سوريتنا | العدد الخامس والسبعون | 24 شباط 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫م�ساكن ع�شوائية مبدينة ال�صفيح اللبنانية‪ ،‬وبريوت تطلب‬ ‫‪ 180‬مليون دوالر من املانحني لرعاية الوافدين‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫الالجئون ال�سوريون يف لبن��ان واحلنني للوطن اجلريح‬ ‫لج��أ كثير من الس��وريين الذين تركوا‬ ‫بالده��م هربا من أعم��ال العنف إلى مدينة‬ ‫طرابلس الساحلية في شمال لبنان‪.‬‬ ‫ف��ي منطقة ح��ارة التن��ك الفقيرة في‬ ‫طرابلس تعرف باسم مدينة الصفيح تقيم‬ ‫عائالت سورية في مساكن عشوائية صنعت‬ ‫من مخلفات الخشب والصفيح والقماش‪.‬‬ ‫وكل واح��دة م��ن أس��ر الالجئي��ن‬ ‫السوريين هنا لها قصة مأساوية‪.‬‬ ‫فاطم��ة فق��دت زوجها ال��ذي قتل في‬ ‫انفج��ار قنبلة في س��وريا فف��رت إلى لبنان‬ ‫مع أطفالها‪ .‬بنت الالجئة الس��ورية مس��كنا‬ ‫من بع��ض م��واد قدمتها مفوضية ش��ؤون‬ ‫الالجئين التابعة لألمم المتحدة‪.‬‬ ‫وقال��ت فاطمة إن المفوضية وفرت لها‬ ‫بعض األخشاب وكوبونات الطعام ومنحتها‬ ‫بعض األغطية‪.‬‬ ‫والجئة أخرى تدعى سميرة قتل زوجها‬ ‫خ�لال الصراع المس��تمر منذ ‪ 23‬ش��هرا في‬ ‫س��وريا أنفقت كل مدخرات أس��رتها مقابل‬ ‫عبور الحدود إلى داخل لبنان‪ .‬وقالت سميرة‬ ‫إن أهال��ي منطق��ة طرابل��س س��اعدوها‬ ‫وقدم��وا له��ا وألطفاله��ا الم��أوى والطعام‪.‬‬ ‫لكنها أضافت أنها تخشى أن تضطر للرحيل‬ ‫قبل أن ينفد صبر مضيفيها ثم تجد نفسها‬

‫مشردة في الشوارع مع أطفالها‪.‬‬ ‫وتق��دم مفوضي��ة ش��ؤون الالجئي��ن‬ ‫التابع��ة لألمم المتحدة مس��اعدات ش��هرية‬ ‫للالجئين السوريين المسجلين لدها‪.‬‬ ‫ويت��وق الالجئ��ون الس��وريون في كل‬ ‫مكان إلى يوم يعودون فيه إلى ديارهم‪.‬‬ ‫وقالت فاطم��ة إن ابنه��ا الصغير بكى‬ ‫عندما س��مع أغنية عراقية ع��ن العودة إلى‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫ويس��تضيف لبن��ان زه��اء ‪ 260‬أل��ف‬ ‫الجيء سوري في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫وطل��ب لبن��ان ال��ذي يس��تضيف حالي��ا‬ ‫‪ 170‬ال��ف الج��ئ س��وري ‪ 180‬ملي��ون دوالر‬ ‫م��ن المانحين الدوليين للمس��اعدة في رعاية‬ ‫الالجئين وقال انه سيستأنف تسجيل الالجئين‬ ‫واالعتراف بهم بعد توقف دام نحو عام‪.‬‬ ‫وس��عت الحكومة اللبنانية رس��ميا إلى‬ ‫أن تنأى بنفس��ها عن الصراع المس��تمر في‬ ‫س��وريا منذ ‪ 21‬شهرا قلقا من تأثير الصراع‬ ‫على التوازن الطائفي الهش في لبنان‪.‬‬ ‫لك��ن هن��اك ضغوط��ا م��ن المنظمات‬ ‫اإلنس��انية والرأي العام من أج��ل مزيد من‬ ‫الجه��د لمس��اعدة الالجئين الس��وريين في‬ ‫لبنان‪.‬‬

‫ووافقت الحكوم��ة على االجراءات بعد‬ ‫جلسة اس��تمرت ست ساعات الخميس لكنها‬ ‫رفضت مقترحا من وزير الطاقة المس��يحي‬ ‫جبران باس��يل باغالق الح��دود لوقف تدفق‬ ‫الالجئي��ن عل��ى لبنان حيث يمث��ل الالجئون‬ ‫الس��وريون واغلبهم من السنة نحو خمسة‬ ‫بالمئة من السكان‪.‬‬ ‫وق��ال وائ��ل اب��و فاع��ور وزير الش��ؤون‬

‫االجتماعي��ة للصحفيين بعد جلس��ة الحكومة‬ ‫أن لبنان سيسجل الالجئين ويضمن المساعدة‬ ‫والحماية لالجئين الموجودين على اراضيه‪.‬‬ ‫ويقيم الالجئون السوريون في الوقت‬ ‫الحالي بمس��اعدة من المواطنين اللبنانيين‬ ‫وال توج��د له��م مخيمات كما ه��و الحال في‬ ‫االردن وتركيا‪ .‬ولم يتحدث ابو فاعور بشأن‬ ‫اقامة مخيمات لالجئين‪.‬‬

‫�سوريا ترف�ض ت�سلم م�ساعدات �إن�سانية عرب احلدود الرتكية‬ ‫و�أوروبا تدر�س رفع عقوبات عن مناطق �سوريا‬ ‫أعلن��ت مديرة مكت��ب األم��م المتحدة‬ ‫المكلف الشؤون اإلنس��انية فاليري أموس‪،‬‬ ‫في جنيف يوم الثالثاء‪ ،‬أن "س��ورية رفضت‬ ‫طلب��ًا من األمم المتحدة للس��ماح بتس��ليم‬ ‫مساعدات إنسانية عبر الحدود التركية"‪.‬‬ ‫وقال��ت أم��وس‪ ،‬خ�لال حديثه��ا ف��ي‬ ‫المنت��دى اإلنس��اني الس��ابع حول س��ورية‪،‬‬ ‫نقلت��ه مص��ادر إعالمي��ة متطابق��ة‪ ،‬إن‬ ‫"المس��اعدات تص��ل بصعوب��ة كبي��رة إلى‬ ‫المناط��ق الت��ي يس��يطر عليه��ا المقاتلون‬ ‫المعارض��ون ف��ي ش��مال ش��رق س��ورية"‪،‬‬ ‫مضيف��ة أن "وصولنا في ش��كل محدود إلى‬ ‫شمال سورية هو مشكلة كبيرة"‪.‬‬ ‫وتابع��ت أم��وس "لق��د طلبن��ا م��ن‬ ‫الحكومة الس��ورية م��راراً الس��ماح بالمرور‬ ‫عبر الحدود‪ ،‬طلبي األخير يعود إلى االثنين‪،‬‬ ‫والرد لم يتغير‪ ،‬انه الرفض"‪.‬‬ ‫وتته��م الحكوم��ة الس��ورية نظيرتها‬ ‫التركي��ة بلع��ب دور ه��دام ف��ي األزم��ة‬

‫الس��ورية‪ ،‬من خالل إيواء وتس��ليح وتمويل‬ ‫المسلحين وتس��هيل عبورهم إلى سورية‪،‬‬ ‫فيما تنفي تركيا تلك االتهامات‪.‬‬ ‫وزارت أم��وس دمش��ق أواخ��ر الش��هر‬ ‫الماض��ي‪ ،‬حي��ث تمح��ورت مباحثاته��ا م��ع‬ ‫المس��ؤولين الس��وريين تحول تفاقم سوء‬ ‫الحالة اإلنس��انية في البالد‪ ،‬وأشارت إلى أن‬ ‫هناك ‪ 4‬ماليين سوري بحاجة إلى مساعدات‬ ‫إنسانية‪.‬‬ ‫وس��بق أن زارت أم��وس س��ورية‬ ‫عدة م��رات‪ ،‬وأج��رت مباحثات م��ع عددا من‬ ‫المسؤولين حول الوضع اإلنساني المتدهور‬ ‫في البالد‪ ،‬وسبل تقديم العون والمساعدات‬ ‫للمدنين السوريين‪.‬‬ ‫وتش��هد مناطق عدة من البالد‪ ،‬أوضاع‬ ‫إنس��انية متدهورة‪ ،‬في ظل نقص بالمواد‬ ‫الغذائي��ة والطبي��ة‪ ،‬إضافة إل��ى نقص في‬ ‫المحروق��ات وانقطاع في الكهرب��اء والماء‪،‬‬ ‫ف��ي حي��ن تتب��ادل الس��لطات والمعارض��ة‬

‫االتهامات حول مسؤولية هذه األوضاع‪.‬‬ ‫وتش��هد مناط��ق ع��دة م��ن الب�لاد‪،‬‬ ‫أوضاع إنس��انية متدهورة‪ ،‬مع نقص المواد‬ ‫الغذائي��ة والطبية‪ ،‬في ظل تواصل األعمال‬ ‫العس��كرية والقصف المدفع��ي والجوي‪ ،‬ما‬ ‫تس��بب في مقت��ل أكثر من ‪ 70‬ألف س��وري‬ ‫ون��زوح ‪ 700‬أل��ف آخرين إلى خ��ارج البالد‪،‬‬ ‫بحسب األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وم��ن جهة أخ��رى‪ ،‬وفي خط��وة تهدف‬ ‫لتقدي��م مزي��د م��ن الدع��م للمعارض��ة‬ ‫السورية‪ ،‬تدرس حكومات االتحاد األوروبي‬ ‫تخفي��ف العقوب��ات عل��ى المناط��ق الت��ي‬ ‫تس��يطر عليها المعارضة بم��ا في ذلك رفع‬ ‫الحظر على استيراد النفط‪.‬‬ ‫وقال دبلوماس��يون باالتحاد األوروبي‬ ‫اليوم الخمي��س غن ألمانيا اقترحت مراجعة‬ ‫العقوبات وربما رفعها خالل األشهر القادمة‬ ‫عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة‪.‬‬ ‫وم��ن الممك��ن أن يس��مح ذل��ك لدول‬ ‫االتحاد األوروبي باس��تئناف التج��ارة هناك‬ ‫وإيجاد مص��ادر تموي��ل للمعارضة‪ ،‬وهو ما‬ ‫قد يحقق نقلة مؤث��رة في الدعم األوروبي‬ ‫للمعارض��ة الت��ي تخ��وض صراع��ا منذ ‪23‬‬ ‫شهرا أسفر عن مقتل نحو ‪ 70‬ألف شخص‪.‬‬ ‫وق��ال دبلوماس��ي باالتح��اد األوروبي‬ ‫طلب عدم نش��ر اس��مه‪ :‬ف��ي المناطق التي‬ ‫تس��يطر عليها المعارضة من المهم منحهم‬ ‫المزيد من االس��تقرار فيما يتعلق بوضعهم‬ ‫االقتصادي‪.‬‬

‫ول��م تج��ر مناقش��ات مفصل��ة بي��ن‬ ‫مس��ؤولي االتح��اد األوروب��ي بش��أن ه��ذا‬ ‫الموض��وع بع��د لك��ن اثني��ن آخري��ن م��ن‬ ‫الدبلوماس��يين ق��اال إن��ه لي��س هن��اك‬ ‫اعتراض��ات كبي��رة حت��ى اآلن وأن المزي��د‬ ‫من المحادثات س��يجرى في مارس‪ ،‬بحسب‬ ‫فرانس برس‪.‬‬ ‫وتتضم��ن عقوب��ات االتح��اد األوروبي‬ ‫المفروضة على سوريا حظرا على صادرات‬ ‫النفط السوري إلى أوروبا ‪ -‬وهو عائد مهم‬ ‫م��ن عائدات األس��د ‪ -‬إلى جان��ب حظر على‬ ‫السالح ومنع لالستثمارات في قطاع الطاقة‪.‬‬ ‫وم��ن الممكن أن يس��مح رف��ع بعض‬ ‫العقوبات لجماعات المعارضة بالبدء في بيع‬ ‫النفط إلى أوروبا وهي المش��تري الرئيسي‬ ‫للخام الس��وري قبل ف��رض العقوبات التي‬ ‫أعلنت في سبتمبر ‪.2011‬‬ ‫وس��يطرت قوات المعارض��ة في وقت‬ ‫س��ابق من فبراي��ر على بلدة الش��دادي في‬ ‫محافظة الحسكة الش��رقية المنتجة للنفط‬ ‫بعد ثالثة أيام من القتال العنيف‪.‬‬ ‫وتنتج الحسكة معظم النفط السوري‬ ‫ال��ذي يعتق��د أن��ه انخف��ض بنس��بة الثلث‬ ‫ليص��ل إلى أقل من ‪ 100‬أل��ف برميل يوميا‬ ‫منذ اندالع االنتفاضة ضد األس��د في مارس‬ ‫‪.2011‬‬ ‫وتس��يطر المعارض��ة عل��ى مناط��ق‬ ‫حدودية في ش��مال س��وريا الريفي ومعابر‬ ‫أخرى على الحدود مع تركيا‪.‬‬


‫رانيا‪ ..‬ق�صة من �سوريا‬

‫م�ساعدة الإرهابيني‬

‫ويأكل النس��وة األربع مرتي��ن في اليوم توفيرا‬ ‫للم��ال ونادرا ما يجرين اتصاالت هاتفية وال يغادرن‬ ‫الش��قة إال للض��رورة ويعمل��ن أثناء اللي��ل‪ .‬وعندما‬ ‫تق��وم ناش��طات أخري��ات بزيارتهن يطل��ب الفريق‬ ‫منهن إحضار طعامهن معهن لتوفير النفقات‪.‬‬ ‫وقال��ت صديقة رانيا التي طلبت عدم الكش��ف‬ ‫عن هويتها "التهريب مكلف‪ ..‬أنت بحاجة إلى س��ائق‬ ‫أجرة يوافق على عب��ور كل نقاط التفتيش للخروج‬ ‫من دمشق والسير مسافة ساعتين إلى حمص‪ ..‬إنه‬ ‫أمر خطير بالنسبة له أيضا"‪.‬‬ ‫تب��دأ العمليات في الش��قة حيث تقوم النس��اء‬ ‫األربع بإخفاء األدوي��ة والضمادات الطبية في طيات‬ ‫المالبس الفضفاضة‪ ،‬وتقول إحداهن "أنا نحيلة لذا‬ ‫يمكنن��ي أن أه��رب الكثير من الش��اش الطبي تحت‬ ‫مالبسي‪.‬‬ ‫ويس��افر األرب��ع الالئ��ي يخفي��ن المض��ادات‬ ‫الحيوية في طيات مالبس��هن بمفردهن في س��يارة‬ ‫أجرة خاصة أو حافلة ويتوجهن ش��ماال صوب مدينة‬ ‫حم��ص‪ .‬وتؤكد إحداهن "تعرف الحكومة كل ش��يء‬ ‫لكنها ال تريد المزيد من المتاعب‪ ..‬اعتقل أفراد أمن‬ ‫في دوما بعض النس��اء وس��بب األمر قدرا كبيرا من‬ ‫العصيان المدني"‪.‬‬ ‫وتضي��ف "أحيانا نعتق��ل في نق��اط التفتيش‬ ‫فإما أن ندفع رش��وة أو ننتظر لنرى ماذا سيحدث لنا‬ ‫وبعض نقاط التفتيش يحرس��ها مسلحون مؤيدون‬ ‫لألسد ليسوا في الجيش النظامي"‪.‬‬ ‫وتابعت "أس��وأ حادث بالنس��بة ل��ي وقع عندما‬ ‫كان م��ن المق��رر أن ألتقي مع ناش��ط آخر إلعطائه‬ ‫بعض أكي��اس الدم والم��ال والغ��ذاء‪ ..‬انتظرت في‬ ‫المط��ر لكن الناش��ط لم ي��أت‪ ..‬كان الوق��ت متأخرا‬ ‫واضط��ررت إلى ترك الطع��ام على جان��ب الطريق‬ ‫ألن خط��ر العودة به عبر نق��اط التفتيش كان كبيرا‬ ‫للغاي��ة‪ ..‬ع��دت إل��ى البيت وأن��ا أبكي حي��ث ضاعت‬ ‫الرحلة هباء"‪.‬‬

