Souriatna Issue 26

Page 1

‫ســـوريتنا‬

‫«عندما يقرر العبد أن ال يبقى‬ ‫عبدا فإن قيوده تسقط»‬ ‫غاندي‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪2012/ 3 / 18 | )26‬‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/souriatna‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com souriatna.wordpress.com‬‬

‫ ‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب س��وري حر‬

‫الدم السوري غالي‪..‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪1‬‬ ‫عمل للفنانة فاطمة عبد اهلل لوتة بعنوان شهيد‬


‫مظاهرات دعم للثورة ال�سورية حول العامل‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫تزامنا مع حلول الذكرى األولى الندالع‬ ‫الثورة الس��ورية ش��هدت عدة مدن أوروبية‬ ‫وواش��نطن مظاه��رات ومس��يرات خرج��ت‬ ‫لدعم الثوار السوريين وللتنديد بقمع نظام‬ ‫بشار األسد‪.‬‬ ‫وتظاه��ر ع��دد م��ن أف��راد الجالي��ات‬ ‫الس��ورية والعربية واإلس�لامية أم��ام مقر‬ ‫السفارة الس��ورية في العاصمة األوكرانية‬ ‫كييف قادمين من مختلف المدن األوكرانية‪.‬‬ ‫وحمل المتظاهرون أعالم االس��تقالل‬ ‫وص��ورا لضحاي��ا الث��ورة‪ ،‬وغن��وا أش��هر‬ ‫أناش��يدها‪ ،‬وهتف��وا بالوف��اء لضحاياه��ا‬ ‫والتأيي��د للجي��ش الس��وري الح��ر وكذل��ك‬ ‫لوح��دة الش��عب الس��وري وإع��دام الرئيس‬ ‫األسد ومحاس��بة أعوانه‪ ،‬ونددت صرخاتهم‬ ‫وش��عاراتهم بمواقف دولية عدّوها تس��اند‬ ‫النظ��ام ف��ي عملي��ات قت��ل الش��عب‪ ،‬وفي‬ ‫مقدمتها روسيا والصين‪.‬‬ ‫وتع��د هذه المظاه��رة الكبرى مقارنة‬ ‫بالمظاهرات الس��ابقة المؤي��دة والمعارضة‬ ‫للنظام الس��وري في أوكرانيا‪ ،‬وتميزت عن‬ ‫سابقاتها أيضا بمشاركة واسعة من جاليات‬ ‫عربي��ة وإس�لامية إل��ى جانب أبن��اء الجالية‬ ‫السورية المؤيدين للثورة‪.‬‬ ‫وفي لندن‪ ،‬طافت مسيرة المتظاهرين‬ ‫ش��وارع وسط المدينة حتى وصلت إلى مقر‬

‫الس��فارة الس��ورية‪ ،‬وطال��ب المتظاه��رون‬ ‫المجتم��ع الدولي باتخاذ مواق��ف أكثر جدية‬ ‫لنصرة الشعب السوري‪.‬‬ ‫كما طالبوا الدول العربية واإلس�لامية‬ ‫باتخاذ تدابير أشد تجاه نظام األسد‪ ،‬وشارك‬ ‫ف��ي المظاه��رة ممثل��ون لهيئ��ات إغاثي��ة‬ ‫ومنظمات عربية غير حكومية‪.‬‬ ‫وتظاه��ر مئ��ات م��ن أبن��اء الجالي��ة‬ ‫الس��ورية ف��ي العاصم��ة األلماني��ة برلين‪،‬‬ ‫وردد المتظاه��رون ش��عارات تؤك��د وح��دة‬ ‫الش��عب الس��وري بمختلف أطيافه‪ ،‬ورفعوا‬ ‫الفت��ات تطالب بالحري��ة وتندد بما أس��موه‬ ‫حصار المدن الس��ورية وممارسة العنف من‬ ‫قبل السلطة ضد المتظاهرين هناك‪.‬‬ ‫وخ��رج آالف األش��خاص ف��ي مظاهرة‬ ‫بالعاصمة الفرنس��ية باري��س لدعم الثورة‬ ‫الس��ورية وللتنديد بما يمارسه نظام األسد‬ ‫من قمع للمحتجين في سوريا‪.‬‬ ‫وشارك في المظاهرة سوريون وعرب‬ ‫وأجان��ب‪ ،‬ورف��ع المتظاهرون الفت��ات تدعو‬ ‫إلى وقف قتل األبرياء في س��وريا ومحاكمة‬ ‫بشار األسد وأركان نظامه‪ ،‬ودعوا الحكومة‬ ‫الفرنسية إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددا ضد‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫وفي مدينة ديار بك��ر التركية تظاهر‬ ‫مئات األك��راد وبينهم أعض��اء في منظمات‬

‫جانب من المظاهرة التي شهدتها العاصمة األوكرانية كييف‬

‫غي��ر حكومية‪ .‬وقال المتظاهرون إن النظام‬ ‫البعث��ي الحاك��م في س��وريا يرتكب مذبحة‬ ‫ومج��زرة مروعة بحق المدنيي��ن‪ ،‬وإن عليه‬ ‫وق��ف إراق��ة الدم��اء وإنه��اء ه��ذه المجزرة‬ ‫الت��ي ال يمك��ن الس��كوت عليه��ا‪ ،‬حس��ب‬ ‫تعبيرهم‪ .‬وطالبوا بدعم الثوار الس��وريين‬ ‫وانتفاضته��م‪ ،‬وعدّوا التفرج على ما يحدث‬ ‫جريمة أخرى بحق الشعب السوري‪.‬‬

‫‪� 10130‬شهداء الثورة ال�سورية يف عام‬ ‫وحم�ص تت�صدر القائمة‬

‫وثقت الشبكة السورية لحقوق‬ ‫اإلنسان في لندن‪ ،‬بالتعاون مع أكثر من‬ ‫‪ 100‬كيان ثوري وتنيسقي في الثورة‬ ‫السورية من شركاء الشبكة‪ ،‬بشكل دقيق‬ ‫عدد شهداء الثورة السورية غداة انقضاء‬ ‫عام كامل على انطالقتها‪.‬‬ ‫ووزعت الشبكة السورية ملف ‪pdf‬‬ ‫يمثل قائمة شاملة بأسماء الشهداء من‬ ‫المدنيين والعسكريين على حد سواء‪،‬‬ ‫ومعظم التفاصيل التوثيقية الخاصة بهم‪،‬‬ ‫كما يظهر في الصفحات األولى منه الرسوم‬ ‫البيانية لتوزع الشهداء حسب المحافظات‪.‬‬ ‫وتعتمد الشبكة السورية لحقوق‬ ‫اإلنسان معايير صارمة في التوثق من أي‬ ‫معطى قبل إدراجه من خالل التحقق من‬ ‫شخصين اثنين ال يعرفان بعضهما عن ذلك‬ ‫َ‬ ‫المُعطى قبل اعتماده في قائمة الشهداء‪.‬‬ ‫كما تحتفظ الشبكة السورية لحقوق‬ ‫اإلنسان بآالف الصور والملفات المصورة‬ ‫واإلفادات الخطية عن كل التفاصيل الواردة‬ ‫بخصوص أي من الشهداء المدنيين أو‬ ‫العسكريين الواردين في القائمة المرفقة‬ ‫وفق أدق المعايير الدولية في توثيق‬ ‫انتهاكات حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وجاء ملخص إحصائية عدد شهداء‬ ‫الثورة السورية خالل عام يمتد من ‪-18‬‬ ‫‪ 2011-03‬وحتى تاريخ ‪ ،2012-03-17‬كما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫العدد اإلجمالي‪10130 :‬‬ ‫األطفال‪676 :‬‬ ‫يتوزعون إلى‪:‬‬ ‫طفل‪541 :‬‬ ‫طفلة‪135 :‬‬ ‫نساء‪520 :‬‬ ‫تحت التعذيب‪368 :‬‬

‫العسكريون‪ ، 753 :‬سواء من القوات‬ ‫العسكرية أو األمنية الموالية للنظام أو‬ ‫الجنود المنشقين أو الجنود الذين رفضوا‬ ‫إطالق النار والذين تمكن أعضاء الشبكة‬ ‫السورية لحقوق اإلنسان من توثيق‬ ‫أسمائهم وحوادث قتلهم من خالل الهويات‬ ‫العسكرية أو األمنية التي كانت بحوزتهم‬ ‫لدى استشهادهم‪.‬‬ ‫ويتوزع الشهداء على المحافظات‬ ‫السورية كما يلي‪:‬‬ ‫حمص ‪3767 :‬‬ ‫إدلب ‪1495 :‬‬ ‫حماة ‪1381 :‬‬ ‫درعا ‪1165 :‬‬ ‫ريف دمشق ‪936 :‬‬ ‫دير الزور ‪396 :‬‬ ‫الالذقية ‪314 :‬‬ ‫دمشق ‪237 :‬‬ ‫حلب ‪218 :‬‬ ‫الحسكة ‪72 :‬‬ ‫طرطوس ‪63 :‬‬ ‫القنيطرة ‪46 :‬‬ ‫الرقة ‪27 :‬‬ ‫السويداء ‪13 :‬‬ ‫وتذكر الشبكة السورية لحقوق‬ ‫اإلنسان أن هذه الخالصة تمثل ما تمكنت‬ ‫الشبكة من توثيقه بالتعاون مع أكثر من‬ ‫‪ 2000‬ناشط حقوقي على األرض‪ ،‬وأكثر‬ ‫من ‪ 100‬كيان ثوري وتنسيقي للثورة‬ ‫السورية في الداخل السوري‪ ،‬أما ما لم‬ ‫نستطع الوصول إليه بسبب التضييق األمني‬ ‫والمالحقة وارتكاب مجازر وسط انقطاع‬ ‫االتصاالت الكاملة عن بعض المناطق التي‬ ‫حدثت وتحدث فيها تلك المجازر‪ ،‬فهو يجعل‬ ‫العدد مرشحًا لالرتفاع بشكل أكبر مما هو‬

‫مدرج أعاله بكثير كما حصل في اعتصام‬ ‫الساعة في مدينة حمص بتاريخ ‪-04-18‬‬ ‫‪ 2011‬والذي راح ضحيته ما ال يقل عن ‪400‬‬ ‫شخص‪ .‬وهناك الكثير من الشهداء لم يتم‬ ‫توثيقهم حتى اللحظة‪ ،‬وال زالوا يُحتسبون‬ ‫في عداد المفقودين‪.‬‬ ‫وأيضًا كما حصل في اجتياح حماه في‬ ‫شهر أغسطس من العام ‪ 2011‬حيث تم‬ ‫دفن العشرات من الجثث في حدائق المنازل‬ ‫دون التمكن من التحقق من هوياتها قبل‬ ‫دفنها بسبب الظروف األمنية حينئذٍ‪.‬‬ ‫وحملت الشبكة السورية لحقوق‬ ‫اإلنسان مسؤولية كل أفعال القتل‬ ‫والتعذيب والمجازر التي حدثت في سوريا‬ ‫إلى رئيس الدولة في سورية والقائد العام‬ ‫للجيش والقوات المسلحة بشار األسد‬ ‫باعتباره المسؤول األول عن إصدار األوامر‬ ‫بتلك األفعال‪.‬‬ ‫وتعتبر الشبكة كافة أركان النظام‬ ‫السوري التي تقود األجهزة األمنية‬ ‫والعسكرية شريكة مباشرة في تلك‬ ‫األفعال‪ ،‬وتطالب مجلس األمن الدولي‬ ‫بتحمل مسؤولياته بشكل صادق وعدم‬ ‫العمل بمعايير مزدوجة والقيام بإحالة كل‬ ‫من أولئك المسؤولين عن ارتكاب جرائم‬ ‫ضد اإلنسانية في سوريا إلى المحكمة‬ ‫الجنائية الدولية دون أي تأخير أو مماطلة‬ ‫أسوة بالتحرك السريع الذي تم اتخاذه رداً‬ ‫على ما ارتكب من جرائم ضد اإلنسانية في‬ ‫سياق الثورة الليبية‪ ،‬والتي من الجلي أنها‬ ‫لم تعد تختلف قيد أنملة عما جرى ويجري‬ ‫في سوريا على مرأى ومسمع من العالم‬ ‫الذي لم يستطع االنعتاق من صمته المريب‬ ‫عما يجري في سوريا‪ ،‬كما عبّرت الشبكة‬ ‫السورية‪.‬‬

‫ونظم��ت الجالي��ة الس��ورية والعربية‬ ‫ف��ي العاصم��ة األميركي��ة واش��نطن وقفة‬ ‫احتجاجي��ة أمام البيت األبي��ض للتعبير عن‬ ‫دعمها للثورة الس��ورية الت��ي أكملت عامها‬ ‫األول‪ ،‬وق��د رف��ع المتظاه��رون ش��عارات‬ ‫تطالب إدارة الرئيس األميركي باراك أوباما‬ ‫بالتحرك سريعا لحماية الشعب السوري مما‬ ‫يتعرض له على يد النظام‪.‬‬

‫امل�صابون ال�سوريون‬ ‫يف لبنان‪ ..‬جروح‬ ‫متعفنة وموت بطيء‬ ‫أكد نشطاء أن الجرحى السوريين‬ ‫الذين تم نقلهم إلى لبنان يعانون من‬ ‫ظروف سيئة جدا ومن انعدام كامل للعناية‬ ‫الطبية‪ ،‬وبحسب شهادات وصلت للناشط‬ ‫هادي العبد اهلل‪ ،‬استشهد أحد الجرحى‬ ‫عل باب مستشفى معروفة بسبب رفض‬ ‫طاقمها تقديم المساعدة الطبية له إال‬ ‫بعد دفع مبلغ كبير‪ ،‬وتابع الناشط‪" :‬ال يتم‬ ‫تغير ضمادات جروح المرضى في بعض‬ ‫المستشفيات الحكومية إال كل ‪ 5‬أو ‪ 6‬أيام‬ ‫وبعد معاناة واستغاثات‪ ،‬وبعض الجرحى‬ ‫مازال رغم مرور ‪ 10‬أيام بمالبسهم التي‬ ‫أصيبوا بها والدماء عليها"‪ ،‬وأشارت عدة‬ ‫شهادات إلى إصابة جروح جرحى بالتعفن‬ ‫النعدام الرعاية الطبية‪ ،‬باإلضافة إلصابة‬ ‫البعض بعاهات دائمة ‪ -‬شلل باألطراف ‪.-‬‬ ‫وأكد العبد اهلل انه وصل إلى‬ ‫مستشفى في طرابلس قبل أيام ‪ 3‬نساء‬ ‫من حمص‪ ،‬تركن لساعات دون أي رعاية‬ ‫طبية وال حتى غطاء يقهن البرد الشديد‪،‬‬ ‫وبعد جهود مضنية تم تقديم لهن بعض‬ ‫الرعاية الطبية‪ ،‬وأرجع السبب إلى أمرين‬ ‫األول سرقة بعض الهيئات واألشخاص‬ ‫لألموال التي ترسل من أجل إغاثة الجرحى‪،‬‬ ‫حيث تقوم بعض الهيئات بتصوير الجرحى‬ ‫ثم "الشحادة" عليهم‪ ،‬وبعد ذلك تختفي‬ ‫األموال‪ ،‬وتابع العبد اهلل‪" :‬أقول لهذه‬ ‫الهيئات ولهؤالء األشخاص إن لم يتم تدارك‬ ‫الموضوع وبالسرعة القصوى فسوف أقوم‬ ‫بكشف الستار عن كل شيء وأسمي األشياء‬ ‫بمسمياتها"‪.‬‬ ‫وقدم الناشط مثال على اإلهمال‬ ‫الطبي بالصوت والصورة وقال‪" :‬طبعا‬ ‫األمثلة للجرحى الذين كانوا ضحية اإلهمال‬ ‫الطبي وسرقة األموال كثيرة جدا والمشافي‬ ‫اللبنانية تعج بها"‪...‬‬


‫البنت ذات ال�سرتة النهدية‬ ‫راشد عيسى‬

‫عام على ثورة الشعب السوري‪ .‬أكثر من ثمانية آالف وخمسمائة شهيد ومائة‬ ‫ألف معتقل شهيد وما ال يمكن إحصاؤه من أعداد الجرحى‪ .‬وبحسبة بسيطة‪ ،‬إذا‬ ‫وضعنا متوس��ط عش��ر عالقات قرابة وصداقة حميمة لكل شهيد ومعتقل شهيد‬ ‫وجريح ش��هيد فنحن بصدد بلد حزين‪ ،‬لم ينج من مرارة الحزن فيه إال العصابة‬ ‫الحاكمة وقلة من النفوس الميتة التي تمثلها في القنوات الفضائية‪.‬‬ ‫لك��ن ف��راغ قلوب ه��ذه العصاب��ة وموتى الضمير م��ن الح��زن ال يعني أنها‬ ‫مطمئن��ة كقلب أم موس��ى؛ بل محتل��ة بالقلق وإن بدت على غي��ر ذلك؛ حيث ال‬ ‫وجود لشيء اسمه الفراغ في هذا العالم‪.‬‬ ‫الفداحة اإلنس��انية لكل م��ا جرى خالل العام في س��ورية جعلت من ثورتها‬ ‫الث��ورة األق��وى بين ث��ورات الع��رب‪ ،‬ولم يكتم��ل الع��ام إال وقد تأك��دت الفرادة‬ ‫التاريخية له��ذه الثورة؛ حيث عرف العالم ثورات تحس��مها العواصم أو األطراف‪،‬‬ ‫الفقراء أو البرجوازية‪ ،‬الش��عب أو حفنة عس��كر يؤيدها الشعب ً‬ ‫الحقا‪ .‬كما عرف‬ ‫العالم ثورات قائمة على توازن القوى الداخلي وأخرى تتعرض لبعض التداخالت‬ ‫الخارجية‪ ،‬بينما تشمل الثورة السورية كل الخريطة وكل القوى ويعرقلها العالم‬ ‫مجتمعًا‪.‬‬ ‫باألم��س كتب عب��د الوهاب بدرخان بجري��دة الحياة عن هذا الع��ام الثقيل‪،‬‬ ‫وهل بقي حامل قلم لم يكتب في هذه المناسبة التعيسة؟!‬ ‫حتى أصحاب النفوس الميتة يكتبون عن ثقل العام‪ .‬بدرخان ليس من بينهم‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬وبرأيه أن العام لم يجعل الش��عب الس��وري يتعلم جديدًا أكثر مما كان‬ ‫يعرف��ه عمن يحكمون��ه‪ ،‬لكن النظام تعلم خالل هذا العام الكثير عن ش��عب لم‬ ‫يكن يعرفه‪ .‬الجملة جميلة والمفارقات والتضادات تضيء األس��لوب‪ ،‬لكن الواقع‬ ‫يضعنا أمام تساؤل المعنى في نصف المفارقة التي اجترحها بدرخان‪.‬‬ ‫نعم‪ .‬الش��عب كان يعرفهم تمامًا‪ ،‬ومن المؤك��د أن الذين ثاروا يعرفون أية‬ ‫عصابة تختطف بالدهم‪ ،‬وإذا جاز أن نحسب المشاعر كميًا فإن أحزان السوريين‬ ‫خالل عام ليست أكبر من رعبهم طوال حكم األب واإلبن‪ .‬ولهذا يستمر السوريون‬ ‫ف��ي دفع الثمن على فداحته‪ .‬ما ال يمكن أن نوافق بدرخان عليه هو اعتقاده بأن‬ ‫عصاب��ة الحكم تعلمت ش��يئًا‪ .‬لو تعلمت ما واصلت العي��ش في رواية خيالية وما‬ ‫ضاعفت من جرائمها التي تقلل فرص نجاتها يومًا بعد يوم‪.‬‬ ‫ليس��ت للنظ��ام عين فت��رى‪ ،‬وال لذراعه اللبناني��ة التي أصابه��ا الخدر جراء‬ ‫المعضلة السورية‪ ،‬إذ ال يزال حسن نصر اهلل يصر على أن سقوط النظام رهان‬ ‫مستحيل!‬

‫سالي حمدان | الى أطفال كرم الزيتون‬

‫القدس العربي ‪2012 / 3 / 16‬‬

‫أسبوعية‬

‫***‬ ‫درس ال��دم الح��ار في س��ورية اآلن‪ ،‬هو درس نزيز الدم اله��ادىء والتهريج‬ ‫السياس��ي اللئي��م في مصر واليمن وتونس وليبيا وه��و درس اإلظالم التام في‬ ‫البحرين‪ .‬ال أحد س��يحمل عن الش��عوب أحالمها‪ .‬ومن يرى مشاورات في مجلس‬ ‫األم��ن أو مندوبًا أمميًا في دمش��ق علي��ه أن يفهم أن القطران الذي يس��كبون‬ ‫هدفه مزيد من إحراقنا بسخونته وإعاقتنا بلزوجته وليس تمهيد الطريق‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫***‬ ‫الطغ��اة ف��ي العادة ال يتعلمون‪ .‬بع��د التأله ال يعودون يحس��ون بالخطر في‬ ‫مواجهة ش��عب أو في مواجهة عدو متفوق‪ .‬وبعد الصعود إلى س��لم المش��نقة ال‬ ‫تمكــــــنن��ا إعادته��م إل��ى الحياة لكي نس��ألهم إن كانوا قد خاف��وا موتهم أم ال‪،‬‬ ‫مثلــــما ال يمكننا أن نس��ترجع ش��هيدًا أو نعيد األعضاء المبـــــتورة من جســــد‬ ‫مصاب بمجرد التفاف الحبل على رقبة طاغية مجنون أو انطالق رصاصة باتجاه‬ ‫رأسه أو انتصاب خازوق باتجاه دبره‪.‬‬ ‫ولك��ن الس��بب األهم من جن��ون التأله‪ ،‬ال��ذي يمنع الطغاة م��ن الفهم‪ ،‬هو‬ ‫كونه��م ل��م يكونوا ف��ي يوم من األي��ام ث��وارًا‪ ،‬وبالتالي فهم يجهلون نفس��ية‬ ‫اإلنسان الثائر‪.‬‬ ‫يص��ل بعضه��م إلى الحك��م بالغلبة ألنه��م مغامرون‪ ،‬يقام��ر الواحد منهم‬ ‫بحيات��ه مرة واحدة فيكس��ب مثلما كس��ب صدام واألس��د األب والقذافي‪ ،‬ويصل‬ ‫بعضهم بالميراث واأليلولة‪ ،‬مثلما ورث مبارك س��لفه العسكري السادات ومثلما‬ ‫ورث بش��ار أباه‪ .‬وليس لدى المقامر الغالب وال للوارث الكس��ول ما لدى اإلنس��ان‬ ‫الثائر من إحس��اس بالتس��امي يجعل مصافحة أخطر متعة تشبه متعة التصعيد‬ ‫الجسدي‪ .‬هذه الطاقة النفسية ال توصف بل تعاش‪ .‬وهي التي ستمضي بالثورة‬ ‫السورية في طريقها‪.‬‬ ‫وإذا كان ع��ام م��ن الثورة قد مضى دون أن يزداد الش��عب الس��وري معرفة‬ ‫بحكام��ه ودون أن يزداد الحكام جهال بش��عبهم؛ فإن ما يجب أن تكون الش��عوب‬ ‫العربي��ة قد تعلمته هو ض��رورة االلتفاف حول ثوراتها لحماي��ة حلم الحرية في‬ ‫عال��م لي��س أفضل ح��ا ًال من��ا؛ إذ تحكمه القبض��ات العارية في الصين وروس��يا‬ ‫والقبضات المخفية داخل قفازات الحرير في الغرب‪.‬‬

‫أوجاع وطن ‪. .‬‬

‫عزت القمحاوي‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬

‫من بين كل صور مجزرة كرم الزيتون ظلت في رأسي صورة البنت‬ ‫ذي السترة النهدية‪ ،‬طغى لون السترة على كل شيء‪ .‬رحت أتجنب النظر‬ ‫إلى الجانب األيمن من وجه الطفلة‪ ،‬حيث كان الدم‪ ،‬والرعب‪ ،‬لم أقوَ على‬ ‫ذلك‪ .‬رحت أحدق في السترة النهدية‪ ،‬وفي ما تبقى من وجه الصغيرة‪ .‬آآخ‬ ‫يا ابنتي‪ .‬منذ متى لم تذهبي إلى المدرسة؟ منذ متى لم تمدي ذراعك أو‬ ‫تط ّلي برأسك من الشبّاك خوفًا من قذيفة؟ منذ متى لم تسقي شجرة‬ ‫الزيتون التي زرعها أبوك ألجلك؟‪ ..‬منذ متى؟ وأعرف أن ألسئلتي جوابًا‬ ‫واحداً‪ ،‬هو أن القاتل أراد استعجال إرسالك إلى السماء‪ .‬وبالطبع ال يمكن‬ ‫سؤال القاتل لماذا هو متعطش للدم إلى هذا الحد أو ذاك‪.‬‬ ‫فقط أتذكر تلك القصيدة التي تتحدث عما جال في خاطر الطفل‬ ‫محمد الدرة قبيل مقتله «»يتذكرُ فهداً رآهُ على شاشةِ التلفزيون‪ ،‬فهداً‬ ‫يفترسهُ‪.‬‬ ‫قويًا يُحاصرُ ظبيًا رضيعًا‪ .‬وحين دنا منه ّ‬ ‫شمَ الحليبَ‪ ،‬فلم ِ‬ ‫كأن الحليبَ يُر ِّوضُ وحشَ الفالةِ»‪ .‬فما الذي يروّضك أيها القاتل إذا لم‬ ‫َّ‬ ‫يستطع الحليب‪ ،‬والسترة النهدية والطفلة ذات الوجه الحنطي؟‬ ‫ها أنت تعرف القاتل إذاً؟ أعرفه مثلما أعرف تعاريج ّ‬ ‫كفي‪ ،‬كما‬ ‫تعرفونه جميعاً‪ .‬وإن حدث ولم نتفق‪ ،‬يمكن القول‪ :‬حتى لو اختلفنا حول‬ ‫هوية القاتل فإننا نعرف جيداً من الذين يقتلون‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ماذا يعني أن يقتل أكثر من خمسمئة طفل ينتمون جميعا إلى‬ ‫األحياء الناهضة في وجه النظام؟ أهذا هو الدرس؛ احرق كل شيء‪ ،‬وابدأ‬ ‫باألطفال؟! هذا يعني أن القاتل لن يهادن أبداً‪ ،‬فإما قاتل أو مقتول‪.‬‬ ‫لكننا نعرف أيضًا درسًا آخر‪ ،‬نعرف أن هؤالء األطفال الذين صارت‬ ‫«إسقاط النظام» ألهيتهم المفضلة كبروا قبل الموعد‪ ،‬ولن ينسوا ما‬ ‫رضعوه من قذائف وراجمات صواريخ ومآذن تتهاوى تحت القصف وبشر‬ ‫يداسون في الطرقات وأتراب يُغتصبون ويذبحون بال هوادة‪ .‬نعرف أن‬ ‫هؤالء لن ينسوا أو يغفروا‪.‬‬ ‫انظروا إليهم اليوم في حي الميدان أطفا ًال يشاغلون خصومهم القتلة‬ ‫المدججين أثناء خروجهم االعتيادي من المدارس‪ ،‬انظروا إليهم يحيّرون‬ ‫خصومهم‪ ،‬ويواجَهون بالرصاص والغازات المسيلة للدموع واالعتقال‪،‬‬ ‫انظروا إليهم تجدوهم الدرس اآلخر والمستقبل‪ .‬تعرفون حينها لماذا‬ ‫يُقتل األطفال في بالدنا بال رحمة‪.‬‬

