Souriatna issue 112

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫ً‬ ‫جوعا ت�صل �إىل الغوطة ال�شرقية‪:‬‬ ‫�سيا�سة املوت‬ ‫تقرير مركز توثيق االنتهاكات يف �سوريا‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫ملف اإلخبار من إعداد‪ :‬زليخة سالم‬

‫استكماال لسياسة الجوع أو الركوع التي اتبعها النظام‬ ‫على سكان مدينة المعضمية في ريف دمشق والعديد من‬ ‫مناطق جنوب دمش��ق وعلى رأسها مخيم اليرموك والحجر‬ ‫األس��ود القابع تحت الحصار منذ شهور عديدة‪ ،‬قام في ‪13‬‬ ‫ ‪ 2013 - 10‬قبل عيد األضحى المبارك بيوم واحد بإغالق‬‫تام لجميع المداخل المؤدية إلى الغوطة الشرقية في ريف‬ ‫دمش��ق‪ ،‬والتي كانت أص ًال تعاني من حصار ش��به تام منذ‬ ‫قراب��ة العام‪ ،‬وكانت تعي��ش أوضاعاً إنس��انية مزرية جداً‬ ‫وخاص��ة فيما يتعلق باألمور اإلغاثية والطبية وعلى صعيد‬ ‫المحروقات واالحتياجات اليومية البسيطة‪.‬‬ ‫وق��ال مركز توثي��ق االنتهاكات في س��وريا في تقرير‬ ‫خاص أصدره ح��ول األوضاع الطبية في الغوطة الش��رقية‬ ‫أنه م��ع هذا اإلغالق التام للمنطق��ة أصبح مئات اآلالف من‬ ‫المدنيي��ن وخاصة األطفال منهم ف��ي مواجهة الموت جوعًا‬ ‫في تجربة مريرة أخرى تشبه إلى حد كبير األوضاع اليومية‬ ‫الس��يئة الت��ي يعيش��ها س��كان المناط��ق المحاص��رة حيث‬ ‫ارتفعت أس��عار الم��واد التموينية النادرة أص� ً‬ ‫لا خالل األيام‬ ‫القليل��ة الماضي��ة ليصل بعضه��ا إلى أربع��ة أضعاف‪ ،‬في‬ ‫ظ��ل انعدام بعض المواد األساس��ية األخ��رى مثل الطحين‬ ‫والوقود والطاقة الكهربائية المقطوعة منذ أكثر من سنة‪.‬‬ ‫وارتفع س��عر ليت��ر البنزين على س��بيل المث��ال إلى‬ ‫‪ 2000‬لي��رة س��ورية‪ ،‬وه��و بال��كاد متوفر‪ ،‬علم��اً أن جميع‬ ‫النق��اط الطبي��ة والمش��افي تعتم��د عل��ى الوقود بش��كل‬ ‫أساسي بسبب انقطاع الكهرباء‪ ،‬كما ارتفع سعر أسطوانة‬ ‫الغاز إلى ‪ 15‬ألف ليرة‪ ،‬وكذلك بالنسبة أيضًا ألسعار المواد‬ ‫الغذائي��ة فقد ارتفع س��عر كيلو الرز إل��ى ‪ 400‬ل‪ .‬س‪ ،‬أما‬ ‫معظم المواد األساسية األخرى فهي مقطوعة بشكل تام‪.‬‬ ‫ويتحدث التقرير الذي اعتمد في منهجيته على زيارات‬ ‫ميدانية لعدد من المشافي والنقاط الطبية قام بها أعضاء‬ ‫فريق الرصد بشكل مفصّل عن الوضع الطبي الراهن في‬ ‫مدن وبلدات الغوطة الش��رقية وم��ا آلت إليه أوضاع النقاط‬ ‫والك��وادر الطبي��ة بعد أكثر من س��نتين ونص��ف على بدء‬ ‫الث��ورة‪ ،‬وأكثر من عام على الحصار الخانق الذي تش��هده‪،‬‬ ‫م��ا أدّى إلى تدهور خطير ف��ي كافة مناحي الحياة وخاصة‬ ‫فيما يتعلق بالوضع الطبي‪.‬‬ ‫وبين التقرير أن ازدياد عدد الش��هداء والجرحى يوميًا‬ ‫ف��ي الغوطة الش��رقية بعد أن وجه النظ��ام رصاصه الحي‬ ‫بوجه المتظاهرين منذ انطالق المظاهرات السلمية فيها‪،‬‬ ‫حيث كان توفير العالج للمصابين أمراً في غاية الصعوبة‪،‬‬ ‫بس��بب المالحقات األمني��ة للمس��عفين باعتبارها جريمة‬ ‫ف��ي نظر النظام‪ ،‬فق��ام األطباء باتخ��اذ عياداتهم الخاصة‬ ‫ومنازله��م‪ ،‬بعد تزويده��ا باألدوات الطبي��ة المتاحة آنذاك‬ ‫كبدي��ل عن المش��افي التي كان��ت ممنوعة من اس��تقبال‬ ‫المصابي��ن تحت طائل��ة اعتقال الجرحى والك��وادر الطبية‬ ‫عل��ى الس��واء‪ ،‬لذل��ك كانت معالج��ة الجرحى تتم بش��كل‬ ‫سري للغاية‪ ،‬في عيادات س��رية أو بيوت خاصة‪ ،‬مؤكداً أن‬ ‫النظ��ام أقدم منذ ب��دء االحتجاجات على اعتقال العش��رات‬ ‫من األطباء الذين انخرطوا في عالج جرحى الثورة وتقديم‬ ‫الرعاية الصحية لهم‪.‬‬ ‫وعم��د النظ��ام باإلضافة إل��ى االعتقاالت التعس��فية‬ ‫الممنهجة لألطباء والكوادر الطبية‪ ،‬إلى استهداف المشافي‬ ‫والعيادات الخاصة التي اس��تقبلت جرح��ى الثورة‪ ،‬بعمليات‬ ‫مداهمة واقتحامات مس��تمرة قبل تحرير الغوطة الشرقية‬ ‫وخاص��ة بع��د مظاه��رات أي��ام الجمع��ة‪ ،‬وم��ن بي��ن تلك‬ ‫المش��افي والعيادات الخاص��ة التي تم اقتحامه��ا واعتقال‬ ‫كوادرها الطبية إضافة إلى المصابين والجرحى ‪ /‬المشفى‬ ‫الوطني‪ ،‬وحم��دان‪ ،‬والنور ‪ /‬في دوما ومش��فى الفاتح في‬ ‫كفربطنا‪.‬‬ ‫ودائماً حس��ب التقري��ر فقد قام النظام بس��حب جميع‬ ‫الك��وادر الطبية من المش��افي العامة‪ ،‬بع��د تحرير عدد من‬ ‫مناطق الغوطة الشرقية أي بعد ‪ ،2012 - 10 - 28‬وفرزهم‬ ‫لمناط��ق تق��ع تحت س��يطرته ليح��رم بذل��ك المدنيين من‬ ‫الخدم��ات الطبي��ة الضروري��ة والت��ي ال تقتص��ر فقط على‬ ‫مصابي الثورة ب��ل المدنيين ممن يحتاجون عالج لألمراض‬ ‫العادية والمزمنة واإلس��عافية أيضاً‪ ،‬حيث أصبحت المشافي‬ ‫العام��ة والخاص��ة والنق��اط الطبي��ة ف��ي الغوط��ة بعد هذا‬

‫إعداد ما يمكن أكله في مناطق جنوب دمشق | يلدا‬

‫التاري��خ‪ ،‬هدفًا ش��به يومي من قبل آلة النظام العس��كرية‪،‬‬ ‫لالستهداف والقصف‪ ،‬منها مستوصف بزرة الطبي في زملكا‬ ‫بطيران الميغ الحربي‪ ،‬ومركزي األمراض الس��ارية‪ ،‬ورعاية‬ ‫األمومة والتلقيح‪ ،‬ومش��فى النور وحمدان واليمان والنقطة‬ ‫الطبي��ة رق��م واحد في دوما‪ ،‬ومس��توصف بلدي��ة الريحان‪،‬‬ ‫ومش��فى دوما الوطني‪ ،‬ومش��فى الفاتح في كفربطنا‪ ،‬هذا‬ ‫وق��د توقفت جميع المش��افي عن اس��تخدام الطوابق العليا‬ ‫مقتصرة على اس��تخدام الطوابق األرضي��ة واألقبية نتيجة‬ ‫الستمرار استهدافها من قبل النظام بالقصف‪.‬‬ ‫لم تس��لم ك��وادر المنظم��ات اإلنس��انية والمتعاونة‬ ‫مع منظمات إنس��انية ودولية مث��ل اللجنة الدولية للصليب‬ ‫األحمر من االس��تهداف المباش��ر م��ن قبل ق��وات النظام‪،‬‬ ‫فقد تع��رّض العديد من نش��طاء الهالل األحمر الس��وري‬ ‫لالعتقال واالختفاء القس��ري‪ ،‬ومنهم من هو معتقل حتى‬ ‫تاري��خ كتابة هذا التقرير‪ ،‬كما استش��هد العديد من كوادر‬ ‫منظم��ة اله�لال األحمر أثن��اء قيامهم بواجبهم اإلنس��اني‬ ‫في الغوطة الش��رقية بعد اس��تهدافهم م��ن قوات الجيش‬ ‫واألمن‪.‬‬ ‫لم ي��دع النظام س�لاحاً إال واس��تخدمه ض��د مناطق‬ ‫الغوطة الش��رقية بعد تحريرها مرتكبًا عش��رات المجازر‪،‬‬ ‫فازداد القصف المدفع��ي والجوي‪ ،‬عدا عن الحصار الخانق‬ ‫حيث ت��م إغ�لاق جمي��ع المناف��ذ والطرق��ات الواصلة إلى‬ ‫المنطق��ة مانعاً عنه��ا اإلم��دادات الغذائي��ة والطبية‪ ،‬هذه‬ ‫األوض��اع دفع��ت األطب��اء والك��وادر الطبية ف��ي المنطقة‬ ‫للعمل بجه��ود جبارة من أجل تنظيم العم��ل الطبي بأقل‬ ‫اإلمكانيات المتوفرة بشريًا وماديًا‪ ،‬وجرى تأسيس المكتب‬ ‫الطبي الموحد الذي يضم عدداً من المكاتب الطبية وبعض‬ ‫المشافي الخاصة إلدارة الوضع الطبي في الغوطة‪ .‬ويتألف‬ ‫م��ن ‪ 17‬مكت��ب طب��ي موزعة على م��دن وبل��دات الغوطة‬ ‫الش��رقية‪ ،‬وتق��وم ب��إدارة ‪ 35‬نقط��ة طبية‪ ،‬التي تقس��م‬ ‫بدورها إلى أقسام‪ ،‬اإلسعاف‪ ،‬والعناية المركزة‪ ،‬والعمليات‬ ‫الجراحية‪ ،‬والمعالجة الفيزيائية‪ ،‬إضافة إلى قس��م غسيل‬ ‫الكلى وحواضن األطفال‪.‬‬ ‫واعتمدت المكات��ب في عملها على نم��وذج الحلقات‪،‬‬ ‫تب��دأ الحلق��ة األولى بع�لاج جرحى اإلصاب��ات الناجمة عن‬ ‫القص��ف والني��ران‪ ،‬وتتوس��ع لتش��مل تقديم االستش��فاء‬ ‫والعناية المرك��زة لهؤالء المصابين‪ ،‬ثم تنتقل إلى الحلقة‬ ‫األوس��ع والتي تهت��م باألمراض العام��ة والرعاية الصحية‬ ‫مث��ل ال��والدات وحواض��ن األطف��ال وغس��يل الكل��ى التي‬ ‫خص��ص لها نقاط خاصة إضافة إل��ى المعالجة الفيزيائية‬ ‫لتأهي��ل المصابي��ن الذي��ن فق��دوا أطرافه��م‪ ،‬وكلم��ا زاد‬ ‫الضغ��ط عل��ى الغوطة تضي��ق الحلقة حتى تص��ل أحيانًا‬ ‫إلغالق نقطة غس��ل الكل��ى ونقطة المعالج��ة الفيزيائية‬ ‫إلجراء األعمال الجراحية لمصابي الثورة فحس��ب‪ ،‬ويجري‬ ‫اس��تخدام بع��ض التجهي��زات الت��ي الت��زال متوف��رة في‬ ‫المشافي الخاصة كجهاز الطبقي المحوري‪.‬‬ ‫وبي��ن التقرير أنه ل��م يتبق من الك��وادر الطبية من‬ ‫أطباء ومس��عفين بعد تحرير الغوطة إال العدد القليل جداً‪،‬‬

‫فقس��م كبير منهم لم يش��ارك أص� ً‬ ‫لا في القي��ام بواجبه‬ ‫وعم��د إل��ى الس��فر أو االنتقال إل��ى مناطق غير س��اخنة‪،‬‬ ‫والقس��م المتبق��ي منهم من اعتقل أو استش��هد‪ ،‬حيث لم‬ ‫يب��ق حاليا س��وى ‪ 10%‬من األطباء الذين كان��وا متواجدين‬ ‫داخل الغوطة قبل الثورة‪ ،‬وهناك اختصاصات لم يبق منها‬ ‫إال طبي��ب واحد على مس��توى الغوطة الش��رقية بأكملها‪،‬‬ ‫وبع��ض االختصاصات األخرى لم تعد موجودة‪ ،‬مما اضطر‬ ‫األطباء الموجودي��ن المتخصصين للعمل بش��كل إضافي‬ ‫وبغير اختصاصاتهم وذلك بشكل يومي ومستمر‪.‬‬ ‫وم��ن االختصاصات النادرة حاليًا ف��ي النقاط الطبية‪،‬‬ ‫جراح��ة األوعية‪ ،‬الجراح��ة الترميمية‪ ،‬الجراح��ة الصدرية‪،‬‬ ‫الجراح��ة العام��ة‪ ،‬األم��راض القلبي��ة‪ ،‬داخلي��ة أعص��اب‪،‬‬ ‫الجراح��ة الفكية‪ ،‬وع��دد أصحاب ه��ذه االختصاصات قليل‬ ‫جدا مقارنة بعدد الس��كان حالياً في الغوطة الش��رقية‪ ،‬فال‬ ‫يوج��د أكثر من طبيب من كل اختصاص من االختصاصات‬ ‫المذكورة على مستوى الغوطة‪.‬‬ ‫أم��ا الكوادر اإلس��عافية والتمريضية فه��م عبارة عن‬ ‫طالب الطب غير المتخرجين "أي ممن لم ينهوا دراس��تهم‬ ‫الجامعية" وعدد قليل من المس��عفين ومنهم المس��عفين‬ ‫ف��ي منظمة اله�لال األحمر العرب��ي الس��وري الذين بقي‬ ‫عدد منهم بمبادرة شخصية بعد إغالق شعب المنظمة في‬ ‫الغوطة من قبل النظام‪ ،‬باإلضافة لناشطين من غير ذوي‬ ‫الخبرة الس��ابقة‪ ،‬ممن خضع��وا لدورات إس��عافية لتالفي‬ ‫النقص بالكوادر‪.‬‬ ‫وأوض��ح المركز في تقري��ره أن أغل��ب اإلصابات في‬ ‫األش��هر األولى من عمر الثورة كانت نتيجة اإلصابة بطلق‬ ‫الناري أو ما ش��ابه؛ أي أن اإلصابة واألذية الجس��مية كانت‬ ‫مح��دودة نس��بياً‪ ،‬ولك��ن مع بدء ق��وات النظام باس��تخدام‬ ‫األس��لحة الثقيلة مثل المدفعي��ة والدبابات وقذائف الهاون‬ ‫وب��دء القصف العش��وائي على األحي��اء المدنية‪ ،‬فإن أغلب‬ ‫اإلصابات كانت ناجمة عن القصف بشكل مباشر أوتعرض‬ ‫المصاب لش��ظايا القذائ��ف‪ ،‬حيث تحتاج اإلصاب��ة الواحدة‬ ‫إل��ى أكثر من طبي��ب مختص ف��ي الوقت نفس��ه‪ ،‬فأحيانًا‬ ‫يك��ون لدي��ه إصابة عصبي��ة وعظمية ويك��ون بحاجة إلى‬ ‫جراح��ة عامة‪ ،‬وأغلب األحيان ولع��دم وجود اإلخصائيين أو‬ ‫األدوات واألجهزة الطبية الالزمة‪ ،‬فقد تصل الحالة إلى بتر‬ ‫األطراف‪.‬‬ ‫وبحسب النقطة الطبية األولى في مدينة دوما فهناك‬ ‫ث�لاث ح��االت بتر أعضاء يومي��اً‪ ،‬وعملية ش��فاء المصابين‬ ‫تأخ��ذ حاليًا م��دة أطول م��ن العادة‪ ،‬والس��بب ع��دم وجود‬ ‫األماكن الخاصة لالستش��فاء بش��كل فعلي مع تزايد كبير‬ ‫في عدد اإلصاب��ات والعمليات الجراحية‪ ،‬حيث يوجد حوالي‬ ‫‪ 250‬حالة يوميًا متفاوتة اإلصابة‪ ،‬ويجري ما يقارب حوالي‬ ‫ألف عملية جراحية ش��هرياً م��ا يدفع الكادر الطبي إلى بذل‬ ‫أقصى الجهود‪.‬‬ ‫وتُع��دّ الرعاية الصحية للحوامل م��ن أكبر التحديات‬ ‫ألن‬ ‫الت��ي تواجه األطباء والنق��اط الطبية على حد س��واء‪ّ ،‬‬ ‫هن��اك نقص كبي��ر ف��ي األدوية الالزم��ة م��ن فيتامينات‬


‫حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر انتشار مرض‬ ‫شلل األطفال داخل سورية وخارجها بعد أن أعلنت أنه تأكد‬ ‫ظه��ور المرض في دير الزور ناحية الحدود العراقية ش��مال‬ ‫شرق سوريا‪ ،‬بسبب انخفاض معدل التطعيم ضد األمراض‬ ‫جراء األحداث الدائرة فيها‪.‬‬ ‫وق��ال أوليفر روزنب��اور المتحدث باس��م منظمة الصحة‬ ‫ف��ي مؤتمر صحفي بجنيف مؤخراً‪ ،‬أن��ه تأكد وجود فيروس‬ ‫ش��لل األطف��ال من الن��وع األول في ‪ 10‬حاالت م��ن بين ‪22‬‬ ‫حالة يجري فحصها‪ ،‬وأن المنظمة ما زالت في انتظار النتائج‬ ‫المعملية الخاصة باالثنتي عش��رة حالة الباقية المشتبه بها‬ ‫في دير ال��زور خالل األي��ام المقبلة‪ ،‬وه��ذا بالتأكيد مرض‬ ‫مع��د ويمكنه أن ينتقل وأضاف روزنب��اور‪ :‬بدأ التطعيم في‬ ‫تل��ك المنطقة والخطوة التالية س��تكون إجراء فحص جيني‬ ‫للفيروس��ات التي ت��م عزلها ومن أين جاءت‪ .‬وهذا س��يقدم‬ ‫بعض اإليضاحات عن مصدرها‪.‬‬ ‫وأصيب ‪ 22‬طفلاً في محافظة دير الزور بالش��لل الشهر‬ ‫الحالي ويعانون من ش��لل رخو حاد‪ ،‬وهي أعراض يمكن أن‬ ‫تظه��ر نتيجة اإلصابة بأمراض أخرى‪ ،‬وهذا المرض ش��ديد‬ ‫الع��دوى‪ ،‬وينتق��ل عن طري��ق األطعم��ة والمي��اه الملوثة‪،‬‬ ‫ويمك��ن أن ينتش��ر بس��رعة بي��ن األطفال دون الخامس��ة‪،‬‬ ‫خاصة في أماكن اإليواء غير الصحية للنازحين في س��وريا‪،‬‬ ‫أو في مخيمات الالجئين المزدحمة بالدول المجاورة ومناطق‬ ‫أخرى مع حركة الناس‪ .‬لذا فإن خطر انتش��اره في المنطقة‬ ‫قوي‪.‬‬ ‫وأش��ارت المنظمة إلى أن مختبرها في تونس قام بعزل‬ ‫في��روس ش��لل األطفال في عينات أخذت م��ن ‪ 10‬مصابين‪.‬‬ ‫ومعظ��م الضحايا تقل أعمارهم عن عامين‪ ،‬ويعتقد أنه لم‬ ‫يت��م تطعيمهم على اإلطالق ض��د المرض‪ ،‬أو أنهم حصلوا‬ ‫عل��ى جرع��ة واحدة من اللق��اح‪ ،‬بدلاً م��ن ‪ 3‬جرعات تضمن‬ ‫الحماي��ة م��ن اإلصابة بالم��رض‪ ،‬موضحة أن ه��ذا هو أول‬ ‫ظهور لشلل األطفال في سوريا منذ ‪.1999‬‬ ‫كما دعت منظمة «أنق��ذوا األطفال» الخيرية البريطانية‬ ‫إلى وق��ف إطالق النار في س��وريا‪ ،‬للقي��ام بحملة تطعيم‪،‬‬ ‫ته��دف إلى منع تح��ول المرض إلى وباء يه��دد األطفال في‬ ‫جميع أنحاء الشرق األوسط‪ ،‬في ضوء حركة لجوء السوريين‬ ‫إلى البلدان المجاورة‪ ،‬والت��ي تثير مخاطر عالية من احتمال‬ ‫انتش��ار فيروس ش��لل األطفال في جميع أنح��اء المنطقة‪،‬‬ ‫وقال��ت إن دعوتها تأتي بعد تأكيد منظم��ة الصحة العالمية‬ ‫والحكومة الس��ورية تفش��ي ش��لل األطفال ف��ي المنطقة‬ ‫الشرقية من سوريا‪.‬‬ ‫م��ن جهت��ه ق��ال صن��دوق األم��م المتح��دة للطفول��ة‬ ‫«يونيس��يف» إن نصف مليون طفل في س��وريا لم يطعموا‬ ‫ض��د ش��لل األطفال وأم��راض أخ��رى‪ ،‬مثل الغ��دة النكافية‬ ‫والحصب��ة األلماني��ة بس��بب األح��داث‪ ،‬وتس��يطر الحكومة‬ ‫الس��ورية عل��ى أجزاء من مدين��ة دير الزور‪ ،‬بينما تس��يطر‬ ‫المعارض��ة عل��ى المناط��ق الريفي��ة المحيطة به��ا‪ .‬ووفقًا‬ ‫لتقدي��رات منظمة الصحة العالمية يوجد ‪ 65‬ألف طفل دون‬ ‫الخامسة عرضة لإلصابة بالمرض بمنطقة دير الزور‪.‬‬ ‫وقال أنتوني ليك المدير التنفيذي لليونيس��يف إنه أجرى‬ ‫محادثات عملية ومش��جعة مع رئيس الوزراء السوري وكبار‬ ‫المس��ؤولين في دمش��ق‪ ،‬داعيا إلى تطعيم ‪ 500‬ألف طفل‬ ‫سوري ضد شلل األطفال وأمراض أخرى‪.‬‬ ‫ويغزو فيروس شلل األطفال الجهاز العصبي‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫يسبب ش��ل ًال ال شفاء منه خالل س��اعات‪ ،‬وينتشر وباء شلل‬ ‫األطف��ال في ‪ 3‬دول هي نيجيريا وباكس��تان وأفغانس��تان‪،‬‬ ‫م��ا يثير االحتمال ب��أن المقاتلين األجانب الذي��ن قدموا إلى‬ ‫سورية حملوا الفيروس معهم‪.‬‬ ‫وتض��ع منظم��ة الصح��ة العالمية حالي��اً خطط��اً للقيام‬ ‫بحمالت تطعيم ضد ش��لل األطفال في س��وريا‪ ،‬لكن هناك‬ ‫مخاوف من احتمال أال تصل إلى جميع المناطق المتضررة‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫منظمة ال�صحة العاملية ت�ؤكد ظهور‬ ‫�شلل الأطفال يف دير الزور وحتذر‬ ‫من انت�شاره داخل �سورية وخارجها‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أح��د األف���ران ف��ي الغوطة الشرقية | آذار ‪2013‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫والمدعمات الغذائية وال توج��د زيارات دورية من قبل‬ ‫"الم��رأة الحامل" للعي��ادات أو النقاط الطبية لقلة عدد‬ ‫أطب��اء النس��ائية‪ ،‬حي��ث يوجد ف��ي مدين��ة دوما ثالث‬ ‫طبيب��ات نس��ائية باإلضاف��ة إل��ى طبيبن نس��ائية أي‬ ‫بمجموع خمس��ة أطباء فقط‪ ،‬وهذا ي��ؤدي إلى ازدياد‬ ‫عدد الوالدات العسيرة واحتياج الحواضن بشكل أوسع‪،‬‬ ‫حيث ‪ % 30‬من الوالدات تحتاج لحواضن أطفال والكثير‬ ‫من األطفال ال يستطيعون الحصول على هذه الخدمة‬ ‫بسبب نقص الحواضن‪ ،‬وبحس��ب المكتب الطبي في‬ ‫فإن معدل ال��والدات ش��هريًا يبلغ (‪)800‬‬ ‫مدين��ة دوم��ا ّ‬ ‫حال��ة والدة في الغوطة الش��رقية‪ ،‬حيث ق��ام المكتب‬ ‫بعملية مس��ح إحصائي شملت كل مراكز الوالدات في‬ ‫الغوطة عدا ع��ن الوالدات التي تجرى في البيوت على‬ ‫يد القابالت‪.‬‬ ‫معان��اة الك��وادر الطبية ف��ي الغوطة الش��رقية‬ ‫ال تق��ف عند عالج مصاب��ي القصف وني��ران النظام‪،‬‬ ‫ب��ل تتعداه��ا إلى ع�لاج األم��راض العام��ة والمزمنة‬ ‫والمعدي��ة‪ ،‬ألن جمي��ع العي��ادات الخاص��ة ق��د أغلقت‬ ‫أبوابه��ا منذ زم��ن بعيد‪ ،‬ويتعين عل��ى النقاط الطبية‬ ‫والمش��افي نفس��ها التي تقوم بع�لاج المصابين‪ ،‬أن‬ ‫تتولى حاالت األمراض العامة أيضاً‪ ،‬ومنذ بداية الثورة‬ ‫ت��م إحصاء ‪ 130‬ش��خصاً مقيم��ًا في الغوط��ة بحاجة‬ ‫لغس��يل كلى بش��كل مس��تمر‪ ،‬وهذه العملية تتطلب‬ ‫أدوي��ة مس��توردة وغالي��ة الثم��ن حيث تص��ل تكلفة‬ ‫الجلسة حوالي ‪ 35‬دوالر‪ ،‬والمريض بحاجة إلى غسيل‬ ‫‪ 8‬مرات شهرياً على األقل‪ ،‬يضاف إلى ذلك حاجة قسم‬ ‫غس��يل الكلى إل��ى الكهرباء المقطوع��ة من ‪10 / 28‬‬ ‫‪ ،2012 /‬لذل��ك تصبح كلفة غس��يل الكل��ى مع كلفة‬ ‫تأمي��ن الكهرباء حوالي ‪ 50‬دوالر‪ ،‬وتش��كل عبئًا على‬ ‫المريض والمس��ؤولين عن العملية‪ ،‬م��ا يهدد بإيقاف‬ ‫نقطة غس��يل الكلى بس��بب نض��وب الم��واد الالزمة‬ ‫للغسيل‪ ،‬وعدم القدرة على إدخال مواد جديدة بسبب‬ ‫الحصار‪.‬‬ ‫الحصار الخانق المفروض على الغوطة الشرقية‬ ‫من قبل قوات النظام منذ قرابة السنة‪ ،‬تسبب بنقص‬ ‫حاد ف��ي جميع المس��تلزمات الطبية واإلس��عافية من‬ ‫أدوية وأجهزة وحتى المستهلكات اإلسعافية‪ ،‬فقد تمّ‬ ‫من��ع إدخال أي م��واد طبية أو أجهزة طبية قد تس��اعد‬ ‫ف��ي معالج��ة الجرح��ى والمصابي��ن‪ ،‬وحس��ب المركز‬ ‫ف��إن اللجنة الدولي��ة للصليب األحمر غي��ر قادرة على‬ ‫الوص��ول إل��ى قل��ب الغوطة حت��ى تاري��خ كتابة هذا‬ ‫التقرير بس��بب عدم س��ماح الس��لطات الس��ورية لها‬ ‫بالدخول‪ ،‬وذلك وفق تصريحات اللجنة‪.‬‬ ‫وتعاني الغوطة من نقص شديد في المستلزمات‬ ‫الطبية مث��ل األدوية والمس��كنات المختلفة‪ ،‬واألدوات‬ ‫الجراحي��ة‪ ،‬المس��تهلكات اإلس��عافية‪ ،‬الس��يرومات‪،‬‬ ‫والش��اش‪ ،‬أكي��اس الدم‪ ،‬أنظم��ة المنافس‪ ،‬س��يارات‬ ‫اإلس��عاف‪ ،‬األجهزة والمواد الطبي��ة األخرى مثل أدوية‬ ‫إنعاش القلب الرئوي‪ ،‬وجهاز الصدمة‪ ،‬وجهاز تخطيط‬ ‫القلب‪ ،‬حيث اليوجد س��وى جه��از واحد من كل منهما‪،‬‬ ‫وفق��دان اس��طوانات األوكس��جين‪ ،‬وأدوي��ة التخدير‪،‬‬ ‫والجبائر التي تستبدل باألخشاب‪ ،‬وجهاز األشعة‪.‬‬ ‫كانت مجزرة الكيمياوي في ‪ 21‬آب الماضي عالمة‬ ‫فارق��ة في الملف الطبي في الغوطة المحاصرة‪ ،‬نظراً‬ ‫لألع��داد الكبيرة للمصابين والش��هداء وعدم جاهزية‬ ‫المشافي والنقاط الطبية للتعامل مع هكذا حاالت‪ ،‬ما‬

‫أدى إلى استش��هاد العشرات من المصابين الذين كان‬ ‫باإلمكان إنقاذ حياتهم لو توافرت المستلزمات الطبية‬ ‫في المشافي والنقاط الطبية في الغوطة الشرقية‪،‬‬ ‫وأوض��ح التقري��ر أن سياس��ة التجوي��ع والحصار‬ ‫الممنه��ج المفروض��ة من��ذ عدة أش��هر عل��ى الغوطة‬ ‫بكامله��ا‪ ،‬دفعت بالعدي��د من األش��خاص والمنظمات‬ ‫اإلنس��انية إلى تقديم الدعم للمستش��فيات والنقاط‬ ‫الطبية فيه��ا إال أن هذا الدعم غي��ر كافٍ أبداً مقارنة‬ ‫م��ع االحتياج��ات‪ ،‬بس��بب ش��دة النق��ص ف��ي الم��واد‬ ‫والتجهزي��ات الطبي��ة‪ ،‬وإذا كان الدع��م المق��دم على‬ ‫ش��كل "مبالغ نقدية" فيتم صرف معظمه على ش��راء‬ ‫الوقود لضمان اس��تمرار األجه��زة الطبية التي بحاجة‬ ‫إل��ى الكهرباء ولس��يارات اإلس��عاف‪ ،‬وتحت��اج الغوطة‬ ‫الش��رقية إلى ‪ 100‬ألف دوالر ش��هرياً فق��ط للوقود –‬ ‫في الوقت الذي يمنع جيش النظام السماح بدخول أي‬ ‫دعم عيني‪ ،‬مثل األجهزة الطبية أو األدوية‪.‬‬ ‫وق��ال إثناء إعداد هذا التقرير وبتاريخ ‪/ 10 / 13‬‬ ‫‪ 2013‬جرى إغالق المنافذ المتبقية للغوطة الش��رقية‬ ‫بش��كل كام��ل؛ مما أدى لفقدان الوقود بش��كل ش��به‬ ‫كامل وارتفاع األس��عار إل��ى أربعة أضع��اف مما ينذر‬ ‫بكارث��ة طبية عند انتهاء المخزون‪ ،‬وبعدها تم تحرير‬ ‫حاجز "معمل تاميكو" بتاريخ ‪ 2013 / 10 / 19‬الموجود‬ ‫ف��ي منطق��ة المليحة من قب��ل كتائب الجي��ش الحر‪،‬‬ ‫الحاجز كان عبارة عن معمل سابق إلنتاج األدوية قام‬ ‫النظام بتحويله لثكنة عسكرية‪ ،‬وبعد تحريره صودر‬ ‫م��ا كان موج��وداً فيه م��ن أدوية ولكن تبي��ن أن قوات‬ ‫النظ��ام قد أفرغته مس��بقا من معظ��م األدوية‪ ،‬فلم‬ ‫يبقَ س��وى أصناف مح��ددة كأدوية الرعاي��ة الصحية‬ ‫العامة وأدوية األطفال‪.‬‬ ‫يتجاوز عدد س��كان الغوطة الش��رقية حاليا أكثر‬ ‫م��ن ‪ 850‬ألف نس��مة‪ ،‬وهنالك اآلالف م��ن المصابين‬ ‫وعش��رات اإلصابات اإلضافية يومي��اً‪ ،‬نتيجة الهجمات‬ ‫العش��وائية الت��ي يق��وم بها جي��ش النظ��ام‪ ،‬ويحدث‬ ‫كل ه��ذا في ظل حصار محكم مف��روض على مدنها‬ ‫وبلداته��ا منذ أكث��ر من عام‪ ،‬حيث من��ع النظام دخول‬ ‫أي مواد إغاثية أو إنس��انية وطبية‪ ،‬وعدا عن اإلصابات‬ ‫ف��إن هنال��ك المئ��ات م��ن المرضى‬ ‫نتيج��ة القص��ف ّ‬ ‫بعضهم مصابون بأمراض مزمنة أو أمراض س��ارية‬ ‫ومعدية وحتى الوالدات اليومية فهنالك صعوبة بالغة‬ ‫في التعامل معها نتيجة لنقص الكوادر والتجهيزات‪.‬‬ ‫ودان المرك��ز بأقس��ى العب��ارات الحص��ار الجائر‬ ‫ال��ذي يفرضه النظام على س��كان الغوطة الش��رقية‬ ‫في ريف دمش��ق كن��وع من العقاب الجماعي‪ ،‬وناش��د‬ ‫في الوقت نفس��ه جمع المنظمات اإلغاثية واإلنسانية‬ ‫إلى تقديم الدعم الفوري والعاجل آلالف الس��كان من‬ ‫الجرحى والمرضى الذي��ن باتوا يواجهون خطر الموت‬ ‫بسبب نقص الكوادر والمواد الطبية‪.‬‬ ‫ودعا األمي��ن العام لألم��م المتح��دة والمفوضة‬ ‫الس��امية لحقوق اإلنسان لإلس��راع في الضغط على‬ ‫حكومة النظام الس��وري للس��ماح بدخول المساعدات‬ ‫اإلنس��انية إل��ى جمي��ع الم��دن والمناط��ق الس��ورية‬ ‫المحاص��رة ومنه��ا الغوطة الش��رقية‪ ،‬تنفي��ذا للبيان‬ ‫الرئاسي الصادر في ‪ ،2013 / 10 / 2‬كما جدد مطالبته‬ ‫للجن��ة الدولي��ة للصلي��ب األحمر لتحمل مس��ؤولياتها‬ ‫وفت��ح ممرات إنس��انية آمن��ة إلنقاذ مئ��ات اآلالف من‬ ‫المدنيين في غوطة دمشق الشرقية‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫�سيخريد كاخ تنفي ما تردد من �أن البعثة امل�شرتكة‬ ‫لنزع الأ�سلحة الكيميائية لي�س لديها متويل كاف‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫نف��ت س��يخريد كاخ منس��قة البعث��ة المش��تركة‬ ‫لمنظم��ة حظ��ر األس��لحة الكيميائي��ة واألم��م المتحدة‬ ‫ف��ى س��وريا ما جاء ف��ي التقارير التي أفادت ب��أن البعثة‬ ‫المشتركة لديها ما يكفى من التمويل حتى نهاية الشهر‬ ‫الحال��ي فقط مؤك��دة أنه��ا تقارير ليس��ت صحيحة وإن‬ ‫المنظمة قد صححتها‪ ،‬وأن هناك نحو مليوني دوالر حتى‬ ‫اآلن في صن��دوق االئتمان الذي خصصته األمم المتحدة‬ ‫لتموي��ل عم��ل البعثة المش��تركة‪ ،‬كما أن هناك عش��رة‬ ‫ماليي��ن دوالر ل��دى منظمة حظ��ر األس��لحة الكيميائية‬ ‫تكفي لعملها حتى نهاية العام الحالي‪.‬‬ ‫وقال��ت كاخ في مؤتمر صحفي عق��ب تقديمها أول‬ ‫إفادة حول تقرير األمين العام القائم على أساس تقرير‬ ‫المنظمة الدولية لحظر األس��لحة الكيميائية حول سوريا‬ ‫ف��ى أعق��اب الش��هر األول من عم��ل البعثة المش��تركة‪،‬‬ ‫أم��ام جلس��ة مجلس األم��ن المغلقة األس��بوع الماضي‪،‬‬ ‫أن التقري��ر يتن��اول التقدم ال��ذى تحقق حت��ى اآلن فى‬ ‫ظ��ل ظروف صعبة للغاية ويتح��دث بالطبع عن اإلطالق‬ ‫الس��ريع جدا لعم��ل البعثة المش��تركة‪ ،‬باالس��تفادة من‬ ‫األص��ول والخبرة المجتمع��ة للمنظمتي��ن‪ ،‬ويتحدث عن‬ ‫تعاون السلطات السورية‪.‬‬ ‫وأضاف��ت أن التقرير يش��ير إلى الحاجة للمس��اعدة‬ ‫الدولي��ة في المس��تقبل اعتمادا عل��ى موافقة المجلس‬ ‫التنفي��ذي للمنظم��ة الدولية لحظر األس��لحة الكيميائية‬ ‫ف��ي ‪ 15‬م��ن الش��هر الج��اري على خط��ة التدمي��ر التي‬ ‫تش��كل المرحلة الثالثة من الخطة الكاملة‪ ،‬مش��يرة إلى‬ ‫أن المحادثات التي جرت في مجلس األمن جيدة حيث أثار‬ ‫أعضاء المجلس مسألة سالمة وأمن طاقم البعثة والدور‬ ‫المتوقع لها في مواصلة التحقق‪ ،‬ودعم تطبيق المرحلة‬

