سوريتنا | العدد الثاني والستون 25 تشرين الثاني 2012

Page 1

‫ســـوريتنا‬

‫«عندما يقرر العبد أن ال يبقى‬ ‫عبدا فإن قيوده تسقط»‬ ‫غاندي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪2012/ 11 / 25 | )62‬‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/souriatna‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com souriatna.wordpress.com‬‬

‫ ‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب س��وري حر‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪1‬‬ ‫لوحة الغالف‪ :‬الفنان وسيم الجزايرلي‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫زحام ورهاب واختناق‬ ‫دم�شق‪ ..‬مدينة احلواجز والإ�سمنت‬

‫سوريتنا | سعاد يوسف‬

‫تبدو دمش��ق اليوم مدين��ة مختلفة‬ ‫عما عهده إياها سكانها‪ ،‬مع انتشار حواجز‬ ‫األمن والجيش واللجان الش��عبية‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى الحواجز اإلسمنتية واألكياس الرملية‬ ‫في جميع ش��وارعها‪ .‬فمنذ بدء ما يسمى‬ ‫"معركة دمش��ق" في تموز الماضي بدأت‬ ‫ق��وات األم��ن والجي��ش بنص��ب الحواجز‬ ‫وازداد عددها ش��يئًا فش��يئًا ليبلغ حوالي‬ ‫المئتي حاجز داخل دمشق‪ ،‬حسب ما أفاد‬ ‫ناشطون‪.‬‬ ‫وق��د لوح��ظ إغ�لاق معظ��م طرقات‬ ‫المدينة بحواجز إسمنتية‪ ،‬األمر الذي يؤدي‬ ‫إلى خلق زحمة سير خانقة تمتد من ساعات‬ ‫الصباح وحتى ما بعد الظهر‪ ،‬ليصبح التنقل‬ ‫بالسيارات أمراً شبه مستحيل‪.‬‬ ‫تقول "ف" وه��ي موظفة في مكتب‬ ‫هندس��ي في الم��زة‪" :‬عندم��ا أذهب إلى‬ ‫عملي في الصباح يستغرق مني الطريق‬ ‫حوال��ي نص��ف س��اعة‪ ،‬أما عن��د عودتي‬ ‫فأحت��اج إل��ى ما يزي��د عن الس��اعة وربع‬ ‫الس��اعة كي أص��ل إلى منزل��ي‪ ..‬معظم‬ ‫الطرقات مغلقة بالحواجز اإلسمنتية مما‬ ‫يمنع م��رور الس��يارات‪ ،‬وعل��ى الطرقات‬ ‫الس��الكة تتواجد حواجز للجيش واألمن‪،‬‬ ‫وقد يستغرق عبورنا ألحدها ما يزيد عن‬ ‫النصف س��اعة‪ .‬المزعج بالنس��بة لي هو‬ ‫أنهم ف��ي الكثير من األحي��ان ال يقومون‬ ‫بالتفتيش‪ .‬كل ما يفعلونه هو النظر إلى‬ ‫الركاب ثم اإلش��ارة للس��ائق ب��أن يكمل‬

‫س��يره‪ .‬إن كان��وا يريدون إلق��اء القبض‬ ‫عل��ى أح��د اإلرهابيي��ن فهم ل��ن يفعلوا‬ ‫ذل��ك باالكتف��اء بتفح��ص وجوهنا‪ .‬هم‬ ‫يتعم��دون اختالق الزحام والتضييق على‬ ‫األناس العاديين‪" .‬‬ ‫أما "ه��ـ" وهي طالبة جامعية تقول‪:‬‬ ‫"كثي��راً م��ا أع��ود إل��ى بيتي مش��يًا على‬ ‫األق��دام‪ .‬ال مواص�لات عام��ة فاالزدح��ام‬ ‫عليه��ا ش��ديد وس��يارات األج��رة أصبحت‬ ‫تكل��ف كثي��راً خصوص��ًا أن الكثي��ر م��ن‬

‫مقتل ‪� 4‬صحافيني‬ ‫ونا�شطني‬ ‫�إعالميني خالل‬ ‫�أ�سبوع يف �سوريا‬

‫س��ائقي "التكاس��ي" يرفض��ون تش��غيل‬ ‫العداد بحج��ة االزدحام الش��ديد وأنه "ما‬ ‫بتوف��ي معون"‪ .‬كل ي��وم يغلقون طريقًا‬ ‫جديداً وينصب��ون حاجزاً جديداً مؤلفًا من‬ ‫عنصري��ن أو ثالث��ة ليزي��د عدده��م بعد‬ ‫ذلك ويتحول الحاجز إلى ما يش��به الثكنة‬ ‫العس��كرية‪ .‬أخاف كثي��راً المرور أمام أحد‬ ‫الحواج��ز فهم عرض��ة دومًا لالس��تهداف‬ ‫م��ن قبل عناص��ر الجيش الح��ر‪ ،‬وأفضل‬ ‫االبتعاد عنهم قدر اإلمكان"‪.‬‬

‫أعلنت منظمة «مراسلون بال حدود» أمس مقتل أربعة‬ ‫صحافيين وناشطين إعالميين خالل أسبوع في سوريا‪ ،‬على‬ ‫يد القوات النظامية والمقاتلين المعارضين ومقاتلين أكراد‪،‬‬ ‫بحسب ما جاء في بيان للمنظمة‪.‬‬ ‫ويأت��ي هذا اإلعالن غ��داة مقتل الصحاف��ي في الهيئة‬ ‫العامة لإلذاعة والتلفزيون الس��ورية الرسمية باسل توفيق‬ ‫يوس��ف بإطالق الرصاص عليه في حي التضامن في جنوب‬ ‫العاصمة دمش��ق‪ ،‬بحس��ب ما أفادت وكالة األنباء الرس��مية‬ ‫(س��انا)‪ .‬وأش��ارت المنظم��ة نقال ع��ن «رابط��ة الصحافيين‬ ‫الس��وريين» أن ه��وزان عب��د الحلي��م محمود‪ ،‬وهو ناش��ط‬ ‫إعالم��ي ومصور «قت��ل بنيران الق��وات العس��كرية التابعة‬ ‫لح��زب االتح��اد الديمقراطي (الكردي) ف��ي رأس العين» في‬ ‫محافظ��ة الحس��كة‪ ،‬ف��ي ‪ 20‬تش��رين الثاني الج��اري خالل‬ ‫تصويره «اش��تباكات بين الجيش السوري الحر وقوات حزب‬ ‫االتحاد»‪ ،‬مشيرة إلى انه كان «ناشطا في تغطية التظاهرات‬

‫"ع" طال��ب جامعي ويعم��ل في أحد‬ ‫المكات��ب بع��د الظه��ر‪ .‬اش��ترى دراج��ة‬ ‫هوائي��ة وباتت وس��يلة تنقل��ه المفضلة‬ ‫في المدينة‪" .‬االزدحام مرعب في ساعات‬ ‫الظهيرة‪ .‬ال يوجد س��وى الباصات الكبيرة‬ ‫كي نستقلها وأنا شخصيًا أحس باالختناق‬ ‫فيها كما أن الوقوف على الحواجز يتطلب‬ ‫م��ا ال يقل عن الس��اعة يومي��اً‪ .‬قررت أن‬ ‫أشتري دراجة هوائية فهي أسهل وأسرع‬ ‫وأقل مصروفاً‪ .‬اآلن أحث جميع رفاقي أن‬ ‫يحذوا حذوي‪ ،‬وقد يقودنا ذلك إلى إدخال‬ ‫ثقافة الدراجات ف��ي مدينتنا‪ ،‬فهي أحوج‬ ‫ما يك��ون إل��ى تخفي��ف التل��وث وضغط‬ ‫وسائل النقل فيها‪" .‬‬ ‫وق��د أضح��ى كل ذل��ك مص��دراً‬ ‫لتهكم وس��خرية الكثيرين على صفحات‬ ‫الفيسبوك‪" .‬هذا وتساهم حواجز النظام‬ ‫الت��ي تقطع أوصال دمش��ق في التخفيف‬ ‫م��ن االحتب��اس الح��راري حي��ث يلج��أ‬ ‫المواطن��ون إلى قض��اء حوائجهم س��يراً‬ ‫عل��ى األق��دام أو عبر اس��تعمال وس��ائل‬ ‫النق��ل العامة‪ " .‬كتب أحده��م‪" .‬ابعد عن‬ ‫الحاج��ز وغنيل��و"‪" ،‬الحواجز بح��د ذاتها‪..‬‬ ‫مؤامرة!" كتب آخرون‪.‬‬ ‫ويبقى سكان دمش��ق‪ ،‬أقدم مدينة‬ ‫مأهول��ة ف��ي العال��م‪ ،‬منتظري��ن ع��ودة‬ ‫مدينتهم إلى ما كانت عليه لسنين خلت‪..‬‬ ‫مدينة الحب والياسمين‪..‬‬

‫الكردية في القامشلي»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف��ي رأس العين أيض��ا‪ ،‬نقل��ت المنظمة ع��ن الرابطة‬ ‫الس��ورية مقتل عابد خليل في ‪ 19‬من الش��هر الجاري‪ ،‬على‬ ‫يد أحد القناصة من الجيش السوري الحر‪.‬‬ ‫وفي ‪ 18‬تش��رين الثاني‪ ،‬قتل الناش��ط اإلعالمي محمد‬ ‫الخال��د المتحدر من حم��ص‪« ،‬على أيدي مس��لحين تابعين‬ ‫لكتيبة نمر من لواء درع الش��هباء في مدينة حلب»‪ .‬وأشارت‬ ‫المنظم��ة إلى انه «أع��دم رميًا بالرصاص بس��بب انتقاداته‬ ‫المتكررة لبعض عناصر الجيش السوري الحر»‪.‬‬ ‫كذل��ك‪ ،‬أف��ادت الرابطة ع��ن مقتل الناش��ط اإلعالمي‬ ‫عب��د اهلل حس��ن كعكة «تح��ت التعذيب في ف��رع المخابرات‬ ‫العس��كرية في حلب» بتاريخ ‪ 17‬تشرين الثاني‪ ،‬مشيرة إلى‬ ‫أن ش��قيقيه الناش��طين اإلعالميين عبد الغني وأحمد كعكة‬ ‫قتال أيضا في فترة سابقة‪.‬‬


‫�ســـوريا �إلنا كـــلنا‬

‫في بداية الث��ورة اعتُقل االبن البكر ألبو‬ ‫أن ولده سيُقتَـل ْإن‬ ‫مرشد‪ .‬أرس��لوا له مرسا ًال ّ‬ ‫لم يس ّلم نفس��ه‪ .‬وهو بدوره ردّ على الرسالة‬ ‫بمثلها‪« :‬على حس��ابكم‪ ..‬بُك��رة بوصّي على‬ ‫غيره»!‬ ‫هذه الحادثة أصبحت محل تندّر األصحاب‬ ‫واألصدقاء لشهور طويلة الحقة‪ .‬تندّرٌ بالتأكيد‬ ‫وليس اس��تياء‪ .‬أبو مرشد ال يمتّ للقسوة بأية‬ ‫صل��ة‪ .‬فوجئتُ ب��أن أراه يوماً بُعيد استش��هاد‬ ‫أحد أصدقائه المقربي��ن‪ ،‬وقد تغيّر لون وجهه‬ ‫بطريق��ة غريبة وكانت مالمح��ه وكأنها تنوح‪.‬‬ ‫وددتُ لو أح ّثه على البكاء فعال‪ ،‬لكن لم أجرؤ‪.‬‬ ‫منذ أسابيع قليلة استضافنا أبو مرشد في‬ ‫مدينته حرستا‪ .‬كانت س��اعات حافلة باللقاءات‬ ‫واألحادي��ث والضح��ك والمناكف��ة‪ُّ ..‬‬ ‫وتعل��م‬ ‫التمييز بين أص��وات القصف المدفعي وقصف‬ ‫المروحي��ات ومضاد الطيران‪ ...‬ل��م يكن هناك‬ ‫أي مج��ال ألحاديث خاصة‪ ،‬من باب كيف الحال‪،‬‬ ‫كس��ؤال حقيق��ي ولي��س مجاملة‪ .‬حت��ى وهو‬ ‫يتحدث ويتحرك يبدو ش��ارد الذهن ومش��غول‬ ‫البال بأمور أخرى‪.‬‬ ‫فجأة اس��تدار أبو مرشد ومن غير مناسبة‬ ‫أو مقدم��ات‪ ،‬وق��ال إنه ال يعلم كي��ف يمكن أن‬ ‫يع��ود إل��ى حيات��ه الطبيعي��ة بعد الث��ورة‪ ..‬لم‬ ‫ينتظ��ر إجابت��ي ولم أك��ن ألملك إجاب��ة أص ًال‪.‬‬ ‫وسرعان ما عدنا إلى األحاديث المعتادة التي ال‬ ‫مكان فيها لحياة أحدنا الخاصة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ناش��طا سياس��يًا قب��ل‬ ‫أب��و مرش��د كان‬ ‫الث��ورة‪ ،‬ضمن أحد األح��زاب المعارض��ة‪ .‬لديه‬ ‫مهن��ة وعائلة وحياة هادئ��ة‪ ،‬إال من المنغصات‬ ‫األمني��ة المعت��ادة‪ .‬فيم��ا بع��د أصبح أحد أش��د‬ ‫المطلوبين في المدينة‪َ .‬‬ ‫فقدَ معظم أصدقائه‪،‬‬ ‫بعضهم أمام عينيه وعلى بعد أمتار منه‪.‬‬ ‫حت��ى مدينته فقدت مالمحها‪ .‬خالل األيام‬ ‫الماضي��ة َّ‬ ‫دُكت حرس��تا بالصواري��خ والقنابل‬ ‫كما لم يحص��ل من قبل‪ .‬كنّا نش��اهد مقاطع‬ ‫الفيديو غي��ر مصدّقين أن ه��ذا الركام هو ما‬ ‫كان قائمًا أبنية وطرقات‪ .‬التصديق ال عالقة له‬ ‫باالعتياد على رؤية الركام يومياً‪ .‬هذه دهش��ة‬ ‫ال تتوقف‪.‬‬ ‫ال أس��تغرب أنه ّ‬ ‫فكر في تلك اللحظات كم‬ ‫س��يكون من الصعب على من س��يُكتَب له أن‬ ‫يبقى حياً‪ ،‬أن يعيش ذلك المس��تقبل‪ .‬ال شيء‬ ‫س��يعود كما كان‪ .‬أشياء كثيرة بطبيعة الحال ال‬ ‫نرغ��ب أن تع��ود كما كانت‪ ،‬وال حت��ى أن تكون‬ ‫قريبة منها‪ ..‬لكن أش��ياء كثيرة جداً لن نتصالح‬ ‫أب��داً مع فقدانه��ا‪ .‬ولن ندرك ك��م تغيرنا وبأي‬ ‫اتجاه حتى نضطر لمواجهة ما سيس��مى حينها‬ ‫«حياة طبيعية»‪.‬‬ ‫استش��هد الشاب مرشد محمود مد ّلل قبل‬ ‫أيام‪ ،‬االبن البكر لـ»أبو مرش��د»‪ ،‬االبن نفس��ه‬ ‫ال��ذي س��بق واعتق��ل ع��دة م��رات رهينة عن‬ ‫والده والحقًا لنش��اطه‪ .‬كان ناشطا إعالميا في‬ ‫تنسيقية حرستا‪ ،‬واختارته إحدى القذائف التي‬ ‫طالما صور تساقطها فوق مدينته‪.‬‬ ‫أنا أيضًا ال أعلم كيف س��يعود أبو مرش��د‬ ‫إل��ى حياته «الطبيعي��ة» بعد س��قوط النظام‪،‬‬ ‫ال ه��و وال غي��ره م��ن الس��وريين‪ .‬م��ن ضحايا‬ ‫الثمانين��ات إل��ى ضحاي��ا الزم��ن الحال��ي‪ .‬كمٌّ‬ ‫مذه��ل من اآلالم س��يحدّق في مس��تقبلنا بال‬ ‫هوادة ألجيال عديدة‪.‬‬ ‫الرحم��ة لروح��ك ي��ا مرش��د‪ ،‬والصب��ر‬ ‫لذويك‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ميس قات | اللجنة اإلعالمية أليام الحرية‬ ‫)إن استعمال السالح الكيماوي من قبل النظام هو احتمال بعيد للغاية)‪ ..‬يقول‬ ‫أحد الباحثين في لجنة أبحاث أيام الحرية مستنداً في كالمه هذا إلى المراجع التي عاد‬ ‫إليها أثناء إعداده لمناشير إرشادات التصرف عند استعمال النظام للسالح الكيماوي‪ ،‬لكنه‬ ‫يضيف‪ :‬ال بد لنا أن نكون مستعدين لكل االحتماالت وعلينا نشر المعلومات الضرورية‬ ‫على أوسع نطاق ممكن ألن األضرار الناجمة عن استعماله ستكون ذات عواقب وخيمة‬ ‫خاصة إذا لم نكن محيطين بأهم النصائح الواجب إتباعها‪..‬‬ ‫نشرت أيام الحرية سلسلة من المناشير تقدم فيها تعليمات يجب على الناس‬ ‫إتباعها في حال لجوء النظام الستعمال السالح الكيماوي‪ .‬يتم نشر هذه المناشير عبر‬ ‫وسائل التواصل االجتماعي على االنترنت كما يتم نشرها مع جرائد عديدة مثل سوريتنا‬ ‫وعنب بلدي وأوكسجين‪.‬‬ ‫وأيضًا تستمر حملة وعد يا جامعتي التي بدأت فعالياتها األسبوع الماضي في‬ ‫نشر العديد من األفكار والفعاليات ومناقشة مشاكل الطالب وهمومهم‪ ..‬ويقول محمد وهو أحد الناشطين في الحملة أنه الحظ‬ ‫استجابة جيدة في صفوف الطالب ورغبة قوية في تغيير الواقع الجامعي و يضيف قائ ًال‪ :‬سنعمل بالتنسيق مع الكيانات الطالبية‬ ‫لخلق نشاطات طالبية وصو ًال إلى الجامعة التي نحلم‪.‬‬ ‫وفي يوم األربعاء الماضي‪ ،‬اعتصمت أربع صبايا بلباس أبيض في سوق مدحت باشا في دمشق وحملن الفتات كتبت عليها‬ ‫عبارات تطالب بوقف العنف والقتل اليومي الممارس على السوريين جميعًا‪ ،‬تم إلقاء القبض على الصبايا األربع من قبل عدد من‬ ‫عناصر الجيش المسلحين واقتيادهم إلى جهة مجهولة‪.‬‬ ‫حظي الحدث بتغطية إعالمية كبيرة في وسائل اإلعالم العربية والعالمية وردود أفعال متفاوتة بين موافق ورافض واعتبر‬ ‫بعض الناشطين السلميين أن اعتصام العرائس في دمشق سيكون فاتحة لعودة الحراك المدني إلى الشارع السوري من جديد‬ ‫ونقطة قوة تضاف إلى سجل الثورة السورية السلمية‪.‬‬ ‫أيضًا في األسبوع الفائت‪ ،‬نشرت جميع الجرائد ووسائل اإلعالم المنطوية في تجمع أيام الحرية مقاالت تنعي بها فقيد الثورة‬ ‫المدنية مصطفى كرمان الذي استشهد أثناء مشاركته في مظاهرة في مدينة حلب يوم الجمعة الماضي‪ ،‬مصطفى كان قيادياً في‬ ‫حركة شباب ‪ 17‬نيسان واحد مؤسسي صفحة كش ملك وعضواً في تجمع أيام الحرية‪.‬‬ ‫األيام القادمة ستشهد تصعيداً سياسيًا وعسكرياً وميدانياً كبيراً‪ ..‬وربما سيكون أكثر ما تحتاجه الثورة حراك ثوري يشارك‬ ‫فيه كل السوريين يسحب شرعية النظام من داخل البالد ويطبق الخناق على قضبان الديكتاتور بأيد سورية خالصة‪.‬‬

‫رزان زيتونة‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫تقرير�أياماحلريةالأ�سبوعالثالثمنت�شرينالثاين‬

‫�أبو مر�شد‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬

‫شام داود | اللجنة اإلعالمية أليام الحرية‬ ‫في قلب العاصمة السورية‬ ‫التي ترزح منذ أشهر تحت وطأة‬ ‫القبضة األمنية الغير مسبوقة‬ ‫على حد تعبير الدمشقيين‬ ‫أنفسهم وفي عمل مفاجئ‬ ‫لنشطاء سوريين‪ ،‬دخلت بضع‬ ‫فتيات متشحات بالسواد إلى‬ ‫سوق مدحت باشا المسقوف بهمة‬ ‫عالية‪ ،‬وقفن أمام المارة ووسط‬ ‫ذهول وتفاجئ الكثيرين قمن‬ ‫بخلع العباءات السوداء ورمينها‬ ‫على األرض ووقفن بتحد في‬ ‫زي العرائس األبيض النقيض‬ ‫الكامل لما تمثله العباءة السوداء‪.‬‬ ‫وفي حركة مماثلة لحملة أوقفوا‬ ‫القتل منذ الصيف الماضي قامت‬ ‫الفتيات برفع الفتات حمراء عليها‬ ‫عبارات‪:‬سوريا إلنا كلنا تعبنا وبدنا‬ ‫نعيش‪ ....‬حل تاني ألجل اإلنسان السوري والمجتمع المدني‪ :‬يٌع َلن وقف جميع العمليات العسكرية في سورية"‪.‬‬ ‫وقف عناصر األمن للحظات مشدوهين أمام هذه الطريقة المختلفة في التعبير وأمام الشعارات الملتبسة عليهم‪ ،‬فهم‬ ‫اليوم أمام دعوة صريحة إليقاف آلة القتل مهما كان مصدرها‪ ..‬اعتقلت السوريات األربع من قبل عناصر األمن تحت أنظار‬ ‫المارة وصمتهم المطبق وسلبيتهم التي اعتاد عليها النشطاء السوريون بعد عشرين شهرا من الثورة‪ .‬سارعت وسائل‬ ‫اإلعالم ومواقع التواصل االجتماعية لنشر هذا الخبر والترويج له والمطالبة بحرية السوريات فقد آثار العمل الذي قمن به‬ ‫عاصفة من ردود األفعال بين مشجع ومهلل وبين محبط وحتى ناقد‪.‬‬ ‫"تعبنا وبدنا نعيش" ‪ -‬هنا دمشق ينام العديد من سكان العاصمة يوميا على وقع القصف المنهمر على أحياء دمشق‬ ‫الجنوبية اليومي وسط التعتيم اإلعالمي المتواصل لما يحصل في دمشق وريفها ويشاهد اغلب سكانها قذائف الهاون‬ ‫شبه المتواصلة على داريا المهددة باإلبادة الكاملة‪ ،‬ال يزال النشطاء في بعض أحياء العاصمة يحاولون إعادة الحراك إلى‬ ‫زخمه األول وإبقاءه حيا بالرغم من تحول الثورة بغالبيتها إلى العمل العسكري ردا على قصف النظام وعملياته العسكرية‪.‬‬ ‫تستمر المظاهرات في دمشق بالتعبير عن إصرار من شباب الثورة في إبقاء أصواتهم عالية في الشارع السوري ممثلة‬ ‫بعدة مظاهرات بين أحياء ركن الدين والصالحية وقبلها في حي المهاجرين المالصق للقصر الرئاسي‪.‬‬ ‫"سوريا إلنا كلنا‪ ..‬إيدكن بإيدنـا‪ ،‬ضيّعنا مبارح‪ ...‬خلينا ن ّلحق اليوم‪ ،‬ليصير الحلم حقيقة حلمنا‪ ...‬سوريـة إلنـا كلنـا‪...‬‬ ‫سوري ‪.."100%‬‬ ‫هكذا قدمت صفحة الحملة الحدث على صفحة الفيسبوك على أمل أن تكون سوريا لجميع أبناءها‪ .‬هكذا هم نشطاء‬ ‫الثورة السورية السلمية يأملون بسوريا الغد لكل أبناءها ولمحبيها‪..‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫حملة "وعد يا جامعتي"‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫سوريتنا | سعاد يوسف‬ ‫ه��ي حمل��ة أطلقته��ا مجموع��ة‬ ‫من ط�لاب الجامعات الس��ورية بهدف‬ ‫المطالبة بحقوقهم الجامعية والحفاظ‬ ‫على قدسية الحرم الجامعي‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إل��ى تس��ليط الض��وء عل��ى الط�لاب‬ ‫الش��هداء والمعتقلي��ن والمفصولي��ن‬ ‫تعس��فيًا م��ن الجامع��ة‪ ،‬وإيص��ال‬ ‫صوتهم ومطالبه��م بالحرية والعدالة‬ ‫والكرامة‪.‬‬ ‫يق��ول القائم��ون عل��ى الحمل��ة‬ ‫ف��ي صفحته��ا عل��ى موق��ع التواصل‬ ‫االجتماعي الفيسبوك‪:‬‬ ‫"يُعتَبر ش��باب الجامعات المعبّر‬ ‫الحقيقي عن ثقاف��ة وتقدم ورقي أي‬ ‫ش��عب في العال��م‪ ،‬وش��باب الجامعات‬ ‫الس��ورية اليوم يدفعون ثمن األوضاع‬ ‫الحياتية المتردية كما هو حال الشعب‬ ‫السوري كله‪.‬‬ ‫يتعرض شباب الجامعات السورية‬ ‫النتهاك حقوقهم بالتعبير عن رأيهم‪،‬‬ ‫يُمنع��ون م��ن ممارس��ة حقوقه��م‬ ‫االعتيادي��ة في الجامع��ات‪ ،‬يتعرضون‬ ‫للض��رب واألذى واالختطاف واالعتقال‬ ‫كل ي��وم‪ .‬تعرض ع��دد منهم للفصل‬ ‫التعس��في بن��اء عل��ى ق��رارات أمنية‬ ‫جائرة‪ ،‬وتم استهداف وقتل العديد من‬ ‫ط�لاب الجامعات داخل وخ��ارج الحرم‬ ‫الجامعي‪ ،‬فيم��ا يقبع مئات آخرون في‬ ‫أقبية السجون في ظروف تدعو للقلق‬ ‫الحقيقي حيال سالمتهم‪.‬‬ ‫ت��م إيق��اف ال��دوام ف��ي جامع��ة‬ ‫حمص ف��ي فترات معين��ة مما اضطر‬ ‫طالبه��ا حينها لل��دوام ف��ي الجامعات‬ ‫األخرى في أرجاء س��وريا‪ ،‬فيما يعاني‬ ‫باق��ي ط�لاب الجامع��ات الحكومي��ة‬ ‫والخاص��ة م��ن صعوبات ش��ديدة في‬ ‫متابع��ة دروس��هم ومحاضراته��م‬ ‫ومشاكل تمنعهم من التنقل للوصول‬ ‫إلى كلياتهم‪.‬‬ ‫نحن ط�لاب الجامعات الس��ورية‬ ‫الحكومي��ة والخاص��ة بكاف��ة أطيافنا‬

