Souriatna Issue 22

Page 1

‫ســـوريتنا‬

‫«عندما يقرر العبد أن ال يبقى‬ ‫عبدا فإن قيوده تسقط»‬ ‫غاندي‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪2012/ 2 / 19 | )22‬‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/souriatna‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com souriatna.wordpress.com‬‬

‫ ‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب س��وري حر‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬

‫ويف ال�شام �شام لكل زمان‪ .‬ظلمتك حني ظلمت نزوحي‬ ‫�إىل طلقة القلب‪ ،‬يومني يومني‪ ،‬يا �صاحبي‬ ‫�أمن حقي‪ ،‬الآن‪ ،‬بعد الرجوع من احلب �أن �أ�سالك‬ ‫ملاذا اتك�أت على خنجر كي تراين؟ ملاذا رفعت �سفوحي‬ ‫لت�سقط خيلي علي؟ متنيت‪� ..‬أين متنيت �أن �أحملك‬ ‫�إىل �أول ال�شعر‪� ،‬أو �آخر الأر�ض‪ ،‬ما �أجملك!‬ ‫وما �أجمل ال�شام‪ ،‬ما �أجمل ال�شام‪ ،‬لوال جروحي‪،‬‬ ‫ف�ضع ن�صف قلبك يف ن�صف قلبي‪ ،‬يا �صاحبي‬ ‫لن�صنع قلب ًا �صحيح ًا ف�سيح ًا لها‪ ،‬يل‪ ،‬ولك‬ ‫ففي ال�شام �شام‪� ،‬إذا �شئت‪ ،‬يف ال�شام مر�آة روحي‪.‬‬

‫حممود دروي�ش | ديوان "ورد �أقل"‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪1‬‬

‫يف ت�شييع �شهداء املزة يف ‪2012 / 2 / 18‬‬


‫الزبداين تتحول �إىل منطقة منكوبة وتفتقد املياه واخلبز‬ ‫واملواد الغذائية منذ �أيام‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫تعيش الزبداني ومحيطها‬ ‫أوضاعا حياتية وإنسانية قاسية جدا‪،‬‬ ‫بفعل اقتحام المدينة بنحو ‪ 25‬ألف‬ ‫جندي مع مئات اآلليات والمدرعات‪،‬‬ ‫وتحويلها إلى منطقة منكوبة ومحتلة‬ ‫بالكامل‪ ،‬وهو ما يحول دون تمكين‬ ‫الناس من دفن الشهداء ومعالجة‬ ‫الجرحى الذين يسقطون بالعشرات‪.‬‬ ‫وفي موازاة الوضع الميداني‬ ‫الذي يزداد صعوبة ساعة بعد ساعة‪،‬‬ ‫أعلن عضو األمانة العامة للمجلس‬ ‫الوطني السوري كمال اللبواني‪،‬‬ ‫أن «الوضع اإلنساني في مدينة‬ ‫الزبداني وفي مضايا وجوارهما‪،‬‬ ‫صعب للغاية»‪ .‬وأوضح لـ«الشرق‬ ‫األوسط»‪ ،‬أن «المنطقة محرومة منذ‬ ‫أيام من الكهرباء والمياه والهاتف‪،‬‬ ‫وتفتقد إلى الخبز بعد أن قصف‬ ‫الجيش النظامي الفرن اآللي الكبير‬ ‫وعطله بالكامل‪ ،‬كما أحرق المخابز‬ ‫الصغيرة‪ ،‬واآلن ينتظر األهالي‬ ‫المحاصرون بعض الخبز الذي يهرب‬ ‫إليهم بصعوبة من بلودان»‪.‬‬ ‫وكشف اللبواني عن أن «عناصر‬ ‫األمن والشبيحة الذين دخلوا‬ ‫الزبداني في الساعات الماضية‬ ‫أقدموا على تكسير المستشفى‬ ‫وتحطيم عيادات األطباء بكاملها‪،‬‬ ‫وإحراق عشرات المنازل وسرقة‬

‫المحالت التي تبيع المواد الغذائية‬ ‫لحرمان الناس من هذه المواد‪ ،‬وهو‬ ‫ما دفع بالناشطين إلى إخفاء الجرحى‬ ‫ببعض األقبية والحفر خوفا من‬ ‫تصفيتهم‪ ،‬أما جثث الشهداء فوضعت‬ ‫داخل برادات الخضار والفواكه‪،‬‬ ‫التي يجرى تشغيلها على مولدات‬ ‫صغيرة‪ ،‬بانتظار أن تسمح األوضاع‬ ‫بتشييعهم ودفنهم»‪ ،‬مشيرا إلى أن‬ ‫«المدارس والمؤسسات التعليمية‬ ‫مغلقة منذ أكثر من ثالثة أشهر»‪،‬‬ ‫الفتا إلى أن «أعمال القصف (أمس)‬ ‫لم تقتصر على الزبداني ومضايا‬ ‫والجوار‪ ،‬إنما طالت منطقة بلودان‬ ‫التي سقط فيها عدد من الشهداء‬ ‫والجرحى‪ ،‬ألن بلودان تشكل‬ ‫متنفسا إنسانيا للزبداني»‪ ،‬موضحا‬ ‫أن «هذه المآسي اإلنسانية تترافق‬ ‫مع حمالت المداهمات واالعتقاالت‬ ‫والتصفيات التي لم تتوقف‪ ،‬والتي‬ ‫تهدف إلى كسر إرادة أ بناء المنطقة‬ ‫واستسالمهم‪ ،‬وهذا ما لن يحصل»‪.‬‬ ‫وردا على سؤال حول كيفية‬ ‫تمكن القوات النظامية من دخول‬ ‫الزبداني التي كانت عصية عليها‬ ‫لفترة طويلة‪ ،‬أجاب «كان الشباب‬ ‫(الثوار) مالزمين لمداخل المدينة‬ ‫األربعة ويمنعون أي اختراق لها‪،‬‬ ‫عندها لجأ الشبيحة إلى إحضار‬

‫جرافات ضخمة جدا‪ ،‬تمكنوا عبرها‬ ‫من إزالة منازل بالكامل‪ ،‬وأحضروا‬ ‫مختصين بالمتفجرات عمدوا إلى‬ ‫تفكيك العبوات التي كانت منصوبة‬ ‫في بعض النقاط‪ ،‬وقد صدهم‬ ‫المقاتلون وتمكنوا من تدمير ما بين‬ ‫‪ 18‬و‪ 23‬دبابة بالكامل‪ ،‬وبعد هذا‬ ‫الدخول انسحب المقاتلون تكتيكيا‬ ‫إلى أطراف المنطقة‪ ،‬تحضيرا‬ ‫لعمليات سينفذونها عندما تحين‬ ‫الفرصة المواتية لهم»‪.‬‬ ‫أضاف «إن ما نشهده اليوم‬ ‫من قوات (الرئيس السوري بشار)‬ ‫األسد‪ ،‬ليس حربا تشن بوجه ثوار‬ ‫ومعارضين‪ ،‬إنما هو تدمير ممنهج‬

‫للدولة السورية‪ ،‬وهو يحرص على‬ ‫تدمير الجيش السوري‪ ،‬بقدر حرصه‬ ‫وإصراره على إبادة الشعب السوري‪،‬‬ ‫عبر زج الجيش في مواجهة مع‬ ‫الشعب‪ ،‬فاألسد يسعى إلى إنهاك‬ ‫وتدمير الجيش السوري حتى ال‬ ‫يرتد هذا الجيش عليه في القريب‬ ‫من األيام‪ ،‬ألن ذلك يمكنه من‬ ‫إنشاء الدولة العلوية في الساحل‬ ‫السوري تكون محمية من روسيا‬ ‫وإيران‪ ،‬والظاهر أن مدعي المقاومة‬ ‫والممانعة يطبقون فعليا المشروع‬ ‫الصهيوني بإنشاء دويالت طائفية‬ ‫في المنطقة»‪.‬‬

‫�ســـوريا وكذبـــة تنظــيم القاعـــدة‬ ‫طارق الحميد‬

‫محزن حال السوريين فهم بين‬ ‫نارين‪ :‬ن��ار نظام ط��اغ وقاتل‪ ،‬ونار‬ ‫من يحاول النيل من ثورتهم تحت أي‬ ‫عذر‪ ،‬على الرغ��م من كل ما قدموه‬ ‫من تضحية طوال األحد عشر شهرا‬ ‫الماضية‪ ،‬وآخر مسلسالت االضطهاد‬ ‫تل��ك الت��ي يعانيه��ا الس��وريون‪،‬‬ ‫وتعانيه��ا ثورته��م‪ ،‬ه��و محاول��ة‬ ‫االس��تدالل بحديث أيمن الظواهري‬ ‫ع��ن س��وريا للق��ول إن «القاع��دة»‬ ‫تدعم الثورة السورية‪.‬‬ ‫فم��ا إن صرح زعي��م «القاعدة»‬ ‫الظواهري داعيا إلى ما سماه بالجهاد‬ ‫في س��وريا حتى هب البعض ليقول‬ ‫إن ما يحدث في سوريا هو بدعم من‬ ‫«القاعدة»‪ ،‬أو إنه دليل على وجودها‬ ‫هن��اك‪ ،‬وه��ذا تبس��يط‪ ،‬إن لم يكن‬ ‫رغب��ة ف��ي التواطؤ ضد الس��وريين‬ ‫الع��زل أنفس��هم! وقد يق��ول قائل‪:‬‬ ‫كيف؟ اإلجابة بس��يطة‪ ،‬فتصريحات‬ ‫الظواه��ري ع��ن س��وريا ليس��ت‬ ‫األولى من نوعها‪ ،‬فقد س��بق أن دعا‬ ‫للثورة في س��وريا قبل أشهر كثيرة‪،‬‬ ‫وقب��ل أن تص��ل الثورة إل��ى ذروتها‬ ‫الحقيقية‪ ،‬كما س��بق للظواهري أن‬ ‫أش��اد بالربيع العربي‪ ،‬بل قال ما هو‬ ‫أش��د مما قاله عن سوريا حين دعم‬ ‫الثورة المصرية‪ ،‬والتونسية‪ ،‬وكذلك‬

‫الث��ورة الليبي��ة‪ ،‬حيث ح��ذر الليبيين‬ ‫م��ن أطماع حل��ف النات��و‪ ،‬كما طالب‬ ‫الظواهري الجزائريين بالثورة على‬ ‫نظامه��م الحاك��م‪ .‬فلم��اذا لم يقلق‬ ‫أح��د حينه��ا م��ن تل��ك التصريحات‪،‬‬ ‫بينما نج��د اليوم من يح��اول القول‬ ‫إن الث��ورة الس��ورية مدعوم��ة م��ن‬ ‫«القاعدة»؟‬ ‫فالظواه��ري لم يُش��د بالربيع‬ ‫العربي فحس��ب‪ ،‬بل قال إنه يشكل‬ ‫«ضربة قاصمة» للوالي��ات المتحدة‬ ‫األميركي��ة‪ ،‬وق��ال إن الربيع العربي‬ ‫«ح��رر اآلالف م��ن س��جناء الحركات‬ ‫اإلس�لامية م��ن الس��جون‪ ،‬بع��د أن‬ ‫كانوا قد س��جنوا بأوامر مباشرة من‬ ‫أميركا»‪ .‬وعل��ى الرغم من كل ذلك‬ ‫فإننا لم نسمع من يقول‪ ،‬سواء كانوا‬ ‫دوال أو أف��رادا‪ ،‬ب��أن الربي��ع العربي‬ ‫يأت��ي بدع��م «القاع��دة»! ب��ل على‬ ‫العك��س لم يأب��ه أحد وقته��ا لكالم‬ ‫الظواه��ري‪ ،‬حيث هب الغرب مطالبا‬ ‫مب��ارك بالتنح��ي‪ ،‬وس��عى الغ��رب‬ ‫نفس��ه إلنج��اح المب��ادرة الخليجي��ة‬ ‫تج��اه اليمن‪ ،‬وضم��ان رحيل صالح‪،‬‬ ‫على الرغم م��ن أن «القاعدة» كانت‬ ‫دائما إح��دى أوراق اللعبة بيد صالح‪،‬‬ ‫مثله مثل نظام بشار األسد!‬ ‫ولذا فإن التخويف من «القاعدة»‬ ‫في س��وريا ما هو إال محاولة جديدة‬

‫لله��روب م��ن اس��تحقاقات حماي��ة‬ ‫المدنيي��ن الع��زل‪ ،‬ومحاول��ة لتبرير‬ ‫جرائم طاغية دمش��ق‪ ،‬ال��ذي يمثل‬ ‫خط��را حقيقي��ا على وحدة س��وريا‪،‬‬ ‫وش��عبها‪ ،‬أكثر من خط��ر «القاعدة»‬ ‫نفس��ها‪ .‬فالنظ��ام األس��دي هو من‬ ‫سعى لتكريس الطائفية في سوريا‬ ‫ليخي��ف األقلي��ات‪ ،‬ويجبره��ا عل��ى‬ ‫الوق��وف م��ع نظام��ه‪ ،‬مثلما س��بق‬ ‫لنفس النظام‪ ،‬وبمساعدة من إيران‪،‬‬ ‫االس��تفادة م��ن «القاع��دة» ط��وال‬ ‫األعوام العش��رة الماضية سواء في‬ ‫العراق‪ ،‬أو خالف��ه‪ .‬وهذا األمر ليس‬

‫بس��ر‪ ،‬بل هو أمر مع��روف لدى كل‬ ‫األجهزة االس��تخباراتية المعنية في‬ ‫المنطقة‪ ،‬وحتى الغرب‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬ف��إن ما يج��ب أن ندركه‬ ‫اليوم هو أن التأخر في رحيل طاغية‬ ‫دمش��ق‪ ،‬وإطالة منظر الدم‪ ،‬والقتل‪،‬‬ ‫والرع��ب‪ ،‬ف��ي س��وريا هو ال��ذي من‬ ‫شأنه تصعيد‪ ،‬وتبرير‪ ،‬العنف والقتل‪،‬‬ ‫وتفجير األوضاع‪ ،‬وليس الحديث عن‬ ‫«القاع��دة» كما يحاول البعض القول‬ ‫اليوم! هذا ما يجب أن يدركه الجميع‪،‬‬ ‫وخصوص��ا الحريصي��ن عل��ى وحدة‬ ‫سوريا‪ ،‬وسالمة شعبها األعزل‪.‬‬


‫ن�شطاء �إيرانيون يت�ضامنون مع‬ ‫املعار�ضني ال�سوريني‬

‫أوجاع وطن ‪. .‬‬ ‫بانة بيضون‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬

‫في التداعيات الدولية لألزمة السورية‪ ،‬نقلت قناة‬ ‫"إن بي سي" األمريكية عن مسؤولي دفاع أميركيين‬ ‫أن عدداً من الطائرات األميركية من دون طيار تحلق‬ ‫فوق سوريا لجمع المعلومات ورصد هجمات الجيش‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫وقال المسؤولون في مجال الدفاع طلبوا التكتم‬ ‫على هوياتهم ان عدداً ليس بقليل من الطائرات‬ ‫العسكرية واالستخبارية األميركية تحلق فوق سوريا‬ ‫لرصد الهجمات التي يشنها الجيش السوري على‬ ‫قوات المعارضة والمدنيين األبرياء‪.‬‬ ‫ونقلت القناة عن مسؤولين في البنتاغون‬ ‫قولهم إن هذه المراقبة ليست من باب التحضير‬ ‫لتدخل عسكري أمريكي في سوريا‪ ،‬بل إن إدارة أوباما‬ ‫تأمل في جمع األدلة فوق البصرية وقراءة تحركات‬

‫الحكومة السورية واالتصاالت العسكرية الستخدامها‬ ‫الحقا في الدفع باتجاه استجابة دولية واسعة النطاق‬ ‫ضد النظام في دمشق‪.‬‬ ‫يذكر أن الواليات المتحدة كانت قد كررت عدة‬ ‫مرات أنها ال تعتزم التدخل العسكري حاليا في سوريا‬ ‫على الرغم من حثها الرئيس بشار األسد على التنحي‬ ‫وفرض عقوبات‪.‬‬ ‫وكشف المسؤولون عن مناقشات بين البيت‬ ‫األبيض ووزارتي الخارجية والدفاع حول البعثات‬ ‫اإلنسانية الممكنة إلى سوريا‪.‬‬ ‫وبرزت خالل النقاشات مخاوف من عدم التمكن‬ ‫من إرسال هذه البعثات من دون تعريض المشاركين‬ ‫فيها للخطر‪ ،‬ما سيحتم على الواليات المتحدة االنجرار‬ ‫إلى دور عسكري في سوريا‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫طائرات �أمريكية بال طيار حُت ّلق فوق �سوريا‬

‫أسبوعية‬

‫بعث ‪ 160‬من النشطاء السياسيين والمدنيين‬ ‫اإليرانيين‪ ،‬الجمعة‪ ،‬رسالة إلى برهان غليون رئيس‬ ‫المجلس الوطني السوري والقوى المعارضة السورية‪،‬‬ ‫عبروا من خاللها عن تقديرهم لموقف المعارضة السورية‬ ‫التضامني مع الحركة االحتجاجية اإليرانية المطالبة‬ ‫بإطالق سراح زعيمي المعارضة مير حسين موسوي‬ ‫ومهدي كروبي اللذين يخضعان لإلقامة الجبرية‪.‬‬ ‫وجاء في جانب من هذه الرسالة‪« :‬بعد التحیة‪،‬‬ ‫لقد تلقینا باعتزاز رسالتكم الغراء الملیئة بالمودة‬ ‫والباعثة لألمل‪ ،‬والتي تؤكد مرة أخری الصالت‬ ‫العمیقة التي تربط بین أحرار العالم جمیعًا بعضهم‬ ‫بعضًا‪ ،‬إننا لمسرورون ألن المناضلین السوریین‬ ‫الحكماء یدركون جیداً أن هناك فارقًا بین الشعب‬ ‫اإلیراني والنظام الجائر الحاكم في إیران‪ ،‬وعلی‬ ‫ضوء هذا اإلدراك ترون أنفسكم إلی جانب المناضلین‬ ‫اإلیرانیین الصامدین المضطهدین»‪.‬‬ ‫وأضاف البيان‪« :‬وإنه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا‬ ‫وتقدیرنا مشاهدتكم وأنتم تناضلون من أجل الحریة‬ ‫والدیمقراطیة ضد نظام بشار األسد الوحشي‪ ،‬الذي‬ ‫یحظی بحمایة نظام الجمهوریة اإلسالمیة‪ ،‬وتعبرون‬ ‫عن تعاطفكم معنا في ذكری سجن رموز الحركة‬ ‫الخضراء‪ .‬ونود أن نبلغكم أن آمال هؤالء الرموز‪،‬‬ ‫ونحن وإیاكم بتحقق الحریة في بلداننا قد تحققت‬ ‫فع ًال في مصر وتونس والیمن ولیس تحققها في‬ ‫سوریا وإیران ببعید»‪.‬‬ ‫وعبر الموقعون في الختام عن تمنياتهم‬ ‫«للشعب السوري الشجاع والصامد انتصاراً قریبًا‬ ‫علی الظلم واالستبداد الحاكم فی سوریا»‪.‬‬ ‫وتعليقاً على هذه الرسالة أكد كل من الدكتور‬ ‫علي نوري زاده مدیر مركز الدراسات اإلیرانیة‬ ‫والعربیة‪ ،‬والدكتور شهريار آهي الناشط السياسي‬

‫اإليراني من الموقعین علی هذه الرسالة‪ ،‬أن «الشعب‬ ‫اإلیراني یرفض كل أشكال تدخالت نظام والیة‬ ‫الفقیه في الشؤون الداخلیة لسوریا ولبنان والعراق‬ ‫وفلسطین وغیرها»‪.‬‬ ‫وقال نوري زاده‪« :‬الشعب اإليراني ینتظر الیوم‬ ‫الذي یضع فیه مع الشعوب العربیة المتحررة‪ ،‬الحجر‬ ‫األساس لعالقات قائمة علی أسس االحترام المتبادل‬ ‫وعدم التدخل والتفاهم والتعاون بعیداً عن الطائفیة‬ ‫والمذهبیة والتمییز العرقي علی أرضیة األخوة‬ ‫والصداقة الحقیقیة»‪.‬‬ ‫واعتبر نوري زاده مصير النظامين في إيران‬ ‫وسوريا مرتبط ببعضهما بعضاً‪ ،‬مشدداً على‬ ‫حتمية المصير المشترك لـ»نضال الشعبين السوري‬ ‫واإليراني»‪ ،‬متوقعًا أن «سقوط أي من النظامين‬ ‫سيؤدي إلى حليفه اآلخر»‪.‬‬ ‫وأشار نوري زاده إلى إطالق نظام البعث‬ ‫السوري «شعارات قومية عربية» وصفها بالكاذبة‬ ‫و»تعامله الدعائي مع جبهة الممانعة في الوقت الذي‬ ‫لم يطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل في الجوالن»‪،‬‬ ‫حسب تعبيره‪.‬‬ ‫و ع ّلق الناشط السياسي اإليراني الدكتور‬ ‫شهريار آهي على سؤال حول تأثير األحداث في‬ ‫سوريا على الوضع الداخلي اإليراني قائ ًال ‪« :‬النظام‬ ‫يرى في أرض الشام أفضل ممر له لينطلق من خالله‬ ‫إلى سائر مناطق العالم اإلسالمي من خالل تحويل‬ ‫دمشق إلى غرفة علميات على هذا الصعيد»‪.‬‬ ‫وأكد آهي أن «النظامين يتقاسمان المصير‬ ‫المشترك»‪ ،‬مضيفًا‪« :‬لو خسرت الجمهورية اإلسالمية‬ ‫سوريا لن تتضرر سياستها الخارجية فحسب بل‬ ‫سيتلقى الحرس الثوري ضربة نفسية مميتة وتصبح‬ ‫ديمومة النظام تحت طائلة الشك»‪.‬‬

‫كلما س��ألني أحد عن رأيي في كل ما يجري في‬ ‫س��وريا ومصر‪ ،‬قلت إن موقفي السياسي الوحيد هو‬ ‫البكاء‪ .‬لس��ت ّ‬ ‫بكاءة بطبعي‪ ،‬حتى إنني طوال حياتي‬ ‫تس��اءلت ع��ن فائدة ترجى م��ن البكاء باس��تثناء أنه‬ ‫ّ‬ ‫ينقي المقلتين‪.‬‬ ‫أنا التي لم أبك في كل الجنازات التي حضرتها‪،‬‬ ‫أجدني أحرّض نفس��ي واآلخرين على البكاء‪ .‬دعونا‬ ‫نبكي عنهم‪ ،‬أولئك الذين ال وقت لهم لرثاء أحبائهم‪،‬‬ ‫فعليهم أن يدفنوهم سريعًا كي يذهبوا إلى موتهم‬ ‫أو لحماية م��ا بقي من األحياء‪ .‬ب��مَ يفيدهم بكاؤنا‬ ‫س��تقولون لي؟ لن يفيدهم في ش��يء‪ ،‬فبكاؤنا هو‬ ‫تمام��ا كصمتنا‪ ،‬كعجزنا أو تخاذلنا‪ .‬لكن دعونا نبكي‬ ‫ك��ي نتذكر صمتنا‪ ،‬ك��ي نتذكر تخاذلن��ا‪ ،‬كي نتذكر‬ ‫عجزن��ا‪ .‬دعون��ا نبك��ي كي نتذك��ر أننا أحي��اء وأنهم‬ ‫أموات‪ .‬دعونا نبكي كي ال ننس��ى أو نتناسى أن هذه‬ ‫ليست صوراً بل جثث وأن الذي يسيل منها ليس مادة‬ ‫ملونة بل دم حي كالذي يجري في عروقنا اآلن‪.‬‬ ‫أفت��ح التلفاز كل يوم وأس��مع األرقام‪ ،‬خمس��ة‬ ‫في‪ ،...‬عش��رة في‪ ،....‬مئتان في‪ ...‬فماذا يعني هذا؟‬ ‫ربم��ا الرقم ثالثة كان يفكر في ش��راء طابة جديدة‬ ‫قبل أن يُقتل‪ .‬ربما الرقم مئة كان في انتظار موعد‬ ‫غرام��ي غداً لن يحدث أبداً‪ .‬ربم��ا الرقم ألف لم يكن‬ ‫يفكر في ش��يء‪ .‬ماذا نفعل؟ هل نحضر آلة حاس��بة‬ ‫ونجمع األرقام؟ لماذا ال نرقّم األحياء منذ اآلن؟ أحضر‬ ‫آلتك الحاس��بة واجمع واحس��م‪ ،‬وقب��ل أن تخرج من‬ ‫المنزل ال تنس أن ترقّم نفس��ك اس��تباقًا لما يمكن‬ ‫أن يحدث‪.‬‬ ‫دعون��ا نبكي ك��ي ال نصدّق أنه��م مجرد أرقام‬ ‫اآلن‪ .‬إذا صدّقن��ا ذل��ك فس��نكون تمامًا كآل��ة القتل‬ ‫النظامية التي ال ترى في الشعب سوى معادلة رقمية‬ ‫تحذف منها ما تش��اء‪ .‬دعونا نبكي كي ال نصدّق إننا‬ ‫نحن أيضا لسنا سوى مجرد أرقام أخرى بائسة‪ .‬ألننا‬ ‫مت��ى صدّقنا ذل��ك زدنا موت��ًا على األم��وات‪ .‬دعونا‬ ‫نبكي عليهم وعلينا‪ ،‬وعنهم وعنا‪ .‬دعونا نبكي ً‬ ‫نيابة‬ ‫ع��ن كل حياة جديدة تول��د‪ ،‬ويطبعون عل��ى جبينها‬ ‫رقمها وسعرها وعنوانها‪.‬‬ ‫دعونا نبكي ألنه لم يعد لدينا من دموع نذرفها‬ ‫على األموات‪ .‬دعونا نبكي ألننا لبنانيون أيضاً‪ .‬دعونا‬ ‫نبكي ألننا لم نزل نص ّلي كل ليلة لآلالت التي وشمتنا‬ ‫بأرق��ام مذهبية وعددية وطائفية‪ .‬دعونا نبكي ألننا‬ ‫س��ننتخبهم مجدداً بطبيعة الحال‪ ،‬فاألرقام ال تفكر‪.‬‬ ‫دعونا نبكي ألن األطفال يُقتلون دفاعًا عن األوطان‬ ‫وباسم األوطان‪.‬‬ ‫دعونا نبكي ألننا ولدنا في أوطان كهذه وسنموت‬ ‫فيها وس��ننجب أطفاال لها لتقتلهم بكل محبة‪ .‬دعونا‬ ‫نبك��ي ألننا نحب هذه األوطان على رغم كل ش��يء‪،‬‬ ‫ونحل��م به��ا وطنًا لن��ا‪ .‬ربم��ا بكاؤنا يك��ون كالمطر‬ ‫يغس��ل عن جبينن��ا األرق��ام التي طبعوه��ا ويرطب‬ ‫جلودنا الميتة‪.‬‬ ‫أحده��م صرخ قبل أن يُقتل‪« :‬أنا لس��ت رقمًا»‪.‬‬ ‫لكنه مات قبل أن يتسنى له أن يبكي‪.‬‬ ‫لنب��ك عنه نحن بقي��ة األرقام الت��ي تنتظر من‬ ‫يحصده��ا‪ .‬دعونا نبكي على أولئ��ك الذين لم يجدوا‬ ‫س��بيال للحياة إال عبر الموت‪ .‬إنهم يموتون من أجلنا‬ ‫جميع��اً‪ ،‬هو موتهم يوقظ الحياة داخلنا ويمس��ح عنا‬ ‫صفتنا الرقمية‪.‬‬ ‫ملحق النهار ‪2012 / 2 / 18‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫دعوة مفتوحة للبكاء‬

‫‪3‬‬


‫الأكراد ال�سوريون يف الأ�صل والتاريخ وال�سيا�سة‪...‬‬

‫نهاية خرافة الأخوة الأعداء‪ ..‬وعقد وطني جامع وموحد‬

‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫نق ً‬ ‫�لا عن حم��د درويش س��كرتير‬ ‫الح��زب التقدم��ي الك��ردي في س��وريا‬ ‫"نطال��ب ب��أن تثب��ت حقوقن��ا الوطنية‬ ‫في الدس��تور وأن يواف��ق عليها إخواننا‬ ‫العرب في سوريا"‪.‬‬ ‫ف��ي نهاية الش��هر الماض��ي أنهت‬ ‫الق��وى الكردي��ة الس��ورية المعارض��ة‬ ‫مش��اوراتها خالل مؤتمر اس��تمر ثالثة‬ ‫أيام في أربيل عاصمة إقليم كردستان‬ ‫الع��راق‪ ،‬لتوحي��د الص��ف الك��ردي من‬ ‫الثورة السورية‪ ،‬وكان عدد المشاركين‬ ‫في المؤتمر قرابة مئتي ناشط يمثلون‬ ‫المجل��س الوطني الك��ردي الذي يتألف‬ ‫من إحدى عشر تياراً كرديًا معارضًا كما‬ ‫شهد المؤتمر حضوراً الفتًا لشخصياتٍ‬ ‫سوريةٍ معارضة أصرت على المشاركة‬ ‫لتثبي��ت عضد البي��ت الك��ردي واختيار‬ ‫ممثلين لهم في الداخل والخارج ليصبح‬ ‫له��م ص��دىً سياس��ي على المس��توى‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫يتج��ه الي��وم األك��راد وعل��ى‬ ‫اختالفاته��م السياس��ية لتوحيد الصف‬ ‫م��ع اعتقاده��م أن الحراك في س��وريا‬ ‫يمنحه��م غطا ًء ل��م يتوفر له��م طوال‬ ‫مس��يرتهم ضد النظام الس��وري الذي‬ ‫يقولون أنه صادر حتى مواطنتهم‪.‬‬ ‫وكم��ا دأبنا ف��ي ملف��اتٍ متفرقة‬ ‫عل��ى اس��تعراض الق��وى الفاعل��ة في‬ ‫المجتم��ع الس��وري نبح��ث الي��وم ف��ي‬ ‫موضوع األكراد السوريين‪ ،‬إال أنه وقبل‬ ‫ع��رض لواقع األك��راد أتوجه‬ ‫البدء في‬ ‫ٍ‬ ‫باالعت��ذار لألك��راد ع��ن رؤىً مخالف��ة‬ ‫تظهر ف��ي ه��ذا الملف مرده��ا الوحيد‬ ‫ن��درة المراجع مع ادعائي أني لم أتدخر‬ ‫جه��داً للوص��ول للرواي��ات والحقائ��ق‬ ‫والروايات المجمع عليها فقط‪.‬‬

‫�أ�صل الأكراد‪:‬‬

‫يتأل��ف األك��راد م��ن طبقتين من‬ ‫الشعوب بحسب ما ذكر المؤرخ الكردي‬ ‫محم��د أمي��ن زكي في كتاب��ه "خالصة‬ ‫تاري��خ الك��رد وكردس��تان" فالطبق��ة‬ ‫األول��ى الت��ي كانت تس��كن كردس��تان‬ ‫منذ فجر التاريخ وأطل��ق عليها المؤرخ‬ ‫ش��عوب جب��ال زغ��روس وهي ش��عوب‬ ‫"بولو‪ ،‬كوتي‪ ،‬كورت��ي‪ ،‬جوتي‪ ،‬جودي‪،‬‬ ‫كاس��اي‪ ،‬س��وباري‪ ،‬خال��دي‪ ،‬ميتان��ي‪،‬‬ ‫ه��وري‪ ،‬فايري"‪ ،‬وهي األص��ل القديم‬ ‫جداً للش��عب الكردي أما الطبقة الثانية‬ ‫فه��ي الش��عوب الهندوأوروبي��ة الت��ي‬ ‫هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر‬ ‫قب��ل الميالد واس��توطنت مع ش��عوبها‬ ‫األصلية وه��م الميديين والكاردوخيين‬ ‫وامتزج��ت مع ش��عوبها ليش��كلوا األمة‬ ‫الكردية‪.‬‬ ‫وق��د يك��ون هن��اك إجم��اع بي��ن‬ ‫المستشرقين والمؤرخين والجغرافيين‬ ‫على اعتب��ار المنطق��ة الجبلية الواقعة‬ ‫في شمال الشرق األوسط بمحاذاة جبال‬ ‫زغروس وجبال طوروس المنطقة التي‬ ‫س��كن فيها األكراد من��ذ القدم ويطلق‬ ‫األك��راد تس��مية كردس��تان عل��ى هذه‬

