Souriatna issue 106

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫مركز توثيق االنتهاكات ينا�شد املنظمات الدولية‬ ‫للإفراج عن املعتقالت يف �سجون النظام ال�سوري‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫ملف اإلخبار من إعداد‪ :‬زليخة سالم‬ ‫ناش��د مركز توثيق االنتهاكات في س��وريا جميع‬ ‫المنظم��ات الدولية الحقوقية منها واإلنس��انية وعلى‬ ‫رأس��ها اللجنة الدولية للصليب األحم��ر‪ ،‬التدخل فوراً‬ ‫م��ن أجل اإلف��راج عن جمي��ع المعتقالت في س��جون‬ ‫النظ��ام الس��وري‪ ،‬والوق��وف عل��ى الممارس��ات التي‬ ‫تتعرض لها المعتقالت في سجن عدرا للنساء‪.‬‬ ‫وق��ال المرك��ز في بيان صحفي‪ ،‬أن س��جن عدرا‬ ‫المركزي للنساء أصبح أشبه "بفرع أمني" آخر‪ ،‬خاصة‬ ‫فيما يتعلق بالممارس��ات التي تتعرض لها المعتقالت‬ ‫من جهة‪ ،‬ونظراً لس��وء األوضاع الصحية وقلة الغذاء‬ ‫وس��واها من جهة أخرى‪ .‬ويقع هذا السجن في مدينة‬ ‫ع��درا التابعة لمحافظة ريف دمش��ق‪ ،‬وهو إلى جانب‬ ‫سجن الرجال من الناحية الجنوبية الشرقية‪ ،‬وقد شهد‬ ‫هذا السجن أحداثًا متسارعة خالل الفترة األخيرة كان‬ ‫آخره��ا تنفيذ اإلضراب المفت��وح عن الطعام من قبل‬ ‫المعتق�لات قبل أس��ابيع‪ ،‬للمطالبة بتحس��ين ظروف‬ ‫االعتقال واإلسراع في العرض على المحاكم‪.‬‬ ‫وأوضح المركز أن س��جن عدرا للنس��اء ينقس��م‬ ‫إلى قس��م جنائي‪ :‬يختص بالتهم الجنائية المختلفة‪،‬‬ ‫وقسم سياس��ي‪ :‬ينقس��م بدوره إلى جناحين ‪ -‬جناح‬ ‫اإلي��داع‪ :‬ويض��م كاف��ة المعتق�لات اللوات��ي يت��مّ‬ ‫تحويلهن م��ن األفرع األمني��ة المختلف��ة‪ ،‬ويبلغ عدد‬ ‫المعتق�لات حالي��ا فيه حوال��ي ‪ 140‬معتقل��ة‪ ،‬وجناح‬ ‫التوقي��ف‪ :‬ويضمّ حالياً أكثر م��ن ‪ 40‬معتقلة‪ ،‬وتنقل‬ ‫إلي��ه المعتقالت اللواتي تمّ عرضه��نّ على القضاء‪،‬‬ ‫والرقم في تزايد مس��تمر في الجناحين نتيجة للعدد‬ ‫الكبي��ر ال��ذي يت��مّ تحويله إل��ى القضاء م��ن األفرع‬ ‫واألجهزة األمنية المختلفة‪.‬‬ ‫وأكد أح��د المحامين للمركز أن القس��م الجنائي‬ ‫يض��مّ أيضاً عدداً م��ن المعتقالت السياس��يات‪ ،‬وأنه‬ ‫صادف أكثر من عشرة حاالت لمعتقالت تم اعتقالهن‬ ‫م��ن قب��ل األف��رع األمني��ة عل��ى خلفي��ة المش��اركة‬ ‫بنش��اطات الث��ورة أو عل��ى خلفي��ات سياس��ية‪ ،‬وتمّ‬ ‫إيداعهنّ في القس��م الجنائي‪ ،‬ليتمّ الحقاً تحويلهن‬ ‫للمحاكم��ات الجنائي��ة وبتهم جنائية بحت��ة كالدعارة‬ ‫والسرقة والتعاطي‪.‬‬ ‫وقالت إحدى المعتقالت لمركز توثيق االنتهاكات‬ ‫ف��ي س��وريا أنه بعد أن ت��مّ تحويلها من فرع س��رية‬ ‫المداهمة ‪ 215‬والتابع لش��عبة المخابرات العسكرية‪،‬‬ ‫تفاج��أت بإيداعه��ا ف��ي قس��م "اإلي��داع الجنائي" مع‬ ‫العشرات من السجينات اللواتي كانت التهم الموجّهة‬ ‫إليهن هي تهم جنائية وعلى رأسها الدعارة‪ .‬علما أنها‬ ‫اعتقلت بش��هر آذار ‪ 2013‬وذلك على خلفية النش��اط‬ ‫اإلعالمي والميداني الثوري‪.‬‬ ‫وأجمع كل من قابله��ن المركز من معتقالت‪ ،‬أن‬ ‫س��جن عدرا للنس��اء ال يختلف كثيراً عن أي فرع أمني‬ ‫آخ��ر‪ ،‬ب��ل أن العديد من المعتقالت أك��دّن أنه تحوّل‬

‫نداء عاجل‬ ‫لإنقاذ‬ ‫املعتقلني‬ ‫املحالني‬ ‫�إىل املحاكم‬ ‫امليدانية‬

‫إلى فرع أمني بحت وخاصة قس��م "اإلي��داع"‪ ،‬بعد أن‬ ‫من��ع العميد ـ فيصل العقلة ـ م��ن محافظة دير الزور‬ ‫وهو الضابط المس��ؤول عن الس��جن‪ ،‬جميع الميزات‬ ‫الت��ي تتمتع به��ا الس��جون المركزية ع��ادة‪ ،‬فقد منع‬ ‫التلفاز والراديو والبراد وش��راء الخض��ار واللحوم بل‬ ‫حت��ى أنه منع صناع��ة األعمال اليدوي��ة مثل صناعة‬ ‫"الخ��رز والص��وف"‪ ،‬ومنع إج��راء المكالم��ات الهاتفية‬ ‫للمعتق�لات مع ذويهم بش��كل مطلق‪ ،‬كم��ا تمّ منع‬ ‫األهالي من إحضار الكت��ب للمعتقالت‪ ،‬أو أي نوع من‬ ‫أنواع األطعمة‪ ،‬وكانت عمليات التفتيش االستفزازية‬ ‫تت��م بس��بب أو بدونه‪ ،‬وبأبش��ع األس��اليب‪ ،‬حيث كان‬ ‫يتم جلب العديد من الس��جينات من "قس��م الدعارة"‬ ‫ويأمرهن الضابط بتفتيش كافة أغراض المعتقالت‬ ‫الش��خصية‪ ،‬وق��د بدأت ه��ذه اإلجراءات في ش��هر آب‬ ‫‪.2012‬‬ ‫وتخض��ع النس��اء المعتق�لات ف��ي س��جن ع��درا‬ ‫لعقوب��ات مختلفة‪ ،‬كأن توضع المعتقلة في المنفردة‬ ‫لفت��رات طويل��ة‪ ،‬أو أن يدخ��ل عناص��ر الس��جن إلى‬ ‫المهج��ع وينهال��ون بالضرب عل��ى النس��اء بالهراوات‬ ‫ويشدونهن من شعرهم أو يضربونهن على أقدامهم‬ ‫"الفلقة"‬ ‫إحدى المعتقالت وصفت ما يحدث في سجن عدرا‬ ‫للنس��اء "بالموت البطيء" وذلك فيما يتعلق بطريقة‬ ‫التعام��ل مع المعتقالت المريضات في الس��جن‪ ،‬حيث‬ ‫أنه ال يوجد في س��جن عدرا للنس��اء أطباء مختصون‬ ‫لعالج المعتق�لات‪ ،‬رغم وجود نس��اء حوامل وأطفال‬ ‫صغ��ار ونس��اء مس��نات ونس��اء مريض��ات بأمراض‬

‫وج��ه مرك��ز توثي��ق االنته��اكات ف��ي‬ ‫سوريا مناشدة عاجلة إلنقاذ المعتقلين في‬ ‫قسم اإليداع لصالح المحاكم الميدانية في‬ ‫سجن عدرا المركزي‬ ‫ونق��ل المرك��ز ع��ن مص��ادر موثوقة‬ ‫أن��ه ب��دأ تحوي��ل ع��دد م��ن المعتقلين في‬ ‫قسم اإليداع في س��جن عدرا المركزي إلى‬ ‫المحاكم الميداني��ة‪ ،‬حيث تنتظرهم أحكام‬ ‫باإلع��دام أو النق��ل إل��ى س��جن صيدناي��ا‬ ‫العسكري بعد صدور أحكام مديدة بالسجن‪.‬‬ ‫وأش��ار إل��ى وج��ود نح��و ‪ 250‬معتق ً‬ ‫ال‬

‫خبيثة‪ ،‬وتقوم إدارة الس��جن بتبرير عدم وجود رعاية‬ ‫صحية للمعتقالت بأن الطريق إلى المستشفى خطر‬ ‫جداً بسبب االشتباكات وأنه يجب رفع برقية لجهة ـ لم‬ ‫تقم إدارة الس��جن بتسميتها ‪ -‬والموافقة عليها لنقل‬ ‫المريضة للعالج‪ ،‬وقد ش��هد الس��جن عدة حاالت وفاة‬ ‫كان آخره��ا ما ح��دث مع إحدى الس��جينات حيث كانت‬ ‫مريضة ج��داً وأصيبت بما يش��به "الجلطة" أو "ضيق‬ ‫التنفس" توفيت على أثرها مباشرة‪.‬‬ ‫وقالت إحدى الس��جينات التي كانت موجودة يوم‬ ‫الحادث لمركز توثيق االنتهاكات‪:‬‬ ‫لم ت��درك الس��جينات األخريات طبيع��ة المرض‬ ‫الحقيقي الذي كانت تعاني منه (هدى ـ ‪ 39‬عامًا ـ من‬ ‫محافظة حم��ص) فقد كانت تعاني ما يش��به "ضيقًا‬ ‫ف��ي التنفس" أو "الجلطة"؛ رغ��م أن باقي المعتقالت‬ ‫طلبوا من الحراس أخذها إلى العيادة الطبية ولكنهم‬ ‫لم يس��تجيبوا لنداءاتهم‪ ،‬وتوفيت على إثرها مباشرة‬ ‫وكان ذلك في األسبوع األول من شهر شباط ‪2013‬‬ ‫وبحسب ش��هادة إحدى المعتقالت‪ ،‬في شهر أيار‬ ‫‪ 2013‬قام��ت إحدى المعتقالت بمحاولة االنتحار وذلك‬ ‫بقطعها "للش��ريان" وذلك احتجاج��اً على عدم تأمين‬ ‫الحلي��ب لطفلها البالغ من العمر عش��رة أش��هر‪ ،‬حيث‬ ‫كانت قد أنجبته أثناء فترة اعتقالها في س��جن حمص‬ ‫المركزي ومن ثمّ قاموا بنقلها إلى سجن عدرا‪ ،‬وفي‬ ‫حال��ة أخ��رى تمّ تس��جيلها قبل عدة أس��ابيع‪ ،‬توفيت‬ ‫طفل��ة بعد والدتها بثمانية أيام في الس��جن نفس��ه‪،‬‬ ‫وذل��ك نتيجة س��وء التغذي��ة وعدم تواف��ر الحاضنات‬ ‫الخاضة بالمولودين الجدد‪.‬‬

‫مودعين في سجن عدرا المركزي منذ أشهر‬ ‫طويل��ة لصالح المحاكم الميدانية الس��رية‬ ‫والالش��رعية جميعهم م��ن معتقلي الثورة‪،‬‬ ‫ومن النش��طاء المدنيين‪ ،‬وأنه جرى بتاريخ‬ ‫‪ 17‬آب الماض��ي تحوي��ل ثالثي��ن معتق� ً‬ ‫لا‬ ‫إل��ى المحكمة الميداني��ة‪ ،‬وال يعلم أحد عن‬ ‫مصيرهم شيء منذ تاريخه‪.‬‬ ‫كم��ا ت��م إحال��ة ثالثي��ن معتق� ً‬ ‫لا آخرا‬ ‫بتاري��خ ‪ 18‬أيل��ول إلى المحاك��م الميدانية‪،‬‬ ‫وقد قام المعتقلون يومها بتنفيذ استعصاء‬ ‫رفض��اً لإلحالة وم��ا ينتظرهم م��ن مصير‬

‫مجه��ول‪ ،‬فدخل مئ��ات العناصر من س��رية‬ ‫المداهمة وأبرحوهم ضربًا وتنكي ً‬ ‫ال قبل أن‬ ‫يسوقوا أربع وعشرين منهم إلى المحاكمة‬ ‫الميداني��ة وس��تة معتقلي��ن آخري��ن إل��ى‬ ‫المنفردات‬ ‫وذك��ر المرك��ز أن ه��ذه المحاك��م‬ ‫العس��كرية س��رية بش��كل مطل��ق وال يتم‬ ‫إب�لاغ المعتقلي��ن حت��ى بأحكامه��م‪ ،‬التي‬ ‫تك��ون ف��ي معظمه��ا أحكام��اً باإلع��دام أو‬ ‫بأحكام الس��جن المديدة في سجن صيدنايا‬ ‫العسكري‪.‬‬


‫النا�شط الإعالمي عمر حازم‬ ‫العزيزي يلتحق بقافلة ال�شهداء‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أطلق ناش��طون س��وريون حملة تحت عنوان إنقاذ طفلة من أجهزة القمع لحماية روان قداح‬ ‫الت��ي ظهرت على اإلعالم الرس��مي باعترافات من الجلي أنها مكتوبة أمامها‪ ،‬في س��يناريو مكرر‬ ‫رأيناه أكثر من مرة على شاشاتهم‪.‬‬ ‫وأص��در الناش��طون بيانًا للتوقي��ع موجه إلى المفوضية الس��امية لحقوق اإلنس��ان‪ ،‬ومكتب‬ ‫الممثل��ة الخاصة لألمين العام المعنية باألطفال والصراعات المس��لحة‪ ،‬ومنظمة حقوق االنس��ان‬ ‫العالمية هذا نصه‪:‬‬ ‫بتاريخ ‪ 2013 - 9 - 22‬ظهرت الطفلة روان ميالد قداح من مواليد ‪ 1997‬على اإلعالم الرسمي‬ ‫الس��وري محاطة بجو في��ه الكثير من االلتباس وعدم الوضوح وصرحت بأنها مارس��ت الجنس مع‬ ‫عدد من األشخاص بضغط من والدها‪.‬‬ ‫ولما كان والد روان السيد ميالد قداح هو أحد منتسبي الجيش الحر وبالتالي فإن الفعل الذي‬ ‫قام به اإلعالم السوري قد يكون غالبا للضغط على والدها لتسليم نفسه إلى السلطات واالنتقام‬ ‫منه‪ ،‬وأن الطفلة روان قد أجبرت على ترديد اعترافاتها وتم تلقينها الكالم تحت الضغط والتهديد‬ ‫وبكل األحوال فإن اإلعالم الس��وري ومن خلفه النظام قد خرق معاهدة حقوق الطفل التي وقعت‬ ‫عليه��ا الجمهورية العربية الس��ورية وإع�لان جينيف لحقوق الطف��ل ‪ 1924‬وإعالن حقوق الطفل‬ ‫ال��ذي أعلنته الجمعي��ة العامة ‪ 1959‬والمعترف ب��ه باإلعالن العالمي لحقوق اإلنس��ان وفي العهد‬ ‫الدولي الخاص بالحقوق االجتماعية والثقافية ومعاهدة حقوق الطفل الصادرة بتاريخ ‪.1989‬‬ ‫وذلك من خالل اس��تغالل الطفلة روان عبر اإلعالم المرئي استغالال جسديا ونفسيا ومعنويا‬ ‫لتعمي��م فكرة النظام ف��ي الصراع الدائر في س��وريا وبناء عليه ومن أجل حماي��ة حقوق الطفلة‬ ‫روان ولما قد تتعرض له في س��جون النظام وما قد ينتج عن هذا االس��تغالل في مجتمع عشائري‬ ‫فإننا نطلب منكم تش��كيل ضغ��ط حقوقي على النظام إلخراج الطفلة روان من س��وريا وتقديم‬ ‫الرعاي��ة الكامل��ة لها بغض النظر عن الرواية الصحيحة كما أننا نحمل النظام وأجهزته األمنية أي‬ ‫مس��ؤولية عن س�لامة الطفلة روان ونضع هذا التوثيق بين أيديكم لتتحملوا مس��ؤولياتكم تجاه‬ ‫هذا االستغالل والخرق لحقوق الطفل‪.‬‬ ‫ل��ن تكون قصة الطفلة روان قداح التي هزت وجدان الس��وريين (ألن أحداً لم يكن يتخيل أن‬ ‫يصل إعالم النظام إلى هذا الدرك من السفالة وقلة األخالق)‪ ،‬األولى ولن تكون األخيرة‪ ،‬ومازالت‬ ‫قصة زينب الحصني‪ ،‬وسارة عالو‪ ،‬ويمان القادري وغيرهم من الناشطات والناشطين ماثلة أمامنا‬ ‫لسيناريوهات الكذب والتضليل التي مارسها النظام لإلساءة للثورة والثوار وللضغط على ذويهم‪.‬‬

‫دع��ت منظم��ة أطباء بال ح��دود ال��دول والمنظم��ات الدولية إلى‬ ‫إعطاء األولوية لتوفير المس��اعدات اإلنس��انية للس��كان السوريين‪،‬‬ ‫في الوقت الذي ّ‬ ‫تركز معظم المناقش��ات الدبلوماسية بشأن سوريا‬ ‫عل��ى الهجوم باألس��لحة الكيميائي��ة التي وقع مؤخ��راً في الغوطة‪،‬‬ ‫ش��رق دمش��ق‪ ،‬في حين ما زال س��كان المنطقة يواجهون القصف‬ ‫اليومي المتواصل المعت��اد والحصار الخانق على األطعمة واألدوية‬ ‫التي تسمح لهم البقاء على قيد الحياة‪.‬‬ ‫وق��ال الدكت��ور ميغو تيرزي��ان رئي��س منظمة أطب��اء بال حدود‬ ‫والدكتور جان هيرفي برادول‪ ،‬منسق مشاريع المنظمة في سوريا‪،‬‬ ‫في بيان لهما أنه تناقض صارخ بين النش��اط الدبلوماس��ي بش��أن‬ ‫األزم��ة الس��ورية‪ ،‬وبين غياب ش��به تام للمبادرات الت��ي ترمي إلى‬ ‫تحس��ين ظروف إيص��ال المس��اعدات المنقذة للحياة إلى الس��كان‪.‬‬ ‫وهكذا‪ّ ،‬‬ ‫ش��كل اس��تخدام أس��لحة الدمار الشامل في س��وريا خطوة‬ ‫جدي��دة في الح��رب‪ ،‬تمت إدانتها ف��ي جميع أنح��اء العالم ومن قبل‬ ‫األطراف السياس��ية كافة‪ .‬لكن يبدو أن هن��اك تقبّل ضمني لموت‬ ‫عش��رات اآلالف من المدنيين عبر وس��ائل أخرى‪ ،‬ولحرمان الماليين‬ ‫من المساعدات اإلنسانية الحيوية‪.‬‬ ‫وأضاف��ا‪ :‬ال يب��دو أن المس��اعدات اإلنس��انية مدرجة ف��ي قائمة‬ ‫المفاوض��ات الدولي��ة‪ ،‬وال ب��د كخط��وة أولى من رف��ع الحصار على‬ ‫المس��اعدات الموجهة إلى المدنيين الس��وريين الذين يعيشون في‬ ‫المناط��ق الخاضع��ة للمعارضة‪ ،‬بدءاً بس��كان الضواحي الش��رقية‬ ‫لدمش��ق الذين تعرضوا لألس��لحة الكيميائية وما زالوا يُستهدَفون‬ ‫بالقص��ف المتواصل والحصار‪ .‬كما يجب بذل الجهود الدبلوماس��ية‬ ‫كاف��ة لضم��ان أن توفر ال��وكاالت التابع��ة لألمم المتح��دة واللجنة‬ ‫الدولي��ة للصلي��ب األحمر والمنظم��ات غير الحكومية‪ ،‬المس��اعدات‬ ‫الطارئة للش��عب الس��وري‪ ،‬س��واء من خالل دمش��ق أم من البلدان‬ ‫المجاورة لسوريا‪.‬‬ ‫وأوضحا أن معظم المس��اعدات اإلنس��انية الدولية‪ ،‬التي توفرها‬ ‫األمم المتحدة واللجنة الدولي��ة للصليب األحمر‪ ،‬على مدى العامين‬ ‫األخيرين كانت تدخل البالد عبر دمش��ق وتُوزع على السكان حسب‬ ‫إرادة الحكوم��ة‪ .‬وه��ذه الحكوم��ة نفس��ها تمنع توفير المس��اعدات‬ ‫الطبية لسكان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة‪ .‬وتخضع هذه‬ ‫المناطق لقصف مكثف والس��تهداف مراكزه��ا الصحية ومن يحاول‬ ‫تقديم المس��اعدة إلى الس��كان‪ ،‬س��وا ًء كان خبّازاً أم طبيبًا‪ .‬وخالل‬ ‫األيام القليلة الماضية‪ ،‬تعرّض مستشفى ميداني في الباب‪ ،‬شمال‬ ‫س��وريا‪ ،‬للقصف من قب��ل الطيران الحربي الس��وري‪ ،‬م��ا أدى إلى‬ ‫مقتل تسعة مرضى وموظفين طبيين‪.‬‬ ‫وج��اء في البيان‪ :‬هناك أيضًا بعض أعضاء المعارضة المس��لحة‬ ‫الت��ي تلج��أ ه��ي األخرى إل��ى ممارس��ات إجرامية في حق الس��كان‬ ‫والفاعلين اإلنسانيين والصحفيين وأسرى الحرب‪ .‬ورغم أن معظم‬ ‫المعارضي��ن ينفون أي صلة لهم بتلك الممارس��ات‪ ،‬إال أنها ما زالت‬ ‫متواصلة وتعيق توزيع المس��اعدات اإلنس��انية في المناطق األشد‬ ‫حاج��ة إليها‪ .‬لذلك يج��ب على جميع أطراف المعارضة المس��لحة أن‬ ‫يلتزموا جماعياً بضمان سالمة المدنيين والصحفيين والعاملين في‬ ‫المجال اإلنساني‪.‬‬ ‫عل��ى الرغم م��ن كرم البل��دان المج��اورة التي اس��تضافت أكثر‬ ‫م��ن مليوني الجئ‪ ،‬يواجه الس��كان الهاربون من العنف في س��وريا‬ ‫صعوب��ات هائلة قبل عبور الح��دود‪ ،‬والحرمان وانع��دام األمن بعد‬ ‫عبورها‪.‬‬ ‫ودعيا حلفاء الحكومة السورية والمعارضة المسلحة أن يمارسوا‬ ‫على الطرفين المزيد من الضغوط إلقناعهما بأهمية ضمان سالمة‬ ‫المدنيين والصحفيين والعاملين في مجال اإلغاثة‪.‬‬ ‫وقاال‪ :‬بصفتنا عاملين في مجال المساعدات اإلنسانية‪ ،‬ال يتمثل‬ ‫دورنا في أخذ موقف بش��أن الرد المحتمل على االعتداءات باألسلحة‬ ‫الكيميائية أو بش��أن تدخل عس��كري‪ .‬ولكن مهامنا تُلزمنا بالتحدث‬ ‫عالني��ة عندما تُمنع المس��اعدات من الوصول إل��ى من هم بأمس‬ ‫الحاجة إليها‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫معا حلماية روان قداح‪ :‬حملة‬ ‫لإنقاذ طفلة من �أجهزة القمع‬

‫�أطباء بال حدود‪ :‬تدعو الدول‬ ‫واملنظمات الدولية �إىل توفري‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية لل�سوريني‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫اغتالت دولة العراق والش��ام (داعش) الناش��ط اإلعالمي عمر حازم العزيزي المس��مى بعمر‬ ‫دياب برصاصة في رقبته وهو يحاول التهدئة بين الطرفين في مدينة إعزاز‬ ‫ولم تكتف داعش التي تس��تهدف اإلعالميين والناش��طين‪ ،‬بقتل الش��هيد عم��ر العزيزي بل‬ ‫منعت إسعافه ألنه كافر حسب مفهومها‪.‬‬ ‫والش��هيد عمر طالب هندس��ة التح��ق بالثورة م��ن بدايتها وكان مدير المكت��ب اإلعالمي في‬ ‫إعزاز‪ ،‬وغطى كافة المعارك التي قادها لواء عاصفة الشمال‪ ،‬وأصيب عدة مرات إثناءها‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫جلنة التحقيق الدولية امل�ستقلة‪:‬‬ ‫�سوريا �أ�شد بلدان العامل خطر ًا على‬ ‫العاملني يف الإعالم‬ ‫أك��دت لجن��ة التحقي��ق الدولي��ة المس��تقلة حول‬ ‫سوريا‪ ،‬أن سوريا أصبحت أشد بلدان العالم خطراً على‬ ‫العاملين في وسائط اإلعالم (وفي عام ‪ ،2012‬أشدها‬ ‫خط��راً عل��ى حياتهم)‪ .‬فق��د قُتل صحفيون س��وريون‬ ‫ودولي��ون بص��ورة تعس��فية واعتُقل��وا واحتُج��زوا‬ ‫ِّ‬ ‫وعُذبوا واختفوا أثناء تأديتهم عملهم‪ .‬واختار عدد من‬ ‫الصحفيين السوريين النفي الطوعي‪.‬‬ ‫ووص��ل ع��دد الصحفيي��ن الذي��ن قُتلوا من��ذ آذار‬ ‫‪ 2011‬حس��ب التقري��ر ال��ذي نش��ره مرك��ز توثي��ق‬ ‫االنتهاكات في سوريا إلى ‪ 84‬من الصحفيين المحليين‬ ‫والناشطين على ش��بكة التواصل االجتماعي‪ ،‬وما زال‬ ‫أكثر من اثني عش��ر صحفيًا محلي��ًا ودوليًا معتمداً لدى‬ ‫سوريا مفقودين حتى اليوم‪.‬‬ ‫وج��اء ف��ي تقري��ر اللجن��ة أن الق��وات الحكومية‬ ‫والموالي��ة له��ا واصلت ش��نّ هجمات واس��عة النطاق‬ ‫ً‬ ‫مرتكبة أعم��ال قتل وتعذيب‬ ‫على الس��كان المدنيي��ن‬ ‫واغتصاب وإخفاء قس��ري‪ ،‬وهي أعمال تش��كل جرائم‬ ‫ض��د اإلنس��انية‪ .‬كم��ا قام��ت بمحاصرة أحياء س��كنية‬ ‫وأخضعتها لعمليات قصف عشوائي‪ .‬وارتكبت انتهاكات‬ ‫جسيمة لحقوق اإلنسان‪ ،‬وجرائم حرب تشمل التعذيب‬ ‫وأخ��ذ الرهائن والقت��ل العمد واإلع��دام دون محاكمة‬ ‫وفقًا لألص��ول القانونية‪ ،‬وعمليات اغتصاب واعتداءات‬ ‫على األعيان المحمية‪ ،‬وأعمال نهب‪.‬‬ ‫وهاجم��ت الق��وات الحكومي��ة ممتل��كات ثقافي��ة‬ ‫كأه��داف عس��كرية‪ .‬فف��ي ‪ 13‬تموز‪ ،‬قصف��ت القوات‬ ‫الحكومي��ة م��ن الجو قلع��ة الحصن‪ ،‬وه��ي أحد معالم‬ ‫الت��راث العالمي المس��جّل ل��دى اليونس��كو ويقع في‬ ‫منطق��ة حم��ص‪ ،‬وتس��بّب القص��ف في إلح��اق ضرر‬ ‫جسيم بأحد أبراج القلعة‪ .‬ولم ّ‬ ‫تتمكن اللجنة من تأكيد‬ ‫االدع��اءات القائلة ب��أن مجموعات مناهض��ة للحكومة‬ ‫كانت متمركزة هناك في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫وفي اليومي��ن التاليين للهجوم عل��ى حطلة (دير‬ ‫ال��زور) ف��ي ‪ 11‬حزي��ران‪ ،‬ق��ام مقاتلو جبه��ة النصرة‬ ‫بنه��ب حس��ينيتي اإلمام الحس��ين واإلم��ام المرتضى‬ ‫ّ‬ ‫المعظم الشيعي وبنسفها‬ ‫الشيعيتين ومسجد الرسول‬ ‫بالمتفجرات‪ .‬وقد استُهدفت أماكن العبادة هذه بصورة‬ ‫متعمّدة كجزء من هجوم شُن على مكان للشيعة‪.‬‬ ‫وقبل نيس��ان‪ ،‬تم تخريب كنيس��ة في الغس��انية‬ ‫(إدل��ب) وتحطيم تماثيله��ا وطالء أيقوناته��ا بالدهان‪.‬‬ ‫وأف��اد الكاهن الذي بقي هناك بأن هذا الهجوم ش��نّه‬ ‫مقاتلون متطرفون مناهضون للحكومة‪.‬‬ ‫وأش��ار التقرير إلى تدمير مستشفيات واستهداف‬ ‫العاملي��ن الطبيين ف��ي أنحاء مختلفة م��ن البلد‪ ،‬حيث‬ ‫تُ��رك المدني��ون المرض��ى والجرح��ى والمقاتل��ون‬ ‫العاجزون عن القتال في حالة بائسة دون عالج‪.‬‬ ‫وت��م توثي��ق هجم��ات شُ��نت على مستش��فيات‬ ‫ومراف��ق رعاية صحية في حماة وحمص وإدلب ودرعا‬ ‫والرقة ودمش��ق وريفها‪ ،‬وعلى الرغ��م من أن بعض‬ ‫المستش��فيات ما زالت تعمل ف��ي أقبية منازل مدنية‪،‬‬ ‫فإنه��ا تعان��ي نقص��اً كبي��راً ف��ي األدوي��ة والعاملين‬ ‫المؤهلين‪ ،‬واس��تُهدف عامل��ون طبيون وقُتل��وا أثناء‬ ‫تأديتهم واجباتهم‪ .‬ولوحظ وجود نمط من االعتقاالت‬ ‫والمضايقة والترهيب لمهنيي الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫ووثق التقرير اس��تخدام النظام المرافق الصحية‬ ‫ألغرض عسكرية ما عرضها للخطر‬ ‫وتلق��ي الممرض��ات العام�لات ف��ي مستش��فيات‬ ‫دمش��ق تعليمات بع��دم تقديم معون��ة طبية ألعضاء‬