‫نريد‪:‬‬ ‫‪ - 1‬احت��رام حرم��ات جامعاتن��ا‬ ‫وقدس��يتها‪ ،‬ومنع المظاهر المس��لحة‬ ‫داخل حرمها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إيق��اف االعتداءات الجس��دية‬

‫والضغ��وط المعنوية وتهدي��د طالبنا‬ ‫داخل وخارج الحرم الجامعي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إط�لاق س��راح كاف��ة الطالب‬ ‫المعتقلي��ن والكش��ف ع��ن مصي��ر‬ ‫المفقودين منهم‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إص�لاح وض��ع الط�لاب‬ ‫المفصولين بن��اء على قرارات صدرت‬ ‫بطريق��ة غي��ر نظامي��ة‪ ،‬وإعادته��م‬ ‫إلكمال دراستهم في الجامعة"‪.‬‬ ‫باب المشاركة في الحملة مفتوح‬ ‫ل��كل م��ن يرغ��ب برواي��ة معاناته مع‬ ‫النظام التعليمي في سوريا سواء قبل‬ ‫الث��ورة أو بعد ب��دء الثورة من مالحقة‬ ‫أمني��ة واعتق��ال وحتى طرد تعس��في‬ ‫م��ن الجامع��ة‪ .‬حي��ث أش��ار منظم��و‬ ‫الحمل��ة إلى أن‪" :‬هذه الحملة مس��احة‬ ‫حرة لجميع طالب س��وريا‪ .‬هنا نتحدث‬ ‫ع��ن تجاربن��ا الجامعي��ة وع��ن رغبتنا‬ ‫ف��ي حري��ة جامعتنا وكرام��ة تعليمنا‪.‬‬ ‫كل التعليق��ات مقبولة وكل القصص‬ ‫الجامعي��ة ستس��مع‪ .‬س��نقوم تباع��ًا‬ ‫بعرض قضاي��ا الط�لاب المفصولين‬ ‫والمحرومي��ن‪ ،‬وس��نعمل عل��ى نش��ر‬ ‫هموم ومظالم الطلب��ة في الجامعات‬ ‫الس��ورية‪ ،‬والدعوة لنشاطات لتحقيق‬ ‫مطالبنا واإلضاءة على جامعاتنا"‪.‬‬

‫ومن هذا الباب تتنوع المنشورات‬ ‫عل��ى الصفحة‪ ،‬فمنها م��ا يتحدث عن‬ ‫تذم��ر الط�لاب مما يح��دث اليوم على‬ ‫أب��واب الح��رم الجامعي م��ن تفتيش‬ ‫ومضايق��ات من قب��ل عناص��ر األمن‬ ‫واتح��اد طلبة س��ورية والذي��ن تحول‬ ‫معظمه��م م��ع بداي��ة الث��ورة إل��ى‬ ‫"ش��بيحة"‪ ،‬ومنه��ا م��ا يس��لط الضوء‬ ‫على معاناة الطالب مع فس��اد النظام‬ ‫التعليم��ي والرش��اوى و"الوس��ايط"‬ ‫الت��ي تمي��ز كل األعم��ال الحكومي��ة‬ ‫ف��ي س��ورية‪ ،‬كما م��ع تخل��ف النظم‬ ‫التعليمي��ة الجامعية والت��ي تؤدي إلى‬ ‫إحب��اط الط�لاب والح��د م��ن قدرتهم‬ ‫عل��ى اإلبداع واإلنت��اج إلى ح��د كبير‪.‬‬ ‫كم��ا تتح��دث الصفح��ة ع��ن الط�لاب‬ ‫الذي��ن استش��هدوا منذ بداي��ة الثورة‬ ‫كما الطالب الذي تعرضوا لالعتقال أو‬ ‫الفص��ل من الجامعة بس��بب أعمالهم‬ ‫السلمية كالتظاهر أو رمي المناشير‪.‬‬ ‫طالب الجامعات السورية انضموا‬ ‫إل��ى الح��راك الث��وري الس��لمي من��ذ‬ ‫بدايته‪ ،‬ثاروا ضد الفس��اد المستشري‬ ‫ف��ي جامعاته��م وف��ي اتح��اد الطلبة‪،‬‬ ‫وال زال��وا مس��تمرين ف��ي حراكه��م‬ ‫وسلميتهم حتى تتحقق مطالبهم‪.‬‬


‫�سوريا الأحالم ال�صغرية‬

‫في إحدى المعام��ل‪ ،‬وعائلته ذات وضع‬ ‫مادي جيد‪.‬‬ ‫يحل��م ف��ادي خري��ج االقتص��اد‬ ‫منذ م��دة بتأس��يس صن��دوق لتمويل‬ ‫المشاريع الصغيرة‪ ،‬وقد وفرت الظروف‬ ‫المعيش��ية الصعب��ة وانع��دام ف��رص‬ ‫التفكير في مشاريع تشغيل كبيرة في‬ ‫ظ��ل واقع التدمي��ر والتهجي��ر الفرصة‬ ‫لف��ادي لكي يبدأ باتخ��اذ خطوات جدية‬ ‫نحو تحقيق حلمه والذي ‪-‬حسب اعتقاد‬ ‫فادي‪ -‬سيوفر بدوره الفرصة للكثيرين‬ ‫م��ن أين��اء الش��عب الس��وري لتحقيق‬ ‫حلمهم‪.‬‬ ‫بداي��ة مش��اريع ف��ادي كان��ت مع‬

‫مش��روع صناعة المواد الغذائية (ألبان‪،‬‬ ‫أجبان‪ ،‬مكدوس) بالتعاون مع النازحات‬ ‫والنازحي��ن م��ن المناط��ق الس��ورية‬ ‫المتضررة‪ ،‬مش��روع يحم��ل الكثير من‬ ‫الحب واألمل بمستقبل أفضل للجميع‪.‬‬ ‫أما سمر فهي موظفة في منظمة‬ ‫عالمي��ة‪ ،‬تحلم ‪-‬باإلضافة للمس��اهمة‬ ‫بالمش��اريع التنموية‪ -‬بإنش��اء جمعية‬ ‫لرعاي��ة األطف��ال المتضرري��ن مادي��ًا‬ ‫ونفس��يًا‪ ،‬وقد بدأت س��مر ببناء شبكة‬ ‫م��ن العالقات لتس��اعدها ف��ي تحقيق‬ ‫حلمه��ا عن��د توف��ر ش��روط األم��ان‬ ‫المناسبة إلطالقه‪.‬‬ ‫بينم��ا تح��اول ريم��ا خريج��ة‬

‫الهندس��ة االس��تفادة من ه��ذه الفترة‬ ‫االنتقالي��ة (كما تح��ب تس��ميتها تيمنًا‬ ‫بمفاهيم العدالة االنتقالية‪ /‬والحكومة‬ ‫االنتقالي��ة‪ ،‬وغيره��ا) لتحقي��ق حلمها‬ ‫القدي��م ودراس��ة الصحاف��ة‪ ،‬فحس��ب‬ ‫رأيها اإلعالم الح��ر والصحافة الجريئة‬ ‫القادرة على نق��ل الحقيقة كاملة هما‬ ‫ما تحتاجه سوريا في المرحلة القادمة‪.‬‬ ‫أح�لام صغي��رة تل��ك الت��ي تراود‬ ‫الس��وريين‪ ،‬ولكنها أح�لام لم يكن من‬ ‫الممك��ن تحقيقها أو حتى التفكير فيها‬ ‫في ظل النظام القمعي الس��ابق الذي‬ ‫كان قادراً على وأد كل ما يشكل طموحًا‬ ‫لبناء دولةٍ جديدة لألمل والحلم‪.‬‬

‫عدد الالجئني ال�سوريني ت�ضاعف خالل ثالثة �أ�شهر‬

‫في أحد مخيمات الجوء في األردن‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تضاعف عدد الالجئين الس��وريين‬ ‫المسجلين لدى المفوضية العليا لالجئين‬ ‫منذ مطلع أيلول وزاد عن ‪ 440‬ألفا لكن‬ ‫هن��اك "مئ��ات اآلالف" غي��ر المس��جلين‬ ‫حسب ما أعلن متحدث الجمعة‪.‬‬ ‫وصرح المتحدث باسم المفوضية‬ ‫العلي��ا أدري��ان ادواردز للصحافيي��ن‬ ‫"ف��ي المنطق��ة وص��ل ع��دد الالجئين‬ ‫الس��وريين اآلن إلى ‪ 442256‬أي زيادة‬ ‫بأكثر من ‪ 213‬ألفا منذ مطلع أيلول"‪.‬‬ ‫وأوضح أن "هذه األرقام ال تش��مل‬ ‫مئات آالف السوريين غير المسجلين"‪.‬‬ ‫ومن أصل أكثر من ‪ 440‬ألف الجئ‬ ‫أحصت المفوضي��ة ‪ 127420‬في لبنان‬ ‫و‪ 125670‬ف��ي األردن و‪ 123747‬ف��ي‬ ‫تركي��ا و‪ 55685‬في العراق و‪ 9734‬في‬ ‫دول أخرى في شمال إفريقيا‪.‬‬ ‫وف��ي الع��راق زاد ع��دد الالجئين‬ ‫السوريين المسجلين أو غير المسجلين‬

‫لدى المفوضية ثالثة أضعاف منذ مطلع‬ ‫أيلول (سبتمبر) وارتفع من ‪ 18700‬إلى‬ ‫‪ 56‬ألف��ا‪ .‬وانتق��ل ثالث��ة أرب��اع هؤالء‬ ‫الالجئين إلى منطقة كردستان بحسب‬ ‫بيان للمفوضية‪.‬‬

‫وقال��ت المفوضية انه "في األردن‬ ‫يس��تمر تدف��ق الالجئي��ن م��ع وصول‬ ‫حوال��ي ‪ 4500‬ش��خص ف��ي األي��ام‬ ‫الثماني��ة الماضي��ة‪ ،‬في حال��ة إرهاق‪،‬‬ ‫معظمه��م من النس��اء واألطف��ال من‬

‫بلدات في مدينة درعا (جنوب)"‪.‬‬ ‫وأض��اف المص��در أن "فرقنا على‬ ‫األرض تق��ول أن الذي��ن يصل��ون (إلى‬ ‫األردن) هذا األس��بوع هم األش��د خوفا‬ ‫خصوصا النساء"‪.‬‬ ‫وتتول��ى المفوضي��ة توزي��ع‬ ‫المس��اعدات عل��ى ‪ 500‬أل��ف ش��خص‬ ‫داخل س��وريا‪ .‬ونجح��ت المفوضية في‬ ‫الوص��ول حالي��ا إلى ‪ 300‬ألف ش��خص‬ ‫عل��ى أن تص��ل إل��ى ‪ 100‬أل��ف بحلول‬ ‫نهاية السنة‪.‬‬ ‫وتق��ول األمم المتح��دة أن نحو ‪،2‬‬ ‫‪ 5‬مليون سوري يحتاجون إلى مساعدة‬ ‫داخل البالد لكن هذه التقديرات صعبة‬ ‫الن ‪ 95%‬من النازحين لجؤوا إلى أسر‪.‬‬ ‫وأوقعت قوات النظام في س��وريا‬ ‫أكثر من ‪ 40‬ألف شهيداً خالل ‪ 20‬شهرا‬ ‫بحس��ب العديد من المنظمات السورية‬ ‫ولجان حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬

‫خ�لال أكثر م��ن ع��ام ونصف من‬ ‫عم��ر الث��ورة الس��ورية تفج��رت أثبت‬ ‫الش��باب الس��وري أن��ه يمل��ك طاق��ات‬ ‫مبدعة وأفكار متجدد وظفها في خدمة‬ ‫العمل الثوري منذ اللحظة األولى‪.‬‬ ‫وأم��ام م��ا يكرس��ه الش��باب م��ن‬ ‫الوق��ت والجهد للث��ورة‪ ،‬كان ال بد لكل‬ ‫منهم م��ن الوق��وف للتفكي��ر بأحالمه‬ ‫وطموحاته في المستقبل‪ ،‬حيث أصبح‬ ‫ه��ذا المس��تقبل مرتبط��ًا بطريق��ة أو‬ ‫بأخ��رى بالثورة وم��ا فرزته من عناصر‬ ‫جديدة على السوريين‪.‬‬ ‫الي��وم تعط��ي الث��ورة للش��باب‬ ‫الس��وري متس��عًا م��ن الحي��اة واألمل‪،‬‬ ‫وفرص��ة الختب��ار وعي��ش ما ل��م يكن‬ ‫من الممكن عيش��ه‪ ،‬فالحياة في سوريا‬ ‫لم تعد كس��ابق عهدها‪ ،‬ولكنها فتحت‬ ‫الب��اب أمام كل االحتماالت‪ ،‬ومن ما زال‬ ‫يعي��ش هناك ب��دأ يش��عر أن كل يوم‬ ‫ه��و فرص��ة جدي��دة‪ ،‬وأن التفكير في‬ ‫المس��تقبل هو ليس هروبًا من الواقع‬ ‫بقدر ما هو آلية دفاع للوقوف في وجه‬ ‫الموت والدمار اليوميين‪.‬‬ ‫من��ذ تخرجها تحلم ماريا ‪ -‬خريجة‬ ‫كلية الفن��ون الجميل��ة‪ -‬بامتالك محل‬ ‫لبيع المصنوعات اليدوية الفنية (شغل‬ ‫صنارة أو ما يعرف بالـ"كروشيه"‪ ،‬رسم‬ ‫عل��ى الزجاج‪ ،‬صناع��ة الش��مع)‪ ،‬وبعد‬ ‫فصله��ا م��ن عمله��ا بس��بب تخفيض‬ ‫النفق��ات من��ذ حوال��ي الس��تة أش��هر‬ ‫قررت ماريا االستفادة من وقت فراغها‬ ‫والب��دء بتنفيذ مجموعته��ا الخاصة من‬ ‫األعم��ال لتك��ون جاهزة للع��رض في‬ ‫محلها الخاص الذي س��تقوم بشرائه أو‬ ‫استئجاره في سوريا الحرة‪.‬‬ ‫فادي بدوره يشغل وظيفة إدارية‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫سوريتنا | جوليا شحادة‬

‫‪5‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫غـــــزة‪..‬‬

‫ال�شعب يريد �إنهاء االحتالل‬

‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫ف��ي الخام��س م��ن ش��هر آب ع��ام‬ ‫‪ 1982‬كان العن��وان الرئي��س للس��فير‬ ‫اللبنانية "بيروت تحترق وال ترفع األعالم‬ ‫البيض��اء" وناج��ي العل��ي الخ��ارج لت��وه‬ ‫من تح��ت أنق��اض مخيم عي��ن الحلوة‪،‬‬ ‫يرس��م هذه اللوحة‪" :‬حنظلة " بالكوفية‬ ‫الفلسطينية يقدم وردة للعروس بيروت‬ ‫التي تطل من خلف الدمار‪" :‬صباح الخير‬ ‫يا بي��روت"‪ ،‬وف��ي ملفنا اليوم نس��تعير‬ ‫اللوحة م��ن ناجي العلي لنق��ول "صباح‬ ‫الخير يا غزة"‪..‬‬ ‫الثورة الفلس��طينية التي بدأت عام‬ ‫‪ 1929‬بقي��ت الج��رح النازف في الجس��د‬ ‫العربي حتى يومنا هذا‪ ،‬والفلسطينيون‬ ‫كالخيول المجنونة يركضون بس�لاحهم‬ ‫باب آلخر‪ ..‬كعدوى الوباء يطاردون‪..‬‬ ‫من ٍ‬ ‫كظالل الش��يطان يتهمون‪ ..‬ومأس��اتهم‬ ‫ت��دور كحج��ر الطواحي��ن ح��ول ذاته��ا‪..‬‬ ‫تس��حقهم وت��دور‪ ..‬وال تس��أل ش��ف ٌة‬ ‫ً‬ ‫ش��فة أخرى‪ :‬من ه��ؤالء‪ ..‬الكل يعرفهم‬ ‫بس��يماهم‪ :‬فلس��طينيون‪ ..‬وتبلغ مأساة‬ ‫الظل��م هن��ا أوجه��ا الش��يطاني‪ ،‬فحين‬ ‫تكون عربيًا فلسطينيًا فإنك في البؤرةِ‬ ‫من جهنم‪ ،‬وكل أحقاد العالم معك هناك‬ ‫بحاراً من اللهب‪..‬‬ ‫اللحوم كله��ا طرية على القوارض‬ ‫أما اللحم الفلس��طيني فهو لحم السوق‬ ‫المباح للجميع وال تس��أل لماذا‪ ،‬ربما ألن‬ ‫القي��م اإلنس��انية الت��زال تص��رخ فيه‪،‬‬ ‫الي��زال بش��فةٍ مثقوبة وجس��د مثقوب‬ ‫وأرض مثقوب��ة ش��اهداً على المأس��اة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫والوجع صار في العظام‪..‬‬ ‫م��ا يحصل ف��ي غ��زة الي��وم عرى‬ ‫الجميع بالتس��اوي‪ ،‬وأسقط كل األقنعة‪،‬‬ ‫وكتب الفلسطينيون كعادتهم ما يوازي‬ ‫عدة ق��رون من المطر وأطنان��ًا من خبز‬ ‫الش��هادة‪ ،‬ولك��ن أح��داً ال يج��رؤ أن يقرأ‬ ‫ما كتب��وا‪ ،‬ويس��أل الفلس��طيني إخوته‬ ‫ف��ي الممانعة والمقاومة‪ ،‬كيف تدافعون‬ ‫عن دمك��م في "غزة" وأنتم تس��فحونه‬ ‫في دمش��ق وحل��ب وحم��ص والحواضر‬ ‫السورية‪..‬‬ ‫ً‬ ‫بداية استهدفت إس��رائيل األربعاء‬ ‫الماضي‪ ،‬في غارة جوية على غزة‪ ،‬قائد‬ ‫كتائب عز الدين القسام‪ ،‬أحمد الجعبري‬ ‫بعملية عس��كرية متدحرجة على قطاع‬ ‫غزة س��مّتها "عامود السحاب"‪ ،‬أدّت إلى‬ ‫مقتل وإصابة عش��رات الفلس��طينيين‪،‬‬ ‫وردّت عليه��ا الفصائ��ل الفلس��طينية‬ ‫بإطالق صواريخ على إسرائيل‪.‬‬ ‫وأعلن الجيش اإلس��رائيلي أنه بدأ‬ ‫باستدعاء ‪ 16‬ألف جندي احتياط لينضموا‬ ‫إل��ى الق��وات النظامي��ة عند الح��دود مع‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬استعداداً الحتمال اتخاذ قرار‬ ‫بتوسيع العمليات العسكرية ضد القطاع‬ ‫وتنفي��ذ اجتي��اح ب��ري‪ .‬وأرس��ل الجيش‬ ‫اإلس��رائيلي رسائل صوتية إلى الهواتف‬

‫النقال��ة لجن��ود االحتياط واس��تدعاهم‬ ‫إلى الخدم��ة العس��كرية بعدما صادقت‬ ‫الحكومة اإلسرائيلية على طلب الجيش‬ ‫اس��تدعاء ‪ 30‬ألف جندي احتياط‪ .‬وذكرت‬ ‫وس��ائل إعالم إس��رائيلية أنه في موازاة‬ ‫ذلك‪ ،‬ف��إن الجيش اإلس��رائيلي اس��تمر‬ ‫بنقل ق��وات ودباب��ات وآليات عس��كرية‬ ‫أخرى إل��ى منطق��ة الش��ريط الحدودي‬ ‫بي��ن إس��رائيل والقط��اع‪ .‬وكان الجيش‬ ‫اإلس��رائيلي أعلن اليوم أنه قصف ‪450‬‬ ‫هدف��ًا ف��ي قطاع غ��زة منذ ب��دء عملية‬ ‫"عامود السحاب" عصر األربعاء الماضي‪،‬‬ ‫فيم��ا س��جل اس��تهداف مواق��ع وبل��دات‬ ‫إسرائيلية بـ ‪ 550‬قذيفة صاروخية‪.‬‬

