Souriatna issue 120

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪1‬‬

‫فالريي �آمو�س ت�أ�سف لعجز عمليات الإ�سعاف عن‬ ‫الو�صول �إىل مئات �أالف ال�سوريني و�إىل خميم الريموك‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ملف اإلخبار من إعداد‪ :‬زليخة سالم‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫أعرب��ت فالي��ري آم��وس المس��ؤولة ع��ن‬ ‫العمليات اإلنس��انية في األمم المتحدة الخميس‬ ‫عن أس��فها ألن عمليات اإلس��عاف ال تزال عاجزة‬ ‫عن الوصول إلى مئات آالف المدنيين السوريين‬ ‫الذين تحاصرهم المعارك‪ ،‬مشيرة إلى أن فريق‬ ‫األمم المتحدة لم يتمك��ن بعد من الوصول إلى‬ ‫مخي��م اليرم��وك لالجئي��ن الفلس��طينيين في‬ ‫محيط دمشق‪.‬‬ ‫وقال��ت آم��وس ف��ي مؤتم��ر صحف��ي ف��ي‬ ‫نيوي��ورك ي��وم الخمي��س الماضي ح��ول عمل‬ ‫مكتبها في جميع أنحاء العالم خالل العام ‪2013‬‬ ‫وجهوده��ا المتوقعة للعام ‪ :2014‬أنها لم تلحظ‬ ‫أي تقدم في بعض المسائل اإلدارية مثل إصدار‬ ‫تأش��يرات للعاملين األجانب مؤكدة أن المشاكل‬ ‫الرئيس��ية تتمثل في الوصول إل��ى المجموعات‬ ‫المحاصرة‪ ،‬وحماية المدنيين‪ ،‬ونزع األسلحة من‬ ‫المدارس والمستشفيات‪.‬‬ ‫وأوضح��ت أن األمم المتح��دة لم تتمكن من‬ ‫إس��عاف المجموع��ات المحاص��رة قرب دمش��ق‬ ‫خصوص ًا في مخيم اليرموك منذ أشهر‪.‬‬ ‫وأش��ارت آم��وس إل��ى أن األم��م المتح��دة‬ ‫الحظت زيادة عدد قوافل المساعدات التي سمح‬ ‫لها بالتنقل في سوريا في تشرين الثاني‪ ،‬ولكن‬ ‫ه��ذا الع��دد انخفض ف��ي كانون األول بس��بب‬ ‫المشاكل األمنية‪.‬‬ ‫وأك��دت اعتزامها العودة إل��ى مجلس األمن‬ ‫نهاية الشهر الجاري لعرض الوضع عليه‪.‬‬ ‫وكانت آموس ق��د طلبت من الدول الخمس‬ ‫عش��رة في مجل��س األم��ن الدول��ي أن تمارس‬ ‫الضغ��ط عل��ى دمش��ق لك��ي تس��مح بوص��ول‬ ‫العاملي��ن اإلنس��انيين بحرية أكبر إلى الس��كان‬ ‫المدنيين‪.‬‬ ‫وحس��ب تقاري��ر األم��م المتح��دة ف��ان ‪2.5‬‬

‫مليون س��وري عالقون في مناطق ال تصل إليها‬ ‫الوكاالت اإلنس��انية بشكل واس��ع ألسباب أمنية‬ ‫وان ‪ 250‬ألف معزولين كلي ًا‪.‬‬ ‫و قال��ت آم��وس أن منظمة األم��م المتحدة‬ ‫تعمل وش��ركاؤها جنب��ا إلى جنب م��ع الحكومة‬ ‫الكويتية إلنجاح مؤتمر المانحين الثاني لسورية‬ ‫الذي تس��تضيفه دول��ة الكويت الش��هر الجاري‪،‬‬ ‫واألمي��ن الع��ام لألم��م المتح��دة بأن ك��ي مون‬ ‫س��يترأس ف��ي ‪ 15‬من الش��هر الجاري جلس��ات‬ ‫مؤتمر إعالن التبرعات للش��ؤون اإلنس��انية في‬ ‫س��ورية الذي تس��تضيفه الكويت‪ ،‬ونحن نعمل‬ ‫بج��د إلنجاح ه��ذا الح��دث‪ ،‬ونتواصل م��ع الدول‬ ‫األعضاء‪ ،‬وجميع ش��ركائنا الذين رفعوا مستوى‬ ‫التحدي في الع��ام ‪ 2013‬في محاولة للتأكد من‬ ‫أنن��ا س��نجمع الم��وارد الالزمة لس��ورية والدول‬ ‫المجاورة‪.‬‬ ‫وأش��ارت إل��ى أن بأن ك��ي م��ون أطلق في‬ ‫منتصف الش��هر الماضي نداء بخصوص األزمة‬ ‫اإلنس��انية في س��ورية والدول المجاورة‪ ،‬وقالت‬ ‫طلبن��ا ‪ 6.5‬مليارات دوالر لهذا العام وهو حوالي‬ ‫نصف النداء الشامل للعام ‪ 2014‬والمتمثل بنحو‬ ‫‪ 12.9‬مليار دوالر ليغطي احتياجات الماليين من‬ ‫الناس في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وقال��ت آم��وس أن الن��داء يهدف إل��ى تلبية‬ ‫الجهود اإلنس��انية الفورية داخل سورية نفسها‬ ‫وكذلك لتحقيق االستقرار في البلدان المحيطة‬ ‫به��ا بما في ذلك لبن��ان واألردن لذا نحن نتحدث‬ ‫عن مبالغ كبيرة من المال مطلوبة هنا‪ ،‬مش��يرة‬ ‫إلى أن مبلغ ‪ 1.5‬ملي��ار دوالر الذي تم طلبه في‬ ‫مؤتم��ر المانحين األول الذي عق��د بالكويت في‬ ‫العام الماض��ي‪ ،‬لم يتم تمويل غير نصفه حتى‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫وأوضح��ت أن في س��ورية وحده��ا نحو ‪9.3‬‬

‫ماليين شخص يحتاجون للمساعدات بينهم ‪2.3‬‬ ‫ملي��ون ف��روا من بالدهم كالجئين بش��كل‬ ‫رئيس��ي ف��ي البل��دان المج��اورة‪ ،‬وحوال��ي ‪6.5‬‬ ‫ماليي��ن مش��ردون داخلي��ا‪ ،‬وأن انهي��ار البني��ة‬ ‫التحتية واستهداف المدنيين وعسكرة المدارس‬ ‫والمستش��فيات التزال تش��كل «مخاوف كبيرة»‬ ‫في سورية‪.‬‬ ‫وج��ددت آم��وس تأكيده��ا عل��ى ض��رورة‬ ‫التوصل إلى حل سياس��ي في س��ورية‪ ،‬وقالت‪:‬‬ ‫كل ي��وم يم��ر يؤدي إلى مزيد م��ن التدهور في‬ ‫الوضع ونح��ن على الجانب اإلنس��اني ال يمكننا‬ ‫أن نفع��ل الكثير ونب��ذل قص��ارى جهدنا لدعم‬ ‫المتضرري��ن م��ن األحداث الدامي��ة‪ ،‬أن التمويل‬ ‫الذي نحتاجه لم يسبق له مثيل‪.‬‬ ‫وقال��ت‪ :‬س��يكون من الصع��ب على مجلس‬ ‫األم��ن اتخ��اذ ق��رارا بش��أن الوض��ع اإلنس��اني‬ ‫ف��ي س��ورية في ظل االنقس��ام بي��ن أعضائه‪،‬‬ ‫واألمر متروك ألعضائه ال��ـ‪ 15‬للنظر في البيان‬ ‫الرئاس��ي الذي وافقوا عليه في آب ‪ 2012‬بشأن‬ ‫ه��ذه القضية والوق��وف على م��ا إذا كان قد تم‬ ‫تنفيذه‪.‬‬ ‫وأك��دت آموس أن الع��ام ‪ 2013‬كان اختبارا‬ ‫حقيقي��ا للنظام اإلنس��اني العالم��ي‪ ،‬وأنه ليس‬ ‫هناك ما يش��ير إلى أن ‪ 2014‬س��يكون مختلفا‪،‬‬ ‫وأنه من الواضح أنه س��تكون هناك حاجة لألمم‬ ‫المتح��دة وش��ركائها أكث��ر من أي وق��ت مضى‪،‬‬ ‫الفت��ة إلى أن األم��م المتحدة أطلق��ت قبل أكثر‬ ‫م��ن أس��بوعين أكبر ن��داء تمويل بقيم��ة ‪12.9‬‬ ‫مليار دوالر تغطي ‪ 52‬مليونا من األشخاص في‬ ‫‪ 17‬بل��داً مع مس��اعدات منقذة للحي��اة في العام‬ ‫‪ ،2014‬ونصف هذا الن��داء تقريبا (‪ 6.5‬مليارات)‬ ‫س��يخصص لمس��اعدة المتضررين من األحداث‬ ‫المتفاقمة في سورية والدول المجاورة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬ ‫ت��ظ��اه��رة ألط��ف��ال ف��ي مخيم ال��ي��رم��وك ل��ف��ك الحصار‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫الناطق الإعالمي با�سم نب�ض العا�صمة حممد الأ�شمر‬ ‫يف قافلة ال�شهداء الإعالميني‬

‫تفاقم �أعداد عدميو اجلن�سية من‬ ‫الالجئني ال�سوريني‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫يض��اف إل��ى العديد من األكراد الس��وريين مم��ن يعرفون بالمكتومي��ن أو غير‬ ‫المسجلين سابقاً‪ ،‬األعداد المتزايدة من الالجئين الذين يفرون إلى الخارج وخاصة‬ ‫إلى إقليم كردستان العراق قبل أن يتمكنوا من الحصول على الجنسية‪ ،‬أو ألنه لم‬ ‫يكن لديهم الحق في طلبها نظراً لعدم تسجيلهم مطلق ًا لدى السلطات السورية‪.‬‬ ‫وحذرت المفوضية في تحقيق أجرته في إقليم كردس��تان العراق من أن أطفال‬ ‫عديم��ي الجنس��ية أو المكتومين س��يرثون الحالة عن ذويهم‪ ،‬حي��ث أعرب العديد‬ ‫م��ن الالجئين عن قلقه��م‪ ،‬إزاء الصعوبة المؤكدة في تس��جيل األطفال الذين قد‬ ‫يُرزق��ون بهم وهم يعيش��ون كالجئين‪ ،‬ولكي يتم تس��جيل مول��ود جديد تطلب‬ ‫جمي��ع دول المنطقة إثبات��ًا قانوني ًا للزواج وهو ما لم يتمكن الزوجان من الحصول‬ ‫عليه مطلقًا‪.‬‬ ‫وقال��ت أن هناك خطر ش��ديد للوضع المش��ابه النعدام الجنس��ية بين األطفال‬ ‫الالجئي��ن‪ ،‬وع��ادة ما تق��وم العائالت بالفرار م��ن العنف ومعهم موالي��د أو أطفال‬ ‫صغار للغاية دون أن يتمكنوا من تسجيلهم في سورية‪.‬‬ ‫ويُع��د تس��جيل المواليد حق ًا لكل األطف��ال بموجب القان��ون الدولي ويمكن أن‬ ‫يساعد توثيق نسب الطفل والبلد محل الميالد‪ ،‬وهما العامالن اللذان تستخدمهما‬ ‫الدول لمنح الجنسية للطفل عند الميالد‪ ،‬في منع حاالت انعدام الجنسية‪.‬‬ ‫ويوف��ر تس��جيل المواليد أيضًا إثبات ًا للعمر‪ ،‬وهو أم��ر ضروري لضمان الحصول‬ ‫على حماية الالجئين التي يُس��تهدف منها األطفال‪ ،‬الذين يتعرَّضون خالل النزوح‬ ‫الجماعي من س��ورية لخطر بالغ من االس��تغالل الجنس��ي والتجني��د في جماعات‬ ‫مس��لحة‪ ،‬وع��ن طريق توثي��ق روابط الطفل ببل��د األصل أو الجنس��ية‪ ،‬يمكن أن‬ ‫يس��اعد تس��جيل المواليد أيضًا في إرس��اء األس��اس لعودة آمن��ة وطوعية‪ ،‬عندما‬ ‫تسمح الظروف‪ ،‬أو إذا سمحت الظروف في سورية بذلك‪.‬‬ ‫يذكر أن مرس��وم صدر في عام ‪ 2011‬لألكراد المس��جلين العديمي الجنس��ية‪،‬‬ ‫الذين يُطلق عليهم أجانب بطلب الجنس��ية الس��ورية‪ ،‬ولكن ال تزال هناك عوائق‬ ‫وال ي��زال يُحظ��ر على من يُعرفون ب غير المس��جلين طل��ب المواطنة‪ ،‬إال أن من‬ ‫يحق لهم طلب الحصول على الجنسية يواجهون تحديات معينة‪.‬‬ ‫وأطلقت المفوضية مبادرات في ٍّ‬ ‫كل من مصر واألردن ولبنان‪ ،‬لمقابلة العائالت‬ ‫الالجئة‪ ،‬وتوعية الس��لطات المحلية‪ ،‬وتوضيح إجراءات التسجيل لجموع الالجئين‪،‬‬ ‫بهدف ضمان تس��جيل جميع األطفال الس��وريين الالجئين الذين يُولدون بالخارج‪،‬‬ ‫حيث تعمل أيضًا البلدان المضيفة في المنطقة مع المفوضية من أجل تطوير نهج‬ ‫مرن لتسجيل مواليد الالجئين الجدد في أراضيها‪.‬‬ ‫وتعمل المفوضية من أجل سد ثغرة بالغة األهمية‪ ،‬وإن لم تكن واضحة بدرجة‬ ‫كبيرة‪ ،‬في حماية هؤالء األطفال ووضع األساس لعودتهم النهائية إلى الديار‪ ،‬عن‬ ‫طريق سعيها لتسجيل جميع األطفال السوريين الالجئين‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫التح��ق الناط��ق باس��م تجمع ش��باب نب��ض العاصم��ة محمد األش��مر بقافلة ش��هداء‬ ‫اإلعالميين يوم األحد الماضي إثناء نقله للمعارك في مدينة عدرا بالغوطة الشرقية‪.‬‬ ‫ونعى التجمع الشهيد محمد األشمر ابن حي الميدان الدمشقي‪ ،‬الذي التحق بالثورة في‬ ‫بدايتها‪ ،‬والذي كان من مؤسسيه األوائل‪.‬‬

‫وجه��ت مجموعة من الش��باب في مخي��م اليرموك ن��دا ًء لكل‬ ‫إنسان يستطيع المساهمة بانقاذ الناس من الموت جوعاً‪ ،‬واحتوى‬ ‫النداء على مبادرة تطالب كل من يس��تطيع تقديم أي مبلغ مهما‬ ‫كان بسيطا لشراء ما يمكن من أجل إنقاذ حياة المحاصرين ممن‬ ‫تبقى من س��كان المخيم بعد حصار محكم مس��تمر لعدة أشهر‪.‬‬ ‫ويُذكر أن مخيم اليرموك تعرض في ديسمبر ‪ 2012‬إلى قصف‬ ‫ج��وي أدى بكثير من س��كانه إلى مغادرته قبل أن تش��تد عملية‬ ‫الحصار التي تمنع دخول أوخروج أي شخص أو مواد غذائية إليه‪.‬‬ ‫المب��ادرة التي أطلقها ش��باب محاصرون ف��ي مخيم اليرموك‬ ‫تأتي بعد وفاة العش��رات من الفلس��طينيين داخله نتيجة الجوع‬ ‫والمرض واالصابة بالجفاف مع غياب كامل لس��بل الحياة والبنية‬ ‫التحتية م��ن مياه وكهرباء‪ .‬أحد ش��باب مخيم اليرموك الناش��ط‬ ‫«عبد اهلل‪ .‬خ «أخبرنا بأن��ه «هناك الكثيرين ممن فقدوا حياتهم‬ ‫وهم يحاولون االتيان بأي طعام من منطقة يلدا وبقية المناطق‬ ‫المحيطة حيث يتم قنصهم عمدا»‪ ..‬وفي حاالت أخرى حين حاول‬ ‫البعض الخروج من المخيم عبر حاجز س��بينة «تم التعرض لهم‬ ‫قتال واعتقاال واعادة بعض النساء واألطفال إلى المخيم بمنعهم‬ ‫من الخروج «حسبما أفاد ناش��طون من داخل اليرموك المحاصر‬ ‫الذي��ن يعتقدون بأن ق��رار محاصرة المخيم مقصود اس��تمراره‬ ‫وع��دم االلتزام بأية مبادرة طرحت لجع��ل اليرموك منطقة آمنة‬ ‫ال وجود فيها للسالح‪.‬‬ ‫وكان��ت الس��لطة الفلس��طينية أوفدت ع��ددا من مس��ؤوليها‬ ‫للتف��اوض لفك الحصار عن المخيم وفتحه أمام س��كانه للعودة‬ ‫إلي��ه‪ ،‬ولكن كل تل��ك الجهود تم افش��الها رغم الت��زام عدد من‬ ‫الكتائب المس��لحة في داخ��ل المخيم للخروج منه‪ .‬ولم تش��ر م‬ ‫ت ف إل��ى الجه��ة التي عطلت المب��ادرة األخيرة ف��ي اواخر العام‬ ‫الماضي بالرغم م��ن تلميحها في احدى المرات إلى فصيل أحمد‬ ‫جبريل‪.‬‬ ‫وبعيدا عن التجاذبات السياس��ية يتح��دث المبادرون إلى حملة‬ ‫إنقاذ س��كان اليرموك من الموت جوعا يطال��ب هؤالء بتأمين ما‬ ‫يمك��ن من مس��اعدات النقاذ الن��اس وخصوصا األطف��ال الذين‬ ‫مات عدد كبير منهم بس��بب سوء التغذية والجفاف‪ .‬وقد انتشرت‬ ‫مؤخ��را عبر المواقع االلكترونية والصح��ف صور لجثث من ماتوا‬ ‫وقد بدا واضحا النزال الش��ديد وب��روز العظام على هؤالء الذين‬ ‫توفوا بدون أن يس��تجيب أحد لنداءات ف��ك الحصار عن المخيم‪.‬‬ ‫مؤسس��ة « بصم��ة» العامل��ة ف��ي المج��ال االغاث��ي إضافة إلى‬ ‫منظم��ات خيري��ة واغاثي��ة أخرى تش��كو م��ن قلة الم��وارد ومن‬ ‫الحص��ار المطب��ق الذي لم تلتف��ت إلى خطورت��ه منظمة الهالل‬ ‫والصليب األحمر الس��وري بش��كل جدي ولم تبادر وال مرة واحدة‬ ‫لتقديم أي ش��يء ينق��ذ حياة األطفال الذين فارق��وا الحياة رغم‬ ‫علم اله�لال األحمر بالحالة المزرية للمخيم الممنوع عليه بفعل‬ ‫حواجز النظام والقيادة العامة من إدخال حتى رغيف خبز‪.‬‬ ‫كل م��ا يتطلب��ه األم��ر وحس��ب الناش��ط عبد اهلل ه��و وقفة‬ ‫أخالقية بعيدا عن السياس��ة تنقذ حياة الناس التي يشاهد كيف‬ ‫تفارق الحياة بفع��ل التجويع ويضيف عبد اهلل على موقعه على‬ ‫الفيسبوك‪:‬‬ ‫«المطلوب وقفة اخالقية‪ ..‬هذا هو المطلوب بالدرجة االولى‪..‬‬ ‫المطل��وب وقفة عز م��ع مخيم الع��ز‪ ..‬المطلوب ش��عور حقيقي‬ ‫ببوج��ع الناس داخل المخيم بش��كل فعلي بعي��دا عن الكالم مع‬ ‫اهمية الكالم‪ .‬اليهمنا بمن تثق‪ ..‬واليهمنا لمن سترسل واليهمنا‬ ‫قيم��ة المبلغ يهمنا أن تكون راضيا عن ذاتك‪ ..‬وتجد الجواب حين‬ ‫يسئلك ابنك بعد عقد من الزمان ماذا فعلت لشعب يموت جوعاً‪..‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫مبادرة �أهلية لإنقاذ �أهايل خميم‬ ‫الريموك من اجلوع‬

‫‪3‬‬

‫املفو�ضية ال�سامية ل�ش�ؤون الالجئني‪� :‬ضرورة بذل جهود دولية هائلة‬ ‫لتقدمي الإغاثة ب�صورة خا�صة ملا يقرب من ‪ 1.2‬مليون طفل الجئ‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫أكدت المفوضية الس��امية لشؤون الالجئين‬ ‫ضرورة بذل جه��ود دولية هائلة لتقديم اإلغاثة‬ ‫بص��ورة خاصة لما يقرب م��ن ‪ 2 .1‬مليون طفل‬ ‫الجئ لضمان عدم تحولهم إلى جيل ضائع‪ ،‬بعد‬ ‫أن ارتف��ع عدد الالجئين الس��وريين المس��جلين‬ ‫إل��ى أكثر م��ن ‪ 3 .2‬ملي��ون ش��خص‪ ،‬وذلك مع‬ ‫تفكك العائالت على مدار عام ‪.2013‬‬ ‫وتوقعت المفوضي��ة في بيان صحفي تحت‬ ‫عن��وان نظرة على ع��ام ‪ 2013‬أنه بحلول نهاية‬ ‫عام ‪ ،2014‬سيكون ما يقدر بـ ‪ 4.1‬ماليين الجئ‬ ‫س��وري بحاجة إلى المس��اعدات‪ ،‬ويش��مل ذلك‬ ‫مليوني طفل‪.‬‬ ‫وقالت‪ :‬أن الش��رق األوس��ط اس��تضاف في‬ ‫بداي��ة الع��ام الماض��ي حوال��ي ‪ 500‬ألف الجئ‬ ‫س��وري مسجل‪ ،‬وبعد مرور عام ومع قرب انتهاء‬ ‫الس��نة الثالثة م��ن األح��داث في س��وريا‪ ،‬باتت‬ ‫عش��رات مخيمات الالجئين اآلن ظاهرة بوضوح‬ ‫حتى من الفضاء الخارجي‪.‬‬ ‫وأش��ارت المنظم��ة إل��ى أنها قام��ت بتوزيع‬ ‫م��ا يزيد ع��ن ‪ 196‬ألف خيم��ة و‪ 809‬ألف قطعة‬ ‫م��ن القم��اش البالس��تيكي العازل للمي��اه على‬ ‫الالجئي��ن المقيمي��ن داخل المخيم��ات والمواقع‬ ‫غير الرس��مية ما معدله أكثر م��ن ‪ 21‬كيلو متراً‬ ‫مربع�� ًا م��ن م��واد الم��أوى‪ ،‬وأُنش��ئت المدارس‬ ‫والمس��احات الصديقة لألطفال‪ ،‬ومرافق الدعم‬ ‫النفس��ي االجتماع��ي ف��ي المخيم��ات م��ن أجل‬ ‫المس��اعدة في تلبية احتياج��ات الالجئين الذين‬ ‫يواصلون تدفقهم إلى خارج سوريا‪ ،‬بمعدل يبلغ‬ ‫‪ 127‬ألف شخص في الشهر‪.‬‬ ‫وق��د قدم��ت وكاالت اإلغاث��ة الدع��م إل��ى‬ ‫المجتمع��ات التي تس��تضيف ‪ 80%‬من الالجئين‬ ‫الس��وريين؛ وهو األمر الذي يش��كل عبئ ًا هائ ً‬ ‫ال‬

‫عل��ى المراف��ق الصحي��ة المحلي��ة والم��دارس‬ ‫والمياه والصرف الصحي‪.‬‬ ‫وجاء في البيان أن حجم المأس��اة الس��ورية‬ ‫تطلب خالل العام الماضي المش��اركة المنسقة‬ ‫م��ن قِب��ل ‪ 147‬وكالة إغاثة‪ ،‬إل��ى جانب البلدان‬ ‫المضيف��ة الرئيس��ية‪ ،‬لبن��ان واألردن وتركي��ا‬ ‫والعراق ومصر‪ ،‬وعدد كبير من الجهات المانحة‪،‬‬ ‫إال أن��ه ت��م تموي��ل ‪ 68%‬فقط م��ن خطة األمم‬ ‫المتحدة لالستجابة لالجئين لعام ‪.2013‬‬ ‫ويعيش ف��ي أنحاء المنطق��ة اآلن ما يقرب‬ ‫م��ن ‪ 400‬ألف الجئ في مخيمات رس��مية‪ ،‬ولكن‬ ‫هن��اك نح��و مليون��ي ش��خص يقيم��ون خ��ارج‬ ‫المخيم��ات الرس��مية‪ ،‬وعاد ًة ما ترس��ل العائالت‬ ‫التي تنعدم لديها الم��وارد المالية أطفالهم إلى‬ ‫العم��ل من أج��ل ضمان البقاء عل��ى قيد الحياة‪،‬‬ ‫وف��ي ٍّ‬ ‫كل من األردن ولبنان‪ ،‬وج��دت المفوضية‬ ‫أطفا ً‬ ‫ال صغاراً تصل أعمارهم إلى س��بعة أعوام‬ ‫يعمل��ون لس��اعات طويلة لقاء أج��ر ضئيل‪ ،‬في‬ ‫بعض األحيان في ظروف يتعرضون فيها للخطر‬ ‫واالستغالل‪ ،‬وتشكل األسر الالجئة التي تعولها‬ ‫النساء ما يصل إلى ‪ 43%‬في بعض المخيمات‪.‬‬ ‫وم��ع ازدي��اد ن��زوح الالجئي��ن الس��وريين‪،‬‬ ‫تضاع��ف ع��دد المخيم��ات الرس��مية ف��ي أنحاء‬ ‫المنطق��ة ليص��ل من ‪ 19‬مخيمًا قب��ل عام واحد‬ ‫إل��ى ‪ 37‬مخيم�� ًا في الوقت الحاض��ر‪ ،‬ويوجد في‬ ‫تركي��ا حالي�� ًا ‪ 21‬مخيماً‪ ،‬فيما يوج��د في العراق‬ ‫‪ 12‬مخيم��اً وموقع�� ًا للعبور‪ ،‬ويوج��د في األردن‬ ‫حالي�� ًا ثالثة مخيم��ات وهناك موق��ع رابع بصدد‬ ‫اس��تضافة ما يص��ل إلى ‪ 100‬ألف ش��خص من‬ ‫القادمي��ن الجدد‪ ،‬ولبنان مع قدرته االس��تيعابية‬ ‫المحدودة يستضيف العدد األكبر من السوريين‬ ‫ف��ي المنطقة وذل��ك مع وصول الع��دد إلى أكثر‬

‫من ‪ 850‬ألف الجئ مسجل أو بانتظار التسجيل‪،‬‬ ‫وهم ال يعيش��ون في مخيمات بل ينتشرون في‬ ‫‪ 1.700‬موقع‪.‬‬ ‫ومن أج��ل ضمان تقدي��م الحماية المالئمة‬ ‫وتوفي��ر الوثائ��ق‪ ،‬ت��م توس��يع جهود تس��جيل‬ ‫الالجئي��ن خ�لال ع��ام ‪ ،2013‬حس��ب المنظمة‪،‬‬ ‫األمر ال��ذي قلل م��ن أوقات االنتظ��ار إلى بضع‬ ‫س��اعات‪ ،‬كما شُ��كلت ف��رق متنقلة للتس��جيل‬ ‫للوصول إلى الس��وريين غير المسجلين بصورة‬ ‫أفضل‪.‬‬ ‫ودائما حس��ب البيان‪ :‬فإن الوكاالت والجهات‬ ‫المانح��ة تدعو لتقدي��م دعم قوي قب��ل انعقاد‬ ‫المؤتم��ر الثان��ي ال��ذي تس��تضيفه الكويت من‬ ‫أج��ل تقدي��م التعه��دات بش��أن س��وريا في ‪15‬‬ ‫كان��ون الثاني‪ ،‬حيث تناش��د للحصول على ‪3 .2‬‬ ‫مليار دوالر لتنفيذ األنش��طة داخل سوريا‪ ،‬و‪4.2‬‬ ‫مليارات دوالر للتعامل مع احتياجات الالجئين‪.‬‬ ‫ووصلت المفوضية على مدار العام الماضي‬ ‫داخل س��وريا حس��ب زعمهم إلى أكث��ر من ‪3.2‬‬ ‫ماليين ش��خص في جميع المحافظات السورية‬ ‫البال��غ عددها ‪ 14‬محافظة‪ ،‬لتوفر ما يزيد عن ‪8‬‬ ‫ماليين مادة مختلفة من مواد اإلغاثة األساسية‪،‬‬ ‫من أجل تقدي��م المعونة لألش��خاص النازحين‬ ‫داخلياً‪،‬‬ ‫وهذا الشتاء‪ ،‬تقوم المفوضية بتنفيذ خطة‬ ‫يبلغ حجمه��ا ‪ 79‬مليون دوالر داخل س��وريا من‬ ‫أجل مساعدة ‪ 1.5‬مليون نازح داخلي ًا عن طريق‬ ‫توفير الل��وازم اإلغاثية مثل البطانيات الحرارية‬ ‫والف��رش والقم��اش الع��ازل للمياه‪ ،‬إل��ى جانب‬ ‫تجدي��د ‪ 89‬م��أوى جماعي��اً وتوزيع المس��اعدات‬ ‫النقدية على آالف العائالت األكثر ضعفًا‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬ ‫أطفال سوريون في مخيم أطمة لالجئين على الحدود التركية‬

‫مرا�سلون بال حدود‪ :‬تدين ب�شدة انتهاكات داع�ش‬ ‫للإعالميني يف العراق و�سوريا‬

‫ومبادئهم وتطلعاتهم لدع��م الحراك الثوري ورؤية‬ ‫مستقبل مزدهر في سوريا‪.‬‬ ‫دعم غير مشروط مقدّم من جمعية (سمارت)‬ ‫من ّ‬ ‫ش��قين‪ ،‬الش��ق األول هو عبارة ع��ن دعم مالي‬ ‫بقيمة ألف يورو ش��هريًا‪ ،‬بدأ م��ن كانون الثاني هذا‬ ‫الع��ام‪ ،‬وتدفع بش��كل منتظم‪ ،‬ويذهب ه��ذا المبلغ‬ ‫لتمويل الطباعة في دمش��ق والمنطق��ة الجنوبية‪،‬‬ ‫وكن��وع من االس��تكتاب للمحرري��ن المتفرغين في‬ ‫الجريدة‪ ،‬مع مالحظة بأنه تم الدعم في ش��هر تموز‬ ‫بخمس��مئة يورو إضافية لمرة واحدة‪ ،‬والش��ق اآلخر‬ ‫عبارة عن دعم لوجس��تي يتجس��د بطباعة الجريدة‬ ‫وتوزيعها في مناطق الشمال‪.‬‬ ‫وجمعية (س��مارت) هي جمعية ال ربحية مقرها‬ ‫فرنس��ا‪ ،‬أسس��ها مجموعة ش��باب س��وري فرنسي‪،‬‬ ‫هدفها دعم وسائل اإلعالم المستقلة في سوريا‪.‬‬ ‫مجم��وع الدع��م المقدم لس��وريتنا منذ تأسيس��ها‬ ‫لغاية اآلن هو ‪ 16.270‬يورو‪ ،‬صرفت على الشكل التالي‪:‬‬ ‫‪ 1000‬يورو ثمن جهاز كمبيوتر حديث مع معدات‬ ‫كاملة للعمل الفني‪.‬‬ ‫‪ 1500‬ي��ورو لتصميم الموقع‪ ،‬م��ن مصمم ويب‬ ‫متخصص خارج فريق الجريدة‪.‬‬ ‫‪ 2800‬يورو أجور برمجم��ة الموقع من مبرمجين‬ ‫خارج فريق الجريدة‪.‬‬ ‫‪ 2000‬ي��ورو أج��ور حجز دومين وس��يرفر للموقع‬

