سوريتنا | العدد السادس والستون | 23 كانون الأول 2012

Page 1

‫ســـوريتنا‬

‫«عندما يقرر العبد أن ال يبقى‬ ‫عبدا فإن قيوده تسقط»‬ ‫غاندي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪2012/ 12 / 23 | )66‬‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/souriatna‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com souriatna.wordpress.com‬‬

‫ ‬

‫أس��بوعية تص��در ع��ن ش��باب س��وري حر‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪1‬‬


‫خميم الريموك‪ ..‬عائدون‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫سوريتنا | سعاد يوسف‬

‫ن��زح األس��بوع الماض��ي م��ن‬ ‫مخي��م اليرموك ما يف��وق المائة ألف‬ ‫م��ن س��كانه نتيج��ة القص��ف الجوي‬ ‫واالشتباكات التي دارت طوال عدة أيام‬ ‫بي��ن مقاتلي الجيش الح��ر من جهة‪،‬‬ ‫ومقاتل��ي النظ��ام الس��وري والجبهة‬ ‫الش��عبية لتحرير فلسطين – الموالية‬ ‫للنظام – من جهة أخرى‪ ،‬وذلك حسب‬ ‫م��ا ورد على صفح��ات معارضة على‬ ‫شبكات التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫إال أن اآلالف م��ن س��كان المخيم‬ ‫وبعد أي��ام قليلة م��ن نزوحهم قرروا‬ ‫الع��ودة إلى منازله��م فهم "يفضلون‬ ‫الم��وت ف��ي بيوته��م عل��ى التهجي��ر‬ ‫والن��وم ف��ي العراء"‪ ،‬وذل��ك بعد عقد‬ ‫اتف��اق بين طرف��ي الن��زاع على منع‬ ‫جمي��ع المظاه��ر المس��لحة داخ��ل‬ ‫أراضي المخيم الذي يعتبر أكبر مخيم‬ ‫لالجئين الفلس��طينيين في س��وريا‪،‬‬ ‫وتم تس��ليم الفصائل الفلس��طينية‬ ‫مهمة حفظ األمن في المخيم‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى تشكيل هيئة وطنية أهلية إلدارة‬ ‫شؤون المخيم‪ ،‬وذلك بحسب وكاالت‪.‬‬

‫مبادرة خميم الريموك‬ ‫وق��د أطلق��ت مجموع��ة م��ن‬ ‫ش��باب مخيم اليرموك مساء األربعاء‬ ‫الفائت مب��ادرة بعنوان "مبادرة مخيم‬ ‫اليرم��وك" تهدف إلى تنظي��م العودة‬ ‫الجماعي��ة ألهال��ي المخي��م الذي��ن‬ ‫نزحوا إلى بع��ض المناطق المحيطة‬ ‫كالزاهرة والميدان أو حتى إلى مناطق‬ ‫أبعد في ريف العاصمة دمشق‪.‬‬ ‫واقتض��ت المب��ادرة اجتم��اع‬ ‫أهال��ي المخي��م ف��ي دوار البطيخ��ة‬ ‫ي��وم الخمي��س ف��ي الس��اعة الثامنة‬ ‫صباح��ًا كي يدخل��وا بش��كل جماعي‬ ‫إل��ى المخي��م‪ .‬وق��د كتب أحد ش��باب‬ ‫المخي��م على صفحة "مخيم اليرموك‬ ‫نيوز" على موقع التواصل االجتماعي‬ ‫الفيسبوك‪:‬‬ ‫"غداً سنعود إلى مخيم اليرموك‪..‬‬ ‫مبادرة مخيم اليرموك‪..‬‬ ‫غ��داً س��نتجمع ش��باب مخي��م‬ ‫اليرموك أمام دوار البطيخة في تمام‬ ‫الس��اعة الثامنة ش��بابًا ونساء شيوخًا‬ ‫وش��بانًا‪ ،‬س��نتجمع م��ن كل مراك��ز‬ ‫اإليواء في جميع المناطق التي نزحت‬ ‫من مخيم اليرموك للدخول إلى مخيم‬ ‫اليرم��وك دفع��ة واحدة ونح��ن نغني‬

‫من مظاهرة العودة لمخيم اليرموك‬

‫أغنية التغريبة الفلسطينية‪ .‬سنتجمع‬ ‫أكثر من ‪ 100‬ألف ش��خص من مخيم‬ ‫اليرموك‪.‬‬ ‫غدا سنقهر الموت والذل‪" ...‬‬ ‫وفع ً‬ ‫ال‪ ،‬تجمع عدد كبير من أهالي‬ ‫المخيم الخميس صباحًا وعبروا سيراً‬ ‫على األقدام إلى داخل المخيم‪ ،‬منهم‬ ‫من بقي في منزله‪ ،‬منهم من اطمأن‬ ‫على حال منزله وأخذ بعض الحاجيات‬ ‫فقط إال أنه رفض البقاء بسبب غياب‬ ‫الضمان��ات ب��أن االش��تباكات س��وف‬ ‫تتوقف‪ ،‬ومنهم من لم يجد منزله إنما‬ ‫وجد ركاماً من حجارة وتراب‪ .‬وقد خرج‬ ‫بعض األهالي العائدين في مظاهرة‬ ‫طالب��وا فيه��ا المنظم��ات الدولي��ة‬ ‫بالتدخل لحماي��ة المخيم‪ ،‬كما طالبوا‬ ‫بض��رورة إبق��اء المخي��م م�لاذا آمناً‪،‬‬ ‫وقد أفاد أحد ش��هود العيان لسوريتنا‬ ‫ب��أن تلفزيون الدني��ا وبعض القنوات‬ ‫اإلعالمي��ة الموالي��ة للنظ��ام قدم��ت‬ ‫وقامت بتصوير مظاهر العودة معلقة‬

‫عليها بأن "األهالي يناش��دون الجيش‬ ‫العربي السوري بالدخول للمخيم كي‬ ‫يعيد األمن واألمان إليه"‪ ،‬وأكد شاهد‬ ‫العيان بأن ما س��بق ع��ار عن الصحة‬ ‫وب��أن األهالي كان��وا يهتف��ون (وهو‬ ‫الهت��اف الغالب ف��ي المظاهرة) "واحد‬ ‫واحد واحد‪ ..‬فلسطيني وسوري واحد"‬ ‫وبأن مطالبه��م الوحيدة كان��ت إبعاد‬ ‫جميع المظاهر المس��لحة عن المخيم‬ ‫باعتباره كان ً‬ ‫ملجأ آمناً آلالف النازحين‬ ‫الذي��ن قدم��وا الش��هور الماضية من‬ ‫المناط��ق المحيطة كأحي��اء التضامن‬ ‫والحجر األسود والعسالي‪.‬‬ ‫وق��د أف��ادت صفح��ة "مخي��م‬ ‫اليرموك نيوز" على موقع الفيس��بوك‬ ‫ب��أن المخي��م ع��اد ينب��ض بالحي��اة‬ ‫اعتب��اراً م��ن صب��اح الخمي��س‪ ،‬حيث‬ ‫س��جلت ع��ودة الكثي��ر م��ن العائالت‬ ‫وبدأت بعض المح�لات بفتح أبوابها‪،‬‬ ‫وقامت مجموعات من الشباب بحمالت‬ ‫تنظيف للش��وارع‪ ،‬كما قاموا بتنظيف‬

‫مس��جد عب��د الق��ادر الحس��يني الذي‬ ‫تعرض لغارة جوية بطائرة الميغ أدت‬ ‫إل��ى حدوث دم��ار كبير في��ه‪ ،‬وأقيمت‬ ‫صالة يوم الجمعة في المس��جد رغم‬ ‫الدمار والخراب‪.‬‬ ‫ه��ذا ويذك��ر أن مخي��م اليرموك‬ ‫أنش��ئ ع��ام ‪ 1957‬لتوفي��ر م��كان‬ ‫إلقام��ة الالجئي��ن الفلس��طينيين في‬ ‫س��وريا‪ ،‬إال أن س��كانه ال يقتص��رون‬ ‫عل��ى الفلس��طينيين ب��ل إن��ه يضم‬ ‫ع��دداً كبي��راً من الس��وريين من ذوي‬ ‫الدخ��ل االقتصادي المح��دود‪ ،‬ويوجد‬ ‫داخل المخيم ش��ارعان رئيسيان هما‬ ‫ش��ارع لوبية وش��ارع صف��د واللذين‬ ‫يعتب��ران من أه��م المراك��ز التجارية‬ ‫في العاصمة دمش��ق‪ .‬وقد استهدفت‬ ‫طائ��رات النظ��ام الس��وري مخي��م‬ ‫اليرموك بغارات جوية يوم الس��ادس‬ ‫عش��ر من كان��ون األول الحالي وذلك‬ ‫للم��رة األولى على اإلط�لاق منذ بدء‬ ‫الثورة السورية‪.‬‬

‫ً‬ ‫�صحفيا قتلوا عام ‪ 2012‬بينهم ‪ 28‬يف �سوريا‬ ‫جلنة حماية ال�صحفيني الدولية‪67 :‬‬ ‫أعلنت لجنة حماية الصحفيين التي‬ ‫تتخذ م��ن نيويورك مقرا له��ا الثالثاء أن‬ ‫العام ‪ 2012‬كان من أكثر السنوات دموية‬ ‫بالنسبة إلى الصحفيين‪ ،‬فقد قتل منهم‬ ‫‪ 67‬خ�لال قيامهم بعملهم بينهم ‪ 28‬في‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫وقالت هذه المنظمة غير الحكومية‬ ‫ف��ي بيان "مع ‪ 67‬صحفيا قتلوا مباش��رة‬ ‫خ�لال قيامه��م بعملهم حت��ى منتصف‬ ‫كان��ون األول ‪ 2012‬ف��إن الع��ام ‪2012‬‬

‫س��يكون واحداً من أكث��ر األعوام دموية‬ ‫بالنس��بة إل��ى الصحافيي��ن من��ذ ب��دأت‬ ‫اللجن��ة أعماله��ا الع��ام ‪ .1992″‬ويزي��د‬ ‫ه��ذا الرقم بنس��بة ‪ % 42‬عن رقم العام‬ ‫الماض��ي خصوصا بس��بب األوضاع في‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫وتوزع القتلى بش��كل أساس��ي في‬ ‫سورية والصومال وباكستان والبرازيل‪.‬‬ ‫واعتبر العام ‪ 2009‬األس��وأ إذ شهد‬ ‫مقت��ل ‪ 74‬صحفي��ا نصفهم ف��ي مجزرة‬

‫وقع��ت ف��ي محافظ��ة ماغيندن��او ف��ي‬ ‫الفيليبين‪.‬‬ ‫وقتل غالبية الصحفيين في بلدانهم‪.‬‬ ‫وهن��اك أربع��ة صحفيي��ن قتل��وا خ��ارج‬ ‫بلدانهم جميعهم لقوا حتفهم في سوريا‬ ‫هم الفرنس��يان ريمي اولش��يك المصور‬ ‫المس��تقل وجيل جاكييه مراسل تلفزيون‬ ‫فرانس ‪ ،2‬واألميركية ماري كولفين التي‬ ‫كانت تراس��ل صنداي تايم��ز االنكليزية‪،‬‬ ‫والصحفي��ة اليابانية مي��كا ياماموتو التي‬

‫كانت تعمل في وكالة األنباء اليابانية‪.‬‬ ‫وأوضح��ت لجنة حماي��ة الصحفيين‬ ‫أنها تحقق أيضاً في وفاة ثالثين صحفيًا‬ ‫آخري��ن لم يت��م التأكد بعد م��ا إذا كانوا‬ ‫قتلوا خالل قيامهم بواجبهم المهني‪.‬‬ ‫وأضاف البيان السنوي لهذه المنظمة‬ ‫أن "نس��بة القتلى بين صحفيي االنترنت‬ ‫كانت األعلى هذه الس��نة‪ ،‬كم��ا ارتفعت‬ ‫نس��بة القتلى ف��ي صف��وف الصحفيين‬ ‫المستقلين"‪.‬‬


‫هيومن راي�س ووت�ش تتهم نظام‬ ‫الأ�سدبا�ستخدامالأ�سلحةاحلارقة‬

‫أرقٌ انتابن��ي‪ ،‬أيها األصدقاء‪ ،‬فجر اليوم (الس��بت ‪ ،)12-12-15‬فنهضت إلى ش��بكة‬ ‫«التواص��ل االجتماع��ي»‪ ،‬كم��ا بتن��ا نفعل في زمنن��ا عندما يُلِ��مّ بن��ا األرقُ أو الوجع أو‬ ‫االشتياق‪.‬‬ ‫استوقفني‪ ،‬في «التجمع الوطني لمثقفي حوران»‪ ،‬منشورٌ كان قد نزل قبيل ساعة‪،‬‬ ‫صاغ��ه بعاميّةٍ مرهفة مَ��ن لم تكن بيني وبينه صداقة ‪ -‬ثمّ انعقدت بُعيد ذلك ‪« -‬طه‬ ‫عزّ الدين»‪.‬‬ ‫ف��ي تأ ّثري بمضمونه الموج��ع حتى النفاذ إلى صميم الفؤاد‪ ،‬أحببت أن أقدّمه إليكم‬ ‫أيها األصدقاء‪ ،‬وليس لي فيه من فضل س��وى أني نقلته إلى الفصحى‪ ،‬ليعمّ تأثيره عند‬ ‫العرب الساكنين وطنًا يبعد عنا أمياال‪ ،‬واضعًا له العنوان أعاله‪.‬‬ ‫يقول الراوي (الذي هو عمّ كاتب المنشور)‪:‬‬ ‫ذهبت ذلك اليوم‪ ،‬وأنا في مدينة «الرس��تن» (المحاص��رة منذ مطلع العام)‪ ،‬إلى بيت‬ ‫صديقي ألسأل عن حاله‪ ،‬فقالت لي زوجته إنه في المزرعة‪.‬‬ ‫لما وصلت هناك‪ ،‬رأيته يعمل في قطع شجرة زيتون‪ ،‬والحظت أنها الشجرة التاسعة‬ ‫التي تُقطع وإلى جوارها الثماني التي سبقتها‪ .‬صرخت به‪« :‬يا زلمة‪ ،‬شو عم تساوي؟»‪.‬‬ ‫أجابني دون أن يلتفت نحوي‪« :‬الوالد عم يبردوا في الليل»‪.‬‬ ‫وضعت يدي على كتفه وأخذته جانبًا‪ .‬لما استدار رأيت دموعه ممتزجة بعرقه‪.‬‬ ‫قلت بوداعة‪« :‬يا رجل‪ ،‬وحّد اهلل»‪.‬‬ ‫فرمى المنشار من يده‪ ،‬وصرخ بصوت عال‪« :‬ال إله إال اهلل»‪،‬‬ ‫وعانقني وهو يجهش في البكاء‪ ،‬ويقول‪« :‬تعبنا‪ ،‬يا خيّو‪ ،‬تعبنا!»‪.‬‬ ‫وضمّني إليه بقوة‪ ..‬وامتزجت دموعنا معًا‪.‬‬ ‫هل تمتزج دموعكم‪ ،‬أيها األصدقاء‪ ،‬بدموع الرجلين ‪ -‬مع غيابهما ‪ -‬و‪ ..‬بدموعي؟‬

‫الهبلو ع غفلة‬ ‫رّ‬ ‫لينة أحمد عطفة‬ ‫دول��ة المحس��وبيات واالس��تثناءات‪ ..‬دول��ة مكاتب الس��رقة وتبيض األم��وال‪ ..‬دولة‬ ‫الموظفين الغارقين بالبطالة والذين يرس��لونك من توقيع إلى ختم إلى رش��وة إلى طابع‬ ‫إلى كساد النهائي‪ ..‬دولة أكثر من ثالثة أرباع مسؤوليها يتمتعون باالنتماء إلى طائفة ما‪..‬‬ ‫وتسعدهم جدا رائحة لكنتي المشبعة بالقاف وأحزن أنا‪ ..‬دولة المخابرات واألمن والجيش‬ ‫العقائ��دي‪ ..‬دولة ال��والء للفرد والص��ور والتماثيل‪ ..‬دول��ة الممانعة والصم��ود والتصدي‬ ‫والتقنين‪..‬‬ ‫دولة القحط والجفاف ونقص الموارد والتوريث السياس��ي‪ ..‬دولة كل مين إيدو إلو‪..‬‬ ‫وهات إي��دك والحقني واإليد الطويلة‪ ..‬دولة التهريب والتس��ريب والتحش��يش والتصحير‬ ‫والمخدرات‪ ..‬دولة سبع الليل وشيخ الجبل وريم الفال‪ ..‬دولة الطوائف الطافية‪..‬‬ ‫دولة المدارس الكس��يحة ومناهج التربية القومية‪ ..‬دول��ة الجامعات األمية والثكنات‬ ‫المدنية دولة القضاء القرقوش��ي والقوانين الظربانية‪ ..‬دولة س��رقة المس��تهلك وانتهاء‬ ‫صالحية الس��لع‪ ..‬دولة االس��تمالك الزراعي ووضع اليد‪ ..‬دول��ة المعامل فك وتركيب دولة‬ ‫األخط��اء الطبي��ة وال��دواء المقطوع وبس��طات األعض��اء‪ ..‬دول��ة الوه��م واألدراج المليئة‬ ‫بالمعام�لات النائمة وكباكيب الصوف وجرز البقدونس والبصل األخضر والفليفلة وكامل‬ ‫ع��دة القريموطة‪ ..‬دولة العفن والس��خانات الت��ي ال تطفأ أبدا‪ ..‬دولة الخ��راء والمراحيض‬ ‫الوس��خة المطلي��ة بالذكري��ات ومؤخ��را بالمناظ��رات السياس��ية حت��ى في أرق��ى األبنية‬ ‫الرس��مية‪ ..‬دولة العقم والفق��ر والقهر والدعارة‪ ..‬دولة الثقاف��ة الجوفاء واإلعالم األكتع‪..‬‬ ‫دولة العشوائيات واألبنية الهزهازة‪ ..‬دولة الهباء والمعدن‪ ..‬دولة الالدولة‪..‬‬ ‫واآلن أكثر ما يرمم يأسي ويهدهد غضبي ويؤنس مرارتي‪ ..‬هو ما حدث أثناء تواجدي‬ ‫االضط��راري في وزارة التعليم العالي‪ ..‬آخر ما كن��ت أتوقع أن يحدث اختراق ثوري في بناء‬ ‫وزاري يق��ع ضم��ن مربع أمني مغلق (مبن��ى اإلذاعة والتلفزيون‪ ..‬ف��رع المنطقة‪ ..‬القضاء‬ ‫العس��كري‪ ..‬الجم��ارك واألم��ن الجنائ��ي) حلم تحقق حي��ن ألقى أحد األبط��ال مكبر صوت‬ ‫(بفلة‪ ..‬هبّرلو) في المكان ليصدح بأعلى صوت بأغنية القاشوش (ياهلل ارحل يا بشار)‪..‬‬ ‫أغنية قلبت المبنى الوزاري رأس��ا على عقب بموظفيه وش��بيحته والناس الكائنين فيه‪،‬‬ ‫أغنية جعلت خليط البشر يركض بجنون في كل االتجاهات‪ ..‬كأن قذيفة وقعت في المبنى‪.‬‬ ‫اس��تعر جنون رجال األمن والش��بيحة أغلقوا المبنى واحتجزوا الناس داخله وخارجه‬ ‫لساعة وفتشوهم بال فائدة‪ ..‬ثم فضوا االحتجاز وانهالوا بسيالن شتائمي مقذع على كل‬ ‫شيء ما عدا بطل أغاني القاشوش‪..‬‬ ‫عرضية يا شباب‪ ..‬عرضية‪..‬‬ ‫هبّرل��و في��روزي اللون بحجم قبضت��ي يدين هزّ مبن��ي الوزارة وهيب��ة الدولة وع‬ ‫غفلة‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أعلن��ت المفوضي��ة العليا لالجئين التابع��ة لألمم المتحدة أن عدد الالجئين الس��وريين‬ ‫الفاري��ن م��ن أعمال العنف في بالدهم إلى العراق تجاوز ‪ 63‬ألفًا يعيش معظمهم في إقليم‬ ‫كردستان الشمالي‪.‬‬ ‫وجاء في تقرير للمنظمة أن عدد الالجئين السوريين المسجلين في العراق بلغ ‪ 63‬ألفًا‬ ‫و‪ 496‬شخصا حتى يوم الخامس من كانون األول‪.‬‬ ‫وبحس��ب التقري��ر فان معب��ر القائم الحدودي ف��ي محافظة األنبار في غ��رب العراق ال‬ ‫ي��زال مغلقا ويس��مح الدخول عبره فق��ط للحاالت الطارئة‪ ،‬فيما يبقى منف��ذا الوليد وربيعة‬ ‫مفتوحان أمام الالجئين‪.‬‬ ‫وأش��ار تقري��ر المنظمة إلى أن ‪ 40‬ألفاً و‪ 362‬الج��ئ يتواجدون في محافظة دهوك في‬ ‫إقليم كردستان شمال البالد‪ ،‬كما يتواجد ‪ 11‬ألفا و‪ 181‬الجئ في محافظة إربيل وثالثة آالف‬ ‫في محافظة السليمانية‪.‬‬ ‫وهناك ثمانية آالف و‪ 852‬الجئاً سوريًا في منطقة القائم التابعة لمحافظة األنبار التي‬ ‫تشترك مع سوريا بحدود هي األطول مقارنة بباقي محافظات العراق‪.‬‬ ‫ف��ي المقاب��ل‪ ،‬س��جلت المنظمة عودة ‪ 1389‬الجئا عراقيا من س��وريا بين ‪ 29‬تش��رين‬ ‫الثاني والخامس من كانون االول‪.‬‬ ‫وبحس��ب المنظم��ة ف��ان «عدد الالجئي��ن العراقيين الذين س��جلت عودته��م منذ تموز‬ ‫الماضي من سوريا إلى العراق أصبح ‪ 58‬ألفا و‪ 213‬بينهم ستة أالف عادوا جواً‪.‬‬ ‫وكانت سوريا قبل اندالع النزاع فيها تضم اكبر عدد من الالجئين العراقيين الذين فروا‬ ‫من بالدهم إبان اندالع الحرب عام ‪.2006‬‬

‫فاضل السباعي‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫�أكرث من ‪� 63‬ألف الجىء �سوري‬ ‫على الأرا�ضي العراقية‬

‫دموع‪ ،‬حتت �شجرة الزيتون‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش‪ ،‬اليوم األربعاء‪ ،‬نظام األس��د باس��تخدام القنابل‬ ‫الحارقة التي تطلق من الجو على ‪ 4‬مواقع على األقل في سوريا‪.‬‬ ‫وقالت المنظمة إنها تس��تند إلى مقابالت مع ‪ 4‬ش��هود وعدة فيديوهات قامت بتحليلها‪،‬‬ ‫لالس��تنتاج أن النظام رمى قنابل حارقة على ‪ 4‬مواقع في أنحاء س��وريا منذ منتصف تشرين‬ ‫الثاني‪/‬نوفمبر ‪.2012‬‬ ‫وطلبت المنظمة القوات التابعة لألس��د التوقف فوراً عن اس��تخدام األس��لحة الحارقة‪،‬‬ ‫مش��يرة إلى أن ‪ 106‬دول في العالم تحظر اس��تخدامها ولكن س��وريا ليست من بينها‪ ،‬وقال‬ ‫س��تيف غوز‪ ،‬مدير األسلحة في هيومن رايتس ووتش‪" ،‬نحن قلقون ألن سوريا عل ما يبدو‬ ‫بدأت استخدام الذخائر الحارقة‪ ،‬حيث تسبب هذه األسلحة معاناة قاسية لدى المدنيين ودماراً‬ ‫واسعاً بالممتلكات عندما تستخدم في مناطق مأهولة"‪.‬‬ ‫وأوضح��ت المنظمة أن األس��لحة الحارقة يمك��ن أن تحتوي على مواد قابلة لالش��تعال‬ ‫بينها الفوسفور األبيض والترميت والنابالم وهي مصممة للتسبب بحرائق في الممتلكات أو‬ ‫حروق للبشر قد تصل إلى العظام ومن الصعب عالجها‪ ،‬وهي ليست أسلحة كيميائية‪.‬‬ ‫وأش��ارت المنظمة أنه منذ منتصف تش��رين الثاني‪/‬نوفمبر تم تس��جيل استخدام هذه‬ ‫األس��لحة ف��ي ‪ 4‬مواق��ع على األقل‪ ،‬ه��ي داريا في ريف دمش��ق‪ ،‬ومعرة النعم��ان في إدلب‪،‬‬ ‫والقصير في حمص‪ ،‬وببيال في ريف دمشق أيضًا‪ ،‬وقالت إنها رصدت في فيديوهات نشرها‬ ‫ناشطون وجود أجزاء من نوعين على األقل من القنابل الحارقة‪ ،‬ونقلت عن ناشطين وشهود‬ ‫عي��ان أن ‪ 4‬أش��خاص بينهم عنصران من "الجيش الس��وري الحر" أصيب��وا بجروح في غارة‬ ‫اس��تخدمت فيها القنابل الحارقة في معرة النعمان في ‪ 28‬من الش��هر الماضي‪ ،‬بينما أصيب‬ ‫‪ 20‬مدنيًا على األقل بينهم نس��اء وأطفال في غارة مماثلة على مدرس��ة ومنازل مجاورة في‬ ‫القصير في ‪ 3‬كانون األول‪/‬ديس��مبر الجاري‪ .‬وأش��ارت إلى أنها تحقق في تقارير غير مؤكدة‬ ‫عن استخدام أسلحة حارقة في أماكن أخرى في سوريا‪.‬‬ ‫وسبق أن اتهمت المنظمة نظام األسد باستخدام القنابل العنقودية في النزاع‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫دوما‪ :‬نق�ص يف الكادر الطبي و�شح‬ ‫فـي الأدوية وغياب مل�ستلزمات العالج‬ ‫نهل��ة ممرض��ة ميداني��ة تعم��ل م��ع‬ ‫والدته��ا أم س��ليمان ف��ي إس��عاف الجرحى‬ ‫ومعالج��ة الجروح الصغي��رة‪ .‬تداوي وتصف‬ ‫وصفات طبية وتقوم بتأمين مكان مناس��ب‬ ‫للمري��ض‪ .‬كل هذه الخبرات اكتس��بتها من‬ ‫عمله��ا المتواصل مع والدتها ف��ي التطبيب‬ ‫والع�لاج‪ .‬ال يوج��د مش��فى أو غرفة طبية ‪-‬‬ ‫مش��فى ميداني ‪ -‬تعمل فيه‪ ،‬عملها متنقل‬ ‫م��ن م��كان إل��ى آخ��ر‪ .‬االبتس��امة ال تفارق‬ ‫وجهه��ا‪ .‬تس��مع المري��ض آيات م��ن القرآن‬ ‫الكري��م‪ ،‬تح��اول اس��تطبابه ب��دون اللجوء‬ ‫إل��ى األدوات والمع��دات الحديث��ة‪ ،‬كل م��ا‬ ‫يملكون��ه حقيبة طبية وضع��ت فيها بعض‬ ‫األدوية إلسعاف جريح أو إجراء عملية إخراج‬ ‫رصاصة‪.‬‬ ‫ه��ذه هي حال مدينة دوم��ا غيب عنها‬ ‫ال��كادر الطبي‪ ،‬بعد اغتي��ال الدكتور عدنان‬ ‫وهبة اح��د رموز الثورة فيه��ا‪ ،‬كان قد حول‬ ‫عيادته إلى مش��فى ميداني‪ ،‬لم يتبقى من‬ ‫األطب��اء إال ما ندر‪ .‬فالمرك��ز الصحفي فتح‬ ‫مؤخراً‪ ،‬ولكن ال يوجد فيه شيء‪.‬‬ ‫الدكتور محمد (‪ 36‬سنة متخصص في‬ ‫الطب الع��ام) يدير المركز الصحي‪ .‬يش��رح‬ ‫الوضع اإلنس��اني المؤلم للمرك��ز يقول "ال‬ ‫يوجد س��وى طبيب واحد هو أنا‪ .‬هذا المركز‬ ‫ه��و الوحيد ف��ي دوم��ا‪ ،‬أهم مش��كلة لدينا‬ ‫نقص ال��كادر الطبي باإلضاف��ة إلى نقص‬ ‫األدوي��ة‪ .‬فه��ذا المرك��ز ال تقتص��ر خدماته‬ ‫عل��ى مدينة دوما فقط‪ ،‬ب��ل يخدم الغوطة‬ ‫الشرقية بريف دمشق"‬ ‫محمد ش��اب يافع لب��س صدرية لونها‬ ‫اخض��ر‪ ،‬إل��ى جانب��ه كان يق��ف ممرضي��ن‬ ‫الوحيدي��ن كان��ا يعم�لان في المرك��ز‪ .‬كان‬ ‫يتجول بي��ن الجرحى يح��اول تقديم كل ما‬ ‫لديه للتخفي��ف عن وجعه��م‪ .‬يتابع حديثه"‬ ‫توفى يوم أمس ش��اب لنقص طبيب جراح‪،‬‬ ‫نضطر في الكثير من األحيان لبتر األعضاء‬

‫عندما تبدأ الغرغرينة باالنتش��ار لنقص ابر‬ ‫االونسلين الذي يشترط وجود براد للحفاظ‬ ‫عليه��ا‪ ،‬ألنه ال توجد لدينا كهرباء والمولدات‬ ‫ال تفي بالغرض فه��ي تتطلب الوقود الغير‬ ‫موجود أص ًال في كل مدينة دوما"‪.‬‬ ‫ويعود س��بب غياب ال��كادر الطبي في‬ ‫ملج��ئ لكل جرحى‬ ‫مدينة دوم��ا التي كانت‬ ‫ً‬ ‫الغوط��ة الش��رقية؛ إل��ى اس��تهداف النظام‬ ‫بغ��ارات جوية مكثفة اس��تهدفت المش��افي‬ ‫والنقاط الطبية بشكل رئيسيي‪.‬‬ ‫أم س��ليمان(‪ 54‬عام��ًا‪ -‬ممرض��ة)‬ ‫تعم��ل ه��ي وابنتيه��ا نهلة ف��ي التمريض‬ ‫وإس��عاف الجرح��ى في مدينة دوم��ا التابعة‬ ‫لريف دمش��ق‪ .‬ام��رأة طوية القام��ة تلبس‬ ‫حجاب��ا ومانطو طوي��ل ألس��فل قدميها‪ ،‬ال‬ ‫يظه��ر على وجهه��ا أي عالمة م��ن عالمات‬ ‫االبتس��امة‪ ،‬عكس��ت تجاعي��د وجهه��ا كب��ر‬ ‫س��نها ال��ذي يكبرها ع��ن عمره��ا الزمني‪.‬‬ ‫قالت "نقص الكادر الطبي ش��كل إللنا أزمة‬ ‫أساسية وشلت كل غلنا‪ .‬أمبارح مات طفلين‬ ‫بجراحهم جراء وق��وع قذيفة هاون بالقرب‬ ‫م��ن بيتهم‪ ،‬أصيب��وا بش��ظاياها‪ ،‬نقلناهم‬ ‫ألقرب مش��فى ميداني‪ ،‬م��ا كان في طبيب‬ ‫جراح مخت��ص ألج��راء العلمية‪ .‬مات��وا بعد‬ ‫محاولتن��ا إبقائهم أحياء لنقله��م إلى اقرب‬ ‫مشفى تخصصي"‪.‬‬ ‫أم حس��ام التي بكت وانه��ار الدمع من‬ ‫كلت��ا عينيه��ا لما هو ح��ال مدينته��ا وجهت‬ ‫ن��دا ًء للعال��م قالت فيه" مثل ما تش��وفوا ما‬ ‫فينا نعمل ش��يء غير الب��كاء‪ ،‬ندائي للعالم‬ ‫لألم��م المتحدة‪ ،‬لكل الخيرين مدونا بالدواء‬ ‫واألطباء‪ ،‬أسعفوا جرحانا"‬ ‫الح��ال ف��ي مدينة دوما ارج��ع األهالي‬ ‫إلى القرون الوسطى‪ ،‬أدوات بسيطة ألجراء‬ ‫عملي��ة إخ��راج رصاص��ة ف��ي ذراع عنص��ر‬ ‫متطوع في الجي��ش الحر‪ ،‬بتر األعضاء هي‬ ‫العملية األكثر نجاحا واألسهل‪ ،‬لعدم انتقال‬

‫الغرغرينا إلى باقي أعضاء الجسم ما يعني‬ ‫موت المصاب‪ .‬فالموت على كرسي اإلسعاف‬ ‫ب��ات أمراً مألوف��ا لدى أهل دوم��ا‪ ،‬فاألهالي‬ ‫متيقني��ن أن جرحاه��م غالبيته��م يموتون‬ ‫لنقص اآلباء والدواء‪ ،‬ولكن ما العمل؟‪.‬‬ ‫يتس��ائل الطبي��ب رش��يد ال��ذي يدير‬ ‫النقطة الطبية للهالل األحمر الس��وري في‬ ‫مدينة دوما‪ ،‬م��ا الحل‪ ،‬يقول "الهالل األحمر‬ ‫الس��وري ومنذ مجزرة دوما األولى ال يتلقى‬ ‫جرحان��ا‪ .‬م��ات ش��هيدين للهالل عن��ا هون‪.‬‬ ‫وهال في اثني��ن مخطوفين‪ ،‬ما بنعرف مين‬ ‫الجهة‪ ،‬مافي عنا أدوية وال كادر متخصص‪،‬‬ ‫وعش��رات الح��االت تج��ي يومي��ا‪ ،‬دون أن‬ ‫نس��تطيع تقديم مايلزم‪ ،‬ع��م نحاول نقدم‬ ‫الشي الممكن"‪.‬‬ ‫ويضي��ف رش��يد "رفعنا كت��اب إلى إدارة‬

‫منظم��ة الهالل األحمر الس��وري نش��رح فيه‬ ‫وضعنا‪ ،‬وع��م ننتظر الجواب الرس��مي‪ ،‬نحن‬ ‫نقط��ة طبي��ة ال عالقة لنا بأية ش��يء‪ ،‬واجبنا‬ ‫تقديم المساعدة الطبية ألي مصاب وجريح"‪.‬‬ ‫تبق��ى اإلش��ارة إلى انه رغ��م صعوبة‬ ‫الحال‪ ،‬مازالت البس��مة مرسومة على وجوه‬ ‫الجرح��ى والمصابي��ن‪ ،‬فه��م ضح��وا ألجل‬ ‫حرية مدينتهم وبلدهم‪.‬‬ ‫ماجد بتر س��اقه األيس��ر‪ ،‬نتيجة غياب‬ ‫ال��كادر الطبي المتخصص‪ ،‬ق��ال عندما كنا‬ ‫جالسين عند احد قادة الكتائب الجيش الحر‬ ‫وه��و يبتس��م "ما بيهمن��ي ش��يء وماكتير‬ ‫فارق��ة مع��ي انو قطع��ت رجلي‪ ،‬ب��س إلي‬ ‫يهمني يسقط بشار ونظامه"‪.‬‬ ‫أه��ل دوم��ا يحاولون ش��ق الحي��اة من‬ ‫جديد‪ ،‬فهل من مستغيث؟!‬