‫در�س الثورة‬

‫‪3‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫الثورة ال�سورية تطف�أ �شمعتها الأوىل‪..‬‬ ‫�أكرث من ن�صف الك�أ�س امتلأ‪..‬‬ ‫والفارغ �سيمتلأ قريب ًا‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫ع��ام مض��ى عل��ى ث��ورة الحري��ة‬ ‫والكرام��ة‪ ،‬نقف الي��وم تنازعنا عوامل‬ ‫الضعف والقوة‪ ،‬ونوازع األمل واإلحباط‪،‬‬ ‫ومش��اعر الفرح والغضب‪ ،‬وكنت عقدت‬ ‫الع��زم على كتاب��ة ملفٍ تح��ت عنوان‬ ‫"بانوراما الثورة السورية" لرصد وتأريخ‬ ‫عام على نهوض الشعب السوري‪ ،‬لكن‬ ‫ٍ‬ ‫ه��ذا العم��ل قام��ت وتقوم ب��ه بجدارة‬ ‫الكثير من مواق��ع التواصل االجتماعي‬ ‫والمنظمات الحقوقية‪ ،‬وليس لي ادعاء‬ ‫صنع��ة األدب ألكتب عن ث��ورةٍ أضحت‬ ‫منه ًال لألدباء والمفكرين ش��أنها ش��أن‬ ‫الثورة الروسية أو الفرنسية‪ ،‬فالمالحم‬ ‫التي س��طرها الش��عب الس��وري نقلت‬ ‫تصني��ف الث��ورة أكاديمي��ًا م��ن خان��ة‬ ‫الربيع العربي أو ربيع أوروبا الش��رقية‬ ‫لتضعها ف��ي مصاف الثورات المفصلية‬ ‫في التاري��خ الحديث‪ ،‬حت��ى أنها جنحت‬ ‫بها إلى ميثولوجيا عالم اآللهة وأنصاف‬ ‫اآللهة‪ ،‬من هنا عكفت على اس��تعراض‬ ‫أع��داد "س��وريتنا" الماضي��ة لتقودن��ي‬ ‫افتتاحي��ة "ليل��ى الس��مان" والت��ي أتت‬ ‫ً‬ ‫مكلل��ة بعنوان "من قال أننا لم ننتصر"‬ ‫لبح��ث مكتس��بات الثورة عل��ى الصعيد‬ ‫االجتماعي والنفس��ي‪ ،‬فخالفًا للش��ائع‬ ‫عن��د المؤرخي��ن أن "عدداً من الس��نين‬ ‫ه��ي بحس��اب التاري��خ طرف��ة عي��ن"‬ ‫تأتي س��ن ٌة على الثورة السورية وعلى‬ ‫الصعي��د االجتماعي بال��ذات دهراً وألف‬ ‫سنةٍ مما تعدون عاش الشباب السوري‬ ‫فيه��ا أعماراً تضاف إل��ى عمرهم وعمر‬ ‫األجي��ال المقبلة‪ .‬ولن��ا أن نرصد الثورة‬ ‫الس��ورية بحد ذاتها كظاهرةٍ إنسانيةٍ‬ ‫عام��ة‪ ،‬ونرص��د قضي��ة الش��عب الثائر‬ ‫كتجربةٍ تاريخيةٍ خاصة‪.‬‬ ‫قبل ع��ام كان��ت الثورة الس��ورية‬ ‫مازالت عند فجره��ا‪ ،‬وكان األفق مازال‬ ‫معتم��ًا م��ن حولها‪ ،‬ول��م يك��ن الخيط‬ ‫األبي��ض ق��د اس��تبان بعد م��ن الخيط‬ ‫األس��ود فيه��ا‪ ،‬كان نجاح الث��ورة وارداً‪،‬‬ ‫وكان ضربه��ا وارداً أيضاً‪ .‬ومنذ اللحظة‬ ‫األولى أدرك الشعب السوري أن التغيير‬ ‫ل��ن يك��ون ب�لا تكالي��ف وأعب��اء‪ ،‬لكن‬ ‫األم��م العظيم��ة ال تس��تطيع الته��رب‬ ‫م��ن ضرائبه��ا‪ .‬وضرائب األم��م ـ خالفًا‬ ‫لضرائ��ب األف��راد ـ يدفعه��ا الق��ادرون‬ ‫عليه��ا قب��ل المكلفين به��ا ـ ألن توزيع‬ ‫ضرائ��ب األم��م ال يحس��ب عل��ى وعاء‬ ‫الث��روة المالي��ة‪ ،‬ولك��ن بحس��ب عم��ق‬ ‫التجرب��ة الحضاري��ة‪ ،‬فالثورة أش��به ما‬ ‫انفج��ار هائل��ة‪ ،‬تجيء‬ ‫تك��ون بعملي��ة‬ ‫ٍ‬ ‫بع��د أن يك��ون ش��عب من الش��عوب أو‬ ‫أمة م��ن األمم‪ ،‬ق��د تحمل��وا بأكثر مما‬ ‫تحتمل��ه طاقته��م اقتصادياً وسياس��يًا‬ ‫وفكري��ًا‪ ،‬وه��م ف��ي عملي��ة االنفج��ار‬ ‫يحطمون لي��س قيودهم وسالس��لهم‬ ‫فقط ولك��ن كل الحدود والس��دود‪ ،‬ثم‬ ‫يحاول��ون وضع أس��اس مختل��ف جديد‬ ‫س��يد وحر‪ ،‬وعن تفسير صوفي متقدم‬

‫"للس��هروردي الشهيد" لس��ورة قريش‬ ‫ننق��ل‪ :‬ق��ال تعالى في س��ورة قريش‪،‬‬ ‫باس��م اهلل الرحمن الرحي��م "فليعبدوا‬ ‫ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع‪،‬‬ ‫وآمنه��م من خوف" يوم ال يحفظ الولي‬ ‫األنف��س وحرماته��ا وقوته��ا ينبت اهلل‬ ‫كل ي��وم ثائراً‪ ،‬ولو كان "الس��هروردي"‬ ‫في ٍ‬ ‫عصرن��ا لكان له بحق ه��ذا النظام‬ ‫كلمة‪ ،‬نظامٌ يس��تمد قوته من أجهزته‬ ‫األمني��ة وم��ن هن��ا مص��در ضعف��ه‪،‬‬ ‫واختالل ش��رعيته‪ ،‬ال يستطيع مواجهة‬ ‫ش��عبه إال باألجهزة األمنية والمخابرات‬ ‫مس��تعم ًال القم��ع الش��ديد للتضيي��ق‬ ‫عل��ى حرية ال��رأي‪ ،‬بانتخاب��ات مزورة‪،‬‬ ‫وإع�لام فاس��د‪ ،‬نظ��امٌ غي��ر ش��رعي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وانقالبٌ مس��تمر على المجتمع‪ .‬فشل‬ ‫ف��ي كل المج��االت االجتماعية "فال هو‬ ‫حق��ق التنمي��ة االقتصادي��ة‪ ،‬وال ضمن‬ ‫الحريات السياسية‪ ،‬وال صان االستقالل‬ ‫الوطني‪ ،‬وال احترم أو اس��تطاع التعامل‬ ‫مع التعددية االجتماعية والثقافية"‪.‬‬ ‫* إن أول بش��ائر ومكتسبات الثورة‬ ‫السورية كانت عودة الشاب إلى الشارع‬ ‫ومشاركتهم بالهم العام والتغيير فبعد‬ ‫تجربة الثمانينات المؤلمة تلقن الشبان‬ ‫عن آبائهم قاعدة "اصمت تس��لم" لكن‬ ‫الجرح الذي نكأ في درعا قلب المعادلة‪،‬‬ ‫ووعى الش��عب الس��وري أن السياس��ة‬ ‫ليس��ت للسياس��يين فق��ط وأن مطالب‬ ‫الحرية والكرامة مطالب إنس��انية تأخر‬ ‫الس��وريون ع��ن نيله��ا كثي��راً فالذي��ن‬ ‫خرجوا في س��وريا أن��اس عاديون‪ ،‬غير‬ ‫مثقفين في عمومهم‪ ،‬وغير مرتبطين‬ ‫بأحزاب سياس��ية وال ح��ركات دينية‪ .‬إن‬ ‫اإلهانة العميقة التي كان يستش��عرها‬ ‫المواط��ن الس��وري الع��ادي ويح��اول‬ ‫تناس��يها‪ّ ،‬‬ ‫حفزت وراكمت داخله أسباب‬ ‫التفجّ��ر الق��ويّ ضدّ نظام االس��تبداد‬ ‫البعث��ي‪ .‬بالطب��ع س��اهمت الجماع��ات‬ ‫الحقوقية والنشطاء السياسيون ووجوه‬ ‫ثقافية معارضة عل��ى مدى عقود‪ ،‬في‬ ‫الحفاظ على جوهر أخالقيّ وسياسيّ‬ ‫رصين‪ ،‬عب��ر رفض التالؤم م��ع الحالة‬ ‫غير اإلنسانية التي عانى منها المجتمع‬ ‫الس��وري هك��ذا ّ‬ ‫تمك��ن ش��بان غي��ر‬ ‫سياس��يين من إحداث تحويل سياس��ي‬ ‫غير مس��بوق في س��وريا‪ .‬ومم��ا يلفت‬ ‫االنتب��اه أن مس��توى الوعي السياس��ي‬ ‫لهؤالء المفتقرين إلى الخبرة السياسية‬ ‫الكالس��يكية‪ ،‬وربما نتيجة براءتهم من‬ ‫ه��ذه الخبرة "القديمة" التي وصلت إلى‬ ‫حدود اليأس وفق��دان األمل بأيّ تغيير‬ ‫ممك��ن في س��وريا‪ ،‬قد حفزته��م أكثر‬ ‫على حيوية يفتقر إليها الجيل القديم‪.‬‬ ‫* أم��ا عل��ى الصعي��د الثقافي فقد‬ ‫كانت هذه الثورة ثورة معرفية بامتياز‪،‬‬ ‫فبع��د عقود م��ن الي��أس والتغييب فتح‬ ‫الش��عب الس��وري أبوابه لري��اح الثقافة‬

‫وهنا عم��ت الفائ��دة عل��ى المعارضين‬ ‫والموالين‪ ،‬فم��ع الحاجة للتواصل ونقل‬ ‫التسجيالت والمعلومات تطورت الثقافة‬ ‫المعلوماتي��ة ل��دى المواطني��ن عموم��ًا‬ ‫ول��دى الش��باب خصوص��ًا‪ ،‬كم��ا اتجهت‬ ‫المناقش��ات بي��ن الش��بان باتج��اه الهم‬ ‫الوطني تطبيقًا عملي��ًا للقاعدة القائلة‬ ‫أن مناخ الحرية هو الحافز األكبر للثقافة‬ ‫بمختلف أشكالها‪ ،‬ولم يعد صدور قانون‬ ‫أو مرسوم تشريعي يمر عرضًا بل تحول‬ ‫إل��ى م��ادةٍ للحوار والخ�لاف واالختالف‪،‬‬ ‫وأع��اد الس��وريون ق��راءة تاريخه��م‬ ‫واكتشفوا وطنًا مختلفًا‪ ،‬ذلك أن األنظمة‬ ‫الديكتاتورية تستطيع‪ ،‬في آن واحد‪ ،‬أن‬ ‫تفس��د الماضي والحاضر والمس��تقبل‪:‬‬ ‫الماض��ي بأن ت��زوّر كتابت��ه‪ ،‬والحاضر‬ ‫بإخضاع��ه للفق��ر والقهر والمس��تقبل‬ ‫بجعله رهي��ن التهديد بالح��رب األهلية‬ ‫والفوضى الش��املة التي تصير هي‪ ،‬ال‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬بدي ًال لس��لطة االستبداد‬ ‫العسكري والفئوي‪ .‬ولم تقتصر مغامرة‬ ‫استكش��اف س��وريا تاريخياً ب��ل تعدتها‬ ‫لتدخ��ل الجغرافيا‪ ،‬فمع عه��ود اإلهمال‬ ‫والتركيز على المدينتين الرئيس��يتين‪،‬‬ ‫غاب��ت ع��ن المش��هد اإلعالم��ي بقي��ة‬ ‫المناطق الس��ورية‪ ،‬ول��دت الثورة ليرى‬ ‫ً‬ ‫خريط��ة جدي��دة وع��رف‬ ‫الس��وريون‬ ‫الس��وريون "تلبيسه والرستن والقورية‬ ‫والدرباس��ية وبص��رى الحرير وجاس��م‬ ‫وطيبة اإلمام‪"............‬‬ ‫ه��ذا وأضح��ت مصطلح��ات‬ ‫"كالمواطنة‪ ،‬العلمانية‪ ،‬الدولة المدنية‪،‬‬ ‫النظام البرلماني أو الرئاس��ي" ش��ائعة‬ ‫على ألس��نة العامة كما أعيدت تس��مية‬ ‫مفاصل ف��ي التاريخ الس��وري وأعيدت‬ ‫ق��راءة "الثامن من آذار والبعث والحركة‬ ‫التصحيحية والحرب اللبنانية والمقاومة‬ ‫والممانعة"‪.‬‬ ‫* ول��دت الث��ورة لتعي��د للجامعات‬ ‫السورية لونها بعد أربعة عقود رمادية‬ ‫الل��ون‪ ،‬وصل��ت موجة المظاه��رات إلى‬ ‫الح��رم الجامع��ي األم��ر الطبيعي الذي‬

‫يعني دخول قط��اع الطلبة والجامعيين‬ ‫عل��ى خ��ط الث��ورة مم��ا يمه��د الحق��ُا‬ ‫لعصيان ٍ‬ ‫مدني واس��ع‪ ،‬وألول مرّة ومنذ‬ ‫عق��ود تخ��رج مظاه��رات غي��ر ّ‬ ‫منظمة‬ ‫من قب��ل الس��لطة لتمجي��د الحاكم‪ ،‬ال‬ ‫ب��ل تتحدّى الس��لطة الحاكم��ة وتنادي‬ ‫بش��عارات ما كنا نحلم بها في سورية‪،‬‬ ‫أو كان الخوف يلجم دماغنا وألسنتنا من‬ ‫المناداة بها حتّى ونحنُ نيام‪..‬‬ ‫* وع��ن الفع��ل الثقاف��ي يكف��ي‬ ‫اس��تطالع الطفرة اإلعالمي��ة الحرة في‬ ‫سوريا منذ بداية الثورة‪ ،‬أكثر من خمسة‬ ‫عش��ر دوري��ة مطبوع��ة والكتروني��ة‪،‬‬ ‫وعدد م��ن المحطات اإلذاعي��ة ووكاالت‬ ‫األنب��اء يصل بعضها لمق��ام االحتراف‪،‬‬ ‫م��ع بدائي��ة اإلمكاني��ات والمالحق��ة‬ ‫الشرس��ة من قبل النظ��ام‪ ،‬كما تزامن‬ ‫الحراك الثوري في س��وريا مع نشاطات‬ ‫إعالمية خلاّ قة "منش��ورات تس��ونامي‬ ‫الحري��ة‪ ،‬إض��راب الكرامة‪ ،‬ب��ث أهازيج‬ ‫الث��ورة وأغنياتها في الس��احات العامة‪،‬‬ ‫تلوين المياه في الس��احات العامة بلون‬ ‫ال��دم بالتزام��ن م��ع خطاب��ات رئي��س‬ ‫الدولة‪ ......‬والقائمة تطول"‪ ،‬وبالحديث‬ ‫عن الفنون‪ ،‬ولدت الثورة لتوحد بش��كل‬ ‫أو بآخ��ر الم��وروث الفن��ي الس��وري‬ ‫وتحرره من مناطقيت��ه‪ .‬فتوحدت اللغة‬ ‫االجتماعية العامي��ة واألهلية والمحلية‬ ‫في صياغة ش��عارات الرفض والتمرّد‪.‬‬ ‫واألغنية األكثر ش��عبية والتي انتشرت‬ ‫في كام��ل س��وريا إنما كتبه��ا وغنّاها‬ ‫أحد أجمل ش��هداء االنتفاضة السورية‪،‬‬ ‫الش��ابّ المجهول‪" ،‬إبراهيم قاش��وش"‬ ‫ابن مدينة حماه‪.‬‬ ‫وب��رزت ثقاف�� ٌة ش��عبية جدي��دة‬ ‫عمادها اللهجة العامية‪ ،‬مع أن المش��هد‬ ‫األدبي في س��وريا لم يألف أدباً ش��عبيًا‬ ‫به��ذه الج��ودة لالخت�لاف الش��ديد بين‬ ‫اللهجات بخالف األدب الشعبي المصري‬ ‫ً‬ ‫مدرس��ة راس��خة‪ ،‬ولدت‬ ‫ال��ذي أضح��ى‬ ‫الثورة لتنشأ أدبًا ش��عبياً متطوراً‪ ،‬حتى‬ ‫النكات واألمثال التي تختزل ثقافة شعب‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫أسبوعية‬

‫والعدالة يقودها قطاع واس��ع من الشعب‬ ‫الس��وري بمختلف مكوناته ضدّ س��لطة‬ ‫أمني��ة عج��زت ع��ن الخ��روج م��ن أزمتها‬ ‫فعمدت إل��ى ابتداع ص��راع طائفي ديني‬ ‫عب��ر اس��تحضار الدين��ي الم��وروث م��ن‬ ‫المخيلة اإلس�لاموية واس��تنفار الش��عور‬ ‫الدين��ي الغرائزي الموجود ف��ي الالوعي‬ ‫الجمع��ي وال��ذي س��يفضي ل��وال الوعي‬ ‫ص��راع داخل��ي طاح��ن‪،‬‬ ‫الش��عبي إل��ى‬ ‫ٍ‬ ‫فالص��راع الديني هو ص��راع ال يتم فضه‬ ‫وحله بالطرق السياس��ية الس��لمية‪ ،‬إنما‬ ‫هو صراع متأصّ��ل متجذر وقدري حتمي‬ ‫امتد من األزل وإلى األزل‪ ،‬والنظام خاسر‬ ‫ف��ي ص��راع الحرية ومنتصر ف��ي التناحر‬ ‫األهل��ي "ه��ذا ترياق��ه"‪ ،‬خس��ر النظ��ام‬ ‫الس��وري رهانه وأظهر الش��عب السوري‬ ‫وعيًا طائفي��اً منقطع النظير "فمن جمعة‬ ‫صالح العلي‪ ،‬إلى جمعة الجمعة العظيمة‪،‬‬ ‫وجمع��ة آزادي وبيان��ات المعارض��ة‬ ‫المس��تمرة‪ ،‬ومي�لاد الحري��ة "ليس��ت إال‬ ‫صفع��ات متتالي��ة لمش��روع االنقس��ام‬ ‫الطائفي أو القومي الذي ابتدعه للنظام‪.‬‬ ‫أما ش��عارات مثل "اهلل أكبر"‪ ،‬و"يا‬ ‫هلل مالن��ا غي��رك ي��ا هلل"‪ ،‬و "عالجن��ة‬ ‫رايحين شهداء بالماليين"‪ ،‬فهي شعارات‬ ‫نابع��ة ع��ن ثقاف��ة إس�لام اجتماع��ي‬ ‫بمعظم��ه وليس إس�لاما سياس��يا كما‬ ‫يحاول البع��ض ترويجه‪ .‬و لس��ان حال‬ ‫الس��وريين يقول "لنجدد جميعاً ‪ -‬على‬ ‫اخت�لاف أديانن��ا ومعتقداتن��ا وطوائفنا‬ ‫– الثق��ة باهلل ووع��ده للمظلومين على‬ ‫أي��دي قض��اة األرض بعدال��ة الس��ماء‪،‬‬ ‫دعون��ا نج��دد حبنا هلل وثقتنا بأنفس��نا‬ ‫وشعبنا"‪.‬‬ ‫* ونستطرد في الجانب االجتماعي‬ ‫لنقت��رب من هيئ��ات المجتم��ع المدني‬ ‫الت��ي أحدثتها الثورة الس��ورية فقوافل‬ ‫المس��اعدات واإلغاث��ة والمستش��فيات‬ ‫الميداني��ة الت��ي أقامها الس��وريون في‬ ‫المناطق المنكوبة أدهش��ت المراقبين‪،‬‬ ‫وسط حصار ٍ‬ ‫أمني خانق‪ ،‬وحمالت عنفٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وقت��ل واعتق��االت اس��تهدفت الجس��م‬ ‫ٍ‬ ‫الطب��ي تحدي��داً "يقت��ل الطبي��ب ف��ي‬

‫سوريا لمعالجته للجرحى والمنكوبين"‬ ‫كل ه��ذه الهيئ��ات وصنادي��ق اإلغاث��ة‬ ‫الذاتية التمويل هي نواة لمجتمع مدني‬ ‫فاعل سيسمو بسوريا المرتقبة عاليًا‪.‬‬ ‫* أمام مالحم الس��وريين على كل‬ ‫الصع��د‪ ،‬لم يقدم النظ��ام الذي لم يعد‬ ‫له واقعيًّا أي مستقبل سياسي بعد كل‬ ‫هذا الدم الذي س��ال‪ .‬إال رواية رس��مية‬ ‫مك��ررة ح��ول "الجماع��ات المس�� ّلحة‬ ‫اإلرهابيّ��ة‪ ،‬واإلم��ارات الس��لفيّة‪،‬‬ ‫والمؤام��رة الخارجية لتقس��يم البالد"‪،‬‬ ‫وفش��ل إعالم��ي مثي��ر للس��خرية "وما‬ ‫مظاه��رات الميدان لالحتفال بس��قوط‬ ‫الب��رد إال غيض من في��ض الدرك الذي‬ ‫وص��ل إلي��ه النظام ف��ي س��وريا"‪ ،‬ولو‬ ‫صحت رواي��ة النظام فذل��ك يعني أنّه‬ ‫أثبت فش��له في حماية الب�لاد من ذلك‬ ‫كله‪ ،‬وما س��قوط اآلالف من السوريين‪،‬‬ ‫مدنيين وعسكريين‪ ،‬بين قتيل وجريح‪،‬‬ ‫إال دليل دامغ على هذا الفشل‪.‬‬ ‫ثم تبعه الفش��ل مرّة ثانية عندما‬ ‫لم يفلح في إخراج البالد من تلك الحالة‬ ‫على امتداد األشهر الماضية‪ ،‬األمر الذي‬ ‫أدّى إلى تدهور الوضع االقتصادي‪ ،‬كما‬ ‫فتح الباب واسعاً "للتدخّالت الخارجيّة"‬ ‫والت��ي هي بحس��ب الرواية الرس��ميّة‬ ‫نفس��ها "جزء م��ن المؤام��رة"‪ ،‬التي لم‬ ‫يس��تطع حماية مواطنيه األبرياء منها‪.‬‬ ‫م��ا يعن��ي أنّ��ه لم يع��د مؤه�ل ًا لحكم‬ ‫الب�لاد‪ .‬وبع��د أن أف��رغ النظ��ام كل ما‬ ‫بجعبته لم يتبق له غير القصف الجوي‬ ‫والصاروخ��ي لقمع ه��ذه الثورة وإيقاف‬ ‫ه��ذا الزح��ف‪ :‬ه��ل بق��ي ل��دى النظام‬ ‫ش��يء من قتل وإرهاب واعتقال وعنف‬ ‫ل��م يس��تخدمه بع��د؟ ه��ل بق��ي لدى‬ ‫أوراق بعد أن أسقط الشعب‬ ‫النظام من ٍ‬ ‫الس��وري ورق��ة الطائفي��ة والصراعات‬ ‫العربية الكردية والمجموعات الخارجية‬ ‫والمؤامرات اإلسرائيلية واألمريكية‪.‬‬ ‫* استناداً لما سبق على المعارضة‬ ‫الس��ورية أن تع��ي إن كل ث��ورة ف��ي‬ ‫التاريخ تواجه سلسلة مراحل متعاقبة‪،‬‬ ‫فه��ي أو ًال تعي��ش مرحل��ة االندف��اع‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬

‫ً‬ ‫عددا من ال�سنني هي بح�ساب التاريخ طرفة عني" ت�أتي‬ ‫ٌ‬ ‫�سنة على الثورة ال�سوري��ة وعلى ال�صعيد االجتماعي‬ ‫بالذات ً‬ ‫�سنةمماتعدونعا�شال�شبابال�سوري‬ ‫دهراو�ألف ٍ‬ ‫فيها � ً‬ ‫أعمارا ت�ض��اف �إىل عمرهم وعمر الأجيال املقبلة‬

