Souriatna issue 149

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪1‬‬


‫ت�صريحات للنظام بالإفراج عن ‪ 2445‬معتق ًال و�سجين ًا بعد �صدور العفو‬ ‫واملحامون ي�ؤكدون �أن العدد ال يتجاوز ‪ 1300‬مبا فيهم املعتقلني اجلنائيني‬ ‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫دمشق ‪ -‬زليخة سالم‬ ‫في ظل غياب الش��فافية بش��أن تنفيذ ق��رار العفو‬ ‫الصادر في ‪ 9‬حزيران الماضي فقد أهالي المعتقلين من‬ ‫نشطاء المجتمع المدني والعاملين في المجال اإلنساني‬ ‫واإلع�لام والمدافعين عن حقوق اإلنس��ان‪ ،‬بعد أس��بوع‬ ‫م��ن ص��دوره أملهم ف��ي خ��روج أبنائهم م��ن المعتقل‪،‬‬ ‫وأدركوا أن هذا العفو كغيره ال يستهدف سوى المجرمين‬ ‫والمعتقلي��ن الجنائيي��ن الذين يس��تخدمهم النظام في‬ ‫عملياته اإلجرامية الحقًا‪.‬‬ ‫وف��ي الوقت ال��ذي أعلنت في��ه مصادر رس��مية أن‬ ‫المفرج عنه��م بلغ ‪ 2445‬معتق ًال وس��جينًا‪ ،‬أكد محامون‬ ‫مم��ن يدافعون ع��ن المعتقلين السياس��يين والنش��طاء‬ ‫أن ع��دد المف��رج عنهم لم يتج��اوز ‪ 1300‬بم��ا في ذلك‬ ‫المعتقلين الجنائيين‪ ،‬في حين بينت الش��بكة الس��ورية‬ ‫لحق��وق اإلنس��ان‪ ،‬ف��ي ‪ 10‬تم��وز الج��اري أنّه��ا جمعت‬ ‫معلومات ع��ن ‪ 632‬من المعتقلي��ن المدنيين تم إطالق‬ ‫س��راحهم منذ ‪ 10‬حزي��ران بموجب العف��و‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫‪ 384‬ش��خصاً س��جنوا بته��م جنائية يبدو أنه��ا ال تتصل‬ ‫ٍ‬ ‫بالث��ورة‪ ،‬أم��ا المعتقلي��ن اآلخرين والذي��ن يبلغ عددهم‬ ‫‪ 248‬من النش��طاء في مجال حقوق اإلنسان والمحامين‬ ‫واألطباء فق��د أطلقت محكم��ة مكافحة اإلرهاب س��راح‬ ‫وأن خمس��ًا وعش��رين م��ن المنش��قين‬ ‫‪ 200‬منه��م‪ّ ،‬‬ ‫المتهمي��ن بعصي��ان األوامر العس��كرية أو ع��دم إكمال‬ ‫الخدمة العسكرية اإللزامية تم اإلفراج عنهم أيضًا‪.‬‬ ‫ف��ي ه��ذا الص��دد قال��ت ‪ 12‬م��ن المنظم��ات غي��ر‬ ‫الحكومية إن عشرات من النشطاء اليزالون قيد االعتقال‬ ‫التعس��فيّ في س��ورية‪ ،‬بع��د أكثر من ش��هر من إعالن‬ ‫الحكومة عفواً عامًا‪ ،‬ويجب على المس��ؤولين السوريين‬ ‫اإلف��راج ف��وراً عن جمي��ع النش��طاء المعتقلين تعس��فيًا‬ ‫بداع��ي نش��اطاتهم المش��روعة‪ ،‬والس��ماح لمراقبي��ن‬ ‫ّ‬ ‫مستقلين بدخول مرافق االحتجاز من أجل رصد‬ ‫دوليّين‬ ‫عمليات اإلفراج وظروف الحجز‪.‬‬ ‫وأك��دت المنظم��ات أنه عل��ى الرغم م��ن أن العفو‬ ‫ين��ص على العدي��دٍ من الته��م الموجهة إلى النش��طاء‬ ‫الس��لميين‪ ،‬بم��ا في ذل��ك "إضع��اف الش��عور القومي"‪،‬‬

‫وبعض الجرائ��م المنصوص عليها ف��ي قانون مكافحة‬ ‫اإلرهاب والتي يتم اس��تخدامها لتكميم أفواه المعارضة‪،‬‬ ‫إال أن العديد من النشطاء الذين ينبغي أن يستفيدوا من‬ ‫العفو ما زالوا ره��ن االعتقال‪ ،‬أما األفراد اآلخرين الذين‬ ‫اعتقل��وا بصورة تعس��فية نتيجة ألنش��طتهم المتعلقة‬ ‫بحقوق اإلنس��ان‪ ،‬بما ف��ي ذلك بعض الذي��ن يواجهون‬ ‫اتهامات في محاكم عسكرية ميدانية‪ ،‬مثل مناصر حرية‬ ‫التعبير باس��ل خرطبيل‪ ،‬فقد تم استبعادهم من العفو‪،‬‬ ‫وبعض النشطاء مثل المحاميين والمدافعين عن حقوق‬ ‫اإلنسان خليل معتوق وعبد الهادي الشيخ عوض‪ ،‬اللذين‬ ‫قال معتقلون س��ابقون إنهم شاهدوهما في المعتقالت‬ ‫الحكومية‪ ،‬فهم ما زالوا محتجزين في ظروف ترقى إلى‬ ‫االختفاء القسري مع عدم معرفة أقاربهم بأية معلومات‬ ‫ع��ن مصائرهم أو أماكنه��م‪ ،‬ومن بين أربع��ةٍ وثالثين‬ ‫ناش��طاً س��لمياً ترص��د المنظمات قضاياه��م تم إطالق‬ ‫س��راح واح��دة فقط وه��ي يارا ف��ارس التي أف��رج عنها‬ ‫بموجب العفو‪.‬‬ ‫نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقس��م الش��رق‬ ‫األوس��ط وش��مال أفريقيا في هيوم��ن رايتس ووتش "‬ ‫قال‪:‬إن العفو الرئاس��ي أثار آمال العدي��د من المعتقلين‬ ‫وأسرهم‪ ،‬ليخيب آمالهم مرة أخرى بعد أسابيع مرت دون‬ ‫أن كل يوم يقضيه النش��طاء الس��لميون‬ ‫أي تحرك‪ ،‬كما ّ‬ ‫خل��ف القضبان هو يوم آخر من الظلم لهم وألس��رهم‪،‬‬ ‫عدا عن أنه ال ينبغي أبداً أن يتعرضوا للسجن في المقام‬ ‫األول‪.‬‬ ‫وأضاف‪" :‬لو كان الرئيس األس��د جاداً بش��أن العفو‬ ‫ال��ذي أص��دره‪ ،‬فيج��ب علي��ه أن يفت��ح أب��واب س��جونه‬ ‫لمراقبين مس��تق ّلين للتحق��ق من هويّ��ات المحتجزين‬ ‫وأس��باب احتجازهم‪ ،‬وإال فإن ه��ذا العفو العام في نهاية‬ ‫األم��ر يُعتَبر وعداً زائف��ًا آخر حين يف��رج عن معتقلين‬ ‫وتت��م االس��تعاضة عنه��م خالل وق��ت قصي��ر باعتقال‬ ‫أن إنهاء االعتقال التعسفي‬ ‫نشطاء سلميين آخرين‪ ،‬كما ّ‬ ‫لألفراد لمجرد نش��اطهم السياس��ي الس��لمي‪ ،‬وعملهم‬ ‫في مجال حقوق اإلنس��ان والعمل اإلنساني واإلعالم‪ ،‬ال‬ ‫عفو‪.‬‬ ‫يتطلب مرسوم ٍ‬ ‫وفي سلس��لة المراوغ��ة والتضليل أرس��ل القضاة‬

‫ملفات بعض المعتقلين الذين يجب أن يطلق س��راحهم‬ ‫بموج��ب العفو إلى المدعي العام لتغيير التهم إلى أخرى‬ ‫تقع خارج نطاق العفو العام بحيث ال يش��ملها حسب أحد‬ ‫المحامين‪.‬‬ ‫محكم��ة مكافح��ة اإلره��اب التي أُنش��ئت في تموز‬ ‫‪ 2012‬لتنفي��ذ قانون مكافحة اإلره��اب‪ ،‬بمحاكمة وإدانة‬ ‫العدي��د م��ن المدافعين عن حقوق اإلنس��ان والنش��طاء‬ ‫السلميين اآلخرين‪ ،‬تحت غطاء مكافحة التطرف العنيف‪،‬‬ ‫وفي كثير من األحيان كانت المزاعم ترقى ضد نش��طاء‬ ‫أفعال مثل توزيع المس��اعدات اإلنسانية والمشاركة‬ ‫إلى ٍ‬ ‫في االحتجاجات وتوثيق انتهاكات حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وأوضح��ت المنظمات في بيان لها أن عدد النش��طاء‬ ‫الذي��ن ظ ّلوا محتجزين بصورة تعس��فية رغم العفو ‪33‬‬ ‫من ‪ 34‬محتجزاً من قبل الحكومة تم توثيقهم في قائمة‬ ‫‪ 9‬حزي��ران الواردة في حملة (الحرية لألصوات المقموعة‬ ‫ف��ي س��ورية)‪ ،‬الت��ي نفذه��ا ائت�لاف م��ن المجموع��ات‬ ‫المس��تقلة ً‬ ‫نيابة عن الناش��طين والعاملي��ن في المجال‬ ‫اإلنس��اني واإلعالمي الذين اعتقلوا بصورة تعسفية من‬ ‫قبل الحكومة‪.‬‬ ‫وقالت في حين أنه من المستحيل ّ‬ ‫التحقق من عدد‬ ‫األش��خاص المعتقلي��ن في س��ورية‪ ،‬فقدّ ص��رح مركز‬ ‫أن ‪ 40853‬من األشخاص‬ ‫توثيق االنتهاكات في سورية‪ّ ،‬‬ ‫الذين اعتِقلوا منذ بداية الثورة ما زالوا محتجزين‪.‬‬ ‫وم��ن المنظم��ات الموقعة عل��ى البيان ه��ي العفو‬ ‫الدولية‪ ،‬والش��بكة األورو ‪ -‬متوسطية لحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫والفيدرالي��ة الدولي��ة لحق��وق اإلنس��ان في إط��ار عمل‬ ‫مرص��د حماية المدافعي��ن عن حقوق اإلنس��ان‪ ،‬والخط‬ ‫األمام��ي‪ ،‬ومرك��ز الخلي��ج لحق��وق اإلنس��ان‪ ،‬والمعه��د‬ ‫اإلنس��اني للتعاون مع البل��دان النامية‪ ،‬وهيومن رايتس‬ ‫ووت��ش‪ ،‬والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب في إطار‬ ‫عم��ل مرص��د حماي��ة المدافعين ع��ن حقوق اإلنس��ان‪،‬‬ ‫ومراس��لون بال حدود‪ ،‬والمركز الس��وري لإلعالم وحرية‬ ‫التعبي��ر‪ ،‬والش��بكة الس��ورية لحقوق اإلنس��ان‪ ،‬ومركز‬ ‫توثيق االنتهاكات‪.‬‬


‫�أي�ضا هذا العام‪ ..‬عيد الفطر مل يطرق باب ال�سوريني‬ ‫دمشق ‪ -‬أنليل فارس‬

‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬

‫العن��ف المنتش��ر في الب�لاد إضافة إل��ى ارتفاع‬ ‫األس��عار الجنوني‪ ،‬والذي لم يعد يمّكن العائلة‬ ‫السورية من تأمين احتياجاتها األساسية»‪.‬‬ ‫وتاب��ع «أس��عار الحلوي��ات مث�لا بمناس��بة‬ ‫العيد ارتفعت بش��كل غير مس��بوق‪ ،‬ليزيد سعر‬ ‫كيلوغرام الواحد من المبرومة عن خمس��ة أالف‬ ‫لي��رة س��ورية‪ ،‬بعد أن كان بنح��و ‪ 600‬ليرة عام‬ ‫‪ ،2011‬والعوامة والمعكرونة (أكلة ش��عبية) من‬ ‫‪ 40‬ليرة إلى ‪ 250‬ليرة»‪.‬‬ ‫وكان��ت تقاري��ر اقتصادية أفادت أن أس��عار‬ ‫الحلويات زادت بنسبة تتراوح بين ‪ 400‬و‪،1000%‬‬ ‫في ظ��ل ارتفاع أس��عار المواد‪ ،‬وأض��اف زياد أن‬ ‫«الوض��ع في ع��دة مناط��ق من دمش��ق وريفها‬ ‫يزداد س��وء في ظ��ل الحصار المف��روض عليها‬ ‫منذ أشهر‪ ،‬ما تسبب في موت العشرات جوعا»‪.‬‬ ‫ب��دوره‪ ،‬حذر خال��د‪ ،‬محلل اقتص��ادي‪« ،‬من‬ ‫ارتفاع��ات األس��عار المتتالية‪ ،‬في ظ��ل تدهور‬

‫قيمة الليرة الش��رائية‪ ،‬وتدن��ي األجور‪ ،‬ما يهدد‬ ‫المجتمع الس��وري باالنهيار‪ ،‬وخاصة مع تفش��ي‬ ‫العدي��د م��ن األم��راض االجتماعي��ة والجريمة‪،‬‬ ‫كالسرقة والقتل واالتجار بالمواد المخدرة»‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن «المجتمع لم يعد يمتلك ثقافة‬ ‫العم��ل‪ ،‬فاعتاد الوقوف أم��ام الجمعيات الخيرية‬ ‫ومراكز المساعدات‪ ،‬أو العيش من وراء الجريمة‬ ‫وهذه أزمة مجتمعية قد نستغرق سنوات طويلة‬ ‫من العمل لتغيرها»‪.‬‬ ‫ورأى أن «الحكومة ب��كل قراراتها منفصلة‬ ‫عن الواقع‪ ،‬وال تعتم��د على أي قراءة الحتياجات‬ ‫المجتم��ع وواقعه‪ ،‬وه��ذا ظاهر في منعكس��ات‬ ‫قراراته��م عل��ى الن��اس‪ ،‬م��ن تده��ور الوض��ع‬ ‫المعيش��ي وعجزه��م المتزاي��د»‪ ،‬معتب��را أن‬ ‫«س��وريا بحاج��ة إل��ى ثورة بن��اء وعم��ل تكون‬ ‫مش��رفة عليه��ا حكوم��ة وطني��ة نظيف��ة اليد‪،‬‬ ‫تضمن للسوريين العيش الكريم»‪.‬‬

‫ثالث سنوات وروس��يا وإيران والعراق تمول‬ ‫النظ��ام لقت��ل ش��عبه دون أن يتح��رك المجتمع‬ ‫الدولي إليقاف الدع��م المقدم له‪ ،‬إال من بعض‬ ‫الخط��وات التجميلي��ة مث��ل تزوي��د المعارض��ة‬ ‫بمع��دات غي��ر فتاك��ة وعقوب��ات فردي��ة عل��ى‬ ‫أش��خاص أو ش��ركات ال تغير في مي��زان الدعم‬ ‫الكثير‪.‬‬ ‫من هذه الخطوات توس��يع االتحاد األوروبي‬ ‫لنط��اق عقوبات��ه المتعلقة باألحداث الس��ورية‬ ‫يوم األربعاء الماضي لتش��مل ثالث��ة أفراد جدد‬ ‫ه��م رج��ل األعمال هاش��م أنور العق��اد رئيس‬ ‫مجموعة ش��ركات "أبن��اء أنور العق��اد التجارية"‬ ‫الت��ي تعمل ف��ي قطاع��ات مختلف��ة باالقتصاد‬ ‫الس��وري ومنه��ا قطاع النف��ط والغ��از‪ ،‬والعقيد‬ ‫سهيل الحس��ن‪ ،‬والمدير العام لمركز الدراسات‬ ‫والبحوث العلمية عمر األرمنازي‪.‬‬ ‫كما تش��مل العقوب��ات تس��عة كيانات هي‬

‫ش��ركة "عبر البحار" للتج��ارة البترولية ومقرها‬ ‫بيروت وش��ركة "تراي أوش��ن" للتجارة ومقرها‬ ‫القاه��رة‪ ،‬وش��ركة "مصف��اة بانياس" وش��ركة‬ ‫"مصف��اة حم��ص" ومكت��ب إم��داد الجي��ش‪،‬‬ ‫والمؤسس��ة الصناعية للدف��اع‪ ،‬والمعهد العالي‬ ‫للعل��وم التطبيقي��ة والتكنولوجي��ا‪ ،‬والمخب��ر‬ ‫الوطن��ي للمعايي��ر والج��ودة وش��ركة "الجزيرة‬ ‫ش��اهين" ومقره��ا بي��روت وه��ي ش��ركة‬ ‫هيدروكربون��ات يمتلكها أيمن جابر المش��مول‬ ‫بعقوبات االتحاد األوروبي بالفعل‪.‬‬ ‫وق��ال مجل��س الش��ؤون الخارجي��ة لالتحاد‬ ‫األوروب��ي أنه قرر إضافة أس��ماء ه��ؤالء األفراد‬ ‫الثالث��ة والكيانات التس��عة إلى قائم��ة عقوبات‬ ‫الكتل��ة األوروبية "في ض��وء خطورة الوضع في‬ ‫س��ورية"‪ ،‬موضح ًا أن ه��ؤالء األف��راد والكيانات‬ ‫س��يتعرضون لعقوبات‪ ،‬تش��مل تجميد أصولهم‬ ‫كما س��يحظر عليهم الدخول إلى الدول األعضاء‬

‫باالتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫وكان االتحاد األوروبي قد أضاف في حزيران‬ ‫الماض��ي إل��ى الئح��ة عقوبات��ه ‪ 12‬م��ن وزراء‬ ‫النظام‪ ،‬وتتضمن تجميد األصول وحظر الس��فر‬ ‫نظ��را لتحمله��م مس��ؤولية ارت��كاب انته��اكات‬ ‫خطي��رة لحق��وق اإلنس��ان‪ ،‬وتجمي��د أصول ‪53‬‬ ‫كيان��اً ومؤسس��ة مرتبطة بالسياس��ات القمعية‬ ‫بما فيها مصرف سورية المركزي‪،‬‬ ‫ويصل بذلك عدد األفراد السوريين الصادرة‬ ‫بحقه��م عقوبات من جانب االتحاد األوروبي إلى‬ ‫‪ 194‬فرداً في حين يبلغ عدد الكيانات المشمولة‬ ‫بالعقوبات األوروبية ‪ 62‬كيان ًا‪.‬‬ ‫ورغ��م أهمي��ة مث��ل ه��ذه العقوب��ات على‬ ‫األف��راد والمؤسس��ات الممولة إلره��اب النظام‪،‬‬ ‫إال أن تمويله��ا ال يقارن بم��ا يقدم من دعم من‬ ‫خارجي مالي وتسليحي‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫االحتاد الأوروبي يو�سع نطاق عقوباته على �أفراد وكيانات �سورية‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬

‫يستقبل الس��وريون عيد الفطر‬ ‫الس��عيد وهم في قمة البؤس‪ ،‬الذي‬ ‫لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية‬ ‫الثانية في القرن الماضي‪ ،‬متناسين‬ ‫معظم مظاه��ر العيد في ظل تأمين‬ ‫ما يسد رمقهم‪.‬‬ ‫أم جاب��ر‪ ،‬م��ن ح��ي جوب��ر‬ ‫الدمش��قي‪ ،‬قالت لـ»سوريتنا»‪« ،‬هذا‬ ‫العي��د الثاني الذي يم��ر على عائلتي‬ ‫م��ع غي��اب أبنائ��ي األربع��ة وزوجي‬ ‫المعتقلين‪ ،‬فأي عي��د تعتقد أنه يمر‬ ‫علينا»‪.‬‬ ‫وتتاب��ع‪ ،‬ودموعه��ا ال تف��ارق‬ ‫وجنتيه��ا‪« ،‬كن��ت أحل��م أن أطع��م‬ ‫أحفادي الس��تة حلوي��ات العيد‪ ،‬وهم‬ ‫يرت��دون ثياب��ا جديدة‪ ،‬لكن لألس��ف‬ ‫إنن��ي ال أس��تطيع أن أوف��ر له��م م��ا‬ ‫يسكت أنين جوعهم»‪.‬‬ ‫م��ن جانب��ه‪ ،‬ق��ال أب��و حس��ين‪،‬‬ ‫موظ��ف‪ ،‬لـ»س��وريتنا»‪« ،‬أي عي��د‬ ‫تسأل عنه‪ ،‬وعائلتي بعيدة عني منذ‬ ‫نحو ثالثة أعوام‪ ،‬لقد أرس��لتهم إلى‬ ‫مص��ر أمال أن ال يكون مصير ابني كمصير أبناء‬ ‫عمومت��ه الثالثة وصهري‪ ،‬الذي��ن قضوا نحبهم‬ ‫في المعتقل»‪.‬‬ ‫وأضاف «في هذا العيد سيقتصر العيد على‬ ‫القهوة المرة (المشروب الذي يقدم في مجالس‬ ‫العزاء)‪ ،‬فهذا العيد لن يجمعنا بأهلنا وأصدقائنا‪،‬‬ ‫ومنه��م م��ن غيب��ه الم��وت ومنهم م��ن ينتظر‪،‬‬ ‫وآخرين شردوا داخل وخارج البالد»‪.‬‬ ‫ويتابع «حتى الحلويات أصبحت ترفا ال نقدر‬ ‫عليه‪ ،‬قد نصنع لألطفال خبز بسكر‪ ،‬أو أي شيء‬ ‫حلو الم��ذاق»‪ ،‬الفتا إلى أن��ه «ال يعرف أحدا من‬ ‫محيطه اس��تطاع أن يشتري ثيابا جديدة ألبنائه‬ ‫منذ زمن»‪.‬‬ ‫ب��دوره‪ ،‬يق��ول زي��اد‪ ،‬ناش��ط في دمش��ق‪،‬‬ ‫إن «أوض��اع الغالبية الس��احقة من الس��وريين‪،‬‬ ‫االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬سيئة للغاية‪ ،‬في ظل‬

‫‪3‬‬


‫النظام يجند املئات من الأطفال يف مع�سكرات قتالية يف انتهاك وا�ضح للد�ستور‬ ‫وتقرير دويل يتهم اجلماعات الكردية والإ�سالمية املتطرفة‬ ‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫مجموعة من متطوعي كتائب البعث في مدرسة عادلة الجزائري بدمشق | تموز ‪2014‬‬

‫زليخة سالم‬ ‫لي��س جديداً عل��ى النظام الس��وري انتهاك‬ ‫حق��وق الطفل واألطف��ال قبل الث��ورة وبعدها‪،‬‬ ‫واألخط��ر اآلن قيامه بتجنيد المئات من األطفال‬ ‫تحت س��ن ‪ 18‬عام ًا في معسكرات قتالية خاصة‬ ‫يش��رف عليها جيشه‪ ،‬وتأس��يس «كتيبة البعث»‬ ‫الت��ي يق��وم فيها بتدري��ب ط�لاب وطالبات من‬ ‫المرحل��ة الثانوية على األعمال المس��لحة للزج‬ ‫بهم في صفوف جيشه‪ ،‬بعد فقده ألعداد ضخمة‬ ‫م��ن قوات��ه‪ ،‬ضم��ن مش��روع عس��كري برعاية‬ ‫اتحاد ش��بيبة الثورة‪ ،‬إضافة إلى استغالله لعدد‬ ‫كبير م��ن األطفال في مهام وأعمال ما يس��مى‬ ‫بميليشيات الدفاع الوطني‪.‬‬ ‫ويضم المعس��كر ال��ذي يقام في مدرس��ة‬ ‫«عادل��ة الجزائ��ري» بدمش��ق‪ ،‬قراب��ة ‪ 450‬من‬ ‫طالب وطالبة‪ ،‬يتم تدريبهم على حمل األسلحة‬ ‫والرم��ي واألعمال القتالية‪« ،‬م��ن أجل وقوفهم‬ ‫في الصف الثاني خلف قوات األس��د‪ ،‬وإعدادهم‬ ‫ليكون��وا مع جنود النظ��ام في الصف األول وقت‬ ‫الحاجة‪ ،‬وذلك حسب اإلعالم الرسمي للنظام‪.‬‬ ‫النظام ال يخرق الدس��تور فق��ط بل يخرق‬ ‫االتفاقي��ات الدولي��ة م��ن خالل خرق��ه التفاقية‬ ‫حق��وق الطف��ل التي ص��ادق على االلت��زام بها‬ ‫ودخلت حيز التنفيذ حسب قوله منذ عام ‪.2002‬‬ ‫وتن��ص اتفاقي��ة حق��وق الطفل عل��ى أن‪:‬‬ ‫تتعهد الدول األطراف بأن تحترم قواعد القانون‬ ‫اإلنساني الدولي المنطبقة عليها في المنازعات‬ ‫المس��لحة وذات الصل��ة بالطف��ل وأن تضم��ن‬ ‫احت��رام ه��ذه القواع��د‪ ،‬وتتخذ ال��دول األطراف‬ ‫جمي��ع التدابي��ر الممكنة عمليا لك��ي تضمن أال‬

‫يشترك األش��خاص الذين لم يبلغ سنهم خمس‬ ‫عشرة سنة اش��تراك ًا مباشرا في الحرب‪ ،‬وتمتنع‬ ‫ال��دول األط��راف عن تجنيد أي ش��خص لم تبلغ‬ ‫س��نه خمس عش��رة س��نة في قواتها المسلحة‪،‬‬ ‫وعن��د التجني��د من بين األش��خاص الذين بلغت‬ ‫سنهم خمس عشرة سنة ولكنها لم تبلغ ثماني‬ ‫عشرة سنة‪ ،‬يجب على الدول األطراف أن تسعي‬ ‫إلعطاء األولوية لمن هم أكبر سناً‪ ،‬وتتخذ الدول‬ ‫األط��راف‪ ،‬وفق��ا اللتزاماتها بمقتض��ى القانون‬ ‫اإلنس��اني الدولي بحماية السكان المدنيين في‬ ‫المنازع��ات المس��لحة‪ ،‬جمي��ع التدابي��ر الممكنة‬ ‫عملي��ا لك��ي تضم��ن حماي��ة ورعاي��ة األطفال‬ ‫المتأثرين بنزاع مسلح‪.‬‬ ‫وتأتي س��ورية ف��ي المركز الثال��ث بقائمة‬ ‫أس��وأ دول العال��م لناحي��ة حماي��ة األطفال من‬ ‫التجنيد‪ ،‬والقائمة تضم السودان واليمن وتشاد‬ ‫وعدد من ال��دول األفريقية منها المراتب األولى‬ ‫في العالم بانتهاك حقوق األطفال بالحرب‪.‬‬ ‫وي��زج النظ��ام األطف��ال ف��ي معركته ضد‬ ‫الش��عب‪ ،‬للدفاع ع��ن نظامه غير آب��ه بحياتهم‬ ‫ومس��تقبل م��ن بق��ي منه��م حي�� ًا‪ ،‬كم��ا تفعل‬ ‫الكتائ��ب اإلس�لامية المتش��ددة وخاصة داعش‬ ‫والنص��رة اللتي��ن تجن��د األطف��ال م��ن عمر ‪10‬‬ ‫إل��ى ‪ 14‬عام��ًا‪ ،‬وتدربه��م على حمل األس��لحة‪،‬‬ ‫وتجنده��م للقي��ام بمهام خطي��رة منها عمليات‬ ‫انتحارية مس��تغلة صغر س��نهم وعدم وعيهم‪،‬‬ ‫والظروف التي مرت عليهم‪ ،‬وخاصة الذين قتلت‬ ‫عائالتهم أمام أعينهم‪.‬‬ ‫وكان��ت منظم��ة هيوم��ن رايت��س ووت��ش‬ ‫قد اتهم��ت في تقرير لها صدر مؤخراً ونش��رته‬ ‫س��وريتنا الجماعات اإلسالمية المتطرفة‪ ،‬ومنها‬