‫�إن�شاء مدر�سة قرب مدينة تركية على احلدود مع �سوريا‬ ‫لتعليم الأطفال الالجئني‬

‫شكل عشرات األساتذة السوريين في‬ ‫المنفى مدرسة قرب مدينة تركية تقع على‬ ‫الحدود مع س��وريا لتعليم األطفال النازحين‬ ‫بسبب الحرب األهلية التي تشهدها بالدهم‬ ‫منذ أشهر‪.‬‬ ‫والمدرس��ة الت��ي أقيمت ف��ي الطابق‬ ‫األرض��ي من مبنى مؤلف م��ن ثالث طبقات‬ ‫ف��ي مدين��ة كيليس جن��وب غ��رب تركيا ال‬ ‫تملك غير معدات بدائية‪ .‬ويتطوع األس��اتذة‬ ‫للتعلي��م ف��ي ه��ذه المدرس��ة في خمس��ة‬ ‫صف��وف مكتظة بالتالمي��ذ حيث يجلس كل‬ ‫خمسة على مقاعد خصصت لثالثة‪.‬‬ ‫ويالح��ظ األس��اتذة والمس��ؤولون‬ ‫اإلداريون ب��أن العديد م��ن التالميذ يعانون‬ ‫م��ن مش��اكل نفس��ية ال يعرف��ون كي��ف‬ ‫يتعاملون معها‪.‬‬ ‫لكن بالنسبة إلى تالميذ لم يذهبوا إلى‬ ‫المدرس��ة ألشهر بس��بب النزاع بين القوات‬ ‫الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة في‬ ‫مدن مثل حلب بش��مال س��وريا‪ ،‬افتتاح هذه‬

‫المدرسة قبل ثالثة أسابيع كان نبأ سارا‪.‬‬ ‫وقال حسام حسان (‪ 13‬عاما) الذي نشأ‬ ‫ف��ي حلب "كنت س��عيداً أكثر في مدرس��تي‬ ‫الس��ابقة في سوريا‪ .‬لكنني س��عيد الفتتاح‬ ‫ه��ذه المدرس��ة"‪ .‬وأض��اف‪" :‬لم اذه��ب إلى‬ ‫المدرسة لس��تة أش��هر‪ .‬لم أكن أفعل شيئا‬ ‫فقط انتظر والعب في الشارع"‪.‬‬ ‫ويحض��ر التالمي��ذ حص��ة دراس��ية إم��ا‬ ‫صباحا من الساعة ‪ 00 ،8‬إلى ‪ 00 ،12‬أو عصرا‬ ‫من الس��اعة ‪ 00 ،12‬إل��ى ‪ .00 ،16‬والصفوف‬ ‫مختلطة للصغار لكن الصبيان والفتيات األكبر‬ ‫سنا فموزعون على صفوف منفصلة‪.‬‬ ‫ويتعلم التالميذ العربي��ة واالنكليزية‬ ‫والرياضي��ات والعل��وم‪ .‬وخ�لال الحص��ص‬ ‫الدراس��ية تسمع في الممر الوحيد للمدرسة‬ ‫أطفال يكررون بصوت عال األحرف العربية‬ ‫أو االنكليزية‪.‬‬ ‫ونشأت فكرة تأسيس المدرسة عندما‬ ‫اجتم��ع أس��اتذة بع��د أن ف��روا م��ن س��وريا‬

‫واتخذوا هذا القرار إلفادة أطفال األسر التي‬ ‫قامت مثلهم بالهرب‪.‬‬ ‫وبعد طلب ترخيص من السلطات التركية‬ ‫خص��ص لهم الطابق األرضي من مبنى وبدأوا‬ ‫بالتدريس في ‪ 26‬تشرين الثاني‪.‬‬ ‫وأص� ً‬ ‫لا كان حوال��ي ‪ 1500‬تلمي��ذ‬ ‫مس��جلين لك��ن العدي��د منه��م توق��ف عن‬ ‫المجيء بسبب الوضع في المدرسة القريبة‬ ‫م��ن كيليس والمس��افة الطويل��ة التي كان‬ ‫يجب قطعها للوصول إليها‪.‬‬ ‫والي��وم يأتي ‪ 1100‬إل��ى ‪ 1200‬تلميذ‬ ‫ت��راوح أعماره��م بي��ن ‪ 7‬و‪ 13‬س��نة إل��ى‬ ‫المدرسة كل يوم لكن تالميذ جددا يصلون‬ ‫يوميا حس��ب ما قال فؤاد الشيخ سناء مدير‬ ‫المدرسة واحد مؤسسيها‪.‬‬ ‫وف��ي ‪ 11‬كانون األول أعلن��ت المفوضية‬ ‫العلي��ا لالجئين التابعة لألم��م المتحدة أن أكثر‬ ‫من ‪ 500‬ألف سوري تسجلوا كالجئين في الدول‬ ‫المجاورة لس��وريا وش��مال إفريقيا منذ انطالق‬

‫الثورة السورية ضد النظام في آذار ‪.2011‬‬ ‫وأضاف��ت المفوضي��ة أن العدي��د م��ن‬ ‫الالجئي��ن الس��وريين ل��م يتقدم��وا لطل��ب‬ ‫المس��اعدة‪ .‬وأضاف مؤس��س المدرس��ة أن‬ ‫الس��لطات التركي��ة والمنظم��ات المحلي��ة‬ ‫قدم��ت لنا المبان��ي والمع��دات الالزمة لكن‬ ‫هناك العديد من األمور التي تنقصنا‪.‬‬ ‫وتابع‪" :‬تحتاج المدرس��ة إلى دعم مالي‬ ‫ووسائل نقل ألنها في منطقة معزولة‪ .‬نحتاج‬ ‫إل��ى دع��م م��ادي للمعلمي��ن ألنه��م يعلمون‬ ‫كمتطوعين والمعيشة غالية في تركيا"‪.‬‬ ‫ثم هناك المش��اكل المرتبط��ة بالحرب‬ ‫ويؤك��د مدير المدرس��ة "يعان��ي التالميذ من‬ ‫مش��اكل نفس��ية عندما يصلون إلى هنا‪ .‬كل‬ ‫يوم تسمع في سوريا أصداء قصف وانفجارات‪.‬‬ ‫ويواجه التالميذ مشاكل نفسية جراء ذلك"‪.‬‬ ‫واقترح��ت منظم��ات محلي��ة تقدي��م‬ ‫النصح في هذا المجال لكن لم يتم التوصل‬ ‫إلى أي اتفاق حتى اآلن‪.‬‬


‫حـراكنـا «�شــارع �ســوريتنا»‬

‫ك��رر ط�لاب الس��ويداء م��ن المرحلة‬ ‫اإلعدادية اعتصامهم أم��ام مديرية التربية‬ ‫‪ ،2012 / 12 / 17‬للمطالب��ة بإعادة األس��تاذ‬ ‫أدهم مس��عود للتدريس بعد ق��رار التربية‬ ‫بإعادت��ه للعم��ل اإلداري‪ ،‬ويذك��ر أن ه��ذا‬ ‫االعتص��ام ه��و اعتصامه��م الثال��ث لنفس‬ ‫الغاي��ة‪ .‬وبتاري��خ ‪ 18‬كان��ون األول وردت‬ ‫معلومات متضاربة عن قيام ناش��طين من‬ ‫أهالي السويداء بتنظيم اعتصام في مركز‬ ‫المدين��ة وق��د تجمع��ت دوري��ات لعصاب��ات‬ ‫األمن وس��يارة إطفاء لتفريق المتظاهرين‪،‬‬ ‫واألحرار يقف��ون أمامها وبالص��وت العالي‪:‬‬ ‫الموت وال المذلة‪ ..‬عاش��ت س��وريا ويسقط‬ ‫بشار األسد‬

‫�سوريا احلرة‬

‫ال�سويداء‬

‫اجلزيرة ال�سورية‬ ‫وف��ي الجزي��رة الس��ورية ف��ي أحّ��د‬ ‫االعتص��ام الحي��اء ذك��رى استش��هاد ش��يخ‬ ‫الشهداء محمد معشوق الخزنوي‪.‬‬ ‫قام شباب ربيع أحرار رأس العين(سرى‬ ‫كانيه) بعمل مس��رحية تجس��د مجزرة التي‬ ‫حصلت في مدين��ة الحولة على يد عصابات‬ ‫األسد وشبيحته‪.‬‬

‫دع��ا المجل��س المحل��ي النتخابات في‬ ‫األس��بوع المنصرم‪ ،‬وفي حرك��ة الفتة قام‬ ‫ناش��طون مدني��ون بتنظيم اعتص��ام أمام‬ ‫مقر انتخابات المجلس المحلي ضد طريقة‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وذلك بحماية الش��رطة الثورية‬ ‫للمجلس المحلي‪.‬‬ ‫وقد تحدث أحد الناش��طين في سراقب‬ ‫لسوريتنا قائ ًال‪ :‬إن المجلس الحالي المشكل‬ ‫بالتواف��ق ه��و مجل��س أعضائه محس��وبة‬ ‫على تجمعات ذات طابع إس�لامي من كتائب‬ ‫مختلف��ة‪ ،‬م��ع تهميش لكتائ��ب أخرى‪ ،‬ومن‬ ‫دعا النتخابات مختلفة هي تجمعات تش��عر‬ ‫أنها مهمشة في المجلس الحالي‪.‬‬ ‫وفي الساحل السوري تستمر محاوالت‬ ‫كس��ر جدران الصمت من قبل شباب الثورة‪،‬‬ ‫فقد قام ناشطون في طرطوس ببخ عبارات‬ ‫الحرية على جدران المشروع السادس‪.‬‬

‫ال�شهيد �أغيد كرمي‬ ‫كان مصور وقت مشروع ساحة العيد في برزة‬ ‫بدمشق‪ ،‬وكان نشيطًا في مجال البخ وغرافيتي جدران‬ ‫برزة وغيرها في أوقات اإلضراب‪ ...‬استشهد أغيد إثر‬ ‫إطالق النار على تشييع أحد شهداء برزة‪..‬‬ ‫من كلماته‪" :‬إلى من يصورون ما يحدث في سوريا‬ ‫على أنها حرب طائفية‪ ..‬ثورتنا ثورة شعبية تشارك‬ ‫فيها جميع الطوائف‪ ،‬وهذا هو سالحنا‪( ..‬علبة بخاخ ‪+‬‬ ‫كاميرا)"‪..‬‬ ‫في عدد سوريتنا الثالث والستون بعض من صور‬ ‫الشهيد وهو يقوم ببخ جدران برزة في دعوات اإلضراب‬ ‫األخير‪ ..‬الرحمة لشهدائنا والحرية لسوريا‪..‬‬

‫اعتصام سراقب احتجاجًا على االنتخابات‬

‫المؤتمر التاسيسي اتحاد الطلبة االحرار‬

‫من فعاليات الساحل السوري ‪ -‬القدموس‬ ‫من فعاليات اعتصام القامشلي‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫�سراقب ومالمح الدميقراطية‬ ‫اجلديدة‬

‫عق��د عدد كبي��ر من ط�لاب الجامعات‬ ‫والثانوي��ات ف��ي س��وريا عل��ى م��دى األيام‬ ‫الخمس��ة الماضي��ة المؤتم��ر التأسيس��ي‬ ‫"لالتح��اد الوطن��ي لطلب��ة س��وريا الح��رة"‬ ‫في مغارة ببل��دة كنصقفرة بجب��ل الزاوية‬ ‫بريف إدلب وسط ترتيبات واحتياطات أمنية‬ ‫مشددة‪.‬‬ ‫وبحس��ب موقع "زم��ان الوص��ل" فقد‬ ‫ص��رح أح��د المنظمي��ن‪ :‬المؤتمر بالنس��بة‬ ‫لنا يش��كل خط��وة إلى األمام اتج��اه تنظيم‬ ‫الح��راك الطالب��ي وتوحي��ده‪ ،‬ويبق��ى ي��داً‬ ‫مم��دودة للجمي��ع وقلب��ًا مفتوح��اً ل��كل من‬ ‫يرغب المشاركة فيه‪.‬‬ ‫وأش��ارت مص��ادر طالبي��ة إل��ى أن‬ ‫المؤتمر حضره أكثر من ‪ 300‬طالب وطالبة‬ ‫وتح��دث فيه عدد من الش��خصيات الطالبية‬ ‫والثقافية‪.‬‬ ‫كما حضر وتحدث في المؤتمر بحسب‬ ‫المصادر‪ ،‬إتحاد مجالس الثورة والتنسيقيات‬ ‫المحلي��ة وإتح��اد األكاديميي��ن الس��وريين‬ ‫األح��رار‪ ،‬وإتحاد المعلمين األح��رار‪ ،‬والهيئة‬ ‫الطبي��ة إلغاثة الش��عب الس��وري‪ ،‬ومنظمة‬ ‫المهجرين الس��وريين‪ ،‬وتجمع علماء الثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬والمجال��س المحلي��ة‪ ،‬وتي��ار‬ ‫التجديد‪ ،‬وتيار اإلسالم الوسطي‪.‬‬ ‫كما أش��ارت مصادر ف��ي الجيش الحر‬ ‫في جبل الزاوية بأن عدداً من كتائب الجيش‬ ‫الحر قامت بتأمين المؤتمر أمنيًا‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ف��ي ظل فصل ش��تاء ق��اس وانقطاع‬ ‫ش��به متواص��ل للكهرباء وف��ي ظل ظروف‬ ‫معيشية س��يئة ونكبة إنس��انية في بعض‬ ‫مناطق س��ورية‪ .‬يؤكد أفراد شعبنا السوري‬ ‫على اس��تمرارية الثورة وأهمية المظاهرات‬ ‫والحراك والعم��ل المدني في وقت تتصاعد‬ ‫في��ه ح��دة العم��ل العس��كري ضد الش��عب‬ ‫الس��وري ويس��جل الجي��ش الس��وري الحر‬ ‫تقدم��ا ال يس��تهان ب��ه على صعي��د مراكز‬ ‫القوى‪،‬‬ ‫أحص��ى المرك��ز الس��وري المس��تقل‬ ‫إلحص��اء االحتجاجات ‪ 242‬مظاه��رة في ‪210‬‬ ‫نقط��ة تظاهر في مختلف أنحاء س��ورية‪ ،‬في‬ ‫جمعة “ال إرهاب في سورية إال إرهاب األسد”‪.‬‬ ‫وف��ي الجمع��ة الالحق��ة أحص��ى‬ ‫المركز‪ 211‬مظاهرة في ‪ 183‬نقطة تظاهر‬ ‫في مختلف أنحاء سورية‪ ،‬في جمعة “النصر‬ ‫إنكتب عَ بوابك يا حلب”‪.‬‬

‫اعتص��م ش��باب دمش��ق األس��بوع‬ ‫الماضي في حارة الجدي��دة في ركن الدين‬ ‫ف��ي تحدي واض��ح لقوات األمن والش��بيحة‬ ‫ليطالب��وا بجثامين ش��هدائهم وق��د هتفوا‬ ‫بهتافات الحرية والكرامة وطالبوا بإس��قاط‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأيض��ا ق��ام الش��باب الس��وري الثائر‬ ‫بإلق��اء آالف المناش��ير ف��ي منطق��ة ب��رزة‬ ‫مس��بقة الصن��ع ضم��ن حمل��ة (نح��و دولة‬ ‫مدنية) التي تدعو لالس��تمرار بالثورة حتى‬ ‫إس��قاط النظ��ام والوقوف كي��د واحدة من‬ ‫كافة أطياف الش��عب الس��وري لبناء سوريا‬ ‫الحرة المدنية‪..‬‬ ‫وعل��ى صعي��د آخ��ر‪ ،‬خ��رج الش��باب‬ ‫الس��وري الثائ��ر بمظاهرة حاش��دة بعنوان‬ ‫(الدم السوري والفلسطيني واحد) حيوا فيها‬ ‫الش��هيد نور الدين غنم الذي سقط شهيداً‬ ‫كما حي��وا فيها المدن المنكوبة وأكدوا على‬ ‫استمرار الثورة وفائاً لدماء الشهداء‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫مظاهرات‬

‫حراك العا�صمة‬

‫‪5‬‬


‫�سدنة هياكل الوهم‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫رجال الدين والثورة ال�سورية‬

‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫كتاب للمثقف‬ ‫عنوان ملفنا اليوم ع��ن ٍ‬ ‫الس��وري المعارض "عبد ال��رزاق العيد" في‬ ‫نقد العقل الفقهي وتحالف الدين والسلطة‬ ‫إلحكام الس��يطرة على الش��عوب‪ ،‬ألم يقل‬ ‫" ليني��ن " يوم��ًا‪ " :‬الطبق��ات الحاكم��ة كلها‬ ‫تحتاج من أجل الحفاظ على س��يطرتها إلى‬ ‫وظيفتي��ن اجتماعيتين هما الجالد والكاهن‬ ‫"‪ ،‬ولس��نا هن��ا ف��ي مع��رض التعمي��م ب��ل‬ ‫المقص��ود من رج��ال الدين ف��ي ملفنا هذا‬ ‫علم��اء الس��لطة ورجاالتها الذين اس��تمرأوا‬ ‫مماألتها‪ ،‬خاص ًة ف��ي مراحل المجابهة حيث‬ ‫ترتف��ع أس��عار الضمائر‪ ،‬إذ عاش��ت س��وريا‬ ‫وألول م��رة من��ذ بواكي��ر النهض��ة العربية‬ ‫الحديث��ة‪ ،‬حلف��اً مقدس��ًا بين المؤسس��تين‬ ‫السياسية والدينية ضد العقل العربي وضد‬ ‫حريت��ه وحقه ف��ي التأمل والبح��ث واإلنتاج‬ ‫والتعام��ل مع واقعه االجتماعي والسياس��ي‬ ‫ومع تراث��ه ومع الثقاف��ات العالمية األخرى‪،‬‬ ‫في محاولة ضخمة بدأت من إيران الخميني‬ ‫وس��رت في جنب��ات الوطن العربي بأس��ره‬ ‫إلدانة العقل العربي وتس��فيهه ومحاسبته‬ ‫على انفتاحه ومعاقبته على مس��ايرته للمد‬ ‫الحداثي أو اإلنس��اني أو القانوني‪ ،‬وتكفيره‬ ‫على إشاعته قيم التحرر السياسي واالنفتاح‬ ‫الثقافي والتسامح الديني‪.‬‬ ‫ولعل أكثر المشاهد غراب ًة في تحالف‬ ‫الديني والسياسي أن يتحول النظام السوري‬ ‫إل��ى نظ��ام ش��به دين��ي‪ ،‬فهو عل��ى الرغم‬ ‫من تحالفه م��ع أعتى األنظم��ة الدينية في‬ ‫التاري��خ الحديث‪ ،‬إال أنه هو نفس��ه المفاخر‬ ‫دائمًا بعلمانيته المفرطة ليتخلى عنها تقربًا‬ ‫من صفوف معظم الشعب المسلم السني‪..‬‬ ‫بدءاً بإطالق قناة فضائية دينية في انقالب‬ ‫واضح على علمانيته الكاذبة‪ ،‬وهو من اتهم‬ ‫الث��وار م��راراً بالطائفية‪ ،‬وعمل ما بوس��عه‬ ‫على تخويف األقلي��ات العددية من التيارات‬ ‫الدينية‪ ،‬وإثارة النعرات الطائفية‪.‬‬ ‫نظام البعث الذي عمد منذ أيامه األولى‬ ‫إلى محاربة اإلسالم ومظاهره في المجتمع‬ ‫ومنع المس��لمين من نقل صلواتهم إعالميًا‬ ‫وضيق عليهم في ممارسة شعائرهم خاص ًة‬ ‫في مطل��ع الثمانين��ات‪ ،‬انقلب على نفس��ه‬ ‫وعل��ى أدبياته‪ ،‬ليخ��رج علين��ا رأس النظام‬ ‫اجتماع مص��ور بالداعيات اإلس�لاميات‬ ‫ف��ي‬ ‫ٍ‬ ‫في القص��ر الجمهوري يلقي عليهم درس��ًا‬ ‫ديني��ًا في طاعة اهلل ورس��وله وأولي األمر‪،‬‬ ‫لتعلوا وجوههم االبتسامات وعالئم الرضا‪،‬‬ ‫ف��ي محاول��ة لإليحاء بأن الث��ورة انتهت وأن‬ ‫على الثوار أو الثائرين العودة إلى منازلهم‪.‬‬ ‫وكان س��ادن ه��ذا المجم��ع المق��دس وزير‬ ‫األوقاف " عبد الس��تار الس��يد " ال��ذي أفتى‬ ‫مطلع رمضان المنص��رم بتحريم التظاهر‪،‬‬ ‫بحج��ة أن التظاهر جزء م��ن المؤامرة على‬ ‫ديار المسلمين‪.‬‬ ‫واإليحاء الديني في األحداث الس��ورية‬ ‫لم ينته بعد‪ ،‬وأضحى ظهور الشّ��يوخ على‬ ‫وس��ائل اإلعالم الس��ورية مسلس� ً‬ ‫لا يومياً‪،‬‬ ‫بعد أن كان اإلسالم ممنوعًا منعًا شام ًال من‬ ‫الظه��ور فيها‪ ،‬ال ّلهم إلاّ م��ن وجه أو وجهين‬ ‫"بعثيي��ن أكث��ر من ح��زب البع��ث"‪ ،‬ليؤكدوا‬ ‫وقوفهم إلى جانب السلطان في وجه الشعب‬

‫الثائر‪ ،‬الذي برأيه��م ال يعرف مصلحته‪ ،‬وال‬ ‫يدرك ما يراد له‪ ،‬وال أين يتجه به‪ ،‬لذا فكروا‬ ‫بد ًال منه‪ ،‬وقرروا نيابة عنه‪ ،‬وباسمه بايعوا‬ ‫"ولي األمر" على الس��مع والطاعة حتى وإن‬ ‫سجن وعذب‪ ،‬وانبروا‪ .‬ينظرون للواقع المرير‬ ‫وفوائ��ده‪ ،‬فالديكتاتورية عنده��م خير من‬ ‫الديمقراطي��ة التي برأيهم ال تأتي إلاّ بش��ر‬ ‫في الدين والدنيا‪ ،‬وهي عبارة عن اس��تعمار‬ ‫عن بعد من الغرب‪ ،‬ويحذّرون من المخطط‬ ‫الخارجي‪ ،‬وكي��د اآلخر‪ ،‬وعدوانه‪ ،‬مما يجعل‬ ‫االعتق��ال التعس��في وكبت الحري��ات مطلبًا‬ ‫ديني��اً وقوميًا‪ ،‬ألنه حاج��ة ملحة وألن البيئة‬ ‫الس��ورية حال��ة خاصة وال يمك��ن مقارنتها‬ ‫بالحالة التونسية أو المصرية‪ .‬وعلى الشّعب‬ ‫أن يخت��ار بي��ن الديكتاتوري��ة وتبعاته��ا‪ ،‬أو‬ ‫االقتتال الطائفي‪ ،‬وال فهم ثالث‪.‬‬ ‫وكل م��ن س��ولت له نفس��ه غي��ر هذا‬ ‫فهو عمي��ل متآمر‪ ،‬وخائن مأج��ور‪ ،‬ومخرب‬ ‫مغ��رض‪ ،‬و من��دس‪ .‬ووف��ق ه��ذه الرؤي��ة‬ ‫تحشد النصوص الش��رعية في سياق وفي‬ ‫غي��ر س��ياق‪ ،‬تجت��زأ من هن��ا وم��ن هناك‪،‬‬ ‫تق��دم فتوى ألنه��ا تلبي المصلح��ة‪ ،‬وتؤخر‬ ‫أخرى ألنه��ا ال تتوافق مع الواق��ع العام‪ ،‬بل‬ ‫وف��ي ه��ذه المرحل��ة "الحرجة" عل��ى اآلراء‬ ‫أن تتح��د تح��ت س��قف الوط��ن‪ ،‬والمقصود‬ ‫بالوط��ن‪ ،‬وطنٌ يرأس��ه األس��د وأبناؤه من‬ ‫بعده‪ ،‬والكالم عن س��لب الحقوق‪ ،‬واالعتداء‬ ‫على الحريات‪ ،‬والقبضة األمنية التي تحكم‬ ‫البل��د‪ ،‬ونهب خي��رات وث��روات الوطن ليس‬ ‫الوقت مناس��با للكالم عنها في هذا الظرف‬ ‫الرّاهن‪.‬‬ ‫الجام��ع األم��وي ل��ه دور أيض��ًا ف��ي‬ ‫التط��ورات‪ ،‬ليتدخ��ل الش��يخ "محمد س��عيد‬ ‫رمض��ان البوطي" رئيس الحلق��ات العلمية‬

‫بالمس��جد الش��هير‪ ،‬ويرب��ط ف��ي محاول��ة‬ ‫مكش��وفة للجميع بين األحداث في س��وريا‬ ‫واس��تهداف اإلس�لام‪ .‬ول��م يك��ن الش��يخ‬ ‫المش��هور بحاج��ة إل��ى الق��ول إن األح��داث‬ ‫السورية ليس��ت حركة إصالحية‪ ،‬وإنما هي‬ ‫فئة تريد القضاء على س��وريا وجعلها دولة‬ ‫مش��لولة ال تق��در عل��ى الحراك في س��بيل‬ ‫المقاومة‪.‬‬ ‫وخالف��اً لم��ا اعت��اده الس��وريون زمن‬ ‫البع��ث‪ ،‬باتت تنقل صالة الجمعة من الجامع‬ ‫األموي الكبير‪ ،‬ربما في إش��ارةٍ إلى أن بني‬ ‫أمية ه��م من ابتدع��وا اللعن��ة التي حكمت‬ ‫التاري��خ العرب��ي حت��ى يومن��ا ه��ذا‪ ،‬لعن�� ٌة‬ ‫اسمها مذهب االستخالف الخاص أي "دينية‬ ‫الس��لطة والتش��ريع"‪ :‬وهو مذه��بٌ يقارب‬ ‫مذه��ب الكهنوتية‪ ،‬ويتمثل ف��ي أن الحاكم‬ ‫ينف��رد دون الجماع��ة باالس��تخالف عن اهلل‬ ‫ف��ي األرض‪ ،‬وه��و مذه��ب قال ب��ه بعض‬ ‫الخلفاء العباس��يين ومن خلفه��م أيضًا من‬ ‫ممالي��ك وعثمانيي��ن‪ ،‬كما قال به الش��يعة‬ ‫في ح��ق األئمة من أحف��اد علي "رضي اهلل‬ ‫عنه"‪.‬‬ ‫و البوط��ي كان ق��د عب��ر ع��ن نظرته‬ ‫لعالقة المواطن بالس��لطة ف��ي كتابه "هذا‬ ‫وال��دي "‪ ،‬الصفحة ‪ 139‬من خ�لال ما أورده‬ ‫م��ن الحدي��ث النبوي الش��ريف‪ ،‬وه��و قول‬ ‫النب��ي " صل��ى اهلل علي��ه وس��لم " لحذيفة‬ ‫ب��ن اليم��ان‪ " :‬تس��مع وتطي��ع لألمي��ر‪ ،‬وإن‬ ‫ض��رب ظهرك وأخ��ذ مالك‪ ،‬فاس��مع وأطع "‬ ‫فبرأي��ه أن علينا الس��مع والطاعة اس��تجاب ًة‬ ‫لضغ��وط اللحظ��ة الراهنة والتي اس��تمرت‬ ‫بالعمر الس��وري أربعين عام��ًا‪ ،‬ومتطلباتها‬ ‫السياس��ية بل وقيمه��ا وثقافته��ا وأخالقها‬ ‫الت��ي يش��رع ويفت��ي له��ا الفقي��ه‪ ،‬ليكاف��أ‬

‫بالعطاءات والمراكز‪ ،‬ب��ل وليكرس بمثابته‬ ‫الفقيه السلطاني األول‪.‬‬ ‫به��ذه النظ��رة كان تعاط��ي الش��يوخ‬ ‫الموالي��ن للنظ��ام الس��وري م��ع األح��داث‬ ‫التي تش��هدها البلد‪ ،‬ب��دأً بالدكتور البوطي‬ ‫الذي قال عن الش��باب الثائري��ن بأنهم نتاج‬ ‫مؤام��رة خارجي��ة‪ ،‬وب��أن وجوههم ليس��ت‬ ‫وجوه مص ّلين‪ ،‬وال تتم المطالبة للحقوق إال‬ ‫بـ"الح��وار" مع النظام الحاك��م حقنًا للدماء‪،‬‬ ‫وعلى هذا المنوال جرى من بعده كالدكتور‬ ‫مصطفى البغا‪.‬‬ ‫أمّ��ا الش��يوخ الرس��ميين كالمفت��ي‬ ‫الع��ام "أحمد حس��ون" الذي وصف الش��باب‬ ‫ال ّثائرين بالمخربين‪ ،‬لم يزيدوا على ما قاله‬ ‫مفتيهم سوى أنّهم حش��دوا ما صح ومالم‬ ‫يص��ح من النصوص الش��رعية لدعم توجه‬ ‫النظام ف��ي وجه "المتآمرين‪ ،‬والمندس��ين‪،‬‬ ‫الذين ينفذون مخطط��ات تآمرية خارجية"‪.‬‬ ‫كما ه��دد المفتي فجأة بإرس��ال انتحاريين‬ ‫واستش��هاديين إل��ى أوروبا؛ إذ ق��ال‪« :‬إنّني‬ ‫أقوله��ا ألوروبا والوالي��ات المتحدة‪ :‬س��نعد‬ ‫استش��هاديين ه��م اآلن عندكم إن قصفتم‬ ‫س��وريا أو قصفتم لبنان»‪ ،‬ليستمر اإلعالم‬ ‫الرس��مي باته��ام المعارض��ة بالتط��رف‪،‬‬ ‫موحياً باعتداله متجاه ًال تصريحات المفتي‬ ‫المحسوب على المؤسسة الحاكمة‪.‬‬ ‫أق��وال رجال الدين الس��ابقة‪ ،‬ال يمكن‬ ‫فهمه��ا وتفس��يرها‪ ،‬إال م��ن بواب��ة ال��والء‬ ‫للحاكم ضد الرعية‪ ،‬لنجد أنفس��نا أمام دين‬ ‫في خدمة االستبداد‪ ،‬ولو كان ظاهريًا ضده‪.‬‬ ‫فمن يؤيد االستبداد في مكان ويرفضه في‬ ‫مكان آخ��ر‪ ،‬هو يخدم االس��تبداد أينما كان؛‬ ‫ألن مواقفه ليست نابعة من الدين‪ ،‬بقدر ما‬ ‫ّ‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تجعل من الدين موظفًا في خدمة السياسة‪،‬‬ ‫إلى درجة العمل على زرع الفتنة الطائفية‪،‬‬ ‫وإثارتها‪ .‬ورغم قول كل من هؤالء الش��يوخ‬ ‫ورج��ال الدين إنّه��م ضد الطائفي��ة‪ ،‬إال ّأن‬ ‫الطائفية تش��ح من تصريحاته��م اليومية‪.‬‬ ‫فمصلح��ة النظام فوق كل ش��يء‪ ،‬وال مانع‬ ‫م��ن تجييش الحس الطائف��ي خدمة لنظام‬ ‫الممانع��ة‪ ،‬فيقف��ون ه��م و المالل��ي ف��ي‬ ‫طهران ض��د ثورة س��وريا‪ ،‬بينم��ا اصطفوا‬ ‫م��ع ث��ورة البحرين وث��ورةٍ مفترض��ةٍ في‬ ‫الس��عودية‪ ،‬فالمواقف بازارٌ للبيع‪ ،‬تنبع من‬ ‫ن��وازع طائفي��ة في م��كان‪ ،‬وسياس��ية في‬ ‫مكان آخر‪ ،‬حسب الحاجة‪.‬‬ ‫وف��ي الوق��ت ال��ذي التزم في��ه بعض‬ ‫الش��يوخ الصمت كالدكتور وهب��ة الزحيلي‬ ‫ال��ذي اتبع منه��ج "إن لم تس��تطع أن تقول‬ ‫حق��اً‪ ،‬فال تقل باط� ً‬ ‫لا "‪ ،‬بينما وقف الس��واد‬ ‫األعظ��م من رجال الدين مع الش��عب‪ ،‬ليس‬ ‫من موقع الموجه والمنظر‪ ،‬بل في الشوارع‬ ‫م��ع غيرهم من أبناء الوطن‪ ،‬وملفٌ أو عددٌ‬ ‫م��ن س��وريتنا لن يكف��ي إليراد أس��ماءهم‬ ‫وح��ده التاري��خ س��ينصفهم ويضعه��م في‬ ‫سجله الذهبي‪.‬‬ ‫أما رجال الدين المس��يحي فسنعرض‬ ‫لموقفه��م باختص��ار‪ ،‬لنفتح مل��ف األقليات‬ ‫مقبل من س��وريتنا‪ ،‬فقد‬ ‫العددي��ة في عددٍ ٍ‬ ‫انتقل موقف اإلكليروس المس��يحي عمومًا‬ ‫م��ن االرتب��اك والترق��ب إلى الدع��م العلني‬ ‫الجل��ي لسياس��ة النظ��ام‪ ،‬بما فيه��ا ضمنيًا‬ ‫سياس��ة القم��ع العنيف لحرك��ة المعارضة‪،‬‬ ‫وال يخل��و األم��ر م��ن مواق��ف مح��دودة جداً‬ ‫ومتواضع��ة وخجول��ة تعل��ن الحي��اد وعدم‬ ‫ارتب��اط المس��يحيين بنظام حاك��م بعينه‪،‬‬ ‫لعل أكثرها سطوعًا تصريح مطران دمشق‬ ‫للموارنة‪ ،‬ورأس الطائفة السريانية الكريمة‬ ‫وه��و ما قد يقرأ م��ا بين س��طوره على أنه‬ ‫ش��به معارضة لممارسات نظام األسد‪ .‬على‬ ‫العموم لم تلق هذه المواقف األخيرة تجاوبًا‬ ‫يعول عليه‪.‬‬ ‫ه��ذا التأيي��د منطلق��ه أن النظ��ام‬ ‫الحال��ي برأيه��م ه��و م��ن يحميه��م م��ن‬ ‫األغلبية المس��لمة‪ ،‬ويؤمّن بالتالي مصلحة‬ ‫المس��يحيين الوجودية‪ .‬في حين أن مواقف‬ ‫الكنيس��ة يجب أن تستند على مبادئ روحية‬ ‫إنجيلي��ة ال عل��ى مصالح‪ .‬فاألع��داد الكبيرة‬ ‫من المس��يحيين األوائل الذي��ن اقبلوا على‬ ‫الشهادة جراء االضطهاد الديني‪ ،‬باندفاع قل‬ ‫نظيره في القرون الثالثة األولى للمسيحية‬ ‫وعلى األرض الس��ورية بال��ذات‪ ،‬أصغوا في‬ ‫شهادتهم هذه إلى صوت إيمانهم المسيحي‬ ‫ال إل��ى ص��وت المصلح��ة‪ ،‬بالرغ��م م��ن أن‬ ‫إيمانهم هذا قادهم إلى حتفهم‪ ،‬مادياً وإلى‬

