Souriatna Issue 16

Page 1

‫ســـوريتنا‬

‫«عندما يقرر العبد أن ال يبقى‬ ‫عبدا فإن قيوده تسقط»‬ ‫غاندي‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/souriatna‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com souriatna.wordpress.com‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪2012/ 1/ 8 | )16‬‬

‫تتعال��ى في الوقت الراه��ن أصوات خالف��ات المعارضة لتكون‬ ‫الحدث اإلعالمي األبرز في الثورة الس��ورية‪ ،‬فت��ار ًة تراها تختلف على‬ ‫آلية الح��ل‪ ،‬وطوراً على ش��كل الدولة المس��تقبلية‪ ...‬تخرج أصواتٌ‬ ‫منهم لتقول الش��ارع يريد ذلك أو ذاك‪ ...‬وال أحد منهم أص ًال يحتكم‬ ‫إلى الش��ارع‪ ...‬ثم يخرج آخر ليقول أنه مفوض من الش��عب ليتحدث‬ ‫باس��مه‪ ،‬أو أن مجموعته هي الممثل الش��رعي الوحيد للش��عب في‬ ‫ثورته‪ ،‬ناس��ياً أن الش��رعية في العرف الدولي والديمقراطي ال يمكن‬ ‫اكتس��ابها إال م��ن خالل صنادي��ق االقتراع‪ ،‬ومن هنا فعدم ش��رعية‬ ‫النظ��ام ال تعني ش��رعية المعارضة ف��ي تمثيلها للش��عب‪ ،‬بل حتى‬ ‫وإن كان التش��بيه قاس��ياً للبع��ض‪ ،‬إال أن النظام وط��وال األربعين‬ ‫عاماً الفائتة لم يلجأ يوماً لصناديق اقتراع منصفة وعادلة‪ ،‬واس��تمد‬ ‫ش��رعيته كلما س��نحت له الفرصة من حش��د أعدادٍ م��ن الناس في‬ ‫الش��وارع‪ ،‬لتكون أشبه بالش��رعية اإلعالمية التي يس��تثمرها وحتى‬ ‫يومنا هذا إلثبات ادعائاته‪.‬‬ ‫ش��كل من األشكال‪ ،‬بل إن‬ ‫بأي‬ ‫الثورة‬ ‫االنقس��ام‬ ‫لن يخدم هذا‬ ‫ٍ‬ ‫المس��تفيد الوحيد منه هو النظام نفس��ه‪ ،‬لم يذكر التاريخ في سجل‬ ‫الثورات ثور ًة انقس��مت على نفس��ها قبل أن تنجح في تحقيق طلبها‬ ‫األول الذي قامت من أجله‪.‬‬ ‫الشعب السوري يصرخ في مظاهراته «واحد واحد واحد الشعب‬ ‫السوري واحد»‪ ...‬ربما ال رس��الة أكثر وضوحاً وال كلماتٍ أشد تعبيراً‬ ‫عن رغبة الش��عب نفس��ه بأال يعرف االنقس��ام‪ ،‬وف��ي احترامه للرأي‬ ‫والرأي اآلخر‪ ...‬فاليوم بدل أن تتعالى أصوات المعارضة كل يوم على‬ ‫شاش��ات الفضائيات لتتحدث عن الدم الس��وري واالنتهاكات الجائرة‬ ‫لحقوق اإلنس��ان‪ ،‬يرتفع صوتهم لش��تم بعضه��م البعض وتخوين‬ ‫أحدهم اآلخر‪ ،‬لتعلو الخالفات على الدم وتتعالى المعارضة بحد ذاتها‬

‫ع��ن الش��ارع الذي يتكبد كل يوم خس��اراتٍ ف��ي األرواح واألعراض‬ ‫ٍ‬ ‫والحريات‪ ،‬فيما تمارس المعارضة دوراً تنظيرياً من الخارج‪.‬‬ ‫من أبجديات العمل السياسي ثقافة االختالف‪ ،‬فإن كانت االختالفات‬ ‫في الرؤى بين المعارضين تحولت إلى خالفات وانقسامات فأي ديمقراطية‬ ‫هي التي تعدوننا بها وتعلنون أنكم تسعون للوصول بسوريا إليها‬ ‫فكما ل��كل مواطن الحق في معارضة النظام‪ ،‬كان لكل مواطن‬ ‫أيضاً معارضة المعارضة نفسها‪ ،‬ولسنا هنا بصدد االستخفاف بجهود‬ ‫أي أحد أو التش��كيك بنواياه‪ ،‬لكن في ظل الظروف الراهنة قد تتسع‬ ‫العواصم األوروبية لخالفات المعارضة‪ ،‬لكن الش��ارع النازف لن يتسع‬ ‫اتفاق سياسي‪....‬‬ ‫مزيداً من الدماء بانتظار مصالحةٍ أو ٍ‬ ‫لكل ثورةٍ في العالم‪ ،‬جانب ميداني وشعبي يقوده الناس في الشارع‪،‬‬ ‫وجانب سياس��ي ودبلوماس��ي للوصول بالب�لاد إلى بر األم��ان‪ ،‬فلتحمل‬ ‫المعارضة بهيئاتها ومجالسها على عاتقها الخط السياسي والدبلوماسي‬ ‫للثورة‪ ،‬ولتكن صنواً للمالحم التي يسطرها الناس في الشارع السوري‪ ،‬مع‬ ‫العلم أن أي جهدٍ سياس��ي ال يمكن له وحتى في أكثر أشكاله إنسانية أن‬ ‫يتساوى مع قطرة دم أهدرت‪ ،‬أو دمعة أم على طفلها‪...‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إذا كان��ت المعارضة قاصر ًة رغم وحدة األهداف واألوجاع عن رأب‬ ‫الصدوع التي تصيب جسدها‪ ،‬فكيف لنا أن نأمل بمصالحةٍ وطنية وعقد‬ ‫ٍ‬ ‫اجتماعي جديد مع من يخالفنا األه��داف واألوجاع في الدولة المقبلة‪،‬‬ ‫وأقص��د هنا فئة الم��واالة واألغلبية الصامتة الت��ي علينا االعتراف بها‬ ‫مستقب ًال وقبول توجهاتها وقناعاتها‪ ،‬فكلنا شركاء في الوطن‪....‬‬ ‫سوريا غداً هي لنا جميعاً‪ ،‬فلنتعلم المحبة‪ ،‬ألنها بوابة الحرية‪...‬‬ ‫ولنتعلم االختالف ألنه بوابة الديمقراطية‪...‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫االفتتاحية‬ ‫تعالوا نتعلم كيف نختلف‬ ‫أخبارنا ‪3-2 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أوجاع وطن ‪3 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أيهم‪ ،‬والبندقية‬ ‫الملف ‪5 - 4 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫اليسار السوري ‪)1( 1958 - 1924‬‬ ‫كلمة في الثورة ‪6 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫الثورة والتدويل‬ ‫من الربيع العربي ‪7 . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫رسالة من نلسون مانديال‬ ‫نبض الروح ‪8 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫دندنات إندساسية ‪9 . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫من ذكريات الثورة ‪10 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫يا نحن ‪11 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫مدننا الثائرة ‪12 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫من أعمدة الصحافة ‪13 . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫الصفحة القانونية ‪14 . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫وجوه من وطني ‪15 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫حبر ناشف ‪17 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫قراءة في كتاب ‪18 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫السيطرة الغامضة‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪1‬‬

‫تعالوا نتعلم كيف نختلف‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫في هذا العدد‬

‫ ‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب س��وري حر‬

‫سوريتنا | ليلى ‪1‬‬ ‫السمان‬


‫مثقفون �سوريون يعلنون عن "�أول مولود دميقراطي للثورة"‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫�أكرث من ‪ 110‬مثقفني �سوريني بارزين ي�ستهلون العام اجلديد بت�أ�سي�س‬ ‫رابطة الكتاب ال�سوريني للتعبري عن "الواقع اجلديد" ل�سوريا‬

‫القاهرة | بعد تسعة أشهر من اندالع‬ ‫االحتجاجات الشعبية في البالد استهل‬ ‫أكثر من ‪ 110‬مثقفين سوريين بارزين‬ ‫العام الجديد باإلعالن عن تأسيس "رابطة‬ ‫الكتاب السوريين" وإتاحة عضويتها لكل‬ ‫كتاب سوريا من مختلف التيارات األدبية‬ ‫والفكرية‪.‬‬ ‫وقال الشاعر نوري الجراح األحد‬ ‫أن الرابطة ستكون مفتوحة أيضاً لكتاب‬ ‫عرب وغير عرب مساندين للشعب‬ ‫السوري كأعضاء شرف‪ .‬وسوف يتمتع‬ ‫الكتاب الفلسطينيون المقيمون في سوريا‬ ‫"بالعضوية الكاملة في الرابطة وينطبق‬ ‫عليهم ما ينطبق على إخوتهم من الكتاب‬ ‫السوريين"‪.‬‬ ‫وأضاف أن الرابطة "أول مولود‬ ‫ديمقراطي للثورة السورية" هي ثمرة‬ ‫مناقشات على مدى شهرين بين مثقفين‬ ‫هم الناقدان حسام الدين محمد وخلدون‬ ‫الشمعة في لندن والمفكر صادق جالل‬ ‫العظم في برلين والكاتب ياسين الحاج‬ ‫صالح في دمشق والشاعر علي كنعان‬ ‫والناقد مفيد نجم في أبوظبي وفرج‬ ‫بيرقدار في السويد‪.‬‬ ‫وتابع أن الرابطة ستكون إطاراً للكتاب‬ ‫داخل سوريا وخارجها "يمكنهم من التعبير‬ ‫بقوة وصراحة عن مواقفهم مما يجري في‬ ‫بالدهم‪ .‬وليكون لهم دور فعال ومعلن في‬ ‫مساندة ثورة شعبهم ولعب دور حقيقي في‬ ‫مستقبل سوريا والعمل على استعادة الدور‬ ‫الطليعي للثقافة والمثقف في حياة المجتمع‪،‬‬ ‫بما يساعد على تسريع عملية االنتقال‬ ‫من نظام االستبداد والقمع واإلقصاء الى‬ ‫نظام ديمقراطي مدني تعددي حر أساسه‬ ‫المواطنة يتيح أوسع الفرص للطاقات‬ ‫اإلبداعية األدبية والفكرية"‪.‬‬

‫وقال الجراح وهو مقيم في لندن‬ ‫أنه "بموازاة ثورة شعبنا السوري من‬ ‫أجل الحرية والكرامة والنهوض الوطني"‬ ‫تتأسس الرابطة كتعبير عن المشاركة‬ ‫"في الثورة السورية" وعن الحاجة إلى‬ ‫إطار ديمقراطي ومستقل لعموم الكتاب‬ ‫السوريين يعبر عن الواقع الجديد لسوريا‬ ‫"التي تولد اآلن في شوارع الحرية"‪.‬‬ ‫ويوجد في سوريا اتحاد للكتاب ورئيسه‬ ‫حسين جمعة الذي ووجه بهجوم حين شارك‬ ‫في أعمال مؤتمر اتحاد الكتاب العرب في‬ ‫القاهرة في يوليو‪/‬تموز "لتأييده سياسة‬ ‫القمع والقتل" كما عبر الكاتب المصري‬ ‫مجدي يوسف آنذاك وطالب بإخراجه من‬ ‫الجلسة وأيده مثقفون مصريون‪.‬‬ ‫وتفيد تقديرات األمم المتحدة بأن‬ ‫نحو خمسة آالف شخص لقوا حتفهم في‬ ‫سوريا منذ تفجر االحتجاجات المناهضة‬ ‫لنظام الرئيس بشار األسد في مارس‪/‬آذار‬ ‫‪ .2011‬ولكن السلطات السورية تتهم قوى‬ ‫خارجية بتسليح وتمويل "إرهابيين" في‬ ‫البالد وتقول إن ‪ 2000‬من أفراد الجيش‬ ‫والشرطة قتلوا‪.‬‬ ‫وقال الجراح إن الرابطة الجديدة‬ ‫ستقوم بتجسير الفجوة "التي حاول نظام‬ ‫الحزب الواحد أن يقيمها بين أهل القلم‬ ‫داخل الجغرافيا السورية وخارجها فالبطش‬ ‫والقمع وتكميم األفواه طال الجميع دون‬ ‫تفريق‪ .‬لقد عزلت تلك السياسات المثقفين‬ ‫السوريين بعضهم عن بعض ولجمت‬ ‫عناصر القوة في الثقافة وبالتالي شلت‬ ‫المكانة الثقافية واألدبية لسوريا في العالم‬ ‫ما أدى إلى إضعاف معنى سوريا في أعين‬ ‫السوريين قبل غيرهم وإفراغها من الفكر‬ ‫المبتكِر الجسور والمخيلة الطليقة والنقد‬ ‫السياسي واالجتماعي الخالق والروح الحرة‬

‫شهدت جمعة ” الزحف إلى ساحات الحرية‬ ‫” زخمًا جماهيريًا كبيراً حيث تظاهر نحو ستة‬ ‫ماليين مواطن في أربعمائة وخمسة وستين‬ ‫تظاهرة أكبرها في مدينة إدلب البطلة‪ ،‬بين‬ ‫‪ 300‬و‪ 400‬ألف متظاهر‪ ،‬في تحد واضح لفرق‬ ‫الموت من جيش وأمن وشبيحة التي أطلقها‬ ‫النظام القاتل عله يردع الثوار ويقلص حدود‬ ‫ثورتهم في حضرة المراقبين العرب الذين‬ ‫زاروا بعض المحافظات الثائرة‪.‬‬ ‫قافلة الشهداء زاد عددها فالثوار أوفوا‬ ‫بوعدهم “ الموت وال المذلة “‪ ،‬إنها معركة‬ ‫الحرية والكرامة وقد عاهدوا شعبهم بمواصلة‬ ‫الثورة حتى النهاية ” نحن ال نستسلم نموت‬ ‫أو ننتصر ” قول عمر المختار الذي نقلوه عن‬ ‫إخوتهم في ليبيا‪ .‬لقد سار الثوار إلى قدرهم‬ ‫دون تردد أو رهبة فالحرية التي ينشدون‬ ‫ألنفسهم ولشعبهم تستحق التضحية وبذل‬ ‫الدم‪ ،‬أرادوا لدمهم المسفوك أن يضيء‬ ‫طريق المراقبين العرب وان يكشف لهم‬ ‫بالملموس‪ ،‬بالصوت والصورة‪ ،‬حقيقة النظام‬ ‫القاتل وطبيعة الثورة التي أطلقوها من أجل‬ ‫خالصهم وخالص شعبهم ووطنهم وخالص‬ ‫أجيال آتية من السوريين‪.‬‬ ‫أما على الصعيد السياسي فمازال‬ ‫الجدل حول مهمة المراقبين العرب وعالقة‬ ‫البروتوكول ببنود المبادرة العربية التي تدعو‬

‫لسحب الجيش واألمن والشبيحة وإطالق‬ ‫المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي‬ ‫والسماح بدخول اإلعالم العربي والدولي‬ ‫حيث مازال النظام يراوغ ويسعى للفصل‬ ‫بين البروتوكول والمبادرة بالممارسة العملية‬ ‫بتجاهله لمطالب المبادرة واستحقاقاتها‪ .‬وهنا‬ ‫ال بد للمراقبين العرب انطالقًا من مسؤوليتهم‬ ‫مراقبة تنفيذ النظام للمبادرة بكل بنودها‬ ‫العمل بجدية وبحيادية وموضوعية وإعالن‬ ‫الحقيقة دون انحياز ألسباب سياسية أو‬ ‫انصياعاً ألوامر إدارية من دولهم فدم الشهداء‬ ‫أمانة بأعناقهم وهي أمانة عظيمة‪ ،‬كما عليهم‬ ‫إنجاز عملهم في فترة زمنية محددة ومحدودة‬

‫المتوثبة"‪.‬‬ ‫وتابع أن الرابطة ستتولى دعم وحماية‬ ‫مصالح الكتاب والمؤلفين وتأسيس ما يلزم‬ ‫للحفاظ على الحقوق المادية واألدبية محليًا‬ ‫وعالمياً وخلق شروط عمل أفضل ألعضائها‬ ‫ومنع أي إساءات يمكن أن يتعرضوا لها‬ ‫وتطوير الثقافة وتعميمها وتوسيع قاعدتها‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫وأضاف أن الرابطة شكلت لهيكلها‬ ‫التنظيمي المؤقت أربع لجان‪ ..‬إدارية‬ ‫وثقافية وحقوقية وتنسيقية إضافة إلى‬ ‫المنسق العام ورئيس الرابطة‪.‬‬ ‫وأوضح أنه يحق لكل عضو الترشح‬ ‫لعضوية أي لجنة وسيتم التصويت بين‬ ‫يومي ‪ 10‬و‪ 25‬يناير‪/‬كانون الثاني الجاري‬ ‫عبر الموقع االلكتروني وهو ‪www.‬‬ ‫‪.syrianswa.com‬‬ ‫وقال أن عمل الرابطة سيسري وفق‬ ‫الهيكل التنظيمي المنتخب "لحين انعقاد‬ ‫المؤتمر األول للرابطة في دمشق والتوافق‬

‫على آليات أخرى"‪.‬‬ ‫وأعلنت الرابطة عن جوائز لكتابة‬ ‫اليوميات "خصوصاً يوميات الكتاب‬ ‫والحركيين والثوريين خالل الثورة" وللشعر‬ ‫وللرواية وللكتابات الفكرية والنقدية‬ ‫وجائزة حمزة الخطيب ألدب األطفال إضافة‬ ‫إلى تأسيس مجلة ورقية ووحدة لنشر‬ ‫الكتب‪.‬‬ ‫ومن المشاركين في الرابطة صادق‬ ‫جالل العظم وعزيز العظمة وطيب تيزيني‬ ‫ونوري الجراح وياسين الحاج صالح وعبد‬ ‫الرزاق عيد وحسام الدين محمد وعلي‬ ‫كنعان مفيد نجم وفرج بيرقدار وخلدون‬ ‫الشمعة ومحمد شحرور وسليم بركات‬ ‫وخيري الذهبي وجودت سعيد وشوقي‬ ‫بغدادي وبرهان غليون وفواز حداد وفؤاد‬ ‫كحل وميشيل كيلو وممدوح عزام وعائشة‬ ‫أرناؤوط وروزا ياسين حسن ومعتز الخطيب‬ ‫ومصطفى خليفة ورزان زيتونة وبكر‬ ‫صدقي وابراهيم صموئيل ومحمد نجاتي‬ ‫طيارة وفاروق مردم بيك وخليل النعيمي‪.‬‬

‫�إعالن دم�شق ‪ :‬بيان �إىل ال�شعب ال�سوري‪ ..‬جمعة الزحف �إىل �ساحات احلرية‬

‫ألن كل تأخير يعني مزيداً من الدم ومزيداً‬ ‫من الدمار والنهب وهتك األعراض‪ ،‬كما على‬ ‫األمين العام للجامعة واللجنة الوزارية العربية‬ ‫اإلسراع بإرسال عدد من المراقبين يتناسب مع‬ ‫المساحة وعدد المدن والبلدات والقرى التي‬ ‫تحتاج للمراقبة كي يقيموا في هذه المناطق‬ ‫كما تزويدهم بالعتاد الالزم كآالت التصوير‬ ‫والتسجيل كي ينجحوا في إثبات حاالت التجاوز‬ ‫وخرق بنود المبادرة والبروتوكول وتكون‬ ‫تقاريرهم دقيقة وموثقة‪ ،‬وكذلك تقديم‬ ‫نسخة من تقرير المراقبين للمعارضة إلبداء‬ ‫الرأي بما جاء فيه‪.‬‬ ‫وفي سياق تلبية طلب جامعة الدول‬

‫العربية تقديم تصور للمرحلة االنتقالية‬ ‫من المعارضة السورية أقدم الدكتور برهان‬ ‫غليون والوفد الذي رافقه على توقيع اتفاق‬ ‫بهذه الخصوص مع وفد هيئة التنسيق دون‬ ‫عرضه على األمانة العامة للمجلس كما‬ ‫يقضي النظام الداخلي الذي يجعل القضايا‬ ‫الهامة من صالحية األمانة العامة وحدها‬ ‫في تكريس خطير لعقلية االنفراد واالرتجال‬ ‫غير المقبولة في العمل السياسي‪ ،‬وخاصة‬ ‫في ائتالف مكون من كيانات سياسية ‪ ،‬وغير‬ ‫المعقولة في ظروف الثورة‪ ،‬ناهيك عما انطوى‬ ‫عليه االتفاق من مخالفة لألدبيات السياسية‬ ‫التي توافقت عليها قوى المجلس وآخرها ما‬ ‫تم االتفاق عليه في مؤتمر الهيئة العامة الذي‬ ‫عقد في تونس بين ‪ 19‬و‪.2011/12/ 21‬‬ ‫إن إعالن دمشق للتغيير الوطني‬ ‫الديمقراطي إذ يدين وبشدة الممارسات غير‬ ‫المتسقة مع العمل المؤسسي وغير الملتزمة‬ ‫بالتوافقات السياسية التي تأسس المجلس‬ ‫الوطني في ضوئها يدعو لسحب االتفاق‬ ‫واعتباره كأن لم يكن‪.‬‬ ‫تحية ألرواح شهداء الثورة‬ ‫عاشت سورية حرة وديمقراطية‬ ‫دمشق في ‪ 2012/1/3 :‬األمانة العامة‬ ‫إلعالن دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي‬


‫حمزة اخلطيب ي�صرخ فى معر�ض فن‬ ‫ت�شكيلى لـ "فاطمة لوتاه" ب�إيطاليا‬

‫أيهم‪ ،‬والبندقية‬

‫***‬

‫***‬

‫يوم بارد في بداية الشتاء‪ ...‬أيهم يجلس في غرفة‬ ‫االنتظار في المش��فى مع أبيه ومع الكثير من األطفال‬ ‫الذين ينتظرون جرعتهم المعتادة‪ ...‬أخذ أيهم يلهو مع‬ ‫طفل قريب‪ ،‬وش��يئاً فشيئاً أخذ يحكي له عن آخر لعبة‬ ‫اشتراها له والده «منذ أسبوع أحضر لي والدي بندقية‪،‬‬ ‫س��وداء كبيرة صرت ألهو بها كل ي��وم في المنزل‪،»...‬‬ ‫وأخذ يحكي له بالتفصيل عن البندقية‪ ،‬ش��كلها‪ ،‬كيف‬ ‫يله��و بها‪ ...‬وكانت «ندى» الممرض��ة قريبة منهما في‬ ‫تلك اللحظة‪ ...‬س��معت الحدي��ث‪ ...‬ذهبت‪ ،‬وبعد دقائق‬ ‫ع��ادت مع ث�لاث عناصر من األم��ن اتجهوا نح��و أحمد‬ ‫وألق��وا القبض علي��ه‪ ،‬واقتيد تحت س��مع ونظر جميع‬ ‫من كان جالس��ًا في الغرفة‪ ،‬وأمام ب��كاء ابنه الصغير‪،‬‬ ‫اقتي��د إلى فرع األمن العس��كري‪ ،‬وهناك أمضى اثنين‬ ‫وخمس��ين يوماً من التحقيق المطول‪ ...‬س��ألوه كثيراً‪،‬‬ ‫غالب��ًا عن أش��ياء ال علم ل��ه بها‪ ...‬س��ألوه لم��اذا يريد‬ ‫إسقاط النظام‪ ،‬كيف يتم تحويل النقود له من الخارج‪،‬‬ ‫ممن يش��تري الس�لاح ولمن يوزعه‪ .‬أخدوا يرونه صور‬ ‫أن��اس قالوا له إنه��م من ثوار حي باب الس��باع‪ ،‬يعرف‬ ‫بعض��ًا منهم والبعض اآلخر لم ي��ره من قبل‪ ...‬مضت‬ ‫األي��ام وانتهى التحقي��ق وأفرج عنه بع��د أن وجهت له‬ ‫الكثير من التهم‪ :‬التعامل مع جهات خارجية والنيل من‬ ‫هيب��ة الدولة‪ ،‬وأخرى ال يس��تطيع تذكرها‪ ...‬أفرج عنه‬ ‫وهو اآلن في انتظار موعد محاكمته‪...‬‬ ‫أحمد اآلن خسر عمله في بيروت‪ ،‬فقد تغيب اثنين‬ ‫وخمس��ين يومًا عن الحضور‪ ،‬وعلي��ه أن يدفع عن كل‬ ‫يوم غياب مئة دوالر‪ .‬إذا أراد العودة عليه أن يبيع منزله‬ ‫الذي انتظر اثنين وأربعين عامًا كي يستطيع الحصول‬ ‫على س��طح في منطقة المخالفات حت��ى يبنيه هناك‪،‬‬ ‫ك��ي يدفع ما يترت��ب عليه من غرامة‪ ...‬ع��اد أحمد إلى‬ ‫حيه‪ ،‬انضم للثوار فقد أصبح اآلن لديه س��بب إلسقاط‬ ‫النظ��ام‪ ...‬وتمنى لو يعود إل��ى تلك الغرفة ليجلس مع‬ ‫نفس المحقق ويس��أله‪« :‬لماذا تريد إس��قاط النظام؟»‬ ‫فاآلن فقط أصبح لديه جواب‪...‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫حميد مشهداني‪ -‬فيرونا‪ :‬هذا عنوان المعرض‬ ‫الذي أقامته الفنانة االماراتية "فاطمة لوتاه"‬ ‫على صالة كاليري "دوسي" في مدينة "فيرونا‬ ‫"االيطالية" في ‪ 18‬ديسمبر‪ ،‬والذي سيستمر‬ ‫الى منتصف الشهر القادم‪ .‬في المعرض الحالي‬ ‫نالحظ التحول الحدي الذي تمارسه الفنانة في‬ ‫العديد من أعمالها المعروضة‪ ،‬أستطيع القول‬ ‫"معظمها"‪ ،‬حيث تنتقل من التأمل الروحي الذي‬ ‫اعتادت عليه في أعمالها وفي معارضها السابقة‬ ‫الى االنفعال التسجيلي‪ ،‬ربما العملي المتزاحم‬ ‫بسبب األحداث االخيرة‪ ،‬والتغيرات السياسية‬ ‫واالجتماعية التي فاجأت المنطقة العربية‬ ‫والعالم‪ ،‬وهي تحاول التفاعل‪ ،‬أو تتفاعل بشكل‬ ‫مباشر مع الحدث العربي لتخلق كونًا تشكيليًا‬ ‫هي تعرفه‪.‬‬ ‫أحيانا يصيب الفنان في التعبير عن واقع‬ ‫"بطريقته"‪ ،‬وأحيانا ال يصيب‪ .‬أنا لست من الذين‬ ‫يتأملون من العمل الفني نتيجة إيجابية ومباشرة‬ ‫من خالل الحدث كما يصير عادة مع االناشيد‬ ‫والشعارات وحتى مع الموسيقى‪ ،‬العالم العربي‬ ‫جرب هذا خالل أكثر من نصف قرن‪ ،‬أما فيما‬ ‫يخص العمل التشكيلي الصامت‪ ،‬واألبدي والذي‬ ‫يتفاعل مع هذه األحداث هو شأن اخر‪.‬‬ ‫ال يمكن مقارنة موسيقى "المسيرات‬ ‫العربية" واألناشيد الثورية التي لها تأثير‬ ‫مباشر ومؤقت على مشاعر الجماهير‪ .‬الفنان‬ ‫التشكيلي وعمله ال شأن له في هذا‪ ،‬فهو بطبعه‬ ‫أكثر استقرا ًء للحدث‪ ،‬وأكثر تام ً‬ ‫ال وبعيداً عن‬ ‫"الشعاراتية" سياسية كانت هذه‪ ،‬أو اجتماعية‬ ‫رغم استحقاقها‪ ،‬هذه مهمة "الالفتات" ومهمة‬ ‫من يخطوها بلون أسود‪ ،‬أو أحمر بحروف كبيرة‪.‬‬ ‫مهمة الفنان شان آخر‪ ،‬أكبر من االنخراط‬ ‫في "المسيرات "الجماهيرية العادلة في الكثير‬ ‫من األحيان‪ ،‬الفنان ال يؤرخ‪ ،‬وال يلهب المشاعر‪،‬‬ ‫العمل الفني‪ ،‬التشكيلي والنحتي يحاكمه التاريخ‬ ‫في النهاية‪.‬‬ ‫ربما ستكون هذه المقدمة ليست مناسبة‬ ‫كما كنت أود‪ ،‬ولكنني أردتها مدخ ً‬ ‫ال بعد مشاهدة‬ ‫معرض الفنانة اإلماراتية األخير في مدينة‬

‫***‬

‫‪ 15‬آذار‪ ...‬ب��دأت الث��ورة الس��ورية‪ ...‬وحي��اة أحمد‬ ‫تس��تمر بنف��س الروتين‪ ...‬لم يعرف أحم��د الكثير عما‬ ‫يج��ري‪ ،‬كان غارقًا في عمله‪ ،‬وم��رض ابنه‪ .‬أحيانًا كان‬ ‫يرى بعض المظاهرات عندما يأتي إلى حمص‪ ،‬ومؤخراً‬ ‫بدأ يحس بتدهور الوضع وخلو الحي من س��كانه شيئًا‬ ‫فشيئاً‪...‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫ومازال الفن بكل �ألوانه هو املعرب الأول عن‬ ‫�آالمنا وخا�صة تلك احلوادث امل�أ�ساوية التى يهتز‬ ‫لها �ضمري الإن�سانية كمقتل الطفل ال�سوري‬ ‫"حمزة اخلطيب"‪.‬‬

‫"فيرونا" اإليطالية والذي سمته "صرخة حمزة"‬ ‫في إشارة إلى الحدث المأساوي الذي تعرض له‬ ‫طفل سوري أثناء بدء االحتجاجات والتظاهرات‬ ‫الشعبية ضد النظام السوري خالل األشهر‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫رغم أن عنوان المعرض يشير إلى حدث‬ ‫محدد‪ ،‬فهي تعرض العديد من اللوحات الكبيرة‪،‬‬ ‫وبأحجام مختلفة أيضًا‪ ،‬وبتقنيات متنوعة‬ ‫توثق فيه الفنانة مختلف االحتجاجات الشعبية‬ ‫التي حدثت في العالم العربي منذ بداية العام‬ ‫الماضي‪ ،‬خصوصًا تلك التي بدأت في مصر‪،‬‬ ‫مروراً بتونس وليبيا‪ ،‬واآلن في سوريا‪.‬‬ ‫الفنانة ال تخفي التزامها األخالقي قبل‬ ‫كل شيء مع هذه الحركات الشعبية ونتائجها‬ ‫القاسية‪ ،‬ولكنها ال تمتطي هذا االلتزام ليجعلها‬ ‫عنصراً رئيسيًا ومهماً في حركات التغييرهذه‪،‬‬ ‫فهي أكثر من هذا بلغتها التشكيلية حيث تطرح‬ ‫تردي الشرط اإلنساني وقدره المؤلم في‬ ‫مجتمعات ضاقت ذرع بشعارات زائفة‪ ،‬ونفاق‬ ‫سياسي زامن األنظمة والمجتمعات العربية خالل‬ ‫العقود الخمسة االخيرة‪ ،‬الفنانة هنا أمام موقف‬ ‫معقد من كل جوانبه‪ ،‬فهي تصطف مع من بدأوا‬ ‫معركة التحول هذه وترى كيف يخسروها مرة‬ ‫أخرى‪ ،‬شعوبًا ومجتمعات لم تتمتع يوماً بهويتها‬ ‫الحرة‪،‬‬ ‫تعرض الفنانة "فاطمة لوتاه" أكثرمن ‪30‬‬ ‫عم ً‬ ‫ال فنيًا‪ ،‬وهذه تقترح التنفيذ في استخدام‬ ‫العديد من التقنيات الفنية‪ ،‬التقليدية‪ ،‬والحديثة‪،‬‬ ‫بدءاً من التخطيط على الفح الغليض في‬ ‫مجموعة كانت قد نفذتها أثناء حركة "ساحة‬ ‫التحرير" القاهرية في بداية العام الماضي‪،‬‬ ‫والتي أطلقت عليها عنوان "غضب النيل"‪ ،‬في‬ ‫هذه المجموعة تعكس صرخات الحزن والغضب‬ ‫معاً مرسومة في الفحم األسود الذي يمنح هذه‬ ‫المناسبات شرعية حزنها‪ ،‬مع نثر اللون االحمر في‬ ‫مساحات محددة من اللوحة كي تعطي انطباعًا‬ ‫مثيراً على أرضية تعكس رم ً‬ ‫ال ودمًا في آن واحد‪،‬‬ ‫ودائمًا قريباً من أفواه تتوسل‪ ،‬أو تصرخ‪ ،‬وهي‬ ‫هنا ال تبالغ في هول الفاجعة‪.‬‬ ‫بجانب األعمال الكبيرة الحجم المعلقة‬ ‫منها‪ ،‬وتلك التي تتبسط الصالة‪ ،‬تواصل الفنانة‬ ‫تقنيتها المعتادة في تنفيذ تتزاحم فيه العناصر‬ ‫اللونية‪ ،‬والمفردات التشكيلية التي اعتادت عليه‬ ‫في معارض سابقة‪.‬‬