‫الحماسة شالالت هادرة‪ ،‬واألحالم سحب‬ ‫طائرة‪ ....‬والس��ماء هي الحدود‪ ،‬هذا إذا‬ ‫كان��ت هناك ح��دود‪ ،‬في ه��ذه المرحلة‬ ‫تك��ون الثورة ش��عارات ومبادئ ال يملك‬ ‫أحد أن يختلف معها‪.‬‬ ‫أم��ا المرحل��ة الثانية فه��ي مرحلة‬ ‫الحقيقة‪ ،‬رؤيتها أو االرتطام بها‪ ،‬ويكون‬ ‫ذلك حين تظهر مصاعب التغيير وأحيانًا‬ ‫مس��تحيالته‪ ،‬وتتجل��ى مش��كلة اإليقاع‬ ‫الزمن��ي ال�لازم للتحقي��ق‪ ،‬وهن��ا على‬ ‫المعارض��ة أن تنظ��ر إل��ى الحقيقة في‬ ‫عينها وتبدأ في مواجهة مشاكل التغيير‬ ‫وقضاي��اه بتعبئة كاملة للناس والموارد‬ ‫إن الوع��ي السياس��ي الذي‬ ‫والظ��روف‪ّ .‬‬ ‫امتلكه السوريون في ثورتهم المباركة‬ ‫ً‬ ‫مناع��ة ض��د التبعي��ة والوالء‬ ‫اكس��بهم‬ ‫األعمى فعدم ش��رعية النظ��ام ال يعني‬ ‫ش��رعية المعارضة فهي عرض�� ٌة للنقد‬ ‫والمحاسبة من الشعب‪ ،‬حتى في خضم‬ ‫الحراك الثوري فقد نبذ الشعب السوري‬ ‫ثقاف��ة "م��ات المل��ك‪ ،‬ع��اش المل��ك"‪،‬‬ ‫ولن يغ��رق الش��ارع الس��وري بخالفات‬ ‫المعارضة‪ ،‬إننا مهددون اآلن بالغرق في‬ ‫بحر من الكالم ال يقول ش��يئًا وال يحرك‬ ‫فكر أو فعل‪ ،‬وأمام ما قدمه ش��عبنا‬ ‫إلى ٍ‬ ‫العظيم لي��س لنا إال أن نش��ارك جميعًا‬ ‫ف��ي دع��وة الس��تنهاض عوام��ل القوة‬ ‫الباقي��ة أو الكامن��ة في ع��زم األمة كي‬ ‫تكرس جهدها له��دف واحد وهو العمل‬ ‫على تثبي��ت وعيها بذاتها وبمس��تقبلها‬ ‫لتدخل عهد الحرية والكرامة‪.‬‬ ‫إن عصر الجمهورية قد ابتدأ اآلن‪،‬‬ ‫نتيج��ة االنتفاضات العربي��ة التي عمت‬ ‫العال��م العربي م��ع بداية ع��ام ‪.2011‬‬ ‫لق��د أعلن الرئيس التونس��ي المنصف‬ ‫المرزوقي قيام أول جمهورية في العالم‬ ‫العرب��ي؛ أم��ا الجمهوري��ات الس��ابقة‪،‬‬ ‫فق��د كان��ت جمهوري��ات فلكلوري��ة؛‬ ‫أقام��ت الدس��اتير وخرقته��ا عن طريق‬ ‫قواني��ن الط��وارئ‪ ،‬وأج��رت االنتخابات‬ ‫وزوّرته��ا‪ ،‬وأوصل��ت إل��ى المجال��س‬ ‫النيابي��ة الش��خصيات االنتهازي��ة التي‬ ‫أفس��دت الحي��اة االقتصادي��ة‪ ،‬وتحولت‬ ‫المجالس إلى جلس��ات للتهريج وللدعاء‬ ‫بحي��اة القائد الذي اختص��ر الوطن كله‬ ‫بشخصه‪.‬‬ ‫عل��ى النظام في س��وريا أن يدرك‬ ‫أن��ه لم يبقى ف��ي ي��ده إال قبضة رماد‬ ‫من بقايا حريق‪ ،‬وأن القرار في الش��أن‬ ‫الس��وري عاد للش��عب‪ ،‬وأن صفحة من‬ ‫التاريخ السوري طويت‪ ،‬وصفحة أخرى‬ ‫بدأت‪ ،‬ومعها زمان مختلف‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫وحدته��ا الث��ورة ونقلتها م��ن درعا إلى‬ ‫دي��ر الزور "ثمة حادث��ة حقيقيّة تُروى‬ ‫اليوم ً‬ ‫نكتة من ن��كات الثورة عن عجوز‬ ‫درعاويّ��ة س��ألوها بع��د ف��كّ الحصار‬ ‫جزئيّاً عن مدينتها درعا‪ ،‬وبعد الويالت‬ ‫الت��ي رأتها ورآها أبنا ُء مدينتها‪" :‬هل ما‬ ‫زلت تريدين الحريّة يا خالة؟ " فما كان‬ ‫من العجوز إال أن صرختْ‪" :‬معاذ اهلل يا‬ ‫ابني‪ ،‬مع��اذ اهلل‪ .‬نحن ال نريد الحريّة‪..‬‬ ‫نحن نريد إسقاط النظام بس!"‪.‬‬ ‫ول��دت الثورة لتنش��أ فنًا تش��كيليًا‬ ‫حديث��اً بالمقاييس األكاديمي��ة عماده‪،‬‬ ‫جدران األزقة‪ ،‬وعبوات البخاخ‪ ،‬وخلفيته‬ ‫عتم��ة اللي��ل "س��يدخل بخاخ دمش��ق‪،‬‬ ‫وبخاخ حم��ص وحماه وغيره��م ذاكرة‬ ‫الف��ن التش��كيلي الس��وري من أوس��ع‬ ‫أبواب��ه" وس��تحفظ األجي��ال القادم��ة‬ ‫اللوح��ات التي خطها أبناء الش��هداء في‬ ‫دوما وحماه وجسر الشغور وغيرها "‪.‬‬ ‫* عل��ى الصعي��د االجتماع��ي ال‬ ‫بد م��ن التركي��ز عل��ى ثورتن��ا كثورةٍ‬ ‫اجتماعي��ة عل��ى كل م��ا ه��و م��وروث‪،‬‬ ‫ول��دت الثورة لتعيد للمناطق الس��ورية‬ ‫مكانته��ا الحقيقي��ة‪ ،‬فق��د كان يج��ري‬ ‫التعام��ل ف��ي المدن و م��ن البعض مع‬ ‫ابن درع��ا أو دير الزور أو ريف دمش��ق‬ ‫بنوع من التعالي بحكم اختالف العادات‬ ‫ٍ‬ ‫االجتماعية "وليس النظام مسؤو ًال عن‬ ‫ٌ‬ ‫بال توارثه‬ ‫هذه الس��لوكيات بل‬ ‫موروث ٍ‬ ‫السوريون"‪ ،‬ولدت الثورة ليعتذر الشعب‬ ‫الس��وري م��ن نفس��ه طوي�ل ًا‪ ،‬ولتكون‬ ‫الصداقة مع ابن الريف أو البادية مدعا ًة‬ ‫للتفاخر‪.‬‬ ‫* ول��دت الثورة لتس��تعيد س��وريا‬ ‫عش��تارها ولتأخ��ذ الم��رأة الس��ورية‬ ‫مكانتها الت��ي لم تتنازل عنه��ا تاريخيًا‬ ‫(راج��ع ملحق الم��رأة والثورة الس��ورية‬ ‫"جريدة "سوريتنا" العدد العاشر)‪.‬‬ ‫* ولدت الثورة لتبرهن على الوعي‬ ‫الراس��خ للسوريين بالمسألة الطائفية‪،‬‬ ‫ف��ي مواجهة نظام لم يعت��رف بالوعي‬ ‫المدني الحداثي ٍ‬ ‫الذي أبدته هذه الكتلة‬ ‫الوطنية السلمية الشعبية الفعّالة‪ ،‬بل‬ ‫ظ��ل يتعامل مع الش��عب بنظرة احتقار‬ ‫ودونية‪ ،‬وذلك بتحنيطه إياه على شكل‬ ‫عش��ائر و قبائل وطوائف تفضّل إراقة‬ ‫ال��دم عل��ى الواق��ع المع��اش واالنتماء‬ ‫المذهب��ي الجهوي الضيق على االنتماء‬ ‫الوطني العام الموحد‪.‬‬ ‫توج��د ف��ي س��وريا حال��ة طائفية‬ ‫كامنة راكدة لم تتطور بعد إلى مشكلة‬ ‫طائفي��ة حقيقي��ة عل��ى نط��اق واس��ع‬ ‫"كم��ا حدث في لبن��ان و الع��راق مث ًال"‪،‬‬ ‫وكان له��ذه الحالة أن ت��زول تمامًا‪ ،‬لوال‬ ‫تدمي��ر النظام الس��وري ألية مؤسس��ة‬ ‫ثقافية أو سياس��ية مستقلة‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫قضائ��ه عل��ى هيئات المجتم��ع المدني‬ ‫والمنظم��ات الديمقراطي��ة الفعّال��ة‪،‬‬ ‫التي تساهم في تنش��ئة وتراكم وعي‬ ‫ديمقراط��ي مدن��ي حقيق��ي وس��ليم‬ ‫يقض��ي عل��ى العصبي��ات الطائفي��ة‬ ‫الموتورة‪ ،‬فاالستبداد السياسي هو الذي‬ ‫يؤدي إلى التقوق��ع الطائفي والتخندق‬ ‫المذهبي‪ ،‬والسيطرة بالهراوة الغليظة‬ ‫على الش��أن العام المش��ترك سيقابله‬ ‫ارتداد الفرد إلى الشخصي‪ ،‬هذه الحالة‬ ‫الطائفية يلع��ب عليها النظام دومًا كي‬ ‫يبرر وجوده كقوة قهرية جامعة‪ ،‬ولكي‬ ‫يخيّر الناس بين الس��يئ واألس��وأ في‬ ‫اللحظات الجدية والحاسمة‪ ،‬فعلى تعبير‬ ‫الكاتب "ح��ازم صاغية" بأن "المش��كلة‬ ‫الطائفية في كثي��ر من البلدان صعدت‬ ‫م��ن الصل��ب االجتماع��ي إل��ى منص��ة‬ ‫الس��لطة‪ ،‬ف��ي حي��ن أنه��ا في س��وريا‬ ‫يهبطها النظام من منصة السلطة إلى‬ ‫الصلب االجتماعي"‪.‬‬ ‫قام��ت انتفاض��ة الحري��ة والكرامة‬

‫‪5‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫عـــــام علــــى الثــــورة‬ ‫بدأ األمر كحلم عابر‪...‬‬ ‫هل نحن فع ًال في سوريا؟ صحيح‬ ‫أننا شاهدنا نظامين عاتيين يتهاويان‬ ‫في أيام معدودة‪ ،‬ولكننا لفترة طويلة‬ ‫كنا على ش��به قناعة أن سوريا ليست‬ ‫تونس وال مصر‪.‬‬ ‫لماذا يا ترى؟‬ ‫ألس��نا بش��راً مثلهم؟ ألسنا نأكل‬ ‫ونش��رب ونول��د ونم��ت مثله��م؟ فما‬ ‫الفارق بيننا؟‬ ‫كنا كم��ن كذب الكذبة وصدّقها‪،‬‬ ‫ورأين��ا جميع��ًا مس��يرة أو مظاه��رة‬ ‫س��وق الحميدي��ة ونحن ال ن��زال غير‬ ‫مصدقين‪.‬‬ ‫م��ن هؤالء ومن أين ج��اؤوا؟ لقد‬ ‫كان��وا يتكلمون لهجتنا ويمش��ون في‬ ‫أحد ش��وارعنا‪ ،‬فاألم��ر إذاً ليس حلمًا‪.‬‬ ‫شعرنا بنس��يم عليل يطل من بعيد‪،‬‬ ‫نس��يم ذي رائح��ة منعش��ة وجدي��دة‬ ‫نفضت كل غب��ار الخوف والقمع الذي‬ ‫عشناه منذ نعومة أظافرنا‪.‬‬ ‫أطل��ت علينا من بعي��د مراكب ما‬ ‫كانت لترسو في مرافئ حياتنا الراكدة‬ ‫والسطحية والمهمشة‪ ،‬كانت المراكب‬ ‫تتج��ه بب��طء ألن الموج ل��م يكن قد‬ ‫استفاق بعد من س��باته الطويل كما‬ ‫لم تكن مرافئنا معتادة على استقبال‬ ‫أي وافدين‪.‬‬ ‫الحرية‪...‬‬ ‫بهت��ت الكلم��ة كثيراً م��ن الناس‬ ‫بمختل��ف أجياله��م‪" ،‬لم��اذا؟ ألس��نا‬ ‫أحراراً"‪ ،‬إذاً هن��اك أزمة تعاريف‪ .‬كان‬ ‫معظمن��ا بالفع��ل حراً ف��ي أن يذهب‬ ‫للجامعة صب��اح اليوم أو ان ال يذهب‪،‬‬ ‫ولك��ن ما لم ندركه هو حجم خياراتنا‬ ‫أص ًال‪ .‬م��ن منّ��ا اختار وس��يلة النقل‬ ‫األنس��ب له؟ أو المس��كن األفضل؟ أو‬ ‫المأكل والمش��رب الذي يشتهيه؟ كنا‬ ‫دائمًا نقنع بما تيس��ر في كل ش��يء‪.‬‬ ‫نش��أنا على أن القناع��ة كنز ال يفنى‬ ‫لنكتش��ف بعدها أنه "ال يغنّي"‪ .‬كلما‬ ‫زادت األسعار زاد انتقامنا من بعضنا‪،‬‬ ‫فالتاج��ر ينه��ش لح��م المواط��ن‪،‬‬ ‫والموظ��ف ينه��ش لح��م التاج��ر‪ .‬لم‬ ‫يوفّ��ر أحد أح��داً‪ .‬انتش��رت بيننا قيم‬ ‫رهيب��ة من االس��تغالل و"الش��طارة"‬ ‫حت��ى أصبح��ت م��ن ش��يم المجتم��ع‬ ‫وأعرافه‪.‬‬ ‫فما الحرية إذاً؟‬ ‫كانت الكلمة تتردد بعض األحيان‬ ‫ف��ي الن��دوات الفكرية الت��ي لم يكن‬ ‫يحضرها سوى المتقاعدون والشيوخ‬ ‫وبع��ض "المهتمي��ن" م��ن الش��باب‬ ‫الذي��ن كان��وا يعيش��ون ف��ي اغتراب‬ ‫كام��ل ع��ن مجتمعهم بدع��وى أنهم‬ ‫"متفلس��فون" أو "متغرب��ون"‪ .‬كان��ت‬ ‫الكلمة مثل غيره��ا من المصطلحات‬ ‫يت��م اس��تخدامها أس��وء اس��تخدام‬ ‫وأحط��ه‪ ،‬ألن مفهومه��ا اقتص��ر على‬ ‫الممارس��ة المجتمعية البائسة وكانت‬ ‫لهذا سببًا في عدد مهول من الكوارث‬

‫االجتماعي��ة والفكرية التي عش��ناها‬ ‫جميعًا لقرون طويلة‪.‬‬ ‫ال نريد من ه��ذه المقدمة اتهام‬ ‫المطالبي��ن بالحري��ة بالقص��ور أو‬ ‫الجه��ل‪ ،‬غي��ر أن واقع الح��ال يفرض‬ ‫نفسه في مجتمع مغيب ومهمش منذ‬ ‫أجيال طويلة‪ .‬إال أن القاسم المشترك‬ ‫األكبر كان التخلص من عائلة حكمت‬ ‫البالد والعباد بأسوء أنواع الحكم‪ ،‬حتى‬ ‫أنه لم يكن حكماً ألن الحكم مس��تمد‬ ‫م��ن الحكمة‪ ،‬ب��ل كان تس��لطًا وقهراً‬ ‫وإذال ًال في س��بيل انتع��اش اقتصادي‬ ‫وهمي أو ف��ورة تجارية س��طحية لم‬ ‫تنزل عن السطح سنتمتراً واحداً‪.‬‬ ‫انطلقت الشرارة في درعا‪...‬‬ ‫درعا؟‬ ‫كان الكثي��رون ق��د نس��وا أص�ل ًا‬ ‫تل��ك المنطق��ة الجنوبية المهمّش��ة‬ ‫والمهمل��ة عل��ى م��دى عق��ود‪ ،‬وق��د‬ ‫يدّع��ي البعض بأن ه��ذه المحافظة‬ ‫نالت نصيبًا جيداً خالل س��نوات حكم‬ ‫النظام وخاصة فيما يتعلق بالمناصب‬ ‫الحكومي��ة والعس��كرية‪ ،‬غي��ر أن م��ا‬ ‫ال يعرف��ه كثي��ر م��ن الن��اس أن تلك‬ ‫المحافظ��ة لم تحصل على أي مقابل‬ ‫تنموي أو حضري‪ ،‬بل أنهم كانوا في‬ ‫آخر س�� ّلم أولويات الحكومات رغم أن‬ ‫بعض رؤساء تلك الحكومات كان من‬ ‫حوران نفسها‪.‬‬ ‫هبّ أهل درعا مطالبين بالكرامة‬ ‫والتخل��ص م��ن الفس��اد‪ ،‬ول��م يكن‬ ‫غريب��ًا أيض��ًا أن يك��ون أول أهدافهم‬ ‫مقر شركة الهاتف النقال التي يملكها‬ ‫"ديناصور" االقتصاد الس��وري والذي‬ ‫غالبًا م��ا كان يم��نّ علينا بش��ركاته‬ ‫ومش��اريعه "الطموح��ة" والتي أودت‬ ‫باالقتصاد إلى ما رأيناه‪.‬‬

‫اليوم هو الخامس عشر من آذار‪،‬‬ ‫وها هو ع��ام قد مضى ولكن ش��تان‬ ‫بي��ن العامي��ن ‪ 2011‬و‪ .2012‬كان��ت‬ ‫الدماء تتزايد بش��كل تصاعدي خالل‬ ‫الفترة الماضية‪ ،‬بينما كانت ش��جاعة‬ ‫الثائرين تتزايد بش��كل طردي أيضاً‪،‬‬ ‫وهو ما أره��ق النظام وأرهبه في آن‬ ‫مع��اً‪ .‬فبينم��ا اعتقد الجمي��ع أن األمر‬ ‫ل��ن يع��دو أن يك��ون س��حابة صيف‪،‬‬ ‫فوجئ��وا ب��أن األم��ر تع��دى الفصول‬ ‫جميعاً‪ ،‬وهكذا اختب��ر كل من النظام‬ ‫والثائرين كل فصول السنة ولم يعد‬ ‫يرهبهم شيء‪ .‬مرت أيام عندما راهن‬ ‫البعض على شهر رمضان ثم راهنوا‬ ‫عل��ى البرد الش��ديد‪ ،‬ولكننا نكتش��ف‬ ‫الي��وم أننا ق��د جرّبنا كل ش��يء ولن‬ ‫يكون هناك قادم أسوء مما رأيناه‪.‬‬ ‫صحي��ح أن مس��ار الث��ورة اتخ��ذ‬ ‫مس��اراً دمويًا لم نك��ن نريد الوصول‬ ‫إليه دعماً لشعار سلمية الثورة‪ ،‬إال أن‬ ‫الظلم واالنته��اكات والقتل بال رحمة‬ ‫دفعت الناس إلى الدفاع عن أنفسهم‪،‬‬ ‫ول��ن نس��تطيع أن "نحاس��ب مذبوحًا‬ ‫على دمه" كما قال نزار قباي‪ ،‬فالعتب‬ ‫س��هل‪ ،‬ولكن من يع��دّ العصي ليس‬ ‫كمن يُضرب بها‪.‬‬ ‫بعد عام من الثورة ينبغي التوجه‬ ‫بكلم��ة إلى المعارض��ة‪ .‬أرى أنكم قد‬ ‫اكتفيت��م من الفنادق والرحالت وحان‬ ‫الوق��ت لتثبتوا لنا أنك��م بالفعل على‬ ‫ق��در المس��ؤولية‪ ،‬ليس ع��ن طريق‬ ‫المجال��س والمع��ارض والن��دوات‬ ‫واليوتيوب‪ ،‬وإنما نريد أن نراكم على‬ ‫األرض بينن��ا ومعن��ا‪ .‬ل��م تع��د حجة‬ ‫سماح السلطات بدخولكم إلى سوريا‬ ‫حج��ة مقبولة‪ ،‬ه��ا ه��م الصحفيون‬ ‫األجان��ب يدخلون تحت واب��ل النيران‬

‫خالد كنفاني‬

‫والقصف‪ ،‬وأراهم أكثر وطنية منكم‪.‬‬ ‫من أروع الش��عارات الت��ي رأيتها‬ ‫في إحدى المظاهرات كانت‪" :‬المعركة‬ ‫ف��ي الخنادق ال ف��ي الفن��ادق"‪ ،‬وهو‬ ‫تعبي��ر ع��ن الم��رارة التي يش��عر بها‬ ‫الثائرون تج��اه أولئك المترفين الذين‬ ‫ال يجيدون س��وى ال��كالم ليعودوا إلى‬ ‫عائالته��م وبيتوه��م ف��ي ضواح��ي‬ ‫العواصم الراقي��ة ليواصلوا نضالهم‬ ‫على الفيس بوك‪.‬‬ ‫يق��ول نابلي��ون بوناب��رت‪" :‬إن‬ ‫القائد الح��ق هو من يصي��ح بجنوده‬ ‫"اتبعوني" ال من يصيح بهم "تقدموا"‪،‬‬ ‫وعل��ى المعارضين الي��وم أن يظهروا‬ ‫لنا عزمهم الحقيقي على الدخول بين‬ ‫الناس وأنه��م مس��تعدون للمخاطرة‬ ‫بحياتهم إليصال مساعدات أو غيرها‪،‬‬ ‫وخاص��ة أنه��م يصول��ون ويجول��ون‬ ‫في تركي��ا وال يبعدون ف��ي كثير من‬ ‫األحيان س��وى كيلومت��رات قليلة عن‬ ‫مواقع المجازر والمذابح التي يرتكبها‬ ‫النظام بحق البشر والحجر‪.‬‬ ‫إذا كان هيث��م المالح يرفض أن‬ ‫يكون شاهد زور على مجلس وطني‪،‬‬ ‫فنح��ن والتاري��خ س��نرفض أن نكون‬ ‫ش��هود زور عل��ى مه��ازل المعارضة‬ ‫كلها‪ ،‬ولن يقبل الشعب بقيادة تهبط‬ ‫عليه من الس��ماء‪ ،‬فالق��ادة تصنعهم‬ ‫المعارك وال يستيقظون فجأة ليجدوا‬ ‫أنفس��هم في الزعام��ة‪ ،‬فليس ألجل‬ ‫هذا نموت اليوم‪ ،‬وال نريد أن نستبدل‬ ‫رج ًال بآخر فقط‪ ،‬إنه استبدال وتغيير‬ ‫ج��ذري‪ ،‬ومن ل��م ي��رد أن يفهم ذلك‬ ‫فلينس��حب اآلن قب��ل أن يس��حبه‬ ‫الثائرون رغماً عنه‪.‬‬ ‫كل ع��ام ووطننا بخي��ر‪ ،‬وثورتنا‬ ‫ماضية‪ ،‬مهما طال الزمن‪.‬‬


‫ميشيل كيلو‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫باألخ�لاق‪ ،‬وأخي��را صراع��ات دولي��ة‬ ‫يعل��م اهلل وح��ده أس��رارها ومكنوناتها‬ ‫ونتائجه��ا‪ .‬الي��وم‪ ،‬ينظر القس��م األكبر‬ ‫من ش��عب س��وريا إل��ى ما يج��ري بعين‬ ‫الدهشة‪ ،‬بل بعين الش��ك والرعب وهو‬ ‫ال يص��دق أن كل ه��ذه النتائج يمكن أن‬ ‫تكون قد ترتبت على ثورته‪ ،‬التي اقتدى‬ ‫فيها بما فعله ش��عبا تون��س ومصر‪ ،‬أال‬ ‫وه��و التخلص م��ن نظام ظال��م وبلوغ‬ ‫الحري��ة‪ ،‬ول��م يك��ن يري��د فت��ح أب��واب‬ ‫الصراع��ات المتنوع��ة التي ب��دأت تؤطر‬ ‫ثورت��ه وتحرفها عن مس��ارها‪ ،‬وتأخذها‬ ‫إلى حيث تتعي��ن بصراع قوى خارجية ال‬ ‫عالق��ة له معها وال يريد له��ا أن تقرر ما‬ ‫يريده لنفس��ه وبالده‪ ،‬لمجرد أن النظام‬ ‫الحاكم فيها ورطه خالل العقود األربعة‬ ‫الماضية في تشابكات ومشكالت لطالما‬ ‫رفضه��ا واعتب��ر ثورت��ه بواب��ة تحريره‬ ‫منها‪ ،‬فإذا به��ا تتفجر في وجهه وتحوله‬ ‫تدريجي��ا إلى ضحي��ة ال تملك من أمرها‬ ‫الشيء الكثير‪.‬‬ ‫يق��ف جمي��ع المعنيي��ن بالش��أن‬ ‫الديمقراط��ي والسياس��ي الس��وري‬ ‫حائري��ن أمام هذا االنزياح المفزع‪ ،‬الذي‬ ‫يهمش تطالعاتهم ويقلص دورهم في‬ ‫وجودهم لصالح جوانب ال س��يطرة لهم‬ ‫عليها‪ ،‬ي��ؤدي اعتمادها إلى انش��قاقهم‬ ‫وربما خس��ارة ما يراهنون عليه‪ .‬ويبقى‬ ‫الس��ؤال الذي يطرحونه على أنفس��هم‬ ‫هو التالي‪ :‬كيف يستعيدون رهان كسب‬ ‫الحري��ة بجهود ش��عبهم الواحد في ظل‬ ‫تصعي��د الضغ��ط العس��كري ‪ -‬الحربي‬ ‫عليهم من قبل النظام‪ ،‬وما يقوم بإثارته‬ ‫م��ن تحري��ض طائف��ي يش��ق المجتمع‬ ‫ويض��ع أطراف��ه بعضه��ا ف��ي مواجه��ة‬ ‫بعضها اآلخر؟ كيف يبقون على س��لمية‬ ‫ث��ورة يريدونه��ا ل��كل س��وري‪ ،‬إن كان‬ ‫القتل مباحا في كل مكان ولكل إنس��ان‬ ‫ويمارس أكثر فأكثر على أسس طائفية؟‬ ‫إلى هذا‪ :‬كيف يس��تعيدون وحدة الشعب‬ ‫والمجتمع في ش��روط يتج��ه القتل فيها‬

‫إلى جه��ات بعينها‪ ،‬ال يبق��ى معها وحدة‬ ‫مجتمعي��ة أو رغبة في عيش مش��ترك؟‬ ‫أخي��را‪ ،‬كي��ف يس��تعيدون قضيتهم من‬ ‫أي��دي م��ن ينتزعونه��ا الي��وم منه��م‪،‬‬ ‫ويس��تخدمونها لغير األغ��راض والمآرب‬ ‫الت��ي حددوه��ا هم له��ا‪ ،‬ول��م يريدوها‬ ‫أن تك��ون جزءا م��ن صراع��ات اآلخرين‬ ‫عندهم وعليهم‪ ،‬بع��د أن ملوا صراعات‬ ‫كه��ذه ودفع��وا أثمان��ا فادحة له��ا‪ ،‬ولم‬ ‫يف��د منها أحد غير النظ��ام الذي فرضها‬ ‫عليه��م؟ ويزيد من صعوب��ة الموقف أن‬ ‫العال��م يتف��رج وكأنه ال ي��رى ما يحدث‪،‬‬ ‫بينم��ا يطل��ق تصريحات متك��ررة حول‬ ‫عزوفه عن التدخل العس��كري‪ ،‬ويش��تد‬ ‫الكب��ح المتب��ادل بي��ن روس��يا وأميركا‪،‬‬ ‫وتقدم مب��ادرات عربي��ة ودولية تتحول‬ ‫إل��ى مناس��بات لمزي��د من قت��ل مفتوح‬ ‫وأعم��ى يتج��ول بحرية في م��دن وقرى‬ ‫س��وريا‪ ،‬في عالم��ة أخرى عل��ى عزوف‬ ‫العالم عن فعل ش��يء أو عن عجزه أمام‬ ‫نظام يضع نفس��ه في موقع من يتحدى‬ ‫النظام الدولي القائم‪ ،‬ويجاهر بأنه على‬ ‫العالم القبول بما يجري واالنسحاب من‬ ‫األزمة الس��ورية‪ ،‬أو االنخراط المباش��ر‬ ‫فيها كأزمة تختل��ط باقتتال أهلي ويتم‬ ‫حله��ا بالقوة في ظل ش��روط ال تش��جع‬ ‫على التدخل‪ ،‬تتجسد في انقسام داخلي‬ ‫وعربي وإقليمي ودولي معطل‪.‬‬ ‫كي��ف تس��تعيد الث��ورة رهاناته��ا‬ ‫األولى وطابعها كثورة س��لمية يقوم بها‬ ‫مجتم��ع واحد لصالح جميع أبنائه؟ وكيف‬ ‫تع��اود إط�لاق صرخاته��ا األولى باس��م‬ ‫مجتمعين مدن��ي وأهلي يتعاهدان على‬ ‫دولة تنهض بالمواطنة والحرية والنهج‬ ‫المدني ووحدة الش��عب والوطن وسالمة‬ ‫وأم��ن الدول��ة؟ وكي��ف تجع��ل العام��ل‬ ‫الداخلي‪ ،‬الذاتي‪ ،‬أكبر وأكثر تأثيرا وفعال‬ ‫من العام��ل الخارجي‪ ،‬إقليمي��ا كان هذا‬ ‫أم عربي��ا أم دولي��ا؟ أخي��را‪ :‬كي��ف تنجو‬ ‫من لع��ب الطائفي��ة والمذهبي��ة والمال‬ ‫المس��موم‪ ،‬وتس��ترد وحدتها واعتزازها‬