‫المعارض��ة‪ ،‬الذين فضل أي منهم عدم التماس معونة‬ ‫طبية في المستش��فيات اس��تناداً إلى خوف وجيه تمامًا‬ ‫من التعرض لالعتقال أو االحتجاز أو التعذيب أو الوفاة‪.‬‬ ‫وأوض��ح أن الق��وات الحكوم��ة خرق��ت التزاماتها‬ ‫بموج��ب القان��ون الدول��ي اإلنس��اني‪ ،‬إذ إنه��ا أعاق��ت‬ ‫بص��ورة متعم��دة جه��ود المرض��ى والجرح��ى لتلقي‬ ‫المس��اعدة‪ .‬واس��تهدفت الق��وات الحكومي��ة بص��ورة‬ ‫متعمدة المستش��فيات الميدانية للحص��ول على ميزة‬ ‫عس��كرية من خالل حرم��ان المعارض��ة والجهات التي‬ ‫يُعتق��د أنها تدعمها من تلقي مس��اعدة طبية بش��أن‬ ‫اإلصاب��ات التي لحق��ت به��ا‪ ،‬فارتكبت جريم��ة الحرب‬ ‫المتمثل��ة في مهاجمة األعيان الخاضعة للحماية‪ .‬وهذا‬ ‫النوع م��ن الهجمات ينش��ر الرع��ب فيما بين الس��كان‬ ‫المدنيين‪.‬‬ ‫وكشف التقرير أن معظم وفيات المدنيين ناجمة‬ ‫عن القصف العش��وائي أو غير المتناسب‪ .‬وتعتبر هذه‬ ‫الهجمات غير المش��روعة س��ببًا رئيس��يًا لنزوح الناس‬ ‫داخل س��وريا وعبر حدودها‪ ،‬حي��ث تم توثيق هجمات‬ ‫غي��ر مش��روعة قامت بها الق��وات الحكومي��ة في كل‬ ‫محافظ��ة تقريبًا‪ .‬وبوجه خ��اص‪ ،‬البلدات والقرى التي‬ ‫كانت تس��تضيف أشخاصاً مشردين داخلياً من مناطق‬ ‫مضطربة‪ ،‬مثل حمص التي هوجمت بال هوادة‪.‬‬ ‫كم��ا قام��ت الق��وات‪ ،‬بقص��ف المناط��ق المدنية‬ ‫بالمدفعي��ة وقذائ��ف اله��اون والصواري��خ‪ .‬ف��ي أنحاء‬ ‫مختلف��ة م��ن البل��د‪ ،‬وكان القص��ف الج��وي بطائرات‬ ‫الهليكوبتر والطائرات النفاثة أمراً ش��ائعًا‪ ،‬وكان يحدث‬ ‫يوميًا في بعض المناطق‪ .‬وكانت أس��لحة غير دقيقة‪،‬‬ ‫مث��ل الصواري��خ أرض ‪ -‬أرض والذخائ��ر العنقودي��ة‪،‬‬ ‫تُس��تخدم بانتظام‪ .‬وذكر منشقون أن بعض الهجمات‬ ‫انطوت على عنصر جزائي‪" ،‬لمعاقبة" المدنيين ألنهم‬ ‫سمحوا بوجود المجموعات المسلحة‪.‬‬ ‫كما وث��ق التقرير أنواع القص��ف التي تعرض له‬ ‫المدني��ون في أنحاء مختلفة م��ن حمص وحماه وحلب‬ ‫وادل��ب ودرع��ا ودير ال��زور والرق��ة بالتاري��خ ونوعية‬ ‫األس��لحة المس��تخدمة وع��دد ضحاي��ا كل هج��وم‬ ‫موضح��ًا أن الق��وات الحكومية تجاهلت بش��كل صارخ‬ ‫مس��ألة التمييز بين األش��خاص المدنيين واألشخاص‬ ‫المش��اركين مباش��رة ف��ي األعم��ال القتالي��ة خ�لال‬ ‫عملياتها العسكرية‪.‬‬

‫وبي��ن أن معظم وفي��ات األطف��ال وإصاباتهم قد‬ ‫نجمت عن عمليات القص��ف المدفعي والجوي‪ ،‬والقتل‬ ‫والذب��ح كم��ا في البيض��ا (طرط��وس) مش��يراً إلى أن‬ ‫الش��بان ينضمون أحيانًا طوعًا‪ ،‬وأحياناً أخرى مكرهين‬ ‫ إل��ى الجي��ش وإلى ق��وات الدف��اع الوطن��ي حيث تم‬‫تجنيد فتيان في الس��ابعة عش��رة من العمر قسراً عند‬ ‫حواجز في حل��ب؛ وقُتل أحدهم بعد أس��بوعين‪ .‬وذُكر‬ ‫أن المجندين الشباب تُساء معاملتهم ويدفعهم الجنود‬ ‫األكبر سنًا نحو الخطوط األمامية‪ .‬ولوحظ وجود شباب‬ ‫في س��ن السادسة عشرة والسابعة عشرة في صفوف‬ ‫قوات الدفاع الوطني‪.‬‬ ‫وكش��ف التقري��ر الذي وث��ق العديد م��ن حاالت‬ ‫االغتصاب والعنف الجنسي الدور البارز للعنف الجنسي‬ ‫في األزمة بس��بب الخوف م��ن التعرُّض لالغتصاب أو‬ ‫التهديد به وأعمال العنف المرتكبة‪ .‬مشيراً إلى أعمال‬ ‫االغتصاب الجنس��ي أثن��اء المداهمات وعن��د الحواجز‬ ‫وفي مراكز االحتجاز والس��جون في ش��تى أنحاء البلد‪.‬‬ ‫حي��ث يُس��تخدم التهديد باالغتصاب كوس��يلة لترويع‬ ‫ومعاقبة النس��اء والرجال واألطفال الذين يُعتبر أنهم‬ ‫مرتبطون بالمعارضة‪ .‬وتتفش��ى ظاهرة االمتناع عن‬ ‫اإلب�لاغ أو اإلبالغ المتأخر عن أعمال العنف الجنس��ي‪،‬‬ ‫مما يجعل من تقيي��م حجم هذه الظاهرة أمراً صعباً‪،‬‬ ‫مؤك��داً أن االغتصاب والمعاملة الال إنس��انية تش��كل‬ ‫أفع��ا ًال تخض��ع للمالحق��ة القضائية بوصفه��ا جرائم‬ ‫حرب‪.‬‬ ‫وال ي��زال التعذي��ب واس��ع االنتش��ار‪ .‬ويُتعمّ��د‬ ‫التس��بّب بآالم ومعاناة جس��دية ونفس��ية شديدة من‬ ‫أج��ل الحص��ول عل��ى معلوم��ات أو انت��زاع االعترافات‬ ‫وكعقوبة يُراد بها التخويف أو اإلكراه‪ .‬وحظر التعذيب‬ ‫بموج��ب القان��ون الدولي لحق��وق اإلنس��ان والقانون‬ ‫الدولي اإلنس��اني هو حظر مطلق يس��تتبع مسؤولية‬ ‫الدول وكذلك مسؤولية األفراد‪.‬‬ ‫وق��د اس��تخدمت ق��وات الحكومـة‪ ،‬بم��ا في ذلك‬ ‫أجهزة مخابراته��ا‪ ،‬أعمـال التعذيب الممنهج والواس��ع‬ ‫النط��اق الس��تجواب م��ن تعتبره��م معارضي��ن له��ا‬ ‫وتخويفهم ومعاقبتهم‪ .‬وم��ورس التعذيب في مراكز‬ ‫االحتجاز وفروع األمن والسجون والمشافي‪.‬‬ ‫وظل��ت أس��اليب التعذي��ب المُب ّل��غ عنه��ا س��ابقًا‬ ‫تُس��تخدم في شتى أنحاء البلد‪ .‬وقد بدت على أجسام‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫الكثي��ر م��ن الضحاي��ا الذي��ن أُجريت مقاب�لات معهم‬ ‫ن��دوب ظاهرة تؤكد صحة رواياته��م وتُظهر أعراض‬ ‫تعرّضه��م لصدم��ات نفس��ية حيث قدّم م��ن أُجريت‬ ‫مقاب�لات معه��م روايات متس��قة يش��يرون فيها إلى‬ ‫أن المخاب��رات الجوية ه��ي من أس��وأ مرتكبي أعمال‬ ‫التعذيب‪.‬‬ ‫واس��تعرض التقري��ر أس��اليب التعذي��ب الت��ي‬ ‫يس��تخدمها النظ��ام ف��ي مراك��ز االعتق��ال والف��روع‬ ‫األمني��ة ض��د المعتقلي��ن والناش��طين مس��تنداً إل��ى‬ ‫ش��هادات المعتقلين المف��رج عنهم واآلث��ار الواضحة‬ ‫على أجس��ادهم ونفوسهم‪ ،‬والحاالت التي تورط فيها‬ ‫أطب��اء ف��ي المش��افي العس��كرية في إس��اءة معاملة‬ ‫المحتجزين الخاضعي��ن للعالج فيها‪ ،‬وحاالت المرضى‬ ‫الذي��ن تعرض��وا للضرب ف��ي بعضه��ا‪ ،‬والذين قضوا‬ ‫تحت التعذيب‪.‬‬ ‫وأوض��ح أن الق��وات الحكومي��ة ارتكب��ت أعم��ال‬ ‫تعذي��ب وغي��ر ذلك من ض��روب المعامل��ة أو العقوبة‬ ‫القاس��ية أو الالإنس��انية أو المهينة كج��زء من هجوم‬ ‫ممنه��ج وواس��ع النطاق ض��د الس��كان المدنيين عم ًال‬ ‫بسياس��ة مؤسس��ية‪ ،‬ي��دل عل��ى ت��ورط مؤسس��ات‬ ‫حكومية أو مش��اركتها الفعلي��ة في هذه األعمال على‬ ‫أن التعذيب يكتس��ي طابعًا مؤسسيًا ويُستخدم كجزء‬ ‫من سياس��ة منتهجة‪ ،‬وق��د ارتكبت أجه��زة المخابرات‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وبخاصة المخاب��رات العس��كرية والجوية‪،‬‬ ‫وكذلك األجهزة األمنية‪ ،‬جرائم ضد اإلنس��انية َّ‬ ‫تتمثل‬ ‫في التعذيب والمعاملة القاس��ية‪ .‬كما أن هذه األعمال‬ ‫تُعتب��ر عرضة للمالحق��ة القضائي��ة بوصفها جرائم‬ ‫حرب‪.‬‬ ‫ش��هدت ح��االت االختف��اء القس��ري زي��ادة هائلة‬ ‫من��ذ بداية الن��زاع‪ ،‬فمن خ�لال اس��تبعاد الضحايا من‬ ‫نط��اق الحماية التي يوفّرها القانون‪ ،‬أش��اعت القوات‬ ‫الحكومي��ة الرع��ب ف��ي صف��وف الس��كان المدنيين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويش��كل االختف��اء القس��ري انتهاكاً لحقوق اإلنس��ان‬ ‫األساس��ية‪ ،‬بم��ا في ذل��ك الحق ف��ي الحري��ة واألمن‬ ‫الشخصي والمحاكمة العادلة‪ .‬وهي‪ ،‬باعتبارها جريمة‬ ‫بموجب القانون الدولي‪ّ ،‬‬ ‫تشكل انتهاكًا يدوم لسنوات‬ ‫بع��د االحتج��از أو االعتقال األولي‪ .‬وه��ي تُفضي إلى‬ ‫ارتكاب جرائم أخرى كجريمة التعذيب‪.‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫نُفذت عمليات إخفاء قسري من قِبل القوات‬ ‫الحكومي��ة بما فيه��ا المخاب��رات الجوي��ة والمخابرات‬

‫العس��كرية‪ ،‬وكذلك م��ن قِبل قوات الدف��اع الوطني‪.‬‬ ‫وفي حلب ودمش��ق ودرعا ودير الزور وحماة وحمص‪،‬‬ ‫اعتُقل مدنيون في أعق��اب مداهمات َّ‬ ‫نفذها الجيش‪.‬‬ ‫واختُطف أش��خاص من منازلهم وعن��د الحواجز ومن‬ ‫المس��اجد والمش��افي‪ .‬واقتي��د الضحاي��ا إل��ى أماكن‬ ‫مجهولة ولم يُكشف عن مصيرهم وأماكن وجودهم‪.‬‬ ‫وتنتاب ُ‬ ‫األس��ر مخ��اوف مُبررة م��ن أن بحثها عن‬ ‫أقربائه��ا قد يُفض��ي إلى تعرضها ألعم��ال انتقامية‪،‬‬ ‫فبع��ض م��ن أبلغوا عن ح��االت اختف��اء احتُجزوا هم‬ ‫أنفس��هم‪ ،‬كما ترفض الس��لطات تقديم معلومات أو‬ ‫االعتراف بحدوث االعتقاالت‪ ،‬وأشار منشق كان يعمل‬ ‫م��ع المخابرات الجوية ف��ي محافظة م��ن المحافظات‬ ‫الوس��طى حت��ى أواخ��ر ع��ام ‪ 2012‬إل��ى أن أوامر قد‬ ‫صدرت ب��أال تقدم أي��ة معلومات ع��ن المعتقلين إلى‬ ‫أقربائه��م‪ .‬وقد تُركت ُ‬ ‫األس��ر في حالة ي��أس جعلتها‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫عُرض��ة لالبت��زاز‪ .‬فبعض األس��ر تدفع ِرش��ا ألولئك‬ ‫الذي��ن يدعون ‪ -‬ادعا ًء زائفًا في كثير من األحيان ‪ -‬أن‬ ‫بإمكانهم تقديم المعلومات‪.‬‬ ‫وتس��تخدم الق��وات الحكومية والق��وات الموالية‬ ‫للحكومة اإلخفاء القسري كاستراتيجية حرب من أجل‬ ‫قم��ع المعارضين وبث الرعب ف��ي المجتمع‪ ،‬وتُرتكب‬ ‫ه��ذه األفعال كجزء م��ن هجمات واس��عة النطاق ضد‬ ‫ّ‬ ‫تش��كل بالتال��ي جريم��ة ضد‬ ‫س��كان مدنيي��ن وه��ي‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫اعتُق��ل آالف األش��خاص من��ذ بداي��ة الن��زاع‪.‬‬ ‫ويتع��رض معظ��م ه��ؤالء لسلس��لة م��ن االنتهاكات‬ ‫المتش��ابكة التي تمس حقوق اإلنسان والتي كثيراً ما‬ ‫تبل��غ ذروتها ف��ي تعرضهم للتعذي��ب أو الموت‪ .‬ويلجأ‬ ‫بعضهم إلى دفع ِرش��ا م��ن أجل إخالء س��بيلهم؛ وقد‬ ‫ت��م "العفو" عن ع��دد قليل منهم‪ ،‬ومَ ُث��ل آخرون في‬ ‫النهاي��ة أم��ام قاض وص��درت بحقهم أح��كام‪ .‬ويقبع‬ ‫معظ��م هؤالء ف��ي زنزانات ش��ديدة االكتظ��اظ دون‬ ‫رقابة قضائية أو مس��اعدة قانونية ودون أن تتاح لهم‬ ‫إمكانية االتصال بأسرهم‪.‬‬ ‫منذ عام ‪ ،2011‬قامت القوات الحكومية بعمليات‬ ‫اعتقال تعس��في جرت على نطاق واسع‪ .‬وعادة ما كان‬ ‫يج��ري أثن��اء المداهمات اعتق��ال الذك��ور الذين يزيد‬ ‫عمره��م عن ‪ 15‬س��نة‪ .‬وتج��ري االعتق��االت بصورة‬ ‫متزاي��دة عل��ى أي��دي كيانات لي��س لها س��لطة إلقاء‬ ‫القبض أو أن س��لطتها هذه مش��كوك فيها‪ ،‬ومن هذه‬

‫الكيان��ات قوات الدفاع الوطني‪ .‬وف��ي حزيران‪ ،‬اعتقل‬ ‫حزب اهلل أش��خاصاً س��وريين في دير عطية‪ .‬وعادة ما‬ ‫يُحتج��ز المعتقلون ألي��ام على نحو مخال��ف للقانون‬ ‫ويخضعون لمعاملة قاسية قبل أن يتم تسليمهم إلى‬ ‫األجهزة األمنية‪.‬‬ ‫وص��در في آذار مرس��وم رئاس��ي يف��رض على‬ ‫جميع من بلغوا س��ن الثامنة عشرة االلتحاق بالخدمة‬ ‫العس��كرية ألداء واجبه��م العس��كري وإال فس��يلقى‬ ‫القب��ض عليهم‪ .‬وكان الصبيان الذي��ن يبدوا أنهم قد‬ ‫بلغوا سن الثامنة عشرة يُحتجزون عند الحواجز‪.‬‬ ‫س��جلت ح��االت الوف��اة أثن��اء االحتج��از زي��ادة‬ ‫ملحوظة‪ .‬وسُجلت حاالت وفاة ناجمة عن التعذيب في‬ ‫مراكز تخضع لسيطرة المخابرات الجوية‪ ،‬والمخابرات‬ ‫السياس��ية والعام��ة‪ ،‬واألمن العس��كري‪ .‬كما سُ��جلت‬ ‫ح��االت عدي��دة في ف��رع المخابرات العام��ة ‪ 295‬الذي‬ ‫يقع على مسافة ‪ 20‬كيلومتراً إلى الشرق من دمشق‪،‬‬ ‫والف��رع ‪ 251‬ال��ذي يوج��د مق��ره ف��ي دمش��ق‪ .‬وثمة‬ ‫معتقل س��ابق في فرع الفيحاء التابع لألمن السياسي‬ ‫في المزة (دمشق) كاد يفقد حياته‪ .‬وقد قدّم تفاصيل‬ ‫تتعل��ق بوفاة أش��خاص آخرين‪ .‬وقد خض��ع معتقلون‬ ‫للتعذي��ب حت��ى الموت في فرع األمن العس��كري ‪215‬‬ ‫في دمشق‪.‬‬ ‫وأُنش��ئت محكم��ة "إرهاب" في الم��زة للنظر في‬ ‫الح��االت التي تنتهك قانون مكافح��ة اإلرهاب الصادر‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ .2012‬ول��م َّ‬ ‫يُبل��غ المتهم��ون باالدع��اءات‬ ‫الموجهة ضدهم‪ ،‬كما لم يتح لهم الحصول في الوقت‬ ‫المناسب على المس��اعدة القانونية‪ .‬وأنشأت الحكومة‬ ‫أيضًا محاكم ميدانية عسكرية‪ .‬ولم يسمح بأي تمثيل‬ ‫قانون��ي أو زيارات من قبل األس��ر أو تقديم الطعون‪،‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يمكن للقضاة أن يصدروا أحكاماً باإلعدام‪.‬‬ ‫وارتكبت القوات الحكومية ودائمًا حس��ب التقرير‬ ‫أعمال قتل غير مش��روعة كجزء من الهجمات الواسعة‬ ‫النط��اق الموجه��ة ض��د الس��كان المدنيي��ن‪ ،‬ش��ملت‬ ‫عمليات قصف للقرى على نطاق واسع وحرق لألعيان‬ ‫المدنية واعتداءات برصاص القناصة وعمليات إعدام‪،‬‬ ‫كم��ا أن القوات الحكومية ارتكبت أعمال قتل تُعدّ من‬ ‫جرائ��م الحرب‪ ،‬ونف��ذت عمليات إع��دام دون محاكمة‬ ‫وفقاً لألص��ول القانونية‪ ،‬كما ارتكبت جريمة الحرمان‬ ‫التعسفي من الحق في الحياة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في ريف دمشق‬

‫‪5‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫حتت مرمى النريان‬ ‫تعليــم الأطفــال فـي �ســوريا‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫كتب الس��وريون في ثورتهم ما ي��وازي عدة قرونٍ‬ ‫من المطر وأطناناً من خبز الش��هادة‪ ،‬ولكن أحداً ال يجرؤ‬ ‫لمعتق��ل ألهلها‪،‬‬ ‫أن يق��رأ م��ا كتبوا‪ ،‬تحولت الب�لاد كلها‬ ‫ٍ‬ ‫وصار الس��وري التائه هو العبء الوحيد‪ ..‬هو الوباء الذي‬ ‫يج��ب أن يكافح وهو الضمير ال��ذي يمزقنا صارخًا ويجب‬ ‫أن يس��كت‪ ،‬لك��ن اليقين أن األرض وما عليها أوس��ع من‬ ‫أن تبتلعه��ا أبواق الدعاية‪ ،‬وس��وف تظل تح��وم وتحوم‬ ‫كأش��باح االنتقام‪ ،‬اثنان ال يتهادنان دقيقة شبح الضحية‬ ‫والضمير المجرم‪.‬‬ ‫الث��ورة الس��ورية التي ب��دأت ارهاصاته��ا بعباراتٍ‬ ‫خطه��ا ط�لاب المدارس في درع��ا وانتقلت إلى س��احات‬ ‫الوطن‪ ،‬ليرفع رايتها ش��بان متعلمون يحملون الشهادات‬ ‫العلي��ا دون عمل‪ ،‬كش��فت عن المأزق ال��ذي وصلت إليه‬ ‫العملية التعليمية في سوريا لتخرج أجيا ًال من العاطلين‪،‬‬ ‫حامل��ي بذور الثورة على الفس��اد وغياب تكافؤ الفرص‪،‬‬ ‫والثورة الس��ورية عينه��ا وفي عامها الثالث تكش��ف عن‬ ‫الدم��ار ال��ذي لح��ق بمجتمعاتنا م��ن الناحي��ة المعرفية‬ ‫خاص��ة‪ ،‬فتحت النيران ال يش��كل التعليم حقًا بديهيًا من‬ ‫حقوق اإلنس��ان ويصب��ح الحق في الحي��اة والمأوى على‬ ‫رأس األولويات‪.‬‬ ‫جامع أو مخبز‪،‬‬ ‫آل��ة الحرب لم تميز بين مدرس��ةٍ أو ٍ‬ ‫كلها تحت مرمى النيران‪ ،‬وبينما يحرص معارضو الخارج‬ ‫عل��ى تعلي��م أبنائهم ف��ي أرق��ى الم��دارس األوروبية‪،‬‬ ‫جيل ٌ‬ ‫يحرم ٌ‬ ‫كامل من الس��وريين من حق��ه في التعليم‪،‬‬ ‫ومما الش��ك فيه أن انعدام المعرف��ة واألمن االقتصادي‬ ‫يعتبر الصفة األساس��ية للمجتمع المقموع‪ ،‬بحيث يصاب‬ ‫أبناؤه بالذعر ويتدافعون لالرتداد نحو انتماءاتهم األولى‬ ‫لك��ي يحس��وا باألم��ان أو يبحثوا عن الحماي��ة‪ ،‬وفي هذا‬ ‫االرتداد ردة حضارية مريعة‪ ،‬ألنه في الوقت ذاته تمزيق‬ ‫للمجتم��ع الذي يح��اول أن يتقدم ليتعاي��ش على مبادئ‬ ‫المواطنة بدل مبادئ االنتماءات العائلية أو العشائرية أو‬ ‫الدينية أو الطائفية أو الجغرافية‪.‬‬ ‫في ملفنا اليوم ومع بدايات العام الدراس��ي نقترب‬ ‫وجيل‬ ‫من أفدح جرائم النظام بحق س��وريا والس��وريين ٍ‬ ‫كامل حرم من التعليم والمعرفة على مدى عامين‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫التعليم قبل الثورة‪:‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫كت��ب الش��اعر التونس��ي "المنص��ف المزغني" في‬ ‫ديوان "قابور" يصف الحياة أيام حكم "بورقيبة"‪:‬‬ ‫"قصة الطفلين جعلت قابور مؤمنًا بأن الخروج إلى‬ ‫الش��وارع يعني‪ ،‬تفكيك البراغي وخلع األصنام وتمزيق‬ ‫الصور‪ ،‬لذلك أمر بتش��ييد تمثاله ف��ي أرض "نعم" و"يا‬ ‫جب��ل ما يهزك ري��ح" ودفعاً لكل خطر فقد أمر بتش��ييد‬ ‫مدين��ة قائمة الكي��ان داخ��ل الجبل‪ ،‬جبارة ه��ي الجهود‬ ‫الت��ي تطلبها بناء التمثال الجبل��ي‪ ،‬بالمثال تتضح أحوال‬ ‫الطالب في أكاديمية الهندس��ة والفن��ون الجميلة الذين‬ ‫قض��وا في بن��اء منخاره األيس��ر خمس س��نوات تعرفت‬ ‫خاللها طالبة على طالب س��رعان ما تزوجا وأودعا ابنهما‬ ‫األول "دار الحضان��ة" الت��ي يقع مقرها تح��ت طبلة أذن‬ ‫التمث��ال القابوري‪ ،‬ثم صرحا للصحافة العالمية إثر موت‬ ‫رضيعهما‪" :‬ال يمكن لألجيال أن تحيا في تمثال"‪.‬‬ ‫التعلي��م ف��ي س��وريا ل��م يك��ن أفض��ل ح��ا ًال من‬ ‫القطاع��ات األخ��رى ف��ي ظ��ل حك��م البعث يق��ول عنه‬ ‫باتريك س��يل‪ :‬في كتابه "األس��د والصراع على الش��رق‬ ‫األوس��ط"‪" :‬أخذت منظم��ة طالئع البع��ث االجبارية بين‬ ‫س��ني السادس��ة والحادية عش��رة واتحاد ش��بيبة الثورة‬

