سوريتنا | العدد التاسع والستون | 13 كانون الثاني 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫�أ�سو�أ كارثة يعي�شها االجئون ال�سوريون الهاربون من اجلحيم‬

‫خميمات اللجوء‪ ..‬خميمات املوت‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫سوريتنا | إعداد‪ :‬فؤاد القبيسي‬ ‫قال مدير التعاون والعالقات الخارجية‬ ‫للمفوضي��ة العلي��ا لش��ؤون الالجئي��ن ف��ي‬ ‫األردن‪ ،‬أن الفيضان��ات داهم��ت مخي��م‬ ‫الزعت��ري ف��ي األردن األس��بوع الماض��ي‪،‬‬ ‫حيث غمرت المياه أكثر من خمس��مئة خيمة‬ ‫ف��ي المخي��م الواقع ف��ي محافظ��ة المفرق‬ ‫المتاخمة للحدود السورية‪.‬‬ ‫وأعلن��ت الس��لطات األردني��ة حال��ة‬ ‫الط��وارئ ف��ي المخيم وذلك حس��ب مصدر‬ ‫ف��ي الهيئ��ة الخيرية الهاش��مية المس��ؤولة‬ ‫عن المخيم‪ .‬وص��رح المصدر لصحيفة الغد‬ ‫األردنية ب��أن "مياه األمط��ار داهمت بعض‬ ‫الخي��ام وجرفت أخرى وكونت ب��ركًا بجانبها‬ ‫بس��بب الس��يول والفيضانات الت��ي اجتاحت‬ ‫المخي��م"‪ .‬وأض��اف أن "الهيئة ش��كلت فرقًا‬ ‫ميداني��ة م��ن أج��ل التعام��ل مع المش��كلة‬ ‫وتقديم المساعدات الالزمة للمتضررين"‪.‬‬ ‫ونقل��ت وكال��ة األنباء الفرنس��ية "أ ف‬ ‫ب" عن مدي��ر التعاون والعالق��ات الخارجية‬ ‫للمفوضية في األردن عل��ي بيبي‪ ،‬قوله أن‬ ‫"نح��و ‪ 500‬خيم��ة تضررت نتيج��ة لألمطار‬ ‫واألح��وال الجوي��ة الس��ائدة خ�لال اليومين‬ ‫الماضيين"‪ ،‬مضيف��ًا أن "المفوضية والهيئة‬ ‫الخيري��ة األردني��ة تعم�لان وفق��ًا لخط��ة‬ ‫ط��وارىء على نق��ل المتضرري��ن من تلك‬ ‫الخيام إلى كرفانات بالمخيم وقد تم تأمين‬ ‫ج��زء منهم"‪ ،‬مثمن��اً الجهود الس��عودية في‬ ‫س��رعة تأمي��ن الكرفان��ات للعائ�لات الت��ي‬ ‫تض��ررت م��ن مداهم��ة المياه‪ .‬ودع��ا بيبي‬ ‫ال��دول المانحة والمجتمع الدولي إلى تقديم‬ ‫الدعم لالجئين الس��وريين لتأمين كرفانات‬ ‫وإع��ادة تهيئ��ة البني��ة التحتي��ة االساس��ية‬ ‫للمخيم لمواجهة الظروف الجوية القاسية‪.‬‬ ‫م��ن جهت��ه لفت مدي��ر مخي��م الزعتري‬ ‫محمود العموش إلى أنه يتم حالياً بالتعاون مع‬ ‫وزارة األشغال حفر قنوات حول محيط المخيم‬ ‫للحيلولة دون مداهمة المياه لخيم الالجئين‪.‬‬ ‫من جهة أخرى ش��هد المخيم األسبوع‬ ‫الماضي أحداث شغب نتيجة احتجاجات على‬ ‫نقص كميات الخبز وأس��طوانات الغاز حيث‬ ‫طالب الالجئ��ون بزيادتها‪ .‬وقالت الش��رطة‬ ‫األردني��ة إن س��بعة م��ن موظف��ي اإلغاث��ة‬ ‫تعرض��وا إلصابات في أعمال الش��غب حيث‬ ‫داهم عدد من الالجئين مستودعات برنامج‬ ‫الغ��ذاء العالمي ونهبوا محتوياته ما أدى إلى‬ ‫إصاب��ة الموظفين األردنيين ف��ي البرنامج‬ ‫وت��م نقله��م إل��ى المستش��فى الميدان��ي‬ ‫المغرب��ي في المخيم ومن ثم تحويل اثنين‬ ‫منه��م إلصابتهما الخطيرة إلى مستش��فى‬ ‫المفرق الحكومي‪.‬‬ ‫كم��ا أق��دم ع��دد م��ن الالجئي��ن على‬ ‫االعت��داء على عدد من المركب��ات وتحطيم‬ ‫زجاجه��ا‪ .‬وتدخل��ت ق��وات ال��درك األدرني��ة‬ ‫وفرض��ت طوق��ًا أمني��ًا عل��ى جمي��ع مرافق‬ ‫ومس��تودعات المخي��م للس��يطرة عل��ى‬ ‫الموقف‪.‬‬ ‫وقال أنم��ار الحم��ود الناطق اإلعالمي‬ ‫لش��ؤون الالجئين السوريين في األردن في‬ ‫تصريح صحفي يوم األربعاء أن هناك حاليًا‬ ‫نح��و ‪ 4500‬خيم��ة في مخي��م الزعتري إلى‬ ‫جان��ب أربعة آالف عربة متنقلة‪ ،‬وأش��ار إلى‬ ‫أن الب��طء في عملية تس��ليم العربات يؤدي‬ ‫أحيان��اً إل��ى تدافع واقتح��ام عش��وائي إلى‬ ‫عربات غير مكتملة‪.‬‬ ‫وقد صرح الحم��ود بأن "عمليات تدفق‬ ‫الالجئين ش��هدت زيادات كبيرة خالل األيام‬

‫الماضي��ة"‪ ،‬مش��يرًا إل��ى أن ع��دد الالجئين‬ ‫الس��وريين ف��ي المخيم‪ ،‬ارتف��ع ليصل إلى‬ ‫‪ 63‬ألفً��ا و‪ 655‬الجئً��ا والجئ��ة‪ .‬وأض��اف أن‬ ‫"الس��لطات المختص��ة في المخيم س��محت‬ ‫لنحو ‪ 121‬الجئًا سوريًا بالعودة طواعية إلى‬ ‫س��وريا‪ ،‬بعد تعبئتهم نموذج طل��ب العودة‬ ‫إل��ى بالده��م"‪ ،‬الفتًا إلى أنه ت��م منح ‪350‬‬ ‫الجئ��ًا س��وريًا ف��ي المخي��م كف��االت‪ ،‬وفقًا‬ ‫لنظام الحاالت اإلنسانية‪.‬‬ ‫وتفي��د المفوضي��ة العلي��ا لش��ؤون‬ ‫الالجئي��ن ب��أن ع��دد الالجئي��ن الس��وريين‬ ‫المس��جلين والذين ينتظرون التسجيل في‬ ‫األردن يبلغ ‪ 142‬ألفًا و‪.664‬‬ ‫وتس��رّبت صور ومقاطع فيديو تظهر‬ ‫سوء األحوال المعيشية القاسية التي يعاني‬ ‫منها الجئ��و مخيم الزعتري‪ ،‬بس��بب تراكم‬ ‫مياه األمطار وتسرّبها إلى داخل الخيم‪.‬‬ ‫ويقع مخي��م الزعتري ضم��ن منطقة‬ ‫تس��مى "حوض الزعت��ري"‪ ،‬وه��ي منطقة‬ ‫منخفضة نس��بيًا‪ ،‬وضمن الظ��روف الجوية‬ ‫الحالية التي تمر بها المنطقة‪ ،‬وبعد هطول‬ ‫األمطار تجمعت المياه فيها النخفاضها‪ ،‬ومع‬ ‫اش��تداد األمطار ّ‬ ‫تش��كلت س��يول وتضررت‬ ‫الخي��م بس��بب الرطوب��ة‪ ،‬م��ا أضع��ف قوة‬ ‫الش��د ألوتاد الخيم التي تثبتها في األرض‪،‬‬ ‫وتسببت الرياح الش��ديدة في اقتالع الخيم‪،‬‬ ‫تارك��ة مَنْ يقي��م فيها في الع��راء يعانون‬ ‫البرد القارس وقلة الماء والغذاء‪.‬‬

‫�أحوال �إن�سانية بائ�سة‪:‬‬

‫أما ع��ن أحوالهم اإلنس��انية‪ ،‬فال ترى‬ ‫س��وى عجوز يصرخ وإم��رأة تبكي‪ ،‬نجو من‬ ‫بطش النظام‪ ،‬لكنهم وقعوا فرس��ة التشرد‬ ‫والموت جوعًا وب��رداً‪ ،‬موت أصبح يهدد حياة‬ ‫مئ��ات اآلالف من الالجئين في األردن ولبنان‬ ‫على حد سواء‪.‬‬ ‫أطف��ال حاله��م يح��زن الحج��ر قب��ل‬ ‫البش��ر‪ ،‬وج��وه ش��اخصة وعي��ون دامع��ة‬ ‫ونظرات حائرة‪ ،‬وبسبب البرد تتصلب عروق‬ ‫األطفال بعدما غمرت مياه األمطار خيامهم‪،‬‬ ‫وأس��لمتهم إلى العراء‪ ،‬وس��ط عجز سلطات‬

‫المخي��م والي��أس الذي س��يطر عل��ى أولياء‬ ‫أمورهم‪.‬‬ ‫وهن��اك أس��ر أخ��رى حاول��ت التحايل‬ ‫على البرد باس��تعمال موقد ن��اري للتدفئة‪،‬‬ ‫لكن األطف��ال يموتون من الب��رد والصقيع‬ ‫ب�لا حيلة وال ح��ل‪ .‬وكثير م��ن الالجئين في‬ ‫هذه الخيم يفيق��ون صباحاً على مياه تغمر‬ ‫أرجلهم بعدما تتس��لل بب��طء تحتهم‪ ،‬مثل‬ ‫نبع الماء‪.‬‬ ‫أما في مخيم��ات النزوح داخل األرضي‬ ‫الس��ورية‪ ،‬كمخي��م أطمة في ش��مال إدلب‬ ‫أو مخي��م ب��اب اله��وى عل��ى الح��دود م��ع‬ ‫تركي��ا‪ ،‬فالنازحون يعيش��ون أوضاعًا تقطر‬ ‫مأس��اوية‪ ،‬وكثيرون هناك ينتظرون الموت‬ ‫كل يوم‪ ،‬موت قد يزورهم من ألف طريق‪.‬‬

‫يف لبنان �أي�ض ًا كارثة‪:‬‬

‫وف��ي لبن��ان لج��أ أكث��ر م��ن ‪ 190‬ألف‬ ‫س��وري منذ بدء الثورة قبل نحو عامين لكن‬ ‫الحكوم��ة اللبنانية المنقس��مة تقاوم حتى‬ ‫اآلن إقامة مخيمات رسمية مثل التي أقيمت‬ ‫في تركيا واالردن‪.‬‬ ‫ويعيش الالجئون ف��ي المخيمات التي‬ ‫تق��ع عل��ى الح��دود اللبناني��ة ذات المعاناة‬ ‫واألل��م‪ ،‬وي��زداد عليه��ا المعامل��ة الس��يئة‬ ‫واالزدراء م��ن قب��ل بع��ض المس��ؤولين‬ ‫اللبنانيين‪.‬‬ ‫وت��رك ذل��ك العدي��د م��ن الس��وريين‬ ‫يقيم��ون عند أصدقاء أو أقارب لهم ومن لم‬ ‫يتس��ن لهم ذلك لجأوا إل��ى مخيمات اقيمت‬ ‫كيفم��ا اتفق مث��ل المخيم في قبة بش��مرا‬ ‫حي��ث نصبت بضع عش��رات من الخيام على‬ ‫قطع��ة أرض تتناث��ر فيه��ا القمام��ة عل��ى‬ ‫الطريق السريع الساحلي‪.‬‬ ‫لك��ن العواص��ف الت��ي اجتاح��ت ب�لاد‬ ‫الش��ام زادت الوضع س��وءاً بصورة مفاجئة‪.‬‬ ‫ويق��ول س��كان المخي��م إن م��ا لديه��م من‬ ‫الغ��ذاء وال��دواء وزيت التدفئ��ة وغيرها من‬ ‫المواد الحيوية يتناقص بشدة بعدما أمضوا‬ ‫أسابيع أو شهور في بعض االحيان يعيشون‬

‫في هذه الخيام‪.‬‬ ‫وأقام��وا خيامهم بما أمكنهم الحصول‬ ‫علي��ه ف��ي المنطق��ة بما ف��ي ذل��ك الفتات‬ ‫بالس��تيكية وأجول��ة ب��ن فارغ��ة وفرش��وا‬ ‫الخي��ام بالحش��ايا والبطاطي��ن واألبس��طة‬ ‫المنس��وجة‪ .‬وتتناث��ر في الخي��ام مخزونات‬ ‫متناقصة لمواد قليلة مثل الش��اي والبصل‬ ‫والثوم والزيتون‪.‬‬ ‫وقالت االم��م المتح��دة إن نحو مليون‬ ‫س��وري يواجه��ون مجاع��ة بس��بب صعوبة‬ ‫وص��ول االم��دادات إل��ى مختل��ف المناط��ق‬ ‫الس��ورية ووكاالت اإلغاثة القليلة الحاصلة‬ ‫على موافقة الحكومة بلغت اقصى طاقتها‪.‬‬ ‫ويمثل اس��تيعاب الالجئين الس��وريين‬ ‫موضوع��ا مثيرا للجدل ف��ي دولة كان وجود‬ ‫‪ 400‬ال��ف الجئ فلس��طيني باألس��اس بها‬ ‫عام� ً‬ ‫لا كبي��راً ف��ي الح��رب االهلي��ة‪ ،‬ويثير‬ ‫أي تغيي��ر في الت��وازن الطائف��ي األعصاب‬


‫عجز الأمم املتحدة‪:‬‬

‫مو�سم النزوح �إىل ال�شمال‬ ‫كتبت هذه التدوينة فتاة زارت ش��مال س��وريا منذ فترة وال تود االفصاح عن إس��مها‪ ،‬تدون مع‬ ‫أصدقاء لها في هذه المدونة وجميعهم بأسماء حركية ويدعون كل السوريين ممن يزورون الشمال‬ ‫في إرسال مشاركتهم لنشرها‪:‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫بداية التدوينة‪:‬‬ ‫ثالثة أش��هر منذ خروجي من س��وريا‪ .‬منذ هروب��ي على الحدود الس��ورية األردنية‪ ،‬منذ إذاللي‬ ‫من قبل المخابرات األردنية في مطار عمّان‪ .‬ثالثة أش��هر من الهروب من الجو العام الذي لم أس��تطع‬ ‫احتمال��ه أكثر‪ .‬ككثيرين‪ ،‬كنت مهددة باالعتقال ومداهمة منزلي‪ ،‬ككثيرين‪ ،‬تمّت س��رقة حس��اباتي‬ ‫حتى استرجاعهم بعد يومين‪ .‬ككثيرين‪ ،‬تم وضع اسمي تحت الئحة المطلوبين على الحدود السورية‪.‬‬ ‫خرجت‪ ،‬لمدة ثالثة أش��هر‪ ،‬حتى قررت العودة‪ .‬عدت لمدة ‪ 12‬يوما إلى الشمال المحرر‪ .‬ذهبت إلى‬ ‫جبال الالذقية مدة ‪ 3‬أيام‪ ،‬ومن هناك إلى إدلب حيث مكثت في كفرنبل ‪ 3‬أيام ومدة ‪ 4‬أيام في سراقب‪.‬‬ ‫قبل ذهابي تحدثت إلى بعض المعارف الذين‪ ،‬يفترض‪ ،‬يعرفون ش��يئا ما عن المنطقة وهذه‬ ‫بعض األمثلة عما أخبروني به‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الوضع سيء جداً جداً وهناك دمار كثير وفقر كثير فعليك تهيئة نفسك جيداً‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ال تذهبي ومعك معونات‪ ،‬لن تستطيعي سد الحاجة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬هناك من يذهب لعرض العضالت‪ ،‬كوني حساس��ة لما تقولين‪ ،‬ال تعدي أحد بأي مس��اعدة‬ ‫إن لم تكوني جاهزة للوفاء بالوعد‪.‬‬ ‫‪ - 4‬هناك مناطق تحت سيطرة «االسالميين» والجيش الحر‪ ،‬ستفاجئين بالفساد‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ربما ستضطرين إلى وضع الحجاب‪.‬‬ ‫ال ش��يء مما ذكر أعاله كان صحيحاً‪ ،‬ال في جبال الالذقية وال في إدلب‪ .‬الوضع س��يء لكن من‬ ‫كان ف��ي الداخ��ل لن بتفاجئ بحجم الدم��ار‪ .‬جلب المعونات ضروري خصوص��ًا إن كانت لألطفال‪ .‬ال‬ ‫يوجد منطقة تحت س��يطرة أحد في جبال الالذقية وإدلب‪ ،‬ال س��يطرة على شعب ثائر‪ .‬لم أضطر إلى‬ ‫وضع الحجاب أبداً‪ .‬بل دخنت مع جيش حر و آخر إسالمي‪.‬‬ ‫على كل س��وري نزح إلى الخارج النزوح إلى الش��مال أن استطاع فهناك عمل كثير ومن يذهب‬ ‫هم فقط المصورين والصحفيين‪ ،‬أي من يريد أن يس��تفيد مادياً فحس��ب‪ ،‬أنتم س��وريين‪ ،‬فاذهبوا‬ ‫وال تستمعوا ألحد‪ ،‬الشعب هناك سيستقبلكم برحابة صدر وهم بحاجتك وأنت بحاجتهم أيضًا‪.‬‬ ‫بالطبع هناك فقر ودمار‪ ،‬لكن هذا ش��يء نعرفة كس��وريين ونعرف معناه جيداً‪ ،‬ال يوجد جوع‬ ‫في جبال الالذقية وكفرنبل وسراقب‪ ،‬هناك عطالة عن العمل وظروف معيشية سيئة وصعوبة في‬ ‫الحص��ول عل��ى التدفئة وال كهرباء والبنزي��ن غال جداً‪ ،‬لكن الناس تعي��ش بطريقة ما‪ ،‬وطريقتهم‬ ‫بالصم��ود هذه هي تمامًا ما يغفله كثيرون‪ ،‬خصوصا الس��وريين‪ .‬مث ًال‪ ،‬هناك من يصنع صوبيا من‬ ‫تنكة زيت ويجعلها مدفئة حطب‪.‬‬ ‫ط��ن الحطب س��عره ‪ 18‬الف ليرة س��ورية‪ ،‬في جبال الالذقية يس��تطيع الن��اس الحصول على‬ ‫الحطب مجاناً كون األحراش بينهم‪ ،‬لكن حصول أهالي إدلب عليه مكلف لذلك هم يتسعيضون عنه‬ ‫بالمازوت‪ .‬تم تنظيم توزيع الخبز والبنزين في سراقب وكفرنبل‪.‬‬ ‫هئي��ة االغاث��ة في كفرنب��ل تنظيمها ممت��از وكذلك عمل «االس�لاميين» في س��راقب الذين‬ ‫ينظمون بيع الخبز والبنزين والمازوت دون فس��اد أو محس��وبيات‪ ،‬وهذا مقدر جداً من أهالي سراقب‬ ‫ومن قبل العلمانيين منهم‪.‬‬ ‫خ�لال وج��ودي في جبال الالذقية وكفرنبل س��معت كثيراً من مدح عن «اإلس�لاميين» وكثير من ذم‬ ‫الجيش الحر (أستثني سراقب هنا كون أهلها يقدرون ويحترمون الجيش الحر واإلسالميين على حد سواء)‪،‬‬ ‫رغم لقائي بكتائب من الجيش الحر الشرفاء واألبطال حقًا‪ ،‬والواعين للمرحلة المقبلة عليها سوريا‪.‬‬ ‫فاإلسالميين‪ ،‬مث ًال‪ ،‬معروفين بمحاربة السرقة والفساد‪ ،‬على عكس ما يقال عن الجيش الحر‬ ‫عامة‪ ،‬وهنا أود أن أوضح‪ ،‬أنني عندما أنقل هذا الحديث عن الجيش الحر فذلك بس��بب وجود بعض‬ ‫األفراد المعروفين بتشكيل إمبراطوريات من السالح والمال والذين ال يقاتلون على الجبهات‪.‬‬ ‫هن��اك ع��دة كتائب من الجيش الحر تقاتل على الجبهة لكنها غير مدعومة من الس�لاح والمال‬ ‫ألنها تماماً ال تريد أن تنتمي سياسيًا ألحد سوى ألهل منطقتها‪.‬‬ ‫ما يتداول في االحاديث هو أنه من الس��هل جداً أن تحصل على س�لاح إذا بعت والءك‪ ،‬والعكس صحيح‬ ‫تماماً إن لم تفعل‪ .‬فيبدو أن المشكلة هي في الوالء في الجيش الحر‪ ،‬وقد قابلت كتائب ال تزال تحصل على‬ ‫السالح من مال العائلة‪ .‬فهناك من باع أرضه وبقره ليشتري السالح‪ ،‬وهناك من باع محله ليشتري السالح‪.‬‬ ‫ما يتم تداوله عن الجيش الحر أن بعض القادة (وليس كل القادة ألن هناك قادة جميلون حقا‬ ‫ورائعون بطريقة غريبة) ترمي بش��بابها األبطال إلى الجبهات لتأتي هي و»تتبنى» العملية وتصنع‬ ‫مجداً على حساب الشباب المقاتلين الذين يستشهدون لبطولتهم‪.‬‬ ‫ما فهمته‪ ،‬وربما أكون على خطأ كوني مكثت ‪ 10‬أيامًا فقط في هذه المناطق‪ ،‬هو أن الجيش‬ ‫الح��ر في ه��ذه المناط��ق (جبال الالذقي��ة وكفرنبل) ق��د أصبح هرمي��ًا‪ ،‬أي أن هناك بع��ض القادة‬ ‫الفاس��دين وهناك عساكر وهم األبطال الحقيقيين المغيبين‪ .‬وما يجري اليوم هو انشقاق البعض‬ ‫من هؤالء العساكر عن الجيش الحر‪ ،‬وعدد هؤالء ليسوا بالقليل‪.‬‬ ‫ال نستطيع تعميم هذا الحديث عن الجبش الحر ككل‪ ،‬كما ال نستطيع إسقاط ما يتداول كحقيقة‬ ‫أو تعميمه على حلب وريف دمشق وحمص وغيرها من المدن‪ .‬وال أعلم إن كان ما يتداول دقيقًا‪ ،‬على‬ ‫أن أعيش في المنطقة ألفهم هذه األحاديث‪ .‬لكن هذا ما سمعت وهذا ما قيل لي من قبل كثيرين‪.‬‬ ‫بإختصار‪ ،‬زيارتي للش��مال كانت ضرورية‪ ،‬فالحكي مو متل الش��وف‪ ،‬وهناك عمل كثير كثير‪،‬‬ ‫األطفال قد نس��وا جداول الضرب والعمليات الحس��ابية كالطرح والجمع‪ ،‬األطفال قد نس��وا الحروف‬ ‫األبجدي��ة‪ ،‬ويجب أن ال ننتظر س��قوط األس��د كي نبدأ بعملي��ة البناء‪ ،‬عملية البناء ل��م تبدأ بعد في‬ ‫الشمال المحرر بعد‪ ،‬وهنا تمامًا يأتي دورك‪.‬‬ ‫أخي��راً‪ ،‬خالل وجودي في الش��مال فهمت انني نازحة أيضاً‪ .‬إضط��ررت للهروب‪ ،‬وضعي أفضل‬ ‫حا ًال من كثيرين‪ ،‬لكنني نزحت عن بلدي‪ ،‬وها أنا أخطط للعودة‪.‬‬ ‫واهلل محيي الجيش الحر والكتائب االسالمية!‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫ف��ي غضون ذلك أعلنت األم��م المتحدة أن زهاء مليون س��وري يعانون الجوع‬ ‫بس��بب صعوبة توصيل اإلمدادات إلى مناطق الصراع‪ ،‬وبلوغ وكاالت اإلغاثة القليلة‬ ‫التي وافقت الحكومة على عملها الحد األقصى لما تستطيع تقديمه‪.‬‬ ‫وقال��ت اليزابيث بايرز‪ ،‬المتحدثة باس��م برنامج األغذي��ة العالمي التابع لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬إن البرنامج يوزع حصصا غذائية على نحو مليون ونصف المليون شخص‬ ‫في س��وريا ش��هرياً‪ ،‬بينما يبلغ عدد من تعتبرهم المنظمة الدولية بحاجة إلى هذه‬ ‫الحصص ‪ 5 ،2‬مليون شخص‪.‬‬ ‫وهناك نقص في إم��دادات الخبز والوقود على وجه الخصوص‪ ،‬لكن البرنامج‬ ‫قال إنه حصل على إذن خاص من الحكومة الس��تيراد وقود من لبنان‪ ،‬الس��تخدامه‬ ‫في الشاحنات التي تتولى توزيع المساعدات في سوريا‪.‬‬ ‫وال يس��تطيع برنامج األغذية العالمي زيادة المساعدات التي يقدمها لصعوبة‬ ‫الوصول إلى بعض المناطق غير اآلمنة‪ .‬كما ال يسمح بتوزيع المساعدات في سوريا‬ ‫إال لع��دد محدود م��ن وكاالت اإلغاثة‪ ،‬بعضها يفتقر إلى العاملي��ن أو الوقود أو مواد‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫إل��ى ذل��ك‪ ،‬أعلن��ت بايرز أن تده��ور األوضاع األمني��ة اضطر برنام��ج األغذية‬ ‫العالم��ي إلى س��حب موظفيه من حمص وحل��ب وطرطوس والقامش��لي‪ .‬وأضافت‬ ‫أن صف��وف الخب��ز الطويل��ة بات��ت من األم��ور العادية ف��ي كثير من أنحاء س��وريا‪،‬‬ ‫وهن��اك نقص ف��ي دقيق القمح في معظم أنحاء البالد بس��بب األضرار التي لحقت‬ ‫بالمطاحن‪ ،‬ومعظمها في منطقة حلب‪.‬‬ ‫وتابعت قائلة‪" :‬إن انعدام األمن يؤخر وصول ش��حنات الغذاء‪ ،‬والسفن تضطر‬ ‫اآلن إلى استخدام ميناء بيروت اللبناني بد ًال من ميناء طرطوس السوري"‪.‬‬ ‫ويحت��اج ‪ 4‬ماليين ش��خص في س��وريا إلى مس��اعدات انس��انية "عاجلة"‪ ،‬من‬ ‫بينه��م مليونان من النازحين داخلياً بس��بب القتال‪ ،‬في حي��ن تفيد إحصاءات األمم‬ ‫المتحدة بأن عدد الالجئين السوريين المسجلين قفز في الشهر األخير من ‪ 600‬ألف‬ ‫إلى ما يقرب من ‪ 800‬ألف‪.‬‬ ‫كم��ا دعت االمم المتح��دة إلى تأمين مس��اعدات عاجلة إلغاث��ة آالف الالجئين‬ ‫السوريين بمخيم الزعتري بعد العاصفة التي اعتبرت االسوأ منذ عقد‪ ،‬وقالت مديرة‬ ‫مكتب صندوق األمم المتحدة للطفولة "يونيس��يف" ف��ي األردن دومينيك هايد في‬ ‫بي��ان ان "الموارد التي وفرناها عام ‪ 2012‬اس��تنفذت‪ ،‬ولم تصلن��ا أي أموال جديدة‬ ‫هذا العام"‪ .‬وناش��دت "المجتمع الدولي والجهات المانحة توفير المال في اقرب وقت‬ ‫ممكن"‪.‬‬ ‫وتض��ررت على األقل ‪ 500‬خيمة بفعل الرياح العاتي��ة واألمطار األخيرة‪ ،‬فيما‬ ‫ح��اول الجئون عبثًا حفر خنادق صغيرة حول خيامهم لحمايتها من االمطار واألوحال‬ ‫التي باتت تغطي كافة أرجاء المخيم الذي تبلغ مساحته نحو ‪ 7‬دونمات‪.‬‬ ‫كم��ا أدت الري��اح العاتي��ة التي تج��اوت س��رعتها ‪ 100‬كلم في الس��اعة إلى اقتالع‬ ‫وتمزيق العديد من الخيام‪ ،‬ما جعل بساكنيه من الرجال والنساء إلى حفر خنادق صغيرة‬ ‫حول خيامهم لحمايتها من األمطار واألوحال التي باتت تغطي كافة أرجاء المخيم‪.‬‬ ‫المصادر‪ :‬وكاالت ومواقع إخبارية‬

‫�أوجـاع وطـن‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ف��ي بلد قائم عل��ى التجاذبات الطائفية‪ .‬ودعا بعض المس��ؤولين المؤيدين للنظام‬ ‫السوري إلى إغالق الحدود في وجه الالجئين السوريين والفلسطينيين‪.‬‬ ‫لك��ن جماعات االغاثة تضغط عل��ى الحكومة لبذل مزيد من الجهد لمس��اعدة‬ ‫الالجئين الذين تعادل اعدادهم اآلن حوالي خمس��ة في المئة من عدد الس��كان في‬ ‫لبنان البالغ حوالي خمسة ماليين نسمة‪.‬‬ ‫وطلب لبنان من المانحين الدوليين االسبوع الماضي تقديم ‪ 180‬مليون دوالر‬ ‫للمساعدة في العناية بالنازحين‪ .‬وقال انه سيسجل الالجئين ويعترف بهم بعد نحو‬ ‫عام دون اجراء في هذا الشأن‪ .‬ولم يذكر ما اذا كانت مخيمات ستقام لهم‪.‬‬ ‫وجعلت عواصف الش��تاء والثلوج المس��ألة اكثر إلحاحًا‪ .‬وأصبحت الثلوج تغطي‬ ‫خيام الالجئين قرب بلدة المرج في وادي البقاع وتجتاح الس��يول مخيماتهم ش��رقي‬ ‫مدينة زحلة‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫حـــراكنا (�شــارع �ســوريتنا)‬ ‫سوريتنا | شام داود‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 285‬مظاهرة من بلد الأمل‬ ‫�إىل خميمات املوت‬

‫معتقل��ون وش��هداء ونازحي��ن من‬ ‫مدنهم وبيوتهم الدافئ��ه كانت ضريبه‬ ‫حرية الشعب السوري الذي ما زال مصرا‬ ‫عل��ى الخ��روج ف��ي مظاهرات��ه متحديا‬ ‫النظام وكل من يقف في صفه‪..‬‬ ‫فق��د وثقت لجان التنس��يق المحلية‬ ‫ف��ي س��وريا ‪ /285/‬مظاه��رة‪ ،‬خرج��ت‬ ‫ف��ي مختلف الم��دن والمناطق الس��ورية‬ ‫كان أكبره��ا وولألس��بوع الثال��ث عل��ى‬ ‫التوال��ي ف��ي دير ال��زور والتي حي��ا فيها‬ ‫المتظاهرين أهاليهم في المخيمات عبر‬ ‫‪ /63/‬مظاه��رة‪ ،‬تلتها حم��اه فقد خرجت‬ ‫ف��ي ‪ /57/‬مظاه��رة وجهه��ا م��ن خاللها‬ ‫الث��وار رس��ائل إل��ى الحكوم��ه األردنيه‬ ‫وحملوها مس��ؤولية م��ا يحصل ألطفال‬ ‫مخي��م الزعت��ري‪ ،‬أم��ا حل��ب حي��ث خرج‬ ‫المتظاه��رون في ‪ /46/‬مظاه��ره نددوا‬ ‫فيه��ا معامل��ه ال��دول العربي��ه لالجئين‬ ‫السوريين‪ ،‬دمشق وريفها رفعت يافتات‬ ‫تدين الموقف االنس��اني حول ما يحصل‬ ‫ف��ي المخيم��ات ف��ي مختلف ال��دول عبر‬ ‫‪ /38/‬مظاه��ر جاءت بعده��ا إدلب والتي‬ ‫ن��زح معظ��م أهاليه��ا وطالب��وا أهاليهم‬ ‫بالع��وده من مخيم��ات الم��وت عبر ‪/32/‬‬ ‫مظاهرة‪ ،‬أما في درعا حيا الثوار النازحين‬ ‫الذي��ن هربوا م��ن القصف ليستش��هدوا‬ ‫تح��ت البرد في مخيم الزعتري عبر ‪/25/‬‬ ‫مظاهرة في حمص طالبوا المتظاهرين‬ ‫العالم بحماية النازحين من األطفال من‬ ‫الم��وت بس��بب الج��وع والبرد عب��ر ‪/13/‬‬ ‫مظاهرة وفي الحسكه خرج المتظاهرون‬ ‫في ‪ /7/‬مظاهرات ندد فيها المتظاهرين‬ ‫بأوضاع المخيمات أما في الرقه فقد خرج‬ ‫المتظاه��رون في ‪ /4/‬مظاه��رات أعلنوا‬ ‫فيهم تضامنهم مع أهاليهم النازحين‬

‫حملة املعتقلني‬

‫أطلق��ت صفح��ة كرتونة دي��ر الزور‬ ‫حملة إعالمية مكثف��ة للمطالبة باإلفراج‬ ‫ع��ن المعتقلين في الس��جون الس��ورية‬ ‫يوم الس��بت الثاني عشر من كانون األول‬ ‫‪ 2013‬ولغاية أسبوع‪ ،‬تحت عنوان "ألنهم‬ ‫يستحقون الحياة"‪.‬‬ ‫ج��ائ في ن��ص البيان‪ :‬من��ذ أطفال‬ ‫درعا‪ ،‬حتى اليوم‪ ،‬مارس النظام السوري‬ ‫كل أش��كال القم��ع والعن��ف المكثف في‬ ‫الش��وارع والمعتقالت رداً عل��ى المطالب‬ ‫المش��روعة الت��ي ن��ادى بها الس��وريون‬ ‫(الحري��ة‪ ،‬الكرام��ة‪ ،‬العدال��ة‪ ،‬ومس��اواة‬ ‫السوريين ووحدتهم)‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬بعد تسجيل العديد من الهيئات‬ ‫الحقوقي��ة والدولية الكثير من اإلنتهاكات‪،‬‬ ‫ابت��داءاً من اإلهانة وانته��اءاً بالموت تحت‬ ‫التعذي��ب‪ ،‬وهن��اك آالف المعتقلين صدرت‬ ‫بحقهم أح��كام من محاك��م ميدانية لمدة‬ ‫ق��د تص��ل لثالثين عام��ًا‪ ،‬وبع��د أن تجاوز‬ ‫عدد المعتقلين والمفقودين ال (‪ )126‬ألف‬ ‫سورية وسوري‪.‬‬ ‫فإننا نطالب جمي��ع الهيئات المدنية‬ ‫والحقوقية (العربي��ة والدولية) بالضغط‬ ‫على النظام‪ ،‬إلطالق سراح المعتقلين‪.‬‬

‫حممد رائد الطويل‪ 60‬يوم ًا‬ ‫قيد االعتقال الق�سري‬ ‫ل��م يك��ن ليتص��ور رف��اق رائد في‬ ‫اإلنس��انية أن اعتقاله سيدوم إلى ما بعد‬ ‫الس��تين يوم��ًاـ فرئي��س فرق اإلس��عاف‬ ‫وعض��و مجل��س إدارة ف��رع دمش��ق في‬ ‫منظمة اله�لال األحمر العربي الس��وري‬ ‫ال ي��زال حتى اللحظة قي��د االعتقال دون‬ ‫إخ�لاء س��بيله أو إحالت��ه للمحاكم��ة بم��ا‬ ‫يتناقض مع نص المرس��وم التش��ريعي‬ ‫رق��م ‪ 55‬لعام ‪ 2011‬وال��ذي حدد أقصى‬ ‫فترة تحفظ بستين يومًا‪.‬‬ ‫وبس��بب األخبار عن تردي حالة رائد‬ ‫الصحية داخل الس��جن وأنباء عن إصابته‬ ‫بالغرغرينا واس��تمرار اعتقاله التعسفي‬ ‫برغ��م ذلك‪ ،‬في ظل هذه الظروف نش��ر‬ ‫أصدق��اء وعائل��ة رائد ن��داء عب��ر مواقع‬ ‫التواص��ل اإلجتماع��ي يطالب��ون في��ه‬ ‫منظمة الهالل األحمر بتحمل مسؤولياتها‬ ‫والمطالب��ة بمتطوعيه��ا المعتقلين لدى‬ ‫سجون النظام‪.‬‬

‫يش��ار إال أن رائ��د معتق��ل من��ذ ‪/ 8‬‬ ‫‪ 2012 / 11‬حت��ى اآلن‪ ،‬ون��ود أن ننوه أن‬ ‫معتقلي الهالل األحمر التالية أس��ماؤهن‬ ‫ال يزالون قيد اإلعتقال بتهمة اإلنس��انية‬ ‫لدى سجون النظام السوري وهم‪:‬‬ ‫سلطان جمال سلطان‬ ‫حمص ‪2011/09/23‬‬ ‫جهاد الحاكمي‬ ‫حمص ‪2012/05/11‬‬ ‫غياث البيسواني‬ ‫ريف دمشق دوما ‪2012/06/29‬‬ ‫عالء البيسواني‬ ‫ريف دمشق دوما ‪2012/06/29‬‬ ‫أسامة الدباك‬ ‫دمشق ‪2012/07/29‬‬ ‫محمد المصري‬ ‫ريف دمشق دوما ‪2012/09/15‬‬ ‫محمد مقداد‬ ‫دمشق ‪2012/09/20‬‬

‫محمد لؤي عيسى‬ ‫دمشق ‪2012/10/01‬‬ ‫محمد رائد الطويل‬ ‫دمشق ‪2012/11/08‬‬ ‫محمود خبية‬ ‫ريف دمشق دوما ‪2012/12/02‬‬ ‫عماد الحجة‬ ‫ريف دمشق دوما ‪2012/12/02‬‬ ‫وجاء في نص البيان‪:‬‬ ‫عندما يكون النظام وحشيًا‪ ..‬تصبح‬ ‫اإلنس��انية جريمة‪ ..‬الحرية لرائد الطويل‬ ‫ولجمي��ع متطوع��ي اله�لال األحم��ر‪..‬‬ ‫الفرسان الحمر ليسوا موظفين في إحدى‬ ‫شركات عبد الرحمن العطار‪ ..‬هم أبطال‬ ‫حقيقي��ون يس��تغل بع��ض الفاس��دين‬ ‫واالنتهازيي��ن نبلهم وإنس��انيتهم عندما‬ ‫يغام��رون بحياته��م العان��ة المحتاجي��ن‬ ‫ويتخل��ون عنهم عندم��ا يصبحون بحاجة‬ ‫لمساعدتهم‪..‬‬


‫�أطباء بال حدود‪ :‬املدنيون يف �سوريا يتعر�ضون‬ ‫لق�صف عنيف ويحتاجون لأدوية و�أغذية‬

‫الأ�سبوع الثاين كانون الثاين ‪2013‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫إعداد‪ :‬نسيبة هالل‬ ‫يأتي الثلج ألول مرة هذا العام فتصبح الدنيا مكللة بالبياض‪ ،‬حيث يغطي‬ ‫شوارع سوريا التي اصطبغت بالدماء‪ ،‬ويجعلنا نشعر بالخجل من فرحنا العفوي‬ ‫بالثلج ونعاتب أنفسنا ألننا سهينا للحظات عن القتل الذي يحدث في بلدنا‪..‬‬ ‫تمض��ي الث��ورة في س��فينتها ضمن بح��ر متالطم م��ن القت��ل والقصف‬ ‫واالعتقال والتعذيب‪ ،‬بينما اشتد الحال على الشعب السوري وصارت لقمة الخبز‬ ‫من المس��تحيالت التي يطمح إليها المواطن السوري كما جرة الغاز والقليل من‬ ‫الوقود للتدفئة‪.‬‬ ‫في عيد الميالد أنتجت أيام الحرية فيديو بالتعاون مع فريق صوتية يحكي‬ ‫في��ه كيف أتى الفرح بالعيد عل��ى كل البالد ماعدا س��وريا فمدنها تعيش حالة‬ ‫حزن وحداد لن تنتهي حتى يزول الظلم والقتل‪.‬‬ ‫وضم��ن حمالت الكرام��ة صدرت حملة "أنا بدي س��وريا"‪ ،‬هنَ��أ فيها الثوار‬ ‫مس��يحيي س��وريا بالعيد وبق��دوم العام الجدي��د ووزعوا زينة لش��جرة الميالد‬ ‫مرفقة بعلم الثورة ومناش��ير تهنئة بالعيد‪ .‬كما صدرت حملة "أنا بدي سورية‪:‬‬ ‫خبز ودفى "‪ ،‬حيث وزعت مناشير الحملة مع أجراس الحملة‪.‬‬ ‫حرك��ة وعي أيضا أصدرت حملة بعنوان " كت��اب بثورة"‪ ،‬الهدف منها قراءة‬ ‫كت��ب بعيون الثوار وإس��قاط أفكارها على الواقع الث��وري‪ ،‬فحين تتغير أفكارنا‬ ‫نستطيع تغيير واقعنا ونبني وطنا أجمل‪.‬‬ ‫"طباش��ير الحرية" مع حملة "وعد ي��ا جامعتي" أطلقت حملة بعنوان " ثورة‬ ‫العاصم��ة"‪ ،‬تحكي فيها عن تاريخ ثورة مناطق العاصمة‪ ،‬والنش��اطات المدنية‬ ‫التي مارسها الثوار من مناشير وأقراص يعرضون فيهاأهداف الثورة وتاريخها‪،‬‬ ‫ث��م أغاني الثورة التي صارت على لس��ان كل الثوار من أصغر طفل يس��تطيع‬ ‫ال��كالم حيث يغني لك "جنة جنة ياوطنن��ا"‪ ،‬حيث انطلقت الثورة في آذار ‪2011‬‬ ‫وس��قط أول ش��هيد في نيس��ان في منطقة القابون‪ ،‬ومنذ ذل��ك الوقت وأعداد‬ ‫الش��هداء التي تس��قط تتزايد يوميا‪ ،‬ومازال الثوار يوزعون المناشير مع الخبز‪،‬‬ ‫ومازالوا يقومون بالتظاهر والبخ على الجدران‪.‬‬ ‫أما في داريا فقد تمت طباعة العدد ال‪ 45‬من جريدة "عنب بلدي" وتوزيعه‬ ‫ف��ي جمعة "حمص تن��ادي األحرار"‪ ،‬في افتتاحيتها تحدث��ت عن صمود المدينة‬ ‫خالل الحصار الش��ديد الذي تعيشه‪ ،‬برغم تهدم جزء كبير منها واستشهاد عدد‬ ‫كبي��ر من أبناءها‪ ،‬ومعتقليها األحرار الذين يقبعون خلف القضبان‪ .‬كيف يمكن‬ ‫لمدين��ة ب��دأت فيها الثورة منذ أكثر من خمس س��نوات بث��ورة أخالقية فكرية‪،‬‬ ‫تحارب أش��كال الفس��اد والفوضى‪ ،‬أن تركع للحصار والقصف؟! ستبقى صامدة‬ ‫صمود قلوب أبناءها العامرة باألمل والحب‪.‬‬ ‫في ظل مش��كلة التدفئة الموجودة هذه األيام وانقطاع الكهرباء والمازوت‬ ‫وغيرها من متطلبات الحياة األساسية‪ ،‬يمكن ابتكار وسائل وحلول بديلة تكون‬ ‫س��نداً ف��ي مواجهة البرد الق��ارس الذي يعاني من��ه األهالي في الش��تاء لذلك‬ ‫أصدرت أيام الحرية بالتعاون مع جريدة س��وريتنا‪ ،‬منشوراً يحتوي طريقة صنع‬ ‫طابات الحرية‪ ،‬والتي تحل محل الوقود في التدفئة‪.‬‬ ‫تأتي ذكرى تجربة األرجنتين بعد فقدانها ثالثين ألفًا من شبابها باإلضافة‬ ‫إلى قتل معارضيها وإلقاء جثثهم في البحر‪ ،‬عدا عن حوادث االعتقال والتعذيب‪،‬‬ ‫تأتي لنس��تحضرها ونتعلم منها‪ ،‬فبعد تشكيل الحكومة االنتقالية أنشأت لجنة‬ ‫وطنية لدراس��ة مش��اكل المفقودين‪ ،‬حيث ح��ددت أماكن االعتق��ال والتعذيب‬ ‫وبدأت محاكمات القتلة ومن قاموا بإنتهاكات ضد حقوق اإلنس��ان‪ .‬صدرت هذه‬ ‫المعلومات في المنش��ور الثاني من مناشير "تجارب الش��عوب والعدالة"‪ ،‬والتي‬

‫هدفها أن نتعلم من تجار الش��عوب األخرى في ثورتها ضد الطغيان كي نقطع‬ ‫شوطًا ونختصر بعض األلم في طريقنا إلى الحرية‪.‬‬ ‫أم��ا حركة "يال نغير" التي أسس��ها مجموعة من ش��باب ق��ارة األحرار التي‬ ‫انطلقت في بداية هذا العام‪ ،‬فقد بدأت أعمالها بنشاط بخ غرافيتي الحرية في‬ ‫معظم طرقات البلدة وأمام بعض دوائرها الحكومية‪.‬‬ ‫الثورة السورية ثورة تاريخية عظيمة ‪ -‬مع أيام الحرية شاركنا الثورة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫تقريـــر �إعالميـــة �أيــام احلـــرية‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ح��ذرت منظمة "أطب��اء بال ح��دود" من‬ ‫أن الس��كان في ش��مال س��وريا التي تش��هد‬ ‫معارك‪ ،‬بحاجة إل��ى األدوية والمياه واألغذية‬ ‫مشيرة إلى حاالت حادة من سوء التغذية لدى‬ ‫األطفال على خلفية اشتداد عمليات القصف‪.‬‬ ‫وأقامت المنظم��ة غير الحكومية ثالثة‬ ‫مستش��فيات في شمال وش��مال غرب البالد‬ ‫رغم رفض النظ��ام لذلك ومحاولته لقصف‬ ‫مناطق هذه المستش��فيات‪ .‬وج��اء في بيان‬ ‫أن "إحدى فرقها توجهت إلى مدينة تتعرض‬ ‫لقصف منتظم منذ أشهر في شمال إدلب"‪.‬‬ ‫وق��ال المص��در إن "الجي��ش النظامي‬ ‫في هذه المنطقة يقصف المناطق الريفية‬ ‫دون تمييز" ويس��تهدف المس��اجد والمخابز‬ ‫ومستشفيات المعارضة ما يرغم "العاملين‬ ‫الذي��ن ال يزال��ون موجودي��ن فيه��ا عل��ى‬ ‫المخاط��رة لضمان اس��تمرارية مستش��فى‬ ‫سري يعمل بفضل تضامن السكان"‪.‬‬

‫ودان المصدر "إستراتيجية الرعب التي‬ ‫تلجأ إليها الحكومة السورية"‪.‬‬ ‫وقال أدريان مارتو الطبيب في المنظمة‬ ‫ال��ذي عاد إل��ى باريس بع��د أن أمضى ثالثة‬ ‫أشهر في سوريا‪ :‬العديد من الجرحى يموتون‬ ‫لع��دم تلق��ي الع�لاج أو نقله��م ف��ي الوقت‬ ‫المناسب إلى مستشفى أفضل تجهيزا"‪.‬‬ ‫وق��ال‪ :‬إن ه��ذه المنطق��ة محروم��ة م��ن‬ ‫الكهرب��اء والم��اء ف��ي حي��ن أن الطق��س ب��ارد‬ ‫ج��داً‪ ،‬وأقيمت مستش��فيات في أقبي��ة للإلحتماء‬ ‫م��ن القص��ف اليومي الذي اش��تد في األس��ابيع‬ ‫الماضي��ة‪ ،‬والتي تعم��ل في ظ��روف رديئة دون‬ ‫ضوء ومعدات طبية أو مضادات حيوية‪.‬‬ ‫وأض��اف‪ :‬ش��اهدت بعض ح��االت حادة‬ ‫م��ن س��وء التغذي��ة خصوصًا بي��ن األطفال‬ ‫والرضع‪ ،‬ألن األس��ر فقيرة باألس��اس‪ ،‬ولم‬ ‫تع��د تملك المال لش��راء الحليب‪ ،‬وغيره من‬ ‫مقومات الحياة لألطفال‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫اخلطــاب الأخيــر‬ ‫نريون م��ات ومل متت روما‬

‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫ع��ام ‪ 59‬للمي�لاد أق��ام االمبراطور‬ ‫الروماني " نيرون " حفلة موس��يقية شبه‬ ‫عمومية عزف فيها على العود في حديقة‬ ‫قص��ره الواقعة عل��ى نهر التيب��ر‪ .‬يومها‬ ‫طغت على نيرون الش��خصية المتباهية‪،‬‬ ‫فبع��د فش��له ف��ي الحي��اة السياس��ية‬ ‫والعس��كرية س��يطرت علي��ه فك��رة أن��ه‬ ‫بارع ف��ي الغن��اء والتمثيل ف��كان يذهب‬ ‫إل��ى اليونان ليف��وز بجميع جوائ��ز الغناء‬ ‫والتمثي��ل الت��ي ال يج��رؤ أحد م��ن لجان‬ ‫التحكي��م أن يش��كك أو ينتق��د أدائه وإال‬ ‫فسوف يقتل ومن هنا حصل نيرون على‬ ‫الجوائ��ز األول��ى ف��ي جميع المس��ابقات‪،‬‬ ‫وكان يس��ير بي��ن الكثي��ر م��ن الممثلين‬ ‫والمطربي��ن الذي��ن يحمل��ون أوس��مته‬ ‫وجوائ��زه ويدخل به��ا إلى روم��ا محتقراً‬ ‫كل م��ن حوله ف��كان االحتقار هو الصفة‬ ‫األساسية له ولحكمه‪ ،‬كان نيرون مزهواً‬ ‫ببطوالت��ه ف��كان يغني قائ ًال‪ :‬أن��ا نيرون‬ ‫الجب��ار أقت��ل من أش��اء وأملك م��ن أريد‬ ‫وأقطع األعناق وأس��فك الدماء‪ ،‬فاألرض‬ ‫الت��ي أحكمه��ا ال تغي��ب عنه��ا الش��مس‬ ‫والن��اس جميع��اً تخض��ع لمش��يئتي‪ ،‬فأنا‬ ‫سيفٌ حاد يقصم ظهورهم‪ ،‬ونارٌ هائلة‬ ‫تحرق أجسادهم‪ ،‬أنا نيرون الجبار‪.‬‬ ‫إال أن الروم��ان أعلنوها ث��ورة‪ ،‬فما كان‬ ‫رده إال أن عاد إلى عهد اإلرهاب الشديد‪ ،‬فأعيد‬ ‫قانون الخيانة ووجهت التهم إلى كل من كان‬ ‫موته��م مرغوبًا فيهِ من الناحي��ة الثقافية أو‬ ‫المالي��ة بس��بب مقاومته��م أو ثرائه��م‪ .‬ذلك‬ ‫أن ني��رون قد أفقر خزان��ة كاليجوال من قبله‬ ‫بإس��رافه وهباته وألعاب��ه‪ ،‬وجهر بعزمه على‬ ‫مص��ادرة جمي��ع ضي��اع المواطني��ن الذين ال‬ ‫يوص��ون لإلمبراط��ور بعد وفاته��م إال بمبالغ‬ ‫قليلة‪ ،‬ثم جرد كثيراً من الهياكل من نذورها‪،‬‬ ‫وصه��ر م��ا كان فيه��ا م��ن تماثي��ل ذهبي��ة‬ ‫وفضية‪ ،‬ثم توج جرائمه بإحراق روما‪.‬‬ ‫وصلت الث��ورة إلى قص��ره‪ ،‬وعندما‬ ‫س��مع نيرون في مطلع الفجر وقع حوافر‬ ‫الخيل‪ ،‬أدرك أن جنود مجلس الش��يوخ قد‬ ‫أدركوه‪ ،‬فأنش��د بيت��اً من الش��عر يقول‪:‬‬ ‫"اس��تمعوا ه��ا هي ذي أصوات الس��اعين‬ ‫إل��ى تق��ع عل��ى أذن��ي" ثم طعن نفس��ه‬ ‫بخنج��ر في حلق��ه‪ ،‬ولكن ي��ده اضطربت‬ ‫ووهن��ت فأعانه إبثروديتس أحد معاتيقه‬ ‫على أن يدفع سن الخنجر إلى نهايته‪.‬‬ ‫اليوم في الس��ابع من كانون الثاني‬ ‫ع��ام ‪2013‬يتك��رر العرض على مس��رح‬ ‫دار األوبرا ف��ي عاصمة األمويين‪ ،‬ليدخل‬ ‫بخطاب وصفه اإلعالم‬ ‫علينا رأس النظام‬ ‫ٍ‬ ‫الرسمي بإعالنٍ لنهاية األزمة‪.‬‬ ‫أت��ى الخطاب ليعكس أزمة س��لطة‬ ‫ش��اخت ف��ي مواقعه��ا‪ ،‬وه��ي تش��عر أن‬ ‫األح��داث تتجاوزه��ا‪ ،‬فعندم��ا ال تك��ون‬ ‫شرعية القرار مؤسسة على رضا الناس‪،‬‬ ‫وشرعية القرار كلها مستمدة من القدرة‬ ‫على فرض��ه‪ .‬وتعلن الجماهير تمس��كها‬ ‫بالحي��اة ألنه��ا تع��رف قيمته��ا وقدره��ا‪،‬‬