‫بتواضع وأخالق القائمين بها؟‬ ‫أعتق��د أن ه��ذه هي األس��ئلة التي‬ ‫يج��ب عل��ى الش��عب والمعارض��ة إيجاد‬ ‫أجوب��ة واقعي��ة‪ ،‬مقنع��ة وعملي��ة‪ ،‬لها‪.‬‬ ‫ه��ل أقول للمرة المليون إنها أس��ئلة لن‬ ‫نجد أية أجوبة حقيقي��ة لها بغير العمل‬ ‫على بناء ميزان قوى ال يستطيع النظام‬ ‫كس��ره مهما طال الصراع واش��تد؟ ولن‬ ‫يقوم هذا دون وحدة الشعب والمعارضة‬ ‫ح��ول اس��تراتيجية واضح��ة وبرام��ج‬ ‫تنفيذي��ة تتكف��ل بتطبيقه��ا المت��درج‬ ‫والمتصاع��د‪ ،‬عل��ى أن ترس��م بعق��ول‬ ‫السوريين ولصالحهم‪ ،‬بعيدا عن إرادات‬ ‫اآلخري��ن ومقاصدهم الخاصة‪ ،‬إذا كانت‬ ‫ال تتفق مع مقاصد الث��ورة ومآربها‪ ،‬وال‬ ‫تقب��ل أن تنضوي فيه��ا وتمدها بالعون‬ ‫ال��ذي يتطلب��ه نجاحه��ا كث��ورة س��وريا‬ ‫عربية إنسانية هي جزء من ربيع تتفتح‬ ‫أزاهيره في المنطقة والعالم‪ ،‬لن يبقى‬ ‫شيء بعد نجاحه كما كان قبله‪.‬‬ ‫ليس��ت ث��ورة س��وريا حزبي��ة أو‬ ‫مذهبي��ة‪ ،‬ول��م ول��ن تك��ون م��ن صنع‬ ‫ح��زب أو جماع��ة أو مذه��ب‪ .‬إنه��ا ثورة‬ ‫ش��عب ومجتمع وطنيين من أجل الحرية‬ ‫والكرام��ة والعدال��ة‪ :‬األه��داف التي لن‬ ‫يق��وى على انتزاعه��ا أي حزب ولن تأتي‬ ‫بها أي��ة جماعة ولن ينجزه��ا أي مذهب‬ ‫بمف��رده‪ ،‬ويتطل��ب تحقيقه��ا أعلى قدر‬ ‫م��ن الوح��دة الوطنية‪ .‬وال ب��د أن نطلق‬ ‫صرخة إدانة للمذهبية والحزبية وأوهام‬ ‫الجماعات التي تري��د تحريرنا رغما عنا‪،‬‬ ‫والت��ي س��تقضي عل��ى ف��رص انتصار‬ ‫الشعب والثورة‪ ،‬وستطيح بتضحيات من‬ ‫قدم��وا أرواحهم فداء للحري��ة والكرامة‬ ‫والعدالة‪ ،‬وأرادوها ثورة سلمية‪ ،‬وصرخة‬ ‫اس��تغاثة نطلقه��ا قب��ل ف��وات األوان‪،‬‬ ‫تقول‪ :‬يا أحرار وثوار س��وريا اتحدوا‪ ،‬إن‬ ‫ثورتكم في خطر!‬ ‫الشرق األوسط | ‪2012 / 3 / 14‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ل��و ق��ارن مواط��ن س��وري نقط��ة‬ ‫انط�لاق الث��ورة الش��عبية ف��ي وطن��ه‬ ‫قب��ل عام بالنقط��ة التي بلغته��ا اليوم‪،‬‬ ‫ألصابته الدهشة واعتراه الذهول وركبه‬ ‫اإلحباط‪.‬‬ ‫قب��ل س��نة‪ ،‬كن��ا نق��ول‪ :‬مواطنة‪،‬‬ ‫حرية‪ ،‬ثورة س��لمية‪ ،‬دولة مدنية‪ ،‬نظام‬ ‫ديمقراط��ي‪ .‬والي��وم‪ ،‬تتعال��ى من حين‬ ‫إلى آخ��ر أص��وات تذكر به��ذه األهداف‪،‬‬ ‫الت��ي غاب��ت وراء أحادي��ث ال نهاي��ة لها‬ ‫حول ضرورة التدخل العس��كري الدولي‬ ‫وعسكرة الثورة‪ ،‬التي تمارس فعليا على‬ ‫األرض‪ ،‬دون أن يك��ون هناك تقيد بخط‬ ‫سياسي أو رؤية اس��تراتيجية من شأنها‬ ‫حماية ضحايا القتل الرسمي المتعاظم‪،‬‬ ‫وإبقاء الثورة سلمية ومدنية ومجتمعية‬ ‫وسياسية‪ ،‬كي ال تتحول إلى فلتان مسلح‬ ‫ال ضابط له وهوجة ال يس��تطيع الشعب‬ ‫االلتحاق بها والتعايش معها‪ ،‬سيمارسها‬ ‫نفر من المقاتلين الذين ال س��لطة ألحد‬ ‫عليهم‪ ،‬لن يلبث معظم من ينتمون إليه‬ ‫أن يتحولوا إلى شبيحة على طريقة أهل‬ ‫النظام وشبيحته‪.‬‬ ‫قبل سنة‪ ،‬كنا نسمع صرخة وطنية‬ ‫تنطل��ق م��ن كل مكان وف��ي كل مكان‪،‬‬ ‫تعلن بأعلى قدر من االعتزاز أن «الشعب‬ ‫السوري واحد»‪ ،‬وأن عائد ثورته سيكون‬ ‫لجماعت��ه الوطنية كله��ا دون تمييز بين‬ ‫المواطنين‪ .‬واليوم‪ ،‬يغيب الشعب الواحد‬ ‫أكثر فأكث��ر وراء أحادي��ث تتصاعد على‬ ‫ألس��نة كثيرين حول الطوائف واألقليات‬ ‫وض��رورة خوض الصراع باعتباره صراع‬ ‫أغلبية ضد طوائ��ف وأقليات معادية لها‪:‬‬ ‫األول��ى ألنه��ا تحم��ي النظ��ام‪ ،‬والثانية‬ ‫ألنه��ا ل��م تنض��م بالق��در الكاف��ي إلى‬ ‫الث��ورة‪ ،‬فهو س��يؤول ف��ي الحالتين إلى‬ ‫صراع أهل��ي أو إلى مدخل إليه‪ ،‬وإن أخذ‬ ‫شكال سوريا خاصا هو صراع أغلبية ضد‬ ‫سلطة تمثل األقليات الطائفية وتحتويها‬ ‫وتستخدمها‪ ،‬ال يستبعد إطالقا أن يؤدي‬ ‫إلى ضياع الشعب والثورة والحرية‪ ،‬سواء‬ ‫انتصر مس��لحو «المعارض��ة» أم جيش‬ ‫السلطة‪.‬‬ ‫قب��ل س��نة‪ ،‬كانت الثورة الس��ورية‬ ‫روح الربي��ع العرب��ي والث��ورة الش��عبية‬ ‫المجتمعي��ة المطالب��ة ب��رد الق��رار إلى‬ ‫مواط��ن س��وري مظل��وم يج��ب أن ينال‬ ‫حريته كي يتمكن من إدارة شؤون وطنه‬ ‫وأموره الخاصة‪ ،‬وكانت استقالليتها تعد‬ ‫ب��أن تصي��ر مض��رب األمثال‪ ،‬وش��جاعة‬ ‫وطهرية الش��عب المنخ��رط فيها تذهل‬ ‫العال��م‪ ،‬ال��ذي ي��رى كيف تق��اوم العين‬ ‫المخ��رز وتنتص��ر عليه وتحب��ط جهوده‬ ‫لهزيمته��ا أو وق��ف مس��ارها‪ .‬والي��وم‪،‬‬ ‫تبدو األمور وكأنها تنض��وي أكثر فأكثر‬ ‫في س��ياقات ال عالقة له��ا بربيع حريات‪،‬‬ ‫عربي��ا كان أم غي��ر عرب��ي‪ ،‬تتكون من‬ ‫صراعات وث��ارات داخلية مجافية للحرية‬ ‫والمدنية والمجتمعية‪ ،‬تتداخل وتتقاطع‬ ‫مع صراعات وثارات عربية تتولى إدارتها‬ ‫أط��راف لم يكن له��ا عالقة باألمس‪ ،‬وال‬ ‫عالقة له��ا اليوم‪ ،‬ولن يك��ون لها عالقة‬ ‫غدا بالديمقراطية‪ :‬مبدأ وفكرة ونظاما‪،‬‬ ‫ولي��س ف��ي خططه��ا الس��ماح بتحويل‬ ‫س��وريا إل��ى دول��ة ديمقراطي��ة‪ ،‬مثلما‬ ‫تتداخ��ل وتتقاطع مع صراع��ات إقليمية‬ ‫تقوم حس��ابات أطرافها عل��ى اعتبارات‬ ‫مذهبي��ة ال عالق��ة له��ا بالمحمدي��ة أو‬

‫من أعمدة الصحافة ‪. .‬‬

‫�أيها الأحرار احتدوا!‬

‫‪7‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫عــام علــى الثــورة‪..‬‬ ‫�أين �أ�صبحت الالءات الثالث؟‬ ‫ابن حزم‬ ‫انطلق��ت الثورة الس��ورية قبل‬ ‫ع��ام م��ن اآلن حامل��ة الءات ث�لاث‬ ‫ردده��ا المتظاه��رون ف��ي األش��هر‬ ‫الخمس��ة األولى من الث��ورة في كل‬ ‫أنحاء الب�لاد "ال للعنف وال للطائفية‬ ‫وال للتدخ��ل الخارج��ي"‪ ،‬وتبنته��ا‬ ‫المعارض��ة الس��ورية وقته��ا‪ ،‬ولكن‬ ‫يب��دو أن النظام نجح في ضرب هذه‬ ‫الالءات في الصميم وإنهاء مفعولها‪،‬‬ ‫فقد انتهت مس��ألة االلتزام المطلق‬ ‫بالس��لمية مع تجذر ظاهرة الجيش‬ ‫الح��ر‪ ،‬وإع�لان الث��وار لحقه��م في‬ ‫الدفاع المسلح عن مدنهم وأحيائهم‬ ‫وأريافه��م‪ ،‬وأصب��ح رف��ض التدخل‬ ‫الخارجي من الماضي بانتشار طلب‬ ‫ً‬ ‫صراحة وعلى نطاق واس��ع‪،‬‬ ‫التدخل‬ ‫وبق��ي رف��ض الطائفي��ة الش��عار‬ ‫الوحي��د الفعَّ��ال عل��ى الرغ��م م��ن‬ ‫الخطاب الطائفي المتش��نج الذي بدأ‬ ‫ينتش��ر‪ ،‬ولك��ن كيف ولم��اذا حصل‬ ‫كل ه��ذا؟ وه��ل يعني ه��ذا فقدان‬ ‫الثورة لروحه��ا وأحقيتها‪ ،‬أو بمعنىً‬ ‫أصح‪ ..‬هل فقدت ثورتنا مشروعيتها‬ ‫الوطنية على ما َ‬ ‫يُقال؟‬ ‫لقد أفلس خيار الالعنف الصرف‬ ‫أو بمعنى آخر خيار السلمية الصرفية‬ ‫مع انتشار حمل السالح في المناطق‬ ‫المنتفضة‪ ،‬وربما يكون هناك جهات‬ ‫خارجية أو داخل النظام تورد السالح‬ ‫إل��ى ه��ذه المناطق وتح��رض على‬ ‫العن��ف ألن له��ا مصلحة ف��ي انهيار‬ ‫العم��ل الس��لمي‪ ،‬إال أن إلق��اء تبعة‬ ‫لج��وء بعض الس��وريين إل��ى حمل‬ ‫الس�لاح عل��ى احتمال وج��ود جهات‬ ‫كهذه هو من قبيل الهروب والتمويه‬ ‫على الحقيقة‪ ،‬وهو موقف سياس��ي‬ ‫ال يفيد أحداً إال النظام السوري‪ .‬ألن‬ ‫الحقيق��ة إنه إذا كان العنف مرفوضًا‬ ‫ف��ي المنه��ج السياس��ي لبع��ض‬ ‫المعارضين الس��وريين‪ ،‬وهو موقف‬ ‫وطن��ي بامتي��از‪ ،‬ف��إن الواض��ح أن‬ ‫العن��ف هو نتيج��ة موضوعية لعنف‬ ‫النظ��ام المفرط‪ ،‬واعتداء مليش��يات‬ ‫النظ��ام عل��ى المدنيين ف��ي األحياء‬ ‫والق��رى‪ ،‬كم��ا أن��ه نتيج��ة لرف��ض‬ ‫بع��ض الجنود لألوامر وانش��قاقهم‬ ‫"المفه��وم والمب��رر" ع��ن الجي��ش‪،‬‬ ‫وه��و االنش��قاق ال��ذي يعن��ي أنهم‬ ‫أصبح��وا بحك��م المحك��وم اإلعدام‪،‬‬ ‫مما يعن��ي حتمية دفاعهم المس��لح‬ ‫عن أنفس��هم‪ ،‬وه��و ما يعن��ي تاليًا‬ ‫االنتق��ال الموضوعي من الدفاع إلى‬ ‫الهجوم بالنس��بة لقس��م من هؤالء‬ ‫المنشقين‪ .‬وهكذا فإن خيار الالعنف‬ ‫لم يس��قط نتيج��ة مؤام��رة كونية‬ ‫على س��ورية‪ ،‬بل سقط نتيجة ردود‬

‫فع��ل موضوعية على عن��ف النظام‬ ‫الس��وري‪ ،‬ونتيجة التركيب الداخلي‬ ‫للمجتم��ع الس��وري وألجه��زة الدولة‬ ‫بما في ذلك الجيش‪.‬‬ ‫وبالمعنى نفسه لم يسقط خيار‬ ‫الرف��ض المطلق للتدخ��ل الخارجي‬ ‫نتيج��ة مؤام��رة أو متآمري��ن "حتى‬ ‫ف��ي حال وج��ود مؤامرة" ب��ل نتيجة‬ ‫مذابح ارتكبتها آلة النظام الس��وري‬ ‫اإلجرامي��ة‪ ،‬ونتيج��ة عجز الس��لمية‬ ‫والخي��ارات السياس��ية ع��ن ردع‬ ‫النظام عن القتل‪ ،‬وعجز التشكيالت‬ ‫السياسية المؤمنة بالحوار والسلمية‬ ‫ونبذ العنف‪ ،‬عن انتزاع أي تنازل من‬ ‫النظ��ام السياس��ي‪ ،‬وهكذا يس��قط‬ ‫خي��ار سياس��ي آخ��ر ليس ألس��باب‬ ‫خارج��ة عنه‪ ،‬ب��ل ألنه أفل��س بكل‬ ‫بساطة‪.‬‬ ‫أم��ا خيار رف��ض الطائفية فإنه‬ ‫ال ي��زال يش��كل مصلح��ة فعلي��ة‬ ‫ل��كل الث��وار‪ ،‬وإذا كان ثم��ة ب��وادر‬ ‫لس��قوطه ميدانياً ف��ي حمص على‬ ‫وجه الخص��وص‪ ،‬ونظريًا من خالل‬ ‫التش��نجات والش��تائم الطائفية من‬ ‫قبل بع��ض المؤيدين للث��ورة‪ ،‬فإن‬ ‫محاصرة ه��ذه البوادر تت��م باقتدار‬ ‫وكفاءة من قبل الثوار حتى اللحظة‪،‬‬ ‫وفض�ل ً‬ ‫ا عن ذل��ك فإن س��قوط هذا‬ ‫الخيار نتيجة إفالس��ه "وعس��ى أن ال‬ ‫يحدث ذلك" سيعني س��قوط الثورة‬ ‫الس��ورية برمتها‪ ،‬أو لنقل بالضبط‬ ‫تحوله��ا من ث��ورة كرام��ة وحقوق‪،‬‬ ‫إل��ى ح��رب طائفي��ة‪ .‬هن��ا بالضبط‬ ‫يمك��ن ش��رح م��ا قلن��اه س��ابقًا‪ ،‬إذ‬ ‫ال يمك��ن أن يفل��س خي��ار رف��ض‬ ‫الطائفية في الم��دى المنظور‪ ،‬ألنه‬ ‫خي��ار خادم وحافظ للث��ورة ومعناها‬ ‫واستمرارها‪ ،‬وهو لن يسقط ضمن‬ ‫المعطي��ات الراهن��ة حت��ى ل��و تآمر‬ ‫علي��ه العالم أجمع‪ ،‬ألن مش��روعيته‬ ‫السياس��ية ال تزال قائمة في ميدان‬ ‫الفعل الثوري‪.‬‬ ‫وبناء على ما تق��دم فإن تراجع‬ ‫خي��اري رف��ض العن��ف والتدخ��ل‬ ‫الخارجي‪ ،‬ال يمكن أن يعني س��قوط‬ ‫المش��روعية الوطني��ة للث��ورة‪ ،‬ألن‬ ‫هذا التراج��ع جاء من خ��ارج الثورة‪،‬‬ ‫ج��اء بالضب��ط م��ن عدوه��ا وأعني‬ ‫النظام‪ ،‬الذي اس��تخدم عنفًا ش��ديد‬ ‫اإلف��راط ال يمك��ن لمجتم��ع س��وي‬ ‫احتمال��ه‪ ،‬فكيف بمجتم��ع عانى من‬ ‫االس��تبداد عق��وداً طويل��ة‪ ،‬النظام‬ ‫ال��ذي يتش��دق بالوطنية والس��يادة‬ ‫فيما يسوق المجتمع السوري برمته‬ ‫ليكون ساحة صراع دولي‪ ،‬ويستخدم‬

‫ق��وى وتحالفات خارجية في س��حق‬ ‫القطاع المنتفض من شعبه‪ .‬ويؤكد‬ ‫الصمود األس��طوري للثورة في وجه‬ ‫ف��خ الطائفي��ة ع��دم س��قوط هذه‬ ‫المش��روعية الوطنية‪ ،‬هذا الصمود‬ ‫المس��تمر على الرغم م��ن الخطاب‬ ‫الطائفي المس��عور م��ن قبل أنصار‬ ‫النظام وإعالمه‪ ،‬ومن قبل قسم من‬ ‫اإلعالم الخارج��ي‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫التخل��ي المخ��زي لقطاعات واس��عة‬ ‫من أبناء األقليات عن المدن والقرى‬ ‫التي هاجمته��ا وتهاجمها آلة النظام‬ ‫العسكرية‪.‬‬ ‫ال يهدف التحلي��ل المقدم أعاله‬ ‫إلى تبرير العنف أو التدخل الخارجي‬ ‫أو الخطاب الطائف��ي‪ ،‬بل يهدف إلى‬ ‫بي��ان موضوعي وعقالني ألس��باب‬ ‫كل ه��ذا‪ ،‬وإذا كان العن��ف المض��اد‬ ‫وطل��ب التدخل الخارجي انحرافًا عن‬ ‫ش��عارات هذه الثورة‪ ،‬ف��إن مواجهة‬ ‫ه��ذا االنح��راف تب��دأ بفهم أس��بابه‬

‫بعي��داً عن كونه طريقاً وحيداً لنجاح‬ ‫الثورة كم��ا يذهب البع��ض‪ ،‬وبعيداً‬ ‫ع��ن منط��ق المؤام��رة والتش��كيك‬ ‫والتعال��ي عل��ى صُنَّ��اع االنتفاضة‬ ‫الش��عبية كما يذهب البعض اآلخر‪.‬‬ ‫إن الحل الوحيد المتاح للحفاظ على‬ ‫الثورة‪ ،‬هو االلتفاف حولها واحتضان‬ ‫ثواره��ا لضبط العنف والحد من آثار‬ ‫الصراع الدولي والتدخالت الخارجية‪،‬‬ ‫ووأد الخط��اب الطائف��ي نهائيًا‪ ،‬بدل‬ ‫التباكي عل��ى الءات ضيعتها بربرية‬ ‫النظ��ام‪ ،‬وب�لادة أنص��اره الوطنية‪،‬‬ ‫وسلبية أغلب رموز المعارضة الذين‬ ‫ال يجد كثي��رٌ منهم مبرراً موضوعيًا‬ ‫لتراج��ع خطاب الالءات الثالث س��وى‬ ‫أن يك��ون هناك جهة "م��ا" تدفع إلى‬ ‫هذا التراجع‪ ،‬متناسين أن ثمة قاعدة‬ ‫بس��يطة ومنطقي��ة ال تحت��اج إل��ى‬ ‫متآمرين لتنتج مفاعيلها‪ ،‬وأعني أن‬ ‫"الخط��اب السياس��ي يتراج��ع عندما‬ ‫يفلس"‪.‬‬

‫عمل بعنوان‪ :‬إلى روح الشهيد غياث مطر و كل شهداء الحرية | للفنان وسيم المرزوقي‬


‫روزا ياسين حسن‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫القبض عليه‪ ،‬وأعيد معه الس��يناريو‬ ‫ذات��ه‪ ،‬فاعت��رف بأن��ه زعي��م عصابة‬ ‫إرهابية وبأنه س��افر إلى الس��عودية‬ ‫ليتلقى مبالغ (طائلة) من رجل غريب‬ ‫ق��ال له‪" :‬تعال لنس��قط النظام"‪ ،‬كما‬ ‫اعترف (الزعيم) على الفضائية‪ ،‬فقال‬ ‫له (ف)‪" :‬نعم لنسقطه"‪ ،‬ثم أخذ ‪300‬‬ ‫ألف لي��رة (بالعدد) ليتعامل معهم في‬ ‫تهريب السالح وما إلى ذلك‪..‬‬ ‫ول��م تجع��ل حقيق��ة أن (ف) ل��م‬ ‫يحصل على جواز س��فر‪ ،‬وبالتالي لم‬ ‫يغادر س��وريا يومًا‪ ،‬اإلعالم الس��وري‬ ‫يتوان��ى ع��ن ب��ث اعترافات��ه بتل��ك‬ ‫ّ‬ ‫المفكر بها‪،‬‬ ‫التفاصيل المضحكة وغير‬ ‫وكأنها حكايات تلقى في وجه مغفلين‬ ‫سيصدقونها أياً كانت!‪ ،‬فلإلعالم دور‬ ‫سحري تدركه أعمدة الحكم‪ ،‬ونكاد ال‬ ‫نبالغ إذا قلتا إن اإلعالم يشعل ثورات‬ ‫ويطفئ أخرى‪..‬‬ ‫حسين زليخة مث ً‬ ‫ال‪ ،‬هو شهيد من‬ ‫ش��هداء بلدة الزبداني بريف دمش��ق‪،‬‬ ‫قُتل في إح��دى المظاه��رات المبكرة‬ ‫قب��ل أن يبدأ الث��وار هناك بالتس�� ّلح‪،‬‬ ‫وكان رج��ال األمن قد أمس��كوا بأبيه‬ ‫أثن��اء المظاه��رة وراح��وا يضربون��ه‬ ‫بوحش��ية‪ ،‬فص��ار يصرخ عل��ى رجال‬ ‫األمن‪" :‬اترك��وا أبي وخذوني أنا‪ ..‬أبي‬ ‫رج��ل كبي��ر‪ ..‬اتركوه وخذون��ي"‪ ،‬فما‬ ‫كان منه��م إال أن اس��تجابوا لصراخه‬ ‫برشة رصاص أسقطته من فوره‪.‬‬ ‫جمي��ع م��ن كان ف��ي المظاه��رة‬ ‫يع��رف جيداً م��ن قتل حس��ين! ولكن‬ ‫بع��د فت��رة قليل��ة ظه��ر ش��اب م��ن‬ ‫الزبداني عل��ى قناة الدنيا ليقول بأنه‬ ‫قتل حسين زليخة‪ ،‬ألنه قبض خمسة‬ ‫ماليين ليرة من جماعة سعد الحريري‬ ‫ليقت��ل المتظاهرين هنا! حين س��أله‬ ‫جيران��ه معاتبي��ن‪ ،‬إث��ر عودت��ه بع��د‬

‫يومين من اعترافات��ه إلى بيته‪ ،‬لماذا‬ ‫كذبت كل هذا الكذب؟!‪ ،‬قال‪" :‬لس��تم‬ ‫أنتم من كانت الكهرباء على كل جزء‬ ‫من جس��ده ليعرف‪ ..‬كونوا مكاني ثم‬ ‫اسألوني لماذا فعلت هذا!!"‪.‬‬ ‫ه��ذا األس��لوب الممنه��ج ال��ذي‬ ‫يتبع��ه اإلع�لام الرس��مي ل��م يجعله‬ ‫يتوانى ع��ن اختالق ح��وادث وأالعيب‬ ‫تتك��رر ف��ي كل منطقة ووق��ت‪ ،‬ولم‬ ‫تكن تل��ك المس��يرة الـتأييدي��ة التي‬ ‫خرجت في دوما‪ ،‬في األس��بوع األخير‬ ‫من ش��هر حزيران من العام الماضي‪،‬‬ ‫هي الحدث الوحي��د الذي يُظهر كذب‬ ‫اإلعالم الرس��مي‪ ،‬فق��د حدثت الكثير‬ ‫من الح��وادث هن��اك تالي��اً‪ ،‬لكن تلك‬ ‫المس��يرة كان��ت أكثرهم اس��تفزازاً‪.‬‬ ‫فحينما كان ش��باب دوم��ا يقتلون في‬ ‫المظاهرات ويتم مداهمة بيوتهم في‬ ‫كل ليل��ة كان ثمة باص��ات (حكومية)‬ ‫ّ‬ ‫تتقل مجموعات من النس��اء والرجال‬ ‫األغراب إلى دوما‪ .‬وهناك في الساحة‬ ‫رفعوا صور الرئيس وصاروا يهتفون‬ ‫بحيات��ه‪ ،‬وكان��ت الفضائية الس��ورية‬ ‫واإلخبارية وقناة الدنيا ينتظرون ذلك‬ ‫الحدث (العفوي) ليصوّروه ويعرضون‬ ‫المس��يرة على أنه��ا مس��يرة ألهالي‬ ‫دوم��ا يؤي��دون فيها الرئي��س‪ ،‬وليس‬ ‫ثم��ة ال ث��ورة وال مظاه��رات وال ه��م‬ ‫يحزنون مما يعرض على الفضائيات‬ ‫المختلفة‪ ،‬قنوات (الفتنة) كما يسميها‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫ومؤخ��راً وص��ل األم��ر بإع�لام‬ ‫النظ��ام إل��ى ح��د م��ن االس��تخفاف‬ ‫بعقول الس��وريين أنه ّ‬ ‫بث مقابلة مع‬ ‫والد أحد ش��هداء القدم‪ ،‬وهو الش��اب‬ ‫محم��د القادري‪ ،‬ليق��ول األب بأن ابنه‬ ‫كان مغضوباً وس��يئًا وصاحب مشاكل‬ ‫وس��وابق لذلك قتل‪ ،‬فيما الحقيقة أن‬

‫والد الشهيد محمد توفي منذ أكثر من‬ ‫خمس سنوات‪ ،‬وجميع أهالي المنطقة‬ ‫يعرفون ذلك!‪.‬‬ ‫نهاي��ة‪ ،‬ه��ذه مج��رد ح��وادث‬ ‫صغيرة اس��تطعت االط�لاع عليها عن‬ ‫ق��رب‪ ،‬لك��ن القص��ص الت��ي تفضح‬ ‫أكاذي��ب اإلع�لام الرس��مي أكث��ر من‬ ‫أن تحص��ر‪ ،‬وربم��ا سيكش��ف الكثي��ر‬ ‫منه��ا الحقاً‪ ،‬منها الك��ذب الواضح حدّ‬ ‫الضح��ك ومنه��ا الكثي��ر م��ن الك��ذب‬ ‫غير المكش��وف والمؤثر كالس��مّ في‬ ‫الدس��م‪ ،‬كما حصل مع سفيرة سوريا‬ ‫ف��ي باريس مث�ل ً‬ ‫ا ومع الش��ابة زينب‬ ‫الحصن��ي وم��ع المح��اوالت المخفي��ة‬ ‫إلثارة نعرات طائفي��ة وما إلى ذلك‪...‬‬ ‫وهذا ال يعن��ي بالتأكيد أن الفضائيات‬ ‫العربي��ة األخرى ال تبالغ أو تس��تخدم‬ ‫الكثي��ر من تفاصيل الثورة الس��ورية‬ ‫لخدمة أجندته��ا‪ ،‬ولكنها ف��ي النهاية‬ ‫ليس��ت فضائيات س��ورية‪ ،‬ومن يقتل‬ ‫كل يوم ليس��وا مواطنيها ومن تدمّر‬ ‫ليست بلدها‪.‬‬ ‫س��ألت م��رة أح��د الجن��ود الذين‬ ‫كان��وا يس��اقون إل��ى داري��ا ليقمعوا‬ ‫تظاهرات الشباب هناك‪" ،‬لماذا قتلتم‬ ‫غي��اث مط��ر وه��و كان يق��دم لك��م‬ ‫ال��ورود مع أهل داريا إش��ارة الس�لام‬ ‫لك��م؟"‪ ..‬ربم��ا ألن كالم��ي اس��تفزه‬ ‫تورّط قائ ً‬ ‫ال بغض��ب‪" :‬بالورود؟ ومن‬ ‫قال لك اس��تقبلونا بالورود؟ نحن كنا‬ ‫حوالي ‪ 200‬عس��كري‪ ،‬قسّ��مونا إلى‬ ‫قسمين‪ ،‬مئة لبّس��وهم لباس مدني‬ ‫وحمّلوه��م أزه��ار قدموه��ا للمئ��ة‬ ‫األخرى‪ ،‬ثم صوّرونا على أس��اس أن‬ ‫أهل داري��ا يقدمون لنا ال��ورود"‪ ..‬ثم‬ ‫صم��ت وكأن��ه ّ‬ ‫يفكر في األم��ر للمرة‬ ‫األولى‪.).‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫لم يك��ن ذلك البي��ت القديم في‬ ‫درع��ا يختلف كثيراً ع��ن باقي البيوت‬ ‫هناك‪ ،‬سوى أنه يكتنف قصة تحوّلت‬ ‫مؤخ��راً إلى م��ادة للتندّر بي��ن أهالي‬ ‫المنطق��ة! فحينم��ا طرقنا عل��ى بابه‬ ‫خرج إلينا ذلك الش��اب (أ‪ .‬ح) مستقب ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫وكان (أ) قد ظهر قب��ل أيام قليلة من‬ ‫زيارتنا ل��ه على قناة الدنيا الس��ورية‬ ‫باعتباره زعي��م عصابة إرهابية‪ ،‬وقد‬ ‫اعت��رف ه��ذه (اإلرهابي) عل��ى المأل‬ ‫بأنه قبض المال من (الخارج) وهرّب‬ ‫السالح لإلرهابيين وقتل المتظاهرين‬ ‫العزّل!!‪.‬‬ ‫(أ‪ .‬ح) كان ش��وفير برّاد معروف‪،‬‬ ‫حينم��ا ب��دأت انتفاضة درع��ا كان قد‬ ‫قضى أكثر من ش��هرين غائب��اً عنها‪،‬‬ ‫وال يع��رف بالضب��ط ما الوي�لات التي‬ ‫حدث��ت خالل غيبت��ه القصي��رة‪ .‬ألقوا‬ ‫القبض عليه على الحدود وهو يقفل‬ ‫عائداً‪ ،‬اعتقلوه ثم مارس��وا كل أنواع‬ ‫الضغ��ط عليه (كعادته��م) كي يخرج‬ ‫إلى الفضائية ويقول ما قاله‪.‬‬ ‫ "ث��م ع��اد (زعي��م العصاب��ة‬‫اإلرهابية)! إلى بيته معززاً مكرماً بعد‬ ‫يومين من اعترافه‪." ..‬‬ ‫يسخر مرافقي الدرعاوي بمرارة‬ ‫ويكمل بي جولته‪.‬‬ ‫بات من نافل القول التأكيد على‬ ‫أن اإلعالم الرس��مي الس��وري أضحى‬ ‫من��ذ عق��ود إعالم��اً‪ /‬بوق��ًا للنظ��ام‪،‬‬ ‫وربم��ا كانت األش��هر الماضية مجرّد‬ ‫عملية تكثيف ش��ديدة لحقيقته تلك‪،‬‬ ‫باعتب��ار أن للح��رب اإلعالمية مس��اراً‬ ‫أساس��يًا ال يمكن إغفال��ه بين النظام‬ ‫والث��ورة‪ .‬والتيم��ة األه��م الت��ي ظل‬ ‫النظ��ام الس��وري‪ ،‬ومع��ه إعالم��ه‪/‬‬ ‫التاب��ع مصري��ن عليها حدّ الس��خرية‬ ‫هي مقولة العصابات المس��لحة تلك‬ ‫الت��ي تقت��ل المتظاهري��ن‪ ،‬وبحجتها‬ ‫يجتاح األمن والجي��ش المدن والقرى‬ ‫والبل��دات ويقص��ف المدنيين ويعمل‬ ‫الذي لم يُعم��ل‪ .‬وهذه المقولة‪ ،‬التي‬ ‫راح��ت تتحوّل إلى مقول��ة واهية في‬ ‫ظل إنكار حقيق��ة (الثورة)‪ ،‬تجعلتهم‬ ‫يبذلون كل ما بوسعهم إلثباتها‪ ،‬وفي‬ ‫كل مناس��بة ووقت ومساءلة‪ ،‬حتى لو‬ ‫أدت في حاالت كثيرة إلى االس��تخفاف‬ ‫بعقول المشاهدين والمواطنين على‬ ‫كامل التراب السوري‪.‬‬ ‫فـ (أ‪ .‬ح) لم يكن وحده من خاض‬ ‫تل��ك التجرب��ة الت��ي غيّ��رت حيات��ه‪،‬‬ ‫ولك��ن (ف‪ .‬ش) أيضًا‪ ،‬وهو ش��اب في‬ ‫الخامس��ة والثالثين من عمره عاطل‬ ‫ع��ن العم��ل م��ن بص��ر الحري��ر في‬ ‫ري��ف درع��ا‪ ،‬وكان قد م��رّ عليه أكثر‬ ‫من س��نتين في دمش��ق لم يزر أهله‬ ‫فيها‪ ،‬وفي شهر نسيان قرر أن يسافر‬ ‫إليه��م ليطمئ��ن‪ ..‬عند أح��د الحواجز‬ ‫المنتش��رة بين دمش��ق ودرع��ا ألقي‬