‫لطلبة المدارس بين سني الثانية عشرة والثامنة عشرة‪،‬‬ ‫وليس��ت اجبارية لكنها تعطي منتسبيها امتيازات كبيرة‪،‬‬ ‫واتح��اد الطلبة تس��عى كلها لتش��كيل األذهان الش��ابة‬ ‫حس��ب القال��ب البعث��ي‪ ،‬ولعل تزاي��د أع��داد الطلبة في‬ ‫المدارس والجامعات بش��كل هائل يفس��ر هذه المحاولة‬ ‫لتنظيم الجميع على ش��كل كتائب في زي نمطي موحد‪،‬‬ ‫ولك��ن ذلك أس��هم أيضًا في انحدار المس��تويات العقلية‬ ‫والفكرية‪ ،‬فكل التعيينات في الهيئة التدريس��ية تخضع‬ ‫لتدقي��ق وموافق��ة قوى األمن والحزب ال��ذي يدافع بقوة‬ ‫عن احتكاره للسيطرة على الجامعات"‪.‬‬ ‫كم��ا يؤك��د تقري��ر التنمية البش��رية للع��ام ‪2005‬‬ ‫في س��ورية الذي يش��ير إلى أن معدل االلتحاق بالتعليم‬ ‫م��ا قبل المدرس��ي اليزال ضعيفاً جداً بالنس��بة إلى عدد‬ ‫الس��كان الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 5 - 3‬سنوات‪ ،‬حيث‬ ‫بلغ��ت النس��بة ‪ 99% ،10‬للعام الدراس��ي ‪2003 - 2002‬‬ ‫وه��و أمر عل��ى غاية األهمي��ة‪ ،‬لما للتربي��ة المبكرة من‬ ‫أثر على حياة الطفل المدرس��ية‪ ،‬وتحصيله الدراسي في‬ ‫مرحلة التعليم األساس��ي‪ ،‬مما يجنبه اإلخفاق الدراس��ي‬ ‫والرسوب والتسرب‪.‬‬ ‫أما ف��ي مرحلة التعليم األساس��ي فيش��ير التقرير‬ ‫إلى أن معدالت االلتحاق العالية مصحوبة بنس��بة إهدار‬ ‫مرتفعة‪ ،‬ومعدالت تس��رب عالية‪ ،‬وهذا مرده إلى أسباب‬ ‫اجتماعي��ة‪ ،‬اقتصادي��ة‪ ،‬وثقافي��ة‪ ،‬ويأت��ي م��ن ضمنه��ا‬ ‫المناهج المدرس��ية التي تحت��اج إلى تطوير لتصبح أكثر‬ ‫توافقًا مع قدرات الطالب‪..‬‬ ‫نظ��ام التعليم يتمحور حول الس��يطرة‪ .‬فالمدارس‬ ‫تع ّل��م طاع��ة النظام ب��د ًال م��ن أن تع ّلم ّ‬ ‫حل المش��اكل‬ ‫والتفكي��ر النق��دي وحرية التعبي��ر‪ .‬ال يتع ّلم الطالب عن‬ ‫الحقوق السياسية‪ ،‬ويُعَ ّلمون إال يعترضوا على السلطة‪.‬‬ ‫بي��د أن الديمقراطيات في حاجة إل��ى مجتمعات مفتوحة‬ ‫ذات ثقاف��ات تحتض��ن التنوع‪ ،‬وتقب��ل اآلراء المتضاربة‪،‬‬ ‫وتتس��امح مع المعارض��ة‪ ،‬وتعترف بأن الحقائق ليس��ت‬ ‫كلها مطلقة‪ .‬مع هذا النوع من التفكير فقط سوف تعمل‬ ‫الضوابط والتوازنات الالزمة في الديمقراطية‪.‬‬

‫التعلي��م في س��وريا ال��ذي اختزل التاريخ الس��وري‬ ‫الحدي��ث بسلس��لةٍ من االنقالب��ات العس��كرية‪ ،‬واختزل‬ ‫تاريخ االس�لام بسلس��لة من الوالدات والوفيات‪ ،‬واختزل‬ ‫التقانة ببعض البرمجيات البس��يطة ل��م يفلح في خلق‬ ‫حركةٍ علميةٍ أو بحثية إال أنه ش��كل حاجزاً ضد انتش��ار‬ ‫األمية في سوريا‪.‬‬

‫التعليم زمن الثورة‪:‬‬ ‫من��ذ بداي��ة الث��ورة ارتبطت الدراس��ة في س��وريا‬ ‫بالم��وت والخ��وف والتح��رش والرش��وة والمضايق��ات‬ ‫اليومي��ة‪ .‬آالف من الطالب وقعوا ش��هداء العلم والثورة‪،‬‬ ‫س��واء في المدارس أو في الجامعات‪ .‬ما حدث في جامعة‬ ‫حل��ب كان أكبر مث��ال على ذلك‪ .‬ومع ط��ول زمن الثورة‪،‬‬ ‫والتأقلم مع الحرب والدم‪ ،‬واتخاذ الطالب الذين يعيشون‬ ‫في س��وريا ق��رار المتابعة‪ ،‬ب��ات الطالب يحم��ل ينطلق‬ ‫برحل��ة العذاب اليومية م��ن الحواج��ز والتفتيش األمني‬ ‫ومضايقات العس��اكر‪ ،‬إلى اإلهانة والض��رب واالعتقال‪.‬‬ ‫ناهيك عن خوف الطالب من المدرسين الموالين للنظام‪،‬‬ ‫وخوف المدرّسين المعارضين أيضاً من إدارات الجامعات‬ ‫والت��ي ال تختلف بش��كل أو بآخر عن الف��روع األمنية‪ .‬ما‬ ‫أدى إلى اعتقال وقتل وتهجير العديد من العقول العلمية‬ ‫في سوريا‪.‬‬ ‫تشير األرقام الرس��مية الصادرة عن وزارة التعليم‬ ‫العال��ي إلى انخفاض عدد الناجحي��ن في الثانوية العامة‬ ‫لهذا الع��ام بنحو ‪ 27700‬طالب عن الع��ام الماضي‪ ،‬وأن‬ ‫نح��و ‪ 52540‬طالبًا قد تقدموا إلى مفاضلة القبول للعام‬ ‫الجامع��ي الجديد في مراكز التس��جيل بجامعة دمش��ق‪،‬‬ ‫منه��م ‪ 22113‬طلب��اً في الف��رع العلم��ي و‪ 29680‬طلبًا‬ ‫ف��ي الفرع األدبي ونحو ‪ 191‬طلب��اً لمفاضلة أبناء الهيئة‬ ‫التدريس��ية و‪ 340‬طلبًا ألبناء الش��هداء و‪ 215‬طلبًا لذوي‬ ‫االحتياج��ات الخاص��ة‪ ،‬وأن الطلبات المقدم��ة إلى مراكز‬ ‫المفاضلة في الجامعات الس��ورية تجاوز ‪ 150‬ألف طلب‪.‬‬ ‫وهذا أقل بنحو ‪ 33‬ألف طلب عن العام الجامعي السابق‪،‬‬ ‫حيث بلغ عدد الط�لاب المتقدمين للمفاضلة العامة نحو‬ ‫أطفال في بداية الفصل الدراسي الجديد في دير الزور‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫األب باولو مع مجموعة من األطفال السوريين في الرقة‬

‫النظام‪:‬‬ ‫بق��ي النظام مصراً على ابتداء العام الدراس��ي في‬ ‫وقت��ه رغمًا من التهدي��دات األمريكية‪ ،‬ال بل تمترس في‬ ‫الم��دارس والجامعات متخذاً من الطالب دروعاً بش��رية‪،‬‬ ‫وبعيداً عن جذور المش��كلة وكعادته ق��دم النظام حلو ًال‬ ‫تجميلية للترويج اإلعالمي منها‪.‬‬ ‫تخ ّلت وزارة التربية عن فكرة التشديد على االلتزام‬ ‫باللب��اس المدرس��ي وهذا ما ج��اء على لس��ان وزيرها‪،‬‬ ‫ال��ذي أص��در تعميم��اً وزع لكاف��ة مديري��ات التربية في‬ ‫المحافظ��ات‪ ،‬مش��دداً على ضرورة ع��دم إرهاق الطالب‬ ‫ماديًا بس��بب الظروف االقتصادية الصعبة التي يعيشها‬ ‫المواطن السوري‪.‬‬ ‫كما تعمد الوزارة باالتفاق مع اليونيسيف لتقدم هذا‬ ‫العام برنامجًا مبتكراً يستهدف نحو ‪ 400000‬طفل متأثر‬ ‫بالنزاع غير قادر على الوصول إلى المدرسة‪ ،‬حيث سيجري‬ ‫تقديم الدع��م لهؤالء األطفال من خ�لال برنامج للتعلم‬ ‫الذات��ي داخل المن��زل‪ .‬ويرك��ز البرنامج الذي يس��تهدف‬ ‫تالمي��ذ الحلقة األولى "من الص��ف األول إلى الرابع" على‬ ‫تدريس اللغة العربي��ة واإلنكليزية والرياضيات والعلوم‪.‬‬ ‫وهو يقدم الكتب المدرسية والتدريب للمعلمين واألهالي‬ ‫لدعم الطفل في عملية التعلم الذاتي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قاطبة‬ ‫في الختام ال بد من القول أن شعوب األرض‬ ‫بح��روب ووي�لات‪ ،‬فف��ي الصي��ن مث ًال وف��ي ثورة‬ ‫م��رت‬ ‫ٍ‬ ‫ماوتس��ي تونغ الثقافية أحرق��ت الكتب ودمرت المدارس‬ ‫وض��رب المعلمون عل��ى ي��د الصينيين أنفس��هم‪ ،‬وفي‬ ‫ألمانيا دمرت البالد على ي��د الحلفاء‪ ،‬وحدها إرادة الحياة‬ ‫لم تنكس��ر‪ ،‬وكان وال زال أشقى الناس هم أولئك الذين‬ ‫باعوا ضمائرهم للشيطان‪ ،‬دون أن يدروا ما باعوا‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫ع��ام ‪ 1982‬وبينم��ا تتعرض بي��روت ألعنف قصف‬ ‫ب��ري وبحري وج��وي خالل س��اعات‪ ،‬قال ولي��د جنبالط‪:‬‬ ‫"ليحك��م التاري��خ‪ ،‬وإذا ظ��ن بعض العرب أنه س��يتفادى‬ ‫اللعنة التاريخية فهو مخطئ‪ ،‬أن الدماء الفلسطينية في‬ ‫لبنان لن تذهب هدراً‪ ،‬س��تهتز عروش وتسقط‪ ،‬وستهتز‬ ‫َ‬ ‫س��ئل عن وس��اطات وضغوط‬ ‫أنظم��ة وتس��قط‪ ..‬وحين‬ ‫الس��عودية قال "الس��عودية‪ ،‬أي نكتة هذه‪ ،‬وعن موقف‬ ‫األصدق��اء ق��ال‪" :‬إس��ألوا األصدق��اء‪ ،‬نحن لي��س عندنا‬ ‫أصدقاء‪ ،‬عندنا أنفسنا وكفى"‬ ‫وبحس��ب األم��م المتح��دة تعرضت أكثر م��ن ثالثة‬ ‫آالف مدرس��ة للتدمي��ر أو لحق��ت بها أضرار من��ذ اندالع‬ ‫النزاع‪ ،‬كما أن حوالي ‪ 900‬مدرسة أخرى تشغلها عائالت‬ ‫لنازحين هربوا من أعمال العنف‪.‬‬ ‫من أصل مبلغ ‪ 110‬مليون دوالر كانت اليونيس��يف‬ ‫ق��د دعت إليه من أج��ل العمل في س��وريا لم تحصل إال‬ ‫عل��ى م��ا يزيد قلي� ً‬ ‫لا عن ‪ 16‬ملي��ون دوالر ف��ي حين أن‬ ‫المبلغ المطلوب من أجل التعليم هو ‪ 33‬مليون دوالر‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪ 188‬ألف طلب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتش��ير أرق��ام ال��وزارة أيض��ا إل��ى أن ع��دد طالب‬ ‫الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد المتوسطة خالل‬ ‫العام الدراسي ‪ 2013 - 2012‬وصل إلى ‪ 535033‬طالبًا‪.‬‬ ‫ف��ي حين بلغ عدد ط�لاب المرحلة الجامعي��ة األولى في‬ ‫الجامع��ات الحكومية الس��ورية ‪ 342643‬طالبًا‪ ،‬موزعين‬ ‫بي��ن ‪ 118477‬طالبًا في جامعة دمش��ق و‪ 71355‬طالبًا‬ ‫ف��ي جامع��ة حل��ب و‪ 60716‬طالب��اً في جامعة تش��رين‬ ‫و‪ 51311‬طالب��اً ف��ي جامع��ة البع��ث و‪ 33012‬طالبًا في‬ ‫جامعة الفرات‪.‬‬ ‫ويبلغ عدد الكليات الجامعية في س��وريا ‪ 131‬كلية‪:‬‬ ‫‪ 33‬كلية في جامعة دمش��ق تتوزع بين ‪ 18‬في العاصمة‬ ‫و‪ 5‬كليات في درعا ومثلها في الس��ويداء والقنيطرة‪25 .‬‬ ‫كلية في جامعة حلب‪ 18 ،‬في حلب و‪ 7‬في إدلب‪ 22 .‬كلية‬ ‫في جامعة تش��رين‪ 15 ،‬ف��ي الالذقية و‪ 7‬في طرطوس‪.‬‬ ‫‪ 26‬كلي��ة في جامعة البع��ث‪ 16 ،‬في حمص و‪ 8‬في حماة‬ ‫و‪ 2‬ف��ي تدمر‪ .‬و‪ 25‬كلية في جامعة الفرات‪ 12 ،‬منها في‬ ‫دير الزور و‪ 8‬في الحسكة و‪ 5‬في الرقة‪.‬‬ ‫واق��ع التعلي��م ف��ي س��وريا المت��أزم أص ًال يش��هد‬ ‫الي��وم فصو ًال م��ن األزمات حيث قالت مديرة اليونيس��ف‬ ‫اإلقليمية لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬ماريا‬ ‫كاليفي��س‪" :‬أن توفي��ر مس��احة آمنة لألطف��ال من أجل‬ ‫التعل��م واللعب والتغلب عل��ى الصدمات التي ش��هدوها‬ ‫ حت��ى لو لفت��رة قصيرة ‪ -‬أم��ر بالغ األهمية‪ ،‬بالنس��بة‬‫لألطف��ال وآبائه��م"‪ .‬وح��ذرت من أن��ه إذا ل��م يتم جعل‬ ‫التعلي��م أولوية من قبل المجتم��ع الدولي‪ ،‬فإن "األطفال‬ ‫في س��وريا ‪ -‬وال س��يما الفتي��ات – يتعرض��ون لخطر أن‬ ‫يصبح��وا "جي� ً‬ ‫لا ضائعًا"‪ ،‬م��ع عواقب وخيمة لمس��تقبل‬ ‫البالد على المدى البعيد‪".‬‬ ‫وجاء ف��ي تقرير أصدرته منظمة "اليونيس��ف" في‬ ‫شهر كانون األول من العام الماضي أن "خمس المدارس‬ ‫في س��وريا قد تعرضت ألض��رار مادية مباش��رة‪ ،‬أو أنها‬ ‫تس��تخدم كمراكز إلي��واء العائ�لات النازحة"‪ .‬كما أش��ار‬ ‫التقرير إلى أن”نس��بة حضور الطالب في حلب انخفضت‬ ‫إلى ‪ % 6‬بينما انخفض معدّل حضور المعلمين في إدلب‬ ‫إلى ‪.”% 55‬‬ ‫وم��ع ع��ودة التالمي��ذ إل��ى مدارس��هم ف��ي بداي��ة‬ ‫عام دراس��ي جدي��د نقلت وكال��ة رويت��رز أن العديد من‬ ‫الم��دارس ق��د حول��ت إلى ثكن��ات للجن��ود الذي��ن أخلوا‬ ‫المواقع العس��كرية التي يمكن أن تكون أهدافًا للضربة‬ ‫العس��كرية الت��ي ه��ددت به��ا الوالي��ات المتح��دة عقب‬ ‫اتهامات باستخدام النظام السوري ألسلحة كيميائية في‬ ‫هجوم في الغوطة بريف دمشق في آب الماضي‪.‬‬ ‫كما وتفيد التقارير بأنه إلى حدود الس��نة الدراسية‬ ‫المنقضية حُرم من التعليم نحو ‪ % 40‬من تالميذ سوريا‬ ‫المسجلين في الصفوف من األول إلى التاسع‪ ،‬كما أصبح‬ ‫ملي��ون طفل س��وري الجئي��ن‪ ،‬مم��ا يجعل الع��ودة إلى‬ ‫المدرسة أمراً صعباً للغاية‪.‬‬

‫قالت مساعدة األمين العام لألمم المتحدة للشؤون‬ ‫اإلنس��انية فاليري آموس أن قرابة سبعة ماليين سوري‬ ‫بحاج��ة إلى مس��اعدات عاجل��ة‪ ،‬في حين ح��ذر صندوق‬ ‫األمم المتحدة للطفولة من أن نحو مليوني طفل سوري‬ ‫محروم��ون من التعليم إما بس��بب تضرر المدارس جراء‬ ‫العمليات العس��كرية أو بس��ب اللجوء والنزوح‪ ،‬وذلك مع‬ ‫انطالق الموسم الدراسي الجديد بالبالد‪.‬‬ ‫من جهة أخرى حذر صندوق األمم المتحدة للطفولة‬ ‫من أن نحو مليوني طفل س��وري محرومون من التعليم‬ ‫إما بس��بب تضرر المدارس جراء العمليات العس��كرية أو‬ ‫بس��ب اللجوء والنزوح‪ ،‬وناش��د المجتم��ع الدولي التدخل‬ ‫إلنقاذ أطفال سوريا‪.‬‬ ‫ولي��س وضع الس��وريين ف��ي الخ��ارج بأفضل حا ًال‬ ‫فبحس��ب أرق��ام األم��م المتح��دة‪ ،‬هن��اك مليوني طفل‬ ‫س��وري خ��ارج الم��دارس‪ ،‬نصفه��م لج��أوا إل��ى البلدان‬ ‫المج��اورة لس��وريا‪ .‬فف��ي لبن��ان‪ ،‬يبل��غ ع��دد المقاع��د‬ ‫الدراس��ية المتاح��ة له��م ‪ 300‬ألف‪ ،‬وف��ي األردن حوالي‬ ‫ثلثي األطفال السوريين في سن التعليم والبالغ عددهم‬ ‫‪ 150‬ألف��ا ل��ن يفت��رض أن يلتحقوا بالم��دارس‪ 30 ،‬ألفًا‬ ‫منهم يعيشون في مخيم الزعتري فقط‪ ،‬إال أن المدارس‬ ‫الموجودة هناك ال تس��توعب سوى ‪ 14‬ألف تلميذ‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغم من ذلك‪ ،‬فإن نسبة مواظبة التالميذ على التعليم‬ ‫تبقى ضعيفة بس��بب عدم االستقرار الذي يسود الوضع‬ ‫في المخيم‪.‬‬ ‫قال المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك "هناك‬ ‫بع��ض المناطق تح��ت الحصار منذ عدة أش��هر‪ ،‬وتكافح‬ ‫األس��ر من أجل البقاء على قي��د الحياة‪ ،‬لقد عانى أطفال‬ ‫س��وريا كثيراً‪ ،‬لفترة طويلة جداً‪ ،‬وس��وف يتحملوا تبعات‬ ‫هذه األزمة لس��نوات عديدة قادمة"‪ .‬وأوضح قائ ًال "يجب‬ ‫أن نك��ون قادرين عل��ى الوصول له��ؤالء األطفال‪ ،‬على‬ ‫وجه الس��رعة ودون قيود ويمك��ن لمختلف أطراف النزاع‬ ‫تحقي��ق ذل��ك ع��ن طري��ق الس��ماح ف��وراً للعاملين في‬ ‫المجال اإلنس��اني بالوصول إليهم مع المساعدة المنقذة‬ ‫للحياة‪".‬‬ ‫أما في المناطق المحررة فقد ظهرت محاوالت أهلية‬ ‫ومحلي��ة للتخفي��ف من األزم��ة بحيث يق��وم متطوعون‬ ‫بالتدري��س ويعمل��ون عل��ى تدري��س المنهاج الس��وري‬ ‫نفس��ه بعد حذف م��ادة "التربي��ة القومية االش��تراكية"‬ ‫وكل ما يمجّد النظام وح��زب البعث من مقررات التاريخ‬ ‫واألدب وغيرها‪ ،‬والبعض أجرى تعدي ًال على مادة التربية‬ ‫اإلس�لامية أو أضاف��وا حصص��ًا لتعليم الق��رآن والعلوم‬ ‫اإلسالمية‪ .‬ويجري العمل على توحيد المناهج التعليمية‬ ‫على امتداد األرض السورية‪.‬‬ ‫طبع��اً تواج��ه هذه المح��اوالت تحدياتٍ جم��ة أولها‬ ‫غي��اب االلتزام الذي يفرضه التعلي��م الحكومي‪ ،‬وانعدام‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى بعض الممارسات التي‬ ‫األمن والبنية التحتية‬ ‫تقوم بها التنظيمات المتطرفة بحق العملية التعليمية‪.‬‬

‫امل�ساعدات الدولية‪:‬‬

‫‪7‬‬


‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫هل هذه "�صحافة" وهل هذا "�إعالم"؟‬ ‫هو�س �أ�سدي جن�س��ي بثقافة منحطة ومفل�سة‬

‫الياس س الياس‬

‫البعض أراد لقص��ة الصبية الحورانية روان قداح‪،‬‬ ‫وبحس��ن ني��ة‪ ،‬أن تختف��ي وأن تنض��م آلالف قص��ص‬ ‫الس��وريات والس��وريين الالت��ي ‪ /‬والذين مروا بأبش��ع‬ ‫ممارس��ات فاش��ية ب��دءاً من االعت��داء اللفظ��ي وليس‬ ‫انته��ا ًء بالتعذي��ب حتى الم��وت‪ .‬نحن كنا ش��هود فرجة‬ ‫كم��ا الع��ادة العربية في مثل ه��ذه المآس��ي نمر على‬ ‫م��ا عُرض علينا مس��رباً ع��ن قصد وب��دون قصد من‬ ‫ش��رائط تلك الفاش��ية الممارسة تحت ش��عار‪ :‬األسد أو‬ ‫نحرق البلد‪ ..‬وبصرخات مس��تهجنة لعبيد بشار‪ :‬بدكن‬ ‫حرية‪ ..‬وبانفعال كان البعض يشاهد كل اإلجرام وكل‬ ‫القذف الهس��تيري المتهم لش��عب الثورة ووصف يخجل‬ ‫أي إع�لام يحترم نفس��ه عرض بذاءات علي الش��عيبي‬ ‫من��ذ األي��ام األولى للثورة الس��ورية على قن��اة اإلعالم‬ ‫األس��دي‪ ..‬كيف ننس��ى تلك الفالش��ة التي كان يحملها‬ ‫هؤالء المهووس��ون ب��كل االيحاءات الجنس��ية المعنفة‬ ‫للس��وري والسورية باس��تدعاء أقذر ما يمكن في اللغة‬ ‫لوص��ف األم واألب واألخت وال��رب وكل ما يطال هؤالء‬ ‫المسحوقين تحت سواطير وسكاكين وصلت حد اقتالع‬ ‫آذان البش��ر وقطع آصابعهم وحناجره��م كما جرى مع‬ ‫ابراهيم قاشوش ومع غياث مطر‪.‬‬ ‫تلك اللغة التي اس��تخدمها عاطف نجيب مع وجهاء‬ ‫وأهالي أطفال درعا‪ ،‬الذين نفوا وجودهم أص ًال قبل أن‬ ‫تنفضح قصة وساطة رس��تم غزالي بعد اندالع شرارة‬ ‫ث��ورة الس��وريين بأي��ام‪ ،‬هي اللغ��ة الت��ي كانت خلف‬ ‫الجدران كنوع من اإلذالل الذي يعتبر منهجاً ومبدأ يسير‬ ‫وفق��ه نظ��ام عصابة تقل��ب الحقائق رأس��ًا على عقب‬ ‫بعتب��ار أن س��وريا بما فوقها وتحت أرضه��ا ملك مورث‬ ‫لعصابات مافيا األس��د وش��اليش ومخلوف وتحالفاتهم‬ ‫العاب��رة لح��دود الطوائف والمذاهب وحت��ى الجغرافيا‪..‬‬ ‫منهج يعبر عن انحطاط وفجور يعرفه رفاق عبد العزيز‬ ‫الخي��ر قبل أن يعرفه الس��وريون ف��ي ثورتهم الحالية‪.‬‬ ‫فه��و ذات��ه ال��ذي كان يختط��ف أطفال منتس��بي حزب‬ ‫العمل الش��يوعي بغض النظر عن االنتم��اء الجغرافي‬ ‫في سورية‪ .‬هم لم يتركوا يميناً أو يساراً ولم يمارسوا‬ ‫بحق��ه كل الموبق��ات التي ينفر منها اإلنس��ان غريزياً‪،‬‬ ‫بل كل القبح المتمثل في اإلش��ارات اللغوية الدالة على‬ ‫دروس تحقير قيمة البش��ر في سبيل ترسيخ اصطفاف‬ ‫ما قبل الدولة وقبل تحضر البش��ر‪ .‬اإلنس��ان الجيد في‬ ‫س��ورية كان ه��و ذل��ك الذي يله��ث وراء عملين ليس��د‬ ‫ج��وع أطفاله وهو الذي يس��ير قرب الج��دران طالبا من‬ ‫الرب الس��تر ليس إال‪ ..‬هو المقه��ور الذي يرضخ مُورثًا‬ ‫لمنظومة عصاب��ات تغرق بأموال النه��ب وترمي فتات‬ ‫الفتات لمواطن مس��حوق ومطلوب من��ه افتداء "القائد‬ ‫الخال��د" بروح��ه ودم��ه ولو كان دمه نش��ف م��ن ميناء‬ ‫الالذقية حتى عش��وائيات دمش��ق تحت قس��وة تخاطب‬ ‫المسحوقين بأن كل حياتهم هي منحة يمنحها "القائد"‬ ‫وبدونه ال حياة له وألوالده‪..‬‬ ‫تأس��يس العبودية ليس بشيء متخيل بل حقيقة‬ ‫واقع��ة في مثل ه��ذا النمط من حك��م العصابات‪ ،‬نعم‬ ‫البعض ل��م يصدق ما يجري في س��وريا وحتى لو كان‬ ‫الح��دث تحت عمارته ولجيرانه فراح هؤالء يجدون تحت‬ ‫الذع��ر والرعب يس��وقون مب��ررات ومس��وغات عادة ما‬ ‫تعبر عن حالة اإلنس��ان المقهور المفضل للرتابة ولما‬ ‫يس��مونه األمان ف��ي الخروج لي ًال ب��دون التعرض له أو‬ ‫لها‪ ..‬لم يرب��ط هؤالء األمر بثقافة الس��وري وتحضره‬ ‫بل بثقافة القمع األمني تحت شعار "األمن مستتب" وما‬ ‫فائدة أن تثور الناس على القهر طالما أن "األمن واألمان‬ ‫موجودا ف��ي ظل س��يادة الرئيس"‪ ..‬ه��ؤالء ال يعنيهم‬ ‫حتى لو ش��اهدوا‪ ،‬كقطيع من الحيوانات المرعوبة‪ ،‬من‬ ‫يفترس اخوتهم في اإلنس��انية قبل الوطنية‪ ..‬بل حتى‬ ‫بعض القطيع تجده أحيانًا يستش��رس دفاعاً عن تحول‬ ‫ف��رد منه لفريس��ة‪ ..‬بينما هذا البعض المصنف بش��راً‬ ‫يش��يح بوجهه تحت أع��ذار ومبررات اإلنس��ان المقهور‬