‫تنظي��م الدول��ة اإلس�لامية في العراق والش��ام‬ ‫(داع��ش) وجبه��ة النصرة‪ ،‬والجبهة اإلس�لامية‪،‬‬ ‫إضافة إلى ق��وات الجيش والش��رطة بالمناطق‬ ‫الخاضع��ة للس��يطرة الكردي��ة‪ ،‬والجي��ش الحر‬ ‫بتجنيد األطفال في صفوفهم‪ ،‬معتبرة أن تجنيد‬ ‫األطفال في الصراعات العسكرية‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫ف��ي أدوار داعم��ة‪ ،‬جريمة حرب بحس��ب تعريف‬ ‫نظام روما المنش��ئ للمحكمة الجنائية الدولية‪،‬‬ ‫وأن الفظاعات التي تشهدها األحداث في سورية‬ ‫أصبحت أفظع مع الزج باألطفال على الجبهات‪.‬‬ ‫ونقل��ت المنظمة ع��ن أطف��ال قابلتهم في‬ ‫تقريرها أن قادة جبهة النصرة في درعا قولهم‪:‬‬ ‫طلب��وا م��ن األطف��ال والبالغي��ن عل��ى الس��واء‬ ‫التوقي��ع عل��ى كش��ف تطوع��ي ألداء عملي��ات‬ ‫انتحارية‪،‬و“أحيانً��ا يتطوع المقاتل��ون‪ ،‬وأحيانًا‬ ‫يقول القادة‪ :‬لقد اختاركم اهلل”‪.‬‬ ‫وأكد التقرير على أن داعش وجبهة النصرة‬ ‫كانت��ا أكث��ر التنظيم��ات المس��لحة اس��تهدافًا‬ ‫لألطف��ال بالتجنيد‪ ،‬ونقل ع��ن بعض المجندين‬ ‫الصغ��ار الس��ابقين كي��ف أعطاه��م ق��ادة هذه‬ ‫التنظيم��ات مهامَّ مختلفة وخطرة وش��جعوهم‬ ‫عل��ى التطوع للقيام بعمليات انتحارية‪ ،‬مش��يراً‬ ‫إلى أن بعض الجماعات المسلحة األخرى اتخذت‬ ‫خطوات لوقف استخدام األطفال في القتال مثل‬ ‫الجيش الحر‪.‬‬ ‫أطفال سورية المستهدفون من النظام قتال‬ ‫وذبحاً وتشريداً وتعذيب ًا‪ ،‬وتجنيداً ألعمال خطرة‪،‬‬ ‫يواجهون خطر انتش��ار ثقافة التشدد واإلرهاب‬ ‫والجهاد والعمليات االنتحارية تحت س��تار الدين‪،‬‬ ‫في مجتم��ع أظهر رفضه له��ذه المظاهر بكافة‬ ‫أشكالها‪.‬‬


‫م�ؤ�س�سة �سعيد للتنمية تقدم ‪ 1،8‬مليون دوالر‬ ‫لدعم الطالب ال�سوريني ملتابعة حت�صيلهم اجلامعي‬

‫�سورية ا�ستخدمت كيمياويات بريطانية م�ستوردة يف �صناعة غاز ال�سارين‬

‫وزي���ر ال��خ��ارج��ي��ة ال��ب��ري��ط��ان��ي ول��ي��ام هيغ‬

‫وكان��ت بريطانيا وافقت س��ابق ًا على قبول‬ ‫‪ 150‬طن��ا من الغازات الس��امة الس��ورية‪ ،‬ليتم‬ ‫تدميرها م��ن قبل مؤسس��ة فيوليا الفرنس��ية‬ ‫في ش��مالي إنجلت��را‪ ،‬وس��يجرى تدمي��ر المواد‬ ‫األشد س��مية أو ً‬ ‫ال على متن سفينة أمريكية‪ ،‬أما‬ ‫الس�لائف الكيميائية األقل خطرا فيتم تدميرها‬ ‫في منشآت صناعية‪.‬‬ ‫وأعلن��ت البعثة المش��تركة لألم��م المتحدة‬ ‫ومنظمة حظر األس��لحة الكيميائية إلى سوريا‪،‬‬ ‫األسبوع الماضي‪ ،‬إزالة مواد األسلحة الكيميائية‬ ‫المتبقية من البالد‪ ،‬وقالت‪" :‬إن نس��بة تدمير أو‬ ‫إزال��ة المواد الكيميائية المعل��ن عنها قد وصلت‬ ‫إل��ى مائة ف��ي المائة مع عملية النق��ل األخيرة‪،‬‬ ‫وبذل��ك تك��ون أكثر المه��ام تحدي ًا م��ن الناحية‬ ‫العملي��ة‪ ،‬في إطار جهود التخلص من األس��لحة‬ ‫الكيميائية السورية‪ ،‬قد اكتملت" على حد تعبير‬ ‫البيان‪.‬‬

‫وأوضحت البعثة أن س��وريا أنهت تدمير جميع‬ ‫الذخي��رة ومعدات اإلنتاج والخل��ط والتعبئة المعلن‬ ‫عنه��ا‪ ،‬باإلضاف��ة إلى كثير من المبان��ي المرتبطة‬ ‫ببرنامج األسلحة الكيميائية‪ ،‬باستثناء اثنتي عشرة‬ ‫منش��أة إنتاج‪ ،‬ما زالت بانتظار ق��رار من المجلس‬ ‫التنفيذي لمنظمة حظر األسلحة الكيميائية‪.‬‬ ‫وج��اء في بي��ان أصدرت��ه البعث��ة‪ ،‬أنه على‬ ‫الرغ��م م��ن التق��دم المح��رز في مج��ال تدمير‬ ‫األس��لحة الكيميائية‪ ،‬إال أن البعثة تدرك المأساة‬ ‫اإلنس��انية الت��ي حلت بالش��عب الس��وري‪ ،‬الذي‬ ‫عان��ى من العن��ف منذ فت��رة طويل��ة‪ ،‬آملة "أن‬ ‫تعمل مس��اهمتنا في نهاية المطاف‪ ،‬نحو تغيير‬ ‫ذي مغزى للشعب السوري والمنطقة"‪.‬‬ ‫وكان��ت نظام األس��د تعهد الع��ام الماضي‪،‬‬ ‫بتفكيك ترس��انته الكيماوية‪ ،‬في ظل تهديدات‬ ‫بضربات جوية أمريكية‪ ،‬وأبلغت حكومة النظام‬ ‫منظمة حظر األس��لحة الكيميائية‪ ،‬بأنها تمتلك‬ ‫‪ 1300‬طن من هذه األسلحة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيج‪،‬‬ ‫أن س��ورية اس��تخدمت عل��ى األرج��ح كيماويات‬ ‫صدرتها شركات بريطانية إليها بشكل قانوني‪،‬‬ ‫في الثمانينيات إلنتاج غاز السارين‪.‬‬ ‫هي��ج ال��ذي ق��دم بيان��اً مكتوب��ًا للبرلم��ان‬ ‫بهدف إجالء الحقيقة‪ ،‬أك��د أن بريطانيا فحصت‬ ‫س��جالت كيماويات مزدوجة االستخدام صدرتها‬ ‫إل��ى س��وريا‪ ،‬وتعتق��د اآلن أن بعضها اس��تخدم‬ ‫في برنامج األس��لحة الكيميائية الس��وري‪ ،‬ومن‬ ‫واق��ع "البيان��ات المتاح��ة لدين��ا‪ ،‬نس��تخلص أن‬ ‫ثمة احتما ً‬ ‫ال الس��تخدام س��وريا الكيماويات التي‬ ‫صدرته��ا الش��ركات البريطانية" ف��ي برنامجها‬ ‫إلنتاج غاز األعصاب السارين في وقت الحق‪.‬‬ ‫وب��رر هي��ج تصدير ه��ذه الكيماوي��ات إلى‬ ‫س��وريا بقوله‪" :‬إن الكيماوي��ات لم تكن خاضعة‬ ‫لقيود دولية أو بريطانية على التصدير في ذلك‬ ‫الحي��ن‪ ،‬إذ ج��رى تش��ديد اللوائح بع��د التصدير‬ ‫بفترة قصيرة"‪.‬‬ ‫البيان الذي نشرته رويترز‪ ،‬ذك��ر تفاصيل‬ ‫ثالث ش��حنات ج��رى تصديرها بي��ن عام ‪1983‬‬ ‫و‪ 1986‬م��ن مئ��ات األطنان من م��واد كيميائية‪،‬‬ ‫تق��ول بريطانيا إن من الممكن اس��تخدامها في‬ ‫إنتاج غ��از األعصاب‪ ،‬وإن مراوح تهوية صدّرتها‬ ‫ش��ركة بريطاني��ة لس��ورية ف��ي ع��ام ‪2003‬‬ ‫استخدمت في منشأة أسلحة كيميائية‪.‬‬ ‫في سياق آخر‪ ،‬أعلنت بريطانيا أنها ستدمر‬ ‫‪ 50‬طن��ًا إضافياً من مخزون األس��لحة الكيماوية‬ ‫الس��ورية‪ ،‬تتضم��ن غ��از كلوري��د الهيدروجين‬ ‫وفلوري��د الهيدروجي��ن‪ ،‬ف��ي منش��آت تجاري��ة‬ ‫متخصص��ة بالمملك��ة المتحدة‪ ،‬ليص��ل إجمالي‬ ‫الكمية التي وافقت على التخلص منها إلى ‪200‬‬ ‫طن‪ ،‬وتوقعت مص��ادر في الخارجية البريطانية‬ ‫وص��ول س��فينة تحم��ل الم��واد الكيماوي��ة إلى‬ ‫بريطانيا األسبوع المقبل‪.‬‬

‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬

‫المؤسسة وفي ظل الظروف المأساوية الراهنة‪،‬‬ ‫من الطبيعي أن يكون م��ن صميم عملنا توفير‬ ‫المس��اعدة للنازحي��ن والالجئي��ن الس��وريين»‪،‬‬ ‫مش��يراً إل��ى أن مب��ادرات المؤسس��ة ف��ي دعم‬ ‫التعلي��م العال��ي ينبع م��ن إيمانها ب��أن التعليم‬ ‫العالي هو قوة للتغيير وقوة للخير‪.‬‬ ‫روالن شيلينغ ممثل المفوضية في المملكة‬ ‫المتح��دة ق��ال‪« :‬ما يج��ري في س��ورية يقضي‬ ‫على تطلعات ماليين الشباب السوريين ويسرق‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬

‫قدمت مؤسس��ة رضا س��عيد للتنمية منحة‬ ‫تف��وق قيمته��ا ‪ 1،8‬ملي��ون دوالر إل��ى برنام��ج‬ ‫‪ DAFI‬التاب��ع للمفوضي��ة الس��امية لش��ؤون‬ ‫الالجئين‪ ،‬سيتلقى من خاللها مئة طالب سوري‬ ‫الجئ تعليمهم الجامعي على مدى أربع س��نوات‬ ‫ف��ي كل م��ن األردن ولبنان في فص��ل الخريف‬ ‫المقبل‪.‬‬ ‫وبهذه المنحة تساهم مؤسسة رضا سعيد‪،‬‬ ‫«وه��ي مؤسس��ة خيري��ة مركزه��ا بريطاني��ا‬ ‫وتك��رس عملها لتوفي��ر فرص التعلي��م «‪ ،‬في‬ ‫تموي��ل ثلثي المن��ح التي س��تقدمها المفوضية‬ ‫لالجئين السوريين في األردن ولبنان هذا العام‪.‬‬ ‫وس��تقدم هذه المنحة الدراس��ية من خالل‬ ‫برنام��ج ‪ DAFI‬كاف��ة أن��واع التعلي��م م��ا بع��د‬ ‫المرحل��ة الثانوية والتعلي��م العالي‪ :‬التعليم في‬ ‫الكلي��ات والجامع��ات ال��ذي يتي��ح الحصول على‬ ‫ش��هادات؛ والتدريب التقني والحرف��ي والمهني‬ ‫وش��به المهن��ي ال��ذي ي��ؤدي ف��ي النهاي��ة إلى‬ ‫الحصول على شهادات‪.‬‬ ‫رئيس المؤسسة وفيق رضا قال لدى توقيع‬ ‫العقد مع المفوضية «تعتبر سوريا أهم أولويات‬

‫منهم فرصة بناء مستقبلهم ومستقبل بلدهم‬ ‫ال��ذي تمزقه الحرب‪ ،‬وللتمك��ن من مواجهة هذا‬ ‫التحدي الهائ��ل‪ ،‬من المهم ج��داً ضمان حصول‬ ‫هؤالء الش��باب على فرص التعلي��م الجيد أثناء‬ ‫لجوئه��م‪ .‬وبالتال��ي‪ ،‬تعتبر مس��اعدة مؤسس��ة‬ ‫س��عيد للتنمي��ة ضروري��ة‪ ،‬فه��ي أب��رز الجهات‬ ‫المانح��ة الخاصة في المملكة المتحدة بالنس��بة‬ ‫للمفوضية‪.‬‬ ‫حس��ب تقدي��رات المفوضي��ة ف��إن نس��بة‬ ‫الالجئين الش��باب في سن التعليم العالي الذين‬ ‫يرت��ادون الجامع��ات ال تتخط��ى الواح��د بالمئة‪،‬‬ ‫وهذا يضع السوريين المغتربين والقادرين من‬ ‫أصحاب المؤسسات والشركات الكبرى في العالم‬ ‫« وه��م كثر « للمبادرة في تقديم الدعم لهؤالء‬ ‫الش��باب إلكمال دراس��تهم‪ ،‬وتحقي��ق أهدافهم‬ ‫التعليمية‪ ،‬ألنهم مستقبل سورية وعماد بنائها‪.‬‬ ‫مثل هذه المب��ادرات التعليمية وغيرها من‬ ‫المبادرات اإلنس��انية يمك��ن أن تحقق فرقًا في‬ ‫حي��اة الالجئي��ن وخصوص��اً األطفال والش��باب‬ ‫منهم‪ ،‬وفي مس��تقبلهم‪ ،‬وخاصة في ظل عجز‬ ‫ال��دول المج��اورة عن اس��تيعاب جمي��ع األطفال‬ ‫والشباب في مدارسهم وجامعاتهم‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫خ�سائر قطاع النفط �أكرث من ‪ 3.5‬تريليون‬ ‫والإنتاج ال يجاوز ‪� 17‬ألف برميل‬ ‫اندساسية ‪. .‬‬ ‫دندنات وتقارير ‪. .‬‬ ‫أخبار‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫دمشق – أنليل فارس‬ ‫اعترف��ت وزارة النفط ببلوغ خس��ائر قطاع‬ ‫النف��ط أكثر من ‪ 3.5‬تريليون ليرة س��ورية منذ‬ ‫بداي��ة األح��داث‪ ،‬ف��ي حين بل��غ إجمال��ي النفط‬ ‫المنتج نحو ‪ 3.164‬ملي��ون برميل خالل النصف‬ ‫األول من العام الجاري‪.‬‬ ‫وبلغت خس��ائر قطاع النفط المباش��رة نحو‬ ‫‪ 570‬مليار ليرة‪ ،‬وهي قيمة كميات النفط والغاز‬ ‫المه��دور والمس��روق‪ ،‬وبن��ى تحتي��ة ومنش��آت‬ ‫وخط��وط نق��ل النفط والمش��تقات إل��ى جانب‬ ‫اآللي��ات والمع��دات والتجهي��زات الت��ي تعرضت‬ ‫للنه��ب والتخري��ب‪ ،‬ف��ي حي��ن بلغ��ت الخس��ائر‬ ‫الغير مباش��رة نح��و ‪ 2.954‬تريلي��ون ليرة حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬وه��ي تمثل��ت في تأجي��ل اإلنت��اج وفوات‬ ‫منافعه السنوية‪ ،‬بحسب تصريحات وزير النفط‬ ‫بحكومة دمشق‪ ،‬في صحيفة «الوطن» الموالية‬ ‫للنظام‪.‬‬ ‫وكان��ت مص��ادر رس��مية قال��ت‪ ،‬ف��ي وقت‬ ‫س��ابق‪ ،‬إن إجمالي خس��ائر تأجيل إنت��اج النفط‬ ‫والخس��ائر المباش��رة إلنت��اج النف��ط بلغت ‪1.2‬‬ ‫تريليون لي��رة‪ ،‬منذ بدء األزمة الس��ورية وحتى‬ ‫نهاية حزيران ‪.2013‬‬ ‫وف��ي س��ياق ذا صل��ة‪ ،‬قال��ت وزارة النف��ط‬ ‫إن إجمال��ي النف��ط المنتج في س��ورية بلغ نحو‬ ‫‪ 3.164‬ملي��ون برمي��ل خالل النص��ف األول من‬ ‫العام الجاري‪ ،‬بمعدل إنتاج وس��طي بلغ ‪ 17‬ألف‬ ‫برمي��ل يومي�� ًا‪ ،‬في حي��ن كان وس��طي إنتاجي‬ ‫النصف األول م��ن العام الماضي ‪ 28‬ألف برميل‬ ‫يوميا‪.‬‬ ‫كما أف��ادت أن «إجمالي الغ��از الخام المنتج‬ ‫في س��ورية بل��غ نحو ‪ 2.961‬ملي��ار متر مكعب‪،‬‬ ‫بمع��دل يوم��ي ‪ 16.36‬مليون مت��ر مكعب خالل‬

‫عملية التكرير اليدوية في ريف دير الزور الشرقي | نيسان ‪2014‬‬

‫النص��ف األول من ‪ ،2014‬ف��ي حين بلغت كمية‬ ‫الغاز المتاح للمس��تهلكين نحو ‪ 2.689‬مليار متر‬ ‫مكعب‪ ،‬وتوزع��ت عل��ى «وزارة الكهرباء» بنحو‬ ‫‪ 2.460‬ملي��ار م‪« ،3‬وزارة الصناع��ة» بنحو ‪164‬‬ ‫مليون م‪“ ،3‬وزارة النفط” بنحو ‪ 25‬مليون م‪.3‬‬ ‫وذكرت الوزارة أن كمية الخامات المكرر في‬ ‫مصفات��ي حم��ص وبانياس بلغت نح��و ‪3.111‬‬ ‫ماليين طن‪ ،‬كما بلغت كمية المشتقات المنتجة‬ ‫‪ 3.080‬ماليي��ن ط��ن مت��ري‪ ،‬ف��ي حي��ن بلغت‬ ‫مبيع��ات المصافي لنفس الفترة ‪ 3.243‬ماليين‬ ‫طن متري بقيمة ‪ 247.345‬مليار ليرة سورية‪.‬‬ ‫كم��ا بين��ت أن قيم��ة المبيع��ات اإلجمالي��ة‬ ‫لش��ركة “محروق��ات” م��ن المش��تقات النفطية‬ ‫والغ��از المنزل��ي بلغ��ت نح��و ‪ 197.910‬ملي��ار‬ ‫ليرة س��ورية‪ ،‬في حين بلغت قيمة المش��تريات‬ ‫اإلجمالي��ة له��ذه الم��واد ‪ 272.296‬ملي��ار لي��رة‬

‫س��ورية‪ ،‬م��ا يعن��ي أن قيم��ة الدع��م المق��دم‬ ‫للمش��تقات النفطي��ة نح��و ‪ 81.940‬ملي��ار ليرة‬ ‫خالل النصف األول من ‪.2014‬‬ ‫وأعلنت عن أن إجمالي مبيعات «المؤسس��ة‬ ‫العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية» من خامات‬ ‫مواد البناء والصناعة نحو ‪ 669‬مليون ليرة‪ ،‬في‬ ‫حين بلغت مبيعات «الش��ركة العامة للفوسفات‬ ‫والمناج��م» نح��و ‪ 485931‬طنًا بقيم��ة ‪5.063‬‬ ‫ملي��ارات ليرة س��ورية‪ ،‬خالل النص��ف األول من‬ ‫العام الحالي‪.‬‬ ‫وكان إنت��اج النف��ط في س��ورية تراجع في‬ ‫أي��ار ‪ ،2013‬إل��ى نحو ‪ 20‬ألف برمي��ل يوميًا من‬ ‫أصل ‪ 380‬ألفًا كان��ت تنتج عام ‪ ،2011‬ما يعني‬ ‫انخفاضاً بنس��بة ‪ ،95%‬حيث تس��يطر تنظيمات‬ ‫متش��ددة وفصائل معارضة وعش��ائر على أبار‬ ‫النفط‪ ،‬وتستثمرها لحسابها‪.‬‬

‫معدل الفقر يف �سورية يرتفع �أربع‬ ‫�أ�ضعاف خالل �أربع �سنوات‬

‫رحالت الإغاثة اجلوية الأممية �إىل‬ ‫القام�شلي من دم�شق‬

‫ارتفع معدل الفقر في س��وريا من حوالي ‪ % 12‬عام ‪ 2010‬إلى‬ ‫‪ ،45%‬بحسب تقرير "أهداف األلفية لعام ‪ ،"2014‬الصادر عن األمين‬ ‫العام لألمم المتحدة بان كي مون‪.‬‬ ‫وقال خالد أبو إس��ماعيل رئيس قس��م السياس��ات االقتصادية‬ ‫ف��ي إدارة التنمي��ة االقتصادي��ة والعولمة في لجنة األم��م المتحدة‬ ‫االقتصادية واالجتماعية لغرب آس��يا "اإلس��كوا"‪ :‬إن الوضع المتأزم‬ ‫في س��وريا أرخى بظالله الس��لبية على تحقيق األهداف التنموية‪،‬‬ ‫بع��د أن كانت في طليعة ال��دول العربية من حيث اإلنجاز‪ ،‬وأصبحت‬ ‫اليوم في المؤخرة مثلها مثل الصومال‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬هناك نس��بة تراجع كبيرة‪ ،‬فعلى س��بيل المثال نس��بة‬ ‫الفق��ر اليوم تتراوح بين ‪ 40%‬و‪ ،45%‬في حين كانت في عام ‪2010‬‬ ‫حوال��ي ‪ .12%‬وعندما نتكلم عن االلتحاق بالتعليم‪ ،‬فالنس��بة كانت‬ ‫ف��وق ‪ 95%‬ف��ي ‪ ،2010‬والي��وم نس��ب االلتحاق وصلت إل��ى حوالي‬ ‫‪ % 70 – 50‬حس��ب المناطق‪ ،‬إضافة إلى نس��بة وفيات األطفال التي‬ ‫ارتفعت‪ ،‬وكذلك انتشار األمراض الوبائية‪.‬‬ ‫وبين أبو إس��ماعيل أن األه��داف الثمانية للمنظوم��ة األممية‪،‬‬ ‫هي‪ :‬القضاء عل��ى الفقر المدقع والجوع‪ ،‬وتحقي��ق تعميم التعليم‬ ‫االبتدائي‪ ،‬وتعزيز المس��اواة بين الجنسين وتمكين المرأة‪ ،‬وتقليل‬ ‫وفي��ات األطفال‪ ،‬وتحس��ين الصح��ة النفس��انية‪ ،‬ومكافح��ة األيدز‬ ‫والمالري��ا واألم��راض األخرى‪ ،‬وكفالة االس��تدامة البيئي��ة‪ ،‬وإقامة‬ ‫شراكة عالمية من أجل التنمية‪.‬‬

‫أعلن��ت المفوضي��ة الس��امية لألم��م المتحدة لش��ؤون الالجئين األس��بوع‬ ‫الماضي‪ ،‬أنها بدأت أولى رحالت الجسر الجوي األحد عشر‪ ،‬المخطط لها إليصال‬ ‫مواد اإلغاثة األساسية من دمشق إلى مدينة القامشلي في محافظة الحسكة‪.‬‬ ‫ومن المقرر أن تنقل الرحالت ‪ 440‬طن متري‪ ،‬أو ما يوازي ‪ 2000‬متر مكعب‬ ‫من مساعدات اإلغاثة األساسية لتغطية احتياجات ‪ 50‬ألف شخص من الواقعين‬ ‫ضم��ن اختصاص المفوضي��ة‪ ،‬وتتضمن مواد اإلغاثة ‪ 50‬أل��ف بطانية حرارية‪،‬‬ ‫و‪ 10‬آالف غطاء بالس��تيكي‪ ،‬و‪ 30‬ألف حصيرة للن��وم‪ ،‬و‪ 10‬آالف عبوة مياه‪10 ،‬‬ ‫آالف طقم طبخ‪ ،‬و‪ 10‬آالف س��لة صحي��ة‪ ،‬و‪ 20‬ألف فوطة صحية‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫‪ 32‬ألف حفاظة لألطفال وكبار السن‪.‬‬ ‫وق��ال رئي��س بعثة المفوضية في س��ورية طارق كردي‪ :‬من��ذ بداية ‪2014‬‬ ‫وحتى تاريخه‪ ،‬قمنا بإيصال مواد إغاثة أساسية ألكثر من ‪ 2.5‬مليون نازح داخلي‬ ‫في ‪ 13‬محافظة سورية من أصل ‪ 14‬محافظة‪ ،‬متضمنة أماكن يصعب الوصول‬ ‫إليها‪ ،‬ومع افتتاح مكتب المفوضية في محافظة الس��ويداء مؤخراً‪ ،‬فإننا نس��تمر‬ ‫بتوس��عة وجودنا على األرض لنكون أقرب إلى األشخاص موضوع اهتمامنا‪ ،‬مع‬ ‫سعينا لتأمين المنح الالزمة من أجل ضمان استمرار تدفق المساعدات اإلنسانية‬ ‫على نحو سلس‪ ،‬عبر البحر والبر‪ ،‬من الالذقية واألردن تباعًا‪.‬‬ ‫وتأت��ي هذه العملية اإلنس��انية حس��ب المفوضية‪ ،‬مكمل��ة لعمليات النقل‬ ‫الج��وي الث�لاث الس��ابقة‪ ،‬التي قام��ت بها إلى مدينة القامش��لي ف��ي محافظة‬ ‫الحس��كه‪ ،‬وكح��ل أخير‪ ،‬ف��ي منتصف وأواخر ع��ام ‪ ،2013‬وفي ش��باط ‪،2014‬‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى النقل البري عب��ر نقطة عب��ور نصيبين‪ /‬القامش��لي‪ ،‬ومن ثم‬ ‫تس��هيل إيصال المس��اعدات اإلنس��انية إلى ‪ 150‬ألف من النازحي��ن داخلياً في‬ ‫المحافظة‪ ،‬بجانب لقاحات طبية ألكثر من ‪ 500‬ألف طفل‪.‬‬


