سوريتنا | العدد السابع والستون | 30 كانون الأول 2012

Page 1

‫ســـوريتنا‬

‫«عندما يقرر العبد أن ال يبقى‬ ‫عبدا فإن قيوده تسقط»‬ ‫غاندي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪2012/ 12 / 30 | )67‬‬

‫صفحتنا على فيس بوك‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/souriatna‬‬ ‫‪souriatna@gmail.com souriatna.wordpress.com‬‬

‫ ‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب س��وري حر‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫جريدة زيتون | العدد األول قريبًا‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب إدلب األحرار‬

‫‪1‬‬

‫وقال لهم مالك الموت ‪ ..‬من يريد خبزً فليتبعني‬ ‫عمل للفنان وسيم الجزايرلي‬

‫إلدلب‪ ..‬وجه آخر‪ ،‬ربما حياء منه لم‬ ‫يعلن عن نفسه بعد‪ ،‬لكنه سيكشف‬ ‫عن جماله قريباً‪..‬‬ ‫إلدلب‪ ..‬قلب كحبة زيتون‪ ،‬يحتظن‬ ‫داخله زيت الحياة‪ ،‬ليمد نسغ المحبة‬ ‫والعطاء‪ ،‬وليروي عطشنا عما قريب‪..‬‬ ‫مولوداً جديداً سترى عيناه النور‪..‬‬ ‫انتظروه‪..‬‬


‫تقرير عن املعتقلني واملختفني ال�سوريني‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫تؤك��د الش��بكة الس��ورية لحق��وق‬ ‫اإلنس��ان أن عدد المعتقلي��ن خالل الثورة‬ ‫قد بلغ ‪ 194‬ألف مواطن سوري‪ ،‬بينهم ‪9‬‬ ‫آالف معتقل دون سن الثامنة عشر‪..‬‬ ‫وتأت��ي حل��ب عل��ى رأس قائم��ة‬ ‫المحافظ��ات الس��ورية م��ن حي��ث ع��دد‬ ‫المعتقلي��ن‪ ،‬حيث يبلغ عدده��م نحو ‪40‬‬ ‫ألفا‪ ،‬ث��م تأتي حمص برقم يزيد عن ‪35‬‬ ‫ألف��ا‪ ،‬تليه��ا محافظة ريف دمش��ق بنحو‬ ‫‪ 30‬ألف��ا‪ ،‬ثم حماة وإدلب بأرقام تزيد عن‬ ‫‪ 20‬ألف��ا‪ ،‬ودمش��ق برقم يناه��ز ‪ 18‬ألف‬ ‫معتقل‪.‬‬ ‫مختفون قسريًا‪.‬‬ ‫ويبل��غ ع��دد المختفين قس��ريًا في‬ ‫س��وريا نح��و ‪ 60‬أل��ف ش��خص‪ ،‬وتق��ول‬ ‫الش��بكة الس��ورية لحقوق اإلنس��ان إنها‬ ‫تمكنت م��ن توثي��ق قوائم بأس��ماء نحو‬ ‫‪ 32‬ألف��ا منه��م‪ .‬وه��ي تح��اول االتصال‬ ‫بأهال��ي الكثير م��ن المفقودي��ن لكنهم‬ ‫يرفضون التحدث بسبب الخوف على حياة‬ ‫المعتقلين من االنتقام‬ ‫تعذيب وانتهاكات‪.‬‬ ‫ويتع��رض المعتقل��ون في س��وريا‬ ‫إلى ش��تى ألوان التعذي��ب المعروفة لدى‬ ‫سجون األنظمة االس��تبدادية‪ ،‬وقد وثقت‬ ‫الشبكة السورية لحقوق اإلنسان عشرات‬

‫األساليب لوضعيات التعذيب‪ ،‬ومن أكثرها‬ ‫استخدامًا وضعية الشبح التي تربط فيها‬ ‫يدا المعتق��ل من خلف ظه��ره‪ ،‬ثم يعلق‬ ‫منهم��ا بالس��قف بحيث يالم��س األرض‬ ‫ب��رؤوس أصاب��ع قدمي��ه‪ ،‬وف��ي بع��ض‬ ‫الح��االت يعلق من إح��دى قدميه لألعلى‪،‬‬ ‫وق��د تت��ورم أطراف��ه مم��ا يتس��بب في‬ ‫قطعها‪.‬‬ ‫وهن��اك أيض��ا وضعي��ة الصل��ب‪،‬‬ ‫حيث يصل��ب المعتقل ليتلق��ى الضربات‬

‫عل��ى جس��ده وبخاص��ة عل��ى األعض��اء‬ ‫التناس��لية‪ ،‬وكذل��ك وضعيات ع��دة على‬ ‫الكرس��ي الكهربائي والكرس��ي األلماني‬ ‫ال��ذي يتس��بب بآالم ش��ديدة ف��ي الرقبة‬ ‫والعم��ود الفق��ري‪ .‬وم��ن أكث��ر أل��وان‬ ‫التعذيب اس��تخداما الض��رب على مختلف‬ ‫أنحاء الجس��م وبأدوات مختلفة كالعصي‬ ‫وكاب�لات الكهرباء‪ ،‬واقتالع األظافر ونتف‬ ‫الش��عر وانتزاع اللحم بمالق��ط معدنية‪،‬‬ ‫وتقطي��ع األعض��اء والطع��ن‪ ،‬وح��رق‬

‫الجل��د باألحماض‪ .‬كما يتعمد الس��جانون‬ ‫تعريض المعتقل للبرد القارس وحرمانه‬ ‫م��ن الرعاي��ة الطبي��ة وم��ن اس��تخدام‬ ‫المرح��اض وتجويع��ه‪ ،‬فضال عن حش��د‬ ‫أع��داد كبيرة من المعتقلي��ن في زنازين‬ ‫ضيقة جداً‪.‬‬ ‫أما أساليب التعذيب النفسي فتتنوع‬ ‫بي��ن أش��كال ع��دة وأش��دها إيالم��اً كما‬ ‫يؤك��د العديد م��ن المعتقلين الس��ابقين‬ ‫تعرضه��م لالغتص��اب أو إجباره��م على‬ ‫اغتص��اب زمالئه��م في االعتق��ال‪ ..‬ومن‬ ‫أكثره��ا ممارس��ة إجب��ار المعتق��ل على‬ ‫مش��اهدة زميله وهو يتعرض لالغتصاب‬ ‫والتعذي��ب والقتل‪ ،‬وتهديده باغتصابه أو‬ ‫باغتصاب إحدى محارم��ه مع إجباره على‬ ‫رؤية معتقالت عاريات‪.‬‬ ‫وتوثق العديد من الشهادات التهديد‬ ‫المس��تمر بالقت��ل والذب��ح‪ ،‬واإلس��اءة‬ ‫المس��تمرة لعائلة المعتق��ل وعقيدته مع‬ ‫أمره باالعتقاد بعقيدة الس��جان والسجود‬ ‫لصورة الرئيس بشار األسد‪.‬‬ ‫وإل��ى جانب إجب��اره عل��ى االعتراف‬ ‫بأم��ور ل��م يرتكبه��ا‪ ،‬يم��ارس البع��ض‬ ‫سياس��ة إيهام المعتقل باإلفراج عنه ثم‬ ‫يع��اد للتعذيب مرة أخ��رى‪ ،‬وقد يؤخذ إلى‬ ‫طبي��ب بالس��جن للعالج فيق��وم الطبيب‬ ‫بضربه على موضع األلم مع إهانته‪.‬‬

‫فاينن�شال تاميز‪ :‬الرتاث الأثري يف �سوريا يختفي قطعة قطعة‬ ‫ويُباع �إىل زبائن يف خمتلف �أنحاء العامل‬ ‫قالت صحيفة (فايننشال تايمز)‪ ،‬إن‬ ‫التراث األثري في س��وريا يختفي قطعة‬ ‫قطع��ة ويجري تهريبه عبر تركيا ولبنان‬ ‫وبيع��ه إل��ى زبائ��ن ف��ي مختل��ف أنحاء‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫وقالت الصحيف��ة إن منظمة األمم‬ ‫المتح��دة للتربي��ة والعل��وم والثقافي��ة‬ ‫(يونيس��كو) دقّت ناق��وس الخطر جرّاء‬ ‫األض��رار الت��ي لحقت بالمواق��ع التراثية‬ ‫في سوريا‪ ،‬بما في ذلك المسجد األموي‬ ‫والسوق المقبب في حلب‪ ،‬والذي احترق‬ ‫قس��م كبير منه في القتال الشرس بين‬ ‫المتمردين المس�� ّلحين والقوات الموالية‬ ‫للرئيس بشار األسد‪.‬‬ ‫وأش��ارت‪ ،‬نق� ً‬ ‫لا عن تاجر آث��ار‪ ،‬إلى‬ ‫أن عمليات س��رقة المواقع التاريخية في‬ ‫سوريا "أصبحت أكثر منهجية منذ اندالع‬ ‫الث��ورة ف��ي آذار ‪ 2011‬وعل��ى غ��رار ما‬ ‫ح��دث في العراق‪ ،‬بع��د أن كانت المواقع‬ ‫التاريخية تحظى بحراسة جيدة"‪.‬‬ ‫وأضاف��ت الصحيف��ة أن س��وريا‬ ‫غني��ة بش��كل غي��ر ع��ادي ف��ي المواقع‬ ‫األثرية‪ ،‬واحتضنت الكثير من الحضارات‬ ‫القديمة‪ ،‬بم��ا فيها الروماني��ة‪ ،‬وتحتوي‬ ‫عل��ى الكثي��ر م��ن الكنائس والمس��اجد‬ ‫التي ظلت تُس��تخدم بص��ورة متواصلة‬ ‫منذ األيام األولى للمس��يحية واإلسالم‪،‬‬ ‫ويج��ري اآلن نه��ب القط��ع األثري��ة من‬ ‫العديد من المواقع وتهريبها عبر الحدود‬ ‫اللبنانية والتركية‪ ،‬ويقوم خبراء بالتأكد‬ ‫م��ن صحتها قب��ل بيعها إل��ى زبائن من‬ ‫جميع أنح��اء العال��م‪ ،‬بما فيه��ا الواليات‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫وقالت إن أحد الناشطين من مدينة‬

‫أفامي��ا األثرية أك��د أن "عمليات التنقيب‬ ‫وبيع اآلثار‪ ،‬وخاصة الفسيفس��اء‪ ،‬تجري‬ ‫على قدم وساق هناك‪ ،‬وأصبحت مصدراً‬ ‫ن��ادراً للدخ��ل للن��اس العاديي��ن الذي��ن‬ ‫فق��دوا أعمالهم ووظائفهم جرّاء الحرب‬ ‫الدائرة"‪.‬‬ ‫وأضاف ه��ذا الناش��ط‪" :‬الناس هنا‬ ‫ل��م يع��د لديهم أي��ة أعم��ال أو وظائف‪،‬‬ ‫وعندم��ا يجد مزارع فقي��ر قطعة يعادل‬ ‫ثمنه��ا أل��ف دوالر أو ‪ 500‬دوالر فإن هذا‬ ‫س��يكون مصدر فرح كبير ل��ه‪ ..‬البعض‬ ‫أصبحوا أغنياء بسبب هذه التجارة‪ ،‬لكن‬ ‫البع��ض اآلخ��ر يبيع القط��ع األثرية من‬ ‫أجل تأمين الطعام فقط"‪.‬‬ ‫وأضافت الصحيفة أن رئيس الهيئة‬ ‫الس��ورية لآلثار والمتاح��ف‪ ،‬مأمون عبد‬ ‫الكريم‪ ،‬اعترف بالمش��كلة وش��دد على‬ ‫أن هيئته ك ّثف��ت عمليات حماية المواقع‬ ‫األثري��ة م��ن خ�لال العمل مع الس��كان‬ ‫المجتمعات المحلية‪.‬‬ ‫وكان فيدي��و منش��ور على ش��بكة‬ ‫اإلنترنت يق��ول صاحبه إنه تم تصويره‬ ‫ف��ي مدينة تدم��ر الس��ورية األثرية‪ ،‬قد‬ ‫أظهر مجموعة من األش��خاص يحملون‬ ‫منحوت��ات أثرية من المدينة في س��يارة‬ ‫ش��حن من أجل تهريب ه��ذه المنحوتات‬ ‫وبيعه��ا ف��ي الخ��ارج‪ ،‬ف��ي مؤش��ر على‬ ‫الحجم الكبير للقطع التي تتم س��رقتها‬ ‫من البالد‪ ،‬وحجم التجارة غير المشروعة‬ ‫المرتبطة بهذه السرقات‪.‬‬ ‫ف��ي غض��ون ذل��ك وردت تقاري��ر‬ ‫عدي��دة أن س��وريا تفق��د تراثه��ا قطعة‬ ‫قطعة بس��بب الحرب المدم��رة وعمليات‬ ‫القت��ل الممنه��ج ف��ي أكث��ر م��ن مكان‬

‫بالب�لاد‪ ،‬فض� ً‬ ‫لا ع��ن انتش��ار "لصوص‬ ‫الح��رب" الذي��ن يتهافت��ون عل��ى القطع‬ ‫األثرية لس��رقتها وبيعها في الخارج‪ ،‬ما‬ ‫يعني أن التراث اإلنساني والتاريخي في‬ ‫سوريا أصبح مهدداً بالكامل‪.‬‬ ‫وفض ًال عن القطع األثرية والتراثية‬ ‫المنهوبة فإن منظمة "اليونسكو" رفعت‬ ‫تحذيرها بش��أن المواقع األثرية المهددة‬ ‫في سوريا‪ ،‬ومن بينها الجامع األموي في‬ ‫دمشق‪ ،‬والس��وق القديم في حلب الذي‬ ‫تم إحراقه بنيران قوات النظام السوري‬ ‫وتع��رض لدم��ار كبي��ر بس��بب القصف‬ ‫والقتال‪.‬‬ ‫وق��ال تاجر قطع أثري��ة "إنها تجارة‬ ‫كبيرة‪ ..‬القطعة الصغيرة قد يزيد ثمنها‬ ‫ع��ن ‪ 30‬أل��ف دوالر أمريك��ي"‪ ،‬فيما قال‬

‫ش��خص آخر قريب من ه��ذه التجارة إنه‬ ‫تلقى عرضًا في السابق بقيمة ‪ 300‬ألف‬ ‫دوالر مقابل تس��ليم قطعة أثرية واحدة‬ ‫من سوريا"‪.‬‬ ‫ومم��ا الش��ك في��ه أن النظ��ام هو‬ ‫ال��ذي يتحمل مس��ؤولية تدمي��ر العديد‬ ‫م��ن المواقع األثري��ة‪ ،‬فض ًال عن أن هذه‬ ‫التج��ارة غي��ر المش��روعة تلق��ى رواجًا‬ ‫كبيراً في أوس��اط "الش��بيحة"‪ ،‬فهم من‬ ‫يس��تطيعون التنق��ل بحري��ة أكب��ر بين‬ ‫الم��دن وف��ي المناط��ق الحدودية‪ ،‬وهم‬ ‫من يس��تطيع الدخ��ول والتص��رف بكل‬ ‫شيء دون أي مسائلة‪ ،‬ما يتيح لهم أكثر‬ ‫م��ن غيرهم فرصة التهري��ب والبيع في‬ ‫الخارج‪.‬‬

‫حي بستان الديوان في حمص القديمة‬


‫�ســوريا اليــوم‪:‬‬ ‫هنا دم�شق!‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫النا�شط احلقوقي وال�صحايف‬ ‫ال�سوري مازن دروي�ش يفوز خلف‬ ‫الق�ضبان بجائزة «حرية ال�صحافة»‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫محمد دحنون‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫فاز الصحافي الس��وري والناش��ط الحقوقي مازن دروي��ش‪ ،‬الذي واظب عل��ى توثيق االنتهاكات‬ ‫بحق اإلعالميين والمدونين والناش��طين السوريين حتى لحظة اعتقاله منتصف شهر فبراير الماضي‪،‬‬ ‫بجائزة «حرية الصحافة» لعام ‪ ،2012‬التي تمنحها سنويا منظمة «مراسلون بال حدود»‪ ،‬وذلك تكريما‬ ‫لدوره ولعمله الصحافي الدؤوب للدفاع عن حرية التعبير في سوريا‪.‬‬ ‫وفي حين ال يزال درويش خلف قضبان الس��جن‪ ،‬شأنه شأن العشرات من زمالئه ومعتقلي الرأي‬ ‫والمعتقلين السياس��يين‪ ،‬تس��لمت الصحافية الفرنسية آن صوفي ش��يفر الجائزة عنه‪ ،‬بعد أن كان قد‬ ‫رافقها قبل اعتقاله خالل وجودها في سوريا لتغطية األحداث‪ .‬وشكلت الجائزة مناسبة لتسليط الضوء‬ ‫مجددا على معاناة الصحافيين في س��وريا وتحديدا درويش‪ ،‬المعروف بنشاطه الحقوقي والصحافي‪،‬‬ ‫من خالل ترؤس��ه لـ«المركز الس��وري لحرية اإلعالم والتعبير»‪ ،‬المرخص في فرنس��ا منذ عام ‪2004‬‬ ‫والحاصل على صفة استش��ارية لدى األمم المتحدة عام ‪ ،2011‬من دون أن توافق الس��لطات السورية‬ ‫على ترخيصه‪.‬‬ ‫وكانت لجان معارضة وروابط حقوقية وصحافية قد حذرت مرارا في األش��هر األخيرة من تدهور‬ ‫الوضع الصحي لدرويش بس��بب ظروف اعتقاله الس��يئة وتعرضه للتعذيب‪ .‬كما س��رت شائعات مؤخرا‬ ‫ع��ن وفاته جراء التعذيب‪ ،‬وهو ما عادت ونفته أس��رته التي قالت إنه موجود في أحد س��جون دمش��ق‬ ‫وفقد الكثير من وزنه‪.‬‬ ‫وتعليق��ا على منح درويش الجائزة‪ ،‬قال عضو الهيئة اإلدارية لـ«رابطة الصحافيين الس��وريين»‬ ‫جابر بكر لـ«الش��رق األوس��ط» إن «الزميل درويش من أكثر الصحافيين الس��وريين الذين يستحقون‬ ‫جائزة حرية الصحافة الفرنسية‪ ،‬فهو من أكثر الصحافيين والحقوقيين الذين دافعوا عن حرية التعبير‬ ‫وأص��در م��ن خالل المركز وعلى مدى س��نوات عمل المركز في س��وريا تقارير عدة ع��ن واقع اإلعالم‬ ‫الس��وري والحريات بمختلف الوس��ائل اإلعالمية التلفزيوينة والمكتوب��ة والراديو واإلعالم اإللكتروني‬ ‫وعملت هذه التقارير على تحليل كافة أش��كال العمل اإلعالمي وطرح الصعوبات وبحثها»‪ .‬وأوضح أن‬ ‫«ما س��بق جعل درويش من أكثر الصحافيين المس��تهدفين من قبل المخابرات الس��ورية وعلى مدى‬ ‫سنوات عمله كان تحت الرقابة والمتابعة من األمن السوري بمختلف فروعه وكان آخرها اعتقاله»‪.‬‬ ‫وأش��ار بكر إلى أنه «ال يزال رهن االعتقال التعس��في وال يوج��د أي معلومات واضحة عن وضعه‬ ‫الصح��ي‪ ،‬خصوص��ا أن المعلومات الواردة والتي وصل��ت إلى رابطة الصحافيين الس��وريين تفيد بأنه‬ ‫بحال��ة صحية خط��رة وأن مكان اعتقاله خطر ج��دا‪ ،‬إذ إنه موجود في قطعة حربية وليس في س��جن‬ ‫مدني»‪ .‬وش��دد على أن «ه��ذا الواقع مخالف لكل القواني��ن المحلية والدولية ويش��كل انتهاكا واضحا‬ ‫وعلنيا لشرعة حقوق اإلنسان والقانون الدولي الذي يعطي مازن درويش حماية كونه صحافيا مدافعا‬ ‫ع��ن حق��وق اإلنس��ان»‪ .‬ورأى أن «الجائزة ه��ي تعبير معنوي يعن��ي الكثير للصحافة الس��ورية الحرة‬ ‫عموما‪ ،‬والتعبير عن مس��تقبل الصحافة الس��ورية الوليدة‪ ،‬وهذه مناس��بة تجدد فيها الرابطة الدعوة‬ ‫لإلفراج عنه وعن زمالئه المناضلين السلميين من أجل صحافة حرة مستقلة»‪.‬‬ ‫م��ن ناحيته��ا‪ ،‬قال��ت لجان التنس��يق المحلية في س��وريا‪ ،‬في بي��ان أصدرته أم��س‪ ،‬إن «حصول‬ ‫درويش على هذه الجائزة فرصة لتذكير منظمات المجتمع المدني العربية والعالمية بمعاناة االعتقال‬ ‫التعس��في القاس��ية التي يعيش��ها مازن ورفاقه اإلعالميون وكل معتقلي ال��رأي والثوار في معتقالت‬ ‫النظام»‪ ،‬مناش��دا الجميع «الضغط بجدية إلطالق سراحهم فورا»‪ .‬وحيت لجان التنسيق المحلية‪ ،‬التي‬ ‫حصدت الجائزة نفس��ها العام الماضي تقديرا لجهود ناش��طيها «نضال الزميل مازن وكل اإلعالميين‬ ‫السوريين األحرار الذين انحازوا إلى شعبهم في مواجهة نظام االستبداد والفساد»‪.‬‬ ‫وتجدر اإلش��ارة إلى أن «المركز الس��وري لحرية اإلعالم والتعبير»‪ ،‬الذي يرأسه درويش‪ ،‬كان قد‬ ‫أصدر منذ بدء االنتفاضة الس��ورية تقارير دورية عن واقع عمل الصحافيين في س��وريا وبيانات توثق‬ ‫ح��االت اعتقال وظروف احتجاز صحافيي��ن وإعالميين ومخرجين ومبدعين‪ ،‬عدا عن التعرض لهم‪ .‬كما‬ ‫أصدر المركز تقارير عدة نشرتها «الشرق األوسط»‪ ،‬منها تقارير دورية عن «تواتر توزيع المطبوعات‬ ‫في سوريا»‪ ،‬و«النتهاكات الواقعة على صحافيين في سوريا»‪.‬‬ ‫وأخل��ى القضاء الس��وري ف��ي ‪ 12‬مايو الماضي‪ ،‬س��بيل ‪ 8‬ناش��طين‪ ،‬بينهم الناش��طة والمدونة‬ ‫رزان غ��زاوي‪ ،‬كانوا قد أوقفوا مع درويش في المركز الس��وري لإلعالم وحري��ة التعبير بتهمة «حيازة‬ ‫منشورات محظورة» على أن تجرى محاكمتهم طليقين‬

‫تهي��ئ المدينة نفس��ها للم��وت‪ .‬تتحضّر لتأخذ حصته��ا من الدمار‬ ‫المعمّم‪ .‬ستشارك المدينة في حفل الجنون الذي تحياه «سوريا األسد»‬ ‫منذ ّ‬ ‫أقل من سنتين‪ .‬تستعدّ دمشق للخراب؛ ما بقي منها على األقل‪.‬‬ ‫ليس��ت كغيرها لدى البعض‪ .‬إنّها دمش��ق‪ .‬ليس��ت كغيرها‪ ،‬أيضاً‪،‬‬ ‫لدى بعض «آخر»‪ .‬ولكن‪ٌّ ،‬‬ ‫كل على طريقته!‬ ‫«من» هي دمشق؟!‬ ‫ال تُس��أل المدينة ع��ن هويّته��ا إ ّال حينما تكون مدين��ة ّ‬ ‫حقاً‪ ،‬قو ًال‬ ‫وفع ًال‪ .‬و»دمش��ق ـ األسد» ليست مدينة‪ .‬هي‪ ،‬خالل‪ ،‬وبعد‪ ،‬أربعين سنة‬ ‫م��ن تمّلك البلد وتحويله مزرعة العائلة ال ش��يء أكثر من قريّة هائلة‬ ‫المس��احة‪ ،‬وع��دد القاطنين‪ .‬هي أيضاً‪ ،‬القرية الهائل��ة التي تختزن في‬ ‫داخله��ا خوف��اً بحجم بلد‪ .‬وهي‪ :‬القريّ��ة الهائلة التي أُجب��ر الناس فيها‬ ‫على دوس كرامات بعضهم بعضا‪ ،‬ألنّه ثمّة «كرامة أولى» قد ديست؛‬ ‫وطئها «البوط» العسكري‪.‬‬ ‫لم يحبّ الطاغيّة دمش��ق يومًا‪ .‬المدينة تخيفه‪ .‬نال رضا أعيانها‪.‬‬ ‫ثمّ خنقها‪.‬‬ ‫كانت المدينة ـ القريّة تعبق بأرواح المستنقع الذي سميّ «سوريا‬ ‫األس��د»‪ .‬يتك ّثف فيها كل من الجمود والوجوم واأللم التي ّ‬ ‫شكلت طوي ًال‬ ‫مالمح أيّ س��وريّ لحظة ش��روده‪ .‬ال ش��يء يغري الثائر الس��وري الذي‬ ‫س��حقه التهميش والفقر والقمع بالحزن عليه��ا وعلى مصيرها القادم‪.‬‬ ‫ثمّ��ة مَطهر ملحمي تحي��اه تلك البقعة الجغرافيّة التي يرس��م أطفال‬ ‫بأق�لام الرص��اص خطوط��ًا ه��ي حدوده��ا دون أن يعلموا يوم��اً أنّهم‬ ‫يرس��مون «وط��ن الصدفة»‪ .‬بالنس��بة للثائر‪ :‬على دمش��ق أن تكابد ما‬ ‫كابدته القرى والبل��دات و»المدن» في هذا «الوطن الصدفة» والمفتوح‬ ‫دومًا على احتماالت الصدفة!‬ ‫ال يثير االحتمال المرجّح رعبًا شديداً في النفس إ ّال بقدر ما يمكن‬ ‫لدمش��ق أن تك��ون خزان��ا لذكريات ال تنته��ي‪ :‬ذكريات خاصّ��ة‪ .‬حميمة‬ ‫وش��خصيّة‪ .‬إذ‪ ،‬في األصل‪ ،‬لم تسمح سوريا األسد للسوريين بتشكيل‬ ‫ذاكرة عام��ة وحقيقيّة وحيّة عن بلدهم‪ .‬بدأ الزمان‪ ،‬بحس��ب األدبيات‬ ‫البعثيّة ـ المخابراتيّة في الس��ادس عشر من شهر تشرين الثاني العام‬ ‫‪ .1970‬قبل ذلك‪ ،‬شُبّه األمر للسوريين بخطأ قدري هائل!‬ ‫س��يدمر الطاغيّ��ة الريفيّ دمش��ق‪ .‬روح األب ترف��رف في المكان‬ ‫حتمًا‪ .‬ال يتفوق الطفل على أباه‪ .‬يتبع أمنياته وحسب‪ .‬ثمّة شيء تاريخي‬ ‫يتك��رر هنا‪ :‬العجز عن التماهي وعن التبني األصيل لقيم المكان تجعل‬ ‫م��ن الطغاة أع��داء أزليين للمدين��ة‪ ،‬وفي لحظة الهيبة والقوّة وش��هوة‬ ‫الدم��ار أو‪ /‬و في لحظة االنكس��ار واالنهيار التي تلي ما س��بق‪ ،‬يس��عى‬ ‫هؤالء إلى تقيؤ الحقد والعفن والس��اديّة التي تحفل بها أرواحهم على‬ ‫ما يظنون أنّه المكان الذي نبذهم يومًا… وأبداً‪ .‬يشوّهون وجه المكان‬ ‫بأظافرههم‪ .‬يضربون في المناطق األكثر رقة وهشاش��ة من جس��ده‪.‬‬ ‫يزيلون هذا «التناقض التاريخي» بالقضاء على حديّه‪ ..‬هكذا يظنون!‬ ‫لي��س للثائر الس��وريّ‪ ،‬اب��ن األحياء التي ال يزيد عرض ش��وارعها‬ ‫عن المترين‪ ،‬أو ابن األرياف المنس��يّة‪ ،‬أن ينشغل بأمر كاحتمال الدمار‬ ‫ال��ذي يتربص بعاصمة بلده‪ .‬الثائر الس��وري هذا مش��غول بإزالة أصل‬ ‫ّ‬ ‫كل فس��اد في البلد‪ .‬من ّ‬ ‫حقه أ ّال يش��غل نفس��ه بالقريّة ـ المدينة التي‬ ‫لم تش��غل نفسها به‪ .‬التي لم تحنو عليه يوما‪ .‬لم يكن لدمشق يدٌ في‬ ‫األمر؟ ربما!‬ ‫لكن‪ ،‬بعد ّ‬ ‫كل ش��يء‪ .‬وقبله أيضاً‪ .‬حين تُعزل دمش��ق عن العالم‪،‬‬ ‫ثمّة فراغاً يتلبّس الروح‪ .‬ال يتنبّه المرء إلى مصدره‪ .‬قد تفيد المسافة‬ ‫ـ الغرب��ة في تبريره لكنها ال تكفي‪ .‬دمش��ق معزولة عن العالم‪ ،‬يصبح‬ ‫هذا مكانًا أضيق وأخفّ وزنًا ويزداد فراغ الروح‪.‬‬ ‫دمش��ق أيض��ًا‪ ،‬تلك الت��ي تتهيّأ لعب��ور المطهر الس��وريّ‪ ،‬كانت‬ ‫مطه��راً لكل من مرّ بها‪ .‬دمش��ق تل��ك‪ ،‬بكل قبحها وقس��وتها وعفنها‪،‬‬ ‫م ّثل��ت اختب��اراً للجدارة في أن يكون المرء على قي��د الحياة بأتمّ معاني‬ ‫الكلمة‪ ،‬وأكثرها إيجازاً‪ :‬ع ّلمت دمش��ق تلك‪ ،‬من أراد أن يتع ّلم‪ ،‬كيف له‬ ‫أن يحفظ نفس��ه من الظالم المتمادي في الخارج‪ ،‬ع ّلمت دمش��ق تلك‪،‬‬ ‫من أراد أن يتع ّلم‪ ،‬كيف له أن يحفظ بعض النور الذي في داخله‪.‬‬ ‫دمشق‪ ،‬بهذا المعنى فحسب‪ ،‬جمال سوريا األبدي‪..‬‬ ‫عن السفير اللبنانية ‪2012 / 12 / 23‬‬

‫‪3‬‬


‫حـــراكنا (�شــارع �ســوريتنا)‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫سوريتنا | شام داود‬ ‫وسط أسبوع دموي جديد يمر على‬ ‫الثورة الس��ورية وعلى أهلنا في سوريا‪،‬‬ ‫وبرغم استهداف النظام السوري ألهداف‬ ‫مدني��ة تتعل��ق باالحتياج��ات اليومي��ة‬ ‫للشعب الس��وري من خبز وغذاء ووسط‬ ‫تقاري��ر متع��ددة عن اس��تهداف طوابير‬ ‫الخب��ز أم��ام األفران وس��قوط عش��رات‬ ‫الش��هداء‪ ،‬يس��تمر الناش��طون بعملهم‬ ‫الث��وري برغ��م الصعوب��ات والتضيي��ق‬ ‫األمني‪.‬‬ ‫كما وصلت عدة تقارير عن اعتقاالت‬ ‫مستمرة وتغييب لنشطاء الحراك المدني‬ ‫في العاصمة وبعض المناطق الس��ورية‬ ‫الخاضعة بشكل كامل لسيطرة النظام‪.‬‬ ‫فف��ي جمع��ة "خب��ز ال��دم" أحصى‬ ‫المرك��ز الس��وري المس��تقل إلحص��اء‬ ‫االحتجاج��ات ‪ 216‬مظاه��رة ف��ي ‪189‬‬ ‫نقطة تظاهر في مختلف أنحاء س��ورية‬ ‫ومنها في حمص ح��ي الوعر المحاصرة‬ ‫منذ أكثر من مائتي يوم‪.‬‬

‫حراك العا�صمة‬ ‫ميالد احلرية‬

‫أرض س��وريا قُرعت أجراسٌ‬ ‫عل��ى ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫معانق��ة تكبي��راتِ الم��آذن‬ ‫نائ��س‬ ‫الك‬ ‫ِ‬ ‫أرض س��وريا عانقت‬ ‫عِندَ الفرح وعلى ِ‬ ‫المئذن ٌة الصليبَ تحتَ القصفِ وعانقَ‬ ‫ُ‬ ‫اله�لال الصلي��بَ ف��ي وج��هِ الطغيان‪..‬‬ ‫هك��ذا ق��دم المجل��س المحل��ي لمدينة‬ ‫القابون الفعالية التي قاموا بها بمناسبة‬ ‫عيد المي�لاد المجيد وقاموا لذلك بنصب‬ ‫شجرة وزينوها بقصاصات تحمل أسماء‬ ‫الشهداء‪.‬‬ ‫قام شباب وشابات من تجمع نبض‬ ‫وضم��ن حملة الميالد بتوزيع س��تيكرات‬ ‫عل��ى مح�لات ش��ارع الحمراء بدمش��ق‬ ‫الي��وم ‪ ،2012 / 12 / 26‬وتضمن��ت‬ ‫عبارات للس��يد المس��يح ورسائل بولس‬ ‫الرس��ول والعبارة األشهر التي قالها األب‬ ‫باول��و داليلي��و ف��ي القصير "م��ا تخافوا‬ ‫من بعض خاف��وا على بعض" كما دعت‬ ‫للحري��ة وتضامنت مع الم��دن التي يتم‬ ‫قصفه��ا‪ ،‬ول��م تنس��ى المعتقلي��ن في‬ ‫سجون الطغاة‪.‬‬ ‫وعل��ى مب��ادرة الفتة أخ��رى قامت‬ ‫صباي��ا مجموع��ة قمح برف��ع لوحة يوم‬ ‫‪ 12-21‬فوق ركام جامع تعرض لقصف‬ ‫األس��د في مدين��ة التل "الحري��ة لجميع‬ ‫السوريين"‪.‬‬

‫مظاهرات‬

‫كما خ��رج الش��باب الس��وري الثائر‬ ‫بمظاهرة حاشدة تحت عنوان (معتقلونا‬ ‫في قلوبنا) في ركن الدين‪.‬‬ ‫هتف��وا فيه��ا للش��هداء وللحري��ة‬ ‫والكرام��ة وأك��دوا عل��ى اس��تمرارهم‬ ‫بالنشاط الثوري رغم كل القتل والعنف‬ ‫ال��ذي يمارس��ه النظ��ام المج��رم وحيوا‬ ‫الجيش الحر والمناطق الصامدة‪..‬‬ ‫وفي مش��روع دمر خرجت مظاهرة‬ ‫تح��ت عن��وان النص��رة لحلفاي��ا‪ ،‬خ��رج‬ ‫بها ش��باب اتح��اد ثوار مش��روع دمر في‬ ‫الجزيرة الس��ابعة قرب مدرس��ة البروج‬ ‫هتف��ت للحرية وللجيش الح��ر ولحلفايا‬ ‫الجريح��ة وأك��دت عل��ى مطال��ب الثوار‬

‫بإسقاط النظام‪.‬‬ ‫وقد ق��ام األحرار خ�لال المظاهرة‬ ‫ببخ بعض العبارات الثورية في المنطقة‬ ‫وقاموا برمي قرابة العشر آالف منشور‪.‬‬