‫والمسلوب اإلرادة‪..‬‬ ‫روان ق��داح هن��ا ليس��ت اس��تثنا ًء بل حال��ة عامة‬ ‫يرس��خها عقل الحاج��ز والمعبر وعقل "اع��رف مع مين‬ ‫عمتحك��ي!"‪ ..‬فاخت��رع لنا غس��ان ب��ن جدو "سبيش��ال‬ ‫جهاد‪ ..‬سبيش��ال نكاح‪ " ..‬بكل بس��اطة راح��ت القذارة‬ ‫تصي��ر حال��ة عام��ة تح��ت خيمة عق��ول القروس��طية‬ ‫ومحاكم التفتي��ش والماكارثية‪ ..‬بن جدو اخترع للناس‬ ‫"جه��اد النكاح" وإلثبات األمر انحدر مس��تواه إلى ما هو‬ ‫عليه م��ن مرض وهوس جنس��ي في ثقافة مس��تمدة‬ ‫من تح��ت ذات العباءة التي يتخفى تحته��ا ماللي إيران‬ ‫وصبيانهم في الع��راق والضاحية الجنوبية‪ ..‬العهر في‬ ‫ممارس��ة ثقافة الكذب واالختراع��ات والنظر في المرآة‬ ‫إلى الذات النرجس��ية المرضية وم��ا تنضح به من درن‬ ‫الكراهية والطائفية والمذهبية بمحاضرات عن الشرف‬ ‫والعف��ة تحت م��زراب دع��ارة اللغة المعروف��ة لدى من‬ ‫يمحص قلي ًال بشعارات مرحلة "األسد أو ال أحد‪ ..‬وربكن‬ ‫بيس��قط واألس��د ما بيس��قط‪ .." ..‬تلك ثقافة انتقائية‬ ‫قذرة بقذارة ما تعكس��ه مرآة ه��ؤالء الذين قدموا ذات‬ ‫يوم أبو نظير وقيادته لعصابات مس��لحة وهو المعفي‬ ‫من خدم��ة العلم في س��وريا بس��بب مرض��ه العقلي‪،‬‬ ‫وه��ي نفس��ها الت��ي قدم��ت الصياصنة الضري��ر وهو‬ ‫يروي مش��اهداته للقناصة م��ن ذات العصابات قبل أن‬ ‫ينس��ف فاروق الش��رع نفس��ه كل الرواية في صحيفة‬ ‫األخبار الحزب الهي��ة المغلفة بعلمانية ابراهيم األمين‬ ‫وف��ي محتواه��ا كل ق��اذورات الطائفية‪ ..‬وهو نفس��ه‬ ‫اإلعالم الذي قدم جالل الطويل على كرس��ي االعتراف‬ ‫واتهم بالس��لفية والوهابية جورج صبرا وميشيل كيلو‬ ‫وقبلهما مصطفى خليفة وبعدهما مي سكاف وغيرهم‬ ‫وغيرهم‪..‬‬ ‫أليس هو نفس��ه الذي قدم صبية بعمر ‪ 16‬س��نة‬ ‫كقائ��دة ف��ي القاعدة بالرقة؟ أليس هو نفس��ه‪ ،‬بغض‬ ‫النظ��ر إذا كان مرئي��ًا أم مس��موعًا أم مكتوبًا‪ ،‬هو الذي‬ ‫ق��دم روايات إنس��ان مري��ض بطائفيت��ه كرفيق لطف‬ ‫وهو يك��ذب عل��ى الس��وريين والس��وريات بما س��مي‬ ‫"كش��ف المس��تور" وه��و ال��ذي كان يقلد ص��وت امرأة‬ ‫ف��ي برنام��ج دردش��ة باس��م "أم كام��ل" قب��ل الثورة‬ ‫الس��ورية مهدداً ومتوع��داً بكل ق��ذارات المذهبية كل‬ ‫م��ن يع��ارض سياس��ات إي��ران؟! ألي��س هو ال��ذي قاد‬ ‫الس��وريين والس��وريات إلى مقصلة الطائفية وبلسان‬ ‫بثين��ة ش��عبان بكل رواياته��ا المتهافت��ة وهي تضحك‬ ‫وتهزأ من عقل السوريين والس��وريات‪ ..‬ليس رواياتها‬ ‫البدائية والفاشلة في بداية الثورة في درعا حين راحت‬ ‫تهذي عن الفتنة وعن الطائفية وعن الفلسطينيين في‬ ‫الرم��ل‪ ..‬ثم اختتم��ت كل العهر ف��ي روايتها بأن جعلت‬ ‫الضحاي��ا ف��ي الغوطة الش��رقية والغربية م��ن أطفال‬ ‫ونس��اء ورجال مخطوفون من ق��رى الالذقية؟! هل من‬ ‫روايات يقبلها عقل؟!‬ ‫نعم العق��ل المؤجر والموضوع تح��ت حذاء القتلة‬ ‫ه��و العقل الجاه��ز لتلقي رواية بش��ار حي��ن فضحته‬ ‫الكامي��را وهو يقصف مئذنة مس��جد عثم��ان بن عفان‬ ‫بدير الزور حين كان يحاضر "الش��يخ بش��ار" بمشايخه‬ ‫وتالمي��ذه بإفطار رمضان ‪ 2011‬ع��ن مكونات المئذنة‬ ‫من اسمنت مسلح واستحالة أن يكون جيشه هو المنفذ‬ ‫فراح يشغل نفسه ذلك الرهط الغير مصدق لما يفعله‬ ‫عقل مريض كعق��ل عصابة يحكمه��ا حافظ من قبره‬ ‫ويوجهها توجيها إجراميًا يش��به إجرام رفعت وس��راياه‬ ‫المهووسة بتلطيخ وجه سوريا‪..‬‬ ‫عق��ول هؤالء الذين كانوا يش��اهدون كالقطيع ما‬ ‫يجري ألخوتهم الس��وريين والس��وريات لم يجدوا أكثر‬ ‫راحة من ترداد ببغائي لروايات ساقطة كرواية العصابة‬ ‫عن الصبية الس��ورية طل الملوحي‪ ..‬هي عقول لم تر‬ ‫إثم��اً وال جرمًا أن تم��ر الصواريخ والقذائ��ف من فوقها‬

‫فتصف��ق لها وتريح نفس��ها بالقول الهس��تيري‪ :‬البس‬ ‫البدل��ة س��يدي الرئيس‪ .‬اضربه��م بكل ق��وة امحقهم‬ ‫امسحهم بكل األسلحة‪..‬‬ ‫الناتج أمامنا‪ ..‬ال مجال إلخفاء الناتج‪ ..‬صبية تقدم‬ ‫في اإلعالم األسدي كما قُدمت زينب الحصني‪ ..‬لم يشأ‬ ‫أحد أن يش��غل عقله في القطيع البهيمي‪ :‬جثة من تلك‬ ‫الجثة التي س��لمت على أس��اس أنه��ا لزينب الحصني؟!‬ ‫ول��م يحرك عقوله��م المؤجرة س��ؤال منطق��ي‪ :‬وماذا‬ ‫تفع��ل روان ق��داح في س��جون بش��ار وجميل الحس��ن‬ ‫وعل��ي مملوك منذ ع��ام؟! ولماذا خُطف��ت تلك الطفلة‬ ‫وهي في س��ن الخامسة عشر؟! هل بدي ًال عن والدها؟!‬ ‫هو س��ؤال للصارخين عن "األفعال المش��ينة بالخطف‬ ‫للمدنيي��ن" في ري��ف الالذقية‪ ..‬والتي أدينه��ا بالطبع‪..‬‬ ‫لكن مثله الس��ؤال عن مس��جد رنكوس قب��ل يومين‪..‬‬ ‫فقصة معلوال لم تنتهي فصول كذبها وبدون أن نسمع‬ ‫الصارخين ينس��جمون مرة واح��دة في كلمة واحدة عن‬ ‫آالف االستهدفات لمس��اجد تاريخية وتراثية في سوريا‬ ‫من ش��مالها إلى جنوبه��ا‪ ..‬ولماذا يصرخ ه��ؤالء طالما‬ ‫أنهم تالميذ في معس��كر بش��ار ال��ذي ال يرى وبعظمة‬ ‫لسانه بأنه قادر أن يكون رئيساً لكل السوريين‪ ..‬تقليد‬ ‫ق��رر لعق��ل صهيوني ي��رى العربي الجيد ف��ي العربي‬ ‫الميت‪ ..‬تقليد س��خيف الس��تعالئية فتش��ية ترى فيمن‬ ‫يطأط��ئ ال��رأس ويبي��ع كرامت��ه مواطنًا صالح��ًا على‬ ‫عك��س المواطن "الخائ��ن" المتهم بالعمال��ة واالرتهان‬ ‫للخارج فوج��ب عليه الموت غرقاً وجوعًا‪ ..‬والجئًا ونازحًا‬ ‫بالماليين ومن ثم محاصراً ليجوع ويرضخ رغم فش��ل‬ ‫العصاب��ة في كل تقليد ممارس��ات حافظ وهم يتلقون‬ ‫األوامر من قبره‪..‬‬ ‫لدى س��وريا "وزير مصالحة" يس��مى علي حيدر‪..‬‬ ‫فهل هن��اك مصالحة يقوم بها وزي��ر وأخوه عهد حيدر‬ ‫يش��رف عل��ى معس��كر يش��به معس��كرات النازية في‬ ‫ديرش��ميل كما كش��فت منظمات حقوقي��ة حيث يجري‬ ‫تعذي��ب اآلالف م��ن المعتقلي��ن الس��لميين ف��ي ذل��ك‬ ‫المعس��كر الع��ار وبينهم أكثر م��ن ‪ 3000‬إمرأة وصبية‬ ‫س��ورية؟! كيف يقبل العقل ترويضًا وحش��يًا ليس��كت‬ ‫عن كل الجرائم المرتكبة باس��م بش��ار ال��ذي زرع في‬ ‫س��وريا خالل عامين ونصف كل أنواع الحقد والش��قاق‬ ‫في مجتمع يعاني أكثر من ‪ % 80‬من الضحايا والجالدين‬ ‫أعراض ما بعد الصدمة والتي ستكون وبا ًال حقيقياً في‬ ‫غياب أي شكل من أشكال العدالة حتى عند األجيال التي‬ ‫نمت على خطى االنفصام بين الشعار والممارسة‪..‬‬ ‫يظن بعض القابضين على السواطير والسكاكين‬ ‫وتفجير السيارات واالغتيال والخطف والحصار والقصف‬ ‫بالطائرات والكيماوي وصواريخ س��كود واس��تدعاء كل‬ ‫الميليش��يات الطائفية سوف تحمي منظومة العصابات‬ ‫بالرضوخ للخارج في عمالة يقال عنها‪ :‬المصلحة العليا‬ ‫للبلد‪ ..‬أي تبريرات سخيفة لإلرسال راهبة إلى اسرائيل‬ ‫وفرنس��ا لتستجدي دعم س��فاح؟! أية اشارة تقدم تلك‬ ‫التي يمارس��ها رجال دين يرون في بشار أمير مؤمنين‬ ‫وأش��باه مثقفين يرون فيه غرامش��ي وقوميين يرونه‬ ‫عب��د الناصر وكنائس تراه المس��يح مقدس��ًا ومعممين‬ ‫يرونه حس��يناً ومهديًا منتظ��راً‪ ..‬إال يخلق هذا كله إلى‬ ‫جان��ب كل الموبقات والتس��لق واالنتهازية الممارس��ة‬ ‫باس��م الث��ورة تعمق الش��عور بالقه��ر وبالتال��ي تربة‬ ‫خصبة للتط��رف الذي يعمي البص��ر والبصيرة ويعمق‬ ‫األحق��اد‪ ..‬أي ظل��م يف��وق ظل��م أن تتهم الن��اس منذ‬ ‫أول يوم في س��وق الحميدية بدمش��ق بأنهم مجموعة‬ ‫عمالء للسفارات الغربية بينما السفارات الغربية تنسق‬ ‫مع أعلى مس��تويات في مس��الخ التعذيب األسدية‪ ..‬بل‬ ‫أي احتق��ار للعقل يف��وق احتقار قيمة االنس��ان وذكاء‬ ‫الس��وريين والس��وريات باعتب��ار أن خروجه��م بوج��ه‬ ‫الظلم التاريخي ليس سوى مؤامرة كونية بينما الجميع‬


‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫دع جانب��ا ما أكتب وراقب جيداً المش��هد بتفاصيله‬ ‫وب��دون انتقائية عود األس��د من األب إل��ى الولد نظامًا‬ ‫ومنظومة أتباعه على عبودية تحت الحذاء العس��كري‪..‬‬ ‫قل ل��ي طبيعة اللغ��ة التي يخاطبونك به��ا‪ ..‬ليس في‬ ‫الش��ارع فحس��ب بل في الدوائر الحكومية‪ ..‬اترك جانبا‬ ‫"التجن��ي" فيما أس��رد وراق��ب جيداً ج��ارك وجارتك في‬ ‫معان��اة تاريخية وبدون اس��تعالء وتأف��ف على طريقة‬ ‫بس��ام أب��و عب��د اهلل ع��ن "الحث��االت"‪ ..‬فك��ر به��ؤالء‬ ‫"الحث��االت" الذين كان��وا يمدونك بالحليب ومش��تقاته‬ ‫وبالخض��روات والقمح وبما تصنع��ه حرفتهم في حلب‬ ‫وريفها‪ ..‬فكر قلي ًال بحماة وتدمر وكركون الشيخ حسن‬ ‫وأنت تمر بقربه باألقبية التي يحشر تحت مقبرة هناك‬ ‫معتقلون ال يعرف عنهم أهاليهم شيئًا‪ ..‬فكر بما يسمى‬ ‫مؤسس��ات حكومي��ة وهي تتح��ول ليس ف��ي المراكز‬ ‫الثقافية فحسب بل مدارس ومعسكرات صيفية تتحول‬ ‫إلى معس��كرات تفوق في جهنميتها ما يجري في مطار‬ ‫المزة ومعس��كرات الفرق��ة الرابعة وأنفاق قاس��يون‪..‬‬ ‫ال ت��دع حقدك يأخ��ذك لترى مظاهرة تش��ييع تحت ثلج‬ ‫فبراي��ر ‪ 2012‬في المزة حيث أطلق النار مباش��رة على‬ ‫الرجال والنساء واألطفال وخرج أمامك من يروي رواية‬ ‫تقول‪ :‬لم يكن هناك ش��يء وكل��ه فبركة‪ ..‬هي الرواية‬ ‫التي جعلت أخوتك في الوطن مجرد معتوهين يبيعون‬ ‫حياته��م من أج��ل ‪ 2500‬ليرة س��ورية للمش��اركة في‬ ‫مظاهرة ترش رش��ًا بالرصاص‪ ..‬كما هي رواية رش��ة‬ ‫حبوب هلوس��ة وحبوب الجزيرة في سندويشات فالفل‬ ‫وش��اورما في س��احة العاصي بحماة وج��رف الجثث في‬ ‫س��احة الساعة بحمص وقصف بالهاون على مظاهرات‬ ‫حوران والرستن واقتحام وحرق ونهب في ريف دمشق‬ ‫م��ن مخي��م اليرم��وك والميدان حي��ث لم يس��لم حتى‬ ‫السيراميك من النهب واجهزة التلفزة إلى الغوطة حيث‬ ‫قتلت أبقار يلدا ونهبت وحرقت مصانع األثاث وقتل في‬ ‫عربين أمام اهلها ذلك المتظاهر الس��لمي وفي حرستا‬ ‫نهب وحرق وقتل بالقصف على المساجد والمظاهرات‪..‬‬ ‫فك��ر قلي� ً‬ ‫لا براوية نف��ق درع��ا الرمثا‪ ..‬وبذلك الش��اب‬ ‫المصري الذي يعمل مهندسًا واعتقل في الجامع االموي‬ ‫ليته��م أنه عميل للموس��اد وزار الق��دس التي لم يرها‬ ‫في حياته وأطلق بعد اس��بوع من اعتقاله‪ ..‬فكر بجالل‬ ‫الطويل واعترافاته وبحس��ين هرموش واتهام كل من‬ ‫رفض إطالق النار على أخوتك في الوطن أنهم انشقوا‬ ‫بسبب سيارة أو امتياز لم يمنحه إياه ضباطهم‪..‬‬ ‫دع عن��ك كل ه��ذا إذا ل��م يعجب��ك وق��ل لي كيف‬ ‫تس��تطيع كمواطن ف��ي دولة يدعي مغتصب س��لطتها‬ ‫بأنه رئيس��ك أن تس��تصدر جواز س��فر؟! كيف يمكنك‬ ‫اس��تصدار هوية هي حق لإلنس��ان إذا كانت ضائعة أو‬ ‫تالفة؟! قل لي كيف تس��تطيع إيصال قطعة خبز ألبناء‬ ‫وطنك في داري��ا والمعضمية؟ المعضمي��ة التي يموت‬ ‫أطفاله��ا بدون حليب وأمهاتهم تج��ف صدورهن لغياب‬ ‫حتى كسرة طعام‪..‬‬ ‫الثقافة أيها اإلنسان الس��وري المسلوبة وطنيتك‬ ‫بانتماء لس��قف وطن يصل سقف بشار هي ليست في‬

‫قش��ورها التي تجع��ل منك كالقطيع ف��ي أتون مذبحة‬ ‫تقترف باس��مك وباس��م حمايتك كطائف��ة بينما كفرد‬ ‫تس��حق يوميًا تحت أحذية شبيحة بش��ار ألف مرة وأنت‬ ‫ال قيم��ة لك مثلم��ا ال قيمة ل��ورق الكلينكس عنده بعد‬ ‫استخدامها‪..‬‬ ‫من يقوي التطرف هو تحول اإلنس��ان إلى الفرجة‬ ‫واالصطف��اف الطائفي وغياب ح��س المواطنة واالنتماء‬ ‫لما هو أبعد من فجور سلطة ال ترى في السوريين سوى‬ ‫وس��يلة وس��وق للنهب‪ ..‬فليت��ك تجيب على س��ؤال عن‬ ‫ثروتك وثروة بشار المقدرة بمليار ونصف المليار دوالر‬ ‫وأنت ال تملك حتى قوت أطفالك‪ ..‬أي تزوير ذاك الذي مرّ‬ ‫علي��ك وهم يقولون ل��ك‪ :‬كل ثروتنا الوطنية والنفطية‬ ‫كان��ت موجهة لخل��ق توازن اس��تراتيجي م��ع العدو واذ‬ ‫بس�لاحك يوجه لصدرك وغير قادر حتى على الرد على‬ ‫خرق سيادة بلدك‪ ..‬قالوا لك تجارة ونصباً واحتيا ًال إنهم‬ ‫يضح��ون ألجل فلس��طين واذ بهم قتلة الفلس��طينيين‬ ‫ومحاصريهم وقاصفيهم في مخيمات هي أرض سورية‬ ‫يعتقلونهم على الحواجز ويطاردونهم ويعيدونهم جثثًا‬ ‫هام��دة‪ ..‬هم الذين اقترف��وا جرائم ت��ل الزعتر ووزروا‬ ‫مرتكبي مذبحة صبرا وش��اتيال وداعمي أمل في حصار‬ ‫وقت��ل المخيم��ات‪ ..‬أي��ة وظيف��ة مولكة لنظام حراس��ة‬ ‫الح��دود في الجوالن؟! ليتك تفكر م��رة واحدة لماذا يراد‬ ‫ل��ك أن ال تعرف وال تعود لديمقراطية س��ورية وتعددية‬ ‫قائم��ة قبل أن يولد آل األس��د نهبًا وس��رقة وتعس��فاً‪..‬‬ ‫فك��ر قليال بس��وريا التي ل��م تحمل علم االنت��داب كما‬ ‫خدعوك بل علم االس��تقالل ال��ذي كذبوا عليك به وهم‬ ‫كانوا يس��تخدمونه حت��ى االنقالب البعث��ي والوحدة مع‬ ‫مص��ر وفي مسلس�لات باب الح��ارة والطواب��ع البريدية‬ ‫في ذك��رى الجالء‪ ..‬ح��دق جيداً ف��ي الطواب��ع البريدية‬ ‫وال تك��ن مجرد ببغاء فاقد لعقلك واس��تقاللية تفكيرك‬ ‫ال��ذي يمنعون��ه عنك ليك��ون رامي مخل��وف وتحالفاته‬ ‫المالي��ة الكومبرادوري��ة القذرة بث��روات وطنك التي أن‬ ‫تساءل عنها أحدهم صار عمي ًال في مفهوم مقلوب على‬ ‫رأس��ه للعمالة والوطنية تصنيفاً أس��ديًا من ذات المنبت‬ ‫والثقاف��ة التي تع��رض عليك في محطاته��ا بنات بلدك‬ ‫القاصرات بهذا الش��كل الوضيع والخس��يس وأنت تفتح‬ ‫فاهك تتفرج بمزيد من الدهشة‪..‬‬ ‫سياس��يًا فكر وقل لي كيف تس��توي ممانعة وهذه‬ ‫االنبطاحية في جعل س��وريتك تح��ت مقصلة التطرف‬ ‫وتس��ليم الس�لاح ال��ذي لن يتوق��ف عند ق��رار مجلس‬ ‫األم��ن بدمار س��وريا ألجل حاك��م معت��وه ال يرى فيك‬ ‫سوى وسيلة وهو يقول لإلعالم الغربي‪ :‬شعبي يحبني‬ ‫ويريدنن��ي أن أبق��ى حاكماً ل��ه‪ ..‬وهو س��ينتخبني في‬ ‫الع��ام القادم‪ ..‬فأية صورة من النذالة يضعك فيك هذا‬ ‫الحاكم المهووس؟! أية صورة يصورك فيها؟‬ ‫كلمة أخيرة‪:‬‬ ‫عندما يصير الشيطان األكبر مكان تغزل فاعلم أن‬ ‫كل الشياطين الصغيرة ليست سوى اختراع ليجعلوا من‬ ‫عقلك في قفص أصغر من قفص عصافير مأسورة‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يع��رف قصة الكومب��رادور والدور الوظيف��ي لعصابات‬ ‫الحكم األس��دية منذ أن بارك نيكس��ون حافظ ومنذ أن‬ ‫بارك��ت أولبراي��ت وريثه بش��ار‪ ..‬بل أي��ة فضيحة تلك‬ ‫التي تناقش في ش��رعية بش��ار وتتمته لواليته وكلهم‬ ‫ب��دون اس��تثناء يعرفون بأن��ه لم يكن س��وى مغتصب‬ ‫للسلطة بتعديل دستور بلد كامل في مجلس الحجيات‬ ‫والمطبلين الذين لم يكونوا يومًا س��وى ديكورات لزوم‬ ‫ع��دة النصب واالحتيال أمام الخارج الملهوث خلفه لنيل‬ ‫رضاه وش��رعية منه‪ ..‬وإلقناع األتب��اع بأنه "نظام يجيد‬ ‫اللعب��ة ويجب أن يحكم العالم‪ " ..‬نظام ال يعرف س��وى‬ ‫بل��ع اإلهانات واالرتهان للخارج وهو يرمي غيره بالتهم‬ ‫الت��ي يغرق ف��ي وحله��ا وقاذوراتها كتهمته الس��خيفة‬ ‫للسوريات بعد أش��هر قليلة من لجوئهن إلى تركيا‪ ..‬أم‬ ‫ترانا ننس��ى ونحن نصير إل��ى جماهير فرجة تردد كل‬ ‫اإلهانات بحق السوريات والعربيات التي يخترعها بحقد‬ ‫غس��ان بن جدو وقنات��ه وكل قنوات العه��ر اإلعالمي‪..‬‬ ‫كيف يس��ترخص ه��ؤالء تحوي��ل المرأة والفت��اة‪ ..‬األم‬ ‫والش��ريكة ف��ي الوط��ن والبن��اء والكف��اح والصم��ود‬ ‫وش��ريكة س��وريا المس��تقبل ف��ي جيل ط��ل الملوحي‬ ‫وروان ورزان‪ ..‬إل��ى مج��رد س��لعة تعرض ف��ي روايات‬ ‫مريضة في إنسانيتها وفي مواطنتها‪..‬؟‬ ‫قد يظن البعض بأن المذبحة في س��وريا يجب أن‬ ‫ترتبط بالقصف والكيماوي وتفجير السيارات فحسب‪..‬‬ ‫الس��واطير والس��كاكين الت��ي اش��تغلت م��ن الحول��ة‬ ‫والتماعن��ة إلى داري��ا وجديدة الفض��ل وزملكا وعربين‬ ‫وحرس��تا ون��وى وخناص��ر وبانياس ال تس��تحق س��وى‬ ‫الصمت عليها طالما هي بدون ضجيج ولو كانت الصور‬ ‫المؤلمة ألطف��ال مذبوحين وبوله��م يغطي بناطيلهم‬ ‫رعب��ًا م��ن الذباحي��ن ممن ص��ار له��م ش��رف االنتماء‬ ‫المقون��ن للش��بيحة فيم��ا يس��مى "جيش الدف��اع" في‬ ‫استعارة تاريخية لعصابات الهاغاناه وشتيرن وعصابات‬ ‫فرانك��و وموس��يليني وش��بيبة هتل��ر‪ ..‬ما يج��ري خلف‬ ‫الج��دران مذبحة فظيعة بحق الس��وريين والس��وريات‬ ‫قد ال تتبدى آثارها لمن اس��تأنس ب��اب عمارته ولياليه‬ ‫الصاخب��ة ف��ي بارات دمش��ق وهو ‪ /‬ه��ي يتمتمون‪ :‬إذا‬ ‫كان��ت الحكوم��ة التي تقول ب��أن االرهابيي��ن هم من‬ ‫يقوم��ون بتلك المذابح ولم تنك��س العلم حداداً وطنيًا‬ ‫على أرواحهم فلم علي أن أش��غل نفسي؟! حتى أطفال‬ ‫ق��رى الالذقي��ة كما قالت بثينة ش��عبان أن��ه جيء بهم‬ ‫كل تلك المسافة ليرش��وا بالكيماوي في الغوطتين لم‬ ‫يستحقوا عناء الحداد الوطني فلما أشغل نفسي‪!..‬‬ ‫أية مذبحة أفظع من مذبحة قتل النس��يج الوطني‬ ‫واالجتماع��ي ف��ي زرع األحق��اد والطائفية بي��ن الناس‬ ‫ف��ي ترديد قطيع��ي وببغائي لروايات جاه��زة دوما في‬ ‫تعهير صورة الضحية واس��تهجان البعض تأوهاً‪" :‬إنهم‬ ‫يس��تحقون الموت‪ ..‬ه��ؤالء إرهابي��ون أوالد إرهابيين‪..‬‬ ‫" لم��ن ال ي��رى خطورة م��ا يجري عليه مراجعة ش��ريط‬ ‫ذاكرت��ه‪ ..‬ليتذك��ر المقص��ود م��ن ق��ول عاط��ف نجيب‬ ‫لوجهاء قابل��وه‪ ..‬ليتذكر المقصود من ه��ذا العهر الذي‬ ‫يبث مرة إثر مرة على قنوات تس��مى إعالمًا لم يشهد له‬ ‫مثي��ل حتى في إعالم من يفت��رض بهم عدو صهيوني‬ ‫أن تعرض ضحية فلس��طينية مثال لتُق��ول ما قولت به‬ ‫روان قداح‪ ..‬فماذا يحمل العقل الفاش��ي من أهداف في‬ ‫إهانة شعب بأكمله بتصويره على هذا النحو البدوفيلي‬ ‫الق��ذر والمه��ووس جنس��ياً والمتعط��ش لي��س للدماء‬ ‫فحس��ب بل لفروج الصبية والنس��اء‪ ..‬ش��خصياً ال أعرف‬ ‫قناة إعالمية مارست كل هذا العهر الذي مارسه اإلعالم‬ ‫األس��دي وأبواقه والدائرين في فلكه في بيروت الملطخ‬ ‫وجهها بما يلطخه هؤالء في الضاحية الجنوبية والرابية‬ ‫والمتباكين على المس��يحيين ف��ي معلوال‪ ..‬مع إدانة كل‬ ‫تصرف أحمق واجرامي بحق أية كنيس��ة مارس��ها رجال‬ ‫بش��ار من داعش ف��ي الرقة وقاعدته الت��ي أطلقها في‬ ‫يناي��ر ‪ 2012‬م��ن س��جونه‪ ..‬فه��ؤالء جعل��وا م��ن قصة‬ ‫معل��وال ما يش��ي بأنه��م حريصون جداً على مس��يحيي‬ ‫الش��رق بينما بعضهم لم نسمع له صوتًا عن بيت لحم‬ ‫والناصرة والقدس حيث منبع ومنبت المس��يحية ال إدانة‬ ‫وال حرص على المقدس��ات والتراث المس��يحي وال حتى‬ ‫حين كانت بيت س��احور تحاصر وتدنس وال حين اعتدي‬ ‫على كنيس��تي المه��د والقيامة‪ ..‬فلنع��رف العهر نتذكر‬ ‫بش��ار الجعفري‪ ،‬مندوب األسد‪ ،‬وهو يلطم على كنيس‬ ‫يهودي في جوبر قصفوه هم فراحوا مثل روحاني اليوم‬ ‫يبحثون عن ني��ل رضا اللوبيات واألمي��ركان والصحافة‬ ‫الغربي��ة وحتى لو ت��م اتهام راهبة معل��وال بأنها خائنة‬ ‫ألنها روت الرواية كما هي‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫د‪ .‬خولة احلديد ل�سوريتنا‪:‬‬ ‫يجب الوقوف بحزم �أمام ت�سليح الأطفال‬ ‫أجرت الحوار‪ :‬زليخة سالم‬ ‫صورهم تم�لأ الفضائيات‪ ،‬عيونهم‬ ‫الحزينة والدامعة ترنو إلى الس��ماء علها‬ ‫ترى في السماء وجه من غاب من األحبة‪،‬‬ ‫دموعهم تغسل عار صمتنا‪ ،‬وابتساماتهم‬ ‫وإش��ارات النص��ر من أيديه��م الصغيرة‬ ‫تدفعن��ا إلى االس��تمرار والتف��اؤل بنصر‬ ‫ق��ادم‪ ،‬ماذا يدور في مخيلتهم‪ ،‬وكيف لنا‬ ‫أن ندخل إل��ى عقولهم الصغيرة لمعرفة‬ ‫بماذا يفكرون‪.‬‬ ‫أطفالن��ا الذين كانوا وق��وداً للثورة‬ ‫ودفع��وا الثم��ن األكب��ر‪ ،‬يس��تحقون أن‬ ‫يس��تنفر المجتم��ع المدن��ي لدعمه��م‬ ‫وإنقاذهم من مس��تقبل مجه��ول إذا لم‬ ‫نس��ارع إل��ى احتضانه��م‪ ،‬وتعليمه��م‪،‬‬ ‫ومعالجتهم مما لح��ق بهم من عوارض‬ ‫أوتشوهات نفسية‪.‬‬ ‫فكي��ف نس��تطيع أن نجن��ب أطفالنا‬ ‫التش��وهات النفس��ية جراء ما يعيش��ونه‬ ‫يومياً من قتل وتعذيب وذبح ونعالجهم‬ ‫مما لحق بنفوس��هم وعقولهم الصغيرة‬ ‫من ح��زن ووجع وألم الفقد واإلعاق��ة؟ وكيف نتعامل‬ ‫معهم إلخراجهم من ح��االت الحزن والخوف والرعب‬ ‫والحقد‪ ،‬وحمايتهم من الحق��د والكراهية واالنتقام؟‬ ‫وكيف س��نبرر لمن خرج منهم من المجازر أحيا ًء‪ ،‬ذبح‬ ‫ذويه��م أمامهم‪ ،‬وننس��يهم هذه الهمجي��ة‪ ،‬وكيف‬ ‫نس��تطيع محاكاة عقولهم الصغيرة لتس��توعب ما ال‬ ‫نس��تطيع نحن الكبار أن نس��توعبه ونب��رر لهم دمار‬ ‫بيوته��م وح��رق ألعابه��م‪ ،‬وإفهامه��م أن األنظمة‬ ‫المس��تبدة والقمعي��ة والهمجية تبيد ش��عباً بأكمله‬ ‫لتبق��ي على نظامها‪ ،‬وأن حماة الديار لم يكونوا يوماً‬ ‫جيش الوطن بل كانوا جيش العصابة الحاكمة؟؟‬ ‫وكيف س��نفهم األطفال المشردين في الشوارع‬ ‫أن ه��ذه حال��ة مؤقت��ة وأن مكانه��م الطبيع��ي في‬ ‫بيوتهم ومدارسهم؟‬ ‫أس��ئلة كثيرة تدور في أذهاننا وال نستطيع نحن‬ ‫الكب��ار اإلجاب��ة عليها أو اس��تيعابها‪ ،‬وله��ذا نحتاج‬ ‫إلى االس��تعانة بخبراء في الدعم النفس��ي لألطفال‪،‬‬ ‫وأطب��اء نفس��يين‪ ،‬وأخصائيي��ن اجتماعيي��ن‪ ،‬لك��ي‬ ‫يتسلح الشباب والمتطوعون في هذا المجال بالطرق‬ ‫واألس��اليب العلمي��ة والعملي��ة الس��ليمة والمثمرة‬ ‫للتعامل مع األطفال في هذه األوضاع التي يعيشونها‬ ‫في ظ��ل الجرائ��م متعددة األش��كال الت��ي يرتكبها‬ ‫النظام بحقهم وأمامهم‪،‬‬ ‫وله��ذا توجهن��ا بكل ه��ذه األس��ئلة للدكتورة‬ ‫خولة حسن الحديد‪.‬‬ ‫األطفال السوريون لمختلف أنماط‬ ‫المآسي‬ ‫قالت الدكتورة الحديد‪ :‬األس��ئلة تتضمن عدة‬ ‫نق��اط ف��ي آن واحد وكل نقطة تمث��ل قضية بحد‬ ‫ذاتها ينبغي العمل عليها ولكن س��أجيبك بالمجمل‬ ‫ع��ن موض��وع التش��وهات النفس��ية‪ ،‬الش��ك أن‬ ‫األطف��ال هم األكثر تأثراً بما يحدث في محيطهم‪،‬‬ ‫وق��د تعرض األطف��ال الس��وريون لمختلف أنماط‬ ‫المآس��ي من فقد الوالدين أو أحدهما أمام أعينهم‬ ‫إل��ى تعرضه��م لإلهانة والض��رب أمامه��م مروراً‬ ‫بالقص��ف وم��ا يس��ببه من خ��وف وقل��ق للطفل‪،‬‬