‫ملكوت السماء مسيحيًا‪.‬‬ ‫الي��وم‪ ،‬وعش��ية س��قوط النظ��ام‪ ،‬ال‬ ‫نط��رح موق��ف رج��ال الدي��ن م��ن الث��ورة‬ ‫بقصد ج��رد الحس��اب‪ ،‬فوح��ده التاريخ من‬ ‫س��يحاكمهم أو ًال بعدها يتلق��ون عدالة اهلل‬ ‫الذي برروا القتل والتهجير والتدمير باسمه‪،‬‬ ‫مس��كون‬ ‫ب��ل ألن الواقع الس��وري الراهن‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫بهاجس��ي "الدين" و" السياسة "‪ ،‬فقد تمنى‬ ‫البعض من الس��وريين في ي��وم من األيام‬ ‫وفي ازدح��ام اإليديولوجيات ٍ‬ ‫والعقائد‪ ،‬التي‬ ‫ربطت التطور بالتخلي ع��ن الدين بالكامل‬ ‫وليس عن المؤسس��ة الديني��ة‪ ،‬بأن يصبح‬ ‫ّ‬ ‫وتش��كل لوهلةٍ‬ ‫الدين ش��يئاً م��ن الماضي‪.‬‬ ‫واقعٌ أوهمهم بإمكانية تحقيق ذلك الحلم‪.‬‬ ‫لكن حتمية التاريخ أفرزت واقعًا آخر سرعان‬ ‫م��ا محا تلك األوهام‪ .‬حي��ث عاد الدين اليوم‬ ‫ليزاحم كل انتماء وكل فكرة‪ ،‬وليجد لنفسه‬ ‫موض��وع وقضي��ة‪ ،‬لم يعد‬ ‫تأثي��راً ف��ي كل‬ ‫ٍ‬ ‫باإلمكان تحييد السياس��ة في زمن الثورات‬ ‫العربي��ة الراه��ن‪ .‬وهذا يف��رض البحث في‬ ‫جدلية الديني والسياس��ي في سوريا‪ ،‬على‬ ‫أن تك��ون مهمة هذا البح��ث تقديمَ نموذج‬ ‫اس��تيعاب واس��تجابة جديد‪ ،‬هدفُ��هُ تمكين‬ ‫الس��وريين من التعامل م��ع قضاياهم بحدٍ‬ ‫أدنى من العقالنية والواقعية‪ .‬فقط‪ .‬ال أكثر‬ ‫وال أقل في هذه المرحلة‪.‬‬ ‫وه��ذا ال يتحقق إال عب��ر إعادة التفكير‬ ‫بهدوء في عناصر تلك الجدلية التي تفرض‬ ‫نفس��ها باضطراد‪ .‬وإع��اد ُة التفكير بدورها‬ ‫لن تك��ون ممكنة إال إذا اس��تطاع المثقفون‬ ‫والساسة الس��وريون‪ ،‬من مختلف المدارس‬ ‫الفكري��ة واأليديولوجي��ة‪ ،‬تج��اوز مواقفهم‬ ‫الصارم��ة المح��دّدة المعروف��ة تج��اه تلك‬ ‫الجدلي��ة‪ ،‬إذ ال يب��دو ثمة إمكاني��ة بعد اآلن‬ ‫إلضفاء القداس��ة على الممارسة السياسية‬ ‫باس��م الدي��ن‪ ،‬أو التعام��ل م��ع السياس��ة‬ ‫بمنطق المُطلقات التي ال تقبل النقاش‪ ،‬أو‬ ‫من خالل التصورات واألحكام الطهورية كما‬ ‫يريد البعض‪..‬‬ ‫وال إمكاني��ة بع��د الي��وم إلقص��اء‬ ‫المؤسس��ة الديني��ة‪ ،‬أو ضمه��ا للس��لطة‬ ‫الحاكم��ة‪ ،‬وس��يبني الس��وريون كعهده��م‬ ‫نظام��اً مدنيًا أصي� ً‬ ‫لا مع التأكي��د على الدور‬ ‫التاريخي للمؤسس��ة الدينية‪ ،‬والذي يصعب‬ ‫تجاهل��ه ف��ي إط��ار إع��ادة بن��اء وتعزي��ز‬ ‫س��لطة الدولة القانوني��ة المدنية بعيداً عن‬ ‫الثيوقراطية التي تبش��ر بها الدولة الدينية‪،‬‬ ‫ودون الوق��وع بالضرورة ف��ي فخ الدولة الال‬ ‫دينية التي تأخذ بالعلمانية الشاملة وفرض‬ ‫دين "الالدين" قسراً‪.‬‬ ‫عل��ى الس��وريين الي��وم أن يفك��روا‬ ‫بس��وريا المرتقب��ة‪ ،‬بع��د أن أيق��ن الجميع‬

‫بحتمي��ة س��قوط النظ��ام وتمح��ور الخالف‬ ‫بي��ن أي��ام أو أس��ابيع‪ ،‬حت��ى نائ��ب رئي��س‬ ‫ٍ‬ ‫حوار‬ ‫الجمهورية " فاروق الشرع "صرح وفي ٍ‬ ‫أجراه م��ع صحيفة األخبار المحس��وبة على‬ ‫ح��زب اهلل اللبنان��ي‪ ،‬بأن‪ " :‬المش��كلة تكبر‬ ‫وتتعمق عندما يعتقد البعض أن الحس��م أو‬ ‫الكس��ر ممكن‪ .‬ليس صحيح��ًا على اإلطالق‬ ‫أن بإم��كان كل هذه المعارضات أن تحس��م‬ ‫المعركة على أس��اس إس��قاط النظام إال إذا‬ ‫كان هدفها إدخال البالد في فوضى ودوامة‬ ‫عن��ف ال نهاية له��ا‪ .‬وال أرى أن م��ا تقوم به‬ ‫ق��وات األم��ن ووح��دات الجي��ش س��يحقق‬ ‫حسمًا‪ ،‬سيما أننا ندرك‪ ،‬من دون أية أوهام‪،‬‬ ‫خطورة العمل الجاري الذي يستهدف تدمير‬ ‫سوريا‪ :‬تاريخًا وحضارة وشعبًا‪ .‬إن اتصاالت‬ ‫اإلبراهيم��ي وجوالت��ه‪ ،‬كما مب��ادرة جنيف‪،‬‬ ‫يمكن اعتبارها أساساً صالحًا لهذه التسوية‪.‬‬ ‫وال نبالغ إذا قلنا أن إنجاز التسوية التاريخية‬ ‫لألزمة السورية يمهد الطريق لتحقيق مناخ‬ ‫دول��ي يعال��ج قضاي��ا هامة أخ��رى بالطرق‬ ‫السياسية وليس بالمواجهة العسكرية "‬ ‫معترف��ًا بمعارض��ةٍ مس��لحة ولي��س‬ ‫إرهابيي��ن مرتزق��ة‪ ،‬سيس��حقهم جي��ش‬ ‫النظ��ام ويقض��ي عل��ى فلوله��م‪ ،‬بحس��ب‬ ‫التوصي��ف الدائم للنظ��ام وإعالمه‪ ،‬معترفًا‬ ‫بفشل النظام المتآكل يومياً في الحسم‪.‬‬ ‫ولعل��ه م��ن المبك��ر الق��ول إن كان��ت‬ ‫ه��ذه المبادرة هي مبادرت��ه‪ ،‬أم أنها مبادرة‬ ‫من الرئيس األس��د ومنظومته العس��كرية‬ ‫واألمني��ة‪ ،‬خاص��ة وأن معرك��ة دمش��ق قد‬ ‫بدأت‪ ،‬والمعارضة المس��لحة تحق��ق تقدمًا‬ ‫ف��ي كل المواق��ع‪ ،‬وأن س��قوط النظ��ام قد‬ ‫أصب��ح مس��ألة وق��ت‪ ،‬و من يع��رف طبيعة‬ ‫النظام في س��وريا يدرك أن الش��رع ما كان‬ ‫باس��تطاعته أن يطرح ما طرحه لو لم يكن‬ ‫هناك ضوء أخضر من رأس النظام السوري‪،‬‬ ‫ال ش��يء يجري في النظام السوري من باب‬ ‫حري��ة ال��رأي واالجتهاد‪ ..‬في س��ورية نظام‬ ‫ذو بعد واحد‪ ..‬هناك ممثلون على المس��رح‪،‬‬ ‫وهناك ملقن‪ ..‬وما ال يظهر في الصورة هو‬ ‫الملقّن‪..‬‬ ‫إال أن الالف��ت أيض��ًا تحمي��ل الش��رع‬ ‫لرأس النظام كامل المسؤولية عن التدمير‬ ‫المتواصل لسوريا باعتماده الحل العسكري‬ ‫وال ش��يء غيره‪ ،‬حي��ن قال‪ :‬م��ن موقعي ال‬ ‫أعرف تمامًا إلى أين سيفضي الخيار الراهن‬ ‫بن��ا‪ .‬لي��س لدي جواب ش��افٍ‪ .‬وربم��ا ال أحد‬ ‫من المس��ؤولين يعرف إلى أي��ن وصلنا في‬ ‫الحل‪ .‬وقد تس��تغرب إذا قل��ت لك أن رئيس‬ ‫الجمهورية ش��خصيًا ق��د ال يعطيك الجواب‬ ‫الش��افي مع أنه يملك ف��ي يديه كل مقاليد‬ ‫األمور في البلد‪ .‬ما يجري في س��وريا معقد‬

‫ومرك��ب ومتداخ��ل‪ .‬إذا حاول��ت تفكيكه قد‬ ‫يزداد تعقيداً وقد تزداد القطب المخفية فيه‬ ‫بد ًال م��ن أن تهديك إلى الحل‪ .‬من أتيحت له‬ ‫فرصة لقاء الس��يد الرئيس سيسمع منه أن‬ ‫هذا صراع طويل‪ ،‬والمؤامرة كبيرة وأطرافها‬ ‫عديدون "إرهابيون‪ ،‬رع��اع‪ ،‬مهربون"‪ .‬وهو‬ ‫ال يخف��ي رغبت��ه بحس��م األمور عس��كريًا‬ ‫حتى تحقيق النصر النهائي‪ ،‬وعندها يصبح‬ ‫الحوار السياس��ي ممكنًا عل��ى أرض الواقع‪.‬‬ ‫وكثي��رون ف��ي الح��زب والجبه��ة والق��وات‬ ‫المس��لحة يعتقدون منذ بداية األزمة وحتى‬ ‫اآلن أن ال بدي��ل ع��ن الح��ل السياس��ي‪ ،‬وال‬ ‫عودة إلى الوراء "‪.‬‬ ‫كما أضاف " الحل ال يكون واقعياً إال إذا‬ ‫بدأ من أعلى المستويات‪ .‬فرئيس الجمهورية‬ ‫هو القائد العام للجيش والقوات المس��لحة‪،‬‬ ‫وهو ال��ذي يعيّ��ن رئيس مجل��س الوزراء‪،‬‬ ‫ويقود الحزب الحاكم‪ ،‬ويختار رئيس مجلس‬ ‫الش��عب‪ .‬ولك��ن‪ ،‬وفي الوقت نفس��ه‪ ،‬هناك‬ ‫مؤسس��ات تنفيذي��ة وتش��ريعية وقضائية‬ ‫مس��ؤولة مباشرة عن إدارة ش��ؤون الدولة‪،‬‬ ‫وهذه المؤسسات لديها رؤساء مدراء عامون‬ ‫ومجال��س إدارة يعمل��ون‪ ،‬أو يزعم بعضهم‬ ‫أنه يعمل‪ ،‬وفق التوجيه‪ ،‬وأحيانًا يحس��مون‬ ‫قراره��م عندم��ا يش��يرون بأصابعه��م إلى‬ ‫الص��ورة المعلقة فوق مكاتبه��م مما يعني‬ ‫أن التوجيه ال نقاش فيه "‪.‬‬ ‫قد تكون تصريحات الشرع كالماً عابراً‪،‬‬ ‫وقد تكون مناورة من النظام‪ ،‬أو مناور ًة من‬ ‫المحيطين باألسد لتحميله كامل المسؤولية‬ ‫فإذا ما ربطنا لقاء الش��رع مع األخبار بمقالة‬ ‫" ش��ارل أيوب " في الديار عن يوميات األسد‬ ‫ُ‬ ‫نحص��ل عل��ى وثيق��ةٍ تكفي إلحالة األس��د‬ ‫للقضاء الدولي والعادي‪.‬‬ ‫مب��ادرة الش��رع قد تك��ون أو ال تكون‪،‬‬ ‫لكنها في نهاية المطاف تأتي والجيش الحر‬ ‫عل��ى بعد أمتار‪ ،‬وال مكان في هذه اللحظات‬ ‫لمبادرات من هذا القبيل‪.‬‬ ‫أخت��م بالع��ودة إلى متن ملفن��ا اليوم‪،‬‬ ‫فالنص��رُ آتٍ وللش��عب القيام��ة و لي��س‬ ‫لمشايخ السلطة وكهنتها إال عود التين‪ ،‬إنه‬ ‫مكر التاريخ ّ‬ ‫عل س��يد المقاومة في خطابه‬ ‫األخي��ر المتزامن مع قصف الطيران الحربي‬ ‫لمخيم اليرموك لالجئين يدرك مكره فبينما‬ ‫يصرخ فاسقًا بحتمية انتصار األسد‪ ،‬يقصف‬ ‫األخير الشعب الفلس��طيني الذي ع ّلم نصر‬ ‫اهلل المقاومة والشعب السوري الذي صنعها‬ ‫بحمم من لهب‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫للسوريين والفلس��طينيين المجد كل‬ ‫المج��د والقيام��ة وليس لنص��ر اهلل إال عود‬ ‫التين‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫الربيعالعربيوال�شتاءال�سوري‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫خالد كنفاني‬ ‫تمر هذه األيام الذكرى الثانية النتحار‬ ‫الشاب التونسي الفقير البوعزيزي بإحراق‬ ‫نفس��ه أمام بلدية مدينة سيدي بوزيد في‬ ‫جنوب تونس احتجاجاً على منعه من العمل‬ ‫كبائع متجول‪ .‬مات هذا الشاب وهو ال يعمل‬ ‫وال حت��ى كان يجرؤ عل��ى الحلم بأن يصبح‬ ‫أيقونة لما س��مي فيما بعد "الربيع العربي"‬ ‫ودون أن يتخي��ل أن رماده س��يصبح الجمرة‬ ‫الت��ي أحرق��ت واح��داً م��ن أعت��ى االنظمة‬ ‫االستبدادية في المنطقة‪.‬‬ ‫م��ات عش��رات اآلالف حرق��ًا وغرق��ًا‬ ‫وتنكي� ً‬ ‫لا واغتصاب��ًا ف��ي األقبي��ة المظلمة‬ ‫لسجون األمن التونسي ولم تقم ثورة ولم‬ ‫يزهر أي ربيع‪ ،‬إال أن الشرارة التي أحرق بها‬ ‫البوعزيزي نفس��ه أضحت منارة اهتدى بها‬ ‫كل الش��عب التونس��ي الذي ارتقت مطالبه‬ ‫دفعة واحدة م��ن المطالبة بحق العمل إلى‬ ‫المطالبة برحيل النظام‪.‬‬ ‫الكثي��ر من أح��داث التاري��خ ليس لها‬ ‫تفس��ير واض��ح‪ ،‬فالمفارقات ف��ي عصورنا‬ ‫الماضي��ة كبي��رة ج��داً وغريبة ج��داً‪ ،‬ولكن‬ ‫لم يس��تطع أي محلل اجتماع��ي أو تاريخي‬ ‫أو سياس��ي أو اقتصادي تفس��ير الكثير من‬ ‫الظواه��ر التاريخية المفاجئ��ة ولعل الربيع‬ ‫العربي يأتي في مقدمتها‪.‬‬ ‫عان��ى التونس��يون م��ن االضطه��اد‬ ‫وعبادة الفرد ألكثر من خمسين عامًا ضاعت‬ ‫أثناءها أجيال وأجيال كانت تتوالد كما باقي‬ ‫الكائنات دون أن يخطر ببال أحد أن الزعيم‬ ‫األوح��د ه��و مثلهم م��ن بني البش��ر‪ ،‬وأنه‬ ‫يستمد قدسيته من خنوعهم وانكسارهم‪،‬‬ ‫كان الطف��ل يأت��ي للحياة مثق� ً‬ ‫لا بمفاهيم‬ ‫تقديس الفرد الواح��د األحد وكأن ذلك أحد‬ ‫المس��لمات الكونية التي ال يمكن تجاوزها‪،‬‬ ‫وه��و كان على الدوام مس��تعداً لمناقش��ة‬ ‫وج��ود اإلله من عدمه إال أن��ه ال يجرؤ على‬ ‫مجرد التفكير في عدم الزعيم‪.‬‬ ‫حت��ى البوعزي��زي نفس��ه ل��م يهاجم‬ ‫موظ��ف بلدي��ة س��يدي بوزيد ول��م يحرق‬ ‫ص��ورة للرئي��س القائ��د ول��م يش��تم‬ ‫الحكوم��ة‪ ،‬كل م��ا فعله أنه انتقم لنفس��ه‬ ‫من نفس��ه‪ ،‬فأحرق روحه وأطلقها للسماء‬ ‫ح��رة تش��تكي الظالمي��ن إلى رب الس��ماء‪.‬‬ ‫ولكن مس��ار التاري��خ كان يرس��م خطوطًا‬ ‫ومس��ارات جدي��دة ل��م يعهده��ا العالم من‬ ‫قبل‪ ،‬وباألخ��ص العالم العربي الذي نش��أ‬ ‫عل��ى قيم الخض��وع والطاعة لول��ي األمر‪.‬‬ ‫خرج العش��رات ثم المئات دون أن يرأس��هم‬ ‫أح��د ودون أن يوجههم أح��د‪ .‬كان يقودهم‬ ‫ش��يء غري��ب ف��ي دواخله��م لم يس��تطع‬ ‫أي منه��م تفس��يره‪ ،‬فهم ف��ي لحظة خارج‬ ‫الزمان والمكان باتوا ال يخش��ون الموت وال‬ ‫عص��ا الجالد‪ ،‬ل��م يعودوا يتحاش��ون النظر‬ ‫إلى عناصر الش��رطة واألم��ن‪ ،‬نفضوا عن‬ ‫أنفس��هم وأرواحه��م غب��ار التع��ب والظلم‬ ‫واالستبداد‪ .‬تحول المئات إلى آالف ثم مئات‬ ‫آالف اجتمعت في ش��ارع بورقيبة في وسط‬ ‫تون��س العاصمة وأمام وزارة الداخلية التي‬ ‫لم يكن الطي��ر يجرؤ على الم��رور بالقرب‬ ‫منها‪.‬‬ ‫خرج القائد التاريخي والزعيم الملهم‬ ‫خلس��ة وتح��ت جنح الظ�لام تاركًا الش��عب‬ ‫ال��ذي تحمل من��ه الكثير ون��زل في ضيافة‬ ‫مس��تبد آخر ال يقل عنه اس��تعباداً لش��عبه‬ ‫عبر مجموع��ة من المتعصبي��ن المتدينين‬ ‫الذي��ن يرون الخ��روج في مظاه��رة "بدعة‬ ‫وحرام��اً ألنها لم تكن على زمن الرس��ول"!‬ ‫بع��د س��يول الخطاب��ات الرنان��ة والتمجيد‬

‫الشعبي لم يجد القائد التاريخي من يؤويه‬ ‫س��وى من ه��و على ش��اكلته بينم��ا لفظه‬ ‫ش��عبه ومزقت صوره وهدمت تماثيله وتم‬ ‫محو خطاباته من كت��ب التاريخ والجغرافيا‬ ‫وحتى فنون الطبخ‪.‬‬ ‫س��تبقى المصادفة البحتة وراء تخليد‬ ‫البوعزي��زي‪ ،‬ولكن��ه التاري��خ ال��ذي ترتبط‬ ‫أحداث��ه عل��ى ال��دوام بتفاصي��ل صغي��رة‬ ‫وش��واهده أكثر من أن تعد أو تحصى على‬ ‫حروب قامت بسبب ش��تيمة أو على احتالل‬ ‫قام بسبب مهشة ذباب‪.‬‬ ‫ب��دأت إرهاص��ات الربي��ع العربي في‬ ‫س��وريا مع الحماس��ة التي اجتاحت الش��عب‬ ‫الس��وري لدى رؤيته الطغ��اة يتهاوون أمام‬ ‫أقدام ش��عوبهم‪ ،‬وكان من أمر أطفال درعا‬ ‫ما كان‪ .‬هنا لم تكن المصادفة وال المفارقة‬ ‫م��ا جعل من ح��دث درعا لحظ��ة فارقة في‬ ‫تاريخ ثورات الربيع العربي‪ ،‬فقد تأثر هؤالء‬ ‫بم��ا رأوه وس��معوه ع��ن إس��قاط األنظمة‪،‬‬ ‫وش��عروا في لحظة ما أن األم��ر ممكن إذاً‪،‬‬ ‫والقائ��د يحي��ا ويفن��ى كم��ا البش��ر‪ ،‬ال كما‬ ‫صوروه لهم على أنه "قائد خالد"‪ ،‬فاختاروا‬ ‫التعبي��ر األش��هر في تل��ك الفترة "الش��عب‬ ‫يريد إسقاط النظام" ليزينوا به أحد جدران‬ ‫المدين��ة الوادعة في جنوب البالد‪ .‬كان هذا‬ ‫الجيل ممن لم يعرف بعد خوف ورعب جيل‬ ‫الثمانين��ات‪ ،‬مم��ن فتح��وا أبصاره��م على‬ ‫القن��وات الفضائي��ة التي كان��ت تنقل لهم‬ ‫م��ا يح��دث في العال��م كله لحظ��ة بلحظة‪.‬‬ ‫كانت الجغرافيا بالنسبة إليهم لعبة بعد أن‬ ‫كانت بالنسبة آلبائهم معضلة عصية على‬ ‫التدبير‪.‬‬ ‫وبسبب ضعف كل الطغاة على الفهم‪،‬‬ ‫فقد اخت��ار طاغية س��وريا نف��س الطريق‬ ‫واختار الس��قوط في نف��س الحفرة‪ .‬وخيراً‬ ‫فع��ل حتى يكم��ل التاري��خ مس��يرته التي‬ ‫بدأها البوعزيزي في تونس ووصلت نارها‬ ‫إلى أقصى المشرق في البحرين‪.‬‬

‫كان الربيع على الدوام الفصل األكثر‬ ‫قربًا من نفوس الس��وريين بس��بب طبيعة‬ ‫الجو ف��ي بلدهم الذي كان��ت تتعاقب عليه‬ ‫الفصول األربعة في تنوع وتناغم غريبين‪.‬‬ ‫وكان الس��وريون ينتظ��رون فص��ل الربيع‬ ‫ليخرجوا إل��ى المنتزهات والمناطق الجبلية‬ ‫والس��هلية على حد سواء‪ .‬وحين حل الربيع‬ ‫العرب��ي كان الربيع الس��وري أيضاً متناغمًا‬ ‫م��ع الربي��ع الطبيع��ي وبفارق أي��ام قليلة‪،‬‬ ‫وخاصة إذا اعتبرنا بداية القيامة الس��ورية‬ ‫ف��ي ‪ 15‬آذار (م��ارس)‪ ،‬بينم��ا يح��ل فصل‬ ‫الربيع في ‪ 21‬آذار (مارس) من كل عام‪.‬‬ ‫وم��رة أخرى كان الس��وريون يحلمون‬ ‫بربيع طبيعي آخر يمر عليهم يحمل أزهاراً‬ ‫ذات رحي��ق جدي��د‪ ،‬كان��وا يحلمون بس��ماء‬ ‫زرق��اء تتعان��ق فيها غيوم الربي��ع اللطيفة‬ ‫م��ع ش��مس الحري��ة الت��ي أش��رقت عل��ى‬ ‫األرض العربي��ة بع��د طول انتظ��ار‪ .‬ولكن‬ ‫الس��ماء هذه المرة لم تمطر سوى رصاصًا‬ ‫بينم��ا غابت الش��مس في أقبية الس��جون‬ ‫العفن��ة المظلمة وب��دا أن الربيع لن ينتهي‬ ‫على ما يرام‪ ،‬وبدا أن فصو ًال كثيرة س��تمر‬ ‫على س��وريا قبل أن يأتيها ربيع جديد يعيد‬ ‫للسوريين ما فقدوه عبر أسوء اللحظات‪.‬‬ ‫مض��ى أول صيف وأول ش��تاء ومضى‬ ‫ثان��ي صي��ف وها نحن ف��ي الش��تاء الثاني‬ ‫وال ي��زال الس��وريون يكاب��دون أقس��ى‬ ‫ظ��روف العي��ش بي��ن مطرق��ة النظ��ام‬ ‫وسندان "أصدقاء س��وريا"‪ .‬لم تهدأ الوعود‬ ‫وال المقام��رات بمصي��ر هذا الش��عب بينما‬ ‫يتنع��م فريق من الس��وريين بدعوى انهم‬ ‫إما "مناضلون س��ابقون" أو "ثوار محدثون"‬ ‫أو "ناش��طون فيس��بوكيون" أو حت��ى ال‬ ‫أح��د‪ .‬في كل يوم يخ��رج علينا ل��واء جديد‬ ‫وكتيب��ة جديدة وفرقة ولي��دة لتعلن تحرير‬ ‫الح��ي الفالن��ي والقري��ة الفالني��ة وتقوم‬ ‫قن��اة "العربي��ة" بالترويج للغث والس��مين‬ ‫من األخب��ار دون تحقق او تثب��ت‪ ،‬والنتيجة‬

‫ان الكثي��ر من المناط��ق او األحياء تم دكها‬ ‫بالصواري��خ نتيج��ة اإلعالن��ات المته��ورة‬ ‫والمتسرعة وحب الظهور‪.‬‬ ‫س��ألنا في المقالة الس��ابقة عدداً من‬ ‫األس��ئلة التي تدور بخلد الس��وريين اليوم‪،‬‬ ‫ونحن متأك��دون من احداً ل��ن يجيبنا‪ ،‬فهم‬ ‫مشغولون بالمؤتمرات واللقاءات الصحفية‪.‬‬ ‫لماذا يوجه رئيس االئتالف الوطني رس��الة‬ ‫إل��ى ث��وار الداخل بينم��ا يدع��ي الجميع ان‬ ‫الش��مال الس��وري "تم تحري��ره بالكامل"؟‬ ‫لماذا ل��م يدخل رئيس االئت�لاف ومعاونوه‬ ‫وحاش��يته إلى المناطق المحررة حتى يرى‬ ‫الن��اس عل��ى األقل أن م��ن يدع��ي الكالم‬ ‫باسمهم يمشي على رجليه بينهم ويستمع‬ ‫لهم‪ ،‬كيف سيطئن هؤالء للقادم من األيام‬ ‫في ظل فوضى الس�لاح وخ��روج الكثيرين‬ ‫مطالبين برحيل الجيش الحر؟ وهل ينبغي‬ ‫أن يموت الناس من الجوع إذا كانت خطوط‬ ‫اإلمداد مع تركيا قد تم تحريرها؟‬ ‫س��يموت الكثي��رون ويبق��ى الوط��ن‪،‬‬ ‫ولكن��ه وط��ن منهار تع��ب يع��ج بالكراهية‬ ‫واالنتقام‪ ،‬وال يزال عدد من يدعون الثقافة‬ ‫والقيادة في تزايد خارج الوطن بينما يزداد‬ ‫عدد المحاربين وحملة السالح بشكل مخيف‬ ‫بما يبشر بمشهد غابة كبيرة ال ضابط فيها‬ ‫وال قانون‪ .‬وقد يخفف من وطأة ذلك بعض‬ ‫الحم�لات والمبادرات هنا وهناك لتأس��يس‬ ‫بعض أنظم��ة اإلدارة المدنية إال انها تبقى‬ ‫مح��اوالت خجولة متواضعة لم تس��تطع أن‬ ‫ترقى إلى مستوى وطني جامع يقي الناس‬ ‫من الفوضى والعشوائية‪.‬‬ ‫هذا نداء لالئتالف الوطني الذي يلهث‬ ‫وراء االعتراف الدولي والسفارات‪ :‬عودوا إلى‬ ‫المناط��ق المحررة من وطنك��م فهي أحوج‬ ‫لكم‪ ،‬ام��ا المؤتم��رات والفنادق فس��نبنيها‬ ‫في س��وريا ونعقد فيها عشرات المؤتمرات‬ ‫وسننشد في قاعاتها اناشيد الحرية‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫�أحكام الف�سخ‪:‬‬

‫�أ‪ -‬التنفيذ العيني‪:‬‬

‫ب‪ -‬ف�سخ العقد‪:‬‬

‫إذا كانت مصلح��ة الدائن تقتضي‬ ‫التمسك بفسخ العقد بسبب عدم تنفيذ‬ ‫المدين التزامه‪ ،‬فيحق له طلب الفس��خ‬ ‫بداية‪ .‬ويطلب الدائن الفس��خ في حال‬ ‫م��ا إذا أصبح التنفيذ العيني مس��تحي ً‬ ‫ال‬ ‫بخطأ من المدي��ن‪ ،‬أو إذا أصبح التنفيذ‬ ‫العين��ي غي��ر ذي فائ��دة بالنس��بة له‪.‬‬ ‫وكذلك الحال هنا حيث يمكن للدائن أن‬ ‫يعدل عن طلب الفسخ إلى طلب التنفيذ‬

‫يس��تخلص من الم��ادة ‪ 2/158‬أن‬ ‫المش��رع أعطى للقاضي رقابة سابقة‬ ‫عل��ى طلب فس��خ العق��د‪ .‬واألم��ر هنا‬ ‫ج��وازي‪ ،‬حيث يمكن للقاضي أن يحكم‬ ‫بالفس��خ‪ ،‬أو يحك��م بالتنفي��ذ العيني‪،‬‬ ‫م��ع التعويض في الحالتي��ن إذا كان له‬ ‫مقتضى‪ ،‬ويمكن له أيضًا أن يمنح أج ً‬ ‫ال‬ ‫للمدين‪.‬‬ ‫أ‪-‬الحكم بالفسخ‪ :‬ويتوقف الحكم‬ ‫بالفسخ على درجة أهمية عدم التنفيذ‬ ‫وعل��ى س��وء ني��ة المدي��ن‪ .‬ف��إذا كان‬ ‫ع��دم التنفيذ كلي��ًا‪ ،‬وأصر المدين على‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يجوز للدائن أن يتمس��ك بالتنفيذ‬ ‫العيني إذا كان ما زال ممكنًا وفيه فائدة‬ ‫ل��ه‪ ،‬وبالتال��ي أن يطل��ب م��ن القاضي‬ ‫إجبار المدين على التنفيذ العيني‪ .‬وإذا‬ ‫طال��ب الدائن بالتنفي��ذ العيني ال يجوز‬ ‫للقاض��ي أن يحك��م بفس��خ العقد‪ .‬وال‬ ‫يعني تمس��ك الدائ��ن بالتنفيذ العيني‬ ‫ف��ي البداية تنازله ع��ن حقه في طلب‬ ‫الفس��خ‪ ،‬وإنم��ا يجوز ل��ه أن يعدل عن‬ ‫طل��ب التنفي��ذ‪ ،‬قبل الحك��م بالدعوى‪،‬‬ ‫إل��ى طل��ب الفس��خ‪ .‬ويح��ق للدائن أن‬ ‫يع��دل عن ه��ذا الطل��ب ألول مرة أمام‬ ‫محكم��ة االس��تئناف‪ .‬ولك��ن ال يج��وز‬ ‫للدائ��ن أن يجم��ع في طل��ب واحد بين‬ ‫التنفيذ العيني وبين فسخ العقد بسبب‬ ‫عدم التنفيذ‪ .‬يمك��ن للدائن أن يطالب‬ ‫باإلضافة إلى التنفي��ذ العيني الجبري‪،‬‬ ‫الحك��م عل��ى المدي��ن بالتعويض عن‬ ‫الضرر الذي أصابه نتيجة إخالل المدين‬ ‫بالتزامه‪.‬‬

‫ال�سلطة التقديرية للقا�ضي‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫يتبي��ن م��ن أح��كام الم��ادة ‪158‬‬ ‫والمادة ‪ 1148‬م‪ .‬فرنس��ي‪ ،‬أن الفس��خ‬ ‫ه��و من حي��ث المبدأ قضائ��ي‪ .‬ومعنى‬ ‫ذل��ك أن��ه ال يمك��ن للدائ��ن أن يتحلل‬ ‫م��ن التزام��ه وبالتال��ي يفس��خ العقد‬ ‫بإرادته المنفردة‪ ،‬عندما يمتنع المدين‬ ‫عن تنفي��ذ التزامه المتقاب��ل‪ ،‬وإنما ال‬ ‫بد علي��ه أن يرفع دعوى أم��ام القضاء‬ ‫ويطال��ب بفس��خ العق��د بس��بب ع��دم‬ ‫تنفي��ذ المدي��ن اللتزام��ه‪ .‬وبالتال��ي ال‬ ‫بد م��ن صدور حكم قضائي بالفس��خ‪،‬‬ ‫وهذا ما يميز الفسخ بسبب عدم تنفيذ‬ ‫االلتزام عن انفس��اخ العقد الذي يكون‬ ‫بحكم القانون‪ .‬ويتبين أيضاً من أحكام‬ ‫تلك المواد أن المشرع منح الدائن خياراً‬ ‫وأعطى للقاضي س��لطة تقديرية في‬ ‫الحكم بفس��خ العقد‪ ،‬ويمك��ن للمدين‬ ‫أن يتوقى الفسخ في كل لحظة‪.‬‬ ‫خي��ار الدائ��ن‪ :‬يس��تفاد م��ن نص‬ ‫المادة ‪1/158‬م‪ .‬س‪ .‬أن الدائن له الخيار‬ ‫بي��ن التنفيذ وبين الفس��خ‪ .‬ويالحظ أن‬ ‫هذه المادة لم تحدد ن��وع التنفيذ‪ ،‬وإنما‬ ‫ج��اء النص مطلقاً وبالتالي فهو يش��مل‬ ‫التنفي��ذ العين��ي أو التنفي��ذ بطري��ق‬ ‫التعويض‪ .‬وسبق دراسة التنفيذ بطريق‬ ‫التعويض في إطار المسؤولية العقدية‪.‬‬

‫العين��ي‪ .‬ولكن ال يح��ق للدائن العدول‬ ‫عن الفس��خ إلى طلب التنفي��ذ العيني‬ ‫عن طريق الطعن‪ .‬ويثور السؤال حول‬ ‫إمكانية تنازل الدائن مسبقاً عن الخيار‬ ‫الممن��وح ل��ه بموج��ب ن��ص القانون‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬الم��ادة ‪ 158‬م‪ .‬س‪( ،‬المادة‬ ‫‪157‬م‪ .‬مص��ري) وكذل��ك المادة ‪1184‬‬ ‫م‪ .‬فرنسي‪ ،‬س��كتت عن هذه المسألة‪.‬‬ ‫وقد اختلف الفقه الفرنسي حول ذلك‪،‬‬ ‫حيث ذهب بع��ض الفقهاء إلى إمكانية‬ ‫قبول هذا التنازل المس��بق‪ ،‬وذلك ألن‬ ‫المادة ‪ 1184‬ليس��ت من النظام العام‪،‬‬ ‫وإنما هي من القواع��د المكملة‪ .‬لذلك‬ ‫يس��تطيع المتعاقدان أن يش��ترطا في‬ ‫العق��د بأنه في ح��ال إذا امتنع أحدهما‬ ‫عن تنفيذ التزامه ال يحق لآلخر س��وى‬ ‫المطالبة بالتنفيذ العيني الجبري‪.‬‬ ‫ف��ي حي��ن أن البعض اآلخ��ر يرى‬ ‫بأن التنازل المسبق عن الفسخ هو أمر‬ ‫مرف��وض‪ ،‬وذل��ك ألنه سيش��كل خرقًا‬ ‫لالتفاق في وظيفته التبادلية‪.‬‬