‫المنطق��ة الت��ي ه��ي عبارة ع��ن أجزاء‬ ‫من ش��مال العراق وش��مال غرب إيران‬ ‫وش��مال ش��رق س��وريا وجنوب ش��رق‬ ‫تركي��ا ويتواج��د األك��راد باإلضافة إلى‬ ‫هذه المناطق بأع��دادٍ قليلة في جنوب‬ ‫غربي أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان‬ ‫ولبنان وفلسطين‪ ،‬ويعتبر األكراد إحدى‬ ‫أكب��ر القومي��ات التي ال تمل��ك وطنًا أو‬ ‫كياناً سياس��ياً موحداً معترفًا به عالميًا‬ ‫أو ممث ًال في األمم المتحدة‪.‬‬ ‫إن العزلة الجبلية واالفتقار للمراكز‬ ‫الحضاري��ة على عكس س��هول ما بين‬ ‫النهري��ن وهض��اب إي��ران واألناض��ول‬ ‫وس��وريا التي كانت طبيعتها المفتوحة‬ ‫تس��مح دائمًا بتكوين مراك��ز حضارية‬ ‫وسياس��ية كبرى ه��و الس��بب النعدام‬ ‫إمكاني��ة وجود مراك��ز حضارية كردية‬ ‫مما أعاق دائمًا قيام أية وحدة سياس��ية‬ ‫أو ثقافي��ة أو لغوي��ة كردي��ة أي قي��ام‬ ‫دولة جامعة وشاملة للناطقين باللغات‬ ‫الكردي��ة‪ ،‬وم��ن المعل��وم أن الموط��ن‬ ‫األصل��ي والحقيق��ي لألق��وام الكردية‬ ‫وكم��ا ذكرن��ا س��ابقاً سلس��لة الجب��ال‬ ‫الفاصلة بي��ن العراق وإيران والمتصلة‬ ‫بالقفق��اس‪ ،‬إن األق��وام الكردي��ة هي‬ ‫بح��ق جماع��ات جبلي��ة وه��ذا هو س��ر‬ ‫توحده��ا حول هذا االس��م كردو والذي‬ ‫يعني باللغة الس��ومرية سكان الجبال‪،‬‬ ‫لكن ه��ذه الجبال وإن خلق��ت نوعاً من‬ ‫التشابه الثقافي والتقاليدي والشعوري‬ ‫بي��ن ه��ذه الجماعات المختلف��ة إال أنها‬ ‫أيضاً ش��كلت مانعًا كبي��راً أمام إمكانية‬ ‫بش��عب واح��د ولغ��ةٍ واح��دة‬ ‫توحده��ا‬ ‫ٍ‬ ‫ودول��ةٍ واح��دة‪ ،‬مم��ا يب��رر أن ه��ذه‬ ‫الجماعات رغم كل تش��ابهاتها الثقافية‬ ‫إال أنه��ا طيل��ة التاري��خ لم تنج��ح مر ًة‬ ‫واح��دة ف��ي أن تتوحد وأن تك��ون دولة‬

‫مركزية جامعة ب��ل في أقصى الحاالت‬ ‫ش��كلت إمارات محلية متنافسة وتابعة‬ ‫للقوى المحيطة‪.‬‬ ‫أم��ا العام��ل الثان��ي فإن��ه يتمثل‬ ‫بكون الجب��ال الكردية مغلقة وممراتها‬ ‫ضيق��ة ومح��دودة ل��م تس��مح بم��رور‬ ‫التجار والغزاة والمغامرين واختالطهم‬ ‫واس��تقرارهم وهذا ما منع من تش��كل‬ ‫أي مركز حض��اري تاريخي معروف في‬ ‫المناط��ق الكردي��ة إال أن ه��ذا ال ينفي‬ ‫أبداً الروح اإلبداعية واإلسهام الحضاري‬ ‫لألكراد كأفراد إذ بقي األكراد ينحدرون‬ ‫بهجراتٍ جماعيةٍ وفردية نحو س��هول‬ ‫م��ا بين النهرين ليش��كلوا ج��زءاً حيويًا‬ ‫م��ن التكوي��ن العرق��ي للس��ومريين‬ ‫واآلكاديين واآلراميين العرب‪.‬‬ ‫يميل الكت��اب والمثقف��ون األكراد‬ ‫إل��ى إضفاء صفةٍ طوباوية نش��اركهم‬ ‫به��ا جزئي��اً عن موض��وع ع��دم تمكن‬ ‫الكرد تاريخيًا من تش��كيل دولة جامعة‬ ‫مركزية تقول بأن الشعب الكردي أكثر‬ ‫حري��ة (آزادي) م��ن اإلنض��واء تحت أي‬ ‫سلطةٍ أو تنظيم‪.‬‬ ‫إن قي��اس حضارة ش��عب أو أثنية‬ ‫بش��كل أساس��ي على قدرتهم‬ ‫ال يقوم‬ ‫ٍ‬ ‫على إنش��اء دولة فالع��رب في منطقة‬ ‫نج��د والحجاز ل��م يفلحوا بإنج��از دولة‬ ‫قبل ظهور اإلسالم وكذا الحال بالنسبة‬ ‫إل��ى قبائل ش��مالي أوروب��ا قبل ظهور‬ ‫المسيحية وانتش��ارها والقائمة تطول‬ ‫كالط��وارق ف��ي ش��مال أفريقي��ا وعدد‬ ‫كبي��ر م��ن الش��عوب والحض��ارات في‬ ‫افريقيا وأواسط آسيا‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أننا ال نرى مبرراً‬ ‫للمح��اوالت العبثي��ة ل��دى المتعصبين‬ ‫من أصح��اب االتج��اه القوم��ي الكردي‬

‫بخص��وص تاري��خ األك��راد إذ تراه��م‬ ‫يص��رون على انتحال تواريخ الش��عوب‬ ‫المجاورة كالحض��ارة الميدية اإليرانية‬ ‫والعيالمية األحوازية بل حتى الحضارة‬ ‫اآلش��ورية العراقية إذ ال ب��د من القول‬ ‫لش��عب واح��د ف��ي الك��رة‬ ‫بأن��ه لي��س‬ ‫ٍ‬ ‫األرضي��ة أن يدع��ي بامت�لاك التاري��خ‬ ‫والحض��ارات الس��ومرية أو الميدي��ة‬ ‫أو الميتاني��ة أو الفارس��ية إال أن دع��اة‬ ‫كردس��تان الكبرى يحاول��ون إدخال كل‬ ‫الحض��ارات القائمة ف��ي المنطقة التي‬ ‫يحتس��بونها ضم��ن إمبراطورتيه��م‬ ‫الكردي��ة المفترض��ة وبالتال��ي ف��إن‬ ‫تاريخه��ا وحضاراتها القديم��ة ال بد أن‬ ‫يتم تكريدها‪.‬‬ ‫يبقى أن نؤكد الحقيقة التالية إننا‬ ‫ال نس��تهين أبداً ب��دور األكراد في صنع‬ ‫حض��ارات المنطق��ة ليس كأك��راد بل‬ ‫كمواطني��ن من أبناء ش��عوب المنطقة‬ ‫فالس�لالة الكاش��ية الت��ي ق��ادت بابل‬ ‫حوالي أربع قرون والت��ي من المعروف‬ ‫أن أصلها من جبال زاغروس أي أسالف‬ ‫األك��راد ل��م يح��ول حكامها باب��ل إلى‬ ‫كردية بل تبنوا الحض��ارة البابلية دينًا‬ ‫ً‬ ‫ولغ��ة وثقاف��ة‪ ،‬وك��ذا الحال بالنس��بة‬ ‫إلى دور ص�لاح الدين األيوب��ي ودولته‬ ‫األيوبي��ة‪ ،‬إن عل��ى النخ��ب الكردية أن‬ ‫تتخلى ع��ن التماي��ز القوم��ي وافتعال‬ ‫تاري��خ حض��اري مصطن��ع لكردس��تان‬ ‫الكبرى بل اعتبار أكراد كل بلد منتمين‬ ‫إلى تاريخ وحضارة البلد نفسه‪.‬‬

‫ديانة الأكراد‪:‬‬

‫يعتن��ق األكراد الديانة اإلس�لامية‬ ‫بغالبيته��م لع��ددٍ م��ن العوام��ل لع��ل‬ ‫أهمها بعد األكراد عن مركزي انتش��ار‬ ‫كل من الديانتين اليهودية والمسيحية‬


‫الواقع ال�سيا�سي للأكراد ال�سوريني‪:‬‬

‫أسبوعية‬

‫إحدى عش��ر حزبًا كرديًا محظ��وراً كلها علمانية‬ ‫وأكثره��ا تأثي��راً ح��زب يكيت��ي والح��زب الديمقراطي‬ ‫الكردي في سوريا بارتي وحزب يزيدي الكردي واالتحاد‬ ‫الديمقراطي القريب من حزب العمال الكردي‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كم��ا ذكرنا س��ابقاً ف��إن الكرد من‬ ‫المكونات األساسية للنسيج المجتمعي‬ ‫والتاريخ��ي الس��وري ش��اركوا في بناء‬ ‫دول��ة س��وريا وتراوح��ت مش��اركتهم‬ ‫بي��ن صناعة الق��رار إذ تب��وأوا مناصب‬ ‫عليا في رئاس��ة الجمهورية إلى رئاسة‬ ‫الحكوم��ة وقي��ادة الث��ورات والعمل في‬ ‫موق��ع المقاوم��ة م��ع الجماهي��ر‪ ،‬ومع‬ ‫تعاظم ش��عور األك��راد بالتهميش من‬ ‫قب��ل الس��لطات واألح��زاب وال س��يما‬ ‫الح��زب الش��يوعي "وال��ذي كان عماده‬ ‫م��ن األكراد ال��ذي انتس��بوا بكثافة في‬ ‫األربعيني��ات للح��زب الش��يوعي ال��ذي‬ ‫ترأسه خالد بكداش الكردي الدمشقي"‬ ‫واألحزاب القومية العربية في أواس��ط‬ ‫الخمس��ينيات ش��كلوا حزب��ًا خاصاً بهم‬ ‫هو الح��زب الديمقراطي الكردي‪ ،‬ولهم‬ ‫اآلن ع��دداً ال بأس به م��ن األحزاب وقد‬ ‫س��اهمت بعض هذه األحزاب مع قوىً‬ ‫عربية معارضة في تأس��يس ما يسمى‬ ‫"إعالن دمشق" إثر الحراك النخبوي في‬ ‫مرحلة ربيع دمشق‪ ،‬كما ساهم األكراد‬ ‫ف��ي الح��راك الش��عبي الس��وري الذي‬ ‫انطل��ق ف��ي ‪ 15‬آذار ‪ 2012‬بوصفه��م‬ ‫مواطنين سوريين أكراداً‪.‬‬ ‫إن القارئ لتاريخ الثورة الس��ورية‬ ‫ضد االس��تعمار الفرنس��ي ال بد له من‬

‫استثنينا بعض األصوات المتطرفة من‬ ‫هنا وهناك نرى أنه من العدل القول أن‬ ‫تطور الحس القومي ألكراد س��وريا لم‬ ‫يكن يوماً على حساب والئهم لوطنهم‬ ‫الس��وري‪ ،‬فالحركة السياسية الكردية‬ ‫والت��ي قوامه��ا أكثر من عش��رة أحزاب‬ ‫لج��ذرر واحد ه��و الحزب‬ ‫ه��ي تفرعات‬ ‫ٍ‬ ‫الديمقراط��ي الك��ردي * تتفق جميعها‬ ‫عل��ى ش��عاراتٍ تؤك��د عل��ى االنتم��اء‬ ‫الس��وري وتدع��و إل��ى تمتي��ن أواص��ر‬ ‫األخ��وة العربي��ة الكردي��ة والحري��ات‬ ‫العامة والديمقراطية‪.‬‬ ‫كم��ا أن وض��وح المس��ار الوطني‬ ‫للحرك��ة الكردية الس��ورية ليس فقط‬ ‫طاب��ع ش��عاراتها أو تط��ور ملح��وظ‬ ‫لعالقاته��ا م��ع الحرك��ة الديمقراطي��ة‬ ‫وإنم��ا أيض��اً قراءته��ا النقدي��ة لتجربة‬ ‫الس��لطة الكردية ش��مال العراق والتي‬ ‫عجزت موضوعي��ًا وذاتيًا عن خلق حالة‬ ‫استقطاب حول المش��روع الكردستاني‬ ‫مثل‬ ‫وفش��لت في بناء‬ ‫نموذج ناج��ح أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يحتذى فأفس��دتها أس��اليب االس��تبداد‬ ‫واالرته��ان للسياس��ات الخارجي��ة‬ ‫وصراعات تقاس��م الحص��ص والنفوذ‬ ‫بين البرزاني والطالباني‪.‬‬ ‫مع اندالع الثورة الس��ورية في ‪15‬‬ ‫آذار من العام الماضي فس��حت الحركة‬ ‫االحتجاجية المج��ال أمام الكرد ليكونوا‬ ‫من صن��اع س��وريا الجدي��دة وذلك من‬ ‫خ�لال ثقافة تبنت ش��عار "واح��د واحد‬ ‫واحد الشعب السوري واحد"‪ ،‬وقد أظهر‬ ‫األك��راد أن الش��أن الك��ردي ه��و ش��أن‬ ‫ديمقراط��ي بمعناه الحي��وي والفعال ال‬ ‫مسألة قومية جافة وخشنة‪.‬‬ ‫إن من هشاش��ة الوعي السياسي‬ ‫أن نعتق��د أن الك��رد س��وف يكون��ون‬ ‫خ��ارج إط��ار التغيي��ر أو يكون��ون م��ن‬ ‫دعاة التدخ��ل الخارجي في س��وريا‪ ،‬أو‬ ‫االنفصال‪ ،‬فقد آن األوان لتفهم الحالة‬ ‫الكردية من دون مواقف مسبقة تطفو‬ ‫على الس��طح كلما أراد الكرد المطالبة‬ ‫بحقوقه��م وم��ن دون رميه��م بتهم��ة‬ ‫االنفصال أو اإلض��رار باللحمة الوطنية‬ ‫أو غيرها‪ ،‬وحان الوقت لكي يقر الجميع‬ ‫بأن الخوف من االنفصال كان وهماً لم‬ ‫يعد مفيداً نشره‪.‬‬ ‫كأح��زاب وهيئات‬ ‫إن تلك��ؤ األكراد‬ ‫ٍ‬ ‫وليس كأفراد في االنضمام إلى الحركة‬ ‫االحتجاجي��ة في س��وريا تتحمل قس��مًا‬ ‫كبيراً من مسؤوليته المعارضة السورية‬ ‫فم��ع عق��د سلس��لة م��ن االجتماع��ات‬ ‫المعارض��ة ف��ي تركيا ودخ��ول األخيرة‬

‫كالع��ب ٍ أساس��ي في الحدث الس��وري‬ ‫بتعويل من جماعة اإلخوان المس��لمين‬ ‫ٍ‬ ‫عل��ى حزب العدالة والتنمية الحاكم في‬ ‫أنقره إلعادتهم إلى الملعب السياس��ي‬ ‫السوري‪ ،‬ما أزعج األكراد الذين ما زالت‬ ‫جراحه��م تن��زف على األي��دي التركية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى عالقة الكرد بالسياس��ة من‬ ‫جهة اليس��ار تاريخياً مم��ا يجعلهم غير‬ ‫واثقي��ن بج��دوى الحديث ع��ن التدخل‬ ‫الخارج��ي لصالحه��م‪ ،‬ألن��ه ول��و حدث‬ ‫فل��ن يك��ون عام ًال مس��اعداً عل��ى بناء‬ ‫دولة الش��راكة بقدر ما س��يعمل بإطار‬ ‫المصالح وقد توج هذا الموقف برفض‬ ‫الكرد المشاركة في مؤتمر أنطاليا‪.‬‬ ‫كم��ا أن المعارض��ة الس��ورية‬ ‫العلمانية وإن كانت األقرب لألكراد فإنها‬ ‫م��ا زالت تعمل ضمن إط��ار إيديولوجي‬ ‫تقليدي ال يستجيب للتطورات بسهولة‬ ‫فالنخب��ة المعارض��ة ل��م تس��تطع أن‬ ‫تتحرر من تهم��ة رغبة انفصال األكراد‬ ‫عن س��وريا‪ ،‬وقوبلت مطالب��ات األكراد‬ ‫بشيء من الحذر والريبة من المعارضة‬ ‫والنخبة المثقفة‪.‬‬ ‫مع تمادي النظام في غييه وعنفه‬ ‫انخرط األك��راد في قضي��ة التغيير مع‬ ‫باق��ي الس��وريين متمس��كين بالهوية‬ ‫الس��ورية ومناضلين جنبًا إلى جنب مع‬ ‫م��ن حمل ل��واء التغيي��ر والحري��ة ومع‬ ‫تش��كل المجل��س الوطن��ي الس��وري‬ ‫ش��ارك األكراد بنسبة واقعية مقتنعين‬ ‫ً‬ ‫بداهة‬ ‫بأن النض��ال الديمقراطي يعني‬ ‫في أحد وجوهه نضا ًال من أجل مساواة‬ ‫جمي��ع القومي��ات ف��ي نظ��ر المجتم��ع‬ ‫والقان��ون‪ ،‬وه��و ف��ي الحال��ة الكردية‬ ‫تثبيت الحقوق المش��روعة لهذا الشعب‬ ‫كحقه في المواطن��ة وحقوقه الثقافية‬ ‫والسياسية وحقه المتس��اوي في إدارة‬ ‫السلطة والدولة‪.‬‬ ‫إن المعاناة العربية الكردية واحدة‬ ‫وتختص��ر أس��بابها كلم��ة واح��دة هي‬ ‫كمعب��ر ال غنىً عنه كي‬ ‫الديمقراطي��ة‬ ‫ٍ‬ ‫نواجه جميع��ًا كافة المعضالت القومية‬ ‫واإلنسانية ونتصدى للتحديات واألخطار‬ ‫زمن ال مكان فيه إال‬ ‫الماثلة أمامنا ف��ي ٍ‬ ‫للشعوب المتكاتفة المتحدة‪.‬‬ ‫أن تك��ون قومي��ًا حق��ًا وأن تك��ون‬ ‫وطني��ًا حقًا يعني أن تك��ون ديمقراطيًا‬ ‫حقًا‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬

‫اللغة الكردية‪:‬‬

‫إن الدارس ألحوال األكراد يكتشف‬ ‫أن م��ا يس��مى باللهج��ات الكردي��ة‬ ‫ه��ي بالحقيق��ة لغ��ات ألن الف��وارق‬ ‫بينه��ا ترق��ى لمس��توى الف��وارق بين‬ ‫اللغ��ات المختلف��ة جميعه��ا تع��ود إلى‬ ‫المجموع��ة الهندوأوروبية والتي تضم‬ ‫اللغ��ات الس�لافية والالتيني��ة والهندية‬ ‫والجرمانية‪.‬‬ ‫هناك أرب��ع لغات كردي��ة مختلفة‬ ‫يكاد التقارب بينها يش��به التقارب بين‬ ‫العربية والس��ريانية وه��ي البهدنانية‬ ‫(الكرمانجي��ة) الزازاني��ة والخانقيني��ة‬ ‫والس��ورانية وتعتب��ر اللغت��ان األكب��ر‬ ‫الس��ورانية التي تكتب بالحرف العربي‬ ‫والبهدناني��ة الت��ي تكت��ب بالح��رف‬ ‫الالتيني‪.‬‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫ً‬ ‫إضافة إلى أنه خالل انتش��ار المسيحية‬ ‫ل��م تفل��ح الدع��وات التبش��يرية ف��ي‬ ‫الوصول إلى جبال األكراد بسبب انتشار‬ ‫األزيدي��ة الطاغي والتي كانت تش��كل‬ ‫نظامًا روحياً متكام ًال‪ ،‬وقد دخل األكراد‬ ‫اإلس�لام ف��ي عه��د الخليفة الراش��دي‬ ‫عم��ر ب��ن الخط��اب ال��ذي اراد إيص��ال‬ ‫الدعوى اإلس�لامية إلى م��ا وراء الجبال‬ ‫فأرس��ل ع��دة حم�لات عس��كرية باءت‬ ‫بالفشل بسبب دفاع األكراد المستميت‬ ‫وبس��التهم فاس��تعاض ع��ن التدخ��ل‬ ‫العسكري بإرسال الشيوخ واإلرساليات‬ ‫الت��ي نجحت مهمتها بإدخال األكراد إلى‬ ‫اإلسالم بدون قوة‪.‬‬ ‫ويرجع وجود بع��ض األكراد يهود‬ ‫أو مس��يحيين إل��ى هج��رة األك��راد إلى‬ ‫المناط��ق ذات األغلبي��ة اليهودي��ة أو‬ ‫المسيحية‪ ،‬وبسبب انقسام األكراد بين‬ ‫االمبراطوريتين العثمانية ذات المذهب‬ ‫الس��ني واالمبراطوري��ة الفارس��ية‬ ‫ذات المذه��ب الش��يعي‪ ،‬أيضًا انقس��م‬ ‫األكراد إلى سنة وشيعة وبهذا يكونون‬ ‫متوزعين عل��ى أعدادٍ قليلة من اليهود‬ ‫والمسيحيين ونس��بة ‪ 15%‬من الشيعة‬ ‫وأغلبي��ة س��نية إضاف��ة إل��ى احتف��اظ‬ ‫بعضهم بديانتهم األصلية األزيدية‪.‬‬

‫الوق��وف عند أه��م أعالمه��ا "ابراهيم‬ ‫هنانو" و"يوسف العظمة" كرديي األصل‬ ‫ومع االس��تقالل والتجربة الديمقراطية‬ ‫في سوريا عاش األكراد وكغيرهم من‬ ‫الس��وريين مفه��وم المواطن��ة بأزهى‬ ‫صوره‪ ،‬ول��م تتضح في س��وريا معالم‬ ‫مش��كلة قومية كردية إال بفعل تعاقب‬ ‫س��لطات غي��ر ديمقراطي��ة اس��تمدت‬ ‫مش��روعيتها م��ن إيديولوجيا مش��بعة‬ ‫بالتعص��ب القومي‪ ،‬ال مكان في دنياها‬ ‫للتن��وع واالخت�لاف أو احت��رام حق��وق‬ ‫اإلنس��ان ومصال��ح القومي��ات األخرى‪،‬‬ ‫فمع تصاع��د التي��ار القوم��ي والوحدة‬ ‫م��ع مصر ع��ام ‪ 1958‬والتي كان أس��وأ‬ ‫شروطها حل األحزاب السياسية ظهرت‬ ‫المش��كلة ورفض الحزب الديمقراطي‬ ‫الكردي حل نفسه ونما النزوع القومي‬ ‫لدى األكراد بسبب رفع الوحدة شعارات‬ ‫عروبي��ة رأى األك��راد أنه��م مقص��ون‬ ‫عنها لكونهم ليس��وا عرباً ولن يكونوا‪،‬‬ ‫فع��ل طبيع��ي ع��ن المش��اعر‬ ‫وك��رد‬ ‫ٍ‬ ‫القومي��ة العربي��ة انتعش��ت المش��اعر‬ ‫القومي��ة الكردي��ة بالتزامن م��ع تواتر‬ ‫الح��راك الك��ردي الخارجي األم��ر الذي‬ ‫ع��زز االندفاعات الش��وفينية من الكرد‬ ‫وضدهم وش��جع غالة التطرف القومي‬ ‫عل��ى ابت��كار أس��اليب قس��رية لتمييز‬ ‫األكراد وس��لبهم حقوقه��م كمواطنين‬ ‫وتغيي��ب دوره��م كأقلي��ةٍ قومي��ة في‬ ‫التكوين االجتماعي السوري‪.‬‬ ‫إن أول إجرا ٍء تمييزي عانى األكراد‬ ‫من��ه حت��ى ع��ام ‪ 2011‬ه��و مش��روع‬ ‫اإلحصاء االس��تثنائي لع��ام ‪ 1962‬الذي‬ ‫حرم أكثر من س��بعين أل��ف كردي من‬ ‫الجنس��ية الس��ورية وم��ن يومها عرف‬ ‫المجتم��ع الس��وري ظاه��ر ًة جدي��دة‬ ‫اس��مها المكتومون وهم المجردون من‬ ‫الجنس��ية الذي فقدوا حق المساواة مع‬ ‫غيره��م م��ن المواطني��ن ف��ي الهوية‬ ‫والتمل��ك والتعليم والتقاض��ي والعمل‬ ‫والصحة‪.‬‬ ‫ثم ج��اء مش��روع الح��زام العربي‬ ‫مطل��ع الس��بعينيات هادفًا إل��ى تفريغ‬ ‫الش��ريط الحدودي بين س��وريا وتركيا‬ ‫ف��ي محافظ��ة الحس��كة أو الجزي��رة‬ ‫الس��ورية بعم��ق عش��رة إل��ى خمس��ة‬ ‫عش��ر كيلومت��راً م��ن س��كانه األك��راد‬ ‫أس��ر عربية بد ًال عنهم لقطع‬ ‫وتوطين ٍ‬ ‫أواصل االرتباط الجغرافي بينهم وبين‬ ‫امتدادهم القومي خارج سوريا‪.‬‬ ‫واغتمت الس��لطات فرصة بناء سد‬ ‫الفرات ومش��روع إعادة توزيع األراضي‬ ‫الزراعية كي تس��تولي عل��ى األراضي‬ ‫الكردي��ة إلقامة مزارع نموذجية مزودة‬ ‫بالمياه والم��دارس والكهرباء وتمليكها‬ ‫لفالحي��ن ع��رب غم��رت مي��اه الس��د‬ ‫قراهم‪.‬‬ ‫إن العب��ث بالواق��ع الديموغراف��ي‬ ‫لش��مال ش��رق س��وريا فاقم المشكلة‬ ‫الكردي��ة باضط��راد فن��زوح األك��راد‬ ‫القسري وانتقالهم إلى مدنٍ كالحسكة‬ ‫والدي��ر أدى إل��ى ظه��ور حساس��يةٍ‬ ‫عالي��ة م��ن الناحي��ة القومي��ة في هذه‬ ‫المناط��ق وقد رافق ما س��بق سياس��ة‬ ‫ممنهج��ة ته��دف إل��ى طم��س الهوي��ة‬ ‫الكردية وصهر الكرد كأفراد في بوتقة‬ ‫القومية العربية تجلت في قمع الحركة‬ ‫السياس��ية الكردية واعتقال نش��طائها‬ ‫وتغيير األسماء التاريخية لبعض القرى‬ ‫والبلدات والمواقع واس��تبدالها بأس��ما ٍء‬ ‫عربي��ة وحرم��ان األك��راد م��ن تعلي��م‬ ‫لغتهم الخاصة‪.‬‬ ‫رغ��م ه��ذا اإلقصاء الممنه��ج وإذا‬

‫‪5‬‬


‫حلظة حتول يف �سوريا‪« ..‬اهلل ي�سرت»‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫يتصرف النظام الس��وري وكأنه ينفذ‬ ‫جدوال زمنيا قرره أحد ما له‪ .‬إنه يفعل هذا‬ ‫للمرة األولى منذ نش��بت األزم��ة الضارية‬ ‫الت��ي تواجهه��ا س��وريا‪ ،‬الت��ي حوله��ا إلى‬ ‫مناس��بة للعص��ف العني��ف‪ ،‬البال��غ العنف‪،‬‬ ‫بالشعب والدولة‪.‬‬ ‫ويتص��رف ال��روس‪ ،‬وكأن الغ��رب ال‬ ‫يع��ادي النظ��ام في دمش��ق وحس��ب‪ ،‬بل‬ ‫ويوش��ك أن يش��ن هجـوما عام��ا القتحام‬ ‫موس��كو‪ ،‬التي تصدر صرخات غضب وتحد‬ ‫تبز في عنفه��ا وصرامتها تلك التي تصدر‬ ‫عن حليفها في دمشق‪ ،‬المعروف بكثرة ما‬ ‫يصدر عنه م��ن زمجرة ضد مختلف أطياف‬ ‫وفئات ش��عـبه‪ ،‬وبأناتـه وط��ول بالـه تجاه‬ ‫غي��ر ه��ؤالء من أعدائ��ه الذين ه��م خارج‬ ‫ح��دوده‪ ،‬ربم��ا ألنه��م يس��تطيعون بل��وغ‬ ‫واحتالل عاصمته في أي وقت يريدون‪.‬‬ ‫بينم��ا ينتق��ل الغ��رب وأنص��اره في‬ ‫تركي��ا والخلي��ج إل��ى العم��ل م��ن خ��ارج‬ ‫منظم��ات الش��رعية الدولية‪ ،‬ويؤسس��ون‬ ‫منظمات جديدة س��يصير كل ما قد تفعله‬ ‫من خارج القانون الدولي شرعيا لمجرد أنه‬ ‫يصدر عنها‪ ،‬بع��د أن تفرجا بحيدة مفعمة‬ ‫باالس��تمتاع عل��ى العن��ف ال��ذي تفرض��ه‬ ‫الس��لطة عل��ى الس��وريين المس��المين‪،‬‬ ‫واكتف��ى موقفهم��ا بإط�لاق تصريح��ات‬ ‫محرضة وإصدار إعالنات مهيجة ال تس��من‬ ‫وال تغني‪ ،‬واأله��م من هذا وذاك‪ :‬ال تخيف‬ ‫النظام الدمش��قي‪ ،‬الذي نق��ل خالل فترة‬ ‫قصيرة جدا سياس��ته تجاه شعبه من الحل‬ ‫األمن��ي إل��ى الح��ل الحربي‪ ،‬ونش��ره فوق‬ ‫األرض الس��ورية من أقصاه��ا إلى أدناها‪،‬‬ ‫كأن بحوزت��ه بطاق��ة دولية خض��راء تبيح‬ ‫له فع��ل كل ما يخالف الدس��تور الس��وري‬ ‫والشرعية الدولية‪.‬‬ ‫لك��ن الغ��رب‪ ،‬وق��د ب��ان م��ا يفرضه‬ ‫ب��دوره على الصراع الداخلي الس��وري من‬ ‫أبع��اد دولي��ة‪ ،‬وظه��ر إس��هامه في حش��ر‬ ‫نضال الش��عب الس��وري من أج��ل الحرية‬ ‫والدولة الديموقراطية ف��ي صراع خارجي‬ ‫بين الكبار‪ ،‬ال عالقة لهذا الش��عب ولنضاله‬ ‫ب��ه وال س��لطة ل��ه علي��ه‪ ،‬وليس��ت له من‬ ‫جانب��ه أية عالق��ة على اإلط�لاق بمطالبة‬ ‫الس��وريين بحقوقه��م‪ ،‬وبنزوله��م إل��ى‬ ‫الشارع‪ ،‬يبدو وكأنه ش��رع يصعد مواقفه‪،‬‬ ‫الت��ي لخصها س��فير أمي��ركا في دمش��ق‬ ‫بتقدي��م مس��اعدات إنس��انية إل��ى المدن‬ ‫الس��ورية المنكوب��ة‪ ،‬وتكثي��ف عالق��ات‬ ‫أمي��ركا م��ع المعارض��ة‪ ،‬ف��ي حي��ن أعلن‬ ‫الرئي��س الفرنس��ي نيقوال س��اركوزي أن‬ ‫ب�لاده س��تقيم جمعي��ة أو نادي��ا أو هيئ��ة‬ ‫باسم «أصدقاء سوريا»‪ ،‬ستعمل من خارج‬ ‫مجل��س األم��ن المعط��ل روس��يا وصينيا‪،‬‬ ‫وستنال تأييد دول غربية وخليجية ‪/‬عربية‬ ‫مختلفة‪ ،‬وألمح أميركيون ال أسماء لهم إلى‬ ‫أن جميع الخي��ارات مطروحة فوق الطاولة‬ ‫أو تحته��ا ‪ -‬ال ف��رق ‪ ،-‬وس��ربوا ش��ائعات‬ ‫تتحدث عن دراس��ة احتمال القيام بضربات‬ ‫عس��كرية ضد النظ��ام الس��وري‪ ،‬دون أن‬ ‫يخبرنا أحد منهم إن كان هذا سيحدث قبل‬ ‫أم بعد القضاء عل��ى آالف كثيرة أخرى من‬ ‫بنات وأبناء وأطفال وش��يوخ ونساء وشباب‬ ‫ورجال س��وريا في حمص ودرعا وتل كلخ‬ ‫وإدلب ودير الزور‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫أذكر في هذا الس��ياق أنه سبق لي أن‬ ‫حذرت قبل أس��ابيع قليلة في مقالة نشرتها‬ ‫«الس��فير» م��ن خط��ة س��يطبقها النظام‪،‬‬