‫طفل سوري في مدينة إدلب أثناء أحد االشتباكات‬

‫وص��و ًال للحرم��ان م��ن التطبي��ب واالحتياج��ات‬ ‫المعيش��ية بحده��ا األدنى والحرمان م��ن التعليم‪،‬‬ ‫وتع��رض بعضهم إلصاب��ة وإعاقة دائم��ة‪ ،‬المهم‬ ‫القائم��ة طويلة والكارثة أكبر مم��ا نتخيلها‪ ،‬ولكن‬ ‫مع ذلك البد من العمل المتواصل لتخفيف األضرار‬ ‫قدر اإلمكان‪ ،‬واألهم في هذه الحالة إبعاد األطفال‬ ‫عن الوس��ط الذي سبب لهم كل هذه الكوارث ومن‬ ‫ثم البدء بمعالجة الرضات النفس��ية التي أصابتهم‬ ‫كنتيج��ة لما ذكرنا‪ ،‬إضافة إل��ى إبعاد األطفال عن‬ ‫حمل الس�لاح والوقوف بحزم أمام تسليح األطفال‬ ‫ودعوتهم للقتال على الجبهات‪.‬‬ ‫وبالنس��بة للدع��م النفس��ي هن��اك برام��ج‬ ‫مس��اعدة نفس��ية متعددة تبدأ من التوجيه‪ ،‬وتمر‬ ‫باإلرش��اد لتص��ل إل��ى الع�لاج النفس��ي للح��االت‬ ‫المضطربة بش��كل كبير‪ ،‬يمكن للتوجيه واإلرشاد‬ ‫أن يتم بمس��اعدة األهل والبيئة المحيطة بالطفل‬ ‫م��ن خالل تطبي��ق برامج الدعم النفس��ي القائمة‬ ‫على أدوات معينة تناسب المرحلة العمرية للطفل‬ ‫وبش��كل متواص��ل ومكثف‪ ،‬أما ح��االت االضطراب‬ ‫فتحتاج لعالج نفس��ي طويل األمد بشكل فردي أو‬ ‫جماعي من قبل متخصصين في هذا المجال‪.‬‬ ‫ما تبقى من س��ؤالك الخاص بالفقد واإلعاقة‬ ‫فينبغ��ي أن يتوف��ر لألطف��ال دور رعاي��ة معين��ة‪،‬‬ ‫ومراك��ز عالجية لإلعاقات‪ ،‬والقص��د بدور الرعاية‬ ‫ه��ي المراكز الت��ي يمكن أن تش��كل حاضناً بدي ً‬ ‫ال‬ ‫للطف��ل‪ ،‬إضافة إل��ى العمل المتواص��ل على دمج‬ ‫الطف��ل ف��ي المجتمع المحي��ط‪ ،‬وع��دم عزله في‬ ‫هذه األماكن بحجة عالجه ومس��اعدته‪ ،‬أي ينبغي‬ ‫أن يتلق��ى الدع��م والرعاية دون فصل��ه عن بيئته‬ ‫ومجتمعه‪.‬‬ ‫األهم توقف أسباب االضطرابات النفسية‬ ‫كل حال��ة م��ن الحاالت الت��ي ذكرتيه��ا تحتاج‬ ‫إل��ى طريقة تعامل‪ ،‬وأس��لوب ع�لاج مختلف وفقًا‬ ‫لحال��ة كل طف��ل‪ ،‬ورغ��م تراب��ط ه��ذه الظاهرة‬ ‫النفسية‪ ،‬لكن عمليًا وعلمياً الحزن مظهر وعَرَض‬ ‫الضطراب ما‪ ،‬والخوف كذلك ممكن أن يكون مجرد‬ ‫عَرَض‪ ،‬وممكن أن يشكل حالة مرضية بحد ذاتها‬

‫تستدعي العالج‪ ،‬والرعب حالة متطورة من الخوف‪،‬‬ ‫والحقد هو مش��اعر كراهية مكونة كردة فعل لما‬ ‫مورس عل��ى الطفل وأمامه من ظل��م واضطهاد‪،‬‬ ‫وكما ذكرت س��ابقًا‪ ،‬توجد برامج متخصصة لعالج‬ ‫هذه الحاالت ومتابعتها‪ ،‬واألهم أن يتوقف الس��بب‬ ‫ال��ذي أدى لظه��ور ه��ذه األع��راض والمظاه��ر أو‬ ‫االضطراب��ات‪ ،‬وبعد إبطال الس��بب تب��دأ الخطوات‬ ‫العالجي��ة والت��ي ينبغي أن تكون عملية مس��تمرة‬ ‫تتزامن مع توفير االحتياجات المعيش��ية‪ ،‬وتطبيق‬ ‫برامج وإجراءات معينة تس��اهم في ترميم الحالة‬ ‫النفسية للطفل‪.‬‬ ‫رغم أن الخبر السيء هو الكارثة الكبيرة التي‬ ‫حلت بأطفالن��ا‪ ،‬فإن الخبر الجيد ه��و قدرة الطفل‬ ‫على الت��واءم والتكيف بمرونة كبي��رة تفوق قدرة‬ ‫البالغين‪ ،‬ولذلك من المهم عدم ترك األطفال نهبًا‬ ‫لألفكار والتصورات‪ ،‬وضحاي��ا األحالم والكوابيس‬ ‫التي تس��تعيد في أذهانهم تلك المش��اهد األليمة‬ ‫التي مروا بها‪ ،‬ومن المهم مس��اعدتهم على تجاوز‬ ‫ذلك من خالل الدعم النفس��ي والتربوي‪ ،‬ووسائل‬ ‫الترفيه وغيرها من أساليب‪ ،‬إضافة إلى مناقشتهم‬ ‫ف��ي كل ش��يء‪ ،‬وتفس��ير م��ا ح��دث لهم بش��كل‬ ‫مبس��ط‪ ،‬وإقناعه��م أن ذلك لن يتك��رر مرة أخرى‬ ‫إلزال��ة خوفه��م وقلقهم‪ ،‬علماً أن تبس��يط األفكار‬ ‫واإلجابة عن األس��ئلة التي تدور في رأس األطفال‬ ‫يج��ب أن تك��ون مغلفة بالح��ذر الش��ديد واالنتباه‪،‬‬ ‫وع��دم اإلفراط في توصيف المش��هد وإثارة أحقاد‬ ‫الطفل وجروحه‪ ،‬بد ًال من مساعدته على التئامها‪،‬‬ ‫لذلك هن��اك الكثير مم��ا يدور ف��ي رؤوس الكبار‪،‬‬ ‫الي��دور ف��ي رؤوس األطفال‪ ،‬ويجب ق��در اإلمكان‬ ‫عدم إقحامهم في هذه األس��ئلة الكبيرة‪ ،‬ومحاولة‬ ‫تفسير ما حدث لهم بطريقة خاصة جداً وحذرة‪.‬‬ ‫التأكيد لألطفال أن ما حصل كان ضريبة‬ ‫من أجل مستقبلهم‬ ‫اليمكن أن نقول للطفل أن حالة التش��رد هذه‬ ‫مؤقت��ة م��ا لم نؤم��ن ل��ه البديل المؤق��ت للعيش‬ ‫بكرام��ة‪ ،‬وتوفير احتياجات��ه‪ ،‬عندما نج��د له بيئة‬ ‫بديل��ة تتوف��ر فيها احتياجات��ه المعيش��ية‪ ،‬ونوفر‬


‫شهد الشامي‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫في عصر يش��هد صراع��ًا بين الحض��ارات واحتداماً قويًا بي��ن الجهات العلمانية واإلس�لامية تخرج‬ ‫من بين بؤر التوتر في الش��رق األوس��ط مجموعات تكفيرية (متأس��لمة) إذا صح التعبير تعمد على بث‬ ‫الكراهية للدين اإلس�لامي بالوجه اآلخر الذي تس��تخدمه الجهات العلمانية والغربية المعادية لإلس�لام‬ ‫والمس��لمين‪ ،‬فعمدوا الستخدام وسائل ترهيبية عن الدين اإلسالمي كقطع يد السارق وجلد من يشتم‬ ‫الذات اإللهية ووس��ائل همجية عديدة لم تكن لتس��تعمل حتى في عهد الرس��ول محمد صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم الذي كان يتعرض والمسلمين ألشد أشكال التعذيب من المشركين في بداية البعثة‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫ل��م تمارس من قبل المس��لمين كهذه األفع��ال الهمجية التي تمارس اآلن في القرن الواحد والعش��رين‬ ‫على يد هؤالء الجماعات!!‬ ‫العراق‪ ،‬أفغانستان‪ ،‬اليمن‪ ،‬وأخيراً وليس آخراً سوريا‪..‬‬ ‫كله��ا دول اس�لامية اعتن��ق معظ��م أهلها الدين اإلس�لامي الس��مح المعتدل المتعاي��ش مع جميع‬ ‫الطوائف واألديان الس��ماوية‪ ،‬وعندما تعرضت هذه الدول للحروب ضد الجهات االس��تعمارية الغربية أو‬ ‫ضد األنظمة العربية الفاشية التي تحكم شعوبها بالظلم والطغيان بدأنا نسمع بظهور هذه المجموعات‬ ‫وكأنها وليدة لشبح اختلقته هذه الدول واألنظمة لمحاربة الشعوب المضطهدة التي دفعت لحمل السالح‬ ‫دفاعًا عن شرفها وعرضها وأرضها التي انتهكت‪ ،‬ويظهرون علينا بخطاباتهم‪ :‬حربنا ضد اإلرهاب!!‬ ‫ع��ن أي إره��اب تتحدثون! هل هو ذاك ال��ذي اصطنعته جيوش��كم لتبرير الجرائم الوحش��ية التي‬ ‫ترتكبونها بحق المدنيين العزل!!‬ ‫أم هي حرب ضد اإلسالم بدأتموها وتستمرون بتشويه قيمه حضاريًا وإنسانياً وشعوبيًا‬ ‫وهل يحارب اإلرهاب باإلرهاب!‬ ‫إذن لنقلع قناع اإلنسانية من على وجوهنا ونحارب مثلهم وكأننا في عصور آكلي لحوم البشر‬ ‫ه��ذا ما ترم��ي إليه الدول واألنظمة أن نحارب بوحش��ية كهذه جماعات متناس��يين بأن العلم وحده‬ ‫يقضي على الجهل‪.‬‬ ‫لنقرأ بين السطور إذن‪:‬‬ ‫م��ا الذي دف��ع العديد من ش��باننا لتقليد ه��ذه الجماعات بش��كل أعمى وكأن بجماع��ات غريبة عن‬ ‫اإلسالم تقول لنا تعالوا إلينا لنعلمكم أصول الدين اإلسالمي؟!‬ ‫وكي��ف علينا محاربة تل��ك الجماعات فكرياً قبل أن نغمس أيدينا بدماء ليس��ت دمائنا ونخوض في‬ ‫حرب ليست حربنا؟‬ ‫ً‬ ‫فهناك عدو يتربص بنا علينا محاربته أوال بالدفاع عن عقيدتنا اإلسالمية التي تعمد هؤالء تشويهها‬ ‫ليحطوا من عزيمة الثوار والمضطهدين الذين ثاروا على الظلم الجسدي والفكري‪.‬‬ ‫لن نس��هب في ش��رح أص��ل كل جماعة من ه��ذه الجماعات ومن منها على باط��ل ومن على ضالل‬ ‫فليست هذه القضية‪.‬‬ ‫قضيتنا الوطن والمواطن وشعوب ثارت على ظلم وطغيان ضاقت أرواحهم به ذرعًا‪ ،‬ودين إسالمي‬ ‫سمح رفعت رايته لترفع الظلم عن الناس بكافة انتمائتهم الدينية والعرقية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫العالج والتعليم عن طريق اللعب‬ ‫التعام��ل م��ع األطف��ال والش��باب ل��كل من��ه‬ ‫س��بل وطرق مختلفة‪ ،‬ولنتكلم ع��ن األطفال أو ًال‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى م��ا ذكرته س��ابقًا البد م��ن توفير‬ ‫مؤسسات تعمل على استئناف األطفال لتعليمهم‪،‬‬ ‫هذا يعتب��ر أولوية‪ ،‬كما البد من توفير مؤسس��ات‬ ‫رعاي��ة للمعاقين تتولى عالجهم ودعمهم نفس��يًا‬ ‫وإع��ادة دمجه��م بالمجتم��ع‪ ،‬وه��ذا بالت��وازي م��ع‬ ‫ورش العم��ل الدائمة‪ ،‬والتعلي��م المفتوح‪ ،‬وغيرها‬ ‫م��ن نش��اطات جماعي��ة وفردي��ة كلم��ا اس��تدعى‬ ‫األمر من ورش الرس��م الح��ر‪ ،‬العالج والتعليم عن‬ ‫طريق اللعب‪ ،‬ورش القراءة الجماعية‪ ،‬النش��اطات‬ ‫الرياضي��ة‪ ،‬وغيرها من برامج‪ ،‬وه��ذا ما نقوم به‬ ‫بإمكانياتن��ا المتواضع��ة ف��ي تجم��ع نس��اء الثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬فق��د قمن��ا بتطبي��ق برام��ج التعلي��م‬ ‫المفت��وح وورش العم��ل الجماعي��ة ف��ي ع��دد من‬ ‫مناط��ق الداخ��ل من خ�لال متطوعين ت��م تأمين‬ ‫برامج مح��ددة له��م‪ ،‬وتمت مس��اعدتهم باألدوات‬ ‫البس��يطة الالزمة لذلك‪ ،‬إضافة إلى جانب التوعية‬ ‫والتثقيف لألهل والمعلمين والمتطوعين العاملين‬ ‫مع األطفال‪.‬‬ ‫وبهذا الص��دد أصدرنا كتيب (الدعم النفس��ي‬ ‫لألطفال) من خالل التجمع وتم توزيعه في الداخل‬ ‫والمخيمات‪ ،‬ولكن اإلمكانيات محدودة واالحتياجات‬ ‫كبي��رة ج��داً ج��داً‪ ،‬كما أن ظ��روف العم��ل بالداخل‬ ‫س��يئة جداً‪ ،‬وال تتوفر إمكانية العمل بكل األماكن‬ ‫بس��بب الحص��ار والقص��ف وقل��ة الك��وادر‪ ،‬وعدم‬ ‫توفر األمكنة المناس��بة‪ ،‬وكل م��ا يجب أن يتم من‬ ‫إج��راءات لمس��اعدة األطفال مره��ون بانتهاء هذا‬ ‫الوضع وتغير شروط الواقع‪.‬‬ ‫وأختتمت الدكتورة خولة بالقول‪ :‬أما بالنس��بة‬ ‫للشباب فمأس��اتهم كبيرة أيضًا فمنهم المفصول‬ ‫م��ن الجامعة‪ ،‬ومنه��م المالحق أمني��اً‪ ،‬والمعتقل‪،‬‬ ‫ومنهم الذي اليجد س��بي ً‬ ‫ال لمعيشته‪ ،‬ولذلك يلتحق‬ ‫الكثير منهم بالمس��لحين كسبيل للخروج مما هم‬ ‫فيه‪ ،‬ومحاولة منهم للمس��اهمة ف��ي تغيير الواقع‬ ‫كم��ا يعتق��دون‪ ،‬وفي ه��ذا المجال قمن��ا أيضاً في‬ ‫تجمع نس��اء الث��ورة وأنا بش��كل ش��خصي بإعداد‬ ‫ورش عمل مدني في عدد من المناطق‪ ،‬وتم دعم‬ ‫عدد م��ن تجمعات العمل المدني م��ن خالل توفير‬ ‫متطلبات عمله��م اإلعالمي والطبي واإلغاثي‪ ،‬كما‬ ‫تمت مس��اعدة عدد من طلب��ة الجامعات في توفير‬ ‫تكاليف الدراسة والعودة إلى جامعاتهم‪.‬‬ ‫المهم كما ذكرت سابقاً هو انتهاء هذا الوضع‬ ‫وتغي��ر الظ��رف القائ��م‪ ،‬وعندها نحت��اج انطالقة‬ ‫أخرى بشكل أوسع وأعم بوسائل مختلفة وآمل أن‬ ‫يتم ذلك قريبًا‪.‬‬

‫املجموع��ات املت�أ�سلم��ة وحربها‬ ‫�ضد الإ�سالم ولكن بالوجه الآخر‬ ‫رأي ‪. .‬‬

‫ل��ه فرصة اس��تئناف تعليمه‪ ،‬عنده��ا فقط ممكن‬ ‫أن نبدأ م��ع مجموعات األطفال من خ�لال التعليم‬ ‫وم��ن خ�لال ورش عمل دائمة وجلس��ات اإلرش��اد‬ ‫والتوجي��ه الجماع��ي م��ع األطف��ال وم��ع ذويه��م‪،‬‬ ‫للشرح والتفس��ير لهم لماذا حدث ذلك‪ ،‬ولماذا هم‬ ‫خ��ارج بيوته��م‪ ،‬والتأكيد لهم أنه��م عائدون إليها‪،‬‬ ‫وأن م��ا حص��ل كان ضريب��ة من أجل مس��تقبلهم‬ ‫س��يتفهمونها عندما يكبرون‪ .‬وهذا ما يجب العمل‬ ‫عليه م��ن قبل كل ق��وى المعارضة‪ ،‬والناش��طين‬ ‫على األرض‪ ،‬ومؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫كما م��ن المفيد ضرب أمثلة كثي��رة وتقريبها‬ ‫من عقل الطفل عن ش��عوب كثيرة مرت بما مررنا‬ ‫به وتعافت‪ ،‬وأصبحت من أهم شعوب العالم حالياً‪،‬‬ ‫لكني أعتق��د أنه يجب عدم إقح��ام الطفل بما هو‬ ‫أكب��ر من مدارك��ه‪ ،‬وما هو عصي ع��ن فهمه‪ ،‬من‬ ‫خالل تجنيبه طرح أس��ئلة الكبار المغلفة بشعارات‬ ‫كبيرة‪ ،‬الوطن بالنس��بة للطف��ل هو عالمه المليء‬ ‫بالخيال واللعب والمرح واالحتياجات البسيطة التي‬ ‫يج��ب أن تلب��ى‪ ،‬وتلبية ذلك كله ه��و األهم‪ ،‬وهو‬ ‫الذي يحدث فرقًا في شخصية الطفل‪ ،‬وفي أسلوب‬ ‫فهمه لما يجري‪ ،‬وفي قدرته على تخطيه وتجاوزه‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫فـي انتظــار �أحمــد‬ ‫تحقيق ‪. .‬‬

‫�شهيد ًا �أو طليق ًا‬

‫عامر محمد ‪ -‬دمشق‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫ال تمل��ك أي جهة تابعة للنظ��ام حتى اليوم رقمًا‬ ‫واضح��ًا لع��دد المفقودين في بالد ل��م تنتهي الحرب‬ ‫فيها بع��د وال أحد يعلم متى س��تنتهي‪ ،‬في ظل ذلك‬ ‫يعيش كثير من س��كان العاصمة والالجئين إليها في‬ ‫له��اثٍ خلف أي خبر عن الضائ��ع الذي تحول إلى ملف‬ ‫في وزارة المصالحة الوطنية‪ ,‬أو إلى اس��م جديد على‬ ‫قوائ��م وصفحات عل��ى مواقع التواص��ل االجتماعي‪،‬‬ ‫وإن كان الرقم يش��ير إلى حوالي عش��رات اآلالف من‬ ‫المغيبين قسريًا بحسب بعض المصادر غير الرسمية‬ ‫بطبيع��ة الحال‪ ،‬ف��إن الثابت فيه أنه ي��زداد مع حاالت‬ ‫اعتق��ال وخط��ف واختف��اء تس��جل يوميًا ف��ي عموم‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫تبحث زوج��ة "أحمد‪.‬م ‪ 37‬عامًا" ع��ن زوجها منذ‬ ‫تفجير الحياة بدمش��ق "‪ 12-‬ش��باط ‪ ،"-2013‬فال هو‬ ‫جث��ة متفحمة من أصل أحد عش��رة جث��ة ال تزال في‬ ‫مش��رحة المش��فى العس��كري‪ ،‬وال هو أش�لاء نثرها‬ ‫التفجير تُس��هل قطعة منها التعرف عليه‪ ،‬فأحمد لم‬ ‫يبق��ى منه ش��يء وال حتى قمي��ص‪ ،‬إذ بحثت الزوجة‬ ‫جي��داً ضمن ركام رُفع م��ن موقع التفجي��ر ولم تجد‬ ‫ش��يئًا مم��ا كان يرتديه ال��زوج واألب ألربع��ة أطفال‪،‬‬ ‫وهو الموظف في شركة خاصة كسائق‪ ،‬سُمع صوته‬ ‫عبر الهاتف للمرة األخيرة قبل عشر دقائق من انفجار‬ ‫س��يارة مفخخة مقابل مش��فى الحياة ف��ي العاصمة‪،‬‬ ‫كان متجه��ًا إل��ى اوتس��تراد الع��دوي ماراً م��ن نقطة‬ ‫التفجير‪ ،‬بعد ذلك اختفى أي أثر له‪ ،‬ولم يعلن اس��مه‬ ‫ش��هيداً ال في قوائم النظام وال في قوائم المعارضة‪،‬‬ ‫فتوجه��ت زوجت��ه إل��ى المش��رحة حين س��معت عن‬ ‫ضحاي��ا يقال لهم رس��ميًا مجهولي الهوية "بش��ر من‬ ‫فحم وال معاني لهم عل��ى اإلطالق‪ ،‬ربما يكون أحمد‬

‫واح��داً منهم‪ ،‬ال أدري" تقول الزوجة التي قيل لها في‬ ‫المش��فى أن تطل��ب تحلي� ً‬ ‫لا لحم��ض “‪ ”DNA‬لجميع‬ ‫الجثث الس��وداء لعل زوجها بينهم ففعلت‪ ،‬لكن وزارة‬ ‫الصحة أخبرتها أن جهاز التحليل الذي يصل س��عره لـ‬ ‫‪ 12‬ألف دوالر معطل‪ ،‬فأصبح من األجدى أن تظن بأن‬ ‫زوجها معتق��ل‪ ،‬فهكذا ربما تس��تطيع أن تعِدَّ أربعة‬ ‫أطفال بعودة أبيهم لحين يكبرون ويفهمون‪ ،‬فقدمت‬ ‫طلبًا لوزير العدل لكشف مصيره وال تزال تنتظر‪.‬‬ ‫قبل عام تقريبًا من تفجير الحياة وفي ذات الشهر‬ ‫من العام الذي سبقه "شباط ‪ "2012‬فُقد أحمد آخر في‬ ‫حي برزة "أحم��د‪.‬ح‪.‬ع ‪ 24‬عاماً"‪ ،‬في ذل��ك التاريخ كان‬ ‫اإلعالمي في "اتحاد ش��بيبة الثورة" عائداً لمنزله حين‬ ‫اختف��ى م��ن المنطقة التي لم تكن قد اش��تعلت كثيراً‬ ‫بع��د‪ ،‬س��بع طلبات على األق��ل قدمت أم أحم��د لوزارة‬ ‫المصالح��ة ووزارة الع��دل للكش��ف ع��ن مصي��ر ابنها‬ ‫وقابلت وزير المصالحة "علي حيدر" لمرتين ولم تصل‬ ‫إل��ى أي خبر‪ ،‬لك��ن الخبر وصل عبر هاتفه��ا إذ فاجأها‬ ‫اتصال من مجهول يطلب عش��رة ماليين ليرة لإلفراج‬ ‫ع��ن أحم��د‪ ،‬اتصال قصي��ر ولم يتكرر ول��م يعطي أي‬ ‫فائدة‪ ،‬س��وى أنه زاد من يقين األم أن ابنها ال يزال حيًا‬ ‫ف��ي مكان م��ا‪ ،‬فحملت الرقم وتوجهت إل��ى المخابرات‬ ‫مستبش��رة بأن الرقم ربما يخ��رج ابنها من مكانه‪ ،‬لم‬ ‫يُط��ل الضاب��ط النظر في الرق��م حين رم��ى الورقة‬ ‫وأخبر األم أن الوطن لديه ما هو أهم اآلن‪" ،‬ربما يكون‬ ‫في برزة" تقول األم وال تعرف هل تشجع الجيش أثناء‬ ‫عمليات��ه على الحي أم تخش��ى م��ن صواريخ "األرض‬ ‫األرض" الت��ي ربم��ا تقت��ل أحمد بدل أن تح��رره‪ ،‬فيما‬ ‫تمض��ي الوقت الي��وم بمتابعة التلفزيونات الس��ورية‪،‬‬ ‫فابنها ليس معتق��ل‪" ،‬بل مخطوف من قبل العصابات‬