‫الثالث��ة من خط��ة التخلص من األس��لحة الكيميائية في‬ ‫سوريا عندما تتم الموافقة عليها‪.‬‬ ‫ونوه��ت ب��أن أعض��اء المجل��س ناقش��وا مس��ألة‬ ‫الموقعي��ن اللذي��ن لم تتمك��ن البعثة م��ن زيارتهما في‬ ‫س��وريا‪ ،‬والذي��ن لم ي��رد ذكرهما في اإلعالن الس��وري‬ ‫لمنظم��ة حظ��ر األس��لحة الكيميائي��ة‪ ،‬وبأن هن��اك نية‬ ‫لزيارة الموقعين مستقب ًال عندما تسمح الظروف األمنية‬ ‫في البالد بذلك‪.‬‬ ‫وقال��ت أن هن��اك مناقش��ات ومفاوض��ات جاري��ة‬ ‫ه��ذا األس��بوع في اله��اي لبحث م��كان تدمير األس��لحة‬ ‫الكيميائي��ة‪ ،‬وتجتمع ف��رق التخطيط التابعة للس��لطات‬ ‫السورية‪ ،‬وخبراء األمم المتحدة والمنظمة الدولية لحظر‬ ‫األس��لحة الكيميائية لبحث التفاصي��ل وأفضل الخيارات‬ ‫الممكنة التي س��يتم اتخاذ القرار حولها‪ ،‬وستتم معرفة‬ ‫ذلك بحلول منتصف الشهر الجاري‪.‬‬ ‫وأش��ارت إل��ى أن البعث��ة تعم��ل ف��ي منطقة حرب‬ ‫نشطة‪ ،‬وهذا يشكل مصدر قلق يومي‪ ،‬بالنسبة للبعثة‪،‬‬ ‫وللشعب الس��وري‪ ،‬وقالت‪" :‬من أجل سالمة وأمن البعثة‬ ‫المش��تركة‪ ،‬نق��وم بتقييمنا للوضع األمني على أس��اس‬ ‫مستمر‪ ،‬وسنواصل القيام بذلك"‪.‬‬ ‫وف��ي مقابلة لها مع مركز أنباء األمم المتحدة قبيل‬ ‫تقدي��م افادته��ا في مجل��س األمن قالت س��يخريد كاخ‪:‬‬ ‫"أجريت مناقش��ات مكثف��ة مع فريق البعثة المش��تركة‪،‬‬ ‫الفريق الذي أرأسه‪ ،‬حول االستعدادات الداخلية المتعلقة‬ ‫بالخدم��ات اللوجس��تية‪ ،‬واألم��ن‪ ،‬نظ��را للظ��روف ف��ي‬ ‫البالد‪ ،‬وبالطبع‪ ،‬كيف يمكننا دعم خطة تدمير األس��لحة‬ ‫الكيميائية‪ ،‬التي وافق عليها المجلس التنفيذي لمنظمة‬

‫حظ��ر األس��لحة الكيميائي��ة‪ ،‬عل��ى أفض��ل وج��ه‪ .‬قمت‬ ‫بزي��ارة موقع واحد‪ ،‬حيث ش��اهدت بش��كل مباش��ر كيف‬ ‫س��يكون وضع المرافق بعد إتالفها وكيف س��تتم عملية‬ ‫التدمير الكام��ل وإجراءات الرصد والتحق��ق التي يتبعها‬ ‫المفتشين"‪.‬‬ ‫وأوضح��ت كاخ أن البعثة المش��تركة نف��ذت عملية‬ ‫التفتي��ش األولى من بي��ن جميع المواق��ع المعلن عنها‪،‬‬ ‫وتحقق��ت م��ن أن مراف��ق اإلنتاج غي��ر صالح��ة للعمل‪.‬‬ ‫وأضاف��ت‪" :‬في الوق��ت الراهن‪ ،‬هناك تنس��يق وثيق مع‬ ‫الحكومة السورية بش��أن جميع جوانب األمن‪ ،‬المسؤولة‬ ‫عن س�لامة وأمن البعثة المش��تركة‪ ،‬كما سيكون الحال‬ ‫بالنس��بة لبعثات أخرى كذل��ك‪ .‬ونحن ننظ��ر في قضايا‬ ‫الوصول والس�لامة واألمن طبقا لظ��روف كل حالة على‬ ‫حدة بالتنسيق الوثيق مع المسؤول المكلف"‪.‬‬ ‫وأش��ارت إلى أن مس��ؤولية حماية المواقع تقع على‬ ‫عاتق الدولة‪ ،‬وكذلك الوصول إليها ولألس��لحة مؤكدة أن‬ ‫مرافق اإلنتاج صارت غير صالحة للعمل‪ .‬وأن مناقش��ات‬ ‫خاص��ة تج��ري من أج��ل القض��اء الت��ام على األس��لحة‬ ‫الكيميائية ذاتها‪.‬‬ ‫وكانت البعثة المش��تركة لألم��م المتحدة ومنظمة‬ ‫حظر األس��لحة الكيميائية قد أكدت أن الحكومة السورية‬ ‫قد أنهت التدمير الوظيفي لجميع المعدات األساسية في‬ ‫مرافق انت��اج ومزج وتعبئة األس��لحة الكيميائية المعلن‬ ‫عنها‪ ،‬م��ا يجعلها غير صالحة للعمل به��ا‪ .‬وباالنتهاء من‬ ‫ذل��ك‪ ،‬تكون س��وريا ق��د التزم��ت بالمهلة الت��ي حددها‬ ‫المجل��س التنفي��ذي للمنظم��ة لالنتهاء م��ن تدمير تلك‬ ‫المعدات بحلول األول من تشرين ثاني ‪.2013‬‬

‫من خطر املوت ً‬ ‫جوعا �إىل االعتقال‬ ‫التع�سفي‪ :‬نداء عاجل للوقوف على حيثيات‬ ‫اعتقال النازحني من مدينة املع�ضمية‬

‫�أهايل خميم الريموك لالجئني‬ ‫الفل�سطينني يرف�ضون مبادرة جربيل‬ ‫ويطالبون بتحييد املخيمات‬

‫وج��ه مركز توثي��ق االنتهاكات في س��ورية ندا ًء عاج ً‬ ‫ال للوق��وف على حيثيات‬ ‫اعتقال النازحين من مدينة المعضمية إلى ضاحية قدس��يا‪ ،‬وطالب اللجنة الدولية‬ ‫للصليب األحمر وجميع المنظمات اإلنس��انية واإلغاثية المعنية بتحمل مسؤولياتها‬ ‫للوق��وف على هذا الموض��وع وفتح تحقيق فوري‪ ،‬والعمل عل��ى مطالبة الحكومة‬ ‫الس��ورية باإلفراج غير المش��روط والفوري عن المعتقلين والمعتقالت‪ ،‬خاصة أن‬ ‫عملي��ة نقل وإيواء النازحين تمت بتنس��يق الهالل األحمر العربي الس��وري والذي‬ ‫كان المنسق األساسي لعملية اإلجالء هذه‪.‬‬ ‫وعل��م المركز من مص��ادر عديدة بأن مركز اإليواء ‪ -‬وه��و بناء مجمع تربوي‬ ‫تحت التأس��يس في ضاحية قدسيا في ريف دمشق‪ ،‬والذي كان قد استقبل المئات‬ ‫من النازحين القادمين من مدينة المعضمية‪ ،‬إلى مدينة قدس��يا في ريف دمشق‪،‬‬ ‫قد تمّ تحويل جزء منه إلى مركز تحقيق واعتقال غير رسمي تابع لفرع المخابرات‬ ‫الجوية وفرع الجبة‪ ،‬األمن السياسي‪.‬‬ ‫وكان المركز قد بدأ باستقبال دفعات من النازحين بعد أن تم إجالئهم برعاية‬ ‫الهالل األحمر العربي الس��وري نظراً للحصار المطبق والكامل الذي فرضه جيش‬ ‫النظام على س��كان مدين��ة المعضمية منذ تاريخ ‪ 2013 - 03 - 01‬والذي تس��بب‬ ‫بمعاناة إنسانية كبيرة ووفاة العديد من األطفال جوعًا‪.‬‬ ‫وذكر المركز بحس��ب بحس��ب المعلومات الواردة له‪ ،‬أن الم��كان يحتوي على‬ ‫قس��مين للتحقيق واالعتقال‪ :‬أحدهما مخصص للرجال والثاني مخصص للنس��اء‬ ‫– وذلك بحس��ب المص��ادر ذاتها‪ ،‬حيث خضع في��ه المئات من النازحي��ن للتحقيق‪،‬‬ ‫والذي قدّر عددهم ب ‪ 400‬محتجز ومحتجزة حتى اآلن‪ ،‬قبل أن يتم إطالق س��راح‬ ‫العش��رات منهم من قبل الجهات األمنية المس��ؤولة عن م��كان االحتجاز هذا ويتم‬ ‫االحتفاظ بقسم كبير منهم‪.‬‬ ‫ودان مركز توثيق االنتهاكات بأقس��ى العبارات هذا االعتقال التعس��في بحق‬ ‫المدنيي��ن الناجين من الموت جوعًا في مدينة المعضمية‪ ،‬واحتجازهم الالش��رعي‬ ‫وإمكانية تعرضهم للتعذيب هناك‪.‬‬

‫عب��ر أهالي مخي��م اليرم��وك لالجئين الفلس��طينيين الجمعة‪ ،‬ف��ي اعتصام‬ ‫جماهيري حاش��د نظموه في ش��ارع الم��دارس انطالقا من مس��اجد المخيم‪ ،‬يوم‬ ‫الجمع��ة عن رفضهم للمب��ادرة التي تقدمت به��ا الجبهة الش��عبية القيادة العامة‬ ‫بزعامة أحمد جبريل‬ ‫وأك��د الالجئ��ون عل��ى رفضهم الخ��روج من مخي��م اليرموك‪ ،‬وف��ق المبادرة‬ ‫وطالبوا أن تتم الموافقة على بنود التهدئة وتحييد المخيم‬ ‫وفي هذا الصدد يصل إلى دمشق اليوم وفد من منظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫برئاسة د‪ .‬زكريا اآلغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس‬ ‫دائرة ش��ؤون الالجئين لمتابع��ة تنفيذ مبادرة تحييد المخيمات الفلس��طينية التي‬ ‫قدمها الوفد في زيارته األخيرة لسوريا‬ ‫وقال اآلغا في بيان صحفي أن هذه الزيارة تأتي اس��تكما ًال للزيارات السابقة‬ ‫لمتابعة ما تم االتفاق عليه مع الجانب السوري فيما يتعلق بتشكيل لجنة ميدانية‬ ‫مع الحكومة الس��ورية لمتابعة تنفي��ذ مبادرة تحييد المخيمات الفلس��طينية التي‬ ‫قدمه��ا الوف��د ف��ي زيارته األخي��رة لس��وريا التي حظي��ت بموافقة م��ن الحكومة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬إلى جانب إطالق س��راح الموقوفي��ن من أبناء المخيم��ات لمن لم يثبت‬ ‫تورطه��م ف��ي أعمال األح��داث الجارية في س��وريا ورف��ع الحصار ع��ن المخيمات‬ ‫وتأمين عودة آمنة للنازحين من الالجئين الفلس��طينيين إلى مخيماتهم والحفاظ‬ ‫عليها بيئة آمنة تحتضن الالجئين الفلسطينيين خالية من السالح والمسلحين‪.‬‬ ‫وأوض��ح أن االتص��االت الفلس��طينية مس��تمرة م��ع ال��دول ذات التأثي��ر على‬ ‫المعارض��ة الس��ورية للضغ��ط عليه��ا لس��حب مس��لحيها م��ن داخ��ل المخيم��ات‬ ‫الفلسطينية خاصة مخيم اليرموك والقبول بمبادرة تحييد المخيمات مؤكداً أهمية‬ ‫الحف��اظ على حيادية المخيمات وتجنيب الفلس��طينيين ويالت األحداث الدائرة في‬ ‫س��وريا وعودتهم إل��ى مخيماتهم وتأمين كاف��ة المقومات الحياتي��ة لهم للعيش‬ ‫اآلمن والكريم‪..‬‬


‫إعالمي درعا ينعي النا�شط‬ ‫احتاد �‬ ‫ّ‬ ‫الإعالمي عبد اهلل �صبحي الغزاوي‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫نع��ى اتحاد إعالم��يّ مدين��ة درعا الناش��ط اإلعالمي عب��د اهلل صبحي‬ ‫الغزاوي الملقب ب (الريس) الذي التحق بقافلة الش��هداء اثر إصابته بشظايا‬ ‫إثناء تغطيته لألحداث الميدانية في منطقة المحطة ‪ /‬طريق السد ‪/‬‬ ‫والتحق الش��هيد الغ��زاوي ابن مدين��ة درعا‪ ،‬طريق الس��د مواليد ‪1987‬‬ ‫بالث��ورة من��ذ بدايتها‪ ،‬وقام بتغطي��ة معظم أحداثها في درع��ا حتى بات من‬ ‫أش��هر مصوريها‪ ،‬وكان من مؤسس��ي اللجان المحلية‪ ،‬وه��و عضو في اتحاد‬ ‫إعالميّ درعا وانضم إلى وكالة س��مارت لألنباء منذ شهرين ليعمل كمصور‬ ‫لديها‬ ‫والش��هيد الغ��زاوي حاص��ل على الش��هادة الثانوي��ة وكان يعم��ل دهانًا‬ ‫وموظف في بلدية درعا قبل الثورة أصيب أخوه األصغر منه س��نا ابن ال ‪14‬‬ ‫عاما قبل ثالثة أيام من استشهاده وفقد يده وقدمه جراء القصف على طريق‬ ‫السد وهو موجود اآلن في األردن بمشفى الرمثا للعالج ‪.‬‬

‫قا�سم م�صباح احلزوري �شهيد �آخر يف قافلة‬ ‫ال�شهداء الإعالميني‬

‫مرا�سلون بال حدود‪:‬‬ ‫ال�صحافة يف �سوريا‪ ،‬هي املهنة امل�ستحيلة‬ ‫بعد أن كان بشار األسد هو صياد حرية الصحافة‬ ‫الوحي��د ف��ي س��وريا ع��ام ‪ 2011‬ظه��رت اآلن جبهة‬ ‫النصرة على الئحة الصيادين التي نشرتها مراسلون‬ ‫ب�لا حدود ف��ي أي��ار ‪ 2013‬علمًا أن بع��ض الجماعات‬ ‫الجهادي��ة األخ��رى مثل الدولة اإلس�لامية في العراق‬ ‫والش��ام (داعش) تس��تحق أن تلتح��ق اليوم بصفوف‬ ‫هذا النادي الذي يضم أشد أعداء حرية اإلعالم‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫اعتبرت منظمة مراس��لون بال حدود أن س��ورية‬ ‫أخط��ر بل��د ف��ي العال��م بالنس��بة للصحفيي��ن حيث‬ ‫استش��هد أكث��ر م��ن ‪ 110‬إعالميي��ن أثن��اء قيامه��م‬ ‫بعمله��م منذ بداية الث��ورة‪ ،‬بينما الي��زال حوالي ‪60‬‬ ‫إعالمي��ًا قيد االحتجاز‪ ،‬أو في ع��داد المفقودين‪ ،‬وفقًا‬ ‫إلحصائية المنظمة‪.‬‬ ‫وس��لطت المنظمة الضوء عل��ى الخطر المتزايد‬ ‫الذي بات ينطوي عليه عمل الصحفيين في س��ورية‪،‬‬ ‫وعل��ى تصاعد وتيرة التهديدات الت��ي يتعرضون لها‪،‬‬ ‫وارتف��اع درجة المخاط��ر والصعوب��ات التي تعترض‬ ‫عمل اإلعالميين السوريين منهم واألجانب على مدى‬ ‫األشهر االثنين والثالثين الماضية في تقرير أصدرته‬ ‫بعنوان الصحافة في سورية هل هي مهنة مستحيلة‬ ‫بمناسبة مرور خمس��ة أشهر على احتجاز الصحفيين‬ ‫إدوارد إلي��اس‪ ،‬وديديي��ه فرنس��وا العاملي��ن بإذاع��ة‬ ‫ي��وروب ‪ ،1‬الذي��ن اختطفا ي��وم ‪ 6‬حزي��ران الماضي‬ ‫في س��ورية‪ ،‬ومضي أربعة أش��هر ونصف على أس��ر‬ ‫زميليهما نيكوال هينان‪ ،‬وبيير توريس‪.‬‬ ‫وج��اء في التقري��ر أن الجي��ش النظامي وأتباعه‬ ‫وحده��م م��ن كانوا يس��تهدفون الصحفيي��ن انتقامًا‬ ‫منه��م عل��ى تغطي��ة االحتجاج��ات ونق��ل مظاه��ر‬ ‫قمعها ف��ي المراحل األولى من عمر الث��ورة‪ ،‬أما اآلن‬ ‫فق��د بات الصحفي��ون األجان��ب والس��وريون يقعون‬ ‫قي��د االحتجاز على أيدي عناصر جيش بش��ار األس��د‬ ‫وجماعات المعارضة المس��لحة في المناطق المحررة‬ ‫بش��مال البالد كما أضحوا يرزحون تحت وطأة الرقابة‬ ‫التي تح��اول فرضه��ا الق��وات التابعة لح��زب االتحاد‬

‫الديمقراط��ي الهيئ��ة السياس��ية األكث��ر نف��وذاً في‬ ‫صفوف األكراد في البالد‪.‬‬

‫وقال��ت المنظمة في تقريره��ا أن اإلعالم يُعتبر‬ ‫م��ن أب��رز ضحاي��ا العنف الذي خلف خس��ائر بش��رية‬ ‫مهولة‪ ،‬فإذا كانت وس��ائل اإلع�لام الحكومية بمثابة‬ ‫الجن��اح غي��ر المس��لح للنظ��ام ف��ي حرب��ه الدعائية‬ ‫والتضليلية فإن المؤسس��ات اإلعالمية التي رأت النور‬ ‫بُعيد الثورة‪ ،‬س��رعان ما تحولت في كثير من األحيان‬ ‫إلى دم��ى تحركها أيادي الثورة‪ ،‬وم��ع ذلك فإن هناك‬ ‫إرادة إلضف��اء طابع المهني��ة على القطاع وهو ما من‬ ‫ش��أنه أن يبع��ث روحاً جديدة في بعض ه��ذه المنابر‬ ‫اإلعالمية الحديثة العهد‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫نعى اتحاد تنس��يقيات الثورة السورية استشهاد عضو اإلتحاد ابن حمص الناشط‬ ‫اإلعالمي والمصور قاسم مصباح الحزوري الذي استشهد يوم الثالثاء ‪ 5‬تشرين الثاني‬ ‫‪ 2013‬أثناء تغطيته لمعركة تحرير مستودعات مهين في حمص‪.‬‬ ‫وقد كان الشهيد من أبرز الناشطين والناطقين اإلعالمين في حمص إال أنه أبَى‬ ‫إال أن يحظى بشرف الشهادة لينضم إلى قوافل شهداء الشعب السوري البطل الذي ال‬ ‫زال يقدم كل يوم الشهيد تلو الشهيد في سبيل نيل حريته وكرامته‪.‬‬ ‫الش��هيد البطل هو أحد من أسس��و صفحة عدسة ش��اب تلكلخ لتكون العين التي‬ ‫ينظر من خاللها أهل تلكلخ إلى مدينتهم‪ ،‬وهم بعيدين عنها‪.‬‬ ‫آخر كلمات الشهيد قاسم بتاريخ ‪:2013 / 11 / 3‬‬ ‫رجل واحد‪ ،‬وإذا لم نترك الرياء‬ ‫«تلكلخ لم ولن تتحرر إذا لم يكن شبابنا على قلب ٍ‬ ‫والقيادة‪ ،‬فكلنا جنودٌ في سبيل اهلل»‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫الثورة ال�سورية والعالقات ال�سعودية الأمريكية‬ ‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫�صراع النفط والوجود ال�سيا�سي‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫يبدو أن مستنقع الدم السوري لم يجف بما يجعله‬ ‫قاب ًال للمش��ي إلى حل‪ ،‬والخريطة متداخلة مرتبكة في‬ ‫ألوانه��ا لتضيع معها معال��م الطريق‪ ،‬وعال��مٌ بأكمله‬ ‫يتف��رج‪ ،‬وبع��ض ق��واه الناف��ذة ال تطفئ ن��اراً‪ ،‬ولكن‬ ‫تزيد النار اش��تعا ًال‪ ،‬تلهو بمحنة األمة‪ ،‬وتنفذ من خالل‬ ‫صفوفها المبعثرة إلى تحقيق مطالبها وأطماعها‪.‬‬ ‫ويب��دو أن ما يطي��ل عمر الوحل الس��وري أن من‬ ‫تنك��ب مس��ؤولية المعارضة السياس��ية لم ي��درك أن‬ ‫القتال ني��ران بين بن��ادق وبنادق‪ ،‬ومداف��ع وصواريخ‬ ‫وطائرات‪ .‬أما الحرب فهي شيء آخر‪ ،‬هي صراع إرادات‪،‬‬ ‫تس��تعمل كل الموازي��ن بم��ا فيه��ا الموازين الناش��ئة‬ ‫ع��ن نيران ميدان القتال للوصول إلى نتائج سياس��ية‪،‬‬ ‫وليس ه��ذا اختراعاً جديداً‪ ،‬فقد لخص��ه «كالوزفيتز»‬ ‫ف��ي كتابه «ع��ن الحرب» قب��ل مائتي س��نة حين قال‬ ‫«الحرب هي مواصلة السياسة بطريقة أخرى» وهكذا‬ ‫فالحرب عمل سياسي‪ ،‬تمهد له السياسة‪ ،‬وتدير جهده‬ ‫السياسة‪ ،‬وتوجه نتائجه السياسة‪.‬‬ ‫ويب��دو أيض��ًا أن ما يطي��ل عمر الوحل الس��وري‬ ‫أن هن��اك انتق��ا ًال من مرحل��ةٍ إلى أخرى ف��ي التاريخ‬ ‫السياس��ي العالمي‪ ،‬لكن أح��داً لم يصل بالقدر الكافي‬ ‫إل��ى توصيف ه��ذا الجديد أو اس��تقراء قواعده‪ ،‬وجميع‬ ‫األط��راف ما زال��ت تتخذ في تفكيرها وف��ي تصرفاتها‬ ‫نف��س القواعد والقوالب القديمة‪ ،‬رغم أن الحديث عن‬ ‫تدقيق على األلسنة‪.‬‬ ‫الوافد يجري بغير‬ ‫ٍ‬ ‫الوافد الجديد في عالم السياس��ة يفعل فعله في‬ ‫كل م��كان أم��ام عالم يب��دو مأخوذاً بما يرى ويس��مع‪،‬‬ ‫فم��ا جرى ف��ي األمم المتح��دة وبالتحدي��د في مجلس‬ ‫األمن‪ ،‬مدعا ٌة للدهش��ة عندم��ا أعلنت المملكة العربية‬ ‫الس��عودية عزوفه��ا ع��ن تب��وأ مقعدها ف��ي المجلس‬ ‫لفش��ل األخي��ر وعج��زه عن تحقي��ق الس�لام العالمي‬ ‫ً‬ ‫وخاصة في س��وريا‪ ،‬وقد وصف تقري��ر لوكالة رويترز‬ ‫بأن قرار الس��عودية ج��اء «تعبيراً لم يس��بق له مثيل‬ ‫ع��ن االس��تياء» م��ن قبل حكوم��ة «عادة م��ا تعبر عن‬ ‫مخاوفها في الجلس��ات الخاصة فقط»‪ .‬كما نقل الخبر‬ ‫عن مصدر دبلوماس��ي لم تحدد هويته قوله أن «قرار‬ ‫الس��عودية يعكس اس��تياء المملكة م��ن موقف األمم‬ ‫المتحدة إزاء القضايا العربية واإلسالمية خاصة قضية‬ ‫فلس��طين التي لم تتمكن األمم المتحدة من حلها منذ‬ ‫أكثر من ‪ 60‬عاماً‪ ،‬إلى جانب األزمة السورية»‪.‬‬ ‫وق��د س��خر األمير ترك��ي عضو األس��رة الحاكمة‬ ‫في الس��عودية والمدير الس��ابق للمخابرات السعودية‬ ‫من االتفاق األمريكي الروس��ي للتخلص من األسلحة‬ ‫الكيماوية لنظام األس��د‪ .‬وقال إنها حيلة لتمكين أوباما‬ ‫من تفادي القيام بعمل عسكري في سوريا‪.‬‬ ‫وأض��اف “التمثيلي��ة الحالي��ة للس��يطرة الدولي��ة‬ ‫على الترس��انة الكيماوية لبش��ار ستكون هزلية أن لم‬ ‫تكن مثيرة للس��خرية بش��كل صارخ‪ .‬وهي تهدف إلى‬ ‫إتاحة فرصة للس��يد أوباما للتراجع عن توجيه ضربات‬ ‫عس��كرية وكذلك لمس��اعدة األس��د على ذبح شعبه”‪.‬‬ ‫وأشار األمير تركي إلى أن السعودية لن ترجع عن ذلك‬ ‫القرار الذي قال إنه كان نتيجة لتقاعس مجلس األمن‬ ‫عن ايق��اف األس��د وتنفيذ ق��رارات المجل��س الخاصة‬ ‫بالصراع اإلسرائيلي الفلسطيني‪.‬‬ ‫رس��ال ٌة واضح��ة وإن كانت أممي��ة إال أنها موجه ٌة‬ ‫للحليف التقليدي للمملكة‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫وهو ما سنحاول في ملفنا اليوم اإلضاءة عليه‪.‬‬ ‫وقب��ل الب��دء ف��ي الحديث ع��ن الوافد ف��ي عالم‬ ‫السياسة والعالقة الس��عودية األمريكية تجدر اإلشارة‬ ‫إلى مجمل الش��واهد على الس��احة الدولي��ة تقول بأن‬

‫القرن الحادي والعش��رين س��يكون أمريكيًا أيضاً‪ ،‬لكن‬ ‫عاصف��ة التقدم االنس��اني وق��وة اندفاعه��ا الهائلة ال‬ ‫تس��مح ألحد بالتنب��ؤ عن جو المس��تقبل إال أنه وبعيداً‬ ‫عن المجازفة بالظن‪ ،‬فإن الثلث األول من القرن الحادي‬ ‫والعشرين أمريكي أيضًا ومعنى ذلك أن االمبراطورية‬ ‫األمريكية ش��به يقين في المس��تقبل حتى خط األفق‬ ‫المرئي وما بعده لكن الجديد هو التحالفات والتوازنات‬ ‫بين هذه االمبراطورية والعالم‪.‬‬

‫العالقات ال�سعودية الأمريكية‪:‬‬ ‫ب��دأت العالق��ات األمريكية الس��عودية مع نش��وء‬ ‫المملكة عام ‪ 1932‬وتعمقت وأخذت أبعاداً استراتيجية‬ ‫بع��د الحرب العالمي��ة الثانية عندما التق��ى الملك عبد‬ ‫العزي��ز بالرئي��س فرانكلي��ن روزفل��ت ع��ام ‪1945‬م‪.‬‬ ‫وم��ع أن النف��ط والمصال��ح االقتصادية كان��ت عنوان‬ ‫ً‬ ‫خاصة في‬ ‫ه��ذه الرابط��ة إال أنها تطورت اس��تخباراتيًا‬ ‫مكافحة المدي��ن الناصري والش��يوعي‪ ،‬لكن منذ ذلك‬ ‫الوق��ت تخللت ه��ذه العالق��ات مقاطع��ات نفطية من‬ ‫جانب الس��عودية وقيود أمريكية على مبيعات األسلحة‬ ‫إل��ى الس��عودية‪ ،‬فض ًال ع��ن التوت��رات ح��ول الصراع‬ ‫الفلسطيني اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫ومن��ذ نهاية الحرب الباردة‪ ،‬أصبحت العالقات أكثر‬ ‫احتقان��ًا‪ ،‬ثم تدهور األمر أكث��ر مع حدوث الهجمات في‬ ‫الحادي عش��ر من أيل��ول‪ .‬إال أن النفط والدفاع وبعض‬ ‫المصال��ح اإلقليمي��ة األخ��رى أبقت عل��ى العالقة بين‬ ‫البلدي��ن‪ ،‬م��ع أن كال الطرفي��ن عبّ��ر بوض��وح عن أن‬ ‫عالقاتهما اليوم لم تعد عالقات خاصة كسابق عهدها‪.‬‬ ‫فق��د صرحت كوندليزا رايس عام ‪ 2005‬بأن «الواليات‬ ‫المتحدة وعلى مدى الستين عامًا الماضية ظلت تسعى‬ ‫للحفاظ على االس��تقرار على حساب الديمقراطية في‬ ‫هذه المنطقة من الشرق األوسط—غير أننا لم نحقق‬ ‫أيًا منهما»‪.‬‬ ‫وم��ن ناف��ل الق��ول أن عالق��ة البالط الس��عودي‬ ‫م��ع الواليات المتح��دة كانت دائمًا بأفض��ل حاالتها في‬ ‫عهود الجمهوريين أصحاب ش��ركات النفط واألس��لحة‪،‬‬ ‫ودائمًا ما خبت في عه��ود الديمقراطيين‪ ،‬لكن النقطة‬ ‫المهم��ة هنا أن الس��عودية افترضت دائم��اً تطابقا في‬ ‫المصال��ح مع أمي��ركا وتصرفت على أس��اس ذلك في‬ ‫حي��ن أن أميركا كانت دائم��اً تنظر إلى نق��اط االتفاق‬ ‫مع الس��عودية وتدرك نقاط االفتراق وبنت سياس��اتها‬ ‫المتصلة بالسعودية على أساس ذلك‪..‬‬ ‫ول��م يقف االمر عن��د هذا الحد فف��ي الوقت الذي‬ ‫اتخ��ذت الوالي��ات المتح��دة كل م��ا يل��زم لمواجه��ة ما‬ ‫يترتب على الخالف في النظرة للعالقة مع الس��عودية‬ ‫ولتعارض بعض المصالح فان السعودية عكست فهمها‬ ‫لتطاب��ق العالقة مع الوالي��ات المتحدة عملي��ا بإهمال‬ ‫توفير أي أوراق ضغط تفاوضية ضد الحليف االمريكي‬ ‫الذي تركت له لي��س فقط مهمته الطبيعية في رعاية‬ ‫والدفاع عن مصالحه في العالقة مع الس��عودية ولكن‬ ‫ف��ي رعاي��ة المصلحة الس��عودية ذاته��ا‪ ،‬فقد فرضت‬ ‫طبيع��ة النظام الس��عودي العائلية والقبلي��ة والدينية‬ ‫سياسات معينة عززتها العالقة بالواليات المتحدة التي‬ ‫اس��تفادت من هذه الطبيعة ودافعت عنها وعملت على‬ ‫تكريس��ها بحي��ث أن النظام الس��عودي يب��دو من دون‬ ‫خيارات خ��ارج اطار العالقة بأميركا وه��و أمر لم يكن‬ ‫ليشكل مشكلة في ظل التطابق الذي سعى له النظام‬ ‫الس��عودي مع المصال��ح االميركية وق��د انعكس ذلك‬ ‫لي��س فقط على الخيارات السياس��ية ولكن حتى على‬ ‫الخيارات االقتصادية وغيرها من خيارات اس��تراتيجية‬