‫ال�سويداء‬ ‫قام��ت مجموع��ة كلن��ا للوط��ن‬ ‫ومجموع��ة بازل��ت وضمن حمل��ة " بدك‬ ‫تحمينا؟ تروك سالحك وانضم لينا! "‬ ‫وه��ي حملة يقوم بها نش��طاء في‬ ‫مناط��ق متع��ددة م��ن س��وريا موجه��ة‬ ‫لجن��ود الجي��ش النظام��ي‪ ،‬قام��وا ف��ي‬ ‫مدينة الس��ويداء بتوزيع منش��ورات في‬ ‫أحياء عدة‪.‬‬ ‫ودع��وا جن��ود الجي��ش النظام��ي‬ ‫للعصيان واالنضم��ام إلى صفوف الثوار‬ ‫والتوق��ف ع��ن المش��اركة ف��ي اإلجرام‬ ‫المرتكب بحق الش��عب الس��وري‪ .‬ووقف‬ ‫االقتتال بين السوريين‪.‬‬ ‫وقدر خ��رج أحرار قري��ة القريا في‬ ‫محافظة الس��ويداء‪ ،‬في مظاهرة ليلية‪،‬‬ ‫تن��ادي بإس��قاط ه��ذا النظ��ام المجرم‪،‬‬ ‫وبوح��دة الش��عب الس��وري ف��ي س��عيه‬ ‫للحرية والكرامة‪.‬‬

‫منشورات سنابل الحرية‬

‫�ساحل �سوريتنا‬ ‫قام أحرار طرطوس وأحرار بانياس‬ ‫بالمش��اركة بحملة عيد الميالد مع لجان‬ ‫التنس��يق المحلية وقدم��وا أغنية مميزة‬ ‫كرس��الة للش��عب الس��وري الصامد من‬ ‫أمام شجرة الحرية في طرطوس‪.‬‬ ‫وقد رفع أحرار طرطوس في جمعة‬ ‫خب��ز الدم العديد من الالفتات في أماكن‬ ‫مغلقة بس��بب الوضع األمني التي تؤكد‬ ‫عل��ى وحدة الش��عب الس��وري ورس��ائل‬ ‫تضامن مع مجزرة حلفايا وتلبيسة‪.‬‬ ‫م��ن إح��دى الالفت��ات " س��ر صمود‬ ‫الث��ورة الس��ورية لي��س برغي��ف خبز أو‬ ‫س�لاح إرادة الحياة والكرامة‪ ..‬ش��يء لن‬ ‫يفهمه القتلة"‪.‬‬ ‫وف��ي فعالية أخ��رى وبالتعاون بين‬ ‫كتيبة الفاروق للبخاخين وأحرار الطائفة‬ ‫المس��يحية ف��ي باني��اس وبالتزام��ن‬ ‫م��ع عملية ب��خ مش��ابهة ف��ي محافظة‬ ‫طرطوس خرج أحرار بانياس وجبلة في‬ ‫عملية بخ نوعية في ليلة العيد‪.‬‬ ‫م��ن بعض جم��ل الغرافيت��ي التي‬ ‫قام��وا ببخه��ا "ي��ا يس��وع يا يس��وع عن‬ ‫هالثورة مافي رجوع"‪.‬‬ ‫وف��ي الالذقي��ة وضم��ن أعم��ال‬ ‫تجم��ع حري��ة بحري��ة للش��باب المدني‪،‬‬ ‫قام ناش��طون متنكرون ب��زي بابانويل‬ ‫بتوزيع مناش��ير في ح��ي األميركان في‬ ‫ليلة الميالد ‪.2012 / 12 / 24‬‬ ‫تضمنت هذه المناشير عبارات مثل‬ ‫"عين الحرية تحرس أعيادنا" "مافي عيد‬ ‫وكل يوم ش��هيد" و" مريم العذراء تبكي‬ ‫شهداءنا"‪.‬‬ ‫والفتات جبل��ة األدهمي��ة المتميزة‬ ‫الت��ي تحمل عبارات مثل «ألجل س��وريا‬ ‫س��نتعمد بالب��رد واألل��م لنص��ل إل��ى‬ ‫الخالص»‪.‬‬ ‫وأيض��اً‪« :‬اإلنس��انية بتجمعن��ا‪..‬‬ ‫بشار يفرقنا‪ ..‬س��وريا بتجمعنا‪Merry ..‬‬ ‫‪»Christmas‬‬

‫غرافيتي على حيطان جبلة األدهمية‬

‫من الفتات مجموعة حبة قمح في التل‬

‫من فعاليات أحرار طرطوس وبانياس‬


‫�سوريا احلرة‬ ‫�سراقب وعيد امليالد‪:‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ق��ام ش��باب س��راقب بالتع��اون‬ ‫مع ش��باب م��ن الجيش الس��وري الحر‬ ‫بإقامة ش��جرة عيد ميالد كبيرة زينت‬ ‫بالبالون��ات وبأع�لام الث��ورة وأس��ماء‬ ‫الش��هداء وقد تحدث ناش��ط لسوريتنا‬ ‫ع��ن الح��دث واصف��ًا إي��اه بالح��دث‬ ‫االس��تثنائي وفرح��اً ألطفال س��راقب‬ ‫الت��ي تعان��ي من ظ��روف س��يئة في‬ ‫فصل الش��تاء القارس بشمال سوريا‬ ‫ونقص بأكثر الم��واد الغذائية وموارد‬ ‫التدفئة‬ ‫من ش��ارك في الح��دث كانوا في‬ ‫غالبيته��م العظمى من األطفال وعدد‬ ‫كبي��ر من أطف��ال النازحين من القرى‬ ‫والمدن المجاورة‪.‬‬ ‫يقول أحد المسؤولين عن الحدث‪:‬‬ ‫أن ه��ذا العم��ل ق��د تم��ت إقامته في‬ ‫هذا الظرف االس��تثنائي لم��رة واحدة‬ ‫وربما لن يتكرر في الس��نوات المقبلة‬ ‫ولن يصبح س��نة في هذا البلد‪ ،‬كانت‬ ‫الفك��رة تقديم رس��الة طمأنة ومحبة‬ ‫ووحدة وطنية لكل الش��رائح السورية‬

‫بأن هذا البلد هو بلد جميع السوريين‪،‬‬ ‫ولن يتم مس��تقب ً‬ ‫ال إقصاء أي شريحة‬ ‫أو إجبارها على دفع الجزية أو ما شابه‬ ‫وهم صاغرين‬ ‫الموضوع كان عبارة عن مظاهرة‬ ‫س��لمية تم م��ن خاللها رفع الش��جرة‬ ‫بدل الالفتات واألعالم‪.‬‬ ‫وبرغ��م االنتق��ادات الت��ي وجهت‬ ‫لهم من بعض التجمعات التي رأت في‬ ‫مثل ه��ذا الحدث فعالية غير مناس��بة‬ ‫لمجتمع س��راقب المحاف��ظ فقد طلب‬ ‫الش��باب الناش��ط عدم فهم الموضوع‬ ‫بأبع��اد ال عالق��ة لها ب��ه‪ " .‬من حضر‬ ‫ورأى فرح��ة األطفال التي ال توصف ال‬ ‫يمكن له أن يشجب أو يندد"‪..‬‬ ‫ووس��ط تبني بعض الجهات لهذا‬ ‫الح��دث كلج��ان التنس��يق أو المجلس‬ ‫الوطن��ي ومحاول��ة االلتف��اف علي��ه‬ ‫بطريق��ة أو بأخ��رى ف��إن ه��ذا العمل‬ ‫وفي هذه الظ��روف والمرحلة الدقيقة‬ ‫الت��ي تمر بها س��وريا يبقى مثا ًال على‬ ‫حلم الكثيرين بسوريا القادمة وتأكيد‬ ‫مباش��ر عل��ى أن الف��رح والمش��اركة‬ ‫بي��ن الجميع ه��ي من أه��م مقومات‬ ‫مجتمعنا‪..‬‬

‫شجرة الميالد في سراقب‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫نسيبة هالل ‪ -‬اللجنة اإلعالمية أليام الحرية‬ ‫فيم��ا يس��تمر النظ��ام بالتضيي��ق عل��ى الش��عب‬ ‫الس��وري ف��ي داخل س��وريا‪ ،‬وبرغ��م المعان��اة واأللم‬ ‫والظروف السيئة التي يعيشها ويعاني منها السوريين‬ ‫في أغلب مناطق سوريا‪ ،‬إال أن الشارع السوري مستمر‬ ‫في ثورته ومحاولة إيصال الصوت للتأكيد على أهداف‬ ‫الثورة وبناء الوطن في المس��تقبل ح��راً كريماً ألبنائه‬ ‫جميعاً‪..‬‬ ‫فبالتع��اون بي��ن أي��ام الحري��ة ومجموعت��ي "كلنا‬ ‫للوطن ف��ي الس��ويداء"‪ ،‬و"بازلت"‪ ،‬قام ش��باب وصبايا‬ ‫الس��ويداء بتوزيع مناش��ير تدعو لعصيان نظام األسد‪،‬‬ ‫وهي بعنوان‪ :‬بدك تحمينا ؟ اترك سالحك وانضم لينا‪.‬‬ ‫وقامت حرائر بانياس وطرطوس بإرس��ال رسالة‬ ‫موجه��ة للنظ��ام الدكتاتوري‪ ،‬بمناس��بة عي��د الميالد‪،‬‬ ‫تحكي قصة التحام المئذنة والكنيسة‪ ،‬وتعانق اإلنجيل‬ ‫والقرآن‪ ،‬فمهما لعب هذا النظ��ام على لعبة الطائفية‪،‬‬ ‫لن يس��تطيع أن يف��رق بيننا كس��وريين نعيش تاريخا‬ ‫واحدا منذ األزل‪.‬‬ ‫وعل��ى صعيد أخ��ر وضمن حراك ط�لاب الجامعات‬ ‫األح��رار‪ ،‬تتاب��ع حمل��ة "وع��د ي��ا جامعت��ي" نش��اطاتها‬ ‫الس��لمية تعبي��راً منهم ع��ن غضبهم واس��تياءهم لما‬ ‫يحدث في الجامعات وإيمانًا منهم بالضرورة على البقاء‬ ‫والس��ير عل��ى طريق الش��هداء والمعتقلين‪ ،‬ق��ام إتحاد‬ ‫طلبة سوريا األحرار بنشاط سلمي وذلك بكسر األقالم‬ ‫ورميه��ا في الجامع��ات دلي ًال على أنهم يدرس��ون ولكن‬ ‫بقلم مكسور ال يقوى على الكتابة من دون أصدقاؤهم‬ ‫شهداء ومعتقلين‪ ،‬وذلك في كلية الهندسة المعمارية‪.‬‬ ‫"وعد ي��ا جامعت��ي" أيضا أطلقت موقع لمس��اعدة‬ ‫طالب الجامعة في دروس��هم‪ ،‬عل��ى اعتبار أن االمتحان‬ ‫على األبواب‪ .‬يقوم الطالب بوضع المحاضرات المتوفرة‬ ‫والمناهج الدراس��ية على الموقع لتكون في متناول يد‬ ‫الط�لاب العاجزين عن الوصول إل��ى الجامعة أو حضور‬ ‫المحاضرات بسبب الظروف األمنية السيئة‪.‬‬ ‫لينك الموقع ‪/http://www. ecurriculums. org‬‬ ‫وفي العاصمة دمش��ق‪ ،‬قامت مجموعة من حرائر‬ ‫القابون بتحضير كتيبات الدفاع المدني عن اإلسعافات‬ ‫األولي��ة وعن التعامل مع الحرائق واألس��لحة الكيماوية‬ ‫لتوزيعه��ا على الس��كان في المناطق الس��اخنة‪ ،‬وقمن‬ ‫أيضًا بصناعة مجموعة من المس��ابح وربطات الصوف‬

‫الثورية لألحرار وتخطيط أسماء المعتقلين على طيور‬ ‫السالم وتفريغ عدد من الغرافيتي‪.‬‬ ‫كما وزع��ت أيام الحرية منش��ورات بعنوان "حلول‬ ‫عملية للقمة عيش آمنة"‪ ،‬تحتوي هذه المناش��ير على‬ ‫عدة حلول من أج��ل الحصول على الخبز دون التعرض‬ ‫لقص��ف النظام ورصاص��ه‪ ،‬وذلك إما بتعيين مس��ؤول‬ ‫إلحض��ار الخب��ز في ح��ي معي��ن يوزعه عل��ى البيوت‪،‬‬ ‫وإم��ا بجع��ل عملية بيع الخب��ز تتم ف��ي منتصف الليل‬ ‫تحاشيا لرصاص النظام‪ ..‬وإما بتسجيل دور في المخبز‬ ‫والعودة بعد ساعات إلحضار الخبز‪.‬‬

‫وترص��د أيام الحرية أيضا مب��ادرات عدة قامت بها‬ ‫المجال��س المحلي��ة أو مجالس األحي��اء لتنظيم توزيع‬ ‫الخب��ز وحماية المواطنين وذلك بعد اس��تهداف النظام‬ ‫ف��ي األس��بوع الفائ��ت ألكث��ر م��ن مخب��ز أثن��اء وقوف‬ ‫المواطني��ن أمامها في انتظار دورهم وس��قوط العديد‬ ‫من الشهداء أغلبهم من النساء واألطفال‪.‬‬ ‫الثورة تنتظرنا أنا وأنت‪ ،‬لنشارك بها‪..‬‬ ‫أي��ام الحري��ة تجم��ع لمجموعات الحراك الس��لمي‬ ‫والمدني في سوريا‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫تقرير �إعالمية �أيام احلرية الأ�سبوع‬ ‫الأخري �سنة ‪2012‬‬

‫‪5‬‬


‫الكيمـــــاوي‪..‬‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫�سالح اجلرمية الأخري‪..‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫كت��ب الدكت��ور "غس��ان س�لامة " في‬ ‫مدخل كتابه " المجتمع والدولة في المشرق‬ ‫العرب��ي " واصفاً منطقة اله�لال الخصيب‪:‬‬ ‫" إن رائح��ة الموت ه��ي الرائح��ة التي تمأل‬ ‫أج��واء ه��ذه المنطق��ة‪ ،‬واألعالم الس��وداء‬ ‫وص��ور الش��هداء ه��ي أول ما يطال��ع العين‬ ‫أينم��ا توجهت "‪ ،‬نظر ًة واح��د ٌة على خريطة‬ ‫الش��رق األوس��ط توضح لم��اذا كانت أرض‬ ‫س��وريا الب��رزخ ال��ذي تصارعت في��ه أولى‬ ‫إمبراطوري��ات العال��م القدي��م‪ :‬المصري��ة‪،‬‬ ‫والفارس��ية‪ ،‬واليونانية‪،‬والروماني��ة‪ ،‬وهي‬ ‫المعب��ر إلى الرافدين وف��ارس والهند وهي‬ ‫مم��ر المس��يحية للعالم‪ ،‬ومقر ع��ز الخالفة‬ ‫وعاصمتها‪،‬فنق��اط العب��ور الجغرافي��ة‬ ‫والتاريخي��ة ع��ادة مثي��رة ومتش��ابكة فهي‬ ‫أمن‬ ‫ملتق��ى تي��ارات وتناقضات‪ ،‬ومش��كلة ٍ‬ ‫داخل��ي وخارج��ي تتش��ابك مس��بباته‪ ،‬من‬ ‫هنا كانت الثورة الس��ورية ح��واراً دمويّاً مع‬ ‫التاري��خ والجغرافي��ا ومع الكثي��ر من الكذب‬ ‫الذي راكمه النظام على جنباتهما‪.‬‬ ‫وتس��تمر الملحم��ة‪ ،‬ويترنّ��ح النظام‪،‬‬ ‫تتوإل��ى علي��ه الضرب��ات م��ن كل جان��ب‪،‬‬ ‫والضربات الش��عبية الداخلية أكثرها إيالمًا‬ ‫ومش��روعية‪ ،‬فقد عانى هذا الشعب طوي ًال‬ ‫من القم��ع واالضطهاد‪ ،‬حتى ق��ارب النظام‬ ‫أن يلجأ إلى خيار شمش��ون‪ ،‬أي هدم المعبد‬ ‫ف��وق رأس��ه واآلخري��ن‪ ،‬وس��قوط اآلالف‬ ‫وربما عش��رات اآلالف من الضحايا األبرياء‪،‬‬ ‫فإس��قاط المعبد وهدمه أولى من تس��ليمه‬ ‫ألصحابه الشرعيين برأيه‪.‬‬ ‫مدينة حلفاي��ا الصغيرة ومقتلة فرنها‬ ‫هما الس��بب األلف للق��ول ّإن نظاماً كهذا ال‬ ‫يُسا ِوم وال يُساوَم معه‪ .‬والرمزيّة الكامنة‬ ‫ف��ي ذاك القصف الج��وّيّ لطالب��ي أرغفة‬ ‫م��ن الخبز باتت أبلغ م��ن كل كالم‪ ،‬فحلفايا‬ ‫ليست سوى عنوان دموي ووحشي آخر يهب‬ ‫ف��ي مواجهة دعاة التس��ويات الملفقة‪ .‬هي‬ ‫تس��ويات ملفقة ألن من يُنزل هذا العدوان‬ ‫بش��عبه المفترض يعلن أن��ه ليس من هذا‬ ‫الشعب‪ ،‬وأن هذا الشعب ليس منه‪.‬‬ ‫النظ��ام الي��وم يتص��رف مث��ل النم��ر‬ ‫الجري��ح‪ ،‬يخب��ط ف��ي جمي��ع االتجاه��ات‪،‬‬ ‫ومن ش��اهد وزير إعالم النظ��ام وهو يهدد‬ ‫باالنتقام م��ن كل دولة تق��دم دوالراً واحداً‬ ‫أو قطع��ة س�لاح للمعارضة‪ ،‬ب��ل وتصل به‬ ‫الج��رأة إل��ى القول بأنه س��يصل إلى هؤالء‬ ‫الح��كام والمس��ؤولين ف��ي قصورهم‪ ،‬في‬ ‫إش��ارة إل��ى دول خليجي��ة‪ ،‬ي��درك أن ه��ذا‬ ‫النظ��ام متش��بث بالحي��اة‪ ،‬ب��ل ب��دء يل��وح‬ ‫باس��تخدام ورقة الس�لاح الكيماوي ويسوق‬ ‫االكاذي��ب ح��ول إمكانية وقوع هذا الس�لاح‬ ‫بأي��دي مناؤيه الذين دأب على إطالق اس��م‬ ‫العصاب��ات المس��لحة عليه��م من��ذ ان��دالع‬ ‫الث��ورة‪ ..‬وي��روج النظ��ام كذل��ك أن الث��وار‬ ‫ق��د يس��تخدمون هذا الس�لاح ض��د الكيان‬ ‫الصهيون��ي اذا تمكن��وا م��ن الوص��ول اليه‬ ‫وذل��ك لدرء ش��بهة قيام النظام باس��تخدام‬ ‫هذا السالح الذي طالما أكد أنه لن يستخدم‬

‫اال في حال عدوان خارجي على البالد‪..‬‬ ‫األس��د الذي خس��ر معركته مع ش��عبه‬ ‫بعد أن خس��ر ش��رعية وجوده ونظام حكمه‬ ‫ق��د يدفع به اليأس واإلحباط إلى اس��تخدام‬ ‫الس�لاح الكيماوي اذا ما أق��دم على االنتحار‬ ‫واستخدام هذا الس�لاح قد يكون ضد الثوار‬ ‫الذي��ن س��ينقضون على دمش��ق لتقويض‬ ‫أركان حكم��ه‪ ..‬وق��د يكون ض��د بعض دول‬ ‫الجوار للضغط على أمريكا وحلفائها إلنقاذ‬ ‫حياة األسد بعد التضحية بنظامه األمر الذي‬ ‫يعتبر كارثة بحد ذاته ويتطلب من المجتمع‬ ‫الدولي االس��راع في حماي��ة الدول المجاورة‬ ‫لس��وريا ومنع النظام من اس��تخدام السالح‬ ‫الكيماوي ضد هذه الدول‪.‬‬ ‫وال نعتق��د أن الواليات المتحدة‪ ،‬ومعها‬ ‫كل الدول المس��اندة لسياس��اتها‪ ،‬يساورها‬ ‫أي قلق أو خوف على الش��عب السوري‪ ،‬فقد‬ ‫ارتكب النظام نفسه مجزرة في مدينة حماة‬ ‫عام ‪ 1981‬ولم تدنها واش��نطن أو تس��حب‬ ‫سفيرها من دمش��ق احتجاجاً‪ ،‬رغم أن عدد‬ ‫ضحاياه��ا زاد عن ثالثين الفًا‪ ،‬مثلما صمتت‬ ‫على ديكتاتورية النظام وانتهاكاته لحقوق‬ ‫االنس��ان ألكث��ر م��ن أربعي��ن عام��ًا والزفة‬ ‫العالمي��ة حول الس�لاح الكيماوي الس��وري‬ ‫تثير االشمئزاز‪ .‬فمصلحة الكيان الصهيوني‬ ‫هي م��ا يحركها‪ ،‬وليس الخوف على ش��عب‬ ‫يُذبح منذ ‪ 21‬شهرا"‪.‬‬ ‫و يب��دو صحيحًا م��ا يذهب إلي��ه "بول‬ ‫وليامز" و"جيه‪ .‬تريفور أولبريك" و"جوناثان‬ ‫ووربويز" في مقالهم المنش��ور على موقع‬ ‫مجلة "فورين بوليس��ي" األميركية‪ ،‬بأن رد‬ ‫فعل اإلدارة األميركية على مزاعم استعداد‬ ‫نظام األسد الستخدام السالح الكيماوي ضد‬ ‫الثوار‪ ،‬إنم��ا كان مزيداً من الطمأنة لألس��د‬ ‫بعدم وجود نية للتدخل العس��كري المباشر‬ ‫طالم��ا أن قت��ل الس��وريين يت��م بأس��لحة‬ ‫تقليدية؛ أي أن اس��تخدام السالح الكيماوي‪،‬‬ ‫ولي��س عدد القتلى على ي��د النظام والذين‬ ‫زادوا على األربعين ألفاً‪ ،‬هو فقط ما سيفتح‬ ‫المجال لتدخل عسكري غربي مباشر‪.‬‬ ‫إال أن هناك قرائن كثيرة تؤكد إمكانية‬ ‫لجوء األس��د للس�لاح الكيم��اوي‪ ،‬إذا ما وجد‬ ‫أن س��كاكين الثوار وصلت إل��ى عنقه‪ ،‬منها‬ ‫ما تكش��فه األقمار االصطناعية ‪ 24‬س��اعة‬ ‫بالي��وم لكل "تحرك مش��بوه" داخل المواقع‬ ‫العس��كرية الس��ورية‪ ،‬كم��ا وم��ن الرص��د‬ ‫المباش��ر عب��ر أجه��زة التنص��ت والتصوير‬ ‫القري��ب‪ ،‬إضافة إلى تصريحات مس��ؤولين‬ ‫سوريين انشقوا عن النظام‪.‬‬ ‫واألهم "كيماويا" بين المنش��قين عن‬ ‫النظام ه��و اللواء "عدنان س��لو"‪ ،‬المعروف‬ ‫بأنه كان المسؤول سابقاً في إدارة األسلحة‬ ‫الكيماوي��ة‪ ،‬ففي أيل��ول الماضي تحدث إلى‬ ‫صحيف��ة "التايمس" البريطاني��ة وذكر بأن‬ ‫األس��د يعتزم استخدام الكيماوي ضد شعبه‬ ‫"كخي��ار أخي��ر" وفق تعبي��ره ف��ي المقابلة‬ ‫التي أعدتها معه الصحيفة بعد ‪ 3‬أش��هر من‬ ‫انشقاقه‪.‬‬

‫وذكر اللواء س��لو أنه ش��ارك بنفس��ه‬ ‫في مناقش��ات جرت على مستوى عال حول‬ ‫استخدام أس��لحة كيماوية ضد المعارضين‪،‬‬ ‫مدنيي��ن ومس��لحين "وكيفي��ة اس��تخدامها‬ ‫والمناطق التي سنس��تخدمها فيها" مضيفًا‬ ‫أنه��م ناقش��وا ذلك "ف��ي حال فق��د النظام‬ ‫الس��يطرة عل��ى منطقة مهمة مث��ل" حلب"‬ ‫وأن ه��ذه المناقش��ات الت��ي ش��ملت أيض��ا‬ ‫مس��ألة امداد ح��زب اهلل بحش��وات كيماوية‬ ‫يمك��ن تركيبها ف��ي رؤوس الصواريخ هي‬ ‫التي دفعته إلى االنشقاق عن الجيش‪.‬‬ ‫وسبق للنظام أن "تدرب على استخدام‬ ‫الكيماوي ضد شعبه" بحسب ما ذكرت مجلة‬ ‫"در ش��بيغل" األلماني��ة بتقرير نش��رته في‬ ‫أيلول الماض��ي أيضاً وتضمن إجراء الجيش‬ ‫الس��وري لتج��ارب على األس��لحة الكيماوية‬ ‫ف��ي نهاي��ة ش��هر آب بالق��رب م��ن "قاعدة‬ ‫السفيرة" بجوار حلب‪ ،‬ناقل ًة عن شهود عيان‬ ‫أن ‪ 5‬إل��ى ‪ 6‬عبوات فارغ��ة مخصصة لمواد‬ ‫كيماوية تم اطالقها م��ن دبابات أو طائرات‬ ‫على منطق��ة الدريهم في الصحراء بالقرب‬ ‫من مركز "الش��ناصير" المعتب��ر أكبر مركز‬ ‫لتجارب السالح الكيماوي في سوريا‪.‬‬ ‫وج��اء تقري��ر "در ش��بيغل" بعد ش��هر‬ ‫تقريبًا من تصريح خطير " لجهاد مقدسي"‪،‬‬ ‫المتحدث السابق باس��م الخارجية السورية‬ ‫وفي��ه اعت��رف ب��أن س��وريا تمل��ك الس�لاح‬ ‫الكيم��اوي‪ ،‬لكنها لن تس��تخدمه في الداخل‬ ‫"ب��ل فقط في حالة االعت��داء الخارجي" كما‬ ‫قال‪.‬‬ ‫كم��ا لفت وزير الدف��اع األميركي ليون‬ ‫بانيت��ا‪ ،‬إل��ى أن واش��نطن «حصل��ت عل��ى‬ ‫معلوم��ات اس��تخباراتية مقلق��ة‪ ،‬تفيد بأن‬ ‫حكوم��ة الرئي��س الس��وري بش��ار األس��د‬ ‫ت��درس اس��تخدام أس��لحة كيميائي��ة»‪ ،‬من‬ ‫دون ان يذك��ر تفاصيل طبيع��ة المعلومات‪.‬‬ ‫وعبّر عن اعتقاده أنه «مع تقدم المعارضة‬

‫ال س��يما باتجاه دمش��ق فقد يدرس النظام‬ ‫بقوة استخدام األسلحة الكيميائية»‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬نقلت ش��بكة «أن بي س��ي»‬ ‫االميركي��ة ع��ن «مس��ؤولين أميركيي��ن»‬ ‫قوله��م أن «الجي��ش الس��وري زود قناب��ل‬ ‫بالم��واد الكيميائية المولدة لغاز الس��ارين‪،‬‬ ‫وينتظ��ر أوام��ر نهائي��ة من األس��د إللقائها‬ ‫من طائرات»‪ .‬وقال المس��ؤولون للشبكة إن‬ ‫«القنابل المشحونة بهذه المواد الكيميائية‬ ‫المول��دة لغاز الس��ارين يمك��ن القاؤها من‬ ‫عش��رات المقات�لات»‪ ،‬لكنهم ش��ددوا على‬ ‫أن «القناب��ل ل��م تثبت بعد عل��ى الطائرات‬ ‫وأن األس��د لم يص��در بعد أي أوام��ر نهائية‬ ‫لنش��رها»‪ ،‬غير أن أحدهم قال أنه في حال‬ ‫صدور الق��رار «ليس هناك ما يمكن للعالم‬ ‫الخارجي القيام به لوقف ذلك»‪.‬‬ ‫كما ح��ذر القيادي الس��وري المعارض‬ ‫أحمد ري��اض غنام من أن النظام الس��وري‬ ‫يجهز حالي��ًا لضرب بعض المدن الس��ورية‬ ‫الثائ��رة بأس��لحة كيماوي��ة وجرثومية‪ ،‬بعد‬ ‫التقارير التي س��ربها بش��أن اغتنام الجيش‬ ‫الح��ر صواري��خ ب��رؤوس كيماوي��ة في أحد‬ ‫العمليات‪.‬‬ ‫وق��ال غن��ام ف��ي تصريح��ات لـ"اليوم‬ ‫السابع" المصرية‪ ،‬أن النظام السوري سرب‬ ‫ه��ذه المعلوم��ات حتى يت��م إلص��اق تهمة‬ ‫استخدام األس��لحة الكيماوية بالجيش الحر‬ ‫ف��ي ح��ال اس��تخدامها‪ ،‬كما حم��ل المجتمع‬ ‫الدولي مسئولية حماية المدنيين في سوريا‬ ‫من هذه األسلحة المحرمة دوليًا‪.‬‬ ‫وأوض��ح المعارض الس��وري أنه أجرى‬ ‫اتص��االت عدي��دة م��ع أكث��ر من ط��رف في‬ ‫الداخل واتضح كذب ه��ذا البيان الذى صدر‬ ‫عن أحد الكتائب التابع��ة للجيش‪ ،‬وقال‪ ،‬إن‬ ‫ه��ذا البيان مدس��وس من قب��ل المخابرات‬ ‫الس��ورية الس��تخدام هذا المنش��ور كغطاء‬ ‫وتهم��ة جاهزة ض��د الجيش الح��ر في حال‬


‫قرر هذا النظام اس��تخدام هذا الس�لاح ضد‬ ‫شعبنا‪.‬‬

‫ال�سالح الكيماوي ال�سوري‪:‬‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫�إ�سرائيل‪:‬‬

‫ايران‪:‬‬

‫أم��ا إي��ران الخاس��ر األكبر م��ن تقدم‬ ‫الثورة الس��ورية‪ ،‬فقال نائب وزير خارجيتها‬ ‫للش��ؤون العربية واإلفريقية "حس��ين أمير‬ ‫عبد اللهيان " إن س��ورية ال تحتاج الستخدام‬ ‫الس�لاح الكيميائ��ي‪ ،‬وهي لن تس��مح أيضًا‬ ‫للمجموع��ات المس�� ّلحة "غي��ر المس��ؤولة"‬ ‫المدعومة من الخارج باالس��تخدام المحتمل‬ ‫لهذا السالح‪.‬‬ ‫وأض��اف إن "الذين تقع عل��ى عاتقهم‬ ‫مس��ؤولية قت��ل األبري��اء في س��ورية‪ ،‬هم‬ ‫الذين يتحدثون اليوم عن احتمال اس��تخدام‬ ‫السالح الكيميائي في هذا البلد‪ ،‬وهذا يؤكد‬ ‫بأنهم يضمرون نوايا مش��ؤومة"‪ ،‬ولفت إلى‬ ‫أن س��ورية تجاوزت مرحل��ة األزمة األمنية‪،‬‬ ‫ولك��ن بع��ض األط��راف تبحث ع��ن أهداف‬ ‫خاص��ة فيها من خالل إرس��ال الس�لاح إليها‬ ‫وتوجي��ه اتهام��ات إل��ى الحكوم��ة باحتمال‬ ‫استخدام أسلحة كيميائية‪.‬‬ ‫وق��ال إن س��ورية "ليس��ت بحاج��ة‬ ‫إل��ى اس��تخدام الس�لاح الكيميائ��ي‪ ،‬كم��ا‬ ‫أنها لن تس��مح أيض��ًا للجماعات المس��لحة‬ ‫غي��ر المنضبط��ة والمدعوم��ة م��ن الخارج‬ ‫باستخدام هذا السالح"‪.‬‬

‫املجتمع الدويل‪:‬‬

‫بع��د الزوبع��ة االعالمية ع��اد المجتمع‬ ‫الدول��ي إل��ى س��ابق عه��ده فال��روس‬ ‫واألمريكان مس��تمرون في صياغةِ صفقةٍ‬ ‫عماده��ا دم��اء الس��وريين‪ ،‬واالبراهيم��ي‬ ‫يتجول بين العواصم خالي الوفاض‪ ،‬لينهي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫إن إس��رائيل المتوجس��ة م��ن تأثيرات‬ ‫سلبية على أمنها القومي جراء ما قد تخلفه‬ ‫الثورة الس��ورية‪ ،‬باتت ت��رى في تصريحات‬ ‫األسد التي تعهد فيها ضمنيًا بعدم المساس‬ ‫بالحدود مع المحتل اإلس��رائيلي ما تنشده‪،‬‬ ‫وجعلتها تقف بقوة وراء بقاء النظام دون أن‬ ‫يخل هذا الخيار في الوقت نفس��ه بترويجها‬ ‫لفزاعة التداعيات الس��لبية عل��ى أمنها حال‬ ‫انتق��ال الس�لاح الكيميائي الس��وري لحزب‬ ‫اهلل أو تنظي��م القاع��دة‪ ،‬وه��ى الخي��ارات‬ ‫نفس��ها الت��ي تدفعه��ا للبحث ع��ن دور في‬ ‫ترتيبات الداخل الس��وري بمساعدة الحليف‬ ‫األمريكي‪.‬‬ ‫وف��ي حدي��ث للقن��اة العاش��رة ف��ي‬ ‫التلفزي��ون العبري‪ ،‬أش��ار مصدر عس��كري‬ ‫إس��رائيلي إل��ى ّأن «الجي��ش يخش��ى م��ن‬ ‫ع��دم قدرته على تدمير الس�لاح الكيميائي‬ ‫الس��وري بواس��طة عملية وضربات جوية»‪.‬‬ ‫األم��ر ال��ذي يعن��ي وج��ود اق��رار م��ن قبل‬ ‫المؤسسة األمنية بعدم القدرة على القضاء‬ ‫على المخ��ازن الضخمة للس�لاح الكيميائي‬ ‫في سوريا‪.‬‬ ‫إح��دى المعض�لات اإلس��رائيلية‪ ،‬التي‬ ‫كش��ف عنها المصدر‪ ،‬هي في ّأن «إسرائيل‬ ‫مضط��رة ف��ي ه��ذه المرحل��ة‪ ،‬وتج��اه هذا‬ ‫الخط��ر بالتحدي��د‪ ،‬لالعتماد عل��ى المجتمع‬ ‫الدولي في تحقيق المهمة‪ ،‬رغم ّأن النتيجة‬ ‫غير مضمون��ة»‪ .‬وعدم الضمان��ة ال تتعلق‬ ‫بق��درة المجتم��ع الدولي‪ ،‬ب��ل بالجدية التي‬ ‫يبديه��ا الغرب ف��ي التعامل مع ه��ذا الخطر‬ ‫«الذي ي��زداد يوم��ًا بعد ي��وم‪ ،‬ويتحول إلى‬ ‫خطر حقيقي فعلي»‪.‬‬ ‫فإن‬ ‫اإلس��رائيلية‪،‬‬ ‫المص��ادر‬ ‫وبحس��ب‬ ‫ّ‬ ‫«الخش��ية العارم��ة الت��ي تس��ود إس��رائيل‬ ‫حاليًا‪ ،‬تتعلق بالس��باق بي��ن التطورات التي‬ ‫تشهدها الس��احة الس��ورية‪ ،‬والمخاوف من‬ ‫اس��تخدام الس�لاح الكيميائ��ي‪ ،‬بن��اء عل��ى‬ ‫هذه التطورات‪ ،‬وف��ي أعقابها»‪ ،‬مضيف ًة ّأن‬