‫الواقع الدميغرايف لغزة‪:‬‬ ‫وقب��ل الحدي��ث ع��ن معرك��ة غزة‬ ‫لن��ا اإلض��اءة عل��ى الواق��ع الديمغرافي‬ ‫واالقتص��ادي للقط��اع‪ ،‬لبي��ان أن مجرد‬ ‫اس��تمرار الحي��اة في��ه هو انتص��ارٌ في‬ ‫س��جل انتصارات الثورة الفلس��طينية إذ‬ ‫بلغ تعداد س��كانه ع��ام ‪ 1997‬حوالي ‪.1‬‬ ‫‪ 552 .017‬نس��مة وارتفع إل��ى ‪.389 .1‬‬ ‫‪ 789‬نس��مة ع��ام ‪ ،2005‬وم��ن المتو َقّع‬ ‫أن يصِ��ل إلى ‪ 226 .967 .2‬نس��مة عام‬ ‫‪.2024‬‬ ‫وق��د َ‬ ‫ش��كلت الفِئ��ة العمريَّ��ة من‬ ‫‪ 14 - 0‬سنة النس��بة األكبر‪ ،‬حيث بلغتْ‬ ‫م��ا يقارب ‪ 46%‬من مجمل عدد الس��كان‬ ‫موزَّعي��ن بواق��ع ‪ 5% .23‬ذك��ور مقابل‬ ‫‪ 5% .22‬إن��اث‪ ،‬أمَّ��ا بالنس��بة لفئة كبار‬ ‫الس��ن‪ ،‬أي‪ :‬م��ن ‪ 80 - 60‬عامً��ا فق��د‬ ‫بلغ��تْ م��ا معدَّل��ه ‪ 4% .4‬م��ن مُجم��ل‬ ‫َّ‬ ‫الضِف��ة الغربيَّ��ة وقطاع‬ ‫الس��كان في ّ‬

‫ب��أن هناك‬ ‫غ��زَة‪ ،‬وهن��ا يُمكِ��ن القول َّ‬ ‫َّ‬ ‫الس��كان‬ ‫م��ا يق��ارب ‪ 50%‬م��ن مجم��وع‬ ‫الفلس��طين ِّيين يَحتاج��ون إل��ى إعال��ة‬ ‫اقتصاديَّ��ة واجتماعيَّة‪ ،‬وهم يش��ملون‬ ‫هاتين الفِئتَين "األطفال وكبار السن"‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الفلس��طين ِّيين تقع‬ ‫أي‪ :‬نص��ف‬ ‫الس��كان ِ‬ ‫على عاتِقِهم إعالة النّصْف اآلخر‪ ،‬على‬ ‫أن ه��ذه الفئة "فئة الش��باب"‬ ‫افتِ��راض َّ‬ ‫هي المنتجة والعامل��ة والمدرَّة للدخل‪،‬‬ ‫ولك��نَ ه��ذه الفئة تتضمَّ��ن الكثير من‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫الطلب��ة والنس��اء والعاطلين عن العمل‪،‬‬ ‫ما يجع��ل العبء االجتماعي واالقتصادي‬ ‫ثقي� ً‬ ‫لا لتحمُّل هذه األعب��اء بالمناصفة‪،‬‬ ‫يش��كِل ثق� ً‬ ‫ّ‬ ‫لا على م��دى توفير‬ ‫وبذلك‬ ‫االحتِياجات األساسيَّة من مأكل ومشرب‬ ‫ورعاي��ة صحيَّة وتعلي��م وخالفِهِ‪ ،‬ممَّا‬ ‫يؤث��ر عل��ى مس��توى رفاهي��ة ُ‬ ‫األس��رة‬ ‫المطلوب توافرُه كحدٍّ أدنى‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الس��كان في قط��اع غزَّة‬ ‫ويت��وزَّع‬ ‫عل��ى ‪ 7‬مدن رئيس��يَّة‪ ،‬إضاف��ة إلى ‪20‬‬ ‫قري��ة وثماني��ة مخيَّم��ات‪ ،‬موزَّعة على‬ ‫خَم��س مُحافظ��ات ه��ي‪ :‬غ��زَّة وخ��ان‬ ‫يونس ورفح ودير البلح‪ ،‬والشمال‪.‬‬ ‫وفي ‪2006 /3 /29‬م‪َّ ،‬‬ ‫شكلت حركة‬ ‫حماس الحكومة الفلسطينيَّة العاشرة‪،‬‬ ‫وذل��ك بعْ��د حصولِه��ا عل��ى أغلبيَّ��ة‬ ‫مطلقة في االنتخابات التَّشريعية‪ ،‬وفي‬ ‫أعْقاب ذلك س��ارعت س��لطات االحتِالل‬ ‫إلعالن مُقاطعة الحكومة الفلسطينيَّة‬ ‫السُلطة‬ ‫الجديدة‪ ،‬ووقْف تحويل عائدات ّ‬ ‫والجم��ارك‪ ،‬كم��ا خطت‬ ‫الضَرائ��ب‬ ‫م��ن ّ‬ ‫ِ‬ ‫وخاصَة‬ ‫العدي��د م��ن ال��دول المانح��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الوالي��ات المتَّح��دة األمريكيَّ��ة‪ ،‬وكندا‪،‬‬ ‫ودول االتحاد األوروبي واليابان خطوها‪،‬‬ ‫ع��ن طري��ق وقْ��ف المس��اعدات الماليَّة‬

‫المقدَّمة ّ‬ ‫للشَعب الفلسطيني والسلطة‬ ‫الوطنيَّة‪.‬‬ ‫السَابق تزامن مع‬ ‫إن‬ ‫َّ‬ ‫الموقف الدولي ّ‬ ‫ٍ‬ ‫كارثي في األوْضاع اإلنس��انيَّة‬ ‫تدهْوُر‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫لس��كان األراضي الفلس��طينيَّة‪ ،‬والذي‬ ‫السُ��لطات‬ ‫سياس��ات‬ ‫عن‬ ‫أساسً��ا‬ ‫نج��م‬ ‫ّ‬ ‫وخاصَة سياسة‬ ‫الحربيَّة اإلس��رائيليَّة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فرض عملية خنْق اقتِصادي واجتماعي‬ ‫َّ‬ ‫للسكان المدن ِّيين‪ ،‬شمل محاربتَهم في‬ ‫وسائل عيش��هم‪ ،‬وتضييق الخناق على‬ ‫حريَّة مرور إرس��االت األغذية واألدوية‪،‬‬ ‫المخصَصة لألطفال‬ ‫ِبم��ا فيها األغذي��ة‬ ‫ّ‬ ‫الذي��ن يُعان��ون م��ن س��وء التَّغذي��ة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ومش��تقاته والتَّطعيم��ات‪،‬‬ ‫كالحلي��ب‬ ‫الخاصَة بالمرضى والنس��اء‬ ‫والعالج��ات‬ ‫ّ‬ ‫الحوام��ل والنُّف��اس‪ ،‬وكب��ار الس��ن‬ ‫والمصابين بأمراض مزمنة‪.‬‬ ‫إن ه��ذا الوضع الذي جاء في أعقاب‬ ‫َّ‬ ‫تنفي��ذ َّ‬ ‫خط��ة الفصْ��ل اإلس��رائيليَّة‬ ‫أحاديَّة الجانب ع��ن قطاع غزَّة في ‪/12‬‬ ‫‪2005 /9‬م‪ ،‬قد خ َّل��ف آثارًا خطير ًة على‬ ‫َّ‬ ‫الس��كان الفلس��طين ِّيين‬ ‫مس��توى تمتُّع‬ ‫بحقوقِه��م االقتصاديَّ��ة واالجتماعيَّ��ة‬ ‫والثقافيَّة‪ ،‬وأدَّى إلى تفاقُم حدَّة ْ‬ ‫الفقر‬ ‫والبطال��ة ف��ي األراض��ي الفلس��طينيَّة‬ ‫المحت َّلة ارتفاعًا مذه ًال وغير مس��بوق‪،‬‬ ‫فقد بلغتْ نس��بة العاطلي��ن عن العمل‬ ‫نح��و ‪ 34%‬في قط��اع غ��زَّة لترتفِع إلى‬ ‫نح��و ‪ 55%‬في فت��رات ْ‬ ‫اإلغالق ّ‬ ‫الشَ��امل‬ ‫لألراضي المحت َّلة‪ ،‬وف��ي المقابل قفزت‬ ‫نس��بة ْ‬ ‫الفقر في األراض��ي المحت َّلة إلى‬ ‫حوال��ي ‪ 50%‬فيم��ا س��جّلت قرابة ‪70%‬‬ ‫في قطاع غ��زَّة كما انعك��س ذلك على‬ ‫مداخيل القوى البش��ريَّة الفلس��طينيَّة‬ ‫العاملة؛ حيث انخفضت معدَّالت الدخْل‬


‫الو�ضع القانوين لقطاع غزة‪:‬‬

‫الهدنة‪:‬‬

‫تداع��ى العالم دفاعًا عن إس��رائيل‬ ‫وليده المدل��ل‪ ،‬وبذلت الجهود والضغوط‬ ‫عل��ى الطرفي��ن‪ ،‬حتى أعلن��ت مصر عن‬ ‫هدنةٍ إليقاف العدوان اإلس��رائيلي على‬ ‫قط��اع غ��زة‪ ،‬وذلك بع��د جول��ة مكوكية‬ ‫لوزي��رة الخارجي��ة األميركي��ة هي�لاري‬ ‫كلينتون ش��ملت القاه��رة ورام اهلل وتل‬ ‫أبيب‪ ،‬حيث أُعل��ن موافقة رئيس الوزراء‬ ‫بنيامي��ن نتنياه��و على إعط��اء "فرصة"‬ ‫للمقت��رح المص��ري للتهدئة‪ .‬وقد ش��هد‬ ‫قطاع غزة في اليوم الثامن من العدوان‪،‬‬ ‫سقوط ‪ 21‬ش��هيداً ما يرفع عدد الشهداء‬ ‫إل��ى ‪ ،157‬بينم��ا أصي��ب ‪ 17‬إس��رائيليًا‬ ‫إصاب��ات متفاوت��ة بتفجير عبوة ناس��فة‬ ‫بحافل��ة نقل عام في وس��ط ت��ل أبيب‪،‬‬ ‫تبنته��ا ف��ي وق��ت الح��ق كتائب ش��هداء‬ ‫األقصى التابعة لحركة فتح‪.‬‬ ‫وم��ا إن أعل��ن ع��ن تفجي��ر الحافلة‬ ‫اإلس��رائيلية حت��ى أطلق��ت األعي��رة‬ ‫الناري��ة في غ��زة ابتهاج��ا بالنب��أ‪ ،‬بينما‬ ‫أش��ادت حركتا حماس والجهاد اإلسالمي‬ ‫بالتفجي��ر‪ ،‬وتس��بب االنفج��ار بتحطي��م‬ ‫نوافذ الحافلة التي كانت تسير في شارع‬ ‫قريب من مقر وزارة الدفاع اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫وقال��ت خدمة اإلس��عاف اإلس��رائيلية أن‬ ‫أربعة أش��خاص يعانون من إصابات بين‬ ‫متوس��طة وخطي��رة وان ‪ 11‬إصاباته��م‬ ‫طفيف��ة‪ .‬وقال��ت ش��رطة االحت�لال أن‬ ‫الهجوم ليس انتحارياً وأن أحد األشخاص‬ ‫ربما ترك عبوة ناسفة في الحافلة‪.‬‬ ‫وفي القاه��رة‪ ،‬أعلن وزير الخارجية‬ ‫المص��ري محم��د كام��ل عم��رو أن��ه تم‬ ‫التوص��ل إل��ى هدنة بين حرك��ة حماس‬ ‫وإس��رائيل وأن وقف إطالق النار في غزة‬ ‫سيس��ري في الس��ابعة مس��اء بالتوقيت‬ ‫العالم��ي‪ .‬وأك��د الوزي��ر المص��ري خالل‬ ‫مؤتم��ر صحف��ي م��ع الوزي��رة كلينتون‬ ‫أن جه��ود مصر من أج��ل التهدئة أتاحت‬ ‫"االتفاق على وقف إلط�لاق النار"‪ ،‬ومن‬ ‫أهم بنود االتفاق موافقة إس��رائيل على‬ ‫إنهاء كل عمليات االغتيال والغارات على‬ ‫غزة‪ ،‬وفي المقابل س��تتوقف حماس عن‬

‫إن ضعف الرد والدور الس��وري إزاء‬ ‫األزم��ة األخي��رة في غزة يج��ب أن ينظر‬ ‫إليه في سياق التغيير الحادث في العالم‬ ‫العرب��ي بع��د الربيع العرب��ي‪ .‬فالرئيس‬ ‫السوري كان عاد ًة أول من يبدأ بالخطابات‬ ‫الحماسية فور حدوث أي هجوم من قبل‬ ‫إسرائيل على غزة‪ .‬وعاد ًة ما كان يصور‬ ‫نفسه على أنه المدافع العربي الحقيقي‬ ‫الوحيد ع��ن الفلس��طينيين متهماً باقي‬ ‫الزعم��اء الع��رب بالتخ��اذل والتواطؤ مع‬ ‫إسرائيل‪ ،‬وكان يستخدم دعمه للقضية‬ ‫الفلسطينية لدعم موقفه في الداخل‪.‬‬ ‫ولك��ن ف��ي األس��بوع األخي��ر الذي‬ ‫شنت فيه إسرائيل هجوماً على غزة كان‬ ‫صوت األس��د "خافتًا"‪ ،‬هذا عالوة على أن‬ ‫أح��داً لم يكن ليس��معه إذا تح��دث‪ ،‬فلم‬ ‫يعد األس��د من المدافعي��ن عن حماس‪،‬‬ ‫التي نقلت مقرها من دمش��ق إثر اندالع‬ ‫االنتفاضة الس��ورية ضد األس��د‪ .‬كما أن‬ ‫خالد مشعل زعيم حماس أعلن علناً عن‬ ‫دعمه إلخوته السوريين في قتالهم ضد‬ ‫نظام األسد‪.‬‬ ‫فحم��اس المنبثق��ة ع��ن اإلخ��وان‬ ‫المس��لمين‪ ،‬كان��ت دائم��ا ش��ريكًا على‬ ‫مض��ض مع إيران في مح��ور المقاومة‪،‬‬ ‫وكان تقاربه��ا م��ع إي��ران والقي��ادة في‬ ‫سوريا مبنياً على المصلحة وعلى رفض‬ ‫عملية الس�لام‪ .‬بعيداً ع��ن مصر مبارك‬ ‫ودول الخليج واألردن التي تؤيد الرئيس‬ ‫الفلس��طيني محم��ود عب��اس المؤي��د‬ ‫للغرب‪.‬‬ ‫ولك��ن عالم ما بع��د الربيع العربي‬ ‫ب��دأ يعرب عن تأييده لحماس في صورة‬ ‫الوفد العربي ال��ذي زار غزة مؤخراً‪ ،‬في‬ ‫إش��ارةٍ إلى أن التحوالت ف��ي التحالفات‬ ‫في الشرق األوس��ط ما زالت في أوائلها‬ ‫وسيوضح الوقت ما تسفر عنه‪.‬‬ ‫ف��ي الختام ال بد من اعتبار ما جرى‬ ‫في غزة انتصاراً جديداً للفلس��طينيين‪،‬‬ ‫وثورته��م الت��ي نجح��ت ف��ي حش��ر‬ ‫بوطن‬ ‫المش��روع الصهيوني الذي ادعى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قوم��ي لليه��ود من الف��رات إل��ى النيل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫جدار إس��منتي أعاد إسرائيل لزمن‬ ‫داخل ٍ‬ ‫ممال��ك الق�لاع والث��ورة الفلس��طينية‬ ‫نجح��ت أيضًا حين وقف��ت مع إخوتها في‬ ‫الربيع العربي‪" ..‬الفلس��طينية " لم تعد‬ ‫ً‬ ‫صفة ألهل فلس��طين الع��رب‪ ،‬بل غدت‬ ‫مذهب��ًا في الش��هادة في س��بيل العدالة‬ ‫والحرية‪..‬‬ ‫ً‬ ‫تحية لفلسطين ولشهداء الحرية‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬

‫االقتص��اد الفلس��طيني‪ ،‬أو تخصي��ص‬ ‫المصادر دون إذن من إسرائيل بذلك‪.‬‬ ‫له��ذه األس��باب‪ ،‬يس��تمر القان��ون‬ ‫الدولي في اعتبار إس��رائيل قوة احتالل‬ ‫ف��ي قطاع غ��زة‪ ،‬وه��ي ملزم��ة بتنفيذ‬ ‫واجباته��ا بموج��ب القان��ون اإلنس��اني‬ ‫الدول��ي‪ ،‬بم��ا ف��ي ذل��ك أنظم��ة الهاي‬ ‫واتفاقية جنيف الرابعة‪.‬‬

‫الهجمات عبر الحدود على إسرائيل‪ .‬ومن‬ ‫البنود الهامة أيضًا ما يتعلق بفتح المعابر‬ ‫و"تسهيل" مرور األشخاص والبضائع من‬ ‫وإلى قطاع غزة‪ .‬ومن الالفت للنظر غياب‬ ‫أي تعهد لمصر بخصوص السيطرة على‬ ‫وصول الس�لاح إلى غزة عبر ش��بكة من‬ ‫األنف��اق‪ ،‬رغم تأكيد إس��رائيل على أنها‬ ‫تريد م��ن مصر والمجتم��ع الدولي اتخاذ‬ ‫إجراءات للحد من تهريب األسلحة‪ ،‬وعدم‬ ‫التوص��ل إلى ذلك س��يؤدي إلى انتقادات‬ ‫داخل إسرائيل‪.‬‬ ‫وقال��ت كلينت��ون م��ن جانبه��ا "إن‬ ‫الوالي��ات المتحدة ترح��ب باالتفاق على‬ ‫وق��ف إطالق الن��ار‪ .‬وفي األي��ام المقبلة‬ ‫س��تعمل الواليات المتحدة مع ش��ركائها‬ ‫في المنطقة على تدعي��م هذا التقدم"‪.‬‬ ‫وش��كر الرئي��س األميركي ب��اراك أوباما‬ ‫رئي��س ال��وزراء اإلس��رائيلي بنيامي��ن‬ ‫نتنياه��و عل��ى "الموافق��ة عل��ى دع��م‬ ‫المقترح المصري مع التأكيد مجدداً على‬ ‫حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"‪.‬‬ ‫وق��ال بي��ان رئاس��ة ال��وزراء‬ ‫اإلس��رائيلية "هات��ف رئي��س ال��وزراء‬ ‫بنيامي��ن نتنياه��و الرئي��س األميرك��ي‬ ‫ب��اراك أوباما ووافق عل��ى توصيته بمنح‬ ‫فرص��ة للمقترح المص��ري لوقف إطالق‬ ‫الن��ار وإعط��اء فرص��ة لتهدئ��ة الوض��ع‬ ‫وتحقيق االستقرار"‪.‬‬ ‫وف��ي رام اهلل‪ ،‬عب��ر األمي��ن الع��ام‬ ‫لألمم المتحدة بان كي مون‪ ،‬عن انحيازه‬ ‫إلس��رائيل داعياً المقاومة ف��ي غزة إلى‬ ‫وق��ف "ف��وري" إلط�لاق الصواريخ على‬ ‫البلدات اإلس��رائيلية وذل��ك خالل مؤتمر‬ ‫صحفي مع الرئيس الفلسطيني محمود‬ ‫عب��اس‪ .‬وق��ال ب��ان ك��ي م��ون إن قيام‬ ‫ناشطين فلسطينيين بإطالق الصواريخ‬ ‫"غي��ر مقب��ول"‪ ،‬مضيف��ا "آن األوان‬ ‫للدبلوماسية ولوقف العنف"‪.‬‬ ‫وأكد الرئيس الفلس��طيني محمود‬ ‫عباس ف��ي رام اهلل أمس أنه "مس��ؤول‬ ‫عن كل الشعب الفلسطيني ومصالحه"‪،‬‬ ‫مؤك��داً أن "المه��م اآلن وق��ف الع��دوان‬ ‫وتحقي��ق المصالح��ة"‪ .‬وق��ال عب��اس‬ ‫ف��ي مؤتم��ر صحف��ي بعد لقائ��ه األمين‬ ‫الع��ام لألمم المتحدة ب��ان كي مون "كنا‬ ‫وس��نبقى مس��ؤولين ع��ن كل الش��عب‬ ‫الفلس��طيني ومصالحه بم��ا فيها حركتا‬ ‫فتح وحماس"‪.‬‬ ‫وأكد الرئيس الفلسطيني "لسنا في‬ ‫حالة تس��ابق لنقول أن حماس تعززت أو‬ ‫غير ذلك‪ ،‬المهم ف��ي هذه المرحلة وقف‬ ‫العدوان وتحقيق المصالحة والمفاوضات‬ ‫حول قضايا المرحلة النهائية"‪.‬‬

‫الدور ال�سوري‪:‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫بعد س��بعة أعوام م��ن تنفيذ خطة‬ ‫«ف��ك االرتب��اط» اإلس��رائيلية أحادي��ة‬ ‫الجان��ب‪ ،‬تس��تمر إس��رائيل ف��ي احتالل‬ ‫قط��اع غزة‪ .‬وقد أدّت خطة فك االرتباط‬ ‫أحادي��ة الجان��ب إل��ى قي��ام إس��رائيل‬ ‫بإخ�لاء جمي��ع المس��توطنين المقيمين‬ ‫ف��ي قط��اع غ��زة والبال��غ عدده��م ‪،8‬‬ ‫‪ 500‬مس��توطن‪ ،‬وإعادة انتش��ار قواتها‬ ‫العس��كرية على حدود القطاع‪ .‬بد ًال من‬ ‫إنهاء االحتالل اإلس��رائيلي لغزة‪ ،‬حوّلت‬ ‫خطة «فك االرتباط» االحتالل العسكري‬ ‫اإلس��رائيلي ال��ذي ب��دأ في ع��ام ‪1967‬‬ ‫من احت�لال لألراض��ي إلى احت�لال عن‬ ‫طريق الحصار‪ ،‬وبهذا استمرت إسرائيل‬ ‫في ف��رض س��يطرتها على قط��اع غزة‬ ‫وسكانه‪.‬‬ ‫م��ع بداي��ة الع��ام ‪ ،2000‬كثف��ت‬ ‫إسرائيل سيطرتها على المجالين الجوي‬ ‫والبح��ري لقطاع غزة وكذلك على نقاط‬ ‫العب��ور من وإل��ى القطاع‪ ،‬مم��ا أدى إلى‬ ‫تقييد حركة األش��خاص والبضائع والحد‬ ‫من دخول المؤن الضرورية اليومية مثل‪:‬‬ ‫األغذية‪ ،‬والوقود‪ ،‬واألدوية‪ .‬بذلك تكون‬ ‫إسرائيل قضت فعلياً على صادرات قطاع‬ ‫غ��زة جميعها‪ .‬مع حلول ش��هر تموز عام‬ ‫‪ 2007‬أصب��ح إغالق قطاع غزة وحصاره‬ ‫بالكامل القاعدة وليس االستثناء‪.‬‬ ‫يقتص��ر الدخ��ول إل��ى قط��اع غزة‬ ‫والخ��روج من��ه على ث�لاث نق��اط عبور‬ ‫تخضع جميعها إلى السيطرة العسكرية‬ ‫اإلس��رائيلية الكاملة‪ ،‬وعلى شعبنا الذي‬ ‫يعيش ف��ي قطاع غ��زة الحص��ول على‬ ‫تصاريح خاصة م��ن أجل مغادرة غزة أو‬ ‫العودة إليها لكن نادراً ما تمنح السلطات‬ ‫اإلس��رائيلية مث��ل ه��ذه التصاريح‪ .‬كما‬ ‫أن جميع الس��لع المتوجه من وإلى قطاع‬ ‫غ��زة والخارجة منه يج��ب أن تخضع إلى‬ ‫موافق��ة الس��لطات اإلس��رائيلية والتي‬ ‫قلم��ا تمنحها ه��ذه الس��لطات‪ ،‬إذ تحظر‬ ‫إس��رائيل دخول معظم البضائع ألسباب‬ ‫«أمني��ة»‪ .‬يش��مل نظ��ام التصاري��ح‬ ‫اإلسرائيلي دخول األغذية‪ ،‬واألدوية إلى‬ ‫قط��اع غزة‪ ،‬وأيضاً دخ��ول الوقود الالزم‬ ‫لتوليد الكهرب��اء وضمان إمدادات المياه‪.‬‬ ‫أض��ف إلى ذل��ك‪ ،‬فإن إس��رائيل تفرض‬ ‫حص��اراً بحري��اً على طول س��احل قطاع‬ ‫غ��زة‪ .‬حتى قبل انتخ��اب حماس وفوزها‬ ‫بالس��لطة في الع��ام ‪ ،2006‬لم تتمكن‬ ‫الس��لطة الفلس��طينية م��ن أداء كثي��ر‬ ‫من المهام األساس��ية كتوفي��ر الخدمات‬ ‫االجتماعي��ة والصحي��ة‪ ،‬أو توفير األمن‪،‬‬ ‫أو وض��ع سياس��ات الهج��رة‪ ،‬أو تطوي��ر‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫الفرْدِي خ�لال الس��نوات ال َّثالثة األولى‬ ‫لالنتفاض��ة إل��ى حوال��ي ‪ ،32%‬وبل��غ‬ ‫االنخفاض ذِرْوته اليوم ليصل إلى نحو‬ ‫الصَعيد االقتصادي تدنَّى‬ ‫‪ ،40%‬وعل��ى ّ‬ ‫النات��جُ المحل��ي اإلجمالي الفلس��طيني‬ ‫إلى مس��تويات خطيرة باتت تهدِّد كا َفّة‬ ‫قطاعات ال ِّزراع��ة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والتجارة‪،‬‬ ‫والنَّقل العام والمواصالت‪ ،‬والسياحة‪.‬‬ ‫وممَّ��ا زاد ح��دَّة الفق��ر والبطال��ة‬ ‫ف��ي قط��اع غ��زَّة واألراض��ي المحت َّل��ة‬ ‫قي��ام االحتِالل بتدمي��ر واقتِالع القطاع‬ ‫الزراع��ي‪ِ ،‬بم��ا فيه م��ن أش��جار معمرة‬ ‫ومثمرة وحقول الفواكه والخضار وثروة‬ ‫زراعيَّة وحيوانيَّة ومناحل للعسل‪ ،‬كانت‬ ‫ّ‬ ‫تُش��كِل أكثر من ‪ 40%‬م��ن حجم الناتج‬ ‫اإلجمالي المحلي الفلس��طيني‪ .‬ويتو َقّع‬ ‫أن ترتفِع نس��بة ْ‬ ‫الفقر إلى ما يزيد عن‬ ‫‪ 74%‬في األراضي الفلسطينيَّة المحت َّلة‬ ‫بش��كل عام في حال اس��تمرَّت األوضاع‬ ‫ٍ‬ ‫على حالِها‪ ،‬كما يتو َقّع انخفاض الدَّخْل‬ ‫المحلي للفرْد إل��ى ‪ 25%‬عمَّا كان عليْه‬ ‫في العام ‪2005‬م‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫رفلك�شن‪ ..‬فـي ا�ستع�صاء العمل‬ ‫"الثوري" املدين‬