‫اإلرهابية"‪ ،‬تؤكد المرأة الخمسينية‪.‬‬ ‫على عكس��ها تماماً ي��درك والدُ أحم��د ثالث‪ ،‬أن‬ ‫ابنه معتقل "أحمد‪.‬ك ‪28‬عاماً فلس��طيني الجنسية"‪،‬‬ ‫كان هذا األحمد العامل في مصبغة عند مدخل مخيم‬ ‫اليرم��وك حين اقتادت��ه من هناك "اللجان الش��عبية"‬ ‫ليختف��ي أثره ف��ي "‪ "2013-4-23‬ويب��دأ والده رحلة‬ ‫بح��ث مضني��ة راجياً أن يك��ون في ف��رع مخابرات ما‬ ‫وأن ال يك��ون ف��ي "ح��ي نس��رين المجاور"‪ ،‬ويس��رد‬ ‫بثق��ة ال تخلو م��ن ارتجاف األب المله��وف "هو الملثم‬ ‫على مدخل المخيم من أش��ار إل��ى ابني" فعلى حاجز‬ ‫"البطيخة" كما يسميه س��كان المخيم والجئوه‪ ،‬يقف‬ ‫بالقرب من اللجان الشعبية ملثم مهمته أن ّ‬ ‫يدل على‬ ‫المتورطين في حمل السالح داخل اليرموك ّ‬ ‫"دل عليه‬ ‫مع أنه لم يفعل شيئاً" يتابع األب وطالما تناقل سكان‬ ‫المخي��م قصص عن هذا الملثم ال��ذي يتهمونه بأنه‬ ‫يش��ير إل��ى رجال ونس��اء كيفما اتف��ق‪" ،‬لديه أطفال‬ ‫صغار وأنا كبرت على العمل" يقول الستيني الذي كل‬ ‫م��ا يرجوه أن يعرف إن كان أحمدهُ حي��ًا أم ميتًا‪ ،‬فيما‬ ‫يعتب��ر أن عناص��ر "الجي��ش الحر" لم يهين��وه بالقدر‬ ‫الذي يهينه به حاجز "الشبيحة"‪.‬‬ ‫مع كل إطاللة تلفزيونية أو إذاعية للدكتور علي‬ ‫حيدر "وزير الدولة لش��ؤون المصالحة الوطنية" يؤكد‬ ‫الرجل أن ملف المعتقلين في طريقه إلى الحل ملمحًا‬ ‫إلى عدم تع��اون المخابرات مع وزارته‪ ،‬فيما يُعلن أن‬ ‫مل��ف المخطوفين يحقق إنجازات في بعض المناطق‬ ‫ويخف��ق في أخ��رى‪ ،‬وم��ع كل إطاللة للوزي��ر تراقب‬ ‫زوج��ة أحمد ف��ي "المي��دان" وأم أحمد في "مس��اكن‬ ‫ب��رزة" وأبو أحمد ف��ي "اليرموك" مالم��ح الوزير جيداً‬ ‫لعله ينطق هذه المرة باسم أحمد‪.‬‬


‫وداد �ســكاكــيني ‪1991 - 1913‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫فقال إنه��ا "أديبة دؤوب"‪ ،‬وقد كانت حق��اً دؤوب‪ ،‬ذات‬ ‫نش��اط فكري متوق��د‪ ،‬وكانت تعرف ه��ذا العالم عن‬ ‫كث��ب من خالل صداقتها وزواجها به وزيارتهما له في‬ ‫مجلس��ه األدبي في بيته بغوطة دمش��ق في منطقة‬ ‫"جسرين"‪.‬‏‬ ‫ولع��ل فيما كتب��ه األديب الباح��ث الدكتور صفاء‬ ‫خلوص��ي أص��دق تعبي��ر ع��ن فنه��ا القصص��ي فهو‬ ‫يقول ف��ي مقال له عن ه��ذا الكتاب (جري��دة العرب‪،‬‬ ‫لن��دن ‪" :)1995‬إنها أول كاتبة تصف ببراعة قصصية‬ ‫كوامن المشكالت العائلية التي ليس بمقدور أي رجل‬ ‫ق��اص أن يصفها مهما أوتي م��ن البراعة القصصية‬ ‫والح��ذق الروائ��ي‪ ،‬ويكمن جمال المجموع��ة في أنها‬ ‫تص��ف المجتمع الش��امي وال س��يما الدمش��قي بأدق‬ ‫دقائق��ه"‪ .‬وكانت آخ��ر مجموعاته��ا القصصية "أقوى‬ ‫من السنين" التي طبعت في دمشق ‪.1978‬‬ ‫أم��ا صديقته��ا الش��اعرة الفلس��طينية المبدعة‬ ‫"ف��دوى طوقان فهي تعبر في إحدى رس��ائلها لها عن‬ ‫إعجابها برواية "الحب المحرم"‪ ،‬وهي الرواية الطويلة‬ ‫الثاني��ة الت��ي كتبتها فقال��ت‪:‬‏"قرأت قصت��ك البديعة‬ ‫"الحب المحرم" برغبة واس��تمتاع‪ ،‬وكان يبهرني كلما‬ ‫توغل��ت فيه��ا تحليلك الدقي��ق للنماذج البش��رية في‬ ‫القصة ودوافعهم النفس��ية‪ ،‬وه��ذه البراعة ال تصدر‬ ‫إال عن علم بطبائع النفوس ال يتهيأ لكل كاتب قصة‪،‬‬ ‫وإنني أهنئ القصة العربية بتحفتك الفريدة الرائعة‪.‬‬ ‫"‏‬ ‫أم��ا عمي��د األدب العرب��ي الدكت��ور طه حس��ين‬ ‫فقال‪:‬‏"اقرؤوا هذه الكاتبة بروية فهي مجلية في باب‬ ‫البحث وأدب السيرة واألديبة سكاكيني تميزت بغزارة‬ ‫إنتاجه��ا‪ ،‬وجمعها بين عدد من فن��ون الكتابة النثرية‬ ‫التي أجادت فيها س��واء ف��ي القصة والرواية والمقالة‬ ‫أم البحث والدراسة أم النقد األدبي وأدب السيرة‪." .‬‏‬ ‫وق��ال األخط��ل الصغي��ر ‪ -‬بش��ارة الخ��وري‪:‬‬ ‫‏"تصفحت كتاب "الخطرات" الذي وضعته األديبة وداد‬ ‫س��كاكيني فإذا أنا عند خطرات خليقة بأن تكون غذاء‬ ‫للناشئة فكراً وبياناً وأدبًا وتساه ً‬ ‫ال‪.‬‏‬ ‫أن "الخطرات" هذه تثني من نفسها على اليراعة‬ ‫الحكيمة التي دبجتها والروح الطيبة التي أوحتها"‪.‬‏‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫وداد س��كاكيني األديبة اللبنانية الس��ورية التي‬ ‫ال يمك��ن تجاه��ل دوره��ا ف��ي التأس��يس للحض��ور‬ ‫النسوي في تلك التجربة التي كانت‪ ،‬حتى بداية عقد‬ ‫الخمس��ينيات‪ ،‬وقفًا على الرجال‪ ،‬أي حتى ظهور نتاج‬ ‫ّ‬ ‫كل من‪ :‬منوّر فوّال‪ ،‬وسلمى ّ‬ ‫الحفار الكزبري‪ ،‬وإلفة‬ ‫اإلدلبي‪ ،‬ومن ثم‪ :‬خديجة الجرّاج النشواتي‪ ،‬وكوليت‬ ‫خ��وري‪ ،‬وثريّ��ا الحاف��ظ‪ ،‬وغادة الس��مّان ف��ي بداية‬ ‫الستينيات‪.‬‬ ‫ولدت وداد س��كاكيني في مدينة صيدا في لبنان‬ ‫ع��ام ‪ ،1913‬كان والدها "محمد الس��كاكيني" يعيش‬ ‫وأس��رته حياة ميس��ورة إال أن��ه فقد أمواله وعاش��ت‬ ‫األس��رة بعده حياة كف��اح وتعب‪ ،‬فمارس��ت وداد التي‬ ‫كانت متفوقة على أقرانه��ا في دروس اللغة العربية‬ ‫واإلنش��اء األدبي‪ ،‬التدريس لمن هن في مثل س��نها‬ ‫إذ كان��ت ال تزال في الرابعة عش��رة من عمرها‪ ،‬وقد‬ ‫كانت تميل للمطالعة وترافق الكتاب بصفة دائمة‪.‬‏‬ ‫تلقت دراس��تها في الكلية اإلس�لامية في بيروت‬ ‫وكان أس��تاذها األدي��ب النح��وي الش��يخ مصطف��ى‬ ‫الغالييني الذي ش��جعها على الكتابة بعد أن اكتش��ف‬ ‫نبوغها المبكر‪ ،‬تقول سكاكيني عن بداياتها‪" :‬ال أدري‬ ‫كي��ف أحببت القلم من��ذ صغري‪ ،‬فكن��ت أحفظه بين‬ ‫أوراقي أو ف��ي جيبي‪ ،‬كما أحببت الكتاب فكنت أقتنيه‬ ‫وأصون��ه عندي ف�لا تمتد إليه يد غي��ري‪ ،‬وأذكر أنني‬ ‫تقدمت رفيقاتي في أثناء الدراس��ة وكانت منهن من‬ ‫هي أكبر مني عمراً‪ ،‬وفي بيروت كان يشجعني أستاذ‬ ‫العربية الش��يخ مصطفى وهبة البارودي ويقول لنا‪:‬‬ ‫"أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي نتعلم منه العربية‬ ‫وقواعده��ا إل��ى جانب تعاليم��ه الس��ماوية العظيمة‪،‬‬ ‫فعكفت عليه وحفظت منه سوراً وآيات كثيرة‪" .‬‏‬ ‫بعد تخرجها من الكلية مارس��ت التعليم وأمضت‬ ‫في هذا الميدان عدة س��نوات وعمل��ت إلى جانب ذلك‬ ‫أعما ًال إدارية في المعهد العالي للبنات‪.‬‏‬ ‫ب��دأت تم��ارس الكتابة ف��ي الصح��ف والدوريات‬ ‫العربي��ة ابتدا ًء م��ن ثالثينات الق��رن الماضي‪ ،‬وألفت‬ ‫العديد من القصص والروايات كما اهتمت بالدراسات‬ ‫النقدية وبشؤون المرأة العربية خاصة‪.‬‬ ‫تزوجت سكاكيني في عام ‪ 1934‬األديب والشاعر‬ ‫زك��ي المحاس��ني وانتقل��ت مع��ه إلى دمش��ق‪ ،‬وهي‬ ‫تق��ول في مذاكرته��ا‪" :‬كان مقداراً لعم��ري أن يتوزع‬ ‫بين بيروت ودمشق والقاهرة وأن تنتزع طفولته من‬ ‫صيدا‪ ،‬بلدة أبي محمد السكاكيني الذي كان يقول أنا‬ ‫لبناني وأن كان لجد والدي جذور مصرية"‬ ‫وف��ي عام ‪ 1946‬عين المحاس��ني ملحق��ًا ثقافيًا‬ ‫ف��ي الس��فارة الس��ورية ف��ي القاه��رة فانتق�لا إلى‬ ‫مصر ما أفس��ح المجال للس��كاكيني أن تتصل بكبار‬ ‫األدب��اء وأعالم الفك��ر في مصر وأن تحض��ر الندوات‬ ‫والمؤتم��رات وأخ��ذت تنش��ر مقاالته��ا وقصصها في‬ ‫الصح��ف والمجاالت وس��اهمت ف��ي الحرك��ة األدبية‬ ‫بش��كل ممت��از ونش��رت أول كت��اب له��ا " الخطرات "‬ ‫عام ‪ 1932‬في بيروت ويض��م مجموعة من المقاالت‬ ‫والخواطر‪،‬‬ ‫عرفها قراء المج�لات العربية من خالل مقاالتها‬ ‫وكتاباته��ا ف��ي‪" ،‬الرس��الة" "والثقاف��ة" "والحدي��ث"‬ ‫و"المعرفة" و"القافلة" في الوطن العربي‪ ،‬وهي تقول‬ ‫ف��ي إح��دى خطبها ألقتها ف��ي بيروت م��ن على منبر‬ ‫كلية البنات للمقاصد اإلس�لامية‪" :‬طريقنا إلى المجد‬ ‫النس��وي المنش��ود أن نكون خير األمه��ات والزوجات‪،‬‬ ‫وأخل��ص المديرات والمربيات للبي��وت واألبناء وأوفى‬ ‫المجاه��دات للعروبة والوطن‪ ،‬وعلى أن ال نهجم على‬ ‫زه��د النهضة هج��وم الجي��اع على القص��اع فما كل‬ ‫امرأة ينبغي أن تكون زعيمة أو معلمة وال كل س��يدة‬ ‫يجي أن تصير طبيبة أو موظفة فكل من النس��اء لما‬

‫خلقت له من أمومة أو زعامة‪ ،‬من تدبير‬ ‫للمن��زل أو تمرّس بالفن��ون‪ ،‬أو القضايا‬ ‫االجتماعية واإلنسانية"‪.‬‬ ‫ف��ازت س��كاكيني بجائ��زة القص��ة‬ ‫العربية في مسابقة جريدة "المكشوف"‬ ‫اللبناني��ة وه��ي جري��دة أدب وسياس��ة‬ ‫وف��ن‪ ،‬وكانت لجنة التحكي��م مؤلفة من‬ ‫كب��ار األدب��اء كيوس��ف غص��وب وخليل‬ ‫تق��ي الدي��ن وتوفي��ق يوس��ف ع��واد‬ ‫وغيرهم‪ ،‬وهنأت الجري��دة وداد بفوزها‬ ‫ف��ردت بقوله��ا‪" ..‬وإني ألجدني س��عيدة‬ ‫بم��ا أوالني��ه المحكمون من نج��اح أعده‬ ‫الخط��وة األولى لي في مي��دان القصة"‬ ‫وكانت القص��ة الفائزة بعنوان "الش��يخ‬ ‫حمدي"‪ ،‬وقد نشرت في المكشوف‪.‬‬ ‫ونش��ر له��ا ن��ادي القص��ة بمص��ر‬ ‫مجموعة أخرى بعنوان "الستار المرفوع"‬ ‫في سلسلة الكتاب الماسي ويحوي سبع‬ ‫عش��رة قصة قصيرة م��ن أروع ما كتب‪،‬‬ ‫وقد تجل��ت في هذه األقاصيص نظرتها‬ ‫العميقة إلى الحياة وقضاياها‪ ،‬واتسمت‬ ‫بروح نقدية هادفة للمجتمع‪.‬‏‬ ‫رحل��ت وداد س��كاكيني ع��ن عالمنا‬ ‫س��نة ‪ ،1991‬بعد أن أنجب��ت ثالثة أوالد‪:‬‬ ‫زكوان‪ ،‬وزكاء‪ ،‬وس��ماء‪ .‬وترك��ت لنا إرثًا‬ ‫فخماً للمكتبة العربية‪.‬‬ ‫أب��دت الش��اعرة ف��دوى طوق��ان إعجابه��ا بوداد‬ ‫وكتابها إنصاف المرأة قائلة في إحدى رس��ائلها إليه"‬ ‫صدقين��ي‪ ،‬لق��د انتزع��ت ‪ -‬من��ذ زمن بعي��د ‪ -‬أعمق‬ ‫إعجاب��ي بي فأن��ت تكتبين دائماً ب��روح المرأة وقلبها‬ ‫وإحساس��ها وه��ذا ف��ي نظ��ري أه��م عناص��ر األدب‬ ‫النسائي‪" .‬‏‬ ‫كما ب��رزت س��كاكيني في مج��ال النق��د األدبي‬ ‫والترجم��ة األدبية فقد تناولت بالدراس��ة ش��خصيات‬ ‫مرموق��ة في األدب والفكر مي زي��ادة وفدوى طوقان‬ ‫ون��ازك العاب��د وه��دى ش��عراوي وس��هير القلم��اوي‬ ‫وغيره��ن في كتابه��ا "ش��هيرات من الش��رق" وكان‬ ‫آخر ما أصدرته من دراس��اتها األدبية كتابها "سابقات‬ ‫العصر س��عيًا وعلم��ًا ووعياً‪ ،‬وقد تناول��ت فيه جوانب‬ ‫ب��ارزة م��ن حياة ش��خصيات نس��ائية أدبي��ة وفكرية‬ ‫ونضالية في حياتنا المعاصرة‪.‬‏‬ ‫"وإذا اس��توقفنا بيان وداد سكاكيني فذلك لندرة‬ ‫هذا المس��توى الرفيع ف��ي يومنا هذا‪ .‬فقد اس��تبدت‬ ‫بالكاتبين رغبة في مزاولة أيس��ر األس��اليب وأبعدها‬ ‫ع��ن لغة البي��ان حتى تس��اوت األس��اليب جميعاً على‬ ‫أق�لام الكت��اب‪ ،‬ول��م يعد ف��ي وس��ع الم��رء أن يميز‬ ‫بي��ن كاتب وكاتب م��ن حيث األداء األدب��ي‪ .‬لكن وداد‬ ‫س��كاكيني جعلت م��ن بالغة التعبي��ر خصيصة ثابتة‬ ‫من خصائص شخصيتها األدبية الناضجة"‏‬ ‫ق��ال عنها خلي��ل مطران‪ :‬أن وداد لي��س لها بين‬ ‫النس��اء مثيل‪ ،‬وه��و محق مصي��ب‪ ،‬ألن الذين عرفوا‬ ‫«وداد» عرف��وا فيه��ا التف��رد المتمي��ز‪ ،‬والعم��ق في‬ ‫التفكي��ر والتدبي��ر‪ ،‬والمُجاهرة بال��رأي بكالم عفيف‬ ‫وفكاهة مستملحة‪.‬‬ ‫أم��ا الناقد المصري د‪ .‬محمد مندور فقال‪" :‬كتبت‬ ‫وداد س��كاكيني القص��ة والرواي��ة قبل أن تش��يع في‬ ‫وطننا العربي فك��رة االلتزام باألدب‪ ،‬فقد اهتدت في‬ ‫أدبه��ا القصص��ي إلى ه��ذه الفكرة بوحي م��ن ذاتها‬ ‫وإحساس صادق بحاجات المجتمع العربي"‪.‬‬ ‫كما ذكرها عالمة الشام "محمد كرد علي" مؤلف‬ ‫"خط��ط الش��ام"‪ ،‬ف��ي كتاب ل��ه بعن��وان "المذكرات"‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪13‬‬


‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫د‪ .‬عزمي ب�شارة‬ ‫"�سورية‪ :‬درب الآالم نحو احلرية‬ ‫ حماولة يف التاريخ الراهن"‬‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫يؤرخ عزمي بشارة لوقائع سنتين كاملتين من‬ ‫عمر الثورة الس��ورية‪ ،‬أي من��ذ ‪ 15‬آذار ‪ 2011‬حتى‬ ‫آذار‪ .2013‬فف��ي هاتين الس��نتين ظهرت بوضوح‬ ‫األس��باب العميقة النفجار حرك��ة االحتجاجات في‬ ‫س��ورية‪ ،‬وتفاعلت في أثناءها العناصر األساس��ية‬ ‫المحرِّك��ة‪ ،‬اجتماعية كانت أم سياس��ية أم جهوية‬ ‫أم طائفية‪ ،‬ثم انفرجت األمور عن المشهد الدامي‬ ‫لس��ورية الي��وم وع��ن درب اآلالم الطوي��ل نح��و‬ ‫الحري��ة‪ .‬ويعود الكاتب في ع��دة فصول إلى الوراء‬ ‫لي��ؤرّخ لج��ذور الصراع��ات السياس��ية والطائفية‬ ‫والخلفيات االقتصادية الطبقية أيضًا‪.‬‬ ‫يقول عزمي بش��ارة في تمهيده لكتابه "يؤرخ‬ ‫الكتاب لتمدّد الثورة واكتساحها المناطق المختلفة‬ ‫في مرحلتيها المدنية السلمية والمسلحة"‪.‬‬ ‫بأسلوب شفاف عبر يوميات‬ ‫ينتقل بنا بش��ارة‬ ‫ٍ‬ ‫الثورة السورية وانتقالها من السلمية للتسلح‪ ،‬ثم‬ ‫يرصد مظاهر االس��تراتيجية الت��ي اتبعها النظام‬ ‫الس��وري القائمة على قمع الث��ورة بالعنف الدامي‬ ‫والمتم��ادي‪ ،‬األم��ر ال��ذي أدى إل��ى تولي��د أنم��اط‬ ‫م��ن العنف لم تك��ن مألوفة قط في س��ورية‪ ،‬ثم‬ ‫يتح��دث بالتفصي��ل عن الوقائ��ع المتحرك��ة التي‬ ‫ش��بت في المدن الرئيسة في سورية‪ ،‬وكيف بدأت‬ ‫الحوادث س��لمية ث��م انتقلت إلى العس��كرة وحمل‬ ‫الس�لاح ً‬ ‫الحقا‪ .‬وفي س��ياق هذا الع��رض يدحض‬ ‫الكات��ب المقولة الش��ائعة عن أن الثورة الس��ورية‬ ‫هي ثورة أرياف مهمش��ة‪ ،‬ويبره��ن أنها بدأت أولاً‬ ‫ف��ي المراك��ز المدينية لألط��راف‪ ،‬ثم امت��دت إلى‬ ‫األرياف المهمشة في ما بعد‪ .‬ولعل قراءته الالفتة‬ ‫للقاع��دة االجتماعية التي اس��تند إليها حزب البعث‬ ‫هي من أعمق الق��راءات في هذا الحقل المعرفي‪،‬‬ ‫فقد تناول عملي��ة الترييف وما نتج عنها من لبرلة‬ ‫اقتصادي��ة‪ ،‬م��ا أدى‪ ،‬في ما بعد‪ ،‬إل��ى انقالب هذه‬ ‫القاعدة على البعث نفس��ه‪ ،‬وصع��دت‪ ،‬جراء ذلك‪،‬‬ ‫فئ��ة "الذئ��اب الش��ابة" واس��تقر "نظام التش��بيح‬ ‫والتشليح" على صدور الناس‪.‬‬ ‫ويح��اول بش��ارة إع��ادة إنت��اج تط��ور أعم��ال‬ ‫االحتجاج الس��لمية وبنيتها إلى ثورة وطنية شاملة‬ ‫ض��د االس��تبداد‪ .‬ويعتب��ر أن الحرك��ة االحتجاجية‬ ‫انطلقت في س��ورية بش��عارات إصالحية سياسية‬ ‫توجهه��ا ق��وى سياس��ية معارضة وهيئ��ات مدنية‬ ‫مؤلف��ة م��ن فئ��ات اجتماعي��ة ش��ابة مغتربة عن‬ ‫أيديولوجي��ة الدول��ة وثقافته��ا‪ ،‬وه��ي تت��وق إلى‬ ‫التحرر من الدولة األمنية‪ ،‬ومتأثرة باألجواء الثورية‬ ‫والربيعي��ة ف��ي المنطق��ة العربي��ة‪ ،‬لك��ن الزخم‬ ‫الش��عبي الرئيس للث��ورة جاء على خلفية اتس��اع‬ ‫القطاع��ات االجتماعي��ة المتضررة من السياس��ات‬ ‫االقتصادي��ة واالجتماعية للنظ��ام‪ .‬وتجاوزت هذه‬ ‫الفئ��ات‪ ،‬أول م��رة‪ ،‬حاج��ز الخ��وف ال��ذي يحكم به‬ ‫النظ��ام األمن��ي ألن الوض��ع العرب��ي ص��وّر له��ا‬ ‫إمكانية التغيير هذه المرة بش��كل عملي في دول‬ ‫عيني��ة‪ .‬وما أن خرجت هذه القطاع��ات االجتماعية‬

‫احتجاج��ًا على أوضاعه��ا‪ ،‬أو تضامنًا‬ ‫م��ع أبن��اء ش��عبها الذي��ن تعرض��وا‬ ‫للقتل والتنكيل حتى تفجرت مشاعر‬ ‫المذلي��ن المهاني��ن المتراكمة طوال‬ ‫عقود‪.‬‬ ‫دخل العامل الجيو اس��تراتيجي‬ ‫في الث��ورة بقوة فم��ا كان ممكناً أن‬ ‫يصم��د النظام لوال الدعم الروس��ي‬ ‫والتحال��ف اإليران��ي العض��وي م��ع‬ ‫س��ورية‪ .‬وم��ن الواض��ح أن ج��دول‬ ‫أعمال روس��يا ه��و اس��تعادة دورها‬ ‫باعتباره��ا قوة عالمي��ة وعدم تكرار‬ ‫تجرب��ة ليبي��ا بع��د تراج��ع الواليات‬ ‫المتح��دة في الع��راق وأفغانس��تان‪.‬‬ ‫أم��ا إي��ران فته��دد الث��ورة العربي��ة‬ ‫منجزه��ا التاريخ��ي ال��ذي لم يمض‬ ‫عل��ى تحقيق��ه بض��ع س��نوات وهو‬ ‫ش��ريط م��ن النف��وذ اإليراني ش��به‬ ‫اإلمبراط��وري والممت��د م��ن إي��ران‬ ‫م��روراً بالعراق وس��ورية ولبنان إلى‬ ‫البحر المتوسط‪ ،‬وإلى موقع المُحاور‬ ‫مع الغرب كدولة إقليمية في القضايا‬ ‫المركزي��ة الت��ي ته��م الغ��رب وهي‬ ‫الصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫يع��رض عزمي بش��ارة في هذا‬ ‫الكتاب حصاد عشر سنوات من حكم‬ ‫بش��ار األس��د حيث ب��دأت ارهاصات‬ ‫االحتجاج��ات تتبرع��م ف��ي ه��ذه‬ ‫الحقبة‪ ،‬ثم ينتقل إلى الشرر الذي اندلع في مدينة‬ ‫درعا وس��رعان ما تحوّل لهيبًا‪ ،‬وإن ظل في إطاره‬ ‫الس��لمي ف��ي البداية‪ .‬وينثن��ي الكاتب إل��ى إعادة‬ ‫رواي��ة الوقائع وتحليلها ف��ي كل مدينة مثل حماة‬ ‫وحلب ودمش��ق والرقة ودير الزور وإدلب وحمص‪،‬‬ ‫ثم يتصدّى لدراسة اس��تراتيجية النظام السوري‬ ‫وخطاب��ه‪ ،‬ويكش��ف اللث��ام ع��ن غطاء االس��تبداد‬ ‫وعن المجازر والخطف ومس��ارب الطائفية والعنف‬ ‫الجه��ادي‪ ،‬قب��ل أن يع��رض للح��راك السياس��ي‬ ‫ل��دى المعارض��ة والفاعلي��ن الجدد "التنس��يقيات"‬ ‫والمبادرات الدولية لحل المشكلة السورية‪.‬‬ ‫يقول عزمي بشارة في هذا الكتاب‪" :‬كان على‬ ‫النظ��ام الس��وري أن يتغي��ر أو أن يغيره الش��عب"‪.‬‬ ‫وأكثر ما يخش��اه الكاتب ه��و أن تنتهي األمور إلى‬ ‫تس��وية طائفية تحفظ لجمي��ع الطوائف حصصها‬ ‫السياس��ية من دون أن يتغير النظ��ام‪ .‬لذلك يدعو‬ ‫إلى تأسيس سورية على أساس الديمقراطية‪ ،‬أي‬ ‫دولة جميع المواطنين‪ .‬وهو في هذا الميدان يدعو‬ ‫إلى التسوية‪ ،‬لكنّها تسوية تتضمن رحيل النظام‬ ‫وبقاء الدولة‪ ،‬ألن من دون هذه التس��وية ستتحول‬ ‫الث��ورة إلى قت��ال طائفي واثني‪ ،‬وتتحول س��ورية‬ ‫إلى دولة فاشلة حتى مع هزيمة النظام‪.‬‬ ‫هذا الكتاب أش��مل وأعمق كتاب ينشر – حتى‬