‫بعد انتهاء املرحلة الأوىل لأكرب حملة تلقيح �شلل الأطفال يف ال�شرق الأو�سط‬ ‫�أكرث من ‪ 6.5‬مليون طفل �سوري بحاجة �إىل امل�ساعدة املنقذة للحياة‬ ‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬

‫األطف��ال‪ ،‬خاص��ة أولئ��ك الذين ل��م نتمكن من‬ ‫الوصول إليهم‪ ،‬بسبب العنف وعدم األمان‪.‬‬ ‫من جانبه قال كريس ماهر مدير استئصال‬ ‫ش��لل األطفال والدعم في ح��االت الطوارئ من‬ ‫منظمة الصحة العالمية‪“ :‬ش��قّ ش��لل األطفال‬ ‫طريق��ه م��رة أخ��رى إل��ى س��ورية‪ ،‬ليزي��د من‬ ‫الكارث��ة اإلنس��انية الموجودة أص�ل ً‬ ‫ا‪ .‬ونحن في‬ ‫وض��ع يتوج��ب علين��ا في��ه العمل ضم��ن موارد‬ ‫مح��دودة جداً للتصدي لعدو كانت هذه المنطقة‬ ‫قد نس��يته منذ وقت طويل؛ وه��و عدو ال يعرف‬ ‫ح��دوداً أو نق��اط تفتي��ش‪ ،‬وبوس��عه أن ينتقل‬ ‫بس��رعة وأن يصي��ب األطف��ال ليس ف��ي داخل‬ ‫س��ورية الممزقة م��ن الحرب فحس��ب وإنما في‬ ‫المنطقة كلها‪.‬‬ ‫وأوص��ى التقري��ر بإتاح��ة الق��درة الفورية‬ ‫والكاملة عل��ى الوصول إلى األطفال دون س��ن‬ ‫الخامس��ة داخ��ل س��ورية للقضاء على انتش��ار‬ ‫م��رض ش��لل األطفال ف��ي المنطق��ة‪ ،‬وضمان‬ ‫الم��رور اآلم��ن ألخصائ��يّ الصح��ة وحماي��ة‬ ‫المركبات الطبي��ة ومعدات التبريد األخرى داخل‬ ‫س��ورية‪ ،‬ونش��ر الوع��ي ح��ول ش��لل األطف��ال‬

‫والحاج��ة لتلقي��ح جمي��ع األطف��ال دون س��ن‬ ‫الخامس��ة في جميع أنحاء المنطق��ة عدة مرات‪،‬‬ ‫وتأمي��ن التموي��ل الالزم من اجل إج��راء جوالت‬ ‫متكررة للتلقيح حتى نهاية عام ‪.2014‬‬ ‫وس��اهم الناش��طون والمتطوعون في عدد‬ ‫من المناطق الس��اخنة ف��ي الوصول إلى أطفال‬ ‫هذه المناط��ق‪ ،‬لتلقيحهم في هذه الحملة وفي‬ ‫حمالت أخرى نظمها الناش��طون وهيئات الثورة‪،‬‬ ‫إليقاف انتش��ار المرض الذي ب��ات يهدد أطفال‬ ‫سورية‪.‬‬ ‫ش��لل األطفال تس��بب ف��ي فق��د ‪ 36‬طف ً‬ ‫ال‬ ‫داخل س��ورية القدرة عل��ى الحركة‪ ،‬ووجدت ‪25‬‬ ‫حالة م��ن هذه الحاالت في محافظ��ة دير الزور‪،‬‬ ‫وخم��س ح��االت في حل��ب‪ ،‬وثالث��ة ف��ي إدلب‪،‬‬ ‫واثنتان في الحسكة‪ ،‬وواحدة في حماة‪.‬‬ ‫و ل��م يت��م تس��جيل أي حال��ة مرض ش��لل‬ ‫أطف��ال في س��ورية من��ذً ع��ام ‪ ،1999‬وتتخوف‬ ‫المنظمات المعنية من انتش��ار المرض إلى دول‬ ‫الج��وار بعد ع��ودة ظه��وره مؤخراً فيه��ا نتيجة‬ ‫األوضاع الصحية والمعاشية الصعبة‪.‬‬

‫ناش��دت تنس��يقية ش��باب الث��ورة الس��ورية بالقاهرة‬ ‫الجميع العمل على إطالق سراح اعتقال قرابة ال ‪ 50‬سوري‬ ‫بينهم ‪ 22‬إمرأة وطفل على شواطئ اإلسكندرية اعتقلتهم‬ ‫الحكوم��ة المصرية ي��وم الخميس الماض��ي وهم يحاولون‬ ‫المغادرة إلى بلد آخر‪.‬‬ ‫وبين��ت التنس��يقية أن أح��داً لم يس��أل ع��ن المعتقلين‬ ‫السوريين المتواجدين اآلن في سجن ‪ /‬بولوس ‪ /‬ولم يأت أي‬ ‫محامي لمساعدتهم من قبل مفوضية الالجئين أو غيرها‪.‬‬ ‫وطالبت التنس��يقية باإلفراج عن السوريين وفق المادة‬ ‫الثالث��ة من قانون الحريات‪ ،‬حيث يُس��مح لكل مضطهد في‬ ‫بل��ده أن يحاول الس��فر بالطرق الش��رعية وغير الش��رعية‬ ‫للوصول إلى مكان آمن‪.‬‬ ‫وهذه ليس��ت الم��رة األولى التي تعتق��ل فيها الحكومة‬ ‫المصري��ة ع��دداً م��ن الالجئي��ن الس��وريين‪ ،‬وتضعهم في‬ ‫س��جون وزرائ��ب ق��ذرة ال تصل��ح ألي إقامة بش��رية‪ ،‬وهم‬ ‫يحاولون المغادرة إلى دول أخرى‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫احلكومة امل�صرية تعتقل حوايل ‪� 50‬سوري على �شواطئ الإ�سكندرية‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬

‫أعلن��ت منظم��ة األم��م المتح��دة للطفولة‬ ‫‪ /‬اليونيس��يف ‪ /‬ومنظم��ة الصح��ة العالمي��ة أن‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 6.5‬مليون طفل س��وري بحاجة اآلن‬ ‫للمس��اعدة اإلنس��انية المنق��ذة للحي��اة‪ ،‬فيم��ا‬ ‫يعيش ‪ 765‬ألف طفل دون س��ن الخامس��ة في‬ ‫مناط��ق من الصعب الوصول إليها‪ ،‬والتي تجعل‬ ‫الح��رب والقيود فيها م��ن توصيل المس��اعدات‬ ‫اإلنسانية بما فيها اللقاحات بشكل منتظم أمراً‬ ‫في غاية الصعوبة‪.‬‬ ‫وأنهت األس��بوع الماضي أن المرحلة األولى‬ ‫من أكبر حملة تلقيح ضد شلل األطفال نُظمت‬ ‫ف��ي تاري��خ الش��رق األوس��ط‪ ،‬حي��ث غطت ‪37‬‬ ‫جولة تلقيح أكثر من ‪ 25‬مليون طفل دون س��ن‬ ‫الخامسة في سبع دول‪.‬‬ ‫وقال��ت المنظمتان في تقرير لهما‪ :‬إن عودة‬ ‫ظه��ور ش��لل األطف��ال في س��ورية بع��د غياب‬ ‫‪ 14‬عام��ا يع��ود إل��ى ُ‬ ‫تعط��ل برام��ج التحصين‬ ‫الروتيني��ة‪ ،‬والض��رر الكبي��ر الذي لح��ق بالبنى‬ ‫التحتية الصحية في س��ورية‪ ،‬والنزوح المستمر‬ ‫للس��كان داخ��ل س��ورية وعبر حدوده��ا‪ ،‬وعدم‬ ‫ق��درة الوصول إلى جميع األطفال‪ ،‬وأش��ارتا إلى‬ ‫أن تغطية التلقيح ضد ش��لل األطفال انخفضت‬ ‫بش��كل كبير في س��ورية من ‪ 99‬في المئة إلى‬ ‫‪ 52‬في المئة وأن ‪ 60‬في المئة من المستشفيات‬ ‫عل��ى األقل تضررت أو تدمرت‪ ،‬وأن أقل من ثلث‬ ‫س��يارات اإلس��عاف العامة ال تزال تعمل‪ ،‬إضافة‬ ‫إل��ى تعطل إم��دادات اللقاح ومركب��ات الخدمات‬ ‫ومعدات التبريد تمامًا أو أنها ضاعت‪.‬‬ ‫وقالت ماري��ا كالفي��س المدي��رة اإلقليمية‬ ‫لليونيسيف في منطقة الشرق األوسط وشمال‬ ‫إفريقيا “بالرغم من التحديات الهائلة والظروف‬ ‫الصعب��ة التي تمر بها المنطق��ة فقد تم تلقيح‬ ‫األطفال من ثالث إلى س��ت م��رات‪ .‬وهذا يعطي‬ ‫بصيص��ًا م��ن األمل ويع��ود الكثير م��ن الفضل‬ ‫ف��ي ذل��ك إل��ى آالف األبط��ال المجهولي��ن م��ن‬ ‫األخصائيي��ن الصحيين والمتطوعين الملتزمين‬ ‫الذين تولوا هذه المهمة الشاقة في جميع أرجاء‬ ‫المنطقة وداخل سورية‪ ،‬حيث تعرضوا لألخطار‬ ‫من أجل توفير اللقاح ضد شلل األطفال‪.‬‬ ‫وأضاف��ت كاليفيس‪“ :‬لم تنت��ه مهمتنا بعد‪،‬‬ ‫فعلينا في األش��هر القادمة أن نصل للمزيد من‬

‫‪7‬‬ ‫معتقلون سوريون في االسكندرية | تموز ‪2014‬‬


‫أث���ن���اء ت��ن��ف��ي��ذ ح��ك��م ال���رج���م | م���وق���ع داع���ش‬

‫تحقيقات ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫�أول امر�أة ترجم يف تاريخ �سورية‪� ..‬آراء ال�شارع يف مدينة الرقة‬ ‫الرقة ‪ -‬ناصر محمود‬ ‫ال يش��ك عاقل بأن تنظيم الدولة اإلس�لامية –‬ ‫داع��ش فرض س��لطته بمناطق س��يطرته بالحديد‬ ‫والن��ار‪ ،‬وم��ارس التس��لط باس��م الدي��ن للوص��ول‬ ‫لس��لطة مطلقة ال ينازع��ه بها أحد‪ ،‬فطب��ق الحدود‬ ‫ب��دءاً من ح��دّ الردة عل��ى معارضي��ه فقطع رؤوس‬ ‫عناص��ر من الجيش الحر وقتل وصلب ش��باباً بتهمة‬ ‫التعامل مع االئتالف‪ ،‬وطبق أيضاً حدّ السرقة فقطع‬ ‫األي��ادي‪ ،‬وآخر الح��دود التي طبقها ه��و حدّ الرجم‪،‬‬ ‫حي��ث قامت مجموع��ة م��ن عناصر تنظي��م داعش‬ ‫برج��م امرأة ثالثيني��ة بالحجارة حت��ى فارقت الحياة‬ ‫بتهمة الزنى بعد إعالن الحكم من الهيئة الش��رعية‬ ‫الخاصة بداعش‪ ،‬وذلك في مس��اء يوم الخميس ‪17‬‬ ‫تموز ‪ .2014‬بعد صالة العش��اء ف��ي مدينة الطبقة‬ ‫في ريف الرقة بسوق شعبي‪.‬‬ ‫أث��ارت ه��ذه الحادث��ة آراء مختلف��ة كونه��ا أول‬ ‫حادث��ة م��ن نوعها في تاريخ س��ورية‪ ،‬وم��ا ترمز له‬ ‫المرأة وخصوصيتها في مجتمع عش��ائري‪ ،‬كانت لنا‬ ‫جول��ة ميداني��ة في مدين��ة الرقة وريفه��ا ألخذ آراء‬ ‫الن��اس حول ه��ذه الحادث��ة وماه��ي ردودهم على‬ ‫تنفيذ حدّ الرجم بحق هذه المرأة‪.‬‬ ‫محمد األحمد طالب جامعي يقول "داعش دخلت‬ ‫المدن اآلمن��ة بالهاون والمدافع وقتل��ت األبرياء من‬ ‫شيوخ ونس��اء وأطفال في دير الزور والرقة ومنبج‪،‬‬ ‫وكل مناطق س��يطرتها‪ ،‬فال يصع��ب عليها أن تقتل‬ ‫وأن من يمارس منهجية القتل‬ ‫أي شخص بأي تهمة‪ّ ،‬‬ ‫ال يحق له أن يحكم الناس تحت أي شعار"‪.‬‬ ‫بينما يرى س��مير‪ ،‬وهو صاحب محل تجاري "أن‬ ‫اإلسالم لم يرجم بتاريخه إال ثالثة أشخاص اعترفوا‬ ‫على أنفس��هم‪ ،‬ولم ينفذ الحكم بش��هادة ش��هود"‪،‬‬ ‫وأض��اف "نح��ن ال نثق بداعش ألنه��ا تحكم بهواها‪،‬‬ ‫فق��د تنت��زع االعتراف��ات بالتعذيب وتنف��ذ احكامها‬ ‫لغايات لديها‪ ،‬وال فرق بين اس��تبداد أسدي واستبداد‬ ‫باس��م الدين‪ ،‬فالمواطن بالحالتي��ن يعاني األمرين‪،‬‬ ‫وتنفيذ هذه األح��كام بدون رويّة هو ليس من أجل‬ ‫إحقاق الحق‪ ،‬ولكن لتسهيل قيادة الشعب كقطيع"‪.‬‬ ‫أبو أحمد‪ ،‬وهو أحد تجار السوق الذي حصلت فيه‬

‫حادثة الرجم يقول "ما تقوم به داعش وما نلمس��ه‬ ‫من تصرفاتها هو انتقام من الناس واستخدام القوة‬ ‫والترهي��ب وس��يلة لف��رض ديكتاتوريته��ا الخاصة‬ ‫باس��م الدي��ن‪ ،‬كان يجب عليهم الدع��وة وخلق بيئة‬ ‫اجتماعي��ة مناس��بة‪ ،‬ليمارس��وا س��لطتهم‪ ،‬وأرض‬ ‫الش��ام ال تقبل التش��دد وهم يس��تخدمون التش��دد‬ ‫المف��رط ونقول لهم‪ ،‬لكم اهلل في ظلمكم إن كنتم‬ ‫ظالمين"‪.‬‬ ‫حس��ن‪ ،‬أحد مدرس��ي مدين��ة الطبق��ة يرى أن‬ ‫مجتمعن��ا الس��وري ال يتقب��ل ه��ذه الحادث��ة لي��س‬ ‫لصعوبتها فق��ط‪ ،‬بل أيضاً ألن داع��ش من نفذها‪،‬‬ ‫ويق��ول "نحن نعي��ش معه��م ونعرفهم جي��داً فقد‬ ‫ش��وهوا الدين‪ ،‬وقطعوا الطري��ق بتصرفاتهم هذه‬ ‫لحكم إس�لامي في المس��تقبل‪ ،‬ففوبيا" الخوف من‬ ‫تش��ددهم‪ ،‬ق��د أورث��ت الرع��ب ألجي��ال‪ ،‬فمهمتهم‬ ‫نجحت بامتياز في تشويه ديننا"‪.‬‬ ‫محمد‪ ،‬طبيب أس��نان في الرقة يقول "إن تنفيذ‬ ‫هذه األحكام ونحن مازلنا في الثورة‪ ،‬وثورتنا تعاني‬ ‫الكثي��ر وهذه التصرف��ات بغض النظ��ر عن صحتها‬ ‫أو خطئه��ا تفرّق المعارض��ة‪ ،‬وتجلب الدعم الغربي‬ ‫للنظ��ام‪ ،‬ألن الغرب يكره��ون الدين ب��ل يعتبرونه‬ ‫عدوه��م األول‪ ،‬لم��اذا ه��ذه التصرف��ات اآلن إذاً؟!!‪.‬‬ ‫وأضاف أي دولة هذه التي ال تس��تطيع أن تحمينا من‬ ‫طي��ران النظ��ام والموظفون في مناطق س��يطرتها‬ ‫يقبض��ون رواتبه��م منه؟!‪ ،‬إنه��ا دول��ة وخالفة في‬ ‫تنفي��ذ مثل ه��ذا الحكم فق��ط‪ ،‬وهي س��لطة على‬ ‫رقابنا ليس إال"‪.‬‬ ‫وللرأي في الجانب الش��رعي م��ن القضية‪ ،‬يقول‬ ‫الش��يخ محمود خريج ش��ريعة "إن تنفي��ذ األحكام في‬ ‫اإلس�لام هو للردع ال لالنتق��ام‪ ،‬وقصة ماعز بن مالك‬ ‫معروف��ة باإلس�لام والذي أقيم عليه ح��د الزنى‪ ،‬فلما‬ ‫أص��رّ ماع��ز على االعت��راف بالجريمة بع��د أن أرجعه‬ ‫الرس��ول عليه الس�لام ثالثة مرات ويقول له في كل‬ ‫م��رة‪( :‬ويحك ارجع إل��ى اهلل وتب إلي��ه)‪ ،‬بعدها رجمه‬ ‫الرس��ول ألن ماع��زاً كان محصن (متزوج)‪ ،‬والرس��ول‬ ‫حينها قال لهزال‪( :‬لو كنت سترته بثوبك كان خيراً مما‬ ‫صنع��ت به)‪ .‬وصلىّ الرس��ول عليه ودفن��ه في مقابر‬ ‫المسلمين‪ ،‬ونرى بذلك أن اإلسالم طهره من ذنبه"‪.‬‬

‫وأضاف الش��يخ محمود "إن اإلس�لام نفذ حكم‬ ‫الرجم ولكن على أش��خاص اعترفوا على أنفسهم‬ ‫وذل��ك لصعوب��ة إثبات الزنى فاألم��ر يتطلب أربعة‬ ‫ش��هود عدول ويرون��ه بأم العين كم��ا يدخل القلم‬ ‫بالمكحلة‪ ،‬وهذا أمر شبه مستحيل"‪.‬‬ ‫محم��د‪ ،‬أح��د محامي مدين��ة الرقة يق��ول "ما‬ ‫تقوم به داعش هو فرض السلطة بترهيب الناس‪،‬‬ ‫قد يخط��ئ القاضي بمث��ل هذه الحادث��ة والنتيجة‬ ‫هي قتل ش��خص بريء بطريقة مروعة‪ ،‬بينما في‬ ‫القضاء المدني هناك استئناف وتمييز‪ .‬وداعش لها‬ ‫س��وابق بهذا األمر فقد صلبت ش��ابًا في منبج بعد‬ ‫تنفي��ذ حدّ الحرابة بتهمته االغتص��اب ليتبين فيما‬ ‫بعد بأنه برئ وتعاد المحاكمة‪ ،‬ولكن بعد زهق روح‬ ‫بريئة‪ ،‬وكذلك تنفيذ حكم القصاص على شاب في‬ ‫الرقة لتثب��ت براءته بعد تنفيذ ح��دّ الحرابة عليه‪،‬‬ ‫وذلك باعتراف القاتل الحقيقي"‪.‬‬ ‫ويرى عيس��ى‪ ،‬م��درس في الرقة "إن الفس��اد‬ ‫األخالق��ي ف��ي مجتمعاتنا‪ ،‬وم��ا يخلف��ه الزنى من‬ ‫تداخل لألنس��اب وضياع للش��باب في هذه البوتقة‬ ‫الخطيرة‪ ،‬يج��ب أن تكون هناك أحكام رادعة ولكن‬ ‫بالعدل‪ ،‬فإذا كانت مذنبة حقًا فهي تس��تحق ولكن‬ ‫لي��س بي��د داعش‪ ،‬وأض��اف إن ابتعادنا ع��ن الدين‬ ‫جعلن��ا ال نأل��ف مثل ه��ذه الحادث��ة وربما الس��بب‬ ‫الحقيقي هو عدم ثقتنا بداعش وتصرفاتهم"‪.‬‬ ‫ولدى س��ؤالنا بش��كل غير مباشر ألحد عناصر‬ ‫تنظيم داعش من الس��وريين الذين ينشطون في‬ ‫األسواق ومناطق التجمع أجاب "نحن ننظر أن دولة‬ ‫اإلس�لام قامت‪ ،‬ومن واجبها تطبيق ش��رع اهلل في‬ ‫األرض‪ ،‬ولألس��ف ال يفه��م كثي��ر من الن��اس هذه‬ ‫النقطة الجوهرية"‪.‬‬ ‫اختلف��ت آراءه��م الناس ولكنه��م اتفقوا على‬ ‫أم��ور عدي��دة أهمها ع��دم أهلي��ة تنظي��م داعش‬ ‫بتطبي��ق أي قان��ون أو ش��ريعة بي��ن الس��وريين‬ ‫واس��تخدام القوة والترهيب هو يس��مح لها بتنفيذ‬ ‫أحكامها‪.‬‬ ‫رجم هذه المرأة لن يكون األخير‪ ،‬فداعش اآلن‬ ‫تسيطر على ثلث مساحة سورية‪.‬‬


‫تحقيقات ‪. .‬‬

‫غزة ّ‬ ‫ت�سطر‬ ‫درو�س ًا يف‬ ‫املقاومة‬

‫غزة ت�سطر درو�س ًا يف املقاومة‬

‫مهند النادر‬

‫حاجز قلنديا ‪ -‬فلسطين| تموز ‪ | 2014‬تصوير فدوى روحانا‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫لم تتوقف مواجهة االحتالل الصهيوني‬ ‫ف��ي مناط��ق فلس��طين المحتلة ب��ل أخذت‬ ‫أش��كا ً‬ ‫ال مختلفة ف��ي كل مرحل��ة‪ ،‬وخاضها‬ ‫الش��عب الفس��طيني تحت عناوين مختلفة‬ ‫ومن أهم عناوي��ن الفترة الماضية موضوع‬ ‫أس��رى الحري��ة الذين يقبعون في س��جون‬ ‫االحت�لال دون أي عم��ل ج��دي إلط�لاق‬ ‫س��راحهم فتص��دى الح��راك الش��بابي في‬ ‫مناط��ق الضف��ة واألراض��ي المحتل��ة عام‬ ‫‪ 48‬لجع��ل ه��ذا الموضوع س��اخن ًا من خالل‬ ‫الفعاليات واألنش��طة المختلف��ة التي تقام‬ ‫دعم�� ًا لصموده��م‪ ،‬وكان ح��دث اختف��اء‬ ‫المستوطنين الثالثة ومن ثم ظهور جثثهم‬ ‫ورد فع��ل الع��دو عل��ى ذلك بحمل��ة مرعبة‬ ‫على ش��عبنا ف��ي الضف��ة الغربي��ة اعتقل‬ ‫خاللها المئات من انص��ار فصائل المقاومة‬ ‫وخاصة حماس التي اتهمها بعملية الخطف‬ ‫والقت��ل‪ ،‬ه��ذه األعم��ال التي اس��تباح فيها‬ ‫العدو مناطق الس��لطة الفلس��طينية وتحت‬ ‫غطائه��ا مس��تهدف ًا الجمعي��ات والمراك��ز‬ ‫الثقافي��ة التابعة لحماس واعتقال عدد من‬ ‫أعضاء المجلس التش��ريعي وإعادة اعتقال‬ ‫المحررين بعملية التب��ادل األخيرة التي تم‬ ‫فيها اطالق س��راح "حلعاد ش��اليط"‪ .‬إن كل‬ ‫ما تقدم‪ ،‬دفع بالشارع الشبابي الفلسطيني‬ ‫بالتص��دي لالحتالل من خ�لال المظاهرات‬ ‫التي عم��ت معظم م��دن الضف��ة ومناطق‬ ‫ال ‪ ،48‬ه��ذا الحراك الذي بدأ مبش��راً بحالة‬ ‫نهوض ش��عبي عارمة ف��ي مواجهة عقلية‬ ‫االستسالم‪.‬‬ ‫وسّ��ع االحتالل عدوانه عل��ى المناطق‬ ‫الفلس��طينية م��ن خ�لال القص��ف الج��وي‬ ‫لقطاع غزة مس��تهدفاً مواقع ومقرات حركة‬ ‫حماس وباقي فصائل المقاومة في القطاع‬ ‫ومن��ازل ك��وادر المقاومة ونش��طائها‪ .‬في‬ ‫محاول��ة لض��رب البني��ة التحتي��ة للمقاومة‬ ‫وف��رض قواعد جدي��دة للتعامل السياس��ي‬ ‫يحق��ق م��ن خاللها ش��روط افض��ل في أي‬ ‫اتفاق تهدئة ممكن أن يحدث‪ .‬غير أن صمود‬ ‫المقاوم��ة والق��درة العالية عل��ى الرد عليه‬ ‫ف��ي العمق من خالل الضرب��ات الصاروخية‬ ‫الت��ي طال��ت معظ��م المدن الكب��رى داخل‬ ‫األراض��ي المحتلة ع��ام ‪ 48‬والتي تس��ببت‬ ‫بإط�لاق صاف��رات اإلن��ذار مدوي��ة في كل‬ ‫حيّ وشارع اس��رائيلي‪ ،‬كما تسبببت بخلق‬ ‫حالة من الرع��ب لدى المس��توطنين الذين‬ ‫يقض��ون أوقاتاً لم يش��هدوا مثلها من قبل‬ ‫داخ��ل المالج��ئ ‪ .‬ه��ذا ال��رد ال��ذي أفش��ل‬ ‫اله��دف المطلوب من الضرب��ات الجوية دفع‬