‫المس��ألة ال تقتص��ر على ذلك وحس��ب‪ ،‬بل‬ ‫تتعداه إلى س��يناريو آخر‪ ،‬بأنّ��ه «بعد وقت‬ ‫قصي��ر نس��بيًا‪ ،‬قد نجد أنفس��نا أم��ام واقع‬ ‫مغاي��ر‪ ،‬حيث ل��ن يكون هناك مس��ؤول عن‬ ‫ه��ذا الك��مّ الهائل م��ن الس�لاح الكيميائي‬ ‫الموجود في سوريا»‪.‬‬

‫حيات��ه الدبلوماس��ية باللعن��ة الس��ورية‪ ،‬إذ‬ ‫بلغ اس��تخفاف النظام به وبمبادرته أن نفى‬ ‫وزير اإلعالم وجوده‪.‬‬ ‫أم��ا األمي��ن الع��ام لألم��م المتح��دة‬ ‫فقل��قٌ كعادت��ه‪ ،‬واكتف��ى بالتحذيّر من أن‬ ‫«اس��تخدام األس��لحة الكيميائية ف��ي النزاع‬ ‫الدائ��ر ف��ي س��وريا‪ ،‬س��يؤدي إل��ى مالحقة‬ ‫النظام قضائيًا "‪ ،‬وأش��ار إل��ى أنّه عبّر عن‬ ‫مخاوف��ه للحكوم��ة الس��ورية‪ ،‬مضيفا أن "‬ ‫اس��تخدام هذه األس��لحة س��تكون له تبعات‬ ‫خطيرة على الشعب "‪.‬‬ ‫ف��ي الختام لفت المنسّ��ق السياس��ي‬ ‫واإلعالمي ف��ي الجيش الس��وري الحر لؤي‬ ‫المقداد‪ ،‬إلى أن "المعارضة وثقت اس��تخدام‬ ‫الس�لاح الكيماوي ‪ 18‬مرة في ريف دمشق‪،‬‬ ‫وريف إدلب‪ ،‬وحم��ص وريف حماه"‪ ،‬موضحا‬ ‫ان "الغ��ازات الت��ي اس��تخدمتها الق��وات‬ ‫النظامي��ة ف��ي ح��ي البياض��ة ف��ي حمص‬ ‫تُستخدم ألول مرة"‪.‬‬ ‫ولف��ت المق��داد ف��ي حدي��ث صحفي‪،‬‬ ‫إلى أن "هذه الغ��ازات نوع جديد من الغازات‬ ‫السامة لم يُعلم عن وجودها في الترسانة‬ ‫الكيماوية السورية قبل هذا الوقت"‪ ،‬مشيراً‬ ‫إل��ى أنه "مما يرج��ح حصول النظ��ام عليها‬ ‫حديثا"‪ ،‬معتبرا أن��ه "ليس هناك تخاذل من‬ ‫المجتمع الدولي أكثر مما نشهده"‪.‬‬ ‫وأش��ار المق��داد إل��ى أن "الترجيح��ات‬ ‫األولية تش��ير إلى أن هذا السالح كيماوي"‪،‬‬ ‫معلنا أن "المعارضة رصدت اس��تخدام أنواع‬ ‫جدي��دة من الس�لاح الكيم��اوي اس��تُعملت‬ ‫بطريق��ة ال��رشّ‪ ،‬وأدت إل��ى ظه��ور طفح‬ ‫جل��دي وإصاب��ة المتعرضي��ن له��ا بح��االت‬ ‫اختناق"‪.‬‬ ‫يب��دو أن النظ��ام يع��ي الوق��ت المتاح‬ ‫أمامه للقت��ل قبل الرحيل‪ ،‬ول��م يعد القتل‬ ‫عم� ً‬ ‫لا دفاعي��ًا أو هجومياً أو حت��ى انتقامياً‪،‬‬ ‫إن��ه القت��ل للقت��ل‪ ،‬وه��و مس��تمرٌ ف��ي‬ ‫مجازره التقليدية والكيماوية‪ ،‬والس��وريون‬ ‫مس��تمرون ف��ي مالحمه��م وم��ع يقيني��ة‬ ‫س��قوط النظ��ام‪ ،‬أي��امٌ أو أس��ابيع‪ ،‬انتح��ر‬ ‫كيميائي��ًا أو نحره الثوار‪ ،‬كل س��يناريوهات‬ ‫وفرضيات السقوط تحتمل الصحة طالما أن‬ ‫ال��روس واألميركيين يلتق��ون على مبدأ أن‬ ‫"السياس��ة ال تعرف األخ�لاق"‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فال‬ ‫قيمة لكل الدم السوري المسفوح‪ ،‬إال ورقة‬ ‫مفاوضات ال مانع حتى من تعظيمها‪.‬‬ ‫أي��امٌ أو أس��ابيع ويس��قط النظ��ام‪،‬‬ ‫مقط��ع م��ن‬ ‫ويس��طر الس��وريون أنص��ع‬ ‫ٍ‬ ‫ملحمته��م‪ ،‬عل��ى مب��دأ " ال سياس��ة ب�لا‬ ‫أخ�لاق "ليبدأ البناء لس��وريا العدالة‪ ،‬لجميع‬ ‫الس��وريين بعي��داً عن األحق��اد والثأر‪ ،‬عم ًال‬ ‫بالقاعدة الخالدة " ال تزر وازر ٌة وزر أخرى"‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫معظم الس�لاح الكيم��اوي مخزون في‬ ‫قاعدة "السفيرة" التابعة للحرس الجمهوري‬ ‫السوري " بالقرب من دمشق وفي تقرير لل‬ ‫"س��ي‪.‬آي‪.‬إيه" نجد أن مخزون سوريا الحالي‬ ‫م��ن األس��لحة الكيماوية هو ب��آالف القنابل‬ ‫الجوية المحش��و معظمها بالسارين‪ ،‬إضافة‬ ‫إل��ى ما بين ‪ 50‬و‪ 100‬رأس حربي مخصص‬ ‫لصواري��خ بالس��تية بعيدة وقصي��رة المدى‬ ‫وقذائف للمدفعية‪ ،‬وهي موزعة ومحفوظة‬ ‫في مخزنين قرب دمشق‪ ،‬كما في ‪ 4‬مصانع‬ ‫إلنتاج السالح الكيماوي‪.‬‬ ‫وأول المصان��ع ه��و ف��ي منطق��ة‬ ‫السفيرة بمحافظة حلب‪ ،‬حيث القاعدة التي‬ ‫تحمل االس��م نفس��ه‪ ،‬والثاني قرب المدينة‬ ‫الصناعية بحمص‪ ،‬والثالث جنوب حماة وهو‬ ‫إلنت��اج غاز األعص��اب والس��ارين والتابون‪.‬‬ ‫أما الراب��ع فغرب الالذقي��ة‪ ،‬وجميعها تعمل‬ ‫تح��ت مرك��ز البح��وث والدراس��ات العلمي��ة‬ ‫الناش��ط بالتنسيق مع روسيا وأيران وكوريا‬ ‫الشمالية بشكل خاص‪.‬‬ ‫وق��د بدأ الس��وريون بتطوير اس��لحة‬ ‫كيميائية منذ منتصف السبعينات‪ ،‬خصوصا‬ ‫بفض��ل تبادل للتكنولوجي��ا مع مصر ثم مع‬ ‫روس��يا‪ ،‬واس��تمر األمر حتى اليوم‪ .‬وطوروا‬ ‫ه��ذا البرنامج في إطار الحرب مع إس��رائيل‬ ‫واعتب��روا دائم��اً أن الس�لاح الكيميائي كان‬ ‫إلى حدٍ ما قوة ردع موازية للبرنامج النووي‬ ‫اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫وكانت س��وريا ب��دأت بإنتاج األس��لحة‬ ‫الكيماوي��ة من��ذ منتص��ف ثمانين��ات القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬ونجح السوريون في اتقان تخليق‬ ‫مركبات الفوسفور والكربون‪ :‬الجيل الجديد‬ ‫األشد فعالية واألكثر تس��ميمًا من االسلحة‬ ‫الكيميائية‪ .‬وف��ي هذه العائل��ة الكيميائية‪،‬‬ ‫نج��د غ��از الس��ارين وغ��از األعص��اب (في‬ ‫اكس)‪ .‬وقد اس��تخدموها تحت أشكال عدة‪،‬‬ ‫في قنابل‪ ،‬صواريخ خصوصاً من نوع سكود‬ ‫"ب��ي" و" س��ي"‪ ،‬بعي��دة المدى‪ .‬كم��ا لديهم‬ ‫مركب��ات أقدم بكثير مثل غ��از الخردل الذي‬ ‫اس��تخدم للمرة األولى خالل الحرب العالمية‬ ‫االولى‪ .‬كما أنهم استخدموا غاز الخردل في‬ ‫تصني��ع قنابل وراجم��ات صواري��خ او حتى‬ ‫قنابل تلقى من الجو‪.‬‬ ‫والغازات الس��امة المركبة على أساس‬ ‫الفوس��فور لديه��ا درج��ة س��مية مهول��ة‪،‬‬ ‫فمق��دار ‪ 1‬ملغ من غاز األعص��اب على كف‬ ‫اليد ي��ؤدي إلى وف��اة محتمة خ�لال دقائق‪.‬‬ ‫كذل��ك غاز الس��ارين لديه مفعول مش��ابه‪:‬‬ ‫ه��ذه عناص��ر تؤثر عل��ى الجه��از العصبي‬ ‫في الدم��اغ‪ .‬غاز الخردل أقل س��مية بدرجة‬ ‫بس��يطة ج��داً‪ :‬فه��و يتس��بب بح��روق ف��ي‬ ‫األغش��ية المخاطي��ة الداخلية ف��ي حال تم‬ ‫تنشقه‪ ،‬أو بحروق خارجية‪.‬‬ ‫تقرير لمجلة "وايرد"‬ ‫هذا وقد ورد في‬ ‫ٍ‬ ‫األمريكي��ة‪ ،‬أن الجيش الس��وري ال يحتفظ‬ ‫بم��ا لديه من "س��ارين" جاهزاً لالس��تخدام‬ ‫بل يض��ع مكوناته متفرقة خش��ية تعرضه‬ ‫لحادث طبيعي أو النفجار كبير تنتش��ر معه‬ ‫كميات منه في الجو‪ ،‬ففي س��وريا ‪ 5‬مصانع‬ ‫كيماوي��ة‪ ،‬و‪ 20‬منطق��ة معروف��ة لتخزينها‬ ‫ووقوع تفجير في أي منها يؤدي لكارثة‪.‬‬ ‫وأه��م المكون��ات الت��ي تحتف��ظ فيها‬ ‫س��وريا متفرق��ة هم��ا عنص��ران يتح��ول‬ ‫مزجهما مع��ا إلى "الس��ارين" القاتل‪ ،‬وهما‬ ‫"ايزوبروبان��ول" وزميله "ميثيلفوس��فونيل‬ ‫دايفلورايد" الكيماوي‪ ،‬وكانت االس��تخبارات‬ ‫الغربي��ة رص��دت ف��ي منتص��ف األس��بوع‬ ‫الماضي مشرفين على غاز األعصاب القاتل‬ ‫"وهم يمزجون كميات متواضعة من قطبي‬ ‫"س��ارين" الكيماويين‪ ،‬في إش��ارة إلى النية‬ ‫بتجهيزه لالستخدام" وفق ما ذكرت المجلة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫�سوريا بني الثورة والأزمة‬ ‫خالد كنفاني‬ ‫بات تعريف ما يحدث في سوريا واحداً‬ ‫من أكبر نق��اط الخالف بين الجميع س��واء‬ ‫داخلها أو خارجها وس��واء مع النظام أو ضد‬ ‫النظام أو م��ن الصامتين أو من المحايدين‬ ‫أو م��ن الث��وار أو م��ن المجاهدي��ن أو م��ن‬ ‫المقاتلين أو من الجنود‪.‬‬ ‫كم��ا أن م��ن يحم��ل العل��م "األحمر"‬ ‫(العل��م الحالي كما اصطلح على تس��ميته)‬ ‫لم يع��د من الممك��ن تعميمه م��ع مؤيدي‬ ‫النظ��ام مثلم��ا أن حاملي العل��م "األخضر"‬ ‫(عل��م االس��تقالل األول) ال يش��ترط أن‬ ‫يكونوا ضد النظام بالكلية‪.‬‬ ‫الخ�لاف الجوه��ري ف��ي المصطل��ح‬ ‫األساس��ي (ثورة أم أزمة) هو فيما آلت إليه‬ ‫حي��اة الناس بع��د مرور ما يق��ارب العامين‬ ‫م��ن عم��ر الث��ورة وتبعاته��ا ف��ي س��وريا‪،‬‬ ‫فع��دد المش��ردين والهاربي��ن والالجئي��ن‬ ‫والمعتقلين والمعوقين والجرحى واألموات‬ ‫وأش��باه األم��وات وصل حداً غير مس��بوق‪،‬‬ ‫كما أن انعدام أسباب الحياة بكل أشكالها ال‬ ‫يزال يدفع بمئات آالف الناس نحو التشاؤم‬ ‫األس��ود تج��اه المس��تقبل‪ ،‬وه��و المقت��ل‬ ‫الرئيس��ي الكتساب ش��عبية الثورة التي ال‬ ‫يزال بعض المتحذلقين في الخارج يبثون‬ ‫مواعظهم عبر القن��وات الفضائية ومواقع‬ ‫االنترن��ت حول ض��رورة وج��ود "تضحيات"‬ ‫من أجل انتصار الثورة‪.‬‬ ‫ف��ي واحدة من قرى ري��ف حلب‪ ،‬خرج‬ ‫بعض المتظاهرين بهتاف يقول‪" :‬الجيش‬ ‫كله حرامي‪ ،‬نظامي وحر وإسالمي" فخرج‬ ‫عليه��م "مقاتل��و المعارض��ة" (اس��تخدمنا‬ ‫ه��ذا المصطلح به��دف التعمي��م) بإطالق‬ ‫الرص��اص لتفريقه��م‪ .‬ويب��دو واضحًا من‬ ‫ه��ذه الهتافات أن من يصيحون بها ليس��وا‬ ‫م��ع النظ��ام أو ض��ده‪ ،‬إنهم ضد اس��تغالل‬ ‫السلطة بواس��طة البندقية‪ ،‬فهم يرون أن‬ ‫تضحياتهم للخالص من حكم العس��كر ال‬ ‫يجوز أن يتم استبدالها بعسكر جديد اسمه‬ ‫"كتيب��ة عب��د اهلل" أو "لواء تحرير الش��ام"‬ ‫أو "جبه��ة النص��رة"‪ .‬يكترث الن��اس اليوم‬ ‫لحياتهم التي يفقدون كل أسبابها دون أن‬ ‫ي��روا بصيص نور في نهاي��ة النفق‪ .‬ولئن‬ ‫كان��ت النظ��رة التاريخية العام��ة صحيحة‬ ‫تج��اه تضحي��ات كل الش��عوب األخرى في‬ ‫سبيل حرياتها وتقدمها‪ ،‬إال أن المعارضين‬ ‫الذين يحاربون طواحي��ن الهواء عليهم أن‬ ‫يفهموا معاناة الناس بدل منحهم المواعظ‬ ‫وصكوك الغفران عبر السكايب من فنادق‬ ‫اسطنبول وباريس والدوحة‪.‬‬ ‫تتجه األنظ��ار هذه األي��ام إلى حراك‬ ‫سياس��ي ويقظ��ة سياس��ية مفاجئ��ة على‬ ‫اكثر من مستوى‪ ،‬ففي حين تم الحيث عن‬ ‫خطة روسية‪-‬أمريكية لحل األزمة السورية‬ ‫(موس��كو أنك��رت ذل��ك ف��ي وق��ت الحق)‪،‬‬ ‫يقوم األخض��ر اإلبراهيمي بزيارة مفاجئة‬ ‫وغريبة إلى دمش��ق ويلتقي األسد وبعض‬ ‫المعارضي��ن الصامدين ف��ي الداخل بينما‬ ‫يطير نائب وزي��ر الخارجية فيصل المقداد‬ ‫إلى موسكو قبل اإلعالن عن زيارة األخضر‬ ‫اإلبراهيم��ي إليه��ا بأيام قليل��ة‪ .‬كما بدأت‬ ‫تس��ريبات هنا وهن��اك عن س��يناريوهات‬ ‫يت��م تحضيره��ا للعام ‪ 2013‬يب��دو الهدف‬ ‫منها جس نبض الشارع السوري الذي يكاد‬ ‫قلب��ه يتوقف م��ن ارتفاع الضغ��ط وازدياد‬ ‫التهديد‪ .‬وبينما بدأ االنقسام الداخلي يلوح‬ ‫في األفق داخل االئتالف الوطني بتركيباته‬ ‫التوفيقي��ة عل��ى خلفي��ة المحاصصة في‬

‫مناص��ب حكوم��ة انتقالي��ة ل��م ت��ر النور‬ ‫بع��د بينما يت��م الحديث عنها خ��ارج حدود‬ ‫الوط��ن‪ ،‬فإن ه��ؤالء ال يتعاملون حتى اآلن‬ ‫مع الثورة الس��ورية بالسياس��ة المطلوبة‬ ‫لتجاوز الحاضر الذي بات يرمي بثقله على‬ ‫السوريين في الداخل والخارج‪.‬‬ ‫طالما أن السياسة فن الممكن وباألخذ‬ ‫باالعتب��ار س��يطرة الكتائ��ب المقاتلة على‬ ‫اخت�لاف توجهاته��ا ووالءاته��ا على معظم‬ ‫مناطق الشمال الس��وري (بحسب تأكيدات‬ ‫االئت�لاف الوطن��ي وقن��اة العربي��ة) فنحن‬ ‫ن��رى أن تتحول المس��ألة تدريجياً إلى مبدأ‬ ‫"خ��ذ وطالب" بحي��ث يتم الي��وم التفاوض‬ ‫ومناقش��ة الحلول األخرى م��ن موقع القوة‬ ‫بالنس��بة للمعارض��ة ال كما ب��دأ األمر في‬ ‫الماض��ي‪ .‬وباس��تطاعة المعارض��ة فرض‬ ‫ش��روطها في هذه الحالة برصيد أكبر من‬ ‫النظام الذي بدأ بالترنح واإلفالس‪.‬‬ ‫غير أن ما يمنع حدوث هذا الس��يناريو‬ ‫أمران‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن تركيب��ة االئتالف الوطني ال‬ ‫تختل��ف كثيراً عن تركيبة س��لفه المجلس‬ ‫الوطن��ي إال ف��ي الع��دد‪ ،‬فاالثن��ان لديهما‬ ‫تركيب��ة توافقي��ة عجيب��ة تجم��ع أطياف��ًا‬ ‫غي��ر متفاهمة وال متناس��قة ت��م الزج بها‬ ‫جميعاً داخل قفص واحد ليسهل ترويضها‬ ‫والتحكم بها وليس لمصلحة وطنية سورية‬ ‫بحتة‪ .‬ومن يس��مع التصريحات المتضاربة‬ ‫التي تصدر عن أعضاء في االئتالف يكشف‬ ‫البعد الفوضوي في تركيبة االئتالف‪ .‬ولعل‬ ‫أب��رز األمثل��ة كان خ��روج األس��تاذ هيث��م‬ ‫المال��ح بتصريح��ه الخطير عن اس��تهداف‬ ‫المدنيين ال��روس أينما كان��وا باعتبارهم‬ ‫أهداف��اً مش��روعة للثائري��ن‪ ،‬حيث اضطر‬ ‫االئت�لاف إل��ى ت��دارك الموق��ف ومحاول��ة‬ ‫السيطرة على الزوابع التي أثارها مثل هذا‬ ‫التصري��ح المته��ور وخاصة أن��ه صدر من‬ ‫رج��ل حقوقي عريق قضى حيات��ه مدافعًا‬ ‫عن حقوق اإلنسان أينما كان‪.‬‬ ‫الثان��ي‪ :‬وه��و الحقيق��ة الم��رة التي‬

‫ال يري��د الكثي��رون االعت��راف به��ا صراحة‬ ‫ويص��رون على دفن رؤوس��هم في الرمال‬ ‫ليتجنب��وا رؤيته��ا‪ ،‬وه��ي وح��دة الكتائ��ب‬ ‫المقاتلة عل��ى األرض‪ .‬فعن��د الحديث عن‬ ‫السياس��ة والتفاوض يجب أن يكون للثوار‬ ‫قيادة موحدة تكون ال��ذراع األيمن للحركة‬ ‫السياس��ية بما يضمن عدم خروج أحد عن‬ ‫النص في مثل ه��ذه المراحل الدقيقة من‬ ‫تاري��خ أي بلد‪ .‬واليوم يس��تطيع أي س��اذج‬ ‫أن يتأك��د ان ه��ذا األم��ر غير موج��ود أبداً‬ ‫بل األس��وء فإن االنقس��امات ال ت��زال في‬ ‫ازدي��اد بينما يتراكم الضب��اط الفارون في‬ ‫المخيم��ات التركية في انتظار أن تتلقفهم‬ ‫قن��اة فضائي��ة تدف��ع بضع��ة مئ��ات م��ن‬ ‫الدوالرات للحصول على بعض التصريحات‬ ‫العشوائية االرتجالية البعيدة كل البعد عن‬ ‫الواقع‪ .‬وال ريب أن هذه المس��ألة تزيد من‬ ‫مخاوف الغرب من توجه األمور في س��وريا‬ ‫إلى المزيد من االنفالت والفوضى العارمة‬ ‫وسقوط األسلحة في أيدي من ال يستحقها‬ ‫أو ال يفه��م أهميته��ا‪ .‬ولع��ل ه��ذا هو أحد‬ ‫أس��باب الصحوة السياس��ية المفاجئة التي‬ ‫عصف��ت بالمنطق��ة على حين غ��رة ودون‬ ‫سابق إنذار‪.‬‬ ‫وما يزيد األمر بؤس��ًا هو أن تش��كيل‬ ‫المزي��د من التكت�لات والمجال��س لم يعد‬ ‫يعن��ي للس��وريين إال تكدي��س المزيد من‬ ‫المعارضين والمنش��قين والمتسلقين في‬ ‫صناديق معلبة ومحضرة س��لفاً كالوجبات‬ ‫الجاهزة‪ ،‬يخرجون على الشاشات ليملؤوها‬ ‫صراخاً وعوي ًال وش��تائم وخط��ط تجاوزها‬ ‫الزم��ن وتخطاه��ا الواق��ع‪ .‬بينم��ا تتفاق��م‬ ‫معان��اة الن��اس س��واء نازحي��ن أو بانتظار‬ ‫الن��زوح وه��م ي��رون من يدع��ون حكمهم‬ ‫والدف��اع عنهم يتنقل��ون بين م��دن الدنيا‬ ‫ويلمع��ون في الشاش��ات كنجوم الس��ينما‬ ‫دون أي تقدم في أي مجال‪.‬‬ ‫يطل بعد أيام عام جديد ال تزال معاناة‬ ‫الس��وريين في مطلعه في تزايد مس��تمر‪،‬‬ ‫وكأن س��نين الش��قاء الت��ي طبع��ت ه��ذه‬

‫البقعة من العالم عبر كل القرون السابقة‬ ‫تأب��ى ان تنتهي‪ ،‬وكأن القدر ال يزال مصراً‬ ‫عل��ى يخبئ لنا المزيد من المآس��ي‪ ،‬ورغم‬ ‫علمن��ا وإيمانن��ا ب��أن ال حرية ب�لا تضحية‬ ‫وال ش��يء بال ثمن إال أن الق��ادم من األيام‬ ‫ال يبدو بذلك اإلش��راق الذي رس��مه بعض‬ ‫ش��عراء هذه الثورة ومغنوها‪ ،‬بينما ال تزال‬ ‫الصور التي رسمتها ريش��ة الشهيد باسل‬ ‫شحادة تنازع للبقاء بعد أن قرر السياسيون‬ ‫وأشباه المعارضين المتاجرة بالدم السوري‬ ‫ف��ي كل المج��االت‪ .‬وال تزال روح الش��هيد‬ ‫غياث مط��ر تحوم فوق س��ماء داريا باحثة‬ ‫ع��ن وردة وضعها بيده ف��ي فوهة بندقية‬ ‫فتمت مكافأته باإلعدام!‬ ‫لقد حل��م الس��وريون طوي� ً‬ ‫لا وماتوا‬ ‫وه��م يحلم��ون‪ ،‬كانت أحالمهم البس��يطة‬ ‫تكلفهم السفر والغربة أو العمل لعشرين‬ ‫ساعة متواصلة يوميًا للحصول على غرفة‬ ‫متواضعة‪ .‬حلم السوريون بالحرية وإن لم‬ ‫تكن بمعانيها السياس��ية المعق��دة‪ ،‬أرادوا‬ ‫حري��ة التنقل وحرية العم��ل وحرية اختيار‬ ‫مس��تقبلهم وظ��روف حياته��م‪ ،‬أرادوا أن‬ ‫يربوا أوالدهم وأن يأخذوهم إلى الحدائق‪.‬‬ ‫ولك��ن الظالم بق��ي مصراً عل��ى أن يكون‬ ‫ج��زءاً من حياتهم وأن يقاس��مهم أرزاقهم‬ ‫وس��عادتهم وبس��اطتهم فلم يع��د للصبر‬ ‫حدود ولم يعد لهم سوى السماء حدوداً‪.‬‬ ‫ل��ن نعطي المواعظ وال نلقي الخطب‪،‬‬ ‫ولك��ن عل��ى م��ن يحلم��ون اليوم بتقاس��م‬ ‫المناصب وتوزي��ع الثروة أن الس��وريين لن‬ ‫يقبل��وا بعد اليوم من يبيعهم وطنيات بينما‬ ‫يقبض األثمان تحت الطاولة‪ .‬إن السياس��ة‬ ‫سوف تصل يوماً غلى بيوتنا وعقولنا ولكن‬ ‫بع��د ان ينقضي غبار المعركة وينش��أ جيل‬ ‫جديد من السوريين يؤمن بالحوار والتعددية‬ ‫وينبذ الكراهية والعنف والتطرف‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬يقول الشاعر‪:‬‬ ‫ال تش��كُ للناس جرح�� ًا أنت صاحبه‬ ‫ال يكل��م الج��رح إال م��ن ب��ه أل��م‬


‫ياسر مرزوق‬

‫‪ - 3‬خيار املدين‪:‬‬

‫تن��ص الم��ادة ‪ 161‬م‪ .‬س��وري على‬

‫أنه‪:‬‬ ‫" إذا فس��خ العق��د أعي��د المتعاقدان‬ ‫إل��ى الحالة الت��ي كانا عليها قب��ل العقد‪،‬‬ ‫فإذا استحال ذلك جاز الحكم بالتعويض‪.‬‬ ‫" يتبي��ن م��ن ذلك أن الفس��خ ي��ؤدي إلى‬ ‫انحالل العقد بأثر رجعي‪ .‬وهذا النص جاء‬ ‫مطلق��اً‪ ،‬وبالتالي فهو يطب��ق على جميع‬ ‫أنواع الفس��خ‪ ،‬وه��ي‪ :‬الفس��خ القانوني‬ ‫واالتفاق��ي والقضائي‪ .‬والحكم بالفس��خ‬ ‫ينتج أث��ره ليس فقط بي��ن المتعاقدين‪،‬‬ ‫وإنما أيضاً تجاه الغير‪.‬‬ ‫‪ - 1‬أث��ر الفس��خ بي��ن المتعاقدي��ن‪:‬‬ ‫يترتب على الحكم بالفسخ انحالل العقد‪،‬‬ ‫وبالتال��ي إع��ادة المتعاقدين إل��ى الحالة‬ ‫الت��ي كانا عليه قب��ل التعاق��د‪ ،‬وهذا هو‬ ‫األثر الرجعي للفس��خ‪ .‬وتطبيق هذا األثر‬ ‫ال يثي��ر أي مش��كلة في حال م��ا إذا حكم‬ ‫القاضي بفس��خه‪ ،‬ولم يك��ن المتعاقدان‬ ‫ق��د نف��ذا التزاماتهم��ا‪ ،‬فيحتف��ظ البائ��ع‬ ‫بالمبي��ع‪ ،‬والمش��تري بالثمن‪ .‬أم��ا إذا تم‬ ‫تنفيذ العقد فيسترد كل متعاقد ما أعطاه‬ ‫للمتعاقد اآلخر‪ .‬فيقوم المشتري مث ًال برد‬ ‫المبي��ع إلى البائ��ع‪ ،‬ويقوم البائ��ع بدوره‬ ‫ب��رد الثم��ن ال��ذي قبضه إلى المش��تري‪.‬‬ ‫وهن��ا يلت��زم المش��تري ب��رد المبي��ع مع‬ ‫ثمرات��ه‪ ،‬ويلت��زم البائ��ع ب��رد الثم��ن مع‬ ‫فوائ��ده القانونية‪ ،‬وذلك اعتباراً من وقت‬ ‫المطالبة القضائي��ة‪ ،‬وذلك تطبيقاً لمبدأ‬ ‫دف��ع غير المس��تحق‪ .‬أم��ا إذا تع��ذر على‬ ‫المش��تري أن يرد المبيع إل��ى البائع‪ ،‬كأن‬ ‫يكون قد استهلكه‪ ،‬فيحكم القاضي عليه‬ ‫بالتعويض في مثل هذه الحال‪.‬‬ ‫ويس��تثنى من نطاق األث��ر الرجعي‬ ‫للفس��خ العق��ود المس��تمرة أو الزمني��ة‪،‬‬ ‫كعقد اإليجار وعقد العمل وعقد الشركة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫في الواقع ال تنص المادة ‪ ،158‬على‬ ‫من��ح ه��ذا الخي��ار للمدين‪ .‬ولك��ن الفقه‬ ‫والقض��اء مس��تقران عل��ى أن��ه إذا طلب‬ ‫الدائ��ن فس��خ العقد ورفع دع��وى بذلك‪،‬‬ ‫يستطيع المدين أن يتوقى الفسخ إذا قام‬ ‫بتنفي��ذ التزامه قبل ص��دور حكم نهائي‬ ‫في الدعوى‪ .‬وحق المدين بتوقي الفس��خ‬ ‫منوط بعدم الحاق ضرر كبير بالدائن‪.‬‬ ‫وإذا ثب��ت أن توقي المدين للفس��خ‬ ‫يلحق ضرراً كبيراً بالدائن فعلى القاضي‬ ‫أن يرف��ض عرض المدين بتنفيذ التزامه‬ ‫أثناء س��ريان الدعوى‪ .‬ويمكن للمدين أن‬ ‫يتوق��ى الفس��خ ألول م��رة أم��ام محكمة‬ ‫االس��تئناف‪ ،‬وذلك ألن التنفيذ العيني هو‬ ‫األصل والفس��خ هو االس��تثناء‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يج��ب دائم��ًا إيث��ار التنفيذ العين��ي على‬ ‫الفس��خ طالما ال يترتب عل��ى ذلك ضرراً‬ ‫كبي��راً للدائ��ن‪ .‬وال يتوق��ف ح��ق المدين‬ ‫في توقي الفس��خ على حس��ن نيته‪ ،‬فال‬ ‫يف��رق القض��اء بين المدين حس��ن النية‬ ‫والمدين س��يئ النية في مثل هذه الحال‪.‬‬ ‫ولك��ن يمك��ن للقاض��ي ف��ي مث��ل هذه‬ ‫الحال أن يحكم على المدين س��يء النية‬ ‫بالتعويض عن الضرر الذي لحق بالدائن‬ ‫نتيجة التأخير في تنفيذ التزامه‪.‬‬

‫‪� - 4‬آثار الف�سخ‪:‬‬

‫فالفس��خ ال ينتج أثره في هذه العقود إال‬ ‫بالنس��بة للمس��تقبل وتبقى آث��ار العقد‬ ‫قائم��ة في الماضي‪ ،‬لذل��ك يطلق بعض‬ ‫الفقه��اء عل��ى فس��خ العقود المس��تمرة‬ ‫اصطالح إنهاء العقد‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أثر الفسخ بالنسبة للغير‪ :‬يطبق‬ ‫الفس��خ‪ ،‬من حي��ث المب��دأ‪ ،‬بأث��ر رجعي‬ ‫بالنس��بة إلى الغير أيضًا‪ .‬ففي عقد البيع‬ ‫مث� ً‬ ‫لا إذا تص��رف المش��تري بالمبي��ع إلى‬ ‫ش��خص ثالث‪ ،‬بموجب عقد بيع مث ًال‪ ،‬فإن‬ ‫فس��خ عقد البي��ع األول يؤدي إلى فس��خ‬ ‫عق��د البيع الثاني أيضاً‪ ،‬وبالتالي يس��ترد‬ ‫البائع األصلي المبيع ويس��ترد المش��تري‬ ‫األول الثمن‪ ،‬ويعاد المتعاقدان إلى الحالة‬ ‫الت��ي كانا عليها قبل التعاقد‪ .‬ويهدد األثر‬ ‫الرجع��ي للفس��خ ف��ي مث��ل ه��ذه الحال‬ ‫اس��تقرار المعام�لات‪ .‬واس��تناداً إلى ذلك‬ ‫ال يطبق األثر الرجعي للفس��خ بالنس��بة‬ ‫للغير في حاالت معينة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫أ‪-‬في المنقوالت‪ :‬إذا كان الغير حسن‬ ‫النية فال تسري عليه آثار فسخ عقد البيع‬ ‫في حال ما إذا كان المبيع منقو ًال‪ ،‬ويعتبر‬ ‫الغير مالكًا له استناداً إلى القاعدة القائلة‪:‬‬ ‫((الحيازة في المنقول سند الحائز))‪ ،‬التي‬ ‫تنص عليها المادة ‪1/927‬م‪ .‬س‬ ‫ب‪ -‬في العقارات‪ :‬تستلزم المادة‪13‬‬ ‫من الق��رار رق��م ‪ 188‬المتعلق بالش��هر‬ ‫العقاري في س��وريا تسجيل كل الدعاوى‬ ‫التي تهدف إلى فس��خ العق��د أو إلغائه أو‬ ‫بطالنه‪ ،‬بالنسبة للعقارات‪ ،‬على صحيفة‬ ‫العقار في السجل العقاري‪ .‬واستناداً إلى‬ ‫ذلك فإن فسخ العقد ال يسري على الغير‬ ‫الذي اكتسب حقه على العقار المبيع قبل‬ ‫تس��جيل دعوى فس��خ عقد البيع األصلي‬ ‫إذا كان حس��ن النية‪ .‬أما إذا اكتسب الغير‬ ‫حقه بعد تسجيل دعوى فسخ العقد‪ ،‬فإن‬ ‫الفسخ يطبق في هذه الحال بأثر رجعي‪،‬‬