‫النظام ي�ستثمر بالفو�ضى‬ ‫رزان زيتونة‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫عل��ى أبواب عامها الثالث‪ ،‬ليس بمس��تغرب ما أضحى يحيط‬ ‫بالثورة م��ن فوضى ومرتزق��ة ومجرمين يمارس��ون أعمال‬ ‫الخطف والنهب واالبتزاز متى تسنى لهم‪.‬‬ ‫وجميعنا يعلم‪ ،‬أن جزءاً كبيراً من تلك الجرائم والممارس��ات‬ ‫ترتكب على يد شبيحة النظام نفسه‪ .‬أحد النشطاء المعتقل‬ ‫منذ أشهر‪ ،‬طالب خاطفوه بفدية تبلغ ماليين الليرات لإلفراج‬ ‫عن��ه‪ ،‬ليتبين الحقا أن��ه معتقل في فرع المخاب��رات الجوية‬ ‫بدمشق!‬ ‫لك��ن جميعن��ا يعلم أيضاً‪ ،‬أن ج��زءاً كبيراً من تل��ك الجرائم‬ ‫والممارسات‪ ،‬يرتكب على يد مجموعات وأشخاص محسوبين‬ ‫على الثورة‪ ،‬وبشكل خاص على يد كتائب مقاتلة وما يتفرع‬ ‫عنها من هيئات تحاول فرض سيطرتها كأعتى مستبد‪.‬‬ ‫لم تس��كت الث��ورة عن خط��أ أو تج��اوز‪ ،‬ودائما م��ا ارتفعت‬ ‫األص��وات من بي��ن الث��وار أنفس��هم والنش��طاء إلدانة تلك‬ ‫الممارس��ات ورفضها‪ .‬المؤسف‪ ،‬هو الهجوم الذي يتعرض له‬ ‫أولئك من قلب الثورة نفس��ها‪ ،‬مم��ن يعتبرون أي نقد يوجه‬ ‫وأي خط��أ يش��ار إليه‪ ،‬بمثاب��ة طعن في الث��ورة ونقطة في‬ ‫صال��ح النظام‪ .‬ولدى هؤالء دائما مب��ررات للدفاع عن الخطأ‬ ‫وأصحاب��ه‪ .‬إن كانت الجهة مرتكبة االنتهاك إس�لامية‪ ،‬ففي‬ ‫نقده��ا طعن باإلس�لام وتهج��م عليه‪ .‬وإن كان��ت غير ذلك‪،‬‬ ‫ففي نقدها شق للصفوف وإثارة للفتنة!‬ ‫يتحدث هؤالء وكأن الثورة ليس��ت على أب��واب عامها الثالث‪،‬‬ ‫وال أح��د يدري كم ستس��تمر بعد‪ ..‬وكأنها ح��دث طارئ يجيز‬ ‫ه��ذا الكم الهائل من االس��تثناءات‪ ،‬وال يع��ون أن ما يتراكم‬ ‫من أخطاء يصبح مع الوقت بمثابة أمر واقع تجري مأسس��ته‬ ‫وحمايته من قبل أصحابه‪.‬‬ ‫ال ي��درك هؤالء‪ ،‬ه��ول أن يعتقل ناش��ط ويجل��د‪ ،‬كأننا في‬ ‫القرون الوسطى‪ ،‬لرميه الفتة في تظاهرة سلمية‪ .‬كالعادة‪،‬‬ ‫اعتُب��ر الدفاع عن أب��و مريم تهجما على اإلس�لام وانتصارا‬ ‫للعلمانية!!‬ ‫وبالمث��ل وجد من يدافع ع��ن اعتقال إعالميي��ن من «مركز‬ ‫حلب اإلعالمي» و»حلب نيوز»‪ ،‬من قبل «لواء أحرار سوريا»‪،‬‬ ‫بع��د نش��رهم خبراً ع��ن قتل الل��واء لمواطني��ن في قاضي‬ ‫عسكر‪ .‬مبررين ذلك مرة بأن القتلى من الشبيحة‪ ،‬ومرة بأن‬ ‫ال أساس من الصحة للخبر!‬ ‫كيف اس��تطاع هؤالء ل��يَّ عنق ما حصل لصالح تفس��يرات‬ ‫ضيقة ال تنذر إال باألسوأ‪.‬‬ ‫ه��ل االعتقال والجل��د هما العقوبة المناس��بة لالختالف في‬ ‫الرأي في سوريا المستقبل؟‬ ‫هل استش��هد مظهر طيارة وأنس الطرش��ة وباسل شحادة‬ ‫ومئ��ات س��واهم‪ ،‬كي��ف يُعتق��ل االعالمي��ون ف��ي س��وريا‬ ‫المستقبل بناء على نشرهم كلمات ال تعجب البعض؟!‬ ‫ما «يش��ق الصف» فعال هو التس��تر على األخطاء ومهاجمة‬ ‫منتقديها‪ .‬محاولة جر القضية من قضية حريات وحقوق إلى‬ ‫قضايا هامشية وصراعات إيديولوجية‪ .‬لن ينسى السوريون‬ ‫لماذا قام��ت ثورتهم‪ ،‬وأنهم لن يطيقوا بعد اليوم إحس��اس‬ ‫الخوف من التعبير عن رأيهم‪ ..‬وأن المعتقالت س��تصبح من‬ ‫الماضي ولن تعود لتمثل حقبة جديدة من تاريخ سوريا‪.‬‬ ‫تحي��ة بحجم الث��ورة إلى أبو مريم‪ ،‬كمواطن س��وري اعتقل‬ ‫تعسفا وتعرض للتعذيب والمهانة‪ .‬وألم السياط التي تلقاها‬ ‫جس��ده ف��ي رقبتنا جميعا ما لم نقف في وجه من يستس��يغ‬ ‫لع��ب دور المس��تبد ف��ي قلب الث��ورة‪ .‬تحي��ة بحج��م الثورة‬ ‫إلعالميي حلب ولجميع من تضامن معهم‪.‬‬ ‫الث��ورة محكومة بالفش��ل إن اس��تكنّا للمس��تبدين الجدد‪..‬‬ ‫الثورة مس��تمرة‪ ،‬على حد تعبير صفح��ة «أحفاد الكواكبي»‬ ‫الرائ��دة في الدفاع ع��ن الثورة وأه��داف الثورة ف��ي الحرية‬ ‫والكرامة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫كان��ت رانيا تع��رف أن تهري��ب الغ��ذاء والدواء‬ ‫إل��ى نش��طاء المعارض��ة الس��ورية ه��و أم��ر تضع‬ ‫ق��وات األم��ن صاحبه تح��ت طائلة تهمة "مس��اعدة‬ ‫اإلرهابيي��ن" وتتم معاقبته بقس��وة مثلما يحدث مع‬ ‫مهربي السالح‪.‬‬ ‫وقال��ت ‪ -‬وهي تتذكر تل��ك الحادثة التي وقعت‬ ‫عل��ى مش��ارف العاصمة الس��ورية دمش��ق ‪" -‬قلت‬ ‫لنفسي انتهى األمر سيقتلونني"‪.‬‬ ‫لك��ن رانيا كانت محظوظة حي��ث تعاطف معها‬ ‫الجن��دي ال��ذي ق��ال له��ا "أس��رعي اجمع��ي األدوية‬ ‫الخاصة بك وانصرفي قبل أن يعود قائدي"‪.‬‬ ‫رانيا وصديقاتها مجموعة من النساء السوريات‬ ‫الليبراليات الالئي يتعمدن ارتداء الحجاب والمالبس‬ ‫الفضفاض��ة إلخفاء الدواء والغ��ذاء والمال وتهريبها‬ ‫من دمشق إلى مدينة حمص المحاصرة‪.‬‬ ‫وتعمل رانيا وه��ي محامية في فريق من أربع‬ ‫نس��اء من مدين��ة حمص بينه��ن صديقتان تعمالن‬ ‫في متجر والرابعة طبيبة‪.‬‬ ‫وقال��ت راني��ا‪ ،‬الت��ي ل��م تفص��ح ع��ن اس��مها‬ ‫بالكامل خوفا من تعريض جهودها للخطر‪ ،‬متحدثة‬ ‫عن بداي��ة مهمتهن إليصال الم��ؤن واألدوية للثوار‬ ‫"التقين��ا أن��ا والبنات بطبي��ب وهو صدي��ق من أيام‬ ‫الطفولة وسألناه عن طريقة لمساعدة من يصابون‬ ‫أو من هم بحاجة للغذاء‪ ..‬وقام الفريق بتأجير شقة‬ ‫كبي��رة في منطق��ة فقيرة وتركنا أعمالنا باس��تثناء‬

‫ت�أهب دائم‬

‫الثورة ال�سوريّة يف عامها الثاين‪:‬‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫قب��ل نحو ع��ام‪ ،‬لم تك��ن رانيا وه��ي محامية‬ ‫سورية في الس��ابعة والعشرين من عمرها‪ ،‬تتخيل‬ ‫أنه��ا يمك��ن أن تك��ون جزءا م��ن مغام��رة محفوفة‬ ‫بالمخاط��ر ق��د تقودها إل��ى االعتقال ب��ل ربما إلى‬ ‫القت��ل‪ ،‬بس��بب دعمها للمش��اركين ف��ي االنتفاضة‬ ‫داخ��ل بالدها‪ ،‬وقيامها مع نس��وة أخري��ات بعمليات‬ ‫س��رية إليصال الغذاء والدواء إل��ى المدن المحاصرة‬ ‫من قبل قوات النظام‪.‬‬ ‫وتذك��ر راني��ا كيف أنه��ا واجهت موقف��ا صعبا‬ ‫حينما س��قط من طيات مالبسها في نقطة تفتيش‬ ‫للجيش الس��وري األس��برين والكحول الطبي اللذان‬ ‫حاول��ت جاه��دة من خ�لال ارتدائه��ا زي��ا فضفاضا‬ ‫إخفاءهما عن الجنود‪.‬‬ ‫تس��مرت رانيا ف��ي مكانها ونظرت إلى س��لعها‬ ‫المهربة عل��ى األرض أوال ثم إلى الجندي الذي نظر‬ ‫مباشرة إلى عينيها‪.‬‬

‫الطبيبة التي تعمل أربع مرات في األسبوع"‪.‬‬ ‫وقال��ت صديقة أخ��رى لرانيا تدعى ع�لا "بعنا‬ ‫كل ما أمكننا بيعه حت��ى مجوهراتنا‪ ..‬قمنا بتخزين‬ ‫األرز والس��كر والمكرونة وزيت الطعام في الشقة‪..‬‬ ‫تستخدم الطبيبة مصادرها للحصول على مضادات‬ ‫لاللتهاب وضمادات وعالج للصدمة"‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫حراكنا ال�سلمي واملدين (�شارع �سوريتنا)‬ ‫سوريتنا | شام داود‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ثالثمائة و�سبع نقاط تظاهر‬ ‫دام مر على ال�سوريني‬ ‫و�أ�سبوع ِ‬

‫حملة الفتات موحدة لكل التنسيقيات لجان التنسيق المحلية – بزاعة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫حملة تنظيف شوارع دير الزور‬

‫ف��ي األس��بوع الماض��ي ف��ي جمعة‬ ‫حملت اس��م الرق��ة على طري��ق الحرية‬ ‫وس��ط ازدي��اد للعن��ف غي��ر مس��بوق‬ ‫وش��هادات عن اس��تعمال صواريخ سكود‬ ‫أرض أرض من قبل النظام الس��وري في‬ ‫مواجه��ة ش��عبه وتفجيرات متع��ددة في‬ ‫العاصمة دمش��ق ترهب المدنيين وتزيد‬ ‫من معاناتهم اليومية‪.‬‬ ‫ورصد سقوط صواريخ النظام على‬ ‫مناط��ق مختلفة في س��وريا منها‪ :‬مخيم‬ ‫اليرم��وك (دوار فلس��طين) أدت لدمي��ر‬ ‫مناط��ق واس��عة م��ن المبان��ي وش��هداء‬ ‫وجرح��ى بالعش��رات‪ ،‬باإلضاف��ة لرص��د‬ ‫إط�لاق صواري��خ م��ن منطق��ة القلمون‬ ‫باتجاه حل��ب‪ ،‬طريق الباب‪ ،‬الحمرا‪ ،‬وريف‬ ‫إدل��ب‪ ،‬والت��ي خلفت دم��اراً شاس��عًا في‬ ‫كل م��كان تن��زل فيه‪ ،‬وم��ن المعروف أن‬ ‫هامش الخطأ له��ذه الصواريخ ال يتجاوز‬ ‫الخمسمئة متر‪ ،‬وقادرة على تدمير أحياء‬ ‫بكاملها‪ .‬حيث أن أحد المناطق التي نزلت‬ ‫فيها ه��ذه الصواري��خ هو طري��ق الباب‪،‬‬ ‫وه��و منطق��ة س��كن عش��وائي مكتظة‬ ‫بالس��كان‪ ،‬وعادة من مرور س��يارة شحن‬ ‫تهت��ز البيوت‪ ،‬فما بالنا بصواريخ من هذا‬ ‫النوع‪.‬‬ ‫وبالرغ��م م��ن القت��ل والتعذي��ب‬ ‫والتنكي��ل المس��تمرين ف��ي س��وريا‬ ‫واالعتق��االت التعس��فية بح��ق الش��باب‬ ‫الس��وري الثائ��ر فق��د أص��ر الث��وار على‬ ‫الخ��روج في مظاهرات الحري��ة والكرامة‬ ‫والتي من خاللها أكدوا على ثوابت الثورة‬ ‫الس��ورية الت��ي راح ضحيته��ا العديد من‬ ‫الشباب وبأنهم لن يقبلوا بأقل من رحيل‬ ‫النظام المجرم‪.‬‬ ‫فق��د وثقت لجان التنس��يق المحلية‬ ‫ف��ي س��وريا ‪ /307/‬مظاه��رة خرجت في‬ ‫مختل��ف المدن والمناطق الس��ورية‪ ،‬كان‬ ‫أكب��ر المظاه��رات لليوم ف��ي إدلب حيث‬ ‫خرج الث��وار ف��ي ‪ /78/‬مظاهرة ناش��دوا‬