‫دندنات إندساسية ‪. .‬‬

‫امل�ضــحك املبكــي فــي الإعـالم‬ ‫الر�ســمي ال�ســوري‬

‫‪9‬‬


‫جمزرة "كرم الزيتون"يف �ضوء الت�شريع ال�سوري‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫الصفحة القانونية‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫استفاق السوريون على مشاهد عبثية‬ ‫وه��ول الصدمة جن��ح ببعضهم إل��ى اعتبار‬ ‫أن الوجود ينتمي للعبث‪ ،‬أبش��ع من مجزرة‪،‬‬ ‫وأشدّ صمًا لآلذان من أصوات طبول الحرب‪،‬‬ ‫ليس��ت حرباً‪ ،‬هكذا يتراءى لي المشهد‪ ،‬فمع‬ ‫أن الس��وريين وم��ن الجانبي��ن ارتكب��وا كل‬ ‫األخط��اء والخطاي��ا‪ ،‬أعتق��د أن المأس��اة في‬ ‫سوريا ليس��ت من صنع البش��ر وحدهم‪ ،‬إن‬ ‫ف��ي بعض خفاياها ش��يئًا من لعن��ة اآللهة‪،‬‬ ‫بال ه��وادة تالح��ق اللعن��ة الوط��ن‪ ،‬تالحق‬ ‫المعارض��ة وتالح��ق النظام‪ ،‬وتنف��ث لهيبها‬ ‫لتحرق المدنيين وتقطع أوصالهم‪ .‬والحلول‬ ‫تتلقفه��ا االجتماع��ات والمؤتم��رات كم��ن‬ ‫يتس��لم كر ًة من نار تحرقها وال تبقي شيئًا‪.‬‬ ‫ويبقى منطق التاريخ هو األقس��ى‪ ،‬فلو أتى‬ ‫بروميثيوس وانتزع الشعلة من اآللهة وتحمل‬ ‫وحده اللعنة والعقاب عن الس��وريين جميعاً‪،‬‬ ‫وفارق��ت اللعنة وطننا لتحل بجس��ده‪ ،‬لخرج‬ ‫السوريون متساوون في الخسارة‪ ،‬الرابحون‬ ‫خسروا والمنهزمون خسروا‪ .‬فالمقتول خسر‬ ‫حياته‪ ،‬والقاتل خسر إنس��انيته لغير رجعة‪،‬‬ ‫وأضح��ى الس��وريون وحده��م بروميثيوس‬ ‫تنهش العقبان جسده يوميًا‪.‬‬ ‫أرغمت نفس��ي عل��ى التف��اؤل وقرأت‬ ‫جان��ب آخ��ر‪ ،‬فبروميثيوس‬ ‫األس��طورة من‬ ‫ٍ‬ ‫حت��ى الي��وم مصل��وبٌ عل��ى الجب��ل لك��ن‬ ‫الش��علة ل��م ول��ن تع��ود لآللهة‪ ،‬وس��تعود‬ ‫الحرية والديمقراطية لتنشر عبقها وريحها‬ ‫في هذا الشرق الحزين‪.‬‬ ‫ف��ي زاويتن��ا القانونية اليوم س��نأتي‬ ‫على ذك��ر العناصر الجرمي��ة لمجزرة "كرم‬ ‫الزيت��ون" ف��ي ض��وء التش��ريع الس��وري‬ ‫فالقان��ون وح��ده الكفي��ل بمعاقب��ة َ‬ ‫القتلى‬ ‫بعي��داً عن روح الثأر واالنتق��ام‪ .‬واهلل وحده‬ ‫س��يكفل الرحمة لشهدائنا ومن بشارة متى‬ ‫ننقل "طوبى للمضطهدي��ن من أجل الحق‬ ‫ألن لهم ملكوت السماء"‬ ‫ولنا أن نس��تعير من التراث اإلس�لامي‬ ‫مصطل��ح "أم المعارك" لتكون جريمة "كرم‬ ‫الزيت��ون" "أم الجرائ��م" ولعل��ه م��ن الترف‬ ‫تفني��د الجرائ��م المرتكبة "قت��ل‪ ،‬اغتصاب‪،‬‬ ‫خطف‪ ،‬إيذاء‪ ،‬تمثيل بالجثث‪ ،‬هتك أعراض‪،‬‬ ‫أفع��ال منافي��ة للحش��مة‪ ،‬االعت��داء عل��ى‬ ‫قاص��ر‪ ....‬والقائمة تط��ول"‪ ،‬إال أن الغرض‬ ‫من زاويتنا اليوم هو اس��تعراض النصوص‬ ‫القانونية في ضوء ما حصل‪.‬‬ ‫المادة ‪ :298‬يعاقب باألش��غال الشاقة‬ ‫مؤب��داً عل��ى االعت��داء ال��ذي يس��تهدف إما‬ ‫إث��ارة الحرب األهلي��ة أو االقتت��ال الطائفي‬ ‫بتسليح الس��وريين أو بحملهم على التسلح‬ ‫بعضه��م ضد البع��ض اآلخر وإم��ا بالحض‬ ‫عل��ى التقتيل والنهب في محل��ة أو محالت‪،‬‬ ‫ويقضى باإلعدام إذا تم االعتداء‪.‬‬ ‫المادة ‪ :299‬يعاقب باألش��غال الشاقة‬ ‫مؤبداً م��ن رأس عصابات مس��لحة أو تولى‬ ‫فيه��ا وظيف��ة أو قي��ادة أي��اً كان نوعه��ا إما‬ ‫بقص��د اجتي��اح مدين��ة أو محل��ة أو بع��ض‬ ‫أم�لاك الدولة أو أم�لاك جماعة من األهلين‬ ‫وإما بقصد مهاجمة أو مقاومة القوة العامة‬ ‫العاملة ضد مرتكبي هذه الجنايات‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ 1 :300‬ـ يعاق��ب باألش��غال‬ ‫الش��اقة المؤبدة المش��تركون في عصابات‬ ‫مس��لحة ألفت بقصد ارتكاب إحدى الجنايات‬ ‫المنص��وص عليه��ا ف��ي المادتين ال��ـ ‪298‬‬ ‫و‪.299‬‬ ‫الم��ادة ‪ 1 :391‬ـ م��ن س��ام ش��خصًا‬ ‫ضروبًا من الش��دة ال يجيزها القانون رغبة‬ ‫منه في الحصول على إق��رار عن جريمة أو‬ ‫عل��ى معلومات بش��أنها عوقب بالحبس من‬ ‫ثالثة أشهر إلى ثالث سنوات‪ 2 .‬ـ وإذا أفضت‬

‫أعمال العنف عليه إل��ى مرض أو جراح كان‬ ‫أدنى العقاب الحبس سنة‪.‬‬ ‫المادة ‪ :463‬يعاقب بالحبس من ش��هر‬ ‫إل��ى س��نة‪ :‬ب ـ من ه��دم أو حطم أو ش��وه‬ ‫أو دن��س أو نجس بناء مخصص��ًا للعبادة أو‬ ‫شعاراً أو غيره مما يكرمه أهل ديانة أو فئة‬ ‫م��ن الناس‪ .‬ج ـ التعدي عل��ى حرمة األموات‬ ‫والجرائم المخلة بنظام دفنهم‬ ‫الم��ادة ‪ :465‬م��ن س��رق أو أتلف جثة‬ ‫كله��ا أو بعضه��ا عوقب بالحبس من ش��هر‬ ‫إلى س��نة‪ ،‬وإذا حصلت السرقة بقصد إخفاء‬ ‫الموت أو الوالدة فمن شهرين إلى سنتين‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ :467‬يعاق��ب بالحب��س م��ن‬ ‫ش��هرين إلى س��نتين‪ :‬آ ـ م��ن هتك أو دنس‬ ‫حرم��ة القب��ور أو أنص��اب الموت��ى أو أقدم‬ ‫قصداً على هدمها أو تحطيمها أو تشويهها‪.‬‬ ‫ب ـ م��ن دن��س أو هدم أو حطم أو ش��وه أي‬ ‫ش��يء آخر خص بشعائر الموتى أو بصيانة‬ ‫المقابر أو تزيينها‪.‬‬ ‫المادة ‪ 1 :478‬ـ م��ن خطف أو خبأ ولداً‬ ‫دون الس��ابعة من عمره أو بدل ولداً بآخر أو‬ ‫نسب إلى امرأة ولداً لم تلده‪ ،‬عوقب بالحبس‬ ‫من ثالثة أشهر إلى ثالث سنوات‪.‬‬ ‫المادة ‪ :490‬يعاقب باألش��غال الشاقة‬ ‫تس��ع س��نوات من جامع ش��خصًا غير زوجه‬ ‫ال يس��تطيع المقاومة بسبب نقص جسدي‬ ‫أو نفس��ي أو بس��بب ما اس��تعمل نحوه من‬ ‫ضروب الخداع‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ 1 :491‬ـ م��ن جام��ع قاص��راً «‬ ‫لم يتم الخامس��ة عشرة من عمره » عوقب‬ ‫باألشغال الشاقة تسع سنوات‪2 .‬ـ وال تنقص‬ ‫العقوبة عن خمس عشرة سنة إذا كان الولد‬ ‫لم يتم الثانية عشرة من عمره‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ 1 :492‬ـ إذا جام��ع قاصراً متمًا‬ ‫الخامس��ة عش��رة وغير متم الثامنة عشرة‬ ‫من عم��ره أحد أصول��ه ش��رعياً كان أو كان‬ ‫غي��ر ش��رعي أو أحد أصه��اره لجهة األصول‬ ‫وكل ش��خص مارس عليه سلطة شرعية أو‬ ‫فعلية أو أحد خدم أولئك األش��خاص عوقب‬ ‫باألش��غال الشاقة تسع سنوات‪ 2 .‬ـ ويقضى‬ ‫بالعقوبة نفس��ها إذا كان المجرم موظفاً أو‬ ‫رج��ل دي��ن أو كان مدير مكتب اس��تخدام أو‬ ‫عام ًال فيه فارتكب الفعل مس��يئًا اس��تعمال‬ ‫الس��لطة أو التس��هيالت التي يستمدها من‬ ‫وظيفته‪.‬‬

‫الم��ادة ‪ 1 :493‬ـ من أك��ره آخر بالعنف‬ ‫أو بالتهديد على تحم��ل أو إجراء فعل مناف‬ ‫للحش��مة عوقب باألش��غال الش��اقة مدة ال‬ ‫تنقص عن اثنتي عش��رة س��نة‪ 2 .‬ـ ويكون‬ ‫الحد األدنى للعقوبة ثماني عش��رة سنة إذا‬ ‫كان المعتدى عليه لم يتم الخامس��ة عشرة‬ ‫من عمره‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ 1 :495‬ـ م��ن ارتك��ب بقاص��ر‬ ‫ل��م يتم الخامس��ة عش��رة من عم��ره فع ًال‬ ‫منافيًا للحشمة أو حمله على ارتكابه عوقب‬ ‫باألش��غال الش��اقة تس��ع س��نوات‪ 2 .‬ـ وال‬ ‫تنقص العقوبة عن اثنتي عش��رة س��نة إذا‬ ‫لم يتم الولد الثانية من عمره‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ :533‬م��ن قت��ل انس��اناً قصداً‬ ‫عوقب باألش��غال الش��اقة من خمس عشرة‬ ‫سنة إلى عشرين سنة‪.‬‬ ‫المادة ‪ :534‬يعاقب باألش��غال الشاقة‬ ‫المؤب��دة على القت��ل قص��داً إذا ارتكب‪ 1 :‬ـ‬ ‫لس��بب س��افل‪ 2 .‬ـ تمهيداً لجنحة أو تسهي ًال‬ ‫أو تنفي��ذاً لها أو تس��هي ًال لف��رار المحرضين‬ ‫على تل��ك الجنحة أو فاعليه��ا أو المتدخلين‬ ‫فيه��ا أو للحيلول��ة بينهم وبي��ن العقاب‪ 3 .‬ـ‬ ‫للحصول على المنفعة الناتجة عن الجنحة‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ عل��ى موظف أثناء ممارس��ته وظيفته أو‬ ‫في مع��رض ممارس��ته له��ا‪ 5 .‬ـ على حدث‬ ‫دون الخامس��ة عش��رة من عم��ره‪ 6 .‬ـ على‬ ‫شخصين أو أكثر‪ 7 .‬ـ في حالة إقدام المجرم‬ ‫عل��ى أعم��ال التعذي��ب أو الشراس��ة نح��و‬ ‫األشخاص‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ :535‬يعاق��ب باإلع��دام عل��ى‬ ‫القت��ل قص��داً إذا ارتك��ب‪ 1 :‬ـ عم��داً‪ 2 .‬ـ‬ ‫تمهي��داً لجناية أو تس��هي ًال أو تنفي��ذاً لها أو‬ ‫تس��هي ًال لفرار المحرضين على تلك الجناية‬ ‫أو فاعليه��ا أو المتدخلي��ن فيه��ا أو للحيلولة‬ ‫بينه��م وبين العق��اب‪ 3 .‬ـ عل��ى أحد أصول‬ ‫المجرم أو فروعه‪.‬‬ ‫المادة ‪ 1 :536‬ـ من س��بب موت إنسان‬ ‫م��ن غير قصد القتل بالض��رب أو بالعنف أو‬ ‫بالش��دة أو ب��أي عم��ل آخر مقص��ود عوقب‬ ‫باألشغال الشاقة خمس سنوات على األقل‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ وال تنقص العقوبة عن س��بع سنوات إذا‬ ‫اقت��رن الفعل بإح��دى الح��االت المنصوص‬ ‫عليها في المادتين السابقتين‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ 1 :537‬ـ تعاق��ب باالعتق��ال‬ ‫المؤقت الوالدة التي تقدم‪ ،‬اتقاء للعار‪ ،‬على‬ ‫قتل وليده��ا الذي حبلت به س��فاحًا‪ 2 .‬ـ وال‬

‫تنقص العقوبة عن خمس س��نوات إذا وقع‬ ‫الفعل عمداً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الم��ادة ‪ 1 :540‬ـ من أق��دم قصدا على‬ ‫ضرب ش��خص أو جرحه أو إيذائه ولم ينجم‬ ‫عن هذه األفعال تعطيل شخص عن العمل‬ ‫لمدة تزيد عن عش��رة أيام عوقب بناء على‬ ‫ش��كوى المتضرر بالحبس س��تة أشهر على‬ ‫األكثر أو بالحب��س التكديري وبالغرامة من‬ ‫خمس وعش��رين إل��ى مائة لي��رة أو بإحدى‬ ‫هاتين العقوبتين‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ 1 :541‬ـ إذا نج��م ع��ن األذى‬ ‫الحاص��ل تعطيل ش��خص ع��ن العمل مدة‬ ‫تزيد عن عشرة أيام عوقب المجرم بالحبس‬ ‫مدة ال تتجاوز السنة وبغرامة مائة ليرة على‬ ‫األكثر أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ :542‬إذا ج��اوز التعطي��ل ع��ن‬ ‫العمل العشرين يومًا قضي بعقوبة الحبس‬ ‫من ثالثة أش��هر إلى ثالث سنوات فض ًال عن‬ ‫الغرامة السابق ذكرها‪.‬‬ ‫الم��ادة ‪ :543‬إذا أدى الفع��ل إلى قطع‬ ‫أو اس��تئصال عض��و أو بتر أح��د األطراف أو‬ ‫إلى تعطيلها أو تعطي��ل إحدى الحواس عن‬ ‫العمل أو تسبب في إحداث تشويه جسيم أو‬ ‫أي��ة عاهة أخرى دائم��ة أو لها مظهر العاهة‬ ‫الدائم��ة عوقب المجرم باألش��غال الش��اقة‬ ‫المؤقتة عشر سنوات على األكثر‪.‬‬ ‫إن اس��تعراضنا له��ذه النص��وص لهو‬ ‫دع��و ُة لتنش��غل المحاكم الس��ورية بعقاب‬ ‫القتل��ة‪ .‬وأن تزي��ح جانبًا ملفات الناش��طين‬ ‫ومعتقل��ي الرأي‪ ،‬ع��امٌ مضى عل��ى الثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬ع��امٌ عل��ى محن��ة الس��وريين‬ ‫ومأس��اتهم الحديث��ة‪ ،‬ولم أعد أش��ك لحظ ًة‬ ‫ب��أن اله��دف مما يج��ري ف��ي نهاي��ة عامنا‬ ‫ه��ذا م��ن جرائم وفظائ��ع هو نح��ر الحرية‬ ‫والديمقراطي��ة الت��ي هبت بش��ائرها‪ ،‬وجر‬ ‫الب�لاد إلى حال��ة اقتتال دائ��م وهمجي بين‬ ‫األديان والطوائف‪ ،‬إن الترفع عن ثقافة الثأر‬ ‫واالس��تمرار بس��لمية الحراك وكثافته‪ ،‬هو‬ ‫السالح الذي س��يطرد به السوريون مالئكة‬ ‫الحص��اد التي خبرن��ا عنها يوحن��ا في رؤية‬ ‫"أرمغدون" مالئك�� ٌة تصب جام غضبها بأمر‬ ‫ال��رب على العال��م‪ ،‬وتعمل مناجله��ا الحادة‬ ‫ف��ي حص��اد ال��رؤوس‪ ،‬مما يعني وبحس��ب‬ ‫رؤيا "يوحنا" نهراً من الدماء البش��رية طوله‬ ‫مائتي ميل وارتفاعه ارتفاع حصان‪..‬‬


‫�أنا حر �أكتب بلغة حرة دون تكلف �أعرب عن �أفكاري بدون قيود �أو معوقات لغتي ب�سيطة وهديف وا�ضح كلمة حق ت�صل مبا�شرة لكل من‬ ‫يعي�ش معاناتي ويحلم نف�س حلمي ‪� ..‬أنا مواطن �سوري حر‪ ..‬حرب حر‪ :‬م�ساحة ر�أي تن�شر بالتزامن على املواقع التالية‪:‬‬ ‫�سوريا فوق اجلميع | كربيت | املند�سة ال�سورية | �صفحة ال�شعب ال�سوري عارف طريقه | �صفحة حركة �شباب ‪ 17‬ني�سان | راديو واحد‬ ‫زائد واحد | جملة �سوريتنا | جملة �سوريا بدها حرية | �صبايا و�شباب املجتمع املدين‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يمك��ن لبش��ار األس��د أن يش��عر‬ ‫بالفخ��ر بع��د أن ه��زم كل الهجم��ات‬ ‫الخارجية‪ ،‬كما تحتف��ل صحفه وإعالمه‬ ‫بهزيمة الواليات المتح��دة وليس األمم‬ ‫المتح��دة‪ ..‬كما يقال بعث��ت بمبعوثها «‬ ‫الش��ديد الواقعي��ة « عن��ان القه��وة‪ .‬أو‪.‬‬ ‫كوفي عنان‪ .‬لينتهي بجملة إنه متفائل‬ ‫ولكن حل األزمة السورية صعب ؟ كيف‬ ‫نفك طالس��م اللغات الدبلوماسية حقا‪.‬‬ ‫على الصعي��د األخر‪ ،‬ثم��ة حكمة تقول‬ ‫«وما أفلح��ت قضية تبناها العرب يوما‪..‬‬ ‫نسورا أو صقورا « الجامعة العربية كما‬ ‫يحلو لقناة العربية تس��ميتهما «س��عود‬ ‫وحم��د» ل��م يس��تطيعا أم��ام الحقائق‬ ‫الدامغة للعجز الدولي والبازار السياسي‬ ‫المعلن على الدم الس��وري س��وى إعادة‬ ‫المل��ف إلى مجل��س األم��ن بالرغم من‬ ‫نتيجته الواضحة‪.‬‬ ‫وعل��ى األرض أعط��ي الض��وء‬ ‫األخض��ر إلط�لاق الم��وت ف��ي ك��رم‬ ‫الزيتون والعدوي وإغراقه بالدم والموت‬ ‫العاص��ف وذب��ح األطفال وحرق البش��ر‬ ‫والتنكي��ل والتهجي��ر بعملي��ة انتق��ام‬ ‫ممنهجة ومس��موحة م��ن رأس النظام‬ ‫ش��خصيا مدفوع��ا بدع��م م��ن ال��دول‬ ‫المس��اندة له ليحصل على هدف مباشر‬ ‫ينقله إل��ى مقام المنتصر على األرض‪.‬‬ ‫فه��ذه الصور س��تعمل كمضخ��ة عنف‬ ‫ل��ن ته��دأ‪ ،‬فحين يق��وم نظ��ام اإلجرام‬ ‫برفع س��وية القتل العشوائي واالنتقام‬ ‫وإطالق ذئابه المسعورة بهذه الهمجية‪،‬‬ ‫هدف��ه غالب��ا ج��ر الضحي��ة إل��ى عنف‬ ‫أق��وى وإلى التخلص من كل الش��عارات‬ ‫والقيم التي اكتس��بتها الثورة وتفريغها‬ ‫من روحه��ا وأهدافها باختصار االنتصار‬ ‫عليها كث��ورة وتحويلها إلى تموجات من‬ ‫ردود األفع��ال والمنقس��مة والمأزوم��ة‬ ‫والمهزومة وبأسوأ الحاالت ‪ -‬وهو الهدف‬ ‫الرئيسي ‪ -‬تكون ثورة انتقامية منتقمة‬ ‫ترتكب مجزرة مضادة بأبرياء آخرين‪.‬‬ ‫وم��ا ق��ام ب��ه الجي��ش الح��ر (مثل‬ ‫االنس��حاب التكتيك��ي) أدى إل��ى تهجير‬ ‫الس��كان م��ن مناطقه��م خوف��ا م��ن‬ ‫ارت��كاب جرائم جماعي��ة بحقهم‪ .‬وخلق‬ ‫واق��ع جديد عل��ى األرض تخ��دم ورقته‬ ‫بالتقسيم المحتم الحقا‪ ..‬وهنا علق أحد‬ ‫الناش��طين‪ ،‬مجزرة كرم الزيتون ليست‬ ‫موجه��ة إلى الث��ورة لمعاقب��ة المناطق‬ ‫التي كش��فت هشاش��ة وعورات النظام‬ ‫فقط‪ ..‬ب��ل بصورة أعمق إلى المواليين‬ ‫والطوائ��ف واألقلي��ات أن��ا أقت��ل وأنتم‬ ‫س��تدفعون الثم��ن إن فكرت��م بالتخلي‬ ‫عني‪.‬‬ ‫هل سنقبل إن قام أهالي األطفال‬ ‫أو ش��باب الث��ورة باالنتق��ام بطريق��ة‬ ‫معاكس��ة وعلى أس��س طائفي��ة؟ اآلن‬ ‫السؤال ماذا بقي لدى « النظام الفاشي‬ ‫« لفعل��ه؟ الحقيق��ة‪ ،‬بق��ي ورقتي��ن‬ ‫أخيرتين عل��ى الصعيد الداخلي‪ .‬الورقة‬ ‫األولى‪ :‬تقس��يم البلد وتحويل الالذقية‬ ‫‪ -‬عاصم��ة لعصابت��ه ‪ -‬ولي��س كدول��ة‬

‫علوية‪ .‬فهذا األفاق آخر ما يفكر فيه هو‬ ‫طائفت��ه وأيضا قابلية التقس��يم ال تتم‬ ‫إال بس��لطة كبرى على المقسَّم‪ ،‬يعني‬ ‫مثلما حصل أيام االحتالل الفرنسي‪.‬‬ ‫التقس��يم حينه��ا كان وهمي��ا‬ ‫ومسيطراً عليه من االحتالل ولكن رغبة‬ ‫النظ��ام ت��ورط الس��وريين جميع��ا في‬ ‫مغطس الكراهية والموت الذي يس��بح‬ ‫فيه‪ .‬سيكون هدفه وهدف بعض القوى‬ ‫العالمية بتهشيم الدولة السورية‪ .‬إقامة‬ ‫ما يش��به كيانات محمية مؤقت��ا‪ ،‬دويلة‬ ‫على الس��احل توفر ل��ه ولعصابته (من‬ ‫كل الطوائف) تبقى لمدة عام من الوقت‬ ‫بعد أن يهرب من دمش��ق ليرتب خروجه‬ ‫ونقل ثرواته ففك��رة الدويلة المحتملة‬ ‫لتك��ون الحاضن له في هروب��ه والدرع‬ ‫لوقايت��ه م��ع نظامه وأتباعه محاس��بته‬ ‫على كاف��ة الجرائم الت��ي ارتكبها بحق‬ ‫الش��عب الس��وري‪ .‬ه��ذا الط��رح الي��وم‬ ‫يل��وح ب��ه ف��ي كل أحاديث��ه األخي��رة‬ ‫رأس النظام‪ ،‬تحت ش��عار إنه��ا مؤامرة‬ ‫للتقس��يم‪ ،‬ك��ي يغطي عل��ى همجيته‬ ‫ودفع الشعب السوري للحفاظ به بحجة‬ ‫فزاعة التقسيم بعد عام يكون قد أخرج‬ ‫وخرج م��ن البلد يتم إع��ادة الدويلة إلى‬ ‫الحاضن األم‪.‬‬ ‫وهذه الفكرة ليست من الخيال بل‬ ‫ه��ي واحدة من ورقات العمل التي القت‬ ‫نوعا م��ن الدراس��ة لدى اإلس��رائيليين‬ ‫واألم��ركان والروس يختلفون فيها على‬ ‫باقي كيانية الدول��ة ومدى القدرة على‬ ‫ضبطها من أجل امن إسرائيل‪.‬‬ ‫الورق��ة الثانية التي ما ت��زال بيده‬ ‫نسبيا‪ :‬تفجير العنف الطائفي فقد بدأت‬ ‫مالمحه ف��ي الجنوب درعا والس��ويداء‪.‬‬ ‫حلب أكراد وعرب‪ .‬وطبعا حمص ومرورا‬ ‫بقطنا ومصياف وكل المناطق التي بها‬