‫ميشيل كيلو‬

‫لم تك��ن رؤية مالمحها بحاج��ة إلى موهبة‬ ‫خاص��ة‪ ،‬ألنها كانت تتظاه��ر بجالء في أفق‬ ‫التطورات والسياس��ات الس��لطوية‪ ،‬تستند‬ ‫إل��ى جانبي��ن‪ :‬توس��يع العن��ف الداخلي إلى‬ ‫حدود غير مس��بوقة وتاليا غي��ر مقيدة بأي‬ ‫اعتبار‪ ،‬وما أسميته «أقلمة» الصراع الداخلي‬ ‫بجر أطراف وقوى إقليمية إليه‪ ،‬ونشره على‬ ‫الصعي��د اإلقليم��ي‪ ،‬وخاص��ة من��ه مناطق‬ ‫معينة من لبنان وبعض مناطق الخليج‪ ،‬بعد‬ ‫أن كان ق��د أجج من جديد قبل س��تة أش��هر‬ ‫نيران ح��رب حزب العمال الكردس��تاني ضد‬ ‫تركيا‪ .‬وقد زعمت آن��ذاك أن هدف التصعيد‬ ‫الداخلي واإلقليمي س��يكون تخويف الخارج‬ ‫من التدخل في س��وريا‪ ،‬وإرغامه على إبقاء‬ ‫تدابي��ره وخطوات��ه متخلف��ة ع��ن التط��ور‬ ‫الميدان��ي للص��راع‪ ،‬بم��ا يجعل��ه عاجزا عن‬ ‫مج��اراة القوى التي يزجها هو وحلفاؤه فيه‪،‬‬ ‫وردع الدول عن الدخول إلى صراع يدور في‬ ‫ب�لاد تتخطى أبع��اده قواه��ا وعالقاتها إلى‬ ‫اإلقليم الش��رق أوس��طي بأكمله‪ ،‬لن يكون‬ ‫الدخ��ول إليه مس��ألة مح��دودة ف��ي الزمان‬ ‫والم��كان‪ ،‬أو مقتص��را على م��ن يخوضون‬ ‫غماره منذ أحد عشر شهرا ‪.‬‬ ‫عل��ى الجمل��ة‪ ،‬برزت ف��ي الفترة بعد‬ ‫استخدام حق النقض الروسي في مجلس‬ ‫األمن عناصر ثالثة هي التالية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬رجحان الطابع الدولي للصراع على‬ ‫طابعه الداخل��ي والمحلي وحتى اإلقليمي‪،‬‬ ‫وتعين��ه م��ن اآلن فصاعدا به��ذا الرجحان‪.‬‬ ‫وكن��ت قد قلت وغيري قبل أش��هر عديدة ‪:‬‬ ‫إن الح��ل األمني الذي تبناه النظام يضع أي‬ ‫حل سياس��ي خارج أيدي األطراف السورية‬ ‫المنخرط��ة ف��ي الص��راع‪ ،‬ويض��ع الصراع‬ ‫نفسه تحت رحمة الخارج وبين يديه‪ ،‬حتى‬ ‫في ح��ال توافق الس��وريون على حل فيما‬ ‫بينهم‪ .‬وها هو التصعيد عقب فيتو روسيا‬ ‫وزيارة وزير خارجيتها إلى دمش��ق بصحبة‬ ‫رئي��س مخابراته��ا يؤكد أن الح��ل األمني‬ ‫الداخلي س��ينضوي م��ن اآلن فصاعدا في‬ ‫الص��راع الدولي الدائر على س��وريا وفيها‪،‬‬ ‫وأن الهجوم العسكري ‪ /‬الحربي العام على‬ ‫مناطق سورية كثيرة صار جزءا من الجهد‬ ‫الروسي أيضا‪ ،‬وس��يندرج بصورة متزايدة‬ ‫ف��ي الص��راع األميرك��ي ‪ /‬الروس��ي‪ ،‬الذي‬ ‫سيشهد تصعيدا ميدانيا متبادال ال حد له ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إن تدابي��ر الغ��رب والع��رب‪ ،‬م��ن‬ ‫إقام��ة هيئ��ة أو منظمة ألصدقاء س��وريا‪،‬‬ ‫إل��ى رف��ع القضي��ة الس��ورية إل��ى األمم‬

‫المتح��دة وتحريك محكمة الجنايات الدولية‬ ‫ضـد المس��ؤولين الس��وريين‪ ،‬ليست حتى‬ ‫اآلن غير محاولة متأخ��رة للحاق بالتصعيد‬ ‫الروس��ي ‪ /‬الس��وري‪ ،‬الذي يضف��ي طابعا‬ ‫إقليمي��ا متعاظم��ا عل��ى الصراع الس��وري‬ ‫الداخلي‪ ،‬ويرجح أن ينقله إلى جوار سوريا‪،‬‬ ‫حيث سيكون خطيرا على كيانات المنطقة‬ ‫وأمنه��ا واس��تقرارها جميعه��ا ق��در ما هو‬ ‫خطير على الكيان الس��وري ذاته‪ ،‬وقد يجر‬ ‫إل��ى مي��دان الص��راع والقت��ال دوال قريبة‬ ‫وبعي��دة عنه‪ ،‬كاألردن وتركي��ا‪ .‬إنها تدابير‬ ‫س��يجعلها الغرب والعرب من اآلن فصاعدا‬ ‫مكافئ��ة لم��ا يفعل��ه ال��روس وحليفه��م‬ ‫الدمش��قي‪ ،‬وس��يطورانها على النحو الذي‬ ‫يض��ع ف��ي أيديهم��ا وس��ائل وأدوات أكث��ر‬ ‫مالءمة للصراع المتعاظم االحتدام‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫أضع يدي على قلبي وأقول‪« :‬اهلل يستر»!‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إن الجيش السوري الحر غدا فجأة‬ ‫أكث��ر أط��راف المعارضة الس��ورية أهمية‬ ‫ف��ي الميدان‪ ،‬م��ع احتمال ش��به مؤكد بأن‬ ‫تتعاظم أهميته باضطراد‪ ،‬ما دامت األمور‬ ‫ذاهبة نحو مزيد م��ن العنف األعمى‪ ،‬الذي‬ ‫سيتصاعد بال قيود أو حدود‪ ،‬وما دام الغرب‬ ‫والع��رب يعلن��ان اس��تعدادهما لتزويد هذا‬ ‫الجيش باألس��لحة الحديثة التي تمكنه من‬ ‫الدفاع عن الش��عب‪ ،‬أي م��ن أجل الرد على‬ ‫حرب النظام بحرب مضادة‪ ،‬أو لمس��اعدته‬ ‫عل��ى الصم��ود فيه��ا‪ ،‬أو تمهي��دا لتدخ��ل‬ ‫عس��كري غرب��ي ‪ /‬عربي عل��ى خطها‪ ،‬إن‬ ‫كانت قوى الجيش الحر غير كافية لتحقيق‬ ‫األغ��راض الت��ي س��يتصدى لتحقيقه��ا أو‬ ‫يطلب منه تحقيقها‪ .‬ببروز الجيش السوري‬ ‫الح��ر كفري��ق ميدان��ي أول عل��ى األرض‪،‬‬ ‫يعمل بالتعاون مع التنس��يقيات الميدانية‪،‬‬ ‫يرج��ح أن تتغي��ر بني��ة المعارض��ة وأوزان‬ ‫مختل��ف ش��رائحها‪ ،‬وتتغير معه��ا مهماتها‬ ‫وعالقاتها‪ ،‬وتدخل سوريا في زمن عسكرة‬ ‫عامة تكون السلطة قد فرضتها بحل أمني‬ ‫اعتمدت��ه لمعالجة أزمة ال يصلح لحلها‪ ،‬وال‬ ‫يملك الوسائل واألدوات المناسبة لذلك‪.‬‬ ‫باختص��ار‪ :‬نح��ن أم��ام تح��ول خطير‬ ‫جدا ف��ي األزمة الس��ورية‪ ،‬يب��دل مفردات‬ ‫الممارس��ة الت��ي تعتمدها كاف��ة أطرافها‪،‬‬ ‫يعن��ي اعتماده��ا االنتقال إلى ط��ور جديد‬ ‫تمام��ا م��ن الص��راع‪ ،‬تؤي��د في��ه األطراف‬ ‫الدولي��ة المختلف��ة األط��راف المحلي��ة‬ ‫المتصارع��ة‪ ،‬الت��ي س��تبرز فيه��ا أدوار‬ ‫عسكرية مباش��رة أو غير مباشرة لكل من‬

‫تركي��ا واألردن م��ن جان��ب‪ ،‬وألط��راف في‬ ‫الع��راق وإيران ولبنان من جانب آخر‪ ،‬مع ما‬ ‫قد يترتب على ذلك من توازنات جديدة من‬ ‫ش��أنها تعويق أي حل سياسي يرفضه أحد‬ ‫الطرفي��ن الدوليي��ن المتصارعين‪ ،‬وإطالة‬ ‫أم��د نزاع ص��ار ش��ديد التعقيد م��ن خالل‬ ‫تحويله إلى صراع بي��ن جبارين خارجيين‪،‬‬ ‫يستبعد أن يسمح أي منهما بهزيمة حليفه‬ ‫الداخلي‪ ،‬رغم ما ق��د يترتب على ذلك من‬ ‫خس��ائر فادحة س��تنزل بالس��وريين‪ ،‬ومن‬ ‫تفاق��م الحرب بالوكالة بين العاجزين عن‪،‬‬ ‫أو غير الراغبين في‪ ،‬خوض حرب مباشرة‪،‬‬ ‫الذي��ن يتذاب��ح المتقاتل��ون بأس��لحتهم‬ ‫وبالنياب��ة عنهم‪ ،‬وف��ي إطار حس��اباتهم‪،‬‬ ‫ولصالحهم أكثر فأكثر‪.‬‬ ‫هذا التطور تسارع بعد الفيتو الروسي ‪/‬‬ ‫الصيني‪ ،‬وأدخل سوريا والمنطقة وربما العالم‬ ‫بأس��ره في دائرة مخاطر ال يعلم أحد غير اهلل‬ ‫كم س��تكون نتائجها مأساوية على السوريين‬ ‫والع��رب واإليرانيي��ن واألت��راك خاصة‪ ،‬وعلى‬ ‫غيرهم من مواطني عالمنا عامة ‪.‬‬ ‫كان هناك توازن داخلي حال من جهة‬ ‫دون إس��قاط النظام‪ ،‬ومن جهة أخرى دون‬ ‫خروج أو إخراج المتظاهرين من الش��وارع‪،‬‬ ‫وتوازن إقليمي إيراني ‪ /‬تركي كبح انفالت‬ ‫الجانبي��ن‪ ،‬وتوازن دولي روس��ي ‪ /‬أميركي‬ ‫قي��د تدخل الجانبي��ن في الص��راع وكبحه‬ ‫وأبقاه في حدود محكومة بظروف الداخل‪.‬‬ ‫بع��د الي��وم‪ ،‬س��يعمل النظ��ام م��ن خارج‬ ‫هذا الت��وازن‪ ،‬وكذلك الت��رك واإليرانيون‪،‬‬ ‫وال��روس واألميركيون‪ ،‬وس��يزج كل طرف‬ ‫بما يس��تطيع الزج به لكسر الطرف اآلخر‪،‬‬ ‫في عصف ش��امل لن يس��هل وقفه‪ ،‬إال إذا‬ ‫أدرك��ت أطراف الص��راع‪ ،‬وخاص��ة الدولية‬ ‫منه��ا‪ ،‬خط��ورة م��ا قد يق��ع‪ ،‬وب��ادرت إلى‬ ‫تطبي��ق ح��ل يمن��ي بإش��راف مباش��ر من‬ ‫روس��يا‪ ،‬حسب ما كانت تقوله مسودة قرار‬ ‫مجل��س األم��ن‪ ،‬الذي تخل��ت روس��يا عنه‬ ‫لس��بب غير معروف‪ ،‬مع أنها كانت موافقة‬ ‫علي��ه إل��ى ما قب��ل س��اعات قليل��ة‪ ،‬وفتح‬ ‫تخليها عن��ه أبواب التط��ورات واالحتماالت‬ ‫التي حاولت رصدها في هذه العجالة ‪.‬‬ ‫كي��ف س��يتصرف المعارض��ون‬ ‫والمواطنون الس��وريون حيال هذا التطور‪،‬‬ ‫ال��ذي ال مصلح��ة إطالقا لـه��م فـيه‪ ،‬ليس‬ ‫فقط ألنه��م الضحايا الذين س��يتضررون‬ ‫من��ه أكثر م��ن جميع خل��ق اهلل‪ ،‬بل كذلك‬ ‫ألنـه��م ل��ن يخـرج��وا رابحين من��ه‪ ،‬إال إذا‬ ‫قبل��وا االنض��واء ف��ي س��ياق أميرك��ي أو‬ ‫روس��ي؟‪ ..‬هذا هو الس��ؤال‪ ،‬ال��ذي عليهم‬ ‫مواجهته بنزاهة تجافي النزعات الغوغائية‬ ‫التي ش��ابت فكرهم وسلوكهم إلى اليوم‪،‬‬ ‫وس��محت بح��دوث ما وصفته م��ن مخـاطر‬ ‫وتط��ورات لم تك��ن في أي ي��وم جزءا من‬ ‫مش��روع الحرية‪ ،‬الت��ي نزلوا إلى الش��ارع‬ ‫طلب��ا له��ا‪ ،‬وعليه��م اليوم تجس��يدها في‬ ‫مرحلة انتقالية رسمها الحل اليمني‪ ،‬تقوم‬ ‫عل��ى قب��ول تس��وية تاريخية بي��ن جميع‬ ‫أط��راف العم��ل العام الس��وري‪ ،‬بم��ا فيها‬ ‫البعث والنظام‪ ،‬تأخذنا على مسار حرية لن‬ ‫يكون تحقيقه س��هال إل��ى الديموقراطية‪،‬‬ ‫التي يرجح أن ال نراها إال بعد مرور سنوات‬ ‫كثيرة من بدء ه��ذه المرحـلة‪ .‬بغير هذا أو‬ ‫ش��يء ما يشبهه‪ ،‬نس��تطيع قراءة الفاتحة‬ ‫على روح الحرية والديموقراطيـة وس��وريا‬ ‫الدولة والمجتمع !‪.‬‬ ‫السفير ‪2012 / 2 / 18‬‬


‫فل�سطينيون فـي الث ّورة ال�سوريّة‪:‬‬

‫محمد دحنون‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫ف��ي (تجمّ��ع الش��ارع الس��وري) وأحد‬ ‫الناشطين الفلس��طينيين المشاركين‬ ‫في بعض نشاطات الثوّرة‪ ،‬عن رأيّه‬ ‫ف��ي ما يس��مى «الممانع��ة» في إطار‬ ‫إجابت��ه عن س��ؤال يتع ّلق بم��ا يدفعه‬ ‫للوق��وف إل��ى جان��ب ث��وّرة تس��عى‬ ‫إلس��قاط نظ��ام يدّع��ي أنه يس��عى‬ ‫لتحري��ر فلس��طين‪ .‬يق��ول‪« :‬بداي��ة‪،‬‬ ‫يجب أن نقرّ بأن تاريخ الفلسطينيين‬ ‫م��ع ه��ذا النظ��ام ه��و تاريخ أس��ود‪،‬‬ ‫وليس��ت المجازر التي قامت بها قواته‬ ‫في مخيم «تل الزعتر» س��وى نموذج‬ ‫عن هذا التاريخ»‪ .‬ويضيف‪« :‬الممانعة‬ ‫ال تعدو كونها ورقة بالنس��بة للنظام‬ ‫ال��ذي أس��مّيه نظ��ام المس��اومة»‪.‬‬ ‫أن فلسطين بالنسبة‬ ‫ويعتقد «م‪ .‬ع‪ّ ».‬‬ ‫للنظام السوري لن تكون أكثر أهميّة‬ ‫من لواء اس��كندرون‪ ،‬فهو قد «اعترف‬ ‫في األش��هر األولى من الثورة بالدولة‬ ‫الفلس��طينية كخط��وة الس��ترضاء‬ ‫إس��رائيل واس��تدرار دعمه��ا»‪ .‬ولكن‪،‬‬ ‫ه��ل يمكن نف��ي الدعم ال��ذي قدّمه‬ ‫النظام الس��وري لفصائل فلسطينية‬ ‫مقاوم��ة؟ يجي��ب الناش��ط‪« :‬عم��ل‬ ‫النظ��ام تاريخيّ��ًا عل��ى ش��ق الص��ف‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وكان مصراً على الدوام‬ ‫على وضع الفلسطينيين تحت جناحه‪،‬‬ ‫وأجب��ر منظمة التحرير عل��ى الذهاب‬ ‫إل��ى تون��س‪ .‬واقتص��ر دعم��ه عل��ى‬ ‫القوى اإلس�لاميّة على حساب القوى‬ ‫العلمانيّ��ة»‪ .‬وف��ي المحصل��ة‪ ،‬يمكن‬ ‫إن «هذا النظام ه��و أكثر من‬ ‫الق��ول ّ‬ ‫أس��اء إلى القضيّة الفلس��طينيّة من‬ ‫خالل االتجار بها!»‪.‬‬ ‫أمّ��ا ع��ن رأي��ه بموق��ف «ح��زب‬ ‫اهلل» م��ن الث��وّرة الس��وريّة‪ ،‬فيقول‬

‫«أن��ا م��ع أي تنظيم يطل��ق النار على‬ ‫الكي��ان الصهيّون��ي‪ ،‬ولك��ن عل��ى أ ّال‬ ‫يس��تعمل هذا الس�لاح إلط�لاق النار‬ ‫على مدنيين عزّل في سوريا‪ .‬فعندما‬ ‫يص��ف نصر اهلل ما يحدث في س��وريا‬ ‫بالتم��رّد المس�� ّلح فإنّ��ه يب��رر قم��ع‬ ‫الثوّرة الش��عبيّة في سوريا عبر اآللة‬ ‫العسكريّة للنظام»‪.‬‬ ‫«فلسطيني وسوري‪ ..‬واحد»‬ ‫ف��ي ش��هر حزي��ران م��ن الع��ام‬ ‫الماضي فتح النظام الس��وري الحدود‬ ‫على جبهة الج��والن‪ .‬ولكن ليس أمام‬ ‫فرقه العس��كريّة التي كانت مشغولة‬ ‫بقمع «العصابات المس ّلحة» في درعا‬ ‫وغيرها من المناطق السوريّة‪ .‬فُتحت‬ ‫الح��دود الت��ي علته��ا طبق��ات الغب��ار‬ ‫عل��ى امت��داد عق��ود «الس�لام خيارنا‬ ‫االس��تراتيجي» أم��ام فلس��طينيين‬ ‫وس��وريين مدنيي��ن ع��زّل توّاقي��ن‬ ‫للوصول إل��ى األراضي المحت ّلة‪ .‬قتلت‬ ‫قوات االحتالل اإلسرائيلي يومها عدداً‬ ‫منه��م‪ .‬وفي تش��ييع بعض الش��هداء‬ ‫هتف فلس��طينيون «واحد واحد واحد‬ ‫فلس��طيني وس��وري واح��د»‪ ،‬و«واحد‬ ‫اثنين‪ ..‬الجيش السوري وين!»‪.‬‬ ‫هذا وغيره من األسباب هو ما دفع‬ ‫بالكثير من الفلس��طينيين المقيمين‬ ‫في س��وريا إلى المشاركة الفاعلة في‬ ‫الثورة السوريّة‪ .‬يتحدّث «م‪ .‬ع‪ ».‬عن‬ ‫بعضها‪ .‬يقول‪« :‬بالنسبة لي أعتبر أن‬ ‫للفلس��طينيين المقيمين في س��وريا‬ ‫وضعا خاصّا‪ ،‬يتمّثل في كوننا نعتبر‬ ‫أنفس��نا مواطنين س��وريين‪ .‬وهذا ال‬ ‫يعني أنّنا غير متمس��كين بالجنسيّة‬ ‫الفلس��طينيّة أو بحقّ العوّدة‪ .‬وألنّنا‬ ‫كذلك‪ ،‬فأعتق��د أن إقامة دولة مدنيّة‬

‫ديموقراطيّ��ة ف��ي س��وريا تكف��ل‬ ‫للفلسطينيين حقوقهم ستكون نصراً‬ ‫لهم وخطوة نحو فلسطين»‪.‬‬ ‫وانطالقاً من ذلك‪ّ ،‬‬ ‫يؤكد «م‪ .‬ع‪».‬‬ ‫أن دواف��ع انخ��راط فلس��طينيين في‬ ‫ّ‬ ‫الثورة الس��وريّة ال تختل��ف كثيراً عن‬ ‫دواف��ع الس��وريين المنتفضين‪ ،‬وهو‬ ‫يوجزها في ثالثة أسباب‪« :‬أوّال الدولة‬ ‫األمنيّة التي‪ ،‬بصفتها هذه‪ ،‬كانت قد‬ ‫س��عت للتحكم بالتوجهات السياسيّة‬ ‫الفلسطينية بما يخدم مصالح النظام‬ ‫الس��وري‪ ،‬ثاني��اً الوض��ع االقتصادي‪،‬‬ ‫وأخيرا الدافع اإلنساني واألخالقي»‪.‬‬ ‫بالطبع ليس ّ‬ ‫كل الفلس��طينيين‬ ‫المقيمين في س��وريا ه��م من أنصار‬ ‫الث��ورة‪ ،‬كم��ا لي��س ّ‬ ‫كل الس��وريين‬ ‫بطبيع��ة الحال‪ ،‬ولكن الفلس��طينيين‬ ‫المناهضي��ن للث��وّرة ه��م بحس��ب‬ ‫الناش��ط منضوون في أح��د الفصائل‬ ‫الت��ي يقوده��ا «ضاب��ط س��ابق ف��ي‬ ‫الجي��ش الس��وري‪ ،‬يعل��م أن وج��وده‬ ‫مرتبط بوجود هذا النظام!»‪.‬‬ ‫م��ن ناحي��ة أخرى‪ ،‬يقرّ الناش��ط‬ ‫الفلس��طيني ب��أن تج��ارب تدّخ��ل‬ ‫الفلسطينيين في أزمات بلدان اللجوء‬ ‫(مثل األردن ولبن��ان) قد عادت بنتائج‬ ‫س��لبيّة على القضيّة الفلس��طينيّة‬ ‫عموم��ًا‪ ،‬ولكنّه في م��ا يخصّ الحالة‬ ‫أن األم��ور مختلفة‪،‬‬ ‫الس��وريّة يعتقد ّ‬ ‫أن الفلسطينيين المنخرطين‬ ‫إذ يعتبر ّ‬ ‫في الثورة يراهنون اليوم على الحصان‬ ‫الراب��ح‪ .‬يقول‪« :‬الثورة الش��عبيّة في‬ ‫سوريا ال يمكن أن تُهزم»‪.‬‬ ‫ملحق شباب السفير ‪2012 / 2 / 14‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ «أذكر إحدى خصائص القوميّة‬‫العربيّة؟»‪.‬‬ ‫ «التاري��خ المش��ترك واآلالم‬‫واآلمال المشتركة!»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫س��ؤال‬ ‫لم��رّات كثي��رة وُجّ��ه‬ ‫كالس��ابق إلى س��وريين ف��ي مراحل‬ ‫مختلفة من حياتهم الدراسيّة‪ .‬وحتماً‪،‬‬ ‫س��يكون الجواب مأخوذاً م��ن كتابهم‬ ‫«التربيّ��ة القوميّ��ة االش��تراكيّة»‪،‬‬ ‫ال��ذي كان��ت ص��ورة «القائ��د الخالد»‬ ‫تتصدّر إحدى صفحاته األولى‪ .‬ووفق‬ ‫المنط��ق البعث��ي نفس��ه‪ ،‬وبعيدا عن‬ ‫أيّ��ة نظريّ��ة للمؤامرة‪ ،‬س��يكون من‬ ‫الطبيعي أن تتأ ّثر سوريا بما حدث في‬ ‫ّ‬ ‫كل م��ن تونس ومص��ر وليبيا واليمن‬ ‫والبحرين طبعًا‪.‬‬ ‫لك��ن ال ش��يء م��ن ه��ذا يؤخ��ذ‬ ‫باالعتبار‪ ،‬فالثوّرة السوريّة‪« :‬مؤامرة‬ ‫كونيّ��ة» بالنس��بة للنظ��ام الس��وري‬ ‫ومواالته!‬ ‫وهل يش��ارك الفلسطينيون في‬ ‫تلك «المؤامرة»؟!‬ ‫نعم‪ ،‬يفعلون!‬ ‫أربعون شهيداً فلسطينياً (بحسب‬ ‫تقري��ر للج��ان التنس��يق المحليّ��ة)‬ ‫س��قطوا حت��ى الس��ادس عش��ر م��ن‬ ‫الش��هر الماض��ي‪ ،‬عل��ى أي��دي قوات‬ ‫األمن والشبيحة‪ ،‬جراء انخراطهم في‬ ‫الثوّرة الس��وريّة التي تريد إس��قاط‬ ‫أن‬ ‫نظام ما انفك يعلن (يعلن وحسب) ّ‬ ‫ٍ‬ ‫فلسطين قضيته المركزيّة‪.‬‬ ‫تنوّعت المشاركات الفلسطينيّة‬ ‫ف��ي نش��اطات الث��وّرة‪ ،‬فم��ن داخ��ل‬ ‫األراض��ي المحت ّلة ش��ارك المئات من‬ ‫الفلس��طينيين في وقف��ات تضامنيّة‬ ‫مع نضال الش��عب السوري في سعيه‬ ‫إل��ى نيل الحريّ��ة‪ .‬وقد وقّع عش��رات‬ ‫المثقفي��ن الفلس��طينيين عل��ى‬ ‫بي��ان تضامني مع الش��عب الس��وري‬ ‫المنتف��ض متوّجهي��ن إل��ى النظ��ام‬ ‫السوري بالقول‪« :‬ليس باسمنا‪ ،‬ليس‬ ‫باس��م فلس��طين ترتكب الجرائم في‬ ‫سوريا الحبيبة‪ ،‬أيّها القتلة‪ .‬ال تجعلوا‬ ‫م��ن قضيتنا العادل��ة قناعا لجرائمكم‬ ‫بحق إخوتنا السوريين»‪.‬‬ ‫أمّ��ا الفلس��طينيون المقيم��ون‬ ‫ف��ي س��وريا فق��د احتضن��ت بع��ض‬ ‫مخيماتهم المنتفضين الس��وريين‪ ،‬ال‬ ‫س��يّما في حمص والالذقيّ��ة وحماه‪.‬‬ ‫ه��ذا باإلضاف��ة إلى مش��اركاتهم في‬ ‫النشاطات الميدانيّة للثوّرة السوريّة‪،‬‬ ‫ب��دءاً بالتظاهر م��روراً بتقديم الدعم‬ ‫اإلغاثي وصو ًال إلى‪ ...‬الشهادة!‬ ‫يعبّر أحد الش��باب الفلسطينيين‬ ‫عن موقفه من النظام السوري بلهجة‬ ‫س��وريّة محليّ��ة‪ .‬يق��ول‪« :‬عزي��زي‬ ‫الرئي��س‪ ،‬فلس��طين أيض��اً تري��د‬ ‫إسقاطك‪ :‬كيفك فيّا؟!»‪.‬‬ ‫ومن الممانعة ما قتل!‬ ‫يتح��دث «م‪ .‬ع‪ ،».‬وه��و عض��و‬

‫من الربيع العربي ‪. .‬‬

‫�أربعون �شهيد ًا‪ ..‬و�أحالم م�شرتكة!‬

‫‪7‬‬


‫من فل�سطيني �إىل الجئ �سوري فـي تركيا‬

‫إلياس س‪ .‬إلياس‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫في حاالت كثيرة نتشابه يا ابن دمي‬ ‫وإنس��انيتي‪ ،‬ف��ي حاالت أكث��ر رأيت فيك‬ ‫'تغريبت��ي' التي أجاد فنان��ون من بالدك‬ ‫إعادة س��ردها فوقف��وا عاجزين صامتين‬ ‫أم��ام أطفالك بي��ن الش��جر الفاصل بين‬ ‫جغرافية وجغرافية‪ ،‬نتش��ابه يا ابن هذه‬ ‫العروبة التي جربناها وجربتنا في توجس‬ ‫المتأمل لصاعقة تسقط على رأسينا من‬ ‫هول صدمة اجتياح��ك واجتياحي‪ ،‬هناك‬ ‫م��ن درعا القريب��ة من حدودن��ا وجذورنا‬ ‫وهناك في جسر الش��غور تتكرر المأساة‬ ‫بوجهي��ن يختلف��ان باللهجة ويتس��اويان‬ ‫ف��ي ممارس��ة جبانة‪ ..‬أصدق��ك أكثر مما‬ ‫يصدقك كل ه��ذا العالم‪ ..‬أصدقك مثلما‬ ‫كنت أنصت ألجدادي وما كان يقوله جنود‬ ‫رس��ميون أتوا على أم��ل تحريرنا فعززوا‬ ‫م��ن نكبتن��ا ف��ي غي��اب اإلرادة وغي��اب‬ ‫األوامر‪.‬‬ ‫الفاص��ل بي��ن وقت��ي ووقتك س��تة‬ ‫عق��ود‪ ..‬الق��دم الهمجي��ة الت��ي نس��فت‬ ‫البي��وت عل��ى رؤوس م��ن ظ��ن من��ا أن‬ ‫األم��ر لي��س أكث��ر أس��بوعين‪ .‬الفاص��ل‬ ‫بين الزمنين مليء بمش��اهد العهر الذي‬ ‫حولك إلى الجئ ون��ازح كما حولنا‪ ،‬مليء‬ ‫بالخداع والنصب واالحتيال وروايات اشعر‬ ‫بالتش��ابه والع��ار منه��ا‪ :‬يب��ررون قتل��ك‬ ‫وتهجي��رك كما فعل��وا معي‪ ،‬تلك ألس��ن‬ ‫عبرية وهي ألس��ن عربية مع��ك‪ ،‬ويا لها‬ ‫من عربية مفجعة وصادمة‪.‬‬ ‫يختب��ئ فنان من ب�لادك وراء رواية‬ ‫س��اقطة إنس��انيا ف��ي صم��ت وجبن لم‬ ‫اش��هد له مثيال في ه��ذه الحركة الخانعة‬ ‫ف��ي س��كون جمع��ي للذاك��رة والضمير‬ ‫وتردي الوظيفة في حمل منشفة تمسح‬ ‫للس��فاحين ملوث��ات الجريم��ة المقترفة‬ ‫بحقك‪ ،‬جبن تأصل كما فعل معي لحظة‬ ‫كنا نستصرخ الضمير المؤجر في متاهات‬ ‫البغاء السياس��ي والثقاف��ي المجمع على‬ ‫فن��ون الخطابة اللغوية بوج��ه آلة تدمير‬ ‫صهيوني‪ .‬في بالدي ثمة ما يش��به جبال‬ ‫بالدك الخضراء في جس��ر الش��غور‪ ،‬في‬ ‫بالدي بحر وس��ماء وفض��اء كان ألجدادي‬ ‫فيهما تجلياتهم الخاصة دون س��ؤال عن‬ ‫دين وانتماء فوق أرض ال حدود لها‪.‬‬ ‫ي��ا اب��ن إنس��انيتي و اب��ن ضميري‬ ‫وحريت��ي‪ ،‬ه��ون عليك كل ه��ذا الصمت‬ ‫العرب��ي وه��ون علي��ك كل ه��ذا النفاق‬ ‫الذي يلف منظر الهلع الذي أصاب أطفالك‬ ‫وزوج��ك وأم��ك‪ ..‬هون علــــي��ك قليال إن‬ ‫ش��عرت بغض��ب واس��ى الس��ؤال المرتد‬ ‫صداه إلي عن ع��رب الذوا بجامعة عربية‬ ‫نصل سكاكينها قتلني مرات ومرات‪.‬‬ ‫أيها األخ‪ ،‬منك أقول لبقية س��وريين‬ ‫يعيش��ون كل معان��ي انح��دار كرام��ة‬ ‫اإلنس��ان العرب��ي ف��ي س��لطة ح��كام‬ ‫اس��تمرؤوا القتل لكرسي عصابة تعيش‬ ‫عل��ى برك من دماء وأش�لاء أبن��اء البالد‪،‬‬ ‫طيلة عق��ود ونح��ن نبلع س��كينا ينهش‬ ‫بأحبالن��ا الصوتي��ة‪ ،‬تتك��وم الكلمات في‬ ‫ج��وف أكثرن��ا‪ ،‬حي��ن كن��ا نص��رخ تنهال‬ ‫لعنات االتهام علينا عربية وعجمية‪ ،‬نحن‬ ‫الذين غادرنا قرانا ومدننا في فلس��طين‬ ‫لنصي��ر الجئي��ن ونازحي��ن ف��ي مخيمات‬ ‫العروبة بفعل صهيون��ي جائر أُتهمنا‪ ،‬أو‬ ‫أجدادن��ا ببيع أراضينا! ذل��ك لم يكن أمرا‬ ‫أق��ل فظاعة م��ن أكاذيب يح��اك بحقك‪،‬‬