‫وبالتالي يسري على الغير أيضًا‪.‬‬ ‫ أعمال اإلدارة‪ :‬تنص المادة ‪ 16‬من‬‫الق��رار رقم ‪ 188‬المش��ار إلي��ه أعاله إلى‬ ‫أنه ال أثر لفسخ العقد على أعمال اإلدارة‬ ‫التي أجراها أحد المتعاقدين على العقار‪،‬‬ ‫شريطة أن تتم األعمال بحسن نية‪.‬‬ ‫فف��ي عق��د البي��ع العق��اري إذا أجر‬ ‫المش��تري العق��ار‪ ،‬ث��م بع��د ذل��ك حكم‬ ‫بفس��خ العقد فال أث��ر لهذا الفس��خ على‬ ‫عقد اإليجار ش��ريطة أن يكون المشتري‬ ‫حسن النية‪.‬‬ ‫إف�لاس المش��تري‪ :‬مي��ز القان��ون‬‫التج��اري الس��وري رف��م‪ 33‬تاري��خ‬ ‫‪ ،2007/12/9‬والناف��ذ اعتب��اراً م��ن‬ ‫ا‪ ،2008/4/‬بي��ن فرضيتين وذلك حس��ب‬ ‫ما إذا تم تس��ليم البضاعة للمش��تري أم‬ ‫ال‪ .‬ف��إذا لم يتم تس��ليم البضاعة‪ ،‬أجازت‬ ‫الم��ادة ‪ 562‬من��ه للبائ��ع أن يمتن��ع ع��ن‬ ‫تس��ليم البضاعة وغيرها من المنقوالت‪.‬‬ ‫وأجازت المادة ‪ 565‬منه لوكالء التفليسة‬ ‫بعد حصولهم على ترخيص من القاضي‬ ‫المنتدب أن يطالبوا البائع بتسليم البضائع‬ ‫بعد دف��ع الثمن المتفق علي��ه‪ .‬أما إذا لم‬ ‫يقرر وكيل التفليس��ة المطالبة بتس��ليم‬ ‫البضاعة‪ ،‬فللبائع أن يفس��خ البيع بشرط‬ ‫أن يدفع إل��ى كتلة الدائني��ن المبلغ الذي‬ ‫قبضه على الحساب‪ .‬أما إذا كان المشتري‬ ‫ق��د تس��لم البضاعة قب��ل إفالس��ه‪ ،‬فال‬ ‫تس��مع في مثل هذه الحال دعوى الفسخ‬ ‫من قبل البائع‪ ،‬وفقًا لما ذهبت إليه المادة‬ ‫‪ 566‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫وأث��ار الفس��خ القضائ��ي بي��ن‬ ‫المتعاقدين أو بالنسبة للغير هي نفسها‬ ‫في حالة الفسخ االتفاقي والفسخ بإرادة‬ ‫منف��ردة أو بحكم القان��ون‪ ،‬وكذلك هي‬ ‫نفس��ها في حالة انفس��اخ العق��د بحكم‬ ‫القانون‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫في عددنا اليوم نس��تكمل ما بدأناه‬ ‫في العددي��ن الس��ابقين‪ ،‬و نختم مبحث‬ ‫الفس��خ القضائ��ي للعق��ود ف��ي القانون‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫ج‪ -‬من��ح المدي��ن أج� ً‬ ‫لا " نظ��رة‬ ‫الميس��رة "‪ :‬إذا رف��ض القاض��ي طل��ب‬ ‫الفس��خ‪ ،‬فيمكن له أن يمنح المدين أج ًال‬ ‫ليق��وم بتنفي��ذ التزام��ه‪ .‬ومن��ح األج��ل‪،‬‬ ‫بموجب الم��ادة ‪ ،.158‬أمر ج��وازي يدخل‬ ‫ف��ي الس��لطة التقديري��ة للقاض��ي‪ ،‬وال‬ ‫يعد حق��اً للمدين‪ .‬وال يمن��ع إعذار الدائن‬ ‫للمدين قبل رفع دعوى الفس��خ القاضي‬ ‫من منح المدي��ن األجل المنصوص عليه‬ ‫ف��ي المادة المذكورة أع�لاه‪ .‬وفي حال ما‬ ‫إذا أقر القاضي منح المدين مهلة‪ ،‬فيجب‬ ‫عل��ى هذا األخي��ر أن ينف��ذ التزامه خالل‬ ‫تل��ك المهلة‪ ،‬ويعتبر العقد مفس��وخًا من‬ ‫تلق��اء ذاته بعد انقض��اء المهلة‪ ،‬حتى لو‬ ‫لم يش��ر القاضي في قراره إلى ذلك‪ ،‬إذا‬ ‫لم يفِ المدين بالتزامه خالل تلك المهلة‪.‬‬ ‫ويستخلص من ذلك أنه ال يجوز للقاضي‬ ‫أن يمن��ح المدي��ن مهل��ة‪ ،‬طبق��ًا ألحكام‬ ‫المادة ‪ ،158‬إال مرة واحدة‪ .‬وبالمقابل فإن‬ ‫المادة ‪ 2/344‬من القانون‪ ،‬تجيز للقاضي‬ ‫في حاالت اس��تثنائية‪ ،‬إذا لم يمنعه نص‬ ‫في القان��ون‪ ،‬أن يمهل المدي��ن إلى أجل‬ ‫معق��ول‪ ،‬أو آج��ال ينفذ فيه��ا التزامه‪ ،‬إذا‬ ‫اس��تدعت حالته ذل��ك ولم يلح��ق الدائن‬ ‫م��ن ه��ذا التأجي��ل ض��رر جس��يم‪ .‬وهذا‬ ‫األج��ل يكون في دعوى التنفيذ‪ .‬في حين‬ ‫أن المهل��ة التي يمنحه��ا القاضي للمدين‬ ‫بموجب الم��ادة ‪ .158‬تكون بصدد دعوى‬ ‫الفسخ‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫الف�سخ الق�ضائي للعقود يف‬ ‫القانون املدين (‪)3‬‬

‫‪9‬‬


‫دير الزور‪� :‬سرية مدينة �سورية يف عامني‬ ‫مدن الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫ال�شهيدالأولوالكتيبةاملقاتلةالأوىلواالن�شقاقالأول‬

‫تعتب��ر محافظ��ة دير ال��زور‪ ،‬وبخاصة‬ ‫ريفها‪ ،‬من أكثر المحافظات السوريّة تسلحاً‬ ‫من الناحيّة الش��عبيّة أو العشائريّة؛ حيث‬ ‫توجد فيها أنواع مختلفة من األسلحة التي‬ ‫زادت‪ ،‬وتنوّع��ت‪ ،‬خ�لال االحتالل األميركي‬ ‫للع��راق ف��ي ع��ام ‪2003‬؛ إذ كان يُس��مح‬ ‫للمتطوعي��ن م��ن أهالي ه��ذه المحافظة‪،‬‬ ‫الت��ي تعتبر ثان��ي أكبر محافظ��ة من حيث‬ ‫المس��احة بعد حم��ص‪ ،‬بالتط��وّع للجهاد‬ ‫أن هناك‬ ‫ض��د "الخنازير" األميركيّة‪ ،‬لدرجة ّ‬ ‫معركة‪ ،‬جرت داخ��ل األراضي العراقيّة ضد‬ ‫الق��وّات األميركيّ��ة‪ ،‬كان ّ‬ ‫ج��ل المقاتلين‬ ‫فيها من "مجاهدي" دير الزور؛ وهي معركة‬ ‫"الفلوج��ة" الش��هيرة؛ بعدم��ا فت��ح الباب‬ ‫السريّ للتطوّع في المحافظة التي تملك‪،‬‬ ‫س��وريّا من خاللها‪ ،‬أطول شريط حدوديّ‬ ‫برّي مع العراق‪ ،‬ما جعل القوّات األميركيّة‬ ‫ترابط على طول تلك الحدود‪،‬؛ لمنع تدفق‬ ‫المس��لحين وكذلك األس��لحة إل��ى العراق‪.‬‬ ‫وه��ذا ما س��هّل‪ ،‬من جهة أخ��رى‪ ،‬تهريب‬ ‫السالح إلى داخل س��وريّة‪ ،‬وذلك باالتفاق‬ ‫مع المف��ارز األمنيّة‪ ،‬وح��رس الحدود‪ ،‬لقاء‬ ‫نيلها حصّة نقديّة من صفقات السالح‪.‬‬ ‫عمليات التهريب تلك جعلت الس�لاح‬ ‫متواف��راً للبي��ع حت��ى عل��ى األرصف��ة في‬ ‫محافظ��ة دير ال��زور‪ ،‬وكان البي��ع للجمهور‬ ‫عالنيّ��ة ولمختل��ف أن��واع األس��لحة‪ ،‬التي‬ ‫كانت تستخدم للصيد والحماية واحتفاالت‬ ‫األعراس؛ فالعرس يختل��ف من ناحية قوّة‬ ‫الس�لاح ونوعه من عائلة إل��ى أخرى‪ ،‬ومن‬ ‫عش��يرة إلى أخ��رى؛ فكانت هن��اك أعراس‬ ‫يُطل��ق فيه��ا الرصاص من المسدّس��ات‪،‬‬ ‫وأخ��رى م��ن الكالش��ينكوف‪ ،‬وأخ��رى من‬ ‫قواذف اآلر بي جي‪.‬‬ ‫ف��ي بداي��ة الث��ورة الس��وريّة‪ ،‬التي‬ ‫انطلق��ت ف��ي ‪ ،2011/3/15‬وحت��ى تاريخ‬ ‫‪ 2011/7/28‬لم تكن هناك مظاهر مسلحة‬ ‫في مواجه��ة التظاهرات الت��ي خرجت ضد‬ ‫النظ��ام‪ ،‬وبأعداد قليلة نوع��اً ما‪ ،‬ومناصرة‬ ‫لباقي الم��دن المنتفضة‪ .‬ب��ل كانت تخرج‬ ‫وتتف��رّق م��ن دون ح��دوث مواجه��ات أو‬ ‫إصابات‪ ،‬سوى ما يليها من اعتقاالت كانت‬ ‫تجري في الساعات المتأخرة من الليل‪.‬‬

‫تهديدات العماد علي مملوك‬

‫حض��ر العم��اد (أصب��ح برتب��ة لواء)‬ ‫عل��ي ممل��وك‪ ،‬رئي��س جه��از المخابرات‬ ‫العام��ة ف��ي س��وريّا‪ ،‬إل��ى مدين��ة دي��ر‬ ‫الزور ف��ي بداية الثورة‪ ،‬والتقى بش��يوخ‬ ‫عش��ائر المنطقة ووجهائها‪ ،‬والعديد من‬ ‫الش��خصيّات البعثيّة والمواليّة للنظام‪،‬‬ ‫وخالل تقديمه نظرة السلطة لألحداث‪ ،‬أو‬ ‫المؤام��رة الكونيّة ضد البلد‪ ،‬مرّر الكثير‬ ‫م��ن التهديدات إلى أهالي المدينة إذا هم‬ ‫وقف��وا إلى جانب الثورة‪ .‬لكن أحد ش��يوخ‬ ‫العش��ائر فاج��أ العم��اد‪ ،‬بصراح��ة فجّة‪،‬‬ ‫ب��أن العش��ائر ل��و أرادت إس��قاط النظام‬ ‫ّ‬ ‫ألس��قطته من��ذ زم��ن وبس�لاحها فقط!‬ ‫ملمّحاً إلى ضعف النظ��ام وضعف قوّته‬ ‫العس��كريّة وأس��لحته‪ .‬ولمّا سأله العماد‬ ‫ع��ن نوع األس��لحة الموج��ودة بحوزتهم‪،‬‬ ‫م��ع س��خرية واضح��ة‪ ،‬وأعداده��ا‪ ،‬أجابه‬ ‫ذلك الشيخ بأنهم يمتلكون أسلحة كثيرة‬ ‫ومختلف��ة‪ ،‬وم��ن ضمنه��ا س�لاح (م‪ .‬ط)‬ ‫المض��اد للطائرات! فضح��ك العماد علي‬ ‫ممل��وك م��ن فك��رة وج��ود س�لاح مضاد‬ ‫للطيران لدى عشائر متخلفة وأمّية‪ ،‬فما‬

‫كان من ش��خص آخر إال أن أوضح له بأن‬ ‫"الخي��ر" في عناصر األم��ن وضباطه لدى‬ ‫النظام؛ الذين يرضون بإدخال أيّ ش��يء‬ ‫للبل��د‪ ،‬مهم��ا زادت خطورت��ه أو مخالفته‬ ‫لمهامهم وللقانون‪ ،‬مقابل حصّة نقديّة‬ ‫معينة‪.‬‬

‫التماثيل�أهممنالبلدومنالب�شر‬

‫كان يوج��د ف��ي مدين��ة دي��ر الزور‬ ‫تمث��االن كبيران‪ ،‬إضاف��ة لماليين الصور‬ ‫الفسيفس��ائيّة والضوئي��ة والورقيّ��ة‬ ‫للعائلة الحاكم��ة‪ ،‬للرئيس الراحل حافظ‬ ‫األسد‪ ،‬في ساحة الرئيس‪ ،‬والبنه الراحل‬ ‫باسل األسد‪ ،‬في الساحة العامة‪.‬‬ ‫ت��مّ إس��قاط تمث��ال الباس��ل ف��ي‬ ‫تظاه��رة "الجمع��ة العظيم��ة" بتاري��خ‬ ‫‪ 2011/5/22‬ف��ي الس��احة العامّة‪ ،‬وتمّ‬ ‫مجابه��ة ذل��ك من رج��ال األم��ن بإطالق‬ ‫الن��ار في الهواء فقط‪ .‬ويٌقال إنه لم يتم‬ ‫إطالق النار عل��ى المتظاهرين‪ ،‬ومنعهم‬ ‫ألن القيادات‬ ‫من إس��قاط تمثال الباس��ل‪ّ ،‬‬ ‫األمنيّ��ة لم تك��ن تعرف‪ ،‬أو تق��دّر‪ ،‬ردّة‬ ‫الفع��ل الت��ي س��تحصل من قب��ل أهالي‬ ‫المدينة عند مقتل أحد من المتظاهرين‪.‬‬ ‫وهك��ذا بقي تمث��ال واحد ف��ي دير‬ ‫ال��زور‪ ،‬وه��و تمث��ال الرئي��س الراح��ل‬ ‫حافظ األسد‪ ،‬في س��احة الرئيس‪ ،‬وصار‬ ‫الشغل الشاغل لعناصر األمن حماية ذلك‬ ‫التمث��ال‪ ،‬كما ف��ي باقي الم��دن األخرى‪،‬‬ ‫على حس��اب حماية المواطني��ن وأمنهم‪.‬‬ ‫وكان يب��دو أن��ه م��ن المس��موح ألهالي‬ ‫دير الزور الخ��روج في التظاهرات في أي‬ ‫منطقة يشاؤون‪ ،‬ولكن مع عدم االقتراب‬ ‫من س��احة الرئيس‪ ،‬ومن تمثال الرئيس‬ ‫الراحل‪.‬‬ ‫تقع س��احة الرئيس‪ ،‬وهي نفس��ها‬ ‫ساحة السبع بحرات‪ ،‬بين أحياء الرشديّة‬ ‫وغ��ازي عيّ��اش والقص��ور والجبيل��ة‪،‬‬ ‫وتحيط بها مراكز حسّاس��ة مثل المتحف‬ ‫الوطن��ي‪ ،‬وقيادة الش��رطة العس��كريّة‪،‬‬ ‫وقي��ادة المنطق��ة الش��رقيّة للجي��ش‬ ‫والق��وّات المس��لحة‪ ،‬وف��رع المخاب��رات‬ ‫الجويّ��ة‪ ،‬وه��ي قريب��ة أيض��ًا م��ن فرع‬ ‫األم��ن العس��كريّ… لذل��ك كان يُعتبر‬ ‫إس��قاط تمث��ال حاف��ظ األس��د ف��ي تلك‬ ‫المنطق��ة المكتظ��ة عس��كريًّا وأمنيّ��اً‪،‬‬ ‫إهانة كبيرة للنظ��ام‪ ،‬ودليل ضعف لهم‪،‬‬ ‫وبالتال��ي قد ي��ؤدّي إس��قاط التمثال إلى‬ ‫زلزال يودي به��م‪ ،‬وبمراكزهم القياديّة‬ ‫ف��ي الجي��ش واألمن‪ .‬من أج��ل ّ‬ ‫كل ذلك‪،‬‬ ‫ولحس��ابات خاصّة به��ا‪ ،‬أوصلت القيادات‬ ‫األمنيّة رس��ائل إلى أهال��ي المدينة‪ ،‬من‬ ‫خ�لال المتعاملي��ن معه��م‪ ،‬وأصدقائهم‬ ‫أن‪" :‬التمثال‬ ‫من وجهاء المدين��ة‪ ،‬مفادها ّ‬ ‫لن��ا والبلد لك��م"‪ .‬بمعنى آخ��ر‪ .‬بأنهم لن‬ ‫يُطلق��وا الرص��اص عل��ى أي تظاه��رة‪،‬‬ ‫مؤيّدة للثورة وضدّ النظام‪ ،‬ش��ريطة أن‬ ‫ال تقترب من س��احة الرئيس‪ ،‬ومن تمثال‬ ‫الرئي��س‪ ،‬وبالتالي فه��م الناس‪ ،‬من هذا‬ ‫أن عدم المساس بتمثال‬ ‫العقد الشفهيّ‪ّ ،‬‬ ‫حاف��ظ األس��د يعن��ي ع��دم إط�لاق النار‬ ‫عليهم خالل التظاهرات‪.‬‬

‫خرق االتفاق وال�شهيد الأوّل‬

‫خرج��ت تظاه��رة جمع��ة "أطف��ال‬ ‫الحريّ��ة" ف��ي ح��يّ الج��ورة بتاري��خ‬

‫‪ ،2011/6/3‬وكان عدد المش��اركين فيها‬ ‫ال يتج��اوز ‪ /15000/‬متظاه��ر‪ ،‬مع العلم‬ ‫ب��أن ع��دد المتظاهري��ن قبله��ا كان ّ‬ ‫أقل‬ ‫ّ‬ ‫أن التظاه��رة‬ ‫م��ن ذل��ك بكثي��ر‪ .‬ورغ��م ّ‬ ‫كانت بعيدة عن س��احة الرئيس‪ ،‬قام أحد‬ ‫عناصر األمن العسكريّ بإطالق رصاصة‬ ‫واحدة‪ ،‬من س�لاح الكالشينكوف‪ ،‬أصابت‬ ‫الش��اب مع��اذ ركاض ف��ي عنق��ه‪ ،‬وأدّت‬ ‫لمقتله عل��ى الفور‪ ،‬فتراجع المتظاهرون‬ ‫وتفرّقوا‪ ،‬وقام األمن بسحب جثة الشاب‪،‬‬ ‫بع��د أن بقي��ت تنزف عل��ى األرض لوقت‬ ‫ليس بالقليل‪.‬‬ ‫كان له��ذه الحادثة مفعول س��حريّ‬ ‫ف��ي زي��ادة التظاه��رات‪ ،‬وزي��ادة أع��داد‬ ‫المتظاهري��ن فيه��ا بش��كل متزاي��د‪،‬‬ ‫وكذل��ك ش��كلت‪ ،‬فيم��ا بعد‪ ،‬كتيب��ة‪ ،‬ثمّ‬ ‫ل��واء‪ ،‬م��ن الجي��ش الح��رّ سُ��مّي بلواء‬ ‫مع��اذ ركاض‪ ،‬وه��و اللواء ال��ذي يتمركز‬ ‫حاليًا في محافظة دير الزور‪ ،‬وش��ارك مع‬ ‫لواء الفاروق ف��ي تحرير معبر تل أبيض‬ ‫الحدوديّ في محافظة الرقة‪.‬‬

‫ت�شييع ال�شهيد الأوّل و�شهداء جدد‬

‫قام األمن‪ ،‬في اليوم التالي الس��بت‬ ‫‪ ،2011/6/4‬بتس��ليم جث��ة الش��اب معاذ‬ ‫ركاض لذويه الذين يسكنون بالقرب من‬ ‫كليّ��ة العلوم‪ ،‬في ح��يّ العرفي‪ ،‬وتوافد‬ ‫الناس إلى هن��اك‪ ،‬وخرجت تظاهرة قدّر‬ ‫عدد المش��اركين فيها بأكثر من عشرين‬ ‫ألف مش��ارك‪ ،‬واتجهت من كليّة العلوم‪،‬‬ ‫سائرة في الش��ارع العام الذي يُعتبر من‬ ‫أط��ول وأضخم الش��وارع ف��ي مدينة دير‬ ‫الزور‪ ،‬نحو الس��احة العامة التي تمركزت‬ ‫فيه��ا‪ ،‬حيث س��بق أن تمّ إس��قاط تمثال‬ ‫الباس��ل فيه‪ .‬وخالل ذل��ك التمركز اتفق‬ ‫منظمو التظاهرة على التوجّه إلى ساحة‬ ‫الرئي��س‪ .‬وبالفع��ل غ��ادرت التظاه��رة‬ ‫الس��احة العامة واتجهت إلى ساحة السبع‬ ‫بحرات‪ ،‬وقام المتظاهرون‪ ،‬في طريقهم‬ ‫إلى هن��اك‪ ،‬بتحطيم مكات��ب ومحتويات‬ ‫ش��ركة "س��يريا تل" لالتصاالت الخلويّة‬ ‫(المملوكة من قبل رجل األعمال السوريّ‬ ‫رام��ي مخلوف قريب الرئيس الس��وري)‪،‬‬ ‫ومرّوا بقيادة المنطقة الشرقيّة للجيش‬ ‫والق��وّات المس��لحة‪ ،‬حي��ث اكتف��ى عدد‬ ‫م��ن الجن��ود‪ ،‬التابعين للقي��ادة‪ ،‬بمراقبة‬ ‫التظاه��رة والمتظاهرين م��ن دون حمل‬ ‫أي أسلحة‪.‬‬ ‫س��احة الرئيس تعتب��ر مرتفعة عن‬

‫الش��وارع والطرق التي تصبّ‪ ،‬أو تلتقي‪،‬‬ ‫فيها‪ ،‬وبالتال��ي كان بإمكان قوّات األمن‪،‬‬ ‫المتمرك��زة لحماية التمث��ال‪ ،‬مراقبة ّ‬ ‫كل‬ ‫التظاهرة من األعلى‪ ،‬والتدخل في الوقت‬ ‫المناسب‪.‬‬ ‫عن��د وص��ول مقدم��ة التظاه��رة‬ ‫إل��ى نقطة قريب��ة من الم��كان‪ ،‬قام أحد‬ ‫ضب��اط األم��ن باعتراضه��ا‪ ،‬والطلب من‬ ‫المتظاهري��ن التراج��ع ومغ��ادرة المكان‪.‬‬ ‫فق��ام أح��د الش��بّان‪ ،‬ف��ي الثالثينات من‬ ‫عم��ره‪ ،‬وهو من الس��ائرين ف��ي مقدمة‬ ‫التظاه��رة‪ ،‬بإعطاء ظهره لعناصر األمن‪،‬‬ ‫ووجه��ه للمتظاهري��ن‪ ،‬وألق��ى خطاب��ًا‬ ‫مرتج� ً‬ ‫لا وبص��وت جه��وريّ‪ ،‬طالب��اً م��ن‬ ‫المتظاهرين متابع��ة طريقهم وتحطيم‬ ‫"ألن هذا النظام لن‬ ‫تمثال حافظ األس��د‪ّ ،‬‬ ‫يفهم إال بالقوّة"‪ ،‬على حد قوله‪ .‬فتقدّمت‬ ‫التظاهرة م��ن جديد باتجاه التمثال‪ ،‬فردّ‬ ‫عليهم عناصر األمن بإطالق النار بكثافة‬ ‫ف��ي اله��واء‪ ،‬وم��ن ث��م إط�لاق الغ��ازات‬ ‫المس��يّلة للدم��وع لتفريقه��م‪ ،‬بمؤازرة‬ ‫من عناص��ر كتيبة حفظ النظ��ام؛ الذين‬ ‫هجم��وا عل��ى المتظاهري��ن وضربوهم‬ ‫بالهراوات‪ .‬وم��ن أجل تفري��ق التظاهرة‬ ‫نهائيّ��اً قام أح��د عناصر األم��ن بإطالق‬ ‫الن��ار مباش��رة عل��ى رأس الش��اب محمد‬ ‫راغب الصيّاح (في الخامس��ة والعشرين‬ ‫من عمره)‪ ،‬بينما استهدف أحد القنّاصين‬ ‫رأس الش��اب عبد المنعم الحبش��ان (في‬ ‫الثالثينات من عم��ره)‪ ،‬وهو على دراجته‬ ‫الناريّة‪ ،‬ويعتبر أحد منظمي التظاهرات‪،‬‬ ‫وأرداه قتي� ً‬ ‫لا على الف��ور‪ .‬إضافة إلصابة‬ ‫الكثير من الشبّان بجروح مختلفة‪.‬‬ ‫في مس��اء ذلك اليوم اتصل العميد‬ ‫الرك��ن جام��ع جام��ع‪ ،‬ال��ذي يحم��ل رتبة‬ ‫ل��واء اآلن‪ ،‬قائ��د األم��ن العس��كريّ ف��ي‬ ‫المنطق��ة الش��رقيّة‪ ،‬بوالد عب��د المنعم‬ ‫الحبشان‪ ،‬الذي ينتمي لعشيرة كبيرة في‬ ‫عدده��ا ومصاهراتها‪ ،‬طالب��اً منه تهدئة‬ ‫النفوس‪ ،‬وبأنه مس��تعدّ لتس��ليمه قاتل‬ ‫ابنه‪ .‬فرفض والد الش��هيد هذا العرض‪،‬‬ ‫أن مَن قتل ابنه ليس فرداً‪،‬‬ ‫مشدّداً على ّ‬ ‫وب��أن رفاقه من المتظاهرين س��يأخذون‬ ‫ّ‬ ‫ثأر‪ ،‬ابنه عاج ًال أم آج ًال‪.‬‬ ‫في الس��اعة العاشرة من صباح يوم‬ ‫األح��د ‪ 2011/6/5‬كان تش��ييّع ودف��ن‬ ‫الش��هيد معاذ ركاض‪ .‬بينما تمّ تش��ييّع‬ ‫الشهيدين الصيّاح والحبشان في الساعة‬ ‫الرابع��ة من عصر ذلك الي��وم‪ .‬وفي هذا‬ ‫التش��ييّع األخي��ر انتفضت دي��ر الزور؛ إذ‬


‫مدن الثورة ‪. .‬‬

‫مقربة �شهداء احلريّة‬

‫مفاج�أة متثال حافظ الأ�سد‬

‫االن�شقاق الأوّل‬

‫ف��ي الس��اعة الخامس��ة م��ن فج��ر‬ ‫االثني��ن ‪ 2011/6/6‬ذهبت رافعة ضخمة‬ ‫كي تزي��ل تمثال الرئي��س الراحل حافظ‬ ‫األس��د م��ن س��احة الس��بع بح��رات‪ ،‬وقد‬ ‫أش��رف على العمليّة كاملة العميد جامع‬ ‫جامع‪ ،‬وطائرة هيليوكوبتر كانت تس��اند‬ ‫المجموع��ة المكلف��ة بإزالت��ه م��ن الجو‪.‬‬ ‫وعندم��ا رب��ط التمث��ال بحب��ال معدنيّة‬ ‫والب��دء بإزالت��ه‪ ،‬انزل��ق أح��د الحبال من‬ ‫الرافع��ة وس��قط التمث��ال عل��ى األرض‬ ‫وتحط��م! وت��مّ االحتف��اظ بحط��ام ذلك‬ ‫التمث��ال‪ ،‬ال��ذي أجب��ر الثوّار الس��لمييّن‬ ‫السلطات على إزالته‪ ،‬في مستودع متحف‬ ‫دير الزور‪.‬‬ ‫أن التظاه��رات ظل��ت تخرج‬ ‫ورغ��م ّ‬ ‫بشكل أس��بوعي‪ّ ،‬‬ ‫كل جمعة‪ ،‬في الساحة‬ ‫العامة‪ ،‬وبمشاركة ال تقل عن ‪/000 ،50/‬‬ ‫بأن‬ ‫أن ش��باب الثورة شعروا ّ‬ ‫مش��ارك‪ ،‬إال ّ‬ ‫غضب الشارع قد خفّ بعد إزالة التمثال‪،‬‬ ‫فب��دأ ش��باب الث��ورة يُفك��رون بمب��ادرة‬ ‫جديدة‪ ،‬لض��خّ التجديد ف��ي التظاهرات‪،‬‬ ‫وزي��ادة ضغطه��ا ف��ي إس��قاط النظ��ام‬ ‫نفس��ه‪ .‬ومن��ذ التح��اق الش��باب برك��ب‬ ‫الثورة الس��وريّة‪ ،‬كانت تُقابل ّ‬ ‫كل بادرة‬ ‫جديدة من شباب الثورة بعنف متزايد من‬ ‫السلطات‪.‬‬

‫اعت�صام جامع عثمان بن عفان‬

‫كان��ت الب��ادرة الجدي��دة من ش��باب‬ ‫الث��ورة ه��ي الدع��وة العتصام مس��ائيّ‬ ‫دائم في الس��احة المقابل��ة لجامع عثمان‬ ‫بن عفان بعد انتهاء صالة العشّاء‪.‬‬ ‫ط��وال األي��ام الثالث��ة األول��ى‪،‬‬ ‫لالعتص��ام المذك��ور‪ ،‬كان عناصر األمن‬ ‫يتواج��دون‪ ،‬ف��ي س��يّاراتهم بعيّ��داً عن‬ ‫م��كان االعتصام‪ .‬ولكن ف��ي اليوم الرابع‬ ‫ت��مّ الهج��وم من قب��ل ش��بيحة النظام‪،‬‬ ‫الذي��ن كان��وا مس��لحين بالمسدس��ات‬ ‫والعصيّ والسكاكين‪ ،‬لتفريق االعتصام‬ ‫أن أولئك الش��بيحة تعرّضوا‬ ‫بالق��وّة‪ .‬إال ّ‬ ‫للض��رب المب��رّح من قب��ل المعتصمين؛‬

‫ف��ي جمع��ة الش��يخ صال��ح العل��ي‬ ‫بتاري��خ ‪ 2011/6/17‬خرج��ت تظاه��رة‬ ‫مؤلفة من أكثر من س��بعين ألف مواطن‪،‬‬ ‫وجاب��ت كالعادة ش��وارع المدينة‪ ،‬وعندما‬ ‫مرّت من أمام مقرّ الهجّانة‪ ،‬إدارة تجنيد‬ ‫المنطقة الش��رقيّة‪ ،‬هت��ف المتظاهرون‬ ‫ب��أن "الش��عب والجي��ش يد واح��دة"‪ ،‬مع‬ ‫ّ‬ ‫ب��أن "الش��عب يري��د‬ ‫الهت��اف التاريخ��يّ ّ‬ ‫إسقاط النظام"‪ .‬خرج من البوّابة الكبيرة‬ ‫للهجّانة ضاب��ط‪ ،‬برتبة مالزم أوّل‪ ،‬غير‬ ‫مسلح‪ ،‬مع خمسة من العناصر المسلحين‬ ‫بس�لاح الكالش��ينكوف‪ .‬وعندم��ا م��رّت‬ ‫مجموعة م��ن المتظاهرين يحملون علمًا‬ ‫كبي��راً‪ ،‬رس��ميًّا‪ ،‬أعط��ى الضاب��ط إيعازاً‬ ‫لعناص��ره باالس��تعداد‪ ،‬وم��ن ث��مّ بأداء‬ ‫التحيّة العس��كريّة؛ حيث ظل��وا مؤدّين‬ ‫التحيّة حتى مرور نهاي��ة التظاهرة‪ ،‬فما‬ ‫كان م��ن المتظاهري��ن إال أن هتفوا "اهلل‬ ‫محييّ الجي��ش"‪ ،‬قب��ل أن يتبناها موالو‬ ‫النظام في مسيراتهم المضادّة‪.‬‬ ‫ف��ي ه��ذه األثن��اء ج��اءت س��يارتان‬ ‫ممتلئت��ان بالجن��ود المس��لحين‪ ،‬تابع��ة‬ ‫لألمن العسكريّ‪ ،‬وفتحت البوابة الكبيرة‬ ‫للهجّان��ة م��ن جديد‪ ،‬لتخرج منها س��يارة‬ ‫عسكريّة‪ ،‬يُعتقد أن مديرها كان قد خرج‬ ‫في تلك الس��يّارة‪ ،‬ثم دخلت الس��يارتان‬ ‫بع��د أن طلب��ت م��ن الضاب��ط وعناصره‬ ‫الدخول إل��ى داخ��ل إدارة الهجّانة‪ .‬وبعد‬ ‫إغالق الباب من جديد‪ ،‬سُمع‪ ،‬بعد مدة ثلث‬ ‫س��اعة إطالق نار داخل الهجّانة‪ ،‬يشتبه‬ ‫في أنه ت��مّ تصفية الضاب��ط وعناصره‬ ‫الخمس��ة ميدانيّ��اً رميًا بالرص��اص‪ ،‬وإذا‬ ‫صدق هذا التوقع‪ ،‬ونس��بته كبيرة‪ ،‬يكون‬ ‫قد تمّ القضاء على أول انشقاق كان من‬ ‫الممكن حدوثه في الجيش‪.‬‬