‫وتعلن أنها لن تس��كت‪ ،‬ولن تكم أفواهها‬ ‫ول��ن تقب��ل لعيونها أن تتح��ول إلى قطع‬ ‫من زجاج تلمع بغير نبض ألنها خرساء ال‬ ‫خطاب وأي مبادرة‬ ‫تعبر وال تبوح‪ .‬يبدو أي‬ ‫ٍ‬ ‫خ��ارج التاريخ‪ ،‬ف��ي ملفنا اليوم س��ننقل‬ ‫مشاهد من العرض‪.‬‬ ‫دار األوب��را ف��ي دمش��ق‪ ،‬الطرقات‬ ‫بش��كل ت��ام‪ ،‬ورأس النظ��ام‬ ‫مقطوع��ة‬ ‫ٍ‬ ‫يستخدم صور شهداء الثورة كخلفية له‪،‬‬ ‫بافتراء على دم الش��عب واس��تثمار سيء‬ ‫ل��ه‪ ،‬والجمه��ور جوق�� ٌة م��ن المصفقين‬ ‫ف��ي ظاه��رةٍ غاب��ت ع��ن الخطاب��ات‬ ‫الس��ابقة‪ ،‬لك��ن وإلتمام الع��رض كان ال‬ ‫ب��د من افتتاح��ه بالتصفيق الش��ديد من‬ ‫الحاضري��ن‪ ،‬مرددين عبار ًة لها مدلوالتها‬ ‫" أبو حافظ" ليأتي بعدها " ش��بيحة لألبد‬ ‫الجل عيونك يا أس��د " ومصطلح شبيحة‬ ‫طالم��ا أنك��ر اإلع�لام الرس��مي ومحازبو‬ ‫النظ��ام وج��وده‪ ،‬واعتب��روه افت��را ًء م��ن‬ ‫اإلع�لام المضل��ل‪ ،‬لينتق��ل المصفقون‬ ‫لشعار جديد " اهلل بشار هيئة الحوار "‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الخط��اب ج��اء باهت��ًا‪ ،‬وال يرتق��ي‬ ‫لمس��توى األحداث التي تعيش��ها س��ورية‬ ‫والمنطقة العربية بأس��رها‪ ،‬فالسوريون‪،‬‬ ‫ومعه��م الماليي��ن م��ن الع��رب‪ ،‬كان��وا‬ ‫يتوقعون خطاب��ا أكثر صراح��ة ووضوحاً‪،‬‬ ‫خطابًا يتن��اول قضايا الحاضر‪ ،‬ويجيب عن‬ ‫كل التساؤالت في ذهن المواطن السوري‪،‬‬ ‫ويضع حلو ًال ومخارج من هذه األزمة‪.‬‬ ‫رأس النظ��ام أضاع الفرصة األخيرة‬ ‫لمخاطبة ال��رأي العام الس��وري بطريقة‬ ‫أكثر علمي��ة وموضوعية وإنس��انية‪ ،‬من‬ ‫حي��ث االعت��راف باألخط��اء‪ ،‬وإظه��ار كل‬ ‫التعاطف مع الضحايا وأسرهم‪ ،‬وكان غير‬ ‫موفق على اإلطالق‪ ،‬اختصر كل مجريات‬ ‫األح��داث ف��ي س��ورية ف��ي الجماع��ات‬ ‫المس��لحة‪ ،‬وأعماله��ا اإلرهابي��ة على حد‬ ‫وصفه‪ ،‬وهذا توصي��ف غير دقيق ومناف‬ ‫للحقائ��ق عل��ى األرض‪ ،‬فالذي��ن كان��وا‬ ‫يتظاه��رون احتجاج��ًا‪ ،‬ويص��ل تعدادهم‬ ‫إلى مئات اآلالف أسبوعياً ليسوا إرهابيين‪،‬‬ ‫وانما ه��م أناس عادي��ون تظاهروا حتى‬ ‫األمس القريب دعمًا للنظام عندما تحدث‬ ‫قبل س��نوات عن إصالحات جذرية شاملة‬ ‫وإع�لان ح��رب ض��روس ض��د اإلره��اب‪،‬‬ ‫وهي إصالحات وح��رب تأخرت وأدى عدم‬ ‫تنفيذه��ا إل��ى انفج��ار انتفاض��ة عارمة‬ ‫مستمرة منذ سنتين تقريبًا‪.‬‬ ‫كن��ا ننتظ��ر تنحي األس��د ف��ي هذا‬ ‫الخطاب‪ ،‬أو على األقل حديثه عن خطوات‬ ‫لتسليم الس��لطة لحكومة انتقالية‪ ،‬لكنه‬ ‫كعادته خرج يمارس التهديدات الواضحة‬ ‫والمبطنة‪ ،‬استمراراً للحل األمني‪ ،‬واصفًا‬ ‫كل م��ا يجري في س��وريا على أنه تدخل‬ ‫خارج��ي ومؤام��رة‪ ،‬وأن��ه يعم��ل عل��ى‬ ‫مكافحة االرهاب‪.‬‬ ‫لم يخ��رج ع��ن دعوته للح��وار قبل‬ ‫أكثر من ع��ام‪ ،‬والتي لم تؤد إلى ش��يء‪،‬‬

‫بحسب قوله‪ ،‬مش��يراً إلى أن تلك الدعوة‬ ‫تك��ررت قبل ذل��ك في تم��وز ‪ 2011‬عبر‬ ‫تش��كيل لجن��ة للح��وار برئاس��ة نائ��ب‬ ‫(الرئيس) الس��وري فاروق الشرع‪ ،‬والتي‬ ‫وصفها بأنها «لم تثمر عن أي شيء»‪.‬‬ ‫نس��ف رأس النظ��ام القاع��دة‬ ‫المنطقية األساس��ية ألي ح��وار باعتباره‬ ‫بي��ن طرفي��ن‪ ،‬فالنظ��ام يري��د مح��اورة‬ ‫نفس��ه فق��ط‪ ،‬حي��ن ق��ال "ه��ذه الرؤية‬ ‫موجه��ة إلى كل من يريد الحوار وليس��ت‬ ‫موجه��ة إلى كل م��ن ال يري��د أن يحاور‪،‬‬ ‫وأضاف‪ ،‬وم��ع من نتحاور مع أصحاب فكر‬ ‫المتط��رف‪ ،‬أم نحاور دم��ى صنعها الغرب‬ ‫وكتب له��ا أدواره��ا‪ ،‬وعندها نح��اور من‬ ‫صنعها ونحاور الس��يد ال العبد‪ ،‬ونحن لم‬ ‫نرى ش��ريك للحل السياسي في المرحلة‬ ‫الماضية‪ ،‬وأي طرح حول الحل األمني في‬ ‫سوريا غير صحيح ولم يصرح أي مسؤول‬ ‫في الدولة أننا اخترنا الحل األمني‪ ،‬ولكن‬ ‫ال يوجد شريك‬ ‫واس��تكما ًال الحتقاره إرادة الشعوب‬ ‫ق��ال‪ " :‬باهلل عليكم ه��ل هذه ثورة وهل‬ ‫ه��ؤالء ثوار‪ ،‬إنهم حفنة م��ن المجرمين‪،‬‬ ‫وكلم��ا كان الجي��ش والش��عب ي��داً بي��د‬ ‫ف��ي مواجه��ة اجرامهم كان��وا ينكفؤون‪،‬‬ ‫أس��قطوا أقنعة الس��لمية ورفعوا السالح‬ ‫وحاولوا احتالل م��دن لينقضوا على مدن‬ ‫أخ��رى‪ ،‬وكانوا كلم��ا يضرب��ون ينتفض‬ ‫الش��عب الس��وري‪ ،‬الث��ورة بحاج��ة إل��ى‬ ‫مفكري��ن وق��ادة وأي��ن ه��م المفك��رون‬ ‫والق��ادة ف��ي ه��ذه الث��ورة‪ ،‬وه��ي تبنى‬

‫بتعميم النور ال بقطع الكهرباء‪.‬‬ ‫وأض��اف موضح��ًا رؤيت��ه للح��ل‪" ،‬‬ ‫س��نحاور كل م��ن الق��ى الس�لاح‪ ،‬وكل‬ ‫وطني غي��ور‪ ،‬وعليه وانطالقا من ثوابتنا‬ ‫فإن الحل السياس��ي في س��وريا سيكون‬ ‫على الشكل التالي"‪:‬‬ ‫‪ - 1‬وق��ف التموي��ل والتس��ليح لكل‬ ‫المجموعات المس��لحة بالت��وازي مع وقف‬ ‫العمليات العس��كرية‪ ،‬مما يعيد النازحين‬ ‫إل��ى بيوته��م وبعده��ا تتوق��ف العمليات‬ ‫العسكرية مع االحتفاظ بحق الرد‬ ‫‪ - 2‬اقامة اتص��االت مع كافة اطياف‬ ‫الش��عب الس��وري للتواصل معهم وايجاد‬ ‫حل لالزمة الراهنة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تدع��و الحكوم��ة الراهنة لحوار‬ ‫وطن��ي يض��ع ميثاق��ا يتمس��ك بس��يادة‬ ‫سوريا ينبذ االرهاب والعنف‬ ‫‪ - 4‬يتفق على قانون جديد لألحزاب‬ ‫واالدارة المحلي��ة‪ ،‬ويع��رض الميث��اق‬ ‫الوطني على االستفتاء الشعبي‪ ،‬وتشكل‬ ‫حكومة وطنية تنفذ االس��تفتاء الشعبي‪،‬‬ ‫وبعدها تقوم الحكومة الموسعة بتطبيق‬ ‫االس��تفتاء واق��رار قان��ون انتخابي جديد‬ ‫ويدعى بعدها لالنتخابات‪.‬‬ ‫‪ - 5‬بع��د االنتخاب��ات يت��م تش��كيل‬ ‫حكوم��ة جديدة والدعوة للح��وار واطالق‬ ‫س��راح جمي��ع المعتقلي��ن ج��راء االحداث‬ ‫االخيرة‪.‬‬ ‫وأكد االس��د انه بالنسبة إلى مكافحة‬ ‫االرهاب "ل��ن نتوقف ما دام هناك ارهابي‬


‫أخذوا طعامه والمالبس والبيارق‬ ‫ورموه في زنزانة الموتى‬ ‫وقالوا‪ :‬أنت سارق!‬ ‫طردوه من كل المرافئ‬ ‫أخذوا حبيبته الصغيرة‬ ‫ثم قالوا‪ :‬أنت الجئ!‬ ‫يا دامي العينين والكفين!‬ ‫إن الليل زائل‬ ‫ال غرفة التوقيف باقية‬ ‫و ال زرد السالسل!‬ ‫نيرون مات‪ ،‬ولم تمت روما‪..‬‬ ‫بعينيها تقاتل!‬ ‫وحبوب سنبلة تجف‬ ‫ستمأل الوادي سنابل‪!..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫بع��د الخط��اب مباش��ر ًة خرج��ت‬ ‫مظاه��رات ف��ي مناط��ق بمحافظ��ة دير‬ ‫ال��زور وادل��ب‪ ،‬كم��ا خرجت عق��ب انتهاء‬ ‫خط��اب مظاهرت��ان خرجت��ا ف��ي كل من‬ ‫ح��ي الحميدية ف��ي مدين��ة حمص رغم‬ ‫القص��ف‪ ،‬وف��ي قرية درك��وش في ريف‬ ‫ادل��ب من��دد ًة بالخط��اب وبوص��ف رأس‬ ‫النظام للربيع العربي بفقاعة الصابون‪.‬‬ ‫أما عن المعارضة السورية فقال رجاء‬ ‫الناصر أمين سر هيئة التنسيق الوطنية أن‬ ‫" الخطاب غي��ر ايجاب��ي‪ ،‬وكان تعبوياً اكثر‬ ‫منه سياس��يا "‪ .‬وأض��اف الناصر إن " خطاب‬ ‫(الرئي��س) االس��د ب��دا وكأنه يح��اول قطع‬ ‫الطريق امام أي جهد لحل االزمة الس��ورية‬ ‫سياس��يا‪ ،‬وخاص��ة ام��ام مهم��ة المبع��وث‬ ‫الدول��ي والعرب��ي المش��ترك إل��ى س��وريا‬ ‫االخضر االبراهيمي "‪ ،‬مشيراً إلى ان كالمه‬ ‫يوحي وكأن الس��لطة لن تكون ش��ريكا في‬ ‫اي حل سياسي لالزمة السورية‪.‬‬ ‫كم��ا ق��ال المتح��دث باس��م التحالف‬ ‫الوطن��ي الس��وري المع��ارض إن "كل م��ا‬ ‫يريد األس��د هو قطع الطري��ق على إيجاد‬ ‫تس��وية سياس��ية قد تتمخض ع��ن اللقاء‬ ‫الروسي األمريكي المزمع مع مبعوث األمم‬ ‫المتحدة إلى سوريا لخضر اإلبراهيمي"‪.‬‬ ‫وقال المتحدث باسم االئتالف الوطني‬ ‫الس��وري المعارض وليد البن��ي إن "كل ما‬ ‫يريد األس��د ه��و قطع الطري��ق على إيجاد‬ ‫تس��وية سياس��ية قد تتمخض ع��ن اللقاء‬ ‫الروسي األمريكي المزمع مع مبعوث األمم‬ ‫المتحدة إلى سوريا لخضر اإلبراهيمي"‪.‬‬ ‫ونقل��ت وكال��ة فران��س ب��رس عن‬ ‫البن��ي قول��ه "نح��ن قلن��ا عند تأس��يس‬ ‫االئتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة‬ ‫الس��ورية بأننا نرغب بحل سياسي‪ ،‬لكن‬ ‫هن��اك هدفا خرج الس��وريون م��ن اجله‪،‬‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫ردود الأفعال على اخلطاب‪:‬‬

‫ودفعوا ألجل��ه حتى اآلن اكثر من ‪ 60‬الف‬ ‫ش��هيد‪ .‬الس��وريون لم يقدم��وا كل تلك‬ ‫التضحيات من اجل ان يعيدوا االس��تقرار‬ ‫لنظ��ام الطاغي��ة" ال��ذي يحكم س��وريا‪،‬‬ ‫واعتب��ر البن��ي أن خط��اب األس��د موج��ه‬ ‫بالدرج��ة األول��ى إل��ى "المجتم��ع الدولي‬ ‫ال��ذي يقوم بجهود حقيقي��ة النضاج حل‬ ‫سياسي يؤدي إلى تلبية طموحات الشعب‬ ‫الس��وري بإنهاء االس��تبداد وعلى راس��ه‬ ‫انهاء نظام عائلة االسد"‪.‬‬ ‫كما نقل��ت وكالة رويت��رز عن نائب‬ ‫رئيس االئت�لاف المعارض ج��ورج صبرا‬ ‫قول��ه "ال يوج��د ش��يء له قيم��ة في هذا‬ ‫الخط��اب"‪ ،‬ووصف��ه بأن��ه "تك��رار مم��ل‬ ‫لألفكار والطروحات السابقة‪ ،‬وال تستحق‬ ‫أن تس��مى مب��ادرة"‪ ،‬معتبرا أن��ه "إعالن‬ ‫اس��تمرار الحرب ضد الش��عب الس��وري"‪.‬‬ ‫وأض��اف "ال��رد المناس��ب ه��و اس��تمرار‬ ‫المقاوم��ة ضد ه��ذا النظ��ام المرفوض‪،‬‬ ‫واس��تمرار عمليات الجيش السوري الحر‬ ‫لتحرير سوريا شبرا شبرا"‪ ،‬مشيرا إلى أن‬ ‫"بشار األسد هو من ماضي سوريا وعليه‬ ‫الرحيل قبل أن ننفذ انتقاال سياسيا"‪.‬‬ ‫م��ن جانبه أك��د الرئي��س المصري‪،‬‬ ‫محمد مرسي‪ ،‬في حديث مع شبكة ‪CNN‬‬ ‫العربي��ة أنه يدعم الكثيرين من الش��عب‬ ‫السوري‪ ،‬الذين يطالبون بمحاكمة األسد‬ ‫كـ"مج��رم حرب"‪ ،‬لمس��ؤوليته عن أعمال‬ ‫القت��ل الت��ي تج��ري ف��ي س��وريا منذ ما‬ ‫يقرب م��ن عامين‪ ،‬والت��ي خلفت ما يزيد‬ ‫عل��ى ‪ 60‬أل��ف قتي��ل‪ ،‬بحس��ب تقديرات‬ ‫األمم المتحدة‪.‬‬ ‫اال ان اي��ران رحب��ت بالخط��اب الذي‬ ‫الق��اه االس��د وقال��ت إن��ه ‪ -‬اي الخطاب ‪-‬‬ ‫طرح "خطة سياس��ية ش��املة" من شأنها‬ ‫ح��ل االزمة التي تعصف بس��وريا‪ ،‬ونقلت‬ ‫وكالة االنباء االيرانية الرس��مية عن وزير‬ ‫الخارجي��ة علي أكبر صالح��ي قوله "هذه‬ ‫الخطة ترفض العنف واالرهاب والتدخالت‬ ‫الخارجي��ة ف��ي الش��أن الس��وري‪ ،‬وتحدد‬ ‫مالم��ح مس��تقبل البالد من خ�لال عملية‬ ‫سياس��ية ش��املة‪ " .‬وحث صالح��ي القوى‬ ‫الدولي��ة واالقليمي��ة على دع��م محاوالت‬ ‫انه��اء االزمة من خ�لال ما وصف��ه "بحل‬

‫سوري‪ " .‬وفي شأن متصل كتبت صحيفة‬ ‫"السياس��ة" الكويتية بعنوان‪ :‬السياس��ة"‬ ‫تكش��ف تفاصي��ل المخط��ط اإليران��ي‬ ‫للتعامل مع العراق بعد س��قوط األس��د‪..‬‬ ‫طهران توعز للمالكي بإعالن دولة شيعية‬ ‫لالس��تحواذ على النفط‪ ..‬الكيان المرتقب‬ ‫يش��مل النجف وكربالء وميسان وذي قار‬ ‫والديوانية وواسط والبصرة وبابل‪ ..‬تركيا‬ ‫وضعت دول "الخليجي" واالتحاد األوروبي‬ ‫وأميركا ومصر في صورة التطورات‬ ‫م��ع امت��داد التظاه��رات إل��ى م��دن‬ ‫جديدة ف��ي الع��راق ضد رئي��س الوزراء‬ ‫ن��وري المالك��ي‪ ،‬رب��ط مص��در رفيع في‬ ‫ح��زب "العدال��ة والتنمي��ة" الترك��ي بين‬ ‫م��ا يج��ري ف��ي الم��دن الس��نية الكبيرة‬ ‫وبين التط��ورات المتس��ارعة في الوضع‬ ‫الميداني في سوريا‪.‬‬ ‫وكش��ف المصدر المق��رب من رئيس‬ ‫ال��وزراء الترك��ي رج��ب طي��ب أردوغ��ان‬ ‫لـ"السياس��ة"‪ ،‬ان القيادة االيرانية اقترحت‬ ‫على التحالف الش��يعي الذي يقود الحكومة‬ ‫العراقية برئاسة المالكي التوجه إلى إقامة‬ ‫دولة شيعية كبيرة تضم محافظات‪ ،‬النجف‬ ‫وكرب�لاء وميس��ان وذي ق��ار والديواني��ة‬ ‫وواس��ط والبصرة وبابل والقادسية وقسم‬ ‫الرصاف��ة من العاصمة بغداد بعد س��قوط‬ ‫نظام بشار االسد في سوريا‪.‬‬ ‫وتوال��ت ردود األفع��ال الدولية على‬ ‫خط��اب االس��د‪ ،‬إذ وصف وزي��ر الخارجية‬ ‫البريطان��ي ويليام هيغ اقتراحات األس��د‬ ‫بأنه��ا "وع��ود فارغ��ة مفعم��ة بالنفاق"‪.‬‬ ‫وقال إن العنف والقمع هما من صنع يدي‬ ‫األس��د‪ .‬وفي بروكسل قال متحدث باسم‬ ‫مفوض��ة الش��ؤون الخارجية ف��ي االتحاد‬ ‫كاتري��ن اش��تون إن االتح��اد "يدق��ق في‬ ‫خطاب األس��د لي��رى إذا م��ا كان يتضمن‬ ‫ش��يئا جدي��دا لك��ن موقفنا واض��ح وهو‬ ‫ض��رورة أن يتنحى األس��د ليتي��ح المجال‬ ‫لعملية انتقال سياسي"‪.‬‬ ‫أم��ا وزي��ر الخارجية األلمان��ي غيدو‬ ‫فيسترفيله فأعرب عن أسفه لخلو خطاب‬ ‫(الرئيس) الس��وري "م��ن أي ادراك جديد‬ ‫لواقع ما يحدث في سوريا" وطالب بتنحيه‬ ‫لتشكيل "حكومة انتقالية"‪.‬‬

‫وبدوره ق��ال وزير الخارجي��ة التركي‬ ‫إن م��ا جاء ف��ي الخطاب هو وع��ود مكررة‬ ‫ومفرغة من المضمون‪ .‬وقال أوغلو بحسب‬ ‫وكالة "رويترز" لألنباء‪ ،‬عقب الخطاب الذي‬ ‫ألقاه (الرئيس) االس��د قبل ظهر اليوم في‬ ‫دمش��ق‪ ،‬ان "تصريحات االس��د م��ا هي اال‬ ‫تكرار لما يقوله دائماً‪ ،‬وهي نفس الوعود‬ ‫الت��ي قدمها لن��ا"‪ .‬واعتب��ر داوود أوغلو‪ ،‬أن‬ ‫"(الرئيس) األسد‪ ،‬لم تعد له سلطة تمثيل‬ ‫الشعب الس��وري فإن كلماته فقدت القدرة‬ ‫عل��ى االقن��اع"‪ ،‬داعي��ًا إل��ى "اكم��ال فترة‬ ‫انتقال سريعا من خالل محادثات يكون بها‬ ‫ممثلون للدولة السورية"‪.‬‬ ‫كم��ا دعا رئي��س ال��وزراء البريطاني‬ ‫ديفي��د كاميرون‪ ،‬اليوم األح��د‪ ،‬إلى "تنحي‬ ‫(الرئي��س) بش��ار األس��د م��ن منصب��ه "‪،‬‬ ‫مش��يرا إلى انه يس��عى مع حكومات أخرى‬ ‫" لتغيير المش��هد السياس��ي في س��وريا"‪.‬‬ ‫وبدوره أك��د االتحاد األوروبي على ضرورة‬ ‫"تنحي (الرئيس) السوري للسماح بانتقال‬ ‫سياس��ي"‪ ،‬وكانت األمم المتح��دة قالت إن‬ ‫أكثر من ‪ 60‬ألف ش��خص قد قتلوا منذ بدء‬ ‫االنتفاضة السورية في مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫وحدهم الثوار على األرض تجاهلوا‬ ‫الخطاب‪ ،‬فوقتهم أثمن من الهدر‪ ،‬ولسان‬ ‫حالهم قصيدة‪ ،‬محمود درويش‪:‬‬ ‫وضعوا على فمه السالسل‬ ‫ربطوا يديه بصخرة الموتى‬ ‫و قالوا‪ :‬أنت قاتل!‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫واح��د‪ ،‬وكل ما تقدمن��ا بمكافحة االرهاب‬ ‫كان هناك امكاني��ة لتطبيق هذه الرؤية"‪،‬‬ ‫مش��يرا إلى ان الرؤية التي طرحها موجهة‬ ‫إلى كل م��ن يريد الحوار وليس��ت موجهة‬ ‫إل��ى كل م��ن ال يري��د ان يح��اور‪ ،‬مش��ددا‬ ‫على ان "اي مبادرة تطرح يجب ان تس��تند‬ ‫إلى الرؤية الس��ورية‪ ،‬وهي رؤية مساعدة‬ ‫للرؤي��ة الس��ورية ولك��ن ال تح��ل مكانها‬ ‫ك��ي ال نضي��ع وق��ت اح��د‪ ،‬وف��ي موضوع‬ ‫العمل السياس��ي نح��ن لس��نا بحاجة إلى‬ ‫مس��اعدة‪ ،‬ومن يريد مساعدة سوريا عليه‬ ‫وقف ادخال المس��لحين والسالح واالرهاب‬ ‫إل��ى س��وريا‪ ،‬فبل��د عمرها االف الس��نين‬ ‫تع��رف كيف تدي��ر اموره��ا"‪ ،‬ورأى ان "اي‬ ‫مبادرة خارجية مساعدة ال يمكن ان نقبل‬ ‫تفسيرها او تأويلها اال بما يخدم المصلحة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬ونحن ايدنا مب��ادرة جنيف التي‬ ‫تحفظن��ا على بند منها وه��و بند المرحلة‬ ‫االنتقالية الذي كان غامضا"‪ ،‬مؤكدا ان "اي‬ ‫مبادرة قبلنا بها فه��ي تنطلق من مفهوم‬ ‫الس��يادة وارادة الش��عب‪ ،‬واي اشياء نقبل‬ ‫به��ا ف��ي الداخل والخ��ارج يج��ب ان تكون‬ ‫نابعة من ارادة الشعب‪ ،‬ولن يمر شيء من‬ ‫الداخل او الخارج اال عبر اس��تفتاء ش��عبي‬ ‫وهو ما يشكل ضمانة لتوافق الشعبي"‪.‬‬ ‫وش��دد عل��ى أن "س��وريا تقب��ل‬ ‫النصيح��ة وال تقب��ل االم�لاء‪ ،‬تقب��ل‬ ‫المس��اعدة وال تقب��ل االس��تبداد‪ ،‬وكل ما‬ ‫س��معتموه في الماضي ال يهم خاصة اذا‬ ‫كان��ت مصطلحات ربيعية فه��ي فقاعات‬ ‫صابون ستختفي مع الوقت‪ ،‬واي موضوع‬ ‫يخرج عن الس��يادة الس��ورية هو اضغاث‬ ‫اح�لام وال يمكن ان نعم��ل بأي مبادرة اال‬ ‫من خ�لال المصلحة الس��ورية"‪ ،‬كما اكد‬ ‫ان "الوط��ن يعل��و وال اح��د يعل��ى عليه‪،‬‬ ‫فالس��وري ينبض تس��امحا وعف��وا نعم‬ ‫ولكن الوطنية تسري في عروقه"‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫الأيـــــام املعــــدودة‬ ‫منذ نيس��ان (إبري��ل) ‪ 2011‬والعالم‬ ‫يتحدث عن األيام المعدودة للنظام‪ .‬وفي‬ ‫ع��رف لغتن��ا العربي��ة الفصح��ى البليغة‬ ‫فالمع��دود ال يتجاوز العش��رة‪ ،‬وفي عرف‬ ‫التقوي��م التاريخي الطبيع��ي فاليوم هو‬ ‫أرب��ع وعش��رون س��اعة‪ ،‬ونت��رك لعلماء‬ ‫الرياضي��ات باق��ي الحس��اب لنع��رف كم‬ ‫تبقى لهذا النظام‪.‬‬ ‫غي��ر أن��ه م��ن الواض��ح أن النظ��ام‬ ‫السوري ومن يدعي صداقته ومن يدعي‬ ‫عداوت��ه ق��د اتفق��وا جميع��اً عل��ى خرق‬ ‫قواني��ن اللغ��ة والتقوي��م والرياضي��ات‬ ‫بشكل كلي‪.‬‬ ‫فالمع��دود تج��اوز اليوم الس��تمائة‬ ‫بينما طال اليوم وطال مغيبه وتهاوت كل‬ ‫المع��ادالت أمام طغيان هذا النظام وأمام‬ ‫دعم أصدقاء الشعب السوري‪.‬‬ ‫ويب��دو أن أردوغان ال ي��زال يرى أن‬ ‫الشعوب ذاكرتها قصيرة ولكن بمقاييس‬ ‫خاص��ة ب��ه ش��خصيًا‪ ،‬فهو ال ي��زال يكرر‬ ‫ذات الجمل��ة مراراً وتكراراً كحبوب مخدرة‬ ‫وصفها له أطباء السياسة والنفاق‪.‬‬ ‫وبدل أن يدعمنا السلطان العثماني‬ ‫بالم��واد التموينية والوق��ود في المناطق‬ ‫"المح��ررة" فإنه يش��بعنا كالماً وبطوالت‬ ‫ورقية‪ ،‬ال بل ويس��مح ل��كل من هب ودب‬ ‫بنه��ب مق��درات الدولة الس��ورية وبيعها‬ ‫بأبخس األثمان في األسواق التركية‪.‬‬ ‫وقد انتقلت عدوى "األيام المعدودة"‬ ‫إلى بريطاني��ا والواليات المتحدة واالتحاد‬ ‫األوروب��ي وفرنس��ا‪ ،‬كل منه��م يع��د‬ ‫بطريقت��ه ولكن يبدو أنه��م في كل مرة‬ ‫ينس��ون أين وصل العد فيعي��دون الكرة‬ ‫من جدي��د‪ .‬وي��دل على ذل��ك تصريحات‬ ‫ويليام هيغ وكاثرين أش��تون وفرانس��وا‬ ‫هوالند وهيالري كلينتون التي ومن فرط‬ ‫حماسها للثورة الس��ورية أصيبت بجلطة‬ ‫دماغي��ة كادت ت��ودي بحياته��ا‪ .‬باتت كل‬ ‫تصريحاته��م ممجوجة ومقيت��ة وخاوية‬ ‫م��ن أي معن��ى ولم يع��د يتلقفها س��وى‬

‫ثوار الفيس بوك والسكايب ليجعلوا منها‬ ‫إش��ارات وتحلي�لات ودالالت وغيره��ا من‬ ‫عالم��ات عبقريتهم السياس��ية التي ترق‬ ‫حت��ى اآلن إل��ى معاناة طف��ل صغير في‬ ‫إدلب ال مأوى له وال أهل‪.‬‬ ‫حت��ى المعارض��ة الس��ورية بات��ت‬ ‫تتحدث ع��ن األيام المع��دودة وكأنها قدر‬ ‫من الس��ماء على مب��دأ "إذا قالت كلينتون‬ ‫فصدقوها"‪ ،‬وهم ال يس��أمون من تكرار‬ ‫نف��س العبارات كالببغ��اوات وكأن الناس‬ ‫ال تفهم ما يقال من قبل السياسيين في‬ ‫العالم حتى يسمعوا "شروح" المعارضة‪.‬‬

‫ال�صفقة وال�صفاقة‬

‫"بعض الضباط السوريين يطلبون‬ ‫الحص��ول عل��ى الجنس��ية اإليرانية لتتم‬ ‫معاملته��م كإيرانيي��ن ف��ي س��وريا"‪،‬‬ ‫انتش��رت هذه العبارة كالنار في الهشيم‬ ‫على صفحات مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫بع��د الصفق��ة "التاريخي��ة" والت��ي ت��م‬ ‫بموجبه��ا اإلفراج عن ‪ 48‬معتق� ً‬ ‫لا إيرانيًا‬ ‫ل��دى الجي��ش الح��ر مقابل م��ا يزيد عن‬ ‫ألف��ي معتقل ل��دى النظام‪ .‬وال ش��ك أن‬ ‫ه��ذه الصفق��ة مثلت قم��ة الصفاقة من‬ ‫قب��ل النظ��ام ف��ي تجاهله الت��ام لجنوده‬ ‫وضباطه األس��رى لدى الجيش الحر وهو‬ ‫م��ا دفع البعض إلطالق الجملة الس��ابقة‬ ‫كنوع من الس��خرية من هذا النظام الذي‬ ‫يبيع جنوده وينساهم بهذه البساطة‪.‬‬ ‫لقد مثل النظ��ام عبر هذه الصفقة‬ ‫أعلى درجات التنكر حتى لش��عاراته التي‬ ‫يطلقه��ا ليل نهار‪ ،‬بينم��ا ضربت الكتيبة‬ ‫المس��لحة الت��ي فاوض��ت عل��ى عملي��ة‬ ‫التب��ادل مث ًال أعلى ف��ي الوطنية وخاصة‬ ‫أن العملي��ة ش��ملت طيف��ًا واس��عاً م��ن‬ ‫المعتقلين ولم يكن التركيز على شريحة‬ ‫معينة‪ .‬وهذا ه��و الوعي الذي تبحث عنه‬ ‫هذه الثورة بد ًال م��ن المجموعات الكبيرة‬ ‫من الرع��اع وقاطعي الط��رق والمرتزقة‬ ‫الذي��ن وج��دوا ف��ي الث��ورة س��بي ًال إل��ى‬ ‫الفوض��ى والنهب واكتس��اب الفرصة في‬

‫اس��تمرار للعقلية االنتهازي��ة اإلقصائية‬ ‫والت��ي تجد في الس��لطة طريقاً للثروة ال‬ ‫وسيلة للثورة‪.‬‬ ‫يفق��د النظ��ام الي��وم حت��ى أش��د‬ ‫مؤيديه بهذه التصرفات الخرقاء والتي ال‬ ‫تمثل إال مس��امير في نعش��ه نحو مزبلة‬ ‫التاريخ‪ ،‬فهو وبعد تخليه عن الوطن وعن‬ ‫الناس‪ ،‬ها هو يتخلى حتى عن ش��بيحته‬ ‫الذين غالباً ما أجبروا الناس على السجود‬ ‫لص��ورة القائد الملهم‪ ،‬ذل��ك القائد الذي‬ ‫نس��يهم لحظ��ة المحن��ة وفض��ل عليهم‬ ‫أسرى حلفائه‪.‬‬

‫اخلطاب املبادرة‬

‫ال يزال بشار األسد ممعناً في إقناعنا‬ ‫بأنه منفصل تمامًا عن الواقع‪ ،‬وهو يقف‬ ‫في دار األوبرا في وس��ط دمشق متحدثًا‬ ‫إل��ى جمه��ور ال يزال بعض��ه مقتنعًا بأنه‬ ‫قادر على اس��تالم زمام األمور من جديد‬ ‫بينما يش��كك البعض اآلخر بقدرته حتى‬ ‫عل��ى الكالم‪ .‬بعد س��يول الدماء وماليين‬ ‫المش��ردين والالجئين ل��م يعد للمبادرات‬ ‫أو الح��وار معن��ى‪ ،‬فالغض��ب والحقد هما‬ ‫ما يس��يطر عل��ى مش��اعر الجمي��ع تجاه‬ ‫ه��ذا النظ��ام ال��ذي ل��م يبقي ول��م يذر‪.‬‬ ‫هو أول نظام عب��ر التاريخ يقوم بتدمير‬ ‫ممنه��ج لبل��ده‪ ،‬حتى هتلر نفس��ه ورغم‬ ‫كل م��ا يقال عنه فإنه ل��م يضرب ألمانيا‬ ‫انتقام��اً م��ن معارضي��ه‪ .‬ال يوجد س��فاح‬ ‫ف��ي التاريخ انتقم من بل��ده وأهل وطنه‬ ‫بهذه الطريق��ة‪ .‬ثم يخرج علينا بمبادرات‬ ‫وحلول سحرية خاوية المضمون‪.‬‬ ‫ال يعل��م بش��ار األس��د أو ال يريد أن‬ ‫يعل��م أن فقاع��ات الصاب��ون التي تحدث‬ ‫عنها في خطابه س��وف تحيط به يومًا ما‬ ‫وتحمل��ه مع نظامه إلى م��كان آخر وربما‬ ‫عالم آخر‪ ،‬المهم أنه لن يكون في عالمنا‪.‬‬ ‫وكل قارئ للتاريخ يعلم أن بداية التغيير‬ ‫فقاع��ة وأن��ه ال يمكن تحويل ش��عب من‬ ‫عقلي��ة إلى أخرى بجرة قلم أو بمرس��وم‬ ‫جمهوري‪.‬‬

‫خالد كنفاني‬

‫العام اجلديد والنبوءات‬

‫يب��دو أن المخاب��رات الس��ورية كان��ت‬ ‫فاعلة بقوة في التنبؤات الفلكية لهذا العام‪،‬‬ ‫فالمتنبئ التونس��ي يوس��ف ش��ارني تكلم‬ ‫ع��ن كل الدنيا ولكنه رف��ض التعليق تمامًا‬ ‫بما يتعلق بس��وريا وباألخص بشار األسد‪.‬‬ ‫بينم��ا كان ميش��يل حاي��ك بط��ل التوليفة‬ ‫الس��ورية عندما تنب��أ لكل "أع��داء" النظام‬ ‫بح��االت م��ن ع��دم االس��تقرار والتهديدات‬ ‫وخاص��ة تركي��ا وقط��ر والس��عودية‪ ،‬بينما‬ ‫اكتف��ى بالق��ول أنه ال ي��وال "يرى" بش��ار‬ ‫األس��د ع��ام ‪ .2013‬ولم يك��ن بالطبع حريًا‬ ‫بنا أن نخوض في مسألة التنبؤات هذه لوال‬ ‫اإلش��ارات الواضحة عن تورط النظام حتى‬ ‫في هذه المس��ائل لما لها من دور نفس��ي‬ ‫ومعنوي في رفع المعنويات أو إحباطها لدى‬ ‫جمهور بلغ ب��ه اليأس حد التعل��ق بالنجوم‬ ‫ليتلمس طريق الخالص‪.‬‬ ‫غير أنه ومهما بلغت التنبؤات ومهما‬ ‫قال الفلك وقالت الكواكب فإن السوريين‬ ‫اختاروا طريق الالع��ودة مهما كلف األمر‬ ‫وق��د ظهرت بالفعل تكاليف��ه العالية من‬ ‫دمائهم وأرواحه��م وأمنهم وممتلكاتهم‪.‬‬ ‫نح��ن نرجو اهلل في كل يوم أن يهب هذه‬ ‫الث��ورة قيادة تاريخية تنتش��لها من وحل‬ ‫العصاب��ات والس��رقة والخط��ف لتنقله��ا‬ ‫إل��ى فضاء الحرية والعدالة‪ .‬أما اس��تمرار‬ ‫األمور على هذا النحو فلن يزيد المس��ألة‬ ‫س��وى التعقي��د ولن ينت��ج إال االنقس��ام‬ ‫والطائفية والتعصب والكراهية‪.‬‬ ‫إن الدور السياسي لالئتالف الوطني‬ ‫ال يكفي‪ ،‬فقد حان وقت الدور االجتماعي‬ ‫والثقاف��ي والفكري وهي مس��ائل هامة‬ ‫لتطمي��ن الن��اس ومش��اركتهم آماله��م‬ ‫وأوجاعهم‪ ،‬وهو ما لن يش��عروا به طالما‬ ‫بقوا في فنادقهم حيث الدفء واألمان‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪:‬‬ ‫يق��ول أنط��ون س��عادة‪ :‬إنن��ا نحبّ‬ ‫الحي��اة ألننا نحبّ الحريّة ‪ ،‬ونحبّ الموت‬ ‫متى كان الموت طريقا إلى الحياة‪.‬‬


‫خالد قنوت‬

‫اال�ستنتاجات‪:‬‬

‫تأت��ي االس��تنتاجات م��ن خ�لال‬ ‫تفهمن��ا لطبيع��ة سياس��ات كل ط��رف‬ ‫يتدخ��ل في األزم��ة الس��ورية القائمة‬ ‫ولفهمنا جميعًا كسوريين أن ال مصلحة‬ ‫ألح��د منه��م ف��ي تحقيق انتص��ار تام‬ ‫وكام��ل للثورة الس��ورية وقي��ام دولة‬ ‫مدني��ة ح��رة ديمقراطي��ة ذات س��يادة‬ ‫وكرام��ة ف��ي ه��ذا المش��رق س��تمثل‬ ‫نموذج��ًا وأيقون��ة للش��عوب المجاورة‬ ‫ولش��عوب العال��م‪ ،‬ستكش��ف بالنتيجة‬ ‫حقيق��ة الدولة الصهيوني��ة العنصرية‬ ‫واالس��تعمارية كدولة ينظر لها العالم‬ ‫عل��ى أنها النموذج الديمقراطي الوحيد‬ ‫ف��ي المنطق��ة‪ .‬ال يغرنك��م الك��م في‬ ‫التصاري��ح والمؤتم��رات والدع��وات‬ ‫لتنح��ي الرئي��س أو زوال النظ��ام فهذا‬ ‫النظ��ام أق��در عل��ى إعط��اء الجميع ما‬ ‫يري��د عل��ى حس��اب الوطن والس��يادة‬ ‫الوطني��ة‪ .‬لم تس��تطع معارضة تدعي‬ ‫تمثيلها للثورة السورية أن تقدم أوراق‬ ‫اعتماده��ا لل��دول الفاعلة بع��د‪ ،‬لذلك‬ ‫يبقى موضوع حس��م الص��راع مرتبط‬ ‫بوج��ود ه��ذه المعارضة التي س��توقع‬ ‫صكوك تأمين مصال��ح تلك الدول كما‬ ‫يفعل النظام‪.‬‬

‫احللول‪:‬‬

‫تب��دأ الحل��ول وتنتهي عن��د معادلة‬ ‫(الشعب يريد)‪ ،‬الش��عب السوري يرتكب‬ ‫بع��رف النظ��ام والمعارض��ات الرخيصة‬ ‫والدول األقليمية والعظمى أكبر الخطايا‬ ‫اليوم‪ ،‬بأنه يريد وم��ازال مصراً وعنيداً‪،‬‬ ‫مستبس� ً‬ ‫لا في فرض معادلته (الش��عب‬ ‫السوري يريد)‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫وه��و اس��تئثار بع��ض القوى السياس��ية‬ ‫المعارض��ة بالق��رار وإقص��اء اآلخري��ن‬ ‫وتحضيراته��ا السياس��ية والعس��كرية‬ ‫والش��عبية ف��ي حال��ة تعكس تعطش��ها‬ ‫للس��لطة حتى على حس��اب دماء الشعب‬ ‫السوري ويتمثل ذلك في محاوالت حثيثة‬ ‫لتفشيل االئتالف الجديد لقوى المعارضة‬ ‫وإعادة تجاربها الفاش��لة فيه بعد فش��لها‬ ‫ف��ي تجرب��ة المجل��س الوطن��ي وتتمثل‬ ‫أيض��اً في تخزين الس�لاح لمع��ارك يأتي‬ ‫توقيتها بعد إسقاط النظام‪.‬‬

‫لذل��ك يتخ��ذ ق��راره االس��تراتيجي‬ ‫والمصيري في االس��تمرار بالثورة بقواه‬ ‫الذاتية رغ��م الحص��ار والتجويع والقتل‬ ‫واللج��وء‪ ،‬ال رج��وع ع��ن إس��قاط ه��ذا‬ ‫النظام وعن كل أش��كاله واستنس��اخاته‬ ‫وحلوله‪ .‬ال رجع��ة‪ ،‬ألن ذلك يعني ضياع‬ ‫للذات السورية وللكرامة السورية لعقود‬ ‫طويل��ة خاصة بع��د دفعه فات��ورة قلما‬ ‫دفعها شعب ثائر من شعوب األرض‪.‬‬ ‫ق��د تك��ون ه��ذه نصيح��ة أخي��رة‬ ‫ألعض��اء االئت�لاف الش��رفاء‪ :‬ال ب��د من‬ ‫عملي��ة مصارح��ة م��ع الش��عب وال ب��د‬ ‫من تنظي��ف الصفوف من المتس��لطين‬ ‫وأصحاب المصالح الشخصية واألجندات‬ ‫الالوطني��ة وال ب��د م��ن دع��وة األطراف‬ ‫المعارضة الحقيقية والواعية لالنضمام‬ ‫والمشاركة في تشكيل حكومة انتقالية‬ ‫داخ��ل س��ورية أو م��ن داخ��ل مخيم��ات‬ ‫الالجئين الس��وريين وض��رورة االنتقال‬ ‫للعمل السري داخل الوطن وبين الناس‬ ‫وبحمايتهم على أن تكون هذه الحكومة‬ ‫بصالحي��ات مح��ددة وواضح��ة ومؤقت��ة‬ ‫ال تمل��ك مس��ؤولية تقدي��م التنازالت أو‬ ‫التوقيع على اتفاقيات ملزمة ألي كان‪.‬‬ ‫رغم حاجة الثورة والشعب السوري‬ ‫للقي��ادة السياس��ية لك��ن م��ن حس��ن‬ ‫الح��ظ أن ال أح��د يس��تطيع أن يقيدهما‬ ‫بالتزام��ات أو اتفاقيات تحد من حريتهما‬ ‫وقدراتهم��ا على إعادة بناء س��ورية من‬ ‫جدي��د بعد س��قوط النظام‪ ،‬لك��ن نعود‬ ‫ونؤكد أن المعركة العسكرية مع النظام‬ ‫ال يمكن تحقي��ق انتصار لها بدون قيادة‬ ‫قوية وطنية واعي��ة ومؤمنة بأن مهامها‬ ‫تتحول لحماي��ة الوط��ن والمواطن دون‬ ‫التدخ��ل بالحي��اة السياس��ية لس��ورية‬ ‫الجديدة واألهم عدم ارتهانها ألي ممول‬ ‫أو أجندات الوطنية‪.‬‬ ‫نناش��د في ذل��ك جمي��ع الوطنيين‬ ‫الس��وريين األح��رار م��ن رج��ال أعم��ال‬ ‫وأثري��اء ومغتربي��ن بالعم��ل بش��كل‬ ‫ج��دي وعمل��ي عل��ى تموي��ل الث��ورة‬ ‫ومكوناتها بمال س��وري وطني فسوريا‬ ‫هي االس��تثمار األكب��ر واألكث��ر وطنية‬ ‫وإنسانية واقتصادية ألن سورية تمتلك‬ ‫كل مقوم��ات الدول الواع��دة بالنهوض‬ ‫االقتص��ادي والعلم��ي والحض��اري بع��د‬ ‫انتصار هذه الث��ورة‪ ،‬ثورة بكل المعايير‬ ‫هي ثورة يتيمة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫الش��هيد البوعزي��زي ال��ذي أش��عل‬ ‫الن��ار في جس��ده قبل س��نتين‪ ،‬فأش��عل‬ ‫نار الث��ورات العربية لتش��كل دومينو لن‬ ‫يتوق��ف عن��د أي دول��ة عربي��ة أو ش��رق‬ ‫أوس��طية وال حتى دول االستبداد البعيدة‬ ‫حي��ن فرض معادلة سياس��ية واجتماعية‬ ‫جديدة اسمها (الشعب يريد‪.)..‬‬ ‫لك��ن بالمقابل ه��ل اكتملت فصول‬ ‫نج��اح ث��ورات اش��تعلت كع��ود ثق��اب‬ ‫وخف��ت توهجها باس��تالم قوى سياس��ية‬ ‫مفروض��ة بقوة الس�لاح والم��ال أو قوى‬ ‫اإلس�لام السياسي الذي كان األكثر تردداً‬ ‫وتشكيكًا بالثورات عند بداياتها؟ ال أعتقد‬ ‫ذل��ك‪ ،‬فمازال الجمر تحت رم��اد انتخابات‬ ‫ودس��اتير جدي��دة تؤس��س الس��تبدادها‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫المنعطف األهم له��ذه الثورات‪ ،‬هو‬ ‫الثورة الس��ورية التي تس��جل حتى اليوم‬ ‫أط��ول وأعنف وأعظ��م الث��ورات العربية‬ ‫ولك��ن بالمطل��ق تس��جل أكث��ر الثورات‬ ‫حص��اراً وتش��ويهًا‪ .‬ال أؤم��ن بمنط��ق‬ ‫المؤام��رات بق��در ما أدرك أن السياس��ات‬ ‫العالمي��ة تكتس��ب ديناميكي��ة النج��اح أو‬ ‫اإلخفاق وبنا ًء على األرض يا حكم ورصد‬ ‫القوى الفاعلة فيه��ا والتعامل معها وفق‬ ‫مصالحها‪ .‬يحضرن��ي قول للراحل إلياس‬ ‫مرقص‪( :‬السياسة ليس��ت مملكة النوايا‬ ‫بل هي عالم العالقات الموضوعية)‪.‬‬ ‫أثن��اء الخط��اب الرئاس��ي األخي��ر‪،‬‬ ‫كنت أش��اهد صورة القذاف��ي في خطابه‬ ‫األخي��ر من خ�لال ش��كل وج��ه الطاغية‬ ‫الصغي��ر والتلعث��م ف��ي النط��ق والجمل‬ ‫غي��ر المترابط��ة عن��د ارتج��ال ش��روح‬ ‫ألمور واضح��ة وتافهة وفي االرتباك عند‬ ‫االنتهاء من الكلمة بهجوم المحبين نحوه‬ ‫للمبارك��ة حت��ى إصف��رار الوج��ه وجنون‬ ‫المرافقين‪ ،‬رغ��م التظاهر وافتعال الثقة‬ ‫والقوة‪.‬‬ ‫لكن هناك توجس��ات رافقت األخبار‬ ‫القادمة من الداخل الس��وري في النقص‬ ‫التآمري في عمليات التسليح في المناطق‬ ‫الس��اخنة رافقه زيادة في مستوى العنف‬ ‫والبطش من قبل النظام وتوجس��ات من‬ ‫الخ��ارج الس��وري بالكش��ف ع��ن تقصير‬ ‫دولي في الوف��اء بتعهدات بالدعم المالي‬ ‫واإلغاث��ي‪ ،‬قطعه لالئتالف الوطني لقوى‬ ‫المعارض��ة والث��ورة الس��ورية بع��د كل‬ ‫الضجيج والفزلكات اإلعالمية‪.‬‬ ‫لكي نفهم الصورة بش��كل منطقي‬ ‫وتحلي��ل علم��ي علين��ا أن نفن��د أجزاءها‬ ‫ونعي��د صياغته��ا م��ن جدي��د لنع��رف‬ ‫الحقائق أو نقترب منها فنستخلص العبر‬ ‫واالستنتاجات والحلول‪:‬‬ ‫ بع��د اللق��اء الروس��ي األمريك��ي‬‫ف��ي الس��ويد هن��اك اتف��اق حص��ل‬ ‫بحض��ور أو ب��دون معرف��ة للمبع��وث‬ ‫الدول��ي اإلبراهيم��ي‪ ،‬يقض��ي بتب��ادل‬ ‫األدوار ف��ي الرفض والقب��ول بالمبادرات‬ ‫والمؤتم��رات (جنيف واح��د وجنيف إثنان)‬ ‫وذل��ك الس��تمرار حالة التعف��ن والتدمير‬ ‫الذاتي لس��ورية وكل طرف حسب رؤيته‬ ‫لمصالح��ه في هذه المنطق��ة الهامة من‬ ‫العال��م‪ ،‬تق��وم عل��ى مبدأ أساس��ي وهو‬ ‫القضاء على معادلة (الشعب يريد)‪.‬‬

‫ بن��ا ًء عل��ى ذاك االتفاق‪ ،‬ترتس��م‬‫سياس��ات ومصال��ح ال��دول األخ��رى في‬ ‫العال��م وف��ي اإلقلي��م وهناك مؤش��رات‬ ‫لذلك‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تردد اإلدارة األمريكية في تأييد‬ ‫الث��ورة الس��ورية واالكتف��اء بالتصاري��ح‬ ‫اإلعالمي��ة وانحس��ارها والتركي��ز عل��ى‬ ‫الجان��ب المتطرف من الحراك العس��كري‬ ‫للثورة وهنا يطرح س��ؤال مهم عن هدف‬ ‫توقي��ت إدراج جبه��ة النصرة ف��ي قائمة‬ ‫اإلره��اب األمريكية رغم الكم الهائل من‬ ‫المعلوم��ات الت��ي تمتلكها االس��تخبارات‬ ‫األمريكي��ة عنه��ا؟؟ وفرض ط��وق لحظر‬ ‫تزويد الس�لاح للثوار على األرض‪ ،‬بينما‬ ‫ل��م تنقطع االمدادات العس��كرية للنظام‬ ‫من الجانب الروسي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬انكف��اء الدول األوربية في تأييد‬ ‫االئتالف والثورة السورية في وقت يحتاج‬ ‫في��ه الس��وريون للمس��اعدات واإلغاثات‬ ‫العاجل��ة في ظ��ل موجة برد غي��ر عادية‬ ‫على المنطقة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تقاع��س خليج��ي ع��ن الوف��اء‬ ‫بالعه��ود بتقدي��م الدعم الم��ادي للثورة‬ ‫وللمتضررين وحال��ة الهلع التي تفرضها‬ ‫حالة انتق��ال الثورة إلى العراق مما يعني‬ ‫دفعة جديدة لتسونامي الثورات العربية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬زي��ادة وتيرة الخط��اب اإليرانية‬ ‫في دعم النظام السوري فض ًال عن الدعم‬ ‫المادي والعسكري واألمني له وكأن إيران‬ ‫الخميني��ة تقات��ل دون أس��وارطهران من‬ ‫ثورة مش��رقية بدأت من سورية وها هي‬ ‫تدق أقرب حصونها الطائفية في بغداد‪.‬‬ ‫‪ - 5‬مش��اركة عربية دولية في حالة‬ ‫امتهان الكرامة الس��ورية تظهر ً‬ ‫جلية في‬ ‫مخيمات الالجئين الس��وريين في األردن‬ ‫والعراق وتركيا‪ ،‬بش��كل أقل قسوة‪ ،‬ومع‬ ‫الالجئي��ن الس��وريين في لبنان لتش��كل‬ ‫حال��ة كس��ر إرادة وضغ��ط وضيعة على‬ ‫الش��عب الس��وري ف��ي المناف��ي للقبول‬ ‫بتسويات وتنازالت مستقبلية‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الدفع��ة الجدي��دة وجرعة األمل‬ ‫الكبي��رة الت��ي يحقنها النظ��ام في قواته‬ ‫ومواليه مبش��راً للم��رة األل��ف بانتصاره‬ ‫عل��ى العصاب��ات اإلرهابي��ة والمؤامرات‬ ‫الكونية بعد علمه بم��ا يتم من اتفاقيات‬ ‫دولية خلف الكواليس ويقينه بأن الجميع‬ ‫ال يريد انتصاراً لشعب في هذه المنطقة‬ ‫سيكس��ر حال��ة الخن��وع والت��ي تعيش��ها‬ ‫شعوبها فتنتقل لمعادلة (الشعوب تريد)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الصم��ت االس��رائيلي ع��ن كل‬ ‫االختراق��ات األمنية في الج��والن المحتل‬ ‫ليقينه��ا أن ال ح��ارس لحدوده��ا بدي��ل‬ ‫لنظام األسد رغم جدار األمن الذي تبنيه‬ ‫على سفوح الجوالن‪.‬‬ ‫‪ - 8‬التركي��ز اإلعالم��ي العرب��ي‬ ‫والدولي على الصفة اإلسالمية المتطرفة‬ ‫للمجموع��ات المقاتل��ة ض��د النظ��ام وما‬ ‫يثي��ر ذلك من مخ��اوف حقيقية للمواطن‬ ‫الس��وري بش��كل ع��ام وم��ن طروح��ات‬ ‫البع��ض م��ن ه��ذه المجموع��ات بإقامة‬ ‫الخالف��ة اإلس�لامية ف��ي انح��راف كامل‬ ‫واساسي عن أهداف الثورة السورية‪.‬‬ ‫‪ -‬هن��اك موض��وع جدي��د قدي��م‬

‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫الثـــورة ال�ســـورية اليتيـمة بني‬ ‫ح�صــارها وعنــادها‬

‫‪9‬‬


‫أعمدة الصحافة‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫الثورة ال�سورية‬ ‫بنياحل�سمال�سيا�سي�أوالع�سكري‬ ‫ماجد كيالي‬ ‫ال يوج��د ف��ي س��ورية ّ‬ ‫ح��ل عل��ى‬ ‫الطريقة المصرية والتونسية وال الليبية‬ ‫أو اليمني��ة‪ ،‬الخت�لاف طبيع��ة الس��لطة‬ ‫وتركيب��ة المجتم��ع وحج��م المداخ�لات‬ ‫الخارجي��ة‪ ،‬وأيض��اً‪ ،‬ألن الس��لطة ف��ي‬ ‫س��ورية انتهج��ت الح��ل العس��كري منذ‬ ‫البداي��ة‪ ،‬عل��ى قاع��دة «األس��د أو نحرق‬ ‫البل��د»‪ ،‬أي أنه��ا بات��ت بمثاب��ة س��لطة‬ ‫احت�لال‪ ،‬بدلي��ل إمعانه��ا ف��ي التدمي��ر‬ ‫والتقتيل في س��ورية والس��وريين‪ .‬على‬ ‫ذلك ف��إن مجمل «المبادرات» السياس��ية‬ ‫الت��ي طرحه��ا ه��ذا النظام كان��ت مجرد‬ ‫خدع��ة كبي��رة‪ ،‬ألن البل��د عن��ده بمثاب��ة‬ ‫«عزب��ة» خاصة يت��م توارثها م��ن اآلباء‬ ‫إلى األبناء‪ ،‬في مطابقة للشعار المشين‪:‬‬ ‫«سوريا األسد إلى األبد»‪.‬‬ ‫ه��ذا يفسّ��ر اس��تعداد النظ��ام‬ ‫للمس��اومة على كل ش��يء‪ ،‬عدا احتكاره‬ ‫للس��لطة‪ ،‬فهو مس��تعد للمس��اومة على‬ ‫رئاس��ة الحكوم��ة وتش��كيلتها وعل��ى‬ ‫انتخابات مجلس الش��عب وحرية اإلعالم‪،‬‬ ‫وغي��ر ذل��ك‪ ،‬وه��ذا معن��ى الح��وار تحت‬ ‫«س��قف الوطن» أو تحت «س��قف األسد»‬ ‫بتعبير أدق!‬ ‫والح��ال ف��إن النظ��ام في س��ورية‪،‬‬ ‫من��ذ ‪ 42‬عاماً‪ ،‬ه��و مجرد طغم��ة حاكمة‬ ‫أو عصابة (بحس��ب تعبير مع��اذ الخطيب‬ ‫رئي��س االئت�لاف الوطني الس��وري)‪ ،‬فال‬ ‫الحكوم��ة تحك��م وال مجل��س الش��عب‬ ‫يش��رّع‪ ،‬وهي طغمة تغولت على الدولة‬ ‫والمجتم��ع‪ ،‬وه��ي التي ينبغ��ي التخلص‬ ‫منها إلى األبد‪ ،‬مع أجهزتها األمنية‪ ،‬لعبور‬ ‫مجال التغيير السياسي في هذا البلد‪.‬‬ ‫حقًا‪ ،‬لقد انتهى نظام األس��د‪ ،‬ليس‬ ‫من اليوم‪ ،‬وال مع تحول الثورة إلى التغيير‬ ‫بالس�لاح‪ ،‬وإنم��ا من��ذ اندالع الث��ورة‪ ،‬مع‬ ‫تش��ليع أظافر أطفال درع��ا‪ ،‬ومنذ إطالق‬ ‫الرص��اص على المتظاهرين الس��لميين‬ ‫ف��ي درع��ا ودوما وب��رزة والمي��دان‪ ،‬قبل‬ ‫قرابة عامين‪.‬‬ ‫مع ذل��ك ف��إن أي حرب ه��ي امتداد‬ ‫للسياس��ة‪ ،‬والثورة كأي ثورة قد تضطر‪،‬‬ ‫في إطار صراعها‪ ،‬م��ن أجل تغيير الواقع‬ ‫القائ��م‪ ،‬إلى خوض تس��ويات معينة‪ ،‬في‬ ‫س��بيل تقليل األكالف والمخاطر‪ ،‬ال سيما‬ ‫إذا كان��ت قواها ليس��ت على الدرجة التي‬ ‫ّ‬ ‫تمكنها من تحقيق الغلبة بأكالف معقولة‬ ‫ومحمولة‪.‬‬ ‫مجدّداً‪ ،‬ال أقل من إس��قاط النظام‪،‬‬ ‫الذي ال ش��رعية له‪ ،‬لكن مش��كلة الثورة‬ ‫السورية أنها لم تس��تطع إنجاز ذلك بعد‬ ‫‪ 22‬شهراً على اندالعها‪ ،‬و ‪ 60‬ألف شهيد‪،‬‬ ‫وأضعافهم من الجرح��ى‪ ،‬وثالثة ماليين‬ ‫الجئ ونازح‪ ،‬وكل هذا الخراب في البيوت‬ ‫والممتلكات والعمران‪ ،‬على رغم تصميم‬ ‫الس��وريين وتضحياته��م ومعاناته��م‬ ‫وش��جاعتهم المدهش��ة‪ ،‬التي جعلت من‬

‫ثورتهم األبهظ كلف��ة بين مجمل ثورات‬ ‫الربيع العربي‪ ،‬وغير العربي‪.‬‬ ‫ثمة مشكالت وتعقيدات كبيرة لهذه‬ ‫الثورة‪ ،‬وكلما استمرت كلما ازدادت‪ ،‬وهذا‬ ‫طبيعي‪ ،‬ويمكن تفهمه‪ ،‬وخصوصًا لكون‬ ‫س��ورية بلداً مفتاحياً‪ ،‬يؤث��ر في جوارها‪،‬‬ ‫وم��ا بعد جواره��ا‪ .‬وهنا إس��رائيل أيضاً‪،‬‬ ‫التي يحرص الغرب على ضمان أمنها‪.‬‬ ‫ف��ي الداخل ثمة واق��ع اجتماعي جد‬ ‫صع��ب‪ ،‬ومعقد‪ ،‬فثم��ة جماعات س��ورية‬ ‫ل��م تنخ��رط تمام��ًا ف��ي الث��ورة‪ ،‬لي��س‬ ‫حب��اً بالنظ��ام‪ ،‬وإنم��ا لع��دم يقينه��ا من‬ ‫المس��تقبل‪ ،‬وه��و واق��ع ينبغ��ي إدراكه‬ ‫بطريقة صحيحة والتعامل مع متطلباته‪.‬‬ ‫أيض��اً‪ ،‬ثم��ة إجه��اد واس��تنزاف لمجتم��ع‬ ‫الث��ورة‪ ،‬ذل��ك أن المناط��ق الحاضن��ة‬ ‫تعرض��ت لتدمي��ر منهجي‪ ،‬ووحش��ي‪ ،‬ما‬ ‫يصعّ��ب عل��ى الث��ورة‪ ،‬ويزي��د أعباءها‪،‬‬ ‫ال س��يما م��ع تفتّ��ت البيئ��ات المجتمعية‬ ‫المس��اندة‪ ،‬وتش��رد أبنائه��ا‪ ،‬وافتقادهم‬ ‫لقمة العيش‪ .‬هذا ليس بالش��يء الهيّن‪،‬‬ ‫ألن��ه ينعك��س عل��ى فعالي��ات الث��ورة‪،‬‬ ‫بت��آكل طابعها المدني ‪ /‬الش��عبي‪ ،‬وهذه‬ ‫ليس��ت حال��ة صحي��ة‪ ،‬فضع��ف مجتم��ع‬ ‫الث��ورة يضع��ف الث��ورة ذاته��ا‪ ،‬حت��ى لو‬ ‫امتلكت أس��لحة‪ ،‬ما ينبغ��ي مالحظته‪ ،‬ال‬ ‫س��يما أن من مهمات القي��ادة التقليل من‬ ‫المخاطر وإدارة الموارد بأفضل ما يمكن‪،‬‬ ‫والوصول إلى الهدف بأقل أكالف ممكنة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلى الوضع الدولي‪ ،‬فمن‬ ‫الواضح أن الثورة بحاجة ماسة لمساعدات‬ ‫خارجي��ة‪ ،‬للتس��هيالت اللوجس��تية‪،‬‬ ‫وللس�لاح‪ ،‬والدع��م المال��ي‪ ،‬لك��ن الدول‬ ‫ال تش��تغل كجمعيات خيري��ة وال بعقلية‬ ‫مبدئي��ة أو أيديولوجي��ة‪ ،‬وال بالعواط��ف‪،‬‬ ‫وإنم��ا تش��تغل بعقلي��ات براغماتي��ة‬ ‫وسياسية ومصلحية‪ ،‬وبديهي أن أي دعم‬ ‫يق��دم للث��ورة إنما يبتغ��ي إخضاعها إلى‬ ‫ارتهان��ات وتوظيفات وتوجيه��ات معينة‪،‬‬ ‫ما يفرض على الث��ورة تنظيم تصريفها‬ ‫لطاقتها‪ ،‬وتعزيز االعتماد على مواردها‪،‬‬ ‫والموازن��ة بين حاجاته��ا ومبادئها‪ ،‬وبين‬ ‫إمكانياتها وأشكال عملها‪.‬‬ ‫لك��ن ذل��ك ال يفت��رض التراجع عن‬ ‫المض��ي بهدف إس��قاط النظام‪ ،‬الذي هو‬ ‫«الص��حّ الوحيد» ف��ي حياة الس��وريين‪،‬‬ ‫على ما يقول ياس��ين الحاج صالح ّ‬ ‫محقاً‪،‬‬ ‫وإنما يعني التعامل مع هذا الوضع المعقد‬ ‫بعقلية سياس��ية‪ ،‬ال بعقلي��ة أيديولوجية‬ ‫تطهري��ة وش��عاراتية‪ ،‬فالص��راع ال بد أن‬ ‫يفض��ي إل��ى حل��ول سياس��ية‪ ،‬وبقدر ما‬ ‫أن مهمة القيادة المس��ؤولة التأكد بأن ال‬ ‫تعيق هذه الحلول إنجاز الهدف المتوخّى‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تش��كل طريقًا محتوم��ًا إليه‪ ،‬فإن‬ ‫ب��ل أن‬ ‫مهمته��ا أن ال تجد نفس��ها فجأة في واقع‬ ‫يفرض عليها القبول بأي شيء‪.‬‬ ‫الحقيق��ة أن ه��ذا الوض��ع كان��ت‬

‫رصدت��ه بص��ورة أعم��ق م��واد س��ابقة‬ ‫نش��رتها هذه الصحيفة‪ ،‬ال سيما للزمالء‬ ‫ياس��ين الحاج صالح (‪ )12/9‬وجاد الكريم‬ ‫الجباع��ي (‪ )12/31‬وعص��ام الخفاج��ي‬ ‫(‪ )1/1‬وعبد الوهاب بدرخان (‪ )1/3‬وراغدة‬ ‫درغام (‪.)1/4‬‬ ‫هذا يفيد بأن الثورة الس��ورية أحوج‬ ‫م��ا تكون إلى ط��رح مبادرة سياس��ية‪ ،‬أو‬ ‫«خريط��ة طري��ق» للمرحل��ة االنتقالية‪،‬‬ ‫لتوضي��ح ذاته��ا إزاء األط��راف المكون��ة‬ ‫له��ا‪ ،‬وإزاء مجتمعه��ا‪ ،‬بمختل��ف أطياف��ه‬ ‫وتالوينه‪ ،‬وإزاء العالم‪ ،‬الذي تنشد دعمه‪،‬‬ ‫هذا من دون صلة بخط��ة اإلبراهيمي أو‬ ‫غيره��ا‪ ،‬هذا له عالقة بالثورة ومصالحها‬ ‫وطريقة إدارتها ألحوالها‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬ثمة في مجال التداول في شأن‬ ‫سورية مش��روعان‪ ،‬أولهما يتأسس على‬ ‫تسوية مع بقاء النظام‪ ،‬وثانيهما يتأسس‬ ‫على تس��وية من دون النظام‪ .‬المش��روع‬ ‫األول‪ ،‬تطرح��ه كل م��ن إيران وروس��يا‪،‬‬ ‫وهو مناس��ب للنظام‪ ،‬ألن��ه يطيل عمره‪،‬‬ ‫لكن مش��كلته أن الزمن تجاوزه‪ ،‬بالنسبة‬ ‫إلى غالبية السوريين‪ ،‬أي حتى للجماعات‬ ‫الصامت��ة والمت��رددة‪ ،‬كما بالنس��بة إلى‬ ‫الق��وى اإلقليمي��ة والدولي��ة الفاعلة في‬ ‫الوضع السوري‪.‬‬ ‫أم��ا المش��روع الثان��ي‪ ،‬ال��ذي يقوم‬ ‫عل��ى مرحل��ة انتقالي��ة م��ن دون األس��د‬ ‫وطغمت��ه الحاكم��ة‪ ،‬فتق��ف وراءه ق��وى‬ ‫دولية وإقليمية‪ ،‬وهي تنضجه على مهل‪،‬‬ ‫ف��ي مراهنة على وهن النظ��ام‪ ،‬وإمكان‬ ‫تراجع روس��يا عن عنادها في ش��أن إبقاء‬ ‫موطن قدم لألسد في هذه التسوية‪ .‬هذا‬ ‫مشروع موجود‪ ،‬وتحدث عنه اإلبراهيمي‬ ‫بعبارات ديبلوماسية غامضة ضمنها قوله‬ ‫أن «الس��وريين يفضلون نظامًا برلمانيًا‬ ‫عل��ى نظام رئاس��ي»‪ ،‬وأكد علي��ه وزراء‬ ‫خارجية كل من فرنسا ومصر‪ ،‬والناطقة‬ ‫بلسان الخارجية األميركية‪ ،‬الذين تكلموا‬ ‫صراح��ة‪ ،‬في األي��ام الماضي��ة‪ ،‬عن أن ال‬ ‫مكان لألس��د في المرحلة االنتقالية‪ ،‬وأن‬ ‫على األسد أن يتنحّى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يش��كل فرصة‬ ‫ه��ذا مش��روع ربم��ا‬ ‫مواتي��ة للث��ورة الس��ورية للبن��اء علي��ه‪،‬‬ ‫وتكري��س فك��رة إس��قاط النظ��ام‪ ،‬م��ع‬ ‫أدواته األمنية‪ .‬أما نهج الرفض المس��بق‬ ‫والمطل��ق ألي حل‪ ،‬حتى ولو كان يتقاطع‬ ‫مع إسقاط النظام‪ ،‬لصالح التشبّث بالحل‬ ‫العسكري وحده‪ ،‬فهذا قد يضعف الثورة‪،‬‬ ‫ويتركه��ا لمصيره��ا‪ ،‬ويزي��د أكالفه��ا‪،‬‬ ‫ويصعّ��ب م��ن طريقها‪ ،‬ال س��يما بعد أن‬ ‫بات��ت ثورة مس��لحة وتحتاج إل��ى الكثير‪،‬‬ ‫القليل منه ال يتوفّر‪.‬‬ ‫القص��د أن الث��ورة الس��ورية معنية‬ ‫بأخ��ذ زم��ام المب��ادرة‪ ،‬بط��رح «خط��ة‬ ‫الطري��ق» خاصته��ا للمرحل��ة االنتقالية‪،‬‬ ‫ومالقاة أي تصور سياسي يتأسّس على‬

‫االنتهاء من النظام‪ ،‬وربما أن هذه الثورة‬ ‫معنية‪ ،‬فوق ذلك‪ ،‬بالمبادرة إلى تش��كيل‬ ‫حكوم��ة انتقالي��ة موقت��ة‪ ،‬تك��ون أكث��ر‬ ‫تمثي ًال لمجمل مكونات الش��عب السوري‪.‬‬ ‫الخط��ة والحكوم��ة باتتا بمثاب��ة ضرورة‬ ‫لترشيد إدارة الثورة ألحوالها ولمجتمعها‪،‬‬ ‫بعد عامي��ن تقريباً عل��ى انطالقها‪ ،‬ومع‬ ‫وجود مناطق محررة واس��عة‪ ،‬تحتاج إلى‬ ‫مجالس محلي��ة‪ ،‬فالدول تدار بالحكومات‬ ‫وليس باالئتالفات السياسية‪ ،‬والحكومات‬ ‫تعترف بحكومات ال بجماعات سياس��ية أو‬ ‫عسكرية‪.‬‬ ‫ل��م يع��د يكف��ي الث��ورة‪ ،‬وائتالفها‬ ‫الوطن��ي‪ ،‬التواف��ق على وثائ��ق في هذا‬ ‫االجتم��اع أو ذاك‪ ،‬فق��د تزعزع��ت ه��ذه‬ ‫اإلجماعات في بيان لجماعات مسلحة في‬ ‫حل��ب دعت إلى دولة ديني��ة‪ ،‬وفي هيمنة‬ ‫ل��ون سياس��ي على «المجل��س الوطني»‬ ‫وبع��ده على االئتالف‪ .‬ه��ذه أمور مضرّة‬ ‫بالث��ورة وبمس��ارها وباإلجماع��ات م��ن‬ ‫حوله��ا‪ ،‬ما يس��تدعي االنتق��ال إلى حالة‬ ‫حكومة وطنية انتقالية‪ .‬هذا يسهل إدارة‬ ‫الثورة ألوضاعها ويس��هّل على اآلخرين‬ ‫التعام��ل معه��ا‪ ،‬بعي��داً ع��ن العقلي��ات‬ ‫الضيق��ة والحزبي��ة‪ ،‬والت��ي ال تأخذ طابع‬ ‫سورية‪ ،‬وواقع التنوع والتعددية فيها‪.‬‬ ‫فض� ً‬ ‫لا ع��ن ذل��ك ف��إن الس��وريين‬ ‫معني��ون بتوضيح الطاب��ع الديموقراطي‬ ‫والمدن��ي لثورته��م‪ ،‬ال تصدي��ر جماع��ة‬ ‫مثل «جبهة النصرة»‪ .‬واألهم أن الش��عب‬ ‫السوري بمختلف أطيافه بحاجة إلى ذلك‪،‬‬ ‫أي إلى نوع من يقين بش��أن المس��تقبل‪،‬‬ ‫ه��ذا ينطبق عل��ى «طائف��ة» الصامتين‬ ‫و «طائف��ة» المترددي��ن و «طائف��ة»‬ ‫الخائفين‪ .‬هؤالء ينبغي أن تس��تقطبهم‬ ‫س��ورية المستقبل‪ ،‬وأن ّ‬ ‫تتشكل التسوية‬ ‫معهم في عقد اجتماعي جديد‪.‬‬ ‫طبعاً ثمة من يعتقد عدم جواز عقد‬ ‫أي تس��وية‪ ،‬وأنه ينبغي المض��ي بالثورة‬ ‫المسلحة إلى نهاياتها‪ ،‬لكنس نظام األسد‬ ‫نهائياً‪ ،‬ومحاكمته هو وأتباعه‪ ،‬أو قتله كما‬ ‫القذافي‪ ،‬لكن هذا يتطلب شروطًا كثيرة‪،‬‬ ‫أغلبه��ا غير متوافر‪ ،‬فض ًال ع��ن أن تأمين‬ ‫هذه الش��روط والمس��تلزمات (ال سيما ما‬ ‫تعل��ق بالس�لاح والم��ال وحري��ة الحركة)‬ ‫يفرض شروطاً على الثورة ذاتها‪ ،‬ضمنها‬ ‫االرتهان لدول إقليمية وغربية‪.‬‬ ‫عموم��ًا‪ ،‬ف��ي السياس��ة والصراعات‬ ‫السياس��ية ال يجوز القول برفض الحلول‬ ‫السياسية بش��كل مطلق ومسبق‪ ،‬كما ال‬ ‫ينبغي إعطاء هذا النظام الخسيس فرصة‬ ‫لمزيد من التقتيل والتدمير بحق س��ورية‬ ‫والسوريين‪ ،‬فشعار العار‪« :‬سورية األسد‬ ‫إلى األب��د»‪ ،‬انتهى إلى غي��ر رجعة‪ ،‬وهذا‬ ‫النظام س��اقط‪ .‬المهم أن ال يسقط وأن ال‬ ‫يتكسّر على رؤوس السوريين‪.‬‬ ‫الحياة اللندنية ‪2013 / 1 / 8‬‬


‫بتشريع الحق ينص صراحة على هذا اإللغاء‪،‬‬ ‫أو يش��تمل عل��ى ن��ص يتع��ارض م��ع نص‬ ‫التشريع القديم‪ ،‬أو ينظم من جديد الموضوع‬ ‫الذي سبق أن قرر قواعده ذلك التشريع‪.‬‬ ‫أما عن التعس��ف في استعمال الحق‪،‬‬ ‫فاألص��ل أن من اس��تعمل حقه اس��تعماال‬ ‫مش��روعًا‪ ،‬ال يكون مس��ؤو ًال عما ينشأ عن‬ ‫ذل��ك من ضرر‪ .‬الم��ادة ‪ 6‬يكون اس��تعمال‬ ‫الحق غير مشروع في األحوال اآلتية‪:‬‬ ‫أ ـ إذا ل��م يقص��د ب��ه س��وى اإلضرار‬ ‫بالغير‪.‬‬ ‫ب ـ إذا كانت المصالح التي يرمي إلى‬ ‫تحقيقها قليلة األهمية‪ ،‬بحيث ال تتناس��ب‬ ‫البتة مع ما يصيب الغير من ضرر بسببها‪.‬‬ ‫ج ـ إذا كان��ت المصالح التي يرمي إلى‬ ‫تحقيقها غير مشروعة‪.‬‬ ‫كما ين��ص القان��ون عل��ى أن الحالة‬ ‫المدني��ة لألش��خاص وأهليته��م يس��ري‬ ‫عليه��ا قان��ون الدولة الت��ي ينتم��ون إليها‬ ‫بجنس��يتهم‪ .‬ومع ذل��ك‪ ،‬فف��ي التصرفات‬ ‫الت��ي تعق��د ف��ي س��وريا وتترت��ب آثارها‬ ‫فيه��ا‪ ،‬إذا كان أحد الطرفي��ن أجنبيًا ناقص‬ ‫األهلي��ة‪ ،‬وكان نق��ص األهلي��ة يرجع إلى‬ ‫سبب فيه خفاء ال يسهل على الطرف اآلخر‬ ‫تبينه‪ ،‬فإن هذا الس��بب ال يؤثر في أهليته‪.‬‬ ‫أما النظام القانوني لألشخاص االعتبارية‬ ‫األجنبية‪ ،‬من شركات وجمعيات ومؤسسات‬ ‫وغيرها‪ ،‬فيس��ري عليه قانون الدولة التي‬ ‫اتخذت فيها هذه األش��خاص مركز إدارتها‬ ‫الرئيس��ي الفعلي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإذا باش��رت‬

‫نشاطها الرئيسي في سوريا‪ ،‬فإن القانون‬ ‫السوري هو الذي يسري‪.‬‬ ‫كما يس��ري على الحي��ازة‪ ،‬والملكية‪،‬‬ ‫والحق��وق العينية األخرى‪ ،‬قان��ون الموقع‬ ‫فيم��ا يخت��ص بالعقار‪ .‬ويس��ري بالنس��بة‬ ‫إلى المنق��ول قانون الجهة التي يوجد فيها‬ ‫ه��ذا المنق��ول وقت تحق��ق الس��بب الذي‬ ‫ترت��ب علي��ه كس��ب الحي��ازة أو الملكية أو‬ ‫الحقوق العينية األخرى أو فقدها‪ .‬يس��ري‬ ‫على الحيازة‪ ،‬والملكي��ة‪ ،‬والحقوق العينية‬ ‫األخ��رى‪ ،‬قان��ون الموق��ع فيم��ا يخت��ص‬ ‫بالعق��ار‪ .‬ويس��ري بالنس��بة إل��ى المنقول‬ ‫قان��ون الجهة التي يوجد فيها هذا المنقول‬ ‫وقت تحقق الس��بب الذي ترتب عليه كسب‬ ‫الحي��ازة أو الملكي��ة أو الحق��وق العيني��ة‬ ‫األخرى أو فقدها‪.‬‬ ‫و يس��ري على االلتزام��ات التعاقدية‬ ‫قان��ون الدول��ة الت��ي يوجد فيه��ا الموطن‬ ‫المش��ترك للمتعاقدي��ن‪ ،‬إذا اتح��دا موطنًا‪.‬‬ ‫ف��إن اختلف��ا موطنًا‪ ،‬س��رى قان��ون الدولة‬ ‫الت��ي ت��م فيها التعاق��د‪ .‬ه��ذا إذا لم يتفق‬ ‫المتعاقدان‪ ،‬أو تبين من الظروف أن قانونًا‬ ‫آخر ه��و الذي يراد تطبيقه‪ .‬على أن قانون‬ ‫موقع العقار هو الذي يس��ري على العقود‬ ‫التي أبرمت بشأن هذا العقار‪.‬‬ ‫فالعق��ود م��ا بين األحي��اء تخضع في‬ ‫شكلها لقانون البلد الذي تمت فيه‪ .‬ويجوز‪،‬‬ ‫أيضًا‪ ،‬أن تخضع للقانون الذي يسري على‬ ‫أحكامه��ا الموضوعية‪ .‬كما يجوز أن تخضع‬ ‫لقان��ون موط��ن المتعاقدي��ن‪ ،‬أو قانونهما‬ ‫الوطني المشترك ويسري على االلتزامات‬

‫عدا اس��تثناءات جزئية جداً‪ ،‬لم يستطع‬ ‫أي إيران��ي مم��ن عايش��وا عن كثب س��قوط‬ ‫أمبراطوري��ة آل بهل��وي ووالدة الث��ورة‬ ‫األسالمية‪ ،‬أن يعطي حتى اآلن‪ ،‬شهادة أمينة‪.‬‬ ‫في الس��اعات الخمسين التي قضاها مع‬ ‫الشاهنش��اه خ�لال األيام األخي��رة من حكمه‪،‬‬ ‫كم��ا في الثالثة والثالثين ش��هراً التي قضاها‬ ‫في س��جون الثورة‪ ،‬كان إحس��ان نراغي ثاقب‬ ‫البصيرة في الحالتين‪ .‬وهو قدم لنا كتاباً قيّمًا‬ ‫وس��هل المتن��اول ف��ي آن معًا أثناء تس��ليطه‬ ‫الضوء على منعطفي الثورة اإليرانية‪.‬‬ ‫الكتاب يعرض لنا‪ ،‬بمش��هدية عريضة‪،‬‬ ‫زلزا ًال سياسياً ش��بيهًا بثورة ‪ 1789‬الفرنسية‬

‫أو بث��ورة ‪ 1917‬الروس��ية‪ .‬ف��ي مش��اهده‬ ‫العريض��ة المتوالي��ة تظه��ر س��حن قاتم��ة‬ ‫لمتزلفين عديمي الذمة وصعاليك يستحقون‬ ‫الش��نق‪ .‬كم��ا تظه��ر وج��وه مؤث��رة مث��ل‬ ‫األمبراطوري��ة المس��تنيرة ف��رح التي عجزت‬ ‫عن لجم فس��اد العائلة المالكة‪ ،‬ومثل ش��بان‬ ‫إس�لاميين محكومين باإلعدام طحنتهم اآللة‬ ‫التي ساعدوا في إطالق دورتها‪.‬‬ ‫إحسان نراغي عالم االجتماع والمؤرخ‬ ‫ومؤسّ��س معه��د األبح��اث االجتماعية في‬ ‫طه��ران‪ ،‬والمستش��ار ل��دى اليونس��كو‪،‬‬ ‫وصاحب أعمال عديدة بينها كتاب «الش��رق‬ ‫وأزم��ة الغ��رب» الصادر ع��ام ‪ ،1977‬يقدم‬

‫لنا هذا الكتاب عن رؤيته ومش��اهداته لتلك‬ ‫المرحلة الحاسمة من تاريخ إيران‪.‬‬ ‫م��ن يع��رف الس��يد نراغ��ي‪ ،‬ي��درك‬ ‫إل��ى أي ح��د س��محت ل��ه رهافت��ه الفكرية‬ ‫بش��جاعة النقد دون السقوط في اإلغواءات‬ ‫األيديولوجي��ة التي تفقر م��ن غنى النفس‬ ‫البشرية والمهارة السياسية‪.‬‬ ‫مؤلف الكتاب‪ :‬إحسان نراغي‬ ‫نوع الكتاب‪ :‬دراسة‬ ‫دار النشر‪ :‬جدار للثقافة والنشر‬ ‫تاريخ النشر‪1999 :‬‬ ‫مكان النشر‪ :‬دار الساقي ‪ -‬لندن‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫م��ن ب�لاط ال�ش��اه �إىل �سج��ون الث��ورة �إح�س��ان نراغ��ي‬

‫غير التعاقدية‪ ،‬قان��ون البلد الذي وقع فيه‬ ‫الفع��ل المنش��ئ لاللت��زام‪ .‬على أن��ه فيما‬ ‫يتعل��ق بااللتزام��ات الناش��ئة ع��ن الفعل‬ ‫الض��ار‪ ،‬ال تس��ري أحكام الفقرة الس��ابقة‬ ‫على الوقائع التي تحدث في الخارج وتكون‬ ‫مش��روعة في س��ورية‪ ،‬وإن كانت تعد غير‬ ‫مشروعة في البلد الذي وقعت فيه‪.‬‬ ‫ويس��ري عل��ى قواع��د االختصاص‪،‬‬ ‫وجمي��ع المس��ائل الخاص��ة بإج��راءات‬ ‫المحاكم��ة‪ ،‬قان��ون البل��د الذي تق��ام فيه‬ ‫الدعوى‪ ،‬أو تباش��ر فيه اإلجراءات‪ .‬ويسري‬ ‫في ش��أن األدلة‪ ،‬التي تعد مقدم��اً‪ ،‬قانون‬ ‫البل��د ال��ذي أعد في��ه الدليل‪ .‬الم��ادة ‪ 25‬ال‬ ‫تس��ري أحكام الم��واد الس��ابقة إال حيث ال‬ ‫يوج��د نص عل��ى خ�لاف ذلك ف��ي قانون‬ ‫خاص‪ ،‬أو معاهدة دولية نافذة في سورية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للموطن فهو المكان الذي‬ ‫يقيم فيه الش��خص عادة‪ .‬ويجوز أن يكون‬ ‫للشخص‪ ،‬في وقت واحد‪ ،‬أكثر من موطن‪.‬‬ ‫كما يجوز أال يكون له موطن ما‪ .‬كما يعتبر‬ ‫الم��كان الذي يباش��ر فيه الش��خص تجارة‬ ‫أو حرف��ة موطن��ًا بالنس��بة إلدارة األعمال‬ ‫المتعلقة بهذه التجارة أو الحرفة‪.‬‬ ‫وموط��ن الموظفي��ن العامي��ن ه��و‬ ‫الم��كان ال��ذي يمارس��ون في��ه وظائفهم‪.‬‬ ‫كما يعتبر األش��خاص الحائزون على كامل‬ ‫األهلي��ة‪ ،‬الذي��ن يخدم��ون أو يش��تغلون‬ ‫عن��د الغي��ر‪ ،‬يعتب��ر موطنه��م موطن من‬ ‫يس��تخدمهم إذا كان��وا يقيم��ون مع��ه في‬ ‫منزل واحد‪.‬‬ ‫أما القاصر‪ ،‬والمحجور عليه‪ ،‬والمفقود‪،‬‬ ‫والغائ��ب‪ ،‬هو موط��ن من ين��وب عن هؤالء‬ ‫قانوناً‪ .‬وم��ع ذلك‪ ،‬يكون للقاص��ر‪ ،‬الذي بلغ‬ ‫خمس عش��رة سنة‪ ،‬ومن في حكمه‪ ،‬موطن‬ ‫خاص بالنسبة إلى األعمال والتصرفات التي‬ ‫يعتبره القانون أه ًال لمباشرتها‪.‬‬ ‫وقد ن��ص القانون المدني الس��وري‬ ‫عل��ى ج��واز اتخ��اذ موط��ن مخت��ار لتنفيذ‬ ‫عمل قانوني معي��ن‪ .‬وال يجوز إثبات وجود‬ ‫الموط��ن المخت��ار إال بالكتاب��ة‪ .‬والموطن‬ ‫المخت��ار لتنفي��ذ عمل قانون��ي‪ ،‬يكون هو‬ ‫الموط��ن بالنس��بة إلى كل م��ا يتعلق بهذا‬ ‫العم��ل‪ ،‬بم��ا ف��ي ذل��ك إج��راءات التنفي��ذ‬ ‫الجب��ري‪ ،‬إال إذا اش��ترط صراحة قصر هذا‬ ‫الموطن على أعمال دون أخرى‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫يعتبر القانون المدني دعامة القانون‬ ‫الخ��اص‪ .‬واألس��اس الذي قام��ت وتفرعت‬ ‫عنه كافة ف��روع القانون الخ��اص‪ ،‬ولذلك‬ ‫يعرف بأنه؛ مجموع��ة القواعد التي تنظم‬ ‫العالق��ات الخاص��ة بي��ن األفراد أي��ا كانت‬ ‫طبيعته��ا‪ ،‬فه��و الش��ريعة والمنه��ج العام‬ ‫ال��ذي يج��ب إعم��ال احكام��ه فيما ل��م يرد‬ ‫بش��أنه نص خاص في فرع آخر من فروع‬ ‫القان��ون الخاص التي انفصلت واس��تقلت‬ ‫عنه‪ ،‬كالقانون التجاري أو القانون التجاري‬ ‫البحري أو قانون العمل مث ًال‪.‬‬ ‫وق��د كان يعني القان��ون المدني عند‬ ‫الرومان قان��ون المدين��ة أي القانون الذي‬ ‫يحك��م مدين��ة روم��ا ومواطنيه��ا‪ ،‬وذل��ك‬ ‫بالمقابل��ة وتمييزا له عن قانون الش��عوب‬ ‫وهو القانون ال��ذي يحكم عالقات الرومان‬ ‫باألجان��ب ف��ي اإلمبراطوري��ة الروماني��ة‪،‬‬ ‫وال��ذي اندمج بعد ذلك في القانون المدني‬ ‫وأصبح��ت قواع��ده تحك��م أيض��ا عالقات‬ ‫الرومان فيما بينهم‪.‬‬ ‫وقد ميز الرومان في العصر الوسيط‬ ‫بين المجموعات الت��ي وضعها االمبراطور‬ ‫جس��تنيان في الق��رن الس��ادس الميالدي‬ ‫وبي��ن مجموعة القانون الكنس��ي‪ ،‬ويضم‬ ‫القانون المدني ف��ي معظم الدول نوعين‬ ‫م��ن القواع��د‪ :‬القواع��د المتعلق��ة بحال��ة‬ ‫األش��خاص وأهليته��م وتل��ك المتعلق��ة‬ ‫بتنظي��م األس��رة‪ ،‬والت��ي أصطل��ح عل��ى‬ ‫تس��ميتها بـ األحوال الش��خصية‪ ،‬والقواعد‬ ‫المتعلق��ة المنظم��ة للعالق��ات المالي��ة‪،‬‬ ‫وااللتزام��ات والحق��وق العيني��ة‪ ،‬والت��ي‬ ‫اصطلح على تسميتها بـ األحوال العينية‪.‬‬ ‫وف��ي زاويتن��ا الي��وم س��نقرأ س��ويًا‬ ‫بعض نصوص القانون المدني الس��وري‪،‬‬ ‫الت��ي الب��د م��ن معرفته��ا لتكوي��ن ثقافة‬ ‫قانونية فالقانون المدني السوري الصادر‬ ‫بالمرس��وم التش��ريعي رق��م ‪ 84‬تاري��خ‬ ‫‪ 1949/5/18‬تس��ري نصوصه التش��ريعية‬ ‫عل��ى جمي��ع المس��ائل الت��ي تتناولها هذه‬ ‫النصوص في لفظها أو ف��ي فحواها‪ ،‬فإذا‬ ‫لم يوجد نص تش��ريعي يمك��ن تطبيقه‪،‬‬ ‫حك��م القاضي بمقتضى مبادئ الش��ريعة‬ ‫اإلس�لامية‪ ،‬ف��إذا ل��م توج��د‪ ،‬فبمقتض��ى‬ ‫الع��رف‪ ،‬وإذا لم يوج��د‪ ،‬فبمقتضى مبادئ‬ ‫القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪.‬‬ ‫وال يج��وز إلغ��اء ن��ص تش��ريعي إال‬

‫ياسر مرزوق‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫القانــــون املدنــــي‬

‫‪11‬‬


‫احلـــوار وال�ســـالم‬

‫ترجمات ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫ترجم��ة خلطاب يعود لعام ‪ 1953‬لـ مارتني بربر(‪)I‬‬ ‫مارتين بربر[‪]ii‬‬ ‫اإلصغاء لصوت اإلنسان وهو يتحدث‬ ‫بص��دق‪ ،‬واالس��تجابة له‪ ،‬هو م��ا نحتاجه‬ ‫الي��وم قبل أي ش��يء آخر‪ .‬ضجي��جُ زماننا‬ ‫وازدحامه يجب أال يمنعنا أكثر من ذلك من‬ ‫سماع صوت اإلنس��ان ‪ -‬أي جوهر اإلنسان‬ ‫الذي تحول إلى صوت‪ .‬إذ ليس علينا فقط‬ ‫سماع هذا الصوت‪ ،‬بل االستماع له وإجابته‬ ‫ومساعدته على التحول من مونولج فردي‬ ‫إلى حوار صحوة حقيقية بين الناس‪ .‬يجب‬ ‫أن يدخ��ل الن��اس في حوار بي��ن بعضهم‬ ‫البعض عبر ذواتهم اإلنسانية الخالصة إذا‬ ‫كان للس�لام من فرصة للظهور‪ ،‬وإذا كان‬ ‫للحي��اة المدمَّرة عل��ى األرض من فرصة‬ ‫في إنقاذ نفسها‪.‬‬ ‫إن الس�لام العظيم مس��ألة مختلفة‬ ‫غياب للحرب‪.‬‬ ‫تمامًا عن مجرد ٍ‬ ‫ثمة جداري��ة قديمة معلقة في قاعة‬ ‫مدينة س��يينا جم��ع فيها رس��امها ما يرمز‬ ‫لفضائل الحكم العادل‪ .‬في اللوحة تجلس‬ ‫مجموع��ة من النس��اء المتش��حات بالوقار‬ ‫والرفع��ة‪ ،‬والواعيات بوقاره��ن‪ ،‬فيما عدا‬ ‫واح��دة منه��ن تجل��س أعل��ى قلي� ً‬ ‫لا ع��ن‬ ‫البقي��ة‪ .‬لم تكن هذه المرأة مكللة بالوقار‬ ‫فحسب‪ ،‬بل كانت مركبًا حقيقيًا من الجالل‬ ‫والعظم��ة‪ .‬لقد أعلنت عن اس��مها بوضوح‬ ‫في ثالثة أحرف‪( Pax :‬السالم)‪ .‬هذه المرأة‬ ‫تمثل الس�لام العظيم ال��ذي أتحدث عنه‪،‬‬ ‫سالمٌ ال يعنيه البتة ما يعتبره بقية الناس‬ ‫غياب��ًا للح��رب لمج��رد أنها بعي��دة عنا ‪ -‬إذ‬ ‫لي��س لذلك أي قيمة في جعل المرء يفهم‬ ‫المعن��ى الحقيق��ي لصف��اء ه��ذه اللوحة‪.‬‬ ‫هناك ش��ي ٌء جديد‪ ،‬ش��ي ٌء موج��ود اليوم‬ ‫فع� ً‬ ‫لا‪ ،‬وه��و أكبر وأقوى م��ن الحرب‪ ،‬أكبر‬ ‫وأق��وى من الح��رب ذاتها‪ .‬تتدفق مش��اعر‬ ‫اإلنس��ان إلى الحرب كما تتدفق المياه إلى‬ ‫البحر‪ ،‬وتتخلص الحرب منها كما يحلو لها‪.‬‬ ‫وعلى هذه المش��اعر أن تشق طريقها إلى‬ ‫الس�لام العظي��م كما تعال��ج خامة الذهب‬ ‫ف��ي النار التي تذيبه��ا وتصوغها‪ ،‬وعندها‬ ‫فقط سيتسنى للشعوب الشروع في البناء‬ ‫مع بعضها البعض بحماس��ة وش��غف أكبر‬ ‫بكثي��ر م��ن حماس��تها عندما كان��ت تدمر‬ ‫بعضها البعض‪.‬‬ ‫وحده رس��ام س��يينا لمح هذا السالم‬ ‫المهي��ب في حلمه‪ ،‬ولم تك��ن رؤياه مبنية‬ ‫واقع أو حقيقة تاريخي��ة‪ ،‬إذ لم يكن‬ ‫عل��ى ٍ‬ ‫ذل��ك واقع��ًا يوم��ًا‪ .‬فم��ا كان يس��مى في‬ ‫التاريخ س�لامًا‪ ،‬لم يكن في الحقيقة أكثر‬ ‫من وقفة وهمية قلقةٍ بين الحروب‪ ،‬لكن‬ ‫العبقرية األنثوية التي أبدعها الرسام في‬ ‫ً‬ ‫عشيقة أو محبوبة عابرةً‪،‬‬ ‫حلمه لم تُظهر‬ ‫ً‬ ‫وملك��ة للمس��اعي العظيم��ة‬ ‫ب��ل س��يد ًة‬ ‫والجديدة‪.‬‬ ‫على ذلك‪ ،‬أال يحق لنا أن نعتز باألمل‬ ‫الذي تعد ب��ه هذه الس��يماء الجديدة التي‬ ‫أطل��ت علين��ا بع��د أن بقي��ت مجهولة عبر‬ ‫التاريخ لتش��ع مج��دداً على جيلن��ا القادم‪،‬‬ ‫ه��ذا الجيل الذي بدا غارق��ًا إلى غير رجعة‬ ‫ف��ي الكارثة؟‪ .‬ألس��نا معتادين على وصف‬ ‫الوض��ع العالمي الذي عش��ناه من��ذ نهاية‬

‫الح��رب العالمي��ة الثاني��ة ليس عل��ى أنه‬ ‫س�لامٌ وإنما على أنه مرحل��ة "باردة" من‬ ‫حرب عالمية كانت قائمة دائمًا؟ وفي حالة‬ ‫كه��ذه لم تع��د تهتم حت��ى بالحفاظ على‬ ‫شكلية السالم‪ ،‬أال يعد من قبيل الحماسة‬ ‫المزيف��ة أن نتحدث عن س�لام عظيم لم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يكن موج��وداً يوم��اً‪ ،‬على أنه ب��ات قريب‬ ‫المنال؟‪.‬‬ ‫إن عم��ق أزمتن��ا هو الذي يس��مح لنا‬ ‫بتلم��س هذا األمل‪ .‬إن هذه األزمة ليس��ت‬ ‫مجرد علة مألوفة تاريخياً في حياة الشعوب‬ ‫بحيث يمكن لها أن تنتهي إلى تعافٍ مريح‪.‬‬ ‫إن القوى الكبرى تتداعى اليوم التخاذ قرار‬ ‫لن يتكرر‪ ،‬وس��يفرض علين��ا االختيار بين‬ ‫االنق��راض أو البعث‪ .‬الح��رب لم تنتج هذه‬ ‫األزمة‪ ،‬بل أنتجتها باألحرى أزمة اإلنس��ان‬ ‫الذي لب��ى نداء الحرب الش��املة والس�لام‬ ‫المزيف الذي تالها‪.‬‬ ‫لطالم��ا واجه��ت الح��رب خصم��اً من‬ ‫النادر أن فرض نفس��ه كذل��ك وإنما اعتاد‬ ‫عل��ى أداء فرائض��ه بصمت‪ :‬ه��ذا الخصم‬ ‫هو الكلمة ‪ -‬الحديث الص��ادق والمكتمل‪،‬‬ ‫والحوار الحقيقي الذي يسمح للناس بفهم‬ ‫بعضهم البعض والس��عي لبن��اء التوافق‪.‬‬ ‫وبالفع��ل‪ ،‬كان��ت الح��روب القديم��ة تبدأ‬ ‫فقط عندم��ا ينتهي ال��كالم‪ ،‬ويحدث ذلك‬ ‫عندم��ا ال يعود بإمكان البش��ر التحدث إلى‬ ‫بعضه��م ح��ول موضوع الن��زاع‪ ،‬أو اللجوء‬ ‫إلى الوساطة‪ ،‬بل تراهم يتجنبون الحوار‪،‬‬ ‫وفي خض��م الصمت ال��ذي يتخل��ل الذبح‬ ‫والقتل يبحثون عما يعتقدون بأنه قرار أو‬ ‫حكم من الرب‪ .‬س��رعان م��ا تتغلب أصوات‬ ‫الحرب على الكلمات‪ ،‬ثم تستعبدها لخدمة‬ ‫صوت المعركة‪ ،‬لكن في اللحظة التي تبدأ‬ ‫معس��كر إلى‬ ‫فيه��ا الكلمة باالنتق��ال من‬ ‫ٍ‬ ‫آخ��ر‪ ،‬ومهما ب��دا صوتها خافت��ًا‪ ،‬في هذه‬ ‫اللحظ��ة تحديداً تُس��تَدعَى الح��ربُ إلى‬ ‫منص��ة التس��اؤل والتحقيق‪ .‬من الس��هل‬ ‫على مدافع الحرب أن تُغرق أي كلمة‪ ،‬لكن‬ ‫في اللحظة التي تفقد فيها الكلمة صوتها‬ ‫بش��كل كامل‪ ،‬عل��ى هذا الجان��ب أو ذاك‪،‬‬ ‫تَبع��ث الكلم��ة بصمتٍ في قل��وب الناس‬ ‫ً‬ ‫حالة م��ن اليقظ��ة الذهنية التي تكش��ف‬

‫له��م بأن ليس من نزاع بين البش��ر يمكن‬ ‫حل��ه بالقت��ل‪ ،‬وال حتى بالقت��ل الجماعي‪،‬‬ ‫في ه��ذه اللحظة تصب��ح الكلمة هي من‬ ‫يفرض الصمت على المدفع‪.‬‬ ‫لك��ن ما ب��دأ يتقوض فع� ً‬ ‫لا في هذه‬ ‫األزمة التي تس��م زماننا ه��ذا هو العالقة‬ ‫بين اإلنس��ان والكلمة‪ ،‬اإلنس��ان والحوار‪،‬‬ ‫فف��ي زم��ن الحرب ل��ن يقب��ل الرجل منح‬ ‫ثقت��ه للحوار‪ ،‬ذلك أن ش��رطه األساس��ي‪،‬‬ ‫وه��و الثق��ة‪ ،‬ل��م يعد موج��وداً‪ .‬ه��ذا هو‬ ‫السبب الكامن وراء الخوف من قدرة الحرب‬ ‫الب��اردة‪ ،‬والتي نطلق عليها اليوم تس��مية‬ ‫س�لام‪ ،‬على التغلب على الجنس البشري‪.‬‬ ‫في كل مرحلة س��ابقة من مراحل السالم‬ ‫نجحت الكلمة الحية في السفر من إنسان‬ ‫إل��ى آخر‪ ،‬يومًا بعد يوم‪ً ،‬‬ ‫حائلة دون تمرير‬ ‫الس��م الذي يبثه االختالف بين الناس في‬ ‫االهتمامات واالنطباعات‪ ،‬بحيث ال يرتكس‬ ‫هذا االختالف إلى سخف عبارة (ال مزيد من‬ ‫ذل��ك)‪ ،‬وصو ًال إل��ى جنون عب��ارة (آن أوان‬ ‫الحرب)‪.‬‬ ‫هذه الكلمة الحي��ة التي تمهد للحوار‬ ‫اإلنس��اني وتحق��ق انتقالها م��ن وقت إلى‬ ‫آخ��ر إلى أن يب��دأ الجن��ون بخنقها‪ ،‬صارت‬ ‫تب��دو الي��وم معدوم��ة الحياة وس��ط حالة‬ ‫الالحرب هذه‪ .‬النقاشات بين الرؤساء التي‬ ‫تبثها محط��ات الراديو لنا لم تعد تملك أي‬ ‫قاس��م مش��ترك مع فكرة الحوار الطبيعي‬ ‫بين البش��ر‪ .‬ال يتحدث الدبلوماس��يون إلى‬ ‫بعضه��م‪ ،‬وإنما لجمه��ور ال يمل��ك وجهاً‪،‬‬ ‫وحت��ى المؤتمرات التي تعق��د بهدف بلوغ‬ ‫التفاه��م تفتق��د للجوهر ال��ذي بمقدوره‬ ‫وح��ده أن يرفع س��وية النقاش��ات ليصبح‬ ‫باإلمكان اعتباره ح��واراً حقيقيًا‪ :‬الصراحة‬ ‫والمباش��رة في الخط��اب والج��واب‪ .‬إن ما‬ ‫يترك��ز هنا هو تلك الحالة الجامعة التي ال‬ ‫يعود بمقدور الناس خاللها الحديث بشكل‬ ‫مباش��ر م��ع أقرانه��م‪ ،‬أو أنه��م يفق��دون‬ ‫الرغبة في ذلك‪ .‬ل��م يعودوا يملكون هذه‬ ‫القدرة ألنهم ببس��اطة ال يثقون ببعضهم‬ ‫البعض‪ ،‬وكل واحد منهم يعرف بأن اآلخر‬ ‫ال يث��ق ب��ه‪ ،‬وإذا ح��دث أن توقف ش��خص‬ ‫لبرهة ف��ي خضم النقاش كي يس��تدرك‬

‫ترجمة نورس مجيد‬

‫موقفه‪ ،‬فس��وف يكتش��ف بأن عالقته مع‬ ‫اآلخ��ر لم تعد تتضمن ما يمكن أن يش��ير‬ ‫إلى بقاء أي درجة من الثقة‪.‬‬ ‫عل��ى ذلك فلن أمل م��ن تكرار قولي‬ ‫بأن عمق األزمة تحديداً هو ما يدفعنا إلى‬ ‫األمل‪ .‬دعونا نجرؤ عل��ى فهم هذه الحالة‬ ‫من خ�لال واقعية خالصة تس��تعرض كل‬ ‫الحقائ��ق التي يمكن كش��فها ف��ي الحياة‬ ‫العام��ة‪ ،‬والت��ي تب��دو الحي��اة العامة أص ًال‬ ‫وكأنه��ا تتألف منها‪ ،‬عل��ى أن نبقى واعين‬ ‫لما هو حقيقي أكثر أي ش��يء آخر‪ - ،‬حتى‬ ‫لو ب��دا متخفياً في األعم��اق ‪ -‬أي إمكانية‬ ‫النج��اة والخ�لاص ف��ي لحظ��ة الخط��ر‬ ‫الوش��يك‪ .‬إن قوة التحول التي تغير الوضع‬ ‫جذريًا ال تكشف نفس��ها خارج األزمة أبداً‪.‬‬ ‫هذا التح��ول يبدأ في العمل عندما يضطر‬ ‫المرء تحت وطأة اليأس‪ ،‬وبدال من السماح‬ ‫لنفس��ه باإلذعان‪ ،‬إلى أن يس��تدعي قوته‬ ‫ويحقق معها هذا االنتق��ال والتحول حتى‬ ‫ف��ي وجوده ذات��ه‪ .‬هذا األمر يحدث س��واء‬ ‫في حياة اإلنس��ان أو في حياة جنس كامل‬ ‫م��ن البش��ر‪ ،‬حي��ث تتطل��ب األزم��ة حلو ًال‬ ‫عارية وليس مجرد تخب��ط وتقلب بين ما‬ ‫هو أس��وأ أو أفضل‪ ،‬إنما قرار االختيار بين‬ ‫تحلل األنسجة أو تجددها‪.‬‬ ‫أزم��ة اإلنس��ان التي بات��ت جلية في‬ ‫زماننا هذا تعلن نفس��ها بكل وضوح على‬ ‫أنه��ا أزمة ثقة‪ ،‬ذلك في حال اس��تطعنا أن‬ ‫نوظف مفهوم االقتصاد ولو بشكل مركز‪.‬‬ ‫تس��ألون‪ :‬الثقة بم��ن؟ لكن الس��ؤال بحد‬ ‫ذات��ه يتضمن قيوداً غي��ر مقبولة هنا‪ .‬إننا‬ ‫نتحدث ببس��اطة ع��ن ثق��ة نفقدها على‬ ‫نح��و متزاي��د تج��اه اآلخر ف��ي عصرنا‪ .‬إن‬ ‫أزمة الخطاب تتالزم بقوة مع فقدان الثقة‬ ‫في أبسط أشكالها‪ ،‬ألنني أستطيع التحدث‬ ‫إلى شخص ما‪ ،‬بالمعنى الحقيقي للكلمة‪،‬‬ ‫فق��ط إذا كنت أتوقع منه أن يتقبل كالمي‬ ‫على أنه ص��ادق‪ .‬ولذلك‪ ،‬ف��إن حقيقة أنه‬ ‫م��ن الصعب ج��داً بالنس��بة إلنس��ان هذا‬ ‫العص��ر أن يصلي (انتبه��وا جيدا‪ :‬ليس أن‬ ‫يؤمن ب��أن اإلله موجود‪ ،‬وإنما أن يخاطبه)‬ ‫وحقيق��ة أنه من الصعب جداً بالنس��بة له‬ ‫خ��وض ح��وار حقيقي م��ع بقي��ة الناس‪،‬‬