‫كبر أحمد‪ ،‬يس��اعد أباه في العمل ويدرس‪ ...‬أنهى‬ ‫دراس��ته الثانوية وتفرغ للعمل‪ ،‬فوضع األس��رة المادي‬ ‫ال يس��مح له بمتابعة دارس��ته‪ .‬وعندما بل��غ من العمر‬ ‫خمسة وعش��رين عاماً تزوج فتاة من الحارة وسكنا مع‬ ‫أهله‪ .‬بعد سنة تقريبًا وجد عم ً‬ ‫ال في بيروت‪ ،‬يذهب إلى‬ ‫هناك خمس��ة أيام في األسبوع ويعود ليقضي العطلة‬ ‫مع زوجته‪ ،‬ثم مع زوجته وابنه‪ ،‬أيهم‪...‬‬ ‫لا مبتس��مًا جمي� ً‬ ‫ول��د أيه��م طف� ً‬ ‫لا ككل األطفال‪،‬‬ ‫وكب��ر مثل أبيه في ذلك الحي الفقي��ر‪ .‬لكن والديه لم‬ ‫يعلم��ا أنه س��يصاب بس��رطان األطفال عندما س��يبلغ‬ ‫العاش��رة م��ن عم��ره‪ ...‬ومنذ ذل��ك اليوم تغي��رت حياة‬ ‫العائلة بأكملها‪ .‬أصبح أحمد مضطراً للتغيب عن عمله‬ ‫كي يأخذ ابنه إلى مش��فى األطفال في دمش��ق للعالج‬ ‫ولتن��اول الجرعات‪ .‬وش��يئًا فش��يئاً بدأ ه��ذا يتحول إلى‬ ‫روتين أس��بوعي‪ :‬العمل في بيروت‪ ،‬السفر إلى حمص‬ ‫ث��م إلى دمش��ق والعودة إل��ى حمص‪ ،‬ثم إل��ى بيروت‬ ‫ث��م إلى حمص مجدداً‪ ،‬واألم��ل بعودة العائلة إلى حياة‬ ‫طبيعية يتضاءل يومًا ويعود ليكبر في يوم آخر‪...‬‬

‫أوجاع وطن ‪. .‬‬

‫سعاد يوسف‬

‫أحمد‪ ،‬طفل كغيره من األطفال‪ ...‬في الصيف يلهو‬ ‫حافي القدمين في ش��وارع «باب السباع» الضيقة في‬ ‫حمص‪ ،‬وفي الشتاء يذهب إلى مدرسته ويعود متسخًا‬ ‫بمياه األمطار والوحل الذي يمأل حفر شوارع هذا الحي‬ ‫الفقير‪...‬‬

‫‪3‬‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫الي�سار ال�سوري ‪)1( 1958 - 1924‬‬ ‫ال�شيوعية الأوىل‪ ..‬بني الت�أ�سي�س وحتكم بكدا�ش‬ ‫ياسر مرزوق ‪ -‬ليلى السمان‬ ‫م��ع إرهاص��ات س��قوط النظام‪،‬‬ ‫وضم��ن التس��اؤالت الدائم��ة ح��ول‬ ‫البدائ��ل المتاح��ة‪ ،‬كان م��ن الهام أن‬ ‫نس��تعرض تاريخ الحركات السياسية‬ ‫والتنظيمات والتي��ارات واألحزاب التي‬ ‫ما زالت فلولها موجودة حتى يومنا هذا‬ ‫بحيادية تامة‪ ،‬وبنظرةٍ خارجية تؤرخ‬ ‫دون تحليل‪ ،‬لتعريف القارئ بدور هذه‬ ‫التيارات في التاريخ الس��وري الحديث‬ ‫ً‬ ‫مقارنة بس��لوكها‬ ‫س��لبًا كان أم إيجابًا‬ ‫ف��ي الوق��ت الراه��ن‪ ،‬وموقفه��ا م��ن‬ ‫النظام والثورة‪.‬‬ ‫وفي حين أننا استعرضنا في عدد‬ ‫س��ابق تاريخًا موجزاً ع��ن حزب البعث‬ ‫العرب��ي االش��تراكي‪ ،‬سنس��تعرض‬ ‫خالل أعداد متفرقة اليس��ار السوري‪،‬‬ ‫األخوان المس��لمون‪ ،‬الحزب الس��وري‬ ‫القوم��ي االجتماع��ي‪ ،‬التي��ارات‬ ‫الناصري��ة‪ ،‬الجبهة الوطنية التقدمية‪،‬‬ ‫تيارات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫ال يمك��ن الفص��ل بي��ن تاري��خ‬ ‫الحزبين الشيوعي اللبناني والسوري‬ ‫اللذي��ن لم ينفصال عملي��اً إال في عام‬ ‫‪ 1964‬حي��ن أعل��ن الح��زب اللبنان��ي‬ ‫استقالله من طرفٍ واحد‪.‬‬

‫الن�ش�أة‪:‬‬

‫ظهرت في العشرينيات من القرن‬ ‫الماضي في سوريا ولبنان نوىً للفكر‬ ‫االشتراكي‪ ،‬كصدىً لما أحدثته الثورة‬ ‫البلشفية من تأثيراتٍ عالمية‪ ،‬إذ صدر‬ ‫ف��ي زحلة ف��ي ‪ 28‬أيلول ع��ام ‪1922‬‬ ‫الع��دد األول م��ن جري��دة "الصحف��ي‬ ‫التائ��ه" التي أعلنت أنها جريدة العمال‬ ‫والبؤس��اء لصاحبها (اسكندر رياشي)‪،‬‬ ‫وفي ‪ 24‬تشرين األول من عام ‪1924‬‬ ‫وفي بلدة الح��دث اللبنانية اجتمع كل‬ ‫من عبد اهلل الش��دياق‪ ،‬فؤاد ش��مالي‪،‬‬ ‫الي��اس قش��عمي‪ ،‬يوس��ف يزب��ك‪،‬‬ ‫وآخ��رون وناقش��وا فك��رة تأس��يس‬ ‫حزب ش��يوعي س��وري أعلن بعد أيام‬ ‫من ه��ذا االجتماع أن الح��زب فرع من‬ ‫الحزب الشيوعي الفلسطيني وبالتالي‬ ‫أصبحت عالقته مع األممية الشيوعية‬ ‫تمر عبر الحزب الفلس��طيني‪ ،‬وحصل‬ ‫الش��يوعيون على ترخيص لنشاطهم‬ ‫باس��م حزب الش��عب اللبناني في ‪30‬‬ ‫نيسان ‪.1925‬‬ ‫بالتزام��ن م��ع م��ا س��بق ش��كل‬ ‫مهاج��رون أرم��ن م��ن اتح��اد طلب��ة‬ ‫الطاشناق بمبادرة من آرتين مادويان‬ ‫عام ‪ 1924‬اتحاد ش��بيبة سبارتكوس‬ ‫في بيروت وكان له امتدادات في حلب‬ ‫ودمشق وأنطاكية وزحلة‪ ،‬عام ‪1925‬‬ ‫وف��ي األول من أيار ش��اركت ش��بيبة‬ ‫سبارتكوس في احتفاالت عيد العمال‬ ‫الت��ي أقامه��ا ح��زب الش��عب اللبناني‬ ‫وتع��ارف قادة س��بارتكوس والش��عب‬

‫ونج��م عن ه��ذا اللقاء االندم��اج بين‬ ‫ح��زب الش��عب وتي��ار س��بارتكوس‬ ‫تحت اس��م الحزب الش��يوعي السوري‬ ‫اللبناني‪.‬‬ ‫بعد االجتماع التوحيدي بدأ الحزب‬ ‫بإص��دار جري��دة "اإلنس��انية" والت��ي‬ ‫عبرت ف��ي عددها األول عن سياس��ة‬ ‫الح��زب حيث اختف��ى عنه��ا االهتمام‬ ‫بالمس��ألة الوطني��ة واالس��تقالل أو‬ ‫القضاي��ا العربي��ة واقتص��رت عل��ى‬ ‫أهدافٍ نقابية وإنسانية وطبقية‪.‬‬ ‫مع اندالع الثورة السورية الكبرى‬ ‫ف��ي تم��وز ‪ 1925‬وامت��داد أثرها إلى‬ ‫لبن��ان بادر الحزب الش��يوعي اللبناني‬ ‫الس��وري وبالتواف��ق م��ع توجيه��ات‬ ‫الكومنترون (الش��يوعية األممية) إلى‬ ‫تأيي��د الثورة وأصدر بيان��ًا بذلك‪ ،‬وقد‬ ‫ً‬ ‫مرحل��ة جديدة في‬ ‫س��جل هذا البيان‬ ‫عم��ل الح��زب مؤي��داً لحرك��ة التحرر‬ ‫الوطني ومشاركًا فيها‪.‬‬ ‫عق��د الحزب اجتماعاً موس��عًا في‬ ‫ش��هر كان��ون األول عام ‪ 1925‬س��ماه‬ ‫الح��زب الش��يوعي اللبنان��ي فيما بعد‬ ‫االجتماع الموس��ع األول بين ما س��ماه‬ ‫الح��زب الش��يوعي الس��وري المؤتمر‬ ‫األول‪ ،‬ويذه��ب مادوي��ان إل��ى أن��ه ال‬ ‫يمكن اعتبار ه��ذا االجتماع مؤتمراً إذ‬ ‫لم يوجد في سوريا حتى ذلك التاريخ‬ ‫س��وى فرقتي��ن ش��يوعيتين في حلب‬ ‫وفي جبل موس��ى قرب دمش��ق كانتا‬ ‫فرعًا لسبارتكوس‪.‬‬ ‫عقد الحزب في بيروت في نيسان‬ ‫ع��ام ‪ 1930‬اجتماع��ه الموس��ع الثاني‬ ‫والذي حض��ره ‪ 36‬مندوبًا ش��ارك من‬ ‫س��وريا س��تراك هيكازيان ع��ن حلب‬ ‫وناصر حدة عن دمشق‪ ،‬ومندوبان عن‬ ‫نب��ك ويبرود‪ ،‬وانتخ��ب المجلس لجنة‬ ‫مركزية أصدرت بياناً عامًا في ‪ 7‬تموز‬ ‫ع��ام ‪ 1930‬وأثناء تصاعد االحتجاجات‬

‫الش��عبية ضد قرار المفوض السامي‬ ‫مونص��و بتعلي��ق الدس��تور وح��ل‬ ‫الجمعية التأسيسية وحمل البيان اسم‬ ‫الحزب الش��يوعي السوري ورفع شعار‬ ‫(االس��تقالل التام والوحدة السورية)‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى شعاراتٍ يسارية كانت غير‬ ‫مألوفة ف��ي المنطقة تنادي بس��لطة‬ ‫العمال والفالحين‪.‬‬ ‫ف��ي نهاي��ة العش��رينيات ع��اش‬ ‫الحزب أزمة هوية بين الحالة العروبية‬ ‫الت��ي تجت��اح المنطق��ة م��ن جه��ة‪،‬‬ ‫واألممي��ة الش��يوعية‪ ،‬والغالبي��ة غير‬ ‫العربي��ة للحزب من جه��ةٍ أخرى‪ ،‬وقد‬ ‫اشتد الصراع حول التعريب خالل عام‬ ‫‪ 1932‬وانته��ى بانتصار خط التعريب‬ ‫عام ‪ 1933‬والذي كان فؤاد الش��مالي‬ ‫أب��رز وجوه��ه مدعوم��ًا بق��وة م��ن‬ ‫ً‬ ‫الكومنترون الذي أرس��ل ً‬ ‫كاملة‬ ‫خطة‬ ‫للح��زب اللتزامها تح��ض على تقديم‬ ‫المل��كات العربي��ة إلى موق��ع القيادة‬ ‫فعقد الحزب اجتماعًا موس��عاً ش��ارك‬ ‫فيه محم��ود األطرش "وه��و جزائري‬ ‫الجنس��ية"‪ ،‬أدان وعاق��ب في��ه الكتلة‬ ‫المناوئ��ة للتعري��ب وأبعد ع��ن اللجنة‬ ‫المركزية أغلب القيادات األرمنية‪.‬‬

‫خالد بكدا�ش واحلزب ال�شيوعي‪:‬‬

‫يرتبط الحزب الشيوعي السوري‬ ‫ارتباط��اً وثيقًا باس��م خال��د بكداش‪،‬‬ ‫ش��كل من‬ ‫م��ع أن بك��داش ال يعد بأي‬ ‫ٍ‬ ‫األش��كال من مؤسس��ي الح��زب‪ ،‬فقد‬ ‫انتسب إليه عام ‪ 1930‬وصار سكرتيراً‬ ‫لمنظمة دمش��ق ع��ام ‪ 1931‬وعضواً‬ ‫ف��ي اللجنة المركزية ع��ام ‪ ،1933‬ثم‬ ‫ارتق��ى وبس��رعةٍ الفت��ة وف��ي العام‬ ‫نفس��ه ليصب��ح أمين��اً عام��ًا للح��زب‪،‬‬ ‫ساعده على ارتقاء هذا المنصب كون‬ ‫الحزب ال ي��زال نواة ح��زب وعضويته‬ ‫بحدود األربعين حسب خالد بكداش‪ ،‬أو‬

‫بأحسن حاالته ‪ 300‬في سوريا ولبنان‬ ‫بحس��ب تقديرات زياد من�لا المبالغة‪،‬‬ ‫ولم يملك بع��د منصب األمانة العامة‬ ‫تل��ك الس��طوة والصالحي��ة اللت��ان‬ ‫ملكهما الحقًا‪.‬‬ ‫تج��در اإلش��ارة إل��ى أن بك��داش‬ ‫ذهب إلى موس��كو ع��ام ‪ 1933‬وبقي‬ ‫حت��ى ع��ام ‪ 1937‬ولم يكن ل��ه تأثير‬ ‫فعل��ي ف��ي تل��ك الفت��رة عل��ى حياة‬ ‫الح��زب فقاد محم��ود األطرش الحزب‬ ‫ما بي��ن ع��ام ‪ 1933‬و‪ 1935‬إلى حين‬ ‫اعتقاله وإبعاده وخالل قيادته س��اهم‬ ‫مع س��ليم خياطة في بلوة االتجاهات‬ ‫العربية‪ ،‬وفي تلك الس��نوات توسعت‬ ‫منظم��ات الح��زب في جمي��ع المناطق‬ ‫في الوس��طين العربي واألرمني وفي‬ ‫بعض مناطق الريف‪ ،‬وبين المثقفين‬ ‫وفي األوس��اط الوطنية‪ ،‬وبدأت تظهر‬ ‫منظمات للحزب في حمص ودمش��ق‬ ‫وحلب‪.‬‬

‫احلزب بني عام ‪ 1931‬و‪:1937‬‬

‫عدل الحزب في ه��ذه الفترة من‬ ‫توجهاته اليس��ارية المتطرفة وانتقل‬ ‫إلى خ��ط التحالف الوطني على قاعدة‬ ‫العمل المش��ترك من أجل االس��تقالل‬ ‫والتح��رر القوم��ي‪ ،‬وف��ي ع��ام ‪1934‬‬ ‫أصدر الحزب مجل��ة "الطليعة" لتكون‬ ‫منبراً لجمي��ع الوحدويي��ن والقوميين‬ ‫والتقدميين‪ ،‬وق��رر الحزب تعبيراً عن‬ ‫توجه��ه الوطن��ي وف��ي العام نفس��ه‬ ‫إحياء ذكرى ميس��لون فصدر عنه في‬ ‫ه��ذه المناس��بة بياناً جاء في��ه‪" :‬نحن‬ ‫الش��يوعيون الع��رب نعتب��ر أنفس��نا‬ ‫ورث��ة الث��ورة الس��ورية الوطني��ة‬ ‫العربية"‪ ،‬وطرح الحزب ش��عار الجبهة‬ ‫الوطني��ة الت��ي تتس��ع ل��كل الق��وى‬ ‫المناهضة لالس��تعمار الفرنس��ي بما‬ ‫فيه��ا البرجوازية الوطني��ة التي كانت‬


‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫توجه��ت الش��يوعية العالمي��ة‬ ‫للنضال ض��د الفاش��ية والنازية حتى‬ ‫وإن اقتض��ى ذل��ك تجمي��د النض��ال‬ ‫الوطن��ي وتراجع االهتمام الش��يوعي‬ ‫عن نظريات الوحدة العربية والترابط‬ ‫بي��ن النض��ال القوم��ي والش��يوعية‬ ‫العربية واعتب��ار األقلي��ة الصهيونية‬ ‫االس��تيطانية ف��ي فلس��طين قاع��د ًة‬ ‫لالنت��داب‪ ،‬واكتف��ى باإلش��ارة إلى أن‬ ‫القرابة اللغوية المشتركة والتضامن‬ ‫ال��ذي يجم��ع الش��عوب العربي��ة ف��ي‬ ‫النضال ض��د اإلمبريالي��ة يطرح على‬ ‫األحزاب الشيوعية في المنطقة مهمة‬ ‫تأمين ص�لات منتظمة تنظيم��اً جيداً‬ ‫لكنه ل��م يقر فك��رة تكوي��ن منظمة‬ ‫حزبي��ة عام��ة موحدة وعارض ش��عار‬ ‫تأس��يس جمهوري��ة عربي��ة موحدة‪،‬‬ ‫في ه��ذه األثناء ظه��رت وجوه جديدة‬ ‫في الحزب الش��يوعي الس��وري تربوا‬ ‫في االتحاد السوفيتي وفي مقدمتهم‬ ‫خال��د بكداش‪ ،‬نظ��روا إلى المس��ائل‬ ‫العربية نظرة من الخارج عبر تبنيهم‬ ‫لنه��ج االستش��راق الس��وفييتي‪ ،‬فقد‬ ‫وقف الحزب الش��يوعي الس��وري بعد‬ ‫عودة خالد بك��داش في كانون الثاني‬ ‫‪ 1937‬ف��ي موقع أش��د المدافعين عن‬ ‫معاه��دة ‪ 1936‬والت��ي اعتبره��ا أكثر‬ ‫الوطنيي��ن تكبي ًال للحراك الوطني في‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫احلزب بني عام ‪:1946 - 1937‬‬

‫س��وريا‪ ،‬وعقد فور عودته إلى دمشق‬ ‫اجتماعاً موس��عًا للجن��ة المركزية أقر‬ ‫توجه��اتٍ جدي��دة‪ ،‬أحدث��ت انعطاف��ًا‬ ‫ف��ي حي��اة الح��زب ال��ذي ذه��ب بعيداً‬ ‫في تس��خير قواه ضد الفاش��ية وهي‬ ‫العدو البعي��د متجاه ًال الع��دو القريب‬ ‫"االس��تعمار الفرنسي" وظل متمسكًا‬ ‫بصيغة التحالف مع فرنس��ا حتى بعد‬ ‫التراج��ع ع��ن معاه��دة‪ ،1939‬وب��دا‬ ‫واضحًا توجه بكداش في متن ترجمته‬ ‫ألبحاث س��تالين في العام نفسه حيث‬ ‫نف��ى صفة األم��ة عن العرب‪ ،‬وأش��ار‬ ‫إلى أمةٍ س��ورية في طريق التكوين‪،‬‬ ‫ه��ذا التوجه لجم الح��زب عن الوقوف‬ ‫بح��زم ضد فرنس��ا بعد س��لخها للواء‬ ‫اس��كندرون واكتفى بك��داش بتوجيه‬ ‫الته��م للعناصر الفاش��ية ف��ي وزارة‬ ‫الخارجية الفرنسية‪ ،‬أو بعض ضباطها‬ ‫الفاشيست في اللواء ولم يوجه اتهامه‬ ‫لفرنسا كدولة استعمارية‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1939‬ق��در بك��داش ع��دد‬ ‫أعض��اء الحزب ف��ي س��وريا ولبنان بـ‬ ‫‪ 3555‬عضو‪ ،‬نس��بة السوريين فيهم‬ ‫بي��ن الثلثي��ن والنص��ف‪ ،‬ف��ي الع��ام‬ ‫نفسه فاجأ االتحاد السوفييتي العالم‬ ‫بعق��ده ميثاق عدم االعتداء مع ألمانيا‬ ‫النازي��ة‪ ،‬وأي��دت األح��زاب الش��يوعية‬ ‫العربي��ة االتفاقية األلمانية الس��ورية‬ ‫مم��ا دع��ا بالس��لطات الفرنس��ية إلى‬ ‫ش��ن حمل��ة اعتق��االت طال��ت أغل��ب‬ ‫الزعم��اء الش��يوعيين ف��ي س��وريا‬ ‫ولبنان‪ ،‬وأصدر المندوب الس��امي في‬ ‫أيلول أم��راً بإلغ��اء الحزب الش��يوعي‬ ‫الس��وري‪ ،‬وح��ل منظمات��ه وجريدته‪،‬‬ ‫ثم أتى استس�لام فرنسا أمام هجوم‬ ‫هتل��ر واس��تالم حكومة فيش��ي عام‬ ‫‪ 1941‬ث��م اس��تالم حكوم��ة فرنس��ا‬ ‫الح��رة لألراض��ي الس��ورية وأطل��ق‬ ‫س��راح جمي��ع المعتقلين السياس��يين‬ ‫بم��ا فيهم الش��يوعيين‪ ،‬وع��اد الحزب‬ ‫إلى معاداة الفاشية بعد إبرام معاهدة‬ ‫دفاع مش��ترك بين االتحاد السوفييتي‬ ‫وإنكلترا وفرنس��ا عام ‪ ،1941‬وأصدر‬ ‫مج��دداً جريدة صوت الش��عب في ‪20‬‬ ‫كان��ون الثان��ي ‪ 1942‬والت��ي ح��ددت‬ ‫ف��ي افتتاحيته��ا التي كتبه��ا بكداش‬ ‫بنفس��ه بأن إب��ادة النازي��ة هي هدف‬ ‫اإلنس��انية األكبر‪ ،‬وأرسل قادة الحزب‬

‫إل��ى المف��وض الس��امي الفرنس��ي‬ ‫بيان��ًا يؤي��دون فيه��ا فرنس��ا ويبدون‬ ‫اس��تعدادهم للح��رب معه��ا‪ ،‬وتط��وع‬ ‫بعض الش��يوعيين العرب في جيوش‬ ‫الحلفاء‪.‬‬ ‫عام ‪ 1943‬اضطرت فرنس��ا تحت‬ ‫ضغ��ط الحرك��ة الوطني��ة إل��ى إعادة‬ ‫الدس��تور الجمهوري وإج��راء انتخابات‬ ‫برلمانية اشترك الحزب فيها عن ستة‬ ‫مناط��ق دمش��ق‪ ،‬حلب‪ ،‬بي��روت‪ ،‬جبل‬ ‫لبن��ان‪ ،‬طرابل��س‪ ،‬مرج عي��ون‪ ،‬ونال‬ ‫مرشحو الحزب حسب خالد بكداش ‪40‬‬ ‫أل��ف صوتاً ونجح بكداش عن دمش��ق‬ ‫وهرانت يفرجيان عن حلب‪.‬‬ ‫عام��ي ‪ 1946‬و‪ 1947‬وق��ف‬ ‫الحزب الشيوعي بش��دة ضد مساعي‬ ‫بريطاني��ا لخل��ق الكي��ان الصهيون��ي‬ ‫ف��ي فلس��طين إال أن الموق��ف انقلب‬ ‫بع��د موافقة االتحاد الس��وفييتي في‬ ‫‪ 29‬تش��رين األول ‪ 1947‬عل��ى تأيي��د‬ ‫قرار تقسيم فلس��طين‪ ،‬فما كان من‬ ‫الحزب الش��يوعي السوري اللبناني إال‬ ‫أن اقتدى بالموقف السوفييتي فخسر‬ ‫على إثر ذلك كل القاعدة التي راكمها‬ ‫خالل سنوات تأسيسه وحدثت معارضة‬ ‫ش��ديدة داخل صف��وف الحزب‪ ،‬ما كان‬ ‫م��ن بكداش إال أن ش��دد قبضته على‬ ‫الحزب وعطل العمل بالنظام الداخلي‬ ‫واعتمد أس��لوب التعيين والفصل تبعًا‬ ‫إلرادة األمين العام‪.‬‬ ‫م��ع انق�لاب ع��ام ‪ 1949‬ع��اد‬ ‫الش��يوعيون للعمل الس��ري وانكفأوا‬ ‫عن القضايا الوطنية وقضايا الش��ارع‬ ‫واتج��ه الحزب بسياس��ته إل��ى أقصى‬ ‫اليس��ار وقد ع��اش الحزب ف��ي عزلةٍ‬ ‫ش��ديدة إلى ما بعد عام ‪ 1953‬مع أنه‬ ‫كان مش��اركًا ولو على صعيد القاعدة‬ ‫ف��ي كل المع��ارك الت��ي خيضت ضد‬ ‫حكم العس��كر في انقالب��ات الزعيم‪،‬‬ ‫الحن��اوي‪ ،‬الشيش��كلي األول والثاني‪،‬‬ ‫وقد أقام بكداش خالل هذه الفترة في‬ ‫بي��روت وأدت تصرفات��ه الديكتاتورية‬ ‫إل��ى ابتعاد العديد من قي��ادات الحزب‬ ‫عن صفوفه‪.‬‬ ‫م��ع ع��ودة الحي��اة الديمقراطية‬ ‫وع��ودة بك��داش إل��ى دمش��ق أحدث‬ ‫الح��زب انقالبًا على سياس��ته العربية‬ ‫القديم��ة متماش��يًا م��ع ما ط��رأ على‬

‫السياس��ة الس��وفييتية وم��ع األوضاع‬ ‫العربية الملتهبة بالمش��اعر القومية‪،‬‬ ‫وبس��حر س��احر أصب��ح بك��داش عام‬ ‫‪ 1954‬وحس��ب م��ا ص��رح لمجل��ة‬ ‫"المصور المصرية" قومي عربي قبل‬ ‫كل شيء‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1957‬وبع��د تصري��ح‬ ‫البيطار وزي��ر الخارجية في حينه عند‬ ‫عودته من مصر أن الوحدة الس��ورية‬ ‫المصرية أصبحت واقعة علق بكداش‬ ‫لرفاق��ه ف��ي الح��زب قائ� ً‬ ‫لا س��وريا‬ ‫انته��ت‪ ،‬إال أن بك��داش قب��ل بالوحدة‬ ‫متأثراً بضغط الش��ارع‪ ،‬م��ع أنه تعمد‬ ‫الغي��اب عن جلس��ة المجل��س النيابي‬ ‫المخصص��ة للتصديق على مش��روع‬ ‫الوحدة كم��ا قام بتأني��ب ومعاقبة أي‬ ‫شيوعي أدلى بتصريح يمدح فيه عبد‬ ‫الناصر وأعوانه‪.‬‬ ‫في هذه المرحلة وصلت ش��عبية‬ ‫الحزب إلى ال��ذروة لتوافقه مع المزاج‬ ‫الوطني العام ووصل عدد المنتسبين‬ ‫إلى س��بعة آالف عض��و وبقي بكداش‬ ‫المتحك��م بالحزب‪ ،‬ع��ام ‪ 1958‬رفض‬ ‫الحزب الش��يوعي حل نفس��ه ورفض‬ ‫المش��اركة بانتخابات االتحاد القومي‬ ‫واس��تمر بعمل��ه العلني بع��د الوحدة‬ ‫وثابر على نشر "جريدة النور" مصعداً‬ ‫انتقاده للجمهورية المتحدة كما عمل‬ ‫بك��داش على انتق��اد تجرب��ة الوحدة‬ ‫ف��ي كاف��ة العواصم الش��يوعية التي‬ ‫زاره��ا فانطلقت على إث��ر ذلك حملة‬ ‫اعتقاالت عش��وائية ش��ملت ما يقارب‬ ‫خمسة آالف متهماً بقي معتق ًال منهم‬ ‫حت��ى االنفص��ال ‪( ،83‬أحم��د محفل‪،‬‬ ‫عمر قش��اش‪ ،‬ري��اض الت��رك‪ ،‬عمرو‬ ‫السباعي)‪ ،‬ولم يبق للحزب وجوداً في‬ ‫سوريا واقتصر وجوده على تصريحات‬ ‫بكداش ف��ي الخارج أو م��ا يصدر عن‬ ‫صحافة الحزب في بيروت‪.‬‬ ‫ف��ي الع��دد المقب��ل س��نتابع‬ ‫حديثنا عن الحزب الش��يوعي السوري‬ ‫وعالقته مع انقالب ‪ 8‬آذار‪ ،‬االنشقاقات‬ ‫المتتالية في صفوف الحزب‪ ،‬الحلقات‬ ‫الماركس��ية‪ ،‬رابطة العمل الشيوعي‪،‬‬ ‫المكتب السياس��ي‪ ،‬دخ��ول الحزب في‬ ‫الجبه��ة‪ ،‬االنفص��االت المتك��ررة عن‬ ‫صفوف الحزب‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫تدعم العمل الوطني فعليًا‪ ،‬كما ساند‬ ‫الحزب النش��اط الوطني الذي تصاعد‬ ‫م��ا بي��ن عام��ي ‪ 1934‬و‪ 1936‬والذي‬ ‫توجه اإلض��راب العام ف��ي ‪ 19‬كانون‬ ‫الثاني ع��ام ‪ 1936‬والذي ل��م ينته إال‬ ‫بعد طلب المفوض السامي الفرنسي‬ ‫المفاوضات م��ع الكتلة الوطنية‪ ،‬وبعد‬ ‫أن أعلن االتف��اق معها على الخطوط‬ ‫العامة لمعاهدة تتضمن وحدة سوريا‬ ‫واالستقالل وإعادة الحياة البرلمانية‪.‬‬ ‫في الفترة التي واصل فيها الوفد‬ ‫الس��وري برئاس��ة هاش��م األتاس��ي‬ ‫مباحثات��ه م��ع الفرنس��يين انتص��رت‬ ‫الجبه��ة الش��عبية ف��ي االنتخاب��ات‬ ‫الفرنس��ية‪ ،‬وتش��كلت حكوم��ة‬ ‫برئاس��ة االش��تراكي "لي��ون بل��وم"‬ ‫فتوجه بك��داش المقيم في موس��كو‬ ‫إل��ى باري��س ليس��تغل نف��وذ الحزب‬ ‫الش��يوعي الفرنسي لتس��هيل مهمة‬ ‫الوف��د ولتحس��ين موقفه السياس��ي‬ ‫متقرباً بذلك من الكتلة الوطنية‪.‬‬ ‫بع��د أن توصل الوف��د إلى توقيع‬ ‫المعاه��دة ف��ي أيل��ول ‪ 1936‬أجري��ت‬ ‫انتخاب��ات نيابي��ة وأص��درت الحكومة‬ ‫عف��واً ع��ن المبعدي��ن السياس��يين‬ ‫واكتس��ب الحزب الش��يوعي الشرعية‬ ‫ففت��ح مكات��ب علني��ة ف��ي دمش��ق‬ ‫(البحص��ة) وف��ي حل��ب (بس��تان كل‬ ‫آب) ف��ي ه��ذه الفت��رة وبع��د س��فر‬ ‫بك��داش وبويجيان إلى موس��كو بقي‬ ‫م��ن قي��ادة الح��زب ثالثة م��ن أعضاء‬ ‫اللجن��ة المركزية‪ ،‬في بيروت "محمود‬ ‫األط��رش" و"آرتي��ن مادوي��ان" وف��ي‬ ‫دمش��ق "ناصر حدة"‪ ،‬وتوسعت كوادر‬ ‫الح��زب لتض��م أع��داداً مقبول��ة م��ن‬ ‫المثقفين (كامل عياد‪ ،‬نسيب اإلختيار‪،‬‬ ‫نجاة قصاب حس��ن‪ ،‬ابراهيم البكري‪،‬‬ ‫إحس��ان الجابري‪ ،‬وغيره��م )‪ ،‬ووصل‬ ‫عدد العضوية في س��وريا ولبنان إلى‬ ‫‪ 500‬عضو تقريبًا عام ‪.1937‬‬