‫مع اشتراك لمدة س��نتين‪ ،‬باإلضافة لحسابات بريدية‬ ‫خاصة بالجريدة‪.‬‬ ‫‪ 1000‬يورو دفع��ت لمبرمج متخص��ص لمتابعة‬ ‫موقع الجريدة خالل الثمانية أش��هر الماضية‪ ،‬لتحميل‬ ‫األعداد‪.‬‬ ‫‪ 4000‬ي��ورو تكاليف طباعة لفترة خمس ش��هور‬ ‫لغاية الشهر حزيران الماضي بمعدل ‪ 800‬يورو شهرياً‬ ‫ألربع أعداد‪ ،‬كلفة طباع��ة وتوزيع الجريدة في مناطق‬ ‫دمش��ق وريفها والمنطق��ة الجنوبي��ة‪( .‬كل عدد ألف‬ ‫نسخة بكلفة ‪ 200‬يورو تقريباً)‪.‬‬ ‫‪ 3970‬ي��ورو وهو باقي المبل��غ‪ ،‬وزع على محرري‬ ‫الجري��دة المتفرغي��ن للعمل (والبالغ عددهم خمس��ة‬ ‫محررين) خالل سنة ونصف‪.‬‬ ‫م��ع اس��تمرار الث��ورة‪ ،‬وبع��د مض��ي أكثر من‬ ‫عامين على إصدار «س��وريتنا» بانتظام تام‪ .‬نسعى‬ ‫اليوم إلى النهوض بتجربتنا وتكريسها والعمل على‬ ‫تعميق الجانب اإلعالمي االحترافي فيها‪ ..‬حريصين‬ ‫في الدرجة األولى على الشفافية في عملنا‪.‬‬ ‫ف��ي نهاية هذا التقرير نقدم الش��كر واالمتنان‬ ‫ل��كل م��ن منظم��ة إنترني��وز‪ ،‬وجمعي��ة س��مارت‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة لمنت��دى رج��ال األعمال الس��وري ‪ ،‬على‬ ‫دعمه��م الكري��م لنا‪ ،‬ول��كل اإلعالم الس��وري الحر‬ ‫كمشاركة منهم في بناء دولة الحرية والديمقراطية‬ ‫التي نريدها جميعًا‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ف��ي هذا التقرير تحاول أن نكون ش��فافين في‬ ‫ما يخص دعم س��وريتنا المالي‪ ،‬وأن نضع بين أيدي‬ ‫الجمي��ع تقري��راً مالياً واضح��ًا وصريحاً في��ه كل ما‬ ‫وص��ل إلينا‪ ،‬وكي��ف تم التعامل مع��ه وما هي أوجه‬ ‫الصرف التي اتبعناها‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬ ‫ دع��م غي��ر مش��روط مق��دّم م��ن منظم��ة‬‫(إنترنيوز) أوروبا‪ ،‬باتف��اق موقع بقيمة ثمانية آالف‬ ‫يورو‪ ،‬لقاء تأسيس موقع إلكتروني متكامل‪ ،‬خاص‬ ‫ال مرك��زاً إعالميًا متكام ً‬ ‫بالجريدة‪ ،‬ليكون مس��تقب ً‬ ‫ال‬ ‫وليس فقط نس��خة الكترونية ع��ن الجريدة‪ .‬بهدف‬ ‫المساهمة في تحقيق أهداف الجرية من نشر ثقافة‬ ‫الديمقراطي��ة والتعددية والفكر المدني‪ ،‬ويس��هّل‬ ‫البحث ويقدم أرش��يفاً كام ً‬ ‫ال للجريدة‪ ،‬وكان االتفاق‬ ‫قد بدأ من شهر نيسان من العام ‪ 2012‬وقسّم على‬ ‫مراحل ثالث تم دفع المبلغ المتفق عليه خاللها‪.‬‬ ‫ومنظمة (إنترنيوز أوروبا) هي منظمة ال ربحية‬ ‫مقره��ا لن��دن‪ ،‬تعم��ل على تحس��ين الوص��ول إلى‬ ‫اإلعالم عبر العالم‪ ،‬وتقوم بذلك عبر تقوية وس��ائل‬ ‫اإلعالم المحلية بهدف حصول جميع المواطنين على‬ ‫حقوق متس��اوية وفهم المواضيع الحساس��ة‪ ،‬وهي‬ ‫رائ��دة في مجال اإلبداع ف��ي التقنيات الرقمية لدعم‬ ‫الشعوب الضعيفة والمتأثرة باألزمات عبر العالم‪.‬‬ ‫ دع��م غي��ر مش��روط مق��دّم م��ن (المنتدى‬‫الس��وري لرج��ال األعم��ال) بقيمة أل��ف دوالر (‪770‬‬ ‫يورو) لمرة واحدة دفعت في شباط عام ‪.2013‬‬ ‫و(المنت��دى الس��وري لرج��ال األعم��ال) هيئ��ة‬ ‫مستقلة غير ربحية تم تأسيسها في حزيران ‪2012‬‬ ‫وتضم مجموعة واس��عة من رجال وسيدات األعمال‬ ‫السوريين في داخل س��وريا وخارجها ممن اجتمعت‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫تقرير جريدة �سوريتنا املايل خالل عامني‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫عبّ��رت منظمة مراس��لون بال حدود ع��ن إدانتها‬ ‫الش��ديدة وقلقها لالنتهاكات الجس��يمة التي ترتكبها‬ ‫الجماع��ة الجهادي��ة المدع��وة الدولة اإلس�لامية في‬ ‫الع��راق والش��ام (داع��ش) في ح��ق وس��ائل اإلعالم‬ ‫والمهنيي��ن اإلعالميي��ن ف��ي الع��راق وف��ي األراضي‬ ‫السورية المحررة‪.‬‬ ‫وقال��ت المنظمة في بيان لها‪ :‬أن المنظمة تُعبّر‬ ‫عن ش��جبها الصارم لالعت��داءات المتزاي��دة التي بدأ‬ ‫تنظيم الدولة اإلس�لامية في العراق والشام يرتكبها‬ ‫في حق اإلعالميين في كل من العراق وسوريا‪ ،‬حيث‬ ‫أصبحت هذه الجماعة الجهادية‪ ،‬تسعى بشتى الطرق‬ ‫إلى السيطرة على نش��ر األخبار‪ ،‬وتستهدف بانتظام‬ ‫الصحفيين ووس��ائل اإلعالم التي ال تشاطرها نفس‬ ‫اإليديولوجي��ة‪ ،‬ومن أجل ذلك‪ ،‬فإنها تلجأ إلى التهديد‬ ‫واالختط��اف والتعذي��ب واالغتي��ال وكل ما من ش��أنه‬ ‫نشر الرعب في صفوف الصحفيين‪.‬‬ ‫واعتبرت المنظمة أن عملية جمع األخبار ونشرها‬ ‫أصبحت من أخطر المهن في سورية‪ ،‬كون الدور الذي‬ ‫تعلبه وس��ائل اإلعالم المحلية يبق��ى حيوياً في نقل‬ ‫ما يج��ري على المي��دان؛ فهي الوحي��دة القادرة على‬ ‫نق��ل مجريات األحداث في الب�لاد‪ ،‬لذلك فإن الهجمات‬ ‫التي تستهدف هذه المؤسسات اإلعالمية تُشكل بكل‬ ‫تأكيد جرائم حقيقية في حق حرية التعبير واإلعالم‪.‬‬ ‫وأش��ارت إل��ى البي��ان الذي نش��رته ع��دة مواقع‬ ‫جهادية بتاريخ ‪ 23‬كانون األول ‪ ،2013‬وتبنّت الدولة‬ ‫اإلس�لامية ف��ي العراق والش��ام في��ه الهج��وم الذي‬ ‫اس��تهدف ف��ي نف��س اليوم مق��ر القن��اة الفضائية ‪/‬‬

‫صالح الدين ‪ /‬في تكريت شمال العراق‪ ،‬والذي تسبب‬ ‫في مقتل خمسة موظفين‪ ،‬وقد أكد البيان بأن القناة‬ ‫كان��ت تُروّج معلوم��ات كاذبة وص��ورة مغلوطة عن‬ ‫المجتم��ع الس��ني‪ ،‬كما ذكر بالتفصي��ل الظروف التي‬ ‫ّ‬ ‫نُفذت فيها عملية الهجوم‪.‬‬ ‫وأوضح��ت أن داع��ش تق��وم في المناط��ق التي‬ ‫تسيطر عليها‪ ،‬بأعمال تتس��م بنفس مستوى العنف‬ ‫والقمع في حق الفاعلين اإلعالميين‪.‬‬ ‫وكانت منظمة مراسلون بال حدود‪ ،‬في تقريرها‬ ‫المُعَن��ون الصحافة في س��ورية‪ ،‬مهمة مس��تحيلة‪،‬‬ ‫الذي نش��رته بتاريخ ‪ 6‬تش��رين الثان��ي الماضي‪ ،‬قد‬ ‫ذك��رت ب��أن تنظي��م الدول��ة اإلس�لامية ف��ي العراق‬ ‫والش��ام قد تحول إلى واحد من أهم مكامن المخاطر‬ ‫التي تتهدد حرية الصحافة‬ ‫وج��اء ف��ي البي��ان أن ه��ذا التنظي��م ق��د يكون‬ ‫مس��ؤو ًال عن اغتيال عدد م��ن الصحفيين إضافة إلى‬ ‫منع نشر بعض المطبوعات التي تُعتبر كفرية حسب‬ ‫رأيه��م‪ ،‬ففي ‪ 24‬كانون األول من��ع مقاتلون من هذا‬ ‫التنظي��م توزيع مطبوعتي��ن في مدين��ة الرقة‪ ،‬هما‬ ‫صحيف��ة طلعنا عالحرية ومجل��ة الغربال وعمدوا إلى‬ ‫حرق النسخ المحجوزة‪.‬‬ ‫وق��ام تنظي��م الدول��ة بنه��ب وتخريب ع��دد من‬ ‫مقرات وس��ائل اإلع�لام‪ ،‬إضافة إل��ى اختطاف حوالي‬ ‫عش��رة صحفيين س��وريين وأجانب‪ ،‬وق��د زادت حدة‬ ‫هذه الممارس��ات بصورة مقلقة خالل األيام األخيرة‪،‬‬ ‫حيث تعرض ما ال يقل عن خمس مؤسس��ات إعالمية‬

‫لالعت��داءات؛ فف��ي ‪ 26‬كان��ون األول هاج��م أف��راد‬ ‫م��ن التنظي��م مق��ر قن��اة ش��دا الحري��ة المقربة من‬ ‫المعارض��ة‪ ،‬واختطف��وا خمس��ة من موظفيه��ا‪ ،‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫نُف��ذ هذا الهج��وم بعد بضع��ة أيام من نش��ر القناة‬ ‫لح��وار صحفي ل عدنان العرع��ور يتهم فيه التنظيم‬ ‫بالخيانة وارتكاب جرائم القتل‪.‬‬ ‫وف��ي مس��اء ‪ 27‬كان��ون األول هاج��م مقاتل��و‬ ‫التنظي��م المكتب المش��ترك لوكالة ش��هبا اإلخبارية‬ ‫وشبكة هنانو اإلخبارية الواقع في حي هنانو بمدينة‬ ‫حلب وبع��د نهب المق��ر وتخريبه‪ ،‬صادر المس��لحون‬ ‫معدات المؤسس��تين اإلعالميتين واختطفوا المراسل‬ ‫ال��ذي كان يعمل لهاتين المؤسس��تين من��ذ أكثر من‬ ‫س��نة وقد وقع هذا االعتداء عل��ى بعد أمتار قليلة من‬ ‫المق��ر العام للش��رطة الثوري��ة دون أن يُحرّك أفراد‬ ‫هذه األخيرة ساكنًا‪.‬‬ ‫وي��وم ‪ 28‬كان��ون األول هاجمت نف��س الجماعة‬ ‫مكات��ب مؤسس��تين إعالميتي��ن أُخريين‪ ،‬هم��ا إذاعة‬ ‫فري��ش أف أم‪ ،‬والمكت��ب اإلعالم��ي إلدارة مدين��ة‬ ‫كفرنب��ل وأثن��اء الهجوم‪ ،‬عمد المس��لحون مرة أخرى‬ ‫إلى نهب كامل المعدات التي توجد في هذه المكاتب‪،‬‬ ‫كما اختطفوا كذلك ستة مواطنين صحفيين‪ ،‬قبل أن‬ ‫تُطلق سراحهم في اليوم التالي‪.‬‬ ‫وقال��ت المنظمة ف��ي بيانها‪ :‬أصبح تنظي��م الدولة‬ ‫اإلس�لامية في العراق والش��ام على غرار جبهة النصرة‬ ‫مرش��حًا ه��و اآلخر لالنضم��ام إلى قائم��ة صائدي حرية‬ ‫اإلعالم التي تنشرها منظمة مراسلون بال حدود سنويًا‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫انطالق حملة التلقيح اجلوالة ملكافحة �شلل الأطفال يف �سوريا‬ ‫اندساسية ‪. .‬‬ ‫تحقيق ‪. .‬‬ ‫دندنات‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫تلقيح �أكرث من ‪ 2‬مليون طفل يف املناطق‬ ‫املحررة خالل �ستة �أيام‬

‫إعداد‪ :‬زليخة سالم‬

‫انطلقت يوم الخمي��س الماضي‪ ،‬حملة التلقيح‬ ‫الجوال��ة لمكافح��ة ش��لل األطفال في س��وريا‪ ،‬التي‬ ‫ينفذه��ا (فريق عم��ل مكافحة ش��لل األطفال) تحت‬ ‫ش��عار لننهي شلل األطفال في س��ورية‪ ،‬وتستهدف‬ ‫أكثر من ‪ 2‬مليون طفل ضمن المناطق المحررة‪ ،‬من‬ ‫خ�لال ‪ 6‬جوالت تلقي��ح‪ ،‬بمعدل جولة واحدة ش��هريًا‬ ‫تشمل جميع األطفال‪ ،‬وتكرر على مدى ستة أشهر‪.‬‬ ‫وتضم الفرق الجوال��ة ‪ 3580‬فريق‪ ،‬كل فريق‬ ‫مؤلف من ش��خصين‪ ،‬ومهمته تلقيح م��ا يقارب من‬ ‫‪ 125‬طفل يوميًا على مدى ستة أيام‪ ،‬في محافظات‬ ‫دير الزور‪ ،‬والحسكة‪ ،‬والرقة‪ ،‬وحلب‪ ،‬وادلب‪ ،‬وحماه‪،‬‬ ‫والالذقية‪ ،‬حيث س��تقوم الفرق بزيارة المنازل بكل‬ ‫أرجاء المناطق المحررة وتلقيح األطفال ضمنها‪.‬‬ ‫تق��وم بتنظي��م ه��ذه الحم�لات مجموعة عمل‬ ‫مكافح��ة وب��اء ش��لل األطف��ال‪ ،‬والت��ي تتأل��ف من‬ ‫المجال��س المحلي��ة‪ ،‬وع��دة منظمات طبية س��ورية‬ ‫وعربي��ة فاعل��ة في األراض��ي المحررة‪ ،‬بالتنس��يق‬ ‫م��ع الحكومة التركية‪ ،‬ووصل ع��دد المتطوعين في‬ ‫الحمل��ة إل��ى أكثر م��ن ‪ 8500‬متط��وع‪ ،‬بينهم ‪200‬‬ ‫طبي��ب‪ ،‬موزعي��ن عل��ى ‪ 83‬مركزاً ف��ي المحافظات‬ ‫المذكورة‪.‬‬ ‫وأُخُض��ع المتطوعون ف��ي الف��رق الجوالة إلى‬ ‫ع��دة دورات تدريبي��ة ج��رت ف��ي المحافظ��ات‪ ،‬كما‬ ‫أجريت دورات تدريبية للمشرفين في تركيا بإشراف‬ ‫مجموعة م��ن المنظم��ات الدولي��ة ووف��ق المعايير‬ ‫العالمية لحمالت التلقيح‪.‬‬ ‫حمالت اللقاح تقوم بها فقط الحكومات وتعتبر‬ ‫من األم��ور الس��يادية‪ ،‬وتحصل عل��ى اللقاحات من‬ ‫المنظمات الدولية المعنية‪ ،‬وهذه الحملة هي الحملة‬ ‫األول��ى للتلقيح في س��وريا الحرة‪ ،‬ول��ذا تعمل فرق‬ ‫الحملة على ترس��يخ الثقة بالتلقيح وبفريق العمل‪،‬‬ ‫ألن الس��يطرة عل��ى الوباء تحت��اج لتطعيم ‪ 95%‬من‬ ‫األطفال من عمر يوم إلى ‪ 5‬سنوات‪ ،‬وتسرب الطفل‬ ‫من التلقيح يمكن أن يؤدي به إلى الشلل أو الموت‪.‬‬ ‫اللق��اح عب��ارة عن نقطتي��ن في الف��م وتكرار‬ ‫اللق��اح للطف��ل ال يضر‪ ،‬ومص��در اللق��اح الحكومة‬ ‫التركي��ة بالتع��اون مع المنظم��ات الدولي��ة المعنية‬ ‫بالموضوع‪ ،‬وش��لل األطفال مرض شديد العدوى إال‬ ‫أن القض��اء عليه ممكن عبر حمل��ة التلقيح الجوالة‪،‬‬

‫وبجوالت متكررة واسعة النطاق‬ ‫ووجهت الحملة ندا ًء ألهالي المحافظات والمدن‬ ‫والقرى‪ ،‬لمس��اعدة ف��رق المتطوعين التي س��تزور‬ ‫البي��وت لتلقيح جميع األطفال من عمر يوم وحتى ما‬ ‫دون الخامسة‪ ،‬جاء فيه‪:‬‬ ‫أهالين��ا الكرام س��تبدأ الحمل��ة األولى من أصل‬ ‫ستِ حمالت تلقيح ضد وباء شلل األطفال‪ ،‬في سبع‬ ‫ّ‬ ‫محافظاتٍ محرّرة من بلدنا الغالي سورية‪ ،‬إليصال‬ ‫طفل في أخ��ذ اللقاح وإبعاد‬ ‫ح��قّ أكثر من مليونَي ٍ‬ ‫شبح شلل األطفال عنهم جميعًا‪.‬‬ ‫الحملة ستشمل أطفالكم جميعًا من عمر اليوم‬ ‫ٌ‬ ‫حمل��ة جوّالة‬ ‫وحت��ى عم��ر الخمس س��نوات‪ ،‬وه��ي‬ ‫س��تبذل قص��ارى جهده��ا ف��ي الوص��ول إليكم في‬ ‫بيوتك��م لتلقيح أوالدكم بنقطتي��ن في الفم فقط‪،‬‬ ‫علم��اً بأنّه ال ب��أس أبداً م��ن تكرار أخ��ذ اللقاح ألي‬ ‫طفل‪.‬‬ ‫نطالبك��م بالتع��اون مع أطباء ّ‬ ‫ومنف��ذي الحملة‬ ‫وتيسير أعمالهم بل والمبادرة إليهم لضمان وصول‬ ‫اللقاح ألوالدكم جميعاً‪ ،‬ساهموا بجهدكم وبوعيكم‬

‫بإنج��اح ه��ذه الحمل��ة الت��ي انتظرناه��ا ف��ي مدننا‬ ‫المحرّرة فأطفالنا هم مستقبلنا وهم أملنا‪.‬‬ ‫لننهي ش��لل األطفال في س��ورية شعار وهدف‬ ‫لفري��ق عم��ل مكافح��ة ش��لل األطفال ال��ذي يضم‬ ‫مجموع��ة من منظم��ات مدني��ة عاملة ف��ي المجال‬ ‫الطب��ي‪ ،‬وتم تش��كيله الحت��واء وباء ش��لل األطفال‬ ‫الذي ظهر مؤخراً في سورية بأسرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫ويتأل��ف الفري��ق م��ن وح��دة تنس��يق الدع��م‪،‬‬ ‫والجمعي��ة الطبية الس��ورية األميركية‪ ،‬ومؤسس��ة‬ ‫س��ورية الخيري��ة (خير)‪ ،‬وهيئة الش��ام اإلس�لامية‪،‬‬ ‫والرابط��ة الطبي��ة للس��وريين المغتربي��ن‪ ،‬واتحاد‬ ‫المنظم��ات الطبي��ة اإلغاثي��ة الس��ورية‪ ،‬والهيئ��ة‬ ‫العالمية ألطباء عبر القارات‪ ،‬والهالل األحمر التركي‪،‬‬ ‫والهيئ��ات والمكات��ب الطبي��ة للمجال��س المحلي��ة‬ ‫السورية في المناطق المحررة‪.‬‬ ‫واتف��ق الش��ركاء عل��ى أن الوباء يعتب��ر طارئة‬ ‫إنسانية تس��توجب تظافر الجهود من أجل السيطرة‬ ‫علي��ه بش��كل فع��ال خ�لال أقص��ر فت��رة ممكن��ة‪،‬‬ ‫وتلقيح األطفال في كل س��ورية‪ ،‬وتثقيف المجتمع‪،‬‬

‫تحقيق ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫وإصحاح البيئة‪ ،‬على أساس روح التكامل‪ ،‬والمهنية‪،‬‬ ‫والتفاني‪ ،‬والتضحية‪.‬‬ ‫وم��ن مه��ام الش��ركاء اإلع�لان ع��ن تش��كيل‬ ‫المجموع��ة ورؤيته��ا‪ ،‬ورس��التها‪ ،‬وقيمه��ا‪ ،‬ووض��ع‬ ‫الخطط التفصيلية وآليات وسياسات العمل للوصول‬ ‫إل��ى الرؤي��ة الموضوع��ة‪ ،‬ومراقبة تنفي��ذ الخطط‬ ‫ومتابعته��ا‪ ،‬وتقدي��م التقاري��ر الدوري��ة‪ ،‬وتأمي��ن‬ ‫إيص��ال اللق��اح بالش��كل المناس��ب والفع��ال ل��كل‬ ‫أطفال س��ورية‪ ،‬والتواصل م��ع الممولين والداعمين‬ ‫المحتملين من خارج الفريق‪ ،‬على أن يتحمل أعضاء‬ ‫الفري��ق كل عب��ر عالقاته توفير الم��وارد المطلوبة‬ ‫لالس��تجابة‪ ،‬والتواصل مع منظم��ة الصحة العالمية‬ ‫أو أي جه��ة أخ��رى معني��ة بهذا األمر م��ن خارج هذا‬ ‫الفري��ق‪ ،‬وتوفي��ر مس��تلزمات تنس��يق االس��تجابة‬ ‫األساسية (تجهيز غرفة عمليات مكافحة الوباء)‪.‬‬ ‫وعرّف��ت الحمل��ة م��رض ش��لل األطف��ال بأنه‬ ‫مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي‬ ‫وهو كفيل بإحداث الش��لل التام في غضون ساعات‬ ‫م��ن الزمن‪ ،‬ويدخل الفيروس جس��م اإلنس��ان عبر‬ ‫الفم ويتكاثر في األمع��اء‪ ،‬وتتم ّثل أعراض المرض‬ ‫األوّلية في الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتص ّلب‬ ‫الرقب��ة والش��عور بألم ف��ي األطراف‪ .‬وت��ؤدي حالة‬ ‫واحدة من أصل ‪ 200‬حالة عدوى بالمرض إلى شلل‬ ‫عض��ال (يصيب الس��اقين عادة)‪ ،‬ويالق��ي ما يتراوح‬ ‫بين ‪ 5%‬و‪ 10%‬من المصابين بالشلل حتفهم بسبب‬ ‫توقّف عضالتهم التنفسية عن أداء وظائفها‪.‬‬ ‫وأش��ارت إل��ى أن أكث��ر الفئات عرض��ة لمخاطر‬ ‫اإلصابة بالمرض هم األطفال دون س��ن الخامس��ة‬ ‫بالدرج��ة األول��ى‪ ،‬موضحة أنه ال يوجد عالج لش��لل‬ ‫األطفال‪ ،‬ولكن يمكن توقيه ليس إال‪ ،‬ولقاح الش��لل‬ ‫ال��ذي يعطى عل��ى دفعات متع��ددة يمك��ن أن يقي‬ ‫الطفل من شر المرض مدى الحياة‪.‬‬ ‫فيروس��ات ش��لل األطفال ‪ 3‬أنم��اط‪،3 - 2 - 1 :‬‬ ‫وكله��ا تس��بب الش��لل‪ ،‬وأكثره��ا تس��ببا في ش��لل‬ ‫األطف��ال الوبائ��ي ه��و نم��ط ‪ ،1‬وهو النم��ط الذي‬ ‫تس��بب بالوباء الحالي بسوريا (حتى ‪ 26‬كانون األول‬ ‫ت��م تأكي��د ‪ 11‬حالة بمختل��ف المحافظات الس��ورية‬ ‫خارج س��يطرة النظ��ام بمختبرات أوروبي��ة معتمدة‬ ‫لدى منظمة الصحة العالمية)‪.‬‬ ‫الفيروس ش��ديد االنتقال‪ ،‬وكل المخموجين به‬ ‫س��ينقلونه لألفراد المحيطين بهم الذين ال يملكون‬ ‫المناع��ة ضده بع��د‪ ،‬وخاصة في البيئ��ات الملوثة أو‬ ‫غير الصحية‪.‬‬ ‫تتأتى المناعة ضد الفيروس بعد التمنيع أو بعد‬ ‫حص��ول اإلنتان نفس��ه‪ ،‬وإن المناعة ضد نمط واحد‬

‫ال يحم��ي من األنم��اط األخرى‪ ،‬ويعتق��د أن المناعة‬ ‫الحاصلة بعد حصول اإلنتان الطبيعي‬ ‫هي مديدة طوال العمر‪ ،‬أو إعطاء لقاح فيروس‬ ‫شلل األطفال الفموي المضعّف الحي‪.‬‬ ‫حم�لات التلقي��ح الجوال��ة ستس��تخدم نوعي��ن‬ ‫من لقاح ش��لل األطفال الفم��وي المضعّف ‪ .1‬لقاح‬ ‫األطف��ال الفم��وي ثالث��ي التكافؤ ‪ .2‬لق��اح األطفال‬ ‫الفموي ثنائي التكافؤ‪.‬‬ ‫ويحتوي اللقاح ثالث��ي التكافؤ‪ ،‬على خليط من‬ ‫س�لاالت فيروس ش��لل األطف��ال الحي��ة المضعفة‬ ‫بأنواعه��ا الث�لاث ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ .3‬وهو آم��ن وفعال ويحفز‬ ‫على اكتساب مناعة دائمة ألنواع الفيروسات الثالثة‬ ‫المس��ببة للشلل‪ ،‬ويحفز الجس��م على إنتاج أجسام‬ ‫مض��ادة للفيروس بالدم ألنواع الفيروس��ات الثالثة‪،‬‬ ‫وهذه األجسام المضادة تمنع حدوث الشلل من خالل‬ ‫من��ع وصول في��روس ش��لل األطفال الب��ري للجهاز‬ ‫العصبي‪ ،‬كما أنه يحفز الجس��م على إنتاج استجابة‬ ‫مناعية مخاطية محلية في الغشاء المخاطي المبطن‬ ‫لألمعاء‪.‬‬ ‫ف��ي ح��ال دخ��ل الن��وع الب��ري م��ن الفي��روس‬ ‫لألمعاء‪ ،‬فإن األجس��ام المضادة بالغش��اء المخاطي‬ ‫لألمع��اء تح��د م��ن ق��درة الفي��روس عل��ى التكاثر‬ ‫بداخلها‪ ،‬وبالتالي تكبح من قدرته على االنتقال من‬ ‫ش��خص آلخر‪ ،‬وهذه اآللي��ة هي الت��ي تعتمد عليها‬ ‫حمالت التلقيح الجماعي‪.‬‬ ‫وأك��دت الحمل��ة أن اللقاح الفموي للش��لل آمن‬ ‫بكل المقاييس‪ ،‬وتتولى ضم��ان كفاءته ومأمونيته‬ ‫بش��كل حصري منظم��ة الصحة العالمي��ة حيث يتم‬ ‫ً‬ ‫جرعة‬ ‫استجالبه بواس��طة منظمة اليونيسيف‪ ،‬وإن‬ ‫واح��د ًة م��ن المصل الفم��وي ثالث��ي التكافؤ تعطي‬ ‫مناعة ضد األنماط الثالثة من الفيروس��ات بنس��بة‬ ‫ً‬ ‫مناعة‬ ‫‪ ،50%‬وثالث جرعات كفيلة بإكس��اب الجس��م‬ ‫ت��دوم طوي ً‬ ‫ال أو لمدى الحياة بي��ن أكثر من ‪ 95%‬من‬ ‫متلقي اللقاح‪.‬‬ ‫ويعتبر لقاح الش��لل الفموي في معظم البلدان‬ ‫ه��و اللق��اح المعتم��د س��وا ًء للتلقي��ح الروتين��ي أو‬ ‫الحم�لات التكميلية‪ ،‬وفي ح��ال كانت هناك أكثر من‬ ‫ً‬ ‫سارية‪ ،‬فإن‬ ‫نوع من أنواع فيروس��ات ش��لل األطفال‬ ‫اللقاح الفموي هو األنسب من ناحية وبائية وعملية‪،‬‬ ‫حيث أن المناعة تتطور لكل من األنواع الثالثة‪.‬‬ ‫ويتكون لق��اح ش��لل األطفال الفم��وي الثنائي‬ ‫التكاف��ؤ من س�لاالت حي��ة‪ ،‬موهن��ة (مضعفة) من‬ ‫في��روس ش��لل األطف��ال م��ن الن��وع ‪ 1‬والن��وع ‪،3‬‬ ‫ويس��تهدف في وقت واحد كال نوعي فيروس ش��لل‬

‫األطف��ال الب��ري (ن��وع ‪ 1‬ون��وع ‪ ،)3‬وباإلضاف��ة إلى‬ ‫المزايا التي يتش��ارك بها اللق��اح الثنائي من ميزات‬ ‫م��ع اللقاح الثالث��ي إال أنه أكثر فعالي��ة منه‪ ،‬ومفيد‬ ‫ف��ي المناطق التي يكون فيها الوصول لكل األطفال‬ ‫عس��يراً‪ ،‬حي��ث يتطل��ب خدمات لوجس��تية بس��يطة‬ ‫وإجراءات سالمة أقل‪،‬‬ ‫وتزي��د فعاليته عل��ى األقل بنح��و ‪ 30٪‬مقارنة‬ ‫بنظيره الثالثي التكافؤ‪.‬‬ ‫وتوص��ي الحمل��ة باس��تخدام اللق��اح الثنائ��ي‬ ‫التكاف��ؤ بأس��رع وق��ت ممكن عن��د حدوث فاش��يات‬ ‫الم��رض أو ضمن أنش��طة التلقي��ح التكميلية‪ ،‬وفي‬ ‫حال اس��تخدم بعد التمنيع واسع النطاق بلقاح شلل‬ ‫األطف��ال الفموي الثالث��ي التكافؤ فإن��ه يعطي أثراً‬ ‫مناعياً داعمًا‪.‬‬ ‫وأظه��ر تقري��ر وح��دة تنس��يق الدع��م أن عدد‬ ‫حاالت الش��لل الرخو الحاد وص��ل حتى تاريخ ‪ 28‬من‬ ‫ش��هر كان��ون األول الماض��ي ‪ 72‬حالة منه��ا ‪ 55‬في‬ ‫دير الزور‪ ،‬و‪ 4‬ف��ي حلب‪ ،‬و‪ 9‬في إدلب‪ ،‬و‪ 2‬في حماه‪،‬‬ ‫وواحد في الرقة‪ ،‬وواحد في الحسكة‪.‬‬ ‫ووص��ل ع��دد ح��االت الش��لل البري ف��ي نفس‬ ‫الفت��رة إلى ‪ 11‬حالة منه��ا‪ 10 ،‬في دير الزور‪ ،‬وواحد‬ ‫في ادلب‪ .‬ولم تسجل أي وفاة في الحالتين‪.‬‬ ‫وتح��ت عن��وان ش��لل األطف��ال يخط��ف طف� ً‬ ‫لا‬ ‫س��ورياً كل ي��وم‪ ،‬أص��در االئت�لاف الوطن��ي لقوى‬ ‫الثورة الس��ورية تقري��راً‪ ،‬عن المرض الذي انتش��ر‬ ‫في س��ورية نتيجة الحصار وغي��اب اللقاحات والمياه‬ ‫الملوثة‪ ،‬وانتش��ار األوساخ‪ ،‬بعد أن خلت سورية منه‬ ‫لسنوات طويلة‪.‬‬ ‫واس��تعرض التقري��ر أس��باب انتش��ار المرض‪،‬‬ ‫وكيفي��ة الكش��ف عنه ف��ي محافظة دير ال��زور أوال‬ ‫لتظه��ر إصابات في مناطق أخ��رى‪ ،‬والبيئة المالئمة‬ ‫لع��ودة ظهوره‪ ،‬والحص��ار‪ ،‬وانع��دام اللقاحات‪ ،‬الذي‬ ‫كان السبب األهم في خلق المناخ المالئم للمرض‪.‬‬ ‫وأك��د االئتالف ف��ي تقري��ره أن منظمة الصحة‬ ‫العالمي��ة‪ ،‬ومنظم��ة األم��م المتح��دة للطفول��ة‬ ‫(اليونيس��يف) لم تقدما حت��ى اآلن اللقاحات الالزمة‬ ‫ضد ش��لل األطف��ال لوحدة تنس��يق الدع��م التابعة‬ ‫لالئت�لاف وللمكات��ب الطبي��ة التابعة للث��وار‪ ،‬وذلك‬ ‫بس��بب ع��دم قدرته��ا عل��ى االعت��راف ب��أي جس��م‬ ‫معارض في جميع بلدان العالم‪.‬‬ ‫وأورد التقري��ر بع��ض الح��االت المرضي��ة‪،‬‬ ‫والظ��روف المحيط��ة به��ا والمس��ببة للم��رض‪،‬‬ ‫واألعراض التي ظهرت عل��ى األطفال‪ ،‬وأراء ذويهم‬ ‫حول الموضوع‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫تحقيق ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫‪ 2013‬الكيماوي يخطف الأ�ضواء‪..‬‬ ‫والدم �أ�صبح اعتياد ًا‪ ،‬والثورة م�ستمرة و�إن بهتت‬ ‫عامر محمد ‪ -‬دمشق‬ ‫أجمعت وس��ائل اإلع�لام العربي��ة والدولية منها‬ ‫عل��ى أن الع��ام ال��ذي ودعناه ه��و األكث��ر دموية في‬ ‫س��وريا‪ ،‬ومهما حاولت مؤسس��ات أم جهات وحكومات‬ ‫أن تنق��ل بنوايا صادق��ة حجم المأس��اة‪ ،‬فإنها عاجزة‬ ‫عن س��رد آالف التفاصيل التي عاش��ها السوريين في‬ ‫الداخل خالل ع��ام تعمقت فيه��ا اآلالم وابتعدت فيها‬ ‫أصغ��ر األحالم عن التحقق‪ ،‬عام الم��وت جوعًا وغرقًا‬ ‫وبرداً وقصفاً وحصاراً‪ ،‬ش��هد تطورت سياسية غيرت‬ ‫في تاريخ الثورة والشعب‪ ،‬وستبقى تداعياتها ألعوام‬ ‫قادم��ة‪ ،‬في ه��ذه المادة تح��اول س��وريتنا أن تتوقف‬ ‫س��ريعاً على أبرز المواقف السياسية العلنية التي مر‬ ‫بها العالم ومرت بها سوريا‪.‬‬