‫تكيف��ت معها فكري��ا وإداريا وتنظيميا كل مؤسس��ات‬ ‫الدول��ة‪ ،‬وقد يفس��ر ذلك تفاج��أ الحكومة الس��عودية‬ ‫بالتق��ارب االيران��ي االمريك��ي ال��ذي كان متوقعا في‬ ‫اوساط سياسية عالمية واقليمية وقد كتب كثيرون من‬ ‫الكتاب الغربيين والعرب خالل السنين القليلة الماضية‬ ‫عن احتمال عقد صفقة ايرانية امريكية‪ ،‬وإعادة تلزيم‬ ‫أمن الخليج والمنطقة للشاه الجديد الذي يضع عمامة‪.‬‬ ‫إال أن تصريح��ات األمير بندر بن س��لطان األخيرة‬ ‫وه��و الخبي��ر بخبايا صنع الق��رار في أمري��كا تؤكد أن‬ ‫الس��عودية ما تزال تملك من األوراق ما يجعلها الطرف‬ ‫األهم واألقدر في أي تس��وية في المنطقة‪ ،‬حيث أعلن‬ ‫ب��أن ب�لاده س��تجري “تغييراً كبي��راً” ف��ي عالقاتها مع‬ ‫الواليات المتحدة احتجاجا على بوادر التقارب مع إيران‪.‬‬ ‫وكان المس��ؤول الس��عودي قد أعلن موقف بالده‬ ‫بإعادة تقيي��م العالقات مع الواليات بعد أيام قليلة من‬ ‫الذكرى الس��نوية األربعين لحظ��ر النفط العربي التي‬ ‫صادفت األربع��اء ‪ 16‬تش��رين أول‪ ،‬والتي كانت نقطة‬ ‫تح��ول بالنس��بة لسياس��ة أم��ن الطاقة ف��ي الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬حيث فرض��ت منظمة الدول المصدرة للنفط‬ ‫العربي بعد اندالع تشرين ‪ 1973‬بين اسرائيل والعرب‬ ‫حظرا عل��ى صادرات النف��ط لمؤيدي اس��رائيل وعلى‬ ‫رأس��هم الواليات المتحدة وشددت على أسواق النفط‪،‬‬ ‫ما أدى إلى ارتفاع سعر البترول ‪.400%‬‬ ‫فللس��عودية أكب��ر اقتص��اد عرب��ي ف��ي الش��رق‬ ‫األوس��ط‪ ،‬تس��تثمر ‪ 73%‬من احتياطاته��ا األجنبية في‬ ‫الخ��ارج‪ ،‬البالغ��ة ‪ 700‬ملي��ار دوالر‪ ،‬ف��ي أوراق مالية‪،‬‬ ‫وتع��ادل ه��ذه النس��بة ‪ 512‬ملي��ار دوالر‪ ،‬وف��ى رأى‬ ‫محللين متابعين لملف العالقات الس��عودية األمريكية‬ ‫فإن من ش��أن انس��حاب المملكة بجزء من استثماراتها‬ ‫ب��أذون الخزانة األمريكي��ة أن يدفع الوالي��ات المتحدة‬ ‫لمزي��د من األزم��ات‪ ،‬خاصة في ظل رفع س��قف الدين‬ ‫الحكومي ألكثر من ‪ 16.7‬تريليون دوالر‪.‬‬ ‫وبينم��ا تبح��ث الس��عودية ع��ن أس��واق أخ��رى‬ ‫لتصري��ف إنتاجه��ا النفط��ي إال أنها ال ت��زال ثاني أكبر‬ ‫م��ورد للوالي��ات المتحدة بش��حنات بلغ��ت حوالي ‪1.4‬‬ ‫ملي��ون برمي��ل يوميا في األش��هر العش��رة األولى من‬ ‫العام الماضي‪ ،‬كما ال تزال تش��تري السعودية طائرات‬ ‫حربية أمريكية بعشرات المليارات من الدوالرات‪.‬‬ ‫والسعودية هي ثامن أكبر شريك تجاري للواليات‬ ‫المتح��دة‪ ،‬متقدم��ة على البرازي��ل وفرنس��ا‪ ،‬كما أنها‬ ‫من بي��ن العمالء البارزين في الخارج لش��ركات الدفاع‬ ‫األمريكية وعلى رأسها لوكيد مارتن كروب‪ .‬وقد أعلنت‬ ‫وزارة الدف��اع األمريكي��ة األس��بوع الماضي عن خطط‬ ‫لبي��ع أس��لحة متط��ورة بقيم��ة ‪ 10.8‬ملي��ار دوالر إلى‬ ‫الس��عودية وحليفها األصغر في الخليج‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬كما‬ ‫تمتلك السعودية نحو‪ 50%‬من مصفاة “موتيفا” بوالية‬ ‫تكساس في مش��روع مشترك مع ش��ركة شل‪ ،‬كذلك‬ ‫ضخ��ت المملكة اس��تثمارات بنح��و ‪ 10‬ملي��ارات دوالر‬ ‫لتوسيع ميناء “بورت آرثر” بتكساس‪.‬‬

‫اخلالف ال�سعودي الأمريكي‪:‬‬ ‫م�صر‪:‬‬

‫رصد الكاتب «ماكس فيشر»‪ ،‬فى مقالة بصحيفة‬ ‫«واش��نطن بوست» األمريكية‪ ،‬س��تة أسباب من شأنها‬ ‫أن توس��ع الفج��وة بي��ن المملك��ة العربية الس��عودية‬ ‫والوالي��ات المتح��دة األمريكي��ة‪ ،‬وف��ى مقدم��ة ه��ذه‬ ‫األس��باب الخالف حول مصر نظراً للمعارضة الش��ديدة‬


‫الت��ي أبدتها الس��عودية من تولى حكومة «إس�لامية»‬ ‫ودعمه��ا ل��ـ ‪ 30‬يونيو‪ ،‬باإلضافة إلعالنه��ا تعويض أي‬ ‫نق��ص قد يتس��بب فيه قط��ع المعون��ة األمريكية عن‬ ‫مصر‪.‬‬

‫�إيران‪:‬‬

‫�أفغان�ستان‪:‬‬

‫ورأى الكات��ب أن أفغانس��تان ه��ي الس��بب الرابع‬ ‫لخ�لاف الواليات المتحدة م��ع الس��عودية‪ ،‬على الرغم‬ ‫من عملهما معاً فى أفغانس��تان منذ ‪ 1979‬حيث الغزو‬ ‫الس��وفيتي وعام ‪ 2001‬حي��ث قررت أمري��كا اإلطاحة‬ ‫بحركة طالبان‪.‬‬ ‫فالس��عودية مولت الحرب في أفغانس��تان ودربت‬ ‫المجاهدي��ن ولم تتحص��ل إال على تقوي��ة العالقة مع‬ ‫االمبراطوري��ة األمريكي��ة‪ ،‬لك��ن وبعد أح��داث الحادي‬ ‫عش��ر من أيلول أصب��ح األمريكي��ون عل��ى يقين بأن‬ ‫حضارته��م مه��ددة من اإلس�لام‪ ،‬ويتجس��د اإلس�لام‬ ‫بالنس��بة لهم في ''الوهابية'' الس��عودية‪ ،‬وألن معظم‬ ‫العمليات المتطرفة اإلرهابي��ة التي هزت العالم كانت‬

‫�سوريا‪:‬‬

‫ولف��ت الكات��ب إل��ى س��وريا باعتبارها الس��بب‬ ‫الخامس واصفًا العالقات بين البلدين بأنها تراجعت‬ ‫وال سيما بعد أن أصيب السعوديين باإلحباط الشديد‬ ‫من موقف الواليات المتحدة من «بشار األسد»‪.‬‬ ‫فقد عبر مسئول سعودي طلب عدم ذكر اسمه‬ ‫لصحيفة ”العرب” اللندني��ة عن أن اإلدارة األميركية‬ ‫لم تتحرك بس��رعة لتلبية ما طلبته منها السعودية‬ ‫مؤخرًا‪ ،‬فقد رفض األميركيون تزويد الس��عوديين‬ ‫بص��ور عبر األقم��ار االصطناعية لتح��ركات الجيش‬ ‫الس��وري كانت ق��د طلبتها لتزويد الثوار الس��وريين‬ ‫بها‪.‬‬ ‫وكان��ت لهذه الص��ور لو تمكنت الس��عودية من‬ ‫الحص��ول عليه��ا قدرة عل��ى قلب موازي��ن المعارك‬ ‫األخيرة فى س��وريا‪ ،‬خاصة بالقصير‪ ،‬حيث س��تبين‬ ‫تمرك��ز القطاع��ات العس��كرية وتحركاته��ا وخاصة‬ ‫الدباب��ات التابع��ة للجي��ش‪ .‬ولج��أت الس��عودية إلى‬ ‫فرنس��ا الت��ي قدم��ت بترحيب م��ا طلب منه��ا‪ ،‬لكن‬ ‫الصور لم تكن فى المستوى المطلوب لصالح الثوار‪.‬‬ ‫وغضب الس��عوديون أيضًا من فرض الحكومة‬ ‫األميركي��ة لفيتو على الحكومتين األردنية والتركية‬ ‫بعدم توريد وتسليم أسلحة معينة للثوار السوريين‬ ‫مم��ا حد من قدراته��م فى مواجهة قوات األس��د‪ ،‬ما‬ ‫يهدد بفقدان المواقع االس��تراتيجية التي س��يطروا‬ ‫عليه��ا‪ .‬ب��ل أن الحكوم��ة األميركي��ة وضع��ت فيتو‬ ‫على الدول المص��درة للصواريخ المضادة للطائرات‬ ‫س��واء أكانت صواريخ ثابت��ة أم محمولة على الكتف‬ ‫خصوصً��ا‪ .‬وعل��ل األميركي��ون ذل��ك بخوفه��م من‬ ‫وقوعها فى أيدى المجموعات اإلس�لامية المتطرفة‬ ‫واس��تعمالها ض��د طائ��رات دول صديق��ة‪ ،‬ويقص��د‬ ‫بالدول الصديقة إس��رائيل‪ .‬لكن واش��نطن ال تبدى‬ ‫نف��س التش��دد تج��اه األس��لحة التي تم��ر إلى حزب‬ ‫اهلل وته��دد موازين القوى اإلقليمية على المس��توى‬ ‫العسكري بما فى ذلك مع إسرائيل‪.‬‬ ‫وم��ن األم��ور التي أغضب��ت الس��عوديين عدم‬ ‫جدية الواليات المتحدة فى الضغط على روسيا التي‬ ‫ترف��ع الفيتو ضد أي قرار في مجلس األمن قد يدين‬ ‫األس��د أو يجبره على وقف العملي��ات ضد المدنيين‪،‬‬ ‫ووفق ذات المصدر‪ ،‬يدلل بعض القادة الس��عوديين‬ ‫على أن األميركيين يس��يرون حس��ب خطة ممنهجة‬ ‫لمن��ع تقوية الثوار الس��وريين‪ ،‬وذلك برفع فيتو فى‬ ‫وج��ه األوروبيي��ن ومنعهم من تس��ليح الث��وار رغم‬ ‫الممانعة الفرنسية والبريطانية للموقف األميركي‪.‬‬ ‫لك��ن الواليات المتح��دة تس��تغل ألمانيا إلبطاء‬ ‫التح��رك األوروبي لتس��ليح الث��وار الس��وريين‪ ،‬فى‬ ‫المقابل ترى أوس��اط سياسية س��عودية أن نجاحات‬ ‫الجي��ش النظام��ي فى القصي��ر وتدخل إي��ران عبر‬ ‫حزب اهلل وميليش��يات عراقية ويمني��ة فى المعارك‬

‫م�صادر امللف‪:‬‬

‫ مقال ماكس فيش��ر بصحيفة الواشنطن بوست‬‫األمريكية‬ ‫ تقري��ر للخارجي��ة األمريكي��ة ع��ن العالق��ات‬‫السعودية األمريكية أيلول ‪2013‬‬ ‫ مقاالت متنوعة عن العالقات السعودية األمريكية‬‫في عدد من الصحف والدوريات السورية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫وتعتبر العراق الس��بب الثالث لذل��ك الخالف‪ ،‬فقد‬ ‫كان ص��دام حس��ين عدواً مش��تركاً للوالي��ات المتحدة‬ ‫والس��عودية وه��و م��ا كان الس��بب وراء ارت��كاز قوات‬ ‫أمريكي��ة فى الس��عودية ع��ام ‪ ،1990‬ولك��ن اآلن بعد‬ ‫رحيل صدام حس��ين واس��تبداله بحكومة شيعية وهو‬ ‫ما أرق الس��عودية ذات األغلبية الس��نية‪ ،‬حيث تعاملت‬ ‫أمريكا م��ع الع��راق ببراغماتية وقحة وانس��حبت دون‬ ‫االلتف��ات لحلفائها وتركت ش��مال الس��عودية مس��رحًا‬ ‫للنفوذ االيراني‪.‬‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫العراق‪:‬‬

‫بالفع��ل له��ا عالق��ة باإلس�لام الس��عودي والقطري‪،‬‬ ‫وألن الس��عودية ه��ي الداعم االول والمس��لح لمن قاد‬ ‫الصراع��ات ض��د األمريكان ف��ي أفغانس��تان والعراق‬ ‫وسوريا – بحسب الكاتب‪.‬‬

‫حمل رس��الة قوية لألميركيين بأن الصراع سيتطور‬ ‫ف��ى المنطق��ة وأن هن��اك حاج��ة لتدخ��ل دولى ولو‬ ‫بتسليح الثوار ودعمهم تقنيًا‪.‬‬ ‫والس��بب الس��ادس واألخير – بحس��ب «ماكس‬ ‫فيش��ر» – فهو النفط حيث ي��رى الكاتب أن العالقات‬ ‫بي��ن البلدين تراجعت فى ذلك الص��دد بعد أن بدأت‬ ‫الوالي��ات المتح��دة باإلنت��اج واالعتماد عل��ى مصادر‬ ‫الطاق��ة الخاصة بها وتقليل االس��تيراد من الش��رق‬ ‫األوسط‪.‬‬ ‫وفي ظل التقاري��ر المتواترة عن انتفاء الحاجة‬ ‫لنفط الخليج بعد االكتش��افات في الواليات المتحدة‬ ‫ع��ن البت��رول الصخ��ري ال��ذي يتوق��ع أن يجعل من‬ ‫الوالي��ات المتح��دة اكب��ر منتج بل ومص��در للبترول‬ ‫في الس��نين القادمة اضافة إلى االهتم��ام المتزايد‬ ‫للوالي��ات المتحدة بالتح��دي الصيني وعلى حس��اب‬ ‫اهتماماتها االخرى‪.‬‬ ‫وتؤكد دراسات دولية‪ ،‬أن إنتاج النفط الصخري‬ ‫س��يضع الواليات المتحدة على قائمة الدول المنتجة‬ ‫للنف��ط بنهاية الع��ام الجاري ‪ ،2013‬لتس��بق بذلك‬ ‫الس��عودية التي تع��د إل��ى اآلن أكبر منت��ج للنفط‪،‬‬ ‫بحوالي ‪ 10‬مليون برميل ‪ /‬يوميا‪ .‬ومن ش��أن تفوق‬ ‫الواليات المتح��دة‪ ،‬وهي أكبر مس��تهلك للنفط في‬ ‫العال��م بنح��و ‪ 19‬ملي��ون برمي��ل يوميا‪ ،‬ف��ي إنتاج‬ ‫النف��ط‪ ،‬أن يقلص م��ن حجم وارداته��ا والتي تصل‬ ‫إل��ى ‪ 12‬ملي��ون برميل يومي��ا‪ ،‬وهو ما س��ينعكس‬ ‫سلبيا على الدول المنتجة حسب محللين‪.‬‬ ‫وي��رى مراقب��ون أن العالق��ات بي��ن الري��اض‬ ‫وواشنطن قد تكون في سبيلها للتغيير لكن البلدين‬ ‫مازاال يش��تركان ف��ي أهداف مهم��ة تتعلق بتحقيق‬ ‫الت��وازن في س��وق النفط‪ ،‬وأبرزها هو منع أس��عار‬ ‫النفط من االرتفاع بدرج��ة كبيرة إلبقاء إيران تحت‬ ‫السيطرة‪.‬‬ ‫وق��ال وزي��ر النفط الس��عودي عل��ي النعيمي‪،‬‬ ‫مؤخرا‪ ،‬أنه ال ينبغي ألحد أن يخش��ى إمدادات النفط‬ ‫الجدي��دة في الوقت الذي يرتفع فيه الطلب العالمي‪،‬‬ ‫مضيفا أن النمو الس��كاني في آسيا سيكون المحرك‬ ‫للطل��ب المس��تقبلي عل��ى النف��ط‪ ،‬حي��ث س��تكون‬ ‫السعودية هي المصدر الرئيس��ي للطاقة اإلنتاجية‬ ‫الفائض��ة في العال��م وواحدة م��ن دول قليلة قادرة‬ ‫على إمداد الصين ودول أس��يوية أخرى‪ ،‬والسعودية‬ ‫هي أكبر منتج للنفط بنحو ‪ 10‬ماليين برميل يوميا‪،‬‬ ‫ودائما ما يؤكد المس��ئولون هن��اك‪ ،‬أن لدى المملكة‬ ‫قدرة إنتاجية تصل إلى ‪ 12.5‬مليون برميل يوميًا‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫والسبب الثاني يتمثل فى إيران – بحسب الكاتب –‬ ‫التي بقيت عدواً للواليات المتحدة والسعودية منذ عام‬ ‫‪ 1979‬عندما قامت الثورة اإليرانية‪ ،‬ولكن اآلن فى ظل‬ ‫المحادث��ات األمريكي��ة اإليرانية حول إيق��اف البرنامج‬ ‫الن��ووي اإليراني ق��د يأتي فى إطار صفق��ة أكبر بين‬ ‫البلدين من ش��انها تس��هيل العالقات وهو ما تعارضه‬ ‫السعودية بشده‪.‬‬ ‫فأمري��كا تأم��ل بالع��ودة ألحض��ان طه��ران بعد‬ ‫انتخاب الرئيس األخير حس��ن روحاني المعتدل‪ ،‬وهي‬ ‫الت��ي تمتلك ثاني أكب��ر احتياط من الغ��از في العالم‪،‬‬ ‫وثالث مصدر للنفط وهي الق��ادرة على إعادة التوازن‬ ‫في مجال الطاقة في الش��رق االوس��ط‪ ،‬وستمنع إيران‬ ‫التق��دم الصين��ي‪ ،‬أي أن أمري��كا ت��درك أن طه��ران‬ ‫ق��ادرة عل��ى الدخ��ول معها ف��ي اس��تراتيجية الحتواء‬ ‫صع��ود الصين‪ ،‬وإيجاد بديل في نف��س الوقت للنفط‬ ‫السعودي‪.‬‬ ‫وق��د قال نواف عبيد‪ ،‬الباحث بمركز الملك فيصل‬ ‫للدراس��ات االس��تراتيجية واإلس�لامية‪ ،‬أن الس��بب‬ ‫الرئيس��ي في تغير العالقات الس��عودية األمريكية هو‬ ‫تصاعد الدور اإليراني في المنطقة وتغير السياس��ات‬ ‫األمريكي��ة تج��اه الش��رق األوس��ط بعد ‪ 11‬س��بتمبر‪،‬‬ ‫مش��يرا إلى أن «أكث��ر األخطاء األمريكي��ة فداحة كان‬ ‫غ��زو العراق‪ ،‬ال��ذي أدى آلالف القتلى‪ ،‬وفتح الباب على‬ ‫مصراعيه لتوسع إيران وتأثيرها»‪.‬‬ ‫وأض��اف عبي��د أن «الري��اض في حرب ب��اردة مع‬ ‫طه��ران»‪ ،‬كم��ا أن «واش��نطن أوضح��ت ف��ي مواقفها‬ ‫األخي��رة أنها ش��ريك ال يعتمد عليه في ص��د تهديدات‬ ‫إيران وعدوانيتها»‪ ،‬مش��يرا إلى دور القي��ادة اإليرانية‬ ‫في دعم حركة المقاومة اإلس�لامية «حماس» و«حزب‬ ‫اهلل»‪ ،‬فض�لا ع��ن «تدخلها الدائ��م في ش��ئون الدول‬ ‫العربية مثل اليمن والمغرب»‪.‬‬ ‫وأك��د أن «الس��عودية ل��ن تس��مح أب��داً للح��راك‬ ‫السياس��ي في المنطقة بزعزع��ة الممالك العربية في‬ ‫الخليج واألردن والمغرب»‪ ،‬موضحا أن الرياض «مصرة‬ ‫على انتقال الس��لطة بنظام في اليمن‪ ،‬وضمان خروج‬ ‫مش��رف للرئيس اليمني علي عبد اهلل صالح»‪ ،‬كما أن‬ ‫الس��عودية «ستستمر في مراقبة تزايد نفوذ حزب اهلل‬ ‫ف��ي لبنان‪ ،‬والتأكد من عدم س��يطرة إيران على الحياة‬ ‫السياس��ية اللبنانية»‪ ،‬فض�لا عن «إصرار الس��عودية‬ ‫على أن يكون انتقال الس��لطة س��لميا في سوريا‪ ،‬وأال‬ ‫يكون إليران أي دور فيه»‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫مالحظات لي�ست على هام�ش الثورة ال�سورية‪..‬‬ ‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫الوقوع يف فخ خطاب طائفي‬ ‫الياس س الياس‬ ‫وحي��ن تكتب نقدا عن وضع ما يب��دو أنه ميؤوس‬ ‫من��ه فأنت بالتأكيد ال تبحث عن يأس يصيبك بل عمن‬ ‫يس��تمع وعمن يصل��ه هذا النقد ال��ذي يحتمل الخطأ‪..‬‬ ‫وأية قراءة لظواهر تؤخر انتصار ثورة هي ليست قراءة‬ ‫نابعة من رغبة من يؤمن بهذه الثورة في اس��تيالد أية‬ ‫«أن��ا» وال رغب��ات ذاتية مكتومة مث�لا‪ ..‬وأصعب ما في‬ ‫األم��ر أنك وغي��رك تجدان نفس��يكما ف��ي ذات االتجاه‬ ‫ولكن بش��كل مف��كك ال روابط في الحال��ة التي يكون‬ ‫فيه��ا الفاعل وصاح��ب القرار يعيش ف��ي غابة بنادق‬ ‫تخيل له بأن األمر محس��وم ل��ه قبل أن تحاصره وقائع‬ ‫أخ��رى فال يك��ون لديه وق��ت أصال لمراجع��ة كل خطأ‬ ‫وهف��وة ثمنها باهظ جدا ليس عليه وعلى جماعته بل‬ ‫على شعب ووطن كامل‪..‬‬

‫الوقوع يف فخ خطاب طائفي‬ ‫حتى آخر الشوط سأتفق مع كثيرين بأن مسؤولية‬ ‫العصابة الحاكمة عن ش��يوع حالة تبرز فيها المس��ألة‬ ‫الطائفي��ة كواح��دة من األدوات التي ت��درع بها الهيكل‬ ‫الهرم��ي للعصابة وقب��ل أن تظهر كل تل��ك المظاهر‬ ‫المقززة لممارساتها المسنودة للعلويين بهذا التعميم‬ ‫الرهي��ب‪ ..‬وقد أتفق مع البعض بأن مس��ؤولية النخب‬ ‫العلوية (ككل النخب الس��ورية‪ ،‬هناك مشكلة حقيقية‬ ‫عند كل النخب العربية) مسؤولية مضاعفة كلما تعمق‬ ‫م��أزق العصاب��ة ونبش��ها أكثر ف��ي خل��ق اصطفافات‬ ‫توس��عت حت��ى طالت عصابات مس��توردة م��ن خلفية‬ ‫مذهبي��ة محددة وبش��كل منهج��ي ومنظ��م بمباركة‬ ‫مرجعي��ة ايراني��ة واضح��ة التدخل في س��وريا منذ ما‬ ‫قبل الثورة‪ ..‬بتقديري الش��خصي‪ ،‬وق��د أكون مخطئا‪،‬‬ ‫لم يكن بشار غاف ًال عما ستؤول إليه األمور الطائفية‪..‬‬ ‫رغم ذلك تعمق المأزق أكثر حين انكشفت كل الذرائع‬ ‫الت��ي س��اقها أبواقه تلميحا مباش��را ف��ي الحديث منذ‬ ‫البداي��ة ع��ن « الوهابي��ة والعرعورية» باعتب��ار ثورة‬ ‫الس��وريين ليست س��وى ثورة «س��نية»‪ ..‬في الحقيقة‬ ‫هذه ليست سبة وال تهمة أصال بالنظر إلى تاريخ معقد‬ ‫في اإلس�لام ولماذا أصال صار التلميح إلى السنة شيء‬ ‫فظيع ومخيف لو أن هؤالء السنة السوريين (الذين لم‬ ‫يكون��وا تاريخيا بعيدين عن الحكم في س��وريا بوجود‬ ‫ه��ذه األقليات وب��دون وجود بعضه��ا إال حديثا) وصلوا‬ ‫إلى مش��اركة حكم متأت عن ثورة ش��عبية بداياتها لم‬ ‫تحم��ل أية ش��عارات عن «نح��ن» و»أنت��م»‪..‬؟ البعض‬ ‫قرأ المجتمع الس��وري كمجتمع مالئك��ي ال ترتكب فيه‬ ‫ال أخط��اء فردي��ة وال جماعي��ة‪ ،‬وه��ذه الق��راءة راحت‬ ‫تصط��دم بما أس��س ل��ه نظ��ام عصاباتي من��ذ عقود‬ ‫لتب��رز حالة الهذي��ان الت��ي كانت مخفية تحت قش��ور‬ ‫مدنية وعلمانية وتكشف عن الوجه الحقيقي لتحالفات‬ ‫مافيا عصاباتي��ة تتبادل المصالح (وال يهم هنا إذا كان‬ ‫التوزيع عادال بين تلك العصابات) وفقا ألوزان وأحجام‬ ‫النهب واإلمساك بمفاصل الدولة العسكرتارية األمنية‬ ‫الت��ي تحدد االقتصاد والثقافة واالجتماع وحتى اإلعالم‬ ‫والسياس��ة كمحصل اس��تنبط ش��عار أبدي��ة حكم آل‬ ‫األس��د مس��نودا بتلك العصابات العاب��رة للطوائف ولو‬ ‫ديكوريا كما يلوح البعض‪..‬‬ ‫البنية الحديثة للمجتمع الس��وري (منذ االس��تيالء‬ ‫باس��م البعث على دولته) بنية كشفت عنها الثورة بما‬ ‫ال يدع مجاال بأن هزة عنيفة س��تحدث في المس��تقبل‬ ‫تحدد تعريف الهوي��ة الفردية والجمعية وعالقة هؤالء‬ ‫بدولته��م الت��ي ال ش��ك وال ج��دال في هيمن��ة أقلوية‬ ‫(وهنا أقصد طائفة العصابة من كل تركيبة المجتمع)‬ ‫لم تمان��ع انضم��ام البعض اليه��ا وأحيان��ا بحثت هي‬ ‫بنفسها عن هذا البعض الذي راح يقلدها في متالزمة‬ ‫عق��د متع��ددة األوج��ه ومنه��ا ركاك��ة تقليد اللس��ان‬ ‫للمتس��لط الذي أيضاً في حديقته الخلفية مسحوقين‬ ‫وممن يرم��ى لهم فتات م��ا يرمى لبقية الس��وريين‪..‬‬

‫وليس عندي ش��ك ب��أن اللعب على وت��ر الطائفية لم‬ ‫يكن خي��ارا للثورة بل محاولة س��لطة تعي��ش المأزق‬ ‫فهرب��ت منذ الخطاب��ات األولى في م��ارس ‪ ٢٠١١‬إلى‬ ‫استدعاء الطائفية (س��بق وأن أشرت إلى دور ووظيفة‬ ‫الشرائط المسربة) التي وقع في فخها ويا لألسف قوى‬ ‫وشخصيات من التركيبة المجتمعية السورية التي هي‬ ‫نفس��ها التي لم تكن تعيش سوى حالة هيستيريا غير‬ ‫مصدقة جرأة البعض في تحدي البطش فراحت تنهل‬ ‫مم��ا قدمته العصاب��ة من روايات أش��ركت في تالوتها‬ ‫كل تالوي��ن المجتم��ع الس��وري الطائفي��ة والمذهبية‬ ‫واللسياسية والثقافية‪..‬‬ ‫الم��روع ف��ي األم��ر لي��س أن ت��رى وتق��رأ الفرز‬ ‫واالصطف��اف الذي ي��كاد يفلت م��ن عقال��ه حتى عند‬ ‫النخ��ب‪ ،‬بل أن تكش��ف الثورة عن هشاش��ة القش��ور‬ ‫المغلفة للعقل المتملق‪ ..‬فالبعض لم يكتف بالرقص‬ ‫عل��ى أوتار م��ا عزفته العصاب��ة وتهديداته��ا المبطنة‬ ‫والصريحة بتحويل المدن إل��ى محرقة ومزارع بطاطا‬ ‫من نخب العصابة وسكوت نخب أخرى بل وانغماس من‬ ‫كان يُظن بأنه يمتلك حوامل أخرى عن العصابة التي‬ ‫ادعت بش��كل ملتو أنه��ا تمثله طائفي��ا وبأنه معارض‬ ‫لها بينما هو أس��هم إعالميا وخطابيا في تعزيز نمطية‬ ‫الصورة عن التحشد خلف تلك العصابة وخدمة خطابها‬ ‫ولو كيل لها من باب المواربة ألف ش��تيمة في خبر من‬ ‫أس��طر ليجري فيم��ا بعد التركيز عل��ى ذات الوهابيين‬ ‫واإلرهابيين منذ أن تبرع البعض بإش��اعة أن حس��ين‬ ‫الهرموش ورياض األس��عد مثال هما من حزب التحرير‬ ‫وللداللة على ذلك راح البعض يقيس لحيتهما‪ ..‬وفيما‬ ‫بع��د وجه��ت كل إهان��ة ممكنة لم��دن معينة كحمص‬ ‫ودرع��ا وهتاف��ات بذيئة بحق النس��اء واألمه��ات فيهما‬ ‫بمزي��د م��ن االس��تفزاز للغري��زة الطائفي��ة‪ ..‬مورس‬ ‫هكذا أمر م��ن مواقع تدعي قبل الث��ورة أنها معارضة‬ ‫وم��ن صلب الطائفة العلوية (على فكرة هذا التوصيف‬ ‫ليس من عندي ب��ل كان يبرز حقيقة ممن كان يدعي‬ ‫أنه مثقف ماركس��ي قبل أن ينته��ي كل مقال وتقرير‬ ‫بالتذكير باالنتماء الطائفي في موقع « الحقيقة» مثال)‬ ‫قب��ل أن تصير حالة الس��عار الطائفي مدعاة للقطيعة‬ ‫م��ع ش��خصيات وكت��اب ومثقفي��ن وطنيي��ن باتهمات‬ ‫وصل��ت ألوصاف ال يمكن ل��ي أن أكرره��ا مصيبة كل‬ ‫ش��خصية برزت (من برهان غليون حتى ميشيل كيلو‬ ‫وما بينهما من س��وريين وس��وريات) بخيال يوحي لك‬ ‫بأن س��وريا لي��س فيها وطني ومخلص س��وى صاحب‬ ‫تلك التوصيفات وجماعته وبش��ار وعصاباته كاستنتاج‬ ‫يس��تدل عليه من مواقف��ه من األمي��ركان والصهاينة‬ ‫قبل أن تتوضح صورة أخرى للدور الوظيفي لعصابات‬ ‫بش��ار األمنية واالقتصادية في المنطقة بمباركة ذات‬ ‫االمبريالية وذات الصهيونية‪..‬‬ ‫اآلن وبعد أن برزت حالة السعار الطائفي المستندة‬ ‫لتراكمات شهدتها الثورة الس��ورية وتراكمات تاريخية‬ ‫من ممارس��ات سلطة اعتاش��ت على التخويف والرعب‬ ‫ووض��ع الخط��وط المحددة ل��كل مكونات الس��وريين‪،‬‬ ‫وقعت الث��ورة في مطب كبير جدا فالمش��اهد للتدمير‬ ‫الم��ادي الملموس وقع على مدن ومناطق بعينها وهذا‬ ‫صحيح وهذا هو اله��دف أصال لتجري الناس مقارناتها‬ ‫القائم��ة عل��ى الفرز بين «نح��ن» و»ه��م»‪ ..‬بل وفي‬ ‫التوريط األش��مل راحت س��لطة العصابة تعمق الفرز‬ ‫والحواج��ز بي��ن الس��وريين بحي��ث تعزل مث�لا النخب‬ ‫الس��ورية من طوائف معينة عن محيطه��ا االجتماعي‬ ‫وعم��ق االنتماء بال��والدة بذات الوقت ال��ذي خلقت فيه‬ ‫ج��دران م��ن الريبة والش��ك حت��ى بين ه��ؤالء وبقية‬ ‫مكونات المجتمع لنصل إلى استنتاجات تعميمية تجعل‬ ‫العزلة حالة ينشغل البعض في كسرها وليس ينشغل‬ ‫بمقارعة وتوضيح طبيعة فاش��ية لس��لطة استخدمت‬ ‫كل موبق��ات وس��فالة أي مجتم��ع لتصوي��ر نفس��ها‬ ‫كمنقذة وحامية لبعض من استهدفتهم كما استهدفت‬

‫الصهيوني��ة ف��ي بداي��ات الق��رن الماض��ي ومنتصفه‬ ‫الجماع��ات اليهودية ف��ي عديد المناط��ق ومنها مصر‬ ‫وإطالق ش��عارات متطرفة ال عالقة لها بحقيقة الناس‬ ‫وال قدراتهم لتحمل هؤالء إلى الهجرة إلى فلسطين أو‬ ‫على األقل خلق فجوة وبالتالي اصطفاف خلف الحركة‬ ‫الصهيونية‪ ..‬وانساقت النخب العربية وبكل أسف وراء‬ ‫األمر‪ ..‬كما وجدنا في الحالة الس��ورية بأن كذبة شعار‬ ‫«بيروت والتابوت» وجدت لها س��وقا لم تس��تطع نخب‬ ‫الطرفي��ن وضع حد له فانتش��ر عن��د البعض كحقيقة‬ ‫مسلم بها وعند البعض اآلخر سالحا يعبر عن تنفيس‬ ‫لحالة القهر والخذالن‪..‬‬ ‫األعوام الماضية من الثورة الس��ورية كشفت عن‬ ‫عمق المأزق (عدا عن مأزق العصابة التي فش��لت في‬ ‫تقديم نفس��ها س��وى مضحي��ة بالجميع الس��تمرارها‬ ‫في االمس��اك بالس��لطة) عند طرفين كان يفترض أن‬ ‫يش��كال بديال وطنيا ال بديال مطيفا‪ ..‬ومع األس��ف نحن‬ ‫أم��ام نتائج خطي��رة كان يمكن أن تكون س��وريا على‬ ‫غي��ر ما أُريد ويراد لها أن تك��ون لو فهمت كل األطراف‬ ‫بأن التمس��ك بالتخن��دق الطائفي من جه��ة والتركيز‬ ‫على طائفة رئيس العصابة من الجهة األخرى باعتبار‬ ‫سقوطه يعني إقصا ًء لها عن الحياة السورية كما أشاع‬ ‫هو وعصابته بعيدا عن االحس��اس باالنتماء للمواطنة‬ ‫والتس��لح بكم من االتهامات طالت حت��ى عروبة بقية‬ ‫الس��وريين ووطنيته��م عل��ى أرضي��ة أن ال وطني في‬ ‫س��وريا س��وى تل��ك العصاب��ة وتحالفاته��ا‪ ..‬ب��ل امتد‬ ‫شعار «إس��قاط س��وريا» كأحد أكبر األكاذيب المؤرخة‬ ‫عل��ى ألس��نة من مارس��وا تقزيم معان��اة الضحية من‬ ‫الس��وريين والس��وريات‪ ،‬وق��د تجند حس��ن نصر اهلل‬ ‫وأبواقه في هذا المجال كما تجند قومجيون ويساريون‬ ‫عرب ف��ي ذات المهمة‪ ،‬غي��ر آبهين بحقيقة يعايش��ها‬ ‫الش��عب الس��وري في يوميات س��لطة لم تعدم وسيلة‬ ‫بوهم إعادة رس��م س��يطرتها على األرض ولو أفرغت‬ ‫من السوريين بالماليين‪..‬‬ ‫هذا مأزق تاريخي وليس مجرد إش��كالية بسيطة‬ ‫وهو مأزق يؤس��س لمتغيرات لن تك��ون نتائجها بهذا‬ ‫التس��طيح الذي قدم له أبواق بش��ار وحسن نصر اهلل‬ ‫باعتب��ار س��وريا مج��رد حم��اة ‪ ٨٢‬مكررة وب��أن القوة‬ ‫وحاجة االقليم (وعلى رأس��ه اسرائيل) والعالم ستعيد‬ ‫تعويمه ليبقى ش��عاره عن األبدية ولو تحولت س��وريا‬ ‫إلى س��جن كبير في مزرعة س��اد فيها لغة «صبابيط»‬ ‫على رأس من يعارض ولو بالكلمة عائلة األسد‪..‬‬ ‫ربما كانت المعارضة الس��ورية تتحمل مسؤولية‬ ‫كبيرة‪ ،‬على األقل لجهة شيوع الخطاب التعميمي الذي‬ ‫يتناول العلويين وإن كنت أفهم التشخيص الذي عمق‬ ‫مثل ه��ذا الخطاب عند المس��حوقين وهم في متناول‬ ‫حواجز وش��بيحة وفرق موت تمارس طقوس التخلص‬ ‫منهم حرقا وذبحا بتطبيق ش��عارات واضحة منذ كانت‬ ‫الثورة س��لمية وبش��كل منهجي ومقصود‪ :‬األسد أو ال‬ ‫أحد‪ ..‬أو نحرق البلد‪ ..‬ربكم يس��قط وبشار ال يسقط‪..‬‬ ‫الخ وممارسات تقصدت استفزاز الناس بغريزة بشرية‬ ‫للبقاء بحثا عن هوية جمعية تقيهم موتا معينا وأش��د‬ ‫أن��واع دفع الناس نحو تل��ك الغرائزية وبظني لم يكن‬ ‫األمر مجرد أخطاء وال من باب التسلية والترفيه أن يتم‬ ‫استهداف المساجد واالس��تهزاء فيها على الصالة حيث‬ ‫راح بش��ار بنفس��ه يدافع ع��ن مثل هذه االس��تفزازات‬ ‫باعتبارها أخطاء فردية بينما الوقائع واألرقام دلت على‬ ‫منهجية لم تثر مخاطرها إلى جانب ما أُثبت من عمليات‬ ‫اغتصاب تلك الجماعات وهؤالء األفراد الذين زادوا في‬ ‫الغضب والتصنيف باس��تحقار االرق��ام واالصرار على‬ ‫االستهزاء بعقول السوريين والسوريات بالصمت على‬ ‫تلك الخروقات الرهيبة ثم الصراخ فجأة على ممارسات‬ ‫مشبوهة من جماعات اخرجت من سجون على مملوك‬ ‫لتمارس ما يغذي الرواية األولى منذ أن ألقت بها بثينة‬


‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫الواهمة أيضاً في امكاني��ة انقاذها من مصير محتوم‬ ‫في مس��تقبل س��وريا مهما جهدت لتأجيله‪ ..‬هل األمر‬ ‫محب��ط؟ ب��ل أكث��ر م��ن قضي��ة االحب��اط أن ال يلتقي‬ ‫الوطنيين الس��وريين على مس��ائل بديهي��ة لها عالقة‬ ‫بالعدالة والمحاس��بة ال على أس��اس جمعي وتعميمي‬ ‫واقصائ��ي‪ ..‬وال حتى في المقابل عل��ى وهم امتيازات‬ ‫غي��ر موج��ودة اصال إال لم��ن يحيط بالعصاب��ة ويقدم‬ ‫نفسه في محرقة بقاء الس��لطة متحكمة في ادعاءات‬ ‫تمثيل مصال��ح «أقليات» لم توجد في س��وريا بنتيجة‬ ‫«الحرك��ة التصحيحي��ة» وال من��ذ عه��د توريث بش��ار‬ ‫بمس��رحية مجلس الش��عب‪ ..‬واذا كان حسن نصر اهلل‬ ‫ومن وراءه ميليش��يات عراقية وبأوام��ر ايرانية تدعي‬ ‫أنها تقتل الس��وريين حفاظا على مقام الس��يدة زينب‬ ‫وكأن��ه مهدد أو قامت الثورة الس��ورية القتالعه فليس‬ ‫التص��دي لمثل هذه الخزعبالت التي تتهم الس��وريين‬ ‫به��ذه الطريقة المعبرة عن طائفية واضحة هي مهمة‬ ‫الث��وار فحس��ب ب��ل كم��ا يك��ون مطلوبا من معس��كر‬ ‫الث��ورة أن ال يمك��ن العصابة من عزل الس��وريين عن‬ ‫بعضه��م البعض بمواق��ف تعزف على انغ��ام طائفية‬ ‫فان القوى األخ��رى بات لزاما عليه��ا أن ترفع صوتها‪..‬‬ ‫ليس اعتذارا كما يذهب بعض االش��اوس من مثقفين‬ ‫تنضح ثقافتهم فك��را طائفيا‪ ..‬بل للتصدي لمثل هذه‬ ‫الخزعبالت التي ال تبش��ر بخير حت��ى حين تنتهي هذه‬ ‫الحقبة السوداء من تاريخ سوريا‪..‬‬ ‫ان��ي وبكل اس��ف مضطر للحديث بش��كل واضح‬ ‫عن المس��ألة الطائفية واس��تخدام ه��ذه التعابير التي‬ ‫بات البعض يس��تخدمها في استيراد لمستوى الخطاب‬ ‫التطييف��ي اللبنان��ي الذي يمارس ابواق��ه أيضًا الكثير‬ ‫الكثي��ر من االكاذيب واالضاليل التي اس��همت بش��كل‬ ‫كبي��ر في ب��روزه ومؤخرا دخ��ل وئام وه��اب في لعبة‬ ‫خطيرة على الدروز الس��وريين باعتبارهم خارج قيمة‬ ‫المواطنة كما فعل حسن نصر اهلل حين راح يهذي عن‬ ‫الش��يعة الس��وريين في قرى القصي��ر دون أن يوضح‬ ‫بصرخاته عما يفعله في الزبداني ودرعا منذ البداية‪..‬‬ ‫نعم أس��هم ه��ؤالء بخطابهم الس��اقط والطائفي في‬ ‫االلتق��اء م��ع النه��ج المقاب��ل ال��ذي صار فيه االش��ارة‬ ‫التعميمي��ة إل��ى العل��وي مثال ام��را اش��به باالعتيادي‬ ‫على اس��اس أنه القاتل والمحاصر والمجوع والمدمر‪..‬‬ ‫واس��هم أيض��ًا بعض رموز الكنيس��ة بأكاذي��ب ودفاع‬ ‫مس��تميت ع��ن بش��ار حتى في ت��ل ابيب وف��ي الغرب‬ ‫باعتبار االخيرين ال يعرفون شيئاً عن مسيحيي سوريا‬ ‫المهجرين بعش��رات اآلالف منذ عهد االنقالب األس��دي‬ ‫إلى الس��ويد واستراليا وكندا وفرنسا والمانيا‪ ..‬والتحق‬ ‫كما ذكرنا وئام وهاب كبوز مدفع درزي هذه المرة وان‬ ‫حم��ل حزبه اس��م التوحيد والعروبة‪ ..‬بع��ض الكتابات‬ ‫غي��ر الداعش��ية ه��ذه المرة راح��ت تعيد ذات الس��ياق‬ ‫الرغبوي األس��دي في تفاقم الخطاب الطائفي باعتبار‬ ‫األمر مفيد له لمزيد التحش��يد العل��وي حوله‪ ..‬فهؤالء‬ ‫وبدال من االلتقاء على خطاب وطني صلب في مسائل‬ ‫المواطنة وبدون التوقف كثيرا عند حدود التملق وحصد‬ ‫االعج��اب وقع بعضه��م في المطب‪ ..‬نعم ش��خصيا أنا‬ ‫لست ضد التشخيص‪ ،‬لكنني حين أقرأ من يقدم نفسه‬ ‫بدي�لا عن نظام عصابات واالنتقال بس��وريا إلى دولة‬ ‫المواطنة فال أجد مش��كلة في انتق��اده وانتقاد خطابه‬ ‫حي��ن يلتقي من حيث يدري او ال يدري مع خطاب نصر‬ ‫اهلل الطائف��ي والمالكي وبش��ار وبثينة وداعش نظريا‬ ‫ومجموعات التطرف الالبس��ة لبوسا ماركسية ككيالي‬ ‫منفذ مذبح��ة بانياس والمحش��دين للطائفية بعالنية‬ ‫نهب الس��وريين وفتح اسواق الس��نة واعتبار قصفهم‬

‫وقتله��م مص��در ف��رح أن كان بالس��واطير وبالصغير‬ ‫قبل الكبير وهؤالء الذين يش��يعون خرافات عن خسف‬ ‫حرس��تا ويش��يعون بين الش��يعة ب��أن معركتهم هي‬ ‫في س��وريا باس��م الحس��ين‪ ..‬هذه ظالمي��ة وغيبيات‬ ‫تستغل االنس��ان وتكمم االفواه باسم المقدس وتنزع‬ ‫عن االنس��ان انس��انيته وتحيله لمجرد آل��ة قتل وحقد‬ ‫وس��فك دماء باس��م الدين والطائفة وحماية االقليات‬ ‫الت��ي تس��تخدمها العصابة كأوراق ف��ي محرقة كبيرة‬ ‫تقوم على شعارات ليست من الواقع بشيء‪ ..‬ال الوقائع‬ ‫التاريخية وال حتى المس��تقبلية التي ما عاد اصال بشار‬ ‫وعصابته مكانا فيها وال قدرة على التحكم بمسارها‪..‬‬ ‫مهمة اس��قاط هذه العصابة الحاكمة التي صارت‬ ‫تس��تخدم الطائفية بش��كل علني هي المهمة الكبرى‬ ‫لكل الس��وريين وحركتهم الوطنية من كل االتجاهات‬ ‫واالنتهاء من هذه العصابة ليست مهمة سنية وال مهمة‬ ‫ق��وى معينة بل مهم��ة وطنية تحتاج الثورة الس��ورية‬ ‫وقواه��ا إلى حش��د كل طاقاته��ا واعادتها إلى س��كتها‬ ‫الصحيحة بعيدا عن هذا التطرف اللفظي والممارسات‬ ‫الت��ي تطيل م��ن عمر العصاب��ة والعصاب��ات المقابلة‬ ‫لها‪ ..‬اسقاط نظام العصابة ال يعني كما يشيع البعض‬ ‫اس��قاط دولة بل للحفاظ على دولة سورية يكون فيها‬ ‫الجميع تحت س��قف المواطنة بدون هذه الجدران التي‬ ‫تش��يدها عصابة األس��د بعقلي��ة اس��تيطانية احاللية‬ ‫بق��راءة قيمة االنس��ان حس��ب م��ا يقدم ف��ي محرقة‬ ‫بقاءه والتمييز المقصود ف��ي الظاهر بين فئة وأخرى‬ ‫ومنطق��ة وأخ��رى هو م��ا تمارس��ه العصاب��ة وهو ما‬ ‫تتقصده ليصير عند االنس��ان البسيط جملة مقارنات‬ ‫ليسمح باستباحة عقله بأسئلة تكون االجابة الطائفية‬ ‫هي األسهل‪..‬‬ ‫إن كل ي��وم يم��ر م��ع عصاب��ة بش��ار ت��زداد فيه‬ ‫مخاط��ر مس��تقبلية على س��وريا‪ ..‬ولم تخ��رج الناس‬ ‫ف��ي ثورتها ال لتقس��يم جغراف��ي ومناطقي وال لكذبة‬ ‫التقس��يم وال بس��بب مؤام��رة ال كوني��ة وال خليجي��ة‬ ‫وتركي��ة‪ ،‬فالخلي��ج كان صديق بش��ار وابي��ه من قبله‬ ‫واردوغان فتح ابوابه لبشار كما لم يفعل احد من قبل‬ ‫وبش��ار مدمر االقتصاد الس��وري هو واب��ن خاله رامي‬ ‫وعصابات حمشو وكومبرادور ال يهمه من سوريا سوى‬ ‫النه��ب هم الذي��ن فتحوا االس��واق الس��ورية لالتراك‬ ‫وهم الذين زرعوا العش��وائيات والب��ؤس المتنقل في‬ ‫سوريا حيث ما يزال البعض يردد كذبة أن سوريا كانت‬ ‫بمصاف الدول بينما كلنا يعرف كم من السوريين كان‬ ‫يهاج��ر ويعمل في اس��واق دول اخرى النتف��اء التقدم‬ ‫االقتصادي مقابل اقتصاد مافيات ال يهمها من س��وريا‬ ‫س��وى اظه��ار انها قطع��ة ارض ل��كل انواع الس��ياحة‬ ‫واالس��تثمارات التي تعود بعضها إلى جيوب المتنفذين‬ ‫من العصابات وليس لرفع مس��توى البالد والمواطنين‬ ‫إال بمقدار اشغاله بما يسمونه «منح واعطيات» القيادة‬ ‫بما فيها الحقوق االساسية الي مواطن في دولته اينما‬ ‫كان عل��ى وج��ه المعم��ورة‪ ..‬نعم س��وريا دولة تتحول‬ ‫إل��ى مرتع عصابة تتح��ول رويدا رويدا إل��ى جمهورية‬ ‫ش��بيحة ويتفاخر هؤالء باعالن انهم ش��بيحة ممارسة‬ ‫وهتافا فهل هذه هي س��وريا الت��ي يريدوها مثقفوها‬ ‫ونخبه��ا وساس��تها ومواطينيها اف��رادا وجماعات؟ هل‬ ‫يريدون سوريا التي تكون جزءا من ايران وتحت عباءة‬ ‫الولي الفقيه؟ هل هي س��وريا «الخالفة» التي يريدها‬ ‫البعض كما تريدها داعش؟‬ ‫تلك هي االس��ئلة عن س��وريا ولي��س عن طائفة‬ ‫هذا وذاك‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ش��عبان‪ ..‬والتي ل��م تكتفي فقط بالتعبي��ر عن الحط‬ ‫من عقل الس��وريين بل أمعنت بالتركيز على نفس��ها‬ ‫وبشكل طائفي حقود حين هددت بتحويل حمص إلى‬ ‫مزرعة بطاطا وحين تباكت بأنها ال تستطيع زيارة قبر‬ ‫أمه��ا وكأن أمر الس��وريين وهم يقتلون أثناء تش��ييع‬ ‫أحبته��م في كل م��كان ال يعنيها طالما هو مصنف في‬ ‫خانة أخرى‪ ..‬تماما مثلما راحت تقول لس��كاي نيوز بأن‬ ‫أطف��ال الغوط��ة الذين قتلوا بالكيماوي ليس��وا س��وى‬ ‫أطفال من طائفة معينة خطفوا من قرى الالذقية‪ ..‬قد‬ ‫تكون لحظة التش��اطر والفلهوة السياسية واالعالمية‬ ‫التي مورست مثمرة آنيا في لحظتها المسندة بالتزوير‬ ‫واألكاذي��ب ومعرف��ة معادلة الصمت الدول��ي والفرجة‬ ‫العربية على تدمير س��وريا‪ ،‬لكن وبكل أسف أقول بأن‬ ‫مث��ل هذه الخطابات وبش��كل خبيث ال يحس��ب النتائج‬ ‫راحت تؤس��س لعقلية فاش��ية مارس��تها بثينة شعبان‬ ‫حتى مع الفلسطينيين حين اتهمتهم بأنهم هم الذين‬ ‫اش��علوا المظاهرات في بداية الثورة ومثلها فعل خالد‬ ‫العب��ود (في الماكين��ة الدعائية المقل��دة تماما للجمل‬ ‫والتعبي��رات اياه��ا المس��تخدمة ف��ي وس��ائلهم حتى‬ ‫يومن��ا هذا بدون أن يتعلموا ش��يئاً من بؤس رواياتهم‬ ‫المستدعية للتقزز والقرف) حين راح على بي بي سي‬ ‫في مارس ‪ ٢٠١١‬يخبر المش��اهدين بأنه ابن منطقة‬ ‫ح��وران وبأن الفلس��طينيين « ملثمين» على الدراجات‬ ‫ه��م الذين اطلقوا النار في درع��ا‪ ..‬وال داعي حينها أن‬ ‫يشرح العبود عن اكتشافه العبقري لمن هو تحت لثام‬ ‫الكوفية مثال ليس ألنه يملك جوابا بل ألنه كما ذكرت‬ ‫س��ابقا هناك ماكينة دعائية تستدعي ضخ ذات المادة‬ ‫وبذات الكلمات أحيانا‪ ..‬فليراقب البعض نش��رات أخبار‬ ‫لبنان الممانعة وسيكتش��ف الصياغة واالنش��اء نفسه‬ ‫الملق��ى عل��ى عقل المتلق��ي وأحيانا بنف��س األخطاء‬ ‫اللغوية‪..‬‬ ‫فق��ط ألبق��ى ف��ي ذات الس��ياق التحريضي الذي‬ ‫م��ورس وم��ا يزال فق��د أنتج وكش��ف االنفص��ام بين‬ ‫االدعاء بالممانعة ورفع ش��عارات عن فلس��طين وبين‬ ‫الوقائ��ع والخط��اب اآلخ��ر فسنكش��ف بأن التأس��يس‬ ‫للتحري��ض ض��د الفلس��طينيين يتناق��ض تمام��ا مع‬ ‫كل تل��ك االدع��اءات وانت��اج االنفص��ام ال��ذي وص��ل‬ ‫بمعلقي��ن قبل ايام وعلى صفحات مؤيدة لبش��ار وفي‬ ‫س��ياق الرد عل��ى أحد رجاالت احمد جبري��ل الواقف مع‬ ‫بش��ار في قتل الفلس��ينيين وحصارهم فإن سيال من‬ ‫الش��تائم والعنصرية والفاش��ية بدأ يعبر عنه بش��كل‬ ‫ال موارب��ة وال تقية في��ه ضد الفلس��طينيين ومطالب‬ ‫س��خيفة بمنعهم بعد «انتصار الدولة» من الخروج من‬ ‫مخيماته��م‪ ..‬لنتخيل العقل الممان��ع والمقاوم وانتاجه‬ ‫الفاشي واالستعالئي في هراء لم تستطع الصهيونية‬ ‫علي��ه وه��م يري��دون تنفي��ذه تأس��يا بخط��اب ممانع‬ ‫آخ��ر ف��ي لبنان‪ ..‬وه��و ما ذه��ب اليه المعلق��ون‪ ..‬ضد‬ ‫الفلس��طينيين بعد أن عجزوا ع��ن أكاذيب عن مؤامرة‬ ‫كونية راحوا يفتش��ون عن ما حشوه في جعبتهم التي‬ ‫تنضح بحقيقة يرونها على األرض استهدافا للمخيمات‬ ‫حص��ارا وقتال ومحاوالت تفريغه��ا والدعوة إلى هدمها‬ ‫وبذات الوقت يبعونك ش��عارات عن وقوفهم مع قضية‬ ‫فلس��طين‪ ..‬عل��ى فكرة ه��ذا التأس��يس االيديولوجي‬ ‫والخطاب��ي ليس وليد الصدفة بل نه��ج متبع منذ ايام‬ ‫حاف��ظ‪ ..‬وعبر عنه طالس ذات ي��وم في مدينة بعلبك‬ ‫بش��تم الفلس��طينيين من خالل شتم ياس��ر عرفات‪..‬‬ ‫وه��و نه��ج حي��ن ينته��ي م��ن اس��تخدام الش��يء في‬ ‫االنتهازي��ة األس��دية ب��دون نتائج مرج��وة فهو يذهب‬ ‫إل��ى حد الفجور المعبر عنه حتى مع الش��عب الس��وري‬ ‫وصفا اعالميا وخطابيا على الس��نة ابواق كبس��ام ابو‬ ‫عبد اهلل وطالب ابراهيم ع��ن «الحثاالت» وعن أولوية‬ ‫قتل المتظاهرين‪..‬‬ ‫الذي ذكرت��ه أعاله مرتب��ط ارتباط��ا وثيقا بحالة‬ ‫االنف�لات الت��ي صبغ��ت الخطاب األس��دي مؤخ��را في‬ ‫زي��ادة واضح��ة مبنية عل��ى االرتب��اك واوه��ام قائمة‬ ‫على امكانية هزيمة ش��عب ثائر بتغييبه واعتباره غير‬ ‫موجود وانما فقط عصابات ارهابية ووهابية‪..‬‬ ‫وفي المقابل أيضًا‪ ،‬عدا عن بعض الرموز الوطنية‬ ‫والثقافية الس��ورية والتي قد نجدها أيضاً فيما يسمى‬ ‫معسكر المواالة في مسألة الخطر الذي يحيط بسوريا‬ ‫ومستقبلها مع كل يوم يمر فيه على العصابة الحاكمة‬ ‫وتمسكها بالس��لطة األبدية واهمة بما يسمى انتخاب‬ ‫بش��ار وتوريث حافظ الثاني‪ ،‬فإن أطرافا في معس��كر‬ ‫المعارضة راحت تنس��اق وراء الخط��اب الطائفي ليس‬ ‫توصيفا وال تحليال وال حتى تش��خيصا بل رأيا ينس��اق‬ ‫وراء الغضب الموجود في الش��ارع السوري المستهدف‬ ‫بعصابة تس��تند عل��ى اب��راز مثل ه��ذه االصطفافات‬

‫‪9‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫وطـــن املــــوت‬ ‫خالد كنفاني‬ ‫هذا الوطن لم يعد سوى مكان للموت‪..‬‬ ‫موت بط��يء أم خاطف‪ ،‬فوق األرض أم تحتها‪ ،‬في‬ ‫المعتقل أم ف��ي المنزل‪ ،‬في الملج��أ أو على الحدود‪ ،‬ما‬ ‫من ف��رق «فالموتى سواس��ية أمام الم��وت» كما يقول‬ ‫محمود درويش‪.‬‬ ‫يعم��ل أبو إبراهيم في محطة الحجاز منذ ما يقرب‬ ‫العش��رين عام��ًا كان خاللها ال يقوم إال بم��ا يمليه عليه‬ ‫ضمي��ره‪ ،‬كان يحافظ على نظافة المكان رغم االزدحام‬ ‫الش��ديد وكثرة القادمي��ن والمغادري��ن‪ ،‬إال أنه لم يمل‬ ‫يوم��اً ولم يتغيب ع��ن العمل إال لض��رورات قصوى‪ .‬لم‬ ‫يكن يعمل خلف الكوالي��س ولكنه كان الحاضر الغائب‪،‬‬ ‫فه��و موجود دائماً دون أن يلح��ظ أحد ذلك‪ ،‬ولكن غيابه‬ ‫كان يت��رك أث��راً عميقًا‪ ،‬فال أح��د من عم��ال التنظيفات‬ ‫يق��وم بعمله بش��كل صحي��ح وتختلط األوراق وتس��ود‬ ‫الفوضى المكان‪.‬‬ ‫ف��ي يوم ‪ 6‬تش��رين الثان��ي (نوفمب��ر) ‪ 2013‬كان‬ ‫أبو إبراهي��م على موعد مع القدر‪ ،‬فرغم مكان س��كنه‬ ‫النائي والظروف الصعب��ة التي يمر بها البلد‪ ،‬حافظ أبو‬ ‫إبراهيم على مواعيد دوامه اليومي وحافظ على نظافة‬ ‫المبن��ى التاريخي ألنه أصبح جزءاً منه‪ .‬كان أبو إبراهيم‬ ‫ذا قل��ب قوي وعزيم��ة صلبة ويعمل بال كل��ل‪ .‬في ذلك‬ ‫اليوم أصر على تنظيف واجهات المبنى الخارجية بعدما‬ ‫كثر عليها الس��واد من كل األنواع‪ ،‬س��واد التلوث وسواد‬ ‫القلوب‪ .‬فتح إحدى النوافذ العلوية وتس��لق إلى الواجهة‬ ‫الخارجية وب��دأ العمل على ارتفاع أكثر من ثمانية أمتار‬ ‫عن األرض‪ .‬كان المارة يعب��رون الطريق ويذهبون كل‬ ‫ف��ي اتجاهه إلى أعماله��م أو بيوتهم وينظرون إلى هذا‬ ‫المتسلق الذي أصر رغم كل القذارة التي مألت حياتهم‬ ‫أن يحافظ على نظافة المبنى الذي عمل فيه على مدى‬ ‫أكثر م��ن عقدين‪ .‬كان ال يزال يعم��ل بإخالص رغم أن‬ ‫الجمي��ع فقد معنى اإلخالص من��ذ زمن بعيد‪ .‬يمر طفل‬ ‫مع والده أمام المحطة وينظر إلى األعلى قائ ًال‪« :‬أريد أن‬ ‫أصعد إلى األعلى كما هذا الرجل»‪ ،‬فيجيبه األب‪« :‬ليس‬ ‫الي��وم يا ولدي‪ ،‬ولكني أعدك أن نصعد إلى هناك»‪ .‬ولم‬ ‫يمهله��م الق��در كثي��راً حتى ارتف��ع الجميع إل��ى األعلى‬ ‫بالفعل‪.‬‬ ‫ش��عر أبو إبراهيم بضغط شديد دفعه باتجاه جدار‬ ‫المبن��ى الحج��ري القائ��م منذ أكث��ر من مائة ع��ام‪ ،‬لم‬ ‫يفه��م ما ح��دث‪ ،‬ولكنه لم يتألم م��ن ارتطامه بالجدار‪،‬‬ ‫فهو يعل��م أن الجدران لن تؤذيه بعدما حافظ عليها كل‬ ‫هذه األعوام‪ .‬لم تتح له الفرصة لينظر خلفه لمعرفة ما‬ ‫يجري ألنه بدأ رحلة النهاية بمجرد س��قوطه من األعلى‬ ‫بينم��ا كان يس��مع صيح��ات األطف��ال والنس��اء وصراخ‬ ‫الرجال الذين كانوا يتدافعون في كل اتجاه‪ .‬مر ش��ريط‬ ‫ذكرياته س��ريعاً جداً بينما كان يواصل رحلة الس��قوط‪،‬‬ ‫أراد أن يكلم أحداً لينقل آخر كلماته إلى زوجته الوحيدة‬ ‫التي تنتظره كل يوم كمولود خرج إلى الحياة من جديد‪،‬‬ ‫أراد أن يعان��ق ابن��ه المغت��رب من��ذ أعوام حلمًا بش��راء‬ ‫من��زل كأي س��وري منحت��ه حكومة البع��ث كل ما يريد‪:‬‬ ‫جواز س��فر يغادر به الوط��ن‪ .‬أراد أن يقبّل حفيده الذي‬ ‫ل��م يره ألنه ول��د خارج الوط��ن ولم يس��تطع لقاءه وال‬ ‫عناقه‪ ،‬كل ما احتفظ به في محفظته شبه الخاوية كان‬ ‫صورة له اعتاد أن يلقي عليها تحية المس��اء كل ليلة بال‬ ‫انقط��اع على مدى عام ونص��ف من عمر الطفل‪ .‬تهاوى‬ ‫أبو إبراهيم ويداه تحاوالن التمس��ك بأي شيء في هذه‬ ‫الج��دران الحجرية التي أحبت أنامل��ه والتحمت بوجوده‪،‬‬ ‫كانت أظافره تحزّ الجدران وكأنه كان يكتب آخر كلماته‬ ‫حتى نذكره دائمًا‪.‬‬ ‫انفج��رت قنبلة غادرة أمام المبن��ى الذي صمد في‬ ‫وجه عش��رات األحداث من حروب وانقالبات وانتكاس��ات‬ ‫وجرائ��م ومح��اوالت تخريب باس��م الترمي��م ومحاوالت‬ ‫ترمي��م باس��م التخري��ب‪ ،‬صم��د المبنى كم��ا صمد أبو‬ ‫إبراهي��م‪ ،‬ولكنه ه��زم هذه المرة وس��قط أمام المبنى‬ ‫ال��ذي ما فارقه في يوم من األي��ام‪ .‬كانت القنبلة غادرة‬

‫معبر الموت ‪ /‬كراج الحجز في حلب ‪2013 / 11 / 3‬‬

‫ألنه��ا لم تطل المجرمي��ن وال المحاربين وال المخربين‪،‬‬ ‫ولكنه��ا طال��ت األبري��اء وطالت م��ن خدم ه��ذا المبنى‬ ‫وكأنه��ا تقول للجمي��ع‪ :‬ال مكان للخير ف��ي هذا الوطن‪،‬‬ ‫كان��ت القنبلة تق��ول للجمي��ع‪ :‬ال مكان للحي��اة في هذا‬ ‫الوط��ن‪ ،‬وهو ذات ما قاله حافظ األس��د‪ :‬ال حياة في هذا‬ ‫القطر إال للتقدم واالشتراكية‪ ،‬فوفى بوعده في الشطر‬ ‫األول من الجملة وقام بذلك على أحسن ما يرام‪.‬‬ ‫س��ألت أح��د المصريين‪« :‬م��ن ال يزال ق��ادراً على‬ ‫الحي��اة في مصر اليوم؟» فأج��اب‪« :‬البلطجية فقط‪ ،‬كي‬ ‫تنجو بنفس��ك علي��ك أن تكون بلطجي��ًا‪ ،‬ألنك كمواطن‬ ‫مس��تهدف ف��ي أية لحظ��ة والته��م دوماً جاه��زة»‪ .‬هل‬ ‫ن��رى أية مقاربة مع الوضع الس��وري هنا؟ بالتأكيد‪ .‬من‬ ‫ال يزال واقفًا على قدميه في س��وريا اليوم هو الش��بيح‬ ‫فق��ط‪ ،‬والباق��ون مج��رد أه��داف وأرق��ام ف��ي أجن��دات‬ ‫السياس��ة الداخلي��ة واإلقليمية‪ .‬يموت الن��اس ألجل أي‬ ‫شيء في سوريا اليوم وبسبب أي شيء‪ .‬بعض األطفال‬ ‫ال يع��ودون من مدارس��هم أبداً‪ ،‬وآخ��رون ال يصلون إلى‬ ‫أماكن عملهم‪ ،‬وغيرهم يختفون بال س��بب وال مقدمات‬ ‫وال انتم��اءات وال معارض��ة وال مواالة‪ ،‬كثي��رون يتلقون‬ ‫اتصاالت تهديد بتقطيع أوالدهم واغتصاب بناتهم طلبًا‬ ‫للفدي��ة تحت أي مس��مى‪ ،‬الدم مس��تباح واألرواح حالل‬ ‫لم��ن يأخذها‪ ،‬وم��ن ينجو ال ب��د أن يكون إما ش��بيحاً أو‬ ‫محظوظًا‪« ،‬ومن لم يمت بالسيف مات بغيره»‪.‬‬ ‫في وطن الموت يس��تعد الناس للعيش الجئين في‬ ‫خي��ام على الح��دود أو عابرين للبحار ف��ي قوارب الموت‬ ‫عل��ى أن يبقوا ف��ي انتظار موت ال يرح��م‪ ،‬ورغم إيمان‬ ‫الجمي��ع بحتمية الموت‪ ،‬ولكن المس��ألة ف��ي كيفية هذا‬ ‫الم��وت‪ .‬يحلم كل أب أو أم أن تحي��ن لحظة موتهما بين‬ ‫أوالدهما وبناتهما على فراش الموت‪ ،‬ويحلم آخرون بأن‬ ‫يموت��وا دفاعًا عن بيت أو عائل��ة‪ ،‬أما الموت ألجل الموت‬ ‫فهو بالتأكيد ما ال يحلم به أحد‪.‬‬ ‫يدخل الجيش الحر أو أية كتيبة مس��لحة أخرى إلى‬ ‫قرية أو منطقة «لتحريرها»‪ ،‬يجبون الجبايات من أهلها‬ ‫بدع��وى نقص التمويل‪ ،‬يأكلون ويش��ربون ويتحكمون‬ ‫بالعباد تارة تحت مس��ميات محاكم ش��رعية وتارة تحت‬ ‫مس��ميات مجالس محلي��ة‪ .‬ال يريد الناس س��وى األمان‬ ‫ومواصل��ة الحي��اة‪ ،‬يع��ود الجي��ش النظامي الس��تعادة‬ ‫المنطقة‪ ،‬يجري تدمير المكان بش��كل ممنهج وغاشم‪،‬‬ ‫ينسحب المس��لحون تاركين وراءهم األهالي مرة أخرى‬ ‫تح��ت قبض��ة الجي��ش النظامي ال��ذي يعي��د الكرة من‬ ‫جدي��د ويتحكم بالعباد عبر محاكم أم��ن الدولة وأجهزة‬ ‫المخابرات‪ ،‬ومن يخسر في كل ذلك؟ نحن فقط‪.‬‬ ‫لمن يموت الناس اليوم في سوريا؟‬ ‫ألج��ل االئت�لاف الوطن��ي المتنق��ل عب��ر الق��ارات‬ ‫الخم��س ف��ي رح�لات مكوكي��ة ال تنته��ي وتصريحات‬

‫جوفاء وخطابات فارغة ومؤتمرات يقومون فيها بتفريغ‬ ‫كل أحقاده��م وخالفاته��م الش��خصية وأطماعه��م في‬ ‫المناصب والش��هرة على طاوالت حوار طرش��ان ال يزيد‬ ‫السوريين إال موتاً وال يزيدهم إال معاناة‪.‬‬ ‫أم ألجل أكث��ر من ثالثمائة كتيبة وفرقة مس��لحة‬ ‫تتلق��ى الدعم من أكث��ر من مائة جه��ة إقليمية ودولية‬ ‫تنف��ذ كل منها مخططًا محدد المعال��م واألهداف والتي‬ ‫ليس ف��ي أي منها تحرير الوطن أو القضاء على النظام‬ ‫أو إنقاذ الناس‪.‬‬ ‫أم ألج��ل بقاء نظام دم��ر أرواح الن��اس وعقولهم‬ ‫ألجيال دون أن يقدم لسوريا سببًا واحداً لبقائه‪ ،‬من أجل‬ ‫نظام عاد بس��وريا إلى العصر الحجري بدل أن يسير بها‬ ‫نح��و العالمية والتنمية والتط��ور‪ .‬ألجل نظام أصر على‬ ‫أن ال يفه��م م��ا يريده الس��وريون وأصر عل��ى التنكيل‬ ‫بهم والتحكم بأرزاقهم وتهجير أوالدهم والقضاء على‬ ‫أحالمهم‪.‬‬ ‫أم ألج��ل أجن��دات إقليمي��ة تتنازع فيها الس��عودية‬ ‫وتركي��ا وقطر وإيران على الس��يطرة على ما أمكن من‬ ‫أراض وبالتال��ي الدخول في حرب ت��وازن إقليمية يلعب‬ ‫فيه��ا الجمي��ع عل��ى التوازن��ات الطائفي��ة والعش��ائرية‬ ‫المقيت��ة التي ال ت��ورث ألجي��ال القادمة س��وى األحقاد‬ ‫والكراهية والعنف‪.‬‬ ‫ما يراد للسعودية أن ترسمه في هذا الوطن ال يقل‬ ‫خبثًا عن ما كانت وال زال ترسمه إيران‪ ،‬فكالهما ينطلق‬ ‫في سياس��ته الخارجية من منطلق��ات طائفية وكالهما‬ ‫يبن��ي دعمه لهذا الط��رف أو ذاك على مب��دأ التفريق ال‬ ‫التقريب‪ .‬س��نة وش��يعة ومذاهب وأدي��ان وحقبة جديدة‬ ‫من الكراهية ال يبدو أنها ستنتهي عما قريب‪.‬‬ ‫ورغم ذلك يبقى األمل‪ ،‬وس��يقف هذا الوطن على‬ ‫قدميه يوماً ما‪ ،‬ولكن ليس بعد‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬يقول نزار قباني‪:‬‬ ‫نَموتُ مُصَادَف ًة‪ ..‬ككالب الطريق‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يَصْنَعُون ال َقرار‪..‬‬ ‫ونجهل أسما َء من‬ ‫نموت‪ ..‬ولسنا نُنَاقشُ كيف نموتُ‬ ‫وأينَ نموتُ‬ ‫فيوماً نموتُ بسيفِ اليمينْ‬ ‫ويوماً نموتُ بسيفِ اليَسَارْ‬ ‫ً‬ ‫نموتُ من القه ِر حَرباً وسِلما‪..‬‬ ‫وال َّ‬ ‫نتذكرُ أوجُهَ من قتلونا‬ ‫وال َّ‬ ‫نتذكرُ أسما َء من شَيَعُونا‬ ‫فال فرقَ – في َ‬ ‫لحْظة الموتِ –‬ ‫المَجُوس‪ ..‬وبين التّتارْ‪..‬‬ ‫بين‬ ‫ِ‬