‫�شهيدان جديدان… ودير‬ ‫الزور تنتف�ض‬

‫عندم��ا دخل��ت س��يّارتا األم��ن‬ ‫العس��كريّ‪ ،‬والضاب��ط وعناص��ره‬

‫اعت�صام املدجلي للث ّوار وخيمة‬ ‫امل�ؤيّدين‬

‫قرّر شباب الثورة طرح بادرة جديدة‪،‬‬ ‫مشابهة لبادرة سابقة تمّ إنهاؤها بقوّة‬ ‫الس�لاح‪ ،‬وه��ي اعتص��ام مس��ائيّ دائم‬ ‫ف��ي س��احة المدلج��ي؛ حيث ت��مّ تجهيز‬ ‫الم��كان بأجه��زة الص��وت والكراس��ي‪،‬‬ ‫وتقديم مقطوعات غنائيّة وموس��يقيّة‪،‬‬ ‫تمجّد الث��ورة‪ ،‬مع عرض لقط��ات فيديو‬ ‫لتظاهرات المدينة والمدن األخرى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وظل هذا االعتصام مستمرّاً بشكل‬ ‫يوميّ‪ ،‬وبمشاركة ال ّ‬ ‫تقل عن ‪/000 ،30/‬‬ ‫مش��ارك‪ ،‬إل��ى تاري��خ ‪ 2011/7/28‬وهو‬ ‫تاريخ بدء العصيان المدنيّ‪.‬‬ ‫على بعد ّ‬ ‫أقل من كيلومتر من مكان‬ ‫االعتص��ام الخاص بالث��وّار‪ ،‬أقام مؤيدو‬ ‫النظ��ام‪ ،‬م��ن البعثييّ��ن والمس��تفيدين‬ ‫واألم��ن والجي��ش‪ ،‬خيم��ة خمس��ة نجوم‬ ‫لتبجيل القائد والهتاف بحياته‪ ،‬وكان يتمّ‬ ‫إطع��ام الن��اس هناك وتس��ليتهم بوجود‬ ‫مطربين وراقصات‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫هن��اك تفصي��ل ال ب��دّ م��ن المرور‬ ‫عليه؛ ففي صباح التش��ييّع ظهر شخص‬ ‫اسمه قيصر آصف هنداوي‪ ،‬سيصبح فيما‬ ‫بعد نائب رئيس المجلس العسكري وقائد‬ ‫ل��واء درع الف��رات في الجيش الس��وريّ‬ ‫الحرّ‪ ،‬وقال ألهالي الش��هداء الثالثة بأنه‬ ‫يمتل��ك قطعة أرض في منطقة المقابر‪،‬‬ ‫مس��احتها ثمانية دونمات‪ ،‬وبأنه تبرع بها‬ ‫لتكون مدفنًا لش��هداء التظاهرات‪ ،‬وبأنه‬ ‫س��يقوم بوض��ع س��ور للمقب��رة‪ ،‬ووضع‬ ‫الفت��ة كبي��رة س��يُكتب عليه��ا‪ ":‬مقب��رة‬ ‫ش��هداء الحريّة"‪ .‬فوافق أهالي الش��هداء‬ ‫على دف��ن ش��هدائهم في تل��ك المقبرة‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫بع��د انتهاء دفن الش��هيدين حصلت‬ ‫حادثت��ان مختلفت��ان‪ :‬تتمث��ل األولى في‬ ‫ذه��اب ‪ /5000/‬م��ن المتظاهري��ن إل��ى‬ ‫مش��فى "الن��ور" الخ��اص‪ ،‬حي��ث عول��ج‬ ‫الجرح��ى‪ ،‬عل��ى حس��اب إدارة المش��فى‪،‬‬ ‫وجلس��وا أم��ام واجهة المش��فى‪ ،‬وردّدوا‬ ‫هتافات وش��عارات تحيّ��ي موقف صاحب‬ ‫المشفى وأطبائه من جهة‪ ،‬وتدعو األطباء‬ ‫إل��ى االلتحاق بالثورة كأطب��اء أحرار‪ ،‬من‬ ‫جهة أخرى‪.‬‬ ‫هذه اللفتة من مشفى النور الخاص‪،‬‬ ‫ومن االعتراف بالجميل من ش��باب الثورة‬ ‫ب��دور األطباء‪ ،‬س��ارعت في ص��دور بيان‬ ‫تضامني من أطب��اء دير الزور مع مطالب‬ ‫الثورة‪ ،‬وحقوق الش��عب ف��ي الحريّة‪ ،‬مع‬ ‫التعهّ��د بمعالجة كل اإلصاب��ات التي قد‬ ‫تحدث في التظاهرات مجاناً وعلى حساب‬ ‫أصح��اب المش��افي األربعة الذي��ن وقعوا‬ ‫عل��ى هذا البي��ان؛ وهم أصحاب مش��فى‬ ‫النور ومش��فى السعيد ومشفى السّاعي‬ ‫ومشفى السيّد‪.‬‬ ‫اس��تمرّ ذلك المش��هد أمام مشفى‬ ‫النور الخ��اص ما يُق��ارب السّ��اعة‪ ،‬ثمّ‬ ‫توجّه أولئ��ك المتظاهرون إلى الس��احة‬ ‫العام��ة‪ ،‬حيث تمّ س��ابقًا إس��قاط تمثال‬ ‫الباس��ل فيه ووضع سارية عالية بد ًال منه‬ ‫تنتهي بعلم ضخ��م للجمهوريّة العربيّة‬ ‫الس��وريّة‪ ،‬فقاموا بإنزال العلم الرسميّ‬ ‫ورفع علم االس��تقالل ب��د ًال منه؛ حين لم‬ ‫يك��ن هذا العلم قد انتش��ر بعد‪ ،‬بش��كل‬ ‫كبير في التظاهرات التي كانت تخرج ّ‬ ‫كل‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫ش��ارك ف��ي التش��ييّع أكثر م��ن مئة ألف‬ ‫شخص‪ ،‬من داخل المدينة وريفها‪.‬‬ ‫خ�لال التش��ييّع ل��م تك��ن هن��اك‬ ‫أي مظاه��ر أمنيّ��ة؛ فق��د انس��حب رجال‬ ‫األم��ن من ّ‬ ‫كل م��كان في المدين��ة‪ ،‬فيما‬ ‫ع��دا دوريّة واحدة بقي��ت كحامية لتمثال‬ ‫الرئيس‪ ،‬إلى داخل الفروع والثكنات‪.‬‬

‫يوم جمعة‪.‬‬ ‫أمّ��ا الحادث��ة الثاني��ة فكان��ت ف��ي‬ ‫اجتم��اع العمي��د جام��ع جام��ع م��ع وجهاء‬ ‫مدين��ة دي��ر ال��زور‪ ،‬مس��اء ذل��ك اليوم‪،‬‬ ‫والطلب منه��م التدخل لتهدئة الش��باب‪،‬‬ ‫ومنعه��م من الخروج في تظاهرات "ضدّ‬ ‫أن وجهاء المدينة ردّوا بأنهم‬ ‫الوطن"‪ .‬إال ّ‬ ‫وجه��اء البل��د صحيح ولكنه��م ال يملكون‬ ‫البلد‪ ،‬وال يستطيع أحد منهم التأثير على‬ ‫ق��رار الش��باب الثائرين في الخ��روج في‬ ‫التظاهرات من عدمه‪.‬‬

‫بس��بب تعاظ��م أع��داد المعتصمي��ن من‬ ‫ف��ور س��ماع األهال��ي بتدخ��ل الش��بيحة‬ ‫واعتدائه��م عل��ى المعتصمي��ن‪ .‬وم��ع‬ ‫تك��رار تعرّض الش��بّيحة للض��رب قرّر‬ ‫األمن التدخل بعناصره المس��لحة إلنهاء‬ ‫االعتصام بالقوّة‪ .‬ونجح في ذلك‪.‬‬ ‫أن ش��باب الث��ورة ردّوا بمب��ادرة‬ ‫إال ّ‬ ‫جديدة؛ وهي االعتصام المستمرّ‪ ،‬ولكن‬ ‫المتنقل من س��احة ألخرى؛ فكان في ّ‬ ‫كل‬ ‫مس��اء هن��اك اعتص��ام ولكن ف��ي مكان‬ ‫يتغيّر كل يوم‪.‬‬

‫الخمس��ة‪ ،‬إل��ى داخ��ل الهجّان��ة‪ ،‬ق��ام‬ ‫ع��دد م��ن المتظاهرين بتكس��ير اللوحة‬ ‫الس��يراميكية الكبي��رة‪ ،‬لحاف��ظ األس��د‬ ‫وولديه باس��ل وبشار األس��د‪ ،‬والتي تقع‬ ‫مقابل الباب الرئيس��يّ لقي��ادة الهجّانة‪،‬‬ ‫وأثناء تكس��ير اللوحة سُ��مع إطالق النار‬ ‫داخ��ل الهجّانة‪ ،‬ثمّ ق��ام قناص بقنص‬ ‫وقتل ّ‬ ‫كل من الشّ��ابين حسّ��ان الدخول‬ ‫وعم��ر خراب��ة‪ .‬فانس��حبت التظاهرة مع‬ ‫جثماني الشهيدين إلى منازل ذويهما‪.‬‬ ‫في الس��اعة الرابعة من عصر اليوم‬ ‫التالي الس��بت كان التش��ييّع‪ ،‬وانتفضت‬ ‫دير الزور من جدي��د؛ لتخرج في تظاهرة‬ ‫تش��ييع ش��ارك فيها أكثر م��ن مئتي ألف‬ ‫مش��يّع‪ ،‬وتمّ م��لء أرب��ع دوّارات‪ ،‬كليّة‬ ‫العل��وم والمدلج��ي والد ّل��ة والمقاب��ر‪،‬‬ ‫وأرب��ع أوتوس��ترادات‪ ،‬البوس��رايا ون��ادي‬ ‫الضباط وبور س��عيد واالنطالق القديم‪،‬‬ ‫وش��اركت فئات للمرّة األول��ى؛ كاألطباء‬ ‫األح��رار بلباس��هم األبي��ض‪ ،‬والمحامين‬ ‫األح��رار بثوب المرافعات‪ ،‬ودكاترة جامعة‬ ‫الف��رات الخاصّ��ة‪ ،‬وتجمّع الش��يوعييّن‬ ‫األحرار‪ ،‬إضافة ألعداد كبيرة من النس��اء‬ ‫والشيوخ‪.‬‬ ‫وبس��بب الجوّ الحارّ ال��ذي تتمتع به‬ ‫مدين��ة دير ال��زور‪ ،‬كمدين��ة صحراويّة‪،‬‬ ‫ف��ي ذل��ك الوق��ت م��ن الس��نة‪ ،‬كان��ت‬ ‫النسوة يرشش��ن المتظاهرين بخراطيم‬ ‫المي��اه م��ن الش��رفات‪ ،‬إضاف��ة للزغاريد‬ ‫ورمي الس��كاكر والش��وكوالتة‪ ،‬إلنعاش‬ ‫المتظاهرين من القيظ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫الإ�ضراب ال�شامل وتغيري املحافظ‬ ‫ودخول اجلي�ش‬

‫مشاركات سوريتنا ‪. .‬‬

‫�شـــمـــ�س‬

‫أدونيس حيدر‬

‫كرياح معدنيّةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫باردةٍ وصلبة‪،‬‬ ‫الوفاض‬ ‫هبّت خالية‬ ‫ِ‬ ‫في عق ِر دا ِر الياسمين‪..‬‬ ‫لم تكن كما صُوّرت‬ ‫في رسوماتِ الدّه ِر‪.‬‬ ‫لم تكن حقيقة‪..‬‬ ‫متشظياً‬ ‫كانت رماداً‬ ‫ّ‬ ‫نار افتراضيّةٍ‬ ‫من ٍ‬ ‫هبّت مستعر ًة‬ ‫في صد ِر إبليس‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫تراقصتِ العقاربُ‬ ‫الغسق‪.‬‬ ‫في ساعةِ‬ ‫ِ‬ ‫تمايلتْ تضاريسُ الخريفِ‬ ‫أصقاع اّ‬ ‫اللمكان‪..‬‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الشّمال‬ ‫سقط‬

‫الجنوب‬ ‫في مؤامرةِ‬ ‫ِ‬ ‫فاستعرَ الوسط‪..‬‬ ‫قفز الفراتُ‬ ‫َ‬ ‫النّيل‬ ‫و عانق‬ ‫ليضيّقَ الخناقَ‬ ‫على من أرادوا زُرقتَه‪..‬‬ ‫تخاذلتِ األرضُ عن دورا ِنها‬ ‫و توقفتْ عند نقطةٍ في مسا ِرها‬ ‫لتستريح‪..‬‬ ‫أومأتْ للكونِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الكون‬ ‫فاستيقظ‬ ‫من سباتِهِ األبديّ‬ ‫فتراجعَ األبدُ‬ ‫عن جملةٍ قالها في البَدء‪..‬‬ ‫ليعتلي منبرَ الوجودِ‬ ‫و يصيح في كائناتِهِ‬ ‫في البد ِء‪ ..‬كانت درعا‪..‬‬ ‫عمل للفنان يوسف عبدلكي‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫ازدادت أع��داد المش��اركين ف��ي التظاه��رات‬ ‫بش��كل الف��ت؛ ووصلت ألكث��ر من خمس��مئة ألف‬ ‫متظاه��ر‪ ،‬تزامناً مع تظاهرات س��احة العاصي في‬ ‫حماه‪ ،‬في جمعة أحفاد خالد بن الوليد وجمعة ارحل‪.‬‬ ‫وهذا م��ا أدّى إلى ازدياد غضب الس��لطات األمنية‬ ‫المحليّة‪ ،‬وكذلك سلطات العاصمة دمشق‪.‬‬ ‫ف��ي ي��وم الخمي��س ‪ 2011/7/21‬تم تنفيذ‬ ‫إضراب شامل ناجح في مدينة دير الزور‪ ،‬تضامنًا‬ ‫م��ع ث��وّار حم��ص المحاصري��ن ف��ي مدينتهم‪،‬‬ ‫فأقفل��ت كاف��ة المح�لات والم��دارس واإلدارات‬ ‫العام��ة…‪ ،‬ون��زل عناص��ر األم��ن العس��كريّ‬ ‫إل��ى الش��وارع‪ ،‬وقامت بتكس��ير أقف��ال المحالت‬ ‫وواجهاتها‪ ،‬وأش��رف على ذلك الل��واء جامع جامع‬ ‫الذي قتل أحد األش��خاص‪ ،‬م��ن عائلة زمزم‪ ،‬في‬ ‫الشارع بمسدسه الشخصي‪.‬‬ ‫ت��مّ إعف��اء محاف��ظ دي��ر ال��زور حس��ين‬ ‫عرنوس‪ ،‬الذي كان يلعب دوراً جيّداً ونش��طاً في‬ ‫تهدئ��ة الش��ارع‪ ،‬والتدخل لدى القي��ادات األمنيّة‬ ‫لتخفي��ف عنفها ض��دّ المتظاهري��ن‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫يومي��ن فقط م��ن اإلض��راب الش��امل؛ وتعييّن‬ ‫الس��يّد سمير الش��يخ محافظًا جديداً لدير الزور‪،‬‬ ‫وهو مدير س��جن عدرا سابقاً‪ .‬وفي أوّل تصريح‬ ‫ل��ه‪ ،‬لمن التق��اه من وجهاء المدين��ة‪ ،‬هدّد بقتل‬ ‫ّ‬ ‫كل المعتصمين في ساحة المدلجي‪ ،‬إذا لم ينهوا‬ ‫اعتصامهم‪ ،‬وبأنه س��يحرث تلك الس��احة ويقلب‬ ‫عاليها سافلها‪.‬‬ ‫ف��ي تل��ك األثناء ب��دأ ترويج اإلش��اعات في‬ ‫بأن األم��ن س��يُهاجم الح��ارات‪ ،‬ويقتل‬ ‫الش��ارع ّ‬ ‫ويعتق��ل وينتهك األعراض‪ ،‬فم��ا كان من أهالي‬ ‫ّ‬ ‫كل حيّ سوى وضع حواجز‪ ،‬من إطارات وأخشاب‬ ‫وحجارة‪ ،‬في مداخل الحارات‪ ،‬وحراستها من قبل‬ ‫شبّان مسلحين بالس��كاكين‪ ،‬وبنادق صيد على‬ ‫أكبر تقدير‪.‬‬ ‫األم��ن‪ ،‬من جهته‪ ،‬ق��ام بافتعال اش��تباكات‬ ‫وهميّ��ة‪ ،‬م��ن تاري��خ ‪ ،2011/7/28‬وه��و‬ ‫تاري��خ انته��اء اعتص��ام المدلجي‪ ،‬وحت��ى تاريخ‬ ‫‪ ،2011/8/1‬ف��ي ح��يّ الج��ورة‪ ،‬وإش��اعة وجود‬ ‫عصابات مس��لحة في مدينة دير الزور‪ ،‬وبالتالي‬ ‫إباحة اجتي��اح الجيش للمدينة‪ ،‬كما جرى في ّ‬ ‫كل‬ ‫المدن السوريّة المنكوبة‪ ،‬بحجّة وجود نداء من‬ ‫األهالي للجيش بدخول المدينة وتخليصهم من‬ ‫العصابات اإلرهابيّة المسلحة‪.‬‬ ‫االقتحام الحقيقي للجيش إلى المدينة كان‬ ‫في ي��وم األحد ‪ ،2011/8/7‬عندم��ا جاءت ‪/356/‬‬ ‫مدرّع��ة ودبابة‪ ،‬دخل منها إل��ى األحياء الداخلية‬ ‫‪ /80/‬مدرّع��ة‪ .‬ومن��ذ ذل��ك التاري��خ وحت��ى يوم‬ ‫‪ 2011/8/14‬قتل أكثر من ‪ /184/‬شخصًا في دير‬ ‫الزور‪ ،‬واعتقل ما يُقارب ‪ /25000/‬شخص‪.‬‬

‫الكتيبة املقاتلة الأوىل و�ضرب‬ ‫احلواجز‬

‫م��ع تزاي��د العنف م��ن قبل األم��ن‪ ،‬ودخول‬ ‫الجي��ش‪ ،‬ب��دأ ض��رب الحواجز عن طري��ق أفعال‬ ‫فرديّة‪ ،‬ومنها ما قام به الش��هيد الش��اب "مرعي‬ ‫الحس��ن"؛ فقد ركب خلف صدي��ق له على دراجة‬ ‫ناري��ة‪ ،‬معطيًا ظهره للس��ائق‪ ،‬وقتل بمسدس��ه‬ ‫الش��خصيّ خمس��ة عناص��ر أمنيّة عل��ى حاجز‬ ‫الدلة‪ ،‬في مدخل المدينة‪ ،‬في يوم "جمعة الصبر‬ ‫والثب��ات"‪ ،‬وقُتِل أيض��ًا مرعي الحس��ن‪ ،‬وأصيب‬ ‫صديقه برصاصة في س��اقه‪ ،‬ال��ذي تمّ اعتقاله‬ ‫ث��م اختف��ى من��ذ تاريخ تنفي��ذ العمليّ��ة بتاريخ‬ ‫‪ 2011/8/26‬وحتى اآلن‪.‬‬ ‫ه��ذه العمليّ��ة كان��ت الفاتح��ة لتش��كيل‬ ‫مجموعات صغيرة‪ ،‬من ست دراجات ناريّة‪ ،‬تقوم‬ ‫بض��رب الحواجز بالديناميت أو الرصاص‪ ،‬إلى أن‬ ‫تمّ تش��كيل أوّل كتيبة مس��لحة ف��ي دير الزور‬ ‫تحمل اس��م "كتائب محمّد"‪ ،‬ف��ي ‪،2012/1/27‬‬ ‫بقي��ادة طالب الدكت��وراه في اللغ��ة اإلنكليزيّة‪،‬‬ ‫وم��درّس األدب اإلنكلي��زيّ في جامع��ة الفرات‬ ‫الخاصة‪ ،‬الشهيد خليل البورداني‪.‬‬ ‫نشر في ملحق نوافذ – جريدة المستقبل‬ ‫اللبنانية ‪2012 / 12 / 23‬‬

‫بهجة الأفراح بانعتاق الأرواح‬ ‫سامر الحموي‬ ‫عندما تدق الس��اعة حثيثاً‪ ،‬تتزاحم الدقات‪ ..‬وتهفو األرواح‪ ،‬تدق الساعة دقة واحدة‪ ،‬ليست كغيرها إلى األبد‪ ،‬حسب‬ ‫توقي��ت العال��م العلوي‪ ،‬تدق بيان س��قوط الطاغوت‪ ،‬تقفز األطفال من أماكنها‪ ،‬الناس أش��تات ف��ي أنحاء األرض تمجد‬ ‫الف��رح‪ ،‬اإلنس��انية مزهوة‪ ..‬قواف��ل العائدين مع الصباح ال تهدأ‪ ،‬كم هي لحظات فارقة‪ ،‬ترتس��م في كل مكان بش��عور‬ ‫مختلف‪ ،‬تطلع الش��مس من جديد على من احتجب خلفها‪ ،‬تش��رق على غصن ناعم على قبر‪ ،‬تحرك الرياح معها الغصن‬ ‫الطري‪ ،‬لتثير الذكريات واألحزان من جديد‪ ،‬ال‪ ..‬ال‪ ..‬فالكل مزهو حتى س��كان القبور‪ ..‬هنالك ش��جر يزرع وهنا مدرس��ة‬ ‫تش��يد‪ ،‬هن��ا مترجم وآخر فنان‪ ..‬إنها ألوان قوس قزح ترتس��م تش��ق غيوم الس��ماء بألوانها‪ ..‬تنطل��ق ضحكات األطفال‬ ‫وال��ورود والمياه والحياة‪ ،‬لترس��م بلداً من جديد‪ ،‬بألوان الحب والس��عادة والوئام‪ ،‬إنها س��وريا الجدي��دة‪ ،‬حمص الجديدة‪،‬‬ ‫حماة الجديدة‪ ،‬دمشق الجديدة‪ ..‬مولود جديد يحيا باألمل والبشرى والفرح‪ ،‬ال مكان فيها سوى للحب واالنعتاق والعبودية‬ ‫للواحد األحد‪ ،‬من له القدر والجاه والمنة‪..‬‬


‫جمال منصور‬

‫[ع فكرة‪ ،‬هالحادثة‬ ‫صايرة مع أكتر من حدا من رفقاتي‪ ،‬بجيلي‬ ‫ الجيل يللي وعي بالتمانينات ‪-‬‬‫وبتحكي كتير‬ ‫عن كيف كنا‪ ،‬ووين‪،‬‬ ‫وعن كيف صرنا‪ ،‬ووين‪].‬‬

‫سيامند حسين‬ ‫(يوميات ومشاهدات) ‪ 12‬كانون األول ‪2012‬‬

‫***‬

‫بالصف األول ابتدائي‪،‬‬ ‫بأول الحصة‪ ،‬بتفوت اآلنسة بتسلم ع التالميذ‪ ،‬وبتقول‪:‬‬ ‫"يا أوالد‪،‬‬ ‫يللي فيكون مسيحي‪،‬‬ ‫يوقف ‪ -‬مشان يروح ع حصة الديانة المسيحية!!"‬ ‫وبيقوموا بيوقفوا نص الطالب‬ ‫رفقاتو بالصف واللعب‪.‬‬ ‫بيقوم وبدو يوقف معهون ليقوم‪،‬‬ ‫بس بيشوف نص رفقاتو التانيات‪ ،‬قاعدين‪.‬‬ ‫بيقوم بيبقى قاعد‪.‬‬ ‫بيرد نفس الشي بيصير‪ ،‬مع رفقاتو المسلمين‪.‬‬ ‫بيتلبك‪ ،‬وبيبقى قاعد‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كانت عقارب س��اعة الحائط تُشير إلى الس��ابعة تماماً عندما استيقظتْ في الصباح على‬ ‫عل��و منخفض فوق حيّها‬ ‫م��دو لطائرة الميغ الحربية الت��ي اخترقت جدار الصوت على ٍ‬ ‫ضجي��ج ٍ‬ ‫ف��ي قلب العاصم��ة‪ .‬كانت المقاتلة‪ ،‬التي س��تأخذني الحقاً ف��ي رحلة مع الذاك��رة إلى المتحف‬ ‫الحرب��ي عندما زرت��ه للمرة األولى قبل ما يقرب العش��رين عام��ًا‪ ،‬تخزقُ ه��وا َء المدينة ً‬ ‫جيئة‬ ‫يس��قط فيها أُناسٌ نصبَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫مصادفة منازلهَم‬ ‫الق��درُ‬ ‫وذهاب��ًا وكأنها تخيط ش��بكة صيدٍ‪ ،‬كان‬ ‫ظالل خيوطِها الدخانية‪ .‬عادت لتحاول النوم مجدداً بعد أن ابتعد الغول الروس��يّ الطائر‪.‬‬ ‫تحت ِ‬ ‫بعده��ا بس��اعتين لم ترغب في أن ينتهي المن��ام الذي رأته‪« :‬كانت مقاتل�� ٌة تحوم عاليًا لبضع‬ ‫ً‬ ‫معلقة في الهواء وكأن الطيّار كان‬ ‫دقائ��ق فوق بيتها الذي كانت جدرانه ترتجّ بعنفٍ‪ ،‬وتق��ف‬ ‫ُ‬ ‫تتح��وّل إلى طائرة ورقية حمراء‪ ،‬وأبعد قلي ًال‬ ‫يبح��ث عن عينيها خلف النافذة؛ ثم عندما تبتعدُ‬ ‫تنقسم فجأ ًة إلى عشر طائرات ورقية صغيرة لتغيب شيئاً فشيئاً وراء المجال األقصى لرؤيتها»‪.‬‬ ‫لقد اعتاد الناس على أصوات القذائف واالنفجارات‪ ،‬أما أصوات الرصاص فما عادتْ تُخيف‬ ‫أن س��عاد لم تتأقلم بعد مع أصوات الغارات الجوية‪ ،‬وكانت ماتزال تنكمش‬ ‫حتّى العصافير‪ .‬إال ّ‬ ‫ً‬ ‫متشنجة وخائفة‪ .‬زوجة عميّ التي ترمّلت وهي‬ ‫على نفس��ها وهي تضغط بيديها على أذنيها‬ ‫أن غيّب ُ‬ ‫حبل االنتحار رجُله��ا عن عيون أطفالها الناعمة‪ ،‬كانت أيضًا تغلق‬ ‫ماتزال ش��ابّة‪ ،‬بعد ّ‬ ‫أُذنيه��ا كلم��ا مرّ س��ربٌ من طائ��رات الميغ في ذلك الي��وم الذي اصطحبني في��ه عمّي برفقة‬ ‫عروس��ه لزيارة المتحف الحربيّ في دمش��ق‪ ،‬كان يصادف ذكرى حرب تش��رين «التحريرية»‪.‬‬ ‫***‬ ‫كانت المرّة األولى التي أرى فيها مدافع وآليات عس��كرية وطائرات حقيقيّة‪ .‬كنت أقرأ باهتمام‬ ‫بيصل األب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لوحات الشُّ��روح التي خُط��تْ بدهان أبيض على صفائح معدنية س��وداء‪ .‬أعجبتني واحد ٌة عن‬ ‫بيق��وم المدي��ر بيعاتب��و‪ ،‬إنو "يا أخي‪ ،‬قولولو ش��و دينو الول��د ‪ -‬ما بيصير‬ ‫دفت��ر ذي ورق أصفر كنت أحمله في‬ ‫على‬ ‫المعلومات‬ ‫تل��ك‬ ‫أدوّن‬ ‫ورحت‬ ‫ضخم‬ ‫فرنس��يّ‬ ‫مدف��ع‬ ‫ٍ‬ ‫هيك!!"‬ ‫كيس نايلون‪ :‬العيار‪ٍ ،‬المدى المجدي‪ ،‬الوزن‪ ...،‬وأدهش��تني سماكة الحديد في الدبابات وأحجام‬ ‫بيرد عليه األب "وإنتو ‪ -‬شو دخلكون إنتو؟؟"‬ ‫البراغي الضخمة المس��تعملة‪ .‬ثم وف��ي غفلة من الزوجين لبّيتُ رغب��ة فطريّة باغتتني في‬ ‫أن‬ ‫بيرد المدير "يا إس��تاذ‪ ،‬مو مش��ان ش��ي ‪ -‬مش��ان يعرف دينو الولد؛؛ يعني‪ ،‬العب��ور من تحت الس��ياج وصعود الدباب��ة لتقصّي ما في داخلها عبر طاقته��ا المفتوحة‪ ،‬إال ّ‬ ‫مشان دروس الديانة ع األقل!!"‬ ‫ً‬ ‫صرخ��ة أطلقها أح��د الحرّاس‪ ،‬وكان من المجنّدي��ن الذين يخدمون ف��ي المتحف‪ ،‬جعلتْ يدي‬ ‫وبيسأل المدير "إنتو شو دينكون‪ ،‬إستاذ؟؟"‬ ‫ً‬ ‫خائبة على السلس��لة المعدنية الباردة‪ .‬من الطرف اآلخر ص��اح عميّ بصوته األجشّ‬ ‫تتجمّ��د‬ ‫كل‪ ،‬المُتثاقِ��ل‪« :‬تع��ال ورَ الطائرات هنا‪ ،‬فهي حقيقية وبإمكانك استكش��افها عن قرب»‪ .‬أذكر أن‬ ‫بي��رد األب "بالبيت ما منعلمهون إال إنو كل الناس إخوة‪ ،‬مهما كانوا‪ .‬ع ٍ‬ ‫نحنا مسلمين‪".‬‬ ‫الدخول كان مجانياً احتفا ًء بالمناس��بة‪ ،‬وكان يغلب على الزوّار عساكر جاؤوا بهم من ثكناتهم‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫غاب��ر فاتَهُم‪ ،‬فاحتفظتْ به‬ ‫انتصار‬ ‫على‬ ‫نظرة‬ ‫فيه��ا‬ ‫ون‬ ‫يُلق‬ ‫فرصة‬ ‫لينالوا‬ ‫مي��ن‬ ‫مرغ‬ ‫البعي��دة‬ ‫***‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫المصفح المغروس��ة في التراب‬ ‫بعض الخوذ والجعبات التي اغتُ ِنمت‪ ،‬ورسّ��خته أطنان الحديد‬ ‫هالشي كان‪ ،‬من تالتين سنة موجود ببلدنا‪،‬‬ ‫الرطب‪ ،‬حيث كان العش��ب العنيد يجدُ من حولها الطريق إلى الس��طح‪ .‬في زيارتي الثانية أثناء‬ ‫بالشام‪،‬‬ ‫س��نوات الجامع��ة حيث ذهب��تُ ألرى ما لم تره عينا الطفل الذي كنتُ قبل اثنتي عش��رة س��نة‬ ‫بالتحديد‪.‬‬ ‫نة‬ ‫والس‬ ‫المسلمين‪،‬‬ ‫بعيَل‬ ‫ِ‬ ‫وقتذاك‪ ،‬س��خرتُ كثيراً من طائرات الخُردة المعروضة ّ‬ ‫وتذكرت ابتس��امة عمّيَ الحدّاد عندما‬ ‫كانت الناس مؤمنة قول وفعل‪ ،‬قبل ما يخرب هالنظام الكلب كل شي‪،‬‬ ‫أجابن��ي عل��ى س��ؤالي الفضولي عن س��ماكة المعدن‪« :‬إنه��ا مصنوعة من تن��ك رقيق‪ ،‬وهذه‬ ‫بإنو "الدين هلل‪ ،‬والوطن للجميع‪".‬‬ ‫اإلعوجاج��ات ف��ي هيكلها ندباتٌ تركته��ا َلكمات الري��ح القوية»‪ .‬لع ّلني في قرارة نفس��ي‪ ،‬لم‬ ‫***‬ ‫أن تلك الطائرات كانت تستطيع خوض معارك؛ كانت بالنسبة لي أشبه بطائراتٍ‬ ‫أصدق آنذاك ّ‬ ‫زراعية كالتي كنّا نشاهدها في الربيع كل بضعة سنوات ترشّ المبيدات على الحقول الممتدة‬ ‫هالشي لساتو ممكن‪،‬‬ ‫بين القرى الواقعة جنوب س��كة القطار الحدودية‪ .‬في إحدى غرف المتحف كانت صورة األس��ير‬ ‫هالشي لساتو موجود‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫تُحيط بها بذلة عسكرية‪ ،‬مظلة‪،‬‬ ‫معروضة خلف الزجاج‬ ‫اإلس��رائيلي الش��هيرة تش��دّ االنتباه‪،‬‬ ‫هالشي لساتو ضروري‪.‬‬ ‫منظار‪ ،‬صندوق اتصاالت الس��لكيّ يُحم��ل على الظهر‪ ،‬بندقية آلية‪ ،‬ومع��دّات خفيفة أخرى‪،‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫كانت إذاً في قس��م براهين النصر‪-‬الهزيمة‪ .‬في الزيارة الثانية أيضًا أحببت سندويش الفالفل‬ ‫اعرف دينك‪ ،‬هادا حقك ‪ -‬ويمكن بتشوفو واجبك‪.‬‬ ‫الذي كان مازال يُعدّه مجنّدون في المقصف الواقع وس��ط ساحة مشجّرة وأليفة قرب البوابة‬ ‫بس‪ ،‬من بعد هيك‪ ،‬وبنزول‪،‬‬ ‫الخلفيّ��ة‪ ،‬وف��ي كلتا المرتي��ن تعاطفت مع أولئ��ك الجنود‪ ،‬مرّة بابتس��امة الطفل المس��حور‬ ‫ما بيعود إلك حق منوب‬ ‫بقصص الحروب فكانوا أحد عناصرها‪ ،‬ومرّة بنظرة الش��اب المتحسّ��ر عل��ى أيام كان نظامُ‬ ‫ٍ‬ ‫منوب‬ ‫ً‬ ‫العصابات ينت ِزعُها بغطرس��ةٍ من أعمارهم‪-‬أعمارنا جميعا‪ .‬منْ كان يس��تطيع وقتها أن يُتيح‬ ‫تفرضو‪ ،‬وتفرض وجودو ع غيرك‪.‬‬ ‫لي فضا ًء أتقيّأ فيه صراخ غضبي‪ :‬فالدكتاتور المدفون حديثًا تُالحقني صورته في كل مكان‪،‬‬ ‫واألبله في عرشه يُحرك من هناك ماليين العيون المُخبرة نحوي‪.‬‬ ‫***‬ ‫مهما كنت وكنا ‪-‬‬ ‫ه��ا هي اعتادت أخيراً عل��ى هدير طائرات الميغ‪ .‬س��عاد اليوم بات��ت تتضايق من الصوت‬ ‫"الدين هلل‬ ‫البعي��د أحياناً‪ ،‬فهي تريده أن يكون أقوى‪ ،‬وكلما اقتربت الطائرة أرادتها أقرب أكثر‪ ،‬لكن عندما‬ ‫كانت تبدأ بالقصف كان قلبُها الرقيق يغرق في البكاء‪.‬‬ ‫والوطن للجميع‪".‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫***‬

‫بيقوم بيبلش يبكي‪ ،‬إلنو حايص ومو عرفان مع أي مجموعة يقوم‪.‬‬ ‫بتحاول تسألو اآلنسة‪ ،‬وما بتعرف تحل المشكلة‪،‬‬ ‫بتقوم بتوديه عند المدير؛؛‬ ‫يللي كمان بيكعى فيه للولد ليفهم منو ‪-‬‬ ‫ "شو إسم أبوك؟؟"‬‫ "سمير‪".‬‬‫"وإمك؟؟"‬‫ "مها‪".‬‬‫ "طيب‪ ،‬وأخوك؟"‬‫ "زياد‪".‬‬‫وهيك‪ ،‬ليكتشف المدير إنو ما فيه بهالعيلة وال إسم هيك‪،‬‬ ‫واضح الداللة ‪-‬‬ ‫يعني ال فيه أنطون أو ميشيل أو جورج‪،‬‬ ‫وال محمد أو أحمد أو مصطفى‪،‬‬ ‫وال حيدر أو علي أو آصف‪.‬‬ ‫بيقوم بيتصل بأبوه‪ ،‬لييجي فوراً‪ ،‬ع المدرسة‪.‬‬

‫إحدى جداريات مدينة سراقب‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫الوطن للجميع هنـا ِد َم�شــق‬

‫‪13‬‬


‫فن الغرافيتي يف �سوريا‪:‬‬ ‫أعمدة الصحافة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ال�شعب يريد امتالك اجلدار‬ ‫راشد عيسى‬

