Souriatna issue 108

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫مركز توثيق االنتهاكات‪ :‬ع�شرات الآالف من املدنيني‬ ‫يف احلجر الأ�سود على قائمة املوت البطيء‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫ملف اإلخبار من إعداد‪ :‬زليخة سالم‬ ‫ناش��د مركز توثيق االنتهاكات قي س��وريا كافة‬ ‫الجهات والمنظمات الدولي��ة المعنية بالتدخل العاجل‬ ‫لف��كّ الحص��ار الممنه��ج عل��ى المنطق��ة الجنوبي��ة‬ ‫لدمش��ق عامة والحجر األس��ود بشكل خاص وتقديم‬ ‫الدعم الالزم آلالف الس��كن المدنيين الذين يواجهون‬ ‫خط��ر الم��وت جوع��ًا‪ ،‬ودعا اللجن��ة الدولي��ة للصليب‬ ‫األحم��ر لتحم��ل مس��ؤولياتها والعمل بكافة الس��بل‬ ‫والوس��ائل لفت��ح مم��رات آمن��ة إلدخال المس��اعدات‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫كم��ا دع��ا المركز ف��ي تقرير خ��اص أصدره عن‬ ‫حصار الحجر األس��ود «ب��أن كي م��ون» األمين العام‬ ‫لألمم المتحدة للضغط على كافة دول مجلس األمن‬ ‫وح ّثها على تحمّل مس��ؤلياتها ف��ي الضغط من أجل‬ ‫تطبي��ق البيان الرئاس��ي الذي وقعته الدول الخمس��ة‬ ‫عش��ر والتي طالبت فيه الحكومة الس��ورية بالسماح‬ ‫فوراً بعبور المساعدات عبر الحدود‪.‬‬ ‫وأوضح التقرير أن المنطقة الجنوبية من العاصمة‬ ‫دمش��ق وه��ي المنطقة الواقع��ة ما بي��ن الغوطتين ‪-‬‬ ‫بمناطقه��ا وأحيائه��ا المتعددة‪ :‬الحجر األس��ود ومخيم‬ ‫اليرموك والتضامن والقدم وعسالي ويلدا وببيال وبيت‬ ‫س��حم والس��بينة والبويضة والس��يدة زينب وحجيّرة‬ ‫والحسينية‪ ،‬تعيش حصاراً ممنهجاً ومتعمداً يكاد يكون‬ ‫األقس��ى بعد الحص��ار المديد الذي تعرض��ت له مدينة‬ ‫حمص – وما تزال – منذ شهور عديدة‪.‬‬ ‫واعتمد التقرير في مجمله على ش��هادات سكان‬ ‫المنطقة‪ ،‬خاصة المنخرطين في النش��اط الثوري من‬ ‫إعالميين ومتطوعي الهالل األحمر ونش��طاء اإلغاثة‬ ‫باإلضاف��ة إلى أطباء من النقاط الطبية أو المش��افي‬ ‫الميداني��ة‪ ،‬وح��اول الخ��وض ف��ي تفاصي��ل المعاناة‬ ‫الشديدة التي يعيشها السكان في جميع مناحي الحياة‬ ‫اليومي��ة‪ ،‬خاصة أن هذه المعاناة تترافق مع وحش��ية‬ ‫في العمليات العس��كرية في الحجر األس��ود من قبل‬ ‫ق��وات النظام وقصف ممنهج يس��تهدف جميع مرافق‬ ‫الحي��اة اليومية وعلى رأس��ها البن��ى التحتية ‪ -‬إضافة‬ ‫إلى المشافي والنقاط الطبية‪ ،‬وأفران الخبز ومحطات‬ ‫توليد الكهرباء والمحروقات‪ .‬وحتى المدارس‪ ،‬وأماكن‬ ‫العب��ادة التي نالت ما نالته من قصف واس��تهداف من‬ ‫قبل قوات الجيش النظامي‪.‬‬ ‫وكان��ت مدين��ة الحج��ر األس��ود من بي��ن أوائل‬ ‫المنطق��ة الجنوبي��ة التي انضم��ت إلى رك��ب الثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬فقد كانت أول مظاه��رة فيها بتاريخ ‪- 21‬‬ ‫‪ 2011 - 3‬وتحدي��داً في مناس��بة عيد األم‪ ،‬بعد دعوة‬ ‫العديد من الناش��طين للتظاهر في يوم الجمعة حيث‬ ‫قام��ت قوات النظ��ام على إثرها باعتق��ال العديد من‬ ‫الناشطين تعس��فيًا أليام قليلة ليتم إطالق سراحهم‬ ‫الحق��ًا‪ ،‬واس��تمر الوض��ع على م��ا هو علي��ه إلى يوم‬ ‫«الجمع��ة العظيم��ة» بتاري��خ ‪ 2011 - 4 - 22‬حي��ث‬ ‫ش��هدت المدينة س��قوط أول ش��هيد وهو العب نادي‬ ‫ش��باب فريق الش��رطة «يمان عدنان إبراهيم اآلغا»‬ ‫ويبل��غ من العم��ر ‪ 16‬عام‪ ،‬لتبلغ حصيلة الش��هداء مع‬ ‫نهاية ذلك اليوم أربعة ش��هداء‪ ،‬وتوالت األحداث على‬ ‫الحج��ر األس��ود إلى تم��وز ‪ 2011‬حي��ث كان االقتحام‬ ‫العس��كري األول من قبل قوات النظ��ام‪ ،‬بقوة قُدرت‬ ‫بحوال��ي ثالث��ة آالف عنص��ر م��ن األم��ن والجي��ش‬ ‫النظام��ي وقاموا يومها باعتق��ال أكثر من ‪ 1500‬من‬ ‫المدنيين كان معظمهم من الذكور ما بين سن ال ‪14‬‬ ‫وال ‪ 60‬س��نة‪ ،‬وكانت نسبة غير قليلة من المعتقلين‬ ‫م��ن األطفال ممن هم ما دون س��ن الثامنة عش��رة‪،‬‬ ‫وش��هد ش��هر تم��وز ‪ 2012‬أول عمل مس��لح من قبل‬ ‫عناصر من الجيش الس��وري الح��ر‪ ،‬عندما قاموا ببدء‬ ‫عملية لتحرير مخفر الحجر‪ ،‬بعدما تمادى المخفر في‬ ‫اعتق��ال مئات الش��باب باإلضافة إلى جلبه للش��بيحة‬

‫من مناطق مؤيدة للنظام وإهانة المواطنين وخاصة‬ ‫خالل عمليات االقتحام التي كانت تتم للمنازل‪.‬‬ ‫وبين المركز في تقريره أن حصار الحجر األسود‬ ‫ الفعلي – س��بقه اقتحامٌ ش��رسٌ جداً من قبل قوات‬‫النظ��ام ف��ي منتصف أيل��ول من الع��ام الماضي وهو‬ ‫االقتح��ام الثال��ث عمليًا وت��مّ ارتكاب مج��زرة رهيبة‬ ‫خالله نت��ج عنها س��قوط أكثر من ثالثين ش��هيداً تم‬ ‫ذب��ح غالبيتهم بالس��كاكين‪ ،‬وعندها ن��زح اآلالف مرة‬ ‫أخ��رى ولك��ن بأع��داد أكبر فلم يب��ق ف��ي المدينة إال‬ ‫حوالي مئة أل��ف مواطن‪ ،‬أمّا النازح��ون فقد توجهّوا‬ ‫إل��ى األحياء والمناطق واألحياء والبلدات المجاورة مثل‬ ‫السيدة زينب والسبينة وغيرها من المناطق‪ ،‬وفرضت‬ ‫ق��وات النظام آن��ذاك طوقاً أمنيًا ش��ديداً على المدينة‬ ‫واس��تمر ذلك االقتحام أكثر من عش��رة أي��ام متتالية‪،‬‬ ‫ومن ثمّ انس��حبت عناصر الجيش م��ن داخل المدينة‬ ‫وبقي��ت عل��ى األطراف لتب��دأ معاناة القص��ف اليومي‬ ‫الت��ي ت��مّ فيها اس��تخدام جميع األس��لحة الت��ي يتمّ‬ ‫استخدامها عادة في الحروب الحقيقة بين دول‪ ،‬ومنها‬ ‫القص��ف بالقناب��ل الفراغية والصواري��خ من طائرات‬ ‫الميغ الحربية والبراميل المتفجرة وراجمات الصورايخ‬ ‫والقصف بقذائ��ف الهاون والمدفعية من جبال الفرقة‬ ‫الرابعة من منطقة المعضمية في ريف دمشق‪.‬‬ ‫وف��ي كانون األول ‪ 2012‬ب��دأ «الحصار الفعلي»‬ ‫على الحجر األس��ود‪ ،‬وتمّ إغ�لاق المدخل الوحيد إلى‬ ‫قلب مدينة دمش��ق‪ ،‬ولكن بش��كل غي��ر كامل‪ ،‬حتى‬ ‫ش��هر ش��باط ‪ 2013‬عندما قام الحاج��ز التابع لجيش‬ ‫النظام بإغ�لاق الطريق أم��ام الس��يارات والمركبات‬ ‫وأصب��ح الن��اس يجت��ازون الحاج��ز فقط مش��يًا على‬ ‫األق��دام‪ ،‬وم��ن كان يحاول الخروج م��ن طرق فرعية‬ ‫أخرى كان يواجه خطر الموت بس��بب توزع العش��رات‬ ‫من القناصين على أسطح البنايات العالية‪ ،‬وأمّا على‬ ‫الحاج��ز العس��كري فف��ي البدايات لم يكن مس��موحًا‬ ‫سوى إدخال القدر اليسير من الحاجات األساسية فكان‬ ‫يُس��مح بإدخال كيل��و غرام واحد من الس��كر وربطة‬ ‫خبز واحدة وكيلو غرام واحد من الخضار وكان يعتمد‬ ‫ذلك بشكل رئيس��ي على مزاجية العناصر الموجودة‬ ‫عل��ى الحاجز ففي معظم األحي��ان كان يتمّ مصادرة‬ ‫جميع الحاجي��ات التي في ح��وزة المواطنين بدون أي‬ ‫مبرر أو سبب فقط لمجرد السرقة والنهب‪.‬‬ ‫وفي بداية ش��هر نيسان بدأت آثار الحصار تظهر‬ ‫بش��كل كبي��ر خاصة بع��د التش��ديد الكبي��ر من قبل‬ ‫الحاجز العس��كري واعتقال العش��رات م��ن المدنيين‬ ‫الذي��ن كان��وا يحاول��ون إدخ��ال الم��واد اإلغاثي��ة إلى‬ ‫الحج��ر‪ ،‬إل��ى أن أغلقت جمي��ع المداخ��ل المؤدية إلى‬ ‫المدينة بشكل كامل بتاريخ ‪ 19‬من شهر تموز‪ ،‬وتمّ‬ ‫من��ع دخ��ول أي مواد إغاثية أو طبية أو أي ش��يء آخر‪،‬‬ ‫وكان ذل��ك خ�لال هذه األش��هر مترافقُا م��ع القصف‬ ‫الش��به اليومي للمدينة بمختلف أنواع األسلحة وكان‬ ‫يخلف عشرات الضحايا ما بين شهداء ومصابين‪.‬‬ ‫وجاء الحص��ار عل��ى كل مناحي الحي��اة اليومية‬ ‫للمواطني��ن واحتياجاته��م‪ ،‬وجعله��م عرض��ة للموت‬ ‫جوع��ًا أو بس��بب عدم تواف��ر ال��دواء لمعالجة جرحى‬ ‫ومصابي القصف العش��وائي اليوم��ي من قبل قوات‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫وجاء في التقرير‪« :‬على عكس المناطق األخرى‬ ‫ف��إن مدينة الحجر األس��ود تفتقر إل��ى الزراعة‪ ،‬فهي‬ ‫ّ‬ ‫ت��رزح تح��ت ظ��ل كثاف��ة س��كانية عالية ف��ي بقعة‬ ‫جغرافي��ة صغي��رة‪ ،‬أدى ذل��ك بش��كل رئيس��ي إل��ى‬ ‫اعتماد السكان في األش��هر األولى على الطعام الذي‬ ‫ت��مّ تخزين��ه في البي��وت‪ ،‬إال أنه ما لب��ث أن نفد هذا‬ ‫المخ��زون‪ّ ،‬‬ ‫ليخف��ض المواطن��ون ع��دد وجباتهم من‬ ‫ث�لاث وجب��ات إلى وجبة واح��د في اليوم في األش��هر‬

‫القليل��ة الماضية‪ ،‬ناهيك عن أن ه��ذه الوجية تفتقد‬ ‫إلى القيمة الغذائية التي يجب أن تتوافر في الوجبات‬ ‫عادة ألنها فقط عبارة عن رز مطبوخ على الخش��ب أو‬ ‫بعض البرغل أو شوربة العدس‪ ،‬وذلك نتيجة انعدام‬ ‫الم��واد الغذائي��ة األخرى‪ ،‬مم��ا أدى أيضاً إل��ى ارتفاع‬ ‫جنوني في أسعار هذه المواد»‪.‬‬ ‫الكهرب��اء مقطوعة من��ذ تاريخ ‪2012 - 12 - 13‬‬ ‫عندم��ا قامت ق��وات النظ��ام بقصف مباش��ر لمحطة‬ ‫الكهرب��اء براجمات الصواريخ‪ ،‬وكان��ت تكلفتها تقدّر‬ ‫بمليارات الليرات الس��ورية‪ ،‬وتنعدم مادة البنزين في‬ ‫المدينة بشكل كامل‪.‬‬ ‫معظم األطفال يعانون من حاالت الجفاف وسوء‬ ‫التغذية‪ ،‬وانتشرت ظاهرة النحول بين السكان جميعًا‬ ‫بع��د أن اقتص��روا ف��ي وجباته��م على وجب��ة واحدة‬ ‫يومي��ًا‪ ،‬في ظل انع��دام المواد الغذائي��ة ذات الطاقة‬ ‫مثل الزيت والس��منة وإغالق جمي��ع الممرات المؤدية‬ ‫إلى المدينة‪ ،‬وفي أقل من ش��هر سوف تكون المدينة‬ ‫في كارثة حقيقة س��وف تؤدي إل��ى وفاة اآلالف جوعًا‬ ‫وخاصة األطفال والنساء‪.‬‬ ‫الوض��ع الطبي في الحجر األس��ود ليس أحس��ن‬ ‫حا ًال‪ ،‬بل يكاد يكون أس��وأ من الوضع اإلغاثي بس��بب‬ ‫قل��ة الم��واد والتجهي��زات الطبي��ة أو ًال واس��تهداف‬ ‫المشافي والمستوصفات والمشافي الميدانية بشكل‬ ‫وحشي ثانيًا‪.‬‬ ‫يتش��ابه الوضع الطبي في مدينة الحجر األس��ود‬ ‫م��ع الوض��ع الطب��ي ف��ي عم��وم المناط��ق الجنوبي��ة‬ ‫لدمش��ق‪ ،‬وخاصة م��ع مخيم اليرم��وك المنكوب أص ًال‪،‬‬ ‫إال أن ما يميز معاناة الحجر األس��ود هو قلة المش��افي‬ ‫والمس��توصفات الموج��ودة ف��ي المدين��ة ف��ي الحالة‬ ‫الطبيعي��ة مقارن��ة مع الع��دد الهائل لس��كان المدينة‪،‬‬ ‫وتفاقم��ت ه��ذه المعاناة مع ب��دء الث��ورة وارتفاع عدد‬ ‫اإلصابات بين صف��وف المدنيين وخاصة نتيجة اطالق‬ ‫النار في األش��هر األولى للثورة‪ ،‬وحيث أن المش��فيَين‬ ‫الوحيدي��ن الخاصين ف��ي المدينة كان��ا ممنوعين من‬ ‫استقبال أو مداواة المصابين وتم استهدافهما من قبل‬ ‫ق��وات النظ��ام وإخراجهما من الخدم��ة ؛ فقد كان يتمّ‬ ‫نقلهم إلى نقاط طبية سرية‪ ،‬حيث كان يتمّ عالجهم‬ ‫بواسطة حقائب إسعافية مخصصة لمثل هكذا حاالت‪.‬‬ ‫واس��تعاض األطب��اء ج��راء الحص��ار ع��ن المواد‬ ‫الطبية األساسية بالمواد الغير طبية المتوافرة؛ فعلى‬ ‫سبيل المثال تمت االستعاضة عن استخدام «الشاش‬ ‫الطب��ي» بالمح��ارم الورقي��ة‪ ،‬واس��تخدمت «قنان��ي‬ ‫الكوال العادية» عوضاً ع��ن «حوجالت تفجير الصدر»‬ ‫وأكياس الس��يروم الفارغة بد ًال عن أكياس نقل الدم‬ ‫رغ��م ع��دم تعقيمه��ا وخلوه��ا م��ن مادة»هيربارين‬ ‫«الت��ي تمن��ع تخثر ال��دم‪ ،‬إضاف��ة إلى ارتفاع أس��عار‬ ‫المواد الطبية أن وجدت بشكل جنوني‪.‬‬ ‫وتعتمد المدينة بش��كل كامل عل��ى ثالثة أطباء‬ ‫فق��ط؛ طبيبين جراح��ة عامة وطبيب جراح��ة أذنية‪،‬‬ ‫أمّ��ا االختصاص��ات األخ��رى فه��ي مفق��ودة رغم أن‬ ‫المدينة بأمسّ الحاجة إليه��ا خاصة طبيب العظمية‪،‬‬ ‫أمّ��ا االختصاص��ات الغي��ر متوف��رة فه��ي‪ :‬العصبية‪،‬‬ ‫العظمي��ة‪ ،‬العينية‪ ،‬الصدرية‪ ،‬األطف��ال‪ ،‬وغيرها من‬ ‫أغلب االختصاصات األخرى‪.‬‬ ‫تتعام��ل أغل��ب النق��اط الطبي��ة والمش��افي‬ ‫الميداني��ة مع العدي��د من الحاالت واإلصابات بش��كل‬ ‫يومي‪ ،‬وتكون أغلب هذه اإلصابات نتيجة لالعتداءات‬ ‫التي تق��وم بها ق��وات النظام من قصف واس��تهداف‬ ‫للمنازل المدنية‪ ،‬وأغلبها كس��ور في العظم وانقطاع‬ ‫ش��ريان وعمليات جراحة األوعية وعمليات فتح البطن‬ ‫وانقطاع األمعاء وإصابات الصدر‪ ،‬ويقف األطباء شبه‬ ‫عاجزي��ن أم��ام اإلصاب��ات العصبية‪ ،‬حي��ث يقوم أحد‬


‫قافلة �شهداء الإعالم حتت�ضن‬ ‫�شهيدين جديدين‬

‫اليوني�سيف‪� :‬آالف الأطفال‬ ‫ال�سوريني يواجهون خطر الإهمال‬ ‫واال�ستغالل يف الأردن‬ ‫حذرت منظم��ة األمم المتح��دة للطفولة اليونيس��يف‪ ،‬من خطر‬ ‫اإلس��اءة واإلهم��ال واالس��تغالل ال��ذي يواجه��ه اآلالف م��ن أطفال‬ ‫الالجئين السوريين المقيمين في األردن‪.‬‬ ‫وق��ال المنظمة‪ :‬أن أكثر م��ن ‪ 120‬ألف طفل س��وري في األردن‬ ‫ال يذهب��ون إلى المدارس بينم��ا ينخرط ‪ 30‬ألفاً آخ��رون في عمالة‬ ‫األطفال كوس��يلة للبق��اء على قيد الحياة‪ ،‬معربة عن قلقها بش��أن‬ ‫مصي��ر الفتيات الس��وريات في األردن مش��يرة إل��ى أن ظاهرة دفع‬ ‫اآلباء لبناتهن نحو الزواج المبكر ترتفع بشكل ملحوظ‪.‬‬ ‫وأكد ميش��يل س��يرفاداي نائب ممثل اليونيس��ف ف��ي األردن أن‬ ‫مس��تقبل األطفال الس��وريين ف��ي البالد على المح��ك‪ ،‬وأن العديد‬ ‫منهم يعانون ندوبًا نفسية عميقة نتيجة ألعمال العنف واالستغالل‬ ‫التي يتعرضون لها‪.‬‬ ‫وقال «يتعرض العديد من ه��ؤالء األطفال لخطر زواج األطفال‪.‬‬ ‫والتقييم األخير الذي قمنا به يبين أن هذه الظاهرة ارتفعت بنسبة‬ ‫‪ 6‬ف��ي المائة في حاالت الزواج المس��جلة بين عامي ‪ 2001‬و‪.2012‬‬ ‫ونحن نش��عر بالقلق إزاء وجود زيجات غير مسجلة ال نعرف مداها‪،‬‬ ‫ولكنن��ا عل��ى يقين أنها تش��كل خط��راً جدي��ًا على صح��ة القاصر‬ ‫والطفل الذي سيولد نتيجة هذا الزواج»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬بينما يقول ‪ 99‬في المائة م��ن األطفال إنهم يريدون‬ ‫الذه��اب إلى المدرس��ة‪ ،‬ال يش��عر اآلباء بالحاجة الملحة إلى إرس��ال‬ ‫أبنائهم إلى المدرس��ة‪ .‬ويعزو ‪ 20‬إلى ‪ 25‬في المائة منهم ذلك إلى‬ ‫أنهم س��وف يعودون إلى سوريا وليس هناك حاجة إلرسال أبنائهم‬ ‫إلى المدرسة»‪.‬‬ ‫واعتب��رت اليونيس��يف أن��ه حت��ى ل��و كان إرس��ال األطف��ال إلى‬ ‫المدرس��ة لبضع��ة أس��ابيع‪ ،‬فه��و أم��ر يعط��ي اإلحس��اس بالحياة‬ ‫الطبيعي��ة للطفل‪ ،‬ويضمن أن ينمو الطفل وس��ط رعاية مناس��بة‬ ‫وأن يكون له مستقبل‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫توقعت األمم المتحدة أن يكون نحو ‪ 3 .8‬مليون ش��خص أي أكثر‬ ‫من ثلث عدد س��كان س��وريا البالغ ‪ 23‬مليون نسمة في عوز بحلول‬ ‫نهاي��ة ‪ 2014‬أي بزي��ادة ‪ % 37‬ع��ن ‪ 2013‬منه��م ‪ 5 .6‬ملي��ون م��ن‬ ‫النازحين وهي زيادة بنسبة ‪.% 54‬‬ ‫ونقل��ت رويترز حس��ب وثيقة اطلعت عليها توق��ع األمم المتحدة‬ ‫خ��روج مليون��ي الجئ آخرين من س��وريا ونزوح نح��و ‪ 25 .2‬مليون‬ ‫داخل البالد عام ‪ ،2014‬وإن التخطيط الحتياجات الالجئين سيشمل‬ ‫كذلك الذين يصلون إلى أوروبا وشمال أفريقيا‪.‬‬ ‫ووضع مسؤولون من عشر هيئات تابعة لألمم المتحدة والمنظمة‬ ‫الدولي��ة للهجرة و‪ 18‬منظمة إغاثة أخرى خالل اجتماعهم في عمان‬ ‫يوم ‪ 26‬ايلول الماضي استراتيجية لعام ‪.2014‬‬ ‫ويتواجد أكبر عدد من الالجئين الس��وريين حت��ى اآلن في لبنان‬ ‫واألردن وتركيا والعراق‪.‬‬ ‫وأعلنت ‪ 17‬دولة منها ‪ 12‬دولة أوروبية استعدادها المشاركة في‬ ‫برنامج إلعادة توطين الالجئين السوريين‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫األطباء بمراسلة طبيب عصبية ويأخذ التعليمات منه عن طريق االنترنت‪ ،‬وقد سجلت المدينة‬ ‫حاالت من اإلصابات البس��يطة للعين والتي تحولت إلى عمى دائم عند المريض بس��بب عدم‬ ‫وجود طبيب عينية وعدم توافر العالج‪ ،‬وأيضاً تفتقر المدينة إلى أطباء التخدير‪.‬‬ ‫وأوضح التقرير أن النظام عمد مؤخراً إلى االعتماد على المعلومات االستخباراتية لمعرفة‬ ‫أماكن المش��افي الميدانية ومن ثم يقوم بقصفها مستخدمًا في أغلب تلك االعتداءات طيران‬ ‫الميغ الحربي‪ ،‬حيث تعرضت إحدى النقاط الطبية على س��بيل المثال ألربع استهدافات متتالية‬ ‫وجميعها بواسطة طيران الميغ‪.‬‬ ‫وق��در الناش��طون تدمير أكث��ر من ‪ % 10‬من مجم��وع منازل المدينة‪ ،‬أي م��ا يقارب األلف‬ ‫من��زل ت��م تدميره ما بين دم��ار جزئي وكامل‪ ،‬م��ن ضمنهم حوالي ‪ 200‬من��زل تمّ إحراقهم‬ ‫بش��كل كامل من قبل قوات النظام أثناء االقتحامات المتكررة للمدينة – بل امتد هذا التدمير‬ ‫ليش��مل المرافق األخرى ومنها المدارس والمعاه��د التعليمية التي تعرض أكثر من ‪ % 80‬إلى‬ ‫االستهداف المباشر وغير المباشر‪.‬‬ ‫كما لم تس��لم أماك��ن العبادة وتحديداً المس��اجد ف��ي المدينة من القصف واالس��تهداف‬ ‫المباشر من قبل قوات النظام‪ ،‬فكان لها نصيب من الهجمات اليومية التي تتعرض لها المدينة‪،‬‬ ‫حيث تم قصف عدد من الجوامع وحرق بعضها اآلخر بشكل متعمد من قبل قوات الجيش‪.‬‬ ‫ومخابز الحجر األس��ود والمنطقة الجنوبية بش��كل عام‪ ،‬متوقفة ع��ن العمل نهائياً‪ ،‬منذ‬ ‫أكثر من عش��رة أشهر بسبب حرمانها من المخصصات التموينية من المازوت والطحين‪ ،‬وعدا‬ ‫عن ذلك فقد قامت قوات الجيش باستهداف معظم األفران والمخابز بشكل مباشر‪.‬‬ ‫ومن أكثر المرافق التي تعرضت للتدمير الكامل محطة توليد الكهرباء الرئيس��ية‪ ،‬والتي‬ ‫كانت تزود مع محوالتها أكثر من ‪ % 50‬من مناطق جنوب دمشق‪ ،‬حيث تمّ استهدافها بصاروخ‬ ‫أطل��ق من جبال قاس��يون أدى إلى إتالف وتدمي��ر جميع المحوالت الموج��ودة فيها نهاية العام‬ ‫الماضي‪ ،‬إضافة إلى استهداف مستودعات األعالف بعدة قذاف هاون ما أدى إلى تدميرها أيضًا‬ ‫بشكل شبه كامل‪ ،‬وتعرض مبنى البلدية لالستهداف بعد أن شهد موجهات شرسة في محيطه‬ ‫بي��ن عناص��ر من الجيش الح��ر وقوات الجيش النظامي‪ ،‬كما تمّ قصف س��تاد الحجر األس��ود‬ ‫الرياضي بقذاف الهاون في ‪..2012 - 6 - 26‬‬ ‫وعالوة على الكارثة والمأس��اة اإلنس��انية التي خ ّلفها الحصار على المس��توى المعيشي‪،‬‬ ‫فقد لوحظ في األش��هر القليلة الماضية ظهور مشاكل اجتماعية خطيرة‪ ،‬تهدد بشكل مباشر‬ ‫كيانات أسر وعائالت مدينة الحجر األسود وتجعلها عرضة للتفكك في أية لحظة‪ ،‬بسبب الفقر‬ ‫المدقع الذي يحرم أالف األطفال والشيوخ والنساء من أبسط مقومات الحياة في منطقة تعاني‬ ‫أص ً‬ ‫ال طيلة سنوات‪ ،‬من اإلهمال والفقر‪.‬‬ ‫تتوس��ط مدين��ة الحجر األس��ود المنطق��ة الجنوبية تقريب��اً‪ ،‬وهي تتبع إداري��ًا لمحافظة‬ ‫دمش��ق‪ ،‬وكان عدد س��كانها قبل العمليات العس��كرية يبلغ حوالي ‪ 600‬ألف نس��مة‪ ،‬النس��بة‬ ‫الس��احقة منه��م من أبناء الجوالن المحت��ل؛ أي من «النازحين الس��وريين»‪ ،‬الذي نزحوا عقب‬ ‫احت�لال ع��ام ‪ ،1967‬وتبلغ مس��احتها حوالي واحد كم مرب��ع‪ ،‬وأغلب المس��اكن واألبنية فيها‪،‬‬ ‫فإن منطقة الحجر‬ ‫تمّ بناؤها بشكل عش��وائي «مناطق عشوائيات»‪ ،‬وبحسب أهالي المدينة ّ‬ ‫األس��ود تعرضت لسياس��ة تهميش مقصودة في عهد الحكومات السورية المتعاقبة منذ العام‬ ‫‪.1967‬‬ ‫وإلى جان��ب النازحين من أبناء الجوالن هنالك خليط من الالجئين الفلس��طينيين إضافة‬ ‫إل��ى المواطنين الس��وريين من محافظات مختلفة وعلى رأس��ها درع��ا وإدلب وحمص‪ ،‬وأغلب‬ ‫سكان المنطقة من ذوي الدخل المحدود‪.‬‬

‫الأمم املتحدة تتوقع �أن يكون ثلث‬ ‫�سكان �سورية يف عوز عام ‪2014‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬

‫التحق الناش��ط اإلعالمي (محمد شريفة) المعروف باسم عمر القابوني‪ ،‬أبو بسام ‪ 23‬عامًا‬ ‫في الس��ابع من الشهر الجاري بقافلة شهداء اإلعالميين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل مجريات‬ ‫الثورة بالصوت والصورة‪.‬‬ ‫وكان الشهيد شريفة قد أصيب بجراح نتيجة قذيفة هاون أثناء تغطيته لألحدث الجارية في‬ ‫القابون بتاريخ ‪.2013 / 6 / 19‬‬ ‫كما التحق الناشط اإلعالمي «ماهر أحمد حمزة» أبو مالك بقافلة شهداء اإلعالم‪ ،‬واستشهد‬ ‫أثن��اء تغطي��ة أح��داث المجزرة الت��ي وقعت االس��بوع الماضي ف��ي حمورية بريف دمش��ق جراء‬ ‫استهداف المدينة بغارات جوية‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫هيومن رايت�س ووت�ش‪ :‬جماعات معار�ضة م�سلحة‬ ‫يف �سوريا قتلت ما ال يقل عن ‪ 190‬مدني ًا‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫حمّل��ت منظم��ة هيوم��ن‬ ‫رايتس ووتش الدولة اإلسالمية‬ ‫ف��ي الع��راق والش��ام‪ ،‬وجي��ش‬ ‫المهاجرين واألنصار مس��ؤولية‬ ‫قت��ل م��ا اليقل ع��ن ‪ 190‬مدنيًا‬ ‫واحتج��از رهائ��ن غالبيتهم من‬ ‫النساء في ريف الالذقية‪.‬‬ ‫وقال��ت المنظمة في تقرير‬ ‫أصدرته األس��بوع الماضي تحت‬ ‫عن��وان (دمهم م��ازال هن��ا) أن‬ ‫جماع��ات معارضة مس��لحة في‬ ‫س��وريا قتلت ما ال يقل عن ‪190‬‬ ‫مدني��اً واتخذت أكث��ر من مائتي‬ ‫رهين��ة أثن��اء عملية عس��كرية‬ ‫بدأت ي��وم ‪ 4‬آب ‪ 2013‬في ريف‬ ‫الالذقي��ة‪ .‬حيث تم إع��دام ما ال‬ ‫يق��ل ع��ن ‪ 67‬ضحي��ة أو قتلهم‬ ‫بصف��ة غي��ر مش��روعة ف��ي‬ ‫العملي��ة الت��ي اس��تهدفت قرى‬ ‫علوية موالية للحكومة‪.‬‬ ‫وج��ددت هيوم��ن رايت��س‬ ‫ووتش مطالبته��ا مجلس األمن‬ ‫التاب��ع لألم��م المتح��دة بإحال��ة‬ ‫الوضع في س��وريا إلى المحكمة‬ ‫الجنائية الدولية‪ ،‬من أجل توفير‬ ‫العدال��ة للضحاي��ا‪ ،‬مش��يرة إلى‬ ‫أنه��ا س��بق وأن وثق��ت جرائ��م‬ ‫ح��رب‪ ،‬وجرائم ض��د اإلنس��انية ارتكبته��ا القوات‬ ‫النظامية السورية‪.‬‬ ‫وق��ال ج��و س��تورك‪ ،‬القائ��م بأعم��ال المدير‬ ‫التنفي��ذي لقس��م الش��رق األوس��ط ف��ي هيومن‬ ‫رايتس ووتش‪« :‬هذه االنتهاكات لم تكن من تدبير‬ ‫مقاتلين مارقين‪ ،‬بل تم تنسيق وتخطيط الهجوم‬ ‫على سكان مدنيين في هذه القرى العلوية»‪.‬‬ ‫وأض��اف س��تورك‪« :‬لقد انتظ��ر ضحايا جرائم‬ ‫الحرب والجرائم ضد اإلنس��انية الس��وريون طوي ً‬ ‫ال‬ ‫أن يرس��ل مجلس األمن رس��الة واضح��ة مفادها‬ ‫أنه س��تتم محاس��بة المس��ؤولين ع��ن االنتهاكات‬ ‫الخطيرة‪ .‬لقد طال تأخر إحالة الملف الس��وري إلى‬ ‫المحكمة الجنائية الدولية»‪.‬‬ ‫وبين��ت هيوم��ن رايت��س ووت��ش م��ن خالل‬ ‫تحقيقها الميداني أن هناك ما ال يقل عن عشرين‬ ‫جماع��ة معارضة مس��لحة ش��اركت ف��ي العملية‪،‬‬ ‫التي تمت تس��ميتها بعدة أسماء هي «حملة أحفاد‬ ‫عائش��ة أم المؤمنين» و»هجمة بارودة» و»عملية‬ ‫تحرير الساحل»‪ ،‬وقد دامت حتى ‪ 18‬آب‪ ،‬وأنه ليس‬ ‫واضحاً أن كانت جميع ه��ذه الجماعات أو أغلبها قد‬ ‫تواجدت يوم ‪ 4‬آب‪ ،‬الذي شهد األغلبية العظمى من‬ ‫االنته��اكات على ما يبدو‪ ،‬موضحة أن هناك خمس‬ ‫جماعات تولت حش��د التمويل والتنظي��م والتنفيذ‬ ‫للهجم��ات‪ ،‬وكانت بكل وض��وح متواجدة منذ بداية‬ ‫العملية وهي‪ :‬أحرار الش��ام‪ ،‬الدولة اإلسالمية في‬ ‫العراق والش��ام‪ ،‬جبهة النص��رة‪ ،‬جيش المهاجرين‬ ‫واألنصار‪ ،‬صقور العز‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أج��رت هيوم��ن رايت��س ووت��ش ع��ددا م��ن‬ ‫المقاب�لات وتحقيق��ًا ميدانيًا وراجع��ت تصريحات‬ ‫المعارض��ة ومقاطع الفيديو التي نش��رتها‪ ،‬أفادت‬ ‫جميع��اً بأن ه��ذه الجماعات الخمس مس��ؤولة عن‬ ‫وقائع بعينها ترقى إلى مصاف جرائم الحرب‪.‬‬ ‫وأك��دت هيوم��ن رايت��س ووت��ش أن حج��م‬ ‫ونسق االنتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها جماعات‬

‫من المعارض��ة أثناء العملية تش��ير إلى أنها كانت‬ ‫ممنهج��ة ومخطط لها ضمن هجوم على الس��كان‬ ‫المدنيي��ن‪ .‬وقال��ت أن األدل��ة تش��ير بق��وة إلى أن‬ ‫أعم��ال القتل ه��ذه واتخ��اذ الرهائ��ن وغيرها من‬ ‫االنته��اكات التي ارتكبتها قوات المعارضة وما وقع‬ ‫م��ن انتهاكات بع��د ‪ 4‬آب‪ ،‬ترقى لمس��توى الجرائم‬ ‫ضد اإلنسانية‪.‬‬ ‫ومن الممكن تحمي��ل القادة المحليين والقادة‬ ‫الكب��ار لجماعات أحرار الش��ام والدولة اإلس�لامية‬ ‫ف��ي الع��راق والش��ام‪ ،‬وجبه��ة النص��رة وجي��ش‬ ‫المهاجري��ن واألنصار وصقور الع��ز – الذين قادوا‬ ‫العملي��ة – مس��ؤولية أعم��ال القت��ل ه��ذه واتخاذ‬ ‫الرهائ��ن وغيرها من االنته��اكات الموصوفة‪ ،‬ألن‬ ‫فيما يخص الجرائم ضد اإلنسانية وجرائم الحرب‬ ‫فإن مبدأ «مس��ؤولية القي��ادة» ينطبق على القادة‬ ‫العسكريين وغير العسكريين في مناصب السلطة‬ ‫الذي��ن قد يكون��ون عرض��ة للمس��ؤولية الجنائية‬ ‫عل��ى الجرائم المرتكبة على ي��د القوات الخاضعة‬ ‫لقيادتهم وسيطرتهم الفعلية‪.‬‬ ‫س��بق أن وثقت هيومن رايتس ووتش جرائم‬ ‫ح��رب‪ ،‬وجرائم ضد اإلنس��انية ارتكبته��ا الحكومة‬ ‫الس��ورية وق��وات موالية للحكومة‪ .‬تش��مل أعمال‬ ‫التعذي��ب الممنه��ج واإلعدام��ات الميداني��ة وخارج‬ ‫نط��اق القضاء بعد عمليات بري��ة‪ ،‬مثل عملية في‬ ‫داريا (في ريف دمشق) وفي طرطوس وفي حمص‬ ‫وإدلب‪ ،‬مش��يرة إلى أنه ال يمك��ن في أي ظرف من‬ ‫الظروف تبرير انتهاكات القوات المعارضة من واقع‬ ‫ارتكاب الحكومة السورية النتهاكات‪.‬‬ ‫وأوص��ت المنظم��ة بض��رورة ف��رض مجلس‬ ‫األم��ن حظ��ر أس��لحة عل��ى الجماع��ات م��ن جميع‬ ‫األط��راف الت��ي توج��د بحقه��ا أدلة موثوق��ة على‬ ‫ارتكابه��ا النته��اكات على نطاق واس��ع أو بش��كل‬ ‫ممنه��ج أو جرائم ض��د اإلنس��انية‪ .‬وكفالة العدالة‬ ‫لضحاي��ا انته��اكات جميع األطراف م��ن خالل إحالة‬ ‫الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫وطالبت جميع الحكومات ذات التأثير على هذه‬ ‫الجماع��ات المس��لحة المعارض��ة أن تضغط عليها‬ ‫لكي تك��ف ع��ن الهجم��ات المتعمدة والعش��وائية‬ ‫وغي��ر المتناس��بة بحق المدنيي��ن‪ ،‬وأن تكف جميع‬ ‫الحكومات والشركات واألفراد فوراً عن بيع أو إمداد‬ ‫األسلحة والذخائر والمواد واألموال لهذه الجماعات‪،‬‬ ‫نظ��راً لوجود أدل��ة قوية على أنه��ا ارتكبت جرائم‬ ‫حرب وجرائم ضد اإلنسانية‪.‬‬ ‫كما أوصت باستمرار قطع المساعدات عن هذه‬ ‫الجماع��ات إل��ى أن تكف عن ارتكاب ه��ذه الجرائم‬ ‫وحت��ى يُحاس��ب الجن��اة بش��كل كامل ومناس��ب‪.‬‬ ‫أي ش��خص يوف��ر أو يبيع األس��لحة والمس��اعدات‬ ‫العس��كرية لهذه الجماعات قد يك��ون متواطئًا في‬ ‫جرائم حرب وجرائم ضد اإلنسانية‪.‬‬ ‫وقال��ت هيوم��ن رايت��س ووت��ش أن عل��ى‬ ‫الحكوم��ات أيض��اً إال تس��مح باس��تخدام ترابه��ا‬ ‫الوطني لشحن السالح والذخيرة وغيرها من العتاد‬ ‫الحرب��ي إلى تلك الجماعات‪ ،‬وعل��ى تركيا أن تزيد‬ ‫من دورياتها الحدودية‪ ،‬وأن تقيد دخول المقاتلين‬ ‫وتدفق األس��لحة في وج��ه الجماعات الت��ي يتبين‬ ‫بشكل موثوق أنها متواطئة في انتهاكات ممنهجة‬ ‫لحقوق اإلنس��ان‪ .‬بموجب مبدأ الوالي��ة القضائية‬ ‫العالمية وبما يتفق مع قوانين تركيا الوطنية‪ ،‬فإن‬ ‫عليه��ا أيض��ًا التحقيق ومالحقة األف��راد في تركيا‬ ‫المش��تبهين بارتكاب والتواطؤ ف��ي جرائم الحرب‬ ‫والجرائم ضد اإلنس��انية‪ ،‬ومن يتحملون مسؤولية‬ ‫القيادة عنها‪.‬‬ ‫وكش��فت أن تصريح��ات علنية من حاش��دين‬ ‫للتموي��ل وممولي��ن وناش��طين مقاتلي��ن م��ن‬ ‫المعارضة وللمعارضة بينت أن بعض التمويل على‬ ‫األقل لعملية الالذقية قد جاء من أفراد يقيمون في‬ ‫الكوي��ت ودول أخ��رى بالخليج‪ ،‬مطالب��ة الحكومات‬ ‫أن تقي��د تحوي�لات األموال من س��كان الخليج إلى‬ ‫الجماعات التي يظهر بش��كل موثوق أنها متورطة‬ ‫في انتهاكات ممنهجة لحقوق اإلنسان‪.‬‬


‫رئي�س منظمة حظر الأ�سلحة الكيميائية يدعو جميع‬ ‫الأطراف للتعاون لتمكني البعثة من القيام بعملها‬ ‫وقال األمين الع��ام لألمم المتحدة بأن كي مون‪:‬‬ ‫«أن المرحلة الثالثة ه��ي األكثر صعوبة وتحديًا فهي‬ ‫تنط��وي عل��ى عملي��ة بكل بس��اطة‪ ،‬لم يت��م القيام‬ ‫به��ا قبل اآلن»‪ ،‬مش��يراً إلى أنه في األش��هر الثمانية‬ ‫القادم��ة بدءاً من أوائل تش��رين ثان��ي إلى ‪ 30‬تموز‪،‬‬ ‫يتوق��ع أن تق��وم البعثة المش��تركة بدع��م ومراقبة‬ ‫والتحق��ق م��ن تدمي��ر برنام��ج األس��لحة الكيميائية‬ ‫المعق��د وال��ذي يضم مواق��ع متعددة ومنتش��رة في‬ ‫بلد غارق في العنف‪ ،‬ويش��مل م��ا يقرب من ألف طن‬ ‫متري من األسلحة الكيميائية‪ ،‬والعناصر والمواد التي‬ ‫تشكل خطراً في التعامل معها‪ ،‬ونقلها وتدميرها‪.‬‬

‫ويستكمل في العام المقبل»‪.‬‬

‫والتي ال تدرج عادة في الحصص الغذائية التقليدية‪.‬‬

‫وتم اختبار البرنامج الجديد ألول مرة في ش��هر‬ ‫أيلول‪ ،‬واس��تفادت منه نحو ‪ 2000‬أس��رة سورية في‬ ‫بل��دة النبطية بجنوب لبن��ان‪ ،‬ومن المفترض أن يحل‬ ‫محل قس��ائم البرنامج الورقية‪ .‬وس��تتلقى كل أسرة‬ ‫بطاقة الكترونية يتم تحميلها شهريًا بمبلغ ‪ 27‬دوالراً‬ ‫أمريكيًا لكل فرد من األسرة‪ ،‬والتي تسمح لهم بشراء‬ ‫قائمة طويلة من المواد الغذائية في المتاجر المحلية‬ ‫المشاركة بما في ذلك الفواكه والخضروات الطازجة‬

‫وض��خ برنامج األغذية العالمي من��ذ بداية العام‬ ‫الحالي من خالل برامج قس��ائم الالجئين الس��وريين‬ ‫م��ا يقارب من ‪ 192‬ملي��ون دوالر في اقتصاد كل من‬ ‫لبنان واألردن وتركيا والعراق ومصر‪ .‬وتعد االستجابة‬ ‫لألزمة الس��ورية أكبر وأعقد عملي��ة طوارئ لبرنامج‬ ‫األغذي��ة العالمي‪ ،‬حيث يحتاج البرنامج إلى ‪ 30‬مليون‬ ‫دوالر كل أس��بوع لتلبي��ة احتياج��ات أكثر م��ن أربعة‬ ‫ماليين شخص تضرروا من األحداث الجارية‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬

‫بدء تطبيق برنامج الق�سائم الإلكرتونية املبتكر يف‬ ‫لبنان لتلبية احتياجات الالجئني ال�سوريني‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع لألمم المتحدة‬ ‫اليوم أنه ب��دأ بتطبيق برنامج القس��ائم اإللكترونية‬ ‫المبتك��ر في لبنان لتمكين مئ��ات اآلالف من الالجئين‬ ‫السوريين من تلبية احتياجاتهم الغذائية والمساعدة‬ ‫في تعزيز االقتصاد المحلي‪ ،‬وذلك في إطار استجابته‬ ‫الواسعة لالحتياجات اإلنسانية لألزمة السورية‪.‬‬ ‫وأوض��ح البرنامج في بي��ان صحفي أنه «بحلول‬ ‫نهاي��ة الع��ام الحال��ي‪ ،‬س��يتمكن حوال��ي ‪ 800‬أل��ف‬ ‫الجئ س��وري في لبنان من اس��تخدام هذه القس��ائم‬ ‫االلكتروني��ة أو البطاق��ات‬ ‫االلكتروني��ة ف��ي المح�لات‬ ‫التجاري��ة المش��اركة بفضل‬ ‫ه��ذه المبادرة الت��ي تدعمها‬ ‫م��ن الناحي��ة الفنية ش��ركة‬ ‫ماستركارد‪ ،‬ش��ريك برنامج‬ ‫األغذي��ة العالمي في القطاع‬ ‫الخاص»‪.‬‬ ‫وقالت مس��اعدة المدير‬ ‫التنفي��ذي لبرنام��ج األغذية‬ ‫العالم��ي لخدمات الش��راكة‬ ‫واإلدارة اليزابيث راسموسين‬ ‫أن «البطاق��ات اإللكتروني��ة‬ ‫الجدي��دة تس��مح لالجئي��ن‬ ‫الس��وريين باختيار األطعمة‬ ‫التي يريدونه��ا‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫الذي يريدونه»‪.‬‬ ‫وأوضحت أنه «إلى جانب‬ ‫لبن��ان‪ ،‬س��وف يطب��ق نظام‬ ‫مماثل للبطاقات اإللكترونية‬ ‫لالجئي��ن الس��وريين ف��ي‬ ‫األردن‪ ،‬بدع��م أيض��ًا م��ن‬ ‫ماس��تركارد‪ ،‬يس��تفيد من��ه‬ ‫بش��كل أولي ‪ 300‬ألف الجئ‬ ‫م��ع حلول نهاية ع��ام ‪2013‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫دع��ا المدي��ر الع��ام لمنظم��ة حظ��ر األس��لحة‬ ‫الكيميائي��ة أحم��د أوزومج��و‪ ،‬جمي��ع األط��راف ف��ي‬ ‫س��وريا إلى التعاون حتى تتمكن بعثة األمم المتحدة‬ ‫المش��تركة المكلفة باإلش��راف على تدمير الترسانة‬ ‫الكيميائي��ة في البالد من القيام بعملها بأس��رع وقت‬ ‫ممكن والمس��اهمة بش��كل إيجابي في هذه المهمة‪،‬‬ ‫مؤك��داً أن وق��ف إطالق ن��ار مؤقت سيس��مح للخبراء‬ ‫بتنفيذ عملهم‪.‬‬ ‫وقال أوزومجو خالل مؤتمر صحافي في الهاي»‬ ‫«أعتقد أن القضاء على تلك األسلحة هو في مصلحة‬ ‫الجمي��ع‪ .‬لذلك‪ ،‬إذا تمكنا من ضمان التعاون من جانب‬ ‫جمي��ع األط��راف ووق��ف إطالق ن��ار مؤقت م��ن أجل‬ ‫الس��ماح لخبرائنا بالعمل في بيئ��ة مواتية أعتقد أنه‬ ‫يمكنن��ا تحقيق األهداف»‪ ،‬مش��يراً إلى أن الس��لطات‬ ‫السورية متعاونه حتى اآلن‪ ،‬وأنه تم إرسال ‪ 12‬خبيراً‬ ‫إضافيًا إلى دمشق‪.‬‬

‫وكان مجل��س األم��ن الدول��ي ق��د تبن��ى ق��راراً‬ ‫باإلجم��اع قب��ل أس��بوعين يدع��و إلى س��رعة تنفيذ‬ ‫اإلج��راءات الت��ي وضعته��ا منظم��ة حظ��ر األس��لحة‬ ‫الكيميائية من أجل التدمير العاجل لبرنامج األس��لحة‬ ‫الكيميائية في س��وريا والتحقق الصارم منه‪ ،‬بعد أن‬ ‫وافق��ت عل��ى االنضمام إل��ى اتفاقية حظر األس��لحة‬ ‫الكيميائية في أعقاب هجوم باألسلحة الكيميائية في‬ ‫شهر آب أسفر عن مقتل مئات األشخاص في غوطتي‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫وأوض��ح مركز أنب��اء األم��م المتح��دة أن البعثة‬ ‫المش��تركة س��وف تعم��ل على ث�لاث مراح��ل‪ ،‬تركز‬ ‫األولى منها على التواجد األولي في دمش��ق وتطوير‬ ‫الق��درة التش��غيلية األولي��ة‪ ،‬بم��ا ف��ي ذلك أنش��طة‬ ‫التحقق م��ن خالل محادثات م��ع الحكومة والتخطيط‬ ‫لزيارات المواقع‪.‬‬ ‫في المرحل��ة الثانية‪ ،‬يتعين عل��ى منظمة حظر‬

‫األس��لحة الكيميائي��ة اس��تكمال عملي��ات التفتي��ش‬ ‫األولي��ة لجمي��ع مراف��ق إنت��اج األس��لحة الكيميائي��ة‬ ‫والتخزين‪ ،‬واإلش��راف على تدمير السلطات السورية‬ ‫إلنتاج األسلحة الكيميائية ومعدات الخلط والتعبئة‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫أطفالسوريونينتظرونخارجأحدمراكزاإليواءفيطرابلس‬


‫دولة الإ�سالم يف العراق وال�شام (داع�ش)‬ ‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫جند اهلل‪� ..‬أم �أمراء الظالم‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫يتوات��ر الحديث ف��ي الدوائ��ر الدبلوماس��ية عن‬ ‫التمديد س��نتين لرأس النظام الس��وري وتقف روسيا‬ ‫بشدة وراء هذا المقترح ويتواطأ الغرب عليه بحجة أن‬ ‫ضمان للتخلص من الترس��انة الكيماوية‬ ‫بقاء األس��د‬ ‫ٌ‬ ‫والقض��اء على االرهابيين‪ ،‬الثورة التي كان س�لاحها‬ ‫التظاهر الس��لمي واألغنية واألهازيج‪ ،‬وكان شعارها‬ ‫إس��قاط النظام باتت اليوم محاصر ًة من النظام ومن‬ ‫أمراء الظالم‪.‬‬ ‫هي كارث�� ٌة أصابت الربيع العربي من أوله آلخره‬ ‫أصابته في نفس��ه وقضيته ومس��تقبله‪ ،‬والش��ظايا‬ ‫س��تطال أطراف��ًا عربية وإس�لامية ب��ادرت وتطوعت‬ ‫ً‬ ‫مركبة‬ ‫للخدمة وس��محت بأن يكون الجهاد االس�لامي‬ ‫مجانية للنفوذ وتقاسم الحصص‪ ،‬وفي يوم قادم مع‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫محاسبة‪،‬‬ ‫المس��تقبل س��وف تقف األمة العربية كلها‬ ‫تطل��ب التحقي��ق ف��ي ش��أن السياس��ات الت��ي قادت‬ ‫مغامري��ن م��ن جب��ال األرض وكهوفه��ا للقت��ال في‬ ‫سوريا‪ ،‬وقد كان الرئيس األمريكي "دوايت آيزنهاور"‬ ‫هو الذي لخص تجربته في الخطاب األخير من رئاسته‬ ‫قائ ً‬ ‫ال "أن السياسات الطيبة ليست ضمانًا أكيداً للنجاح‬ ‫ولكن السياسات السيئة ضمان محقق للفشل"‪ ،‬وفي‬ ‫نفس الخط��اب استش��هد آيزنهاور بحكم��ة إغريقية‬ ‫قديمة تقول‪" :‬أن اآللهة ال تعاقب البش��ر حين تغضب‬ ‫عليهم وإنما تسلط عليهم أنفسهم وكفى"‪.‬‬ ‫لس��نا اليوم في معرض تقييم الجهاد في سبيل‬ ‫كواجب ش��رعي‪ ،‬وكدعامةٍ قام��ت عليها حضار ٌة‬ ‫اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫إس�لامية مازال العالم يدين لها في مجاالت المعرفة‬ ‫والتش��ريع‪ ،‬لكن ملفنا اليوم يبحث ف��ي ظاهرة دولة‬ ‫اإلس�لام ف��ي الع��راق والش��ام "داع��ش" الت��ي أتت‬ ‫بمشاريع معلبة تخالف أحالم السوريين وآمالهم‪ ،‬في‬ ‫الديمقراطية والدولة المدنية‪.‬‬ ‫داع��ش التي اتخذت م��ن المبن��ى الحكومي في‬ ‫الرقة مقراً لقيادتها‪ ،‬هذا المبنى الذي كلف السوريين‬ ‫خمس ماليين دوالر لبنائه ومقاتلوها هم من حطموا‬ ‫تمث��ال الخليفة العباس��ي هارون الرش��يد في حديقة‬ ‫الرش��يد‏‪.‬‏ وقد ذكر المرصد الس��وري لحقوق اإلنسان‬ ‫أم��س أن أهال��ي المدين��ة اس��تيقظوا عل��ى تمث��ال‬ ‫الخليفة العباس��ي ملق��ى علي األرض ف��ي الحديقة‬ ‫بعدم��ا قام مقاتلون قبل س��بعة أيام بح��رق تماثيل‬ ‫وصلبان كنيس��ة مجاورة لها‪ .‬كما أفاد ناش��طون فإن‬ ‫ً‬ ‫صراحة "التمث��ال صنم وهم‬ ‫عناص��ر داع��ش قالوها‬ ‫سيحطمون كافة األصنام في المدينة"‪.‬‬ ‫داع��ش الت��ي ال تقت��رب م��ن معاقل األس��د في‬ ‫دمش��ق وال يهمها إس��قاطه بل همها الوحيد اقتطاع‬ ‫ً‬ ‫خاصة‪،‬‬ ‫إمارةٍ إسالمية في الش��مال والريف الشمالي‬ ‫وق��د تدعم بقاء األس��د ف��ي المركز إذا م��ا الحت لها‬ ‫نوع ما‪ ،‬ويبدو ش��يوع اللثام والقناع‬ ‫بوادر صفقةٍ من ٍ‬ ‫بي��ن عناصر "داع��ش" وغموض ش��خصيات قيادييه‬ ‫السمة األبرز لهذا التنظيم إلى جانب التعصب الديني‬ ‫والتكفي��ر المذهب��ي والقتل والتنكيل م��ا زرع الرعب‬ ‫ف��ي نفوس االهال��ي ف��ي المناطق ال��ذي تمكن من‬ ‫الس��يطرة عليها‪ ،‬فإما بايعه اهلها خوف��ا وإما غادروا‬ ‫المدين��ة وإما تعرضوا للتصفيات‪ ،‬فيما يعمد التنظيم‬ ‫إل��ى إقامة الحواجز في المناطق التي يس��يطر عليها‬ ‫وينش��ر "المخلصين" وهي التس��مية لجهاز مخابرات‬ ‫"داع��ش" ف��ي األحي��اء والق��رى لنق��ل التقاري��ر عن‬ ‫تحركات االهالي وتطبيقهم ل "شرع اهلل" الذي تنادي‬

‫به ه��ذه "الدول��ة" التي تتل��و بياناتها عبر المس��اجد‬ ‫ومواقع التواص��ل االجتماعي حيث بات لها العديد من‬ ‫الصفحات‪.‬‬ ‫وبعيداً عن التقارير اإلعالمية يعرّف عن داعش‬ ‫أح��د قواده��ا في لق��ا ٍء له مع س��انا الث��ورة بأنها من‬ ‫قات��ل أمريكا وهي أق��وى جيش في العال��م قاتلناها‬ ‫ف��ي الع��راق وكس��رنا ظهره��ا‪ ،‬ونحن الذي��ن نقاتل‬ ‫الروافض من أزالم المالكي‪ ،‬وأمّا عمن يدعمنا فنحن‬ ‫نجاه��د بأنفس��نا وهناك م��ن يجاهد من المس��لمين‬ ‫خِفافًا َ‬ ‫بأمواله واهلل ع��ز وجل يقول‪ :‬انْفِرُوا َ‬ ‫وَثِقالاً‬ ‫يل َِهّ‬ ‫ُ‬ ‫مْوَالِكمْ وَأَ ُ‬ ‫الل‪.‬‬ ‫وَجَاهِدُوا ِبَأ‬ ‫نْف ِس ُكمْ فِي سَ ِب ِ‬ ‫أم��ا عن عالقته مع اآلخر أو الش��ريك في الوطن‬ ‫فيق��ول‪" :‬نحن م��ا جئنا لنقتل المدنيي��ن أبداً بل جئنا‬ ‫لنطبق الش��ريعة اإلس�لامية ف��ي أرض الش��ام بعد‬ ‫الفس��اد فيها من قت��ل وتهجير واس��تباحة لألعراض‬ ‫واألموال وهدم المس��اجد‪ .‬والرس��ول ص ّلى اهلل عليه‬ ‫وس��لم ق��ال (إذا فس��د أه��ل الش��ام فال خي��ر فيكم)‬ ‫وللطوائف التي تعيش في س��وريا لها حكم ش��رعي‬ ‫ف��ي الكتاب والس��نة وهو معروف عن��د الجميع فباهلل‬ ‫علي��ك هل تنتظر من دولة اإلس�لام أن تس��اوي بين‬ ‫م��ن يعب��د اهلل وح��ده ع��ز وجل وم��ن يعبد عيس��ى‬ ‫عليه الس�لام ويق��ول أن اهلل ثالث ثالث��ة ويوجد في‬ ‫س��ورية قرى تعبد الفرج وقرى تعبد الشيطان وقرى‬ ‫ُ‬ ‫نَجْعَل ا ْلمُسْ��لِمِينَ‬ ‫تعب��د العجل‪ ..‬ق��ال تعال��ى‪ :‬أَ َف‬ ‫مُجْرمِينَ مَا َل ُكمْ َكيْفَ ُ‬ ‫مُون "‪.‬‬ ‫تَحْك َ‬ ‫َكا ْل ِ‬ ‫أم��ا عن تس��مية داعش هذا االس��م هو إس��اءة‬ ‫للدول��ة ونح��ن نرفض��ه‪ ،‬ولو كان��ت الدول��ة تريد أن‬ ‫تختصر على نفس��ها اسم الختصرته‪ ..‬ثم أن وسائل‬ ‫اإلع�لام تري��د أن تن��زع م��ن قل��وب وعقول الش��عب‬ ‫الس��وري أي ش��يء اسمه دولة إس�لام فقط ألنه فيه‬ ‫كلمة دولة لكي يدعموا المعارضة الس��ورية التي في‬ ‫الخارج ليقيموا دولة علمانية‪.‬‬ ‫داعش تقاتل وتقتل بعيداً عن اإليمان والعقائد‪،‬‬ ‫فح��رب العقائ��د تحت��اج إلى اإليم��ان قب��ل أن تحتاج‬ ‫إلى الم��ال‪ ،‬وترض��ى بالتضحي��ة وال تنتظ��ر الثروة‪،‬‬ ‫والمجاه��دون ف��ي س��بيل اهلل ال يحرص��ون عل��ى‬ ‫الم��ال‪ ،‬ألن��ه إذا كان ذل��ك فهو الحرص عل��ى الحياة‪،‬‬ ‫وإال لم��ا كان��ت للمال فائ��دة‪ ،‬ف��إذا كان الحرص على‬ ‫الم��ال هو المقص��ود إذا فالتعرض للخط��ر غير وارد‬ ‫وإيث��ار الس�لامة يصبح "القاع��دة الذهبية" لس��لوك‬ ‫المجاهدين‪.‬‬ ‫يذك��ر ميكافيل��ى في كتاب��ه األمي��ر‪" :‬أن الجنود‬ ‫المرتزق��ة بال فائ��دة لألمير‪ ،‬ألنهم منقس��مون دائمًا‬ ‫فيما بينهم‪ ،‬عطش��ى للقوة‪ ،‬وغير منضبطين برباط‬ ‫أو ن��وع من الوالء‪ ،‬وهم ش��جعان فيم��ا بينهم ألنهم‬ ‫يتنازع��ون على الغنائ��م‪ ،‬جبناء أمام الع��دو ألنهم ال‬ ‫يري��دون الموت‪ ،‬وليس��ت لديهم خش��ية من اهلل‪ ،‬وال‬ ‫عهد م��ع الناس‪ ،‬وهم يحاذرون الهزيمة ألنها تفس��د‬ ‫وظيفته��م وله��ذا يتجنب��ون القت��ال أساس��ًا‪ ،‬وق��ادة‬ ‫المرتزق��ة نوع��ان‪ :‬إم��ا رج��ال يتقن��ون الح��رب أو ال‬ ‫يتقنونه��ا‪ ،‬وفي الحالة األولى فإن األمير ال يس��تطيع‬ ‫أن يث��ق به��م ألن اتقانهم للح��رب يغريهم بقوتهم‪،‬‬ ‫فيأخ��ذون بابتزاز أس��يادهم‪ ،‬أما إذا كان��وا ال يتقنون‬ ‫الحرب فإنهم يصبحون سبباً للخسارة والهزيمة بينما‬ ‫تقع المسئولية على أس��يادهم‪ ،‬وقد أظهرت التجربة‬ ‫أن الممال��ك والجمهوريات البد أن تكون لها جيوش��ها‬

