫العس��كرية؛ أولهم��ا يق��ول أن "الهدف من اس��تخدام‬ ‫الق��وة العس��كرية في إط��ار هذا التفوي��ض يجب أن‬ ‫يك��ون من��ع‪ ،‬أو ردع عملي��ة اس��تخدام‪ ،‬أو انتش��ار أي‬ ‫س�لاح منأاسلحة الدمار الش��امل بما في ذلك السالح‬ ‫الكيميائي‪( ،‬بما في ذلك نقله إلى مجموعات إرهابية‬ ‫أو أط��راف أخرى حكومية أو غير حكومية) س��واء في‬ ‫داخل س��وريا‪ ،‬أو منها أو إليها"‪ .‬أما الهدف الثاني فهو‪:‬‬ ‫"حماية الواليات المتحدة وحلفائها وش��ركائها من أي‬ ‫تهديد تشكله هذه األسئلة"‪.‬‬ ‫ف��ي الخت��ام يع��اب على الث��ورة الس��ورية غياب‬ ‫القي��ادات‪ ،‬لك��ن الس��وريين اس��تفادوا م��ن جماعية‬ ‫الق��رار ف��ي الث��ورة لكي ال يك��ون أمام النظ��ام رمزٌ‬ ‫يبطئ حركتها إذا ما استهدف‪ ،‬ويعاب على الثورة أنها‬ ‫بإجماع أمم��ي على دعمها لكن الس��وريين‬ ‫ل��م تحظ‬ ‫ٍ‬ ‫اس��تفادوا أيض��ًا ب��أن ثورته��م مس��تمرة س��واء أتت‬ ‫الضربة العسكرية أو لم تأتِ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫من بثينة �شعبان ‪� 2011‬إىل بوتني ‪2013‬‬ ‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫�أكاذيب الفا�شية الغارقة يف الت�أزم‬

‫إلياس س إلياس‬ ‫ثم��ة ما يثي��ر االنتباه في مواق��ف أقطاب النظام‬ ‫الفاش��ي‪ ،‬أحيانً��ا حين يقدم ندي��م قطيش برنامجه‬ ‫"دي أن إي��ه" تتوقف أمام تجمي��ع الروايات وتفكيكها‪،‬‬ ‫ل��كأن هؤالء الذي��ن حُملوا مهمة الدف��اع عن قذارات‬ ‫القت��ل‪ ،‬وتدمير حياة الس��وريين بطريق��ة تثبت بأن‬ ‫م��ا قرأناه ف��ي م��ارس ‪ ،2011‬عن تس��ريب الوثائق‬ ‫المخابراتية التي تتخذ خطة واضحة بعد ثورة تونس‬ ‫ه��ي التي جرى تطبيقه��ا‪ .‬وما إن أفلس��ت ولم تنجح‬ ‫اجترار لذات النقاط بعد أكثر‬ ‫البنود نعود لن��رى إعادة‬ ‫ٍ‬ ‫من عامين ونصف على انطالق الثورة السورية‪.‬‬ ‫بعد مذبحة الكيماوي في ‪ 21‬أغسطس الماضي‪،‬‬ ‫تهافت��ت الرواي��ات وأظه��رت لن��ا مدى االنح��دار الذي‬ ‫أصاب االجترار الذي اعتاش��ت علي��ه الماكينة والعقل‬ ‫الدعائي لعصابة الحكم في دمشق‪.‬‬

‫من الذي ارتكب املذبحة؟!‬

‫م��ن الغريب والعجيب أن أولى الروايات األس��دية‬ ‫المتنقل��ة بين لبنان ودمش��ق‪ ،‬هي تل��ك التي أنكرت‬ ‫وقوع مثل هذه المذبحة الكيماوية‪ ،‬ال كيميائي‪ ،‬رغم‬ ‫أن هؤالء يقعون في مطبات البقالوة واالبتهاج بالذبح‬ ‫بإطالق النار في الهواء‪ ،‬واعتبار مذابح درايا والجديدة‬ ‫" انتصارات" في اللحظات األولى‪ ،‬فهم حين تتكش��ف‬ ‫فظاعة المذبحة يهربون نحو روايات إنكار كل ش��يء‬ ‫مع عدم توقف شريطهم " العاجل" من مكان المذبحة‬ ‫عن " األوكار"‪..‬‬ ‫لم تكفي فضيحة انكش��اف قب��ح الرواية لتجعل‬ ‫هؤالء ولو مرة واحدة يصدقون مع أنفس��هم باس��م "‬ ‫تش��كيل لجان تحقي��ق" منذ ما أطلق��وا عليه " أحداث‬ ‫درع��ا"‪ ،‬وقتل حم��زة الخطي��ب‪ ،‬وقصته الت��ي رواها‬ ‫ما يس��مى" األس��تاذ الجامعي!" بس��ام أب��و عبد اهلل‪،‬‬ ‫وقصة بيش��مركة العراق‪ ،‬وفدائيي صدام‪ ،‬والدكتور‬ ‫ّ‬ ‫المؤكد بأن جغرافيا قرية البيضة في ريف‬ ‫العراق��يّ‪.‬‬ ‫بانياس الس��ورية هي لم تكن س��وى في بغداد! قبل‬ ‫أن يخرج الش��اب السوري أحمد بياسي ليقول لهم‪ :‬أنا‬ ‫المواطن العربي السوري!‬ ‫هل تذكرون كم الس��قوط الذي أوقعوا أنفسهم‬ ‫فيه منذ الرواية األولى‪..‬؟!‬ ‫كيف يكذب هؤالء؟! قد يبدو غريبًا هذا الس��ؤال‪،‬‬ ‫وف��ي ذات الوق��ت االجاب��ة علي��ه أبس��ط مم��ا يعتقد‬ ‫البعض‪ :‬عودوا إلى خطاب بش��ار لما يسمى " مجلس‬ ‫الش��عب الس��وري" في ‪ 31‬م��ارس ‪ ،2011‬وذلك بعد‬ ‫أقل من أس��بوعين على قتل الن��اس في درعا‪ ،‬وعلى‬ ‫ما قاله يوسف أبو رومية عن عاطف نجيب ‪ -‬ابن خالة‬ ‫بش��ار ‪ ،-‬وفيصل كلثوم مندوبيه في حوران‪ .‬إذا كان‬ ‫الك��ذب من الرأس وأم��ام من يفترض به��م يمثلون‬ ‫الش��عب الس��وري قد مر مروراً من تح��ت إبط النفاق‬ ‫والتمل��ق الذي لن تج��د له مثي ً‬ ‫ال‪ :‬أن��ت قليل عليك أن‬ ‫تحك��م العالم العربي يا س��يادة الرئيس أنت يجب أن‬ ‫تحكم العالم (أو شيء من هذا القبيل على ما أذكر)‪..‬‬ ‫فماذا تتوقع من األذناب؟!‬ ‫قال بش��ار في ذلك اليوم قصصًا عجيبة لم تثر‬ ‫االنتب��اه؛ عن المؤامرة والتآمر‪ ،‬عن الرس��ائل النصية‬ ‫على الهوات��ف المحمولة ألبناء القرى الس��ورية‪ .‬لقد‬ ‫ً‬ ‫س��ابقا ذات األم��ر الذي س��يتم التوق��ف عنده‬ ‫ذك��رت‬ ‫في محاس��بة التاريخ القادم‪ ،‬فتل��ك االختالقات كانت‬ ‫البداية لمسلس��ل تبرير اإلجرام‪ ،‬لم يقدم لنا أصحاب‬ ‫المعلوماتي��ة كيف ت��م اختراق ش��بكة رامي مخلوف‬

‫الهاتفي��ة؟! وكيف عرف هؤالء المرس��لون للرس��ائل‬ ‫أن علي��ًا في قرية ما هو غير عل��ي‪ ،‬وبأن محمداً غير‬ ‫محمد‪ ،‬فهل في س��وريا يت��م أخذ معلوم��ات االنتماء‬ ‫"المذهبي والطائفي" للمش��ترك ف��ي خدمة الهواتف‬ ‫حت��ى تك��ون ق��درة " الموس��اد" المفت��رض أنه جرى‬ ‫مناقش��ة كيف اخترق الش��بكة األس��دية يومها‪ .‬وبعد‬ ‫أقل من ‪ ١٢‬يومًا على س��قوط أول ش��هداء ثورة آذار‬ ‫يكتشف بشار بنفس��ه كل تلك األمور ويحتقر العقل‬ ‫الس��وري الذي المفترض به أن يكذب عيونه ويصدق‬ ‫فقط ما يقوله بش��ار لهم! في عملية استالب ال تعبر‬ ‫س��وى عن عقل فاش��ي منذ البداية‪ ،‬مصدوم ربما أن‬ ‫الناس خرجت بعد تجربة الحريقة قبل ش��هر من ذلك‬ ‫التاريخ لتهتف " الشعب السوري ما بينذل‪."!..‬‬ ‫الك��ذب المتأص��ل لي��س جديدًا ف��ي جمهورية "‬ ‫الرعب" وقد اكش��تف ه��ذا الكذب مبدعون س��وريون‬ ‫قب��ل أن يصب��ح بش��ار ف��ي س��ن الرابع��ة والثالثون‬ ‫ال��ـ " فري��ق أول"! والوري��ث لم��ا ه��و تح��ت وف��وق‬ ‫األرض الس��ورية‪ ،‬لقد ورث بش��ار حت��ى ذات األدوات‬ ‫والش��خصيات الممارسة للكذب والنفاق والتملق‪ .‬وإن‬ ‫بدا المش��هد مختلفًا قلي ً‬ ‫ال فيما سُ��مي "ربيع دمشق"‬ ‫كحالة تنفيس مؤقت‪ ،‬سرعان ما ارتدت العصابة إلى‬ ‫حقيقتها‪..‬‬

‫من بثينة �شعبان �إىل بوتني‪ ..‬روايات‬ ‫الإمعان يف ازدراء العقل‪..‬‬

‫الرئي��س الروس��ي بوتي��ن‪ ،‬ووزي��ر خارجيت��ه‬ ‫ومحلليه��م أمث��ال مات��ازوف‪ ،‬ل��م يترك��وا فرصة إال‬ ‫واس��تغلوها في حماي��ة نظام العصابة في دمش��ق‪.‬‬ ‫حماي��ة اس��تعدت كل أس��اليب الك��ذب وأدوات��ه ف��ي‬ ‫المراوغة‪ ،‬والتالعب‪ ،‬وممارسات تناقض كل األقوال‪،‬‬ ‫ال حاج��ة لنا إلعادة كل مسلس��ل األكاذيب الروس��ية‪،‬‬ ‫لكننا وأم��ام مذبحة الغوطة في اس��تخدام الكيماوي‬ ‫نكتش��ف ورطة روس��ية حقيقية مثلته��ا أيضًا ورطة‬ ‫مواق��ف محلية س��ورية عند ما يس��مونه " المعارضة‬ ‫الشريفة" التي هي انعكاس للموقف الروسي‬ ‫‪ .1‬ال��روس يص��رون تب��رأة القات��ل الحقيق��ي‪،‬‬ ‫يجزم��ون مر ًة تلوَ م��رةٍ بأن " المعارضة المس��لحة"‬ ‫هي من أكل��ة " لحوم البش��ر"‪ ،‬وبالتالي هي من قام‬ ‫باس��تخدام الكيماوي‪ ،‬هكذا ببس��اطة يج��زم الروس‬ ‫وهم يطالبون الس��وريين والس��وريات والعالم أجمع‬ ‫بأن ال يتعجل قبل صدور نتائج تحقيق لجنة التحقيق‬ ‫التابع��ة لألم��م المتح��دة‪ ..‬ه��ذا التص��رف المفضوح‬ ‫عبرت عنه حالة االرتباك الروس��ي في انكش��اف خيار‬ ‫غروزني الفاشل في سوريا‪..‬‬ ‫‪ .2‬بعض ق��وى المعارضة " الش��ريفة" وبصوت‬ ‫نشاز غنى على أنغام روسيا‪ ،‬وبعد أن كانت قد عبرت‬ ‫ع��ن قلقها م��ن حدوث مذاب��ح في الس��احل‪ ،‬فإذ بها‬ ‫تصمت أو ًال أمام هول فظيع��ة الكيماوي في الغوطة‬ ‫وتستنج سريعًا بأن العمل مدان " من أية جهة أتى!"‪..‬‬ ‫فيا لغرابة المشهد‪..‬‬ ‫‪ .3‬ال��روس الذي��ن تُس��تخدم أس��لحتهم بجميع‬ ‫أنواعها في قتل الس��وريين‪ ،‬لم يجدوا أنفسهم يومًا‬ ‫أمام ما يس��تدعيهم للتوقف ولو مرة واحدة وبش��كل‬ ‫جدي عن المشاركة في الجرائم ورفع الغطاء‪ ..‬وحين‬ ‫تصاع��دت اللهج��ة األميركي��ة بعد ورط��ة " الخطوط‬ ‫الحمراء" وبدأ الدور الوظيفي للنظام الذي بناه حافظ‬

‫األسد‪ ،‬نكتشف على لسان أحد جهابذة الممانعة وهو‬ ‫يخبرنا‪ :‬روس��يا في فلس��طين المحتلة مع إس��رائيل‬ ‫نتيج��ة وج��ود ثل��ث الس��كان م��ن روس��يا ولوبي��ات‬ ‫الضغ��ط‪ ..‬أم��ا ف��ي س��وريا فهي م��ع الممانع��ة‪ ،‬أمر‬ ‫مضحك ً‬ ‫حقا هذا االنكش��اف واالنفض��اح الذي انحدر‬ ‫إلي��ه العق��ل " الممان��ع"‪ ..‬أل��م يكن مات��ازوف يخبرنا‬ ‫عن دور اللوب��ي الصهيوني في روس��يا؟! إذاً‪ ،‬اللوبي‬ ‫الصهيوني في روس��يا‪ ،‬وباعتبار " المؤامرة الكونية"‬ ‫تقوده��ا الصهيوني��ة كان يجب أن يطيح ببش��ار منذ‬ ‫زم��ن بعيد؛ لكنن��ا أم��ام "عبقرية" ملفت��ة‪ ،‬ميليباند‬ ‫االنكلي��زي المصوت ض��د " الضربة في س��وريا" ألم‬ ‫يخبروننا بأنه " صهيوني"؟! ما الذي جرى إذا؟!‬

‫بثينة �شعبان‪ ..‬املدر�سة الأ�سدية يف‬ ‫التالعب والأكاذيب‪!..‬‬

‫دع عن��ك أن ال��روس‪ ،‬الذي��ن زار رئي��س مافي��ا‬ ‫عصاباته��م " القدس روح الش��عب اليه��ودي" ووقف‬ ‫يتباكى على التاريخ اليهودي؛ بينما في بيروت والشام‬ ‫كان " أب��و علي تين"!‪ ،‬وقفوا أمام مدرس��ة من الكذب‬ ‫وس��تالينية بالتحدي��د ف��ي س��وريا‪ ،‬فتالمي��ذ الروس‬ ‫لم ينس��وا دروس��هم في الشام‪ .‬جلس��ت أتفرج على‬ ‫عمار بك��داش يخبرنا عن اإلمبريالي��ة وعن أطماعها‬ ‫وب��أن " الكون" تتحكم به الصهيونية التروتس��كية(!)‬ ‫فتعجبت‪ ،‬إذ كيف ينظر عن الديمقراطية شخص ورث‬ ‫ح��زب عن أبيه وأمه باعتب��ار عائلة بكداش المصغرة‬ ‫وحدها تفهم في اإلمبريالية‪ ،‬كما لم يوجد في سوريا‬ ‫سوى بشار الذي ستموت العروبة واإلسالم والكون إن‬ ‫هو رحل عن ظهر الش��عب الس��وري!! ي��ا للهول‪ :‬من‬ ‫أحمد جبريل إلى ش��عبية ماه��ر الطاهر‪ ،‬وبقية قوى‬ ‫" الممانع��ة"‪ ،‬ظلت ته��دد بأنها س��تدمر وتنهي وجود‬ ‫الدول��ة الصهيوني��ة إن تع��رض النظ��ام إل��ى ضربة‬ ‫عس��كرية‪ .‬فلم��اذا ال يقف��ون م��ع الضرب��ة إذا كانت‬ ‫س��تنهي الكي��ان الصهيوني وبنف��س الوقت تخلص‬ ‫الشعب السوري من فاشية متسلطة؟!‬ ‫ما أقول��ه هنا ليس ترويجًا للضربة‪ ،‬بل س��ؤال‬ ‫منطقي كلما أرعد هؤالء تهديدًا وعلى رأسهم حسن‬ ‫نصر اهلل‪ ،‬بالمناس��بة إلى أين وصلت " المقاومة في‬ ‫الجوالن"؟! أل��م يطلقوها؟! هل نس��ي الرفيق قدري‬ ‫جميل؟! وهل س��مع هؤالء بما تمخض عنه الموقف "‬ ‫القومي اإليراني"؟!‬ ‫عل��ى خلفية ه��ذه اللوح��ة العبثي��ة وعنجهيتها‬ ‫الفارغ��ة الت��ي تمثل العق��ل البائ��س‪ ،‬والمنحدر من‬ ‫علي��اء الك��ذب باس��م الصح��ف العالمي��ة‪ ،‬وأخبار من‬ ‫مثيل " الياخونت بيس��لم على ش��واربهم ويسمحولنا‬ ‫فيهم بخمس دقائق!" إلى " مع أول صاروخ س��ينطلق‬ ‫مئة ألف ص��اروخ على الكيان وتركي��ا!"‪ . ..‬أقول على‬ ‫خلفيتها خرج��ت علينا بثينة ش��عبان‪ ،‬لتختزل بجملة‬ ‫واحدة كل األكاذيب المرهقة للعقل " المؤيد"‪ ،‬والذي‬ ‫ل��م يتعلم بع��د ما معنى ودالالت هتاف��ات " ويا بثينة‬ ‫وش��عبان الشعب السوري مش جوعان"‪ ،‬ولم يرد هذا‬ ‫العقل أن يفهم من استدعى الغزاة كلهم ‪ ،‬ومن الذي‬ ‫ش��رع س��ماء وأرض س��وريا أمام م��ن أراد عبر فرك‬ ‫مصب��اح عالء الدين بمزيد م��ن األكاذيب المعبرة عن‬ ‫خط��ر حقيقي بوج��ود هكذا عصابة تتحكم بس��وريا‬ ‫والسوريين‪..‬‬ ‫ف��ي الديمقراطي��ات تكف��ي ع��ادة كذب��ة واحدة‬ ‫لتطي��ح بوزارة ورئي��س وبرلماني‪ ،‬في س��وريا التي‬


‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫إح��دى مظاه��رات مدين��ة حل��ب | بس��تان القص��ر‬