‫ق��د يس��تغرب كثي��ر م��ن الث��وار‬ ‫الس��وريين اليوم أن الشرارة التي أشعلت‬ ‫ثورته��م تنتمي إلى ذل��ك النوع من الفن‬ ‫المس��مى فن الغرافيتي‪ ،‬ونعني بها تلك‬ ‫الكتابات والخربش��ات الت��ي كتبها أطفال‬ ‫درعا عشية الخامس عشر من آذار ‪2011‬‬ ‫على حيطان تلك المدين��ة المهملة‪" .‬فن‬ ‫يدخ��ل إل��ى بالدنا بعد س��تين عام��اً من‬ ‫والدته فيش��عل ثورة"‪ ،‬كما يقول الفنان‬ ‫التشكيلي تمام عزام‪.‬‬ ‫الحدي��ث عن الغرافيت��ي إذاً (الكتابة‬ ‫والرس��م على الج��دران) في س��وريا هو‬ ‫حدي��ث ع��ن الث��ورة‪ ،‬الت��ي تكم��ل اليوم‬ ‫آخ��ر فصولها‪ .‬يقول الفنان ياس��ر صافي‬ ‫"م��ررت منذ فترة ليس��ت بعي��دة بمدينة‬ ‫دي��ر ال��زور‪ ،‬الغرافيت��ي يم�لأ كل ج��زء‬ ‫منه��ا‪ ،‬الس��يارات‪ ،‬الكراس��ي‪ ،‬المقاع��د‪،‬‬ ‫حتى البشر"‪ .‬ويفس��ر صافي "كلما اشتد‬ ‫الخناق على الش��ارع ازداد االحتجاج بهذه‬ ‫الطريق��ة"‪ .‬ويع��ود صاف��ي إل��ى بدايات‬ ‫ه��ذا الفن ف��ي بالدن��ا "كن��ت تراها في‬ ‫المراحيض‪ ،‬كتابات سياسية أو غيرها"‪.‬‬ ‫ويجد صافي في الجدران الس��ورية‬ ‫خصوصية "ان هناك مح��واً مقصوداً من‬ ‫النظ��ام‪ ،‬م��ا أدى إل��ى خلق ج��دار جديد‪،‬‬ ‫مشهد جديد‪ .‬عملية المحو أكدت العبارة‪،‬‬ ‫دفع��ت بالمتلق��ي العاب��ر إل��ى صياغ��ة‬ ‫عبارته هو"‪.‬‬ ‫ويضي��ف صاف��ي "صار هن��اك مدن‬ ‫كاملة مش��وهة بس��بب ما حدث‪ ،‬بس��بب‬ ‫الكتاب��ة والمح��و"‪ .‬ويش��ير إل��ى العالقة‬ ‫المختلف��ة ف��ي بالدن��ا بين رج��ل األمن‬ ‫والرج��ل البخ��اخ ف��ي س��وريا ف��ـ "أنت ال‬ ‫تس��مع عن رس��ام قتل في الغرب بسبب‬ ‫رس��م عل��ى الج��دران‪ .‬لذل��ك أن��ت تج��د‬ ‫الكتاب��ة هناك متأنية ومس��ترخية‪ ،‬بينما‬ ‫في سوريا فيها مغامرة‪ ،‬ارسم واهرب"‪.‬‬ ‫يتذكر صافي ج��دار مقبرة في بلدة‬ ‫داريا ال��ذي نراه في صورتي��ن‪ ،‬بثتا على‬ ‫موق��ع اليوتيوب‪ .‬في األول��ى جدار مقبرة‬ ‫طوي��ل رس��م علي��ه عل��م الث��ورة‪ ،‬وفي‬ ‫الثاني��ة جرافات النظام ته��دم الجدار من‬ ‫أساسه‪ .‬الثورة‪ ،‬الحرب‪ ،‬تبدو برمتها كأنها‬ ‫حرب امت�لاك الجدار‪ ،‬كأننا س��نهتف بعد‬ ‫قليل بأن "الش��عب يري��د امتالك الجدار"‪،‬‬

‫كأن من يحوز الجدار يحوز معه كل شيء‪،‬‬ ‫الحرية‪ ،‬والكرامة‪ ،‬والدولة الجديدة‪.‬‬ ‫أما عن االخت�لاف حول من يعتبر أن‬ ‫الغرافيتي يقتصر على الرسم فقط ومن‬ ‫يعتب��ر الكتاب��ة كذل��ك غرافيت��ي فيقول‬ ‫صافي "ما يهم هو األثر‪ ،‬الكتابة‪ ،‬الرسم‪،‬‬ ‫وحتى المحو"‪.‬‬ ‫الغرافيتي الحر‬ ‫الفنانة التشكيلية عتاب حريب قالت‬ ‫"ال وج��ود لدين��ا لفن الغرافيت��ي‪ ،‬بمعنى‬ ‫الغرافيت��ي الح��رّ األميركي في الرس��م‬ ‫عل��ى ج��دران المدين��ة بحري��ة وحرفي��ة‬ ‫لفناني��ن‪ ،‬أو ربم��ا له��واة ومراهقي��ن‪.‬‬ ‫نح��ن جدرانن��ا للنع��وات وللتنبي��ه بعدم‬ ‫التب��ول ورم��ي الزبال��ة‪ ،‬والس��بب المن��ع‬ ‫األمن��ي والثقافة الش��عبية والتخوف من‬ ‫ط��رح األف��كار المرس��ومة والمكتوب��ة‬ ‫والتحريضية"‪.‬‬ ‫وأضاف��ت حري��ب "هن��اك تج��ارب‬ ‫خجولة وفاشلة من طالئع البعث‪ ،‬مدجنة‬ ‫ومفتعل��ة وال تقترب م��ن الطفولة‪ .‬ربما‬ ‫ف��ي اآلون��ة االخي��رة كان هن��اك بع��ض‬ ‫التج��ارب التي تدهن باللون األس��ود في‬ ‫الي��وم التالي مع االس��ف"‪ .‬وقالت الفنانة‬ ‫"أنا عن��دي تجربة بطرح مش��روع تلوين‬ ‫الجدران والرسم في المناطق العشوائية‪،‬‬ ‫وقد رفض المشروع من الجهات الرسمية‬ ‫بدون تبرير"‪.‬‬ ‫لك��ن للفنان��ة التش��كيلية إيم��ان‬ ‫حاصباني رأيا آخر حيث تقول "الغرافيتي‬ ‫موج��ود في أي م��كان يوجد فيه البش��ر‪.‬‬ ‫لكنه يحم��ل ثقافة وص��ورة المكان الذي‬ ‫يكون فيه"‪.‬‬ ‫وتضي��ف حاصبان��ي "لنتذك��ر أول‬ ‫ش��رارة للثورة الس��ورية‪ ،‬والتي بدأت من‬ ‫درع��ا مع كتابة أطفال درعا على الجدران‬ ‫"الش��عب يري��د اس��قاط النظ��ام"‪ ،‬وك ّلنا‬ ‫نعلم ماذا ّ‬ ‫حل باألطفال وأهالي األطفال‪،‬‬ ‫وكي��ف توال��ت األح��داث‪ .‬إذاً الث��ورة تبدأ‬ ‫من هنا‪ .‬وه��ذا لم يقتصر على س��وريا‪،‬‬ ‫ب��ل بكل دول الث��ورات العربية"‪ .‬وتوضح‬ ‫"مع قمع النظام للحراك الس��لمي‪ ،‬وبحث‬ ‫الس��وريين عن أش��كال من االعتصامات‬ ‫والتعبي��ر عن ال��رأي والحري��ة والمطالب‬ ‫الش��عبية‪ ،‬صرن��ا نج��د الغرافيت��ي على‬

‫الجدران في كل مكان نذهب إليه‪ ،‬فأصبح‬ ‫الغرافيت��ي المتنفس األكث��ر للتعبير عن‬ ‫الحري��ة"‪ .‬وتضيف إيمان "أكثر مكان كنت‬ ‫أمرّ فيه طوال هاتين الس��نتين هو بلدة‬ ‫التل‪ ،‬مكان يعبر تمامَا عما أتحدث عنه"‪.‬‬ ‫وقال��ت حاصبان��ي "النظ��ام أيض��ًا‬ ‫لج��أ إل��ى الطريقة نفس��ها بالكتابة على‬ ‫الجدران ليوصل الوجه اآلخر من الرسالة‬ ‫"األسد أو نحرق البلد"‪" ،‬األسد أو ال أحد"‪..‬‬ ‫"‪.‬‬ ‫وعن خصوصية الغرافيتي السوري‬ ‫قالت حاصباني "بالتأكيد هناك خصوصة‬ ‫للغرافيتي الس��وري‪ .‬السوري يكتب على‬ ‫الجدران إليصال رس��الة وهو يكتب على‬ ‫عجل من دون االكتراث لش��كل الحرف أو‬ ‫اللون‪ ،‬أو التقنيات"‪.‬‬ ‫وفي ما إذا كان الغرافيتي الس��وري‬ ‫ق��د ألهمه��ا ف��ي علمه��ا الفن��ي قال��ت‬ ‫حاصباني "أنا متاكدة من أننا بعد إسقاط‬ ‫النظام سنش��تغل جميعن��ا غرافيتي‪ .‬كل‬ ‫الفنون التي تحدث في الش��ارع الس��وري‬ ‫بالتأكي��د تلهمني‪ ،‬فما بال��ك بالغرافيتي‬ ‫ال��ذي هو واح��د م��ن الفن��ون المحرضة‬ ‫للثورة واألقرب للشارع والناس والرسالة‬ ‫األسرع وصو ًال"‪.‬‬ ‫وختم��ت حاصباني تق��ول "إلى اآلن‬ ‫لم أفكر باستخدام الغرافيتي في عملي‪،‬‬ ‫لكنني أتمنى أن أنزل إلى الشارع"‪.‬‬ ‫الفنان تم��ام عزام ق��ال ان "الفنون‬ ‫الت��ي ظه��رت ف��ي س��وريا تتص��ل بفن‬ ‫الش��ارع أكث��ر منه��ا بف��ن الغرافيتي‪ ،‬إال‬ ‫بحاالت الرجل البخاج"‪.‬‬ ‫وأوض��ح عزام "بالرج��وع إلى ظهور‬ ‫ه��ذا الف��ن منتص��ف الق��رن الماض��ي‬ ‫وعالقته باألزمات االجتماعية والسياسية‪،‬‬ ‫فه��و أن ترس��م أو تكت��ب اعتراض��ك من‬ ‫دون إذن من أح��د‪ ،‬وبالعكس فهو يعتمد‬

‫عل��ى إزعاج اآلخر‪ ،‬وهذا م��ا حرك النظام‬ ‫من��ذ البداية لمن��ع بيع البخاخ��ات إال على‬ ‫الهوية"‪.‬‬ ‫وق��ال ع��زام "بينم��ا يعتق��د بعض‬ ‫الناشطين الفيس��بوكيين أنهم يصنعون‬ ‫ما يسمى بالغرافيتي‪ ،‬يلف الرجل البخاخ‬ ‫رأس��ه بالكوفي��ة ويخاطر بحيات��ه (وقتل‬ ‫العدي��د منه��م) ليعتلي الجس��ور ويكتب‬ ‫"س��وريا حرة"‪ ،‬ويضع اللبن��ة األولى لهذا‬ ‫الفن في سوريا بعد ظهوره في نيويورك‬ ‫بستين عاماً"‪.‬‬ ‫وأض��اف "أما ما انتش��ر في س��راقب‬ ‫مث�لا وغيره��ا م��ن المناط��ق المح��ررة‬ ‫فهو ينتم��ي إلى فن الش��ارع والجداريات‬ ‫العمالقة"‪.‬‬ ‫وخت��م ع��زام "أعتق��د أن الش��كل‬ ‫الجديد من الفنون س��يدخل بش��كل اكبر‬ ‫في المشهد السوري"‪.‬‬ ‫أما حكاية الرجل البخاخ في س��وريا‬ ‫فارتبط��ت بأذه��ان كثير من الس��وريين‬ ‫بالدرام��ا أكثر منها بالواق��ع‪ ،‬حين قدمت‬ ‫حلق��ة من المسلس��ل الكومي��دي "بقعة‬ ‫ضوء" تحمل هذا العن��وان‪ ،‬الحلقة كتبها‬ ‫عدن��ان زراع��ي‪ ،‬وه��و كات��ب س��يناريو‬ ‫وممث��ل معتقل منذ ش��هور ل��دى أجهزة‬ ‫األمن‪ ،‬وأخرجها س��امر برق��اوي‪ ،‬وتحكي‬ ‫ع��ن رج��ل بخ��اخ كي��ف دوّخ المدين��ة‬ ‫بشعاراته على الحيطان‪ ،‬وبات لغزاً محيراً‬ ‫له��ا‪ .‬إل��ى أن اندلع��ت الثورة فص��ار لدى‬ ‫الس��وريين العدي��د من "الرج��ل البخاخ"‪،‬‬ ‫وهم ملثمون‪ ،‬قدموا بفيديوهات منثورة‬ ‫عل��ى موق��ع اليوتي��وب‪ ،‬قت��ل بعضه��م‪،‬‬ ‫واعتقل بعضه��م اآلخر‪ ،‬وما زلنا نش��هد‬ ‫إل��ى اليوم والدة بخاخي��ن‪ ،‬البعض منهم‬ ‫نساء‪ ،‬ش��كلوا جميعاً ملمحًا ال ينسى من‬ ‫مالمح الثورة‪.‬‬ ‫السفير اللبنانية ‪2012 / 12 / 21‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫الصف األول‪ :‬الدكتور مصطفى شوقي ‪ -‬طاهر الجزائري ‪ -‬ميشيل شمندي ‪ -‬الدكتور سامي الساطي ‪ -‬الدكتور مرشد خاطر‪ .‬وفي الصف‬ ‫الثاني‪ :‬الدكتور نظمي قباني ‪ -‬أحمد منيف العائدي ‪ -‬عبد الوهاب القنواتي ‪ -‬شوكت الجراح ‪ -‬حمدي الخياط‪.‬‬

‫العضوي��ة إلى األس��تاذ ش��وكت الجراح‪،‬‬ ‫وق��د كانا يدرس��ان في الف��رع الصيدلي‬ ‫أيضًا‪.‬‬ ‫وفي ع��ام ‪ 1919‬أيضاً انتخب خاطر‬ ‫عض��واً ف��ي المجم��ع العلم��ي العرب��ي‬ ‫بدمشق‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1924‬ق��ام بتأس��يس المجلة‬ ‫الطبي��ة العربية‪ ،‬وفي ع��ام ‪ 1952‬دعي‬ ‫لتولي وزارة الصحة‪ .‬في حكومة الزعيم‬ ‫فوزي س��لو في فترة انقالب الشيشكلي‬ ‫األول‪ ،‬وأثن��اء تولي��ه وزارة الصحة‪:‬ق��ام‬ ‫بإنش��اء مركز لمكافحة السل في دمشق‬ ‫و أخ��ر ف��ي حم��ص لمكافح��ة الب��رداء‬ ‫و مرك��زاً لرعاي��ة الطفول��ة و األموم��ة‬ ‫بدمش��ق‪ .‬كما ضاعف أس��رة المشافي و‬ ‫تجهيزاتها‪ .‬و أس��س مدرس��ة التمريض‬ ‫ف��ي حل��ب‪ .‬كما أوف��د األطباء إل��ى البالد‬ ‫األجنبي��ة للتخص��ص‪ .‬و في ع��ام ‪1953‬‬ ‫ترأس وفد س��ورية إلى الدورة السادسة‬ ‫الت��ي عقدته��ا الجمعية العام��ة لمنظمة‬ ‫الصح��ة العالمي��ة ف��ي جني��ف‪ .‬و انتخب‬ ‫من قبل ‪ 80‬دولة مش��تركة في المنظمة‬ ‫ليكون رئيس��اً لهذه الدورة‪ .‬ليكون بذلك‬ ‫أول رئي��س يرأس الجمعي��ة العامة لهذه‬ ‫المنظمة من أبناء البالد العربية‪.‬‬

‫ ثاب��ر عل��ى التأليف و بل��غ ما ألفه‬‫و ترجم��ه أكثر من خمس��ة عش��ر مؤلفًا‬ ‫ضخماً‪ .‬نذكر منها‪:‬‬ ‫ "إصالح النسل"‪.‬‬‫ "الس��ريريات و الم��داواة الطبي��ة"‬‫المجلد األول و الثاني‪.‬‬ ‫ "موجز األمراض الجراحية" ‪ -‬جزءان‪.‬‬‫ "األم��راض الجراحي��ة" موس��وعة‬‫تقع في ستة مجلدات‪.‬‬ ‫ "فن التمريض"‪.‬‬‫ "جراحة أنبوب الهضم"‪.‬‬‫ "الداء و سر العملية في األمراض‬‫الوالدية"‪.‬‬ ‫ "أمراض جهاز البول"‪.‬‬‫ ش��ارك بترجمة معجم "كالرفين"‬‫من الفرنسية‪.‬‬ ‫ وض��ع م��ع األس��تاذ أحم��د حمدي‬‫الخي��اط معجماً لأللف��اظ الطبية و أعالم‬ ‫األطباء بالعربية و الفرنسية‪.‬‬ ‫ح��از الدكت��ور مرش��د خاط��ر على‬ ‫التكري��م محلي��ًا ودولي��ًا‪ ،‬وبع��د وفات��ه‬ ‫أطل��ق اس��مه عل��ى ش��ارع من ش��وارع‬ ‫دمش��ق الرئيس��ية و أطلق اس��مه أيضًا‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫الصف األول من اليمين إلى اليسار‪ :‬غير معروف – أنيس سلوم – عبد القادر المغربي – محمد كرد علي – الشيخ سليم الجوخدار – سليم‬ ‫عنحوري – الشيخ عبد القادر مبارك‪ .‬الصف الثاني من اليمين الى اليسار‪ :‬اسكندر معلوف – إلياس قدسي – أسعد الحكيم –‬ ‫العالمة فارس الخوري – ثالث رجال غير معروفين – عارف النكدي – الدكتور مرشد خاطر‬

‫على قاعة العمليات في مستش��فى كلية‬ ‫الط��ب و على أح��د المدرج��ات التعليمية‬ ‫في مستش��فى المواس��اة و صنع بعض‬ ‫تالميذه ميدالية برونزية تذكارية تحمل‬ ‫صورته و اسمه‪.‬‬ ‫كم��ا حاز خ�لال حياته عل��ى العديد‬ ‫من األوسمة " وسام الشرف من الحكومة‬ ‫اإليرانية عام ‪ ،1922‬وس��ام االس��تحقاق‬ ‫اللبنان��ي المذه��ب ع��ام ‪ ،1932‬ميدالية‬ ‫الصلي��ب األحمر الفرنس��ي ع��ام ‪،1932‬‬ ‫وسام االس��تحقاق الس��وري من الدرجة‬ ‫األولى عام ‪ .1948‬وس��ام المجمع الطبي‬ ‫البرازيل��ي ع��ام ‪ .1952‬وس��ام المجم��ع‬ ‫الدول��ي للط��ب الش��رعي و االجتماع��ي‬ ‫عام ‪ .1952‬وس��ام االس��تحقاق السوري‬ ‫م��ن الدرجة الممتازة عام ‪ .1953‬وس��ام‬ ‫القدي��س غريغوري��وس الكبير من رتبة‬ ‫كومندور من قداس��ة البابا ع��ام ‪.1953‬‬ ‫وس��ام الصحة العامة من رتبة كومندور‬ ‫من فرنسا عام ‪.1953‬‬ ‫توف��ي الدكت��ور مرش��د خاط��ر في‬ ‫دمشق عام ‪ 1962‬ودفن فيها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ترجمة‬ ‫أورد خي��ر الدين الزركل��ي‪،‬‬ ‫في أعالمه للدكتور خاطر‪:‬‬ ‫(‪ 1380 - 1305‬هـ ‪1961 - 1888 /‬‬ ‫م) مرش��د بن حنا ضاهر بن نجم خاطر‪:‬‬ ‫طبي��ب ج��راح‪ .‬أصل��ه م��ن قري��ة بتات��ر‬ ‫(بلبن��ان) تعلم الطب ببي��روت ودعي إلى‬ ‫الخدم��ة في الجيش العثماني في الحرب‬ ‫العام��ة األولى‪ ،‬وأس��ره الحلف��اء‪ ،‬فطلب‬ ‫للخدمة في جيش الثورة العربية والتحق‬ ‫به س��نة ‪ 1917‬ودخل دمش��ق مع جيش‬ ‫الثورة‪ .‬فكان رأس القس��م الجراحي في‬ ‫المستش��فى العسكري واس��تاذ الجراحة‬ ‫(سنة ‪ )20‬في كلية الطب بدمشق‪ .‬وعين‬ ‫وزيرا للصحة في س��ورية (‪ )1952‬وكان‬ ‫من األعضاء العاملين في المجمع العلمي‬ ‫العرب��ي بدمش��ق‪ .‬وتوف��ي به��ا‪ .‬له في‬ ‫مجلة المجمع أبحاث كثيرة‪ .‬وصنف كتبا‪،‬‬ ‫طب��ع منها (إصالح النس��ل) ولعله ما زال‬ ‫مخطوطا من كتبه‪( :‬األمراض الجراحية)‬ ‫ستة مجلدات‪ ،‬و (فن التمريض) و (موجز‬ ‫األم��راض الجراحي��ة) مجلدان‪ .‬وش��ارك‬ ‫في ترجمة (معجم المصطلحات الطبية)‬ ‫وفى تأليف (السريريات والمداواة الطبية)‬ ‫مجلدان‪ ،‬و (معجم طبى عربي إفرنسي)‬ ‫يشتمل على ‪ 40‬ألف لفظة طبية‬ ‫الصور من صفحة التاريخ السوري‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫ولد مرش��د بن حن��ا ضاهر بن نجم‬ ‫خاطر عام ‪ 1888‬آلل خاطر األس��رة التي‬ ‫تعود بنس��بها لقرية "بتات��ر" إحدى قرى‬ ‫قض��اء الش��وف اللبنان��ي‪ ،‬تلق��ى علومه‬ ‫االبتدائية والثانوية في مدرس��ة الحكمة‬ ‫ببي��روت‪ ،‬و في ع��ام ‪ 1906‬انتس��ب إلى‬ ‫كلية الطب الفرنس��ية ف��ي بيروت و نال‬ ‫شهادتها عام ‪.1911‬‬ ‫ع��ام ‪ 1915‬دع��ي إل��ى الخدم��ة‬ ‫العس��كرية في الجيش العثماني و عيّن‬ ‫برتب��ة رئيس‪ .‬وأس��ره الحلف��اء‪ ،‬فطلب‬ ‫للخدمة في جيش الثورة العربية والتحق‬ ‫به س��نة ‪ 1917‬ودخل دمش��ق مع جيش‬ ‫الث��ورة العربي��ة‪ ،‬و عه��د إلي��ه برئاس��ة‬ ‫القس��م الجراح��ي ف��ي مستش��فى أبي‬ ‫األسل و رفع إلى رتبة مقدم‪.‬‬ ‫وكان أن أسس��ت ف��ي دمش��ق عام‬ ‫‪ 1903‬إب��ان العه��د العثماني ؛ المدرس��ة‬ ‫الطبي��ة بفرعيه��ا‪ :‬الط��ب البش��ري‪،‬‬ ‫والصيدل��ة‪ .‬وعند ان��دالع الحرب العالمية‬ ‫األول��ى ‪ -1918 1914‬انتقلت المدرس��ة‬ ‫الطبي��ة ع��ام ‪ 1915‬م��ن دمش��ق إل��ى‬ ‫بيروت‪ .‬و في عام ‪ 1919‬نادى السوريون‬ ‫باألمير فيصل ملكاً على س��ورية‪ ،‬واتخذ‬ ‫المل��ك فيصل مقراً له في دمش��ق‪ ،‬وبدأ‬ ‫بتنظيم أمور الدولة الحديثة‪.‬‬ ‫وفي نف��س الع��ام ألح��ق بالمعهد‬ ‫الطب��ي المش��افي المدنية والعس��كرية‬ ‫بدمش��ق‪ ،‬وانتخ��ب لرئاس��ته األس��تاذ‬ ‫الدكت��ور رض��ا س��عيد لخبرت��ه باألم��ور‬ ‫اإلداري��ة‪ ،‬وأس��ند للدكتور مرش��د خاطر‬ ‫تدري��س م��ادة األم��راض الجراحي��ة‬ ‫وس��ريرياتها كما استلم فيما بعد رئاسة‬ ‫تحري��ر مجل��ة" المعهد الطب��ي العربية"‬ ‫الت��ي أنش��ئت لتك��ون منب��راً لنش��ر آخر‬ ‫مس��تجدات الطب‪ .‬كما أسند إلى الدكتور‬ ‫سامي الساطي األمراض الباطنية‪ .‬وإلى‬ ‫الدكت��ور إبراهيم الس��اطي علم التوليد‬ ‫وأم��راض النس��اء‪ .‬وإلى األس��تاذ جميل‬ ‫الخان��ي األم��راض الجلدي��ة والزهري��ة‪.‬‬ ‫وإل��ى الدكت��ور أحم��د حم��دي الخيّ��اط‬ ‫الجراثي��م والطفيلي��ات وعل��م الصح��ة‪.‬‬ ‫وكلف الدكتور ميشيل شمندي بتدريس‬ ‫الطب الش��رعي والنبات��ات الطبية‪ .‬والى‬ ‫األس��تاذ عب��د الوه��اب القنوات��ي م��ادة‬ ‫الكيمياء المعدني��ة والتحليلية‪ .‬والكيمياء‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫مر�شد خاطر ‪1962 - 1888‬‬

‫‪15‬‬


‫دندنات إندساسية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫جحــا الفل�ســـطيني‬ ‫وحمــــاره وقـراقــــو�ش‬

‫نجم الدين سمَّان‬

‫في كتابه «صعود وأفول فلسطين»‬ ‫يروي «نورمان‪ .‬ج‪ .‬فنكلستين» واقعة من‬ ‫سنوات االنتفاضة األولى‪« :‬قام أطفال‬ ‫االنتفاضة برسم علم إسرائيل على‬ ‫حمار من جانبيه‪ ،‬ثم أطلقوه باتجاه حاجز‬ ‫لجنود االحتالل»‪.‬‬ ‫ومن خبرتنا ف��ي الحمير‪ ..‬ال ينطلق‬ ‫حمار بسرعة قصوى‪ ،‬إذا لم تحشر «مادة‬ ‫ح��ارة الذعة» ف��ي مؤخرت��ه‪ ،‬وأعتقد بأن‬ ‫هذا ما فعله أطفال االنتفاضة‪.‬‬ ‫يتاب��ع «نورم��ان ج‪ .‬فنكلس��تين»‪:‬‬ ‫«وألن الجن��ود المدججين بالس�لاح‪ ،‬باتوا‬ ‫يرتعدون من أي يتحرك باتجاههم مخافة‬ ‫أن ينفجر‪ ،‬فتحوا نيران أسلحتهم بكثافة‪،‬‬ ‫فأردوا الحم��ار صريعًا‪ .‬وفي اليوم التالي؛‬ ‫خرج��ت صح��ف فلس��طينية وعالمي��ة‪،‬‬ ‫بصورة حمار منقلب على جانبه‪ ،‬والدماء‬ ‫تنز من نجمة داود المرسومة عليه‪ ،‬وفي‬ ‫إحدى الجرائد هذا التعليق‪:‬‬ ‫ـ إصاب��ة إس��رائيلية بالغ��ة ف��ي‬ ‫«االنتفاضة»‪.‬‬ ‫كت��ب «فنكلس��تين» وغي��ره مفردة‬ ‫«انتفاضة» بلفظها العرب��ي‪ ،‬كما أدخلها‬ ‫أطف��ال الحج��ارة «رجم��اً بالحج��ارة» إلى‬ ‫قوامي��س لغ��ات األرض‪ ،‬فكان��ت اإلنجاز‬ ‫«اليعربيّ» الوحيد في األلف الثانية‪...‬‬ ‫والحم��ار ي��ا أخوت��ي‪ ،‬كائ��ن ل��ه ف��ي‬ ‫ذاك��رة الش��عوب س��جل حاف��ل‪ ..‬فه��و في‬ ‫بلدان الش��رق األدنى «رابطة آس��يان» رمز‬ ‫للتواضع‪ ،‬لك��ن المصريين القدم��اء رفعوا‬ ‫مكانته؛ إلى درجة يظهر فيها «اإلله سيت»‬ ‫على البرديات والنقوش بوجه حمار وقور!‪.‬‬ ‫أم��ا عن��د «الع��رب البائ��دة» فه��و‪:‬‬ ‫الفنان!‪.‬‬ ‫بينم��ا صار ل��دى «العرب الس��ائدة»‬ ‫رم��زاً للحماق��ة والعن��اد‪ ،‬ث��م غيّ��ر‬ ‫«العثمانيون» داللته على ألسنتنا؛ فصار‬ ‫للشتيمة واالحتقار‪ ،‬يحشرون «الجحش»‬ ‫معه من غير تمييز!!‪..‬‬ ‫بينما كان أجدادنا يطلقون على ابن‬ ‫«األتان» حتى سنته الثانية اسم «جحش»‬ ‫تحبباً وتدليعاً‪ ،‬فإذا بلغ س��ن الرش��د صار‬ ‫«حماراً من صلب حمار »‪...‬‬ ‫وال يزال الخلط س��اريًا بين «البغل»‬ ‫وبين «النغل»!!‪ ..‬حيث البغال ش��ائعة في‬ ‫ش��رقنا؛ من اقترن «حم��ارة بحصان» أما‬ ‫«النغ��ال» فن��ادرة الح��دوث‪ ،‬ألن الفرس‬ ‫األصيلة تأبي االقتران بحمار‪ ،‬إال إذا عزّت‬ ‫األحصنة من رداءة فرسانها‪.‬‬ ‫أم��ا الحم��ار عن��د اليون��ان القدم��اء‬ ‫فهو‪ :‬حيوان صبور‪ ،‬وق��ام «هوميروس»‬ ‫في «إلياذته» بتش��بيه البط��ل الملحمي‬ ‫«أجاك��س» تش��بيهًا ش��عريًا ال يضاهى‪،‬‬ ‫لصبره في المعارك وقدرته على التحمل‬ ‫والصمود‪.‬‬ ‫ث��م انح��رف الروم��ان برم��ز الحمار‬ ‫إلى «حيوان داع��ر»!‪ ..‬حين أمرت «روما»‬ ‫اإلمبراطوري��ة أن تقتص��ر المطاي��ا ف��ي‬

‫مواكب عب��ادة «باخوس» اإلله الس��وري‬ ‫الفينيقي‪ ،‬عل��ى الحمار وحده ازدرا ًء منها‬ ‫لحضارات الشعوب‪.‬‬ ‫لك��ن «أبولي��وس» الفيلس��وف من‬ ‫«مصرات��ه» الفينيقي��ة‪ ،‬ردّ عل��ى ه��ذا‬ ‫االزدراء‪ ،‬فكت��ب أول رواي��ة س��اخرة‬ ‫ف��ي التاري��خ «الحم��ار الذهب��ي» وكل��ن‬ ‫«أبوليوس» ذاته بطلها‪ ،‬بعد أن مس��خته‬ ‫آلهة روما حماراً بأذنين وحوافر وذيل في‬ ‫قفاه وبالس ّلم الهارموني للنهيق‪.‬‬ ‫رغ��م س��طوتها آنذاك‪ ،‬لم تس��تطع‬ ‫آلهة روما أن تمس��خ كينونة «أبوليوس»‬ ‫فظ ّل��ت أحاسيس��ه إنس��انية تح��ت جل��د‬ ‫الحم��ار‪ ،‬وف��ي عقل��ه اآلدم��ي‪ ،‬يتوال��د‬ ‫باألسئلة تحت اهتزاز أذنيه‪ ،‬وظ ّلت عيناه‬ ‫تتقدان بالبصيرة النافذة‪.‬‬ ‫وق��د مض��ى «الحم��ار الذهبي» في‬ ‫أرجاء اإلمبراطورية‪ ،‬ليسجل أطرف انتقاد‬ ‫وأعمقه‪ ،‬وأشدّه هجاء وسخرية ضد تلك‬ ‫القوة األحادي��ة التي اعتقدت‪ ،‬أنها بالقوة‬ ‫قد امتلكت البالد والعباد‪.‬‬ ‫زالت «روما األول��ى» وبقيت البلدان‬ ‫والش��عوب‪ ،‬وس��تزول «روم��ا الثاني��ة‪..‬‬ ‫األمريكي��ة» ول��و بعد حين‪ ،‬برفس��ة من‬ ‫«حمار ذهبي» كحمار «أبوليوس»‪.‬‬ ‫هك��ذا‪ :‬دخ��ل الحم��ار كش��خصية‬ ‫«درامية» ف��ي حكايات الش��عوب‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫«كليل��ة ودمن��ة» و«حكاي��ات الفونتين»‬ ‫الت��ي س��جّلت ألول م��رة اعتراضات بني‬ ‫الحمير على بني البشر‪..‬‬ ‫قال��ت الحمي��ر‪« :‬اإلنس��ان؛ ذاك‬ ‫«الحيوان الكامل» يدنّس اسمنا المجيد‪،‬‬ ‫معام� ً‬ ‫لا كحم��ار أيّ واح��د جاه��ل مغفل‬

‫وثقيل الروح‪ ،‬نحن أيها البشر عكس ذلك‬ ‫تمامًا»‪.‬‬ ‫أم��ا «بوري��دان» رئي��س جامع��ة‬ ‫باريس ف��ي القرن «‪14‬م» فاعتبر الحمار‬ ‫رمزاً لإلنس��ان الذي ال يع��رف أن يقرر ما‬ ‫لنفسه‪ ..‬بنفسه!!‪.‬‬ ‫وعل��ى ه��ذا‪ ،‬أس��س «دهاقن��ة»‬ ‫االستعمار القديم «صكوك االنتداب» من‬ ‫حيث قالوا إن ش��عوب الشرق غير مؤهلة‬ ‫بعد؛ لتقرير مصيرها بنفسها!‪.‬‬ ‫وهو م��ا تابعه اليوم «ج��ورج دبليو‬ ‫س��ي ب��وش» وأركان حرب��ه وعدالت��ه‬ ‫المطلقة‪...‬‬ ‫سيستغرب الحمار‪ ..‬نفسه‪ ،‬ألنه صار‬ ‫رمزاً للحزب الديمقراط��ي األمريكي في‬ ‫«روما الثاني��ة» ربما‪ ..‬لتخري��ب صداقته‬ ‫للفيل‪ ،‬وقد اختطفت��ه الجمهوريون رمزاً‬ ‫لحزبهم العتيد!‪.‬‬ ‫يمكن ألي «حمار ذهبي» أن يتخيّل‬ ‫«الكونغ��رس» حديقة حيوان من «الفيلة‬ ‫الجمهورية» و«الحمير الديمقراطيين» ال‬ ‫ثالث لهما سوى «األفعى السداسية»‪.‬‬ ‫أم��ا حمارن��ا الش��رقي التلي��د فه��و‬ ‫«حم��ار جح��ا» وق��د اس��تطاع لق��رون أن‬ ‫يحك��ي ف��ي صم��ت الن��اس ع��ن ظل��م‬ ‫«قراقوش» وأن ينهق وقت يش��اء وكيف‬ ‫يشاء‪ ،‬حتى بوجوه العسس واإلنكشارية‬ ‫والبصّاصي��ن‪ ،‬وأن «يعنظز» ليرمي عن‬ ‫ظه��ره كل من امتط��اه بعص��ا الترهيب‬ ‫وج��زرة الترغيب‪ ،‬وأن يرفس ظالميه في‬ ‫وجوهه��م وأقفيتهم‪ ،‬رفس كل ابن أتان‬ ‫أبيّ��ة‪ ،‬ثم يم�لأ حدائقهم بك��رات غامقة‬ ‫ذات‪ ..‬رائحة!‪.‬‬