‫فيها بضرورة اس��تعمال السالح بالشكل‬ ‫الصحي��ح‪ ،‬تلته��ا دي��ر ال��زور ف��ي ‪/69/‬‬ ‫مظاهرة ناش��د من خالله��ا المتظاهرون‬ ‫النظ��ام بوق��ف القص��ف الهمج��ي عل��ى‬ ‫المدن السورية‪.‬‬ ‫أم��ا ف��ي حم��اه فق��د خرج��ت ‪/52/‬‬ ‫مظاهرة هتف فيها المتظاهرين لشهداء‬ ‫الرق��ة‪ ،‬وفي حلب خرج��ت ‪ /37/‬مظاهرة‬ ‫طالب فيها الث��وار المجتمع الدولي باتخاذ‬ ‫موق��ف م��ن تدمي��ر النظ��ام لمدينته��م‬ ‫بشكل ممنهج‪.‬‬ ‫أما في دمش��ق وريفه��ا فقد خرجت‬ ‫المظاه��رات ف��ي ‪ /32/‬نقط��ة حي��ا فيها‬ ‫المتظاه��رون جميع الش��هداء وخصوصًا‬ ‫ش��هداء الرق��ة‪ ،‬أما ف��ي الرق��ة فقد خرج‬ ‫‪ /17/‬مظاه��رة دعا فيها الث��وار معارضة‬ ‫الخ��ارج إلى الرج��وع واتخ��اذ الرقة مقرا‬ ‫لهم للمس��اهمة في تدبير أمور المناطق‬ ‫المحررة‪ .‬تلتها الحسكة في ‪ /9/‬مظاهرات‬ ‫والتي هتف فيها الثوار إلى ضرورة الوعي‬ ‫لدى حاملي الس�لاح للدفاع عن أنفسهم‬ ‫ومناطقه��م‪ ،‬ج��اءت بعده��ا درع��ا والتي‬ ‫هتف فيها المتظاهرون لشهداء المشافي‬ ‫الميدانية من خالل ‪ /7/‬مظاهرات‪.‬‬ ‫أم��ا حمص فرغ��م الحص��ار الخانق‬ ‫الت��ي تش��هده معظ��م المحافظ��ة فق��د‬ ‫خرج الثوار ف��ي ‪ /6/‬مظاهرات حيوا فيها‬ ‫الجيش الحر وطالبوهم بااللتزام بأخالق‬ ‫ث��ورة الح��ري’ والكرام��ة لني��ل النص��ر‬ ‫المنتظر‪.‬‬ ‫واس��تمراراً لمبادرة لجان التنس��يق‬ ‫المحلي��ة بتوحي��د الجهود وضم��ن حملة‬ ‫الالفت��ات الموح��دة الت��ي يق��وم به��ا‬ ‫نش��طاءها عل��ى األرض‪ ،‬فف��ي ه��ذه‬ ‫الجمعة وجه النش��طاء رسائل توعية إلى‬ ‫كل ثائر ق��رر أن يحمل الس�لاح‪ ،‬ورفعت‬ ‫الفت��ات دعت إلى ضرورة عدم اس��تعمال‬ ‫السالح بش��كل عش��وائي وأكدو على أن‬ ‫الثقاف��ة في اس��تخدام الس�لاح س��تكون‬ ‫سببًا أساسيًا في نيل النصر‪.‬‬ ‫وق��د س��اهمت كل م��ن تنس��يقية‬ ‫عربي��ن‪ ،‬الزبدان��ي‪ ،‬مضاي��ا‪ ،‬حموري��ة‪،‬‬ ‫وجدي��دة عرط��وز ف��ي ري��ف دمش��ق‪،‬‬

‫والح��راك‪ ،‬والصنمين‪ ،‬وطف��س‪ ،‬وانخل‪،‬‬ ‫ومخي��م وادي اليرم��وك والنعيم��ة ف��ي‬ ‫درع��ا‪ ،‬وكفروم��ه م��ن ادل��ب‪ ،‬ومصياف‪،‬‬ ‫والقدم��وس م��ن حم��اة‪ ،‬وبزاع��ة والباب‬ ‫أيض��اً م��ن محافظ��ة حل��ب‪ ،‬وجبل��ة‬ ‫ف��ي الالذقي��ه وطرط��وس والحس��كة‬ ‫والقامش��لي والطبقة من الرقة هذا وقد‬ ‫طال��ب الث��وار جميع الس��وريين بضرورة‬ ‫ممارس��ة األخالق التي تؤكد على مبادئ‬ ‫ثورة الحري��ة والكرامة لنصل إلى النصر‬ ‫المحتوم‪.‬‬

‫زيارة الأب باولو‪:‬‬

‫أسبوعية‬

‫ومن تل أبيض المحررة‪ ،‬أطل علينا‬ ‫األب باول��و ف��ي زي��ارة جميل��ة للش��مال‬ ‫الس��وري المح��رر‪ ،‬ووج��ه ع��دة رس��ائل‬ ‫إل��ى النظ��ام وم��ن يق��ف إل��ى جانب��ه‪،‬‬ ‫ووج��ه ن��داء إل��ى التالح��م بي��ن أطي��اف‬ ‫المجتمع الس��ورية‪ ،‬كما وجة كلمة خاصة‬ ‫للمس��يحيين‪ ،‬وش��ارك جم��وع المصلين‬ ‫المس��لمين في ي��وم الجمع��ة صالتهم‪،‬‬ ‫وش��ارك ش��باب الجي��ش الح��ر جوالتهم‬ ‫الميدانية وأكد على االس��تعمال الصحيح‬ ‫للس�لاح وأال ينح��رف المقاتل��ون ع��ن‬ ‫القضي��ة األساس��ية‪ ،‬وكان له��ذه الزيارة‬ ‫الص��دى الكبير ف��ي نفوس الس��وريين‪،‬‬ ‫الذي��ن يعتبرون األب باولو س��وري القلب‬ ‫والهوى‪ .‬ووجهوا تحية إلى هذا الثائر الحر‬ ‫ص��وت الحق الذي يص��دح صوته في كل‬ ‫فرصة ومناسبة من أي منبر لدعم الثورة‬ ‫السورية والسوريين‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫حراك العا�صمة‪:‬‬ ‫وس��ط التش��ديد المتواص��ل عل��ى‬ ‫حركة الناش��طين ف��ي دمش��ق وتقطيع‬ ‫أوصاله��ا بالحواج��ز الدائم��ة والطي��ارة‬ ‫والمداهم��ات اليومي��ة كتب��ت مجموع��ة‬ ‫الشباب السوري الثائر على صفحتها على‬ ‫الفيسبوك‪:‬‬ ‫ع��ن مظاهراتنا‪ ،‬وعن العت��ب علينا‪،‬‬ ‫خططن��ا نح��ن وش��ركائنا ف��ي التظاه��ر‬ ‫للتظاهر ولغي��ره دائمًا‪ ،‬ونجحنا في الكثير‬ ‫منها‪ ،‬وفي بعضها فش��لنا‪ ،‬بسبب الضغط‬ ‫األمني المستمر‪ ،‬والذي اعتقل منّا الكثير‪،‬‬

‫‪4‬‬ ‫األب باولو في تل أبيض المحررة ‪ -‬الرقة جمعة الرقة األبية على طريق الحرية‬

‫تقسيم الحصص الغذائية في دير الزور‬


‫�سلمية �سلمية‬

‫جتمع نب�ض لل�شباب املدين‪:‬‬ ‫بينم��ا يس��تمر الش��باب المدني في‬ ‫محاول��ة إع��ادة الحي��اة لألحياء الس��ورية‬ ‫عل��ى امتداد رقع��ة الوطن الثائ��ر‪ ،‬قامت‬ ‫مجموع��ة قام ش��باب م��ن تجم��ع نبض‬ ‫للش��باب المدن��ي الس��وري وضمن حملة‬ ‫تنظي��ف لش��وارع دي��ر ال��زور المنكوب��ة‬ ‫بتجميع أكياس القمامة وتنظيف الشوارع‬ ‫في المدينة المنكوبة‪.‬‬ ‫وق��ام فري��ق نب��ض دي��ر ال��زور‬ ‫بالتع��اون م��ع الجمعي��ات والمؤسس��ات‬ ‫األهلي��ة بتقس��يم الحص��ص الغذائي��ة‬ ‫بغي��ة توزيعها على الصامدين من أهالي‬ ‫دي��ر الزور ضمن الواجب اإلنس��اني بغية‬ ‫مساعدة أهالينا على الصمود‪.‬‬

‫تقريـــر �إعالميـــة �أيــام احلـــرية‬ ‫الأ�سبوع الثالث من �شباط ‪2013‬‬

‫ن�صائح للتحدث مع من فقد مقرب ًا ون�صائح لفيلم م�صور جيد ًا‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫إعداد‪ :‬نسيبة هالل‬ ‫في ساعات الخطر في التاريخ‪ ،‬تمتزج قيمة الزمن بغريزة المحافظة على البقاء‪،‬‬ ‫إذا استيقظت‪ ،‬ففي هذه الساعات التي تحدث فيها انتفاضات الشعوب‪ ،‬ال يقوم الوقت‬ ‫بالمال‪ ،‬كما ينتفي عنه معنى العدم‪ .‬إنه يصبح جوهر الحياة الذي ال يقدّر‪.‬‬ ‫هك��ذا تح��دث «مالك ب��ن نبي» ف��ي كتابه «ش��روط النهضة» ففي ه��ذا الوقت‬ ‫العصيب يش��تد األل��م والكرب ونحتاج برغم ذل��ك للتركيز على اله��دف وإزاحة آالمنا‬ ‫جانب��ا وب��ذل كل الجهد الس��تنقاذ الوط��ن‪ ..‬به��ذه العبارات‬ ‫تحدثت حملة «كتاب بثورة « والتي تقوم بها حركة وعي‪..‬‬ ‫أص��درت أيام الحرية بالتعاون مع حركة وعي منش��وراً‬ ‫يتحدّث ع��ن الفرق بين التفاوض والح��وار‪ ،‬فالتفاوض هو‬ ‫أحد الحلول لوقف الن��زاع خاصة عندما يضعف الخصم‪ ،‬عدا‬ ‫عن كونه خطة مدروسة بين الطرفين‪ ،‬كما أصدرت منشوراً‬ ‫يبحث في الحلول الحالية للوضع السوري‪ ،‬فإما إكمال القتال‬ ‫وم��ا يرافق��ه من إنه��اك إنس��اني واقتصادي لس��وريا‪ ،‬وإما‬ ‫التفاوض‪.‬‬ ‫وف��ي مجال اإلعالم والتصوي��ر التوثيقي‪ ،‬هناك بعض‬ ‫النصائح للناش��طين لفيلم مصور جيداً‪ ،‬ضمن منشور أليام‬ ‫الحري��ة‪ ،‬يتح��دث عن تثبي��ت الكامي��را والبطء ف��ي تحريك‬ ‫الصورة إلعطاء المشاهد فرصة ليرى الصورة ويتثبت منها‪.‬‬ ‫و في فيلم ب��األداء الصامت أصدرت��ه مجموعة «رجال‬ ‫أح��رار» عن مب��ادرة معاذ الخطيب في التف��اوض مع النظام‬ ‫الس��وري‪ ،‬ش��رحت فيه مبادرة الخطي��ب وردود األفعال التي‬ ‫حدثت بعدها‪ ،‬معلنة أن اختالف اآلراء هو ما كنا نس��عى إليه‬ ‫من ثورتنا التي قامت ضد الطغيان والرأي الواحد‪.‬‬ ‫وضم��ن حمل��ة أي��ام الحري��ة للدع��م النفس��ي‪ ،‬صدر‬ ‫منش��ورين ضم��ن عن��وان‪« :‬نصائ��ح للتح��دث مع م��ن فقد‬ ‫شخصًا مقربًا» وتتحدث عن االستماع بتعاطف واالمتناع عن‬ ‫التحقيق مع الش��خص المص��اب باإلضافة إل��ى األمور التي‬ ‫يجب ع��دم قولها والعب��ارات التي تؤدي مفعو ًال عكس��يًا مع‬ ‫الشخص المكلوم‪.‬‬ ‫كم��ا ص��در أيض��ًا منش��ور جديد ضم��ن حمل��ة‪« :‬هذه‬ ‫حقوق��ي» ويتح��دث عن ح��ق كل مواطن بامتالكه جنس��ية‬

‫وطنه‪ ،‬فال يجوز ألحد أن ينكرها عليه‪.‬‬ ‫شاركونا صنع الحضارة‪ ،‬بالثورة على ما في نفوسنا من أفكار أنتجت الطغيان‪.‬‬ ‫ثورتن��ا على أفكارن��ا أو ًال‪ ،‬ثورتنا على االس��تبداد في عقولن��ا وقلوبنا‪ ،‬وفي كل‬ ‫مكان آخر‪ ،‬فشاركونا الثورة نحو مجتمع يضمن حقوق الجميع‪.‬‬ ‫لنشارك بالثورة‪ ،‬و لنغرس كل ما نستطيع من الفسائل لنبني الوطن‪.‬‬ ‫الثورة السورية ثورة تاريخية عظيمة ‪ -‬مع أيام الحرية شاركنا الثورة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫وم��ن ضم��ن مظاه��رات الرقة على‬ ‫طري��ق الحرية خرجت مظاهرة مس��ائية‬ ‫بجانب جامع اإلمام إس��ماعيل في مدينة‬ ‫س��لمية هتف فيها المتظاهرون إلسقاط‬ ‫النظام ونص��رة المدن المنكوبة وتفرقت‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ومنّا من اضطر للس��فر وغيره��ا‪ ،‬ولكننا‬ ‫بقينا نخرج في المظاهرات‪ .‬في األس��ابيع‬ ‫األخي��رة‪ ،‬أصبح الضغط كاس��حًا‪ ،‬وصارت‬ ‫المداهم��ات ش��به يومية؛ ولذل��ك نخطط‬ ‫ألعمال أخرى‪ ،‬ولمظاهرات مختلفة‪.‬‬ ‫فاعذرون��ا قلي� ً‬ ‫لا أيه��ا األصدق��اء‪،‬‬ ‫فحالتن��ا ككل أحوال الب�لاد‪ ..‬ولكن ثقتنا‬ ‫كبي��رة‪ ،‬بتط��ور الث��ورة‪ ،‬وس��تنتصر ال‬ ‫محالة‪.‬‬ ‫لك��ن المجموع��ة تتاب��ع مش��اركتها‬ ‫في الحراك اليوم��ي للعاصمة عن طريق‬ ‫الفتات ترفع على شرفات المنازل للتأكيد‬ ‫عل��ى بقاءها ضم��ن الث��ورة وتحيي فيها‬ ‫المناطق الثائ��رة والوحدة الوطنية للثوار‬ ‫واألرض الس��ورية‪ .‬بع��ض م��ن الفتاتها‬ ‫رفعت أيضاً في أحي��اء حمص المحاصرة‬ ‫وفي بعض ش��وارع القاهرة من نش��طاء‬ ‫اضطرته��م المالحق��ة المس��تمرة إل��ى‬ ‫الن��زوح المؤق��ت بانتظ��ار الع��ودة عل��ى‬ ‫طريق الحرية‪.‬‬