‫احتكاك طائفي متوتر وشحن عالي‪ .‬هذا‬ ‫يحتاج بس��رعة وعجال��ة أن تقوم كافة‬ ‫القوى الشبابية بالعمل الفوري على مد‬ ‫جس��ور االتصال والتواصل بين النقاط‬ ‫الس��اخنة‪ ،‬تعم��ل على األقل كوس��ائل‬ ‫إن��ذار مبك��ر وردم الهوة الت��ي يصنعها‬ ‫النظام وتكش��ف مؤامراته‪ ،‬وتسخر كل‬ ‫القوى السياس��ية والمدنية واالجتماعية‬ ‫(على المستوى الطائفي واالثني) لتأخذ‬ ‫دورها الحاسم في إفشال ما يقوم به‪.‬‬ ‫فق��د نجح ف��ي حمص‪ ،‬وس��ينقل‬ ‫التجرب��ة إل��ى باق��ي األماك��ن‪ .‬النظام‬ ‫في محطت��ه األخي��رة فع�لا وليس من‬ ‫ب��اب الدعاي��ة والتف��اؤل المجاني فكلما‬ ‫اقت��رب الفج��ر زادت الحلك��ة والعتم��ة‪،‬‬ ‫حكم��ة يعرفه��ا م��ن يس��تيقظ مبكرا‪.‬‬ ‫الثورة عليها أن تتحلى بالحكمة الجتياز‬ ‫النفق الذي وضعه��ا به النظام وتكرس‬ ‫مفه��وم الوحدة الوطنية وكرامة وحرية‬ ‫المواط��ن الس��وري‪ .‬عليه��ا ف��ورا أن‬ ‫تبدأ بإط�لاق المقاوم��ة المدنية بكافة‬ ‫أش��كالها بما يكفل الدف��اع عن النفس‬ ‫والمحدد ضمن القانون الدولي والشرائع‬ ‫الس��ماوية في كل م��كان بأقصى طاقة‬ ‫ممكنة اآلن اآلن وليس غدا قبل أن تتم‬ ‫مصادرة الثورة باس��م االنتق��ام‪ .‬وقرع‬ ‫الناق��وس األخير لكل موالي النظام من‬ ‫مؤسسات اقتصادية ودينية وشخصيات‬ ‫تعمل مع��ه ولصالحه م��ن كافة الفئات‬ ‫االجتماعية والسياسية أن يتخذوا القرار‬ ‫الس��ريع والحاس��م لالنفكاك عن مافيا‬ ‫األسد المجرمة وإال تكون مشاركة بهذا‬ ‫اإلج��رام ال��ذي يدم��ر المجتم��ع والدولة‬ ‫السورية‪..‬‬ ‫دع��وة ش��باب الث��ورة العم��ل على‬ ‫استخدام كافة الوس��ائل المتاحة والتي‬ ‫ال تتع��ارض مع قيم الش��عب الس��وري‬

‫وثورت��ه األخالقي��ة اإلنس��انية الت��ي‬ ‫ق��ام م��ن أجلها وق��دم لها خيرة ش��بابه‬ ‫وأبطاله‪ ،‬ودفع ش��عبنا الثائ��ر ثمنها دما‬ ‫وتشريدا وقتال وتنكيال بشكل لم يسبق‬ ‫له مثيال ف��ي التاريخ‪ .‬فالفرق الجوهري‬ ‫بي��ن مجرمي الح��رب وبين ح��ق الثورة‬ ‫بحماية نفس��ها‪ ،‬بين االنتقام الرخيص‬ ‫لوحوش النظام وبين الغضب اإلنساني‬ ‫الس��اطع الحضور هو ف��رق يحفظها لنا‬ ‫الدين والعقيدة واألخالق اإلنس��انية ما‬ ‫يحص��ل اليوم‪ .‬هو رغبة النظام الذئبية‬ ‫في جعلنا نش��بهه فإن كان نجح بجعلنا‬ ‫نتألم بمج��ازر تفوق قدرة البش��ر على‬ ‫التحم��ل‪ ،‬فيج��ب تفوي��ت الفرصة عليه‬ ‫بجعلنا ننجر لالنتق��ام الرخيص وليكن‬ ‫انتقامنا يش��به ثورتن��ا بتثوير كل بقاع‬ ‫س��وريا عل��ى امت��داد الوط��ن انتص��ارا‬ ‫ألهلنا‪.‬‬ ‫ولتك��ن عبقري��ة الث��ورة م��ن روح‬ ‫هذا الش��عب ال من غريزت��ه‪ .‬إذا كان له‬ ‫م��ن الق��درة على إب��ادة عائ�لات كاملة‬ ‫وإذاق��ة أهلنا صن��وف الع��ذاب والموت‪،‬‬ ‫س��نذيقه صنوف اإلذالل بكسره ودحره‬ ‫من حياتنا إذا كان وقت االنتقام قد حان‪،‬‬ ‫فليكن انتقاما يليق بش��هدائنا‪ .‬بدمهم‬ ‫وعذابه��م عب��ر تمث��ل قيمه��م وإع��ادة‬ ‫الث��ورة لهم ومن أجله��م في كل مدينة‬ ‫وبلدة وح��ي م��ن الجميع دون اس��تثناء‬ ‫بالداخل والخارج‪ ..‬ببذل أقصى ما لدينا‬ ‫لالنتصار لهم ولبلدنا ولحريتنا وكرامتنا‪.‬‬ ‫نحن لم نمت وأهلنا لم يحرقوا من أجل‬ ‫الص��راع الس��ني الش��يعي‪ .‬وال من أجل‬ ‫القنبل��ة الذرية ف��ي إي��ران ولتكن أيام‬ ‫‪ 15‬حتى ‪ 18‬آذار‪ ..‬أخر أيامه وليذق فيها‬ ‫الغضب وذلك بطرده من حياتنا‪ ..‬وبلدنا‬ ‫وتحريرها منه لألبد‪.‬‬

‫حبر حر ‪. .‬‬

‫جمزرة كرم الزيتون‪ ،‬حان وقت االنتقام‬

‫‪11‬‬


‫يو�سف العظمة ‪1920 - 1884‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫ولد يوسف بن إس��ماعيل بن عبد‬ ‫الرحم��ن ف��ي دمش��ق ع��ام ‪1884‬آلل‬ ‫العظم��ة‪ ،‬األس��رة الش��هيرة والعريقة‬ ‫والتي تعود بالنس��ب إل��ى جدها األكبر‬ ‫حس��ن ب��ن موس��ى باش��ا التركمان��ي‬ ‫األص��ل‪ ،‬المتوط��ن ح��ي المي��دان في‬ ‫دمش��ق أوائ��ل الق��رن الح��ادي عش��ر‬ ‫للهج��رة‪ ،‬وال��ذي كان أح��د رؤس��اء‬ ‫االنكش��ارية‪ ،‬المعروف��ة ف��ي تاري��خ‬ ‫الدولة العثمانية‪.‬‬ ‫كان والده أحد موظفي المالية في‬ ‫الدول��ة العثماني��ة‪ ،‬وقد توف��ي قبل أن‬ ‫يتم أبنه يوس��ف السادس��ة من العمر‪،‬‬ ‫فتعه��د تربيته أخوه األكبر عزيز باش��ا‬ ‫العظمة متصرف طرابلس الشام‪ ،‬فأتم‬ ‫دراسته االبتدائية وانتقل إلى المدرسة‬ ‫الرش��دية العس��كرية‪ ،‬الت��ي تؤه��ل‬ ‫طالبها للدخول في م��دارس الضباط‪،‬‬ ‫وانتقل مترفعًا إلى المدرسة اإلعدادية‬ ‫العس��كرية‪ ،‬عام ‪ 1897‬ث��م انتقل إلى‬ ‫مدرسة األستانة العسكري ليترقى في‬ ‫الس��لك العس��كري‪ ،‬حتى تخرج برتبة‬ ‫رئيس متف��وق أركان حرب عام ‪1907‬‬ ‫وف��ي ذات الع��ام منحه الس��لطان عبد‬ ‫الحميد وسام المعارف الذهبي‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1909‬أوفِ��د العظم��ة إل��ى‬ ‫ألمانيا ليتب��ع دورة ف��ي إدارة الجيوش‬ ‫وتنظيمه��ا‪ ،‬وف��ي ع��ام ‪ 1911‬عي��ن‬ ‫معاونًا للمفوض العثماني رؤوف باش��ا‬ ‫في القاهرة‪ ،‬وفي عامي ‪ 1913‬و‪1914‬‬ ‫ش��ارك مع الجيوش العثمانية في حرب‬ ‫البلقان‪ ،‬وما أن اندلعت الحرب العالمية‬ ‫األولى حتى تنق��ل العظمة ً على رأس‬ ‫الفرق العثمانية بي��ن بلغاريا ورومانيا‬ ‫واألناضول والعراق‪.‬‬ ‫عام ‪ 1918‬عاد العظمة إلى سوريا‬ ‫ليك��ون مرافق��اً ومستش��اراً عس��كريًا‬ ‫لألمير فيصل ثم ممث ً‬ ‫ال له في بيروت‪.‬‬ ‫عام ‪ 1920‬وبع��د أن أعلن فيصل‬ ‫األول مل��كاً عل��ى س��وريا‪ ،‬وانعقد لواء‬ ‫الوزارة الدس��تورية الش��عبية برئاسة‬ ‫الرئي��س األتاس��ي اختي��ر العظم��ة‬ ‫لمنص��ب وزي��ر الحربي��ة‪ ،‬وكان أول ما‬ ‫ب��دأ به هيكل��ة وبناء الجيش الس��وري‬ ‫الولي��د‪ ،‬فعم��د إل��ى مراس��لة الجيوش‬ ‫األوروبي��ة للحص��ول عل��ى الخب��رات‬ ‫واألس��لحة (كان العظم��ة يتق��ن إل��ى‬ ‫جان��ب العربي��ة‪ ،‬التركي��ة والفرنس��ية‬ ‫واإلنكليزي��ة واأللماني��ة) فوض��ع نواة‬ ‫الجيش السوري‪.‬‬ ‫ع��ن الدكت��ور عب��د الرحم��ن‬ ‫الشهبندر ننقل‪" :‬سيختلف كتاب العرب‬ ‫في المس��تقبل على ما هي ألمع مزايا‬ ‫العظم��ة‪ ،‬فهو من حيث الف��ن الحربي‬ ‫ركنٌ م��ن األركان الب��ارزة‪ ،‬ومن حيث‬ ‫القيادة قائدٌ مدرّب‪ ،‬ومن حيث اإلحاطة‬

‫بما يبيت األعداء سياسي محنك‪ ،‬يضاف‬ ‫ٌ‬ ‫نش��اط عجيب‪ ،‬وحركة دائمة‪،‬‬ ‫إلى ذلك‬ ‫وتتبع دقيق‪ ،‬وطموح ال حد له"‪.‬‬ ‫وبنا ًء عل��ى اقتراح من "األمير زيد‬ ‫بن علي" أقرّ العظمة الخدمة اإللزامية‬ ‫في الجيش السوري‪ ،‬مع إباحة استبدال‬ ‫الخدم��ة بالبدل المالي والذي كان قدره‬ ‫"ثالثون ديناراً"‪.‬‬ ‫م��ع إع�لان االس��تقالل وإنش��اء‬ ‫المملك��ة الس��ورية ورف��ض المؤتم��ر‬ ‫الس��وري لإلمالءات الفرنسية وتأكيده‬ ‫على استقالل سوريا رافضاً كل أشكال‬ ‫الوصاية‪ ،‬بعث رئيس الوزراء الفرنسي‬ ‫في حينه "مليران" للملك فيصل بالغًا‬ ‫رس��مياً يعلم��ه فيه وضع س��وريا تحت‬ ‫االنتداب الفرنسي‪ ،‬فرد الملك بالرفض‬ ‫وأوضح عزمه عل��ى التوجه إلى مؤتمر‬ ‫الصل��ح المنعق��د في باري��س بوصفه‬ ‫ملكاً لسوريا المس��تقلة‪ ،‬على إثر ذلك‬ ‫وج��ه الجنرال غ��ورو إنذاره المش��ؤوم‬ ‫للحكومة الس��ورية‪ ،‬وصرح غورو بأنه‬ ‫س��يمنع الملك م��ن التوجه إل��ى أوروبا‬ ‫إذا ل��م ينفذ البنود ال��واردة في اإلنذار‬ ‫والذي تضمن البنود التالية‪:‬‬ ‫ـ أن ترض��ى الحكوم��ة العربي��ة‬ ‫باالنتداب الفرنسي بال قيدٍ وال شرط‪.‬‬ ‫ـ أن تعي��د الجي��ش الس��وري إل��ى‬ ‫حالت��ه الس��ابقة وأن تلغ��ي التجني��د‬ ‫اإللزامي‪.‬‬ ‫ـ أن ترض��ى التعامل ب��ورق النقد‬ ‫الس��وري ال��ذي يص��دره المص��رف‬ ‫الفرنسي‪.‬‬ ‫ـ أن تقب��ل الحكوم��ة الس��ورية‬ ‫باحت�لال الفرنس��يين محطات خطوط‬ ‫حدي��د ري��اق ـ حل��ب ـ بعلب��ك ـ حمص‬ ‫وحم��اه احت�لا ًال عس��كرياً م��ع احت�لال‬ ‫مدينة حلب‪.‬‬ ‫وعم ً‬ ‫ال بمبدأ السياسة فن الممكن‬ ‫قرر الملك فيصل القبول بإنذار غورو‪،‬‬ ‫أمام سخطٍ شعبي ومظاهرات حاشدة‬ ‫ضد قرار الملك‪ ،‬ومعارضةٍ شديدة من‬ ‫المؤتم��ر الس��وري‪ .‬وقد غف��ل فيصل‬ ‫ع��ن أن غورو ق��د اتخذ ق��راره باحتالل‬ ‫س��وريا‪ ،‬وأن فرنس��ا كانت ق��د اتخذت‬ ‫قراره��ا أيض��اً ب��وأد حل��م الس��وريين‬ ‫بدولة موحدة مس��تقلة‪ ،‬فت��ذرع غورو‬ ‫بع��دم وصول ال��رد الس��وري وفي ‪21‬‬ ‫تموز عام ‪ 1920‬بدأ الجيش الفرنس��ي‬ ‫بالزحف نحو الداخل السوري‪.‬‬ ‫وق��د ج��رب المل��ك فيص��ل كل‬ ‫الوس��ائل الدبلوماس��ية ل��درء العدوان‬ ‫عن س��وريا إال أنه ل��م يفلح أمام تعنت‬ ‫الفرنس��يين وغيهم وليس مجالنا هنا‬ ‫س��رد صفحات البطولة التي س��طرها‬ ‫الجي��ش الس��وري الولي��د وال تفصيل‬

‫واقع��ة ميس��لون عس��كرياً والت��ي‬ ‫وف��ق لش��رحها الدكتور "مح��ي الدين‬ ‫الس��فرجالني" ف��ي كتاب��ه "فاجع��ة‬ ‫ميس��لون" وال��ذي الب��د ل��كل مهت��م‬ ‫ٍ‬ ‫بالتاريخ السوري الحديث من قراءته‪.‬‬ ‫ولنا أن نذكر هنا بعضًا من شهداء‬ ‫ميس��لون الذين ط��وى التاريخ ذكرهم‬ ‫"الش��يخ عب��د الق��ادر كي��وان‪ ،‬الش��يخ‬ ‫كم��ال الخطيب‪ ،‬الش��يخ محم��د توفيق‬ ‫ال��درا‪ ،‬ياس��ين كي��وان‪ ،‬ص�لاح الدين‬ ‫أب��و الش��امات‪ ،‬عم��ر الصب��اغ‪ ،‬صادق‬ ‫ه�لال‪ ،‬أحمد الموصلل��ي‪ ،‬محمد نوري‬ ‫الحصري‪ ،‬عب��ده الصباغ‪ ،‬أحمد القحف‪،‬‬ ‫عبد اهلل الكالس‪ ....‬ومئاتٌ غيرهم"‪.‬‬ ‫استش��هد العظم��ة عل��ى أرض‬ ‫موكب‬ ‫ميس��لون‪ ،‬وش��يع جثمان��ه ف��ي‬ ‫ٍ‬ ‫عس��كري مهي��ب‪ ،‬وكتب على ش��اهدة‬ ‫قب��ره "ه��ذا وزي��ر حربي��ة الحكوم��ة‬ ‫السورية الجسور‪ ،‬الذي مات في سبيل‬ ‫وطنه بط ً‬ ‫ال شجاعاً"‪.‬‬ ‫عن مذك��رات "خالد بي��ك العظم"‬ ‫الج��زء األول‪ ،‬صفح��ة ‪ 117‬ننق��ل‪" :‬ال‬ ‫عيب على الضعيف إذا غلب وسقط في‬ ‫ميدان الوغى‪ ،‬ش��هيداً‪ ،‬معززاً‪ ،‬مكرماً‪،‬‬ ‫وق��د كرمت س��وريا ش��هيدها وأطلقت‬ ‫اسمه على ساحةٍ مهمةٍ من ساحاتها‪،‬‬ ‫وأقام��ت ل��ه تمثا ًال ف��ي حديق��ة وزارة‬ ‫الدفاع‪ ،‬يش��اهده كل داخلٍ إلى دمشق‬ ‫في وضع المدافع عن مدينته الش��اهر‬ ‫حس��امه في وجه المس��تعمرين‪ ،‬رحم‬ ‫اهلل ش��هيدنا برحمت��ه الواس��عة‪ ،‬فقد‬ ‫كان من دعامات استقاللنا ومظهراً من‬

‫مظاهر التضحية في سبيل الوطن"‪.‬‬ ‫وع��ن العالم��ة الف��ارس "ف��ارس‬ ‫بيك الخوري" ومن كتاب "أوراق فارس‬ ‫الخ��وري" الصفح��ة ‪ /71/‬ننق��ل‪" :‬في‬ ‫الحقيق��ة إن يوس��ف العظم��ة‪ ،‬وه��و‬ ‫الشاب الشهم األبي والوطني المخلص‬ ‫لم يتقبل فكرة أن تدخل فرنس��ا البالد‬ ‫دون أن تالقي مقاومة فضحى بنفسه‬ ‫ليقول لفرنسا نحن هنا"‪.‬‬ ‫وع��ن الدكتور"أس��عد الكوران��ي"‬ ‫ومن كتابه "ذكريات وخواطر" الصفحة‬ ‫‪ / 38 /‬ننق��ل‪" :‬لقد خاض الس��وريون‪،‬‬ ‫ووزي��ر دفاعه��م يوس��ف العظمة هذه‬ ‫الحرب غير المتكافئة عن رضى إظهاراً‬ ‫للعالم أن فرنسا احتلت وطنهم بالقوة‬ ‫م��ن غي��ر إرادة أهله وس��قط العظمة‬ ‫ش��هيداً إيمانًا بما نادى ب��ه‪ ، ......‬فقام‬ ‫ضريحه في ميس��لون رمزاً الس��تقالل‬ ‫الوطن وكرامة أهله"‪.‬‬ ‫وعن د "بشير العظمة" ومن كتابه‬ ‫"جي��ل الهزيمة من الذاك��رة" الصفحة‬ ‫‪ /62/‬ننقل‪" :‬إن الشقيق األكبر للشهيد‬ ‫حاول مع بعض األقارب نصح الضابط‬ ‫الش��اب بالع��دول ع��ن ق��راره‪ ،‬فذهبوا‬ ‫إلي��ه في دار المش��يرية‪ ،‬فخ��رج إليهم‬ ‫وحياهم التحية العسكرية‪ ،‬وأعلن لهم‬ ‫واقفًا أنه يأس��ف لعدم االستماع إليهم‪،‬‬ ‫وأن ال ب��د من الدفاع ع��ن موقفه‪ ،‬ولن‬ ‫يدخ��ل الغ��زاة إال على جثت��ه‪ ،‬ثم كرر‬ ‫ً‬ ‫أمثولة‬ ‫التحي��ة وانص��رف‪ ،‬واستش��هد‬ ‫لألجي��ال والزعم��اء م��ن أج��ل القضية‬ ‫والخلود"‪.‬‬


‫غوطة دم�شق تاريخ من الثورة والن�ضال ‪1926– 1925‬‬

‫حنين اليوسف‬

‫حبر ناشف‪. .‬‬

‫قصف دمشق براً وجواً يوم االحد ‪ 18‬تشرين األول ‪1925‬‬

‫أسبوعية‬

‫وأحمد غازي)‬ ‫ الميدان والشاغور وببيال ويلدا‬‫(برئاسة المغربي والدرخباني)‬ ‫ سهل القابون حتى صيدنايا ومن‬‫دمر حتى الزبداني (برئاسة جمعة سوسق)‬ ‫ نهر بردى حتى جسر تورا (برئاسة‬‫ديب الشيخ وعبد الكريم الجوبراني)‬ ‫ دوما (برئاسة أبو عمر ديبو)‬‫ الصالحية وحي األكراد (برئاسة‬‫أحمد المال)‬ ‫وصدر عن هذا االجتماع عدة قرارت‬ ‫هي‪:‬‬ ‫ أن يؤلف من مجموع المجاهدين في‬‫الغوطة وضواحي دمشق وحدة تامة توزع‬ ‫على مناطق حربية حسب الضرورة‪.‬‬ ‫ تشكيل "المجلس الوطني للثورة‬‫السورية في الغوطة وضواحي دمشق"‬ ‫ينتخب أعضاؤه من رؤساء الثوار‪.‬‬ ‫ تنفذ كل مجموعة العمليات الحربية‬‫في منطقتها أما العمليات العامة فيقررها‬ ‫المجلس‪.‬‬ ‫ تخصص كل مجموعة عدد من‬‫رجالها تكون مسؤوليتهم الحفاظ على‬ ‫األمن وتأمين المواصالت في منطقتهم‪.‬‬

‫ يحمل أعضاء كل مجموعة شارة‬‫خاصة بمجموعتهم وال يمكن ألي مجاهد‬ ‫االلتحاق بمجموعة أخرى غير مجموعته‪.‬‬ ‫ يحال الجواسيس إلى المجلس‬‫الوطني إلصدار الحكم النهائي بحقهم‪.‬‬ ‫ يالحق المجلس الوطني األشخاص‬‫الذين يعتدون على األهالي‪.‬‬ ‫تألف المجلس الوطني للثورة من زكي‬ ‫الحلبي وفوزي القاوقجي وشوكة العائدي‬ ‫ونزيه المؤيد العظم وفائق العسلي‬ ‫واسماعيل القلجي ومحمد الشيخ وجميل‬ ‫شاكر وعلي ديبو وأحمد الحصني‪.‬‬ ‫اتسعت أعمال الثورة في ظل المجلس‬ ‫الوطني حيث جرت معركة جسر تورا الثانية‬ ‫في ‪ 2‬آذار ‪ 1926‬وكذلك جرت معركة حرستا‬ ‫وعربين والتقى كل من ثوارالغوطة مع ثوار‬ ‫القلمون وحدثت معركة النبك الثانية‪ .‬أما‬ ‫في ‪ 22‬آذار جرت معركة قطنا ثم معركة‬ ‫معلوال‪ .‬وفي ‪ 18‬أيار جرت معركة صيدنايا‬ ‫ومعركة الميدان ومرج السلطان ثم معركة‬ ‫جوبر الثانية‪ .‬وفي حزيران وقعت معركة‬ ‫بستان األواسي ومعركة الثريا‪ .‬أما في‬ ‫تموز فجرت عدة معارك‪ ،‬حيث وقعت معركة‬ ‫عربين في ‪ 18‬تموز ومعركة ياال في ‪20‬‬ ‫تموز ومعركة حمورية في ‪ 22‬تموز‪ ،‬أما‬ ‫في ‪ 23‬تموز فجرت معركة عقربا ثم سقبا‬ ‫والزور والقاسمية والعتيبة‪.‬‬ ‫تُعتبر ثورة الغوطة صفحة مشرفة‬ ‫في تاريخ سوريا‪َ ،‬‬ ‫خطت بها خطوة أولى‬ ‫نحو االستقالل عن االنتداب الفرنسي الذي‬ ‫حصلت عليه عام ‪ 1946‬بعد سلسلة من‬ ‫الثورات الخالدة‪ .‬أكدت هذه الثورات لكل‬ ‫الشعوب أن الشعب الذي يؤمن بالحرية‬ ‫كحق يؤخذ وال يعطى ويضحي في سبيل‬ ‫هذا الحق هو شعب صامد ال يمكن أن‬ ‫يقهر‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬

‫فوزي القاوقجي‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كان لقيام الثورة في جبل العرب عام‬ ‫‪ 1925‬األثر األكبر في نفوس الوطنيين‬ ‫السوريين في دمشق وغوطتها‪ ،‬حيث‬ ‫استيقظت فيهم الثورة الدفينة مع كل‬ ‫انتصار حققه ثوار الجبل‪ .‬فأسرع الوطنيون‬ ‫والمجاهدون باالجتماع وتوزيع السالح‬ ‫بينهم ومن أهم أبطال هذه الثورة حسن‬ ‫الخراط – محمد الخطيب – نديم شهاب –‬ ‫ابراهيم الطناني – عبد الوهاب العرجا –‬ ‫عربي الخيمي – ديب المالح وغيرهم كثر‪.‬‬ ‫بدأت الثورة في الغوطة بتاريخ ‪10‬‬ ‫تشرين األول ‪ 1925‬عندما هاجم الثوار‬ ‫األبطال قرية جبرين وأسروا بعض الجنود‬ ‫الفرنسيين فيها‪ ،‬ثم بعد ذلك بأربعة أيام‬ ‫قاموا بمهاجمة الفرنسيين في جسر تورا‬ ‫وقرية جوبر وكان من الثوار فوزي القاوقجي‬ ‫وأحمد حجازي واألمير عز الدين الجزائري‪.‬‬ ‫وفي ذات اليوم وقعت معركة زور المليحة‬ ‫ففك المجاهدون الحصار الذي أقامته عليهم‬ ‫القوات الفرنسية‪ ،‬ثم توجهوا إلى الضمير‬ ‫وقضوا على الحامية الفرنسية هناك‪.‬‬ ‫في أثناء ذلك عقد اجتماع في قرية‬ ‫تدعى ياال برئاسة عبد الرحمن الشهبندر‬ ‫أخبرهم خالله عن تعيينه قائداً للثورة‬ ‫في غوطة دمشق من قبل سلطان باشا‬ ‫األطرش القائد العام للثورة السورية‪ ،‬مما‬ ‫أثار بعض المشاكل بين صفوف المجاهدين‬ ‫الذين رأى كل منهم أنه األحق بالقيادة‪،‬‬ ‫فعقدوا اجتماعًا آخر في قرية سقبا انتخب‬ ‫فيه مصطفى وصفي مفتشًا عامًا وفوزي‬ ‫القاوقجي قائداً للغوطة الشمالية‪ ،‬وسعيد‬ ‫العاص قائداً في الشمال وشوكة العائدي‬ ‫قائداً للثورة في داريا وجميل البيك لمنطقة‬ ‫معربا وزكي الحلبي للمنطقة الجنوبية‬ ‫وزكي الدروبي لمنطقة المرج‪ .‬وأقر سلطان‬ ‫األطرش هذا االتفاق‪.‬‬ ‫في ‪ 18‬تشرين األول ‪ 1925‬هاجم‬ ‫الثوار مدينة دمشق عبر ثالثة محاور‪ ،‬األول‬ ‫بقيادة أبو عبدو ديب الذي دخل عن طريق‬ ‫العقيبة‪ .‬والثاني بقيادة نسيب البكري‬ ‫ودخل من الميدان مع ثوار جبل العرب‪ ،‬أما‬ ‫المحور الثالث فكان بقيادة حسن الخراط‬ ‫ودخل عن طريق الشاغور‪ .‬هاجم الثوار‬ ‫الجيش الفرنسي في شارع النصر وساحة‬ ‫المرجة والمهاجرين والصالحية‪ .‬وكان‬ ‫دخول الثوار عن طريق الميدان والشاغور‬ ‫تظاهرة كبيرة ومميزة ألنهم قاموا باحتالل‬ ‫كل المخافر وباالستيالء على كل األسلحة‬ ‫فيها‪ .‬ثم تمكن الثوار من الدخول إلى سوق‬ ‫البزورية وصو ًال إلى قصر العظم حيث‬ ‫يقيم الجنرال سراي ولكنهم لم يتمكنوا‬ ‫من اقتحامه بسبب أسواره العالية‪.‬‬ ‫قام الفرنسيون بنقل كل العائالت‬ ‫الفرنسية واألوروبية إلى ثكنة عسكرية‬ ‫وذلك ليتمكنوا من قصف أحياء المدينة‪،‬‬ ‫فبدأت المدافع في كل من قلعة دمشق‬ ‫وقلعة المزة بقذف القنابل على الميدان‬ ‫وسيدي عامود والعمارة والشاغور ودمرت‬ ‫قسماً كبيراً منها‪ ،‬وانسحب الثوار منها‬ ‫حتى اليوم التالي فاحتلوا النصف الشرقي‬ ‫والجنوبي من دمشق‪.‬‬