‫بالكيان إلى العمل على استدعاء االحتياطي‬ ‫العس��كري والدخ��ول في عملية عس��كرية‬ ‫بري��ة حت��ى اللحظ��ة نتائجه��ا كارثية على‬ ‫االحتالل بس��بب حجم خس��ائره السياس��ية‬ ‫واالقتصادية والبش��رية بي��ن قتيل وجريح‬ ‫والت��ي ل��م يق��دم مثله��ا ف��ي كل حروب��ه‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫العدوان العس��كري الب��ري على القطاع‬ ‫سيكون محدوداً ألن العدو غير قادر على دفع‬ ‫فاتورة عمل عس��كري واس��ع يجتاح القطاع‬ ‫بالكام��ل ويعي��د احتالل��ه م��ن جدي��د‪ ،‬فهو‬ ‫يس��عى لتوجيه ضربات في مناطق محددة‬ ‫تؤدي إل��ى إضعاف ق��درة المقاومة وتدمي‬ ‫بنيتها التحتية‪ ،‬واكتشاف قدراتها‪ ،‬وإبعادها‬ ‫ع��ن خط��وط المواجه��ة الحالي��ة‪ ،‬وكش��ف‬ ‫مواقع األنفاق التي يس��تخدمها المقاومون‬ ‫ف��ي توجيه الضربات ل��ه‪ ،‬والعمل على رفع‬ ‫كلفة المعركة على الشعب الفلسطيني في‬ ‫غزة في محاولة لخلق شرخ بينه وبين بنية‬ ‫المقاومة‪.‬‬ ‫إن الصم��ود األس��طوري ال��ذي أبدت��ه‬ ‫المقاوم��ة ف��ي قط��اع غزة يدل عل��ى توفر‬ ‫مجموع��ة عوام��ل وعناص��ر بي��د المقاومة‬ ‫من أهمها تط��ور بنيتها التحتية منذ الحرب‬ ‫األخي��رة‪ ،‬وتطور الق��درات القتالي��ة وتنوع‬ ‫األس��لحة والتدريب العالي على استخدامها‪،‬‬ ‫واالستفادة من كل ما توفر لها من إمكانات‬ ‫عس��كرية وتطويرها‪ ،‬والحفاظ على سرية‬ ‫عمله��ا األم��ر الذي أفق��د الع��دو المعلومات‬ ‫عن وضعها وقدراتها ومخططاتها وكس��بت‬ ‫المقاوم��ة عنص��ر المفاج��أة ف��ي المعركة‪.‬‬ ‫كم��ا توفر عام��ل مهم تمثل بوح��دة القوى‬ ‫المقاتلة على األرض والتنس��يق في العمل‬ ‫فيم��ا بينها األم��ر الذي أدى إل��ى النجاح في‬ ‫تس��ديد الضرب��ات للعدو بش��كل متناس��ق‬ ‫وفع��ال‪ ،‬وترافق��ت ه��ذه الوح��دة القتالي��ة‬ ‫بالتف��اف الش��ارع الفلس��طيني ف��ي داخل‬ ‫القط��اع وخارج��ه خل��ف المقاوم��ة وصمود‬ ‫أبناء ش��عبنا وتحمل كلفة الحرب في سبيل‬ ‫الحف��اظ عل��ى الكرام��ة وتحقي��ق منجزات‬ ‫إضافية تساعد في تحسين ظروف حياتهم‬ ‫ضمن القطاع المحاصر‪.‬‬ ‫إن الخس��ائر غير المتوقعة التي تكبدها‬ ‫الع��دو خ�لال االش��تباكات البرية م��ع رجال‬ ‫المقاوم��ة أصابت��ه بالذه��ول‪ ،‬وأربكت كل‬ ‫حس��اباته وأصبح همّ��ه األول هوالوصول‬ ‫إلى تهدئة ووقف إلطالق النار‪ ،‬وس��عى عبر‬ ‫الوس��طاء ومنهم نظام السيسي في مصر‬

‫لطرح مبادرات ومشاريع تهدئة تنهي مازق‬ ‫الكيان الذي وقع فيه بس��بب هجومه البري‬ ‫والتص��دي الرائ��ع ل��ه م��ن قب��ل المقاومة‪،‬‬ ‫رفضت حماس التهدئة المصرية وشروطها‬ ‫من موقع القوي الذي اكتس��ب شعبية عالية‬ ‫في الوسط الش��عبي الفلسطيني والعربي‬ ‫مما يؤهل حم��اس ومعها فصائل المقاومة‬ ‫األخرى لكسر وتجاوز التضييق الذي فرضته‬ ‫األنظم��ة العربية عليها وخاص��ة مصر من‬ ‫خالل االتصال مع حماس والتفاوض معها‪.‬‬ ‫وقد ش��هدت غالبية م��دن العالم حمالت‬ ‫التضام��ن م��ع غزة والش��عب الفلس��طيني‬ ‫وحم�لات اإلدان��ة والتجري��م للكي��ان‬ ‫الصهيون��ي‪ ،‬ه��ذه التظاه��رات ل��م تخ��رج‬ ‫لوال صمود الشعب الفلس��طيني ومقاومته‬ ‫ف��ي وج��ه االحت�لال وآل��ة القت��ل والتدمير‬ ‫الصهيوني��ة الت��ي ل��م توف��ر المس��اجد‬ ‫والم��دارس والمراك��ز الثقافي��ة عالوة على‬ ‫بي��وت ومن��ازل الناش��طين والمدنيين على‬ ‫حد سواء‪ ،‬هذا الصمود الذي تمثل في وحدة‬ ‫الق��وى المقاتل��ة على األرض ف��ي مواجهة‬ ‫الع��دو وال��ذي يتراف��ق م��ع وح��دة الموقف‬ ‫السياسي الذي يسعى لتحقيق مصالح أبناء‬ ‫ه��در للتضحيات‬ ‫ش��عبنا ف��ي القط��اع دون‬ ‫ٍ‬ ‫العظيمة التي قدمها‪ .‬هذه الوحدة الميدانية‬ ‫والسياس��ية انعكس��ت إيجاب�� ًا عل��ى وح��دة‬ ‫الموق��ف الش��عبي الفلس��طيني والعرب��ي‬ ‫والعالمي ف��ي كل أرجاء العالم‪ ،‬والذي ظهر‬ ‫بشكل ج ّلي في حمالت الدعم المختلفة من‬ ‫مظاهرات واعتصامات في أهم مدن أوروبا‬ ‫وأمري��كا وتقديم ي��د العون ف��ي المجاالت‬ ‫المختلفة والحمالت القانونية التي تس��عى‬ ‫لتقدي��م قادة العدو لمحكم��ة العدل الدولية‬ ‫‪ ،‬وفي مواقف العديد من الدول التي قطعت‬ ‫عالقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني‬ ‫وأخرى أدانت سلوكه الهمجي وجرائمه بحق‬ ‫أبناء الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫كل ه��ذا يؤك��د على صح��ة مقولة "أن‬ ‫المقاوم��ة توحد والمس��اومة تفرق"‪ ،‬ويزيد‬ ‫م��ن أهمي��ة العم��ل عل��ى إخ��راج الوض��ع‬ ‫الفلس��طيني م��ن مأزق��ه ال��ذي ول��ج إليه‬ ‫م��ع مش��اريع التس��وية التي أنتج��ت اتفاق‬ ‫أوس��لو الذي هدر حقوق شعبنا وتضحياته‪،‬‬ ‫والعمل على إعادة االعتب��ار لنهج المقاومة‬ ‫كخيار اس��تراتيجي‪ ،‬وبناء الحالة السياس��ية‬ ‫الفلس��طينية عل��ى قاعدة برنام��ج التحرير‬ ‫وعلى أس��س ديمقراطية حقيقية لتحشيد‬ ‫طاقات شعبنا في طريق التحرير والعودة‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫العن�صرية �ضد الالجئني ال�سوريني يف لبنان‬

‫ه�شا�شة النظام وتواطئ الإعالم‬

‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫يقف عالمنا العرب��ي اليوم على حافة الدنيا‬ ‫وعلى حافة العصر‪ ،‬قصارى ما يمكن أن يجيئك‬ ‫طب��ول بدائي��ة‬ ‫من��ه إذا م��ددت س��معك دق��ات‬ ‫ٍ‬ ‫وغريزية تكرر نفسها‪ ،‬تعطيك إحساس ًا موحش ًا‬ ‫تصحر‬ ‫بأن الحقول الخضراء تتراجع أمام عملية‬ ‫ٍ‬ ‫بطيء‪ ،‬لكن خطاه منتظمة ومتتالية‪ ،‬كأنه على‬ ‫موع��دٍ يقصد إليه بنش��اطٍ رتي��ب‪ ،‬هناك على‬ ‫حافة الدنيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يقيني��ة مفاده��ا‪ ،‬أن حركة‬ ‫لطالم��ا رددن��ا‬ ‫التاري��خ لألمام‪ ،‬إال أن اتجاهها لي��س ثابت ًا‪ ،‬كان‬ ‫عهدن��ا به��ا أن تكون إلى األم��ام خطوتين وإلى‬ ‫ال��وراء خط��وة‪ ،‬ولعلن��ا اآلن ن��رى بع��داً مغايراً‪،‬‬ ‫حرك��ة للوراء بل لألس��فل‪ ،‬نحن نش��هد انقالب ًا‬ ‫ألن بينن��ا م��ن ل��م يقدر ول��م ي��رع حرمة وحق‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫هاه��و الش��يطان الش��خصية الثاني��ة ف��ي‬ ‫تاري��خ اإلنس��ان‪ ،‬الت��ي تقابل وعي��د اهلل اآلجل‬ ‫بإغراء النعيم العاجل‪ ،‬وتزين القحة لذي الحياء‪،‬‬ ‫والس��فه ل��ذي الحل��م‪ ،‬والغانية لناس��ك الجبل‪،‬‬ ‫يطلق قهقهته الس��اخرة منتشي ًا بلسانه الخبيث‬ ‫وعيني��ه اللتي��ن تنفثان الش��رر المس��رور لهول‬ ‫ٌ‬ ‫ويضرب بها‬ ‫طفل صغير يمسك بعصا‬ ‫المشهد‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫طف ً‬ ‫ال الجئاً س��وريًا هارب ًا من جحيم إلى جحيم‪،‬‬ ‫وف��ي الخلفي��ة أص��وات ألش��خاص يحرّض��ون‬ ‫المعتدي‪ ،‬عباس كما نادوه‪ ،‬على ضرب الضحية‬ ‫بالعص��ا وبالركل واللكم��ات والصفعات‪ ،‬ويقول‬ ‫له أحد ذويه ضاحك ًا «يال‪ ..‬اضربه» ويأتي صوت‬ ‫آخ��ر قائ�ل ً‬ ‫ا «‪ ..‬متل هدي��ك الم��رة اضربه على‬ ‫وجهه»‪« ،‬أضربه ما تخاف‪ »..‬فيما كان «المعتدى‬ ‫عليه» يتوسّ��لهم وأفراد العائلة يس��خرون منه‬ ‫ويضحك��ون‪ .‬الطف��ل «المعت��دي» كان س��عيداً‬ ‫في م��ا كان يقوم ب��ه‪ ،‬إذ كان يطبّ��ق تعليمات‬ ‫«الوالد» ممرّراً العصا على أنحاء جسد الضحية‪،‬‬ ‫وفي ختام المش��هد يطلق الطفل نشيجاً ينتظر‬ ‫صداه فال يرجع‪.‬‬ ‫وحت��ى بع��د تداع��ي القضي��ة في وس��ائل‬ ‫اإلع�لام الس��ورية واللبنانية‪ ،‬طوي��ت صفحتها‬ ‫بتواطئ واضح بطله اإلعالم اللبناني في تمييع‬ ‫الحادث��ة واعتب��اراً حادثاً فردي�� ًا‪ ،‬وتقديم صورة‬ ‫العائلتي��ن على إحدى المحط��ات اللبنانية بأنهم‬ ‫«أهل وجيران» بينما تعتبر أم الطفل الس��وري‬ ‫أن «اهلل س��ينتقم لها»‪ ،‬أما والد الطفل السوري‬ ‫فيعتب��ر أن المرجعي��ة في منطقت��ه حركة أمل‬ ‫وح��زب اهلل وق��د أوضح لهم ما حص��ل وتفهموا‬ ‫ذلك وحذروه من تكرار الحادثة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مصيب��ة أن تفش��ل األم��ة ف��ي التحدي��ث‬ ‫والتنوي��ر وإرس��اء معايي��ر المواطن��ة‪ ،‬ومصيبة‬ ‫ٌ‬ ‫ومصيبة أن تخس��ر‬ ‫أن تفش��ل علمي�� ًا وتقني�� ًا‪،‬‬ ‫كل الح��روب الت��ي خاضتها‪ ،‬وأن يتح��ول ربيعها‬ ‫خياراً بين الدكتاتوري��ة والخالفة‪ ،‬أما أن تتخلى‬ ‫األم��ة ع��ن ضميرها فتل��ك مصيب��ة المصائب‪،‬‬ ‫في ملفن��ا اليوم إضاءة عل��ى التمييز العنصري‬ ‫الذي يعانيه الس��وريون في لبنان وليست الحالة‬ ‫اللبنانية الوحيدة ضد الس��وريين‪ ،‬إال أنها األكثر‬ ‫وضوح�� ًا‪ ،‬فالث��ورة الس��ورية في عامه��ا الرابع‪،‬‬ ‫ومع أن الس��وريين‪ ،‬اقترف��وا خاللها كل األخطاء‬ ‫والخطايا‪ ،‬إال أن حجم مأس��اتهم ليست من صنع‬ ‫البش��ر وحدهم‪ ،‬إن في بعض خفاياها شيئ ًا من‬

‫الطفل السوري مع مذيعة تلفزيون ‪NewTV‬‬

‫لعنة اآللهة‪ ،‬تالحق الس��وريين ب�لا هوادة أينما‬ ‫حل��وا‪ ،‬اإلم��ارات العربي��ة المتحدة تص��در قراراً‬ ‫دخول‬ ‫بمنع السوريين من الحصول على تأشيرة‬ ‫ٍ‬ ‫ألراضيها‪ ،‬ومجلس الش��ورى الس��عودي يدرس‬ ‫ف��رض ضريب��ة س��نوية عل��ى العم��ال االجانب‬ ‫العاملي��ن ف��ي القطاعي��ن الع��ام والخاص بمن‬ ‫فيهم الس��وريون طبع ًا‪ ،‬أما مص��ر وبعد ثورتها‬ ‫الثانية أخضعت دخول الس��وريين إليها لموافقة‬ ‫األم��ن المصري اعتم��اداً على م��ا روجه اإلعالم‬ ‫الش��وفيني‪ ،‬باعتبار كل س��وري منتميًا لجماعة‬ ‫اإلخ��وان المس��لمين‪ ،‬وليس��ت األردن أو الجزائر‬ ‫أو ب�لاد التغريب��ة الس��ورية بأفض��ل ح��ا ً‬ ‫ال في‬ ‫تعاملها مع السوريين وأوجاعهم حتى بات البحر‬ ‫ً‬ ‫رحمة للسوريين من‬ ‫وأمواجه ومفترس��اته أكثر‬ ‫ظلم ذوي القربى‪.‬‬

‫م�شاهد من لبنان‬

‫خ�لال اليومين الذين س��بقا عيد الفطر في‬ ‫الع��ام الماضي تع��رض الس��وريون ألكثر أنواع‬ ‫المعاملة المهين��ة والالأخالقية من قبل عناصر‬ ‫األم��ن اللبنان��ي المتواجدين ف��ي معبر المصنع‬ ‫الحدودي الذي يش��هد ازدحاما شديداً في حركة‬ ‫انتق��ال المواطني��ن إل��ى لبن��ان‪ ،‬ألس��باب عدة‬ ‫أهمه��ا أن نقطة العبور المذك��ورة هي الوحيدة‬ ‫الت��ي ترب��ط العاصم��ة الس��ورية بجارتها على‬ ‫بعد ‪ 50‬كم من وس��ط دمش��ق‪ ،‬وكون الطريق‬ ‫المؤدي��ة إلي��ه يعتب��ر األكث��ر أمان�� ًا مقارنة مع‬ ‫ط��رق المعابر الحدودية األخ��رى وغيرها‪ ،‬فبعد‬ ‫أربع س��اعات من االنتظار على المعبر المتوقف‬ ‫نهائيًا تعالت احتجاجات المسافرين‪ ،‬فما كان من‬ ‫عناصر األم��ن إال أن انهالوا ضرب ًا بالعصي على‬ ‫المحتجين «‪.‬‬ ‫بلدي��ة ب��رج حم��ود تض��ع يافط��ات تمن��ع‬ ‫الس��وريين م��ن التج��ول م��ن الثامن��ة لي�ل ً‬ ‫ا‬ ‫حت��ى الخامس��ة والنص��ف صباحًا تح��ت طائلة‬ ‫المسؤولية‪.‬‬

‫الوزير جبران باسيل يدعو لطرد السوريين‬ ‫من لبنان‪ ،‬وتجمع لمالكي عقارات حي األشرفية‬ ‫يدعو إلى منع السوريين من السكن في الحي ‪.‬‬ ‫قن��اة «‪ »ldc‬اللبنانية تبث تقريراً مطو ً‬ ‫ال عن‬ ‫معان��اة الش��باب اللبنانيين م��ن البطالة وغياب‬ ‫الفرص بسبب التواجد السوري‪.‬‬ ‫وبعيداً عن المش��اهد‪ ،‬وبالحديث عن لبنان‪،‬‬ ‫يميل نفر من اللبنانيين البتكار فرادة نرجس��ية‬ ‫متعالي��ة لتبرير وجود البلد وبق��اءه مع أن لبنان‬ ‫واج��ب الوجود أكثر من أي كي��ان عربي آخر من‬ ‫كيان��ات « س��ايكس بيكو « لما أثبته ش��عبه من‬ ‫التمسك به على الرغم من أهوال الحرب األهلية‬ ‫وطول أمدها‪ ،‬وال شك أن عقلية الكيان اللبناني‬ ‫قامت من��ذ منتصف القرن الماض��ي على فكرة‬ ‫التف��وق على المحي��ط‪ ،‬عقلية رعاه��ا الخطاب‬ ‫السياس��ي واإلعالم��ي الرس��مي قب��ل الح��رب‬ ‫االهلي��ة‪ ،‬وعززتها اقتصاديات الخدمات والتجارة‬ ‫ما قبل الحرب أيض��اً‪ ،‬وبعد الحرب األهلية انكفأ‬ ‫هذا الخطاب إال أن��ه انطبع في ذهن المواطنين‬ ‫فف��ي لبن��ان كل س��وري ه��و عامل بن��اء وكل‬ ‫مصري هو عامل في محطة وقود وكل إفريقي‬ ‫هو عامل تنظيفات وكل خليجي هو غني يبحث‬ ‫عن الجنس‪.‬‬ ‫وقد س��اهم الوجود الفلس��طيني في لبنان‬ ‫خالل الحرب في تعزيز هذه النزعة‪ ،‬وبات الخوف‬ ‫م��ن التوطين ومن هشاش��ة النظ��ام الطائفي‬ ‫مبرراً‬ ‫لفصل عنصري نظامي أي أنه مؤس��سُ‬ ‫ٍ‬ ‫بقواني��ن ترعاه��ا الدول��ة ضد الفلس��طينيين‪،‬‬ ‫فالفلس��طيني في لبنان ال يمكن��ه تملك عقار‪،‬‬ ‫وه��و محب��وس داخ��ل مخيمات��ه المهترئ��ة‪،‬‬ ‫الممنوع��ة م��ن الترمي��م ومن أبس��ط مقومات‬ ‫الحي��اة كما أن��ه ممنوع من مزاولة م��ا يقارب الـ‬ ‫‪ 100‬مهنة مما يضطره للعمل في وظائف ليس‬ ‫فيه��ا أي ضمان��ات تص��ون حقوقه‪ ،‬م��ا ووضعه‬ ‫تح��ت رحم��ة أرب��اب العمل م��ن حي��ث اإلجحاف‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬

‫عام ‪ 1955‬رفضت المدعوة «روزا باركس»‬ ‫األميركية الس��وداء أن تتخل��ى عن مقعدها في‬ ‫ب��اص لراكب أبيض في والي��ة أالباما كما كانت‬ ‫الع��ادة في الجنوب األمريك��ي‪ ،‬حيث كان يطبق‬ ‫الفص��ل العنصري‪ ،‬اعتقلت وس��جنت وأدى ذلك‬ ‫إلى امتناع الزنوج ف��ي «مونتغمري» عن ركوب‬ ‫الحافالت لم��دة ‪ 381‬يوماً وس��اروا على األقدام‬ ‫إل��ى أعماله��م وأش��غالهم مس��افة كيلومترات‬ ‫يومياً مما أصاب شركات النقل بخسائر جسيمة‪،‬‬ ‫ثم برزت حرك��ة «مارتن لوثر كين��غ» المطالبة‬ ‫بإلغ��اء التمييز العنصري بين األس��ود واألبيض‬ ‫ول��م يتحقق هذا األم��ر إال بحل��ول العام ‪1964‬‬ ‫ونفذ في جميع أنحاء الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫وفي الحادي والعش��رين من ش��هر آذار من‬ ‫كل ع��ام يحتفل العالم بالي��وم الدولي للقضاء‬ ‫على التمييز العنصري‪ ،‬ففي ذلك اليوم من عام‬ ‫‪ ،1960‬أطلقت الش��رطة التابعة لنظام الفصل‬ ‫العنصري الرصاص على متظاهرين س��لميين‪،‬‬ ‫ضد «قواني��ن المرور» في «ش��اريفيل» فقتلت‬ ‫‪ 69‬ش��خص ًا‪ ،‬بعد ه��ذه الحادثة أعلن��ت الجمعية‬ ‫العام��ة لألمم المتحدة عام ‪ 1966‬يوماً لمكافحة‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ف��ي الروات��ب‪ ،‬والحرمان من اإلجازات الس��نوية‬ ‫والمرضي��ة‪ ،‬إضاف��ة إلى الحرم��ان من تعويض‬ ‫نهاية الخدمة‪.‬‬ ‫لكن م��اذا عن الوجود الس��وري ف��ي لبنان‬ ‫ه��ل يتعاط��ى الش��عب اللبنان��ي أو معظم��ه‬ ‫بعنصرية مع الس��وريين‪ ،‬أم أنه��ا حاالت فردية‬ ‫يت��م تضخيمه��ا إعالمي��اً واس��تثمارها من قبل‬ ‫طبقة سياسية مأزومة ترمي فشلها خالل عقود‬ ‫على التواجد الس��وري‪ ،‬وتتمت��رس خلفه لغايات‬ ‫انتخابية بحتة‪.‬‬ ‫فف��ي مناط��ق كالبقاع وع��كار مث�ل ً‬ ‫ا والتي‬ ‫كانت قراها تتعامل بالعملة الس��ورية وعوائلها‬ ‫تتداخل على طرفي الحدود‪ ،‬ال مجال لنش��وء أي‬ ‫ش��كل من أشكال التمييز العنصري بحكم وحدة‬ ‫األس��ر والعش��ائر‪ ،‬وفي أحياء بي��روت الراقية ال‬ ‫وج��ود ألي مظاهر عنصرية واضحة‪ ،‬بل طبقية‬ ‫بحكم س��طوة رأس الم��ال الذي يعتب��ره التجار‬ ‫اللبنانيون تعويض ًا عن خس��ارتهم للسياحة‪ ،‬إال‬ ‫أن العنصري��ة تتمظهر في لبن��ان برداء طائفي‬ ‫إذ أن غالبية الالجئين ينتمون للطائفة الس��نية‪،‬‬ ‫مما يثير حساسية الطوائف األخرى اتجاههم‪.‬‬ ‫أم��ا قانونًا ف�لا يحوي التش��ريع اللبناني أي‬ ‫ن��ص يمي��ز ض��د الس��وريين أو األجانب‬ ‫بشكل عام إذ يعتبر أجنبي ًا بموجب المادة‬ ‫ٍ‬ ‫األول��ى م��ن قان��ون ‪ 10‬تم��وز ‪ 1962‬كل‬ ‫ش��خص حقيق��ي ال يحم��ل الجنس��ية أو‬ ‫التابعي��ة اللبنانية وبالتالي‪ :‬أي أن المعيار‬ ‫لتحديد األجنب��ي‪ ،‬بموجب هذه المادة هو‬ ‫الجنس��ية اللبنانية‪ ،‬فكل ش��خص يحمل‬ ‫جنس��ية دولة أخ��رى‪ ،‬أو ال ينتمي إلى أية‬ ‫دولة يعتبر أجنبيًا‪.‬‬ ‫كم��ا أن لبن��ان انضم إل��ى االتفاقية‬ ‫الدولي��ة للقضاء على التميي��ز العنصري‬ ‫بكاف��ة أش��كاله‪ ،‬تاري��خ ‪1965/12/21‬‬ ‫وص��ادق عليها لبنان ف��ي حزيران ‪،1971‬‬ ‫كما ص��ادق لبن��ان على اتفاقي��ة القضاء‬ ‫على جمي��ع أش��كال التمييز ض��د المرأة‪،‬‬ ‫بالقانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪.1996/7/24‬‬ ‫كما يضم��ن القان��ون اللبناني حرية‬ ‫التنق��ل والتج��ول بحري��ة لألجان��ب‪ ،‬وما‬ ‫اليافطات التي تنتش��ر ف��ي بعض القرى‬ ‫واألحي��اء اللبناني��ة إال تج��اوزات للقانون‬ ‫رق��م ‪ 10‬الذي ين��ص في مادت��ه الرابعة‬ ‫على م��ا يل��ي‪ « :‬يحق لألجنب��ي الحاصل‬ ‫على س��مة مرور‪ ،‬أو سمة إقامة أو بطاقة‬ ‫إقامة‪ ،‬التجول ف��ي لبنان‪ ،‬ما عدا األماكن‬ ‫المستثناة من قبل السلطات المختصة»‪.‬‬