‫‪5‬‬


‫الثـــــورة والتــــــدويل‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫خالد كنفاني‬ ‫ش��هور وش��هور م��رت عل��ى قي��ام‬ ‫الث��ورة الش��عبية ف��ي س��وريا وال ي��زال‬ ‫الح��ل غير واضح المعال��م‪ ،‬تاهت بوصلة‬ ‫النظ��ام والمعارضة في بحر متالطم من‬ ‫أمواج الحلول واالقتراح��ات والتصريحات‬ ‫والعقوب��ات المرتجل��ة بينم��ا يم��وت‬ ‫الس��وريون بدم بارد في طرقات وحارات‬ ‫حم��ص وحماة ودي��ر ال��زور وإدلب وريف‬ ‫دمش��ق‪ .‬وال تزال الرس��ائل تروح وتجيء‬ ‫ونش��رات األخبار والمقابالت التلفزيونية‬ ‫ف��ي ازدهار وتنوع وكأن الحدث الس��وري‬ ‫أصبح صفقة رابحة تدر على من يتعاطى‬ ‫معه الماليين‪.‬‬ ‫تتع��رض بع��ض المق��رات األمني��ة‬ ‫للتفجي��ر تل��و التفجير في قلب دمش��ق‪،‬‬ ‫وكالعادة يس��تثمر النظام ه��ذه األحداث‬ ‫أحس��ن اس��تثمار‪ ،‬فبع��د التفجي��ر األول‬ ‫انص��رف الجمي��ع ولم��دة خمس��ة عش��ر‬ ‫يومًا إل��ى التحليالت والتأويالت وتراش��ق‬ ‫االتهامات متناس��ين جوهر المسألة وهو‬ ‫القم��ع العنيف ف��ي أرجاء الوط��ن‪ ،‬غرق‬ ‫الن��اس م��ن مؤيدي��ن ومعارضي��ن ف��ي‬ ‫مجال التعليق والتفس��ير وبناء القصص‬ ‫والروايات التي تدحض أو تثبت رواية كل‬ ‫منهم��ا‪ ،‬وهكذا انش��غل الجمي��ع في ذلك‬ ‫بينم��ا حقق النظام هدف��ًا مهماً آخر وهو‬ ‫إث��ارة الرعب لدى بعض م��ن كان متردداً‬ ‫وذل��ك عبر التش��ديدات األمني��ة الرهيبة‬ ‫قرب أية "أه��داف محتملة" ألية تفجيرات‬ ‫فت��م إغالق الكثير من الش��وارع الحيوية‬ ‫في العاصمة مما سبب شل ًال كبيراً يضاف‬ ‫إلى الش��لل ال��ذي تعاني من��ه كافة مدن‬ ‫سوريا أساسًا نتيجة أزمات الحياة اليومية‬ ‫المتمثل��ة في االرتفاع الحاد في األس��عار‬ ‫وخاصة للمواد األولية ناهيك عن النقص‬ ‫الحاد في الغاز والوقود وانقطاع الكهرباء‬ ‫لفترات طويلة‪.‬‬ ‫تكمن األزمة اليوم في أن السوريين‬ ‫يش��عرون الي��وم أنه��م س��قطوا بي��ن‬ ‫المطرقة والسندان‪ ،‬مطرقة النظام التي‬ ‫ال ترح��م وس��ندان المعارض��ة والوع��ود‬ ‫واآلمال واألحالم التي تبنيها بش��كل غير‬ ‫واقع��ي وال منطق��ي‪ .‬ولئ��ن رأى البعض‬ ‫في هذا األمر نقداً ليس هذا أوانه ولكننا‬ ‫يجب أن ال نغفل أبداً مشاعر اإلحباط التي‬ ‫تتزايد في نفوس عدد جم من السوريين‬ ‫نتيج��ة تش��رذم المعارض��ة وانكش��اف‬ ‫بعضهم وانهي��ار اآلخرين‪ .‬فالكثير منهم‬ ‫يرى اليوم أن استمرار المستوى المتدني‬

‫من الفعل السياسي للمعارضة السورية‬ ‫بهذا الش��كل س��وف يؤدي إل��ى محاصرة‬ ‫الث��ورة ولن نق��ول انكس��ارها‪ ،‬فكل حق‬ ‫بحاجة إلى قوة وهذه القوة ال بد أن تكون‬ ‫قوة سياس��ية أو ًال وعسكرية ثانيًا وهو ما‬ ‫يبدو في مس��توى ضعيف جداً وغير قادر‬ ‫على تقديم الدعم الالزم للثورة‪.‬‬ ‫ل��م يخفِ كثي��ر م��ن القائمين على‬ ‫التظاه��رات خيبتهم تلك‪ ،‬ففي حين رفع‬ ‫بعضه��م كرت��ًا أصفر للمجل��س الوطني‬ ‫كتعبي��ر ع��ن أن صبره��م ق��د ب��دأ ينفد‬ ‫م��ن التض��ارب واالنكف��اء الحاص��ل ف��ي‬ ‫أداء المجلس‪ ،‬هاج��م اآلخرون وبصراحة‬ ‫بعض رموز المعارضة من هيئة التنسيق‬ ‫الوطن��ي وغيرها بش��كل علن��ي وهزلي‬ ‫في آن معًا‪ .‬وت��وج المتظاهرون رفضهم‬ ‫لكل أساليب المعارضة والجامعة العربية‬ ‫بإعالن الجمع��ة الماضية جمعة "التدويل‬ ‫مطلبن��ا"‪ ،‬حي��ث لم يع��د في إم��كان كل‬ ‫األطراف س��واء في المعارضة أو الجامعة‬ ‫العربية أو تركي��ا أو حتى بعض عقوبات‬ ‫االتحاد األوروبي أن تفعل أي شيء إليقاف‬ ‫نزي��ف الدم على امتداد م��دن الوطن من‬ ‫أقصاه إلى أقصاه‪ ،‬وبدأ كثيرون بالتململ‬ ‫من الوضع المأزوم الذي ال يجد من يسير‬ ‫ب��ه إلى ب��ر األم��ان‪ ،‬فالنظام م��اض في‬ ‫طري��ق القم��ع والمعارض��ة ماضي��ة في‬ ‫طريق المؤتمرات والس��فريات واللقاءات‬ ‫والمجامالت وكلها لم يظهر حتى اآلن من‬ ‫يمولها وال من يوجهها وال ماهية أهدافها‬ ‫الحقيقية‪.‬‬ ‫تكم��ن المش��كلة األساس��ية ف��ي‬ ‫مسألة التدويل في الماهية التي سيطبق‬ ‫بها هذا التدويل‪ .‬ويوجد حاليًا خالف كبير‬ ‫حول ه��ذه الماهية نظراً للبون الشاس��ع‬ ‫بي��ن آراء المعارض��ة ف��ي ه��ذا المج��ال‪.‬‬ ‫فف��ي حين يذهب البعض إلى حد الدعوة‬ ‫الصريح��ة لتدخل عس��كري مباش��ر في‬ ‫س��وريا على غرار النم��وذج العراقي عام‬ ‫‪ ،2003‬يذه��ب آخ��رون إل��ى الدع��وة إلى‬ ‫تدخل عسكري على النمط الليبي بوجود‬ ‫مس��اعدة مباشرة على األرض‪ .‬غير أن ما‬ ‫يج��ب التنبه له هنا أن التدخل العس��كري‬ ‫في الحالتين العراقية (االحتالل المباشر)‬ ‫والليبية (المس��اعدة العسكرية) كانت له‬ ‫دوافع اقتصادية ال يمكن التغاضي عنها‪،‬‬ ‫فكل م��ن العراق وليبيا بل��د نفطي كبير‬ ‫وفي��ه ثروات ضخم��ة غير النف��ط كالغاز‬ ‫والمي��اه واليوراني��وم وغيره��ا‪ ،‬وقد أتى‬

‫احت�لال العراق كمنقذ للوالي��ات المتحدة‬ ‫م��ن أزم��ة اقتصادي��ة آن��ذاك مثلم��ا جاء‬ ‫تحري��ر ليبيا تلبي��ة لضغ��وط اقتصادية‬ ‫وديمغرافية في الق��ارة العجوز‪ .‬فالوضع‬ ‫االقتصادي في منطقة اليورو على ش��فا‬ ‫الهاوية ولم يك��ن هناك من بد من إيجاد‬ ‫منفذ خارجي لتأمين ثروات وفرص عمل‬ ‫مهولة‪ .‬أما م��ن الناحية الديمغرافية فقد‬ ‫اكتش��ف األوروبيون أنه للحد من مخاطر‬ ‫الهجرة إلى أوروبا فاألفضل إنشاء أوطان‬ ‫جدي��دة وحديث��ة ألبن��اء الب�لاد الخاضعة‬ ‫للديكتاتورية والقمع وهكذا يبقى هؤالء‬ ‫في أوطانهم بينما تتم تنميتها باستغالل‬ ‫ج��زء م��ن ثرواته��ا الت��ي نهبه��ا الحكام‬ ‫السابقون‪.‬‬ ‫وهنا كان ال ب��د للمعارضة أن تفهم‬ ‫أن ال مصلح��ة ألوروب��ا وال والوالي��ات‬ ‫المتحدة في أي تدخل عسكري مباشر في‬ ‫سوريا‪ ،‬بل وزاد من يقين ذلك االنسحاب‬ ‫األمريك��ي م��ن الع��راق بع��د أن حقق��ت‬ ‫القوات األمريكية شيئاً من أهدافها هناك‬ ‫بينم��ا بدأت الواليات المتح��دة في توجيه‬ ‫تركيزه��ا نح��و آس��يا ومنطق��ة المحيط‬ ‫اله��ادي وهو ما صرح ب��ه أوباما علناً منذ‬ ‫أي��ام‪ .‬كان��ت الوالي��ات المتح��دة وأوروبا‬ ‫يدفع��ون باتج��اه تدخل ترك��ي أو عربي‬ ‫"بش��كل ما" في س��وريا ألنهم يرون في‬ ‫ذل��ك تلبية لطموح بعض هؤالء في لعب‬ ‫دور إقليمي في المنطقة بينما يؤسسون‬ ‫لحلف اس��تراتيجي ضد إيران في الشرق‬ ‫األوس��ط‪ .‬كانت هذه األالعيب السياس��ية‬ ‫تدور هنا وهناك دون أن تتنبه المعارضة‬ ‫الس��ورية إلى ض��رورة التركيز على لعبة‬ ‫المصالح أثن��اء اللق��اءات والمؤتمرات مع‬ ‫المس��ؤولين ف��ي الغرب‪ ،‬أم��ا اللعب على‬ ‫أوت��ار حقوق اإلنس��ان فلن يدف��ع الغرب‬ ‫إال إل��ى مزيد م��ن التصريحات والش��جب‬ ‫واالس��تنكار‪ ،‬وهو وإن كان يرضي بعض‬ ‫المعارضين ويرى فيه انتصاراً سياس��ياً‪،‬‬ ‫إال أنه ال يعني على األرض ش��يئًا س��وى‬ ‫المزيد من السكوت على جرائم النظام‪.‬‬ ‫أما العامل اآلخر الدافع باتجاه التردد‬ ‫في أي تدخل عس��كري غربي في سوريا‬ ‫فه��و عدم وج��ود قاعدة صلب��ة يمكن أن‬ ‫تكون منطلق أية عمليات عس��كرية ضد‬ ‫النظام عل��ى األرض‪ .‬ففي الحالة الليبية‬ ‫مث ًال‪ ،‬خرجت بنغ��ازي بأكملها عن النظام‬ ‫بم��ا فيها الق��وات المس��لحة العاملة على‬ ‫األرض باإلضاف��ة إل��ى مجموع��ة م��ن‬

‫السياس��يين والمثقفي��ن الذي��ن ش��كلوا‬ ‫النواة األساس��ية لمجلس وطني انتقالي‬ ‫أصبح فيما بعد الواجهة السياسية للثورة‬ ‫بينم��ا ش��كلت الق��وات المس��لحة جناحه‬ ‫العس��كري ومرك��ز االتص��ال م��ع ق��وات‬ ‫النات��و‪ .‬إن افتقاد هذا العام��ل في الحالة‬ ‫الس��ورية يجعل من العس��ير فع� ً‬ ‫لا قيام‬ ‫تدخل عسكري إال في حالة توجيه بعض‬ ‫الضرب��ات الجوية والتي قد ال يعول كثيراً‬ ‫على نتائجها أو فعاليتها الحقيقية‪.‬‬ ‫يت��درج الحدي��ث ع��ن التدويل حتى‬ ‫الوص��ول إل��ى موضوع المناط��ق العازلة‬ ‫وحماية المدنيين‪ .‬وال يخفى هنا الغموض‬ ‫الكبي��ر ال��ذي يلف ه��ذا المصطل��ح‪ ،‬وقد‬ ‫ظه��ر ذلك جلي��ًا ف��ي عش��رات المقاالت‬ ‫واللق��اءات مع كثير من رم��وز المعارضة‬ ‫المنادين بإقامة مثل هذه المناطق‪ ،‬حيث‬ ‫بدا ع��دم وضوح ه��ذه المس��ألة وخاصة‬ ‫لدى س��ؤالهم عن تفاصيل تلك المناطق‬ ‫وكيفي��ة تطبيقه��ا وتأمينها وم��ن يقوم‬ ‫بإقامتها وغيرها من عش��رات التفاصيل‬ ‫الصغي��رة التي ل��م يتنبه إليه��ا المنادون‬ ‫به��ا‪ .‬وال ت��زال الفكرة تراوح ف��ي مكانها‬ ‫دون أن تج��د طريقها إل��ى النور للقصور‬ ‫الش��ديد في فهمها وتفس��يرها وبالتالي‬ ‫تقديمها للمجتمع الدولي وإقناعه بها‪.‬‬ ‫أم��ا الرافضون للتدوي��ل فيرون فيه‬ ‫تدميراً للبل��د وبنيته التحتية األساس��ية‪،‬‬ ‫ولئن كان النظام يتكفل ببعض ذلك منذ‬ ‫م��ا يزيد على أربعين عامًا‪ ،‬إال أن رافضي‬ ‫التدويل وخاصة التدخل العس��كري يرون‬ ‫أن االنتقال الس��لمي إلى س��لطة الشعب‬ ‫ولو كان المش��وار طوي ًال ه��و أفضل من‬ ‫اختالط األدوار وتدمير البالد‪ ،‬غير أن هذا‬ ‫األمر ال يقنع أبداً كل أولئك القابعين تحت‬ ‫الحصار والتجوي��ع والرصاص والقناصة‪،‬‬ ‫فه��ؤالء الي��وم يرفض��ون السياس��ة‬ ‫والم��داوالت والح��وارات والتنظيرات التي‬ ‫تأتيه��م م��ن واش��نطن وفيين��ا ولن��دن‬ ‫وباريس ألناس يعيش��ون في بيوت آمنة‬ ‫ومناطق نظيفة يرددون على مسامعهم‬ ‫ليل نه��ار ترهات ثقافية من وحي الخيال‬ ‫بعيدة كل البعد عن واقعهم المرير‪.‬‬ ‫لن ندع��ي في ه��ذه المقالة امتالك‬ ‫الح��ل الس��حري ف��ي س��وريا‪ ،‬ولك��ن من‬ ‫المؤك��د أن تأخر الحل س��تكون له عواقب‬ ‫كارثي��ة على كاف��ة المس��تويات الثقافية‬ ‫واالقتصادي��ة والسياس��ية واالجتماعي��ة‪.‬‬ ‫فتدهور الحالة المعيشية للناس يزيد من‬ ‫انتش��ار حوادث السرقة والسطو والخطف‬ ‫لطل��ب الفدية‪ ،‬كم��ا أن االرتفاع الحاد في‬ ‫نس��بة البطال��ة نتيجة إغ�لاق الكثير من‬ ‫المعام��ل والش��ركات النع��دام الج��دوى‬ ‫االقتصادية أدى إلى تفشي ظواهر التسول‬ ‫والتهري��ب واالحتيال حيث بات تأمين الحد‬ ‫األدنى من العيش ه��و الهاجس الرئيس‬ ‫لمعظ��م الس��وريين‪ .‬أما على المس��توى‬ ‫االجتماع��ي والثقاف��ي فإن تعق��د األزمة‬ ‫يزيد من حالة االحتقان الش��عبي الداخلي‬ ‫وكذل��ك م��ن حال��ة االس��تقطاب الرهيبة‬ ‫التي تهدد بتقس��يم المجتم��ع مثلما تهدد‬ ‫بتقس��يم الوط��ن‪ .‬ونحن ورغ��م تأكيدنا‬ ‫عل��ى وج��ود الطائفية في س��وريا بحكم‬ ‫التاري��خ والجغرافي��ا فإن ه��ذه الطائفية‬ ‫س��تنقلب لعنة على هذا الوطن ألن هناك‬ ‫م��ن يلعب على الوت��ر الطائفي من جميع‬ ‫األطراف وهو ما سيجر‬ ‫إلى حرب أهلية يكون الخاسر األكبر‬ ‫فيها هو الوطن وال يربح فيها أحد‪.‬‬


‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫هدف لهم ف��ي هذه المرحلة التي‬ ‫تتمي��ز ع��ادة بالهشاش��ة األمين��ة‬ ‫وغياب التوازن‪ ،‬أنتم في غنى عن‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫أحبت��ي ‪ ..‬إن أنص��ار النظ��ام‬ ‫الس��ابق ممس��كون بمعظ��م‬ ‫المؤسس��ات االقتصادي��ة الت��ي‬ ‫قد يش��كل اس��تهدافها أو غيابها‬ ‫أو تحييده��ا كارث��ة اقتصادي��ة‬ ‫أو ع��دم ت��وازن‪ ،‬أنت��م ف��ي غنى‬ ‫عن��ه‪ ،‬اآلن عليك��م أن تتذك��روا‬ ‫أن أتب��اع النظ��ام الس��ابق ف��ي‬ ‫النهاي��ة مواطن��ون ينتم��ون لهذا‬ ‫البل��د‪ ،‬فاحتواؤهم ومس��امحتهم‬ ‫هي أكب��ر هدية للب�لاد في هذه‬ ‫المرحلة‪ ،‬ثم إنه ال يمكن جمعهم‬ ‫ورميه��م في البح��ر أو تحييدهم‬ ‫نهائي��ا ث��م إن له��م الح��ق ف��ي‬ ‫التعبي��ر ع��ن أنفس��هم وهو حق‬ ‫ينبغ��ي أن يك��ون احترام��ه م��ن‬ ‫أبجديات ما بعد الث��ورة‪ ،‬أعلم أن‬ ‫مما يزعجكم أن تروا ذات الوجوه‬ ‫التي كانت تنافق للنظام السابق‬ ‫تتحدث اليوم ممجدة الثورة‪ ،‬لكن‬ ‫األسلم أن ال تواجهوهم بالتبكيت‬

‫إذا مج��دوا الثورة‪ ،‬بل ش��جعوهم‬ ‫عل��ى ذل��ك حت��ى تحيدوه��م‪،‬‬ ‫وثق��وا أن المجتمع في النهاية لن‬ ‫ينتخ��ب إال من س��اهم في ميالد‬ ‫حريته‪ ،‬إن النظر إلى المس��تقبل‬ ‫والتعام��ل مع��ه بواقعي��ة أه��م‬ ‫بكثير من الوق��وف عند تفاصيل‬ ‫الماض��ي المرير‪ ،‬أذك��ر جيدا أني‬ ‫عندم��ا خرج��ت من الس��جن كان‬ ‫أكب��ر تحد واجهني ه��و أن قطاعا‬ ‫واس��عا من الس��ود كانوا يريدون‬ ‫أن يحاكموا كل من كانت له صلة‬ ‫بالنظ��ام الس��ابق‪ ،‬لكنني وقفت‬ ‫دون ذلك وبرهن��ت األيام أن هذا‬ ‫كان الخيار األمثل ولواله النجرفت‬ ‫جن��وب إفريقي��ا إم��ا إل��ى الحرب‬ ‫األهلي��ة أو إل��ى الديكتاتوري��ة‬ ‫من جدي��د‪ ،‬لذل��ك ش��كلت "لجنة‬ ‫الحقيق��ة والمصالحة" التي جلس‬ ‫فيه��ا المعت��دي والمعت��دى علي��ه‬ ‫وتصارحا وسامح كل منهما اآلخر‬ ‫إنها سياسة مرة لكنها ناجعة‪ ،‬أرى‬ ‫أنكم بهذه الطريقة ‪ -‬وأنتم أدرى‬ ‫في النهاية ‪ -‬سترس��لون رس��ائل‬ ‫اطمئن��ان إل��ى المجتم��ع الملت��ف‬ ‫ح��ول الديكتاتوري��ات األخرى‪ ،‬أن‬ ‫ال خ��وف عل��ى مس��تقبلهم ف��ي‬ ‫ظ��ل الديمقراطية والث��ورة‪ ،‬مما‬ ‫قد يجع��ل الكثير م��ن المنتفعين‬ ‫يميل��ون إل��ى التغيي��ر‪ ،‬كم��ا ق��د‬ ‫تحجمون خوف وهلع الدكتاتوريات‬ ‫من طبيع��ة وحجم م��ا ينتظرها‪،‬‬ ‫تخيل��وا أنن��ا ف��ي جن��وب إفريقيا‬ ‫ركزنا ‪ -‬كما تمنى الكثيرون ‪ -‬على‬ ‫الس��خرية من البي��ض وتبكيتهم‬ ‫واستثنائهم وتقليم أظافرهم؟ لو‬ ‫حص��ل ذلك لما كانت قصة جنوب‬ ‫إفريقيا واحدة من أروع القصص‬ ‫النجاح اإلنساني اليوم ‪.‬‬ ‫أتمن��ى أن تس��تحضروا قولة‬ ‫نبيكم‪ " :‬اذهبوا فأنتم الطلقاء" ‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫إخوت��ي ف��ي ب�لاد الع��رب‪..‬‬ ‫إخوتي في تونس ومصر ‪..‬‬ ‫أعت��ذر أوال عن الخ��وض في‬ ‫شؤونكم الخاصة‪ ،‬وسامحوني إن‬ ‫كنت دسس��ت أنفي فيما ال ينبغي‬ ‫التقحم في��ه‪ ،‬لكني أحسس��ت أن‬ ‫واج��ب النص��ح أوال‪ ،‬والوف��اء ثانيا‬ ‫لما أوليتمونا إياه من مساندة أيام‬ ‫ق��راع الفصل العنص��ري يحتمان‬ ‫عل��ي رد الجمي��ل وإن بإب��داء رأي‬ ‫محّصته التجارب وعجمتْه األيامُ‬ ‫وأنضجته السجون ‪.‬‬ ‫أحبتي ث��وار الع��رب ‪ ..‬ال زلت‬ ‫أذكر ذلك اليوم بوضوح‪ ،‬كان يوما‬ ‫مشمسا من أيام كيب تاون‪ ،‬خرجت‬ ‫من الس��جن بع��د أن س��لخت بين‬ ‫جدرانه عش��رة آالف يومًا‪ ،‬خرجت‬ ‫إلى الدنيا بعد انُ و ِريتُ عنها سبعا‬ ‫وعشرين عاماً ألني حلمت أن أرى‬ ‫ب�لادي خالية م��ن الظل��م والقهر‬ ‫واالستبداد ورغم أن اللحظة أمام‬ ‫س��جن فكتور فس��تر كانت كثيفة‬ ‫على المستوى الشخصي إذ سأرى‬ ‫وجوه أطفالي وأمهم بعد كل هذا‬ ‫الزم��ن‪ ،‬إال أن الس��ؤال ال��ذي مأل‬ ‫جوانحي حينها هو كيف سنتعامل‬ ‫مع إرث الظل��م لنقيم مكانه عدال‬ ‫؟أكاد أح��س أن ه��ذا الس��ؤال هو‬ ‫م��ا يقلقكم الي��وم‪ ،‬لق��د خرجتم‬ ‫لتوك��م م��ن س��جنكم الكبيروهو‬ ‫س��ؤال ق��د تحُ��دّد اإلجاب��ة عليه‬

‫طبيعة االتجاه الذي س��تنتهي إليه‬ ‫ثوراتكم‪ ،‬إن إقام��ة العدل أصعب‬ ‫بكثي��ر من ه��دم الظل��م‪ ،‬فالهدم‬ ‫فعل س��لبي والبن��اء فعل إيجابي‪،‬‬ ‫أو على لغة أحد مفكريكم ‪ -‬حسن‬ ‫التراب��ي‪ -‬فإن إحقاق الحق أصعب‬ ‫بكثي��ر من إبط��ال الباط��ل‪ ،‬أنا ال‬ ‫أتح��دث العربي��ة لألس��ف‪ ،‬لكن ما‬ ‫أفهمه من الترجمات التي تصلني‬ ‫ع��ن تفاصي��ل الج��دل السياس��ي‬ ‫اليومي في مصر وتونس‪ ،‬تش��ي‬ ‫ب��أن معظ��م الوقت هن��اك مهدر‬ ‫في س��ب وش��تم كل من كانت له‬ ‫صلة تعاون مع النظامين البائدين‬ ‫وكأن الث��ورة ال يمك��ن أن تكتمل‬ ‫إال بالتش��في واإلقص��اء كما يبدو‬ ‫ل��ي‪ ،‬أن االتج��اه الع��ام عندك��م‬ ‫يمي��ل إل��ى اس��تثناء وتبكيت كل‬ ‫م��ن كانت له صلة قريبة أو بعيدة‬ ‫باألنظمة السابقة ذاك أمر خاطئ‬ ‫ف��ي نظ��ري‪ ،‬أن��ا أتفه��م األس��ى‬ ‫ال��ذي يعتصر قلوبك��م وأعرف أن‬ ‫مرارات الظلم ماثلة‪ ،‬إال أنني أرى‬ ‫أن اس��تهداف هذا القطاع الواس��ع‬ ‫م��ن مجتمعكم قد يس��بب للثورة‬ ‫متاع��ب خطي��رة فمؤي��دو النظام‬ ‫الس��ابق كان��وا يس��يطرون على‬ ‫المال العام وعل��ى مفاصل األمن‬ ‫والدولة وعالقات البلد مع الخارج‪.‬‬ ‫فاس��تهدافهم ق��د يدفعه��م‬ ‫إل��ى أن يكون إجهاض الثورة أهم‬

‫من الربيع العربي ‪. .‬‬

‫ر�سالة من نل�سون مانديال لدول‬ ‫الربيع العربي‬

‫‪7‬‬


‫نبض الروح‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫االنتفا�ضة ال�سورية فـي �شهر الأعياد‪:‬‬ ‫هدايا من «الثورة» �إىل الأطفال‬ ‫باسل محمد‬ ‫في أحد أحياء دمشق القديمة‬ ‫وفي منزل إحدى الناش��طات‪ ،‬يبدأ‬ ‫اجتم��اع مجموعة من الناش��طين‬ ‫م��ن مختل��ف أطي��اف المجتم��ع‬ ‫السوري للتخطيط لحملة بعنوان‬ ‫ميالد الحرية تترافق مع احتفاالت‬ ‫مي�لاد الس��يد المس��يح‪ ،‬ويق��رر‬ ‫هؤالء الشباب القيام بحملة توزيع‬ ‫هداي��ا على األطفال في المناطق‬ ‫الثائرة‪ ،‬وس��رعان ما تب��دأ عملية‬ ‫التحضير عبر جمع تبرعات لشراء‬ ‫الهداي��ا والتش��بيك م��ع المناطق‬ ‫الثائرة‪ .‬آمال إحدى الناشطات في‬ ‫مجموعة الشباب التي أطلقت على‬ ‫نفسها اس��م شباب ميالد الحرية‪،‬‬ ‫قال��ت‪« :‬ح��اول النظ��ام تخوي��ف‬ ‫األقليات م��ن الحراك الحاصل في‬ ‫س��ورية‪ ،‬كما حاول إيه��ام العالم‬ ‫ب��أن األقليات موالية ل��ه‪ ،‬فكان ال‬ ‫ب��د من كس��ر ه��ذه المعادلة غير‬ ‫الصحيحة‪ ،‬فت��م جمع تبرعات من‬ ‫أش��خاص معظمه��م مس��يحيون‬ ‫لش��راء هداي��ا المي�لاد لألطفال‪،‬‬ ‫وكان هن��اك تج��اوب كبي��ر وت��م‬ ‫ش��راء قراب��ة ‪ 2000‬هدية بعدها‬ ‫بدأت عملية االتصال بالناش��طين‬ ‫ف��ي القرى والم��دن واألحياء التي‬ ‫تحتضن الثورة»‪.‬‬ ‫أحد المش��اركين ف��ي الحملة‬ ‫ق��ال‪« :‬الحمل��ة ال ته��دف فق��ط‬ ‫إلبع��اد ش��بح الطائفي��ة ع��ن‬ ‫س��ورية‪ ،‬وليس��ت فق��ط رس��الة‬ ‫تضام��ن م��ن المس��يحيين تج��اه‬ ‫إخوتهم المسلمين‪ .‬فالمسيحيون‬ ‫موج��ودون ف��ي قلب الث��ورة منذ‬ ‫بدايته��ا‪ ،‬وإن ل��م يكون��وا بأعداد‬ ‫كبيرة‪ .‬الهدف األسمى للحملة كان‬ ‫إدخال البهج��ة إلى قلوب األطفال‬ ‫في المدن الثائرة‪ ،‬ومعالجة بعض‬ ‫ما تركه النظام في نفوسهم من‬ ‫رع��ب وخ��وف‪ ،‬فمعظ��م األطفال‬ ‫إم��ا فق��د أب��اً أو أخ��اً أو اعتق��ل‬

‫أمامه قريب‪ ،‬ومنذ تس��عة أش��هر‬ ‫واألطفال يعانون من رهاب األمن‬ ‫والعسكر»‪.‬‬ ‫ول��م تقتص��ر حمل��ة مي�لاد‬ ‫الحري��ة في س��ورية عل��ى توزيع‬ ‫الهدايا‪ ،‬بل رافقتها تظاهرات بعد‬ ‫توزيع الهداي��ا تطالب بالقصاص‬ ‫م��ن النظ��ام ومحاكم��ة أركان��ه‬ ‫وإس��قاطه‪ ،‬وجرت التظاهرات في‬ ‫كل م��ن مدين��ة عربي��ن ويب��رود‬ ‫وزمل��كا ودوم��ا بري��ف دمش��ق‪،‬‬ ‫والقامش��لي ش��مال س��ورية‪،‬‬ ‫وف��ي مدينة حم��ص الت��ي يحلو‬ ‫للمتظاهري��ن تس��ميتها عاصمة‬ ‫الث��ورة‪ .‬وكان الفت��ًا المش��اركات‬ ‫الكبي��رة من أهال��ي المناطق في‬ ‫تل��ك المظاهرات‪ ،‬حيث تم تحوير‬ ‫أغاني الميالد لتصبح ثورية‪.‬‬ ‫ف��ي مدين��ة عربي��ن الت��ي‬ ‫يس��ودها ح��راك ح��ذر‪ ،‬ويتواج��د‬ ‫فيه��ا عدد كبير من أبناء الطوائف‬ ‫المس��يحية‪ ،‬ومنه��ا يتح��در وزير‬ ‫الدف��اع الس��وري داوود راجح��ة‪،‬‬ ‫ق��ال أب��و محم��د أح��د أعض��اء‬ ‫التنسيقية فيها‪« :‬كنا نحب أن تمر‬ ‫تظاه��رة باب��ا نوي��ل بالقرب من‬ ‫الكنيس��ة وفي األحياء المسيحية‬ ‫لنرس��ل رس��الة طمأنينة إلخوتنا‬ ‫المس��يحيين‪ ،‬وبخاصة أننا نعرف‬ ‫أن م��ن بينهم م��ن يتظاهر معنا‪،‬‬ ‫لكننا آثرنا البقاء في الساحة ألننا‬ ‫نعل��م أن النظ��ام ربم��ا يس��تغل‬ ‫مرورن��ا بجانب الكنيس��ة أو داخل‬ ‫األحياء الفتعال مش��كلة طائفية‪،‬‬ ‫ونأمل بأن تكون رس��التنا وصلت‬ ‫ألهلن��ا بأنن��ا ط�لاب حري��ة لن��ا‬ ‫ولهم»‪.‬‬ ‫ف��ي المقاب��ل أيض��اً عم��ت‬ ‫تظاه��رات المي�لاد ع��دداً م��ن‬ ‫المناط��ق ف��ي س��ورية‪ ،‬نظمتها‬ ‫تجمع��ات وتنس��يقيات ثائ��رة‪.‬‬ ‫وحملت في معظمها الرسالة ذاتها‬