‫تعبير عن إفالس الضمير تلك‪ ،‬أنت الذي‬ ‫استضفت أبناء بلدي قبل أن يولد الحاكم‬ ‫ال��ذي حكمك وقبل أن يبيعونا في س��وق‬ ‫الشعارات الهابطة‪ ،‬ال يمكنني أن أكون إال‬ ‫مع��ك ومع حريتك وكرامتك وليأخذوا كل‬ ‫تصوير بائس لي ولك إلى الجحيم‪.‬‬ ‫أيه��ا الس��وري ال��ذي أصب��ح الجئ��ا‬ ‫ف��ي ألفية ثالثة م��ن تأريخنا البش��ري ال‬ ‫تتح��ول إل��ى ضحي��ة تنه��ش ب��ك ضآلة‬ ‫ش��راذم عصاب��ات الم��وت المتنق��ل ف��ي‬ ‫بالدك بطائرات ودبابات تعطي مؤخرتها‬ ‫لعدو مغتص��ب ألرضك وأرضي لحظة أن‬ ‫رفع��ت قبضت��ك وصرخة حريت��ك بوجه‬ ‫مضطه��دك‪ ،‬فالضحي��ة ي��ا أخ��ي لعب��ة‬ ‫يريده��ا لك ول��ي هؤالء الذي��ن يتباكون‬ ‫كذبا علينا وباسمنا يجتاحوننا‪.‬‬ ‫ي��ا اب��ن انس��انيتي وحريت��ي‪ ،‬منك‬ ‫ع��ز الدين القس��ام ومنك الع��اص ومنك‬ ‫هؤالء الذي��ن احتضنوا أهلنا المش��ردين‬ ‫فعاملتوه��م كما أخوتك��م وأبناء بلدكم‪،‬‬ ‫قب��ل أن يك��ون البع��ث حاكم��ا وقب��ل أن‬ ‫يول��د بش��ار وغي��ره‪ ،‬ال تظن��وا أن هؤالء‬ ‫الذي��ن يتحدثون ع��ن ممانع��ة ومقاومة‬ ‫وعروب��ة يس��تطيعون أن يفصل��وا عرى‬ ‫التاري��خ والعالق��ات بينن��ا وال أن يكذب��وا‬ ‫باسم 'القضية' التي حولوها إلى شماعة‬ ‫للقت��ل والقم��ع والتأخ��ر والديكتاتورية‪،‬‬ ‫فاستعاضوا بشعارات 'التقدم' و'الممانعة'‬ ‫متناس��ين أن لذاكرتنا عمقا فيمن انقلب‬ ‫على رفاقه يوم أرس��ل دبابات إلى طريق‬ ‫األردن دون غط��اء ج��وي دفاع��ا عن ثوار‬ ‫فلس��طين‪ ،‬فانقل��ب ووض��ع ه��ؤالء في‬ ‫الس��جن عام ‪ 70‬ولن ننس��ى ت��ل الزعتر‬ ‫بعد ذلك بس��نوات س��تة‪ ،‬وال تخ��اذل ‪73‬‬ ‫بتس��ليم مرب��ض جب��ل الش��يخ مرت��ان‬ ‫لإلس��رائيلي‪ ،‬وال مالحقة شرفاء الجيش‬ ‫الس��وري ف��ي معرك��ة بي��روت وال حرب‬ ‫المخيم��ات الق��ذرة م��ن ع��ام ‪ 85‬الى ‪88‬‬ ‫بدعم فاضح وص��ارخ لحركة أمل وقبلها‬ ‫بس��نتين حصار مخيم��ات طرابلس وذبح‬ ‫المقاومة الفلس��طينية هناك‪ ،‬وال اآلالف‬ ‫م��ن المعتقلين الذي��ن عوقبوا لس��نوات‬ ‫تحت التعذيب باسم 'فرع فلسطين'‪.‬‬

‫أش��عر بالع��ار والخج��ل أن يق��ول‬ ‫فلس��طيني أنه م��ع هذا النظ��ام‪ ،‬لكن يا‬ ‫إخوتي باإلنسانية والضمير البشري‪ :‬نحن‬ ‫لسنا شعبا من المالئكة‪ ..‬نحن مثلكم مثل‬ ‫بقية الشعوب‪ ،‬فينا الجيد وفينا االنتهازي‬ ‫وفينا المخدوع بالشعارات‪ ،‬اعذرونا يا أيها‬ ‫األحرار على سفاهة بعضنا‪.‬‬ ‫اش��عر بالع��ار م��ن عروب��ة صامتة‬ ‫عل��ى تغريبتكم الجديدة ف��ي ذل جامعة‬ ‫الع��رب وصمتها وجب��ن مثقفيها‪ ،‬أش��عر‬ ‫بالعار م��ن فنانين كذبوا باس��م القضية‬ ‫ومن معارضات بان وجهها القبيح كما تاه‬ ‫المثقف في زواريب دور ليس دوره‪.‬‬ ‫يا أخوتي السوريين جميعا‪ ،‬بعربكم‬ ‫وكردك��م‪ ،‬أعتذر منكم جميعا أن يُخطف‬ ‫اسمنا بهذا الش��كل الوضيع لتبرير القتل‬ ‫وس��فك الدم��اء بدباب��ات ورصاص��ات‬ ‫كان يج��ب أن تك��ون وجهتها حي��ث العدو‬ ‫الصهيون��ي ولي��س في المدن الس��ورية‬ ‫كم��ا ردد ببالهة دريد لح��ام‪ .‬فال محمود‬ ‫درويش كان ليقبل هذا الخطف لقصائده‬ ‫عن��د هذا القات��ل القذافي وهذا الش��بيح‬ ‫المافي��اوي ف��ي دمش��ق وعصاباته على‬ ‫التلفزة التي سقط عنها القناع‪.‬‬ ‫أيها السوري الحر‪ ،‬تأكد وأنت تتأمل‬ ‫من لواء اس��كندرونة بالدك التي هجرتها‬ ‫وتنظ��ر في أطفالك واهلك كيف حولتهم‬ ‫طغم��ة ديكتاتوري��ة ال��ى مج��رد الجئين‬ ‫أن��ك تمل��ك عمق��ا إنس��انيا عن��د أخي��ك‬ ‫الفلس��طيني‪ ،‬أخي��ك الذي يق��در فيك أن‬ ‫صنت ش��رف األه��ل الذين أت��وك ضيوفا‬ ‫فأحسنت الكرم والش��هامة‪ ،‬تذكر يا أخي‬ ‫وي��ا رفيقي وتذك��ري يا أخت وي��ا أم كل‬ ‫ه��ؤالء ف��ي فلس��طين م��ن يفه��م هذه‬ ‫المأساة التي تعيشون‪ ،‬نفخر بشجاعتكم‬ ‫وحريتك��م وكرامتك��م ولن نكون س��وى‬ ‫أحرارا معكم‪ ،‬كم تمنينا أن تكون حدودنا‬ ‫متاحة لنا لنضعكم في مآقي عيوننا وأن‬ ‫نبلسم جراحكم بكل محبتنا‪ ،‬وأن نجفف‬ ‫دمع��ة وصرخة تلك الطفل��ة عند الحدود‬ ‫المندهش��ة م��ن قتل جندي ألبناء جس��ر‬ ‫الش��غور‪ .‬لق��د علمتمونا أيها الس��وريون‬ ‫أس��ماء مدنك��م وأعدت��م لن��ا بعض��ا من‬

‫ضميرنا وإنس��انيتنا وشجاعتنا واكتشفنا‬ ‫كم أسماء قرانا متشابهة وكم جغرافيتنا‬ ‫وحريتنا قريبة من بعضها‪.‬‬ ‫لك��م جميع��ا ف��ي فلس��طين عمقا‬ ‫سيبقى ينظر إليكم كما نظرتم أنتم أيها‬ ‫الش��عب الش��هم إليه‪ ،‬ال تظنوا أن اللجوء‬ ‫س��يجعل منكم أقل إنس��انية أو شجاعة‪،‬‬ ‫م��ن مأس��اة اللج��وء و التش��رد صُنع��ت‬ ‫المعج��زات واالنتص��ارات‪ ،‬وأول انتص��ار‬ ‫ه��و عل��ى ال��ذات‪ ،‬هك��ذا علمن��ا تاريخنا‬ ‫وهك��ذا تعلمنا نحن هنا على أرض بالدنا‬ ‫المحتلة وش��عبنا المشرد والمشتت بأن ال‬ ‫نفقد األمل‪.‬‬ ‫ال نكرر الكالم إذا قلنا‪ :‬نريد حريتكم‬ ‫قبل حريتنا‪ .‬نحن ال نقبل وال بأي حال من‬ ‫األحوال أن يكون شعبنا السوري العظيم‬ ‫الجئا خ��ارج بالده وال مهج��را على أرضه‬ ‫بفعل الشعارات الس��اقطة عن المقاومة‬ ‫والممانعة‪.‬‬ ‫فلس��طين التي عرفت معنى اللجوء‬ ‫ي��ا أخ��ي الس��وري م��ن الش��غور وتلكلخ‬ ‫ومع��رة النعمان وإدلب معكم مع حريتكم‬ ‫وتحررك��م‪ ،‬عل��ى األقل ش��عبها الذي لم‬ ‫تلوث��ه بع��ض أجه��زة االس��تخبارات كما‬ ‫فعل��ت م��ع بع��ض قياداته‪ .‬وكم نش��عر‬ ‫باألس��ى والخج��ل م��ن موقف ح��زب اهلل‬ ‫ال��ذي بدل أن يقابلكم كم��ا قابلتموه في‬ ‫‪ 2006‬قام بتسليم وحجز حرية من هرب‬ ‫من بطش الس��لطات ويدعوك��م للقبول‬ ‫والخن��وع بينما يتمتع هو بحرية التعددية‬ ‫واالعتراض على ما يري��د في لبنان‪ ،‬كم‬ ‫يؤسفنا أن نسمع أبواق النظام من لبنان‬ ‫وس��وريا وهم يرددون تفاهات الممانعة‬ ‫والمقاومة بينما شعبهم السوري يقتل‪.‬‬ ‫نحن نفهمكم ونحن معكم وسيظل‬ ‫الفلس��طيني الم��درك لعم��ق إنس��انيته‬ ‫وحريت��ه معك��م إلى تحرركم وس��نطلق‬ ‫عنده��ا صرخاتن��ا فرحي��ن لتل��ك الحرية‬ ‫وس��نباركها لك��م م��ن هن��ا م��ن رب��وع‬ ‫فلس��طين التوأم مع سوريا الحبيبة الحرة‬ ‫بشعبها الحر‪.‬‬ ‫كاتب فلسطيني‬


‫ابن حزم‬

‫ر�سالة من فل�سطيني �إىل‬ ‫الجئ �سوري‬ ‫إبراهيم جابر إبراهيم‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫وأخيراً بعد عشرات آالف الشهداء والجرحى والمفقودين والالجئين‪ ،‬صدر مشروع‬ ‫الدستور الجديد للبالد‪ ،‬وبعد أن غرقت سورية بدماء أبنائها‪ ،‬وأصبح نسيجها الوطني‬ ‫مهدداً‪ ،‬أطل علينا النظام السوري ببند جديد من بنود مشروعه اإلصالحي في البالد‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن نصوص الدستور قابلة لنقاش واسع حول مدى جديتها وتلبيتها‬ ‫لتطلعات الشعب السوري‪ ،‬ولكن دعونا من نصوص الدستور وتفصيالتها الشائكة‪،‬‬ ‫وتعالوا ننظر إليه من الخارج قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬ليس من وجهة النظر السياسية‪ ،‬وإنما من وجهة‬ ‫النظر الحقوقية‪ ،‬وذلك باالستناد إلى مفهوم الدستور ودوره في بنيان الدولة‪ ،‬أي دولة‪.‬‬ ‫الدستور بالتعريف المدرسي الشائع هو مجموعة القواعد التي تنظم تأسيس‬ ‫السلطة وانتقالها وممارستها‪ ،‬أو هو مجموعة القواعد المتعلقة بالتنظيم السياسي في‬ ‫دولة من الدول‪ ،‬وهو تعريف وظيفي للدستور ينطبق على الدستور بمفهومه الحديث‪،‬‬ ‫كما ينطبق على ما كان عليه الدستور في العصور الوسطى وما قبلها عندما كان مصدره‬ ‫إرادة الملك المطلقة بوصفه معبراً عن ضمير الجماعة‪ ،‬أو بوصفه ممث ً‬ ‫ال إلرادة اإلله على‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫بدأت النقلة النوعية في مفهوم الدستور في نهاية القرن السابع عشر ثم في القرن‬ ‫الثامن عشر‪ ،‬وجاءت تحت تأثير عاملين أساسيين ومتراكبين‪ ،‬األول يتعلق باتجاه فقهاء‬ ‫القانون الغربيين نحو ضرورة تدوين جميع القواعد الدستورية في كل دولة وتبوبها‬ ‫وتجميعها في مجموعة واحدة بسبب التعقيد الذي بدأ يطرأ على بنية الدولة وأجهزتها‪،‬‬ ‫وأما العامل الثاني وهو العامل الجوهري الذي أضفى على الدستور معناه الجديد‪ ،‬فيتمثل‬ ‫في تبلور وشيوع اتجاه "جون لوك" و"جان جاك روسو" في نظرية العقد االجتماعي التي‬ ‫تتلخص في اعتبار المجتمع ناشئًا عن عقد يبرم بين األفراد المكونين لهذا المجتمع‬ ‫يتنازلون فيه عن حريتهم للمجتمع ككل أو "للسلطة العليا لإلرادة العامة" حسب تعبير‬ ‫"روسو" نفسه‪ ،‬وبالتالي فإن أفراد المجتمع هم الذين يعطون السلطة لصاحب السيادة‬ ‫وينزعونها منه إذا أساء استعمالها‪ .‬وهكذا لم يعد الدستور مجرد نصوص تنظم السلطة‬ ‫في الدولة‪ ،‬بل هو المعبر عن مشروعية الدولة وعن قبول الشعب لنظام الحكم القائم‬ ‫وموافقته على أسلوبه في اإلدارة‪ ،‬وألنه كذلك فإن تغييره منوط بأبناء المجتمع الذين‬ ‫توافقوا عليه‪ ،‬كما أن تغيير بند من بنود أي عقد منوط بأطراف العقد مجتمعين‪ .‬وفي ظل‬ ‫هذا المفهوم للدستور ازدهرت الديمقراطية ونشأت الدول الحديثة‪ ،‬وتحولت الملكيات‬ ‫المطلقة إلى ملكيات دستورية‪ ،‬ونشأت الدول الديمقراطية ذات النظام الجمهوري‪.‬‬ ‫وبالحديث عن الدول الديمقراطية ذات النظام الجمهوري‪ ،‬فإن مشروع الدستور‬ ‫الجديد في البالد يقول إن سورية دولة ديمقراطية ذات نظام جمهوري‪ ،‬إال أن من‬ ‫صاغ الدستور كان لجنة معينة بإرادة الحاكم المطلقة‪ ،‬وتمت صياغته ومن ثم طرحه‬ ‫لالستفتاء العام في ظل انتشار الجيش وقمعه لمناطق واسعة من البالد‪ ،‬وفي ظل‬ ‫تجاهل إلرادة تيارات وقطاعات واسعة أهلية وأيديولوجية في المجتمع السوري‪ ،‬وهو‬ ‫بهذا المعنى وبصرف النظر عن مضمونه ليس معبراً عن إرادة جامعة للسوريين‪ ،‬وال‬ ‫يعد عقداً اجتماعياً حتى لو وافق عليه السوريين في استفتاء عام‪ ،‬ألن موافقتهم لن‬ ‫تكون قبو ًال لعقد اجتماعي جديد‪ ،‬بقدر ما ستكون مبايعة لملك أو سلطان أو خليفة‬ ‫تحت حد السيف‪.‬‬ ‫يعني كل ما تقدم أن أي دستور يتم إقراره في ظروف مماثلة ال يمكن أن يكون‬ ‫متوافقًا مع المفهوم الحديث للدستور‪ ،‬ويعني كل ذلك أن التحليل الحقوقي الصرف‬ ‫يقودنا إلى القول إن الدستور الجديد وبصرف النظر عن مضمونه ليس دستوريًا وفق‬ ‫مفهوم الدستور الذي ترعرعت النظم الديمقراطية في كنفه وتطور في كنفها‪ ،‬إال أنه‬ ‫دستوريٌ بامتياز في ظل أنظمة الحكم الملكية المطلقة في العصور الوسطى‪ ،‬وعليه‬ ‫َّ‬ ‫المعظم المعبِّر في شخصه عن ضمير الجماعة المفترض‪،‬‬ ‫فإن من يريد أن يبايع الملك‬ ‫وعن إرادة اإلله في األرض‪ ،‬فلينزل إلى صناديق االستفتاء ليعلن بيعته‪ ،‬ومن يريد‬ ‫أن يكون مواطناً في دولة ديمقراطية حديثة فليدع صناديق االستفتاء لرعية الملك‪،‬‬ ‫وليمضي في طريقه باحثًا عن المواطنة‪.‬‬

‫قد تُضيعك أمّك في الحقول«التركية»‪ ،‬وسيكون مُضحكاً أن يقول‬ ‫الجئ ـ في مع ِرض حديثه الحقًا ـ أنه قد ضاع!‬ ‫وحده الذي كان يعرف وجهته‪ ،‬هو الذي يضيعُ يا صديقي‪ ،‬وأنت وجهتك‬ ‫كانت مُجرّد النجاة من الموت‪ ،‬وها أنت لم تمت على كل األحوال!‬ ‫ّ‬ ‫وال تَخف‪ّ ،‬‬ ‫سيظل على حالِه‪ ،‬أواني‬ ‫فكل شي ٍء في البيت‪ ،‬هناك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المطبخ‪ ،‬ألعاب األوالد‪ ،‬الشجرة العاقر خلف النافذة‪ّ ..‬‬ ‫سيظل على‬ ‫كل شي ٍء‬ ‫حالِه‪ ،‬لكن عليك بدءاً من هذا الصباح أن تعتاد أشياءك الجديدة‪ :‬أنت اآلن‬ ‫رقمٌ في سجالت الالجئين‪ ،‬وفي نشرات األخبار‪ ،‬وفي اجتماعات اللجان‬ ‫ومساعي الوفود‪ ،‬وفي قصائد الشعراء الذين يستفيدون من قتلى المعارك‬ ‫أكثر مما يستفيد عُمّال المقابر!‬ ‫ستكون الخيمة مزعجة في الليلة األولى‪ ،‬ثم في السنة األولى‪ ،‬بعد ذلك‬ ‫ستصير ودود ًة كواحدٍ من العائلة‪ ،‬لكن حاذر أن تقع في حبها‪ ،‬كما فعلنا!‬ ‫ً‬ ‫مدرسة ابتدائية‪ ،‬هذا‬ ‫ال تبتهج إن رأيتهم يقيمون لكم مركزاً صحياً‪ ،‬أو‬ ‫خبرٌ غير سارّ أبداً!‬ ‫وإيّاك أن تتورط بمطالبات غبية مثل بناء بيوت بسيطة بدل الخيام‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬ ‫مَقتل الالجئ‪،‬‬ ‫بخطوط مياه وكهرباء‪ ،‬ذلك يعني انك بدأت تتعايش‪ ..‬وهنا‬ ‫وهنا أيضًا مَقبرته!‬ ‫انتبه دائمًا أن ال تترك غضبك في الخيمة حين تخرج‪ُ ،‬كن غاضبًا دائما‪،‬‬ ‫غضبك هو الذي سيجعلك حيّا‪ ،‬غضبك مَعدات بقائك‪ ،‬وإن استرحتَ يومًا‬ ‫فهذا يعني أنك لم تعد ُ‬ ‫تلهث باتجاه «العودة»!‬ ‫وال تُدرّب أوالدك على الصبر‪ ،‬الصبر حيلة العاجز‪ ،‬وذريعة مَن تَخ ّلى‪،‬‬ ‫والالجئ يموت إن لم ينظر خلفه مرّتين في اللحظة الواحدة‪.‬‬ ‫أنت لستَ ابن «هناك»‪ ،‬تَ َذ ّكر هذا دائما‪ ،‬أنت لك «هنا» جميل وال‬ ‫يُخان ‪ ..‬ال تنم ً‬ ‫ليلة دون أن تُعدّد محاسنه ألطفالك‪ ،‬واقرأ عليهم كيف مات‬ ‫ّ‬ ‫يُصفقوا للخِطاب‪،‬‬ ‫الناس‪ ،‬وكيف ذُبحوا على شاشات التلفزيون ألنهم لم‬ ‫وقل لهم أنك تنام بين أشجار غريبة‪ ،‬ألنك لم تشأ أن َ‬ ‫تُلدغ من جُحر واحدٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مَرّتين!‬ ‫سيبيعك الناس لبعضهم‪ ،‬تلك هواية السياسيين‪ ،‬وسيجيئك‬ ‫المتضامنون من كل البالد‪ ،‬ستصير أنتَ شعارهم االنتخابي‪ ،‬ويتقربون‬ ‫بك إلى اهلل‪ ،‬وستزداد همّة الناس في ّ‬ ‫تفقدك في «رمضان» وفي األعياد‬ ‫والمناسبات الدينية!‬ ‫والبعض سيصوّر أطفالك منهكين وجائعين لمجرد أن يحصل على‬ ‫المحطة‪ ،‬وزوجتك النائمة اآلن في ّ‬ ‫ّ‬ ‫الظل‬ ‫مكافأة من رئيس التحرير أو مدير‬ ‫قد تكون موضوعًا لصورةٍ تفوز بجائزةٍ دولية!‬ ‫تلك حياتك الجديدة‪ :‬سينشب حبٌ في الخيام‪ ،‬ويولد رَسّامٌ موهوب‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫عميل وعاهرة‪ ،‬وسيولد فدائي مهنته أن يصنع (من جزمةٍ‬ ‫وسيولد أيضًا‬ ‫أُفقا)!‬ ‫ستتع ّلمون لغات جديدة‪ ،‬ومشاعر جديدة‪ ،‬وستنشأ عالق ٌة مُلتبس ٌة‬ ‫مع المنفى‪ ،‬وقد تشعر في ليلةٍ ماكرةٍ بأنه ال ينقصهُ شيء ليكون كافيًا‬ ‫كوطن‪ ..‬لكنك سرعان ما ستنتبه‪ :‬األشجار هنا ال تخضرّ كما يجب‪ ،‬والملح‬ ‫ليس مالحا‪ ،‬والذين ماتوا لن يغفروا لي‪ ،‬وتعود تنظر للوراء مرّتين!‬ ‫وهنا سيتقدمُ ابنك الذي صار رج ًال دون أن تنتبه ليحمل عنك الذاكرة‪..‬‬ ‫ليحمل حُلمك الذي أنقض ظهرك!‬ ‫ربما يا صديقي أن األمر سيبدو ّ‬ ‫مُعقداً في البداية‪ ،‬لكنّه واضحٌ‪:‬‬ ‫أنت «هناك» ألن الـ«هنا» متوعكة‪ ،‬وقد يطول غيابك ليلتين‪ ،‬لكنك لستَ‬ ‫في رحلةٍ للبحث عن هويّة جديدة‪ ،‬ولن ّ‬ ‫تُفكر حتمًا في مدّ سلك كهرباء‬ ‫الى الخيمة‪ ..‬تلك خطيئتنا نحن‪ ،‬حين قُلنا‪ :‬الخيمة ضيّق ٌة ونحتاج خيمتين‬ ‫إضافيتين!‬ ‫يا صديقي ال ّ‬ ‫تُفكر في األمر إال وأنت تنظرُ خلفك‪ ،‬وتذكر أيضًا أنك‬ ‫أدرتَ خدّك األيسر مرّتين‪ ،‬أيّ خدّ ستدير اآلن؟!‬ ‫واسمعني‪ ،‬فأنا أفوقك خبرة بـ‪ 63‬عاماً في هذه «المهنة»‪ :‬ال تلتقط‬ ‫الصور التذكارية مع سفراء النوايا الحسنة‪ ،‬وال تشكو لهم حرارة الطقس‬ ‫أو من الحصى في الخبز‪ ،‬وحاذر أن تطالب بخيمةٍ أفضل‪ ،‬ليس ثمة خيمة‬ ‫أفضل من خيمة‪ ،‬وقل لهم أن مشكلتك ليست عاطفية ولن تح ّلها زيارة‬ ‫«أنجلينا جولي»‪.‬‬ ‫عن فيس بوك‬

‫دندنات إندساسية ‪. .‬‬

‫قراءة فـي الد�ستور‬ ‫اجلديد ‪ ..‬من خارجه‬

‫دندنات‬

‫‪9‬‬


‫الصفحة القانونية‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫قانون تنظيم التوا�صل على ال�شبكة‬ ‫ومكافحة اجلرمية املعلوماتية‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ع��ن س��نكر لوي��س وم��ن مقدمة‬ ‫روايت��ه "بوبي��ت"‪" :‬أن��ا أؤمن باإلنس��ان‬ ‫كق��درةٍ خالق��ة فالتج��دد ف��ي ال��ذات‬ ‫َ‬ ‫أصال��ة اللون‬ ‫اإلنس��انية حاج�� ٌة أصيل��ة‬ ‫في الزهر‪ ،‬والتجانس هو مقبر ٌة تس��لب‬ ‫الف��رد كل م��ا في��ه م��ن عنف��وانٍ‪ ،‬إن‬ ‫االختالف والتحرر هما المكون األساسي‬ ‫لكل إنسان"‪.‬‬ ‫وعن الفرنس��ي "جي��د" ننقل‪" :‬إني‬ ‫أحب الحرية أبع��د الحرية‪ ،‬ال حرية الهوا‬ ‫الص��رف‪ ،‬وال عدم المباالة‪ ،‬ولكن الحرية‬ ‫المبدعة اإليجابية‪ ،‬أن تعرف كيف تتحرر‬ ‫ليس ش��يئًا والمه��م أن تع��رف كيف أن‬ ‫تكون حراً"‪.‬‬ ‫وعن لق��ا ٍء للش��اعر الكبي��ر "أحمد‬ ‫فؤاد نجم" مع مجلة "الشروق" بتاريخ ‪8‬‬ ‫شباط ‪ 2010‬ننقل‪" :‬بعد سنواتٍ سيكون‬ ‫بي��ن كل عش��رة م��ن أكب��ر المختصين‬ ‫بالمعلومات واالتصاالت ثالث ٌة من مصر‪،‬‬ ‫إن الش��باب المص��ري ذاق الحري��ة عب��ر‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬وس��تخرج الفراعن ٌة جديداً من‬ ‫أصالبهم"‪.‬‬ ‫إن عصر المعلومات وعصر الشبكة‬ ‫منازع‪،‬‬ ‫العنكبوتية هو عصر الحريات بال‬ ‫ٍ‬ ‫عصر تكافؤ الف��رص والفضاء المفتوح‬ ‫ال��ذي انتقل فيه الش��باب الس��وري من‬ ‫أبط��ال ف��ي مس��رحية "بيي��ر أندلي��و"‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫"س��تة أش��خاص يبحث��ون ع��ن مؤلف"‪،‬‬ ‫والت��ي يدخ��ل فيه��ا أف��راد العائلة على‬ ‫مدير المس��رح فيعلنون ل��ه أنهم عبار ٌة‬ ‫عن ش��خصياتٍ خطرت في ب��ال مؤلفٍ‬ ‫مس��رحي ولكن��ه لم يت��مّ خلقه��ا خلقًا‬ ‫كام ً‬ ‫�لا فه��م يتوس��لون إل��ى المدير أن‬ ‫يس��مح لهم بتمثي��ل األدوار الت��ي كانوا‬ ‫قد خلقوا من أجله��ا إلى أن تخلى عنهم‬ ‫المؤلف األصلي ومارس الشباب السوري‬ ‫دوره ال��ذي خل��ق م��ن أجل��ه وترك��ت‬ ‫المندي��ات اإللكتروني��ة له��م مس��احاتٍ‬ ‫من الحرية ل��م يعهدوها عل��ى الصعيد‬ ‫السياسي واالجتماعي والديني‪.‬‬ ‫فبدأ المؤيدون والمعارضون للنظام‬ ‫بإنش��اء الصفحات والمواقع اإللكترونية‬ ‫وإن ل��م تخلو هذه المش��اركات من عدم‬ ‫فهم آلداب االختالف والحوار‪ ،‬وإن شابها‬ ‫ٍ‬ ‫ش��ي ٌء من الطائفي��ة والمناطقية أحيانًا‬ ‫إال أن ه��ذه الس��لوكيات ل��م تخ��رج عن‬ ‫لمجتمع لم يعه��د تجربة‬ ‫ب��اب المأل��وف‬ ‫ٍ‬ ‫ديمقراطي��ة من��ذ أم��دٍ بعي��د‪ ،‬وكان‬ ‫الح��ل األمث��ل‪ ،‬لتفادي هذه المش��كالت‬ ‫ه��و التوعي��ة والتأكي��د عل��ى ممارس��ة‬ ‫الديمقراطية ليس��تفيد الشعب السوري‬ ‫م��ن ث��ورة المعلوم��ات الت��ي تأخ��ر عن‬ ‫ركابها كثيراً‪.‬‬ ‫وم��ع استبش��ارنا باإلض��اءات التي‬ ‫ظه��رت ف��ي قان��ون اإلعالم رق��م ‪/28/‬‬ ‫عاد المش��رع الس��وري لل��وراء من خالل‬ ‫المرس��وم ‪ /17/‬لعام ‪ 2012‬الصادر عن‬ ‫رئي��س الجمهوري��ة والذي إن ج��ازت لنا‬ ‫تسميته "قانون طوارئ إلكتروني"‪.‬‬ ‫فق��د نص��ت الم��ادة الخامس��ة من‬ ‫القان��ون عل��ى إل��زام مق��دم خدم��ات‬ ‫التواص��ل عب��ر الش��بكة أن يض��ع ف��ي‬ ‫ب��ارز م��ن موقع��ه اإللكترون��ي‬ ‫موض��ع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫البيانات التالية‪:‬‬

‫ اس��م صاحب الموق��ع اإللكتروني‬‫أو مقدم خدمات التواصل على الش��بكة‬ ‫وعنوان��ه وس��جله التج��اري ف��ي ح��ال‬ ‫وجوده‪.‬‬ ‫ اسم المدير المسؤول عن الموقع‬‫اإللكترون��ي وعنوان��ه ووس��يلة وبيانات‬ ‫االتصال به‪.‬‬ ‫وال يل��زم القان��ون مق��دم خدم��ات‬ ‫التواص��ل عل��ى الش��بكة بغي��ر الصفة‬ ‫االحترافية بتقديم ه��ذه البيانات إال أنه‬ ‫ألزمه بتقدي��م بيانات��ه للمضيف وألزم‬ ‫المضيف بتقديمه للقضاء إذا أمر بذلك‪.‬‬ ‫إن ل��م نعتب��ر أن الم��ادة الخامس��ة‬ ‫موجهة للضغط عل��ى معارضي النظام‬ ‫وإجبارهم بالتعريف عن أنفس��هم فهذه‬ ‫الم��ادة بمطل��ق األحوال تح��د من حرية‬ ‫بش��كل فاض��ح ألن المحاذي��ر‬ ‫التعبي��ر‬ ‫ٍ‬ ‫الدينية واالجتماعية تمنع أي مس��تخدم‬ ‫للش��بكة من التصريح ع��ن بياناته ٍ‬ ‫عند‬ ‫موضوع ش��ائك‪ ،‬كما أعطت‬ ‫مناقشة أي‬ ‫ٍ‬ ‫الم��ادة س��بعة م��ن القانون للس��لطات‬ ‫موق��ع إلكترون��ي‬ ‫صالحي��ة حج��ب أي‬ ‫ٍ‬ ‫إذا امتن��ع ع��ن وض��ع بيان��ات التعري��ف‬ ‫المنصوص عليها في المادة خمسة‪.‬‬ ‫كم��ا عاقب��ت الم��ادة الثامن��ة م��ن‬ ‫المرس��وم مق��دم الخدمات ال��ذي يهمل‬ ‫تنفي��ذ التزامات��ه بحف��ظ نس��خةٍ م��ن‬ ‫المحت��وى المخ��زن لديه وحف��ظ بيانات‬ ‫الحركة التي تس��مح بالتحقق من هوية‬ ‫األش��خاص الذين يس��همون ف��ي وضع‬ ‫المحت��وى عل��ى الش��بكة بالغرام��ة من‬ ‫‪ 100‬ألف إلى ‪ 500‬ألف ليرة سورية‪ ،‬وإذا‬ ‫كان ه��ذا اإلهم��ال مقص��وداً فالعقوبة‬ ‫هي الحبس من ثالثة أش��هر إلى سنتين‬ ‫والغرام��ة من ‪ 200‬ألف إل��ى مليون ليرة‬ ‫س��ورية "ال بد من اإلش��ارة إلى أن حجم‬ ‫الغرامات يعتبر األكبر في تاريخ التشريع‬