‫دعـــوة �إلــى العــــالج‬ ‫‪‎‬مجاهد مأمون ديرانية‪‎‬‬

‫رأي ‪. .‬‬

‫م��اذا أصاب ثورتن��ا العظيمة؟ ما ه��ذه األمراضُ الت��ي ضربتها حتى‬ ‫كادت ت��ورث الن��اسَ الي��أس من س�لامتها وتُفقدهم األم��ل في تحقيق‬ ‫االنتص��ار؟ ال أقصد ما يأتينا من قِبَل العدو من نار ودمار‪ ،‬فما ظننّا يوم ًا‬ ‫أن يقذفن��ا عدوُّنا باألوراد واألزهار‪ ،‬إنما أقص��د ما يصدر عن أبناء الثورة‬ ‫من أخطاء وتجاوزات‪ :‬تنازع الكتائب واختالف الثوار‪ ،‬وتس��لط بعضها على‬ ‫المدنيي��ن الضعفاء وفرض ما تحمله من تصورات وأفكار‪ ،‬وتحول بعضها‬ ‫إلى عصابات ترعب الناس وتسلبهم الحرية واألمان‪.‬‬ ‫كل ذلك دفع بعض الناس ‪ -‬بل كثيراً من الناس ‪ -‬إلى اليأس‪ ،‬فصرنا‬ ‫نسمع كلمات بدأت همسًا خافت ًا ثم ارتفعت بها األصوات‪ ،‬وشكاوى تَصْدر‬ ‫عن قوم كانوا ق ّلة وهم اليوم كثير‪ ،‬يقولون‪« :‬لقد فشلت الثورة وآن أوان‬ ‫االستسالم»‪ .‬أحقٌّ ما يقولون؟‬ ‫لنك��ن صادقي��ن مع أنفس��نا‪ :‬أن الث��ورة تعيش مرحلة حرج��ة‪ ،‬نعم‪،‬‬ ‫ولكنْ هل يصحّ أن نحكم عليها بالفش��ل؟ إننا نعترف بأنها أصبتها العلل‬ ‫واألمراض‪ ،‬ولكن هل المرض موت؟ متى كان المَرْضى والمَوْتى سواء؟‬

‫المري��ض يُ��داوَى يُبحَث له عن الع�لاج‪ ،‬أما الميت فإن��ه يُ َلفّ باألكفان‬ ‫َ‬ ‫ويُدفن في التراب‪.‬‬ ‫ثورتنا تش��به إنس��ان ًا وُلد صغيراً ضعيف ًا‪ ،‬ثم شَ��بّ َ‬ ‫وق ِوي واستطال‬ ‫ً‬ ‫أعجوبة في القوة والخُ ُلق والجمال‪ ،‬ثم أصابه‬ ‫حتى بلغ مبلغ الرجال‪ ،‬فكان‬ ‫م��رض صعب يش��به المرض العُضال‪ .‬فيا أيها األح��رار‪ :‬ليتخيل كل واحد‬ ‫منكم أن هذا اإلنس��ان هو أبوه أو أخوه أو أعزّ الناس عليه وأقربهم إليه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وتاركه ليموت حَتْفَ أنفه‪ ،‬أم أنه سيبذل‬ ‫إذا أصابه المرض‪ ،‬أكان طارحَه‬ ‫في عالجه َ‬ ‫غاية الجهد وينفق كرائم األموال؟‬ ‫هذه ثورتنا؛ س��قيناها بال��دم والدموع وغذّيناه��ا بالصبر على اآلالم‬ ‫واألح��زان‪ ،‬فه��ل نتخل��ى عنه��ا ونستس��لم للعدو ألنه��ا أصابته��ا بعض‬ ‫األمراض‪ ،‬أم ننهض لعالجها ونبذل في العالج الجهد الجهيد وشعارُنا‪ :‬لن‬ ‫تموت الثورة‪ ،‬لن نس��مح لها بأن تموت وفينا بقية من حياة‪ ،‬وسوف نجتهد‬ ‫في إصالح عيوبها مهما ك ّلفنا ذلك من جهد وتضحيات؟‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪11‬‬ ‫أح�����د ج�������دران م���دي���ن���ة ال���ق���ص���ي���ر | ح��م��ص‬


‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫�إنها دم�شق‬ ‫وفائي ليلى‬ ‫وإنها دمشق يا ولداه‬ ‫المدن التي يقصفها الر عب‬ ‫القرى التي تُمحى بحثيثها قذائف التنكيل‬ ‫ُ‬ ‫يُس��قِط ورده��ا كله دفعة‬ ‫غ��از (الس��ارين) الذين‬ ‫واحدة‬ ‫إنها دمشق التي تحترق اآلن‬ ‫الطرق المرصوفة بتأني األجداد‬ ‫خطوات الناس التي رسمها الرب بإتساع متعمد‬ ‫كنائسها التي ترن‬ ‫فتسمع آذان الصبح‬ ‫لكنها دمشق يا قلبي‬ ‫تتفتح في (دروة) البيت‬ ‫وعلى كتف بحرات الشام‬ ‫في المندلون‬ ‫وزقزقة ألف عصفور ال يكترث هذي الحرب كلها‬ ‫ولكنها دمشق‬ ‫رائحة الطهو تدوخ أفق اهلل‬ ‫تسكب للكل أطباق محبتها‬ ‫وتفيض‬ ‫ولكنها دمشق يا قلبي‬ ‫رائحة الخبز‪ ..‬وعميق الناس‬ ‫الفقر المعلق على أبواب العرض‬

‫يوحنا المعمدان‬ ‫ورأس الحسين الذي يبكي عطراً طوال الوقت‬ ‫تلمسه نساء دمشق‬ ‫تتحسس‪ ..‬جمال محمد‬ ‫ورفق محمد‬ ‫وقلب محمد‬ ‫وعيناه السود‬ ‫وإنها دمشق يا وجعي‬ ‫أقمار أعلى من كل األقمار‬ ‫ونساء أجمل‪ ..‬طوال الوقت‬ ‫يا رب محمد كيف سأنسى كل دمشق‬ ‫كيف سأمحو كل تفاصيل العواصم التي اختصرته‬ ‫وجه الجدات‬ ‫الحارات التي تصعد بخفة‬ ‫الحارات التي تهبط بتمهل‬ ‫الجدران المكتوبة بلهاث الناس‬ ‫ولمس العجائز وهم يصعدون شرفاتها الواسعة‬ ‫يا رب محمد كل الكالم أقل‬ ‫كي يض��م هذا الهائل الذي يطير م��ن جوانبه هذا‬ ‫الحمام الجزع‬ ‫وهذا الخفيف الذي اسمه‬ ‫السحر‬ ‫تختصره نافذة واحدة تطل من فوق‪.‬‬


‫بع��د ع��ودة س��عيد حوراني��ة من موس��كو إلى‬ ‫دمش��ق عمل في وزارة الثقافة السورية كمستشار‬ ‫حتى وفاته في ‪ 4‬حزيران عام ‪ 1994‬بس��بب إصابته‬ ‫بس��رطان الرئ��ة‪ .‬وكان��ت ق��د أجري��ت له قب��ل هذا‬ ‫عملية اس��تئصال الرئة لكن تدهور وضعه الصحي‬ ‫باس��تمرار وعانى م��ن اآلالم قبل الوف��اة‪ .‬وفي عام‬ ‫‪ 2004‬أص��درت وزارة الثقاف��ة ف��ي ذك��رى وفات��ه‬ ‫العاشرة أعماله القصصية الكاملة‬ ‫قالوا عنه‪:‬‬ ‫ يقول محم��د كامل الخطيب‪ :‬أن حورانية قدم‬‫إلى جانب عملية الترميز في القصص قصصاً تكمن‬ ‫قوتها في مباشرتها وشدة مالصقتها للواقع حتى أن‬ ‫القارئ ال يس��تطيع التمييز أحيان��ًا هل الواقع فن أم‬

‫م�ؤلفاته‪:‬‬ ‫ وفي الناس المس��رة كتبت ع��ام ‪ 1953‬وقدم‬‫له حنا مينه قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫«‪ ..‬وف��ي الناس المس��رة‪ ،‬ليس ه��ذا بالعنوان‬ ‫الضخم‪ ..‬أنه بس��يط كالناس الطيبين‪ ،‬إال أنه انتزع‬ ‫إعجاب��ي‪ ،‬كدت أقول تصفيقي‪ ،‬أخي س��عيد‪ :‬عفوك‬ ‫عني‪ ،‬كدت أنساق مع عاطفتي‪ ،‬فأدعك وأتحدث عن‬ ‫نفسي‪ ،‬ولكن في الحقيقة‪ ،‬من هو سعيد‪ ،‬ومن هو‬ ‫حنا‪ ،‬بل من هو ش��وقي ومواهب وصالح وحس��يب‪..‬‬ ‫ومن هم هؤالء الذين اجتمعوا على أنبل ما يمكن أن‬ ‫يجتمع الناس عليه‪ :‬السلم والحرية‪ .‬ويجب أن أقول‪:‬‬ ‫أن عن��وان كتابك حملني عل��ى أجنحة غير منظورة‪،‬‬ ‫انتش��لني من حاض��ري ونقلني إلى مس��تقبلي‪ ،‬ثم‬ ‫أوقفني ف��ي دائرة ضوئية‪ ،‬تح��ت حزمة وهاجة من‬ ‫نور الفكر اإلنساني»‪.‬‬ ‫ سالمًا يا فرصوفيا‬‫ صياح الديكة‬‫ ش��تاء قاس آخ��ر أهداها لحنا مين��ة‪ ،‬وخاطبه‬‫قائ ً‬ ‫ال‪:‬‏‬ ‫«يا م��ن فهمت ماهية الضعف البش��ري والقوة‬ ‫اإلنسانية‪ ..‬إليك يا صديقي‪ ..‬أقدم هذه القصص»‪.‬‬ ‫وأش��ار في مقدمت��ه لمجموعته مخاطب��اً القارئ أن‬ ‫ه��ذه القص��ص ج��زء م��ن عم��ره ومن عم��ر وطنه‬ ‫س��ورية‪ ،‬وقد منعت الظروف البائس��ة التي عاش��ها‬ ‫الوطن «س��نوات عجاف��اً مظلمة» م��ن ظهورها في‬ ‫وقتها‪ ،‬ونب��ذ المقدمات‪ ،‬وعدّها نافل��ة‪ ،‬ألنها «لعبة‬ ‫س��اذجة من الكاتب لخداع الق��ارئ» برأيه‪« ،‬أما وجه‬ ‫الكاتب الحق بدون قناعه السابع فهو في إنتاجه»‪.‬‏‬ ‫ سنتان وتحترق الغابة أهداها إلى «السنديانة‬‫الصام��دة التي ترمز إلى روح ش��عبنا‪ ،‬هذا الش��عب‬ ‫ال��ذي تألم أكث��ر من ّ‬ ‫كل ش��عب‪ ،‬إليك يا أب��ي‪ ..‬أيها‬ ‫الثائر القديم»‪.‬‬ ‫ المهجع رقم ‪6‬‬‫‪ -‬القطة التي تنزهت على هواها ‪ -‬مترجمة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫المس��رحي فواز الس��اجر والشاعر الس��وداني جيلي‬ ‫عبد الرحمن والناقد السينمائي سعيد مراد والرسام‬ ‫عبد المنان شما ولفيف من المستعربين والمثقفين‬ ‫العرب والروس‪ .‬وكان الجدل يحتدم – إذ كان س��عيد‬ ‫من هواة النقاش والجدل ‪ -‬حول وضع األدب الروسي‬ ‫وما ينش��ر م��ن أعمال جدي��دة كانت تحدث بس��ببها‬ ‫ضج��ة ألن الدوائ��ر الحزبية الس��وفيتية ل��م ترحب‬ ‫به��ا مثل رواية الكس��ندر سولجينتس��ين « يوم من‬ ‫حياة ايفان دينيس��يتش» عن الحياة في معس��كرات‬ ‫االعتقال الس��تالينية و»الس��فينة البيضاء» لجنكيز‬ ‫ايتماتوف‪ .‬وقد أصر سعيد حورانية على ترجمة مثل‬ ‫ه��ذه األعم��ال إلى العربي��ة فورا بل وكت��ب مقدمة‬ ‫«الس��فينة البيضاء» التي نشرت في بيروت عندئذ‪.‬‬ ‫كما كان غالبا ما يرتاد المس��ارح في المدينة واهتم‬ ‫بصورة خاصة بالمس��ارح الطليعي��ة وعروضها مثل‬ ‫مسارح» تاغانكا» و» سوفريمينيك»و»فاختانغوف»‬ ‫والس��يما ع��روض المخرجي��ن الطليعيي��ن مث��ل‬ ‫لوبيم��وف وايف��روس‪ .‬كم��ا كان يتاب��ع األف�لام‬ ‫الروس��ية الجدي��دة ووضع الس��ينما الس��وفيتية في‬ ‫تلك الفترة‪ .‬وأراد س��عيد حورانية معرفة كل ش��يء‬ ‫ع��ن تاركوفس��كي بعد مش��اهدة فيلمي��ه « اندريه‬ ‫روبلي��وف «و» الم��رآة»‪ .‬وغالب��ا م��ا كن��ت تجده في‬ ‫المع��ارض الفني��ة التي تق��ام في متحف بوش��كين‬ ‫للفن��ون أو غالي��ري تريتياك��وف‪ .‬وق��د أف��اد س��عيد‬ ‫حوراني��ة صحيفة « أنباء موس��كو « التي كان يعمل‬ ‫فيها فائدة كبيرة بانتقاء المواد األدبية الجيدة وجذب‬ ‫الكتاب الموهوبين لنشر مقاالتهم فيها‪ .‬وكان سعيد‬ ‫غالبا ما يتهرب من الحديث مع األصدقاء في موسكو‬ ‫عن موضوع العودة إل��ى التأليف ومواصلة دربه في‬ ‫كتابة القصص والروايات‪.‬‬

‫الفن واقع؟‬ ‫ يقول الدكت��ور عبد اهلل أبو هيف‪:‬‬‫سعيد حورانية قاصّ واقعي شديد التميز‬ ‫ف��ي التزام��ه وتحققه لمس��ؤولية الكاتب‬ ‫االجتماعية واإلنس��انية وفي براعته على‬ ‫ص��وغ المبن��ى االس��تعاري ال��ذي يضيء‬ ‫األبع��اد العميق��ة للتجرب��ة البش��رية في‬ ‫رؤي��ة االش��تراطات الواقعية المتش��ابكة‬ ‫والمعقدة‪.‬‏‬ ‫أما السيدة ناديا خضور زوجة األديب‬ ‫الراحل فتقول‪.‬‬ ‫«ش��دتني إلي��ه إنس��انيته وكن��ا في‬ ‫عالقة ندية استوعب مواقفي وعصبيتي‪..‬‬ ‫إذا أراد أن يكت��ب يجم��ع أف��كاره ويري��د‬ ‫اله��دوء فأق��وم بنزهة أن��ا واألطفال إلى‬ ‫الحديقة‪ ..‬بعد السفر يكتب انطباعاته لم‬ ‫يأبه بالنقد‪ ..‬تلقى ف��ي حياته الكثير من‬ ‫الصدمات وال أري��د أن أقف عندها‪ ..‬عيناه‬ ‫تش��عان من الداخل باأللق‪ ..‬أنقى الرجال‬ ‫لم يش��عر بالغيرة أبداً يحب الجمال‪ ..‬لم أكن أصدق‬ ‫أنه س��وف يم��وت‪ ..‬قبل وفاته طل��ب محاميه ّ‬ ‫وكلفه‬ ‫بإعداد وكالة باس��مي‪ ..‬س��عيد حورانية الذي توفي‬ ‫ع��ام ‪1994‬م ‪ -‬جعلها كما تقول تبقى أربع س��نوات‬ ‫بعد رحيله حتى تس��تعيد توازنه��ا ومنذ ذاك اعتادت‬ ‫على اللباس األسود»‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ولد س��عيد حورانية في دمش��ق عام‬ ‫‪ ،1929‬في حي األش��مر في الميدان‪ ،‬آلل‬ ‫حورانية األس��رة ذات التجارة الواسعة في‬ ‫الحبوب والتي تعود بأصلها لسهل حوران‬ ‫جن��وب س��وريا‪ ،‬والتي تعرضت لنكس��ات‬ ‫مادية وخس��رت تجارته��ا‪ ،‬فانتقل أبناءها‬ ‫للعمل عند تجار س��وق الهال الدمش��قي‬ ‫لينشأ حورانية في بيت ميداني فقير‪.‬‬ ‫يش��ير حوراني��ة إلى أنه ع��اش حياة‬ ‫الفق��ر‪ ،‬قائ� ً‬ ‫لا « ف��ي الكفاءة كن��ت البس‬ ‫بنطلون��ًا عس��كريًا مرقع��ًا م��ن البال��ة‬ ‫العسكرية وقد بقيت ألبس ذلك البنطلون‬ ‫حتى نلت البكالوريا «‪.‬‏‏‬ ‫أما ع��ن قراءات��ه فيقول‪ :‬كن��ت اقرأ‬ ‫كثي��راً‪ ،‬مم��ا ال يخطر على ب��ال أبناء هذا‬ ‫الجيل‪ ،‬فف��ي الصف الس��ادس االبتدائي‬ ‫قرأت كت��اب األغاني لألصفهاني ألن أخي‬ ‫كان طال��ب بكالوري��ا ف��ي الالييك وكانت‬ ‫األغان��ي من مراجعه��م إضافة لمجموعة‬ ‫من كتب التراث الكبيرة مثل خزانة األدب‬ ‫ّ‬ ‫تلقى حورانية تعليمه األولي على أيدي مشايخ‬ ‫الش��يخ حس��ن حبنكة‬ ‫جامع الدّقاق‪ ،‬ودرس على يد‬ ‫ِ‬ ‫الميدان��ي في دمش��ق‪ ،‬فنال ش��هادتي الكف��اءة ثم‬ ‫الثانوي��ة ع��ام ‪ ،1949‬لي��درس اللغ��ة العربي��ة في‬ ‫جامعة دمشق‪ ،‬وفي الجامعة ظهرت ميوله اليسارية‬ ‫دون االنتس��اب للحزب الش��يوعي‪ ،‬وبعد تخرّجه من‬ ‫الجامعةِ تابعَ حورانيّة دراس��ته حاص ً‬ ‫ال على دبلوم‬ ‫ٍّ‬ ‫كل‬ ‫ف��ي التربية‪ ،‬ليعم��ل من بعد ذلكَ مدرّس��اً في‬ ‫من س��وريّا ولبن��ان‪ ،‬وقد تخرّج م��ن المعهد العالي‬ ‫للمعلمين عام ‪.1953‬‬ ‫ن��ال جائزة مجل��ة «النقاد» في ع��ام ‪1949‬عن‬ ‫قصت��ه « الصندوق النحاس��ي»‪ .‬وآن��ذاك لم يصدق‬ ‫أحد بأن كاتبها ما زال شابًا غير متضلع بفنون األدب‪.‬‬ ‫لكنه حين اقتح��م الميدان القصص��ي اثبت جدارته‬ ‫ف��ي تقديم مادة قصصية من ن��وع جديد في األدب‬ ‫السوري‪ .‬وفيما بعد لمع نجمه حين ساهم في إقامة‬ ‫رابط��ة الكت��اب العرب لكن مش��اركته ف��ي األحداث‬ ‫السياس��ية وإلقاء القب��ض عليه زمن الشيش��كلي‪،‬‬ ‫أرغمه على اللجوء إلى لبنان حيث عمل مدرسا للغة‬ ‫العربية في مدرس��ة الفرير وأقام فيها بضع سنوات‬ ‫ليعود إلى سوريا مجدداً‪.‬‬ ‫و زم��ن الوحدة بين س��وريا ومصر أدت وش��اية‬ ‫أحد الزمالء إلى القبض عليه في غرفته حيث عثرت‬ ‫الش��رطة عل��ى كت��ب ومخطوط��ات فيه��ا ‪ 52‬قصة‬ ‫ومخطوطة رواي��ة « بنادق تحت الغش» تم إحراقها‬ ‫جميع��ا من قبل الش��رطة‪ .‬ث��م زج به في الس��جن‪.‬‬ ‫ووصف سعيد ذلك فيما بعد بقوله‪ « :‬كان هذا أفظع‬ ‫ش��يء حدث ف��ي حياتي على اإلط�لاق‪ ..‬تصوروا أن‬ ‫ش��رطيًا صغيرا يمك��ن أن يمحو لك جهد س��نوات»‪.‬‬ ‫وال تتوفر معلومات ما عن وجوده في السجن إذ كان‬ ‫يفضل عدم الحديث عنه‪.‬‬ ‫انتقل إلى موس��كو من مطلع الس��تينيات حتى‬ ‫ع��ام ‪ ،1974‬وكان مجيئ��ه إل��ى روس��يا للعم��ل في‬ ‫صحيف��ة « أنباء موس��كو « في أواس��ط الس��تينيات‬ ‫مرحل��ة أخرى في نش��اطه األدبي‪ .‬فق��د انغمر منذ‬ ‫األي��ام األول��ى لوصول��ه إل��ى موس��كو ف��ي الحياة‬ ‫الثقافي��ة للمدينة‪ ،‬والتف حول��ه لفيف من المثقفين‬ ‫العرب العاملين والدارس��ين في العاصمة الروس��ية‪.‬‬ ‫وس��رعان م��ا تحول��ت ش��قته ف��ي ش��ارع بولش��ايا‬ ‫بوتش��توفايا إل��ى صال��ون أدب��ي يجتمع فيه مس��اء‬ ‫كل ي��وم عدد كبير من الرواد منهم الش��اعر محمود‬ ‫دروي��ش والروائ��ي غائب طعم��ة فرم��ان والمخرج‬

‫ياسر مرزوق‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫�سعيد حورانية‬

‫‪1994 - 1929‬‬

‫‪13‬‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫الإعالم العربي غري مهتم بانتهاكات‬ ‫داع�ش والن�صرة‬

‫عبد الكرمي ريحاوي‪ :‬نحن �أفقر منظمة يف العامل‬ ‫وندرب قادة اجلي�ش احلر على القانون‬ ‫أجرى الحوار‪ :‬عامر محمد ‪ -‬دمشق‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫الرابط��ة الس��ورية لحق��وق اإلنس��ان التي‬ ‫عرفها الدمش��قيون بش��كل خاص ناش��طة في‬ ‫دمش��ق‪ ،‬قب��ل أن يعتقل رئيس��ها عب��د الكريم‬ ‫ريح��اوي مطلع الثورة‪ ،‬ث��م تطالب باإلفراج عنه‬ ‫دول ومنظم��ات‪ ،‬ه��ي واح��دة من الهيئ��ات التي‬ ‫تعن��ى اليوم بقضاي��ا حقوق اإلنس��ان في البلد‬ ‫ال��ذي تدهورت فيها ه��ذه الحقوق وانتهكت إلى‬ ‫أقص��ى الدرجات التي من الممك��ن تخيلها‪ ،‬عبد‬ ‫الكري��م ريح��اوي يجي��ب على بعض تس��اؤالت‬ ‫سوريتنا‪.‬‬ ‫| يردد في دمش��ق أن بع��ض المعتقلين‬ ‫يت��م اإلف��راج عنه��م بموج��ب صفق��ات‬ ‫كبرى وس��رية‪ ،‬تتم عبر اتصاالت مباشرة‬ ‫بي��ن مس��ؤولين أمنيين كبار م��ن أمثال‬ ‫علي مملوك‪ ،‬وتنس��يقيات الثورة بالذات‬ ‫تل��ك المتواجدة ف��ي الوالي��ات المتحدة‬ ‫األمريكي��ة‪ ،‬ه��ل لديكم معلوم��ات بهذا‬ ‫الصدد؟‬ ‫| | ف��ي الحقيقة ال نمل��ك معلومات مؤكدة‬ ‫عن هذه الصفقات ‪ ..‬لكن حسب علمنا أن هناك‬ ‫العش��رات من الصفقات التي تمت داخل سوريا‬ ‫وت��م اإلف��راج بموجبها ع��ن معتقلين وأس��رى‬ ‫وتب��ادل للمخطوفي��ن ف��ي مناطق عدي��دة من‬ ‫س��وريا ‪ ..‬هذا باإلضافة إلى فشل مئات الحاالت‬ ‫التي يقودها عادة سماسرة مقربون من النظام‬ ‫وغالب��ا ما يتم عدم الوف��اء بهذه االلتزامات التي‬ ‫يتعه��دون بتنفيذه��ا بعد تلقيهم أم��واال طائلة‬ ‫م��ن قب��ل أهالي المعتق��ل ‪ ،‬وفي ح��االت كثيرة‬ ‫تم تس��ليم جثث لهؤالء المعتقلين مقابل مبالغ‬ ‫مادية كبي��رة ‪..‬لذلك أنصح عائ�لات المعتقلين‬ ‫بع��دم التج��اوب م��ع أي سمس��ار من سماس��رة‬ ‫الموت م��ع تقديري الش��ديد لحالته��م وقلقهم‬ ‫عل��ى أبناءهم لك��ن من خالل خبرتن��ا وتجاربنا‬ ‫الس��ابقة تبي��ن لن��ا أن الهدف األساس��ي يكون‬ ‫في مث��ل هذه الصفق��ات اس��تغالل قلق األهل‬ ‫وحاجتهم الماسة لمعرفة مصير ولدهم مقابل‬ ‫الحصول على منفعة مادية ‪.‬‬ ‫| ه��ل تمل��ك الرابط��ة الس��ورية لحقوق‬ ‫اإلنس��ان أرقام��ا مؤكدة لعدد الش��هداء‬ ‫الذين قضوا تحت التعذيب في سوريا؟‬ ‫| | أع��داد الضحاي��ا الذي��ن قض��وا نتيج��ة‬ ‫التعذي��ب الموثقة لدينا باالس��م حتى تاريخ ‪/ 4‬‬ ‫‪ 2013 / 11‬ه��م ‪ 3327‬ضحية ‪ ،‬لكن هذا الرقم‬

‫أق��ل بكثير م��ن الرقم الحقيق��ي ‪..‬يوميا تصلنا‬ ‫ش��هادات من معتقلي��ن يتم اإلف��راج عنهم بأن‬ ‫مع��دل الوفاة داخل الس��جون ومراك��ز التوقيف‬ ‫واالعتق��ال عالي��ة ج��دا فعل��ى س��بيل المث��ال‬ ‫‪..‬وبحس��ب إحدى الش��هادات فإن الش��اهد الذي‬ ‫قض��ى فت��رة ‪ 30‬يوما فقط في الف��رع ‪( – 251‬‬ ‫الف��رع الداخلي التاب��ع إلدارة أم��ن الدولة ) كان‬ ‫قد أف��اد للرابطة بوف��اة ‪ 35‬معتقل في زنزانته‬ ‫الجماعي��ة فق��ط خ�لال فت��رة وج��وده التي لم‬ ‫تتعدى الش��هر الواحد ‪..‬علما ب��أن الفرع يحتوي‬ ‫على العدي��د من الزنازين األخرى ‪..‬هذا عدا عن‬ ‫بقية فروع األمن ومقرات ميليشا الدفاع الوطني‬ ‫التي ترتكب داخلها فظاعات كثيرة ‪ ..‬إذا ال يمكن‬ ‫بأي حال من األحوال إعط��اء إحصائية دقيقة أو‬ ‫حتى قريبة من الرقم الحقيقي في ظل التعتيم‬ ‫الكامل عن ه��ذه الجرائم لكني أعتقد أن الرقم‬ ‫الحقيقي هو أضعاف أضعاف هذا الرقم ‪.‬‬ ‫| هل تهتم الرابط��ة بتوثيق االنتهاكات‬ ‫الت��ي ترتكبه��ا داع��ش والنص��رة‪ ،‬وهل‬ ‫تعتق��د أن اإلع�لام العربي مهت��م بهذا‬ ‫النوع من االنتهاكات؟‬ ‫| | الرابط��ة معنية بكاف��ة االنتهاكات التي‬ ‫تطال المواطن الس��وري أينم��ا كان ‪ ..‬وقد قمنا‬

‫بإدانة األعمال اإلجرامية واالنتهاكات التي قامت‬ ‫بها الجماعات اإلس�لامية المتطرف��ة في الكثير‬ ‫م��ن الح��االت ‪ ..‬وتلقينا بس��بب ذل��ك الكثير من‬ ‫التهديدات طال��ت الزمالء بالداخ��ل وطالتني أنا‬ ‫ش��خصيا ‪ ..‬لكن هذا النوع من االنتهاكات اليتم‬ ‫التركيز علية إال في وسائل اإلعالم األجنبية أما‬ ‫العربي��ة منه��ا فغالبا ما يتم تجاهله أو اإلش��ارة‬ ‫إلي��ه بخج��ل ‪ ،‬لكن بالنس��بة إلين��ا االنتهاك هو‬ ‫انته��اك بغض النظر ع��ن الجهة الت��ي ارتكبته‬ ‫‪ ،‬ولن��ا موقف حازم من ه��ذه القضية ‪ ..‬كما أود‬ ‫اإلش��ارة بأننا قمنا بتس��ليط الضوء على الكثير‬ ‫من االنته��اكات التي قام بها أف��راد من الجيش‬ ‫الس��وري الحر ونبهنا إلى خطورة السكوت عنها‬ ‫وقمن��ا بتدريب أكثر م��ن أربعين قائ��دا ميدانيا‬ ‫للجي��ش الح��ر عل��ى قواع��د القان��ون الدول��ي‬ ‫اإلنساني لتجنب وقوعهم بمثل هذه االنتهاكات‬ ‫‪ ،‬لكن من خالل متابعتنا ورصدنا لهذه االنتهاكات‬ ‫فيما يتعل��ق بالقانون الدولي اإلنس��اني فإنني‬ ‫أس��تطيع التأكيد ب��أن االنتهاكات الت��ي قام بها‬ ‫الجيش الح��ر هي أعمال فردي��ة وغير ممنهجة‬ ‫وغير مستمرة ونابعة عن ردود أفعال انفعالية (‬ ‫نحن نتفهمها لك��ن غير مبررة ومدانة من قبلنا‬ ‫) أما ما تقوم به الجماعات اإلس�لامية المتطرفة‬ ‫فهو بح��ق يندرج تح��ت تصنيف جرائ��م الحرب‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫| هل وثقتم أي معلومات عن ما حدث في‬ ‫ريف الالذقية في الرابع من آب الماضي؟‬ ‫| | م��ا ج��رى بري��ف الالذقي��ة اعتبرت��ه‬ ‫الرابط��ة جريم��ة ض��د اإلنس��انية وال يختل��ف‬ ‫عم��ا ترتكب��ه عصابات ح��زب اهلل والميليش��ات‬ ‫العراقي��ة المتطرفة ف��ي البلدات الس��ورية من‬ ‫جرائم وطالبت بمحاسبة كافة المتورطين بهذه‬ ‫الجرائ��م‪ ،‬وقم��ت ش��خصيا بالتواصل م��ع قادة‬ ‫ميدانيي��ن ف��ي الجيش الس��وري الح��ر قريبين‬ ‫من تل��ك المنطقة والذين أك��دوا لي بأنهم غير‬ ‫مس��ؤولين عن ه��ذه الجرائم وب��أن الجهة التي‬ ‫قام��ت بهذه الجرائ��م معروفة وقد ب��اءت جميع‬ ‫الجه��ود الت��ي قمن��ا به��ا للتوصل لإلف��راج عن‬ ‫النس��اء واألطف��ال المختطفين ل��دى الجماعات‬ ‫اإلسالمية المتطرفة بالفشل‪.‬‬

‫| | مقر الرابطة ال يزال دمش��ق ‪ ..‬أنا فقط‬ ‫أق��ود العمل واش��رف عليه من القاهرة بس��بب‬ ‫حرية التحدث لوس��ائل اإلعالم وعقد المؤتمرات‬ ‫الصحفي��ة ‪ ..‬واليزال أكثر م��ن ‪ 99%‬من الزمالء‬ ‫داخ��ل س��وريا يعملون بصمت ف��ي ظل ظروف‬ ‫صعبة للغاية وهم مصدر فخر واعتزاز بالنسبة‬ ‫لي جمعيا وال أس��تطيع التحدث عن آليات عملهم‬ ‫ف��ي الرص��د والتوثي��ق بس��بب المخ��اوف م��ن‬ ‫تعرضه��م ل�لأذى داخل س��وريا لكني أس��تطيع‬ ‫الق��ول ب��أن عددهم كبير وه��م يقومون بعمل‬ ‫رائع في ظل هذه الظروف االستثنائية ‪.‬‬ ‫| من أين تمول الرابطة نفسها‪ ،‬وهل تقف‬

‫| نش��عر أحياناً ب��ان الرابط��ة ثورية أكثر‬ ‫منها قانونية‪ ،‬كيف تفسر ذلك؟‬ ‫| | في ظل أنظمة شمولية يتحكم بها طغاة‬ ‫مس��تبدون يظهر عمل المنظمات المدافعة عن‬ ‫حقوق اإلنس��ان كحالة ثورية وهذا أمر منطقي‬ ‫‪ ..‬وباعتبار أن عمل المنظمات الحقوقية يس��تند‬ ‫أساس��ا إل��ى قواعد أخالقي��ة وإنس��انية منظمة‬ ‫وف��ق القانون فإن هذا من ش��أنه أن يظهر هذه‬ ‫المنظمات بمظهر المنظمات الثورية ‪ ..‬وهذا أمر‬ ‫طالما أتعبنا داخل س��وريا خالل السنوات العشر‬ ‫الماضية ‪.‬‬ ‫| ظه��ورك األكب��ر عبر قن��اة العربية‪ ،‬هل‬ ‫نفهم أنك مرتبط بالسعودية؟‬ ‫| | أن��ا مرتب��ط بس��وريا وس��وريا فقط ‪..‬‬ ‫ورغ��م أنن��ي م��ن أق��ل الش��خصيات الحقوقية‬ ‫ظهورا على القنوات الفضائية فإن ظهوري على‬ ‫قناة العربية وقناة الجزيرة اليعني على اإلطالق‬