‫وق��د ظنن��ت أن حم��ار جح��ا‪ :‬بغ��ل‪،‬‬ ‫نغل ال يل��د‪ ،‬حتى تناقل��ت وكاالت األنباء‬ ‫محاولة تفجي��ر حمار مفخخ بحافلة جنود‬ ‫إسرائيلية!‪.‬‬ ‫حم��ارٌ ذهب��يٌ بع��د حم��ار؛ ينفجر‬ ‫في وج��ه كل «قراقوش» وس��ندخل إلى‬ ‫قام��وس «األلفي��ة الثالث��ة» مصطل��ح‪:‬‬ ‫«حمار االنتفاضة»!‪..‬‬ ‫ث��م‪ ..‬س��يكتبه «الجرم��ان»‬ ‫و«األنكلوساكس��ون»‪ ..‬هك��ذا‪« :‬هيم��ار‬ ‫إنتفادا»‪.‬‬ ‫واليون��ان الحالي��ون‪« :‬هيم��ورو‬ ‫سإنتيفاديس»‪.‬‬ ‫والالتينيون حتى أمري��كا الجنوبية‪:‬‬ ‫«برنس إيمارو دي إنتيفاديز»‪.‬‬ ‫والصينيون واليابانيون وسائر آسيا‪:‬‬ ‫« هيمورو كي إنتفادا»‪.‬‬ ‫والروس وبقية الس�لافيين‪« :‬هيمار‬ ‫إنتفادوفسكي»‪.‬‬ ‫وأخوتن��ا األرم��ن‪« :‬ب��ارون همي��رو‬ ‫انتفاد هصاصون»‪.‬‬ ‫وجيرانن��ا األك��راد واألت��راك‪:‬‬ ‫«أفندمهومارانتفاده زاده»‪.‬‬ ‫والباكستانيون والبشتون والطاجيك‬ ‫واألوزب��ك واإليراني��ون واألذريّ��ون‪ ،‬مما‬ ‫يق��ع خلف نهري «س��يحون» و«جيحون»‪:‬‬ ‫«حمارويهانتفادتي مباركة»‪.‬‬ ‫حم��ارٌ ذهب��يٌ بعد حم��ار‪ ،‬ينفجر في‬ ‫وجه كل «قراقوش» وستطوف أرواحهم في‬ ‫شوارعنا صارخة بكل ما أوتيت من نهيق‪:‬‬ ‫«ي��ا حمي��ر الوط��ن العرب��ي‬ ‫انتفضوا»!!‪..‬‬


‫ال�صادق النيهوم‪:‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫كتاب «التعامل الطبي مع‬ ‫الأ�سلحة الكيماوية»‬ ‫ف��ي ظ��ل الحدي��ث ع��ن‬ ‫األس��لحة الكيماوي��ة‪ ،‬ال��ذي هو‬ ‫من أكث��ر المواضيع انتش��اراً في‬ ‫الفت��رة الحالي��ة‪ ،‬وذل��ك نتيج��ة‬ ‫التحذي��رات المتك��ررة من لجوء‬ ‫النظام الس��تخدامها ضد الشعب‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫هن��ا دليل مختص��ر ألطبائنا‬ ‫في قل��ب الح��دث‪ ،‬للمحاولة في‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫نفسها التي كانوا قد احتكموا هم إليها"‪.‬‬ ‫أخي��راً الب��د م��ن التأكي��د أن النيه��وم‬ ‫ظاه��رة أدبية مقروءة وجدي��دة‪ ،‬ظل نتاجه‬ ‫يثي��ر اهتمام الق��راء بمختلف مس��توياتهم‬ ‫ونقاش��اتهم س��واء م��ع أو ضد‪ ،‬ف��ي كل ما‬ ‫يطرح��ه‪ ،‬وكلمة " نع��رف " تلخص وتختزل‬ ‫لن��ا تجرب��ة النيه��وم كله��ا‪ ..‬ه��ذه التجربة‬ ‫الناهض��ة عل��ى محاولة المعرف��ة والتعرف‬ ‫عل��ى كل المحي��ط وكل م��ا يحتوي��ه ه��ذا‬ ‫المحيط من أس��رار وأمور محيّرة ومستفزة‬ ‫للتفكي��ر والتدبر‪ .‬هو كاتب يريد من القارئ‬ ‫أن يع��رف لماذا يفع��ل ه��ذا وال يفعل ذلك‬ ‫وه��ذه المعرف��ة ال تت��م إال بتأم��ل الش��يء‬ ‫وتحليله وتكبيره وتفكيكه إلى أجزاء وفهمه‬ ‫منفص� ً‬ ‫لا ومجتمعًا‪ .‬لقد ب��دأ النيهوم رحلته‬ ‫في الكتابة ككاتب تنويري وجد نفس��ه في‬ ‫مجتمع ش��به أمي خ��ارج من أت��ون الحروب‬ ‫واألمراض والمجاعات‪ ..‬وحتى الناس الذين‬ ‫تحصل��وا على تعليم بس��يط ف��ي الكتاتيب‬ ‫أو المدارس العربي��ة واإليطالية تمكنوا من‬ ‫الق��راءة والكتابة وش��غل بع��ض الوظائف‬ ‫اإلداري��ة والخدمي��ة يعتبرون ف��ي المفهوم‬ ‫الع��ام ش��به أميين فلي��س مح��و األمية أن‬ ‫تتحول إلى إنسان يفك الحرف ويقرأه فقط‬ ‫فالخ��روج من األمية هو الخروج إلى الفضاء‬ ‫الشاسع من الثقافة‪.‬‬

‫منع ح��دوث مثل ه��ذه الكوارث‪،‬‬ ‫وفي حال حدوثها يجب أن يكون‬ ‫ل��دى الكوادر الطبي��ة الموجودة‬ ‫عل��ى األرض المعرف��ة الكافي��ة‬ ‫بأنواع هذه األسلحة المستخدمة‬ ‫وطرق التعامل معها‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كتابنا اليوم ضمن السلس��لة الخامسة‬ ‫من دراس��ات مكتبة النيه��وم‪ ،‬الصادرة عن‬ ‫دار تال��ة‪ ،‬دراس��تين نُشِ��رَتا ف��ي صحيفة‬ ‫الحقيق��ة عامَ��ي ‪ 1969‬و‪ .1970‬تحم��ل‬ ‫األول��ى عنوان‪« :‬ث�لاث كلمات تق��ال بأمانة‬ ‫عن مش��كلة "الت��راث العرب��ي"»‪ ،‬والثانية‪:‬‬ ‫«قليل من المنطق»‪ .‬والسلس��لة المذكورة‬ ‫تهدف إل��ى جمع تراث النيه��وم المتناثر في‬ ‫الصح��ف والدوري��ات‪ ،‬داخل ليبي��ا وخارجها‪.‬‬ ‫وق��د أقدمت ال��دار على هذا العم��ل تقديرًا‬ ‫لقيم��ة الكات��ب وعطائه الغزي��ر ونظرًا لما‬ ‫أثارتْ��ه كتاباتُه من أصداء‪ ،‬كما يش��ار إلى‬ ‫ذل��ك على ظه��ر أغل��ب إص��دارات النيهوم‪.‬‬ ‫بهذه الخطوة س��تصل أسئلة النيهوم ونقده‬ ‫الالذع أحيانًا إلى أجيال الش��باب في الحاضر‬ ‫َ‬ ‫وس��يُنقذ من خط��ر التجاهل‬ ‫والمس��تقبل‪،‬‬ ‫والنسيان‪ .‬وسنكتفي اليوم بقراءة للدراسة‬ ‫األولى‪ ،‬مع وعدٍ بأن ال يغيب النيهوم طوي ًال‬ ‫عن صفحات سوريتنا‪.‬‬ ‫يب��دأ النيهوم بع��رض قضي��ة التراث‬ ‫العرب��ي عب��ر تس��اؤلين أولهم��ا‪ :‬ه��ل تابع‬ ‫التراث العربي آمال اإلنسان ؟‬ ‫ذلك أن الت��راث العربي مج��رد مرحلة‬ ‫عادي��ة في مس��يرة الفك��ر السياس��ي عبر‬ ‫الواق��ع‪ ،‬مح��او ًال أن يع��رض ه��ذه الحقيقة‬ ‫داخ��ل أبع��اد الت��راث العربي ضم��ن نطاقة‬ ‫السياس��ي واالقتص��ادي واالجتماعي‪ ،‬وذلك‬ ‫حي��ن يؤك��د " أن النظ��ام السياس��ي ال��ذي‬ ‫تبنته الدولة العربية بمجرد أن بدأت ترسي‬ ‫قواعدها في دمش��ق لم يكن مس��تمداً من‬ ‫القرآن الكريم بل كان مس��تمداً من تجربة‬ ‫التاري��خ الحضاري وحدها‪ ،‬وقد عمد معاوية‬ ‫ب��ن أب��ي س��فيان إل��ى مقايضة المس��اواة‬ ‫والشورى بمبدأ الملكية المطلقة"‪.‬‬ ‫ثم يضيف على ذلك ما قوله‪ " :‬وعندما‬ ‫ألق��ي معاوي��ة خطب��ة الع��رش ف��ي نهاية‬ ‫المط��اف‪ ،‬ثم هبط من ف��وق المنبر محاطًا‬ ‫بالحراس‪ ،‬وموظفي الديوان كان في الواقع‬ ‫نس��خة طب��ق األص��ل م��ن أي مل��ك وراثي‬ ‫مطل��ق‪ ،‬ولكن��ه كان يدع��و نفس��ه رس��ميًا‬ ‫(أمير المؤمنين) وخليفة اهلل أيضًا‪ ،‬والقرآن‬ ‫الكريم��ة ال��ذي جع��ل الش��ورى أي النقاش‬ ‫واالنتخ��اب قاعدة الحكم الوحي��دة المعترف‬ ‫بها في اإلس�لام ال يمك��ن أن يبقي مصدراً‬ ‫ألف��كار معاوي��ة رضي اهلل عن��ه‪ ،‬فالطموح‬ ‫السياس��ي المحض ش��يء والن��ص الديني‬ ‫القاطع شيء أخر "‪.‬‬ ‫والحقيق��ة إن��ه لي��س من جدي��د فيما‬ ‫عرضن��اه من موقف الص��ادق النيهوم حتى‬ ‫اآلن ح��ول قضي��ة (الخالف��ة) وتحوله��ا من‬ ‫الش��ورى إلى ملك وراثي إذ إن هذه القضية‬ ‫تضرب بجذورها ف��ي تاريخ التراث العربي‪،‬‬ ‫وه��ي م��ن ضم��ن القضاي��ا الكالس��يكية‬ ‫المعروفة بداهة‪ ،‬والت��ي تناولها العديد من‬ ‫الباحثي��ن والمفكري��ن الع��رب عب��ر مراحل‬ ‫مختلف��ة‪ ،‬فها ه��و ابن خلدون على س��بيل‬ ‫المث��ال ال الحصر يؤكد ه��ذا المعني‪ ،‬وذلك‬ ‫بقوله‪ " :‬ثم اقتض��ت طبيعة الملك االنفراد‬ ‫بالمج��د واس��تئثار الواح��د ب��ه‪ ،‬ل��م يك��ن‬ ‫لمعاوي��ة أن يدف��ع ذلك عن نفس��ه وقومه‬ ‫فهو أمر طبيعي ساقته العصبية بطبيعتها‪،‬‬ ‫واستش��عرته بن��و أمية ومن ل��م يكن على‬ ‫طريقة معاوية في اقتفاء الحق في إتباعهم‬ ‫فأعصوصبوا عليه واستماتوا دونه"‪.‬‬

‫وأم��ا عل��ى صعي��د الفك��ر العرب��ي‬ ‫الحديث‪ ،‬فها هو إسماعيل مظهر ومن خالل‬ ‫تأكيده على ضرورة فصل الس��لطات يؤكد‬ ‫على أن‪ ":‬الخالفة نظام ش��اذ كل الش��ذوذ‪،‬‬ ‫ليس ه��و بس��لطة روحي��ة فق��ط‪ ،‬وال هو‬ ‫بس��لطة زمانية فقط‪ ،‬هو نظام يجمع بين‬ ‫السلطتين‪ ،‬ومزيج من قوتين يجب أن تظال‬ ‫متفرقتين‪ ،‬هو نظام الدنيا‪ ،‬واآلخرة‪ ،‬حصر‬ ‫ف��ي نظام ف��رد واحد ف��كان الحاك��م بأمره‬ ‫ف��ي الناس‪ ،‬وظ��ل اهلل ف��وق األرض معاً"‪.‬‬ ‫"والخالف��ة ف��وق ذل��ك نظ��ام ورث ظاهرة‬ ‫وت��رك لبه‪ ،‬فأصبح��ت ميراثًا بع��د أن كانت‬ ‫بالبيعة "‪.‬‬ ‫وعلى الس��ياق نفس��ه‪ ،‬نج��د الصادق‬ ‫النيه��وم يؤك��د عل��ى أن "النظ��ام الملك��ي‬ ‫الوراث��ي ه��و الش��كل السياس��ي للدول��ة‬ ‫العربية‪ ،‬وهو الوجه الحقيقي الذي يراه المرء‬ ‫ب�لا انقطاع طوال مس��يرة أمتن��ا من قصر‬ ‫الخالفة في دمش��ق إلى بغ��داد‪ ،‬واألندلس‪،‬‬ ‫والقاهرة‪ ،‬وإسطنبول‪ ،‬أما الشورى‪ ،‬القائمة‬ ‫على مبدأ النقاش واالختيار فقد انتهت كلية‬ ‫بع��د بضع س��نوات من وفاة الرس��ول صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم نفسه "‪.‬‬ ‫كم��ا يؤك��د عل��ى أن ه��ذا ه��و واق��ع‬ ‫الت��راث العربي ونحن ال نس��يء إليه عندما‬ ‫نق��رر واقع��ه طبق��ًا لواقع عصرن��ا الحالي‪،‬‬ ‫مم��ا يؤك��د على أنه م��ن التجن��ي أن نحكم‬ ‫على الت��راث العربي بمنظ��ار الديمقراطية‬ ‫اإلنسانية المعاصرة‪ ،‬فذلك ال يتحقق بدون‬ ‫رذيلة التجن��ي‪ ،‬إال إذا أراد أحد ما أن يفرض‬ ‫أبع��اد ذلك التراث على عص��ر الديمقراطية‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫أم��ا التس��اؤل ال��ذي س��بق وأن طرحه‬ ‫النيهوم‪ ،‬وهو ه��ل تابع التراث العربي آمال‬ ‫اإلنسان ؟‬ ‫فإذا كان المقصود بهذا التساؤل يخص‬ ‫كل ما س��اهم به الفكر العربي واإلسالمي‬ ‫من‪ ،‬عل��م وفك��ر وأدب‪ ،‬ف��إن اإلجابة تكون‬ ‫نعم‪ ،‬ثم نعم إال إذا اس��تثنينا وجود حضارة‬ ‫أو ثقافة عربية إس�لامية م��ن على خارطة‬ ‫التاريخ‪ .‬والحق أننا لو أمعنا النظر فيما سبق‬ ‫وإن عرض��اه من موقف النيه��وم من التراث‬ ‫نج��د أنه ال يفص��ل بين ما هو فك��ري‪ ،‬وما‬ ‫هو سياس��ي لذلك نجده يضع كل ما أنتجته‬ ‫الثقاف��ة العربي��ة اإلس�لامية ضم��ن اإلطار‬ ‫السياسي بوجه عام‪.‬‬ ‫غير أن الص��ادق النيهوم يعود ويفرق‬ ‫بين الت��راث الذي ورثناه ع��ن تجربة العرب‬ ‫السياس��ية واالقتصادي��ة واالجتماعي��ة‪،‬‬ ‫والتراث الحقيقي الذي يخص تعاليم القرآن‬ ‫الكري��م وس��نة الخلف��اء الراش��دين‪ ،‬وذلك‬ ‫بقول��ه‪ " :‬ه��ذه الظاهرة تدعون��ي هنا إلى‬ ‫أن أق��ول مرة أخرى‪ :‬إن الحك��م على التراث‬ ‫العرب��ي بأن��ه ال يلي��ق بروح العص��ر‪ ،‬حكم‬ ‫يقتصر على التراث العربي الذي وصل إلينا‬ ‫عب��ر تجربة الع��رب لسياس��ية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬وال يش��مل بأي حال شيئًا آخر‬ ‫يخض تعاليم القرآن الكريم أو سنة الخلفاء‬ ‫الراش��دين‪ ،‬أو س��يرة الحكام الذين عرفهم‬ ‫تاريخن��ا بين حي��ن وآخ��ر باعتبارهم نقاطًا‬ ‫بيضاء في ثورنا األسود"‪.‬‬ ‫أم��ا التس��اؤل الثان��ي ال��ذي طرح��ه‬ ‫الص��ادق النيهوم فهو‪ :‬م��اذا نريد أن نصون‬ ‫من التراث العربي ؟‬

‫ويقدم لن��ا اإلجابة‪ ،‬وذل��ك حين يؤكد‬ ‫"بأن عزمنا" على صيانة التراث العربي "البد‬ ‫أن يعن��ي" تنقي��ة ذلك التراث م��ن أخطائه‪،‬‬ ‫ولي��س حفظه فوق رفوف المكتبة‪ ،‬وفرضه‬ ‫على أوالدن��ا الصغار بداف��ع التعصب وحده‬ ‫فنحن نملك ظاهرة فكرية مليئة باألخطاء‪،‬‬ ‫وليس بوس��عنا أن "نصونه��ا" حقًا في وجه‬ ‫التيار التقدمي المعاصر إال إذا غسلناها من‬ ‫أمراضه��ا البالغ��ة الخط��ورة ومنحناها هبة‬ ‫الحي��اة الطبيعية "‪ .‬فالتنقية نفس��ها ال تتم‬ ‫إال بحلول الفكر الواع��ي القادر على الرؤية‬ ‫الواقعي��ة‪ ،‬ألنن��ا إن تجاهلنا ه��ذه الحقيقة‪،‬‬ ‫فإن العالم لن ينتظرنا لحظة واحدة‪.‬‬ ‫هذه الفكرة –فكرة‪ -‬صيانة التراث عن‬ ‫طري��ق تنقيت��ه‪ ،‬يتردد صداه��ا في مواضع‬ ‫أخ��رى من كتابات الص��ادق النيهوم‪ ،‬إذ نراه‬ ‫يؤكد على " أن الظاهرة الفكرية التي تلوح‬ ‫على الدوام وراء ثقافتنا المعاصرة في ليبيا‬ ‫هي ظاه��رة مش��لولة مقامة على أس��اس‬ ‫االعت��زاز بت��راث مل��يء باألخط��اء يفرض‬ ‫نفسه على مسيرتنا باسم صيانة مقدسات‬ ‫آبائنا وأجدادنا"‪.‬‬ ‫"فالمشكلة من الداخل مشكلة اإلنسان‬ ‫فنح��ن نفتق��ر لإلنس��ان الصاف��ي م��ن كل‬ ‫الميراث اإلنسان النقي‪ ،‬والمتوفرة له القدرة‬ ‫عل��ى الرؤي��ة الجي��دة‪ ،‬وأن يع��اود اإلنس��ان‬ ‫العربي تنظيم صفوفه الداخلية من أجل أن‬ ‫يأخ��ذ مكانه الصحيح من الص��ف الثاني إلى‬ ‫الصف األول المواجه للواقع تماما"‪.‬‬ ‫ث��م ن��راه يؤك��د عل��ى ض��رورة بن��اء‬ ‫اإلنس��ان – اإلنس��ان أو ًال وثاني��ًا ؛ ألنه��ا من‬ ‫أصعب المهام‪ ،‬فطالما أن الطفل يتعلم في‬ ‫حصة الحساب أن التفاحة زائد تفاحة تساوي‬ ‫تفاحتين‪ ،‬إال أنه غالباً ما يحتاج إلى س��نوات‬ ‫طويلة من ممارس��ة الواقع لك��ي يتعلم أن‬ ‫مئة طوبة زائد مئة طوبة ال تساوي مائتين‪،‬‬ ‫بل تساوي بيتًا جاهزاً للسكن‪.‬‬ ‫وم��ن خ�لال تأكي��ده عل��ى ض��رورة‬ ‫التواص��ل بين الت��راث والثقاف��ة المعاصرة‬ ‫ن��راه يؤكد على أن " الذي يعود علينا بالنفع‬ ‫العظي��م م��ن حيث الحف��اظ على كي��ان لنا‬ ‫عرب��ي الخصائص ه��و أن ننظر إلى األمور‬ ‫بمث��ل ما نظ��روا‪ ،‬أو ق��ل بعبارة أخ��رى‪ ،‬أن‬ ‫نحتكم في حلولنا لمش��كالتنا إلى المعايير‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫ثالث كلمات تقال ب�أمانة عن م�شكلة الرتاث العربي‬

‫من إص��دار‪ :‬الرابطة الطبية‬ ‫للمغتربين السوريين (سيما)‬

‫‪17‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫جمال داود‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫ل��ك قصف ف��رن‪ ..‬أيا مخل��وق بالعال��م بيقصف ف��رن؟‪ ..‬لك‬ ‫الكوارث بتستحي تضرب فرن!!‪..‬‬

‫علي يو�سف‬

‫المفترض هدول الناس رح يكونوا حماتنا وموجودين على الحدود وبالثكنات وبمراكزن‪ ،‬وما يكون‬ ‫السالح مصدر تفاخر عند بعضن‪ ،‬وما حدا يستقوي على حدا بسالحو أو سالح غيرو‪ ..‬والسالح بسوريا‬ ‫بدي ياه يتوجه بس باتجاه العدو يلي عم يغتصب أرضي وبلدي‪ ،‬أبداً مو بين الناس‪..‬‬

‫حلفايا‪ ..‬مس��مار جديد في نعش الضمير ويبدو أنه اقترب من‬ ‫الجاهزية‪ ..‬وما يحدث فوق قدرتي على الوصف‬

‫صاحب بقالية بحي شعبي‬

‫كرتونة من ديرالزور‪‎‬‬

‫الذي��ن يصعدون إلى الس��ماء جائعين ال يش��كون إل��ى اهلل قلة‬ ‫الخبز بل يشكون قلة الضمير‪ ..‬تعيش حلفايا وتعيش سوريا‪..‬‬

‫رانية من�صور‬

‫رسالة نصية من أختي وصلتني للتو‪ :‬إختراع الكهربا نسيناه عم‬ ‫بغسل على إيدي‪ ..‬عم بوقف عالفرن أربع ساعات لجيب ‪ 25‬ليرة‬ ‫خبز‪ ..‬وهأل رايحة عالفرن مش��روع ش��هيد‪ ..‬عم نتدفا عالحطب‬ ‫يلي صعب نجيبه‪ ..‬الحزن بكل البيت‪ ..‬والغالي راح خلص‪..‬‬

‫خولة احلديد‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫بدي يكون في قانون يجرم حمل الس�لاح ألي كان‪ ،‬باس��تثناء الجيش والش��رطة واألمن‪ ،‬يلي‬

‫علم��اء النفس راح يضيف��وا حاالت مرضية وتن��اذرات جديدة‬ ‫عل��ى تصني��ف االضطراب��ات النفس��ية الذي يص��در كل عدة‬ ‫س��نوات‪ ..‬منه��ا‪ :‬فوبيا الخبز‪ ،‬تن��اذر األفران‪ ،‬تن��اذر الطائرات‬ ‫والطيران‪ ،‬فوبيا المشافي‪ ،‬عقدة الحرمان من المازوت‪ ،‬تناذر‬ ‫الدفىء والبرد‪ ..‬واألهم أنهم ما ينس��وا يشخصوا أهم مرض‬ ‫أصاب اإلنسانية وأودى بحياتها " موت الضمير"‪..‬‬

‫عدنان عبد احلديد‬

‫سؤال بريء‪ :‬عندما يموت الضمير البشري في أي مزبلة يتم دفنه؟؟‪..‬‬

‫غ�سان يا�سني‬

‫أوقفوا البكاء والنواح على شهداء حلفايا فهم يرقدون بسالم‬ ‫وأرواحه��م تراقبنا وتنتظر ما س��نفعله ألجلهم‪ ..‬هناك مجازر‬ ‫قادم��ة إذا لم نوقف القتلة‪ ..‬بعد مجازر الخبز أمام أفران حلب‬ ‫ومجزرة اليوم في حلفايا سيس��تمر المج��رم في إجرامه ولن‬ ‫يوقف��ه إال تقدمن��ا واقترابنا من عنق��ه‪ ..‬خبزنا مغمس بدماء‬ ‫ش��هداءنا‪ ..‬ل��ن يعيد للقم��ة الخبز طعمه��ا المعه��ود إال دماء‬ ‫القاتل وهي تسيل من عينيه‪..‬‬

‫هالة حممد‬

‫ّ‬ ‫كل أهالين��ا‪ ..‬ينحن��ون لكس��رة الخب��ز الياب��س عل��ى األرضْ‪..‬‬ ‫يرفعونه��ا يقبلونه��ا ويضعونه��ا عل��ى جباهه��مْ الكريم��ةْ‪..‬‬ ‫ويس��ندونها على ج��دارْ‪ ..‬الخبز‪ ..‬لقمة عي��ش المواطنْ‪ ..‬كرامة‬ ‫الوطن‪ ..‬السّ��وري ورث احترام الخبزْ‪ ،‬واحترام من ْ‬ ‫يأكل‪ ..‬لحظة‬ ‫الطعام لحظة مقدّس��ة في حياة البش��ريةْ‪ ..‬في حياة السّوريْ‪.‬‬ ‫أيها األبد‪ْ ..‬‬ ‫إرحل عن رغيف خبزنا األزرق كدموع السّماء‪..‬‬

‫�إميان جان�سيز‬

‫كان ف��ي نكت��ة حمصي��ة‪ ..‬ق��ال كانوا ب��دن يعمل��وا بحمص‬ ‫مستش��فى للمجانين‪ ..‬قاموا س��قفو حم��ص كلها‪ ..‬عم حس‬ ‫هأل هيك‪ ..‬سوريا صارت سجن كبير‪ ..‬والسما سقف‪ ..‬والموت‬ ‫داي��ر من باب لب��اب‪ ..‬وص��اروا الوحوش على حاف��ة الجنون‪..‬‬ ‫وداش��رين تحت هالس��قف‪ ..‬ونحنا عم نموت ونموت ونموت‪..‬‬ ‫وما عادت النكتة بتضحك‪ ..‬ضاعت الضحكة عالطريق‪..‬‬

‫حكيم �إمام حوران‬

‫حلفايا ال تحزني‪ ..‬أمجادك قد الدني‪..‬‬

‫جيفارا عي�سى‬

‫فش��رتم !الثورة السورية ليس��ت ثورة جياع‪ ..‬هناك محاولة للتركيع‬ ‫ولي الذراع‪ ..‬لكن الشعب السوري قالها وبيعنيها‪ :‬الموت وال المذلة‪..‬‬

‫�أكاد اجلبل‪‎‬‬ ‫إخوتنا في الجوار‪ ..‬أطلقوا أبصارهم دهراً‪ ..‬في كل المحرمات‪..‬‬ ‫ولما مورس��ت فينا كل الفواح��ش والموبق��ات‪ ..‬وأصبحنا عرايا‬ ‫على قارعة الطريق‪ ،‬غضوا أبصارهم‪ ..‬وقالوا‪ ..‬نستغفر اهلل‪..‬‬

‫وانغ �شانغ وي‬

‫الدراس��ات تؤكد أن الطفل عندما يبلغ ‪ 8‬س��نوات‪ ..‬يكتش��ف من‬ ‫تلقاء نفس��ه أن بابا نويل هو شخصية وهمية‪ ..‬ويماطل أحياناً‬ ‫في تصديق ذلك‪ ..‬طيب‪ ..‬تفضلوا ش��وفوا الولد بعمر ‪ 8‬س��نين‬ ‫عنّ��ا‪ ..‬اكتش��ف لحالو الفرق بي��ن صوت اله��اون وصوت قذيفة‬ ‫الدبابة‪ ..‬وبيعرف شو يعني دوشكا‪ ..‬وبي تي إر ومدرعة‪ ..‬وبس‬ ‫تقلو بدي صورك‪ ..‬بيرفع أصابيعو بإشارة النصر‪ ..‬لحالو‪..‬‬

‫هاال جديد‬

‫لنتوقف عن محاكمة الموتى وإرس��الهم إلى المكان الذي نراه‬ ‫مناسباً لنا ولنظرياتنا واعتقاداتنا ومخيلتنا‪ ..‬الجنة والنار لهما‬ ‫ربّ يبتّ في أمريهما‪ ..‬تماماً كما للبشر‪..‬‬

‫ندى �صبح‬

‫يعتذر بابا نويل عن المرور بأطفال سوريا لسؤالهم له‪ :‬لماذا‬ ‫ينتصر الموت في وطننا ونحن ال نفوز إال بالكفن؟؟‪..‬‬

‫‪�‎‬سعاد جرو�س‪‎‬‬

‫عندم��ا وصلت إلى حارتي نظرت إلى الس��اعة عدة مرات للتأكد‬ ‫م��ن الوقت كانت الس��اعة الثامنة والنصف مس��اء‪ ،‬لكن الظالم‬ ‫الدامس والحزن المخي��م على أحياء القصاع‪ ،‬القصور‪ ،‬العدوي‪،‬‬ ‫المزرعة‪ ،‬الميس��ات‪ ،‬الجس��ر األبي��ض‪ ،‬العفيف‪ ،‬الجب��ة‪ ،‬األحياء‬ ‫الت��ي عبرته��ا للوصول إل��ى بيتي‪ .‬كان يش��ير إلى أن الس��اعة‬ ‫تج��اوزت الثالثة فجراً‪ ..‬ال حس وال نفس‪ ..‬فقط حواجز‪ ..‬أكياس‬ ‫رمل وكتل بيتونية‪ ..‬وأش��باح عساكر بائس��يين يصوبون أنوار‬ ‫مصابيحهم اليدوية إلى الوجوه الواجمة في السيارات القليلة‪..‬‬ ‫كان هذا مساء عيد الميالد في دمشق ‪ 25‬كانون أول ‪..2012‬‬

‫فادي عزام‬

‫عش��ق األفران عادة نازية‪ .‬يس��تلهما الس��فاح ابن الس��فاح من‬ ‫التراث الهتل��ري مع فارق طفيف بوظيفة الف��رن‪ .‬أكاد أجزم أن‬ ‫الطي��ار المجرم ال��ذي يقصف األفران كان يس��تمع إلى صفوان‬ ‫بهلوان أو علي الديك ليستمد الحبور النفسي لروحه المريضة‪..‬‬ ‫مثلم��ا كان الضاب��ط النازي المس��ؤول عن أف��ران الحرق‪ ،‬كان‬ ‫يس��تمع إلى «فاغنر» وهو يش��وي المعتقلين في األفران‪ ..‬ترى‬ ‫إلى موسيقى تستمع أسماء األخرس هذه األيام‪.‬‬

‫ندى مرامي‬

‫عندما نسقي عطشان كأس ماء‪ :‬نكون في الميالد‬ ‫عندما نكسي عريان ثوب حب‪ :‬نكون في الميالد‬ ‫عندما نكفكف الدموع في العيون‪ :‬نكون في الميالد‬ ‫عندما نفرش القلوب بالرجاء‪ :‬نكون في الميالد‬ ‫عندما أُ ُ‬ ‫قبّل رفيقي دون غش‪ :‬نكون في الميالد‬ ‫عندما تموت فـيّ روح االنتقام‪ :‬نكون في الميالد‬ ‫عندما يرمـد فيّ قلبي الجفا‪ :‬نكون في الميالد‬ ‫هي ترتيلة ميالد من ذاكرة الطفولة‪ ،‬هي ضلت نفس��ها بس‬ ‫كتي��ر تغي��ر معناها‪ ..‬ينعاد ع س��وريا بش��عب طيب وش��بعان‬ ‫ودفيان ومسامح وسعيد ومحب وكريم وقلبه كبير‪..‬‬

‫‪‎‬نبيه نبهان‪‎‬‬ ‫قتل بيد ش��اب س��وري آخر‪ ..‬ربما لو صادفا بعضهما في وقت‬ ‫غير هذا الوقت لكانا صديقين‪..‬‬

‫خولة دنيا‬

‫ب��دون األك��راد والتركم��ان واألرم��ن والش��ركس والع��رب‬ ‫واآلشوريين والسريان والفلسطينيين سوريا لن تكون سوريا‪..‬‬ ‫ب��دون الكاثولي��ك واألرثوذك��س والبروتس��تانت واليس��وعيين‬ ‫واإلنجيليي��ن س��وريا ل��ن تكون س��وريا‪ ..‬بدون مذاه��ب حنفية‬ ‫وحنبلي��ة وش��افعية والجعفري��ة والظاهري��ة والباطني��ة‬ ‫واإلسماعيلية واليزيدية والشيعية والعلوية (كالزية وحيدرية)‪..‬‬ ‫س��وريا لن تكون سوريا‪ ..‬بدون دمشق وحلب وحمص والالذقية‬ ‫والرق��ة وإدلب وجب��ل الزاوية وجب��ل األكراد ودرعا والس��ويداء‬ ‫والقامش��لي والحس��كة ودير الزور والبوكمال والس��لمية وحماه‬ ‫ومصياف والجوالن والقنيطرة س��وريا لن تكون س��وريا‪ ..‬بدون‬ ‫المعتدلي��ن والعلمانيي��ن والس��لفيين ويس��اريين واليمينيي��ن‬ ‫والقوميي��ن واإلخ��وان والليبراليين والال متحزبي��ن والحياديين‬ ‫والوسطيين والصامتين أيضاً سوريا لن تكون سوريا‪ ..‬وستبقى‬ ‫سوريا هي سوريا بدون اإليرانيين والروس واألفغان والشيشان‬ ‫واألمري��كان والخليجيي��ن والفنزويليي��ن واألوروبيين‪ ..‬أصحاب‬ ‫نظرية السورنة الصافية يكفي غز ًال على قرون العنزة‪.‬‬

‫يا�سني احلاج �صالح‬

‫مع حرية الش��عب السوري‪ .‬بس بيحب روسيا وإيران وحزب اهلل كتير‪،‬‬ ‫وبيكره تركيا والس��عودية وقط��ر‪ ،‬والجزيرة والعربي��ة وفرانس ‪،24‬‬ ‫واالئتالف الوطن��ي والمجلس الوطني والمقاومة المس��لحة والجيش‬ ‫الح��ر وجبهة النصرة‪ ..‬كتير كتي��ر‪ ..‬وعقالني كتير‪ ،‬ما بيرضى الكالم‬ ‫باحتقار على بشار األسد والنظام‪ ..‬ويغص كتير من الهتاف الرعاعي‪:‬‬ ‫يلع��ن روحك ي��ا حافظ!‪ ..‬وكتير م��ا بيحب الحك��ي عـ"الجيش العربي‬ ‫الس��وري" ألنو مؤسس��ة وطنية‪ ..‬وكتير كمان ما بيحب قصف األحياء‬ ‫والبل��دات بالبرامي��ل المتفج��رة‪ ،‬وال إس��قاط الطي��ارات اللي تقصف‬ ‫األحياء والبلدات بالبراميل‪ .‬ومع حرية الشعب السوري‪ ..‬كتير‪.‬‬