‫اآلن – ع��ن الث��ورة الس��ورية‪ ،‬فهو يجم��ع التوثيق‬ ‫بالسيس��يولوجيا واالقتص��اد واالس��تراتيجيات‬ ‫ف��ي س��ياق تاريخ��ي متراب��ط‪ ،‬وبمنه��ج التحليل‬ ‫االجتماع��ي التاريخ��ي معً��ا‪ .‬وفي ه��ذا اإلطار‪ ،‬ال‬ ‫ينش��ر الكت��اب أي معلومة ما لم يك��ن متأكدًا من‬ ‫ً‬ ‫محيطا‬ ‫صحته��ا‪ ،‬وال يفسّ��ر أي حادثة ما ل��م يكن‬ ‫بجذورها وأصولها وأبعادها‪ .‬لذلك جاء هذا الكتاب‬ ‫ليس��دّ ً‬ ‫فراغا معرفيًّ��ا وتأريخيًّا م��ن حيث تميّزه‬ ‫عما كتب عن الثورة الس��ورية‪ ،‬وم��ن حيث فرادته‬ ‫ف��ي التعلي��ل والتحلي��ل والتفس��ير واالس��تنباط‬ ‫واالس��تنتاج‪ ،‬وه��ي أم��ور ال بد منها ف��ي أي كتابة‬ ‫معمقة وعلمية وحيوية‪.‬‬ ‫يتوج��ه بش��ارة ومن صفح��ات كتاب��ه المرجع‬ ‫إلى الش��عب السوري برس��الةٍ مفادها التوجه إلى‬ ‫تأس��يس س��ورية على أس��اس الديمقراطية‪ ،‬وال‬ ‫ينس��ى البعد القومي لس��وريا وصراعها المحوري‬ ‫مع اسرائيل داعيًا إلى الحفاظ على الهوية العربية‬ ‫وتعددي��ة المجتم��ع الس��وري وهويته مؤك��داً في‬ ‫أكث��ر من موقع ب��أن الحل الس��وري يجب أن يكون‬ ‫من صنع الس��وريين وحده��م للحفاظ على الدولة‬ ‫وم��ا بقي من بن��ى تحتية ونس��يج اجتماعي يمهد‬ ‫لبناء دولة المواطنة والعدالة والمس��اواة بعيداً عن‬ ‫االقتتال والطائفية‪.‬‬


‫فزلكة سورية ‪. .‬‬

‫مار�شات‬ ‫مثنى مهيدي‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫حسناً‪ ،‬سآخذ نفساً عميقاً‪ُ ،‬‬ ‫سأهدئ من توتري قلي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫كيف ال أكون متوتراً‪ ،‬كنت أحلم بهذه اللحظة كثيراً‪.‬‬ ‫ها هي الستارة ستُزاح بعد لحظات‪.‬‬ ‫الفرقة الموسيقية بانتظاري‪.‬‬ ‫لطالما أحببت الموسيقى‪ ،‬لكن‪ ،‬لم ُ‬ ‫يكن المعهد الحكومي الصغير الذي درستُ فيه‪ ،‬يحبها كما أفعل‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ربّما السبب‪ ،‬هو ق ّلة اآلالت الموسيقية هناك‪ ،‬نعم‪ ،‬ربما!!‪ .‬إنها بلدة صغيرة‪ ،‬هناك الكثير مما تحتاجه‪.‬‬ ‫يفوق اآلالت الموسيقية أهمية‬ ‫لكنني أذكر في المُناسبات‪ ،‬واألعياد الوطنية‪ ،‬كيف كانت الفرقة النحاسية تجتمع‪ ،‬لتعزف بعض المارشات العسكرية‪.‬‬ ‫أذكر أن اآلالت الجديدة‪ ،‬تأتي قبل الخطاب أو المسير بساعةٍ أو أقل‪.‬‬ ‫تختلف عن تلك التي نتدرّب عليها‪.‬‬ ‫ثم تختفي بعد انتهائه بدقائق‪.‬‬ ‫لكنني لطالما كنت سعيداً بالترومبيت الذي يعطوني‬ ‫ستكون أمي سعيد ًة وفخور ًة بي‪ ،‬أذكر أنني قبلتها‪ ،‬ودَعَت لي قبل أن أخرج من البيت لشأنٍ ما‬ ‫أعتقد أنها هنا على أيّ حال‪.‬‬ ‫لم أزل متوتراً منذ مدة‪ ،‬أذكر كيف كنتُ أدندن اللحن مرافقاً لملعقة الشاي‪ ،‬التي أضربها بطرف قدح الشاي الصغير‪.‬‬ ‫فأسمع لها رنّة صغيرة‪ ،‬تختلف نغمها‪ ،‬عن تلك التي تصدر إذا ضربتها من أسفل القدح‪.‬‬ ‫ثالث ضرباتٍ فوق‪ ،‬ضربتان تحت‪.‬‬ ‫الضربة الثالثة‪ ،‬أصدرت صوتاً عالياً مُزعجاً‪ ،‬جعل أُذني تطِنُّ بقوةٍ لصوته‪.‬‬ ‫لطالما تخيّلت هذه اللحظة‪ ،‬أُمسك بعصا المايسترو‪.‬‬ ‫وامامي فرق ٌة فيلوهارمونية‪ ،‬ومن خلفهم شاش ٌة عمالقة‪ ،‬كتلك التي تُقابل موريس جار‪.‬‬ ‫حين يؤ ّلف الموسيقى المرُافقة ألحد األفالم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بالعسكر‪.‬‬ ‫تعلو يدي‪ ،‬فتطير سيارات‪ ،‬تهبط ذراعي‪ ،‬فتتهدم األبنية‪ ،‬ألوّح بكلتا يداي فارداً ك ّفي‪ ،‬فتنقلب شاحنة جنودٍ محملة‬ ‫وإذ أُشير بإصبعي‪ ،‬تختفي كل األصوات‪ ،‬ويبدأ العزف المُنفرد‪ ،‬للكمان‪ ،‬أو الفلوت‪.‬‬ ‫كالهما مالئمان لهذا المشهد‪ ،‬الكاميرا تدور فوق رؤوس الجُثث والخراب‪.‬‬ ‫وإذاً‪ ،‬فستبدأ الحفلة حا ًال‪ ،‬وال زالت الستارة لم تُزَح من أمامي‪.‬‬ ‫الورد كثيرٌ هنا‪ ،‬ربما سيُقيّد حركة ذراعيّ‪!!.‬‬ ‫تبدأ الموسيقى‪ ،‬دون إشارتي‪!!..‬‬ ‫ما الذي يحدث‪ ،‬أهي افتتاحية ال تحتاج قائداً‪ ،‬أو ربما استباقيّ ٌة لتقديمي إلى الحضور؟؟ ال أعرف‪.‬‬ ‫الورد يُقيّد حركتي فع ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫عازف الترومبيت‪ ،‬يُنشّز‪ ،‬هناك خطاً فيما يفعل‪ ،‬هناك خطاٌ في الطبقة التي ينهي بها‪.‬‬ ‫نعم أنا أعرف هذا اللحن‪ ،‬أستطيع تمييزه جيداً‪ ،‬كنت أسمعه كثيراً مؤخراً على التلفاز‪ ،‬لكنني ال أذكر أين على وجه التحديد‪!!.‬‬ ‫ما هذه الستارة البيضاء‪ ،‬المُزينة بهذه البقعة الخضراء؟؟ ولماذا ال أستطيع إزاحتها‪!!.‬‬ ‫ٌ‬ ‫محمول على األكتاف!!‪ .‬وال أحد يسمعني؟؟‬ ‫لماذا ال أستطيع تحريك ذراعي!!؟ لماذا أنا موجودٌ في هذا الصندوق الخشبي؟؟؟ لماذا أنا‬

‫‪15‬‬


‫اندساسية‪....‬‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫اليوم الثامن ‪3 / 8‬‬ ‫ه��ذا الي��وم مخصص للرفي��ق واألخ عل��ي جبيلي‪،‬‬ ‫وهو مهندس جيولوجيا من ألمانيا الش��رقية‪ .‬في زيارته‬ ‫األخي��رة جرت مخالعة بينه وبين زوجته‪ .‬هي – كما قالت‬ ‫– لم تستطع االنتظار‪ ،‬وتضيف أنه قضي عليها نهائيًا‪.‬‬ ‫وكان عل��ي قد طل��ب منها من��ذ الع��ام الماضي أن‬ ‫تس��لم ولدي��ه ألمه ك��ي تربيهما‪ ،‬هو من بس��نادا وهي‬ ‫مالصقة لالذقية‪ ،‬وقد أصبحت اآلن ضاحية من ضواحيها‪.‬‬ ‫تمّ تعيينه في قس��م الجيولوجي��ا في وزارة النفط‪ .‬وقد‬ ‫اعتقل في أواخر نيسان عام ‪ ،1982‬وكان قد مضى على‬ ‫زواج��ه عام��ان كامالن‪ ،‬وهو م��ن مواليد بي��روت ‪1950‬‬ ‫حي��ث كان والده قد جاء إليها عام ‪ 1945‬حيث افتتح محل‬ ‫خياطة في حارة البسطة‪ ،‬وظل فيها إلى عام ‪ .1960‬في‬ ‫فترة االنتداب الفرنسي كانت جبال العلويين تعاني فقراً‬ ‫مدقع��ًا موروثاً من أيام الدولة العثمانية‪ ،‬وكان عدد كبير‬ ‫من سكانه يتجهون للعمل في بيروت‪ ،‬أو للتطوع كجنود‬ ‫وضباط صف في دمشق‪.‬‬ ‫المهن��دس عل��ي وحي��د والدي��ه‪ .‬وقد توف��ي والده‬ ‫عام ‪ 1989‬ولم يبق في البيت س��وى أمه العاجزة وش��به‬ ‫المقع��دة‪ ،‬ل��ه أخ��ت متزوج��ة من قري��ب لهم��ا ويقطن‬ ‫في دمش��ق‪ ،‬ق��ررا أن يتوليا أمر الولدي��ن‪ ،‬وضمهما إلى‬ ‫أس��رتهما وطرحا الموضوع على علي ف��ي هذه الزيارة‪،‬‬ ‫والكبي��ر م��ن الولدي��ن ه��و عالء وعمره عش��ر س��نوات‬ ‫واألصغ��ر يبل��غ الثماني��ة‪ .‬المهندس علي طوي��ل القامة‬ ‫(‪ 185‬س��م) وذو جسم غير سمين في وجهه مالمح حادة‬ ‫وف��ي عينيه الواس��عتين ح��رارة‪ ،‬لطيف المعش��ر صبور‬ ‫وأب��ي‪ ،‬يدخن كثي��راً أجرى في تدمر ع��دة دورات لتعليم‬ ‫اللغة األلمانية‪ ،‬يقول وهو شارد‪:‬‬ ‫لم يبق لي س��وى أمي‪ ،‬وعندما يحين الحين وأترك‬ ‫ه��ذا الس��جن تكون ق��د رحل��ت‪ ..‬لكنه ل��م يضعُف في‬ ‫ي��وم من األي��ام أو يظه��ر علي��ه التأثر‪ .‬يجاب��ه المصاب‬ ‫تلو المصاب بكتمان ش��ديد‪ .‬الناس ف��ي الخارج والداخل‬ ‫يموت��ون‪ ..‬العدال��ة في ه��ذا العالم غي��ر محققة إال في‬ ‫الم��وت‪ ..‬الحاك��م يم��وت والفقير يموت‪ ،‬واألح��داث ال بد‬ ‫أن تقع تحت س��مع الليل وبصر النه��ار‪ ،‬ولذا لم يبق أحد‬ ‫من��ا إال وقد مـات له عزي��ز كاألب أو األم أو األخ‪ .‬لكن وقع‬ ‫الحـدث يكون قاس��يـًا في السجـن ألنك هنا – كسجين –‬ ‫محروم ومهان ومحاصر‪ ،‬إن هذه الس��نوات هي األقسى‬ ‫ولك��ن متى كانت الحياة س��هلة؟ إنها قائم��ة على الظلم‬ ‫والحزن والمآسي‪.‬‬

‫اليوم التا�سع ‪3 / 9‬‬ ‫من��ذ أكثر م��ن نصـف العـ��ام ّ‬ ‫حل في جناحنا ش��اب‬ ‫كردي نـام في المهجـع الثانـي قرابة الشهرين ثم انتقل‬ ‫إل��ى مهجعنـا‪ ،‬ه��و بال زيارات ولذا أعطين��اه ثيابًا ليواجه‬ ‫برد الش��تاء‪ .‬اس��مه أحمد س��يدو ويبدو أن أحدهم ك ّلفه‬ ‫بنق��ل كيس��ين مربوطي��ن ليوصلهما إلى عن��وان بحلب‬ ‫دون أن ي��دري ما بداخلهما‪ .‬أثن��اء الطريق أوقفته دورية‬ ‫وفتش��ت الكيس��ين فرأت أنهم��ا مملوءين س�لاحًا فأعيد‬ ‫إلى طرطوس وعذب عذابًا ش��ديداً‪ ،‬وس��يق إلى دمش��ق‬ ‫ومن الش��ام س��يق إلى س��جن "تلفيتا"‪ .‬ترك المدرس��ة‬ ‫في الصف الثال��ث‪ ،‬والتحق بمش��اغل األرمن للميكانيك‬ ‫في الراموس��ي وتعلم ميكانيك الس��يارات‪ ،‬فأتقن إنزال‬ ‫الموت��ور أو المحرك‪ ،‬ويفك علبة الس��رعة وعندما تعلم‬ ‫المهنة س��افر ع��ام ‪ 1981‬إل��ى ليبيا متعاقداً مع ش��ركة‬ ‫"تيبس��تي" لصيان��ة الس��يارات براتب ق��دره ‪ 200‬دينار‬ ‫ليبي‪.‬‬

‫ظ��ل يعمل ف��ي طرابلس الغرب حت��ى عام ‪،1984‬‬ ‫ت��رك العمل بعد أن تعرَّف وعاش��ر العمال الس��ودانيين‬ ‫والتونس��يين والجزائرين وحمل ذكريات حلوة‪ ،‬وبسيطة‬ ‫ع��ن تلك الفترة‪ .‬ووعى الواقع ف��ي ليبيا‪ ،‬وقد أعجبه من‬ ‫هذا الواقع الطبابة المجانية والدواء المجاني‪.‬‬ ‫عاد إلى س��ورية ليت��زوج من فتاة م��ن أصل كردي‬ ‫تسكن عائلتها في الالذقية‪ .‬ثم تعاقد مع شركة إلصالح‬ ‫األراضي لها ف��رع في طرطوس وذلك عام ‪ 1986‬براتب‬ ‫وقدره ‪ 2000‬ليرة سورية‪ ،‬أراد االنتقال للسكن في حلب‬ ‫وتوفي��ر أج��رة البيت ونق��ل عمله إلى فرع الش��ركة في‬ ‫مدينة حل��ب‪ .‬وكان قد وفّر حتى فترة اعتقاله في خريف‬ ‫‪ 1990‬خمسة آالف ليرة أخذها منه عناصر األمن‪ .‬هو من‬ ‫قرية "بلبل" الواقعة ق��رب منتزه "كفرجنة" ذي األغلبية‬ ‫األرمنية والتي ينتش��ر في ربوع��ه الكثير من المقاصف‬ ‫والمطاعم‪ ،‬والواحات المشجرة والغنية بالمياه‪ .‬تقع هذه‬ ‫القري��ة "بلب��ل" وكفرجنة عل��ى طريق حل��ب – عفرين‬ ‫وهذا الطريق يغلب عليه العنصر الكردي ومليء بأشجار‬ ‫الزيتون‪.‬‬ ‫ها هو أحمد سيدو يحلم بإخالء السبيل وهو يتذكر‬ ‫ابنته ميديا ووالده قهرمان‪ ،‬قلت له‪ :‬ما معنى هذه الكلمة‬ ‫بالكردية‪ ،‬يجيب‪ :‬هي تعني القوي والمقدام‪.‬‬ ‫دخل��ت ه��ذه اللفظ��ة إل��ى اللهج��ات العامي��ة فهي‬ ‫تعن��ي في منطقتنا بالنس��بة للرجل المحت��ال والنصّاب‬ ‫والمج��رِّب والذي يواجه عاديات األيام‪ ،‬وبالنس��بة للمرأة‬ ‫تعني القوادة والعجوز المحتاله‪.‬‬

‫اليوم العا�شر ‪3 / 10‬‬ ‫كن��ت ف��ي الممر أمش��ي فأنا صاح��ب امتي��از لكبر‬ ‫س��ني إذ أخرج لمدة س��اعتين بينما المهجع برمته يخرج‬ ‫لمدة نصف س��اعة‪ .‬ول��ذا أردت أن أمر عل��ى كوة المهجع‬ ‫األول وأس��لم على الرفيق المناضل والبس��يط أبو علي‬ ‫زي��دان‪ .‬فمن هو أبو عل��ي؟‪ ..‬عندما وقف أمام الكوة كان‬ ‫حزيناً وكان متغضن الوجه‪ ،‬ومتهدج الصوت‪ .‬إنه موظف‬ ‫بس��يط في مس��تودعات تابعة للقوى الجوي��ة بمنطقة‬ ‫بين حماه والسلمية تبعد قرابة ‪ 20‬كيلو متراً‪ ،‬تقع داخل‬ ‫الطري��ق العام قرابة خمس��ة كيلو مترات اس��مها‪" - :‬أم‬ ‫طويقية"‪.‬‬ ‫نتيج��ة حديث حول تنظي��م معاد للدول��ة أو حديث‬ ‫ينق��ذ الدول��ة‪ ،‬أو العائلة األس��دية اعتق��ل والذي يعتقل‬ ‫لحساب القوى الجوية الموت له أحسن من اعتقاله‪:‬‬

‫‪ - 1‬ممنوع على معتقل القوى الجوية أية زيارات‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أن معتقل هذا الفرع الحقير ال يمكن البوح عنه‬ ‫أو اإلعتراف به‪.‬‬ ‫‪ - 3‬لس��نوات يبق��ى المعتق��ل ف��ي زنزان��ات تحت‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫‪ - 4‬وإذا انتق��ل الف��رد إلى مهج��ع فهو تحت األرض‬ ‫وبال تنفس ويتعرض للضرب المبرح‪.‬‬ ‫أبو علي هذا جاءنا مع المالزم أول آصف دعبول بعد‬ ‫مضي س��بع س��نوات ونصف تحت األرض وفي الزنزانة‬ ‫دون زيارة‪ ،‬ومن غير أن يعرف أحد عنهما ش��يئًا‪ ،‬كالهما‬ ‫ج��اء منه��كًا‪ ،‬وجائع��ًا‪ ،‬وضعيف��ًا‪ ،‬وأصف��ر الوج��ه وغائر‬ ‫العيني��ن‪ ،‬وحليق الرأس كأنهما من دراويش ومس��اكين‬ ‫أل��ف ليلة وليلة الذين ال يمش��ون إال في الظل وينظرون‬ ‫إل��ى األرض‪ ،‬وال يتلفتون‪ ،‬وال يعرفان كيف يس��معان أو‬ ‫يريان‪.‬‬ ‫آصف أمضى مدة في ركن من أركان الس��جن خوفًا‬ ‫م��ن أعراض س��ل رئوي‪ ،‬أم��ا أبو علي فتبي��ن أنه يحمل‬ ‫الته��اب لوزات مزمن وقرحة معدية اآلن تماثال للش��فاء‪.‬‬ ‫وقبل ستة أشهر جاءت لكل منهما زيارة‪ .‬أبو علي له ولد‬ ‫في العاش��رة من عمره لديه إشكاالت قلبية وأكد الطبيب‬ ‫ض��رورة إجراء العملية له وإال س��وف يفقد حياته‪ ،‬وأثناء‬ ‫العملية توفي هذا الولد وفي الزيارة جاءه خبر وفاته كان‬ ‫يومه��ا يتكلم ويبكي ويندب ويت��أوه‪ .‬أن الحزن قاس جداً‬ ‫في السجن‪.‬‬ ‫قلت‪ - :‬أظن أن الزيارات ستصبح دورية‪.‬‬ ‫قال‪ :‬حتى اآلن لنا زيارات دورية – أنا وآصف والزيارة‬ ‫التي حصلنا عليها كانت اس��تثنائية‪ ،‬أنتم اعتقلكم األمن‬ ‫العس��كري وق��د فتحت لك��م الزيارات بعد ثالث س��نوات‬ ‫ونصف أما ال��ذي تعتقله القوى الجوية فمكتوب عليه أن‬ ‫يدفن حياً‪ ..‬حتى اآلن يا صاحبي ليس لي زيارة رسمية‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬قدم طلب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ال أستطيع‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬لماذا‬ ‫قال‪ :‬ألن الطلب س��يذهب إلى القوى الجوية وهناك‬ ‫أخ��اف أن يفطن��وا إل��يَّ‪ ،‬وإل��ى وج��ودي هن��ا فيأمرون‬ ‫بإعادت��ي إل��ى الظلم��ة الس��ابقة وإلى الض��رب اليومي‬ ‫والحرم��ان والقهر‪ .‬فأنا عندكم في هذا الس��جن برس��م‬ ‫األمانة‪..‬‬ ‫كان��ت الدموع تس��يل على خدي��ه‪ ،‬وغالبْتُ غصة‬ ‫عميقة جاشت في أعماقي‪.‬‬


‫فل�سفة الفكر اجلزائي (‪)1‬‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫النظرية اال�سالمية‪:‬‬

‫تنطلق الفلس��فة الجزائية في اإلسالم من‬ ‫فلسفة كلية تقوم على الفكرة التالية‪ :‬أن الدين‬ ‫االس�لامي هو من عند اهلل تعالى‪ ،‬وأساسه هو‬ ‫وج��ود اهلل تعالى ب��كل ما لهذا الوج��ود من آثار‬ ‫عل��ى حياة االنس��ان والمجتمع‪ ،‬فمتى ترس��خت‬ ‫العالق��ة بين اهلل تعال��ى والفرد‪ ،‬زال��ت األنانية‬ ‫عن النفس بكل ما تحمله من مولدات الجريمة‪،‬‬ ‫كالحقد والحس��د والطمع والجش��ع وح��ب المال‬ ‫وحلت محلها مش��اعر الغيرية والعدالة والرحمة‬ ‫والتعفف والتضحية والعطاء‪ ،‬والتجريم والعقاب‬ ‫في اإلسالم يراد بهما‪:‬‬

‫ب ‪ -‬حماية األعراض والنظام االجتماعي‪:‬‬ ‫والت��ي يكون االعتداء عليه��ا بهتك أعراض‬ ‫الن��اس والطع��ن ف��ي أنس��ابهم واتهامهم دون‬ ‫بين��ة‪ ،‬ويك��ون بالزنا أو بالقذف ومن ش��أن ذلك‬ ‫إش��اعة الفاحش��ة في المجتمع‪ ،‬مما يفضي إلى‬ ‫اهت��زاز القي��م األخالقي��ة وانفص��ام العالق��ات‬ ‫الزوجية واألس��رية‪ .‬ومن هنا ش��رعت العقوبات‬ ‫الزاجرة والمانعة من انتشار هذه الجرائم وهي‬ ‫ح��د الزن��ا وحد الق��ذف‪ .‬ق��ال تعال��ى‪« :‬الزَّا ِن ُ‬ ‫يَة‬ ‫وَالزَّا ِن��ي َفاجْلِ��دُوا ُك َّل وَاحِ��دٍ مِنْهُمَا مِ َئ َة‬ ‫جَ ْلدَةٍ‪ » ..‬سورة النور اآليات ‪.5 4 3 2‬‬ ‫ج ‪ -‬حماية األموال وحق التملك‪:‬‬ ‫بعد توفير اإلس�لام مناخ التكافل والتراحم‬ ‫وتهيئ��ه أس��باب الوف��رة و‪ ..‬وق��د س��ن الش��ارع‬ ‫العقوب��ات الزاج��رة المانع��ة من االعت��داء على‬ ‫ممتل��كات الغي��ر وحقوقه��م ب��دون وج��ه حق‪،‬‬

‫�أنواع اجلرائم‪:‬‬

‫تصنف الجرائم في اإلس�لام تبعاً للعقوبات‬ ‫المنص��وص عليه��ا ف��ي الكتاب والس��نة‪ ،‬وهي‬ ‫ثالثة أنواع‪ :‬القصاص أو الدية – الحد – التعزير‪.‬‬

‫الق�صا�ص‪:‬‬

‫لغ��ة‪ :‬مأخ��وذ من ق��ص األثر وه��و تتبعه‪،‬‬ ‫وقي��ل القص هو القطع‪ ،‬وعلي��ه المقتص يتبع‬ ‫أثر جناية الجاني‪.‬‬ ‫اصطالح��اً‪ :‬هو مجازاة الجاني بمثل جنايته‪.‬‬ ‫فإن قتل يقتل‪ ،‬وإن ضرب يضرب‪..‬‬

‫موجبات الق�صا�ص‪:‬‬

‫الجناية عل��ى النفس‪" :‬وهو فعل من العباد‬ ‫تزول به الحياة وتزهق به الروح"‪.‬‬ ‫الجناي��ة عل��ى م��ا دون النف��س‪" :‬ه��ي كل‬ ‫اعت��داء على جس��د إنس��ان من قط��ع أو جرح أو‬ ‫ضرب مع بقاء النفس على قيد الحياة"‪.‬‬ ‫وإذا امتن��ع القص��اص لس��بب من األس��باب‬ ‫وجبت الدية بد ً‬ ‫ال عنه‪.‬‬

‫احلكمة من م�شروعية الق�صا�ص‪:‬‬

‫لغ��ة‪ :‬الحد هو المنع‪ :‬فس��مي الب��واب حداداً‬ ‫لمنع��ه الناس م��ن الدخول‪ .‬وس��ميت العقوبات‬ ‫حدوداً لكونها مانعة عن ارتكاب أسبابها‪.‬‬ ‫اصطالح ًا‪ :‬الحد هو العقوبة المقدرة شرعاً‪،‬‬ ‫سواء أكانت حقاً هلل أم حقاً للعبد‪.‬‬

‫حكمة احلدود‪:‬‬ ‫إن الحكمة من هذه الحدود وجميع العقوبات‬ ‫ه��ي التطهير من الذنوب‪ ،‬وزجر الناس وردعهم‬ ‫عن اقتراف تل��ك الجرائم‪ ،‬وصيانة المجتمع عن‬ ‫الفساد‪ ،‬وقطع العدوان وسلب الحقوق والتطاول‬ ‫على الغير‪.‬‬

‫�أنواع احلدود‪:‬‬ ‫هي س��تة أنواع‪ :‬ح��د الزنا‪ ،‬ح��د القذف‪ ،‬حد‬ ‫السرقة‪ ،‬حد شرب الخمر‪ ،‬حد الحرابة‪.‬‬

‫حد القذف‪:‬‬ ‫تعريفه‪ :‬هو نس��بة الزنا من مسلم لمسلم‬ ‫عفيف بالغ عاقل‪ .‬أو قطع نسبه‪.‬‬ ‫حكم��ه‪ :‬مح��رم ش��رع ًا وه��و م��ن الكبائر‪،‬‬ ‫ق��ال اهلل تعال��ى‪" :‬أن الذين يرم��ون المحصنات‬ ‫الغافالت المؤمنات لعنوا في الدنيا واآلخرة ولهم‬ ‫عذاب عظيم "‪ .‬النور ‪23‬‬ ‫وج��ه اإلجرام ف��ي الق��ذف‪ :‬هت��ك أعراض‬ ‫الن��اس واتهامهم في ش��رفهم وكرامتهم التي‬ ‫فرض اإلسالم صيانتها والحفاظ عليها‪.‬‬ ‫دلي��ل ح��د الق��ذف‪ :‬قول��ه تعال��ى‪" :‬والذين‬ ‫يرمون المحصن��ات ثم لم يأتوا بأربعة ش��هداء‬ ‫فاجلدوهم ثمانين جلدة " النور ‪4‬‬