‫امتناع��ه عن تنفي��ذ التزام��ه‪ ،‬فيمكن‬ ‫للقاضي أن يحكم بفس��خ العقد وذلك‬ ‫بن��اء على طلب الدائ��ن‪ .‬وكذلك يحكم‬ ‫القاض��ي بالفس��خ‪ ،‬بن��اء عل��ى طل��ب‬ ‫الدائن‪ ،‬في حال ما إذا تأخر المدين في‬ ‫تنفيذ التزام��ه في الوقت المتفق عليه‬ ‫ف��ي العق��د‪ ،‬وبالتال��ي لم يع��د للدائن‬ ‫فائدة ف��ي التنفي��ذ العيني بع��د فوات‬ ‫ميعاده‪ .‬ومثال ذلك إذا اتفق صاحب دار‬ ‫نشر‪ ،‬مشترك في معرض الكتاب الذي‬ ‫يقام س��نوياً في دمش��ق‪ ،‬مع مهندس‬ ‫ديك��ور عل��ى أن يقوم بتجهي��ز الجناح‬ ‫المخص��ص له في المعرض‪ ،‬فإذا تأخر‬ ‫المهن��دس ف��ي تنفي��ذ التزام��ه‪ ،‬وفات‬ ‫موع��د المعرض‪ ،‬لم يع��د لصاحب دار‬ ‫النش��ر أي فائ��دة في التنفي��ذ العيني‪،‬‬ ‫وبالتال��ي إذا طل��ب من القاضي فس��خ‬ ‫العق��د‪ ،‬يج��ب عل��ى القاضي ف��ي مثل‬ ‫ه��ذه الح��ال أن يحكم بالفس��خ‪ .‬ويرى‬ ‫بع��ض الفقه��اء أن��ه (ف��ي حال��ة عدم‬ ‫التنفي��ذ الكلي إذا طلب الدائن الفس��خ‬ ‫لي��س للقاضي س��لطة تقديرية وعلى‬ ‫القاضي أن يحكم بالفس��خ طالما ظل‬ ‫المدين مصراً على عدم التنفيذ‪.)..‬‬ ‫ف��ي الواقع هذا ال��رأي محل نظر‪،‬‬ ‫وذل��ك ألن ن��ص الم��ادة ‪ 158‬م‪ .‬س‪،‬‬ ‫مطل��ق وبالتال��ي ال يمك��ن تقيي��ده‬ ‫وحصره بحال��ة عدم التنفي��ذ الجزئي‪.‬‬ ‫فف��ي عقد البي��ع مث� ً‬ ‫لا‪ ،‬إذا امتنع البائع‬ ‫ع��ن تنفي��ذ التزامه بالتس��ليم‪ ،‬وطلب‬ ‫المش��تري فس��خ العق��د‪ ،‬ث��م تبي��ن‬ ‫للقاض��ي أن التنفي��ذ العين��ي الجب��ري‬ ‫ممك��ن وال يض��ر بالمش��تري‪ ،‬فيمكن‬ ‫لـه أن يرفض الفس��خ ويحكم بالتنفيذ‬ ‫العين��ي‪ .‬بالمقاب��ل ف��إن مث��ل ه��ذه‬ ‫الظروف‪ ،‬ع��دم التنفيذ الكل��ي وتعنت‬

‫البائع‪ ،‬تسهل األمر كثيراً على القاضي‬ ‫وبالتال��ي يمكن لـه أن يحكم بالفس��خ‬ ‫بناء على طلب المشتري دون أي تردد‪.‬‬ ‫ب‪-‬رفض الفسخ‪ :‬ويجوز للقاضي‬ ‫أن يرفض الفس��خ‪ ،‬ويكون ذلك خاصة‬ ‫ف��ي حال ما إذا كان الجزء الذي لم يوف‬ ‫به المدين قليل األهمية بالنس��بة إلى‬ ‫االلت��زام في جملت��ه‪ .‬ففي عق��د البيع‬ ‫إذا امتن��ع المش��تري ع��ن دف��ع رصي��د‬ ‫الثم��ن‪ ،‬وطلب البائع فس��خ العقد‪ ،‬فإذا‬ ‫تبي��ن للقاضي أن الباقي من الثمن هو‬ ‫قليل األهمية بالنس��بة للثمن المدفوع‬ ‫فعلي��ه أن يرف��ض الفس��خ‪ ،‬ويحك��م‬ ‫على المدين بالتنفي��ذ العيني الجبري‪.‬‬ ‫ويمك��ن للقاض��ي أن يرفض الفس��خ‪،‬‬ ‫إذا كان المدي��ن قد نفذ جميع التزاماته‬ ‫الجوهري��ة‪ ،‬ولكنه تقاع��س عن تنفيذ‬ ‫الت��زام ثان��وي‪ .‬ويمك��ن للقاضي أيضًا‬ ‫أن يحك��م برف��ض الفس��خ إذا تبي��ن‬ ‫ل��ه أن ع��دم تنفي��ذ المدي��ن اللتزام��ه‬ ‫ناجم ع��ن خطأ مش��ترك بي��ن الدائن‬ ‫والمدي��ن‪ ،‬فف��ي عق��د البي��ع إذا قصر‬ ‫المش��تري بواجب التعاون م��ع المدين‬ ‫عل��ى تنفي��ذ التزامات��ه‪ ،‬وخاص��ة في‬ ‫البي��وع العقارية وبيوع الس��يارات التي‬ ‫تحتاج إلى إتمام إجراءات معينة تتطلب‬ ‫التع��اون بي��ن الطرفين‪ ،‬مم��ا أدى إلى‬ ‫عدم تنفي��ذ المدين اللتزاماته‪ ،‬فيمكن‬ ‫للقاضي هنا أن يرفض طلب المشتري‬ ‫فس��خ العق��د‪ ،‬وخاصة إذا أظه��ر البائع‬ ‫اس��تعداده لتنفي��ذ التزاماته‪ .‬وس��لطة‬ ‫القاضي التقديرية في رفض الفس��خ‬ ‫أو الحك��م به م��ن األم��ور الموضوعية‬ ‫التي ال تخض��ع لرقابة محكمة النقض‬ ‫شريطة أن يكون حكمه في ذلك قائمًا‬ ‫على أسباب سليمة تبرره‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫الف�سخ الق�ضائي للعقود فـي‬ ‫القانون املدين (‪)2‬‬

‫‪9‬‬


‫أعمدة الصحافة‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫العدالة االنتقالية‬ ‫مفه��وم وتطبي��ق ومرحل��ة‬ ‫أنور البني‬

‫لعّ��ل مس��ألة العدال��ة االنتقالية هي‬ ‫المسألة األهم ومن أولى القضايا التي يتم‬ ‫العم��ل عليها بع��د التغيي��رات الجذرية في‬ ‫المجتمع��ات التي يصاحبها اقتت��ال وضحايا‬ ‫وتدمير‪.‬‬ ‫فإغالق المرحلة السابقة وإعادة السلم‬ ‫األهلي ووحدة المجتمع والمصالحة الداخلية‬ ‫يتطل��ب أوال تهدئ��ة النفوس ب��رد المظالم‬ ‫وإعادة الحقوق ألصحابه��ا والتعويض على‬ ‫المتضررين والكشف عن مصير المفقودين‬ ‫وإظهار حقائق ما جرى وتحديد المسؤوليات‬ ‫ومحاس��بة المرتكبين لالنتهاكات والجرائم‬ ‫عبر المؤسسات القانونية والقضائية‪ ،‬وهذا‬ ‫ش��رط الزم وواجب وضروري‪ ،‬فال يمكن أن‬ ‫تبرد روح الثأر واالنتقام ومحاصرة الفوضى‬ ‫المحتمل��ة‪ ،‬م��ا لم يش��عر المتض��ررون بان‬ ‫حقوقه��م لن تضي��ع وأن المرتكب لن يفلت‬ ‫م��ن العق��اب‪ ،‬وال يمكن لإلنس��ان أن يغذي‬ ‫انتمائه إلى المجتمع ويس��اهم ببنائه إذا لم‬ ‫يطمئن أنه سيحصل على العدالة‪.‬‬ ‫ومفه��وم العدال��ة االنتقالي��ة ه��و‬ ‫مفه��وم اس��تثنائي للعدال��ة يختل��ف ع��ن‬ ‫مفه��وم العدالة العادي باأله��داف والقواعد‬ ‫والمعايي��ر والهيئات واآللي��ات‪ ،‬ألن الظروف‬ ‫االس��تثنائية تفرض معالجة اس��تثنائية وال‬ ‫تصح أو تستقيم معها قواعد وآليات العدالة‬ ‫العادية‪.‬‬ ‫فهدف العدال��ة االنتقالي��ة ليس إدانة‬ ‫المجرمين وتطبيق القانون فقط بل أساسا‬ ‫إعادة الس��لم األهل��ي وتحقي��ق المصالحة‬ ‫الوطنية ومحو آثار مرحلة سابقة تشجع على‬ ‫اس��تمرار الخراب إذا لم يتم تجاوزها‪ ،‬فعلى‬ ‫س��بيل المثال إن إسقاط الحق الشخصي أو‬ ‫عدم االدعاء من قبل المتضررين بالنس��بة‬ ‫لع��دد كبير م��ن الجرائ��م الواقع��ة بحقهم‬ ‫قد ي��ؤدي إلى إس��قاط الدع��وى كلها خالفا‬ ‫للقان��ون الع��ادي م��ع حفظ حق��وق هؤالء‬ ‫المتضرري��ن بالتعوي��ض الذي س��يقع على‬ ‫عاتق الدولة عبر مؤسسة العدالة االنتقالية‬ ‫نفسها‪ ،‬وهنا ال دور لمؤسسة النيابة العامة‬ ‫كجهة مدافعة ع��ن المجتمع إال في القضايا‬ ‫التي تم��س المجتمع كله‪ .‬ونضيف أن هدف‬ ‫العدال��ة االنتقالي��ة ال ينحصر في محاس��بة‬ ‫مرتكب��ي الجرائ��م وبع��ث الطمأنين��ة ف��ي‬ ‫النفوس بأن حقوقهم لن تهدر بل ينس��حب‬ ‫هدفها إلى إعطاء الطمأنينة لغير المرتكبين‬ ‫أنه لن يتم محاسبتهم أو االقتصاص منهم‬ ‫ع��ن جرائ��م ل��م يرتكبونها‪ ،‬مثلم��ا تعطي‬ ‫ضمان��ة مهم��ة للمرتكبين أنفس��هم بأنهم‬ ‫ل��ن يك��ون تح��ت وط��أة رد الفع��ل الث��أري‬ ‫وأن مؤسس��ات العدال��ة والقض��اء هي التي‬ ‫ستحاسبهم بالدالئل والقرائن المثبتة على‬ ‫ما ارتكبوه‪.‬‬ ‫ولعل أهم تميز في القواعد والمعايير‬ ‫الحاكم��ة للعدالة االنتقالية أنها تس��تند إلى‬ ‫القواع��د والقوانين العالمي��ة‪ ،‬مع األخذ في‬ ‫االعتب��ار أن كثير من الجرائ��م المركبة في‬ ‫ظ��روف الص��راع األهلي االس��تثنائي‪ ،‬قد ال‬ ‫تغطيها القوانين المحلية أو تطالها أو تنص‬ ‫عليها ألنها جرائم تس��مها هذه االستثنائية‬

‫وتتطل��ب مرجعي��ة دولي��ة أنتجنه��ا ظروف‬ ‫وأحداث مماثلة‪.‬‬ ‫والتمي��ز أو االخت�لاف اآلخ��ر ه��و أن‬ ‫مؤسسة العدالة العادية تستند على الهيئات‬ ‫القضائية الطبيعي��ة وتقتصر على القضاة‬ ‫فق��ط الذي��ن يديرونه��ا بينم��ا تتف��رع عن‬ ‫مؤسس��ة العدالة االنتقالية ع��دة هيئات لها‬ ‫طراز مختلف عن التركيبة القضائية وتضم‬ ‫بعض ممثل��ي المجتمع وهيئات��ه المتنوعة‬ ‫لتش��ارك القض��اة والمحاك��م ف��ي تحقي��ق‬ ‫العدال��ة‪ .‬وقد بدأت فك��رة العدالة االنتقالية‬ ‫بفكرتها األولى بع��د الحرب العالمية الثانية‬ ‫بمحاكمة مجرمي الحرب بنورمبرغ وتطورت‬ ‫ف��ي س��يراليون وروان��دا وحتى لبن��ان كان‬ ‫هن��اك تطبيق جزئي لها ب��وزارة المهجرين‬ ‫وصن��دوق الجنوب فيما ص��در عفو عام هن‬ ‫جميع الجرائم المرتكبة خالل الحرب وأغلق‬ ‫باب محاكمة مرتكبي الجرائم واالنتهاكات‪.‬‬ ‫ويمكن تقس��يم عمل مؤسسة العدالة‬ ‫االنتقالية إلى خمسة محاور‪..‬‬ ‫أو ًال‪ ،‬صندوق لتعويض األذى الجسدي‬ ‫والم��ادي للمواطني��ن المتضرري��ن إم��ا‬ ‫بفق��د أحد أفراد أس��رتهم وأحبته��م وأيضًا‬ ‫التعويض للجرحى والمعاقين ولمن تدمرت‬ ‫منازلهم أو أماكن عملهم أو ممتلكاتهم كليا‬ ‫أو جزئيا‪ ،‬ويتم ذلك عبر لجان فنية مختصة‬ ‫تق��وم بالمس��ح الميدان��ي ل��كل المناط��ق‬ ‫بوضع قائمة بأس��ماء الضحايا والمفقودين‬ ‫وتقدي��ر قيم��ة األض��رار المادي��ة وتحدي��د‬ ‫ع��دد المصابين والجرحى وتأمين اس��تمرار‬ ‫عالجه��م والب��دء بإج��راءات س��ريعة إليواء‬ ‫المهجري��ن الفاقدي��ن لمنازله��م وتس��ديد‬ ‫معون��ات س��ريعة لم��ن تض��رر ت أوضاعه‬ ‫جزئيا لترميم منازلهم والسكن فيها‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ ،‬إنش��اء محاكم خاصة ومستقلة‬

‫ع��ن القض��اء الع��ادي محكم��ة مركزية في‬ ‫دمش��ق للقضايا الكب��رى ومحاك��م فرعية‬ ‫ف��ي كل المحافظ��ات للنظ��ر بالجرائ��م‬ ‫المرتكبة خالل األح��داث ومالحقة والقبض‬ ‫على المجرمين ومصادرة األموال واألش��ياء‬ ‫المنهوبة والمسروقة‪ .‬ويجب أن يكون قضاة‬ ‫ه��ذه المحاكم م��ن القضاة المش��هود لهم‬ ‫بالنزاهة والحيادية واالستقالل‪.‬‬ ‫ثالث��ًا‪ ،‬تش��كيل لج��ان للس��لم األهلي‬ ‫والمصالح��ة الوطني��ة تض��م ش��خصيات‬ ‫ثقافي��ة وعلمي��ة وقانوني��ة وفني��ة ودينية‬ ‫واجتماعية ذات احترام للتوجه إلى المناطق‬ ‫التي ش��هدت نزاع��ات أو إش��كاالت دينية أو‬ ‫طائفي��ة أو قومية لتهدئة النفوس وإرس��اء‬ ‫الصلح وتبديد الش��كوك وإع��ادة الثقة بين‬ ‫مكون��ات المجتم��ع‪ ،‬وتك��ون م��ن مهماته��ا‬ ‫ه��ذه اللجان أيضًا المس��اهمة في الكش��ف‬ ‫ع��ن المفقودين والمختطفي��ن والمعتقلين‬ ‫وإعادته��م ألهلهم‪ .‬كما العم��ل على إقامة‬ ‫لج��ان وجمعي��ات للدع��م والعالج النفس��ي‬ ‫لضحايا االنتهاكات‪.‬‬ ‫رابعا‪ ،‬تش��كيل مكت��ب إعالمي مهمته‬ ‫القيام بحملة ش��املة لشرح مفهوم العدالة‬ ‫االنتقالي��ة ووس��ائلها وهيئاته��ا ودوره��ا‬ ‫واس��تخدام كل وس��ائل اإلع�لام المرئ��ي‬ ‫والمس��موع والمقروء م��ن أجل ذلك يديرها‬ ‫متخصص��ون قانوني��ون واجتماعي��ون‪.‬‬ ‫وتس��اعدهم ف��ي ذل��ك لج��ان من الش��باب‬ ‫المتطوعي��ن تش��كل بالتعاون م��ع جمعيات‬ ‫أهلية ويجري تدريبهم إليصال فكرة العدالة‬ ‫االنتقالي��ة ل��كل المواطني��ن ومس��اعدتهم‬ ‫للتفاع��ل م��ع هيئاته��ا والثقة به��ا وتقديم‬ ‫طلباتهم إليها ومتابعتها‪.‬‬ ‫خامس��اً‪ ،‬مكتب تخليد الذكرى ومهمته‬ ‫توثي��ق األح��داث الت��ي م��رت وتوضيحه��ا‬

‫وتأريخها بما في ذلك تخليد أسماء الضحايا‬ ‫الذين قضوا عبر النصب التذكارية أو إطالق‬ ‫أسمائهم على المدارس واألماكن والساحات‬ ‫في المواق��ع الجغرافية التي س��قطوا فيها‪،‬‬ ‫وإدخ��ال ه��ذه المعلومات في كت��ب التاريخ‬ ‫للمدارس حتى يكون ما مرّ على البالد درسا‬ ‫يس��تفاد الجميع منه ويش��كل عبرة ومأثرة‬ ‫لألجي��ال القادم��ة‪ ،‬وال تضي��ع التضحي��ات‬ ‫الكبرى التي قدمت بل تكون صورتها ماثلة‬ ‫دائم��ًا في ذاكرة المجتم��ع وخالدة في ذاكرة‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫ويمكن الحديث هنا عن مس��ألة العفو‬ ‫ودوره في إرس��اء المصالحة وليس لتغييب‬ ‫العدال��ة فاس��تخدام هذا الطري��ق ضروري‬ ‫ولك��ن ال يمك��ن أن يكون عام��ا بحيث تغلق‬ ‫الجروح وهي ما زالت تنزف أو دون أن تكون‬ ‫مطه��رة وتش��كل ن��ار تح��ت الرم��اد يمكن‬ ‫تأجيجها بأي وقت بل يجب أن يكون محدودا‬ ‫وخاص��ا ويس��تعمل بش��كل دقي��ق إلغالق‬ ‫ملفات ت��م إنهائها أهليا وتم��ت المصالحات‬ ‫بش��أنها ولي��س كأس��لوب تبوي��س اللح��ى‬ ‫وعفى اهلل عما مضى‪.‬‬ ‫إن العدال��ة االنتقالي��ة وتهيئ��ة‬ ‫مؤسس��اتها وهيئاته��ا ه��ي أول��ى المهمات‬ ‫ف��ي المرحلة القادمة وعلين��ا أن نكون على‬ ‫أهب��ة االس��تعداد والجاهزي��ة بل الش��روع‬ ‫من��ذ اآلن بتقدي��م المب��ادرات واالجته��ادات‬ ‫لتهيئ��ة األس��س والمقوم��ات له��ا وخاص��ة‬ ‫البدء الفوري بحملة ش��عبية لنشر مفهومها‬ ‫وتعري��ف المواطنين بها لنضع اللبنة األولى‬ ‫إلعادة بناء سوريا الجديدة‪.‬‬ ‫رئيس المركز السوري للدراسات‬ ‫واألبحاث القانونية‬ ‫الحياة اللندنية ‪2012 / 12 / 18‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫الدع��وة والدعاية ‪ -‬التموي��ن العالقات‬ ‫الخارجية "‪.‬‬ ‫ولم يكن القس��ام ف��ي عجلة من‬ ‫أم��ره إلعالن الث��ورة‪ ،‬فق��د كان مؤمنًا‬ ‫بضرورة استكمال اإلعداد والتهيئة‪ ،‬لذا‬ ‫فإن��ه رفض أن يبدأ تنظيمه في الثورة‬ ‫العلنية بعد حادثة البراق ‪ 1929‬القتناعه‬ ‫ب��أن الوق��ت ل��م يح��ن بعد‪ .‬تس��ارعت‬ ‫وتي��رة األحداث في فلس��طين في عام‬ ‫‪ ،1935‬وش��ددت الس��لطات البريطانية‬ ‫الرقابة عل��ى تحركات القس��ام‪ ،‬فقرر‬ ‫االنتق��ال إلى الري��ف وأقام في منطقة‬ ‫جني��ن ليب��دأ عمليات��ه المس��لحة م��ن‬ ‫هناك‪ .‬وكان��ت أول قرية ينزل بها هي‬ ‫كفردان‪ ،‬ومن هناك أرس��ل الدعاة إلى‬ ‫الق��رى المج��اورة يش��رحون لألهال��ي‬ ‫أهداف الثورة‪ ،‬ويطلبون منهم التطوع‬ ‫فيه��ا‪ ،‬فاس��تجابت أعداد كبي��رة منهم‪.‬‬ ‫طلب القس��ام من مفتي فلسطين في‬ ‫ذلك الوق��ت أن يعلن الثورة المس��لحة‬ ‫ف��ي الجن��وب في نف��س الوق��ت الذي‬ ‫يعلنها فيه في الش��مال‪ ،‬ولكن المفتي‬ ‫رف��ض‪ ،‬وم��ع ذل��ك أي برغ��م الرفض‬ ‫الذي يعن��ي بداهة أن إعالن الثورة في‬ ‫الشمال سيفش��ل حتمًا استمر القسام‬ ‫في ثورته ش��ما ًال رغم إدراكه بفشلها‬ ‫َّ‬ ‫يخ��ط راف��دًا‬ ‫الحتم��ي‪ ،‬ولكن��ه أراد أن‬ ‫للتوجُه الصحيح مستقب ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اكتش��فت الق��وات البريطاني��ة‬ ‫م��كان اختبائ��ه ف��ي قري��ة الب��ارد في‬ ‫‪ ،1935/11/15‬لكنه استطاع الهرب هو‬ ‫و‪ 15‬ف��رداً من أتباعه إلى قرية الش��يخ‬ ‫زاي��د‪ ،‬ولحقت بهم الق��وات البريطانية‬ ‫ف��ي ‪ 1935/11/19‬فطوقتهم وقطعت‬ ‫االتصال بين��ه وبين الق��رى المجاورة‪،‬‬

‫وطالبت��ه باالستس�لام‪ ،‬لكن��ه رف��ض‬ ‫واش��تبك مع تل��ك الق��وات‪ ،‬وأوقع فيها‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 15‬قتي��ل‪ ،‬ودارت معرك��ة‬ ‫غير متكافئة بين الطرفين لمدة س��ت‬ ‫ساعات‪ ،‬سقط الش��يخ القسام وبعض‬ ‫رفاقه ش��هداء في نهايتها‪ ،‬وجرح وأسر‬ ‫الباقون‪.‬‬ ‫وكان الستش��هاد القس��ام األث��ر‬ ‫األكبر ف��ي اندالع الثورة الفلس��طينية‬ ‫الكبرى عام ‪ 1936‬وكانت نقطة تحول‬ ‫كبي��رة ف��ي مس��يرة الحرك��ة الوطنية‬ ‫الفلسطينية بعد ذلك‪.‬‬ ‫يق��ول أح��د السياس��يين‬ ‫الفلس��طينيين إن ثورة القس��ام كانت‬ ‫ثورة علينا جميعا ش��باباً وكهو ًال إذ كل‬ ‫واح��د منا مثقل بعدد كبي��ر من العيال‬ ‫يخ��اف عليهم م��ن التش��ريد بعده وال‬ ‫نش��عر أمام ثورت��ه إال بتبكيت الضمير‬ ‫واحم��رار الوجوه س��ائلين اهلل أن ينور‬ ‫قلوبنا باإليمان‪.‬‬ ‫الق��ت ثورة القس��ام حي��ن قيامها‬ ‫تأيي��داً واحترام��ًا من الش��عب بلغ الحد‬ ‫األقص��ى وذلك على الرغم من أنها لم‬ ‫تكن ثورة ش��املة بالمعنى السياس��ي‬ ‫والتاريخي للكلمة ولك��ن يمكن القول‬ ‫بأنه��ا كان��ت نموذج��اً مثاليًا لم��ا يجب‬ ‫أن تك��ون علي��ه الث��ورة كم��ا كان��ت‪،‬‬ ‫انطالقتها انطالقة عقائدية وش��جاعة‬ ‫في مرحلة كاد الي��أس فيها يعم البالد‬ ‫والواقع أن القس��ام لم تكتشف حقيقة‬ ‫األبع��اد النضالية والسياس��ية لحركته‬ ‫إال بع��د استش��هاده بس��نوات‪ ،‬وخاصة‬ ‫ألن رفاق��ه م��ن بع��ده اس��تمروا ف��ي‬ ‫النضال محافظين على الس��رية التامة‬ ‫لوحداتهم النضالية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ول��د ع��ز الدين القس��ام في قرية‬ ‫األدهمية التابعة لمدينة جبلة بس��وريا‬ ‫ع��ام ‪1882‬م‪ ،‬ووال��ده هو عب��د القادر‬ ‫مصطف��ى القس��ام من علم��اء األزهر‬ ‫الش��ريف‪ ،‬ووالدته ه��ي حليمة قصاب‬ ‫م��ن بيت نور الدين التي تعود بنس��بها‬ ‫للعترة النبوية الش��ريفة‪ ،‬وآل القس��ام‬ ‫أس��رة معروف��ة بمكانته��ا ف��ي القرية‬ ‫من اش��تغالها بالفقه والشريعة‪ ،‬وإلى‬ ‫جانبه��ا عرف��ت أس��رة " آل يون��س"‬ ‫بنفس المكانة‪ ،‬فاألس��رتان من األسر‬ ‫الرئيس��ية ف��ي القري��ة وإن اختلف��ت‬ ‫أس��س ش��هرة األس��ر األخرى الوجيهة‬ ‫في المنطقة‪ ،‬فآل كنج وآل ديب وآل أغا‬ ‫أخذت مكانتها من ملكية األراضي‪ ،‬وآل‬ ‫عكو وآل غالونجي من العمل بالتجارة‪،‬‬ ‫وه��ذه البيئ��ة بتركيبته��ا الريفي��ة‬ ‫البس��يطة س��اعدت عل��ى أن يتش��رب‬ ‫الطفل عز الدين مفاهيم وقيم عائلته‬ ‫وأن ينش��أ بميل خاص نحو الشريعة و‬ ‫الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫تعلم عز الدين القسام في زاوية‬ ‫اإلمام الغزال��ي بالقرية وحفظ القرآن‬ ‫الكري��م والقراءة والكتاب��ة‪ ،‬ثم الفقه‪،‬‬ ‫وسافر سنة ‪1896‬م إلى مصر ليدرس‬ ‫باألزهر الش��ريف حي��ث قضى باألزهر‬ ‫دارسًا لمختلف العلوم الشرعية حوالي‬ ‫عش��ر س��نوات‪ ،‬ولعل فترة دراسته في‬ ‫األزهر البالغة عشر سنوات‪ ،‬قد سمحت‬ ‫ل��ه باألخذ م��ن الثقاف��ة المعاصرة إلى‬ ‫جانب التعليم الديني وهيأت مصر التي‬ ‫كان��ت آنذاك مص��ب التي��ارات الفكرية‬ ‫المتع��ددة داخ��ل الش��رق اإلس�لامي‬ ‫فرصة لتوعية الشاب القروي عز الدين‬ ‫وتنويره بما يدور في العالم من صراع‪،‬‬ ‫فعلى ساحتها كان صراعًا فكرياً يحتدم‬ ‫بين مدرس��ة اإلسالميين ممثلة بجمال‬ ‫الدي��ن األفغاني كمحمد عبده ورش��يد‬ ‫رضا‪ ،‬وبين مدرس��ة التغريب من أمثال‬ ‫فرح أنطون ولطفي السيد‪.‬‬ ‫ول��م يع��رف الكثي��ر ع��ن حي��اة‬ ‫القس��ام خالل دراسته في األزهر‪ ،‬فلم‬ ‫ي��دون عنه س��وى حادثة واح��دة تدلل‬ ‫على عصاميته واعتماده على نفس��ه‪،‬‬ ‫فق��د عانى وزميله ع��ز الدين التنوخي‬ ‫م��ن انقط��اع المصاريف «ال��واردة من‬ ‫األه��ل»‪ ،‬ونفاد م��ا بحوزتيهم��ا‪ ،‬وفقد‬ ‫التنوخ��ي األم��ل بإمكاني��ة الخ��روج‬ ‫فم��ا كان م��ن‬ ‫من المأزق‪ ،‬‬ ‫القس��ام إال أن ب��دأ يصن��ع الحلوي��ات‬ ‫وبيعها ليعيل نفسه‪ .‬وكان صديقه عز‬ ‫الدين التنوخي يستحي ويختبئ‪ ،‬فكان‬ ‫أن علي��ه أن يفتخ��ر بقدرته‬ ‫يق��ول له َّ‬ ‫على إعالة نفس��ه‪ ،‬وعندما جاء والد عز‬ ‫الدين التنوخي ليس��أل عن ابنه وعرف‬ ‫خب��ره ق��ال ل��ه أن ع��ز الدين القس��ام‬ ‫ع ّلمك الحياة‪.‬‬ ‫عاد إلى س��وريا ع��ام ‪1906‬م بعد‬ ‫أن حصل على ش��هادة األهلي��ة‪ ،‬وبعد‬ ‫عودت��ه إلى قريته اش��تغل بالتدريس‪،‬‬ ‫وتولى الخطابة في مسجد المنصوري‬ ‫بالقري��ة‪ .‬وبنش��اطه ف��ي الدع��وة‬ ‫والتعليم‪ ،‬ذاع صيته‪ ،‬وانتش��ر اس��مه‪،‬‬ ‫وأصبح موئ ً‬ ‫ال ومقص��داً‪ ،‬فحاول وجهاء‬ ‫المنطقة الضغط عليه‪ ،‬ربما للتخفيف‬ ‫م��ن نف��وذه الش��عبي وتأثي��ره عل��ى‬

‫الناس‪ ،‬إذ أنه أصب��ح موضع احترامهم‬ ‫وتقديرهم‪ ،‬فحاولوا استعداء السلطات‬ ‫العثمانية عليه فلم ينجحوا‪.‬‬ ‫وعندم��ا اندلعت الحرب ف��ي ليبيا‬ ‫س��نة ‪1911‬م وح��اول اإليطالي��ون‬ ‫هبَ القس��ام للدع��وة للجهاد‬ ‫احتاللها ّ‬ ‫ف��ي ليبيا‪ ،‬واس��تجاب ل��ه الكثيرون في‬ ‫س��وريا فاخت��ار منه��م ‪ 250‬متطوعً��ا‬ ‫وأعدهم للس��فر إلى ليبي��ا عن طريق‬ ‫اإلس��كندرية للمش��اركة ف��ي ص��د‬ ‫االحتالل اإليطالي‪ ،‬ولكن السلطات في‬ ‫سوريا في ذلك الوقت منعته ومن معه‬ ‫من السفر‪.‬‬ ‫عام ‪ 1920‬عندما اش��تعلت الثورة‬ ‫ضد الفرنس��يين ش��ارك القس��ام في‬ ‫الث��ورة‪ ،‬فحاولت الس��لطة العس��كرية‬ ‫الفرنس��ية ش��راءه وإكرام��ه بتوليت��ه‬ ‫القضاء فرف��ض ذلك‪ ،‬وباع بيته وترك‬ ‫قريت��ه الس��احلية وانتق��ل إل��ى قرية‬ ‫الحف��ة الجبلي��ة ذات الموق��ع الحصين‬ ‫ليس��اعد عم��ر البيطار في ث��ورة جبل‬ ‫صهي��ون "‪ ."1920 – 1919‬وبع��د‬ ‫استشهاد البيطار‪ ،‬اتجه القسام برجاله‬ ‫إلى منطقة حلب وانضم إلى "إبراهيم‬ ‫هنانو" ويظل يجاهد معه حتى انقص‬ ‫الفرنس��يون عل��ى حركت��ه وبس��طوا‬ ‫نفوذه��م عل��ى س��ورية م��ن أقصاها‬ ‫إلى أقصاها وحكم��وا على المجاهدين‬ ‫الذين افلتوا من أيديهم باإلعدام وكان‬ ‫في مقدمتهم عز الدين القسام‪.‬‬ ‫مع إخفاق الثورة فرَّ القس��ام عام‬ ‫‪ 1921‬إلى فلس��طين مع بعض رفاقه‪،‬‬ ‫واتخ��ذ مس��جد االس��تقالل ف��ي الحي‬ ‫القدي��م بحيفا مقراً له حيث اس��توطن‬ ‫فقراء الفالحين الحي بعد أن نزحوا من‬ ‫قراهم‪ ،‬ونشط القس��ام بينهم يحاول‬ ‫تعليمه��م ويح��ارب األمي��ة المنتش��رة‬ ‫بينهم‪ ،‬فكان يعطي دروساً ليلية لهم‪،‬‬ ‫ويكث��ر م��ن زيارته��م‪ ،‬وق��د كان ذلك‬ ‫موضع تقدير الناس وتأييدهم‪.‬‬ ‫والتحق بالمدرس��ة اإلسالمية في‬ ‫حيفا‪ ،‬ثم بجمعية الش��بان المس��لمين‬ ‫هناك‪ ،‬وأصبح رئيس��ًا له��ا عام ‪.1926‬‬ ‫كان القس��ام في تلك الفترة يدعو إلى‬ ‫التحضير واالستعداد لمقاومة االحتالل‬ ‫البريطاني‪ ،‬ونش��ط في الدعوة العامة‬ ‫وس��ط جم��وع الفالحين في المس��اجد‬ ‫الواقعة شمال فلسطين‪.‬‬ ‫واس��تطاع تكوين خاليا سرية من‬ ‫مجموع��ات صغي��رة ال تتع��دى الواحدة‬ ‫منها خمس��ة أف��راد‪ ،‬وانض��م في عام‬ ‫‪ 1932‬إل��ى ف��رع حزب االس��تقالل في‬ ‫حيفا‪ ،‬وأخذ يجمع التبرعات من األهالي‬ ‫لش��راء األس��لحة‪ .‬وتمي��زت مجموعات‬ ‫القس��ام بالتنظي��م الدقي��ق‪ ،‬فكان��ت‬ ‫هن��اك الوح��دات المتخصص��ة كوحدة‬ ‫الدع��وة إلى الجه��اد‪ ،‬ووحدة االتصاالت‬ ‫السياس��ية‪ ،‬ووح��دة التجس��س عل��ى‬ ‫األعداء‪ ،‬ووحدة التدريب العسكري‪.‬‬ ‫ولم يغفل القسام الجوانب األخرى‬ ‫في حركته‪ ،‬فمارس النضال السياسي‬ ‫كجناح آخر من أجنحة الحركة‪ ،‬ومارس‬ ‫التعلي��م ومح��و األمي��ة وأ ّل��ف لجانً��ا‬ ‫للدع��وة والدعاية‪ ،‬و نجح في تش��كيل‬ ‫خم��س لج��ان داخ��ل تنظيم��ه ه��ي "‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫عز الدين الق�سام ‪1935 - 1882‬‬