‫وتنوع��ت ابتكاراته��ا م��ن تزيين‬ ‫شجرات ميالد كبيرة بصور شهداء‬ ‫الثورة أو بصور المعتقلين إضافة‬ ‫إلى توزيع الحل��وى على األطفال‬ ‫والهدايا والرسم على وجوههم‪.‬‬ ‫ودخلت دمش��ق بزخ��م أقوى‬ ‫عل��ى خ��ط الح��راك الثائ��ر ف��ي‬ ‫س��ورية في األسبوعين األخيرين‬ ‫من الع��ام‪ ،‬ورغم التفجيرات التي‬ ‫طاولت مراكز أمنية حساس��ة في‬ ‫العاصم��ة وكث��رة األحادي��ث عن‬ ‫المنف��ذ والجه��ة المس��تفيدة‪ ،‬لم‬ ‫يسبب ذلك إرباكاً لدى المشاركين‬ ‫كم��ا كان متوقع��اً‪ ،‬فتنوع��ت‬ ‫التظاه��رات وامت��دت رقعته��ا‬ ‫داخ��ل العاصم��ة الت��ي ش��هدت‬ ‫خالل أس��بوعين أكث��ر من خمس‬ ‫عش��رة تظاهرة طي��ارة (تظاهرة‬ ‫يت��م فيها إلقاء مناش��ير وهتافات‬ ‫إلس��قاط النظ��ام ال تتعدى مدتها‬ ‫عش��ر دقائق) في أماكن حساسة‬ ‫ومحكمة بالقبضة األمنية‪ ،‬كتلك‬ ‫التي شهدتها منطقة المزرعة في‬ ‫قلب دمشق أمام مقر حزب البعث‬ ‫الحاكم‪ ،‬كما شهدت األيام األخرى‬ ‫تظاه��رات حاش��دة ف��ي أحي��اء‬ ‫الميدان وقدس��يا والقابون وبرزة‬ ‫والق��دم والحج��ر األس��ود‪ ،‬ويعزو‬ ‫عدد من الناش��طين ارتفاع وتيرة‬ ‫التظاه��رات وامتدادها إلى دخول‬ ‫حل��ب أيض��ًا عبر جامعته��ا وأحياء‬ ‫بعينها كص�لاح الدين في الحراك‬ ‫القائم‪ ،‬إضافة إلى انكس��ار أش��د‬ ‫لحاجز الخوف مع وجود المراقبين‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫ولم يكن احتفال رأس السنة‬ ‫هذا العام مشابهًا بالمطلق للسنة‬ ‫الفائت��ة‪ ،‬فلق��د عم��ت تظاهرات‬ ‫له��ا طاب��ع احتفالي ف��ي عدد من‬

‫المناطق والمدن السورية‪ ،‬ومنها‬ ‫العاصم��ة دمش��ق‪ ،‬فش��هد ح��ي‬ ‫برزة الدمش��قي تظاهرة ش��ارك‬ ‫فيه��ا قراب��ة ‪ 3000‬متظاه��ر‪،‬‬ ‫وكانت الفتة المش��اركة الواسعة‬ ‫م��ن أطي��اف المجتم��ع الس��وري‬ ‫بتع��دده وتلوناته من مس��يحيين‬ ‫وعلويي��ن وإس��ماعيليين‪ ،‬إضافة‬ ‫إل��ى أهال��ي ب��رزة‪ ،‬وذل��ك ف��ي‬ ‫س��احة الحي الت��ي نادراً م��ا كان‬ ‫المتظاهرون يس��تطيعون البقاء‬ ‫فيها‪ ،‬إال أنها في ليلة رأس السنة‬ ‫ب��دت وكأنه��ا محررة م��ن الوجود‬ ‫األمن��ي إذ نصب��ت شاش��ة كبيرة‬ ‫لنقل مباش��ر مع تزيي��ن الجدران‬ ‫بأعالم االستقالل‪ .‬أما داخل أحياء‬ ‫العاصم��ة‪ ،‬وبخاص��ة المس��يحية‬ ‫منه��ا‪ ،‬فق��د لوحظ انتش��ار أمني‬ ‫كثي��ف ف��ي أحي��اء القص��اع وباب‬ ‫توم��ا والعباس��يين والتج��ارة م��ع‬ ‫قط��ع الطرق��ات من قب��ل حواجز‬ ‫األم��ن‪ .‬ولم تش��هد ه��ذه األحياء‬ ‫وغيره��ا مظاه��ر احتفالية عادية‬ ‫كالتزيين وإضاءة شجرات الميالد‬ ‫م��ا خ�لا بع��ض الش��رفات‪ .‬وفي‬ ‫مدينة جرمانا القريبة من دمشق‬ ‫قال ناش��طون إن س��يارات األمن‬ ‫والشرطة أطلقت أبواقها المميزة‬ ‫ف��ي ش��وارع المدينة طيل��ة ليلة‬ ‫رأس السنة‪ .‬ولم تش��هد المدينة‬ ‫الت��ي تقطنه��ا غالبي��ة مس��يحية‬ ‫ودرزية مشاهد احتفالية كإطالق‬ ‫األلعاب النارية وتزيين الشرفات‪،‬‬ ‫ف��ي حي��ن أك��د ناش��طون أنه��م‬ ‫اس��تطاعوا رغ��م الط��وق األمني‬ ‫رمي مناش��ير ضد النظام الحاكم‬ ‫ف��ي جرمانا‪ ،‬وطالء ج��دران مقار‬ ‫حكومي��ة مطالبي��ن بإس��قاط‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫دار الحياة | ‪2012 1 / 07‬‬


‫"ملاذا؟" عن تفجريات امليدان‬ ‫مصطفى أبازيد‬ ‫عن مدونة كبريت‬

‫ونحن نقول لهذه العصابة الحاكمة في دمشق‪ :‬كل‬ ‫شهدائنا الذين يسقطون بنيرانكم وتفجيراتكم‪ ،‬هم اكثر من‬ ‫مجرد أرقام وشاهدات قبور‪ ،‬هم ذكريات وأحالم ولكل منهم‬ ‫أهل وأصدقاء‪ ،‬وضحكات‪ ،‬سنحاسبكم‪ ،‬لن نسامح‪ ،‬لن نصالح‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫الجواب الوحيد‪ :‬النظام يعتقد ان شعبه عبارة عن "جحاش"‬ ‫يهزون رؤسهم له كما في حقبة الثمانينات‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫سواء كانت منشورة على شبكة اإلنترنت أو موزعة بشكل سري‪ ،‬فإن وسائل إعالمية‬ ‫جديدة تتطور في سوريا‪ ،‬في ظل البروباغاندا الرسمية‪.‬‬ ‫تكتب كما تتكلم‪ .‬نبرة متوترة‪ ،‬حادة‪ ،‬تصف بحرقة كابوس حياتها اليومية‪ :‬الجرحى الملقون على‬ ‫األرصفة‪ ،‬القناصة الكامنون على األسطح‪ ،‬و نقص المواد الغذائية‪ .‬إيمان‪ ،‬ليس لديها الوقت للتذمر‪.‬‬ ‫وال حتى للبكاء على كل قتالها‪ ،‬الذين يشكلون قائمة تكبر يومًا بعد يوم‪ .‬في حمص‪ ،‬مدينتها‪،‬‬ ‫المشجونة بفعل تسعة أشهر من القمع‪ ،‬تحبس أنفاسها بينما هي تتجاوز‪ ،‬و دفتر مالحظاتها مخبأ‬ ‫في جيبها‪ ،‬نقاط التفتيش التابعة للجيش السوري من أجل أن تذهب لجمع شهادات مواطنيها‪.‬‬ ‫تقول الصحفية السورية الشابة ذات ال ‪ ٣٣‬عام‪ ،‬من منزلها‪ ،‬عن طريق اتصال تم تنفيذه‬ ‫بصعوبة باستخدام برنامج "سكايب"‪" :‬إن محاولة قول الحقيقة حول المجازر التي يرتكبها نظام‬ ‫بشار‪ ،‬هو كمن يوقع على صك موته‪ .‬إال أنني أريد أن أروي مأساتنا بأي ثمن كان!"‪ .‬كل أسبوع‪،‬‬ ‫مقاالتها تمأل أعمدة "سوريا بدا حرية"‪ ،‬واحدة من تلك المجالت المستقلة الجديدة التي تزهر منذ‬ ‫ما يقارب أربعة أشهر في ظل بروباغاندا النظام‪ .‬تُنشر على شبكة االنترنت‪ ،‬و تتزودُ من تقارير‬ ‫بضعة عشرات من المراسلين المتخفين عبر البالد‪ .‬هذه المجلة األسبوعية توزع أيضاً باليد بشكل‬ ‫خفي على هيئة ورقية‪" .‬عنف النظام يدفع‪ ،‬كل يوم‪ ،‬بعض مواطنيّ إلى حمل السالح ليثوروا‪ .‬إن‬ ‫كفاحي‪ ،‬هو بالحبر و الورق‪ .‬بالنسبة لي‪ ،‬إنها الطريقة المثلى لتثقيف اإلنسان بالديمقراطية"‪ ،‬تؤكد‬ ‫إيمان‪ ،‬التي تمزج يوميًا بين معركتها من أجل الحرية و حياتها العائلية بطريقة أقرب إلى العبي‬ ‫الخفة‪ ،‬فهي أم مقاومة ألربعة أطفال‪.‬‬ ‫مجلتها‪ ،‬منجم حقيقي للمعلومات‪ ،‬هي أيضا ساحة للكالم‪ ،‬تعكس النقاش الغير مسبوق الذي‬ ‫يأخذ مكانه منذ بداية الثورة ضد بشار األسد‪ ،‬في شهر آذار الماضي‪ .‬و هي ال توفر أحداً‪ :‬ال النظام‬ ‫المتهم بجرائم ضد اإلنسانية‪ ،‬وال الجامعة العربية التي تُؤخَذ على أنها مراعية جداً للسلطات‬ ‫السورية‪ ،‬و ال المعارضة التي تضنيها صراعات السلطة‪ .‬يحذر الصحفي ملهم الدروبي في مقال‬ ‫بتاريخ ‪ ١٣‬تشرين الثاني ‪ ٢٠١١‬من أن "التوترات الداخلية في المعارضة قد تؤدي إلى فشل الثورة‬ ‫و إلى اختراقها من قبل بشار األسد"‪.‬‬ ‫الحذر من األيام المؤلمة الالحقة لثورات البلدان المجاورة هو أيضاً حاضر‪ ،‬كالنص التالي الموقع‬ ‫تحت اسم شموس‪" .‬كل الثوار في العالم العربي ينبغي أن يأخذوا الدروس من الثورة المصرية‪.‬‬ ‫الثورة‪ ،‬ليست باالكتفاء بإطاحة نظام‪ ،‬وإنما بالتخلص من كل األفكار المرافقة له"‪ ،‬حذر الكاتب‬ ‫مشيراً إلى احتكار السلطة في القاهرة من قبل العسكريين منذ اإلطاحة بمبارك‪ .‬ثمة مقاالت أخرى‬ ‫تهتم بمختلف أشكال المقاومة‪ .‬إحداها‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تركز على اإلضراب عن الطعام‪ .‬و في بلد‬ ‫فرضت الفكاهة نفسها بسرعة كسالح ضد الحظر‪ ،‬فإن الصفحة المخصصة للرسوم الكاريكاتورية‬ ‫تتناول بشكل دائم مختلف جالدي النظام‪.‬‬ ‫كمثل معظم وسائل اإلعالم الجديدة في الثورة السورية‪ ،‬التحضير األسبوعي ل "سورية بدها‬ ‫حرية" يخضع لنظام يعمل عن طريق الشبكات التفاعلية‪ .‬المقاالت يتم كتابتها في دمشق‪ ،‬حمص‬ ‫أو حتى درعا‪ ،‬و من ثم يتم تحريرها و وضعها على الشبكة عن طريق "موصلين" منتشرين في عدة‬ ‫بلدان‪ :‬السعودية‪ ،‬مصر‪ ،‬األردن ‪" ...‬هناك تضامن حقيقي بين السوريين في الداخل و في الخارج"‬ ‫كما يصرح‪ ،‬من دبي‪ ،‬ناجي طيارة‪ .‬هذا الناشط الشاب في المنفى‪ ،‬ذو ال ‪ ٣٢‬عاماً‪ ،‬والذي يرزح‬ ‫والده تحت وطأة االعتقال في سجن سوري منذ سبعة أشهر‪ ،‬هو الناطق الرسمي ل "راديو الثورة‬ ‫السورية"‪ ،‬و الذي تم إطالقه في الخريف الماضي‪ .‬يذاع عبر االنترنت‪ ،‬و ممول من رجل أعمال سوري‬ ‫غني‪ ،‬يعرض شهادات المتظاهرين و سكان المدن المحاصرة عن طريق الجيش من أجل "أن يعلم‬ ‫األشخاص المحاصرون في منازلهم ما يحصل في الحي المجاور أو في مناطق أخرى"‪ .‬هي وسيلة‬ ‫إتصال غاية في األهمية و لكنها تصطدم بعوائق متعددة‪ .‬أو ًال‪ ،‬هجمات المخترقين "هاكرز" من‬ ‫النظام‪ ،‬مما يجبر ناجي طيارة على إعادة بناء إعدادات موقع الراديو على الشبكة بشكل مستمر‪ .‬و‬ ‫من ثم‪ ،‬محدودية البث عن طريق شبكة اإلنترنت‪ ،‬و التي ال يستطيع العديد من السوريين الوصول‬ ‫إليها‪ .‬و هو يقول أن "الحل األمثل هو لو كان باإلمكان بث برامجنا على ال ‪ ،FM‬عن طريق تجهيزات‬ ‫توضع في بلد مجاور‪ .‬و لكن ال لبنان و ال تركيا مستعدون للمخاطرة بإغضاب دمشق‪".‬‬ ‫بقلم دِلفين مِينوي‬ ‫ترجمة‪ :‬فريق رسالة إلى العالم‬

‫لماذا كل التفجيرات بدأت بعد قدوم اللجنة؟‬ ‫لماذا كل التفجيرات يوم الجمعة؟‬ ‫لماذا كل التفجيرات قبل الساعة ‪11‬؟‬ ‫لماذا تتم التفجيرات فقط في قلب دمشق؟‬ ‫لماذا ينتحر شخص سلفي ليفجر أناسًا من طائفته‬ ‫ويحملون أفكاره حسب نظرية اإلعالم السوري؟‬ ‫لماذا تتم التفجيرات في أكثر المناطق نشاطاً تظاهرياً‬ ‫في دمشق؟‬ ‫لماذا يحضر اإلعالم السوري خالل ‪ 10‬دقائق؟‬ ‫لماذا تبث الصور خالل نصف ساعة فقط بينما ال تبث‬ ‫مظاهرة واحدة ولو بعد قرن؟‬ ‫لماذا يعرف الفاعل قبل حتى أن تجمع أشالؤه من‬ ‫المكان؟‬ ‫لماذا دم الشعب السوري دائمًا لونه وردي؟‬ ‫لماذا تبقى صورة بشار األسد مكانها في كل تفجير‬ ‫دون أن تتأثر؟‬ ‫لماذا يقوم اإلعالم السوري بتوزيع أكياس البرتقال‬ ‫والفواكه إلى جانب الدماء في منطقة االنفجار المفروض‬ ‫أن تكون ساحة جريمة مغلقة؟‬ ‫لماذا ترمى دروع الشرطة إلى جانب الزجاج المكسر‬ ‫والمخلوط مع الدماء المسكوبة بشكل فاضح على فرش‬ ‫السيارات؟‬ ‫لماذا ال يصور المكان غير التلفزيون السوري؟‬ ‫لماذا يقتل التفجير عدد من األشخاص أكثر من عدد‬ ‫ألواح الزجاج التي يكسرها؟‬ ‫لماذا يتم عرض األشالء "اللحمة المفرومة" على‬ ‫التلفزيون في مخالفة واضحة لبروتوكول الصحافة‬ ‫العالمي؟‬ ‫لماذا لم نشاهد ألسنة لهب ودخان أو أي سيارة إسعاف‬ ‫أم أنه تفجير صديق للبيئة‬ ‫لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟!!!!‬

‫دندنات إندساسية ‪. .‬‬

‫�صحافة م�ستقلة تتحدى‬ ‫النظام ال�سوري‬

‫دندنات‬

‫‪9‬‬


‫جمعة الع�شائر ‪ -‬القابون‬ ‫من ذكريات الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫"أي��ام اللول��و منس��يمها هدي��ك‬ ‫األي��ام"… لمعت عيناه حينه��ا‪ ...‬ربما‬ ‫ل��م يكن يراني ولم تك��ن روحه معي‬ ‫ف��ي تلك اللحظات‪ ،‬فق��د عادت به إلى‬ ‫ذلك الش��ارع وهو يستذكر ذلك اليوم‬ ‫الجمي��ل والمؤلم‪ ...‬يوم لن يمحى من‬ ‫ذاكرته حتى يموت‪.‬‬ ‫"صدقين��ي كنا أكت��ر من ‪ 10‬آالف‬ ‫متظاهر‪ ...‬م��ا كان فيكي تعرفي أول‬ ‫المظاهرة وين وآخرها وين‬ ‫وابتس��م ابتس��امته الطفولي��ة‬ ‫المليئ��ة بح��زن ال يلي��ق به��ا‪ ،‬وأكمل‬ ‫الحديث‪:‬‬ ‫"كنت أنا في الصف الثالث‪ ...‬أخي‬ ‫كان في الصف األول متقدماً الجميع‪...‬‬ ‫كنا جميعاً نعتمر قبع��ات بيضاء كتبنا‬ ‫عليه��ا بأل��وان مختلف��ة عب��ارات مثل‬ ‫حرية‪ ...‬س��لمية‪ ...‬وبعضنا كان يحمل‬ ‫مظالت زهرية اللون‪.‬‬ ‫ف��ي اليوم الس��ايق خط��رت ببال‬ ‫أخ��ي فك��رة‪ ،‬وفوجئن��ا به يع��ود إلى‬ ‫المنزل حام ً‬ ‫ال المئات من ورود الجوري‬ ‫الحم��راء‪" ...‬لم ال نوزعها على عناصر‬ ‫األم��ن؟ علين��ا أن نص��ر عل��ى إيصال‬ ‫فكرتنا له��م وبمختلف الط��رق‪ :‬نحن‬ ‫أخوة‪ ،‬وه��ذا النظام ل��ن يفرقنا مهما‬ ‫بلغت قوته ومهما حاول ذلك"‪.‬‬ ‫وفع� ً‬ ‫لا‪ ،‬وزعن��ا ال��ورود عل��ى‬ ‫المتظاهري��ن ف��ي الصف��وف األول��ى‬ ‫عن��د خروجن��ا م��ن الجام��ع‪ ،‬ومش��ينا‬ ‫ف��ي المظاه��رة‪ .‬هتفنا كثي��راً ولوحنا‬ ‫بال��ورود الحمراء‪ ،‬وعندم��ا وصلنا إلى‬ ‫الحاج��ز األمني ال��ذي يقع إل��ى جانب‬ ‫بيتي‪ ،‬وقفن��ا‪ .‬تقدم أخي حام ً‬ ‫ال وردته‬ ‫الحم��راء ومد ي��ده إلى عنص��ر األمن‬ ‫األق��رب إلي��ه‪ ...‬ف��ي نف��س اللحظ��ة‬ ‫س��معنا أمراً من الضابط الواقف وراء‬ ‫العناصر باالستعداد‪ ،‬وبدأ إطالق النار‬ ‫في الهواء وسط ذهول الجميع"‪.‬‬

‫نظر إلي بألم وقال‪" :‬عنجد ما حدا‬ ‫مننا استوعب أو خطر على بالو أنو رح‬ ‫يقوصوا"‪...‬‬ ‫تنه��د‪ ،‬لمحت دمعة تح��اول إيجاد‬ ‫طريقه��ا لالنهم��ار م��ن عيني��ه‪ ،‬لكنه‬ ‫تاب��ع وهو يتحاش��ى النظر إل��ي‪" :‬إلى‬ ‫حانبي كان يقف صديق لي أعرفه منذ‬ ‫المرحلة االبتدائية‪ .‬لم تحتج الرصاصة‬ ‫أكثر م��ن جزء من الثاني��ة كي تجعله‬ ‫يهوي أرضاً‪ .‬نظ��رت إليه‪ ،‬اعتقدت أنه‬ ‫وقع لي��س إال‪ .‬لكن عندم��ا رأيته وقد‬ ‫سقط وسط بحيرة من الدماء وعرفت‬ ‫أن الرصاصة قد اخترقت رأسه لتخرج‬

‫م��ن الجهة المقابلة‪ ،‬ال لم أفهم حينها‬ ‫م��ا حصل والكل رك��ض باتجاهنا كي‬ ‫يحمل��وه‪ ،‬لكننا بعد ثوانٍ عرفنا أنه ما‬ ‫من أمل‪ ،‬وبدأنا الركض واالختباء في‬ ‫الحارات الجانبية تحت وابل الرصاص‪.‬‬ ‫أتعرفي��ن؟ من أجمل األحاس��يس‬ ‫في الحي��اة الركض تح��ت الرصاص‪،‬‬ ‫فبي��ن الم��وت والحي��اة حينه��ا زم��ن‬ ‫ال يتج��اوز زم��ن تنهي��دة صغي��رة‪ ،‬أو‬ ‫إغماض��ة عين س��ريعة‪ ...‬وم��ن أكثر‬ ‫لحظ��ات حيات��ي جم��ا ًال‪ ،‬وألم��اً‪ ،‬تل��ك‬ ‫اللحظة التي أتشاهد فيها بيني وبين‬ ‫نفس��ي "أش��هد أن ال إل��ه إال اهلل وأن‬

‫سعاد يوسف‬

‫محمداً رس��ول اهلل" وأركض كي أعبر‬ ‫الطريق من جهة إلى أخرى والرصاص‬ ‫يمر فوق رأس��ي وقلبي ي��كاد يتوقف‬ ‫من شدة الخفقان‪.‬‬ ‫أكث��ر من عش��ر ش��هداء في ذلك‬ ‫اليوم‪ ،‬البيوت امت�لأت بمئات الجرحى‬ ‫واألطب��اء بق��وا لس��اعات متواصل��ة‬ ‫يقدمون كل ما يستطيعون تقديمه‪...‬‬ ‫نحن لم نفعل ش��يئًا يومها سوى‬ ‫أنن��ا قدمن��ا له��م ال��ورود الحم��راء‪...‬‬ ‫أتس��اءل أحيان��اً ه��ل كان علين��ا أن‬ ‫نشتري ورداً أبيض بد ًال عنه؟؟؟"‬

‫با�سل ال�سيد‪ ..‬مواطن �صحايف ّ‬ ‫وثق مقتله بكامريته يف حي بابا عمرو‬ ‫يف �إطار م�سل�سل ا�ستهداف �أ�صوات الثورة ال�سورية ال�شهيد با�سل ال�سيد‬ ‫بيروت‪ :‬ليال أبو رحال‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫منذ انطالق االنتفاضة السورية‬ ‫في منتصف شهر مارس (آذار)‬ ‫الفائت‪ ،‬ومع التضييق اإلعالمي‬ ‫الذي زاد النظام السوري من حدّته‪،‬‬ ‫ومنعه وسائل اإلعالم العربية‬ ‫والعالمية من الوقوف على حقيقة ما‬ ‫يجري في المدن والبلدات السورية‪،‬‬ ‫جنّد شبان سوريون كثر أنفسهم‪،‬‬ ‫بمبادرات فردية‪ ،‬لتوثيق يوميات‬ ‫المتظاهرين ونقل كيفية قمع القوى‬ ‫األمنية للمدنيين وقصف منازلهم‬ ‫واستهدافهم بالرصاص والنار‪.‬‬ ‫الفيديو‬ ‫مقاطع‬ ‫وشكلت‬ ‫التي تمكن الشبان السوريون‪ ،‬أو‬ ‫المواطنون الصحافيون‪ ،‬من تسجيلها‬ ‫سواء عبر هواتفهم الجوالة بشكل‬ ‫خاص أو عبر الكاميرات‪ ،‬مخاطرين‬ ‫بحياتهم وأمنهم الشخصي‪ ،‬المادة‬

‫الوحيدة لدى وسائل اإلعالم التي لم‬ ‫تتردد في بث ما وصل إليها‪ ،‬ناقلة‬ ‫المشهد السوري إلى أنحاء العالم‪،‬‬ ‫في وقت كثفت فيه القوى األمنية‬ ‫السورية مالحقتها للناشطين‬ ‫السوريين الذين لعبوا دورا في نقل‬ ‫الصورة الحقيقية لما تشهده سوريا‪،‬‬ ‫وآخرهم باسل السيد‪ ،‬ابن األربعة‬ ‫والعشرين ربيعا‪.‬‬ ‫في أحد أيام االحتجاجات‪ ،‬وأثناء‬ ‫تصويره عمليات القصف العشوائي‬ ‫التي تشهدها منطقة بابا عمرو في‬ ‫حمص‪ ،‬أصابت رصاصة من قناص‬ ‫باسل في رأسه وأردته قتيال‪ .‬ويظهر‬ ‫شريط فيديو بثته مواقع «يوتيوب»‬ ‫و«تويتر» و«فيس بوك» وتناقلته‬ ‫كبرى وسائل اإلعالم العالمية‬ ‫مقتله‪ ،‬وعلى الرغم من أنه ال يظهر‬

‫واضحا كيفية إصابته‪ ،‬لكنه يبدو‬ ‫واضحا سقوطه أرضا على وقع أزيز‬ ‫الرصاص‪ ،‬ووقوع الكاميرا قبل أن‬ ‫تصبح الصورة سوداء‪.‬‬ ‫ونقلت مقاطع فيديو منشورة‬ ‫على «يوتيوب» مشاهد مؤثرة خالل‬ ‫تشييع باسل السيد في بابا عمرو‪،‬‬ ‫حيث يعرف كواحد من أبرز الناشطين‬ ‫السوريين الذين تطوعوا طيلة أشهر‬ ‫االنتفاضة السورية التسعة‪ ،‬لتصوير‬ ‫التحركات الشعبية في حي بابا‬ ‫عمرو‪ ،‬وكيفية تصدي القوى األمنية‬ ‫السورية لها «وانتهاكاتها» بشكل‬ ‫يومي وتحميلها على «يوتيوب»‪.‬‬ ‫وكتب أحد أصدقاء باسل على‬ ‫صفحته على «فيس بوك»‪« :‬كان‬ ‫يخاطر بحياته لتصوير ما يجري‬ ‫من قمع وقتل وإيصاله للعالم عبر‬

‫المواقع االجتماعية و(يوتيوب)»‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أنه في ‪20‬‬ ‫تشرين الثاني الماضي‪ ،‬وجد فرزات‬ ‫يحيى جربان‪ ،‬المعروف بقيامه‬ ‫بتصوير المظاهرات منذ بداية‬ ‫االنتفاضة في مدينة حمص‪ ،‬مقتوال‬ ‫بعد يوم واحد على اعتقاله‪ .‬وبدت‬ ‫آثار التعذيب واضحة على جسده حيث‬ ‫اقتلعت عيناه وتم تشويه وجهه‪.‬‬ ‫وفي ‪ 8‬تموز الماضي عثر على‬ ‫جثة الناشط إبراهيم القاشوش‪،‬‬ ‫الذي لقب بـ«بلبل الثورة السورية»‪،‬‬ ‫مرمية في نهر العاصي بعد قتله‬ ‫واقتالع حنجرته‪ ،‬التي صدحت في‬ ‫مدينة حماه‪ ،‬ملهبة قلوب وحماسة‬ ‫المتظاهرين السوريين‪.‬‬


‫يا أرضنا‪ ..‬شهداؤنا‪ :‬نوصيك بهم خريا‬ ‫ال�شهيدة دالل غياث العوف‬ ‫يا�سمينة حماة‬

‫مشعات احلرية ‪ . .‬معتقلونا‬

‫يا صديق القرنفل‪..‬‬ ‫لتحمل الروح‪..‬‬ ‫مثق ً‬ ‫ال بألم الشوق‬ ‫وامزج حزنك بالشفق‪..‬‬ ‫فيغمر حبرك المشتعل‬ ‫شعاع فارد المدى‪..‬‬ ‫ ‬

‫إلى الصديق غسان فارس‬

‫* * *‬

‫لنغني يا صديقي‪..‬‬ ‫كما السماء‪ ،‬كما المطر‪ ،‬كما الشجر‬ ‫مطربنا الجميل َّ‬ ‫مل في انتظارنا‪..‬‬ ‫«يا مسافر وحدك‪ ..‬وفايتني»‪...‬‬ ‫ ‬ ‫أغنيتنا‪..‬‬ ‫سوريتنا‪..‬‬ ‫للعنفوان‪ ،‬ألول الشمس‪..‬‬ ‫للريح تعشق صوتنا‪..‬‬ ‫وبكل غمامةٍ‪ ..‬لهاث للحرية‪..‬‬ ‫ ‬ ‫لنهمس لقامة الوطن‪..‬‬ ‫يكفكف دمنا وأوجاعنا*‪..‬‬ ‫ينفينا من سواد غربتنا‪..‬‬ ‫صلينا‪ ..‬ألن يكون الوطن منفانا‪..‬‬ ‫ولن يكون غيره‪..‬‬

‫* * *‬

‫تعال يا صديقي‪ ..‬ليل األرق طال‪ ..‬الخبز ما زال طرياً‪..‬‬ ‫وسارية علم االستقالل لن يحملها أحد مثلك‪..‬‬ ‫«هي ليست للنسيان ذاكرتنا‪ ،‬ففي فضائها صدىً‪ ،‬ساطع»‪..‬‬ ‫زغرودة المستقبل‪..‬‬ ‫النجوم بهية‪ ..‬واأليام حبلى باألشعة والحب‪ ،‬تبحث لنا عما‬ ‫سنذهب من أجله‪..‬‬ ‫أنصمت؟‬ ‫أم نترجل؟‪..‬‬ ‫نعلم أن في الدرب مرايا‪..‬‬ ‫«والمرايا حجر»‬

‫* * *‬

‫الحروف ساطعة يا صديقي‪،‬‬ ‫لن تكون غربة في دمنا سوى حريتنا‪...‬‬ ‫«فالسماء يا صديقي‪ :‬لم تكن زرقا كما هي فوق القمح»**‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫عبد احلميد برو‬

‫مواليد الدرباسية عام ‪1965‬‬ ‫التابعة لمحافظة الحسكة‬ ‫اعتقل على أيدي عصابات األمن‬ ‫والشبيحة في مدينة حلب فقط ألنه‬ ‫كان يجمع المساعدات ألهالي حمص‬ ‫المنكوبة وبسبب مواقفه السياسية‬ ‫من النظام‪ ...‬عبد الحميد مريض‬ ‫بالربو واألخبار مقطوعة عنه تمامًا‪.‬‬