‫حد الزنا‪:‬‬ ‫تعريف��ه‪ :‬إن م��ن أقب��ح الفواح��ش وأكب��ر‬ ‫المنك��رات جريم��ة الزن��ا‪ .‬وه��ي االعت��داء على‬ ‫العرض‪.‬‬ ‫دلي��ل حكمه‪ :‬ق��ال اهلل تعال��ى‪" :‬وال تقربوا‬ ‫الزنا أنه كان فاحشة وساء سبي ً‬ ‫ال " اإلسراء ‪32‬‬ ‫وجه اإلجرام في الزنا‪ :‬هتك أعراض الناس‬ ‫واالعتداء على ش��رفهم وكرامتهم‪ ،‬الزنا عنوان‬ ‫االنح�لال الخلق��ي ال��ذي يتس��بب في الفس��اد‬ ‫واالنحراف االجتماعي‬ ‫دليل حد الزنا‪ :‬قوله تعالى‪( :‬الزانية والزاني‬ ‫فاجلدوا كل واح��د منهما مائة جلدة وال تأخذكم‬ ‫بهم��ا رأفة في دين اهلل أن كنت��م تؤمنون باهلل‬ ‫والي��وم اآلخ��ر وليش��هد عذابهم��ا طائف��ة م��ن‬ ‫المؤمنين) النور ‪.2‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أ ‪ -‬حماية األنفس واألمن االجتماعي‪:‬‬ ‫ومن أجل ذلك شرع اإلسالم عقوبات زجرية‬ ‫قاس��ية جزاء وفاق ًا للجرائم المرتكبة‪ ،‬فاالعتداء‬ ‫على النفس شرع له القصاص أو الدية في حالة‬ ‫تنازل صاحب الدم عن حقه‪ ..‬وش��رع حد الحرابة‬ ‫ج��زاء على جريمة الفس��اد ف��ي األرض والبغي‬ ‫وتهدي��د أمن المجتمع واس��تقراره قال تعالى‪« :‬‬ ‫َ‬ ‫النَّفسَ ِب ْ‬ ‫يْهمْ فِيهَ��ا أن ْ‬ ‫س‬ ‫النَّف ِ‬ ‫وَكتَبْنَ��ا عَ َل ِ‬ ‫وَالنْفَ ِب أَْ‬ ‫عَيْ��ن أَْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫النْ��فِ‪ ..‬المائدة‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫عَيْ��نَ‬ ‫ل‬ ‫وَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫بُون‬ ‫ذِينَ‬ ‫ال‬ ‫ء‬ ‫جَزَا‬ ‫نَّمَا‬ ‫إ‬ ‫«‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫وق��ال‬ ‫»‪.‬‬ ‫يُحَار َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وَيَسْعَوْن فِي أَْ‬ ‫رْض»‪.‬‬ ‫اللهَّ َ وَرَسُو َلهُ‬ ‫َ‬ ‫ال ِ‬

‫خ�صائ�ص الت�شريع اجلنائي يف الإ�سالم‬

‫اإلس�لام يوفر ألفراد المجتم��ع من الحقوق‬ ‫م��ا يكفيهم بحي��ث يصبح ارت��كاب الجريمة في‬ ‫حد ذاته هو الوحش��ية‪ .‬واإلسالم ال يقضي بهذه‬ ‫العقوب��ات الرادع��ة إال في حال��ة التأكد المطلق‬ ‫الذي ال ش��بهة فيه ع��ن طريق وس��ائل اإلثبات‬ ‫المتفق عليها‪" ،‬االعتراف‪ ،‬والش��هادة بشروطها‪،‬‬ ‫واليمي��ن‪ ،‬والقرائ��ن المصاحب��ة"‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫م��ن أن العقوبات اإلس�لامية قد تبدو في بعض‬ ‫الحاالت عنيفة وقاس��ية إال أنها ال تطبق بتسرع‪،‬‬ ‫أو لمج��رد الش��بهة وإنم��ا ه��ي محكوم��ة بعدد‬ ‫من اإلج��راءات الدقيق��ة التي ينبغ��ي توافرها‪،‬‬ ‫قب��ل إدانة المج��رم‪ ،‬مما يجع��ل تحقيقها قلي ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫إن ل��م يكن ن��ادراً‪ .‬ويمكن الق��ول بأنها وضعت‬ ‫لل��ردع والتحذير وتخويف المس��لم من أن هناك‬ ‫جرائم ال يرضى عنها اللهَّ تعالى‪ ،‬الذي هو أرحم‬ ‫الراحمين وأعدل العادلين‪.‬‬ ‫وق��د كان لتحدي��د ه��ذه العقوب��ات به��ذه‬ ‫الصورة أث��ر بالغ في تكوين ضمير جماعي لدى‬ ‫المس��لمين عبر العص��ور وف��ي كل المجتمعات‬ ‫تقريب�� ًا‪ ،‬وه��ذا الضمي��ر جعله��م يمتنعون عن‬ ‫ارت��كاب الجرائ��م م��ن منطل��ق دين��ي أكثر من‬ ‫خوفهم من تش��ريع مدني‪ .‬وصدق اهلل العظيم‬ ‫قِصَ��اص حَيَا ٌة يَا‬ ‫إذ يق��ول‪ « :‬وَ َل ُك��مْ فِ��ي ا ْل‬ ‫ِ‬ ‫أُولِ��ي أَْ‬ ‫بَ��اب َل َّ‬ ‫عَل ُكمْ ُ‬ ‫ون (‪ » )179‬س��ورة‬ ‫تَتَّق َ‬ ‫ال ْل ِ‬ ‫البقرة‪.‬‬

‫احلدود‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫يعتب��ر القان��ون الجزائي رد فعل للمش��رع‬ ‫عل��ى وقوع الجريمة‪ ،‬بعد أن يأخذ بعين االعتبار‬ ‫خصائص الش��خص مرتكب الجريمة‪ ،‬وظروفه‬ ‫الذاتية والموضوعية‪ ،‬وه��ذا الرد يظهر بصورة‬ ‫العقوبة والتدبير‪ ،‬لتحقي��ق الحماية االجتماعية‬ ‫والفردي��ة وتتج��اذب القانون الجزائي فلس��فات‬ ‫أساس��ية ف��ي بل��دان العال��م‪ ،‬عل��ى اخت�لاف‬ ‫ايديولوجياته��ا‪ ،‬وفي زاويتنا الي��وم التي تنتمي‬ ‫لعلوم الفلس��فة بقدر ما تنتمي للقانون نضيء‬ ‫على أهم المدارس في فلس��فة الفكر الجزائي‪.‬‬ ‫وهذه المدارس ال تتس��اوى جميع ًا في األهمية‪،‬‬ ‫فمنها ما طغى‪ ،‬منذ القرن التاس��ع عش��ر‪ ،‬على‬ ‫بعض تش��ريعات العالم طغياناً كام ً‬ ‫ال‪ ،‬ومنها ما‬ ‫ظل أثره منذ نشأته محدوداً‪ ،‬وفي عصرنا الحالي‬ ‫تتن��ازع الفك��ر الجزائ��ي خمس نظري��ات كبرى‬ ‫هي "النظرية االس�لامية‪ ،‬النظري��ة التقليدية‪،‬‬ ‫النظرية الوضعية‪ ،‬النظرية الماركسية‪ ،‬نظرية‬ ‫الدفاع االجتماعي"‪.‬‬

‫وضمانا لش��يوع األمن واالس��تقرار ق��ال تعالى‪:‬‬ ‫وَالسَّ��ار َق ُة َف ْ‬ ‫اق َطعُ��وا أَيْدِيَهُمَا‬ ‫«وَالسَّ��ارقُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫للهَّ‬ ‫للهَّ‬ ‫ُ‬ ‫جَزَا ًء ِبمَا َكسَ��بَا َ‬ ‫نَكالاً‬ ‫عَزيزٌ‬ ‫وَا‬ ‫ا‬ ‫مِنَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حَكِيمٌ » سورة المائدة اآلية ‪38.‬‬ ‫ه��ذا وترج��ع الش��ريعة االس�لامية مصالح‬ ‫المجتمع والفرد إلى أصول خمسة‪ ،‬ما فيه حفظ‬ ‫الدي��ن‪ ،‬وما في��ه حفظ النف��س‪ ،‬وحفظ العقل‪،‬‬ ‫وحفظ النسل وحفظ المال‪.‬‬

‫شرع اإلسالم القصاص الستئصال الجريمة‬ ‫من أساسها عندما يجعل مصير القاتل عن عمد‬ ‫بي��ن يدي أولياء القتيل‪ .‬والقصاص في حقيقته‬ ‫حياة للناس‪ ،‬ألن أكثر ما يمنع الناس من اإلقدام‬ ‫على القتل ه��و حرصهم على حياتهم وخوفهم‬ ‫من أن يقتص منهم بالقتل بمن يقتلونه‪ ،‬فهذا‬ ‫القصاص هو حفظ لهم على حياتهم وحياة من‬ ‫كانوا يريدون قتله‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫را�شد عي�سى‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫نحو مليار دوالر كلفة التخلص من الكيماوي!‬ ‫يعن��ي الش��عب الس��وري يدف��ع ثم��ن اس��تخدام‬ ‫الكيماوي‪ ،‬كما يدفع ثمن عدم استخدامه‪.‬‬

‫�ضرار �سلطان‬

‫بائ��ع لألحذي��ة المس��تعملة‪ ،‬أنه ج��اري الملقب أبو‬ ‫هندوم��ه يفص��ل بي��ن بيت��ي وبيته خمس��ة بيوت‬ ‫ومح��ل صغي��ر لبي��ع الخم��ور الرديئة إحت��رق منذ‬ ‫ش��هرين من ج��راء رصاصة غ��ادرة‪ ،‬أب��و هندومه‬ ‫يفت��رش ق��رب مدخل أح��د األزقة بحارتنا مس��احة‬ ‫تتسع لكرسيه الخشبي وكرتونه يقلبها على عقبها‬ ‫ليض��ع عليها بضع أحذية مس��تعملة يقوم بطالئها‬ ‫وتلميعها عل��ه يقنع أحد المارة بش��رائها منه‪ ،‬يبدأ‬ ‫عمله وينهيه دون أن يمل من الصراخ وتكرار عبارة‬ ‫ب��دك صرمااااية عتيقة ويبتس��م‪ ،‬ب��دك صرماااية‬ ‫عتيق��ة ويرف��رف بحاجبي��ه الكثيفي��ن مثل ش��وك‬ ‫البالن ويبتس��م أيضًا‪ ،‬اليوم أرسل في طلبه حاجز‬ ‫الش��بيحة القريب م��ن مدخل الزقاق وأك��دوا عليه‬ ‫عن طري��ق صفعتي��ن والتهديد بمصادرة بس��طة‬ ‫الصرام��ي أن عاد للصراخ بعب��ارة‪ ،‬بدك صرمااااية‬ ‫عتيق��ة وأن��ه يمكن��ه اإلس��تعاضه عنه��ا بعب��ارة‬ ‫(صرام��ي للبيع) فقط‪ ،‬لم يع��رف أحد منا في الحي‬ ‫س��بب حساس��يتهم لعبارة بدك صرماااي��ة عتيقة‪،‬‬ ‫وأب��و هندومه يقف لهذا الصباح مثل من أكل القط‬ ‫لسانه لكنه مازال يبتسم ويرفرف بحاجبيه للمارة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫يا�سر ندمي �سعيد‬

‫مع احترامي لكل الجنس��يات من المس��لمين الذين‬ ‫يقاتل��ون النظ��ام األس��دي (وغي��ره) ف��ي س��وريا‬ ‫فأن��ا أجد من الصع��ب تقبل أنهم يفهمون س��وريا‬ ‫والسوريين‪ ..‬نحن الس��وريين أنفسنا بالكاد نحاول‬ ‫فه��م بعضن��ا البعض‪ ..‬في ظروف أخ��رى كان البد‬ ‫لهذا المس��لم الغريب أن يعيش في سوريا ويندمج‬ ‫في مجتمعاتها ويتزوج فيها وينجب أوالداً وسنعتبره‬ ‫سورياً بعد أكثر من جيل‪..‬‬ ‫أن يكون��وا قادة أيضاً في فصائله��م فهذه لوحدها‬ ‫طامة كبرى‪..‬‬

‫جمال �صبح‬

‫كانت برزة تؤدّب الطاغية بال ضوضاء‪!!!!!..‬‬ ‫أيا ثوار برزة!‪..‬‬

‫علي دياب‬

‫كل مش��اهير الثورة الثورة لديهم ‪ 5000‬ش��خص‬ ‫في قائم��ة اصدقائهم‪ ..‬إال حك��م البابا لديه ‪5000‬‬ ‫شخص في قائمة البلوك‪.‬‬

‫�سومر �أحمد‬

‫لغز (‪ :)5‬اذكر اس��م (منطقة ‪ -‬مدينة ‪ -‬ضيعة ‪ -‬حي‬ ‫ زاروبة ‪ -‬خرابة ‪ -‬ش��بر ونص) حررها داعش من‬‫النظام؟‬

‫فادي زيدان‬

‫هذا وقد انتقلت سوريا إلى رحمته تعالى إثر داعش‬ ‫أليم‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫أستاذنا للغة اإلنكليزية «بوغوص هارديكيان» (األرمني)‪ ،‬بعدما أنهى سأل الطالب‬ ‫عن الذي لم يفهم المضمون‪ ..‬رفع طالب كردي يده في داللة على عدم الفهم‪..‬‬ ‫أستشاط المدرس قهرا وهو يقول‪« :‬يا ابني أنتِ شلون يفهمي ها!!‪ ..‬أنتٍ كردي ياخد‬ ‫درس أنكليزي باللغة العربية من أستاذ أرمني‪ ..‬يا ابني الحق مو عليكي وال على المدرس»‪..‬‬ ‫الجزيرة السورية‪ ..‬ذاكرة اإلمبراطورية العثمانية‪..‬‬ ‫رستم محمد‬

‫حنان مياق‬ ‫ما عادت الشام ام الفقير‪ ..‬صارت مرت أبوه‪.‬‬

‫يا�سني احلاج �صالح‬

‫تبدو لي الثورة السورية تحرشًا بالمستحيل‪ ،‬تحدياً‬ ‫مأساويًا للقدر‪.‬‬

‫رامي مغربية‬

‫بنت أختي (عمرها ‪ 3‬س��نين) طلع��ت بالطيارة بعد‬ ‫ماطارت وصارت بالس��ما‪ ..‬صارت تسأل إنو مين رح‬ ‫يقلهون للناس اللي تحت إنو مابدنا نقصفون‪ ..‬حدا‬ ‫يقلون إنو واهلل مابدنا نقصفون‪..‬‬

‫لو�سني ال�سوري‬

‫ه�لا ايمت��ى النظ��ام ب��دو يس��لم الكيم��اوي صنع‬ ‫السعودية اللي استخدمتو المعارضة!!!‬

‫معتز حوم�ص‬

‫يبدو أنه الس��يد المس��يح‪ ..‬تبع األب باولو‪ ..‬غير تبع‬ ‫بابا الفاتيكان‪.‬‬

‫عالء تركجي‬

‫يعني معقول بعد كل هاألكل خرا نروح دعوشة‬

‫يحيى جابر‬

‫أطفال العالم يحلمون بحكايات شهية قبل النوم‪ ..‬أطفال‬ ‫سورية يحلمون بعودة األشرار إلى الحكايات ليناموا‪..‬‬

‫�صهيب الزبن‬

‫منحبكجي��ة م��ن طرط��وس‪ ،‬مقتنع��ة أن ديفي��د‬ ‫كامي��رون‪ ..‬رئي��س دول��ة الكاميرون‪ ..‬ش��نهقت ع‬ ‫تويتر‪ :‬دعك من س��وريا وبش��ار‪ ..‬والتفت لش��عبك‬ ‫الكاميروني الجائع!‪..‬‬

‫حممود ال�شعار‬

‫مثنى مهيدي‬ ‫الجيش الحر ضد داعش والنظام‪..‬‬ ‫داعش ضد الجيش الحر والنظام‪..‬‬ ‫النظام ضد داعش والجيش الحر‪..‬‬ ‫هلوسات عسكري بدّو ينشق‪..‬‬

‫علي دياب‬

‫ع��م أحكي مع رفيقي المثقف‪ ..‬وعم قلو هلق وزت‬ ‫القذيفة فوق راس��ي‪ ..‬قام قل��ي يقال أزت القذيفة‬ ‫وليست وزت!‬

‫فرهد جعفر‬

‫م��ا يح��دث في س��وريا‪ ..‬انق�لاب العس��كر الذي لم‬ ‫يصل للش��رعية‪ ..‬عل��ى الحكومة الت��ي لم تحصل‬ ‫على الشرعية!‪..‬‬

‫ماهر �أبو احل�سن‬

‫أحيانا بتشوف بوست على حيط ما‪ ،‬واحيانا بتشوف‬ ‫حيط ببوست‪.‬‬

‫�ضرار عبد اهلل‬

‫أمي��ر جبهة النص��رة مُعت َق ْل عند داع��ش‪ ،‬ال لتقييد‬ ‫حريَّة التعبير‪ ،‬ال لقمع الحريات المدنيَّة‪ ،‬ال للتضييق‬ ‫عل��ى أس��اس االنتم��اء السياس��ي‪ ،‬يا ظالم الس��جن‬ ‫خيَّم‪ ،‬إنَّنا نهوى الظالما‪ .‬بدنا ياه‪ ..‬بدنا الكل‪..‬‬

‫ح�سن طاهر‬

‫أج��ره باص المدرس��ة ‪ 50000‬لي��ره ومتأخر مرتي‬ ‫نفس الشي …‬

‫م�صطفى العزيز‬

‫عند قط��ع معبر بس��تان القصر‪ ،‬ال يمك��ن ألحد إال‬ ‫يركض‪ ..‬حتى المشلول واألبرص والميت!‬

‫عدنان العودة‬

‫إذا قامت دولة اسالمية في سوريا‪ ،‬ما مصير المجوز‬ ‫وليلة الحنّة والدبكة والجوفية؟؟‪ ..‬يتسائل حورانة‪..‬‬

‫وحي��ن كس��ر علي أحد البس��ي العكل ف��ي الكازية‬ ‫ليأخ��ذ دوري في تعباية الس��يارة‪ ..‬صرخت فيه‪ :‬إنو‬ ‫عليش شايف حالك علي يا واااال‪ ..‬أزغر عجي عندنا‬ ‫بالرّقة عندو‪ ..‬بيرين نفط‪..‬‬

‫م��وت س��وري واحد م��ن الج��وع ال يكفي إلس��قاط‬ ‫شرعية أي نظام‪ ،‬بل يكفي أيضًا إلسقاط إنسانيتنا‬ ‫جميعًا!‪..‬‬

‫لك الحق مو عليك‪ ..‬الحق عالجحش المخابرات اللي‬ ‫سلخَك كف وساواك مناضل على سمانا‪..‬‬

‫نبيل برادي‬

‫لقمان ديركي‬

‫بخص��وص اإلعدام الميدان��ي البارحة الذي انزعج‬ ‫مني عندما صرخت ف��ي الموجودين وصحت حتى‬ ‫أغميت‪..‬‬ ‫ل��م أولد في وس��ط مجرمين وعليه ل��م أعتد رغم‬ ‫كل م��ا حصل حول��ي من إجرام م��ن كل األطراف‬ ‫عل��ى القتل حتى اللحظة‪ ..‬ومن الطبيعي أن تنهار‬ ‫أعصابي عند قتل بش��ر أمامي وبدون الدخول في‬ ‫التفاصيل‪..‬‬ ‫ الذي��ن صاروا أبط��ا ًال على جثث ممزق��ة وزادوا‬‫الرصاص‪ ..‬من س��يمأل لك مخزن��ك أيها المغوار؟‬ ‫كيف تص��ل الرصاصة إلى الحصار أص ًال؟ أليس��ت‬ ‫"الحريم"الموزع��ة على حدود الجي��ش أولى ببقاء‬ ‫ه��ذه الرصاصات القليلة أن حص��ل أي بالء يا أبو‬ ‫النخ��وة العظيمة؟ هل علي أن أصدق أن كل مازاد‬ ‫من رصاص هو إلراح��ة نفس واحد من القتلى لم‬ ‫يمت بعد؟‬ ‫ صرخات ش��قق به��ا صوتي صم��ت ضمائركم‬‫المخ��درة وس��أعيدها‪ ..‬روحوا وجهوه��ا للي الزم‬ ‫تتوج��ه إله‪ ..‬للي من س��نة مخلينا ب��ذل الحصار‪..‬‬ ‫صيروا أبطال على فتح الطريق‪ ..‬على حفظ كرامة‬ ‫الحريم المرشوقة بين الركام ولسه محافظة على‬ ‫كرامتها‪..‬‬ ‫ كل ه��دول حيط��ان‪ ..‬جمل��ة صح��ت فيه��ا‬‫بوجوهك��م‪ ..‬ورح أضل أصيح فيها لتثبتوا العكس‬ ‫بالحق‪ ..‬ولست نادمة‪..‬‬ ‫أن كمن شرعيا وجهاديا وثوريا ووو على حق لماذا‬ ‫لم تصور وتتباهى بما فعلت؟؟؟؟‬ ‫من حمص المحاصرة بكل حصارات الكون‬ ‫‪ - 2013 / 9 / 27‬وئام بدركسان‬ ‫أما نحن فقد انتصرنا على الجميع‬ ‫حيث اكدنا أن قامشلي هي قامشلو‬ ‫ورأس العين هي سري كانييه‬ ‫وأن تل ابيض هي كري سبي‬ ‫وأن المالكية هي ديريكا حمكو‬ ‫ال يهم أن لم يبقى فيها احد من الكورد غير عسكر‬ ‫الكورد الجدد‬ ‫المهم أن اللغة انهزمت واألسماء عادت لنا‬ ‫وأصبح عندنا معتقالت وسجون وطنية‬ ‫قاله��ا يوماً عادل يزيدي للضي��ف التركي وصفقنا‬ ‫وقتها له‪..‬‬ ‫قال‪ :‬أعطوني وطني وخلي الشرطي الكوردي كل‬ ‫يوم يضربني‬ ‫حق أريد به لتبرير الباطل‬ ‫إذا ال يهم انتصرنا‬ ‫اسألوا ايفلين الثائرة‬ ‫اسألوا فقيه الظالم‬ ‫ثم عودوا‬ ‫واسألوا خليل كالو‬ ‫لم��اذا ذات صب��اح ش��تم الك��ورد الذي��ن هجروا‬ ‫وطردوا من قراهم‬ ‫اسألوا طه الحامد عن معاركنا‬ ‫وكم الف من المرتزقة قتلنا‬ ‫وكم من الياتهم اغتنمنا‬ ‫اسالوا ابراهيم ابراهيم‬ ‫عن عالقة دانمارك بكوردستان الغربية‬ ‫اسألوا أبواق األحزاب‬ ‫ما عالقة أحزابهم‬ ‫بعفرين‬ ‫أو قامشلو‬ ‫أو كوباني‬ ‫اسالوا عني‬ ‫أنا المطعون بهويتي وبكورديتي وبسوريتي‬ ‫الخائن‪ ..‬العميل‪ ..‬االردغواني‪ ..‬العرعوري‪..‬‬ ‫مؤخرا متهماً (بعبد الباسط سيدا)‪..‬‬ ‫و كأن عبد الباسط مرض خبيث‬ ‫فما كان مني سوى أطلقت عليه‬ ‫طلقات من ضحكة متواصلة‬ ‫وراشقة‪ ..‬وممشوقة‪..‬‬ ‫مروان خورشيد عبد القادر‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫مكث المس��افر في قرية تقبع شمال أرض المهد لحقبة من الزمان‬ ‫يمض معظم الوقت لي ً‬ ‫ال ينظر إلى‬ ‫أو ربم��ا مكث حتى آخر األزمان‪ .‬كان‬ ‫ِ‬ ‫قمره��ا الخالب‪ ،‬فلم يكن بدراً أو هال ً‬ ‫ال بل كانت أش��كاله تتبدل في كل‬ ‫ليلة إلى منحوتة جديدة نحتت بإبداع وإتقان‪ .‬لم يكن يعلم المسافر في‬ ‫ب��ادئ األمر كيف لقمرها أن يتقلب في صوره إلى أن التقى بذاك الفتى‬ ‫البداع‪ .‬فتى يصعد في كل ليلة إلى القمر عبر س��لم صنعه بنفسه‪ ،‬ثم‬ ‫ينحته بيديه ويتفنن في تكوين صورة بهية له‪ .‬ولم ينس��ى المسافر ما‬

‫تح��دث به وج��دان ذاك الصغير حينما رآه في ذات ليل��ة وهو يفرك يداه‬ ‫المتس��ختان لما نزل س��لمه‪ .‬لقد قال‪« :‬الفن يس��مو بالفكر عند البش��ر‬ ‫ويحفظ اإلنسان إنسانًا»‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو‬ ‫دقق النص‪ :‬سيما النصّار‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬

‫النحــــــات‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪19‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫�صاحبة اجلاللة‬ ‫�ســوريتنا‬ ‫خالد قنوت ‪ 25‬أيلول ‪2013‬‬

‫عندم��ا تتحدث صاحبة الجاللة عبر صفحاتها كان العالم يقف احتراماً‪ ،‬تحفزاً‪،‬‬ ‫توجس��اً يتصي��د التحاليل والمقاالت‪ ،‬يس��تقرأ المس��تقبل‪ ،‬يتعرف عل��ى الحاضر‬ ‫ويستنبط العبر من الماضي‪.‬‬ ‫تحولت الصفحات البيضاء إلى الكترونية‪ ،‬نتقلبها بكبسة بسيطة على لوحة‬ ‫مفاتي��ح الكومبيوتر أو الماوس يمكن أن تنقلنا إلى عوالم وأخبار ال حدود لها وال‬ ‫يكفي زمان واحد لتصفح ما حدث ولن نلحق بما يحدث اآلن‪.‬‬ ‫انطالق��ة الثورة الس��ورية العظيمة‪ ،‬يمك��ن اعتباره بداية اس��تعادة الزمن‬ ‫بالنسبة للسوريين الذين يس��تعيدون إنسانيتهم وآدميتهم بعد نصف قرن من‬ ‫عص��ر الهمجية واالس��تبداد فكان للعقول الحرة أن تتحرض وتس��تحضر تاريخها‬ ‫وثقافتها وآمالها التي حاول نظام االستبداد استبعادها عن الحضور الوطني ولم‬ ‫يفلح ألننا شعب نابض بالحياة ونابض بالعطاء وما أمراض مجتمعاتنا التي تطفو‬ ‫على س��طح الحدث اليوم‪ ،‬س��وى إرهاص��ات عقود الخوف وزم��ان األزالم واألقزام‬ ‫وعقيمي الفكر ومدعي الثقافة والوطنية‪.‬‬ ‫إن��ه زمن اس��تعادة الزمن‪ ،‬وزم��ن اس��تعادة الكلمة الحرة والح��وار والجدل‬ ‫وتحطي��م العق��ل المدجن والنمط��ي إلى العق��ل الالنهائي الحدود ف��ي االبداع‬ ‫االنساني‪.‬‬ ‫في س��وريتنا الجديدة‪ ،‬س��تكون للكلمة الح��رة جاللتها وللج��دل الحضاري‬ ‫حضوره تحت س��قف الوطن الحر الديمقراطي‪ ،‬حيث س��تكون أقالم األحرار أش��د‬ ‫وطأة من السياط على أي فكر منحرف واستبدادي ومتسلط‪.‬‬ ‫كما كان الش��عر ديوان العرب‪ ،‬س��تكون سوريتنا في سوريتنا الجديدة إحدى‬ ‫أرقى صحفنا بما يليق بصاحبة جاللة أن تكون‪.‬‬ ‫عام��ان على انطالقة س��وريتنا‪ ،‬ومن بين س��طورها سترتس��م ص��ور وآفاق‬ ‫لس��وريتنا الجدي��دة‪ ،‬الجميلة لتكون منارة للثوار واألح��رار في تحويل تلك الصور‬ ‫إلى واقع وحقيقة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 29 | )106‬أيلول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫ح��ي المهاجري��ن الدمش��قي | عدس��ة المخ��رج عم��ر مل��ص‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)74250‬‬ ‫دمشق‪5540 :‬‬ ‫ريف دمشق‪17112 :‬‬ ‫حمص‪11058 :‬‬ ‫درعا‪6250 :‬‬ ‫إدلب‪8655 :‬‬ ‫حلب‪12062 :‬‬

‫دير الزور‪4582 :‬‬ ‫الرقة‪922 :‬‬ ‫السويداء‪55 :‬‬ ‫حماة‪5197 :‬‬ ‫الالذقية‪861 :‬‬ ‫طرطوس‪311 :‬‬ ‫الحسكة‪537 :‬‬ ‫القنيطرة‪392 :‬‬

‫‪ 5603‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2560‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 5269‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 18678‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 55572‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 9 / 28‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.