‫كانون الثاين‬ ‫بدأ كانون الثاني ‪ 2013‬بانفجار س��يارة مفخخة‬ ‫في مخي��م اليرموك بالعاصمة دمش��ق‪ ،‬المخيم كان‬ ‫ق��د دخل على خ��ط المواجهات قبل أس��ابيع من ذلك‬ ‫فقط‪ ،‬في الثالث عش��ر من ذات الشهر النظام قصف‬ ‫كلي��ة الهندس��ة المعلوماتية بجامعة حل��ب‪ ،‬بعد أيام‬ ‫من إعالن األس��د لما وصفه بالمبادرة السياسية لحل‬ ‫"األزم��ة"‪ ،‬الس��يارات المفخخ��ة ظهرت ف��ي أدلب في‬ ‫منتصف الش��هر‪ ،‬وس��ويت قضية الرهائن اإليرانيين‬ ‫ال��ـ‪ 48‬ضم��ن صفقة كان��ت األول��ى من نوعه��ا بين‬ ‫النظ��ام والمعارض��ة‪ ،‬قبل أن يرتك��ب النظام مجزرة‬ ‫عنون��ت الش��هر األول م��ن ‪ 2013‬ف��ي حم��ص راح‬ ‫ضحيتها ‪ 106‬أش��خاص‪ ،‬فيما عرفت الس��لمية بحماة‬ ‫وح��ي تش��رين بدمش��ق س��يارات مفخخ��ة‪ ،‬وقصف‬ ‫إس��رائيل مرك��ز بح��ث علمي عس��كري ف��ي جمرايا‬ ‫بريف دمش��ق‪ ،‬واختتم الش��هر بإعالن معاذ الخطيب‬ ‫قبول��ه الجلوس مع ممثلي النظ��ام تحضيرا للمرحلة‬ ‫االنتقالية والمجلس الوطني الس��وري يقول أن هذه‬ ‫التصريحات ال تعبّر عن رأيه‪.‬‬

‫�شباط‬ ‫م��ع بداي��ة ش��باط أعل��ن خال��د مش��عل رئيس‬ ‫حركة حماس أن ما تش��هده س��وريا هو "ربيع" وليس‬ ‫"مؤامرة" بعد أن كان غادر دمش��ق قبل أشهر‪ ،‬وعلى‬ ‫تفجي��ر انتحاري اس��تهدف مق��را امني��ا بمدينة تدمر‬ ‫االثرية بس��وريا‪ ،‬تم تنصيب اليازجي بطريركا للروم‬ ‫األرثوذكس في كنيس��ة الصليب بدمشق في العشر‬ ‫من��ه‪ ،‬في الي��وم التال��ي س��جل أول انفجار بس��يارة‬ ‫مفخخة على الحدود التركية مع سوريا في ذات اليوم‬ ‫انش��ق جهاد مقدسي المتحدث السابق باسم خارجية‬ ‫النظ��ام‪ ،‬واتهمه األخير بأنه س��ارق‪ ،‬العاصمة عرفت‬ ‫تفجيرات متزامنة ذهب ضحيتها مدنيون‪.‬‬

‫�آذار‬ ‫بدأ الش��هر من الرقة مع سيارة مفخخة انفجرت‬ ‫فيه��ا‪ ،‬في جنوب البالد ظهرت قضية احتجاز س��يارات‬ ‫لألم��م المتحدة ق��رب الج��والن المحت��ل وانتهت في‬ ‫التاس��ع منه عبر تس��ليم عناصر اإلندوف إلى األردن‪،‬‬ ‫العاصمة ش��هدت أربعة تفجيرات في حي باب شرقي‬ ‫في دمش��ق‪ ،‬فيما أطلق اإلبراهيمي المبعوث الدولي‬ ‫والعرب��ي إل��ى س��وريا التحذي��ر األول من أن س��وريا‬ ‫س��تصبح أس��وأ من الصومال‪ ،‬االقتت��ال بين الجيش‬

‫حزيران‬

‫الس��وري الحر وح��زب اهلل تصاعد في الس��يدة زينب‬ ‫بدمش��ق‪ ،‬فيما تحدث النظام عن استخدام المعارضة‬ ‫ألس��لحة كيماوية في خان العسل بحلب‪ ،‬وفي الحادي‬ ‫والعش��رين منه قت��ل الش��يخ محمد س��عيد رمضان‬ ‫البوط��ي في تفجي��ر في جامع اإليمان بدمش��ق‪ ،‬بعد‬ ‫أيام خس��ر النظام مقعده في الجامعة العربية لصالح‬ ‫االئتالف‪ ،‬ثم اس��تقال أحمد معاذ الخطيب من رئاس��ة‬ ‫االئتالف‪ ،‬وش��هد آذار أول حالة ع��دم اعتراف من قبل‬ ‫الجيش الس��وري الحر لقوى سياس��ية معارضة حين‬ ‫رف��ض االعت��راف برئي��س الحكومة المؤقتة غس��ان‬ ‫هيتو‪ ،‬بع��د أيام أعل��ن الجيش الس��وري الحر إصابة‬ ‫رياض األس��عد في محاولة اغتي��ال بدير الزور‪ ،‬وقبل‬ ‫نهاية الشهر القمة العربية في قطر تؤكد أن من حق‬ ‫كل دولة تقديم الوس��ائل العس��كرية لدعم الجيش‬ ‫الح��ر والخطي��ب يعل��ن م��ن منبره��ا أن المعارض��ة‬ ‫الس��ورية ترح��ب بأي حل سياس��ي يس��اهم في حل‬ ‫األزمة‬

‫دخل النظ��ام القصير في بداي��ة حزيران وأعلن‬ ‫"تطهيرها" بشكل كامل‪ ،‬الخسارة الثقيلة للمعارضة‬ ‫طبع��ت بقي��ة الع��ام فيما أعل��ن االئت�لاف أن "الثورة‬ ‫مس��تمرّة"‪ ،‬وتبادلت كتائ��ب وألوية الث��وار االتهامات‬ ‫بش��أن القصير‪ ،‬منذ هذا الشهر س��جل األسد ظهوراً‬ ‫إعالمي��ًا غير مس��بوق وق��ال أنه رفض عرض��ا بـ‪21‬‬ ‫ملي��ار دوالر من البن��ك الدولي إلعادة إعمار س��وريا‪،‬‬ ‫عادت التفجيرات للعاصمة في ساحة المرجة تفجيران‬ ‫متزامن��ان‪ ،‬فيم��ا أعل��ن البي��ت األبي��ض أن النظ��ام‬ ‫اس��تخدام الس�لاح الكيميائ��ي‪ ،‬ردت موس��كو بأنه��ا‬ ‫لن تس��مح بف��رض منطقة حظر جوي فوق س��وريا‪،‬‬ ‫وعق��دت قمة دول الثماني التي أكدت على ما اس��مته‬ ‫الح��ل السياس��ي‪ ،‬بع��د أيام أمي��ر قطر يبلغ األس��رة‬ ‫الحاكم��ة بق��راره تس��ليم الحكم لولي عه��ده تميم‪،‬‬ ‫وختم الشهر بانفجار في باب توما‪.‬‬

‫ني�سان‬

‫متوز‬

‫بدء نيسان بإعالن المجلس العسكري في دمشق‬ ‫استهداف موكب وزير الدفاع السوري‪ ،‬ثم بتفجير في‬ ‫الش��هبندر في العاصمة‪ ،‬في التاس��ع من نيسان ظهر‬ ‫تنظيم الدولة اإلس�لامية في العراق والشام علنًا في‬ ‫سوريا بإعالنه أن جبهة النصرة بسوريا هي امتداد له‬ ‫ويؤكد أن هدفها إقامة دولة إس�لامية‪ ،‬جبهة النصرة‬ ‫بايعت الظواهري وتقول أن دولة االس�لام في الشام‬ ‫تبن��ى بس��واعد الجمي��ع‪ ،‬الثاني والعش��رين منه فتح‬ ‫مل��ف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم بعد‬ ‫اختطافهما في حلب‪ ،‬في ذات ليوم انتخب جورج صبرا‬ ‫رئيس��ا مؤقتا لالئتالف الوطني السوري بعد استقالة‬ ‫الخطيب‪ ،‬مع صمت دمشق أعلنت اسرائيل أنها نفذت‬ ‫غارة على الالذقية لمنع وصول أسلحة متطورة لحزب‬ ‫اهلل‪ ،‬أي��ام بعد ذلك ويلوّح وزي��ر الخارجية األمريكي‬ ‫جون كي��ري بفرض منطق��ة حظر جوي بح��ال تأكد‬ ‫إس��تعمال السالح الكيميائي في س��وريا‪ ،‬في دمشق‬ ‫كان رئيس الوزراء وائ��ل الحلقي ينجو محالة اغتيال‬ ‫في حي المزة‪ ،‬فيما أعلن بوتين واوباما االتفاق خالل‬ ‫مكالمة هاتفية على ايجاد تسوية لألزمة السورية‬

‫أمر األسد بتغيير القيادة القطرية لحزبه الحاكم‪،‬‬ ‫فيما استقال غس��ان هيتو رئيس الحكومة االنتقالية‬ ‫لالئت�لاف الوطن��ي‪ ،‬وع��رف ه��ذا الش��هر أول عملية‬ ‫اغتي��ال تنفذها جبه��ة النصرة لعض��و بالقيادة العليا‬ ‫لهيئ��ة أركان الجي��ش الحر‪ ،‬توترت الحدود الس��ورية‬ ‫التركية بإط�لاق نار متبادل‪ ،‬فيما س��قط المزيد من‬ ‫المدنيي��ن ف��ي انفجار بجرمانا في ريف دمش��ق‪ ،‬في‬ ‫التاس��ع والعش��رين من تموز اختطف االب باولو ديلو‬ ‫في الرقة‪ ،‬وعاد الكيماوي للتداول بعد أن أعلنت األمم‬ ‫المتح��دة عن زيارة قريبة لمفتش��ي الكيميائي إلى ‪3‬‬ ‫مواقع في سوريا‪.‬‬

‫�أيار‬ ‫في الرابع منه ش��نت اس��رائيل مجدداً غارة على‬ ‫الراض��ي الس��ورية‪ ،‬أعلن��ت عنها واش��نطن وصمتت‬ ‫دمشق‪ ،‬التوتر العس��كري مع اسرائيل تبعه بعد أيام‬ ‫في الس��ابع من أيار اتفاق واش��نطن وموس��كو على‬ ‫عق��د مؤتم��ر دولي بش��أن األزم��ة في س��وريا عرف‬ ‫بجني��ف ‪ ،2‬النظام رحب باالتف��اق واالئتالف الوطني‬ ‫الس��وري يقول أن أي ّ‬ ‫حل سياس��ي يبدأ برحيل األسد‬ ‫الذي كان يحض��ر لمعركة القصير بريف حمص‪ ،‬في‬ ‫الحادي عش��ر منه بدء القصف الج��وي على القصير‪،‬‬ ‫بع��د ثمانية أيام م��ن القصف دخل النظ��ام مع حزب‬ ‫اهلل براً إليها وس��جل أن ذاك إعالن رس��مي هو األول‬ ‫من نوه لحس��ن نصر اهلل عن مشاركة في القتال إلى‬ ‫جانب النظام‪ ،‬أثناء المعركة دعا معاذ الخطيب األس��د‬ ‫لقب��ول االنتقال الس��لمي للس��لطة خ�لال ‪ 20‬يوماً‪،‬‬ ‫وتوال��ت مه نعاي��ة الش��ر التصريحات ح��ول المؤتمر‬ ‫الدولي بضغط روسي كبير على المعارضة‪.‬‬

‫�آب‬ ‫ب��دء آب باس��تهداف ل��واء تحرير الش��ام لموكب‬ ‫األس��د خالل توجه��ه ألداء صالة العي��د واألخير يظهر‬ ‫بع��د دقائق خ�لال أدائه الص�لاة‪ ،‬كما أعل��ن المرصد‬ ‫السوري أن الدولة االسالمية في العراق والشام قتلت‬ ‫األب باولو‪ ،‬ووزارة الخارجية االيطالية نفت ذلك‪ ،‬هدئ‬ ‫الش��هر وخف الحدث حتى الحادي والعش��رين من آب‪،‬‬ ‫الغوطة الشرقية تستفيق على أكبر المجازر بالسالح‬ ‫الكيم��اوي حيث قض��ى المئات من األطفال والنس��اء‪،‬‬ ‫وتس��ارع الحدث‪ ،‬في اليوم الثاني مجلس األمن أعرب‬ ‫عن قلقه من استخدام السالح الكيميائي‪ ،‬وفي الرابع‬ ‫والعشرين منه لوحت الدول الغربية بضربة عسكرية‬ ‫ممكن��ة على س��وريا ووزير إع�لام النظ��ام يقول أن‬ ‫ضرب س��وريا ليس نزه��ة ألحد تح��ت أيّ ظرف‪ ،‬ثم‬ ‫أعل��ن النظام أن��ه عثرت على م��واد كيميائية بأنفاق‬ ‫في جوبر‪ ،‬موس��كو تلقفت الخبر وتبنت��ه دوليًا‪ ،‬وزير‬ ‫الدف��اع األميركي قال ف��ي الخامس والعش��رين منه‬ ‫أن الجي��ش األميركي جاهز لتنفي��ذ كل الخيارات في‬ ‫سوريا‪ ،‬وإيران تحذر أميركا من "عواقب وخيمة" بحال‬ ‫تج��اوزت الخطوط الحمر في س��وريا‪ ،‬وس��جل اغتيال‬ ‫محافظ حماة بتفجير بح��ي الجراجمة وجبهة النصرة‬ ‫تتبن��ى العملية‪ ،‬في الس��ادس والعش��رين منه وزير‬ ‫الدف��اع األميركي يقول أن أي عم��ل من جانب أميركا‬ ‫إزاء سوريا سيتم بالتنسيق مع المجتمع الدولي ووزير‬ ‫الخارجية التركي يقول أن بالده ستنضمّ ألي تحالف‬

‫احدى صورالعام عن وكالة رويترز | حلب | ‪2013‬‬

‫تحقيق ‪. .‬‬

‫�أيلول‬

‫ت�شرين الأول‬ ‫في تش��رين األول بدء النظم يس��وق لما وصفه‬ ‫بالنص��ر‪ ،‬األس��د ه��دد تركي��ا لدعمه��ا للمعراض��ة‬ ‫الس��رية في بداية الش��هر في الوقت الذي كانت فيه‬ ‫األم��م المتحدة تقول أن خبراء الكيميائي في س��وريا‬ ‫دمروا رؤوس صواريخ وقناب��ل‪ ،‬ومدير منظمة حظر‬ ‫الكيميائ��ي يقول أن دمش��ق كانت متعاونة وس��لمت‬ ‫خرائط مواقع تراس��نتها‪ ،‬الشهر س��جل انفجاران في‬ ‫دمشق يس��تهدفان التلفزيون الس��وري ووكالة سانا‬ ‫وج��ورج صب��را يق��ول أن المجلس الوطني الس��وري‬

‫اس��تمر تق��دم النظام ه��ذه المرة في الس��فيرة‬ ‫بحل��ب فاتحاً الطريق لجيش��ه‪ ،‬العرب دعوا المعارضة‬ ‫إلى االس��تجابة لجنيف اثن��ان‪ ،‬وزعيم تنظيم القاعدة‬ ‫الظواه��ري يأمر بإلغاء الدولة اإلس�لامية في العراق‬ ‫والش��ام ف��ي س��وريا‪ ،‬فيم��ا يقرراالئت�لاف الوطن��ي‬ ‫الس��وري تش��كيل حكومة بقي��ادة احم��د طعمة‪ ،‬في‬ ‫جلس��ة ش��هدت عراك باأليدي بين أعض��اء باالئتالف‬ ‫خ�لال اجتم��اع اس��طنبول‪ ،‬ف��ي األثن��اء ب��دات نتائج‬ ‫معرك��ة القلمون النظ��ام احكم الس��يطرة على بلدة‬ ‫ق��ارة بري��ف دمش��ق ردت المعارضة بإع�لان اندماج‬ ‫‪ 6‬م��ن اكبر الفصائل المقاتلة بس��وريا ف��ي "الجبهة‬ ‫االس�لامية"‪ ،‬فيما حدد العالم ي��وم ‪ 22‬كانون الثاني‬ ‫موع��دا لمؤتمر جني��ف ‪ 2‬حول س��وريا‪ ،‬واحمد الجربا‬ ‫يشترط خروج الحرس الثوري اإليراني وحزب اهلل من‬ ‫س��وريا لحضور جنيف‪ ،2‬بعد ذلك بأيام النظام يحكم‬ ‫س��يطرته بالكامل على دير عطية ف��ي القلمون في‬ ‫استمرار لمعركة القلمون‪.‬‬

‫كانون الأول‬ ‫عادت معلوال لواجهة األحداث‪ ،‬عدة فصائل تعلن‬ ‫تحريرها‪ ،‬ثم يس��جل اختطاف رئيس��ة دي��ر مارتقال‬ ‫م��ع وع��ددًا م��ن الراهب��ات اللبناني��ات والس��وريات‪،‬‬ ‫النظ��ام يرفع من لغته ويعلن وزي��ر إعالم النظام أن‬ ‫األسد س��يبقى رئيسًا لسوريا خالل الفترة االنتقالية‪،‬‬ ‫والنظام ينهي معركة القلمون بسيطرته على مدينة‬ ‫النب��ك بريف دمش��ق‪ ،‬في الش��مال يتطور المش��هد‬ ‫بش��كل دراماتيك��ي‪ ،‬الجبهة اإلس�لامية حديثة العهد‬ ‫تس��تولي على مخازن أركان الجيش الحر‪ ،‬وواشنطن‬ ‫توقف مساعداتها غير الفتاكة للمعارضة السورية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ف��ي بداية ايل��ول كانت باريس تس��تعد مع فجر‬ ‫الي��وم األول لتوجي��ه الضرب��ة العس��كرية للنظ��ام‪،‬‬ ‫البي��ت األبي��ض طلب رس��ميًا م��ن الكونغ��رس دعم‬ ‫ضربات عس��كرية ضد س��وريا‪ ،‬وقال األسد يقول أن‬ ‫س��وريا ق��ادرة على مواجه��ة اي ع��دوان خارجي كما‬ ‫تواج��ه العدوان الداخلي‪ ،‬فيما دعا احمد الجربا رئيس‬ ‫االئتالف الجامعة العربية لدعم ضربة عس��كرية ضد‬ ‫النظ��ام الس��وري ووزراء الخارجي��ة الع��رب يحمّلون‬ ‫حكومة سوريا مسؤولية استخدام السالح الكيميائي‪،‬‬ ‫ثم صام العالم من اجل الس�لام في سوريا إثر دعوة‬ ‫الباب��ا في الس��ابع م��ن أيلول‪ ،‬ف��ي الثالث م��ن أيلول‬ ‫أجرت إس��رائيل إختبارا مش��تركا مع الواليات المتحدة‬ ‫إلط�لاق الصواريخ من المتوس��ط باتجاه الش��واطئ‬ ‫السورية تصدت لها البحرية الروسية‪ ،‬وزير الخارجية‬ ‫األمريك��ي جون كيري تحدّث ع��ن أدلة لديه أن نظام‬ ‫األس��د أعط��ى توجيهات بتنفي��ذ الهج��وم الكيميائي‬ ‫ووزي��ر الدف��اع األمريكي ق��ال أنه يدعم ق��رار أوباما‬ ‫بالتدخ��ل عس��كريا بس��وريا بش��كل مح��دود ووفق‬ ‫إطار زمني‪ ،‬دمش��ق التي كانت تس��تعد للحرب قالت‬ ‫إنها س��تضرب األردن وتركيا إذا ش��اركتا في أي عمل‬

‫ت�شرين الثاين‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫ضد س��وريا حتى ب��دون تواف��ق باآلراء ف��ي مجلس‬ ‫األم��ن ووزي��ر الخارجية الروس��ي يق��ول أن بالده لن‬ ‫تدخ��ل في حرب ضد أحد في حال التدخل العس��كري‬ ‫ف��ي س��وريا والحكوم��ة العراقية تعارض اس��تخدام‬ ‫أجوائه��ا ألي عمل عس��كري ضد س��وريا‪ ،‬أيام مضت‬ ‫لتح��ذر الخارجية الروس��ية واش��نطن بش��أن س��وريا‬ ‫وتأسف الرجاء واشنطن اجتماعا كان مقررا معها‬ ‫في التاسع العشرين منه قال الرئيس األمريكي‬ ‫باراك أوباما أنه لم يتخذ قرارا بشأن سوريا بعد ولكن‬ ‫الخي��ار العس��كري وارد‪ ،‬ليفجر البرلم��ان البريطاني‬ ‫مفاجاة برفضه االقتراح الحكومي بالتدخل العسكري‬ ‫في سوريا‪ ،‬اوباما يتراجع ويعلن أنه يتطلع إلى تحرك‬ ‫مح��دود ف��ي س��وريا وليس إل��ى ح��رب مفتوحة‪ ،‬ثم‬ ‫يعل��ن في نهاية آب أن��ه قرّر القيام بعمل عس��كري‬ ‫محدود في س��وريا ولكن بعد الحص��ول على موافقة‬ ‫الكونغ��رس‪ ،‬ث��م أعلنت الخارجية الروس��ية تعتبر أن‬ ‫الضرب��ة العس��كرية لس��وريا ب��دون موافقة مجلس‬ ‫األمن عمل عدواني‪ ،‬والقوات المسلحة األردنية تعلن‬ ‫أن األردن ل��ن يكون منطلقًا ألي عمل عس��كري ضد‬ ‫سوريا‬

‫عس��كري ضدها‪ ،‬لجن��ة العالق��ات الخارجية بمجلس‬ ‫الش��يوخ تصوت لصالح توجيه ضربة إلى س��وريا في‬ ‫الرابع من ذات الش��هر‪ ،‬في الي��وم التالي‪ ،‬أوباما يعلن‬ ‫أن��ه اتفق مع بوتين أن ال حل في س��وريا س��وى عبر‬ ‫االنتقال السياس��ي وبوتين يقول أن اس��تخدام القوة‬ ‫ض��د دولة ذات س��يادة مرف��وض خارج اط��ار مجلس‬ ‫األم��ن‪ ،‬ثم يح��دد مجلس الش��يوخ األميركي ‪ 9‬أيلول‬ ‫موع��دا لمناقش��ة الضربة ضد س��وريا‪ ،‬وف��ي موعد‬ ‫المناقش��ة ح��دث التحول الكبير‪ ،‬كيري يطالب األس��د‬ ‫بتس��ليم مخزون��ه الكيميائي خ�لال أس��بوع لتفادي‬ ‫ضرب��ة س��وريا والفروف يتح��دّث عن اقت��راح يتعلق‬ ‫بإتالف االسلحة الكيميائية السورية والمعلم يقول أن‬ ‫بالده ترحب بالمقترح الروس��ي بوضع أسلحة دمشق‬ ‫الكيميائية تحت رقابة دولية‪ ،‬يوم واحد واوباما يطلب‬ ‫م��ن الكونغ��رس إرج��اء التصويت على ق��رار ضربة‬ ‫عس��كرية لس��وريا‪ ،‬يومان بعد ذلك واألم��م المتحدة‬ ‫تعل��ن أنه��ا تس��لمت وثائ��ق م��ن س��وريا لالنضمام‬ ‫لمعاه��دة حظ��ر الكيميائي واألس��د يقول أن س��وريا‬ ‫قبلت مقترح روس��يا بش��أن الكيميائ��ي تلبية لطلبها‬ ‫ال بس��بب التهديدات‪ ،‬وتغير المش��هد وزي��ر الخارجية‬ ‫الفروف يعلن عن توافق أممي على أن "جنيف‪ " 2‬هو‬ ‫السبيل الوحيد لوقف العنف بسوريا‪ ،‬ثم يلتقي كيري‬ ‫ويعلنان االتفاق على تجنب الس��يناريو العسكري في‬ ‫س��وريا‪ ،‬واألمم المتحدة توافق رس��ميًا على انضمام‬ ‫س��وريا لمعاه��دة حظ��ر "الكيميائ��ي" ويط��وى ملف‬ ‫الضربة نهائيًا‪.‬‬ ‫أيل��ول ش��هد أيضاً قي��ام جماعة تابع��ة للقاعدة‬ ‫باجتي��اح بلدة أع��زاز بعد قت��ال مع الجيش الس��وري‬ ‫الح��ر وإعالن لواء التوحيد التوصل التفاق تهدئة بين‬ ‫الجي��ش الح��ر و"داعش" ف��ي أعزاز‪ ،‬وانفج��ارات في‬ ‫التضامن بدمشق ورنكوس بريفها‬

‫ل��ن يش��ارك في جني��ف ‪ 2‬وف��ق المعطي��ات الحالية‪،‬‬ ‫فعال الصوت الروس��ي ودعا الفروف الواليات المتحدة‬ ‫إل��ى "اقن��اع" المعارضة الس��ورية بحض��ور جنيف ‪،2‬‬ ‫فيم��ا معارك دير الزور أودت بحي��اة اللواء جامع جامع‬ ‫برصاصة بالرأس بدير الزور‪ ،‬وعرفت جرمانا تفجيراً‬ ‫جديداً‪ ،‬كذلك وادي بردى في ريف العاصمة‪ ،‬فيما قل‬ ‫النظام أنه استعاد السيطرة على صدد بريف حمص‪،‬‬ ‫وانتهى الشهر بما عرف بانشقاق نائب رئيس الوزراء‬ ‫ق��دري جميل وبضربة جوية إس��رائيلية جديدة تكلم‬ ‫عنها مسؤول أميركي‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫فـي (الأقليات) ال�سورية‬

‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫امل�ســيحيون فـي �ســوريا‬ ‫ت��رك اإلمام موس��ى الصدر قب��ل تغييبه في‬ ‫ليبيا في ظروفٍ غامضة‪ ،‬نوعًا من وصيةٍ روحية‪،‬‬ ‫هذه الوصي��ة تضمنتها خطبته ف��ي بداية الصوم‬ ‫الت��ي ألقاه��ا ف��ي كنيس��ة « م��ار لوي��س « لآلباء‬ ‫ش��هر من اندالع الحرب األهلية‬ ‫الكبوش��يين‪ ،‬قبل‬ ‫ٍ‬ ‫اللبنانية يقول فيها‪:‬‬ ‫نحم��دك اللهم ربنا عل��ى أن وفقتنا بعنايتك‪،‬‬ ‫ووح��دت قلوبنا برحمتك‪ ،‬ونح��ن نجتمع بين يديك‬ ‫ف��ي بيتٍ م��ن بيوت��ك‪ ،‬وفي أوق��ات الصي��ام من‬ ‫أجل��ك‪ ،‬عيوننا تس��تمد النور والهداي��ة منك‪ ،‬فإلى‬ ‫باب��ك اتجهن��ا وفي محراب��ك صلين��ا‪ ،‬اجتمعنا من‬ ‫أجل اإلنس��ان الذي كانت من أجل��ه األديان وكانت‬ ‫واحدة يبش��ر بعضها ببعض فأخرج اهلل بها الناس‬ ‫من الظلمات إلى النور وعلمهم السلوك في سبيل‬ ‫السالم‪.‬‬ ‫كان��ت األدي��ان واح��د ًة حيث كانت ف��ي خدمة‬ ‫ً‬ ‫وخدمة لإلنس��ان‪،‬‬ ‫اله��دف الواح��د‪ ،‬دعو ًة إل��ى اهلل‬ ‫وهم��ا وجه��ان لحقيقةٍ واحدة‪ ،‬ث��م اختلفت عندما‬ ‫اتجهت لخدمة نفس��ها حتى كادت أن تنسى الغاية‬ ‫فتعاظ��م الخ�لاف‪ ،‬كانت األديان واح��د ًة حربًا على‬ ‫آله��ة األرض والطغ��اة ونص��ر ًة للمس��تضعفين‪،‬‬ ‫وهذان أيضاً وجهان لحقيقةٍ واحدة‪ ،‬ولما انتصرت‬ ‫األدي��ان وانتص��ر معها المس��تضعفون وج��دوا أن‬ ‫الطغاة بدأوا يحكمون باسم األديان فكانت المحنة‪،‬‬ ‫محنة األديان والخالفات فيما بينها‪.‬‬ ‫كان��ت األديان واح��دة ألن البدء ال��ذي هو اهلل‬ ‫واحد‪ ،‬والمس��يح الذي هو الكون واحد‪ ،‬ولما نس��ينا‬ ‫اله��دف نس��ينا اهلل‪ ،‬فابتع��د عن��ا فأصبحن��ا مزق��ًا‬ ‫وخدمنا مصالحنا الخاصة من دون اهلل «‪.‬‬ ‫ويكت��ب غس��ان تويني ف��ي كت��اب « فلندفن‬ ‫الحقد والثأر « صفحة ‪:103‬‬ ‫داخل كل مس��يحي عربي نفحة من اإلسالم‪،‬‬ ‫ويمك��ن ب��كل س��هولة قلب الجمل��ة والق��ول بأنه‬ ‫في كل مس��لم عربي نفحة من المس��يحية‪ ،‬وهذا‬ ‫م��ا أؤم��ن به بص��دق‪ ،‬والدلي��ل على ذل��ك هو أن‬ ‫المس��يحيين العرب هم الذين ش��رعوا ف��ي لبنان‬ ‫ومص��ر‪ ،‬في تحقي��ق نهضة اإلس�لام ف��ي القرن‬ ‫التاس��ع عش��ر‪ ،‬والتج��دد العربي بكل بس��اطة أي‬ ‫م��ا يع��رف عندنا بعص��ر النهضة‪ ،‬فأدب��اء النهضة‬ ‫المصريي��ن كان��وا لبنانيين وس��وريين هربوا من‬ ‫النظ��ام العثماني المهيم��ن آنذاك ف��ي المنطقة‪،‬‬ ‫وأسس��وا الصحافة المصرية ثم العربية‪ ..،‬وبذلك‬ ‫س��اهمنا نحن المسيحيون العرب‪ ،‬بقدر المسلمين‬ ‫وربم��ا أكث��ر‪ ،‬في إيض��اح ما ه��و عليه اإلس�لام‪،‬‬ ‫واإلسالم هذا ال يخيفنا‪ ،‬فنحن نفهمه عن كثب‪.‬‬ ‫و كت��ب الدكت��ور نق��وال زي��ادة ف��ي كت��اب «‬ ‫المسيحية والعرب « صفحة ‪:257‬‬ ‫أنا وجري��س وطنوس وش��نودة ورثة حضارة‬ ‫واحدة عربية إسالمية‪ ،‬عملنا في وقتٍ من األوقات‬ ‫أرض نم��ت هذه‬ ‫ف��ي بن��اء صرحه��ا‪ ،‬ونحن أبن��اء ٍ‬ ‫الحض��ارة فيه��ا‪ ،‬ونحن ع��رب بقدر ما ه��و مقيمٌ‬ ‫ف��ي أرض الع��رب عربي‪ ،‬وأنا ال أري��د أن أذكر دور‬ ‫المفكري��ن الع��رب والمحدثي��ن ف��ي الكش��ف عن‬ ‫التراث اإلس�لامي العربي الضخ��م‪ ،‬فهذا أمرٌ يجب‬ ‫أن يُكف عن��ه‪ ،‬ألننا نحن حين نقوم بذلك كش��فًا‬ ‫عن تراثنا‪ ،‬نعم هذه حضارتنا التي بدأ العمل فيها‬