‫العن�صرية والقانون الدويل‬

‫التميي��ز العنص��ري ودعت المجتم��ع الدولي إلى‬ ‫مضاعف��ة جهوده م��ن أجل القض��اء على جميع‬ ‫أشكال التمييز العنصري‪.‬‬ ‫تدريجي�� ًا أبط��ل العم��ل بنظ��ام الفص��ل‬ ‫العنص��ري في جنوب أفريقي��ا‪ .‬وألغيت القوانين‬ ‫والممارس��ات العنصري��ة ف��ي بل��دان عدي��دة‪،‬‬ ‫وتمكن��ا أيض�� ًا من بن��اء إط��ار دول��ي لمكافحة‬ ‫العنصرية يسترش��د باالتفاقية الدولية للقضاء‬ ‫على جميع أش��كال التميي��ز العنصري وقد كانت‬ ‫األمم المتح��دة معنية بقضية التمييز العنصري‬ ‫منذ تأسيس��ها‪ ،‬وحظر التمييز العنصري مذكور‬ ‫ف��ي جميع الصك��وك الدولية الرئيس��ية لحقوق‬ ‫اإلنس��ان‪ .‬وتلقي هذه الصك��وك بالتزامات على‬ ‫عاتق الدول وتكلفها باس��تئصال ش��أفة التمييز‬ ‫ف��ي النطاق��ات العام��ة والخاصة‪ .‬كم��ا أن مبدأ‬ ‫المس��اواة يتطل��ب من ال��دول أن تعتم��د تدابير‬ ‫خاصة للقضاء على الظروف التي تسبب التمييز‬ ‫العنصري أو تساعد على استدامته‪.‬‬ ‫وف��ي ع��ام ‪ ،2001‬أص��در المؤتم��ر العالمي‬ ‫لمكافحة العنصرية أكثر البرامج موثوقية وشمو ًال‬ ‫لمكافح��ة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية‬ ‫األجان��ب وم��ا يتص��ل به��ا م��ن تعص��ب‪« ،‬إعالن‬ ‫وبرنامج عمل ديربان»‪ ،‬وفي نيس��ان عام‬ ‫‪ 2009‬فح��ص مؤتم��ر اس��تعراض ديربان‬ ‫م��ا تحقق من تق��دم عالم��ي للتغلب على‬ ‫العنصري��ة وخلص إلى أن��ه ال يزال هناك‬ ‫الكثي��ر الذي يتعين عمل��ه في هذا الصدد‪.‬‬ ‫وما من ش��ك في أن أكبر إنجازات المؤتمر‬ ‫تمثل في االلت��زام الدولي المتجدد بجدول‬ ‫أعمال مناهض للعنصرية‪.‬‬ ‫يق��ول الدكت��ور «أحمد مس��لم» في‬ ‫كتابه «موجز القان��ون الدولي» ‪ :‬ال يجوز‬ ‫أن تتدنى حقوق االجنبي‪ ،‬مهما كانت مدة‬ ‫إقامته ونوع عمله‪ ،‬عن المستوى المتفق‬ ‫والمتع��ارف عليه دولي��ًا‪ ،‬كما يتوجب على‬ ‫الدول��ة حمايته من أي تعد على ش��خصه‬ ‫وأمواله‪ ،‬وهذه الحقوق مكرسة بالشرعية‬ ‫الدولي��ة واالتفاقي��ات والع��رف الدول��ي‪،‬‬ ‫وإال تحمل��ت الدول��ة المس��ؤولية وبالطبع‬ ‫فقد اس��تثني االجنبي من االس��تفادة من‬ ‫الحق��وق السياس��ية والوظائ��ف العام��ة‪،‬‬ ‫وواجب القيام بالخدمة العسكرية ‪.‬‬ ‫ف��ي الخت��ام يبق��ى مش��هد الطف��ل‬ ‫السوري الذي يتعرض للتعذيب في عهدة‬ ‫البش��رية التي تتحمل مس��ؤوليته لتركها‬ ‫الج��رح الس��وري ينزف للع��ام الرابع على‬ ‫التوالي‪ ،‬أما أسرة المعتدي فهي في عهدة‬ ‫القضاء اللبناني‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫بني النظام واالئتالف‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫ال يري��د أح��د أن يؤم��ن أو‬ ‫يص��دّق‪ ،‬أن أزم��ة س��وريا ه��ي‬ ‫أزم��ة أخالق وليس��ت فق��ط أزمة‬ ‫عس��كرية وسياس��ية‪ .‬يتعام��ل‬ ‫الجمي��ع بمنط��ق الديكتاتوري��ة‬ ‫والس��لطوية واإلقص��اء‪ ،‬بينم��ا‬ ‫يص��رّ ذات الجميع أنه��م يقاتلون‬ ‫من أجل الحرية ومكافحة اإلرهاب‬ ‫وبن��اء الوطن‪ ،‬ال��ذي يتحول تحت‬ ‫سنابك خيولهم إلى أشالء‪.‬‬ ‫يؤدي الرئيس الملهم والقائد‬ ‫التاريخ��ي‪ ،‬يمي��ن رئاس��ته الثالثة‪،‬‬ ‫مختبئًا في جحره بعد أن جمع حوله‬ ‫زبانيت��ه والهاتفين له‪ ،‬وال ينس��ى‬ ‫خ�لال ذل��ك‪ ،‬االحتف��اء بانتص��اره‬ ‫التاريخي على اإلرهاب بل واألوقح‬ ‫بالبدء بخطة إعادة اإلعمار‪.‬‬ ‫عل��ى الط��رف اآلخ��ر تج��ري‬ ‫انتخاب��ات هزيل��ة وتدخ�لات س��افرة عل��ى مس��توى‬ ‫االئت�لاف‪ ،‬ال��ذي يعي��ش كم��ا األس��د في عال��م آخر‬ ‫منفصل عن الواقع كلياً‪ .‬فهو ‪ -‬أي االئتالف ‪ّ -‬‬ ‫يش��كل‬ ‫الحكومات ورئاس��ات األركان ويعيّ��ن الوزراء وكأنهم‬ ‫يصوّرون فيلمًا سينمائياً في استوديوهات اسطنبول‪.‬‬ ‫يتم التوافق على مرش��ح معيّن‪ ،‬فيهرول الجربا إلى‬ ‫أس��ياده السعوديين‪ ،‬ليشكو قلة الحيلة والدفع باتجاه‬ ‫انتخاب ه��ادي البحرة بد ًال من موف��ق النيربية‪ ،‬الذي‬ ‫كان قد حصل ما يشبه التوافق على ترشيحه‪ .‬ووصل‬ ‫ضغط الجربا إلى اس��تخدام األم��وال والتهديد إلجبار‬ ‫معظ��م األعض��اء عل��ى تغيي��ر ترش��يحهم‪ ،‬حتى أن‬ ‫بعضهم عاد باكياً إلى الفندق بسبب هذا الضغط‪.‬‬ ‫يق��وم أعض��اء تحال��ف "الجرب��ا البح��رة س��ارة"‬ ‫بتصني��ف أعض��اء االئتالف إل��ى موالين ووس��طيين‬ ‫وأعداء‪ ،‬وفقًا لما يروق لهم من مصالح شخصية‪ ،‬في‬ ‫مقاربة كبيرة جداً لتصنيفات البعث في سوريا‪ ،‬والذي‬ ‫كان يتب��ع تصنيفًا مش��ابهًا "مؤيد محاي��د معارض"‪،‬‬ ‫وذلك في إثبات ألزمة الفكر واألخالق لدى السوريين‬ ‫جميع��ًا‪ ،‬نعم أقول جميع��اً ولن أقبل أية اس��تثناءات‪،‬‬ ‫فالدرك الذي وصلنا إليه سواء من النظام ومناصريه‪،‬‬ ‫أو م��ن المعارض��ة بتياراته��ا الت��ي تزي��د عل��ى مئة‬ ‫وخمسين جيشاً وتحالفاً وجبهة ولواء وكتيبة وائتالفًا‬ ‫وكتل��ة‪ ،‬ولم يك��ن آخرها "الدولة"‪ ،‬نق��ول هذا الدرك‬ ‫جعلن��ا في أس��فل األم��م‪ ،‬وأوصلن��ا إلى ح��ال مزرية‬ ‫من النبذ م��ن قبل الدول األخ��رى‪ ،‬ناهيك عن ازدياد‬ ‫االضطهاد في الداخل‪.‬‬ ‫إن العقلية األمنية واإلقصائية والشتائمية‪ ،‬هي‬ ‫ما يحكم التصرفات الس��ورية منذ عقود‪ ،‬وهو أمر لن‬ ‫يتغي��ر بالمؤكد بين يوم وليلة‪ ،‬وه��ذا مفهوم‪ ،‬ولكن‬ ‫أن نس��تمر بالتعامل بالعقلية ذاتها‪ ،‬فهو ما ال يبش��ر‬ ‫بخي��ر‪ ،‬لجه��ة القي��ادات القادم��ة التي يس��يل لعابها‬ ‫لدخول القص��ر الجمهوري والجلوس على الكرس��ي‪،‬‬ ‫أي كرس��ي‪ ،‬ليس مهمًا حال الوطن والمواطنين‪ ،‬وها‬ ‫هم يقتتلون على مناصب ومراكز فندقية وس��ياحية‪،‬‬ ‫وكل منهم يحفر لمن حوله‪ ،‬ويعقد التحالفات ويلغيها‬ ‫في الي��وم التالي‪ ،‬بينما تنهال عليهم األموال من هنا‬ ‫وهناك‪ ،‬وتنتفخ أوداجهم وتكبر كروش��هم ويعيشون‬ ‫ف��ي رفاهي��ة ما حلم��وا بمثلها أب��داً‪ ،‬فلماذا يس��عون‬ ‫النتهاء النزاع؟‬ ‫ق��ام االئت�لاف‪ ،‬وخصوص��ًا س��فيره ف��ي قط��ر‪،‬‬ ‫بتقدي��م الكثير م��ن الوعود للس��وريين‪ ،‬فيما يتعلق‬ ‫بتجديد جوازات سفرهم‪ ،‬وكذلك إنهاء معاناتهم فيما‬ ‫يتعلق بتنقلهم بين البالد المختلفة‪ ،‬كما أنه ادعى أن‬ ‫لديه موافقة مبدئية من ‪ 56‬دولة ستسمح للسوريين‬ ‫المنتهي��ة ج��وازات س��فرهم بالدخول إل��ى أراضيها‪،‬‬

‫خالد كنفاني‬

‫فمن غير المستبعد أن يحصل في‬ ‫تركيا ما حصل في مصر‪ ،‬من منع‬ ‫ت��ام لدخ��ول الس��وريين‪ ،‬وإزعاج‬ ‫كبي��ر لم��ن ال ي��زال مقيم��ًا فيها‪،‬‬ ‫حي��ث تم��ت صناع��ة كل ذلك من‬ ‫خالل البواب��ة األمنية‪ ،‬عبر ضبط‬ ‫ع��دد من الس��وريين ف��ي مقرات‬ ‫اإلخوان المسلمين قبيل االنقالب‬ ‫العسكري في مصر‪ ،‬وأثناء حصار‬ ‫بعض مقار الشرطة‪.‬‬ ‫تتم تصفية وجود السوريين‬ ‫في هذا العالم‪ ،‬وفق خطة منهجية‬ ‫واضح��ة‪ ،‬عبر إلغ��اء فكرة الوطن‪،‬‬ ‫ال��ذي يتحول إلى أش�لاء‪ ،‬وس��يتم‬ ‫اقتس��امه‪ ،‬وق��د بدأ ذل��ك فع ًال مع‬ ‫مخيم طه ‪ -‬ريف إدلب | ريترز نيسان ‪ 2014‬الفتوحات الداعش��ية‪ ،‬ولن يتوقف‬ ‫عن��د األك��راد والعلويي��ن وحل��ب‬ ‫ودمش��ق وغيره��ا‪ ،‬وبينم��ا يموت‬ ‫ثم يناقض نفس��ه ليدعي ابت��داع ملصق خاص على‬ ‫الس��وريون يوميًا ببراميل النظ��ام وصواريخه‪ ،‬وعلى‬ ‫جواز السفر‪ ،‬يفيد بتجديده‪ ،‬وهو يروّج لهذا الملصق‬ ‫حدود بلدان الجوار‪ ،‬وفي أعالي البحار مع تجار الموت‪،‬‬ ‫حالي��ًا‪ ،‬م��ع أنه ل��م تتوافر بع��دُ طريق�� ٌة لتطبيقه أو‬ ‫وعلى الطرقات العامة والحدائق والمساجد والكنائس‬ ‫قبوله‪ ،‬كما أن س��عادته لم يوضح موقف الس��وريين‬ ‫في أماك��ن إقاماتهم غير الش��رعية‪ ،‬يفق��دون األمل‬ ‫الذي س��يرغبون في زيارة سوريا لرؤية أهلهم‪ ،‬وماذا‬ ‫يوم��اً بعد يوم في عودته��م لوطنهم أو عودة وطنهم‬ ‫س��يكون موقف ش��رطة وأم��ن النظ��ام‪ ،‬عندما يرون‬ ‫إليهم‪ ،‬وهو ما يدفعهم للبحث عن أوطان بديلة‪ ،‬أو أية‬ ‫تجديد االئتالف على جواز سفر حكومي سوري‪.‬‬ ‫أرض تحوي ما تبقى لهم من عمر‪ ،‬على أمل أن يجدوا‬ ‫هي مجرد فرقعات إعالمي��ة وتصريحات خاوية‪ ،‬أرضاً تحوي أجسادهم بعد فناء أرواحهم‪.‬‬ ‫يعلم��ون جميع��ًا أنهم ال يملك��ون حتى ال��ورق الذي‬ ‫يحمل هذا الكالم‪ ،‬ويب��دو أنهم يطلقون التصريحات �إجها�ض الثورة و�إجها�ض الوطن‬ ‫هنا وهناك إليهام الش��عب ال��ذي أفاق على الحقيقة‪،‬‬ ‫ح��دث ه��ذان اإلجهاضان بفع��ل فاعلي��ن‪ :‬األول‬ ‫بأنهم يعملون ويناضلون من أجلنا‪ .‬ولكن الس��وريين بفع��ل الخليج والقوى الكب��رى‪ ،‬والثاني بفعل النظام‬ ‫الذي��ن فق��دوا اليوم كل أم��ل من معارض��ة الداخل‪ ،‬وأحالفه‪ ،‬ولعلي س��أكون جريئًا في القول إن إجهاض‬ ‫مثلم��ا فق��دوا األمل في دع��م الخ��ارج‪ ،‬يعلمون أن ال أحدهم��ا وبقاء اآلخر‪ ،‬كان ليعزي الس��وريين ويضمن‬ ‫مخ��رج م��ن الكارثة الس��ورية إال بإجم��اع دولي على لهم استمرار حياتهم‪ ،‬فلو تم إجهاض الثورة والحفاظ‬ ‫شيء ما‪ ،‬قد يكون إبقاء النظام كما حصل في مصر‪ ،‬عل��ى الوطن‪ ،‬وبالتال��ي إيجاد صيغ��ة إجبارية للنظام‬ ‫أو انتص��ار المعارض��ة ودعمها سياس��ياً وأمني��ًا‪ ،‬كما تكون انتقالية أو توافقية‪ ،‬لكان من الممكن اس��تمرار‬ ‫حصل في تونس واليمن‪.‬‬ ‫الحي��اة مع بع��ض القالقل‪ ،‬ول��و تم إجه��اض الوطن‬ ‫ودعم الثورة‪ ،‬فمن المؤكد وجود تضحيات كبيرة‪ ،‬كما‬ ‫م�شكلة اللجوء‪ ..‬مرة �أخرى‬ ‫هو حاصل اآلن ولكننا سنعلم أنها تضحيات مستحقة‪،‬‬ ‫تتفاق��م مش��اكل الالجئين وأعباؤه��م يومًا بعد نظراً للقض��اء على النظام‪ ،‬وااللتف��ات إلى إعادة بناء‬ ‫يوم‪ ،‬بس��بب تفاق��م أعدادهم من جه��ة‪ ،‬وبطالتهم الدولة والمؤسس��ات‪ ،‬وهو أمر م��ا كان ليتم لوال دعم‬ ‫وفوضاهم من جهة أخرى‪ ،‬وقد اش��تكى رئيس بلدية الق��وى الكب��رى له��ذا البن��اء‪ .‬غي��ر أن كال األمرين لم‬ ‫غ��ازي عنت��اب‪ ،‬الت��ي تحتض��ن الي��وم ما يق��ارب من يت��م‪ ،‬بل ت��م القض��اء على الث��ورة‪ ،‬من خالل ش��راء‬ ‫‪ 251‬أل��ف س��وري من التج��اوزات التي يق��وم الكثير ال��والءات وألعاب المخاب��رات والقضاء على الوطن من‬ ‫من الس��وريين بها‪ ،‬م��ن حيث اإلض��رار بالمواصالت قب��ل النظام وحتى بع��ض المعارضي��ن‪ ،‬الذين كانوا‬ ‫يتبعون ذات استراتيجية النظام‪ ،‬في تهجير الناس من‬ ‫العام��ة‪ ،‬وإط�لاق األص��وات العالي��ة لي�ل ً‬ ‫ا والنوم في‬ ‫بيوتهم‪ ،‬بدعوى الدفاع عن المنطقة من النظام‪ ،‬الذي‬ ‫جرائم‬ ‫وه��و‬ ‫الحدائ��ق العام��ة‪ ،‬ناهي��ك عن األس��وأ‪:‬‬ ‫يأتي الحق��ًا للقضاء على المس��لحين وعلى المنطقة‬ ‫وخاصة‬ ‫التهريب‪،‬‬ ‫الس��رقة والنهب والتحرش‪ ،‬عدا عن‬ ‫بأس��رها‪ ،‬ويتحول س��اكنوها إلى الجئين ومتس��ولين‬ ‫احتجاز‬ ‫البلدية‪،‬‬ ‫رئيس‬ ‫للمخ��درات واألموال‪ ،‬حيث أكد‬ ‫وهاربين من القدر الدموي‪.‬‬ ‫مئات السوريين في مراكز اعتقال بسبب التهريب‪.‬‬ ‫نهاي��ة النفق ال تبدو في األف��ق‪ ،‬بل النفق يزداد‬ ‫ل��م تع��د ال��دول المج��اورة ق��ادرة عل��ى تحمل طو ًال وظالماً‪ ،‬وال نور فيه س��وى أرواح الش��هداء التي‬ ‫ع��بء الالجئين الس��وريين‪ ،‬ليس ماديًا وحس��ب‪ ،‬بل تنير دربنا‪ ،‬أما من تسلقوا على الثورة فهم خفافيش‬ ‫واجتماعيًا وصحيًا وأخالقياً أيضًا‪.‬‬ ‫ه��ذا النف��ق‪ ،‬يعملون ف��ي الظالم وال يري��دون للنور‬ ‫في إط��ار حملت��ه الرئاس��ية ف��ي تركي��ا‪ ،‬يدعو انبالجًا‪.‬‬ ‫إحسان أوغلو إلى إيقاف استقبال الالجئين السوريين‬ ‫آخر الكالم‪ ،‬يقول محمود درويش‪:‬‬ ‫ونق��ل من تبقى منهم إل��ى مخيمات على الحدود‪ ،‬مع‬ ‫ما زال في صحونكم بقية من العسل‬ ‫ترحي��ل من يس��كنون المدن‪ ،‬وهو بذل��ك يلعب على‬ ‫ردوا الذباب عن صحونكم‬ ‫وت��ر االقتص��اد والمش��اكل االجتماعية األخ��رى التي‬ ‫تس��بب بها وج��ود الس��وريين‪ ،‬بأعداد ضخم��ة داخل‬ ‫لتحفظوا العسل !‬ ‫المجتم��ع التركي‪ ،‬رغم ش��هادة الكثيرين بأن األتراك‬ ‫ما زال في كرومكم عناقد من العنب‬ ‫بش��كل عام ال يزعجون الس��وريين‪ ،‬غير أن طول أمد‬ ‫ردوا بنات آوى‬ ‫األزم��ة وب��دء امتداداته��ا االقتصادي��ة واالجتماعية‪،‬‬ ‫يا حارسي الكروم‬ ‫واألمني��ة وه��ي األخط��ر‪ ،‬بع��د تط��ورات داعش في‬ ‫لينضج العنب ‪..‬‬ ‫الع��راق وعلو صوت األكراد‪ ،‬بات يلع��ب دورا متزابدا‪،‬‬


‫إعداد المحامي فارس حسّان‬

‫مفهوم الرتبية على املواطنة‬

‫الرتبية ال�سيا�سية‪:‬‬ ‫درجت مجتمعاتن��ا العربية إلى حصر العمل‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫قب��ل الحدي��ث ع��ن التربية عل��ى المواطنة‬ ‫تجدر اإلش��ارة إلى غياب االتفاق بين المجتمعات‬ ‫ح��ول األولوي��ة الت��ي يج��ب أن تعط��ي ألي من‬ ‫أه��داف النظ��ام التعليمي‪ ،‬هل تك��ون األولوية‬ ‫لأله��داف اإلدراكي��ة «المعرفي��ة» الت��ي تعن��ى‬ ‫بتعليم األفراد المه��ارات والمعارف‪ ،‬أم لألهداف‬ ‫القيمية التي تعنى بإعداد األفراد لكي يكتسبوا‬ ‫المواطنة‪ ،‬وإيجاد مواطن يحتفظ بقيم صحيحة‬ ‫للمش��اركة في حياة المجتم��ع أو تكون ألهداف‬ ‫التنش��ئة االجتماعي��ة الت��ي تح��اول أن تجع��ل‬ ‫األفراد أكثر توافقاً للدخول في عالقات شخصية‬ ‫متبادلة مع اآلخرين‪.‬‬ ‫يق��ول «ج��ودة أحم��د س��عادة» ف��ي كتابه‬ ‫«مناه��ج الدراس��ات االجتماعي��ة»‪ :‬يتف��ق‬ ‫المختص��ون عل��ى اعتب��ار التربي��ة على‬ ‫المواطن��ة هدف��ا أس��مى ل��كل نظ��ام‬ ‫ترب��وي‪ ،‬ويختلفون ح��ول تعريف التربية‬ ‫عل��ى المواطن��ة فبينما عرفها «ش��ارلي‬ ‫أنجل» عل��ى أنها «عملية صن��ع القرار»‪،‬‬ ‫أش��ار «جيمس ش��يفر» إلى أنه��ا «إعداد‬ ‫المواطن لالش��تراك الفعال في المجتمع‬ ‫الديموقراطي» في حين ذهب «ريتشارد‬ ‫ريمي��غ» إل��ى أنه��ا تتمث��ل ف��ي الحقوق‬ ‫والمسؤوليات والواجبات المصاحبة لحكم‬ ‫مجموعات بش��رية مختلف��ة ينتمي إليها‬ ‫الفرد نفسه‪.‬‬ ‫بينم��ا تع��رف منظم��ة اليونس��كو‬ ‫التربية على المواطنة بوصفها‪« :‬مجموع‬ ‫عمليّ��ة الحي��اة االجتماعيّ��ة الت��ي ع��ن‬ ‫طريقه��ا يتع ّل��م األف��راد والجماع��ات‪،‬‬ ‫داخ��ل مجتمعاته��م الوطنيّ��ة والدولية‪،‬‬ ‫أن ينمّ��وا بوع��ي كافّ��ة قدراته��م‬ ‫الشّ��خصيّة واتّجاهاتهم واستعداداتهم‬ ‫ومعارفهم‪.»..‬‬ ‫م��ن المتع��ارف علي��ة أن األطف��ال‬ ‫يكتسبون القيم والتصورات والمعتقدات‬ ‫السياس��ية من خالل ما يتعرضون له من‬ ‫تنش��ئة‪ ،‬وم��ا يتلقون��ه من أف��كار وقيم‬ ‫م��ن الجماع��ات المختلف��ة الت��ي يتبعون‬ ‫له��ا‪ ،‬ومنه��ا المدرس��ة واألس��رة ودور‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬

‫كم��ا ذكرنا ف��ي ملف��ات س��ابقة‪ ،‬المواطنة‬ ‫كلمة أو ش��عاراً يرف��ع وال نظام��اً جاهزاً‬ ‫ً‬ ‫ليس��ت‬ ‫يطب��ق‪ ،‬لكنها اس��تراتيجية لتكوي��ن المواطنة‪،‬‬ ‫وتحوي��ل األفراد إلى أناس أح��رار ومتضامنين‪،‬‬ ‫فهي آلية عمل وبناء‪ ،‬ال أسلوب تقاسم للسلطة‬ ‫أو للث��روة القائم��ة أو ل��والء األف��راد‪ ،‬ب��ل ه��ي‬ ‫اس��تراتيجية عملية تتضمن الديمقراطية جهداً‬ ‫متواص ً‬ ‫ال‪ ،‬واس��تثمارات بعيدة المدى على جميع‬ ‫المس��تويات الفكري��ة والتربوي��ة والسياس��ية‬ ‫واالقتصادي��ة لتكوين األفراد مدني��اً‪ ،‬ولدمجهم‬ ‫في س��يرورة الق��رار االجتماعي المش��ترك‪ ،‬من‬ ‫هن��ا تب��رز أهمية التربي��ة عل��ى المواطنة التي‬ ‫تهدف لتنمي��ة الوع��ي بالحقوق والمس��ؤوليات‬ ‫الفردي��ة والجماعية‪ ،‬والتدرب على ممارس��تها‪،‬‬ ‫وتس��تمد وظيفته��ا المجتمعية من مس��اهمتها‬ ‫في تكوين اإلنسان‪/‬المواطن القادر على السير‬ ‫بالمجهود التحديثي والتنموي لبالده إلى األمام‪.‬‬

‫العب��ادة والرف��اق ووس��ائل اإلع�لام واألح��زاب‬ ‫المختلف��ة‪ ،‬وم��ن خ�لال القي��م الس��ائدة ف��ي‬ ‫مجتمعه��م‪ ،‬والت��ي م��ن ش��أنها أن تؤث��ر عل��ى‬ ‫س��لوكهم وفعلهم السياسي في مرحلة النضج‪،‬‬ ‫وترس��م له��م نهج�� ًا خاصاً ليس��يروا علي��ه‪ .‬إن‬ ‫هذه المعتقدات والخب��رات والمعارف والعمليات‬ ‫التربوي��ة والتصورات التي يتع��رض لها الطفل‬ ‫أثناء تنش��ئته تش��كل جزئي ًا هويت��ه‪ ،‬ومعارفه‪،‬‬ ‫واتجاهاته‪ ،‬ومواقفه السياسية‪.‬‬ ‫تربية المواطنة هي عملية التنشئة الهادفة‬ ‫إل��ى تعزيز ش��عور الفرد بانتمائه إل��ى المجتمع‬ ‫وقيم��ه ونظام��ه وبيئته وثقافته بش��كل يرقى‬ ‫إل��ى ح��د تم ّثـل هذا الش��عور في س��لوكه وفي‬ ‫دفاعه ع��ن قيم وطنه ومكتس��باته‪ .‬بخصوص‬ ‫ه��ذا األم��ر ي��رى أن تربي��ة المواطن��ة تتضمن‬ ‫تنمي��ة معرفة الفرد بمجتمع��ه وتفاعله إيجابي ًا‬ ‫مع أفراده بش��كل يس��هم في تكوين مواطنين‬ ‫صالحين متمكنين من الحكم على ما يعترضهم‬ ‫داخل مجتمعهم وخارجه‪.‬‬ ‫ولتحقيق أه��داف تربية المواطنة‪ ،‬يفترض‬ ‫في هذا التحدي المفروض إش��راك المؤسس��ات‬ ‫الرس��مية وغير الرس��مية‪ ،‬وتكاملها جميعها من‬ ‫أجل تش��كيل هوية المجتم��ع‪ ،‬أو الحفاظ عليها‬ ‫إن كان��ت واضح��ة المعال��م‪ ،‬وم��ن أج��ل توجيه‬ ‫أف��راده ف��ي مختل��ف النواح��ي‪ ،‬كم��ا يفت��رض‬ ‫لهذه المؤسس��ات أن تعمل بصورة مباش��رة في‬ ‫المجتمع على إكساب القيم واألخالق والتوجهات‬ ‫والمعايي��ر االجتماعية التي تس��هم ف��ي تربية‬ ‫المواطن��ة‪ ،‬وف��ي مقدم��ة ه��ذه المؤسس��ات‪:‬‬ ‫«األسرة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬المجتمع المدني»‪.‬‬