‫استمر الفرنسيون بالقصف المدفعي‬ ‫على دمشق حتى تاريخ ‪ 20‬تشرين األول‬ ‫‪ 1925‬عندما قام وفدان من مواطني‬ ‫دمشق أحدهما برئاسة األمير سعيد‬ ‫الجزائري واآلخر برئاسة حقي العظم‬ ‫بالتوجه لرئاسة األركان الفرنسية لطلب‬ ‫وقف القصف المدفعي‪ .‬ولم توافق فرنسا‬ ‫إال بعد أن فرضت على األهالي غرامة‬ ‫حربية بمقدار مائة ألف ليرة باإلضافة إلى‬ ‫تسليم ثالثة آالف بندقية خالل فترة حدتها‬ ‫بثالثة أيام‪.‬‬ ‫تم تعيين الجنرال أندريا حاكماً‬ ‫عسكريًا على دمشق وجبل العرب والذي‬ ‫كان هدفه األول حشد كل القوات العسكرية‬ ‫وتوجيهها إلى جبل العرب ليقضي على‬ ‫معقل الثورة السورية‪.‬‬ ‫قامت السلطات الفرنسية بتشديد‬ ‫قبضتها على كل الوطنيين السوريين مما‬ ‫اضطر بعضهم إلى مغادرة البلد لفترة‬ ‫مؤقتة وكان منهم خالد الحكيم ونبيه‬ ‫العظمة اللذين فرا إلى شرق األردن‪،‬‬ ‫وكذلك شكري القوتلي الذي هرب إلى‬ ‫القاهرة وأصدر من هناك النشرة المعروفة‬ ‫باسم "سوريا الشهيدة"‪.‬‬ ‫رغم كل القمع والتعذيب الذي تعرض‬ ‫له المناضلون السوريون على يد الجيش‬ ‫الفرنسي إال أن عزيمتهم لم تبرد وثورتهم‬ ‫لم تستكن‪ ،‬بل ظلت معاركهم تحقق النصر‬ ‫الواحدة تلو األخرى‪ ،‬ومن أبرز هذه المعارك‬ ‫معركة باب الجابية ومعركة دوما في ‪25‬‬ ‫كانون األول ‪ ،1925‬ومعركة داريا في ‪10‬‬ ‫كانون الثاني ‪ ،1926‬ومعركة مئذنة الشحم‬ ‫في ‪ 24‬كانون الثاني ‪ ،1926‬ومعركة حوش‬ ‫الريحان وقلعة جندل والبيرة في ‪ 10‬شباط‬ ‫‪.1926‬‬ ‫اجتمع فوزي القاوقجي وشوكة‬ ‫العائدي وسعيد عدي وديب الشيخ وفائق‬ ‫العسلي وغيرهم من المجاهدين في تاريخ‬ ‫‪ 13‬شباط ‪ 1926‬في قرية الحتيتة‪ ،‬وفي‬ ‫ذلك االجتماع اتفقوا على مهاجمة دمشق‬ ‫لي ًال الستطالع مدى قوة الفرنسيين وذلك‬ ‫تمهيداً للهجوم الشامل الذي سيشننونه‬ ‫الحقًا على العاصمة دمشق‪ .‬قام ألف ومائة‬ ‫ثائر بالهجوم على دمشق من المزة والميدان‬ ‫والشاغور واألكراد واشتبكوا مع الجيش‬ ‫الفرنسي‪ ،‬ثم انسحبوا إلى الغوطة بعد أن‬ ‫حققوا غايتهم من الهجوم وعرفوا كم يبلغ‬ ‫حجم القوات الفرنسية في دمشق‪.‬‬ ‫انتشرت بعض الخالفات والفوضى‬ ‫بين زعماء المجاهدين مما دعا فوزي‬ ‫القاوقجي وشوكة العائدي ونزيه المؤيد‬ ‫العظم وسعيد العاص إلى تشكيل محكمة‬ ‫للثورة على أن يكون قضاتها من رؤساء‬ ‫مجموعات الثوار‪.‬‬ ‫اجتمع هؤالء الرؤساء في ‪ 25‬شباط‬ ‫‪ 1926‬من أجل تأسيس مجلس وطني‬ ‫ولتقسيم الثورة إلى مناطق‪ .‬فوزعت‬ ‫مناطق الثورة على الشكل التالي‪:‬‬ ‫ أراضي باب السريجة وقبر عاتكة‬‫وبين المزة وداريا (برئاسة محمد حجازي‬

‫‪13‬‬


‫�سعاد جرو�س‬

‫رباب البوطي‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫ف��ي س��وريا‪ ...‬في كل يوم يس��تطيع في��ه المواطن‬ ‫الس��وري أن ينف��ذ م��ن اعتق��ال أو اختط��اف أو موت‬ ‫فإنه يكتب له عمر جديد‪ ..‬لذلك من س��يبقى منا حيآ‬ ‫سيضاهي القطط بكثرة أرواحه‪...‬‬ ‫وكل تفجير ونحنا بخير‬

‫غيداء العودات‬ ‫ف��ي مثل هذا اليوم بدأت أرواح أحبابنا تس��قي أرض‬ ‫الوط��ن بدمها الطاهر حتى تزه��ر الحريّة‪ ،‬في مثل‬ ‫ه��ذا الي��وم تمخّ��ض التاريخ في س��وريا ث��ورة بعد‬ ‫طول عقم‪ ،‬ألطفالنا وش��بابنا ورجالنا وأمّهات تخجل‬ ‫األمومة في حضرة جاللهم‪ ،‬أنحني‪.‬‬

‫ر�شا عمران‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫كل نقطة دم س��الت في س��وريا يتحمل مسؤوليتها‬ ‫بش��ار األس��د أوال ثم العصاب��ة التي يحكمه��ا ثانيا‪،‬‬ ‫مجرموا الطوائف هم صنيعة هذا النظام‪ ،‬الش��بيحة‬ ‫والقتلة ال ينتمون إلى أي قيمة ال دينية وال إنس��انية‪،‬‬ ‫هؤالء يتم تصنيعهم في غرف المخابرات كما تصنع‬ ‫القناب��ل وكما تصن��ع الملفات‪ ،‬التفجي��رات المتنقلة‬ ‫تش��به آلة القتل المتنقلة تش��به الشبيحة المتنقلين‬ ‫تش��به كل ش��يء يمت بصل��ة لهذا النظام‪ ،‬الس�لاح‬ ‫الذي انتشر باكرا في إيدي السوريين على اختالفهم‬ ‫كان وراءه النظ��ام ومافيات��ه‪ ،‬دخل��ت ه��ذه المافيات‬ ‫إلى المدن والبلدات الثائرة واس��تغلت الوضع وروجت‬ ‫للتسليح وباعت الس�لاح‪ ،‬مثلما سلحت المؤيدين في‬ ‫كل س��وريا‪ ،‬م��ن يموت��ون ف��ي كل س��وريا‪ ،‬أيا كان‬ ‫انتماؤه��م‪ ،‬ه��م ضحايا ه��ذا النظام‪ ،‬ه��ذه المافيا‪،‬‬ ‫هذه العصابة من المجرمين التي ال يهمها ال دين وال‬ ‫طائف��ة وال قضية وال وطن وال تاريخ وال مس��تقبل‪،‬‬ ‫ليت أحدا ممن يعممون االتهامات على الجميع ينتبه‪،‬‬ ‫ليتنا ننتبه كم أن سوريا وكم أن الوجود السوري اآلن‬ ‫في خطر‪.‬‬

‫هيا احلاج حمد‬ ‫يعتق��دون ان العالم س��يتعاطف مع م��ن أحرق وقتل‬ ‫أطف��ال ك��رم الزيت��ون‪ ...‬يبدو أنهم ل��م يالحظوا أن‬ ‫الدراما اإلستخبارية السورية لم يعد لها متابعة فقد‬ ‫حل محلها فظائع الواقع‪..‬‬

‫�صخر احلاج ح�سني‬ ‫ما ُكت��ب‪ ،‬ويُكت��ب وسَ��يكتب عل��ى الفيس��بوك بوك‬ ‫منذ انطلق��ت الثورة‪ ،‬أهم من المثقفين الس��وريين‬ ‫والمنجز الثقافي لهم منذ أربعين عامًا‪.....‬‬

‫الرقة‪ :‬رقة الرش��يد‪ ..‬رقة العجيلي‪ ..‬رقة النش��امى‪..‬‬ ‫غوالي صبح ومسا والعصر تعنون عالبالي‬

‫رمي تركماين‬ ‫تؤك��د لنا الرق��ة الي��وم أن مثل المدن الس��ورية في‬ ‫تواده��ا وتراحمه��ا كالجس��د الواحد إذا اش��تكى منه‬ ‫عضو تداعى له سائر الجسد بالنصرة و الثورة‪.‬‬ ‫الرق��ة اليوم تعي��د إنتاج الثورة ف��ي ذكراها األولى و‬ ‫تثبت أن الثورة ماضية بغض النظر عن ما يحدث في‬ ‫صفوف معارضتها البالية‪.‬‬

‫حممود حممود‬ ‫الموت وحده يبرر موتاً آخر‪.‬‬ ‫هذا هو ببساطة المشروع السياسي للنظام‪.‬‬

‫جمال داوود‬ ‫ليش عم تقدموا اعتذارات وش��رح إذا صار انفجار وال‬ ‫عشرة بنص الشام؟‪ ..‬امفبرك وال غيرو‪ ،‬وتنفجر كل‬ ‫فروع��ة األمن‪ ...‬مو هي يلي عم تخطط و تخطف و‬ ‫تعتقل و تقتل؟‬ ‫يلي خايف عحالو ينقل بيتو من جنب الفرع‪ ...‬والعاد‬ ‫يمر جنبو‪ ..‬بحمص كان��ت الناس عم تتقوص يمين‬ ‫و ش��مال وم��ا حدا اعت��ذر منه��ن و ال حدا قال آس��ف‬ ‫عالمجزرة‪ ..‬وإذا كانت الحكومة منفذتو اهلل اليردها‪..‬‬ ‫ألنو ه��ي الخطة ما ع��ادت تقنع حدا بض��رورة الحل‬ ‫األمني‪..‬‬ ‫اهلل يرحم كل سوري‪ ..‬والظالم الو يوم‬

‫�إياد عما�شة‬ ‫ال عالقة لثورة ولكفاح الش��عب السوري لنيل الحرية‬ ‫والكرامة بعالقات بش��ار األس��د "العاطفية"‪ ..‬عالقة‬ ‫بشار األس��د الس��رية (إن صحت) بابنة الجعفري هو‬ ‫ش��أن داخلي عائلي‪ .‬كش��فه لن يقدم ولن يؤخر في‬ ‫مس��يرة إس��قاط هذا النظام‪ .‬كما أنه ل��ن يغير ولن‬ ‫يبدل رأي قس��م من الش��عب الس��وري بشرعية هذا‬ ‫النظام من عدمه‪ ..!!..‬هدف الثورة لم يكن ولن يكن‬ ‫بشار األسد‪.‬‬

‫فادي عزام‬ ‫الرحمة لشهداء التفجيرات اليوم‪ ،‬والخزي والعار لمن‬ ‫خطط ومن نفذ ومن ش��ارك ومن اس��تفاد ويستفيد‬ ‫من دماء السوريين‪..‬‬

‫| كيف تصف ما حدث لحظة أصابتك؟‬ ‫| | حص��ل خراب فوري‪ ..‬ع��دة قذائف أصابت المبنى قبل أن تقتل‬ ‫أحدها “ماري” تحول كل ش��يء إلى ظالم… وش��عرت بضغط ش��ديد‬ ‫في س��اقي… وضعت يدي عليها فدخلت فيه��ا… فعلمت أنها مصابة‬ ‫بش��ده… زحف��ت للخارج وعندها رأيت ما حص��ل لماري… بعد مضي‬ ‫حوال��ي رب��ع س��اعة ت��م إخالءنا إل��ى المش��فى الميدان��ي‪ ..‬حيث كان‬ ‫األطب��اء محدودين ج��دا ج��دا… والمواد الطبي��ة المتوف��رة أوّليّة…‬ ‫(يتاب��ع بألم ممزوج بمزح��ه) وهكذا تم إدراجنا في “نظ��ام بابا عمرو‬ ‫االستشفائي”…‬ ‫| وم��اذا رأي��ت خ�لال األيام التالي��ة ألني أعل��م أنك تملك‬ ‫ش��عورا قويا نحو ما رأيت��ه من معاناة الس��وريين الذين كانوا‬ ‫حولك وساعدوك؟‬ ‫| | ب��كل تأكيد… لقد غطي��ت الكثير من الحروب… لكني لم أرى‬ ‫قب�لا أي ش��يء على هذا المس��توى… عندم��ا نطلق عليه��ا اصطالح‬ ‫منطق��ة حرب نك��ون مخطئين باالصطالح… ال يوج��د حرب هناك…‬ ‫الجيش الحر هناك يعملون ما بوس��عهم لتأمين (ممرات) الخبز وإخالء‬ ‫الناس… ال يوجد أهداف حربيه (ليهاجمها النظام) في بابا عمرو… ما‬ ‫يحدث هو مجزره صافيه وممنهجة للسكان المدنيين…‬ ‫ليس هناك أي قيمه اس��تراتيجيه في مهاجمة بابا عمرو… السبب‬ ‫الوحيد الذي يدعو النظام لمهاجمتها هو للقضاء على الناس وتس��وية‬

‫عمر �إدلبي‬ ‫بع��د س��نة م��ن الث��ورة‪ ...‬و آالف م��ن الش��هداء و‬ ‫مئ��ات اآلالف م��ن المعتقلي��ن و المهجري��ن‪ ..‬لم يعد‬ ‫باالس��تطاعة الصمت‪ ...‬و الواج��ب أن نقولها بصوت‬ ‫عال‪:‬‬ ‫إن موق��ف الكثير من المثقفين و األدب��اء و الفنانين‬ ‫في سوريا مثير لالشمئزاز‪...‬‬ ‫أعرف ع��دداً من ه��ؤالء يتلمس بإح��دى يديه أرض‬ ‫الحل��م‪ ،‬و باليد األخرى يصافح القتلة‪ ،‬و حتى لو كان‬ ‫يدعو عل��ى يد القات��ل بالقطع فهو جب��ان‪ ...‬جبان و‬ ‫متخاذل‪..‬‬ ‫ي��ا س��ادة‪ ..‬كنت��م تكتب��ون و تتش��دقون بريادتك��م‬ ‫بالدع��وة للحري��ة‪ ،‬و تعلق��ون فش��لكم بالتعبير عن‬ ‫هموم الناس و أحالمهم على ش��ماعة غياب الحرية‪،‬‬ ‫فلماذا تخذلون الناس و هم يموتون من أجل الحرية‬ ‫لهم و لكم؟‬ ‫لن استس��محكم ألقول‪ :‬أنتم جبن��اء و تافهون‪ ...‬و ال‬ ‫مكان لكم في قلوب الناس بعد موقفكم هذا‬

‫را�شد عي�سى‬ ‫مخرج مس��رحي يش��تم منذ الصباح بأقذع الش��تائم‬ ‫"سلميتكن ومسخرتكن" بعد ما نزل إلى مكان تفجير‬ ‫اليوم قرب بيته‪ ،‬وهو س��بق الس��لطات طبعاً بتوجيه‬ ‫االتهام إلى "س��لميتكن"‪ .‬دخلت إلى صفحته ألرى إن‬ ‫كان قال شيئًا بخصوص كرم الزيتون‪ ،‬وطبعًا لم أجد‬ ‫كلمة‪ .‬أخي المخرج؛ هل ما يحدد مقدار الغضب لديك‬ ‫هو قرب المجزرة أو بُعدها من شباك بيتك؟!‬

‫نوار العقود‬ ‫أصبحت بالدي مستودع للخردوات‪...‬‬

‫فدوى روحانا‬ ‫ويدع��ي المثقف العربي أنه يعي ما ال يعيه الش��عب‬ ‫وأنه "ناضج" للحرية أكثر من نضوج الش��عب لها وقد‬ ‫يظهر ش��فقة استعالئية تجاه الش��ارع ادعاء بأن في‬ ‫ترديده لهتافات الحرية إنما يردد كليشيهات ال يدرك‬ ‫معناها سوى هو المثقف‪ ،‬رغم أن بعض من الحرية‬ ‫أو حتى الكثير منها هو أن ال يعيش اإلنسان مسكونا‬ ‫بالرع��ب‪ ،‬أن ال يق��وده الرع��ب بآالفه إلى الس��احات‬ ‫ليهتف باسم القائد‪ ،‬باسم الصنم‪ ،‬ألن يفديه بروحه‬ ‫ودمه‪ ،‬هو أن ال يس��حق اإلنس��ان في داخل اإلنسان‬ ‫لدرجة تجعله ينادي "ش��بيحة لألب��د ألجل عيونك يا‬ ‫أسد"‪ ...‬وفي هذه المرحلة حسب الشعب ذلك‬

‫عبد احلميد برو‬ ‫على الفرنس��يين وبعد انتهاء الثورة السورية إرسال‬ ‫تمثال الحرية إلى ساحة حمص‪.....‬‬

‫الح��ي باألرض… لقد ش��اهدتها… ما يحدث هن��اك ليس حرب… ما‬ ‫يحدث هو مجزره‪..‬‬ ‫| ما الذي كان يجول في بالك بعد أن أصبت؟‬ ‫| | ف��ي اليوم األول كنا ممتنين أننا ال زلنا على قيد الحياة… هدأنا‬ ‫أنفس��نا… كان األهالي يطعموننا… لكن حدة القصف… كان يستمر‬ ‫حوالي ‪ 14‬ساعة في اليوم‪ ..‬ضربه مباشره… ثم أخرى… ثم أخرى…‬ ‫وعلى مدى أس��بوع كنا نعيش في هذه الغرفة لحظه بلحظه… نحاول‬ ‫إيج��اد طريقه للمحافظة عل��ى رباطة الجأش وع��دم االنهيار… وكان‬ ‫األطباء عندما يأتون يخبرونا عن خسارة خمسه هنا… عشره هناك…‬ ‫كنا نشعر أن المسألة مسألة وقت وأن علينا عمل شيء قبل أن نقتل…‬ ‫وبدأنا نحضر أنفسنا نفسيا لدخول القوات إلى الحي و كيف سنهرب…‬ ‫كنت أشغل نفسي بهذا كي ال أفكر بما حدث لساقي …‬ ‫وصلن��ا إل��ى الرم��ق األخي��ر… كان لديهم (ش��باب بابا عم��رو) من‬ ‫اإلصاب��ات ما يكفيهم‪ ،‬وأتت أصابتنا فوق ذل��ك… كنا منهكين… كانت‬ ‫(عملي��ة تهريب��ي) هي األمل األخير… كانت بمثاب��ة آخر طلقة… كانت‬ ‫محاوله من نمط أخالء سفارة أمريكا (في فيتنام) بطائرة الهليوكوبتر…‬ ‫ركبنا السيارات… وانطلقنا… القناصة كانوا في كل مكان… يطلقون‬ ‫الن��ار… م��ع وصولنا إلى مخرج بابا عمرو نفد قس��م منا وعلق القس��م‬ ‫اآلخر بس��بب هجوم قوات الحكومة… أصابوا الصحفي االسباني أصابه‬ ‫غير خطيرة لكن بعض الذين كانوا يحموننا فقدوا حياتهم‪...‬‬

‫كن��ت مثلي مث��ل غيري م��ن المراقبين‬ ‫للوض��ع‪ ...‬في س��وريا‪ ،‬تدور في رأس��ي‬ ‫تس��اؤالت ع��ن م��ن يق��وم ب��كل هذه‬ ‫الجرائم‪ ،‬وكنت أحياناً في نفس��ي أشكك‬ ‫فيم��ا يتم نقل��ه من أنب��اء الغتصاب في‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫إال أنن��ي وم��ع م��رور الوق��ت أصبح��ت‬ ‫متأك��دة وأج��زم بأن االغتص��اب يحدث‪،‬‬ ‫وأن م��ن يقوم ب��ه هو ش��بيحة النظام‪،‬‬ ‫وهذا لي��س اعتماداً على أق��وال األطباء‬ ‫التي تصلنا فقط‪ ،‬لكنه دراسة موضوعية‬ ‫لنفس��يات ه��ؤالء عديمي األخ�لاق من‬ ‫خ�لال تعليقاتهم على مواق��ع التواصل‬ ‫االجتماع��ي ل��كل م��ن ال يؤيده��م في‬ ‫عمليات القتل والتصفي��ة التي يقومون‬ ‫بها‪ ،‬بل باألحرى لكل من ال يؤيد النظام‬ ‫الحاكم لهم‪...‬‬ ‫تعليقاته��م جميعه��ا ال تخ��رج ع��ن‬ ‫ش��تائم ق��ذرة مليئ��ة بالعقد النفس��ية‬ ‫المتعلق��ة بموضوع الجنس‪ ،‬لم نس��مع‬ ‫ع��ن اغتصاب��ات قام��ت به��ا الجماعات‬ ‫المس��لحة في الع��راق‪ ...‬تنظيم القاعدة‬ ‫يفخ��خ س��يارات وبش��ر ويقت��ل‪ ،‬لك��ن‬ ‫االغتصاب س��معنا عنه كثيراً في راواندا‬ ‫ولدى الصرب‪ ،‬والش��بيحة هم من نفس‬ ‫الفصيلة‪..‬‬ ‫أتس��اءل فع ًال‪ :‬هل ت��م تدريب هؤالء من‬ ‫خالل انتهاكات من هذا النوع مورس��ت‬ ‫عليهم بحيث بقيت ف��ي عقلهم الباطن‬ ‫وتحول��ت إل��ى لغته��م الوحي��دة رجاال‬ ‫ونساء؟؟‬ ‫منتهى الرمحي‬

‫أقل ما يمكن أن أقوله عن من أخرجنا من هناك… كل من في بابا‬ ‫عم��رو أبطال… لكن تحدي��دا أولئك الذين أخرجون��ا… وضعوا حرفيا‬ ‫حياته��م على الخط (جازف��وا بحياتهم)… ال يوجد م��ا يمكن أن أقوله‬ ‫مهما كبر بحق الشعب السوري…‬ ‫لق��د ترك��ت ف��ي س��ورية م��ا أخش��ى أن يك��ون روان��دا أخ��رى أو‬ ‫سريبرينيتس��ا أخ��رى (ف��ي إش��ارة إل��ى اإلب��ادة الجماعي��ة)… هناك‬ ‫تدمي��ر منظ��م… في باب��ا عمرو ش��اهدناهم… رأينا م��ا يفعلون…‬ ‫لكن المش��كلة الكبرى المناطق األخرى كحم��اه ودرعا… ال يوجد فيها‬ ‫م��ن ينق��ل… ال يوج��د فيها من يص��ور… ال اتصاالت… ال تس��تطيع‬ ‫التح��دث إلى القرية المج��اورة (لمعرفة ما يحدث)… وبمجرد س��قوط‬ ‫بابا عمرو… وقد شاهدنا س��قوطها على األرض… سينتقلون (قوات‬ ‫الحكومة) إلى المناطق األخرى …‬ ‫هنا أه��م نقطه… لم ينتهي األمر بس��قوط بابا عمرو… النظام‬ ‫اآلن س��يتفرغ لالنتق��ال م��ن منطق��ة ألخ��رى ليفعل بها ما يش��اء…‬ ‫س��يكون هن��اك نس��اء وأطفال وش��يوخ… س��يمحون م��ن الوجود…‬ ‫ولربما بعد عش��ر س��نوات س��نقوم بتحقيق ونس��أل أنفس��نا… كيف‬ ‫س��محنا بحدوث ذلك… ال أعلم ماذا يفعل (العالم) اآلن… انتهى وقت‬ ‫ال��كالم… على أحد ما التصرف ألننا لن ن��رى المرحلة التالية… قد ال‬ ‫تشاهدون المرحلة التالية على الشاشات… ولكن هذا لن يعني أنها ال‬ ‫تحدث (المرحلة التالية من اإلبادة)‪..‬‬

‫السؤال والجواب‪ :‬لقاء مع الصحفي البريطاني الناجي بول كونروي | محطة ‪ BBC‬البريطانية‬


‫هذه و�صيتي ‪ -‬كمال جنبالط (‪)1977 - 1917‬‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫االنفص��ال النهائ��ي ع��ن س��وريا‪ ،‬النخ��ب‬ ‫الثقافية والسياس��ية اللبناني��ة وأثرها على‬ ‫بش��كل ع��ام"‪" .‬العنف هو‬ ‫الثقاف��ة العربية‬ ‫ٍ‬ ‫عاد ًة وليد الكذب"‪.‬‬ ‫* ف��ي الفص��ل الراب��ع وتح��ت عن��وان‬ ‫"الصاع��ق الفلس��طيني" يع��رض ألس��باب‬ ‫الح��رب اللبناني��ة‪ ،‬مح��دداً ألس��بابها‬ ‫الموضوعي��ة‪ ،‬مؤك��داً أنه��ا كانت س��تنفجر‬ ‫ولو ل��م يتواجد الفلس��طينيون على األرض‬ ‫اللبناني��ة‪" ،‬يعيبون عليه��م ـ بال وعي ـ أنهم‬ ‫فق��راء‪ ،‬مجردي��ن م��ن الحق��وق السياس��ية‬ ‫ومسلوبي الوطن"‪.‬‬ ‫* في الفص��ل الخامس وتح��ت عنوان‬ ‫"المكي��دة الس��ورية" يس��تعرض المعل��م‬ ‫أطماع الس��وريين التاريخية‪ ،‬وعدم إيمانهم‬ ‫بنهائية الكيان اللبناني‪ ،‬وانحياز دمشق لتيار‬ ‫االنعزال في مواجهة الجبهة الوطنية‪.‬‬ ‫"أم��ا اآلن وق��د أصب��ح الس��وريون في‬ ‫لبن��ان‪ ،‬فإنه ينبغ��ي لنا أن نرى م��ا إذا كانوا‬ ‫س��يواصلون الطري��ق ويدعم��ون تقس��يم‬ ‫لبنان"‪.‬‬ ‫"أو إذا كانت س��تراودهم فكرة تحقيق‬ ‫تطلعاتهم وطموحاتهم فيما يتعلق بأراضي‬ ‫ش��مال وش��رق لبنان‪ ،‬عنينا ع��كار والبقاع"‪.‬‬ ‫"وبحس��ب تعبي��ر كم��ال بيك آن��ذاك لحافظ‬ ‫األس��د‪ :‬القضي��ة ليس��ت قضي��ة المعس��كر‬ ‫المس��يحي‪ .‬وال تنسى يا س��يادة الرئيس أن‬ ‫ال��روم األرثوذك��س واألرم��ن وثالث��ة أرباع‬ ‫ال��روم الكاثولي��ك وثلث الموارنة أنفس��هم‬ ‫يعادون موقف متطرفي المارونية االنعزالية‪.‬‬ ‫وه��ؤالء يرب��ون على ثلثي المس��يحيين في‬ ‫لبنان‪ ،‬وال بد من تخليصهم من النير الفاشي‬ ‫وجميعه��م ال يزيد ع��ن ‪ 25‬بالمائة من عدد‬ ‫المس��يحيين‪ .‬فأجابني بصورة قاطعة‪ :‬حتى‬