‫قبل نحو ستة آالف سنة على أقل تعديل‪.‬‬ ‫كما ذكر القنصل البريطاني « جولدن ش��ون»‬ ‫بتاري��خ ‪ 27‬نيس��ان ع��ام ‪ ،1945‬تح��ت عن��وان‪:‬‬ ‫مس��تقبل الطوائف في الجمهورية الس��ورية بعد‬ ‫االس��تقالل‪ ،‬والذي تحدث عن تسامح األغلبية في‬ ‫المجتمع السوري مع «األقليات» بقوله‪:‬‬ ‫المس��لمون الس��نة يتعاملون بتس��امح ظاهر‬ ‫مع األقلي��ات إلى درجة أن تمثيل المس��يحيين في‬ ‫البرلم��ان الس��وري أكب��ر بكثير م��ن حجمهم في‬ ‫المجتمع الس��وري‪ ،‬بل أن رئيس ال��وزراء « فارس‬ ‫الخ��وري « ه��و م��ن المس��يحيين البروتس��تانت‪،‬‬ ‫وكذل��ك فإن اثن��ان من األعضاء الثالث��ة في الوفد‬ ‫الس��وري بمؤتم��ر س��ان فرانسيس��كو ه��م م��ن‬ ‫المسيحيين‪.‬‬ ‫وفي العام األول للث��ورة وفي مثل هذه األيام‬ ‫خصصت س��وريتنا تحقيق��ًا كام ً‬ ‫ال ع��ن تظاهرة «‬ ‫ميالد الحرية «‪ ،‬أش��جار ميالدٍ في ساحات التظاهر‬ ‫وهداي��ا يوزعها « بابا نويل « عل��ى المتظاهرين‪،‬‬ ‫وفريق التحري��ر ينقل الحدث بالص��وت والصورة‪،‬‬ ‫وترنيمة ليلة عيد‪ ..‬تختتم ب «نحنا مطلبنا الحرية‬ ‫وبدنا نظام جديد»‪.‬‬ ‫إذا م��ا تابعن��ا تقصي اإلض��اءات ف��ي تاريخنا‬ ‫الحديث عن عالقة السوريين المسيحيين بغيرهم‬ ‫م��ن مكونات المجتمع الس��وري فل��ن يكفينا ملفٌ‬ ‫أو ملف��ات‪ ،‬لكن ق��د يقول قائل أن ه��ذه اإلضاءات‬ ‫ال تكفي وحده��ا للتغطية عما ج��رى ويجري زمن‬ ‫الث��ورة بعيداً ع��ن تحميل المس��ئولية لطرفٍ دون‬ ‫غي��ره‪ ،‬وال تكف��ي لتبديد مخاوف المس��يحيين من‬ ‫م��ا بع��د الث��ورة‪ ،‬فالربيع العرب��ي لم يك��ن ربيعًا‬ ‫لألقلي��ات‪ ،‬على الرغم من خصوصية كل دولة من‬ ‫دول هذا الربيع‪.‬‬ ‫كتب « ش��ابمان‪ ،‬ك « في تقري��ر «تعزيز أمن‬ ‫األقليات في العراق»‪:‬‬ ‫لم تكن تجربة األقليات في الش��رق األوس��ط‬ ‫وشمال أفريقيا على مدى السنوات العشر الماضية‬ ‫تجربة سعيدة بش��كل عام‪ .‬في العراق‪ ،‬ومنذ عام‬ ‫‪ ،2003‬تم اس��تهداف األقليات من جانب الجماعات‬ ‫المسلحة غير الحكومية‪ ،‬فتعرضت لعمليات القتل‬ ‫والترهي��ب كجزء م��ن صراع عنيف بي��ن الحكومة‬ ‫االتحادية وإقليم كردستان على المناطق المتنازع‬ ‫عليها ف��ي الش��مال‪ ،‬فالصابئ��ة المندائيين‪ ،‬وهم‬ ‫جماعة دينية تعود جذورها إلى ما قبل المسيحية‪،‬‬ ‫يق��در عددهم الي��وم بحوال��ي ‪ ،5000‬أو ‪ 10%‬من‬ ‫تعدادهم قب��ل عام ‪ ،2003‬ويعود ذلك باألس��اس‬ ‫إلى الهجرة الناتجة ع��ن التهديد والقتل والخطف‪.‬‬ ‫ه��ذه الجماعة الصغيرة‪ ،‬التي تحظر ديانتها الزواج‬ ‫م��ن غي��ر المندائيين أو اعتن��اق المندائي��ة‪ ،‬لديها‬ ‫مخ��اوف من أن ت��ؤدي عملية االنح�لال هذه « في‬ ‫أربع قارات» إلى نهاية ثقافتهم‪ .‬وفي مصر‪ ،‬تزايد‬ ‫العنف ضد المسيحيين‪ ،‬في ظل اتهام قوات األمن‬ ‫بالتراخي في القيام بواجباتها‪.‬‬ ‫ف��ي ملفنا الي��وم نعرض لواقع المس��يحيين‬ ‫في سوريا‪ ،‬في محاولةٍ لإلجابة عن أسئلةٍ قديمة‬ ‫ع��ن الوط��ن واالنتماء‪ ،‬فم��ع تصاع��د الحديث عن‬ ‫اس��تهداف األقليات من قبل أغلبيةٍ تسعى للحكم‪،‬‬ ‫ومع الس��عي لش��يطنة الثورة إعالمي��اً‪ ،‬ومع يقيننا‬

‫ياسر مرزوق‬

‫بحج��م التج��اوزات التي تجري عل��ى األرض والتي‬ ‫لم تش��كل بعد سلوكًا للجماعة‪ ،‬تبدو الحاجة ملحة‬ ‫للحديث عن عقدٍ وطني س��وري‪ ،‬وليس المقصود‬ ‫ً‬ ‫وثيقة فيم��ا بيننا‪ ،‬فهذا‬ ‫بالعق��د الوطني أن نوق��ع‬ ‫جانبٌ ش��كلي لك��ن المقص��ود أن نتفاه��م‪ ،‬عبر‬ ‫نق��اش عميق وواس��ع‪ ،‬على غاي��اتٍ واضحة تحدد‬ ‫ٍ‬ ‫مبرر اجتماعنا وغاياتنا المشتركة‪ ،‬ولماذا نحن هنا‬ ‫كمجتم��ع‪ ،‬وما الذي يدفعن��ا ألن نعيش مع بعضنا‪،‬‬ ‫ه��ل جغرافيا المكان هي وحده��ا التي تجمعنا‪ ،‬أم‬ ‫أن م��ا يجمعنا أننا فقط ولدنا في س��وريا وال خيار‬ ‫آخ��ر لنا في ذلك‪ ،‬ومتى وجد الخي��ار حملنا جوازات‬ ‫آفاق أرحب‪ ،‬أم تجمعنا مبادئ‬ ‫الس��فر وهاجرنا إلى ٍ‬ ‫تش��كل حداً أدنى م��ن نقاط االتفاق على أس��س‬ ‫الحي��اة المش��تركة فيما بينن��ا وتخل��ق روح الثقة‬ ‫وتش��جع على التواصل والتبادل والتفاهم وتمكننا‬ ‫بالتالي من الوصول معاً إلى برامج عمل مشتركة‪،‬‬ ‫ومجموع ه��ذه المبادئ والغايات والقيم التي توجه‬ ‫س��لوكنا وتفكيرن��ا هو ما نطلق عليه اس��م العقد‬ ‫الوطني‪.‬‬

‫اخلوف على امل�سيحيني‪:‬‬

‫تتصاع��د في اآلونة األخي��رة نبرة الخوف على‬ ‫المس��يحيين ف��ي اإلع�لام الغرب��ي‪ ،‬حي��ث عبرت‬ ‫صحيف��ة “ل��وس أنجل��وس تايم��ز” األمريكية عن‬ ‫قل��ق أبناء هذه “األقلي��ات” مما يحدث في بالدهم‪،‬‬ ‫وإش��ارتها إل��ى وقوف أغلبه��م على الحي��اد بينما‪:‬‬ ‫“يفضل آخرون دعم نظام بشار ألنهم يروه ضامنا‬ ‫لحق��وق األقليات”‪ ،‬إضافة إل��ى إثارة موقع “بي بي‬ ‫سي” الرس��مي البريطاني موضوع تخوف المجتمع‬ ‫الدولي من إمكانية نشوب حرب أهلية بعد سقوط‬ ‫النظ��ام‪ ،‬وتخ��وف “األقلي��ات” م��ن أن مس��تقبلهم‬ ‫سيكون محفوفًا بالمخاطر إذا سقط األسد‪.‬‬ ‫كما ذكرت صحيفة دويتشه فيله أن الجهاديين‬ ‫ال��ذي قدم��وا م��ن ال��دول المج��اورة وم��ن ألمانيا‬ ‫ودول أوروبي��ة أخ��رى «للجهاد» ضد نظام األس��د‬ ‫يس��تهدفون المس��يحيين‪ .‬ونقل��ت الصحيف��ة عن‬ ‫رئيس أس��اقفة الس��ريان األرثوذكس في دمشق‬ ‫ديونيس��يوس جان قوّاق‪ ،‬أن الجماعات المتطرفة‬ ‫ال ته��دد المس��يحيين فق��ط و»إنم��ا المس��لمين‬ ‫المعتدلين أيضًا»‪.‬‬ ‫وأش��ارت إلى أن مهاجمة الجماعات اإلسالمية‬ ‫المتطرف��ة لمدينة معلوال المس��يحية القريبة من‬ ‫دمش��ق‪ ،‬وكنيس��تين في الرقة واختطاف أُسقفين‬ ‫س��وريين في أبريل الماضي من قب��ل مجهولين‪،‬‬ ‫يُعتقد وبحس��ب ش��هود عيان أجان��ب أيضًا أن كل‬ ‫ذل��ك يؤث��ر عل��ى المس��يحيين ويدفعه��م للنزوح‬ ‫والهج��رة‪ ،‬إذ أن «ثلث المس��يحيين غادروا س��وريا‬ ‫هربًا من المعارك المستمرة منذ أكثر من عامين»‬ ‫والنسبة في تزايد مستمر‪.‬‬ ‫وأخي��راً توجت هذه المخ��اوف بدعوة المطران‬ ‫لوق��ا الخوري المع��اون البطريركي في بطريركية‬ ‫أنطاكية وس��ائر المش��رق لل��روم األرثوذكس كل‬ ‫ش��اب مسيحي قادر على حمل الس�لاح إلى للدفاع‬ ‫س��وريا‪ ،‬وع��ن الكنائ��س واألديرة الت��ي تتعرض‬ ‫للتخري��ب عل��ى ي��دي م��ن س��ماهم بالمجموعات‬ ‫المس��لحة‪ ،‬مش��يراً إل��ى أن الش��باب يطالب��ون‬ ‫بالتحرك لوقف ما تتعرض له المناطق المس��يحية‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫ك��ن��س��ي��ة س���ي���دة ال����س��ل�ام ف����ي ح��م��ص‬

‫امل�سيحيون يف �سوريا‪:‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫يبدو العنوان ظالمًا إذا ما تعاملنا مع المسيحية‬ ‫في س��وريا كمكون من مكونات المجتمع السوري‪،‬‬ ‫وإذا أردنا اإلنصاف فالمس��يحية هي المكون األول‬ ‫والوحيد لس��وريا التاريخية‪ ،‬وما جرى إهماله عمداً‬ ‫في كتب التاريخ المدرسي هو أن المسيحية برغم‬ ‫ً‬ ‫ديانة س��ورية محضة حتى‬ ‫عالمية الرس��الة بقيت‬ ‫الق��رن الثال��ث الميالدي تقريبًا‪ ،‬وس��وريا كانت وال‬ ‫تزال بلد األس��اطير والمالحم‪ ،‬وبلد آباء الكنيس��ة‬ ‫العظام‪ ،‬وكتبة األناجيل‪ ،‬والمجامع الكنسية األهم‬ ‫التي حددت الفقه الكنس��ي الحقًا ومن سوريا ومن‬ ‫دمش��ق بال��ذات انطلقت المس��يحية لتني��ر العالم‬ ‫بأسره‪.‬‬ ‫وم��ع تح��ول المس��يحية إلمبراطوري��ة تحكم‬ ‫العال��م وجدت المس��يحية الس��ورية نفس��ها أمام‬ ‫بأسلوب نوعي جديد أن تخضع‬ ‫إمبراطورية‪ ،‬حاولت‬ ‫ٍ‬ ‫مسيحيي الشرق لتأثيرها السياسي والروحي‪ ،‬وقد‬ ‫وجدت المسيحية الس��ورية أن الشكل االستقاللي‬ ‫المناسب لتطلعاتها‪ ،‬إنما يتمثل في انتهاج العقائد‬ ‫والمب��ادئ ذات النزع��ة االس��تقاللية‪ ،‬والت��ي تمثل‬ ‫تطلع��اتٍ قومي��ة ومصالح سياس��ية‪ ،‬حيث أن كل‬ ‫كنيس��ة في الشرق مثلت وفق الوصف الذي أعطاه‬ ‫« ج‪ .‬ليرو «‪ « :‬إثنوس‪ ،‬شعب‪ ،‬عرق‪ ،‬جنس‪ ،‬ملتحمًا‬ ‫مع الدين واللغة «‪.‬‬ ‫وم��ع وص��ول اإلس�لام إل��ى س��وريا ب��ات من‬ ‫الممك��ن تش��بيه المس��يحية في س��وريا بأطلنطا‬ ‫الغارقة‪ ،‬ففي الواقع اس��تطاع الدين اإلس�لامي أن‬ ‫يس��حب من المس��يحية في مدة تقل عن مئة سنة‬ ‫مجمل الس��واحل الش��رقية للبحر المتوسط‪ ،‬وبعد‬ ‫المد اإلس�لامي بقيت المس��يحية في هذا اإلقليم‬ ‫عل��ى هيئة أقليات إثنية طائفية‪ ،‬حيث يعتنقها في‬ ‫الوق��ت الحاضر ‪ 10‬بالمئة من الس��كان‪ ،‬ولكن كما‬ ‫كان األم��ر تاريخيًا‪ ،‬كذلك الحال ف��ي حركة الواقع‬ ‫االجتماعي الثقافي للعال��م العربي المعاصر‪ ،‬فإن‬ ‫هذه األقليات لعبت ومازالت تلعب دوراً مهمًا للغاية‪.‬‬ ‫وتأكي��داً على ال��دور بالغ األهمي��ة الذي لعبه‬

‫م��ع تس��لم البعث للس��لطة وتح��ت راية بعث‬ ‫األم��ة العربية والمس��اواة بي��ن المواطنين‪ ،‬تراجع‬ ‫الواقع المس��يحي بش��كل درامي وهاج��رت النخب‬ ‫المتعلم��ة الت��ي كان��ت الطاب��ع األبرز لمس��يحيي‬ ‫س��وريا‪ ،‬ولم يحص��ل المس��يحيون ومن��ذ انقالب‬ ‫البعث على أي تمثيل يذكر في الحكومات السورية‬ ‫المتعاقبة‪ ،‬وجرى اس��تبعاد الحضور المسيحي من‬ ‫الكتب المدرس��ية وكتب التاري��خ‪ ،‬وفي عام ‪1965‬‬ ‫ش��هدت س��وريا موجة هجرة كبيرة للمس��يحيين‪،‬‬ ‫بعد أن كانت ‪ 75%‬من الشركات والوكاالت األجنبية‬ ‫بيده��م وكان��ت أراضيه��م الزراعية ف��ي الجزيرة‬ ‫وريف حماه تشكل إقطاعياتٍ ضخمة جرى تأميمها‬ ‫بالكامل من قبل الدولة‪.‬‬ ‫ومع حكم األس��د االبن لم يطرأ تحس��ن يذكر‬ ‫عل��ى الواقع المس��يحي واس��تمر النزيف البش��ري‬ ‫للكف��اءات والخب��رات حتى غ��دا عدد المس��يحيين‬ ‫الس��وريين في الخارج تس��عة ماليي��ن و‪ 460‬ألف‬ ‫نس��مة يتوزع��ون على الق��ارات ف��ي األمريكيتين‬ ‫وكن��دا والبالد االس��كندنافية وخاصة في الس��ويد‬ ‫وألماني��ا وهولن��دا وفرنس��ا وبلجي��كا والنمس��ا‬ ‫وسويسرا واستراليا ونيوزيلندا وفي الدول العربية‬ ‫أهمه��ا لبنان وف��ي مص��ر والكوي��ت ودول الخليج‬ ‫العربي ونيجيريا والساحل األفريقي‪.‬‬ ‫ومع اندالع الثورة وقف المس��يحيون كغيرهم‬ ‫م��ن مكون��ات الش��عب الس��وري إم��ا معارضين أو‬ ‫ولكل منهم حججه وأسبابه‪،‬‬ ‫موالين أو على الحياد‬ ‫ٍ‬ ‫فل��كل س��وري مس��يحي أن يق��ف ف��ي صف��وف‬ ‫المعارض��ة أو المواالة إال أنه وبعد ما ذكرنا ال يجوز‬ ‫ألي مس��يحي أن يقف مع هذا النظام على اعتباره‬ ‫بشكل خاص‪.‬‬ ‫حاميًا لألقليات وللمسيحيين‬ ‫ٍ‬ ‫أختم بما كتبه المفكر الس��وري ميشال كيلو في‬ ‫جريدة «السفير» تحت عنوان «مسيحية الشعب»‪:‬‬ ‫لم تكن المسيحية يوما للمسيحيين وحدهم‪.‬‬ ‫قبل يس��وع الناصري ل��م يكن هناك مس��يحيون‪،‬‬ ‫ولو كان المخلص للمس��يحيين وحدهم‪ ،‬لما كانت‬ ‫لرس��الته وحيات��ه قيمتها اإلنس��انية الخال��دة التي‬ ‫تتمتع بها‪ ،‬ولكان مصلحاً عاديًا جاء إلى قوم بعينه‬ ‫ث��م مضى في س��بيله‪ .‬لم يأت المس��يح برس��الته‬ ‫إلى المس��يحيين وحدهم‪ ،‬ول��م يكن بين مقاصده‬ ‫إقص��اء غير المس��يحيين من قيمها‪ ،‬فالمس��يح لم‬ ‫يك��ن لبش��ر أو لمؤمني��ن بعينهم‪ ،‬ب��ل كان‪ ،‬بلغة‬ ‫القرآن الكريم‪« :‬رحمة للعالمين»‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫م��ن اس��تهداف ممنهج يه��دف إلى طم��س الهوية‬ ‫الحضارية واإلسالمية والتاريخية للمسيحية‪ .‬وهي‬ ‫أول دع��وة علنية لزج المس��يحيين في اتون الحرب‬ ‫األهلي��ة الدائرة في س��وريا‪ ،‬هذه الدع��وة تذكرنا‬ ‫بنش��أة الكتائب في لبنان والتي خاضت حرباً‬ ‫ً‬ ‫أهلية‬ ‫ضروساً دفع المسيحيون فيها الثمن األكبر‪.‬‬

‫المسيحيون في التاريخ السوري تكفي اإلشارة إلى‬ ‫أن حركة التنوير الس��ورية ترتبط بنش��اط الشيخ‬ ‫« ناصي��ف اليازجي « األدي��ب والكاتب الكاثوليكي‪،‬‬ ‫الذي اش��تهر بوصفه ش��اعراً ومعلم��ًا ولغويًا‪ ،‬فهو‬ ‫صاح��ب أفضل المؤلفات في مي��دان النحو العربي‬ ‫في القرن التاس��ع عش��ر « طوق الحمامة‪ ،‬ومجمع‬ ‫البحري��ن «‪ ،‬وبط��رس البس��تاني رائ��د الصحافة‬ ‫العربي��ة ال��ذي أس��س وح��رر صحيف��ة « الجنة «‬ ‫ومجل��ة علمي��ة أدبية بعن��وان « الجنان «‪ ،‬وناش��ر‬ ‫أول موس��وعة عربي��ة « دائ��رة المع��ارف»‪ ،‬وأول‬ ‫قام��وس عربي مبس��ط « محيط المحي��ط «‪ ،‬كما‬ ‫كت��ب « جرجي زي��دان « تاريخ التمدن اإلس�لامي‪،‬‬ ‫وتاري��خ آداب اللغ��ة العربي��ة‪ ،‬وفي الوقت نفس��ه‬ ‫كتب فرح أنطون مجموع��ة من الروايات التاريخية‬ ‫الفلس��فية‪ ،‬حاول أن يؤس��س ويؤصل من خاللها‬ ‫ماض��ي الع��رب بص��ورة جديدة‪ ،‬كما أس��س خليل‬ ‫الخوري أول صحيفة مس��تقلة في س��وريا بعنوان‬ ‫« حديق��ة األخب��ار « وحرر أديب اس��حق صحيفة «‬ ‫مص��ر « وبالتعاون مع» س��ليم نقاش « أصدرا معًا‬ ‫جريدة « التقدم» أما األخوان س��ليم وبش��ارة تقال‬ ‫فقد أسسا في اإلسكندرية جريدة األهرام والتي ال‬ ‫تزال تصدر حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫م��ع دخ��ول س��وريا مرحل��ة االس��تقالل ع��ن‬ ‫الدول��ة العثماني��ة وبداية الحكم العربي تش��كلت‬ ‫حكوم��ة مؤقتة من خمس��ة وزراء برئاس��ة األمير‬ ‫س��عيد الجزائري‪ ،‬كان فارس الخوري أحد وزرائها‪،‬‬ ‫ومع االس��تقالل وانتش��ار الثقافة النيابية واعتماد‬ ‫الكفاءة تبوأ المسيحيون مناصب متقدمة ربما كان‬ ‫على رأس��ها تس��لم فارس الخوري لرئاسة الوزارة‬ ‫لعدة مرات في ظل نظام نيابي يعطي الصالحيات‬ ‫األوسع لرئيس الوزارة‪.‬‬ ‫ول��م تخ��ل حكومة م��ن الحكومات م��ن عددٍ‬ ‫م��ن ال��وزراء ذوي الكف��اءة واالختص��اص نذك��ر‬ ‫منه��م ميخائي��ل الي��ان « س��اقي حل��ب «‪ ،‬جوزيف‬ ‫اليان‪ ،‬ليون زمريا‪ ،‬س��ليم جنبرت‪ ،‬س��عيد اس��حق‬ ‫« رئي��س الجمهوري��ة العربي��ة الس��ورية «‪ ،‬فايز‬ ‫الخوري‪ ،‬س��هيل الخوري‪ ،‬جورج رزق اهلل‪ ،‬يوس��ف‬ ‫الحكي��م‪ ،‬حنين صحناوي‪ ،‬إدم��ون حمصي‪ ،‬إدمون‬ ‫رب��اط‪ ،‬نعي��م أنطاك��ي‪ ،‬فت��ح اهلل صق��ال‪ ،‬جورج‬ ‫ش��لهوب‪ ،‬مرش��د خاط��ر‪ ،‬ج��ورج ش��اهين‪ ،‬ع��زت‬ ‫الصق��ال‪ ،‬رزق اهلل أنطاكي‪ ،‬ج��ورج خوري‪ ،‬روبير‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى مئات النقابيي��ن واألكاديميين‬ ‫الي��اس‪،‬‬ ‫ورؤساء الجامعات والجمعيات والصحف ودور النشر‬ ‫والفعاليات االقتصادية‪.‬‬

‫امل�سيحيون ونظام البعث‪:‬‬

‫‪11‬‬

‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫الثورة ال�سورية حني تقلب املعادالت‬ ‫باقتالع �شوكة «داع�ش»‬

‫الياس س الياس‬

‫م��ا عاد من ش��ك ب��أن إس��تراتيجية أجهزة بش��ار‬ ‫األمني��ة لعبت دورا كبيرا منذ انطالق ثورة الس��وريين‬ ‫في إغ��راق الثوار بم��ا يجيده من مكائد وب��ث اتهامات‬ ‫وخل��ق أذرع لتثبيت هذه االتهام��ات على طريقة دراما‬ ‫قنوات��ه وباألخص تلك الت��ي تفبرك قبل قصة الكذبة‬ ‫الكب��رى عن « جه��اد النكاح» وبخي��ال وهوس قصص‬ ‫اعتراف��ات الصبية المدعية بأن مس��لحين في حرس��تا‬ ‫حاولوا اغتصابها أو اغتصبوها قبل أن يتسرب الشريط‬ ‫ونفضح أكاذيبه وفبركاته‪.‬‬ ‫حين كانت دراما تلفزيونات بشار وأبواقه يركزون‬ ‫عل��ى « اإلره��اب»‪ ،‬ال��ذي ص��ار بالمناس��بة كلمة س��ر‬ ‫يتلقفه��ا حس��ن نصر اهلل لتس��ويق الذات تح��ت عباءة‬ ‫ش��عارات الغ��رب في االتجاه نفس��ه‪ ،‬فقد نس��ي هؤالء‬ ‫أن التاريخ س��جل ممارس��اته مع ما س��مي « الجهاد في‬ ‫العراق» وأن ذاكرة الس��وريين ليس��ت قصيرة لينس��ى‬ ‫استقدام وتسهيل قدوم هؤالء عبر الحدود والمطارات‪..‬‬ ‫قبل أيام تس��نى ل��ي قراءة تجربة طبيب فلس��طيني ‪-‬‬ ‫س��وري في المش��فى العس��كري حين رأى وف��دا أمنيا‬ ‫يدخل برفقة « س��لفي تونس��ي» فس��أله الطبيب عما‬ ‫يفعل هناك؟ حين أجاب��ه‪ :‬بارك اهلل بإخواننا في األمن‬ ‫الس��وري أنهم يؤمنون لنا كل س��بل الجهاد‪ !..‬إلى آخره‬ ‫م��ن الرواية التي كان الطبيب ش��اهد عليه��ا‪ ..‬فما بالنا‬ ‫ونح��ن كن��ا نتابع « أب��و القعق��اع» كيف يُس��مح له ما‬ ‫ال يس��مح إلنس��ان غيره قب��ل قتل��ه‪ ..‬وتل��ك المحاولة‬ ‫التمثيلية في تفجير السفارة األميركية‪ ..‬وتجربة مخيم‬ ‫نهر البارد وش��اكر العبس��ي الذي نعرف جميعا أنه كان‬ ‫في س��جون أجهزة بش��ار واليوم وبع��د تهريبه من نهر‬ ‫البارد ال أحد يعرف أين وضعته تلك األجهزة‪ ..‬وال ننسى‬ ‫اإلش��ارات الت��ي ذكرناه��ا س��ابقا ونقال عن تس��ريبات‬ ‫وحقائق أجهزة عالمية عن تجارة بش��ار بقصة شراكته‬ ‫ف��ي محاربة اإلرهاب وانت��زاع اعترافات تحت التعذيب‪..‬‬ ‫أي العم��ل لدى أجهزة أميركية وغربية حس��ب الطلب‪..‬‬ ‫وقص��ة ماهر ع��رار ذكرتها م��رات عدة‪ ..‬وربم��ا كانت‬ ‫القص��ة األحدث تل��ك المتعلقة بفضيح��ة قتل الطبيب‬ ‫البريطان��ي عباس خان ث��م التنصل م��ن القصة التي‬ ‫شاركت فيها بثينة شعبان وجورج غاالوي‪..‬‬ ‫كل ه��ذا يعني‪ ،‬باإلضافة ألش��ياء أخ��رى كإطالق‬ ‫س��راح إس�لاميين وغيرهم من المجرمين المحكومين‬ ‫بته��م جنائية وعل��ى دفعات‪ ،‬بأن لبش��ار إس��تراتيجية‬ ‫منذ بداي��ة الثورة إلغراقه��ا بما دأبت أجهزت��ه وأبواقه‬ ‫اتهامها به‪ ..‬ومن يتحكم بهؤالء في س��جونه ال يصعب‬ ‫علي��ه إطالقه��م كم��ا فعل‪ ،‬ولي��س صعب عل��ى إيران‬ ‫التي اس��تقبلت وس��هلت حرك��ة ه��ؤالء وإقامتهم بعد‬ ‫خروجهم من أفغانس��تان‪ ،‬ومنهم عائل��ة بن الدن وأبو‬ ‫غي��ث الكويتي‪ ..‬المش��هد الذي كنا نتح��دث عنه وكثير‬ ‫من الس��وريين والع��رب ونحذر من مخططات تش��ويه‬ ‫الثورة ومبادئها ونهجها وسوريتها اكتمل مع « داعش»‬ ‫الت��ي لم تس��تهدف مقراتها وال مرة واح��دة ال في حلب‬ ‫وريفها وال في الرقة حيث ألقي��ت الصواريخ والبراميل‬ ‫لتقتل البس��طاء في األس��واق بينما تم اس��تهداف عبد‬ ‫الق��ادر الصال��ح واختفى األب باول��و والمطرانين هناك‬ ‫كم��ا اختف��ى عبد العزي��ز الخير ورجاء الناص��ر ال حاجة‬ ‫لتعداد تعديات «داعش» بحق الس��وريين فقد أصبحت‬ ‫ممارس��اتهم معروفة للجميع وكيف ينوبون عن أجهزة‬ ‫بشار في اعتقال الناشطين واإلعالميين وسرقة السالح‬ ‫كمخازن خان طومان واقتحام المشافي واعتقال األطباء‬ ‫وتعذيبه��م حت��ى الموت‪ ..‬ممارس��ات كثيرة وش��عارات‬ ‫وهمية عن دول��ة غير موجودة س��وى بالبيانات وتوعد‬ ‫الن��اس بالقتل إذا لم يلتزموا بم��ا تريد تطبيقه عليهم‬ ‫دول��ة باألص��ل ال وجود لها‪ ..‬مش��هد افتعال المش��اكل‬ ‫والهج��وم على الثوار واغتيال قي��ادات من الجيش الحر‬ ‫والهجوم على كل نقطة جرى تحريرها واالش��تباك مع‬

‫الثوار وتكفير المعارضة والجيش الحر وحتى الفصائل‬ ‫اإلس�لامية األخ��رى أربك الثورة الس��ورية ب��كل تأكيد‬ ‫وجعله��ا تنش��غل كثي��را فيما يج��ري خلفه��ا من طعن‬ ‫وقطع طرقات ومحاولة س��يطرة عل��ى الحدود والهجوم‬ ‫واالشتباك مع األكراد ومحاصرتهم والتعدي على بعض‬ ‫الكنائ��س واالس��تعراض الفارغ للق��وة إال في مواجهة‬ ‫النظام الذي ثار عليه الس��وريون جعل هؤالء يقارنون‬ ‫فاس��تنتجوا أنهم أمام اس��تبداد وفاش��ية ال تختلف عن‬ ‫فاشية واستبداد حكم األسد‪..‬‬ ‫في اإلستراتيجية اإلعالمية لقنوات بشار وداعميه‬ ‫في لبن��ان وغيره ص��ارت الث��ورة الس��ورية‪ ،‬حتى في‬ ‫الخط��اب السياس��ي‪ ،‬محصورة في « داع��ش»‪ ..‬تكرار‬ ‫اإلش��ارة لممارس��ات داع��ش واخت��زال كل الحراك في‬ ‫ممارس��اتها وتصوير ثوار سوريا على أنهم تكفيريون‬ ‫وال يبحث��ون عما نادت به الثورة م��ع الكثير من تكميم‬ ‫األف��واه ال��ذي مارس��ته داع��ش بالترهي��ب والتعتي��م‬ ‫والتكفير ولو بسبب جريدة أو عمل اغاثي ومالحقة من‬ ‫عبر ع��ن ضمير الثورة في كفرنب��ل أوصل الناس إلى‬ ‫م��ا وصلت إليه حين طفح الكيل بقتل الطبيب حس��ين‬ ‫السليمان في س��جون داعش وظهور جثته كما ظهرت‬ ‫جثة حمزة الخطيب‪..‬‬ ‫تنظيم «داع��ش» الذي اعتبر نفس��ه وصيا وآمرا‬ ‫على الس��وريين صار حج��ة في يد م��ن أطلقه ليعيث‬ ‫فساداً‪ ،‬وذهبت به الظنون بأن السوريين الذين خرجوا‬ ‫بوجه فاشية أسدية وقدموا كل التضحيات سيرضخون‬ ‫لفاش��ية جديدة بغالف ديني يُخ��رس الناس أو يجعلها‬ ‫تنقاد كالقطيع كما يفعل بش��ار وزمرته بمؤيديه‪ ..‬لم‬ ‫يسكت الس��وريون طيلة أش��هر ظهور داعش ووجهوا‬ ‫عش��رات بل مئ��ات االنتق��ادات وقادوا تظاه��رات ضد‬ ‫داع��ش‪ ،‬عل��ى عكس معس��كر بش��ار الذي ل��م يتجرأ‬ ‫في��ه بعقلية القطي��ع أي منه��م على انتقاد التش��بيح‬ ‫ال��ذي وص��ل ذقونه��م ويدفعه��م ثمن��ا باهظ��ا يوميا‬ ‫في س��بيل تمديد عمر نظام فاش��ي يس��تخدمهم في‬ ‫محرقة وجوده‪ ..‬الثورة الس��ورية عبرت عن ديناميكية‬ ‫وحيوي��ة فاجأت من راهن على أنها س��تنهش نفس��ها‬ ‫م��ن الداخ��ل‪ ..‬فحي��ن اختف��ى عل��م الث��ورة ذات مرة‬ ‫ف��ي مظاه��رات بن��ش تصاع��دت األص��وات المنتقدة‬ ‫والمطالبة بعودة علم الثورة كجامع لكل الس��وريين‪..‬‬ ‫ل��م تت��رك الثورة الس��ورية أح��د إال وانتقدت��ه وأحيانا‬ ‫بقس��وة‪ ..‬كل هدف الثورة كان دائما أن يجري تنظيف‬ ‫ذات��ي ف��ي صفوفها‪ ..‬ظن معس��كر طهران وموس��كو‬ ‫وبغداد والضاحية الجنوبية الداعمين لبش��ار مع صمت‬ ‫دوائر غربية كان نظام الوراثة تاريخيا في خدمتها بأن‬ ‫اتهام الثورة الس��ورية بأنها « داعش��ية» سيجعل هذه‬ ‫الث��ورة تذوب وتنته��ي وخصوصا مع تصاع��د متزامن‬ ‫للهجمة العسكرية الفاشية واإلعالمية والسياسية‪..‬‬ ‫ف��ي إس��تراتيجية حلف��اء العصاب��ة الحاكم��ة‬ ‫خط��ة واضح��ة‪ :‬نذهب إل��ى جنيف ‪ ٢‬وف��ي جعبتنا كل‬ ‫الخدم��ات‪ ..‬ومنه��ا تل��ك الن��ي تب��رز أكثر فأكث��ر قبل‬ ‫انعقاده بممارسات داعشية وبروز اللون الداكن وغياب‬ ‫علم الثورة الس��ورية ونقول‪ :‬النظام السوري مستعد‬ ‫للتع��اون مع العالم لمحاربة اإلره��اب ويجب دعمه في‬ ‫س��بيل ذلك! هذا ما اعتاش عليه تاريخيا نظام الوراثة‬ ‫بتقديم الخدمات بعد إش��عال الحرائق‪ ..‬ولو كان هناك‬ ‫جدي��ة دولية أو عربية في مواجهة خزعبالت العصابات‬ ‫الحاكم��ة لرأين��اه يرتعد ويس��لم كما فع��ل في ‪1998‬‬ ‫و‪ 2005‬وصمت��ه الدائ��م عن خرق الس��يادة الس��ورية‬ ‫بالطائ��رات والقص��ف‪ ..‬وه��و م��ا فعله م��ع أول تلويح‬ ‫بالق��وة حين انبط��ح كليا وقدم الكيماوي وس��وق هذا‬ ‫االنبطاح لقطيعه على أنه انتصار‪..‬‬ ‫يوم الجمعة الماض��ي كانت داعش تهاجم األتارب‬ ‫وتهاج��م مق��رات للجي��ش الح��ر بظنه��ا أن التعجي��ل‬