‫أسبوعية‬

‫نحو‬ ‫أنا ش��خصيًا وبكل بساطة أقرأ المشهد على ٍ‬ ‫غير معقدٍ بعد صمت المجتمع الدولي‪ ،‬الذي ال يخفى‬ ‫عليه حمالت اإلبادة الجارية في س��وريا منذ ‪ ٣٠‬شهراً‬ ‫ب��كل التفاصيل‪ ،‬هو مجتمع يتصرف كغوار الطوش��ة‬ ‫في مسلسل " الدوغري" السوري‪ .‬ملفات لكل صغيرة‬ ‫وكبي��رة‪ ،‬وما هو أهم ملف حين يعجز نظام عصابات‬ ‫ع��ن ش��يء‪ ،‬ألنه لو ق��ام بأي ش��يء مما تح��دث عنه‬ ‫فس��ينهار تمامً��ا أمام إصرار الش��عب الس��وري على‬ ‫الحرية‪ ،‬واالنعتاق رغم كل الدمار‪ .‬أنه ملف الكيماوي!‬ ‫النظام الوظيفي انتهى دوره فال هو استطاع القضاء‬ ‫على ثورة السوريين‪ ،‬وال هو قادر على إقناع تل ابيب‬ ‫ب��أن البقاء له‪ .‬إنها الورطة الحقيقية التي س��يذكرها‬ ‫تاريخن��ا القريب‪ ،‬كل ما يجري تش��بيهه بين س��وريا‬ ‫والتوتس��ي والهوتو في رواندا‪ ،‬أو الصرب والبوس��نة‬ ‫وكوس��وفو لي��س صحيحً��ا‪ ..‬هن��ا نح��ن أم��ام نظام‬ ‫يبيد ش��عبًا يحكم��ه بالق��وة‪ ،‬ويريد اس��تمرار حكمه‬ ‫بالق��وة‪ .‬ليس��ت هناك صراعات طائفي��ة إال بما خلقه‬ ‫ذات النظ��ام‪ ،‬بذات أدوات الك��ذب‪ ،‬والتلفيق‪ ،‬والتفكير‬ ‫الرغب��وي‪ ،‬الذي حقق��ه بوجود النصرة وما يس��مونه‬ ‫داع��ش‪ ،‬الوج��ه اآلخ��ر لبش��ار وعصاباته‪ ،‬ف��ي رأيي‬ ‫الش��خصي‪ ،‬لس��نا أمام كيانات وال قبائ��ل تتنازع في‬ ‫س��وريا؛ بل لس��نا أم��ام حالة ح��رب أهلية كم��ا يريد‬ ‫األخض��ر اإلبراهيمي‪ ،‬وزير خارجية عس��كر االنقالب‬ ‫ومافيا الرز والسكر‪ ،‬والنفط في الجزائر ً‬ ‫سابقا‪ ،‬نحن‬ ‫ببس��اطة أمام شعب س��طر بدمه تضحيات لم يشهد‬ ‫له��ا التاريخ الحديث مثي� ً‬ ‫لا‪ ..‬أروع الصم��ود واإلصرار‬ ‫التي حيرت حتى من ظن بأن خيار غروزني س��يجعل‬ ‫من الس��وريين يطأطئ��ون الرؤوس لعصابات س��رايا‬ ‫الدفاع وس��رايا الصراع‪ ،‬ومافيا الحكم العائلي الموزع‬ ‫للثروات‪ ،‬والبشر فيما بينه‪ ،‬من أوالد الخال إلى الخالة‬ ‫فالعم��ة والعمومة‪ .‬هذه لم تم��ر‪ .‬أصبح نظام الحكم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫نهاية احلقبة الأ�سدية‪� ..‬صنعها‬ ‫ال�سوريون وال�سوريات‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫قال��وا لنا أنه��ا س��تعلم العال��م معن��ى الديمقراطية‬ ‫الحقيقي��ة‪ ،‬تخ��رج علين��ا كذبة كبرى تش��ير إلى كل‬ ‫األكاذيب الس��ابقة والالحقة‪ .‬نعم‪ ،‬في الكذبة المشار‬ ‫إليها سقطت المعضمية من التداول‪ ،‬ولم نفهم كيف‬ ‫وص��ل هؤالء الخاطف��ون آلالف البش��ر (غير األطفال‬ ‫سقط نساء ورجال جرحى الكيماوي بالمئات واآلالف)‬ ‫وأخذوه��م من ري��ف الالذقية إلى الغوطة الش��رقية‬ ‫وإل��ى المعضمية؟! م��ا أثارن��ي هنا ه��و المعضمية؛‬ ‫فه��ي محاص��رة‪ ،‬ويم��وت أطف��ال فيه��ا م��ن الجوع‪،‬‬ ‫وقصف الكيماوي وغير الكيماوي يوميًا‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫ذلك اس��تطاع هؤالء في رواية شعبان أن يدخلوا إليها‬ ‫كاس��رين الحصار مع مئات م��ن المختطفين‪ !..‬عجيب‬ ‫العقل الذي ال يبحث عن أكاذيب تحتقره‪ .‬فهذه إشارة‬ ‫خرق��اء لطائفية حقيرة‪ ،‬ظ ّلت تش��ير إليها بثينة منذ‬ ‫الي��وم األول للث��ورة الس��ورية‪ ،‬ومس��اكن صيدا هي‬ ‫ذاتها تتكرر بالكيماوي وبدرس صهيوني مضخم عن‬ ‫تحويل الضحية إلى جالد والجالد إلى ضحية‪..‬‬ ‫تل��ك كذبة تكفي النهي��ار منظومة حكم وليس‬ ‫حاكم‪ ،‬لسبب بسيط جداً كنا نحذر منه أكثر من مرة‪،‬‬ ‫عن تمزيق النس��يج الوطني الس��وري كما فعلوا في‬ ‫قص��ف كنائس ف��ي معلوال وعربي��ن‪ ،‬وقبل ذلك في‬ ‫حمص ودير الزور‪..‬‬ ‫الروس حين يكذبون فهم يستندون في الحقيقة‬ ‫عل��ى مجموعة م��ن التالميذ في س��وريا‪ ،‬تالميذهم‬ ‫الذي��ن يتحدث��ون العربي��ة ول��و خرجت بأح��رف لغات‬ ‫أخرى‪ ،‬وعليه ال مشكلة أن تتكرر قصة ريم حداد عن‬ ‫الالجئين الذين " يزورون أهاليهم!" ‪.‬‬ ‫على لسان بثينة شعبان بعد أسبوعين من قصف‬ ‫الغوطة بالكيماوي وثم االس��تمرار بقصفها بعد ذلك‬ ‫لطم��س كل األدل��ة‪ ..‬لم يس��أل العقل ال��ذي يُكذب‬ ‫عليه وباس��مه في الالذقية وإلى دمشق سؤا ًال واحدًا‪:‬‬ ‫ما الذي أدرى الس��يدة بثينة بأن الغاز المس��تخدم في‬ ‫الغوطة هو غاز السارين؟!!‬ ‫المجرم يق��ول هنا‪ :‬خذوني‪ ..‬ه��ذه هي خالصة‬ ‫رواي��ة بثين��ة ش��عبان‪ ،‬وال يوج��د له��ا تفس��ير آخ��ر‬ ‫ف��ي روايته��ا المريبة‪ .‬فالروس��ي‪ ،‬المعلم األساس��ي‬ ‫لعقيدة غروزني نس��ي تفصي ً‬ ‫ال بس��يطًا‪ ،‬علم الناس‬ ‫بالجغرافي��ا والتقني��ات الناقل��ة للحدث؛ لك��ن المجرم‬ ‫ع��ادة ما يظن نفس��ه أذكى من الجمي��ع‪ ،‬لذا كل تلك‬ ‫األس��ماء والوجوه باآلالف والثكالى والمكلومين كانوا‬ ‫في حال��ة " تمثي��ل" في الغوط��ة‪ ،‬والتفصي��ل اآلخر‬ ‫ال��ذي س��أل عن��ه الكثي��رون نعي��د طرحه‪ :‬ولم��اذا يا‬ ‫س��يدة بثينة احتفلت��م بتوزيع البق�لاوة وإطالق النار‬ ‫ابتهاجً��ا؟! الذي يدعو لالش��مئزاز والقرف ليس فقط‬ ‫الكذبة بح��د ذاتها؛ بل نتائجها الخطيرة على س��وريا‬ ‫وش��عبها‪ ،‬مثل ص��راخ الرفاق واألخ��وة الذين صمتوا‬ ‫‪ ٣٠‬ش��هرًا على قتل شعبهم وشعب ما أطلقوا عليه "‬

‫القضية المركزية" في المخيمات فس��معناهم مؤخراً‬ ‫يهددون واش��نطن وأنقرة والرياض والدوحة‪ .‬القاتل‬ ‫في مخيمات الفلس��طينيين وتحدي��داً مخيم اليرموك‬ ‫المحاصر " دح" ألنه قتل حالل‪ ،‬تدمير المدن السورية‬ ‫مثل��ه‪ ،‬طالما أن��ه بأي��ادي نظ��ام " الممانع��ة"‪ ،‬الذي‬ ‫يهرب إلى المس��اجد والمدارس والعمارات الس��كنية‪،‬‬ ‫وينادي البشر بفتح بيوتهم للبواسل الذين يقتلونهم‬ ‫يوميً��ا! ويطالب��ون الش��عب ف��ي " قلع��ة العلمانية"‬ ‫وعبر وس��ائل إعالمها بالتطهر م��ن الذنوب أمام اهلل‬ ‫صيامًا وقيامًا وابتها ًال لصد العدوان القادم‪ ،‬ولِيُ ْل ِهمَ‬ ‫اهلل أعض��اء الكونغ��رس المتآمري��ن أن يكون��وا مثل‬ ‫أعضاء الكنيست ومجلس العموم البريطاني واليمين‬ ‫المتطرف الفرنسي! يا للعجب‪!..‬‬

‫العائلي الذي ظن بأنه س��يورث حاف��ظ الثاني عرش‬ ‫س��وريا عبئ على حماته؛ بل فضيحة مدوية في ليل‬ ‫طال وبدأ فجره يظهر ف��ي األفق‪ ..‬فليكن إذن لهؤالء‬ ‫كلمة فيه عل وعس��ى هذا الش��عب ينس��ى قلي ً‬ ‫ال من‬ ‫خذله‪..‬‬ ‫اآلن تتض��ح الص��ورة ربم��ا لبعض م��ن أيد هذا‬ ‫النظ��ام الفاش��ي‪ ،‬بإرس��ال موفدت��ه لإلس��رائيليين‬ ‫تترجاهم‪ ..‬ويرس��ل رسائله ش��به اليومية لألميركي‬ ‫وكونغرس��ه وبيت��ه األبي��ض‪ ،‬وعواص��م الغ��رب "‬ ‫الرأس��مالي اإلمبريالي"!‪ ..‬لقد أنجز مهمة لم يستطع‬ ‫ال احت�لال وال اس��تعمار خارج��ي عمل��ه في س��وريا‪،.‬‬ ‫وعليه اقت��رب الزمن الذي يريد البع��ض أن يكون له‬ ‫حص��ة في االنتص��ار الذي ينج��زه هذا الش��عب الذي‬ ‫أقسم باس��مه أهل حوران‪ :‬اهلل ال يخلينا إذا منخليك‪.‬‬ ‫اآلن وربم��ا متأخ��راً جدًا يكتش��ف حس��ن نصر اهلل‪،‬‬ ‫وكل أبواقه وكل الس��ائرين ف��ي دربه‪ ،‬حجم الورطة‬ ‫التي أغرق��ت هؤالء جميعًا في رذيل��ة وهم االنتصار‬ ‫عل��ى ش��عب ثائ��ر‪ .‬ال أح��د يس��تطيع المزاي��دة على‬ ‫ش��عب س��وريا‪ ،‬ال من بغداد وال طهران وال بيروت وال‬ ‫حتى عمان ودمش��ق نفس��ها‪ ..‬ال أحد يمكن أن يسأل‬ ‫الضحية بالموت صمتاً‪..‬‬ ‫تنتهي القصة بفصولها الدامية أمام حالة صمود‬ ‫الشعب السوري بالمقاومة فقط‪ ..‬ال شيء قدم أو أخر‬ ‫في حالة الش��عب الس��وري س��وى صموده ومقاومته‬ ‫بوجه الفاشية ودورها الوظيفي في سوريا‪..‬‬ ‫تحرك األميركيون والغرب أم لم يتحركوا هذا لم‬ ‫يعد يعني الكثير‪ ،‬ما يهم في كل هذا المشهد الدامي‬ ‫في نهايته هو الشعب السوري‪ ،‬بدونه ال تعني سوريا‬ ‫شيئاً البتة‪ ،‬هذا ما سيجري التركيز عليه وطنيًا‪ .‬شعب‬ ‫سوريا وليس قصة آل األسد المنتهية صالحيتهم لدى‬ ‫عرابيه��م‪ ،‬مهما كانت النهاي��ات والنتائج فأهم ما في‬ ‫قصة الشعب السوري هو الشعب السوري‪ ،‬السوريون‬ ‫والسوريات بكل مكوناتهم‪ ،‬هذا هو األهم في خاتمة‬ ‫لا أم آج ً‬ ‫ه��ذه الدموي��ة اآلتي��ة عاج� ً‬ ‫ال‪ ،‬فنح��ن ورغم‬ ‫كل األكاذي��ب لس��نا أمام ش��عب " همجي" وال ش��عب‬ ‫"مجموع��ات م��ن الحثاالت"‪ ،‬ولس��نا أم��ام "متخلفين"‬ ‫(تعريف��ات أب��واق النظام لش��عب الثورة الس��ورية)؛‬ ‫بل نحن أمام ش��عب بأغلبيته الس��احقة عاش سوريا‬ ‫قبل أن يولد بش��ار وأبيه‪ ،‬وس��يبقى سوريا رغم كل‬ ‫مح��اوالت تقبي��ح الص��ورة وجعلها ملطخ��ة حتى في‬ ‫الم��رآة‪ ،‬إنها صورتهم؛ ص��ورة وتعريفات القتلة تلك‬ ‫الممت��دة من الهمجي��ة إلى حثاالت التاريخ اإلنس��اني‬ ‫التي حرقت اإلنس��ان وعمرانه‪ ،‬وأذلته من المدرس��ة‬ ‫إلى الحاجز‪.‬‬ ‫لننتظر وسنرى أي ش��عب هذا الذي يراهن على‬ ‫نفس��ه من��ذ أن قدمت ح��وران أول ش��هيد كرامة في‬ ‫ثورة الكرامة‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫ابن ال�شارع يخ�شى على العلويني ويعي�ش‬ ‫العزلة فـي دبي‬ ‫لقاء ‪. .‬‬

‫عروة الأحمد‪ :‬يعجبني هيثم مناع‬ ‫عامر محمد ‪ -‬دمشق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫مع الكآب��ة المزمنة والعزلة والوحدة‬ ‫يعي��ش ع��روة األحم��د مق��دم البرام��ج‬ ‫وكات��ب الس��يناريو والمخ��رج ف��ي دبي‬ ‫هذه األي��ام‪ ،‬يترقب الضربة العس��كرية‬ ‫األمريكي��ة على النظ��ام لكن ال يتحمس‬ ‫لنتائجه��ا‪ ،‬وي��رى أن هيث��م من��اع ه��و‬ ‫المعارض الوحيد الذي لم يغير من آرائه‬ ‫من��ذ انطالق ث��ورة الب�لاد‪ ،‬ويمضي في‬ ‫مش��روعه "ج��دل" عب��ر ‪ Youtupe‬بلغة‬ ‫تحريضي��ة كما يقول وال يخفي خش��يته‬ ‫عل��ى الس��وريين العلويين‪ ،‬فش��لت كل‬ ‫المحاوالت خالل هذا الحوار عبر "سكايب"‬ ‫من دمشق إلى دبي في تغيير الموضوع‬ ‫السياس��ي الس��وري فكيفما ن��اورت في‬ ‫توجي��ه األس��ئلة لتقترب من��ه أكثر تجد‬ ‫أن ع��روة يحول كل اإلجابات إلى الش��أن‬ ‫السوري وسوريا‪.‬‬ ‫يُش��عل ع��روة أثناء الحدي��ث الكثير‬ ‫م��ن الس��جائر‪ ،‬الت��ي ال يس��تغني عنه��ا‬ ‫حت��ى أثناء تصوير حلقات "ج��دل" وقد بث الحلقة‬ ‫التاس��عة منه منذ أيام قليل��ة‪ ،‬البرنامج الذي يرى‬ ‫المخرج أوال ومقدم البرامج الحقًا أن لغته ليس��ت‬ ‫بلغة المعارضة وال لغة الموالة‪ ،‬بل هو لغة تجمع‬ ‫بين الطرفين‪ ،‬يركز فيه على القواسم المشتركة‬ ‫بين الطرفي��ن‪ ،‬وال يتردد في التأكيد على أن لغة‬ ‫كهذه كان المس��تحيل أن تظهر ف��ي بداية الثورة‬ ‫"ف��اآلالم جمعتن��ا الي��وم وال بد من التعل��م منها"‬ ‫فهو ي��رى أن الثورة تطورت وأصبحت حرباً تحتاج‬ ‫للغ��ة إعالمية مختلفة " اإلعالم بكال اتجاهيه في‬ ‫س��وريا أتخذ موقفاً معاكس��ًا لآلخر فغاب اإلعالم‬ ‫الموجه للطرفين‪ ،‬لجميع السوريين"‬ ‫يردد عروة كلمة السوريين كثيراً أثناء حديثه‬ ‫وال يخف��ي أن��ه خائف عل��ى العلويين م��ن تبعات‬ ‫كل م��ا تش��هده البالد‪ ،‬لكنه لن يحمل الس�لاح إال‬ ‫دفاعا عن النفس‪ ،‬األحمد مبدئيًا ضد السالح لكنه‬ ‫يستطرد وقد تلمس ضرورة أن يعطي رأياً واضحًا‬ ‫" أن��ا ال أدي��ن م��ن حمل الس�لاح‪ ،‬لكن��ي أقول أن‬ ‫السالح لن يوصل لشيء‪ ،‬ربما لو وضعت شخصيًا‬ ‫في ظ��رف الدفاع عن نفس��ي وعائلت��ي لحملته"‬ ‫وي��رى أن الس�لاح كان مفي��داً ف��ي حال��ة الدفاع‬ ‫ولي��س الهج��وم‪ ،‬هنا يس��تذكر ع��روة مظاهرات‬ ‫حم��ص وحين كان��ت مهمة الجيش الح��رّ حماية‬ ‫المظاهرات‪ ،‬يكون عروة واضح الذهن ومس��تعداً‬ ‫للحديث مطو ًال عن الحراك المدني وليس السالح‬ ‫فيق��ول "كان أملي في اإلضراب وليس الس�لاح"‬ ‫حم��ص التي تحاول أن تداعب مش��اعر عروة بها‪،‬‬ ‫فتس��أله عنها وعن العودة إليه��ا‪ ،‬فيجيب بال تردد‬ ‫بأنها س��يقف بين أنقاضها ليس��اهم في أعمارها‬ ‫من جديد ‪ ،‬فيربط بين حمص وكل سوريا "سيان‬ ‫عن��دي حم��ص وحل��ب ودمش��ق" وال يس��مح لك‬ ‫بنسبه إلى حمص فقط‪.‬‬ ‫حين كان ع��روة مراهقاً كان والده يصطحبه‬ ‫إلى جلس��ات مثقفين وأس��اتذة‪ ،‬لكن��ه كان يغيب‬