‫جدارية سيينا الوارد ذكرها في المقال‬


‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬ ‫جوليا شحادة‬

‫فت��ح عينيه والعرق البارد يغطي��ه‪ ،‬تلفت حوله مذعوراً‪،‬‬ ‫غارقة في الظ�لام‪ ،‬ما زال الوق��ت لي ً‬ ‫ً‬ ‫ال‪ ،‬تأمل‬ ‫كان��ت الغرف��ة‬ ‫الس��قف حت��ى اعتادت عين��اه على الض��وء القلي��ل المنبعث‬ ‫من الناف��ذة‪ ،‬رفع ذراعيه ونظر إلى يدي��ه‪ ،‬كانتا نظيفتان ال‬ ‫أث��ر للدماء عليهما‪ ،‬كان مناماً س��يئًا‪ ،‬اس��تعادت ذاكرته تلك‬ ‫الص��ورة البعيدة من حلمه‪ ،‬هز رأس��ه وكأن��ه يحاول محوها‬ ‫من مخيلته‪.‬‬ ‫ "شو هالمنام هاد‪ ،‬كلو من درس القومية اللعين يلي‬‫ما كان ينحفظ معي!"‪..‬‬ ‫ح��اول أن يع��اود النوم لك��ن حلمه ظل يط��ارده‪ ،‬حاول‬ ‫أن يش��غل نفسه بش��يء آخر لكنه لم يس��تطع‪ ،‬بعد حوالي‬ ‫الساعتين رن جرس المنبه‪ ،‬خرج من سريره متثاق ُال واستعد‬ ‫ليبدأ يومه‪ ،‬غس��ل وجهه وارتدى مالبس��ه على عجل‪ ،‬وخرج‬ ‫ليتناول فطوره مع العائلة‪.‬‬ ‫ "شبك لك أمي لونك مخطوف؟؟"‬‫ "وال شي أمي‪ ،‬شايف منام غريب"‪.‬‬‫ "خير! اللهم اجعله خير‪ ،‬دير بالك على دروسك يا إبني‬‫يا محسن"‪.‬‬ ‫أنهى فطوره وخرج من منزله قاصداً مدرسته‪.‬‬ ‫وه��و في طريقة إلى المدرس��ة تذكر المنام مرة أخرى‪،‬‬ ‫وفي هذه المرة ابتس��م‪ ،‬ابتسم من غرابة الفكرة ومن جرأة‬ ‫منامه‪.‬‬ ‫وصل إل��ى المدرس��ة‪ ،‬فوجد أصدق��اءه بانتظ��اره‪ ،‬أراد‬ ‫إخبارهم بما رآه في نومه ولكنه تردد‪.‬‬ ‫ف��ي الصف ب��دأت حصة التربي��ة القومية االش��تراكية‪،‬‬ ‫ق��رأ المعل��م اس��م صديقه المق��رب عصام ليخرج لتس��ميع‬ ‫الدرس‪ ،‬بدأ الفتى بترداد ما حفظه في اليوم السابق‪ ،‬وصل‬ ‫إلى مقطع يتحدث عن رئيس الجمهورية‪ ،‬لفظ إس��مه‪ ،‬إسم‬ ‫وكني��ة‪ ،‬م��ن دون ألقاب‪ ،‬م��ن دون صفات‪ ،‬فانفل��ت المعلم‪:‬‬ ‫إس��مو القائ��د المناضل يا حيوان‪ ،‬إس��مو القائ��د المناضل يا‬

‫نك��رة‪ .‬وفق��د أعصابه وب��دأ بتوجيه الش��تائم لعصام وأهل‬ ‫عصام وأقارب عصام ثم توجه للصف كله‪.‬‬ ‫ع��اد عص��ام إلى مقع��ده مطأط��ئ الرأس وهو يش��عر‬ ‫بالخجل والذل‪.‬‬ ‫ف��ي االس��تراحة بي��ن الحص��ص اقت��رب محس��ن منه‪،‬‬ ‫وهمس له‪:‬‬ ‫ "بست! عصام! بدي قلك سر!"‪.‬‬‫ "شو؟"‪.‬‬‫ "حزير شو شفت بمنامي؟"‪.‬‬‫ "شو شفت؟"‪.‬‬‫ شفت بمنامي إني قتلتو!"‪.‬‬‫ "مين هاد؟"‪.‬‬‫ "القائد المناضل‪ ،‬ش��فت بمنام��ي إني عم إقتل القائد‬‫المناضل!"‪.‬‬ ‫ "هس! شو عم تحكي؟"‪.‬‬‫ "مت��ل م��ا ع��م قلك! هي��ك ش��فت بمنامي‪ ،‬مس��كتو‬‫ودبحتو!"‪.‬‬ ‫روى المن��ام لصديق��ه وقض��ى الفتَي��ان يومهما وهما‬ ‫يضحكان من جرأة المنام‪.‬‬ ‫بعد هذه الحادثة ببضعة أشهر تم اعتقال جميع الشباب‬ ‫من أس��رة عصام بتهمة االنتماء لجماعة اإلخوان المسلمين‪،‬‬ ‫ولم تشفع س��نوات عصام الستة عشر له لكي يتم استثناءه‬ ‫من الحملة الهمجية‪.‬‬ ‫ولم��ا ل��م يكن ل��دى الطال��ب عصام م��ا يدلي ب��ه تحت‬ ‫التعذي��ب فق��د ق��ام باالعتراف بمن��ام صديقه محس��ن عله‬ ‫يتخلص من بطش جالده‪.‬‬ ‫تم اإلفراج عن محس��ن بعد تس��عة عش��ر عامًا قضاها‬ ‫سجين حلمه‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫من ذاكرة العتمة‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫هم��ا عنص��ران لمجموع��ة واح��دة م��ن‬ ‫الحقائ��ق‪ .‬ه��ذا االنع��دام في الثق��ة تجاه‬ ‫الوج��ود‪ ،‬والعج��ز ع��ن التفاعل م��ع اآلخر‬ ‫دون تحفظ مس��بق‪ ،‬هما عرضان لمرض‬ ‫أعمق أصاب شعورنا بالوجود‪ .‬أحد أعراض‬ ‫ه��ذا المرض‪ ،‬وربما األكث��ر حدة من بقية‬ ‫األعراض‪ ،‬هو ما أش��رت إلي��ه في البداية‪:‬‬ ‫فقدان قدرة الكلمة الصادقة على االنتقال‬ ‫بين المعسكرين‪.‬‬ ‫فهل من سبيل لعالج هذه العلة؟ لدي‬ ‫إيم��ان بأن ذلك ممك��ن‪ .‬وانطالقًا من هذا‬ ‫اإليمان تحدي��داً أتحدث إليكم‪ .‬ال أملك في‬ ‫جعبتي ما يثبت ه��ذا اإليمان‪ ،‬إذ ليس من‬ ‫إيمانٍ يمكن إثبات��ه بدليل وإال فلن يكون‬ ‫ه��و ما ه��و عليه‪ :‬مش��روعاً عظيم��اً‪ .‬بد ًال‬ ‫م��ن أن أقدم لكم إثباتاً‪ ،‬فإني أناش��د هذا‬ ‫اإليمان المحتمل الذي يملكه كل مس��تمع‬ ‫منكم عله يفتح له باب التصديق‪.‬‬ ‫وفيم��ا ل��و كان هناك ع�لاج‪ ،‬من أين‬ ‫س��تنطلق عملي��ة الش��فاء ه��ذه؟ م��ن أي‬ ‫موضع س��يبدأ هذا التح��ول الوجودي الذي‬ ‫ٍ‬ ‫تنتظ��ره طاقات الش��فاء وق��وى الخالص‬ ‫الكامنة في عمق األزمة؟‬ ‫إن فق��دان الناس الق��درة على إجراء‬ ‫حوار ص��ادق بين بعضه��م البعض ليس‬ ‫الع��رض األخطر لمرض عصرنا فحس��ب‪،‬‬ ‫ب��ل هو العرض ال��ذي يتطلب تدخلنا على‬ ‫وجه الس��رعة‪ .‬أعتقد‪ ،‬على الرغم من كل‬ ‫ش��يء‪ ،‬بأن الناس في زمنن��ا هذا يملكون‬ ‫القدرة على بناء حوار‪ ،‬أن يس��تهلوا حواراً‬ ‫حقيقياً بي��ن بعضهم البع��ض‪ .‬وفي هذا‬ ‫الح��وار يص��ادق كل ط��رفٍ‪ ،‬ويؤك��د‪ ،‬ثم‬ ‫يعلن‪ ،‬ب��أن خصمه على الط��رف المقابل‬ ‫ه��و اآلخر الموجود فع ًال‪ ،‬حتى عندما يتخذ‬ ‫موقف��ًا ضده‪ .‬بهذه الطريقة لن نس��تطيع‬ ‫إنه��اء الص��راع ف��ي ه��ذا العال��م نهائي��ًا‬ ‫فحسب‪ ،‬بل سيصبح في مقدورنا أيضاً أن‬ ‫ّ‬ ‫نُحَكِمَ إنس��انيتنا فيه‪ ،‬لنس��ير تباعًا في‬ ‫طريق التغلب عليه‪.‬‬ ‫ولخدم��ة مهم��ة إط�لاق ه��ذا الح��وار‬ ‫ال مندوح��ة لن��ا من اس��تدعاء أولئ��ك الذين‬ ‫يواصلون اليوم بين ذويهم خوض المعارك‬ ‫ضد أعداء اإلنسان‪ .‬وعلى أولئك الذين يبنون‬ ‫الجبهة العظيمة المجهولة بين أبناء الجنس‬ ‫البشري أن يسعوا لجعلها معلومة من خالل‬ ‫اإلفص��اح دون تحفظ ع��ن مكنوناتهم تجاه‬ ‫تجاوز لما يؤس��س‬ ‫بعضه��م البع��ض‪ ،‬دون ٍ‬ ‫انقس��امهم وإنما قراراً واعي��ًا منهم بقبول‬ ‫هذا االنقسام في عمومه‪.‬‬ ‫ف��ي مواجه��ة أولئ��ك يق��ف الط��رف‬ ‫المس��تفيد من االنقس��ام بين الش��عوب‪،‬‬ ‫الطرفُ المناهض لإلنسانية في اإلنسان‪،‬‬ ‫اإلنس��ان األدن��ى‪ ،‬ع��دوُّ اإلرادة الصادق��ة‬ ‫ُ‬ ‫الساعية لالنتقال إلى إنسانية حقيقية‪.‬‬ ‫إن الكلم��ة المس��تخدمة لتس��مية‬ ‫الش��يطان في اليهودية هي (‪ )hinderer‬أي‬ ‫المعي��ق أو حج��ر العثرة‪ ،‬تلك ه��ي الصفة‬ ‫الصحيحة التي تعرف عدو اإلنس��ان س��واء‬ ‫كان الحدي��ث ع��ن األف��راد أو ع��ن الجنس‬ ‫البش��ري‪ .‬دعون��ا ال نس��مح له��ذا العنص��ر‬ ‫الشيطاني بعرقلة إدراكنا لإلنسان!‪ ..‬دعونا‬ ‫نحرر الكلمة من قفصها! دعونا نجرؤ‪ ،‬على‬ ‫الرغم من كل شيء‪ ،‬على الثقة!‪.‬‬ ‫[‪ ]i‬مص��در المقال‪ :‬بد ًال ع��ن العنف –‬ ‫كتاب��ات أعظم دع��اة الس�لام والالعنف في‬ ‫التاريخ ‪1963 -‬‬ ‫[‪ ]ii‬عالم الهوت وفيلسوف يهودي ولد‬ ‫ف��ي فيينا ع��ام ‪ 1878‬ع��رف بترجمته للفكر‬ ‫اليه��ودي الحدي��ث للقراء من غي��ر اليهود‪.‬‬ ‫ه��ذا الن��ص يع��ود لخط��اب ألقاه ف��ي عام‬ ‫‪ 1953‬بمناسبة تسلمه جائزة السالم ضمن‬ ‫معرض الكتاب األلماني في فرانكفورت‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫حني ي�صبح املجتمع ال�سلطة الوحيدة‬ ‫خميم الريموك منوذج ًا‬

‫جنى يوسف‬

‫حين تعبس المدن الكبيرة‬ ‫يبتسم لك المخيم‪..‬‬ ‫هك��ذا ق��ال أه��ل مخي��م اليرموك‬ ‫ف��ي قلب العاصمة دمش��ق عندما فتحوا‬ ‫أب��واب مخيمه��م وبيوتهم ومدارس��هم‬ ‫وجوامعه��م ألهله��م ف��ي المناط��ق‬ ‫المج��اورة أثن��اء تعرضها لقص��ف قوات‬ ‫النظام األسدي‪.‬‬ ‫ف��ي ش��هري تم��وز وآب م��ن العام‬ ‫‪ ،2012‬وف��ي أثن��اء احت��دام المع��ارك‬ ‫واش��تداد القص��ف عل��ى أحي��اء الحج��ر‬ ‫األسود والتضامن والميدان ونهرعيشة‪،‬‬ ‫تح��ول مخي��م اليرم��وك إلى ملج��أ لكل‬ ‫م��ن يبحث عن م��أوى وعن أه��ل‪ ،‬حيث‬ ‫دخ��ل إل��ى المخي��م أكثر م��ن ‪100000‬‬ ‫الجئ‪ ،‬توزعوا بين الم��دارس والمالجئ‬ ‫المحدث��ة على عجل أو حت��ى على بيوت‬ ‫أهل المخيم‪.‬‬ ‫في غضون س��اعات تح��ول المخيم‬ ‫م��ن ح��ارة عادية في دمش��ق إلى مركز‬ ‫تجم��ع لالجئي��ن والنازحين م��ن مختلف‬ ‫المناط��ق من فلس��طينيين وس��وريين‪،‬‬ ‫تح��ت إدارة ش��باب متطوع أثب��ت للعالم‬ ‫ق��درة الس��كان عل��ى إدارة أزماته��م‬ ‫بنفس��هم ب��دءاً م��ن التعام��ل م��ع أزمة‬ ‫النازحي��ن وص��و ًال إلى تأمي��ن احتياجات‬ ‫المنطق��ة من خب��ز ودواء ولي��س انتها ًء‬ ‫بالخدم��ات كالنظاف��ة العام��ة وغيرها‪،‬‬ ‫وذل��ك ف��ي ظ��ل غي��اب كل الخدم��ات‬ ‫المؤسس��ية الرس��مية‪ .‬حيث تم��ت إدارة‬ ‫كاف��ة مناح��ي الحي��اة م��ن قب��ل ف��رق‬ ‫تطوعي��ة نظم��ت نفس��ها عل��ى عج��ل‬ ‫لخدم��ة المنطقة وأهله��ا وضيوفها كما‬ ‫يقول أهل المخيم‪ ..‬فكلمة الجئ أو نازح‬ ‫لم تكن متداولة‪ ..‬كلهم كانوا ضيوفاً‪..‬‬ ‫يقول محمد وهو ش��اب من س��كان‬ ‫المخي��م (‪ 32‬عام��ًا‪ ،‬خري��ج جامع��ي)‪:‬‬ ‫"المخيم هو س��وريا مصغ��رة‪ ،‬أو نموذج‬ ‫مصغ��ر عن س��وريا‪ ..‬هو وط��ن ومخيم‬ ‫ومأوى ومنكوب حالياً"‪.‬‬ ‫م��دارس المخي��م كاف��ة وخاص��ة‬ ‫المدارس التابعة لوكالة األونروا تحولت‬ ‫لمس��اكن لآلالف بقرار من الوكالة‪ ،‬لكن‬ ‫الم��دارس ل��م تك��ن لوحده��ا‪ ،‬الجوامع‬ ‫وأقبية البناي��ات أيضًا‪ .‬إدارتها وتنظيمها‬ ‫العال��ي يطرح أس��ئلة كبيرة ع��ن اآللية‬ ‫الت��ي تم��ت به��ا وع��ن مقوم��ات ه��ذا‬ ‫التنظي��م‪ ،‬هن��ا يق��ول محم��د "بطبيعة‬ ‫مخيم اليرم��وك كانت التجمعات األهلية‬ ‫أو الثقافي��ة حاض��رة دائمًا‪ ،‬بش��كل تابع‬ ‫للفصائل الفلسطينية أو بشكل مستقل‬ ‫في كثير م��ن األحيان‪ ،‬ولكني متأكد من‬ ‫انه��ا حالة ال تقتصر عل��ى المخيم وهي‬ ‫قابل��ة للتعميم على مناط��ق أخرى في‬ ‫المجتمع السوري‪.‬‬ ‫لم يخل األمر م��ن صعوبات كثيرة‬ ‫ف��ي االنخ��راط به��ذه الحال��ة بالنس��بة‬ ‫لكثي��ر من الش��باب المتحم��س لتقديم‬ ‫كل مس��اعدة‪ ،‬صعوب��ات حس��ب محم��د‬ ‫ه��ي لوجيس��تية ومادي��ة ابت��دا ًء م��ن‬

‫تأمين الحاجي��ات اليومية ولي��س انتهاء‬ ‫بالحصول على دعم مادي‪ ،‬ويتابع محمد‬ ‫بالحديث عن مجموعة كان يعمل معهم‬ ‫"الصعوبة األكبر كان��ت أن نحصل على‬ ‫دعم ونبقى مستقلين‪ ..‬االستقاللية في‬ ‫هذا الزمن مكلفة جداً"‪ .‬برأي محمد فإن‬ ‫حال��ة الكثير من الفصائل الفلس��طينية‬ ‫وصل��ت ف��ي ه��ذا الزم��ن لمرحل��ة‬ ‫االس��تعراض وه��ذا م��ا رف��ض الكثي��ر‬ ‫من الش��باب العمل في ظل��ه‪ ،‬حيث كان‬ ‫هدفهم العمل بغ��ض النظر عن الجهة‬ ‫التي تقدم خدمة‪ ،‬ولكن هذا أبرز بعض‬ ‫الصعوبات ومنها تأمين الدعم خاصة أن‬ ‫غال��ب الدعم المادي يأت��ي من منظمات‬ ‫دولي��ة تخصص دعمه��ا للمنظمات غير‬ ‫الحكومية‪ ،‬ويبقى على كاهل من يعمل‬ ‫مس��تق ًال تأمين تمويله وتكاليفه بشكل‬ ‫خ��اص‪ ،‬كان ف��ي كثير م��ن االحيان من‬ ‫جيوبهم الخاصة‪.‬‬ ‫القمام��ة المتراكم��ة في الش��وارع‬ ‫ش��كلت أزمة بح��د ذاته��ا‪ ،‬وبالتأكيد لم‬ ‫يقبل أهل المخيم أن تتحول ش��وارعهم‬ ‫إلى مكبات للقمامة‪ ،‬فكانت فكرة تنظيف‬ ‫الش��وارع بشكل أهلي‪ .‬بدأت الفكرة من‬ ‫مؤسسة جفرا لإلغاثة والتنمية الشبابية‬ ‫بإطالق حملة تحت اسم "المخيم بيتك‪..‬‬ ‫خليه نظيف"‪ ،‬وعرضت الفكرة على عدد‬ ‫من الهيئات األخرى في المخيم (مؤسسة‬ ‫بصمة‪ ،‬هيئة اإلسراء الخيرية (حماس)‪،‬‬ ‫كش��اف فلس��طين‪ ،‬وجمعي��ة الق��دس)‬ ‫لتدخ��ل حي��ز التنفي��ذ ب��كادر ش��بابي‬ ‫تطوعي من مختل��ف الفئات االجتماعية‬ ‫والعمرية على مدى ‪ 3‬ايام‪ .‬الليث موسى‬ ‫(‪ 27‬عامًا‪ ،‬خريج جامعي) ناش��ط سوري‬

‫فلس��طيني م��ن منظم��ي الحمل��ة لدى‬ ‫س��ؤاله عن الصعوب��ات الت��ي واجهوها‬ ‫يق��ول أن��ه ل��م يك��ن هن��اك صعوب��ات‬ ‫حقيقي��ة وذلك بس��بب تجاوب الش��باب‬ ‫المتطوعين وكذل��ك األهالي مع الحملة‬ ‫وحتى بالنسبة للتمويل فلم يكن هناك‬ ‫من صعوب��ة كبيرة فقد تأمن��ت تكاليف‬ ‫هذه الحملة بسهولة عن طريق تبرعات‬ ‫م��ن ك��وادر الهيئ��ات المش��اركة وم��ن‬ ‫اصدقاء ساهموا بما قدروا عليه‪ ،‬لتشكل‬ ‫تجربة متكاملة أضافت لهم الكثير ولكن‬ ‫األه��م كان حس��ب اللي��ث "التش��اركية‬ ‫بتجربة اولى بين المؤسس��ات الموجودة‬ ‫وظهور مؤسس��ات عمل اهل��ي متعاونة‬ ‫عل��ى عك��س الفصائ��ل الل��ي اهت��رأت‬ ‫وتتصف بالتنازع وعدم الفعالية‪ ،‬وكذلك‬ ‫استقطاب كوادر للمؤسسات ومتطوعين‬ ‫م��ن الجنس��ين وبمعظمه��م جامعيي��ن‬ ‫وعنده��م مواه��ب متنوعة وبي��ن عمر‬ ‫ال ‪ 18‬ل��ل ‪ ،24‬أو بكلم��ات أخرى التنمية‬ ‫الش��بابية كانت اله��دف والنتيجة األهم‬ ‫لهذا النشاط"‪.‬‬ ‫وب��رأي اللي��ث أن ه��ذه التجرب��ة‬ ‫ال تقتص��ر عل��ى المخي��م‪ ،‬فه��ي قابلة‬ ‫للتعميم على المجتمع الس��وري بكامله‬ ‫ويعل��ل ذلك بقول��ه "المش��كلة لم تكن‬ ‫ف��ي المجتم��ع الس��وري‪ ،‬ب��ل بطريق��ة‬ ‫الدولة والنظ��ام بتكريس قوالب محددة‬ ‫وعدم تش��جيع المبادرات وتنميط العمل‬ ‫وتأطي��ره بقال��ب واح��د مث��ل منظم��ة‬ ‫الطالئع والشبيبة واتحاد الطلبة‪ ،‬وغياب‬ ‫الحري��ات‪ ،‬وبالتال��ي ف��إن الق��درة عل��ى‬ ‫المب��ادرة والعمل الجماع��ي براحة كانت‬ ‫معدوم��ة أو مقي��دة‪ ،‬من��ذ س��نتين تغير‬

‫الوضع تماما وحاليا هناك إمكانية كبيرة‬ ‫للمبادرات والشباب متحمس ولديه أفكار‬ ‫كثي��رة وراغب بالعم��ل األهلي المنظم‪.‬‬ ‫ف��ي المخي��م أفادن��ا موض��وع الخب��رة‬ ‫الت��ي كان��ت موج��ودة مس��بقًا وخاص��ة‬ ‫اليرموك الذي يوجد فيه أكبر نس��بة من‬ ‫المتطوعين الشباب في سوريا‪."..‬‬ ‫يخت��م اللي��ث كالمه بتأكي��ده على‬ ‫أهميه نش��ر مبادرات الجمعيات األهلية‬ ‫وثقاف��ة المجتم��ع المدن��ي والتطوع مع‬ ‫التركي��ز عل��ى أهمية تمكي��ن المتطوع‬ ‫وتدريب��ه‪ ،‬وي��رى ب��أن المس��تقبل ه��و‬ ‫ل�لإدارات المدني��ة بش��رط أن تك��ون‬ ‫مندمج��ة م��ع حاضنته��ا الش��عبية وأن‬ ‫تكون مدروس��ة بحيث ال تخل��ق تضاربًا‬ ‫مع مؤسس��ات الدولة التي ستنشأ‪ ،‬وهو‬ ‫واثق من نجاح هذا األمر مس��تقب ًال ألنه‬ ‫يراه��ن عل��ى "المناع��ة التي اكتس��بها‬ ‫الشعب السوري"‪.‬‬ ‫ربما يكون مخي��م اليرموك تجربة‬ ‫غي��ر عابرة ف��ي المجتمع الس��وري وفي‬ ‫الثورة السورية‪ ،‬ولكن األكيد أننا بحاجة‬ ‫ماس��ة لتأهيل مجتمع ليدير نفس��ه في‬ ‫غياب أي س��لطة مؤسسية‪ ،‬ومن المؤكد‬ ‫أنن��ا بعد س��نوات م��ن العي��ش في ظل‬ ‫نظام احتكر كل ش��يء لنفس��ه بما في‬ ‫ذلك ش��ؤون المجتمع المدني فإن نش��ر‬ ‫هذه الثقافة البد وأن يكون ضامنًا إلعادة‬ ‫الحياة المجتمعية إلى مس��لك يحفز كل‬ ‫ف��رد ألن يك��ون فاع� ً‬ ‫لا ويعيد الش��عور‬ ‫باالنتم��اء للمحيط الحي��وي واالجتماعي‬ ‫بعيداً عن الروابط العصبية‪ .‬فهل نكون‬ ‫على قدر هذه المهمة؟!‪.‬‬


‫�أين ذهبت �أموال الإغاثة والتربعات؟‬ ‫خالد قنوت‬

‫التعليق‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫الوضع السيء ليس في حلب فقط‬ ‫وإنما عل��ى امتداد الوطن‪ ،‬هناك كارثة‬ ‫بدأت وتتوس��ع دائرته��ا لتصيب الجميع‬ ‫دون اس��تثناء‪ ،‬نعم دون اس��تثناء حتى‬ ‫م��ن يتوه��م أنه خ��ارج التغطي��ة وأنه‬ ‫محصن في مدنه أو ق��راه البعيدة غير‬ ‫المعنية مباش��رة بالث��ورة ومن يجلس‬ ‫قرب مدفأته ومعدت��ه ممتلئة بالطعام‬ ‫والش��راب‪ .‬النظام هو السبب الرئيسي‬ ‫لما يحص��ل للس��وريين جميع��اً‪ ،‬يريد‬ ‫أن يعاقبه��م عل��ى ثورتهم وحتى على‬ ‫صمت بعضه��م قبل الذين يس��اندون‬ ‫ه��ذه الث��ورة‪ .‬لق��د أنزرن��ا بال��زالزل‬ ‫السياس��ية واالجتماعي��ة واالقتصادية‬ ‫وه��ا هو يثبت أن��ه قادر وم��ن قال أنه‬ ‫غي��ر قادر؟‪ .‬كل من عاي��ش أو عرف ما‬ ‫ح��دث في مدينة حماة ف��ي الثمانينيات‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫ه��ذه رس��الة وصل��ت لصديق��ي‬ ‫من أهل��ه في حلب‪ .‬أرج��و قراءتها في‬ ‫البداية قبل تعليقي‪:‬‬ ‫آخ��ر م��ا وصلن��ي من داخ��ل حلب‬ ‫(وبتصرف)‪:‬‬ ‫اهلل يجزيك��ن الخي��ر جمي��ع‪ .‬بس‬ ‫الموض��وع ما بيتحم��ل تأخي��ر وال بأي‬ ‫شكل من األش��كال ألن الناس ضايجة‬ ‫كتير والوض��ع كتير س��يئ‪ .‬الناس عم‬ ‫تقطع ش��جر الحدايق والغابات مش��ان‬ ‫تتدف��ى وتطب��خ بظ��ل انقط��اع كافة‬ ‫وس��ائل الحي��اة األساس��ية‪ ..‬بدن��ا حل‬ ‫جذري للموضوع وإال رح ينقلب الس��حر‬ ‫عالس��احر وتفلت حلب من ركب الثورة‪.‬‬ ‫انتهت الرسالة‪.‬‬

‫ي��درك كل اإلدراك أن النظ��ام ق��ادر‬ ‫على الفعل التدمي��ري والتخريبي ألنه‬ ‫نظام من ق��رارة ذاته يعتم��د الهمجية‬ ‫في تعامله مع الجمي��ع‪ ،‬موالين له كما‬ ‫هم المعارضين‪ .‬كان أحد ضباط األمن‬ ‫معروف للجمي��ع بعنجهيت��ه وهمجيته‬ ‫حت��ى لزوجته وأم��ام الجمي��ع‪ ،‬يخاطب‬ ‫وزير التربية ب��كل ازدراء ويؤنبه على‬ ‫التأخر ف��ي التوقيع على توظيف واحدة‬ ‫من أقاربه‪.‬‬ ‫كل ذل��ك يعرف��ه الس��وريون‬ ‫ويعرفون أنهم سيتخلصون منه قريبًا‬ ‫وقد دفعوا الثمن غاليًا‪.‬‬ ‫تت��وارد األخب��ار أن النظ��ام نق��ل‬ ‫المحاصي��ل االس��تراتيجية كالقم��ح‬ ‫والطحي��ن إل��ى مناطق��ه الموالية وأنه‬ ‫حرق ما لم يستطع نقله‪.‬‬ ‫س��ورية ب�لاد العز وخ��زان القمح‬ ‫والزيتون والثمار والخضراوات للش��رق‬ ‫األوسط‪ ،‬تتعرض اليوم لكارثة غذائية‬ ‫وهن��اك من يتوقع حص��ول مجاعة في‬ ‫مناط��ق ع��دة أهمه��ا في مدين��ة حلب‬ ‫الت��ي يعي��ش فيه��ا حوال��ي الخمس��ة‬ ‫ماليين سوري‪.‬‬ ‫الش��باب والش��ابات الذين يعملون‬ ‫باألعم��ال اإلغاثية في وق��ت كانوا من‬ ‫المف��روض أن يس��تمروا بالتظاه��ر‬ ‫المدن��ي ف��ي س��احات الوط��ن دعم��ًا‬ ‫للعمل العس��كري وتأكيداً على الطابع‬ ‫المدني الوطني للثورة‪ ،‬يبذلون جهوداً‬ ‫بطولية أقرب إلى اإلعجازية ويرسلون‬ ‫تقارير عن أعماله��م للجميع ويوثقون‬ ‫األموال الت��ي يس��تلمونها وينفقونها‪،‬‬ ‫لكنهم يتساءلون دائمًا لماذا يصل من‬

‫األموال أو اإلغاثات ماال يتناس��ب حجمًا‬ ‫م��ع م��ا يس��معون ب��ه‪ .‬دو ًال ومنظمات‬ ‫ومغتربي��ن‪ ،‬يرس��لون وال يبخلون ولو‬ ‫بنس��ب متفاوتة ولكن م��ا يصل مازال‬ ‫أقل مما يصرح به‪ ،‬بكثير‪.‬‬ ‫هن��اك العدي��د م��ن الناش��طين‬ ‫عل��ى األرض يتحدث��ون ع��ن س��رقة‬ ‫منظمة لهذه األموال‪ ،‬وهنا نسأل‪ ،‬أيها‬ ‫الس��وريون هل هناك إنسان على هذه‬ ‫البسيطة يتمتع بأقل صفات االنسانية‬ ‫واألخ�لاق يمك��ن أن تمت��د ي��ده لم��ال‬ ‫سوريين محتاجين‪ ،‬منكوبين يعيشون‬ ‫في أصعب الظروف؟‬ ‫ديننا الحنيف‪ ،‬ال يغفر وال يتسامح‬ ‫م��ع آكل م��ال اليتيم‪ ،‬فهل من يس��رق‬ ‫م��ال اإلغاثات يتصف أو يمكن أن نقول‬ ‫عنه أنه يعرف الدين؟‬ ‫نس��اؤنا‪ ،‬أطفالن��ا‪ ،‬ش��يوخنا قب��ل‬ ‫شبابنا وش��اباتنا الصامدين‪ ،‬يحتاجون‬ ‫ل��كل الع��ون واإلغاث��ة ولك��ن هن��اك‬ ‫م��ن يتصيد قوتهم وأس��باب عيش��هم‬ ‫المتواضع��ة أص� ً‬ ‫لا‪ ،‬م��ن أج��ل مقاصد‬ ‫أخرى حت��ى وإن كانوا يعتق��دون أنهم‬ ‫يفيدون الثورة‪.‬‬ ‫الس��وريون‪ ،‬ل��ن يغف��روا ول��ن‬ ‫يس��كتوا عن النظام وأزالم��ه ولكنهم‬ ‫سيفعلون الشيء نفسه مع من يسرق‬ ‫أس��باب عيش��هم وبقائهم‪ ،‬فمن يقتل‬ ‫بالبراميل والقذائف ال يختلف عن الذي‬ ‫يسرق خبزهم وقمحهم وطحينهم‪.‬‬ ‫س��تنتصر الثورة قريبًا‪ ،‬ولكننا لن‬ ‫ننسى‪ .‬س��تقام محاكم ثورية لتحاسب‬ ‫هؤالء القتلة الذين يعيشون بيننا على‬

‫أنه��م س��وريين ولكنه��م أكثر قس��وة‬ ‫وظلمًا من النظام نفسه‪.‬‬ ‫كحال��ة طارئ��ة وكمطلب س��وري‬ ‫وطني‪ ،‬نطالب االئتالف الوطني بإيجاد‬ ‫الصيغ واألس��اليب الس��ريعة والناجعة‬ ‫لتحمل مس��ؤوليته في أعم��ال اإلغاثة‬ ‫والمعون��ات وبطرق ش��فافة وواضحة‬ ‫وموثقة ألننا لن نسامح أحداً‪.‬‬ ‫صبرن��ا عل��ى ه��ذا النظ��ام‬ ‫وس��كوتنا على لصوصيته دفعنا ثمنه‬ ‫خمس��ين ألف ش��هيد وآالف المعتقلين‬ ‫والمفقودي��ن ومئ��ات اآلالف م��ن‬ ‫المهجري��ن داخ��ل وخ��ارج الوطن ولن‬ ‫نقب��ل ألي كان أن يم��ارس اللصوصية‬ ‫م��رة أخ��رى أيام الث��ورة وفي س��ورية‬ ‫الجدي��دة‪ .‬أقت��رح قيام صن��دوق إغاثة‬ ‫بإش��راف االئتالف الوطني لديه الشكل‬ ‫القانون��ي والمال��ي المناس��بين وطنيًا‬ ‫ودولياً إلمكانية جمع األموال واإلغاثات‬ ‫وتحويله��ا للمناط��ق الس��ورية ف��ي‬ ‫الداخ��ل والخارج بحرية ودون مس��ائلة‬ ‫دولي��ة وأن يعل��ن ع��ن ه��ذه األم��وال‬ ‫وطريقة صرفها بكل شفافية ونزاهة‪.‬‬ ‫ل��كل س��وري لدي��ه وثائ��ق ع��ن‬ ‫تجاوزات أو ح��االت تثبت تورط البعض‬ ‫في س��رقة أموال الس��وريين أن يوثق‬ ‫ويحفظ وثائقه ليوم المحاكمات القادم‬ ‫في سورية العدالة‪.‬‬ ‫الش��عب الس��وري ال��ذي وقف في‬ ‫وجه رصاص النظ��ام وقذائفه الخائنة‬ ‫وم��ازال‪ ،‬يق��ف الي��وم يص��ارع الب��رد‬ ‫والجوع‪ ،‬لن يغفر ولن يسامح‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪15‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫ُهنـا ِد َم�شــق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫تحت الضوء الشحيح آخر ما ّ‬ ‫تبقى‬ ‫من المس��اء المنُس��حب بع��د الغروب‪،‬‬ ‫أطفال في عبور‬ ‫تتردّد أمٌّ ومعها ثالثة‬ ‫ٍ‬ ‫الش��ارع‪ ،‬اآلن وقد تأخّروا ف��ي العودة‬ ‫إل��ى المنزل الواقع ف��ي الجهة اآلخرى‪.‬‬ ‫يُردِيه��م القنّاصُ‪ ،‬المس��تيقظ‬ ‫ق��د‬ ‫ِ‬ ‫لت��وّه عل��ى األرج��ح‪ ،‬قتلى إن م��رّوا؛‬ ‫ُ‬ ‫يختطفهم مرتزقة النظام‪ ،‬الذين‬ ‫وق��د‬ ‫ح��ان موع��د خروجه��م م��ن أوكارهم‬ ‫عل��ى أطراف الحاج��ز القريب‪ ،‬إن عادوا‬ ‫أدراجهم‪ .‬أصبح أهل البلدة يُخلون هذا‬ ‫الش��ارع‪ ،‬الذي يض��جُّ بالحرك��ة نهاراً‪،‬‬ ‫قب��ل أن يبتل��عَ األفقُ عينَ الش��مس‬ ‫األخيرة‪ ،‬فقد ش��يّعوا جثامين كثيرينَ‬ ‫س��قطوا ف��ي مس��اءاتٍ كهذا المس��اء‬ ‫أمام الكتل اإلس��منتية التي تسدُّه عند‬ ‫التقاطع إلجبار الس��يارات على الخروج‬ ‫والدخول عبر الحاجز القابع في الشارع‬ ‫الموازي‪ .‬أغلب الناس يفضّلون الس��ير‬ ‫عل��ى األقدام لمس��افات طويل��ة‪ ،‬على‬ ‫المرور بذلك الحاجز الذي يُغلق مدخل‬ ‫البل��دة الثالث‪ ،‬فالراب��ع األخير‪ ،‬المؤدي‬ ‫إلي��ه الش��ارع المش��ؤوم ه��ذا‪ ،‬مايزال‬ ‫الوحي��د الخال��ي م��ن نقط��ة تفتي��ش‬ ‫أن الفكرة‬ ‫تُمتهَ��ن فيها الكرام��ات؛ إال ّ‬ ‫قناص‬ ‫بوضع‬ ‫الجهنميّة ألحد الضبّاط‬ ‫ٍ‬ ‫عل��ى البن��اء المرتف��ع عن��د المنعطف‬ ‫إل��ى اليمين صعوداً كاش��فًا ج��زءاً من‬ ‫الطري��ق‪ ،‬ل��م تت��رك للس��كان مدخ ً‬ ‫ال‬ ‫آمنًا‪ .‬المزيد م��ن التنكيل باألهالي إذاً‪،‬‬ ‫قاتل‬ ‫فحياتهم تُرهَنُ كل يوم‬ ‫ِ‬ ‫بمزاج ٍ‬ ‫ٍ‬

‫خس��يس‪ ،‬بس��اعة نومه واس��تيقاظه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫برغبت��ه المريض��ة ف��ي اإلصغ��اء إلى‬ ‫رني��ن المظ��روف المعدن��يّ يرتط��مُ‬ ‫أن اس��تقرّت‬ ‫بالب�لاط قُربَ��ه بع��د ّ‬ ‫الرصاص��ة في قل��ب الضحيّة‪ .‬أضحى‬ ‫الش��ارع‪ ،‬عند التقاط��ع‪ ،‬وكأنه مفتوحٌ‬ ‫نف��ق مظلم قد يندف��عُ منه‪ ،‬في‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫اللحظ��ة التي ال يمكن توقّعها‪ ،‬القطارُ‬ ‫ُ‬ ‫المُحمّل بمس��افريه الموتى‬ ‫الس��ريع‬ ‫مارّاً‬ ‫كرُمح ثقيل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لعاب��ر قريب يُس��معُ‪،‬‬ ‫ال هم��سٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ّب بعيد ُ‬ ‫يصل‪ .‬ما الذي‬ ‫وال‬ ‫عوي��ل لمترق ٍ‬ ‫ينبغ��ي عل��ى األمّ فعل��ه اآلن؟ منْ لها‬ ‫في هذا المس��اء البارد الكئي��ب؟ ّ‬ ‫تفكر‬ ‫(ر) وه��ي تُح��رّكُ المرآة المس��تطيلة‬ ‫بحذر‬ ‫المثبّتة إلى أعلى الزجاج األمامي ٍ‬ ‫َ‬ ‫نح��و األس��فل قلي� ً‬ ‫ً‬ ‫التقاط‬ ‫مُحاول��ة‬ ‫لا‬ ‫مس��احة أكب��ر م��ن المش��هد‪ .‬ي��زدادُ‬ ‫قلقها وهي تراق��بُ األمَّ وأوالدها من‬ ‫خ�لال الم��رآة بعينين تعتص��ران النور‬ ‫مرغوب‬ ‫ليل غير‬ ‫المتالش��ي ببط ٍء إلى ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫في��ه؛ تخش��ى أن يتحول ذل��ك في أيّ‬ ‫ً‬ ‫جالس��ة في‬ ‫لحظ��ة إلى كابوس‪ .‬كانت‬ ‫س��يارتها المطفأةِ األن��وار وقد ركنتها‬ ‫بحي��ث تتج��ه المؤخ��رة إل��ى الحواج��ز‬ ‫ً‬ ‫محمية بالبناء على يسارها‬ ‫اإلسمنتية‪،‬‬ ‫ال��ذي يفصله��ا ع��ن الب��رج المالص��ق‬ ‫َ‬ ‫وصول‬ ‫حيث يُقيمُ القنّ��اص‪ ،‬تنتظرُ‬ ‫صديقه��ا (ع) الذي كان يجب عليه أيضًا‬ ‫اجتياز تقاطع الموت ركضاً عبر الشارع‬ ‫الن��ازل حتّى يب ُل َغ األحجار اإلس��منتية‪.‬‬

‫(ر) طبيب�� ٌة تعالج الجرحى‪ ،‬أحيانًا تنقل‬ ‫األدوية ومس��تلزمات أخرى إلى البلدات‬ ‫المنكوبة والمحاصرة في ريف دمشق‪،‬‬ ‫وأحيانًا أخرى تنقل بعض التبرعات من‬ ‫ثياب وأغطيةٍ‪ ،‬وزجاجاتِ حليب وألعاب‬ ‫ٍ‬ ‫لألطف��ال‪ .‬أصب��ح الجنود عل��ى الحاجز‬ ‫يعرفونه��ا‪ ،‬فه��ي مميّ��زة عن س��كان‬ ‫المنطقة كما تقول‪ .‬قبل أس��بوع سألها‬ ‫أحده��م بع��د أن قدّمت ل��ه قطعة من‬ ‫الحلوى وهي خارجة‪" :‬هل وزّعتي ّ‬ ‫كل‬ ‫الهدايا؟" تقول إنهم طيّبون‪ ،‬عس��اكرٌ‬ ‫صغارُ الس��نّ بات��وا مؤخ��راً يهرعون‬ ‫خائفين من خلف المتاريس المنصوبة‬ ‫قب��و قريب‬ ‫ف��ي قارع��ة الطريق إل��ى ٍ‬ ‫ك ّلم��ا ب��دأت المدفعي��ة الواقعة س��تّة‬ ‫كيلومترات خ��ارج البلدة بالقصف‪ ،‬بعد‬ ‫أن كفّ الضبّاط عن إعالمهم بتوقيت‬ ‫الضرب��ات حي��ث اكتش��فوا أن الث��وار‬ ‫المُتحصّنين في الداخل كانوا يراقبون‬ ‫حركة العساكر فيتنبؤون بساعة النار‪.‬‬ ‫أمّ��ا (ع) فق��د ع��اد لإللتح��اق بصفوف‬ ‫الث��وار بعد أن تعافى م��ن إصابته‪ ،‬لقد‬ ‫التقيا في المش��فى الميدانيّ وأصبحا‬ ‫صديقي��ن‪ .‬ص��ار يعم��ل عل��ى تأمي��ن‬ ‫الطري��ق لوصول المس��اعدات الطبيّة‬ ‫وحماي��ة المتطوعين الذي��ن يتوافدون‬ ‫في أوق��ات مختلفة‪ .‬ه��ذه المرّة جاءت‬ ‫آمن إلى مكانٍ‬ ‫ه��ي لتُقِ ّله عبر طريق ٍ‬ ‫َ‬ ‫يص��ل إليه في‬ ‫كان من الض��روري أن‬ ‫تلك الليلة‪.‬‬ ‫ال تس��تطيعُ فعل ش��يء‪ ،‬ال تريدُ‬

‫سيامند حسين‬ ‫(يوميات ومشاهدات) ‪ 29‬كانون األول ‪2012‬‬

‫أن تس��معَ أص��وات الطلق��اتِ األرب��ع‬ ‫المتوقّعة‪ .‬إنّها اللحظ��ة اليوميّة التي‬ ‫ُ‬ ‫الحارس‬ ‫تفص��ل كخيط ح��ادٍ الض��و َء‬ ‫ِ‬ ‫للحي��اة عن العتمة الوحش��يّة في هذه‬ ‫البل��دة‪ ،‬في هذا الش��ارع تحديداً‪ ،‬حيث‬ ‫مازال��ت دم��اء مَ��نْ رحلوا عب��ر هذي‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫عالقة على اإلسفلت‬ ‫المحطة المُقفرة‬ ‫المت��آكل‪ ،‬وأنفاس��هم األخي��رة ق��د‬ ‫المستْ َ‬ ‫كتل اإلس��منت عندما تمدّدتْ‬ ‫أجس��ادُهم به��دو ٍء أمامَه��ا وب��رَدَتْ‬ ‫ثيابهم المُغبرَّة‪.‬‬ ‫تت��ردّدُ األمّ وتتس��ارعُ دق��اتُ‬ ‫قلبه��ا‪ ،‬تخش��ى أن يش��يَ به��م بُخارٌ‬ ‫كثيفٌ قد ُ‬ ‫تلفظه رئتاها المرتعش��تان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تبكي بصمتٍ وه��ي تقفُ حائرة على‬ ‫ح��دود الزاوية الت��ي يكش��فها منظارُ‬ ‫القنّ��اص الليليّ وق��د أصبحت حوافُها‬ ‫اآلن غي��ر واضح��ة بع��دَ أن انغم��سَ‬ ‫الشارعُ‪ ،‬الذي لم تعدْ تُنار مصابيحه‪،‬‬ ‫ف��ي س��واد اللي��ل‪ .‬خلع��وا أحذيته��م‪،‬‬ ‫وبعد أن ضمّتهم وقبّلتهم‪ ،‬أمس��كتْ‬ ‫بأيدهم وش��رعوا بالرك��ض أخيراً‪ .‬في‬ ‫تلك اللحظة‪ ،‬ارتسمَ جبينُ (ر) الواسع‬ ‫ّ‬ ‫كظ��ل غيم��ةٍ‬ ‫عل��ى الم��رآة الضيّق��ة‬ ‫داكنة‪ .‬بالكاد كانت تُس��مَعُ خطواتهم‬ ‫تقتربُ منها؛ رفعتْ عينيها لتنظرَ في‬ ‫الم��رآة‪ ،‬عندما جاءها ص��وت (ع) يقول‬ ‫م��ن خلف الب��اب وهو يَهُ��مُّ بفتحه‪" :‬‬ ‫فلنمض‪ ،‬بسرعة"‪.‬‬ ‫هيّا‪..‬‬ ‫ِ‬


‫ياسر مرزوق‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫جمجمة سليمان الحلبي معروضة في متحف الشهداء بباريس إلى اليوم‪ ،‬وبجانبها لوحة صغيرة كتب عليها (جمجمة‬ ‫المجرم) ويظهر فيها آثار كسور وصدوع مما تعرض له من تعذيب شديد قبل قتله‬

‫المهندس��ين الفرنسيين " قسطنطين‬ ‫بروتاي��ن "‪ ،‬وق��د تمكن س��ليمان من‬ ‫أن يطعن كليبر بنصل الس��كين التي‬ ‫اش��تراها من غزة أربع طعن��ات قاتلة‬ ‫ف��ي كب��ده‪ ،‬وفي س��رته وف��ي ذراعه‬ ‫األيم��ن وف��ي خ��ده األيم��ن‪ .‬كذل��ك‬ ‫تمك��ن م��ن طعن كبي��ر المهندس��ين‬ ‫قسطنطين بروتاين ست طعنات غير‬ ‫قاتلة‪.‬‬ ‫وقد تمكن الفرنس��يون‪ ،‬من إلقاء‬ ‫القب��ض علي��ه ف��ي الحديق��ة‪ ،‬وم��ن‬ ‫العث��ور عل��ى الس��كين التي نف��ذ بها‬ ‫مهمت��ه‪ ،‬ليح��ال بعده��ا للمحاكمة بعد‬ ‫حرق ي��ده اليمنى خ�لال التحقيق معه‬ ‫حت��ى عظم الرس��غ‪ ،‬لكنه أنك��ر صلته‬ ‫بحرك��ة المقاوم��ة الش��عبية العربي��ة‬ ‫المصري��ة وبم��ا أن رفاق��ه المقيمي��ن‬ ‫مع��ه ف��ي رواق الش��وام ف��ي األزه��ر‬ ‫كانوا أربعة جميعه��م من غزة‪ ،‬وليس‬ ‫فيه��م مصري واح��د‪ ،‬بل وبم��ا أنه لم‬ ‫تكن لهؤالء األربعة الفلس��طينيين أية‬ ‫صل��ة بعملي��ة اغتيال كليب��ر‪ ،‬كان من‬ ‫الراجح أن تت��م تبرأتهم من الجرم‪ ،‬إال‬ ‫أن المحكم��ة حاكمته��م بجرم التس��تر‬ ‫عل��ى المج��رم‪ ،‬وحكمت على س��ليمان‬ ‫باإلعدام بالخازوق‪ ،‬وعلى أحمد الوالي‬ ‫ومحمد وعب��د اللهّ الغزي وس��عيد عبد‬ ‫الق��ادر الغ��زي كان هاربً��ا باإلع��دام‪،‬‬ ‫وفصل رءوس��هم عن أجسادهم‪ ،‬على‬ ‫أن يت��م قطع رءوس��هم أمام س��ليمان‬ ‫قبل إعدامه بالخازوق‪.‬‬

‫وفي ‪28‬من حزيران عام ‪1800‬م‪،‬‬ ‫نف��ذ حك��م اإلع��دام بالفلس��طينيين‬ ‫الثالثة أمام عيني س��ليمان‪ ،‬ثم أحرقت‬ ‫أجس��ادهم حت��ى التفح��م‪ ،‬ث��م غرس‬ ‫وت��د الخ��ازوق ف��ي مؤخ��رة س��ليمان‬ ‫الحلبي فوق " ت��ل حصن المجمع ‪ -‬تل‬ ‫العق��ارب"‪ ،‬ثم ت��رك جثمانه المغروس‬ ‫في أحشائه وتد الخازوق النافذ‪.‬‬ ‫وق��د حمل الجن��رال " مين��و" معه‬ ‫إل��ى باري��س‪ ،‬عظ��ام الجن��رال كليبر‬ ‫ف��ي صندوق‪ ،‬وعظام س��ليمان الحلبي‬ ‫في صن��دوق آخر‪ ،‬وعند إنش��اء متحف‬ ‫" الش��هداء" بالق��رب م��ن " اللوفر" في‬ ‫باري��س‪ ،‬خص��ص ف��ي إح��دى قاعات‬ ‫المتحف اثن��ان من الرف��وف‪ :‬رف أعلى‬ ‫وضعت علي��ه جمجمة الجن��رال كليبر‪،‬‬ ‫وإل��ى جانبه��ا لوح��ة صغي��رة مكتوب‬ ‫عليه��ا‪" :‬جمجم��ة البط��ل" الجن��رال‬ ‫كليب��ر‪ ،‬ورف أدنى تحت��ه وضعت عليه‬ ‫جمجمة س��ليمان الحلب��ي‪ ،‬وإلى جانبها‬ ‫لوح��ة صغيرة مكت��وب عليها‪" :‬جمجمة‬ ‫المجرم" س��ليمان الحلبي‪ .‬والجمجمتان‬ ‫ال ت��زاالن معروضتي��ن ف��ي المتح��ف‬ ‫المذكور حتى اليوم‪.‬‬ ‫يعتبر الدكتور شاكر مصطفى من‬ ‫أوائ��ل المؤرخين الذي��ن تابعوا قضية‬ ‫س��ليمان الحلب��ي وطالب��وا باس��ترداد‬ ‫جثمانه‪ ،‬وهو الذي راعه رؤية جمجمته‬ ‫في متحف اإلنسان في باريس وتحتها‬ ‫دمغة اإلجرام‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫ولد س��ليمان الحلبي عام ‪1777‬م‬ ‫في منطقة عفرين في الشمال الغربي‬ ‫من مدينة حل��ب وبالتحديد في قرية "‬ ‫أب كان يعم��ل‬ ‫كُـوك ْ‬ ‫َـ��ان فوقان��ي م��ن ٍ‬ ‫بالتج��ارة ف��ي الس��من والزي��وت هو‪:‬‬ ‫محمد أمين من عائلة أُوْسْ قُـوبَار من‬ ‫عشيرة قباد " عثمان آغا "‪ .‬فتعلم مهنة‬ ‫الكتابة وس��اعد والده في بيع الس��من‬ ‫أن بلغ العشرين من‬ ‫وزيت الزيتون إلى ْ‬ ‫عمره‪ ،‬ثم أرس��له أبوه عام ‪ 1797‬بَرّاً‬ ‫إلى القاهرة ليتـلقى العلـوم اإلسالمية‬ ‫في جامعة األزهر واستقرَّ في " رُوَاق‬ ‫الشُّ��وَام " المخص��ص لتعليم الطلبة‬ ‫القادمي��ن م��ن الش��ام ف��ي األزه��ر‪،،‬‬ ‫وانتظم في سلك الدراسة وتتلمذ على‬ ‫يد الشيخ "أحمد الشرقاوي‬ ‫ع��ام ‪1798‬تمكن��ت الحمل��ة‬ ‫الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت من‬ ‫احتالل مص��ر‪ ،‬وذلك بعد قي��ام الثورة‬ ‫الفرنس��ية بعش��ر س��نوات‪ ،‬وعمل��ت‬ ‫الحمل��ة الفرنس��ية إل��ى قمع الش��عب‬ ‫المص��ري‪ ،‬بع��د أن رأوا من��ه المقاومة‬ ‫الت��ي كان يحركها علم��اء األزهر وكان‬ ‫س��ليمان الحلب��ي بجان��ب ش��يخه حين‬ ‫اقتح��م جي��ش نابلي��ون أرض الجيزة‪،‬‬ ‫ثم أرض المحروس��ة القاهرة حيث راح‬ ‫الغ��زاة ينكلون الش��عب المصري أش��د‬ ‫تنكيل كما يذكر الجبرتي‪.‬‬ ‫وبعد أن تمكن بونابرت من اجتياح‬ ‫خ��ان يون��س والعري��ش وغ��زة ويافا‪،‬‬ ‫وفشل في اجتياح عكا لمناعة أسوارها‪،‬‬ ‫سافر إلى فرنسا سرًّا‪ ،‬وعهد إلى كليبر‬ ‫بقي��ادة الحمل��ة بع��د أن غادره��ا إل��ى‬ ‫فرنسا‪ ،‬فقتل من علماء األزهر الكثير‪،‬‬ ‫ودخل األزه��ر بخيله وضربه بالمدافع؛‬ ‫مما كان له األثر الكبير في إنشاء خاليا‬ ‫سرية تقاوم المحتل الفرنسي‪ ،‬وكانت‬ ‫ه��ذه الخاليا بداي��ة النهاي��ة‪ ،‬والممهد‬ ‫لخروج الفرنسيين من مصر‪.‬‬ ‫فانبثق��ت ث��ورة القاه��رة األول��ى‬ ‫ض��د هم انطالقً��ا من الجام��ع األزهر‪.‬‬ ‫وق��د ردوا عليها بقذائ��ف المدافع التي‬ ‫نالت من مبنى المس��جد الكبير فقامت‬ ‫خيول الفرنس��يين المسلحين بالبنادق‬