‫بالتصعيد س��وف يرعب الس��وريين الثائرين ويجعلهم‬ ‫بعد احتاللها لمناطق محررة أكثر رضوخا تحت مس��مى‬ ‫« المبايعة» لصبيان بالكاد يعرفون الجغرافيا والتركيبة‬ ‫السورية‪ ..‬وما من شك عندي بأن بشار كان يفرك يديه‬ ‫فرحا بانجازات داعش خدمة إلس��تراتيجية من يحميه‪..‬‬ ‫لكنه يوم جمعة « أبو ريان» الطبيب الذي قتلته داعش‬ ‫كما قتلت العش��رات غيره‪ ..‬نس��ي بشار وحلفاؤه بأنهم‬ ‫في مواجهة ثورة ش��عبية ش��املة وليس كما صوروها‪:‬‬ ‫إما نحن أو داعش! ونس��يت داعش أهم بديهية جربتها‬ ‫في الع��راق ف��ي افتقاد الحاضنة الش��عبية‪ ..‬ش��عارات‬ ‫مظاهرات حل��ب وغيرها كانت واضحة‪ :‬لس��نا مجبرين‬ ‫على االختيار بين فاش��ية أس��دية وفاش��ية داعش��ية‪..‬‬ ‫خرجنا في سبيل س��وريتنا وثورتنا ثورة حرية وكرامة‬ ‫وال أحد يفرض علينا منهاج حياتنا وطريقة حكمنا‪..‬‬ ‫رس��الة واضح��ة وبظني م��ن يقرأ ما ج��رى يوم‬ ‫الجمع��ة بأنه « احت��راب داخلي» أو ليس ذا ش��أن كبير‬ ‫يخط��ئ مرة أخرى ف��ي فهم حيوية الثورة الس��ورية‪..‬‬ ‫منذ م��ارس ‪ /‬آذار ‪ 2011‬لم يعد بإم��كان ال كيانات وال‬ ‫دول وال أساطيل أن تفرض شيئًا على الشعب السوري‬ ‫ول��م يعد باإلم��كان التوهم بإعادة عق��ارب الزمن إلى‬ ‫م��ا قبل ذل��ك التاريخ‪ ..‬تلك الرس��الة ل��و فهمها حلفاء‬ ‫العصاب��ة الحاكمة من��ذ البداية لوفروا على أنفس��هم‬ ‫وعلى الش��عب الس��وري كل هذه الدم��اء والدمار الذي‬ ‫فعل��وه‪ ..‬والكتش��فوا ب��أن رهاناته��م ال طائ��ل منه��ا‬ ‫أب��داً مهما توهم��وا‪ ..‬لكن‪ ،‬عنجهية القوة واس��تعالئية‬ ‫التس��لط والظ��ن ب��أن األس��اليب الفاش��ية والترهيب‬ ‫والترغيب س��تنفع في إعادة إنت��اج مجتمع على مقاس‬ ‫جماع��ات وعصاب��ات مس��توردة بثي��اب القداس��ة من‬ ‫إي��ران إلى الع��راق ولبنان وهراء روس��ي عن اإلرهاب‬ ‫الدين��ي ف��ي ذات الوق��ت الذي يش��هدون في��ه حمالت‬ ‫الذبح التكفيري بحق نس��اء وأطفال وبراميل متفجرة‬ ‫بوس��ائل يم��د بها ال��روس عرابهم في دمش��ق‪ ..‬تلك‬ ‫العنجهية هي التي اش��تغل ال��روس واإليرانيون عليها‬ ‫إلثبات خزعبالتهم المفضوحة وخصوصا حين يرددون‬ ‫بكل وقاحة‪ :‬الش��عب الس��وري هو الذي صمد واسقط‬ ‫المؤام��رة الكوني��ة‪ ..‬والجمل��ة األخي��رة يردده��ا بتلك‬ ‫الوقاح��ة إيرانيون ومس��تعربون روس وأبواق لبنانية‬ ‫وبع��ض األقالم العربية المأج��ورة وهي تغيب حقيقة‬ ‫ما يتعرض له هذا الش��عب الس��وري الذي اختزلوه في‬ ‫قطيع من المتملقين واالنتهازيين الذين يدورون حول‬ ‫السلطة كالضباع عله ينالهم شيئًا من الفريسة‪..‬‬ ‫مراهن��ات بش��ار وخلفه ت��ل أبيب أيض��ًا لمد عمر‬ ‫عصابته باختزال الثورة الس��ورية بمجموعات إسالمية‬ ‫متش��ددة كداعش تس��قطها الثورة الس��ورية‪ ..‬وكلما‬ ‫ازداد اعتم��اد العصاب��ة عل��ى تنمي��ط ص��ورة الث��ورة‬ ‫الس��ورية ببضع��ة ملثمي��ن جهاديين وأعالم س��وداء‬ ‫وخط��اب يخت��زل الث��ورة ف��ي الس��ؤال عن ع��دد ركع‬ ‫الصل��وات واللب��اس « الش��رعي» كلم��ا كان��ت الثورة‬ ‫مطالبة بمزيد من حس��م يعود عليها ولها وليس ألجل‬ ‫إرضاء أحد في هذا العالم س��وى هذا الشعب الذي قدم‬ ‫كل م��ا لدي��ه ليعيش حرا وكريما ف��ي وطن يكون هو‬ ‫محوره ولي��س تنظيمات وعصابات وعوائل متس��لطة‬ ‫ووراثية‪..‬‬ ‫الش��وكة التي زرعها عراب عصابة دمشق ممثلة‬ ‫بداع��ش وم��ن يش��ابه داع��ش ل��ن تبقى في جس��د‬ ‫الثورة الس��ورية وهي حتما س��تقتلع بوعي السوريين‬ ‫ووطنيته��م وحري��ة تقري��ر مصيرهم‪ ..‬ربم��ا تفاجئ‬ ‫البعض من ردة فع��ل الثوار وهم يهتفون ضد داعش‬ ‫وبش��ار ب��ذات الوقت‪ ..‬لك��ن الواقع ال��ذي يغيبه هؤالء‬ ‫المتفاجئ��ون ه��و واق��ع قراب��ة ‪ ٣‬أع��وام م��ن الث��ورة‬ ‫والتجارب التي صقلت الش��عب الس��وري وجعلته يدرك‬ ‫(رغم حاجته لكل مس��اندة) ب��أن حريته تصنع بذراعه‬

‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ومراهنته على عوامل قوته الذاتية بعيدا عن مراهنات‬ ‫السياس��يين الذين ظن��وا بأن خلق حال��ة من االحتقان‬ ‫الطائفي والمذهبي س��يؤدي إلى ح��ل تطييفي يحتاج‬ ‫إلى تظهير عصابات استقدمها بشار تحت سمع ومرأى‬ ‫المجتم��ع الس��وري ودول اإلقلي��م وب��روز م��ا يوازيها‬ ‫ف��ي مجتمع الث��ورة كداعش التي تم تس��هيل بروزها‬ ‫وتضخيم دورها ومكانتها بالتركيز الش��ديد عليها في‬ ‫الخطابين اإلعالمي والسياسي‪..‬‬ ‫مواجه��ة الش��وكة المزروع��ة ف��ي ظه��ر الث��ورة‬ ‫الس��ورية متمثلة بالتش��دد الذي ازداد مع تخاذل دولي‬ ‫وعربي ومهام الثورة تتعاظم ألسباب عدة‪:‬‬ ‫ تقط��ع الطري��ق تمام��ا على من يريد تس��ويق‬‫الث��ورة الس��ورية على أنها ث��ورة دينية وس��لفية وكل‬ ‫الدعاية التي تستهدف أساسا دفع السوريين نحو اليأس‬ ‫وربما الخوف من ثورتهم‪ ..‬ومهمة الثورة ليس��ت مهمة‬ ‫نخ��ب فحس��ب بل مهمة الش��عب الثائر الذي كس��ر كل‬ ‫المحرم��ات والصنمية بأن يبرز ثورت��ه كما هي وإعادة‬ ‫االلتف��اف نح��و هدفها الرئي��س وتحت علمه��ا ال أعالم‬ ‫الجماعات وخطاباتها‪ ..‬ومن يحمي ناش��طيه وإعالمييه‬ ‫واألطباء والممرضين ليس سوى هذا الشعب الذي خرج‬ ‫يسقط داعش كما خرج ليس��قط نظام العصابة‪ ..‬إنها‬ ‫رس��الة واضحة من الشعب السوري لكل من توهم بأن‬ ‫ه��ذه الث��ورة يمكن التخل��ص منها بمزيد م��ن التدمير‬ ‫واإلنهاك إلش��غال الن��اس الحقا باس��منت وإعادة تملق‬ ‫للسلطة الفاشية بمحسوبيات ورشى للتخلص من آثار‬ ‫التدمير الذي افتعلته طائراتها بعد أن ترسو ما تسمى «‬ ‫العلمية السياس��ية» على الطريقة العراقية أو اللبنانية‬ ‫هو وهم كبير ومكلف‪ ..‬وبأن الثورة نفس��ها قادرة على‬ ‫حماية نفس��ها بنفس��ها دون وصاي��ة أو تبعية‪ ..‬وفقط‬ ‫في حالة تزاي��د اإلدراك والوعي بمرام��ي ضرب الثورة‬ ‫وأهدافها سنش��هد المزي��د من االلتفاف ح��ول أهدافها‬ ‫وكفاحها الذي سيستمر إلى أن تتحقق أهدافها‪..‬‬ ‫ تثبت الثورة الس��ورية بتصديه��ا لداعش وكل‬‫م��ن يح��اول أن يف��رض رؤيت��ه بالق��وة على الش��عب‬ ‫الس��وري بأنه��ا ث��ورة س��ورية خالصة‪ ..‬وتس��قط كل‬ ‫مراهن��ات عصابة دمش��ق على تصوي��ر الثورة كفعل‬ ‫تآم��ري خارجي‪ ..‬وعلى عكس اس��تناد العصابة ممثلة‬ ‫ببش��ار وزبانيته على حزب اهلل ومرتزقة طائفيين من‬ ‫الع��راق وإيران تتفوق الثورة الس��ورية أخالقيا وعمليا‬ ‫بأنه��ا ال تقب��ل اس��تيراد عصاب��ات م��ن دول أخرى وال‬ ‫ترضخ تحت أي مسمى ألجندات أخرى غير سورية على‬ ‫عكس ما يقوم به بش��ار من اعتم��اد كامل على دعم‬ ‫العصابات وتسويق نفسه بأوراق اعتماد خدمية للدول‬ ‫ومصالحها بعيدا عن مصالح الوطن السوري‪..‬‬ ‫ تنزع مواجهة داعش القناع عن بشار وعصابته‬‫أم��ام من بق��ي معه ممن صدق��وا تناقضات��ه المدعية‬

‫للعلماني��ة م��ن جه��ة والمتحالفة تماما مع ق��وى دينية‬ ‫متخلف��ة تنب��ش بالتاريخ تح��ت ثارات ال دخل للش��عب‬ ‫الس��وري به��ا‪ ..‬ولي��س هناك ه��روب م��ن أن المجتمع‬ ‫الس��وري ف��ي أغلبه مجتمع مس��لم لكن ه��ذا المجتمع‬ ‫نفس��ه الذي خرج يطالب بالحرية والديمقراطية ودولة‬ ‫المواطن��ة‪ ..‬لقد كذب بش��ار كل األكاذي��ب حتى فرغت‬ ‫جعبت��ه منه��ا فم��ا بقي له س��وى إخ��راج م��ا لديه في‬ ‫السجون من معاتيه التش��دد وإبراز تحالفاته اإلقليمية‬ ‫الطائفي��ة‪ ..‬وم��ن ال يتذكر في معس��كر مؤيدي بش��ار‬ ‫أح��د أكبر األكاذيب التي يصدقها حتى هذا اليوم بعض‬ ‫هؤالء هي تلك المتعلقة بعلم الثورة السورية‪ ..‬وهؤالء‬ ‫وبكل أس��ف كالببغ��اءات ي��رددون دون بح��ث أو ذاكرة‬ ‫عن حقيقة علم االس��تقالل الذي ترفع��ه الثورة كعلم‬ ‫مناقض وجامع في مواجهة سلطة فاشية تقتل وتدعي‬ ‫الوطنية وهي نفس��ها السلطة التي كانت تحتفي بعيد‬ ‫الج�لاء بطوابع بريدي��ة تحمل ذات العل��م الذي اتهمت‬ ‫الثورة به على أنه علم االستعمار الفرنسي‪..‬‬ ‫ تض��ع مواجه��ة داع��ش وإع��ادة بري��ق الثورة‬‫الشعبية الدول التي راهنت على التركيز على « تطرف‬ ‫وتش��دد وإرهاب» في حالة ارتب��اك وهي تعد جنيف ‪٢‬‬ ‫كمقدم��ة لعملية طويل��ة حددها ولي��د المعلم وأبواق‬ ‫بشار اإلعالمية بأنها عملية لمواجهة اإلرهاب وداعش‬ ‫حاض��رة دائما ف��ي خطابهم‪ ..‬فوجدوا أنفس��هم اليوم‬ ‫أمام إحراج انطلق يوم الجمعة بأن الثورة نفس��ها ضد‬ ‫كل أش��كال التط��رف واإلره��اب الذي يصيب الش��عب‬ ‫أوال وأخي��را ف��ي ذات الوق��ت الذي كانت تلك الس��لطة‬ ‫تتجن��ب مواجهة داعش بل تلقي براميلها على رؤوس‬ ‫األبرياء‪..‬‬ ‫ تفت��ح ه��ذه المواجهة‪ ،‬بدون تغيي��ب التناقض‬‫الرئيس��ي للثورة مع النظام الفاش��ي‪ ،‬كل اآلفاق أمام‬ ‫ق��وى ومجتمع الث��ورة لصياغة واضح��ة والتفاف جديد‬ ‫ح��ول األه��داف الوطنية وتركيز الجه��ود للتخفيف من‬ ‫معان��اة الش��عب بدل االنش��غال بم��ا يت��م افتعاله من‬ ‫مع��ارك جانبي��ة‪ ،‬س��وا ًء كانت عس��كرية أم سياس��ية‪،‬‬ ‫بما يكف��ل إدارة المناطق المح��ررة مدنيا وليس بقوة‬ ‫إرهاب الن��اس وفرض نمط حياة متش��دد بل ويتجاوز‬ ‫في فاش��يته سلطة األسد الفاش��ية لوضع الناس أمام‬ ‫خيارين يس��اهم ف��ي تعميمها من وقف باألس��اس إما‬ ‫موقفا رماديا أو معاديا كليا للثورة وراح يتاجر ويتباكى‬ ‫على الثورة بالظهور المريب لداعش‪.‬‬ ‫ق��د يظن البعض ب��أن هذه المواجه��ة مع داعش‬ ‫ليس��ت في مصلحة الثورة الس��ورية‪ ،‬ولكن من يدقق‬ ‫بحال��ة الث��ورة ف��ي األش��هر الماضية سيكتش��ف بأنها‬ ‫انشغلت حقا بما جلبته داعش من كوارث وهي تراهن‬ ‫بالضب��ط عل��ى أن الناس س��وف ل��ن يواجهوه��ا لذات‬ ‫الس��بب الذي يظنه البع��ض‪ ..‬فكي��ف يتباكى البعض‬ ‫عل��ى الح��راك المدن��ي ودوره ف��ي المناط��ق المحررة‬

‫وخصوصا في الشمال السوري وبعض مناطق الوسط‬ ‫بينم��ا مثال الرقة التي تحررت حولتها داعش إلى مجرد‬ ‫والي��ة تتبع دول��ة وهمية وتفرض بالقه��ر نمط معينا‬ ‫يبعد ويقصي النش��طاء ويتف��رد في فرض نهج معين‬ ‫م��ن الحياة وبث الفرقة والدس��ائس بين مجموع أفراد‬ ‫الشعب‪ ..‬والتعويل على التشكيك بالمعارضة والجيش‬ ‫الحر الذي انش��ق بعضه وقدم حياته في سبيل تحرير‬ ‫مناطق وإنهاء وجود معس��كرات الموت فتجيء داعش‬ ‫بعد ذلك لتتهم هؤالء بأنهم عمالء وكفرة وتطارد كل‬ ‫من يأتي بإغاثة وتعتقل وتس��لم للس��لطة ناش��طين‬ ‫وأطب��اء ومتضامني��ن مع الث��ورة من أطب��اء بال حدود‬ ‫كم��ا جرى ف��ي ريف إدلب قب��ل يومين‪ ..‬ب��ل بالعكس‬ ‫ه��ذه المواجهة ضرورية وضروري��ة جدا للتفرغ الثورة‬ ‫لمواجهة النظام الفاشي أو ما تبقى منه وتترك المدن‬ ‫ليس��ير م��ا تبقى فيه��ا لمدنيي��ن متخصصي��ن ونحن‬ ‫الذين كنا نقول بأن لدى الشعب السوري من الكفاءات‬ ‫والعق��ول ما يكفي العالم العرب��ي كله فتجيء داعش‬ ‫لتص��ور المجتمع الس��وري بأنه مجتم��ع « جاهلي» بل‬ ‫ومن المآس��ي أنها أتت بما يس��مى « أم��راء» بعضهم‬ ‫خري��ج نظام بش��ار ليعلموا الش��عب الس��وري» الدين‬ ‫الصحيح» والملبس «الصحيح» وكأن هذا الشعب خرج‬ ‫ف��ي ثورت��ه ليتعلم بديهيات صدرها بنفس��ه بش��كل‬ ‫حض��اري لآلخري��ن‪ ..‬لق��د أس��قطت مواجه��ة داع��ش‬ ‫األولي��ة كل هيبة قدمته��ا داعش بملثميه��ا وإرهابها‬ ‫كما أسقطت هيبة الفاشية األسدية وصنمية وعبودية‬ ‫وإلوهية آل األس��د‪ ..‬أس��قطت أيضًا هذه المواجهة كل‬ ‫م��ن راهن على غي��اب لون الث��ورة الحقيق��ي وجعلها‬ ‫داكن��ة بغي��اب علمها والتركي��ز على لب��اس أفغاني ال‬ ‫عالقة للمجتمع السوري به‪ ..‬وهذه المواجهة ستفرض‬ ‫م��ن حيث أراد أو لم يرد بعض المتخاذلين المتحججين‬ ‫بداع��ش وتقاعس��هم عن إعانة الش��عب الس��وري أن‬ ‫يعي��دوا حس��اباتهم وخصوص��ا ه��ؤالء الذي��ن ظل��وا‬ ‫يح��ذرون من أن الدعم س��يذهب لألي��ادي الخطأ بينما‬ ‫في الحقيقة كانوا يس��اهمون في تدعيم داعش ومن‬ ‫هم بمستوى داعش‪..‬‬ ‫ف��ي ق��ادم األي��ام س��تكون مهم��ة الث��ورة كبيرة‬ ‫وكبي��رة ج��دا لتقط��ع الطري��ق عل��ى مراهنات بش��ار‬ ‫وعصابات��ه ومؤيدي��ه اإلقليميي��ن والدوليي��ن‪ ..‬الثورة‬ ‫س��تحتاج إل��ى كل دعم في تنظيف ذاته��ا وإعادة رص‬ ‫صفوفها وإعادة األمر إلى الش��عب والشارع ألنه األقدر‬ ‫على المواجه��ة وبوحدة كثيرا ما قلن��ا وقال غيرنا عن‬ ‫أهميتها بدل االس��تفراد وفتح جبه��ات جانبية ال عالقة‬ ‫لها بالتناقض الرئيس��ي‪ ..‬فليعد علم الثورة الس��وري‬ ‫جامع��ا للجمي��ع ألن��ه تحت ه��ذا العلم كان��ت األهداف‬ ‫واضحة وجلية‪ ..‬وإش��ارة واضحة إلى أن الش��عب وحده‬ ‫م��ن يقرر مصيره ومس��تقبله مهما كان��ت الجهة التي‬ ‫تحاول فرض رؤيتها‪..‬‬

‫‪13‬‬

‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫�ســـوريا ‪2014‬‬ ‫خالد كنفاني‬ ‫ما هو مشهد سوريا في أول أيام عام ‪2014‬؟‬ ‫ما هي سوريا أساسًا عام ‪2014‬؟‬ ‫أين السوريون وماذا يفعلون وكيف يعيشون وكيف‬ ‫يموتون عام ‪2014‬؟‬ ‫أس��ئلة كثي��رة تتزاح��م لدى إع�لان الع��ام الجديد‬ ‫دخول��ه التاري��خ وإزاح��ة ع��ام ‪ 2013‬الزاخ��ر بالنكب��ات‬ ‫والتقلب��ات والم��رارة وكأن هن��اك من يريد إثبات ش��ؤم‬ ‫الرق��م ‪ 13‬عبر افتعال ه��ذا الكم الهائل م��ن المصائب‬ ‫المتتالية ليس على س��وريا والس��وريين وحس��ب وإنما‬ ‫على مجمل بالد العالم‪ ،‬وبالطبع تبقى النكبة الس��ورية‬ ‫األقسى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بال منازع‪.‬‬ ‫من��ذ بداي��ات الثورة ع��ام ‪ 2011‬وقب��ل تحولها إلى‬ ‫فوض��ى عس��كرية وسياس��ية وأخالقي��ة عارم��ة كان‬ ‫االعتقاد الراس��خ ب��أن عام ‪ 2014‬لن يح��ل على النظام‬ ‫وأن خرافة انتخابات ‪ 2014‬الرئاسية هي حلم من أحالم‬ ‫النظام التي يروجها بين مؤيديه على س��بيل طمأنتهم‬ ‫ويروجه��ا بين معارضيه على س��بيل إرهابهم‪ .‬لم يكن‬ ‫ال��رواد األوائ��ل للث��ورة يعلم��ون م��ا يت��م التخطيط له‬ ‫من قب��ل النظام والق��وى اإلقليمي��ة والكبرى إلجهاض‬ ‫المشروع التحرري السوري قبل أن يرى النور‪.‬‬ ‫م��ع دخ��ول الع��ام ‪ 2014‬ال يج��ب أن يبق��ى أدن��ى‬ ‫ش��ك لدى المتحمس��ين وغير المتحمس��ين ب��أن الثورة‬ ‫ق��د تمت خيانتها بل وض��رب مكوناته��ا الوطنية النقية‬ ‫عبر إقحام كل العناصر المتش��ددة والموتورة والخارجة‬ ‫عل��ى القان��ون على خط الس�لاح والثورة مم��ا فجر كل‬ ‫مكونات العنف لدى الجميع‪ ،‬وتحولت س��وريا إلى س��احة‬ ‫حرب مجنونة يس��تولي فيها المنتصر على ما يقع تحت‬ ‫ي��ده م��ن أراض وغنائ��م ويعتبره��ا ملكيت��ه الخاص��ة‬ ‫ليب��دأ بتطبيق معايي��ره «وش��ريعته» وأحكامه وفق ما‬ ‫يتم دفع��ه له‪ .‬وال نس��تثني النظام بطبيع��ة الحال من‬ ‫هذه الممارس��ات فهو األس��اس فيها ب��ل والمحترف في‬ ‫تطبيقه��ا‪ ،‬وم��ا يختلف اليوم هو التس��ميات ال غير حيث‬ ‫تمت اس��تبدال المحاكم الش��رعية بمحاك��م أمن الدولة‬ ‫وشرع اهلل مكان المنطلقات النظرية للحزب‪.‬‬ ‫عندما تح��دث رأس النظام وفي أكثر من مناس��بة‬ ‫ع��ن انتخاب��ات ‪ 2014‬بدا حديثه ضربًا م��ن الجنون وتم‬ ‫اعتبار هذا الحديث أحد هلوساته المعهودة في خطاباته‬ ‫ومقابالت��ه الماراثوني��ة‪ ،‬غير أننا الي��وم وبينما يفصلنا‬ ‫عن الموع��د «النظ��ري» له��ذه االنتخابات أش��هر قليلة‬ ‫تب��دو الهلوس��ات غي��ر بعي��دة ع��ن الواقع‪ ،‬وه��و أمر ال‬ ‫نيتغي منه بالتأكيد اإلش��ادة بق��وة النظام وال بمقدرته‬ ‫عل��ى الصمود‪ ،‬ولك��ن فهم طبيعة العالقات السياس��ية‬ ‫وتوازناته��ا وكيفية إدارتها يج��ب أن يبقى نصب أعيننا‬ ‫حت��ى ال ننج��رف وراء المزيد من األوه��ام والتصريحات‬ ‫والخطابات والمؤتمرات و»األيام المعدودة»!‬ ‫وحتى تتبدى لنا خيوط ش��بكة المعضلة الس��ورية‬ ‫المتش��ابكة بش��كل عمي��ق علين��ا أن نفه��م المش��هد‬ ‫الس��وري عل��ى حقيقت��ه دون االلتف��ات إل��ى الص��ور‬ ‫التذكارية ألعضاء االئتالف الخارجين من التاريخ وال إلى‬ ‫الوعود الضائعة ألردوغان وال تصريحات سعود الفيصل‬ ‫الت��ي خفتت بعدم��ا حققت أهدافها األول��ى في القضاء‬ ‫عل��ى بذور االعتدال في الثورة‪ .‬حت��ى لحظة كتابة هذه‬ ‫الس��طور ال ي��زال ه��ذا النظ��ام يحظى باعت��راف أغلب‬ ‫دول العال��م بما فيها دول من أصدق «أصدقاء» الش��عب‬ ‫الس��وري‪ ،‬وال ت��زال س��فاراته المفتوح��ة ف��ي كل هذه‬ ‫البلدان تشهد على ذلك رغم تجميد عضوية سوريا في‬ ‫جامعة ال��دول العربية‪ ،‬المنظم��ة الدولية األضعف على‬ ‫كل المستويات ولكن كافة التعامالت الرسمية والورقية‬ ‫س��واء منها الشخصية أو الحكومية ال تتم إال عبر قنوات‬ ‫النظ��ام وهيئاته وهو ما يش��ي بحقيق��ة النفاق الدولي‬ ‫والعربي تجاه المسألة السورية حيث يتم االدعاء بدعم‬ ‫الثورة بينما يتم التعامل مع النظام خلف الكواليس‪.‬‬ ‫ال ي��زال ه��ذا النظ��ام يحظ��ى بدع��م الكثي��ر من‬ ‫الدول واألنظمة بش��كل ال تخطؤه العين البس��يطة‪ ،‬لم‬ ‫يعد األمر في حاجة لمحللين سياس��يين يتقاضون آالف‬

‫حي جوبر الدمشقي | ‪ | 2013‬عدسة سام‬

‫ال��دوالرات ألج��ل تحليالته��م وال منظرين عس��كريين‬ ‫يظه��رون كنجوم الس��ينما وهم يحملون أق�لام اآليباد‬ ‫ويتكلم��ون عن مع��ارك وهمية وخطط اس��تراتيجية ال‬ ‫ي��رى الناس على األرض س��وى آثاره��ا التدميرية دون‬ ‫أي��ة نتائج على المس��توى العس��كري أو االقتصادي‪ .‬إن‬ ‫هذا النظ��ام الذي ش��بك عالقاته الخارجي��ة واإلقليمية‬ ‫عل��ى مب��ادئ المقايض��ات الدولي��ة والعربي��ة وتقديم‬ ‫القرابين اس��تطاع خل��ط أوراق المنطقة عبر الكثير من‬ ‫المنعطفات التاريخية التي عصفت بالمنطقة على مدى‬ ‫عقود‪ ،‬وكان��ت نتيجة ذلك جاهزي��ة المنطقة للفوضى‬ ‫عن��د ح��دوث أول ه��زة والت��ي فيما يب��دو كان��ت مجرد‬ ‫«فرك��ة» أذن للنظام أكثر منها محاول��ة جادة للتخلص‬ ‫منه أو االنقالب عليه‪.‬‬ ‫مع مطلع عام ‪ 2014‬يوجد أكثر من عش��رة ماليين‬ ‫س��وري بحاجة لمس��اعدات عاجلة‪ ،‬كما يوج��د أكثر من‬ ‫مليون مص��اب بأمراض وإصابات خطي��رة‪ ،‬يوجد ثالثة‬ ‫ماليي��ن الجئ داخ��ل س��وريا ومليون الجئ «مس��جل»‬ ‫خ��ارج س��وريا كم��ا ال يمكن فعلي��ًا إحصاء ع��دد القتلى‬ ‫والمفقودي��ن بس��بب غي��اب المعلومات وه��و أمر ليس‬ ‫بجدي��د على الزنزان��ة الوطنية الس��ورية الكبيرة والتي‬ ‫أداره��ا نظ��ام البع��ث ب��كل كف��اءة على مدى الس��نين‬ ‫الماضية ونجح بتحويل س��وريا إل��ى قلعة مظلمة عالية‬ ‫الجدران وعصية على الوصول أو االستطالع‪.‬‬ ‫ما حدث وال يزال يحدث في سوريا هو نكبة وطنية‬ ‫حقيقي��ة أفلتت خيوطها بفعل فاع��ل عندما قررت قوى‬ ‫الظ�لام العرب��ي إجهاض الربي��ع الس��وري بالتعاون مع‬ ‫النظام ومع كل أصدقاء وأعداء س��وريا على حد س��واء‪،‬‬ ‫الف��رق الوحي��د ه��و في ال��دور ال��ذي يلعب��ه كل منهم‬ ‫نحو القضاء على الربيع الس��وري ال��ذي لم يكتب له أن‬ ‫يزهر حت��ى اآلن بل وحل خريفه بأقرب مما توقع أش��د‬ ‫المتشائمين‪.‬‬ ‫ال ي��زال بع��ض الس��وريين ي��رون بصي��ص النور‬ ‫في نهاية النفق ويستش��عرون األمل ف��ي حياة أفضل‪،‬‬ ‫ولك��ن ضغط الظروف ب��ات أقوى م��ن أن يحتمله عاقل‬ ‫أو متفك��ر‪ ،‬تاه��ت بوصل��ة الس��وريين جميع��اً وفقدوا‬ ‫اتجاههم ول��م يعودوا يميزون الصدي��ق من العدو‪ ،‬وال‬ ‫خالف بالطبع على من تس��بب بما وصل��وا إليه ولكن ما‬ ‫يحصل حتى اآلن ال يبش��ر بخير أبداً وخاصة بعد الدعم‬ ‫الال محدود ال��ذي قدمته الس��عودية والكويت واإلمارات‬ ‫للجيش المصري إلزاحة محمد مرس��ي وبالتالي القضاء‬ ‫بشكل شبه نهائي على اإلخوان المسلمين بينما ال تزال‬ ‫ال��دول ذاتها تدع��م التي��ارات الدينية في س��وريا‪ .‬على‬