‫أو حت��ى الحديث في السياس��ة بفئة محددة جداً‬ ‫م��ن المواطنين‪ ،‬تحكمه��ا العصبي��ة أو الحزبية‬ ‫أو االنتم��اء للفئ��ة الحاكمة‪،‬وف��ي حال��ةٍ كه��ذه‬ ‫يغ��دو الحدي��ث ع��ن التربية السياس��ية من باب‬ ‫المحظور‪ ،‬في حين أن التربية السياس��ية تحتل‬ ‫حيزاً واسع ًا لدى المفكرين بوصفها تعزز شعور‬ ‫الفرد باالنتماء وال��والء لوطنه بحيث يعي دوره‬ ‫ف��ي المواطن��ة الحقيقية التي تتجلى بس��لوكه‬ ‫العام ومبادئه االجتماعي��ة‪ ،‬وفي عالمنا العربي‬ ‫وحتى اليوم لم تأس��س ال��دول العربية لمناهج‬ ‫تعليمي��ة تتضم��ن معن��ى المواطن��ة والحري��ة‬ ‫والحوار ول��م تضع في قائمة أولوياتها ترس��يخ‬ ‫المفاهيم والقيم السياسية في نفوس الصغار‪.‬‬ ‫وق��د ع��رف «كين��ث النغت��ون» التربي��ة‬ ‫السياس��ية بأنها‪ :‬كيفية نق��ل المجتمع لثقافته‬ ‫السياس��ية من جي��ل إلى جي��ل‪ ،‬أم��ا «هيربرت‬ ‫هايم��ن» ‪19‬فق��د عرفه��ا بأنه��ا‪ :‬تعل��م الف��رد‬ ‫لمعايير اجتماعية من خالل مؤسس��ات المجتمع‬ ‫المختلفة بما يساعده على أن يتعايش سلوكيًا‬ ‫مع ه��ذا المجتمع‪ ،‬كم��ا عرفها «دافيد ايس��ون»‬ ‫بأنها‪ :‬تربي��ة األطفال الصغار الذين هم أعضاء‬ ‫ف��ي النظ��ام االجتماع��ي تربية سياس��ية وذلك‬ ‫عن طري��ق تدريبهم على التوجهات السياس��ية‬ ‫والتص��ورات الس��لوكية بم��ا تس��مه م��ن بذور‬ ‫المعرف��ة بالنظ��ام السياس��ي والتدري��ب عل��ى‬ ‫المواطنة اإليجابية‪.‬‬ ‫والتربية السياس��ية تترس��خ لدى الناش��ئة‬ ‫بطريقتي��ن متكاملتين األولى عن طريق تزويد‬ ‫األطف��ال بالقي��م والمع��ارف الحالي��ة والتاري��خ‬ ‫السياس��ي والجغراف��ي للمجتمع ال��ذي ينتمون‬ ‫إلي��ه‪ ،‬بطريق��ة علمي��ة وحيادية بعي��دة عن أي‬ ‫توجي��ه أو يقينيات ثابت��ة‪ ،‬أما الطريق��ة الثانية‬ ‫فه��ي إكس��اب الطف��ل القي��م االجتماعية حيث‬ ‫يتع��رف عل��ى كيان��ه الش��خصي ودوره‬ ‫الفاع��ل في المجتم��ع بص��ورة تدريجية‬ ‫مرحلي��ة تمكنه م��ن عدة مه��ارات هامة‬ ‫لضم��ان مواطن��ة صالحة مس��تمرة مدى‬ ‫الحي��اة‪ ،‬يتعلم من خالله��ا االعتزاز بذاته‬ ‫والتعبير عنها بطريقة صحيحة‪.‬‬ ‫يق��ول «س��عيد اس��ماعيل عل��ي»‬ ‫ف��ي كتاب��ه «رؤي��ة سياس��ية للتعليم»‪:‬‬ ‫«المدرس��ة وح��دة اجتماعي��ة له��ا جوها‬ ‫الخاص الذي يس��اعد بدرج��ة كبيرة على‬ ‫تش��كيل إحس��اس الطال��ب بالفاعلي��ة‬ ‫الشخصية‪ ،‬وفي تحديد نظرته تجاه البناء‬ ‫االجتماعي القائم‪ .‬فهي تلعب دوراً حيوي ًا‬ ‫في عملية التنشئة السياسية خاصة أنها‬ ‫تمث��ل الخبرة األول��ى المباش��رة للطالب‬ ‫خارج نطاق األسرة‪ ،‬وذلك من عدة زوايا‪،‬‬ ‫فه��ي تتول��ى غ��رس القي��م واالتجاهات‬ ‫السياسية التي يبتغيها النظام السياسي‬ ‫بص��ورة مقص��ودة م��ن خ�لال المناهج‬ ‫والكت��ب الدراس��ية واألنش��طة المختلفة‬ ‫التي ينخرط فيها الطالب‪ ،‬وليس بصورة‬ ‫تلقائي��ة كم��ا ه��و الح��ال في األس��رة أو‬ ‫المؤسسات األخرى‪ .‬كما أن المدرسة تؤثر‬ ‫في نوع االتجاهات والقيم السياسية التي‬ ‫يؤم��ن بها الفرد‪ ،‬وذلك م��ن خالل عالقة‬ ‫المعلم بالطالب‪ ،‬ومن خ�لال أداء المعلم‬ ‫لعمله‪ ،‬ومن خالل التنظيمات اإلدارية»‪.‬‬

‫حقوق وحريات ‪. .‬‬

‫الرتبية واملواطنة‬

‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫‪13‬‬


‫اندساسية‪....‬‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫اليوم التا�سع ع�شر ‪11/19‬‬

‫الليل��ة الماضي��ة رحل��ت عبر حل��م طويل‬ ‫انتهى إلى كابوس‪.‬‬ ‫رأيت الزوجة والبيت واألوالد‪ ،‬ولكن البيوت‬ ‫ليس��ت ه��ي البي��وت‪ ،‬خالجني إحس��اس أنني‬ ‫حر‪ ،‬وماض إلى أس��رتي‪ ،‬التقي��ت في الطريق‬ ‫باالبن��ة ريم��ا أو كما خي��ل لي‪ ،‬وأب��دت رغبتها‬ ‫بالن��وم‪ ،‬نام��ت ف��ي غرف��ة ودثرته��ا‪ ،‬وذهبت‬ ‫ال أدري إل��ى أي��ن‪ ،‬وكأنن��ي التقي��ت بالزوجة‪،‬‬ ‫وبأن��اس آخري��ن كث��ر في م��كان غي��ر محدد‪،‬‬ ‫ف��ي زمان غير معروف‪ ،‬ل��م أكن أدرك خطوط‬ ‫النه��ار م��ن اللي��ل‪ .‬كنت قلق�� ًا‪ ،‬وأش��عر بعدم‬ ‫االس��تقرار‪ .‬الوجوه التي أراها تبتعد وتنأى عن‬ ‫مج��ال الرؤي��ة‪ ،‬وبع��د لحظات تصبح منس��ية‪.‬‬ ‫ازداد قلق��ي وأن��ا أبح��ث عن ابنت��ي‪ .‬أين هي؟‬ ‫ورحت أس��أل نفس��ي وزاد همي‪ .‬كنت أمر في‬ ‫ممرات‪ ،‬وأصل إلى دس��اكر‪ ،‬وس��احة تؤدي إلى‬ ‫أزق��ة‪ ،‬وزنقات‪ ،‬ودخالت‪ .‬وكنت أصل وال أصل‪،‬‬ ‫إذ أن��ا بالعراء في المكان ال��ذي ناحت به االبنة‬ ‫أحكمت تغطيتها فوق الرمال في مدى سهل ال‬ ‫نهائي‪ ..‬رأيت مكانها لكنها كانت غير موجودة‪،‬‬ ‫كأن وحش�� ًا قد أخذها‪ ..‬رحت أدور حول المكان‬ ‫وأكاد أبك��ي‪ ،‬وأن��ادي بأس��ى ولوعة باس��مها‪،‬‬ ‫صحت بأعلى صوت‪ ..‬وهنا استيقظت‪ ،‬وغيّرت‬ ‫طريقة نومي‪.‬‬ ‫العادة أنام دون وضع الفروة فوق رأس��ي‪،‬‬ ‫أما هذه الليلة فقد وضعتها‪ ..‬أحسست بثقلها‪،‬‬ ‫وبعدم حاجتي إليها‪ .‬وعندم��ا أزحتها‪ ،‬ودفعتها‬ ‫عني‪ ،‬نمت دون أحالم‪ ،‬ودون إحس��اس بالغبن‪،‬‬ ‫لكنني عندما اس��تيقظت صباح ًا تذكرت ابنتي‬ ‫الت��ي بحثت عنها في الحل��م واألوالد والزوجة‪،‬‬ ‫وتقت من األعماق لو أكون إلى جانبهم‪ ،‬أراهم‬ ‫وأس��ألهم ع��ن حياته��م‪ .‬أتحدث معه��م‪ ..‬لقد‬ ‫أصبحت أصواتهم غريبة عني‪.‬‬ ‫إن أعماقن��ا مألى باألس��ى والحزن والتوق‬ ‫إل��ى الحياة وإل��ى األحباب‪ ،‬لكن الحي��اة – كأنها‬ ‫خبَتْ – في السنوات العشر‪ ،‬وغدا رونق األهل‬ ‫ذاوي��اً‪ ..‬ه��م كبروا وتغي��رت الظ��روف وجاءت‬ ‫السنوات العجاف‪ ..‬تحيتي إلى الغالية ريما وإلى‬ ‫الزوجة وإلى بقية األوالد‪.‬‬

‫اليوم الع�شرون ‪11/20‬‬

‫قرأ علي المحامي يوس��ف السعيد قصتين‬ ‫من تأليفه‪ ،‬فهو يكت��ب أحياناً‪ ،‬ذاكرته مخزون‬ ‫قصصيٌ‪ ،‬وحكايا طريفة عن الشريحة األفقر‬ ‫في محافظته ادلب‪ .‬ذكرني بقصص المرحوم‬ ‫حس��يب كيالي‪ ،‬إال أنه يس��تعمل أحياناً بعض‬ ‫األلف��اظ النابي��ة واللغة ش��به عادي��ة وبحاجة‬ ‫لتحس��ين األداء ف��ي الجمل��ة‪ ..‬هن��اك العدي��د‬ ‫مم��ن يكتبون‪ ،‬ونتبادل الق��راءات‪ ،‬بعض هذه‬ ‫الكتاب��ات ج��ادة‪ ،‬والبع��ض اآلخ��ر تجريب��ي‪،‬‬ ‫والبعض للتنفي��س وإلثبات الذات التي ضاعت‬ ‫في سنوات هذا السجن‪.‬‬ ‫القص��ة األولى بعنوان « الفتوى « والثانية‬ ‫بعن��وان « التحقي��ق « ومن��ذ أي��ام أعطان��ي‬ ‫الرفي��ق مالك الحس��ن وهو م��ن قرية حفاض‬

‫التابع��ة لدريكي��ش وه��و واع ويق��رأ بال كلل‪،‬‬ ‫وكان قب��ل س��جنه يعمل معلم��اً ابتدائي ًا قصة‬ ‫بعن��وان « الفج��وة « هدفها وغايته��ا أكبر من‬ ‫حجمه��ا‪ ،‬لكن اإلتقان واض��ح عليها‪ ،‬وأذكر منذ‬ ‫أشهر أعطاني ‪/‬وديع إبراهيم‪ /‬الشاب اللطيف‪،‬‬ ‫عجبت بهما تمام ًا‪ ،‬إن‬ ‫والشاعر الرقيق قصتين أُ ِ‬ ‫مس��توى هذه القصص يس��اوي – إذا لم يكن‬ ‫يتفوق – على ما ينش��ر في المجالت والصحف‬ ‫التي نتداولها‪ .‬البعض منها يحمل همْ السجن‬ ‫والحرم��ان‪ ،‬وه��مْ األدب‪ ،‬والبعض يحمل همْ‬ ‫الريف ومعاناته‪ ،‬ومجتمع طفولته‪.‬‬ ‫أعتق��د أنه في هذا العقد األخير من القرن‬ ‫العش��رين ال ب��د م��ن ظه��ور اتجاه ف��ي األدب‬ ‫يتخطى كل الم��دارس‪ ،‬ويض��رب بجذوره في‬ ‫األرض معب��راً ع��ن أعماق المعاناة‪ ،‬وس��يكون‬ ‫عن��وان ه��ذا االتج��اه‪« :‬األدب واالس��تبداد‪،‬‬ ‫والس��جون» وس��تكون صرخ��ة ه��ذا األدب‬ ‫متخطية ال��ذي يطرح اآلن وال��ذي في غالبيته‬ ‫ينتم��ي إل��ى األدب الرس��مي‪ ،‬واألدب الدعائي‪.‬‬ ‫وستفجر التعبير عن الحزن واألسى‪.‬‬ ‫وسَ��تُخَرِّج هذه السجون مئات المبدعين‬ ‫الذين س��وف يوجه��ون لطمة إل��ى أدب النفاق‬ ‫واالدعاء واالرتزاق‪.‬‬

‫اليوم الواحد والع�شرون ‪11/21‬‬

‫جاء المس��اعد األمني للسجن‪ ،‬سأل رئيس‬ ‫الجن��اح عن ع��دد كل قوة سياس��ية في الجناح‬ ‫وم��ع س��جلها ‪ /68/‬بع��ث ديمقراط��ي ‪ /1/‬من‬ ‫حزب العمل ‪ /7/‬اتحاد اش��تراكي‪ ،‬وأما التنظيم‬ ‫الناص��ري فـ ‪ /1/‬و‪ /1/‬حي��ادي ‪ /11/‬تيار ديني‪.‬‬ ‫وقد أجاب المس��اعد عندما سُ��ئل عن السبب‪:‬‬ ‫إم��ا نأخذه��م من عندك��م‪ ،‬وتبق��ون لوحدكم‬ ‫كبعثيي��ن‪ ،‬أو نضي��ف أح��داً عل��ى عددك��م‪ ،‬أو‬ ‫نأخذكم من هنا‪ ..‬وبدأت التحليالت هل هذا له‬ ‫دخل بالعفو؟‬

‫اليوم الثاين والع�شرون ‪11/22‬‬ ‫أعيد ق��راءة كت��اب المثقف‪ :‬أحمد يوس��ف‬ ‫داوود (الحض��ارات القديم��ة ف��ي المنطق��ة)‬ ‫وهو موض��وع ش��ائك ودقيق ومحك��م‪ ،‬ومعه‬ ‫مجموعة كتب تتعلق بالموضوع وفي مقدمتها‬ ‫كتب الباحث‪ :‬فراس الس��واح‪ ،‬وكتاب هوك عن‬ ‫ديانة بابل وآش��ور‪ ،‬وكتاب (ما قبل الفلس��فة)‬ ‫لفرانكوفرت‪ ،‬وقد قرأت قس��ماً منها في سجن‬ ‫تدمر‪.‬‬ ‫إن نظري��ات الغربيين وتقس��يم الش��عوب‬ ‫إل��ى آري وس��امي س��خيفة ومفروض��ة وهي‬ ‫مرفوض��ة‪ ،‬وتقس��يم األم��ر بين الس��ومريين‬ ‫والحثيين هو نوع من الوهم‪.‬‬ ‫تبدو لغة هذه الش��عوب عب��ارة عن لهجات‬ ‫تقود إلى أصل واحد‪.‬‬ ‫إن القراءات في هذا المجال مع اإلمعان بها‬ ‫يؤكد أن اإلسالم تتمة لها وأن لغة أهل الحجاز‬ ‫م��ن جمل��ة اللغ��ات‪ .‬إن م��ا بذله أحمد يوس��ف‬ ‫ف��ي هذا الكتاب مع مجه��ود ترد على فرضيات‬ ‫الغربيين‪.‬‬ ‫قبل الغداء قضيت قرابة الساعة والنصف‬ ‫عند جوهر سعد في المهجع الثاني‪ .‬تحدثنا عن‬ ‫الكت��ب والق��راءات وطبعاً حول إخالء الس��بيل‪،‬‬ ‫وهذا حديث وحلم كل سجين وعن بلدة قطينه‬ ‫وعن البحيرة الملوثة‪.‬‬ ‫نراقب الصحف التي ترد هذه األيام‪ ،‬مألى‬ ‫بالتطبي��ل والتزمي��ر ‪ ..‬هك��ذا ح��ال الصحافة‬ ‫الش��مولية التي أفرزها الحزب الواحد‪ ،‬صحافة‬ ‫مألى بالغش والخداع‪.‬‬ ‫اقت��رب موع��د زيارتي ‪ ..‬إنه ف��ي اليومين‬ ‫القادمين‪.‬‬


‫كامل البني ‪1997 - 1910‬‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬

‫الفريق المس��مى بفريق معاوية‪ ،‬وفريق بردى‬ ‫الذي كان يرأس��ه الوجيه نسيب البكري‪ ،‬وانتهت‬ ‫المب��اراة بفوز فريق معاوية‪ ،‬الذي انفرط عقده‬ ‫بسبب عدم اهتمام الناس باللعبة‪.‬‬ ‫وجدي��ر بالذك��ر‪ ،‬أن��ه وبعد انقالب حس��ني‬ ‫الزعي��م‪ ،‬كان أول انضم��ام للفتيات إلى النوادي‬ ‫الرياضي��ة بالمعنى الرس��مي‪ ،‬فف��ي الثامن من‬ ‫أي��ار ع��ام ‪ ،1949‬أقي��م مهرج��ان رياضي تحت‬ ‫رعاي��ة الزعيم‪ ،‬وظه��رت المرش��دات من فتيات‬ ‫الم��دارس بمالبس كش��فية محتش��مة‪ ،‬وقوبل‬ ‫وابتهاج‬ ‫ظهورهن في المهرجان‪ ،‬بتصفيق حاد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عظي��م‪ ،‬نظ��راً ألن اإلخ��وان المس��لمين كان��وا‬ ‫يعارضون بش��دة انضم��ام الفتيات إل��ى الفرق‬ ‫الكشفية‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1941‬أش��رف البن��ي عل��ى إص��دار‬ ‫جري��دة «األس��بوع الرياضي» كملح��ق رياضي‬ ‫موس��يقي كش��في اجتماعي س��ينمائي لجريدة‬ ‫«األيام»‪ ،‬وأعاد إصدارها بعد أن توقفت كجريدة‬ ‫مس��تقلة عام ‪ ،1955‬وبنفس االس��م «األسبوع‬ ‫الرياضي»‪ ،‬وكان هو صاحبها ورئيس تحريرها‪،‬‬ ‫وكانت أول جري��دة تعنى بالرياضة والرياضيين‬ ‫ف��ي س��وريا‪ ،‬وعلى إث��ر ذل��ك منح لق��ب عميد‬ ‫الصحافة الرياضية عام ‪ ،1987‬تقديراً لخدماته‬ ‫الطويل��ة وإخالصه ونضاله الوطني‪ ،‬كما منحته‬ ‫اللجنة األولمبية الدولي��ة‪ ،‬جائزة أفضل إعالمي‬ ‫رياضي أس��هم بنش��ر ال��روح األولمبية في عام‬ ‫‪ ،1988‬ومنح��ه االتح��اد العرب��ي لأللع��اب درع‬ ‫ووس��ام االتحاد‪ ،‬لإلعالميي��ن الرياضيين العرب‬ ‫المتميزين‪ ،‬الذين قدم��وا خدمات كبرى للحركة‬ ‫الرياضي��ة العربية‪ ،‬وذلك ع��ام ‪ ،1996‬باحتفال‬ ‫كبير أقيم في القاهرة‪ ،‬وفي العام نفسه منحته‬ ‫دمش��ق وس��ام التقدير‪ ،‬كرمز وطني من رموز‬ ‫الثقافة والتراث الوطني‪.‬‬ ‫كان األس��تاذ كامل البني في سنوات حياته‬ ‫األخي��رة‪ ،‬يعمل نائب��اً لرئيس اللجن��ة المركزية‬ ‫لتوثيق وأرش��فة الحركة الرياضية في س��وريا‪،‬‬ ‫وظ��ل يعمل في ه��ذا المجال حت��ى وفاته‪ ،‬وقد‬ ‫أسهم إس��هام ًا فعا ً‬ ‫ال في تسجيل تاريخ الرياضة‬ ‫الس��ورية من��ذ ع��ام ‪ 1900‬حت��ى ع��ام ‪،1964‬‬ ‫وقدم الوثائق والص��ور والمعلومات المهمة عن‬ ‫تل��ك المرحلة‪ .‬رحل كام��ل البني عن عالمنا في‬ ‫دمشق عام ‪ ،1997‬ودفن فيها‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ولد محمد كام��ل ابن محي الدين البني في‬ ‫دمش��ق عام ‪ ،1910‬آلل البني األسرة الدمشقية‬ ‫الت��ي ورد نس��بها ف��ي كت��اب «قبيل��ة النفيعات‬ ‫العدنانية في مصر»‪ ،‬لعمر سعيدة وصالح حمد‪:‬‬ ‫«آل البني في مصر وس��يناء والش��ام ينتسبون‬ ‫إل��ى البنيات‪ ،‬وهم عش��يرة من عش��ائر التياها‬ ‫من بني هالل في القصيمة والحسنة والسمادة‬ ‫والحمة بس��يناء»‪ ،‬بينما يُرج��ع االتحاد العالمي‬ ‫ألمناء النسب الشريف‪ ،‬أصول العائلة إلى العترة‬ ‫النبوية الطاهرة‪.‬‬ ‫تلق��ى علوم��ه األولي��ة بدمش��ق‪ ،‬ودرس‬ ‫الثانوية في مدرسة التجهيز‪ ،‬ولم يكمل تعليمه‬ ‫الجامع��ي‪ ،‬إذ انص��رف للنض��ال ف��ي مواجه��ة‬ ‫المستعمر الفرنسي‪ ،‬والتحريض على اإلضراب‪،‬‬ ‫وتنظي��م المظاه��رات‪ ،‬وم��ا إن تأسس��ت الكتلة‬ ‫الوطنية عام ‪ ،1928‬تحت شعار «حرية المواطن‬ ‫الس��وري مقدس��ة غير منقوصة‪ ،‬وال مشروطة‬ ‫في كاف��ة المجاالت‪ ،‬حتى لو كان��ت تلك الحرية‬ ‫ال تتفق م��ع الكتلة‪ ،‬ف��ي أطروحاته��ا وأفكارها‬ ‫فس��تعمل عل��ى صونه��ا وتقويته��ا ألنه��ا هي‬ ‫أس��اس كل إبداع»‪ ،‬وح��ددت مبادئها الرئيس��ية‬ ‫ب «الوطني��ة للوط��ن والش��خصية الس��ورية‬ ‫المتمي��زة‪ ،‬وكل م��ا هو غير س��وري فهو عنصر‬ ‫غري��ب‪ ،‬والس��وري يس��عي لخدم��ة الس��وريين‬ ‫ورخائهم بغض النظر عن اتجاههم السياس��ي‬ ‫أو الفكري‪ ،‬وللسوريين مطلق الحرية بممارسة‬ ‫كل رغباته��م وتطلعاته��م‪ ،‬ش��رط أال ينتج عن‬ ‫ذل��ك أي ضرر يلحق بأي س��وري»‪ ،‬حتى س��ارع‬ ‫البني لالتصال بقياداتها‪ ،‬والتنسيق معهم لدفع‬ ‫الشارع السوري للعصيان‪ ،‬وخالل مشاركته في‬ ‫إحدى المظاهرات‪ ،‬أصي��ب بعدد من الرصاصات‬ ‫في جسمه ورافقته آثارها طوال عمره‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1936‬وف��ي ‪ 19‬كان��ون الث��ان ب��دأت‬ ‫الس��لطات الفرنس��ية بمداهمة مكات��ب الكتلة‬ ‫الوطنية وإغالقه��ا‪ ،‬واعتقلت اثنين من قيادييها‬ ‫الكب��ار‪ :‬فخ��ري الب��ارودي «ال��ذي أس��س لجنة‬ ‫لمقاطعة ش��ركة الجر والتنوير»‪ ،‬وس��يف الدين‬ ‫المأم��ون‪ ،‬فانطلق��ت المظاه��رات في دمش��ق‬ ‫وامت��دت إلى المحافظات الس��ورية‪ ،‬واس��تمرّت‬ ‫المظاه��رات في األي��ام التالية بهمّ��ة الطلاّ ب‪،‬‬ ‫فكان��ت تخرج م��ن مكتب عنبر‪ ،‬ث��م تتوزع على‬ ‫فرعين‪ ،‬األوّل يأخذ طريق مدحت باش��ا والثاني‬ ‫س��وق الحميدي��ة‪ ،‬وف��ي هذي��ن‬ ‫الس��وقين كان��ت تترك��ز الحي��اة‬ ‫االقتصادي��ة ف��ي دمش��ق‪ ،‬ث��م‬ ‫تتطور األمور إلى اصطدامات بين‬ ‫حج��ارة المتظاهري��ن ورص��اص‬ ‫الجنود‪ ،‬ووقوع القتلى والجنازات‪،‬‬ ‫وكان البني في طليعة المنظمين‬ ‫للتظاهرات وقادتها األوائل‪.‬‬ ‫كم��ا قام البني م��ع مجموعة‬ ‫من الطالب‪ ،‬بالوقوف على جس��ر‬ ‫فكتوريا‪ ،‬لمنع وصول الطالب إلى‬ ‫جامعة دمش��ق‪ ،‬وقامت مجموعة‬ ‫أخرى بنش��ر قوائم سوداء تضم‬ ‫أس��ماء الطالب المداومين‪ ،‬الذين‬ ‫رفضوا المش��اركة في العصيان‪،‬‬ ‫فقام��ت الس��لطات الفرنس��ية‬ ‫باس��تخدام نفوذه��ا لفص��ل‬ ‫الط�لاب المتظاهري��ن‪ ،‬واضطر‬