‫السوري"‪.‬‬ ‫ال بد من اإلشادة بالمادتين ‪/15-14/‬‬ ‫والتي نصت األول��ى على مراعاة حقوق‬ ‫المؤلف والملكي��ة الفكرية والثانية التي‬ ‫نص��ت على معاقبة من يق��وم بالدخول‬ ‫قص��داً وبطريق��ةٍ غي��ر مش��روعة إلى‬ ‫جهاز حاسوبي أو منظومةٍ معلوماتية أو‬ ‫موقع إلكتروني دون حق‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كما نص��ت المادة ‪ /19/‬من القانون‬ ‫بمعاقب��ة كل م��ن يق��وم بتصمي��م‬ ‫البرمجي��ات الخبيث��ة وترويجها ألغراض‬ ‫إجرامية بالغرامة من خمس��مئة ألف إلى‬ ‫مليونين ونصف‪.‬‬ ‫كما نصت المادت��ان ‪ /21-20/‬على‬ ‫معاقبة مرسلي البريد الواغل أو مرتكبي‬ ‫جرم االحتيال عبر اإلنترنت‪.‬‬ ‫كما نصت المادة ‪ /24/‬على إنش��اء‬ ‫ضابط��ةٍ عدلي��ة مختص��ة باس��تقصاء‬ ‫الجرائ��م المعلوماتي��ة ومنحته��ا ح��ق‬ ‫االس��تعانة بخب��راء م��ن وزارات الدف��اع‬ ‫والعدل واالتصاالت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حجي��ة للدليل‬ ‫أعط��ت الم��ادة ‪/25/‬‬ ‫الرقم��ي أم��ام المحاك��م إذا تواف��ر فيه‬ ‫ش��رطان هم��ا أن األجه��زة أو الش��بكات‬ ‫نحو‬ ‫المس��تمد منه��ا الدليل تعم��ل على ٍ‬ ‫س��ليم وأن ال يطرأ عل��ى الدليل المقدم‬ ‫تغيي��ر خالل م��دة حفظه‬ ‫للمحكم��ة أي‬ ‫ٍ‬ ‫"تظه��ر هن��ا إش��كالية تقني��ة ال تمل��ك‬ ‫حتى ال��دول المتقدم��ة إمكانية ربط أي‬ ‫مس��تخدم مع أي��ة مش��اركةٍ إلكترونية‬ ‫فالفضاء المفت��وح عرضة لالختراق من‬ ‫أي مس��تخدم تقريباً"‪ ،‬كما أعطت المادة‬ ‫ٍ‬ ‫الضابطة العدلية الحق في تفتيش‬ ‫‪/26/‬‬ ‫وضبط البرمجيات واألجهزة الحاسوبية‪.‬‬ ‫نص��ت الم��واد ‪/31-30-29-28/‬‬ ‫عل��ى عقوب��اتٍ مش��ددة عل��ى الجرائم‬ ‫اإللكتروني��ة تح��ت عناوي��ن األعم��ال‬

‫العدائي��ة والتحري��ض والم��س بهيب��ة‬ ‫الدول��ة أو الس�لامة العام��ة أو إذا ج��رى‬ ‫ارت��كاب الجريم��ة بواس��طة عصاب��ة‬ ‫منظم��ة‪ ،‬أو إذا اس��تغل مرتكب الجريمة‬ ‫عمله الوظيفي‪ ،‬كما عاقب المشرع على‬ ‫الشروع في الجرائم المذكورة‪.‬‬ ‫وق��د ع��رف القان��ون العصاب��ات‬ ‫المنظم��ة بأنه��ا جماع��ة أش��خاص أو‬ ‫فعالي��ات ع��اد ًة م��ا تك��ون ذات تنظي��م‬ ‫ٍ‬ ‫مرك��زي تهدف إلى ممارس��ة األنش��طة‬ ‫اإلجرامية سواء على الصعيد الوطني أو‬ ‫اإلقليمي أو الدولي‪.‬‬ ‫إن ص��دور هذا المرس��وم وفي هذا‬ ‫التوقيت وفي هذه الظروف يوحي بآفاق‬ ‫خن��ق الحري��ات الش��خصية واس��تهداف‬ ‫باب‬ ‫أي صاح��ب حاس��وب أو ج��وال وفتح ٍ‬ ‫للتضييق على نش��طاء اإلنترنت كما أن‬ ‫ضبابي��ة بع��ض البنود وترك مس��احات‬ ‫ضيق��ة ج��داً للخصوصي��ة والحري��ة‬ ‫الش��خصية وحري��ة التعبير يت��رك الباب‬ ‫مفتوحاً أمام الس��لطات الس��تهداف من‬ ‫ال يعجبها وربما حبس��ه وسلب الغرامات‬ ‫منه‪.‬‬ ‫ما من شك أن التواصل االجتماعي‬ ‫يجب تنظيم��ه قانوناً كخطوةٍ ثانية بعد‬ ‫تفعيل الشبكة العنكبوتية حقاً وإتاحتها‬ ‫لكاف��ة المواطني��ن إال أن عن��وان ه��ذا‬ ‫التنظي��م يج��ب أن يكون حري��ة التعبير‬ ‫وإب��داء ال��رأي الت��ي صانه��ا الدس��تور‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫إن التقدم والتطور اإلنس��اني وكما‬ ‫نش��ير مراراً هو حتمي��ة تاريخية تلقفها‬ ‫الفالس��فة م��ن هيغ��ل إلى كان��ط إلى‬ ‫نيتشه وسبنس��ر وبنوا مقوالتهم عليها‬ ‫ً‬ ‫نص‬ ‫لبن��ة لبنة‪ ،‬وال يحق ألي‬ ‫مش��رع أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تش��ريعي عرقلة أو تأخي��ر هذه الحتمية‬ ‫التاريخية‪.‬‬


‫يا أرضنا‪ ..‬شهداؤنا‪ :‬نوصيك بهم خريا‬ ‫ال�شهيدة الطفلة �أ�سيل حممد �أنور جرب‬

‫ال�شهيد الطفل حممد �أحمد باكري‬ ‫ال�شهيد الطفل �أحمد ظافر ع�صاية‬ ‫إثر إطالق النار على سيارة كانوا يستقلونها برفقة السيد مصعب مبيّض وشخص‬ ‫رابع لم يعرف اسمه‪ ،‬حيث تم إطالق النار عليهم بواسطة رشاش إحدى الدبابات المتمركزة‬ ‫جسر المزارب عند مرورهم بالقرب منه‪ ،‬فاستشهد الطفالن المذكوران‪ ،‬بينما أصيب السيد‬ ‫مصعب مبيض وتم اعتقاله وهو جريح‪ ،‬كما تم اعتقال الشخص الرابع‪.‬‬

‫ال�شهيدتان هند عدي ووالدتها �صبحية حممود‬ ‫الشهيدتان هند عدي ووالدتها صبحية محمود‪ ،‬من ريف دمشق منطقة مضايا‪،‬‬ ‫استشهدتا بإصابة خطيرة عند مرورهم بسيارة في سهل مضايا على أحد الحواجز حيث‬ ‫تم اعتراضهم مما أدى الصطدام السيارة بالدبابة فاستشهدتا على الفور‪ .‬مع اعتقال‬ ‫ألحد األشخاص الذي كان معهما‪..‬‬ ‫الرحمة لكل شهداء سوريا‬

‫مشعات احلرية ‪ . .‬معتقلونا‬ ‫املعتقل احلرة ح�سن زهرة‬

‫أسبوعية‬

‫هل يمكن أن نصل في زمن الثورة هذا إلى أن نتفق لمرة‬ ‫وحيدة في هذه الحياة‪ .‬اتفاقنا يعني حريتنا‪ ،‬اتفاق المسلم‬ ‫بطوائفه كلها‪ ،‬والمسيحي بطوائفه كلها‪ ،‬مثل هذا االتفاق يعني‬ ‫أننا نستحق الحرية التي نطالب بها‪.‬‬ ‫لو فكر المسلم‪ ،‬واعتذر عن استخدام تسميات ال أحب‬ ‫استخدامها ولكنها ضرورية هنا‪ ،‬لو فكر المسلم السني‪ ،‬أن‬ ‫يتوجه في الغد في مدينة حمص ليقول للمسلم العلوي أن ال‬ ‫شيء بيننا‪ ،‬وأنه يحبه كما كان يحبه قبل الثورة‪ ،‬وأنه ال يحمل‬ ‫ضغينة ضده‪.‬‬ ‫لو فكر المسلم العلوي‪ ،‬أن يذهب إلى بابا عمر ليساعد‬ ‫في المأساة اإلنسانية الحاصلة هناك‪ ،‬لو أن عددا من العلويين‬ ‫توجهوا إلى بابا عمرو وقالوا ألهلها لسنا نحن الذين نقتلكم‪،‬‬ ‫وإننا براء من الذين يقتلونكم‪.‬‬ ‫لو فكر مسيحيو سورية أن نظام األسد لن يحميهم حين‬ ‫يصبح في حالة الخطر الشديد وأنه سيضحي بهم ويتركهم‬ ‫لمصيرهم وأن الذين سيحمونهم هم أهل سورية الثائرة‪ ،‬لو‬ ‫فكروا بقليل من المسؤولية‪ ،‬والتأمل بأنهم أمضوا عمرهم‬ ‫جيرانًا أحباء وأصدقاء‪ ،‬وأنه ما من مسلم يفكر بالتعرض لهم‬ ‫لكانوا وقفوا مع أخوتهم السوريين ضد طغيان النظام‪.‬‬ ‫لو أن بعض المسلمين السنة المتشددين فكروا قليال أن‬ ‫تشددهم ليس من اإلسالم في شيء‪ ،‬وإنهم وإخوتهم من‬ ‫بقية الطوائف األخرى في سورية هم أصحاب األرض‪ ،‬وأصحاب‬ ‫السلطة‪ ،‬وأصحاب الرأي وأن النظام طارئ‪ ،‬وال تهمه سوى‬ ‫مصالحه‪ ،‬وال بقاء له على األرض السورية لتصرفوا بطريقة‬ ‫أخرى‪ ،‬ألحبوا بعضهم بعضا ووقفوا يدا واحدا ضد طغيان‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫لو فكر أي سوري‪ ،‬مرتاح في بيته‪ ،‬وبين أسرته‪ ،‬وهو ينعم‬ ‫بالدفء‪ ،‬واالستقرار أن هذا النظام لن يتركه بشأنه حين يقضي‬ ‫على الثوار‪ ،‬وهو غير قادر على ذلك‪ ،‬ولكني أفترض افتراضا‬ ‫ألقول أنه لو تأكد وعليه أن يتأكد‪ ،‬فقد عاش دهورا جنبا إلى‬ ‫جنب مع أخيه من الديانات األخرى والطوائف األخرى‪ ،‬دون أن‬ ‫يؤذي أحدهم اآلخر‪ .‬يجب أن يصل إلى نتيجة أن النظام في حال‬ ‫استقرت له األمور سيكون أشد بطشا على الجميع بعد أن مر بما‬ ‫مر به من إذالل على يد الثوار السوريين‪ ،‬وأن المسيحي وبقية‬ ‫الطوائف ومنها العلويين سيكونون تحت رقابة صارمة‪ ،‬وسيزداد‬ ‫عنف النظام معهم ومع كل أبناء الوطن‪.‬‬ ‫لو حدث ذلك‪ ،‬لو فكر كل السوريين بما ذكرته لكانوا‬ ‫اليوم ويدا واحدة يالحقون فلول النظام للوصول إلى حريتهم‬ ‫المنشودة‪.‬‬ ‫ال أصدق أن المسيحي راض عن هذا النظام‪ ،‬ولكنه خائف‬ ‫من بديله‪ ،‬وال أظن الدرزي راض عن هذا النظام ولكنه خائف‬ ‫من المجهول القادم الذي ال يعرفه‪ ..‬وهكذا بقية الطوائف‪ ..‬لو أن‬ ‫كل منا يؤمن باآلخر‪،‬لو تذكر التاريخ الطويل الذي عاشه مع جاره‬ ‫من الديانة أو الطائفة األخرى لما شعر بهذا الخوف‪.‬‬ ‫هي دعوة صادقة للجميع‪ ،‬ليس مثل أخيك في المواطنة‬ ‫يمكن أن يصدقك‪ ،‬ومن يهدر دم جارك من ديانة أخرى سيهدر‬ ‫دمك بعد حين‪.‬كيف يمكن أن تأتمن نظاما سفاحا قاتال‪ ،‬مجرما‬ ‫على أبنائك بعد اليوم مهما كانت ديانتك أو طائفتك‪.‬‬ ‫فكر جيدا أيها السوري‪ ،‬فكر بتمعن‪ ،‬وتذكر آباءك وأجدادك‬ ‫كيف عاشوا وكيف كانوا‪ ،‬تذكر ماضي هذا البلد قبل مجيء‬ ‫سلطة البعث‪ ،‬ونظام األسرة المالكة‪ .‬وستكتشف أن الصمت لن‬ ‫يجديك‪.‬‬ ‫لن يجديك سوى أن تكون يدا بيد مع أخيك الثائر على جور‬ ‫النظام‪ ،‬أنت مرتاح في بيتك ودفئه اليوم‪ ،‬ولكن من يدري متى‬ ‫سيأتيك الدور‪.‬‬ ‫أعط لنفسك فرصة للتفكير‪ ..‬ثم اتخذ قرارك‪..‬‬ ‫عن موقع ألف‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫عن المرصد السوري لحقوق اإلنسان‪ :‬أن جهاز المخابرات العسكرية اعتقل الجمعة‬ ‫‪ 2012 / 2 / 17‬المعارض السوري البارز حسن زهرة من أمام منزل نجله في مدينة‬ ‫سلمية‪ ،‬بعد االعتداء عليه بالضرب واقتاده إلى مقر فرع المخابرات العسكرية في‬ ‫حماة‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن المعارض حسن‬ ‫زهرة ‪ 68‬عاما سجين سياسي سابق‬ ‫بتهمة االنتماء إلى حزب العمل الشيوعي‬ ‫واعتقل أكثر من مرة خالل األشهر‬ ‫الماضية بتهمة تنظيم التظاهرات‬ ‫ويعاني من ربو وانتفاخ رئوي وارتفاع‬ ‫ضغط الدم‪.‬‬ ‫إن المرصد السوري لحقوق اإلنسان‬ ‫يطالب باإلفراج الفوري عن المعارض‬ ‫حسن زهرة وعن كافة معتقلي الرأي‬ ‫والضمير في السجون والمعتقالت‬ ‫السورية‪ ،‬ويدين المرصد بشدة استمرار‬ ‫السلطات األمنية السورية ممارسة‬ ‫سياسة االعتقال التعسفي بحق‬ ‫المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع‬ ‫المدني وحقوق اإلنسان والمتظاهرين‬ ‫السلميين‪.‬‬

‫سحبان السواح‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬

‫من رثاء األب البنته الشهيدة‪:‬‬ ‫أسيل يا ملكة المالمح يا قمري‪ ...‬الجبين‬ ‫لو كان لألسد عقل لسألناه‬ ‫كيف يفسر موت البالبل والياسمين‬ ‫لو كان لألسد قلب‬ ‫تردد في ذبح أوالدنا الطيبين‬ ‫أأسيل يا ملكة المالمح يا قمري الجبين‬ ‫صديقاتك بدرعا منتظرات رجوعك‬ ‫يا سيدة الطفولة واألولين‬ ‫فكيف سأكسر أحالمهن‬ ‫وأغرقهن ببحر الذهول‬ ‫وماذا أقول لبنات وأوالد عمك يا عمري ماذا أقول‬ ‫إني جبان أمام رثائك‪..‬‬ ‫فارحمي أباكي‪...‬‬

‫�أفكار بر�سم ال�سوريني املرتددين‬ ‫يا نحن ‪. .‬‬

‫الشهيدة الطفلة أسيل محمد أنور جبر من مدينة الشيخ مسكين‪ ،‬نالت منها يد الغدر‬ ‫في مساء يوم السبت الواقع في‪ 2012/2/11‬وهي في سيارة والدتها أثناء عبورها من‬ ‫مدينة داعل‪ ...‬حيث أطلق الشبيحة المتواجدون على حاجز الدوار عليهم النار من الخلف‬ ‫رغم سماحهم لهم بالعبور‪.‬‬ ‫الطفلة أسيل من مواليد ‪ 27‬يوليو ‪ ،2004‬ووالدها ووالدتها من األطباء المشهورين‬ ‫في محافظة درعا‪.‬‬

‫يا نحــن‬

‫‪11‬‬


‫حم�ص خارج ال�سجن الأ�سدي‬ ‫مدن الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫محمد أبي سمرا‬

‫وسط حمالت القتل اليومي في سوريا‪،‬‬ ‫أي طقوس وش��عائر يس��تعيدها الس��وريون‬ ‫في وقفاته��م وتظاهراتهم اليومية الراقصة‬ ‫والهاتفة في س��احات حارات حمص وس��واها‬ ‫من المدن السورية؟‬ ‫احتفاالت الختان وس��واها من مناسبات‬ ‫وش��عائر دينية – عائلية‪ ،‬كالموالد واألعراس‬ ‫وحلق��ات الذك��ر الصوفي��ة‪ ،‬كان األهال��ي‬ ‫يحيونها في "س��وريا األسد"‪ ،‬شريطة أال تعلو‬ ‫أصوات األناش��يد والمدائ��ح واألدعية وتتجاوز‬ ‫بي��وت المحتفلي��ن‪ .‬أم��ا إذا عل��ت األص��وات‬ ‫ف��ي احتفال م��ا وبلغ��ت نواحي الح��ارة‪ ،‬فإن‬ ‫رجال األم��ن يحضرون إلى بي��ت المحتفلين‪،‬‬ ‫فيس��تطلعون من هو صاحبه‪ ،‬ولم��اذا يحيي‬ ‫االحتف��ال‪ ،‬ويتحققون م��ن حصوله على إذنٍ‬ ‫أو تصري��ح مس��بق من أح��د المق��ار األمنية‬ ‫ف��ي الحارة‪ .‬فإقدام عائلة عل��ى إحياء احتفال‬ ‫مش��هود في مناس��بة م��ا‪ ،‬وإحضاره��ا جوقة‬ ‫منش��دين أو مغنّياً تعلو أناشيدهم وغناؤهم‬ ‫في الحارة عبر مكبرات الصوت‪ ،‬كانا يتطلبان‬ ‫إعالم أحد المقار األمنية‪ ،‬والحصول منه على‬ ‫إذن أو تصريح مسبق‪ ،‬وإال يتعرض االحتفال‬ ‫للتوقي��ف‪ ،‬قبل أن تجري مس��اءلة المحتفلين‬ ‫ومالحقته��م والتحقي��ق معه��م ف��ي مق��ر‬ ‫أمني يُس��اق إليه أهل البيت ال��ذي يقام فيه‬ ‫االحتفال‪ ،‬وأحيانًا مع س��واهم من الحاضرين‪.‬‬ ‫عل��ى أن الس��وريين جميعاً علم��وا وخبروا ما‬ ‫يح��دث في مق��ار أجه��زة األمن األس��دية‪ ،‬أو‬ ‫س��معوا عن��ه أخب��اراً مروعة جي ًال بع��د جيل‪،‬‬ ‫من��ذ ما قب��ل مقتلة حم��اة الكبرى ف��ي العام‬ ‫‪ ،1982‬وتوابعها من المط��اردات واالعتقاالت‬ ‫والمقاتل الصغ��رى واإلعدامات الميدانية في‬ ‫سواها من المدن واألرياف السورية‪ .‬الحمالت‬ ‫األمنية المتعاقبة هذه ل��م تتوقف عن تخيير‬ ‫المجتمع الس��وري م��ا بين أن يعيش س��جين‬ ‫الصمت والخوف والكتمان والكذب والتس��ليم‬ ‫بجب��روت دول��ة أمني��ة تق��دّس "األب القائد"‬ ‫وتعبده وذريته ورهطه‪ ،‬ف��ي العالنية العامة‬ ‫ومواكبها وحشودها‪ ،‬وما بين أن يتعرض كل‬ ‫من ال يس�� ّلم بهذا كله إلى االجتثاث والسجن‬ ‫األب��دي‪ ،‬أو االختف��اء اإلرادي والتش��رد ف��ي‬ ‫الب�لاد‪ ،‬أو الفرار منها إلى ديار اهلل الواس��عة‪.‬‬ ‫في هذا الس��جن األس��دي الكبير فُرض على‬ ‫السوريين من أهالي الحارات واألحياء السنيّة‬ ‫ف��ي الم��دن‪ ،‬كتم��ان احتفالهم بش��عائرهم‬ ‫وطقوس��هم الدينية والش��عبية‪ ،‬والخوف من‬ ‫إحيائه��ا جهاراً ف��ي العالنية العام��ة األهلية‪،‬‬ ‫ألنه��ا قد تس��تبطن إس�لام جماع��ة "اإلخوان‬ ‫المسلمين" وأتباعهم‪ ،‬وتستحضره وتذ ّكر به‪،‬‬ ‫بعدما قامت الدولة األس��دية في حملهم على‬ ‫مقاومته��ا بالس�لاح والتفجي��رات واالغتياالت‬ ‫في مطلع ثمانينات القرن العشرين‪.‬‬ ‫***‬ ‫خل��ف مش��اهد التظاهرات في س��احات‬ ‫حم��ص‪ ،‬وخصوص��ًا المس��ائية والليلية منها‬ ‫في الخالدية وباب الس��باع وباب عمرو‪ ،‬أخذتُ‬ ‫ألم��ح‪ ،‬فجأةً‪ ،‬ص��وراً ضبابي��ة لموالد وأعراس‬ ‫أتخي��ل أنه��ا اس��تدراك لما لم تعش��ه حمص‬ ‫في أعي��اد طفولتي وصباي‪ ،‬أي��ام كان َّ‬ ‫يحظر‬ ‫عل��ى أهالي الح��ارات أن يحتفل��وا بأعيادهم‬ ‫وسواها من مناس��بات‪ ،‬ويُمنَعون من تزيين‬

‫الس��احات وإضاءته��ا بالمصابي��ح الكهربائية‬ ‫ووض��ع مكبّرات للصوت ف��ي جنباتها‪ .‬أحدّق‬ ‫في الشاش��ات أمامي‪ ،‬ومذهو ًال التهم بعينيَّ‬ ‫ما أبصره من مش��اهد في الس��احات نفسها‪،‬‬ ‫غي��ر مصدِّق أنني أرى ما أراه‪ ،‬ثم أفكر أن ما‬ ‫يصوّره شبان التظاهرات بكاميرات هواتفهم‬ ‫ويب ّثون��ه عل��ى الش��بكة اإللكتروني��ة‪ ،‬ينقل‬ ‫مش��اهد لعالم وبشر س��ابقين على اكتشاف‬ ‫التصوير‪ ،‬لكن هذه المش��اهد ليس��ت إال من‬ ‫صنيع الصور والتصوير‪ .‬كأن األجيال الش��ابة‬ ‫في س��وريا تتدارك ما فاتها في خمسين سنة‬ ‫عاش��تها خارج الزمن والعالم والصور‪ .‬الصور‬ ‫الت��ي تنبعث منه��ا أو يبعث الش��بان فيها قوة‬ ‫بدائي��ة‪ ،‬عاري��ة ومتقش��فة‪ ،‬اندفع��ت‪ ،‬فجأة‪،‬‬ ‫من قلوبهم وأجس��امهم‪ ،‬ومن أعماق س��وريا‬ ‫المتجم��دة والصامت��ة من��ذ أجيال ف��ي صور‬ ‫األس��د وأبنائ��ه وأنصابهم وكلماتهم األش��د‬ ‫جموداً وخوا ًء من تلك األنصاب والتماثيل التي‬ ‫انتصبت كالقدر في الشوارع والساحات‪.‬‬ ‫مذه��و ًال أح��دّق في ص��ور التظاهرات‪،‬‬ ‫فأتذكر س��احات الحارات ش��به خالي��ة وخاوية‬ ‫حينما كانت األعياد مناس��بات النكفاء األهالي‬ ‫وانزوائه��م في البي��وت‪ ،‬ولتبادله��م الزيارات‬ ‫والتهان��ي‪ ،‬منكس��رين‪ ،‬بعد زيارته��م مقابر‬ ‫موتاه��م وقتل��ى حم�لات االجتث��اث والترويع‬ ‫والتش��ريد التي حوّلت س��وريا س��جناً أس��ديًا‬ ‫كبي��راً‪ ،‬فتع��وّد أهلن��ا عل��ى إقصائن��ا‪ ،‬نحن‬ ‫أطفال الحارات وأوالدها‪ ،‬عن أوقات تزاورهم‬ ‫الصام��ت الكئي��ب ف��ي األعياد‪ ،‬بأن يرس��لونا‬ ‫لتوزي��ع النوغا والبس��كويت وراح��ة الحلقوم‬ ‫عن روح النب��ي على أبواب المس��اجد‪ .‬أحدّق‬ ‫اآلن ف��ي الشاش��ات أمامي‪ ،‬وأس��أل نفس��ي‪:‬‬ ‫هل ه��ذه التظاه��رات أعياد متأخ��رة ودامية‬ ‫في الس��احات؟! م��رة‪ ،‬فيما أخ��ذت رؤى تذكر‬ ‫لي أس��ماء ش��هداء تظاهرات إحدى الجمع في‬ ‫حمص‪ ،‬كدت أقول لها إن هؤالء الش��هداء هم‬ ‫ش��هداء الصحوة المتأخرة من سنوات الصمت‬ ‫والتس��ليم والم��وات التي أطبق��ت على جيلها‬ ‫وجيل��ي‪ ،‬ورثناه��ا ع��ن أهلنا وأجيال س��ابقة‬ ‫في الس��جن األس��دي الكبير الذي كنت ألكون‬ ‫من ش��هدائه المتأخرين‪ ،‬الذين أحصي اليوم‬ ‫أس��ماءهم ف��ي بي��روت التي قادتن��ي األقدار‬ ‫إليه��ا‪ ،‬عندم��ا كان رجال المخاب��رات يوقفون‬ ‫س��ياراتهم "البيج��و" البيض��اء ق��رب مداخ��ل‬ ‫المس��اجد لمراقب��ة رج��ال الح��ارات الذي��ن‬ ‫كانوا يلبس��ون ج ّالبياته��م البيضاء النظيفة‪،‬‬ ‫ويتواف��دون إل��ى المس��اجد ألداء الص�لاة في‬ ‫فجر نه��ارات األعياد‪ ،‬وفي ظهي��رات الجمعة‪.‬‬ ‫آنذاك‪ ،‬في طفولتي وصباي‪ ،‬كنت أس��مع في‬ ‫نحو‬ ‫الح��ارة أن من يربّي لحيته ويطيلها على ٍ‬ ‫يُس��مّى "عرف"‪ ،‬كان يُعرّض نفس��ه لتهمة‬ ‫أنه من "اإلخ��وان" أو من مؤيديهم وأتباعهم‪،‬‬ ‫فيتعرض لمس��اءالت ومضايقات ترغمه على‬ ‫اإلقالع عن إطالة لحيته التي تن ّكد عليه حياته‬ ‫اليومية‪ .‬والذين كانوا يس��مّون "دسّاس��ين"‬ ‫في الحارات‪ ،‬ل��م يكن أحد يعلم من يكونون‪،‬‬ ‫ويق��ال إنهم يكتبون يومي��اً تقارير يرفعونها‬ ‫إلى المقار األمنية لرجال المخابرات‪" .‬سياسة"‬ ‫الدس��ائس ه��ذه كان رجال األم��ن يحرصون‬ ‫على إش��اعتها بين األهال��ي‪ ،‬ليظل حضورها‬ ‫االفتراض��ي والغام��ض أقوى وأش��د س��طوة‬

‫م��ن حضورها الفعلي أو الحقيقي‪ ،‬كي تبقى‬ ‫الريبة والش��ك متفش��يين في نس��يج الحياة‬ ‫اليومية وعالقات األهالي‪ ،‬فال يأمن هذا على‬ ‫نفس��ه من ذاك‪ ،‬ويقول هذا لذاك إن ش��خصًا‬ ‫ثالثاً ّ‬ ‫"خطه حلو" أو إنه "رفيق"‪ ،‬كناية عن أنه‬ ‫دسّ��اس يكتب التقارير‪ ،‬فيهيمن صمت على‬ ‫الجميع‪ ،‬ويفس��د الح��ذرُ العالق��ات والكلمات‬ ‫بين األف��راد والجماع��ات‪ ،‬وخصوص��ًا ما بين‬ ‫الس��نّة والعلويين الذين تنزل جماعات منهم‬ ‫في أحي��اء يغلب��ون على س��كانها ونس��يجها‬ ‫االجتماعي‪ ،‬غلبتهم في اإلدارات والمؤسسات‬ ‫الحكومية‪ ،‬وفي أجهزة األمن الكثيرة األسماء‬ ‫والمقار في أحياء المدينة وحاراتها‪.‬‬ ‫***‬ ‫لم أكن على معرفة بأيّ كردي س��وري‬ ‫أو غير سوري‪ ،‬قبل أن يعرّفني كاتب سيرتي‬ ‫هذه إلى ش��اب كردي من القامش��لي‪ ،‬فرّ في‬ ‫الش��هر الثامن من الث��ورة إلى بي��روت هاربًا‬ ‫من دمش��ق‪ ،‬حيث كان يقيم ويعمل وينش��ط‬ ‫في إحدى تنس��يقياتها‪ ،‬فاستضفته أسبوعين‬ ‫ف��ي غرفت��ي البيروتي��ة‪ .‬حمل��ه عل��ى الفرار‬ ‫تهديد رجال األمن أهله في القامش��لي بقتل‬ ‫أخي��ه المجن��د في الجي��ش‪ ،‬إن ل��م يكفّ هو‬ ‫عن نش��اطه في التنس��يقية الدمشقية‪ .‬أثناء‬ ‫نزول��ه ف��ي ضيافتي أرس��ل إليه أهل��ه جواز‬ ‫س��فر مزوّراً‪ ،‬لق��اء ‪ 5‬آالف دوالر دفعها والده‬ ‫لضاب��ط ف��ي المخاب��رات العس��كرية‪ .‬طوال‬ ‫ليل��ة أمضيناه��ا منفردين ف��ي غرفتي‪ ،‬روى‬ ‫لي م��ا ال أعلمه عن تاريخ مدينتي االجتماعي‬ ‫وموقعه��ا الجغرافي الفريد في س��وريا‪ .‬فجأ ًة‬ ‫فكرتُ وأنا أس��تمع إليه أن رغبته في الرواية‪،‬‬ ‫وم��ا يرويه عن حمص‪ ،‬مس��تجدان‪ ،‬كعزوفي‬ ‫التلقائ��ي عن رغبتي في الهج��رة إلى أوروبا‪،‬‬ ‫وكاله��وى الغام��ض ال��ذي مألن��ي ب��ه صوت‬ ‫رؤى ووجهه��ا المتخيل‪ ،‬فيما ه��ي تجول بي‪،‬‬ ‫عبر الـ"س��كايب"‪ ،‬في شوارع حمص وحاراتها‬ ‫وأحيائها‪ ،‬وأنا جالس في غرفتي البيروتية‪.‬‬ ‫فيم��ا كنت أس��تمع إلى الش��اب الكردي‪،‬‬ ‫أخذت صورة جديدة لحمص ترتسم في وعيي‬ ‫ومخيلت��ي‪ ،‬تختلف عن صورتها في ذكرياتي‪،‬‬ ‫كأن��ه ف��ي م��ا رواه أراد أن يقول إن "س��وريا‬ ‫األسد" التي توقّف الزمن والتاريخ بها‪ ،‬ليست‬