‫| حي��ن اعتقل��ت ف��ي دمش��ق ف��ي العام‬ ‫األول للثورة‪ ،‬طالبت الخارجية الفرنس��ية‬ ‫باإلف��راج عنك‪ ،‬ه��ذا كان أم��راً جديداً آن‬ ‫ذاك‪ ،‬لماذا تطالب باريس بحريتك؟‬ ‫| | أعتق��د أن الحمل��ة الدولي��ة القوية التي‬ ‫أعقبت اعتقالي كانت س��ببا مباش��راً في اإلفراج‬ ‫عني ‪..‬وبالرغم من أن الخارجية الفرنسية قادت‬ ‫ه��ذه الحمل��ة باإلضافة إل��ى العديد م��ن الدول‬ ‫لكن األه��م كان الحملة التي قامت بها منظمات‬ ‫حقوقي��ة دولي��ة وش��خصيات دولي��ة له��ا صفة‬ ‫اعتباري��ة ‪ ،‬وهذا بس��بب المهني��ة والمصداقية‬ ‫التي تتمتع بها الرابطة والش��راكة التي تربطها‬ ‫بالعديد من المنظمات الدولية ‪.‬‬ ‫| تعمل في حقوق اإلنس��ان منذ كنت في‬ ‫دمشق‪ ،‬ما أصعب ما مر عليك؟‬ ‫| | منذ بداية عملي العلني في مجال حقوق‬ ‫اإلنس��ان في عام ‪ 2000‬وحتى اآلن ورغم كافة‬ ‫الصعوبات والتجارب واالنكسارات واالستدعاءات‬ ‫األمني��ة والتضيق��ات والمنع من الس��فر وأخيرا‬ ‫االعتقال والتعذيب ‪ ،‬فإن أكثر ما يحز في نفسي‬ ‫هو خروجي من دمش��ق ‪ ..‬المدينة التي أعش��ق‬ ‫والتي كن��ت أحلم بأنها س��تكون يوما كما كانت‬ ‫عب��ر التاريخ من��ارة للحضارة والعل��م والثقافة‬ ‫‪...‬ج��ل ما أتمن��اه اليوم هو أن أعود إلى دمش��ق‬ ‫الح��رة ‪,,‬عاش��قا كما كن��ت دائما بع��د أن تنتهي‬ ‫مأس��اة الش��عب الس��وري الذي يس��طر كل يوم‬ ‫أروع مالحم البطولة والفداء في س��بيل العيش‬ ‫بكرامة وحرية تليق به كش��عب صنع أهم ثورة‬ ‫في تاريخ البشرية ‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫| مقر الرابطة في مصر‪ ،‬كيف تتمكن من‬ ‫القيام بمهمة ضخم��ة تتعلق بانتهاكات‬ ‫حقوق اإلنسان في سوريا؟‬

‫| | جمي��ع أعضاء الرابط��ة متطوعون رغم‬ ‫حالتهم المادية الصعبة كحال بقية الس��وريين‬ ‫خالل ه��ذه الكارثة التي حلت بالبالد ورغم ذلك‬ ‫نحن من أفقر المنظمات في العالم على اإلطالق‬ ‫‪ ،‬لم نحصل على أي تمويل للرابطة من أي جهة‬ ‫كانت لكننا حصلن��ا بداية هذا العام على بعض‬ ‫الدعم اللوجس��تي ( أجه��زة كومبيوتر – هواتف‬ ‫نقال��ة – أجهزة انترنت فضائ��ي ) قمنا بتوزيعها‬ ‫على أعضاء الرابطة في مختلف مناطق س��وريا‬ ‫لمس��اعدتهم على إنجاز عملهم بوتيرة أس��رع ‪.‬‬ ‫‪ ..‬والرابطة السورية للدفاع عن حقوق اإلنسان‬ ‫تضم ناشطين يتمتعون بمهارات ومهنية عالية‬ ‫وهم من مختلف أطياف الشعب السوري وتعتمد‬ ‫الرابطة المبادئ السامية لحقوق اإلنسان ركيزة‬ ‫أساسية في عملها وهي من هذا المنطلق تقف‬ ‫على مسافة متساوية من جميع السوريين ‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫والجرائ��م ضد اإلنس��انية فه��ذه الجماعات تتبع‬ ‫قواع��د ديني��ة متطرفة وتق��وم به��ذه الجرائم‬ ‫بطريق��ة ممنهجة ومس��تمرة تمام��ا كما يقوم‬ ‫النظام بارتكاب هذه الجرائم المروعة ‪.‬‬

‫على مسافة واحدة من جميع السوريين؟‬

‫أنن��ي مرتب��ط ب��أي دول��ة مهم��ا كانت تس��اند‬ ‫تطلعات الشعب الس��وري ‪..‬لكن كل مافي األمر‬ ‫أن هذه القنوات تخصص س��اعات أطول تتناول‬ ‫الشأن السوري ‪..‬‬

‫‪15‬‬


‫اندساسية‪....‬‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫ني�سان ‪1991‬‬ ‫اليوم الثالث ‪4 / 3‬‬

‫ف��ي المهج��ع الس��ابع يقط��ن عش��رة ي��كاد أن‬ ‫يك��ون له��م وض��ع خ��اص‪ ،‬ه��م أس��وياء ولكنهم ال‬ ‫يختلط��ون‪ ،‬فهم ش��به معتزلي��ن عن المجم��وع‪ ،‬وال‬ ‫يبرح��ون مهجعهم إال نادراً‪ ،‬اثنان ليس��ا من تنظيمنا‪،‬‬ ‫فهم��ا مقبوض عليهم��ا بتهمة االنتم��اء للكتائب‪ ،‬أما‬ ‫الحقيق��ة ف�لا يعلمه��ا إال اهلل وضاربي المن��دل‪ .‬هما‬ ‫يس��كنان في برج حم��ود‪ ،‬ليس لديهما زي��ارة‪ ،‬فقط‬ ‫حصل أهلهما على زيارة اس��تثنائية على مدى التسع‬ ‫س��نوات التي أمضياها من التوقيف التعسفي‪ .‬البقية‬ ‫هم م��ن رفاقنا اثنان منهما م��ن محافظة القنيطرة‪،‬‬ ‫األول‪ :‬ه��و محم��د فنيخر وه��و من قري��ة كفر حارب‬ ‫المجاورة لبحي��رة طبريا‪ ،‬والتي احتل��ت بعد الخامس‬ ‫م��ن حزيران‪ ،‬ويس��كن حاليًا في درع��ا‪ ،‬والثاني‪ :‬عبد‬ ‫الغف��ار المق��داد من حوران بصرى الش��ام‪ ،‬ويس��كن‬ ‫في القنيطرة‪ ،‬وكان قب��ل اعتقاله عام ‪ 1980‬موظفًا‬ ‫ف��ي دائرة خدماتية‪ ،‬يجلس نص��ف النهار في مهجعه‬ ‫ال يكلم أحداً وتراه في جلس��ته كأن��ه تمثال ال يلتفت‬ ‫أبداً وال يغير من جلس��ته‪ ،‬بل أش��ك أنه يحرك جفنيه‬ ‫أو رمشيه‪ .‬يعتقد عبد الغفار بصواب رأيه الذي ال تقع‬ ‫عليه وخطأ الرأي اآلخر‪ .‬سلوكه مثالي‪ ،‬ال يعتدي على‬ ‫أحد‪ ،‬هو مستقيم ويدافع عن استقامة الرأي‪.‬‬

‫اليوم الرابع ‪4 / 4‬‬

‫أع��ود إلى ال��كالم ع��ن المهج��ع الس��ابع‪ ،‬يوجد‬ ‫خمس��ة رفاق فيه من محافظة الرق��ة أحدهم قاض‬ ‫كان ي��زاول عمل��ه ف��ي مدينة حل��ب عندم��ا اعتقل‪،‬‬ ‫واآلخ��ر ويدعى خلف الثلجي يعم��ل كاتبًا في محكمة‬ ‫الرقة على أس��ـاس كفاءة‪ ،‬والثالث عامل في مطحنة‬ ‫أو إداري ألنه حاصل على كفاءة‪ ،‬واسمه عايد الهبود‪،‬‬ ‫والراب��ع مس��تخدم في مؤسس��ة‪ ،‬والخام��س هو أبو‬ ‫صالح حب��ش الحالج‪ .‬والرابع بدأ حيات��ه راعياً للغنم‪،‬‬ ‫وقبل الحركة التصحيحية كان رئيس اتحاد الفالحين‬ ‫ف��ي المحافظ��ة‪ ،‬وقد س��جن ع��ام ‪ 1975‬لمدة س��نة‬ ‫ونص��ف ألنه أمر الفالحين بحف��ر حفرة كبيرة لتكون‬ ‫مس��تودعاً للمياه عام ‪ .1968‬وف��ي أيار ‪ 1985‬اعتقل‬ ‫مع جماعته‪ ،‬وال يزال‪ ،‬جاوز الس��تين من عمره يحمل‬ ‫ذكري��ات جميل��ة ع��ن القبائل (ه��و من قبيل��ة طي)‬ ‫ويش��رح توضعه��ا وانتش��ارها ف��ي أعال��ي الجزيرة‪،‬‬ ‫وكيف يتج��اور العرب هنا مع الك��رد‪ ،‬والترك واألرمن‬ ‫منذ مئات وآالف الس��نين يفلحون ويرعون الماش��ية‪،‬‬ ‫ويتاجرون ويتبادلون األرزاق‪ ،‬وينتقلون من ديرة إلى‬ ‫أخ��رى‪ ،‬ومن حاضرة إلى حاض��رة‪ .‬طبيبنا ناجي حيدر‬ ‫ق��ال عن��ه‪ - :‬وضعه غي��ر مريح‪ ،‬فهو ضعي��ف البنية‪،‬‬ ‫وزنه ال يتجاوز الخمس��ين كيلو ويدخن كثيراً‪ ،‬ويأكل‬ ‫قلي� ً‬ ‫لا‪ ،‬وين��زل أحيان��اً ضغط��ه إلى مس��توى مخيف‪،‬‬ ‫ويعج��ز ع��ن الس��ير أحيان��ًا‪ ،‬أب��و صالح يبدو كش��بح‬ ‫وكهيكل إنس��ان‪ .‬عين��اه صغيرت��ان وغائرتان ووجهه‬ ‫يب��دو بال لون وال حياة‪ ،‬أكثر النهار يبقى جالس��اً على‬ ‫عازل��ه‪ ،‬وفي فراش��ه‪ .‬يقول عنه عاي��د‪ :‬أنه في الليل‬ ‫يتعب ويتصبب عرقاً‪ ،‬وتش��عر كأن قلبه يقف‪ ،‬تصبح‬ ‫دقاته بطيئة وواهية‪ ،‬أما أبو صالح فيس��تأنف كالمه‪:‬‬ ‫ لقد ازداد وضعي سوءاً بعد أحداث العراق‪ .‬أنا حزين‬‫عل��ى ما يجري‪ ،‬ما من وطن��ي يرفع الصوت عالياً ضد‬ ‫هذا الظلم والصلف األمريكيين‪.‬‬

‫اليوم اخلام�س ‪4 / 5‬‬

‫ال تزال اآلراء تتوارد بشأن الخليج وحربه وصدام‬ ‫وغ��زوه للكويت ولكن الجميع يرى أن أمريكا تس��عى‬ ‫لي��س فقط لره��ن العراق‪ ،‬بل تس��عى إللغ��اء األمة‬ ‫العربي��ة واألرض والث��روات‪ .‬ولق��د ق��رأت للت��و رأيًا‬ ‫لمهن��دس الدباب��ات المالزم األول رم��زي من غباغب‬ ‫في حوران‪ .‬درس في اإلتحاد السوفييتي على حساب‬ ‫الجي��ش‪ ..‬هو م��ن مواليد ‪ 1958‬ومع��ه انقراص في‬ ‫فقرات العنق بس��بب ممارسته للحمل والعتالة عندما‬ ‫عم��ل في لبنان وهو في س��ن اليفاعة‪ .‬وقد اقتطفت‬ ‫هذا المقطع من مقالته‪:‬‬ ‫« المفارق��ة ه��ي أن ق��رارات مجل��س األم��ن‬ ‫بخصوص القضي��ة الفلس��طينية واألراضي العربية‬ ‫المحتل��ة وجن��وب لبن��ان تس��تصرخ العال��م من أجل‬ ‫تنفيذها س��لمياً‪ ،‬ألجل رفع المعان��اة واالضطهاد عن‬ ‫كاهل الش��عب الفلسطيني وذلك مستمر منذ أربعين‬ ‫عام��ًا وما تالها من تش��رد وط��رد وتنكيل ب��دءاً من‬ ‫الق��رار ‪ 180‬الذي يقض��ي بإقامة دولتي��ن‪ - :‬عبرية‪،‬‬ ‫وعربية‪ ،‬على األرض الفلسطينية‪ ،‬وانتهاء بالقرارين‬ ‫‪ / 838 / - / 242 /‬اللذين يقضيان بانسحاب إسرائيل‬ ‫م��ن األراضي العربية المحتلة‪ ،‬وحق الش��عب العربي‬ ‫الفلسطيني بتقرير مصيره‪ ،‬وإقامة كيانه المستقل‪.‬‬ ‫لقد كانت إس��رائيل هي الرافضة لكل المبادرات بدءاً‬ ‫م��ن المؤتمر الدول��ي وانتهاء بالمبادرة الفلس��طينية‬ ‫المدعوم��ة من أمريكا راعية حقوق اإلنس��ان‪ ،‬فكيف‬ ‫س��تقبل أية مب��ادرة بع��د تحطي��م الع��راق واختالل‬ ‫التوازن في المنطقة «‪.‬‬ ‫كنت أقل��ب مجلة «الحوادث» التي تحمل تاريخ ‪7‬‬ ‫آذار‪ ،‬والت��ي تصدر في لندن‪ ،‬وقد قرأت في صفحاتها‬ ‫وجهة نظ��ر لرجل األعمال الس��وري المدع��و عمران‬ ‫أدهم وهو قري��ب لرجل المخابرات الس��عودية كمال‬ ‫أدهم الذي كان س��ابقًا مستش��اراً للملك عبد العزيز‪،‬‬ ‫وف��ي ه��ذا الع��دد رأي��ت ص��ورة ع��ن اجتم��اع خيمة‬ ‫(صفوان) بين العس��كريين العراقيي��ن‪ ،‬وبين ضباط‬ ‫أمريكا والتحالف‪.‬‬

‫اليوم ال�ساد�س ‪4 / 6‬‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫أعود ثاني��ة لقراءة رواية (بينم��ا أرقد محتضرة)‬ ‫لولي��م فوكن��ر‪ .‬ه��ذا الكاتب الب��ارد والقاس��ي والذي‬ ‫يقتض��ب ويخل��ط األزمن��ة‪ ،‬ويقي��م ف��ي الجن��وب‬ ‫األمريك��ي‪ .‬ألول وهل��ة يب��دو عالم��ه ش��ائعاً ومعتمًا‬ ‫ومقلوبًا وثقي ً‬ ‫ال‪ ،‬أن روايته ليس��ت رواية إلزجاء الوقت‬ ‫أو للتس��لية أو للبحث ع��ن المرح‪ ،‬بل هي تغوص في‬ ‫بناء المجتمع‪ ،‬في بناء األرضية المتش��ققة التي يقف‬ ‫المزارع والتاجر‪ ،‬والجزء األساسي من العالقات والتي‬ ‫تغوص في أعماق هذا التش��قق‪ .‬قرأت وأنا في تدمر‬ ‫رواية‪( :‬الصخب والعنف) ترجمة الروائي الفلسطيني‬ ‫العراقي جبرا إبراهيم جبرا صاحب الرواية الش��هيرة‬ ‫(البحث عن وليد مس��عود) في مقدمته للرواية يحاول‬ ‫أن يعي��ن الق��ارئ عل��ى الفه��م‪ ،‬وخاص��ة الزمن في‬ ‫فص��ل (ينجي) وقد عثرت على ك��راس جاء في إحدى‬ ‫الزي��ارات‪ ،‬وهو خ��اص بهذا الكاتب وعالم��ه الروائي‪،‬‬ ‫فقرأت الرواية والكراس معًا وأمضيت أكثر من عشرة‬ ‫أي��ام متواصلة‪ ،‬لقد قرأتهما مرتين وفي المرة الثانية‬ ‫استمتعت بالقراءة‪ ،‬وانفعلت مع عالم الرواية‪.‬‬ ‫ه��ذا الكات��ب الب��ارد والفن��ان غي��ر كل الكت��اب‬ ‫األمريكان الذين قرأت لهم كهمنغواي الفنان الرشيق‬ ‫والس��لس‪ ،‬أو كالدويل أو تش��اينبك اللذي��ن كتبا عن‬ ‫وسط وجنوب الواليات المتحدة‪ ،‬وما فيه من استغالل‬ ‫وعنف وفوض��ى‪ .‬األدب األمريكي منذ القرن الماضي‬ ‫وحت��ى اآلن هو أدب عميق وناضج منذ أيام أدغار أالن‬ ‫بو وهرمان ميلغل وم��ارك توين‪ .‬أنه أدب حي‪ ،‬يمجد‬ ‫اإلنسان ويفضح عوامل استغالله وقهره‪.‬‬ ‫فوكن��ر عالم قائ��م بذاته لم يتخل عن رس��الة‬ ‫األدب التي هي النقد والتشريح‪ ،‬ويبدو أن أسلوب هذا‬ ‫الكاتب الذي يخفي في طياته الكثير من السحر ألهم‬ ‫األدب في أمريكا الالتينية فإذا (بماركيز) يتكئ عليه‪،‬‬ ‫وكذلك المكس��يكي (خوان رولف��و) مؤلف (بدوبرامو)‬ ‫والعشرات فينتجون أدب الس��حر واألزمان المتداخلة‪،‬‬ ‫لكن اإلنس��ان مهم��ا تأثر ومهما أعجب بأش��كال الفن‬ ‫الروائي فإن المناخ المحيط هو الفاعل األول فيه‪.‬‬


‫مشاركات سوريتنا ‪. .‬‬ ‫أحد أحياء مدينة دوما | الكاتب‬

‫محمد بدره ‪ -‬دوما‬

‫نصفُ ثورةٍ ال تنتصر‪ ،‬وتبني نصفَ دولةٍ ال تسود‪..‬‬ ‫واقع‪ ،‬هو محض حلم وسط سباتٍ عميق‪..‬‬ ‫نصفُ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ونصف إنسانيةٍ‪ ،‬لن تحي ْا‪ ،‬وتنجب نصفَ إنسانٍ ال يعيش‪..‬‬ ‫جنين ببقايا رحم‪،‬‬ ‫نصفُ نطفةٍ‪ ،‬تنبت نصفَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عمر ماتَه بنصفَ وفاة‪..‬‬ ‫وستراه يترك الحياة قبل والدته‪ ،‬ليعيشَ نصفَ ٍ‬ ‫وسينطق نصف كلمةٍ ما سُمعت أبداً‪..‬‬ ‫عين ال ترى‪ ،‬نصفَ وطنه وكفنه‪..‬‬ ‫وسيرى بنصفِ ٍ‬

‫أتحدث عن ثنائيةٍ المفاهيم التي نجس��دت وس��ط عقولنا‪( ،‬هم ونحن)‪ ،‬ذاك‬ ‫القي��د الذي خلق من كهن��ة الحرب‪ ،‬لنموت أذّالء خلف حديده��م وبارودهم‪ ،‬طمعًا‬ ‫بالنصر‪َ ،‬‬ ‫جنة الغياب التي لن نصل إليها أبداً‪..‬‬ ‫فتارةً‪..‬‬ ‫هو بيت ‪ /‬أرض ‪ /‬قصرُ زعيم ينبح بفكره القائد‪ ،‬وتار ًة هو االنصياع الميت ‪/‬‬ ‫ٍ‬ ‫األمر العسكري ‪ /‬القتل المشروع ‪ /‬إنزال اإلنسان من انسانيته‪..‬‬ ‫وأطواراً أخرى‪..‬‬ ‫فك��ر ٌة طعنت تفكيرنا ‪ /‬جزر ٌة تنصب أمامنا نلهث خلفها ‪ /‬بنا ٌء مرصوصٌ من‬ ‫ٌ‬ ‫جَبَل من دماء أحالمنا‪ ،‬يُبْنَى وسط آمالنا‪..‬‬ ‫بقايا جماجمنا ‪/‬‬ ‫َ‬ ‫أثمة من ينتصر على ابن ابيه‪..‬‬ ‫أثمة من ينتصر على ابتسامة الطفل قرب أمه‪..‬‬ ‫رضيع طعن رحم الحضانة بعد الوالدة‪..‬‬ ‫هل من‬ ‫ٍ‬

‫فالنملة‪ ،‬حتى النلمة‪ ،‬تفتخر بجحر أرضها‪..‬‬ ‫والطير ُة تحرس بيضتها‪،‬‬ ‫وذاك الرحم يحرس بكل ما يملك من قوةٍ‪ ،‬تعشيش نطفته‪..‬‬ ‫ما من يمنى ذبحت يسراها يوماً‪،‬‬ ‫رضيع قضم الحَلمة مع الحليب‪..‬‬ ‫وما من‬ ‫ٍ‬ ‫يذراع واحد‪..‬‬ ‫ما من قُبلةٍ رسمت بشفةٍ واحدة‪ ،‬وال عناقَ‬ ‫ٍ‬ ‫وال حضنَ من دون أمّ‪..‬‬ ‫وال حيا َة من دون سِلم وحُب‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫أتطيق أمٌّ بكت وس��ط أحش��ائها ولداً‪ ،‬أس��قته ماء عينيها مقيد ًة مرآه وس��ط‬ ‫أحالمها‪ ،‬لترسم ذكراه يومًا ما‪،‬‬ ‫أتُ��راك‪ ،‬لو أن��ك ْ‬ ‫تَقلِعُ الذكرى من قاع رحمها‪ ،‬مرصع��ًا بالماس أرضه‪ ،‬وأنت‬ ‫ٌ‬ ‫الهث وراء ثروةٍ ومقاومة‪..‬‬ ‫فاعلم أن "ثورة" األم وسط رحمها‪" ،‬ثروةٌ" لن تقبل المساومة‪..‬‬ ‫سِلم دمشق‪،‬‬ ‫فليسقط كل من أعلن الحرب على ِ‬ ‫ً‬ ‫رهينة لألسد‪..‬‬ ‫وليسقط كل من جعلها‬ ‫وليسقط خلف سقوطه األسد‪..‬‬ ‫وليسقط من حاصر األرضَ‪ ،‬من الرقة‪ ،‬حتى الغوطةِ حتى صدد‪..‬‬ ‫وليسقط البارود‪،‬‬ ‫ولتسقط اآليديولوجيا بأيِّ استبدادٍ كانت‪..‬‬ ‫ولتسقط الحرية‪ ،‬أمام خضوع االنسانية‪..‬‬ ‫ولتحيى الحرية‪ ،‬على كل سالح وقيدٍ ومعتقل‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫فدّان فسيحٌ واسعٌ لن يسعني‪..‬‬ ‫نصف بيتي‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫ً‬ ‫دقيقة من حياتي‪..‬‬ ‫وكل ما بالكون من ساعات‪ ،‬لن تسع‬ ‫نصفُ ثدي ال يشبع حر الجوع وسط طفولتي‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫أب‪ ،‬لن يوقظ فيض الرأفة في كهولتي‪..‬‬ ‫ونصفُ ٍ‬ ‫نصف كلمةٍ لن تُسمعني‪..‬‬ ‫ونصف العينين ال تراني‪..‬‬ ‫ونصف إنسانٍ ال يحيى معي‪..‬‬ ‫أرض‪ ،‬ذاك النصف بالتحديد‪ ،‬ليس وطني‪..‬‬ ‫ونصف ٍ‬

‫رضيع مرغ بالسم لبأ الرضاعة‪..‬‬ ‫هل من‬ ‫ٍ‬ ‫هل من رضيع قطع حبله السري‪ ،‬ليملئ جوع ثغره‪..‬‬ ‫أثم��ة م��ن ينتصر عل��ى رائح��ة الخبز الدمش��قي‪ ،‬أن تعشَّ��قت بي��ن حجارة‬ ‫األرصفة‪ ،‬وسط تراب هذا البلد‪..‬‬ ‫أثمة من يطفئ بوهج نارهِ‪ ،‬ريح المطر المعشق بالتراب الجبلي‪..‬‬ ‫َ‬ ‫أثمة من ينسى قهوة الصباح‪ ،‬وريح الهال عندما تَأسُرُ كل ما في القلب من (إنسان)‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫إن�سان ال يحيى‪..‬‬ ‫ن�صف � ٍ‬

‫‪17‬‬


‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫د‪ .‬نايف بن حثلني‪� :‬صراع احللفاء‪ ..‬ال�سعودية‬ ‫والواليات املتحدة االمريكية منذ عام ‪1962‬‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫َ‬ ‫قال خبير سياسي أميركي‪ :‬كان قرار‬ ‫المملك��ة العربي��ة الس��عودية المفاجئ‬ ‫من ‪ 17‬تش��رين األول ال��ذي رفضت فيه‬ ‫ش��غل مقعد ف��ي مجلس األم��ن الدولي‬ ‫ ف��ي حد ذات��ه حدث غير مس��بوق ‪ -‬قد‬‫خلق حالة من الذه��ول والقلق الدوليين‬ ‫بشأن آليات السياسة الخارجية للمملكة‪.‬‬ ‫وق��د زاد ه��ذا الش��عور باألزم��ة بفع��ل‬ ‫التقاري��ر م��ن الثان��ي والعش��رين م��ن‬ ‫تش��رين األول الت��ي أف��ادت ب��أن رئيس‬ ‫المخابرات الس��عودية بندر بن س��لطان‬ ‫حذر دبلوماس��يين أوروبيي��ن من حدوث‬ ‫«تح��ول كبير» محتمل ف��ي العالقات مع‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬ويرجع ذلك في المقام‬ ‫األول إلى تراخي واشنطن المتصور تجاه‬ ‫القضية الس��ورية وانفتاحها على إيران‪.‬‬ ‫إال أن جدية ه��ذه التهديدات غير مؤكدة‪،‬‬ ‫وربم��ا يعم��ل التواص��ل الدبلوماس��ي‬ ‫األمريكي في الوقت المناس��ب على نزع‬ ‫فتي��ل األزم��ة‪ .‬وتحت عن��وان « اس��تياء‬ ‫غير مس��بوق « كتب سايمون هندرسون‬ ‫يقول‪ :‬حدثت أزمات من قبل في العالقات‬ ‫األمريكية السعودية الطويلة األمد‪ ،‬مثل‬ ‫قيادة الري��اض للحظر النفط��ي العربي‬ ‫ع��ام ‪ 1973‬احتجاج ًا عل��ى دعم الواليات‬ ‫المتح��دة إلس��رائيل‪ ،‬وت��ورط الكثير من‬ ‫الخاطفين الس��عوديين ف��ي هجمات ‪11‬‬ ‫أيل��ول‪ .‬بيد أن الموج��ة األخيرة للعالقات‬ ‫المتوترة تنبع من عدد من القضايا‪.‬‬ ‫دون أدن��ى ش��ك كان��ت وس��تبقى المملكة‬ ‫العربية الس��عودية العب��اً محوري ًا ف��ي منطقة‬ ‫الش��رق األوس��ط وش��مال أفريقي��ا‪ ،‬وكذل��ك‬ ‫العالم اإلس�لامي بع��د أن أوكل إليها الغرب في‬ ‫حينه��ا الوصاية على الحرمين الش��ريفين‪ .‬لكن‬ ‫التط��ورات األخيرة في ملفات المنطقة وطريقة‬ ‫تعامل المملكة الس��عودية مع حيثياتها‪ ،‬سورية‬ ‫وإي��ران والع��راق ومص��ر‪ ،‬تجعلن��ا نتوقف عند‬ ‫تأثيره��ا وأبعادها في الس��ياق العام للسياس��ة‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫تاريخي ًا بني التحالف األمريكي ‪ -‬الس��عودي‬ ‫في األساس على معادلة «األمن مقابل الطاقة»‪،‬‬ ‫والت��ي جعل��ت م��ن المملك��ة الوكي��ل الحصري‬ ‫للسياس��ات األمريكي��ة ف��ي المنطق��ة العربية‬ ‫وكذلك العالم اإلسالمي‪ ،‬لكن المتغيرات الدولية‬ ‫األخيرة أدخلت ه��ذه العالقة العضوية في زمن‬ ‫يمك��ن وصف��ه بـ «ش��تاء س��عودي ‪ -‬أمريكي»‪،‬‬ ‫ه��و األول منذ س��بعينيات الق��رن الماضي حين‬ ‫اس��تخدم العرب وللم��رة الوحيدة ف��ي تاريخهم‬ ‫سالح النفط‪.‬‬ ‫ورغم اختصار الكثيرين وصف العالقة بين‬ ‫الدولتي��ن في عبارة «نفط مقابل األمن»‪ ،‬إال أن‬ ‫هذه العالقات تش��تمل عل��ى موضوعات عديدة‬ ‫يمث��ل كال منها قضية هامة في حد ذاتها‪ .‬ولعل‬ ‫أهم قضايا العالقات األمريكية السعودية‪:‬‬ ‫ البت��رول والطاق��ة‪ :‬خ�لال حقب��ة تف��وق‬‫الثماني��ن عامً��ا‪ ،‬تمتع��ت كل م��ن الوالي��ات‬ ‫المتح��دة والس��عودية بعالقة قوية‪ ،‬ومس��تندة‬ ‫إلى المصالح المش��تركة‪ .‬فقد تأسست العالقات‬ ‫الدبلوماسية بين البلدين‪ ،‬في عام ‪ .1933‬وفي‬ ‫ذلك العام نفسه‪ ،‬وقّعت ش��ركة ستاندارد أويل‬

‫أوف كاليفورنيا‪ ،‬اتفاقية امتياز الستخراج النفط‬ ‫مع الس��عودية‪ .‬تط��ورت هذه الش��راكة األولية‪،‬‬ ‫بطبيع��ة الح��ال‪ ،‬لتصبح أكبر ش��ركة نفط في‬ ‫العالم من حيث إنتاج النفط الخام وتصديره‪ ،‬إال‬ ‫وهي‪ ،‬شركة أرامكو السعودية‪.‬‬ ‫أم��ا االقتصاد والتجارة فيش��كالن ركيزتين‬ ‫أساس��يتين في عالقاتن��ا المتبادلة‪ .‬فمن ش��أن‬ ‫التج��ارة‪ ،‬واالس��تثمار‪ ،‬والتعلي��م‪ ،‬والس��ياحة‬ ‫جميعه��ا المس��اعدة ف��ي تعميق ج��ذور العالقة‬ ‫بي��ن البلدي��ن‪ ،‬إذ إنه��ا ال تتعلق بمج��رد عالقة‬ ‫بين حكوم��ة وحكوم��ة فقط‪ ،‬بل أيض��اً تتعلق‬ ‫بالعالقات من الناس إلى الناس‪.‬‬ ‫ولق��د نمت العالقات التجاري��ة بين الواليات‬ ‫المتح��دة والمملك��ة العربية الس��عودية بدرجة‬ ‫هائلة خالل الس��نوات القليلة الماضية‪ ،‬إذ بلغت‬ ‫قيمة التج��ارة بين بلدينا في كال االتجاهين في‬ ‫الع��ام الماضي نحو ‪ 74‬مليار دوالر‪ .‬وكما أش��ار‬ ‫إلي��ه الرئيس أوباما في خطابه عن حالة االتحاد‬ ‫لع��ام ‪ ،2010‬فق��د وض��ع هدفًا طموحً��ا لزيادة‬ ‫قيمة الص��ادرات األمريكية من مس��تواها الذي‬ ‫كان قائمً��ا ف��ي ع��ام ‪ 2009‬لتتضاعف في عام‬ ‫‪ .2014‬وقد بتنا نسير اآلن في الطريق المفضي‬ ‫إلى تحقيق ذلك الهدف مع السعودية‪ ،‬إذ ازدادت‬ ‫قيم��ة الص��ادرات األمريكية غي��ر الدفاعية إلى‬ ‫الس��عودية بنس��بة ‪ 68‬ف��ي المائ��ة تقريبًا‪ .‬أما‬ ‫من وجهة نظر الس��عودية‪ ،‬فإن قيمة الصادرات‬ ‫الس��عودية إل��ى الوالي��ات المتحدة فق��د ازدادت‬ ‫بأكث��ر من الضع��ف خ�لال الفترة نفس��ها‪ .‬كما‬ ‫اس��تمرت تج��ارة الخدمات بيننا في التوس��ع في‬ ‫عام ‪ ،2010‬أي الس��نة األخيرة التي توافرت فيها‬ ‫اإلحص��اءات‪ ،‬حيث صدّرت الوالي��ات المتحدة ما‬ ‫يزيد على قيمة خمس��ة مليارات م��ن الدوالرات‬ ‫من الخدمات في حقول التعليم‪ ،‬وإدارة األعمال‪،‬‬

‫والخدم��ات االستش��ارية المهني��ة إل��ى‬ ‫السعودية‪.‬‬ ‫ اإلرهاب ومكافحته‬‫ التجارة والصين‬‫ شركات السالح‬‫ سالم الشرق األوسط‬‫ اإلصالح السياسي والديمقراطية‬‫ حقوق اإلنسان وحقوق المرأة‬‫ الع��داء ألمري��كا وم��ا يوص��ف‬‫بالوهابية الراديكالية‬ ‫ برامج التعليم وتأشيرات السفر‬‫كتابن��ا الي��وم يبح��ث ف��ي العالق��ة‬ ‫ّ‬ ‫المركبة بين البلدين‪ .‬ويعرض مفاصلها‬ ‫التاريخية األساس��ية‪ ،‬يقول المؤلف عبر‬ ‫صفح��ات كتابه‪ :‬لق��د حافظ��ت المملكة‬ ‫العربية الس��عودية منذ الستينيات‪ ،‬على‬ ‫تحالف اس��تراتيجي مع الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫ولطالم��ا اتخذ هذا التحالف ش��كل توازن‬ ‫دبلوماس��ي دقي��ق‪ ،‬واس��تمرّت العالقة‬ ‫الس��عودية – األمريكية مس��تقرّة‪ ،‬رغم‬ ‫تغيّر الملوك والرؤس��اء‪ ،‬بس��بب تقاطع‬ ‫المصال��ح‪ ،‬واعتم��اد كل م��ن الدولتي��ن‬ ‫عل��ى األخرى ف��ي العديد م��ن النواحي‪.‬‬ ‫فالوالي��ات المتح��دة تتّ��كل عل��ى نفط‬ ‫المملكة ونفوذها في محيطها‪ ،‬فيما تلجأ‬ ‫الس��عودية إلى أمريكا لتثبيت أمنها وش��رعيتها‬ ‫كالعب أساسي في المنطقة‪.‬‬ ‫ويتعمّ��ق ناي��ف ب��ن حثلي��ن ف��ي العالقة‬ ‫ّ‬ ‫المركب��ة بي��ن البلدي��ن ويع��رض مفاصله��ا‬ ‫التاريخي��ة األساس��ية‪ ،‬ويرصد بدايات تأس��يس‬ ‫العالق��ات‪ ،‬والتي وضع المؤل��ف القمة التاريخية‬ ‫بي��ن المل��ك عب��د العزي��ز والرئي��س األمريكي‬ ‫روزفلت ع��ام ‪1945‬م‪ ،‬بداية العالقات التاريخية‬ ‫بين البلدين‪ ..‬ويشمل الكتاب عدة فصول تشمل‬ ‫بداية العالقات وتع��اون البلدين في عدة قضايا‬ ‫مهمة‪ ،‬وهي إيقاف المد الش��يوعي‪ ،‬وإيقاف المد‬ ‫الناصري‪ ،‬م��ن التدخّل المصري في اليمن‪ ،‬إلى‬ ‫حرب��ي ‪ 1967‬و‪ 1973‬بي��ن الع��رب وإس��رائيل‪،‬‬ ‫وصو ً‬ ‫ال إلى الح��رب العراقية – اإليرانية‪ ،‬وحربي‬ ‫الخليج اللتي��ن خيضتا بقيادة أمريكية‪ .‬ويرى أن‬ ‫م��ا يجمع بي��ن البلدين ضروري لالس��تقرار في‬ ‫الش��رق األوس��ط‪ .‬ويقدّم ه��ذا الكت��اب تقييم ًا‬ ‫موضوعي��اً ومتبص��راً لرواب��ط جيوسياس��ية‬ ‫مستمرّة منذ أكثر من خمسة وأربعين عامًا‪.‬‬ ‫ويق��ول تيم نيبلوك « بروفس��ور في معهد‬ ‫الدراس��ات العربية واإلسالمية بجامعة اكستر»‪،‬‬ ‫ع��ن الكتاب ال��ذى يتن��اول العالقات الس��عودية‬ ‫ّ‬ ‫يش��كل إضافة مهمّة‬ ‫األمريكية‪ ،‬أن هذا الكتاب‬ ‫إل��ى أدبي��ات العالق��ة الدقيق��ة بين الس��عودية‬ ‫والواليات المتحدة‪.‬‬ ‫ويؤك��د الكت��اب‪ ،‬أن المملك��ة العربي��ة‬ ‫الس��عودية حافظت منذ الستينيات‪ ،‬على تحالف‬ ‫اس��تراتيجي مع الواليات المتحدة‪ ،‬ولطالما اتخذ‬ ‫ه��ذا التحالف ش��كل ت��وازن دبلوماس��ي دقيق‪،‬‬ ‫واس��تمرّت العالق��ة الس��عودية – األمريكي��ة‬ ‫مس��تقرّة‪ ،‬رغم تغيّر الملوك والرؤساء‪ ،‬بسبب‬ ‫تقاطع المصالح‪ ،‬واعتماد كل من الدولتين على‬ ‫األخرى في العديد من النواحي‪.‬‬