‫ل��و كان األم��ر كذلك فلن أس��مح ل��ك بقتال‬ ‫االنعزاليين وال أريد لهم أن يش��عروا بشعور‬ ‫المهزوم"‪.‬‬ ‫* وم��ن جهة أخرى‪ ،‬فإن دمش��ق كانت‬ ‫تخش��ى من عدوى الديمقراطية السياس��ية‬ ‫المحتمل��ة في لبنان‪ .‬فالدولة التي تجمع بين‬ ‫الديمقراطية والتقدمي��ة هي هاجس جميع‬ ‫حكوم��ات أنظمة القس��ر واإلك��راه‪ ..‬ذلك أن‬ ‫لكلمة الحق دوياً كانفجار القنبلة الموقوتة‪.‬‬ ‫كانت الصحاف��ة اللبنانية مرهوب��ة الجانب‪،‬‬ ‫إضاف��ة إل��ى ذلك‪ ،‬تعم��د الس��وريون إظهار‬ ‫ن��وع من العداء لقيام االش��تراكية في لبنان‬ ‫محقرين الشيوعيين ألد أعداء السعوديين‪..‬‬ ‫فكان��ت س��ورية تعزو إلين��ا مقاص��د ونوايا‬ ‫بالغ��ة الطم��وح‪ ،‬لكن هدفنا لم يكن س��وى‬ ‫حماي��ة الث��ورة الفلس��طينية‪ ..‬وإقامة نظام‬ ‫أكثر عد َال في لبنان‪.‬‬ ‫تجدر اإلش��ارة إلى جدلي��ة العالقة بين‬ ‫األس��د وجنبالط‪ ،‬إعج��ابُ متب��ادل صرح به‬ ‫االثنان ف��ي أكثر من موقف وعدا ٌء سياس��ي‬ ‫وصل حد االقتتال‪.‬‬ ‫"وم��ع ذل��ك فالمغامرة كانت تس��تحق‬ ‫العناء" في الفصل األخير يرد الش��هيد كمال‬ ‫جنب�لاط على أس��ئلة متنوع��ة طرحها عليه‬ ‫الصحف��ي الفرنس��ي (البوس��ترل) تتن��اول‬ ‫قضايا لم يتطرق إليها المؤلف في الفصول‬ ‫الخمس السابقة‪.‬‬ ‫"من أجل لبنان" عنوان النسخة الفرنسية‬ ‫لكت��اب الي��وم الص��ادر ع��ام ‪ ،1976‬وق��د أتت‬ ‫الطبع��ة العربية بعنوان "ه��ذه وصيتي"‪ ،‬عن‬ ‫الدار التقدمية للطباعة والنشر‪.‬‬ ‫"كمال جنبالط الزعيم الدرزي الكوني‬ ‫التليد‪ ..............‬طوبى لك"‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫في الس��ادس عش��ر من آذار تمر ذكرى‬ ‫اغتيال المعلم الروحي "كمال بيك جنبالط"‪،‬‬ ‫وكمال بي��ك من فئة الرج��ال الذين يفوقون‬ ‫أوطانهم حجماً‪ ،‬فهو ليس شخصي ًة سياسية‬ ‫فحس��ب‪ ،‬إنه كاتب وش��اعر وفيلس��وف‪ ،‬فيه‬ ‫يتن��ازع الخي��ال والفك��ر الغرب��ي بالح��دس‬ ‫الشرقي‪ ،‬وكتابنا اليوم "هذه وصيتي" الصادر‬ ‫عام ‪ 1976‬وبغض النظر عن المحتوى الثمين‬ ‫ال��وارد بي��ن طياته‪ ،‬إال أنه م��ن الجانب اآلخر‬ ‫وبحكم أن المعلم "كمال بيك" كتبه بالتزامن‬ ‫مع اندالع الحرب اللبنانية يوضح قدرة الحرب‬ ‫على إش��عال الغرائز‪ ،‬حت��ى أنها أعادت كاتبنا‬ ‫م��ن زعي��م أممي ومعل��م روحي إل��ى زعيم‬ ‫طائف��ةٍ في جبل لبن��ان "فالمعلم كان زعيم‬ ‫طائف��ة الموحدين الدروز الكريمة"‪ ،‬إن قراءة‬ ‫جنب�لاط واجب عل��ى كل مثقف عربي‪ ،‬إال أن‬ ‫الغاي��ة م��ن اس��تعراض "ه��ذه وصيتي" في‬ ‫عددنا ه��ذا دونًا ع��ن باقي الكتاب��ات توجيه‬ ‫رس��الة إل��ى كل المهتمي��ن بالش��أن الع��ام‬ ‫والمثقفين باختالف انتمائهم السياس��ي بأن‬ ‫ال تحرفهم مش��اهد ال��دم وطبول الحرب عن‬ ‫مبادئه��م‪ ،‬فالقتل مرفوض بغض النظر عن‬ ‫هوية القات��ل والمقتول‪ ،‬إن جن��ون الجماعة‬ ‫أخط��ر ما قد يصيب أم ًة من األمم‪ ،‬عل قراءة‬ ‫"كم��ال بي��ك" تمنع النخب في س��وريا من أن‬ ‫تشرب من نهر الجنون‪..‬‬ ‫قب��ل الب��دء ف��ي اس��تعراض كتابن��ا‬ ‫الي��وم س��نمر س��ريعاً عل��ى فلس��فة الكاتب‬ ‫وه��و اإلقطاع��ي العريق الذي أس��س الحزب‬ ‫التقدمي االش��تراكي‪ ،‬وهو العروبي الوحدوي‬ ‫الذي حمل الس�لاح للحفاظ عل��ى كيان لبنان‬ ‫واس��تقالله‪ ،‬وهو الغنوص��ي المؤمن بعقيدةٍ‬ ‫واحدة باطنة تحكم البشر جميعاً‪ ،‬الذي يقدم‬ ‫نفس��ه كفقيه ف��ي المذهب ال��درزي تنطلق‬ ‫الجدلية العقلية عند كمال جنبالط من سلوكه‬ ‫الذاتي القائم على الثقافة العربية اإلسالمية‬ ‫وخاص��ة الثقافة العقلية التي توالدت في ظل‬ ‫حضارية موروثة كالزهد والتصوف‪ .‬وس��لوك‬ ‫اإلنس��ان في التزامه الذاتي والش��خصي هو‬ ‫قياس حقيقي وعملي لش��رف الفكر والمبدأ‪.‬‬ ‫فجنب�لاط كان زاه��دا عصريا يلت��زم مظاهر‬ ‫الزهد في مأكله ومش��ربه ومنامه وهو الذي‬ ‫لم يأكل لحم مذبوح طيلة س��نوات وعيه كما‬ ‫يقول‪ ،‬ونحن حين نعي ه��ذه الحقيقة تتبادر‬ ‫إل��ى ذهننا المس��ألة الروحي��ة التقليدية التي‬ ‫يطرحه��ا اإلس�لام التقلي��دي والت��ي رفضت‬ ‫فكرة المادي��ة التاريخية في مفهومها القديم‬ ‫والحدي��ث‪ ،‬وعليه فإننا ال نج��د مظاهر الزهد‬ ‫والتص��وف على أنه��ا جانبٌ م�لازم للحركات‬ ‫العقلية في الفكر الشرقي الوسيط والحديث‪،‬‬ ‫غير أن فكر جنبالط في هذا المجال جاء خاصًا‬ ‫وثوري��اً‪ ،‬وه��و ال��ذي يع��رف االش��تراكية في‬ ‫قوالب محدثه تجم��ع بين المفاهيم الموروثة‬ ‫والحديثة ف��ي الفكر االجتماعي والسياس��ي‪،‬‬ ‫ف�لا يرى تناقض��ا بين زهده وفهم��ه للمادية‬ ‫ب��ل ي��رى ف��ي ذل��ك توافقا تام��ا وه��و قمة‬ ‫الجدلية في التوفي��ق بين العالمين وفي ذلك‬ ‫يق��ول‪( :‬االقتصاد ليس هو ال��كل كما يدعي‬ ‫الماركس��يون‪ ،‬واالجتماع ليس ه��و الكل كما‬ ‫يدعي النازيون والفاشيون) وذلك مع التشديد‬ ‫الكبي��ر حول الف��وارق بين الماركس��ية وبين‬ ‫تلك الحركات‪.‬‬ ‫وعنه في الحرية ننقل "إن الحرية‪ ،‬من‬ ‫حيث كونُها نزع ًة أساس��ية للكائن وتعبيرًا‬ ‫عن شهامته ذاتها‪ ،‬تنتصر دومًا في النهاية‪.‬‬ ‫ذلكم هو نام��وس النموِّ البيولوجي‪ ،‬وذلكم‬ ‫هو ناموس التاريخ‪ .‬وهنالك ناموس آخر ذو‬ ‫شأن أيضًا؛ وقوامه أن اإلنسان المحروم من‬ ‫الحري��ة والخاضع لنظام قمع��ي يتعلم أكثر‬ ‫من سواه استخدامَ الحرية والعيش في ِّ‬ ‫ظل‬ ‫الحري��ة السياس��ية عندما تتاح ل��ه الفرصة؛‬

‫بينما مَن ينعم بهذه الحرية السياسية عينها‬ ‫ينزع‪ ،‬على كرِّ األيام إلى التفريط فيها وإلى‬ ‫إساءة اس��تعمالها‪ ،‬حتى يجد‪ ،‬في آخر األمر‪،‬‬ ‫أن��ه مهَّد‪ ،‬بتصرُّفه الالمبالي هذا‪ ،‬الطريقَ‬ ‫لنشوء األوتوقراطية واالس��تبداد‪ .‬فاألضداد‬ ‫في حياة اإلنس��ان‪ ،‬كما في حياة ِّ‬ ‫كل ش��يء‪،‬‬ ‫تتجاوب وتتجاذب"‬ ‫كم��ال جنب�لاط ال��ذي ب��دء رحلته في‬ ‫الس��ادس من كانون ع��ام ‪ 1917‬لم ينته به‬ ‫الس��فر في محطة السادس عش��ر من آذار‪،‬‬ ‫فه��و وكحكم��اء الهند الكب��ار ه��زم الموت‪،‬‬ ‫وظل��ت روح��ه هائم�� ًة ف��ي م��آذن الضمي��ر‬ ‫الوطن��ي‪ ،‬رحل ت��اركًا "هذه وصيت��ي‪ ،‬وأدب‬ ‫الحي��اة‪ ،‬فرح‪ ،‬حفنة قمح‪ ....‬والقائمة تطول"‬ ‫وتراجم لعل أبرزها "مقتطفات من نصوص‬ ‫الحكي��م الهن��دي األد َفيت��ي الكبي��ر ش��ري‬ ‫آتمانندا"‬ ‫كمال بيك القائل "كل ش��يء يولد من‬ ‫ضدِّه وعكسه‪ ،‬كما ينبثق الظالمُ من النور‪،‬‬ ‫ويصدر الفرحُ عن الحزن‪ ،‬وكما يولد االمتال ُء‬ ‫الروحي من فراغ النفس وتجرُّدها"‪.‬‬ ‫* ف��ي الفصل األول م��ن كتابنا وتحت‬ ‫عن��وان المؤام��رة "أدوات قت��ل أه��ل العالم‬ ‫الثالث هي أربح الس��لع" يس��تفيض الكاتب‬ ‫في شرح التدابير التي أتخذها الموارنة على‬ ‫اث��ر نكس��ة حزي��ران وهزيمة عب��د الناصر‪،‬‬ ‫وتج��دد الحل��م بدول��ةٍ ماروني��ة ف��ي لبنان‬ ‫لم يكن ينقصها إال الس�لاح فتي��ار االنعزال‬ ‫"المارونية السياس��ية" بحسب تعبير المعلم‬ ‫كانت تسيطر على الثروة والتعليم والتمثيل‬ ‫الخارجي ومقام الرئاسة‪ ،‬أمام تواطؤ عربي‬ ‫وإقليمي‪ ،‬يحدد أسبابه بوضوح مروراً باندالع‬ ‫الحرب والتدخل السوري في لبنان "كنا على‬ ‫وشك االعتقاد أن الحرب قاربت نهايتها‪ ،‬وإذا‬ ‫بالجي��ش الس��وري بدأ التغلغ��ل هنا وهناك‬ ‫متقدما بصالبة وبدا أن البالد تصادر قطعة‬ ‫اث��ر قطعة"‪" .‬أناش��دكم أن تس��حبوا القوات‬ ‫التي أدخلتموها إلى لبنان"‪..‬‬ ‫"نحن نريد أن نكون مستق ّلين"‪" .‬نحن‬ ‫ال رغب��ة لدين��ا بالس��جن الس��وري الكبير‪...‬‬ ‫هناك صراع بين الدكتاتورية والديمقراطية‬ ‫فهم ليس��وا بأحرار ويري��دون دائما الحؤول‬ ‫بيننا وبين الحرية"‪.‬‬ ‫"لي��س ثمة بي��ن اللبنانيي��ن من يفكر‬ ‫حاليا بأن يصير سوريا وليس في وسع امرئ‬ ‫أن يرض��ى بدخول ذلك الس��جن الكبير الذي‬ ‫يتكاثر فيه عمالء البوليس الس��رّي ليبلغوا‬ ‫وفقا لبع��ض التقارير الرقم الغريب الش��اذ‬ ‫البالغ ‪ 49‬ألفا"‪.‬‬ ‫* ف��ي الفص��ل الثان��ي وتح��ت عنوان‬ ‫"ال��دروز‪ ،‬فيما مض��ى‪ "...‬يتحدث المعلم عن‬ ‫معق��ل الزعام��ة "المختارة" وع��ن جذور "آل‬ ‫جنبالط" وزعامتهم للجب��ل الذي كان درزي‬ ‫الهوية قبل نزوح الموارنة إليه تدريجيًا‪ ،‬وفي‬ ‫ه��ذا الفصل بال��ذات يعود المعل��م ألصوله‬ ‫الروحية ش��ارحًا العقيدة الدرزية‪ ،‬نازعًا عنه‬ ‫التحف��ظ ال��ذي الزم العقي��دة من��ذ نش��أتها‬ ‫وبلغةٍ أدبي��ةٍ بليغة يوض��ح المعلم طبيعة‬ ‫الدرزي��ة كمذه��ب روح��ي ومنه��ج للحي��اة‪،‬‬ ‫مستش��هداً بحكماء اليونان والهند واإلسالم‬ ‫والمسيحية‪ ،‬منيراً للقارئ فضاءاتٍ معرفية‬ ‫جديدة "ال يوجد غور موجة دون ش��فير مهيأ‬ ‫لالنقضاض"‪.‬‬ ‫* وتح��ت عن��وان "التح��دي المارون��ي"‬ ‫وفي الفصل الثالث يس��تعرض المعلم أصل‬ ‫الموارنة ويؤرخ لوصولهم للبنان مستعرضًا‬ ‫وبحسب رأيه للمش��روع الماروني‪ ،‬مع سردٍ‬ ‫بليغ للفسيفساء الطائفية في لبنان‪" ،‬عالقة‬ ‫الموارن��ة بالغ��رب‪ ،‬موقفهم من التقس��يم‪،‬‬

‫‪15‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫فواز طرابلسي‬

‫سوريتنا | السنة األولى | العدد (‪ / 18 | )26‬آذار ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ضَ��عْ صورة المش��هد ف��ي حيّ‬ ‫ك��رم الزيتون في حمص (ال مش��هد‬ ‫إاله) وضَعْ إلى جانبها صورة المشهد‬ ‫من حيّ ت��ل الزعتر في مخيم جباليا‬ ‫شمالي قطاع غزة (ال مشهد إاله)‪.‬‬ ‫أصمتْ‪.‬‬ ‫اقرأ محمود درويش ـ الذي مرّت‬ ‫ذك��رى ميالده أمس ـ في قصيدة «أنا‬ ‫يوسف‪ ،‬يا أبي»‪:‬‬ ‫«واتّهم��وا الذئبَ‪ ،‬والذئبُ أرحم‬ ‫من إخوتي‪ ،‬يا أبتي»‪.‬‬ ‫لوال واج��ب الكتابة األس��بوعية ـ‬ ‫الواجب تج��اه القراء ـ لما احتجت أكثر‬ ‫من هذا لليوم‪.‬‬ ‫الباقي‪ ...‬سياسة‪.‬‬ ‫وفي السياس��ة‪ ،‬عندم��ا ال تملك‬ ‫س��لطة رس��مية م��ن موق��ف أم��ام‬ ‫مجزرة قض��ى فيها حوال��ي ‪٤٧‬امرأة‬ ‫وطف ً‬ ‫ال «مذبوحين أو مطعونين» غير‬ ‫االتهام المتكرر منذ اثني عشر شهرا‬ ‫لـ«المجموعات اإلرهابية المس��لحة»‬ ‫واالتهام المس��تجدّ للسعودية وقطر‬ ‫بتمويل تلك المجموعات وتس��ليحها‪،‬‬ ‫فه��ي تعل��ن أنه��ا ق��د اس��تقالت من‬ ‫كل وظيف��ة من الوظائ��ف المتعارف‬ ‫عليه��ا للحك��م والس��لطة والدول��ة‪.‬‬ ‫وعندم��ا ترفض الس��لطات التحقيق‬ ‫ف��ي مجزرة بحق مدنيين‪ ،‬فتس��تبقه‬ ‫بتعيين مرتكبين ـ مجهولين ـ وتوحي‬ ‫بأنه��ا تقتصّ منهم عل��ى طريقتها‪،‬‬ ‫فإنه��ا تتخل��ى عن أي حق ف��ي ادعاء‬ ‫المسؤولية عن وطن وشعب والصالح‬ ‫الع��ام والح��ق الع��ام والخي��ر الع��ام‬ ‫ناهيك ع��ن المال العام‪ .‬فم��ا عليها‪،‬‬ ‫والح��ال ه��ذه‪ ،‬إال التنح��ي‪ ،‬ألنه��ا لم‬ ‫تفقد المصداقية وال الشرعية فقط‪،‬‬ ‫فقدت الوظيفة‪.‬‬ ‫ف��ي وق��ت س��ابق كان رئي��س‬ ‫الدول��ة يعت��رف بوج��ود «أخط��اء»‬ ‫ترتكبه��ا ق��وات األم��ن‪ ،‬وكان يتذرّع‬ ‫بصعوب��ة العثور عل��ى أد ّلة تُـفضي‬ ‫إل��ى مرتكب��ي الجرائ��م م��ن تل��ك‬ ‫القوات وم��ن «المجموعات اإلرهابية‬ ‫المس��لحة»‪ .‬أم��ا اآلن فيبلغن��ا وزي��ر‬ ‫إعالم��ه ب��أن النظام ق��د «اعتاد على‬ ‫هذه المجازر»‪.‬‬

‫شهداء‬ ‫سورية‬

‫فوتوغراف | هوغر شيخ علي‬

‫‪16‬‬

‫والباقـي‬ ‫�سيا�سة‬

‫ال عجب أن يك��ون حكم من هذا‬ ‫النوع قد أس��لس قياده للخارج لكثرة‬ ‫م��ا «خَ��وْرَج» قضاياه ومش��كالته‪.‬‬ ‫بعد سنة على انطالقة الثورة‪ ،‬يمكن‬ ‫الق��ول أن القضي��ة الس��ورية بات��ت‬ ‫إلى أبع��د حد بأي��د عربي��ة وإقليمية‬ ‫ودولية وأممي��ة‪ .‬ولكن يصعب القول‬ ‫أن تل��ك األي��دي أمينة أو كف��وءة‪ .‬ها‬ ‫ه��و وزي��ر خارجي��ة فرنس��ا يعت��رف‬ ‫بعج��ز العال��م ع��ن فعل ش��يء أمام‬ ‫القتل اليومي في سوريا‪ .‬وأما األمين‬ ‫الع��ام لألم��م المتح��دة فان��ه يدي��ن‬ ‫«الق��وة المفرطة» التي يس��تخدمها‬ ‫النظام‪ ،‬عل��ى اعتب��ار أن «العنف» أو‬ ‫«القتل» لم يدخال قاموس المؤسسة‬ ‫األممي��ة بع��د‪ .‬ويتنقل مبع��وث تلك‬ ‫المؤسس��ة األممية كوف��ي أنان بين‬ ‫العواصم شاكيا صعوبة مهمته‪ ،‬لدى‬ ‫«عثمانيي��ن جدد» لم يع��د لهم حول‬ ‫وال ق��وة‪ ،‬لف��رط ما ه��ددوا وتوعدوا‪،‬‬ ‫منتظراً االتفاق الروس��ي ـ األميركي‬ ‫إلنجاحه��ا‪ .‬ف��ي االنتظار‪ ،‬تلق��اه عند‬ ‫الرئي��س األس��د يناقش مب��ادرة من‬ ‫خم��س نق��اط اتف��ق عليه��ا وزي��ر‬ ‫الخارجية الروس��ي الفروف مع وزراء‬ ‫الخارجية العرب في القاهرة‪ .‬وتسمع‬ ‫م��ن دمش��ق اإلع�لان ع��ن موافقتها‬ ‫على مبادرة من س��ت نق��اط تقدمت‬ ‫بها‪ ...‬الصين‪.‬‬ ‫والعال��م كل��ه يبح��ث ف��ي وقف‬ ‫إط�لاق الن��ار‪ .‬اقتض��ى األم��ر س��نة‬ ‫الفتت��اح البح��ث‪ .‬م��ع أن الف��روف‬ ‫يعترف ب��أن النظام الس��وري يتحمل‬ ‫«مسؤولية كبيرة عن الوضع الحالي»‪،‬‬ ‫إال انه يرفض أن يطالب الطرف الذي‬ ‫«يتحمل مس��ؤولية كبيرة» بأن يبادر‬ ‫إل��ى وقف إط�لاق النار‪ .‬ب��ل أن وزير‬ ‫خارجي��ة روس��يا ال يتردد ف��ي تحذير‬ ‫دول العال��م من «التالع��ب» بقرارات‬ ‫مجلس األم��ن‪ ،‬وهي الق��رارات التي‬ ‫ل��م تص��در ألن��ه م��ارس ضدها حق‬ ‫النقض!‬ ‫وافقت دمش��ق على وقف إطالق‬ ‫النار ش��رط قبول المعارضة بالحوار‪.‬‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)9781‬‬ ‫دمشق‪901 :‬‬ ‫ريف دمشق‪901 :‬‬ ‫حمص‪3539 :‬‬ ‫حلب‪294 :‬‬ ‫حماه‪1234 :‬‬ ‫الالذقية‪384 :‬‬

‫على غرابة الش��رط‪ ،‬وع��دم التوازي‬ ‫بي��ن الش��رط والمش��روط‪ ،‬ه��ا هي‬ ‫الس��لطة تم��دّ يده��ا إل��ى «اآلخر»‪،‬‬ ‫وتعلن استعدادها لـ«الحوار مع اآلخر»‬ ‫وه��و مب��دأ س��ام م��ن مب��ادئ الفكر‬ ‫ٍ‬ ‫وأدبي��ات «ف��ض النزاعات‬ ‫الليبرال��ي‬ ‫» ومن��ه تدرّج المفه��وم إلى محطات‬ ‫التلف��زة النفطوغازية وبرامج «الرأي‬ ‫والرأي اآلخر»‪.‬‬ ‫ولكن لكي يتم «الحوار مع اآلخر»‬ ‫ال بد أن تعترف «األنا» السلطوي بذاك‬ ‫«اآلخر» وان يبدي من ثم الرغبة في‬ ‫الح��وار مع��ه‪ .‬ربم��ا فات كات��ب هذه‬ ‫الس��طور إعالن��ات رس��مية س��ورية‬ ‫متكررة عن اعتراف دمشق بالمجلس‬ ‫الوطني الس��وري أو بهيئة التنسيق‪،‬‬ ‫ول��و بوصفهم��ا مج��رد طرفي��ن من‬ ‫أط��راف المعارضة‪ .‬ولك��ن لنفترض‬ ‫أن المعارض��ة‪ ،‬بأطيافه��ا المختلفة‪،‬‬ ‫وافقت عل��ى «الحوار»‪ ،‬عالمَ س��وف‬ ‫يتم الحوار؟ على إصالحات تكرّس��ت‬ ‫ف��ي القواني��ن وفي الدس��تور وجرت‬ ‫بن��اء عليه��ا انتخابات بلدية وس��وف‬ ‫تج��ري عليها انتخاب��ات نيابية قريبا؟‬ ‫أم ت��راه س��وف ي��دور مدار تش��كيل‬ ‫حكومة مثلثة األطراف تش��ارك فيها‬ ‫«معارضة الداخل»؟‬ ‫وما دامت س��وريا ف��ي عهدة كل‬ ‫هذه األي��دي‪ ،‬لعلن��ا نتق��دم باقتراح‬ ‫متواضع للملك الس��عودي‪ ،‬الحريص‬ ‫على االنتقال الديمقراطي في سوريا‪،‬‬ ‫ب��أن يتبن��ى دس��تورا مثل الدس��تور‬ ‫الس��وري الحال��ي‪ ،‬يق��رر أن «الفق��ه‬ ‫اإلسالمي مصدر رئيس��ي للتشريع»‬ ‫ويتضمّن الصالحيات ش��به المطلقة‬ ‫التي يتمتع بها رئيس الدولة السوري‬ ‫عل��ى أن يتس�� ّلم الحاكم الس��عودي‬ ‫منصب��ه بناء عل��ى انتخابات ش��عبية‬ ‫مباش��رة وان يتولى الرئاس��ة للمهلة‬ ‫إياها المحددة للرئيس السوري‪.‬‬ ‫يعلن المرش��د العام للجمهورية‬ ‫اإلس�لامية اإليرانية أن ال حل لالزمة‬ ‫الس��ورية إال باإلصالح��ات الت��ي‬ ‫طرطوس‪173 :‬‬ ‫درعا‪1036 :‬‬ ‫دير الزور‪330 :‬‬ ‫الحسكة‪95 :‬‬ ‫القنيطرة‪17 :‬‬ ‫الرقة‪60 :‬‬ ‫ادلب‪1310 :‬‬ ‫السويداء‪50 :‬‬

‫يعرضه��ا النظ��ام‪ .‬عل��ى نه��ج «من‬ ‫س��اواك بنفس��ه ما ظلم��ك»‪ ،‬يمكننا‬ ‫أن نقت��رح «اإلصالح��ات» ذاتها على‬ ‫النظ��ام اإليران��ي‪ .‬منه��ا أن يتمت��ع‬ ‫رئي��س الجمهوري��ة‪ ،‬الس��يد احمدي‬ ‫نجاد‪ ،‬ومن سوف يخلفه‪ ،‬بالصالحيات‬ ‫الت��ي يمنحه��ا الدس��تور الس��وري‬ ‫للرئيس بشار األسد‪ .‬نقصد أن يعيّن‬ ‫بمرس��وم أعض��اء مجل��س الش��ورى‬ ‫بع��د انتخابهم من قبل الش��عب‪ ،‬وان‬ ‫يمارس التش��ريع في وج��ود أو غياب‬ ‫ذل��ك المجلس‪ ،‬وان يجم��ع إلى صفة‬ ‫القائد العام للقوات المسلحة وحدانية‬ ‫السلطة التنفيذية‪ ،‬وان يعيّن الوزراء‬ ‫ورئيسهم ويطالب كال منهم بتقارير‬ ‫عن نشاطه‪ ،‬ويصرفهم أفرادا ورئيسًا‬ ‫وجماعة‪ ،‬كل هذا في ظل إعفائه من‬ ‫تقدي��م أي حس��اب ع��ن أعماله ألحد‬ ‫أو خضوع��ه لمس��اءلة أو محاس��بة‪.‬‬ ‫وهي إصالح��ات ال يخف��ى أنها تعني‬ ‫تنازل المرش��د العام للث��ورة لرئيس‬ ‫الجمهورية عن معظم صالحياته!‬ ‫بعد س��نة على انطالق��ة الثورة‪،‬‬ ‫ال ي��زال وزير الخارجية ولي��د المع ّلم‬ ‫مطمئنا إلى أن ما من احد يتدخل في‬ ‫الشؤون الداخلية لسوريا!‬ ‫وبعد س��نة على انطالقة الثورة‪،‬‬ ‫ال يب��دو أن أح��دا في الحكم بس��وريا‬ ‫اكتش��ف أن سياس��ة القت��ل ‪ -‬م��ن‬ ‫درع��ا إلى باب��ا عمرو وك��رم الزيتون‬ ‫ ل��م تفلح في تروي��ع المحتجين وال‬‫ف��ي ثنيه��م ع��ن التظاهر الس��لمي‬ ‫المتصاعد الوتيرة واالنتش��ار بل أنها‬ ‫زادتهم تصميما عل��ى تغيير النظام‪.‬‬ ‫النج��اح الوحيد هنا هو رفع منس��وب‬ ‫ال��دم ودفع المزيد م��ن المدنيين إلى‬ ‫حمل السالح‪.‬‬ ‫وثمة م��ن ال يزال ينتظر س��اعة‬ ‫«الحسم» العسكري‪.‬‬ ‫وتصوّروا أن كل هذه «القصة»‬ ‫بدأت ببضعة آالف م��ن المتظاهرين‬ ‫طالبوا برفع حالة الطوارئ!‬ ‫السفير اللبنانية ‪2012 / 3 / 14‬‬ ‫‪ 1826‬عدد العسكريين‬ ‫‪7548‬عدد المدنيين‬ ‫‪ 311‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 8400‬عدد الذكور‬ ‫‪ 141‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 522‬عدد األطفال الذكور‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2012 / 3 / 16‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.