‫والسيوف باحتالله‪ ..‬وحكمت على ستة‬ ‫من ش��يوخ األزه��ر باإلع��دام كان من‬ ‫بينهم أس��تاذ س��ليمان الحلبي الش��يخ‬ ‫أحمد الشرقاوي‪ ،‬الذي اقتيد إلى القلعة‬ ‫حيث ضرب��ت عنقه مع أعناق الش��يوخ‬ ‫المجاهدين الخمسة اآلخرين‪.‬‬ ‫اس��تطاع الفرنس��يون إجه��اض‬ ‫الث��ورة المصري��ة األولى بع��د القبض‬ ‫على شيوخ األزهر وإعدامهم‪ ،‬فاختفى‬ ‫البع��ض عن أعين الفرنس��يين وهرب‬ ‫البع��ض وكان فيم��ن ه��رب س��ليمان‬ ‫الحلب��ي الذي خرج متوجهًا إلى الش��ام‬ ‫بعد أن أقام في القاهرة ثالثة سنوات‪،‬‬ ‫حي��ث التقى الوال��ي " أحمد أغ��ا" الذي‬ ‫كلفه بالتوجه إلى مصر لقتل " كليبر"‪،‬‬ ‫وكان أحمد آغا قد علم بأن الحلبي كان‬ ‫قد انضم س��ابقًا إلى الخاليا المقاومة‬ ‫للفرنسيين‪.‬‬ ‫وبعد أن وافق على إتمام المهمة‪،‬‬ ‫أرس��له أحمد أغا إلى "ياس��ين أغا" في‬ ‫غ��زة؛ لي��زوده بالم��ال ال�لازم لرحلته‬ ‫وإقامت��ه ف��ي مص��ر‪ ،‬وفي غ��زة قابل‬ ‫"ياس��ين أغا"‪ ،‬ليت��م التحضير لمهمته‪،‬‬ ‫وقد اس��تغرقت رحل��ة القافلة من غزة‬ ‫إلى القاهرة س��تة أي��ام‪ ،‬انضم بعدها‬ ‫سليمان ً‬ ‫ثانية إلى مجموعة من الشوام‬ ‫المقيمي��ن في "رواق الش��وام" كطلبة‬ ‫ف��ي األزه��ر‪ ،‬وقد كان��وا أربع��ة فتيان‬ ‫من مقرئي القرآن من الفلس��طينيين‬ ‫أبناء غزة‪ ،‬هم‪ :‬محمد وعبد اهلل وسعيد‬ ‫عب��د القادر الغزي‪ ،‬وأحم��د الوالي‪ .‬وقد‬ ‫أبلغه��م س��ليمان بعزم��ه عل��ى قت��ل‬ ‫الجن��رال كليب��ر‪ ،‬وبأنه ن��ذر حياته في‬ ‫سبيل تحرير مصر من الغزاة‪..‬‬ ‫وفي صباح ي��وم ‪ 15‬حزيران عام‬ ‫‪1800‬م توج��ه س��ليمان الحلبي إلى "‬ ‫برك��ة األزبكي��ة " حي��ث كان الجنرال‬ ‫كليب��ر يقي��م في قص��ر "محم��د بك‬ ‫األلفي" ال��ذي اغتصبه بونابرت وأقام‬ ‫فيه‪ ،‬ثم سكنه بعد رحيل بونابرت إلى‬ ‫فرنسا خليفته الجنرال كليبر‪ ،‬الذي ما‬ ‫إن فرغ م��ن تناول الغ��داء‪ ،‬حتى دخل‬ ‫س��ليمان حديق��ة قصر محم��د األلفي‬ ‫ب��ك الذي يقيم فيه كليبر‪ ،‬ومعه كبير‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫�سليمان احللبي ‪1800 - 1777‬‬

‫‪17‬‬


‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫يف موقف امل ّناع بعد خطاب ب�شار‪:‬‬ ‫دعوة �إىل االعتدال؟ �أم �شيء �آخر؟‬

‫مروان زكريا‬

‫من��ذ س��نة وبضع��ة أش��هر‪ ،‬من��ذ‬ ‫دع��ا الس��يّد هيثم المنّ��اع إلى السّ��ماع‬ ‫القتراحات النظام الس��وري في "الحوار"‪،‬‬ ‫"وإن كان احتم��ال ص��دْق النظام خمس��ة‬ ‫ْ‬ ‫في المئة فقط" حسب قوله‪ ،‬دُهشت من‬ ‫تلك النس��بة التي لم تتجاوز في اعتقادنا‬ ‫حينها أي��ة قيمة من مرتب��ة (‪ / 1‬مليون)‪،‬‬ ‫وتوقّفنا عن سماع آرائه‪ ،‬وأخذتْ شعبيّته‬ ‫بالتراجع التدريجي بعد ابتعاده عن نبض‬ ‫الث��ورة‪ ،‬بخط��اب يجم��ع بي��ن "األس��تذة"‬ ‫والتص ّلب في الرأي والرغبة في أخذ موقع‬ ‫متميّز وزعام��يّ بين المعارضين‪ ..‬ولكن‬ ‫يب��دو اآلن أن ش��عبيته (وش��عبية خطابه)‬ ‫عادت لالزدياد‪ ،‬بعد تعب الناس من العنف‬ ‫الشديد الدائر في سوريا‪ ،‬ولجوء الكثيرين‬ ‫خطاب يوحي باالعتدال "المطلوب‬ ‫إلى أي‬ ‫ٍ‬ ‫للخالص" لذا اس��تمعت إل��ى تعليقه على‬ ‫خط��اب األس��د األخير ألبح��ث عمّا يصفه‬ ‫بعض األصحاب الذين أحبّ بالـ"معتدل"‪،‬‬ ‫واحترام��ًا له��ؤالء‪ ،‬س��أبتعد ع��ن أس��لوب‬ ‫الس��خرية المفضّ��ل ف��ي ح��االت كهذه‪،‬‬ ‫وأناقش تعليق الس��يّد المنّاع‪ ،‬في حواره‬ ‫عل��ى قناة "دب��ي" الفضائية لمدة نحو ‪25‬‬ ‫دقيق��ة‪ ،‬بجديّ��ة تامّ��ة‪ ،‬وبتدقي��ق‪ ،‬وإن‬ ‫اعتبره أصدقاء آخ��رون بديهيًا‪ ،‬أو ناقصاً‪،‬‬ ‫أو أمراً ال يستحقّ النظر والتمحيص فيه‪.‬‬ ‫النقاط الرئيس��ية ف��ي كالم المنّاع‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى نقاط الفتة وذات داللة‪:‬‬ ‫ ب��دأ المنّ��اع ردّه بانتق��اد لخطاب‬‫بش��ار الذع في المضمون‪ّ ،‬‬ ‫وملطف نسبيًا‬ ‫في اللفظ‪.‬‬ ‫ رد على سؤال المذيعة فيما إذا كان‬‫يعتبر الخطاب مناورة‪ ،‬فأجاب أنّها ليس��ت‬ ‫من��اورة بل ما يراه النظام ح ًال وحيداً يريد‬ ‫فرض��ه عل��ى الجميع بش��كل اس��تبدادي‬ ‫ومتص ّلب (ونوافق على رأيه هذا)‪.‬‬ ‫ وجّه انتقاداً ش��ديداً في المضمون‬‫وال ّلف��ظ هذه الم��رّة إلى "قص��ة المم ّثل‬ ‫الش��رعي والوحي��د الق��ذرة" مش��يراً إلى‬ ‫المجل��س الوطني‪ ،‬الذي عق��د اجتماعاته‬ ‫في "الدوحة واس��طنبول" وش��بّه استئثار‬ ‫المجلس الوطني بتلك "القصّة" باستئثار‬ ‫النظام لها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ ثم قدّم تناقضا مع إجابته األولى‪،‬‬‫وم��ع الواق��ع الص��ارخ من��ذ س��نتين وإلى‬ ‫اآلن بإجابته عن س��ؤال المذيع��ة إذا كان‬ ‫الخط��اب تكتيكي��ًا تفاوضي��ًا أم مقصوداً‬ ‫كما هو (أي ش��به تكرار لسؤالها السابق)‬ ‫بقوله "أن الخطاب هو ابن اللحظة وليس‬ ‫ابن استراتيجية طويلة" وبالتالي هو ليّن‬ ‫وقابل للتغيير مع تغيير الظروف مباشرةً‪.‬‬ ‫ س��ألت المذيعة عن اس��تراتيجيات‬‫"المعارض��ات المختلف��ة" تج��اه الخط��اب‬ ‫فع��اد ليتح��دّث ع��ن "الح��ل السياس��ي‬ ‫السّ��لمي للخروج من الطريق المس��دود‬ ‫ال��ذي أوصلتن��ا إلي��ه العس��كرة" وع��ن‬ ‫الصورة المعق��دة التي زادت من تعقيدها‬ ‫"التدخ�لات الخارجي��ة" وهزأ مباش��رة من‬ ‫الموق��ف األمريكي المتخ��اذل‪ ،‬وعفّ عن‬ ‫انتق��اد الموقف الروس��ي تمام��اً‪ ،‬ثم عاد‬ ‫ليعبّر عن قرف الشعب من "الحل األمني"‬ ‫ويعط��ي مث��ا ًال عن إب��ادة لقري��ة صغيرة‬

‫بس��بب خطف ش��خص يمت بالقرابة إلى‬ ‫رستم غزالة‪ ،‬وأن ذلك الحل ال يشرّف أيّ‬ ‫مناض��ل ديمقراط��ي س��وريّ‪ ،‬ولم ينس‬ ‫أن يتبعها مباش��رة بـتش��بيه ذلك بسلوك‬ ‫جبهة النصرة الذي ال يش��رّف أي مناضل‬ ‫ديمقراط��ي س��وريّ كذل��ك‪ .‬ث��م طال��ب‬ ‫بالضغط لوقف إيصال السالح إلى سوريا‬ ‫من كل األط��راف‪" :‬من إي��ران إلى تركيا"‬ ‫وكل من يرسل الس�لاح إلى سوريا هو –‬ ‫برأيه – مس��ؤول عن الدم السوري اليوم‪.‬‬ ‫بأن س��وريا‬ ‫ث��م ناقض كالم��ه مباش��رة ّ‬ ‫فيه��ا "أوفر دوس" من الس�لاح وما يكفي‬ ‫لعش��رين س��نة من القتال‪( ،‬أي ما يكفي‬ ‫لتدمي��ر ما تبقى من س��وريا‪ ،‬وال أجد في‬ ‫تلك الحالة تأثيراً إليقاف إرس��ال الس�لاح‬ ‫أو عدم��ه في الوض��ع الحال��ي‪ ،‬ونعلم أن‬ ‫الترس��انة الخطيرة والمدمّرة من السالح‬ ‫موجودة في يد النظام وحده حتّى اآلن)‪.‬‬ ‫ لخّص��ت المذيع��ة مبادرت��ه (أي‬‫مب��ادرة الس��يد منّ��اع المش��ابهة ج��داً‬ ‫للتس��ريبات ع��ن االقتراح��ات الروس��ية)‬ ‫ببضع��ة نق��اط‪ ،‬وس��ألته ع��ن إمكاني��ة‬ ‫تطبيق المعارضة لها‪ ،‬فأعلن "مع احترامه‬ ‫للكثير من ش��خوص المعارض��ة األخرى"‬ ‫ع��ن انته��اء صالحي��ة المجل��س الوطني‬ ‫مستش��هداً بكالم "الس��يدة كلينتون" ثمّ‬ ‫أعاد اس��تنكاره لمس��ألة إرس��ال الس�لاح‬ ‫لس��بب رئيس��ي أن ذل��ك س��يؤدي إل��ى‬ ‫"التبعي��ة للخ��ارج" وخس��ارة "اس��تقالل‬ ‫القرار السياس��ي" وفي الجملة التالية قال‬ ‫– مناقضاً نفسه مجدداً – أن المشكلة عند‬ ‫"األمريك��ي" وبالتالي الحل بيد األمريكي‪،‬‬ ‫ال��ذي عليه أن يصل إل��ى نقطة اتفاق مع‬ ‫"الروس��ي"‪ ،‬أي أن الحل ف��ي نظره في يد‬ ‫الخ��ارج وتابع للخارج فع ًال‪ ،‬ثمّ اس��تدرك‬ ‫أن نقط��ة االتف��اق س��تكون انطالقاً من‬ ‫متط ّلب��ات الش��عب الس��وري ف��ي النهاية‬ ‫وليست من "المرّيخ"‪.‬‬ ‫ س��ألته المذيعة عن رأيه بصالحية‬‫تل��ك "المب��ادرة" وقبوله��ا ل��دى الق��وى‬ ‫اإلقليمية وخصّت بالذك��ر إيران وتركيّا‪،‬‬ ‫فأجاب بالق��ول أن "القاعدة األمريكية في‬ ‫قط��ر تفوق كل قص��ور العائل��ة الم َلكية‬ ‫حجم��ًا!" واس��تنتج من ذل��ك أن أمريكا إذا‬ ‫ق��رّرت فس��تدفع بهؤالء مث��ل أمير قطر‪،‬‬ ‫الذي وصفه بـأحد "ش��يوخ السلفيّة" إلى‬ ‫التدخّل‪ ..‬فس��ألته عن طهران بالمقابل‪:‬‬ ‫ليجيب بحذر ّ‬ ‫وتحفظ ويقول‪( :‬نعم وإيران‬ ‫أيض��ًا) ويخبره��ا بمث��ال ع��ن "مس��ؤول‬ ‫روس��ي ع��ال ج��داً" وهو يعبّ��ر عن حجم‬ ‫اس��تقاللية الق��رار اإليران��ي ع��ن القرار‬ ‫الروس��ي‪ .‬ونقرأ في ذلك تنصّ ًال (منّاعيًا‬ ‫– روسياً) من التعصّب والتشدّد اإليراني‬ ‫المحتمل في موقفها الداعم لنظام األسد‬ ‫ف��ي ح��ال أودت إي��ران بنفس��ها وحليفها‬ ‫األسديّ إلى الهاوية‪.‬‬

‫مالحظات وتف�سريات‬

‫ ال يوج��د م��ا يمن��ع م��ن تلطي��ف‬‫األلف��اظ عند الكالم عن النظام األس��دي‪،‬‬ ‫ب��ل ال أجد فائدة تحليلي��ة أو تنظيرية من‬ ‫الهجوم اللفظ��ي عليه كالق��ول "المجرم‬ ‫بشار" بد ًال من "الرئيس أو الدكتور بشار"‬

‫باس��تثناء تنفي��س المتكل��م ع��ن غضبه‬ ‫االضطراري أحياناً‪ ،‬وال يوجد ما يمنع أيضًا‬ ‫من انتق��اد بعض س��لوكيات المعارضين‬ ‫"اآلخرين" في حال كان��ت تلك االنتقادات‬ ‫موضوعي��ة‪ ،‬وحيادية‪ .‬لكن الس��يد المناع‬ ‫ال يكتف��ي بذلك بل يبالغ في قدحه وذمّه‬ ‫للـ"معارض��ات األخرى" ف��ي حين ّ‬ ‫يتحفظ‬ ‫وينتقد بقسوة أخفّ سلوك النظام‪.‬‬ ‫ بع��د بدايت��ه الموفّقة ف��ي وصفه‬‫لخط��اب بش��ار‪ ،‬وإجابت��ه الس��ليمة – في‬ ‫رأي��ي – ع��ن حقيق��ة صل��ف وتص ّل��ب‬ ‫الخط��اب‪ ،‬يعود إلى خطابه هو‪ ،‬المناقض‬ ‫تمامًا لتحليل��ه األوّل‪ .‬ويرتكب في كالمه‬ ‫مجموعة من التناقض��ات الواضحة والتي‬ ‫ال تتوافق مع قراءته التي قدّمها للحدث‪.‬‬ ‫ وبينم��ا يح��اول المنّ��اع وص��ف‬‫المشكلة في سوريا على أنّها بين طرفي‬ ‫ص��راع متطرّفي��ن "وش��به متكافئي��ن‬ ‫عس��كريًا من وجهة نظره عل��ى ما يبدو"‬ ‫وأنّ��ه هو وم��ن يوافقه يقف ف��ي المكان‬ ‫المتوسّط المعتدل الذي يسعى إلى ّ‬ ‫الحل‬ ‫والتس��وية‪ .‬يضع نفس��ه وم��ن معه‪ ،‬في‬ ‫الحقيق��ة كطرفٍ من أط��راف "معارضات‬ ‫مختلفة"‪ ،‬في وقت يس��تمرّ في��ه النظام‬ ‫بخط��اب متص ّلب ودموي‪ ،‬ويس��تمد دعمًا‬ ‫عس��كريًا إيراني��ًا وسياس��ياً روس��يًا يراه‬ ‫ه��و (أي المن��اع) بوضوح أكث��ر من غيره‪،‬‬ ‫م��ا يفت��رض وحس��ب الش��روط ك ّله��ا أن‬ ‫يستدعي الوقوف ضدّه متوحّداً مع غيره‬ ‫في حال أراد حقاً إس��قاط النظام الطاغي‬ ‫ذاك‪ ،‬ال��ذي ال يقب��ل بأي��ة تس��ويات أو‬ ‫تفاوض منذ ما يقرب السنتين‪ ،‬وإلى اآلن‪.‬‬ ‫ ف��ي حديثه ع��ن المواق��ف الدولية‬‫واإلقليمي��ة‪ ،‬يجنّ��ب تمام��اً توجي��ه أيّ‬ ‫انتق��اد للموق��ف الروس��ي‪ ،‬بينم��ا أش��ار‬ ‫إل��ى المس��ؤولية األمريكي��ة ع��ن تفاقم‬ ‫األوض��اع ف��ي س��وريا‪ ،‬ووجّ��ه هجوم��ًا‬ ‫شرس��ًا على خصوم الرّوس المباش��رين‬ ‫ف��ي المصال��ح‪ ،‬وعلى رأس��هم دولة قطر‬ ‫وأميره��ا‪ ،‬يليهم��ا ف��ي القس��وة تركيّا‪..‬‬ ‫باختص��ار‪ :‬يمكن اس��تنتاج تبنّ��ي المنّاع‬ ‫للموقف الروسي‪ ،‬وبالتالي يمكن استنتاج‬ ‫الموق��ف الرّوس��ي ك ّله م��ن كالم المناع‪،‬‬ ‫وعل��ى أي األط��راف وبأيّ��ة درج��ة يوجّه‬ ‫هجوم��ه‪ .‬فهو معجب بالموقف الرّوس��ي‬ ‫(لسبب ما) وال يخفي صالته مع مسؤولين‬ ‫كب��ار ف��ي روس��يا ‪ -‬الت��ي تخ��وض اآلن‬ ‫معركة سياس��ية حسّاس��ة مع أمريكا‪ ،‬أو‬ ‫باألح��رى‪ :‬تخوض معرك��ة مفصلية على‬ ‫مصالح اس��تراتيجية مع خص��وم بعينهم‬ ‫يتم ّثلون بالدّرجة األولى بـ قطر وتركيّا‪،‬‬ ‫وبالدرج��ة الثاني��ة بع��ض دول االتح��اد‬ ‫األوروب��ي الضائقين ذرعًا ّ‬ ‫بتحكم الروس‬ ‫بم��وارد الطاقة بوس��اطة أوكرانيّة حتى‬ ‫اآلن (بديله��ا المحتمل الطاق��ة القطرية)‬ ‫وتدع��م موق��ف ه��ؤالء الخص��وم أمريكا‬ ‫ألسباب سياسية‪ ،‬تلك التي ال تريد لروسيا‬ ‫الطموح��ة والجريح��ة أن تع��ود إلى موقع‬ ‫"قطب مناف��س" في يوم م��ن األيام‪ ،‬بل‬ ‫تريد االحتفاظ بدوره��ا القيادي المتفرّد‬ ‫ف��ي العال��م‪ ،‬وه��ي مرتاحة لذل��ك النجم‬ ‫القط��ريّ الصاعد‪ ،‬الذي يه��دد بتقويض‬ ‫نف��وذ ال��رّوس (المتع ّل��ق بالطاق��ة) في‬

‫الق��ارة األوروبي��ة‪ ،‬وبالتال��ي خس��ارات‬ ‫اقتصادي��ة هام��ة للروس‪ ،‬قد ت��ؤدي إلى‬ ‫خسارات سياسية كبرى‪.‬‬

‫�سبب موقف امل ّناع و�أثره ال�سلبي‪:‬‬

‫ يبدو أن الس��بب في موقف المنّاع‬‫المتبنّي لـموق��ف الروس يعود لمجموعة‬ ‫عوام��ل‪ ،‬منه��ا تاريخي��ة ف��ي عالقات��ه‬ ‫وارتباطات��ه‪ ،‬ومنه��ا أيديولوجي��ة‪ ،‬ومنها‬ ‫براغماتي��ة ولكن نخصّ بالذكر ما نعتقد‬ ‫أنّه الداف��ع الرئيس والجوهري منها وهو‬ ‫رغبت��ه ونزوعه إلى التفرّد واتّخاذ موقف‬ ‫مغاير عل��ى رأس "هيئة معارضة" تضعه‬ ‫ف��ي موق��ع متميّ��ز يرف��ع من ش��أنه هو‬ ‫(حس��ب ما يعتق��د) إلى مص��اف الالعبين‬ ‫األوائ��ل ف��ي س��وريا المس��تقبل‪ ،‬ولتلك‬ ‫الغاي��ة يصطفّ م��ع مواقف ق��وى دوليّة‬ ‫مناقضة للقوى الدولي��ة التي تدعم قوى‬ ‫المعارض��ة الس��ورية "األخ��رى"‪ ،‬رغ��م‬ ‫هجومه عليهم من هذا الباب بالذات‪ ،‬أكثر‬ ‫من غيره‪ ،‬باب التبعية "ألجندات خارجية"‪،‬‬ ‫ورغم كون تلك القوى تدعم ّ‬ ‫النظام الذي‬ ‫يدّعي هو معارضتَه‪.‬‬ ‫ يؤدّي ذلك الموقف إلى ثالثة أمور‬‫تتضمّ��ن خدم��ات للنظ��ام (بعلم الس��يد‬ ‫المن��اع أو دون��ه)‪ :‬األول‪ :‬اعتب��اره وم��ن‬ ‫ف��ي ّ‬ ‫صفه معارض��ًا فع ًال‪ ،‬بس��بب خطابه‬ ‫المهاجم والمنتقد فع ًال لسياسات وسلوك‬ ‫النظام‪( ،‬وهو بهذا المعنى وباشتراكه مع‬ ‫األمرين التاليين‪ ،‬يفي��د النظام حتّى في‬ ‫انتقاده الالذع له)‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬أنّه يزيد من انقسام صفوف‬ ‫المعارض��ة‪ ،‬مدّعي��اً أن��ه يتّخ��ذ مكان��ًا‬ ‫متوسّطًا بين جهتين "متطرّفتين" وشبه‬ ‫متكافئتي��ن بالقوة العس��كرية والبطش‬ ‫والعن��ف‪ ،‬بينم��ا تثب��ت الوقائ��ع وموازين‬ ‫القوى الحالية أن الطرف المتطرّف األوّل‬ ‫ه��ي عصابة النظ��ام‪ ،‬وبف��ارق بعيد عن‬ ‫أي��ة أطراف أخرى مناقض��ة له‪ ،‬وتثبت أنه‬ ‫يملك القوّة العسكرية المتفوقة بوضوح‬ ‫حتّى اآلن (ألس��باب عدي��دة منها اإلصرار‬ ‫اإليران��ي الش��رس عل��ى دعم��ه‪ ،‬وابتعاد‬ ‫األط��راف األخرى عن دعم الث��ورة)‪ ،‬وهو‬ ‫بذلك يقدّم الخدم��ة األولى للنظام الذي‬ ‫"يعارضه"‪.‬‬ ‫والثال��ث‪ - :‬وهو األس��وأ ف��ي رأيي ‪-‬‬ ‫أنّ��ه يج��رّ ًاّ‬ ‫كل م��ن مؤيّدي��ه النظريين‪،‬‬ ‫والباحثي��ن ع��ن حلول سياس��ية‪ ،‬وبعض‬ ‫الهاربي��ن م��ن حقيق��ة العن��ف المروّعة‬ ‫في س��وريا (لما في خطابه من اس��تنكار‬ ‫للعنف والتسلح) إلى االنحياز إلى الموقف‬ ‫الرّوسي األكثر تص ّلباً وفجاجة ضد الثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وثورات الربيع العربي بش��كل‬ ‫عام‪ ،‬واألكثر دعمًا للنظام الس��وري الذي‬ ‫"يعارضه"‪ ،‬وبذلك يق��دّم الخدمة الثانية‬ ‫له‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أخي��را‪ :‬ورغم ما س��بق ال أوافق على‬ ‫الوصف المتداول لش��خص هيث��م المناع‬ ‫كـ"عمي��ل للنظ��ام" (بالمعن��ى الحرفي)‪،‬‬ ‫ولكن رحم اهلل من قال‪" :‬مين جاب نفسه‬ ‫للرّدى‪ ،‬ال يلومها"‪.‬‬


‫ديفيد مكرينولدز‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫وحيداً ب��دوره‪ ،‬فثقافة الالعنف ليس��ت‬ ‫طقوس��ًا أو تعاوي��ذ تتل��ى‪ ،‬ب��ل ه��ي‬ ‫اس��تراتيجيات وتكتيكات وحس��ن ادارة‬ ‫للص��راع‪ ،‬وحش��د للم��وارد والمؤثرات‪.‬‬ ‫فالالعن��ف ال يُع��رف إال عل��ى مح��ك‬ ‫الواق��ع‪ .‬وهو ليس نظرية فلس��فية أو‬ ‫أخالقية فق��ط‪ ،‬رغم ارتباط��ه الوثيق‬ ‫بالفلس��فة واألخ�لاق‪ ،‬بل ه��و‪ ،‬أيضًا‪،‬‬ ‫اس��تراتيجية واقعي��ة ق��د تنج��ح وق��د‬ ‫تفش��ل حس��ب ظ��روف اس��تخدامها‪،‬‬ ‫إال أنه��ا‪ ،‬وهي ممي��زة أساس��ية أيضًا‬ ‫م��ن ممي��زات الالعن��ف‪ ،‬توح��د الغاية‬ ‫والوس��يلة‪ ،‬مما يساهم‪ ،‬حتى في حال‬ ‫فش��ل حركة العنفية ما ف��ي الوصول‬ ‫إلى اله��دف المحدد آنيًا‪ ،‬في تأس��يس‬ ‫مجتم��ع أفض��ل ه��و الغاي��ة النهائي��ة‬ ‫للفعل اإلنساني‪.‬‬ ‫والالعن��ف لي��س تقني��ة أو‬ ‫اس��تراتيجية معزول��ة ع��ن اله��دف‬ ‫المطل��وب‪ .‬طبعً��ا يمك��ن اس��تخدام‬ ‫تقني��ة الالعنف ضم��ن تقني��ات أخرى‬ ‫عنفي��ة لكن الالعنف هنا يفقد فعاليته‬ ‫االستراتيجية‪ .‬يقول جان ‪ -‬ماري َّ‬ ‫مولر‪،‬‬ ‫أحد المفكرين الالعنفيين الذين يمكن‬ ‫أن نطل��ق عليه��م صف��ة براغماتيين‪،‬‬

‫ً‬ ‫"نش��اطا في��ه ‪ 90‬في‬ ‫به��ذا الصدد إن‬ ‫المئ��ة العنف و‪ 10‬ف��ي المئة عنف هو‬ ‫نش��اط عنيف اس��تخدمت في��ه تقنيات‬ ‫العنفية"‪ ،‬وهذا ما ين��زع عن الالعنف‪،‬‬ ‫في حال اعتماده كاس��تراتيجية نضال‪،‬‬ ‫فعالية أث��ره التي يفت��رض أن يوقعها‬ ‫ف��ي الخص��م وفي ال��رأي الع��ام وفي‬ ‫المشاركين كذلك‪.‬‬ ‫غاية النش��اط الالعنفي متضمنة‬ ‫في وسيلته‪ .‬غاندي لم يسعَ إلى خروج‬ ‫البريطانيين من الهن��د "فقط" بل ألح‬ ‫وأكد وجهد في س��بيل استقالل الهنود‬ ‫أنفس��هم أو ًال‪ ،‬مس��يرة المل��ح ودوالب‬ ‫الغزل أمثلة رائعة‪ .‬سيزار تشافير كان‬ ‫أول مؤسس لنقابة العمال الزراعيين‪،‬‬ ‫وقد عمل على توعية العمال بحقوقهم‬ ‫وبمخاطر المبيدات الحشرية باإلضافة‬ ‫إلى أنه أعاد إليهم األمل بقدرتهم على‬ ‫إحداث أث��ر‪ .‬كينغ فعل ذل��ك أيضًا من‬ ‫خالل فعل ش��ديد البس��اطة كالمش��ي‬ ‫ليس فقط إلنص��اف الفقراء والس��ود‬ ‫وإنم��ا أيض��ًا إلنص��اف الهن��ود الحم��ر‬ ‫األميركيي��ن والمكس��يكيين والفق��راء‬ ‫من البيض‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ينش��أ فك��ر وفع��ل العن��ف م��ن‬ ‫االعتق��اد األوح��د برجح��ان المنط��ق‬ ‫والفك��ر المتبن��ى وبط�لان أي منط��ق‬ ‫وفك��ر للغي��ر فتتح��ول األف��كار إل��ى‬ ‫بديهيات ال تقبل النقاش ويتحول اآلخر‬ ‫المختل��ف إلى كافر فاس��ق ض��ال‪ .‬هذا‬ ‫االستمالك القسري للحقيقة المطلقة‬ ‫يفضي إلى محاول��ة الهيمنة على فكر‬ ‫اآلخري��ن وعقوله��م وحياته��م ويبيح‬ ‫التص��رف بحقوقهم وإقص��اء فكرهم‬ ‫وتصوراتهم‪.‬‬ ‫كم��ا يتول��د العن��ف م��ن االعتقاد‬ ‫المفرط بأن اآلخرين ينتهكون حقوقه‬ ‫المش��روعة مصحوبة بأوهام وتخيالت‬ ‫مهول��ة تح��ول رد الفعل إل��ى اندفاعة‬ ‫متش��نجة مفرط��ة‪ ..‬فعندم��ا تتعرض‬ ‫حقوق��ه الطبيعية المباح��ة إلى انتهاك‬ ‫واس��تالب يتنام��ى ش��عور باالنتق��ام‬ ‫وتنم��و عقلية رد بالمثل التي س��تكون‬ ‫بطبيع��ة الح��ال ميال��ة لس��لب حقوق‬ ‫اآلخري��ن س��عيًا ليك��ون األذى موجع��ًا‬ ‫مؤلمًا للطرف المقابل‪.‬‬ ‫ويبدو من الصور الماثلة أمامنا أن‬ ‫العنف ينهض على ثمة أسس متهرئة‪،‬‬ ‫منش��أها الفك��ري ينب��ري ع��ادة طبقًا‬ ‫لظ��روف وقتي��ة زمانية طارئ��ة حتمت‬ ‫إطاللته في غفل��ة من الوعي والتعقل‬ ‫والفكر المت��وازن الرصي��ن في الوقت‬ ‫نفس��ه يبدو أن أغلب التراتيب الفكرية‬ ‫المتطرف��ة تنط��وي تح��ت عب��اءة فكر‬ ‫مش��وش يعلوها التناقض والخلط في‬ ‫المفاهي��م والمصطلحات الفلس��فية‪،‬‬ ‫وأي تناق��ض في التص��ورات المعرفية‬ ‫س��تكون حتم��ًا ناتج��ة ع��ن اضطراب‬ ‫معرف��ي ونق��ل مفاهي��م واقتب��اس‬ ‫تصورات من مضامين ثقافية ذات بنى‬ ‫أقرب للتلفيق والخواء‪.‬‬ ‫ولم��ا كان��ت مس��ؤولية الكائ��ن‬ ‫البش��ري تقوم عل��ى احت��رام وصيانة‬ ‫حقوق اآلخرين وممارسة دور اإلصالح‬ ‫والتنمية والنصح واإلرش��اد والتقويم‪،‬‬ ‫دون أن ين��اط له ح��ق تقويض الكيان‬ ‫البشري وعناصره األولية‪.‬‬ ‫يتص��دى كاتبنا لفلس��فة الالعنف‬ ‫م��ن منطل��ق تجرب��ة حي��ة خاضه��ا‬ ‫المؤلف‪ ،‬مركزًا عل��ى مجمل القناعات‬ ‫الت��ي تش��كلت م��ن الواق��ع كم��ا م��ن‬ ‫ق��راءات متع��ددة‪ ،‬ويبدأ م��ن افتراض‬ ‫أساس��ي يقتضيه الالعنف وهو نسبية‬ ‫رؤي��ة اإلنس��ان للح��ق‪ ،‬عدم ق��درة أي‬ ‫إنس��ان عل��ى الوثوق ثق��ة مطلقة من‬ ‫أن��ه على ح��ق ونف��ي ه��ذه الثقة عن‬ ‫اآلخ��ر "الخصم"‪ .‬الواقع في تغير دائم‪،‬‬ ‫وه��ذا التغير يتم عبر النزاع‪ ،‬مما يعني‬ ‫وج��ودًا دائمً��ا للخصم‪ .‬الجدي��د الذي‬ ‫يقدم��ه الالعن��ف هو ف��ي إدارة جديدة‬ ‫للنزاع‪ ،‬إدارة أكثر إنس��انية‪ ،‬تأخذ بعين‬

‫االعتب��ار فرادة الكائن البش��ري ‪ -‬الذي‬ ‫هو الخصم أيضًا‪.‬‬ ‫تغيير الواقع ال يمكن أن يتم بدون‬ ‫أل��م‪ ،‬لكننا‪ ،‬ف��ي المقابل‪ ،‬ل��ن نتحول‬ ‫إل��ى ممجدين لأللم حتى ل��و كان ذلك‬ ‫باسم العدالة‪ .‬وهنا يتناول مكرينولدز‬ ‫مفه��وم العدال��ة ممي��زًا بينه��ا وبي��ن‬ ‫الثأر‪ ،‬فالعدالة ليس��ت هي الث��أر أبدًا‪،‬‬ ‫وإذا كنا نري��د التغيير فيجب أن نتحرك‬ ‫نحو األم��ام ال أن ندور ف��ي حلقة الثأر‬ ‫المغلق��ة‪ .‬ه��ذا التح��رك ال يمك��ن أن‬ ‫يحدث ب��دون تجاوز رغم أن التجاوز قد‬ ‫ينقض العدالة بمفهومها األبسط‪ .‬في‬ ‫اختص��ار‪ ،‬العدالة هي س��عينا لتحقيق‬ ‫شروط أكثر إنسانية لحياة البشر‪ ،‬هي‬ ‫إص�لاح ما أفس��ده غيرنا؛ وليس��ت في‬ ‫إفسادٍ مقابل‪.‬‬ ‫وفلس��فة الالعن��ف ت فت��ح آفاق��ًا‬ ‫جديدة عل��ى بدائل «واقعية» وليس��ت‬ ‫مثالي��ة‪ ،‬يمكن اس��تخدامها في معارك‬ ‫التغيي��ر‪ ،‬ف�لا يكف��ي لالنتص��ار ف��ي‬ ‫معارك الحرية مجرد الدفاع عن أهداف‬ ‫التحرر بقوة وصالبة لفترة طويلة‪ ،‬بل‬ ‫يجب تحويلها إل��ى واقع عملي‪ ،‬فترديد‬ ‫االه��داف ال يعن��ي تغيي��ر االوض��اع‬ ‫القائم��ة‪ ،‬ب��ل ال ب��د م��ن وجود مس��ار‬ ‫واضح وفعال‪.‬‬ ‫ه��ل يتطل��ب الالعن��ف خصمً��ا‬ ‫إنس��انيًا؟ يتس��أل مكرينولدز بصيغة‬ ‫أخرى‪" :‬ولكن م��اذا عن هتلر؟"‪ .‬ويجيب‬ ‫بأن��ه ال يمكن معرفة أث��ر الالعنف في‬ ‫مواجه��ة مثل ه��ذا الخص��م‪ ،‬فاليهود‬ ‫لم يكونوا العنفيين بل س��لبيين‪ ،‬كما‬ ‫أن هن��اك توثيق��ات مهم��ة النتصارات‬ ‫العنفية عديدة في أوروبا ضد النازية‪،‬‬ ‫فف��ي النروي��ج حص��ل إض��راب ناج��ح‬ ‫للمعلمي��ن ضد تدري��س اإليديولوجية‬ ‫النازية‪ ،‬وف��ي بلغاريا حال��ت المقاومة‬ ‫المدني��ة العفوي��ة دون إرس��ال اليهود‬ ‫خ��ارج الب�لاد‪ .‬ويبي��ن مكرينول��دز أن‬ ‫البريطانيي��ن واألمريكيي��ن الجنوبيين‬ ‫ل��م يكون��وا به��ذا اللط��ف‪ ،‬المنق��ول‬ ‫عنه��م‪ ،‬في صراعهم م��ع الهنود أو مع‬ ‫جماع��ة كين��غ‪ .‬صحيح أن الظ��روف قد‬ ‫س��اعدت على إنجاح الث��ورة الالعنفية‬ ‫في كال المكانين وأفش��لتها في أمكنة‬ ‫كثي��رة أخرى‪ ،‬إال أنه يجب أن يُفهَم أن‬ ‫الالعنف قد يخس��ر أيضً��ا‪ ،‬مثل العنف‬ ‫تمامًا‪ ،‬إال أنه يتميز بأن هدفه النهائي‬ ‫لي��س النص��ر فقط ب��ل تغيي��ر الواقع‬ ‫نفس��ه‪ ،‬وهو م��ا ينجح في��ه‪ ،‬حتى ولو‬ ‫ل��م يحقق غايته اآلنية‪ ،‬عب��ر البرنامج‬ ‫البنَّاء الذي ال يكتمل النشاط الالعنفي‬ ‫بدونه‪.‬‬ ‫يع��ود كاتبن��ا ليؤك��د أن فلس��فة‬ ‫الالعنف ال تش��كل ضماناً وحيداً للنجاح‬ ‫مثلم��ا ال يعد اس��تخدام العن��ف ضمانًا‬

‫ياسر مرزوق‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫فل�ســــفة الالعــــــنف‬

‫‪19‬‬


‫الأقلية ال�ساحقة يف الثورة ال�سورية‬ ‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫لوحظ خالل األش��هر المنصرمة من‬ ‫عمر الث��ورة الس��ورية المجيدة‪ ،‬انتش��ار‬ ‫تخ��وف واض��ح ل��دى نس��بة كبي��رة م��ن‬ ‫ً‬ ‫خاصة في العاصمة دمش��ق –‬ ‫الش��عب –‬ ‫من امتداد الطابع اإلسالمي غير المعتدل‬ ‫على معظ��م مظاه��ر الثورة الس��ورية‪،‬‬ ‫التي انطلقت أساس��ًا وف��ق اعتبارات من‬ ‫الحرية والتآخي الذي يجمع خيوط النسيج‬ ‫السوري الملون دونما استثناء‪.‬‬ ‫ولع��ل أكث��ر ه��ذه المخ��اوف ينب��ع‬ ‫مما يرف��ع يومياً من مقاط��ع فيديو على‬ ‫اليوتيوب‪ ،‬ومواقع التواص��ل االجتماعي‪،‬‬ ‫والتي تعكس طابعًا إس�لاميًا يمينياً بحتًا‬ ‫عن الثورة التي أخذت بالتحول التدريجي‬ ‫نح��و إيديولوجي��ا عقائدي��ة راديكالي��ة‬ ‫إقصائية‪ ،‬ته��دد بالثب��ور وعواقب األمور‬ ‫لم��ن يقف ف��ي وجه الث��ورة‪ ،‬ب��ل وحتى‬ ‫لم��ن ال يؤي��د الط��رح ال��ذي أت��وا به من‬ ‫ظلم��ات رؤوس مموليه��م‪ ،‬فتراه��م‬ ‫يرفعون أعالم القاعدة مرددين ش��عارات‬ ‫إس�لاموية تعبوي��ة‪ ،‬ال ته��دف لش��يء إال‬ ‫لف��رض إيديولوجيتهم فرضًا على جموع‬ ‫السوريين‪ ،‬شاء من شاء وأبى من أبى‪.‬‬ ‫الحقيق��ة أن ه��ذه المقاط��ع الت��ي‬ ‫تدرج تباعًا‪ ،‬ال تثي��ر في النفس أكثر من‬ ‫الملل‪ ،‬بالتأكيد نعني هنا النفس الواعية‬ ‫المطلعة القادرة على النفاذ إلى األعماق‪،‬‬ ‫وإدراك أن معظ��م م��ا يق��وم ب��ه هؤالء‬ ‫مج��رد أدوار وظيفية ال تعك��س رؤيتهم‬ ‫وطموحهم‪ ،‬بل يقومون بما تمليه عليهم‬ ‫اإليديولوجي��ا الـ(بن الدن)ية‪ ،‬مذ نش��أت‪،‬‬ ‫واآلن‪ ..‬وحتى تفنى تلقائيًا‪.‬‬ ‫ولتحلي��ل ه��ذه الص��ورة القبيح��ة‪،‬‬ ‫والجديدة تمامًا على الس��احة السورية –‬ ‫عب��ر تاريخها المجي��د –ال يتطلب األمر إال‬ ‫تس��ليط المزيد م��ن الضوء عل��ى جبهة‬ ‫النصرة التي ال تأل جهداً في سبيل تأمين‬ ‫الطحي��ن والمحروق��ات لبع��ض المناطق‬ ‫ف��ي حل��ب وإدل��ب بالدرجة األول��ى‪ .‬هذه‬ ‫نقاط تحس��ب لها‪ ،‬ولكن الغريب أن جبهة‬ ‫النصرة تس��تطيع تأمين المواد بما يفوق‬ ‫التصور‪ ،‬وال يسمحون ألحد بالدخول على‬ ‫الخط‪ ،‬ليبقوا على الس��يطرة والنفوذ في‬ ‫مناطق تواجدهم‪ ،‬ثم يخرجوا ليتعرضوا‬ ‫للمظاهرات الحرة التي تخرج في ش��وراع‬ ‫الش��هباء للتنديد بكل مستبد‪ ،‬سوا ًء كان‬ ‫النظ��ام أو الجيش الح��ر أو جبهة النصرة‬ ‫ومن لف (حشيشها)‪ ،‬وعند المساء يطلون‬ ‫عب��ر قنواتهم الن��ادرة والحصرية ليعلنوا‬ ‫رف��ع لواء اإلس�لام وتنفيذه��ذه المجزرة‬ ‫بحق أنصار النظام‪ ،‬أو تلك المذبحة بحق‬ ‫جيش األسد‪.‬‬ ‫بالتأكي��د ه��ي ص��ورة قاتم��ة تثير‬ ‫االش��مئزازوتدفعنا للتس��اؤل‪ ،‬ه��ل م��ن‬ ‫المنطق��ي لم��ن ينص��ب نفس��ه ممث� ً‬ ‫لا‬ ‫لإلس�لام ومدافعاً ع��ن لوائه‪ ،‬أن يتصرف‬ ‫كعصاب��ة عس��كرية تتخذم��ن الطائفية‬ ‫والدموي��ة‪ ،‬منهج��اً ف��ي القت��ال؟ ف��ي‬ ‫حقيق��ة األمر أننا لو تابعن��ا اهتماماتهم‪،‬‬ ‫فس��نجدهم ال يكترثون ألمر فردٍ سوري‬ ‫واح��د أكث��ر م��ن اهتمامه��م بأفغاني أو‬ ‫مغارب��ي أحم��ق آخر وصل حدود س��وريا‬ ‫ليحق��ق حلم��ه بالجه��اد واالستش��هاد‬ ‫للوص��ول برحل��ة واح��دة دون توقف إلى‬ ‫الفردوس‪ ..‬والحور العين‪.‬‬ ‫بعد اس��تقصاء آلية عم��ل الفصائل‬

‫المس��لحة العاملة تحت ل��واء القاعدة في‬ ‫الع��راق وأفغانس��تان أصب��ح واضح��ًا أن‬ ‫ه��ذه الفصائ��ل ال تعم��ل بماتمليه علينا‬ ‫تعاليم الدين اإلسالمي الحنيف‪ ،‬بل وفق‬ ‫أجن��دة مموليه��م لف��رض ه��ذه الصورة‬ ‫العبثية لما يمكن أن يؤول إليه مس��تقبل‬ ‫سوريا في ظل طول عمر األزمة وانعدام‬ ‫ق��درة جي��ش النظ��ام عل��ى الحس��م أو‬ ‫قدرة الجيش الحر على فرض س��يطرته‬ ‫المطلق��ة عل��ى المناط��ق المح��ررة‪..‬‬ ‫ومش��روعهم أش��به بالخيال بإقامة دولة‬ ‫خالفة إس�لامية لم نشهد مثلها حتى في‬ ‫أفغانس��تان‪ ،‬والمثي��ر أننا نج��د الكثيرين‬ ‫مم��ن يش��دون عل��ى أياديه��م ويعل��ون‬ ‫من ش��أنهم‪ ،‬دون التدقي��ق في تفاصيل‬ ‫أجندته��م واس��تقصاء هويتهم لكش��ف‬ ‫حقيقتهم‪ .‬فما هي هذه الحقيقة؟‬ ‫بالتأكي��د ال يوج��د جواب ش��اف لهذا‬ ‫السؤال‪ ،‬إال أن طرح بعض التساؤالت من‬ ‫الممك��ن أن يق��رب إلينا اإلجاب��ة إلى حدٍ‬ ‫ما‪ ،‬واألهم من ذل��ك‪ ،‬الطعن في حقيقة‬ ‫هويته��م الت��ي يحاول��ون إقناع الش��عب‬ ‫السوري بها‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬ال بد من التساؤل‪ ،‬من أين تأتي‬ ‫جبه��ة النص��رة بتمويله��ا الخرافي؟ هي‬ ‫تملك س�لاحاً وذخيرة بما يفوق الوصف‪،‬‬ ‫كم��ا أنهم ال يقربون الذخيرة في المواقع‬ ‫التي تسقط بين أيديهم‪ ،‬فيتركونها في‬ ‫مكانها أو يتلفونها‪ ،‬ولكنهم ال يصادرونها‬ ‫لصالحه��م‪ ،‬ربما خش��ية الوق��وع في فخ‬ ‫األس��لحة الملغومة مجدداً كما حصل مع‬ ‫عدد من الكتائب في حمص وإدلب‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬التموي��ل ضخ��م وهائ��ل وه��و‬ ‫بالتأكي��د يورد من مصادر على مس��توى‬ ‫الدول وليس مجرد مؤسسات أو أفراد‪ ،‬ما‬ ‫هي األجندة التي تعمل عليها هذه الدولة‬ ‫الممولة؟ وما ال��ذي ترمي إليه من فرض‬ ‫طاب��ع يميني ح��اد التطرف عل��ى الهوية‬ ‫السورية التي لم تعرف التطرف يوماً كما‬ ‫نراه اآلن على الساحة السورية؟‬ ‫ثانيًا‪ :‬جبهة النصرة تس��تطيع تأمين‬ ‫م��ادة الطحي��ن وتش��رف بنفس��ها عل��ى‬ ‫توزيع��ه‪ ،‬نس��تطيع القول ب��أن المناطق‬ ‫الت��ي تقع تح��ت س��يطرتهم تتوافر فيها‬ ‫م��ادة الخب��ز أكثر م��ن العاصمة دمش��ق‬ ‫نفس��ها اآلن‪ .‬وه��ذا ال ب��د من أن يوس��ع‬ ‫قاعدتهم الشعبية بشكل كبير‪ ،‬ليرسخوا‬ ‫القناع��ة بأنه��م الوحي��دون واألفض��ل‬ ‫كذلك‪ ،‬فمن أي��ن تأتي الجبهة بالطحين؟‬ ‫ه��ي بالتأكي��د ال تمل��ك صوام��ع الحبوب‬ ‫وال م��زارع القم��ح بم��ا يكف��ي ليغط��ي‬ ‫احتياجاته��م‪ ،‬هم يحصلون عل��ى المادة‬ ‫مصدر ما‪ ،‬يق��وم بتأمينه لهم‬ ‫الخ��ام من‬ ‫ٍ‬ ‫حصري��اً‪ ،‬ما ه��و هذا المص��در؟ وإن كان‬ ‫هدفه من تأمين الطحين إنسانيًا‪ ،‬فلماذا‬ ‫ال ي��وزع الم��ادة بالتس��اوي عل��ى جمي��ع‬ ‫الكتائب ف��ي المناطق المحررة؟ قد يقول‬ ‫قائل بأن المصدر يثق بهم لشدة بأسهم‬ ‫واس��تقامتهم‪ ،‬فهل بذلك يطع��ن بنوايا‬ ‫النسبة الس��احقة المتبقية من الفصائل‬ ‫المسلحة هناك؟‬ ‫ثالث��ًا‪ :‬ب��دأت جبه��ة النص��رة ف��ي‬ ‫إع��ادة ط�لاب الم��دارس إلى مدارس��هم‬ ‫ف��ي المناطق التي تق��ع ضمن نفوذهم‪،‬‬ ‫جهد محمود هو‪ ،‬ولكن لماذا يش��ترطون‬ ‫على مديري الم��دارس االلتزام بتدريس‬

‫منير الريس‬

‫الصورة نق ًال عن صحيفة السفير االكترونية – العدد ‪ 2012/10/4 – 12300‬تظهر عنصراً من الجيش الحر يعدم جنود من النظام‬

‫الش��ريعة اإلس�لامية – وربم��ا فق��ط‬ ‫الشريعة اإلس�لامية – في هذ المدارس؟‬ ‫لقد ب��دؤوا فع ًال بترس��يخ إيديولوجيتهم‬ ‫جيل‬ ‫ضم��ن (إمارتهم) ممهدي��ن لتخريج ٍ‬ ‫كامل يس��مى أبناؤه (أس��امة)‪ ،‬وال يسعى‬ ‫ٍ‬ ‫إال للجهاد في س��بيل اهلل والش��هادة دون‬ ‫ذلك‪ .‬ولك��ن الجهاد ضد م��ن؟ جواب ذلك‬ ‫تفرضه األجندات والمتغيرات الدولية‪.‬‬ ‫إذا أردنا اتباع منهج (من المستفيد؟)‬ ‫من وج��ود ه��ذه الجبهة‪ ،‬لوجدن��ا أطرافًا‬ ‫عدي��دة ه��ي المس��تفيدة‪ .‬وآخ��ر ه��ذه‬ ‫األط��راف ه��ي الش��عب الس��وري ب��كل‬ ‫مكونات��ه‪ .‬ربم��ا ه��م يحل��ون معضل��ة‬ ‫هن��ا وييس��رون أم��راً هناك عل��ى المدى‬ ‫القري��ب‪ ،‬إال أن التفكير خ��ارج الصندوق‬ ‫يقودن��ا إل��ى أن ش��رارة الثورة الس��ورية‬ ‫انطلقت واس��تعرت ش��هوراً قب��ل ظهور‬ ‫الجبه��ة وأعوانها‪ ،‬ال ب��د أن الفترة األولى‬ ‫هي األصع��ب في عمر أي ثورة تش��تعل‬ ‫ح��ول العالم‪ ،‬ورغم ذل��ك انطلق الحراك‬ ‫الس��لمي والمظاهرات‪ ،‬ومن ثم تش��كلت‬ ‫مكون��ات الجي��ش الح��ر‪ ،‬وب��دأ بتحقي��ق‬ ‫انتص��ارات عملي��ة عل��ى األرض قبل أن‬ ‫تولد هذه الجبهة وخطابها المريب‪.‬‬ ‫فإذاً ال فض��ل لهم على اإلطالق في‬ ‫قي��ام أو حتى اس��تمرار الث��ورة إلى اآلن‪،‬‬ ‫ب��ل ويذه��ب بع��ض المحللي��ن أبعد من‬ ‫ذلك ليقول‪ ،‬أنه لوال مظاهر التطرف في‬ ‫الكثير م��ن األلوية المقاتلة في س��وريا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مرونة في‬ ‫ل��كان المجتم��ع الدولي أكث��ر‬ ‫التعام��ل م��ع ضغوط الش��ارع الس��وري‬ ‫ومطالب الشعب بالوصول إلى حل‪.‬‬ ‫إذا نأين��ا بأنفس��نا قلي� ً‬ ‫لا بعي��داً عن‬ ‫نظري��ة المؤام��رة‪ ،‬حيث ال نج��د مي ًال إلى‬ ‫التحليل الذي يقول بأن جبهة النصرة هي‬ ‫صنيعة النظام السوري بامتياز‪ ،‬ربما هم‬ ‫مخترق��ون من أجهزة المخاب��رات التابعة‬ ‫للنظام الس��وري‪ ،‬وربما تس��اهل النظام‬ ‫بش��كل ما في التخلي عن المناطق التي‬ ‫ٍ‬ ‫غزتها الجبهة‪ ،‬ولكن النظام الس��وري هو‬ ‫بالتأكيد المستفيد من تسيد اليمين على‬ ‫أجزاء واس��عة من س��وريا‪ ،‬وكأن��ه يوجه‬ ‫تحذي��راً للمجتمع الدول��ي أو ًال‪ ،‬ولألقليات‬ ‫في س��وريا ثانيًا‪ ،‬بأن��ه ال يوجد حل ثالث‬ ‫في سوريا‪ ،‬إما أنا أو إيديولوجيا النصرة‪.‬‬ ‫المستفيد األول هو النظام السوري‬ ‫الذي ينازع اآلن ويسعى لكسب المزيد من‬ ‫اللحظات‪ ،‬ليكون حاضراً بقوة على طاولة‬ ‫المفاوضات‪ .‬فهو ليس بوارد القضاء على‬ ‫إرهابيي القاعدة‪ ،‬طالما هم يرسمون له‬