‫وسام الحموي‬

‫كان عم� ً‬ ‫لا رائعا ما قام��ت به ريم‬ ‫الدال��ي و صديقاته��ا الي��وم‪ .‬أي خطوة‬ ‫تجاه العمل المدن��ي هي خطوة رائعة‪.‬‬ ‫لك��ن دائما ما أحس أن هناك ما ينقص‬ ‫في الصورة‪ .‬يبدو لي أن هناك استعصاء‬ ‫في العمل الثوري المدني‪ ،‬من حيث أنه‬ ‫لم يقدر على مج��اراة تطورات األحداث‬ ‫و تغير طبيعة النزاع في س��وريا‪ ،‬و هذا‬ ‫ما أريد التحدث عن��ه هنا‪ .‬ربما هذا هو‬ ‫أح��د أهم األس��باب النفض��اض العديد‬ ‫عن أس��اليب العمل المدني و عدم قدرة‬ ‫هذا العمل عل��ى تحقيق تقدم ملحوظ‬ ‫تج��اه تحقيق أه��داف الث��ورة‪ ،‬و خاصة‬ ‫عن��د المقارنة م��ع منجزاته ف��ي بداية‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫ج��زء من ه��ذا االس��تعصاء يتعلق‬ ‫بتغي��ر معال��م الن��زاع‪ ،‬و الج��زء اآلخ��ر‬ ‫يتعلق بعدم جني الثمار و المكتس��بات‬ ‫التي حققتها الثورة منذ بدايتها‪.‬‬ ‫في م��ا يلي بعد األف��كار المتعلقة‬ ‫بهذا الموضوع‪:‬‬ ‫ ما يزال العمل الثوري المدني‪ ،‬إال‬‫في قليل منه‪ ،‬يخاطب نفس الفئة التي‬ ‫كان يخاطبها منذ بداية الثورة‪ ،‬متجاه ًال‬ ‫بش��كل أو بآخر تطور النزاع و القطبية‬ ‫الحادة التي تهيمن على المجتمع‪ .‬اآلن‪،‬‬ ‫وبف��رق كبير عن مرحل��ة بداية الثورة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال��كل قد كوّن رأيه و موقفه و تمس��ك‬ ‫به‪.‬‬ ‫ المزي��د م��ن النش��اط و العم��ل‬‫عل��ى الجبه��ات الس��ابقة لن يس��تطيع‬ ‫إحراز الكثي��ر من التقدم ف��ي المرحلة‬ ‫الحالية‪ .‬على س��بيل المثال‪ ،‬الكثير من‬ ‫الحراك الثوري المدني في بداية الثورة‬ ‫كان موجهاً نحو كس��ر حواجز الخوف‪ ،‬و‬ ‫ممارس��ة حق الوجود في الوسط العام‬ ‫(كالمظاه��رات و الجرافيتي مثال)‪ .‬اآلن‬ ‫الوضع مختلف‪.‬‬ ‫ في هذه المرحل��ة المتقدمة من‬‫الصراع‪:‬‬ ‫ً‬ ‫‪ .‬م��ن كان ق��ادرا على كس��ر قيود‬ ‫الخ��وف فه��و ق��د كس��رها‪ ،‬و م��ن ل��م‬ ‫يكس��رها بع��د فهو غالب��اً لي��س لديه‬ ‫القدرة على ذلك‪.‬‬ ‫‪ .‬م��ن كان مناصراً للث��ورة فهو لن‬ ‫يصب��ح مناصراً للثورة أكث��ر‪ ،‬و من هو‬ ‫مناصر للنظ��ام فهو محت��م به و ليس‬ ‫ٍ‬ ‫لديه النية بالتخلي عنه أو تغيير رأيه‪.‬‬ ‫ العديد م��ن أدوات العمل الثوري‬‫المدني قد أنهكت‪ .‬من الصعب بالنسبة‬ ‫ل��ي أن أرى ج��دوى تخطي��ط و تنفي��ذ‬ ‫مظاه��رة طيارة في ه��ذا الوقت‪ .‬أظهر‬ ‫الناش��طون و الثوار قدرتهم المستمرة‬ ‫على إنجاز هذا النوع من العمل‪ ،‬وليس‬ ‫من ضرورة إلثبات هذه القدرات مراراً و‬ ‫تكراراً‪ ،‬فهو ل��م يعد قادراً على تحقيق‬ ‫المزيد من المكتسبات المرجوة منه‪.‬‬ ‫‪ -‬م��ن المهم النظ��ر إلى نتائج كل‬

‫نش��اط و مكتس��باته‪ ،‬من ه��و جمهور‬ ‫هذا النش��اط‪ ،‬ما م��دى تأثيره‪ ،‬وما هي‬ ‫جدواه‪ .‬هل ما زال خطاب الثورة موجهًا‬ ‫إل��ى نفس الفئ��ة منذ بداي��ة الثورة؟ و‬ ‫هل له��ذا الخطاب القدرة على الوصول‬ ‫إلى فئات جديدة؟‬ ‫ قد حقق��ت األدوات التي وظفتها‬‫الث��ورة ف��ي بدايتها الكثي��ر‪ ،‬إال أن ثمار‬ ‫هذه اإلنج��ازات ال تزال غير مرئية على‬ ‫صعيد العمل المدني‪.‬‬ ‫ فقد النظام ش��رعيته و جمهوره‬‫على مس��توىً كبي��ر‪ ،‬و أصب��ح وجوده‬ ‫ممارسًا غالباً من خالل امتالكه للسالح‬ ‫و الق��وة العس��كرية‪ ،‬و ه��و حتى يفقد‬ ‫ه��ذه القوة حين��ا بعد حين ف��ي العديد‬ ‫من المناطق‪.‬‬ ‫ و بالجه��ة المقابلة أصبح للثورة‬‫جمه��ور كبي��ر‪ ،‬و للنش��اط السياس��ي‬ ‫(الث��وري و غير الث��وري) حضور هام‪ ،‬و‬ ‫للمجتمع المدني حرية أكبر في العمل‪.‬‬ ‫هذا يفس��ح المج��ال لكثير م��ن العمل‬ ‫خارج نطاق الثورة و في ظل منجزاتها‪.‬‬ ‫‪ -‬فراغ الشرعية الذي ولدته الثورة‬

‫ال ي��زال فارغ��ًا‪ ،‬و آف��اق العم��ل الت��ي‬ ‫أفس��حتها الثورة ما ت��زال إلى حدٍ بعيد‬ ‫خاوية‪.‬‬ ‫هن��اك الكثير و الكثي��ر من النقاط‬ ‫الت��ي يمكن ذكرها هنا‪ ،‬و جميعها تدور‬ ‫ح��ول ع��دم مواكب��ة النش��اط المدني‬ ‫الث��وري للمرحل��ة الت��ي وصلن��ا إليه��ا‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫قد أغامر في ما أقول هنا‪ ،‬و لكني‬ ‫أظن أنه ق��د حان الوقت لن��ا ألن نعمل‬ ‫في مرحلة ما بعد الثورة‪ ،‬ألن نعمل في‬ ‫ظ��ل ما أنج��زت ثورتنا م��ن تقدم على‬ ‫مختلف األصع��دة‪ ،‬ألن نعتبر أن النظام‬ ‫انته��ى و أن الش��رعية ه��ي ش��رعيتنا‪.‬‬ ‫هناك فراغ كبير علينا مأله‪ ،‬و مكاس��ب‬ ‫كثيرة لنستفيد منها‪ ..‬هذه فقط بعض‬ ‫األمثلة من األمور التي نستطيع العمل‬ ‫عليها‪:‬‬ ‫ تقوي��ة بن��ى المجتم��ع المدني و‬‫تطوير قدراته و وجوده‪.‬‬ ‫ الب��دء بفصل مؤسس��ات الدولة‬‫ع��ن النظ��ام و مؤسس��اته الحزبي��ة‬ ‫واألمنية و العسكرية‪.‬‬

‫ العم��ل على فص��ل الجمعيات و‬‫االتحادات و النقابات المهنية عن النظام‬ ‫و مؤسساته الديكتاتورية‪.‬‬ ‫ تعزيز مؤسسات و شبكات األمان‬‫المجتمعية‪.‬‬ ‫ تنش��يط العم��ل السياس��ي‬‫المؤسس��اتي المكش��وف م��ن خ�لال‬ ‫تشكيل األحزاب و التجمعات السياسية‪.‬‬ ‫قد ال يكون من المجدي أن نتعامل‬ ‫مع األمور من منطق الثورة‪ ،‬بل لننطلق‬ ‫بالعم��ل م��ن منطق "م��ا بع��د الثورة"‪.‬‬ ‫إس��قاط النظ��ام أصبح وراءن��ا‪ ،‬و علينا‬ ‫البدء ببناء نظ��ام جديد‪ .‬الوطن وطننا‪،‬‬ ‫وط��ن جمي��ع الس��وريين‪ ،‬و آن لن��ا أن‬ ‫نتكلم من ه��ذا المنطلق‪ .‬و حان الوقت‬ ‫لتج��اوز مرحلة الثورة إلى المرحلة التي‬ ‫تليها‪ .‬خطابنا موجه للس��وريين عامة‪،‬‬ ‫و لي��س للث��ورة‪ ،‬ألن الث��ورة‪ ،‬و عل��ى‬ ‫كثير م��ن األصعدة ق��د انتصرت‪ .‬لذلك‬ ‫علينا أن نرتقي بعملنا و نش��اطنا لننال‬ ‫مس��تحقات هذه االنتصارات العديدة و‬ ‫إال سنفقدها‪.‬‬


‫قانون �إن�شاء املحاكم امل�سلكية ال�سورية‬

‫خمس دقائق وحس��ب‪ ..‬تسع‬ ‫سنوات في سجون سوريا‪ ،‬للكاتبة‬ ‫هبة الدباغ‬ ‫قيل لهبة أنها مطلوبة لخمس‬ ‫دقائ��ق‪ ،‬ه��ذه الدقائق غدت تس��ع‬ ‫سنوات في سجن المزة العسكري‪.‬‬ ‫ه��ذه الكتابة كان��ت التجربة‬ ‫النسائية األولى في أدب السجون‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وربما التجربة األشهر‬ ‫(‪ ،)1998‬يحت��وي الكتاب على عدة‬

‫أم��ور منها المبالغات والش��طحات‬ ‫واس��تعداء اآلخر‪ ،‬غير أن تس��ليط‬ ‫الضوء على حال السجناء (النساء‬ ‫ اإلس�لاميين) الم��زدوج يمنح��ه‬‫ميزة عن غيره‪.‬‬ ‫يق��ع الكتاب في ‪ 229‬صفحة‬ ‫و طب��ع عل��ى نفق��ة صاحبت��ه‬ ‫ونش��ر الزه��راء لإلع�لام العربي‬ ‫ القاه��رة‪ ،‬وق��د ترج��م الكت��اب‬‫لإلنجليزية‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬

‫كتاب العدد‪:‬‬ ‫خم�س دقائق وح�سب‪..‬‬ ‫ت�سع �سنوات‬ ‫فـي �سجون �سورية‬

‫المحكم��ة إحالة العامل إل��ى القضاء إذا‬ ‫كان الفع��ل المنس��وب إلي��ه يس��توجب‬ ‫ذل��ك وتبي��ن الوص��ف الجرم��ي للفعل‬ ‫والن��ص القانوني المنطب��ق عليه‪ ،‬ولها‬ ‫في ه��ذه الحال إيداع العامل موقوفًا مع‬ ‫ملف الدعوى إلى النياب��ة العامة إلجراء‬ ‫المقتضى القانوني‪ ،‬وتفرض المحكمة‬ ‫إح��دى العقوبات الش��ديدة ال��واردة في‬ ‫القانون األساس��ي للعاملين في الدولة‬ ‫إذا حك��م المحال بجناي��ة أو جنحة مخلة‬ ‫بالثقة العامة أو بواجبات العمل‪.‬‬ ‫ويصدر القرار باإلجماع أو باألكثرية‬ ‫معل ًال ويجب أن يش��مل ملخص الوقائع‬ ‫والدفوع واألدل��ة والمواد القانونية التي‬ ‫تس��تند إليها‪ ،‬وأح��كام المحكم��ة تقبل‬ ‫الطعن أم��ام المحكم��ة اإلداري��ة العليا‬ ‫خالل مدة ثالثين يومًا من تاريخ التبليغ‪.‬‬ ‫وال يج��وز مالحقة أح��د العاملي��ن أمام‬ ‫القض��اء لجرم ناش��ئ ع��ن العمل قبل‬ ‫إحالته إل��ى المحكم��ة المس��لكية وفقًا‬ ‫ألح��كام ه��ذا القان��ون‪ ،‬ويس��تثنى من‬ ‫ذلك حالة الجرم المشهود وحالة االدعاء‬ ‫الش��خصي والحاالت التي تنطبق عليها‬ ‫أحكام الم��ادة ‪ /37/‬من قانون العقوبات‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫ويج��وز للمحكم��ة توقي��ف العامل‬ ‫مدة أقصاها عش��رة أيام قابلة للتجديد‬ ‫وعش��رة أي��ام أخ��رى بن��اء عل��ى طلب‬ ‫المحق��ق لدى الهيئ��ة المركزية للرقابة‬ ‫والتفتيش إذا تبين أن الفعل المنس��وب‬ ‫للعامل يش��كل جناي��ة أو جنحة ارتكبت‬ ‫أثن��اء تأدي��ة العم��ل أو بس��ببه‪ .‬ي��ودع‬ ‫المحق��ق المحكمة ملف التحقيق األولي‬ ‫مع اقتراح التوقيف وتصدر المحكمة في‬ ‫غرفة المذاكرة قرارها مبرمًا بالتوقيف‬ ‫أو عدمه خالل خمس��ة أي��ام من وصول‬

‫المل��ف إل��ى ديوانه��ا‪ .‬ويح��ال الموقوف‬ ‫م��ع الملف إلى النياب��ة العامة المختصة‬ ‫بعد انته��اء التحقي��ق‪ .‬وتبل��غ المحكمة‬ ‫ق��رار التوقي��ف إل��ى الجهة الت��ي يعمل‬ ‫لديها الموقوف وال��ى الجهات المختصة‬ ‫لتنفيذه‪.‬‬ ‫إذا أص��در القض��اء الجزائ��ي قراراً‬ ‫بالب��راءة أو ع��دم المس��ؤولية أو من��ع‬ ‫المحاكمة أو الحكم بإح��دى المخالفات‪،‬‬ ‫فيعتب��ر ق��رار ك��ف الي��د ملغ��ى حكم��ًا‬ ‫وترس��ل المحكم��ة مل��ف القضي��ة إلى‬ ‫اإلدارة الت��ي يعم��ل لديه��ا العام��ل عن‬ ‫طريق النيابة العامة‪.‬‬ ‫باستثناء حالة القرار بالبراءة يجوز‬ ‫لإلدارة فرض إحدى العقوبات المسلكية‬ ‫الخفيف��ة أو إحالة العام��ل إلى المحكمة‬ ‫المس��لكية إذا رأت وجوب فرض عقوبة‬ ‫مسلكية ش��ديدة وكان الفعل المقترف‬ ‫ناش��ئاً ع��ن العم��ل‪ ،‬وال يالح��ق الفعل‬ ‫الواحد أمام المحكمة المس��لكية إال مرة‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫ه��ذا وتعف��ى م��ن جميع الرس��وم‬ ‫والتأمينات والكفاالت القضائية في جميع‬ ‫مراحل التقاضي الدع��اوى التي يرفعها‬ ‫العاملون في الدولة والمستحقون عنهم‬ ‫ونقابات العم��ال والمتعلقة بالمنازعات‬ ‫الناشئة عن تطبيق أحكام القانون رقم‬ ‫‪ /1/‬لعام ‪ 1985‬وغيرها من التشريعات‬ ‫واألنظم��ة العمالي��ة بما فيه��ا الخالفات‬ ‫المالي��ة الناجمة عن األجور والمعاش��ات‬ ‫والتعويض��ات وس��ائر المنازع��ات التي‬ ‫تنشأ بينهم وبين أي من الجهات العامة‪،‬‬ ‫وينظر بهذه الدعوى أمام المحاكم على‬ ‫وجه االستعجال‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫المحاكم المسلكية هيئات قانونية‬ ‫للنظر في محاكمة العاملين الخاضعين‬ ‫ألحكام قان��ون العاملين األساس��ي من‬ ‫الناحي��ة المس��لكية لذل��ك أحدث��ت في‬ ‫دمش��ق وحل��ب والالذقي��ة ودي��ر الزور‬ ‫محاكم مس��لكية تلحق بمجلس الدولة‬ ‫ويجوز إحداث محاكم مسلكية في مراكز‬ ‫أخرى أو زيادة عددها في المركز الواحد‬ ‫أو إلغ��اء بعضها ونقل اختصاصاتها إلى‬ ‫محكمة أخ��رى بقرار من رئيس مجلس‬ ‫الوزراء بن��اء على اقتراح رئيس مجلس‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫و تؤلف المحكمة المسلكية من‪:‬‬ ‫• مستش��ار م��ن مجل��س الدول��ة‬ ‫رئيساً‬ ‫• مستش��ار مس��اعد م��ن مجل��س‬ ‫الدولة عضواً‬ ‫• أح��د العاملي��ن ف��ي الدولة ممثال‬ ‫عضواً‬ ‫ويك��ون لكل من رئي��س المحكمة‬ ‫وعضويها‪ ،‬عضو مالزم‪ .‬ويسمى رئيس‬ ‫المحكم��ة وعضوه��ا األول "األصي��ل‬ ‫والم�لازم" بق��رار م��ن رئي��س مجلس‬ ‫ال��وزراء بن��اء عل��ى اقتراح م��ن رئيس‬ ‫مجلس الدولة كما يسمى العضو الثاني‬ ‫"األصي��ل والم�لازم" بقرار م��ن رئيس‬ ‫مجلس الوزراء بناء على ترشيح المكتب‬ ‫التنفي��ذي لالتحاد العام لنقابات العمال‪.‬‬ ‫ويتولى مهمة المقرر لدى هذه المحكمة‬ ‫أح��د أعضاء مجلس الدول��ة برتبة نائب‬ ‫يسمى بقرار من رئيس مجلس الدولة‪.‬‬ ‫تخت��ص المحكم��ة المس��لكية‬ ‫بمحاكم��ة العاملي��ن الخاضعين ألحكام‬ ‫قانون العاملين األساس��ي م��ن الناحية‬ ‫المس��لكية‪ ،‬وللمحكم��ة ك��ف اليد وهو‬ ‫توقيف العامل عن عمل��ه مؤقتًا‪ .‬وتكف‬ ‫الي��د بطلب من الس��لطة الت��ي تمارس‬ ‫ح��ق التعيين‪ ،‬أم��ا المعينون بمرس��وم‬ ‫فيت��م ك��ف يده��م بق��رار يص��در عن‬ ‫رئيس مجلس الوزراء‪ .‬بحيث تراعى في‬ ‫ك��ف اليد أحكام الم��ادة ‪ /47/‬من قانون‬ ‫الهيئ��ة المركزية للرقابة والتفتيش ذي‬ ‫الرقم ‪ /24/‬الص��ادر بتاريخ ‪1981/7/8‬‬ ‫كم��ا تراعى أحكام الم��ادة ‪ 23‬من مالك‬ ‫الجهاز المركزي للرقابة المالية الصادر‬ ‫بالمرس��وم ذي الرق��م ‪ /2571/‬لع��ام‬ ‫‪ 1968‬وتعديالته‪.‬‬ ‫و يعتبر العام��ل مكفوف اليد حكمًا‬ ‫خ�لال فت��رة توقيف��ه‪ ،‬ويعتب��ر كف يده‬ ‫ملغى حكم��ًا عند إطالق س��راحه ما لم‬ ‫تقرر السلطة التي تمارس حق التعيين‬ ‫استمرار كف اليد إذا كان التوقيف ناجمًا‬ ‫عن جرم جزائي ارتكب أثناء تأدية العمل‬ ‫أو بس��ببه‪ ،‬كما يجوز للمحكمة أن تقرر‬