‫ق��دراً‪ ،‬وإنه��ا لن تبق��ى محمية أمنية أس��دية‬ ‫خرس��اء‪ ،‬وامّح��ى تاريخه��ا الح��ي واختُصِر‬ ‫برفع االبتهاالت وآيات التقديس لحارس األمة‬ ‫والتاريخ‪ ،‬بوصفه معجزتهما الوحيدة‪ .‬لذا تهيّأ‬ ‫لي أنني أس��مع في رواية الش��اب عن حمص‪،‬‬ ‫أصداء من هتافات ش��بّان س��وريا وش��اباتها‬ ‫وأهلها‪ ،‬مذ فاجأوا أنفسهم والعالم بخروجهم‬ ‫الملحمي إلى الش��وارع والس��احات‪ ،‬محاولين‬ ‫إخ��راج مدنهم وبلداتهم وأريافهم والجغرافيا‬ ‫البش��رية واالجتماعية لبلده��م وتاريخه‪ ،‬من‬ ‫ذل��ك الس��جن األس��دي الكبي��ر ال��ذي أُرغموا‬ ‫عل��ى العيش في��ه مقهورين خائفي��ن‪ .‬فكل‬ ‫تظاهرة في ش��وارع سوريا وس��احاتها‪ ،‬وكل‬ ‫كلم��ة يهتف به��ا المتظاه��رون‪ ،‬وكل صورة‬ ‫يصوّرونه��ا ويب ّثونه��ا عل��ى شاش��ات العالم‬ ‫االفتراضي األش��د واقعية وحقيقة من كل ما‬ ‫عاش��وه طوال أكثر من نصف قرن‪ ،‬هي فعل‬ ‫خروج س��يزيفي على القه��ر والخوف‪ .‬كأنهم‬ ‫في هذا يقولون إن في س��وريا بش��راً س��وى‬ ‫ذل��ك الصن��م الطوطم��ي الكئي��ب المنتصبة‬ ‫تماثيله في الس��احات الخاوي��ة قبل خروجهم‬ ‫إليه��ا‪ .‬وليقولوا أيضاً أن في صدورهم كلمات‬ ‫س��وى كلمات��ه الطوطمي��ة الجوفاء‪ ،‬وس��وى‬ ‫كلم��ات وارث��ه المه��ذارة الش��بيهة بكلم��ات‬ ‫م��درّس بعثي‪ ،‬على ما ق��ال محدّثي الكردي‬ ‫الش��اب‪ ،‬قبل أن يروي لي ش��ذرات مما ألحقه‬ ‫نظام األس��د من تغيرات ف��ي تركيب حمص‬ ‫الس��كاني‪ ،‬غداة اس��تيالئه على الس��لطة في‬ ‫سوريا العام ‪.1970‬‬ ‫في عش��ايا ذلك االستيالء كانت الغالبية‬ ‫السكانية سنّية في حارات المدينة التقليدية‬ ‫القديم��ة‪ ،‬كب��اب الس��باع‪ ،‬وبابا عم��رو‪ ،‬وباب‬ ‫الدري��ب‪ ،‬والبياض��ة‪ ،‬والمقب��رة‪ ،‬إل��ى جان��ب‬ ‫حضور ب��ارز لل��روم األرثوذك��س الذين كان‬ ‫وادي النص��ارى‪ ،‬إلى الجن��وب الغربي القريب‬ ‫م��ن حمص‪ ،‬معقله��م التاريخ��ي القديم في‬ ‫س��وريا‪ .‬أما الخالدية‪ ،‬أقدم األحي��اء المحدثة‪،‬‬ ‫فنشأ في ستينات القرن العشرين على تخوم‬ ‫الحارات‪ ،‬وتش��بّه بها عمرانه العشوائي‪ ،‬بعد‬ ‫توسعه ونزوج جماعات من البدو لإلقامة على‬ ‫أطرافه‪.‬‬ ‫ملحق النهار ‪2012 / 2 / 18‬‬

‫هيئة التحرير ‪ -‬الناشرون‪:‬‬ ‫جواد أبو المنى حمزة الجندلي حنين اليوسف خالد كنفاني ســعاد يوسـف‬ ‫سلمى الخطيب غسان فارس ليلى السمان ماريا الحداد ياسر مرزوق‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪www.facebook.com/pages/Souriatna :‬‬ ‫‪ souriatna.wordpress.com‬للمراسالت‪souriatna@gmail.com :‬‬ ‫نرحب بكل المساهمات والمشاركات‪ ،‬بعد مراجعتها وخضوعها لشروط النشر‬


‫فهمي هويدي‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫كان سيئا فالذي سيترتب على رحيله أسوأ‪.‬‬ ‫في الساحة الدولية يراهن النظام‬ ‫السوري على مساندة روسيا والصين‪ .‬وهو‬ ‫ما تجلى في الفيتو ال��ذي استخدماه في‬ ‫مجلس األمن للحيلولة دون معاقبته‪ .‬يدفع‬ ‫البلدين إلى الموقف الذي اتخذاه أنهما ضد‬ ‫تمدد النفوذ األمريكي في المنطقة‪ .‬وقد‬ ‫أعلنا صراحة أن الدول الغربية «خدعتهما»‬ ‫حين لم يعارضا فرض الحظر الجوى على‬ ‫ليبيا‪ ،‬إذ بعد أن فعال ذلك أطلقت يد حلف‬ ‫الناتو في العمليات العسكرية‪ ،‬وتم تجاهل‬ ‫روسيا والصين‪ .‬وهما ال ي��ري��دان تكرار‬ ‫هذا المشهد مرة ثانية‪ ،‬إضافة إلى ذلك‬ ‫فلروسيا عالقات خاصة مع دمشق‪ ،‬إذ لها‬ ‫قاعدة خدمات بحرية في ميناء طرطوس‬ ‫ثم إن كل السالح السوري يتم شراؤه من‬ ‫موسكو‪ ،‬أما الصين فلديها حساسية من‬ ‫تأييد أي تحول ديمقراطى عبر مجلس‬ ‫األم��ن وال تريد للمجلس أن يتدخل في‬ ‫الشأن الداخلي ألي بلد‪ ،‬ألن ذلك يمكن أن‬ ‫يرتد على بكين ويستدعى ملفات داخلية‬ ‫كثيرة تسبب إحراجا لها‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫الغائب ع��ن المشهد حتى اآلن هو‬ ‫ضغط الشعوب العربية‪ ،‬خصوصا دولة مثل‬ ‫مصر‪ ،‬التي يفترض فيها الريادة ويتعامل‬ ‫معها الجميع باعتبارها «الشقيقة الكبرى»‪،‬‬ ‫األمر الذي يستدعى السؤال التالي‪ :‬لماذا لم‬ ‫يحرك شالل الدم المتدفق في سوريا شيئا‬ ‫يذكر في الشارع العربي عامة والمصري‬ ‫خاصة؟ ــ هناك عدة عوامل أسهمت في ذلك‬ ‫الغياب منها ما يلي‪:‬‬ ‫ــ إن مصر منذ وقعت معاهدة السالم‬ ‫مع إسرائيل في عام ‪ 1979‬استقالت عمليا‬ ‫من موقع الريادة‪ ،‬ودخلت في طور الغيبوبة‬ ‫الكبرى التي ال ت��زال مستمرة حتى اآلن‪.‬‬ ‫وفى غيبوبتها تلك فإنها لم تنكفئ على‬ ‫ذاتها فحسب‪ ،‬ولكنها التحقت بما سمى‬ ‫معسكر «االعتدال» الذي أصبح من الناحية‬ ‫العملية يدور في فلك السياسة األمريكية‪.‬‬ ‫وحين ح��دث ذل��ك م��ن جانب «الشقيقة‬ ‫الكبرى» فلك أن تتصور صداه في أرجاء‬ ‫البيت العربي‪.‬‬ ‫ـ��ـ إن أج���واء الربيع العربي أغرقت‬ ‫عدة أقطار في شأنها الداخلي ألن سقوط‬ ‫األنظمة تطلب جهدا كبيرا لتأسيس األنظمة‬

‫الجديدة‪ ،‬األمر الذي صرف االنتباه عن أمور‬ ‫أخرى مهمة حاصلة في الساحة العربية‪.‬‬ ‫ــ إن بعض النخب يحفظون للنظام‬ ‫ال���س���وري وق��ف��ت��ه إل���ى ج��ان��ب ال��م��ق��اوم��ة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ويرون في تلك الوقفة حسنة‬ ‫تغفر له الكثير من سيئاته‪ ،‬في حين أن لديهم‬ ‫شكوكا في بعض عناصر معارضة النظام‪.‬‬ ‫ـ��ـ إن الملف ال��س��وري أش��د تعقيدا مما‬ ‫يتصوره كثيرون‪ .‬إذ ال خالف على أن النظام‬ ‫القائم في دمشق يهيمن عليه حفنة من األشرار‪،‬‬ ‫إال أن القوى الخارجية التي تسعى إلسقاطه‬ ‫يحركها طابور طويل من األشرار أيضا‪.‬‬ ‫األمر الذي حيَّر كثيرين ممن صاروا‬ ‫يفاضلون بين الشيطان ال��ذي يعرفونه‬ ‫والشيطان الذي ال يعرفونه‪.‬‬ ‫ــ إن تدويل القضية أصبح مثيرا للشك‬ ‫والريبة‪ ،‬بعد تجربة حلف الناتو في ليبيا‪.‬‬ ‫علما بأن الوضع ال��ذي نحن بصدده اآلن‬ ‫أصعب‪ ،‬ألن ليبيا وراءه��ا الثروة النفطية‬ ‫فقط‪ ،‬أما سوريا فوراءها خريطة جديدة‬ ‫للمشرق‪ ،‬وربما للشرق األوسط‪ ،‬إذا وضعنا‬ ‫في االعتبار تأثير سقوط النظام السوري‬ ‫على إيران وتركيا‪.‬‬ ‫***‬ ‫ما العمل إذن؟ ــ ردى أننا ينبغي أن‬ ‫نصيح بأعلى صوت قائلين‪ :‬ال الستمرار‬ ‫المذبحة وال لتدخل حلف الناتو‪ .‬وفى هذا‬ ‫الصدد ال مفر من االعتراف بأن انهيار النظام‬ ‫العربي يحول بيننا وبين أن نتوقع حال عربيا‬ ‫يضغط لكي يوقف المذبحة ويسلم السلطة‬ ‫للعناصر الوطنية السورية‪.‬‬ ‫ويبدو أن��ه لم يعد أمامنا س��وى أن‬ ‫نراهن على الشعوب العربية التي صحت‬ ‫أخيرا‪ ،‬وعال صوتها الذي حجبته األنظمة‬ ‫االستبدادية‪ ،‬وق��د سمعنا مؤخرا صوت‬ ‫تلك الشعوب في مظاهرات تونس وليبيا‬ ‫وموريتانيا‪ .‬وإل��ى أن نسمع ص��وت بقية‬ ‫الشعوب العربية وف��ى مقدمتها شعب‬ ‫مصر‪ ،‬فإننا البد أن نقدم اعتذارا للشعب‬ ‫ال��س��وري ع��ن خذالننا ل��ه وتقاعسنا في‬ ‫إعالن التضامن معه‪ ،‬وإذا لم يسامحونا ولم‬ ‫يقبلوا اعتذارنا فهم معذورون‪ .‬لست مخوال‬ ‫من أحد في تقديم اعتذار‪ ،‬لكنى أقدمه‬ ‫نيابة عن نفسي مستشعرا درجة عالية من‬ ‫الحزن والخزي‪.‬‬ ‫جريدة الشروق المصرية ‪2012 / 2 / 14‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫نحن مدينون باعتذار إل��ى الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬الذي يذبح تحت أعيننا كل يوم منذ‬ ‫أحد عشر شهرا‪ ،‬في حين خذلته الشعوب‬ ‫العربية ووقفت منه موقف المتفرج‪ .‬كأنما‬ ‫صار «قلب العروبة» محاطا بعرب بال قلب‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫من الجمعة ‪ 3‬فبراير إلى الجمعة التالية‬ ‫‪ 10‬منه تم (قتل ‪ 755‬سوريا‪ .‬ومنذ بداية‬ ‫االنتفاضة األسطورية في منتصف مارس‬ ‫الماضي قتل النظام القائم حتى اآلن نحو‬ ‫‪ 8‬آالف شخص واختفى عشرة آالف وامتألت‬ ‫السجون بعدد ال يحصى من المواطنين‪،‬‬ ‫وكانت الجريمة الوحيدة التي ارتكبها كل‬ ‫هؤالء أنهم تمنوا أن يسترد بلدهم كرامته‬ ‫وحريته‪ ،‬بعد نحو ‪ 45‬عاما من االستبداد‬ ‫والقهر‪ .‬حتى أننا طوال األشهر التي خلت‬ ‫أصبحنا ال نرى في سوريا سوى أنها بلد‬ ‫غارق في دم أبنائه‪ .‬شوارعها ال تسير فيها‬ ‫سوى جنازات الضحايا ومدرعات القتلة‪.‬‬ ‫ومدنها موعودة بالخراب والدمار كلما ارتفع‬ ‫فيها صوت يطالب بالحرية‪ .‬بل أننا ما عدنا‬ ‫نسمع س��وى أزي��ز الصواريخ والقاذفات‬ ‫واستغاثات المحاصرين المطالبين بوقف‬ ‫المجازر‪ ،‬وهتافات المصرِّين على إسقاط‬ ‫النظام‪ ،‬والداعين إلى أي تدخل عربي أو‬ ‫دولي يكبح جماح غارات التتار الجدد‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫هذه الجريمة المستمرة منذ أحد عشر‬ ‫شهرا لم تحرك شيئا في العالم العربي‪،‬‬ ‫الذي اكتفت أغلبيته بمتابعة ما يجرى عبر‬ ‫شاشات التليفزيون‪ ،‬تماما كما يحدث مع أي‬ ‫مسلسل تركي!‬ ‫م��ن المفارقات أن العالم العربي‬ ‫واإلسالمي اهتز وانتفض حين ظهر كتاب‬ ‫«اآلي��ات الشيطانية» وحين نشرت إحدى‬ ‫الصحف الدنمركية رسوما مسيئة للنبي‬ ‫محمد عليه الصالة وال��س�لام‪ ،‬لكنها لم‬ ‫تكترث بالمذبحة المستمرة التي يتعرض‬ ‫لها الشعب السوري‪ .‬وإذ أفهم مشروعية‬ ‫الغضب للمقدسات الدينية إال أنني أستغرب‬ ‫ذلك التقاعس عن التعبير عن الغضب دفاعا‬ ‫عن كرامة المسلمين وعزتهم‪ .‬األمر الذي‬ ‫يكشف في جانب منه عن مدى الخلل في‬ ‫المفاهيم السائدة التي تفصل بين عقيدة‬ ‫اإلنسان وكرامته‪ ،‬وتقصر الغيرة والحمية‬ ‫على األولى دون الثانية‪ ،‬علما بأن للعقائد‬ ‫رب��ا يحميها‪ ،‬أم��ا انتهاك ح��رم��ات الناس‬ ‫واستباحة كراماتهم فهو يمثل عدوانا على‬ ‫حق من حقوق اهلل‪ ،‬يستوجب االستنكار‬ ‫واالستنفار ويستدعى االحتشاد والخروج‬ ‫للضرب على يد الظالم‪.‬‬ ‫إذا ق��ال قائل ب��أن للجامعة العربية‬ ‫قدمت مبادرات وأوفدت مراقبين وذهبت إلى‬ ‫مجلس األمن لتستقوي به في مواجهة نظام‬ ‫دمشق‪ ،‬فلن اختلف معه‪ .‬لكنى أقول فقط إن‬ ‫الجامعة تمثل الحكومات وال تمثل الشعوب‪،‬‬ ‫ثم إن المراقبين ذهبوا حقا وع��ادوا ولم‬ ‫يفعلوا شيئا غيَّر من المعادلة‪ ،‬وإنما استثمر‬ ‫النظام مهمتهم لكسب الوقت بهدف االنتهاء‬ ‫من قمع المظاهرات‪ .‬أما اللجوء إلى مجلس‬ ‫األمن فقد أجهضه الفيتو الروسي والصيني‪،‬‬ ‫ولم يعد أمامنا من مبادرات حل اإلشكال‬ ‫على الصعيد الدولي سوى مؤتمر أصدقاء‬ ‫سوريا ال��ذي دع��ت إليه فرنسا‪ ،‬والمؤتمر‬ ‫الدولي الموازى الذي دعت إليه تركيا‪ .‬إال أن‬ ‫أهم تطور رسمي حدث على الصعيد العربي‬ ‫تمثل في سحب بعثة المراقبين‪ ،‬وطرد‬ ‫سفراء سوريا ل��دى تونس ودول مجلس‬ ‫التعاون الخليجي‪ ،‬واعتراف ليبيا بالمجلس‬ ‫الوطني الذي يمثل الثورة السورية‪.‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫في الحالة الليبية كان واضحا أن سقوط‬ ‫القذاف مسألة وقعت بسبب تدخل حلف‬ ‫الناتو‪ .‬وهو ما تكرر في اليمن منذ أطلقت‬ ‫المبادرة الخليجية بتأييد غربي واضح‪ ،‬إذ لم‬ ‫يكن أمام الرئيس على عبد اهلل صالح إال‬ ‫أن يغادر في نهاية المطاف‪ .‬أما في الحالة‬ ‫السورية فاألمر أكثر تعقيدا‪ ،‬إزاء استحالة‬ ‫التدخل الدولي‪ ،‬واستحالة المصالحة بين‬ ‫المجتمع والنظام بعد كل الدم الذي أريق‪،‬‬ ‫واستعصاء الحسم ال��داخ��ل��ي عسكريا‪،‬‬ ‫وهشاشة الضغوط العربية‪ ،‬األم��ر الذي‬ ‫يعنى ثالثة أمور أولها أن النظام السوري‬ ‫المتماسك بصورة نسبية حتى اآلن ال يزال‬ ‫قادرا على االستمرار ما لم تحدث مفاجأة‬ ‫غير متوقعة‪ .‬األم��ر الثاني أن��ه ف��ي ظل‬ ‫الخرائط العربية الراهنة واألوضاع الدولية‬ ‫القائمة يبدو أنه كتب على الشعب السوري‬ ‫أن يخوض معركته وحيدا‪ .‬األمر الثالث ترتب‬ ‫على سابقه‪ ،‬وهو أن المعركة ستطول وأن‬ ‫معاناة الشعب سوف تستمر وسوف تتزايد‬ ‫معها فاتورة التضحيات واآلالم‪.‬‬ ‫مستقويا بعوامل وأوراق الداخل‪،‬‬ ‫وبالدعم اإلقليمي والمساندة الخارجية‪،‬‬ ‫فإن النظام السوري وجد نفسه مطمئنا إلى‬ ‫االستفراد بالشعب السوري‪ ،‬وغير مستعد‬ ‫للتراجع خطوة إلى الوراء بالتالي فكل ما‬ ‫يطلقه من شعارات تحدثت عن التغيير‬ ‫والحوار الوطني واإلصالح السياسي ما عاد‬ ‫لها معنى‪ ،‬ولم تعد تؤخذ على محمل الجد‪.‬‬ ‫وبات واضحا للجميع أنها من ذرائع المراوغة‬ ‫وكسب الوقت‪.‬‬ ‫يراهن النظام السوري في الداخل على‬ ‫القبضة األمنية القوية‪ ،‬وعلى مساندة قطاع‬ ‫عريض من الطائفة العلوية‪ ،‬التي يلوح‬ ‫بها كفزاعة ال تخوف فقط من احتماالت‬ ‫الحرب األهلية‪ ،‬ولكنها فزاعة أيضا إلزعاج‬ ‫الجارة تركيا التي يزيد فيها عدد العلويين‬ ‫على عشرة ماليين نسمة‪ ،‬وبالمناسبة فإن‬ ‫النظام السوري يستخدم ورق��ة األقليات‬ ‫العرقية والدينية ليس فقط للتخويف‬ ‫من بدائله‪ ،‬ولكن أيضا لتحدى الجيران‬ ‫وترهيبهم‪ .‬ففي مواجهة الضغوط التركية‬ ‫مثال فإنه ال يستخدم الورقة العلوية فقط‬ ‫وإنما يلوح أيضا بتوظيف الورقة الكردية‪.‬‬ ‫إذ رغم أن أكراد سوريا في حدود ‪ 200‬ألف‬ ‫نسمة أغلبهم في محافظة القامشلي‪،‬‬ ‫فإنهم في شمال تركيا أكثر من ‪ 12‬مليونا‬ ‫واشتباكاتهم مع أنقرة لها تاريخ طويل‪.‬‬ ‫يستقوى النظام أيضا بالتأييد اإليراني‬ ‫واسع النطاق الذي استصحب تأييدا عراقيا‬ ‫ودعما من حزب اهلل في لبنان‪ .‬ومعلوم أن‬ ‫ثمة تحالفا استراتيجيا بين سوريا وإيران‪،‬‬ ‫راهنت فيه طهران على نظام األسد وليس‬ ‫على الشعب السوري‪ ،‬وهذا التحالف يؤمن‬ ‫البلدين بدرجة أو أخرى في مواجهة التهديد‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬لكن له دواف��ع��ه المذهبية‬ ‫أيضا‪ .‬إذ من شأنه أن يعزز موقف الطائفة‬ ‫العلوية األقرب إلى الشيعة في سوريا‪ ،‬كما‬ ‫يعزز موقف حزب اهلل في لبنان‪ .‬في حين‬ ‫أن تغيير النظام في دمشق ال يقلب هذه‬ ‫المعادلة لصالح السنة في سوريا فحسب‪،‬‬ ‫ولكنه يهدد بتغيير الوضع في العراق‪ ،‬من‬ ‫حيث إنه يقوى ساعد أهل السنة هناك‬ ‫في مواجهة األح��زاب الشيعية المهيمنة‬ ‫والموالية إليران‪.‬‬ ‫الخالصة أن النظام السوري في مقاومته‬ ‫ألي تغيير سياسي يستقوى بعدة أوراق في يده‪.‬‬ ‫ويخوِّف من قلب المعادالت اإلقليمية‪،‬‬ ‫كأنما يبعث إلى الجميع برسالة تقول إنه إذا‬

‫من أعمدة الصحافة ‪. .‬‬

‫اعتذار �إىل ال�شعب ال�سوري‬

‫‪13‬‬


‫ماري عجمي (‪)1965 - 1888‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫ولدت ماري عجمي في دمش��ق‬ ‫في ‪ 14‬أي��ار ع��ام ‪ 1888‬وهي ابنة‬ ‫عب��ده يوس��ف عجم��ي م��ن طائفة‬ ‫ال��روم األرثوذوك��س‪ ،‬أصله��ا م��ن‬ ‫حم��اة‪ ،‬انتق��ل جده��ا األعل��ى اليان‬ ‫الحم��وي إل��ى دمش��ق ف��ي الق��رن‬ ‫الثام��ن عش��ر ورحل جدها يوس��ف‬ ‫عن دمش��ق ف��ي تج��ارة الحلي إلى‬ ‫ب�لاد العج��م‪ ،‬فقي��ل ل��ه العجمي‪،‬‬ ‫وتفرع نس��له فيها ثالث أس��ر‪ ،‬عبد‬ ‫النور‪ ،‬صروف‪ ،‬والعجمي‪ ،‬أما والدها‬ ‫ف��كان أح��د أعضاء المجل��س الملي‬ ‫األرثوذكس��ي‪ ،‬ووكي��ل الكنيس��ية‬ ‫الكاتدرائي��ة‪ ،‬وكان محب��ًا للعل��م‬ ‫واألدب‪.‬‬ ‫درست في دمشق في المدرسة‬ ‫اإليرلندية وهي ابنة خمس سنوات‪،‬‬ ‫ث��م ف��ي المدرس��ة الروس��ية إل��ى‬ ‫س��ن الخامس��ة عش��رة‪ ،‬ثم درست‬ ‫التمري��ض في الجامع��ة األمريكية‬ ‫ف��ي بي��روت ع��ام ‪ ،1906‬مارس��ت‬ ‫تعلي��م اللغ��ة العربية في مدرس��ة‬ ‫الفرنسيس��كان لمدة أربع س��نوات‪،‬‬ ‫وكان من تالمذتها األديبة السورية‬ ‫سلمى الحفار الكزبري‪ ،‬انتقلت عام‬ ‫‪ 1909‬إلى االس��كندرية حيث عينت‬ ‫نظي��ر ًة لمدرس��ة األقب��اط‪ ،‬وبقيت‬ ‫عاماً واحداً عادت بعدها إلى دمش��ق‬ ‫لتؤس��س لمجل��ة الع��روس ع��ام‬ ‫‪.1910‬‬ ‫ع��ام ‪ 1915‬التق��ت بالمناض��ل‬ ‫بترو باولي‪ ،‬الذي تواعدت معه على‬ ‫ال��زواج بع��د أن جمع��ت بينهما روح‬ ‫النض��ال والكف��اح ومحارب��ة الظلم‬ ‫واالس��تبداد الترك��ي‪ ،‬إال أن خطيبها‬ ‫اعتقل م��ن قبل األتراك ثم س��جن‬ ‫وأع��دم مع م��ن أعدم من الش��هداء‬ ‫ال��ذي حك��م عليه��م جم��ال باش��ا‬ ‫الس��فاح ع��ام ‪ 1915‬بالم��وت‪ ،‬مما‬ ‫س��بب لها حزنًا شديداً واتخذت قراراً‬ ‫بالعزوف عن الزواج‪.‬‬ ‫كانت عجمي الصحفية الوحيدة‬ ‫التي تس��نى لها أن تدخل الس��جون‬ ‫في دمش��ق زمن الحك��م العثماني‬ ‫وتتطل��ع عل��ى م��ا فيها من فس��ادٍ‬ ‫وقهر‪ ،‬نق ً‬ ‫ال عن الباحث عيسى فتوح‬ ‫من مقاله "ش��اعرة دمشق"‪" :‬رشت‬ ‫م��اري عجمي الخفي��ر أكثر من مرة‬ ‫ليس��مح لها رؤي��ة من تش��اء فكان‬ ‫يحض��ره إلى البهو في س��جن جامع‬ ‫المعل��ق‪ ،‬وه��و جامعٌ أث��ريُ قديم‬ ‫يجري تحت ردهته الرحبة أحد فروع‬ ‫نهر بردى‪ ،‬وكانت ردهته تضم ‪420‬‬ ‫سجينًا من كل طبقات األمة"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بش��كل مزدوج للظلم‬ ‫متحدية‬ ‫ٍ‬ ‫والجهل واالستعمار أسست العجمي‬ ‫مجل��ة الع��روس‪ ،‬الت��ي اس��تمرت‬ ‫بالص��دور حت��ى ع��ام ‪ 1914‬حي��ن‬ ‫اش��تعلت الح��رب العالمي��ة األول��ى‬ ‫فاضطرت م��اري إلغالقها لمدة أربع‬ ‫سنوات‪ ،‬ثم عادت إلى إصدارها عام‬ ‫‪ 1918‬لتس��تمر حت��ى ع��ام ‪،1925‬‬ ‫وكانت عجمي قبل إنش��اء العروس‬

‫قد دأبت على مراسلة كبرى الصحف‬ ‫والمج�لات كالمقتبس في دمش��ق‬ ‫والمهذب في زحلة واإلخاء في حماة‬ ‫والحس��ناء ولسان الحال في بيروت‪،‬‬ ‫كما كتبت الش��عر والقصة وترجمت‬ ‫ع��ن اإلنكليزي��ة رواي��ة "المجدلي��ة‬ ‫الحس��ناء" الص��ادرة ع��ام ‪1913‬‬ ‫وكذل��ك كت��اب "أمجد الغاي��ات" عام‬ ‫‪. 1927‬‬ ‫جذب��ت مجل��ة الع��روس كب��ار‬ ‫األدب��اء (إيليا أبو ماض��ي‪ ،‬ميخائيل‬ ‫نعيم��ة‪ ،‬رش��يد س��ليم الخ��وري‪،‬‬ ‫األخط��ل الصغي��ر‪ ،‬ب��دوي الجب��ل‪،‬‬ ‫حاف��ظ ابراهي��م‪ ،‬المازني‪ ،‬ش��فيق‬ ‫جب��ري‪ ،‬الي��اس أبو ش��بكة‪ ،‬جبران‪،‬‬ ‫والرصاف��ي"‪ ،‬ع��ام ‪ 1926‬وبع��د ما‬ ‫توقف��ت الع��روس كان ق��د ص��در‬ ‫منها إحدى عش��ر مجل��داً في ‪6900‬‬ ‫صفحة‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1920‬أنش��أت العجم��ي‬ ‫الن��ادي النس��ائي األدب��ي وجمعي��ة‬ ‫نور الفيحاء باالش��تراك مع الس��يدة‬ ‫ً‬ ‫مدرس��ة‬ ‫ن��ازك العاب��د كما أسس��ت‬ ‫لبنات الشهداء وس��اهمت بتأسيس‬ ‫الرابطة األدبية‪.‬‬ ‫ف��ي العش��رينيات والثالثينيات‬ ‫أسهمت بالمراسلة في تحرير مجلة‬ ‫"اإلص�لاح" ف��ي بيون��س آي��رس‪،‬‬ ‫ومجلت��ي "العروس��ة" و"األح��رار‬ ‫المصورة" المصريتين‪.‬‬ ‫عام ‪ 1940‬عينت أس��تاذ ًة لألدب‬ ‫العربي ف��ي بغداد ولم تمكث هناك‬ ‫أكثر من سنة وفي عام ‪ 1946‬فازت‬ ‫بالجائزة األولى بمس��ابقةٍ ش��عرية‬ ‫أقامته��ا إذاعة لندن ع��ن قصيدتها‬ ‫َ‬ ‫"الفلاَ ح"‪ ،‬كما كانت أول امرأةٍ تدعى‬ ‫إللقاء محاض��رة في المجمع العلمي‬ ‫في دمش��ق (مجم��ع اللغ��ة العربية‬ ‫الحقًا)‪.‬‬ ‫عان��ت عجمي خالل االس��تعمار‬ ‫الفرنس��ي ما عانته خالل االستعمار‬ ‫الترك��ي‪ ،‬فق��د ح��اول الفرنس��يون‬ ‫إقناعه��ا بالكف ع��ن مهاجمتهم في‬ ‫مجلة العروس وسواها مقابل مبالغ‬ ‫ضخمة من الم��ال تدفع لها لم يكن‬ ‫رد م��اري إال الرف��ض وظل��ت عل��ى‬ ‫مقاومته��ا للفرنس��يين حت��ى ع��ام‬ ‫‪ 1946‬عام الجالء‪.‬‬ ‫عندم��ا انح��ل عق��د الرابط��ة‬ ‫األدبي��ة اس��تأنف أعض��اء الرابط��ة‬ ‫لقاءاته��م ف��ي من��زل عجم��ي في‬ ‫حي باب توما في دمش��ق‪ ،‬واس��تمر‬ ‫ه��ذا الصال��ون األدبي فاع ً‬ ‫�لا حتى‬ ‫الخمسينيات‪.‬‬ ‫توفاه��ا اهلل ف��ي دمش��ق ف��ي‬ ‫‪ 25‬كان��ون األول ع��ام ‪ 1965‬ع��ن‬ ‫س��بع وس��بعين عاماً بعد أن عاشت‬ ‫ٍ‬ ‫آخر أيامها في عزلةٍ وبؤس بس��بب‬ ‫الم��رض ولم يش��ارك ف��ي جنازتها‬ ‫نفر من المخلصين لها مشوا‬ ‫س��وى ٍ‬ ‫وراءها إلى مثواها األخير في مقبرة‬ ‫باب ش��رقي في دمشق‪ ،‬ويصف لنا‬ ‫عيس��ى فت��وح ذلك فيق��ول‪" :‬ماتت‬

‫ضجي��ج أو‬ ‫م��اري عجم��ي م��ن دون‬ ‫ٍ‬ ‫جلب��ة‪ ،‬حت��ى أنه ل��م يرافقه��ا إلى‬ ‫مثواه��ا األخير س��وى س��تة عش��ر‬ ‫ش��خصاً م��ن أقربائها لي��س بينهم‬ ‫أديب إال فؤاد الشايب"‪.‬‬ ‫وننق��ل عن "رئي��ف خوري" في‬ ‫كلمة ألقاه��ا في مهرج��ان تأبينها‪:‬‬ ‫"ن��درت حياته��ا لألدب حت��ى ليمكن‬ ‫الق��ول إنه��ا راهب��ة األدب ولم تكن‬ ‫عروسًا لغير القلم"‪.‬‬ ‫ق��ال عنه��ا األمي��ر مصطف��ى‬ ‫الش��هابي‪" :‬إن م��اري العجم��ي من‬ ‫أكتب كتاب العربية وكاتباتها"‪.‬‬ ‫كم��ا ق��ال عنه��ا الش��اعر أمين‬ ‫نخلة‪" :‬ال أعرف من األقالم النسوية‬ ‫قلم��اً كال��ذي تحمله م��اري عجمي‪،‬‬ ‫فه��و ش��ديد ش��دة أق�لام الرج��ال‪،‬‬ ‫لطي��ف لط��ف أقالم النس��اء في آنٍ‬ ‫مع��اً‪ ،‬ولعم��رك هيه��ات أن يجتم��ع‬ ‫النس��اء والرجال على نغمةٍ واحدة‪،‬‬ ‫واجتماعه��م كان ف��ي أدب م��اري‬ ‫عجمي"‪.‬‬ ‫وعن خلي��ل مردم بي��ك ننقل‪:‬‬ ‫"جمعت م��اري بين الصناعتين النثر‬ ‫والنظ��م‪ ،‬فله��ا المق��االت والخطب‬ ‫والقصائ��د وعالج��ت الترجم��ة كما‬ ‫عالجت اإلنشاء بمنتهى الجدارة"‪.‬‬ ‫ونق ً‬ ‫�لا عن عب��د الغني العطري‬ ‫ع��ن كتاب��ه "عبقري��ات ش��امية"‪:‬‬ ‫"أبت عجم��ي إال أن تكون المش��عل‬ ‫ال��ذي يب��دد الظ�لام ويث��ور عل��ى‬