‫م��ن ال يزال يدفن رأس��ه في الرمال من الس��وريين أن‬ ‫يستيقظ ويرفع رأسه قلي ًال ليرى حقيقة ما يجري وكيف‬ ‫اتفق��ت كل الدول على إجهاض الثورة الس��ورية وقتلها‬ ‫قبل أن تؤتي ثمارها‪.‬‬ ‫ف��ي س��وريا ‪ 2014‬تنع��دم أس��باب الحي��اة ويغيب‬ ‫المس��تقبل‪ ،‬وال يبق��ى م��ن ط��وق للنجاة س��وى مركب‬ ‫في وس��ط البحر يحمل الس��وري إلى خيمة ممزقة على‬ ‫ش��اطئ أوروبي ع ّله يج��د بقايا كرام��ة وبقايا أمل في‬ ‫حي��اة أفضل‪ ،‬ب��ل حياة أص� ً‬ ‫لا بعدما تع��ذرت الحياة في‬ ‫س��وريا‪ .‬يقف المراهقون والش��باب حائرين أمام الموت‬ ‫اليوم��ي ومخاطر االعتق��ال والقتل والخط��ف والتجنيد‬ ‫اإلجب��اري‪ ،‬ال ي��رى واحدهم مس��تقب ًال وال حاض��راً حين‬ ‫يتحول الهمّ األساسي ليصبح النجاة اليومية من الموت‬ ‫المح ّلق في سماء السوريين وعلى أرضهم‪.‬‬ ‫ف��ي س��وريا ‪ 2014‬ال أفق للمس��تقبل الذي تظلله‬ ‫الي��وم الرايات الس��ود ويقتتل فيه عش��رات المجموعات‬ ‫الت��ي ال يعرف أحد من يدعمها ومن يموّلها بينما يذهب‬ ‫ضحيتها عشرات السوريين ال لذنب ارتكبوه إال خالصهم‬ ‫من النظام ووقوعهم تحت سيطرة المسلحين القادمين‬ ‫م��ن وراء الحدود وأم��ام الحدود على حد س��واء‪ .‬ال تريد‬ ‫عقولنا وال قلوبنا أن تقبل فكرة دخول العام الثالث على‬ ‫الثورة بينما األحوال ال تزال على هذا الس��وء وعلى هذا‬ ‫التدهور وانعدام األمل واألمن وأسباب الحياة‪.‬‬ ‫من قلب الظ�لام يأتي النور ومن جوف الليل ينبلج‬ ‫الصب��اح‪ ،‬ولم يبقَ في جعبتنا إال األمل بأن تحيا األجيال‬ ‫القادمة ثمرات تضحيات اليوم‪ ،‬وإلى ذلك اليوم ال نملك‬ ‫سوى االنتظار‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬يقول الشاعر قاسم حداد‪:‬‬ ‫يا ليل ال تبخل علينا بالجواب‬ ‫قمري الحزين‬ ‫البد أن تأتي الرياح مع المياه‬ ‫البد أن يجتاحنا الطوفان في هذي الحياة‬ ‫فابشروا يا أصدقاء‬ ‫في آخر الليل الجريح‬ ‫يعيش مصباح جديد‬ ‫وفي الختام‪،‬‬ ‫من بعد صمت الموت قيثار جديد‬ ‫يهدي إلى درب الحقيقة والسالم‬

‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫الغناء ف��ي الماله��ي‪ ،‬وتفرغت للمس��رح القومي‬ ‫بدمشق‪ ،‬وإذاعة دمشق الوليدة في حينه وسجّلت‬ ‫في فترة الخمس��ينيات والس��تّينيات رصيدا كبيرا‬ ‫م��ن األغان��ي التّراثيّ��ة الفلكلوريّ��ة الشّ��اميّة‬ ‫والموشّحات والقصائد واألغاني الوطنيّة واألدوار‬ ‫الت��ي ال تزال مرجعا لهواة التّ��راث الغنائي العربي‬ ‫في خزينة اإلذاعة السّوريّة‪.‬‬ ‫مع مطلع الستينات انتقلت إلى بيروت لإلقامة‬ ‫وتعامل��ت م��ع الملحّني��ن ال ّلبنانيين مثل ميش��ال‬ ‫خيّ��اط وعفي��ف رض��وان واألخوي��ن الرّحبان��ي‬ ‫وبخاصّ��ة أنط��وان زابيط��ا ال��ذي كان ق��د تعه��د‬ ‫موهبتها منذ نشأتها في حلب‪،‬‬ ‫وأب��رز األعمال الت��ي غنتها زكي��ة حمدان إلى‬ ‫جانب قصائد «خلقت جميلة» و»سليمى» و»ناسي‬ ‫هوان��ا» و»لماذا تخ ّلي��ت عنّي» لخالد أب��و النّصر‬ ‫موشّح «ربّ ليل» للسان الدّين بن الخطيب وأغنية‬ ‫«مساكب الورد» من ألحان ميشال خياط‪ ،‬وموشّح‬ ‫«ي��وم جددت ليالينا» ألنط��وان زابيطا‪ ،‬وقصيدتي‬ ‫«ويحك يا قلبي» و» يا قلبي غنّي» للملحّن عفيف‬ ‫رضوان وأغنية «أعي��اد ال ّثورة» الوطنيّة من نظم‬ ‫أسعد السّبعلي وألحان شفيق أبو شقرا‪ .‬كما غنّت‬ ‫زكيّة حمدان أغني��ة ليبيّة «البارح منام ال ّليل بين‬ ‫أيديه» وموشّ��ح «يا غضيض ّ‬ ‫الطرف» وعدّة أغان‬ ‫تراثيّة قديم��ة مجهولة الشّ��اعر والملحّن وهي‪:‬‬ ‫«أراك» و»إل��ى ضفاف القلوب» و»أنا يا عود» و»أنا‬ ‫م��ن لبنان» و»أنت وأنا» و»أي��ا منيتي قلبي يهيم»‬ ‫و»ش��وف القمر سهران» و»اهلل معاك» و»هات من‬ ‫دمع��ك نغما» و» هل ّ‬ ‫صفي روحك» و» يا حلو» و»‬ ‫يا عاشقي»‪.‬‬ ‫ف��ي منتص��ف الثمانينات التزم��ت زكية بعقد‬ ‫احتراف مع اإلذاع��ة والتّلفزيون الكويتي‪ .‬وتوفيت‬ ‫في الكويت عام ‪1987‬‬

‫ومن القص��ص التي تروى ع��ن زكية حمدان‬ ‫ما رواه األس��تاذ س��عيد التالوي ‪ /‬أب��و خالد ‪ /‬والذي‬ ‫كان م��ن الظرفاء الس��وريين المعدودي��ن‪ ،‬وكانت‬ ‫له جريدة يومي��ة صباحية يرأس تحريرها وتصدر‬ ‫في دمش��ق وتدعى ‪ /‬الفيحاء ‪ /‬وقد اشتهر بسرعة‬ ‫بديهي��ة وحضور النكتة عن��ده‪ .‬دعاه يومًا صديقي‬ ‫بيروت��ي إلى مله��ى (طانيوس) ف��ي (عالية) حيث‬ ‫كان��ت تغني المطربة الس��ورية زكية حمدان‪ ،‬وقد‬ ‫اش��تهرت بمتان��ة بنيته��ا وقوته الجس��دية وكانت‬ ‫تغن��ي قصيدة لحنها خالد أبو النصر وكتبها ضابط‬ ‫ش��رطة اس��تخدم في أبياتها مف��ردات من ضبوط‬ ‫الشرطة‪ :‬جريمة‪ ،‬مجرم‪ ،‬ذنب‪ ،‬عفو‪ ،‬ظلم‪ ..‬الخ‏‬ ‫خلقت جميلة لتعذبينا‏‬ ‫ولسنا في غرامك مجرمينا‏‬ ‫إذا كان الهوى والحب عيبً‏ا‬ ‫فكل معايب العشاق فينا‏‬ ‫وكم من مجرم(قد نال عفواً)‏‬ ‫وأنت بدون ذنب تقتلينا‏‬ ‫وفيما كان الصديق البيروتي شارداً صعد إلى‬ ‫المس��رح أحد الس��احرين فاختطف قبلة من زكية‬ ‫حمدان فما كان منها إال أن(ش��لفته) بكرس��ي كان‬ ‫قربها‪ .‬وصعد أنصارها إلى المس��رح فاشتبكوا مع‬ ‫صاحب القبل��ة وجماعته‪ ..‬والمطربة تس��اهم في‬ ‫المعركة‪.‬‏‬ ‫هنا‪ ..‬انتبه صديق أبي خالد فسأله ماذا يحدث‬ ‫يا أبا خالد? فقال سعيد التالوي‪ :‬ال شيء‪ ..‬سوى أن‬ ‫زكية حمدان تشرح القصيدة‪.‬‏‬ ‫مالحظة‪:‬‬ ‫الم��ادة العلمي��ة من كت��اب « الموس��يقى في‬ ‫سورية أعالم وتاريخ «‪ ،‬صميم الشريف‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ولدت زكية حمدان عام ‪ 1925‬في مدينة حلب‪،‬‬ ‫والدها الفنان حس��ن س��عيد حم��دان الذي يعد من‬ ‫ً‬ ‫فرقة‬ ‫مؤسّسي المس��رح السّ��وري‪ ،‬والذي أسس‬ ‫مس��رحية انتقل معها للعمل بين لبنان وس��وريا‪،‬‬ ‫وكان��ت تق��دم عروض��ًا ترفيهي��ة ومونولوج��ات‬ ‫كشكشية « نسبة إلى كشكش بك نجيب الريحاني‬ ‫« من رقص وترفي��ه وغناء‪ .‬وقد تألفت فرقته من‬ ‫عناص��ر لبناني��ة مثل‪ :‬ميش��يل خي��اط‪ ،‬صابر أبو‬ ‫اللب��ن‪ ،‬ج��ورج مس��كويه‪ ،‬وعناصر س��ورية مثل‪:‬‬ ‫محمد عبده‪ ،‬زي��ن الصيداوي‪ ،‬ماري وملفيتا أحمد‪،‬‬ ‫عفيفة وظريفة طبراوي‪ .‬وعلى مسرح اللونابارك‬ ‫قدمت الفرقة عش��رات المس��رحيات الهزلية مثل‪:‬‬ ‫محكمة الجنايات‪ ،‬وقبضة السيف‪.‬‏‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقد تتلم��ذت زكية على يده لغويا وفنيا‪ ،‬حيث‬ ‫كان يق��وم باصطحابه��ا إل��ى النّادي الموس��يقي‬ ‫الشّ��رقي ال��ذي أسّس��ه أحم��د األوب��ري وممدوح‬ ‫الجاب��ري لحف��ظ الم��وروث الموس��يقي والغنائي‬ ‫الشّامي على أيدي كبار شيوخ هذا الفنّ‪ ،‬فتع ّلمت‬ ‫غناء الموشّ��حات والقصائد واألدوار والقدود على‬ ‫يدي الشّ��يخين عل��ي الدّرويش وعم��ر البطش‪،‬‬ ‫والعزف على آلة العود‪.‬‬ ‫كم��ا دربها أبوها عل��ى إلقاء الش��عر الفصيح‬ ‫مما انعكس إيجابًا على مخارج الحروف لديها‪ ،‬ومع‬ ‫بلوغها الخامسة عشرة من العمر عام ‪ 1940‬بدأت‬ ‫احتراف الغناء في األعراس واألفراح النس��ائية في‬ ‫البيوت��ات الكبيرة‪ ،‬ولم تغن حت��ى ذلك التاريخ في‬ ‫المقاص��ف والمالهي‪ ،‬وإن كان��ت تغني أحياناً أمام‬ ‫أصدقاء أبيها‪.‬‬ ‫ذاع صي��ت زكي��ة وبرع��ت ب��أداء الموش��حات‬ ‫والق��دود الحلبي��ة وألحان زكريا أحم��د ومحمد عبد‬ ‫الوه��اب وفري��د األطرش وق��د طبع��ت زكية هذه‬ ‫األعمال بطابعها واكسبتها الصفات الفنية الخاصة‬ ‫بها‪.‬‬ ‫شاركت حمدان في بداياتها في الحفالت التي‬ ‫كان يش��رف عليها األس��تاذ أحمد األوب��ري‪ ،‬وكانت‬ ‫بداي��ة انطالقتها الحقيقية‪ ،‬ف��ي الحفل الذي أقيم‬ ‫عام ‪ 1939‬على مس��رح س��ينما روكسي في حلب‬ ‫برعاية عقيلة المندوب الس��امي « مونيه « ورصد‬ ‫ريعها آنذاك لضحايا الحرب‪.‬‬ ‫حت��ى مطل��ع الخمس��ينات بقي��ت زكي��ة وفيةً‬ ‫للت��راث الغنائي المش��رقي وتعرفت على الوس��ط‬ ‫الفن��ي والثقاف��ي ف��ي بي��روت ودمش��ق‪ ،‬وكان��ت‬ ‫انطالقتها الجديدة على يد عدد من الشعراء أمثال‪:‬‬ ‫مدحت ع��كاش‪ ،‬ونوفل إلياس‪ ،‬وجالل زريق الذين‬ ‫نظم��وا له��ا قصائد ال تخ��رج مضامينه��ا عن فنّ‬ ‫المونولوج الشّاعري‪.‬‬ ‫كان لقاء حم��دان مع الملحّن وع��ازف الكمان‬ ‫القدي��ر خالد أب��و النصر اليافي ال��ذي الزمها حتّى‬ ‫وفاته‪ ،‬منعطفًا هاماً في حياتها الموس��يقية حيث‪،‬‬ ‫تمكن ومن خالل األلحان القليلة التي قدمها لزكية‬ ‫أن يجم��ع بي��ن الس��رد الموس��يقي المعب��ر‪ ،‬وبين‬ ‫الغن��اء بخصوصية خارقة‪ ،‬فجاءت األلحان مطابقة‬ ‫لمضامي��ن القصائد ـ المونولوغ ـ موس��يقيًا‪ .‬ومن‬ ‫أجم��ل أعماله في ه��ذا المجال قصيدت��ان‪ ،‬األولى‬ ‫«س��ليمى» وهي من نظم نوف��ل الياس‪ ،‬و»خلقت‬ ‫جميل��ة» من نظ��م «مدحة ع��كاش» وعندما غنت‬ ‫هاتي��ن القصيدتي��ن‪ ،‬أس��بغت عليهما م��ن روحها‬ ‫ومش��اعرها وأحاسيس��ها الكثير‪ ،‬األم��ر الذي جعل‬ ‫منهما لحنين س��ائرين‪ ،‬س��يطرت بهم��ا وباألغاني‬ ‫األخ��رى التي ظهرت لها على س��ني الخمس��ينيات‬ ‫والستينيات كلها‪.‬‬ ‫مع اتس��اع ش��هرة حمدان ق��ررت االبتعاد عن‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫زكية حمدان ‪1987 - 1925‬‬

‫‪15‬‬

‫اندساسية‪....‬‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫اليوم ال�ساد�س ع�شر ‪5 / 16‬‬

‫فجأة انقلب الجو بارداً وكان يميل للحرارة‪.‬‬ ‫زارني ف��ي المهجع الجديد عماد س��لوم المهندس‬ ‫والم�لازم وخري��ج اإلتح��اد الس��وفييتي‪ ،‬وم��ن قري��ة‬ ‫البياضي��ة التابعة لمصياف وم��ن مواليد ‪ 1958‬وكذلك‬ ‫عب��د اهلل المقداد من بصرى الش��ام والمس��جون لثالث‬ ‫مرة وآخرون ال تحضرني أسماؤهم‪ ..‬تحدثنا في شؤون‬ ‫الس��اعة وفي الوضع السوري‪ ..‬أكثرنا لم يكن متفائ ًال‪،‬‬ ‫وال ن��زال نؤكد أن ه��ذا النظام لن يف��رج عن اإلعتقال‬ ‫السياس��ي‪ ..‬أقرأ في هذه األيام رواي��ة بعنوان (طيران‬ ‫ف��وق عش الوقواق) وه��ي لألمريكي ((كين كيس��ي))‬ ‫وهي رواية مملة‪ ،‬رغم أن مقدمتها مغرية‪ ،‬إال أن حركة‬ ‫أبطالها بطيئة‪ ،‬أفسر الملل من نص ما بسببي‪ ،‬وليس‬ ‫بس��بب الكت��اب أو الن��ص‪ ،‬ولكن ه��ذه الرواية ليس��ت‬ ‫مغري��ة‪ ،‬وقد قرأت الثلث حت��ى اآلن فلم أعثر في حنايا‬ ‫سطوره عن المدهش أو المثير‪.‬‬ ‫ال زال الحم��اس للق��راءة موج��وداً‪ ..‬لك��ن اإلضاءة‬ ‫الضعيف��ة توقفني‪ ، ..‬بل أس��تريح بس��بب الضعف في‬ ‫الرؤي��ة في عين��ي اليمنى‪ ..‬أذكر أنني ق��رأت مجلدات ‪/‬‬ ‫جبران خليل جبران ‪ /‬ولم أتجاوز السادس��ة عش��رة من‬ ‫عمري على ض��وء القمر‪ ،‬وكانوا أربعة من طباعة دار ‪/‬‬ ‫صادر ‪ /‬في بيروت‪.‬‬

‫اليوم ال�سابع ع�شر ‪5 / 17‬‬

‫تلقى البع��ض أخباراً من الجه��ة الخلفية تفيد أن‬ ‫مدي��ر الس��جن يطل��ب بعض األف��راد من ح��زب البعث‬ ‫(تنظيم العراق) إلى اإلدارة ويتحدث معهم مدة طويلة‪..‬‬ ‫ث��م تبين أن ه��ؤالء األفراد هم ش��وَّاش المهاجع‪ .‬هذا‬ ‫الفصيل السياس��ي يحتل أكثر من ثالثين مهجعًا وأظن‬ ‫أن��ه قب��ض عليه��م بي��ن ع��ام ‪ 1977‬و‪ ..1978‬األخبار‬ ‫كثيرة وكذلك اإلشاعات وكلها كاذبة وليست صحيحة‪.‬‬ ‫عاد من المستشفى ‪ /‬أبو فوزي ‪ /‬اسماعيل الحجلي‬ ‫بعد أن أمضى فيه خمس��ة أيام مربوطاً ومش��دوداً إلى‬ ‫الس��رير بواس��طة الجنزير‪ ،‬أن��ه يعاني من حساس��ية‬ ‫مفرطة في جلده‪ ،‬تحولت إل��ى حكة جلدية تالزمه لي ًال‬ ‫ونه��اراً وق��د تورمت نواح في جس��ده‪ ،‬كما أصاب وجهه‬ ‫التنف��خ‪ ،‬وق��د تناول عالج��ات وإبراً فلم يس��تفد‪ ..‬قال‪:‬‬ ‫ال ت��زال المعامل��ة في مش��فى التل س��يئة وخاليه من‬ ‫الرحمة واإلنسانية‪ ،‬يعامل السجين كأنه كلب أو حيوان‬ ‫مفترس‪.‬‬ ‫س��ألني عن موعد زيارت��ي‪ ،‬قلت‪ :‬قريب��ة‪ .‬بالعادة‬ ‫يحض��ر أهل بيتي مع أهل بيته معًا‪ ،‬يس��كن أبو فوزي‬ ‫ف��ي ‪ /‬نه��ر عيش��ة ‪ /‬إلى الجن��وب من دمش��ق في بيت‬ ‫متواضع بناه وأسسه فوق أرض زراعية‪.‬‬ ‫ه��ذه الحكة التي تالزمه‪ ،‬تخرجه عن طوره‪ ،‬تغيِّر‬ ‫من مزاجه‪ ،‬في مهجعنا المس��ؤول الخدماتي القاضي ‪/‬‬ ‫أبو أيمن ‪ ، /‬يسخن الشاي ويحضِّر اإلفطار ليكون فوق‬ ‫السفرة في الموعد المحدد‪.‬‬ ‫اس��تمر الطقس ب��ارداً‪ ،‬نهار األربع��اء‪ ،‬ويبدو كما‬ ‫جاء في األخبار الجوية أن هناك منخفضًا جوياً وأمطاراً‬ ‫غزيرة في جبال تركيا تركت أثرها علينا‪.‬‬

‫اليوم الثامن ع�شر ‪5 / 18‬‬

‫أبو باس��ـم من عي��ال المهجع الثال��ث‪ ،‬تجلس إليه‬ ‫وتس��مع قصت��ه تزداد ألم��ًا على ألم‪ ،‬يقول أبو باس��م‪:‬‬ ‫كان عمري تس��عاً وعش��رين عاماً عندما اعتقلت‪ ،‬كنت‬

‫قد أصبحت رائداً منذ أحد عش��ر شهراً‪ ،‬وأؤدي دورة قائد‬ ‫كتبية في حمص‪ ،‬وأستأجر بيتًا بأربعمئة ليرة سورية‪.‬‬ ‫تزوجت وأنا في الثانية والعشرين وصار لي ابنة عمرها‬ ‫س��ت س��نوات‪ ،‬وول��د عم��ره أربع س��نوات وبن��ت أخرى‬ ‫بلغ��ت العامين‪ .‬في هذا الوقت اعتقل��ت ما هو ذنبي؟‪..‬‬ ‫ذنبي أنني أقرأ في كتب ماركس��ية‪ ،‬وأالحق الدراس��ات‬ ‫والتحقيق��ات ح��ول الب��ؤر الثوري��ة وأحيان��اً أتحدث مع‬ ‫البع��ض بطيبة وعفوية ع��ن ذلك‪ .‬لم أنتظم بأي حزب‬ ‫سياسي ولم أفكر أن أكون منظمًا أو منتميًا ألي تنظيم‪.‬‬ ‫اعتُق��ل أبو باس��م ع��ام ‪ .1979‬اس��تدعته برقية‬ ‫ليراج��ع العاصم��ة فلبى الطل��ب فكان اعتقال��ه‪ .‬كنيته‬ ‫عيس��ى من قرية تدعى اكروم قرب قرية بيت ياشوط‪.‬‬ ‫فقير ومعدم‪ .‬يقول‪ :‬عُ ِرض��ت مؤخراً على لجنة طبية‪.‬‬ ‫وقد أعطيتهم تقريراً طبياً من مش��فى تش��رين‪ ،‬يؤكد‬ ‫فيه أنني أعاني من حالة فصام‪.‬‬ ‫س��ألته‪ :‬وماذا قـال ل��ك رئيس اللجن��ة؟‪ ..‬قال لي‪:‬‬ ‫لماذا لم يتوس��ط لك أحد حت��ى اآلن؟‪ ..‬قلت له‪ :‬ها أنتم‬ ‫واسطتي‪.‬‬ ‫ق��ال له رئيس اللجنة‪ :‬نري��د أن تتحدث إلينا‪ ،‬بماذا‬ ‫أنت مش��غول؟‪ ..‬وش��رح له��م (أي ألعض��اء اللجنة) عن‬ ‫البؤر الثورية وعن إرادة الكفاح وعن لينين وعن الوطن‬ ‫وعن األخالق الوطنية‪.‬‬ ‫أبو باس��م عيس��ى من مواليد ‪ 1950‬زوجته تقيم‬ ‫عن��د أهلها‪ ،‬عملت بعد س��نتين م��ن اعتقاله في معمل‬ ‫إلنت��اج المصابي��ح الكهربائية ق��رب الالذقي��ة والزالت‬ ‫تعمل حتى اآلن‪ ،‬له أخوات وأخوة يزورونه نادراً‪..‬‬ ‫آه يا أبا باسم أكتب عنك والحزن يعتصر قلبي‪..‬‬

‫اليوم التا�سع ع�شر ‪5 / 19‬‬

‫األهل الذي��ن يطلون في الزيارات ممتلئون يأس��ًا‬ ‫ووجعًا وفجيع��ة‪ ،‬ويبدو على محياه��م القهر‪ ،‬فالنظام‬ ‫يعاملهم بكل ذل ولؤم وارتياب‪ .‬روى يوس��ف الس��عيد‬ ‫أبو رباح‪ ،‬الذي كتبت عنه ش��يئًا في األيام الماضية‪ ،‬عن‬ ‫زيارته من��ذ يومين‪ ،‬فبعد موافقة مدير الس��جن وبناء‬ ‫على طلبه سُ��مح له بمقابلة أهل��ه في الغرفة‪ .‬وكانت‬ ‫دموع والدته تنهمر كالمطر عى جس��مه‪ ،‬ولم تس��تطع‬ ‫النه��وض عن الكرس��ي من جراء الش��يخوخة وبس��بب‬ ‫ضغطه��ا‪ ،‬كانت تنظر إل��ى ابنها خوفًا م��ن أن يفاجئها‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫الم��وت وال تراه‪ ،‬ال تقدر على ال��كالم‪ ،‬نظراتها ضائعة‪.‬‬ ‫يق��ول أب��و رباح‪ :‬أنا وحي��د ووالدي مت��وف وأمي وحيدة‬ ‫وزوجت��ي طلقتن��ي ألنه��ا تري��د أوالداً‪ ،‬وأنا ل��م يأتني‬ ‫أوالدٌ‪ ،‬وأمي في الدار لوحدها يأكلها اليأس والهم‪ .‬قال‬ ‫يوسف‪ :‬أظن أن زيارة أمي هي األخيرة‪ ..‬رأيتها تريد أن‬ ‫تتأكد من وجودي‪.‬‬ ‫البارح��ة زار المل��ك األردني دمش��ق‪ ،‬أت��راه حمل‬ ‫رسالة من إسرائيل؟ واليوم زار دمشق حسني مبارك‪..‬‬ ‫أظن أن األمر يتعلق بإس��رائيل يق��ول البعض أن ال بد‬ ‫من صدور عفو عام في األشهر القادمة‪.‬‬

‫اليوم الع�شرون ‪5 / 20‬‬

‫قب��ل أكثر من عش��رة أيام ج��اءت أعداد ال‬ ‫ ‬ ‫تحصى من س��جون أخ��رى كمرضى من س��جن تدمر‪،‬‬ ‫ومن سجن عدرا وكذلك من سجن حلب‪ ،‬ألجل عرضهم‬ ‫على اللج��ان الطبية‪ .‬وق��د طالب البع��ض بالعودة إلى‬ ‫س��جونهم ألنه��م ترك��وا أغراضهم‪ ،‬وإدارات الس��جون‬ ‫لم تس��مح لهم بجلب أغراضه��م معهم‪ .‬فأجابهم مدير‬ ‫الس��جن‪ :‬أن الع��ودة غي��ر ممكن��ة‪ .‬ث��م وزّعه��م على‬ ‫األجنحة‪ ،‬وأرسل من أرسل إلى المستشفى فجاءنا إلى‬ ‫الجن��اح ثالث��ة وهم‪ :‬ضاح��ي المصري م��ن درعا عمره‬ ‫قرابة الخامسة والستين ومعتقل كرهينة عن ابن أخيه‬ ‫من��ذ عام ‪ ،1984‬ويعمل متعهد عم��ار وهو عم الكاتـب‬ ‫علي المصري الذي تكلـم في لقاء الصحافيين والكتـاب‬ ‫في ربيع ‪ .1979‬والثاني هو أبو ياس��ين خطاب مهندس‬ ‫ميكانيك وعضو نقابة المهندس��ين ‪ -‬ف��رع حلب‪ ،‬وهو‬ ‫معتقل منذ أوائل عام ‪ 1980‬بسبب تأييد الفرع مطالب‬ ‫النقاب��ة العام��ة برف��ع األح��كام العرفية وإلغ��اء قانون‬ ‫الطوارئ وإيقاف « سلبطة « المخابرات عند حدها‪ .‬‬ ‫والثالث عبد الكريم العالوي وهو من ريف دمشق وكان‬ ‫في سنته األخيرة هندسة‪.‬‬ ‫تحدث الثالثة عن س��جن عدرا وعن المعاملة فيه‪.‬‬ ‫فهم يستطيعون البقاء طوال النهار في ساحة التنفس‪.‬‬ ‫وهم مفصولون عن القضائيين‪ ،‬الطعام جيد‪ ،‬والزيارة‬ ‫تس��تمر أكثر من س��اعتين دون مراقبة‪ .‬كما أن الكتابة‬ ‫وإرس��الها للخارج مس��موحة‪ .‬أن س��جنهم يتب��ع لوزارة‬ ‫الداخلي��ة‪ ،‬وال��ذي يري��د أن يقدم امتحان��ا يأخذونه في‬ ‫الموعد المحدد إلى مركز االمتحان‪.‬‬

‫محمد العاقل ‪ -‬دمشق‬

‫ومناطق من ريفها‪.‬‬ ‫من أب��رز تبريرات وزارة الكهرباء حول انقطاع‬ ‫التي��ار ه��و انهيار ش��به كامل للش��بكة الكهربائية‬ ‫حيث لطالم��ا تحدث "عماد خمي��س" وزير الكهرباء‬ ‫"ع��ن اس��تهداف المجموع��ات المس��لحة لمحط��ات‬ ‫التوليد وعموم خطوط الش��بكة‪ ،‬وهذا االنهيار في‬ ‫الشبكة دفع الحكومة السورية لالستعانة بحليفتها‬ ‫إيران‪ ،‬حيث سافر وزير الكهرباء السوري إلى إيران‬ ‫للحص��ول على م��واد لترميم الش��بكة الكهربائية‪،‬‬ ‫وقد نش��ر عل��ى الموقع الرس��مي ل��وزارة الكهرباء‬ ‫الس��ورية مقال تحت عنوان "سورية وإيران تبحثان‬ ‫تعزي��ز التعاون في مجال الطاقة الكهربائية"‪ ،‬ومن‬ ‫المفت��رض أن الترميم قد تم ف��ي حينها بالكامل‪،‬‬ ‫ولك��ن س��رعان م��ا ع��ادت االش��تباكات والمع��ارك‬ ‫والتفجي��رات الت��ي اس��تهدفت ش��بكات الكهرب��اء‪،‬‬ ‫وتبادلت اطراف النزاع االتهامات حولها‪.‬‬ ‫خالل اس��تطالعنا لعدد م��ن اآلراء حول الحياة‬ ‫م��ن دون كهرب��اء تباين��ت اإلجاب��ات واختلفت فيما‬ ‫بينها‪ ،‬وليد من دمشق يقول‪:‬‬ ‫"انقط��اع الكهرب��اء ه��و أح��د األس��باب الت��ي‬ ‫تدفعني للتفكير بش��كل جدي بالسفر‪ ،‬ألن التدفئة‬ ‫في مكان س��كني معتمدة عل��ى الكهرباء ومن دون‬ ‫الكهرب��اء ف�لا توجد تدفئة‪ ،‬مما تس��بب باس��تمرار‬ ‫الم��رض لدي‪ ،‬ب��رد ش��ديد وتدفئ��ة غي��ر متوفرة‬ ‫س��ببان كافيان للكثير من األمراض‪ ،‬باإلضافة ألن‬ ‫ش��بكة الهواتف المحمولة مرتبطة بالكهرباء فعند‬ ‫انقط��اع الكهرباء تذهب التغطي��ة‪ ،‬وعملي مرتبط‬ ‫باإلنترن��ت‪ ،‬الخالص��ة ال كهرب��اء وال اتص��االت وال‬ ‫تدفئة وال انترنت يؤدي إلى أمراض كثيرة وال عمل‬ ‫يمكنك من توفير ثم��ن األدوية‪ ،‬األمر أصبح تحديًا‬ ‫للبقاء على قيد الحياة"‬ ‫فيما يرى غزوان من دمشق أيضًا‪:‬‬ ‫"بالنس��بة ل��ي فإنن��ي محظوظ بعض الش��ئ‬ ‫بالنس��بة لمش��كلة الكهرباء‪ ،‬ففي فت��رة االنقطاع‬ ‫خ�لال النه��ار أك��ون ف��ي عمل��ي‪ ،‬ولكن ل��م أنجو‬ ‫بالكام��ل م��ن هذه المش��كلة‪ ،‬ألن الكهرب��اء تكون‬ ‫منقطعة مس��اء عندما أعود للمنزل‪ ،‬كوني أس��كن‬