‫بإطالق نار كثي��ف على المتظاهرين من‬ ‫قبل عناصر األمن والشبيحة‪.‬‬ ‫كما وزع ش��باب حركة نحل الساحل‬ ‫مناش��ير عنوانه��ا‪ :‬الحرية قادم��ة‪ ،‬ألقيت‬ ‫ه��ذه المناش��ير عل��ى طرق��ات ضيع من‬ ‫ري��ف طرط��وس والالذقية وه��ي عبارة‬ ‫ع��ن أوراق م��ن فئ��ة األلف لي��رة مكتوب‬ ‫عليها ش��عارات تقول‪ :‬حق��ن الدماء أولى‬ ‫م��ن المناصب‪ ،‬ش��اركنا صوت��ك وفعلك‬ ‫لحقن الدماء‪ ،‬أخوة لك سلكوا طرق الحق‬ ‫فاتبعهم‪ .‬وتحمل توقيع الحركة‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫دولة اخلالفة وال�شريعة الإ�سالمية‬ ‫جبهة الن�صرة‪ ..‬ن�صرة من؟‬

‫ياسر مرزوق‬

‫برباعي��ات الخي��ام نب��دأ كي��ف ال وهو‬ ‫القائل‪:‬‬ ‫ل��و كان ل��ي كاهلل ف��ي فل��ك‬ ‫ي��د ل��م أب��ق لألف�لاك م��ن آث��ار‬ ‫وخلق��ت أف�لاكاً ت��دور مكانه��ا‬ ‫وتس��ير حس��ب مش��يئة األح��رار‬ ‫م��ع إرهاص��ات الث��ورة األول��ى‪ ،‬كانت‬ ‫الحماس��ة ش�لاالتٍ هادرة‪ ،‬واألحالم سحباً‪،‬‬ ‫والس��ماء هي الحدود‪ ،‬كانت الثورة شعارات‬ ‫ومب��ادئ ال يمل��ك أح��دٌ أن يختل��ف معه��ا‪،‬‬ ‫وتجمعت من حولها قوى أوس��ع من قياداتها‬ ‫الحقيقي��ة‪ ،‬وكان للث��ورة من س��عة الصدر‬ ‫والتس��امح والرغب��ة ف��ي طل��ب اإلجم��اع‬ ‫وتحقيقه ما يدعوها إلى االس��تعانة بهؤالء‬ ‫الذين جاءوا إليها من غير طريقها‪.‬‬ ‫ف��ي المرحل��ة الثانية من عم��ر الثورة‬ ‫أت��ت مرحلة الحقيق��ة‪ ،‬رؤيته��ا أو االرتطام‬ ‫به��ا‪ ،‬حين ظه��رت مصاعب التغيي��ر وأحيانًا‬ ‫مس��تحيالته‪ ،‬وحين بدا أن ليس كل األحالم‬ ‫قابل��ة للتحقيق‪ ،‬فض ًال ع��ن االيقاع الزمني‬ ‫ال�لازم للتحقيق‪ ،‬في ه��ذه المرحلة بالذات‬ ‫إم��ا أن تنظر الثورات إلى الحقيقة في عينها‬ ‫وتبدأ في مواجهة مشاكل التغيير وقضاياه‪،‬‬ ‫وإم��ا أن تهرب من الحقيقة تط��ارد أحالمها‬ ‫وه��ي ف��ي الواق��ع تطرده��ا‪ ،‬واله��رب من‬ ‫الحقيق��ة وطرد األحالم ق��د يفضي لهزيمة‬ ‫الث��ورة وهزيمة الث��ورات ال تكون بفش��لها‬ ‫ف��ي نقل الس��لطة م��ن فئةٍ إل��ى أخرى بل‬ ‫في انحرافها عن أهدافها وشعاراتها األولى‪،‬‬ ‫واعتبارها مطي ًة للجميع لتحقيق غاياتهم‪.‬‬ ‫ف��ي ي��وم قادم مع المس��تقبل س��وف‬ ‫األرض ٍ‬ ‫تقف أمم ٍ‬ ‫محاس��بة‪ ،‬تطلب التحقيق‬ ‫ف��ي ش��أن التخ��اذل ال��ذي س��اق جهادي��ي‬ ‫األرض إلى الجبال والمدن السورية‪ ،‬وهجّر‬ ‫دع��اة الدول��ة المدني��ة إلى مقاه��ي بيروت‬ ‫والقاهرة‪ ،‬وترك الس��وريين لمطحنة الحرب‬ ‫وغي��ب دع��وات المدني��ة والتعددي��ة‪ ،‬وأعال‬ ‫ص��وت البنادق‪ ،‬في س��وريا الي��وم ال مكان‬ ‫لقصيدة الش��اعر اإليراني " موشيني والتي‬ ‫مطلعه��ا‪ " :‬ارم بندقيت��ك‪ ،‬أكره ه��ذه اآللة‬ ‫الدموية‪ ،‬كما ف��ي لبنان والقدس كذلك في‬ ‫شوارع طهران "‪ ،‬س��وريا اليوم أمام مرحلة‬ ‫الحقيق��ة‪ ،‬أمام جريمةٍ م��ن متتالية جرائم‬ ‫النظ��ام‪ ،‬ال��ذي أوص��ل الب�لاد إل��ى القبول‬ ‫كمقاتل ردي��ف بين أبنائه‬ ‫بجبهةِ النص��رة‬ ‫ٍ‬ ‫وإن اختلف��ت الغايات واأله��داف‪ .‬إنه اليأس‬ ‫العمي��ق الذي حل بالس��وريين بعد س��نتين‬ ‫م��ن المجازر ش��رّع "جبهة النص��رة " بنظر‬ ‫عدد كبير من الناس كل ما يهمهم في األمر‬ ‫هو أن الجهاديين يقاتلون في معس��كرهم‪،‬‬ ‫بينما باقي العالم يتفرج أو يقاتل ضدهم‪.‬‬ ‫يق��ول بش��ير الحج��ي قائ��د إلح��دى‬ ‫الكتائ��ب التابع��ة للواء التوحي��د التي تضم‬ ‫جماعات مس��لحة من الجيش الس��وري الحر‬ ‫ف��ي منطق��ة حل��ب‪" .‬نح��ن على اس��تعداد‬ ‫للتع��اون م��ع أي مجموع��ة تحم��ل الس�لاح‬ ‫ضد بش��ار األس��د" نحن نتعاون بانتظام مع‬ ‫مقاتل��ي الجبهة للتص��دي للجيش النظامي‬ ‫وتحري��ر مدين��ة حل��ب "‪ ،‬كان ذل��ك في آخر‬ ‫عملي��ة تواج��ه فيه��ا المعارضة المس��لحة‬ ‫والجيش النظامي في قاعدة الشيخ سليمان‬

‫ق��رب حلب‪ .‬وبحس��ب أحد الناش��طين الذين‬ ‫كانوا موجودين ف��ي المنطقة‪ ،‬فإن مقاتلي‬ ‫الجبه��ة هم من قادوا الهج��وم على القوات‬ ‫النظامي��ة بالتنس��يق م��ع جن��ود الجي��ش‬ ‫الس��وري الحر الذي كان يؤمنهم من الخلف‬ ‫ضد الضربات الجوية‪.‬‬ ‫كم��ا نش��رت جري��دة التليغ��راف‬ ‫موضوع��ا تح��ت عن��وان "كي��ف تس��تولي‬ ‫جماعة جبهة النص��رة الجهادية على الثورة‬ ‫الس��ورية"‪ .‬وكتب��ت الجري��دة "حل��ب‪ ،‬أكث��ر‬ ‫المدن الس��ورية س��كانا‪ ،‬غرق��ت في اليأس‬ ‫المختل��ط بالمع��ارك‪ ،‬وهو تجس��يد لصراع‬ ‫الوجود الدائر في سوريا‪ ،‬حيث يقوم القوي‬ ‫بالقضاء على الضعيف"‪.‬‬ ‫"تاري��خ المدين��ة الناص��ع اختفى تحت‬ ‫الدم��ار وأك��وام القمام��ة المتراكم��ة عل��ى‬ ‫األرصفة‪ ،‬حيث يلع��ب األطفال بين المباني‬ ‫المدم��رة بفع��ل القذائف والغ��ارات الجوية‪.‬‬ ‫وخ�لال الطرق��ات المظلم��ة لي�لا‪ ،‬يج��ول‬ ‫المس��لحون ف��ي ارت��ال متعاقب��ة‪ ،‬بعضهم‬ ‫يبحث عن أنصار النظام الس��وري والبعض‬ ‫اآلخ��ر يبحث عم��ن يق��وم باختطافه لطلب‬ ‫الفدية أو عما يقوم بنهبه"‪.‬‬ ‫وأضاف��ت الجري��دة "هناك ص��راع آخر‬ ‫خلف الصراع الدائر بين المعارضة والنظام‬ ‫وهو صراع االيديولوجي��ات‪ ،‬حيث تقوم كل‬ ‫مجموعة بالتمهيد لفكره��ا حتى يكون في‬ ‫طليعة المش��هد الس��وري بعد انهيار نظام‬ ‫األسد"‪.‬‬ ‫"وخالل األس��ابيع األخي��رة‪ ،‬تزايد دور‬ ‫جبه��ة النص��رة وه��ي مجموع��ة إس�لامية‬ ‫جهادية صنفتها واشنطن على أنها إرهابية‬ ‫حي��ث تري��د إقام��ة دول��ة إس�لامية تحك��م‬ ‫الشريعة دون تخاذل"‪.‬‬ ‫ف��ي ملفن��ا الي��وم نبحث ف��ي " جبهة‬ ‫النص��رة " ش��اغلة العال��م اليوم‪ ،‬ف��ي أكثر‬ ‫مش��اهد العص��ر الحدي��ث هزلي��ة‪ .،‬فبع��د‬

‫س��نتين تقريب��ًا على ب��دء الثورة الس��ورية‬ ‫وأكث��ر م��ن س��تين ألف ش��هيدٍ ت��م توثيق‬ ‫أس��مائهم وع��دد يقاربهم لم يك��ن له حظ‬ ‫التوثي��ق‪ ،‬وعدد غي��ر معروف م��ن الجرحى‬ ‫والمعاقين والمعتقلي��ن وخراب أحياء وقرى‬ ‫وأكث��ر م��ن مليون��ي ونصف مهجّ��ر وآالف‬ ‫نق��اط التظاه��ر ال��دوري‪ ،‬تخت��زل الملحمة‬ ‫بقتال عسكري بين جيش النظام‬ ‫الس��ورية ٍ‬ ‫وفرع من فروع القاعدة‪ ،‬ليخرج الس��وريون‬ ‫ٍ‬ ‫عام ًة من المعادلة‪.‬‬

‫الن�ش�أة‪:‬‬ ‫تأسس��ت "جبهة النصرة ألهل الشام"‬ ‫من الجماعات الس��لفية الجهادية أواخر عام‬ ‫‪ 2011‬ف��ي غم��رة االنتفاضة الش��عبية في‬ ‫سوريا‪ ،‬والجبهة واسمها الرسمي هو "جبهة‬ ‫النصرة ألهل الش��ام من مجاهدي الش��ام"‬ ‫وه��ي األكثر إثار ًة للجدل والخوف بين جميع‬ ‫التش��كيالت المقاتلة على األرض السورية‪،‬‬ ‫ورغم األض��واء الكثيرة التي تس��لط عليها‬ ‫إعالميًا وسياس��يًا غي��ر أن الغموض ما يزال‬ ‫يلفها‪ ،‬فه��ي جماعة مس��تقلة غير خاضعة‬ ‫لقيادة الجيش الس��وري الحر‪ .‬وال وجود ألي‬ ‫قيادة مشتركة‪ ،‬بل مجرد تنسيق بين أفراد‬ ‫الجماع��ة ومعظ��م ألوية الجيش الس��وري‬ ‫الح��ر‪ ،‬ولي��س للجبه��ة برنامج سياس��ي أو‬ ‫مش��روع واض��ح لدوره��ا م��ا بعد س��قوط‬ ‫النظ��ام‪ .‬ولم تلتزم الجبه��ة عالنية بالعمل‬ ‫حص��راً ضد النظام إل��ى حين التخلص منه‪.‬‬ ‫ول��م تعترف باالئت�لاف الوطن��ي المعارض‬ ‫وقت تش��كيله‪ ،‬واعتبرته أداة للقوى الدولية‬ ‫التي تدعمه‪.‬‬ ‫وق��د دع��ت ف��ي بيانه��ا األول ال��ذي‬ ‫أصدرت��ه ف��ي ‪ 24‬كان��ون الثان��ي ‪2012‬‬ ‫الس��وريين للجهاد وحمل الس�لاح في وجه‬ ‫النظام الس��وري‪ ،‬وح��دد البي��ان الهدف من‬ ‫إنش��اء الجبه��ة بالق��ول إنه��ا ج��اءت س��عيا‬ ‫هلل إلى‬ ‫من مؤسس��يها " إلع��ادة س��لطانِ ا ِ‬