‫النظامية‪ ،‬تدافع عن أمنها ومصالحها‪ ،‬باعتباره الخير‬ ‫المش��ترك للجميع في توفير األم��ن والمصلحة‪ ،‬وهنا‬ ‫ف��إن الجن��ود المرتزق��ة وضباطهم ال م��كان لهم وال‬ ‫عمل"‪.‬‬ ‫وربما كان من القس��وة تصني��ف كل من خرجوا‬ ‫للجهاد في سوريا على أنهم ميليشيات من المرتزقة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حقيق��ة بالغة‬ ‫لك��ن الجمي��ع وبغير اس��تثناء أدرك��وا‬ ‫األهمية‪ ،‬مؤداها أن مستقبل سوريا لن يتضح شكله‬ ‫ولن تتقرر صورته حالياً‪ ،‬هل س��ينتهي بزوال النظام‬ ‫بحل سياس��ي توافقي‪ ،‬وليس لديهم من شك وقد‬ ‫أم ٍ‬ ‫بلغت األمور ما بلغته على أرض المعركة‪ ،‬أن النظام‬ ‫س��يخرج م��ن المعادل��ة‪ ،‬س��واء كان خروج��ه بهم أو‬ ‫بغيرهم‪ ،‬وهنا فإن الش��عور الذي ساد بينهم وأصبح‬ ‫معي��اراً لتصرفاته��م ه��و أن كل طرف س��وف يتحدد‬ ‫مس��تقبله بمق��دار ما ادخر لننفس��ه م��ن اإلمكانيات‬ ‫المتاحة له اآلن لكي يجاهد‪ ،‬وليس بكمية ما بذل من‬ ‫ه��ذه اإلمكانيات حتى يبلغ ه��ذا الجهاد غايته وتجيء‬ ‫ساعة الحقيقة"‪ ،‬وهكذا أصبحت استراتيجية جماعات‬ ‫الجهاد بغير اس��تثناء هي االنتظار واالحتفاظ بالقوة‬ ‫حت��ى تكون ه��ذه القوة أداة للس��لطة عندم��ا تنتهي‬ ‫الحرب‪.‬‬ ‫ولما كانت ضرورات الحصول على الدعم المادي‬ ‫والعس��كري تقتضي قدراً من العم��ل يزكي أصحابه‬ ‫ويرف��ع بالتال��ي مخصصاته��م م��ن المال والس�لاح‬ ‫والم��ؤن‪ ،‬ف��إن بعضه��م يجاه��د بالقدر الض��روري‪،‬‬ ‫وليس أكثر لمجرد حفظ الحق في المس��تقبل عندما‬ ‫يجيء حسابه‪.‬‬ ‫الي��وم يج��ري "تجمي��ع للفصائل" عل��ى األرض‬ ‫وتشتيت للعملية السياس��ية‪ ،‬فبالقدر الذي خسر فيه‬ ‫"االئت�لاف الوطن��ي" من قدرته عل��ى التحكم ليصبح‬ ‫ضم��ن مجال ضيق‪ ،‬فإن "القادة الميدانيين" يظهرون‬ ‫الي��وم ليس ضمن الفاعلية فقط بل أيضًا في صورة‬ ‫"الوكيل" الحقيقي لضم��ان "األدوار اإلقليمية"‪ ،‬حتى‬ ‫أن بعض ه��ؤالء القادة وجدوا ألنفس��هم مكانًا على‬ ‫الخريط��ة حي��ن أمس��ك كل منهم بمدخ��ل طريق أو‬ ‫تقاط��ع ط��رق‪ ،‬ثم أق��ام هناك حاج��زاً ينظ��م مرور‬ ‫األفراد والبضائع ويسمح بها مقابل رسوم‪.‬‬ ‫يق��ول تش��ارلز ليس��تر‪ ،‬م��ن مرك��ز الدراس��ات‬ ‫ح��ول اإلرهاب وح��ركات التمرد "آي إت��ش إس جاينز"‬ ‫البريطاني‪" :‬تعمل الدولة اإلسالمية (المعروفة باسم‬ ‫داعش) لفرض نفسها بمناطق شمال وشرق سورية‬ ‫منذ أن كشفت عن نفسها في الربيع الماضي‪ .‬ويشير‬ ‫إل��ى أن "هذا يتيح لها الوصول بس��هولة إلى مجندين‬ ‫جدد وإلى موارد للتموي��ل واإلمدادات"‪ ،‬والحؤول دون‬ ‫استخدام مجموعات مسلحة أخرى لهذه المناطق"‪.‬‬ ‫وف��ي إط��ار اس��تراتيجيتها للس��يطرة على هذه‬ ‫المناطق‪ ،‬ال تتردد المواق��ع اإللكترونية المروجة لها‪،‬‬ ‫باته��ام مجموعات مقاتلة ضد النظ��ام‪ ،‬ومعظمها ذو‬ ‫توج��ه إس�لامي مثل "كتائ��ب أحفاد الرس��ول" و"لواء‬ ‫عاصف��ة الش��مال"‪ ،‬بأنها تش��به "مجال��س الصحوة"‬ ‫الت��ي أنش��أتها الوالي��ات المتح��دة بالع��راق‪ ،‬بس��بب‬ ‫تعاونها م��ع دول غربية أو قبولها دعم غربي‪ .‬ويقول‬ ‫"هفيدار" الموجود بش��مال س��ورية‪" :‬إنهم ال يريدون‬ ‫ألي مجموعة أخرى أن تملك سالحًا بهدف إنشاء دولة‬ ‫تمتد من شمال سورية إلى العراق"‪.‬‬ ‫ويق��ول مقاتل بإح��دى هذه الفصائ��ل‪" :‬نجحت‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫ن�ش�أة داع�ش‪:‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ّ‬ ‫تش��كلت مجموعة "الدولة اإلسالمية في العراق‬ ‫والش��ام"‪" ،‬داعش" في نيس��ان ع��ام ‪ ،2013‬وقُدمت‬ ‫ف��ي البدء على أنها اندماج بي��ن تنظيم "دولة العراق‬ ‫اإلسالمية" التابع لـ"القاعدة" الذي ّ‬ ‫تشكل في تشرين‬ ‫األول ‪ 2006‬والمجموع��ة الجهادي��ة اإلس�لامية ف��ي‬ ‫سوريا المعروفة بـ"جبهة النصرة"‪ ،‬إال أن هذا االندماج‬ ‫ال��ذي أعلن عنه قي��ادي "دولة العراق اإلس�لامية" أبو‬ ‫بك��ر البغدادي‪ ،‬رفضت��ه "النصرة" عل��ى الفور‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك بش��هرين‪ ،‬أمر زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري‬ ‫بإلغاء االندم��اج إال أن البغدادي أكمل العملية لتصبح‬ ‫"داعش" واحدة من الجماعات الجهادية الرئيسية التي‬ ‫تقاتل ضدّ النظام السوري‪.‬‬ ‫حجم المجموع��ة غير مُحدّد‪ ،‬لك��ن يُعتقد أنها‬ ‫تش��مل اآلالف من المقاتلين بم��ا في ذلك العديد من‬ ‫الجهاديي��ن األجان��ب‪ ،‬وتتواج��د في عدد م��ن البلدات‬ ‫الحدودية مع تركيا في ش��مال البالد خاصة في الرقة‬ ‫وريف دير الزور وبعض أحياء مدينة حلب مثل بستان‬ ‫القصر‪ ،‬ريف حلب الش��مالي والغرب��ي‪ ،‬ريف الالذقية‬ ‫الش��مالي‪ ،‬وبع��ض ق��رى درع��ا وريف دمش��ق وهي‬ ‫موجودة أيضاً في منطقة ريف إدلب في مدن س��رمدا‬ ‫والدانا وحزانو وغيرها‪ ،‬حيث أعلنت مدينة الدانا إمارة‬ ‫اس�لامية وبدأت بتطبيق الش��ريعة فيها‪ .‬وهي تبنّت‬ ‫عدد من الهجمات التي وقعت في س��وريا‪ ،‬وعُلم أنها‬ ‫لعب��ت دوراً في الس��يطرة على قاعدة "من��غ" الجوية‬ ‫العسكرية المهمة في محافظة حلب في آب الماضي‪.‬‬ ‫ترب��ط بي��ن "داع��ش" والمنظم��ات المس�� ّلحة‬ ‫المعا ِرض��ة األخ��رى عالقات متوتّ��رة ودمويّة خاصة‬ ‫م��ع "الجي��ش الس��وري الحرّ" ال��ذي قُتل أح��د قادته‬ ‫كم��ال حمامي‪ ،‬المعروف باس��م أبو بصي��ر الجبالوي‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬

‫"داعش" في استعداء كل الفصائل‪ ،‬بما فيها الفصائل‬ ‫ذات التوجه اإلسالمي‪ .‬وتسعى إلى التفرد بالسيطرة‪،‬‬ ‫لكن ذلك لن يحصل‪ ،‬ألن الكتائب تدرك ما يعني هذا‪،‬‬ ‫ال سيما بعد التجربة العراقية"‪.‬‬

‫ف��ي تموز الماضي‪ ،‬بع��د أن توقفت قافلته في نقطة‬ ‫تفتي��ش تابعة ل��ـ "داعش" ف��ي ري��ف الالذقية‪ .‬كان‬ ‫حينها الجبالوي في طريقه ّ‬ ‫لتفقد كتيبة العز بن عبد‬ ‫الس�لام عندما رفض أعضاء المجموع��ة مروره‪ ،‬مما‬ ‫أدى إلى تبادل إلطالق النار أردى الجبالوي قتي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫إل��ى ذلك‪ ،‬أقدمت على إعدام المس��ؤول اإلغاثي‬ ‫ف��ي حرك��ة "أح��رار الش��ام اإلس�لامية" أب��و عبي��دة‬ ‫البنش��يّ‪ ،‬عندم��ا أوقف��ت إح��دى قوافله��ا اإلغاثي��ة‬ ‫للتحقيق كونها تحوي بعض األجانب‪ ،‬ولما رفض أبو‬ ‫عبيدة المثول ألوامره��م حاولوا اعتقاله في صندوق‬ ‫السيارة ثم أعدموه مباشرة رميًا بالرصاص في بداية‬ ‫أيلول الجاري‪.‬‬ ‫وف��ي آخ��ر حروبه��ا ض��د الجماع��ات الس��ورية‬ ‫المس��لحة المعارضة التي رفضت االنضمام إلى فكر‬ ‫"القاعدة"‪ ،‬هناك تقارير تش��ير إلى اش��تباكات دامية‬ ‫بين "الحر" و" داعش" في ادلب‪ ،‬إلى جانب س��يطرتها‬ ‫على أعزاز بعد معركة مع "الحر" وعدد من األلوية‪.‬‬ ‫قال ب��روس هوفمان‪ ،‬الباحث ف��ي جامعة جورج‬ ‫تاون‪ ،‬أن س��وريا أصبح��ت اليوم‪ ،‬البل��د االكثر أهمية‬ ‫من الناحية اإلس��تراتيجية لتنظيم القاعدة‪ ،‬لتوس��يع‬ ‫نفوذه‪ ،‬مش��يرا إلى أن "تنظيم القاعدة يعتبر س��وريا‬ ‫بمثاب��ة موطئ قدم في قلب الش��رق األوس��ط نظرًا‬ ‫لحدوده��ا المش��تركة م��ع كل م��ن األردن ولبن��ان‬ ‫والع��راق وتركي��ا وإس��رائيل"‪ ،‬ج��اء ذلك ف��ي تقرير‬ ‫نش��رته صحيفة "واشنطن بوس��ت" األمريكية‪ ،‬حيث‬ ‫أك��د التقرير "امتداد ف��روع تنظيم القاع��دة بالعراق‬ ‫إلى س��وريا‪ ،‬بعدما نجحوا في الس��يطرة على أراضي‬ ‫س��ورية"‪ .‬ويع��زي التقري��ر انتش��ار تنظي��م القاعدة‬ ‫ف��ي عدد م��ن الدول م��ن جديد إل��ى "فش��ل الجهود‬ ‫األمريكية في منع تفشي تنظيم القاعدة في العراق‬ ‫وافغانستان"‪.‬‬ ‫كما يُبرز التقرير‪" ،‬تغيير تنظيم القاعدة اس��مه‬ ‫ف��ي العراق إل��ى (دولة العراق والش��ام اإلس�لامية)‪،‬‬ ‫مما يعكس الترابط الجدلي بن التنظيمات المس��لحة‬ ‫الت��ي تعبر عن طموحاتها عبر تعزيز تدفق المقاتلين‬ ‫االجانب إلى سوريا"‪.‬‬

‫م��رة أخ��رى تتم اإلس��اءة لإلس�لام باس��تدعائه‬ ‫للجه��اد من أجه��زة مخابراتٍ إقليمي��ة ومحلية‪ ،‬ومرة‬ ‫أخرى سيس��اء لإلس�لام حين تتم الصفق��ات الدولية‬ ‫وتنس��ى مطالب الش��عوب مخاف��ة قيام إم��اراتٍ من‬ ‫عصور الظ�لام‪ ،‬ومخطأٌ من يظن بأن تطوعه لخدمة‬ ‫أجه��زة مخابرات النظ��ام أو مخاب��راتٍ إقليمية أخرى‬ ‫نسيان ال يستحق‬ ‫سيوفر له حصاناتٍ وحقوقًا‪ ،‬فذلك‬ ‫ٌ‬ ‫الغفران لطبائع القوى وطبائع الدول‪.‬‬ ‫ف��ي الختام نذكر أنه صبيحة تقس��يم الهند عام‬ ‫‪ 1948‬ب��دأت المذاب��ح بين الطرفين‪ :‬المس��لمون في‬ ‫الباكس��تان يقتلون الهندوس‪ ،‬والهندوس فيما تبقى‬ ‫م��ن الهند يقتل��ون المس��لمين‪ ،‬فبدأ غان��دي صيامه‬ ‫الش��هير معلنًا أن��ه صيامٌ حتى الم��وت‪ ،‬مالم تتوقف‬ ‫المذاب��ح ويرس��خ في ضمير كل مس��لم وهندوس��ي‬ ‫أنه��م جميعًا أخ��وة‪ ،‬وح��اول الهن��دوس إقناعه بعدم‬ ‫ج��دوى وقوفه إلى جانب المس��لمين عل��ى هذا النحو‬ ‫مادام المس��لمون ماضين في قت��ل الهندوس‪ ،‬فكان‬ ‫رده عليه��م "أن��ي طيلة حياتي كله��ا وقفت في صف‬ ‫األقليات وكل من هم في حاجة إلى دعم أو مساعدة‪،‬‬ ‫كل منكم أن يطهر قلبه بصرف النظر‬ ‫وإني انتظر من ٍ‬ ‫عما يفعله اآلخرون‪ ،‬وال يهمني ما يفعله المس��لمون‬ ‫في باكس��تان‪ ،‬وليتذكر الجميع أغني��ة طاغور األثيرة‬ ‫لديه" إذا لم يس��تجب أحد لندائك فلتسر وحدك"‪ ،‬ولم‬ ‫يرج��ع غاندي ع��ن صيامه حت��ى توافد إلي��ه مئة من‬ ‫زعم��اء الطوائ��ف‪ ،‬ووقفوا أمام س��ريره وهو يش��رف‬ ‫ً‬ ‫وثيقة‬ ‫على الموت من ف��رط الضعف والهزال ووقعوا‬ ‫يتعه��د فيها الجمي��ع بحماية المس��لمين وممتلكاتهم‬ ‫وعقيدتهم‪.‬‬ ‫ه��ذا التفس��ير للدين س��وف نظل نق��رأه ونعيد‬ ‫قراءت��ه ونتأثر به‪ ،‬مهما م��ر الزمن عليه وعلى مقتل‬ ‫غاندي‪ ،‬الذي قتله هندوس��ي أحمق غ ّلب أهواء البشر‬ ‫على أحكام اهلل واستبد به الغضب على غاندي بسبب‬ ‫موقفه من المسلمين‪.‬‬ ‫أن تفس��ير غان��دي للدين هو الذي س��يمكث في‬ ‫األرض أما غيره فسيذهب جفا ًء‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫الثورة ال�سورية حني حتتاج �إىل مراجعة جدية‪..‬‬ ‫كفوا عن الت�شرذم وتوحدوا!‬ ‫هذه وجهة نظر ش��خصية وقراءة ذاتي��ة لما آلت إليه‬ ‫حال��ة ال يجب الس��كوت عليها إذا كان اإلنس��ان يؤيد حرية‬ ‫الشعب الس��وري ويؤيد ثورته‪ ..‬الطبطبة والتملق ال يمكن‬ ‫أن تصن��ع انتصارات وال يمك��ن أن لقوى تعاني التش��رذم‬ ‫إال أن تجع��ل م��ن نظ��ام منه��ار ويتعكز عل��ى عقلية حكم‬ ‫العصابات يبدو وكأنه متماس��ك‪ ..‬الث��ورات دائماً ما تحتاج‬ ‫لوقفات ومراجعات على عكس األنظمة القمعية والفاش��ية‬ ‫الت��ي تتعامل م��ع جمهورها وش��عبها وفق مب��دأ العصابة‬ ‫والقطي��ع الذي يج��ب أن يخضع لما تأمره ب��ه " قيادة" ولو‬ ‫كانت قيادة "القائد الخالد" من قبره‪..‬‬ ‫لي��س وح��ده ما ح��دث ي��وم الجمع��ة ف��ي الذيايبة‬ ‫والحس��ينية من قصف ومذابح يكش��ف ما كان��ت الثورة‬ ‫الس��ورية تحتاجه في مس��ارها الطويل م��ن وقفة جادة‬ ‫مع الذات‪ ..‬وليس وحده الحصار الذي تتعرض له مناطق‬ ‫جنوب العاصمة دمشق والمعضمية هو الدافع‪ ..‬وال حتى‬ ‫الفتوى التي صدرت في مخيم اليرموك التي وصلت إلى‬ ‫ح��د إجازة أكل لحوم القطط والكالب وما يمكن أن تصل‬ ‫إليه أيادي الناس لتبقى على قيد الحياة‪..‬‬ ‫إنه��ا الحاجة العميقة لثورة لم يبخل ش��عبها بأغلى‬ ‫م��ا يملك في س��بيل حريته‪ ،‬وليس��ت حاج��ة تقوم على‬ ‫تكتيتك سياس��ي يرتبط بما يس��مى "جنيف ‪ .."2‬القصة‬ ‫بات��ت عملي��ًا أكبر بكثي��ر من تل��ك التكتي��كات التي قد‬ ‫يتخذه��ا البع��ض ف��ي ظ��روف ال تتماث��ل وواقع ش��عب‬ ‫الث��ورة‪ ..‬من هو مطلوب منه منذ زمن طويل االس��تماع‬ ‫لهذا الش��عب ه��و فصائل ه��ذه الثورة الت��ي أخذت على‬ ‫عاتقه��ا أن تك��ون ن��واة قيادتها الس��لمية والعس��كرية‬ ‫الحقًا‪ ..‬واقع الثورة ال يحتاج لكثير من الشرح الذي فاض‬ ‫تش��خيصه حد التخمة‪ ،‬فهذا الش��عب ال��ذي أدرك مكامن‬ ‫قوت��ه في وحدة ق��وى الثورة لم يخرج ف��ي جُمع تطالب‬ ‫فيها بمزي��د من الوحدة التي تعتب��ر طريقا لخالصه من‬ ‫حكم العصابات األسدي‪..‬‬

‫املراجعة اجلادة‪..‬‬

‫كلنا يعرف بأن نظام العصابة يس��تفيد كلما ارتبك‬ ‫وضع الثورة وقواها‪ ،‬وهو ال يستهدف القوى المدنية عن‬ ‫عب��ث أب��داً‪ ..‬بل حتى حين يرس��ل ميليش��ياته الطائفية‬ ‫إل��ى منطقة م��ا لترتكب مذاب��ح فاقت مذاب��ح عصابات‬ ‫ايرغون وش��تيرن والهاغاناه فهو يفعلها عن دراية وعن‬ ‫س��ابق تخطيط وإصرار عليها‪ ..‬عش��رات آالف الناشطين‬ ‫والناش��طات لم يجري اعتقالهم والتنكيل بهم من فراغ‬ ‫وعبثية والزج بلؤم وخبث بما يس��مى "أقليات" ولو كانت‬ ‫بنس��ب مئوية عس��كرية تش��بيحية الرت��كاب الفظاعات‬ ‫ومن ثم نش��ر أخب��ار تل��ك المذابح لمزيد م��ن التوريط‬ ‫واالصطف��اف كما ج��رى مث ًال ف��ي جدي��دة الفضل وفي‬ ‫الذيابي��ة وف��ي القبو حيث انطل��ق القتل��ة ينكلون ذبحا‬ ‫وحرقا بعائلة عطفة من الس��لمية‪ ..‬بل حتى لو استدعى‬ ‫األم��ر أن يق��وم قط��اع ط��رق طائفيين حاقدي��ن بفعل‬ ‫س��موم يبثها في بغ��داد وبي��روت مراجعه��م المرتبطة‬ ‫بايران للتوجه قتال وتنكيال في حمص ودمشق ومطاردة‬ ‫الس��وريين على طريق دمش��ق الدولي ودخول تجمعات‬ ‫السوريين الرتكاب الموبقات تحت طائل " تكليف شرعي"‬ ‫في أقذر صور االرهاب والتط��رف‪ ..‬وغيرها وغيرها من‬ ‫حاالت الحص��ار والتجويع من أجل تركي��ع حاضنة الثورة‬ ‫بل وضرب حاضنة الجيش الحر واالستفراد به‪..‬‬ ‫منذ أش��هر طويلة وش��عب الثورة يش��كو ممارسات‬ ‫ق��وى الثورة المس��لحة إل��ى قوى الث��ورة نفس��ها‪ ..‬ولم‬ ‫يضح��ي ه��ؤالء ب��كل م��ا يملك��ون ليج��دوا أنفس��هم‬ ‫يس��تبدلون حذاءا عس��كريا بحذاء آخر تحت مس��مىيات‬ ‫مختلف��ة وممارس��ات ال تبش��ر الن��اس ب��أن هن��اك من‬ ‫يس��تمع ويأخ��ذ بعين اإلعتبار جدية وخط��ورة ما يرتكب‬ ‫بحق الش��عب وثورته باس��م الثورة ذاته��ا وبعباءة تصل‬ ‫أحيان��ا حد اس��تخدام المقدس الديني لف��رض حالة من‬

‫الصمت واس��تغالل حاجات الناس لإليحاء بأن هؤالء هم‬ ‫الذين يملكون الش��عبية الحقيقي��ة وحاضنتها في المدن‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫تلك الشكاوى ما كانت لتصدر لوال أن الشعب الثائر‬ ‫أدرك مخاطر تفاقمها بدون حلول على واقعه ومستقبله‬ ‫وه��و أمر ال ب��د يدركه ه��ؤالء الذين يعرف��ون ما تعنيه‬ ‫الحاضن��ة الش��عبية والت��ي لواله��ا ولوال إيمان الش��عب‬ ‫بحريته من نظام قهري لما استطاعت الصمود ومواجهة‬ ‫كل أشكال القهر‪.‬‬ ‫لي��س الحدي��ث هن��ا ع��ن ممارس��ات ال يعرفها من‬ ‫يرفعون لواء الثورة وبذات الوقت تصدر عنهم ممارسات‬ ‫ال تختلف كثيرا إال من حيث اللغة عن ممارسات عصابات‬ ‫النظام الفاش��ي األس��دي‪ ..‬وه��ؤالء بأفعالهم الش��نيعة‬ ‫والدخيل��ة والمش��وهة للوج��ه والمحت��وى الث��وري إنم��ا‬ ‫يفت��ون بعضد الث��ورة ولحمته��ا‪ ..‬وحين تثي��ر الحاضنة‬ ‫الش��عبية أس��ئلة عن مغزى بع��ض الممارس��ات القاتلة‬ ‫والش��بيهة بممارسات التش��بيح وااللتهاء بترسيخ بعض‬ ‫م��ن يحم��ل الس�لاح لمكانته في ح��ي ما وقري��ة ما بل‬ ‫وش��ارع ما وبمغانم تخص أص�لا مهجرين وناس الثورة‬ ‫ونش��طاء الثورة فإنك بتلك الممارس��ات لست أمام حالة‬ ‫نقية يتنافس فيها من يحمل الس�لاح ليدافع عن الناس‬ ‫ويحرره��م بل أمام حال��ة نتفق جميعا بأنها ليس��ت من‬ ‫الثورية بش��يء إال في اإلس��م‪ ..‬وعلى فك��رة الديكتاتور‬ ‫والطاغية حافظ مات وهو يفرض على الشعب االحتفال‬ ‫بـ "ث��ورة آذار" وحركته االنقالبية التي س��ماها "الحركة‬ ‫التصحيحية"‪..‬‬ ‫ما جرى ويجري حتى اللحظة ليس باألمر الصحي‪..‬‬ ‫مجتم��ع الثورة أكثر صح��ة وأكثر صدق مع نفس��ه حين‬ ‫يب��رز وينتقد ويعالج مكامن الخلل‪ ..‬على عكس التفكير‬ ‫القطيعي عند مؤي��دي العصابات الحاكمة التي تؤيد كل‬ ‫ممارس��ات الفاشية األسدية دون حتى قدرة على التمييز‬ ‫العقل��ي بي��ن كارثة وكارث��ة يقودهم إليها ه��ذا العقل‬ ‫العصاباتي‪..‬‬ ‫ال يعن��ي االنتقاد مجرد مش��اعر تملكت الناس التي‬ ‫هي من فجر الثورة وضحى ويضحي حتى بمأكله ويفقد‬ ‫في س��بيل تحرره حتى حياته وحي��اة عائالت كاملة‪ ..‬مع‬ ‫كامل االحترام ب��ل والدفاع عن مقاومة عصابات النظام‬ ‫االجرامي��ة في كل م��كان إال أنن��ا بتنا أم��ام حالة تحتاج‬ ‫لتوقف حقيقي‪ ..‬تمتد من اعزاز حتى محيط دمشق‪..‬‬ ‫وب��دون أي موارب��ة يمك��ن القول بأن م��ا جرى في‬ ‫خناصر وما يجري ف��ي المعضمية وما جرى في الذيابية‬ ‫وفي مخيم اليرموك‪ ..‬ومثلها بقية المناطق كان يجب أن‬ ‫تس��تدعي منذ زمن تلك الوقف��ة الجادة مع الذات لتقييم‬ ‫ما يج��ري من زاوية خطورته على معركة الش��عب الذي‬ ‫بات يُجوع وتس��تغل التفرقة وحالة التشرذم بين القوى‬ ‫العس��كرية باألساس وقراراتها المتفردة والذاتية وبدون‬ ‫مرجعي��ة مركزي��ة لقي��ادة عملياتها من غرف��ة واحدة ال‬ ‫غ��رف تخص حت��ى كتائ��ب صغيرة تظ��ن بأنه��ا بمئات‬ ‫الطلق��ات قادرة على خوض حرب تحرير ش��عبية بأدوات‬ ‫وذخائر س��رعان ما تنضب أمام قوة النيران التي تمتلكها‬ ‫العصابة الحاكم��ة‪ ..‬هذا عدا عن قصص "الكزدرة" التي‬ ‫تمارسها بعض الفصائل في مناطقها وقد أصبحت حالة‬ ‫إطالق نداءات بدعم هذه المنطقة أو تلك حتى ال تسقط‬ ‫بأي��دي العصاب��ات وتحصل فيه��ا مذابح وتُجير نفس��يا‬ ‫وعملياتيا لمصلح��ة عصابات النظام أمر مخجل ومحبط‬ ‫حقا لمجتم��ع الثورة وهو يرى تلك الن��داءات تصدر قبل‬ ‫نفاذ الذخيرة بلحظات بل وحتى على صفحات الدردشة‪..‬‬ ‫هذا أمر عجيب وخطير جدا تحدث عنه مرات ومرات‬ ‫خبراء اس��تراتيجيون أمثال صفوت الزيات لما يشكله من‬ ‫انعكاس��ات تتبدى في اس��تفراد عصابات بشار وداعميه‬ ‫بجبهات معينة يعرفها الثوار أنفس��هم وتعرفها الكتائب‬ ‫المس��لحة التي يظ��ن بعضها ب��أن قصة الث��ورة وتحرر‬