‫‪11‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫خالد‪ ..‬ق�صة �شهيد‬

‫رانية رشيد‬

‫من أي��ن أب��دأ وكيف أحك��ي لكم‬ ‫قص��ة ش��هيد‪ ،‬ل��م يك��ن يوم��اً رقم��ًا‬ ‫ كس��ائر ش��هدائنا ‪ -‬ول��ن يك��ون‪..‬‬‫ش��اب ع��اش واح��د وثالث��ون ربيع��اً‪..‬‬ ‫وكان سيش��هد بعد أش��هر ربم��ا ربيعًا‬ ‫جديداً‪..!..‬‬ ‫كان خال��د متزوجًا ولديه ‪ 3‬أطفال‬ ‫أصغرهن بعمر العام الواحد‪ ..‬وأكبرهن‬ ‫بعمر التس��ع س��نوات وأوس��طهم في‬ ‫الخامسة‪..‬‬ ‫و كس��ائر الش��هداء كان له جرمه‬ ‫الذي يس��تحق القتل من أجله‪ ..‬كان له‬ ‫جريم��ة واحدة فقط س��أخبركم عنها‪،‬‬ ‫لكن قبال يجب أن تعرفوا مكان وتوقيت‬ ‫استش��هاده‪ ..‬في الثالث والعشرون من‬ ‫رمضان توقف الشهيد خالد على إحدى‬ ‫الحواجز في ريف دمشق‪ ..‬بين الساعة‬ ‫الثالث��ة والرابع��ة عص��را‪ ..‬كان يحمل‬ ‫مبلغ��ًا مالي��ًا يومه��ا‪ ..‬وكان المبلغ أول‬ ‫رب��ح حصل عليه في حيات��ه من ثمرة‬ ‫عمل��ه المس��تقل الجديد الذي أسس��ه‬ ‫قب��ل ‪ 6‬أش��هر‪ ..‬كان يق��ود س��يارته‬ ‫وتوق��ف عن��د الحاج��ز‪ ..‬ه��ذا الحاج��ز‬ ‫الموس��وم بس��معته الق��ذرة‪ ..‬وألن‬ ‫الش��هيد رحم��ه اهلل كان يعتقد أنه لم‬ ‫يقت��رف إثماً يوماً (من منظور هؤالء)‪..‬‬ ‫وألن��ه كان يثق بالعناية اإللهية دائما‪..‬‬ ‫لم يغي��ر طريق��ه‪ ..‬لحظات ثم س��مع‬ ‫صوت صراخ وش��تائم وطلب��وا منه أن‬ ‫يترجل من سيارته لكنه ربما أراد أن ال‬ ‫يفعل‪ ..‬كان البن��اء المواجه للحاجز قد‬ ‫إتخ��ذ مقراً لهم‪ ..‬ضُرب وأهين وأدخل‬ ‫إلى هذا المبنى واختفى إلى وقت آذان‬ ‫المغرب‪..‬‬ ‫عند آذان المغرب رمي بال مالبسه‬ ‫وال جوال��ه وال نق��وده طبع��اً‪ ..‬وح��اول‬ ‫بع��ض اإلخوة انتش��اله لكنه��م كانوا‬ ‫يطلق��ون الن��ار عل��ى كل م��ن يقترب‬ ‫منه‪ ..‬حتى حل الليل وانتشل بصعوبة‬ ‫بالغة‪ ..‬ل��م يس��تطيعوا معرفة أهله‪..‬‬ ‫فص��وروه وعمموا هذه الصور ومقطع‬ ‫الفيديو‪ ..‬ولم يصلنا بعد ليلة من بكاء‬ ‫دام��ي ش��يئًا ع��ن مصيره بع��د‪ ..‬لكنه‬ ‫اختفى‪ ..‬ببساطة‪ ..‬وفي تلك اللحظات‬ ‫ال يس��عك إال أن تتحض��ر لخب��ر مفجع‬ ‫مم��زوج ببعض الرج��اء طالبًا من اإلله‬ ‫أن يكون مجرد كابوس وينقضي‪..‬‬ ‫حل اليوم التالي ولم نعرف ش��يئًا‬ ‫عنه‪ ،‬فدفنه من انتش��له دون أن نراه‪..‬‬ ‫وحرمنا حتى من توديعه أو تقبيله‪ ..‬أو‬ ‫حتى مجرد مالمسته‪ ..‬لم نعرف لماذا‪..‬‬ ‫وأنا متأكدة أنه ل��م يعرف لماذا أيضاً‪..‬‬ ‫وال تبرير كالعادة سوى وحشيتهم‪..‬‬ ‫في خض��م ما ح��دث أتس��اءل إذا‬ ‫كان البد من ممارس��ة رذيلتكم‪ ..‬لماذا‬ ‫اإلص��رار على إهانة جس��د ضحاياكم‬ ‫حت��ى بع��د فع��ل االنتق��ام!‪ ..‬لم��اذا‬ ‫تحرموننا من مجرد اللمسة األخيرة‪..‬‬ ‫لم أعتقد يوما أنني س��أكتب عنك‬ ‫يا حبيبي‪ ..‬يا أخ��ي‪ ..‬ولم يخطر ببالي‬ ‫أبدا أنني سأحترق كثيراً‪..‬‬

‫كن��ت الكب��رى وكان الصغي��ر‪..‬‬ ‫وف��ارق العم��ر ال��ذي بينن��ا منحن��ي‬ ‫ممارس��ة دور األم م��ع األخ الصغي��ر‪..‬‬ ‫نب��رة صوت��ه‪ ..‬بكائ��ه‪ ..‬ضحك��ه‪..‬‬ ‫وتقاس��يم وجه��ه‪ ..‬طباع��ه‪ ..‬أحالمه‪..‬‬ ‫كل ما فيه كان طفلي‪ ..‬كل ما فيه كان‬ ‫يوجعن��ي ويفرحني‪ ،‬تمام��ًا كأطفالي‬ ‫الذين أنجبتهم من رحمي‪..‬‬ ‫ل��و أردت الحدي��ث عن��ه لكان��ت‬ ‫شهادتي مجروحة‪ ..‬لكنني أؤكد لكم‪..‬‬ ‫كان م�لاكاً‪ ..‬واهلل كان م�لاكاً‪ ..‬إنه��م‬ ‫يعيش��ون بينن��ا دون أن ن��دري‪ ..‬رحلة‬ ‫عمره��م قصي��رة‪ ..‬يب��دون غريبي��ن‬ ‫عن��ا‪ ..‬ال نفهمهم‪ ..‬ال نفه��م لماذا هم‬ ‫صادق��ون جداً‪ ..‬لماذا ه��م أبرياء جدا‪..‬‬ ‫لماذا يتصرفون بكل تلك المثالية التي‬ ‫تب��دو غير مقبول��ة للبش��ر العاديين‪..‬‬ ‫نفهم لألسف لكن بعد أن فوات األوان‪..‬‬ ‫ببساطة جداً‪ ..‬كانوا مالئكة‪ ..‬بيننا‪..‬‬ ‫كان��ت لخالد مي��و ًال صوفية‪ ..‬كان‬ ‫زاهد ف��ي الحياة‪ ..‬من��ذ الصباح وحتى‬ ‫المساء كان يعمل جاهداً لفعل الخير‪..‬‬ ‫يبحث عمن يخدمهم‪ ..‬أو يعينهم‪ ..‬عن‬ ‫أي عمل إنس��اني يجعله يكس��به ثوابًا‬ ‫ويضيفه إل��ى رصيد حس��ناته‪ ..‬هكذا‬ ‫كان ي��رى الدنيا‪ ..‬لم تعني له الماديات‬ ‫أي ش��يء ولم تعني له الدني��ا إال تلك‬ ‫الفرح��ة الت��ي يرس��مها عل��ى وج��وه‬ ‫اآلخرين‪ ..‬كانت سعادته ومبتغاه‪ ..‬وكنا‬ ‫نس��خر منه أحيانًا ونس��تغرب أحياناً‪..‬‬ ‫أين (أناك) يا خالد‪ ..‬لماذا تقتلها وتفوت‬ ‫على نفس��ك كل متع الدنيا وملذاتها‪..‬‬ ‫لم��اذا تصر على تضييع وقتك بآخرين‬ ‫قد ال تعرفهم حتى!!‪..‬‬ ‫مع كل انتقاداتنا لم يرفضنا‪ ..‬بل‬ ‫رفضناه‪ ..‬ل��م نقبله ولكنه تقبلنا بكل‬

‫مس��اوئنا‪ ..‬كان يعيش س�لامًا داخلياً‪..‬‬ ‫تماماً كالمالئكة‪..‬‬ ‫كان ش��ابا بلحية‪ ..‬زاه��د الهيئة‪..‬‬ ‫بس��يط العي��ش‪ ..‬وأن��ا أخت��ه الغي��ر‬ ‫محجب��ة‪ ..‬نح��ن المختلف��ان ف��ي كل‬ ‫ش��يء‪ ..‬األفكار‪ ..‬االنتماء‪ ..‬كل شيء‪..‬‬ ‫كل ش��يء‪ ..‬لك��ن هذا ل��م يمنعنا عن‬ ‫محب��ة بعضن��ا أب��داً‪ ..‬قد تس��تغربون‬ ‫لو قل��ت لكم أنه كان م��ن أكثر الناس‬ ‫احتراماً وتقب ً‬ ‫ال لي‪ ..‬كان الفارس الذي‬ ‫يحمين��ي م��ن أي أذى‪ ..‬كان ينتف��ض‬ ‫ف��ي وج��ه أي م��ن يح��اول حت��ى جرح‬ ‫مش��اعري‪ ..‬ل��م ي��ؤذي خالد أح��داً في‬ ‫حيات��ه‪ ..‬ل��م يؤذي حت��ى نمل��ة‪ ..‬كان‬ ‫هك��ذا م��ع الجمي��ع‪ ..‬كان مس��المًا حد‬ ‫الطهر‪ ..‬حد المالئكة‪..‬‬ ‫جريمت��ه أن��ه كان ملتحي��اً‪ ..‬ل��م‬ ‫يحمل س�لاحًا ولم يؤذي كائنًا من كان‬ ‫وال حت��ى بكلم��ة‪ ..‬لم يكن إال انس��انًا‬ ‫بس��يطًا رس��الته المحبة‪ ..‬لكن هيئته‬ ‫الزاه��دة كان��ت ترهب كثيري��ن ممن‬ ‫يوجد اإلرهاب داخ��ل أدمغتهم فقط‪..‬‬ ‫ذقن��ه ش��يفرة ف��ي عقوله��م مفادها‬ ‫متزم��ت أو طائفي‪ ..‬ع��روه من ثيابه‪..‬‬ ‫عذب��وه‪ ..‬ضرب��وه بكع��وب بنادقهم‪..‬‬ ‫بأيديهم‪ ..‬بأرجلهم‪ ..‬حتى ازرق جس��د‬ ‫طفل��ي‪ ..‬ثم ضرب��وه تل��ك الرصاصة‬ ‫القاتل��ة ف��ي ذقن��ه‪ ..‬رصاص��ة فجرت‬ ‫رأسه‪ ..‬وفجرت أحقادهم معها‪ ..‬ورموه‬ ‫عب��رة لم��ن أراد أن يعتب��ر‪ ..‬عبرة لكل‬ ‫من تس��ول له نفس��ه أن يكون إنسانا‬ ‫بوج��ه مالئكي‪ ..‬أس��نانه وجدناها في‬ ‫س��يارته‪ ..‬ه��ي نف��س األس��نان التي‬ ‫فرحن��ا ورقصنا حين بزغت ألول مرة‪..‬‬ ‫قلت لهم خبئوها ل��ي‪ ..‬مالبس الدم‪..‬‬ ‫نفس الس��ترة التي نس��يها عندي آخر‬

‫مرة‪ ..‬رأيته��ا ممزوجة بدمائه‪ ..‬تمنيت‬ ‫ل��و فق��ط أضمه��ا أو أش��تمها‪ ..‬تمنيت‬ ‫قطع��ة م��ن مالبس��ه أتطه��ر بها كل‬ ‫يوم‪ ..‬أخي‪ ..‬أحبك يا أخي‪ ..‬دمائك عهد‬ ‫عل��ي‪ ..‬وجعك دي��ن علي‪ ..‬رس��التك‪..‬‬ ‫المحبة‪ ..‬اإلنسانية‪ ..‬رسالتي‪..‬‬ ‫ل��م يك��ن أخ��ي إرهابي��ًا يوم��اً‪..‬‬ ‫ل��م يك��ن قات ً‬ ‫ال‪ ..‬م��ن قتله ه��م كانوا‬ ‫اإلرهابيي��ن الحقيقيي��ن‪ ..‬لكنه��م بال‬ ‫ذقون‪ ..‬لم يحمل أخي سالحًا يوماً‪..‬‬ ‫مم��ن حميتمون��ا؟؟!! مم��ن؟؟ من‬ ‫أطفالن��ا!!‪ ..‬من أرواحن��ا أيها الجالدون‬ ‫القساة!‪..‬‬ ‫أيه��ا الج�لادون أؤك��د لك��م‪ ..‬لم‬ ‫يكرهكم أخي يومًا‪ ..‬ولم يحقد عليكم‬ ‫رغم درايته ببشاعتكم‪..‬‬ ‫موتوا بغيظكم‪ ..‬موتوا بغيظكم‪..‬‬ ‫موت��وا أل��ف أل��ف م��رة برجس��كم‬ ‫ونجاساتكم‪ ..‬موتوا بغيظكم‪..‬‬ ‫م��ن أجل��ك‪ ..‬ل��ن أك��ره يوم��اً ي��ا‬ ‫أخ��ي‪ ..‬ولن أك��ون طائفي��ة‪ ..‬لن أحقد‬ ‫ولن أنتق��م‪ ..‬لن أتلوث ببش��اعاتهم‪..‬‬ ‫بل س��أتطهر كل يوم بدمائ��ك ودماء‬ ‫شهدائنًا‪ ..‬سأكتفي بالحزن‪ ..‬واألمل‪..‬‬ ‫لندع كل ما نعتقده جانبًا ولنتبنى‬ ‫مذهب اإلنسانية‪..‬‬ ‫ي��ا إخوت��ي‪ ..‬مذه��ب ش��هدائنا‬ ‫األبرار‪ ..‬رس��الة تركوها لنا بأفعالهم‪..‬‬ ‫ال باألق��وال‪ ..‬وال باالدعاءات الس��فيهة‬ ‫على شاش��ات التلفاز كأبطال األفالم‪..‬‬ ‫هؤالء البس��طاء هم الذين نس��جوا لنا‬ ‫معال��م الوط��ن‪ ..‬تركوه��ا أمان��ة في‬ ‫أيدينا ألطفالهم وأطفالنا‪..‬‬ ‫المجد للش��هيد‪ ..‬المجد للش��هيد‪..‬‬ ‫والرحمة ألرواحهم‪..‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫إبراهيم حسن‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ن��درك جي��داً ‪ -‬كأبن��اء الش��عب‬ ‫الس��وري‪ -‬تعايش��نا الطويل وتاريخنا‬ ‫الطوي��ل كمكون��ات مش��تركة له��ذا‬ ‫الش��عب العظيم‪ ،‬ونفه��م تماماً معنى‬ ‫الوطني��ة ّ‬ ‫الحق��ة أكث��ر من أي ش��عب‬ ‫آخ��ر‪ ،‬لم تكن هناك عل��ى اإلطالق أي‬ ‫مش��كالت طائفي��ة على م��دى التاريخ‬ ‫الس��وري بطول��ه‪ ،‬والتاري��خ يش��رّع‬ ‫أبوابه أمامكم فاقرأوه!‪.‬‬ ‫ولك��ن ي��دور ف��ي بال��ي اآلن‬ ‫تصريحان‪ ،‬أما األول فهو كالم الشهيد‬ ‫"بإذن اهلل" يوسف الجادر "أبو فرات" عن‬ ‫العلوية‪ ،‬وعن أخوته��م لنا في الوطن‬ ‫–شئنا أم أبينا‪ -‬وبالطبع من لم يرتكب‬ ‫ّ‬ ‫الس��فاحون‬ ‫جرماً منهم‪ ،‬أما المجرمون‬ ‫القتلة فالحل الوحيد بالنس��بة لهم هو‬ ‫القص��اص!‪ .‬ك��ي تُش��فى قل��وب ‪،50‬‬ ‫‪ 000‬أم على األقل!‪.‬‬ ‫المه��م‪ ..‬كالم الش��هيد كان متزنًا‬ ‫جداً‪ ،‬لي��س عاطفيًا مائ ً‬ ‫ال ألي جهة‪ ،‬بل‬ ‫ه��و كالم عقالني ومه��م ويجب علينا‬ ‫أن نعي��ه ونفهم��ه تمام��ًا‪ ،‬حت��ى أنني‬ ‫واهلل أُعجب��ت بثقاف��ة الرج��ل وس��عة‬ ‫ّ‬ ‫اطالع��ه وكالم��ه الم��وزون‪ ،‬وع��ودوا‬ ‫للمقط��ع واس��معوا كالم��ه جي��داً كي‬ ‫تعرفوا قصدي‪ ،‬رحمه اهلل‪..‬‬ ‫كان كالم��ه ع��ن وج��وب تحيي��د‬ ‫الصراع الطائفي‪ ،‬وعن ترس��يخ فكرة‬ ‫أننا نح��ارب نظاماً مجرمًا‪ ،‬وأن العلوية‬ ‫هم جزء من الشعب السوري لنا مالهم‬ ‫وعلينا ما عليه��م‪ ،‬ولقد زُجّ بهم وتم‬

‫استخدامهم لمصالح النظام الطائفية‪،‬‬ ‫وأعيد وأكرر ال نتح��دث عن المجرمين‬ ‫هن��ا ولك��ن ع��ن البس��طاء الذي��ن ال‬ ‫يعرفون ما يحصل خارج حقلهم!‪.‬‬ ‫ه��ؤالء ه��م ج��زء م��ن ش��عبنا‬ ‫السوري‪ ،‬ش��اء من شاء وأبى من أبى!‪.‬‬ ‫ال يح��ق ألح��د تحييده��م أو إنكارهم‬ ‫أو الدع��وة إلى قتله��م أو تطهير البالد‬ ‫منه��م!‪ .‬دولتنا التي نري��د بناءها هي‬ ‫دول��ة الع��دل والحق والقانون‪ ،‬ليس��ت‬ ‫دول��ة طائفي��ة موت��ورة ومتعطش��ة‬ ‫للقتل!‪.‬‬ ‫الش��هيد أبوف��رات رمزلش��عبنا‬ ‫السوري في اعتداله‪ ،‬عندما نقول أنها‬ ‫ليس��ت طائفية ول��ن تك��ون طائفية‪،‬‬ ‫ح��ق ألحد‪..‬‬ ‫فلي��س في ه��ذا هض��م ٍ‬ ‫ولك��ن م��ن يطلقون ويش��جعون على‬ ‫مثل هذا المصطلح "من أهل الس��نة"‬ ‫إنما ه��م جاهلون أص ً‬ ‫ال بم��ا يمكن أن‬ ‫تفعل الطائفية‪..‬‬ ‫المقي��اس ال��ذي يج��ب أن نصنف‬ ‫علي��ه الس��وريين ه��و‪ :‬مج��رم أو غير‬ ‫مج��رم‪ ،‬وبالتأكي��د س��وف نحاس��ب‬ ‫المجرمي��ن الذين اس��تُقدموا من بالد‬ ‫أخرى بدوافع "طائفية"‪..‬‬ ‫نع��م‪ ..‬إنه��ا طائفي��ة‪ ..‬ولك��ن‬ ‫بالنسبة لهم "النظام ومن حذا حذوه"‪..‬‬ ‫وعلينا أن نس��عى جهدنا لمنع أن تكون‬ ‫طائفي��ة‪ ،‬يج��ب علين��ا نب��ذ الطائفية‬ ‫تماماً‪ ..‬ونبذ من يتحدث بلسان طائفي‬ ‫مقيت حتى لو كان أكبر ثائر فينا‪..‬‬

‫ّ‬ ‫جُ��ل م��ن يتكلم��ون باللس��ان‬ ‫الطائفي من الث��وار إنما هم يتكلمون‬ ‫ب��ه بدع��وى الت��زام ديني خاط��ئ‪ ،‬أو‬ ‫بدع��وى تطبيقه��م لش��رع اهلل‪ ،‬أو‬ ‫بدعوى تأييدهم للش��يخ فالن أو عالن‬ ‫والذي أفتى بقتل النصيرية‪..‬‬ ‫ودينن��ا واهلل براء م��ن هذا‪ ..‬وفي‬ ‫الق��رآن آي��ة واضحة تدل عل��ى ذلك ال‬ ‫يش��كك فيها اثنان‪" :‬لك��م دينكم ولي‬ ‫دي��ن"‪ ..‬القت��ل بنا ًء عل��ى االعتقاد هو‬ ‫نتيجة م��خ متصل��ب أحم��ق وجاهل!‪.‬‬ ‫وهنا ال أس��تثني أحداً مم��ن يدعو إلى‬ ‫هذا‪..‬‬ ‫وهنا نح��ن نحارب الطائفية ليس‬ ‫كرم��ى لعي��ون أحد‪ ،‬ف�لا يتهمني أحدٌ‬ ‫الي��وم بأن��ي أجاري طرف��ًا دون طرف‪،‬‬ ‫أو طائف��ة دون أخ��رى‪ ،‬أو أنن��ي أدع��و‬ ‫للتن��ازل ع��ن القص��اص‪ ،‬ال واهلل‪..‬‬ ‫ولكنني أحارب الطائفية كرمى لعيون‬ ‫س��وريا الموحدة‪ ،‬س��وريا المس��تقبل‪،‬‬ ‫كرمى لعيونها فقط‪..‬‬ ‫أما التصريح الثاني‪ ،‬فهو تصريح‬ ‫األمم المتح��دة األمس‪ ،‬بأن القتال بدأ‬ ‫يأخ��ذ منحى طائفي‪ ،‬وال��كالم بالطبع‬ ‫نتيج��ة حتمي��ة ألفعال النظ��ام‪ ،‬والتي‬ ‫كما أس��لفت تريدها أن تكون طائفية‬ ‫من أول يوم‪..‬‬ ‫ال نريده��ا أن تك��ون طائفي��ة‪،‬‬ ‫ألنه وببس��اطة نتيج��ة الطائفية هي‬ ‫التقسيم‪ ..‬ليس بعيداً أن تتدخل األمم‬ ‫المتح��دة فيم��ا بع��د التحري��ر بدعوى‬

‫"حماي��ة األقليات" وتعط��ي حق تقرير‬ ‫المصير للعلوية ويُس��تصدر قرار من‬ ‫األمم المتحدة بتقس��يم البالد‪ ،‬واقرأوا‬ ‫التاريخ إن كنتم تستبعدون هذا‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ه��ذا الخي��ار لي��س بعي��دا وال‬ ‫ال ولكن��ي واهلل أراه ماث ً‬ ‫مس��تحي ً‬ ‫ال أمام‬ ‫عيني المتحدث باس��م األم��م المتحدة‬ ‫اليوم‪ ،‬يريدون التقس��يم‪ ،‬يسعون إلى‬ ‫التقس��يم‪ ،‬ألنهم وببساطة ال يريدون‬ ‫لس��وريا أن تعود لعُشر ما كانت عليه‬ ‫من القوة‪..‬‬ ‫ً‬ ‫لنقوله��ا جميع��ا‪ :‬ال للطائفي��ة‪،‬‬ ‫ألننا نريد بناء وط��ن للجميع‪ ،‬ال مكان‬ ‫للمجرمين القتلة فيه‪..‬‬ ‫علين��ا أن نس��عى جميع��ًا لقت��ل‬ ‫ومحارب��ة جميع التصريحات الطائفية‪،‬‬ ‫وإع��ادة تصوير ثورتن��ا على أنها حرب‬ ‫ض��د إرهاب دول��ة غاش��م وليس ضد‬ ‫طائفة‪..‬‬ ‫وأثق تمام الثقة بش��عبنا السوري‬ ‫العظي��م الذي س��يتجاوز ه��ذه المحنة‬ ‫األس��دية وه��ذا التعط��ش لل��دم‪،‬‬ ‫وس��يتجاوز كذل��ك المحن��ة الطائفية‪،‬‬ ‫كما تج��اوز الكثير والكثي��ر من المحن‬ ‫قبلها‪ ..‬فش��عبنا الس��وري شعب واعي‬ ‫مثق��ف ومتفتح ولكنه أيضاً ال يس��كت‬ ‫عن القصاص ولن يسامح القتلة على‬ ‫اإلطالق‪ ..‬وأرج��و أن نفهم الفرق بين‬ ‫هاتين النقطتين وال نخلط بينهما‪..‬‬ ‫حما اهلل بالدنا وش��عبنا‪ ..‬وهيأ لها‬ ‫الخير من عنده‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫لي�ستطائفية‪..‬افهموها‬

‫‪13‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫هنـا ِد َم�شــق‬ ‫سيامند حسين‬

‫(يوميات ومشاهدات)‬ ‫‪ 8‬كانون األول ‪2012‬‬ ‫اس��توقفتها الذاكرة بقسوة في مشهد حزين اس��تحضرته‪ ،‬عندما لمحت العشب‬ ‫القليل النامي على جانب أحد الطرقات المختنقة بالس��يارات‪ ،‬عن تلك العائلة اليتيمة‬ ‫الت��ي رأته��ا في ذلك اليوم الماط��ر مرمية في إحدى الحدائق العام��ة بالقرب من حيّ‬ ‫(برني��ة) الغني‪ ،‬كان��ت األم تضع صغارها ف��ي صناديق الموز الفارغ��ة لتحميهم من‬ ‫البرد‪.‬‬ ‫هكذا بدأت يومًا آخر من الحزن واأللم‪ ،‬أثناء تجوالها في ش��وارع العاصمة صباحًا‬ ‫وقب��ل ذهابه��ا لرؤية مأس��اة جديدة إلحدى العوائ��ل الهاربة من تح��ت أنقاض بيوتها‬ ‫الت��ي سُ��ويت باألرض‪ .‬وصل��ت المكان وهو حيّ ف��ي مركز المدينة‪ ،‬وأمام المس��جد‬ ‫حيث العنوان‪ ،‬توقفت لدقيقة تتأمل حركة الناس المضطربة‪ .‬حملت قلبها بجهدِ منْ‬ ‫يصعدُ الجبال واتجهت نحو الشاحنة الصغيرة (سوزوكي)‪.‬‬ ‫كان��وا يس��كنون في الس��يارة‪ ،‬الصن��دوق الخلفي بيته��م‪ ،‬وجدرانه س��تائر من‬ ‫نايلون‪ .‬كانوا س��تة‪ :‬األب��وان وأربعة أطفال‪ ،‬كان أكبرهم في التاس��عة من عمره‪ .‬لم‬ ‫تك��ن الس��يارة تحت��وي إال على ما تبقى لهم م��ن بيتهم الذي قصفه طي��ران النظام‪:‬‬ ‫بع��ض البطانيات ال غي��ر‪ ،‬ال مالبس أو حاجي��ات أخرى‪ .‬هناك موقد غ��از صغير كانوا‬ ‫وقتئذ يصنعون القهوة عليه‪.‬‬ ‫اقتربت مع صديقها‪ ،‬الذي وصل لتوّه‪ ،‬من العائلة وأجروا مع األب محادثة سريعة‬ ‫كادت تنتهي بعد رفض األب محاوالتهم لتقديم المساعدة‪ .‬لكنها استطاعت أن تكسب‬ ‫فرصة أخيرة عندما س��ألته‪" :‬من أي��ن أنتم عمو؟" فأجابها‪" :‬ه��ل تعرفان كفربطنا؟"‪.‬‬ ‫هنا كادت س��عاد أن تنفجر باكية‪ ،‬وتمنت لو أن األرض ابتلعتها قبل أن تُخيفها نظرة‬ ‫ذلك الرجل المنهك‪ .‬أخفضت رأسها وقالت في سرّها‪" :‬نعم‪ ،‬فما الذي يمكن أن يفكر‬ ‫فيه المسكين؟ فأنا ابنة المدينة‪ ،‬وثيابي اللعينة تفضحني؛ من ّ‬ ‫حقه أن يظنّ أني لم‬ ‫أسمع بكفربطنا بعد"‪.‬‬ ‫كان��ت ابنته��م قد أصيب��ت بحروق في جس��دها‪ ،‬وابنه��م تفتت رجله ج��راء ذاك‬ ‫القصف العدواني‪" .‬الوضع الصحي للولد غير مستقر‪ ،‬سأبحث عن طبيب يرافقني غداً‬ ‫ليفحص��ه"‪ ،‬تقول لي س��عاد‪ ،‬وقد تمكنت بعد إلحاح اعت��ادت المثابرة عليه‪ ،‬أن تتحدث‬ ‫جانب��اً إل��ى األم المكلومة بفلذات كبدها‪ ،‬وأن تس��ألها عن احتياجاته��م وما ينقصهم‬ ‫ّ‬ ‫المتنقل‪ ،‬ذكرت س��عاد أن صديقتها التي أخبرتها عن هذه العائلة‪،‬‬ ‫في بيتهم الصغير‬ ‫كان��ت ق��د عرض��ت عليهم يوم أم��س أن تنقلهم إل��ى غرفة مدفوعة اإليج��ار لكنهم‬ ‫رفضوا‪ .‬قالوا لها‪" :‬إذا كنا س��نموت فدعونا نموت هنا‪ ،‬بالقرب من المس��جد‪ .‬هنا أيضًا‬ ‫داخل المس��جد‪ ،‬تلتجأ خمسمائة عائلة"‪ ،‬تظنّ سعاد أنهم باتوا خائفين من أيّ سقف‬ ‫اسمنتي قد ينهار على رؤوسهم فجأة‪ .‬ذهب المتطوعان لشراء الحليب وبعض األدوية‬ ‫والمس��تلزمات األخرى‪ ،‬وعندما عادا‪ ،‬كان األوالد يضحك��ون ويتحادثون معهما ببهجة‬ ‫الطفولة المعهودة؛ طفول ٌة ألماسٌ ال تكسرها أنياب الوحوش‪.‬‬ ‫صديقتي سعاد‪ ،‬التي بكت طوي ًال في بيتها وعيناها ال تبارحان السقف‪ ،‬كان قلبها‬ ‫مازال منحنياً ألوجاع تلك العائلة‪ .‬ذاكرتها حفرت عميقاً نظرة األب الحاقد على عجزه‪،‬‬ ‫كانت نظرة تفيض باأللم والكبرياء‪.‬‬

‫�أُ ْم‪ ..‬ال مكان هناك‬ ‫للنهايات ال�سعيدة‬ ‫يوسف أبو خضور‬ ‫انتهى عص��ر الصورة المطبوعة وعص��ر البرواظ وزمن دفتر الص��ور‪ ،‬وجاء عصر‬ ‫األلبوم��ات اإللكتروني��ة وص��ور الديجت��ال والص��ور المحفوظة ف��ي ملفات عل��ى جهاز‬ ‫الكمبيوتر‪ ،‬حيث تجلس األم بجانب ابنها وهو يستعرض لها صوره وصور أصدقاءه‪..‬‬ ‫ل��م تفك��ر األم أبداً أن تتعلم كيفية التس��لل إل��ى هذا الصن��دوق العجيب وحدها‪،‬‬ ‫وتقليب الصور وتكبيرها وتصغيرها كما يفعل االبن‪ ،‬كان لديها ألف حُجة لتجبره على‬ ‫فتح الصور يوميًا‪ ..‬أغلق ابنها جهازه وخرج‪..‬‬ ‫ع��اد‪ ..‬صامتًا وأصابعه جام��دة يحمله الغرباء‪ ..‬زغردت كذب��ًا‪ ،‬وبكت طوي ًال وعندما‬ ‫تركوه��ا وحيدة هرعت إلى غرفته تشمش��م آثره وتحضن مالبس��ه وتبحث عن صوره‪،‬‬ ‫لكنها كانت مخبأة هناك‪ ،‬في قلب الجهاز الذي ال تعرف له طريقاً‪..‬‬ ‫سيفتح لها أحدهم الجهاز ويقلب لها الصور سريعًا حيث ال تمتلك إال االبتسام أمام‬ ‫هذه الجموع‪ ،‬وسيغلقه ويرحل‪..‬‬ ‫لم يفهم الكثير من زوارها ذلك الس��ر الذي يجعله��ا تجر الحديث رغماً عن الجميع‬ ‫إل��ى « الكمبيوتر « وتس��أل األطفال عن م��دى براعتهم في اس��تخدامه‪ ،‬ولماذا تجرهم‬ ‫بخجل إلى تلك الغرفة‪! ..‬‬ ‫نحن فقط نعلم ذلك السر‪! ..‬‬ ‫سأرسل للهيئة العامة لحقوق اإلنسان بمناسبة عيدهم‪ ،‬ذلك الجهاز « االبن»‪ ،‬الذي‬ ‫مُس��حت» العالمة التجارية « عنه‪ ،‬الذي تيبس��ت أزراره بفعل ملح الدموع‪ ..‬و سأرس��ل‬ ‫له��م أل��ف طريقة للموت صدفة ف��ي بالدي‪ ،‬وآالف أرق��ام الهواتف المغلق��ة‪ ،‬واإليمالت‬ ‫والحسابات المتوقفة‪..‬‬ ‫سأرس��ل لهم ماليين الخيب��ات واإلحباطات وثالثة أنواع م��ن البراميل‪ ،‬ومزبلة من‬ ‫أحياء الفقراء وأخرى من شوارع األغنياء‪ ،‬سأخبرهم عن « طبقات» المزابل في بالدي‪..‬‬ ‫و س��أخبرهم عن « الش��حّادة» التي تجلس على باب ش��عبة التجنيد في مدينتي‪،‬‬ ‫وكيف كنا نمنحها» الصدقة» ونحن في طريقنا إلى الش��عبة وكيف كنا نس��تردها رغمًا‬ ‫عنها ونحن خارجون منها‪..‬‬ ‫سأرس��ل لهم « عينة» عن عقدنا النفس��ية وعن سهراتنا‪ ..‬سأرسل لهم شاعراً من‬ ‫ب�لادي مع بندقيته وليس��تة بأس��ماء المبدعين الذين قُتلوا بالصدف��ة المقصودة‪ ..‬كنت‬ ‫سأرسل لهم شيئًا من « المطبخ السوري» والحلبي خصوصًا‪..‬‬ ‫سأرس��ل له��م فتىً في مقتبل عم��ره يحب الحياة كثيراً ولكن ال مش��كلة لديه في‬ ‫تفجير نفسه بينهم‪ ،‬بين رعاة حقوق اإلنسان في العالم‪! ..‬‬