‫وزي��ر المع��ارف حس��ني الب��رازي‪ ،‬إل��ى إص��دار‬ ‫قوائم متالحقة بأسماء الطالب المفصولين من‬ ‫المعاهد والمدارس والجامعة‪ ،‬ولكن مع تضامن‬ ‫الط�لاب م��ع المفصولي��ن وازدياد الع��دد يوميا‬ ‫بش��كل كبي��ر‪ ،‬اضطر إلص��دار ق��رار يع ّلق فيه‬ ‫الدراسـة بالجامعة‪.‬‬ ‫وكان للط�لاب دور كبي��ر ف��ي من��ع الكتل��ة‬ ‫الوطني��ة من تس��وية األوضاع مع الفرنس��يين‪،‬‬ ‫وحي��ن دع��ت لتهدئ��ة األوض��اع رف��ض الطالب‬ ‫ودعوا الس��تمرار االض��راب‪ ،‬فاس��تجابت الكتلة‬ ‫الوطنية لذلك‪.‬‬ ‫اتجه بعد ذلك إل��ى الصحافة‪ ،‬فعمل محرراً‬ ‫ف��ي جريدة األي��ام‪ ،‬الت��ي كان يصدره��ا نقيب‬ ‫الصحافيين األس��تاذ «نصوح بابي��ل»‪ ،‬كما كان‬ ‫منذ فجر ش��بابه محباً للرياضة‪ ،‬متعلقاً بها حتى‬ ‫العش��ق‪ ،‬وقد أسهم بتأس��يس عدد من النوادي‬ ‫الرياضي��ة ف��ي مقدمته��ا ن��ادي ب��ردى‪ ،‬ونادي‬ ‫دمش��ق األهل��ي‪ ،‬ونادي الش��باب‪ ،‬كم��ا كان من‬ ‫مؤسس��ي االتحاد الس��وري لكرة القدم‪ ،‬وشارك‬ ‫بتأسيس أول اتحاد للرماية في سوريا‪.‬‬ ‫والرياضة لم تكن حديثة العهد في سوريا‪،‬‬ ‫ف��أول نادي س��وري مارس كرة الق��دم هو نادي‬ ‫الهالل‪ ،‬تأس��س عام ‪ .1912‬ل��م يعد لهذا النادي‬ ‫وجود‪ ،‬كما أن أقدم األندية التي ما زالت موجودة‬ ‫إلى اآلن‪ ،‬هو نادي بردى بدمشق‪ ،‬والذي تأسس‬ ‫ع��ام ‪ ،1923‬وكان البني من مؤسس��يه‪ ،‬ونادي‬ ‫الكرام��ة ف��ي حمص‪ ،‬الذي تأس��س تحت اس��م‬ ‫خال��د بن الولي��د عام ‪ ،1928‬ون��ادي الوحدة من‬ ‫دمش��ق الذي تأس��س ع��ام ‪ ،1928‬بينم��ا ترجع‬ ‫بعض المص��ادر تأسيس��ه لبداية العش��رينات‪،‬‬ ‫باإلضافة لنادي الفتوة‪ ،‬الذي تأسس عام ‪1930‬‬ ‫بمدين��ة دي��ر الزور‪ ،‬تحت اس��م «ن��ادي غازي»‪،‬‬ ‫إثر اندماج نادي األخوة ونادي الكوخ تحت اس��م‬ ‫«ن��ادي فيص��ل»‪ ،‬واعتراض أحد نوادي دمش��ق‬ ‫حول أحقيته باالس��م‪ ،‬فصار اس��مه نادي غازي‬ ‫على اسم الملك غازي بن الشريف حسين‪.‬‬ ‫وف��ي ع��ام ‪ 1929‬ج��اء للزعي��م خال��د بيك‬ ‫العظم‪ ،‬لفيف من الشبان المتحمسين للرياضة‪،‬‬ ‫لتأس��يس فري��ق للعبة ك��رة الق��دم‪ ،‬وكان في‬ ‫مقدمته��م س��امي الش��معة وروح��ي الخي��اط‪،‬‬ ‫وتم تأسيس النادي واس��تئجار ملعب في شارع‬ ‫بغداد‪ ،‬على نفقة العظم‪ ،‬وجرت أول مباراة بين‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪15‬‬ ‫ن��ادي ب��ردى مع ن��ادي حلب األهلي في الخمسينات‬


‫�أوفرا بينغيو‪ :‬كرد العراق‪ ،‬بناء دولة داخل دولة‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫ٌ‬ ‫بح��ث في آلي��ات العالقة‬ ‫كتابن��ا اليوم‪،‬‬ ‫بين ك��رد الع��راق والدول��ة العراقي��ة‪ ،‬منذ‬ ‫بداي��ة نش��وء الدول��ة العراقي��ة الحديث��ة‬ ‫حت��ى يومنا ه��ذا‪ ،‬اس��تناداً إل��ى الكثير من‬ ‫الم��واد والمراج��ع الت��ي تتتبع بدق��ة ظهور‬ ‫الهوي��ة القومي��ة الكردي��ة ف��ي الع��راق‪،‬‬ ‫ويتن��اول بالتفصي��ل التح��والت االجتماعية‬ ‫واالقتصادي��ة والسياس��ية واأليديولوجي��ة‪،‬‬ ‫التي مر بها المجتمع الكردي العراقي‪ ،‬خالل‬ ‫ما يقارب خمس��ة عقود‪ ،‬من خ�لال التركيز‬ ‫على أمري��ن‪ :‬تش��كيل األمة وبن��اء الدولة‪،‬‬ ‫ثم اس��تعراض لخصائص الحركة الكردية‬ ‫ف��ي العراق‪ ،‬الت��ي تميزها ع��ن المجتمعات‬ ‫الكردية في البقاع األخرى‪.‬‬ ‫يق��دّم كت��اب أوف��را بينغي��و‪ ،‬س��رداً‬ ‫للتح��والت المعق��دة لمصير الك��رد‪ ،‬وهو ال‬ ‫يتوقف عند حقيقة التعقيدات السياسية في‬ ‫عراق اليوم فحس��ب‪ ،‬بل ويُبيّن أيض ًا تأثير‬ ‫ُ‬ ‫الك��رد ف��ي الخريط��ة الجيو‪-‬اس��تراتيجية‪،‬‬ ‫لمنطقة الشرق األوسط برمّتها‪.‬‬ ‫الكرد هم رابع شعب من شعوب الشرق‬ ‫األوسط عددي ًا بعد العرب والفرس والترك‪،‬‬ ‫وإحدى القومي��ات القليلة غي��ر الممثلة في‬ ‫هيئة األم��م المتحدة‪ ،‬فه��م محرومون من‬ ‫كيان مس��تقل رغم وجود مح��اوالت موثقة‬ ‫بمعاه��دات واتفاق��ات س��ابقة ف��ي ه��ذا‬ ‫الشأن‪ ،‬ولعل أقدم الوثائق العربية التي وردت‬ ‫فيه��ا كلم��ة الكرد‪ ،‬ظه��رت في بداي��ة العصر‬ ‫اإلس�لامي‪ ،‬ف��ي رس��ائل متبادلة بي��ن اإلمام‬ ‫علي ووالي البصرة‪ .‬أما اسم كردستان فيشير‬ ‫الي��وم إل��ى منطق��ة واس��عة تمتد م��ن جبال‬ ‫طوروس شما ً‬ ‫ال إلى سهول ميزوبوتاميا جنوباً‪،‬‬ ‫وبحس��ب الكاتبة‪ ،‬لم يش��رع الك��رد في كتابة‬ ‫تاريخهم الخاص حتى القرن الس��ادس عشر‪،‬‬ ‫وارتب��ط ذل��ك بالص��راع الفارس��ي العثماني‪،‬‬ ‫حيث اس��تأثرت كل من االمبراطوريتين بقسم‬ ‫ٍ‬ ‫م��ن الكرد‪ ،‬ونجح العثمانيون في كس��ب الكرد‬ ‫إل��ى جانبهم‪ ،‬كون غالبيتهم يدينون بالمذهب‬ ‫الس��ني كاألت��راك‪ ،‬وفق آراء بع��ض الباحثين‪،‬‬ ‫في حين أن الفرس شيعيو المذهب‪.‬‬ ‫ومع س��قوط الخالف��ة العثماني��ة‪ ،‬تعرض‬ ‫مصطل��ح (الك��رد) بذات��ه إل��ى خطر ال��زوال‪،‬‬ ‫فعل��ى الرغم م��ن تحالف القوميي��ن الكرد مع‬ ‫دع��اة اإلصالح األتراك‪ ،‬عبر ش��خصيات كردية‬ ‫بارزة من مؤسس��ي «جمعية االتحاد والترقي»‬ ‫التي كانت ترمي إلس��قاط حكم السلطان عبد‬ ‫الحميد الثان��ي‪ ،‬باإلضافة لمجريات أول مؤتمر‬ ‫عقدت��ه جمعي��ة تركيا الفتاة ف��ي باريس عام‬ ‫‪ ،1902‬حي��ث َّ‬ ‫مث��ل الكرد‪ ،‬األمي��ر عبد الرحمن‬ ‫بدرخ��ان‪ ،‬وحكم��ت باب��ان‪ ،‬وهم��ا قومي��ان‬ ‫كردي��ان بارزان‪ ،‬إال أن تعصب تركيا الفتاة إزاء‬ ‫القوميات األخرى‪ ،‬حث الكرد على اس��تقاللهم‬ ‫بأم��ور نضالهم‪ ،‬فقاموا بتأس��يس أول جمعية‬ ‫كردية عرفت باسم «كردستاني تعالي وترقي‬ ‫جمعيتي» ف��ي العاصمة إس��طنبول‪ ،‬وأصدروا‬ ‫جري��دة باس��م كردس��تان‪ ،‬إث��ر نج��اح انقالب‬ ‫‪ 1908‬وعودة الدس��تور‪ ،‬إال أن هذه المكتسبات‬ ‫ما لبث��ت أن ذابت‪ ،‬مع وص��ول مصطفى كمال‬ ‫أتات��ورك إل��ى رأس الهرم في الدول��ة التركية‬ ‫الولي��دة‪ ،‬فقد ق��ام بمنع الم��دارس والجمعيات‬ ‫والمطبوع��ات الكردية‪ ،‬أو اس��تخدام األس��ماء‬ ‫الكردية على بطاقات الهوية‪.‬‬ ‫ومع نش��وء الدول القومية ف��ي المنطقة‪،‬‬ ‫كان كرد الع��راق أكثر الالعبين الكرد نش��اط ًا‬ ‫ومأس��اوية ونجاحاً‪ ،‬ولكن دائما من دون دولة‪،‬‬ ‫تقول بينغيو‪« :‬منذ تأسيسها‪ ،‬كان على الدولة‬

‫العراقية أن تكافح ف��ي وجه القضية الكردية‪،‬‬ ‫الت��ي كان��ت تؤ ّثر ف��ي كاف��ة جوان��ب حياتها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة‬ ‫االقتصادي��ة‪ ،‬االجتماعية والسياس��ية‪،‬‬ ‫إل��ى عالقاته��ا الدولية‪ .‬أم��ا كرد الع��راق‪ ،‬من‬ ‫ناحيته��م‪ ،‬فقد ّ‬ ‫ش��كلوا حركة قومي��ة تقدّمت‬ ‫منجزاته��ا بش��وط كبي��ر عل��ى مثيالته��ا في‬ ‫المجتمعات الكردية األخرى»‪.‬‬ ‫فبعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬مباش��رة‪ ،‬بدأ‬ ‫الك��رد يطالبون باالس��تقالل‪ ،‬وقدم��وا مذكرة‬ ‫إل��ى مؤتم��ر باري��س للس�لام ع��ام ‪،1919‬‬ ‫وف��ي معاهدة س��يفر ع��ام ‪ ،1920‬حيث تقرر‬ ‫بموج��ب ه��ذه المعاه��دة إقام��ة كي��ان كردي‬ ‫ً‬ ‫مرحل��ة فاصلة في‬ ‫مس��تقل ذاتي ًا‪ ،‬مما ش��كل‬ ‫تاريخ الك��رد‪ ،‬خصوصاً لجهة م��ا تضمنته في‬ ‫مواده��ا «‪ ،»62،63،64‬م��ن تأكيد على اإلقرار‬ ‫بحق هذه الش��عوب في إقامة حكومات محلية‬ ‫خاص��ة به��ا (أي كيانات مس��تقلة)‪ ،‬باس��تثناء‬ ‫المناطق الكردية الفارسية‪ ،‬وترك الخيار لكرد‬ ‫الموصل‪ ،‬لالنضمام إلى الحكم الذاتي او عدم‬ ‫االنضمام‪ .‬لكن معاهدة سيفر ألغيت بمعاهدة‬ ‫ل��وزان ‪ ،1923‬إال أن القوميي��ن األكراد اعتبروا‬ ‫(سيفر) بمثابة اعتراف من قبل أوربا بالقضية‬ ‫الكردي��ة‪ ،‬ولم يتوقف��وا عن الس��عي من أجل‬ ‫الحكم الذات��ي الكردي‪ .‬وحينم��ا أصبح العراق‬ ‫دولة مستقلة‪ ،‬كانت األنظمة المتعاقبة أضعف‬ ‫من أن تنبذ هذه السابقة‪.‬‬ ‫وحت��ى أواس��ط الس��تينيات م��ن الق��رن‬ ‫الماض��ي‪ ،‬كان��ت اإلش��ارات إل��ى الك��رد‪ ،‬ف��ي‬ ‫معظمها‪ ،‬في إطار الحديث عن العراق نفس��ه‪.‬‬ ‫لقد كان هناك بالفعل جدل خفي محتدم‪ ،‬بين‬ ‫القصة العرقية وقصة الدولة واألمة‪ ،‬وفي آذار‬ ‫ع��ام ‪ ،1970‬كانت نقطة التح��ول في الصراع‬ ‫العراق��ي‪ -‬الك��ردي‪ .‬فللمرة األول��ى في تاريخ‬ ‫العراق‪ ،‬وبعد كفاح دام أكثر من خمسين عاماً‪،‬‬ ‫اعترف��ت الحكوم��ة العراقي��ة بح��ق الكرد في‬ ‫الحكم الذاتي‪.‬‬ ‫وف��ي التس��عينيات‪ ،‬أضف��ى زوال االتح��اد‬ ‫السوفياتي‪ ،‬المزيد من الشرعية على األصوات‬ ‫القومية في المنطقة‪ ،‬وعزز التطلعات الكردية‬ ‫نحو إثبات الذات وتقري��ر المصير‪ .‬واألهم من‬ ‫ذلك كله كان حرب الخليج عام ‪ 1991‬ونتائجها‬

‫على المنطقة‪.‬‬ ‫عام ‪ ،1992‬اتخذ البرلمان الكردي قراراً‬ ‫بتبن��ي النظ��ام الفيدرالي في الع��راق‪ ،‬مما‬ ‫أع��اد لألذهان مج��دداً التعقي��دات واألخطار‬ ‫الت��ي تواجه القضي��ة الكردية ال في العراق‬ ‫وحده‪ ،‬بل ف��ي غيره من دول المنطقة‪ ،‬كما‬ ‫أنه كشف قصوراً ذاتياً غريباً في تفكير عدد‬ ‫كبي��ر من أجنح��ة الرأي السياس��ي العراقي‬ ‫ودول المنطق��ة‪ ،‬بم��ا فيها األح��زاب والكتل‬ ‫السياس��ية‪ ،‬الت��ي تمي��ل إلى إبق��اء الوضع‬ ‫الراهن وتقاوم التغيير‪.‬‬ ‫وم��ع بداية الق��رن الحادي والعش��رين‪،‬‬ ‫بدأ المشروع القومي الكردي يظهر عالمات‬ ‫النضج‪ ،‬بعد تدهور النظام البعثي‪ ،‬وما نجم‬ ‫عنه من ضعف اعترى الدولة العراقية‪ ،‬وبعد‬ ‫انته��اء الح��رب األهلي��ة الكردي��ة والتقارب‬ ‫بي��ن الواليات المتحدة والك��رد‪ ،‬حتى َليمكن‬ ‫الق��ول‪ ،‬إن الس��نوات الس��بع الت��ي أعقب��ت‬ ‫س��قوط البع��ث ع��ام ‪ ،2003‬كانت س��نوات‬ ‫جيدة للكرد‪ ،‬حيث اس��تطاع هؤالء أن يحتلوا‬ ‫مس��رح السياس��ة العراقية‪ ،‬في وقت كانوا‬ ‫يعمل��ون فيه على بن��اء كيانهم الخاص في‬ ‫كردستان‪.‬‬ ‫ولم تتوقف إنج��ازات الكرد على صعيد‬ ‫اإلقليم‪ ،‬بل تخطته إلى الحكومة المركزية‪،‬‬ ‫حيث اعتُ��رف باللغة الكردية إل��ى جانب اللغة‬ ‫العربية كلغة رس��مية‪ ،‬وبإجراء اس��تفتاء حول‬ ‫المناطق المتنازع عليه��ا وأهمها كركوك‪ .‬وقد‬ ‫ش��غلوا مناصب عالية في الدولة‪ ،‬منها منصب‬ ‫رئيس الب�لاد‪ ،‬الذي ش��غله الطالباني مرتين‪،‬‬ ‫ومنصب وزير الخارجية الذي يش��غله هوشيار‬ ‫زيب��اري ومنص��ب رئي��س أركان الجيش الذي‬ ‫يشغله بابكر زيباري‪.‬‬ ‫كم��ا كان لإلقليم دس��توره الخ��اص‪ ،‬الذي‬ ‫ص��ادق عليه برلمانه ع��ام ‪ ،2006‬ونص على‬ ‫ح��ق ش��عب كردس��تان ف��ي تقري��ر المصير‪،‬‬ ‫واعتب��ار كرك��وك ومناط��ق معين��ة ف��ي ثالث‬ ‫محافظ��ات‪ ،‬ج��زءاً م��ن كردس��تان‪ .‬وتضم��ن‬ ‫الدستور االحتفاظ بقوات البيشمركة‪ ،‬وتحديد‬ ‫علم اإلقليم ونشيده الوطني‪ .‬وافتتحت الكثير‬ ‫م��ن ال��دول بما فيه��ا فرنس��ا وألماني��ا وإيران‬ ‫وروسيا وتركيا ومصر‪ ،‬قنصليات في أربيل‪.‬‬ ‫أما على الصعيد االقتصادي‪ ،‬فقد تسارعت‬ ‫عمليات إعادة بناء البنية التحتية في كردستان‪،‬‬ ‫فت��م بناء مطار دولي في أربيل والس��ليمانية‪،‬‬ ‫األم��ر الذي ّ‬ ‫مك��ن الكرد من توس��يع عالقاتهم‬ ‫الخارجية إلى درجة لم يس��بق لها مثيل‪ .‬وفي‬ ‫ع��ام ‪ 2007‬وقعت حكومة كردس��تان اتفاقيات‬ ‫التنقيب عن النفط‪ ،‬لمدة تصل إلى ‪ 25‬س��نة‪،‬‬ ‫وقيم تصل إلى ‪ 5‬مليارات دوالر‪ ،‬مع ‪ 35‬شركة‬ ‫أجنبية‪ .‬ومنحت الحكوم��ة أكثر من ‪ 160‬إجازة‬ ‫لمشاريع تصل كلفتها إلى ‪ 16‬مليار دوالر‪ ،‬في‬ ‫موازاة ذلك نمت المدن الكردية‪ ،‬حيث تطاولت‬ ‫البناي��ات المرتفعة ومراكز التس��وق الحديثة‪،‬‬ ‫والمراكز الرياضية والبنوك‪ .‬وافتتحت الواليات‬ ‫المتح��دة جامعة في الس��ليمانية‪ ،‬وبحلول عام‬ ‫‪ 2010‬كان هن��اك س��بع جامع��ات عامل��ة ف��ي‬ ‫كردستان‪.‬‬ ‫تختم أوفرا بينغيو رئيس��ة قس��م برنامج‬ ‫الدراس��ات الكردي��ة ف��ي مركز موش��ي دايان‬ ‫بجامعة تل أبيب‪ ،‬بما يلي‪« :‬باختصار‪ ،‬لقد أبلى‬ ‫الكرد بالء حس��ناً على كل األصعدة‪ ،‬بالمقارنة‬ ‫م��ع وضعهم قب��ل عقد م��ن الزم��ن‪ ،‬إال أنه ال‬ ‫ي��زال أمامهم الكثير م��ن العقبات والمصاعب‪،‬‬ ‫والمفاجآت غير المتوقعة»‪.‬‬


‫خالد قنوت‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬

‫ق��د يك��ون الطاغية األب حافظ األس��د‪ ،‬من‬ ‫أكثر الرؤساء والمسؤولين العرب قراءة للتاريخ‪،‬‬ ‫وربم��ا األكث��ر استش��ارة للدارس��ين والمحللين‬ ‫الغربيي��ن وأجه��زة المخاب��رات العالمي��ة‪ ،‬فمنذ‬ ‫استيالئه على السلطة كان يدرك كل االدراك أن‬ ‫الخطر األكبر على س��لطته في دمشق‪ ،‬سيكون‬ ‫دائم��اً م��ن غوطته��ا‪ ،‬فالغوطة خ��زان للخيرات‪،‬‬ ‫والمحاصي��ل الزراعي��ة والحيواني��ة‪ ،‬وأيضاً هي‬ ‫خزان بشري كبير سيهدد أي سلطة في دمشق‪،‬‬ ‫احتال ً‬ ‫ال كانت أو استبداداً‪.‬‬ ‫لقد عمل حافظ األسد منذ بداية السبعينيات‬ ‫من القرن الماضي‪ ،‬على سياس��ة ثابتة وطويلة‬ ‫األمد‪ ،‬تمثلت بما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اس��تغالل قواني��ن االص�لاح الزراعي‪،‬‬ ‫لمص��ادرة األراض��ي الزراعي��ة وتوزيعه��ا‪ .‬م��ن‬ ‫ثم ومع ارتفاع أس��عار األراضي‪ ،‬بس��بب الزحف‬ ‫البش��ري المدن��ي لها‪ ،‬كثي��رون كان��وا يصبون‬ ‫الملح والم��واد الكيميائية على جذور االش��جار‪،‬‬ ‫الت��ي بلغ عمر بعضها مئات الس��نين‪ ،‬كي تموت‬ ‫ويقوموا بالبناء المخالف الحقًا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬قض��م األراض��ي الزراعي��ة باس��تمالك‬ ‫الكثي��ر منها لصالح الدول��ة‪ ،‬وتعويض أصحابها‬ ‫بأقل التعويضات‪ ،‬وطرح هذه األراضي إلنش��اء‬ ‫المش��اريع الواسعة‪ ،‬مثل مبنى قصر المؤتمرات‬ ‫والمدينة الس��ينمائية‪ ،‬ومعرض دمشق الدولي‪،‬‬ ‫وتوس��يع مط��ار دمش��ق الدول��ي‪ ،‬وإقام��ة مدن‬ ‫بديل��ة لألحياء المس��تملكة في قل��ب العاصمة‪،‬‬ ‫وإقام��ة المعام��ل‪ ،‬كمعم��ل األدوي��ة تاميك��و‬ ‫وأق�لام الرصاص‪ ،‬والكثير الكثي��ر من المناطق‬ ‫العس��كرية والمطارات ومنص��ات الدفاع الجوي‪،‬‬ ‫وتوسيع اتوستراد المطار‪ ،‬ثم المتحلق الجنوبي‪،‬‬ ‫وارتباطه بالطريق دمشق حلب‪.‬‬ ‫‪ - 3‬القض��اء عل��ى الخزان المائ��ي الطبيعي‬ ‫الموجود في حوض دمش��ق‪ ،‬بحف��ر مئات اآلبار‪،‬‬ ‫لصال��ح بع��ض الم��زارع الخاصة‪ ،‬التي اس��تولى‬ ‫عليها المسؤولون في الدولة‪ ،‬وبعض المتنفذين‪،‬‬ ‫لحساب مسابحهم ومزارعهم الخاصة‪.‬‬

‫‪ - 4‬تحوي��ل المي��اه اآلس��نة الناتج��ة ع��ن‬ ‫مخلف��ات العاصمة‪ ،‬إلى روافد نه��ر بردى‪ ،‬حتى‬ ‫وق��ت االنته��اء م��ن ش��بكة الص��رف الصح��ي‪،‬‬ ‫التي انش��أت بتموي��ل كويتي بعد ح��رب الخليج‬ ‫األول��ى‪ ،‬واختالط تلك المي��اه بمخلفات المعامل‬ ‫والورش��ات التي انشئت رسمياً‪ ،‬وبشكل مخالف‪،‬‬ ‫من الدباغات والمس��الخ والمناشر وغيرها‪ ،‬حتى‬ ‫تحول��ت الغوط��ة إل��ى مك��ب للنفاي��ات ومصدر‬ ‫للروائح والحشرات واألوبئة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الس��ماح بش��كل ممنهج‪ ،‬رغم القوانين‬ ‫غير المطبق��ة‪ ،‬بالتغطية على األبينة المخالفة‪،‬‬ ‫وتزويدها بالماء والكهرباء وش��بكة االتصاالت‪،‬‬ ‫وتش��جيع رؤس��اء البلديات وبع��ض الموظفين‪،‬‬ ‫على إطالق يد الرش��وة والفس��اد‪ ،‬على حس��اب‬ ‫األراض��ي الزراعي��ة‪ ،‬فترى أبني��ة تصل الرتفاع‬ ‫ثمانية طواب��ق‪ ،‬تقام بس��رعات خيالية دون أي‬ ‫شروط فنية أو مراعاة للسالمة والصحة والبيئة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الس��ماح بإقام��ة األبين��ة الس��ياحية‪،‬‬ ‫كالمطاع��م والفنادق‪ ،‬على مس��احات كبيرة في‬ ‫الغوط��ة‪ ،‬وم��ا يرفد ذلك من توس��يع للش��وارع‬ ‫واألزقة‪ ،‬بسبب الضغط البشري لروادها‪.‬‬ ‫‪ - 7‬تعيي��ن محافظي��ن لري��ف دمش��ق‪،‬‬ ‫طائفيي��ن وموتوري��ن وفاس��دين‪ ،‬أجرموا بحق‬ ‫الغوط��ة وأهله��ا‪ ،‬ونش��روا الفس��اد والخ��راب‬ ‫والتدمي��ر البيئي‪ ،‬وكم نذكر اللص الكبير (علي‬ ‫زي��ود) الذي خرج من منصبه بث��روة هائلة دون‬ ‫أي محاسبة أو اتهام‪ ،‬وتحت أنظار المفسد األكبر‬ ‫الطاغية حافظ األسد‪.‬‬ ‫‪ - 8‬التهميش الدائم ألهل الريف الدمشقي‪،‬‬ ‫وزرع ب��ذور الحق��د والكراهية ض��د أهالي ريف‬ ‫دمشق بشتى الطرق‪ ،‬بدءاً بالنكات التي تتناول‬ ‫قيمهم وثقافتهم‪ ،‬وانتهاءاً بتصويرهم بالرعاع‬ ‫والتخلف‪.‬‬ ‫‪ - 9‬تشويه تاريخ الغوطة الوطني‪ ،‬وإلصاق‬ ‫تهم��ة قطع الط��رق بأبطاله��ا وش��رفائها‪ ،‬أيام‬ ‫مقاومة االحتالل الفرنسي‪ ،‬فكلنا يذكر التغييب‬ ‫الكام��ل لقائ��د ث��ورة الغوط��ة حس��ن الخراط‪،‬‬