‫في الكثير م��ن األحيان عن أعي��ن والده ليجالس‬ ‫صنوف��ًا مختلفة من الناس "حبحبجية‪ ،‬حميماتية‪،‬‬ ‫ش��خصيات عجيبة" فالش��ارع مدرس��ة أيض��ًا "أنا‬ ‫ابن ش��وارع قبل ما كون مثقف" جملة ذكرها في‬ ‫الحلقة الثامنة م��ن برنامجه عبر االنترنت مذكراً‬ ‫م��ن يتهمه بأن��ه "مثقف" ال يعرف أوج��اع الناس‪،‬‬ ‫البرنام��ج ال��ذي يقول ع��روة بأنه س��يتطور على‬ ‫صعي��د الص��ورة واإلمكان��ات الفنية بع��د الحلقة‬ ‫العاش��رة منه‪ ،‬وهو مش��روع ال مكان ل��ه خارج الـ‬ ‫‪ ، Youtupe‬تَلمسُ لدى عروة مرارة تجربة العمل‬ ‫في وس��ائل اإلعالم كافة‪ ،‬فال وسيلة ستسمح له‬ ‫ب��أن يكون حراً في قول ما يجب أن يقال‪ ،‬فتجربة‬ ‫برنامج "ش��ير" عبر شاش��ة األروين��ت انتهت في‬ ‫المحكم��ة‪ ،‬رغ��م أنه ح��اول أن يتبع اس��تراتيجية‬ ‫متصاعدة ف��ي انتقاد أخطاء الث��ورة " تماماً حين‬ ‫انتق��دت جبهة النص��رة والهيئة الش��رعية توقف‬ ‫البرنامج" لكن من كان يتابع عروة في "ش��ير" ثم‬ ‫يتابعه في "جدل" الذي كان يسجل في ذات الوقت‬ ‫تقريبًا كان يدرك أن عروة على التلفاز أكثر قيوداً‬ ‫من عروة عبر اإلنترنت‪.‬‬ ‫يح��ارب ع��روة الي��وم التط��رف واإلقص��اء‬ ‫ومتسلقي الثورة وتجارها وأمراء الحروب‪ ،‬معركة‬ ‫ليست بسهلة على شاب في منتصف العشرينيات‪،‬‬ ‫امتنع ع��ن متابعة التلفزيون "الصورة المباش��رة‬ ‫مؤذية" وأدمن االنترن��ت‪ ،‬أعدائه هؤالء هم الهم‬ ‫األول بع��د إس��قاط النظام‪ ،‬فس��وريا كما يريدها‬ ‫ع��روة لن تك��ون إال بإس��قاط أش��باه النظام في‬ ‫الثورة‪ ،‬الثورة التي يرى عروة أنها بقيت مناطقية‬ ‫ف��ي عامها األول‪ ،‬ولم تمتد إلى عموم س��وريا "لو‬ ‫أنها امتدت لما وصلنا إلى هنا" يقول عروة الذي ال‬ ‫يؤمن بكل األحزاب السياس��ية في البلد فهو يرى‬ ‫أنها إقصائية كما البعث وتنبثق من تيارين اثنين‬ ‫"ري��اض الت��رك أو اإلخوان المس��لمين" ويختصر‬ ‫بأن يق��ول "هناك معارضة لك��ن ليس هناك من‬

‫سياس��يين" فيما يخش��ى أن يبدي إعجابه بهيثم‬ ‫من��اع "الوحيد الذي لم يغير م��ا قاله منذ أول يوم‬ ‫في الثورة" ويفصله عن هيئة التنس��يق الوطنية‬ ‫بشكل كامل‪.‬‬ ‫حُ��زن عروة اليوم على م��ا وصلت إليه البالد‬ ‫ُ‬ ‫ش��ديد‪ ،‬والبالد يرى عروة أنها ل��م تصل إلى هنا‬ ‫بس��بب أخط��اء ارتكبه��ا ش��باب م��ورس ضدهم‬ ‫التجيي��ش والتش��جيع على حمل الس�لاح وبيعت‬ ‫له��م األوهام م��ن معارضة ودول وأط��راف عدة‪،‬‬ ‫حزن وليس ندم فشباب سوريا براء من ما وصلت‬ ‫ٌ‬ ‫إليه الحال‪" ،‬س��يأتي يوم يملئ فيه ش��باب سوريا‬ ‫الشوارع والساحات حين ال يواجهون بالسالح هذا‬ ‫هو األمل" ‪ ،‬يقول الشاب الذي شاهد تواجداً لحزب‬ ‫اهلل منذ الش��هر السادس للثورة في حمص طبعًا‬ ‫" لم نكذب أبداً‪ ،‬بل كذب علينا من الجميع وسقط‬ ‫الكثيرون نتيجة أجندات سياسية قذرة" يقول قبل‬ ‫أن يصل الس��تنتاج أن س��وريا تعيش اليوم حرب‬ ‫إقليمية" قد توجه أمريكا ضربة عس��كرية لتبقي‬ ‫حالة الالحس��م مشتعلة وتعيد الحرب الباردة بين‬ ‫موسكو وواشنطن‪.‬‬ ‫يعيش عروة األحم��د اليوم في دبي كمحطة‬ ‫مؤقتة كم��ا يقول‪ ،‬محطة تؤم��ن العيش بحرية‪،‬‬ ‫لك��ن بيته فيه��ا ليس ببيت��ه كما كتب م��رة عبر‬ ‫صفحت��ه عل��ى ‪ ،Facebook‬وق��د رف��ض عرضًا‬ ‫تلفزيونيًا بتقديم برنامج ال عالقة له بالسياسية‬ ‫وطبعا ال وجود لسوريا به‪ ،‬برنامج فني عبر أحدى‬ ‫المحطات العربية ال مكان له في حياة عروة اليوم‪،‬‬ ‫وينتظ��ر أن تقول المحكمة ش��يئًا في القضية مع‬ ‫قن��اة "أورينت" التي ما كان يتمنى أن ال تصل إلى‬ ‫هن��ا "ألن العاملين فيها س��وريين" لكن القناة لم‬ ‫تنهي عقده وال تدفع مس��تحقات هذا العقد‪ ،‬فيما‬ ‫يحزن ع��روة أيضًا على أن جي ً‬ ‫ال س��وريا كامال قد‬ ‫خسرته البالد بسبب التعصب األعمى الذي انتشر‬ ‫بين السوريين‪.‬‬


‫فـي يوم‪ ..‬فـي �شهر‪ ..‬فـي �سنة‬

‫أسبوعية‬

‫ويرس��م خططه��م ويعبئه��م إعالمي��اً وعقائدي��ًا؟ إن‬ ‫األدوار القذرة لتركيا والسعودية وقطر بالذات لم تعد‬ ‫خافية عل��ى أحد‪ ،‬وهاه��و الخالف على مصر يش��عل‬ ‫كل الق��ذارة لدى هؤالء عب��ر التجييش اإلعالمي على‬ ‫كال الطرفي��ن‪ ،‬وب��دأت الجزي��رة ما بدأته في س��وريا‬ ‫من فيديوهات ليلي��ة ومظاهرات في الحارات الضيقة‬ ‫ورواي��ات ألناس تعرضوا العتقاالت وضرب وتش��ويه‪،‬‬ ‫بينم��ا تقوم العربي��ة بتصوير المس��ألة م��ن الطرف‬ ‫اآلخ��ر على أنها فرض لس��يطرة الدول��ة وقضاء على‬ ‫"إرهابيي��ن" وحظ��ر "لجماعات" تنش��ر "الفكر الضال"‬ ‫في أكبر لعبة تناقضات سياسية في التاريخ الحديث‪.‬‬ ‫إن م��ا حدث ف��ي مص��ر وال يزال يح��دث يجب أن‬ ‫يكون مؤش��راً قوياً للس��وريين عل��ى النوايا الحقيقية‬ ‫للس��عودية بالذات‪ ،‬فهؤالء يعلم��ون أن الربيع العربي‬ ‫ل��ن يق��ف على الح��دود الش��مالية للس��عودية‪ ،‬ال ألن‬ ‫السعوديين سينتفضون ضد حكامهم الذين يحكمون‬ ‫"بش��رع اهلل" ولك��ن ألن المنطق��ة بأس��رها تتعرض‬ ‫إل��ى مخط��ط توزيع جديد للث��روة والث��ورة يقوم في‬ ‫جزء كبير منه على مقوم��ات الدين والعرق والطائفة‬ ‫والقومي��ة والقبيل��ة‪ ،‬ولن تنج��و الس��عودية من هذا‬ ‫المخط��ط وخاصة أن الث��روات الباطنة ف��ي أرضها ال‬ ‫تقدر بثمن‪ ،‬ورغ��م التبعية التامة والعبودية المطلقة‬ ‫التي تعيشها الس��عودية تجاه الواليات المتحدة‪ ،‬إال أن‬ ‫مخطط "فرق تس��د" س��يبقى على ال��دوام المخطط‬ ‫األفض��ل للس��يطرة عل��ى الفرق��اء بينم��ا يت��م ترك‬ ‫النزاعات القبلي��ة والطائفية مفتوحة على مصراعيها‬ ‫في منطقة معبأة بالحق��د والكراهية والعنف المدعم‬ ‫بكت��ب مقدس��ة ورج��ال دي��ن مدججين ب��آالف األدلة‬ ‫واألحكام الش��رعية والفقهية التي تحض على القتل‬ ‫واإلقص��اء والعبودي��ة للحكام وتكفي��ر "اآلخرين"‪ ،‬أي‬ ‫آخرين‪ ،‬ال يهم‪.‬‬ ‫يستعد ماليين السوريين لعمل أي شيء للخالص‬ ‫من أوضاعهم التي تزداد س��وءاً على كل المس��تويات‬ ‫االقتصادي��ة واالجتماعية‪ ،‬فحتى حري��ة التنقل تزداد‬ ‫صعوبة بس��بب القي��ود المهولة على س��فرهم والتي‬ ‫تتفاق��م يوم��ًا بعد ي��وم‪ .‬أصب��ح الس��وريون حاملين‬ ‫للجنسية األكثر سوءاً واألقل تقديراً بين كل جنسيات‬ ‫دول العال��م‪ ،‬ولم يعد الس��وريون يفوتون أية فرصة‬ ‫للحصول على أية جنسية أجنبية مهما كانت للخالص‬ ‫من واقعهم المرير والذل الذي يتعرضون له حتى في‬ ‫سفرهم إلى أقرب البلدان حولهم‪ .‬وسواء شئنا أم أبينا‬ ‫فقد باتت هذه الجنس��ية عاراً نحمل��ه ويثقل ظهورنا‬ ‫ولكن الفارق أنن��ا لم نختر ذلك‪ ،‬وإنما كان ذلك قدرنا‬ ‫الذي كتب علينا أن نحيا ذليلين داخل أوطاننا وخارجها‪.‬‬ ‫لم يبق من حلم العدالة والمس��اواة سوى خياالت‬

‫بعي��دة وأش��باح تتح��رك ب�لا دلي��ل‪ ،‬وم��ن المؤكد أن‬ ‫قادم األيام مظلم حالك الس��واد‪ ،‬علين��ا أن نفهم أننا‬ ‫س��نعيش ونموت وق��وداً لمع��ارك إقليمي��ة وتصفية‬ ‫حس��ابات ال ناقة لنا فيها وال جم��ل‪ .‬صار من المفهوم‬ ‫تمام��اً ندم الكثيرين على قيام ه��ذه الثورة أص ًال بعد‬ ‫أن فق��د الماليين أرزاقه��م وحياته��م وأمنهم‪ ،‬ولكن‬ ‫الحماس��ة التي وصلت س��وريا متأخرة مأخوذة بالربيع‬ ‫العرب��ي وموجات اإلطاح��ة بالحكام كان��ت قد وصلت‬ ‫ذروته��ا واعتق��د الس��وريون أن ثورته��م س��تنتصر‬ ‫بسرعة وعبر إحدى السيناريوهات الليبية أو اليمنية أو‬ ‫المصرية‪ ،‬لم يكن في حس��بانهم أن يعيشوا سيناريو‬ ‫سوريًا هو األشد قتامة واألعنف بال منازع‪.‬‬ ‫ش��عار "األس��د أو نحرق البلد" لم يطبقه النظام‬ ‫وحس��ب‪ ،‬بل طبقه أعداؤه وأصدقاؤه على حد س��واء‪،‬‬ ‫وهكذا يت��م حرق البلد ومحوه عن خارطة اإلنس��انية‬ ‫والحض��ارة والتاري��خ عل��ى أي��دي حفنة م��ن الحثالة‬ ‫والمرتزق��ة والمجرمين واإلرهابيين س��واء من داخل‬ ‫النظ��ام أو خارجه وبدع��م من مافيات الس�لاح وتجار‬ ‫الم��وت الذي��ن يتعيش��ون من ال��دم والح��رب‪ .‬يجتمع‬ ‫ق��ادة عش��رين بلداً ه��ي األعظم في العال��م ويبدون‬ ‫اختالف��اً كبي��راً حول ما تبقى من س��وريا وحول نظام‬ ‫ال يزال كحش��رة مزعجة ال يستطيعون التخلص منها‬ ‫ولك��ن بإرادتهم‪ ،‬ه��م صنعوا الخرافة وه��م أول من‬ ‫صدقها وأول من ال يريد تكذيبها‪ ،‬والخاس��ر األكبر هو‬ ‫السوريون‪.‬‬ ‫كنا في الماضي نتحدث عما تبقى من عمر الثورة‬ ‫وه��ا نحن نتحدث الي��وم عما تبقى م��ن عمر الوطن‪،‬‬ ‫ه��ذا الوط��ن ال��ذي ال طالم��ا ش��عرنا بالغرب��ة داخله‬ ‫بينم��ا كنا نتغنى ببعض حاراته وش��وارعه التي أكلها‬ ‫التعب وأنهكتها الكوارث‪ .‬كنا نتحدث عن ربيع س��وري‬ ‫تزهر وروده حرية وعد ًال فإذا بنا نعيش ش��تاءاً طوي ًال‬ ‫سرمديًا يبدو بال نهاية وقد غمره الدم والموت والحقد‬ ‫والكراهي��ة‪ .‬لم نعد في موضع التش��اؤم وال التفاؤل‪،‬‬ ‫علين��ا أن نكون في موض��ع الواقعية‪ ،‬والواقعية تقول‬ ‫أن الدمار هو مصير ما تبقى من س��وريا والس��واد هو‬ ‫ما ينتظرنا في قابل األيام‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬يقول نزار قباني‪:‬‬ ‫سئمت االنتظار ‪..‬‬ ‫ولعبتي مع النار ‪.‬‬ ‫ولم تبقى سوى دقائق ‪..‬‬ ‫وتغيب عن سماء حبنا الشمس ‪..‬‬ ‫وتستحيل أجمل أيام حياتي ‪..‬‬ ‫برواية تتكلم عن مأساتي ‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫إح����دى م���ظ���اه���رات م��دي��ن��ة داري�����ا ال��م��ح��اص��رة‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ال نس��تدعي عنوان المقالة من أغنية الراحل عبد‬ ‫الحليم حافظ ألننا قررنا الكتابة عن الفن أو الفنانين‪،‬‬ ‫فصفحة كلمة في الثورة ليس��ت ولن تكون مخصصة‬ ‫لذل��ك‪ ،‬ولك��ن ما دع��ا إلى اقتباس��ها ه��و التصريحات‬ ‫"الناري��ة" للرئي��س األمريك��ي ب��اراك أوبام��ا بش��أن‬ ‫الضربة العسكرية المعتزم توجيهها إلى سوريا‪.‬‬ ‫بع��د تصعيد إعالمي وسياس��ي عالي المس��توى‬ ‫ترافق مع تجييش عربي خليجي باألخص مترافق مع‬ ‫حماسة تركية اعتدنا سماعها منذ اليوم األول للثورة‪،‬‬ ‫وم��ع التنب��ؤات الصاروخي��ة لقن��اة العربية ع��ن قيام‬ ‫الضرب��ة خالل يوم أو يوم ونصف مع تحديد الس��اعة‬ ‫والموع��د‪ ،‬وم��ع التحليالت العس��كرية الخارقة لمحلل‬ ‫الجزيرة وخرائط اآليباد فوجئنا بإطاللة الرئيس أوباما‬ ‫مصحوباً بنائبه المحنط جو بايدن ليعلن لنا أنه ورغم‬ ‫صالحياته في إصدار قرار بالهجوم على س��وريا فإنه‬ ‫يسعى للحصول على موافقة "شعبه" عبر ممثلي هذا‬ ‫الشعب في مجلس النواب والكونغرس‪.‬‬ ‫ق��رر أوباما أن الضرب��ة قادمة ال محال��ة‪ ،‬ولكنها‬ ‫يمكن أن تتم غداً أو خالل أس��بوع أو خالل شهر‪ ،‬ومن‬ ‫المؤس��ف أن��ه ال يوج��د للرئي��س أوباما مستش��ارون‬ ‫فني��ون عرب ليذكروه بأغنية عبد الحليم ألنه في تلك‬ ‫الحالة كان سيكمل جملته بـ "أو خالل سنة" حتى يزيد‬ ‫من تفاؤلنا ويقيننا أن الكارثة مس��تمرة بال نهاية وأن‬ ‫الجحيم س��يزيد اش��تعا ًال مع هذا اللعب على األعصاب‬ ‫ال��ذي كرهه الس��وريون حت��ى خربت خالي��ا دماغهم‬ ‫وماتت قلوبهم‪.‬‬ ‫ال نري��د أن يت��م فهم هذا الكالم عل��ى أنه دعوة‬ ‫أو اس��تعجال لتوجي��ه الضرب��ة لس��وريا‪ ،‬ورغ��م كل‬ ‫معاناتن��ا ومصائبن��ا ولكنن��ا ل��ن نقف أب��داً مع ضرب‬ ‫أية قوة خارجية لس��وريا‪ ،‬وقد علمتن��ا دروس التاريخ‬ ‫القدي��م والحدي��ث أن��ه ال توجد قوة اس��تعمارية تريد‬ ‫خيراً بمن تس��تعمرهم مهما قي��ل أو تم من إنجازات‪.‬‬ ‫من يريد تصدي��ق الواليات المتحدة وساس��تها فعليه‬ ‫التريث وس��ؤال العراقيين الذي��ن تم وعدهم بالحرية‬ ‫والديمقراطية والرفاه‪ ،‬فإذا بهم يس��قطون في شرك‬ ‫الطائفي��ة واس��تبدلوا طغيان صدام حس��ين بطغيان‬ ‫عشرات القوى اإلقليمية والدولية التي تفتك بهم قت ًال‬ ‫وتشريداً وضياعاً وكراهية وحقداً‪.‬‬ ‫ه��و الخيار األقس��ى واألصعب في تاري��خ وطننا‬ ‫كله‪ ،‬فمن جهة ال يزال النظام يقتل ويقصف ويش��رد‬ ‫ماليي��ن الس��وريين ومن جهة أخ��رى ال تريد أية جهة‬ ‫عربي��ة أو دولي��ة الخير لهذا الوط��ن ونحن على يقين‬ ‫م��ن أن الحالة المأس��اوية الت��ي وصلنا إليه��ا لم تكن‬ ‫بفعل النظام وحده وإنما ش��اركه في ذلك "أصدقاؤنا"‬ ‫من الع��رب والعج��م‪ ،‬ش��اركوه عبر تركن��ا نغرق في‬ ‫أت��ون العن��ف والحرب‪ ،‬ش��اركوه عبر تصعي��د إعالمي‬ ‫ف��ارغ المضمون لعب على وتر الحريات والديمقراطية‬ ‫لغاي��ة في نفس يعقوب‪ .‬ش��اركوه عندم��ا قرر الوزير‬ ‫الحلزون��ي س��عود الفيصل وبال س��ابق إنذار تس��ليح‬ ‫السوريين وبشكل عشوائي واعتباطي ولكنه متعمد‪.‬‬ ‫شاركوه عندما كان الخليفة العثماني وارث السالطين‬ ‫رجب طيب أردوغان يصدح من اس��طنبول ومن أنقرة‬ ‫بالقض��اء على النظام ونصرة الس��وريين بينما يقوم‬ ‫رج��ال أعماله ومرتزقته بالتعاون مع متس��لقي الثورة‬ ‫ومنتفعيه��ا بنهب كل م��ا يدب على وج��ه األرض من‬ ‫معامل ومواش وخيرات في الش��مال الس��وري وبيعه‬ ‫في تركيا بأبخس األثمان‪.‬‬ ‫ل��م يعد أحد بريئًا اليوم مما يحصل في س��وريا‪،‬‬ ‫فالوط��ن س��يضحي ذكري��ات بع��د أن يت��م تفتيت��ه‬ ‫واقتس��امه والقض��اء عل��ى كل مكون��ات الحي��اة فيه‪.‬‬ ‫تظه��ر علين��ا فيديوه��ات ألجان��ب وقوق��از يعلن��ون‬ ‫انش��قاقهم عن دولة العراق والش��ام اإلس�لامية‪ ،‬فال‬ ‫األولون س��وريون وال اآلخرون وطنيون‪ ،‬فمن ينش��ق‬ ‫ع��ن من؟ وم��ن أين أت��ى ه��ؤالء وكيف وصل��وا ومن‬ ‫يموله��م وكيف يحصلون على الس�لاح ومن يقودهم‬

‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫خالد كنفاني‬

‫‪11‬‬


‫معبــــر للمـــوت‬

‫ترجمات ‪. .‬‬

‫يق�ســم �أكبــر مــدن �ســوريا‬ ‫بقلم‪ :‬الفا سيلو ‪ 6 -‬أيلول ‪2013‬‬ ‫ترجمة‪ :‬سوريتنا | مريم أسعد‬ ‫النص األصلي‪www.npr.org/blogs/parallels :‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫أنه يوم عادي آخر‪ ..‬وبكلمات أخرى‪،‬‬ ‫هو ي��وم خط��ر آخر‪ ،‬عن��د معب��ر كراج‬ ‫الحاجز الذي يفصل الجزء الش��رقي من‬ ‫حل��ب الواق��ع تحت س��يطرة الث��وار عن‬ ‫الج��زء الغرب��ي منها الذي الي��زال تحت‬ ‫سيطرة جيش الرئيس األسد‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغم من المخاطر‪ ،‬ال يزال‬ ‫الباع��ة الجوال��ون يصيح��ون عارضين‬ ‫بضاعته��م‪ ،‬فيما يكمل القاطنين هناك‬ ‫جولته��م اليومية الخاصة في الس��وق‪.‬‬ ‫فت��رى رج� ً‬ ‫لا عج��وزاً يح��ث زوجته على‬ ‫االس��تعجال ليتس��نى له��م العب��ور إلى‬ ‫الجان��ب اآلخر من المدين��ة قبل أن تبدأ‬ ‫المشاكل المعتادة دائمًا‪.‬‬ ‫فجأة‪ ،‬يب��دأ القناص بإط�لاق النار‬ ‫وت��رى الن��اس يتراكض��ون مختبئي��ن‬ ‫وراء الج��دران أو في الش��وارع والحارات‬ ‫الجانبي��ة‪ ،‬فيش��تد إط�لاق الن��ار أكث��ر‬ ‫وتنضم أصوات الرشاشات إلى الصخب‪.‬‬ ‫ينتظر الناس بصب��ر توقف إطالق‬ ‫الن��ار وبالتال��ي إع��ادة فت��ح المعبر مرة عناصر من الثوار السوريين المقاتلين في بحثهم عن ملجأ أثناء االشتباكات مع قوات النظام في حلب‪ ،‬األربعاء‪ .‬انقسمت أكبر مدن سوريا عند بدء المعارك هناك منذ أكثر من عام‪ ،‬حيث‬ ‫أخرى‪ ،‬ليتمكنوا من العودة إلى ديارهم يسيطر جيش النظام على الجزء الغربي من المدينة؛ في حين يسيطر الثوار المسلحين على الجزء الشرقي منها‪ ،‬فيواجه السكان أثناء عبورهم من جزء إلى آخر خطر نيران القناصة‪.‬‬ ‫في المناطق التي تس��يطر عليها قوات‬ ‫الثوار في المدينة‪ ،‬فقد وجدت لنفس��ها س��بباً كافيًا م��ن العمر ‪ 23‬عام��اً‪ ،‬ويعمل محاس��باً في المنطقة‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫لتنتقل للسكن في الجزء الواقع تحت سيطرة الثوار الخاضع��ة لس��يطرة للث��وار‪ ،‬ف��ي حي��ن يقطن في‬ ‫كان هذا الشارع هو الواصل بين منطقتين من م��ن المدين��ة تخفيفًا ألخط��ار االعتقال ف��ي الجزء المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام‪ ،‬هو ال يستطيع‬ ‫مدين��ة حلب‪ ،‬ثان��ي أكبر مدينة لس��وريا وعاصمتها الواقع تحت سيطرة النظام‪ ،‬فتسمّي مناطق الثوار أن يج��د وظيف��ة في القط��اع الخاض��ع للنظام‪ ،‬وال‬ ‫االقتصادية‪ ،‬إال أن األعم��ال القتالية العنيفة الزالت "المدين��ة الجديدة" فهي تختلف ع��ن حلب القديمة يملك ما يكفي ليستأجر بيتاً في المنطقة الخاضعة‬ ‫مس��تمرة هناك منذ أكثر من س��نة مما ّ‬ ‫عقد الوضع والتصلها أي من الخدمات‪.‬‬ ‫للثوار‪.‬‬ ‫وقس��م المدينة إل��ى قس��مين‪ ،‬وبقي ه��ذا المعبر‬ ‫تعمل الي��وم لتطوير نظام التعليم في مناطق‬ ‫يق��ول "عبدو"‪" :‬ثم��ن الخبز ‪ 300‬ليرة س��ورية‬ ‫هو الوحي��د الذي يصل طرف��ي المدينة منذ حوالي‬ ‫الث��وار‪ ،‬وقد قام��ت ومجموعتها بافتتاح مدرس��تين (أكث��ر م��ن دوالر أمريكي) في مناط��ق النظام‪ ،‬في‬ ‫الش��هرين إل��ى اليوم‪ ،‬وأما التس��مية الت��ي يطلقها‬ ‫ابتدائيتين ومعاهد لتعليم طالب الشهادة الثانوية‪ .‬حي��ن أن س��عر الخبز ف��ي مناط��ق الث��وار ‪ 65‬ليرة‬ ‫األهالي على ش��ارع المعبر هذا "كراج الحاجز" فهي‬ ‫يحاول الس��كان ابتكار طرق تمكنهم من توقع س��ورية‪ ،‬لم يس��مح لي الث��وار البارح��ة بالعبور مع‬ ‫معبر الموت‪.‬‬ ‫الوق��ت الذي يقن��ص فيه جن��ود النظ��ام‪ ،‬لكن من الخبز‪ ،‬سأجرب من جديد اليوم"‪.‬‬ ‫وف��ي حي��ن ال تتع��دى المس��افة الفاصلة بين‬ ‫معبر الث��وار ومعبر النظام المائ��ة متر‪ ،‬ويعبر منها المس��تحيل التيق��ن من ذل��ك‪ .‬وبالنس��بة لها فهي‬ ‫م��ع بداي��ة ش��هر تم��وز‪ ،‬ت��م إغ�لاق الطريق‬ ‫اآلالف م��ن الن��اس يوميًا‪ ،‬ذهاب��ًا وإيابًا إل��ى العمل تعتق��د أن الوق��ت األنس��ب للعبور هو في س��اعات الرئيس��ي الواص��ل إل��ى المدينة من الجن��وب‪ ،‬وتم‬ ‫ّ‬ ‫أو الس��وق أو المدرس��ة أو لزي��ارة األق��ارب‪ ،‬إال أن الصب��اح‬ ‫المكتظة أو بعد الظهر‪ ،‬عندما تكون هناك إغ�لاق المط��ار‪ ،‬مم��ا أدى إل��ى نق��ص الغ��ذاء في‬ ‫العابرين يشتكون من خطر االعتقال لدى عبورهم أعداد كبيرة من الناس تقوم كذلك بالعبور‪.‬‬ ‫المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في المدينة‪.‬‬ ‫وتضي��ف‪" :‬م��ع أن غالبي��ة أصدقائ��ي ترك��وا‬ ‫وق��د ق��ام الث��وار لبضع��ة اي��ام بمن��ع س��كان‬ ‫حاجز النظ��ام‪ ،‬في حين يواجهون أحيانًا أخرى خطر‬ ‫المضايقة أو الخطف مقابل فدية لدى حاجز الثوار‪ .‬المدين��ة‪ ،‬أود أن أق��ول أنن��ي باقية هن��ا طالما أني منطقته��م من أخذ األطعمة والغ��از معهم وإدخالها‬ ‫وتق��ول إح��دى الناش��طات "‪ 25‬عام��ًا‪ ،‬فضل��ت أس��تطيع أن أعمل على مش��روعي وأطور ذاتي‪ ،‬أنا إلى مناطق النظام‪.‬‬ ‫عدم الكش��ف عن هويتها ألس��باب أمني��ة"‪" :‬اعتدت باقي��ة‪ ،‬ومجرد أن أش��عر بأن األم��ور قد خرجت عن‬ ‫يق��ول قائ��د الث��وار هن��اك "عدن��ان الصافي"‬ ‫ش��خصيًا على المرور هن��اك ذهابًا وإياب��ًا‪ ،‬واعتدت السيطرة وأني ال أستطيع أن أقوم بأي عمل‪ ،‬عندها ش��ارحاً‪ :‬أن األس��عار قد ارتفعت كثيراً في المناطق‬ ‫على القناص‪ ،‬لكني اليوم أخشى االعتقال أكثر من قد أرحل"‪.‬‬ ‫الخاضعة لس��يطرة النظام‪ ،‬بالتالي فإن سكان تلك‬ ‫المناطق بدؤوا بالعبور إلى منطقتنا لش��راء الطعام‬ ‫خشيتي من الموت قنصًا"‪.‬‬ ‫الأخطار اليومية‪:‬‬ ‫واألساسيات‪ ،‬مما ّ‬ ‫شكل ضغطاً كبيراً على المعبر‪.‬‬ ‫كان��ت تخطط إلكمال دراس��تها في الخارج بعد‬ ‫ويواج��ه س��كان حل��ب‪ ،‬باإلضاف��ة إل��ى خط��ر‬ ‫ق��ام ناش��طون ف��ي تل��ك المنطق��ة بتنظي��م‬ ‫تحصيلها لش��هادة الهندس��ة من جامع��ة حلب عام‬ ‫‪ ،2011‬وحي��ن ب��دأت الح��رب وجدت نفس��ها تعمل االعتق��ال‪ ،‬خط��ر اإلصابة برص��اص قناصة جيش مظاهرات أمام مقر محكمة ليطالبوا بالس��ماح لهم‬ ‫كناش��طة في إحدى الم��دارس الممتلئ��ة بالعائالت النظ��ام المتمركزي��ن في مبنى البلدي��ة أو المباني بالعب��ور ذهابًا وإياباً‪ ،‬فوافق الثوار على إزالة المنع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متضمنة "فندق األمير"‪.‬‬ ‫النازح��ة هرب��ًا م��ن قص��ف ق��وات النظ��ام لألحياء األخرى المجاورة‪،‬‬ ‫مع العلم أنهم حدّوا من كميات الطعام المس��موحة‬ ‫ومثا ًال‪ ،‬نتح��دث عن حالة "عبدو" الش��اب البالغ بالعبور مع كل شخص‪.‬‬ ‫الس��كنية‪ .‬ومع ازدياد المس��احة التي س��يطر عليها‬


‫زليخة سالم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫على وقع الضربة يعيش الس��وريون‬ ‫حياته��م اليومي��ة‪ ،‬أحاديثهم ف��ي البيوت‬ ‫والشوارع‪ ،‬ترقبهم وانتظارهم لماهيتها‪،‬‬ ‫وس��ؤال واحد يدور في ذهن الجميع‪ ،‬هل‬ ‫ستس��قط الضرب��ة النظ��ام أم س��تجمله‬ ‫ويخ��رج إلين��ا م��ن جدي��د بط��ل الصمود‬ ‫والتص��دي‪ ،‬المق��اوم والممان��ع‪ ،‬في ظل‬ ‫التصريح��ات المتناقض��ة والمتك��ررة من‬ ‫المس��ؤولين الغربيين بأن الضربة مجرد‬ ‫عقاب على اس��تخدام األسلحة الكيميائية‬ ‫ليس إال‪.‬‬ ‫الغ��رب كعادت��ه يمنح النظ��ام مهلة‬ ‫للملم��ة أوراق��ه وإع��ادة تموض��ع قواته‪،‬‬ ‫وقت��ل المزي��د م��ن الس��وريين‪ ،‬وتجهيز‬ ‫المعتقلي��ن ليكون��وا دروع��ًا بش��رية في‬ ‫المواقع المتوقع ضربها‪ ،‬ويزيد من معاناة‬ ‫الس��وريين وقلقهم وخوفهم وتهجيرهم‬ ‫أكثر مم��ا كان عليه‪ ،‬بانتظ��ار فرج قادم‪،‬‬ ‫ويعط��ي الفرص��ة لتج��ار الح��روب برفع‬ ‫األس��عار إلى مستويات قياس��ية‪ ،‬واحتكار‬ ‫المواد‪ ،‬ورفع أجارات المنازل في المناطق‬ ‫اآلمنة نس��بياً على الفاري��ن من المناطق‬ ‫المتوقع استهدافها بالضربة‪.‬‬ ‫المسؤولون الغربيون يتحايلون على‬ ‫دمائن��ا وأرواح أطفالنا ومس��تقبل وطننا‪،‬‬ ‫يستمرؤون استغبائنا‪ ،‬يريدون إفهامنا أن‬ ‫أوباما المت��ردد هو صاحب الكلمة الفصل‬ ‫في توجيه ضربة من عدمها‪ ،‬ويسارع كل‬ ‫منه��م في بادرة ه��ي األولى م��ن نوعها‬ ‫إل��ى طلب تفويض م��ن برلماناتهم التي‬ ‫ظه��رت معاركه��م االنتخابي��ة فيها جلية‬ ‫عل��ى حس��اب دمائن��ا‪ ،‬عل��ى الرغ��م من‬ ‫أن دس��اتيرهم التقض��ي بذل��ك وتخ��ول‬ ‫الرئيس اتخاذ القرار في مثل هذه الحالة‪.‬‬ ‫الس��وريون الذين حبس��وا أنفاس��هم قبل أسبوع‬ ‫بانتظار ضربة ‪ -‬ربما لن تأتي أبداً ‪ -‬تزيح عن كاهلهم‬ ‫نظام االس��تبداد والقمع والوحشية والفساد الذي جثم‬ ‫على صدورهم أكثر من خمس��ين عاماً‪ ،‬بدأت تنتابهم‬ ‫مش��اعر الخيبة مرة أخرى ‪ -‬رغم يقينهم أن الضربة ال‬ ‫تهدف إلى إنقاذهم ‪ -‬بعد التناقض وعودة تبادل األدوار‬ ‫في التصريحات التصعيدية والمترددة والمتراجعة في‬ ‫حي��ن آخر‪ ،‬والتي ظهرت جلية في قمة العش��رين التي‬ ‫انعقدت في س��ان بطرس��بورغ الروسية‪ ،‬وكشفت عن‬ ‫انعدام اإلرادة السياس��ية ل��دى اإلدارة األميركية ودول‬ ‫الغرب ف��ي توجيه الضرب��ة‪ ،‬وإذا تمت فس��تكون فع ًال‬ ‫مح��دودة وعقابية كما س��بق أن أعلنوا م��راراً وتكرارا‪،‬‬ ‫وفق��ط لحفظ م��اء الوجه وخاصة للرئي��س األميركي‬ ‫الذي تجاوز نظام القتل كل خطوطه الحمر‪.‬‬ ‫هل أج��ل أوباما ق��رار الضرب��ة إلى م��ا بعد قمة‬ ‫العش��رين ليتنصل من قراره بحج��ة أن الدول الكبرى‬ ‫تري��د ح� ً‬ ‫لا س��لميًا وترف��ض التدخ��ل وتوجي��ه ضربة‬ ‫للنظام‪ ،‬عل��ى الرغم من إجماع الدول العش��رين على‬ ‫أن النظام اس��تخدم األس��لحة الكيميائية ضد ش��عبه‪،‬‬ ‫وأن ه��ذا خرق للقوانين الدولية التي تحظر اس��تخدام‬ ‫األسلحة الكيميائية كما أعلنوا‪.‬‬ ‫ما حصل في قمة العش��رين رأين��اه في أكثر من‬ ‫مناس��بة حيث تبادل الرؤساء األدوار بين رافض ومؤيد‬ ‫لضربة عسكرية لنظام القتل‪ ،‬ففي حين أكد الرئيس‬ ‫الروس��ي بوتين دعم بالده لدمش��ق في ح��ال التدخل‬ ‫العس��كري‪ ،‬وحذر من انبعاث غازات سامة ستؤثر على‬ ‫السكان والبيئة في حال توجيه ضربة‪ ،‬متجاه ًال اآلالف‬