‫والدم‬ ‫أرضِه وأن نث��أر‬ ‫ِ‬ ‫للع��رض المُنتَهَك ِ‬ ‫َ‬ ‫الرُضَع‬ ‫البس��مَة‬ ‫الن��ا ِزف ون��ردَّ‬ ‫لألطف��ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫وال ِنس��ا ِء الرُّمل"‪ .‬واس��تهجن البي��ان دعوة‬ ‫البعض لالس��تعانة بق��وى غربية للخالص‬ ‫من نظام البع��ث الحاكم‪ ،‬واصفا إياها بأنها‬ ‫«دعوة شاذة ضالة وجريمة ُكبرى ومُصيبة‬ ‫عُظم��ى ال يغفِرُه��ا اهلل ول��ن يرح��م‬ ‫أصحابَه��ا التاري��خُ أبدَ الده��ر»‪ .‬كما حمل‬ ‫البيان بش��دة عل��ى الدولة التركي��ة‪ ،‬وعلى‬ ‫مش��روع الجامعة العربية ال��ذي حكم عليه‬ ‫بالفش��ل قبل البدء ب��ه‪ .‬كما هاج��م البيان‬ ‫إي��ران قائال إن��ه «ال يخفى عل��ى ِّ‬ ‫عاقل‬ ‫كل ٍ‬ ‫اإليرانيَ الحثيث م��عَ نظام البعث‬ ‫الس��عيَ‬ ‫ّ‬ ‫لزرع الصفوية في هذهِ‬ ‫من ُذ سنين قد خلتْ ِ‬ ‫األرض المُبارك��ةِ الس��تعادة اإلمبراطورية‬ ‫ِ‬ ‫الفارسية‪ ،‬فالش��ام إليران هي الرئتان التي‬ ‫يتنف��سُ بها مش��روعها البائ��د» وفي وقت‬ ‫الحق أعلنت جبهة النصرة ألهل الش��ام عن‬ ‫تشكيل «كتائب أحرار الشام» في بيان بثته‬ ‫على موقع «يوتيوب» يوم ‪ 23‬كانون الثاني‪.‬‬ ‫وخ�لال كان��ون الثان��ي ‪ 2012‬أيض��اً‪،‬‬ ‫اخت��ار أيم��ن الظواه��ري ‪ -‬زعي��م تنظي��م‬ ‫القاع��دة ‪ -‬الدعوة إل��ى الجهاد في س��وريا‪.‬‬ ‫ه��ذه المصادفة في التوقي��ت جعلت بعض‬ ‫الجه��ات ‪ -‬وخصوص��ا الس��لطات األمريكية‬ ‫ تؤك��د أن جبه��ة النص��رة خلية م��ن خاليا‬‫القاعدة في سوريا‪.‬‬ ‫هذا وقال المحلل العس��كري المصري‬ ‫الل��واء المتقاع��د عب��د الكري��م أحم��د‪،‬‬ ‫المتخصص بش��ؤون الجماع��ات التكفيرية‪،‬‬ ‫"إن جبه��ة النص��رة أله��ل الش��ام التابع��ة‬ ‫لتنظيم القاعدة‪ ،‬وبس��بب األفكار الجهادية‬ ‫التكفيري��ة الت��ي تؤمن به��ا‪ ،‬أصبحت قوية‬ ‫عل��ى األرض حي��ث تتعامل بشراس��ة ليس‬ ‫فقط أثناء المعارك م��ع النظام بل حتى مع‬ ‫الذين يعارضون أفكارها من السوريين في‬ ‫المناطق المحررة"‪.‬‬ ‫وأض��اف أن أه��داف ه��ذه الجماع��ة ال‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫جبهة الن�صرة والواليات املتحدة‪:‬‬

‫أتى تسجيل جبهة النصرة على قائمة‬ ‫المنظم��ات اإلرهابية العالمية‪ ،‬هدي ًة تُقدم‬ ‫طبق من الفضة‪ ،‬فتوجت‬ ‫لنظام األسد على ٍ‬ ‫مس��اعي النظام لصرف النظ��ر عن مقتلةٍ‬ ‫قاده��ا من��ذ عامين ضد ح��راكٍ ديمقراطي‬ ‫س��لمي في األش��هر األولى‪ ،‬وض��د مدنيين‬ ‫حملوا الس�لاح دفاعاً عن النفس حتى يومنا‬ ‫ه��ذا‪ ،‬وحصر المعركة بينه وبين الجهاديين‬ ‫وه��و والحالة هذه حامي األقليات‪ ،‬وش��ريك‬ ‫الغرب ف��ي معركته ضد اإلره��اب العالمي‪،‬‬ ‫ووجوده مؤس��سٌ لالس��تقرار في المنطقة‬ ‫وسقوطه س��يفضي لدكتاتوريةٍ إسالمية‪،‬‬ ‫هو وحده من يستطيع الوقوف في وجهها‪.‬‬ ‫أما اإلعالم الرس��مي الس��وري فتلقف‬ ‫الهدي��ة ببال��غ الس��رور‪ ،‬كيف ال وق��د وحّد‬ ‫المصطل��ح ف�لا مندس��ين وال عراعي��ر‪ ،‬وال‬ ‫تكفيريي��ن وإرهابيي��ن‪ ،‬المعركة اليوم‪ ،‬بل‬ ‫منذ انطالقة الثورة ضد جبهة النصرة جناح‬ ‫تنظي��م القاع��دة في ب�لاد الش��ام‪ ،‬واختزل‬ ‫اإلع�لام الس��وري كل مراح��ل التحقي��ق‬ ‫وأصول العلم الجنائي‪ ،‬وبات المس��ؤول عن‬ ‫أي ً‬ ‫حادث أو تفجير‪ ،‬جبهة النصرة بال ريب‪.‬‬ ‫من ناحية أخ��رى وبعيداً عن التخوين‬ ‫ونظري��ة المؤام��رة‪ ،‬ال بد من اإلش��ارة إلى‬ ‫عالق��ة المخابرات الس��ورية م��ع التنظيمات‬ ‫الجهادي��ة ف��ي الع��راق بع��د االحت�لال‬ ‫األمريك��ي‪ ،‬وف��ي نه��ر الب��ارد بع��د اغتيال‬ ‫الرئي��س الحري��ري‪ ،‬أس��ئل ٌة وح��ده التاريخ‬ ‫سيجيب عليها‪.‬‬

‫جبهة الن�صرة واملعار�ضة ال�سورية‪:‬‬ ‫كما ذكرنا س��ابقًا فالنصرة لم تعترف‬ ‫باالئت�لاف الوطن��ي المعارض‪ ،‬ول��م تعمل‬ ‫بشكل رسمي وبوصفه‬ ‫على التنس��يق معه‬ ‫ٍ‬ ‫الممثل الش��رعي والوحيد للشعب السوري‪،‬‬ ‫وبقي��ت العالق��ة بي��ن المعارض��ة وجبه��ة‬ ‫النص��رة غ��ز ًال من ط��رفٍ واحد‪ ،‬فق��د قال‬ ‫رئيس المجلس الوطني الس��وري الس��ابق‬ ‫عبد الباسط س��يدا وعضو االئتالف الوطني‬ ‫لقوى الثورة والمعارضة الس��ورية "ال خوف‬ ‫على س��وريا من الجماع��ات المتطرفة دينيًا‬ ‫فالمجتم��ع الس��وري ال يقبل به��ذه األفكار‬ ‫المتطرف��ة عل��ى أرض الواق��ع ويرفضه��ا‬ ‫تاريخياً وهي تعتبر دخيلة على نس��يجه من‬ ‫األساس‪ ،‬وسيواجهها مستقب ًال كما يواجهها‬ ‫اآلن"‪.‬‬ ‫كم��ا قال المعارض الس��وري ميش��يل‬ ‫كيلو عن "أن مجموع��ة تابعة لكتيبة غرباء‬

‫في الختام‪ ،‬سقوط النظام هو البداية‪..‬‬

‫أسبوعية‬

‫ترافق إدراج وزارة الخارجية األمريكية‬ ‫لجبه��ة النص��رة ضم��ن الئح��ة المنظم��ات‬ ‫تغير ف��ي الخطاب اإلعالمي‬ ‫اإلرهابي��ة‪ ،‬مع ٍ‬ ‫اتجاه الثورة الس��ورية‪ ،‬فبج��رة قلم تحولت‬ ‫لحرب أهلية‬ ‫الثورة الش��عبية ضد الطاغية‪ٍ ،‬‬ ‫بي��ن جماعتين تقود األول��ى جبهة النصرة‪،‬‬ ‫والثانية يقوده��ا النظام‪ ،‬وف��ي ردٍ لوزيرة‬ ‫الخارجي��ة األمريكي��ة الس��ابقة "هي�لاري‬ ‫س��ؤال لش��بكة سي بي إس‬ ‫كلينتون "على‬ ‫ٍ‬ ‫األميركي��ة حول تقاع��س اإلدارة األميركية‬ ‫ع��ن دع��م الث��ورة الس��ورية قال��ت‪ " :‬نحن‬ ‫نع��رف أن زعيم القاع��دة الظواهري يدعم‬ ‫المعارض��ة في س��وريا‪ ،‬فهل نق��وم بدعم‬ ‫القاعدة في سوريا "‪.‬‬ ‫كتب توماس بيرييه‪ ،‬األس��تاذ والباحث‬ ‫البلجيكي‪ ،‬بع��د يومين من القرار األميركي‬ ‫ب��إدراج "جبه��ة النص��رة ألهل الش��ام" في‬ ‫القائم��ة األميركية للمنظم��ات اإلرهابية‪" :‬‬ ‫كتبتُ ه��ذا النص بعد أيام قليلة من إعالن‬ ‫الحكوم��ة األميركي��ة ع��ن قراره��ا ب��إدراج‬ ‫"جبه��ة النص��رة " عل��ى قائم��ة المنظم��ات‬ ‫اإلرهابية العالمية‪ ،‬مضى ش��هران منذ ذلك‬ ‫الوقت‪ ،‬وما زلت مقتنعًا أن هذا القرار س��يء‬ ‫ومض��ر‪ .‬وهن��اك مص��ادر متطابق��ة تؤكد‬ ‫الي��وم أن تجريم جبهة النص��رة قد أدى إلى‬ ‫انخف��اض تس��ليم األس��لحة الموجه��ة إلى‬ ‫جميع الجماعات المس��لحة الت��ي تقاتل في‬ ‫ش��مال البالد‪ ،‬وبما فيه��ا الجيش الحر‪ ،‬وألن‬ ‫ه��ذه الجماع��ات المس��لحة تق��ود عملي��ات‬ ‫عسكرية بالتعاون مع "جبهة النصرة "‪ ،‬فمن‬ ‫المحتم��ل أن الواليات المتحدة األميركية قد‬ ‫مارس��ت بع��ض الضغوط��ات عل��ى بعض‬ ‫حلفائه��ا ف��ي المنطق��ة‪ ،‬ومن بينه��م دولة‬ ‫قطر‪ ،‬وذلك حتى يتوقفوا عن تس��ليح هذه‬ ‫الجماعات‪.‬‬ ‫وللس��بب نفس��ه فإن ال ِهب��ات الفردية‬ ‫الت��ي تب��رع به��ا البع��ض ف��ي دول الخليج‬ ‫ق��د خفّ��ت ألن أصحابه��ا فضّل��وا توجي��ه‬ ‫مساعداتهم للمجال اإلنس��اني حصراً‪ ،‬بد ًال‬ ‫من المجازفة والوق��وع تحت طائلة القانون‬ ‫األميركي المضاد لإلرهاب‪.‬‬ ‫لذل��ك ف��إن ه��ذا الق��رار ض��د «جبهة‬

‫جبهة الن�صرة والنظام‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫رغ��م علمه��ا بمحاذي��ر ذل��ك عل��ى الث��ورة‬ ‫والنظ��رة إليه��ا ف��ي الداخل الس��وري ومن‬ ‫الرأي العام الغربي‪ .‬وترافق هذا مع تجفيف‬ ‫موارد الدعم عن كتائب وتش��كيالت الجيش‬ ‫الحر األخ��رى وعن الحراك الثوري الس��لمي‬ ‫الذي ناصبه الجميع العداء‪.‬‬ ‫ولس��نا هن��ا ف��ي مع��رض تقيي��م‬ ‫النواي��ا‪ ،‬لك��ن م��ا يحص��ل الي��وم لخص��ه‬ ‫الرئي��س األمريك��ي " أيزنه��اور " الذي قال‪:‬‬ ‫" إن السياس��ات الطيبة ليس��ت ضمانًا أكيداً‬ ‫للنج��اح‪ ،‬لك��ن السياس��ات الس��يئة ضم��ان‬ ‫محقق للفشل "‪.‬‬

‫النص��رة» يوضح‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬ال��رأي القائل‬ ‫أن السياس��ة األميركية فيما يخص س��وريا‬ ‫تس��اهم في إطال��ة عمر نظام األس��د‪ ،‬مما‬ ‫يؤدي بالنتيج��ة إلى اس��تمرار الصراع الذي‬ ‫يخرب البلد حاليًا "‪.‬‬