‫الظل��م والرائ��دة التي تق��رع طبول‬ ‫الث��ورة وتدع��و اآلخري��ن لاللتحاق‬ ‫به��ا وحمل الراي��ة معها لدك صروح‬ ‫الجهل وإيق��اظ الغافلين والمطالبة‬ ‫بالحق��وق المهضوم��ة م��ن قب��ل‬ ‫األجنبي الغاصب"‪.‬‬ ‫ونق ً‬ ‫�لا ع��ن وداد الس��كاكيني‪:‬‬ ‫"كان الف��رزدق إذا س��مع ش��عر‬ ‫الخنس��اء قال تلك أنثى غلبت فحول‬ ‫الشعراء‪ ،‬وفي زماننا لو يسأل فحول‬ ‫األدب عن ماري عجمي ألعادوا قول‬ ‫الفرزدق في الخنساء"‪.‬‬ ‫وصفها إيليا أبو ماضي بالقول‪:‬‬ ‫"بنت س��وريا الت��ي أبك��ي لها همة‬ ‫الليث وروح الحمل"‪.‬‬ ‫وس��ئل الزعي��م والعالم��ة‬ ‫السياسي فارس بيك الخوري أيهما‬ ‫أش��عر‪ ،‬مي أم ماري؟ فقال‪" :‬يا أهل‬ ‫العبقرية س��جلوا هذه الش��هادة إن‬ ‫ماري العجمية هي مي وزيادة"‪.‬‬ ‫ونخت��م بم��ا يروى ب��أن عجمي‬ ‫عندما سمعت نبأ وفاة أمير الشعراء‬ ‫أحم��د ش��وقي كتب��ت ف��ي قصيدةٍ‬ ‫أنشدتها أمام الشاعر اللبناني أمين‬ ‫نخل��ة مطلعها‪" :‬هزوا الغصون لعله‬ ‫نائم " فقال لها أعطني إياها وخذي‬ ‫من ش��عري ما ش��ئتِ"‪ ،‬وعند رثائه‬ ‫لها ف��ي حفل تأبينها ق��ال‪" :‬ما لهم‬ ‫ال يهزون الغص��ون لعلها نائمة ‪ ،‬ما‬ ‫لهم ال يرون ف��ي يومها ما رأته في‬ ‫يوم شوقي"‪.‬‬


‫حنين اليوسف‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫العربية المتحدة‪ .‬وال يمكننا هنا إلى أن‬ ‫ننظر إلى الرئيس شكري القوتلي بعين‬ ‫االحترام ألنه تنازل عن رئاسته لسوريا‬ ‫لجمال عبد الناصر لما رأى في هذا من خير‬ ‫لبلده وتحقيقًا لصالح شعبه ورغبتهم في‬ ‫الوحدة‪ .‬لقد كانت الوحدة العربية حلمًا في‬ ‫حياة القوتلي يسعى لتحقيقه بكل جهده‬ ‫مقدماً كل ما يحتاجه األمر من تضحيات‪.‬‬ ‫قال شكري القوتلي لشعبه "إن البالد‬ ‫السورية تأبى أن يرتفع في سمائها لواء‬ ‫يعلو على لوائها إال لواء واحد وهو لواء‬ ‫الوحدة العربية"‪.‬‬ ‫في ‪ 24‬شباط ‪ 1958‬بعدما تس ّلم‬ ‫جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية‬ ‫العربية المتحدة سافر إلى سوريا وخطب‬ ‫بشعبها "أيها المواطنون السالم عليكم‬ ‫ورحمة اهلل‪ ،‬إننى أشعر اآلن وأنا بينكم‬ ‫بأسعد لحظة في حياتى‪ ،‬فقد كنت دائمًا‬ ‫أنظر إلى دمشق وإليكم وإلى سوريا‬ ‫وأترقب اليوم الذي أقابلكم فيه‪ ،‬واليوم‬ ‫أزور سوريا قلب العروبة النابض‪ ،‬سوريا‬ ‫التي حملت دائماً راية القومية العربية‪،‬‬ ‫سوريا التي كانت دائمًا تنادي بالقومية‬ ‫العربية‪ ،‬سوريا التي كانت دائماً تتفاعل‬ ‫من عميق القلب مع العرب في كل مكان‪.‬‬ ‫واليوم ‪ -‬أيها اإلخوة المواطنون ‪ -‬حقق‬ ‫اهلل هذا األمل وهذا الترقب وها أنا ألتقي‬ ‫معكم في هذا اليوم الخالد‪ ،‬بعد أن تحققت‬ ‫الجمهورية العربية المتحدة"‪.‬‬ ‫في ‪ 5‬آذار ‪ 1958‬تم وضع دستور‬ ‫جديد للجمهورية العربية المتحدة أعطى‬ ‫السلطة التشريعية لمجلس األمة المكون‬ ‫من نواب يعين رئيس الجمهورية نصفهم‬ ‫والنصف اآلخر يختاره من بين أعضاء‬ ‫مجلس النواب السابقين في سوريا‬ ‫ومصر‪ .‬أما السلطة التنفيذية فتوالها‬ ‫رئيس الجمهورية بمعاونة نواب الرئيس‬ ‫الوزراء الذين يعينهم ويقيلهم بنفسه‪،‬‬ ‫وهم مسؤولون أمامه‪ .‬لقد وجد أيضًا إلى‬ ‫جانب الحكومة المركزية في الجمهورية‬ ‫العربية المتحدة مجلسان تنفيذيان‬ ‫إقليميان سوري ومصري يرأس كل منهما‬ ‫وزير مركزي‪.‬‬ ‫لم تستمر الوحدة بين سوريا ومصر‬ ‫إال لفترة وجيزة حيث وقع االنفصال في ‪28‬‬ ‫أيلول ‪ ،1961‬بتدبير عسكري قام به عدد‬ ‫من ضباط الجيش السوري بتخطيط من‬ ‫العقيد عبد الكريم النحالوي مدير مكتب‬

‫المشير عبد الحكيم عامر حاكم سوريا‪،‬‬ ‫وقد اتبع النحالوي أسلوب السرية التامة‬ ‫في حركته‪ ،‬وهكذا انفصمت عرى هذه‬ ‫الوحدة التي قيل عنها (وحدة ما يغلبها‬ ‫غالب)‪.‬وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية‬ ‫العربية السورية‪ ،‬بينما احتفظت مصر‬ ‫باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى‬ ‫عام ‪ 1971‬عندما سميت باسمها الحالي‬ ‫جمهورية مصر العربية‪.‬‬ ‫لقد كان قرار عبد الناصر بإلغاء كل‬ ‫األحزاب السياسية في سوريا عام ًال أساسيًا‬ ‫في جمود الحركة السياسية السورية وسببًا‬ ‫لتذمر عدد كبير من السوريين الذين كانوا‬ ‫يتباهون بالتعددية السياسية‪ .‬كما أن‬ ‫حركة التأميمات التي أقرها عبد الناصر‬ ‫على البنوك الخاصة والمعامل والشركات‬ ‫الصناعية الكبرى (التي كانت مزدهرة من‬ ‫غزل ونسيج واسمنت) طالت أيضاً أفراد‬ ‫الطبقة الوسطى الذين لم يحصلوا على‬ ‫أموالهم بطريقة سهلة بل كافحوا طوال‬ ‫سنين حياتهم لبناء ثرواتهم الصغيرة‬ ‫الخاصة بهم‪ ،‬فتمت السيطرة على هذه‬ ‫الثروات أثناء حركة التأميم الواسعة آنذاك‬ ‫مما سبب نقمة على هذه الحركة أيضًا‪ .‬كما‬ ‫أن قدوم عدد كبير من العمال المصريين‬ ‫إلى سوريا أدى إلى اختالل توازن القوى‬ ‫العاملة فيها‪ .‬كل هذا كان سببًا لالنفصال‬ ‫إضافة إلى وجود اسرائيل بين البلدين‬ ‫وإلى وجود الضغوطات الخارجية التي‬ ‫جعلت الوحدة غير مستقرة‪.‬‬ ‫ولكننا مع هذا ال يمكن أن ننسى‬ ‫فضل عهد الوحدة على سوريا فكثير من‬ ‫االنجازات االقتصادية تمت خالل هذه‬ ‫المرحلة وأهمها بداية مشروع سد الفرات‪،‬‬ ‫والذي كان في نظر عبد الناصر موازيًا‬ ‫لمشروع السد العالي في أسوان‪ ،‬وكذلك‬ ‫حركة التأميمات الكبيرة‪ ،‬إضافة لحماية‬ ‫سوريا من تهديدات األحالف التي كانت‬ ‫تتربص بها والتي كانت السبب األساسي‬ ‫وراء قيام دولة الوحدة بهذا الشكل كما‬ ‫ذكرنا سابقًا‪.‬‬ ‫لقد جاءت الوحدة المصرية السورية‬ ‫تلبية لرغبات الشعبين المصري والسوري‪،‬‬ ‫في إطار الجو الدولي الضاغط‪ ،‬واألحداث‬ ‫التي شهدها الوطن العربي من تأميم قناة‬ ‫السويس‪ ،‬والعدوان الثالثي على مصر‪،‬‬ ‫والحشودات التركية على الحدود السورية‬ ‫وصو ًال إلى قيام حلف بغداد بالمؤامرات‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫كانت الوحدة السورية المصرية حلمًا‬ ‫للشعبين السوري والمصري ولرئيسيهما‬ ‫السوري شكري القوتلي والمصري جمال‬ ‫عبد الناصر‪ .‬أعلنت الوحدة في ‪ 22‬شباط‬ ‫‪ 1958‬وكان عبد الناصر رئيسًا للجمهورية‬ ‫الجديدة والقاهرة عاصمة لها‪.‬‬ ‫كان لهذه الوحدة أسبابًا وعوامل عدة‬ ‫منها عوامل خارجياً وأخرى داخلية‪ ،‬فمع‬ ‫خريف عام ‪ 1955‬اشتدت الدعوة لحلف‬ ‫بغداد وبدأت العراق وتركيا تمارسان‬ ‫ضغطاً عنيفاً على سوريا للدخول في هذا‬ ‫الحلف‪ .‬و لكن الوعي الشعبي والجيش‬ ‫السوري وبعض األحزاب التقدمية تصدوا‬ ‫للتأثيرات والضغوط العنيفة وإن لم يزيلوا‬ ‫تأثيرها تمامًا ‪.‬‬ ‫أمام ضغط حلف بغداد على سوريا‬ ‫جرت في أيلول ‪ 1955‬مفاوضات بين مصر‬ ‫وسوريا أدت الى توقيع ميثاق دفاع عسكري‬ ‫مشترك بين الدولتين ينص على رفض‬ ‫البلدين االنضمام الى الحلف العراقي‬ ‫التركي‪ ،‬والحث على التعاون االقتصادي‬ ‫العربي المشترك‪ .‬ثم أقام البلدان في ‪22‬‬ ‫تشرين األول من العام ذاته ميثاقًا عسكريًا‬ ‫للدفاع المشترك يقضي بتوثيق التعاون‬ ‫العسكري حرصًا على استقالل الدولتين‬ ‫وسالمتهما وإنشاء قيادة عسكرية موحدة‬ ‫يكون مركزها في دمشق‪.‬‬ ‫بعد اندالع معركة سيناء في تشرين‬ ‫األول من العام ‪ 1956‬ووقوع العدوان‬ ‫الثالثي على مصر أعلنت الحكومة‬ ‫السورية حالة الطوارئ في أراضيها‬ ‫واتجهت وحدات من قواتها للمرابطة في‬ ‫األردن بعدما عطلت خط األنابيب الناقلة‬ ‫للبترول العراقي إلى الساحل اللبناني (وقد‬ ‫اضطرت هذه الوحدة لالنسحاب من األردن‬ ‫في نيسان ‪ 1957‬ألن القوات األميركية‬ ‫هددت بالتدخل ضدها)‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ميثاق الدفاع العسكري‬ ‫المشترك المذكور عقد بين مصر وسوريا‬ ‫بتاريخ ‪ 29‬كانون الثاني ‪ 1956‬ميثاق‬ ‫تعاون اقتصادي جاء في مادته األولى‬ ‫"يبذل كل من الطرفين المتعاقدين ما‬ ‫في وسعه للوصول بالعالقات التجارية‬ ‫بين بلديهما الى أقصى حد مستطاع وفقًا‬

‫ألحكام هذا االتفاق وفي حدود النظم‬ ‫االقتصادية القائمة في كال البلدين"‪.‬‬ ‫وبعد اتفاقية الدفاع المشترك‪ ،‬قامت‬ ‫مفاوضات بين مصر وسوريا واالردن من‬ ‫أجل "توحيد وسائل الدفاع في الجبهة‬ ‫العربية" انتهت بتوقيع اتفاقية عسكرية‬ ‫ثالثية بتاريخ ‪ 23‬تشرين األول ‪.1956‬‬ ‫وكخطوة جديدة باتجاه توحيد سورية‬ ‫ومصر عقد البلدان اتفاقية لتوحيد قيادة‬ ‫الجيشين في البلدين‪ .‬أهم ما نصت عليه‪:‬‬ ‫توحيد الجيشين المصري‬ ‫"‪-‬‬ ‫والسوري في التسليح والتدريب وفي‬ ‫مواجهة أي خطر طارئ‪.‬‬ ‫ ارسال الضباط والخبراء المصريين‬‫وعلى وجه السرعة إلى سوريا لالسراع‬ ‫في تدريب القوات السورية على األسلحة‬ ‫المصرية‪.‬‬ ‫ انفاذ االمدادات العسكرية من‬‫القوات المصرية الضاربة لتعزيز المقدرة‬ ‫الدفاعية للجيش السوري في معركة‬ ‫التهديدات الموجهة الى سوريا والممثلة‬ ‫في الحشود التركية والصهيونية‪".‬‬ ‫لم تكن الضغوطات الخارجية التي‬ ‫تعرضت لها سوريا في الخمسينيات هي‬ ‫السبب الوحيد في لجوئها للوحدة بل‬ ‫إن هناك أيضًا أسبابًا داخلية تتجلي في‬ ‫الظروف الموجودة داخل سوريا واضطراب‬ ‫األوضاع فيها بسبب سياسات البعثيين‬ ‫التسلطية التي جعلت الشعب يريد‬ ‫التخلص منهم عن طريق االندماج مع‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫في ‪ 18‬تشرين األول ‪ 1957‬اجتمع‬ ‫مجلسا النواب السوري والمصري في‬ ‫جلسة مشتركة وأصدرا بيانًا فيه دعوة إلى‬ ‫الحكومتين لالجتماع وتقرير االتحاد بين‬ ‫الدولتين‪ .‬وفع ًال هذا ما جرى حيث اجتمع‬ ‫رئيسا البلدين وأركان حكومتيهما وأصدروا‬ ‫بيانًا في ‪ 22‬شباط ‪ 1958‬أعلنوا فيه توحيد‬ ‫القطرين العربيين في دولة واحدة سميت‬ ‫"الجمهورية العربية المتحدة" على أن‬ ‫يكون نظامها رئاسياً ديموقراطيًا‪ .‬وعليه‬ ‫جرى استفتاء شعبي على الوحدة وانتخب‬ ‫جمال عبد الناصر ليكون رئيساً للجمهورية‬

‫حبر ناشف‪. .‬‬

‫اجلمهورية العربية املتحدة‬ ‫الوحدة بني �سوريا وم�صر ‪1961-1958‬‬

‫‪15‬‬


‫هاين ال�سيد‬

‫حيطان فيس بوك‪. .‬‬

‫أنا مواطن س��وري و دستوري حتى إسقاط النظام‬ ‫هو التالي‪ :‬مادة ‪ :١‬الش��عب السوري ما بنذل‪ .‬مادة‬ ‫‪ :٢‬خاين يللي بيقتل ش��عبه م��ادة ‪ :٣‬واحد‪ ،‬واحد‪،‬‬ ‫واحد الش��عب الس��وري واحد مادة ‪ :٤‬الشعب يريد‬ ‫إس��قاط النظام مادة ‪ :٥‬حرية لألبد مادة ‪ :٦‬الثورة‬ ‫مستمرة و يللي ما بيشارك ما في ناموس مادة ‪:٧‬‬ ‫دولة المستقبل مدنية‪ ،‬ديمقراطية‪ ،‬تضمن كرامة‬ ‫المواطن‪ ،‬المساواة و العدالة االجتماعية مادة ‪ :٨‬ال‬ ‫تزر وازرة وزر أخرى‪ .‬محاكمة كل من كان متورطا‬ ‫بس��رقة أموال البالد و كل م��ن خطط‪ ،‬أو نصح‪،‬أو‬ ‫نفذ عمليات القمع األمني بحق أي مواطن س��وري‬ ‫مهما كان مركزهم في تسلسل السلطة ومحاكمة‬ ‫كل م��ن س��اهم بإخفاء ه��ذه الجرائ��م مهما كان‬ ‫مركزهم في تسلسل السلطة‪.‬‬

‫يامن ح�سن‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫ورح أخطب��ك على صحن ف��ول‪ ...‬اي اي صحن‬ ‫ف��ول ومرق��ة ح��دّة‪ ...‬ورح نرك��ض بش��ارع‬ ‫الخ��راب عرفتي��ه ه��اد قف��ى الملع��ب‪ ..‬أنتي‬ ‫س��نية وانا علوي أو أنتي مس��يحية وأنا بوذي‬ ‫وط��ز فيهن كل��ن‪ ..‬أنتي قومية وانا ش��يوعي‬ ‫راديكالي تبع انو تنح كمان طز فيهن كلن‬ ‫ليكي اذا س��ألوك ه��و بيرضى اختو تحب واحد‬ ‫من غير ملة‪ ..‬قليلهون بيقلكم هو ما بيرضى‬ ‫ألنو مانو صاحب قرارها وإنش��اهلل تحب واحد‬ ‫من الس��يخ (عرفتيه��ون؟؟)‪ ...‬وهي��ك بالمعية‬ ‫اصرخي بوجهن "الشعب يريد إسقاط النظام"‬ ‫مو ب��س هاد‪ ..‬أل وأي نظ��ام رح يجي ويعتقل‬ ‫األحالم والرغبات والحب‪.‬‬

‫لويز عبد الكرمي‬ ‫أيم��ن الظواهري‪ ...‬إذا كان نص��ر ثورتنا على‬ ‫يدك ويد أمثالك‪ ..‬ال نريد هذا النصر‪ ...‬إذا كان‬ ‫النصر قادم من عند جهاديي العراق فأرجوكم‬ ‫ابق��وا ف��ي بالدكم لس��نا بحاج��ة لنصرتكم‪..‬‬ ‫القاع��دة تنظي��م إرهابي مقي��ت‪ ...‬التطرف ال‬ ‫يمثل السوريين وال يشبههم‪ ...‬وكل من يدعو‬ ‫إليه يخدم النظام ويشد أزره‪..‬‬

‫رميا فليحان‬ ‫محبت��ي للش��ارع اإلس�لامي ال��ذي عرفت��ه ف��ي‬ ‫دمش��ق‪ ...‬جودت س��عيد يمثلن��ي‪ ...‬حن��ان اللحام‬ ‫تمثلن��ي‪ ...‬كريم راجح يمثلني‪ ..‬س��ارية الرفاعي‬ ‫يمثلني‪ ..‬أسامة الرفاعي يمثلني‪ ...‬هؤالء يمثلون‬ ‫الشارع اإلسالمي في سوريا‪ ...‬هؤالء أحبائنا ونحن‬ ‫ش��ركائهم في الوطن‪ ...‬أما المتطرفين فأرجوكم‬ ‫ال تقحموا أنوفكم في ثورتنا لسنا بحاجتكم‪...‬‬

‫عبد اهلل �أبا زيد‬ ‫باختصار‪ :‬نحنُ شعبٌ من " الشُهداء "‪.‬‬

‫روزا يا�سني ح�سن‬ ‫بمالحم مشابهة لمظاهرة المزة اليوم نقترب‬ ‫من إسقاط الطغاة سريعاً‪..‬‬ ‫بجهودنا الس��لمية‪ ،‬ال بتدخل عسكري من أحد‬ ‫وال بتسليح للثورة‪..‬‬ ‫طوب��ى لثوار وثائ��رات الثل��ج الي��وم‪ ..‬طوبى‬ ‫لشجعان سوريا‪..‬‬

‫م�ؤيد �سكاف‬ ‫قلبي مل��يء بجثث الذين أحبه��م‪ ..‬يا أحبتي‪..‬‬ ‫كفى‪ ..‬ال تموتوا كثيرا‬

‫�أحمد بقدون�س‬ ‫الث��ورة ه��ي م��ن صنعتن��ا ولي��س نح��ن من‬ ‫صنعناها‬

‫جمال داوود‬ ‫جميع الطرق مسدودة من و إلى المزة شيخ سعد‪..‬‬ ‫الثورة تمر من هناك‪ ..‬نحن نعمل من أجلكم‬

‫ميخائيل �سعد‬ ‫هل تعلم أن كل متظاهر في سوريا هو بطل‬ ‫إلى أن يثبت العكس‬

‫�إياد حياتلة‬ ‫لطالما اشتهرت المزّة بثالث‬ ‫صبّارتها وسجنها ومطارها‬ ‫واآلن أيضاً اشتهرت بثالث‬ ‫ثورتها‬ ‫وثورتها‬ ‫وثورتها‬

‫عروة نريبية‬ ‫الدس��تور السخيف الجديد يقول ان النظام قد سقط‪.‬‬ ‫أن كل القت��ل الج��اري اليوم ليس دفاع��اً عن النظام‬ ‫كما كان يُرى‪ ،‬بل هو دفاع عن حقيقته‪ ،‬تلك التي ال‬ ‫تريد أن تتغير‪ .‬استمرار السلوك اإلجرامي هو برهان‬ ‫أن أي دستور جديد‪ ،‬تحت «سقف النظام» ال يحمل أي‬ ‫معنى وال هو يعني بالفعل أيًا من كلماته‪.‬‬

‫| صدرت في اآلونة األخيرة العديد من مراس��يم العفو‬ ‫الع��ام‪ ،‬و منها المرس��وم الجمهوري رق��م ‪ 10‬في ‪/ 1 / 15‬‬ ‫‪ 2012‬م‪ ،‬فم��ا ه��ي حقيقتها ؟ ولماذا لم يتقبلها الش��ارع و‬ ‫المعارضة السورية ؟‬ ‫| | مراس��يم العف��و المذك��ورة كانت محدودة األث��ر‪ .‬كثير من‬ ‫الذي��ن أطل��ق س��راحهم كان��وا جنائيي��ن ال عالقة له��م بالحراك‬ ‫المطال��ب بالحرية والكرامة‪ ،‬وحوت المعلومات الرس��مية على قدر‬ ‫كبي��ر من التدليس والخداع‪ .‬بل إن كثيراً ممن أطلق س��راحه أعيد‬ ‫اعتقال��ه فوراً‪ ،‬وكان��ت أع��داد المعتقلين الذين أعل��ن عن إطالق‬ ‫س��راحهم في الفترة األخيرة وهمي ًة أكثر من��ه حقيقيةً‪ ،‬وحتى لو‬ ‫كانت األرقام حقيقية فنس��بة المفرج عنهم ضئيلة بالمقارنة مع‬ ‫األعداد الضخمة من المعتقلين‪ .‬ولذلك اعتبر الشارع السوري هذه‬ ‫الخطوات غير مقبولة وال تتوازى مع متطلبات اإلصالح المنشودة‪.‬‬ ‫| ما هي أش��هر الس��جون الس��ورية التي م��ورس فيها‬ ‫التعذيب و المحاكمات غير الشرعية في العقود األخيرة ؟‬ ‫| | اش��تهرت عناي��ة نظ��ام آل األس��د بالس��جون أكث��ر م��ن‬ ‫اهتمامه��م بالحرك��ة العلمي��ة والثقافي��ة وبناء ص��روح المعرفة‪،‬‬ ‫وكان مجرد ذكر أس��ماء بعض المناطق التي عرفت بسجونها يثير‬ ‫الذعر والذكريات المؤلمة لدى عموم الس��وريين‪ ،‬فتدمر ومملكتها‬ ‫وحضارتها العريقة اختصرت بس��جن تدمر‪ ،‬وصيدنايا بكنس��يتها‬

‫خولة دنيا‬ ‫وم��ازال الجي��ش الوطن��ي يح��رر أرضن��ا من‬ ‫العدوان الغاشم على النظام!!‬ ‫خبطة قدمهم على األرض غدارة‬

‫هديل كوكي‬ ‫مَـ��ن لـم يـش��رب مِــ��ن بــئ��ر الث��ورة مــات‬ ‫عطــشًا في بــحور العبوديّــة‬

‫�إلزا مطر‬ ‫من يظن أنه قدم الكثير للثورة‪.......‬‬ ‫فلينظر لصور الشهداء‪.....‬‬

‫هاين عرق�سو�سي‬ ‫ه��ل في بالدس��تور الجدي��د‪ ,‬بن��د يحمي هذا‬ ‫الدستور من "تعديله بتلت ساعة؟‬

‫علي ديوب‬ ‫من يسخرون من أبناء وطنهم‪ ،‬بالقول " هل تصدق‬ ‫أن أهل دوما و س��قبا و حموري��ة بدهن حرية!!؟"‪ ...‬؛‬ ‫عليهم أن يخجلوا‪ ،‬فال يلوموا العنصريين في الغرب‪،‬‬ ‫حي��ن يصفونن��ا بالش��عوب غي��ر القابل��ة للتحض��ر‪:‬‬ ‫إنها عنصري��ة واحدة‪ ،‬مهما اختل��ف لونها‪ ،‬بفارق أن‬ ‫العنصري��ة ف��ي الغرب تخض��ع لمعايي��ر القوانين‪ ،‬و‬ ‫حق��وق اإلنس��ان؛ فيما تغ��ض عنصري��ة أخوتنا عن‬ ‫اإلج��رام ال��ذي ينفل��ت مث��ل الطاع��ون ف��ي مدننا و‬ ‫أريافنا‪ ،‬ممثال بالعنصر المتعالي إياه الذي يس��كتون‬ ‫عنه‪ -‬إن لم أقل يمجدوه‪.‬‬

‫عمر �إدلبي‬ ‫حتى أن��ت أيه��ا الثلج؟؟ الثلج يكس��و حم��ص اآلن‪...‬‬ ‫و الثل��ج ال ينس��ى أن يصطح��ب البرد مع��ه‪ ..‬و لكنه‬ ‫هذه المرة أت��ى غير مرغوب به‪ ..‬األص��وات المرعبة‬ ‫اللئيمة للقصف الذي ال يرحم تكفي لتجعل الوحشة‬ ‫صاخبة‪ ...‬بيوت بال أبواب و ال س��قوف تس��تر سكانها‬ ‫م��ن حق��د يتعم��ده محترفوه‪ ،‬و م��وتٍ وح��ده القادر‬ ‫عل��ى التج��ول‪ ..‬بيوت ب�لا نص��ف أبنائه��ا أو أكثر‪...‬‬ ‫و‪ ...‬ال دفء إال خوفه��م على بعضه��م و أحالمهم‪ ..‬و‬ ‫على ثغور الش��وارع رجال صدق��وا ما عاهدوا الحرية‬ ‫عليه‪ ..‬يرابطون في الع��راء‪ ...‬وحيدين إال من اهلل‪...‬‬ ‫و إرادته��م‪ ..‬أليس كثيراً كل هذا يا رب؟؟؟ أما آن لهذا‬ ‫االمتح��ان أن ّ‬ ‫يمل م��ن نفوس أباة تحف��ظ الحرية و‬ ‫الكبرياء جيداً؟؟ سالمٌ أيها الشجعان حد األسطورة‪...‬‬ ‫صباحكم حرية يا أحرار سوريا‬

‫وديرها التاريخيين تش��وها بالس��جن الضخم الذي ش��يده األس��د‬ ‫األب في أواس��ط الثمانينات‪ ،‬وش��وه النظام صورة فلس��طين في‬ ‫وعي المواطن الس��وري بس��جن الرعب المس��مى‪ :‬فرع فلسطين‬ ‫للتحقيق العس��كري بدمشق‪ .‬أضف إلى ذلك سجون المزة والقلعة‬ ‫وكفر سوس��ة والش��يخ حس��ن وفروع المخابرات واألمن المركزية‬ ‫في المحافظات وس��جونها التي تعد بالعشرات … لقد صرح وزير‬ ‫الدفاع األس��بق مصطفى طالس لمجلة ديرش��بيجل األس��بوعية‬ ‫األلماني��ة عام ‪ 2004‬أنه كان يوقع باعتب��اره نائب الحاكم العرفي‬ ‫على قوائم إعدام إس�لاميين يتراوح عدده��م بين ‪ 150-100‬كل‬ ‫أس��بوع وأن هذا األمر قد اس��تمر لس��نوات طويلة‪ ،‬وهذا يفسر لنا‬ ‫العدد الضخم من المختفين في الس��جون من معتقلي الثمانينات‬ ‫الذين قضوا تحت التعذيب أو في وجبات اإلعدام الجماعي‪ ،‬وصمت‬ ‫العالم عن هذه الخروقات الخطيرة والجرائم اإلنس��انية الجسيمة‪،‬‬ ‫وكان��ت محكم��ة أمن الدول��ة تصدر أحكام��ًا بالجملة‪ ،‬وم��ن قبلها‬ ‫المحاكم الميدانية التي لم يستغرق مثول المعتقل أمامها والحكم‬ ‫عليه بالموت أكثر من دقائق معدودة‪.‬‬ ‫| ط��رح بعض الناش��طين فك��رة تحويل س��جن تدمر‬ ‫الصحراوي إلى متحف و أن يقام أمامه نصب عمالق يحوي‬ ‫أس��ماء الذي��ن قتلوا داخل��ه‪ ،‬حت��ى ال تتكرر المأس��اة‪ ..‬فما‬ ‫رأيكم بذلك ؟‬

‫الش��ام ي��ا صاحب��ة الفضيل��ة ‪ ،‬يا‬ ‫حضننا الدافئ‪.‬‬ ‫يا ملهمة شياطين الشعر و الغناء‪.‬‬ ‫و صنّاع العطور‪.‬‬ ‫ال تحزني‪.‬‬ ‫عل��ى كت��ف ب��ردى يب��دؤ الزمان و‬ ‫ينتهي‪.‬‬ ‫تحك��ي جبال��ك العالي��ات حكاي��ا‬ ‫البطولة والفداء‪.‬‬ ‫و ت��روي س��هولك قص��ص المجد‬ ‫لألجيال‪.‬‬ ‫كريم�� ٌة لم يقصدك زائ��ر إال و عاد‬ ‫شاكراً ممتناً‪.‬‬ ‫بالد الخيرات لم يشبع الناس الخبز‬ ‫إال فوق ترابك‪.‬‬ ‫كال لن تصبحي الجئة‪.‬‬ ‫لن تطلبي العون‪ .‬لن تمدي اليد‪.‬‬ ‫و لن تحني الرأس‪.‬‬ ‫ال تبن��وا له��ا المخيّم��ات‪ .‬و ال‬ ‫تتسولوا بإسمها‪.‬‬ ‫فالشام شامة الدنيا ستبقى حضن‬ ‫الغريب‪.‬‬ ‫و س ّلة المحتاج‪.‬‬ ‫و إن ج��ار عليها الزمان ‪ ,‬و تس�� ّلط‬ ‫عليها حاكم مجنون‪.‬‬ ‫فلن يمح��ي حضارته��ا و لن يزيل‬ ‫بتجاعيد التعب نضارتها‪.‬‬ ‫يا شامي‪ .‬يا فتاتي‪ .‬يا غاليتي‪.‬‬ ‫الروح ترخ��ص ألجلكِ ‪ ،‬فال تهوني‬ ‫وال ترخصي‪.‬‬ ‫مصطفى أبازيد‬