‫الياس س الياس‬

‫ش��عب هي في تقليد "مسلس��ل باب الح��ارة"‪ ..‬والقصة‬ ‫حقيقة ليس��ت قصة ح��ارات وال هدنة بين ه��ذه الحارة‬ ‫وتلك‪ ..‬وليست هدنة مع أدوات عصابات النظام بل أوسع‬ ‫وأش��مل‪ ..‬ومن المؤس��ف حقا أن بع��ض العقليات تعمل‬ ‫من منظور حاراتي خاص بتلك الكتائب التي تس��يء إلى‬ ‫مفاهيم الثورة والعم��ل التراكمي فيها واألهم واألخطر‬ ‫الوعي بما تمثله وتشكله الحواضن الشعبية للثورة التي‬ ‫أطلقه��ا باألص��ل هؤالء الناش��طون وهذا الش��عب الذي‬ ‫بالفع��ل ب��ات بعضه يقع بين س��ندان مثل ذل��ك الجهل‬ ‫والتش��رذم العس��كري وغي��اب غرفة عس��كرية مركزية‬ ‫مش��تركة وبي��ن مطرقة عصاب��ات النظام الت��ي تحاول‬ ‫تجري��ف وتفري��غ الح��راك الث��وري من محتواه الش��عبي‬ ‫ليصير إلى جزأرة الحالة السورية‪..‬‬ ‫لي��س كف��را وال انتقاص��ا م��ن تضحيات الث��ورة أن‬ ‫يجري االشارة إلى خطورة ما يحاول نظام العصابة فعله‬ ‫ف��ي إرهاق الناس وتجويعها وس��ط صم��ت دولي واضح‬ ‫للعيان وتموي��ل محدد لبعض الكتائب العس��كري تفوح‬ ‫من��ه رائحة اجندات محددة قد ال تظهر آنيا بل مس��تقبال‬ ‫أكان عل��ى صعيد تجفيف المنابع بع��د التمكين لجر تلك‬ ‫الكتائب إلى المسار الذي تريده الدول الممولة أو إلى حل‬ ‫يتوافق مع بقاء منظومة العصابة الحاكمة‪..‬‬ ‫ب��رأي الش��خصي أن خط��ورة الصمت عما يس��مى‬ ‫"دولة العراق والش��ام" والتي ال تبع��د كثيرا عن مناطق‬ ‫معينة في الش��مال الس��وري يجري قصفه��ا بالطائرات‬ ‫والمدفعية وترسل تعزيزات النظام إليها بينما ما يسمى‬ ‫"داعش" مش��غولة في تمهيد الطريق عبر افتعال ازمات‬ ‫وحروب تشغل وترهق مجتمع الثورة وقواه‪ ..‬من عجائب‬ ‫ما ج��رى في حلب قبل فت��رة أن يهاجم مس��لحو داعش‬ ‫مش��فى يعمل فيه س��وريون أطب��اء يحملون الجنس��ية‬ ‫األلمانية جاؤوا لخدمة ش��عبهم بحجة أنهم "جواس��يس"‬ ‫وه��ذا لو ج��رى التفكير به يعطي مجتمع الثورة مؤش��راً‬ ‫عل��ى م��دى فداحة ما تق��وم به داعش من ممارس��ات ال‬ ‫تختلف عن ممارس��ات أجهزة بش��ار وأبي��ه في إتهام من‬ ‫ال يرض��خ لهم بأنه "عمي��ل ويوهن عزيم��ة األمة"‪ ..‬بل‬ ‫ال يفه��م مجتمع الثورة م��ا دخل أبو بك��ر البغدادي مثال‬ ‫ليحدد طبيعة النظام السياسي السوري وهو أصال ليس‬ ‫أكثر من دويلة ورقية غير قادر على التأثير في س��يطرة‬ ‫المالكي ف��ي العراق‪ ..‬وال حتى التأثي��ر بالنفوذ اإليراني‬ ‫في ذلك البلد‪..‬‬ ‫العقلية التي تس��يطر على منطق��ة في الرقة مثال‬ ‫وتق��وم باعتق��ال الناس وتكمي��م األفواه ليس��ت عقلية‬ ‫ثورية وال هي تمثل إرادة الس��وريين والس��وريات وهي‬ ‫بذات الوقت تتمختر في المدن والقرى بعيدا عن الجبهات‬ ‫وعن خطوط إمداد عصابات بش��ار وتريد فتح معارك مع‬ ‫تركيا وغيرها وكأنها باتت فعليا تشكل دولة عظمى كما‬ ‫يمارس بشار نفس الممارسات‪..‬‬ ‫الحدي��ث في ه��ذا الموض��وع ليس ترف��ا وال فقط‬ ‫لإلش��ارة إليه من باب اإلشارة‪ ..‬بل هو أمر يمثل خطورة‬ ‫ألن��ه يصب ف��ي مصلح��ة تحوي��ل الحالة الس��ورية إلى‬ ‫حالة جزائرية ورغم اس��تحالة ذل��ك لمعرفتنا بالفروقات‬ ‫الشاس��عة بين التجربتين إال أن استغالل بشار لهذا األمر‬ ‫يمثل مزيدا من المعاناة للش��عب الس��وري ويجعل حتى‬ ‫الق��وى المتخاذل��ة‪ ،‬ليس ع��ن دعم الثورة ب��ل حتى عن‬ ‫تفعي��ل دورها ووظيفتها في ظ��ل غياب حتى المنظمات‬ ‫العربية عن تقديم المس��اعدة للمدنيين السوريين‪ ،‬بل‬ ‫في تش��ويه ه��ذا الحراك وإعط��اء هذا المجتم��ع الدولي‬ ‫المزي��د من األوراق لينفض يدي��ه ويتحجج بما تقوم به‬ ‫بع��ض األطراف بتط��رف غريب وعجي��ب يصيب مجتمع‬ ‫الثورة أكثر مما يصيب عصابات النظام باألذى‪..‬‬ ‫ومثلم��ا نتح��دث عن الق��وى العس��كرية التي باتت‬ ‫تعي��ش حالة تحتاج فيها حاجة ماس��ة إلى وحدة واضحة‬ ‫ولي��س إلى ه��ذا التش��رذم المتبدي في انقس��ام وعدم‬


‫وجهة نظر ‪. .‬‬

‫م��ن المؤس��ف طبع��ًا أن ش��عبُا ث��ار ألج��ل الكرامة‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬

‫الوحدة با�سم الثورة‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تكامل وظهور علني لطلب المساندة بدل أن يكون هناك‬ ‫تخطيط وتنس��يق ممنهج ومركزي قائم على مؤسسات‬ ‫ثورية تترك مس��ألة تس��يير ش��ؤون المناط��ق المحررة‬ ‫للح��راك المدني وقواه‪ ،‬حتى ل��و تم تبرير األمر بتقصير‬ ‫االئت�لاف والق��وى الممثلة للثورة‪ ،‬فه��ذا أمر يحله هؤالء‬ ‫وال تحل��ه البن��ادق وال حكم العس��كر وال فرض مجالس‬ ‫محلية معينة من قبل قادة الوية ومدعومة من الفصائل‬ ‫المس��لحة‪ ..‬إش��كالية ومش��اكل الس��وريين لم تكن مع‬ ‫عق��ود من الحكم الديكتاتوري بس��بب الدين‪ ..‬وال لجهل‬ ‫الس��وريين بدينهم حتى يجيء من يريد أن يعلمهم ماذا‬ ‫يقولون وماذا يرتدون وكيف يمارسون تدينهم‪ ..‬وليست‬ ‫مش��كلتهم م��ع " نظام علوي" بل مش��كلتهم مع طاغية‬ ‫اس��تغل الطائفي��ة‪ ..‬ول��و كان الحاك��م الديكتاتوري في‬ ‫س��وريا مارس ممارسات حافظ وابنه الوريث وهو يدعي‬ ‫أنه من نسل آل البيت لخرج السوريون بثورة بوجهه كما‬ ‫خرجوا منذ ‪ ..2011‬القضية لألس��ف مليئة بجهل الناس‬ ‫اآلتين الس��تغالل ث��ورة الس��وريين لفرض ش��روطهم‬ ‫ورؤيته��م القاص��رة المعرفة عن الش��عب الس��وري‪ ..‬ال‬ ‫أري��د الجزم في ش��يء‪ ،‬لكنني أطرح تس��اؤالت يطرحها‬ ‫الس��وريون الذين لم يعودوا يريدون الحديث همسا وقد‬ ‫دفعوا كل األثمان ليتمكنوا من حكم أنفسهم‪..‬‬ ‫المس��ألة الجدي��رة بالتوق��ف عنده��ا أيض��اً ه��ي‬ ‫المتعلقة باالحتفاء األس��دي بانش��غال الثوار في مسائل‬ ‫هامش��ية تعززها "داعش" في معارك تس��ير باتجاهات‬ ‫ش��مالية بينما تتقدم دبابات األس��د من الجنوب‪ ..‬ولما ال‬ ‫يحتفي ه��ؤالء حين يرون كيف تُخاض معارك تش��ويه‬ ‫الث��ورة بمثل ه��ذه الممارس��ات الرعناء الت��ي تؤدي إلى‬ ‫ت��رك الن��اس تداف��ع ع��ن مق��رات‪ ..‬وغير مفه��وم أصال‬ ‫بالث��ورات‪ ،‬ل��و وج��دت قيادة مش��تركة للعملي��ات‪ ،‬حاجة‬ ‫كل فصي��ل ب��ل كل كتيبة و"أميرها" إل��ى " مقرات" في‬ ‫الرق��ة وفي حل��ب وغيرها؟ أنه خلل يخلق سماس��رة في‬ ‫الثورة ويخل��ق طبقة م��ن االنتهازيين الذي��ن يرتزقون‬ ‫على حس��اب الشعب‪ ..‬ويصبح سؤال الناس‪ :‬لماذا يا ترى‬ ‫تقص��ف طائرات بش��ار مدارس وأس��واق ف��ي الرقة وال‬ ‫تس��تهدف "داع��ش" ومقراتها؟ الناس ال تطرح أس��ئلتها‬ ‫م��ن باب تخوين مطل��ق‪ ،‬بل من باب فه��م المعادلة بأن‬ ‫ه��ذه العصاب��ة الحاكمة تعرف ب��أن تألي��ب الناس على‬ ‫بعضها وترك أطراف واستهداف المدنيين سيدفع بهؤالء‬ ‫المدنيين إلى طرح ألف سؤال وسؤال‪..‬‬ ‫كل األجوب��ة على أس��ئلة الناس ه��ي مهمة الثورة‬ ‫القائم��ة من أجل الناس وليس من أج��ل أمير هنا وقائد‬ ‫كتيبة هناك يظن بأنه بمئة مس��لح أو حتى ألف مس��لح‬ ‫ببن��ادق ق��ادر عل��ى فتح جبهات م��ع كل ال��دول بما فيها‬ ‫النظام الذي خرج الشعب إلسقاطه‪..‬‬

‫بوجه طغمة حاكمة س��رعان ما يجد نفس��ه اليوم يطلق‬ ‫مناش��دات لقواه الثورية بالتوحد وبالكف عن الممارسات‬ ‫الغبي��ة الت��ي تتش��ابه وذات ممارس��ات الطغم��ة‪ ..‬وإذا‬ ‫كان تحري��ك الج��روح أحيانا في��ه فائ��دة لتنظيفها فمن‬ ‫الضروري أن يس��أل البعض نفس��ه ما يث��ار عند الناس‬ ‫حول ظواهر مش��ينة وغير الئقة بدأت تتكشف في بروز‬ ‫طبقة االنتهازيين المس��تغلين ألوجاع الناس ومآس��يهم‬ ‫وتعامله��م الغي��ر الئ��ق م��ع ه��ؤالء وخصوص��ا من تم‬ ‫تهجيره بالقصف والمذابح فيجد نفس��ه غرضة للجش��ع‬ ‫واالس��تغالل بدءا من خبزه وحتى السقف الذي يمكن أن‬ ‫يأويه‪..‬‬ ‫الشعب السوري الكريم صاحب النفس العزيزة وجد‬ ‫بعضه نفس��ه في حالة داخلية مس��كونة بالوجع واأللم‬ ‫وخصوصا حين نتحدث عن مناطق محاصرة في دمش��ق‬ ‫وريفه��ا‪ ..‬إذ كي��ف يتم معامل��ة المهجرين م��ن بيوتهم‬ ‫على أبواب فصل ش��تاء ق��ارص؟ كيف يت��م التعامل مع‬ ‫مناط��ق منكوبة كمخيم اليرموك الذي بالكاد يذكر وهو‬ ‫ال��ذي ضم أكثر من ‪ 200‬الف مهجر قبل تهجيره وقصفه‬ ‫وحصاره؟ كيف تعامل البعض من هؤالء الذين تس��لقوا‬ ‫على ظهر الثورة وباسمها راحوا يمارسون السلب والنهب‬ ‫وتح��ت أعي��ن وتس��هيل عصاب��ات الظ��ام في ع��دد من‬ ‫المناطق المهجرة سكانها؟ كيف يجري التعامل مع هؤالء‬ ‫في المعضمية وداريا؟‬ ‫م��ن يعت��ب عل��ى معامل��ة بع��ض ال��دول لالجئين‬ ‫الس��وريين محق جدا في عتبه‪ ..‬لكن كان األجدى بهؤالء‬ ‫أن يتوقف��وا أم��ام هذه الطبق��ة الطفيلية التي تس��تغل‬ ‫مآس��ي الس��وريين في وطنهم بدءا من الخبز الذي باتت‬ ‫ال تعرفه كثير من المناطق إلى حبة الدواء وس��تر الناس‬ ‫تحت أسقف فيما يجب أن يكون كتكافل اجتماعي وطني‬ ‫ودين��ي‪ ..‬وال يكون التكافل الديني حي��ن تكون الضحية‬ ‫على وش��ك أن تذبح في في مس��ائل ش��كلية كما توحي‬ ‫ممارس��ات بعض القوى التي فهمت مهمتها الدينية كما‬ ‫ل��م يفهما مثال عمر بن ابن الخطاب رضي اهلل عنه وهو‬ ‫يفت��ح الق��دس‪ ..‬على عك��س ه��ؤالء الجهل��ة الذين إما‬ ‫كان��وا فعال يظنون أنفس��هم أكثر فهم��ا للدين من عمر‬ ‫ومن الس��لف أو أنهم حقا تعلموا الدين من منظور بعثي‬ ‫خالص‪ ..‬فليس��ت مهمة الثورة االنش��غال بتمثال هارون‬ ‫الرش��يد وال كنيس��ة في الرق��ة وإطالق النار ف��ي الهواء‬ ‫لتفري��ق متظاهري��ن محتجي��ن وال مالحقة الناش��طين‬ ‫المدنيين في عموم المناطق الخاضعة لس��يطرتهم في‬ ‫استعادة لشريط ممارسات الزمرة البعثية األسدية‪..‬‬ ‫الثائ��ر الحقيق��ي والح��ر الحقيقي هو ال��ذي يفهم‬ ‫دوره في تخفيف معاناة البش��ر التي قبلت التضحية بكل‬ ‫ش��يء تطبيقا حت��ى لقول عم��ر قبل ابراه��ام لينكولن‬ ‫"متى اس��تعبدتم الناس وق��د ولدتهم أمهاته��م أحرارا"‬ ‫وليس في اس��تعباد الناس من خالل استغالل حاجاتها ما‬ ‫ي��دل على أن هؤالء ي��ؤدون دورا فهموه على أكمل وجه‬

‫ب��ل ومن المؤس��ف أن بعضهم يظن حقا أن��ه أكثر فهما‬ ‫م��ن هؤالء الس��وريين الذي��ن صبروا كل ه��ذا الوقت ال‬ ‫ليستبدلوا طاغية بطغاة جدد‪..‬‬ ‫حين يستغل البعض حاجات الناس وأطفالها بأسعار‬ ‫ش��به خيالية في مناطق هُجر إليها هؤالء فهذا ال يسمى‬ ‫سوى االعتياش على معاناة وآالم الناس واالرتزاق باسم‬ ‫الث��ورة وخصوصا في مناطق تعتبر هادئة نس��بيا وعلى‬ ‫بع��د بضعة كيلومترات يموت األطف��ال جوعا وحصارا ال‬ ‫يترك للمحاصرين سوى النحت بالصخر مع توجيه نداءات‬ ‫للمش��غولين بالغنائم التي تبخرت في خان طومان‪ ..‬من‬ ‫ال يتذكر كل ذلك العتاد العسكري الذي جرى اغتنامه في‬ ‫خان طومان؟‬ ‫إذا كي��ف يت��رك الن��اس عرض��ة للمذاب��ح بأي��دي‬ ‫عصاب��ات بش��ار وحس��ن نص��ر اهلل وطائفي��ي العراق؟‬ ‫ألي��س م��ن األفض��ل اإلجاب��ة على س��ؤال الن��اس بدل‬ ‫نهرها وردعها وهي الت��ي انتفضت وثارت لكي ال تكون‬ ‫مج��رد قطيع يس��اق كما يرغب "القائ��د الخالد" من قبره‬ ‫وباس��م "ال ص��وت يعل��و فوق ص��وت المعرك��ة" التي ما‬ ‫زالت تحتاج للزمن والوقت المناس��بين‪ ..‬كما عند البعض‬ ‫الذي ال ينتبه إلى أن س��قوط منطقة ما أو استعادتها من‬ ‫عصاب��ات النظام ال تعني س��وى أن دوره قد اقترب وهو‬ ‫الذي يتخذ (هذا البعض) نهج التش��في والفرجة مس��ارا‬ ‫ألن تل��ك "الكتائ��ب لم تخضع لنا!"‪ ..‬ف��أي منطق جنوني‬ ‫هذا الذي يحكم عقل هؤالء؟‬ ‫بل يسأل بعض السوريين وهم محقون‪ :‬كيف يتم‬ ‫عرض تش��كيل "جيش اإلس�لام" بمث��ل الضخامة التي‬ ‫عرض��ت على الشاش��ات وإذ بمبحة الذيابية والحس��ينية‬ ‫والتقدم في زملكا؟ بل يسأل البعض عن معركة "بلدية‬ ‫اليرموك" وكأنها صارت س��تالينغراد‪ ..‬هذه فقط أس��ئلة‬ ‫بسيطة غير تلك األعمق التي يعرفها في قرارة أنفسهم‬ ‫القائم��ون على حمل مائة بطيخة ف��ي يد واحدة‪ ..‬وحين‬ ‫تقع م��ن أيديهم يبدأون الحديث ع��ن أن مهامهم كثيرة‬ ‫وموارده��م ش��حيحة‪ ..‬والقصة ال هذه وال تل��ك‪ ..‬لو لم‬ ‫يتدخل��وا في تحديد الحراك المدني الس��لمي وانش��غلوا‬ ‫فق��ط ف��ي مهمته��م األساس��ية بتخطي��ط عس��كري‬ ‫اس��تراتيجي لما انش��غلوا في أمور هي من مهمة القوى‬ ‫المدني��ة التي كانت تقوم بالمهمة ب��دءا من ثورة درعا‪..‬‬ ‫ولكان��وا أنجزوا الكثي��ر الكثير في مواجه��ة نظام منهار‬ ‫تقويه حالة التش��رذم والتفكك وعقلية عس��كرية تقوم‬ ‫على تضخيم مس��لحي الح��ارة وكأن بمق��دور الحارة أن‬ ‫تح��رر وطنا وش��عبا‪ ..‬والقصة أبس��ط من ذل��ك بكثير‪..‬‬ ‫ه��ي قصة ثورة ش��عب ال ثورة ألوية وكتائ��ب‪ ..‬واأللوية‬ ‫والكتائ��ب ه��ي م��ن الش��عب‪ ،‬وهك��ذا يفت��رض ويجب‬ ‫أن تتوح��د ألن الوح��دة ليس��ت خي��ارا وال ترف��ا لتواج��ه‬ ‫اس��تحقاقات تفرضها ثورة الش��عب ولتنته��ي من نظام‬ ‫العصابات المعربدة على امتداد األرض الس��ورية بفعل‬ ‫التنازع والنرجسية التي تحكم البعض‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫تخــــدير الثـــــورة‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫كل المب��ادرات والمؤتمرات والتصريحات و"االئتالفات"‬ ‫تعمل في س��بيل هدف واحد‪ :‬تخدي��ر الثورة تمهيداً لوأدها‪.‬‬ ‫ل��م يعد ذلك خافي��اً على أحد ول��م نعد بحاج��ة للكثير من‬ ‫األدلة على ذلك‪.‬‬ ‫عندما تحدث كثي��رون عن انتخابات ‪ 2014‬منذ بدايات‬ ‫الثورة في آذار ‪ 2011‬كان الرد من المتحمسين والمبهورين‬ ‫بما حدث في مصر وتونس‪ :‬هذا مستحيل ولن يدوم النظام‬ ‫س��وى أش��هر قليلة‪ .‬كان قصر النظر وطريق��ة النعامة في‬ ‫التعاطي مع المسألة الس��ورية هما عماد السياسة والرؤية‬ ‫للمعارضين وأش��باههم ومتس��لقيهم‪ .‬وها هو عام ‪2013‬‬ ‫يقت��رب من نهايت��ه وقد تم تدمي��ر نصف س��وريا وتهجير‬ ‫ثالث��ة أرب��اع س��كانها بينما ال ي��زال الحديث ع��ن انتخابات‬ ‫‪ 2014‬حاضراً بقوة أكثر من أي وقت مضى‪.‬‬ ‫لما سئل بشار األسد عن ترشحه النتخابات عام ‪2014‬‬ ‫م��ن قب��ل التلفزيون التركي ق��ال أنه "م��ن المبكر الحديث‬ ‫عن ذلك ولكن الرأي س��يكون للش��عب"‪ ،‬ولهذا يبدو النظام‬ ‫مرتاح��ًا ويخطط للمس��تقبل بينما فقد الش��عب الس��وري‬ ‫حاضره ومستقبله في لعبة األمم التي ال ترحم‪.‬‬ ‫خرج��ت مبادرة ن��زع وتدمير األس��لحة الكيميائية من‬ ‫رحم هذه اللعبة الكبي��رة‪ ،‬وبعدما بدأ أوباما وكيري الوعيد‬ ‫بالضرب��ات العس��كرية وج��رى إع��داد وإخ��راج أه��م فيلم‬ ‫تلفزيوني في هذه المرحلة وهو جلس��ات االس��تماع لكيري‬ ‫وجنراالت��ه وتبريراته��م للح��رب‪ ،‬وكان أن تلقف��ت العربية‬ ‫والجزي��رة هذه األف�لام ونقلتها على الهواء م��ع الكثير من‬ ‫التحلي�لات والقليل من المهنية (كالمعت��اد)‪ ،‬خرجت مبادرة‬ ‫تدمي��ر الكيميائي لتلقي بطوق نجاة جديد للنظام وتعطيه‬ ‫دفق��ة مدته��ا أكثر م��ن عام م��ن الدع��م والبق��اء‪ .‬وهكذا‬ ‫ب��دأت تجليات انتخابات الع��ام ‪ 2014‬وظهر واضحًا القصور‬ ‫السياسي والعقلي للمعارضة التي ال تزال في سرها سعيدة‬ ‫باس��تمرار المأساة الس��ورية طالما أن ذلك يعني سيو ًال من‬ ‫األم��وال والمعونات التي ال يعلم أح��د مصيرها‪ ،‬وطالما أن‬ ‫ذل��ك يعني اإلقامة ف��ي أي فندق في العال��م مجانًا وتلقي‬ ‫المكالمات واإلدالء بالتصريحات النارية المجانية والحصول‬ ‫على المزيد من الشهرة على حساب الدم السوري‪.‬‬ ‫ال ي��زال كل العال��م يقف إل��ى جانب النظام‪ ،‬وليس��ت‬ ‫التصريح��ات الجوفاء وال الخطب المش��تعلة س��وى فقاعات‬ ‫إعالمي��ة يراد منها إرضاء الرأي الع��ام المحلي في كل بلد‪،‬‬ ‫أم��ا الحقيقة فهي أن العالم يدعم س��راً وجهراً هذا النظام‪،‬‬ ‫ولي��س ما حدث ف��ي مصر ببعي��د عن مج��رى األحداث في‬ ‫المنطق��ة العربية عموماً‪ ،‬فما يحدث الي��وم هو إعادة إنتاج‬ ‫نظ��ام مبارك بش��كل جدي��د وبمبارك��ة خليجي��ة وأوروبية‬ ‫وأمريكية‪ ،‬ولهذا لم نس��تبعد أن تجري إعادة تشكيل نظام‬ ‫األس��د بوج��وه جدي��دة تقوم بإجه��اض ما تبق��ى من ثورة‬ ‫وتعيد السوريين إلى ما قبل المربع األول‪.‬‬ ‫س��يقوم خب��راء األس��لحة الكيميائية بتدمي��ر المخزون‬ ‫الس��وري من هذه األس��لحة على مدى أكثر م��ن عام وصو ًال‬ ‫إلى العام ‪( 2014‬مرة أخرى)‪ ،‬وكأن الخطة المرس��ومة تجري‬ ‫بحذافيره��ا نحو إبقاء النظ��ام أطول مدة ممكن��ة مع تدمير‬ ‫س��وريا ومقدراتها بأكبر شكل ممكن‪ ،‬حتى يبدأ أمراء الحرب‬ ‫بالتش��كل ش��يئًا فش��يئًا ويصبح التفاوض ممكنًا والتقسيم‬ ‫مقبو ًال‪ .‬س��يقوم الخب��راء بتدمير مئات الماليي��ن التي نهبها‬ ‫النظ��ام عل��ى مدى عقود في ش��راء أس��لحة تم اس��تخدامها‬ ‫الحقاً ضد السوريين ال أعدائهم‪ ،‬ولم يعد مهماً اليوم فيما إذا‬ ‫كشف الخبراء على أربعة مواقع أم على أربعين‪ ،‬فالسوريون‬ ‫ال يزالون يموتون بقذائ��ف وصواريخ الطائرات وقنابل الغاز‬ ‫على مبدأ " من لم يمت بالكيماوي مات بغيره"‪ ،‬وارتاح ضمير‬ ‫العالم للقضاء على الخط األحمر الوحيد حس��ب أوباما‪ ،‬بينما‬ ‫دماء السوريين الحمراء أضحت بال لون وال رائحة‪.‬‬ ‫أن اس��تمرار أمد األزمة في س��وريا ه��و مطلب دولي‬ ‫على ما يبدو‪ ،‬فال يمكن تفس��ير أن كل هذه القوى العظمى‬ ‫ومجموع��ات األصدق��اء ومئ��ات العقوبات لم تس��تطع حتى‬ ‫زحزحة هذا النظام أو س��حب الش��رعية منه بأي شكل‪ ،‬وإن‬ ‫الدع��وات الهزيلة لتنحي األس��د أضعف حتى م��ن دعوة أب‬ ‫لخ��روج ابنه من المنزل‪ .‬وإذا كان النظام في س��وريا يعتبر‬ ‫أنه يتعرض لمؤامرة كونية فإن األصح أن الش��عب السوري‬ ‫ه��و الذي يتع��رض لمؤام��رة كوني��ة م��ن العي��ار الثقيل‪،‬‬

‫خالد كنفاني‬

‫ح��م��ص ال��ق��دي��م��ة ال���س���وق ال���ت���ج���اري األث����ري‬

‫فالعقوبات المفروضة على س��وريا لم تطل النظام بمقدار‬ ‫ما طالت الش��عب ال��ذي يتعرض لموجة غالء أس��عار وندرة‬ ‫في المنتجات بش��كل غير مس��بوق‪ ،‬كما أن ارتفاع معدالت‬ ‫الجريم��ة والس��رقات بس��بب البطالة الجارف��ة التي ضربت‬ ‫قطاعات واس��عة من الش��عب الس��وري باتت تهدد فع ًال كل‬ ‫الكيان المجتمعي الس��وري‪ .‬ولهذا نسجل تخوفنا من تحول‬ ‫القضية الس��ورية إلى ما يشابه الحصار على العراق أعوام‬ ‫التسعينيات من القرن الماضي حين حوصر العراقيون بينما‬ ‫بقي صدام حسين على هرم السلطة‪.‬‬ ‫ليس األمر هن��ا دعماً لتصريحات النظ��ام أو مؤيديه‪،‬‬ ‫ولكنن��ا يح��ق لنا أن نش��ك اليوم ف��ي نوايا الق��وى الكبرى‬ ‫بع��د كل هذا الدم المس��فوك والموت المتنقل في س��وريا‬ ‫بدون أي حس��م أو حتى مالمح حس��م‪ .‬وبينم��ا يتم الصراخ‬ ‫والحماس والدفع باتجاه "معارك الحس��م" من قبل القنوات‬ ‫الس��عودية وغيرها يقوم النظام أيضًا بالدفع نحو "الحسم‬ ‫األخير" وهكذا يقتل الس��وريون بعضه��م ولكن بدعم من‬ ‫الالعبين الدوليين على كال الطرفين‪ .‬ويتم ترك السوريين‬ ‫لقدره��م المجه��ول تح��ت الش��عارات ذاته��ا ودون أي دعم‬ ‫حقيقي ينهي هذا الفصل الدموي من تاريخ سوريا‪ .‬تتنقل‬ ‫الفصائل المسلحة المختلفة سواء كانت من الجيش الحر أو‬ ‫غيره بين األحياء الس��كنية والقرى الصغيرة ويتم الترويج‬ ‫لمع��ارك وخطط حربي��ة ال نراها تودي ف��ي النهاية إال إلى‬ ‫تدمي��ر تلك األحي��اء والقرى على رؤوس س��اكنيها وتهجير‬ ‫أهلها بينما يقوم الجيش الحر بانس��حاب تكتيكي وراء آخر‬ ‫وكأن المقصود هو تدمير كل ش��بر من األرض السورية‪ .‬ال‬ ‫نشك لحظة واحدة في حماسة من يقفون على األرض في‬ ‫وجه آلة عس��كرية همجية ال تبقي وال ت��ذر‪ ،‬ولكن يجب أن‬ ‫يكون الجميع قد فهموا الدرس جيداً وأن يكونوا قد أصبحوا‬ ‫عل��ى دراية أحس��ن بعدوه��م حتى ال يس��قطوا في نفس‬ ‫الخطأ وفي نفس البالء‪.‬‬ ‫تحول��ت الكلم��ات إل��ى س��خافات ننطقها ب�لا روح وال‬ ‫معنى‪ ،‬ونشعر بالتخدير في كل أطرافنا والبرودة المتسللة‬ ‫إلى مش��اعرنا وقلوبنا‪ ،‬وبات اإلحباط س��يد الموقف وفقدنا‬ ‫معنى الحدي��ث‪ .‬هل نبكي أم ننتق��د أم نواصل الصراخ أم‬ ‫نمض��ي لحياتن��ا وما تبقى من أش�لائها المبعثرة بال حاضر‬ ‫وال مستقبل؟‬ ‫كان��ت الطبق��ة الحاكم��ة بعيدة ع��ن الن��اس وهموم‬ ‫الناس‪ ،‬وكان الجميع يرى الس��يارات الفارهة والقصور في‬ ‫ح��وزة "المناضلين" ودعاة االش��تراكية وأعداء الرأس��مالية‬ ‫واالمبريالية‪ ،‬بينما كان الفقير يزداد فقراً دون أن يسمع أحد‬ ‫معاناته أو شكواه‪ .‬وهاهم أعضاء االئتالف األكارم يزوروننا‬ ‫في الش��مال "المحرر" زيارات دوري��ة بروتوكولية ال تختلف‬ ‫كثيراً عن زيارات الفنانين والممثلين والراقصات للمخيمات‬