‫الش��ام‪ ،‬وأحف��اد الرس��ول وأحفاد عائش��ة‪،‬‬ ‫وجبهة النصرة‪ ،‬اس��تقبلته في مدينة "رأس‬ ‫العين" ش��مال س��ورية‪ ،‬عند زيارته األخيرة‬ ‫إليها‪ ،‬بمودة كبيرة‪ ،‬وأب��دت له كل االحترام‬ ‫والتقدي��ر‪ ،‬وش��كرته عل��ى جه��وده في حل‬ ‫األزمة مع المليشيات الكردية‪ ،‬منوهًا إلى أن‬ ‫جبهة النصرة ال تشكل تهديداً على الساحة‬ ‫السياسية في سورية‪ ،‬وأن الواليات المتحدة‬ ‫األميركية تعمل على إخافة الس��وريين من‬ ‫جبهة النصرة‪ ،‬التي ال تش��كل أص ًال سوى ‪7‬‬ ‫أو ‪ 8‬بالمائ��ة من عداد الجيش الحر‪ ،‬مش��يراً‬ ‫أن��ه تح��دث م��ع تل��ك المجموع��ات بمنتهى‬ ‫الوض��وح‪ ،‬منوهاً إلى تبعات فوضى محتملة‬ ‫قد تج��ر إليها الب�لاد‪ ،‬نتيجة االس��تقطابات‬ ‫الطائفي��ة والعرقي��ة‪ ،‬بين مختل��ف مكونات‬ ‫الشعب الس��وري"‪ ،‬مؤ ّكداً أن "جبهة النصرة‬ ‫وغيره��ا م��ن الجماع��ات الت��ي ق��د توصف‬ ‫باألصولي��ة‪ ،‬أب��دت تعاونه��ا معه م��ن أجل‬ ‫خفض وتيرة التوتر‪ ،‬التي ش��هدتها منطقة‬ ‫رأس العي��ن ف��ي اآلون��ة األخي��رة‪ ،‬نتيج��ة‬ ‫توري��ط تل��ك المجموع��ات م��ن قبل بعض‬ ‫القوى السياسية"‪.‬‬ ‫ف��ي النهاي��ة ثورتن��ا ف��ي مرحل��ة‬ ‫الحقيقة‪ ،‬والش��يء مؤجل لما بعد س��قوط‬ ‫النظ��ام‪ ،‬فالنظام س��قط وبانتظ��ار إمضاء‬ ‫وثيق��ة الوف��اة من الكب��ار ال بد للس��وريين‬ ‫م��ن الوق��وف أم��ام التناقض��ات الظاه��رة‬ ‫للعي��ان‪ ،‬والتي ال تنتظر غير إش��هار انتصار‬ ‫الث��ورة حت��ى تف��رض نفس��ها‪ ،‬التناق��ض‬ ‫بي��ن رج��ال الدي��ن والسياس��ة‪ ،‬وتصورات‬ ‫ومفاهي��م كال الطرفي��ن‪ ،‬التناق��ض بي��ن‬ ‫الذي��ن قاوموا من الخ��ارج ضد النظام وبين‬ ‫الذين تحملوا من الداخل جبروت " الطاغوت‬ ‫" وس��طوته‪ ،‬وأيهما له الحق األول وأيهما له‬ ‫الكلم��ة النافذة‪ ،‬التناقض بي��ن فكرة الدين‬ ‫والديمقراطي��ة‪ ،‬التناق��ض بي��ن األح�لام‬ ‫والحقائ��ق في العالق��ات الدولية واإلقليمية‬ ‫وحت��ى المحلي��ة‪ ،‬التناقض بي��ن الجماعات‬ ‫الثوري��ة وبي��ن المؤسس��ات الدائم��ة‪ ،‬وفي‬ ‫مقدمته��ا الجه��از الحكومي وجه��از القوات‬ ‫المسلحة‬ ‫وأخيراً ال ننس��ى ما قاله العالمة جمال‬ ‫الدين األفغاني‪..‬‬ ‫ملعون في دين الرحمن‪..‬‬ ‫من يسجن شعباً‪..‬‬ ‫من يخنق فكراً‪..‬‬ ‫من يرفع سوطاً‪..‬‬ ‫من يسكت رأياً‪..‬‬ ‫من يبني سجناً‪..‬‬ ‫من يرفع رايات الطغيان‪..‬‬ ‫ملعون في كل األديان‪..‬‬ ‫من يهدر حق اإلنسان‪..‬‬ ‫حتى لو صلى أو زكى وعاش العمر مع القرآن‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تختل��ف عن أه��داف تنظيم القاع��دة وهي‬ ‫إنش��اء حكم إس�لامي ش��امل عب��ر إمارات‬ ‫موزع��ة في المناط��ق العربية واإلس�لامية‬ ‫وص��و ًال إل��ى ربطه��ا تح��ت راي��ة الدول��ة‬ ‫االس�لامية الواح��دة‪ ،‬وم��ن خ�لال مراقب��ة‬ ‫تح��ركات ه��ذه المجموع��ات "يتض��ح أنه��ا‬ ‫تحظ��ى بدع��م كبي��ر‪ ،‬لوجس��تيًا ومادي��اً‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إلى وف��رة الم��واد الغذائية التي‬ ‫أصبح��ت ورق��ة ضغط ف��ي يده��ا للتحكم‬ ‫بمصي��ر األهالي وإجبارهم عل��ى االنضواء‬ ‫تحت رايتها أو على األقل عدم معارضتها "‪.‬‬ ‫وقال أحمد قدور الناطق باس��م شبكة‬ ‫" ش��ام ني��وز" إن جبه��ة النص��رة تح��اول‬ ‫تطبي��ق النم��وذج ال��ذي فرضته ف��ي حلب‬ ‫في بع��ض مناطق محافظ��ة إدلب‪ ،‬وأضاف‬ ‫قدور الذي يس��كن في س��راقب "إن عناصر‬ ‫الجبهة يحاولون الس��يطرة على كل ش��يء‬ ‫م��ن خدم��ات أساس��ية تق��دم للمواطني��ن‬ ‫ومحروق��ات ويحاول��ون التدخل ف��ي الحياة‬ ‫المدنية‪ ،‬حتى أنه في حلب اس��تلمت الجبهة‬ ‫ملف اإلغاثة وهو األمر الذي لم يس��تطيعوا‬ ‫القيام به في إدلب وسراقب"‪.‬‬ ‫أحد أهداف النص��رة المعلنة هو إقامة‬ ‫دول��ة الخالف��ة ف��ي س��وريا‪ .‬وإذا م��ا عدن��ا‬ ‫للمب��ادئ األساس��ية للثورة الس��ورية‪ ،‬فمن‬ ‫ح��ق أتب��اع النص��رة كم��ا لغيره��م الدعوة‬ ‫للش��كل الذي يرونه مناسبًا للدولة السورية‬ ‫الجديدة تحت مبدأ احترام الرأي والرأي اآلخر‬ ‫ومن واجبنا جميعًا‪ .‬الدفاع عن أتباع النصرة‪،‬‬ ‫في حقهم في الدعوة إلحياء الخالفة‪.‬‬ ‫و إذا كان��ت النصرة تريد التحول لحزب‬ ‫سياسي يدعو للخالفة‪ ،‬كأي حزب آخر‪ ،‬فعلينا‬ ‫الدف��اع ع��ن حقه��ا ف��ي التعبير ع��ن آرائها‪،‬‬ ‫لك��ن كيف ألتباع النص��رة إذا صح انتماؤهم‬ ‫ومشروع‬ ‫حزب سياسي‪،‬‬ ‫للقاعدة التفكير في ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الس��تقطاب الناس ديمقراطياً‪ ،‬يقول الباحث‬ ‫" فري��د هاليداي " في كتابه " س��اعتان هزتا‬ ‫العالم "‪ :‬الحق أن الح��ركات األصولية‪ ،‬كائنًا‬ ‫م��ا كان تأويله��ا‪ ،‬ذات بع��د سياس��ي واح��د‬ ‫يحكمه��ا وهو االس��تيالء غي��ر الديمقراطي‬ ‫على السلطة‪ ،‬وهذا هو الهدف الذي تتشارك‬ ‫فيه مع حركات حرب العصابات غير الدينية‪،‬‬ ‫كالقومي��ة واليس��ارية‪ ،‬م��ن هنا فع��داء بن‬ ‫الدن يس��تهدف في الش��رق األوس��ط نظام‬ ‫الدولة األمة القائم قبل اس��تهدافه الواليات‬ ‫المتحدة "‪.‬‬ ‫وه��ل تمتلك النصرة مش��روعاً‪ ،‬وهل‬ ‫تقب��ل الح��ركات الجهادي��ة بالديمقراطية‪،‬‬ ‫التي دفع الس��وريون للحص��ول عليها أغلى‬ ‫األثم��ان‪ ،‬الج��واب بالنفي قطع��اً‪ ،‬فقد أعلن‬ ‫رئي��س المكت��ب السياس��ي ف��ي "الجبه��ة"‬ ‫بحلب س��الم الصبّاغ أن ال "مكان للعلمانية‬ ‫ف��ي قل��وب المس��لمين"‪ .‬وبالع��ودة للتاريخ‬ ‫وبحس��ب ح��ازم صاغية في كتاب��ه " قضايا‬ ‫قاتل��ة " فالمجاهدون ل��م يكونوا غير أدوات‬ ‫لصواريخ ستينغر األمريكية العاملة بموجب‬ ‫نظ��م توجيه الكتروني‪ ،‬حتى أن أحمد ش��اه‬ ‫مسعود قال يوماً‪ " :‬على األفغاني أن يمتلك‬ ‫شيئين فقط‪ :‬القرآن وصواريخ ستينغر "‪.‬‬ ‫لك��ن ورغ��م كل المآخ��ذ فالجبه��ة‬ ‫تتمدد وتكس��ب ش��عبية أيضًا بسبب ثقافة‬ ‫االستش��هاد التي تجعل م��ن مقاتليها رأس‬ ‫الحرب��ة ف��ي المع��ارك‪ ،‬إضاف�� ًة إل��ى ع��دم‬ ‫تورطها في السلب والنهب كما فعلت كتائب‬ ‫أخرى‪ ،‬إضاف ًة لتمويله��ا الجيّد الذي يجعلها‬ ‫تق��وم باإلغاثة وتنظيم الم��وارد في أماكن‬ ‫وجوده��ا‪ .‬فالخط��أ التاريخي ال��ذي ارتكبته‬ ‫هذه األمة في أفغانس��تان يتكرر اليوم في‬ ‫سوريا فمع اعتبار الحرب في سوريا تصفي ًة‬ ‫لحس��اباتٍ تاريخية بين س��نةٍ وشيعة‪ ،‬كما‬ ‫كان الجه��اد ف��ي افغانس��تان معرك�� ًة بين‬ ‫التدين واإللحاد‪ ،‬تدفق التمويل على الجبهة‬ ‫م��ن دول الخليج عبر ش��بكات متش��عبة من‬ ‫األمراء ورجال األعمال والجمعيات اإلسالمية‬ ‫المختلفة ويمر بش��كل أساس��ي عبر تركيا‬ ‫الت��ي غضّ��ت النظر ع��ن تس��رّب مقاتلين‬ ‫عرب وأجانب عبر حدودها للداخل الس��وري‬

‫‪7‬‬


‫الق�صري‪ ..‬املدينة املن�سية‬

‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫معركة �إيران وحزب اهلل الكربى‬ ‫خاص سوريتنا | مهند القصير‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫ليس��ت جدي��دة‪ ،‬مح��اوالت توغ��ل‬ ‫ح��زب اهلل ف��ي منطقة القصي��ر بريف‬ ‫حمص للس��يطرة على مزيد من القرى‬ ‫غ��رب نه��ر العاص��ي‪ .‬فف��ي منتص��ف‬ ‫تش��رين األول ‪ 2012‬تمك��ن حزب اهلل‬ ‫بع��د مع��ارك بري��ة ضارية بمش��اركة‬ ‫دبابات وطائرات النظام‪ ،‬من الس��يطرة‬ ‫على أرب��ع قرى تضاف إل��ى أربع أخرى‬ ‫س��بق للنظ��ام أن س��لمها لح��زب اهلل‪،‬‬ ‫معظم س��كانها م��ن الش��يعة‪ ،‬أغلبهم‬ ‫يحمل الجنس��يتين السورية واللبنانية‪،‬‬ ‫كما س��يطر عل��ى محيط بلدة جوس��ية‬ ‫الثائرة ذات الغالبية السنية‪ ،‬بعد معارك‬ ‫عنيفة على أطراف قرى الزراعة السنية‬ ‫أيضاً وربلة المس��يحية‪ ،‬استش��هد فيها‬ ‫عدد من المقاتلين م��ن أهالي القصير‬ ‫وجوسية‪ ،‬ودمرت مدفعيات النظام أكثر‬ ‫م��ن نصف من��ازل بلدة الجوس��ية التي‬ ‫ن��زح أهلها إلى بلدة عرس��ال اللبنانية‪،‬‬ ‫كما تعرضت أطراف بلدة ربلة للقصف‪،‬‬ ‫بينما ق��درت مصادر الجي��ش الحر في‬ ‫القصي��ر قتل��ى ح��زب اهلل بأكث��ر م��ن‬ ‫خمس��ين قتي ًال‪ ،‬إال أن مص��ادر إعالمية‬ ‫عدة تحدثت عن مقت��ل نحو ‪ 12‬مقاتل‬ ‫من حزب اهلل‪ ،‬بينهم شخصيات قيادية‬ ‫هامة‪.‬‬ ‫حينها بدا واضحًا أن النظام أعطى‬ ‫تفويضاً تامًا لحزب اهلل للس��يطرة على‬ ‫تلك المنطقة‪ ،‬الت��ي يمر فيها أحد أهم‬ ‫طرق اإلمداد من شمال لبنان للمقاتلين‬ ‫في القصير‪ .‬وبحسب الجيش الحر‪ ،‬تم‬ ‫التص��دي لتوغل حزب اهلل‪ ،‬الذي تمركز‬ ‫ف��ي الق��رى المس��يطر عليه��ا‪ ،‬وأق��ام‬ ‫المتاري��س فيه��ا‪ ،‬ليبدأ عملية تحش��يد‬ ‫للس�لاح والمقاتلي��ن‪ ،‬بالتواك��ب م��ع‬ ‫حمل��ة إعالمي��ة توجت بخط��اب لألمين‬ ‫الع��ام للحزب حس��ن نص��ر هلل‪ ،‬اعترف‬ ‫في��ه بمقت��ل قائد مش��اته أب��ا العباس‬ ‫ف��ي القصي��ر‪ ،‬وب��رر انخ��راط الح��زب‬ ‫بمع��ارك داخ��ل األراض��ي الس��ورية‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬ ‫مقبرة شهداء القصير‬

‫بحماي��ة مواطنين لبنانيين ش��يعة قدر‬ ‫عددهم بـثالثين ألف يعيش��ون في ‪23‬‬ ‫بل��ده و‪ 12‬مزرع��ة س��ورية‪ ،‬اعتبرهم‬ ‫"مغتربي��ن وضعته��م س��ايكس بيك��و‬ ‫في س��وريا"‪ ،‬وقال أن "بعض أبناء هذه‬ ‫الجالية منتمين إلى أحزاب لبنانية منها‬ ‫حزب اهلل" مش��يرا إل��ى أن هؤالء أجروا‬ ‫اتصاالت‪ ،‬ولم يبلغهم احد ماذا يفعلون‬ ‫وكي��ف يتصرفون أبان األح��داث‪ ،‬وكان‬ ‫خياره��م بالبداية الن��أي بالنفس‪ ،‬ولما‬ ‫انكف��أ الجيش الس��وري التاب��ع للنظام‬ ‫ع��ن ه��ذه الق��رى‪ ،‬هاجمه��م الجي��ش‬ ‫الس��وري الحر‪ ،‬فقام حزب اهلل بالتدخل‬ ‫لحمايتهم‪!!.‬‬ ‫المفارق��ة أن نظ��ام األس��د ال��ذي‬ ‫يتبجح دائما بالزود عن حياض السيادة‬ ‫الوطني��ة‪ ،‬لم يحت��ج عل��ى كالم زعيم‬ ‫ح��زب اهلل رغ��م م��ا في��ه من مس��اس‬ ‫بالس��يادة الوطنية‪ ،‬فح��زب اهلل لم يعد‬

‫حزب��ا مقاوم��ا وإنم��ا عصاب��ة تتصدى‬ ‫لحماي��ة مواليها في دول��ة مجاورة‪ ،‬وإذا‬ ‫صح زعم نص��ر اهلل‪ ،‬فإن حماية هؤالء‬ ‫المغتربي��ن هي من واجب��ات النظام أو‬ ‫"الدولة" الس��ورية‪ ،‬واألول��ى بالحكومة‬ ‫اللبنانية أن تق��وم بإجالء رعاياها‪ ،‬كما‬ ‫فعل��ت باقي ال��دول بعد توت��ر األوضاع‬ ‫في سوريا‪.‬‬ ‫لك��ن صمت نظام األس��د عن تلك‬ ‫المب��ررات التي مازال إع�لام حزب اهلل‬ ‫يس��وقها‪ ،‬يؤكد أن نظام األس��د فوض‬ ‫ح��زب اهلل بخوض معرك��ة ليس دفاعا‬ ‫عن��ه فقط‪ ،‬ب��ل دفاعا ع��ن وجود حزب‬ ‫اهلل ذراع إيران الضارب في المنطقة‪.‬‬ ‫ونقلت مؤخرا صحيفة (واش��نطن‬ ‫بوس��ت) األمريكية عن مص��ادر رفيعة‬ ‫ف��ي إدارة الرئي��س ب��اراك أوبام��ا بأن‬ ‫إيران وحزب اهلل اللبناني يعكفان على‬ ‫"بناء ش��بكة واس��عة م��ن المليش��يات‬