‫جواد أبو المنى‬

‫* اعتدت مليشيا الشبيحة على الصديق غسان فارس بالضرب حتى أدمته‪..‬‬ ‫** عن نص للشاعر الهندي لويس أرغون‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫عن صفحة "نطالب السلطات‬ ‫السورية بالكشف عن مصير الفنان‬ ‫جالل الطويل على الفايسبوك"‬ ‫بسب موقف الفنان جالل‬ ‫الطويل الواضح والصريح من‬ ‫ّ‬ ‫المُبكر‬ ‫الثورة السورية وانضمامه‬ ‫إلى صفوف الشعب المطالب‬ ‫بالحرية وبعد أن تم االعتداء عليه‬ ‫في الميدان ولم تتحرك أي جهة‬ ‫أمنية في سورية للتحقيق في‬ ‫األمر وبعد التهديدات والمحاوالت‬ ‫المستمرة إليذائه حاول الفنان‬ ‫جالل الطويل عبور الحدود األردنية‬ ‫السورية هربًا من محاوالت إيذائه‬ ‫المتكررة بعد أن بقيَ متواريًا‬ ‫لعدة أيام‪.‬‬ ‫في مساء يوم الثالثاء ‪ 03/01/2012‬تم إطالق النار على الساتر الترابي الذي حاول جالل‬ ‫عبوره ولم نعلم أي خبر عنه بعدها ‪.‬‬ ‫وهنا نحمّل السلطات السورية كامل المسؤولية للكشف عن مصيره والحفاظ على حياته‬ ‫وصحته‪.‬‬ ‫ونناشد حقوق اإلنسان ولجنة المراقبين العرب لمتابعة الكشف عن مصير الفنان جالل‬ ‫الطويل‪.‬‬ ‫جالل الطويل أستاذ مادة الصوت في المعهد العالي للفنون المسرحية‪ ،‬يدرس مادة التمثيل‬ ‫في معهد تياترو ‪.‬‬ ‫حاز على جائزة أفضل ممثل في فيالدلفيا عام ‪ 2005‬في مسرحية النفق‪ ،‬كما حاز على درع‬ ‫مهرجان جسر كلطا تركيا ‪ 2002‬باإلضافة إلى جائزة أفضل ممثل في مهرجان مسقط ‪.2008‬‬ ‫عمل في العديد من المسلسالت التلفزيونية‪.‬‬ ‫شارك جالل في دمشق بجنازة الطفل إبراهيم شيبان ‪ 2011-10-15‬الذي قتل بإطالق‬ ‫الرصاص على صدره وهتف بصوته للحرية مع أبناء بلده األحرار فأصبح مستهدفا للشبيحة‬ ‫وأجهزة األمن‪.‬‬

‫للنــور الــذي ي�شــبهك‬ ‫يا نحن ‪. .‬‬

‫ولدت في مدينة حماة في األول من شهر‬ ‫كانون الثاني عام ‪ 1996‬وهي طالبة في المرحلة‬ ‫الثانوية (الصف العاشر)‪.‬‬ ‫استشهدت بتاريخ ‪ 2011\12\29‬قبل‬ ‫يومين من عيد ميالدها السادس عشر نتيجة‬ ‫إطالق رصاص عشوائي من قبل عصابات األمن‬ ‫والشبيحة في شارع ‪ 15‬آذار في حماة‪.‬‬

‫يا نحــن‬

‫‪11‬‬


‫يبــــــرود‬ ‫مدننا الثائرة ‪. .‬‬

‫هند عيسى‬

‫ثورة لوجيا‬ ‫�أخبار الثورة ال�سورية‬

‫(‪)http://www.syrrevnews.com‬‬ ‫سوريتنا | رشا محمود‬ ‫يعد بمثابة شبكة أخبارية يتم تحديثها لحظة بلحظة لتغطي التطورات‬ ‫في األحداث السورية على مدار اليوم‪ ،‬ويعتبر الموقع غنياً بمكوناته التي‬ ‫تتنوع بين المقاالت االخبارية والتحليالت السياسية واالقتصادية الخاصة‬ ‫بالثورة السورية‪ ،‬ويوثق باستخدام مقاطع الفيديو ويهتم بنشر فن الثورة‬ ‫وإبداعات الشباب السوري‪ .‬ليكون مرجع ًا غني ًا متنوعًا وشام ً‬ ‫ال يواكب أحداث‬ ‫الثورة وتطوراتها ‪.‬‬

‫عدد الزوار‪:‬‬

‫يظهر الموقع بسهولة في صفحة البحث األولى عن "أخبار الثورة‬ ‫السورية" ولكنه ال ينشر إحصائيات توضح عدد زواره‪ ،‬ونتوقع أنه لم‬ ‫يحظى باالنتشار الجيد حتى اآلن‪.‬‬

‫امل�س�ؤول عن املوقع‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫لم يكشف المسؤولون عن الموقع هويتهم إال أنهم بينوا دعمهم‬ ‫للمجلس الوطني السوري‪ ،‬ووضحوا هدفهم في تكوين امبراطورية‬ ‫اعالمية توازي إعالم النظام‪ ،‬باإلضافة إلى رغبتهم بتكوين إعالم‬ ‫مستقل ال يستقي أخباره من صفحات الفيس بوك أو القنوات الفضائية‬ ‫كالجزيرة‪.‬‬

‫الربنامج امل�ستخدم لإدارة املوقع‪:‬‬ ‫‪Wordpress‬‬

‫مميزات املوقع ‪:‬‬ ‫يبرود مدينة سورية قديمة قدم التاريخ ما تزال مأهولة وجدت‬ ‫فيها أقدم كهوف عصور ما قبل التاريخ (كمغارة وادي اسكفتا)‪.‬‬ ‫تقع مدينة "يبرود" شمال العاصمة "دمشق" بـ‪ 80‬كم بين‬ ‫أحضان "جبال القلمون" المتاخمة لجبال لبنان الشرقية ضمن وادي‬ ‫يفصل التقاء الهضبة الثالثة بالهضبة الثانية من سلسلة جبال‬ ‫القلمون والمحاطة من أغلب جهاتها بجبال شاهقة تعلو رؤوسها‬ ‫تيجان صخرية تكاد تنفرد بها جبال "يبرود" وضواحيها‪ ،‬من أبرز‬ ‫جبالها جبل مارمارون وجبال الجرد الشرقي لسلسلة الجبال‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫ولمدينة يبرود عدد كبير من مواطنيها المغتربين يتوزعون‬ ‫بين الخليج العربي وأوربا وأميركا الجنوبية كان أبرزهم الرئيس‬ ‫األرجنتيني السابق كارلوس منعم‪.‬‬ ‫تلك المدينة الجميلة‪ ,‬بدأت ثورتها صغيرة لكنها سرعان ما‬ ‫اتسعت ولحقت بركب شقيقاتها من مدن الريف الدمشقي بل‬ ‫وحملت لواء الثورة عالي ًا في األشهر األخيرة‪.‬‬ ‫عانى أهلها من القمع والعنف في بدايات الحراك الثوري‪ ،‬لكن‬ ‫أحرارها أبوا إال أن يكونوا في المقدمة‪.‬‬ ‫خرجت في يبرود مظاهرة يوم الجمعة العظيمة أي منذ بداية‬ ‫الثورة‪ ،‬كما خرجت بمظاهرات طيارة كثيرة وأيام الجمع أخذت‬ ‫تزداد المظاهرات تدريجياً الى أن سقط الشهيد خالد شكيب النمر‬ ‫بتاريخ ‪ 2011/11/18‬وكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير حيث‬ ‫انتفضت يبرود عن بكرة أبيها تعبيراً عن غضبها واستنكارها‬ ‫لممارسات كتائب األسد في جميع المدن وشيعت شهيدها بمظاهرة‬ ‫حاشدة‪ .‬وهي اآلن تخرج يومياً بعدة مظاهرات ومسائيات ولن‬ ‫تحيد عن درب الثورة والحرية حتى يتحقق النصر لسوريا وشعبها‬ ‫العظيم‪.‬‬

‫�إح�صائيات‪:‬‬

‫شهداء يبرود‪2 :‬‬ ‫مازن عمر عبد اللطيف ‪2011 / 6 / 24‬‬ ‫خالد شكيب النمر مدني ‪2011 / 11 / 18‬‬

‫• يتيح الموقع إمكانية التواصل والتعليق من قبل زواره ويرحب‬ ‫بمشاركاتهم ومواضيعهم ‪.‬‬ ‫• تم تقسيم الموقع بشكل جيد إلى تسع أقسام رئيسية هي‪ :‬مقاالت‬ ‫وتحليالت‪ ،‬أخبار‪ ،‬فيديوهات الثورة‪ ،‬كاريكاتير‪ ،‬شخصيات‪ ،‬فن‪ ،‬إعالم‬ ‫أجنبي‪ ،‬فضائح النظام‪ ،‬نشاطات الثوار‪.‬‬ ‫• قسم مقاالت وتحليالت ‪ :‬يتضمن عدداً من التحليالت السياسية‬ ‫واالقتصادية المهمة‪ ،‬وفي زاوية الكتُّاب يُفرد الموقع صفحات خاصة‬ ‫إلدراج مقاالت شخصيات المعارضة البارزين من مختلف االتجاهات‬ ‫السياسية أمثال برهان غليون وهيثم مناع ‪.‬‬ ‫• قسم األخبار يتضمن ثالثة أقسام فرعية‪ :‬سياسية‪ ،‬اقتصادية‬ ‫ومحلية حيث يتم تجميع أهم أخبار الثورة السورية بشكل يومي‪.‬‬ ‫• قسم شخصيات‪ :‬قسِّم إلى عدة أقسام فرعية منها شخصيات‬ ‫المعارضة والنظام‪ .‬ويقدم كل قسم مجموعة من األسماء البارزة يسلط‬ ‫عليها الضوء ويقدم تعريفًا مفص ً‬ ‫ال عنها‪.‬‬ ‫• قسم فن‪ :‬يتضمن إبداعات الشباب السوري الحر مصنفاً إلى عدة‬ ‫تصنيفات أبرزها ‪ :‬أغاني الثورة‪ ،‬كوميديا سوداء‪ ،‬الفتات الثورة‪ ،‬صور‬ ‫وإبداعات فنية‪.‬‬ ‫• قسم فضائح النظام‪ :‬يوثق هذا القسم انتهاكات النظام السوري‬ ‫بحق المدنيين مستخدم ًا مقاطع الفيديو‪.‬‬ ‫• صفحة إرشادات تضمنت عدداً من النصائح التقنية للحماية وتحرير‬ ‫الفيديو ونصائح احترازية قبل االعتقال‪ ،‬باإلضافة إلى أفكار عن إمكانية‬ ‫المشاركة بالحراك الثوري‪ .‬جميع المقاالت المدرجة في هذا التصنيف‬ ‫جديرة بالقراءة ‪.‬‬ ‫• صفحة هتافات‪ :‬تسجل جميع الهتافات التي استخدمت في التظاهرات‬ ‫خالل الثورة‪.‬‬ ‫• يوفر الموقع إمكانية البحث وإمكانية تتبع التحدثات عبر صفحة‬ ‫فيس بوك واالشتراك بقارئ خالصات ‪.RSS‬‬

‫�سلبيات املوقع ‪:‬‬

‫• تتضمن الصفحة الرئيسية عدداً كبير من المكونات مما يشتت الزائر‬ ‫ويسبب بطئاً في تحميل الصفحة‪.‬‬ ‫• ال تتوفر إمكانية البحث في أرشيف الموقع بحسب تواريخ إدراج‬ ‫المواد‪.‬‬ ‫• يدرج الموقع رابط االتصال في مكان غير واضح أسفل الصفحة ‪.‬‬ ‫هيئة التحرير ‪ -‬الناشرون‪:‬‬ ‫جواد أبو المنى حمزة الجندلي حنين اليوسف خالد كنفاني ســعاد يوسـف‬ ‫سلوى الخطيب غسان فارس ليلى السمان ماريا الحداد ياسر مرزوق‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪www.facebook.com/pages/Souriatna :‬‬ ‫‪ souriatna.wordpress.com‬للمراسالت‪souriatna@gmail.com :‬‬ ‫نرحب بكل المساهمات والمشاركات‪ ،‬بعد مراجعتها وخضوعها لشروط النشر‬


‫ال�سوريات وم�ستقبل ما بعد �سقوط النظام‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫تشكيل التنسيقيات‪ ،‬وفي الميدان‬ ‫في التظاهرات‪ ،‬وفي كتابة البيانات‬ ‫الثورية‪ ،‬وتصويراألفالم ونقلها إلى‬ ‫اإلعالم وإغاثة المتظاهرين وتشكيل‬ ‫لجان دعم لالنتفاضة‪ ،‬وجمع التبرعات‬ ‫المالية‪ ،‬وربط أواصر الوحدة األهلية‬ ‫عبر التوعية بين األهالي‪ .‬واألهم من‬ ‫كل هذا النشاط الملحوظ الذي قمن‬ ‫به في إغاثة الجرحى‪ ،‬والدور الذي‬ ‫لعبنه مع تنسيقية األطباء‪ .‬وفي ربط‬ ‫التنسيقيات بين مختلف المدن كانت‬ ‫للنساء الدور الفاعل‪ ،‬وفي الوسط‬ ‫الثقافي كان للحضور النسائي وجهه‬ ‫األكثر شجاعة وتأثيراً من حضور‬ ‫الرجال‪ .‬وفي قيادة التظاهرات وجدت‬ ‫أكثر من ناشطة تقودها بشكل علني‪،‬‬ ‫هذا في حال لم نذكر القياديات في‬ ‫اللجان واتحاد التنسيقيات اللواتي‬ ‫تحولن إلى أيقونات للثورة‪ .‬وعدا ذلك‪،‬‬ ‫كان للنساء نصيب كبير من االعتقال‬ ‫والمطاردة والتعذيب‪.‬‬ ‫المهم في األمر أن األقليات التي‬ ‫خرجت منها النساء الناشطات كانت‬ ‫موجودة (الدروز والعلويين) وهو أمر‬ ‫يتناقض مع ما يتردد حول تبعية‬ ‫هاتين الطائفتين للنظام‪ ،‬والخوف‬ ‫الذي حُشرتا فيه‪ ،‬وفي الوقت الذي‬ ‫نجد أن نسبة كبيرة من الناشطات هن‬ ‫من أقليات معينة‪ ،‬نجد على الطرف‬ ‫اآلخر أن النسبة الكبيرة من الناس‬ ‫العاديين من هاتين الطائفتين صمتوا‬ ‫خوفًا‪ ،‬أو التحقوا غالباً بركب النظام‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن االنتفاضة ال تمت‬ ‫للطائفية بأي مدلول‪ ،‬وهو ما يكسر‬ ‫رواية النظام‪ ،‬ما يعني أيضًا أن هذه‬ ‫األقليات كان لديها من هامش الحرية‬ ‫االجتماعية ما يتيح أن تخرج منها نساء‬ ‫على هذا القدر من الوعي والتحرر من‬ ‫التبعية الدينية والعائلية والطائفية‪.‬‬

‫النساء لم يكنّ فقط الى جانب‬ ‫الرجال في صنع االنتفاضة‪ ،‬بل شكلن‬ ‫حالة يجب دراستها بعمق‪ ،‬عندما‬ ‫يتسنى لكل واحدة من الناشطات‬ ‫الحديث بحرية عن تجربتها‪ ،‬ألن‬ ‫الحديث عن هذه التجارب سيجلو‬ ‫الكثير من الحقائق‪ ،‬وسيقودنا إلى‬ ‫السؤال التالي‪ :‬إذا كانت النساء قد‬ ‫ساهمن في الحراك بشكل كبير‪،‬‬ ‫فهل سيدفعن ثمن ذلك بعودتهن‬ ‫إلى ظروف الإنسانية بحسب ما تشير‬ ‫الدالئل؟ وهل سيكنّ أمام استحقاق‬ ‫صعب‪ ،‬كما حدث عقب الثورة اإليرانية‬ ‫سنة ‪ 1979‬عندما انقلبت الثورة‪،‬‬ ‫وكانت أولى ضحاياها حريات النساء‬ ‫وحقوقهن؟‬ ‫وفق المجرى التاريخي لسياق‬ ‫االنتفاضة في سورية‪ ،‬يصعب القول‬ ‫إن حقوق المرأة ستكون بخير‪ ،‬ليس‬ ‫بسبب صعود التيار اإلسالمي فقط‪،‬‬ ‫فالمطروح سلفًا هو تيار معتدل‬ ‫يحفظ المسافة الباقية بين حقوق‬ ‫الفرد المواطن‪ ،‬وبين حريته في‬ ‫طقوسه وشعائره الدينية‪ .‬ولكن‬ ‫الخوف يأتي هنا مما قد تؤول إليه‬ ‫االنتفاضة في حال استمر الوضع على‬ ‫ما هو عليه‪ ،‬واتجه الشارع أكثر فأكثر‬ ‫نحو التدين والتشدد‪ ،‬عبر أوساط‬ ‫مستقلة تخرج من هنا وهناك تدعو‬ ‫إلى أسلمة الدولة‪ ،‬وترفض الحديث‬ ‫بأبسط مقومات الدول الحديثة وهي‬ ‫«الدين هلل والوطن للجميع»‪ .‬وقد‬ ‫يحدث‪ ،‬وحالما يسقط النظام‪ ،‬أن‬ ‫يتم إبعاد النساء عن مراكز القرار‪،‬‬ ‫ويتبدى وجه آخر غير واضح اآلن‬ ‫بالنسبة لألصوات المتشددة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يجب التنبه منه‪ :‬إذ على رغم الحضور‬ ‫الطاغي للنساء‪ ،‬فمن الواضح الميل‬ ‫الى تبني ذاك االبعاد سياسيًا لخدمة‬

‫المشروع اإلسالمي‪.‬‬ ‫لقد كانت المرأة في عهد النظام‬ ‫الديكتاتوري تعيش تحت حرية‬ ‫مقنّعة‪ ،‬تستلهم الشكل وتفرغ‬ ‫المحتوى الحقيقي لحق اإلنسان في‬ ‫الحرية والمواطنة‪ ،‬مثل الرجل‪ ،‬ومع‬ ‫اإلرث المتوارث والعادات والتقاليد‪،‬‬ ‫إضافة‪ ،‬مؤخراً‪ ،‬إلى اشتداد النفس‬ ‫الديني‪ .‬ولسوف تعاني النساء أكثر‪،‬‬ ‫وسيصير عليهن تحمل المهام تلو‬ ‫المهام‪ ،‬بعد اسقاط الديكتاتورية‪ ،‬التي‬ ‫ساهمن في زوالها‪ ،‬وسيكون عليهن‬ ‫النضال على الجبهة األكثر صعوبة‬ ‫واألقل سرعة في التغيير‪ ،‬وهي حفر‬ ‫بنية مجتمع خارج من استبداد مقنع‬ ‫بعلمانية‪ ،‬ومنفتح على تشدد وتدين‬ ‫يقصي النساء من المشاركة في‬ ‫الحياة العامة والسياسية‪.‬‬ ‫إن وجود دستور مدني وتغيير‬ ‫في قانون األحوال الشخصية‪ ،‬وانشاء‬ ‫ومأسسة منظمات حقوقية مدنية منذ‬ ‫اآلن‪ ،‬تعنى بقضايا النساء وتطالب‬ ‫بحرياتهن‪ ،‬هو الخطوة المكملة‬ ‫لسقوط االستبداد في سبيل نيل‬ ‫النساء حرياتهن‪.‬‬ ‫فاالستبداد ناقص بالضرورة‪،‬‬ ‫وسقوطه ناقص أيضاً‪ ،‬ألنه سيظل‬ ‫يحمل طوي ًال بذور تخلفه‪ ،‬وستكون‬ ‫النساء الواجهة األكثر تعرضاً للخطر‬ ‫في حال لم يتم التنبيه إلى هذا‬ ‫األمر‪ .‬وعلى النساء أن ال يكن صامتات‬ ‫على خطط وبرامج سياسية لألحزاب‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬التي تريد العودة بهن إلى‬ ‫زمن ولى ومضى‪ ،‬بحيث يخرجن من‬ ‫نير إلى نير‪ ،‬ومن ظالم إلى ظالم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حقيقة واقعات اآلن بين المطرقة‬ ‫إنهن‬ ‫والسندان‪.‬‬ ‫دار الحياة | ‪2012 / 1 / 07‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ال يزال الوقت مبكراً للحكم على‬ ‫ديموقراطية ما بعد سقوط األنظمة‪،‬‬ ‫وما ستواجهه نساء العالم العربي‬ ‫بخصوص حقوقهن وحرياتهن‪ ،‬في‬ ‫حال استولت األحزاب اإلسالمية على‬ ‫السلطة‪ .‬لكن ال شك أن حربًا بدأت‬ ‫تدور رحاها‪ ،‬في مصر وتونس وليبيا‪،‬‬ ‫بين هذه األحزاب والنساء اللواتي‬ ‫يتقدمن بجرأة وقوة للحفاظ على‬ ‫حقوقهن بعد إسقاط الديكتاتوريات‬ ‫المقنعة بالعلمانية المجهضة‪.‬‬ ‫في سورية يبدو المشهد مختلفاً‬ ‫على رغم تصاعد المزاج الشعبي‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬ألن نظرة بسيطة الى ما‬ ‫قامت به النساء في اإلنتفاضة يجعل‬ ‫األمر أقل سوداوية مما يبدو‪ .‬هذا‬ ‫التفاؤل النسبي يظل مرهوناً بنهاية‬ ‫التجربة الثورية السورية للوصول‬ ‫إلى الديموقراطية‪ ،‬والتي تبدأ أولى‬ ‫مراحلها مع سقوط النظام‪ ،‬وفي‬ ‫تبدل واضح للخريطة السياسية في‬ ‫المنطقة‪ ،‬نحو اعتماد إسالم معتدل‬ ‫على غرار التجربة التركية‪.‬‬ ‫كانت اإلنتفاضة في سورية تحمل‬ ‫منذ بداياتها بذور أمنها‪ ،‬ليس بوصفها‬ ‫استثناء عن حالة الثورات العربية‪،‬‬ ‫ولكن بوصف المجتمع السوري يحمل‬ ‫جينات تعدده وتنوعه‪ ،‬ضمن الحالة‬ ‫المبتغاة لشعب انتفض مطالبًا بحريته‬ ‫وكرامته‪ .‬كما أن التعبيرات الشعبية‬ ‫في هتاف المتظاهرين‪ ،‬تعطي فكرة‬ ‫عن مزاج الشارع‪ ،‬رغم مظاهر أسلمة‬ ‫ال تزال ضمن خط المعقول لجهة حق‬ ‫اإلنسان في اإلنتماء إلى الدين كمرجع‬ ‫حياتي له‪ ،‬وهذا ما يظهر في األغاني‬ ‫والرسوم والرقص خالل الهتافات‪،‬‬ ‫ومؤخراً كانت المفاجأة في ليلة رأس‬ ‫السنة الحافلة باألهازيج والرقصات‬ ‫والمفرقعات النارية الواضحة في‬ ‫معظم الشرائط المصورة للتظاهرات‪.‬‬ ‫حتى النساء اللواتي اقتحمن حلقات‬ ‫مراقبي الجامعة العربية كن من‬ ‫المحجبات ولسن من المنقبات‪ ،‬مما‬ ‫يعني حقيقة أن ال رؤية متشددة‬ ‫سلفية في الدين‪ ،‬بل يوحي هذا‬ ‫برغبة شعب عارمة في الكرامة‬ ‫والحياة ضمن مرجعيته الدينية‪.‬‬ ‫هذا في حال لم يتم تسويق‬ ‫هذه المرجعية‪ ،‬بعد سقوط النظام‪،‬‬ ‫لمصلحة برنامج سياسي إسالمي‬ ‫للدولة‪.‬‬ ‫قبل تشكيل التنسيقات‪ ،‬واندالع‬ ‫االحتجاجات‪ ،‬وعندما كانت مصر‬ ‫وتونس في حالة غليان‪ ،‬كان الشباب‬ ‫السوري يتحرك بصمت‪ ،‬ويفكر‬ ‫بصيغة للخروج بالشارع ضد نظام‬ ‫اإلستبداد‪ .‬وحينها كان للنساء دور‬ ‫كبير في هذا الحراك األولي عبر‬ ‫تنسيق االجتماعات األولى‪ .‬والالفت‬ ‫أن هذا الحضور النسوي كان مقترناً‬ ‫بتنوع طائفي وطبقي أيضاً‪ ،‬سرعان‬ ‫ما انتقل إلى ناشطات اإلنتفاضة‪،‬‬ ‫عندما عمت االحتجاجات المدن‪ .‬فمن‬ ‫المالحظ وبشدة وجود المرأة في‬

‫من أعمدة الصحافة ‪. .‬‬

‫سمر يزبك‬

‫‪13‬‬


‫الدفــــــاع امل�شـــــــروع‬ ‫الصفحة القانونية‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫ف��ي كالم جمي��ل للحكي��م‬ ‫ٍ‬ ‫المصري "هرمس ذي الثالث ش��عب"‬ ‫وه��و ذاته "أمنحوت��ب المصري"‪" :‬إن‬ ‫غرض الحق هو ما يقضي به العقل‬ ‫ويحكم‪ ،‬وهو أن تكون األش��ياء على‬ ‫ترتيبه��ا الطبيع��ي ثابت��ة قائمة فإذا‬ ‫كان��ت كذلك‪ ،‬فم��ا أحس��نها وأجملها‬ ‫وأعدلها وذل��ك كالصانع الذي ينبغي‬ ‫له أن يكون هو الذي يس��تعمل اآللة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متصرفة‬ ‫مس��تعملة له‬ ‫ال اآللة تكون‬ ‫ب��ه" ع��ن أدب الحياة لكم��ال جنبالط‬ ‫صفحة ‪.175‬‬ ‫كما ق��ال أكث��ر التي��ارات الفكرية‬ ‫تحرراً في التاريخ اإلسالمي "المعتزلة"‬ ‫بقدرة العقل البشري على تمييز القبيح‬ ‫م��ن الحس��ن والتص��رف على أساس��ه‬ ‫وانتقل��ت ه��ذه الفك��رة إلى التش��ريع‬ ‫المعاص��ر والقواني��ن الحديث��ة عل��ى‬ ‫أس��اس أن العقل البش��ري ق��ادرٌ على‬ ‫التص��رف حتى في حال��ة الخطر وذلك‬ ‫دفع��ًا للضرر عن النفس أو المال‪ ،‬إذ ال‬ ‫يل��زم لمن يتهدد االعت��داء بأن يتحمله‬ ‫ثم يبلغ السلطات العامة لتتولى توقيع‬ ‫العقوب��ة على المعتدي‪ ،‬بل إن القانون‬ ‫والمنطق السليم يقران بحقه في صد‬ ‫ه��ذا الخطر أو إيقافه بالق��وة الالزمة‪،‬‬ ‫فعل طبيعي على‬ ‫وينشأ هذا الحق كرد ٍ‬ ‫األفعال الخطرة الصادرة عن المعتدي‪،‬‬ ‫وبذل��ك فإن حق الدفاع الش��رعي ينزع‬ ‫الصف��ة الجرمي��ة ع��ن أفع��ال المدافع‬ ‫فتصبح مبررة ومباحة‪.‬‬ ‫م��ن هن��ا ف��إن الدفاع الش��رعي‬ ‫س��بب تبرير يهدف إل��ى وقاية الحق‬ ‫من التعرض إلى الخطر الذي يتهدده‬ ‫وليس تخوي ً‬ ‫ال للمعتدى عليه س��لطة‬ ‫توقي��ع العق��اب عل��ى المعت��دي أو‬ ‫االنتق��ام من��ه‪ ،‬فالدف��اع الش��رعي ‪:‬‬ ‫هو اس��تعمال القوة الالزمة لمواجهة‬ ‫خط��ر اعتداء أو تعرض غير محق وال‬ ‫مثار ع��ن النفس أو المل��ك أو نفس‬ ‫الغير أو ملكه‪.‬‬ ‫نص��ت الم��ادة ‪ /183/‬من قانون‬ ‫العقوب��ات الس��وري وبنف��س النص‬ ‫الم��ادة ‪ /184/‬م��ن قان��ون العقوبات‬ ‫اللبناني على ما يلي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫فعل‬ ‫‪ - 1‬يعد ممارس��ة للحق كل ٍ‬ ‫تعرض‬ ‫قضت به ضرورة حالية لدفع‬ ‫ٍ‬ ‫غي��ر مح��ق وال مث��ار ع��ن النفس أو‬ ‫الملك أو نفس الغير أو ملكه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬يستوي في الحماية الشخص‬ ‫الطبيعي والشخص االعتباري‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إذا وق��ع تج��اوز ف��ي الدف��اع‬ ‫أمك��ن إعف��اء فاع��ل الجريم��ة م��ن‬ ‫العقوبة‪....‬‬ ‫وتبرير حالة الدفاع الشرعي هو‬ ‫فكرة المصلح المش��تركة لألفراد أي‬ ‫ترجيح مصلحة أول��ى بالحماية على‬ ‫مصلحة أخرى تحقيقاً للصالح العام‪،‬‬ ‫أي أن ح��ق المدافع أهم عند المجتمع‬ ‫وأولى بالرعاية ألن المعتدي قد هبط‬ ‫باعت��داءه ه��ذا بالقيم��ة االجتماعية‬ ‫لحقه‪ ،‬وفعل الدفاع وإن كان يتضمن‬

‫إهداراً لحق المعت��دي‪ ،‬إال أنه يصون‬ ‫ح��ق المعت��دى عليه األول��ى واألجدر‬ ‫عند المجتمع‪.‬‬ ‫وقد اتجه القضاء في سوريا إلى‬ ‫القبول بوجود حالة الدفاع الش��رعي‬ ‫حتى ولو كان الخطر وهمياً‪ ،‬شريطة‬ ‫أن يك��ون الفاع��ل ق��د بن��ى اعتقاده‬ ‫أس��باب معقولة‪،‬‬ ‫بوج��ود الخطر على‬ ‫ٍ‬ ‫وق��د أق��رت بذل��ك محكم��ة النقض‬ ‫الس��ورية وأيده أغلب فقهاء القانون‬ ‫السوري‪.‬‬

‫الدفاع ال�شرعي �ضد اخلطر‬ ‫النا�شئ عن موظف عام‬

‫إذا كان عم��ل الموظ��ف مطابقًا‬ ‫للقانون فال ش��ك ف��ي أن ما يهدد به‬ ‫م��ن خطر يك��ون ب��دوره محق��ًا‪ ،‬وال‬ ‫يج��وز لمن يتعرض له��ذا الخطر بأن‬ ‫يتذرع بالدفاع الشرعي لتبرير أفعال‬ ‫العن��ف التي يرتكبها لدرئه‪ ،‬ألن فعل‬ ‫الموظف هو تنفيذ للقانون‪.‬‬ ‫ويدع��م ه��ذا الق��ول الم��ادة‬ ‫‪ /184/‬من قانون العقوبات الس��وري‬ ‫والت��ي تبرر الفع��ل المرتك��ب إنفاذاً‬ ‫ألمر ش��رعي‬ ‫لنص قانوني أو إعما ًال ٍ‬ ‫صادر عن الس��لطة‪ ،‬مم��ا يعني نفي‬ ‫الصف��ة غي��ر المش��روعة ع��ن فعل‬ ‫ه��ذا الموظف (م��ن نافل��ة القول إن‬ ‫اعتقال‬ ‫ممارسات األجهزة األمنية من‬ ‫ٍ‬ ‫وضرب وتعذيب ال تدخل ضمن الفعل‬ ‫القانوني للموظف فهي غير قانونية‬ ‫جملة وتفصي ً‬ ‫ً‬ ‫ال)‪.‬‬ ‫تج��در اإلش��ارة إلى أن��ه إذا وقع‬ ‫االعت��داء وتحق��ق كل الخط��ر ال��ذي‬ ‫يهدد الح��ق‪ ،‬فإن التبري��ر ينتفي وال‬ ‫يك��ون للدفاع الش��رعي مح��ل‪ ،‬وكل‬