‫عل��ى حماية حق��وق اإلنس��ان وتحالفاتها‬ ‫المس��تترة‪ ،‬كما كشفت بالقدر نفسه عن‬ ‫هزال��ة معارضتنا الخارجية التي س��ارعت‬ ‫إل��ى إع��ادة هيكليته��ا لم�لأ الف��راغ بعد‬ ‫سقوط النظام عقب اإلعالن عن الضربة‪،‬‬ ‫ولم تكلف نفس��ها عناء التوجه إلى الرأي‬ ‫العام العالم��ي‪ ،‬وتقديم صورة حقيقة ما‬ ‫يج��ري عل��ى أرض الواق��ع‪ ،‬والتوجه إلى‬ ‫ش��عوب العالم بالخطاب ال��ذي يفهمونه‪،‬‬ ‫لدعم هذا القرار من قبلهم‪.‬‬ ‫معارض��ة تجلس في الفن��ادق‪ ،‬ولم‬ ‫تفك��ر بمب��ادرات عملي��ة لتغيي��ر ال��رأي‬ ‫الع��ام العالم��ي ‪ /‬كالمب��ادرة الرائع��ة من‬ ‫أخوة الت��راب والدم الفلس��طينيين ‪ /‬التي‬ ‫قام بها ش��اب فلس��طيني ف��ي كندا حيث‬ ‫ن��زل إل��ى الش��ارع وأج��رى مقاب�لات مع‬ ‫الم��ارة للتعريف بما يحصل في س��ورية‪،‬‬ ‫فع��ل ما ل��م تفعل��ه المعارض��ة مجتمعة‬ ‫بكاميرته وأيب��اده المليء بصور المجزرة‬ ‫المروعة التي ارتكبها النظام األسدي في‬ ‫الغوطتين الش��رقية والغربي��ة‪ ،‬والتي لم‬ ‫تصل ولن تصل م��ن اإلعالم الغربي إلى‬ ‫شعوبهم‪.‬‬ ‫المعارض��ة الت��ي تعي��ش أوه��ام‬ ‫الس��لطة‪ ،‬وتنتظ��ر أن تق��دم له��ا أميركا‬ ‫الس��لطة دون أن تفعل ش��يئًا لتستحقها‪،‬‬ ‫وتكش��ف ع��ن قص��ر نظرها السياس��ي‪،‬‬ ‫عندما تعل��ن أن الغرب يهدف من الضربة‬ ‫العس��كرية إيق��اف القت��ل وتحس��س‬ ‫مس��ؤولياته تجاه الشعب الس��وري‪ ،‬رغم‬ ‫تصريح��ات الغ��رب المتك��ررة يومي��ًا أن‬ ‫الديمقراطية األميريكية | عمل للفنان محمود دياب الضرب��ة بس��بب تجاوز النظ��ام للخطوط‬ ‫الحم��ر باس��تخدامه األس��لحة الكيميائية‬ ‫من الش��هداء الذين س��قطوا نتيج��ة الغازات الس��امة‬ ‫وتهدي��د األم��ن القوم��ي ل��دول الغ��رب‪ ،‬وتناق��ض‬ ‫والقاتل��ة‪ ،‬قال الرئيس الفرنس��ي هوالن��د‪ :‬ال حل مع‬ ‫تصريحاتهم الت��ي يتحفونا بها على الفضائيات فحين‬ ‫نظام يقتل ش��عبه ويس��تخدم الكيمي��اوي‪ ،‬جدد أوباما‬ ‫يؤك��د أحدهم أن الضربة قاضية للنظام‪ ،‬يعدد لنا آخر‬ ‫تأكيده أن الضربة س��تكون مح��دودة وعقابية ورادعة‬ ‫المواق��ع المس��تهدفة وفق مص��ادره الموثوق��ة‪ ،‬وآخر‬ ‫لنظام األس��د‪ ،‬وقال‪ " :‬إذا ما قررنا بشكل حكيم توجيه‬ ‫ينف��ي حص��ول أي تنس��يق م��ع المعارضة السياس��ية‬ ‫الضرب��ة نس��تطيع أن نواج��ه التحدي��ات"‪ ،‬ه��ذا يعني أو العس��كرية بش��ان الضرب��ة وأنه��م ال يعلم��ون بما‬ ‫أن��ه لم يق��رر بعد‪ ،‬وإذا م��ا قرر فألن عدم االس��تجابة سيحصل‪ ،‬وكيف ستجري األمور‪.‬‬ ‫للمعايير الدولية يبعث برسالة إلى دول العالم تشجعها‬ ‫للمعارض��ة الت��ي اعترفت بها بع��ض الدول على‬ ‫على اس��تخدام األس��لحة الكيميائية التي تعمل أميركا‬ ‫اس��تحياء ألنها ل��م تس��تطع أن تقنع المجتم��ع الدولي‬ ‫على الحد منها‪.‬‬ ‫وال حت��ى الس��وريين أنفس��هم بأنه��ا البدي��ل الفعلي‬ ‫موافقة‬ ‫على‬ ‫الحص��ول‬ ‫بصعوبة‬ ‫أقر‬ ‫ال��ذي‬ ‫أوباما‬ ‫لنظ��ام يته��اوى‪ ،‬وه��ي التي نصب��ت نفس��ها كممثل‬ ‫أعضاء‬ ‫بتوس��ل‬ ‫توح��ي‬ ‫كلمات��ه‬ ‫وكان��ت‬ ‫الكونغ��رس‪،‬‬ ‫للش��عب الس��وري على حس��اب تضحيات ث��وار الداخل‬ ‫الكونغ��رس بع��دم الموافقة إلخراجه م��ن مأزق خطه ودمائه��م‪ ،‬وغط��ت عل��ى جرائ��م النص��رة وداع��ش‬ ‫األحم��ر‪ ،‬قال أن��ه س��يخاطب األميركيين ي��وم الثالثاء وتبنتهما‪ ،‬استرضاء لألجندات الممولة‪ ،‬إال تخجلون من‬ ‫وأعتق��د أنه س��يعلن تراجعه عن قراره بس��بب رفض أنفس��كم؟ من دماء الش��هداء‪ ،‬من دم��وع األمهات‪ ،‬من‬ ‫الكونغرس للتدخل‪.‬‬ ‫نظ��رات األطفال الضائعة‪ ،‬بتنا نخج��ل بكم ونحملكم‬ ‫الضرب��ة العس��كرية أو التهدي��د بها ه��و مقدمة المس��ؤولية المباش��رة عن إطال��ة أمد الث��ورة‪ ،‬وتأخير‬ ‫لحل سياس��ي يحق��ق مصالح الغ��رب وإس��رائيل أو ًال‪ ،‬انتصارها‪ ،‬والحس��اب قادم لكل م��ن تخاذل في نصرة‬ ‫وج��ر األط��راف إل��ى خارط��ة طري��ق‪ ،‬أو طائ��ف جديد الثورة‪.‬‬ ‫تفرض فيه الش��روط على الجمي��ع‪ ،‬هو تماماً كالدعم‬ ‫وف��ي ح��ال تم��ت الضرب��ة وال أتوقع ذل��ك‪ ،‬على‬ ‫المزعوم م��ن الذين صمتوا على نزيف دمائنا ورفضوا ث��وار الداخل اس��تغالل الظ��روف‪ ،‬وتوحي��د صفوفهم‪،‬‬ ‫تس��ليحنا بحج��ج مختلف��ة ومختلق��ة م��ن قبلهم مثل واالس��تفادة من تش��تت النظام‪ ،‬ألنها فرص��ة ربما لن‬ ‫الكتائب المتش��ددة والقاعدة وجبه��ة النصرة وأخواتها تتكرر قريبا لإلجهاز عليه‪ ،‬ألن الغرب ببساطة ووضوح‬ ‫التي دخلت بمعرفتهم وربما بأوامرهم لدعم حليفهم ال يريد إس��قاطه‪ ،‬وعلينا جميعًا االستعداد جيداً ونكون‬ ‫األس��دي‪ ،‬ويرقص��ون اآلن عل��ى وقع قلقن��ا وانتظارنا جاهزين لحماية س��وريتنا من الحث��االت التي أدخلوها‬ ‫ووجعنا‪.‬‬ ‫لتدمر ما تبقى من وطننا بعد رحيل الطاغية‪.‬‬ ‫الثورة الس��ورية العظيمة كش��فت وعرّت مواقف‬ ‫كلنا إيم��ان بأن الثورة س��تنتصر بضربة أو بدون‬ ‫ال��دول العظم��ى‪ ،‬الت��ي صدّع��ت رؤوس��نا بحرصه��ا ضربة مهما طال الزمن‪.‬‬

‫سوريتنا ‪. .‬‬ ‫اندساسية‬ ‫مشاركات‬ ‫دندنات‬

‫علــــى وقـــع ال�ضـــربة‬

‫‪13‬‬


‫بهاء �أبو كروم‪:‬‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫املمانعــة وحتـــدي الربيــع‬ ‫يرصد كتاب "الممانعة وتحدي الربيع"‪ ،‬طبيعة‬ ‫التغيّرات الس��ريعة التي يش��هدها العالم العربي‪،‬‬ ‫موضحاً أنها ليست فوضوية أو مشوشة‪ ،‬فوراء تلك‬ ‫التحوالت تقف قوى صاع��دة امتلكت حسّ التقدم‬ ‫وإرادة التغيي��ر‪ ،‬وتق��ف وراءها أيض��اً ثقافة تعمل‬ ‫على إرساء بنى ديمقراطية ال تقوم على الخضوع‬ ‫لس��لطة مُمركزة‪ .‬كما يناقش الكتاب‪ ،‬اإلش��كالية‬ ‫التي يواجهها ما يُس��مّى "محور الممانعة"‪ ،‬حسب‬ ‫المؤل��ف‪ ،‬ذلك في تناقض مواقف��ه من انتفاضات‬ ‫الشعوب العربية‪.‬‬ ‫وينطل��ق من أن هذه الش��عوب‪ ،‬إنما انتفضت‬ ‫في وج��ه اس��تبداد األنظم��ة‪ ،‬محل� ً‬ ‫لا طبيعة هذه‬ ‫األنظمة‪ ،‬والغليان الش��عبي الذي أوصل الش��عوب‬ ‫العربي��ة إل��ى االنتفاض‪ .‬كم��ا ويحلل دور س��وريا‬ ‫اإلقليمي كوسيط اس��تراتيجي‪ ،‬مستعرضًا أصول‬ ‫مفهوم "الممانعة" ومنظومة شعاراتها‪ .‬ثم ينتقل‬ ‫إلى تصاعد الدور الروس��ي في الس��نوات األخيرة‪،‬‬ ‫وازدي��اد الحض��ور اإليران��ي في أزم��ات المنطقة‪،‬‬ ‫وانعكاس��ات ذل��ك كل��ه على لبن��ان‪ ،‬ال��ذي يعاني‬ ‫أص ً‬ ‫ال م��ن أزمة نظام‪ ،‬منذ ما قب��ل الحرب األهلية‬ ‫وتداعيات الطائف‪.‬‬ ‫يتح��دث الكتاب ع��ن منظوم��ة الممانعة التي‬ ‫انبثق��ت م��ن النظ��ام العرب��ي القدي��م‪ ،‬حيث كان‬ ‫لعوام��ل عدة أن س��اعدت على ذلك‪ ،‬أهمها فش��ل‬ ‫المبادرات التي تتعلق بعملية الس�لام في الش��رق‬ ‫األوس��ط‪ ،‬و”من أبرز الوقائ��ع التي أدّت إلى تنامي‬ ‫ق��درات هذا النظ��ام‪ ،‬كان ان��دالع الح��رب األهلية‬ ‫اللبناني��ة‪ ،‬والدخول الس��وري إليه ع��ام ‪ ،1976‬ثم‬ ‫خروج مصر من دائرة الصراع مع العدو اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫وتوقيع اتفاق كامب دايفيد عام ‪ ،1978‬األمر الذي‬ ‫أطلق العنان الس��تفراد األنظم��ة القومية بتصدّر‬ ‫واجه��ة الصراع وتوجّهها إلى اتباع سياس��ة تهدف‬ ‫إلى تثبي��ت أنظمتها في الداخل تح��ت هذه الحجج‬ ‫والذرائع‪ ،‬ثم انش��غال العراق بحربه مع إيران بدءاً‬ ‫من عام ‪ ،1980‬ما س��اعد س��وريا على بناء دورها‬ ‫اإلقليم��ي وتم��دّده‪ ،‬وعل��ى ترس��يخ تحالفه��ا مع‬ ‫طه��ران‪ ،‬والحقاً دخول صدام حس��ين إلى الكويت‬ ‫عام ‪ 1990‬ومن ث��م الدخول األميركي إلى العراق‬ ‫عام ‪ ،2003‬وتش��تت الموقف العرب��ي تجاه مجمل‬ ‫هذه التحديات”‪.‬‬ ‫يتضم��ن الكت��اب خمس��ة فص��ول‪ ،‬حي��ث يرد‬ ‫الفص��ل األول تحت عنوان “الربي��ع العربي وجذور‬ ‫االس��تبداد”‪ ،‬ويتح��دث ع��ن ج��دار الخ��وف العربي‬ ‫الذي انهار م��ع اندالع الثورة في تونس‪ ،‬ويس��لط‬ ‫الض��وء عل��ى بعض المقارن��ات وأوجه الش��به مع‬ ‫األح��داث التي جرت ف��ي أوروبا الش��رقية وأعقبت‬ ‫انهي��ار ج��دار برلين‪ ،‬حي��ث كان لتل��ك التجربة أن‬ ‫ج��رت وفقًا لتوجه واضح‪ ،‬حي��ث انتقلت إلى نموذج‬ ‫من الديمقراطية التي أتت كلفتها عالية في بعض‬ ‫األحيان وأع��ادت االعتبار للهويات اإلثنية والقومية‬ ‫التي طمس��ها النظام الشيوعي‪ ،‬وكان ذلك بمثابة‬ ‫إع��ادة خلط للعالقات بين الفئ��ات‪ ،‬وفقاً إلطار من‬ ‫الحريات والديمقراطية‪ .‬ويعتبر الكتاب أن “الرهان‬ ‫عل��ى ب��روز عص��ر عرب��ي جدي��د‪ ،‬وه��و م��ا نحن‬ ‫بصدده‪ ،‬هو رهان عل��ى نظام تتعايش في داخله‬ ‫التنوعات بحرية وتعيد ترس��يم الحدود والمفاهيم‬ ‫فيم��ا بينها‪ ،‬وإن كان لهذا الترس��يم أكالف تتحدد‪،‬‬ ‫وفقاً لما كان س��ائداً في الس��ابق‪ .‬فالمنطقة التي‬

‫س��ارت في اتجاه ب��روز دور لفئات ومح��اور بذاتها‬ ‫تش��هد إعادة التوازن التي تفترض صعوداً للفئات‬ ‫المنافسة لها تقليدياً”‪.‬‬ ‫في الفصل الثاني “س��وريا والدور اإلقليمي”‬ ‫يرك��ز الكاتب عل��ى االدعاءات التي س��اقها النظام‬ ‫الس��وري واس��تثماره للورقتي��ن الفلس��طينية‬ ‫واللبنانية لتوسيع دوره االقليمي فقط‪:‬‬ ‫“فالصراع��ات الت��ي ذهبت إلى حدّ التش��ظي‬ ‫ف��ي المنطقة وتناثرت إرهاصاتها إلى حدود بعيدة‬ ‫اس��تطاعت الني��ل م��ن كل التراكي��ب المجتمعي��ة‬ ‫وفعلت فعلها في المنظومة الثقافية بش��كل عام‪.‬‬ ‫فهي ل��م تلج‪ ،‬وال لم��رة واحدة‪ ،‬إل��ى الواقعة التي‬ ‫تعتب��ر أن الص��راع في األص��ل هو داخ��ل ثقافي‪،‬‬ ‫ويتلخّ��ص في عدم ّ‬ ‫تمك��ن التي��ارات المدنية من‬ ‫مواصلة عملية التجديد بس��بب اصطدامها بالوعي‬ ‫الع��ام‪ ،‬القوم��ي منه وغير القومي‪ ،‬وبس��بب خلط‬ ‫الثقافي بالسياس��ي‪ ،‬ناهيك عن أد لجة الش��عارات‬ ‫وتكبيرها وقمع النخبة الت��ي يُعوّل عليها في أيّ‬ ‫م��ن عمليات التغيير‪ ،‬وذلك ّ‬ ‫بكل الطرق ومن قِبَل‬ ‫ّ‬ ‫كل التيارات‪ ،‬قومية كانت أم إسالمية أو سلطوية‪.‬‬ ‫فل��م يك��ن المطل��وب م��ن القوميي��ن أن يقوم��وا‬ ‫بح��ركات تصحيحي��ة‪ ،‬إنم��ا كانت األم��ور تفترض‬ ‫بالحد األدنى تقبّل فكرة المشاركة واإلصالح”‪.‬‬ ‫“وأي��اً تك��ن النتائ��ج الت��ي نجم��ت ع��ن تجذّر‬ ‫طقوس��يات الممانع��ة ف��ي الممارس��ة الرس��مية‬ ‫ف��إن ذل��ك أدّى وظيفته في غير وجه��ة‪ ،‬وقاد إلى‬ ‫ّ‬ ‫كثي��ر من اإلبهام وإلى االنح��راف في تطور الوعي‬ ‫ٍ‬ ‫القومي‪ ،‬وبذلك فقد ّ‬ ‫عُطلت ردود الفعل الطبيعية‬ ‫الت��ي تق��وم بها أيُّ قومي��ة عندما تتع��رض لغزو‬ ‫ثنائ��ي االتج��اه يس��تهدف هويته��ا كال��ذي يحدق‬ ‫بالعرب من حين آلخر”‪.‬‬ ‫وفي نهاية الفصل يعرج أبو كروم على الثورة‬ ‫الس��ورية وكي��ف انته��ى األم��ر بالممانع��ة لتقتل‬ ‫الشعب السوري لثائر‪.‬‬ ‫ويتح��دث الفص��ل الثال��ث “صح��وة إي��ران‬ ‫وتحوالت المنطقة” عن توس��ع إيران في المنطقة‬ ‫واس��تغاللها للص��راع العرب��ي االس��رائيلي لتعيد‬ ‫أحالمه��ا االمبراطوري��ة وتعتمد الهجوم والتوس��ع‬ ‫كوسيلة من وسائل الدفاع‪:‬‬ ‫“يحكمه��ا تاري��خ طوي��ل م��ن االحت��كاك مع‬ ‫الحض��ارات المحاذية لها؛ تاريخ تتجاذبه الصراعات‬ ‫التوس��عية‪ ،‬حيث يحم��ل تاريخها معادلة بس��يطة‬ ‫تخل��ص إل��ى االس��تنتاج بأنه��ا إذا ل��م تتدخل في‬ ‫محيطها فس��تصبح هي مرتعًا للتدخالت‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ه��ي تقع في صلب المحي��ط العقالني الذي يزاوج‬ ‫بي��ن البعدي��ن الدين��ي والسياس��ي ف��ي القضايا‬ ‫العامة‪ ،‬وتخضع لما يس��مى “الزم��ن الموضوعي”‬ ‫الذي ال يقاس باأليام أو السنوات إنما بثقل الوعي‬ ‫التاريخ��ي الغالب عل��ى أمور الحي��اة واتباع ظروف‬ ‫الماضي”‪.‬‬ ‫في الفص��ل الراب��ع وتحت عن��وان “لبنان من‬ ‫أزمة نظ��ام إلى مأزق منظومة”‪ ،‬ي��رى الكاتب أنه‬ ‫في ظل الوجود السوري في لبنان تداعت الوطنية‬ ‫اللبناني��ة م��ع الوق��ت في مقاب��ل تنام��ي وظيفة‬ ‫لبنان كمدى توس��عي للنظام في سوريا وحلفائه‪،‬‬ ‫“فالمشروع القومي فاتهُ أن يتالزم مع إطار الدولة‬ ‫ذات الح��دود الواضحة والنهائي��ة‪ ،‬وصار ّ‬ ‫لكل نظام‬