‫ومجمع��ات اللج��وء‪ .‬يلتقطون الص��ور مع بع��ض األطفال‬ ‫الجوعى والنس��اء الثكال��ى ليخرجوا بعدها إلى اس��طنبول‬ ‫والدوحة ويتس��ولوا المزيد م��ن ال��دوالرات لتغطية نفقات‬ ‫س��فرياتهم الت��ي ال تنتهي ومؤتمراتهم الباذخة ليناقش��وا‬ ‫هموم المواطن السوري‪ .‬يأتينا بالباراشوت وبشكل مباغت‬ ‫رئيس حكومة لم تطأ قدماه س��وريا منذ خمس��ة وعشرين‬ ‫عامًا ليقود سوريا (أو ما سيتبقى منها) بعد سقوط النظام‪،‬‬ ‫وال ينس��ى "س��يادته" بالطبع أن يس��ير على خطى سابقيه‬ ‫سواء من رموز النظام أو المجلس الوطني واالئتالف فيزور‬ ‫بعض قرى الش��مال السوري ويصافح رعيته بيده الكريمة‬ ‫ثم يغ��ادر محفوفًا بكل رعاية وتكري��م (وبنادق) على أمل‬ ‫انتظار الزيارة القادمة‪ .‬فما الذي نستبدله اليوم بماذا؟‬ ‫بتن��ا نخ��اف عل��ى هذه الث��ورة مم��ن دنس��وا طهرها‬ ‫ونقاءه��ا‪ ،‬مم��ن يغ��رر بش��بابها ويتالع��ب بمش��اعرهم‬ ‫ويبيعهم الوطنيات والوعود المعس��ولة‪ .‬كلما خرج تصريح‬ ‫أوروب��ي أو أمريك��ي أو خليج��ي "بض��رورة" أو"حتمي��ة" أو‬ ‫"تحذي��ر م��ن مجزرة" علمنا أن األس��وء ق��ادم ال محالة‪ .‬في‬ ‫كل المج��ازر الس��ابقة كانت التصريحات تخ��رج قبلها بيوم‬ ‫أو يومي��ن وكذلك التحذيرات ثم تق��ع المجزرة ويبدأ صراخ‬ ‫المعارضي��ن وتس��اؤلهم ال��ذي ال يه��دأ (وال يفه��م)‪" :‬أي��ن‬ ‫المجتم��ع الدول��ي؟" إذا كان أكث��ر من مائة وعش��رين دولة‬ ‫اجتمعت لتطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب سوريا‬ ‫فعلى من ينادي هؤالء؟‬ ‫ك��م م��ن المؤتمرات ال ي��زال أمامن��ا حت��ى ينجو هذا‬ ‫الش��عب؟ جاب المعارضون معظ��م دول العالم ألجل "دعم‬ ‫الث��ورة الس��ورية" بينما تعاني هذه الث��ورة المزيد والمزيد‬ ‫من الس��قطات واالستغالل والضياع‪ ،‬ذات الدول التي تدعي‬ ‫صداقة الش��عب الس��وري ومعاداة النظام اليوم كانت فيما‬ ‫مض��ى صديقة للنظ��ام ومعادية للش��عب‪ ،‬ولكن ما يختلف‬ ‫اليوم ه��و التبادل في المس��ميات ال األدوار‪ ،‬فالنظام يزداد‬ ‫شراس��ة والش��عب يزداد ألماً‪ ،‬وال ضوء في آخر النفق سوى‬ ‫ألسنة اللهب التي أحرقت األخضر واليابس‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬يقول فاروق جويدة‪:‬‬ ‫ف����ق����ال ب����ح����زن‪ :‬م����ن ال���س���ائ���ري���ن‬ ‫س���أل���تُ ال���ط���ري���ق‪ :‬ل���م���اذا ت��ع��ب��ت؟‬ ‫زح������ام ال����دم����وع ع���ل���ى ال��راح��ل��ي��ن‬ ‫أن��ي��ن ال���ح���ي���ارى‪ ..‬ض��ج��ي��ج ال��س��ك��ارى‬ ‫وأش�����ل�����ا ُء ح�����ب وع�����م�����رٌ ح���زي���ن‬ ‫وب����ي����ن ال���ح���ن���اي���ا ب���ق���اي���ا أم�����ان‬ ‫ٌ‬ ‫ول����ي����ل ي���ع���رب���د ف����ي ال��ج��ائ��ع��ي��ن‬ ‫وف�����وق ال��م��ض��اج��ع ع��ط��ر ال��غ��وان��ي‬ ‫وض������اع غ���ري���ب���اً م����ع ال��ض��ائ��ع��ي��ن‬ ‫وط�����ف� ٌ‬ ‫����ل ت����غ����رب ب���ي���ن ال���ل���ي���ال���ي‬


‫عامر محمد ‪ -‬دمشق‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أعلنت مئذنة جامع فلس��طين في المخيم ما كان‬ ‫يس��تفتي به أبو أحمد‪ ،‬أعلن المؤذن فجر السبت (‪12‬‬ ‫‪ )2013 / 10 /‬في مخيم اليرموك المحاصر منذ ثالثة‬ ‫أشهر أن فتوى ش��رعية أجازت للسكان تناول القطط‬ ‫والحمي��ر وال��كالب‪ ،‬بع��د أن بل��غ األم��ر ‪ -‬بم��ا تقدره‬ ‫الفصائل الفلس��طينية بحوالي خمسة وعشرين ألف‬ ‫فلس��طيني وس��وري ‪ -‬حالة من االضط��رار المفضي‬ ‫إلى الهالك‪ ،‬استبشر أبو أحمد بطعام ألبنائه األربعة‪،‬‬ ‫بق��ي اآلن إقناعهم بأن هذا اللحم له طعم لذيذ‪ ،‬قبل‬ ‫ثالثة أيام من ذلك (‪ - 8‬تش��رين أول) كانت أم محمد‬ ‫المحاصرة أيضاً في اليرموك تُس��مع صوتها للعالم‪،‬‬ ‫وبشكل أدق‪ ،‬كانت تصرخ في اتصال أجرته مع إذاعة‬ ‫قريب��ة من النظام تبث م��ن العاصمة‪ ،‬قالت أم محمد‬ ‫عبر موج��ات الـ (‪ )Fm‬في منتصف نهار دمش��ق "من‬ ‫أي��ن س��تأتون بفلس��طينيين تتاجرون به��م إذا قُتلنا‬ ‫نح��ن م��ن الج��وع؟" ال يُعلم كي��ف تمكن��ت أم محمد‬ ‫م��ن إيص��ال صوته��ا عبر اإلذاع��ة‪ ،‬وكيف ل��م يقطع‬ ‫االتص��ال معها بالذات حين قالت "أنتم تقتلوننا نحن‪،‬‬ ‫وتجوعننا نحن‪ ،‬وليس المسلحين‪ ،‬ماذا تريدون؟ لماذا‬ ‫تحاصروننا؟"‪.‬‬ ‫أب��و أحمد كان قد أمضى أس��بوعا يس��تفتي في‬ ‫أكل لح��وم القط��ط والكالب‪ ،‬فما من ح��ل آخر لديه‪،‬‬ ‫لكنه يس��تذكر جيداً حربًا قديمة ش��نت على مخيمات‬ ‫الفلس��طينيين فيما مضى‪ ،‬حرب المخيمات في لبنان‬ ‫(‪ )88 - 84‬أربع س��نوات قتل فيها الفلسطينيون جوعًا‬ ‫وعطش��ًا م��ن ذات الوجوه الت��ي أعادت أنتاج نفس��ها‬ ‫في ‪ ،2013‬النظام الس��وري‪ ،‬الجبهة الشعبية لتحرير‬ ‫فلس��طين القي��ادة العامة‪ ،‬حركة أمل ورئيس��ها نبيه‬ ‫بري‪ ،‬ش��نت طوال أربعة أعوام تقريباً حصاراً وقنصًا‬ ‫على مخيمات الالجئين في بيروت‪ ،‬في عملية توصف‬ ‫س��راً بأنها أكث��ر إجراماً م��ن مجزرة صبرا وش��اتيال‪،‬‬ ‫حينه��ا أُعل��ن أن كأس الم��اء يس��اوي كأس دم ف��ي‬ ‫مخيمات الفلس��طينيين في بيروت‪ ،‬ال يعلم أبو محمد‬ ‫الي��وم بماذا سيس��تبدل‬ ‫رغي��ف الخب��ز‪ ،‬أو لح��م‬ ‫القطة ليطعم أطفاله‪.‬‬ ‫ف��ي الخ��ارج‪ ،‬بعيداً‬ ‫ع��ن مداخ��ل المخي��م‬ ‫الت��ي تحرس��ها جي��داً‬ ‫الجبهة الش��عبية لتحرير‬ ‫فلسطين القيادة العامة‬ ‫الت��ي يقوده��ا أحم��د‬ ‫جبريل‪ ،‬وش��بيحة شارع‬ ‫نس��رين ‪ -‬الذي��ن يطيب‬ ‫للنظ��ام أن يس��ميهم‬ ‫جي��ش الدف��اع الوطن��ي‬ ‫ م��ع جي��ش النظ��ام‪،‬‬‫حراس�� ٌة م��ن أي رغي��ف‬ ‫خب��ز ق��د يتس��لل إل��ى‬ ‫المخيم‪ ،‬فيما ميليشيات‬ ‫ح��زب اهلل وأب��و الفضل‬ ‫العباس تخط��ط لدخول‬ ‫المخي��م م��ن خاصرت��ه‬ ‫الجنوبي��ة انطالق��ا م��ن‬ ‫الس��يدة زين��ب‪ ،‬يصغي‬ ‫أبو وائل (‪ 47‬عام س��ائق‬

‫تكس��ي) لصوت أم محمد تقول عبر المذياع "المخيم‬ ‫يموت الش��عب الفلس��طيني يموت" كان أبو وائل في‬ ‫ش��ارع الثورة متجهًا إلى ساحة األمويين حين أوقفته‬ ‫ام��رأة ف��ي الثالثينيات‪ ،‬وس��ألته أن يقلها إل��ى المزة‪،‬‬ ‫م��ع المرأة ترك��ب امرأة أخ��رى تكبره��ا بثالثين عام‬ ‫عل��ى األقل الثاني��ة أم لألولى‪ ،‬بينما تنش��غل األولى‬ ‫برفع "طاولة" في صندوق الس��يارة وتتأخر في ذلك‪،‬‬ ‫يغضب أبو وائل فالزحام ش��ديد‪ ،‬فتُس��رع في إغالق‬ ‫الصندوق وتركب بجوار أمها‪ ،‬فينطلق أبو وائل‪ ،‬يدور‬ ‫حديث طويل ط��وال الطريق ع��ن الطاولة وفوائدها‬ ‫بين األم وابنتها‪ ،‬ومدى حسنها ومتانتها‪ ،‬تقول االبنة‬ ‫حرفي��ًا "طاول��ة مواتي��ة" فتثني األم عليه��ا‪ ،‬ثم تترد‬ ‫االبنة وتلوم نفس��ها ألنها لم تشتري الطاولة الثانية‬ ‫فتذكره��ا األم أن الش��يطان يزغ��زغ بصيرته��ا اآلن‪،‬‬ ‫فتس��تغفر االبنة ربها وتصمت‪ ،‬كانت "الطاولة" التي‬ ‫ألقيت في صندوق السيارة ما هي إال منضدة خشبية‬ ‫صغيرة (‪ 35*35‬سم) ابتاعتها األم مع ابنتها من سوق‬ ‫"الحرامية" في ش��ارع الثورة‪ ،‬م��ع تهالكها وميلها نحو‬ ‫األرض‪ ،‬وعش��رات من الطعنات التي تلقاها الخشب‪،‬‬ ‫ورحي��ل اللون عن ّ‬ ‫جل المنض��دة‪ ،‬ناهيك عن حجمها‪،‬‬ ‫ومساميرها التي غادر معظمها وبقي اآلخر ينتظر أي‬ ‫فرص��ة ليفعل‪ ،‬كانت تناقض أي وص��ف وال يجوز أن‬ ‫يطلق عليها اسم "طاولة" لكن من يهتم؟ فاألم تقول‬ ‫إنها طاولة واالبنة متأكدة وال تدعوها إال طاولة‪.‬‬ ‫ال يرق قلب أبو وائل كثيراً لوضع الطاولة‪ ،‬فلديه‬ ‫من الهم��وم التي لي��س أولها ابنه المص��اب بالتوحد‬ ‫وم��ا يكلف��ه من ع�لاج‪ ،‬ولي��س آخره��ا منزل��ه الذي‬ ‫ته��دم بقذيفة مجهولة الهوية في حرس��تا‪ ،‬أبو وائل‬ ‫ف��ي الم��زة اآلن يبحث عن زبون جدي��د‪ ،‬ولديه قائمة‬ ‫س��وداء بمناطق مشتعلة في دمشق لن يقود الزبائن‬ ‫إليه مهما أصروا‪ ،‬عند أبنية (األربعة عشر) في الشيخ‬ ‫س��عد تمتد يدٌ تطلب من أبو وائل التوقف‪ ،‬ش��اب في‬ ‫الثالثينيات يرتدى بنطا ًال مموهاً وكنزة سوداء‪ ،‬يطلب‬

‫من أبو وائل التوجه إلى س��احة األمويين‪ ،‬لم يكن أبو‬ ‫وائل قد بدل الس��رعة بعد‪ ،‬حين لمح بريقاً لمسدس‬ ‫يغادر خاص��رة الراكب ويرتفع في اله��واء ليوجه إلى‬ ‫صدغ��ه‪ ،‬ال تزال الس��اعة قرابة الواحدة ظه��راّ وهذا‬ ‫المس��لح المم��وه لي��س "إرهابي��اً" أفغاني��ًا ط��اب له‬ ‫"التخريب" في المزة‪ ،‬الشارع مكتظ والسيارات كثيرة‬ ‫والمارة أكثر‪ ،‬وأبو وائل يواجهُ فوهة س��بطانة يقول‬ ‫ل��ه حاملها "قد الس��يارة اآلن إلى ال��ـ ‪ "86‬ال يذكر أبو‬ ‫وائل متى كان��ت آخر مرة بكى فيها‪ ،‬كما ال يعلم هل‬ ‫يبك��ي اآلن خوفًا‪ ،‬أم أن هذا المتس��اقط منه اآلن دمع‬ ‫الدهش��ة‪ ،‬فيما ُ‬ ‫يغلظ صوت المس��لح المموه وتتجمع‬ ‫عضالت وجهه بين عينيه ليؤثر أكثر‪ ،‬يشرح أبو وائل‬ ‫ل��ه وضع ابنه وبيت��ه وحياته‪ ،‬وكي��ف أن الديون أكلت‬ ‫كل مس��تقبله‪ ،‬وأن��ه إذا خط��ف اآلن فل��ن يدف��ع أحد‬ ‫ما ًال لتحريره‪ ،‬وكمعجزة‪ ،‬يرق قلب المس��لح فيخفض‬ ‫الفوه��ة‪ ،‬ويق��ول "منت��وف‪ ..‬هنت" ويترجل‪ ،‬يش��هق‬ ‫أبو وائل وقد اس��تعاد النفس‪ ،‬يبدل الس��رعة‪ ،‬يطفئ‬ ‫المذياع‪ ،‬ويتابع السير‪.‬‬ ‫في المخيم أنه��ت أم محمد اتصالها المعجزة مع‬ ‫اإلذاع��ة‪ ،‬ووضعت الس��ماعة من يدها‪ ،‬وب��دأت تفكر‬ ‫في م��ا يمكن صنعه م��ن بصلة واحدة و"كمش��تين"‬ ‫من العدس‪ ،‬بالنس��بة ألبو محمد أي طعام س��تصنعه‬ ‫الزوج��ة س��يكون محرجًا أثن��اء التناول‪ ،‬فال��زوج فقد‬ ‫ي��ده اليمنى في قذيفة دكت الحي قبل أس��ابيع‪ ،‬فيما‬ ‫ل��ن يميز محم��د (‪ 17‬عام��ًا) الفرق بين طع��م اللحم‬ ‫وطعم البرغل‪ ،‬مرض التوحد الذي يعاني منه يعطيه‬ ‫ه��ذه المي��زة‪ ،‬في اإلذاع��ة انتهى البرنامج المباش��ر‪،‬‬ ‫واس��تبدل صوت أم محمد بص��وت رويدا عطية وهي‬ ‫تص��رخ "متل الش��مس جبين��ك عالي"‪ ،‬فيم��ا يُجري‬ ‫أحمد جبريل اتصا ًال مع بيان مزعل‪ ،‬وهذا األخير قائد‬ ‫كتيبة تَنس��بُ نفسها للجيش الحرّ وتحترف السرقة‬ ‫في المخيم‪ ،‬تقول أوساط مقربة من القاتل والسارق‬ ‫أن االتصال كان إيجابيا وتم في أجواء ودية‪.‬‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫خميم الريموك‬ ‫ات�صــــال �أم حممـــد املعجـــزة‬

‫‪11‬‬ ‫آث�����ار ال���دم���ار ف���ي م��خ��ي��م ال���ي���رم���وك ب��دم��ش��ق‬


‫تحقيق ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫ق�ضية ع�سرية ب�صعوبات كبرية‬ ‫التعليم يف مدينة الرقة‬ ‫الفا سلو‬ ‫بع��د تحري��ر الرق��ة ف��ي ش��هر آذار م��ن الع��ام‬ ‫الماضي‪ ،‬توقفت المدارس نتيجة قصف قوات النظام‬ ‫للمدين��ة‪ .‬و لم تج��ري امتحان��ات وزاريّة لش��هادتي‬ ‫التعلي��م األساس��ي و الثانوي ف��ي المحافظ��ة‪ ،‬حيث‬ ‫ُطلب من طالب الرق��ة التوجُّه إلى محافظات مجاورة‬ ‫للتق��دم لالمتح��ان‪ .‬ل��م يتمك��ن الكثير م��ن الطالب‬ ‫الذه��اب ألس��باب أمني��ة و مادي��ة‪ .‬و م��ع التحرير قام‬ ‫مجموع��ة م��ن المعلمين بتش��كيل (اتح��اد المعلمين‬ ‫األح��رار) ال��ذي س��مّي في ما بع��د (مديري��ة التربية‬ ‫الحرة) و قاموا بتنظيم امتحانات متأخرة للش��هادتين‬ ‫ليقدم��وا بدي ً‬ ‫ال للطالب الذين ل��م يتمكنوا من التقدم‬ ‫لالمتحان في محافظ��ات أخرى‪ .‬عمل اتحاد المعلمون‬ ‫األح��رار على الحص��ول على اعتراف للش��هادات التي‬ ‫منحوها ولكنهم واجهوا صعوبات في األمر‪.‬‬ ‫"أن��ا أدع��ي اهلل إن��و يوفقن��ا وانش��اهلل نكمّ��ل‬ ‫الدراس��ة أكثر من أوّلي‪ ..‬أنا ما عاد أخاف من القصف‬ ‫أب��داً‪ ،‬ألن المكت��وب ما منّ��و هروب‪ ..‬انش��اهلل نرجع‬ ‫مت��ل أوّلي وأكث��ر"‪ ،‬يقول محم��د (‪ 17‬عام��ًا)‪ ،‬طالب‬ ‫البكالوري��ا في ثانوية ابن الطفيل التجارية في الرقة‬ ‫الذي أصيب خالل قصف لطيران النظام السوري على‬ ‫الثانوية مؤخراً‪.‬‬ ‫خ��رج محم��د م��ن بيت��ه بتاري��خ ‪ 29‬أيل��ول في‬ ‫الس��ابعة والنص��ف صباح��ًا‪ ،‬متوجه��اً إلى مدرس��ته‬ ‫التجاري��ة‪ .‬ألق��ى التحية عل��ى رفاقه وتحدث��وا قلي ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫ث��م أخبرهم أنه س��يذهب ليس�� ّلم على أس��تاذه‪ .‬لم‬ ‫يكن قد تقدم بضعة أمتار حتى س��مع صوت الطائرة‬ ‫التي س��قط منها ص��اروخ رماه بضعة أمت��ار وأفقده‬ ‫الوعي وأصابه بعدّة ش��ظايا في رجليه وثالث شظايا‬ ‫صغيرة في رأسه‪ .‬قام رفاق محمد بإسعافه وأجرى له‬ ‫صورة طبقي محوري‪ ،‬وبعدها تم نقله إلى المشفى‬ ‫الوطني في الرقة‪ ،‬وعلمت أسرته بمكانه الحقًا‪.‬‬ ‫كان م��ن المفترض أن تباش��ر الم��دارس الدوام‬ ‫م��ع بداية ش��هر رمضان من هذا الع��ام‪ ،‬ولكن حدثت‬ ‫ع��دة عراقي��ل‪ :‬منه��ا اس��تخدام الم��دارس كمطع��م‬ ‫إغاث��ي؛ وكذل��ك ع��دم رغب��ة بع��ض أعض��اء الكادر‬ ‫التدريس��ي بالتعامل م��ع «اتحاد المعلمي��ن األحرار»‬ ‫الذي تم تش��كيله بع��د تحرير مدينة الرقة ويس��عى‬ ‫ليك��ون بدي ً‬ ‫ال عن مديري��ة التربية ف��ي المدينة‪ ،‬ظنًا‬ ‫منهم بأن النظام س��يعود للس��يطرة يوماً ما؛ كما أنه‬ ‫ال توج��د جه��ة تتكفل بدفع الروات��ب‪ ،‬إذ أن «االئتالف‬ ‫قد تعهد بدفع تعويض عن ش��هر االمتحانات فقط»‪،‬‬ ‫وفقًا لألستاذ عبد الباسط (عاماً) عضو االتحاد الوليد‪.‬‬ ‫بعض الكتائب قامت بتسليم المدارس إلى لجنة‬ ‫من «اتح��اد المعلمين األح��رار»‪ ،‬وبدأ ال��دوام بتاريخ‬ ‫‪ 22‬أيل��ول م��ن ه��ذا الع��ام في م��ا يقارب الس��بعين‬ ‫مدرس��ة في مدين��ة الرقة؛ وبقيت عش��ر مدارس لم‬ ‫يتم تس��ليمها من قبل الكتائب المستقرة فيها؛ وسبع‬ ‫مدارس يقطن فيه��ا نازحون؛ وثماني مدارس قريبة‬ ‫من الفرقة ‪ 17‬التي التزال تحت سيطرة النظام وتعد‬ ‫منطقة اشتباكات؛ وهناك عشر مدارس مدمّرة‪.‬‬ ‫مع بدء العام الدراسي استلم المعلمون رواتبهم‬ ‫من الدولة (النظام السوري) عن خمسة شهور قُطعت‬ ‫عنه��م خاللها‪ ،‬وقد كان عليه��م الذهاب إلى محافظة‬ ‫دير ال��زور ليقبضوها‪ .‬ثم عادوا إلى مدارس��هم التي‬ ‫كان��وا فيها س��ابقًا‪ ،‬واعتُم��دت المناهج الس��ابقة مع‬ ‫تغيير بس��يط فيما يتع ّلق بم��ادة «التربية القوميّة»‬

‫أو الفق��رات التي تتضمن إش��ارة إلى ح��زب البعث أو‬ ‫نظام األس��د‪ .‬ل��م تتواصل وزارة التربي��ة في النظام‬ ‫مع «اتحاد المعلمين األحرار» بش��أن االمتحانات‪ ،‬وفي‬ ‫ح��ال لم يتم األمر الحقًا س��يقوم «االتح��اد» بتنظيم‬ ‫امتحان��ات خاصة بالمناط��ق المحررة‪ ،‬وس��يواصلون‬ ‫س��عيهم الذي بدأوه منذ العام الماضي لنيل االعتراف‬ ‫بشهاداتهم‪.‬‬ ‫أم ح��ازم (‪ 46‬عاماً) هي أم لخمس��ة أوالد‪ ،‬منهم‬ ‫ابنة في الس��نة الثالثة في كلية الهندسة في الرقة –‬ ‫وهي متخوفة من االلتحاق بجامعتها الحتمال تعرضها‬ ‫لمضايق��ات م��ن قب��ل «داع��ش» (الدولة اإلس�لامية‬ ‫في العراق والش��ام) بس��بب ع��دم ارتدائه��ا الحجاب؛‬ ‫وطالبت��ان ف��ي كلية الط��ب بجامعة حلب ل��م تلتحقا‬ ‫بال��دوام بعد؛ هذا وق��د امتنعت أم حازم عن إرس��ال‬ ‫ابنته��ا طالبة الص��ف التاس��ع ألن مدرس��تها محاطة‬ ‫بدوائ��ر حكومية اتخذتها بع��ض الكتائب مقراتٍ لها‪.‬‬

‫تقول أم حازم‪« :‬بالرغم من أن النظام ما عب يقصف‬ ‫مق��رات الكتائب‪ ،‬بس [فقط] ع��ب يقصف المدنيين‪،‬‬ ‫بس مع ذلك عنا تخوف إنو ممكن يس��تهدفوهم بأي‬ ‫لحظة»؛ وترس��ل أم حازم ابنها طالب الصف السادس‬ ‫إلى مدرسته ألنها تقع أمام بيتها وال وجود ألية كتيبة‬ ‫في منطقتهم‪.‬‬ ‫بعد س��بعة أش��هر على تحرير مدين��ة الرقة‪ ،‬ما‬ ‫ي��زال التعلي��م فيها قضية عس��يرة تواج��ه صعوبات‬ ‫شتى‪ ،‬الوضع األمني والحرب المتواصلة يثيران لقلق‬ ‫الجميع‪ ،‬فيما الوضع االجتماعي المحافظ‪ ،‬الذي عزّزه‬ ‫التواجد الكثيف للكتائب المتش��دّدة في المدينة‪ ،‬يثير‬ ‫قل��ق الفتي��ات‪ ،‬أما االقتص��اد التعليم��ي فمتخبّط ما‬ ‫بين تبعية للدولة التي يس��يطر عليها النظام وتبعية‬ ‫للمعارض��ة المقصّ��رة ف��ي كل ش��يء‪ ،‬لك��ن «اتحاد‬ ‫المعلمين األحرار» مستمر في العمل إلنجاح المسيرة‬ ‫التعليمية بما تيسّر من مدارس وأموال وعزيمة‪.‬‬

‫ال��ص��ور ل��م��دارس ف��ي م��دي��ن��ة ال��رق��ة | الكاتبة‬


‫ياسر مرزوق‬

‫�أعماله‪:‬‬ ‫الشعر‬ ‫‪ )1‬ديوان «شعر»‪ ،‬حلب‪.1936 ،‬‬ ‫‪ )2‬ديوان «من عمر أبو ريشة»‪ ،‬بيروت‪.1947 ،‬‬ ‫‪ )3‬ديوان «مختارات»‪ ،‬بيروت‪.1959 ،‬‬ ‫‪ )4‬مجموعة ش��عرية «غنيت في مأتمي»‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫‪.1971‬‬ ‫‪ )5‬دي��وان «عم��ر أبو ريش��ة» (المجل��د األول)‪ ،‬دار‬ ‫العودة‪.1971 ،‬‬ ‫‪ )6‬مجموع��ة ش��عرية «أم��رك ي��ا رب»‪ ،‬ج��دة‪،‬‬ ‫السعودية‪.1980 ،‬‬ ‫‪ )7‬مجموعة ش��عرية «من وحي المرأة»‪ ،‬دمش��ق‪،‬‬ ‫‪.1984‬‬ ‫‪ )8‬ديوان باإلنكليزي��ة «التطواف ‪»Roving along‬‬ ‫دار الكشاف‪.1959 ،‬‬ ‫المسرحيات الشعرية‪:‬‬ ‫‪ )1‬مسرحية «ذي قار»‪ ،‬حلب‪.1931 ،‬‬ ‫‪ )2‬مسرحيات «محكمة الشعراء‪ ،‬سميراميس‪ ،‬تاج‬ ‫محل‪ ،‬الطوفان‪ ،‬أوبريت عذاب»‪.‬‬ ‫مالحظ��ة‪ :‬مس��رحيتا «الطوف��ان» و«محكم��ة‬ ‫الش��عراء» ل��م تُنشَ��رَا بالكامل‪ ،‬بل نُشِ��رَت بعض‬ ‫فصولها في مجلة الحديث‪ .‬ومن المسرحيات التي كتبها‬ ‫ولم ينشُ��ر منها س��وى فصل واحد ف��ي مجلة الحديث‬ ‫مس��رحية «س��ميراميس» كما كتب مس��رحية شعرية‬ ‫أس��ماها «أوبريت عذاب»‪ ،‬كما َ‬ ‫تُذكر مس��رحية سابعة‬ ‫للشاعر عنوانها «الحسين بن علي»‪.‬‬ ‫الترجمة‪:‬‬ ‫«إيدي يوريدس»‪ :‬مسرحية للمؤلف البرازيلي بدر‬ ‫وبلوك عربها أبو ريشة والياس خليل زخريا‪ ،‬ونُشِرَت‬ ‫في بيروت عن دار الحضارة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬

‫للقلـــــــــــــم‬ ‫منبرٌ للسيف أو‬ ‫ِ‬ ‫أت��ل��ق��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��اك وط��رف��ـ��ـ��ـ��ـ��ي م��ط��رقٌ‬ ‫المنصــــرم‬ ‫��س���كِ‬ ‫خ��ج�ل ًا م��ن أم� ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي��ك��اد الدمـــــع يَ��ه��مِ��ي عابثــاً‬ ‫م��ن ب��ق��اي��ا ك��ب��ري��ا ِء األلـــــــــــم‬ ‫ك��م تخــــطيتُ ع��ل��ى أص��دائ��ـ��ـ��ه‬ ‫الشمــــم‬ ‫م��ل��ع��ب ال���ع��� ِز وم��غ��ن��ى‬ ‫ِ‬ ‫وتهاديـــــتُ ك��أن��ي ســـــاحبٌ‬ ‫م���ئ���زري ف����وق ج���ب���اه األن��جُ��ـ��ـ��ـ��ـ��م‬ ‫أمتـــــي ك��م غ��ص � ًة داميــــــ ًة‬ ‫خ��ن��ق��ت ن���ج���وى عُ��ل��اك ف���ي فمي‬ ‫اإلس���رائ���ي���ل ت��ع��ـ��ـ��ل��و راي��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ � ًة‬ ‫ّ‬ ‫وظِ����ل ال��ح��رم؟‬ ‫ف��ي حِ��م��ى ال��م��ه��د‬ ‫ك��ي��ف أغ��ض��ي��تِ ع��ل��ى ال�����ذل ول��م‬ ‫ت��ن��ف��ض��ي ع��ن��ك غ��ب��ار ال��ت��ـ��ـ��ـ��ـ��ه��م؟‬ ‫رب وام��ع��ت��ص��ـ��ـ��م��اهُ ان��ط��ل��ـ��ـ��ق��تْ‬ ‫م���ل َء أف����واهِ الصبايا اليتّــــــــم‬ ‫ع��ام ‪1949‬كان الزعي��م حس��ني الزعي��م‪ ،‬عل��ى‬ ‫إعجاب كبير بالش��اعر عمر أبي ريشة‪ ،‬الذي كان يومئذٍ‬ ‫مدي��راً لدار الكت��ب الوطنية في حل��ب‪ .‬وكانت الحكومة‬ ‫في حاجة إلى سفراء ووزراء مفوَّضين‪ ،‬فاقترح األستاذ‬ ‫فتح اهلل الصقال أن يعيِّن األس��تاذ أبو ريش��ة س��فيراً‬ ‫لس��وريا في البرازيل‪ ،‬فاعترض حسن جبارة‪ ،‬وقال‪ :‬أن‬ ‫تعيينه مخال��ف للقانون‪ ،‬ألنه ال يحمل ش��هادة جامعية‬ ‫تخوّل��ه ه��ذا الح��ق‪ ،‬وتتي��ح له تس��لم هذه الس��فارة‪.‬‬ ‫وعندئ��ذ تصدّى له األس��تاذ الصقال قائ� ً‬ ‫لا‪ :‬ولكن عمر‬ ‫أكبر من الشهادات‪.‬‬ ‫وبالفع��ل التحق أبو ريش��ة بالعمل الدبلوماس��ي‬ ‫وبق��ي فيه قراب��ة الثالثين عاماً متنق� ً‬ ‫لا بين العواصم‬ ‫حيث عين وزير س��وريا المفوض في البرازيل ‪ 1949‬م‬ ‫‪ 1953‬م ثم وزير سوريا المفوض لألرجنتين والتشيلي‬ ‫‪ 1953‬م ‪ 1954‬م ث��م س��فير س��وريا ف��ي الهند ‪1954‬‬ ‫م ‪ 1958‬م فس��فير الجمهورية العربي��ة المتحدة للهند‬ ‫‪1958‬م ‪ 1959‬م ثم س��فير الجمهورية المتحدة للنمسا‬ ‫‪ 1959‬م ‪1961‬م‪ ،‬سفير سوريا للواليات المتحدة ‪1961‬‬ ‫م ‪1963‬م‪ ،‬سفير سوريا للهند ‪ 1964‬م ‪ 1970‬م‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ول��د عم��ر ب��ن ش��افع ب��ن الش��يخ‬ ‫مصطف��ى أبو ريش��ة ع��ام ‪ 1911‬في عكا‬ ‫بفلس��طين‪ .‬في حين يرى بعض الباحثين‬ ‫أنه وُلِدَ س��نة ‪ 1910‬ف��ي منبج‪ ،‬وقد كان‬ ‫شافع من أبناء األمراء في عشيرة الموالي‪،‬‬ ‫انح��دروا من آل حيّار بن مهنا بن عيس��ى‬ ‫من س�لالة فضل بن أبي ربيعة من طيء‪،‬‬ ‫ونبت فيهم الش��عر من قدي��م‪ .‬وكان لهذه‬ ‫العش��يرة ق��وة ف��ي عه��د العثمانيي��ن إذ‬ ‫حكمت أط��راف المعرّة إلى حماة‪ ،‬وأرس��ل‬ ‫العثماني��ون ش��افعاً إل��ى األس��تانة لتلقي‬ ‫العل��وم فيها‪ ،‬ولما حصَّل ش��يئاً منها‪ ،‬عاد‬ ‫إل��ى بل��ده وعمل موظف��ًا ف��ي اإلدارة‪ ،‬ثم‬ ‫ترقّى إلى قائمقام في منبج‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫أن��ه أصب��ح قائمقام ف��ي منب��ج والخليل‪،‬‬ ‫فإنه أمضى س��نين طويلة منفي��اً أو دائم‬ ‫الترح��ال‪ ،‬وبعد عودت��ه من المنف��ى أقام‬ ‫في حلب‪ ،‬حيث عمل في الزراعة‪ ،‬ثم هجر‬ ‫الزراع��ة‪ ،‬وقبل منصب قائمقام طرابلس‪.‬‬ ‫وكان ش��افع ش��اعراً مجيداً‪ ،‬فقد كتب عدة‬ ‫قصائ��د في رث��اء ش��وقي وحاف��ظ وعمر‬ ‫المختار‪ ،‬والدته تدعى خيرة اهلل اليشرطي‬ ‫من فلسطين‪.‬‬ ‫تلق��ى أب��و ريش��ة علومه بمدرس��ة‬ ‫النم��وذج االبتدائي��ة في حلب‪ .‬ث��م التحق‬ ‫بالجامعة األميركية في بيروت سنة ‪1924‬‬ ‫لكي يتم دراسته الثانوية‪ ،‬عام ‪1929‬سافر إلى إنكلترا‬ ‫ليدرس كيمياء األصباغ والنس��يج في مانشس��تر‪ ،‬لكنه‬ ‫انصرف إلى الشعر يقرأ عيون الشعر اإلنكليزي‪ ،‬وعلى‬ ‫الخصوص ش��عر شكس��بير‪ ،‬ش��لي‪ ،‬كيت��س‪ ،‬ميلتون‪،‬‬ ‫تنيس��ون‪ ،‬براونينغ‪ ،‬بو‪ ،‬غ��راي‪ .‬كما أن��ه درس بودلير‬ ‫بوصفه شاعره المفضل‪.‬‬ ‫أثن��اء إقامت��ه ف��ي انكلت��را زاد تعلق��ه بالدي��ن‬ ‫ً‬ ‫داعية له ف��ي "لندن"؛ فراح‬ ‫اإلس�لامي‪ .‬وأراد أن يعم��ل‬ ‫يت��ردّد عل��ى جامع لن��دن‪ ،‬ويُصاح��ب أناسً��ا كثيرين‪،‬‬ ‫ويكتب العدد الكبير م��ن المقاالت في هذا الميدان‪ .‬ثم‬ ‫انقلب "عمر" إلى "باري��س"‪ ،‬وعاد منها إلى "حلب" عام‬ ‫‪ ،1932‬دون أن يكمل دراس��ة الكيمياء ليتفرغ للش��عر‪،‬‬ ‫ويش��ترك في الحركة الوطنية بس��وريا أي��ام االحتالل‬ ‫الفرنسي لها‪ ،‬وسُ��جن عدّة مرات‪ ،‬وفرّ من االضطهاد‬ ‫الفرنس��ي؛ وق��د آمن بوح��دة الوطن العرب��ي‪ ،‬وانفعل‬ ‫بأحداث األمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ب��دأ عم��ر يتغن��ى ببط��والت الش��عب العربي في‬ ‫س��ورية‪ ،‬وعلى رأس��ه المجاه��د إبراهي��م هنانو وهو‬ ‫يق��ارع المحتل الفرنس��ي‪ ،‬وينش��د في حف��ل تكريمه‬ ‫قصيدة مطولة عنوانها قيود " ‪ ،"1937‬وفيها يقول‪:‬‬ ‫وط����ن ع��ل��ي��ه م���ن ال����زم����ان وق���ار‬ ‫ت��غ��ف��و أس��اط��ي��ر ال��ب��ط��ول��ة ف��وق��ه‬ ‫ٌ‬ ‫ق��واف��ل‬ ‫ف��ت��ط��ل م���ن أف���ق ال��ج��ه��اد‬ ‫ال����ن����ور م������لء ش���ع���اب���ه وال����ن����ار‬ ‫وي���ه���زه���ا م���ن م��ه��ده��ا ال��ت��ذك��ار‬ ‫م���ض���ر ي����ش����دّ رك���اب���ه���ا ون�����زار‬ ‫عام ‪ 1939‬تزوج أبو ريش��ة من الشابة منيرة بنت‬ ‫محمد مراد‪ ،‬وكانت قد عاشت مع أسرتها في األرجنتين‪،‬‬ ‫وكان والده��ا م��ن كبار رج��ال األعمال‪ ،‬ثم ع��ادت إلى‬ ‫وطنها األم لبنان م��ع والدتها وإخوتها بعد وفاة والدها‪،‬‬ ‫واس��تقرت في بيروت‪ .‬وأنجبت له ثالثة أوالد هم رفيف‬ ‫وشافع وريف‪.‬‬ ‫ه��زّت نكبة احتالل الكيان الصهيوني لفلس��طين‬ ‫عام ‪ 1948‬وجدان الش��اعر؛ فج��اءت قصيدته "أمتي" ‪-‬‬ ‫التي نظمها في نفس العام ‪ -‬لتكش��ف عن مقدار ألمه‬ ‫لضياع فلسطين‪:‬‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫�ـ‬ ‫�‬ ‫األم‬ ‫بيـــــن‬ ‫ل��ك‬ ‫ه��ل‬ ‫أمّتـــي‬ ‫ِ‬

‫أحيل إلى التقاع��د في العام ‪ 1970‬م‬ ‫ونال خالل فترة عدداً من األوس��مة وهي‪:‬‬ ‫الوش��اح البرازيل��ي والوش��اح األرجنتيني‬ ‫والوش��اح النمس��اوي والوس��ام اللبنان��ي‬ ‫برتبة ضابط أكبر والوس��ام الس��وري من‬ ‫الدرج��ة األول��ى وآخ��ر وس��ام ناله وس��ام‬ ‫االس��تحقاق من الدرج��ة األولى وقد منحه‬ ‫إياه الرئيس اللبناني إلياس الهراوي‪.‬‬ ‫كم��ا انتخ��ب عض��و المجم��ع العلمي‬ ‫العرب��ي دمش��ق‪ ،‬وعض��و األكاديمي��ة‬ ‫البرازيلية لآلداب كاريوكا ‪ -‬ريودي جانيرو‬ ‫وعض��و المجمع الهندي للثقاف��ة العالمية‪،‬‬ ‫كم��ا منحت��ه الجامع��ة العالمي��ة بالتعاون‬ ‫م��ع الطاول��ة المس��تديرة لجامع��ة اآلداب‬ ‫ف��ي العالم في توكس��ون أريزونا دكتوراه‬ ‫الثقافة العالمية في اآلداب عام ‪.1981‬‬ ‫أصي��ب نتيجة اإلجه��اد بمرض القلب‬ ‫واضطر إلج��راء عملية جراحي��ة في العام‬ ‫‪ ،1977‬ث��م تعرض بعد ع��ام واحد لحادث‬ ‫س��ير‪ .‬توف��ي عمر أبو ريش��ة ف��ي مدينة‬ ‫الرياض ف��ي المملكة العربية الس��عودية‬ ‫‪ 1990‬ثم نقل رفاته إلى حلب وكتبت على‬ ‫شاهدة قبره األبيات التالية من نظمه‪:‬‬ ‫أن يسألوا عني وقد راعهم‬ ‫أن أبصروا هيكلي الموصدا‬ ‫ال ت��ق��ل��ق��ي ال ت���ط���رق���ي خ��ش��ع � ًة‬ ‫ال ت��س��م��ح��ي ل��ل��ح��زن أن ي��ول��دا‬ ‫ق��ول��ي ل��ه��م‪ :‬س���اف���ر‪ ،‬ق��ول��ي ل��ه��م‪:‬‬ ‫����ب م���وع���دا‬ ‫أن ل�����ه ف�����ي ك�����وك� ٍ‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫عمر �أبو ري�شة ‪1990 - 1911‬‬

‫‪13‬‬


‫د‪ .‬فاطمة ال�صيادي‪:‬‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫التيارات ال�سيا�سية والدينية يف �إيران‬

‫ياسر مرزوق‬

‫أخذت الثورة االيرانية معظم الناس على حين غرة‪،‬‬ ‫حي��ث كان العال��م ينظ��ر إلى ه��ذا البلد على أن��ه جزيرة‬ ‫من االستقرار وسط منطقة تتس��م بالتفجر‪ ،‬أتت الثورة‬ ‫كفص��ل أخير من عملي��ة تاريخية‬ ‫االس�لامية ف��ي إيران‬ ‫ٍ‬ ‫طويل��ة تع��ود جذوره��ا إل��ى المي��راث القوم��ي والديني‬ ‫للش��عب االيران��ي‪ ،‬تفجرت ثم أخمدت‪ ،‬أثن��اء األزمة التي‬ ‫نجم��ت عن قيام الدكتور"محمد مص��دق" بتأميم صناعة‬ ‫البترول عام ‪ 1953 - 1950‬بعدها أخذت ش��ك ًال سريًا إلى‬ ‫أن انفجرت بشكل نهائي عام ‪.1979‬‬ ‫وقد عرفت إيران أربع ثورات منذ الش��طر الثاني من‬ ‫القرن التاس��ع عشر‪ ،‬حتى ثمانينات القرن العشرين‪ ،‬ولم‬ ‫تنقط��ع خ�لال تلك المنعطف��ات التاريخية ع��ن االنفعال‬ ‫بالدين والحداثة والمعاصرة‪ ،‬وحتى اللحظة فإن االجتهاد‬ ‫السياس��ي المس��نود بمرجعي��ات فقهي��ة جدلي��ة ه��و ما‬ ‫يطغى على المشهد السياسي اإليراني‪ ،‬وتدخل المصالح‬ ‫السياس��ية واالقتصادية‪ ،‬وتتعالى صيح��ات الحداثة التي‬ ‫تريد العصرنة مقابل نفوذ المحافظين والمزاج المتشدد‬ ‫الذي يس��يطر على النخب��ة الحاكمة بع��د وصول أحمدي‬ ‫نج��اد ‪ ،2005‬كل ذل��ك أثم��ر المزي��ج اإليران��ي بتف��رده‬ ‫وحراكه الذي ال يخبو‪.‬‬ ‫كتابن��ا الي��وم ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﺔ اﻷردﻧﯿﺔ د‪ .‬ﻓﺎطﻤﺔ اﻟﺼﻤﺎدي‬ ‫"التي��ارات السياس��ية والدينية في اي��ران" ويعتبر الكتاب‬ ‫إضاف��ة هام��ة ونوعي��ة ف��ي مج��ال الدراس��ات العربي��ة‬ ‫للظاهرة اإليرانية المعاصرة نظراً التساع الدور االيراني‬ ‫في الش��ئون العربية ودور إيران السياسي واالستراتيجي‬ ‫الهام جداً في العراق ولبنان وس��وريا وفلس��طين واليمن‬ ‫وأخي��راً ف��ي افريقيا (كالس��ودان) مما يؤك��د على أهمية‬ ‫قي��ام الباحثين العرب بدراس��ة ومعرفة الش��أن اإليراني‬ ‫بكل تجرد ومهنية‪.‬‬ ‫تق��ول الباحثة‪" :‬ليس من الس��هل تقس��يم التيارات‬ ‫السياس��ية ضمن فئتين فق��ط األصوليين واإلصالحيين‪،‬‬ ‫فالمس��ألة أعق��د وأبعد م��ن ذلك بكثير‪ .‬أه��م الخالصات‬ ‫الت��ي توصلت إليه��ا أن التيارات السياس��ية اإليرانية كلها‬ ‫لم تملك حزباً اس��تطاع االس��تمرار‪ ،‬وإنما كان االنقس��ام‬ ‫والح��ل مصيري��ن رافقا االح��زاب والجمعيات السياس��ية‬ ‫االيراني��ة دائماً‪ ،‬فالفواص��ل والفجوات ل��م تقتصر على‬ ‫الطبق��ات االجتماعي��ة بل تنس��حب على الدي��ن والدولة‬ ‫وعلى المذاهب والطوائف‪ ،‬وفي مجتمع يقس��م إلى س��ت‬ ‫مجموع��ات عرقية "الفرس ‪ -‬األذريون االتراك ‪ -‬االكراد ‪-‬‬ ‫العرب ‪ -‬التركمان – البلوش""‪.‬‬ ‫خمس��ة فصول يتضمنها الكتاب‪ ،‬األول تناول العقد‬ ‫األول من عمر الثورة والصراعات التي شهدها بين القوى‬ ‫الإلس�لامية والمناهضة لها‪ ،‬وفي الفص��ل الثاني صورة‬ ‫تفصيلية للتيار األصولي‪ ،‬وفي الثالث عرض كامل للتيار‬ ‫الإلصالحي‪ ،‬وفي الرابع محاولة تحليلية للحركة الخضراء‬ ‫التي ظهرت عام ‪ ،2009‬أما الخامس واألخير فيعمل على‬ ‫تبيان وجود تيار مستقل عن التيار األصولي‪ ،‬وهو «التيار‬ ‫النجادي» وكيف بدأ يتش��كل منذ وصول أحمدي نجاد إلى‬ ‫كرسي الرئاس��ة وخالفه مع هاشمي رفسنجاني وقضية‬ ‫العدال��ة االجتماعي��ة وتهيئ��ة االرضي��ة لظه��ور المهدي‬ ‫المنتظر‪.‬‬ ‫يتن��اول الكت��اب باالس��تناد إلى المنهجي��ة الوصفية‬ ‫والتحليلي��ة‪ ،‬العوام��ل الت��ي تتدخل في تكوي��ن التيارات‬ ‫السياس��ية والحرك��ات االجتماعي��ة ف��ي إي��ران‪ ،‬ويأت��ي‬ ‫ف��ي مقدم��ة ه��ذه العوام��ل مس��توى التح��ول والعب��ور‬ ‫م��ن المجتمع التقليدي إل��ى المجتمع الحدي��ث‪ ،‬ومعدالت‬ ‫التحدي��ث والتنمي��ة االقتصادي��ة‪ ،‬ومي��زان ديمقراطي��ة‬ ‫المجتمع‪ ،‬األمر الذي يؤثر بصورة واضحة في إيجاد وبناء‬ ‫مؤسسات الطبقات الدنيا وروابطها وجمعياتها‪.‬‬ ‫تبين الصمادي كيفية ظهور التيارات السياس��ية في‬ ‫اي��ران ضم��ن ثماني مراح��ل حتى انتخ��اب محمد خاتمي‬ ‫بوصفه خامس رئيس للجمهورية في إيران عام ‪.1997‬‬ ‫التجمع األول‪ ،‬أو ظهور التيار الليبرالي‪:‬‬

‫لعل أول التيارات التي ظهرت داخل نظام الجمهورية‬ ‫اإلس�لامية اإليرانية هو التيار المعروف بالليبرالي بقيادة‬ ‫حكومة المهن��دس مهدي بازرجان‪ ،‬وقد ش��كل هذا التيار‬ ‫أول حكومة (الحكومة المؤقتة) بعد الثورة والتي استمرت‬ ‫تس��عة أش��هر ث��م اضط��ر التي��ار الليبرالي إلى اس��تقالة‬ ‫حكومته والتراجع بعد جملة صراعات وصدامات سياس��ية‬ ‫م��ع القوى المتطرفة والثورية‪ ،‬وبعد يوم واحد من احتالل‬ ‫الس��فارة األمريكي��ة في طهران بتاريخ ‪ 4‬تش��رين الثاني‬ ‫‪ .1979‬ورك��ز نش��اطه بعد ذل��ك داخل البرلم��ان وخارجه‬ ‫فكانت له مش��اركة علنية حتى بداي��ات الثمانينيات‪ ،‬وبعد‬ ‫النش��اط المس��لح الذي قامت ب��ه منظم��ة مجاهدي خلق‬ ‫(جماع��ة رجوي) والذي أدى إلى نوع م��ن الحروب األهلية‪،‬‬ ‫اتجه التيار الليبرالي إلى النشاط شبه الرسمي وكذلك غير‬ ‫الرسمي بسبب الظروف التي جاءت تبعًا لذلك‪ .‬وفي بداية‬ ‫التسعينيات ومع انفتاح نسبي في األجواء السياسية‪ ،‬ظهر‬ ‫التيار الليبرالي ثانية‪ .‬ففي االنتخابات البرلمانية الخامسة‬ ‫والتي يرى بعض المحللين أنها كانت حرة نسبيًا وهادئة‪،‬‬ ‫اس��تطاع التيار الليبرالي بقي��ادة حركة تحرير إيران إثبات‬ ‫وجوده وكذلك بعض الناشطين اآلخرين‪ ،‬إال أنهم أحجموا‬ ‫عن المش��اركة في االنتخابات المذكورة بحجة عدم توافر‬ ‫ظ��روف وأجواء مناس��بة للمش��اركة‪ .‬وبعد ذلك اس��تمرت‬ ‫الحركة في نشاطها غير الرسمي‪.‬‬ ‫التجمع الثاني‪ ،‬أو ظهور حزب اهلل‪:‬‬ ‫يعتب��ر حزب اهلل من أقدم االتجاهات السياس��ية في‬ ‫نظام الحك��م‪ ،‬فقد ظهر مباش��رة وبالتحديد بعد انتصار‬ ‫الثورة اإلس�لامية في إي��ران ضد النظ��ام الملكي‪ .‬وكان‬ ‫أه��م ما يميزه عن س��ائر االتجاهات الديني��ة الثورية في‬ ‫قيادة الثورة آنذاك‪ ،‬هو اعتقاده بضرورة وجود "مؤسسات‬ ‫ثورية خ��ارج جهاز الدولة" وذلك من أجل ضمان س�لامة‬ ‫النظ��ام الجديد إزاء النظام البهل��وي المنهار (مثل الجهاز‬ ‫العسكري الفاعل والبيروقراطية)‪ .‬وكان االتجاه المعروف‬ ‫بالليبرال��ي ال��ذي تق��وده حكوم��ة المهن��دس بازرج��ان‬ ‫يع��ارض ه��ذا ال��رأي ويطال��ب فق��ط بإص�لاح األجهزة‬ ‫الحكومية الموجودة‪.‬‬ ‫التجمع الثالث‪ ،‬أو تثبيت حزب اهلل‪:‬‬ ‫التجم��ع ال��ذي أدى إل��ى تثبي��ت االتج��اه المتط��رف‬ ‫وتحديد أطره عقب الصدام الذي حدث ضد ائتالف رئيس‬ ‫الجمهورية آنذاك أبو الحسن بني صدر ومنظمة مجاهدي‬ ‫خل��ق‪ .‬وقد ظهر عن��وان "حزب اهلل" للوهل��ة األولى فيما‬ ‫يتعلق بالمجموعات الدينية الشيعية التي كانت تصطدم‬ ‫وتشتبك مع المجموعات المعارضة‪ .‬أما التيارات الرسمية‬ ‫لحزب اهلل فكانت األجنحة المتطرفة في حزب الجمهورية‬ ‫اإلسالمية ومنظمة مجاهدي الثورة اإلسالمية‪ .‬وقد دخل‬ ‫تيار ح��زب اهلل حربًا طاحنة ضد تي��ار بني صدر ـ رجوي‪،‬‬ ‫إثر التحرك المس��لح لمنظمة مجاه��دي خلق واالعتقاالت‬ ‫والعقوب��ات الت��ي نالته��م‪ ،‬فكان��ت النهاي��ة اندح��ار تيار‬ ‫بن��ي صدر ـ رجوي‪ .‬وبعد انفج��ار البناية المركزية لحزب‬ ‫الجمهورية اإلسالمية اتخذ عنوان حزب اهلل طابعًا رسمياً‪،‬‬ ‫وازداد حض��وره قوة في الحكوم��ة التي كانت تطلق على‬ ‫نفسها حكومة حزب اهلل‪.‬‬ ‫التجمع الرابع‪ ،‬أو ظهور التيارين المعتدل واليمين‪:‬‬ ‫حدث خ�لاف عام ‪ 1984‬على مس��توى القيادة العليا‬ ‫حول القضايا االقتصادية ومن ثم حول القضايا الدولية‪.‬‬ ‫وف��ي هذا االختالف احتفظ تيار حزب اهلل (بقيادة حكومة‬ ‫مير حسين موسوي) بتفوقه السياسي واستطاع أن يعزل‬ ‫معارضي��ه‪ .‬لكن في هذا االختالف نش��أ تي��اران جديدان‪،‬‬ ‫فالمجموع��ة الت��ي اختلفت مع ح��زب اهلل ح��ول القضايا‬ ‫االقتصادي��ة ش��كلت تياراً ع��رف فيما بع��د باليمين الذي‬ ‫ع��ارض تدخل الدولة ف��ي الش��ؤون االقتصادية جميعها‬ ‫بشكل واسع‪.‬‬ ‫والمجموعة التي اختلفت م��ع حزب اهلل حول قضايا‬ ‫السياسة الدولية‪ ،‬شكلت تياراً عرف فيما بعد بالتيار الذي‬ ‫يعط��ي األولوي��ة للمصالح أو م��ا يعبر عن��ه بالمعتدل أو‬

‫"البراغمات��ي"‪ .‬وق��د اعترض التيار المعت��دل على بعض‬ ‫السياس��ات المتطرف��ة عل��ى المس��توى الدول��ي آن��ذاك‬ ‫واعتبرها تتعارض مع المصلحة االستراتيجية في الحرب‬ ‫م��ع العراق‪ .‬وقد أبعد التياران اليمين والمعتدل عن مركز‬ ‫السلطة التنفيذية‪ ،‬لكنهما انضما معاً للصراع السياسي‪.‬‬ ‫التجمع الخامس‪ ،‬أو تثبيت االتجاه المعتدل‪:‬‬ ‫انته��ت الح��رب م��ع الع��راق ع��ام ‪ 1988‬وترك��ت‬ ‫االس��تراتيجية العسكرية ـ السياس��ية اإليرانية التي كان‬ ‫ش��عارها كربالء هي الطري��ق المؤدية إلى القدس‪ .‬وفي‬ ‫مث��ل تلك الظروف فقد التي��ار المعروف بحزب اهلل ـ الذي‬ ‫كان يع��دّ المح��رك األس��اس لالس��تراتيجية المذكورة ـ‬ ‫السلطة‪ .‬بالمقابل استلم االتجاه المعتدل السلطة فجعل‬ ‫اس��تراتيجيته عل��ى أس��اس محوري��ن‪ ،‬هما‪ :‬إع��ادة بناء‬ ‫االقتصاد‪ ،‬وإعطاء األولوية للمصالح القومية في السياسة‬ ‫الخارجية‪ .‬وكان هاش��مي رفس��نجاني أبرز شخصية في‬ ‫ه��ذا االتجاه‪ ،‬ول��ذي وصل إل��ى رئاس��ة الجمهورية علم‬ ‫‪ ،1989‬حي��ث كان مجلس الش��ورى "البرلم��ان" في ذلك‬ ‫الحين ف��ي دورته الثالثة وكانت األغلبية فيه للمتطرفين‬ ‫م��ن حزب اهلل‪ ،‬لكن هذا االتجاه تنح��ى بعد الهزيمة التي‬ ‫مني بها في انتخابات الدورة الرابعة للبرلمان في نيسان‬ ‫‪ /‬إبري��ل ‪ ،1992‬فأصب��ح الطري��ق مفتوح��ًا لالتجاه��ات‬ ‫األكث��ر ه��دوءاً وتش��كلت الحكوم��ة م��ن ائت�لاف تياري‬ ‫اليمي��ن والمعتدل اللذين اتحدا ض��د تيار حزب اهلل وتركا‬ ‫خالفاتهم إلى وقت آخر‪.‬‬ ‫التجمع السادس‪ ،‬أو تثبيت تيار اليمين‪:‬‬ ‫قويت ش��وكة التيار المعروف باليمين أساس��اً خالل‬ ‫الدورة الرابعة للبرلمان‪ ،‬فقد ظهر هذا التيار في انتخابات‬ ‫الدورة الرابعة بش��عار "دعم القائ��د ورئيس الجمهورية"‬ ‫مقابل التيار المتطرف‪ ،‬ودخل بقوى إلى ساحة الصراع‪.‬‬ ‫لكنه وبعد س��نتين م��ن ائتالفه مع التي��ار المعتدل‪،‬‬ ‫اتخ��ذ طريقه الخاص به‪ .‬وك��ان اليمين قلق��اً ـ بالتحديد‬ ‫ـ م��ن تبعات البرنام��ج االقتصادي الذي ق��ام بتنفيذه مع‬ ‫المعتدلين‪ .‬واستطاع تيار اليمين أن يسيطر على األغلبية‬ ‫تدريجي��اً في البرلمان خالل دورته الرابعة‪ .‬وفي انتخابات‬ ‫الدورة الخامس��ة للبرلمان عام ‪ 1996‬استطاع مرة أخرى‬ ‫الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان‪.‬‬ ‫التجمع السابع‪ ،‬أو ظهور تيار اليسار‪:‬‬ ‫ظهر التيار الذي يعرف باليسار بشكل واضح المعالم‬ ‫ع��ام ‪ .1994‬ويمكن اعتبار أن ظهور تيار اليس��ار أساس��ًا‬ ‫كان نتيجة إلعادة النظر في اتجاه حزب اهلل‪ .‬وإعادة النظر‬ ‫هذه انتهت إلى تغييرات أساس��ية‪ ،‬فكان اليس��ار بوصفه‬ ‫تي��اراً مس��تق ًال ه��و الحصيلة في ذل��ك‪ .‬وقد تكت��ل تيار‬ ‫اليسار في البداية مقابل التيارين المعتدل واليمين‪ .‬لكنه‬ ‫بالتدري��ج أصبح قريباً م��ن المعتدلين‪ ،‬حيث ائتلف معهم‬ ‫في انتخابات الدورة الخامس��ة للبرلم��ان عام ‪ 1996‬وفي‬ ‫الدورة الس��ابعة لرئاس��ة الجمهورية عام ‪ 1997‬ضد تيار‬ ‫اليمين (وكذلك ضد تيار حزب اهلل الذي كان مؤتلفًا بدوره‬ ‫في هذه االنتخابات مع اليمين)‪.‬‬ ‫التجمع الثامن‪ ،‬أو عودة التيار الليبرالي إلى المسرح‪:‬‬ ‫بدأ التنافس بين مرشحي الدورة الخامسة للبرلمان‬ ‫منذ نهاية صيف ‪ ،1995‬وفي ذلك الوقت شرع الليبراليون‬ ‫بالدخ��ول إلى مس��رح األح��داث السياس��ية به��دوء‪ .‬وإثر‬ ‫الضغوط الش��ديدة التي مارس��ها تيارا حزب اهلل واليمين‬ ‫ع��رى التي��ار الليبرال��ي‪ ،‬اضط��ر األخي��ر لإلحج��ام ع��ن‬ ‫المشاركة الفعلة في االنتخابات وأجبر على التراجع‪ .‬لكن‬ ‫أفك��ار التيار الليبرالي كانت مؤث��رة في القوى التنظيمية‬ ‫التابع��ة للنظام مما زاد من قدرة التيار على التأثير‪ .‬وفي‬ ‫هذه الفترة هوجمت األط��راف جميعها التي كانت تطالب‬ ‫بالمحافظ��ة عل��ى الحريات السياس��ية وتوس��يع نطاقها‬ ‫عل��ى اعتبار أنها تيارات ليبرالية‪ .‬وفي انتخابات الرئاس��ة‬ ‫الس��ابعة ع��ام ‪ 1997‬أعلن التيار الليبرالي عن مش��اركة‬ ‫فعالة فيها‪.‬‬