‫عنف يصدر ع��ن المجني عليه يكون‬ ‫انتقام��ًا محظوراً‪ ،‬فقد قضت محكمة‬ ‫النق��د الس��ورية بأن��ه ل��و وق��ع قتل‬ ‫الس��ارق من قبل صاح��ب المال بعد‬ ‫إتم��ام الس��رقة يكون صاح��ب المال‬ ‫عندها مرتكباً لجريمة القتل القصد‪.‬‬ ‫في حال��ة الدفاع الش��رعي يثور‬ ‫تساؤل حول حكم وضع وسائل الدفاع‬ ‫الميكانيكي��ة كمن يضع فخ��اً لحماية‬ ‫بيته أو أسالكًا كهربائية فتصيب لصًا‬ ‫ل��دى محاولت��ه الدخول إل��ى المنزل‪،‬‬ ‫فذه��ب أغل��ب الفقه��اء إل��ى أن هذه‬ ‫المس��ألة ال تندرج تحت عنوان الدفاع‬ ‫المشروع ألن الدفاع بطبيعته يقتضي‬ ‫سبق العدوان‪ ،‬وهنا كان فعل صاحب‬ ‫الحق أسبق وهو ما ال يجوز‪.‬‬ ‫نص المشرع السوري واللبناني‬ ‫على بعض الح��االت والتي تعتبر من‬ ‫قبي��ل الدفاع الش��رعي ع��ن النفس‬ ‫ويب��اح عند توافرها القت��ل أو اإليذاء‬ ‫ويكون مبرراً‪:‬‬ ‫‪ - 1‬من يدافع عن نفس��ه أو ماله‬ ‫أو نفس الغير أو ماله تجاه من يقوم‬ ‫باستعمال العنف للسرقة والنهب‪.‬‬ ‫شخص‬ ‫‪ - 2‬الفعل المقترف على‬ ‫ٍ‬ ‫دخل أو حاول الدخ��ول لي ً‬ ‫منزل‬ ‫إلى‬ ‫ال‬ ‫ٍ‬ ‫آه��ل أو إل��ى ملحقات��ه المالصق��ة‬ ‫ٍ‬ ‫بتسلق السياجات أو ثقبها أو كسرها‬ ‫أو باستعمال مفاتيح مقلدة أو أدواتٍ‬ ‫خاصة‪.‬‬

‫حاالت جتاوز الدفاع‬ ‫ال�شرعي‬

‫‪ - 1‬حال��ة التج��اوز المقص��ود‪:‬‬ ‫أي عندم��ا يق��در المدافع جس��امة‬ ‫الخط��ر المح��دق ب��ه‪ ،‬والوس��يلة‬

‫المناس��بة لدرئ��ه‪ ،‬لكن��ه يتج��اوز‬ ‫قاصداً االنتق��ام‪ ،‬فالقواعد العامة‬ ‫تقرر مسؤولية التجاوز عن جريمة‬ ‫قصدي��ة النتف��اء ش��رط التبري��ر‬ ‫وع��ودة الفعل إل��ى أصله من عدم‬ ‫المشروعية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬حال��ة التج��اوز بالخطأ‪ :‬لم‬ ‫ينص المشرع الس��وري على هذه‬ ‫ً‬ ‫صراح��ة كأن يفرط المدافع‬ ‫الحالة‬ ‫في استعمال حقه وكان بوسعه أو‬ ‫م��ن واجبه أن يقدر التناس��ب بين‬ ‫جس��امة الخطر وجس��امة ودفاعه‬ ‫نح��و صحي��ح‪ ،‬ع��دم ن��ص‬ ‫عل��ى‬ ‫ٍ‬ ‫المش��رع على ه��ذه الحال��ة يعني‬ ‫الع��ودة ف��ي حكمه��ا إل��ى القواعد‬ ‫العام��ة والت��ي تقض��ي بمس��ائلة‬ ‫المتجاوز عن عمله‪.‬‬ ‫‪ - 3‬حالة التج��اوز المتجرد عن‬ ‫القصد والخطأ‪ :‬هنا نص المش��رع‬ ‫عل��ى إعف��اء المعت��دى علي��ه من‬ ‫ً‬ ‫صراح��ة حس��ب الفق��رة‬ ‫العقوب��ة‬ ‫الثالث��ة م��ن الم��ادة ‪ /183/‬آنف��ة‬ ‫الذكر‪.‬‬ ‫في جميع األح��وال فإنه يمكن‬ ‫وضع معيار محدد ليتناس��ب الدفاع‬ ‫مع االعتداء أساس��ه س��لوك الرجل‬ ‫المعتاد والس��ؤال الذي يطرح عاد ًة‬ ‫ف��ي مثل هذه الحاالت ه��و التالي‪:‬‬ ‫إذا وضع الرجل المعتاد (أو القاضي)‬ ‫نفسه مكان المدافع فهل يتصرف‬ ‫على النحو ال��ذي تصرف به؟ وعند‬ ‫تطبيق ه��ذا المعي��ار الموضوعي‬ ‫ال يمك��ن إغفال بع��ض االعتبارات‬ ‫الش��خصية‪ ،‬مث��ل س��ن المداف��ع‪،‬‬ ‫وجنس��ه‪ ،‬وقوت��ه البدني��ة‪ ،‬ه��دوء‬ ‫أعصاب��ه‪ ،‬ودرجة تعليم��ه‪ُ ،‬‬ ‫وتأثير‬ ‫ظروف الزمان والمكان عليه‪.‬‬


‫ر�شــدي الكيخــيا (‪)1984 - 1900‬‬ ‫رشدي الكيخيا‬ ‫متوسطًا الرئيسين‬ ‫شكري القوتلي‬ ‫وجمال عبد الناصر‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ولد رش��دي الكيخيا ف��ي حلب عام‬ ‫‪ 1900‬م��ن أس��رةٍ إقطاعي��ةٍ عريق��ة‪،‬‬ ‫ش��ديدة الثراء‪ ،‬تذكر بعض المراجع أن‬ ‫أصل تس��مية األس��رة (كتخ��دا)‪ ،‬تلقى‬ ‫علومه في حلب ودرس الحقوق ومارس‬ ‫المحاماة فيها‪ ،‬ورث أمالكاً وعقاراتٍ في‬ ‫تركيا نتيجة ارتباطاتٍ عائلية‪ ،‬عمل في‬ ‫صف��وف الكتلة الوطنية منذ تش��كيلها‬ ‫ع��ام ‪ ،1927‬ثم أعل��ن انفصال��ه عنها‬ ‫ع��ام ‪ 1939‬عندما تعث��رت المفاوضات‬ ‫مع فرنس��ا ورفضت تصديق المعاهدة‬ ‫وس��اءت سمعة الكتلة بس��بب التنازالت‬ ‫الت��ي قدمتها‪ ،‬وأخذ يتزع��م المعارضة‬ ‫لترش��يح الرئي��س القوتل��ي وت��رأس‬ ‫الكتلة الدستورية في مجلس النواب‪.‬‬ ‫عام ‪ 1948‬التقى مع ناظم القدسي‬ ‫ليشكال حزب الش��عب‪ ،‬وهو تحالف بين‬ ‫الكتل��ة البرلمانية الدس��تورية والكتلة‬ ‫البرلمانية الش��عبية‪ ،‬القدسي والكيخيا‬ ‫صن��وان حتى أن حزب الش��عب نفس��ه‬ ‫ظل يدعى ولفترةٍ طويلة حزب رشدي‬ ‫وناظم‪.‬‬ ‫نق ًال عن "باتريك سيل" في كتابه‬ ‫"الصراع على الش��رق األوسط" صفحة‬ ‫‪( :50‬كان زعماء حزب الش��عب يتمتعون‬ ‫لنزاهته��م الش��خصية بس��معة جي��دة‬ ‫تف��وق ما يتمتع به منافس��وهم زعماء‬ ‫الح��زب الوطن��ي‪ ،‬وق��د اس��تقالوا على‬ ‫األغلب من الكتلة في عام ‪ 1939‬دون أن‬ ‫يستمتعوا بثمار المناصب في الدولة‪...‬‬ ‫حزب الش��عب يمثل المصال��ح التجارية‬ ‫ف��ي حل��ب والمنطقة الش��مالية)‪ ،‬وعن‬ ‫ميش��يل عفل��ق متحدثًا لباتريك س��يل‬ ‫عام ‪( :1961‬كان حزب الشعب أكثر من‬ ‫كتلةٍ برلمانيةٍ معارضةٍ للقوتلي‪ ،‬كان‬ ‫مخلصًا ومرتبطًا باإلجراءات الدستورية‬ ‫والديمقراطية)‪.‬‬ ‫انتخب نائبًا عن حلب في دورات ‪-36‬‬ ‫‪ 49-47-43‬حيث انتخب رئيسًا للمجلس‬ ‫وآخر دورة كان��ت في عام ‪ ،1954‬خالل‬ ‫انقالب الزعيم سأل الزعيم بطانته من‬ ‫هم أعدائي في حلب‪ ،‬فأجمعوا على أن‬ ‫الكيخيا هو خصمه اللدود‪ ،‬فأحضره إلى‬ ‫مكتبه ووجه له إهان��اتٍ الذعة‪ ،‬وأعاده‬

‫إل��ى حلب‪ ،‬م��ع انقالب س��امي الحناوي‬ ‫حليف حزب الشعب‪ ،‬عاش الحزب أزهى‬ ‫عه��وده السياس��ية‪ ،‬فاس��تلم الكيخي��ا‬ ‫وزارة الداخلي��ة والقدس��ي الخارجي��ة‪،‬‬ ‫فيض��ي األتاس��ي االقتص��اد‪ ،‬فتح اهلل‬ ‫أس��يون وزير دولة‪ ،‬مجد الدين الجابري‬ ‫المقرب من حزب الش��عب أشغال عامة‪،‬‬ ‫ومالت كفة السياس��ة الس��ورية بشدة‬ ‫نحو الوحدة مع الع��راق‪ ،‬وخالل تاريخه‬ ‫السياس��ي اته��م الكيخي��ا بمواالت��ه‬ ‫للعرش الهاش��مي لكن اتضح فيما بعد‬ ‫ب��أن الكيخي��ا عروبي وح��دوي وموقفه‬ ‫من االنفصال أكبر دليل على ذلك‪.‬‬ ‫عام ‪ 1950‬انتخب رئيس��ًا للجمعية‬ ‫التأسيس��ية لصياغة الدستور‪ ،‬وانتخب‬ ‫رئيس��ًا لمجل��س النواب وصدر دس��تور‬ ‫‪ 1950‬أكثر الدس��اتير الس��ورية مدنية‬ ‫بتوقيع الكيخي��ا في الخامس من أيلول‬ ‫من العام نفسه‪.‬‬ ‫عام ‪ 1947‬قاد ً‬ ‫حملة مع القدس��ي‬ ‫وكيال��ي ف��ي مجل��س الن��واب لحم��ل‬ ‫الحكوم��ة عل��ى رص��د مبل��غ لتنفي��ذ‬ ‫مش��روع ج��ر المي��اه م��ن نه��ر الفرات‬ ‫لحلب إلرواء المدينة‪ ،‬ونجح الكيخيا في‬ ‫تخصي��ص ‪ 20‬مليون ليرة من الموازنة‬ ‫العامة لتنفيذ المشروع وفع ًال وفي عام‬ ‫‪ 1950‬ش��رب الحلبيون من مياه الفرات‬ ‫للمرة األولى‪.‬‬ ‫مع انقالب الشيشكلي األول والذي‬ ‫أتى تحت ذريعة إنقاذ الجمهورية متهمًا‬ ‫ح��زب الش��عب بالتواط��ؤ م��ع الع��رش‬ ‫الهاش��مي عم��ل عل��ى إقص��اء ح��زب‬ ‫الشعب إال أنه لم يستطع لمكانة الحزب‬ ‫ونف��وذه‪ ،‬وتش��كلت وزارة مصالح��ة‬ ‫برئاسة خالد بيك العظم حاز فيها حزب‬ ‫الش��عب ‪ 4‬وزارات‪ ،‬وفي انقالبه الثاني‬ ‫ق��ام الشيش��كلي باعتقال رم��وز حزب‬ ‫الش��عب إال أنه ل��م يجرؤ عل��ى اعتقال‬ ‫الكيخيا‪.‬‬ ‫م��ع ع��ودة الحي��اة الديمقراطي��ة‬ ‫ع��ام ‪ 1954‬وإج��راء االنتخاب��ات العامة‬ ‫حصل حزب الشعب على ثالثين مقعداً‬ ‫نيابي��اً ف��ي حين أنه حص��ل عام ‪1949‬‬ ‫على ثالثةٍ وس��تين مقعداً بين ش��عبي‬

‫ومق��رب من الش��عب مما ي��دل على أن‬ ‫ح��زب الش��عب فقد وهج��ه أم��ام المد‬ ‫اإلعالم��ي الناص��ري وتوجه السياس��ة‬ ‫السورية نحو مصر‪.‬‬ ‫عام ‪ 1958‬وقف الكيخيا بشدة ضد‬ ‫الوح��دة االندماجية بل طالب بتش��كيل‬ ‫لجن��ة تقص��ي تجم��ع المعلوم��ات من‬ ‫ال��دول العربي��ة إلقامة وح��دةٍ عربيةٍ‬ ‫ش��املة‪ ،‬وتعرض خ�لال فت��رة الوحدة‬ ‫ل��كل أش��كال اإلقص��اء والهج��وم م��ن‬ ‫عب��د الناص��ر وأعوان��ه‪ ،‬ف��ي ‪ 28‬أيلول‬ ‫عام ‪ 1961‬س��عى الضباط الذين قاموا‬ ‫باالنفصال إلصدار بيان تأييد لحركتهم‬ ‫من زعماء حلب على غ��رار بيان زعماء‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫نق� ً‬ ‫لا ع��ن أس��عد الكوران��ي ف��ي‬ ‫مذكرات��ه صفح��ة ‪( :346-344‬بع��د أن‬ ‫ق��ال الضب��اط ما عندهم طلب رش��دي‬ ‫الكيخي��ا ال��كالم وقال بالح��رف الواحد‪:‬‬ ‫"إن الوحدة العربي��ة كانت ومازالت من‬ ‫أمانينا الوطنية وكانت إقامتها مع مصر‬ ‫وه��ي أكب��ر األقط��ار العربي��ة موضع‬ ‫موافقتن��ا جميعًا رس��ميًا وش��عبياً‪ ،‬وإذا‬ ‫وقع��ت أخطاء ف��ي إدارته��ا فالخطأ مما‬ ‫يمك��ن تصحيح��ه‪ ،‬ومهم��ا كان القائم‬ ‫بالحك��م مس��تأثراً بالس��لطة فاألف��راد‬ ‫ً‬ ‫أمنية‬ ‫زائل��ون‪ ،‬وإذا كانت هذه الوح��دة‬ ‫ً‬ ‫قومية ف��ي أصلها فقد أصبحت ضرور ًة‬ ‫لس�لامة س��وريا بعد إقامة إس��رائيل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عربي��ة‬ ‫ش��خصية‬ ‫فحب��ذا ل��و وس��طنا‬ ‫ً‬ ‫حيادي��ة كالل��واء ف��ؤاد ش��هاب رئي��س‬ ‫الجمهوري اللبنانية مث� ً‬ ‫لا‪ ،‬لرأب الصدع‬ ‫بي��ن الضب��اط الذي��ن قام��وا بالحركة‬ ‫وبي��ن عبد الناص��ر وإع��ادة الوحدة إلى‬ ‫ما كان��ت عليه‪ ،‬وال أوقع عل��ى أي بيانٍ‬ ‫بتأيي��د االنفص��ال" لق��د حل��ق الكيخيا‬ ‫فوق س��موات وطنية القومي��ة العربية‬ ‫ونكران الذات م��ع أنه كان مبغوضاً من‬ ‫عبد الناصر ومحاربًا من زبانيته السراج‬ ‫وأعوانه‪ ،‬وهو السوري الوحيد من رجال‬ ‫السياس��ة القدامى الذي رأى في نفسه‬ ‫الجرأة على إن��كار ما وقع في ‪ 28‬أيلول‬ ‫عام ‪.)1961‬‬ ‫بع��د االنفصال لم يرش��ح الكيخيا‬

‫نفسه للنيابة ليأسه من حكم العسكر‪،‬‬ ‫وال اتص��ل بأح��دٍ م��ن رج��ال الحك��م‬ ‫المدنيين‪ ،‬حتى أنه ابتعد عن القدس��ي‬ ‫نفس��ه وهو في س��دة الرئاسة األولى‪،‬‬ ‫وال وافق على رجوعه إليها بعد اعتقاله‬ ‫وعزل��ه منها من جان��ب الجيش على ما‬ ‫كان بينهما من الصداقة الوثيقة ووحدة‬ ‫العمل السياسي‪.‬‬ ‫ننق��ل عن أحمد أب��و صالح (عضو‬ ‫القي��ادة القطري��ة لح��زب البع��ث) من‬ ‫برنام��ج ش��اهد عل��ى العص��ر الحلقة‬ ‫الخامس��ة (‪" :)2003-8-17‬بع��د‬ ‫االنفصال رش��دي الكيخي��ا أكبر من أن‬ ‫يج��يء على ظه��ر دباب��ة‪ ،‬فالرجل كان‬ ‫يحت��رم نفس��ه‪ ...‬إنه��ا حقيقة رش��دي‬ ‫الكيخي��ا أكب��ر زعي��م في س��وريا بعد‬ ‫وف��اة س��عد اهلل ٍ‬ ‫الجاب��ري وأف��ول نجم‬ ‫ش��كري القوتلي‪ ...‬الكيخي��ا أبرز زعيم‬ ‫ٍ‬ ‫رئيس‬ ‫في س��وريا كان يأنف بأن يكون‬ ‫جمهوري��ةٍ عن طريق العس��كر‪ ،‬فكان‬ ‫القدس��ي رئي��س الجمه��وري وهو من‬ ‫النس��ق الثان��ي ف��ي حزب الش��عب بعد‬ ‫الكيخيا"‪.‬‬ ‫بع��د انق�لاب ع��ام ‪ 1963‬أقص��ي‬ ‫الكيخيا ونفي إلى لبنان‪ ،‬توفاه اهلل في‬ ‫قبرص عام ‪ 1984‬فقيراً غريباً لم يجد‬ ‫في الوطن العربي سريراً يضطجع عليه‬ ‫وال قبراً يدفن فيه وهو اإلقطاعي الذي‬ ‫أنفق ما يملك على العمل الوطني‪.‬‬ ‫نق ًال عن عصام العطار في رسالة‬ ‫التعزي��ة بالكيخيا والتي نش��رتها مجلة‬ ‫الرائ��د ف��ي عددها لش��هر أيل��ول عام‬ ‫‪" :1988‬س��معت بوفات��ه وق��د مض��ى‬ ‫عليها زم��ن طويل‪ ،‬لم يك��ن جيلنا من‬ ‫جيل��ه‪ ،‬وال فكرن��ا من فك��ره‪ ،‬وال نهجنا‬ ‫م��ن نهجه‪ ،‬كان رج� ً‬ ‫لا كبيراً يش��هد له‬ ‫أعداؤه وأصدقاؤه بالنزاهة‪ ،‬ويش��هدون‬ ‫ل��ه بالترف��ع‪ ،‬ل��و قب��ل رش��دي الكيخيا‬ ‫ف��ي بع��ض العه��ود أن يك��ون رئيس��ًا‬ ‫للجمهورية لكان"‪.‬‬ ‫نق� ً‬ ‫لا ع��ن جري��دة المس��تقبل‬ ‫اللبناني��ة ف��ي عددها الص��ادر في ‪25‬‬ ‫تشرين األول ‪ 2005‬وضع كاتب المقال‬ ‫محمد س��يد رص��اص الكيخيا مع زعماء‬ ‫األمة العربية‪" :‬كان سعد زغلول وسعد‬ ‫اهلل الجابري ورشدي الكيخيا استثناءاتٍ‬ ‫ضمن مسار ليبرالية ما قبل ‪ ...1952‬إن‬ ‫لتطور‬ ‫ليبرالية الكيخيا لم تكن انعكاسًا‬ ‫ٍ‬ ‫عالم��ي انعكس عل��ى الصعيد العربي‪،‬‬ ‫إال أنها كانت حراكاً محلياً"‪.‬‬ ‫وننق��ل ع��ن مجل��ة الف��ارس‬ ‫العرب��ي الع��دد ‪ 127‬ف��ي ‪ 4‬تش��رين‬ ‫الثان��ي ‪ 2006‬وتح��ت عن��وان "لقاؤن��ا‬ ‫موع��د‪ ...‬ديمقراطي��ة عش��ناها بقل��م‬ ‫عادل أبو ش��نب"‪( :‬كان المرحوم س��عيد‬ ‫الجزائري س��كرتير تحري��ر مجلة النقاد‬ ‫األس��بوعية‪ ،‬يكتب أس��بوعياً قفش��اتٍ‬ ‫تخص نائب حل��ب ورئيس الوزراء فيما‬ ‫بع��د مع��روف الدواليبي‪ ،‬وكن��ا نقرأها‬ ‫ونبتس��م ونضح��ك‪ ،‬ويب��دو أن زعي��م‬ ‫ح��زب الش��عب رش��دي الكيخي��ا ال��ذي‬ ‫ينتمي إليه الدواليبي كان يقرأها‪ ،‬وذات‬ ‫ٌ‬ ‫حديث‬ ‫ي��وم التق��ى بالجزائري‪ ،‬فج��رى‬ ‫بينهم��ا ع��ن (الدواليبي��ات) الت��ي كان‬ ‫يكتبها فما كان من الكيخيا إال أن أعطى‬ ‫الجزائري فقر ًة عن مع��روف الدواليبي‬ ‫ليضعه��ا ف��ي دواليبياته‪ ،‬أليس��ت هذه‬ ‫هي الديمقراطية؟ الديمقراطية عندما‬ ‫تنكت؟)‪.‬‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪15‬‬


‫علي فرزات‬

‫حيطان فيس بوك‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫يا مجلس وطني‪ ....‬و يا هيئة التنسيق الوطنية‬ ‫نقطونا سكوتكم‪..‬ارحموا الشارع‪..‬‬

‫عماد العبار‬ ‫المارد السوري إذا حصرته في درعا خرج من‬ ‫جهة بانياس‪ ،‬ضغطته في بانياس نبع في حماة‪،‬‬ ‫ضايقته في حماه ّ‬ ‫تمطى في منطقة الجزيرة‪ ،‬إذا‬ ‫ضايقتك كثيراً صفعك في حمص وإدلب ‪ ..‬اليوم‬ ‫مدّ رأسه من قمقمه فوجد نفسه في أحضان داريا‬ ‫‪ ..‬وغداً له موعدٌ جديد مع انتفاضة متجددة ‪..‬‬

‫فا�ضل اخلطيب‬ ‫هل يمكن تحديد تفصيالت ما بعد الثورة؟ من يعطي‬ ‫ضمانات لمن؟ ومن عنده شرعية تقديم الضمانات؟‬ ‫وما معنى الديمقراطية وتبادل السلطة؟ إن من يطلب‬ ‫ضمانات الغد مِن مَن ال يملك الغد ال يعني إ ّال الهروب‬ ‫من مواجهة مستحقات اليوم!‪ ..‬ضمانة الغد هي‬ ‫الدستور الديمقراطي‪ ..‬ضمانة وصول اإلسالميين في‬ ‫كل ثورات الربيع العربي للسلطة هو الديمقراطية‪،‬‬ ‫وهي الضمانة لوصول غيرهم‪ ،‬ولعدم وصولهم‪..‬‬ ‫الهروب من مواجهة الواقع لن يغيره‪ ،‬بل يغيره بدوننا‬

‫�سعاد جرو�س‬ ‫ال شك أن المتنبئة الفلكية ليلى عبد اللطيف‬ ‫تفوقت على الحماصنة في وضع أقوى شيفرة‬ ‫لدى توقعها لعام ‪ 2012‬أن‪« :‬تلفزيونات لبنان‬ ‫ستبث موسيقى كالسيكية؟»‪ ،‬تاركة الباب‬ ‫مفتوح لذكاء الجمهور لتقدير سبب أو معنى بث‬ ‫موسيقى كالسيكية في التلفزيونات الشئيئة‪.‬‬

‫�أحمد ح�سان‬ ‫كنت والزلت حذرا في ترويج أي مشروع سياسي‬ ‫من النظام أو المعارضة بكل فئاتها ‪ ..‬غير واضح‬ ‫المعالم كمشروع سوري للجميع ‪ ..‬ولم ولن‬ ‫أراهن اال على عقول وقلوب وزنود أمهات وشباب‬ ‫ورجال الشارع السوري ‪ ..‬الحرية بدها تمن كبير‬ ‫‪..‬وبدها وعي كبير ‪..‬وبدها قلب كبير ‪ ..‬مابدها‬ ‫ارضاء ألي طرف على حساب سوريا ‪ ..‬أما الزبد‬ ‫فيذهب جفاء ويبقى في االرض ماينفع الناس‬

‫م�صطفى علو�ش‬ ‫جميــل في‬ ‫فصــل‬ ‫بعــد أن كــان مجــرَّد‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫الفصـل الذي ال يُنسى‬ ‫السَّــنـة ‪ ..‬أصبــح الرَّبيع‬ ‫فــي تاريــخ الشعوب‬

‫معتز عثمان‬ ‫سوريا تلك البقعة الجغرافية التي خصها اهلل بأن‬ ‫تكون مهد الديانات السماوية األولى من ثناياها‬ ‫أبصر النور رسول السالم لإلنسانية سيدنا‬ ‫المسيح عليه السالم وهي التي أحبها وباركها‬ ‫ودعا لها خير البرية سيدنا محمد (ص) حتى قال‬ ‫عنها أولى القبلتين‪...‬‬ ‫نعم هذه سوريا وتلك دمشق التي ألهمت ا لشعراء‬ ‫بروعتها وشغلت المؤرخين بأيامها وسحرت‬ ‫المستشرقين بحكاياتها وأغرت الطامعين بغناها‬ ‫وحيرت علماء االجتماع بتنوع ثقافاتها نعم هذه سوريا‬ ‫معجم الثقافات ومنبع الحضارات رحما ال ينضب ومعينا‬ ‫ال ينتهي من الفكر واأللق واإلبداع أحببت أن أقول هذا‬ ‫لألشخاص اللذين ال يعرفون تاريخ بلدهم‪:‬‬ ‫سورية ليست اكبر من شخص فحسب‬ ‫سورية أكبر من‪ .......‬أمة بأسرها‬ ‫سورية اكبر من التاريخ‬

‫حنان الغريب‬ ‫يمثلني المتظاهر الموجود في الشارع فقط‪ ...‬وكلمته‬ ‫هي كلمتي ومطلبه هو مطلبي‪ ...‬واننا منتصرون‬ ‫على النظام وعلى المعارضة الوصولية‪...‬‬

‫م�صطفى عذاب‬ ‫كان أولى باللجنة العربية اصطحاب خبير لهجات‬ ‫حتى ال تظهر هذه اللجنة بمظهر األطرش خالل‬ ‫الزفة‪ ،‬وإلى حين حصولهم على واحد‪ ،‬سأتطوع‬ ‫بمدهم ببعض التلميحات‪:‬‬ ‫سوري من حمص‪ :‬حرئولي البيت أربع مرات‬ ‫سوري من الساحل‪ :‬حرقولي البات أربع مرات‬ ‫سوري من الجزيرة‪ :‬حرغولي بيت الشعر أربع مرات‬

‫م�صطفى علو�ش‬ ‫ما يحصل حولنا ليس أكثر من فيلم هندي لمخرج‬ ‫مكشوف األوراق الجميع يعرف نهايته ‪ ..‬وهم‬ ‫يتابعونه مرغمين فقط ليعرفوا كيف ومتى ‪!!!...‬‬

‫م�ؤيد �سكاف‬ ‫المعارضة السورية مثل سيارة « طوزطو‬ ‫مهرهرة « مترفة و مثقلة بالحديد يقودها رجل‬ ‫عجوز ببرود شديد وبطء شديد في منتصف‬ ‫الطريق وال يسمح للشباب الثائر بالمرور ال من‬ ‫هنا وال من هناك‪ ..‬ومهمها « طوطنالو « يزداد‬ ‫تناحة هذا الرجل العجوز‬

‫أنت أطلقت مواقف عديدة ضد النظام السوري منذ‬ ‫سنوات‪ .‬ما الذي دفعك إلى ذلك؟ وكيف كانت ردّة فعل‬ ‫رفاقك‪ ،‬في المعتقل‪ ،‬ممّن يختلفون معك في توجّهك؟‬ ‫ّإن مفهومَي الحرية والكرامة‪ ،‬اللذين تبلورا داخل السجون‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬جعالني أنظر إلى الحكم في سوريا بطريقة‬ ‫مغايرة لما كنت عليه خارج السجن‪ .‬لكن‪ ،‬تحديدا‪ ،‬بعد استشهاد‬ ‫أحد رفاقي‪ ،‬هايل أبو زيد‪ ،‬أدركت عمق الصلة واالرتباط بين‬ ‫فقداننا حريتنا داخل األسر‪ ،‬وفقدان المواطن السوري حريته‬ ‫في الشام وحلب وحمص وحماة وكل المناطق السورية‪ ،‬ورأيت‬ ‫بوطني سجنا ليس ّ‬ ‫أقل مِن سجني! هذا إضافة إلى قناعتي أن‬ ‫أكبر توازن إستراتيجي ممكن أن تحققه سوريا بوجه أعدائها‪،‬‬ ‫هو منح المواطن حريته وحقه في ممارسة الديموقراطية‪.‬‬ ‫ّإن خطوة اإلضراب عن الطعام التي خضتها احتجاجا على‬ ‫جرائم النظام السوري ومناصرة لمطالب الشعب في الحرية‬ ‫ومفاجئة لألسرى! لكن‬ ‫والكرامة الوطنية‪ ،‬كانت غريبة‬ ‫ِ‬ ‫معظمهم ساندوني معنويا‪ ،‬ومنهم مِن تضامن معي بشكل‬ ‫فعلي‪ .‬أما مِن يختلف معي بالرأي حول الموقف مِن النظام هم‬ ‫ق ّلة‪ ،‬ولم ألحظ أي ردود فعل علنية‪.‬‬

‫عدنان زراعي‬ ‫كحّل عيونك‬ ‫بالتراب‬ ‫وبالهواء‬ ‫وبالشهيد‬ ‫وبالجريح‬ ‫فأنت ‪..‬‬ ‫من أنت ؟‬ ‫‪ ..‬سوريّاً ؟؟؟‬ ‫فزع الخوف منك‬ ‫يا حرّاً يصيح‬

‫عروة توفيق احلالق‬ ‫من الذاكرة!! لم أكد أدرك في ذلك العمر المبكر‬ ‫معنى نظام الفتوة الذي كان يمارس في المدارس‬ ‫اإلعدادية و الثانوية في سوريا‪ .‬كان نظام قسرياً‪،‬‬ ‫يفرض على كل شاب و فتاة ارتداء بدلة عسكرية و‬ ‫حذاء أسود‪ .‬و كان من يخل بنظام المالبس يتعرض‬ ‫لإلهانة و العقاب‪ .‬كان الخوف يجبرنا على ارتداء هذا‬ ‫اللون القاتم خالل جميع فصول السنة‪ ،‬و ألعوام‬ ‫طويلة من حياتنا‪ .‬كنا نقف كل صباح في رتل ثنائي‬ ‫أمام مدرب الفتوة في المدرسة‪ ،‬و نردد خلفه‪ ،‬قائدنا‬ ‫إلى األبد‪ ،‬االمين حافظ األسد‪ .‬لم نكن نملك الحق‬ ‫لنعترض على الهتاف‪ ،‬كان الخوف يشل ألسنتنا‪،‬‬ ‫فقصص التعذيب و االعتقال كثيرة‪ .‬كان حافظ‬ ‫األسد شبيه باإلله بالنسبة لجيلي‪ ،‬صوره مقدسة‪،‬‬ ‫منتشرة في كل مكان‪ ،‬وتماثيله تنتصب في ساحات‬ ‫المدن و في غالبية مؤسساتها الحكومية حتى‬ ‫الجسور واألنفاق والمستشفيات تسمى باسمه‪ .‬تلك‬ ‫السنوات كان لها تأثير تدميري على جيلي‪ ،‬الذي كان‬ ‫يمارس بحقه القهر الفكري و النفسي دون أي رادع‪.‬‬

‫عماد العبار‬ ‫أكثر الناس حماسا لضرب حواجز الجيش‪ ،‬هم‬ ‫أكثرهم حماسا للجيش الحر‪ ،‬وهم في نفس‬ ‫الوقت أكثرهم أمال بزيادة االنشقاقات في‬ ‫الجيش وانضمام المنشقين للجيش الحر‪،‬‬ ‫وهم أيضا أكثرهم حزما في الضرب العشوائي‬ ‫للجيش(على مبدأ إنو اللي بدو ينشق كان انشق‬ ‫من زمان!) ‪ ..‬باهلل مو شي بيشق !‪..‬‬