‫وبنج��اح منقطع النظير الص��ورة القاتمة‬ ‫لمستقبل سوريا بعد زواله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إضاف��ة إل��ى ذل��ك‪ ،‬يج��د أال نغف��ل‬ ‫المساعي الحثيثة التي تبذلها بعض دول‬ ‫الج��وار ألج��ل تنمية المش��روع اإلخواني‬ ‫في المنطقة بأس��رها‪ ،‬هذه الدول تدعم‬ ‫بشكل علني وواضح وال‬ ‫الثورة الس��ورية‬ ‫ٍ‬ ‫يظنن أحد بأنها تقوم بهذا الدعم انطالقًا‬ ‫من مبادئ اإلنسانية‪ ،‬بل ترسيخاً لقاعدة‬ ‫اإلخوان المس��لمين في س��وريا‪ ،‬وحقيقة‬ ‫األمر أن الش��عوب ربما ب��دأت تؤمن بأنه‬ ‫طالما كان المش��روع الليبرالي المس��تتر‬ ‫خلف أس��س النهضة والتنمية قد فش��ل‬ ‫فش� ً‬ ‫لا ذريع��اً خ�لال العق��ود الماضي��ة‪،‬‬ ‫فلربم��ا كان المش��روع اإلس�لامي ق��ادراً‬ ‫عل��ى تحقي��ق م��ا عج��زت عن��ه األنظمة‬ ‫مدعية العلمانية في الدول العربية‪.‬‬ ‫إن كان يعتق��د اإلخ��وان المس��لمون‬ ‫أنه��م ع��ن طري��ق بل��ورة فك��رة وج��ود‬ ‫المتطرفي��ن عل��ى األرض الس��ورية‪،‬‬ ‫فس��يدفعون بذل��ك الش��عب الس��وري إلى‬ ‫االستسالم لفكرة التيار اإلسالمي المعتدل‬ ‫كحل وس��ط‪ ،‬فهم بال ش��ك يرتكبون خطًا‬ ‫جس��يماً‪ .‬ربما ه��م يعتق��دون أن المرحلة‬ ‫التالي��ة لس��قوط النظ��ام‪ - ،‬حي��ث تك��ون‬ ‫الث��ورة المنتصرة منهكة كثيراً ‪ -‬ستس��مح‬ ‫له��م‪ ،‬بتس��ريب أجندته��م إل��ى الداخ��ل‪،‬‬ ‫بحي��ث يصبح��ون ه��م الح��ل التوافق��ي‬ ‫كل‬ ‫ال��ذي يقف على نف��س المس��افة من ٍ‬ ‫م��ن الليبراليي��ن والعلمانيي��ن م��ن جهة‪،‬‬ ‫واإلسالميين والمتطرفين من جهةٍ أخرى‪.‬‬ ‫لق��د أثبت��ت القاع��دة وأتباعه��ا على‬ ‫طول الخط خروجهم عن أجندة مموليهم‬ ‫عن��د ش��عورهم بس��حب البس��اط م��ن‬ ‫تح��ت أقدامه��م‪ ،‬والس�لاح بي��د فصائ��ل‬ ‫النصرة غير قاب��ل للضبط إال بعد الخنوع‬ ‫ألجندتهم التي غالبًا ستكون مختلفة عن‬ ‫األجندة اإلخوانية في مرحلة ما بعد بشار‪.‬‬ ‫ه��ل هذه ص��ورة قاتم��ة لمرحلة ما‬ ‫بعد انتصار الثورة السورية؟‬ ‫ربما تكون كذلك‪ ،‬وأجزم بأن السبب‬ ‫الحقيق��ي ال��ذي س��مح لس��رطان مدعي‬ ‫الش��ريعة بالنمو داخل جس��د الثورة‪ ،‬هو‬ ‫عجز التي��ار الليبرال��ي على امت��داد عمر‬ ‫الث��ورة عن تمثيل نفس��ه وفرض البديل‬ ‫الذي تتوافق عليه مجمل التيارات والقوى‬ ‫الليبرالية‪ ،‬وفشلهم في توحيد صفوفهم‬ ‫ف��ي وج��ه االمت��داد اإلقليم��ي المتنامي‬ ‫لإلخوان المسلمين‪.‬‬


‫يوسف أبو خضور‬

‫ركن الدين | إحدى مظاهرات الشباب السوري الثائر‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫بع��د أن أنه��ى أحدهم كتابة ش��ئٍ‬ ‫م��ا عل��ى صفحت��ه الفيس��بوكية‪ ،‬حاول‬ ‫أن يكت��ب عب��ارة «الث��ورة بخي��ر» ولكن‬ ‫الجمل��ة كانت تختفي تلقائياً في اللحظة‬ ‫التي يضغ��ط فيها على حرف الراء‪ ،‬ظنّ‬ ‫أن المش��كلة ف��ي جهازه ولكن��ه لم يجد‬ ‫مشكلة في إس��تخدام أيّ حرف أخر بدل‬ ‫الراء‪ ،‬ل��م يهتم كثيراً ونش��ر جملته من‬ ‫دون أن يتبعها بعبارة الثورة بخير وشعر‬ ‫بشئ غريب‪ ..‬ومضى‪.‬‬ ‫و ف��ي بل��د أخر كتب أحده��م عبارة‬ ‫عل��ى صفحت��ه وأرجع كرس��يه قلي ًال كما‬ ‫إعت��اد بعد كتابة جمل��ه الذكية كي يتابع‬ ‫س��يل الفقاعات من أسفل الشاشة ومن‬ ‫أعالها من «مثيل علق فالن على حالتك‬ ‫وأعج��ب ف�لان بحالت��ك وش��ارك ف�لان‬ ‫حالت��ك عل��ى صفحت��ه»‪ ،‬كان��ت متعة ال‬ ‫مثي��ل لها لم يكن مس��تعد لتبديلها بأيّ‬ ‫متع��ة أخرى‪ ،‬وق��د باتت تأخ��ذ من وقته‬ ‫وم��ن نومه الكثير‪ ،‬كان��ت هذه الفقاعات‬ ‫الخالبة أوكس��جينه اليوم��ي‪ ،‬كان يواجه‬ ‫الحياة بس��ر هذه الفقاعات‪ ،‬لذلك عندما‬ ‫مضت خمس دقائق ولم تظهر أي فقاعة‬ ‫كان قد اس��تولى عليه رعب كبير وأخذت‬ ‫ركب��ه تقصف بعد أن تأكد من أن ال خطأ‬ ‫هن��اك وأن األمور كم��ا هي في كل يوم‪،‬‬ ‫كاد الدم أن ينفر من وجهه وأحس بعقله‬ ‫على وشك اإلنفجار‪ ،‬ما الذي يحدث‪..‬؟‬ ‫هل هناك خطأ ما في العبارة‪..‬؟‬ ‫أن الع ّلة ليس��ت هنا ألنه‬ ‫هو يعل��م ّ‬ ‫يضمن الكثير من اإلعجابات قبل القراءة‬ ‫حت��ى‪ ،‬أحسّ بأن هناك ٌ‬ ‫حدث جلل‪ ،‬وكأن‬ ‫الزم��ن غير الزم��ن‪ ،‬وكأن صفحته عادت‬ ‫لسيرتها األولى‪ ،‬باتت تشبه سوقاً فارغًا‬ ‫مهج��وراً‪ ،‬أو قلع��ة قديم��ة ال يقصده��ا‬ ‫السيّاح‪..‬‬

‫في ذل��ك الصباح تم تس��جيل آالف‬ ‫الح��وادث من هذا الن��وع‪ ،‬تغيب الكثيرون‬ ‫ع��ن أعماله��م‪ ،‬وفرغ��ت المقاه��ي م��ن‬ ‫زبائنها السوريين‪ ،‬وتم طرد المئات منهم‬ ‫من نزالء الفنادق والشقق المفروشة في‬ ‫ب�لادٍ كثيرة‪ ،‬حت��ى أن أحدهم اس��تيقظ‬ ‫فج��أة عل��ى أثر فك��رة خطرت ل��ه تصلح‬ ‫لرثاء شهيدٍ ما‪ ،‬وعندما فتح جهازه ليبحث‬ ‫عن اسم أول شهيد يصادفه كي يُضمّنه‬ ‫الرث��اء ويضع صورته لزي��ادة التأثير‪ ،‬لم‬ ‫يجد ش��يئًا‪ ،‬لم يس��تطع قراءة شئ‪ ،‬كانت‬ ‫الكلم��ات كله��ا ب�لا معن��ى‪ ،‬خلي��ط غير‬ ‫متناس��ق من األحرف‪ ،‬وص��ور بال مالمح‪،‬‬ ‫خلط��ة عجيبة من األلوان‪ ،‬تش��به لوحات‬ ‫الفن الفاشل والشائع‪..‬‬ ‫ً‬ ‫أن‬ ‫م��ن الواضح أن ش��يئا ما ح��دث‪ّ ،‬‬ ‫وأن تل��ك القيمة التي‬ ‫الزم��ن قد تغي��ر‪ّ ،‬‬ ‫حصل عليها الس��وريون قد تالشت‪ ،‬وقد‬ ‫سرت حالة من الضياع والتخبط والالفهم‬ ‫بي��ن الن��اس‪ ،‬ماليي��ن اإلتص��االت جرت‬ ‫ف��ي تلك الس��اعة لفهم ما يج��ري‪ ،‬لكن‬ ‫األم��ور لم تتوضح إال عندما أعلنت إحدى‬ ‫القن��وات اإلعالمي��ة أنه��ا بص��دد عرض‬ ‫فيدي��و خطير يخ��ص الثورة الس��ورية‪،‬‬ ‫وتظه��ر في��ه إح��دى الجماع��ات التي لم‬ ‫تعرف عن نفسها تعلن أنها قد اختطفت‬ ‫الثورة السورية ولن تعيدها ألهلها حتى‬ ‫يتم تنفيذ جميع مطالبها‪..‬‬ ‫ال ش��ك أن الخب��ر كان كالصاعق��ة‬ ‫عل��ى رأس كل م��ن س��معه‪ ،‬وانتش��ر‬ ‫الفيدي��و المس��جل كالن��ار في الهش��يم‬ ‫وقطعت جميع القنوات برامجها المعتادة‬ ‫لتعرض��ه‪ ،‬وتتناول��ه بالبح��ث والتدقي��ق‬ ‫والتحلي��ل‪ ،‬ولك��ن ل��م تمر س��اعة حتى‬ ‫تلقت القنوات الفضائية ومواقع االنترنت‬ ‫عشرات الفيديوهات الشبيهة ولكن هذه‬

‫المرة كان لكل جماعة اس��مها وإنتماءها‬ ‫ومطالبها المختلفة‪ ،‬وبقي الفيديو األول‬ ‫الطاه��ر واألص��دق ولق��ي جماع��ة م��ن‬ ‫المؤيدي��ن له الذي��ن تبنوه ف��وراً وأخذوا‬ ‫يدافع��ون ع��ن مصداقيت��ه بشراس��ة‪،‬‬ ‫كان يوم��ًا صعب��اً على الجميع بال ش��ك‪،‬‬ ‫عُق��دت في��ه المؤتم��رات الصحفي��ة‬ ‫وتوال��ت التصريح��ات من مختل��ف الدول‬ ‫وعلى جميع المس��تويات‪ ،‬دعوات لضبط‬ ‫النف��س والتريث والحوار م��ع الخاطفين‬ ‫أُطلق��ت ف��وراً‪ ،‬مقابل دع��وات للتصعيد‬ ‫ومهاجم��ة الخاطفي��ن واس��ترداد الثورة‬ ‫منه��م مهم��ا كان الثم��ن‪ ،‬أعل��ن النظام‬ ‫عب��ر مؤيدي��ه وصفحاته��م النص��ر‬ ‫وبأنها»خلص��ت» وظه��ر إعالمي��وه على‬ ‫القن��وات بوجوه حمراء متوردة من الفرح‬ ‫والش��ماتة بأعدائهم‪ ،‬وأُعلن عن تشكيل‬ ‫جوق��ة من الش��باب والش��ابات الجميالت‬ ‫لتصحي��ح مس��ار األح��داث وكان أمامهم‬ ‫بعض الكبار يش��يرون لهم بعصا تشبه‬ ‫عصا المايس��ترو في الفرق الموسيقية‪،‬‬ ‫وكانوا يوجهون الجوقة واإلبتسامة تمأل‬ ‫وجوههم‪ ،‬وكان الشباب والشابات يبكون‬ ‫بحرق��ة على الثورة المخطوفة ويذّكرون‬ ‫الجمي��ع بأنهم ح��ذروا من ه��ذا المصير‬ ‫من��ذ الي��وم األول‪ ،‬وصاروا يستش��هدون‬ ‫بمق��والت األس��اتذة الكب��ار ومقوالتهم‬ ‫الس��ابقة‪ ،‬لكن هذه األقوال س��رت على‬ ‫لس��ان الجمي��ع بع��د دقائ��ق فالجميع قد‬ ‫حذر من هذا المصير‪ ،‬اإلس�لاميون قالوا‬ ‫إنهم يوجه��ون اإلتهام لدع��اة العلمانية‬ ‫ألنه��م ش��عروا ب��أن الث��ورة س��تنتصر‬ ‫بجه��ود الش��باب المس��لم الس��نّي وبأن‬ ‫دول��ة اإلس�لام كان��ت على وش��ك رؤية‬ ‫الن��ور‪ ،‬وس��اق العلمانيون نف��س الكالم‬ ‫عن اإلس�لاميين دون تغيير ح��رف منه‪،‬‬ ‫وقالت تركيا إنها لن تسمح بهذا اإلنتهاك‬

‫الخطي��ر وبحث��ت قط��ر ع��ن الخاطفين‬ ‫للتوس��ط لديه��م وقالت أمري��كا إن أيام‬ ‫خاطف��ي الثورة الس��ورية باتت معدودة‪،‬‬ ‫وطالب��ت م��ع أوروب��ا بحماي��ة األقلي��ات‬ ‫وزودت المعارض��ة الت��ي ع��اود نجمه��ا‬ ‫للسطوع بأجهزة اإلتصال لتسريع عملية‬ ‫إس��ترداد الثورة الس��ورية‪ ،‬وعاود نجوم‬ ‫الفيس��بوك لكتابة الحِكم واس��تخالص‬ ‫العب��ر وزال الرع��ب ع��ن معظمه��م‪،‬‬ ‫وع��ادت الفقاع��ات لتزيي��ن الصفح��ات‬ ‫واطم��أن الجمهور المتاب��ع أنه مهما طال‬ ‫أن هن��اك من يعمل‬ ‫زم��ن الخط��ف ال بد ّ‬ ‫بجد إلس��ترجاع الث��ورة وكش��ف حقيقة‬ ‫الخاطفي��ن‪ ،‬وع��ادت األم��ور لمجاريه��ا‬ ‫وأُضيف��ت كلم��ة المخطوفة بع��د الثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وأصب��ح التعام��ل م��ع الثورة‬ ‫الس��ورية المخطوفة أكثر تعقيداً‪ ،‬ولكن‬ ‫المعارضة أبدت موقفاً أسطوريًا في هذا‬ ‫األمرو تصدت لكل من يحاول حذف كلمة‬ ‫المخطوف��ة في أيّ س��ياق كان‪ ،‬حتى لو‬ ‫على قصاصة ورق‪ ،‬وانسحب األكراد من‬ ‫جمي��ع المؤتمرات وتص��دى الالطائفيون‬ ‫بإص��رار ل��كل من يح��اول إضف��اء طابع‬ ‫طائف��ي على عملية الخطف ودافعوا عن‬ ‫الخاطفين الذين لم يعلنوا عن طائفتهم‬ ‫وكان��ت مطالبه��م محقة‪ ،‬وظه��ر أذكياء‬ ‫ج��دد يناس��بون ه��ذه المرحل��ة وحلل��وا‬ ‫وناقش��وا واس��تنبطوا وضاق��ت عليه��م‬ ‫صفحاته��م فهجروه��ا لصفح��ات أكب��ر‬ ‫وأوس��ع‪ ،‬وزاد تمجيد الضحالة وعبادتها‪،‬‬ ‫واس��تمرت ثقاف��ة القطي��ع والراع��ي‬ ‫المخادع باإلنتش��ار‪ ،‬وإس��تمر «السائرون‬ ‫نيام��ًا» بالحي��اة‪ ،‬واس��تمر التحال��ف بين‬ ‫الشهرة والكذب والجهل‪..‬‬ ‫وحده��ا الث��ورة الس��ورية وكعادته��ا‬ ‫تحالفت مع خاطفيها وبدأت مرحلة جديدة‪..‬‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫الثــــورة املخطـــوفة‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪21‬‬


‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫مالمح التعامل النف�سي مع املحررين‬ ‫بعد الإعتقال‬

‫د‪ .‬جمال خليل صبح‬

‫بعد عملي��ة التب��ادل التاريخية التي‬ ‫اس��تطاع فيها أبطال الجيش الحرّ تحرير‬ ‫ع��دد كبي��ر م��ن المعتقلي��ن من س��جون‬ ‫الطاغي��ة‪ ،‬وددت تقدي��م لمحّ��ة س��ريعة‬ ‫ع��ن أه��م نق��اط التعام��ل م��ن الناحي��ة‬ ‫النفس��ية التي يمكن أن ته��م المحيطين‬ ‫بإخوانن��ا وأخواتن��ا م��ن المحرري��ن م��ن‬ ‫األه��ل واألصدقاء‪ ،‬عس��اني أس��اهم ولو‬ ‫بالقليل من التخفيف من معاناتهم‪ .‬رغم‬ ‫اس��تخدام كلم��ة "معتق��ل"‪ ،‬إلاّ أنها تعبّر‬ ‫عن كال الجنسين بكل تأكيد‪.‬‬ ‫• يج��ب التأكيد عل��ى أن اإلعتقال في‬ ‫ظل نظام شرس كنظام األسد تجربة مرة‬ ‫وغاي��ة ف��ي الصعوبة واإلمتهان النفس��ي‬ ‫والجس��دي‪ .‬م��ن المه��م ج��داً إبتع��اد أهل‬ ‫وأصدقاء المعتقل عن العبارات الغير واقعية‬ ‫وخاصة التي تش��يد باإلعتق��ال كأحد عالئم‬ ‫الرجولة‪ .‬تضخيم تجربة اإلعتقال بش��كل‬ ‫غي��ر واقعي ليس ل��ه قيمة إال ف��ي زيادة‬ ‫اإلحساس بعدم التفهم للظروف القاسية‬ ‫التي قاساها المعتقل‪( .‬تجنّب برافو عليك‬ ‫يا بطل‪ ..‬واهلل السجن للرجال‪.)..‬‬ ‫• من المهم جداً عدم التحدّث بشكل‬ ‫مقص��ود وجب��ري ع��ن ظ��روف اإلعتقال مع‬ ‫المُح��رّر في األي��ام األولى أو ف��ي الفترة‬ ‫التالي��ة لإلعتق��ال‪ .‬يج��ب بأي ح��ال تجنب‬ ‫مس��ائلة المعتق��ل ع��ن فت��رة اإلعتق��ال‬ ‫بال��ذات وتوجي��ه أس��ئلة ال تس��هم إال في‬ ‫زيادة التوتر وتحريض الذكريات المرعبة‪.‬‬ ‫(ال تقول‪ :‬يال إحكيلنا شو صار معك‪ ..‬مين‬ ‫كان معاكن وشو صار بفالن وعلتان)‪.‬‬ ‫• في ح��ال أراد المعتق��ل الحديث عن‬ ‫تجربت��ه يج��ب تش��جيعه عل��ى ذل��ك دون‬ ‫اإللحاح‪ ،‬مع ضرورة اإلنصات بش��كل جيد‪،‬‬ ‫دون مقاطع��ات متك��ررة ف��ي الحدي��ث‪.‬‬ ‫(اإلنصات الجيد مهم ج��داً‪ ،‬مع هز الرأس‬ ‫به��دوء وتوكي��د مش��اعر المعتق��ل أثناء‬ ‫الحديث)‪.‬‬ ‫• قد يكون م��ن المالئم جداً اإلهتمام‬ ‫بالناحي��ة الطبي��ة أو ًال بعد التحري��ر وذلك‬ ‫لما قد تس��ببه ظ��روف اإلعتق��ال من آالم‬ ‫مبرحة ف��ي المفاصل والعظام‪ ،‬فضال عن‬ ‫األم��راض واإللتهاب��ات العدي��دة التي من‬ ‫المرجّح أن يصاب بها المعتقل في السجن‬ ‫(ظروف البلد قد ال تسمح بوجود أطباء‪.)..‬‬ ‫• يج��ب اإلنتب��اه إل��ى التغي��رات‬ ‫الس��لوكية الت��ي ق��د يظهره��ا المعتقل‪،‬‬ ‫خاصّ��ة إنخف��اض القدرة عل��ى التركيز‪،‬‬ ‫صعوبات ف��ي النوم‪ ،‬أوجاع الرأس‪ ،‬التوتر‬ ‫ونوبات من الغضب مع عدم وجود أس��باب‬ ‫موجبة لذلك‪ .‬لذلك يجب قدر اإلمكان إبداء‬ ‫نوع من التفهّم العام إلس��تجابات المعتقل‬ ‫ومحاول��ة إمتص��اص موج��ات الغضب من‬ ‫دون الدخ��ول في أحاديث ونقاش��ات حول‬ ‫الموقف الحالي‪.‬‬ ‫• ق��د يالح��ظ عل��ى المعتق��ل وجود‬ ‫إضطرابات نوم خفيف��ة أوعميقة وظهور‬ ‫كوابيس مخيفة ومرعب��ة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫إحتم��ال ظهور هالوس س��معية (س��ماع‬ ‫أصوات ال وجود لها) أثناء النهار أيضُا‪ .‬في‬

‫الفت��رة التالي��ة لإلعتقال ق��د يكون ظهور‬ ‫هكذا أع��راض طبيعي وقد يس��تمر لبضعة‬ ‫أي��ام أو أس��ابيع قليل��ة عل��ى األغل��ب‪ ،‬مع‬ ‫إحتمال كبير أن تخف أو تتالش��ى مع مرور‬ ‫الوقت في ح��ال كانت البيئ��ة اإلجتماعية‬ ‫داعمة ومتفهّمة‪.‬‬ ‫• بس��بب س��وء التغذية خالل فترات‬ ‫اإلعتقال‪ ،‬باإلضاف��ة إلى ظروف اإلعتقال‬ ‫الصّعب��ة م��ن المرجّ��ح أن تظه��ر ل��دي‬ ‫المعتق��ل بع��ض المش��اكل ف��ي اإلنتباه‬ ‫والذاك��رة‪ ،‬الس��يما ضع��ف ف��ي التركي��ز‬ ‫وتش��تت اإلنتب��اه‪ ،‬حي��ث يالح��ظ تك��رار‬ ‫السؤال عن أشياء معينة أو نسيان متكرر‬ ‫لبعض الحاجيات أو المعلومات الشخصية‪.‬‬ ‫م��ن المه��م ع��دم اإللح��اح عل��ى المعتقل‬ ‫بتذكر أشياء أو معلومات شخصية أو غيرها‬ ‫وض��رورة الدع��م والتفهّ��م حي��ال ح��االت‬ ‫الش��رود وضع��ف التركي��ز‪ ،‬باإلضاف��ة إلى‬ ‫تجنب إعط��اء المعتقل مهمّات أو أنش��طة‬ ‫صعبة تحتاج إلى قدر كبير من التركيز‪.‬‬ ‫• الحرم��ان م��ن الن��وم ه��و إح��دى‬ ‫وس��ائل التعذي��ب الت��ي م��ن المرجّح أن‬ ‫يكون ق��د تعرّض لها أغلب المعتقلين إن‬ ‫لم نقل ك ّلهم‪ .‬من الضروري حصول المحرر‬ ‫عل��ى فترات نوم كافية‪ ،‬م��ع المالحظة بأن‬ ‫الفت��رة التالية لإلعتق��ال تكون مصحوبة‬ ‫عل��ى األغلب بإضطرابات ن��وم قد تختلف‬ ‫ش��دتها م��ن حالة إل��ى أخ��رى‪ .‬إن تنظيم‬ ‫فت��رات الن��وم مؤش��ر جيد على إس��تعادة‬ ‫المعتقل توازنه النفسي يوما بعد آخر‪.‬‬ ‫• في ح��ال عانى المعتقل من نوبات‬ ‫غضب كبي��رة أو كان هناك ميوال لإلقدام‬ ‫عل��ى أعمال عدوانية أو خطرة‪ ،‬من المهم‬ ‫ع��رض المعتقل على طبي��ب عام‪ ،‬ويفضل‬ ‫أن يك��ون طبيب��ا نفس��يا وذل��ك إلحتمال‬ ‫الحاج��ة لتدخل دوائ��ي ما م��ن المهدئات‬ ‫العصبي��ة الت��ي قد تس��هم في تحس��ين‬

‫حالة اإلس��ترخاء البدن��ي العام وإنخفاض‬ ‫التوتر العصب��ي في الحاالت الخاصة التي‬ ‫تستوجب ذلك‪.‬‬ ‫• أغلب المعتقلين يعانون من مرحلة‬ ‫ذهول وخمود نفس��ي وح��االت من التعب‬ ‫العام في الفت��رة التالية لإلعتقال‪ .‬يفضل‬ ‫تش��جيع المعتق��ل على زي��ادة النش��اطات‬ ‫وخاص��ة اإلجتماعي��ة بش��كل تدريجي‪ ،‬مع‬ ‫عدم الضغط عليه للقيام بذلك‪.‬‬ ‫• غالبا ما تضطرب العالقات اإلجتماعية‬ ‫للمعتقل بع��د التحرير وقد يعاني المعتقل‬ ‫من مش��اكل زوجية أو عائلي��ة‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫فت��رات طويل��ة م��ن اإلعتق��ال‪ ،‬أو في ظل‬ ‫وج��ود تغيّ��رات كبي��رة حصلت ف��ي البيئة‬ ‫اإلجتماعية المحيط��ة بالمعتقل خالل فترة‬ ‫ال‘تق��ال (موت أحد أف��راد العائلة مثال)‪ .‬هنا‬ ‫يج��ب مراعاة درجة معينة من س��وء العالقات‬ ‫الذي ق��د يتم التخفيف منه م��ن خالل نقاش‬ ‫هادىء ومتفهّم عن الصعوبات والمش��اعر‬ ‫التي يحس بها المعتقل‪.‬‬ ‫• الع��ودة التدريجية للحياة الس��ابقة‬ ‫لإلعتقال قد يك��ون متعذرا للظروف التي‬ ‫تمر بها البالد‪ ،‬رغم ذلك من المستحس��ن‬ ‫قدر اإلم��كان دعم المعتقل وتش��جيعه في‬ ‫العودة التندريجية ومزاولة األعمال الممكن‬ ‫القيام بها ولو بالحد األدنى‪.‬‬ ‫• كل تجرب��ة إعتق��ال ه��ي صدم��ة‬ ‫نفس��ية بش��كل أو بآخر‪ ،‬ولك��ن ليس كل‬ ‫تج��ارب اإلعتقال تؤدي بش��كل أوتوماتيكي‬ ‫إلى إضطراب نفسي يسمى الشدة النفسية‬ ‫ما بعد الصدمة‪ .‬في بعض األحيان تكون‬ ‫التجرب��ة غاي��ة ف��ي اإلمته��ان والقس��وة‬ ‫خاصة عن��د التع��رّض للتعذي��ب البدني‬ ‫أو النفس��ي الش��ديد أو عن��د مش��اهدة أو‬ ‫س��ماع أصوات س��جناء ومعتقلي��ن آخرين‬ ‫يتعرض��ون لتعذيب ش��ديد أو حتى للموت‬ ‫في المعتقل‪.‬‬

‫• أع��راض الصدم��ة النفس��ية ق��د‬ ‫تظه��ر على ش��كل إحساس��ات أو أفكار أو‬ ‫ص��ور عن مواق��ف تعرّض له��ا المعتقل‬ ‫تقتحم الوعي‪ ،‬ويش��عر خالله��ا المعتقل‬ ‫وكأن��ه يعاي��ش الموق��ف مرة أح��رى في‬ ‫الحاضر‪ .‬ق��د يكون هناك بعض األش��ياء‬ ‫التي تحرّض عل��ى ظهور هذه األعراض‬ ‫مثل س��ماع صفارات س��يارات الشرطة أو‬ ‫الرص��اص أو أص��وات عراك في الش��ارع‪.‬‬ ‫يك��ون هن��اك أيض��اً تجن��ب واض��ح لكل‬ ‫مال��ه عالق��ة باإلعتق��ال مع ش��عور كبير‬ ‫بالضي��ق في حال ت��م تذكي��ره أو إجباره‬ ‫على الحديقث عن ظروف اإلعتقال‪ .‬أخيرا‬ ‫يعان��ي المعتقل من توت��ر عصبي واضح‬ ‫وأحاس��يس قلق عن أحداث سيئة قد تقع‬ ‫ل��ه ف��ي القري��ب‪ .‬ه��ذه األع��راض يجيب‬ ‫أن تكون مس��تمرة بش��كل كبير ومؤلمة‬ ‫وتؤدي إلى إعاقة كبيرة في حياة المعتقل‬ ‫حت��ى نق��ول عنها أنه��ا إضطراب الش��دة‬ ‫النفس��ية مابع��د الصدمة‪ .‬هن��ا يجب على‬ ‫المحيطي��ن بالمعتق��ل مراقب��ة أو مالحظة‬ ‫التب��دّالت الت��ي تطرأ علي��ه بع��د التحرير‬ ‫ومحاولة تقديم الدعم إليه‪.‬‬ ‫• قد يكون القيام بنوع من األنشطة‬ ‫كن��وع من التفري��غ مهم جداً مثل س��ماع‬ ‫الموس��يقى أو ت�لاوة الق��رآن أو حت��ى‬ ‫ممارسة بعض أنواع الرياضات السويدية‬ ‫الخفيف��ة م��ن دون إجه��اد كبي��ر أو حتى‬ ‫القراءة بشكل هادىء وبسيط‪.‬‬ ‫• تجرب��ة اإلعتق��ال تجرب��ة س��يئة‬ ‫وحزين��ة‪ .‬يجب عدم زيادة معاناة المعتقل‬ ‫بإشاعة أجواء الكرب والحزن بعد التحرير‪.‬‬ ‫يج��ب فعل ما أمكن إلش��اعة الف��رح وأجواء‬ ‫البهجة رغم مرارة األوض��اع‪ .‬حتى المعاناة‬ ‫ق��د يكون له��ا جوان��ب عديدة للس��خرية‬ ‫عليه��ا من أجل التخفيف م��ن وقعها على‬ ‫النفس‪.‬‬


‫جمال منصور‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫هادا بالزمانات‪،‬‬ ‫بالـ ‪ - 1992‬كنا متعرفين ع شب‪ ،‬فيه عندو رفيق‬ ‫أبوه عضو قيادة قطرية لحزب البعث العربي االشتراكي‪.‬‬ ‫بس مو عضو أصيل ‪ -‬أل‪.‬‬ ‫احتياط‪.‬‬ ‫وهادا العضو الـ "احتياط‪ " ،‬بييجي متل ستب ِنة السيارة‬ ‫ يعني‪،‬‬‫وقتٍ يموت شي عضو قيادة‪ ،‬أو يفوت ع الحبس بشي تهمة "فساد‪ " ،‬ال سمح اهلل‪،‬‬ ‫بيعبي مطرحو‪،‬‬ ‫هالعضو الـ "احتياط!!" ‪-‬‬ ‫هالشب‪،‬‬ ‫بالسكنة بالمالكي‪ ،‬ببناية القيادة القطرية‬ ‫اهلل باليه ِ‬ ‫بالحارة يللي تحت القاعة الشامية‪.‬‬ ‫بس‪ ،‬متل ما بيقول المتَل‪[ ،‬ما بيعرف من العشق‪ ،‬غير "أوحشتني!!"]‬ ‫يعني ‪-‬‬ ‫بدو يعمل حالو عندو واس��طة‪ ،‬وإيدو طايلة‪ ،‬وقادر يجيب الديب من ديلو ‪ -‬وهو ما‬ ‫حدا قايمو من أرضو‪.‬‬ ‫بدو يعمل حالو عندو كل س��يَر وأسرار والد المسائيل ‪ -‬وهو كل سيَرو فاشوش‪،‬‬ ‫وفشِنك‪.‬‬ ‫ب��دو يعم��ل حالو معو عملة‪ ،‬ومُنعَم ‪ -‬بس وقت نقس��م الحس��اب وي��ن ما رحنا‪،‬‬ ‫بيحاسبنا ع الخمس ليرات‪ ،‬ودايم الدوم مقصِر بالدفع‪ ،‬وسالِتها ع شي حدا‪.‬‬ ‫بدو يعمل حالو "ستايل‪" ،‬ع أساس‪ ،‬بخش القلب‪،‬‬ ‫ومو طالع معو أكتر من بدلة األديداس الكحلية والحمرا‪/‬وس��باط األديداس الزد ‪-‬‬ ‫إكس‪/‬ونضارة الريبان‪ ،‬إياها‪/‬والدقن الخفيفة المحنجرة‬ ‫باسل ‪ -‬األسد ‪ -‬ستايل‪ ،‬يعني‪ ،‬ال تقرفوا!!‬ ‫وهالشغلة‪،‬‬ ‫منضاف عليها حقيقة إنو "فِدَان" و"جحيش" و"آ ‪ -‬بيفهم" بشي‬ ‫إال السيارات‬ ‫والسالح‬ ‫والتشبيح‬ ‫ بس فقط باألحالم والهواجس‬‫إلنو‪ ،‬بالواقع‪ ،‬إيدو مو واصلة لطيزو ‪-‬‬ ‫مسببتللو عقد نفسية رهيبة‪ ،‬لهالحزين!!‬ ‫المهم‪،‬‬ ‫كان هو دايم الدوم‪ ،‬يحاول يتمايز علينا ويعمل حالو معلم بكل الش��غالت التافهة‬ ‫والـ بال طعمة‬ ‫ويقوم يطلع بالخزوة‪ ،‬وينحرق دمو‬ ‫ونحنا نستلمو نقفل ع سماه‪ ،‬لحديت ما هلكنا ربو!!‬ ‫مرة بهالصيفية‪ ،‬سنتها‪،‬‬ ‫كان في��ه عن��ا رفي��ق أهل��و اهلل مأنعِ��م عليه��ون‪،‬‬ ‫بفرنكين‪،‬‬ ‫وعنده��ون مزرعة ‪ 5‬دونم‪ ،‬ع طريق المطار‪ ،‬ورا الـ‬ ‫"هابي الند‪ " ،‬الحالية‪.‬‬ ‫وتعودن��ا بالصي��ف‪ ،‬كل ي��وم خميس بع��د الضهر‪،‬‬ ‫نروح عليها‪،‬‬ ‫ونسفق مش��اوي‪ ،‬ونس��بح‪ ،‬ونلعب س��لة‪ ،‬وبرتيات‬ ‫تريكس‪،‬‬ ‫للصبح‪.‬‬ ‫قال للرفقات تعو ‪ -‬ومدري مين غلِط قدامو وقاللو‬ ‫تعا لهالشب‪ ،‬معنا‪.‬‬ ‫عم نتقاسم الطلعة‪ ،‬ومين بدو يجيب مين من وين‬ ‫قام الكل‪ ،‬بأناقة وبحيث رقة‪ ،‬ف َلص منو‬ ‫وما صفي بالميدان‪ ،‬إال حديدان ‪ -‬الداعي‪ ،‬خادمكون‪،‬‬ ‫يللي ما كان عندي بوقتها سيارة ‪-‬‬ ‫واألخ َفخ‪.‬‬ ‫أُسقط في يدي‪،‬‬ ‫واتفقن��ا إن��و أنا وي��اه نجي��ب أكل من الم��زة جبل‪،‬‬ ‫ونروح نلتقى عند بيت الشب صاحب المزرعة‬ ‫يللي ع أوتوستراد المزة‪ ،‬ناح نزلة األكرم‪.‬‬ ‫هالحكي كان حوالي الساعة ‪ ٤‬ونص‪ ،‬بعد الضهر‪.‬‬ ‫راجعين من الشيخ سعد‪،‬‬ ‫ونازلي��ن من نزل��ة حديق��ة الطالئع أنا وي��اه‪ ،‬وهو‬ ‫حاطط أغنية الهوارة‬ ‫ع ع َالة صوت سبيكرات المرسيدس الـ ‪ ٢٨٠‬السودا‪،‬‬ ‫موديل الـ ‪،١٩٨٣‬‬ ‫ بوقته��ا‪ ،‬كان لس��اتو عل��ي الدي��ك ع��م يش��تغل‬‫بالتهريب‪،‬‬ ‫وما كان مكتش��ف "قدراتو" كمطرب‪ ،‬وسوبر ستار!!‬ ‫‪-‬‬

‫وعم يحكيلي سيرة فيها تماسيح طايرة‪ ،‬عن بطوالتو الخرنقعية‪،‬‬ ‫وأنا عم قفِل عليه‪ ،‬كما العادة‪.‬‬ ‫بيق��وم بيقرر ما ياخود االتجاه الرايح لدار البع��ث ‪ -‬بل بينزل بنزول لصوب بناية‬ ‫الفنون‪.‬‬ ‫أنا شو قلت لحالي؟؟‬ ‫قلت "هادا يمكن بدو يروح ع األكرم من ورا‪" .‬‬ ‫بس يللي عملو‪ ،‬بعدها‪ ،‬فلجني بأرضي‪.‬‬ ‫ما القيتو غير بنص النزلة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫شفط ع اليمين‪،‬‬ ‫عطاها بنزين للمرسيدس من دين ربو‪،‬‬ ‫ومشي بعكس السير الجاية من األكرم باتجاه األمويين!!‬ ‫هلق‪،‬‬ ‫أوتوستراد المزة بهداك الوقت‪ ،‬مليان ناس عم تنزل ع الشام ‪ -‬عجقة منيح‪ ،‬يعني‪.‬‬ ‫أنا تشهدِت‬ ‫وقلت "أكلنا خرا!!"‬ ‫أما هو ‪ -‬فكأنو م َلك الكون‪ ،‬لحظتها هو ومستمتع ع اآلخر‪ ،‬برعبتي‬ ‫وأنا عم شوف وجوه شوفيرية السيارات الجاية بوشنا‬ ‫وهنن عم يتطلعوا برعب‪ ،‬هنن وعم يروحوا يمين وشمال‬ ‫متل الدبان‬ ‫من حوالينا!!‬ ‫شلون وصلنا بمعجزة ع موقف األكرم ‪ -‬اهلل وحدو بيعلم‪.‬‬ ‫لما وقفنا‪ ،‬ضرب فرام من دين عزمو‬ ‫قدام دورية المرور‪ ،‬يللي واقفين‪ ،‬وما استرجوا يتطلعوا فيه‪.‬‬ ‫قام هو قللهون "كيفكِن يا شباب؟؟"‬ ‫بقا أنا‪،‬‬ ‫كل ما بيجيني ناس بيغشموا حالهون‪،‬‬ ‫لما بيشوفوا هالشبيحة شو عم يعملوا بالعباد‪،‬‬ ‫وبيسالوا بجدبة مصطنعة‬ ‫إنو"من وين‪ ،‬باهلل‪ ،‬إجو هالشبيحة؟؟"‬ ‫وال هادا السؤال التاني‪ ،‬الكتير صاير موضة ‪-‬‬ ‫"العما ‪ -‬كيف كنا عايشين نحنا وياهون هدول؟؟"‬ ‫ما بتذكر غير هالسيرة‪،‬‬ ‫وبستغرب استغرابهون‪ ،‬لهيك ناس‪..‬‬ ‫إنو"‬ ‫وين كنتو إنتو‪ ،‬وقت يللي كانت تصير هيك قصص‪- ،‬‬ ‫بل‪ ،‬وأمَر منها بميات المرات ‪ -‬وين؟؟"‬ ‫وبتطلع‬ ‫وما بشوف غير نعامات‬ ‫لساها داسة راسها بهالرمل!!‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫ع�ضو قيادة (احتياط)!!‬

‫‪23‬‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫لقـاء مـع‬ ‫الأ�ستاذ ال�شيخ معاذ اخلطيب‬ ‫رئي�س االئتالف الوطني‬

‫خاص وحصري ب‪ :‬مجلة بصيرة | ينشر بالتزامن‬ ‫قام بطرح األسئلة ناشطون سوريون في مجاالت ثورية مختلفة‬

‫اجلانب االقت�صادي‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫| اليكس��يا‪ :‬ناش��طة إعالمي��ة ف��ي‬ ‫اإلعالم العرب��ي واألجنبي‪ :‬الش��ارع ينظر‬ ‫لالئتالف كبديل عن نظام األسد والبعث‪،‬‬ ‫لذل��ك هل يك��رر االئتالف خط��أ المجلس‬ ‫الوطن��ي بانعدام الش��فافية خصوصاً في‬ ‫الواردات والمصروفات من المس��اعدات؟‬ ‫وه��ل يقي��م االئت�لاف وزن��اً للش��ائعات‬ ‫ودحضه��ا ف��ي هذا الب��اب؟ وه��ل مقدار‬ ‫الرضى أو الس��خط الشعبي في هذا الباب‬ ‫معتبر من قبل االئتالف كمؤشر للعمل أم‬ ‫ال يلتفت إال لألرقام؟‬ ‫| | أخ��ت اليكس��يا‪ :‬االئتالف ليس‬ ‫بدي�لا ألحد‪ ،‬فه��و ائتالف ث��وري هدفه‬ ‫رف��ع المعان��اة ع��ن الش��عب وإس��قاط‬ ‫النظ��ام‪ ،‬وعم��ره الي��وم خمس��ون يومًا‬ ‫والمس��اعدات الموعودة لم يت��م الوفاء‬ ‫بمعظمه��ا حت��ى اآلن‪ ،‬وهن��اك جان��ب‬ ‫إغاث��ي هام هو وحدة الدعم اإلنس��اني‬ ‫وه��ي مكت��ب إغاث��ي يعم��ل بمهني��ة‬ ‫وش��فافية عالية‪ ،‬أما اإلشاعات فمنها ما‬ ‫يحتاج لبيان وبعضها هدفه التشويش‪،‬‬ ‫والشائعة مثل النار ك ّلما أعطيتها حطبًا‬ ‫ازدادت اش��تعا ًال والتعام��ل معه��ا يت��م‬ ‫حس��ب حج��م انتش��ارها وخطورته‪ .‬أما‬ ‫الرضى أو الس��خط الشعبي فهو مؤشر‬ ‫يصي��ب ويخطئ ولكن ينبغ��ي مراعاته‬ ‫واالستفادة منه‪.‬‬

‫إع��ادة اإلعمار إل��ى ‪ 100‬مليار دوالر خالل‬ ‫الس��نين العش��رة القادم��ة‪ ،‬المحصلة أن‬ ‫لديك��م التزام��ات خ�لال العق��د الق��ادم‬ ‫لم تك��ن لتتحمّله��ا ميزاني��ة الدولة في‬ ‫األح��وال العادي��ة‪ ..‬فكيف س��تتصرّفون‬ ‫اآلن والبلد منكوب وخزينة الدولة تُصدر‬ ‫صفيراً يصم اآلذان؟!!‬

‫اشتراكي أم ليبرالي رأسمالي (حر)؟‬

‫المجموعات الطبية النشيطة التي سوف‬ ‫تعم��ل قدر طاقتها لرفع المعاناة‪ ..‬إعادة‬ ‫بن��اء البني��ة التحتية س��وف يولد حركة‬ ‫جيدة في س��وق العمل ورج��ال األعمال‬ ‫السوريون يتوقون إلعادة إعمار بلدهم‪،‬‬ ‫هن��اك أيضًا األموال الت��ي يهيمن عليها‬ ‫النظام والتي تمت المطالبة باستعادتها‬ ‫ف��ي مؤتم��ر مراك��ش وتم��ت التوصية‬ ‫بذلك‪ ..‬كما أن العديد من الدول المانحة‬ ‫س��وف تقدم دعم��اً بطريقة المش��اريع‬ ‫وم��ع كل ذل��ك ف�لا ب��دّ من االس��تنفار‬ ‫الكام��ل لكل أبناء س��ورية ف��ي الداخل‬ ‫والمهج��ر‪ ،‬والصب��ر في البداي��ة وهناك‬ ‫من م��رّ بظ��روف مش��ابهة واس��تطاع‬ ‫بالتعاون أن يتجاوز أزمته‬

‫| | أخ��ي ش��ام‪ :‬ج��زء م��ن الجواب‬ ‫متضم��ن فيم��ا س��بق وس��يكون هناك‬ ‫حقيقة ضغط شديد وربما يكون هناك‬ ‫حاجة إلى مشاركة مؤسسات استثمارية‬ ‫وبش��روط تناسب سورية القادمة ولكن‬ ‫تبقى إرادة السوريين من أهم العوامل‬ ‫في نهوض البلد مرة ثانية‬

‫اجلانب ال�سيا�سي‬

‫| ش��ام‪ :‬ناش��ط في الدع��م اإلغاثي‪:‬‬ ‫في ظ��ل انع��دام عائ��دات أي قط��اع في‬ ‫س��ورية و بُعيد س��قوط النظ��ام‪ ،‬يحتاج‬ ‫الش��عب السوري إلى مس��اعدات إنسانية‬ ‫عاجل��ة تُق��دّر بالمليارات‪ ،‬تحت��اج عملية‬ ‫بن��اء الجي��ش الس��وري الوطن��ي الجديد‬ ‫إلى مليارات أخرى خالل الس��نين العش��رة‬ ‫القادم��ة على أق��ل تقدير‪ ،‬تحت��اج عملية‬

‫| ياه��وم‪ :‬ناش��ط مغت��رب‪ :‬م��ا هو‬ ‫تصوركم لش��كل األحزاب في س��ورية في‬ ‫المس��تقبل‪ ،‬هل س��تكون منقس��مة على‬ ‫أس��اس مذهب��ي وعرقي ودين��ي كما هو‬ ‫حاصل الي��وم (إخوان – أكراد ‪ -‬علمانية)؟‬ ‫وفي ّ‬ ‫ظ��ل هذه االنقس��امات التي ال تأخذ‬ ‫االقتص��اد بعي��ن االعتب��ار‪ ،‬ما هو ش��كل‬ ‫االقتص��اد ف��ي س��ورية ف��ي المس��تقبل‬

‫| الش��اغوري‪ :‬ناش��ط في مجال الدعم‬ ‫اإلغاثي والعسكري ‪ -‬مغترب‪ :‬ما هي طريقة‬ ‫التعام��ل م��ع أركان النظام وبقاي��ا النظام‬ ‫األمني��ة؟ ه��ل يتص��ور عف��و ع��ام وتغليب‬ ‫مصال��ح وطني��ة ومطالب دولي��ة على حق‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 50‬ألف ش��هيد ف��ي الثمانينات‬ ‫و‪ 50‬ألف شهيد اليوم‪ ،‬ومئات آالف العائالت‬ ‫المتضررة؟‬

‫| | أخ��ي كاف��ة األم��ور القانونية‬ ‫والدس��تورية س��يقررها مؤتم��ر وطني‬ ‫جام��ع‪ ..‬ولكن إذا أردت رأيي الش��خصي‬ ‫فالمجتم��ع القوي ال يضره وجود أي نوع‬ ‫م��ن األحزاب فالبضاع��ة الجيدة تفرض‬ ‫نفس��ها فم��ا ينف��ع الن��اس يمك��ث في‬ ‫األرض وأما الزبد فيذهب جفاء‪.‬‬ ‫أم��ا االقتص��اد فرأي��ي الش��خصي‬ ‫أيض��ًا أن االقتص��اد الح��ر ال��ذي ترع��اه‬ ‫الدول��ة هو أنس��ب األمور وه��و يتوافق‬ ‫مع الرؤية اإلسالمية في آفاقها الواسعة‬

‫| كاكاش��ي‪ :‬طال��ب ثانوي وناش��ط‬ ‫ثوري‪ :‬عش��رات اآلالف من الناس أصيبت‬ ‫بإعاق��ات دائم��ة أو جزئي��ة تمنعه��ا من‬ ‫العمل‪ ،‬وعائالت عشرات آالف الشهداء من‬ ‫األطف��ال األيتام التي أصبحت بدون مورد‬ ‫أو معي��ل‪ ،‬وماليين المن��ازل التي هدمت‬ ‫وأصبح س��كانها الجئون أو ب�لا مأوى‪ ،‬ما‬ ‫هو ترتيبه��م بأوليات االئت�لاف؟ وما هي‬ ‫طريقة التعوي��ض لهم؟ هل هناك خطط‬ ‫جاهزة وأرقام مرص��ودة؟ أم كل ذلك قيد‬ ‫التطوير؟‬ ‫| | اإلعاق��ات الصحي��ة ه��ي رأس‬ ‫جبل الجليد من المآس��ي الت��ي أوجدها‬ ‫النظام وأخطر منها‪.‬‬ ‫هو اإلعاقات النفس��ية والمش��اكل‬ ‫االجتماعي��ة‪ .‬وح��ل ه��ذه األم��ور ليس‬ ‫بس��يطاً ولك��ن هن��اك العدي��د م��ن‬ ‫يتألمون بصمت | عمل للفنانة منار قناة | صورة الغالف‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫| الشامي‪ :‬ناشط في المجال اإلعالمي‬ ‫والدعم العس��كري – غوطة دمشق‪ :‬تظهر‬ ‫االس��تطالعات والفيديوه��ات أن ش��ريحة‬ ‫واس��عة أصبح��ت تطالب بدولة إس�لامية‬ ‫وظه��رت دع��وات واضحة تطال��ب بدولة‬ ‫تطبق الش��رع اإلس�لامي بالكام��ل ودولة‬ ‫خالفة واضحة وصريحة‪ ،‬وفي نفس الوقت‬ ‫صدرت عشرات الوثائق والدعوات من نخب‬ ‫المعارضة وهو بحسب االستطالعات مطلب‬ ‫ش��ريحة ليس��ت بقليلة أيضاً من مكونات‬ ‫الش��عب الس��وري‪ ،‬تطالب بدول��ة علمانية‬ ‫ب��دون دين‪ ،‬وتحييد الدين عن السياس��ة‪،‬‬ ‫ماذا سنش��هد في سورية المستقبل وكيف‬ ‫سيتم التعامل مع هذا االنقسام الحاد؟ هل‬ ‫هن��اك احتمال لفرض وثائق وطنية أو فوق‬ ‫دستورية دون استفتاء جماهيري؟‬

‫| س��ارية‪ :‬ناش��طة في الدعم اإلغاثي‬ ‫والعمل الثوري – وسط دمشق‪ :‬ترى بعض‬ ‫األطراف العالمية واإلقليمية والس��ورية أن‬ ‫الث��ورة قد تم اس��تقطابها م��ن متطرفين‬ ‫إس�لاميين (يصفه��م البع��ض بالوهابية)‬ ‫وعلمانيين (يصفه��م البعض بالملحدين)‪،‬‬ ‫ه��ل هناك أي فكرة أو خط��ة لمواجهة هذا‬ ‫االستقطاب؟ هل تم قراءة ما حصل ويحصل‬ ‫في تونس ومصر بس��بب هذا االس��تقطاب‬ ‫لالس��تفادة من��ه ف��ي س��ورية‪ ،‬أم س��نعيد‬ ‫التجربة من الصفر في االفتراق واالختالف؟‬

‫| | أخت��ي روز‪ :‬واقعي��اً ال يوجد قوة‬ ‫محلي��ة أو عالمي��ة ال تح��اول التدخ��ل في‬ ‫الش��أن السوري‪ ،‬والتعامل مع ذلك لصالح‬ ‫البلد ال يمكن من دون مسألة أساسية هي‬ ‫أن يتالءم السوريون ويكونوا يدا واحدة‬

‫اجلانب الع�سكري‬

‫| الدمشقي‪ :‬ناشط في العمل الثوري‪:‬‬ ‫م��ا دور االئت�لاف في التواصل م��ع الثوار و‬ ‫تنظيمه��م‪ ،‬خاص��ة فيما يتعل��ق بالكتائب‬ ‫المقاتلة؟ وهل هناك شروط أيديولوجية أو‬ ‫تنظيمية للدعم العسكري وهل هذا الدعم‬ ‫موجود حقيق ًة؟‬ ‫| | لس��نا م��ن ينظم الث��وار وإنما‬ ‫نساعد في بعض األمور والعمل مجاله‬ ‫واس��ع وهو يتط��ور بش��كل أفضل كل‬ ‫يوم‪.‬‬ ‫| عبد الرحمن‪ :‬كاتب وناشط سياسي‬ ‫مغترب‪ :‬هل هناك ش��كل منتظم للتواصل‬ ‫بينك��م وبين كتائ��ب الجيش الح��ر؟ وهل‬

‫| ممدوح‪ :‬ناش��ط وإعالم��ي من ثوار‬ ‫الزبداني‪ :‬ه��ل هناك خط��ة لالئتالف لنزع‬ ‫السالح بعد س��قوط نظام األسد وما رؤيته‬ ‫لمصير عناصر وق��ادة كتائب الجيش الحر؟‬ ‫هل هن��اك س��يناريوهات موضوعة لكتائب‬ ‫لن ترضى بتسليم السالح؟‬ ‫| | لن نس��تبق األم��ور قبل وقتها‪..‬‬ ‫هناك الكثيرون ممن يحملون حساً وطنيًا‬ ‫عالياً ومس��ؤولية أخالقية‪ ..‬وهناك جهات‬ ‫قد تحتاج لنقاش��ات وإقناع��ات‪ ..‬نأمل أن‬ ‫تجري األمور بش��كل مقب��ول ال يزيد من‬ ‫معاناة الناس‪.‬‬