‫ياسر مرزوق‬

‫قومي عربي “توسّعيته”‪،‬‬ ‫كما يخلص الكاتب إلى أن الخروج السوري من‬ ‫لبن��ان عام ‪ 2005‬كان خروج��ًا صوريًا‪ ،‬ترك بعدها‬ ‫لبنان ليحكمه السالح واالغتياالت‪.‬‬ ‫ويتط��رق الفص��ل الخام��س “المقاوم��ة‬ ‫وإش��كالية الداخل” للمقاومة في لبنان ‪ -‬تدرج في‬ ‫الوظائف واألهداف ويق��ول “فالصحيح أنه يصعب‬ ‫مقارن��ة تاري��خ المقاوم��ات في الش��رق األوس��ط‬ ‫بمقاومات أخ��رى‪ ،‬إذ أن للمنطقة خصوصيتها من‬ ‫حي��ث التركيب المجتمعي‪ ،‬ثم من حيث اإلش��كالية‬ ‫الحضاري��ة الت��ي نش��أت م��ع الغ��رب ف��ي س��ياق‬ ‫اس��تعماره وتدخالته وأطماع��ه‪ ،‬ومن حيث فائض‬ ‫العوام��ل الديني��ة والمذهبي��ة المتداخل��ة‪ ،‬وأيضًا‬ ‫لناحية العدوان اإلسرائيلي الذي ال تلجمه القوانين‬ ‫والش��رائع الدولية‪ .‬وهذا ما أتاح للمقاومة أن تحتل‬ ‫مساحة في الواقعين السياسي والشعبي أكثر مما‬ ‫تفترضه الحقيقة التي تقول‪ ،‬أن المقاومة ترتبط‬ ‫حكمًا بوجود االحتالل وتزول عند زواله‪.‬‬ ‫والواق��ع أن وج��ود دولة إس��رائيل بح��دّ ذاته‬ ‫هو بمثابة عدوان مس��تمر عل��ى ّ‬ ‫كل العرب طالما‬ ‫أنه��ا ال ترضخ لش��روط التس��وية معه��م وال تعيد‬ ‫للش��عب الفلس��طيني حقوقه‪ .‬وقد دأب��ت التجارب‬ ‫التي اعتمدت مس��ار المقاومة عل��ى تجاوز الحدود‬ ‫الموضعية لهذه القضية‪ ،‬وذلك في إطار المواجهة‬ ‫الشاملة مع العدو”‪.‬‬ ‫“وهناك اس��تحالة في التوفيق بين س��ياقين‬ ‫مختلفين لتحقيق األهداف السياسية‪ :‬سياق القوة‬ ‫التمثيلية وس��ياق القوة العس��كرية‪ ،‬إذ أن ًّ‬ ‫كال من‬ ‫هذين الس��ياقين يخضع العتبارات مختلفة‪ :‬األول‬ ‫للمعادل��ة الوطنية التي تعمل تحت س��قف النظام‬ ‫والدولة والمؤسس��ات‪ ،‬أما الثاني‪ ،‬فيرتبط بالواقع‬ ‫اإلقليمي أو بالمشروع اإلقليمي وبمصدر التسليح‬ ‫والتذخير والتمويل‪ ،‬ما يش��رّع الب��اب أمام التدخل‬ ‫الخارج��ي وأمام إع��ادة صياغ��ة وتوزي��ع الوالءات‬ ‫بشكل عام!"‪.‬‬


‫مثنى مهيدي‬

‫نقاش (حاد)‪ .‬أي ساخن‪ ،‬تفرض السّخونة على المواد المُسَخّنَة‪ .‬شيئاً من الفوران‪.‬‬ ‫عند الدّخُول في‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫تُضطرُّ أحياناً (إذا ُكنتَ إحدى المواد)‪ .‬او داخ�ل ً‬ ‫ا في النقاش إلى البدء بطلب‬ ‫وللحاجة الماسّ��ة لتهدِئة الس��خونة‪.‬‬ ‫اإلذن‪ .‬لقول‪ :‬كلمتين بس‪.‬‬ ‫لذا‪ .‬سنكتفي بكلمتين‪:‬‬

‫وأقول ألحد الصحفيين‪:‬‬ ‫صحيفة عالمية‪ .‬نشرت على صفحاتها الرئيسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 21‬أوكتوبر‪ ،‬صور ًة لوجه القذافي‪ .‬أُ َ‬ ‫ً‬ ‫خِذت عن طريق‬ ‫أن ‪143‬‬ ‫كاميرا هاتفٍ جوّال‪.‬‬ ‫رُغم وجود عددٍ جيد‪ .‬من كاميرات وكاالت األنباء في ليبيا‪.‬‬ ‫لم ُ‬ ‫يكن هذا الحدث الكبير‪ .‬الذي هزّ بالضرورة‪ .‬أغلب دول العالم‪.‬‬ ‫لم ُ‬ ‫يكن يحتاج لتوثيقه‪ .‬إال لعدسة هاتفٍ جوّال‪.‬‬ ‫لم يحتج إلى كرين‪ .‬أو هيلوكبتر‪ .‬في إحدى الساحات‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫ً‬ ‫متبوعة بكلمتي‪:‬‬ ‫برأس واضح للحراك الشّعبي‪ .‬كما يسميه‪( ،‬فهو لم يقت ِنع حتى اآلن بكلمة ثورة‪ .‬إال‬ ‫إلى من يُطالب ٍ‬ ‫الثامن من آذار)‪ ،‬أقول له‪:‬‬ ‫عند زيارتك أليٍّ من األوابد التاريخية الس��ورية‪ .‬األوابد‪ ،‬واآلثار‪ ،‬والرّموز‪ ،‬فإنّك لن ترى توقيعاً‪ .‬أليِّ نحاتٍ كان‪ .‬في‬ ‫معبد ِبل‪ ،‬أو على منحوتة االله يرحبول‪.‬‬ ‫راو مُحدّد‪ .‬ألساطير أوغاريت وبعل‪ .‬وكارت‪.‬‬ ‫ولن تسمع عن ٍ‬ ‫ولن تُشاهد رمزاً تركهُ أحد الفنانين‪ .‬لشخصِه في ألواح ماري‪.‬‬ ‫وهاهو الشّعب‪ .‬ينحتُ إحدى أوابده‪ .‬بدون توقيع قائد‪.‬‬

‫فزلكة سورية ‪. .‬‬

‫كلمتـان‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪15‬‬ ‫من مظاهرات الشباب السوري الثائر | ركن الدين‬


‫اندساسية‪....‬‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫اليوم اخلام�س والع�شرون ‪2 / 25‬‬

‫الساعة قرابة الرابعة بعد الظهر‪ ،‬أجلس‬ ‫ ‬ ‫وراء طاولت��ي المصنع��ة من خش��ب الس��حاحير‪ ،‬وقد‬ ‫زينته��ا بغالف من مجلة "أنباء موس��كو" أصفر اللون‬ ‫عليه صور ملونة لألطفال جميلة ولطيفة‪.‬‬ ‫الصـ��ورة األولـ��ى عنوانهـ��ا‪" :‬صي��د النم��ر"‬ ‫البافليش��ين‪ .‬الثانية‪" - :‬صيد الزرافة"‪ .‬الثالثة‪" :‬صيد‬ ‫التس��ماح"‪ .‬الص��ورة الرابع��ة‪" - :‬حكاي��ة أوزبكي��ة"‬ ‫لخليل��وف‪ ،‬وتمثل فتاة نائم��ة مالمحها مالمح مغولية‬ ‫ترت��دي بيجامه وقميص وتحلم ببي��وت بعيدة تظهر‬ ‫واضحة‪ ،‬ومالم��ح لحيوان يتأمل‪ .‬وقربهـ��ا فتاة يقـف‬ ‫إلى جانبهـا ثعلـب يحيطـه جـو من الضبـاب واأللـوان‪.‬‬ ‫الص��ورة الخامس��ة تحم��ل نف��س العن��وان‪ ،‬ونفس‬ ‫االس��م والحكاية هنا مص��ورة‪ ،‬في مقدم��ة الصورة‬ ‫فتاة بلباس الصيد وعلى رأس��ها خوذة وتطلق س��همًا‬ ‫يش��به س��هام ‪ /‬ديبانا ‪ /‬آلهة الصي��د‪ .‬الصورة األخيرة‬ ‫عنوانها‪" :‬النسر الخشبي" من سلسلة "حكايا روسية"‬ ‫وهي كم��ا يبدو من الحكايا الس��حرية‪ ،‬وهناك نماذج‬ ‫ملونة ألش��خاص ولنس��اء يجمعها التش��ابه مع حكايا‬ ‫ألف ليلة وليلة‪.‬‬ ‫ل��ون ه��ذه اللوح��ات زه��ري وس��ماوي وأصفر‪،‬‬ ‫والوج��وه مريحة ومدهش��ة‪ ،‬تذكرت فن الرس��م في‬ ‫اإلمبراطورية التيمورية التي كانت عاصمتها بخارى‪،‬‬ ‫حي��ث ازدهر ف��ن الرس��م وازدهرت الموس��يقى وقد‬ ‫حكم��ت هذه اإلمبراطورية جزءاً من الهند‪ ،‬وكان "تاج‬ ‫مح��ل" من أعظم معالم معماريتها‪ ،‬كما ازدهر الخط‬ ‫ز وهذه اإلمبراطورية حكمت باكس��تان وأفغانس��تان‬ ‫الحاليتان‪.‬‬ ‫ه��ذه الرس��وم البديع��ة‪ ،‬وذك��رى إمبراطوري��ة‬ ‫تيم��ور‪ ،‬و"تاج محل" ورس��وم حكاي��ات كليلة ودمنة‪،‬‬ ‫وبعض رس��وم أل��ف ليلة وليلة‪ ،‬أفض��ل لي من حرب‬ ‫الخليج وم��ا في احت�لال الكويت‬ ‫من تهور ومغامره‪.‬‬ ‫س��ألت أح��د أصدقائ��ي‬ ‫الظرفاء يوم قامت حرب تشرين‬ ‫عن ه��ذه الح��رب‪ ،‬فق��ال‪ - :‬أنها‬ ‫كان��ت س��بباً إليق��اف مسلس��ل‬ ‫"عماشه عكاش��ة" عن البث‪ ،‬ولذا‬ ‫لعنته��ا وال أزال ألعنه��ا‪ .‬وه��ذا‬ ‫ينطبق على ح��رب الخليج‪ ،‬فهذه‬ ‫الرسوم‪ ،‬والصور أفضل ألف مرة‬ ‫منها ومن العراك حولها والنقاش‬ ‫فيها‪.‬‬

‫اليوم ال�ساد�س والع�شرون‬ ‫‪2 / 26‬‬

‫اس��تيقظنا صباحًا على خبر‬ ‫انس��حاب الق��وات العراقي��ة من‬ ‫الكوي��ت‪ ،‬وقد أك��دت كل األخبار‬ ‫العربي��ة واألجنبية عل��ى انهزام‬ ‫النظام العراق��ي وعلى أنه يدمر‬ ‫نفس��ه بنفسه‪ ،‬الذي كان يراهن‬ ‫على أن النظ��ام العراقي صاحب‬ ‫مش��روع تجاهل أن ه��ذا النظام‬

‫على فرديته‪ ،‬وعدم ش��عبيته ونش��ره الرعب والخوف‬ ‫في صفوف الجماهير وتهجيره أكثر من أربعة ماليين‬ ‫م��ن العراقيين‪ .‬مثل ه��ذا النظام ال يمك��ن أن يكون‬ ‫بمستوى الوطن وبمستوى المواطن‪.‬‬ ‫ف��ي المهاجـ��ع رأي��ان‪ :‬رأي يقـول دون مس��ايرة‬ ‫أن نظ��ام ص��دام الف��ردي والمتغط��رس‪ ،‬والنائ��ي‬ ‫ع��ن الش��عبية‪ ،‬والمدم��ر‪ ،‬ال يمك��ن أن يك��ون ع��دواً‬ ‫لإلمبريالي��ة‪ ،‬فهو أداة من أدواته��ا‪ .‬ورأي يرى عكس‬ ‫ذل��ك ويؤكد عداوة النظام ألمي��ركا وأنه يحقق تطلع‬ ‫الوطنيي��ن والتقدميين في الوطن العربي‪ .‬وقد تكلم‬ ‫في هذا الس��ياق كل م��ن الفريق الش��اذلي والمفكر‬ ‫محمد عابد الجابري منذ يومين في محطات اإلذاعة‪.‬‬ ‫وأظن أن كليهما يتحدثان من باب تشجيع العراق‬ ‫من أجل خوض المعركة البرية لربما يكون عند حسن‬ ‫الظن‪ ،‬فالتقدميون وأصحاب اآلراء الس��ديدة ال يمكن‬ ‫أن يكونوا ضده ومع إس��رائيل وأميركا‪ ،‬هذه األنظمة‬ ‫التي أمضت عقوداً وهي بالحكم وهي ال تستمر شهراً‬ ‫واحداً لوال سطوة المخابرات وسيطرة قانون الطوارئ‪،‬‬ ‫واألح��كام العرفية والمحاكم الميدانية واالس��تثنائية‬ ‫وس��لخ المواطن من الجنس��ية وتهديد أهله باإلبادة‪،‬‬ ‫وفي أحس��ن األح��وال باالعتقال‪ .‬والواق��ع أن النظام‬ ‫السياس��ي العرب��ي مرف��وض وه��و حك��م مفروض‬ ‫على الجماهير‪ ،‬وأميركا وإس��رائيل مرفوضتان‪ .‬على‬ ‫المواطن العربي أن يعتمد على نفس��ه لمواجهة مثل‬ ‫هذه األنظمة ومواجهة أميركا كذلك ألنها راعية هذه‬ ‫األنظمة المدّعية والمفروضة‪.‬‬

‫اليوم ال�سابع والع�شرون ‪2 / 27‬‬

‫ل��م أنم نوماً مريح��ًا أو هانئًا‪ .‬ش��ربت في النهار‬ ‫عدة مرات ماء المتة وتناولت أكواب الش��اي بعد الغداء‬ ‫وسُ��مِحَ لي بالخ��روج إلى الممر أكثر من س��اعتين‪،‬‬ ‫وم��رت الليل��ة الماضية بن��وم متقطع‪ .‬اس��تمعت إلى‬

‫إذاع��ة عمان وإلى خطاب مضر ب��دران رئيس الوزراء‬ ‫في مجلس النواب األردني‪.‬‬ ‫دار الخط��اب ح��ول الوض��ع في الع��راق‪ ،‬ومعنى‬ ‫االنس��حاب وش��د العزائم‪ ،‬وأك��د أن المعرك��ة البرية‬ ‫الفاصل��ة ل��م تب��دأ ومكانه��ا اآلن في جنوب ش��رقي‬ ‫الع��راق ف��ي س��هل مل��يء بالس��باخ‪ .‬كم��ا س��معت‬ ‫الدكتورين محمد عابد الجابري ورفعت السعيد‪ ،‬فأكدا‬ ‫أن المعرك��ة القادمة س��تدور في الع��راق وأن الهدف‬ ‫األمريك��ي هو تدمي��ر العراق‪ ،‬وتأدي��ب األمة العربية‬ ‫وتخويف العالم الثالث‪.‬‬ ‫أتأمل قلي ً‬ ‫ال في النظام الس��وري وأتأمل في دور‬ ‫رئيسه حافظ األسد منذ كان وزيراً للدفاع في هزيمة‬ ‫‪ 5‬حزي��ران وطل��ب الضب��اط الوطنيي��ن من��ه تقديم‬ ‫استقالته وتقديمه للمحاكمة‪ .‬البعض في القيادة لم‬ ‫يوافق‪ .‬أظن أن الس��بب أن قيادة تل��ك األيام الثورية‬ ‫ّ‬ ‫والمغَفلة يجب تقديمه��ا برمتها إلى المحاكمة‪ ..‬اآلن‬ ‫حافظ األس��د العب أساسي في أوراق المنطقة‪ ،‬وبعد‬ ‫خوض��ه حرب تش��رين التحريكية رغ��م إصراره على‬ ‫تس��ميتها تحريري��ة قو ًال وإذاع��ة وفي كت��ب التاريخ‬ ‫المقرره‪ .‬أتأمل في ش��خصه وش��خص صدام حسين‬ ‫فأعتقد أنهما جاءا بضوء أخضر أمريكي‪.‬‬ ‫لقد انتهى حزب البعث كمبش��ر بالوحدة والحرية‬ ‫واالش��تراكية‪ ،‬من��ذ قام��ت عناصر مغام��ره وضعيفة‬ ‫االط�لاع عل��ى تاري��خ المنطق��ة ف��ي كال القطري��ن‬ ‫العراقي والس��وري بانقالبهما‪ّ ،‬‬ ‫فحل اإلرهاب والعنف‬ ‫وأُلصِ��ق ذل��ك بح��زب البع��ث ال��ذي يؤم��ن باآلخ��ر‬ ‫والديمقراطية‪.‬‬

‫اليوم الثامن والع�شرون ‪2 / 28‬‬

‫انتهى كل شيء وقد تبين ذلك منذ الصباح عندما‬ ‫أعلن ب��وش تعليق القصف‪ ،‬ووقف إط�لاق النار‪ .‬لقد‬ ‫كسبت اإلمبريالية المعركة بأقل‬ ‫الخس��ائر‪ ،‬وت��م تدمي��ر العراق‪،‬‬ ‫وتبي��ن أن الحلفاء يتفوقون بكل‬ ‫ش��يء‪ .‬أما الط��رف العراقي فإن‬ ‫قيادته تج��ازف بكل ش��يء‪ ،‬كما‬ ‫تبين أن القي��ادة الفردية ظاهرة‬ ‫ف��ي الجان��ب العراق��ي أم��ا ف��ي‬ ‫جان��ب الحلفاء فالقي��ادة جماعية‬ ‫وعلمي��ة وتكنولوجي��ة‪ ،‬كم��ا لم‬ ‫تستطع القيادة العراقية أن تحول‬ ‫المس��ألة إلى حرب شعبية لتغلب‬ ‫الطبيعة العنجهية للنظام وعدم‬ ‫تهيئ��ة األمـ��ور قبي��ل المعركـ��ة‬ ‫والتن��ازل أم��ام المهجِّري��ن‬ ‫والمعارض��ة والتس��لط األمن��ي‬ ‫وأمام الشيعة واألكراد‪..‬‬ ‫ه��ذه بداي��ة للقض��اء عل��ى‬ ‫النظ��ام العراق��ي‪ ..‬إنه��ا فاجع��ة‬ ‫ل��كل التقدميي��ن ف��ي الوط��ن‬ ‫العرب��ي‪ .‬وس��ترتفع العص��ا أكثر‬ ‫في وج��ه الحكام العرب الخانعين‬ ‫لإلمبريالي��ة وهيمنته��ا عل��ى‬ ‫النفط العربي‪.‬‬

‫عمل للفنان سمير الخليل | في ضو تحت هالعتمة‬


‫عبد ال�سالم العجيلي ‪2006 - 1919‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫كان فوج اليرموك الثاني بقيادة أديب الشيشكلي‬ ‫ال��ذي كان ضابط��اً برتب��ة رئي��س‪ ،‬وهي الرتب��ة التي‬ ‫تح��ول اس��مها اليوم إل��ى رائد أو مق��دم‪ ،‬وكان دخولنا‬ ‫إلى فلس��طين من الحدود اللبناني��ة‪ ،‬جنوب بنت جبيل‬ ‫والنبطية‪ ،‬فى ليلة الثامن من ش��هر يناير سنة ‪.1948‬‬ ‫باشرنا عملياتنا االستكش��افية والحربية التي ال مجال‬ ‫للتفصيل عنها‪ ،‬طيلة الش��هور الخمس��ة التي س��بقت‬ ‫موعد دخول قرار التقس��يم مرحل��ة التنفيذ‪ .‬واذا كنت‬ ‫ق��د عدت بع��د تلك الش��هور إل��ى ماكني ف��ى مجلس‬ ‫النواب متابعاً مس��يرتي السياس��ة تحت قب��ة البرلمان‬ ‫وف��ي المحاف��ل المختلف��ة‪ ،‬وعل��ى صفح��ات الجرائ��د‬ ‫والمج�لات‪ ،‬ف��إن التجربة الت��ي عدت بها م��ن المعاناة‬ ‫على أرض الواقع في فلسطين فتحت عيني على أمور‬ ‫كثيرة وبصرتني بأمور كثيرة كنت بعيدًا عن معرفتها‬ ‫مثل اآلخرين الذين لم يتح لهم معايش��ة ما عايش��ته‬ ‫أنا‪ .‬اكتش��فت في تلك التجربة أش��ياء كثيرة عن س��ير‬ ‫أمورن��ا‪ ،‬وعن خصائص ش��عوبنا‪ ،‬وعن أق��دار رجالنا‪،‬‬ ‫ومن س��وء الحظ أن تجربتي‪ ،‬كما رددت في مناس��بات‬