‫منح العامل مكفوف اليد س��لفة على ما‬ ‫قد يس��تحقه من أجور بنس��بة ‪ 80%‬من‬ ‫أجره الش��هري المقطوع بضمانة سائر‬ ‫اس��تحقاقاته لدى مرجعه التأميني‪ ،‬وإذا‬ ‫ظهر نتيج��ة المحاكمة عدم اس��تحقاق‬ ‫العام��ل أج��راً ع��ن المدة الت��ي تقاضى‬ ‫عنها الس��لفة تس��ترد الجه��ة العامة ما‬ ‫تم تسليمه من استحقاقات العامل لدى‬ ‫مرجعه التأميني ومن سائر أمواله وفق‬ ‫أحكام قانون جباية األموال العامة‪.‬‬ ‫و تت��م اإلحال��ة إل��ى المحكم��ة‬ ‫المسلكية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬من الس��لطة التي تمارس حق‬ ‫التعيي��ن‪ ،‬وبق��رار م��ن رئي��س مجلس‬ ‫الوزراء لمن يعين بمرسوم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬م��ن رئي��س الهيئ��ة المركزية‬ ‫للرقاب��ة والتفتي��ش باالس��تناد إل��ى‬ ‫التحقي��ق ال��ذي تجري��ه الهيئ��ة وف��ق‬ ‫قانونها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬من النيابة العامة‪.‬‬ ‫واإلحال��ة إلى المحكمة المس��لكية‬ ‫ال تقب��ل أي طري��ق م��ن ط��رق الطعن‬ ‫وتوق��ف س��ريان التق��ادم الجزائي من‬ ‫تاريخ صدوره��ا وفق األص��ول المبينة‬ ‫في المواد ‪ /437/‬حتى ‪ /443/‬من قانون‬ ‫أص��ول المحاكمات الجزائي��ة‪ ،‬وإذا ظهر‬ ‫أن الفعل المنس��وب إلى المحال يشكل‬ ‫جناي��ة أو جنح��ة مخلة بواجب��ات العمل‬ ‫أو بالثق��ة العام��ة ارتكب��ت أثن��اء تأدية‬ ‫العمل أو بس��ببه‪ ،‬يُطل��ب من المحكمة‬ ‫بتقري��ر مس��بب اتخ��اذ ق��رار بتوقي��ف‬ ‫المح��ال وكف يده من المرجع المختص‪،‬‬ ‫وتبت المحكمة في طلب التوقيف بقرار‬ ‫يصدر في غرفة المذاكرة خالل خمس��ة‬ ‫أيام من وصول الطل��ب ويبلغ إلى إدارة‬ ‫العام��ل المطلوب توقيف��ه وإلى الجهات‬ ‫المختصة لتنفيذه‪.‬‬ ‫يحال الموقوف مع الملف إلى النيابة‬ ‫العامة المختصة خالل خمس��ة أيام من‬ ‫صدور قرار المحكمة بالتوقيف‪ ،‬ويستمر‬ ‫مفعول قرار التوقيف ما لم يقرر المرجع‬ ‫الجزائ��ي المختص خ�لاف ذلك‪ ،‬وتوقف‬ ‫إج��راءات المحاكم��ة المس��لكية حت��ى‬ ‫يبت بالحكم جزائي��اً‪ .‬وللمحال أو وكيله‬ ‫االطالع على ملف التحقيق بعد وصوله‬ ‫إلى المحكمة بحض��ور رئيس المحكمة‬ ‫أو من يندبه لذلك‪.‬‬ ‫وتعقد المحكمة المسلكية جلساتها‬ ‫بصورة سرية بحضور ممثل عن الجهة‬ ‫العامة وحضور المح��ال بالذات أو وكيل‬ ‫كل منهم��ا أو إحداهم��ا أو بغيابهم��ا‬ ‫إذا تخلف��ا ع��ن الحض��ور‪ .‬وتبل��غ الجهة‬ ‫العام��ة الت��ي يعمل لديه��ا المحال ومن‬ ‫يمثله��ا قانونًا موع��د المحاكمة‪ ،‬وتقرر‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪9‬‬


‫أعمدة الصحافة‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫العامل‪ ،‬ال الثورة‪� ،‬أجنب‬ ‫«جبهة ال ُن�صرة»‬

‫حازم األمين‬

‫«‪ ...‬بيد أنه كلما طال أمد الصراع‪،‬‬ ‫تسارعت وتيرة تطرفه وصبغته‬ ‫الطائفية جنبًا إلى جنب مع تدفق‬ ‫المقاتلين األجانب‪ .‬ومن المرجح أن‬ ‫يؤدي ذلك إلى تعقيد التحول في‬ ‫مرحلة ما بعد األسد»‪ .‬هذه الجملة‬ ‫مقتطعة من تقرير أعدّه معهد‬ ‫واشنطن للشرق األدنى عن األوضاع‬ ‫في سورية‪ .‬وليست هذه الخالصة‬ ‫سوى واحدة من وتائر مختلفة يعمل‬ ‫بموجبها عدّاد الزمن في سورية‪.‬‬ ‫فها هي فاطمة‪ ،‬الالجئة في بيروت‬ ‫والباحثة عن منزل تستأجره بدل‬ ‫الغرفة الفندقية التي تقيم فيها منذ‬ ‫نحو شهرين‪ ،‬تسأل حين سمعت رأيًا‬ ‫يرجح حصول تغيير ميداني وشيك في‬ ‫سورية‪« :‬هل أتوقف عن البحث عن‬ ‫منزل؟»‪.‬‬ ‫‪ 40‬ألف قتيل ونحو مليون الجئ‬ ‫سوري ينتظرون «مرحلة ما بعد‬ ‫األسد»‪ ،‬وفي الداخل مدن بأكملها‬ ‫تنتظــــر أيضاً‪ .‬وكم تبدو عبارة‬ ‫«مرحلة ما بعد األسد»‪ ،‬علــــى‬ ‫رغم غموضها‪ ،‬مغرية وباعثة على‬ ‫االبتسام‪ ،‬ومـــبددة تجهم الشابة التي‬ ‫فقدت صديقها وغادرت دمشق إلى‬ ‫بيروت‪ .‬أجل ما زال للكلمة سحرها‬ ‫على رغم كل ما جرى‪ ،‬فدمشق التي‬ ‫قال الرئيس انه لن يغادرها وأنه يريد‬ ‫أن يُقتل فيها‪ ،‬أقوى في وجدان هؤالء‬ ‫من رئيس عابر ورث جُثث أهلها وقرر‬ ‫توريث مزيد منها إلى ابنه المنتظر في‬ ‫قصر المهاجرين‪.‬‬ ‫الغريب أن العالم ممعن في‬ ‫إشاحة نظره عن هذه الحقيقة‪ ،‬حقيقة‬ ‫أن الرئيس لن يبقى في القصر‪،‬‬ ‫وال تقتصر نتائج إمعانه على بعدها‬ ‫الالأخالقي‪ ،‬إنما النتائج بدأت تُثقل‬ ‫على غير السوريين‪ .‬فالتقارير عن‬ ‫يُحمِل‬ ‫«تقاطر الجهاديين» والتي‬ ‫ّ‬ ‫بعضها المعارضة السورية تبعاتها‪،‬‬ ‫إنما هي ثمرة أولى لـ «أخالق إشاحة‬ ‫النظر»‪.‬‬ ‫التقـــارير تقول أن «جبهة‬ ‫النصرة»‪ ،‬وهي الوعاء «الجهادي»‬ ‫المستجد‪ ،‬بدأت نشاطها في بداية‬ ‫هذا العــــام‪ ،‬أي بعد انقضاء نحو ‪11‬‬ ‫شهراً على االنتفاضة‪ ،‬أي بعد نحو ‪12‬‬ ‫ألف قتيل ونحو نصف مليون الجئ‪.‬‬ ‫والتقارير تقول أن شيوخ السلفية من‬ ‫سوريين وغير سوريين التحقوا بخطاب‬ ‫«الحرب على النظام في سورية» في‬ ‫هذا التاريخ نفسه‪ ،‬أو قبله بقليل‪ .‬إذا‬ ‫لن تُثمر «إشاحة النظر» إال نتائج في‬ ‫هذا االتجاه‪.‬‬ ‫ال مستقبل لهذا النظام‪ ...‬هذه‬ ‫قناعة الجميع‪ ،‬إذا االنتظار لن يعني‬ ‫سوى مزيد من التعقيد ومزيد من‬

‫الجهاديين الذين لن يُثقلوا على صدور‬ ‫السوريين فقط‪ ،‬إنما على صدر العالم‬ ‫كله‪ .‬التجارب كثيرة على هذا الصعيد‪،‬‬ ‫لكن العالم تأخر في االتعاظ‪ ،‬ال بل انه‬ ‫لم يتعظ حتى اآلن‪ .‬المعارك اليوم في‬ ‫قلب دمشق‪ ،‬وها هو قصر المهاجرين‬ ‫قد أطفأ أنواره في الليل‪ ،‬وعلى رغم‬ ‫ذلك ما زال السوريون وحدهم‪.‬‬ ‫ال سياسة في اإلحجام الدولي‬ ‫عن االنخراط في إسقاط النظام‪،‬‬ ‫فالسياسة هي رعاية للمصالح‪ ،‬وأي‬ ‫مصلحة للعالم في أن تتصومل‬ ‫سورية‪ .‬وال أخالق أيضاً‪ ،‬فيوم تأخير‬ ‫واحد في إسقاط النظام يعني مئتي‬ ‫قتيل‪ ،‬ويعني أن مليون إنسان عاشوا‬ ‫يوماً إضافيًا في العراء‪.‬‬ ‫ال سياسة وال أخالق‪ ...‬إذا هناك‬ ‫فراغ يمأله قتلة النظام‪ ،‬فعلى أي نحو‬ ‫سيكون الجواب؟ وأي شيء أكثر إغراء‬ ‫من الفراغ بالنسبة إلى «القاعدة»‪،‬‬ ‫فما بالك إذا كان فراغًا مملوءاً بالدماء‪.‬‬ ‫في العراق أقامت «القاعدة» في فراغ‬ ‫األنبار الذي تعمّه الرمال وعشائر‬ ‫غاضبة وخاسرة‪ ،‬وفي اليمن أقامت في‬ ‫مناطق انحسار الدولة والسلطة‪ ،‬وفي‬ ‫أفغانستان استثمرت «القاعدة» في‬ ‫مشاعر الهزيمة التي خلفتها الحرب‬ ‫في عشائر البشتون‪ .‬وهذه جميعها ما‬ ‫زالت دون مستوى «الفراغ السوري»‪:‬‬ ‫ذاك أن األخير يشغله أربعون ألف جثة‪،‬‬

‫وطائرات ميغ تلقي براميل محشوة‬ ‫بالمتفجرات على المدن‪.‬‬ ‫مرور الزمن على «الفراغ‬ ‫السوري» لم يعد يحتسب بحقيقة‬ ‫المئتي قتيل يومياً‪ ،‬ذاك أن برميل‬ ‫المتفجرات الذي تلقيه الطائرة عشرات‬ ‫المرات يوميًا سيُقرب من وعي متلقي‬ ‫هذه البراميل أن الزمن إنما يتم ملؤه‬ ‫على هذا النحو‪ .‬برميل المتفجرات الذي‬ ‫يهبط على الرؤوس سيخ ّلف مزيداً من‬ ‫«جبهة النصرة»‪ .‬هذه المعادلة حتمية‪،‬‬ ‫والعالم كله يعرفها‪ ،‬وأكثر من يعرفها‬ ‫ويحبها هو النظام‪ ،‬وهو سيرمي منها‬ ‫المزيد‪ ،‬فيدمي فيها حاضر السوريين‬ ‫بالمتفجرات ومستقبلهم بـ «جبهة‬ ‫النصرة»‪ ،‬لكنه يُدمي فيها أيضًا‬ ‫جيران سورية الصامتين على موت‬ ‫أهلها‪ ،‬ومُتهمينها بالـ «قاعدة»‪.‬‬ ‫ما يمكن أن يُخلفه االنفجار‬ ‫الناجم عن سقوط برميل المتفجرات‬ ‫من هول وذهول سيصير مرة بعد‬ ‫مرة أخف وطأة‪ .‬سيصير لغة ال يُجيد‬ ‫تصريف أفعالها إال الهائمون على‬ ‫وجوههم الباحثون عن «قاعدة» أو‬ ‫«جبهة نُصرة» تؤويهم‪ .‬وهذه لم تكن‬ ‫حال سورية قبل أشهر‪ ،‬وهي في كثير‬ ‫من مساحات الثورة ليست حالها اليوم‪،‬‬ ‫لكننا نقترب والعالم يتفرج‪ ،‬والغريب‬ ‫انه ال يتفرج على السوريين فقط‪ ،‬إنما‬ ‫يتفرج على نفسه أيضًا‪ .‬هذا الموت‬

‫يقترب من الجميع‪ ،‬وأنقرة وعمان‬ ‫وبغداد وبيروت مدن قريبة وتسمع في‬ ‫آذانها أصوات االنفجارات في دمشق‪.‬‬ ‫ثمة عقم ما ال يجدي تفسيره‬ ‫باستحقاق االنتخابات األميركية‪ ،‬أو‬ ‫بالتردد التركي والتخبط العربي‪ .‬عقم‬ ‫أعمق من كل هذه التفسيرات‪ .‬فمن‬ ‫يخاف من أن تزحف األزمة في سورية‬ ‫إلى لبنان الهش مث ً‬ ‫ال‪ ،‬ها هو يرى بأم‬ ‫عينه أنها باشرت بالوصول إلى بيروت‪.‬‬ ‫ومن يعتقد أن حسابات أنقرة أعقد من‬ ‫أن تتيح منطقة عازلة في شمال سورية‬ ‫يقول في الوقت نفسه أن الحدود مع‬ ‫تركيا لن تبقى بمنأى عن المقاتلين‬ ‫«العرب» الذين باشروا زحفهم‪ ،‬ثم أن‬ ‫مدن األناضول الصاعدة بدأ اقتصادها‬ ‫يئن تحت وطأة األزمة في سورية‪ .‬وها‬ ‫هم جهاديو األردن وقد بدأوا بشدّ‬ ‫رحالهم إلى الشام‪ ،‬وهم سبق أن‬ ‫فعلوا ذلك في بغداد وكانت النتيجة أن‬ ‫فجّروا فنادق عمان‪.‬‬ ‫ال مستقــبل لهذا النظام‪ ،‬العالم‬ ‫كله يعرف ذلك ومن بينهم الحلفاء في‬ ‫موسكو وطهران وبغداد وبيروت‪ .‬في‬ ‫هذه العواصم يجرى التفكير في حصة‬ ‫في سورية بعد سقوط األسد‪ ،‬أما في‬ ‫العواصم األخرى‪ ،‬فاالنتظار ال أخالقي‪،‬‬ ‫لكنه أيضًا مهزلة تقترب من كارثة‪.‬‬ ‫الحياة ‪2012 / 11 / 11‬‬


‫اعرتافاتي مع الثورة و�شيخي اجلليل‬ ‫ميس الكريدي‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كيف أكون رس��وال إلهيا‪ ..‬أنا أو أي‬ ‫مندوب من بقايا البشرية هنا عندما ال‬ ‫معجزة قادرة على إثبات نبوئتي‪ ..‬كيف‬ ‫أواجه بوجهي المكشوف هذا األلم حين‬ ‫استحال وحشا ضاريا يبعث العدم‪ ..‬أين‬ ‫دموع��ي‪ ..‬وق��د ترك��ت وجدان��ي على‬ ‫عتب��ة أنوث��ة غادرتها رعبا من س��وط‬ ‫الفضيلة‪ ..‬أين حدادي حين يصبح حتى‬ ‫الموت بعدا فراغيا ال تعريف له‪..‬‬ ‫ظننتك يا جورج أورويل مثال جيدا‬ ‫ف��ي حنين��ك لكاتولوني��ا‪ ..‬فكيف أكتب‬ ‫حنيني لدمشق‪ ..‬لريف دمشق‪.‬‬ ‫ماركي��ز أيها الجلي��ل وأنت تصور‬ ‫برك��ة ال��دم ف��ي مئ��ة عام��ك تج��رف‬ ‫حكاي��ات م��ن عال��م بعيد عن��ي تعبث‬ ‫بروح��ي بخليط من نش��يج لم يكن ما‬ ‫كان في صباحي هذا رمادا أوركاما من‬ ‫قصائد أصعب م��ا في أمرها أنها ترداد‬ ‫أغاني لالأحد‪..‬‬ ‫هن��اك ف��وق الكوم��ة ال بش��ر‪..‬‬ ‫وحوش وهياكل واحتض��ار‪ ..‬أي بالدي‬ ‫سامحيني حملي ثقيل وأغنيتي ال حقل‬ ‫لها وصيفي بعيد‪ ..‬وال بد أن أقول‪..‬‬ ‫ليس��ت ملحمت��ي وال أس��طورتي‬ ‫وال حكاي��ة الخي��ر م��ع الش��ر‪ ..‬ليس��ت‬ ‫إال أن نكت��ب نعي��ا ألنفس��نا‪ ..‬وأنا كلما‬ ‫استغفرت ربا ال أعرفه‪ ..‬أناجيه وعمري‬ ‫ل��م أس��معه‪ ..‬فإن��ي أرم��ي ع��ن ثقل‬ ‫روحي جحيم��ه بين قدمي وال أعرف ما‬ ‫اقترف��ت‪ ..‬وأي ش��يطان ه��ذا الذي حل‬ ‫هنا‪..‬‬ ‫يبك��ي صاحب��ي ف��ي اهلل‬ ‫والوطن‪:‬كي��ف تبكي ي��ا رافع اهلل على‬ ‫كتفي��ك يغم��رك نورا؟؟ كي��ف تبكي يا‬ ‫حامل النار تردها بوجه المعتدي؟؟؟‬ ‫كيف تبكي يا خ��ازن بيت الطحين‬ ‫والم��وكل عل��ى كل موتان��ا وجرحان��ا‬ ‫هنا؟؟‬ ‫هل أواس��يك بأن تمث��اال أو نصبا‬ ‫تذكاريا سيجر اسمك بعد خمسين عام‬ ‫على معصمه أيقونة‪..‬‬ ‫يا ابن اهلل ال تطلعني على قدسية‬ ‫أس��رارك حتى ال أنتح��ر عند ركام لحم‬ ‫وعظم وحجارة بال تاريخ وس��ط ساحة‬ ‫مرت عليها أعاصير الدم‪..‬‬ ‫يحدثني وتل��ك الروح الخفية بيننا‬ ‫تحرك ف��ي ليلنا من يوم تالقينا حفيفا‬ ‫من ماض بعيد‪ ..‬يحل��ق أمامي‪ ..‬روحه‬ ‫األرض‪ ..‬أنتم��ي لحوائ��ي لع��ل آدميتنا‬ ‫تتنش��ق الحياة ف��ي ليل م��ن اآلهات‪..‬‬ ‫لكن ردم القتل يحولنا حجارة‪.‬‬ ‫فتحت عيني ذات دهشة على ذلك‬ ‫المشهد الذي ظل طوال عقود هاجس‬ ‫والدي ورفاقه‪..‬‬ ‫انتفاضة الجماهير‪ ..‬اللحظة التي‬ ‫ينتظرها الحزب الثوري ليصنع معجزته‬ ‫في التغيير‪..‬‬ ‫لملمنا بقايانا وحملت ذاكرتي على‬ ‫ظه��ري دون أن أنتب��ه أن الجميع حولي‬ ‫فعلوا ما فعل��ت‪ ..‬ودخلنا في صراعاتنا‬ ‫مع الغول وم��ع ذكرياتنا وحملنا الثقيل‬ ‫م��ن أس��فار ل��م نمته��ن رحيلن��ا على‬ ‫صفحاتها‪..‬‬

‫التقيت��ه في حرس��تا م��رة‪ ..‬وفي‬ ‫جرمان��ا توالت لقاءاتنا يحفر للش��مس‬ ‫خندقا وأنتش��ي برومانس��ية ش��اعرة‪..‬‬ ‫وبعده��ا ف��ي دوم��ا مارس��ت أبجديتي‬ ‫بينم��ا يمح��و الوط��ن أميتن��ا‪ ..‬وبقيت‬ ‫أعش��ق الحلم وأرس��م‪ ..‬وكلم��ا اختلط‬ ‫الدم بالحبر تنتفخ ريش��تي‪ ..‬ولم أنتبه‬ ‫أن لحظة يصير فيها الدم مدادا ستأكلنا‬ ‫الصفحات وتتحول األقالم خناجر‪.‬‬ ‫لم يكن بيننا حديث تجتاحه نظرة‪..‬‬ ‫وكان العف��اف بروحه ولحيت��ه وإيمانه‬ ‫الذي يمنح الثقة حامال الس��تمرار الكر‬ ‫والف��ر‪ ..‬جلس��ة بعد جلس��ة وي��وم إثر‬ ‫ي��وم وأن��ا ارقب المش��هد ب��كل طاقة‬ ‫البشر على العطاء واستعادة المسلوب‬ ‫وانتظ��ار الربي��ع أن ي��ورق فين��ا‪ ..‬أن��ا‬ ‫بأنث��اي العاش��قة لس��ورية ل��كل آلهة‬ ‫سورية قديمها وجديدها وهو بتطلعه‬ ‫للس��ماء يعتص��ر منه��ا قوته��ا يح��رث‬ ‫به��ا األرض أن زرعا في موس��م جديد‬ ‫سيكون من نصيبنا قمحه وطحينه‪ ..‬يا‬ ‫اهلل كم ناجيناك من كتبنا الماركسية‪..‬‬ ‫كم امتهنا حبك ف��ي طفل يخرج للنور‬ ‫بصرخة ح��ق‪ ..‬وا دم��ي‪ ..‬وا دمعي‪ ..‬وا‬ ‫حقي‪..‬‬ ‫ذات صب��اح دعاني فلبيت وأرس��ل‬ ‫لي ذل��ك الرجل الطيب ال��ذي كان يلف‬ ‫بي وس��ط متاهات الحواجز حتى نصل‬ ‫لتل��ك البقعة م��ن غدي في بل��دي وأنا‬ ‫ابنة الس��ويداء أختال في ريف دمش��ق‬ ‫بأوسع صدر هلل وأرحب دنيا حلمت يوما‬ ‫بامتش��اقها عل��ى حافة ي��أس‪ ..‬يتفتح‬ ‫قلبي ف��ي حضن والدته الت��ي أحبتني‬ ‫مثلما أحببتها وأطعمتني مثلما أطعمت‬ ‫كل الذي��ن دخل��وا هنا من أجل عش��ق‬ ‫للتاريخ والحاضر والمستقبل‪..‬‬ ‫ل��م أنت��ه م��ن قهوت��ي حت��ى دك‬ ‫الرص��اص قلب صديقن��ا الطبيب‪ ..‬كل‬

‫ذنب��ه ف��ي األرض إن��ه آمن بال��والدة‪..‬‬ ‫وتنش��ق زئي��ر الح��ق أن انبل��ج يا فجر‬ ‫فأمط��ره الغ��در رصاصتين‪ ..‬ووس��ط‬ ‫ثكلي ارتديت وش��اح المدينة علي أرى‬ ‫مبضع الجراح يواج��ه الدبابة‪ ..‬ودخلت‬ ‫ف��ي النحي��ب‪ ..‬حين��ا بعد حي��ن عندما‬ ‫يصي��ر الموت ع��ادة في م��كان نتوقف‬ ‫عن الحياة‪..‬‬ ‫رح��ل عدنان طبيب الث��ورة‪ ..‬قبله‬ ‫مش��عل‪ ..‬وبعده أبو فراس وأبو شاهر‬ ‫وابن عم��ه‪ ..‬وبعدها توقف��ت عن العد‬ ‫وكل هذا في مس��احة غرف��ة جمعتني‬ ‫بك يا شيخي‪..‬‬ ‫ش��هور وأي��ام تمض��ي وتكث��ر‬ ‫الجث��ث حولي وأن��ا في المنف��ى بعيدة‬ ‫اآلن أتلم��س جراح��ه من خلف شاش��ة‬ ‫كمبيوت��ر‪ ..‬أبثه ابتس��امة ويبثني علما‬ ‫ونتب��ادل الحدي��ث بحج��ة أنن��ا نتعل��م‬ ‫السياسة‪..‬‬ ‫بدأت أتجمد في منفاي وهو يتحجر‬ ‫في مقبرة‪ ..‬حولي الخوف وحوله كل ما‬ ‫يم��ت للرعب والمآس��ي وال حياة والكل‬ ‫دمار فينا فيما حولنا‪ ..‬والموت وحده لم‬ ‫يعد نجما وانتهى العويل‪ ..‬هل تعرفون‬ ‫كيف يعوم الموت ف��ي خاليانا فيصبح‬ ‫عب��وره بينن��ا ب�لا معن��ى‪ ..‬لق��د جنت‬ ‫س��ورية‪ ..‬الموت إعص��ار والدم إعصار‬ ‫ويراقب الطفل طائرة الميغ كأنها لعبة‬ ‫ورقية‪ ..‬وتهبط األسقف وتقضي مدينة‬ ‫والكل يمرون أشباحا وغيالن‪ ..‬وعندما‬ ‫ال خوف ال موت يمنحنا حق البكاء فنحن‬ ‫منذ حين لم نعد بشرا‪..‬‬ ‫ترى هل هن��اك إمكاني��ة للعدالة‬ ‫والحس��اب حي��ن ينزوي الح��ق مفزوعا‬ ‫وين��ام التاري��خ س��كرا حت��ى ال ينتمي‬ ‫لحقبة بال عنوان‪ ..‬وما هو العقاب حين‬ ‫ال تستطيع أن تحتوي مساحة الجريمة‪..‬‬ ‫كي��ف نعود يا أمي لرحمك أو نبحث عن‬