‫للحفاظ وحماية مصالحهما في سورية‬ ‫ح��ال انهي��ار النظ��ام أو إذا اجب��ر عل��ى‬ ‫االنس��حاب م��ن دمش��ق" مضيف��ا أن‬ ‫"الجمهورية اإلس�لامية تدع��م العملية‬ ‫الت��ي وصفتها بالكبيرة بحوالي ‪ 50‬ألف‬ ‫مقات��ل‪ ..‬فالمهم بالنس��بة إليران اآلن‬ ‫هو االحتف��اظ بقوة في س��وريا يمكن‬ ‫االعتماد والركون إليها"‬ ‫وهن��ا ال ب��د من التوق��ف عند رقم‬ ‫خمسين ألف مقاتل س��تدعم بها إيران‬ ‫ش��بكة الميلش��يات المزم��ع تش��كيلها‪،‬‬ ‫حس��ب التس��ريبات األمريكي��ة‪ ،‬عندما‬ ‫نعل��م أن رق��م ثالثي��ن أل��ف مواط��ن‬ ‫لبناني شيعي في القرى السورية الذي‬ ‫ذكره حس��ن نصر اهلل ف��ي خطابه هو‬ ‫رقم مبالغ فيه جدا‪ ،‬حيث ال يتجاوز عدد‬ ‫س��كان تلك القرى بضعة آالف نس��مة‬ ‫كأعلى تقدير‪ ،‬وال يتجاوز عدد الش��يعة‬ ‫ف��ي منطق��ة القصي��ر ذات الغالبي��ة‬ ‫السنية العش��رة آالف بينهم من سكان‬ ‫م��ن الطائفتي��ن المرش��دية والعلوية‪،‬‬ ‫ويتركزون في قرى الغسانية والنهرية‬ ‫والعقربي��ة‪ ،‬م��ن أص��ل نحو مائ��ة ألف‬ ‫خمسون ألف منهم يتركزون في مدينة‬ ‫القصير ويشكل أكثر من عشرة بالمائة‬ ‫منه��م مس��يحيين‪ ،‬والباق��ي يتوزعون‬ ‫على الق��رى المحيطة وغالبيتها س��نية‬ ‫وبعضه��ا مس��يحية‪ ،‬م��ا يش��ير إلى أن‬ ‫نص��ر اهلل مهد الس��تقدام مقاتليه من‬ ‫لبن��ان وإيران بترويج أرق��ام مبالغ فيها‬ ‫عن تعداد الش��يعة في المنطقة والذي‬ ‫قال أن بعضهم ينتمي لحزب اهلل‪.‬‬ ‫م��ا ش��هده األس��بوع الماض��ي من‬ ‫تصعيد ش��نه حزب اهلل‪ ،‬يؤكد كأولوية‬ ‫أن��ه يخ��وض معركت��ه ال معركة نظام‬ ‫األس��د‪ ،‬وما حصل يش��ير إلى بدء جولة‬ ‫جديدة من المع��ارك يتوقع أن تتصاعد‬ ‫حدتها ف��ي األيام القادمة‪ ،‬حيث حش��د‬ ‫الحزب قواته على مدى خمس��ة أش��هر‬ ‫في الصفصافة والبرهانية والرضوانية‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫(الشيعية) الواقعة على الجانب السوري‬ ‫من الحدود في منطق��ة غرب العاصي‪.‬‬ ‫وش��وهدت تعزي��زات عس��كرية كبيرة‬ ‫تنطل��ق من معاقل ح��زب اهلل في قرى‬ ‫حوش الس��يد علي والقصر الشيعيتين‬ ‫على الجان��ب اللبناني م��ن الحدود‪ ،‬مع‬ ‫انتش��ار لمقاتل��ي الح��زب ف��ي مناطق‬ ‫الهرم��ل لتأمي��ن حماي��ة عملي��ة نق��ل‬ ‫التعزي��زات إل��ى الجان��ب الس��وري‪.‬‬ ‫وبحس��ب مصادر في المنطقة ش��ملت‬ ‫التعزي��زات عناصر م��ن الحرس الثوري‬ ‫اإليران��ي‪ .‬تلت تلك االس��تعدادات ش��ن‬ ‫عملية عسكرية يومي الثالثاء واألربعاء‬ ‫الماضيين به��دف التوغل واحتالل ثالث‬ ‫قرى أخرى‪.‬‬ ‫ووص��ل التوغ��ل إل��ى قري��ة أب��و‬ ‫حوري والم��زارع المحيطة بها على بعد‬ ‫كيلومت��رات قليل��ة من ضف��ة العاصي‬ ‫والت��ي تع��ود ملكيته��ا ألهال��ي مدينة‬ ‫القصي��ر‪ .‬وج��رت دفاع��ًا عنه��ا معارك‬ ‫شرس��ة ش��اركت فيها معظ��م الكتائب‬ ‫المقاتل��ة ف��ي الجيش الح��ر بالقصير‪،‬‬ ‫ترافق��ت م��ع قص��ف عنيف من س�لاح‬ ‫الج��و ومدفعي��ات ق��وات النظ��ام‪ ،‬قتل‬ ‫خاللها عدد من المقاتلين بالجيش الحر‬ ‫وعدد من المدنيين وجرح العشرات في‬ ‫القصير وقراها‪ ،‬ومن حزب اهلل س��قط‬ ‫نح��و ‪ 13‬مقاتل‪ ،‬بعده��ا اضطر الحزب‬ ‫للتراج��ع إل��ى الق��رى المتمرك��ز فيه��ا‬ ‫والتفاوض لسحب قتاله‪.‬‬ ‫ف��ي غض��ون ذل��ك أع��ادت كتائب‬ ‫الجي��ش الح��ر انتش��ارها عل��ى تخوم‬ ‫جوس��ية والنزاري��ة والمناط��ق الت��ي‬ ‫يتواج��د فيها ح��زب اهلل (زيت��ا وحاويك‬ ‫س��قرجة والبرهاني��ة والنزاري��ة‬ ‫والرضواني��ة والس��ماقيات والحم��ام)‬ ‫داخل األراضي السورية‪ ،‬والتي تقابلها‬ ‫عل��ى الجان��ب اللبناني ويتمرك��ز فيها‬ ‫ح��زب اهلل (الصفصاف��ة والجنطلي��ة‬ ‫وحوش السيد علي وغيرها)‪.‬‬ ‫كم��ا ظه��ر رئي��س هيئ��ة أركان‬ ‫الجيش السوري الحر سليم إدريس في‬ ‫وس��ائل اإلعالم معلنا إمه��ال حزب اهلل‬ ‫فرص��ة‪ 48‬س��اعة لوق��ف القصف على‬ ‫القصي��ر وقراه��ا م��ن داخ��ل األراضي‬ ‫اللبناني��ة‪ ،‬وتوعد أن يكون الرد بقصف‬ ‫مص��ادر الني��ران‪ ،‬وطل��ب م��ن رئي��س‬ ‫الجمهوري��ة ميش��ال س��ليمان وم��ن‬ ‫رئيس ال��وزراء نجيب ميقات��ي التدخل‬ ‫لردع حزب اهلل‪ ،‬إال أنه لم يس��مع منهما‬ ‫رداً‪ .‬معتب��را تصرف ح��زب اهلل "انتهاكًا‬ ‫لسيادة لبنان وسوريا‪ ،‬غير مبرر قانونيا‬ ‫ومرفوضاً في الشرائع الدولية"‪.‬‬ ‫بعد تصريح��ات إدريس بس��اعات‬ ‫قليلة‪ ،‬تداولت وس��ائل اإلعالم أنباء عن‬ ‫قي��ام مقاتل��ي الجيش الح��ر بالقصير‬ ‫باستهداف مواقع لحزب اهلل بالصواريخ‬ ‫داخ��ل األراض��ي اللبنانية‪ ،‬األم��ر الذي‬ ‫نف��اه نفيا قاطع��ا المجلس العس��كري‬ ‫ف��ي القصي��ر قي��ادة وأعض��اء وجمي��ع‬

‫التشكيالت المقاتلة في المنطقة‪ ،‬وقال‬ ‫بيان ص��ادر ع��ن المجل��س إن الجيش‬ ‫الحر" لم يس��تعمل السالح الثقيل بعد"‬ ‫مؤكدا "الجاهزية لصد أي عدوان يمس‬ ‫سيادة أراضينا"‪.‬‬ ‫وي��رى متابعون في تلك التطورات‬ ‫بداية لمعركة كسر عظم باتت وشيكة‪،‬‬ ‫س��يحاول خاللها ح��زب اهلل التوغل في‬ ‫مناطق غرب العاصي‪ ،‬بهدف الس��يطرة‬ ‫عل��ى طرق اإلم��داد‪ ،‬وطريق دمش��ق ـ‬ ‫حمص‪ ،‬لف��رض واقع جديد‪ ،‬يمكنه من‬ ‫تعزي��ز مواقعه‪ ،‬وال مبالغ��ة بالقول أن‬ ‫حزب اهلل ف��ي هذه المعركة يس��تميت‬ ‫في الدفاع عن مصالح إيران في سوريا‬ ‫الهادفة إلى المحافظة على موطئ قدم‬ ‫بالمنطقة‪.‬‬ ‫في وق��ت يكث��ر في��ه الحديث عن‬ ‫ني��ة النظ��ام إقام��ة دويل��ة تضمن له‬ ‫البقاء في الس��لطة‪ ،‬كورق��ة أخيرة في‬ ‫حرب��ه من اج��ل البقاء‪ .‬وه��و ما يصب‬ ‫في مصلح��ة إيران ويرس��خ بقاء حزب‬ ‫اهلل كقوة سياس��ية وحيدة مسلحة في‬ ‫لبن��ان‪ .‬فالقصي��ر جغرافي��ا تق��ع على‬ ‫الحدود الس��ورية اللبناني��ة وتتصل مع‬ ‫منطق��ة تلكخ عل��ى الحدود مع ش��مال‬ ‫لبن��ان والمتصلة بالس��احل الس��وري‪،‬‬ ‫ومجم��ل مناط��ق غ��رب العاص��ي ف��ي‬ ‫القصي��ر وحم��ص وحماه تش��كل جزءاً‬ ‫م��ن الدول��ة العلوية الموع��ودة‪ ،‬تضم‬ ‫منشآت حيوية‪ ،‬أهمها مصفاتي النفط‬ ‫في حمص وبانياس ع��دا عن محاذاتها‬ ‫لشمال وشمال غرب لبنان‪.‬‬ ‫وما يجعل معركة حزب اهلل تحتدم‬ ‫في األش��هر القليلة القادمة‪ ،‬التطورات‬ ‫الميدانية في المناطق األخرى‪ ،‬وفقدان‬ ‫نظام األس��د للس��يطرة على مس��احات‬ ‫واس��عة من الب�لاد المناطق الش��مالية‬ ‫(حل��ب ـ إدل��ب وج��زء م��ن الالذقي��ة)‬ ‫والش��مالية الش��رقية (الحس��كة الرقة)‬ ‫والش��رقية (البوكم��ال ـ دي��ر ال��زور)‬ ‫بالت��وازي مع اقت��راب ط��وق النار حول‬ ‫العاصم��ة م��ن االكتم��ال‪( ،‬الغوط��ة‬ ‫الش��رقية والغوط��ة الغربية واش��تعال‬ ‫أحي��اء األط��راف الجنوبي��ة والش��رقية‬ ‫(القاب��ون وب��رزة والق��دم والعس��الي‬ ‫والحجر األس��ود ونهر عيشة والعسالي)‬ ‫يضاف إليها التوت��ر الدائم على مداخل‬ ‫المدين��ة الجنوبي��ة والش��رقية وش��لل‬ ‫حركة مطار دمشق الدولي وشبه توقف‬ ‫طريق المطار‪ ،‬فلم يتبق سوى المناطق‬ ‫والمداخل الشمالية‪ ،‬وتحول شمال غرب‬ ‫(معضمية ـ داريا) إلى جبهة ملتهبة لما‬ ‫تحمله من تهديد ألح��كام الطوق على‬ ‫عنق النظام والذي ال يمكن أن يتم دون‬ ‫س��يطرة كتائب الجيش الحر على مطار‬ ‫المزة العسكري‪ ،‬وهو ما يفسر استماتة‬ ‫ق��وات النظام وال س��يما الفرقة الرابعة‬ ‫في معارك السيطرة على داريا‪.‬‬ ‫ولكن بع��د مضي أكث��ر من ثالثة‬ ‫أش��هر على المع��ارك يب��دو أن النظام‬

‫ب��دأ يفق��د قدرته عل��ى إقن��اع حلفائه‬ ‫اإليرانيي��ن والروس لمنح��ه المزيد من‬ ‫الوق��ت إلح��راز تق��دم مهم أو لكس��ب‬ ‫المعرك��ة‪ .‬وي��وم بع��د آخر بات��ت إيران‬ ‫ت��درك اس��تحالة بقاء نظام األس��د في‬ ‫الس��لطة‪ ،‬ما يجع��ل س��عيها حثيثا نحو‬ ‫اإلبقاء على جزء من س��وريا‪ ،‬إذا كان ال‬ ‫مناص من خسارتها‪.‬‬ ‫وترتف��ع ح��رارة الس��عي اإليراني‬ ‫مع اقت��راب موعد االنتخابات الرئاس��ية‬ ‫اإليرانية في حزيران المقبل‪ ،‬والمتوقع‬ ‫أن تك��ون س��اخنة ج��دا‪ ،‬في ظ��ل أزمة‬ ‫اقتصادي��ة خانق��ة‪ ،‬وحالة االس��تنزاف‬ ‫تس��بب به��ا الدع��م االقتص��ادي غي��ر‬ ‫المح��دود للنظ��ام الس��وري‪ .‬ف��ي وقت‬ ‫يتواصل فيه غليان الداخل اإليراني بعد‬ ‫قم��ع الثورة الخضراء ع��ام ‪ 2009‬وقتل‬ ‫واعتقال المئات من المعارضين الشباب‬ ‫في إيران الذين اتهموا الحكومة بتزوير‬ ‫االنتخاب��ات لصالح فوز الرئيس احمدي‬ ‫نج��اد المدع��وم م��ن المرش��د الروحي‬ ‫الخامنئي‪.‬‬ ‫كل ذل��ك يش��كل ضغط��ا عل��ى‬ ‫إي��ران لتتدخل عس��كريا عبر حزب اهلل‬ ‫للنجاة بقطعة من س��وريا تكون قاعدة‬ ‫لمصالحه��ا‪ .‬فعندما يق��ول رجل الدين‬ ‫اإليران��ي مه��دي طائ��ب ال��ذي يترأس‬

‫المرك��ز االس��تراتيجي لمكافحة الحرب‬ ‫الناعمة ضد إيران‪" :‬لو خس��رنا س��وريا‬ ‫ال يمك��ن أن نحتفظ بطهران"‪ .‬ووصفه‬ ‫س��وريا بـ "المحافظة اإليرانية رقم ‪35‬‬ ‫ومنحها أهمية إستراتيجية قصوى بين‬ ‫المحافظات اإليرانية"‪.‬‬ ‫فه��و يعني ما يق��ول حتى لو نفى‬ ‫ه��ذا التصري��ح الحق��ا‪ ،‬فالتوقيت الذي‬ ‫سبق توغل حزب اهلل في القصير‪ ،‬بعث‬ ‫رس��الة إيراني��ة بأنه إذا اس��تمر تدهور‬ ‫وضع النظام‪ ،‬ال خيار آخر سوى التدخل‬ ‫العس��كري عبر حزب اهلل‪ ،‬تحت مزاعم‬ ‫حماية الش��يعة في المناطق الحدودية‪،‬‬ ‫م��ن (جبه��ة النص��رة) واعت��داءات‬ ‫الجيش الحر‪ ،‬لتبرير اس��تخدام السالح‬ ‫الثقي��ل‪ ،‬لكس��ب المعرك��ة بأس��رع م��ا‬ ‫يمك��ن‪ ،‬وفرض أم��ر واقع‪ ،‬قب��ل حلول‬ ‫االنتخاب��ات‪ ،‬وقب��ل تزاي��د الضغ��وط‬ ‫الدولية إليجاد مخرج للتأزم السياس��ي‬ ‫ل��ذا‪ ،‬كلم��ا ارتفع��ت خس��ائر النظ��ام‬ ‫في دمش��ق ال س��يما على جبه��ة داريا‬ ‫المعضمية‪ .‬تع��ززت فرص خروجه من‬ ‫دمش��ق وارتفع��ت احتم��االت انخ��راط‬ ‫إي��ران وح��زب اهلل ف��ي معرك��ة كبرى‬ ‫بالقصير ـ حمص‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫أم أحد الشهداء في عزاء ابنها‬ ‫‪ 25‬أيلول ‪2012‬‬