‫أسبوعية‬

‫كثي��رة‪ ،‬قد تكش��فت لي عما خيب أمل الش��اب المثالي‬ ‫ال��ذي كنته في تلك األيام‪ ،‬ومن س��وء الحظ كذلك أن‬ ‫س��ير أمورن��ا القومية منذ ع��ام ‪ 1948‬إل��ى اليوم جاء‬ ‫مؤيدا تقديراتي الس��يئة ع��ن وضعنا وإمكاناتنا‪ ،‬وهي‬ ‫التقديرات التي وضعتها لنفسي في ذلك الحين "‪.‬‬ ‫وم��ن الكثي��ر ال��ذي كتبه عب��د الس�لام العجيلي‬ ‫ع��ن تجربته الفلس��طينية مق��االت أصدرته��ا مديرية‬ ‫الثقافة في منظمة التحرير الفلس��طينية تحت عنوان‬ ‫"فلسطينيات عبد السالم العجيلي ‪."1994‬‬ ‫ع��ام ‪1958‬اقت��رن العجيل��ي بس��يدة دمش��قية‪،‬‬ ‫وأنج��ب منها أربعة أوالد‪ ،‬وفجع ببكره بش��ر بعد ما بلغ‬ ‫الش��باب‪ ،‬وبعي��د ذلك كان طالق العجيل��ي من زوجته‪،‬‬ ‫يقول العجيلي عن تجرب��ة الزواج‪ " " :‬يبدو لي أن أهم‬ ‫ح��دث ف��ي حياتي هو زواج��ي‪ .‬فقد غيّر من س��لوكي‬ ‫ف��ي كثير م��ن نواحي الحياة وس��اقني ف��ي مناهج ما‬ ‫كنت أنتهجها لواله‪ ،‬س��واء في مس��لكي اليومي أو في‬ ‫طريقة نظرتي للمجتمع أو المستقبل‪ .‬وبالزواج علمت‬ ‫أني رجل من غم��ار الناس‪ ،‬أعني أني فرد من جماعة‪،‬‬ ‫يس��ري عل��يّ ما يس��ري عليهم مهما تص��ورت أن لي‬ ‫فرديّتي واس��تقاللي‪ .‬وهذه هي إح��دى حقائق الحياة‬ ‫ّ‬ ‫نظ��ل غافلين أو متغافلين‬ ‫الت��ي قد تكون مرّة‪ ،‬والتي‬ ‫عنها حتى نرتبط بالمجتمع بروابط األسرة "‪.‬‬ ‫عام ‪ 1962‬تول��ى عدداً من المناصب الوزارية في‬ ‫وزارة الثقاف��ة وال��وزارة الخارجية واإلع�لام‪ ،‬ردد عبد‬ ‫الس�لام العجيلي أن األدب بالنس��بة ل��ه متعه وهواية‪،‬‬ ‫بال��كاد يبقى له��ا من وقت��ه القليل ال��ذي يفضل عما‬ ‫تقتضيه مهنة الطب والرحالت واألسرة وإدارة إرث أبيه‬ ‫منذ توفي عام ‪.1963‬‬ ‫ل��ه إرث كبي��ر ومتن��وع بي��ن القص��ة القصي��رة‬ ‫والرواي��ة والمقاالت والمجموعات الش��عرية والحوارات‬ ‫والمراثي والكتب األخرى المتنوعة‪.‬‬ ‫ترجم��ت أعمال��ه إلى ع��دد م��ن اللغ��ات العالمية‬ ‫الفرنس��ية ‪ -‬اإلنكليزي��ة ‪ -‬األلماني��ة ‪ -‬اإليطالية ونال‬ ‫وس��ام االس��تحقاق الس��وري من الدرجة الممتازة عام‬ ‫‪ 2004‬وتوفي في الخامس من نيسان عام ‪ .2006‬عن‬ ‫عم ناهز ‪ 88‬عامًا‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ول��د عبد الس�لام العجيل��ي عام ‪ 1919‬ف��ي مدينة‬ ‫الرق��ة آلل العجيل��ي األس��رة الوجيه��ة‪ ،‬يص��ف العجيلي‬ ‫طبيعة نش��أته في الرقة قائ ًال‪ " :‬ول��دتُ في الرقة‪ .‬بلدة‬ ‫صغي��رة‪ ،‬أو قرية كبيرة على ش��اطئ الف��رات بين حلب‬ ‫ودير الزور‪ .‬من الناحية االقتصادية كان أغلب أهل الرقة‪،‬‬ ‫وأس��رة العجيل��ي منهم‪ ،‬يعيش��ون حياة نص��ف حضرية‬ ‫بأنهم كانوا في الشتاء يقيمون في البلدة فإذا جاء الربيع‬ ‫خرج��وا إلى البادية يرعون فيه��ا أغنامهم ويتنقلون بين‬ ‫مراعي الكأل حتى أوائل الخريف‪ .‬وقد عش��ت هذه الحياة‬ ‫ف��ي صباي فأ ّثرت فيّ كثيراً وقبس��تُ منها كثيراً في ما‬ ‫كتب��ت‪ ..‬متى ولدتُ‪ ،‬ل��م يكن في الرقة ف��ي تلك األيام‬ ‫س��جالت ثابتة للمواليد‪ .‬ويبدو أني ولدت في أواخر تموز‬ ‫ف��ي س��نة ‪ 1918‬أو ‪ .1919‬وأنا أصرّ دوم��ًا على التاريخ‬ ‫األول رغم أن األغلب هو صحّة التاريخ الثاني"‪.‬‬ ‫تربى العجيلي على يد جده تربية صارمة‪ ،‬وتلقى‬ ‫تعليم��ه ف��ي الرّق��ة‪ ،‬وحم��ل الش��هادة االبتدائية عام‬ ‫‪ ،1929‬ث��م مضى إلى حلب‪ ،‬وفاز بالمرتبة األولى على‬ ‫مس��توى س��ورية في الثانوية‪ .‬وانتهى به المطاف إلى‬ ‫دراس��ة الطب في الجامعة السورية‪ ،‬ليعود إثر تخرجه‬ ‫ع��ام ‪ 1945‬إلى الرّق��ة‪ ،‬ويفتتح عيادت��ه الخاصة التي‬ ‫ً‬ ‫مشرعة ألهالي المنطقة‪.‬‬ ‫بقيت أبوابها‬ ‫بقي ولع��ه بالكتابة س��راً حتى اجتي��ازه المرحلة‬ ‫الثانوية‪ ،‬وفي عام ‪ 1926‬نشر قصته األولى " نومان "‬ ‫بتوقيع " ع‪ .‬ع‪ " .‬في مجلة الرس��الة المصرية‪ ،‬كما نشر‬ ‫بأس��ماء مستعارة قصصاً وقصائد وتعليقات في مجلة‬ ‫"المكشوف " اللبنانية‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1937‬نشرت مجلة الحديث مسرحية " أبو‬ ‫العالء المعري "‪ ،‬وقد حملت هذه المسرحية التي فازت‬ ‫بمس��ابقة المجلة‪ ،‬توقي��ع " المقنع "‪ ،‬أي عبد الس�لام‬ ‫العجيل��ي‪ .‬وكذلك جرّب العجيلي م��ن تقنيات القصّ‪:‬‬ ‫الرس��ائل والمذك��رات واألح�لام والمنول��وج والتفريع‪،‬‬ ‫وكت��ب العجيلي م��ن أدب الرحالت وم��ن المقالة‪ ،‬حيث‬ ‫قدم في عشرات الصحف والمجالت‪:‬‬ ‫وف��ي عام ‪ 1943‬فازت قصت��ه "حفنة من الدماء "‬ ‫بجائزة مس��ابقة مجلة الصباح‪ ،‬وفي عام ‪ 1945‬شارك‬ ‫في رحلة إلى مصر حيث حضر حفلة أم كلثوم والتقى‬ ‫بالش��اعر أحمد رامي‪ ،‬وفي دمش��ق أيضًا نظم مع عدد‬ ‫من الظرفاء والكتاب "عصبة الساخرين "‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1948‬انتخب نائب��ًا عن مدين��ة الرقة‪ ،‬وفي‬ ‫الع��ام نفس��ه أص��در أول مجموعات��ه القصصية عام‬ ‫‪ ،1948‬بعنوان بنت الس��احرة‪ ،‬وفي العام نفس��ه أيضًا‬ ‫تطوّع العجيلي النائب في البرلمان السوري في جيش‬ ‫اإلنقاذ‪ ..‬ويقول عن تجربته‪:‬‬ ‫" احتلل��ت مقع��دي فى مجل��س الن��واب فى وقت‬ ‫وصل��ت في��ه القضي��ة الفلس��طينية إلى قم��ة التأزم‪.‬‬ ‫تأل��ب العالم الغرب��ي‪ ،‬ومعه االتحاد الس��وفيتي‪ ،‬على‬ ‫حق الع��رب وصدر قرار هيئة األمم المتحدة بتقس��يم‬ ‫فلس��طين‪ ،‬عل��ى أن يطب��ق ه��ذا القرار ف��ى ‪ 15‬مايو‬ ‫س��نة ‪ .1948‬ل��م ي��رض الع��رب‪ ،‬ش��عوبًا وحكوم��ات‬ ‫بالق��رار الجائر وتنادوا إل��ى الحيلولة دون تنفيذه بقوة‬ ‫الس�لاح عن طري��ق الجهاد الش��عبي المتمث��ل بأفواج‬ ‫جي��ش اإلنقاذ‪ ،‬وهي أف��واج تألفت من متطوعي البالد‬ ‫العربي��ة المختلف��ة‪ ،‬أو ًال‪ ،‬ثم بتدخل الجيوش الس��مية‬ ‫إذا اقتض��ى األم��ر بع��د ذلك‪ ،‬وف��ى غمرة أح��داث تلك‬ ‫الفت��رة الحرج��ة وجدتن��ي أهج��ر مهام��ي كنائ��ب فى‬ ‫المجل��س وألتح��ق متطوع��اً بمجاهدي ف��وج اليرموك‬ ‫الثان��ي م��ن جي��ش اإلنقاذ‪ ،‬وه��و الفوج الس��وري من‬ ‫ذل��ك الجي��ش‪ ،‬يرافقني فى ذلك االلتح��اق زميلي فى‬ ‫النيابة األس��تاذ أكرم الحوران��ي‪ ،‬أكون فى مقدمة من‬ ‫دخلوا األرض الفلسطينية من المجاهدين‪ ،‬سعيًا وراء‬ ‫نصرة فلسطين العربية واستنفاذها من مخالب تحالف‬ ‫الصهيوني��ة العالمية وأعداء الع��رب فى العالم الغربي‬ ‫على أرض العرب المقدسة‪.‬‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪17‬‬


‫حممد من�صور‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫لي��س أتفه م��ن كذب��ة بثينة ش��عبان ع��ن اختطاف‬ ‫الثوار ألطفال من ريف الالذقية ونقلهم إلى الغوطة‬ ‫لقتلهم بغاز سارين وتصويرهم‪ ،‬سوى كذبة بوتين‬ ‫عن وجود مفاعل نووي صغير قرب دمشق‪ ،‬وتحذيره‬ ‫من تس��رب يورانيوم مش��ع في حال تم ضرب نظام‬ ‫األس��د‪ ..‬إذا كانت إس��رائيل ذهبت إلى أقصى الشرق‬ ‫الس��وري في دي��ر الزور ع��ام ‪ 2007‬لتض��رب موقع‬ ‫الكب��ر هناك‪ ..‬فهل يعقل أنها ل��م تعرف بوجود هذا‬ ‫المفاع��ل على بعد عش��رات الكيلو مت��رات فقط من‬ ‫حدوده��ا‪ ..‬أو أنه��ا عرف��ت وكتمّ��ت عل��ى الموضوع‬ ‫كي يكش��فه بوتي��ن فجأة في حال ق��رر أحد التدخل‬ ‫عسكرياً ضد سوريا؟!‪ ..‬باهلل يا بو علي آزابطة معك!‬

‫حممد م�شطا‬

‫طف��ل وحيد‪ ،‬بحزمة‬ ‫ل��و قام أح��د الموتورين‪ ،‬برمي ٍ‬ ‫ورود قاس��ية بقصد قتله‪ ،‬فقتله‪ ،‬إلستوجب استنفار‬ ‫العال��م ضد ه��ذه الفعل��ة النك��راء‪ .‬لك��ن العالم لم‬ ‫يتح��رك لنجدة س��وريا بعد أكثر من مائ��ة ألف قتيل‬ ‫مات��وا بظ��روف مؤس��فة‪ .‬ال يمكنن��ي اإلقتن��اع ب��أن‬ ‫الكيماوي وحده ه��و الموجب الحقيقي الالزم لتحرك‬ ‫العال��م ضد القتل‪ ،‬إال أن بات يش��كل خطورة عليهم‬ ‫هم‪ ،‬وليس من أجل أطفالنا‪.‬‬

‫يامن ح�سني‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫ه��ل هناك ما س��يغير ه��ذا الم��وت؟؟‪ ..‬ال أعتقد‪ ،‬وال‬ ‫أس��أل‪ ..‬فقط أعترض‪ ..‬قولوا على هذه األرض كان‬ ‫هناك ش��عب يحب الحياة‪ ..‬يصلي ظهراً ويشرب عرقًا‬ ‫مع م��ازا من قطع خيار وزيتون لي ًال وال يقرأ أدونيس‬ ‫وال رأس المال وال خطبة الوداع‪ ..‬شعب من كثرة حبه‬ ‫للماء يضع خوابي الم��اء أمام البيوت‪ ،‬وأمام المحالت‬ ‫لعاب��ري الطريق‪ ،‬وفي كل ش��ارع حنفي��ة ماء تنقط‬ ‫روي��داً رويداً للعطش��ى ف��ي الطري��ق‪ ،‬تعلوها آيات‬ ‫وتمائم عن أرواح الموتى‪ ..‬نعم نحن نفرق الماء عن‬ ‫أرواح الموت��ى‪ ..‬افتح يديك كمن يبتهل إلهًا ما‪ ..‬غبّ‬ ‫من بردى عن روح بلد قتيل‪..‬‬

‫حممد ال�شعار‬

‫تنام كل العواصم‪ ..‬في سرير دمشق‪.‬‬ ‫في المعتقل‪ ..‬عبثًا يمنعونها عن النوم لتبوح‪..‬‬ ‫دمشق ال تبوح إال لعشاقها!‪..‬‬

‫�إميان جان�سيز‬

‫أسبوعية‬

‫س��يمضي وقت طوي��ل‪ ..‬أيه��ا الس��وريون التائهون‬ ‫ف��ي المنافي‪ ..‬قب��ل أن ترف حمائم الش��ام‪ ..‬مغادرة‬ ‫مقالتك��م‪ ..‬وقب��ل أن تتالش��ى نق��وش الحن��اء من‬ ‫كفوفك��م الملوحة تلويح��ة الوداع‪ ..‬وقب��ل أن تبتلع‬ ‫لهجاتكم لغ��ات غريبة س��تتقنونها‪ ..‬الم��كان فيها‪..‬‬ ‫لحكمة المتنبي‪ ..‬وعذابات قيس بن الملوح‪ ..‬ربما لن‬ ‫يبقى منها إال حاء الحنين‪ ..‬وألف األسى‪..‬‬ ‫س��يمضي وق��ت أط��ول‪ ..‬قب��ل أن تفق��د خطواتكم‬ ‫ذاك��رة دروب عرفتموها‪ ..‬وقب��ل أن تضيع المواويل‬ ‫والعتابات من حناجركم‪ ..‬لكن قلوبكم س��تظل تهفو‬ ‫النحناءات الحروف في ريشة خطاط عربي‪ ..‬وستظل‬ ‫عيونكم سخية بالدمع إذ تصغون إلى‪ :‬سكابا يادموع‬ ‫العين س��كابا‪ ..‬س��يظل ذل��ك اإلرث العظيم من وجع‬ ‫عتيق‪ ..‬يئن في أرواحكم‪..‬‬ ‫وإن أس��لمتم ال��روح‪ ..‬فس��يظل المش��يعون حائري��ن‪..‬‬ ‫يتساءلون‪ ..‬عن سر رائحة الياسمين المنبعثة من أكفانكم‪..‬‬

‫شي بينتقد المعارضة مش��ان تهمة حرق كنيسة بمعلوال‪ ،‬وهية ما‬ ‫صرلها ش��ي‪ ..‬وشي بيس��كت على ضرب كنائس عربين من النظام مع‬ ‫أن��و الخبر مؤكد‪ ..‬بس الش��وزوفرينيا هية لما بيك��ون هوة نفس ذات‬ ‫الشخص اللي انتقد األول وسكت ع التاني‪..‬‬ ‫معتصم أبو الشامات‬ ‫�أمان البزرة‬ ‫مس��اكين الس��وريين يل��ي عايش��ين بالغرب��ة‪ ..‬عم‬ ‫يتصوروا مع زبدية التسئيّة!‪..‬‬

‫فدوى روحانا‬ ‫المش��كلة ف��ي مؤي��دي النظ��ام الس��وري أنه��م لم‬ ‫يتغي��روا‪ ..‬الب�لاد قامت فيها براكي��ن وزالزل أخرجت‬ ‫الجمي��ل والقبيح والش��رير والطيب‪ ،‬كش��فت أرواحنا‬ ‫الصافي��ة والمش��وهة‪ ،‬فتت��ت المعان��ي وش��ظت‬ ‫المفاهي��م‪ ،‬فجرت األحقاد وفاضت ب��االرادة والوفاء‪،‬‬ ‫بالدموع والدماء‪ ،‬اغتالت اف��كاراً وولدت أخرى‪ ،‬حبلت‬ ‫باالمنيات وأجهضت ثم حبلت‪ ..‬مرة أخرى‪ ..‬وأمام كل‬ ‫ذلك وقفوا متحجرين ولم يتغيروا‪..‬‬

‫حازم العظمة‬ ‫الس��وريون كان��وا موعودي��ن بالتق��دم والحري��ة‬ ‫وباإلنضمام إل��ى العالم المعاصر في الخمس��ينات‪..‬‬ ‫كان لهم برلمان منتخب‪ ..‬وصحافة حرة وفهم واس��ع‬ ‫اإلنتش��ار لقي��م المدني��ة‪ ..‬اقتصادي��ًا س��وريا كانت‬ ‫تتق��دم بس��رعة وكان له��ا إقتصاد مس��تقل نس��بيًا‬ ‫وينم��و بس��رعة‪ ..‬لك��ن ه��ذا كل��ه كان ممنوع��ًا في‬ ‫"الشرق األوسط"‪ ..‬وما زال ممنوعاً‪..‬‬