‫وذكره كقاطع طريق الغير‪.‬‬ ‫يذك��ر أح��د مراكز اإلحص��اء‪ ،‬أن المس��احة‬ ‫التقديرية للغوطة كاملة‪ ،‬ش��رقية وغربية‪ ،‬عند‬ ‫وصول حافظ األس��د إلى الس��لطة سنة ‪،1970‬‬ ‫كانت تقدر بحوالي ‪ 480‬ألف هكتار‪ ،‬بينما بلغت‬ ‫عن��د وفاته عام ‪ 2000‬حوالي ‪ 45‬ألف هكتار من‬ ‫األراض��ي الزراعي��ة التاريخي��ة‪ ،‬الت��ي تغنى بها‬ ‫الشعراء واألدباء والموسيقيون منذ األزل‪.‬‬ ‫لك��ن كل ذل��ك‪ ،‬لم يحرم س��وريا ودمش��ق‬ ‫م��ن رج��ال الغوط��ة وحميته��م وتضحياته��م‪،‬‬ ‫خاص��ة بعد أن اضطر الكثير من أهالي دمش��ق‬ ‫األصليي��ن‪ ،‬للس��كن في ريف دمش��ق‪ ،‬بس��بب‬ ‫ارتف��اع أس��عار العق��ارات بدمش��ق‪ ،‬فكان��ت‬ ‫داري��ا والمعضمي��ة وصحناي��ا وجدي��دة عرطوز‬ ‫وجرمانا والمليحة وحرس��تا ودوما وس��قبا ودمر‬ ‫والهام��ة وعي��ن الخض��را ووادي ب��ردى وعي��ن‬ ‫ترم��ا والس��يدة زينب ومس��رابا وس��بينة وبيت‬ ‫س��حم وعقربا‪ ،‬والكثير الكثير م��ن البلدات في‬ ‫الغوطة س��كن ًا للدمش��قيين‪ ،‬إلى جانب إخوتهم‬ ‫م��ن أه��ل الغوط��ة‪ ،‬وكان أن معظمه��م خرجوا‬ ‫ف��ي مظاهرات ثورة الحري��ة والكرامة‪ ،‬منذ أول‬ ‫يوم‪ ،‬وها هم يحملون الس�لاح ضد نظام عميل‬ ‫مجرم أدخ��ل قوات أجنبية إلى س��ورية ليحافظ‬ ‫على حكمه‪..‬‬ ‫رجال الغوطة اليوم‪ ،‬الذين يقدمون دمهم‪،‬‬ ‫ويعان��ون الحصار والتجوي��ع‪ ،‬إلى جانب القصف‬ ‫والتدمي��ر الهائل الهمجي‪ ،‬س��يكونون إلى جانب‬ ‫أبطال القلمون وحوران‪ ،‬النواة األساسية لجيش‬ ‫وطني سوري ينضم له الوطنيون والشرفاء من‬ ‫ش��باب س��وريا األحرار‪ ,‬من كل مناطق س��وريا‪،‬‬ ‫لتحريره��ا م��ن نظ��ام الع��ار وق��وات االحت�لال‬ ‫اإليران��ي وزبانيت��ه‪ ،‬من حزب اهلل وميليش��يات‬ ‫المالك��ي الحاق��دة‪ ،‬وحلفائ��ه من داع��ش وكل‬ ‫التنظيمات المتطرفة الالوطنية‪.‬‬ ‫رجال الغوطة‪ ،‬رجال سوريا األحرار‪ ،‬دليلهم‬ ‫س��وريا حرة أبي��ة على كام��ل ترابه��ا الوطني‪،‬‬ ‫ولكل السوريين‪ ،‬مهما طال ليل األسد‪.‬‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫رجــال الغوطــة‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪17‬‬ ‫المليحة ‪ -‬غوطة دمشق الشرقية | ‪2010‬‬


‫ملاذا ال يكرتث الغرب للأزمة ال�سورية؟!‬ ‫موفق صفدي‬

‫ترجمات ر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪18‬‬

‫ترعى مؤسس��ة "س��ابلنغ" األمريكية‪ ،‬غير‬ ‫الربحية‪ ،‬سلسلة مؤتمرات عالمية تعرف باسم‬ ‫‪ Ted‬اختصاراً لـ ‪Technology, Entertainment‬‬ ‫و ‪ ،Design‬أو تكنولوجي��ا الترفي��ه والتصميم‪.‬‬ ‫ته��دف ه��ذه المؤتم��رات إل��ى (رعاي��ة األفكار‬ ‫التي تس��تحق االنتش��ار) وهو ش��عار مؤسسة‬ ‫"سابلنغ"‪.‬‬ ‫ل��م تعد مواضي��ع الن��دوات والح��وارات في‬ ‫لقاءات تيد‪ ،‬تقتصر عل��ى التكنولوجيا والترفيه‬ ‫والتصاميم فقط‪ ،‬وإنما توسعت ألسئلة نوعية‪،‬‬ ‫تستدعي طرائق جديدة في التفكير والمعالجة‪،‬‬ ‫وتس��تحضر الزواي��ا الخالق��ة للموق��ف‪ ،‬أف��كار‬ ‫جديدة فعلياً‪ ،‬و"تستحق االنتشار"‪ ،‬ولحامل هذه‬ ‫حضور مهتم أص ً‬ ‫ال‪ ،‬ويطرح‬ ‫األفكار أن يقف أمام‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أس��ئلته وأفكاره‪ .‬تقوم المؤسسة أيض ًا بتصوير‬ ‫هذه الندوات وبثها عبر قناة "تيد" على يوتيوب‪،‬‬ ‫وهي متوفر ٌة بلغات عديدة‪ ،‬منها العربية‪.‬‬ ‫طرح مدير وكالة غول االنس��انية‪ ،‬العاملة‬ ‫في س��وريا‪ ،‬س��ؤا ً‬ ‫ال في إحدى ن��دوات تيد التي‬ ‫عُقدت مؤخراً‪ ،‬لماذا ال أحد يكترث بسوريا؟‬ ‫سؤال طرحه الس��وريون المعنيون األكثر‪،‬‬ ‫بتبع��ات األزم��ة اإلنس��انية‪ ،‬وإن كان��ت تت��م‬ ‫صياغته بشيء من النمطية دائم ًا‪.‬‬ ‫مث�ل ً‬ ‫ا‪ ،‬وبع��د تدخل حل��ف الناتو ف��ي ليبيا‬ ‫ِّ‬ ‫ممث ً‬ ‫ال بصورة اإلرادة الدولية‪ ،‬واس��تمرار غياب‬ ‫أي محاول��ة جدية لوضع حد لألزمة في س��وريا‬ ‫بالمقاب��ل‪ ،‬رُفعت ف��ي مدين��ة كفرنبل بريف‬ ‫ٌ‬ ‫الفتة رُس��م عليها‬ ‫إدل��ب‪ ،‬وهي مدين��ة ثائرة‪،‬‬ ‫برميل نفط ليبي مسعر بـ ‪ 109‬دوالرات‪ ،‬وإلى‬ ‫جانبه برميل دم سوري مسعر بـ ‪ 0‬دوالر‪.‬‬ ‫ع��دم امت�لاك الس��وريين للنف��ط في رأي‬ ‫كثي��ر من الس��وريين‪ ،‬هو الس��بب الرئيس��ي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫إن ل��م يك��ن األوحد في ع��دم تدخ��ل "الغرب"‬ ‫ف��ي س��وريا‪ .‬رأي نمطيٌ آخر‪ ،‬ه��و أن "الغرب"‬ ‫ال يرغ��ب حق ًا ف��ي التخلص من‬ ‫بش��ار األس��د ألنه ج��ارٌ مؤتمن‬ ‫الجان��ب إلس��رائيل‪ .‬أح��د أكث��ر‬ ‫ً‬ ‫نمطي��ة ف��ي س��وريا‪ ،‬هو‬ ‫اآلراء‬ ‫أن "الغ��رب" ببس��اطة عنصريٌ‬ ‫تجاهن��ا وال ي��رَى أننا نس��تحق‬ ‫الحري��ة والكرام��ة لذلك هو غير‬ ‫مكترث في "منحنا إياهما"‪.‬‬ ‫يقول باري أن��دروز‪ ،‬رئيس‬ ‫وكالة غ��ول في بداية محاضرته‬ ‫أن��ه "هنا ليستكش��ف أس��باب ال‬ ‫مباالتن��ا (نح��ن األوربيي��ن) بما‬ ‫يحص��ل ف��ي س��وريا"‪ .‬ل��م يكن‬ ‫أن��دروز هن��اك ليجي��ب عل��ى‬ ‫الس��ؤال‪ ،‬وإنم��ا فق��ط ليطرحه‪.‬‬ ‫حي��ث أن��ه عل��ى الرغم م��ن أن‬ ‫الس��وريين مازال��وا يطرح��ون‬ ‫الس��ؤال ذاته‪ ،‬من��ذ بداية هجوم‬ ‫نظ��ام األس��د عل��ى الش��عب‪،‬‬ ‫أن الس��ؤال‬ ‫وحت��ى اآلن‪ ،‬إال َّ‬ ‫هنا‪ ،‬ف��ي جامعة دوبل��ن‪ ،‬مازال‬ ‫نوعياً وجدي��داً‪ ،‬وال يمكن طرحه‬ ‫واإلجاب��ة عليه هكذا ببس��اطة‪.‬‬ ‫يؤسس أندروز لتعاطف الحضور‬ ‫مع القضية الس��ورية‪ ،‬استعداداً‬ ‫لمناقش��ة ه��ذا الس��ؤال ال��ذي‬

‫يس��تحضر احتمال وجود أزم��ة أخالقية بنيوية‬ ‫في تعاطي العقل األوروبي التقليدي مع مآسي‬ ‫اآلخرين‪ .‬وعلى شاش��ة اإلسقاط خلفه‪ ،‬ظهرت‬ ‫ص��ورة لـ(محم��د) و(ب��در) الطفلي��ن الحلبيين‬ ‫اللذي��ن فق��دا أبويهم��ا وكل إخوتهم��ا‪ ،‬تح��ت‬ ‫أنق��اض منزلهما‪ ،‬وكانا ما ي��زاالن يلعبان على‬ ‫أنقاض المنزل‪ /‬القبر‪.‬‬ ‫يق��ارن أن��دروز في محاضرت��ه بين األزمة‬ ‫اإلنس��انية الت��ي وقع��ت ف��ي الفلبين بس��بب‬ ‫إعصار التايفون الذي ضرب البالد وبين األزمة‬ ‫اإلنس��انية الحاصلة في س��وريا نتيجة الحرب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خيري��ة‬ ‫الفت�� ًا ف��ي الس��ياق‪ ،‬إل��ى أن منظم��ة‬ ‫أمريكية جمعت مبلغ ‪ 95‬مليون دوالر كمعونات‬ ‫لضحاي��ا إعصار الفلبي��ن الذي قت��ل حوالي الـ‬ ‫‪ 5000‬ش��خص‪ ،‬بينما فشلت في جمع أكثر من‬ ‫‪ 20‬مليون دوالر لضحايا األزمة الدائرة منذ أكثر‬ ‫من ‪ 3‬س��نوات في س��وريا والتي قتلت أكثر من‬ ‫‪ 160‬ألف ًا من السوريين وما تزال تقتل المزيد‪.‬‬ ‫الفرق األساس��ي لي��س عدد الضحايا بحس��ب‬ ‫أندروز‪ ،‬فخس��ارة أي روح إنس��انية هي مأساة‪،‬‬ ‫في الفليبين أو في سوريا‪ .‬الفرق بين األزمتين‬ ‫هي أن األولى كانت نتيجة كارثة طبيعية ليس‬ ‫في الوس��ع تجنبه��ا‪ ،‬وأن الثاني��ة هي من صنع‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وكان من الممكن إلى حدٍ ما‪ ،‬تجنبها‪.‬‬ ‫أضف إلى ذلك عنصري��ة األوروبيين المحتملة‬ ‫تجاه إنس��ان الشرق األوس��ط "المعقد سياسي ًا‬ ‫والمل��يء باألن��اس الس��يئين الذي��ن يقتل��ون‬ ‫بعضهم بعضاً"‪.‬‬ ‫يتس��اءل أندروز‪ ،‬هل من الممكن أن نكون‬ ‫(نح��ن األوربيين) أق��ل اس��تعداداً للتعاطف مع‬ ‫ضحاي��ا األزمات االصطناعي��ة‪ .‬أيعقل أن نكون‬ ‫(نحن األوربيين) غير قادرين على الفصل بين‬ ‫السياسي واإلنساني‪ ،‬ثم‪ ،‬أيعقل أن نظن (نحن‬ ‫األوربيي��ن) أن محمد وبدر أقل جدار ًة بتعاطفنا‬

‫م��ن طفلي��ن فلبينيي��ن‪ ،‬ألن وال��دا هذين قتال‬ ‫بغارة جوي��ة‪ ،‬ووالدا اآلخرين قت�لا جراء كارثة‬ ‫طبيعي��ة ما كان بوس��ع الفلبينيين تفاديها عن‬ ‫طريق الحراك المدني الس��لمي‪ ،‬مث ً‬ ‫ال؟ يتساءل‬ ‫مدي��ر الوكال��ة باألحرى‪ ،‬هل م��ن الطبيعي أن‬ ‫نكون (نحن األوربيين) انتقائيين في تعاطفنا‪.‬‬ ‫س��ؤال أن��دروز نوعي بالفع��ل على الرغم‬ ‫من "لطاف��ة التعبي��ر" التي تطغ��ى عليه‪ .‬فهو‬ ‫إلى حدٍ ما‪ ،‬يدعو إل��ى إعادة النظر في طريقة‬ ‫رؤية العق��ل األوروبي التقليدي لآلخر والعدالة‬ ‫والعقاب وإلى ما هنالك من الثوابت التي بدا أن‬ ‫الذات األوروبية حسمت موقفها منها منذ زمن‪.‬‬ ‫بغض النظ��ر عن األس��باب الحقيقية وراء‬ ‫"عدم اكتراث أحدٍ بس��وريا" وبغض النظر عن‬ ‫أهمي��ة ه��ذا النوع من األس��ئلة ال��ذي يطرحه‬ ‫الوزي��ر الس��ابق ف��ي الحكوم��ة األيرلندي��ة‪،‬‬ ‫وصاحب الماجيستير في التاريخ الحديث وأستاذ‬ ‫التاريخ الس��ابق‪ ،‬ومدير وكالة غول اإلنسانية‪،‬‬ ‫عل��ى المجتمع��ات األوربية نفس��ها‪ .‬يبقى هذا‬ ‫الس��ؤال جديراً حق ًا بالطرح‪ ،‬إذ أن المرة األولى‬ ‫التي تم تداول هذا السؤال بجدية‪ ،‬كانت عندما‬ ‫أُعطي وجهاً وصوتاً أبيضين‪ .‬ومحاضرة أندروز‬ ‫بعن��وان "لماذا اليكترث أحدٌ بس��وريا؟" حظيت‬ ‫بأقل من ‪ 10‬أالف مشاهدة على يوتيوب‪ ،‬بينما‬ ‫محاضرة أخرى بعنوان بعنوان "المظاهر ليست‬ ‫َّ‬ ‫كل ش��يء‪ .‬صدقني‪ ،‬فأنا عارضة أزياء" حظيت‬ ‫بأكثر من ‪ 3‬ماليين و ‪ 700‬ألف مشاهدة‪.‬‬ ‫موقع مؤسسة تيد‪:‬‬ ‫‪www.ted.com‬‬ ‫قناة مؤسسة تيد على اليوتيوب‪:‬‬ ‫‪www.youtube.com/user/‬‬ ‫‪TEDtalksDirector‬‬


‫عدسة سوريتنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬

‫أحب الناس‪ ،‬وأكثر من أحب الطيبون منهم‪ .‬أما اللئيمون‪ ،‬فإني أتمنى لهم الطيبة علهم ينعمون بها يوماً‬ ‫ريف سوريا ‪ | 2014 -‬تصوير‪ :‬باسل حسو‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫ريف دمشق ‪ -‬الغوطة الشرقية | تموز ‪ | 2014‬تصوير‪ :‬محمد بدره‬

‫‪19‬‬


‫أطفال سوريين في مخيم الزعتري | تموز ‪2014‬‬

‫رصيف سوريتنا ‪. .‬‬

‫عيد غريب‬ ‫زليخة سالم‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ 27 | )149‬تموز ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪20‬‬

‫العيد‪ ،‬كلمة باتت ثقيلة وغريبة ألنها فقدت معناها‬ ‫بعد أن اتشحت نساء سورية بالسواد حداداً على ولد أو‬ ‫أوالد أو زوج أو أخ أو عائل��ة بأكملها‪ ،‬وعبارات المعايدة‬ ‫إذا قيلت فتقال بخجل ألن أحداً ليس بخير فيها‪.‬‬ ‫ارتبط حلم انتصار الثورة م��ع اقتراب العيد‪ ،‬وهذا‬ ‫العيد الرابع وس��ورية تغرق ببركة دماء‪ ،‬وتعدد القتلة‪،‬‬ ‫واس��تباحة األرض من قبل الغرباء‪ ،‬وبدء تس��لل اليأس‬ ‫إل��ى النفوس من الخ��روج من هذا النفق الذي س��اهم‬ ‫العالم أجمع بوضع السوريين فيه‪.‬‬ ‫ف��ي الوق��ت الذي ن��رى مناطق��اً منكوب��ة لم يجد‬ ‫س��كانها ما يفطرونه ف��ي رمضان‪ ،‬ن��رى مناطق أخرى‬ ‫تش��هد بعض مظاه��ر التحضير للعيد كما في دمش��ق‬ ‫مث�ل ًا‪ ،‬وفي المناطق الموالية للنظام‪ ،‬المفصولة نهائياً‬ ‫نفسياً وعقلياً عما يجري بجوارها رغم الثمن الذي دفعته‬ ‫من حياة شبابها فدا ًء لكرسي‪.‬‬ ‫أسواق دمشق بدأت تعج بعد اإلفطار بالمتسوقين‬ ‫الذين يتزاحمون على العربات المنتش��رة في الش��وارع‬ ‫والحارات‪ ،‬لش��راء المالبس أو الحلويات‪ ،‬ألن أس��عارها‬ ‫منخفض��ة بعض الش��يء بالمقارنة م��ع المحالت التي‬ ‫تتقل��ص زبائنها تدريجي��اً‪ ،‬نظراً الرتفاع أس��عارها عن‬ ‫القدرة الشرائية ألغلب الس��كان الذين يبذلون جهوداً‬ ‫إلسعاد أطفالهم ولو بالشيء اليسير‪.‬‬ ‫أسواق البالة وعربات األلبسة القديمة أو المسروقة‬ ‫تجذب العدد األكبر من المتسوقين‪ ،‬ألن أسعارها أيضاً‬ ‫تناسب الحالة المادية للغالبية العظمى من السوريين‪،‬‬ ‫أم��ا اإلقبال على ش��راء حلوي��ات العيد الت��ي كانت من‬ ‫األساس��يات‪ ،‬فيقتصر على القلة من الميسورين الذين‬ ‫مازال��وا مقيمي��ن في البلد‪ ،‬نظ��راً لالرتف��اع الكبير في‬ ‫أسعارها في هذا الوقت الذي يعاني فيه الناس من أزمة‬ ‫اقتصادية شاملة‪.‬‬ ‫دمشق تتحمل النسبة األكبر من النازحين داخلياً‪،‬‬ ‫واالزدحام في أس��واقها وحاراتها ليس دلي ًال على فرحة‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫أو تحضي��ر للعيد‪ ،‬فالكثير منهم يهربون إلى األس��واق‬ ‫من ش��قق مكتظ��ة يس��كن بعضه��ا العش��رات‪ ،‬لكي‬ ‫يتمكنوا من دفع اإليجار الذي وجده تجار الحروب فرصة‬ ‫لإلث��راء على حس��اب النازحي��ن من ريف دمش��ق ومن‬ ‫المدن األخرى التي استهدفت ودمرت من قبل النظام‪،‬‬ ‫وبعضهم يم��ارس تقاليد وتعاليم االحتف��ال فيما بعد‬ ‫الصوم‪.‬‬ ‫الح��زن يخت��زل وج��وه الس��وريين الذي��ن فقدوا‬ ‫مالمحه��م وتركيزهم‪ ،‬مع اقت��راب العيد الذي يذكرهم‬ ‫بعزيز استشهد‪ ،‬وآخر رحل‪ ،‬أو لجأ إلى مكان ما‪ ،‬أو أصيب‬ ‫بإعاق��ة دائمة‪ ،‬أو بمنزل انه��ارت أحالمهم وذكرياتهم‬ ‫م��ع انهياره‪ ،‬وغالباً ما يثير قدوم العيد ألم الفقدان ألنه‬ ‫يذكر باللمة أو اجتماع العائلة الذي كان عادة مقدس��ة‬ ‫في األعياد لدى السوريين الذين أصبح أغلبهم نازحين‬ ‫والجئي��ن ومهجري��ن وأيت��ام وثكالى‪ ،‬ول��م يتبقى من‬ ‫عادات العيد لديهم سوى زيارة المقابر لكثرتها‪.‬‬ ‫مش��اهد الخوف والرع��ب احتلت ذاك��رة أطفالنا «‬ ‫الذي��ن رأوا بأعينهم حدائ��ق ألعابهم وأراجيحهم مأوى‬ ‫للجثث الجماعية ومقابر الش��هداء « لتزيح من عقولهم‬ ‫الصغي��رة مظاه��ر الفرح وانتظ��ار هداي��ا العيد من أب‬ ‫فقدوه‪ ،‬أو غاب في س��احات القت��ال‪ ،‬وخاصة من الذين‬ ‫مازال��وا يقطن��ون المناط��ق المحاصرة‪ ،‬والس��اخنة‪ ،‬أو‬ ‫الذين هربوا منها‪ ،‬وهذا ما يحّمل أهاليهم أو المجتمع‬ ‫المدني مسؤولية كبيرة‪ ،‬في إخراجهم من حالة الحزن‪،‬‬ ‫والوجع‪ ،‬ومس��اعدتهم الس��تعادة صور الف��رح‪ ،‬بمزيد‬ ‫من االحتض��ان والحنان‪ ،‬وإش��غالهم بألعاب أو هوايات‬ ‫مفضلة لديهم‪ ،‬وفق اإلمكانيات المتاحة‪ ،‬وعدم تركهم‬ ‫وحده��م‪ ،‬وتعليمهم الفرح وأن الحياة جميلة‪ ،‬وعلينا أن‬ ‫نعيشها بفرحها ومآسيها‪.‬‬ ‫ف��ي الوق��ت ال��ذي يرتق��ي في��ه أطف��ال القابون‬ ‫والمعضمية وداريا ومخيم اليرم��وك والمناطق األخرى‬ ‫المحاص��رة نتيج��ة الحص��ار والتجوي��ع‪ ،‬ومن��ع دخ��ول‬ ‫المعونات الغذائي��ة والطبية‪ ،‬وقطع المي��اه والكهرباء‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)101080‬‬ ‫دمشق‪6844 :‬‬ ‫ريف دمشق‪23126 :‬‬ ‫حمص‪13385 :‬‬ ‫درعا‪9174 :‬‬ ‫إدلب‪10992 :‬‬ ‫حلب‪20060 :‬‬

‫دير الزور‪6024 :‬‬ ‫الرقة‪1184 :‬‬ ‫السويداء‪78 :‬‬ ‫حماة‪6711 :‬‬ ‫الالذقية‪986 :‬‬ ‫طرطوس‪358 :‬‬ ‫الحسكة‪703 :‬‬ ‫القنيطرة‪752 :‬‬

‫عنها أي قطع الحياة نهائياً «باس��تثناء الهواء ألنه خارج‬ ‫عن قدرته��م وإال لكانوا منعوه أيضاً «‪ ،‬تتمتع المناطق‬ ‫الموالي��ة للنظ��ام والمج��اورة لهذه المناط��ق تحديداً‬ ‫ب��كل مقومات الحياة م��ن ماء وكهرباء وم��واد غذائية‬ ‫وطبي��ة‪ ،‬ولديها إذن مفتوح بس��رقة كل م��ا يقع تحت‬ ‫يده��ا من المناطق المعارضة‪ ،‬حت��ى أن أكثر من ‪% 80‬‬ ‫من مس��اعدات األم��م المتحدة الس��ابقة ذهبت لهذه‬ ‫المناطق ولغيرها من المناطق الموالية‪.‬‬ ‫سوق السنة الذي ينتشر في جميع األحياء الموالية‬ ‫بكثافة نتيج��ة نهب وتعفيش المناط��ق التي تعرضت‬ ‫لالقتح��ام والمداهمة‪ ،‬والتهجير من قبل جيش النظام‪،‬‬ ‫والتش��ليح الذي يمارس��ه عناصر الحواجز على المارين‬ ‫عبرها‪ ،‬بضوء أخضر من النظام‪ ،‬أنتج طبقة من األثرياء‬ ‫الج��دد‪ ،‬وأمراء الح��رب الذي��ن يتاجرون بدم��اء وحياة‬ ‫وأرزاق من كانوا قبل ‪ 2011‬أهلهم وجيرانهم‪.‬‬ ‫المناطق الموالية تعيش حياتها وتمارس طقوس‬ ‫أفراحها وأعيادها بشكل طبيعي‪ ،‬وكأن شيئاً لم يحدث‪،‬‬ ‫وكأن س��ورية لم تذبح‪ ،‬ألن النظ��ام يعمل على تأمين‬ ‫مس��تلزمات س��كانها‪ ،‬والب��ذخ عليهم لضم��ان اإلبقاء‬ ‫عل��ى والئه��م له‪ ،‬على الرغ��م من الثمن ال��ذي دفعته‬ ‫هذه المناطق وتجاوز عش��رات اآلالف من حياة ش��بابها‬ ‫وأبنائه��ا المجندي��ن والضب��اط‪ ،‬وميليش��يات الدف��اع‬ ‫الوطني‪ ،‬والذي ربما س��يكون المفجر المستقبلي لهذه‬ ‫الحاضنة التي عبرت عن تذمرها‪ ،‬في عدد من المواقف‪.‬‬ ‫للس��نة الرابعة يقتصر العيد في سورية على األهل‬ ‫والمقربين جداً‪،‬وفي كل عام تتراجع مظاهر قدومه عن‬ ‫الس��نة التي سبقت‪ ،‬بسبب ازدياد حجم المأساة والفقد‬ ‫واألل��م لتط��ال كل بيت‪ ،‬ولن يس��تعيد العي��د بهجته‬ ‫ورونقه في س��ورية حتى إس��قاط هذا النظ��ام القاتل‪،‬‬ ‫ومحاس��بة ومحاكم��ة القتل��ة والمجرمي��ن‪ ،‬ومرتكبي‬ ‫االنتهاكات‪ ،‬من كل الجه��ات‪ ،‬وتحقيق العدالة‪ ،‬عندها‬ ‫فقط سيكون العيد عيدين لدى السوريين‪.‬‬ ‫‪ 8102‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 3724‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 7402‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 28196‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 72876‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2014 / 7 / 26‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.