‫�أبا حوميييز‬ ‫حااالنا ب ثورتناااا‬ ‫متل حال الخيميائي مع خليط المعاادن ع النااار‬ ‫‪.......‬‬ ‫هو يرقب النار وهي تنقي الخليط من الشواائب‬ ‫والعنااصر اللي ماالها نفع ‪.....‬‬ ‫ليكتشف في النهااية‪ .................‬أنه هو الذي‬ ‫ينقى وتشذب خصاااله‪........‬‬

‫الشعب السوري يستغيث منذ فترة‪ ،‬طالبا النجدة‬ ‫والعون‪ ،‬وذلك مِن خالل رفعه لكثير من الالفتات‬ ‫وتسميته العديد مِن أيام الجمع التي توحي بذلك‪ .‬ما هو‬ ‫موقفك مِن طلب الحماية الدولية الذي يتم تداوله؟‬ ‫إن استخدام طلب الحماية الدولية بشكل فوضوي قد يمس‬ ‫جوهر مطالب الثورة السورية‪ .‬أنا أؤيد تقديم قادة النظام إلى‬ ‫محكمة الجنايات الدولية وإيقاف تجارة السالح وتجميد عضوية‬ ‫‘سوريا األسد’ في المؤسسات الدولية‪ ،‬لكن فسح المجال‬ ‫أمام دول أخرى للتدخل العسكري‪ ،‬يعني أن تلك الدول سوف‬ ‫تتدخل في بناء سوريا المستقبل‪ ،‬وهذا ما لن يقبل به أبناء‬ ‫شعبنا المنتفض‪ .‬وأرى في اإلضراب الذي أعلن مؤخرا تمهيدا‬ ‫للعصيان المدني وسيلة فعالة قد تقرّب أجل النظام‪ .‬في جميع‬ ‫األحوال‪ ،‬ليس هناك مِن عاقل يرغب بأي شكل مِن أشكال‬ ‫التدخل الدولي‪ ،‬لكن النظام بتعنّته وإفراطه في غطرسته‬ ‫ودمويته هو مَن يدفع األمور إلى ذلك الحد‪ ،‬وهو يتحمل‬ ‫المسؤولية عن هذا‪ ،‬إن حصل‪ .‬وأضيف‪ّ ،‬أن الشعب السوري‬ ‫الذي يدفع هذه األثمان الباهظة هو األجدر بتقدير حاجياته‬ ‫وطاقته على التحمّل‪.‬‬

‫خطىء الكثيرين حينما يظنون أن‬ ‫من يستشهد ألجل وطنه استشهد‬ ‫ألجل زيادة راتب ‪ ،‬أو كيلو أرز‬ ‫وطحين أضافيين ويخطىء أكثر‬ ‫من يظن أن الطائفية هي التي‬ ‫تحركه ‪ ،‬من يخرج وينادي بالحرية‬ ‫فقد خرج ليرسم المجد لمن بعده‬ ‫وحينما تقتنصه يد الغدر والخيانة‬ ‫فهو يرتقي لمرتبة تطاول السماء‬ ‫فهو قد استشهد فداء للوطن‬ ‫والوطن ال يصنع من شخوص‬ ‫فاسدة بل هو تركيبة عجيبة من‬ ‫تراب وأناس يقدرون حريتهم‬ ‫ووطنهم ويسعون لوطن أفضل‬ ‫يضمهم برفق‪ ،‬لهؤالء الرحمة‬ ‫والخلود ولجالديهم الخزي والعار‪.‬‬ ‫***‬ ‫في الكثير من األحيان تجد ان حكمة‬ ‫الشهير «غوبلز» هي مبدأ أساسي‬ ‫في أنظمة الحكم المستبدة‪ ،‬اكذب‬ ‫ثم اكذب حتى يصدقك الناس ‪،‬‬ ‫ال يساورني شك أن هناك بعض‬ ‫المغيبين عن الحقيقة وهناك من‬ ‫يتغاضى عن الحقيقة وهناك من‬ ‫يخترع « الحقيقة» ‪ ،‬لكن من أغرب‬ ‫األشياء أن يكذب الشخص ويصدق‬ ‫كذبه وينسى في خضم كذبه أن‬ ‫اآلخرين لم يكونوا أصال يصدقون‬ ‫أقواله الحقيقة فكيف بكذبه ‪،‬‬ ‫حينما تتكامل صورة الحرية أول‬ ‫من سيتلون هم الكذابين‪.‬‬ ‫محمد كريشان‬

‫كيف تلخص لنا المشهد الجوالني‪ ،‬بصورة عامة؟ وما‬ ‫هو تقيّمك لموقف األهالي من الحاصل على ساحتهم‬ ‫السورية منذ انطالق الحراك الثوري؟‬ ‫االنقسام بالموقف مِن شكل العالقة مع السلطة في الشام‪،‬‬ ‫هو تاريخي في عمر الحركة الوطنية الجوالنية‪ .‬لكن‪ ،‬ونظرا‬ ‫ألهمية الحدث‪ ،‬يتأثر المجتمع الجوالني كما في كل المناطق‬ ‫السورية‪ ،‬ويتجلى هذا باالنقسام الحاد والتوتر الدائم بين‬ ‫مؤيدي النظام ومعارضيه‪.‬‬ ‫ّإن بعض جماهير الجوالن‪ ،‬ورغم بعدهم عن ممارسات‬ ‫النظام وأجهزته األمنية‪ ،‬إال ّأن الخوف ينغرس في نفوسهم!‬ ‫كما أنك ستجد أيضا أناسا يوالون النظام السوري مِن خالل‬ ‫إعالمه الرسمي‪ ،‬وعددا آخر تربطه مصالح وثيقة بمؤسسات‬ ‫الدولة‪ ،‬مثل بيع التفاح وقضايا أخرى‪ .‬لكن مِن المهم القول‪،‬‬ ‫إن موقف األهالي في الجوالن غير ثابت ويتغير وفق تطورات‬ ‫األحداث‪ .‬فسلمية الحراك والحفاظ على المطالب تحت سقف‬ ‫دولة مدنية حديثة‪ ،‬يحكمها نظام ديموقراطي ونبذ التفرقة‬ ‫الطائفية والتأكيد الدائم على وحدة سوريا‪ ،‬أرضا وشعبا‪ ،‬يبدّد‬ ‫مِن مخاوف الناس ويعزز الموقف المناصر لمطالب الثورة‪.‬‬

‫السؤال والجواب‪ :‬األسر المحرر وئام عماشة | عن جريدة القدس العربي‬


‫الثورة ال�سورية الكربى ‪1927 - 1925‬‬

‫حنين اليوسف‬

‫حبر ناشف‪. .‬‬

‫بي��ن وطننا الواحد‪ ،‬وقس��مونا إلى ش��عوب‬ ‫وطوائ��ف ودويالت‪ ،‬وحالوا بيننا وبين حرية‬ ‫الدي��ن والفك��ر والضمي��ر‪ ،‬وحري��ة التجارة‬ ‫والسفر‪ ،‬حتى في بالدنا وأقاليمنا‪.‬‬ ‫إل��ى الس�لاح أيه��ا الوطني��ون‪ ،‬إل��ى‬ ‫الس�لاح‪ ،‬تحقيق��ًا ألماني البالد المقدس��ة‪.‬‬ ‫إلى الس�لاح تأييداً لس��يادة الش��عب وحرية‬ ‫األم��ة‪ .‬إل��ى الس�لاح بعدما س��لب األجنبي‬ ‫حقوقك��م‪ ،‬واس��تعبد بالدك��م‪ ،‬ونق��ض‬ ‫عهودك��م‪ ،‬ولم يحافظ على ش��رف الوعود‬ ‫الرسمية‪ ،‬وتناسى األماني القومية‪.‬‬ ‫نحن نبرأ إلى اهلل من مسؤولية سفك‬ ‫الدم��اء‪ ،‬ونعتب��ر المس��تعمرين مس��ؤولين‬ ‫مباشرة عن الفتنة‪.‬‬ ‫إلى الس�لاح أيها الوطنيون‪ ،‬ولنغسل‬ ‫إهانة األمة بدم النجدة والبطولة‪ .‬إن حربنا‬ ‫اليوم هي حرب مقدسة‪ .‬ومطالبنا هي‪:‬‬ ‫• وح��دة الب�لاد الس��ورية‪ ،‬س��احلها‬ ‫وداخله��ا‪ ،‬واالعتراف بدولة س��ورية عربية‬ ‫واحدة مستقلة استقال ًال تامًا‪.‬‬ ‫• قيام حكومة ش��عبية تجمع المجلس‬ ‫التأسيس��ي لوضع قانون أساسي على مبدأ‬ ‫سيادة األمة سيادة مطلقة‪.‬‬ ‫• س��حب الق��وى المحتل��ة م��ن الب�لاد‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وتألي��ف جيش وطن��ي لصيانة‬ ‫األمن‪.‬‬ ‫• تأييد مبدأ الثورة الفرنس��ية وحقوق‬ ‫اإلنسان في الحرية والمساواة واإلخاء‪.‬‬ ‫إل��ى الس�لاح ولنكت��ب مطالبن��ا هذه‬ ‫بدمائن��ا الطاه��رة كم��ا كتبه��ا أجدادنا من‬ ‫قبلنا‪ .‬إلى السالح واهلل معنا ولتحيا سورية‬ ‫العربية حرة مستقلة‪.‬‬ ‫س��لطان األط��رش قائد ع��ام جيوش‬ ‫الثورة الوطنية السورية)‪.‬‬ ‫في ‪ 2‬آب ‪ 1925‬قامت معركة المزرعة‪،‬‬ ‫وهي من أهم وأمضى المعارك التي خاضها‬ ‫السوريون في تاريخهم الحديث فقد شارك‬ ‫فيه��ا ما يقارب من ‪ 13000‬جندي فرنس��ي‬ ‫مزودي��ن بالدبابات والمصفح��ات والمدافع‬ ‫الفتاكة بقيادة الجنرال ميشو الذي فر تاركًا‬ ‫خلف��ه العت��اد والذخائ��ر‪ ،‬وأكثر م��ن ‪5000‬‬ ‫جث��ة‪ ،‬أما ع��دد الثوار فلم ي�� ِزد على األلفي‬ ‫مقاتل استشهد ثلثهم‪.‬‬ ‫بدأت الثورة تمتد إلى المدن الس��ورية‬

‫األخ��رى ومن أهمها مدينة حم��اة التي رأت‬ ‫ضرورة قيام الثورة فيها بأسرع وقت ممكن‬ ‫لتخفف ضغط القوات الفرنس��ية على جبل‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫كان االتف��اق بي��ن الث��وار الحمويي��ن‬ ‫والقائ��د س��لطان باش��ا األط��رش ذا بع��د‬ ‫اس��تراتيجي واض��ح حي��ث اتفق��ا عل��ى ما‬ ‫يل��ي‪ :‬يتعهد الحمويون إش��عال ن��ار الثورة‬ ‫ضد الفرنس��يين أوائل تش��رين األول عام‬ ‫‪ 1925‬وبالمقابل يتعهد قائد الثورة سلطان‬ ‫األط��رش بع��دم عق��د أي اتف��اق منف��رد‬ ‫م��ع الفرنس��يين عندم��ا يقوم أه��ل حماة‬ ‫بالث��ورة إال بعد الرجوع إليهم‪ ،‬وأن يش��مل‬ ‫الصلح مجموع األراضي الس��ورية وعلى أن‬ ‫تح��دد قيادة الثورة في جب��ل العرب الموعد‬ ‫المطلوب إلعالن الثورة في حماة ‪.‬كما تعهد‬ ‫سلطان باشا األطرش أن يرسل مئة فارس‬ ‫من قبله يتمركزون على مقربة من مدينة‬ ‫حم��ص لنقل الث��ورة إليها بع��د نجاح ثورة‬ ‫حماة‪ ،‬أما في حال فشلها تحدد قيادة الثورة‬ ‫الس��ورية الم��كان ال��ذي يجب عل��ى الثوار‬ ‫التوجه إليه‪.‬‬ ‫بدأ التح��رك بقيادة ف��وزي القاوقجي‬ ‫(القائد العسكري للثورة في حماة) وتوجهه‬ ‫إلى ري��ف حماة علم��ًا أن ف��وزي القاوقجي‬ ‫ه��و الضابط العربي الوحي��د الذي قبل في‬ ‫القوات الفرنسية‪.‬‬ ‫تم تحديد مكان االجتم��اع ليلة إعالن‬ ‫الثورة في منزل عبد الرحمن المط وحضره‬ ‫قائد الثورة ال��ذي وزع الثوار الوطنين على‬ ‫مجموع��ات‪ :‬مجموع��ة بقي��ادة مصطف��ى‬ ‫عاش��ور م��كان تمركزها بس��تان العدس��ة‬ ‫ومهمته��ا مهاجم��ة ثكنة المراب��ط بالقرب‬ ‫منهم وه��و األمر األهم بالثورة‪ ،‬ومجموعة‬ ‫المالزم عب��د القادر مليش��و لقطع خطوط‬ ‫الهات��ف‪ ،‬ومجموعة المجاهد عب��د الرحمن‬ ‫الم��ط مركزها في منزل��ه المالصق لثكنة‬ ‫الخيالة حيث مركز الفرنس��يين‪ ،‬ومجموعة‬ ‫رابع��ة بقي��ادة ميش��يل النح��اس ليتصلوا‬ ‫ببعض طالب الصف السوريين في الثكنة‪.‬‬ ‫وأدرك الفرنس��يون ع��ن طري��ق‬ ‫اس��تخباراتهم أن الث��ورة س��تبدأ ف��ي تلك‬ ‫الليل��ة فرحّل��وا أهلهم إلى بي��روت‪ ،‬وغادر‬ ‫الضب��اط إلى الثكنات حصّنوها واس��تعدوا‬ ‫منتظرين ساعة الصفر‪.‬‬ ‫تالق��ى الطرف��ان عن��د دار الحكومة‪:‬‬

‫الث��وار ومجموع��ة حماية الس��رايا يرأس��ها‬ ‫الضاب��ط عبد القادر الشيش��كلي من جهة‪،‬‬ ‫وقوة من المليس الفرنسية تحرس السجن‬ ‫من جهة أخرى‪ .‬استشهد عدد من الثوار ألن‬ ‫الفرنس��يين كان��وا محصني��ن‪ ،‬لذلك عمد‬ ‫الثوار إلى حرق األبواب الخش��بية للس��رايا‬ ‫فانتش��ر الحري��ق فيه��ا وقت��ل قس��م م��ن‬ ‫حراسها إلى أن استسلمت الحامية فيها‪ ،‬كما‬ ‫تم إخالء السجون‪ ،‬و خرجت النساء يزغردن‬ ‫ويش��جعن الث��وار ويحملن الماء‪ ،‬والش��باب‬ ‫ينقلون السالح والطعام للمجاهدين‪.‬‬ ‫فوجىء الفرنس��يون بحجم المقاومة‬ ‫الت��ي امت��دت من جب��ل العرب إلى دمش��ق‬ ‫وحم��اة وحل��ب‪ ،‬فج��ن جنونه��م وارتكب��وا‬ ‫المج��ازر البربري��ة متجاوزي��ن قواني��ن‬ ‫الحروب ومحرماتها وبدأت النجدات تتواصل‬ ‫إلنقاذهم وأخذ موقف الثوار بالتراجع‪ ،‬وأذاع‬ ‫القائد العس��كري الفرنس��ي بالغًا رس��ميًا‬ ‫بوضع حماة تحت السلطة الفرنسية‪.‬‬ ‫انس��حب القاوقج��ي ورجال��ه إل��ى‬ ‫ش��مالي حم��اة حت��ى يخفف الضغ��ط على‬ ‫المدين��ة‪ ،‬متوجه��ًا إل��ى الب��دو لتأييده��م‬ ‫للث��ورة وهاجم��وا في قضاء المعرة س�لاح‬ ‫الفرس��ان الفرنس��يين في معسكرهم كما‬ ‫تم إحراق محطات س��كة الحديد واستمرت‬ ‫المع��ارك يوم��ان خس��ر فيها الفرنس��يون‬ ‫ثالثة ضباط وس��بعين جندي��ًا‪ ،‬وغنم الثوار‬ ‫عتاداً عسكريًا‪.‬‬ ‫بدأت حم�لات المطاردة للث��وار الذين‬ ‫تفرق��وا إل��ى جماع��اتٍ منه��م م��ن قص��د‬ ‫الع��راق ومنه��م من التح��ق بث��ورة الجبل‬ ‫أو اعتص��م بالجب��ال والكه��وف‪ ،‬وبعضهم‬ ‫التح��ق بالغوطة وجب��ال النب��ك والقلمون‪.‬‬ ‫وتم القبض على القاوقجي‪ ،‬ولكن الش��يخ‬ ‫س��لطان الطيار اس��تطاع إنقاذه حيث توجه‬ ‫إل��ى الع��راق وأقام ف��ي بغداد يتاب��ع أخبار‬ ‫الثورة ‪.‬‬ ‫قدمت سوريا اآلالف من أبنائها للثورة‬ ‫الس��ورية الكبرى فكانت حصيلة شهدائها‪:‬‬ ‫‪ 315‬ف��ي حل��ب وإدل��ب‪ 331 ،‬ف��ي الالذقية‬ ‫وطرطوس‪ ،‬و‪ 731‬في دمشق والغوطتين‪،‬‬ ‫و‪ 150‬في حم��اة‪ ،‬و‪ 250‬في حمص والنبك‬ ‫والقلم��ون‪ ،‬و‪ 71‬في دي��ر ال��زور والجزيرة‬ ‫والبوكمال‪ ،‬و‪ 34‬في درعا‪ ،‬و‪ 2064‬في جبل‬ ‫الع��رب‪ ،‬و‪ 267‬ف��ي إقلي��م البالن (راش��يا ‪-‬‬ ‫مجدل شمس)‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫الثوار يتوسطهم فوزي القاوقجي‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫الش��عب الس��وري ش��عب ح��ر أب��ي ال‬ ‫يرضى الذل أو اله��وان‪ ،‬منذ بدايات التاريخ‬ ‫يناضل ضد كل من يحاول انتقاص كرامته‬ ‫أو ش��آمه‪ ،‬س��جل له المؤرخ��ون الكثير من‬ ‫الصفح��ات البيض��اء الت��ي كتبه��ا بدمائ��ه‬ ‫الطاه��رة في الث��ورات والمع��ارك ضد كل‬ ‫محتل أو مستبد‪ .‬منذ فجر التاريخ وإلى يومنا‬ ‫هذا يرفض الس��وري س��يطرة المس��تعمر‬ ‫وسلطة الحكومات التي تحاول سلبه حريته‬ ‫من خالل الثورات الت��ي راح ضحيتها اآلالف‬ ‫من الش��هداء فاتحي��ن إلخوانه��م الطريق‬ ‫نح��و الحري��ة والكرام��ة والحي��اة الكريمة‪.‬‬ ‫وكم��ا نعيش اليوم أحداث الثورة الس��ورية‬ ‫التي س��تنتصر بها إرادة الشعب الحر قريبًا‬ ‫عاش أجدادن��ا ثورات عدّة ضد االس��تعمار‬ ‫الفرنس��ي منذ بدايات الق��رن الماضي من‬ ‫أهمه��ا ثورة حوران وثورة صالح العلي عام‬ ‫‪1919‬م وثورة إبراهيم هنانو عام ‪1920‬م‬ ‫والثورة السورية الكبرى عام ‪1925‬م والتي‬ ‫تعتبر من أهم الثورات والتحركات الشعبية‬ ‫الثوري��ة الت��ي حدث��ت ف��ي تاريخ س��ورية‬ ‫الحديث أثناء فترة االنتداب الفرنسي‪.‬‬ ‫بدأت ش��رارة الثورة الس��ورية الكبرى‬ ‫ع��ام ‪ 1925‬عندما اعتقلت ق��وات االحتالل‬ ‫الفرنس��ي الثائر أدهم خنجر (الذي استجار‬ ‫بس��لطان باش��ا األط��رش طالب��ًا حمايت��ه‬ ‫من الفرنس��يين الذي��ن يطاردون��ه بتهمة‬ ‫المش��اركة بتدبي��ر اغتي��ال غ��ورو) بعد أن‬ ‫قام��وا باختطاف��ه م��ن دار س��لطان‪ ،‬الذي‬ ‫وج��د في ذلك إهانة ل��ه فأعلن ثورته على‬ ‫االحتالل الفرنس��ي وهاجم م��ع رفاقه قوة‬ ‫فرنسية كانت ذاهبة إلى دمشق وأبادوها‪،‬‬ ‫إال أن الفرنسيين ورداً على ذلك شنوا غارة‬ ‫مكثفة استمرت يوماً كام ًال نتج عنها تدمير‬ ‫دار س��لطان بالكامل‪ .‬بدأ س��لطان بالتنقل‬ ‫بي��ن قرى الجبل محرضاً أهل��ه على الثورة‬ ‫وكان��ت أول��ى عملي��ات الث��ورة العس��كرية‬ ‫إس��قاط الثوار طائرتين فرنسيتين في ‪18‬‬ ‫تموز ‪.1925‬‬ ‫هاج��م الث��وار صلخ��د ف��ي ‪ 20‬تموز‬ ‫‪1925‬وأحرق��وا دار البعث��ة الفرنس��ية‬ ‫فانطلقت في اليوم نفس��ه حمله فرنس��ية‬ ‫بقي��ادة نورم��ان مه��دداً بقتل ثالث��ة آالف‬ ‫درزي‪ .‬ب��دأت المعركة ظه��راً ولم تدم أكثر‬ ‫من نصف ساعة وقتل نورمان قائد الحملة‬ ‫وكانت خسائر الدروز في معركة الكفر ‪54‬‬ ‫شهيداً ومئات الجنود الفرنسيين‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪ 23‬آب ‪ 1925‬أعلن سلطان باشا‬ ‫األطرش الثورة رسميًا ضد الفرنسيين في‬ ‫بيان جاء فيه ما يلي‪:‬‬ ‫(إلى الس�لاح‪ ،‬إلى الس�لاح‪ ،‬ي��ا أحفاد‬ ‫الع��رب األمجاد‪ ،‬هذا ي��وم ينفع المجاهدين‬ ‫جهاده��م‪ ،‬والعاملي��ن ف��ي س��بيل الحرية‬ ‫واالس��تقالل عملهم‪ .‬هذا ي��وم انتباه األمم‬ ‫والش��عوب‪ .‬فلننه��ض م��ن رقادن��ا ولنبدد‬ ‫ظالم التحكم األجنبي عن سماء بالدنا‪ .‬لقد‬ ‫مضى علينا عش��رات السنين ونحن نجاهد‬ ‫في س��بيل الحرية واالس��تقالل‪ ،‬فلنستأنف‬ ‫جهادن��ا المش��روع بالس��يف بعد أن س��كت‬ ‫القلم‪ ،‬وال يضيع حق وراءه مطالب‪.‬‬ ‫أيها السوريون‪ ،‬لقد أثبتت التجارب أن‬ ‫الح��ق يؤخ��ذ وال يعطى‪ ،‬فلنأخ��ذ حقنا بحد‬ ‫السيوف‪ ،‬ولنطلب الموت توهب لنا الحياة‪.‬‬ ‫أيه��ا الع��رب الس��وريون‪ ،‬تذك��روا‬ ‫أجدادكم وتاريخكم وش��هداءكم وشرفكم‬ ‫القوم��ي‪ .‬تذك��روا أن يد اهلل م��ع الجماعة‪،‬‬ ‫وأن إرادة الش��عب من إرادة اهلل‪ ،‬وأن األمم‬ ‫المتح��دة الناهضة ال تنالها ي��د البغي‪ .‬لقد‬ ‫نه��ب المس��تعمرون أموالن��ا‪ ،‬واس��تأثروا‬ ‫بمناف��ع بالدن��ا‪ ،‬وأقام��وا الحواج��ز الضارة‬

‫‪17‬‬


‫ال�ســــيطرة الغام�ضـــــة‬

‫قراءة في كتاب‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫ال�سيا�سة‪ ..‬اخلطاب‪ ..‬الرموز يف �سوريا املعا�صرة‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫تبحث «ليزا وادين» في ظاهرة ت�صديق العرو�ض‪:‬‬

‫تقدي��س الحاك��م م��ن الع��روض‬ ‫الباهظة أو الملصقات على النوافذ‬ ‫والخ��داع اليوم��ي ال��ذي يكش��ف‬ ‫س��طحيتها والس��خرية منه��ا‪ ،‬إنها‬ ‫تذهل فهمنا للش��رعية السياس��ية‬ ‫بإظه��ار أن تقدي��س القيادة يمكن‬ ‫أن يك��ون مزيف�� ًا وفع��ا ً‬ ‫ال بقوة في‬ ‫آنٍ واحد‪ ،‬يعيد غموض (الس��يطرة‬ ‫الغامض��ة) دراس��ة رموز الس��لطة‬ ‫م��ن خ�لال اكتش��اف كي��ف يمكن‬ ‫للطق��وس والبالغ��ة اإلنش��ائية‬ ‫للس��لطة أن تكتس��ب قوتها ال من‬ ‫خالل كي��ف يفكر الناس فحس��ب‪،‬‬ ‫ولكن كي��ف يتصرفون‪ ،‬إن عبقرية‬ ‫الكتاب تكم��ن في المنه��ج الجديد‬ ‫الذي يشرح مشكلة الطاعة المدنية‬ ‫واآللية السياسية للرمز‪.‬‬ ‫تيموثي بي ميت�شل‬ ‫تبحث الكاتب��ة ببراعة في ظاهرة‬ ‫تمجي��د الحاك��م (األس��د) والتي وصلت‬ ‫ح��دّ تقديس��ه م��ن خ�لال الع��روض‬ ‫والخطاب البالغي والشعارات الرسمية‪،‬‬ ‫لك��ن لم يف��ت «وادي��ن» أن تن��وه إلى‬ ‫المقاوم��ة الت��ي كان يبديه��ا الش��عب‬ ‫ً‬ ‫خاصة تجاه الطروحات الزائفة‬ ‫السوري‬ ‫المفروض��ة علي��ه «آلي��ات المقاوم��ة‬ ‫الس��لمية والعبقري��ة ف��ي آنٍ واح��د‪،‬‬ ‫األعم��ال الفني��ة‪ ،‬الكوميدي��ا‪ ،‬رس��وم‬ ‫الكاريكاتور»‪.‬‬ ‫توصلت الباحث��ة إلى النتيجة التي‬ ‫يختصره��ا عن��وان الكت��اب الس��يطرة‬ ‫الغامض��ة‪ ،‬بمعن��ى أن النظ��ام رغ��م‬ ‫نجاح��ه النس��بي في حم��ل المواطنين‬ ‫عل��ى اإلذع��ان ألوامره في المش��اركة‬ ‫ف��ي المظاه��رات واالس��تعراضات‬ ‫وإنتاج الش��عارات الفارغة واستهالكها‪،‬‬ ‫فالس��وريون كانوا يتظاه��رون كما لو‬ ‫أنهم مصدقون لخطاب النظام‪.‬‬ ‫م��ع أن الكت��اب يرك��ز عل��ى فترة‬ ‫حاف��ظ األس��د إال أنه ينطب��ق إلى حدٌّ‬ ‫كبير عل��ى نظام ابنه بش��ار الذي أتى‬ ‫م��ع تس��اؤالتٍ ع��ن احتم��االت التغيير‬ ‫ً‬ ‫خاصة فيما يتعلق باستمرار‬ ‫واإلصالح‬ ‫ظاهرة تقديس الحاك��م‪ ،‬فمع التفاؤل‬ ‫مع بدايات األس��د االبن وضمور ظاهرة‬ ‫تقدي��س الحاكم ف��ي األش��هر األولى‬ ‫من حكمه‪ ،‬بالتزامن مع ربيع دمش��ق‪،‬‬ ‫الذي ما لبث أن تحول إلى شتا ٍء قارس‪،‬‬ ‫فم��ع الحرب األمريكية على العراق عاد‬ ‫منظ��رو النظ��ام ومتزلفوه إل��ى العمل‬ ‫بطاق��ةٍ مضاعف��ة إلنت��اج ش��عاراتٍ‬ ‫وخط��ب وأعم��ال فنية لتعظي��م االبن‬ ‫ال��ذي يفتق��ر للكثير من مزاي��ا وحنكة‬ ‫وال��ده‪ ،‬األمر الذي جعل المهمة أصعب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خاص��ة ف��ي عص��ر الفض��اء المفتوح‪،‬‬ ‫والشبكة العنكبوتية‪.‬‬ ‫الكتاب فريد م��ن نوعه‪ ،‬وترجمته‬ ‫كان��ت خي��اراً موفق��ًا الفتق��ار المكتبة‬ ‫العربية للكتب التي تبحث في السياسة‬ ‫المقارن��ة والنظري��ة السياس��ية م��ن‬ ‫منظ��ور عل��م النف��س االجتماع��ي‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى‬ ‫ونظري��ات ما بعد الحداث��ة‪،‬‬ ‫النقد الفني واألدبي‪.‬‬

‫تط��رح الكاتبة الس��ؤال الجوهري‬ ‫لفه��م دور البالغة اإلنش��ائية والرموز‬ ‫في تدعيم الس��لطة السياس��ية‪ ،‬وذلك‬ ‫ف��ي غي��اب وج��ود اعتق��اد أو الت��زام‬ ‫وجداني عند الشعب تجاه الدولة‪ ،‬وعن‬ ‫س��عي الدول��ة الدائم للتحك��م بالعالم‬ ‫الرمزي ولماذا تنفق الحكومة السورية‬ ‫مبال��غ باهظة من المال وم��وارد مالية‬ ‫ن��ادرة لصياغة الرموز‪ ،‬بد ًال من حش��د‬ ‫موارده��ا المحدودة لزيادة قدرتها على‬ ‫بشكل‬ ‫اإلكراه أو على إشراك مواطنيها‬ ‫ٍ‬ ‫إيجاب��ي وه��و م��ا يمك��ن تحقيقه من‬ ‫خالل الموارد والخدمات‪ ،‬ويصل الكتاب‬ ‫إلى نتيج��ة أن ظاهرة تقديس األس��د‬ ‫اس��تراتيجية للس��يطرة قائم��ة عل��ى‬ ‫المطاوعة بد ًال من الشرعية‪ ،‬كما تقدم‬ ‫ً‬ ‫مقارنة بين ظاهرة تقديس األسد في‬ ‫س��وريا‪ ،‬وظاه��رة تقدي��س صدام في‬ ‫الع��راق مع العل��م أن ك ّ‬ ‫ال م��ن البلدين‬ ‫محكومان أسمياً من قبل حزب البعث‪.‬‬ ‫قتل السياس��ة‪ :‬البالغة اإلنشائية‬ ‫الرسمية والحديث المسموح‬ ‫ابت��دأت ظاه��رة تقدي��س الحاكم‬ ‫بش��كل ل��م‬ ‫ف��ي أوائ��ل الس��بعينيات‬ ‫ٍ‬ ‫تعه��ده س��وريا‪ ،‬وتع��دد الكاتبة أصول‬ ‫ه��ذه الظاهرة (األس��د نفس��ه‪ ،‬البعث‪،‬‬ ‫أحمد اسكندر أحمد‪ ،‬الصراع بين األسد‬ ‫وش��قيقه األصغر)‪ ،‬إن ظاهرة تقديس‬ ‫الحاك��م تزامن��ت م��ع األداء الس��يء‬ ‫لالقتصاد الس��وري وإدراك الس��وريين‬ ‫لس��وء اإلدارة والفساد واستفحلت هذه‬ ‫الظاه��رة بع��د هزيم��ة اإلخ��وان عام‬ ‫‪.1982‬‬ ‫كم��ا انتقل��ت ظاه��رة تقدي��س‬ ‫الحاك��م إل��ى تقديس أس��رته بكاملها‬ ‫كم��ا جرى رب��ط الحاكم اإلله باألس��رة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬ك��ون اس��تحضار العالق��ات‬ ‫العائلي��ة قد يك��ون له ص��دىً بدرجةٍ‬ ‫أو بأخ��رى ل��دى الف��رد الس��وري‪ ،‬على‬ ‫الرغم من ذلك لم تكن البالغة نموذجًا‬ ‫للش��خصية الس��ورية‪ ،‬فليس مطلوبًا‬ ‫اإلحساس بالتماهي مع األسد أو محبته‬ ‫إنم��ا المطلوب هو التظاهر بذلك فقط‬ ‫«كل س��وري فصيحٌ في اللغة الرمزية‬ ‫ألنه من المستحيل الهروب منها‪ ،‬فحتى‬ ‫تك��ون س��ورياً يعني جزئي��ًا أن تتحرك‬ ‫ضمن هذا العالم البالغي»‪.‬‬ ‫التظاهر «كما لو أن»‪ :‬قصة ميم‬ ‫قصة ميم قص��ة قصيرة ال نعرف‬ ‫م��دى صدقيته��ا ه��ل حدث��ت أم ال؟ إال‬ ‫أنه��ا تعبي��ر ص��ارخ مل��يء بال��دالالت‬ ‫عن واق��ع المجتمع الس��وري‪ ،‬فالنظام‬ ‫متحكم حتى باألحالم‪ ،‬وخلفية القصة‬ ‫الت��ي هي عبارة عن قطعةٍ عس��كرية‬ ‫ه��ي الم��كان ال��ذي تس��تفحل في��ه‬ ‫مظاهر الوالء والطاع��ة‪ ،‬فميم يتجاوز‬ ‫المحظ��ور ويع��رض مناهضت��ه لح��ب‬ ‫تعظيم الحاكم بنفس سياس��ة النظام‬ ‫التظاه��ر «كما لو أن»‪ ،‬فب��دل أن يأخذ‬ ‫لغة الخطاب المباش��ر يس��تخدم خياراً‬ ‫مس��رحيًا وه��و التعبي��ر ع��ن الرفض‬ ‫بواس��طة الحلم‪ ،‬مع ذل��ك ال ينجو ميم‬ ‫من العقاب واالنتقام‪.‬‬