‫املجتمع املدين‬

‫| س��عاد‪ :‬ما مدى جدية االئتالف بدعم‬ ‫المب��ادرات الت��ي تعمل عل��ى تنظيم عمل‬ ‫األحياء الس��كنية وفض النزاعات وتأهيلها‬ ‫لتكون فاعلة في المرحلة االنتقالية؟‬ ‫| | كل أم��ر ي��ؤدي إل��ى المزيد من‬ ‫االس��تقرار لحي��اة الن��اس فه��و أولوي��ة‬ ‫وهن��اك مصاع��ب كثيرة نتج��اوز بعضها‬ ‫ونحاول اجتياز بعضها اآلخر قدر طاقتنا‪.‬‬ ‫| فؤاد‪ :‬ه��ل المجال��س المحلية التي‬ ‫نس��مع عنها ف��ي المناطق المح��ررة تعمل‬ ‫وف��ق ميث��اق وطن��ي مش��ترك أم بحس��ب‬ ‫الظروف؟‬ ‫| | بصراح��ة هن��اك خط��وط عامة‬ ‫غي��ر مكتوبة ولكن األكثر يلتزم بها ألنها‬ ‫بنية أخالقية يحملها األكثرون‪ ..‬وال يوجد‬ ‫ميثاق مكتوب للكل وأحياناً يحصل تباين‬ ‫ف��ي العم��ل وكله يوض��ح الطري��ق أمام‬ ‫أعيننا أكثر ويجعلنا نصرّ على أن الوطن‬ ‫الواح��د تبني��ه قل��وب نظيف��ة وس��واعد‬ ‫متحدة‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫| | أخ��ي الش��امي‪ :‬بع��د س��قوط‬ ‫النظ��ام إن ش��اء اهلل س��تمر حال��ة توتر‬ ‫ع��ال‪ ..‬فبعد‬ ‫فكري وسياس��ي واجتماعي ٍ‬ ‫ظل��م وخنق طويل س��يكون الت��وق إلى‬ ‫الحري��ة ش��ديداً وه��ذا لي��س عيب��اً ب��ل‬ ‫حال��ة طبيعية‪ ..‬بعده��ا ال بد من جلوس‬ ‫الجميع‪ ..‬ويجدون وس��يلة يتفاهمون بها‬ ‫م��ع بعضهم ف��ي هيئ��ة وطني��ة‪ ..‬وفي‬ ‫االئتالف فإن عملنا األساسي هو إسقاط‬ ‫النظ��ام وكل األم��ور الدس��تورية كم��ا‬ ‫أس��لفت مؤجلة إل��ى مؤتمر وطني يضم‬ ‫الجميع‬

‫| روز‪ :‬ناشطة من الساحل السوري‪ :‬ما‬ ‫هو حجم سلطة الخارج الصديق في سورية‬ ‫اليوم وعل��ى االئتالف خصوصاً؟ وبحس��ب‬ ‫قراءت��ك لواق��ع المعارضة الي��وم وطبيعة‬ ‫العالقة مع الدول الداعمة هل هناك سلطة‬ ‫خارجية (أمريكية أو فرنسية خصوصاً) على‬ ‫سورية المستقبل؟‬

‫| | ل��م أفك��ر يوم��ًا أن أك��ون ف��ي‬ ‫نشاط سياس��ي وقد اضطررت له كحالة‬ ‫وطني��ة‪ ..‬آمل أن ال أضطر إلى االنغماس‬ ‫في��ه أكث��ر وأن أجلس لتألي��ف كتاب بعد‬ ‫انتصار الثورة واستقرار البلد‪.‬‬

‫| | هناك قن��وات بالتأكيد أما جيش‬ ‫المس��تقبل فس��تضع تصورات��ه الهيئات‬ ‫الوطنية القادمة ولكن الش��يء األس��اس‬ ‫ه��و أن الجي��ش لحماية األوط��ان وليس‬ ‫لقم��ع الش��عوب‪ ..‬وميدان��ه هو س��احات‬ ‫التدري��ب وحماية الش��عب عل��ى الجبهات‬ ‫وحياديته في األمور السياسية والحزبية‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫| | أخ��ي الش��اغوري‪ :‬األم��ر تقرره‬ ‫لج��ان قضائي��ة تعم��ل بط��رق قانونية‪،‬‬ ‫ومن ثبت تلطخ يديه بالدماء فس��يتحمل‬ ‫عاقب��ة ما جنت ي��داه‪ ،‬والعفو العام ليس‬ ‫ق��راراً تص��دره جهة سياس��ية بمقدار ما‬ ‫هو روح وطنية واألمر فيه محاور عديدة‬ ‫تختلف حسب الحالة‬

‫| | أخت��ي س��ارية‪ :‬ال��كل يش��عر‬ ‫بالظل��م ويش��عر بمش��روعه الخ��اص‬ ‫كخاتم��ة لألمور‪ ..‬يج��ب أن يكون للجميع‬ ‫حقوقه��م‪ ..‬الغ��رب عن��ده فوبي��ا م��ن‬ ‫اإلس�لام‪ ،‬وطريقت��ه ف��ي التعام��ل م��ع‬ ‫األم��ور تس��بب المزي��د م��ن التط��رف‪..‬‬ ‫اإلس�لام حاضنة اجتماعية للجميع أثبتت‬ ‫حضوراً مميزاً برأي��ي تاريخياً وعمليًا وال‬ ‫يمكن القفز فوقها‪ ..‬أم��ا العلمانيون فال‬ ‫أخشى ش��خصيًا منهم فهم من مكونات‬ ‫الن��اس الطبيعي��ة والعالق��ة معهم تمر‬ ‫من خالل التعام��ل اإليجابي والبحث عن‬ ‫األفضل للبلد‬

‫| ناش��ط مغترب‪ :‬البع��ض يتمنى أن‬ ‫يراك رئيساً لسورية في المرحلة االنتقالية‪،‬‬ ‫هل هناك دور معين ستلعبه في المستقبل‬ ‫أو عل��ى األقل في الحكوم��ة االنتقالية؟ أم‬ ‫س��تنتهي حيات��ك السياس��ية مع س��قوط‬ ‫األسد وانحالل االئتالف الوطني؟‬

‫لديك��م تصور أو خطط لجيش س��وريا في‬ ‫المستقبل؟‬

‫‪25‬‬


‫مشاركات سوريتنا ‪. .‬‬

‫مرثية لأبي فرات ال�شهيد‬ ‫العقيد يو�سف اجلادر‪..‬‬ ‫َ‬ ‫عليك �سالم اهلل يا �سيدي‬ ‫أحمد ضاهر‬

‫بريـــق‬ ‫أدونيس حيدر‬ ‫ُ‬ ‫كؤوس‬ ‫رنة‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫دخان سجائرَ‬ ‫و‬ ‫بأطباق شهيّةٍ‬ ‫موائدٌ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ساخنةٍ و باردة‬ ‫قواريرُ ملوّن ٌة‪ ..‬و شموع‬ ‫على غطا ٍء أحمرَ‬ ‫بتطريزاتِأغباني مُذهّبة‬

‫***‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪26‬‬

‫أيقظت شعريَ واستثرت غنائي‬ ‫يا فارس األمجاد في الشهباءِ‬ ‫يا بن العروبة قد أعدت نسائم‬ ‫في القادسية موئل الشهداءِ‬ ‫جاوزت في حد البطولة ثلة‬ ‫ركبوا النجوم إلى ذرا الجوزاء‬ ‫وصفعتَ بالموت الزؤام وجوههم‬ ‫والعار جلل جبهة الجبناءِ‬

‫***‬

‫طهرٌ عيونكَ‬ ‫ال تصافح‬ ‫بالعيونِ‬ ‫وجوه قومٍ خائنينْ‬ ‫فصهيل اسمكَ فوقهم ْ‬ ‫يغتال أمنهمُ المهين ْ‬ ‫إن كان صوتكَ‬ ‫أو رصاصكَ‬ ‫األوغاد‬ ‫اخطأ‬ ‫َ‬ ‫ثق ْ يا سيدي‬ ‫أن النعالَ المشهرات‬ ‫بكفِ مرفوع الجبين ْ‬ ‫حتما أصابت كبرياء الظالمين ْ‬ ‫إرمِ‬ ‫فديتك يا بن ماجدةٍ‬ ‫المراق‬ ‫و ليستعر دمكَ‬ ‫ْ‬ ‫ودّع عدوك سيدي‬ ‫اآلن قد أزفَ الفراقْ‬ ‫ع ّفر جبينكَ بالترابِ‬ ‫وبالتراب ْ‬ ‫ومَواطِن المسكوبِ‬ ‫من جرح النزيفٍ‬ ‫عانقْ فراتكَ‬ ‫الجبان‬ ‫طارد الموت‬ ‫ْ‬

‫آن الرحيل إلى العُال‬ ‫فاآلن قد آن األوان‬ ‫قم أيقظ األموات من هذا المنام‬ ‫نحن النيام‬ ‫نحن النيام‬ ‫يا يوسف الحلو النبيل‬ ‫يا سيد الفرسانِ‬ ‫في الصبحِ الجميلْ‬ ‫الذئبُ في وجه العتاة ْ‬ ‫دمكَ المراقَ على الطريقِ‬ ‫يجي ُء في فيضِ الفرات ْ‬ ‫ليزرع ألصفصاف في طين الحياة ْ‬ ‫وليكتبَ التاريخُ‬ ‫أنّ شهيدَ مدرسةِ المشاة ْ‬ ‫أودى بمدرسةِ الطغاة ْ‬

‫***‬

‫والدموع خلجت للنسا‬ ‫ودمع الزلم هوسات‬

‫***‬

‫بظهر المحجل بطل‬ ‫ومناحر الموزر‬ ‫يصعد مباري الشمس‬ ‫برك ورعد هودر‬ ‫ابن األصيلة ولد‬ ‫يامناحر الصعبات‬ ‫رضعان طبع السبع‬ ‫ومن الخطر رضعات‬ ‫بوجه الجوارف صخر‬ ‫وللسيل أنت ا لسد‬ ‫طبع العفن منكسر‬ ‫وطبع الشجاع الرد‬

‫معاطفُ من الفر ِو‬ ‫على أجسادٍ نحيلة‬ ‫ضحكاتٌ مُتعالية‬ ‫ٌ‬ ‫ألحان أصيلة‪..‬‬ ‫أصواتُ قصفٍ‬ ‫البساتين المُجاورة‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫موسيقا ْ‬ ‫تكنو‬ ‫فرحٌممزوجٌ برائحةِ الموتِ‬ ‫الموتُ القادمُ‬ ‫البساتين المجاورة‬ ‫من‬ ‫ِ‬

‫***‬

‫و عندما ظهرتِ‬ ‫الزّحام األصفرَ‬ ‫بين‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬ ‫بشعركِالمتموّج األسود‬ ‫ِ‬ ‫و ثوبكِالحريريِّ األسود‬ ‫َ‬ ‫تقبيل شفتيكِ ألنّهما‬ ‫وددتُ‬ ‫لمعتـا‪..‬‬ ‫َ‬ ‫عنترة‬ ‫كبارق سيفِ‬ ‫ِ‬ ‫البساتين المجاورة‪..‬‬ ‫في ُظلمةِ‬ ‫ِ‬

‫يف ا�شتياق النور‬ ‫سامر الحموي‬ ‫أس��ير وحيداً‪ ..‬خطوات مثقل��ة باأللم‪ ..‬أنزل أدراج��اً دائرية‪ ..‬ال‬ ‫ضوء ال ماء‪ ..‬دائرية كبيرة العدد إلى الالنهاية‪ ..‬أتحس��س النور هنا‬ ‫وهناك‪ ..‬أرتطم بالجدران‪ ..‬أفقد وعيي‪ ..‬األنفاس تضيق‪..‬‬ ‫ش��بح الموت خلفي يتبعني‪ ،‬يحمل خنجراً كبيراً‪ ..‬أنا في حضرة‬ ‫الموت ال مكان ال مفر‪ ..‬تحضرني ذكريات قديمة ودفاتر عليها ألوان‬ ‫مبعثرة‪ ..‬إخوتي الصغار بين جنبات بيتنا مع األزهار‪ ،..‬أستنشق بقية‬ ‫الهواء بين األدراج العظيمة‪..‬‬ ‫تتطاي��ر أوراق��ي بع��د وقوعه��ا‪ ،‬يا لبؤس��ي وألم��ي‪ ،‬أنظر إلى‬ ‫األعلى‪ ،..‬ع ّلي بصوت بش��ري‪ ،‬كم هم قس��اة أولئك الذين ال يبالون‬ ‫بإخوته��م!‪ ،‬الثعابي��ن تتحرك بي��ن األدراج‪ ،‬أقفز أس��رع أتوكل على‬ ‫المول��ى‪ ،‬اهلل أكبر‪ ،‬إلي��ك المفر ال منجى يا رب بغيرك‪ ،‬س��هماً إليك‬ ‫أرس��لته في عتمتي الكئيبة العظيمة‪ ،‬أنزل‪ ،‬أس��رع‪ ،‬الفرج والبش��رى‬ ‫على األبواب‪ ،‬ش��عاع النور يبدو بين ظلمات األدراج‪ ،‬كم هو كرمك يا‬ ‫رب!‪ ،‬لي من الخياالت عشرة!‪ ،‬اهلل أكبر‪..‬‬ ‫كم هو اش��تياقي إلخوتي وأصحابي‪ ،‬سأرس��ل ذل��ك الحلم إلى‬ ‫بح��ر العدم‪ ،‬يا حياة أقبل��ي‪ ..‬أنا في حضرة النور بع��د الغياب واأللم‬ ‫الطويل‪..‬‬


‫تاريخ الطوابع يف �سوريا‬

‫حبر ناشف‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫وطبع عل��ى الطابع الجمهورية الس��ورية‬ ‫واس��م مصي��ف بل��ودان باللغ��ة العربية‬ ‫والفرنس��ية وه��ذه المجموع��ة من عدة‬ ‫أل��وان وذات قي��م مادية متع��ددة منها ‪1‬‬ ‫قرش و‪ 2‬قرش و‪ 5‬قرش و‪ 10‬قرش‪.‬‬ ‫ف��ي تاري��خ ‪ 29‬أيل��ول ‪ 1924‬أصدر‬ ‫المف��وض الس��امي الفرنس��ي "ويغ��ان"‬ ‫الق��رار رق��م ‪ 1595‬المتضم��ن الموافقة‬ ‫على إصدار مجموعة طوابع سورية وذلك‬ ‫بع��د إع�لان الوح��دة بين دولتي دمش��ق‬ ‫وحلب وكان��ت هذه الطوابع تحمل اس��م‬ ‫(الوحدة السورية)‪.‬‬ ‫م��ن المالحظ أن الطوابع الس��ورية‬ ‫زم��ن االنت��داب الفرنس��ي كان��ت تطب��ع‬ ‫وتصم��م في فرنس��ا‪ ،‬ومن ثم وبس��بب‬ ‫الحرب العالمي��ة الثانية قررت المفوضية‬ ‫الفرنسية العليا والحكومة السورية طبع‬ ‫الطوابع السورية واللبنانية في المطبعة‬ ‫الكاثوليكية في بيروت‪.‬‬ ‫استمر تداول هذه الطوابع حتى عام‬ ‫‪ 1946‬حين تم إعالن جالء قوات االحتالل‬ ‫عن س��وريا‪ ،‬فصدرت بعدها الطوابع من‬ ‫قِبل الحكومات الس��ورية المتتالية باسم‬ ‫(الجمهورية الس��ورية)‪ ،‬وص��درت بألوان‬ ‫عديدة وقيم مختلف��ة منها نصف قرش‪،‬‬ ‫ق��رش ونص��ف‪ ،‬س��تة ق��روش‪ ،‬عش��رة‬ ‫ق��روش‪ ،‬خمس��ون قرش��اً‪ ،‬وطب��ع عليها‬ ‫صورة نصفية للش��يخ ت��اج بحيث يظهر‬ ‫رأس��ه وج��زء من جس��مه وخلف��ه مدينة‬ ‫دمش��ق‪ ،‬والملفت للنظر أن هذه الطوابع‬ ‫السورية استخدمت في سوريا و لبنان‪.‬‬ ‫أم��ا بعد إع�لان الوحدة بين س��وريا‬ ‫ومصر بتاريخ ‪ 22‬ش��باط ‪ ،1958‬أصدرت‬ ‫الحكوم��ة الطواب��ع باس��م (الجمهوري��ة‬ ‫العربي��ة المتحدة)‪ ،‬أما بعد االنفصال يوم‬ ‫‪ 28‬أيل��ول ‪ 1961‬حمل��ت الطواب��ع اس��م‬ ‫(الجمهورية العربية الس��ورية) واس��تمر‬ ‫هذا الحال حتى وقتنا الحاضر‪.‬‬ ‫الطواب��ع هي إح��دى أه��م الوثائق‬ ‫القومي��ة الت��ي أرّخ��ت وو ّثق��ت مراح��ل‬ ‫س��وريا التاريخي��ة وش��خصياتها المهمة‬ ‫واألح��داث الممي��زة التي م��رت بها األمة‪.‬‬ ‫الطاب��ع ه��و وثيقة مص��ورة نقل��ت إلينا‬ ‫من��ذ القدم وإل��ى الي��وم كل تاريخ مميز‬ ‫م��رت به س��وريا‪ ،‬والي��وم الطواب��ع التي‬ ‫تصدرها الثورة الس��ورية لتوثق أحداثها‬ ‫وتك��رم األش��خاص والم��دن الت��ي أثرت‬ ‫بش��كل ملفت عل��ى مُجرياتها س��تكون‬ ‫رمزاً مخضبًا بالدم يروي لألجيال القادمة‬ ‫تاريخ��اً من الكفاح الس��وري ضد اإلجرام‬ ‫األسدي الغاشم‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫الطاب��ع ه��و رم��ز لذاك��رة البل��دان‬ ‫السياس��ية والثقافية واالجتماعية‪ ،‬فلكل‬ ‫طابع قصة وحكاية وذك��رى‪ ،‬منها ما هو‬ ‫تكريم للشخصيات‪ ،‬أو احتفال بذكريات‪،‬‬ ‫أو تخليد للمناسبات‪ .‬بعضها تروي السيرة‬ ‫الذاتي��ة لعظم��اء الوط��ن‪ ،‬أو تخل��د حدثًا‬ ‫مهمًا فيه‪.‬‬ ‫الي��وم جمي��ع الطواب��ع له��ا أطراف‬ ‫مس��ننة‪ ،‬بع��د أن كان��ت ف��ي أول عهدها‬ ‫مس��تقيمة األطراف‪ ،‬وف��ي البداية كانت‬ ‫الطوابع مصنوعة م��ن القطن أو الكتان‪،‬‬ ‫ومن ثم صنعت من لباب الش��جر‪ ،‬أما اآلن‬ ‫فتصنع الطواب��ع من أفخر أن��واع الورق‪.‬‬ ‫ويس��جّل على كل طابع اس��م البلد الذي‬ ‫أصدره وقيمت��ه (عدا انكلت��را التي كانت‬ ‫صاحبة اخت��راع الطابع‪ ،‬وعليه كانت ترى‬ ‫نفس��ها غني��ة ع��ن التعري��ف ف�لا تدون‬ ‫اس��مها على طوابعها‪ ،‬ب��ل تكتفي فقط‬ ‫بوضع صورة لرأس الحاكم الحالي للبالد‬ ‫في أحد زوايا الطابع)‪.‬‬ ‫أول طاب��ع ف��ي التاري��خ ظه��ر عام‬ ‫‪ 1840‬ف��ي لن��دن ويحمل ص��ورة جانبية‬ ‫لوجه ملك��ة بريطانيا "الملكة فيكتوريا"‪.‬‬ ‫أم��ا أول طاب��ع س��وري فصدر بع��د عام‬ ‫‪ 1863‬بقلي��ل‪ ،‬وذل��ك زم��ن االحت�لال‬ ‫العثماني‪ ،‬ولكنه لم يحمل اس��م س��وريا‬ ‫ب��ل كان طابع��ًا عثماني��ًا ت��م تداوله في‬ ‫س��وريا ألنها إحدى واليات السلطنة‪ .‬وتم‬ ‫إلغاء هذا الطابع في مطلع ش��هر تشرين‬ ‫األول ع��ام ‪ 1918‬مع دخول قوات الحلفاء‬ ‫وإنهاء الحك��م العثماني‪ .‬اس��تخدمت في‬ ‫تل��ك الفت��رة عوض��اً ع��ن ه��ذا الطاب��ع‪،‬‬ ‫ولفت��رة قصيرة‪ ،‬طواب��ع بريطانية جاءت‬ ‫به��ا القي��ادة البريطاني��ة م��ن طوابعه��ا‬ ‫المتداول��ة ف��ي مص��ر الخاضع��ة للنفوذ‬ ‫البريطان��ي آنذاك‪ .‬و ه��ذه الطوابع تعتبر‬ ‫من أن��در الطواب��ع اآلن‪ .‬بع��د ذلك قامت‬ ‫دوائ��ر البريد في س��وريا بجم��ع الطوابع‬ ‫العثمانية الموجودة في البلد ووُشَّ��حتها‬ ‫بخت��م (الحكومة العربي��ة) ومن ثم كتب‬ ‫عليه (الحكومة السورية العربية)‪.‬‬ ‫قامت حكومة الملك فيصل بإصدار‬ ‫مجموعة طوابع بريدية قليلة خالل فترة‬ ‫حكمها لس��وريا التي لم تتجاوز السنتين‪.‬‬ ‫كم��ا اس��تقدمت حكوم��ة فيص��ل طوابع‬ ‫بريدية م��ن الحجاز مطب��وع عليها (بريد‬ ‫الحكوم��ة العربي��ة الحجازي��ة)‪ ،‬وقيم��ة‬ ‫الطاب��ع قرش صاغ واح��د‪ ،‬و في منتصف‬ ‫الطابع اس��م الحس��ين بن علي‪ ،‬ووشحت‬ ‫بعب��ارة (حكوم��ة الش��رق العرب��ي)‪ ،‬كما‬ ‫اس��تقدمت حكومة فيصل طوابع مطبوع‬ ‫عليه��ا (بريد الحكومة العربية الهاش��مية‬ ‫مك��ة المكرم��ة)‪ ،‬و قيم��ة الطاب��ع نصف‬ ‫ق��رش‪ ،‬ووض��ع عليه��ا ش��عار الحكوم��ة‬ ‫الهاشمية واسم الحسين بن علي‪ ،‬وعلى‬ ‫طرفيها عبارة (مكة المكرمة)‪ ،‬ووش��حتها‬ ‫باسم (حكومة الشرق العربي)‪ ،‬ثم قامت‬ ‫الحكوم��ة الفيصلي��ة واس��تعداداً إلعالن‬ ‫المملك��ة الس��ورية بطباع��ة مجموع��ة‬ ‫طواب��ع كت��ب عليه��ا (المملكة الس��ورية‬ ‫المتحدة) والتي تمثل بالد الشام‪ ،‬وعرفت‬ ‫مجموع��ة الطواب��ع هذه باس��م (الطوابع‬ ‫الفيصلي��ة)‪ .‬وتعتب��ر الطواب��ع الفيصلية‬ ‫من أهم الطوابع السورية‪ ،‬خاصة الطابع‬ ‫الموش��ح بعبارة (تذكار اس��تقالل سوريا‬ ‫المتح��دة)‪ ،‬ويق��ول ف��ي ذل��ك م‪ .‬هيث��م‬

‫أب��و غزالة عض��و جمعية ه��واة الطوابع‬ ‫الس��ورية "أهم الطوابع من حيث القيمة‬ ‫التاريخي��ة والمعنوية الطاب��ع الذي صدر‬ ‫في ذكرى تتويج فيصل ملكاً على سوريا‬ ‫ف��ي الثامن م��ن آذار ‪ 1920‬وعدد ما طبع‬ ‫منه ال يتجاوز س��بعمائة وخمسين طابعاً‪،‬‬ ‫وأُلصق مائة وخمس��ون منه��ا على كتب‬ ‫إه��داء لكب��ار مس��ؤولي البل��د ف��ي ذلك‬ ‫الزم��ن‪ ،‬وبي��ع للن��اس حوال��ي ثالثمائ��ة‬ ‫وس��تة وس��تون طابعًا خالل فترة إطالق‬ ‫المدفعي��ة مائ��ة طلق��ة وطلق��ة احتفا ًال‬ ‫بتتويج الملك فيصل والكمية التي بقيت‬ ‫حُفظت في المتحف وقد وصل سعره إلى‬ ‫خمس��ة دناني��ر ذهبية" و تم��ت الطباعة‬ ‫بالط��رق البدائي��ة الحجري��ة كم��ا ت��مّ‬ ‫تصميغها يدوياً‪ ،‬وترك��ت لتجف بوضعها‬ ‫في الهواء الطلق تحت أش��عة الش��مس‪،‬‬ ‫وتم التوش��يح يدوياً باستعمال حبر أسود‬ ‫مخلوط بماء الذهب‪.‬‬ ‫وإلدراك حس��ن الحكيم مدير البريد‬ ‫و البرق العام (الذي أصبح فيما بعد وزيراً‬ ‫ث��م رئيس��اً لمجل��س ال��وزراء الس��وري)‬ ‫أهمية هذا الطاب��ع فقد قام بإعداد كتاب‬ ‫إهداء بتوقيعه ألصق عليه الطابع وختمه‬ ‫بخات��م خاص يحمل عبارة (ش��ام ‪- 3 - 8‬‬ ‫‪ )1920‬باللغتين العربية واألجنبية‪ .‬وجاء‬ ‫ف��ي كتاب اإله��داء‪" :‬ت��ذكاراً له��ذا اليوم‬ ‫التاريخي المجيد‪ ،‬يوم اس��تقالل س��وريا‬ ‫العربية المتحدة عل��ى يد صاحب الجاللة‬ ‫مليكه��ا فيص��ل ب��ن الحس��ين المعظم‪،‬‬ ‫أقدم إلى فخامتك��م نموذجًا من الطوابع‬ ‫البريدية التي ُطبعت في دمش��ق عاصمة‬ ‫المل��ك‪ ،‬وب��دئ باس��تعمالها اعتب��اراً من‬ ‫س��اعة البيع��ة احتف��اء وابتهاج��ًا‪ ،‬داعي��ًا‬ ‫اهلل ع��ز وجل بأن يجعل حي��اة هذه األمة‬ ‫محفوف��ة بالمج��د الخال��د والع��ز الدائ��م‬ ‫وأطال اهلل بقاء سيدي"‪.‬‬ ‫ونظراً ألهمية هذا الطابع وندرته فقد‬ ‫قام��ت مجموعة بتزوي��ره‪ ،‬وعن ذلك كتبت‬ ‫جريدة العاصم��ة وهي الجريدة الرس��مية‬ ‫ف��ي عدده��ا رق��م ‪ 120‬تاريخ ‪ 26‬نيس��ان‬ ‫‪ 1920‬أن المدير العام للبريد والبرق حسن‬ ‫الحكيم أرس��ل إل��ى الجريدة كتاب��اً يوضح‬ ‫في��ه أن هذا الطابع تعرض للتزوير ويقول‬ ‫كتاب��ه "بلغنا أن بعض من ال خلق لهم من‬ ‫عش��اق المناف��ع الش��خصية اجت��رأوا على‬ ‫وس��م بعض الطوابع العربية المس��تعملة‬ ‫حديث��ًا بكلم��ة (ت��ذكار اس��تقالل س��وريا‬ ‫المتحدة ‪ 8‬آذار ‪ )1920‬تقليداً لتلك الطوابع‬ ‫التي اس��تعملت بهذا الوس��م ي��وم مبايعة‬ ‫جالل��ة المل��ك المعظ��م وإعالن اس��تقالل‬ ‫سوريا لالس��تفادة من الثمن الباهظ الذي‬

‫بلغته هذه الطواب��ع‪ .‬وبما أن عدد الطوابع‬ ‫الموس��ومة بالعبارة المذكورة كان ال يزيد‬ ‫عن السبعمائة وخمسين طابعًا‪ ،‬وكان لون‬ ‫احمرارها فاتحاً ج��داً بعكس الطوابع التي‬ ‫نستعملها اآلن الكثيرة االحمرار فض ًال عن‬ ‫عدم مش��ابهة أش��كال الكلم��ات والحروف‬ ‫فإنن��ا نح��ذر الناس م��ن أن تنطل��ي عليم‬ ‫حيّ��ل المزوري��ن وندعوه��م لرفض ما ال‬ ‫يكون مختوماً منها بخاتم بريد ذلك اليوم‪.‬‬ ‫وق��د أخذن��ا بالتحقي��ق الدقي��ق للتوص��ل‬ ‫لمعرف��ة المزوري��ن لينالوا ما يس��تحقونه‬ ‫من العقاب‪ ،‬والسالم"‪.‬‬ ‫أم��ا في عه��د االنت��داب الفرنس��ي‪،‬‬ ‫انتش��رت ف��ي البداي��ة ثالث��ة أن��واع من‬ ‫الطوابع وهي‪ :‬طوابع فرنس��ية أحضرها‬ ‫االنت��داب م��ن فرنس��ا‪ ،‬ومجموع��ة م��ن‬ ‫الطواب��ع العثماني��ة المتبقية ف��ي البلد‪،‬‬ ‫وبقاي��ا الطواب��ع الفيصلي��ة‪ .‬حُفِظ��ت‬ ‫ه��ذه الطواب��ع ف��ي إدارة البري��د والبرق‬ ‫ووشّ��حتها قوات المس��تعمر بأحرف ثالث‬ ‫ه��ي ‪ ETO‬وه��ي اختص��ار ل��ـ ‪Enemy‬‬ ‫‪ Territory Occupied‬أي مقاطع��ة‬ ‫الع��دو المحتلة‪ ،‬ثم غيرته��ا ألحرف ثالث‬ ‫أخ��رى ه��ي ‪ OFM‬اختص��اراً ل��ـ ‪French‬‬ ‫‪ Military Occupation‬أي االحت�لال‬ ‫العس��كري الفرنس��ي‪ ،‬إضاف��ة إلى كلمة‬ ‫‪ ،Syria‬وسُ��عّرت قيم��ة ه��ذه الطواب��ع‬ ‫بالعملة المصرية قبل أن تسعّر بالقرش‬ ‫الس��وري‪ ،‬وت��م طباعته��ا ف��ي لبن��ان‪،‬‬ ‫ووضع��ت في التداول في لبنان وس��وريا‪،‬‬ ‫واستمر استخدام هذه الطوابع المختلفة‬ ‫إل��ى أن نفذ منه��ا العثمان��ي والفيصلي‬ ‫واس��تمر ف��ي ت��داول الطواب��ع اآلتي��ة‬ ‫م��ن فرنس��ا حت��ى الثالثينات م��ن القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬حيث وضعت فرنسا في التداول‬ ‫مجموعة طوابع تحمل اس��م (الجمهورية‬ ‫السورية) باللغة العربية والفرنسية دون‬ ‫اإلشارة إلى االنتداب الفرنسي‪ .‬ومن هذه‬ ‫الطوابع الطابع الذي يحمل رس��م رئيس‬ ‫س��وريا محم��د عل��ي العابد بع��دة ألوان‪،‬‬ ‫وطبع عليها اس��م (الجمهورية الس��ورية)‬ ‫باللغتي��ن العربي��ة والفرنس��ية‪ ،‬وقيم��ة‬ ‫الطاب��ع عش��رة ق��روش‪ .‬أم��ا مجموع��ة‬ ‫طوابع صالح الدين األيوبي‪ ،‬فقد صدرت‬ ‫أيض��ًا بعدة ألوان قيمتها ‪ 50‬قرش و ‪100‬‬ ‫ق��رش‪ ،‬و طبع عليه��ا اس��م (الجمهورية‬ ‫السورية وصالح الدين) باللغتين العربية‬ ‫والفرنس��ية‪ ،‬وهناك أيض��اً مجموعة أبو‬ ‫الع�لاء المعري التي ص��درت بعده ألوان‪،‬‬ ‫و ه��ي ذات قيم��ة ‪ 3‬ق��روش و ‪ 4‬قروش‪.‬‬ ‫أما الطوابع السياحية فكانت تحمل رسمًا‬ ‫لمصي��ف بل��ودان وطائ��ره تحل��ق فوقه‬

‫بالل سالمة‬

‫‪27‬‬


‫حبر ناشف‪. .‬‬

‫االنقــــالبات الع�ســــكرية‬ ‫فـي �سوريا (‪)2‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪28‬‬

‫انقالب �أديب ال�شي�شكلي‬ ‫أدي��ب الشيش��كلي من موالي��د مدينة‬ ‫حم��اة الس��ورية ع��ام ‪ ،1909‬تخ��رج م��ن‬ ‫المدرس��ة الزراعي��ة بالس��لمية " قض��اء‬ ‫تابع لمدين��ة حماة " ومن ثم من المدرس��ة‬ ‫الحربي��ة بدمش��ق‪ ،‬ف��ي البداي��ة تطوع في‬ ‫جيش الشرق الفرنس��ي ومن ثم انتقل مع‬ ‫غي��ره م��ن الضباط إل��ى الجيش الس��وري‪،‬‬ ‫ش��ارك ف��ي معرك��ة تحري��ر س��وريا م��ن‬ ‫الفرنسيين عام ‪1945‬‬ ‫وفي عام ‪ 1948‬كان قائد لواء اليرموك‬ ‫الثاني في جيش نصرة فلسطين وكان معه‬ ‫ف��ي نفس الل��واء أكرم الحوران��ي وهو من‬ ‫نفس المدينة وقريب الرئيس الشيش��كلي‬ ‫وهو مؤس��س الحزب االش��تراكي العربي "‬ ‫فيم��ا بعد اتح��د الحزب االش��تراكي العربي‬ ‫مع حزب البعث العربي ليتشكل حزب البعث‬ ‫العربي االشتراكي "‪.‬‬ ‫ومن يرجع إلى مدونات أكرم الحوراني‬ ‫يس��تطيع ا ْالحاطة ببطوالت ل��واء اليرموك‬ ‫في فلسطين‬ ‫اش��ترك أديب الشيش��كلي مع حسني‬ ‫الزعيم ف��ي االنق�لاب األول‪ ،‬لكنهما اختلفا‬ ‫فصرف��ه الزعيم م��ن الخدمة‪ ،‬كما اش��ترك‬ ‫م��ع الحن��اوي ف��ي االنق�لاب الثان��ي والذي‬ ‫عين��ه قائداً لل��واء األول برتب��ة عقيد‪ ،‬لكن‬ ‫الشيش��كلي ل��م يحق��ق ف��ي االنقالبي��ن‬ ‫طموح��ه الش��خصي‪ ،‬ارتب��ط الشيش��كلي‬ ‫بصالت قريب��ة مع العقيد أمين أبو عس��اف‬ ‫والنقي��ب فض��ل اهلل أب��و منص��ور اللذي��ن‬ ‫س��اهما في اعتقال س��امي الحناوي‪ ،‬ومهدا‬ ‫الطريق ألديب الشيش��كلي المس��يطر على‬ ‫مجل��س العق��داء‪ ،‬لمنازع��ة رئي��س الدولة‬ ‫هاش��م األتاسي على الس��لطة‪ ،‬حيث أصدر‬ ‫الشيش��كلي في صباح بالغ��ًا بتوقيعه‪ ،‬أكد‬ ‫في��ه إقصاء س��امي الحناوي وأس��عد طلس‬ ‫عن القيادة‪ ،‬لتآمرهم على س�لامة الجيش‬ ‫وكيان البالد ونظامها الجمهوري‪.‬‬ ‫عُ��رف عه��د االنق�لاب الثال��ث بعه��د‬ ‫الحكم المزدوج " أديب الشيش��كلي وهاشم‬ ‫األتاس��ي"‪ ،‬ولما كان الشيشكلي عضواً في‬ ‫مجل��س العقداء ومس��يطراً علي��ه فقد حل‬ ‫هذا المجلس وأ ّلف بدي ًال عنه مجلس��اً أسماه‬ ‫المجلس العسكري األعلى‪.‬‬ ‫ق��ام الشيش��كلي بتعدي��ل الدس��تور‪،‬‬ ‫تمهيداً لالستيالء المباشر على الحكم‪ ،‬فكان‬ ‫دس��تور ‪ 1950‬ال��ذي يقيم نظام��اً جمهوريًا‬

‫أديب الشيشكلي‬

‫يق��ول الدكتور رض��وان زي��ادة‪ " :‬لقد‬ ‫كان تدخ��ل الجي��ش ف��ي الدول الناش��ئة ذا‬ ‫أث��ر كبي��ر‪ ،‬إذ منع تطور سياس��تها المدنية‪،‬‬ ‫ومن حس��م خياراتها الداخلية ضمن س��احة‬ ‫البرلم��ان‪ ،‬وف��ي ض��وء دائ��رة الح��وارات‬ ‫السياس��ية المتع��ددة‪ .‬وعنده��ا س��يلعب‬ ‫الجي��ش في س��وريا وف��ي الكثي��ر من دول‬ ‫العالم الثالث دور الع��ب االرتكاز في تقرير‬ ‫السياس��ة الداخلي��ة‪ ،‬وه��ذا م��ا س��يجعل‬ ‫المجتم��ع المدني يتضاءل لحس��اب المجتمع‬ ‫العسكري بتعبير غرامش��ي‪ ،‬والذي سيبتلع‬ ‫المجتمعين المدني والسياسي معًا "‪.‬‬

‫نيابيًا‪ ،‬مدة والي��ة رئيس الجمهورية خمس‬ ‫س��نوات‪ ،‬يفصل بي��ن الس��لطات الثالث مع‬ ‫جع��ل الس��لطة التش��ريعية ه��ي األول��ى‪،‬‬ ‫وحصر السلطة التنفيذية بمجلس الوزراء‪،‬‬ ‫وضمان اس��تقالل القض��اء‪ ،‬وإحداث محكمة‬ ‫عليا تراقب دستورية األنظمة والقوانين‪.‬‬ ‫في ‪ 2‬كان��ون األول ‪ 1951‬تولى أديب‬ ‫الشيشكلي مهام رئاس��ة الدولة بعد القيام‬ ‫بانقالبه العس��كري الثاني‪ ،‬وق��ام باعتقال‬ ‫أعضاء الحكومة‪ ،‬فاضطر رئيس الجمهورية‬ ‫إلى االس��تقالة‪ ،‬ثم قام ّ‬ ‫بحل مجلس النواب‪.‬‬ ‫وف��ي الي��وم التالي عهد إلى " فوزي س��لو "‬ ‫بممارسة السلطتين التشريعية والتنفيذية‬ ‫ومهام رئيس الدولة إل��ى أن تألفت حكومة‬ ‫في ‪.1952/6/8‬‬ ‫وض��ع أدي��ب الشيش��كلي مش��روع‬ ‫دستور باس��م المجلس العس��كري األعلى‪،‬‬ ‫وج��رى ف��ي ‪ 10‬تم��وز ‪ 1952‬اس��تفتاء عام‬ ‫ت��مّ بنتيجت��ه تنصيب الشيش��كلي رئيس��ًا‬ ‫للجمهوري��ة والموافقة على الدس��تور الذي‬ ‫يقيم نظاماً رئاس��يًا‪ ،‬وت��مّ انتخاب مجلس‬ ‫نواب على أساس��ه‪ .‬وحول الشيشكلي البالد‬ ‫إلى دكتاتورية عسكرية‪.‬‬ ‫يق��ول الدكتور مع��روف الدواليبي في‬ ‫مذكرات��ه‪" :‬كش��ف العراقي��ون اتصال أديب‬ ‫الشيش��كلي ببع��ض الضب��اط العراقيي��ن‬ ‫الذي��ن كان��وا ملحقي��ن عس��كريين ف��ي‬ ‫س��ورية‪ ،‬وتفاهم معهم على إحداث انقالب‬ ‫ف��ي الع��راق وضمه إل��ى س��ورية‪ ،‬على أن‬ ‫يجع��ل الضابط الذي يق��وم باالنقالب نائبًا‬ ‫لرئي��س الجمهوري��ة‪ .‬وص��ادف أن الضابط‬ ‫ال��ذي اتصل به الشيش��كلي كان من أنصار‬ ‫القص��ر الملك��ي ف��ي الع��راق‪ .‬فب ّل��غ الخبر‬ ‫إل��ى القصر وكتمه عن غي��ره‪ ،‬طلب القصر‬ ‫الملك��ي العراقي إلى الضاب��ط الذي اتصل‬ ‫ب��ه الشيش��كلي أن يقبض المبل��غ المتفق‬ ‫عليه مع الزعامة السورية‪ ،‬ثم أجرى البالط‬ ‫اتصا ًال بهاش��م األتاسي واتفق معه على أن‬ ‫يح��دث تم��رداً أو ثورة في جب��ل الدروز عن‬ ‫طريق منصور بن س��لطان باش��ا األطرش‬ ‫ضد الشيشكلي‪ ،‬برئاسة الحكومة السورية‬ ‫غير المس��تقيلة‪ ،‬وقالوا لهاش��م األتاس��ي‪:‬‬ ‫أرسل لنا مندوبًا بالنيابة عنك وسنقبل به‪.‬‬ ‫أرسل األتاس��ي إليهم صبري العسلي‬ ‫ليتفاوض��وا مع��ه على تفاصيل ب��دء الثورة‬ ‫في جبل الدروز‪ .‬في ه��ذه األثناء كان أديب‬ ‫الشيشكلي يفاوض الوزارة التي لم تستقل‬ ‫بعد انقالبه‪ ،‬ثم أطلق س��راح أعضائها بعد‬ ‫التأك��د م��ن الترتيب��ات الجاري��ة إلع�لان ما‬ ‫عرف بثورة الدروز بين العراق ومنصور بن‬ ‫سلطان باشا األطرش‪.‬‬ ‫أطلق��ت في س��وريا دعوة لالس��تفتاء‬ ‫على الدستور الذي وضعه أديب الشيشكلي‪.‬‬ ‫وكان المؤتم��ر األول ف��ي حم��ص حي��ث‬ ‫اتخذ ق��رار برفض الدس��تور ال��ذي اقترحه‬ ‫أدي��ب الشيش��كلي‪ .‬وف��ي آخ��ر المؤتم��ر‬ ‫ج��اء رس��ول من الع��راق يدع��و المؤتمرين‬ ‫للتعاون م��ع بغداد ضد الشيش��كلي‪ ،‬بحجة‬ ‫أن فرنس��ا اتصل��ت ب��ه ليح��دث انقالبًا في‬ ‫الع��راق باالتفاق مع انجلت��را وأميركا فقرَّر‬ ‫العراقيون إزالته"‪.‬‬

‫ثورة اجلبل‬ ‫دلت المعلومات الواردة إلى الشيشكلي‬ ‫من رئيس أركانه خالل الفترة التي س��بقت‬ ‫س��قوطه أن هنالك مخططًا رس��مه مناوئوه‬ ‫ف��ي الداخ��ل والخ��ارج للقي��ام بعصيان في‬ ‫الجب��ل يتس��ع إلى أن يش��مل البل��د بكامله‪،‬‬ ‫فأم��ر الشيش��كلي باعتق��ال منص��ور ب��ن‬ ‫سلطان واألمير حس��ن االطرش في دمشق‬ ‫ووضع زيد األطرش قائد الدرك رهن اإلقامة‬ ‫الجبري��ة كما أمر باعتقال س��لطان االطرش‬ ‫ووجه حمل��ة مدعوم��ة باآلليات العس��كرية‬ ‫والطي��ران إل��ى القري��ا بلد س��لطان ووصل‬ ‫بعض عناصرها إلى أم��ام بيت آل األطرش‬ ‫س��لطان‪ ،‬إال أن الجي��ش فش��ل ف��ي مهمته‬ ‫نتيجة المقاومة العنيفة ألهل الجبل‪.‬‬ ‫وبعد محاولة االعتقال الفاشلة لسلطان‬ ‫األطرش كلف الشيش��كلي رس��مي القدسي‬ ‫بقيادة حملة عس��كرية جديدة‪ ،‬إلى السويداء‬ ‫صب��اح االحد ف��ي ‪ 31‬كان��ون الثان��ي‪ ،‬ووجه‬ ‫القدس��ي قوة إل��ى معقل س��لطان االطرش‬ ‫العتقال��ه حي��اً أو ميت��ًا فقام��ت ه��ذه الق��وة‬ ‫بتطوي��ق بلد األط��رش الذي ل��زم بيته ولم‬ ‫يخ��رج لحقن الدم��اء وفي اللحظة الحاس��مة‬ ‫ق��رر الخروج إلى األردن بع��د أن وطلب اإلذن‬ ‫م��ن المل��ك الهاش��مي الحس��ين ب��ن ط�لال‬ ‫بالدخ��ول‪ ،‬فم��ا كان من األخير إال أن أرس��ل‬ ‫إلى الحدود س��يارات قامت بنقله وأعوانه إلى‬ ‫قلعة المدورة في أقصى الجنوب‪.‬‬ ‫تمي��ز حك��م الشيش��كلي بمجموع��ة‬ ‫القواني��ن الت��ي ص��درت ف��ي عه��ده " تنظيم‬ ‫الحي��اة الداخلي��ة‪ ،‬قان��ون من��ع الط�لاب‬ ‫والموظفي��ن لالنتم��اء لألح��زاب السياس��ية‪،‬‬ ‫وقان��ون تنظيم الضرائ��ب المالية مما خفض‬ ‫الضرائب على أصحاب الدخل المحدود‪ ،‬وأصدر‬

‫قانون االصالح العقاري والزراعي حيث وزعت‬ ‫أراضي أمالك الدولة على الفالحين "‬

‫انقالب م�صطفى حمدون‬ ‫في ‪ 25‬ش��باط وفي الساعة السادسة‬ ‫والنص��ف صباح��ا أذاع النقي��ب مصطف��ى‬ ‫حمدون ن��داء يطلب به م��ن الجيش التمرد‬ ‫ومن الشيشكلي التنحي وفورا قامت حامية‬ ‫دي��ر الزور بتأيي��ده وتبعته كافة تش��كيالت‬ ‫الجيش وفع ًال اضطر العقيد الشيشكلي إلى‬ ‫التنحي ومغادرة البالد‪.‬‬ ‫ويق��ول خي��ر الدي��ن الزركل��ي ف��ي‬ ‫الصفح��ات ‪ 286 ،285‬م��ن الج��ز األول من‬ ‫كتابه " األعالم "‪ :‬لما ش��عر الشيشكلي بأن‬ ‫زم��ام األمور أًفلت من يده‪ ،‬كلف أحد أعوانه‬ ‫باالتص��ال م��ع الحكوم��ة اللبناني��ة لقبوله‬ ‫كالجئ سياس��ي ثم اتخ��ذ ترتيبات مغادرته‬ ‫لس��ورية وس��طر كتاب اس��تقالته وس��لمه‬ ‫للزعيم ش��وكت ش��قير‪ ،‬وتوجه إلى بيروت‬ ‫ف��ي ‪ 25‬ش��باط‪ 1954 /‬ناجي��اً بنفس��ه إلى‬ ‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫اغتي��ل الرئي��س الشيش��كلي على يد‬ ‫نواف غزالة الدرزي من محافظة الس��ويداء‬ ‫في العام ‪ 1964‬في البرازيل‪ ،‬ونقلت رفاته‬ ‫إلى سوريا وهي ا َالن مدفونة في حماة‪.‬‬ ‫عاش��ت س��وريا بعد رحيل الشيشكلي‬ ‫أزه��ى عص��ور الديمقراطي��ة‪ ،‬الت��ي بدأت‬ ‫بانتخاب��ات ع��ام ‪ 1954‬النزيه��ة وانته��ت‬ ‫بالوح��دة مع مص��ر‪ ،‬والتي يج��وز اعتبارها‬ ‫انقالب��اً عس��كرياً بطيئ��ًا‪ ،‬أجب��ر فيه بعض‬ ‫الضب��اط الحكوم��ة المدني��ة عل��ى قب��ول‬ ‫الوح��دة‪ ،‬بش��روط أضاع��ت الديمقراطي��ة‬ ‫والتعددي��ة الس��ورية‪ ،‬وحملت ف��ي طياتها‬ ‫بذور االنفصال‪.‬‬


‫ت�شكل اللجنة الع�سكرية الأوىل‬ ‫تش��كلت اللجن��ة العس��كرية األول��ى‬ ‫برئاس��ة بش��ير صادق أعلى البعثيين رتبة‬ ‫وضم��ت‪ :‬مزي��د هنيدي وعب��د الغني عياش‬ ‫وممدوح الش��اغوري ومحمد عم��ران‪ .‬خالل‬ ‫ع��ام ‪ 1959‬ش��هدت عالق��ة البعث م��ع عبد‬ ‫الناص��ر تده��وراً تدريجياً فق��دم الحوراني‬ ‫النائ��ب وال��وزراء م��ن البيط��ار إل��ى قنوت‬ ‫اس��تقاالتهم من حكم الوحدة ‪ ,‬وش��عر عبد‬ ‫الناص��ر بع��دم االرتياح تجاه ضب��اط البعث‬ ‫المنتدبي��ن إلقلي��م مص��ر وم��ن هن��ا نقل‬ ‫بع��ض وجوههم إلى الس��لك الدبلوماس��ي‬ ‫إبع��اداً نهائيًا عن صف��وف الجيش‪ .‬من هنا‬ ‫اضطرار بش��ير صادق ومزيد الهنيدي وعبد‬ ‫الغني عياش وممدوح الش��اغوري لالنفكاك‬ ‫عن اللجنة العسكرية األولى‪.‬‬ ‫أم��ا أصغره��م رتب��ة الرائ��د محم��د‬ ‫عمران تكفل بإعادة تش��كيل اللجنة ليكون‬ ‫فيه��ا األعلى رتبة ‪ ,‬ويضم إليها صالح جديد‬ ‫وحافظ أس��د‪ ،‬العلوي��ون‪ ،‬وأحمد المير وعبد‬ ‫الكري��م الجن��دي اإلس��ماعيليان « وزاول��ت‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ولد عبد الكريم النحالوي في دمش��ق‬ ‫عام ‪ 1926‬ف��ي عائلة متوس��طة الحال من‬ ‫األحياء القديمة في دمش��ق‪ ،‬نشأ وشب في‬ ‫حي عاتكة‪ ،‬ودرس ف��ي المدارس الحكومة‬ ‫االبتدائية والثانوية وتخرج منها عام ‪،1948‬‬ ‫وانتس��ب إلى الكلي��ة الحربية وتخ��رج منها‬ ‫عام ‪ 1950‬برتبة مالزم ثاني‪ ،‬ثم تدرج في‬ ‫المناصب حتى رتبة عقيد أركان حرب‪.‬‬ ‫في عه��د الوح��دة‪ ،‬عمل المق��دم عبد‬ ‫الكريم النح�لاوي نائبًا لمدير إدارة ش��ؤون‬ ‫الضب��اط في الجي��ش األول وه��و المنصب‬ ‫الهام الذي سمح للنحالوي بالتحكم بتنقالت‬ ‫الضب��اط طالم��ا كس��ب ثق��ة المش��ير عبد‬ ‫الحكيم عامر‪.‬‬ ‫ق��ام عبد الكريم النح�لاوي باالنقالب‬ ‫بالتع��اون م��ع موف��ق عصاص��ة وحي��در‬ ‫الكزب��ري بدع��م م��ن األردن والس��عودية‪.‬‬ ‫ورجال األعمال السوريين الساخطين‪ ،‬وكان‬ ‫السبب المباشر لذلك هو الذعر الذي خلفته‬ ‫قرارات التأميم واسعة النطاق التي أصدرها‬ ‫عبد النصر في تموز عام ‪ 1960‬بين صفوف‬ ‫التجار الس��وريين‪ ،‬والذي ح��دث هو أن أحداً‬ ‫لم يطلق طلقة واحدة في سوريا دفاعاً عن‬ ‫الوح��دة‪ ،‬وصدم عب��د الناصر بأنب��اء التمرد‬ ‫الس��وري فأمر قوة من ألفي مظلي مصري‬

‫قب��ل الدخول في الحديث عن انقالبات‬ ‫عام ‪ 1963‬و‪ 1966‬و‪ 1970‬البد من التعريف‬ ‫باللجنة العس��كرية للبعث الس��وري اللجنة‬ ‫الس��رية التي حكمت س��وريا ما بي��ن ‪ 8‬آذار‬ ‫‪ 1963‬وحت��ى ‪ 13‬تش��رين أول ‪ ،1970‬وهي‬ ‫واحدة من أهم سياقات البعث التاريخية‪.‬‬ ‫الثاب��ت هو أن ضب��اط البع��ث العربي‬ ‫االش��تراكي – بجناحي��ه « جماع��ة عفل��ق‬ ‫‪ ,‬البيط��ار» و» جماع��ة الحوران��ي « لعب��وا‬ ‫دورا ش��ديد األهمي��ة س��واء ف��ي االنق�لاب‬ ‫عل��ى الشيش��كلي في ش��باط ‪ 1954‬أم في‬ ‫التأثي��ر عل��ى الحي��اة السياس��ية الس��ورية‬ ‫التي تلت ذل��ك االنقالب وصوال إلى الوحدة‪.‬‬ ‫كان نجمهم مصطفى حم��دون – الحوراني‬ ‫الوالء – هو بطل تمرد حلب الذي تفشى في‬ ‫عديد من المحافظات دون دمشق ونجح في‬ ‫إقناع الشيش��كلي بأن ال سبيل أمامه للبقاء‬ ‫‪ ,‬وكان رجح��ان فئ��ة الحوراني م��ن ضباط‬ ‫البع��ث االش��تراكي غالب��ًا‪ .‬فمنه��م حمدون‬ ‫وقن��وت ودريعي وعي��اش والمنجد والمفتي‬ ‫و الش��اغوري و موسى باش��ا و زكار وكانوا‬ ‫األعل��ى رتب��ة م��ن الضب��اط صغ��ار الرتبة‬ ‫كعم��ران ومجايليه‪ .‬كانت هن��اك أيضا فئة‬ ‫بعثية لم تدخ��ل لعبة المحاور داخل الحزب‬ ‫مث��ل جمال الصوفي وبش��ير ص��ادق ونبيه‬ ‫الصباغ وأمين الحافظ‪.‬‬