‫م�شاهدات القطب الدميقراطي ‪1‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫في الطريق‪:‬‬ ‫ً‬ ‫بداية من محطة الجيزة‪ ،‬متجه�� ًا إلى مقر المؤتمر‪،‬‬ ‫أركب س��يارة تكس��ي‪،‬‬ ‫يتعربش بلطجية الهرم فوق السيارة‪.‬‬ ‫ويسألني أحدهم‪« :‬مش رايح األهرامات يا باشا «؟؟‬ ‫أجبته مازحًا‪« :‬أيوا‪ ،‬بس مش األهرامات بتاعكو‪ ،‬رايح األهرامات بتاعنا «‬ ‫مكان انعقاد المؤتمر‪ :‬فندق ‪Mercure‬‬ ‫أي كوكب عطارد‪ ،‬ميركوري‪ ،‬اس��م الله الــ «تجارة» عند الرومان «لم أكن‬ ‫أعرف أن االسم والمكان‪ ،‬سيكونان في تناغم مستمر»‪..‬‬ ‫سهل يحتضن الهرم خفرع‪ ،‬وقد كان في ما مضى‪،‬‬ ‫موقع الفندق‪ :‬يقع على‬ ‫ٍ‬ ‫مكانًا لشي ٍء يشبه الباركينج‪ ،‬للمراكب القادمة من الضفة الشرقية للنيل‬ ‫ً‬ ‫حاملة معها‪ ،‬بع��ض األموات الــ «مُحتطين» في رحلتهم نحو‬ ‫إل��ى غربها‪،‬‬ ‫العالم اآلخر‪.‬‬ ‫كما قلت‪ ،‬لم أكن أعلم‪ ،‬أن اسم المكان وموقعه‪ ،‬في تناغم مع الحدث‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ع الباب‪ :‬ال استجواب‪ ،‬وال حراسة‪ ،‬إذ ال يمكن لمجموعة من دهاة الليبرالية‬ ‫ّ‬ ‫يُشكل ولو بنسبةٍ ضئيلة‪،‬‬ ‫والديمقراطية والعلمانية‪ ،‬أن يختاروا مكان ًا قد‬ ‫أي تهديد على أرواحهم الغالية الثمينة‪.‬‬ ‫(يمكنك أن تُالحظ ثمنها النفيس‪ ،‬في ق ّلة زياراتهم إلى األراضي المحررة)‪.‬‬ ‫لنعد إلى الباب‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ألشخاص لم‬ ‫هائل من بطاقات التعريف‪،‬‬ ‫طاولة كبيرة‪ ،‬يرتمي عليها عدد‬ ‫ٍ‬ ‫يحضروا بعد‪..‬‬ ‫مالحظة‪ :‬وصلت إلى المكان‪ ،‬مُتأخراً‬ ‫ً‬ ‫ساعة كاملة عن بدء المؤتمر‪..‬‬ ‫بعد المالحظة‪ :‬العدد الهائل‪ُ ،‬كتِبت أسمائهم‪ ،‬ولم يحضروا بعد‪.‬‬ ‫أنت سوريٌ! فقط أن كان لك اسمٌ في إحدى هذه البطاقات‪ ،‬والتي ُكتِبت‬ ‫بنا ًء على قوائم أسماء كثيرة‪ ،‬موجود ٌة إلى جانبها‪..‬‬ ‫أمام إحدى المُزز المسؤولة عن التنظيم‪( ،‬أحب التنظيم)‪.‬‬ ‫مما تقدّم‪ ،‬اكتش��فت أنني لستُ سورياً حتى اآلن‪ ،‬لكنني أنا المُخطئ‪ ،‬إذ‬ ‫كان عل��ي أن أحضر بطاقتي الش��خصية معي‪ ،‬إلبرازها أمام حاجز المُزّة‬

‫المذكورة أعاله‪( ،‬أحب الحواجز)‪.‬‬ ‫حس��رة مؤقتة‪ :‬أحب أن أستمع لميشيل كيلو‪ ،‬أحب أن أقرأ مقاالته وأحتفظ‬ ‫ً‬ ‫كاملة في أرشيف لكل جهابذة المعارضة قديماً وحديثًا‬ ‫بها‬ ‫توقفت عن قراءة مقاالته في جريدة السفير اللبنانية‪ ،‬ألنني صرت أقرأها‬ ‫في الشرق األوسط السعودية‬ ‫أردت الدخول‪ ،‬ع ّلي أستطيع اللحاق بشي ٍء من خطبته اإلفتتاحية للمؤتمر‪،‬‬ ‫لك��ن الدخ��ول كان فقط للس��وريين‪ ،‬أي أصحاب البطاق��ات‪ ،‬التي ال أحمل‬ ‫مثلها‪ ،‬والتي اضطررت لسرقة إحداها فيما بعد‬ ‫لكن‪ ،‬الحس��رة كانت‪ ،‬عندما ترى أن معظم من اس��تطاعوا الدخول‪ ،‬كانوا‬ ‫خارج القاعة‪ ،‬فخطبة السيكارة والمُزز من نساء المعارضة السورية‪ ،‬ربما‬ ‫أكثر إفادة‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ميش��يل كيلو‪ :‬يخرج ميش��يل كيلو مُحاط��ا بميكروفون��ات اإلعالم‪ ،‬وقبل‬ ‫أن يتف��رّغ لوج��ودي‪ ،‬كانت إحدى المُ��زز توزع أوراقاً ُكتِ��ب عليها برنامج‬ ‫وفعالي��ات المؤتم��ر المس��تمر على ثالث��ة أيام‪( ،‬أح��ب البرام��ج)‪ ،‬اقتربت‬ ‫للحصول على ورقة وشي ٍء آخر‪.‬‬ ‫لكنها تمنعّت عني بعد أن الحظت غياب بطاقة التعريف عن ش��عر صدري‬ ‫األشقر‪ ،‬وأضافت على ذلك شيئ ًا من نظرات اإلسمئطاط‪.‬‬ ‫تب ًا لي‪..‬‬ ‫لم أتركها‪ ،‬حتى حصلتُ على إحدى األوراق‪ ،‬إضافة إلى رقم هاتفها‪..‬‬ ‫وسأقوم بعرضه قريباً (برنامج المؤتمر طبع ًا)‬ ‫عدت إلى ميش��يل‪ ،‬ألقيت التحية فرد بأجمل‪ ،‬ثم ش��كوت له ما حصل‪ ،‬وما‬ ‫سُ��مّي تنظيم ًا‪ ،‬اغت��ذرت عن تأخري‪ ،‬لكنني همس��ت في أذنه بس��رعة‪،‬‬ ‫بأنني قد وصلت فع ً‬ ‫ال قبل عمار القربي وزوجته البهية‪.‬‬ ‫ابتس��م ميش��يل‪ ،‬وهم��س ف��ي أذني‪« :‬هن��اك الكثي��رون هن��ا‪ ،‬ال ينبغي‬ ‫وجودهم» على اعتبار أن ميشيل‪ ،‬هو كبير القعدة هنا‪..‬‬ ‫استأذنني للدخول إلى الــ « الورشة السياسية «!!!! دون أن يترجم زعامته‬ ‫للحفلة بأن يتوسّط بدخولي‪ ،‬ووعدني بأننا ســ‪ « :‬نقعد على رواق!!! «‬ ‫‪ ..‬يُتبع‪..‬‬

‫فزلكة سورية ‪. .‬‬

‫مثنى مهيدي‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪19‬‬ ‫دمشق | حي القابون | عدسة ش��اب تافه‬


‫�سوريتنا تفرت�ض‪ :‬رفعت الأ�سد منقذ ًا!!‬

‫تحقيق ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫َ�ستفز النظام‪ ،‬حاج �صالح‪ :‬ي ُ‬ ‫عبد الرزاق‪ :‬ي ُ‬ ‫ُبعرث املعار�ضة‪،‬‬ ‫زحلوط‪ :‬الطائفيني يرف�ضونه‬

‫عامر محمد ‪ -‬دمشق‬

‫رفعت األسد اس��م ظهر فجأة األسبوع المنصرم‬ ‫وارتب��ط عل��ى عج��ل روس��ي بمؤتم��ر جني��ف اثنين‬ ‫الخاص بـ "إعالن الس�لام في س��وريا"‪ ،‬بع��د اجتماع‬ ‫عق��ده م��ع مبع��وث الرئي��س الروس��ي إلى الش��رق‬ ‫األوس��ط ميخائيل بوغدانوف‪ ،‬لك��ن ماذا لو حدث هذا‬ ‫حق��اً؟ أي م��اذا ل��و كان (وضعوا ما ش��ئتم من أوصاف‬ ‫قبل االس��م) رفعت األس��د ج��زأً من الحل الس��وري!!‬ ‫س��وريتنا تفترض أن "رفعت األس��د مرشح للعب دور‬ ‫صغير ومحدود الفترة الزمنية في المرحلة االنتقالية‪،‬‬ ‫فه��و قادر على طمأن��ة أبناء الطائف��ة العلوية بأنهم‬ ‫س��ينالون حقوقهم ف��ي النظ��ام السياس��ي القادم"‬ ‫وه��ذا انطالقًا م��ن‪ :‬أو ًال أن الرغبة الروس��ية بتظهير‬ ‫عمّ األس��د لها حكمة يضمره��ا الكرملين‪ ،‬ربما تفيد‬ ‫بإع��داد هذا الدور خالل مرحل��ة انتقالية يتم االتفاق‬ ‫واالش��تباك عليه��ا دوليًا‪ ،‬وثاني��اً أنه م��ن الممكن أن‬ ‫تقبل ش��ريحة من الس��وريين وهي تعطل الحل في‬ ‫س��وريا به كممثل لها في "هيئة حكم انتقالية"‪ ،‬وفي‬ ‫حال كانت الجهود المقبلة في جنيف أثنين تهدف إلى‬ ‫إخ��راج رأس النظام بش��ار األس��د من الس��لطة‪ ،‬فإن‬ ‫رفعت األس��د ربما يك��ون معارضة مقبولة بالنس��بة‬ ‫لمن يؤيدون بشار ونظامه اليوم‪.‬‬

‫�أول القول‪ :‬القاتل لديك بطل لدى �آخر!‬ ‫بالنس��بة لش��اب مث��ل (عي��د‪ -‬س) ف��إن الحديث‬ ‫عن رفعت األس��د يثير لديه الكثير م��ن الحنين أليام‬ ‫مض��ت ول��م تنته��ي ذكراها‪ ،‬رغ��م أن عي��د يبلغ من‬ ‫العمر العش��رين‪ ،‬ولم يكن قد ع��رف الحياة بعد حين‬ ‫أرتك��ب ش��قيق األس��د األب المج��ازر الش��هيرة ف��ي‬ ‫الب�لاد‪ ،‬قبل أن ينفيه ش��قيقه الذي اكتش��ف أنه كان‬ ‫يخطط "النقالب عائل��ي" إال أن عائلة عيد زرعت في‬ ‫قلبه ونفس��ه حبًا لرفع��ت يصعب انتزاع��ه‪ ،‬عيد من‬ ‫"جبوري��ن" بري��ف حمص‪ ،‬ووالده مس��اعد تقاعد من‬ ‫الجيش قبل سنوات‪ ،‬وقد روى له عن "أيام العز" التي‬ ‫عرفها حين كان في س��رايا الدفاع مطلع الثمانينيات‪،‬‬ ‫فحدثهُ عن الجاه والس��لطة والمكاس��ب والعيش في‬ ‫العاصمة‪ ،‬وكيف سمح رفعت لضباطه وصف ضباطه‬ ‫بمخالف��ة القانون العس��كري "أبي أطل��ق لحيته في‬ ‫تل��ك أليام‪ ،‬وكان يحمل الس�لاح معه إل��ى البيت‪ ،‬كنا‬ ‫نس��كن في الس��ومرية بالش��ام" ذهب رفعت وذهب‬ ‫معه بيت الش��ام لكن احترام الرجل ال يزال قائماً في‬ ‫قلب العائلة‪.‬‬ ‫مهما كان األمر س��رياليًا‪ ،‬ومهم��ا ظهرت الفكرة‬ ‫غي��ر قابل��ة للتصديق‪ ،‬فإن رفعت األس��د ل��دى كثير‬ ‫م��ن الموالين‪ ،‬ونعت��ذر أن نقول لدى كثي��ر من أبناء‬ ‫الطائف��ة العلوي��ة‪ ،‬بط� ً‬ ‫لا بأبع��اد ال ت��رى لمن س��مع‬ ‫وع��اش وتأث��ر بمجازر ه��ذا القاتل‪ ،‬بط��ل ألنه حقق‬ ‫لبعض أشد أبناء الطائفة فقراً مكاسب ال تزال آثارها‬ ‫واضحة حت��ى اليوم‪ ،‬فالمزة ‪ 86‬لم تك��ن لتصبح حيًا‬ ‫دمش��قيًا يس��كنه ضب��اط س��رايا الدفاع ل��وال رفعت‬ ‫األس��د‪ ،‬أبو محمد كان جنديًا لدى رفعت األسد‪ ،‬اليوم‬ ‫وقد بلغ الخمس��ين ال تزال الحس��رة تسكن قلبه على‬ ‫تلك األي��ام‪ ،‬ويروي "حي��ن دخلت إلى ال��ـ ‪ ،86‬لملمت‬ ‫حج��ارة و"خف��ان" ورس��مت مربعًا عل��ى األرض‪ ،‬هذا‬ ‫المربع هو بيتي اليوم‪ ،‬حين رسمته قدرت أنه يكفي‪،‬‬ ‫كان باس��تطاعتي أن أرس��م مربعًا ذو أبع��اد تصل لـ‬ ‫‪ 30*30‬م‪ ،‬ال أعرف لماذا لم أفعل" يٌقدر ثمن المنزل‬ ‫المؤل��ف من طبقتي��ن والخاص بأبي محم��د بحوالي‬ ‫مليون��ي ليرة س��ورية‪ ،‬ذهب رفعت أو غ��ادر "القائد"‬

‫بحس��ب تعبير أبو محمد‪ ،‬وبقيت المنازل شاهدة على‬ ‫زمنه‪ ،‬وكما تفوح سراً رائحة المحبة لرفعت األسد في‬ ‫المزة ‪ ،86‬تنتشر الرائحة في السومرية غرب دمشق‪،‬‬ ‫والتي اكتس��بت اس��مها تيمناً بابن رفعت حين أنشأت‬ ‫عل��ى عج��ل بالقرب م��ن س��رايا الدفاع الت��ي تحولت‬ ‫الحقاً للفرقة الرابعة في الجيش‪ ،‬من زار السومرية‪،‬‬ ‫س��واء منازلها الحديثة أو القديمة‪ ،‬يدرك حجم شبهها‬ ‫بمهاج��ع الثكن��ات العس��كرية‪ ،‬يصعب ج��رّ أبو حيدر‬ ‫لالعت��راف باش��تياقه لرفع��ت‪ ،‬ال��ذي "تص��دى إلبادة‬ ‫الش��عب العلوي في الثمانينيات‪ ،‬األخوان المس��لمون‬ ‫أبادون��ا‪ ،‬ونقلنا رفعت من حال إلى حال" هو ال يعترف‬ ‫بذلك إال سراً إلدراكه أنه يصنف كخائن‪.‬‬

‫�إجماع على املجرم‪ ،‬خالف يف التحليل‬ ‫لتعزي��ز أو نف��ي الفرضي��ة الس��ابقة‪ ،‬وجه��ت‬ ‫س��وريتنا س��ؤا ًال واحداً لعدد م��ن الصحفيين والكتاب‬ ‫والناشطين السوريين هو‪:‬‬ ‫هل تعتقد أن رفعت األسد من الممكن أن‬ ‫يكون مقبو ًال لدى بعض الموالين‪ ،‬وهل من‬ ‫الممكن برأيك أن يلعب دورا في المرحلة‬ ‫االنتقالية لطمأنة أبناء الطائفة العلوية؟‬ ‫يقارن نجم س��مان "كات��ب وصحفي" بين صدام‬ ‫حس��ن وحافظ األس��د ويرى أن األول كم��ا الثاني قام‬ ‫باختط��اف طائفته إلى ديكتاتوريت��ه‪ ،‬وكالهما وضعا‬ ‫طائفتيهم��ا ف��ي وج��ه الش��عب العراقي والس��وري‪،‬‬ ‫هكذا فعل هتلر أيضا بالش��عب األلماني الذي أس��س‬ ‫للفلس��فة األوربية المعاصرة وللموسيقى وللتصنيع‪،‬‬ ‫الي��وم‪ ..‬يتاب��ع س��مان‪ ..‬نحت��اج نحن الس��وريين إلى‬ ‫اس��تعادة ه��ذه الطائف��ة الت��ي قدم��ت الكثي��ر م��ن‬ ‫المعتقلين في الس��جون األس��دية ذاته��ا‪ ،‬وهو ما لم‬ ‫يحصل حتى اليوم‪ ،‬ولن يحصل إذا اس��تمرت العقلية‬ ‫االقصائي��ة تس��يطر عل��ى ث��ورة الكرام��ة والحرية‪،‬‬ ‫م��ن حي��ث كونها ث��ورة لكل الس��وريين‪ ،‬وله��ذا‪ ..‬لن‬ ‫ينجح رفعت األس��د وأمثاله س��وى في المتاجرة بدماء‬ ‫العلويين السوريين على طاولة جنيف‪ ،‬ولن ينجح أحد‬ ‫آخ��ر‪ ،‬لن ينجح س��وى أن نجلس جميعن��ا على طاولة‬

‫الوطن‪ ،‬يبقى الوطن ويزول كل جنيف وبكل أرقامه‪،‬‬ ‫وعلينا أن ال نس��حب يداً مددناها لكل أطياف الش��عب‬ ‫الس��وريين‪ ،‬تحت أية ذريعة أو معاناة كانت‪ ،‬الن ثورة‬ ‫الحرية ليست حرباء لتتلون‪ ،‬يختم سمان‪.‬‬ ‫فيم��ا يرفض يام��ن ب�لان "عضو في تي��ار بناء‬ ‫الدولة" الفكرة برمتها ويقول ال أعتقد أنه سيلقى أي‬ ‫قبول من أي شريحة سورية ‪..‬فال يمكن لمجرم حرب‬ ‫أن يكون له دور في إنقاذ ما قام هو نفسه بتدميره‪...‬‬ ‫أعتق��د أن رفع��ت األس��د ه��و عام��ل ترهي��ب ل��كل‬ ‫الس��وريين بما في ذلك الطائف��ة العلوية ‪ ..‬ال ينظر‬ ‫ل��ه إال كخائن للبالد‪ ،‬قام بتدمير ما دمره وس��رقة ما‬ ‫تبق��ى في ذلك الوق��ت حتى قبل الخ��روج من البالد‬ ‫يختم بالن‪.‬‬ ‫صالحي��ة الوجوه الت��ي انتهت ه��ي الفكرة التي‬ ‫ينطل��ق منها عدن��ان عبد ال��رزاق "صحف��ي وكاتب"‬ ‫فتمامًا كعلبة الس��ردين‪ ،‬التي تنته��ي صالحيتها في‬ ‫وق��ت ما‪ ،‬يحدث ه��ذا مع الوجوه والش��خصيات‪ ،‬فماذا‬ ‫لجه��ة رجل ذو ماض أس��ود ومش��بوه بعل��م الجميع‪،‬‬ ‫أعتقد أن زج رفعت األس��د في المعارضة هو استفزاز‬ ‫للنظام أكثر مما ه��و إحراج للمعارضة‪ ،‬ألن المغيبين‬ ‫اللذي��ن يقفون إلى جانب النظ��ام وبصرف النظر عن‬ ‫انتماءاته��م المناطقية أو الروحي��ة ال يتقبلون رفعت‬ ‫األس��د ألس��باب كثيرة‪ ،‬منها أنه معاد لبش��ار األس��د‪،‬‬ ‫ويعتبرونه خائن كمثل عبد الحليم خدام‪ ،‬أما لماذا تم‬ ‫وضع رفعت األس��د في هذا التوقيت المفصلي‪ ،‬يقول‬ ‫عبد ال��رزاق‪ ،‬فأن��ه كما ت��م تطعيم وف��د المعارضة‬ ‫بق��دري جميل وأحزاب الداخل وهيئة التنس��يق‪ ،‬فهو‬ ‫برأي��ي لعدم إنج��اح أي بوادر حل في س��وريا‪ ،‬وأيضا‬ ‫إلح��داث توازنات في الدول الراعي��ة لمؤتمر جينيف‪2‬‬ ‫"الس��عودية لها رجاالتها" وكذا قطر وفرنس��ا وروسيا‬ ‫االتحادية والواليات المتحدة‪ ،‬ولألسف الدولة الوحيدة‬ ‫الت��ي ال رأي له��ا في جيني��ف هي س��وريا يختم عبد‬ ‫الرزاق‪.‬‬ ‫باختصار يجيب د‪.‬نعيم هيالنة بأن تاريخ رفعت‬ ‫األس��د ليس على المس��توى الذي يرض��ي أي عاقل‪،‬‬ ‫والطائف��ة العلوية ليس��ت بحاج��ة للتطمين في ظل‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫ذكر الصفح في قان��ون العقوبات بالمادة رقم ‪/ 157 /‬‬ ‫حيث أن حق العقاب تس��تأثر به الدولة وحدها إال أن المشرع‬ ‫الس��وري الذي أقر هذه القاعدة أناط ح��ق المالحقة للنيابة‬ ‫العام��ة لمالحق��ة مرتكبي طائفة من الجرائ��م على تقديم‬ ‫ش��كوى من قبل الفريق المتضرر أو تقديم ادعاء ش��خصي‬ ‫أو ش��كوى وهنا يجب أن نعدد الجرائ��م التي تتوقف الدعوى‬ ‫العامة فيها على شكوى من المتضرر‪:‬‬ ‫‪ - 1‬جريمة اس��تيفاء حق بال��ذات مادة ‪ / 419 /‬عقوبات‬ ‫س��وري وما بعدها من قانون العقوب��ات حيث تضمنت هذه‬ ‫الم��ادة أن من أق��دم اس��تيفاء لحقه بالذات وه��و قادر على‬ ‫مراجع��ة الس��لطة ذات الصالحية بالحال عل��ى نزع مال في‬ ‫حيازة الغير أو استعمال العنف بتلك األشياء فأضر بها عوقب‬ ‫بغرامة ال تتجاوز المائة ليرة سورية‪.‬‬ ‫أم��ا إذا اس��تعمل العنف ف��ي هذا الفع��ل أو اإلكراه من‬ ‫قبل شخص مسلح أو جماعة من ثالثة أشخاص أو أكثر ولو‬ ‫كانوا غير مس��لحين فإن العقوبة تكون من ثالثة أشهر إلى‬ ‫سنتين‪.‬‬ ‫وأخي��راً فإن المالحق��ة في هذه الجريم��ة تتوقف على‬ ‫ش��كوى الفريق المتضرر إذا لم تقترن هذه الجنحة بجريمة‬ ‫أخرى تجوز مالحقتها بال شكوى ما جاءت عليه أحكام المادة‬ ‫‪ 421‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪ - 2‬جريمة الس��فاح بين المحارم مادة ‪ / 476 /‬عقوبات‬ ‫سوري وما بعد من قانون العقوبات حيث تضمنت أن السفاح‬ ‫بين األصول والفروع شرعيين كانوا أو غير شرعيين أو بين‬ ‫األش��قاء والشقيقات واألخوة واألخوات ألب أو ألم أو من هم‬ ‫بمنزل��ة هؤالء جميعًا من األصهرة يعاقب عليه بالحبس من‬ ‫س��نة إلى ثالث س��نوات ويالحق هذا الجرم الموصوف أعاله‬ ‫بناء على ش��كوى قريب أو صهر أحد المجرمين حتى الدرجة‬ ‫الرابعة‪.‬‬ ‫وتباشر المالحقة بال شكوى إذا أدى األمر إلى الفضيحة‬ ‫هذا ما نصت عليه أحكام المادة ‪ 477‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪ - 3‬جريم��ة اإلي��ذاء م��ادة ‪ / 540 /‬حي��ث تضمنت هذه‬ ‫الجريمة أنه من أقدم على ضرب ش��خص أو جرحه أو إيذائه‬ ‫ول��م ينج��م عن ه��ذه األفعال تعطيل ش��خص ع��ن العمل‬ ‫لمدة تزيد عن عش��رة أيام عوقب بناء على شكوى المتضرر‬ ‫بالحب��س س��تة أش��هر عل��ى األكث��ر أو الحب��س التكدي��ري‬ ‫وبالغرام��ة من خمس وعش��رين إل��ى مائة ليرة س��ورية أو‬ ‫بإحدى هاتين العقوبتين وأن تنازل الش��اكي يس��قط الحق‬ ‫العام ويكون له على العقوبة ما لصفح المدعي الش��خصي‬ ‫من المفعول‪.‬‬ ‫‪ - 4‬جريم��ة خرق حرمة منزل م��ادة ‪ / 557 /‬العقوبات‬ ‫حيث ورد فيها‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ من دخل منزل أو مس��كن آخر أو ملحقات مسكنه أو‬ ‫منزله خالفاً إلرادته‪ ،‬وكذلك من مكث في األماكن المذكورة‬ ‫خالفًا إلرادة م��ن له الحق في إقصائه عنها‪ ،‬عوقب بالحبس‬ ‫مدة ال تتجاوز الستة أشهر‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ويقضى بالحبس من ثالثة أشهر إلى ثالث سنين إذا‬ ‫وقع الفعل لي ًال أو بواس��طة الكسر أو العنف على األشخاص‬ ‫أو باستعمال السالح أو ارتكبه عدة أشخاص مجتمعين‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ ال تج��ري المالحقة في الحالة المنصوص عليها في‬ ‫الفقرة األولى إال بناء على شكوى الفريق المتضرر‪.‬‬ ‫‪ - 5‬جريم��ة التهدي��د ال��وارد ذكرها في أح��كام المادة‬ ‫‪ 564‬م��ن قانون العقوب��ات والتي جاء فيه��ا‪ :‬كل تهديد آخر‬ ‫بإنزال ضرر غير محق إذا حصل بالقول أو بإحدى الوس��ائل‬ ‫المذك��ورة في المادة ‪ 208‬وكان من ش��أنه التأثير في نفس‬ ‫المجني عليه تأثيراً ش��ديداً يعاقب عليه بناء على الش��كوى‬ ‫بغرامة ال تتجاوز المائة ليرة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬جريم��ة الزنا م��ادة ‪ ، / 475 /‬ال يجوز المالحقة بها‬ ‫إال بش��كوى الزوج أو الولي على عامود النسب في حال عدم‬

‫الزواج‪.‬‬ ‫‪ - 7‬جرائم الذم والقدح مادة ‪ / 572 /‬فقرة أولى‪.‬‬ ‫‪ - 8‬بع��ض الجنح الواقعة على الموال وفق المادة ‪661‬‬ ‫من قانون العقوبات حيث تضمنت أنه‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ ال تالحق إال بناء على ش��كوى الفريق المتضرر ـ ما‬ ‫لم يكن مجهو ًال‪ ،‬أو تكن الشكوى مردودة ـ الجنح المنصوص‬ ‫عليها في المواد ‪ 660‬و‪ 636‬و‪ 637‬و‪ 644‬و‪ 656‬و‪ 657‬و‪.659‬‬ ‫‪ 2‬ـ أن جرمي إساءة االئتمان واالختالس المعاقب عليها‬ ‫بموج��ب المادتي��ن ‪ 656‬و‪ 657‬يالحق��ان عف��واً إذا رافقهما‬ ‫إحدى الحاالت المشددة المنصوص عليها في المادة ‪.658‬‬ ‫أن صف��ح المجن��ي عليه ف��ي األحوال الت��ي يعلق فيها‬ ‫القانون إقامة الدعوى العامة على تقديم الش��كوى يسقط‬ ‫دعوى الحق العام ويوقف تنفيذ العقوبة إال إذا نص القانون‬ ‫على خالف ذلك‪.‬‬ ‫نس��تنتج ما تق��دم أن المش��رع الس��وري عل��ق صفح‬ ‫المجن��ي عليه ف��ي األحوال المذكورة أع�لاه التي يعلق فيها‬ ‫القانون إقامة الدعوى العامة على تقديم شكواه‪.‬‬ ‫إذا في هذه الجرائم علق القانون إقامة الدعوى العامة‬ ‫عل��ى ش��كوى وبالمقابل تس��قط فيه��ا دعوى الح��ق العام‬ ‫بالصفح تش��جيعًا منه على مبدأ الصفح والتسامح وإننا في‬ ‫هذا المقام نقترح توس��يع دائرة الجرائم التي تس��قط فيها‬ ‫دعوى الحق الع��ام بالصفح حتى نكرس ثقافة الصفح فيما‬ ‫بين أبناء المجتمع‪.‬‬ ‫أم��ا أثار صفح الفري��ق المتضرر على الدع��وى العامة‬ ‫وعل��ى العقوبات المقضي بها في أحكام جزائية فقد حددها‬ ‫المشرع في صلبي المادتين ‪ 157 / 156‬من قانون العقوبات‬ ‫كم��ا يمكن الرج��وع إلى أحكام المادة ‪ 129‬م��ن ذات القانون‬ ‫لجهة التعويض‪.‬‬ ‫المادة ‪156‬‬ ‫‪ 1‬ـ أن صف��ح المجن��ي علي��ه ف��ي األحوال الت��ي يعلق‬ ‫فيه��ا القانون إقامة الدعوى العامة على تقديم الش��كوى أو‬ ‫الدعوى الشخصية يس��قط دعوى الحق العام ويوقف تنفيذ‬ ‫العقوبات إال إذا نص القانون على خالف ذلك‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ على أن العقوبات المحكوم بها بحكم مكتس��ب قوة‬ ‫القضي��ة المقضية قب��ل الصفح تظل تحس��ب فـي تطبيق‬ ‫األحكام المتعلقة بوق��ف التنفيذ ووقف الحكم النافذ وإعادة‬ ‫االعتبار والتكرار واعتياد اإلجرام‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ ال مفعول للصفح على التدابير االحترازية والتدابير‬ ‫اإلصالحية‪.‬‬ ‫المادة ‪157‬‬ ‫‪ 1‬ـ يمكن اس��تنتاج الصفح من كل عمل يدل على عفو‬ ‫المجنى عليه أو على تصالح المتداعين‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ الصفح ال ينقض وال يعلق على شرط‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ الصفح عن أحد المحكوم عليهم يشمل اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ ال يعتب��ر الصفح إذا تعدد المدعون الش��خصيون ما‬ ‫لم يصدر عنهم جميعًا‪.‬‬ ‫المادة ‪129‬‬ ‫اإللزامات المدنية التي يمكن القاضي الجزائي القضاء‬ ‫بها هي‪:‬‬ ‫أ ـ الرد‪.‬‬ ‫ب ـ العطل والضرر‪.‬‬ ‫جـ ـ المصادرة‪.‬‬ ‫د ـ نشر الحكم‪.‬‬ ‫هـ ـ النفقات‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫�صفح املجني عليه و�أثره‬ ‫على بع�ض اجلرائم‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫دول��ة ديمقراطي��ة الس��يادة فيه��ا للقان��ون‪ ،‬وال‬ ‫يمكننا وضع الموالة في س ّلة واحدة والكثير ممن‬ ‫اعرف من الموالة يرفضون ذلك قطعيا‪.‬‬ ‫رفع��ت األس��د وع��دا عن أن��ه ك��وّن ثروته‬ ‫م��ن دماء الش��عب الس��وري يقول إياد ش��ربجي‬ ‫"صحف��ي" ف��إن اس��مه مرتب��ط كلي��ا بأح��داث‬ ‫الثمانينات وما رافقها من مجازر بحق السوريين‪،‬‬ ‫لذلك فإن القبول به يعني القبول ببش��ار األسد‬ ‫وأبيه‪ ،‬وال أحد سيقبل بذلك مهما كان الثمن‪ ،‬أما‬ ‫كون��ه يطمئن الطائف��ة العلوية فه��ذا بحد ذاته‬ ‫إدانة للطائفة إن قبلت بهكذا ممثل لها‪ ،‬وهذا لن‬ ‫يفضي إلى أي اتفاق في النهاية يختم شربجي‪.‬‬ ‫فيما ترى هنادي زحلوط "ناشطة وصحفية"‬ ‫أن رفع��ت األس��د لي��س ش��خصية مقبول��ة في‬ ‫الطائفة العلوية حت��ى الموالية منها‪ ،‬فالعلويون‬ ‫يدركون بأنه ورقة خاس��رة‪ ،‬طائفي ورجل نظام‬ ‫سابق وفاس��د وغير مرغوب به من جديد بينهم‬ ‫حتى بين أوس��اط الطائفيي��ن منهم‪"..‬أعتقد أن‬ ‫الغرب ي��درك ذلك وأنهم ل��ن يتورطوا بتقديمه‬ ‫كبديل‪ ،‬ليس لديه حت��ى مقومات الحد األدنى‪...‬‬ ‫ال للمرحلة الحالية وال للمرحلة االنتقالية وال ألي‬ ‫مرحلة" تختم زحلوط‪.‬‬ ‫فيم��ا يذه��ب ياس��ين ح��اج صال��ح "كات��ب‬ ‫س��وري" إل��ى أن رفع��ت ق��د يكون مقب��و ًال من‬ ‫قط��اع ال يع��رف حجم��ه م��ن الموالي��ن للنظام‪،‬‬ ‫لك��ن في الش��روط الحالية أظن أن��ه مجرد كرت‬ ‫جدي��د قد يلزم في لعبة خلط األوراق‪ ،‬وربما في‬ ‫محاول��ة لبعث��رة المعارضة‪ ،‬واس��تخراج مومياء‬ ‫سياسية لتشكل ضغطا على المعارضة أكثر من‬ ‫النظ��ام‪ ،‬ويتابع بالق��ول " هو ال يصلح للعب دور‬ ‫سياس��ي في سورية ما بعد األسدية‪ ،‬وال أظن أن‬ ‫النواة الصلب��ة من الموالين يركن��ون إليه أو أنه‬ ‫يطمئنهم بالقدر الكاف��ي‪ ،‬وهو ال يحظى بأدنى‬ ‫حد م��ن القبول بين معارضي النظام والثائرين‪،‬‬ ‫وأفترض أن العلويين يجب باألحرى أن يش��عروا‬ ‫بالقل��ق م��ن أمثال رفعت وبش��ار ذاته واألس��رة‬ ‫األس��دية كله��ا ال باالطمئنان‪ ،‬ال يمك��ن ألحد أن‬ ‫يك��ون مطمئنا في س��ورية إن كان��ت طمأنينته‬ ‫على حساب غيره‪ ،‬وعلى يد قتلة مجربين" يختم‬ ‫حاج صالح‪.‬‬ ‫ليس��تعد للمحاكم��ة العادلة يب��دأ ‪Ose arz‬‬ ‫"ناشط" ويقول لن يكون له أي دور فإن كان ثمة‬ ‫م��ن يحفظ للعلويين حقوقه��م ويمثلهم فهناك‬ ‫آالف الش��رفاء‪ ،‬ب��ل وج��وده مدعاة لح��دوث نزاع‬ ‫طائفي فهو صاحب مجزرة حماه‪ ،‬يختم ‪.arz‬‬ ‫رفعت األس��د يجب أن يتم التعامل معه من‬ ‫زاوية واحدة فقط‪ ،‬يقول فرحان مطر "صحفي"‬ ‫باعتب��اره مج��رم حرب بحق الش��عب الس��وري‪،‬‬ ‫وأحد كبار المس��ؤولين الس��وريين عن الفس��اد‬ ‫ونهب ثروات الش��عب السوري‪ ،‬وبالتالي ال يمكن‬ ‫لمواطن س��وري االعت��راف به كط��رف معارض‬ ‫مهما حاول أن يقدم نفس��ه وأبن��اؤه ضمن هذه‬ ‫الصيغ��ة ( كمع��ارض )‪ ،‬وإن أي��ة جهة سياس��ية‬ ‫س��ورية تقبل االعتراف ب��ه والجلوس معه تحت‬ ‫أي��ة ظ��روف ه��ي متهاونة بح��ق دماء الش��عب‬ ‫الس��وري وتضحيات��ه‪ ،‬إن ل��م أقل صراح��ة إنها‬ ‫خائنة لهذه الدماء والتضحيات‪ ،‬يختم مطر‪.‬‬ ‫ويقول حس��ام موصللي " كاتب وصحفي"‪:‬‬ ‫رفعت األس��د يعلم كما يعلم النظام والمعارضة‬ ‫وكافة األط��راف المعنية في المجتمع الدولي أنه‬ ‫شخص احترق شعبياً‪ ،‬ولن يستطيع كبار الساسة‬ ‫والمسوقين أن يجروا عملية تجميل لوجهه أمام‬ ‫الس��وريين باختالف آرائهم‪ ،‬وإدراج اس��م رفعت‬ ‫األسد حتى كعضو مفاوض قد يكون كفي ً‬ ‫ال بوأد‬ ‫أي محاولة لحل سياس��ي‪ ،‬أما بالنسبة للمؤيدين‬ ‫من الطائفة العلوية فمس��ألة الضمانات تنحصر‬ ‫ببش��ار و ماهر فقط‪ ،‬عبد العزيز الخير مث ً‬ ‫ال كان‬ ‫ليك��ون ضامن��ًا لوال أن��ه معتقل نظراً لش��خصه‬ ‫ولمكانة عائلته كما أظن‪ ،‬يختم موصللي‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫�أبو ليلى العظيم‬ ‫قدري‪ ،‬لماذا تركت الحمار وحيداً؟‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫�إبراهيم عبد الرحمن‬