‫ص��اروخ يفتتن��ا فال نكون ش��اهدا ذات‬ ‫يوم على مسخنا‪..‬‬ ‫س��امحني ي��ا صديقي إن��ي أدون‬ ‫أس��رارنا على رصيف ذاكرة ألني أخاف‬ ‫من مك��ر التاري��خ أن ال يس��تيقظ من‬ ‫سكره‪ ..‬فتصبح عمامتك ذات يوم درعا‬ ‫للش��يطان وتصبح لقاءاتن��ا ولعا بوجه‬ ‫وطن بحضن اإلله‪ ..‬صفحة على بوابة‬ ‫ماخور‪..‬‬ ‫س��امحني ألن صوت��ك القادم من‬ ‫م��كان خ��ارج ه��ذا الكون يجل��وه األلم‬ ‫والغف��ران والحني��ن وكل اس��تحقاقات‬ ‫اإلنس��انية تندب اإلنس��انية عند بوابة‬ ‫إبلي��س‪ ..‬هو الحق��د هي جهن��م التي‬ ‫نم��وت فيه��ا ويحيين��ا بكفرن��ا ليعي��د‬ ‫حرقنا ونش��رب الماء المه��ل‪ ..‬ربما كل‬ ‫هذا وأكث��ر أي أدب من رحم أي قريحة‬ ‫مبدعة ال يوازي صوتك يا سيدي‪ ..‬هل‬ ‫أق��ول لك تجم��ل بالصب��ر‪ ..‬هل أقص‬ ‫جدائل��ي وأكش��ف وجه��ي عل��ى عورة‬ ‫العالم الستنهض شجاعتك‪ ..‬أم أتمنى‬ ‫لك م��ا تمنيت راحة على بس��اط قنبلة‬ ‫تذروك رمادا‪..‬‬ ‫س��امحني‪ ..‬س��امحني‪ ..‬هل أقول‬ ‫لهم إن حكاية هند تأكل من قلب حمزة‬ ‫تتك��رر كل ي��وم م��ن غض��ب الغيالن‬ ‫الهائج��ة‪ ..‬وم��ن س��يصدق أن كل تلك‬ ‫الحكاي��ات مرت من هنا بعد أن يدفنونا‬ ‫جميعا ويفرش��وا ف��وق أجس��ادنا بنكا‬ ‫استثماريا أو ملهى بعد خمسين عام‪..‬‬ ‫ها أنا أكتب شاهدتي هنا على قبر‬ ‫لنا جميعا مثقفين وسياس��يين وثوار‪..‬‬ ‫هن��ا دفن اإلنس��ان وعاش��ت الوحوش‬ ‫في العراء ش��هورا تنت��ج الرعب وتخبز‬ ‫الذاكرة‪ ..‬وسط كل هذا النزيف هل من‬ ‫بوصلة تتلم��س أفقا حين البحر دماء‪..‬‬ ‫وكل الس��فراء الذي��ن زرناه��م كان��وا‬ ‫يزدرون همجيتنا ونحن عاجزون‪..‬‬

‫‪11‬‬


‫دندنات إندساسية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫ت�سقط دولة الأمن‬ ‫شام داود‬ ‫من الواض��ح تمامًا الي��وم ولجميع‬ ‫الس��وريين أن المشكلة األساسية التي‬ ‫نخرت الجس��د الس��وري طوال أربعين‬ ‫عامًا هي ليس مج��رد قضية ديكتاتور‬ ‫أو توازنات دولية أو إقليمية‪..‬‬ ‫مش��كلتنا األساس��ية ه��ي اآلل��ة‬ ‫األمني��ة والقمعي��ة التي مارس��ت ضد‬ ‫جميع المواطنين بال استثناء كافة أنواع‬ ‫الترهي��ب والتخوي��ف ولقت��ل الممنهج‬ ‫وتغيي��ب األص��وات وراء القضبان وفي‬ ‫عتمة القبور‪.‬‬ ‫ه��ذه اآللة التي تبلغ من الضخامة‬ ‫والرع��ب أنه��ا نجحت على مر الس��نين‬ ‫بخلق عنصر مخابرات صغير في نفس‬ ‫ووج��دان كل س��وري من��ا‪ .‬ع��دم الثقة‬ ‫والتخ��وف وع��دم الق��درة عل��ى العمل‬ ‫الجماع��ي أو الطوع��ي ه��ي م��ن أبرز‬ ‫أم��راض العم��ل المخابرات��ي الممنهج‬ ‫منذ أربعين عام‪..‬‬ ‫"ش��بيحة ومخابرات‪ ،‬ه��ادا مبارح‬ ‫اليوم عصرن فات"‬ ‫أح��د هتافاتنا م��ن بداية الث��ورة في‬ ‫مجموعتن��ا المتواضع��ة ف��ي باري��س‪..‬‬ ‫م��اذا تغي��ر اليوم؟ تس��تمر عناص��ر األمن‬ ‫والمخابرات بجميع الممارسات وأكثر‪ .‬فهي‬ ‫تقتل دون وجل ودون خوف من المحاسبة‬ ‫ما يختلف أنه��ا لم تعد في العتمة‬ ‫وال يمك��ن الس��كوت عليه��ا أكث��ر من‬ ‫ذلك‪..‬‬ ‫إن تفكي��ك اآلل��ة المعق��دة لألمن‬ ‫والمخابرات في س��وريا هو أصعب من‬ ‫إس��قاط النظ��ام بحد ذات��ه فهي عبارة‬ ‫عن جسم مشوه يخترق جميع تفاصيل‬ ‫حياتن��ا اليومية اضيف��ت إليها اليوم آلة‬ ‫القصف والتدمي��ر الممثلة في الجيش‬ ‫العقائدي المخ��دوع ضمنا‪ ،‬العارف علنًا‬ ‫أن معركته اليوم معركة تقرير مصير‬ ‫وحياة أو موت‪.‬‬ ‫ال يمك��ن لنا أن نصم��ت بعد اآلن‪.‬‬ ‫آن لهذا الش��عب أن ينتفض‪ .‬عش��رون‬ ‫ش��هر‪ ..‬ليس بشار أو بعض زبانيته ما‬ ‫يعرقل اليوم ما نسعى إليه‪..‬‬ ‫مخابرات��ه المتعفن��ة وأش��باه‬ ‫شخوص هذا النظام من كتاب التقارير‬ ‫ه��م ه��ؤالء الذي��ن يعمل��ون كل يوم‬ ‫الس��قاط أرواحن��ا التي تس��عى جاهدة‬ ‫للبقاء حية‪.‬‬ ‫حافظ األس��د أباد خ�لال ‪ 45‬يوما‬ ‫ما يزيد عن أربعين ألفا من الس��وريين‬ ‫تحت ستار القضاء على حريكة االخوان‬ ‫المس��لمين في الثمانين��ات ناهيك عن‬ ‫آالف أحكام االعدام واالختفاء القس��ري‬ ‫التي تبعت ليل حماة األسود‪.‬‬ ‫وأباد ابنه وآلته الوحشية ما يقارب‬ ‫من الثالثون بالمائة من البنية التحتية‬ ‫لس��وريا وم��ا يزي��د ع��ن األربعين ألف‬ ‫س��وري وغي��ب اآلالف ف��ي المعتقالت‬ ‫وهجر مئات األلوف‪..‬‬

‫لمن ينتظ��ر بصمت ويراقب بعين‬ ‫ح��ذرة ما يحص��ل‪ .‬لم��ن ين��دد ويلعن‬ ‫أس��لمة الثورة‪ ،‬لمن يدعو عل��ى الثوار‬ ‫بكسر اليد بسبب خراب البلد‪..‬‬ ‫أل��م يحن الوقت؟ أل��م يحن الوقت‬ ‫ك��ي تكس��ر عل��ى االق��ل ذاك العنصر‬ ‫الذي يقبع في داخلك رقيبا على روحك‬ ‫وعلى ذاتك المكسورة؟‬ ‫ذاك الجندي الذي يقبع على الحاجز‬ ‫ويمارس خوفه وضعفه على المدنيين‬ ‫أال تعلم حقًا؟‬ ‫كلنا سوريون وهذه البلد لنا‪ ..‬هي‬ ‫ليس��ت بلد المخابرات واألم��ن واألمان‬ ‫المرتب��ط بهم كما يحلو للكثيرين قبل‬ ‫الثورة التغني‪ ..‬هي ليست بلد الممانعة‬ ‫والمقاوم��ة الت��ي تخص��ص ج��زءا من‬ ‫رواتبنا وميزاني��ة دولتنا لدعم مقاومة‬ ‫تلخ��ص في ش��عارات واع�لام تختلط‬ ‫بصور الدكتاتور‪.‬‬ ‫هي ليست سوريا األسد وال سوريا‬ ‫البعث‪..‬‬ ‫هذه سوريا الحرية‪ ..‬سوريا الحرية‬ ‫وحسب‪..‬‬

‫الحري��ة س��تظهر وج��ه الممانعة‬ ‫الحقيق��ة‪ ..‬الممانعة ف��ي وجه االرهاب‬ ‫والقمع واالعتقال التعسفي واالعدامات‬ ‫الميدانية‪ ..‬الممانعة التي تضع الوطن‬ ‫أم��ام أعي��ن جيش "ح��ر" يبن��ى بتعثر‬ ‫اليوم‪..‬‬ ‫الممانع��ة التي تجع��ل من قضية‬ ‫التحرر والكرامة واألوطان ختما محفوراً‬ ‫على قلب كل سوري أينما كان‪.‬‬ ‫فأن��ا ال يمك��ن ل��ي أن أرى أو أن‬ ‫أقب��ل إس��رائيلياً متعاطفاً م��ع القضية‬ ‫الفلس��طينية وه��و يق��ف س��اكنًا أمام‬ ‫تجريف زيتون أراضي الفلس��طينيين‪،‬‬ ‫ويق��ف س��اكنًا أم��ام ه��دم بيوته��م‬ ‫وتهجيره��م المقص��ود وحرمانهم من‬ ‫ف��رص العل��م‪ ،‬وهو في نف��س الوقت‬ ‫يتابع كيف تتعامل دولة إسرائيل معهم‬ ‫كعبيد وأقول في نفس الوقت‪..‬‬ ‫انه متس��امح وأن��ه أخالقي لمجرد‬ ‫مساندته الفلسطينيين في غزة بكلمة‬ ‫أو بصورة‪..‬‬ ‫أنا م��ن دول��ة يقف ش��عبها اليوم‬ ‫بمواجهة آل��ة الظلم األس��دية‪ ..‬فكيف‬ ‫لي أن اصدق أن اإلسرائيليين يحزنون‬

‫ألج��ل أطف��ال فلس��طين وف��ي نفس‬ ‫الوق��ت عاجزين عن الوق��وف في وجه‬ ‫حكومتهم التي تتشدق بالديمقراطية‬ ‫عاليا على المنابر؟‬ ‫كيف؟‬ ‫قضي��ة فلس��طين قضي��ة عادلة‬ ‫واضح��ة‪ ..‬يحاول��ون طمس��ها وإع��ادة‬ ‫خلقها وتطويعها وتطبيعها منذ ستون‬ ‫عام‪ ..‬يتذرع��ون باألجيال والدولة التي‬ ‫تولد‪..‬‬ ‫س��وريا الح��رة التي يص��دح فيها‬ ‫ص��وت الس��وري عالي��ا دون مجه��ر‬ ‫الرقيب‪..‬‬ ‫حيث يكون فيه��ا الرئيس موظفا‬ ‫لدى الش��عب وليس موظف��اً لقمعه وال‬ ‫للنيل من كرامته‪..‬‬ ‫سوريا الحرة حيث ينبغي لنا جميعا‬ ‫أن نعيش عيش��ا كريما ال نقض له وال‬ ‫مساومات‪..‬‬ ‫عاش��ت ث��ورة الحري��ة وتس��قط‬ ‫الدولة األمنية وعبيدها وأسفل سفلتها‬ ‫بشار األسد‪.‬‬ ‫الحرية لنا‪ ..‬سنكون‬


‫حممد بهجة البيطار ‪1976 – 1894‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬

‫العلوم في مس��جد محلته إلى أن التحق‬ ‫بالرفي��ق األعلى‪ ،‬ما انقط��ع عن ذلك إال‬ ‫لمرض أو سفر‪.‬‬ ‫عُي��ن البيط��ار س��نة ‪ 1921‬م��ن‬ ‫قبل مديرية معارف دمش��ق‪ ،‬معلماً في‬ ‫مدرس��ة المي��دان االبتدائي��ة حت��ى عام‬ ‫‪ ،1926‬وفي نفس العام اشترك بمؤتمر‬ ‫العالم اإلس�لامي ال��ذي دُعي إلى عقده‬ ‫في مكة المكرم��ة‪ ،‬وبعد انتهاء المؤتمر‬ ‫اس��تبقاه المل��ك عب��د العزيز آل س��عود‬ ‫في مك��ة المكرمة ليش��رف خاللها على‬ ‫المناصب القضائية والعلمية فيها‪.‬‬ ‫ف��ي س��نة ‪ 1931‬ع��اد إلى دمش��ق‬ ‫لي��ؤم أهل حيه كل ي��وم ويخطبهم كل‬ ‫أس��بوع في جامع الدق��اق باإلضافة إلى‬ ‫تدري��س العل��وم الديني��ة والعربية في‬ ‫المس��جد وفي بعض المدارس الخاصة‪،‬‬ ‫كم��ا تول��ى تدري��س العلوم الش��رعية‬ ‫س��نة ‪ 1934‬ولبعض الوق��ت في كليتي‬ ‫المقاص��د الخيري��ة للبني��ن والبنات في‬ ‫مدينة بيروت‪.‬‬ ‫وف��ي عام ‪ 1944‬أوف��د إلى الطائف‬ ‫مدة ث�لاث س��نوات ليتول��ى إدارة معهد‬ ‫"دار التوحيد الس��عودية" بناء على رغبة‬ ‫المل��ك عب��د العزي��ز س��عود‪ .‬وف��ي عام‬

‫‪ 1947‬عهدت إليه جامعة دمش��ق القيام‬ ‫بتدري��س مادتي التفس��ير والحديث في‬ ‫كلية اآلداب‪ ،‬وفي سنة ‪ 1953‬أُحيل على‬ ‫التقاعد من وظيفت��ه الحكومية‪ ،‬فقصر‬ ‫نش��اطه على محاض��رات في التفس��ير‬ ‫كل��ف بإلقائه��ا ف��ي كلي��ة الش��ريعة‪،‬‬ ‫وعلى التدريس الدين��ي ووظائف وزارة‬ ‫األوقاف‪ ،‬إلى جانب إلقاء األحاديث الدينية‬ ‫واالجتماعية في اإلذاعة السورية وعلى‬ ‫أعم��ال مجمعي��ة عدي��دة حي��ث كان قد‬ ‫انتخب عضواً عام� ً‬ ‫لا في المجمع العلمي‬ ‫العربي بدمشق سنة ‪.1923‬‬ ‫كان محمد بهج��ت البيطار من أكثر‬ ‫أعض��اء مجمع دمش��ق حيوية ونش��اطاً‪،‬‬ ‫ش��ارك زم�لاءه ف��ي إلق��اء المحاضرات‬ ‫العامة واألبح��اث المتعمقة‪ ،‬وفي تحرير‬ ‫مجلة المجمع وبالتعريف على صفحاتها‬ ‫بالكت��ب والمطبوع��ات الت��ي تدخ��ل‬ ‫موضوعاتها في اهتماماته الش��خصية‪،‬‬ ‫كما شغل عضوية لجنة المطبوعات في‬ ‫مجمع دمش��ق منذ ‪ ،1953‬واستمر على‬ ‫القيام بمهامها في اإلش��راف على مجلة‬ ‫المجم��ع ومطبوعات��ه حتى قبي��ل وفاته‬ ‫بأسابيع قليلة‪.‬‬ ‫وف��ي ع��ام ‪ 1954‬انتخ��ب عض��واً‬ ‫مراس� ً‬ ‫لا للمجمع العلمي العراقي‪ ،‬عندما‬ ‫ت��م توحي��د مجمع��ي دمش��ق والقاهرة‬ ‫س��نة ‪ 1960‬باس��م مجمع اللغة العربية‬ ‫كان البيطار ف��ي مقدمة أعضاء المجمع‬ ‫الذين ش��اركوا في مؤتمر القاهرة سنة‬ ‫‪.1961‬‬ ‫ترك الفقيد مؤلفات عديدة وبحوثًا‬ ‫كثيرة نش��رت ل��ه في مختل��ف الصحف‬ ‫والمجالت الس��ورية والعربية السعودية‬ ‫والمصري��ة والعراقي��ة‪ .‬طب��ع بعضه��ا‬ ‫مس��تق ًال‪ ،‬ومازال الكثير منها شتيتًا في‬ ‫باطن المجالت‪ ،‬كما صدر له‪:‬‬ ‫ـ رس��الة " الثقافت��ان الصف��راء‬ ‫والبيضاء"‪.‬‬ ‫ـ تفسير "سورة يوسف" حيث أكمل‬ ‫التفس��ير الذي بدأه السيد رشيد رضا مع‬ ‫التقديم له‪.‬‬ ‫ـ كتاب "قواع��د التحديث‪ ،‬من فنون‬

‫مصطلح الحديث لجمال الدين القاسمي"‬ ‫حققه وخرج أحاديثه‪.‬‬ ‫ـ كتاب "مسائل اإلمام أحمد‪ ،‬لتلميذه‬ ‫اإلمام أبي داود السجستاني"‪ ،‬وهو أقدم‬ ‫كتب المكتب��ة الظاهرية‪ ،‬حققه الس��يد‬ ‫محمد رشيد رضا‪.‬‬ ‫ـ كت��اب "المعام�لات ف��ي اإلس�لام‬ ‫وتحقي��ق م��ا ورد ف��ي الربا " وق��د بدأه‬ ‫محمد رشيد رضا وأكمله البيطار ووضع‬ ‫مقدمته‪.‬‬ ‫ـ كت��اب "حلي��ة البش��ر ف��ي تاري��خ‬ ‫القرن الثالث عشر"‪.‬‬ ‫ـ رسالة "اإلسالم والصحابة الكرام‬ ‫بين السنة والشيعة"‪.‬‬ ‫ـ بحث " اإلنجيل والقرآن في كفتي‬ ‫الميزان"‪.‬‬ ‫ـ بحث "االشتقاق والتعريب "‪.‬‬ ‫ق��ال عن��ه الش��يخ األدي��ب عل��ي‬ ‫الطنطاوي ف��ي كتابه "رجال من التاريخ‬ ‫"‪" :‬لق��د وج��دت أن ال��ذي أس��معه من��ه‬ ‫يص��دم كل م��ا نش��أت علي��ه‪ ،‬فقد كنت‬ ‫ف��ي العقائــ��د على م��ا قرره األش��اعرة‬ ‫والماتردي��ة‪ ،‬وه��و ش��يء يعتم��د ف��ي‬ ‫تثبي��ت التوحيـد من قري��ب أو بعيد على‬ ‫الفلس��فة اليوناني��ة‪ ،‬وكن��ت موقن��ًا بما‬ ‫ألقوه علينا‪ ،‬وهو أن طريقة الس��لف في‬ ‫توحي��د الصفات أس��لم‪ ،‬وطريقة الخلف‬ ‫أحكم‪ ،‬فجاء الش��يخ بهجة يقول‪( :‬بأن ما‬ ‫عليه السلف هو األسلم‪ ،‬وهو األحكم)‪..‬‬ ‫وكنت نش��أت على النفرة من ابن تيمية‬ ‫والهرب من��ه ؛ بل وبغضه‪ ،‬فجاء يعظمه‬ ‫لي‪ ،‬ويحببه إليّ‪ ،‬وكن��ت حنفيًا متعصبًا‬ ‫للمذه��ب الحنف��ي‪ ،‬وهو يري��د أن أجاوز‬ ‫ح��دود التعص��ب المذهب��ي‪ ،‬وأن أعتمد‬ ‫عل��ى الدلي��ل‪ ،‬ال على ما قي��ل‪ ..‬وتأثرت‬ ‫به‪ ،‬وذهبت مع األيام مذهبه مقتنعاً به‪،‬‬ ‫بعد عشرات من الجلسات والسهرات في‬ ‫المجادالت والمناظرات‪." ..‬‬ ‫توف��ي محم��د بهج��ة البيط��ار في‬ ‫دمش��ق يوم الس��بت ‪ 29‬أيار ‪1976‬عام‬ ‫إثر مرض لم يمهله طوي ًال‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ولد محم��د بهجة البيطار بدمش��ق‬ ‫س��نة ‪ 1894‬في أسرة دمش��قية عريقة‬ ‫اش��تهر كثير من أبنائه��ا بالعلم واألدب‬ ‫والتق��وى‪ ،‬وكان جده��ا األعل��ى هب��ط‬ ‫دمش��ق مهاج��راً م��ن بليدة م��ن أعمال‬ ‫الجزائ��ر ف��ي المغ��رب العرب��ي واخت��ار‬ ‫لسكناه حي الميدان الكبير‪.‬‬ ‫تلقى محمد بهج��ت البيطار مبادئ‬ ‫عل��وم الدي��ن واللغة على والده الش��يخ‬ ‫محم��د به��اء الدي��ن‪ ،‬وه��و من ش��يوخ‬ ‫الصوفي��ة ف��ي دمش��ق‪ ،‬وق��د نش��أ في‬ ‫حج��ر وال��ده‪ ،‬وتلق��ى عل��ى ي��ده مبادئ‬ ‫عل��وم الدين واللغة‪ ..‬ث��م درس على يد‬ ‫أعالم عصره‪ ،‬مثل‪ :‬الش��يخ جمال الدين‬ ‫القاسمي‪ ،‬والشيخ محمد الخضر حسين‪،‬‬ ‫والش��يخ محم��د ب��ن ب��دران الحس��ني‪،‬‬ ‫والش��يخ محم��د رش��يد رض��ا وغيرهم‪،‬‬ ‫رحمهم اهلل جميعًا‪ .‬وكان تأثره بالش��يخ‬ ‫جمال الدين القاسمي كبيراً‪ ،‬قال عاصم‬ ‫البيطار ولد الشيخ بهجة‪:‬‬ ‫"وكان وال��دي مالزمًا للش��يخ جمال‬ ‫الدين‪ ،‬ش��ديد التعلق به‪ ،‬وكان للشيخ –‬ ‫رحم��ه اهلل‪ -‬أثر كبير‪ ،‬غرس في نفس��ه‬ ‫حب الس��لفية ونقاء العقيدة‪ ،‬والبعد عن‬ ‫الزيف والقشور‪ ،‬وحسن االنتفاع بالوقت‬ ‫والثب��ات عل��ى العقي��دة‪ ،‬والصب��ر على‬ ‫المكاره في سبيلها‪ ،‬وكم كنت أراه يبكي‬ ‫وهو يذكر أستاذه القاسمي"‪.‬‬ ‫وأت��م دراس��تيه االبتدائي��ة ف��ي‬ ‫المدرس��ة الريحاني��ة واإلعدادي��ة ف��ي‬ ‫المدرس��ة الكاملي��ة بدمش��ق‪ ،‬وتاب��ع‬ ‫دراس��ته العالي��ة ف��ي العل��وم الديني��ة‬ ‫والعربي��ة عل��ى وال��ده وعلى ج��ده ألمه‬ ‫الش��يخ عبد الرزاق البيط��ار‪ ،‬وعلى كل‬ ‫م��ن الش��يوخ األعالم في عص��ره جمال‬ ‫الدين القاسمي الدمشقي‪ ،‬محمد خضر‬ ‫حس��ين التونس��ي نزيل دمش��ق وعلى‬ ‫مح��دث الدي��ار الش��امية الكبي��ر محمد‬ ‫بدر الحس��يني‪ ،‬ونال اإلج��ازة منهم في‬ ‫مختلف العلوم النقلية والعقلية‪.‬‬ ‫تولى البيطار س��نة ‪ 1910‬الخطابة‬ ‫والتدري��س ف��ي جام��ع القاع��ة بح��ي‬ ‫المي��دان خلف��ًا لوال��ده‪ ،‬ثم تولى س��نة‬ ‫‪ 1917‬الخطاب��ة والتدري��س ف��ي جامع‬ ‫كري��م الدي��ن الش��هير بالدق��اق خلف��ًا‬ ‫لخاله‪ ،‬وه��ذا الجامع هو مس��جد المحلة‬ ‫التي تقطن أس��رة البيط��ار فيها‪ ،‬وكانت‬ ‫اإلمام��ة والخطاب��ة في��ه ف��ي أس�لاف‬ ‫البيط��ار مما يمتد ألكثر م��ن مائة عام‪،‬‬ ‫وظ��ل يخط��ب وي��درس الن��اس مختلف‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪13‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟ (‪)23‬‬ ‫ميخائيل �سعد‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫الث��ورة أس��قطت‪ ،‬فيما أس��قطته‪ ،‬اللغ��ة الت��ي ترعرعت في‬ ‫أحضان االستبداد‪ ،‬وأعادت االعتبار للمفردات الصغيرة البعيدة‬ ‫عن الش��عارات المخادعة‪ .‬لذلك أصبح��ت كلمة القصف تعني‬ ‫قصف��ا جويا للمواطنين الس��وريين وقتلهم‪ ،‬ول��م تعد تعني‬ ‫األمن واألمان إال في قاموس االستبداد ومؤيديه‪.‬‬