‫مات نريون ومل متت روما‬ ‫نريوننا ونريونهم‪..‬‬ ‫أقالم طرطوسية‬ ‫ني��رون‪ ..‬تزوجت والدته س��فاحًا عمه��ا اإلمبراطور كلوديوس لتورث��ه إمبراطورية‬ ‫ال تغي��ب عنها الش��مس‪ ..‬كان يعتقد نفس��ه مغنٍ وعازف بارع‪ ..‬ح��رق روما وقتل أقرب‬ ‫المقربين بدم بارد‪ ،‬وقمع االحتجاجات وذبح الناس‪ ..‬حتى والدته وزوجته وأستاذه قتلهم‬ ‫لمجرد أنه أحس بأنهم قد ينازعوه كرس��يه‪ ..‬كما اختبأ بالمس��يحيين وألصق بهم تهمة‬ ‫حرق روما‪ ،‬فتم التباهي بحرقهم‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التاري��خ يتك��رر بم��رارة أكث��ر‪ ..‬فنيروننا وريثا غير ش��رعيا لبلد ه��ي األجمل تحت‬ ‫الش��مس‪ ..‬يعتقد أنه ناجح في طب العيون والتصوير والعلوم العس��كرية وفن الخطابة‬ ‫ومل��كات أخرى‪ ..‬ح��رق حلب أكبر مدين��ة دمرت بعد الح��رب العالمي��ة الثانية‪ ..‬وحمص‬ ‫أكبر م��دن الوطن وقلبه‪ ..‬قتل مؤيديه بال رحمة جوعاً ونقص��اً بالعتاد‪ ،‬وذبح معارضيه‬ ‫بوحش��ية‪ ..‬اعتق��ل الوطن وقص��ف اآلمنين‪ ..‬واختب��أ باألقليات وعلى رأس��هم العلويين‬ ‫واس��تخدمهم حطبًا لحربه‪ ..‬في النهاية‪ ..‬هرب نيرون لكوخ يملكه أحد الخدم ومات وهو‬ ‫باكي��اً بعد ع��دة محاوالت لالنتحار لم تنج��ح لجبنه وخوفه‪ ،‬بعد أن أره��ق روما بمجونه‬ ‫وجنونه‪ ..‬كال النيرونيين صبيان‪ ..‬ينظرون إلى األوطان كدمى يلهون بها كيفما شاؤوا‪..‬‬ ‫لهما الحق بالذبح والتكس��ير والتدمير وللشعوب الحق بالتصفيق‪ ..‬لكن نيرون لم يعينه‬ ‫التاريخ ليريه النهاية‪ ..‬ونيرون لم يتبنى نظرية المؤامرة الكونية‪ ،‬ونيرون لم يس��تخدم‬ ‫الجيش ويرهقه ويبدد قوته‪ ،‬نيرون لم يقسم روما إلى فريقين‪..‬‬ ‫أخيراً‪ :‬مات نيرون‪ ..‬وبقيت سوريا‪):‬‬


‫فارس البحرة‬ ‫القرآن منهج كامل متكامل صالح لكل زمان‬ ‫ومكان‬ ‫بس نحنا ما منطبقه صح‬ ‫ليش لنطبقه صح؟‬ ‫ما هو عندنا فينا إمتى ما بدنا نطبقه صح‬ ‫لنفرض إجينا نطبقه صح‬ ‫قام ما تطبق معنا صح‪ ،‬كالعادة يعني‬ ‫وقتها ما بيكون هو ما صح‬ ‫منكون نحنا ما طبقناه صح‬ ‫العيب مو فيه‪ ،‬العيب فينا‬

‫***‬ ‫طيب س��ؤال‪ :‬كي��ف بدنا نطبقه ص��ح ونحنا‬ ‫عايبين؟‬ ‫كيف بدنا نصلح حالنا لنطبقه صح؟‬ ‫أكيد الجواب فيه‬

‫خالصته نحنا تنين‪:‬‬ ‫نحنا‬ ‫والقرآن‬ ‫نحنا سكة عطل‬ ‫والقرآن كامل مكمل‬ ‫والطريق بيناتنا مستحيل!‬ ‫بتعرفوا ليش؟‬

‫***‬

‫***‬

‫***‬ ‫***‬ ‫***‬

‫ألنه هي لعبة‬ ‫وكذبة‬ ‫منكذبه��ا عل��ى حالنا مش��ان ما نعمل ش��ي‬

‫***‬ ‫الق��رآن كت��اب تش��ريعي فيه قضاي��ا دينية‬ ‫وأخالقي��ة ممك��ن تس��اعد اإلنس��ان بعالقته مع‬ ‫ضميره ومع اآلخرين إذا كان مؤمن فيها بطريقة‬ ‫إيجابية‬ ‫لكن القرآن ما هو الحل‬ ‫وال اإلسالم هو الحل‬ ‫***‬ ‫وما في حل غي��ر العم��ل والتفكير والصدق‬ ‫والعلم والفكر والمعرفة والمواجهة مع الوقائع‬ ‫القرآن ما دخله بهالقصة‬ ‫وال اإلنجيل وال التوراة وال الزبور‬ ‫***‬ ‫ح��اج نتحج��ج بالق��رآن‪ ،‬ألن��ه ل��و كان كتاب‬ ‫س��حري بهالطريقة متل ما بيتخيلوه معظمنا ما‬ ‫كنا وصلنا لهون‬ ‫كان هو نط وقلنا كيف منطبقه صح‬ ‫طلع الضو‬ ‫صح النوم!‬

‫***‬ ‫***‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫بس حتى وقتها ما في مشكلة‬ ‫ألنه بيكون لسة موجود عنا‬ ‫بالخزانة‬ ‫وفينا إمتى ما بدنا نطبقه صح‬ ‫ولهيك‬ ‫نحن خير أمة أخرجت للناس‬

‫***‬

‫بالقرآن نفسه‬ ‫منصلح حالنا بالقرآن مشان نطبق القرآن صح‬ ‫وهيك منفوت بنفس الدويرة‬ ‫يعن��ي‪ :‬ألننا ما أصلحن��ا حالن��ا بالقرآن صح‬ ‫لنطبق القرآن صح‬ ‫فالعطل مو بالقرآن العطل فينا‬

‫منوب‬

‫دندنات إندساسية ‪. .‬‬

‫نحنا والقر�آن‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪15‬‬


‫دندنات إندساسية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫طـــــــــابـور‬ ‫نحن اآلن نعجن الخبز من الحنين‪ ..‬قال لي‬ ‫ولغتنا اآلن حوار السماء مع الرصاص‬ ‫وكان لنا أسماء‬ ‫أما اآلن فنحن عبيد الخبز والنار‬ ‫وكانت لنا أجساد وأرواح ممشوقة‬ ‫أم��ا اآلن نح��ن وق��ود الف��رن والم��دى المج��دي‬ ‫للرصاص‬ ‫ولم يبق لدينا طحين‪ ..‬لنشتاق لكم‬ ‫لم نعد نقوى على االشتياق‬ ‫وضلوعنا يرهقها التفكير في السالم والسكينة‬ ‫والنوم ليلة واحدة‬ ‫دون أصوات الموتى وصريخ األمعاء المتحاربة‬ ‫الب��د أن ننج��و‪ ..‬لم نس��مع يوما بش��عب يعجنه‬ ‫الجوع واألسى والخوف‬ ‫لم نسمع يوما بأن الشعب يعبأ داخل البندقية أو‬ ‫في حقل قمح فارغ من القمح‬ ‫قال لي‪ :‬ال نريد قصائد‪ ..‬نريد خبزا‬ ‫ال نريد هيئات ومحافل ورؤساء‪ ..‬نريد أن يحكمنا‬ ‫الخبز من جديد‬ ‫أيها الشاعر هل تعرف أن تضع رماد الموتى في‬ ‫الفرن فينتج خبزا للسادة؟ القراء‬ ‫نحن نموت هنا شوقا‪ ..‬بانتظار الرصاص‬ ‫ليسحق هذا الجوع‬ ‫الجوع أقذر الميتات‬

‫***‬

‫تحدث لنا عن الخبز قال لي‬ ‫ذكرنا برائحة الكلمات عند الصباح‬ ‫علنا نستفيق‬

‫***‬ ‫عام ‪ 1990‬يف الطابور‬

‫ربما أصبح ثائرا أبو محمود‪ ..‬لم يكن ليسكت‬ ‫مع أنه يكره الجميع‬

‫***‬

‫نحن الذين خبزنا لكم ألمنا‬ ‫وطحنا لكم أحالمنا‬ ‫لتصبحوا أسيادا‬ ‫وحي��ن صرخن��ا‪ ..‬انتزعت��م حناجرن��ا وطحي��ن‬ ‫أجسادنا‬

‫***‬ ‫فـي ‪ 2012‬طابور‬ ‫توقفت مخيلتي‬ ‫وذاكرتي عند آخر ربطة خبز اشتريتها‬ ‫صاح الصغير‬ ‫ولم��اذا يحكمنا الخبز؟ أال نس��تطيع الطيران دون‬ ‫الشبع؟‬ ‫أولئ��ك الذين يقفون معي في الطابور ال يحبون‬ ‫المزاح‬ ‫أحدهم وجهه ال يضحك لرغيف‬ ‫هل الموتى هكذا؟ ثقيلو الدم‬ ‫لست ميتا بعد‪ ..‬لربما أمطرت السماء خبزا‬ ‫يبدو أن مخيلتي تعمل دون الطحين‬ ‫أيها الجالد‬ ‫عبثا تحاول قتل األفكار‬ ‫لن ترضخ أخيلتنا للجوع‬ ‫سنسقط يوما الجوع والرصاص‬ ‫والتماثيل‬ ‫وقد نسقط الخبز أيضا واألفيون‬

‫***‬

‫جمال داود‬

‫ق�صيدة من �أجل اخلبز‬ ‫ي��ا أيه��ا الذين تقفون عل��ى طاب��ور الخبز‪ ..‬هل‬ ‫لديكم الزم��ن الكافي ألتلو عليك��م قصيدة من أجل‬ ‫الخبز؟‬ ‫الخبز العظيم‪ ..‬سيد العالم؟‬ ‫في هذا الطابور تكتب لنا حياة جديدة‬ ‫القناص يخلع ضغينته ويتنازل ليقف معنا‬ ‫والجثة التي ستسحل غدا إنها هنا معنا‬ ‫الش��اب ال��ذي س��يصبح مش��هورا عندم��ا يموت‬ ‫بطلقة القناص‪ ..‬أيضًا هنا‬ ‫العجوز التي سيعبرها الشارع بعد شرائها الخبز‪..‬‬ ‫الشاب الذي يحاول إنقاذها‬ ‫العاشق الذي سيفقد نهدي حبيبته‬ ‫الرضيع الذي يرضع األلم‬ ‫والذي يحمل رايته السوداء كفنا‬ ‫كلهم هنا‪ ..‬وقفوا من أجلك يا سيد العالم‬ ‫أيها الخب��ز يا قائدنا األبدي ال��ذي لن تتكرر ولن‬ ‫تنجب مثلك البطون أو الحقول‬ ‫فتراءى من عدمك واظهر لهم‪..‬‬ ‫على األقل ابتس��امة م��ن ابتس��اماتك الصفراء‬ ‫البلهاء‬

‫***‬ ‫عام ‪ 1990‬طابور اخلبز‬ ‫على الفرن في الشيخ محي الدين‬ ‫كان��ت تل��ك الم��رأة الخمس��ينية تق��ف كل يوم‬ ‫لتش��ري الخبز الطازج‪ ،‬كانت نزقة‪ ،‬س��ليطة اللسان‪،‬‬ ‫تناحر العس��اكر والش��بان عل��ى الدور ال��ذي لم يكن‬ ‫موج��ود يومه��ا‪ ..‬ومنها تعلم��ت هندس��ة الخبز على‬ ‫الحافات‬ ‫قرب السبيل‬

‫عند الفرن في الشيخ محي الدين‬ ‫لم يكن هناك من يحترم الدور‬ ‫كان يوجد فقط معلم مدرس��ة يصرخ ويقول ال‬ ‫أمل‪ ..‬لكنه يطاحش عند اللزوم‬ ‫وموظ��ف ذو وج��ه اليتغي��ر حت��ى إن نعرت��ه أو‬ ‫تقدم��ت علي��ه بخط��وة‪ ..‬وكأن��ه عل��ى رأس عمل��ه‬ ‫يستقبل المراجعين‬ ‫ومجموع��ة عس��اكر يناحرون الجمي��ع ويطلقون‬ ‫نكت سمجة جدا وينادون صاحب الفرن باسمه‬ ‫مشينا أبو محمود" ويستمرون بإثارة تلك الضجة‬ ‫إلى أن يأخذوا رغيفهم"‬ ‫ليضعوا فيه بعض اللبنة مع الزيت مع رش��ة من‬ ‫البؤس والقهر الذي فيهم‬ ‫دون جدوى‬ ‫وكان أب��و محم��ود يك��ره كل الزبائ��ن‪ ..‬بحج��ة‬ ‫الفراطة‬ ‫ويرمي ربطات الخبز بوجههم‬ ‫إال الفتيات‪..‬‬ ‫وكان يقول دائماً‪..‬‬ ‫"فراطة ‪ -‬مشوا الحريمة"‬ ‫حديقة الشعالن | دمشق ‪2012 / 12 / 12‬‬


‫دندنات إندساسية ‪. .‬‬

‫***‬ ‫ر�سالة �إىل اخلباز‬

‫***‬

‫الجوع كذبة صغرى‬ ‫والكذبة الكبرى أننا ال نزال أحياء‬

‫***‬

‫ق��رب مخبز ابن العمي��د كان يقف بعض الصبية‬ ‫الصغار يبيعون الخبز أغلى من ثمنه بش��يء بس��يط‬ ‫كي ال تق��ف أنت أيه��ا المواطن على الطاب��ور‪ ..‬ربما‬ ‫أولئك الصبية اآلن أصبحوا مقاتلين بدال عنك‪..‬‬ ‫حتى ال تقف أنت مجددا‬ ‫على طابور من الذل‬

‫***‬

‫ال تمت أيها الخباز‬ ‫للقصة تتمة‪ ..‬سيموت الجالد‬ ‫وسننصب لك تمثا ًال‬ ‫وحقل قمح وأشعار‬ ‫أمأل عروقنا بالذخيرة‬ ‫لنقاوم هلوسات الديكتاتور والضغينة التي فينا‬ ‫وتلك األزمنة التي تكالبت علينا‬ ‫امأل قصائدنا أيها الخباز‬ ‫بالتفاؤل‬ ‫فالتفاؤل خبز الثوار‬ ‫امأل أحالمنا بالحب‬ ‫فالحب خبز العشاق والخائفين‬ ‫امأل أيامنا بالصبر‬ ‫فالصبر خبز الذين ال يملكون ثمن تذكرة سفر‬ ‫أيها الخباز‬ ‫انهض‪ ..‬وقاوم معنا الزال للقصة بقية‬ ‫هذا الشعب البد‪ ..‬يعيش‬

‫***‬

‫الرغيف والر�صا�صة‬ ‫زمن تبريد الرغيف‪ ..‬زمن برودة الرصاصة‬ ‫إن وصل لهم ذاك الرغيف حيا غير ملطخ بالدم‬ ‫قد ينجو من اختبأ في ذلك الملجأ‬ ‫هربا من الرصاص والجوع‬ ‫ف��ي ب�لادي ق��د ينج��و الرغي��ف الي��وم‪ ..‬لي��س‬ ‫بالضرورة أن يعيش غدا‬ ‫إنه زمن نضوج الرصاص‪ ..‬ال الخبز‬

‫***‬

‫ومت��ى تع��ود المطاب��ع لنش��ر األناش��يد ال اإلبر‬ ‫المخدرة‬ ‫متى الحقول تفرش بالسنابل والفرح‬ ‫متى يرجع الجنود لحماية الحدود ال األسياد‬ ‫متى يلتقي العشاق بحضن العاشقات‬ ‫مت��ى ترجع الناس للنميمة والس��هر و"فصفصة‬ ‫البزر" ونش��ر اإلش��اعات والخروج في جاهة واالقتتال‬ ‫على الطوابير والغيرة وجلسات السمر والحسد والحب‬ ‫والكره والمهر ومعاينة العروس ؟‬ ‫وينسوا أثر الخبز‬ ‫والجوع‬

‫***‬ ‫طابور ‪2012‬‬ ‫كان طاب��ورا ضخم��ا ذل��ك ال��ذي ش��اهدته على‬ ‫اليويتوب في حلب‬ ‫قرب المقبرة‬ ‫كان الموت��ى المحتمل��ون يصطف��ون على طول‬ ‫الجدار الذي يفصلهم عن الموتى‬ ‫المشبعين خبزا وأفيونا‬ ‫في ذاك الزمن‬ ‫ل��م يك��ن يعني له��م نق��ص الكرام��ة‪ ..‬عناهم‬ ‫نقص الطحين‬ ‫أما اآلن‪ ..‬فنحن نموت واقفين‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أيها الخباز‬ ‫ال تمت معنا‬ ‫قاتل‪ ..‬الرصاص بالصبر أو بأي حيلة أخرى‬ ‫ال تمت‪ ..‬لم يدس اس��مك في قائمة القتلى هذا‬ ‫الصباح‬ ‫أنت كالشمس ال طائفة لك‬ ‫أنت كمطربات أغاني الصباح‪..‬‬ ‫أنت كفيروز‬ ‫أنت كالوردة تحمل لن��ا الندى‪ ،‬أنت الغيم كالعيد‬ ‫كالينابيع‪ ،‬كساعات الفجر األولى‬ ‫وإن ل��م نخبرك ذلك صراح��ة‪ ..‬نحن نحبك حتى‬ ‫الجوع‬ ‫نعبدك إن شئت‪ ..‬يا أشجع الناجين منا‬ ‫ال تمت‪..‬‬ ‫لم يرد اسمك على منظار القناصة بعد‬ ‫أعطنا خبزنا كفاف يومنا‪ ..‬لنتابع القتال‬ ‫لنحشو صدور األخوة‬ ‫بالبارود‬ ‫أيها الخباز‬ ‫أنت حيادي كالهواء واألوكسجين‬ ‫ال تختنق فجأة وتخنقنا جميعا‬ ‫لربما هناك أمل في أن ننجو جميعا‪ ..‬مع أوجاعنا‬ ‫من هذا السواد‬

‫"قال جميع الواقفين على الطابور"‬

‫***‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫كان��ت لديه��ا طريقتها المميزة ف��ي رصف الخبز‬ ‫على شكل دائرة بيضوية‪ ،‬فوق السور الحديدية بين‬ ‫األسياخ وقرب الحنفية وعلى باب المسجد وقرب حافة‬ ‫الج��دار‪ ،‬وما أن تنته��ي من فرد الخب��ز وتبريده تعود‬ ‫لطيه بطريقة احترافية تدهش كل الناظرين‬ ‫أتساءل اليوم من يشري لها الخبز‪ ..‬اآلن‬ ‫ال تقطعوا عنها الخبز‬ ‫إنها مدمنة‪ ..‬على ش��مه وحمل��ه ومداعبته برقة‬ ‫في الصباح‬ ‫إنه مؤنسها الوحيد‪ ..‬في الصباح‬ ‫احملوه لها برفق‪ ..‬لن تأكله إن "عجن" صدقوني‬

‫األبنية رحلت إلى الالنهائية‬ ‫وذكرياتنا قد تم وأدها تحت الركام‬ ‫والذي في جعبتنا عن الوطن يقترب من النفاذ‬ ‫لكن الثورة التي نفاجئ العالم بها‬ ‫أننا ما نزال أحياء‬ ‫لنحلم ونبني ذاكرة من جديد‬ ‫من عظم ولحم وحنين‬ ‫ورمل وطحين‬ ‫ورماد الرؤساء واألسياد‬

‫أن��ت ال تعرف طريق��ة تبريد الخبز أيه��ا الجالد‪..‬‬ ‫تأكله بغله‬ ‫منك‬

‫‪17‬‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫حـــوار مــــع‪:‬‬ ‫جمموعة �أخبار �شباب �سوريا‬ ‫أجرت الحوار‪ :‬سعاد يوسف‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫تم تأسيس مجموعة أخبار شباب سوريا‬ ‫في بداي��ة الثورة الس��ورية وذل��ك من قبل‬ ‫مجموعة من الش��باب السوري المستقل عن‬ ‫أي تيار سياس��ي أو توجه معين وذلك بهدف‬ ‫رص��د ما يحدث على أرض الواقع في س��وريا‬ ‫بعيداً عن الش��ائعات التي تنتشر على بعض‬ ‫مواق��ع وصفح��ات الث��ورة من جه��ة‪ ،‬وكذب‬ ‫اإلعالم الرس��مي الس��وري من جه��ة أخرى‪،‬‬ ‫إضاف��ة إل��ى الكثير م��ن اإلش��اعات واألخبار‬ ‫الكاذبة والمبالغ بها والتي أخذت باالنتش��ار‬ ‫حت��ى على بع��ض وس��ائل اإلع�لام العربية‬ ‫ووكاالت األنباء المعروفة‪.‬‬ ‫تعتمد المجموعة على فكرة نقل األخبار‬ ‫من جميع المصادر المتاحة (ش��هادات عيان‪،‬‬ ‫وكاالت أنب��اء‪ ،‬صفحات تواص��ل اجتماعي‪)..‬‬ ‫ونف��ي أو تأكي��د ه��ذه األخب��ار ع��ن طريق‬ ‫ش��هادات عيان من أعضاء المجموعة‪ .‬وتمنع‬ ‫المجموع��ة مناقش��ة أو تحلي��ل أي خبر ألنها‬ ‫تريد التركيز على هدفها األساس��ي في نقل‬ ‫ما يحدث على األرض‪.‬‬ ‫م��ع م��رور الوق��ت أصب��ح للمجموع��ة‬ ‫مصداقي��ة كبيرة لدى أعضائه��ا والمتابعين‬ ‫لها وأصبحت مصدراً أساس��ياً لألخبار للكثير‬ ‫من الشباب السوري داخل وخارج سوريا‪.‬‬ ‫وق��د التقت س��وريتنا عدداً م��ن مدراء‬ ‫المجموعة وأجرينا معهم هذا الحوار‪.‬‬ ‫| متى بدأت المجموعة؟ من هو مؤسس‬ ‫أو مؤسسي المجموعة؟‬ ‫| | تأسس��ت المجموع��ة ف��ي بداي��ة‬ ‫الش��هر الراب��ع ع��ام ‪ 2011‬أي بع��د حوالي‬ ‫أس��بوعين من انط�لاق الثورة الس��ورية‪،‬‬ ‫وقد أسس��ها مدون متخص��ص بالكمبيوتر‬ ‫واإلع�لام الجدي��د "يعتذر عن ذكر اس��مه"‬ ‫وكان أول من كتب باللغة العربية عن الثورة‬ ‫التونس��ية وقاب��ل مجموع��ة "المجهولين"‬ ‫االلكتروني��ة التي ظهرت ودعم��ت الثورات‬ ‫العربي��ة‪ ،‬وذل��ك بالتش��اور م��ع صدي��ق‬ ‫متخصص في االتصاالت والتسويق وأيضًا‬ ‫م��ع صديق مؤيد (قام بمغ��ادرة المجموعة‬ ‫منذ حوالي س��نة بسبب ازدياد األخبار التي‬ ‫تتحدث عن عمليات الجيش الحر المسلحة)‪.‬‬ ‫وتقوم حاليًا مجموعة من الشباب السوري‬ ‫والذي��ن يقي��م ج��زء منه��م داخل س��وريا‬ ‫والج��زء اآلخر خارجه��ا بالعمل عل��ى إدارة‬ ‫المجموعة‪.‬‬ ‫| ما هو هدفها األساسي والذي أنشئت‬ ‫ألجله؟‬ ‫| | كان لمواق��ع التواصل االجتماعي‬ ‫مث��ل الفيس��بوك والتويت��ر دور كبي��ر في‬ ‫بداي��ة الث��ورات وخصوص��ًا التونس��ية‬ ‫والمصرية والليبية‪ .‬ولكن بعد هذا التغيير‬ ‫المفاج��ئ ف��ي المنطق��ة اتخ��ذت األنظمة‬ ‫الهرم��ة واالس��تبدادية ف��ي العال��م وعلى‬ ‫رأس��ها النظ��ام الس��وري إج��راءات وقائية‬ ‫لبث اإلش��اعات وتلويث الفضاء االلكتروني‬ ‫بس��يل من األخبار الكاذب��ة التي كانت تقع‬ ‫ضحيته��ا ‪ -‬وحت��ى الي��وم ‪ -‬وكاالت األنباء‬

‫ووس��ائل اإلع�لام‪ ،‬وه��ذا ثاب��ت ومؤك��د‪.‬‬ ‫فق��د ت��م الكش��ف ع��ن مركز للتش��ويش‬ ‫على تويتر ف��ي البحرين عل��ى ارتباط مع‬ ‫النظ��ام الس��وري واإليران��ي‪ ،‬وثب��ت أيضًا‬ ‫تجنيد ناش��طين من قبل النظام الس��وري‬ ‫متفرغي��ن لذلك في مراكز ش��بيبة الثورة‬ ‫وهو ما ع��رف الحقاً بالجي��ش االلكتروني‬ ‫الذي تش��كره الرئيس السوري بشار األسد‬ ‫شخصيًا على مسمع العالم أجمع‪.‬‬ ‫هدف مجموعة "أخبار ش��باب سوريا"‬ ‫كان خ��وض ه��ذه الح��رب االلكتروني��ة‬ ‫ونف��ي وتأكي��د الش��ائعات والوق��وف على‬ ‫تفاصيل األخبار والتي كان يش��وبها الكثير‬ ‫من التش��ويه في بداية الث��ورة‪ .‬وقد كانت‬ ‫رؤي��ة مؤس��س المجموع��ة وم��ن ش��ارك‬ ‫في بدايته��ا ممن أيد الث��ورة الوقوف على‬ ‫حقيقة ما يجري‪ ،‬أما رؤية من يؤيد النظام‬ ‫ممن ش��ارك في بداي��ات المجموعة فكانت‬ ‫نفس��ها‪ ،‬ثم تط��ورت إلى تكذيب إش��اعات‬ ‫النظ��ام م��ن قب��ل المعارضي��ن وتكذي��ب‬ ‫إش��اعات اإلعالم من قبل المؤيدين إلى أن‬ ‫تزايد االستقطاب وانسحب كثير من هؤالء‬ ‫المؤيدين أمام سيل جرائم النظام التي لم‬ ‫تعد بحاجة لوسائل اإلعالم لكشفها‪.‬‬ ‫| حدثون��ا ع��ن بداي��ات المجموع��ة‬ ‫وتطورها؟‬ ‫| | ب��دأ مؤسس��و المجموعة بإضافة‬ ‫أصدقائه��م والذي��ن بدوره��م أضاف��وا‬ ‫أصدقائهم ومعارفهم‪ .‬مع مرور الوقت بدأ‬ ‫العديد من األعضاء بالتحول إلى مراسلين‬ ‫ميدانيي��ن للمجموع��ة كل ف��ي مدينته أو‬

‫منطقته‪ ،‬ينقلون ما يحدث حولهم محاولين‬ ‫تغطي��ة أكبر قدر ممكن من األخبار س��واء‬ ‫كان بش��هادات العيان أو الص��ور‪ .‬بعد عدة‬ ‫أشهر اكتسبت المجموعة مصداقية كبيرة‬ ‫لدى الش��باب الس��وري وخاصة السوريين‬ ‫المغتربي��ن الذي��ن يعانون كثي��راً من أجل‬ ‫معرفة ما يحدث تمامًا على األرض‪ .‬واليوم‬ ‫أصبح��ت واح��داً م��ن أه��م المص��ادر على‬ ‫االنترنت لمعرفة ما يحدث داخل سوريا‪.‬‬ ‫ف��ي نف��س الوق��ت كان م��ن ضم��ن‬ ‫األعض��اء األوائ��ل ع��دة صحفيين ش��كلت‬ ‫المجموع��ة مصدره��م األول واألخي��ر في‬ ‫ظل التعتيم الش��ديد على أخبار الثورة في‬ ‫األشهر األولى وذلك قبل نشوء التنسيقيات‬ ‫وازدي��اد عدده��ا وتش��كيل األخب��ار م��ادة‬ ‫دس��مة لإلعالم‪ ،‬فعلى س��بيل المثال كثير‬ ‫من تفاصيل أخبار جريدة الش��رق األوسط‬ ‫وقن��اة األورين��ت وموقع كلنا ش��ركاء وهم‬ ‫من أوائل من غطى أخبار الثورة كانت عن‬ ‫طريق المجموعة وكان المراسلون يسألون‬ ‫ع��ن طريق أس��ماء وهمية ع��ن التفاصيل‬ ‫المطلوب��ة‪ .‬ل��م يش��تهر اس��م المجموعة‬ ‫كثيراً على اإلعالم ألن سياس��ة المجموعة‬ ‫حت��ى اآلن عدم ذكر اس��مها لعدم تعريض‬ ‫األعض��اء أو المدراء أو المؤسس��ين للخطر‬ ‫خصوص��اً منهم من كان يش��ارك باس��مه‬ ‫الحقيق��ي وم��ن أس��س المجموع��ة بضم‬ ‫أصدقائه الذين يعرفهم بش��كل شخصي‪،‬‬ ‫إال أن الوضع تغير اآلن قلي ًال بس��بب خروج‬ ‫البع��ض لخ��ارج س��وريا ونش��وء مجتم��ع‬ ‫س��وري كامل بأسماء وهمية باإلضافة إلى‬ ‫عدة عوامل أخرى‪.‬‬

‫| م��ا ه��ي آلية قب��ول األعض��اء الجدد؟‬ ‫وكي��ف يت��م اس��تيعاب ومراقبة ه��ذا العدد‬ ‫الكبير من األعضاء؟‬ ‫| | آلي��ة قب��ول األعض��اء مس��توحاة‬ ‫م��ن عل��م مصطل��ح الحديث النب��وي حيث‬ ‫أن أبس��ط ش��روط صحة الخبر هو معرفة‬ ‫الناقل وإبع��اد الجهالة عنه وبعد ذلك تأتي‬ ‫درجات الصحة‪.‬‬ ‫ولذل��ك ف��ي البداي��ة كان يت��م قبول‬ ‫"الحس��ابات" الحقيقية فق��ط والتي يوجد‬ ‫بينه��ا وبين أحد م��دراء المجموعة أصدقاء‬ ‫مش��تركون‪ ،‬أو م��ن تتم إضافت��ه من قبل‬ ‫أح��د األعض��اء‪ .‬وم��ع ازدياد ع��دد األعضاء‬ ‫وإضافة بعض التحس��ينات على مجموعات‬ ‫الفيس��بوك أصبحن��ا نق��وم بقب��ول م��ن‬ ‫يك��ون لدي��ه ف��ي المجموعة أكث��ر من ‪10‬‬ ‫أصدقاء‪ ،‬وتم التنازل عن ش��رط الحس��اب‬ ‫الحقيق��ي بعد إمع��ان النظام ف��ي إجرامه‬ ‫ووص��ول العدي��د م��ن التهدي��دات لبعض‬ ‫مدراء المجموعة‪ ،‬وذلك مع بقاء الش��روط‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫مراقب��ة األعض��اء وتعليقاته��م‬ ‫ومخالفاته��م تت��م ع��ن طري��ق م��دراء‬ ‫المجموعة وهم عدة شبان وفتيات تطوعوا‬ ‫للعمل على إدارتها إيمان��ًا منهم بأهميتها‬ ‫خصوص��اً ف��ي ه��ذه المرحل��ة م��ن تاريخ‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫وهنا ننوه أن آلي��ة القبول قد ضمنت‬ ‫نوعية معين��ة من األعضاء ليس��ت بحاجة‬ ‫لجهد كبير ف��ي المراقب��ة والمتابعة‪ ،‬وفي‬ ‫ح��ال وج��ود مخالف��ة لقان��ون المجموع��ة‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫أو مبالغ��ات‪ ،‬إال أن المش��اركة األكبر طبعًا‬ ‫من داخل سوريا‪.‬‬ ‫| ه��ل هن��اك توج��ه سياس��ي معي��ن‬ ‫للمجموعة؟‬ ‫| | ال تتب��ع المجموع��ة ألي توج��ه‬ ‫سياس��ي‪ .‬مديرو المجموع��ة بالتأكيد لهم‬ ‫آرائه��م وتوجهاتهم إال أنه��ا ال تتدخل في‬ ‫طريق��ة إدارة المجموع��ة واألخب��ار الت��ي‬ ‫تعرض ضمنها‪.‬‬ ‫| م��ا ه��و المص��در األساس��ي ألخب��ار‬ ‫المجموع��ة؟ (صفح��ات – ش��هود عي��ان –‬ ‫وكاالت)‬ ‫| | أكثر ما يهمنا هو ش��هادات العيان‬ ‫م��ن أعض��اء المجموع��ة أو أصدقائه��م أو‬ ‫أقربائه��م‪ .‬نق��وم بوضع أخب��ار أيضًا من‬ ‫صفحات أخرى على موقع الفيسبوك ومن‬ ‫وكاالت إعالمي��ة محلي��ة وعربية وعالمية‪،‬‬ ‫وذلك بهدف تأكيد هذه األخبار أو نفيها في‬ ‫حال تمكن األعضاء من معرفة صحتها‪.‬‬ ‫| م��ا ه��ي أهمية وج��ود أعض��اء ذوي‬ ‫مكان��ة اجتماعي��ة أو اقتصادي��ة هامة مثل‬ ‫فراس طالس في المجموعة؟‬ ‫| | نحن ننظر لكل أعضاء المجموعة‬ ‫بأنه��م عل��ى نف��س الدرجة م��ن األهمية‬ ‫وخصوصًا مراسلي المجموعة الميدانيين‪،‬‬ ‫فالكل "سواس��ية كأس��نان المش��ط"‪ ..‬إال‬ ‫أن وج��ود أعض��اء ذوي مكان��ة اجتماعي��ة‬ ‫واقتصادية مميزة مهم كشهود يمكن لهم‬ ‫نفي أو تأكيد العديد من األخبار المهمة‪.‬‬ ‫| هن��اك مجموع��ات انش��قت ع��ن‬ ‫المجموع��ة مث��ل مجموع��ة ش��اهد عي��ان‬ ‫وأنش��أت مجموع��ات مس��تقلة‪ ،‬حدثونا عن‬ ‫كيفية حدوث ذلك وسببه وتعاملكم مع هذا‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫| | نجاح فكرة المجموعة وش��عبيتها‬ ‫أدى إل��ى رغبة البعض في العمل بش��كل‬ ‫مس��تقل‪ .‬االنترن��ت والفيس��بوك مج��ال‬ ‫مفت��وح للجمي��ع وال نعارض وج��ود هكذا‬ ‫مجموع��ات طالم��ا أنه��ا تعم��ل جميعا في‬ ‫خدم��ة الثورة والوطن‪ .‬كم��ا أن وجود هذه‬ ‫المجموعات هو حالة صحية استفدنا منها‬ ‫في أكثر من مناسبة لمقاطعة المعلومات‬ ‫والحصول على الخبر الصحيح‪.‬‬ ‫| م��ا ه��ي عالق��ة مجموع��ة األخب��ار‬ ‫بمجموعة حوار شباب سوريا؟‬ ‫| | أنش��ئت مجموع��ة ح��وار ش��باب‬ ‫س��وريا كردي��ف لمجموعة األخب��ار وذلك‬ ‫بهدف مناقشة المواضيع التي تهم الشباب‬ ‫الس��وري ويرغبون في التعبير عن رأيهم‬