‫| | كنا نظن أن ملف س��جن تدمر قد طوي بعد إغالق القس��م‬ ‫السياس��ي فيه عام ‪ 2001‬عندما نقل نزالؤه إلى س��جن صيدنايا‪،‬‬ ‫ولك��ن األح��داث األخيرة أثبت��ت فش��ل كل دعايات اإلص�لاح التي‬ ‫طرحها بش��ار األس��د‪ ،‬ولقد التقيت مؤخراً بمواطن س��وري احتجز‬ ‫لمجرد تشابه االسم لمدة أربعة شهور في الباحة السادسة بسجن‬ ‫تدم��ر وق��ال أن الباح��ة تضم مهاجع تتس��ع ألكثر م��ن ثالثة آالف‬ ‫معتق��ل األمر الذي يوحي أن س��جن تدمر الصحراوي الذي ارتكبت‬ ‫فيه في يوم من األيام واحدة من أفظع المجازر في تاريخ البشرية‬ ‫وظ��ل نزيف الدم مس��تمراً في��ه ألكثر من ‪ 20‬عام��ًا مفتوحًا اليوم‬ ‫على مصراعيه وفيه حس��ب أق��ل التقديرات ‪ 20000‬معتق ًال‪ .‬ولقد‬ ‫روى المعتقل قصصاً ال تقل س��وءاً عن تل��ك التي كان يعامل بها‬ ‫معتقلو الثمانينات‪.‬‬ ‫أنن��ي أقترح بعد خالص ش��عبنا م��ن حكم الس��جون وزنازين‬ ‫المخاب��رات أن تنش��ر ثقاف��ة احت��رام القان��ون وحق��وق اآلدميين‬ ‫وف��ق منظومة العدالة العريق��ة التي تعرفها حضارتنا المش��رقة‬ ‫ووف��ق اإلضافات النافع��ة للحضارات التالية له��ا‪ ،‬وأقترح أن يكون‬ ‫س��جن القلعة –مثال‪ -‬بموج��ب موقعه المتميز ف��ي قلب العاصمة‬ ‫متحفًا تعرض فيه أدوات وأس��اليب وط��رق التعذيب الهمجية التي‬ ‫اس��تخدمت في الحقبة األس��دية المظلمة‪ ،‬وأن يكون هناك نصبًا‬ ‫معبراً أمام كل مكان اتخذ المتهان حرية اإلنس��ان وكرامته ليذكر‬ ‫بقيمة الضحايا األبرياء ويعلي من قيمة الكرامة البشرية‪.‬‬

‫السؤال والجواب‪ :‬حوار مع وليد سفور ‪ /‬رئيس اللجنة السورية لحقوق اإلنسان | مجلة المجتمع الكويتية األسبوعية‬


‫اختالل العامل‪ ...‬ح�ضاراتنا املتهافتة‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫ليص��ل إلى ما وصل إلي��ه في مجاالت‬ ‫الحرية والديمقراطية واحترام حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ويتطرق الكاتب إلى ظاهرةٍ‬ ‫سياس��يةٍ مقلق��ة أطل��ق عليها اس��م‬ ‫الش��رعيات الضائع��ة‪ ،‬منطلق��اً م��ن‬ ‫األص��وات القليل��ة الت��ي أعي��د فرزها‬ ‫ف��ي فلوريدا عام ‪ 2000‬وكرس��ت فوز‬ ‫بوش بالرئاس��ة في الواليات المتحدة‬ ‫وم��ا ترت��ب ع��ن ف��وزه من تح��والتٍ‬ ‫دولي��ةٍ كبي��رة فه��ل م��ن المنطق أن‬ ‫يترك لبضعة أصواتٍ من الناخبين في‬ ‫فلوريدا حق تقرير مصير العالم؟‬ ‫ويتح��دث طوي ً‬ ‫�لا ع��ن التج��ارب‬ ‫السياس��ية الت��ي م��ر به��ا الع��رب في‬ ‫النصف الثاني من القرن العش��رين ال‬ ‫س��يما المد القومي العربي والناصرية‬ ‫والبع��ث واليس��ار والمقاومة وفش��لها‬ ‫في التغل��ب على التحدي اإلس��رائيلي‬ ‫ليخل��ص إل��ى الق��ول ب��أن ذل��ك مهد‬ ‫لصع��ود التي��ارات والدع��وات الديني��ة‬ ‫اإلس�لامية السياسية المعادية للغرب‪،‬‬ ‫كم��ا يتط��رق إل��ى الطائفي��ة وي��رى‬ ‫أنه��ا تش��كل نفي��ًا لفك��رة المواطنة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫سياس��ي‬ ‫وأن��ه ال يمك��ن بن��اء نظ��ام‬ ‫ٍ‬ ‫أساس��ها فإقامة‬ ‫حض��اري يق��وم على‬ ‫حصص يجع��ل من األمة قبائل‬ ‫نظام‬ ‫ٍ‬ ‫متناح��رة وه��ذا م��ا يجري ف��ي لبنان‪،‬‬ ‫كما يتوقف عند مس��ألة األقليات وهذه‬ ‫المسألة عنده مع قضية المرأة تشكل‬ ‫أحد أبرز مؤش��رات التقدم األخالقي أو‬ ‫العودة إلى الوراء‪.‬‬

‫ويرى أن الخالص ليس في العودة‬ ‫إلى القيم القديمة أو التقليدية بل في‬ ‫مستقبل جديد‬ ‫اختراع قيم جديدة وبناء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يقوم على نوع م��ن العالقات الجديدة‬ ‫بين الدول وعل��ى إدارةٍ جديدة لموارد‬ ‫وخيرات وث��روات الكرة األرضية وعلى‬ ‫قيم مشتركة بين الشعوب والثقافات‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫فالقي��م الت��ي يمكنه��ا أن تجم��ع بين‬ ‫البش��ر ال أن تفرقه��م وتضادهم هي‬ ‫في نظره القيم الثقافية‪.‬‬ ‫يضي��ق المج��ال هن��ا لإلحاط��ة‬ ‫بالمواضي��ع كافة الت��ي تناولها معلوف‬ ‫في مؤلفه الثري فمن التجربة الصينية‬ ‫م��روراً بواق��ع الغ��رب قب��ل تفجي��رات‬ ‫الحادي عش��ر من أيلول‪ ،‬وبعدها مروراً‬ ‫بغ��زو العراق ومصي��ر األقليات‪ ،‬وإيران‬ ‫وتركيا‪ ،‬الش��يعة والسنة‪ ،‬سوريا‪ ،‬حزب‬ ‫اهلل‪ ،‬لبن��ان‪ ،‬القذاف��ي‪ ،‬صدام حس��ين‪،‬‬ ‫فهذا الكتاب سفرٌ غنيٌ بالرؤى واألفكار‬ ‫والمعلومات يتنقل معلوف فيه برشاقةٍ‬ ‫م��ن المندائيين إلى روم��ا القديمة إلى‬ ‫الخالفة األموية والعباس��ية إش��كاليات‬ ‫الحض��ارة والنس��ق القيم��ي األخالقي‬ ‫الحاكم للمجتمع‪ ،‬مع أن المواضيع التي‬ ‫تط��رق إليها معل��وف عولجت من جانب‬ ‫مؤلفي��ن كث��ر إال أن الصيغ��ة الفريدة‬ ‫والجامعة التي خ��رج بها معلوف تجعل‬ ‫هذا المؤلف ً‬ ‫رحلة ال بد من خوضها‪.‬‬ ‫اخت�لال العال��م‪ ،‬ترجمة ميش��يل‬ ‫كرم‪ ،‬صدر عن دار الفارابي في بيروت‬ ‫عام ‪.2009‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ع��ن أمي��ن معل��وف ف��ي قراءت��ه‬ ‫للربيع العربي في مقابلةٍ مع صحيفةٍ‬ ‫فرنسية ننقل‪" :‬يمكن أن أقول أنني لم‬ ‫أشعر بالفخر واالعتزاز مر ًة في حياتي‬ ‫كما شعرت مع بداية هذه السنة"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عرب��ي جدي��د‬ ‫"إنه��ا والدة عال��م‬ ‫ٍ‬ ‫ل��ه مكانت��ه ف��ي العالم‪ ،‬وس��يكون له‬ ‫دوره بي��ن األم��م‪ ،‬كن��ا ف��ي غيبوب��ةٍ‬ ‫واس��تفقنا‪ ،‬وبدأ العالم العربي عطاءه‬ ‫لإلنسانية"‪.‬‬ ‫اخت�لال العال��م كت��اب للروائ��ي‬ ‫اللبنان��ي الفرنكوفون��ي المع��روف‪،‬‬ ‫والحائ��ز عل��ى جائ��زة "غونك��ور"‬ ‫الفرنس��ية‪ ،‬والكت��اب لي��س رواية بل‬ ‫تكمل��ة لبح��ثٍ أص��دره معل��وف ع��ام‬ ‫‪ 1998‬بعنوان "الهويات القاتلة" والذي‬ ‫ب��ات ي��درس ف��ي جامع��اتٍ عالمي��ةٍ‬ ‫كثيرة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫تس��اؤل واضح "ه��ل بلغت‬ ‫الكت��اب‬ ‫البشرية عتبة إفالس��ها األخالقي؟ ففي‬ ‫مطل��ع الق��رن الواحد والعش��رين تظهر‬ ‫اخت�لال عدي��د‪،‬‬ ‫عل��ى العال��م عالم��ات‬ ‫ٍ‬ ‫اختالل فكري يتمي��ز بانفالت المطالبات‬ ‫المتعلق��ة بالهوي��ات م��ن عقاله��ا‪ ،‬مما‬ ‫تعايش‬ ‫يجعل من العس��ير اس��تتباب أي‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫اختالل‬ ‫نقاش حقيقي‪ ،‬وكذلك‬ ‫متناغم أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اقتصادي ومالي يجر الكوكب بأسره إلى‬ ‫منطقةٍ من االضطرابات يتعذر التكهن‬ ‫بنتائجه��ا‪ ،‬ويجس��د بحدِّ ذات��ه عوارض‬ ‫اضط��راب في نظامن��ا القيم��ي‪ ،‬وأخيراً‬ ‫اخت�لال مناخي ناجم عن فت��رةٍ طويلة‬ ‫من الممارسات غير المسؤولة"‪.‬‬ ‫ف��ي ه��ذا الكتاب يس��عى معلوف‬ ‫إل��ى فه��م أس��باب بلوغنا ه��ذا الدرك‬ ‫وكيفية الخروج منه‪ ،‬إن اختالل العالم‬ ‫ف��ي نظ��ره مرتب��ط بحال��ة اإلنه��اك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وبخاصة‬ ‫كاف��ة‬ ‫المتزامن��ة للحضاراتِ‬ ‫المجموعتي��ن الثقافيتي��ن التي يدعي‬ ‫معلوف نفس��ه االنتم��اء إليهما‪ ،‬الغرب‬ ‫والعال��م العرب��ي‪ ،‬المجموع��ة األولى‬ ‫تعتريه��ا قل��ة وفائها لقيمه��ا الخاصة‬ ‫أما الثانية فواقع ٌة في ش��رنقة مأزقها‬ ‫التاريخي‪ ،‬إنه تشخيصٌ مثيرٌ للقلق‪،‬‬ ‫أمل‪،‬‬ ‫غي��ر أن��ه يفض��ي إل��ى بارق��ةِ ٍ‬ ‫فالفت��رة العاصف��ة الت��ي دخلناها قد‬ ‫تقودن��ا إلى ص��وغ رؤي��ة ناضجة في‬ ‫النهاي��ة ح��ول انتماءاتن��ا ومعتقداتن��ا‬ ‫وتبايناتنا وكذلك حول مصير الكوكب‬ ‫الذي يعنينا جميعًا‪.‬‬ ‫إن الفرضية أو القضية الرئيسية‬ ‫ف��ي كتابن��ا ه��ذا مفاده��ا أن اخت�لال‬ ‫أو ع��دم انتظ��ام العال��م ليس س��ببه‬ ‫بالدرج��ة األولى ص��راع الحضارات بل‬ ‫مش��كلة فراغ الحضارات من محتواها‪،‬‬ ‫فاخت�لال العالقة بين الش��رق والغرب‬ ‫ليس��ت س��وى أح��د عناص��ر اخت�لال‬ ‫النظام العالمي األش��مل الذي يتطلب‬ ‫ً‬ ‫كاف��ة لتواج��ه‬ ‫أن تجتم��ع اإلنس��انية‬ ‫اإللحاحات والحاج��ات الطارئة فيه من‬ ‫بينها مث ً‬ ‫�لا االضطرابات المناخية التي‬ ‫تهدد الش��عوب ً‬ ‫كافة "إن هذه السنوات‬ ‫األول��ى من الق��رن الواحد والعش��رين‬ ‫تؤشر على عالماتٍ عدة للخلل العالمي‬ ‫من بينها الخلل الفكري الشمولي الذي‬ ‫تعاي��ش بي��ن الثقافات وأي‬ ‫يجع��ل أي‬ ‫ٍ‬ ‫حوار بين الحضارات مستحي ًال"‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫يش��ير معلوف في البداية إلى أن‬ ‫س��قوط جدار برلين منحن��ا األمل في‬ ‫والدة عالم جديد‪ ،‬وأن نهاية المواجهة‬ ‫ٍ‬ ‫بي��ن الغ��رب الرأس��مالي واالتح��اد‬ ‫الس��وفييتي الش��يوعي أزالت التهديد‬ ‫الن��ووي ال��ذي مس��لطاً فوق رؤوس��نا‬ ‫من��ذ أربعين عاماً ومنحنا الش��عور بأن‬ ‫الديمقراطي��ة لن تلبث أن تنتش��ر في‬ ‫أنحاء المعمورة لكن بس��رعة تبين لنا‬ ‫أن األمور كانت على خطأ‪.‬‬ ‫يتوق��ف معل��وف مط��و ًال عن��د‬ ‫أس��باب االنهيارات المالي��ة الحضارية‬ ‫الثقافية اإليديولوجية الجيوسياس��ية‬ ‫البيئي��ة والمناخية التي نعيش��ها وفي‬ ‫الكتاب يتوس��ع في الحديث عن األزمة‬ ‫المالي��ة ومس��بباتها وع��ن ما يس��ميه‬ ‫النظ��رة المتطرف��ة الت��ي س��ادت منذ‬ ‫الثمانيني��ات الق��رن الماض��ي والت��ي‬ ‫تق��ول أنه يج��ب التخلص م��ن كل ما‬ ‫يح��د م��ن حري��ة الس��وق‪ ،‬وتجاهل��ت‬ ‫الجان��ب االجتماعي ف��ي االقتصاد بما‬ ‫سمي الليبرالية المتوحشة‪ ،‬ويعتبر أن‬ ‫إطالق الرأس��مالية دون ضوابط سوى‬ ‫قانون المنافسة وآليات السوق أوصل‬ ‫إلى هذه الكوارث وإلى انهيار مصارف‬ ‫كب��رى ف��ي العال��م عمره��ا عش��رات‬ ‫ب��ل مئات الس��نين‪ ،‬فف��ي الوقت الذي‬ ‫تتطلب فيه هذه األخطار تكاتفاً شام ًال‬ ‫تجبرن��ا بنياتنا السياس��ية والقضائية‬ ‫والذهنية عل��ى التفكير والتحرك وفقاً‬ ‫لمصالحن��ا الخاصة وفي هذا الس��ياق‬ ‫يرى معلوف أننا لم نعرف سابقًا ً‬ ‫حقبة‬ ‫مثل حقبتن��ا الحالية يب��دو فيها أرباب‬ ‫االقتص��اد القوم��ي غي��ر قادرين على‬ ‫متابعة تركيبات أرباب المال البهلوانية‬ ‫ويظه��ر فيه��ا المضارب��ون بباليي��ن‬ ‫جهل ت��ام لالقتصاد‬ ‫ال��دوالرات بحالةٍ ٍ‬ ‫السياس��ي وف��ي ذهني��ةٍ غي��ر مبالية‬ ‫بنتائج أفعالهم على المؤسسات وعلى‬ ‫العم��ال وأهله��م وأصدقائه��م‪ ،‬فحين‬ ‫ً‬ ‫مفصولة‬ ‫تصبح عملية كس��ب الم��ال‬ ‫عن أي مجهودٍ فكري أو مادي‪ ،‬وعن أي‬ ‫ٍ‬ ‫اجتماعي ٍ‬ ‫مفيد‪ ،‬وحين تتحول‬ ‫نش��اطٍ‬ ‫البورص��ات إل��ى كازينوه��اتٍ عمالقة‬ ‫يتقرر فيها مصير مئ��ات الماليين من‬ ‫الن��اس األغنياء والفق��راء بضربة نرد‬ ‫وحي��ن تتص��رف المؤسس��ات المالي��ة‬ ‫مث��ل أوالدٍ فاس��دين وثملي��ن وحي��ن‬ ‫يتم س��حق اقتصاد أعوام طويلةٍ من‬ ‫ٍ‬ ‫وبوس��ائل باطنية ال‬ ‫الكد ببضع ثوانٍ‬ ‫يفهمه��ا حت��ى المصرفيون أنفس��هم‬ ‫خل��ل تتخط��ى نتائج��ه‬ ‫نك��ون أم��ام ٍ‬ ‫المي��دان المالي واالقتص��ادي ويصبح‬ ‫ً‬ ‫أزم��ة أخالقية ال س��بيل للخ��روج منها‬ ‫وفق��اً لمعل��وف إال بتبني نس��ق ٍ‬ ‫قيمي‬ ‫ٍ‬ ‫جدي��د‪ ،‬تمن��ح في��ه الثقاف��ة والتعليم‬ ‫دوراً رائ��داً لمس��اعدتنا عل��ى الخروج‬ ‫م��ن أزمتنا الخطي��رة‪ ،‬فالح��ل الوحيد‬ ‫لعدم اس��تهالك مواردنا الطبيعية هو‬ ‫أشكال أخرى‬ ‫بالنسبة لمعلوف تفصيل‬ ‫ٍ‬ ‫م��ن الرضا ومصادر أخ��رى من المتعة‬ ‫ككس��ب العلم وتطوير حي��اةٍ داخليةٍ‬ ‫زاخرة‪.‬‬ ‫كما يخش��ى معل��وف على مصير‬ ‫الحري��ة المه��دد بالعن��ف والي��أس‬ ‫والعنصري��ة وذل��ك عل��ى الرغ��م من‬ ‫اإلنجازات الكبيرة التي حققها اإلنسان‬

‫قراءة في كتاب‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪17‬‬


‫�شريعة احلرية‬ ‫فوق �شريعة الغاب‬ ‫على مر الع�صور‬ ‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 19 | )22‬شباط ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫أحمد بقدونس‬ ‫أيها الصامتون‪...‬الدم السوري نبوئة‬ ‫ماردة لطالما حققت شريعة الحرية فوق‬ ‫شريعة الغاب على مر العصور‬ ‫أيه��ا المثقف��ون الصامت��ون‪ ...‬إن‬ ‫كنتم تظنون أن نداءات الحرية ستقف‪...‬‬ ‫وهتاف��ات الكرام��ة لس��وريا س��ترتجف‬ ‫فأبش��ركم‪ ...‬المعج��زات ال تس��قط ‪..‬‬ ‫فال��دم الس��وري ذو نبوئ��ة م��اردة‪...‬‬ ‫لطالم��ا حققت ش��ريعتها فوق ش��ريعة‬ ‫الغاب على مر العصور‪ ...‬ومهما حاولتم‬ ‫الحياد واللعب على المفردات‪...‬فاحتالل‬ ‫النفوس ال يمكن أن يكون تحريرا‬ ‫أنت��م تدرك��ون أن رماديتك��م‬ ‫أصبح��ت غير ق��ادرة عل��ى التنفس‪...‬‬ ‫تتهاوى وتختنق شيئا فشيئا‪ ...‬تذعرون‬ ‫وتبكون‪ ...‬تيئسون وتبحثون عن حلول‬ ‫بائس��ة‪ ...‬وبياض الرهانات على إرادة‬ ‫الشعب تزحف على أعناقكم محسومة‬ ‫بقت��ل رواياتك��م بدق��ة ال متناهي��ة‪...‬‬ ‫ثقاف��ة االس��تبداد والتعتي��م واللع��ب‬ ‫عل��ى أوت��ار الس��يادة الوطني��ة لتبرير‬ ‫ال��دم أصبح��ت غير ق��ادرة على فرض‬ ‫حضورها على مش��اهد الزيف الغائبة‬ ‫أصال عن قلوب الناس‬ ‫أيه��ا المثق��ف الراف��ض المنزوي‬ ‫المتأم��ل الع��اض عل��ى أصابع��ه‪...‬‬ ‫واالخر المنزلق ف��ي المتاهة االعالمية‬ ‫الس��ورية الداع��ي له��ا والراق��ص‬ ‫عل��ى ايقاعته��ا النش��از‪ ..‬او القابع في‬ ‫س��وداويته الوطنية ح��د النخاع الغارق‬ ‫ف��ي هالمي��ات االدعاءات‪...‬أل��م ترجف‬ ‫أوصالك��م من ن��داءات الحري��ة‪ ...‬كيف‬ ‫تواجهون وعي ضمائ��ر أطفالكم حين‬ ‫تنض��ج وتفه��م مواقفك��م‪ ...‬مواق��ف‬ ‫ش��ريحة يفت��رض بوعيه��ا أن يك��ون‬ ‫كونيا‪ ...‬عقلها مؤنث��ا بالجمال‪ ...‬قلبها‬ ‫مشربا بحس الوطنية‪ ...‬فأين قلوبكم‬ ‫وضمائركم عند االنحياز لفساد يسرق‬ ‫الدم من أحضان أبنائنا؟ يسرق األحالم‬ ‫ويقهره��ا بالرص��اص‪ ...‬يعتق��ل حتى‬ ‫الهت��اف أتظن��ون ان رواي��ات الح��س‬ ‫الوطن��ي س��تبقى طويل��ة حت��ى عن��د‬ ‫عامة من يس��معكم؟ انها أغبرة الحيرة‬ ‫ال غير وس��ود النفوس‪...‬س��تأخذ وقتها‬ ‫حتى تنزاح وتنجل��ي‪ ..‬ويذهب االنبهار‬ ‫بش��خصياتكم الالمع��ة‪ ..‬وس��يصبح‬ ‫الفس��اد حينه��ا واقع��ا خ��ارج الواقع‪...‬‬ ‫وحصانا ال يراه��ن عليه‪ ...‬حينها فقط‬ ‫س��تكون س��وريا في زمن غير زمنها‪...‬‬ ‫زم��ن قابل للوق��وف وليس للس��قوط‬ ‫في متاه��ات تأيي��د القتل والفس��اد‪...‬‬ ‫زم��ن ال يليق إال بس��وريا التي تأبى أن‬ ‫تحكمها ش��ريعة الغاب‪ ...‬س��وريا التي‬ ‫كانت س��وريا الشعب قبل سوريا األسد‬ ‫و المثقفي��ن واألبواق العفنة والنداءات‬

‫شهداء‬ ‫سورية‬

‫السلطوية‬ ‫عجلة التغيير تدور حتى في أعمق‬ ‫أعماق ذاكرتكم وس��يبقى في التاريخ‬ ‫أنك��م تراقصت��م عل��ى جث��ة الوط��ن‬ ‫المذبوح بدل أن تقف��وا بجانبه وتنادوا‬ ‫بإس��عافه وف��ك الحصار عن��ه‪ ...‬وهل‬ ‫الجزء في مدينة لنقول أنها أزمة مدينة‬ ‫يتجزأ في الوطن ليخرج عن الكل‬ ‫إن تاري��خ س��وريا كان وس��يبقى‬ ‫مش��كلة كوني��ة بالنس��بة لك��م‪ ...‬فما‬ ‫حصل��ت أي م��ن ادعاءاتك��م عل��ى أي‬ ‫صدى بعد النهوض‪ ...‬وما حصلت فتن‬ ‫طائفي��ة فيها على مر العص��ور‪ ...‬فإن‬ ‫لم تعلموا حقائق الث��ورات في التاريخ‬ ‫فتعلموا‪ ...‬فمن ليس له ماض ليس له‬ ‫حاضر ولن يكون له مس��تقبل‪ ...‬تاريخ‬ ‫سوريا الذي أخرج لألمم جميعها أمجادا‬ ‫قبل أن تطويها يد الغدر بقمع وقتل‪...‬‬ ‫ه��ذا التاري��خ الذي يبدو عائق��ا طبيعيا‬ ‫أم��ام االس��تبداد الحدي��ث‪ ..‬فمفه��وم‬ ‫الحرية والكرام��ة والعزة لطالما ندهت‬ ‫وأصيب��ت بخيب��ات األمل ف��ي تطبيقها‬ ‫على أرض الواقع‪...‬اآلن بعد أن تطاول‬ ‫على س��يادة األرض وبلغ عنان السماء‬ ‫تريدون لها أن تصمت؟‬ ‫أال يؤلمكم دموية كالمكم والسم‬ ‫الذي يقطر في العسل‪ ...‬فهل تقدمون‬ ‫كالمك��م قربانا لخوفك��م‪ ...‬أم ترمون‬ ‫بدم��اء إخوانك��م أضحي��ة ألس��يادكم‬ ‫ك��ي تمطر عليكم كلماته��م بالرضا‪...‬‬ ‫ثقاف��ة الصم��ت أو إمس��اك العصا في‬ ‫المنتص��ف او الوق��وف حت��ى انتص��ار‬ ‫الحص��ان الراب��ح‪ ..‬ثقافة مس��تعصية‬ ‫مهم��ا روج لها‪ ...‬هي ثقاف��ة كرة الثلج‬ ‫أو الخارج��ة عن المتن ف��ي المصطلح‬ ‫المتع��ارف عليه‪ ...‬ثقاف��ة (كيف تؤكل‬ ‫الكت��ف) أصب��ح طعمها دم��ا‪...‬وان كان‬ ‫يحلو لكم اس��تغالل الجماهير للترويج‬ ‫ألنفس��كم فاآلن أنتم تتج��ارون بدماء‬ ‫أبنائك��م‪ ...‬فهل تريدون أن تكونوا في‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)8328‬‬ ‫دمشق‪169 :‬‬ ‫ريف دمشق‪803 :‬‬ ‫حمص‪2978 :‬‬ ‫حلب‪226 :‬‬ ‫حماه‪1092 :‬‬ ‫الالذقية‪373 :‬‬

‫سباق المداحين أمام الدم؟ أم الخائفين‬ ‫في زمن النطق؟‬ ‫إن كنت��م تتريث��ون زم��ن الصمت‬ ‫ك��ي يعلو صوتكم فق��د ولى وانقضى‬ ‫وأصبحنا في زمن النطق‬ ‫أم��ا أنت��م يا أش��باه األدب��اء والكتاب‬ ‫المتطفل��ون عل��ى األدب والثقاف��ة‪...‬‬ ‫فأمثلتك��م كثيرة ومتك��ررة في كل زمن‬ ‫للتغيي��ر‪ ...‬متس��ارعون لب��ث ال��روح في‬ ‫الفس��اد‪ ...‬ونعي الوطن باس��م الخوف‪...‬‬ ‫وإعط��اء جرع��ة اإلنع��اش ف��ي حض��ارة‬ ‫فكرية ح��رة تريد أن تول��د ال أن تموت‪...‬‬ ‫فأفكاركم هش��ة مريضة‪ ...‬وضمائركم‬ ‫ذاوي��ة مرتعش��ة‪ ...‬والتاري��خ لن ينس��ى‬ ‫أب��دا أوس��ع عملياتك��م في االس��تخفاف‬ ‫بمش��اعر وقلوب ودماء الناس المغلوبين‬ ‫على أمره��م باس��م الدفاع ع��ن الوطن‬ ‫فأنت��م تضخون في دماء فس��ادكم دماء‬ ‫أخ��رى أكثر نتان��ة هي دم��اء نفاقكم‪....‬‬ ‫وإن كان��ت الث��ورات م��ن أج��ل الحري��ات‬ ‫والكرام��ات‪ ...‬فه��ي أوال ث��ورات ح��رب‬ ‫للتغيي��ر ف��ي النف��وس‪ ...‬ح��رب مراجعة‬ ‫األنفس والضمائر‪ ...‬فمن لم يرد التغيير‬ ‫س��يزيحه التغيير إلى ورائ��ه ويبقيه في‬ ‫الخلف مع بقية المتعفنين على أفكارهم‬ ‫المتصلبين على واقعهم ال يرون أن وراء‬ ‫التغيي��ر خيرا‪ ...‬ويرس��مون التغيير ش��را‬ ‫لخوفه��م منه‪ ...‬وما هو التغيير إال س��مة‬ ‫الحضارة والنظرة المس��تقبلية‪ ...‬رعشة‬ ‫التغيير ترجف أوصالك��م‪ ...‬فما زلتم من‬ ‫ه��واة الق��اع وتخاف��ون ارتف��اع القمم‪...‬‬ ‫اش��ربوا من انتفاعاتكم واسكروا برائحة‬ ‫الدم المعتق ألبن��اء جيل التغيير‪ ...‬وحين‬ ‫تس��تفيقون م��ن س��كركم س��تغرقون‬ ‫ف��ي ضمائرك��م‪ ...‬فالتغي��ر س��وط على‬ ‫ظهورك��م‪ ..‬فحاس��بو أنفس��كم وأيقظوا‬ ‫ضمائركم‪ ...‬قبل أن تحاسبكم لعنة الدم‬ ‫سقط القناع عن القناع‬ ‫موقع ألف‬ ‫طرطوس‪173 :‬‬ ‫درعا‪927 :‬‬ ‫دير الزور‪290 :‬‬ ‫الحسكة‪78 :‬‬ ‫القنيطرة‪16 :‬‬ ‫الرقة‪43 :‬‬ ‫ادلب‪1011 :‬‬ ‫السويداء‪50 :‬‬

‫من غري كالم‬

‫سعاد يوسف‬

‫تفصلنا عن دوما المس��افة نفس��ها‬ ‫بين الحرية الجريئة والحرية الخجولة‪.‬‬ ‫أحمل حريت��ي الخجول��ة وأطير إلى‬ ‫دوما كلما نادتني ألسمع حكاياتها وأجاهر‬ ‫بحريتي‪.‬‬ ‫قميص��ي األس��ود نفس��ه‪ ،‬واألعالم‬ ‫الت��ي أح��رص بع��د كل مظاه��رة عل��ى‬ ‫غس��لها وكويه��ا وطيها ح��رص العروس‬ ‫على فستان زفافها‪.‬‬ ‫بع��د المظاهرة يب��دأ وق��ت الحكايات‪،‬‬ ‫حكايات أس��معها أنا وصديقاتي وفي عيوننا‬ ‫يرتس��م كل الس��حر الذي يرتسم في عيون‬ ‫األطف��ال عند س��ماعهم ألس��اطير األميرات‬ ‫المتمردات واألمراء الثائرين الذين يصارعون‬ ‫الشر بكل الخير الكائن في العالم‪.‬‬ ‫"م��ا حكينالك��ن ع��ن الصب��ي أب��و‬‫ورقة؟" ‪"-‬مين الصبي أبو ورقة؟؟"‬ ‫صبي في العاش��رة م��ن عمره‪ ،‬ربما‬ ‫كان اب��ن ش��هيد أو أخ��و ش��هيد‪ ،‬في كل‬ ‫ي��وم بع��د انتهاء المدرس��ة ينت��زع ورقة‬ ‫م��ن دفت��ره المدرس��ي‪ ،‬يخب��ئ حقيبت��ه‬ ‫المدرسية في مكان آمن‪ ،‬ويتجه نحو أحد‬ ‫حواجز الجيش في دوما‪.‬‬ ‫طفل س�لاحه ورقة‪ ،‬يش��هرها عاليًا‬ ‫في وج��ه الجنود‪ ،‬ويش��قها من المنتصف‬ ‫ب��كل هدوء‪ ،‬طف��ل اعتاد م��ع أقرانه لعب‬ ‫"م��ن غي��ر كالم"‪ ،‬يص��وغ رغبات��ه ب�لا‬ ‫كلمات‪ ،‬يرس��مها رسماً‪ ،‬لعل أولئك الجنود‬ ‫يتجرؤون على مالمسة حلمه بقلب السحر‬ ‫على الساحر واالنش��قاق ليصبحوا أحراراً‬ ‫كأبي��ه و أخيه‪ ،‬ويس��اعدوه على الخالص‬ ‫والعودة لطفولته اآلمنة ليلعب الـ"من غير‬ ‫كالم" مع أبناء وإخوة الشهداء بينما "حماة‬ ‫الديار" يحرسون األحالم الصغيرة‪.‬‬ ‫‪ 1765‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 6546‬عدد المدنيين‬ ‫‪ 259‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 7491‬عدد الذكور‬ ‫‪ 115‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 444‬عدد األطفال الذكور‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2012 / 2 / 18‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.