‫مي �سكاف‬

‫هذا وقت الكالم‪ ..‬أجل‪ ..‬هذا وقت الكالم‪ ..‬مهما حاولت أن يكون‬ ‫وقت الرص��اص‪ ..‬كل األوقات كانت لك واآلن أن وقت الرحيل‪..‬‬ ‫ثورتن��ا ثورة كرام��ة‪ ..‬مهما فعلت ومهما حاول��ت‪ ..‬ثورتنا ثورة‬ ‫كرام��ة‪ ..‬مهم��ا حاولت ومهما فعلت‪ ..‬الش��عب الس��وري واحد‪..‬‬ ‫وم��ا بينذل‪ ..‬مهما حاولت ومهما فعلت‪ ..‬واحد واحد واحد‪ ..‬وأنت‬ ‫مستبد واحد ووحييييد‪ ..‬مهما حاولت فأنت زائل‪.‬‬

‫حممود حممود‬

‫ما في ش��ك أن��و خيارك بالوقوف مع ثورة ش��عب ضد نظام‬ ‫مج��رم أو المش��اركة فيه��ا ه��و خي��ار تاريخ��ي صحيح من‬ ‫الناحية الوطنية واإلنس��انية واألخالقية‪ .‬لكن هذا ما بيعني‬ ‫أن��ك دائمًا ص��ح‪ ،‬وما بيعن��ي أبداً أن��و كل ش��ي بتحكيه أو‬ ‫بتعمله باس��م الثورة هو صحيح‪ .‬الخيار الصحيح ما بيعطي‬ ‫صاحب��ه صك تنزيه وما بيعمل من��ك بني آدم معصوم عن‬ ‫الخطأ‪ ،‬وبالوقت إلي بيبدا الش��خص يش��عر أو يمارس ذاته‬ ‫عل��ى أنو "نب��ي ثوري" بيك��ون عبيتحول تدريجياً ل"ش��بيح‬ ‫ثوري"‪ ..‬الثورة قادرة أنو تحم��ل أخطاءها‪ ،‬وأنت لما بتصير‬ ‫"ش��بيح ث��وري" تأك��د أنك صرت خط��أ من أخط��اء هالثورة‬ ‫وانتقلت من كونك داعم لها وصرت عبء من أعباءها‪..‬‬

‫ملاذا ال يح��ب ال�شعب ال�سوري الغرب؟!‬

‫في ظل غياب دولة القانون في س��وريا واس��تحالة‬ ‫إقام��ة دول��ة عادلة بعد أربعين س��نة م��ن القمع‬ ‫والم��وت البط��يء والتغيي��ب الكام��ل ألي محاولة‬ ‫لعمل مؤسساتي‪ ..‬نهضت س��وريا بأكملها لتقول‬ ‫كفى ال نريد نظاما بال حقوق‪ ..‬نريد حقوقاً ودولة‪..‬‬ ‫سنتان من العنف سنتان من غياب القانون الدولي‬ ‫بشكل كامل سنتان من عناوين عريضة لمنظمات‬ ‫حقوقية‪ ..‬لمنظمات أممي��ة ومجلدات في القانون‬ ‫الدولي فارغة من أس��س تطبيقه��ا‪ .‬أو على األقل‬ ‫ال يمك��ن له��ا أن تقف ف��ي وجه السياس��ات وهي‬ ‫التي أعدت من األساس لمواجهة تسلط السياسة‬ ‫والمافيات السياسية والمصالح على اإلنسانية‬ ‫في ظل غياب دولة القانون العالمي‪ ..‬بدأ الش��عب‬ ‫الس��وري بتطبيق قانونه بنفسه‪ ..‬كيف يمكن لك‬ ‫أن تطالب ش��عبا مدنيين وثوار ومسلحين بتطبيق‬ ‫القان��ون‪ ..‬وفوقها تتحفنا المنظم��ات بتقارير عن‬ ‫االنتهاكات الممارس��ة من قبل الثوار‪ ..‬وكأن تلك‬ ‫المنظمات دورها توثيقي‪..‬‬ ‫ي��ا س��ادة‪ ..‬قانونكم وكتبك��م فاش��لة وعرضية‪..‬‬ ‫تأت��ون الي��وم لتفرض��وا قوائمكم ع��ن منظمات‬ ‫اإلرهاب المندس��ة بي��ن صفوف الث��ورة وأنتم لم‬ ‫تستطيعوا أن ترفعوا ولو للحظة الظلم القائم على‬ ‫الش��عب لمدة أربعين س��نة وبعدها لمدة سنتين‬ ‫من االنتفاضة المسحوقة ببراميل الطيران‪ ..‬كيف‬ ‫نتجنب االنتهاكات ومحكمة العدل الدولية قانونها‬ ‫غائ��ب وآلياته��ا مغيب��ة وكل م��ا يتعل��ق بحقوق‬ ‫اإلنس��ان‪ ..‬أي إنس��ان مغي��ب‪ .‬تطالبونن��ا بدولة‬ ‫المس��اواة‪ ..‬وبعده��ا تحدثوننا ع��ن األقليات‪ ..‬في‬ ‫غي��اب القانون‪ ..‬اس��تباحت الديكتاتوريات العربية‬ ‫شعوبها‪ ..‬في غياب العدل‪ ..‬شريعة الغاب تعود‪..‬‬ ‫ببراءة تتس��اءل موظفة ف��ي الخارجي��ة األميركية‬ ‫لديها من الش��هادات في حقوق اإلنسان ما يكفي‬ ‫لتدفئة طفل في مدرسة بنيران براويظها الخشبية‬ ‫المذهبة‪ :‬لماذا ال يحب الش��عب السوري الغرب؟؟‪..‬‬ ‫كم من الصمت سيتملكنا نحن السوريين بعد في‬ ‫مواجهة كلمة "انتهاكات"!!‪..‬‬

‫شام داود‬

‫الشاب الصغير الذي وجه فوهة رشاشه إلى صدري‪،‬‬ ‫عندما عرف أني "علوية" وقف يكزّ أس��نانه ويقول‬ ‫صارخ��اً‪ :‬قتلت��م أهل��ي‪ ،‬كل أخوتي البن��ات‪ ،‬وأمي‪،‬‬ ‫وعم��ي‪ ..‬كنا في إحدى الجوالت‪ ،‬وبرفقتي خمس��ة‬ ‫شباب‪ ،‬على حاجز للجيش الحر‪ .‬كانت تلك اللحظة‪،‬‬ ‫التي ش��عرت فيها بالتصاق فوهة سوداء بصدري‪،‬‬ ‫تعني انش��قاق الحياة‪ ،‬تمنيت ل��و أطلق النار‪ .‬كنت‬ ‫بحاجة لهذا‪ ،‬أنا وليس هو‪ .‬الصوت الذي س��معته‬ ‫وهو يحرك رشاشه‪ ،‬كان عذباً‪ ،‬ثم أصوات رشاشات‬ ‫الش��باب‪ ،‬الذي��ن وجهوا رشاش��اتهم إل��ى صدره‪،‬‬ ‫وه��م يصيحون ب��ه‪ .‬أعرف أني ام��رأة جبانة‪ ،‬ألني‬ ‫سمعت طرقات قلبي‪ ،‬وش��عرت أن حلقي سينفجر‪،‬‬ ‫لكن��ي بقيت أح��دق به‪ .‬ه��و يحدق ب��ي‪ ،‬قلت له‪:‬‬ ‫إن كان ه��ذا يكفيك لحق��ن الدم‪ ،‬فافع��ل ما تراه‬ ‫مناسباً‪ ..‬هي دقائق خاطفة‪ .‬مرت بسرعة والشباب‬ ‫يش��رحون له أنه ال يجب أن يرمي وازرة وزر أخرى‪،‬‬ ‫وأن القانون س��يأخذ مجراه عندما يسقط النظام‪،‬‬ ‫وان العلويين أخوتهم‪ ،‬وان هنالك شبيحة من كل‬ ‫الطوائف واألديان!‬ ‫رمى رشاشه على األرض‪ ،‬وصار يتمتم بعبارات غير‬ ‫مفهومة‪ ،‬وأقس��م أني سمعت نشيجه‪ .‬حينها قلت‬ ‫الجمل��ة التي كنت أتحفظ عليها منذ بداية الثورة‪:‬‬ ‫يلعن روحك يا حافظ ويلعن روحك يا بشار‪ ..‬يلعن‬ ‫الس��اعة اللي عرفت فيها س��وريا بش��عبها الطيب‬ ‫عائلتكم المجرمة!‪..‬‬

‫سمر يزبك‬


‫ل��كل وطن رموز تميزه ورجاالت تكتب‬ ‫تاريخه ومواقف ترسم مالمحه عبر الزمان‪.‬‬ ‫وم��ن أهم الرم��وز الت��ي تميز س��وريا عن‬ ‫س��واها ش��عارها الذي اس��تخدم في سوريا‬ ‫منذ عام ‪ 1945‬ونشيدها الثوري الذي عزف‬ ‫أول م��رة كنش��يد وطني رس��مي لس��ورية‬ ‫صباح السابع عشر من نيسان ‪1946‬م‪.‬‬

‫الن�شيد العربي ال�سوري‪:‬‬

‫"العقاب" �شعار اجلمهورية‬ ‫العربية ال�سورية‪:‬‬

‫دل��ت المكتش��فات األثري��ة أن العقاب‬ ‫أطلق من س��وريا قبل ثمانية آالف عام على‬ ‫األق��ل‪ ،‬فقد وج��د نقش للعق��اب على حجر‬ ‫بازلتي في حفريات "جرف األحمر" في حلب‬ ‫خالل ع��ام ‪ 1995‬يعود إلى ثمانية آالف عام‬ ‫قبل الميالد‪.‬‬ ‫ق��ام بتصميم الش��عار بش��كله الحالي‬ ‫الفن��ان "خال��د العس��لي" ع��ام ‪ 1945‬وه��و‬ ‫دبلوماس��ي س��وري وفن��ان تش��كيلي‪ ،‬والده‬ ‫"ش��كري العسلي" أحد ش��هداء ‪ 6‬أيار ‪،1916‬‬ ‫ولد خالد العس��لي سنة ‪ ،1915‬مارس الرسم‬ ‫الكاريكاتوري الصحفي‪ ،‬وتوفي سنة ‪.1990‬‬ ‫أما ع��ن تغي��ر تصمي��م العق��اب على‬ ‫مر الس��نين فيوجزها الباح��ث "عماد الخالد"‬ ‫بالقول "في عام ‪ 1945‬كان عبارة عن ترس‬ ‫عربي في وسطه ثالث نجوم حمر هي نجوم‬ ‫العلم السوري على حصيرة فضية ويحضن‬ ‫الترس عُقاب‪ ،‬ويحيط بالترس ثالثة خطوط‬ ‫هي األخضر فاألبيض فاألس��ود تمثل ألوان‬ ‫العلم الس��وري‪ ،‬وفي أس��فل الترس سنبلتا‬ ‫قم��ح بل��ون القم��ح الطبيع��ي يرم��زان إلى‬ ‫محصول البالد األول وطابعها الزراعي‪ .‬وقد‬ ‫أمس��ك العُقاب بمخالبه ش��ريطًا كتب عليه‬ ‫بالخط الكوفي "الجمهورية السورية"‪ ،‬وأثناء‬ ‫الوحدة مع مصر عام ‪ 1958‬تم اتخاذ النس��ر‬ ‫شعاراً للجمهورية العربية المتحدة‪ ،‬وفي عام‬ ‫‪ 1961‬بعد االنفصال تمت العودة إلى العقاب‬ ‫المصم��م ع��ام ‪ 1945‬وتم��ت إضاف��ة كلمة‬ ‫"العربي��ة" إلى اس��م الجمهوري��ة فأصبحت‬ ‫"الجمهوري��ة العربي��ة الس��ورية"‪ ،‬وفي عام‬ ‫‪ 1969‬أصبح لون النجوم الثالث على الترس‬ ‫أخض��ر وأل��وان الخط��وط أحم��ر فاألبي��ض‬ ‫فاألس��ود‪ ،‬وفي عام ‪ 1972‬أثن��اء قيام اتحاد‬ ‫الجمهوريات العربية "س��وريا ومصر وليبيا"‬ ‫ت��م تغيير فقط اس��م الجمهوري��ة المكتوب‬ ‫عل��ى الش��ريط الذي يمس��كه العق��اب حيث‬ ‫كت��ب علي��ه "اتح��اد الجمهوري��ات العربية"‪،‬‬ ‫وفي ع��ام ‪ 1980‬تم اعتماد الش��عار الحالي‬ ‫للجمهورية العربية السورية"‪.‬‬

‫األخوين فليفل‬

‫أم��ا ع��ن معنى ه��ذا الش��عار‪ ،‬فيتمتع‬ ‫العقاب باألنفة والش��جاعة وهو س��يد قومه‬ ‫م��ن الطي��ور والج��وارح‪ ،‬مس��كنه رؤوس‬ ‫الجب��ال‪ ،‬وق��د فضّ��ل األجداد العق��اب على‬ ‫النس��ر ألن��ه ال ي��أكل إال م��ن صي��ده وال‬ ‫يق��رب الجيف‪ ،‬وعلى الرغ��م من حب العرب‬ ‫الش��ديد للصق��ر وتهجينهم ل��ه إال أنهم لم‬ ‫يعتم��دوه رم��زاً لهم لما يش��اع ع��ن الصقر‬ ‫م��ن عدوانية‪ ،‬ف��كان اعتم��اد العق��اب رمزاً‬ ‫ألنه يمثل الش��جاعة غير العدوانية‪ ،‬وعندما‬ ‫اعتم��دوا "العقاب" رمزاً لس��وريا ميزوا بينه‬ ‫وبين النس��ر من خالل رس��م العق��اب فارداً‬ ‫جناحيه بينما رس��موا النس��ر ضامًا جناحيه‪،‬‬ ‫وحاول علماء الطي��ور التمييز بينهما فقالوا‬ ‫إن النسر ال يوجد له ريش عن رقبته‪.‬‬ ‫وفق��ًا للمرس��وم رق��م ‪ 394‬تاري��خ ‪10‬‬ ‫ش��باط ‪:]4[ 1969‬يع��دل ش��عار الجمهوري��ة‬ ‫العربية السورية المعمول به بموجب المرسوم‬ ‫رقم ‪ 158‬تاريخ ‪ 18‬شباط ‪ 1945‬وفق النموذج‬ ‫المرف��ق‪ :‬يكون العُقاب حدي��دي اللون وتحلِّي‬ ‫أجنحت��ه خطوط فضي��ة وذهبية وأم��ا الترس‬ ‫فتحلِّي��ه ثالث نجوم خضر على حصيرة فضية‬ ‫وتحي��ط بالت��رس ثالث��ة خطوط ه��ي األحمر‬

‫فاألبي��ض فاألس��ود ابت��داء م��ن الخ��ارج إل��ى‬ ‫الداخل وأما السنبلتان فهما بلون القمح‪.‬‬ ‫إن تحديد أوصاف الشعار الحالي لسوريا‬ ‫ت��م بموج��ب المرس��وم التش��ريعي رقم ‪37‬‬ ‫لعام ‪ 1980‬حيث نص بأن‪" :‬الش��عار الرسمي‬ ‫للجمهورية العربية السورية يتألف من ترس‬ ‫عربي نُقش عليه العلم الوطني للجمهورية‬ ‫بألوان��ه‪ ،‬ويحتض��ن الت��رس عُق��اب يمس��ك‬ ‫بمخالب��ه ش��ريطاً كتب عليه بالخ��ط الكوفي‬ ‫"الجمهوري��ة العربية الس��ورية" وفي أس��فل‬ ‫الترس سنبلتا قمح‪ ،‬ويكون العُقاب والشريط‬ ‫وسنبلتا القمح باللون الذهبي‪ ،‬وتكون الكتابة‬ ‫وخطوط األجنحة باللون البني الفاتح"‪.‬‬ ‫أم��ا بش��أن خلط بع��ض الن��اس بين‬ ‫"النس��ر" و"العق��اب" بم��ا يخ��ص ش��عار‬ ‫الجمهوري��ة العربية الس��ورية‪ ،‬ف��كان هذا‬ ‫بعد الوحدة مع مصر‪ ،‬حيث كان النسر يمثل‬ ‫ش��عاراً للجمهورية العربي��ة المتحدة نُقش‬ ‫ف��وق ص��دره درع يمث��ل عل��م الجمهورية‪،‬‬ ‫وبع��د االنفص��ال عادت س��وريا إلى ش��عار‬ ‫"العق��اب" وبق��ي اس��م النس��ر دارج��ًا على‬ ‫ألسنة الناس‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫تم البت في أمر النش��يد السوري عند‬ ‫إقرار حق س��وريا في االستقالل في اجتماع‬ ‫س��ان فرانسيس��كو‪ ،‬حيث مثل س��وريا فيه‬ ‫ف��ارس الخ��وري‪ ،‬ومعه قس��طنطين زريق‬ ‫الوزي��ر المف��وض لس��وريا ف��ي الوالي��ات‬ ‫المتح��دة ورفي��ق العش��ا ال��ذي كان قنص ًال‬ ‫لس��وريا هناك‪ .‬في ذل��ك اليوم أعلن فارس‬ ‫الخوري أن النشيد الوطني الرسمي لسوريا‬ ‫س��يكون (حماة الديار) للش��اعر خليل مردم‬ ‫ب��ك وللح��ن األخوي��ن فليف��ل‪ .‬وأذي��ع هذا‬ ‫النش��يد أثناء العرض العس��كري الذي أقيم‬ ‫احتفا ًال بالجالء عام ‪1946‬م‪.‬‬ ‫توقف استخدام النشيد كنشيد رسمي‬ ‫خ�لال فت��رة الوح��دة م��ع مص��ر (‪– 1958‬‬ ‫‪ ،)1961‬وتمت االس��تعاضة عنه بنشيد آخر‬ ‫ه��و مزيج م��ن النش��يد الوطن��ي المصري‬ ‫آن��ذاك (نش��يد الحري��ة) والنش��يد الوطن��ي‬ ‫السوري (حماة الديار)‪ ،‬وكان هذا المزيج هو‬ ‫النشيد الوطني الرسمي للجمهورية العربية‬ ‫المتح��دة‪ ،‬وبع��د االنفصال ف��ي ‪1961‬م تم‬ ‫الرجوع إلى نشيد حماة الديار كنشيد وطني‬ ‫رسمي للجمهورية العربية السورية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أجم��ع كل م��ن ع��رف النش��يد العرب��ي‬ ‫الس��وري على م��دى تأثيره الكبي��ر في نفوس‬ ‫سامعيه‪ ،‬ففي كلماته خالصة تاريخنا ونضالنا‪،‬‬ ‫وفي موسيقاه حماس وثورة ال ينتهيان‪.‬‬ ‫كتب النش��يد العربي السوري الشاعر‬ ‫خلي��ل م��ردم ب��ك ال��ذي أ ّل��ف العدي��د من‬ ‫القصائ��د الوطنية التي تحدث��ت عن نضال‬ ‫ش��عبنا ض��د االحتالل‪.‬‏ ول��د الش��اعر خليل‬ ‫مردم ب��ك عام ‪ 1895‬في دمش��ق‪ ،‬وانتخب‬ ‫عض��واً عام ًال ف��ي المجمع العلم��ي العربي‬ ‫ع��ام ‪ ،1925‬وفي عام ‪ 1926‬انتخب رئيس��ًا‬ ‫للرابط��ة األدبي��ة بدمش��ق‪ .‬أص��در مجل��ة‬ ‫الثقافة عام ‪ .1933‬أما في عام ‪ 1942‬شغل‬ ‫منص��ب وزي��ر المع��ارف‪ .‬وفي ع��ام ‪1949‬‬ ‫ش��غل منصب وزي��ر مفوّض لس��وريا في‬ ‫العراق‪ .‬وعام ‪ 1949‬أسندت إليه مهام وزارة‬ ‫الخارجي��ة‪ .‬وانتخب رئيس��ًا للمجم��ع العلمي‬ ‫العرب��ي عام ‪ .1953‬توف��ي خليل مردم بك‬ ‫عام ‪ 1960‬في دمشق‪.‬‬ ‫أما عن تلحين النش��يد الس��وري‪ ،‬فلم‬ ‫يكن اختيار اللحن تقليدياً بل له قصة مثيرة‬ ‫لالهتمام‪ ،‬حي��ث أعلنت الحكومة الس��ورية‬ ‫ع��ام ‪1938‬م عن مس��ابقة لتلحين قصيدة‬ ‫(حماة الدي��ار) والتي اعتمدت نش��يداً وطنيًا‬ ‫للجمهورية العربية السورية‪ ،‬مطلعها‪:‬‬ ‫حـم��ا َة الـدي��ا ِر عليك��مْ س��ـالمْ‬ ‫َّ‬ ‫تـ��ذِل النفـ��وسُ الك��رامْ‬ ‫أبَ��تْ ْأن‬ ‫وش��كلت لجن��ة خاص��ة له��ذا الغرض‬ ‫فتق��دم له��ذه المس��ابقة ع��دد كبي��ر م��ن‬ ‫الملحنين قارب عددهم الستين ملحناً‪ ،‬كان‬ ‫منه��م عدة ملحنين مش��هورين أمثال أحمد‬ ‫األوب��ري‪ ،‬وعل��ى رأس قائم��ة المتقدمي��ن‬ ‫األخوان أحمد ومحمد فليفل‪.‬‬ ‫األخ��وان فليف��ل م��ن موالي��د محل��ة‬ ‫األش��رفية ف��ي بي��روت‪ ،‬ولهم��ا العديد من‬ ‫األلح��ان الوطنية المعروفة مثل‪ :‬بالد العرب‬ ‫أوطاني‪ ،‬نحن الش��باب‪ ،‬في س��بيل المجد‪،‬‬ ‫موطن��ي‪ .‬أم��ا أول نش��يد لحن��اه ف��كان في‬ ‫العش��رينيات ويقول مطلعه‪ :‬س��وريا يا ذات‬ ‫المجد والعزة في ماضي العهد‪ ..‬إن كنتِ لنا‬ ‫أهنى مهد فثراك لنا أهنى لحد‪.‬‬ ‫رفض��ت اللجن��ة اس��تقبال األخوي��ن‬ ‫واالس��تماع إليهما‪ ،‬فلم يج��دا بداً من اللجوء‬ ‫إل��ى فارس الخوري الذي كان يومها رئيس��ًا‬ ‫لمجل��س النواب‪ ،‬وش��كيا له عدم اس��تقبال‬ ‫اللجن��ة لهم��ا‪ ،‬عندها طلب س��ماع النش��يد‪،‬‬ ‫وأعجب��ه‪ ،‬لكن��ه لم يش��أ التدخ��ل في عمل‬ ‫اللجنة‪ ،‬ولجأ إلى حيلة أخرى لنش��ر النش��يد‬ ‫انتشاراً واس��عًا بين الناس وذلك بطلبه من‬ ‫األخوين تعليم النشيد لطالب المدارس إلى‬ ‫أن يحي��ن وقت اختيار النش��يد‪ .‬نفذ األخوان‬ ‫طل��ب الخوري مما أدى إلى انتش��ار النش��يد‬ ‫بش��كل واسع ولكن كنش��يد وطني عادي ال‬ ‫كنشيد رسمي للجمهورية‪.‬‬

‫بالل سالمة‬

‫حبر ناشف‪. .‬‬

‫الن�شيد الوطني ال�سوري‬ ‫و�شعار اجلمهورية العربية ال�سورية‬

‫‪19‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫حلب على‬ ‫طريق التحرير‬ ‫عروة المقداد‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )67‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫الم��رة األولى‪ ،‬منذ بداي��ة الثورة‪،‬‬ ‫أس��ير دون رع��ب مصادف��ة حاج��ز‪.‬‬ ‫الحواج��ز الت��ي أرعب��ت الماليي��ن من‬ ‫السوريين‪ ،‬لتجعل من حياتهم اليومية‬ ‫جحي��م محف��وف بش��تى أن��واع ال��ذل‬ ‫والقهر ومختلف أشكال الموت‪ ،‬أشنعها‬ ‫ينته��ي ف��ي الس��جون والمعتقالت‪ .‬ال‬ ‫حواجز للجيش النظامي أو األمن‪ .‬هنا‬ ‫المناطق المحررة‪ ،‬ووحده الطيران من‬ ‫يق��ض مضجع الس��كينة التي تراودك‬ ‫وس��ط توالي س��قوط القذائ��ف‪ ،‬لكن‬ ‫سندويش��ة كب��اب م��ن أح��د اللحامين‬ ‫المنتش��رين على طول الطريق كفيلة‬ ‫بأن ترد لك روح السكينة والطمأنينة‪،‬‬ ‫م��ع ابتس��امة وترحي��ب للمبي��ت خوفاً‬ ‫م��ن القذائف المتوقعة‪ .‬الصاروخ الذي‬ ‫سينزل على بعد عدة مئات من األمتار‬ ‫لن يهز تلك الس��كينة الت��ي بنيت من‬ ‫االبتس��امات التي يوزعها عليك المارة‬ ‫عندما تس��ألهم من أي��ن الطريق إلى‬ ‫حلب؟ تشعر أن كل ثقل الخوف والحقد‬ ‫والضغينة الذي أورثهم اياه النظام قد‬ ‫تالشى‪.‬‬ ‫الس��يارة تس��ير بب��طء وبأضواء‬ ‫مطفئ��ة‪ .‬القم��ر يني��ر تل��ك الس��هول‬ ‫الواس��عة‪ ،‬كل ش��يء يتكاف��ل ليخلق‬ ‫سحر اللحظة ويجعل من رحلة الدخول‬ ‫إلى حلب أشبه بالولوج إلى عالم أليس‪.‬‬ ‫ال ليس��ت رحلة إلى عالم س��حري انما‬ ‫ه��ي رحلة اس��ترداد ال��ذات‪ .‬فالموقف‬ ‫هنا ليست زيارة صحفيةـ سينتج عنها‬ ‫تقرير عابر أو فيلم فني‪ .‬إنها عودة إلى‬ ‫وطن كان يتصدع أمام أعيننا ويتهالك‬ ‫واستمتنا في استعادته‪ .‬تنتهي الرحلة‬ ‫بأن تمس��ك بحفنة من الت��راب تقبلها‬ ‫كم��ا تقب��ل عش��يقة ع��دت اليه��ا بعد‬ ‫س��فر طويل‪ ،‬لتجعل منك رومانس��ي‬ ‫حالم في أعين البعض‪ .‬تماماً كما كان‬ ‫الخ��روج في الثورة قبل عامين ش��يء‬ ‫من الرومنسية والسذاجة‪.‬‬ ‫حفل��ة األع�لام تس��تقبلك ف��ي‬ ‫المظاه��رات الت��ي تخرج ف��ي األحياء‬ ‫الصام��دة رغ��م الدم��ار‪ .‬أع�لام جبهة‬ ‫النصرة والثورة الس��ورية وحتى العلم‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫الك��ردي‪ .‬تس��مع الكثير م��ن الخالفات‬ ‫ح��ول م��ن سيبس��ط س��يطرته عل��ى‬ ‫حلب‪ ،‬لكن المظاهرة تقول لك‪ :‬أن ثمة‬ ‫مكان للجمع في هذا البلد‪ .‬من أقس��ى‬ ‫اليمي��ن إلى أقس��ى اليس��ار‪ .‬والجميع‬ ‫يتناف��س لخط��ب ود الن��اس‪ ،‬يتجل��ى‬ ‫ذل��ك واضحًا في أزم��ة الخبز والصراع‬ ‫الدائ��ر ح��ول من يأم��ن تلك الس��لعة‬ ‫للمناطق المحررة‪ .‬المس��ألة محسوبة‬ ‫هنا‪ .‬القوى جميعها تدرك أن الشرعي‬ ‫الوحيد هون من يؤمن متطلبات الناس‬ ‫ويحفظ حياتهم وكرامتهم‪.‬‬ ‫لكن من المؤكد أن تواجد مختلف‬ ‫األعالم (عل��م الثورة‪ ،‬جبه��ة النصرة‪،‬‬ ‫العل��م الك��ردي‪ )...‬ب��دون مزاحم��ة‪،‬‬ ‫ودون إقصاء‪ ،‬ودون منع من أحد آلخر‪،‬‬ ‫يبرهن تماماً أن هناك متسعاً للجميع‪،‬‬ ‫حتى في أش��د األحياء تعصباً لجهة ما‪،‬‬ ‫أعتق��د أن مس��تقبل س��وريا س��يكون‬ ‫كذلك‪ ،‬ومن المؤكد أني لست واهماً‪.‬‬ ‫ثمة الكثير م��ن اآلراء التي تقول‬ ‫أن بع��ض الكتائب والق��وى الموجودة‬ ‫في حلب مرتهنة ألجندات معينة‪ ،‬لكن‬ ‫العبارات المتشابهة التي التي تسمعها‬ ‫من الش��بان المسلحين على اختالفهم‬ ‫هي ذاتها‪ :‬نريد أن العودة إلى منازلنا‪..‬‬ ‫متابعة أعمالنا‪ ..‬دراس��تنا‪ .‬س��تجد في‬ ‫صف��وف التوحي��د أو النص��رة أو الح��ر‬ ‫العدي��د من الش��باب المتعلمين‪ .‬ليس‬ ‫له��م أي مس��تقبل عس��كري‪ .‬إذ أنهم‬ ‫يدركون أن ال مس��تقبل عسكري لهم‬ ‫وإن الم��كان الحقيق��ي لوجودهم هو‬ ‫الح��راك المدني ال��ذي تتننافس عليه‬ ‫قياداتهم اآلن‪ .‬هؤالء الش��بان هم من‬ ‫سيحس��مون الصراع عندما سيعودون‬ ‫إل��ى منازله��م ويلقون الس�لاح اذا لن‬ ‫تج��د أي جهة ق��درة على جذب مس��ار‬ ‫الثورة أم��ام الرغبة الش��ديدة بالحياة‬ ‫التي يش��عر بها هؤالء الش��بان الذين‬ ‫كانوا وقود الثورة المستمرة‪.‬‬ ‫الحياة مس��تمرة في أزقة وشوارع‬ ‫حل��ب‪ ،‬دون اكت��راث للطائ��رات الت��ي‬ ‫تحول��ت إلى ش��يء زائد ع��ن الحاجة‪.‬‬ ‫ثمة سبل كثيرة الكتشاف الحياة وسط‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)39207‬‬ ‫دمشق‪2485 :‬‬ ‫ريف دمشق‪8309 :‬‬ ‫حمص‪7311 :‬‬ ‫درعا‪3550 :‬‬ ‫إدلب‪5285 :‬‬ ‫حلب‪4868 :‬‬

‫العائدون | عمل للفنان وسيم الجزايرلي‬

‫كل ذلك الجحي��م الذي تحمله الصورة‬ ‫للوهلة األولى‪ .‬األطفال وابتساماتهم‬ ‫الت��ي يرمونها هنا وهن��اك وركضهم‬ ‫المس��تمر ومراقبته��م الطي��ران بكل‬ ‫تل��ك الدهش��ة تش��عرك كل ش��يء‬ ‫سيغدوا عما يرام‪.‬‬ ‫صور ش��تى ألطفال هن��ا وهناك‪،‬‬ ‫يتوزعون في مدارات اللعب والالمباالة‬ ‫بم��ا يح��دث حوله��م‪ ،‬ال بالقص��ف وال‬ ‫باالش��تباك ال��ذي ال يبعد س��وى أمتار‬ ‫قليلة عن ساحات لعبهم‪ ..‬اعتادوا ذلك‬ ‫ربم��ا‪ ،‬لكن المؤكد أنه��م يحلمون بغد‬ ‫أفضل‪ ،‬سيكون لهم‪.‬‬ ‫أحي��اء التم��اس كبس��تان القصر‬ ‫والش��عار‪ ،‬تس��تمر ف��ي الخ��روج‬ ‫بالمظاه��رات لتثبت أن الس�لاح ليس‬ ‫هو الصوت الوحيد في هذه المعركة‪.‬‬ ‫ووسط الدمار تجد الشبان مازالوا‬ ‫يهتف��وت بهتاف��ات الوح��دة الوطني��ة‬ ‫ويتغنون بالمحافظات األخرى الصامدة‬ ‫وانتق��اد الخطاب��ات الجه��ات الت��ي ال‬ ‫يرضون عنها‪.‬‬ ‫الثكن��ات العس��كرية ف��ي حل��ب‬ ‫تتساقط الواحدة تلو األخرى‪ .‬الخطوط‬ ‫األمامي��ة كما يس��ميا الحلبية (الجبهة)‬ ‫تشهد معارك طاحنة تخوضها مختلف‬ ‫الكتائ��ب‪ .‬يس��قط فيه��ا الكثي��ر م��ن‬ ‫األبط��ار الذين يحمل��ون خطاب وطني‬ ‫يتجاهل��ه اإلع�لام وعرض��ة ينتب��ه‬ ‫إليه كالش��هيد أب��و فرات قائ��د عملية‬ ‫تح��رر مدرس��ة المش��اة‪ .‬ثم��ة الكثير‬ ‫دير الزور‪2892 :‬‬ ‫الرقة‪256 :‬‬ ‫السويداء‪30 :‬‬ ‫حماة‪3191 :‬‬ ‫الالذقية‪672 :‬‬ ‫طرطوس‪57 :‬‬ ‫الحسكة‪195 :‬‬ ‫القنيطرة‪106 :‬‬

‫من أب��و ف��رات يحمل��ون ذات الخطاب‬ ‫والوطن��ي‪ .‬ذل��ك ال يعن��ي أن حل��ب‬ ‫الفردوس المفق��ود‪ .‬الكثير من حاالت‬ ‫الس��رقة اإلغاثي��ة والتش��بيح الث��وري‬ ‫تشهده المدينة‪ ،‬باإلضافة إلى البؤس‬ ‫ال��ذي تش��هده المدينة عل��ى الصعيد‬ ‫اإلنساني من انقطاع الكهرباء ونقص‬ ‫الش��ديد للمواد الغذائية‪ .‬لكن ذلك لم‬ ‫ينل من صمود الن��اس العازمين على‬ ‫المضي في ثورتهم‪ .‬دون التخوف من‬ ‫مستقبل مجهول‪ .‬حلب ليست معزولة‬ ‫عن سورية‪ .‬فالمشهد يتكرر في ادلب‬ ‫أيض��اً‪ .‬المناط��ق المحررة تش��هد ذات‬ ‫التفاصي��ل ف��ي الحي��اة اليومي��ة التي‬ ‫تش��ي جميعها بأن مس��تقبل س��ورية‬ ‫ورغم هذا الدمار الكبير‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫التطرف الذي جاء كنتيجة لهذا العنف‪،‬‬ ‫إنما يبعث على االطمئنان‪.‬‬ ‫س��يقول البع��ض‪ :‬أن ذلك ضرب‬ ‫من التفائل العابر المأخوذ بالمشهدية‬ ‫الس��ريعة إلحس��اس العودة بعد غياب‬ ‫طويل‪ .‬والتغاضي عن مش��اكل الثورة‬ ‫المعق��دة التي س��تواجهها الث��ورة بعد‬ ‫سقوط النظام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قد يك��ون ذل��ك صحيح��ا‪ ،‬لكنني‬ ‫س��أمارس رومنس��يتي الس��اذجة وأنا‬ ‫أتخيل مس��تقبل س��وريا كم��ا تخيلته‬ ‫وأنا أس��ير في أزقة الش��عار وأش��اهد‬ ‫اإلبتسامات تسرق من فم الموت‪.‬‬ ‫ففي حلب‪ ،‬رغم كل األلم والدمار‪،‬‬ ‫يولد التحرير‪..‬‬ ‫‪ 2841‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 1214‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 2573‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 6949‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 32258‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2012 / 12 / 29‬‬ ‫‪http://vdc-sy.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.