‫ع��م يع��رف فيون وال يحكي عن��ون وماعم نعرف عنون أي ش��ي‪ ..‬ما منعرف هن وين‪ ،‬عايش��ين وال‬ ‫ميتين‪ ..‬بدي أصرخ بأسمائون وأكتبها على حيطان الشام لحتى يرجعولنا‪..‬‬

‫غياث املعراوي‬

‫فتاة جامعية‬

‫جيش يقاتل من أجل دُمية‪..‬‬

‫يامن ح�سني‬

‫إذا ج��اي عطريق المطار‪ ..‬بتعاين صنوف األس��لحة التي تدك‬ ‫ببيال ويلدا والس��ت زين��ب والمليح��ة‪ ..‬أول درس عند دخولك‬ ‫ألرض الوط��ن‪ ،‬إم��ا أن تن��أى بنفس��ك ويركب عل��ى ظهرك‬ ‫مدفعي��ة الهاون وتصم��ت كالقحباء‪ ،‬أو ت��دك دكًا‪ ..‬من ظهور‬ ‫إخوتك في الوطن النائين بأنفس��هم‪ ،‬قالها س��يادته ال يوجد‬ ‫حياد إما معنا أو معهم‪..‬‬

‫فار�س البحرة‬

‫احترقت الزهرة ‪ /‬بعدما ش��نّوا خمسمئة غارة ‪ /‬وألقوا خمسة‬ ‫آالف قذيف��ة ‪ /‬وكان يكف��ي أن يمر عاش��ق ‪ /‬فيقطفها ‪ /‬أو أن‬ ‫ّ‬ ‫يحل الشتاء ‪ /‬كي تموت الزهرة‪..‬‬

‫�آية الأتا�سي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫أنا هأل بدي شغلة وحدة بس‪ :‬بدي رفقاتي المعتقلين‪ ،‬اللي عم يروحوا واحد ورا التاني وماحدا‬

‫ما أقس��ى أن تختص��ر طائفة اإلنس��ان بكل تنوع��ه وغناه!‪..‬‬ ‫لس��ت من المعجبين بمنذر ماخوس‪ ،‬ولكن أخر همي طائفته‬ ‫وانتمائه الديني!!‬

‫�سمري النبواين‬

‫كلنا نحلم بس��وريا القادمة‪ ..‬ونتخيلها كما نش��تهي‪ ..‬والحلم‬ ‫مش��روع‪ ..‬ولكن األه��م واألفضل أن نكون ج��زءاً ممن يصنع‬ ‫س��وريا الحل��م والمس��تقبل‪ ..‬فاألح�لام مهم��ا اقترب��ت م��ن‬ ‫الواقعية‪ ..‬تبقى «أحالم»‪..‬‬

‫لبنى مرعي‬

‫ك��راج أنطاكي��ة المحل��ي‪ ..‬يف��وق ف��ي تنظيم��ه وترتيبه‬ ‫ونظافت��ه مطار دمش��ق الدولي‪ ..‬دمش��ق أق��دم عاصمة‪..‬‬ ‫وأنطاكي��ا لو قدر له��ا أن تكون تحت حكم األس��د فهي لن‬ ‫تكون أكثر من جس��ر الشغور‪ ..‬جسر الش��غور التي تعاني‬ ‫من مشاكل الصرف الصحي حتى اللحظة‬

‫حممد العطار‬

‫الس��وريون تحت قصف طيران نظامهم هم أكثر من يش��عر‬ ‫بإخوانه��م في غ��زة اآلن‪ ،‬ال يتوقف األمر عل��ى انتظار الموت‬ ‫القادم على شكل قذائف غبية أو ذكية‪ ،‬بل يتعداه إلى مواجهة‬ ‫أنظمة تستفيد وتغطي على بعضها البعض بوحشية منفلتة‬ ‫م��ن كل عق��ال‪ .‬ربم��ا ال توج��د عالقة عش��ق بين إس��رائيل‬ ‫والنظام الس��وري‪ ،‬لكن حالهما في مواجه��ة محكوميهما من‬ ‫الشعوب‪ ،‬تقول‪« :‬أنا وابن عمي على الشعوب الثائرة»‪..‬‬

‫عماد حورية‬

‫مو ناقصنا هلأّ غير لبنان تهتف الش��عب يريد‪ ..‬و هيك بترجع‬ ‫بالد الش��ام م��ن أوّل وجديد‪ ..‬س��وريا‪ ..‬األردن‪ ..‬فلس��طين‪..‬‬ ‫لبنان‪ ..‬والكل بيهتُف‪ ..‬سوريا بدها حرّية‪..‬‬

‫متام هنيدي‬

‫لبنى زاعور‬

‫وحده��م األحرار‪ ،‬وحده��م الضحاي��ا‪ ،‬وحدهم أولئ��ك الذين‬ ‫فهموا معنى الدّم الحقيقيّ على األرض الس��ورية‪ ،‬وحدهم‬ ‫يس��تطيعون إقناعي بالحزن على ما يحصل في غزّة‪ ..‬شعبَ‬ ‫فلسطينَ العظيم‪ ،‬الشهداء ذاتهم والعدوّ ذاته‪..‬‬

‫لكت��رة الدي��ار فيها س��موها داريا‪ ..‬قد ما قصف��ت فيها يا ابن‬ ‫الح��رام رح تضل داريا عمرانة بناس��ها وزينة ش��بابها‪ ..‬داريا‬ ‫دار الحرية والسالم‪ ..‬مبنية بقلوب األحرار‪ ،‬إال قلوبنا ما بتهدا‬ ‫قدائفك‪ ..‬سالحك فافوش قدام قلوبنا يا مجرم‬

‫كي��ف يش��عر أولئك الذي��ن ينامون ف��ي حضن الم��وت؟ كيف‬ ‫يس��تيقظون وماذا يس��معون في الصباح‪ .‬ه��ل لديهم صباح‬ ‫ومساء‪ ،‬أم أن هذه ليست إال إحدى التعقيدات الخاصة باألحياء‬ ‫كي تبقيهم على قيد الحياة‪ ،‬وبانتظارها؟ أين يذهب الشهداء‬ ‫؟ أرواحهم الطيبة‪ ،‬ماذا تفعل؟ أحالمهم من أين تستمد القدرة‬ ‫على الخريف؟ والطفولة‪ ،‬ماذا يفعل األطفال المش��اغبين بعد‬ ‫أن تحضر القذيفة؟‬

‫بالطب��ع‪ ،‬أكثر من تطوّع للقتال في الجيش الحر هم من‬ ‫العرب الس��نّة‪ .‬ولكن الجيش الحر ال يرى نفسه على أنه‬ ‫جيش العرب السنّة‪ ..‬فإن كنتم ترونه كذلك‪ ،‬فالمشكلة‬ ‫عندكم وليست عنده!‬

‫�شريين احلايك‬

‫‪Syrian Blond‬‬ ‫صباح س��وري‪ ..‬م��ن نافذتي غرفة جلوس��ي‪ ..‬تأتيني نش��رة‬ ‫أحوال جوية‪ ..‬أمنية‪ ..‬إنس��انية‪ ..‬الس��ماء غائم��ة‪ ..‬علها اليوم‬ ‫ال تخ��رج العروس لتقص��ف‪ !! ..‬روائح الب��ارود والدمار تصلنا‬ ‫م��ن جمي��ع االتجاهات‪ ..‬ف��ي حارت��ي‪ ..‬الناس لزم��ت بيوتها‪..‬‬ ‫الخ��وف صار فنج��ان قهوتنا‪ ..‬إل��ى متى س��نبقى (آمنين) في‬ ‫غ��رف جلوس��نا‪ ..‬والن��اس تلتحف الس��ماء‪ ..‬وتفت��رش أرض‬ ‫المس��اجد‪ ..‬ال للص�لاة فق��ط‪ ..‬بل بحثًا عن س��طح يأويها من‬ ‫برد أو قصف‪!! ..‬‬

‫�أحمد �أبازيد‬

‫ال��ذي يتباكى عل��ى غزّة أو يهتف للمقاوم��ة‪ ،‬بينما يقف ضدّ‬ ‫الثورة في س��ورية‪ ،‬ليس هو المسخ‪ ،‬وإنّما من يصدّق بكاءه‬ ‫أو هتافه‪ ..‬أو باألحرى من يراه إنس��انًا ويستحقّ الوقوف عند‬ ‫كالمه‪ ..‬والعكسُ صحيح‬

‫ناندا حممد‬

‫يعن��ي هلق الواح��د إذا راح على فرنس��ا بيقدر ي��روح يبارك‬ ‫بسفارة سوريا ما بعد األسد وياخود معو كيلو حلو؟‪):‬‬

‫با�سم �صباغ‬

‫ل��ك وحياة الكائن��ات ما ضل حج��ر على حجر بالحجر األس��ود‬ ‫ش��و بعد لس��ه عم تضرب‪ ..‬ما تعبت يا زلمة‪ ..‬م��ا مليت‪ ..‬لك‬ ‫ما اش��تقت لوالدك ع األقل تروح طل عليهم‪ ..‬هديلك شوي‪..‬‬ ‫بكفي‪..‬‬

‫رميا القاق‬

‫إلى كل طائفي‪ ..‬سوريا أكبر مني ومنك‪ ..‬وينزع صباحك‬

‫م�صطفى اجلرف‬

‫‪‎‬روزا يا�سني ح�سن‪‎‬‬

‫ال أع��رف إن كان مصطف��ى كرمان سيس��تطيع ق��راءة كل ما‬ ‫يكت��ب له وعنه‪ ..‬ال أعرف إن كان��ت األرواح تقرأ‪ ،‬وال اعرف إن‬ ‫قدر ضئيل مما يجب!‪ ..‬ال أعرف‬ ‫كانت الكلمات قادرة على إيفاء ٍ‬ ‫إن كان الكلمات تعاويذ للحياة‪..‬‬ ‫أعرف ب��أن ذاك الصدي��ق‪ ،‬االفتراض��ي‪ ،‬الغالي تق��دّم بدمه‬ ‫قربان��اً جديداً‪ ،‬وثورة تُقدّم فيها دماء قانية‪ ،‬كدم مصطفى‪،‬‬ ‫ث��ورة مآلها النصر‪ ..‬الس�لام لروح��ك يا ثائر الظل‪ ..‬الس�لام‬ ‫لروحك يا ش��جاعًا بصمت‪ ..‬الس�لام لروحك الراقدة بعيداً عن‬ ‫األضواء كما أحببت دائماً أن تكون‪..‬‬

‫ملى قنوت‬

‫أرفض وبش��دة أن يُع��رَف أو يُع ِرف أي معارض س��وري عن‬ ‫نفس��ه أمام وس��ائل اإلعالم حس��ب انتمائه الطائفي‪ ،‬س��طر‬ ‫الس��وريون مالحم بطولية من اجل دول��ة المواطنة الحقة ال‬ ‫من أجل محاصصات طائفية‪.‬‬

‫با�سم دبور‬

‫اجت الحزينة لتنزح‪ ..‬نزلت القذيفة بنفس المطرح‪..‬‬

‫م�صطفى يعقوب‬

‫طالما المجتمع الدولي يتكل��م بثقافة األقليات وحمايتهم في‬ ‫س��وريا‪ ..‬وطالما هناك من يصفق لهم من الس��وريين‪ ..‬فإننا‬ ‫لن نبني دولة المواطنة السورية التي نتأمل ونطمح ولو أقمنا‬ ‫ألف ثورة‪..‬‬

‫علي ديوب‬

‫ف��ي الب��دء كان انت��زاع حنجرة غي��اث مط��ر‪ ،‬والتعفيس على‬ ‫الس��لمية والورد‪ -‬المقدم مع الماء للجنود المهاجمين‪ ..‬واليوم‬ ‫تمح��ى داري��ا‪ ..‬يرف��ض البطة أن يوص��ف بالدمي��ة‪ ،..‬ويثبت‬ ‫للعالم أن مدننا وشعبنا هم الدمى‬

‫حــواجـــز‬

‫الحواجز تقطع دمشق‪ ..‬تحولها لمدينة ضجر‪..‬‬ ‫شارع العابد‪ 29 ..‬أيار‪ ..‬ساحة السبع بحرات ال‬ ‫مداخل توصل إليها‪..‬‬ ‫أق��دامٌ وجل��ة فق��ط م��ا ي��زرع حجارته��ا‬ ‫واألرصفة‪..‬‬ ‫في ركن آخر يبدو شارع الحمرا كما كان يغني‬ ‫على لياليه الحمراء‪ ..‬ما تزال المحالت مفتوحة‬ ‫ببضاعة بائتة من الشتاء ماقبل الماضي‪..‬‬ ‫موضة كم عريض وآخر يكش��ف الكتف تترنح‬ ‫عل��ى الواجهات‪ ..‬مانيكانات تعبة من الغبار‪..‬‬ ‫مح�لات البالة زوادة ش��تاء الفق��راء القدامى‬ ‫والجدد‪ ..‬تص ّفر قرف ًا من الوحش��ة والقلة‪ ..‬ال‬ ‫مش��اركات جديدة تأتي من بالد الغرب‪ ..‬وأنا‬ ‫مازل��ت أبحث ع��ن جاكيت بديل��ة لتلك التي‬ ‫ذهبت مع البيت المنهوب‪..‬‬ ‫أين؟‬ ‫العصافي��ر تنتف��ض عند كل صع��ود لهجمة‬ ‫جوي��ة‪ ..‬الكالب ال تزال تع��وي لي ًال تبحث عن‬ ‫اللحم الطازج‪ ..‬بيت س��حم وجرمانا يتبادالن‬ ‫قذائ��ف اله��اون والدباب��ات‪ ..‬والمعضمي��ة‬ ‫محتجزة كم��ا جاراتها في الغوط��ة الغربية‪..‬‬ ‫أهالي دوما وحرستا أصبحوا من أهل الشتات‬ ‫يتوزعون أسما ًء جديدة يحاولون العودة أليام‬ ‫ليغادروا مجدداً بي��وت مهدمة وأخرى تص ّفر‬ ‫غي��اب أصحابه��ا‪ ..‬بينما يتكئ جن��دي جديد‬ ‫حائط الحارة ليحرس الغياب‪.‬‬ ‫المليحة تطحش على عربين والنشابية انتهت‬ ‫سهامها فتبشر بسهام جديدة‪..‬‬ ‫شهداء‪ ..‬قتلى‪ ..‬يتوحد الدم واللحم‪ ..‬ونبحث‬ ‫عن تسميات جديدة تعرّف ما نمر به‪..‬‬ ‫المطر وحيداً يخت��رق الحواجز ويمأل البحرات‬ ‫السبع والشوارع المحيطة بها‪ ..‬يغسل الريش‬ ‫المرتجف خوف ًا للعصافير التي تأخرت بالهجرة‬ ‫فكأنه��ا اخت��ارت الموت هنا‪ ..‬يس��قي عطش‬ ‫الكالب المستشرسة بعد وجبة األمس‪..‬‬ ‫مطر دمشق يمثلني‬ ‫خولة دنيا‬

‫�شرط الثورة وهدف احلرية‬

‫ث��ار الش��باب الس��وري للخ�لاص م��ن حياة‬ ‫اس��تهالكية مقيتة عاش��وها على مدار عقود‬ ‫وعقود‪ ،‬وقد تكرس��ت باألع��وام األخيرة‪ ،‬فلم‬ ‫يعد هن��اك عمل‪ ،‬وأصبح الدخ��ول للجامعات‬ ‫حلم ًا حقيقي ًا‪ ،‬ولم يعد هناك من دخل إضافي‬ ‫لدى ذويهم لمساعدتهم‪ ،‬ولم يعدون يجدون‬ ‫عم ًال موازي ًا لدراستهم الجامعية‪.‬‬ ‫الش��باب الس��وري‪ ،‬أفقر كثيراً‪ ،‬وانعدمت أفق‬ ‫العيش الكري��م لديه؛ وترافق ذلك مع ثورات‬ ‫عربية ناجح��ة هنا وهناك‪ ،‬وم��ع رغبة ثورية‬ ‫عظيم��ة بالق��درة على إس��قاط النظام‪ .‬هذه‬ ‫الدفع��ة الثورية جذرتها همجية النظام‪ ،‬فهو‬ ‫لم يعترف مطلق ًا بأي حقوق أولية للسوريين؛‬ ‫الش��باب كان أكثر من اعتقل وعذّب وس��جن‬ ‫واستش��هد‪ ،‬وال يزال هو هو من يدفع فاتورة‬ ‫الدم الكارثية‪.‬‬ ‫وألن النظام ال يفهم‪ ،‬فإن الش��باب والشعب‬ ‫الس��وري سيس��تمر بثورت��ه‪ ،‬إلى أن يس��قط‬ ‫النظام‪ ،‬وينالون حريتهم‪.‬‬ ‫‪‎‬الشباب السوري الثائر‪‎‬‬


‫الدكتور �صالح �سامل زرنوقة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬

‫فإنها اتجهت إلى الفردية‪.‬‬ ‫هذا وقد تمت في الس��نوات األخيرة‬ ‫عملي��ات توري��ث للس��لطة ف��ي أكثر من‬ ‫دول��ة وراثي��ة‪ ،‬ولك��ن المس��تغرب ما تم‬ ‫ف��ي دول تتبن��ى النظام الجمه��وري من‬ ‫توري��ث الحكم لألبناء وه��و ما بات حديثًا‬ ‫مش��اعًا في مجموعة من ال��دول األخرى‪،‬‬ ‫وعن��د الحدي��ث ع��ن مس��تقبل ت��داول‬ ‫الس��لطة في الوطن العربي والمشكالت‬ ‫والمعوق��ات التي تمنع قي��ام ديمقراطية‬ ‫حقيقية تفسح المجال للمواطنين اختيار‬ ‫حكامهم وممثليهم ومحاس��بتهم أس��وة‬ ‫بمعظم ش��عوب العالم ومجتمعاته حتى‬ ‫تل��ك الفقي��رة والحديث��ة التكوي��ن ف��إن‬ ‫تس��اؤ ًال بديهي��ًا يثار عن موقف اإلس�لام‬ ‫من التعددية السياسية والحريات وتداول‬ ‫الس��لطة وتنظي��م انتقالها على أس��اس‬ ‫ع��ادل وس��لمي‪ ،‬ويب��دو األم��ر كم��ا في‬ ‫دراس��ة المفكر اإلسالمي راشد الغنوشي‬ ‫حول مبادئ الحكم والسلطة في اإلسالم‬ ‫أن اإلس�لام يفعّ��ل التعددية السياس��ية‬ ‫ويدعو إلى المش��اركة والعدل والمساواة‬ ‫بم��ا يعني ذلك من حق األم��ة في اختيار‬ ‫حكامه��ا ومحاس��بتهم‪ ،‬فاإلس�لام لي��س‬ ‫س��ببًا أو أحد األس��باب الثقافية والفكرية‬ ‫لتكري��س االس��تبداد واحت��كار الس��لطة‬