‫لوحدي فالتدفئ��ة والطبخ معتمدة عل��ى الكهرباء‪،‬‬ ‫مم��ا يعيقن��ي ع��ن القي��ام ب��أي نش��اط س��وى أن‬ ‫أجلس وأثقل نفس��ي باألغطية وخاصة خالل فترة‬ ‫العاصف��ة الثلجية وم��ع ذلك فقد أصب��ت بالمرض‬ ‫بسبب البرد"‬ ‫ف��ي حم��ص تختل��ف الص��ورة كلي��ًا فالتيار ال‬ ‫يخضع لبرنامج تقنين بل يش��ارك في العقاب الذي‬ ‫يفرضه النظام تقول أالء‪:‬‬ ‫ً‬ ‫"لم نع��د نرى الكهرباء أب��دا‪ ،‬ورغم أن العائلة‬ ‫اش��ترت مولدة إال أنها ال تعم��ل بانتظام فالوقود ال‬ ‫يتوفر دائماً‪ ،‬نس��يناها تقريبًا واستنا عنها بوسائل‬ ‫بدائي��ة لكنها نافع��ة وليس ألحد الس��يطرة عليها‬ ‫كالحطب مث ً‬ ‫ال"‪.‬‬ ‫م��روان من حلب يرى جانبًا مش��رقاً في فقدان‬ ‫الطاقة‪:‬‬ ‫" تقت��رب م��ن العائلة أكثر ومن م��ن بقي من‬ ‫األصدق��اء في البالد‪ ،‬هكذا أصب��ح يومنا مع الناس‬ ‫أكثر‪ ،‬بالنس��بة لمتابع��ة األخبار فلم أع��د أتابعها‪،‬‬ ‫المش��كلة الوحيدة هي هاتفي الجوال الذي أشحنه‬ ‫ف��ي محل ليده مولدة‪ ،‬غي��ر هذا لم اعد أعتمد على‬ ‫الكهرباء إطالقاً"‪.‬‬ ‫رغم انش��غال النظام الكبير بكل ما يجري في‬ ‫س��وريا‪ ،‬أط��ل وزير الكهرب��اء عم��اد خميس ليس‬ ‫فقط عبر وس��ائل األعالم مبرراً ومهنئ��اً ومطمئنًا‬ ‫فقط‪ ،‬بل أيضًا ش��ارك "المواطنين" همومهم عبر‬ ‫صفحت��ه على الفيس ب��وك قال فيه��ا‪ :‬أن البيانات‬ ‫اإلحصائية الموجودة ل��دى "وزارة الكهرباء"‪ ،‬كانت‬ ‫أش��ارت إلى أن الطلب على الكهرباء وصل في عام‬ ‫‪ 2012‬إل��ى نح��و ‪ 50‬مليار كيلو واط س��اعي‪ ،‬ومن‬ ‫المتوق��ع أن يزداد هذا الطلب في عام ‪ 2013‬ليصل‬ ‫إل��ى ‪ 148‬ملي��ار كيلو واط س��اعي‪ ،‬مش��يرا إلى أن‬ ‫‪ 15%‬زي��ادة الطلب على الكهرباء في الذروة قياس��ًا‬ ‫بالع��ام ‪ ،2010‬الوزي��ر ش��دد على ضرورة تس��ديد‬ ‫الفواتي��ر‪ ،‬فيم��ا كان متصف العام ال��ذي مضى قد‬ ‫ش��هد حالالت من طل��ب فاتورة الكهرب��اء من قبل‬ ‫الحواجز المنتشرة في مناطق النظام‪ ،‬حالة ما لبثت‬ ‫أن انتهت‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫جبل قاسيون من مدينة جوبر | ‪ | 2013‬عدسة سام‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫كان��ت الدعاب��ة القديم��ة الت��ي راج��ت ف��ي‬ ‫الثمانين��ات حول وض��ع الكهرباء في س��وريا تقول‬ ‫أن الب�لاد تبدو كش��جرة الميالد في تن��اوب الظلمة‬ ‫والن��ور فيها‪ ،‬الدعاب��ة أصبحت س��مجة للغاية منذ‬ ‫ع��ام ونص��ف على األق��ل‪ ،‬التي��ار الكهربائ��ي بات‬ ‫الطاق��ة الرئيس��ية لكل حياة الس��ورين م��ن إعداد‬ ‫الطع��ام ومروراً بالتدفئة والعناي��ة الصحية وطبعًا‬ ‫متابعة األخبار والتواصل مع س��وري في الداخل أو‬ ‫ف��ي الخارج‪ ،‬المعاناة في دمش��ق من انقطاع التيار‬ ‫ربم��ا تكون ه��ي األق��ل إذا ما قورن��ت بغيرها من‬ ‫المحافظات السورية المحررة أو غير المحررة‪.‬‬ ‫عملي��ًا م��ن الممك��ن إلقاء الل��وم ف��ي انقطاع‬ ‫التيار الكهربائي لس��اعات وأيام وأش��هر على الحرب‬ ‫والصراع العس��كري‪ ،‬إذ تظهر بيانات نش��رتها وزارة‬ ‫الكهرباء السورية أن محطة تشرين الحرارية ‪ -‬تبعد‬ ‫عن مطار دمشق ‪ 3‬كم وعن مركز العاصمة ‪ 8‬كم –‬ ‫استهدفت عدة مرات بفعل العمليات الحربية أبرزها‪:‬‬ ‫االستهداف األول كان بـ ‪10 22‬‬ ‫واالستهداف الثاني كان بأول شهر ‪12‬‬ ‫وهذا االستهداف الثالث اليوم ‪2014 - 1 - 3‬‬ ‫فيم��ا عانت محطة التوليد والتغذية الرئيس��ية‬ ‫ف��ي القابون خلف كراج��ات العباس��يين من ويالت‬ ‫االش��تباكات‪ ،‬كان الـ ‪ 28‬نس��يان ‪ 2013‬يومُا غرقت‬ ‫في��ه العاصمة م��ع المنطق��ة الجنوبية ف��ي ظلمة‬ ‫كامل��ة حين امتدت االش��تباكات بي��ن الجيش الحر‬ ‫وقوات النظام حتى المحطة‪.‬‬ ‫بالنس��بة لحلب ف�لا محافظة عان��ت مثلها من‬ ‫انقطاع الكهرباء الذي ب��ات كمرض مزمن ال يقبل‬ ‫الع�لاج‪ ،‬وهي التي تعتمد عل��ى المحطة الحرارية‪،‬‬ ‫نقطة اش��تباك جديدة ودائمة أودت بحلب بش��قيها‬ ‫المح��رر وغي��ر المح��رر إلى حي��اة مظلم��ة وباردة‪،‬‬ ‫تظه��ر معلوم��ات نش��رتها مص��ادر المعارض��ة أن‬ ‫جبه��ة النصرة هي آخر المس��يطرين على المحطة‬ ‫الحرارية‪ ،‬االش��تباك المباشر ال ينفع هناك والنظام‬ ‫ال يس��تطيع قصفه��ا خوف��ًا م��ن تس��رب كيم��اوي‬ ‫وإش��عاعي‪ ،‬فتح��رك المجتم��ع األهل��ي ف��ي حل��ب‬ ‫إلحداث وس��اطة لم تفلح في أحداث فرق‪ ،‬المحطة‬ ‫حي��ن كانت تحت س��يطرة النظام ل��م تكن تنتظم‬ ‫ف��ي عمله��ا‪ ،‬إذ ق��ام ضابط مس��ؤول عنه��ا بقطع‬ ‫التيار عن حلب بعد أن رفضت قيادته مده بالذخيرة‬ ‫والطعام طوال أسابيع‪ ،‬القصة الشهيرة بحلب لهذه‬ ‫الضابط انتهت بمصرعه في اشتباكات مباشرة مع‬ ‫المعارضة المسلحة‪.‬‬ ‫ف��ي الرق��ة التي خرج��ت عن س��يطرة النظام‬ ‫بش��كل كامل خالل العام الماضي لم ينقطع التيار‬ ‫الكهربائي بموجب اتفاقات لم يعترف بها أحد‪ ،‬كان‬ ‫عنوانها النفط مقابل الكهرباء‪ ،‬الوزارة تحدثت مرة‬ ‫واحدة عن ذلك وقالت إنها تمد الرقة بالكهرباء من‬ ‫أجل المشافي والمراكز الحساسة في المدينة‪.‬‬ ‫في كثير من مناطق الش��مال السوري المحرر‬ ‫ابتكر الس��وري حل��و ًال‪ ،‬من الطاقة الشمس��ية إلى‬ ‫الدراج��ة الت��ي تحول��ت إلى مول��دة‪ ،‬كان��ت الحلول‬ ‫موج��ودة‪ ،‬فيما اس��تعصت على آخرين س��بل إيجاد‬ ‫البدائ��ل‪ ،‬ف��ي المقابل انتعش��ت س��وق كاملة لبيع‬ ‫واس��تيراد المول��دات الكهربائية‪ ،‬ف��ي مدينة حلب‬ ‫أًجرت س��اعة الكهرباء الناتج��ة عن المولدات بمئات‬ ‫الليرات‪ ،‬حالة انتقلت إلى مخيم اليرموك بدمش��ق‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫الكهرباء‪ ..‬ع�صب احلياة الذي‬ ‫�أ�صابه ال�شلل‬

‫‪17‬‬

‫ح�سن �صربا‪ :‬جماهريية الرعب‬ ‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪18‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫كانت مؤتمرات القمة العربية الدورية‬ ‫والطارئ��ة‪ ،‬مث��اراً للتهك��م والس��خرية‬ ‫مواطن عربي‪ ،‬وكان‬ ‫والدهش��ة أحياناً لكل‬ ‫ٍ‬ ‫م��رد التهك��م األول تصرف��ات وتصريحات‬ ‫الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي‪ ،‬لكن‬ ‫خل��ف هذا المش��هد الكومي��دي كانت تقبع‬ ‫سنواتٌ من العذاب والقهر عاشها الليبيون‬ ‫أربعين عامًا وأكثر‪.‬‬ ‫كتابنا اليوم جماهيرية الرعب لرئيس‬ ‫تحري��ر جري��دة الس��فير « حس��ن صبرا «‬ ‫وه��و بفصوله الخمس��ة عش��ر وثيقة عن‬ ‫مرحلة اس��تمرت نحو ‪ 41‬عام��ًا في التاريخ‬ ‫الحدي��ث المعاص��ر قبض خالله��ا الطاغية‬ ‫معم��ر القذافي على ليببا الش��عب والدولة‬ ‫والمقدرات الهائلة ومارس فيها شتى انواع‬ ‫القم��ع واالره��اب واالذالل والتجهيل بحق‬ ‫الليبيين‪.‬‬ ‫وه��و ال يـــع��رض س��يــرة القذافي‪،‬‬ ‫بل يتناوله��ا بكثير من التفـــصيل‪ ،‬كطباع‬ ‫وعقد نفس��ية ومس��ار وصع��ود وهبـــوط‬ ‫ومنهجي��ة‪ ،‬س��اعيًا إل��ى االحاط��ة ب��كل‬ ‫الجوان��ب المعروف��ة وغي��ر المعروف��ة في‬ ‫ش��خص الطاغية الــــذي ّ‬ ‫ق��ل نظيره على‬ ‫مرّ التاريخ‪ ،‬واالمـر نفس��ه ينطــبق علــى‬ ‫أبن��اء القذاف��ي وأبـــ��رز رجـــال��ه وكذلك‬ ‫أب��رز القيادات واالش��خاص الذين ارتبطت‬ ‫اس��ماؤهم بالعق��ود القذافي��ة االربع��ة‬ ‫السابقة في ليبيا والمنطقة‪.‬‬ ‫يق��ول صبرا عن كتاب��ه « خطر ببالي‬ ‫لحظ��ة أن أكت��ب المقدم��ة بعب��ارة واحدة‬ ‫هي صدق أو ال تص��دق‪ ..‬وهذا ما دفع في‬ ‫خاط��ري عبارة أخرى كمقدم��ة تقول‪ :‬هذا‬ ‫الكت��اب يجمع ف��ي وقائعه م��ا هو مضحك‬ ‫وما هو مبكي‪ ،‬ما هو س��اخر وما هو جدي وهكذا يمكن‬ ‫اعتب��ار هذا الكتاب جامع الش��رائط‪ .‬وأض��اف‪ :‬لكن هذا‬ ‫الكت��اب ه��و مجموعة وقائ��ع‪ ،‬وهي كلمة مش��تقة من‬ ‫كلمة وقع‪ ،‬واس��مها واقع أي أنها حصلت‪ ،‬وفيها ش��هود‬ ‫مثلم��ا فيها ضحاي��ا‪ ،‬ومجرمين‪ ،‬وكلهم بش��ر‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يجعلها تختلف عن أفالم الس��ينما‪ ،‬ول��و أن بطلها وهو‬ ‫معم��ر القذاف��ي ال يمك��ن تصدي��ق ش��خصيته إال أنها‬ ‫م��ن صنع الخي��ال‪ ..‬ولعل معم��ر القذافي ه��و أول من‬ ‫اعتم��د كلم��ة «خياله» تعريب��ًا لكلمة س��ينما‪ ،‬والخيالة‬ ‫مشتقة من الخيال‪ ..‬وقصص معمر القذافي أغرب من‬ ‫الخيال»‪..‬‬ ‫ويضيف‪ « :‬لو أنك س��ألت أي ليبي مهموم بشؤون‬ ‫وش��جون وطنه‪ ،‬متى بدأت الثورة ض��د معمر القذافي‪،‬‬ ‫لما تردد في القول‪ :‬أنها بدأت منذ ‪ 30‬أو ‪ 40‬س��نة‪ ،‬هي‬ ‫عمر القهر الذي مارسه معمر علينا‪ ،‬وكان يجب أن نثور‬ ‫لوقفه عند حده وقتها‪ .‬ثورة شعبية على مستوى القهر‬ ‫والقم��ع لكل فئات ومناطق الش��عب الليب��ي وطيلة ‪40‬‬ ‫سنة «‪.‬‬ ‫من الجرائم التي تقرأها في الكتاب‪ ،‬مذبحة سجن‬ ‫أبو سليم‪:‬‬ ‫فف��ي مطل��ع الثمانيني��ات م��ن الق��رن العش��رين‬ ‫حصلت اضطرابات واسعة في سجن طرابلس المركزي‬ ‫الذي كان يضم حوالى الف ومئتي عنصر من الجماعات‬ ‫االسالمية المعارضة لنظام معمر القذافي وكان هؤالء‬ ‫يش��كون من س��وء المعاملة ويطالبون بلقاء واس��ع مع‬ ‫العقي��د معم��ر القذافي وقد اس��تجاب القذافي لطلبهم‬ ‫وانتق��ى عدداً من قياداتهم للقاء به وأثناء اللقاء هاجم‬ ‫هؤالء القذافي بقس��وة واتهموه باالرتداد عن االسالم‬ ‫بس��بب آراء في الدين لم تعجبهم وتعرضوا له شخصيًا‬ ‫واتهم��وه بالكفر وبالخ��روج عن الس��نة النبوية ففض‬ ‫االجتماع وأعادهم إلى الس��جن وفي اليوم التالي اندفع‬

‫عشرات المس��لحين من اجهزة االمن الليـبية إلى داخل‬ ‫السجن وفتحوا نيران اسلحتهم الرشاشة على السجناء‬ ‫لمدة س��اعة كاملة انتهت بمجزرة ذهب ضحيتها ‪1200‬‬ ‫مواطن ليـبي كلهم من المعارضين لنظام القذافي من‬ ‫اسالميين وغير اسالميين‪.‬‬ ‫فيم��ا بعد يزع��م معمر القذاف��ي وأجهزته بعد أن‬ ‫اثارت انباء هذه المجزرة الجهات الحقوقية واالنس��انية‬ ‫ف��ي العال��م فطلب��ت ارس��ال الموفدين لالط�لاع على‬ ‫الحقائ��ق أن ه��ؤالء المس��اجين احدث��وا تم��رداً داخ��ل‬ ‫الس��جن وقتلوا حراس��ًا واستولوا على اس��لحة وهربوا‬ ‫في الصحارى المحيطة بالس��جن وتاهوا وال يعرف عن‬ ‫مصيرهم شيء‪.‬‬ ‫جماعة القذافي حفروا قبوراً عميقة وواسعة لدفن‬ ‫جثث قتلى المج��زرة في مقبرة جماعية داخل الصحراء‬ ‫الليـبية ال اح��د يعرف مكانها إال عدد محدد من الضباط‬ ‫والعناصر‪.‬‬ ‫أما عن أغرب محاكمة في التاريخ‪:‬‬ ‫فقد اعت��رف معم��ر القذافي لرفيقه الس��ابق في‬ ‫مجل��س قيادة الثورة عبد المنع��م الهوني أنه دفع ‪200‬‬ ‫ملي��ون دوالر للمل��ك الحس��ن الثاني لتس��ليمه رفيقه‬ ‫الس��ابق في مجلس قيادة الثورة الرائد عمر المحيشي‬ ‫وثالثة معارضين آخرين كانوا الجئين في المغرب‪.‬‬ ‫ففي لقاء عق��د بين القذافي والهوني في الجزائر‬ ‫أخب��ر القذافي زميل��ه أنه دفع هذا المبلغ لكي يتس��لم‬ ‫زميله الس��ابق ف��ي مجلس محكمة الث��ورة الرائد عمر‬ ‫المحيش��ي م��ن المغ��رب‪ ،‬وأح��د أركان المعارض��ة في‬ ‫الخ��ارج علي الفالح��ي وضابط دفاع ج��وي ليبـي وأحد‬ ‫الفناني��ن الذين غنوا للمعارض��ة وهاجموا القذافي في‬ ‫أغانيهم‪.‬‬ ‫أما الضابط في الدفاع الج��وي فقد طلب القذافي‬ ‫تس��لمه ألنه أفش��ى أس��راراً أمني��ة يق��ول القذافي أن‬ ‫األمري��كان اعتمدوه��ا لقصف مقره ف��ي طرابلس في‬

‫نيس��ان ‪ /‬ابري��ل ‪ ..1986‬وهذا غير صحيح‬ ‫بالمرة‪.‬‬ ‫ي��روي القذافي أنه كان في اس��تقبال‬ ‫الطائ��رة التي أقل��ت هؤالء األربع��ة‪ ،‬وانه‬ ‫انتظر وصول عمر المحيشي بفارغ الصبر‬ ‫وم��ا أن التقاه في المط��ار حتى هجم عليه‬ ‫وأوسعه ضرباً ورك ًال باألقدام‪ ،‬وانهال عليه‬ ‫بالشتائم قائ ًال في إحداها‪ « :‬أنت يا يهودي‬ ‫ي��ا اب��ن اليهودية تق��ول عن��ي أن والدتي‬ ‫يهودية»‪.‬‬ ‫يق��ول القذاف��ي أن��ه لم يس��تطع أن‬ ‫ينس��ى أن عم��ر المحيش��ي كان قد أش��اع‬ ‫أن وال��دة القذافي يهودي��ة عندما كان في‬ ‫الخارج وان هذه اإلش��اعة أث��رت فيه كثيراً‬ ‫وجعلته يحقد على المحيشي مقرراً أن يرد‬ ‫له هذه اإلس��اءة وبعد أن تعب القذافي من‬ ‫ض��رب وركل وش��تم المحيش��ي أمر بعقد‬ ‫محاكمة عسكرية سريعة له بإحدى قاعات‬ ‫القاع��دة الجوية التي اس��تقبله فيها وكان‬ ‫كل ش��يء ف��ي القاع��ة مجه��زاً للمحاكمة‬ ‫الش��كلية الس��ريعة حيث صدر ضده حكم‬ ‫باإلعدام نفذ فيه فوراً‪.‬‬ ‫وعن يهودي��ة أم القذافي يكتب صبرا‬ ‫أن��ه عندما توفيت عام ‪ 1984‬جزم كثيرون‬ ‫بأصوله��ا اليهودي��ة وي��روي الرائ��د عب��د‬ ‫المنع��م الهوني قائال‪ :‬تس��لمنا عام ‪1970‬‬ ‫أي بعد عدة أش��هر من قي��ام الثورة وبروز‬ ‫اس��م معمر القذافي زعيمًا لها‪ ،‬رسالة من‬ ‫راعي كنيس��ة في ميالنو باللغة اإليطالية‬ ‫يقول فيها أنه كان راعي كنيسة في مدينة‬ ‫س��رت الليبية‪ ،‬مسقط رأس القذافي‪ ،‬أثناء‬ ‫االحت�لال اإليطالي لليبي��ا‪ ،‬وأن والد معمر‬ ‫أب��و منيار القذاف��ي كان يعمل لدى أس��رة يهودية وأنه‬ ‫أقام عالقة غرامية مع فتاة من هذه األس��رة أنجب منها‬ ‫ول��داً رمته ه��ذه الس��يدة رضيعًا ثم غادرت س��رت إلى‬ ‫طرابل��س ومنه��ا إلى فلس��طين‪ ،‬وأن ه��ذا الولد معمر‬ ‫القذافي نفس��ه حي��ث التقطته عائلة أب��و منيار وربّته‬ ‫ابناً لها‪.‬‬ ‫كما يس��رد لنا الكات��ب قصة ط��رد القذافي آلالف‬ ‫الفلس��طينيين إلى الصحراء وتركهم هناك تحت وهج‬ ‫الش��مس الحارق��ة بع��د توقيع الش��هيد ياس��ر عرفات‬ ‫اتفاقية أوسلو مع إسرائيل في ‪.1993 / 9 / 13‬‬ ‫رغ��م أن العقي��د القذاف��ي تظاه��ر في آخ��ر أيام‬ ‫حكمه بعش��قه للمجاهد ضد االس��تعمار اإليطالي عمر‬ ‫المختار إال أن الواقع يثبت عكس ذلك حيث نقل العقيد‬ ‫ضري��ح ومي��دان عمر المخت��ار خارج بني غ��ازي‪ ،‬وأقام‬ ‫لوال��ده ضريحًا في قبر الهانئ وهو الذي كان عس��كريًا‬ ‫في جيش االحتالل اإليطالي ووضعه على برنامج كبار‬ ‫زوار ليبيا‪.‬‬ ‫أم��ا عن نظ��رة القذافي لليبي��ا والليبيي��ن فيقول‬ ‫صب��را‪ « :‬كان معم��ر القذافي يظن نفس��ه كبيراً على‬ ‫ليبي��ا‪ ،‬وبعد مقتل القذاف��ي الزعيم بقيت ليبيا بال قائد‬ ‫حت��ى الس��اعة وهي منقس��مة على نفس��ها‪ ،‬ومطالبة‬ ‫أم��ام المجتمع الدولي كي تتج��ه للمدنية وتبقي العهد‬ ‫الشمولي خلف الستار»‪.‬‬ ‫يخت��م المؤل��ف كتابه بإضافة اس��م جديد لمرض‬ ‫أضي��ف عل��ى األم��راض النفس��ية بع��د انتش��ار وقائع‬ ‫الجرائم الغريبة والوحش��ية هو م��رض القذافية‪ ،‬وهو‬ ‫مزي��ج م��ن كل األمراض التي تصيب عق��ول البعض‪..‬‬ ‫فالقذافي��ة كم��ا يقول المؤل��ف تجاوزت ه��ذا كله‪ ،‬بعد‬ ‫أن تج��اوز القذافي في س��لوكه كل الح��االت المرضية‬ ‫الش��اذة التي عرفتها البش��رية من أيام كاليغوال وربما‬ ‫قب��ل‪ ،‬وصو ًال إلى هتلر‪ ،‬وموس��وليني‪ ،‬وتشاوسيس��كو‬ ‫وغيرهم‪..‬‬

‫فزلكة سورية ‪. .‬‬

‫مثنى مهيدي‬ ‫‪‎‬قال مازن‪ :‬نحن الشعب‬ ‫‪‎‬وانقسم تالميذ الصف قسمين وغيروا صور بروفايالتهم على الفيسبوك‬ ‫‪‎‬فريق وضعو صورة لخريطة سورية وقلبها كلمة منحبك‬ ‫‪‎‬والفريق االخر أيضاً وضع خريطة سورية وكلمة جمعة الغضب‬ ‫‪‎‬باعتبار باقي ايام االسبوع تخص العلميانيين والكفرة‬ ‫‪‎‬صفع مازن ميسون وقال‪ :‬عميلة‬ ‫‪‎‬فركلت ميسون بيضات مازن وقالت‪ :‬خائن‬ ‫‪‎‬قال مازن‪ :‬آآخ آآخ‬ ‫‪‎‬قالت ميسون‪ :‬خرجك‬ ‫‪‎‬اتصلت قناة الجزيرة بشاهد عيان من دبي وقالت‪ :‬ضعنا في صورة الوضع‬ ‫‪‎‬فتكلم شاهد العيان ودمع العين يسبقه‪ :‬الوضع خطر هناك عشرات‬ ‫‪‎‬القتلى في محيط الجامع العمري‬ ‫‪‎‬المالصق لحي دمس��رخو ف��ي الالذقية‪ ..‬وقوات االمن تطلق النار عش��وائيا‪..‬‬ ‫هيلب هيلب ‪ /‬قالها بلهجة درعاوية ‪/‬‬ ‫‪ ‎‬قالت رباب‪ :‬شيت‬ ‫قال باسم‪ :‬فاك‬ ‫ولم يقل سيرسلي الول مرة في حياته‬ ‫التمرينات‬ ‫علل لماذا قالت ميس��ون حري��ة حرية برغم من انها قال��ت لمازن بكل حرية‬ ‫يامنيك‬ ‫وه��ي تخ��رج من الجام��ع بجمعة الغض��ب رغم ميوله��ا اليس��ارية العلمانية‬ ‫الحليمنتيشية‬ ‫حلل وجهة نظر مازن في توجيه تهمة مندسة لميسون‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪‎‬ذهب باسم ورباب إلى البستان‬ ‫‪‎‬قالت رباب‪ :‬اقطف لي تفاحة‬ ‫‪‎‬قال باسم‪ :‬سيرسلي‬ ‫‪‎‬اقترب منهما مازن‬ ‫‪‎‬قالت رباب‪ :‬انتبه مازن مخبر متخفي‬ ‫‪‎‬قال باسم‪ :‬سيرسلي‬ ‫قالت رباب‪3n jad :‬‬ ‫‪ma3 eno‬‬ ‫‪‎‬مو مبين عليه أبداً‬ ‫‪‎‬قال مازن‪ :‬كيفكم يارفاق‪ ..‬غدا هناك مسيرة وعليكم‬ ‫‪‎‬أن تنضموا اليها وإالا ستحصلون على صفر بالسلوك‬ ‫‪‎‬صفر بالتربية الوطنية‬ ‫‪‎‬صفربالموسيقا‬ ‫‪‎‬قال باسم‪ :‬سيرسلي‬ ‫قالت رباب‪E7lien :‬‬ ‫‪‎‬قال مازن‪ :‬شحدوني سيجارة بهربكم من المسيرة‬ ‫‪‎‬قال باسم‪ :‬سيرسلي‬ ‫‪‎‬وهنا اقتربت منهم ميسون وهي تصرخ‪ :‬اهلل سورية حرية وبس‬ ‫‪‎‬فصرخ بوجهها مازن‪ :‬اهلل سورية بشار وبس‬ ‫‪‎‬قالت ميسون غاضبة‪ :‬درعا درعا‬ ‫‪‎‬قال مازن‪ :‬يا عميلة يا مندسة تفو عليكي‬ ‫‪‎‬وعلى بندر وسعد اللي عم بيدفشك‬ ‫‪‎‬قالت ميسون‪ :‬تفو عليك لحالك يا منيك حرية حرية‬ ‫‪‎‬قال مازن‪ :‬اخرسي وله شرموطة‬ ‫‪‎‬قالت ميسون‪ :‬واحد متلك بيخرس يا عرصا‬ ‫قالت رباب‪looooool :‬‬ ‫قال باسم‪xoxo :‬‬ ‫‪‎‬قالت رباب‪ :‬من انتم من انتم‬

‫‪‎‬قالت ميسون نحن الشعب‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫در�س الأ�سبوع‬

‫امأل فراغ عقلك وقلبك بالتالي‪:‬‬ ‫سورية‬

‫‪19‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪20‬‬

‫مدينة مسرابا | الغوطة الشرقية | ‪ | 2013‬عدسة سام‬

‫قانون مكافحة الدعارة‬

‫الجئون سوريون في مخيم الزعتري | ‪2013‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫مدة التقل عن سنة وال تزيد على خمس سنوات‬ ‫وبغرامة من مائة جنيه إلى خمسمائة جنيه في‬ ‫اإلقليم المصري ومن ألف ليرة إلى خمس��ة آالف‬ ‫ليرة في اإلقليم السوري‪.‬‬ ‫ويكون الحد األقصى لعقوبة الحبس س��بع‬ ‫سنين إذا وقعت الجريمة على شخصين فأكثر أو‬ ‫إذا ارتكبت بوسيلة من الوسائل المشار إليها في‬ ‫الفقرة األولى م��ن المادة الثانية بخالف الغرامة‬ ‫المقررة "‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ " :4‬في األح��وال المنصوص عليها‬ ‫في المواد الثالث الس��ابقة تكون عقوبة الحبس‬ ‫ثالث س��نوات إلى سبع سنوات إذا كان من وقعت‬ ‫عليه الجريمة لم يتم من العمر ست عشرة سنة‬ ‫ميالدي��ة أو إذا كان الجان��ي من أص��ول المجني‬ ‫عليه أو من المتولين تربيته أو مالحظته أو ممن‬ ‫لهم س��لطة علي��ه أو كان خادم��ا باألجر عنده أو‬ ‫عند من تقدم ذكرهم‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ " :5‬كل م��ن ادخل إل��ى الجمهورية‬ ‫العربي��ة المتحدة ش��خصا أو س��هل ل��ه دخولها‬ ‫الرتكاب الفج��ور أو الدعارة يعاقب بالحبس مدة‬ ‫التق��ل ع��ن س��نة وال تزيد على خمس س��نوات‬ ‫وبغرامة من مائة جنيه إلى خمسمائة جنيه في‬ ‫اإلقليم المصري ومن ألف ليرة إلى خمس��ة آالف‬ ‫ليرة في اإلقليم السوري‪.‬‬ ‫كم��ا عاق��ب المش��رع كل م��ن فت��ح أو أدار‬ ‫مح�لا للفج��ور أو الدعارة أو ع��اون بأية طريقة‬ ‫كانت ف��ي إدارته بالحبس مدة التقل عن س��نة‬ ‫وال تزي��د عل��ى ثالث��ة س��نوات وبغرام��ة التقل‬ ‫ع��ن مائة جني��ه وال تزي��د على ثالثمائ��ة جنيه‬ ‫ف��ي اإلقليم المصري وال تقل ع��ن ألف ليرة وال‬ ‫تزيد على ثالثة آالف ليرة في اإلقليم الس��وري‪،‬‬ ‫ويحكم بإغالق المحل ومصادرة األمتعة واألثاث‬ ‫الموجود به‪.‬‬ ‫وإذا كان مرتك��ب الجريم��ة م��ن أصول من‬ ‫يمارس الفجور أو الدعارة أو المتولين تربيته أو‬ ‫ممن لهم سلطة عليه تكون عقوبة الحبس مدة‬ ‫التقل عن س��نتين وال تزيد على أربعة س��نوات‬ ‫بخالف الغرامة المقررة‪.‬‬ ‫كما يعاق��ب بالحبس مدة التق��ل عن ثالثة‬ ‫أش��هر وال تزي��د عل��ى ث�لاث س��نوات وبغرام��ة‬ ‫التقل عن خمس وعش��رين جنيها وال تزيد على‬