‫فيها‪ ،‬وهو ما ليس مسموحًا ضمن قوانين‬ ‫مجموعة األخبار‪.‬‬ ‫| حدثونا عن الحوارات التي تم إجراؤها‬ ‫مع شخصيات ووجوه معروفة‪.‬‬ ‫| | انبثق��ت مجموع��ة "حوار ش��باب‬ ‫سوريا" كمساحة للنقاش وتمت استضافة‬ ‫العديد من الشخصيات والوجوه المعروفة‬ ‫في أوس��اط الث��ورة في ح��وارات مفتوحة‬ ‫ضمن هذه المجموعة حيث يقوم األعضاء‬ ‫بط��رح األس��ئلة مباش��رة بإش��راف مدراء‬ ‫المجموع��ة وهو ما يعتبر س��ابقة إعالمية‬ ‫ف��ي مج��ال الح��وار وصحاف��ة المواط��ن‬ ‫االلكترونية‪.‬‬ ‫م��ن الش��خصيات الت��ي تم��ت‬ ‫اس��تضافتها‪ :‬ياس��ين الحاج صالح‪ ،‬فراس‬ ‫طالس‪ ،‬مجاهد ديرانية وغيرهم‪.‬‬ ‫| هل هناك أي نش��اطات إعالمية أخرى‬ ‫يمكن الحديث عنها؟‬ ‫| | نعمل حالي��ا على مدونة إخبارية‬ ‫حي��ث تم إط�لاق المش��روع مطل��ع العام‬ ‫الماضي لكنه م��ا زال قيد التطوير‪ ،‬ونحن‬ ‫نأم��ل أن يلقى نجاحًا مماث� ً‬ ‫لا للنجاح الذي‬ ‫حظيت به مجموعة األخبار‪.‬‬ ‫| المجموع��ة تدع��ي الحيادية في هذه‬ ‫المرحل��ة الحاس��مة م��ن تاريخ س��وريا‪ .‬هل‬ ‫استطاعت تحقيق ذلك؟‬ ‫| | قدر اإلمكان‪ .‬ال ندعي أننا حياديون‬ ‫مئ��ة في المئ��ة لكننا نعم��ل جاهدين من‬ ‫أجل تحقيق ذلك رغم صعوبته‪.‬‬ ‫| حدثونا ع��ن النقد الذي تتعرضون له‬ ‫وكيفية التعامل معه‪.‬‬ ‫| | تعرض��ت المجموع��ة للكثير من‬ ‫االنتقادات منذ بدايتها‪ ،‬حيث اتهمها البعض‬ ‫بمحاب��اة النظام وخيانة دم الش��هداء‪ ،‬كما‬ ‫وصفه��ا البع��ض اآلخ��ر بالمس��اهمة في‬ ‫الفتنة وقتل الش��عب الس��وري عن طريق‬ ‫تروي��ج إش��اعات المعارض��ة‪ ،‬والمجموعة‬ ‫حت��ى اآلن ال تحاب��ي المعارضة وال النظام‬ ‫ب��ل تنش��د الحقيق��ة ضمن س��يل األخبار‬ ‫اليومي‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن المجموعة‬ ‫تسببت بالكثير من المشاكل لألعضاء في‬ ‫بداياتها حين كانت تستمد مصداقيتها من‬ ‫أس��ماء األعضاء والمؤسس��ين الشخصية‪،‬‬ ‫وخصوص��ًا حي��ن ت��م تطوي��ر مجموعات‬ ‫الفيس��بوك لتظه��ر أي مش��اركة ل��دى‬ ‫أصدقاء العضو مما أدى لهجرة جماعية من‬ ‫األعضاء نحو الحسابات الوهمية‪.‬‬ ‫والثورة بالرغم م��ن عظمتها إال أنها‬ ‫كما قيل تولد من رحم األحزان‪ ،‬فأخبارها‬

‫تش��كل الكثير من الضغ��ط على األعضاء‬ ‫وم��دراء المجموعة على حد س��واء‪ ،‬لذلك‬ ‫ف��إن قس��ماً كبي��راً م��ن المش��اكل داخل‬ ‫المجموع��ة نات��ج ع��ن الضغط النفس��ي‬ ‫عل��ى الجميع وفي بعض األحي��ان ال ننكر‬ ‫أن��ه ناتج عن الضغط عل��ى المدراء الذين‬ ‫يس��خرون جزءاً كبي��راً من وقته��م لعمل‬ ‫تطوعي حجمه ودوره كما هو واضح كبير‬ ‫ودقيق وحساس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫والنق��د لي��س دائم��ا دليل مش��اكل‬ ‫بل س��اهم النق��د في تطوي��ر المجموعة‪،‬‬ ‫والمتاب��ع لإلع�لام االلكترون��ي يس��تطيع‬ ‫رص��د قي��ادة المجموع��ة للمجموع��ات‬ ‫المش��ابهة في أس��لوب العم��ل والعرض‪،‬‬ ‫ولوال نقد األعضاء واقتراحاتهم لما وصلت‬ ‫المجموعة لما هي عليه اليوم‪.‬‬ ‫| حدثون��ا ع��ن كيفي��ة التواص��ل م��ع‬ ‫األعضاء والعالقة معهم‪.‬‬ ‫| | بسبب عدد األعضاء الكبير وزمن‬ ‫التواصل في ثورة ضد نظام مجرم ال يرحم‬ ‫وطبيع��ة العمل االلكتروني ف��إن التواصل‬ ‫ح��ذر وقليل ج��داً إال مع األعض��اء القدامى‬ ‫وم��ن يمل��ك عالق��ات س��ابقة م��ع المدراء‬ ‫أو أصدقائه��م‪ .‬التواص��ل دائ��م وتطور مع‬ ‫تطور الثورة إلى عمل ش��به منظم متعدد‬ ‫المج��االت تركيزه الرئيس��ي عل��ى الجانب‬ ‫االعالم��ي والتوع��وي وقد تحول��ت بعض‬ ‫العالق��ات إل��ى صداق��ات وطي��دة وإن صح‬ ‫التعبير إخوة في سالح اإلعالم‪.‬‬ ‫| هل تطمحون ك��ي تتحول المجموعة‬ ‫إلى مؤسسة إعالمية في المستقبل؟‬ ‫| | نطمح لذلك وجرت عدة محاوالت‬ ‫إال أن��ه ل��م يكن هن��اك عوامل مس��اعدة‪،‬‬ ‫فحج��م تدف��ق األخب��ار وتس��ارعها وعدم‬ ‫تف��رغ م��دراء المجموع��ة وظ��روف الم��د‬ ‫والجزر من مالحقة واعتقال وهروب كانت‬ ‫دائم��اً عائق��اً كبي��راً أمام ذل��ك وخصوصًا‬ ‫أن المجموع��ة حيادي��ة ونقي��ة م��ن حيث‬ ‫التوجه ومأسسة عمل كهذا ليست بالعمل‬ ‫الس��هل‪ ،‬في حين أنه ل��و كانت المجموعة‬ ‫مؤدلج��ة على غرار غيرها من المجموعات‬ ‫فمن الس��هل مأسس��ة عملها فه��و عبارة‬ ‫ع��ن تحول إلى بوق إعالمي وجهاز دعاية‪،‬‬ ‫أم��ا مجموعتنا فه��ي بذرة لعم��ل إعالمي‬ ‫مؤسس��ي مهني‪ ،‬قد وس��اهمت حتى اآلن‬ ‫باإلضافة لدورها اإلعالمي في خلق وعي‬ ‫جمع��ي تجاه اإلعالم عن تأكيد الش��ائعات‬ ‫ونفيه��ا وأصبحت عبارة "مؤك��د أو منفي"‬ ‫م��ن مصطلح��ات ج��زء كبير من الش��باب‬ ‫الس��وري‪ ،‬ومن العدل واإلنصاف االعتراف‬ ‫للمجموعة بفضلها في ذلك‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫البس��يط المتلخ��ص بع��دم التعلي��ق إال‬ ‫بالنف��ي أو التأكي��د أو التفاصيل فإن مدراء‬ ‫المجموعة يضبطون األمر‪.‬‬ ‫| لماذا هذه القوانين الصارمة المطبقة‬ ‫على أعضاء المجموعة؟ "يمنع تعليق األعضاء‬ ‫على األخبار إال بالنفي أو التأكيد أو التفاصيل‬ ‫ويمنع مناقشتها أو تحليلها سياسياً ويحذف‬ ‫كل عض��و تتكرر مخالفته ب��دون تنبيه (يتم‬ ‫الع��ودة للمجموعة في حال ل��م يكن هناك‬ ‫إساءة)"‪.‬‬ ‫| | القواني��ن الصارم��ة جاءت بطلب‬ ‫م��ن غالبي��ة األعض��اء ورضاه��م وه��ي‬ ‫التي ش��جعت أوائ��ل األعض��اء لالنضمام‬ ‫للمجموعة‪ ،‬لذلك فواج��ب المدراء تطبيق‬ ‫هذه القوانين والمحافظة عليها‪.‬‬ ‫عن��د أي خلل ف��ي تطبي��ق القوانين‬ ‫ف��إن م��دراء المجموعة وحده��م يعلمون‬ ‫عدد الرس��ائل التي تطال��ب بتطبيق هذه‬ ‫القواني��ن وكثي��ر منه��ا م��ن ش��خصيات‬ ‫إعالمي��ة وذات مراكز اجتماعية مهمة‪ ،‬الن‬ ‫قان��ون المجموعة وضع للحفاظ على وقت‬ ‫األعضاء وع��دم إغراق األخب��ار بكالم من‬ ‫غي��ر فائدة أو ذو فائ��دة ولكن ال يصب في‬ ‫جوهر هدف المجموع��ة وهو نقل حقيقة‬ ‫ما يجري في الثورة‪.‬‬ ‫نح��ن ن��رى أن قواني��ن المجموع��ة‬ ‫ه��ي أح��د أهم األس��باب الت��ي مكنتنا من‬ ‫االس��تمرار حت��ى اآلن م��ع كل ه��ذا العدد‬ ‫الكبير من األعضاء‪.‬‬ ‫| كيف يتم التعامل مع اإلش��اعات التي‬ ‫يقوم العديد من أعضاء المجموعة بنش��رها‬ ‫على الصفحة؟‬ ‫| | ضم��ن قواني��ن المجموعة ذكرنا‬ ‫"يس��مح بنش��ر كل األخب��ار الكاذب��ة أو‬ ‫الصحيحة بشرط ذكر المصدر أو يتم حذف‬ ‫الخب��ر بدون تنبي��ه"‪ ،‬وكذل��ك "المجموعة‬ ‫غير مس��ؤولة عن األخب��ار أو التعليقات أو‬ ‫الرواب��ط الخارجية وليس هناك مصداقية‬ ‫إال لمش��اهدات أعض��اء المجموع��ة"‪ ،‬وكل‬ ‫خبر ضم��ن المجموع��ة ينتظ��ر التأكيد أو‬ ‫النفي من أحد أعضاء المجموعة‪.‬‬ ‫| الحظن��ا منذ فترة إغالق الحائط ومنع‬ ‫أي عضو من وضع األخبار‪ ،‬ما هو الهدف من‬ ‫ذلك؟‬ ‫| | بس��بب الكمية الهائلة من األخبار‬ ‫والتي تنتشر على مدار الساعة ومن جميع‬ ‫المناطق قمنا بتنظيم المنش��ورات ضمن‬ ‫المجموع��ة بحي��ث أصب��ح ل��كل محافظة‬ ‫منش��وراً خاص��ًا به��ا توضع ضمن��ه جميع‬ ‫األخب��ار المتعلقة به��ذه المحافظة‪ .‬طلبنا‬ ‫م��ن جمي��ع األعضاء وض��ع كل خبر ضمن‬ ‫المحافظ��ة الموافق��ة واآلن أصبح بإمكان‬ ‫األعضاء وضع المنش��ورات التي يريدونها‬ ‫ونق��وم نحن باالط�لاع والموافق��ة عليها‬ ‫قبل أن تنشر على صفحة المجموعة‪.‬‬ ‫| هل هن��اك مجموع��ات إعالمية تأخذ‬ ‫أخباراً عن المجموعة؟‬ ‫| | نع��م‪ ،‬وذل��ك بع��د أن أثبت��ت‬ ‫المجموع��ة مصداقيته��ا ف��ي تأكيد ونفي‬ ‫أخب��ار هامة وذات طابع حس��اس‪ .‬وكمثال‬ ‫عل��ى ذلك العربية وس��كاي ني��وز وغيرها‬ ‫من المواقع والمدونات اإلخبارية‪.‬‬ ‫| كثي��راً ما يقول لنا أح��د األصدقاء أن‬ ‫مجموعة أخبار شباب س��وريا هي مصدرهم‬ ‫األساسي لألنباء‪ .‬كيف يشعركم ذلك؟‬ ‫| | ذلك أكثر ما يس��عدنا فهو الهدف‬ ‫األساس��ي ال��ذي أنش��ئت المجموع��ة من‬ ‫أجله‪.‬‬ ‫| هل نس��بة المتابعة من الداخل أكبر‬ ‫أو من الخارج؟‬ ‫| | نس��بة المتابعة م��ن الخارج أكبر‬ ‫بس��بب اهتم��ام المغتربي��ن بمتابع��ة م��ا‬ ‫يحدث فع ًال على األرض بدون أي تضخيم‬

‫‪19‬‬


‫حبر ناشف‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫�إدل��ب حا�ضرة الثورة‬ ‫بالل سالمة‬ ‫تعد إدلب حاضرة للتاريخ منذ األلف‬ ‫الراب��ع قب��ل المي�لاد من خ�لال مدينة‬ ‫(إيبال) التي كانت تش��كل أهمية كبيرة‬ ‫على الصعيدين السياسي واالقتصادي‬ ‫على الس��واء حي��ث أنها صل��ة الوصل‬ ‫بي��ن عال��م البح��ر المتوس��ط وعال��م‬ ‫الش��رق األقصى والتي شهدت طفولة‬ ‫البش��رية وترع��رع الحض��ارات عل��ى‬ ‫أرضها‪ ،‬حيث تختزن ثلث ما في س��وريا‬ ‫من أوابد ومواقع أثرية‪ .‬كما تعرف إدلب‬ ‫بطبيعته��ا الممي��زة ونهره��ا العاصي‬ ‫ومدنه��ا المنس��ية الت��ي تعتب��ر بوابة‬ ‫الش��مال الس��وري على تركي��ا‪ ،‬والتي‬ ‫تمت إضافتها إلى قائمة التراث العالمي‬ ‫من قبل اليونسكو عام ‪.2011‬‬ ‫تق��ع إدل��ب ش��مال س��وريا عل��ى‬ ‫مس��احة قدره��ا ‪ 6100‬كيلومتر مربع‬ ‫على البوابة الش��مالية لس��وريا والتي‬ ‫تط��ل منها على تركيا‪ .‬أما عن حدودها‬ ‫فه��ي م��ن الش��مال ل��واء اس��كندرون‬ ‫وتركي��ا بطول ‪ 129‬كم‪ ،‬ومن الش��رق‬ ‫محافظ��ة حل��ب بط��ول ‪ 159‬كم‪ ،‬ومن‬ ‫الجن��وب محافظ��ة حم��اة بط��ول ‪158‬‬ ‫ك��م‪ ،‬وغرب��اً محافظ��ة الالذقية بطول‬ ‫‪ 29‬ك��م‪ .‬وهي بذلك تعتبر في المرتبة‬ ‫الثامنة من حيث المس��احة في سوريا‪،‬‬ ‫وكذل��ك تحت��ل المرتبة الخامس��ة من‬ ‫حيث عدد السكان البالغ عددهم حوالي‬ ‫‪ 1.500.000‬وفق��ًا إلحصائيات األحوال‬ ‫المدني��ة‪ .‬وتحتل موقعاً متمي��زاً وهامًا‬ ‫عل��ى طريق الحرير قديمًا‪ ،‬وتعد معبراً‬ ‫للجيوش الغازية وطريقًا مهمًا للقوافل‬ ‫التجارية القادمة من األناضول وأوروبا‬ ‫إلى الش��رق أو بالعكس عبر معبر باب‬ ‫الهوى الحدودي‪.‬‬

‫ثورة البندورة ‪1970‬‬ ‫إدلب مدينة الثورة اليوم‪ ،‬كانت منذ‬

‫القدم رم��زاً لإلباء والعنف��وان‪ ،‬ويروي‬ ‫لنا أهل المنطقة بعض القصص التي‬ ‫يفتخر به��ا كل إدلبي‪ .‬ففي عام ‪1970‬‬ ‫وخالل جولة قام بها حافظ األسد على‬ ‫المحافظ��ات مح��او ًال كس��ب ود وطاعة‬ ‫أهلها‪ ،‬رفضه أهل المدينة وعبروا عن‬ ‫رفضهم ل��ه ال بالكلمات فقط بل امتد‬ ‫ذل��ك إلى رميهم البن��دورة عليه وعلى‬ ‫م��ن مع��ه‪ ،‬وعرف��ت ه��ذه الحادثة في‬ ‫المنطقة باس��م (ثورة البن��دورة)‪ ،‬وما‬ ‫زال سكان المنطقة الذين شهدوا هذه‬

‫الحادث��ة يفتخرون برميهم الحذاء على‬ ‫األسد األب لوال تدخل محافظ إدلب عبد‬ ‫اهلل األحم��ر ومنعه الحذاء من الوصول‬ ‫إل��ى رأس رئيس��ه‪ .‬وم��ن الطبيعي أال‬ ‫ينسى األس��د هذا الذل والرفض فظل‬ ‫يعم��ل عام��اً بع��د آخ��ر عل��ى تهميش‬ ‫المحافظ��ة والتنكي��ل بأهله��ا‪ ،‬وب��دأ‬ ‫عقاب��ه عليه��ا بتحويل طري��ق التجارة‬ ‫ما بين حل��ب والالذقية والموانئ عنها‪،‬‬ ‫وكذلك ما عاد ش��ريان دمش��ق ‪ -‬حلب‬ ‫يم��ر ليغذيها‪ ،‬مما أجب��ر أبناء المنطقة‬

‫للرحي��ل عنها بعد أن ل��م يبقَ فيها أي‬ ‫تجارة أو استثمار أو خدمات‪.‬‬

‫جمزرتا ج�سر ال�شغور‬ ‫وجبل الزاوية ‪1980‬‬ ‫وم��ن القص��ص الت��ي يرويها لنا‬ ‫التاري��خ ع��ن مجازر األس��د ف��ي هذه‬ ‫المدين��ة األبي��ة‪ ،‬نتذكر مجزرة جس��ر‬ ‫الش��غور عام ‪ 1980‬بعدما خرجت يوم‬ ‫االثني��ن ‪ 10‬آذار المظاهرات المناصرة‬ ‫لإلخوان المسلمين في هذه البلدة التي‬ ‫تتب��ع لمحافظة إدلب في نهاية س��هل‬ ‫الغاب‪ ،‬قبل أن يدخل نهر العاصي لواء‬ ‫إس��كندرونة‪ ،‬وتتوس��ط المسافة بين‬ ‫حلب وحم��اة والالذقية‪ ،‬ويومها هاجم‬ ‫الطالب مبنيي المؤسسة االستهالكية‬ ‫وش��عبة حزب البعث بع��د إضراب عام‬ ‫اس��تمر يومين توقفت فيهما المدينة‬ ‫عن الحي��اة احتجاجًا على الممارس��ات‬ ‫الدموية لنظام حافظ األسد خالل تلك‬ ‫الفترة‪ .‬فما كان من األسد إال أن قاومها‬ ‫بش��كل دم��وي ال رحمة في��ه‪ ،‬فحطت‬ ‫خم��س وعش��رون طائ��رة مروحي��ة‬ ‫محملة بالجنود واألس��لحة حول البلدة‬ ‫(في معمل السكر‪ ،‬والثانوية‪ ،‬وطريق‬ ‫حمام الش��يخ عيسى‪ ،‬وس��احة البريد‪،‬‬ ‫ومحط��ة القطار) ومنع��وا التجول‪ ،‬ثم‬ ‫بدؤوا بحمالت اعتقاالت عشوائية مدة‬ ‫ثالثة أيام‪ ،‬أش��رف فيه��ا محافظ إدلب‬ ‫آنذاك توفيق صالح��ة والعقيد عدنان‬ ‫عاص��ي قائ��د مخابرات إدل��ب والعميد‬ ‫علي حيدر قائد الوحدات الخاصة على‬


‫من القصف والدمار في إدلب‬

‫ر�سالة الأب باولو داليليو �إىل جميع‬ ‫ال�سوريني مبنا�سبة عيد امليالد املجيد‬ ‫أصدقائي األعزاء‬ ‫ال ب��د منا أن نهن��ئ جميع المس��يحيين الروم على انتخ��اب البطريرك‬ ‫الجديد يوحنا يازجي مع التمنيات القلبية في مناسبة األعياد المباركة‪.‬‬ ‫بالطبع نقلق على جميع الس��وريين الذي��ن يعانون بهذه الظروف التي‬ ‫ال تحتمل‪..‬‬ ‫هل بإمكان أحد في س��وريا اليوم أن يبقى حياديا؟ إنما الجميع يعانون‬ ‫ويتضررون فماذا يعني الموقف الحيادي إذا؟‬ ‫بالتأكي��د لي��س على الجميع مس��ك الس�لاح‪ ،‬فهناك مائ��ة طريقة في‬ ‫دع��م ثورة الحرية والكرام��ة‪ ..‬ولكنك ال يمكنك أن تعتبر نفس��ك غير معنيا‬ ‫أو متفرجا!‬ ‫م��ن الصعب أن نحكم على أح��د فالكل يعرف واجب��ه العائلي والديني‬ ‫واإلنساني والوطني‪ ،‬وعليه أن يتصرف بحسب الظروف والضمير والوجدان‪.‬‬ ‫نع��رف تماماً أن هناك أفرادا مجرمين متس��للين إل��ى صفوف المقاومة‬ ‫الثوري��ة وال بد من معالجة الموضوع في أس��رع وقت ضم��ن الجيش الحر‪.‬‬ ‫بيد أنني ال أعتقد أن المش��كلة تكمن في وجود إس�لاميين مجاهدين عرب‬ ‫وأجانب‪ ،‬ش��رط أن يلتزموا تماما في األخالق اإلس�لامية اإلنسانية األصيلة‬ ‫وفي خدمة غايات السوريين الوطنية المشتركة وإال يشكلون قنبلة موقوتة‬ ‫على الثورة!‬ ‫يتطل��ب الحفاظ على وحدة البلد حكم��ة وكرامة وأخالقا عالية من قبل‬ ‫كل الس��وريين الثوار كما من قبل كل المواطنين المخلصين من المش��ايخ‬ ‫والبطاركة وجرّ‪..‬‬ ‫لنش��جع إذا بعضن��ا بعضا في مناس��بة عيد الميالد المجي��د لكي نتابع‬ ‫كفاحنا الش��ريف ألجل حرية وكرامة الجميع ضمن أس��اليب إنسانية حقيقية‬ ‫لكي نكسب تش��جيعا ودعما من كل الناس داخل الوطن والخارج نهيك عن‬ ‫رضا الخالق!‬ ‫أعانق في قلبي كال منكم وإلى اللقاء القريب في البلد إن شاء اهلل‬ ‫صديقكم الراهب بولس (باولو داليليو)‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫إن إدل��ب م��ن الم��دن الس��باقة‬ ‫بالدخ��ول ف��ي الث��ورة‪ ،‬وس��جلت أول‬ ‫مش��اركة ألبنائها قبل انطالق ش��رارة‬ ‫الث��ورة ف��ي درع��ا بيومي��ن‪ .‬عندم��ا‬ ‫ش��ارك أبن��اء إدلب ي��وم ‪ 16‬آذار ‪2011‬‬ ‫ف��ي اعتص��ام وزارة الداخلي��ة ال��ذي‬ ‫طالب باإلفراج ع��ن معتقلي الرأي في‬ ‫السجون السورية‪.‬‬ ‫أما دخولها الفعلي في الثورة فكان‬ ‫بعد أس��بوع واحد فق��ط وذلك في يوم‬ ‫‪ 25‬آذار ‪ 2011‬عندما خرجت المظاهرات‬ ‫في عدة بلدات وم��دن في إدلب كبنش‬ ‫وس��راقب تطالب باإلصالح السياس��ي‪،‬‬ ‫ثم امتدت المظاهرات الغاضبة بسرعة‬ ‫لتش��مل المحافظ��ة بأس��رها مطالب��ة‬ ‫بإس��قاط النظ��ام الغاش��م‪ ،‬ف��كان أن‬ ‫ألحقت قوات األس��د العقوبة الش��ديدة‬ ‫بهم إذ لح��ق بالمحافظة الدمار الكبير‪،‬‬ ‫والم��وت األلي��م ف��كان نصيبه��ا م��ن‬ ‫المجازر كبيراً‪ ،‬ورصيدها من الش��هداء‬ ‫والمعتقلين أكبر‪.‬‬

‫حبر ناشف‪. .‬‬

‫�إدلب وثورة الكرامة‬ ‫‪2012 - 2011‬‬

‫أم��ا ف��ي مج��ال المظاه��رات فقد‬ ‫س��جلت إدلب ف��ي معظم أي��ام الجُمع‬ ‫أكبر عدد من نقاط التظاهر بما تجاوز‬ ‫ثلث العدد اإلجمالي في بعض المرات‪.‬‬ ‫وشهدت إدلب تشكيل الجيش السوري‬ ‫الح��ر‪ ،‬وكان المقدم حس��ين هرموش‬ ‫أشهر الضباط المنش��قين من الجيش‬ ‫النظامي إدلبي األصل‪ .‬كما كانت إدلب‬ ‫أول المناطق ش��به المحررة في سوريا‬ ‫وتعتب��ر منطق��ة هامة ج��داً لإلمدادات‬ ‫اإلغاثية والطبي��ة عبر الحدود التركية‪.‬‬ ‫وقد كانت إدلب سببًا مهمًا ورئيسيًا في‬ ‫إش��عال الثورة ف��ي محافظ��ة حلب‪ ،‬إذ‬ ‫أن معظم س��كان األحياء التي اشتعلت‬ ‫فيها الثورة بداية في حلب أو جامعتها‪،‬‬ ‫إم��ا طلبة م��ن إدلب أو أنه��م من أصل‬ ‫إدلبي‪.‬‬ ‫وعندما نتكلم ع��ن إدلب ال بد أن‬ ‫نذك��ر مدينة كفرنبل الت��ي تقع غرب‬ ‫مع��رة النعم��ان بعش��رة كيلومترات‪،‬‬ ‫ويقت��رب ع��دد س��كانها م��ن الثالثين‬ ‫ألف نس��مة‪ ،‬مدين��ة الثورة الس��لمية‬ ‫والفتاتها المتمي��زة دائمًا التي تقتصر‬ ‫عل��ى التعابي��ر الس��اخرة م��ن النظام‬ ‫الس��وري وما يجري من أحداث‪ ،‬ومنها‬ ‫ما رفع��ه المحتجون من ش��عارات في‬ ‫المظاهرات ح��ول المهلة التي أعطتها‬ ‫الجامعة العربي��ة بالقول "حمّام الدم‬ ‫مس��تمر حتى الس��بت القادم مبدئياً"‬ ‫فيم��ا كت��ب على الفت��ة أخ��رى عبارة‬ ‫"يس��قط النظام والمعارضة‪ ،‬تسقط‬ ‫األم��ة العربية واإلس�لامية‪ ،‬يس��قط‬ ‫مجلس األمن‪ ،‬يسقط العالم‪ ،‬يسقط‬ ‫كل ش��يء" في تعبير ع��ن يأس حيال‬ ‫الموقف الدولي تجاه القمع في سوريا‪.‬‬ ‫وم��ن الالفت��ات أيض��اً "نطال��ب العدو‬ ‫بالرجوع إلى خط��وط ما قبل ‪ 15‬آذار"‬ ‫في إشارة إلى اقتحام الجيش السوري‬ ‫الم��دن واحتالله��ا‪ ،‬وم��ن الالفت��ات‬ ‫"إل��ى جمعي��ات الرف��ق بالحي��وان‪،‬‬ ‫حاول��وا إنقاذن��ا ل��م يعد أح��د يكترث‬ ‫إلنسانيتنا"‪ .‬وعبّر أهالي المدينة عن‬ ‫تعاطفه��م م��ع أهالي حم��ص الذين‬ ‫يتعرض��ون للمج��ازر اليومي��ة بالفتة‬ ‫كتب فيها "نطالب بزيادة عدد الدبابات‬ ‫ف��ي كفرنب��ل للتخفي��ف ع��ن حمص‬ ‫المنكوب��ة"‪ .‬وكتب��وا أيض��ًا "ع��رض‬ ‫خ��اص‪ ..‬تظاهر ثالث م��رات واحصل‬ ‫على دبابة"‪ ،‬كما قالت في الفتة أخرى‬

‫"إلى حلف الناتو‪ :‬أنا بانتظارك مليت"‪.‬‬ ‫وكان��ت ه��ذه المدين��ة ه��ي أول م��ن‬ ‫اس��تعملت عب��ارة "كفرنب��ل المحتلة"‬ ‫في تذييل الفتاتها‪ ،‬قبل أن يستعملها‬ ‫محتج��ون في مدن س��ورية أخرى بعد‬ ‫دخول الجيش إليها‪.‬‬ ‫إدلب تلك المدينة التي لم يزرها‬

‫كل الس��وريين‪ ،‬ولم يكن يس��مع بها‬ ‫كل العال��م‪ ،‬أصبح��ت الي��وم حاضرة‬ ‫للث��ورة الس��ورية‪ ،‬ومص��دراً لقل��ق‬ ‫النظام األس��دي وخوف��ه‪ .‬إدلب مدينة‬ ‫األبط��ال والش��هداء والمظاه��رات‬ ‫س��تنتصر قريباً وس��نعود إليها جميعًا‬ ‫محملين بالغار‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫عمليات إعدام ميداني عشوائي طالت‬ ‫أكث��ر من مائة وخمس��ين م��ن أهالي‬ ‫الجس��ر‪ ،‬حيث بدأت الوح��دات الخاصة‬ ‫تعتقل كل م��ن تصل يدها له وتقتله‬ ‫ف��ي الح��ال‪ ،‬دون معرفة ش��يء عنه‪،‬‬ ‫وهكذا قتل��وا قرابة خمس��ين مواطنًا‬ ‫وكل م��ن وقع في يدهم خ�لال الليلة‬ ‫األولى‪ .‬كما أنهم أحرقوا قرابة ثالثين‬ ‫مح ً‬ ‫ال تجاري��ًا للمواطنين بعد أن نهبوا‬ ‫ما فيه��ا م��ن البضائع‪ ،‬أما ف��ي اليوم‬ ‫الثاني بدلت الكتيبة األولى مع الكتيبة‬ ‫الثاني��ة التي صارت تعتقل الرجال من‬ ‫البيوت ويجمعونهم في مراكز تمركز‬ ‫الوح��دات الخاص��ة‪ ،‬ث��م يس��ومونهم‬ ‫أقس��ى أن��واع التعذي��ب كالض��رب‬ ‫بالكابالت الحديدية‪ ،‬ويحرقون لحاهم‪،‬‬ ‫ويصعقونه��م بالكهرب��اء‪ ،‬وكان��وا‬ ‫يس��ألون الرجال المعتقلين عمن هم‬ ‫من طالب الجامع��ات‪ ،‬فيقتلونهم حا ًال‬ ‫دون تحقي��ق معه��م‪ ،‬وكأن جريمتهم‬ ‫أنه��م م��ن ط�لاب الجامع��ات‪ ،‬وق��د‬ ‫استشهد قرابة خمسة عشر طالبًا من‬ ‫طالب الجامعات بعضهم من آل الشيخ‬ ‫والحلي وغيرهم‪.‬‬ ‫كما ش��كل كل من وزي��ر الداخلية‬ ‫ناص��ر الدي��ن ناص��ر وقائ��د الوح��دات‬ ‫الخاص��ة عل��ي حي��در قائ��د الوح��دات‬ ‫الخاصة‪ ،‬ومحافظ إدلب توفيق صالحة‪،‬‬ ‫ورئي��س ف��رع الح��زب حم��دو حجـ��و‪،‬‬ ‫ورئيس شعبة الحزب في الجسر محمد‬ ‫أنيس‪ ،‬محكمة ميداني��ة أصدرت حكم‬ ‫اإلع��دام على كل من مثل أمامها‪ .‬وفي‬ ‫الي��وم الثالث قامت الجراف��ات بتحميل‬ ‫الجثث من الش��وارع ودفنوها في حفر‬ ‫جماعية بدون كفن أو صالة‪.‬‬ ‫بعد ش��هرين م��ن ه��ذه المجزرة‬ ‫المروع��ة نزل��ت الفرق��ة الثالث��ة ف��ي‬ ‫ق��رى جب��ل الزاوي��ة‪ ،‬عندم��ا وصله��م‬ ‫خب��ر اس��تقرار طليع��ة اإلخ��وان ف��ي‬ ‫جبال األربعين‪ ،‬وابت��دأت المعارك بين‬ ‫الطرفي��ن مخلفة مئ��ات القتلى وآالف‬ ‫الجرحى والمعتقلين والمفقودين‪ .‬ولم‬ ‫يو ّلد هذا الدم السوري المراق إال مزيداً‬ ‫م��ن الك��ره والغض��ب في قل��وب أهل‬ ‫إدلب الذين عانوا كل أنواع الظلم حتى‬ ‫الج��وع بعدما حاربهم النظام الغاش��م‬ ‫ب��كل الوس��ائل وكاف��ة أن��واع الحصار‬ ‫االقتصادي واألمني‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫خولة دنيا‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫خميم الريموك‬

‫جرح يلملم جراحنا‪ ..‬كيف نلملمه اليوم وقد توزع‬ ‫دما ًء وأشال ًء‪ ،‬ونازحين يعاودون نزوحهم من جديد‪.‬‬ ‫فج��أة بعد س��قوط القذائف وتناثر األش�لاء بدأت‬ ‫حرك��ة الن��زوح إل��ى الالم��كان‪ ..‬وم��ن اختار الع��ودة إلى‬ ‫مكان غير آمن لم يكن بالعدد القليل‪ ،‬إلى الحجر األس��ود‬ ‫والتضام��ن‪ ..‬وباتج��اه مخيم��ات أخرى جمع��ت الكثيرين‬ ‫سابقاً ومازالت‪ ،‬مخيم خان الشيح والوافدين وجرمانا‪..‬‬ ‫وإلى الميدان والزاهرة وحدائق دمشق المنبسطة‬ ‫على ه��ول كارثة النوم ف��ي العراء‪ ..‬إل��ى النقاط األبعد‬ ‫باتجاه قدس��يا وركن الدين والقابون وب��رزة‪ ..‬وإلى أبعد‬ ‫األبع��د باتجاه الح��دود إلى لبنان‪ ..‬يتوافد الفلس��طينيون‬ ‫بحث��اً ع��ن أم��ان جدي��د يرافقه��م أخ��وة ال��دم والنزوح‬ ‫الس��وريون‪ ..‬األمان مفقود‪ ..‬كما الخبز والطعام وأبسط‬ ‫وس��ائل التدفئة‪ ..‬كما البيوت الفارغة على العظم تلملم‬ ‫العظام الباردة‪..‬‬ ‫مخي��م اليرم��وك لي��س كل الحكاي��ة‪ ،‬لكن��ه جزء‬ ‫منه��ا‪ ..‬عندما تته��اوى لعنات النظام على م��ن يعتبر أنه‬ ‫آواهم وأطعمهم ومانع باس��مهم وقاوم‪ ..‬كما كان يصب‬ ‫لعناته عل��ى من يعتبرهم خانوه حي��ن رفضوا أن يبقى‬ ‫إل��ى األبد‪ ..‬ش��ركاء في العيش المش��ترك‪ ..‬كما ش��ركاء‬ ‫لألبد ف��ي مقاومة االس��تبداد‪ ..‬كنا وس��نبقى س��وريون‬ ‫وفلسطينيون‪.‬‬