‫والنفوذ‪ ،‬فأين الخلل؟ وهل تفتقر الثقافة‬ ‫السياس��ية العربي��ة إلى القي��م والمبادئ‬ ‫الديمقراطية فتكون المشاركة والتعددية‬ ‫مطلبًا غير ضروري أو ملح لدى الجماهير‬ ‫العربية‪ ،‬أو هي مجرد هواية تشبه تربية‬ ‫الطي��ور وجمع الطواب��ع والتحف الجميلة‪،‬‬ ‫أو ه��ي أولوي��ة بمرتب��ة حماي��ة الزهور‬ ‫والطيور الن��ادرة التي يخش��ى عليها من‬ ‫االنقراض‪ ،‬أو ما س��وى ذلك من الهوايات‬ ‫والمش��روعات األنيق��ة والمعزولة‪ ،‬أم أن‬ ‫الواقع العربي ال��ذي كونته قرون طويلة‬ ‫م��ن التس��لط واالس��تبداد أف��رز تنش��ئة‬ ‫سياس��ية واجتماعية تكرس ل��دى العرب‬ ‫السلبية واالمتثال للواقع‪.‬‬ ‫وق��د اس��تخدم المؤ ِّل��ف النظ��رة‬ ‫المقارن��ة ف��ي توضي��ح ما هو مش��ترك‪،‬‬ ‫وكذل��ك‪ :‬أوجه التش��ابه واالخت�لاف‪ ،‬بين‬ ‫النظم الوراثية أو بين الجمهوريات‪ ،‬وفي‬ ‫بيان حقيقة كفاءة األنماط المختلفة؛ ثم‬ ‫في اس��تخالص القواع��د أو األحكام‪ .‬هذا‬ ‫فض ًال عن اس��تخدام الرؤية التحليلية في‬ ‫تفسير النتائج‪ ،‬وفي القياس على معايير‬ ‫مح��ددة من حي��ث تصنيف ح��االت انتقال‬ ‫الس��لطة‪ ،‬وفق��اً لمجموعة م��ن المعايير‬ ‫التي اعُتمدت في الدراسة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫رغ��م النق��اش الواس��ع ال��ذي تثيره‬ ‫مس��ألة تجاوز النظم التسلطية والتحول‬ ‫نح��و الديمقراطية ف��ي الوط��ن العربي‬ ‫من��ذ ع��دة عق��ود‪ ،‬ال يوجد هن��اك اقتناع‬ ‫بأنها تش��كل أولوية بالنسبة للمجتمعات‬ ‫العربي��ة إذا م��ا وضع��ت بجانب مس��ائل‬ ‫خطي��رة مث��ل مس��ألة مواجه��ة حرك��ة‬ ‫االس��تيطان الصهيون��ي ف��ي فلس��طين‬ ‫التي ل��م ينجح الع��رب في وض��ع حد لها‬ ‫بعد ثالث حروب إقليمية مدمرة ومقاومة‬ ‫فلسطينية مستمرة منذ نصف قرن على‬ ‫إع�لان دولة إس��رائيل‪ ،‬أو إذا م��ا وضعت‬ ‫بجانب مس��ألة التنمية ومواجهة تحديات‬ ‫اإلف�لاس االقتص��ادي وم��ا ينج��م عن��ه‬ ‫م��ن مخاط��ر اإلفق��ار المتزاي��د والبطالة‬ ‫المس��تفحلة واالنتفاض��ات الداخلي��ة‬ ‫المحتمل��ة والمتوقع��ة‪ .‬وال ي��زال هن��اك‬ ‫قس��م كبير م��ن ال��رأي العام السياس��ي‬ ‫يعتقد أن نظ��ام التعددية والديمقراطية‬ ‫بما يتضمنه من غياب المراقبة المباشرة‬ ‫عل��ى الفض��اء الع��ام وإباح��ة التناف��س‬ ‫والصراع بين األحزاب السياس��ية وحرية‬ ‫التعبير والتفكير‪ ،‬قد يس��اهم في توفير‬ ‫ترب��ة صالح��ة لتزاي��د النف��وذ األجنب��ي‬ ‫وتنمي��ة الصراع��ات الداخلي��ة التي تهدد‬ ‫بتصديع الكيان الوطني وربما العودة نحو‬ ‫قيم الطائفي��ة والعش��ائرية والمحافظة‬ ‫الديني��ة‪ .‬ويلتقي ه��ذا التفكير النابع من‬ ‫الح��رص عل��ى حد أدن��ى من االنس��جام‬ ‫الداخلي الوطني م��ع رأي النخب الحاكمة‬ ‫الت��ي تعتق��د أن الحف��اظ عل��ى األم��ن‬ ‫والوح��دة الوطنية ومنع التدخل األجنبي‪..‬‬ ‫كل ذلك لن يك��ون ممكناً من دون تقييد‬ ‫حري��ة الرأي والتعبير والح��د من الحريات‬ ‫السياس��ية والتنظيمي��ة‪ ،‬ب��ل وم��ن دون‬ ‫فرض األحكام العرفي��ة‪ .‬وال يزال الجدل‬ ‫قائم��ا حول أولوية الحدي��ث عن التعددية‬ ‫والديمقراطي��ة ف��ي العال��م العرب��ي‪ ،‬إذ‬ ‫يرى البعض وخاصة الفئ��ات الحاكمة أن‬ ‫الحفاظ على األمن واالس��تقرار أولى وأن‬ ‫الحريات تهدد باتساعها تلك األولويات‪.‬‬ ‫كتابن��ا اليوم يُعن��ى برصد وتحليل‬ ‫طرائق انتقال الس��لطة‪ ،‬وأس��اليب تغيّر‬ ‫ّ‬ ‫الحكام في البلدان العربية‪ ،‬منذ منتصف‬ ‫الق��رن الماض��ي "‪ "1950‬وحت��ى بداي��ة‬ ‫الربي��ع العرب��ي "نهاي��ة الع��ام ‪."2010‬‬ ‫وتفترض الدراس��ة أن أيّ نظام سياسي‬ ‫– حتى يكون جديراً بالبقاء – يتحتم عليه‬ ‫أن يك��ون قد اس��تطاع تطوير أو تكريس‬ ‫"آلية" مستقرة لنقل السلطة فيه‪ ،‬ويجري‬ ‫العمل بها على مدى فترة زمنية معقولة‪،‬‬ ‫وه��ذا أمر يتي��ح إمكان التنبّ��ؤ بما يمكن‬ ‫أن يحدث في ح��ال خلو هذا المنصب‪ ،‬وال‬ ‫س��يما الخلو المفاجئ؛ ومن ث��م يجب أن‬ ‫تكون ه��ذه اآللية مصاغة ف��ي مجموعة‬ ‫من القواعد واإلج��راءات المنضبطة التي‬ ‫تنط��وي على ض��رورة االلت��زام واإللزام‬ ‫بها‪.‬‬ ‫وبذلك يح��اول المؤ ِّلف أن يجيب عن‬ ‫عدد م��ن األس��ئلة‪ ،‬م��ن أهمه��ا‪ :‬ما هي‬ ‫النماذج المتّبعة في نقل الس��لطة العليا‬ ‫ف��ي البلدان العربية‪ ،‬وم��ا هي خصائص‬

‫هذه النماذج؟ وما هي أهم العوامل التي‬ ‫ّ‬ ‫ش��كلتها؟ وإل��ى أيّ ح��دّ نجح��ت البلدان‬ ‫العربية في خلق تقاليد راس��خة في هذا‬ ‫الش��أن بم��ا يس��مح بصح��ة الحديث عن‬ ‫"أنم��اط" محددة النتقال الس��لطة؟ وهل‬ ‫اس��تطاع التحول الديمقراطي في بعض‬ ‫النظ��م التي تدّع��ي ذلك تأمي��ن قضية‬ ‫الخالفة السياسية فيها‪ ..‬؟‬ ‫فالس��لطة ف��ي العال��م العربي منذ‬ ‫قيام الدول الحديثة استمرت كما هو دون‬ ‫تغيير تقريبًا‪ ،‬ففي الدول التي اس��تبدلت‬ ‫النظ��ام الجمه��وري بالملك��ي ل��م يتغير‬ ‫الوض��ع فيه��ا كثي��راً‪ ،‬وتحول��ت من حكم‬ ‫العائ�لات إل��ى حك��م األفراد الذي��ن ربما‬ ‫يؤسسون لحكم عائلي‪.‬‬ ‫ومن أه��م مالمح خريطة الس��لطة‬ ‫العربي��ة االنقالب��ات العس��كرية الت��ي‬ ‫اجتاح��ت الوط��ن العرب��ي ف��ي أواخ��ر‬ ‫األربعين��ات والزمت��ه ف��ي الخمس��ينات‬ ‫والس��تينات‪ ،‬ولكنه��ا ب��دأت تتراج��ع منذ‬ ‫الس��بعينات حت��ى كادت تنته��ي أو انتهت‬ ‫بالفع��ل‪ ،‬وقد غيرت ه��ذه االنقالبات من‬ ‫طبيع��ة وتركيب��ة الحكم والس��لطة في‬ ‫كثي��ر م��ن الب�لاد العربي��ة مثل س��ورية‬ ‫ومص��ر والع��راق وليبيا والس��ودان وأدت‬ ‫إلى تغييرات عميقة اجتماعية وسياس��ية‬ ‫واقتصادية‪.‬‬ ‫وبالرغ��م م��ن أن مفه��وم ت��داول‬ ‫الس��لطة في التشريعات العربية قد نص‬ ‫علي��ه ف��ي غالبه��ا وحُ��ددت لمؤسس��ات‬ ‫الحكم مدد قانونية تنتهي بانقضائها إال‬ ‫أن التطبيقات اس��تمرت تنقص من قيمة‬ ‫تل��ك التش��ريعات‪ ،‬إذا غي��رت أغلب الدول‬ ‫العربي��ة دس��اتيرها أو علقته��ا أو عدلت‬ ‫مواد الحكم فيها بما يخدم توجهات القوى‬ ‫المس��يطرة على الحكم‪ .‬كم��ا توجد دول‬ ‫عربية أخ��رى لم تضع لها دس��اتيراً حتى‬ ‫اآلن‪ .‬وال تتف��ق التش��ريعات العربية التي‬ ‫تنص غالبيتها على مبدأ التداول السلمي‬ ‫للس��لطة م��ع تطبيق��ات أكث��ر األنظم��ة‬ ‫العربي��ة الت��ي تس��عى بوس��ائل كثي��رة‬ ‫للبق��اء في الحكم م��ن أبرزها التعديالت‬ ‫الدستورية والتالعب بنتائج االنتخابات‬ ‫وبالرغم أنه تج��ري انتخابات نيابية‬ ‫في كثي��ر من الدول العربي��ة أو معظمها‬ ‫ف��إن الحي��اة النيابي��ة العربي��ة ل��م ترق‬ ‫إلى التأثير ف��ي تداول الس��لطة‪ ،‬ومازال‬ ‫دوره��ا يقتصر عل��ى الرقابة والتش��ريع‬ ‫وتقدي��م المش��ورة وال��رأي‪ ،‬وه��ي وإن‬ ‫كانت بوضعها الحالي تساهم في تطوير‬ ‫الحياة السياس��ية وحفظ الحقوق العامة‪،‬‬ ‫والرقاب��ة على الحكوم��ات‪ ،‬فإنها لم تكن‬ ‫مرجعي��ة لتداول الس��لطة كم��ا يفترض‬ ‫أن يك��ون‪ ،‬والغري��ب أن التج��ارب القليلة‬ ‫التي كانت االنتخابات البرلمانية فيها هي‬ ‫المرجعية في اختيار الحكومة هي حاالت‬ ‫تاريخية قديمة‪ ،‬وتبدو االنتخابات النيابية‬ ‫تتط��ور باتج��اه احتكار الس��لطة والنفوذ‬ ‫وتعزي��ز الفردي��ة والعس��كرية بزين��ة‬ ‫برلمانية‪ ،‬وكان المس��ار البرلماني عكس‬ ‫م��ا يفترض إذ بد ًال م��ن أن تتطور الحياة‬ ‫السياسية نحو التعددية والتداول السلمي‬

‫ياسر مرزوق‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫�أمناط انتقال ال�سلطة يف الوطن العربي‬ ‫منذ اال�ستقالل وحتى بداية ربيع الثورات العربية‬

‫‪15‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫حكايات النزوح‬ ‫ونفحات �أنثوية‬ ‫بقلم نبراس شحيّد‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫تشتمّ رائحة اللحم المحروق من‬ ‫كلماته��ا‪ .‬لحم زوجها المتآكل يس��كن‬ ‫ّ‬ ‫ظل الم��رأة‪ ،‬يطاردك أينم��ا َذهَبْتَ‪.‬‬ ‫لح��مٌ أس��ود‪ ،‬لح��مٌ متفح��م‪ ،‬لح��مٌ‬ ‫يطفح من العيني��ن‪ ،‬من األذنين‪ ،‬من‬ ‫المنخري��ن‪ ،‬ويختلط بذكري��اتِ عزاء‬ ‫االب��ن الذي لم يمت‪ .‬قالوا ألم س��امر‪:‬‬ ‫ابنك م��ات ف��ي المعتقل ش��هيداً من‬ ‫التعذيب! أقاموا له صالة الغائب وعزا ًء‬ ‫يلي��ق باألبط��ال‪ .‬زوجة االبن لبس��ت‬ ‫األسود‪ ،‬لتصير زوجة الشهيد‪ ،‬وتكابر‬ ‫عل��ى دموعه��ا‪ .‬إال أن االبن في صباح‬ ‫جُمُعَ��ةٍ ممط��رة‪ ،‬طرق ب��اب منزله‬ ‫أشهر من الغياب وعاد! لم‬ ‫بعد خمسة ٍ‬ ‫يمت س��امر ف��ي المعتق��ل‪ ،‬لكنه رجع‬ ‫إلى الدار بعدما أكلت الس��ياط جسده‪.‬‬ ‫زوجه��ا أيضاً لم يمت! أعادوه إليها من‬ ‫المعتقل في المرة األولى‪ ،‬وأصيب في‬ ‫المرة الثانية‪ ،‬لكنه أيضًا لم يمت‪ .‬كان‬ ‫واقفًا في صباح إح��دى الجُمع يترقب‬ ‫اقتح��ام بلدته من الش��رفة‪ .‬رصاص ٌة‬ ‫عمياء أصابت عمود الكهرباء المقابل‬ ‫للمن��زل‪ ،‬فانقط��ع الس��لك ليرتط��م‬ ‫بالرج��ل فتصعقه الكهرباء ويس��قط‬ ‫من الطبق��ة الثانية‪ .‬ل��م يمت الرجل!‬ ‫لكن جس��ده تهشّ��م وتفحّ��م‪ .‬تآكل‬ ‫لحم��ه والتصق��ت ي��داه بجذع��ه‪ .‬ل��م‬ ‫يمت الرجل‪ ،‬لكن حياته صارت أقسى‬ ‫من الموت‪ ،‬على الرغ��م من محاوالت‬ ‫األطباء الحثيثة لترميم ما يستطيعون‬ ‫من اللحم المهترئ‪.‬‬ ‫أجس��ادٌ تطف��ح م��ن عينيه��ا‬ ‫ً‬ ‫محروق��ة ومهان��ة‪ ،‬تحملها أم س��امر‬ ‫ذكرياتٍ تعود بها إلى مكان طفولتها‪،‬‬ ‫إلى مخيم ش��اتيال‪ .‬في بي��روت‪ ،‬أثناء‬ ‫االجتي��اح‪ ،‬أصيب��ت الم��رأة بش��ظيّة‬ ‫اس��رائيلية أدّت إل��ى ش��لل قدمه��ا‬ ‫اليمنى‪ .‬أم سامر نازح ٌة من فلسطين‪،‬‬ ‫انجبت من زوجه��ا األول ولدين اثنين‬ ‫قب��ل أن يختف��ي الرج��ل ليصي��ر من‬ ‫عداد مفق��ودي حرب لبن��ان‪ .‬تزوّجت‬ ‫رج��ل س��وري بع��د‬ ‫م��رة أخ��رى م��ن‬ ‫ٍ‬ ‫خمس��ة أعوام‪ ،‬وذهب��ت لتعيش معه‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫ف��ي بلدت��ه‪ ،‬ولتنجب خمس��ة أطفال‪،‬‬ ‫ربّته��م م��ن دم��ع العين عل��ى إيقاع‬ ‫ماكين��ة الخياطة‪ .‬وه��ا هي اآلن تعود‬ ‫مجدداً إلى مخيم شاتيال بعدما اقتحم‬ ‫الجنود منزلها في ريف دمشق‪ ،‬وكادوا‬ ‫يقتل��ون ابنها الصغير‪ .‬محمد أيضاً لم‬ ‫يمت ألن الضابط المشرف على اقتحام‬ ‫الحي ترأّف بالمرأة‪ .‬عادت إلى ش��اتيال‬ ‫مع ابنه��ا الصغي��ر وابنتها رغ��د التي‬ ‫تعم��ل ف��ي الحالقة‪ ،‬عل��ى الرغم من‬ ‫ً‬ ‫نازحة‬ ‫إعاقتها الكبيرة! عادت أم سامر‬ ‫كما كانت‪ ،‬ليحضنه��ا نازحون آخرون‪،‬‬ ‫منهم وس��ام‪ ،‬ش��ابٌ رائ��عٌ وصديقٌ‬ ‫عزيز‪ ،‬رافق المرأة في شاتيال‪ ،‬وحاول‬ ‫أن يس��اندها في معركتها ضد الموت‪،‬‬ ‫جهاز‬ ‫إال أن جه��وده أخفقت في ش��راء ٍ‬ ‫يساعدها على المشي‪ .‬لكن أمّ سامر‬ ‫كان له��ا رأيٌ آخر‪" :‬ال تش��ت ِر لي قدمًا‬ ‫جديدةً‪ ،‬بل اش��ت ِر ل��ي ماكينة خياطة‬ ‫أعي��ل به��ا أوالدي يا وس��ام!"‪ .‬جس��دُ‬ ‫رج��ل متفحّم ينبعث من جس��د امرأة‬ ‫ٍ‬ ‫مش��لولة‪ ،‬ليصير الجسد ذاكر ًة تقاوم‬ ‫الموت‪ ،‬وفيه تمتزج شظية اسرائيلية‬ ‫برصاصةٍ س��ورية‪ ،‬هنا في الجس��د‪-‬‬ ‫الذاكرة‪ .‬هنا الطائرات الخرقاء تقصف‬ ‫غ��زّة ودمش��ق‪ ،‬وتنهش الجس��دين‪،‬‬ ‫والم��رأة تبح��ث ع��ن إيق��اع ماكين��ة‬ ‫الخياط��ة‪ ،‬هنا م��ن ش��اتيال القديمة‪،‬‬ ‫لتقاوم إيقاع الموت‪.‬‬ ‫هنا في شاتيال ينصهر الجرحان‪،‬‬ ‫ويردد المتظاه��رون في حلب‪" :‬لبيك‪،‬‬ ‫لبي��ك‪ ،‬لبي��ك ي��ا أقص��ى"‪ .‬الجمع��ة‬ ‫الماضي��ة‪ ،‬قب��ل التظاه��رة المن��ددة‬ ‫بالعدوان االسرائيلي على غزة‪ ،‬كانت‬ ‫أم أحم��د في ش��اتيال تش��تري فرش��ًا‬ ‫ل�لأوالد الس��وريين النائمي��ن عل��ى‬ ‫األرض‪ .‬أم أحم��د‪ ،‬فلس��طينية ذاق��ت‬ ‫الوي��ل في معتقالت النظام الس��وري‬ ‫قب��ل أن تعود إل��ى بي��روت منذ بضع‬ ‫س��نوات‪ .‬التقيتها والدموع في عينيها‬ ‫في المستش��فى حي��ن كان��ت تُعنى‬ ‫بجريح س��وري مهشّ��م ال��ورك‪ .‬على‬ ‫ٍ‬ ‫امتداد نهارين وليلتي��ن‪ ،‬ظ ّلت تطرق‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)39670‬‬ ‫دمشق‪2391 :‬‬ ‫ريف دمشق‪7592 :‬‬ ‫حمص‪7544 :‬‬ ‫درعا‪3565 :‬‬ ‫إدلب‪5343 :‬‬ ‫حلب‪4715 :‬‬

‫عمل للفنانة سوزان ياسين | باسم الشهيدان‬

‫األب��واب لتجم��ع م��ا يل��زم م��ن نقود‬ ‫أمٌ لس��وريي‬ ‫إلجراء العملية‪ .‬أم أحمد ّ‬ ‫المخيم��ات ف��ي بي��روت‪ ،‬يعرفونه��ا‬ ‫كلهم‪ ،‬خصوصًا النس��وة منهم‪ ،‬فهي‬ ‫التي تعتني بهن وقت الوالدة‪ .‬هنا في‬ ‫المخيمات الفلسطينية يعمل سوريون‬ ‫معدمون‪ ،‬هنا أيضاً يعمل ناش��طون‪،‬‬ ‫هن��ا ينامون مكدّس��ين ف��ي بيوتٍ ال‬ ‫تعرف نور الشمس‪ .‬هنا في المخيمات‬ ‫ابتدأت مب��ادراتٌ صغيرة لجمع بعض‬ ‫األلبس��ة المس��تعملة‪ ،‬وهن��ا ص��ارت‬ ‫كبيرة حيث ال معين إال األخوّة ووحدة‬ ‫الج��رح‪ .‬األس��بوع الماضي‪ ،‬افترش��ت‬ ‫امرأ ٌة س��ورية الش��ارع مع بناتها ألنها‬ ‫ال تملك نقوداً‪ .‬األسبوع الماضي‪ ،‬قام‬ ‫ناش��طون فق��راء بإيوائه��ن وجمع ما‬ ‫يلزم من نقود‪ .‬األسبوع نفسه أعطى‬ ‫فرش كي‬ ‫أحدهم بعض األصدقاء أربع ٍ‬ ‫ّ‬ ‫المتعفن‪ ،‬والليلة‬ ‫ال يناموا على البالط‬ ‫نفس��ها أعطى األصدقاء الفرش لمن‬ ‫ه��م أكثر احتياجاً وناموا على األرض!‬ ‫هن��ا تتناق��ل الج��دران قصص��ًا بلون‬ ‫الدم‪ .‬هنا يحلم الفلس��طينيون بوطن‬ ‫مغتصب‪ ،‬وكذلك السوريون‪ .‬أم أحمد‪،‬‬ ‫أم سامر‪ ،‬أم محمد‪ ،‬تختلط األسماء في‬ ‫رأسي لتتماهى مع أم سعد الكنفانية‪:‬‬ ‫"أم سعد‪ ،‬المرأة التي عاشت مع أهلي‬ ‫دير الزور‪2838 :‬‬ ‫الرقة‪283 :‬‬ ‫السويداء‪120 :‬‬ ‫حماة‪3349 :‬‬ ‫الالذقية‪1147 :‬‬ ‫طرطوس‪328 :‬‬ ‫الحسكة‪298 :‬‬ ‫القنيطرة‪148 :‬‬

‫في الغبسية سنوات ال يحصيها العدّ‪،‬‬ ‫والت��ي عاش��ت‪ ،‬بع��د‪ ،‬ف��ي مخيم��ات‬ ‫التم��زق س��نوات ال قبل ألح��د بحملها‬ ‫على كتفيه‪ ،‬ال تزال تأتي إلى دارنا كل‬ ‫يوم ثلثاء‪ :‬تنظر إلى األش��ياء ش��اعر ًة‬ ‫حت��ى أعماقه��ا بحصتها فيه��ا‪ ،‬تنظر‬ ‫إليَ كما إل��ى إبنها‪ ،‬تفت��ح امام أذني‬ ‫ّ‬ ‫قصة تعاس��تها وقص��ة فرحها وقصة‬ ‫تعبه��ا‪ ،‬لكنها أبداً ال تش��كو" (غس��ان‬ ‫كنفاني‪" ،‬أم س��عد")‪ .‬هنا في المخيم‪،‬‬ ‫جباهٌ مرفوعة‪ ،‬نسا ٌء متعباتٌ‪ ،‬وأوالدٌ‬ ‫يلعبون في ش��وارع غصّت بالقمامة‪.‬‬ ‫نازحون قدماء ونازحون جدد‪ .‬هنا في‬ ‫المخيّم‪ ،‬ال يزال صوت أم س��عد حيًّا‪:‬‬ ‫"برعم��ت الدالية يا ابن العم برعمت"‪،‬‬ ‫هنا "حيث غرست (أم سعد) ـ منذ زمن‬ ‫بدا لي في تلك اللحظة س��حيق البعد‬ ‫ تل��ك الع��ودة البنيّ��ة اليابس��ة التي‬‫إليَ ذات صب��اح"‪ ،‬هنا "تنظر‬ ‫حملته��ا ّ‬ ‫(أم س��عد) إلى رأس أخضر كان يشقّ‬ ‫الت��راب بعنف��وان له ص��وت"‪ .‬هنا في‬ ‫ش��اتيال حيث تف��وح الكلم��ات برائحة‬ ‫اللحم المحروق‪ ،‬اللحم المهان‪ ،‬اللحم‬ ‫المش��لول‪ .‬وهن��ا أيضًا يف��وح الحنين‬ ‫برائحة الوطن‪...‬‬ ‫النهار اللبنانية ‪2012 / 11 / 24‬‬ ‫‪ 2488‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 1071‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 2419‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 5491‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 30954‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2012 / 11 / 24‬‬ ‫‪http://vdc-sy.org‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪17‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 25 | )62‬تشرين الثاني ‪2012 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪18‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.