‫لق��د ت��م فص��ل الطال��ب ق��دري جمي��ل م��ن‬ ‫المدرس��ة بس��بب تغيبه مدة تزي��د عن ‪ 3‬أيام‬ ‫باإلضافة إلى استدعاء ولي أمره‪..‬‬

‫فادي النظامي‬

‫عل��ى كتر ما ف��ي عال��م رايحة عل��ى جنيف‪..‬‬ ‫سويس��را كلها م��ا عاد تس��اع‪ ،‬ويمكن تضطر‬ ‫تشتري كم هكتار من فرنسا‪.‬‬

‫ندى ح�سن‬

‫جزم��ة ش��توية ب ‪ 11000‬لي��رة‪ ..‬عزي��زي‬ ‫المواط��ن الس��وري راتب��ك ص��ار بيس��وى‬ ‫صرماية‪!!..‬‬

‫�صالح النق�شبندي‬

‫طي��ب فهمن��ا هداك ع��م يقول س��يدنا اإلمام‬ ‫علي‪ ،‬بس أنت ليش عم تقول س��يدنا أس��امة‬ ‫بن الدن؟!!‪..‬‬

‫لقمان ديركي‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫الث��ورة الس��ورية ه��ي المس��يح الجدي��د‪.‬‬ ‫وأعداؤها‪ ..‬هم ذات الس��فلة الذين تش��اركوا‬ ‫بصلبه‪ .‬وكلمة السر‪ ..‬هي اإلنكار‪.‬‬

‫وليد نظامي‬

‫قلي ع طول القذيفة بتوقع حدو‪ ..‬سبحان اهلل‪،‬‬ ‫القذيفة يلي ما بتقتلك بتجبلك اليكات‪..‬‬

‫مي م�شهدي‬

‫لللحمة الوطنية طعم القطط أحيانًا‪..‬‬

‫�سمري الدخيل‬

‫إذا وال بدّ يحضر رفعت األسد جنيف كجزء من‬ ‫«المعارض��ة»‪ ..‬أقترح تحويل م��كان المؤتمر‬ ‫إل��ى تدم��ر‪ ..‬فيه��ا اس��تراحات‪ ،‬أكلها ش��هيّ‬ ‫وطيب‪ ..‬ورخيص‪ ..‬ليش هالمصروف الزائد‪!..‬‬

‫لبيب ال�سعيد‬

‫مازال��ت لدينا أفراحن��ا الصغيرة‪ ،‬ع��ودة التيار‬ ‫الكهربائ��ي مث ًال‪ ..‬اليوم فرحنا ش��ي عش��رين‬ ‫مرة‪..‬‬

‫غياث املاغوط‬

‫قل��ي ليك‪ ..‬صح��ي أنا عاي��ز الخزانة وعطاني‬ ‫ياه��ا بس��عر رخي��ص بس ي��ا زلمة لم��ا فتح‬ ‫الباب وش��فت ص��ور والد صحابها لس��ا معلقة‬ ‫عالمراي��ة وع��م يطلع��وا فيني حس��يت حالي‬ ‫كلب‪ ..‬وابن كلب كمان إذا بشتريها‪..‬‬

‫ما بعرف كيف بدي إحكي‪ ..‬بدي أقول شي واحد بس‪..‬‬ ‫ أن��ا بحبكم يا س��وريين‪ ..‬متل ما أنتوا ب��كل ألوانكم وعذاباتكم وحكاياتكم وكذباتك��م وأوجاعكم وحنينكم‬‫وفرحك��م وحزنك��م وجوعكم وحصاراتك��م‪ ..‬عيد ميالدي إني بع��دي على ترابات البلد‪ ..‬رغ��م كل اللي صاير‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ووجودكم ولو افتراضياً حولي‪ ..‬هالحكي للكل‪ ..‬نعم‪ ..‬صدّقوا ّ‬ ‫«الكل»‬ ‫للكل‪..‬‬ ‫أن��ا أم الكل هيك طلع معي بعد هالحصار وعندي أوالد منيحين وأوالد لس��ه ما ص��اروا منيحين‪ ..‬ومتل كل إم عم غمّض‬ ‫قلبي عليكم كلكم وأتمنى يطلع الصبح والكل صاروا زهور وياسمين‪ ..‬وبعرف رح ّ‬ ‫يضل في شوك حتى للورد‪ ..‬وهيك أنتوا‪..‬‬ ‫الحصار اللي علينا بحمص كتير قاس��ي أكتر ما بتتخيلوا‪ ..‬وس��امحوني لما عم أوجّع قلوبكم معنا‪ ..‬لما يقتلني‬ ‫الوج��ع‪ ..‬مالي غيركم بعد اهلل‪ ..‬أنتوا أهلي وناس��ي‪ ..‬بدّي أموت بينكم‪ ..‬وأندف��ن بأرض أجدادي‪ ..‬وهيك كل‬ ‫الفراشات متلي‪ ..‬بحبكم يا سوريين‪ ..‬وين ما كنتوا‪ ..‬وكيف ما كنتوا‪ ..‬ضلوا بخير‪ ..‬وال تتركوا سوريا للغريبين‪..‬‬

‫حمص المحاصرة بكل حصارات الكون‪PM 5:07 / 2013 - 11 - 9 :‬‬ ‫وئام بدركسان‬

‫ل�ؤي �صايف‬ ‫ع��دو عاق��ل خير م��ن صديق جاه��ل‪ ..‬بعض‬ ‫الناش��طين اإلعالميين ال يطي��ب لهم العيش‬ ‫دون أن ينهش��وا م��ن لحوم زمالئه��م وينقلوا‬ ‫الصراع من صراع مع نظام مجرم معتدي إلى‬ ‫صراع داخل أروقة الثورة‪.‬‬ ‫مرحب��ا بالنقد‪ .‬ولكن اس��محوا لنا‪ ..‬اإلس��فاف‬ ‫والمماحك��ة وإط�لاق أحكام من خ�لال ظنون‬ ‫وأوهام ال يخدم إال العدو‪ ،‬وال ينتمي إلى صنف‬ ‫النقد بشيء‪..‬‬ ‫رحم اهلل الشاعر الحكيم القائل‪ :‬لكل داء دواء‬ ‫يستطب به‪ ..‬إال الحماقة أعيت من يداويها!‬

‫�أحمد ن�سيم برقاوي‬

‫الكائن اإلنس��اني كائن س��ؤول‪ .‬وكائن بال سؤال‬ ‫كائ��ن ينتم��ي إلى صن��ف العجم��اوات‪ .‬ولهذا ترى‬ ‫أن أول س��جين ف��ي أقبية الدكتاتور هو الس��ؤال‪.‬‬ ‫والعدو األكبر لأليديولوجيات الكبرى الدينية وغير‬ ‫الدينية ‪ -‬وكل اإليديولوجيات دينية ‪ -‬هو السؤال‪.‬‬ ‫ب��ل أن المظه��ر األبرز لهزيم��ة العقل والقلب‬ ‫هو م��وت الس��ؤال‪ .‬والس��ؤال الزائ��ف الذي ال‬ ‫يقصد المعرفة موت لماهية السؤال‪.‬‬ ‫أليس هناك من يس��أل من داخ��ل النظام في‬ ‫س��وريا الس��ؤال البس��يط التالي‪« :‬ه��ل كان‬ ‫علينا أن ندمر س��وريا كي نعط��ي للمعارضة‬ ‫ف��ي جنيف ما كان يمكن أن نعطيه منذ أن راح‬ ‫الشعب ينشد في الساحات للحرية؟»‪..‬‬ ‫وعلى ضوء هذا الس��ؤال واإلجابات عنه يتحدد‬ ‫مس��تقبل س��وريا ويتحدد العالم كما يجب أن‬ ‫يكون‪.‬‬ ‫كيف تأتى أن ينهزم القلب هذه الهزيمة النكراء؟‪..‬‬ ‫أليس��ت الدكتاتورية التي من أهم سماتها اقتالع‬ ‫القلب من الحياة مس��ؤولة ع��ن هزيمة القلب؟‪...‬‬ ‫سحقا لكل العيون الخاوية من الدمع‪.‬‬

‫ن�ضال معروف‬

‫أثبت��ت األحداث التي نمر بها بم��ا ال يدع مجاال‬ ‫للش��ك بأن كل ما كان يذك��ر عن اإلصالح هو‬ ‫ك��ذب ونفاق‪ ..‬أثبتت األح��داث بأنه ليس لدينا‬ ‫أحزاب‪ ،‬وال مجلس شعب‪ ،‬وال حكومة وال وزراء‬ ‫وال نقاب��ات وال مجال��س محلي��ة‪ ،‬وال قض��اء‪..‬‬ ‫لي��س لدينا ش��يء بالمعنى السياس��ي وحتى‬ ‫اإلنساني قادر على أن يلعب أي دور‪..‬‬ ‫فاإلصالح الذي صدعوا رؤوس��نا به على مدى‬ ‫س��نوات طويلة‪ ..‬أنتج جوقة م��ن الكومبارس‬ ‫والمس��وخ والكرك��وزات‪ ..‬كل م��ا يجيدون��ه‬ ‫الرق��ص والتهري��ج والتصفي��ق والهت��اف‪..‬‬ ‫إلرضاء الحاكم‪..‬‬

‫ن�ضال الدب�س‬ ‫كن��ا نقول (س��وريا لوحة فسيفس��اء فيها كل‬ ‫األل��وان)‪ ..‬ه��اي اللوح��ة فرط��ت كل ش��قفة‬ ‫لح��ال‪ ..‬مو هون المش��كلة‪ ..‬المه��م ما تضيع‬ ‫وال ش��قفة‪ ..‬وبنرجع بنجمعها مت��ل ما كانت‪..‬‬ ‫وأحل��ى‪ ..‬ألنو كتير منيح حافظين ش��كال اللي‬ ‫بدنا ياه‪..‬‬

‫مثنى مهيدي‬

‫وين كنت إنتا وقت ب ّلشنا الثورة؟‬ ‫‪ -‬واهلل كنت أحضر مراد علمدار‬

‫لبنى مرعي‬

‫بع��د إعالن��ه حل دولة اإلس�لام في الش��ام‬ ‫والع��راق‪ ،‬اإلبراهيم��ي يدع��و الظواه��ري‬ ‫للمشاركة بجنيف ‪..2‬‬

‫مازن غربية‬

‫موالن��ا الظواه��ري‪ ..‬معالي��ك م��ا وضحتلنا‬ ‫ببيان حل «داع��ش» وتحويها لـ «داع»‪ ،‬عن‬ ‫وض��ع المعتقلين؟ فرق حس��اب للنُصرة؟ أو‬ ‫«داع»‪..‬‬ ‫للمداكشة؟ أو لقيت إنو ما الهم ٍ‬

‫م�سعود عكو‬

‫بمناس��بة ذهاب رفعت أس��د لجني��ف قررنا‬ ‫تسميتها جنيف ‪ 82‬بد ًال جنيف ‪..2‬‬

‫علي �سالمة‬

‫بس��قوط جام��ع جام��ع‪ ،‬خس��رت المعارضة‬ ‫الس��ورية مرش��حاً مهمًا وقوياً لتمثيلها في‬ ‫جينيف ‪..2‬‬

‫حازم العظمة‬

‫االحتمال أن (د) فُصلت عن (ش) في (داعش)‬ ‫لض��رورات نَحوية ال غي��ر‪ ..‬كأن تكون (داع)‬ ‫في جهة و(داش) في جهة ثانية‪..‬‬

‫�إياد كال�س‬

‫وهل يا ترى رح يكون في تش��ابه بين إلغاء‬ ‫الظواه��ري لداع��ش وإلغاء األس��د لقانون‬ ‫الطوارئ؟‪..‬‬

‫(لم��ا صار االنفجار ‪ /‬الهاون تبع الحجاز‪ ،‬كان في عامل‬ ‫مشحر ع بيشتغل ع السقالة بالمبنى تبع وزارة الزراعة‬ ‫الل��ي مواج��ه البريد‪ ..‬من الرعبة المس��كين س��قط‬ ‫سقوط حر)‪..‬‬ ‫ـ هي��ك حكى أحدهم تحت جس��ر فكتوريا بالقرب من‬ ‫بائ��ع الكت��ب‪ ..‬والناس واقف��ة ع تتف��رج وع بيتحزرو‬ ‫هاون و ّلى انفجار‪ ،‬بيجو األمن بيقلعوهن‪..‬‬ ‫ـ س��وق الموبايالت متلوس تلس وكأنو األزمة بالبلد‬ ‫أزمة تاتش‪..‬‬ ‫ بس��وق الخضرة الل��ي ورا س��وق الحرمية‪ ،‬صاحب‬‫بسطة الفجل بيقول لصاحبو اللي ع بسطة الكوسا‪« :‬‬ ‫بتعرف ما تنزل شي قذيفة هون لتـ‪ ..‬ك أخت هالعالم‬ ‫كلها هع هع هع‪ » ..‬وضحك حتى بدا سقف حلقو‪..‬‬ ‫ فق��ط في العال��م االفتراض��ي بت��درك أديش إنو‬‫االنفج��ار حقيق��ي؟!‪ ..‬لما بتش��وف الش��اب الوس��يم‬ ‫(والطبيب بالمش��افي الميدانية والمعتقل الس��ابق)‬ ‫مزينة صورتو بشريطة سودا‪..‬‬ ‫جبر الهندي‬ ‫هي مو شلشة‪ ..‬هي كلمتين بيني وبينكن يا مشلوشين‬ ‫خيو في ناس ما بتفهم ش��و يعني حرية التعبير‪ ..‬وما‬ ‫بتعرف تميز بين حرية التعبير وبين اإلزعاج‪ ..‬يلي هو‬ ‫مو حرية بنوب‪..‬‬ ‫نحنا عالصفحة عنا سياس��ة منشتغل فيها‪ ..‬إنو مننقد‬ ‫التص��رف يل��ي منش��وفه غلط‪ ..‬م��ن وين م��ا أجا‪..‬‬ ‫ومنشجع التصرف الصح‪ ..‬من وين ما اجا‪..‬‬ ‫هل��ق ه��ون بيج��وك «المنحبكجي��ة المؤيدي��ن‬ ‫واالس�لاميين والمعارضين والوسطين والمساطيل»‬ ‫وبيكون��و مع��ك عالطوي��ل ط��ول مال��ك بعي��د عن‬ ‫مقدس��اتهن‪ ..‬ووقت تقرب منها‪ ..‬بيبلش يسبس��ب‬ ‫على أساس حرية تعبير‪..‬‬ ‫خيو ه��ذا موحرية تعبير‪ ..‬هذا اكل خرا‪ ..‬وماله اس��م‬ ‫تان��ي‪ ..‬ان��ت عن��دك صفحت��ك وحس��ابك وجريدتك‬ ‫وموقع��ك االلكتروني والذي من��ه‪ ..‬روح عبر عن رايك‬ ‫هونيك‪ ..‬هون بدك تحترم الناس يلي عمتقراك‪ ..‬وما‬ ‫تسب‪ ..‬غير هيك اهلل معك‪..‬‬ ‫أما إنو كل ما س��بينا ش��ي مقدس من مقدس��اتك‪..‬‬ ‫تجمع عش��رة م��ن رفقات��ك وتبلغ ع��ن الصفحة‪ ..‬رح‬ ‫قلك‪ ..‬روح الع��اب غيرها يا عمو‪ ..‬نحنا ما منطلب من‬ ‫الناس اليك وش��ير وتعليق لتضل الصفحة‪ ..‬الصفحة‬ ‫بتضل طول مالها عم بتعبر عن الناس‪ ..‬وبس يوصل‬ ‫البل لذقنك يا شبيح «النظام داعش النصرة المجلس‬ ‫الوطني االئتالف الشيخ معاذ الخطيب الخليج‪ ..‬قدري‬ ‫جميل‪ ..‬لك اي تخيلو في ش��بيحة لهيك نمرة» يا اقرا‬ ‫النقد وردّ باحترام‪ ..‬يا ريحني منك‪..‬‬ ‫أخواتي المشلوشين‪ ..‬اسفين عاالطالة‪ ..‬بس حبينا نخبركن‪..‬‬ ‫وهي سحبة سيجارة وشرقة متة‪ ..‬شلشناها عليكن‬ ‫‪‎‬ال تشلشنا مشلوشين‪‎‬‬ ‫عالق��ة األقلي��ات بفك��رة الوط��ن‪( ..‬وأن��ا منهم كما‬ ‫تعلمون) عالقة استش��راق‪ ..‬بعد انتهاء هذه الحرب‪،‬‬ ‫سيكون من ضمن مقتنياتنا‪..‬‬ ‫ـ مش��غوالت يدوي��ة مجمّع��ة م��ن أس��نان ألطفال‬ ‫محترقين في الحولة‪..‬‬ ‫ـ جمجمة تصلح كمزهرية المرأة من الغوطة‪..‬‬ ‫ـ صرخات بشرية من مختلف سوريا مخزنة على ذواكر‬ ‫وأقراص ليزرية‪..‬‬ ‫األقليات‪ ..‬لطالما صافحت الوطن بق ّفازها‪!..‬‬ ‫عبد اهلل ونوس‪‎‬‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫في يوم مشمس ودافئ وفي تلك المدينة التي أطلق عليها لقب أسطورة‬ ‫الصمود‪ ،‬كان المس��افر يمش��ي ويمش��ي في طرقاتها دون تعب أو ملل‪ ،‬يمتع‬ ‫نظره بأهلها وهم يعيدون تشييدها لتكون أجمل مما كانت عليه قبل الحرب‪.‬‬ ‫وأثناء ذلك رأى طف ً‬ ‫ال ينظر إلى الشمس بمنظار صنعه من كفيه دون أن‬ ‫تتأثر عيناه بنورها القوي الساطع‪ .‬ولشدة ما آثار هذا األمر فضوله اقترب منه‬ ‫ليسأله عما يفعل‪.‬‬ ‫فأجابه الصغير‪ :‬الش��مس متسخة بعض الش��يء‪ ،‬انتظرني ريثما أصعد‬

‫إليه��ا ألنظفه��ا ثم أعود إليك‪ .‬ث��م حلق عالياً وطار إليها بانس��ياب وكأنها هي‬ ‫من جذبته‪ ،‬وبعد لحظات ازدادت الش��مس ن��وراً وازدادت األرض دفئًا وازدادت‬ ‫القلوب سروراً وازداد عمران المدينة بها ًء‪.‬‬ ‫ولما عاد قال له المس��افر‪ :‬يا لكم من شعب كريم‪ ،‬حتى الشمس تعتنون‬ ‫بها‪ .‬فقال صاحب المنظار‪ :‬إننا نش��كر الخير برعايتن��ا له فتجده يفيض بغناه‬ ‫علينا حين نفعل‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو دقق النص‪ :‬ميمونة العمار‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫�صـــاحب املنظــــار‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪23‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫أحد حواجز العاصمة دمشق | عدسة شاب دمشقي‬

‫م�سرح‬ ‫الطريق‬ ‫محمد العاقل ‪ -‬دمشق‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 10 | )112‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫ش��اب يحمل باقة م��ن الزهور الت��ي أفرغت تحت‬ ‫قدميه‪ ،‬عجوز يستند على جانب الطريق ويحمل هموم‬ ‫م��ن حوله عوضاً عن همه‪ ،‬فتات��ان رغم كثافة الدموع‬ ‫في عينيهما تمتلكان جرأة وش��جاعة فاقة كل الشبان‪،‬‬ ‫شاب يتأمل الجميع ويملئه شعور من الخجل‪ ،‬شاب آخر‬ ‫وآخ��ر وآخر ولم تكن كل القص��ص واضحة‪ ،‬كما يبدو‬ ‫الكالم اآلن على أنه وصف الفتتاحية لمسرحية ما‪ ،‬كان‬ ‫كذلك أيضاً ولكن على خشبة الواقع‪ ،‬فبعدما وصل دور‬ ‫«التكسي التي أركبها» للتفتيش على الحاجز‪ ،‬نظر لي‬ ‫العس��كري‪ ،‬أخذ هويتي واستمر بالنظر في عيني‪ ،‬ثم‬ ‫ق��ال «صف��وا عاليمين»‪ ،‬وبع��د أن توقفن��ا على جانب‬ ‫الطري��ق ش��اهدت ذلك المش��هد الذي ش��غل تفكيري‬ ‫وج��ذب انتباهي وبدأت أفكر في قصة كل واحد منهم‪،‬‬ ‫حتى قاطعني أحد العس��اكر الذي أخذ هاتفي المحمول‬ ‫وذه��ب‪ ،‬ب��دأ القل��ق يس��اورني فه��ذه المرة ل��م تكن‬ ‫كسابقاتها ليس��ت ككل المرات التي أوقفوني بها فلم‬ ‫يكتفوا بهويتي بل أخذوا هاتفي المحمول أيضًا‪.‬‬ ‫ب��دأت بتذكر جمي��ع الملف��ات والص��ور الموجودة‬ ‫عل��ى هاتفي وخ�لال انش��غالي بذلك عاد العس��كري‬ ‫ليقاطعن��ي م��رة أخ��رى وه��و يأمرني ب��أن أفتح قفل‬ ‫الهاتف‪ ،‬فتحت القفل وسألته هل سيستغرق األمر وقتًا‬ ‫طوي ًال‪ ،‬فالتفت لي بنظرة قالت لي الكثير من االهانات‬ ‫ووبختن��ي عل��ى تجرئ��ي بالحدي��ث معه‪ ،‬فاس��تدركت‬ ‫كالم��ي بقول��ي ل��ه «أنا فقط أس��ال من أج��ل صاحب‬ ‫س��يارة األجرة‪ ،‬هل يبقى أم يذهب؟» «أدفع له وقل له‬ ‫أن يذهب» هذا رده الذي جعلني أش��عر باالرتباك أكثر‪،‬‬ ‫دفع��ت األجرة للس��ائق واألفكار تتخبط برأس��ي «هذا‬ ‫يعني بأن أمري سيس��تغرق طوي ًال‪ ،‬ربما س��أعتقل!!»‪،‬‬ ‫توجه��ت باتجاه تلك المجموعة من األش��خاص ألصبح‬ ‫واحداً منهم ألصبح فرداً في ذلك المش��هد المس��رحي‬ ‫الذي يمكنك بأن ترى من خالله الكثير من القصص‪.‬‬

‫�أبطال امل�سرحية‬

‫أول ما لفت انتباهي كان ذلك الش��اب الذي يحمل‬ ‫ال��ورود‪ ،‬توجه��ت نح��وه ربما ألنس��ى نفس��ي وأوقف‬ ‫األف��كار المجنونة التي بدأت تخط��ر ببالي‪ ،‬أو أنه فع ًال‬ ‫كان ملفت��ًا لالنتب��اه‪ ،‬بدأن��ا بال��كالم ال أع��رف من أين‬ ‫بالتحديد ألننا قبل أن ننطق من شفاهنا كنا قد تحدثنا‬ ‫بعيونن��ا‪ ،‬ق��ال لي أن هذه الباقة هي م��ن حبيبته التي‬ ‫كان معه��ا قب��ل أي يمر من هن��ا‪ ،‬وقب��ل أن يكمل لي‬ ‫حديثه أمرنا أحد العس��اكر بالصمت فنحن لسنا بقهوة‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫على حس��ب قوله‪« ،‬ولكننا بالش��ارع ولم أكن أعلم أن‬ ‫الحديث ممنوع في الش��ارع» طبعًا هذا ما قلته لنفسي‬ ‫وفق��ط لنفس��ي‪ ،‬وبدأت أتأم��ل اآلخري��ن فرأيت ذلك‬ ‫العجوز الذي يس��تند على جانب الطريق ألنه تعب من‬ ‫الوق��وف إال أنه وعل��ى الرغم من ضعفه جس��دياً فهو‬ ‫ينظ��ر إلى الجمي��ع وكأنه��م أوالده وهو قل��ق عليهم‪،‬‬ ‫ش��عرت بش��يء من الدفء في نظراته أحببته وودت لو‬ ‫أقول له شكراً لك على حنانك وخوفك علينا‪.‬‬ ‫سمعت صوتاً لطيفاً شد انتباهي فجأة نحو فتاتين‬ ‫تقف��ان بجانب بعضهم��ا‪ ،‬تغيرت نبرة اللط��ف بعد أن‬ ‫ش��اهدت تعابير وج��ه الفتاة‪ ،‬صدمت حي��ن عرفت أنها‬ ‫توج��ه حديثها للعس��كري فق��د قالت ل��ه بتهكم «هل‬ ‫أنتم هكذا طول اليوم أم فقط في مثل هذه الساعة؟»‬ ‫جاوبها العس��كري مس��تغرباً «لماذا» «لكي أعرف متى‬ ‫أم��ر من هن��ا في الم��رة المقبل��ة أو حت��ى ال أمر على‬ ‫اإلط�لاق» قالته��ا وبكل جرأة‪ ،‬العس��كري نظر لعينيها‬ ‫ولم يقل ش��يئًا ربم��ا قوتها وجرأتها منع��اه ولكنني ال‬ ‫أظن ذل��ك‪ ،‬بل ما اعتق��د أن جمالها وجم��ال صديقتها‬ ‫ق��د حماهما م��ن وقاحته‪ ،‬واألمر ال��ذي آلمني فع ًال هو‬ ‫الدموع التي لم تس��تطع تلك الفتاتان على الرغم من‬ ‫قوتهما وجرأتهما من حبسها أكثر من ذلك‪.‬‬ ‫م��رت بع��ض اللحظ��ات يملؤه��ا صم��ت موحش‬ ‫وتتقاطع فيها الكثير من النظرات بين أفراد المجموعة‬ ‫تش��اركنا بها الكثي��ر من األحادي��ث واآلالم‪ ،‬حتى نادى‬ ‫أحد العس��اكر باس��م ش��خص ما‪ ،‬جميعنا التفتنا نحوه‬ ‫وب��دأ قلب��ي يخفق هل س��يكون أن��ا‪ ،‬في ث��وان قليلة‬ ‫خطرت ببالي آالف األفكار‪( :‬هل أريد أن يكون اسمي؟‪،‬‬ ‫ه��ل أنا خائف من المجهول أم أريد أن أعرف نهاية هذا‬ ‫اليوم بأي ثمن)‪.‬‬ ‫ل��م يوق��ف تتدف��ق تل��ك األفكار س��وى مع��اودة‬ ‫العس��كري من��اداة االس��م‪ ،‬كن��ت مرتبكًا لدرج��ة أنني‬ ‫حاولت تذكر اس��مي بعد أن س��معت االسم‪ ،‬تحرك أحد‬ ‫الش��بان وذهب باتجاه العس��كري‪ ،‬تنفس الصعداء هو‬ ‫فع ًال ما ش��عرت به فلم يكن اس��مي‪ ،‬لم اسمع تحديداً‬ ‫ما قاله العس��كري للش��اب ألن كل تركيزي كان موجهًا‬ ‫عل��ى الهوي��ة الت��ي كانت بيد العس��كري‪ ،‬أخذ الش��اب‬ ‫هويته ومضى بابتسامة صغيرة يحاول إال يظهرها لنا‬ ‫خج ًال منا‪ ،‬إال أن العس��كري عاود مناداته وقال له جملة‬ ‫لم أفهمها ثم س��أله هل فهمت ما قلت‪ ،‬فأجاب الش��اب‬ ‫بارتباك «ال»‪ ،‬فعاود السؤال‪ :‬هل فهمت؟‪ ،‬صمت الشاب‬ ‫قلي� ً‬ ‫لا وهو ال يعرف ماذا يقول ثم قال «ال» مرة أخرى‪،‬‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)77979‬‬ ‫دمشق‪5807 :‬‬ ‫ريف دمشق‪18061 :‬‬ ‫حمص‪11464 :‬‬ ‫درعا‪6978 :‬‬ ‫إدلب‪8950 :‬‬ ‫حلب‪12718 :‬‬

‫دير الزور‪4817 :‬‬ ‫الرقة‪973 :‬‬ ‫السويداء‪57 :‬‬ ‫حماة‪5425 :‬‬ ‫الالذقية‪874 :‬‬ ‫طرطوس‪329 :‬‬ ‫الحسكة‪574 :‬‬ ‫القنيطرة‪454 :‬‬

‫أمره العسكري بالعودة إليه‪ ،‬عاد الشاب والخوف واضح‬ ‫على وجهه‪ ،‬سأله العسكري «فهمت؟»‪ ،‬الشاب أدرك أنه‬ ‫ارتك��ب ذنباً ألن��ه لم يفهم ما قاله العس��كري ولكنني‬ ‫أيضاً لم أفهم وحت��ى أظن أن أغلبنا لم يفهم ما قاله‪،‬‬ ‫أجاب الش��اب بصوت مت��ردد والخوف واض��ح تماما في‬ ‫صوت��ه «ال»‪« ،‬هات الهوية لش��وف‪ ..‬وهل��ق فهمت وال‬ ‫لس��ا»‪ ،‬أجاب الش��اب «فهم��ت»‪ ،‬أعاد له هويت��ه وأمره‬ ‫بالذهاب وهو يبتسم ابتس��امة المنتصر الذي استمتع‬ ‫بتلذذه بتلك الفريس��ة الضعيفة‪ .‬لم أس��تطع سوى أن‬ ‫أردد جميع األلفاظ الس��يئة الت��ي عرفتها طول حياتي‬ ‫في تلك اللحظة ولكن طبعًا بيني وبين نفسي‪ ،‬تحولت‬ ‫كل المش��اعر في داخلي للغضب والحق��د بدأت بفرك‬ ‫ي��دي وطقطق��ت أصابعي‪ ،‬ش��ددت قبضت��ي وفردتها‬ ‫مراراً وتك��راراً أعصابي كلها مش��دودة ومتوترة‪ ،‬حتى‬ ‫فجأة سمعت اسمي شعرت بشيء غريب جداً ال أعلم أن‬ ‫كان هو االستغراب أو المفاجئة ولكنه لم يكن الخوف‪.‬‬ ‫توجه��ت للعس��كري فس��ألني أغ��رب ش��يء م��ن‬ ‫الممك��ن أن أس��معه «أيمت مات هتل��ر» طلبت منه أن‬ ‫يعيد الس��ؤال مرتي��ن ألنني لم اس��توعب‪ ،‬وفي المرة‬ ‫الثالثة خفت أن أطلب من��ه أن يعيد‪ ،‬فأجبته «أنا طالب‬ ‫جامع��ي»‪« ،‬ش��و ما س��معت ش��و قصتك أن��ت أطرش‬ ‫ش��ي عم قلك هتلر أيمت مات» قاله��ا وفي هذه المرة‬ ‫الجميع فهم عليه ما قاله ألن كل الش��ارع سمع صوته‪،‬‬ ‫صمت��ت ثم صمت��ت بدأت أق��ول لنفس أنن��ي يجب أن‬ ‫أتحدث يجب أن أقول أي شيء المهم أن أتحدث إال أنني‬ ‫نس��يت كل الكلمات ولم يخطر ببالي أي شيء فسؤاله‬ ‫كان غريب��ًا جداً‪ ،‬نظر بعين��ي وحينها نطقت بخوف «أل‬ ‫ما بع��رف»‪ ،‬أعطان��ي هويتي وهاتفي وق��ال «بتعرف‬ ‫تمش��ي وال بدك مين يحملك كمان» «بعرف» «أي روح‬ ‫لكان»‪ .‬التفتت وبدأت بالمسير وعلى الرغم من أن كل‬ ‫تركيزي كان على س��معي متوقعًا أن يناديني كما فعل‬ ‫مع ذلك الشاب‪ ،‬إال أنني لم استطع كبح تلك االبتسامة‬ ‫التي بدأت ترسم على وجهي‪.‬‬ ‫أبتعد أكثر ويزداد الش��عور بأن قدمي لن تحملني‬ ‫طول الطريق‪ ،‬أس��ير في الش��وارع أش��عر بأنني غريب‬ ‫ع��ن كل هذه األماكن التي أعرفها جيداً‪ ،‬غريب عن كل‬ ‫تلك الطرقات التي أمر بها يوميًا‪ ،‬شعور بأن هذا المكان‬ ‫ل��م يعد ل��ي‪ ،‬ش��عرت بأنهم انتص��روا علي فع� ً‬ ‫لا هذا‬ ‫الم��كان ل��م يعد وطنًا لي‪ ،‬ليس أن��ا فقط بل جميع من‬ ‫كانوا معي وحينها ش��عرت بأنهم يفرضون سيطرتهم‬ ‫على الشعب يفرضون انتصار وهمي علينا وبالقوة‪.‬‬ ‫‪ 5972‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2708‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 5518‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 20145‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 57834‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 11 / 9‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.