‫‪�‎‬سامر ر�ضوان‪‎‬‬ ‫لس��وريا مآس��يها‪ ..‬ولك��ن له��ا طرائفه��ا أيض��اً‪..‬‬ ‫وم��ن فضائ��ل التوثيق أن يذك��ر ه��ذا وذاك‪ ..‬إحداها أن‬ ‫صديق��ًا اعتقل منذ س��نة تقريب��ًا‪ ..‬كانت تهمت��ه (تبريد‬ ‫المتظاهرين) ولدى س��ؤالي عن حيثيات الدعوى قال لي‪:‬‬ ‫كن��ت على ش��رفة بيتنا عندما م��رت المظاهرة‪ ..‬ففتحت‬ ‫قنين��ة البقين وس��كبتها عل��ى من مروا كش��كل إلعالن‬ ‫التواج��د‪ ..‬ثمنه��ا كان عامًا م��ن االعتق��ال‪ ..‬عنفته كثيراً‬ ‫نتيج��ة ع��دم اإلخ�لاص للمهنة‪ ..‬قل��ت له أن��ت مدرّس‬ ‫ومجيد في ذلك‪ ..‬ما شأنك بالتبريد والتكييف؟!‬

‫�إميان اجلابر‬ ‫يح��ق ل��ي أن أطال��ب بدول��ة مدني��ة‪ ..‬علماني��ة‪..‬‬ ‫إس�لامية‪ ..‬دولة كواج‪ ..‬شوربة‪ ..‬ش��و ما كان‪ ..‬بس كون‬ ‫عم اش��تغل لل��ي بدي ي��اه‪ ..‬وغي��ر هيك أن��ا صفر على‬ ‫الشمال!‪..‬‬

‫�آية الأتا�سي‬ ‫لن نصل الجنة عندما يس��قط االس��تبداد‪ ..‬س��مه‬ ‫س��يظل ساري المفعول لس��نوات بعد زواله‪ ..‬ليست جنة‬ ‫وإن كان��ت وط��ن‪ ..‬حيث الصغ��ار بأط��راف مقطعة وآباء‬ ‫قتلى وأمهات ثكلى‪ ..‬وال الجنة حيث رجال بلحى وشرائط‬ ‫س��وداء يحرم��ون ويحلل��ون عل��ى هواه��م وينصب��ون‬ ‫أنفس��هم ناطقين باس��م اهلل على أرضه وعباده!‪ ..‬ليس‬ ‫جنة ما ينتظرنا‪ ..‬و لكن األكيد س��يكون أننا كنا بالجحيم‬ ‫وخرجنا أحياء‪ ..‬وهذه ربما بداية الطريق للجنة!‪..‬‬

‫بدي قانون إعالم حقيقي‪ ،‬ونزيه‪ ،‬يطلع منو صحافة وإعالم يعبر عني وعن كل ناس��ي‪ ،‬مو تابع‬ ‫ألي جهة‪ ،‬وال يروّج ألي جهة أو حزب أو تجمع أو دين‪ ،‬ويشوف تماماً شو عايشين وشو وجعنا‪ ،‬وينقل‬ ‫بأمانة وصدق شو عم يصير‪ ،‬ما يجمّل المشاكل وال يقدم حالو على أنو المخ ّلص والحل لمشاكلنا‪،‬‬ ‫وهو بالنهاية بيخدم أجندة يلي بيدفعلو‪..‬‬

‫�شريين احلايك‬ ‫العال��م ينتهي كل مس��اء ينام فيه الجي��اع جياعا‬ ‫والفقراء فقراء‪ ،‬وذلك الطفل الوحيد على قارعة الطريق‬ ‫بال وطن أو قضية‪ ..‬العالم لن ينته اليوم ألنه انتهى منذ‬ ‫بعنا اإلنسان ليحيا الغرباء بداخله‪..‬‬

‫�سامر النبواين‬ ‫ل��كل من يق��ول‪ ..‬الدي��ن هلل والوط��ن هلل‪ ..‬أقول‬ ‫له��م‪ ..‬اهلل عز وجل ه��و مالك وخالق الدني��ا‪ ..‬وال يحتاج‬ ‫لتج��ار األديان ليعطوه أوطانًا أو بلدانًا‪ ..‬األرض واألوطان‬ ‫أعطاه��ا اهلل لإلنس��ان كي يعي��ش فيها ويبنيه��ا بالخير‬ ‫والحب والتسامح‪ ..‬لذا الوطن لجميع الناس‪ ..‬واهلل لجميع‬ ‫الناس‪..‬‬

‫ر�شا عرابي‬ ‫كيف س��تنتصر؟ وق��د جعلتن��ي ال أخش��ى اعتداء‬ ‫ش��بيحة األس��د بقدر ما أخش��ى مجتمع��ًا يتحك��م حماة‬ ‫الشرف فيه بإنسانيتي‪ ..‬بوجودي‪..‬‬

‫‪‎‬غيداء العودات‪‎‬‬ ‫باختصار القضيّة ليست قضية إسالم ومسلمين‬ ‫وإس�لاميين كم��ا يبدو ظاهره��ا ويطيب للبع��ض اللعب‬ ‫على أوتارها‪ ،‬إنها بكل بس��اطة مس��ألة فكر عليل أسير‬ ‫يعش��ق الموت ويقوى بالس�لاح‪ ،‬يعم��ل للظلمات‪ ،‬وفكر‬ ‫ح��ر انتف��ض على حكم الس�لاح ويه��وى الحي��اة‪ ،‬يعمل‬ ‫لمستقبل مشرق‪.‬‬ ‫صباح السالمة للجسد والعقل‪ ،‬صباح الحياة‪.‬‬

‫رمي بنا‬ ‫قطع االتص��ال والكهرباء والغذاء ع��ن البلد‪ ..‬كي‬ ‫يثب��ت أن بإمكانه أن يتحوّل من كلب حواري إلى أس��د‪..‬‬ ‫وال زالت محاوالته البائسة مستمرة‪..‬‬

‫‪�‎‬إ�سالم �أبو �شكري‪‎‬‬ ‫لم تكن لحظة استثنائية هذه التي قرر السوريون‬ ‫فيها أن يس��قطوا نظام االس��تبداد‪ ..‬االستثنائي هو تلك‬ ‫المرحلة التي تقبلوا فيها هذا النظام طيلة هذا الوقت‪..‬‬

‫صحفي مفصول من جريدة رسمية‬

‫موفق زريق‬ ‫اعزائي‪ ..‬احبائي‪ :‬الثورة تمر في اخطر مرحلة من‬ ‫مراحلها عس��كرياً وسياسياً‪ ..‬أس��تطيع أن أقول أنها تعبر‬ ‫عنق الزجاجة‪ ،‬هذه العصابة ال أس��تبعد منها ش��يء حتى‬ ‫الكيماوي ولذل��ك الروس يهرب��ون‪ ،‬الصهيونية مرعوبة‬ ‫جداً جداً من انتصار هذه الثورة والوصول إلى خواتيمها‪..‬‬ ‫الق��وى الدولي��ة مصدوم��ة من ق��درة هذه الث��ورة على‬ ‫االس��تمرار رغ��م كل الحصار من حوله��ا‪ ..‬كل الماكينات‬ ‫السياس��ية ش��غالة اآلن لاللتف��اف والبح��ث ع��ن مخرج‪،‬‬ ‫عنوان��ه الرئي��س تفريغ هالث��ورة‪ ..‬ردنا الوحي��د الوحدة‬ ‫الوحدة الوحدة والمزيد من الثورة‪..‬‬

‫عهد زرزور‬ ‫بعض أس��اليب القم��ع الفكري‪ ،‬عدا ع��ن تخويف‬ ‫الش��خص من إبداء رأيه الش��خصي‪ ،‬هو تقريفه من أن‬ ‫يبدي رأيه أساس��اً!‪ ..‬وذلك بأخذ موقف مسبق عنه ورمي‬ ‫االتهامات أو رفع الصوت وكأن القصة مكاسرة ومو حوار‬ ‫أو التسخيف المس��تمر ﻷي فكرة‪ ...‬أطالب غداً في سوريا‬ ‫الحرة بقانون يجرّم صاحب هذا األسلوب!‬

‫�صخر حاج ح�سني‬ ‫كل أألقليات و‪ 99%‬من الس��نة ض��د جبهة النصرة‬ ‫والجهاديين لذلك ما في شي بخوف أبداً‪..‬‬

‫بي�سان �أبو حامد‬ ‫كل يوم الصبح‪ ..‬كنت أس��مع صوت عزف عالعود‪..‬‬ ‫حدا عم يعزف عود ع بكير‪ ،‬وطالع الصوت لش��باكي‪ ..‬أنا‬ ‫م��ش مغرومة بالع��ود‪ ،‬وال حتى بالموس��يقا عمومًا‪ ،‬أول‬ ‫فترة كان عندي فضول أعرف مين يلي عم يعزف‪ ..‬يطلع‬ ‫ع بالي أتخيلو شب وسيم‪ ،‬ويخطرلي أنو رح ينغرم فيي‬ ‫م��رة ع م��رة‪ ،‬وصبح ع صب��ح‪ ،‬ما بقا أهت��م ب يلي عم‬ ‫يع��زف ئ��د الموس��يقا ذاتها‪ ،‬وص��رت أضبط توقي��ت قهوتي ع‬ ‫توقي��ت العزف‪ ..‬وكن��ت فكر أنو ب��س تزورني أم��ي رح اعمال‬ ‫قهوة ونقعد عالش��باك وس��معها‪ ..‬وبعرف أنه��ا رح تحبو‪ ،‬ألنو‬ ‫بيع��زف على موج البح��ر‪ ،‬غنية أمي المفضل��ة‪ ،‬بعدين صارت‬ ‫تجي الميغ الصبح‪ ..‬واختفى‪ ..‬مدري أنا ما عدت سمعت‪ ..‬مدري‬ ‫هوي ما عاد يعزف‪ ،‬مدري سرقتني بشاعة الحرب‪ ،‬مدري هوي‬ ‫مات بشي تفجير‪ ،‬ريتني بعرف أي شباك من هالشبابيك قاعد‬ ‫وراه عازف العود‪ ،‬كنت قلتلو لو بعدو عايش أنو يعزفلي‪ ..‬كنت‬ ‫عبالي أسمعا منو‪ ..‬لنو مرة أخيرة‪ ..‬أنا صار الزم ودعكن‪..‬‬

‫يرموك خ ّيا‬ ‫أنا من هناك خيّا‬ ‫من مخيّم اليرموك خيّا‬ ‫فهمان عليّ‪ ..‬مش هيك خيّا؟‬ ‫صحيح إنّي عايش برّا خيّا‬ ‫بس بعرض إمّي قلبي جوّا خيّا‬ ‫بكل زاوية من زوايا المخيّم خيّا‬ ‫إذا ب��دّي أب ّلش أعدّدلك بتروح معنا‬ ‫للصبّح خيّا‬ ‫وفش معنا وقت كثير خيّا‬ ‫ألنّ��و القذائ��ف ك��بّ م��ن ال��ربّ‬ ‫عالمخيّم خيّا‬ ‫بحياة أختك ال تبرم بوزك وتمطمط‬ ‫لي بشفايفك خيّا‬ ‫وال تقول لي ش��و يعن��ي وما بيطلع‬ ‫بإيدك إشي خيّا‬ ‫ولك بيطلع‪ ،‬وحياة حياة ورحمة رحمة‬ ‫بيطلع خيّا‬ ‫إنتي بس غيّر صورة بروفايك خيّا‬ ‫واكتب هالكلمتين وإعمل لهم شير‬ ‫خيّا‬ ‫تحس��س إهل المخيّم إنّك‬ ‫عش��ان ِّ‬ ‫واقف معهم خيّا‬ ‫عش��ان ال��والد والبن��ات والشّ��هدا‬ ‫والختايرة خيّا‬ ‫عش��ان فلس��طين ال ّلي بتشمّ ريحة‬ ‫لمونها بس تفوت عالمخيّم خيّا‬ ‫عشان الزيت والزعتر والزتون خيّا‬ ‫من وين ما كنت تكون خيّا‬ ‫وحياة دمّ الش��هّدا ما بننس��ى لك‬ ‫إياها خيّا‬ ‫ت��رى إحن��ا المخيّمجيّة ما بننس��ى‬ ‫المعروف خيّا‬ ‫وبتالقينا جنبك لمّا تحتاجنا خيّا‬ ‫حتّى لو ما احتجتنا إحنا جنبك خيّا‬ ‫بس وينك‪..‬‬ ‫فتّح عينك ودير بالك خيّا‬ ‫ّ‬ ‫تفكرش إنّا عم نترجّاك خيّا‬ ‫اهلل وكيل��ك ع��م نحك��ي م��ن باب‬ ‫األمليّة خيّا‬ ‫فهمان عليّ خيّا؟‬ ‫وللاّ أعيد لك من جديد خيّا؟‬ ‫طيّب تكرم عيونك خيّا‬ ‫بس إنت��ي ّ‬ ‫ركز معي ش��ويّ بعرض‬ ‫أختك خيّا‬ ‫يللاّ قول معي خيّا‪:‬‬ ‫(ك ّلنا مخيّم اليرموك خيّا‬ ‫هنا مخيّم اليرموك خيّا‬ ‫مخيّم الصمود والشّهدا خيّا)‬ ‫إي هاي هيّي خيّا‬ ‫ولك تسلم لي عينك ما أحالك خيّا‬ ‫عَراسي خيّا‬ ‫عايز إشي خيّا‬ ‫سالمتك خيّا‬ ‫اهلل معك ومع المخيّم خيّا‬ ‫إياد حياتلة‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫حققتها الشركات المتعددة الجنسيات خالل‬ ‫عام واحد فقط بـ ‪ 500‬مليار دوالر أي خمس‬ ‫اإلنتاج الوطني لكل دول العالم‪.‬‬ ‫كم��ا يلح��ظ الكات��ب ظاهرة النش��اط‬ ‫الذي يقوم به كبار مهربي المخدرات الذين‬ ‫يس��تثمرون أمواله��م في العق��ارات بصفة‬ ‫خاص��ة ويقومون بنقل األم��وال إلى الخارج‬ ‫بواسطة شركات اس��تثمارات أجنبية عرفت‬ ‫باس��م ش��ركات الدمى التي توج��د في دول‬ ‫ال يمكن للس��لطات الحكومي��ة فيها االطالع‬ ‫عل��ى دفاتره��ا‪ ،‬ثم تق��وم هذه الش��ركات‬ ‫المس��تثمرة بعقد اتفاقيات ق��روض إلعادة‬ ‫األموال مرة أخرى إلى المهربين‪.‬‬ ‫وعمليات تبييض األموال تكون بكافة‬ ‫الوس��ائل غي��ر المش��روعة‪ ،‬كالرش��وة أو‬ ‫االختالس��ات أو الدع��ارة أو عموالت الس�لاح‬ ‫أو تهري��ب األموال إلى الخ��ارج‪ ،‬بحيث تقوم‬ ‫هذه الطبقة من االقتصاديين المشبوهين‪،‬‬ ‫باس��تثمار دخلها في شراء الس��لع النفيسة‬ ‫والش��يكات المصرفي��ة ث��م ينقلونه��ا إل��ى‬ ‫الخارج خاص��ة في الدول الت��ي لديها بنوك‬ ‫تف��رض نظ��ام الس��رية عل��ى حس��اباتها‬ ‫المصرفي��ة وتبل��غ ه��ذه ال��دول ‪ 31‬دول��ة‬ ‫أش��هرها‪ :‬ج��زر الباهام��ا وج��زر المالدي��ف‬ ‫وجزر الفوكالن��د وأورجواي والنمس��ا وبنما‬ ‫وس��نغافورة وهون��ج كون��ج ولوكس��مبرج‬ ‫وهولندا‪ ،‬حيث يجري تبييض األموال‪.‬‬ ‫وش��ركات الدمى هي ش��ركات أجنبية‬ ‫مس��تثمرة يصعب على الحكوم��ات االطالع‬ ‫على مس��تنداتها المالية وهي كيانات بدون‬

‫ه��دف تج��اري وكل م��ا تري��ده هو غس��يل‬ ‫األم��وال بصف��ة عام��ة أو أم��وال المخدرات‬ ‫خاصة وتضليل الحكومات‪.‬‬ ‫أم��ا عن االقتصاد الخف��ي فهو مجموعة‬ ‫األنشطة غير المسجلة ضمن إطار الحسابات‬ ‫الوطنية وتشمل اإلنتاج القانوني غير المعلن‬ ‫ف��ي قطاع��ات الزراع��ة والصناعة والتش��ييد‬ ‫والبناء والتجارة الداخلية والس��ياحة والفنادق‬ ‫والنق��ل والمواص�لات والتموي��ل والتأمي��ن‬ ‫ويضم االقتصاد الخفي إنتاج السلع والخدمات‬ ‫المحظورة وإنتاج المخدرات وتوزيع الحشيش‬ ‫والس��جائر المهرب��ة ودخ��ول المراهن��ات‬ ‫والمقام��رة والدع��ارة وهن��اك مافيا الس��وق‬ ‫السوداء وتجارة العملة والذهب والخمور‪.‬‬ ‫وقد حاول اليهود خالل الفترة الماضية‬ ‫اختراق الس��وق الش��رق أوسطية مستغلين‬ ‫ف��ي ذل��ك هشاش��ة المقاطع��ة العربي��ة‪،‬‬ ‫وعملي��ات التطبيع‪ ،‬وفتح المراك��ز التجارية‬ ‫وغيرها‪ ،‬ودخلت السلع اإلسرائيلية األسواق‬ ‫العربي��ة بصورة معلنة أو بصورة مس��تردة‬ ‫ووجد بعض المس��وقين والسماسرة العرب‬ ‫الذين لديهم استعداد لبيع أو شراء أي شيء‬ ‫واشتغل هؤالء وكالء للشركات اإلسرائيلية‬ ‫ف��ي األردن ومصر وموريتانيا ودول المغرب‬ ‫العربي وحتى في الخليج‪ ،‬واليهود يتحكمون‬ ‫في تجارة الذهب والبورصات وتجارة السالح‬ ‫ولهم القوة الكبيرة ف��ي البنوك والمصارف‬ ‫وأسواق المال ومن خالل هذه القوة ينفذون‬ ‫بروتوكوالته��م ومخططاته��م ف��ي التأثير‬ ‫على الدول والحكومات بل والشعوب‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كتابنا الي��وم لألكاديمي االقتصادي د‪.‬‬ ‫زيد بن محمد الرماني عضو هيئة التدريس‬ ‫بجامعة اإلمام محمد بن س��عود اإلسالمية‪،‬‬ ‫محاولة ج��ادة من الباح��ث أن يضع القضية‬ ‫موضع النقاش ولديه من األدلة والش��واهد‬ ‫والمعلومات الموثقة م��ا يؤكد عنونة كتابه‬ ‫بهذه الكلم��ات‪ ،‬فاليهود ف��ي عصر العولمة‬ ‫ه��م الذي��ن يحكم��ون العال��م ويدي��رون‬ ‫اقتصاديات��ه ويتحكم��ون ف��ي البورص��ات‬ ‫العالمي��ة ويس��تطيعون في دقائ��ق إحداث‬ ‫كوارث اقتصادية ولعل ما حدث القتصاديات‬ ‫النمور اآلسيوية قبل سنوات قليلة ال يخفى‬ ‫عل��ى اح��د‪ ،‬وال��دور ال��ذي لعب��ه الملياردير‬ ‫"سورس "اليهودي معروف‪.‬‬ ‫يب��دأ الرمان��ي كتاب��ه بالحدي��ث ع��ن‬ ‫النظ��ام المراب��اة وكيف أن��ه إنت��اج يهودي‬ ‫ث��م ينتقل للحديث عن الش��ركات المتعددة‬ ‫الجنس��يات اليهودية واالقتصاد الخفي الذي‬ ‫من خالله يسيطرون على اقتصاديات العالم‬ ‫وظاهرة الشرق األوسط الجديد التي حاولوا‬ ‫من خالله��ا االنقض��اض عل��ى اقتصاديات‬ ‫المنطقة والسيطرة عليها برؤوس أموالهم‪،‬‬ ‫ث��م يتح��دث د‪ .‬الرماني ع��ن البروتوكوالت‬ ‫اليهودي��ة والمخطط��ات اليهودي��ة وخنج��ر‬ ‫اليهود ويختت��م كتابه بالحديث عن التطبيع‬ ‫مع اليهود في عصر العولمة‪.‬‬ ‫عندما ق��ال رئي��س ال��وزراء الماليزي‬ ‫الس��ابق مهاتير محم��د‪ :‬أن اليهود يحكمون‬ ‫العال��م سياس��ياً واقتصادي��اً وان الجمي��ع‬ ‫ينافقهم أثارت هذه التصريحات العديد من‬ ‫العواص��م األوروبية واحتج��ت عليها اإلدارة‬ ‫األمريكية ومورس��ت الضغ��وط ضد ماليزيا‬ ‫ورئي��س وزرائه��ا مهاتير في ذل��ك الوقت‪،‬‬ ‫كي يسحب هذه التصريحات ويعتذر‪ ،‬ولكن‬ ‫فض��ل الرج��ل اإلبق��اء عل��ى كالم��ه وعدم‬ ‫س��حبه‪ ،‬وترك منصبه طواعية لخليفته من‬ ‫بعده‪ ،‬وبقيت تصريحات مهاتير عالمة فارقة‬ ‫س��يتوقف عندها الكثيرون فالرجل لم يقل‬ ‫ش��يئًا جديداً ولم ي��دع على احد بال أدلة‪ ،‬بل‬ ‫قال كالمًا معروفًا للجميع‪ ،‬ومن المس��لمات‬ ‫التي تحكم العالم سياسياً واقتصادياً اليوم‪،‬‬ ‫ومن يرد قضاء مصلحة فليلجأ إلى تل أبيب‪،‬‬ ‫ومن يرد ممارس��ة ضغوط سياسية أو يرفع‬ ‫حظ��راً مضروب��ًا على ب�لاده فمفت��اح ذلك‬ ‫إسرائيل التي لديها من القوة التي تستطيع‬ ‫التأثي��ر به��ا عل��ى واش��نطن أو أي عاصمة‬ ‫أوروبية أخرى‪.‬‬ ‫يضي��ف الكاتب أن نظ��ام المراباة هو‬ ‫اخت��راع يه��ودي‪ ،‬ليس��يطر به اليه��ود على‬ ‫العال��م ويضحوا في موقع القادة النافذين و‬ ‫انتقلوا من الس��يطرة بالنظام الربوي على‬ ‫المجتمع��ات الصغيرة إل��ى العالم كله‪ ،‬الذي‬ ‫يحكمه اآلن هذا النظام القائم على الفوائد‬ ‫البنكي��ة وتق��وده مؤسس��ات عمالق��ة له��ا‬ ‫مصلحة في تعميق أزمات العالم كله‪.‬‬ ‫فالس��مة الربوي��ة الب��ارزة تب��رز ف��ي‬ ‫هيمنة الش��ركات المتعددة الجنس��يات على‬ ‫الحي��اة العالمية‪ ،‬فهي تس��يطر على مجمل‬ ‫العالق��ات النقدية والمالية الدولية من خالل‬ ‫المصارف عاب��رة القارات‪ ،‬وهذه الش��ركات‬ ‫ال تق��وم بعملي��ات مالي��ة نظيف��ة إنما هي‬ ‫تتالع��ب باالحتياج��ات النقدي��ة العالمي��ة‬ ‫وتتحك��م باتجاه��ات توظيفه��ا بأس��اليب‬ ‫احتيالي��ة لفت��رات قصي��رة فتس��بب تأزيم‬

‫األوض��اع المالية والنقدية للبل��دان الفقيرة‬ ‫تأزيم��اً خطي��راً يجعله��ا أكث��ر طواعية في‬ ‫قبضة المؤسسات العالمية الحاكمة‪.‬‬ ‫فالش��ركات متعددة الجنسيات تسيطر‬ ‫س��يطرة تام��ة عل��ى نص��ف تج��ارة العالم‬ ‫تقريب��ًا اذ تق��وم بتس��ويق ‪ 90%‬م��ن أه��م‬ ‫السلع األساسية التي تصدرها بلدان الجنوب‬ ‫الفقيرة بينما تس��يطر الحكومات الصناعية‬ ‫على معظ��م نصف التج��ارة الدولية الثاني‪،‬‬ ‫وتبي��ن خالل عش��ر س��نوات مض��ت أن هذه‬ ‫الش��ركات اس��تردت ‪ 5 .2‬دوالر مقاب��ل كل‬ ‫دوالر واح��د وظفت��ه ف��ي البل��دان الفقي��رة‬ ‫وتعتب��ر الش��ركات عابرة الق��ارات احد أرقى‬ ‫إش��كال االس��تثمارات المعاصرة للرأسمالية‬ ‫وقد بدأ نش��اطها بعد الحرب العالمية الثانية‬ ‫والمعي��ار الذي يضبط اتس��اع نش��اطاتها أو‬ ‫تقلصه معي��ار حجم اإلنت��اج الدولي ويقول‬ ‫تقرير منظمة "االونكتاد" أن ‪ 15‬شركة فقط‬ ‫تتحكم في ‪ 90%‬من تج��ارة القطن العالمية‬ ‫وث�لاث ش��ركات تتحكم ف��ي ‪ 75%‬من تجارة‬ ‫الموز‪ ،‬وخمس ش��ركات تتحك��م بـ ‪ 75%‬من‬ ‫تجارة الكاكاو‪ ،‬وس��ت شركات تتحكم بـ ‪90%‬‬ ‫م��ن تجارة التبغ والدخان وان مجمل خس��ائر‬ ‫الدول النامية بس��بب تحكم هذه الش��ركات‬ ‫يقدر بحوالي مائة مليار دوالر سنوياً وتقوم‬ ‫الش��ركات المتعددة الجنس��يات بالتحكم في‬ ‫‪ 85%‬من تج��ارة الم��واد الغذائي��ة المصدرة‬ ‫للعالم الثالث لتدخل في صلب حياة البشر‪.‬‬ ‫إذ تش��ير المنظم��ة العالمي��ة للتجارة‬ ‫إل��ى القطاعات التي يج��ب أن "تنفتح" على‬ ‫"المنافس��ة الش��ريفة" بوصفه��ا قطاع��ات‬ ‫"واع��دة" و مقاييس الخدم��ات باتت تُراجَع‬ ‫لتش��مل‪ :‬اس��تخراج المياه‪ ،‬حماي��ة الطبيعة‬ ‫والمجاالت الطبيعية‪ ،‬حماية الغابات وترشيد‬ ‫التدوير المس��تدام للغابات‪ ،‬الدراس��ات حول‬ ‫االنعكاسات البيئية‪ ،‬خدمات البحث‪ ،‬التنمية‪،‬‬ ‫برام��ج توعية العموم‪ ،‬إل��خ‪ .‬وهذه الخدمات‬ ‫توض��ع في خانة خاص��ة بالمنظمة بعنوان‪:‬‬ ‫"قائمة تسوُّق"‪.‬‬ ‫قط��اع توفير الماء الصالح للش��رب لم‬ ‫يكن معنيًّا بالتصنيفات التي كانت متداوَلة‬ ‫س��نة ‪ :1994‬فبالنسبة لغالبية البلدان يُعَد‬ ‫ه��ذا المجال من مش��موالت الدولة والقطاع‬ ‫الع��ام‪ .‬أم��ا اس��تخراج المياه الجوفي��ة‪ ،‬فهو‬ ‫يخض��ع العتبارات عديدة‪ ،‬بيولوجية وبيئية‪،‬‬ ‫ولتراخي��ص تح��دِّد الكمي��ة المس��تخرَجة‪.‬‬ ‫وإضافة إلى توفير المياه الصالحة للش��رب‪،‬‬ ‫فإن اس��تخراج المياه س��يغدو َّ‬ ‫مح��ل نقاش‬ ‫باتجاه خصخصته‪.‬‬ ‫وهناك شركات أمثال "جنرال موتورز"‬ ‫و "ش��ل" واس��و واي ب��ي أم للحاس��بات‪،‬‬ ‫وفيليب��س للمع��دات واألجه��زة االلكترونية‬ ‫بلغ��ت في تأثيراته��ا وضغوطه��ا إلى درجة‬ ‫أنها تستطيع تغيير سياسات أو إلغاء قرارات‬ ‫حكومي��ة وه��ي عل��ى درجة م��ن الضخامة‬ ‫كبي��رة وال تنتمي إل��ى بلد معي��ن ومبيعات‬ ‫الواح��د منه��ا تزي��د عل��ى اإلنت��اج الوطني‬ ‫لواحدة م��ن الدول األوروبي��ة ومعدالت نمو‬ ‫هذه الشركات سريع جداً‪.‬‬ ‫والشركات المتعددة الجنسيات تشكل‬ ‫الي��وم ق��وة اقتصادية عظمى ف��إن إنتاجها‬ ‫يبل��غ نح��و ضع��ف مع��دل نم��و االقتص��اد‬ ‫الداخل��ي لل��دول الصناعي��ة وق��در باحثون‬ ‫في جامع��ة هارفارد القيم��ة المضافة التي‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫د‪ .‬زيد بن حممد الرماين‪:‬‬ ‫اليهود يحكمون العامل‪ ..‬ر�ؤية اقت�صادية‬

‫‪23‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫�ســــــر‬ ‫العارف‬

‫شعر‪ :‬ياسر خنجر‬

‫عطش والورد قليل‬ ‫ال يكفي ليبل القلب‬ ‫فهال تقاسمني الذكر لنأتلف‬ ‫ونشيع الحب‬

‫***‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫"دع عنك الجبة‬ ‫واهلل ما في ألجبة إال اهلل"‬ ‫أو قبسا من نوره يخفق في القنديل‬ ‫ال تنضح مشكاة‬ ‫إال من وحي سراج‬ ‫يألفه العارف في السر‬ ‫فيتوب إليه ومنه يتوب‬ ‫أسألني النور ألغفر هذي العتمة‬ ‫أغفر زلة من يسرق مني الوقت‬ ‫فيشح الزيت وأذوب‬ ‫أفيض‬ ‫أفيض حد شفاه الكأس الجسد‬ ‫وكفاف الروح‬ ‫أثمل من حب وأذوب‬

‫***‬

‫"هو أنت"‬ ‫من كل سماء خصلة أفق‬ ‫في كل سماء غيمه‬ ‫ترخي أنفاسك في صحراء الوقت‬ ‫كي تقطر قنديال تلو األخر‬ ‫وصالة من بعد صالة‬ ‫أنفاسك تقطر في صحراء الوقت ساللم‬ ‫من شاء سما‬ ‫وتوحد‬ ‫من شاء كبا‬ ‫وتبدد‬ ‫"هو أنت"‪ ...‬سرك أنك تدرك‬ ‫كيف تجلى المطلق في الناسوت‬ ‫وكيف يعود العارف أدراجه‬ ‫صوب أقاصي الروح‪ ..‬مريدا‬ ‫شهيدا‬ ‫يشرق من بعد غروب‬

‫***‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫"هو أنت"‬ ‫نيروزك خلف الباب يدق‬ ‫فال تتعجل أفراحك‪ ...‬وأرفق برفاقك‬ ‫حين تفيض غماما في أحضان األزرق‬ ‫كلك منذور لألزرق‬ ‫مخطوف منه‪ ...‬إليه‬ ‫قل هل يكفيك البحر وموج البحر‬ ‫يا كأس الماء المسروق من العطش‬ ‫يا كأس الماء المسروق ألفواه الفقراء العطشى‬ ‫قل هل يروي ظمأك هذا البحر المنسول من شفتيك‬ ‫فترتاح قليال من تعب الذكر‬ ‫وتكف عن الدوران‬ ‫بحثا عن سر أوسع مما أحطت به‬ ‫أنقى من دمع تذرفه‬ ‫بحثا عن سر أعمق‬ ‫أم أن الِورد طريق مشغوال من سهد‬ ‫فال يفضي إال إلى الورد‬ ‫والعارف يدرك حين يعرج صوب المطلق‬ ‫أن طقوس األمس الضيق‬ ‫ال تكفي لتبل القلب‬ ‫وغدا ينقشع الدرب‬ ‫أوضح من صبح صيفي صاف‬ ‫فيعود الحب إلى المحبوب‬ ‫عطش والورد قليل‬ ‫ال يكفي ليبل القلب‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)38086‬‬ ‫دمشق‪2697 :‬‬ ‫ريف دمشق‪8706 :‬‬ ‫حمص‪7893 :‬‬ ‫درعا‪3938 :‬‬ ‫إدلب‪5677 :‬‬ ‫حلب‪5367 :‬‬

‫***‬ ‫دير الزور‪3076 :‬‬ ‫الرقة‪303 :‬‬ ‫السويداء‪134 :‬‬ ‫حماة‪3751 :‬‬ ‫الالذقية‪1238 :‬‬ ‫طرطوس‪482 :‬‬ ‫الحسكة‪315 :‬‬ ‫القنيطرة‪136 :‬‬

‫فهال تقاسمني الذكر ال حيا‬ ‫أم أسلك دربي وحدي‬ ‫صوب أقاصي الروح‬ ‫مُريداً‬ ‫شهيدا‬ ‫أتجد فيك أتوحد‬ ‫أتوحد باألرض أتجدد‬ ‫وأشيع الحرية والحب‬ ‫حرا أشرق من بعد غروب‬ ‫حرا‬ ‫أشرق من بعد غروب‬ ‫الشاعر السوري ياسر خنجر شاعر من الجوالن المحتل‪،‬‬ ‫اعتقل من قبل القوات اإلس��رائيلية على إثر أحداث النكسة‬ ‫ف��ي أي��ار ‪ 2011‬وحكمت محكمة االس��تئناف اإلس��رائيلية‬ ‫بالناص��رة عل��ى المعتق��ل ياس��ر خنجر من مجدل ش��مس‬ ‫بالس��جن الفعلي لمدة ‪ 11‬ش��هراً‪ ،‬ياس��ر خنجر من ش��باب‬ ‫س��وريا في الجوالن المحتل اشعاره تحمل الكثير من الحلم‬ ‫والسريالية واالمل بالحرية القادمة لسوريا وللجوالن‪.‬‬ ‫جاء الحكم الجائر بحق ياس��ر وآخرون مش��دداً بهدف‬ ‫ردع س��كان الجوالن الذين ينددون باالحتالل ويتمس��كون‬ ‫بهويتهم العربية السورية‪..‬‬ ‫أطلق س��راح ياس��ر خنجر صباح ‪ ،2012 / 12 / 20‬كما‬ ‫أطلق قبله قبل عدة أس��ابيع س��راح صديقه محمود محمود‬ ‫المعتقل على خلفية نفس األحداث‪..‬‬ ‫وبدورنا نبارك للصديقان ياسر ومحمود بالحرية‪ ،‬على‬ ‫أمل الحرية األكبر بتحرير الجوالن ولقاءنا في أرض س��وريا‬ ‫الحرة‪..‬‬ ‫‪2890‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 1228‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 2681‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 6820‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 33400‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2012 / 12 / 22‬‬ ‫‪http://vdc-sy.org‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪25‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )66‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪26‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.