‫فزلكة سورية ‪. .‬‬

‫مثنى مهيدي‬

‫في فتراتٍ متفرقةٍ من عمر الثورة‪ .‬تسابق الضباط المنشقون عن جيش‬ ‫النظام‪ .‬على التنبيه إلى وجود العديد من الضباط الشرفاء تحت مراقبة‬ ‫عناصر المخابرات الجوية والعسكرية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتمكن الجيش الحر من ضرب مقرّاتٍ استراتيجية وأرتال إمداد لجيش‬ ‫النظام بمساهمةٍ من عناصر تتواجد داخل األفرع األمنية‪.‬‬

‫بدايات تشكيل الجيش الحر‪ .‬تُضرَب حواجز معين ٌة دون غيرها‪ .‬وقتها‪.‬‬ ‫لم يكن كل من يرتدي بدلة جيش النظام‪ .‬يستحق السقوط معه‪.‬‬ ‫ُقدرة الشعب على استمرار الحياة‪ .‬بيعاً وشراءاً‪ .‬زواجاً وطالقاً‪ .‬حباً ُ‬ ‫وكرهاً‪.‬‬ ‫تعايشاً ونميمة‪.‬‬ ‫التظاهر حتى في أفضع المواقع التي لن يكون بمقدور نجدة أنزور الكذب‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫الصمود الذي أذهل من يراقبه‪ .‬وال يعبأ به الصامد عينه‪ .‬ال ّ‬ ‫يُفكر إال في أن‬ ‫يبقى يوماً آخر على قيد الحياة‪.‬‬ ‫فقد يستطيع حينها أن يصنع شيئاً في المستقبل‪ .‬مُنغصاً على من تسبّب‬ ‫أص ً‬ ‫ال في صموده‪.‬‬

‫ «شو فيه الكيس؟»‬‫* « ُقندرة»‬ ‫ «ليكون عبوة» (مع ابتسامة ال توصف بالساخرة‪ .‬بل كانت طيبة)‬‫بعد التفتيش‪ .‬ومعاينة القندرة‪.‬‬ ‫ «من وين إنتا؟»‬‫* «من الدير»‬ ‫ «باهلل!!‪ .‬أني من الدير‪»!.‬‬‫* «منين من الدير؟»‬ ‫ «من حطلة»‬‫* «اي على عيني»‬ ‫ تعرف أبو الخطر؟‬‫* اي أعرفو‪ .‬تبع المطورات‪.‬‬ ‫ ترا هاذ ابن عمي‬‫* باهلل! صحي توفى؟‬ ‫ ال ياخي! صار قائد كتيبة ومحدّ قدّو‬‫(ابتسامة جماعية)‬ ‫العنصر الثاني الذي بقي صامتاً‪ .‬يسأل قبل أن يُغادر المواطن الذي‬ ‫ُفحِصَت قندرته‬ ‫ وينك!! صحي قصفو الجسر المغ ّلق؟؟‬‫* أل‪ .‬لسّا‪.‬‬ ‫‪ -‬ما يستجرون‪ .‬إيييه راحت أيام الدير‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫حتى تُجرّب االعتقال‪ .‬ستعرف حينها عبثية الحوار مع الضابط المسؤول عن‬ ‫التحقيق‪.‬‬ ‫إنكارٌ تحت التعذيب‪ .‬ألسباب الشرف التي أودعتك أمامه‪.‬‬ ‫إنكارٌ ألسباب ترتيب أولوليات حياتك ومستقبلك‪ .‬في التعرّف على هذا‬ ‫الشعب الجميل‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وضيع قد تُشفق عليه يوماً‪.‬‬ ‫لكائن‬ ‫اإلكراه‪.‬‬ ‫توسّل تحت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫إذ أن كمّ األخالق الذي دفعك لاللتحاق بالثورة‪ .‬كفيل أن يُجنّبكَ سادية‬ ‫خصومك‪.‬‬

‫مدخل سوق الصالحية‪ .‬من جهة زاوية البرلمان‪.‬‬ ‫نهاية شهر آب ‪2012‬‬ ‫ً‬ ‫عناصر الشبيحة تنتشر مُغلقة الشوارع المحيطة عن مرور السيارات‪ .‬النعقاد‬ ‫جلسة‪.‬‬ ‫يمرُّ حام ً‬ ‫ال صندوقاً صغيراً في كيس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مسبَحة صغير ًة صفراء على معصمه‪.‬‬ ‫يُسرع باتجاهه عنصران‪ .‬أحدهما يلف‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬

‫�أبو اخلطر‬

‫‪15‬‬


‫اندساسية‪....‬‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫اليوم اخلام�س ع�شر ‪3 / 15‬‬

‫في مهجعنا المدعو يوسف إبراهيم وهو ينام‬ ‫ف��ي داخل المهج��ع بين الرفيق يحي��ى ابن جيبول‬ ‫القرية التابعة لجبلة وبين الرفيق مالك حسن ابن‬ ‫قري��ة (عين أحفاض) التابع��ة لقضاء الدريكيش‪..‬‬ ‫يوس��ف هذا من مواليد ‪ 1943‬هو اآلن في الثامنة‬ ‫واألربعين جاء إلى الس��جن وهو ابن تسع وثالثين‬ ‫س��نة‪ ،‬وك��ان قد مضى عل��ى زواجه مدة ش��هرين‬ ‫فق��ط‪ ،‬ه��و م��ن حمل��ة البكالوري��ا الصناعية وقد‬ ‫ت��م تعيينه ف��ي حقول النفط منذ ع��ام ‪ 1962‬في‬ ‫الرمي�لان‪ ..‬يقول‪ - :‬بدأ اس��تثمار النف��ط منذ عام‬ ‫‪ 1968‬أم��ا الحفري��ات والتنقيب��ات فقد ب��دأت منذ‬ ‫الثالثينات من هذا القرن على يد ش��ركة "منهل"‪،‬‬ ‫ابنته ميس ولدت وفطمت وكبرت ودخلت المدرسة‬ ‫وهي اآلن في الصف الثاني‪ ،‬وهو هنا في السجن‪.‬‬ ‫ف��ي الزي��ارة األخي��رة واج��ه مش��كلة جديدة‬ ‫تواجهه��ا زوجت��ه‪ ،‬فهي تس��كن ف��ي دار أخته في‬ ‫مدينة حمص‪ ،‬واآلن أخته تريد البيت لتزويج ابنها‪،‬‬ ‫وزوجة يوسف تعمل خياطة في البيت الذي تسكن‬ ‫ب��ه دون أج��رة ودخلها متواضع وه��ي تعيش على‬ ‫حساب أهله فوالده ووالدته يعيشان في قرية (أبو‬ ‫حك��ف) التابعة لحمص والواقعة إلى الش��رق منها‬ ‫قراب��ة الـ ‪ 40‬كيلو متر وهم��ا عجوزان يقفان على‬ ‫أب��واب الثماني��ن‪ ،‬وإخوته ومنهم عميد في س�لاح‬ ‫اإلشارة‪.‬‬ ‫لكنها إذا تركت البيت الذي تس��كنه بدون أجرة‬ ‫يضطرها الستئجار بيت بأكثر من ألفين ليرة لذلك‬ ‫قال ألخيه أن يبيع حصته من األرض ويستأجر لها‬ ‫بيت��ًا‪ .‬جاء مهموم��اً من الزيارة ألنه م��ن جراء هذه‬ ‫المش��كلة لم ينتب��ه إلى ابنته‪ ،‬قبي��ل اعتقاله كان‬ ‫بصدد اإلنتقال للوزارة في دمشق‪.‬‬

‫اليوم ال�ساد�س ع�شر ‪3 / 16‬‬

‫جاء في زي��ارة لجناحنا الرفي��ق الرهينة علي‬ ‫يحي��ى (أبو مع��روف) وهو معتقل من��ذ عام ‪1980‬‬ ‫فق��د كان مس��اعداً في الوح��دات الخاص��ة التابعة‬ ‫لعلي حيدر وهو‪ ،‬الذي استباح حماه ونهبها وخاصة‬ ‫س��وق صاغتها عقابًا لها ألن��ه درس فيها الثانوية‪.‬‬ ‫وك��ان أبو معروف مدرب��ًا للنظ��ام المنضم لكونه‬ ‫يتمت��ع ببني��ة قوية‪ ،‬قدم اس��تقالته وص��ار يعمل‬ ‫أعم��ا ًال ح��رة – وعمل بائع��اً ج��وا ًال‪ ،‬وأتقن صناعة‬ ‫أق��راص الفالفل‪ .‬ل��ه أخ يعمل معنا في السياس��ة‬ ‫وعندما تم��ت اعتقاالت ‪ 1980‬ك��ان مطلوباً فترك‬ ‫خدمت��ه اإللزامي��ة‪ ،‬حي��ث ك��ان يعمل ف��ي مطابع‬ ‫التوجيه المعنوي واس��مه (عق��اب) فتم البحث عنه‬ ‫دون جدوى‪ .‬ثم حدثت اعتقاالتنا في نيسان ‪1982‬‬ ‫فبحثوا عنه وفتش��وا دار أبو معروف وداهموه فلم‬ ‫يعثروا عليه‪ ..‬هو هرب إلى لبنان ومن هناك سافر‬ ‫إلى الجزائر‪.‬‬ ‫وهكذا ت��م اعتقال أبو معروف ب��د ًال عنه وها‬ ‫هو في الس��جن منذ أحد عشر عامًا‪ .‬علي من بلدة‬ ‫‪ /‬الس��لمية ‪ /‬الحارة الش��مالية‪ ،‬وهو مت��زوج‪ ،‬ولده‬ ‫الكبير معروف خرج من المدرسة منذ الصف الثامن‬ ‫إلعان��ة أمه على العي��ش وتأمين تكالي��ف الزيارة‬ ‫لوالده‪ .‬لعلي هذا أخ صغير اسمه نصار سجين في‬ ‫األجنح��ة الخلفية على حس��اب ح��زب العمل ومعه‬

‫بمهجع��ه أوالد أخته علي وعادل من س��جناء حزب‬ ‫العم��ل كذلك يقول‪ - :‬أخاف بعد هذه الس��نوات أن‬ ‫يس��جنوا أمي‪ - :‬ماذا يمنعهم؟ نخوتهم!! ش��قيقه‬ ‫الهارب عقاب ال يزال بالجزائر‪.‬‬ ‫ع��اد إلى جناحنا فقد أب��دى ضجره من العيش‬ ‫بي��ن ح��زب العمل فهم ع��دة فئات‪ .‬كم��ا أنه عاني‬ ‫كثي��راً من آرائه��م أثناء ح��رب الخلي��ج‪ .‬فقد أيدت‬ ‫األكثري��ة أمريك��ا والتحال��ف‪ ،‬ه��ذا جعل��ه يدخ��ل‬ ‫بمش��ادات عنيف��ة م��ع أعضاء م��ن ح��زب العمل‪،‬‬ ‫حت��ى مع أوالد أخته مما ترك لديه آثاراً من األس��ى‬ ‫واألسف‪ .‬وتحدثنا عن النظام الذي يشارك بوحدات‬ ‫من جيشه إلى جوار التحالف‪.‬‬

‫اليوم ال�سابع ع�شر ‪3 / 17‬‬

‫س��أتحدث عن ش��خص آخر جاءنا م��ن الجناح‬ ‫الخلفي لزيارتنا‪ ،‬وعرفته عن قرب قبل بناء الجدار‬ ‫بين الجناحين قبل شهرين هو‪ - :‬وجدي مصطفى‬ ‫م��ن قرية الجنين��ه الواقع��ة إلى الغ��رب من وادي‬ ‫النصارى‪ ،‬وف��ي آخر حدود منطقة الدريكيش‪ ،‬هو‬ ‫معتقل منذ عام ‪ 1980‬اسم تنظيمه اتحاد النضال‬ ‫الش��يوعي‪ .‬فما ه��ي القصة بالتفصيل؟‪ ..‬ش��باب‬ ‫قريته والقرى المجاورة يذهبون للعمل في لبنان‪،‬‬ ‫ومنذ بلوغ الشاب الخامسة عشر‪ ،‬وبما أن والده من‬ ‫الشيوعيين القدماء‪ ،‬فقد ارتبط ومن معه بتنظيم‬ ‫الش��باب الش��يوعي المرتب��ط بالحزب الش��يوعي‬ ‫اللبنان��ي‪ ،‬وق��د انض��م إلي��ه أكث��ر م��ن خمس��ين‬ ‫ش��اباً س��وريًا‪ ،‬وأطلقوا عل��ى ن��واة تنظيمهم هذا‬ ‫"اتح��اد النضال الش��يوعي"‪ .‬ويب��دو أن البصاصين‬ ‫والمخبرين المنبثين في كل مكان أمسكوا بخيوط‬ ‫ه��ذا التنظي��م‪ ،‬فألقي القبض عل��ي وجدي وعلى‬ ‫أخي��ه البال��غ ‪ 14‬عاماً وعلى أخته الت��ي عمرها ‪16‬‬ ‫عاماً‪ .‬وجدي من مواليد ع��ام ‪ 1958‬وأثناء اعتقاله‬ ‫ك��ان عمره ‪ 22‬عامًا‪ ،‬أفرج عن أخيه عام ‪ ،1986‬أما‬ ‫أخته فاستمرت حتى عام ‪ ،1987‬أثناء الحملة ألقي‬ ‫القبض على عش��رين أوثالثي��ن عنصراً من أصل‬ ‫س��تين وقد أفرج عنه��م بالتدريج‪ ،‬ول��م يبق اآلن‬ ‫سوى وجدي وواحد آخر‪ ،‬ومنذ عام أفرج عن ثالثهم‬ ‫واسمه حمزه فاضل ألسباب صحية وكان مدربًا في‬ ‫أحد النوادي الرياضية ف��ي مدينة الالذقية‪ .‬وجدي‬

‫ينمّ��ي لغتي��ه اإلنكليزية والفرنس��ية‪ .‬أن��ه يطالع‬ ‫بشكل جيد‪ ،‬طويل القامة وهادئ‪ ،‬ومعه ثانوية‪.‬‬

‫اليوم الثامن ع�شر ‪3 / 18‬‬

‫جاءن��ي ول��دي قصي ف��ي زي��ارة‪ ،‬تركته في‬ ‫الصف العاش��ر وهكذا أنهى الثانوية بعد اعتقالي‪،‬‬ ‫ودرس عامي��ن ف��ي حلب بمعهد التبري��د والتدفئة‬ ‫وه��ا ه��و ف��ي الخامس��ة والعش��رين‪ .‬ش��اب أليف‬ ‫ووسيم‪ ،‬س�� ّلمنا على بعضنا عبر الشبك الحديدي‪،‬‬ ‫وضحكنا‪ .‬س��ألته ع��ن عمله قال‪ - :‬أعم��ل لي ً‬ ‫ال في‬ ‫فندق الش��ام‪ ،‬ونهاراً ف��ي أعمال خاص��ة‪ .‬ال توجد‬ ‫مش��روعات كبيرة‪ ،‬ولكنني أفحص بعض األعطال‬ ‫الخفيف��ة ف��ي تمدي��دات التدفئة (ه��و عامل فني‬ ‫ف��ي التدفئة المركزية)‪ .‬س��ألني عن صحتي‪ ،‬قلت‪:‬‬ ‫ال ب��أس وس��ألني عن حياة الس��جن‪ ،‬قلت‪ :‬أصبحت‬ ‫مملة ألنها روتيني��ة‪َ ،‬‬ ‫نق َل لي صورة مُرْضِية عن‬ ‫والدته‪ ،‬وعملها في ال��وزارة‪ ،‬وعن أخته وخطيبها‪،‬‬ ‫ق��ال‪ :‬أن��ه من عائل��ة محترمة في دي��ر الزور وهو‬ ‫معلم رياضة‪ .‬س��ألته عن أخته ريما‪ :‬قال تعرضت‬ ‫لرشح قوي وقد أبلت منه‪.‬‬ ‫أتذك��ر أي��ام زم��ان نمض��ي إل��ى البس��اتين‬ ‫المواجه��ة لبيتنا‪ ،‬يحمل بارودة ضغط يصطاد بها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬بابا جئت لك بكبة وافرة بالقطا والدرّج‪ ،‬إنني‬ ‫أيام العطلة أمضي إلى الصيد‪.‬‬ ‫قلت له‪ - :‬لماذا تؤجل الزواج؟ قال‪ - :‬أرى أنني‬ ‫يجب أن أعيش حراً لمدة طويلة أذكر أنك قلت يومًا‬ ‫أمام��ي أن الزواج رس��ن ولكنه م��ن ذهب‪ ،‬ضحكت‬ ‫ونسيت مناسبة هذا القول‪.‬‬ ‫ق��ال ل��ي أن الكثيري��ن يحومون ح��ول البيت‬ ‫يري��دون ش��راءه ويدفع��ون مبالغ باهظ��ة‪ .‬وأردف‬ ‫قائ� ً‬ ‫لا‪ :‬أن العمل��ة المحلية قليلة القيم��ة‪ ،‬والقدرة‬ ‫الش��رائية لها ضعيفة‪ ،‬وأن الدوالر س��يد الموقف‪،‬‬ ‫وأنه يرى في الفندق مظاهر الترف والبذخ وفس��اد‬ ‫المس��ؤولين‪ ،‬أما عندم��ا يذهب إل��ى القرية فيرى‬ ‫الفق��ر واإلدق��اع‪ ،‬وأضاف‪ :‬أن إم��ارة الكويت تطلب‬ ‫عما ًال ولن يذهب ألن مثل هؤالء األمراء المتخلفين‬ ‫أو غير المس��تقلين أفسدهم المال وهم يفسدون‬ ‫غيرهم‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫ال�سيا�سة اجلنائية‪:‬‬

‫النظرية التقليدية‪:‬‬

‫املدر�سة التقليدية اجلديدة‪:‬‬ ‫فكرته��ا نفس الفكرة القديم��ة إلى حد ما ولكن‬ ‫ت��رى إنه��ا ال يمك��ن أن تك��ون المس��ؤولية متوف��رة‬ ‫لدى الجانحي��ن واألطفال‪ ،‬وفي بع��ض الظروف غير‬ ‫المعت��ادة الت��ي يفق��د فيها الف��رد على الق��درة على‬ ‫االختيار القويم‪ ،‬أن هذه المدرسة تؤكد على الفردية‬ ‫المطلقة‪.‬‬

‫النظرية املارك�سية‬ ‫وقفت الماركسية من الجريمة والقانون الجزائي‬ ‫موقف��ًا سياس��يًا‪ ،‬فوضعتهم��ا ف��ي إط��ار المفاهي��م‬ ‫الفلس��فية واالجتماعي��ة واالقتصادي��ة الس��ائدة في‬ ‫المجتم��ع وق��د قام��ت ه��ذه المدرس��ة عل��ى كتابات‬ ‫مارك��س وانجلز بهدف دراس��ة الروابط بين الجريمة‬ ‫م��ن ناحية وبين الوس��ط االقتصادي ال��ذي يحيا فيه‬ ‫الفرد من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫ويعتب��ر اإلج��رام ف��ي مفه��وم ه��ذه المدرس��ة‬ ‫منتجا رأس��مالياً شأنه في ذلك شأن مظاهر االنحراف‬ ‫االجتماع��ي األخ��رى ال��ذي يعان��ي منه��ا المجتم��ع‬ ‫الرأس��مالي فالجريم��ة ف��ي ه��ذا المجتم��ع رد فع��ل‬ ‫طبيع��ي ض��د أش��كال الظل��م االجتماع��ي وال س��يما‬ ‫الطبقات الكادحة‪.‬‬ ‫وقد سادت أفكار هذه المدرسة معظم الدراسات‬ ‫اإلجرامية في اإلتحاد الس��وفيتي وكذا الديمقراطيات‬ ‫الش��عبية وف��ي ضوء ه��ذا الفه��م لطبيع��ة المجتمع‬ ‫الصناعي الرأسمالي يرى أنصار المدرسة االشتراكية‬ ‫أن ما يعتري عالقات العمل واألسرة والوطن من خلل‬ ‫هو م��ا يفس��ر ارتكاب جرائ��م األموال واألش��خاص‪،‬‬ ‫يض��اف إل��ى ذل��ك أن القانون نفس��ه يعتب��ر ظاهرة‬ ‫طبقي��ة وأن القان��ون الجنائي على وج��ه الخصوص‬ ‫يمث��ل وس��يلة الطبق��ة البرجوازية ف��ي الصراع ضد‬ ‫أفع��ال طبق��ة العم��ال الت��ي تعت��دي عل��ى العالقات‬ ‫االجتماعي��ة الت��ي صاغته��ا البرجوازية بنفس��ها عن‬ ‫طريق تدخل الدولة بهدف إش��باع مصالحها وتلخص‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫نش��أت المدرس��ة التقليدية في حوالي منتصف‬ ‫القرن الثامن عش��ر على يد "س��يزار أدوبي كار" وقد‬ ‫س��اهم ف��ي تأسيس��ها عدد م��ن المفكري��ن‪ ..‬وعلى‬ ‫رأس��هم الفقي��ه االيطال��ي "بيكاريا" الذي نش��ر أكار‬ ‫نظريته في كتاب "الجرائم والعقوبات" فعمت أفكاره‬ ‫أنح��اء أوروبا وقد حظ��ي بتأييد كثير م��ن المفكرين‬ ‫أمث��ال "فولتير" و"ديدرو"‪ ،‬كما لقي معارضة ش��ديدة‬ ‫من بعض القضاة الفرنسيين أمثال "جوس" وغيره‪.‬‬ ‫وتق��وم المدرس��ة التقليدي��ة عل��ى المفاهي��م‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫حري��ة االختيار‪ :‬وتعني هذه الفكرة أن االنس��ان‬ ‫العادي يمل��ك عق ً‬ ‫ال واعياً وإرادة حرة‪ ،‬يس��تطيع بهما‬ ‫تحدي��د مواقفه وضب��ط تصرفاته‪ ،‬وموج��ه االختيار‬ ‫في نظر المدرس��ة التقليدية هو فكرة المنفعة أي أن‬ ‫االنس��ان بطبيعته يميل إلى اتباع السبل التي تضمن‬ ‫له القدر األكبر من اللذة والمنفعة وتبعد عنه الضرر‪.‬‬ ‫فعن��د إقدامه على فعل يوازن بي��ن المنفعة والضرر‬ ‫الذي سيجنيه فيختار األكثر نفعًا‪.‬‬ ‫المسؤولية االخالقية‪ :‬ومعناها أنه إذا كان الفرد‬ ‫واعيًا وحر االرادة‪ ،‬فعليه بمقتضى المبادئ األخالقية‬ ‫أن يتحم��ل تبعة أخطائه‪ ،‬فالجريمة فع��ل آثم إذا تم‬ ‫عن وعي وإرادة‪ ،‬والمس��ؤولية‪ ،‬إما أن تكون كاملة أو‬ ‫معدومة وال وسط بين االثنتين‪.‬‬ ‫الذن��ب‪ :‬وي��راد ب��ه أن الجريم��ة فعل آث��م‪ ،‬وكل‬ ‫من يرتكبها عن وع��ي وإرادة فهو مذنب‪ ،‬والذنب هو‬ ‫األس��اس ال��ذي تبني علي��ه الدولة حقها ف��ي التدخل‬ ‫لمجازاة المذنب‪.‬‬ ‫العقوب��ة‪ :‬ت��رى ه��ذه المدرس��ة أن ال جريم��ة وال‬ ‫عقوب��ة إال بن��ص‪ ،‬ليك��ون الف��رد عل��ى دراية مس��بقة‬ ‫بالجريمة وعقوبتها ليس��تطيع اختيار الطريق الذي يراه‬ ‫مناسباً بمقارنته بين المنفعة التي سيجنيها من ارتكابه‬ ‫للجريمة وبين العقاب الذي س��يناله بسبب ارتكابه لهذه‬ ‫الجريم��ة‪ .‬كما يجب أن تك��ون العقوبة مقيس��ة بمقدار‬ ‫الضرر‪ .‬وتجب المساواة في العقاب في جميــع الطبقات‪.‬‬ ‫وقد نددت المدرس��ة التقليدي��ة بالعقوبات الــال‬ ‫انس��انية مثل التمثيل بالمجــرم وتعذيبه بأي صورة‪،‬‬ ‫وطالبت باالستغناء عنها بعقوبات معتدلة‪.‬‬

‫خالص��ة الق��ول‪ :‬أن المدرس��ة الكالس��يكية في‬ ‫عل��م اإلجرام تقوم على مذهب اللذة والمنفعة أي أن‬ ‫اإلنس��ان حر في اختيار سلوك يحقق له أكبر قدر من‬ ‫المنفع��ة واللذة‪ .‬وترى أن الس��لوك اإلجرامي س��لوك‬ ‫يختاره اإلنسان على أن يكون هناك توازن بين مقدار‬ ‫ما يحققه من متعة ول��ذة من جهة وبين مقدار األلم‬ ‫المترتب على ذلك العقاب من جهة أخرى‪.‬‬

‫هذه المدرسة إلى أنه في ظل مجتمع اشتراكي سوف‬ ‫تختفي ظاهرة اإلجرام ولن تكون األفعال المناهضة‬ ‫لس��عادة المجتم��ع وغي��ره إال نتيج��ة أم��راض معينة‬ ‫يعاني منها بعض أفراد الجماعة‪.‬‬ ‫إن المدرس��ة االش��تراكية قد القت قب��و ًال كبيراً‬ ‫على يد العالم الهولندي بونجر الذي نش��ر في س��نة‬ ‫‪ 1905‬مؤلفاً عنوانه «اإلجرام واألوضاع االقتصادية»‪.‬‬ ‫تناول فيه النظرية الماركس��ية في تقس��يم اإلجرام‬ ‫مس��تنداً إلى دراسات وضعية مس��تفيضة وقد كشف‬ ‫بونجر في كتابه مس��اوئ النظام الرأس��مالي وتناول‬ ‫آثار المنافس��ة الحرة ونظام األجور واألسعار وتقلبات‬ ‫السوق واستغالل الطبقة العاملة على حركة اإلجرام‪.‬‬ ‫فالجريم��ة ل��دى العال��م مرتبطة أش��د االرتباط‬ ‫بأس��س النظام الرأس��مالي فهذا األخي��ر ينمي فكرة‬ ‫المنافس��ة الح��رة بي��ن المنتجي��ن وأصح��اب رؤوس‬ ‫األم��وال وه��ذا يدف��ع األف��راد إل��ى الوس��ائل غي��ر‬ ‫المش��روعة حت��ى يمكنه��م الصمود أمام منافس��هم‬ ‫وهذا ما يفسر تفشي بعض الجرائم في هذا الوسط‬ ‫مثل النصب والرشوة‪.‬‬ ‫وقد اس��تبدلت المدرس��ة الماركس��ية فكرة الذنب‬ ‫بفك��رة الخطر االجتماعي‪ ،‬التي تش��كل العنصر المادي‬ ‫لمفهوم الجريمة‪ ،‬وتكشف عن حكمة المشرع في اعتبار‬ ‫فعل ما جريم��ة‪ ،‬وتعبر عن المحت��وى الطبقي للقانون‬ ‫الجزائي‪ ،‬وتحدد القواعد الشكلية للضبط االجتماعي‪.‬‬ ‫ويضي��ف المفك��رون الماركس��يون إل��ى فك��رة‬ ‫الخطر االجتماعي فكرة "اللوم االخالقي" وتعني هذه‬ ‫الفك��رة أن الجريمة فعل مرف��وض في نظر الضمير‬ ‫االش��تراكي أو االخالق االش��تراكية‪ ،‬ولم يلغي الفكر‬ ‫الماركس��ي العقوبة بش��كل تام بل حافظ عليها كرد‬ ‫فع��ل اجتماعي اتج��اه الطفيليات وبقاي��ا البرجوازية‬ ‫التي ما زالت تعيش على هامش المجتمع االشتراكي‬ ‫وترفض االندماج فيه‪ ،‬ولكنه بالمقابل جعل العقوبة‬ ‫وس��يلة لإلص�لاح وقربها إل��ى حد كبير م��ن التدبير‪،‬‬ ‫وأضاف إليها كثيراً من التدابير الوقائية والعالجية‪.‬‬ ‫والمالح��ظ أن البل��دان االش��تراكية ل��م تحص��ر‬ ‫مهمة النضال ضد االجرام بس��لطات األمن والمحاكم‬ ‫والدوائ��ر القضائي��ة‪ ،‬وإنم��ا جعلته��ا أيض��ًا من مهام‬ ‫الح��زب وجمي��ع المؤسس��ات والمنظم��ات الش��عبية‬ ‫والمجال��س المحلية وجمي��ع المواطنين‪ ،‬وهي ترمي‬ ‫م��ن كل ذل��ك إلى ج��ذب الجماهي��ر لحماي��ة النظام‬ ‫االشتراكي‪ ،‬وللتعاون الشعبي المشترك على اجتثاث‬ ‫الجرائ��م وكل أش��كال االنح��راف وأنم��اط الس��لوك‬ ‫الضارة بالمجتمع‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬

‫اعتم��دت النظري��ة الوضعي��ة سياس��ة جنائي��ة‬ ‫معارض��ة كلي��اً للم��دارس الت��ي س��بقتها وال س��يما‬ ‫المدرس��تين التقليدية والتقليدية الجديدة‪ ،‬ومن أهم‬ ‫أسس هذه السياسة نذكر مايلي‪:‬‬ ‫ رفضت مفهوم حري��ة االختيار ونادت بمفهوم‬‫الحتمي��ة‪ ،‬الذي يق��ول بأن المجرم حينم��ا يقدم على‬ ‫ارتكاب جريمته ال يكون حراً في اختيار س��لوكه‪ ،‬ألنه‬ ‫مدف��وع إلى هذا الس��لوك بقوى طبيعي��ة وبيولوجية‬ ‫واجتماعية ال قبل له بمقاومتها‪.‬‬ ‫ رفض��ت مفه��وم المس��ؤولية األخالقية وبنت‬‫نظاماً جديداً يقوم على أساس المسؤولية االجتماعية‬ ‫والقانوني��ة‪ ،‬فالمجرم في نظرها مس��وق إلى عنوة‪،‬‬ ‫فه��و إذا غير مس��ؤول عن أفعاله جزائي��اً وال أخالقياً‪،‬‬ ‫ولكنه بالمقابل مس��ؤول عنها اجتماعيًا أي أن الواجب‬ ‫االجتماعي يلزم��ه بالخضوع لإلجراءات التي يفرضها‬ ‫المجتمع عليه لوقف خطره‪.‬‬ ‫ رفضت فكرة العقوبة كرد فعل معادل للجريمة‬‫واستعاضت عنها بالتدابير االحترازية واالصالحية‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫فل�سفة الفكر اجلزائي (‪)3‬‬

‫‪17‬‬


‫علي دياب‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫يوميات مواطن عالحاجز‪:‬‬ ‫العنص��ر‪ :‬ش��و متش��تغل (الس��ؤال ال��ذي كرك��ب‬ ‫البشرية)‬ ‫المواطن‪ :‬إذا كنت دارس أو عم تدرس ما يلي‪:‬‬ ‫طب أو طب أس��نان أو صيدلة أو تمريض أو معهد‬ ‫صحي فأنت حكماً بتشتغل بمشفى ميداني‪.‬‬ ‫أما إذا كنت دارس كيميا أو فيزيا أو حتى رياضيات‬ ‫فأنت حكماً بتصنع عبوات متفجرة‬ ‫ولك��ن إذا كنت دارس هندس��ة كهرب��ا او معهد أو‬ ‫كهربجي فانت تصمم دارات التفجير للعبوات‬ ‫وفي ح��ال كنت مهندس ميكانيك أو معهد أو كنت‬ ‫معل��م حدادة أو ش��غيل بمخرطة فأن��ت حكمًا عم‬ ‫تصنع هاون وصواريخ غراد‪.‬‬ ‫بينم��ا إذا كن��ت محامي فأنت ناش��ط حقوقي من‬ ‫دون شك‬ ‫ويا ويل��ك إذا كنت خريج إعالم (مفت��وح أو عادي)‬ ‫فأن��ت بالتأكي��د فاتح تنس��يقية وناش��ط إعالمي‬ ‫مغرض‪.‬‬ ‫كان��ت ه��ذه مفاضل��ة دخ��ول األف��رع حس��ب‬ ‫األختصاص وبالتوفيق يا مشحرين‪.‬‬

‫بالل زعيرت‬

‫�إيهاب داما�س‬ ‫مجزرة‪ ..‬في ضواحي جنوب دمشق‪ ..‬بكل اللهجات‬ ‫الوسخة‪ ..‬في الذيابية والحسينية‪..‬‬ ‫ح��زب اهلل وزبال��ة الع��راق الطائفي��ة‪ ..‬يواصلون‬ ‫الذب��ح حت��ى األن‪ ..‬وعدد الش��هداء مفت��وح ال أحد‬ ‫يعلم��ه‪ ..‬جن��وب دمش��ق ه��ذا المس��اء‪ ..‬يُذب��ح‬ ‫بسكاكين جنوب بيروت وجنوب العراق‪..‬‬

‫فادي جومر‬

‫الطبيع��ي‪ ..‬المنطق��ي‪ ..‬االنس��اني الص��رف‪ ..‬أن‬ ‫تأكل قلب م��ن يحاصر اخوتك حت��ى الموت جوعًا‬ ‫كائنًا من كان‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬

‫اهلل أكب��ر اهلل أكب��ر‪ ..‬و يل��ي ن��أز‪ ..‬م��ن هالعبارة‬ ‫يتذكر إنو الثورة بلشت بهالعبارة!‪ ..‬تكبييييير‬ ‫و يل��ي ص��ار يخاف ويتوت��ر وينزع��ج فالحق عليه‬ ‫ألن��و ما عرف يركب مصفاي��ة ع مخو ويميز صوت‬ ‫العاه��رة لما تق��ول بحبك مش��ان تقبض وصوت‬ ‫المرا النضيفة والمحبة لما بتقولها‪.‬‬ ‫قلي مع من تنام أقل لك شو شكل "أدانك"‪.‬‬ ‫اهلل أكب��ر‪ ..‬اهلل أكب��ر‪ .‬هون الثورة بلش��ت وهون‬ ‫خلص��ت وانتص��رت‪ .‬لم��ا ق��رروا الس��وريين إن��و‬ ‫يتح��رروا م��ن س��لطة األرض‪ .‬مجتم��ع مدني؟ ع‬ ‫فكرة مال��و جنس العالقة بالموض��وع‪ .‬يلي دق ع‬ ‫ب��اب الكنيس��ة أول مرة كم ورقة ك��ان عم يصلح‬ ‫مفاهيم دينية‪ .‬هي اعتبرت الثورة على الدين مو‬ ‫ثورة ضد الدين!‬ ‫يعن��ي باعتبار نماذجنا الزم تك��ون دوماً الغرب‪ .‬ع‬ ‫أساس التاريخ بلش من كم قرن وبالجايه وقبلون‬ ‫ال ج��دك وال جدي كان��وا موجودين‪ .‬نحن��ا كائنات‬ ‫هالمية ونوجدنا من العدم فجأة‪ .‬صحية الش��جرة‬ ‫لقتنا متسطحين تحتا!‬ ‫ياهلل باي‪ .‬خلص تس��ليت شوي‪ .‬راجع كمل شغل‪.‬‬ ‫أراه��ن أن حمار على األقل س��يقرأ هذا البوس��ت‪.‬‬ ‫لي��ش التهك��م وقل��ة األدب؟ أصداً‪ .‬هي��ك بجتذب‬ ‫األضواء أكتر‪.‬‬ ‫نحن��ا تعلمن��ا إنو إذا م��ات خمستعش��ر واحد واحد‬ ‫ادامن��ا ما منتحس��وس أد ما إذا س��معنا فجأة واحد‬ ‫عم يصرخ "كس اختك يا ابن السلمكية"‬ ‫مم شفت كيف نأزت ع مسبة االخت وبالك مشغول‬ ‫بش��و هي "الس��لمكية" ومجرد تخيل لخمستعشر‬ ‫ش��خض ماتوا بالس��طر القبلو ما عرف��ت تتخيل‪.‬‬ ‫طب ش��و رأيك إذا قلتلك انون فوقك‪.‬؟ايه ايه انت‬ ‫ماش��ي بالش��ارع ومروق ووقعوا فوق��ك‪ .‬وماتوا‪.‬‬ ‫وانت ما صرلك شي منيح؟ بس فيك تطلع؟‬ ‫ي��اهلل ب��اي‪ .‬اهلل أكب��ر‪ .‬اهلل أكبر‪ .‬أكب��ر مني ومن‬ ‫لغتي ومن غضبي ومن أملي‪.‬‬ ‫تشرب شاي؟‬

‫أيضًا‪ ..‬بمناس��بة س��يطرة قوات النظام على "أبو‬ ‫جري��ن" في مدخل الس��فيرة الجنوبي الش��رقي‪..‬‬ ‫دون أي مقاوم��ة تذك��ر‪ !!..‬س��ؤال يط��رح نفس��ه‬ ‫بقوة‪ ..‬أي دولة العراق والش��ام‪ ..‬وجبهة النصرة‪..‬‬ ‫ول��واء التوحي��د‪ ..‬وجمي��ع األلوي��ة والتش��كيالت‬ ‫والجبه��ات والتجمع��ات والكتائ��ب مم��ا يج��ري‪!!..‬‬ ‫النظ��ام قاب قوس��ين أو أدنى من إس��تعادة زمام‬ ‫المبادرة في حلب وريفها‪!!..‬‬

‫في مساء ش��هداء الش��ام‪ ..‬الموت أوسع من جسد‬ ‫اللغة‪ ..‬ضئيلة هي في ثوب أسود طويل‪!..‬‬

‫تحتوي هذه الثورة على مشاهد قاسية‬ ‫ال تحاول تجربتها في بلدك‬

‫ندى �صبح‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫طفلة في إدلب ومجلة أطفال سوريا الحرة‬

‫‪18‬‬

‫جامع فلس��طينَ في مخيَّم اليرم��وكِ المحاصَر ُ‬ ‫منذ أكثرَ من‬ ‫أعلِنَ��ت الي��ومَ فتوى من على منبر ِ‬ ‫الطعام منه فقداناً كام ً‬ ‫تسعينَ يوماً حصاراً مُحكماً وبعدَ فقدان ّ‬ ‫ال‪..‬‬ ‫والكالب للمُحاصَرينَ ف��ي المخيّم بعدَ أن‬ ‫لحم القطط والحمي�� ِر‬ ‫تن��صُّ الفتوى على ج��وا ِز ِ‬ ‫ِ‬ ‫أكل ِ‬ ‫َ‬ ‫مرحلة االضطرا ِر المُفضي إلى الهَالك‪..‬‬ ‫ب َلغُوا‬ ‫َ‬ ‫المُتخَمون من أبنا ِء أمَّتنا‬ ‫مزابل حضارتِه الزائفة‪ ،‬وليبص��ق‬ ‫فليدفن العالم المتمدّن نفسَ��ه في‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫جوع المحاصَرينَ في‬ ‫أمامَ‬ ‫وصفاقةٍ‬ ‫وقاحةٍ‬ ‫بكل‬ ‫يةِ‬ ‫ل‬ ‫المُتدَ‬ ‫وكروشِهم‬ ‫وكرامتِهم‬ ‫على ش��رفِهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مخيَّم اليرموك‪..‬‬ ‫محمد خير موسى‬

‫ه�شام عقل ابو جوالن‬

‫حراس بوابة دمشق الجنوبية‪..‬‬ ‫من ال يعرفهم فهم الفقراء المنسيين أبناء الجوالن‬ ‫نازحي ‪ 1967‬ش��اركوا مع أول م��ن انتفض مع أول‬ ‫صرخات الحرية في الحميدية واالمويين والمرجة‪..‬‬ ‫مناطقه��م صرخ��ت لدرع��ا ولدوم��ا ولحم��ص‪..‬‬ ‫انتفض��ت لنفس��ها أوال ولباق��ي المناط��ق‪ ..‬الحجر‬ ‫األس��ود حجيرة الس��يدة زين��ب البويضة س��بينة‪..‬‬ ‫جدي��دة عرط��وز الفضل‪ ..‬مخي��م درع��ا‪ ..‬الذيابية‬ ‫الحسينية مع اخوتهم في الهم‪ ..‬الفلسطينيين‪.‬‬ ‫ه��ؤالء الح��راس صم��دوا طوي�لا‪ ..‬محاصري��ن‪..‬‬ ‫منسيين‪ ..‬معذبين‪ ..‬منبوذين‪ ..‬مغيبين‪ ..‬جائعين‪..‬‬ ‫متروكي��ن أم��ام قطع��ان الميليش��يات الطائفية‪..‬‬ ‫خذلهن الجميع وال أستثني أحدا‪ ..‬وأولهم من تنطح‬ ‫لقيادة وتمويل فصائلهم وثم تمرغ بدونية عجيبة‬ ‫ليصبح ذيال تابعا ذليال‪ ..‬ونس��ي أهله ومناطقهم‪..‬‬ ‫فت��ك به��م الج��وع والحصار منذ عش��رة أش��هر‪..‬‬ ‫دفنهم حافظ األس��د في أحزم��ة ومخيمات البؤس‬ ‫والقه��ر‪ ..‬اآلن يتم دفنهم على أي��دي اخوتهم في‬ ‫الثورة‪ ..‬انهم يش��وهون المش��هد مجموعة فقراء‬ ‫بائس��ين وزعران حتى أنهم غير متش��ددين‪ ..‬كان‬ ‫يج��ب التخلص منه��م‪ ..‬علين��ا أن نم��وت إذا‪ ..‬كي‬ ‫يصبح المشهد أنقى‪ .‬المجد للثورة‬

‫رامي �سويد‬

‫مثنى مهيدي‬

‫بادي حممد‬ ‫أن��ا واهلل بع��رف إن��و العرب أخ��وات‪ ،‬ب��س أخوات‬ ‫شو؟؟؟‬

‫نائل حريري‬

‫نحن دولة مس��اواة‪ ،‬ال فرق في سوريا بين شيعي‬ ‫وس��ني وعل��وي ودرزي وك��ردي واس��ماعيلي‪..‬‬ ‫جميعنا بال قيمة!‬

‫وليد نظمي‬

‫يا شركاء الوطن‪ ،‬طلعو من القبو‬

‫�صالح �شعار‬

‫ما يمثلني من المشايخ‪ ..‬شيخ المحشي‬

‫�أحمد يو�سف‬

‫هناك ف��ي المعارضة من هو مس��تعد ألن يذهب‬ ‫إلى جنيف وغير مستعد ألن يذهب إلى الغوطة‬

‫ندى كرامي‬

‫يب��دو أن س��عادة العال��م بوجود موضوع الس�لاح‬ ‫الكيماوي ش��ماعة لتمييع قضية الثورة الس��ورية‬ ‫ال توص��ف‪ ،‬لدرج��ة أنه ارت��أى تأكيد س��عادته به‬ ‫بدعم الموضوع باحدى اهم الجوائز العالمية على‬ ‫االطالق‬

‫ح�سان عبا�س‬

‫بعض المعلقين على ص��ورة حريق المصفاة في‬ ‫حم��ص يعبرون ع��ن نش��وتهم للح��دث بالتكبير‬ ‫والشهادة‪.‬‬ ‫المؤمن الذي يرى في خراب البنية التحتية للتطور‬ ‫مدع��اة للفرح ال يختلف ف��ي ال وطنيته عن أولئك‬ ‫المجرمين الذين يقومون بأفعال التخريب‪.‬‬

‫فادي الع�ساف‬

‫(بلد بيفرق معك بالشبر‪ ..‬فكيف بالكيلو متر!!)‬ ‫نجل��س هنا نكت��ب لك��م‪ ..‬تكتبون لن��ا‪ !..‬نترحَّم‬ ‫عل��ى من مات ونس��تجدي الرحم��ة للضا ّلين على‬ ‫قيد الوطن والحياة‪ ،‬يس��ألني صديقي في اللحظة‬ ‫التي أفكر فيها بنفس الس��ؤال‪ :‬أليس لدينا بيض‬ ‫للعشاء!؟ أجيب بـ ال‪.‬‬ ‫على بُعد عدّة مئات أمتار من هنا يجلسُ ضا ّلون‬ ‫ليس لهم حق هذا السؤال‪..‬‬ ‫آخ��ر ما ت��م اغاثتهُم ب��ه فتوىً تبي��حُ َ‬ ‫أكل لحوم‬ ‫القطط والكالب‪ .‬الس��كوت عن الحص��ا ِر‪ ..‬حصارٌ‬ ‫ثم حصارٌ ثم حصارُ‪..‬‬ ‫من يوميات‪ :‬الضالون في دمشق‬

‫آه ي��ا إمي‪ ..‬وش��و ب��دي أق��ول إذا كنت س��امعة‬ ‫القصف اللي عم يش��تي علينا وعم تسمعي صوتي‬ ‫المخنوق؟‬ ‫م��ا عدت أعرف إذا صرت متل س��ورية وال س��ورية‬ ‫متلي بس اللي هلئ صاير‪..‬‬ ‫نوبة بليلة مقطوعة من شجرة‪..‬‬ ‫وقعة بعتمة متل الدم اللي مغرق كل شي‪..‬‬ ‫و أن صحيت من رجفة البرد وضيق تنفس��ي شوي‬ ‫بحسّ‪..‬‬ ‫كل شي عم يوجعني‪ ..‬لحالي‪ ..‬ومالي دوا‪..‬‬ ‫و محاصرة بألف حصار‪ ..‬وشو بدي أحكي أكتر؟‬ ‫و اهلل صرت عم أوجع الوجع يا إمي‪..‬‬ ‫حمص المحاصرة بكل حصارات الكون‪10 / 11 :‬‬ ‫‪pm 08 :10 / 2013 /‬‬ ‫وئام بدركسان‬ ‫س��يدفع النظ��ام ثم��ن تش��ويه س��معة الش��عب‬ ‫السوري‪..‬‬ ‫نحن شعب سلمي ديموقراطي‪..‬‬ ‫أظرف شعب في ظروف الحرب‪.‬‬ ‫وفي ظروف السالم يا سالم علينا‪ ..‬حطونا عالجرح‬ ‫بيطيب‪..‬‬ ‫نح��ن أه��ل س�لام ومحبّ��ة وتعاي��ش مش��ترك‬ ‫وجاهزين للديموقراطية من الصرخة األولى‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ديموقراطيّة‪.‬‬ ‫وع بيبرونة‬ ‫ثمّ ك ّفوا عن مراس��لتي وسؤالي‪ :‬س��يّدتي لماذا‬ ‫وقفت ضدّ النظام إال تري اإلرهابيين!‬ ‫صه‪ ..‬ه��ذا العتاب األعمى مقرف‪ ..‬أن��ا لم أتغيّر‪..‬‬ ‫كن��ت أقولها من قب��ل حين كنت ف��ي بلدي وفي‬ ‫بيت��ي قب��ل أن يقص��ف وينهب وتتش��لخ حنفيات‬ ‫المطبخ وتس��رق األب��واب وبرداية أوض��ة النوم‪..‬‬ ‫ويم��وت كرم الزيتون الذي كن��ت أكبس زيتوناتنا‬ ‫منه‪.‬‬ ‫كن��ت أقوله��ا‪ ..‬حي��ن كن��ت ألتقي بأي مس��ؤول‬ ‫ع��ال بال ذرّة‬ ‫أو نص��ف أو رب��ع مس��ؤول وبصوت ٍ‬ ‫موارب��ة‪ ..‬حي��ن كنا ف��ي البالد‪ ،‬اهلل يخل��ي البالد‬ ‫وأهل البالد‪ ..‬وحين أخرجت أفالم أدب السجون لم‬ ‫أس��اير في قناعاتي ّ‬ ‫قط‪ ..‬بل ذهبت إلى لبّ الوجع‬ ‫المشترك ألنني مواطنة سوريّة وأمارس ح ّقي في‬ ‫حريّة الرأي‪ ..‬حقي في حبّ س��وريا والس��وريين‪.‬‬ ‫واليوم كيف أتغيّر! صارت س��وريا جريحة محاصرة‬ ‫وتم��وت من الجوع ومن عطاي��ا ومكرمات براميل‬ ‫الوط��ن‪ ..‬الت��ي ل��م يكتش��فها الصليبي��ون ف��ي‬ ‫حروبهم الشرس��ة‪ ..‬وال تيمورلنك حين هجم من‬ ‫صوب قلعة دمش��ق‪ ..‬ه��ل هي منجني��ق عصري!‬ ‫ربم��ا! صارت الحقيق��ة والوقوف م��ع العدالة ومع‬ ‫هويّة س��وريا وصوتها التعدّدي الديموقراطي‪..‬‬ ‫ض��رورة وقس��م عهد مش��ترك بين الس��وريين‪..‬‬ ‫نحن م��ع العدالة وض��دّ الظلم وض��دّ الظالمْ‪..‬‬ ‫ومع مواطنة متس��اوية تساوي بين السوريين‪ .‬مع‬ ‫ْ‬ ‫العادلة‪.‬‬ ‫سوريا للجميع ومع تقديم القتلة للمحاكم‬ ‫ال تخيفن��ي جنيف ‪ 5‬وال ‪ 2‬وال ثالثة‪ ..‬أن أضع عيني‬ ‫في عين من يريد أن يذهب بعيداً في دمنا‪..‬‬ ‫ال مقدّس��ات س��وى كرام��ة الس��وري وحصان��ة‬ ‫مستقبل تعددي ديموقراطي مدني ال عسكري وال‬ ‫ديني‪ .‬ووقف الدم وغرغرينا الجوع‪.‬‬ ‫إخوتن��ا العرب الداعش��يون‪ ..‬ش��كر اهلل س��عيكم‬ ‫ع��ودوا إل��ى أوطانكم برض��ى أهلل عليك��ن‪ ..‬إلى‬ ‫تونس والعراق وليبيا وأفغانستان ()‪..‬‬ ‫أما بالنس��بة ألم��راء الحرب من إخوان مس��لمين‬ ‫وغيرهم ولواء أحرار وَ‪ ..‬إلخ إلخ‪ ..‬ونصرة وحسرة‪..‬‬ ‫يتحض��رون لكس��ب الجول��ة بع��د أن يس��قطوا‬ ‫النظ��ام‪ ..‬فأنتم تضعفون الش��عب الس��وري حين‬ ‫تنتظرون لحظة نصركم أنتم فقط!‬ ‫قال لي البارحة أحدهم‪ :‬لم أعد أثق بسوريا‬ ‫نظرت إليه‪..‬‬ ‫فبكى‪ ..‬وبكيت أنا‪.‬‬ ‫هاال محمد‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫ف��ي بلدة وقف عندها المس��افر ليقتات بالخبز والم��اء منها‪ ،‬وبينما‬ ‫كان يراقب حركة سكانها في السوق‪ ،‬مر كهل أجعد الوجه وقبيح القلب‬ ‫ذو رداء أس��ود اللون وألقى سحراً جعل الحزن واألسى منثورين في كل‬ ‫مكان هناك‪ .‬فأصبح الجميع يختنقون حزن ًا وألماً بينما يضحك هو وحيداً‪.‬‬ ‫يم��ض من الوقت الكثير حين ظهرت تلك الفتاة الصغيرة ذات‬ ‫ولكن لم‬ ‫ِ‬ ‫الوجنتين الحمراوين والعينين الس��وداوين والشعر القصير المجعد‪ .‬ثم‬ ‫ب��دأت تخط بأنامله��ا حكايات على الجدران جعلت م��ن صخورها تدندن‬

‫وتغن��ي كل ما كتب عليه��ا‪ .‬لقد غنت الجدران ألحانًا اس��تذكر بها الناس‬ ‫طيبهم فأمس��ت قلوبهم مبتهجة مسرورة‪ .‬ودندنت بكلمات أشارت لهم‬ ‫بما سيكس��بون َ‬ ‫بطيّب العمل فأمس��ت وجوههم تشرق نوراً‪ .‬وكم كان‬ ‫عجب المس��افر كبي��راً مما فعلته تل��ك الفتاة‪ ،‬فلم يكن ي��درك يومًا أن‬ ‫لحسن الكالم والقول ذاك األثر البهي الرغيد حين يكون صادقًا‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو دقق النص‪ :‬ميمونة العمار‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬

‫حكايات اجلدران‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪19‬‬


‫معبر بستان القصر بعدسة الكاتبة‬

‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 13 | )108‬تشرين األول ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫معرب املوت‬ ‫ريما سويدان‬

‫أن تَتح��ول حياتكَ إل��ى ورقةِ يانصي��ب‪ ،‬قابلة‬ ‫للربح أو الخسارة‪ .‬ربح وخس��ارة الحياة ذاتها‪ ..‬لشي ٌء‬ ‫مرعب‪.‬‬ ‫هو بستان القصر الذي عليك أن تَجتازه لتنحرف‬ ‫إل��ى اليمين‪ ،‬متجاوزاً الباصين الش��هيرين المركبين‬ ‫فوق بعضهما‪ ،‬والمُشكلين سَاتر حماية لدرء طلقات‬ ‫القناص‪ .‬إنها المنطقة الفاصلة بين الحياةِ والموت‪.‬‬ ‫ال يعن��ي ه��ذا أنك بمأمن ع��ن الم��وت‪ ،‬فقط فرص‬ ‫نجاتك أعلى‪.‬‬ ‫"مليون شخص أو أكثر يعتمد على هذا المعبر"‪..‬‬ ‫هذا ما يقوله صديقي حليم‪.‬‬ ‫حلي��م ناش��ط إعالم��ي م��ن منطق��ة الجَميلية‬ ‫(الواقع��ة تحت س��يطرة النظام)‪ ،‬طال��ب إدارة أعمال‬ ‫س��نة ثانية اضُطر لالنقطاع عن الجامعة‪ .‬لم ير أهله‬ ‫منذ الشهر األول من هذه السنة‪.‬‬ ‫" هل تعلمين أنني أس��تطيع أن أرى منطقة بيت‬ ‫أهلي من هنا ولكنني ال أستطيع العبور‪ .‬فأنا مطلوب"‪.‬‬ ‫ م��ازال الن��اس يَعب��رون بش��كل طبيعي بين‬‫المحرر والمحتل؟‬ ‫ طبعاً‪ ،‬الناس مُعرضة للجوع أن لم تَعبر لشراء‬‫حاجياتها من المناطق المحررة‪.‬‬ ‫ هن��اك صورة تم تداولها على صفحات الفيس‬‫بوك عن خندق تم حفره لتسهيل عبور الناس!!!‬ ‫‪ -‬ل��م أر هذه الصورة‪ .‬أعتق��د أنك تتحدثين عن‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫ذاك النقق الذي تم حفره من قبل الكتائب من الجهة‬ ‫اليس��ارية للمعبر‪ ،‬هو فقط له��ا وال يصلح للعبور‪ .‬قد‬ ‫يكون اس��تخدم مرة أو اثنتين من قبل الناس لس��ت‬ ‫متأكداً‪.‬‬ ‫ إال يمك��ن حف��ر مِثل��ه لعب��ور الن��اس تفادياً‬‫القناص‪.‬‬ ‫ مستحيل‪ .‬المنطقة محاصرة من قبل القناصة‪،‬‬‫فهي مكش��وفة من ثالثة جهات‪ .‬على اليسار منطقة‬ ‫اإلذاعة‪ ،‬ومن ثم جامع الرئيس ليأتي بالوسط القصر‬ ‫البلدي‪ ،‬وكلها مناطق مرتفعة‪.‬‬ ‫ إذا ه��و ه��ذا المم��ر الصغير من عل��ى يمين‬‫الساتر‪ ،‬أعبره فأصبح بالمحتل؟‬ ‫ ريما‪ ،‬ال تقتربي أكثر إنها ليست لعبة‪.‬‬‫ أعلم‪ ،‬لكن دعني أس��تغل ع��دم واقعيّتي من‬‫وجود القناص‪ ،‬فأنا لم أُش��كل بع��د عالقة كره وحقد‬ ‫أمش ليس��قط ل��ي فجأة صديق‬ ‫م��ع الموت‪ .‬لم أكن ِ‬ ‫أوصديقة‪َ ،‬‬ ‫فأحتار بذلك السؤال الجدلي الوجودي "هل‬ ‫أركض هرباً أم أس��عفهم؟"‪ .‬لم أَض��ع طف ً‬ ‫ال على يدي‬ ‫ً‬ ‫محاولة ّل َفه بكامل جسدي كي ال تتمكن منه‬ ‫َألعبر به‬ ‫َ‬ ‫يتس��ل قناص بجس��دي فيحدد‬ ‫رصاص��ة القناص‪ .‬لم‬ ‫ي��دي اليُمن��ى هدفاً‪ ،‬لتليه��ا قدمي اليس��رى‪ ..‬دعني‬ ‫أقترب‪.‬‬ ‫"يَس��قط يومياً بمعدل اثنين إلى ثالثة قتلى"‪..‬‬ ‫هذا ما أخبرني به حازم‪.‬‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)75665‬‬ ‫دمشق‪5623 :‬‬ ‫ريف دمشق‪17483 :‬‬ ‫حمص‪11186 :‬‬ ‫درعا‪6731 :‬‬ ‫إدلب‪8780 :‬‬ ‫حلب‪12275 :‬‬

‫دير الزور‪4628 :‬‬ ‫الرقة‪948 :‬‬ ‫السويداء‪55 :‬‬ ‫حماة‪5323 :‬‬ ‫الالذقية‪867 :‬‬ ‫طرطوس‪328 :‬‬ ‫الحسكة‪567 :‬‬ ‫القنيطرة‪415 :‬‬

‫حازم صيدالني يعمل في النقطة الطبية ببستان‬ ‫القصر‪.‬‬ ‫ ماهي الطريقة لتفادي القناصة؟‬‫ عليكِ معرفة مواعيدهم‪.‬‬‫ عفواً!!!!‬‫ الس��اعة الثامن��ة صباحاً والثالث��ة بعد الظهر‬‫(أوق��ات الدوام الرس��مي) أكثر األوقات أمان��اً‪ ،‬ليعود‬ ‫ويتنشط القناصة بعد الس��اعة الخامسة‪ .‬هناك أيضاً‬ ‫الساعة الثانية عش��رَ ظهراً‪ ،‬على المرء تفادي المرور‬ ‫حيث أنهم يكونون في ذِروة نشاطهم تقريباً‪.‬‬ ‫قال جملت��ه بكل هدوء ومش��ى‪ .‬شَ��ردت‪ ،‬خَدر‬ ‫بط��يء بدأ يتس��رب إل��ى ذهن��ي‪ ..‬يا إله الس��موات‪،‬‬ ‫نحم��ل ج��دول مواعي��د موتن��ا ف��ي جيوبن��ا كجدول‬ ‫مواعيد الباص!! على المحطات نقف نُودع صديقة أو‬ ‫نَس��تقبل أه ً‬ ‫ال عائدين من مكانٍ ما من هذا الوطن‪.‬‬ ‫نُسلم أطفالنا لمعلمات الباص لنعود ونحتضنهم في‬ ‫بقلب يخف��قُ بفرح طفولي نس��تقبل حبيباً‪،‬‬ ‫المس��اء‪ٍ .‬‬ ‫ألي��س لهذه األس��باب وج��دت المحط��ات؟ محطتك‬ ‫الوحيدة هنا‪ ..‬الموت‪.‬‬ ‫عرفت اآلن لماذا كان حليم يَستعجلني وأنا أمشي‬ ‫بتثاق��ل‪ .‬ل��ن أحفظ وجوهك��م‪ ،‬وال أعرف أس��ماءكم‪،‬‬ ‫لكنن��ي أردت أن أستنش��قَ حضوركم تحت جلدي‪ .‬أن‬ ‫أمتص نبض حياةِ أقدامكم الهازمة للموت‪.‬‬ ‫‪ ..‬ال يمكن أن نسمح بأن نصبح أرقاماً‪.‬‬ ‫‪ 5754‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2607‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 5368‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 19219‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 56446‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 10 / 12‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.