‫اللجنة العسكرية بتشكيلها الثاني السباعي‬ ‫دورها طوال عام ‪ 60‬ووصوال إلى ‪ 28‬أيلول‬ ‫عام ‪ 1961‬يوم االنفصال السوري‪ .‬عند ذاك‬ ‫المفصل تمت إعادة كل الضباط السوريين‬ ‫إلى بلدهم الذي خضع اآلن لقيادة عسـكرية‬ ‫يمينية على رأس��ها عبد الكريم النحالوي –‬ ‫سكرتير المشير عامر – وموفق عصاصة‪.‬‬ ‫يق��ول باتري��ك س��يل ف��ي كتاب��ه «‬ ‫الصراع على الش��رق األوس��ط «‪ .‬أن��ه إباّن‬ ‫الوحدة السورية المصرية كان صالح جديد‬ ‫برتبة رائد في س��رب للطي��ران الليلي‪ ،‬وقد‬ ‫نق��ل هذا الس��رب أواخ��ر ع��ام ‪1959‬م إلى‬ ‫مص��ر‪ .‬وكان ق��د أص��اب جدي��د وأربعة من‬ ‫رفاقه شعور بالصدمة والسخط ضد عفلق‬ ‫والبيط��ار‪ ،‬مؤسس��ي ح��زب البع��ث‪ ،‬اللذين‬ ‫اتخذا ق��رار حل الحزب س��نة ‪1958‬م‪ ،‬وقرر‬ ‫جديد ورفاقه « محمد عمران ـ حافظ األس��د‬ ‫ـ عب��د الكريم الجندي ثالث��ة علويون وواحد‬ ‫إس��ماعيلي ويق��ال أن أحمد المي��ر كان من‬ ‫مؤسس��ي اللجنة « أن يقيموا تنظيمًا سريًا‬ ‫أطلق��وا عليه اس��م « اللجنة العس��كرية «‪،‬‬ ‫وكان��ت أهدافهم الظاهرة ه��ي‪ :‬إعادة بناء‬ ‫حزبهم المش��تت‪ ،‬ووصول ح��زب البعث إلى‬ ‫الس��لطة‪ ،‬وم��ن ث��م النظر في أم��ر الوحدة‬ ‫العربية»‪.‬‬ ‫ل��م تنتظر هذه القيادة طوي ًال إذ قامت‬ ‫ف��ي آخر يوم من عام ‪ 61‬بتس��ريح ما ينوف‬ ‫ع��ن ‪ 70‬ضابطًا جلهم م��ن البعثيين ضمت‬ ‫منه��م كل أعض��اء اللجنة العس��كرية ‪.‬و لم‬ ‫يبق للبعث في الخدمة العس��كرية غير نفر‬ ‫صغير من الضباط ‪ ,‬حاولت اللجنة التواصل‬ ‫معه��م ‪ ,‬باس��تثناء جماعة أك��رم الحوراني‬ ‫لتقديره��م الصحيح للموق��ف حينها والذي‬ ‫م��ؤداه أن الحوران��ي حرق نفس��ه سياس��يا‬ ‫بتوقيعه وثيقة االنفصال وبإسناده عهده‪.‬‬ ‫وفي ش��هر أيار ع��ام ‪ 1962‬تمت إعادة‬ ‫تنظيم حزب البعث الس��وري بقيادة ميشيل‬ ‫عفلق عبر مؤتمر قومي جديد هو الخامس‬ ‫عقد في حمص‪ .‬ففتح الناشطون في اللجنة‬ ‫العس��كرية وبالتحدي��د الرائد ص�لاح جديد‬ ‫حواراً مع قيادة الحزب وبالتحديد عفلق‪ .‬كما‬ ‫بدأت تعقد تحالفات مع كتلة الناصريين في‬ ‫الجيش وهم من مس��تويات و رتب متنوعة‪.‬‬ ‫وم��ع مجموعة صغيرة متحلقة حول ضابط‬ ‫برتب��ة عقيد يتولى قيادة القطاع الش��مالي‬ ‫للجبهة مس��قط رأس��ه حماة إس��مه « زياد‬ ‫الحري��ري» ‪ .‬ولم يكن الحريري محس��وبا ال‬ ‫على الوحدويين وال على البعثيين وإن عرف‬ ‫عنه ميله ألكرم الحوراني‪.‬‬ ‫م��ع انق�لاب ‪ 8‬آذار ت��م اإلف��راج ع��ن‬ ‫المس��جونين الوحدويي��ن والبعثيين ومنهم‬ ‫ل��ؤي األتاس��ي ال��ذي اتف��ق علي��ه رئيس��ًا‬ ‫لمجلس الثورة وكذلك محمد عمران رئيس‬ ‫اللجنة العس��كرية وآخرين مث��ل حمد عبيد‬ ‫وإبراهي��م العلي ومصطفى طالس ومحمد‬ ‫النس��ر‪ .‬أعي��د كل الضباط المس��رحين من‬ ‫البعثيين إلى الخدمة بينما أبقي العديد من‬ ‫المسرحين الناصريين خارجها أمثال جاسم‬ ‫علوان وحكمت الداية ورائف المعرى وكاظم‬ ‫زيتونة ووفيق إسماعيل‪.‬‬ ‫و تم تش��كيل مجل��س الث��ورة األول‪:‬‬ ‫محمد عمران وصالح جديد و موسى الزعبي‬ ‫عن البع��ث ‪ ...‬زياد الحريري و غس��ان حداد‬

‫و فه��د الش��اعر عن المس��تقلين ‪ ...‬راش��د‬ ‫القطين��ي ودروي��ش الزوني وكم��ال هالل‬ ‫وف��واز محارب عن الناصريي��ن ومعهم لؤي‬ ‫األتاس��ي رئيس��ًا‪ .‬وتول��ى محمد عم��ران –‬ ‫العقي��د آنذاك‪ ،‬رئيس��ا ألركان اللواء المدرع‬ ‫‪ 70‬ف��ي الكس��وة بينم��ا أس��ند إل��ى النقيب‬ ‫– الرائ��د آنذاك – حافظ أس��د قي��ادة قاعدة‬ ‫الضمير الجوية‪.‬‬ ‫تالق��ت سياس��ات اللجن��ة العس��كرية‬ ‫ف��ي ذلك الوقت مع رغب��ات عفلق – البيطار‬ ‫لجه��ة االبتعاد عن وحدة مع عب��د الناصر أو‬ ‫كبدي��ل اضط��راري الس��عي التح��اد ثالثي‬ ‫يضم ع��راق البع��ث وبما يكف��ل أن يصبح‬ ‫عب��د الناصر بين المطرقة والس��ندان‪ :‬بعث‬ ‫دمش��ق وبعث بغ��داد‪ .‬كانت من��اورة البعث‬ ‫ماك��رة إذ ال يس��تطيع ال عب��د الناص��ر وال‬ ‫ناصرييه الس��وريين الممانعة في احتساب‬ ‫العراق متحداً ثالثاً حتى ولو ناور ناصر خالل‬ ‫الجول��ة الثانية من مباحثات القاهرة بالقول‬ ‫إنه مس��تعد لقب��ول وحدة س��ورية‪-‬عراقية‬ ‫أو ًال بمق��دار قبوله لوحدة مصرية‪-‬س��ورية‬ ‫أو ًال‪ .‬إذن ف��ي مس��ألة الوحدة الق��ى البعثان‬ ‫مخرج��ًا ش��به مريح ف��ي طرحه��م الثالثي‬ ‫لك��ن المنغص الكبي��ر بقي ثنائية الش��ارع‬ ‫الناصري والكثافة الناصرية في الجيش‪.‬‬ ‫فبدأت التسريحات الكبرى في صفوف‬ ‫الناصريي��ن ي��وم ‪ 20‬نيس��ان أي بع��د أيام‬ ‫ثالثة من التوقي��ع وبخديعة ماكرة تلخصت‬ ‫ف��ي إيف��اد العدي��د منه��م لبغ��داد لبح��ث‬ ‫الوحدة العس��كرية ثم ليعودوا إلى منازلهم‬ ‫مس��رحين‪ .‬استمرت التس��ريحات طوال أيار‬ ‫وحزيران ولم تنفع في ذلك وساطة المهدي‬ ‫بن برك��ة أو وس��اطة ه��واري بومدين من‬ ‫قبله‪ ،‬ابتغ��اء رأب الصدع المتفاقم بين عبد‬ ‫الناصر والبعث‪.‬‬ ‫في أي��ار اس��تقال ال��وزراء الناصريون‬ ‫وقمع��ت المظاه��رات الناصري��ة الضخم��ة‬ ‫بالعنف المس��لح واعتقل العديد من ناصريي‬ ‫العراق التهامهم بالتآمر‪ .‬كان الجهاز المحرك‬ ‫للحوادث في س��وريا هي اللجنة العس��كرية‬ ‫والتي اتسع مالكها حوالي تاريخ ‪ 8‬آذار ليضم‬ ‫حس��ين ملح��م ورب��اح الطويل وحم��د عبيد‬ ‫وموس��ى الزعبي ثم ضم إليها بعد اس��تفراد‬ ‫البعث بالس��لطة صي��ف ‪ 1963‬أمين الحافظ‬ ‫وس��ليمان حداد وط�لال أبو عس��لي وصالح‬ ‫نمور ومصطفى الحاج علي وأحمد سويداني‬ ‫وسليم حاطوم وتوفيق بركات‪.‬‬ ‫قررت اللجنة العسكرية البدء بتصفية‬ ‫كتلة زياد الحريري الصغيرة لكونه األسهل‬ ‫منا ًال وتوطئة للصدام األوس��ع المرتقب مع‬ ‫الناصريين‪ .‬هن��ا أيضا كان��ت الخديعة هي‬ ‫األس��لوب المتبع‪ :‬أقنع الحريري بترؤس وفد‬ ‫لزي��ارة الجزائر‪ .‬ولطمأنت��ه اصطحبه عديد‬ ‫م��ن القي��ادات البعثية المدني��ة والتي كانت‬ ‫خالية الذه��ن من مس��ألة التواطؤ و معهم‬ ‫المقدم صالح جديد‪ .‬خالل تلك الزيارة جرى‬ ‫تس��ريح ضباط الحريري وعلى رأسهم قائد‬ ‫الل��واء ‪ 70‬الم��درع حس��ن الجالغ��ي ومدير‬ ‫المخابرات العسكرية محمود الحاج محمود‪.‬‬ ‫ع��اد الحريري إلى دمش��ق ليجد نفس��ه قد‬ ‫أضحى نكرة في المش��هد السياسي لدرجة‬ ‫أن��ه اصطح��ب إل��ى المط��ار ي��وم ‪ 8‬تم��وز‬ ‫مطرودا سفيرا في إسبانيا‪.‬‬

‫حبر ناشف‪. .‬‬

‫انقالب عبد الكرمي النحالوي‬

‫اللجنة الع�سكرية‬

‫عبد الكريم النحالوي مع مجموعة من ضباطه‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫فمن��ذ قي��ام الجمهوري��ة العربي��ة‬ ‫المتح��دة‪ ،‬بدأت الممارس��ات "الديكتاتورية"‬ ‫من جان��ب الرئيس عبد الناص��ر‪ ،‬الذي عمد‬ ‫إلى اقتالع احش��اء السياسة السورية‪ ،‬وكان‬ ‫ق��د وض��ع ش��رطين لقي��ام ه��ذه الوح��دة‪،‬‬ ‫اولهم��ا ان يمتن��ع الضب��اط ع��ن ممارس��ة‬ ‫العمل السياس��ي‪ّ ،‬‬ ‫وحل االحزاب في س��وريا‬ ‫وم��ن بينها حزب البعث‪ ،‬وه��ذا ما اثار نقمة‬ ‫عدد كبير م��ن البعثيين الذي��ن لم يتوقعوا‬ ‫اس��تبعادهم من الوحدة وهم من صانعيها‪.‬‬ ‫وفي رأي باتريك س��يل‪ ،‬ان قادة حزب البعث‬ ‫كان��وا يتوقع��ون ان يصبح��وا المعلمي��ن‬ ‫العقائديي��ن للجمهورية العربي��ة المتحدة‪،‬‬ ‫وان ي��زودوا عب��د الناصر بعقي��دة متكاملة‪،‬‬ ‫ويعلم��وا العروبة لمصر نفس��ها‪ .‬ولكن كل‬ ‫ذلك لم يكن س��وى احالم يقظة‪ .‬فبد ًال من‬ ‫الحي��اة الحزبي��ة الجاهزة الت��ي كانت قائمة‬ ‫في س��وريا انش��أ عب��د الناصر تركيب��ًا كان‬ ‫في الوقت نفس��ه س��لطويًا وكس��يحًا مخلع‬ ‫االوصال‪ .‬ف��كل القرارات كان��ت تتخذ عنده‬ ‫ف��ي القاه��رة‪ ،‬حي��ث كان يعم��ل بواس��طة‬ ‫مجموعة صغيرة من الضباط ورجال االمن‪.‬‬ ‫اما في دمشق فكان اعتماده على رجل امن‬ ‫صموت هو العقيد عبد الحميد السراج الذي‬ ‫رفعه وجعله وزيراً للداخلية‪.‬‬ ‫السياس��ة المتبعة تجاه سوريا افقدتها‬ ‫سيطرتها على شؤونها الداخلية والخارجية‪،‬‬ ‫وانعدمت الحياة السياس��ية فيه��ا‪ ،‬لتنحصر‬ ‫ف��ي اي��دي المس��ؤولين المصريي��ن‪ ،‬ول��م‬ ‫تعد دمش��ق س��وى مركز محافظة‪ ،‬وانش��أ‬ ‫عبد الناص��ر حكومة مركزي��ة ضمت‪ :‬أكرم‬ ‫الحوران��ي‪ ،‬وص�لاح الدين البيط��ار‪ ،‬وكانت‬ ‫الشؤون المصرية والسورية‪ ،‬من اختصاص‬ ‫مجلس��ين تنفيذيين محليين‪ .‬وفي تشرين‬ ‫الثاني عام ‪ 1959‬ارس��ل الرئيس جمال عبد‬ ‫الناصر ابرز مس��اعديه المشير عبد الحكيم‬ ‫عامر ليتولى حكم س��وريا التي اطلق عليها‬ ‫اس��م االقلي��م الش��مالي‪ ،‬اما مص��ر فكانت‬ ‫االقليم الجنوبي‪.‬‬ ‫وألن الوح��دة ل��م ت��أت وفق م��ا تمناه‬ ‫الس��وريون‪ ،‬ب��دأ ع��دد منه��م التعبي��ر عن‬ ‫رفضه ومشاعره وخصوصًا بسبب التدخالت‬ ‫المصرية ف��ي الش��اردة والواردة‪ ،‬وبس��بب‬ ‫تهمي��ش دور الزعم��اء والقادة الس��وريين‪،‬‬ ‫حت��ى اولئ��ك الذي��ن كان��وا ف��ي المناص��ب‬ ‫الحكومي��ة‪ ،‬ومنه��م اك��رم الحوران��ي الذي‬ ‫اعرب ع��ن خيبة امل��ه "‪ ..‬وغ��ادر الحوراني‬ ‫القاه��رة بعدما نفض يدي��ه منها عائداً إلى‬ ‫بلدة حماه وسط خيبة امل كاملة من تجربة‬ ‫الوحدة مع مصر‪." ..‬‬

‫باإلقالع إلى الالذقية في س��وريا لس��حقه‪،‬‬ ‫ولكن عندما أعلنت قيادات الجيش في حلب‬ ‫والالذقي��ة وقوفها مع��ه‪ ،‬نقض عبد الناصر‬ ‫أوامره واقتنع بفشل الوحدة‪.‬‬ ‫وقد قام في ‪ 28‬مارس ‪ ،1962‬بانقالب‬ ‫عسكري آخر‪ ،‬بقيادته الشخصية تلك المرة‪.‬‬ ‫وق��ام بحل البرلمان وإقال��ة حكومة معروف‬ ‫الدواليبي‪ ،‬وأودع الرئيس القدس��ي السجن‬ ‫إال أن تفاهم��اً بي��ن الضب��اط ق��رر إع��ادة‬ ‫القدسي إلى الحكم‪.‬‬ ‫في هذه األثناء قرر الناصريون القيام‬ ‫بانق�لاب ض��د االنفص��ال ع��ام ‪ 1962‬على‬ ‫أن تب��دأ الحرك��ة في حمص بقيادة جاس��م‬ ‫علوان‪ ،‬ولكن جاس��م علوان استبق األحداث‬ ‫وسيطر على حمص في ‪ 1‬نيسان وانضمت‬ ‫حل��ب بقيادة حم��د عبيد ودير ال��زور بقيادة‬ ‫لؤي األتاسي‪ .‬إال أن مؤتمراً عقد في حمص‬ ‫وبرزت الخالف��ات بين الوحدويين والبعثيين‬ ‫وتق��رر إخراج النح�لاوي ورفاقه م��ن البالد‬ ‫وهرب جاسم علوان ومحمد عمران‪.‬‬ ‫وفي ‪ 1963 /1 / 13‬قام عدد من أنصار‬ ‫عبد الكريم النحالوي مدعومين بعناصر من‬ ‫أنصار القاه��رة بعصيان مس��لح في مدينة‬ ‫حل��ب‪ ،‬وأعلن��وا إع��ادة الوح��دة‪ ،‬وطلبوا من‬ ‫مصر إرس��ال مظليي��ن‪ ،‬وكان من نتائج هذا‬ ‫العصيان أن فشل ودخل قادته السجن‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫الحرية يلي بدي ياها‪ ،‬أنو يكون رأيي محترم ومسموع من قبل كل الناس‪..‬‬

‫زياد املاجد‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫رغم أه��وال الم��وت الزاحف على س��وريا‪ ،‬يبقى‬ ‫مش��روعًا التس��اؤل عمّا إذا كان ظلم القتل أشدّ‬ ‫وطأة على الش��عب الس��وري في ثورته العظيمة‬ ‫من ظلم أن يحكمه منذ ‪ 12‬عامًا أبلهٌ سفّاح يريد‬ ‫البقاء‪ ،‬مثل أبيه‪ ،‬رئيسًا إلى األبد‪.‬‬

‫أو بعد سقوط النظام»‪ .‬بكل بساطة وبديهية هي هيّ الحرية يلي بدي ياها‪ ..‬ومارح أتراجع عنها‪..‬‬

‫ممثلة سورية مغتربة‬

‫خولة دنيا‬

‫انتهت مظاهر االنتصارات المزيفة‪ ..‬ال مس��يرات‬ ‫تأيي��د من��ذ أكث��ر م��ن س��نة‪ ،‬وال س��يارات تحمل‬ ‫االعالم والصور لآلباء الخالدين‪ .‬ال سيارات تحمل‬ ‫نم��رة خاص��ة للجي��ش‪ ،‬وحت��ى كلم��ة "خلصت"‬ ‫خلص��ت م��ن القام��وس‪ .‬هن��اك ت��وازن للخ��وف‬ ‫والرعب عند الش��ريحة األوس��ع من الس��وريين‪،‬‬ ‫إم��ا رع��ب مع��اش بش��كل يوم��ي‪ ،‬أو خ��وف من‬ ‫المس��تقبل‪ ..‬يتش��ارك الس��وريون نقص الوقود‬ ‫والكهرب��اء والخبز‪ ،‬وحتى في المناط��ق الموالية‬ ‫ال توج��د حني��ة للس��يد اإلقطاعي عل��ى عبيده‪..‬‬ ‫فيها يتم فض االش��تباكات باأليدي على شبابيك‬ ‫األف��ران بالرص��اص الح��ي‪ ،‬بينما ف��ي المناطق‬ ‫السيادية تنتش��ر أفران الخبز السرية في األقبية‬ ‫ويت��م توزيعه على البي��وت‪ ..‬الكلم��ة التي تروج‬ ‫الي��وم أكثر م��ن غيرها‪ :‬مت��ى س��ننتهي؟‪ ..‬الكل‬ ‫يعلم أن الخالص لن يأتي سوى بزوال الطاغية‪.‬‬

‫�إليا�س خوري‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪30‬‬

‫وكل الن��اس يكون رأيها محترم ومس��موع كمان‪ ..‬الحرية يلي بدي ياها أنو ماح��دا يتمنالي ‪ -‬أنا أو أي حدا‬ ‫تاني ممكن يوافقني بآرائي ‪ -‬أنو ننقتل بالمستقبل لمجرد أنو أفكاري مابتعجب أصحاب المسؤولية والقرار « قبل‬

‫نتعل��م منك يا ش��ام أن أجس��ادنا ه��ي الكلمات‪،‬‬ ‫وأن م��ا تصنعين��ه أيتها البالد بأبنائ��ك هو بداية‬ ‫الكتابة التي صارت أغصانًا على ش��جرة الشهداء‬ ‫التي تظللنا بالنور‪ .‬نور على نور‪ .‬يتوهج اإلنسان‬ ‫غصن��ا في زيتونة فلس��طينية عمره��ا من عمر‬ ‫الدهر‪ ،‬تضيء روحه بزيت الش��هادة‪ .‬نرى كلماتنا‬ ‫وقد صارت أجس��اداً‪ ،‬ون��رى األرض كتابًا‪ ،‬ننكتب‬ ‫بالتراب والماء والدم ونضيء في العتمة‪.‬‬

‫فدوى روحانا‬

‫ما معنى أن نلعن األمطار اآلن؟ معناه أن كل األش��ياء‬ ‫القديمة قدم األرض استنزفت معانيها‪ ،‬ما كان لثورة‬ ‫مثل الثورة الس��ورية وبحجم معاناتها إال أن ترعش‬ ‫الكون في أعمق جذوره‪ ،‬وكأنه إرتجاج اليقين‪..‬‬

‫خالد خليفة‬

‫إذا كان مايح��دث م��ن إهان��ة مقص��ودة لالجئين‬ ‫الس��وريين ف��ي دول الج��وار ه��و التحذي��ر م��ن‬ ‫ثورات العرب المقبلة‪ ،‬فإننا نعد أخوتنا األردنيين‬ ‫والعراقيي��ن واللبنانيين بإقام��ة خمس نجوم إذا‬ ‫هب��وا ثائري��ن ض��د حكامه��م‪ ،‬وإن كن��ا النتمنى‬ ‫ماحصل لنا إال ألعدائنا‪.‬‬

‫‪‎‬حممود حممود‪‎‬‬

‫ال يمك��ن "إنق��اذ" الطوائف‪ ،‬وال يمك��ن إنقاذ طائفة‬ ‫بعينها‪ ..‬ما هو ممكن فع ًال هو إنقاذ الوطن ككل من‬ ‫خالل تكريس مفهوم المواطنة والتعامل مع أفراده‬ ‫على اعتبارهم مواطنين‪ ..‬مواطنين وال شيء آخر‪.‬‬

‫حازم �صاغية‬

‫س��تأتي ندّاب��ة أخرى وتتاب��ع لطمًا قديم��ًا كهذا‪:‬‬ ‫"إب��ك مث��ل النس��اء مل��كًا مضاع��ًا‪ ..‬ل��م تحافظ‬ ‫عليه مثل الرجال"‪ ..‬سيس��تمع له��ا ولد مدلل من‬ ‫س�لالة الملوك‪ ..‬وس��يقول س��راً في نفسه‪ ..‬لن‬ ‫أكون كالنساء‪ ..‬هكذا س�لالة الطغاة‪ ..‬وهراءهم‬ ‫وتبذله��م وذكورته��م الش��ائهة ومذابحه��م‪..‬‬ ‫تحفظها الشمطاوات‪..‬‬

‫يحيى جابر‬ ‫والم��وت م��ن البرد له ش��كل نع��اس بنع��اس فينعس‬ ‫الجس��د من صقيعه عل��ى مهل حتى النوم��ة األخيرة‪..‬‬ ‫هناك تح��ت خيم مثلجة ثمة عصافير س��ورية مهاجرة‬ ‫مهجّ��رة تس��تلم لم��وت بط��يء‪ ..‬أيقظ��وا األطف��ال‬ ‫البردانيين أبعدوا عنهم ش��بح النوم‪ ..‬التتركوا س��وريا‬ ‫تنام‪ ..‬أيقظوا هذا العالم القطبي بكل أقطابه من تحت‬ ‫لحافه الس��ميك‪ ..‬الموت الس��وري بلون أبيض‪ ..‬الموت‬ ‫السوري بكل األلوان‪ ..‬وصقيع العالم بكل األلوان‪..‬‬

‫خالد امل�شرقي‬

‫عزيزي الس��وري هل قمت بزيارة بلدة ومقام الس��يدة‬ ‫زين��ب من قب��ل؟ هل قم��ت بالتقاط الص��ور في مقام‬ ‫الس��يدة رقي��ة والجام��ع األم��وي؟‪ ..‬هل ت��درك القيمة‬ ‫التسويقية والوطنية الكبرى لتلك الصور التي تحتفظ‬ ‫به��ا في خزانت��ك أو حاس��وبك؟‪ ..‬ب��ادر بنش��ر صورك‬ ‫الجميلة في المقامات المذكورة في المواقع اإللكترونية‬ ‫اإليرانية وساهم معنا في تشجيع السياحة الدينية في‬ ‫بلدك ضمن حملة "كمان مية منطلع البقية"‪ .‬مع تحيات‬ ‫وزارة السياحة ومنظمة العفو الدولية‪.‬‬

‫فار�س البحرة‬

‫مراجعة لما س��بق‪ :‬خاين يل��ي بيقبل يورث حكم‬ ‫جمه��وري من أب خاي��ن حبس رف��اق دربه مؤبد‬ ‫وباع الج��والن‪ ..‬خاين يلي ما بيطلق س��راح أبناء‬ ‫وطن��ه األبري��اء إال بصفق��ة م��ع أجنب��ي إلطالق‬ ‫س��راح رعاي��ا أجانب‪ ..‬خاين يل��ي كان بإيده الحل‬ ‫لكنه أصر يحتفظ بالكرس��ي‪ ..‬خاي��ن يلي بيدفع‬ ‫للحرب األهلية وبيخل��ي إعالمه قصداً يبث الذعر‬ ‫الطائفي‪ ..‬وأهم ش��ي وأول شي وآخر شي‪ :‬خاين‬ ‫يلي بيقتل شعبه‪ ..‬خاين يلي بيحبس شعبه!‪..‬‬

‫دميا م�سعود‬

‫م��ن لم يطعم��ه اهلل الش��هادة في حيات��ه نالها بعد‬ ‫وفاته‪ .‬سقوط قذيقة الميغ في المقبرة في جرمانا‪..‬‬

‫مي �سكاف‬

‫إن��ه ليس نظام‪ ..‬إنه ميليش��يا‪ ..‬اس��ألوا بيروت‪..‬‬ ‫بي��روت الش��اهد‪ ..‬ودمش��ق‪ ..‬ت��روي اآلن‪ ..‬قصة‬ ‫رجل عصابة اجتاح بالد الشام‪..‬‬

‫يامن ح�سني‬

‫تكلفك اإلبتسامة س��بع رصاصات ومشفى ميداني‬ ‫ث��م مش��فى ف��ي األردن تنق��ل إليه ككل��ب ضال‪..‬‬ ‫يكلف��ك الح��ب منفردة ل��ك‪ ،‬ومنفردة لها‪ .‬وس��ياط‬ ‫الكب��ل الرباع��ي وإقي��اء األخري��ن عل��ى قدم��ك‬ ‫المتعفن��ة‪ ..‬يكلفك الخبز كيس��يا دم ‪ +A‬وبرميل‪..‬‬ ‫تكلف��ك قط��رة الم��اء دباب��ة وأر بي ج��ي‪ ..‬تكلفك‬ ‫ال(ال) هج��رة أخرى وهجرتي��ن بعدها ثم نزوح في‬ ‫مصارين الوطن المتقطعة‪ ..‬تكلفك الهوية ‪ 30‬ألف‬ ‫ليرة س��ورية‪ 15 :‬أل��ف لهوية مزيف��ة لتعبر الحاجز‬ ‫المقاق��ي و‪ 15‬أل��ف لهوي��ة مزيف��ة لتعب��ر الحاجز‬ ‫بغن��ة‪ !!..‬وكالهم��ا بلحية‪ ..‬تكلفك س��وريا اس��مها‬ ‫ودمع أمك وأمها‪ ..‬تكلفك سوريا‪ ..‬سوريا كلها‪..‬‬

‫يو�سف �أبو خ�ضور‬ ‫ال يمكن لخبر مبادلة األسرى اليوم أن يدخل التاريخ‬ ‫وكتبه ألنه غير منطقي وغير معقول وغير مقبول‪،‬‬ ‫ألنه ف��وق احتمال الحقيق��ة!‪ ..‬النظ��ام يتعامل مع‬ ‫العالم ومع كل ش��ئ بعقلية البلطجي الشرير وهو‬ ‫يعي ش��روره‪ ،‬والعالم يتعامل مع الثورة الس��ورية‬ ‫بعق��ل بارد تجاه الموت الس��وري اليومي والتش��رد‬ ‫والظل��م المكش��وف والص��ارخ ف��ي دول الج��وار‪،‬‬ ‫وبعقل ح��ار تجاه ما يس��مونه األس��لحة الكيماوية‬ ‫ورتوش أخرى ال وزن لها ويرسلون جنوداً وصواريخ‬ ‫لإلنقض��اض في اللحظ��ة المناس��بة‪ ،‬النظام يهدد‬ ‫والعال��م يطال��ب الث��ورة بالتطمين��ات‪ ،‬ه��ذه ه��ي‬ ‫الوصف��ة الس��حرية إلنت��اج اإلره��اب‪ ،‬باإلضاف��ة‬ ‫لصف��وف المؤيدي��ن الطويلة‪ ،‬بات من الس��هل جداً‬ ‫عليّ أن أتمنى أن يحترق العالم الرسمي والشعبي‬ ‫حت��ى‪ ،‬بت أفهم بعم��ق الح��ركات المتطرفة والتي‬ ‫ال تس��تطيع س��وق هذه األس��باب لتبري��ر هجومها‬ ‫على العالم‪ ،‬بل تتس��تر تحت إيديولوجيات مختلفة‬ ‫ويبقى الظلم الالمعقول هو السبب‪ ..‬العالم يحتاج‬ ‫لعقلية البلطجي‪.!..‬‬

‫يا�سر خنجر‬

‫في المخيم‪ ،‬تأخذ الطائرات شكل غيمةٍ‪..‬‬ ‫ال تحرم الالجئ من رُعبها‪..‬‬ ‫في المخيم‪ ،‬تتقمص القذائف صورة الثلج‪..‬‬ ‫بفيض يديها‪..‬‬ ‫تغمرُ الالجئ ِ‬ ‫مالك السماء واألرض يعصف‪:‬‬ ‫"ال نُفرق بين أحدٍ منهم"‪.‬‬ ‫لكل سوريّ حصّ ٌة مما يحمل األقق‪..‬‬ ‫إنه��ا الث��ورة يا رف��اق‪ ،‬طريقن��ا الصعب��ة لتحرير‬ ‫األفق‪ ،‬طريقنا لتحرير سوريا‪.‬‬

‫ن�صري حجاج‬

‫إلى الشعب السوري الثائر‪ :‬القصر مفتاح الفرج‪..‬‬

‫خطيب بدلة‬

‫مناس��بات‪ :‬تم‪ ،‬بعون اهلل‪ ،‬افتتاح (س��وق اإلثنين)‬ ‫لمبادل��ة اإليرانيي��ن عل��ى معارضين س��وريين‪.‬‬ ‫جديد (وكالة)‪ ..‬ومس��تعمل بحالة جيدة‪ -‬مصندق‬ ‫أو دوكم��ه‪ ،‬مغرب��ل ومحس��ن‪ ..‬حس��ب الطل��ب‪.‬‬ ‫البضاعة مكفولة‪ :‬اإليران��ي المقيول أو المفتوق‬ ‫يُعاد إلى مصدره)‪ ..‬ع��رض لمدة محدودة‪ ..‬بادل‬ ‫ثالث إيرانيين على مئتي معارض‪ ..‬وإطالق عشر‬ ‫معارضين على البيعة‪ .‬س��وق اإلثنين‪ ..‬بإش��راف‬ ‫األخ صفيرة‪.‬‬

‫�سالم كواكبي‬

‫لإلئت�لاف رؤيته للمرحل��ة االنتقالي��ة وللمجلس‬ ‫رؤيت��ه للمرحل��ة االنتقالي��ة وللتجم��ع رؤيت��ه‬ ‫للمرحلة االنتقالي��ة وللتيار رؤيته وللهيئة رؤيتها‬ ‫ولجدتي رؤيته��ا‪ ..‬وأخيراً وليس آخراً كما يقول‬ ‫الفهماني��ن‪ ،‬س��يأتي عم��و الحباب ويق��ول لكم‪:‬‬ ‫إجلس��وا ي��ا أوالد‪ ،‬وه��ذه ه��ي رؤيتي ش��ئتم أم‬ ‫أبيتم‪ ..‬واهلل وعمو أعلم‪..‬‬

‫يقال من مقربين‪..‬‬ ‫أن الطاغية يشعر بالجزع‬ ‫لكنه يتجرع القوة من بنات « حنينات «‬ ‫بقفن حوله كقلعة راسخة البنيان‬ ‫يخت��ال بينهن كالبطة أحيان�� ًا‪ ،‬وزرافة عندما‬ ‫يمتد رأسه‬ ‫ليحصل على شوية شهيق‪.‬‬ ‫يمنحنه كل مصادر الجبروت اللتي يحتاجها‬ ‫وبكل األثمان واألشكال‬ ‫أسمع بعضهن يشتكين‬ ‫األسد رجل عاق‬ ‫ويحك‪ ..‬كيف هذا؟‬ ‫شكر القوات المسلحة والشبيحة‬ ‫ووعدهم بمكافآت‬ ‫أما نحن فنساء الظل‬ ‫ال تصبننا سوى االشاعات‬ ‫قلت غامزة‬ ‫هو بحاجة إليكن فال تخشين التقاعد المبكر‪.‬‬ ‫أو الصرف على المعاش‪.‬‬ ‫بتنا نخشى المقصود بالفقاعات‬ ‫أأنتم المقصودات؟‬ ‫أم الثوار‬ ‫كلينا‬ ‫الثوار يقلقونه ألنهم يريدون رأسه‬ ‫ونحن المسكينات‬ ‫سننزلق مع خارطة الطريق‬ ‫أما هو فهجرنا مفض ًال حضن إيران‬ ‫لكن إيران محتشمة‬ ‫وهو يحب الفرفشة‬ ‫هو تحدث عن رياح التغيير‬ ‫لم أسمع‬ ‫نعم في الدهاليز المغلقة‬ ‫وعيونه تتجه لفنزويال والبركس‬ ‫هل سيسافر ويترككن‬ ‫ً‬ ‫يقول أننا سنكون جزءا من الحل النهائي‬ ‫وأن الروس يطالبنه بتقديم تنازالت‬ ‫سيضحي بنا‬ ‫ولن نسافر معه كراكاس‬ ‫فزوجته «ضرتنا» رمت عليه اليمين‬ ‫أن ال يصطحب معه فرفشات محلية‬ ‫وهل سيذعن‬ ‫قالت بحزن‬ ‫في النهاية سيذعن للثوار‬ ‫ولها‬ ‫أما نحن فخاسرات‬ ‫قادمون‬ ‫لينا مولال‬


‫صبارتنا حيث ال أحد فوق النقد‪..‬‬ ‫باب ناقد ساخر يتناول مواضيع سوريتنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا وثورتنا‪..‬‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫صهيوصليبيات‬

‫ستاتوسات ملطوشة عالسريع‪:‬‬ ‫ من مخيم الوحدات الفلس��طيني (أيلول األس��ود) إل��ى مخيم الزعتري‬‫السوري‪ ..‬عار يا أردن‪ ..‬عار‪.‬‬ ‫ عل��ى فك��رة اإلمام علي ما كان ش��يعي‪ ،‬واإلمام عمر ما كان س��ني‪،‬‬‫لذااااا وجب التنويه‪.‬‬ ‫ من خطاب الزيتون إلى خطاب الصابون‪ ،‬بقيت الثورة مشتعلة‪.‬‬‫ اش��تقت لصديقك‪ ،‬لحبيبتك‪ ،‬ألخوك المعتقل‪ ..‬بدك ياه يرجع؟ بس‬‫مع التيار؟ أمسك إيراني وبدل صديقك في‪ ..‬ضمن حملة «أمسك إيراني»‪،،‬‬

‫تعاريف‬ ‫وفي صفحة التعاريف تقرأ‪:‬‬ ‫مخيم الزعتري‪ :‬هو لجو ٌء من الموت إلى الموت‪.‬‬ ‫أحيان‬ ‫الوط��ن‪ :‬هو قط��رة ما ٍء‪ ،‬نقي ٌة في األصل‪ ،‬س��الت عليها الدم��اء في َ‬ ‫كثيرةٍ‪ ،‬لكنها لم تمتزج بفعل قوانينَ فيزيائية‪.‬‬ ‫الالجئ‪ :‬هو من رس��م ش��كل قطرة الماء في قلبه‪ ،‬حين لم تتس��ع‬ ‫األرض لتلك القطرة‪.‬‬ ‫برعاية التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي اليساري الماسوني‬ ‫الغربي السوري | بقلم آدمن ما إلو اسم‬

‫بمناسبة الثلج نقدم لكم تلطيشات ثلجية‪:‬‬ ‫ يقبرني يلي قلبو متل التلج‪ ..‬ولون عيونو بيفلج فلج‪.‬‬‫ تسلملي لحشتك والطاقية‪ ..‬قلبي من نارك بدو إطفائية‪.‬‬‫‪ -‬تئبشني يلي حاطا بإيدا كفوف‪ ..‬والبسة شي مية طاق متل الملفوف‪.‬‬

‫منحبكجي يحكي وعاقل يسمع‬

‫المحشش السوري االلكتروني‬

‫‪-1‬‬‫لما شفت الفيديو تبع المظاهرة يلي عم تدين التشبيح الثوري من كل‬ ‫األطراف المسلحة‪ .‬بعدين هجمو هي األطراف المسلحة وقلعوا المتظاهرين‬ ‫وعمل��و مس��يرة ثورية مؤيدة للس�لاح‪ ..‬ما بتذك��ر غير لم��ا كان النظام يقمع‬ ‫المظاهرات بشبيحتوا ويطلع مسيرة مؤيدة كلها كالب عم تشبح للكر الكبير‪.‬‬ ‫‪-2‬‬‫إذا أنت��وا بتطلع��وا ع النظام‪ ،‬أنا عم بطلع ع البلد‪ .‬إذا أنتو بتحكو بس‬ ‫ع��ن اليوم‪ ،‬أنا عم أحكي عن اليوم وبكرة‪ .‬إذا أنتو بتفكرو بس بالحاضر‪،‬‬ ‫أنا عم فكر بالماضي والحاضر والمس��تقبل‪( .‬المس��تقبل المستقبل مو‬ ‫المستقبل الحسي او المستقبل تبع الحريري)‬

‫‪-1‬‬‫ل��و كان في عنا مبادرات انس��انية ودعم النازحين بعدد بوس��تات‬ ‫التطرّف والتحريض من صفحات حكم البابا و بسام القاضي‪ ،‬كان انح ّلت‬ ‫مش��كلة النازحين بيوم واحد‪ ..‬مالحظة‪ :‬اخترن��ا واحد معارض وواحد مؤيد‬ ‫انّه مشان الحيادية‬ ‫‪-2‬‬‫س��ؤال‪ :‬لما يطالبو المواطني��ن بالقيادة بحذر وحكم��ة وأمان في العواصف‬ ‫الحالي��ة‪ ،‬هل هالحكي بيش��مل القيادة‪ ..‬السياس��يّة؟؟ حكمة‪ ..‬أم��ان‪ ..‬حذر‪..‬‬ ‫عقالنية‪ ..‬منطق؟؟ بعيد الشر عن قلب القيادة‪..‬‬

‫‪-1‬‬‫بم��ا أن��و الدنية برد ومطر‪ ..‬وبم��ا انو في موجة‬ ‫ثل��ج عالطريق‪ ..‬و بم��ا إنو في كتار حاس��ين حالهن‬ ‫مو طالع بإيدهن ش��ي‪ ،‬يرجى مم��ن لديه مالبس‬ ‫ش��توية قديمة (بطانية ‪ -‬جاكيت ‪ -‬كنزات صوف)‬ ‫أو م��واد غذائي��ة أو أي ش��ي بيقدر يس��اعد فيه‬ ‫إنو يتوج��ه على مدرس��ة اإلغاثة بمنطقة‬ ‫ضاحي��ة قدس��يا‪ ،‬أو ألي حدا من ش��باب‬ ‫وصبايا فريق ضاحية قدسيا اإلغاثي‪..‬‬ ‫و إزا في حدا عندو مس��اعدة أكبر‪،‬‬ ‫أو حاب��ب يتواص��ل مع حدا م��ن الفريق‬ ‫ممكن يراس��لنا عن طريق إرسال رسالة‬ ‫للصفحة أو التواصل مع حساب «مشلوش‬ ‫لشوشتو» وممكن وصلكن لألشخاص‬ ‫المسؤولين عن الموضوع‪..‬‬

‫ي��ا جماعة الخير‪ ،‬اللي قاعد ببيتو بكون متغطي‬ ‫بأرع خمس بطانيات وعش��ر جواز جرابات‪ ،‬فما بالكن‬ ‫للن��اس الل��ي بالم��دارس‪ ،‬وهنن كتار كتي��ر‪ ..‬هدول‬ ‫أهلن��ا وأخواتن��ا‪ ..‬القصة مو صعب��ة واإلمكانيات عم‬ ‫تقل على مس��توى الجمعيات األهلية المحلية بسبب‬ ‫ط��ول مدة األزم��ة وقلة الم��وارد‪ ،‬وغي��اب المنظمات‬ ‫الدولية المعنية والتقصير الحكومي‪ ..‬ما عاد إلنا غير‬ ‫بعض‪ ..‬قولوا اهلل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬‫مشهد نهاري خارجي عند‬ ‫بياع البسكليتات‪:‬‬ ‫ معلم‪ ..‬ش��و الفرق بين‬‫الياباني والصيني؟‪.‬‬ ‫ حس��ب قدي��ش ن��اوي‬‫تفل��ح عليه��ا‪ ..‬يعني قدي��ش ناوي‬

‫تستخدما؟‪.‬‬ ‫ م��و كتير‪ ..‬يعني تمش��اية ح��ال بينما‬‫تخلص أزمة المواصالت‪.‬‬ ‫ هه‪ ..‬إي سماع مني وخود الياباني لكان‪..‬‬‫‪-3‬‬‫هطول المط��ر كتير منيح عموماً‪ ..‬وأحس��ن‬ ‫ش��ي بغ��زارة هط��ول المط��ر‪ ،‬بالتزام��ن م��ع‬ ‫الريغ��ارات المصطوم��ة والمس��دودة‪ ..‬إن��و‬ ‫س��اوت البلد كلها طايفة‪ ..‬بس بالمقابل‬ ‫موج��ود بالوي ريغارات م��ن نوع تاني‪،‬‬ ‫عم توتّر وتفرّق وته��دّد وتتوعّد‪..‬‬ ‫هي هي��ي الريغ��ارات الل��ي كمان‬ ‫مصطوم��ة‪ ،‬بس هيي اللي خلت‬ ‫البلد‪ ،‬كزا طايفة‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ال تشــلشــنا مشـــلوشــين‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬

‫مخيمات‬ ‫مخيم الزعتري باألردن عم يغرق‪ ،‬ومخيم صبرا ببيروت عم يغرق‪،‬‬ ‫والس��وريين اللي بالبقاع عم يموتوا من البرد‪ .‬ش��و فينا نعمل؟؟ ما فينا‬ ‫نعمل ش��ي‪ .‬لو بدنا ش��ي كنا عملناه‪ .‬بس نحنا ما فينا ش��رف‪ .‬ما عندنا‬ ‫غير اللهم أس��ألك نفس��ي‪ ،‬وفخار يكس��ر بعضو‪ .‬هلئ خلص‪ ،‬البيوت‬ ‫غرقت والخيم تدمرت والناس تش��ردت من أول وجديد‪ .‬كان الزم نعمل‬ ‫شي من قبل مو لما وقعت الفاس بالراس‪ .‬مع هيك‪ ،‬إذا بدك تعمل شي‬ ‫فيك تعمل‪ ،‬ألنو بيضل الرمد أحسم من العمى‪ .‬العمى بقلبنا‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫ثمة املزيد من االنتظارات‬ ‫عن االنتظار‬ ‫التي تنتظرنا‬ ‫االنتظار �سعادة‪ ،‬االنتظار �أمل‬ ‫سعاد يوسف‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 13 | )69‬كانون األول ‪2012 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪32‬‬

‫مئ��ات األجس��اد المرتجف��ة م��ن‬ ‫الب��رد‪ ،‬والوج��وه الكالحة الل��ون‪ ،‬تقف‬ ‫بصم��ت أم��ام مرك��ز قي��ادة الش��رطة‬ ‫ي��وم الخميس الفائت‪ .‬ب��دا لي المنظر‬ ‫كلوحة ش��توية قاتمة وأنا أقترب بوجل‬ ‫من الحش��د الكبير ال��ذي ينتظر خروج‬ ‫المعتقلي��ن ف��ي الي��وم الثان��ي لتنفيذ‬ ‫صفقة تبادل األسرى بين الجيش الحر‬ ‫والنظام السوري‪.‬‬ ‫اقتربت أكثر‪ .‬رجال ونساء‪ ،‬عجائز‬ ‫وصغار في الس��ن‪ ،‬ال��كل ينتظر ابنًا أو‬ ‫ابنة‪ ،‬أخًا أو أخت��ًا أو صديقًا معتق ً‬ ‫ال في‬ ‫س��جون مخابرات النظام األس��دي منذ‬ ‫أش��هر وال أحد يعلم عنهم شيئًا‪ .‬ورغم‬ ‫البرد الق��ارس والذي لم تعتد دمش��ق‬ ‫حدته‪ ،‬لم يبرح أحد مكانه منذ الصباح‪.‬‬ ‫الكثير منهم كانوا يحتس��ون القهوة أو‬ ‫الشاي في كؤوس بالستيكية ابتاعوها‬ ‫من محل قري��ب‪ ،‬عيونهم ال تبارح باب‬ ‫قيادة الش��رطة‪ ،‬حيث يقف عدة عناصر‬ ‫بوجوه قاس��ية‪ ،‬أحدهم كان يضع على‬ ‫ص��دره ص��ورة لحافظ األس��د في تحد‬ ‫سافر لألهالي الذين يقفون قبالته‪.‬‬ ‫اقتربت من رجل عجوز متكئ على‬ ‫ع��كاز‪ ،‬يرتدي بنط��ا ًال قماش��ياً رقيقاً‪،‬‬ ‫وحذاء قديمًا‪ ،‬ويلف رأسه ورقبته بشال‬ ‫صوف��ي س��ميك‪ .‬س��ألته عم��ن ينتظر‬ ‫فق��ال‪" :‬أوالدي الثالثة‪ ..‬نحن من درعا‪،‬‬ ‫وق��د مضى عل��ى اعتقالهم م��ا يقارب‬ ‫األربع��ة أش��هر‪ " ..‬ل��م تس��عفني أي��ة‬ ‫كلمات لمواساة هذا العجوز‪ ،‬ربتّ على‬ ‫كتفه وأكملت مسيري ناظرة في وجوه‬ ‫المنتظري��ن‪ :‬خ��وف‪ ،‬أمل لم يس��تطع‬ ‫البرد أن يقتله‪ ،‬حزن عميق لن يمسحه‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫س��وى خروج من ينتظرونه من هناك‪،‬‬ ‫م��ن العتم��ة القاتل��ة‪ .‬ال��كل يتهامس‬ ‫فيما بينه "يقولون ل��ن يخرج أحد قبل‬ ‫السابعة مس��اء"‪" ..‬هناك من يقول أن‬ ‫الموعد تأجل لبعد غد السبت‪" ..‬‬ ‫ق��ررت أن أس��أل العنص��ر "ذي‬ ‫ص��ورة األس��د األب" عن موع��د خروج‬ ‫المعتقلي��ن‪" .‬ال أحد يعل��م‪ .‬قالوا لنا لن‬ ‫يخرج أحد اليوم لكنني ال أعرف شيئًا‪" .‬‬ ‫ع��دت إل��ى الرجل العج��وز ألخبره‬ ‫عل��ه يذه��ب إلى منزل��ه ويتق��ي البرد‬ ‫الذي ال يرحم‪" .‬لن أتحرك من هنا حتى‬ ‫يذه��ب الجمي��ع‪ .‬ربما خرج أح��د ما وال‬ ‫مانع ل��دي من االنتظار حتى الس��ابعة‬ ‫مساء"‪.‬‬ ‫صديق ل��ي كان يق��ف قريباً‪ ،‬خلع‬ ‫س��ترته الجوخي��ة الس��ميكة وأعطاها‬ ‫للعج��وز‪" .‬أعطه��ا ألح��د أوالدك عندما‬ ‫يخرج��ون‪ .‬بالتأكيد ثيابه��م لن تقيهم‬ ‫ه��ذا الب��رد الش��ديد"‪ .‬رف��ض العجوز‪،‬‬ ‫إال أن صديق��ي أص��ر‪ ،‬وض��ع الس��ترة‬ ‫بين يديه ومضى‪ .‬وأن��ا مضيت يلفني‬ ‫الحزن‪ ،‬وبع��ض من أمل بغ��د أفضل‪،‬‬ ‫فلم يع��د لنا إال غدنا‪ ،‬ننتظره وننتظره‬ ‫ويكب��ر األم��ل‪ ،‬فلنع��د له��م طعامهم‬ ‫المفض��ل الذي يحبون‪ ،‬ه��م قادمون‪..‬‬ ‫هم قادمون‬ ‫أقول للناس‪ ،‬لألحباب‪ :‬نحن هنا‬ ‫أسرى محبتكم في الموكب الساري‬ ‫في اليوم‪ ،‬أكبر عاما في هوى وطني‬ ‫فعانقوني عناق الريح للنار‬ ‫محمود درويش | برقية من السجن‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)40751‬‬ ‫دمشق‪2691 :‬‬ ‫ريف دمشق‪8724 :‬‬ ‫حمص‪7442 :‬‬ ‫درعا‪3650 :‬‬ ‫إدلب‪5465 :‬‬ ‫حلب‪5096 :‬‬

‫جوليا شحادة‬ ‫ه��ذا م��ا يؤك��ده منظ��ر األهالي‬ ‫المتجمعين أمام مركز قيادة الش��رطة‬ ‫في يوم ش��تائي بامتي��از‪ ،‬فبعد عملية‬ ‫المبادلة مع الحجاج اإليرانيين التي قام‬ ‫به��ا الجيش الحر مع النظام بوس��اطة‬ ‫قطرية تركية ت��م الوعد باإلفراج عن‬ ‫‪ 2200‬معتق��ل‪ ،‬ولم يت��م اإلعالن عن‬ ‫األس��ماء المزمع اإلف��راج عنها بل ترك‬ ‫األمر مفتوحًا مباشر ًة على وجع قديم‪.‬‬ ‫فانتظ��ار العفو (أو اإلف��راج) كان‬ ‫وما يزال اللعبة األكثر مازوش��ية التي‬ ‫اعت��اد المواط��ن الس��وري لعبه��ا م��ع‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫وكلما طال��ت مدة االعتق��ال كلما‬ ‫كان التجاوب مع أخبار وش��ائعات العفو‬ ‫(وه��ي غالباً م��ا تكون ش��ائعات) أكبر‬ ‫وبالتالي األل��م الناتج عن الخيبة أكبر‪،‬‬ ‫فه��ذه الخيب��ة تحم��ل اس��تعاد ًة لوجع‬ ‫لحظ��ة االعتق��ال األولى بع��د تعايش‬ ‫طويل مع حقيقة الغياب المرة‪ ،‬واعتياد‬ ‫عليها ربما‪.‬‬ ‫فمن��ذ التباش��ير األولى للش��ائعة‬ ‫كانت القدور الت��ي تحتوي على طعام‬ ‫الغائب (المعتقل) المفضل تنتظر على‬ ‫األف��ران‪ ،‬ومياه االس��تحمام الس��اخنة‬ ‫جاه��زة دوم��اً‪ ،‬حتى في ظ��ل صعوبة‬ ‫الحفاظ عليها بدرجة حرارة مقبولة‪.‬‬ ‫وتبدأ التحضيرات إلفساح المجال‬ ‫للق��ادم الجدي��د ف��ي حي��اة أس��رته‪،‬‬ ‫فيس��تعيد الغائ��ب المنتظ��ر خزانت��ه‬ ‫ودرج��ه ومكان��ه من الس��رير وزاويته‬ ‫من المنزل‪.‬‬ ‫دير الزور‪2972 :‬‬ ‫الرقة‪272 :‬‬ ‫السويداء‪33 :‬‬ ‫حماة‪3316 :‬‬ ‫الالذقية‪673 :‬‬ ‫طرطوس‪57 :‬‬ ‫الحسكة‪201 :‬‬ ‫القنيطرة‪112 :‬‬

‫وربم��ا ذهب��ت االس��تعدادات إلى‬ ‫تفاصي��ل أكث��ر حميمي��ة خاص��ة عند‬ ‫نس��اء المعتقلي��ن اللواتي يب��دأن في‬ ‫التجه��ز لليلته��ن األولى م��ع أزواجهن‬ ‫بع��د الغي��اب‪ ،‬مع م��ا يتطلب��ه هذا من‬ ‫جاهزية نفس��ية قبل الجس��دية‪ ،‬حيث‬ ‫يبق��ى الج��زء األصعب من االس��تعداد‬ ‫متعلق��اً بالقدرة النفس��ية على تقبّل‬ ‫الق��ادم الجديد في منظومة "الحقوق‪/‬‬ ‫الواجبات" األسرية والعائلية‪.‬‬ ‫ففي ح��ال كان المعتق��ل أبًا وقد‬ ‫كب��ر أوالده بعيداً عن��ه‪ ،‬كانت األمهات‬ ‫والج��دات يبدأن برواي��ة الحكايات عنه‬ ‫لألطفال دون توق��ف‪ ،‬ويتم البحث في‬ ‫زواي��ا الذاك��رة ع��ن أح��داث قديمة (ال‬ ‫يتذكر الطفل منها شيئاً على األغلب)‪،‬‬ ‫وإخراج الص��ور العتيقة وتوضيح "هاد‬ ‫إن��ت وه��اد بابا ع��م يلعبك‪ ،‬ه��اد إنت‬ ‫وهاد بابا عم يغنيلك"‪.‬‬ ‫روت ل��ي إح��دى قريبات��ي أن‬ ‫الص��ور لم تكن لها أساس��ًا‪ ،‬حيث أنها‬ ‫كان��ت تبل��غ م��ن العم��ر بضع��ة أيام‬ ‫عندم��ا ّ‬ ‫تخف��ى والدها‪ ،‬ولذل��ك كانت‬ ‫تت��م االس��تعانة بص��ور لش��قيقتها‬ ‫ال يك��ون فيه��ا وج��ه األخ��رى واضحًا‬ ‫وذلك لمس��اعدتها في بن��اء ذاكرة مع‬ ‫الـ"بابا" وحتى ال يكون غائبًا تماماً عن‬ ‫ماضيها وبالتالي تس��تطيع اس��تقباله‬ ‫وإفساح المجال لحضوره في حاضرها‬ ‫ومستقبلها‪.‬‬ ‫فإذا كانت هذا حال األهل فما هو‬ ‫حال المعتقل؟ هذا حديث آخر يطول‪.‬‬ ‫‪ 2963‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 1284‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 2699‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 7411‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 33340‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 1 / 12‬‬ ‫‪http://vdc-sy.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.