‫ببلوغرافيا مدينة الق�صري‬

‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫مدينة القصير إحدى المدن التابعة‬ ‫لمحافظ��ة حمص‪ 35( ،‬كم غرب حمص‬ ‫و‪ 15‬ك��م عن الح��دود اللبناني��ة)‪ ،‬وهي‬ ‫مرك��ز منطق��ة القصير ذات المس��احة‬ ‫الواس��عة الممتدة عل��ى منطقة جانبي‬ ‫نهر العاصي من الشرق والغرب‪ ،‬القسم‬ ‫األكب��ر من أراضيها ه��ي أراض مروية‪،‬‬ ‫تتغ��ذى من العاصي‪ ،‬وهناك قس��م آخر‬ ‫"بعل��ي" ال تصل إليه مي��اه النهر‪ .‬وتقع‬ ‫جن��وب غ��رب مدينة حم��ص وتعد صلة‬ ‫الوص��ل بين الري��ف اللبناني الش��مالي‬ ‫وريف محافظة حمص الجنوبي‪.‬‬ ‫تتب��ع لمنطق��ة القصير نح��و مائة‬ ‫قرية ومزرعة‪ ،‬وتمتاز بتنوعها الطائفي‬ ‫حي��ث يتقاس��م العي��ش ف��ي المدين��ة‬ ‫أكثرية س��نية يأتي بعدها المس��يحيين‬ ‫من أبناء الطائفة الكاثوليكية‪ ،‬مع أقلية‬ ‫علوية‪ ،‬أما قرى القصير فتنقسم بشكل‬ ‫واضح إلى قرى س��نية وهي األكثر عددا‬ ‫الس��يما ف��ي مناط��ق ش��رق العاص��ي‪،‬‬ ‫وبع��ض الق��رى المس��يحية‪ ،‬أم��ا غرب‬ ‫العاص��ي فتتن��وع القرى س��نية وعلوية‬ ‫ومرش��دية ومس��يحية‪ ،‬وكلم��ا اقتربن��ا‬ ‫من الحدود مع الهرم��ل زاد تركز القرى‬ ‫الش��يعية‪ ،‬ومعظمه��ا ق��رى صغي��رة ال‬ ‫يتجاوز عدد سكانها األلف نسمة كأعلى‬ ‫تقدي��ر‪ ،‬م��ا ع��دى بع��ض الق��رى التي‬ ‫تحولت إلى بلدات مثل ربلة المس��يحية‪،‬‬ ‫وجوس��ية والتل الس��نيتين التي يتجاوز‬ ‫عدد س��كانهما العش��رة آالف نسمة‪ ،‬أما‬ ‫غالبي��ة القرى األخ��رى والمتركزة غرب‬ ‫العاص��ي فمعظمه��ا ال يتجاوز س��كانها‬ ‫األلف نسمة‪ ،‬مثل زيتا وحاويك والحمام‬ ‫والجنطلي��ة والس��قمانية ح��وش س��يد‬ ‫عل��ي والصفصافة والغس��انية والناعم‬ ‫والعقربي��ة واألظني��ة‪ ،‬وهي��ت وبوي��ت‬ ‫وام صخ��ر وأب��و ح��وري والبرهاني��ة‬ ‫وبل��وزة والبويضة الش��رقية والبويضة‬ ‫الغربية وتل الشيح وجرماش والجوادية‬ ‫والجوباني��ة والحامدي��ة والح��اوي‬ ‫والحس��ينية والزراع��ة والح��وز وحوش‬ ‫مرشد س��معان والدوسرية والرضوانية‬ ‫وس��فرجة والس��لوقية والس��ماقيات‬ ‫الش��رقية والس��ماقيات الغربي��ة‬ ‫والسودانية وعين التنور وعين الدمامل‬ ‫والموح والفاضلية والقرنية‪ ،‬وكمام‪.‬‬ ‫أم��ا الق��رى الواقع��ة ش��رق مدينة‬ ‫القصي��ر وجنوبه��ا وش��مال فبعضه��ا‬ ‫يتجاوز العشرة آالف نسمة مثل الضبعة‬ ‫الت��ي يقع بالق��رب منه مطار عس��كري‬ ‫وما خال ذلك قرى صغير متناثرة بكثافة‬ ‫اق��ل بكثير من نظيرته��ا غرب العاصي‬ ‫والقريبة من الحدود مع لبنان‪ .‬ومن تلك‬ ‫القرى عرج��ون والس��عيدية والبويضة‬

‫الغربي��ة والبويضة الش��رقية وكوكران‬ ‫والمسعودية ومودان وغيرها‪ ..‬والحمرا‬ ‫والدمين��ة الش��رقية والدمين��ة الغربية‬ ‫ودحيري��ج والش��ياحات والحميدي��ة‬ ‫والخالدية الخ‪.‬‬ ‫وتتميز القصير بمس��احة أراضيها‬ ‫الزراعي��ة الواس��عة والخصوب��ة العالية‬ ‫وباألخ��ص األراضي الواقعة في س��رير‬ ‫النه��ر‪ ،‬الذي س��اعد ف��ي تن��وع زراعتها‬ ‫الصيفي��ة والش��توية‪ ،‬وأيض��ًا في جعل‬ ‫الزراع��ة المص��در األساس��ي لالقتصاد‬ ‫فيها‪ ،‬والمحاصيل األساس��ية المشمش‬ ‫والتف��اح بأنواعها‪ ،‬والبطاط��ا باإلضافة‬ ‫للقم��ح والش��عير وال��ذرة‪ ،‬كم��ا تتن��وع‬ ‫الزراعة لتش��مل الخضار خس وملفوف‬ ‫وبندورة باإلضافة للبطيخ األحمر‪.‬‬ ‫ورغم ما تمتاز ب��ه المدينة كموقع‬ ‫جغرافي وتاريخي فيه مواقع أثرية تعود‬ ‫إل��ى أكثر من ‪ 300‬س��نة قب��ل الميالد‪،‬‬ ‫وطبيع��ة خالبة‪ ،‬إال أنها كس��ائر مناطق‬ ‫الري��ف الس��وري تعرض��ت للتهمي��ش‬ ‫واإلهم��ال‪ ،‬س��واء م��ن حي��ث التضييق‬ ‫عل��ى المزارعي��ن وإفقاره��م وتجفيف‬ ‫أراضيهم بزعم بناء س��د زيتا حيث منع‬ ‫المزارعي��ن من حفر آبار لري أراضيهم‪،‬‬ ‫كما تم تشيع الفساد والتهريب‪ ،‬لتتحول‬ ‫المدين��ة خالل العق��ود الث�لاث األخيرة‬ ‫إلى منطق��ة تهريب تس��ود فيها عقلية‬ ‫المهربين الفاسدين األمر الذي انعكس‬ ‫على البنية االجتماعية األصلية وأنهكها‬ ‫من الداخل‪ ،‬إذ راح األوالد يتسربون من‬ ‫التعلي��م إل��ى التهري��ب للتحصيل لقمة‬ ‫العيش‪.‬‬ ‫سياس��ة اإلفقار والتجوي��ع وتدمير‬ ‫البني��ة االجتماعي��ة كانت أس��بابا كافية‬ ‫لدف��ع نخب��ة المدين��ة م��ن المتعلمي��ن‬ ‫لالنخ��راط بالث��ورة‪ .‬فكان��ت مدين��ة‬ ‫القصي��ر التي يق��در عدد س��كانه بنحو‬ ‫خمس��ين ألف نس��مة من أوائ��ل المدن‬ ‫الت��ي خرجت لنصرة درع��ا لدى انطالق‬ ‫ش��رارة الثورة ف��ي آذار ‪ ،2011‬وثابرت‬ ‫على التظاهر السلمي لغاية شهر أيلول‬ ‫من عام ‪ ،2011‬وحصل ذلك بعد ارتكاب‬ ‫قوات النظام مجزرة العاصي التي قضى‬ ‫فيه��ا اثنا عش��رة ش��ابا من أبن��اء نخبة‬ ‫أهال��ي القصي��ر‪ ،‬وكان له��ذه المج��زرة‬ ‫تأثيرا كبيرا دفع غالبي��ة أهالي المدينة‬ ‫وريفها لالنخراط بالثورة‪ ،‬وخالل حصار‬ ‫ح��ي بابا عم��رو كان��ت القصير الس��ند‬ ‫األساسي لثوار حمص وطريق إمدادهم‬ ‫ونجدته��م‪ ،‬وبعد اجتياح ح��ي بابا عمرو‬ ‫ومحاص��رة باق��ي األحي��اء القديمة في‬ ‫حمص‪ ،‬زاد الضغط على مدينة القصير‬ ‫عام ‪ 2012‬وبدأ النظام بتضييق الخناق‬ ‫عليه��ا‪ ،‬وزادت االش��تباكات‪ ،‬واس��تخدام‬ ‫األس��لحة الثقيلة والمدفعي��ات ومن ثم‬

‫الس�لاح الج��وي وإمطاره��ا بالبرامي��ل‬ ‫المتفج��رة والصواري��خ‪ ،‬م��ا أدى إل��ى‬ ‫نزوح معظم سكان المدينة ويقدر عدد‬ ‫النازحي��ن بأكثر من أربعي��ن ألف‪ ،‬تركز‬ ‫معظمهم في مناطق القلمون ودمشق‬ ‫وريف حمص‪.‬‬ ‫خالل س��نيتين م��ن الث��ورة دفعت‬ ‫وم��ا ت��زال منطق��ة القصير دم��اء أكثر‬ ‫‪ 1400‬شهيد من أبناءها منهم نحو ‪770‬‬ ‫ش��هيد من أبن��اء المدينة‪ .‬أما الخس��ائر‬ ‫المادي��ة ف�لا تحصى حيث تض��رر ‪95%‬‬ ‫من من��ازل المدنيين و‪ % 40‬دمار كامل‪،‬‬ ‫بينها مؤسسات الدولة التي هدمت جراء‬ ‫االش��تباكات نظ��را لتركز ق��وات النظام‬ ‫فيه��ا‪ ،‬كما دمر مش��فيين ومركز صحي‬ ‫ومبنى البلدية وتضررت جميع المدارس‬

‫كما قصف��ت وأحرق��ت غالبي��ة المزارع‬ ‫والبس��اتين غرب المدين��ة‪ ،‬بما فيها من‬ ‫مداجن ومواشي‪ ،‬بحيث تعطلت الزراعة‬ ‫هناك بش��كل كامل وفقد من بقي من‬ ‫السكان مورد رزقه‪.‬‬ ‫ومع ذلك م��ازال هناك بضعة آالف‬ ‫م��ن الس��كان الصامدين تح��ت الحصار‬ ‫والقصف اليومي بمختلف أنواع األسلحة‬ ‫الثقيل��ة‪ ،‬صامدي��ن إلى جان��ب الكتائب‬ ‫المقاتل��ة ف��ي الجي��ش الح��ر‪ ،‬الذي��ن‬ ‫يخوض��ون اليوم معركته��م مع مقاتلي‬ ‫ح��زب اهلل وإي��ران لمن��ع تقدمه��م نحو‬ ‫الضفة الغربية لنهر العاصي‪.‬‬ ‫صور الملف من صفحة‪ :‬عدسة القصير‬ ‫‪www.facebook.com/Alqouserlens‬‬


‫خالد قنوت‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫الفاعلية الحالية‪ :‬إيران وتركيا وإسرائيل‪.‬‬ ‫كنا نتجن��ب الحديث عن موقف حزب‬ ‫اهلل م��ن الثورة الس��ورية‪ ،‬أم ًال بأن يكون‬ ‫لحكمة زعيمه موقفًا توافقيًا أو حتى شبه‬ ‫محايد في ثورة المستضعفين السوريين‬ ‫كزعيم حزب يتحدث باسم المستضعفين‬ ‫ف��ي األرض‪ ،‬ولعل��ه يتذك��ر أنن��ا كن��ا‬ ‫الحضن الدافئ لمناصريه ولش��عبه إبان‬ ‫حرب تم��وز وكن��ا الداعمين له بالس�لاح‬ ‫والمساعدات والمعلومات‪.‬‬ ‫لق��د كان موق��ف زعي��م الحزب من‬ ‫الثورة طعنة في صدرنا نحن السوريين‪،‬‬ ‫لق��د اغت��ال الم��روءة والفضيل��ة عندما‪،‬‬ ‫على األق��ل لم يترحم على ش��هدائنا بل‬ ‫كان يدع��م ويب��رر للقاتل الخائ��ن قتلنا‬ ‫وتدمي��ر بلدنا الجميل‪ ،‬مؤك��داً المؤامرات‬ ‫الكونية المزعومة على س��ورية المتمثلة‬ ‫حصراً بنظام اس��تقوى على شعب أعزل‬ ‫خرج ستة أشهر سلمياً من أجل إصالحات‬ ‫وليس إلس��قاط‪ .‬اليوم يؤكد حزب اهلل أن‬ ‫بعده الطائفي هو بع��د أحادي ال يتقاطع‬ ‫حتى م��ع مبادئه اإلنس��انية التي يدعيها‬ ‫عن المس��تضعفين والمظلومين ويتأكد‬ ‫يوم��ًا بعد يوم أنه يقات��ل برجاله مع هذا‬ ‫النظ��ام بعد أن أصاب جنود النظام التعب‬ ‫واإلنهاك والضياع بين من يس��عى للقفز‬ ‫من مركب النظام الغارق بالدم الس��وري‬ ‫وبين خوف��ه من بطش النظ��ام وبعض‬ ‫المجموعات المتطرفة التي تعمل بأسماء‬ ‫مختلفة للثورة‪.‬‬ ‫إن ح��زب اهلل الي��وم يقات��ل باس��م‬ ‫الجه��اد ولك��ن ض��د م��ن؟ ل��و س��ألت أي‬ ‫مقات��ل م��ن مقاتلي��ه س��يقول ل��ك عن‬ ‫قلعة الصمود والتص��دي وقلب المقاومة‬ ‫والممانع��ة ولكن��ه ف��ي ق��رارة نفس��ه‬ ‫يعرف أنه يقات��ل من أجل طائفيته وضد‬ ‫طائفة أخرى يش��اهد أن بعض مقاتليها‬ ‫ال يتوقف��ون ع��ن التصريح بش��عاراتهم‬ ‫وأهدافهم الطائفية مخالفين بذلك البعد‬ ‫الوطن��