‫عالمات التجاوز‪:‬‬

‫ه��ل المنت��ج اإلبداع��ي المقاوم‬ ‫للنظام هو مس��موح به على س��بيل‬ ‫التنفي��س إلدامة الس��يطرة القمعية‬ ‫للنظ��ام بد ًال م��ن تقويضه��ا؟ أم أنه‬ ‫المس��تطاع ف��ي ظ��ل ه��ذا النظام؟‬ ‫اس��تناداً إلى هذا الس��ؤال تستعرض‬ ‫الكاتب��ة التج��ارب اإلبداعي��ة لدري��د‬ ‫لحام والماغوط‪ ،‬ياس��ر العظمة‪ ،‬علي‬ ‫فرزات‪ ،‬أس��امة محمد‪ ،‬نبي��ل المالح‪،‬‬ ‫ع��رض تحليلي‬ ‫س��مير ذك��رى‪ ،‬م��ع‬ ‫ٍ‬ ‫ونق��دي له��ذه األعم��ال‪ ،‬ث��م تنتقل‬ ‫للغ��ة الضمنية التي ابتدعها الش��عب‬ ‫الس��وري للتعبير عن رفضه أال وهي‬ ‫ً‬ ‫عارضة لألحداث السياس��ية‬ ‫الن��كات‪،‬‬ ‫واالقتصادي��ة ف��ي فت��رة ش��يوع ٍّ‬ ‫كل‬ ‫منه��ا‪ ،‬إال أن الكاتب��ة تتجاهل كل ما‬ ‫يتعل��ق بالح��راك الفك��ري والثقافي‬ ‫عل��ى صعي��د المطبوع��ات والكت��ب‬ ‫والمنشورات‪.‬‬ ‫تع��رض الكاتبة في ه��ذا الفصل‬ ‫للط��رق الت��ي اس��تطاع م��ن خالله��ا‬ ‫وبش��كل متواصل الس��وريون الدخول‬ ‫في مناوش��ات عل��ى خط��وط التماس‬ ‫الت��ي توجده��ا ظاه��رة التقدي��س‬ ‫بي��ن الحاك��م والمحك��وم‪ ،‬وتحل��ل‬ ‫النكات ورس��وم الكاريكاتي��ر واألعمال‬ ‫الكوميدي��ة التلفزيونية والس��ينمائية‬ ‫المسموحة والسرية التي تبرهن على‬ ‫المنافس��ة االعتيادية والواعية للشعب‬ ‫تجاه خط��اب النظ��ام اإلقصائ��ي‪ ،‬هنا‬ ‫تسأل الكاتبة إلى أية درجة وبأية طرق‬

‫يمكن إلش��ارات التج��اوز هذه أن تطور‬ ‫إلى مقاومةٍ سياسية؟‪.‬‬

‫تعقيد املطاوعة‪:‬‬

‫تط��رح «ليزا وادين» تس��اؤ ًال عن‬ ‫الطاعة‪ ،‬الس��لطة‪ ،‬الش��رعية‪ ،‬فالناس‬ ‫يطيعون ألنه��م يؤمنون بقيم وأعراف‬ ‫ٍ‬ ‫ومعايي��ر يعمل عل��ى أساس��ها نظامٌ‬ ‫معين‪ ،‬أو ألن الطاعة خدم ٌة لمصالحهم‬ ‫المادي��ة‪ ،‬أو ألنه��م يخش��ون النتائ��ج‬ ‫القمعي��ة لع��دم الطاع��ة‪ ،‬كل هذه بال‬ ‫ش��ك إجابات جيدة ولكنه��ا غير كاملة‪،‬‬ ‫فتفش��ل ه��ذه اإلجاب��ات ف��ي تفس��ير‬ ‫الطرق الت��ي تتدخل م��ن خاللها اللغة‬ ‫بشكل‬ ‫والرموز وتحدد وتش��كل وتعيد‬ ‫ٍ‬ ‫متواص��ل تقييم الس��لطة السياس��ية‬ ‫والطاعة‪.‬‬

‫الكاتبة يف �سطور‪:‬‬

‫ليزا وادين أس��تاذة ورئيسة قسم‬ ‫العلوم السياس��ية في جامعة شيكاغو‬ ‫مهتمة بشؤون الشرق األوسط‪.‬‬ ‫صدر لها «رؤى حاش��ية‪ :‬الجماهير‬ ‫والس��لطة واألداء ف��ي اليم��ن» ع��ام‬ ‫‪.2008‬‬ ‫«الس��يطرة الغامضة‪ :‬السياسية‪،‬‬ ‫الخطاب‪ ،‬الرموز في سوريا المعاصرة»‬ ‫عام ‪2009‬‬ ‫الكت��اب ترجم��ة نجي��ب الغضبان‪،‬‬ ‫صدر عن دار الريس عام ‪2010‬‬


‫على مائدة دوما الطائفية‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬

‫نرافقهم إلى أح��د المنازل القريبة‪،‬‬ ‫وم��ا المان��ع؟! أليس��ت ثورة س��وريا‬ ‫لكس��ر الخوف وإع��ادة ثق��ة الناس‬ ‫بأنفسهم وباآلخرين؟‬ ‫نتوجه إلى من��زل في المنطقة‬ ‫مع أح��د رج��ال دوما‪ ،‬نص��ل فتأتي‬ ‫الوفود وتدور كؤوس الشاي لتتبعها‬ ‫الفواكه احتفا ًء بضي��وف دوما‪ .‬بعد‬ ‫التعارف والتناوب على إطالق النكات‬ ‫حول الطائفية المزعومة والترحيب‪،‬‬ ‫يص��ل أحد مش��ايخ دوما ويس��تأذن‬ ‫إللق��اء كلم��ة ارتجله��ا م��ن وح��ي‬ ‫جلستنا‪ .‬يستمع الشباب للكلمة التي‬ ‫بدأت بنب��ذ العنف والعن��ف المضاد‪،‬‬ ‫وتوجي��ه كلم��ة للش��باب بض��رورة‬ ‫عدم الوقوع في فخ الحقد‪ ،‬ويعطي‬ ‫الشيخ أمثلة عما تعرض له في أحد‬ ‫األف��رع األمنية من ضرب وش��تائم‬ ‫تط��ال الع��رض وال��ذات اإللهي��ة‪،‬‬ ‫وأن ال��رد يك��ون بالتس��امي عل��ى‬ ‫ردود األفع��ال‪ .‬يق��ول الش��يخ ‪:‬إن‬ ‫الس��وريين ول��دوا م��ن رح��م واحد‬ ‫هو س��وريا‪ ،‬وإن تكاتف الس��وريين‬ ‫جميعا هو رد الجميل ألمنا س��وريا‪.‬‬ ‫بع��د الكلم��ة الت��ي ألقاه��ا الش��يخ‬ ‫الثائر تدور النقاشات حول الطائفية‬ ‫الت��ي يفتعله��ا النظام ف��ي مناطق‬ ‫س��وريا وض��رورة تطويقه��ا‪ ،‬ألن‬ ‫الح��رب األهلية واألح��داث الطائفية‬ ‫"سيس��تفيد منه��ا النظ��ام فق��ط"‪،‬‬ ‫في رأي الش��باب‪ .‬وعن الفيديوهات‬ ‫التي يتم تس��ريبها م��ن قبل رجال‬ ‫األمن به��دف التحري��ض الطائفي‪،‬‬ ‫يصل النقاش إلى مس��تويات أعلى‬ ‫ح��ول الدول��ة المس��تقبلية‪ ،‬فيقول‬ ‫الش��يخ نري��د دول��ة قان��ون وعدل‪،‬‬ ‫دولة مدنية لكل أبناء سوريا‪ ،‬ونريد‬ ‫رئيس��ًا س��ورياً عاد ًال‪ ،‬أي��ًا كان دينه‬ ‫أو مذهبه‪ .‬يضيف الش��يخ مستذكراً‬ ‫تجربة فارس الخوري‪ ،‬رئيس وزراء‬ ‫سوريا األسبق ‪" ،‬سأكون مع أن يقود‬

‫س��وريا رئيس مس��يحي أو درزي ما‬ ‫دام يحك��م بالع��دل وم��ادام يحكم‬ ‫بالقانون والمساواة"‪ .‬تدور النقاشات‬ ‫وتتعمق‪ ،‬يقول أحد وجهاء دوما عن‬ ‫سلمية الثورة وتحريم الدم السوري‪:‬‬ ‫"سنحاسب بعد انتصار الثورة ووفق‬ ‫القانون كل من حمل السالح ووجهه‬ ‫باتج��اه أخوته الس��وريين‪ ،‬وجرح أو‬ ‫قتل إنس��انًا ال ذنب له‪،‬حتى إذا كان‬ ‫من رفع الس�لاح وقتل بريئًا هو من‬ ‫الجيش الحر!"‪ .‬ويضيف الرجل الذي‬ ‫يعمل في التجارة ويتركز عمله في‬ ‫الساحل الس��وري‪" :‬هناك أصوليون‬ ‫من الس��نة والعلويين والمسيحيين‬ ‫والع��رب واألك��راد‪ ،...‬لكنه��م ف��ي‬ ‫س��وريا قليلون جدا‪ ،‬ويحاول النظام‬ ‫تضخيم صورتهم في اإلعالم لخلق‬ ‫فوبيا من اإلسالميين واألصوليين"‪.‬‬ ‫في��رد أحد ش��باب طرط��وس‪" :‬لعبة‬ ‫النظام الس��وري تشابه لعبة الغرب‬ ‫بخل��ق البعب��ع اإلس�لامي وتخويف‬ ‫أبن��اء البل��د الواح��د م��ن بعضهم"!‬ ‫ويضيف "اإلس�لام رس��الة إنسانية‬ ‫وحضاري��ة قب��ل أن يك��ون رس��الة‬ ‫دينية‪ ،‬واإلس�لام في سوريا مشرق‬ ‫ومعت��دل وليس متزمتاً أصولياً"‪ .‬لم‬ ‫يبق شيء لم يتم نقاشه حتى أكثر‬ ‫النقاط حساس��ية كموضوع الكحول‬ ‫والرس��وم المس��يئة لإلس�لام التي‬ ‫أطلقها أحد الرسامين الدنماركيين‪،‬‬ ‫ف��كان رد الش��يخ ب��أن "ج��زء م��ن‬ ‫المسؤولية عن هذه الرسوم يتحملها‬ ‫بع��ض المس��لمين الذي��ن أعط��وا‬ ‫صورة س��يئة ومقيتة عن اإلسالم"‪.‬‬ ‫عندها عدت بذاكرتي إلى المظاهرة‬ ‫التي كانت قبل ساعة‪ ،‬فعندما طلب‬ ‫أح��د الش��باب ق��راءة الفاتح��ة على‬ ‫أرواح الش��هداء الس��وريين كان��ت‬ ‫بقرب��ي ش��ابتين مس��يحيتين وأحد‬ ‫الشباب الشيوعيين‪ ،‬وكانوا يقرؤون‬ ‫عال مع الحاضرين‪،‬‬ ‫الفاتحة بصوت ٍ‬

‫وبإيم��ان يظهر في العي��ون‪ .‬تنتهي‬ ‫الفاتحة فترسم الشابتان الصليب‪.‬‬ ‫للمرة الثالثة يس��تأذن الش��باب‬ ‫أهال��ي دوم��ا للع��ودة إلى دمش��ق‪،‬‬ ‫إال أن الرف��ض ه��و س��يد الموقف‪،‬‬ ‫فالعش��اء ق��ادم‪ ،‬يقول أح��د أهالي‬ ‫دوم��ا‪" :‬اعذرونا عل��ى القمع! فليس‬ ‫م��ن الس��هل تج��اوز أربعي��ن عام��ا‬ ‫من القم��ع! اس��محوا لن��ا بإبقائكم‬ ‫على العش��اء‪ .‬ل��ن تخرج��وا دون أن‬ ‫نتناول العش��اء سوية!"‪ .‬يقول شاب‬ ‫مس��يحي كان��ت هذه أول مش��اركة‬ ‫ل��ه بالمظاهرات ضاح��كاً‪" :‬كل يوم‬ ‫س��آتي إل��ى مظاه��رة ف��ي دوما أو‬ ‫ب��رزة‪ ،‬فبيتي ب�لا غاز وال أس��تطيع‬ ‫تحضي��ر الطع��ام‪ ،‬وهك��ذا أتظاهر‬ ‫وارتاح من تحضيره"‪.‬‬ ‫خبز وملح ومظاهرات ونقاشات‬ ‫وخوف من األمن القابع وراء الحواجز‬ ‫جم��ع الجالس��ين حول مائ��دة دوما‬ ‫من كل ألوان س��وريا (مس��يحيون‪،‬‬ ‫مس��لمون‪ ،‬ش��راكس‪ ،‬عرب‪ ،‬أكراد‪،‬‬ ‫س��نة‪ ،‬علويون‪ ،‬دروز‪ ،‬اسماعيليون‪،‬‬ ‫وشيعة) يتناول الجميع العشاء على‬ ‫مائ��دة دوما مع الدعاء بالنصر‪،‬وأمل‬ ‫بتن��اول العش��اء س��وية في س��احة‬ ‫األمويين‪ .‬وتتعالى النكات والضحكات‬ ‫الساخرة من الطائفية قبل أن يخرج‬ ‫الجميع من المن��زل‪ .‬كان بود أهالي‬ ‫دوم��ا أن يوصلونا واح��داً واحداً إلى‬ ‫بيوتنا‪ .‬نخرج من البل��دة ونعبر إلى‬ ‫دمشق‪ .‬يتغير المش��هد قلي ً‬ ‫ال‪ :‬صور‬ ‫الرئيس بش��ار األسد ووالده تراقبنا‬ ‫عند مدخل دمش��ق‪ .‬نص��ل إلى أحد‬ ‫ش��وارع العاصمة الرئيس��ية نتصل‬ ‫بأهلن��ا ف��ي دوم��ا‪ :‬نطمئنه��م إلى‬ ‫وصولنا بخير إلى دمشق‪ ،‬مع غصة‬ ‫الفراق الذي لن يطول‪.‬‬ ‫صباح سوريا | ‪2012 / 1 / 6‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫الس��اعة الثاني��ة ظه��ر ي��وم‬ ‫االثني��ن ‪ ،2011-11-28‬يأت��ي‬ ‫اتصال من إحدى الناش��طات (مرمَز‬ ‫ومختصر)‪،‬أفه��م من��ه ب��أن هن��اك‬ ‫مش��اركة لش��باب وش��ابات من كل‬ ‫الطوائف في عزاء أحد ش��هداء دوما‬ ‫(الشهيد محمد بن علي بكار‪ ،‬والذي‬ ‫استش��هد بني��ران األم��ن الس��وري‬ ‫ومظاهرة مرافقة للعزاء‪...‬‬ ‫الس��اعة الخامس��ة والنص��ف‬ ‫تمامًا‪،‬شباب من دمشق وطرطوس‬ ‫ومناط��ق أخرى‪،‬ج��اؤوا خصيص��ًا‬ ‫للمش��اركة‪،‬يجتمعون ف��ي إح��دى‬ ‫ٍ‬ ‫دمش��قي بانتظ��ار‬ ‫ش��ارع‬ ‫زواي��ا‬ ‫ٍ‬ ‫الحاف�لات التي س��تقلهم إلى دوما‪.‬‬ ‫قارس يخز‬ ‫‪،‬وحذر‪،‬وبردٍ‬ ‫قلوب‬ ‫دقات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الوجوه القلقة‪.‬‬ ‫تنطل��ق الحاف�لات باتجاه دوما‪،‬‬ ‫تعبر من طرق يعرفها سكان البلدة‬ ‫وس��ائقوها ك��ي ال يم��روا بن��ا على‬ ‫الحواجز األمنية‪ .‬رائحة دوما تسري‬ ‫ف��ي الج��و‪ ،‬الضاحي��ة الدمش��قية‬ ‫مهمَش��ة كباقي ضواحي دمش��ق‪.‬‬ ‫يكف��ي أن تعب��ر حافل��ة م��ن هن��ا‬ ‫ليتصاع��د الغب��ار حدود الس��ماء‪ ،‬ال‬ ‫الفتات هنا تدل على دوما‪ ،‬باستثناء‬ ‫أن ج��دران المبان��ي الحكومي��ة‬ ‫والم��دارس باتت تتس��ع لش��عارات‬ ‫الناش��طين المطالبي��ن بإس��قاط‬ ‫النظام الس��وري‪ .‬تتوقف الحافالت‪،‬‬ ‫ين��زل الش��باب والش��ابات‪ ،‬يتصاعد‬ ‫البخار من األفواه واأليدي الباردة‪.‬‬ ‫يتجمع الشباب‪ ،‬يعلو صراخ أحد‬ ‫الش��باب (تكبير)‪ ،‬فيرد الجميع (اهلل‬ ‫أكب��ر حرية)‪ ،‬تب��دأ مظاهرة صغيرة‬ ‫لضيوف دوما وسط دهشة العابرين‬ ‫للش��ارع‪ :‬يا دوما‪َ،‬طرطوس معاكي‬ ‫للم��وت! نعب��ر الش��ارع‪ ،‬ونصل إلى‬ ‫مجل��س الع��زاء‪ ،‬تعل��و الهتاف��ات‬ ‫ويتجم��ع الناس‪ :‬واح��د‪ ،‬واحد واحد‪،‬‬ ‫دوم��ا وطرط��وس واح��د! تصط��ف‬ ‫الصف��وف وتبدأ الهتاف��ات‪ ،‬لم يكن‬ ‫كل الضي��وف من طرط��وس‪ ،‬كانوا‬ ‫م��ن حمص وم��ن يب��رود والجوالن‬ ‫والس��لمية وحماه‪ ،‬ومن كل طوائف‬ ‫سوريا وإثنياتها‪ .‬يتناوب الشباب على‬ ‫الهت��اف‪ .‬تمتزج الصيح��ات باألغاني‬ ‫والالفتات المرفوعة‪ ،‬أحد الشباب من‬ ‫حمص يكتب على الفت��ة‪ :‬أنا علوي‬ ‫وأريد إس��قاط بشار األسد ونظامه!‬ ‫ويرفعه��ا فتتعالى األص��وات‪ .‬إحدى‬ ‫الش��ابات الناش��طات تب��دأ بتردي��د‬ ‫أغنية القاش��وش وتتبعه��ا الجموع‪.‬‬ ‫نخ��رج خ��ارج مجل��س الع��زاء فقد‬ ‫ج��اء وفد من نس��وة دوم��ا للترحيب‬ ‫بالش��ابات‪ .‬يصن��ع أه��ل دوما حلقة‬ ‫من أجس��ادهم حولن��ا لحمايتنا من‬ ‫رصاص غ��ادر‪ ،‬فما زال رجال األمن‬ ‫يعتل��ون المبان��ي الحكومي��ة هن��ا‪.‬‬ ‫نستأذن الجميع للعودة إلى دمشق‪،‬‬ ‫يرف��ض الحاض��رون‪ ،‬ويص��رّون‬ ‫على اس��تضافتنا على فنجان قهوة‬ ‫ويترج��ون الش��باب والش��ابات أن‬

‫من قصص الثورة ‪. .‬‬

‫باسل محمد‬

‫‪19‬‬


‫طريق دم�شق‬ ‫محمود درويش‬

‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 8 | )16‬كانون الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫من األزرق ابتدأ البحر‬ ‫هذا النهار يعود من األبيض السابق‬ ‫اآلن جئت من األحمر الالحق‪..‬‬ ‫اغتسلي يا دمشق بلوني‬ ‫ليولد في الزمن العربي نهار‬ ‫أحاصركم‪ :‬قاتال أو قتيل‬ ‫وأسألكم ‪.‬شاهدا أو شهيد‬ ‫متى تفرجون عن النهر‪ .‬حتى أعود إلى الماء أزرق‬ ‫أخضر‬ ‫أحمر‬ ‫أصفر أو أي لون يحدده النهر‬ ‫إنّي خرجت من الصيف والسيف‬ ‫إّني خرجت من المهد واللحد‬ ‫نامت خيولي على شجر الذكريات‬ ‫ونمت على وتر المعجزات‬ ‫ارتدتني يداك نشيدا إذا أنزلوه على جبل‪ ،‬كان‬ ‫سورة‬ ‫“ينتصرون” ‪..‬‬ ‫دمشق‪ .‬ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك‬ ‫كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر‬ ‫نادى وحركني‬ ‫ثم نادى‪ ..‬وفجرني‬ ‫ثم نادى‪ ..‬وقطرّني كالرخام المذاب‬ ‫ونادى‬ ‫كأن الخريطة أنثى مقدسة فجّرتني بكارتها‪.‬‬ ‫فانفجرت‬ ‫دفاعا عن السر والصخر‬ ‫كوني دمشق‬ ‫فال يعبرون !‬ ‫من البرتقالي يبتديء البرتقال‬ ‫ومن صمتها يبدأ األمس‬ ‫أو يولد القبر‬ ‫يا أيّها المستحيل يسمونك الشام‬ ‫أفتح جرحي لتبتديء الشمس‪ .‬ما اسمي؟‬ ‫دمشق‬ ‫وكنت وحيدا‬ ‫ومثلي كان وحيدا هو المستحيل‪.‬‬ ‫أنا ساعة الصفر دقّت‬ ‫فشقت‬ ‫خاليا الفراغ على سرج هذا الحصان‬ ‫المحاصر بين المياه‬ ‫وبين المياه‬ ‫أنا ساعة الصفر‬ ‫جئت أقول‪:‬‬ ‫أحاصرهم قاتال أو قتيل‬ ‫أعد لهم ما استطعت‪ ..‬وينشق في جثتي قمر‬ ‫المرحلة‬ ‫وأمتشق المقصله‬ ‫أحاصرهم قاتال أو قتيل‬ ‫وأنسى الخالفه في السفر العربي الطويل‬ ‫إلى القمح والقدس والمستحيل‬ ‫يؤخرني خنجران ‪:‬‬ ‫العدو‬ ‫وعورة طفل صغير تسمونه‬ ‫بردى‬ ‫وسمّيته مبتدا‬ ‫وأخبرته أنني قاتل أو قتيل‬ ‫من األسود ابتدأ األحمر‪ .‬ابتدأ الدم‬ ‫هذا أنا هذه جثتي‬

‫شهداء‬ ‫سورية‬

‫أي مرحلة تعبر اآلن بيني وبيني‬ ‫أنا الفرق بينهما‬ ‫همزة الوصل بينهما‬ ‫قبلة السيف بينهما‬ ‫طعنه الورد بينهما‬ ‫آه ما أصغر األرض !‬ ‫ما أكبر الجرح‬ ‫مروا‬ ‫لتتسع النقطة‪ ،‬النطفة‪ ،‬الفارق‪،‬‬ ‫الشارع‪ ،‬الساحل‪ ،‬األرض‪،‬‬ ‫ما أكبر األرض !‬ ‫ما أصغر الجرح‬ ‫هذا طريق الشام‪ ..‬و هذا هديل الحمام‬ ‫وهذا أنا‪ ..‬هذه جثتي‬ ‫والتحمنا‬ ‫فمروا‪..‬‬ ‫خذوها إلى الحرب كي أنهي الحرب بيني و‬ ‫بيني‬ ‫خذوها‪ ..‬أحرقوها بأعدائها‬ ‫أنزلوها على جبل غيمة أو كتابا‬ ‫ومروا‬ ‫ليتسع الفرق بيني وبين اتهامي‬ ‫طريق دمشق‬ ‫دمشق الطريق‬ ‫ومفترق الرسل الحائرين أمام الرمادي‬ ‫إني أغادر أحجاركم_ ليس مايو جدارا‬ ‫أغادر أحجاركم وأسير‬ ‫وراء دمي في طريق دمشق‬ ‫أحارب نفسي‪ ..‬و أعداءها‬ ‫ويسألني المتعبون‪ ،‬أو المارة الحائرون عن‬ ‫اسمي‬ ‫فأجهله‪..‬‬ ‫اسألوا عشبة في طريق دمشق !‬ ‫وأمشي غريبا‬ ‫وتسألني الفتيات الصغيرات عن بلدي‬ ‫فأقول‪ :‬أفتش فوق طريق دمشق‬ ‫وأمشي غريبا‬ ‫ويسألني الحكماء المملون عن زمني‬ ‫فأشير حجر أخضر في طريق دمشق‬ ‫وأمشي غريبا‬ ‫ويسألني الخارجون من الدير عن لغتي‬ ‫فأعد ضلوعي و أخطيء‬ ‫إني تهجيت هذي الحروف فكيف أركبها ؟‬ ‫دال‪.‬ميم‪ .‬شين‪ .‬قاف‬ ‫فقالوا‪ :‬عرفنا_ دمشق !‬ ‫ابتسمت‪ .‬شكوت دمشق إلى الشام‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)6042‬‬ ‫دمشق‪135 :‬‬ ‫ريف دمشق‪493 :‬‬ ‫حمص‪2069 :‬‬ ‫حلب‪110 :‬‬ ‫حماه‪902 :‬‬ ‫الالذقية‪281 :‬‬

‫كيف محوت ألوف الوجوه‬ ‫وما زال وجهك واحد !‬ ‫لماذا انحنيت لدفن الضحايا‬ ‫وما زال صدرك صاعد‬ ‫وأمشي وراء دمي و أطيع دليلي‬ ‫وأمشي وراء دمي نحو مشنقتي‬ ‫هذه مهنتي يا دمشق‬ ‫من الموت تبتدئين‪ .‬وكنت تنامين في قاع‬ ‫صمتي وال‬ ‫تسمعين‪..‬‬ ‫وأعددت لي لغة من رخام و برق ‪.‬‬ ‫وأمشي إلى بردى‪ .‬آه مستغرقا فيه أو خائفا‬ ‫منه‬ ‫إن المسافة بين الشجاعة و الخوف‬ ‫حلم‬ ‫تجسد في مشنقه‬ ‫آه‪ ،‬ما أوسع القبلة الضيقة!‬ ‫وأرخني خنجران‪:‬‬ ‫العدو‬ ‫ونهر يعيش على معمل‬ ‫هذه جثتي‪ ،‬وأنا‬ ‫أفقّ ينحني فوقكم‬ ‫أو حذاء على الباب يسرقه النهر‬ ‫أقصد‬ ‫عورة طفل صغير يسمّونه‬ ‫بردى‬ ‫وسميته مبتدا‬ ‫وأخبرته أنني قاتل أو قتيل‪.‬‬ ‫تقّلدني العائدات من الندم األبيض‬ ‫الذاهبات إلى األخضر الغامض‬ ‫الواقفات على لحظة الياسمين‬ ‫دمشق! انتظرناك كي تخرجي منك‬ ‫كي نلتقي مرة خارج المعجزات‬ ‫انتظرناك‪..‬‬ ‫والوقت نام على الوقت‬ ‫والحب جاء‪ ،‬فجئنا إلى الحرب‬ ‫نغسل أجنحة الطير بين أصابعك الذهبيّة‬ ‫يا امرأة لونها الزبد العربي الحزين‪.‬‬ ‫دمشق الندى و الدماء‬ ‫دمشق الندى‬ ‫دمشق الزمان‪.‬‬ ‫دمشق العرب !‬ ‫تق ّلدني العائدات من النّدم األبيض‬ ‫الذاهبات إلى األخضر الغامض‬ ‫الواقفات على ذبذبات الغضب‬ ‫ويحملك الجند فوق سواعدهم‬ ‫طرطوس‪141 :‬‬ ‫درعا‪771 :‬‬ ‫دير الزور‪207 :‬‬ ‫الحسكة‪46 :‬‬ ‫القنيطرة‪6 :‬‬ ‫الرقة‪25 :‬‬ ‫ادلب‪760 :‬‬ ‫السويداء‪33 :‬‬

‫يسقطون على قدميك كواكب‬ ‫كوني دمشق التي يحلمون بها‬ ‫فيكون العرب‬ ‫قلت شيئا‪ ،‬وأكمله يوم موتي وعيدي‬ ‫من األزرق ابتدأ البحر‬ ‫والشام تبدأ مني_ أموت‬ ‫ويبدأ في طرق الشام أسبوع خلقي‬ ‫و ما أبعد الشام‪ ،‬ما أبعد الشام عني!‬ ‫وسيف المسافة حز خطاياي‪ ..‬حز وريدي‬ ‫فقربني خنجران‬ ‫العدو وموتي‬ ‫وصرت أرى الشام‪ ..‬ما أقرب الشام مني‬ ‫ويشنقني في الوصول وريدي‪..‬‬ ‫وقد قلت شيئا‪ ..‬و أكمله‬ ‫كاهن االعترافات ساومني يا دمش‬ ‫وقال‪ :‬دمشق بعيده‬ ‫فكسّرت كرسيه و صنعت من الخشب الجبلي‬ ‫صليبي‬ ‫أراك على بعد قلبين في جسد واحد‬ ‫وكنت أطل عليك خالل المسامير‬ ‫كنت العقيدة‬ ‫وكنت شهيد العقيده‬ ‫وكنت تنامين داخل جرحي‬ ‫وفي ساعة الصفر_ تم اللقاء‬ ‫وبين اللقاء و بين الوداع‬ ‫أودع موتي‪ ..‬وأرحل‬ ‫ما أجمل الشام‪ ،‬لوال الشام‪ ،‬وفي الشام‬ ‫يبتدىء الزمن العربي وينطفىء الزمن‬ ‫الهمجيّ‬ ‫أنا ساعة الصفر دقّت‬ ‫وشقت‬ ‫خاليا الفراغ على سطح هذا الحصان الكبير‬ ‫الكبير‬ ‫الحصان المحاصر بين المياه‬ ‫وبين المياه‬ ‫أعد لهم ما استطعت ‪..‬‬ ‫وينشقّ في جثتي قمر‪ ..‬ساعة الصفر دقّت‪،‬‬ ‫وفي جثتي حبّة أنبتت للسنابل‬ ‫سبع سنابل‪ ،‬في كل سنبلة ألف سنبلة ‪..‬‬ ‫هذه جثتي‪ ..‬أفرغوها من القمح ثم خذوها‬ ‫إلى الحرب‬ ‫كي أنهي الحرب بيني و بيني‬ ‫خذوها أحرقوها بأعدائها‬ ‫خذوها ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي‬ ‫وأمشي أمامي‬ ‫ويولد في الزمن العربي‪ ..‬نهار‬ ‫‪ 1135‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 4907‬عدد المدنيين‬ ‫‪ 148‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 4590‬عدد الذكور‬ ‫‪ 76‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 328‬عدد األطفال الذكور‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2012 / 1 / 7‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.