‫ثالثمائ��ة جنيها ف��ي اإلقليم المص��ري وال تقل‬ ‫عن مائتان وخمس��ين لي��رة وال تزيد على ثالثة‬ ‫آالف ليرة في اإلقليم الس��وري أو بإحدى هاتين‬ ‫العقوبتين‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬كل م��ن أجّ��ر أو قدّم بأي��ة صفة كانت‬ ‫منزال أو مكانا يدار للفجور أو الدعارة أو لسكنى‬ ‫ش��خص أو أكثر إذا كان يمارس في��ه الفجور أو‬ ‫الدعارة مع علمه بذلك‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬كل من يملك أو يدير منزال مفروشا أو‬ ‫غرفا مفروش��ة أو مح�لا مفتوحا للجمهور يكون‬ ‫قد س��هّل عادة الفجور أو الدعارة س��واء بقبوله‬ ‫أش��خاصا يرتكبون ذل��ك أو بس��ماحه في محله‬ ‫بالتحريض على الفجور أو الدعارة‪.‬‬ ‫ج��ـ ‪ -‬كل م��ن اعت��اد ممارس��ة الفج��ور أو‬ ‫الدعارة‪.‬‬ ‫وعن��د ضبط الش��خص في الحال��ة األخيرة‬ ‫يجوز إرس��اله إلى الكش��ف الطبي فإذا تبين أنه‬ ‫مص��اب بأحد األمراض التناس��لية المعدية حجز‬ ‫ف��ي اح��د العاه��د العالجي��ة حتى يتم ش��فاؤه‪،‬‬ ‫ويجوز الحكم بوضع المحكوم عليه بعد انقضاء‬ ‫م��دة العقوبة في إصالحية خاص��ة إلى أن تأمر‬ ‫الجه��ة اإلداري��ة بإخراج��ه‪ ،‬ويكون ذل��ك الحكم‬ ‫وجوبي�� ًا ف��ي حالة الع��ود‪ ،‬وال يج��وز إبقاؤه في‬ ‫اإلصالحية أكثر من ثالث سنوات‪.‬‬ ‫لوزي��ر الش��ؤون االجتماعي��ة والعم��ل ف��ي‬ ‫اإلقلي��م الس��وري إي��داع البغاي��ا المرخص لهن‬ ‫من تاريخ العمل بهذا القانون بمؤسس��ة خاصة‬ ‫وللم��دة الت��ي يراه��ا مناس��بة لتأهيله��ن لحياة‬ ‫كريمة وتدريبهن على الكسب الشريف ويعاقب‬ ‫بالحب��س م��دة ال تتج��اوز ثالثة ش��هور كل من‬ ‫تخالف ذلك‪.‬‬ ‫في الختام ال بد من اإلش��ارة إلى أن القانون‬ ‫الحالي لعقوبة الدعارة بحاجة إلى تعديل وإعادة‬ ‫دراس��ة كاملة‪ ،‬وخاصة تجاه إعفاء الرجل من أي‬ ‫عقوبة في حال ثبوت دفعه أموا ً‬ ‫ال لقاء ممارس��ة‬ ‫الجن��س‪ ،‬األم��ر ال��ذي يوج��ب تش��ديد عقوبته‬ ‫ب��د ً‬ ‫ألن الخطأ ال يق��ع على الفتاة‬ ‫ال من إلغائه��ا‪ّ ،‬‬ ‫والقواد فقط‪ ،‬بل يش��اركهم الخطأ بفعله ذلك‬ ‫الرجل الذي يخالف األخالق والش��رائع السماوية‬ ‫واألعراف االجتماعية السائدة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫صدر القانون رقم ‪ 10‬لعام ‪ 1961‬لمكافحة‬ ‫الدع��ارة زم��ن الوحدة بي��ن مصر وس��وريا وما‬ ‫زال العمل به س��اريًا حتى يومن��ا مما يدعو إلى‬ ‫ً‬ ‫وخاص��ة لجهة العقوبات‬ ‫إع��ادة النظر في مواده‬ ‫والغرامات المالية المفروضة‪ ،‬وقد عرف القانون‬ ‫المذكور تسهيل الدعارة بما يلي‪:‬‬ ‫كل م��ن حرض ش��خصا ذك��را كان أو أنثى‬ ‫على ارت��كاب الفجور أو الدعارة أو س��اعده على‬ ‫ذل��ك أو س��هله له‪ ،‬وكذلك كل من اس��تخدمه أو‬ ‫اس��تدرجه أو أغ��واه بقص��د ارت��كاب الفجور أو‬ ‫الدع��ارة يعاق��ب بالحبس مدة ال تقل عن س��نة‬ ‫وال تزي��د عن ثالث س��نوات‪ ،‬وبغرام��ة من مائة‬ ‫جنيه إل��ى ثالثمائة جنيه ف��ي اإلقليم المصري‬ ‫ومن أل��ف ليرة إلى ثالثة آالف لي��رة في اإلقليم‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫وقد ش��دد القانون العقوبة في حال تسهيل‬ ‫الدعارة باستخدام الخداع أو بالقوة أو بالتهديد أو‬ ‫بإساءة استعمال السلطة أو غير ذلك من وسائل‬ ‫اإلكراه أو وإذا كان م��ن وقعت عليه الجريمة لم‬ ‫يتم من العمر الواحدة والعش��رين سنة ميالدية‬ ‫كان��ت العقوبة الحبس مدة التقل عن س��نة وال‬ ‫تزيد عن خمس سنوات وبغرامة التقل عن مائة‬ ‫جنيه إلى خمس��مائة جنيه في اإلقليم المصري‬ ‫وال تق��ل عن ألف ليرة إلى خمس��ة آالف ليرة في‬ ‫اإلقليم السوري "‪.‬‬ ‫وق��د انضم��ت س��وريا لبروتوك��ول األم��م‬ ‫المتحدة لع��ام ‪ 2000‬لمنع االتجار باألش��خاص‪،‬‬ ‫وتماش��ياً م��ع بن��ود البروتوكول ص��در القانون‬ ‫رقم ‪ 10‬لع��ام ‪ 2010‬الخ��اص بمكافحة االتجار‬ ‫باألش��خاص والذي عرف جرم االتجار بـ‪ " :‬تجنيد‬ ‫أش��خاص أو نقله��م أو تنقيله��م أو إيوائه��م أو‬ ‫استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة أو استعمالها‬ ‫أو غي��ر ذلك من أش��كال القس��ر أو االختطاف أو‬ ‫االحتي��ال أو الخداع أو إس��اءة اس��تعمال س��لطة‬ ‫أو إس��اءة استغالل حالة اس��تضعاف أو إعطاء أو‬ ‫تلقي مبالغ مالية "‪.‬‬ ‫وهن��ا يط��رح تس��اؤل ح��ول م��دى اقتراب‬ ‫مفه��وم الدع��ارة من مفه��وم االتج��ار بغرض‬ ‫االستغالل الجنسي‪ .‬والواقع أنه على الرغم من‬ ‫التقارب بين القانونين إال أن جريمة االتجار وإن‬ ‫كان��ت الضحي��ة أنثى تختلف عن ج��رم الدعارة‪،‬‬ ‫لك��ن اإلش��كال القانون��ي يظه��ر ف��ي توصيف‬ ‫الجرم والذي يترك لس��لطة القاضي التقديرية‪،‬‬ ‫كما يتم اعتماد معيار التكرار حيث يؤخذ التكرار‬ ‫في عدد مرات وحاالت تس��هيل الدعارة والحض‬ ‫عل��ى الفجور ف��ي االعتب��ار‪ ،‬لتقرير م��ا إذا كان‬ ‫هذا الش��خص "مس��هل الدعارة " سيتحوّل إلى‬ ‫شخص متاجر بالبشر ضمن جماعة إجرامية لها‬ ‫صفة تنظيمية»‪.‬‬ ‫وعلى الرغم مم��ا ذكرناه عن االختالف بين‬ ‫جرمي تس��هيل الدعارة واالتجار بالبشر‪ ،‬إال أنه‬ ‫في قراءة سريعة للمادتين ‪3‬و‪ 4‬و‪ 5‬من القانون‬ ‫نج��د الحاجة ملح��ة لتعديله لتطابق م��واده مع‬ ‫جرم االتجار قانون ًا‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ " :3‬كل من حرض ذكرا لم يتم من‬ ‫العمر الحادية والعش��رين س��نة ميالدية أو أنثى‬ ‫أيا كان س��نها على مغ��ادرة الجمهورية العربية‬ ‫المتحدة أو س��هل له ذلك أو استخدامه أو صحبه‬ ‫معه خارجها لالش��تغال بالفجور أو الدعارة وكل‬ ‫من ساعد على ذلك مع علمه به يعاقب بالحبس‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪21‬‬

‫�إميان الكردي‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫م��ن بين الناجين من حلب طفل انتُشً��ل من رحم أمه‬ ‫لم تحضر أمه والدته‪ ،‬ق��د غفر اهلل لها ذنوبها وبث في‬ ‫روح جسد طفلتها عطرها المتبقي‪ ..‬من سيرضعها من‬ ‫س��يدفئها من س��يتكفّلها‪ ..‬حليمة الس��عدية ليست في‬ ‫وطنن��ا‪ ..‬واألنبياء ما ع��ادوا بيننا‪ ..‬حل��ب اليوم‪ :‬في كل‬ ‫موت والدة‬

‫علي ديوب‬ ‫ياسر‪ ،‬طفل اللجوء ‪ -‬الذي صنع هويته الشخصية بيديه‬ ‫الماهرتين‪ ،‬وعينيه المتفائلتين؛ هو الجيل الذي س��وف‬ ‫يصنع سورية الجديدة‪.‬‬

‫�صفحة ال�شيخ �إمام‬ ‫إل��ى كل من يبرر ويداف��ع عن المجرم الكبير بش��ارون‬ ‫أس��درائيل‪ ،‬فليخ��رج م��ن الصفح��ة‪ ،‬فالش��يخ إم��ام ال‬ ‫يشرفه "حبكم" له‪ ،‬فأنتم ببساطة كمن يبرر للصهاينة‬ ‫إجرامه��م‪ ،‬تماماً‪ .‬وليس��قط النظام واإلس�لاميين وكل‬ ‫متس��لقي الثورة‪ ،‬وليس��قط كل حقير يدافع عن إجرام‬ ‫أي منهم‪ .‬ولتحيا الثورة السورية‪.‬‬

‫م�صطفى علو�ش‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫عندما تلقي برميل تي أن تي في حي مكتظ بالس��كان‬ ‫كأحي��اء حلب الفقي��رة‪ ..‬وأنت تعلم أن اله��واء قد يأخذه‬ ‫عش��رات األمت��ار عن اله��دف "ه��ذا أن كان هناك هدف‬ ‫معين في األصل!"‪..‬‬ ‫عندما تطلق صاروخ س��كود تصل نسبة الخطأ فيه إلى‬ ‫مئات األمتار في مدينة مأهولة كالرقة‪..‬‬ ‫عندم��ا تقطع الماء والخبز والمحروقات عن داريا أو دوما‬ ‫أو غيره��ا‪ ..‬وأنت تعل��م أن فيها آالف األطفال والنس��اء‬ ‫السوريين األبرياء‪..‬‬ ‫فلس��ت أنت ابن القحبة‪ ..‬ابن القحبة في الحقيقة هنا‪..‬‬ ‫ه��و من صدق يوماً أنك ب��دأت هذه الحرب للقضاء على‬ ‫عصابات مسلحة!‪..‬‬

‫ناجي دروي�ش‬ ‫الثائ��ر اللي بياخود راتب‪ ،‬بك��رة إذا حكم‪ ،‬بيطالع قرض‬ ‫عَ الوطن‪..‬‬

‫�إياد �شربجي‬ ‫أهلو ألبو محمد الجوالني لس��اتهن ج��وا‪ ..‬لذلك اضطر‬ ‫يخبي وجهو‪!!..‬‬

‫حمزة ال�صايغ‬ ‫نديم قطيش لفيروز ف��ي ‪ :DNA‬إذا عنجد بتحبي نصر‬ ‫اهلل‪ ..‬بتعرفي كم ش��ادي ضايع بس��وريا بس��بب تدخل‬ ‫حزب اهلل!‬

‫رح إحكيلكم ش��ي ببساطة جداً ألني ما ش��فت أي شي أعبر فيه غير حروفي الموجوعة على‬ ‫أحبة بكتير أماكن داخل وخارج البلد‪..‬‬ ‫ع��م حسّ إني صرت كم��ان «أم المضربين»‪ ..‬م��ا بتعرفوا قلبي م��ع كل حدا مضرب عن‬ ‫الطعام طوعاً من أجل جوعنا وحصارنا‪..‬‬ ‫أنتوا كبار كتير‪ ..‬إنس��انيتكم رجعتلي ش��وية أمل رغم جوع وثلج وقهر الحصار‪ ..‬ألجل ماما‬ ‫وئام‪ ..‬ضلوا بخير‪ ..‬واعرفوا أنا معكم‪ ..‬وأتمنى أحاكيكم كل الوقت‪..‬‬ ‫حمص المحاصرة بكل خسارات العالم‪PM 18:05 / 2013 - 12 - 12 :‬‬ ‫وئام بدرخان‬

‫�صهيب الزبن‬ ‫فيلم " سيد البراميل " يعرض حاليًا في حلب‬

‫م�ضر خري بيك‬ ‫ش��كلو كمان زي��اد الرحبان��ي عم يخربط بين الش��يعة‬ ‫والشيوعية‪..‬‬

‫حممد خري احلريري‬ ‫م��ش عارف ليش عندي ش��ي أش��به باليقي��ن‪ ..‬لو كان‬ ‫محمود درويش وس��عد اهلل ونوس عايش��ين كانو مشو‬ ‫عطري��ق أدوني��س والرحباني ابنها لنه��اد حداد‪ ، ..‬بس‬ ‫بس��تثني الماغوط‪ ..‬أل مو مش��ان ش��ي‪ ،‬ب��س بزمناتو‬ ‫انتسب للحزب السوري القومي مشان يتدفى بالصوبية‬ ‫الي بمقر الحزب‪ ..‬وهيك‪..‬‬

‫الدومري‬ ‫النظام الس��وري ه��و النظام الوحيد تاريخيا الذي ش��رد‬ ‫أكثر م��ن ‪ 3‬ماليين ش��خص‪ ،‬وقتل ‪ 150‬ألف ش��خص‪،‬‬ ‫للتخلص من ‪ 10‬آالف إرهابي (بحسب إحصائيته)‪..‬‬ ‫المصيبة مو هون‪ ..‬المصيبة إنو لسا ماخلصوا‪!!..‬‬

‫حممد نا�صيف‬ ‫ه��اد الش��يخ الجربوع يلي اص��در الفتوى تب��ع ما ملكت‬ ‫أيمانك��م عن الم��رأة الس��ورية‪ ..‬حدا يبعتلو لهالمس��خ‬ ‫الفيدي��و تبع الش��هيد يل��ي عم تطلع روح��و وهوي عم‬ ‫يص��رخ (مرتي ت��اج راس��ي)‪ ..‬يلعن يلي ربط المس��وخ‬ ‫وفلتكون يا تجار الدين‪..‬‬

‫نائل حريري‬ ‫في��ه ن��اس بتقلك "نحن��ا ث��وار"‪ ،‬وكأنها ع��م تطالعلك‬ ‫البطاقة األمنية عحاجز عسكري‪..‬‬

‫معد ح�سن‬ ‫أن��ت وعم تتفرج ع التلفزيون اللي س��رقتوا من النبك‪..‬‬ ‫اح��ذوف المحط��ات المغرض��ة‪ ..‬ألن��و ما بتع��رف يمكن‬ ‫تش��وف مناظر البش��ر اللي هجرتون مرميين بهالتلج‪..‬‬ ‫ينزعولك السهرة أنت وأحبابك‪ ..‬االحتياط واجب‪..‬‬

‫بكاء يف الرتام‬

‫لينا حممد‬ ‫الفهم المغل��وط للعلمانية في مجتمع الثورة الس��ورية‬ ‫وَضَ��عَ العلمانيي��ن ف��ي موق��ف الدفاع ع��ن النفس‪..‬‬ ‫وبذل جه��د مضاعف (نوعًا ما) للتعري��ف بالعلمانية بما‬ ‫ال يتعارض مع المعتقدات الدينية وخاصة اإلسالمية‪..‬‬ ‫والفراغ الذي لم يُمأل من قِبَل العلمانيين‪ ..‬سيأتي من‬ ‫يملؤه‪ ..‬و(بالصدف��ة البحتة) كان هذا الـ مالئ‪ ..‬مؤدلج‪..‬‬ ‫إسالمياً‪ ..‬أو ًال‪ ..‬ومتطرفاً ثانيًا‪ ..‬وتكفيرياً أخيراً‪..‬‬

‫هافال بوظو‬ ‫غريب أمر المجتمع الفيس��بوكي‪ ..‬الكل صار عم يس��ب‬ ‫على فيروز ألن ابنها (هي ما حكت ش��ي) قال أنها بتحب‬ ‫حس��ن نصر اهلل ونس��يوا الفنان المصري سعد الصغير‬ ‫يلي غنى أغنية عن حبه لبشار األسد!‪..‬‬

‫ماهر �إ�سرب‬ ‫لم يظهر بتاريخ البش��ريّة بأجمعها وحدة وطنية كالتي‬ ‫ظهرت بسوريا‪ ،‬عندما طلب جورج صبرا الدعم بالسالح‬ ‫لمواطنه أبو محمد الجوالني‪..‬‬

‫ب�شار فرحات‬ ‫و كن��ا بفرع فلس��طين أرق��ام‪ ..‬قلي الس��جان‪ :‬أنتا ‪..33‬‬ ‫بالمهجع السادس‪ ..‬حبيت الرقم وقتا‪..‬‬ ‫أنا ‪ ..33‬أنا ابن المهجع الس��ادس‪ ..‬يمكن لس��ا ما طلعت‬ ‫من المهجع‪ ،‬ﻷنو لس��ا عم يشدني لجوا‪ ..‬سبعين رقم‪..‬‬ ‫عم يستنوا ترجع ألهن أسماءهن‪..‬‬

‫حممد اخلالد‬ ‫األتارب اندبح��ت وما حدا جاب س��يرتها‪ ..‬األتارب مريت فيها‬ ‫قبل التحرير وكانت خرابة‪ ..‬األتارب كانت هدف مدافع الفوج‬ ‫لما بيش��تغل ضو س��يارة فيها‪ ..‬األتارب ما ركع��ت وأبطالها‬ ‫حرروه��ا‪ ..‬األت��ارب عصية وقلعة بوج��ه كل ظالم‪ ..‬وما عم‬ ‫يفهم��وا إنو هاد الش��عب الي ش��لع ش��روش عصابة عمرها‬ ‫أربعين سنة قادر يشلع شروش عصابة عمرها أربع شهور‪..‬‬

‫خالد حاج بكري‬ ‫لطمة على خد داعش‪ ..‬تدمي مقلة األسد‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫بت��ول‪ ..‬جميلة الوجه‪ ..‬حس��ناء المالمح‪ ..‬ناعمة‬ ‫كحب��ة ل��وز‪ ..‬التقيتها ف��ي المحطة‪ ..‬س��ألتني‬ ‫ببعض اإلش��ارات عن محطة الجامعة فأخبرتها‬ ‫أنها في المكان الصحيح‪ ..‬ابتسمت عندما رددت‬ ‫بلهجتي الشامية وقالت اهلل على أهل الشام‪..‬‬ ‫لم تكن تملك بطاقة ترام‪ ..‬وتقف عند الحاجز‬ ‫كل يوم بانتظ��ار من يهتم ألمره��ا ويمررها‬ ‫مقابل ليرة تركية كما قالت‪.‬‬ ‫صعدنا إلى الترام وبدأ الحديث بالتداعي‪..‬‬ ‫بت��ول‪ ..‬ام��رأة ف��ي الخامس��ة والثالثين من‬ ‫عمرها‪ ..‬أم لخمسة أطفال‪ ..‬زوجها معتقل منذ‬ ‫أكثر من ‪ 8‬أش��هر وال خبر عنه والتهمة تشابه‬ ‫أسماء!‪..‬‬ ‫أخبرتن��ي ومن الواضح م��ن مالمحها ويديها‬ ‫الناعمتين ولباس��ها األنيق رغم تواضعه أنها‬ ‫من أسرةٍ كانت في ما مضى ميسورة الحال‪..‬‬ ‫ج��اءت إلى عنت��اب بع��د أن أخرجه��ا النظام‬ ‫عن��و ًة من منزله��ا في حلب م��ع أطفالها ألن‬ ‫اإلرهابيين سوف يقتحمون المكان!‪..‬‬ ‫لم يتب��قَ لها أحدٌ من أقاربه��ا أو أهلها فقد‬ ‫تالشوا كلهم قصفاً وموتاً وهجر ًة واعتقال‪..‬‬ ‫قاس��ت م��ا قاس��ته‪ ..‬وعمل��ت ف��ي البداي��ة‬ ‫كمس��تخدمةٍ في مطعم ترك��ي اضطرت بعد‬ ‫ٍ‬ ‫ذلك إلى تركه بع��د أن حاول صاحب المطعم‬ ‫التح��رش بها عدة مرات قائ ًال لها باس��تخدام‬ ‫الغوغ��ل ترانس��ليت‪ :‬أنت جميل��ة وزوجك في‬ ‫الغالب ميت‪ ..‬دعيني أصطحبك إلى الكافيتريا‬ ‫وأدللك واعتبري أن كل أمورك بعدها بخير!‪..‬‬ ‫هربت من عنده‪ ..‬وع��ادت للنوم في الحدائق‬ ‫العام��ة م��ع أطفاله��ا ألن الغرف��ة التي كانت‬ ‫تقطن بها ملك لصاحب المطعم التركي‪.‬‬ ‫أخبرتني أنها ولعدة مرات فكرت بالعودة إلى‬ ‫سوريا واالنضمام إلى الجيش الحر ألن لديهم‬ ‫الم��أوى وألنه��م سيحس��نون إليه��ا كونه��ا‬ ‫مقطوع�� ٌة ف��ي األرض لكنها فك��رت بمصير‬ ‫أوالدها الخمس!‪..‬‬ ‫ظلت مش��رد ًة تس��أل اللقمة والماء ألطفالها‬ ‫م��ن أه��ل الخير على ح��د قولها حت��ى التقت‬ ‫عمل‬ ‫يوماً بسيدةٍ ساعدتها في الحصول على ٍ‬ ‫كمستخدمةٍ في إحدى المدارس بمرتب ‪500‬‬ ‫طفل‬ ‫ليرة تركي��ة وهو راتب ال يكف��ي إلعالة ٍ‬ ‫واحد‪..‬‬ ‫كل الذي قالته انس��اب بنب��رةٍ هادئةٍ‪ ..‬لكن‬ ‫صوته��ا انقلب إل��ى التهدج عندم��ا أخبرتني‬ ‫أن أطفاله��ا الخم��س بال م��دارس وأنها كل‬ ‫يوم ترى األطفال يركضون أمامها في س��احة‬ ‫المدرس��ة ويحت��رق ل��ب قلبها عل��ى أطفالها‬ ‫الذين يس��ألونها كل يوم لماذا ال نذهب مثل‬ ‫غيرنا إلى المدرسة‪..‬‬ ‫غال وأن��ا ال طاقة لي عليه‬ ‫قالت التعلي��م هنا ٍ‬ ‫وهن��ا انفج��رت بالب��كاء وطف��رت الدمعة من‬ ‫عين��ي لتعانق دموعها‪ ..‬ش��ددت عل��ى يدها‬ ‫بصمت والدموع تحرق وجنات المكان‪.‬‬ ‫هي قصة امرأة سوريةٍ واحدةٍ من آالف النساء‬ ‫هن��ا وفي كل معتق�لات االغتراب والتش��رد‪..‬‬ ‫والقص��ص األخرى أدهى وأم��رّ‪ ..‬مَن لؤلئك‬ ‫النس��اء مِن معين! ٌ‬ ‫رجال ف��ي الحرب وآخرون‬ ‫في القبور وبعضهم يأخذ شكل الشيطان في‬ ‫الفنادق والقص��ور الدافئة! والس��وريات على‬ ‫هذي الحال َ‬ ‫غدون‪ ..‬األحياء األموات!‪..‬‬ ‫رباب البوطي‬

‫‪22‬‬ ‫حمص | الدبالن‬

‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫«كي��ف لك أن تحتم��ل أصوات الضّجي��ج التي تصدرها؟»‪ ،‬س��أل الصّبي‬ ‫الصّغير المسافر وهو ينظر إليه باستيا ٍء شديد‪.‬‬

‫إن المسافر أس��ند ظهره إلى شجرة كان بالقرب منها وأغمض عينيه‬ ‫ثمَّ َّ‬ ‫وأسلم ْ‬ ‫نفسه للتأمل فيما سُئِل‪ .‬وبينما هو على تلك الحال‪ ،‬كان صوت هدير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أنفاس��ه ينخفض شيئا فشيئا حتى تالش��ى وأصبح خفقان قلبه يُسمع وحده‬ ‫دون أية أصواتٍ أخرى‪.‬‬ ‫وهك��ذا م��رت األي��ام وظل على ذل��ك زمانًا إلى أن س��مع دق��ات قلب آخر‬

‫بالقرب منه‪ ،‬ففتح عينيه وأخذ ينظر يمينًا وش��ما ًال ويتخبط هنا وهناك ولكنه‬ ‫لم يرَ شيئاً سوى الماء الذي كان يحيط به من كل جانب‪.‬‬ ‫ولما أحسّ��ت أُمُّه التي تحمل��ه بين أضالعها باضطراب��ه وقلقه‪ ،‬وضعت‬ ‫يديه��ا بالق��رب منه ليش��عر حينها بطمأنينةٍ وس�لام‪ .‬وفيما هو يش��عر بذاك‬ ‫األمان‪ ،‬قال في نفسه‪« :‬سأمحو الشَّر الذي في نفسي كي ال أُصدر أي ضجيج‬ ‫حين أولد تار ًة أخرى»‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو دقق النص‪ :‬سيما نصّار‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬

‫ال�ضجيج‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪23‬‬

‫رصيف ‪. .‬‬

‫ميالد ال�سوريني‬

‫زليخة سالم‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 5 | )120‬كانون الثاني ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪24‬‬

‫عام إث��ر عام يحل��م الس��وريون أن ميالدهم‬ ‫قارب على القدوم‪ ،‬وأنهم سينهضون من الموت‪،‬‬ ‫وأن مخاضهم العس��ير قارب عل��ى نهايته‪ ،‬بعد أن‬ ‫يعي العالم أحقية مطالبهم التي خرجوا من أجلها‪،‬‬ ‫الحرية‪ ،‬العدالة‪ ،‬المواطنة‪ ،‬الديمقراطية‪.‬‬ ‫في الع��ام األول كان األمل كبي��راً بأن العالم‬ ‫المتحضر ومدّعي حماية حقوق اإلنس��ان س��يهتز‬ ‫إلراقة دماء ش��عب خ��رج للمطالب��ة بداية ببعض‬ ‫اإلصالحات‪ ،‬وتحولت مطالبه تدريجياً إلى إس��قاط‬ ‫النظام الدكتاتوري االس��تبدادي الذي استباح دماء‬ ‫األطفال والش��باب والنساء والمسنين والمعوقين‪،‬‬ ‫الذي اس��تباح كل ش��يء البش��ر والحج��ر والتراث‪،‬‬ ‫أس��تخدم كل أس��اليب التضليل والخداع والكذب‬ ‫إليه��ام العال��م أن جماع��ات إرهابي��ة ه��ي التي‬ ‫تق��ف في وجهه‪ ،‬صورة ظ��ل يكررها حتى أصبحت‬ ‫واقع��اً على األرض‪ ،‬جزءاً كبي��راً منها تعمل أمرته‪،‬‬ ‫وبتكليف من ال��دول الحليفة له حيث يتم تدريبها‬ ‫وإرس��الها‪ ،‬والجزء اآلخ��ر يعمل تح��ت راية بعض‬ ‫ال��دول الت��ي أرادت إخم��اد الث��ورة الس��ورية في‬ ‫أرضه��ا‪ ،‬ولمن��ع امتدادها خارج الح��دود خوفاً من‬ ‫وصولها إلى أراضيهم‪.‬‬ ‫في الع��ام الثان��ي تش��كلت ن��واة المعارضة‬ ‫الخارجي��ة ومنح��ت الس��وريين بعض األمل لس��د‬ ‫ذرائ��ع المجتمع الدول��ي الت��ي كان يكررها بعدم‬ ‫وجود جس��د واح��د للمعارض��ة أو بدي��ل للنظام‪،‬‬ ‫نواة قفز عليها كل المتسلقين من مدّعي الثورة‪،‬‬ ‫ووجد األخوان المس��لمين فيه��ا ضالتهم‪ ،‬وتكاثر‬ ‫داخله��ا عمالء النظام وش��بيحته‪ ،‬وش��يئاً فش��يئاً‬ ‫تحول إلى تجمع تتجاذبه القوى واألجندات العربية‬ ‫واألجنبي��ة‪ ،‬وتتالعب به‪ ،‬حتى ب��ات يعمل في كل‬ ‫شيء باستثناء نصرة الشعب السوري وثورته‪.‬‬ ‫معارض��ة تتلون وتتموج حس��ب ميزان القوى‬ ‫على األرض‪ ،‬ف��ي البداية كان��وا يدعمون الجيش‬ ‫الح��ر ال��ذي كان يحقق انتصارات هن��ا وهناك‪ ،‬ثم‬ ‫هلل��وا لبع��ض الكتائب مث��ل النص��رة وأخواتها‪،‬‬ ‫وص��و ًال إلى تحول بع��ض اليس��اريين العلمانيين‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫إلى دعاة ألس��لمة الدولة بعد أن سيطرت الكتائب‬ ‫اإلسالمية المتش��ددة على المش��هد‪ ،‬واقع يبعث‬ ‫على األس��ى‪ ،‬ألن��ه يظهر بوضوح حج��م التخريب‬ ‫الذي ارتكب��ه نظام األس��د األب واالبن في عقول‬ ‫ونفوس السوريين‪.‬‬ ‫ف��ي الع��ام الثاني كذلك تش��كل ما يس��مى‬ ‫بمجموعة أصدقاء س��ورية الت��ي أعلنت دائما ما ال‬ ‫تضمره‪ ،‬وعقدت المؤتمرات واحداً تلو اآلخر‪ ،‬وفي‬ ‫كل مؤتمر ينخفض عدد الحضور حتى بات يقتصر‬ ‫على بعض الدول التي ظه��ر بوضوح لكل مبتدئ‬ ‫في السياس��ة أنها تدعم النظ��ام‪ ،‬وتدعم الكتائب‬ ‫الظالمية المتش��ددة (ألنهما واح��د)‪ ،‬وآخر همها‬ ‫الش��عب الس��وري وثورته ومصالحه‪ ،‬وحتى إغاثته‬ ‫إنسانياً‪ ،‬وال أدل على ذلك من المواقف المتذبذبة‪،‬‬ ‫والمتلونة‪ ،‬الصارمة أحياناً‪ ،‬والمتراجعة والمتخاذلة‬ ‫أحياناً أخرى‪.‬‬ ‫أمي��ركا وفرنس��ا وبريطانيا أكثر ال��دول التي‬ ‫أظهرت ظاهرياً وقوفها إلى جانب الشعب السوري‪،‬‬ ‫وهي نفسها الدول التي رفضت استقبال الالجئين‬ ‫الس��وريين على أراضيها‪ ،‬وهي ال��دول التي تقدم‬ ‫الدع��م األق��ل لإلغاث��ة اإلنس��انية‪ ،‬إضاف��ة إل��ى‬ ‫المنظمات الدولية المعنية بالش��ؤون اإلنس��انية‬ ‫التي ترف��ض تقديم المس��اعدات إال عبر الجهات‬ ‫الحكومية التي توزع المعونات والمس��اعدات إلى‬ ‫المناط��ق الموالية له‪ ،‬والتي ال تحتاج أساس��اً إلى‬ ‫مساعدات‪ُ ،‬لتترك المناطق الثائرة والمحاصرة إلى‬ ‫مصيرها‪ ،‬ويقضي س��كانها جوعاً‪ ،‬الشعب السوري‬ ‫ال يشحذ العالم‪ ،‬بل هي أحد حقوقه األساسية التي‬ ‫ينص عليها القانون الدولي‪.‬‬ ‫في الع��ام الثال��ث تحولت س��ورية إلى أرض‬ ‫لتصفي��ة الحس��ابات الدولية‪ ،‬ومرك��زاً لجذب كل‬ ‫القوى الظالمية واإلرهابية م��ن القاعدة والنصرة‬ ‫وغيره��ا م��ن الجهات الت��ي تمولها إي��ران وقطر‬ ‫والس��عودية وروس��يا وأمي��ركا‪ ،‬وكل ذي مصلحة‬ ‫في اإلبق��اء على بركة الدماء والدمار الش��امل في‬ ‫س��ورية‪ ،‬ظناً منه��م أن خراب س��ورية فيه ضمان‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)83515‬‬ ‫دمشق‪6043 :‬‬ ‫ريف دمشق‪19821 :‬‬ ‫حمص‪11883 :‬‬ ‫درعا‪7442 :‬‬ ‫إدلب‪9213 :‬‬ ‫حلب‪14469 :‬‬

‫دير الزور‪5005 :‬‬ ‫الرقة‪1029 :‬‬ ‫السويداء‪62 :‬‬ ‫حماة‪5619 :‬‬ ‫الالذقية‪903 :‬‬ ‫طرطوس‪331 :‬‬ ‫الحسكة‪494 :‬‬ ‫القنيطرة‪548 :‬‬

‫لمصلح��ة وأمن ربيبتهم إس��رائيل‪ ،‬متناس��ين أن‬ ‫اآلالف السنوات من عمر سوريتنا الحضارة والتاريخ‬ ‫ش��هدت‪ ،‬حروباً وتدميراً‪ ،‬ونفض السوريون عنهم‬ ‫التراب لينهضوا من جدي��د‪ ،‬أقوى وأجمل‪ ،‬إلى أن‬ ‫سيطرت العصابة األسدية على وطننا الذي حولته‬ ‫إلى ركام بشري قبل أن تحوله إلى أنقاض‪.‬‬ ‫هي ثورة قلبت كل المفاهيم التي تربى عليها‬ ‫الش��عب الس��وري نصف قرن من الزمان‪ ،‬س��تخرج‬ ‫مكنونات الش��عب وإبداعات��ه (ألن اإلبداع ال يجد‬ ‫مكانه إال في العقول الحرة)‪ ،‬وستس��قط كل القوى‬ ‫الظالمي��ة التي وج��دت مناخاً مناس��باً لدى نظام‬ ‫الفس��اد يغذيها ويكبرها‪ ،‬بعد س��قوطه‪ ،‬وسيعود‬ ‫الس��وريون بتنوعهم وفسيفس��ائهم ال��ذي يميز‬ ‫س��وريتنا‪ ،‬إل��ى التكاتف لبن��اء وطنه��م الحر الذي‬ ‫يحكمه القان��ون والمواطن��ة والعدالة‪ ،‬وطن لكل‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫هي ثورة كش��فت عهر المجتمع الدولي وزيف‬ ‫ادعاءاته‪ ،‬وعالقاته وتحالفات��ه القذرة‪ ،‬التي تُبنى‬ ‫عل��ى دماء البش��ر‪ ،‬ث��ورة س��تغير وج��ه المنطقة‬ ‫والعالم‪ ،‬بعد أن تحولت إلى ملحمة وأس��طورة في‬ ‫الصمود وإرادة الحياة الح��رة‪ ،‬رغم كل المؤامرات‬ ‫التي حيكت إلجهاضها وحرفها عن مس��ارها‪ ،‬كالم‬ ‫مكرر ولكن من الضروري التذكير به في بداية عام‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫ع��ام جديد‪ ،‬وحلم يكبر ويكب��ر بميالد جديد‪،‬‬ ‫يحقق للسوريين طموحاتهم بإقامة دولة يحكمها‬ ‫القانون والدس��تور وإرادة الشعب‪ ،‬وليس الغرباء‪،‬‬ ‫ف��ي تحدي��د ش��كل الدولة‪ ،‬وه��ذا ل��ن يتحقق إال‬ ‫بوح��دة الس��وريين‪ ،‬وتكاتفهم‪ ،‬وقب��ول واحدهم‬ ‫اآلخر‪ ،‬واحت��رام رأيه ومعتقدات��ه‪ ،‬وإجماعهم على‬ ‫هدف واحد‪ ،‬بداية إسقاط النظام ورموزه وأذنابه‪،‬‬ ‫وثانياً بناء دولتهم الحرة‪.‬‬ ‫حلم سيتحقق مهما كان الثمن غالياً‪.‬‬ ‫‪ 6570‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2974‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 6162‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 21733‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 61782‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2014 / 1 / 4‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