‫خلود زغري‬ ‫كان يمكن لبوست "السيدة األولى" أن يبقى متصدراً‬ ‫قوائم الفيسبوك لوال الفيديو المنافس "للمستشارة‬ ‫األولى" اليوم!! ما كملت معك يا بهية‪..‬‬

‫مو�سى العمر‬ ‫يُحك��ى أن حافظ األس��د كان في رحل��ة صيد ومعه‬ ‫عالم دين فأطلق من (الجفت) على كش��ة طيور في‬ ‫الس��ماء فأخطأها‪ ..‬فقال له‪ :‬يا س��بحان اهلل!! يطرن‬ ‫وهُنّ ميتات يا سيادة الرئيس‪..‬‬

‫با�سل حافظ‬ ‫ضحايا هيروشيما وناجازاكي هم أمريكيون خطفهم‬ ‫الياباني��ون أثن��اء هجومه��م عل��ى بي��رل هاربر ثم‬ ‫جمعوه��م في هاتين المدينتين وألقوا عليهم قنابل‬ ‫ذرية‪.‬‬

‫نوار بلبل‬ ‫خالت��و بس��ينة اهلل يرض��ى عليك��ي ارجعيل��ي على‬ ‫هالمطب��خ وش��ئّيلي عال��رز اليحت��رق واهلل بعدي��ن‬ ‫مابتخلصي من لسان جوزك‪ ..‬شو دحشك بالسياسة‬ ‫مابعرف‪..‬‬

‫ن�ضال الدب�س‬ ‫في سوريا‪:‬‬ ‫أنصار الكروز‪ ..‬ثوار‪ ..‬أنصار السكود‪ ..‬مواالة‪..‬‬ ‫أنصار السياسة‪ ..‬خونة‪ ..‬وأنصار سوريا‪ ..‬شهداء‪..‬‬

‫م�صعب النمريي‬

‫في تنين فلبينيين جنبي عم يتناولوا الملف السوري‬ ‫بالعاطل‪..‬‬

‫�أمين وردة‬

‫اهلل يرحمه��ا أم��ي كان��ت تق��ول على ح��دي متجبّر‬ ‫وطاغ��ي ع البش��ر‪( ..‬اهلل يبعتل��وا ضربة من غامض‬ ‫علم اهلل)‪ ..‬اهلل يرحمك شو كنتي إستراتيجية‪..‬‬

‫با�سم �صباغ‬

‫صار عندي بموبايلي ‪ 76‬رقم خارج التغطية‪ ..‬يا اهلل‬ ‫هذه هي القسوة‪ ..‬هذه هي الحرب‪..‬‬

‫وليد نظامي‬

‫لكل بني آدم وطنين‪ .‬وطنه‪ ،‬وس��وريا حتى ما يبقى‬ ‫وبش ع سطح األرض وما يشرف لهون‪.‬‬

‫عماد دروي�ش‬

‫هدايا الحُجاج عام ‪ :2014‬مس��بحة‪ ،‬مسواك‪ ،‬غالون‬ ‫مي زمزم‪ ..‬غالون كيماوي سعودي أصلي‪..‬‬

‫خالد �شالح‬

‫مؤتمر صحفي بدمش��ق لرئيس لجنة األمن القومي‬ ‫اإليران��ي وعبارة مكتوبة بالفارس��ي بن��ص الغرفة‬ ‫باس��م "كنفران��س مطبوعات��ي"‪ ..‬وب��دون ترجمة‪..‬‬ ‫حلوة السيادة الوطنية‬

‫�أغيد بريي�ص‬

‫"ال للح��رب على س��وريا " الفاتي��كان يدعو إلى صالة‬ ‫باس��م االب واالب��ن والروح الق��دس‪ ..‬يا أبون��ا‪ ..‬منذ‬ ‫اثني��ن وأربعين عاماً ونحن نقتل باس��م األب واالبن‬ ‫وتحرير القدس‪..‬‬

‫حممد ال�شيخ‬

‫قناة الجزيرة مارح تفضى للس��وريين نهائيا إال يرجع‬ ‫مرسي‪..‬‬

‫با�سل داود‬

‫كل اإلنتص��ارات الل��ي ع��م يس��طروها الطرفين ما‬ ‫بتعادل الحصول على ربطة خبز من الطرفين‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬ ‫أحد االعتصامات ف��ي مدينة الرقة ضد عمليات الخطف في المدينة‬

‫"عل��ى النظ��ام الضرب بي��د من حدي��د إلعادة‬ ‫األم��ن واألم��ان وإنه��اء الش��غب والعصاب��ات‬ ‫المدسوسة"‪ ..‬هذا ما يحاجج فيه مؤيدي النظام‬ ‫دفاعاً عنه بال إنس��انية وبالتفكي��ر بأرواح أخوة‬ ‫لهم‪ ..‬وكأن النظام يفرّق أص ًال بين مدس��وس‬ ‫أو إرهاب��ي وبي��ن مواطن س��وري يطالب بحقه‬ ‫المشروع‪ ..‬وكأننا كنا فع ًال نعيش األمن واألمان‬ ‫خالل كل السنين التي مضت‪.‬‬ ‫ومثل ممارسة العنف‪ ..‬فإن التحريض على العنف‬ ‫هو مس��بب واض��ح لكل أعمال القت��ل المرتكبة‬ ‫اليوم بحق الشعب السوري‬ ‫"عل��ى أمي��ركا الضرب بيد من حدي��د كل أركان‬ ‫النظام ومؤسس��اته العس��كرية إلسقاطه"‪ ..‬هذا‬ ‫مايحاجج به مؤيدي أميركا بال إنسانية وبالتفكير‬ ‫بأرواح أخوة لهم‪ ..‬وكأن أميركا تفرّق أص ًال بين‬ ‫عسكري ومدني‪ ..‬وكأن أميركا فع ًال حريصة على‬ ‫وقف القتل المرتكب من قبل النظام في سوريا‪..‬‬ ‫وكأنن��ا أتينا من األدغال والنعرف من هي أميركا‬ ‫وماهي العراق اليوم مث ًال‬ ‫ومث��ل ممارس��ة العن��ف‪ ..‬ف��إن التحريض على‬ ‫العنف هو مس��بب واضح لكل أعمال القتل التي‬ ‫س��ترتكب بحق الشعب الس��وري‪ ..‬كل ما أعرفه‬ ‫هو أن األسباب تعددت والموت واحد‪..‬‬ ‫لكن حين يسقط صاروخ للنظام أو للجيش الحر‬ ‫فوق رأس أبي أو إخوتي فأنا ‪ -‬على األقل ‪ -‬أعرف‬ ‫أن��ي جزء من هذه المعادل��ة التي اخترتها وأني‬ ‫أدفع الثمن الباهظ مثلي مثل كثيرين لما هتفنا‬ ‫يوماً "الشعب يريد إسقاط النظام"‪.‬‬ ‫لك��ن حين يس��قط ص��اروخ ف��وق رأس أبي أو‬ ‫إخوت��ي ألن "أمي��ركا تريد وقف مج��ازر النظام"‬ ‫لن أس��تطيع أن أحاكم أوباما‪ ..‬أستطيع فقط أن‬ ‫أحاكم ثور ًة وثوار س��وريين كانوا يوماً داعمين‬ ‫للتدخل األمريكي في بلدنا ونسف كل ماناضلنا‬ ‫ألجله على مدى سنتين‪.‬‬ ‫ساشا أيوب‬ ‫في دمش��ق‪ ..‬م��ن ذاكرتي التي تحاول ش��هور‬ ‫م��ن االغتراب قص حبالها‪ ..‬الحر يش��عل لهيب‬ ‫الجس��د حت��ى في العي��ون منتص��ف الظهيرة‪..‬‬ ‫أص��وات القصف م��ن األماك��ن المحيطة تجعل‬ ‫دقات قلبك مس��موع ًة في عروق أذنيك‪ ..‬اقترب‬ ‫مني ٌ‬ ‫رجل مس��نٌ ممزق الثياب مهلهل الهيئة‪..‬‬ ‫وس��ألني (يا بنتي شو اس��م هالشارع)‪ ..‬انتبهت‬ ‫لعائل��ة كامل��ةٍ عل��ى األرض وراءه مكون�� ٌة من‬ ‫أجسادٍ عدة صغيرة وامرأةٍ ضئيلة الحجم وقلت‬ ‫له (هذا ش��ارع النصر)‪ ..‬صرخ��ت طفل ٌة صغير ٌة‬ ‫وراء عباءت��ه (جاي النصر جاي النصر) أخرس��تها‬ ‫األم واضع�� ًة يده��ا على فم الصغي��رة‪ ..‬فهمت‬ ‫الحالة وسألت عن مسكنهم فقال األب (دوما)‪..‬‬ ‫عرض��ت المس��اعدة باالمكان��ات الهزيلة التي‬ ‫لدي ورف��ض األب بحزم قائ ًال (أن��ا ابن المزارع‬ ‫وم��ا بتحمل البي��وت‪ ..‬حرق��وا أرض��ي‪ ..‬خليني‬ ‫بالشارع أحس��ن)‪ ..‬ليس��ت الحالة رغم قسوتها‬ ‫هي ما تثير ش��جوني اآلن إنم��ا أرضه المحروقة‬ ‫وعذابات الرجل المشرد بالرحيل‪ ..‬حريق البيوت‬ ‫واألراض��ي واألرواح‪ ..‬حرق��ة القل��وب‪( ..‬س��وريا‬ ‫تحترق) ليست جمل ًة رمزي ًة نرميها على جدراننا‬ ‫االلكتروني��ة ونمضي‪ ..‬ما نكتبه على بس��اطته‬ ‫وعاطفيته لي��س ماد ًة س��ينمائية لالفالم‪ ..‬هو‬ ‫واقعٌ يلهب الجسد والشرايين وأكاد أشم رائحة‬ ‫الصلصال المتفحم والجم��ر‪ ..‬لن أندب وأنوح‪..‬‬ ‫لكن هل سينتهي قبل نهايتنا (زمن الحرائق)‪..‬‬ ‫‪‎‬رباب البوطي‪‎‬‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫«ولدت وحيداً وهرماً‪ ،‬أنا إله الحرب ال مكان لي بينكم»‪ .‬هذا ما س��معه‬ ‫المسافر مما قاله الكهل قبيح الوجه حين اقتربت منه حواء الصغيرة وسألته‬ ‫لمَ يمكث بين الركام وحيداً‪ .‬ثم رآه المس��افر وهو يشجب في البكاء عندما‬ ‫المس��ت تجاعيد وجه��ه بيديها ونظرت إل��ى عينيه المرهقتي��ن‪ .‬ثم حدثته‬ ‫ً‬ ‫قائل��ة‪ :‬لقد حان موعد نوم��ك ولن تكون لك صحوة بعد اآلن‪ ،‬س��تنام حتى‬

‫ت��زول عنك آالم ما ظلمت به أجدادنا‪ .‬ولم��ا عانقته كان أول اآللهة النائمين‬ ‫ممن بحث عنهم اإلنسان طوي ً‬ ‫ال ليمحو عنهم أوجاعهم‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو‬ ‫دقق النص‪ :‬سيما نصار‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫الآلهـــة النائمـــون‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪19‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 8 | )103‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫نداء فك احل�صار‬ ‫عن خميم الريموك‬ ‫شيرين حايك‬ ‫في ظاهرة ليس��ت بغريبةٍ عل��ى نظام عمادهُ‬ ‫المجزرة والدم‪ ،‬بدأ النظام السوري حصاره لمخيّم‬ ‫اليرموك الفلس��طيني جن��وب العاصمة الس��ورية‬ ‫دمشق مع بداية العام الحالي‪ ،‬مع تقييد شبه كامل‬ ‫لحرك��ة المواطنيين المدنيي��ن الذين كان ذنبهم‬ ‫أن فتحوا بيوتهم الفلسطينية للنازحين من دمشق‬ ‫وريفه��ا هرباً من قصف النظ��ام وعنفه‪ .‬ومع بداية‬ ‫ش��هر تموز ‪ /‬يوليو ق��ام النظام بتش��ديد الحصار‬ ‫على المخيّم ومنع أيّ من المواد الغذائيّة وحليب‬ ‫األطف��ال من الوصول إلى داخ��ل المخيّم مما أدى‬ ‫إلى ظهور أزمة غذائيّة راح ضحيتها بعض األطفال‬ ‫الذين توفوا نتيجة الجفاف‪.‬‬ ‫م��ع إزدياد حال الجوع وصل األمر باألهالي إلى‬ ‫أنه��م يقومون بأكل لحوم القط��ط والكالب ممن‬ ‫يس��تطيعون إصطيادهم في المنطقة‪ .‬لهذا قامت‬ ‫مجموعة الجمهوريّة بإطالق نداء عاجل‪ ،‬ترجم إلى‬ ‫أهم لغات العالم‪ ،‬هدفه الرئيس��يّ فكّ الحصار عن‬ ‫بشكل‬ ‫المخيّم والس��ماح بإدخال األغذية والحليب‬ ‫ٍ‬ ‫أساس��يّ إلى داخل��ه‪ .‬كما جا َء في البيان إس��تنكارا‬ ‫ً مباش��راً لإلن��روا وإهماله��ا ألوض��اع الالجئيي��ن‬ ‫الفلس��طينيين الذين قصفوا‪ ،‬وحوصروا‪ ،‬وشرّدوا‬ ‫في س��وريا من قبل األسد اإلبن الذي َ‬ ‫مازال يتدعي‬ ‫ممانعتهُ إلسرائيل ودعمه للقضيّة الفلسطينية‪.‬‬ ‫المخيّم اليوم على مش��ارف كارثة إنس��انيّة‪،‬‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫حوال��ي س��بعين أل��ف مدن��ي مهددي��ن بالموت‬ ‫جوع��اً بداخله‪ ،‬وبقدر م��ا قد يبدو األمر مس��تحي ً‬ ‫ال‬ ‫ف��إن النظام ال��ذي َ‬ ‫قتل في س��اعاتٍ‬ ‫عند الس��مع ّ‬ ‫قليل��ة حوالي ‪ 1600‬مواط��ن مدني معظمهم من‬ ‫األطفال ل��ن يتوانى عن تكرار ذلك بأش��كال عدّة‬ ‫بغريب‬ ‫ق��د يكون التجوي��ع أحداه��ا‪ .‬وهذا لي��سَ‬ ‫ٍ‬ ‫علي��ه فهو يحاصر األحي��اء القديمة في حمص ُ‬ ‫منذ‬ ‫ما يقارب العام والنصف ومناطق عدّة في دمش��ق‬ ‫وريفها وحاصر قبل ذل��ك درعا مع بداية انتفاضها‬ ‫ف��ي وجه��ه‪ .‬المختلف فيم��ا يخ��صّ اليرموك هو‬ ‫أن معظ��م المناطق المذكورة أع�لاه كانت تمتلك‬ ‫تماس��ا ً حدوديّ��ا ً ال يقع ضمن س��لطة النظام أو‬ ‫داخل ح��دوده مما اس��تطاع تأمين منف��ذاً صغيراً‬ ‫للم��وارد الغذائيّ��ة األساس��يّة ما يس��تطيع إبقاء‬ ‫المواطني��ن بداخلهِ على قيد الحي��اة‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من أن العديد قض��وا نحبهم وهم يحاولون إدخال‬ ‫األغذية إلى داخل المناطق المحاصرة إال أن الثغرة‬ ‫الصغيرة كانت موجودة‪ ،‬في اليرموك األمر مختلف‪،‬‬ ‫فجغرافي��ا اليرموك تعزله ع��ن أيّ ثغرة يمكن لها‬ ‫ّ‬ ‫تش��كل منفذاً صغيراً لألغذية األساس��يّة‪ ،‬هذا‬ ‫أن‬ ‫م��ن جه��ة‪ ،‬واإلكتظ��اظ العمراني ال��ذي يحدّ ما‬ ‫يمكن تأمينه داخل المخيّم‪ ،‬من جهةٍ أخرى‪ .‬ففي‬ ‫مناطق أخرى‪ ،‬حمص مث ً‬ ‫ال‪ ،‬إستطاع السّكان القيام‬ ‫باإلعتماد على الحدائق وما ينمو فيها من حشائش‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)72465‬‬ ‫دمشق‪5450 :‬‬ ‫ريف دمشق‪16773 :‬‬ ‫حمص‪10884 :‬‬ ‫درعا‪6286 :‬‬ ‫إدلب‪11754 :‬‬ ‫حلب‪11754 :‬‬

‫أحد االعتصامات ف��ي مدينة الرقة ضد عمليات الخطف في المدينة‬

‫دير الزور‪4481 :‬‬ ‫الرقة‪874 :‬‬ ‫السويداء‪49 :‬‬ ‫حماة‪5029 :‬‬ ‫الالذقية‪852 :‬‬ ‫طرطوس‪309 :‬‬ ‫الحسكة‪520 :‬‬ ‫القنيطرة‪361 :‬‬

‫نوع ما‪،‬‬ ‫صالحة لألكل لإلعتماد على تأمين غذاء من ٍ‬ ‫أمّـا في اليروموك فحتّى هذا يعتبر ترفاً نظراً لعدم‬ ‫توفره‪ .‬باإلضافة إلى أن الحالة الماديّة المتواضعة‬ ‫لالجئيين‪ ،‬الفلس��طينيين منهم والسوريين‪ ،‬داخل‬ ‫المخيّ��م تجعل من الوض��ع أكثر تأزم��اً وتمنع أيّ‬ ‫محاولة تهريب أغذية إلى داخله‪.‬‬ ‫الطفلة جنى حس��ن‪ ،‬والتي ل��م يتعدى عمرها‬ ‫البضعة أش��هر‪ ،‬توفيت بحالة جف��افٍ بعدَ أن تمّ‬ ‫منع والدتها‪ ،‬التي خرجت من المخيّم َ‬ ‫قبل تش��ديد‬ ‫بش��كل‬ ‫ثانية‬ ‫الحصار وتمّ منعها من الدخول إليه‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫قطع��يّ مما أدى إل��ى وفاة الطفلة الت��ي لم تقبل‬ ‫حليباً غي��ر حليب والدتها أو حنان��اً غير حنان أمّها‬ ‫وحضنها‪.‬‬ ‫الجدي��ر ذكرهُ في هذا الص��دد أن عدداً كبيراً‬ ‫من السوريين والفلسطينيين ‪ -‬السوريين كانوا قد‬ ‫هربوا من س��وريا ولجأوا إلى األراضي الفلسطينيّة‬ ‫المحت ّل��ة‪ .‬إذ يق��دّر ع��دد الذي��ن لجأوا إل��ى غزّة‬ ‫بحوالي ‪ 2000‬إلى ‪ 2500‬ش��خص‪ ،‬حسب تقديرات‬ ‫ناش��طين في القطاع‪ ،‬منهم بع��ض العائالت التي‬ ‫تعود إلى أصلٍ فلس��طيني وأخرى س��وريّة فضلت‬ ‫أن تلج��أ إلى غزّة التي تس��تهدفها إس��رائيل على‬ ‫البقاء تحت رحمة صواري��خ نظام الممانعة الذي ال‬ ‫يقل عدد الذين يقتلهم في مجزرة واحدة عن المئة‬ ‫في أحسن األحوال‪.‬‬ ‫‪ 5484‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2486‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 5133‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 17841‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 54624‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 9 / 7‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.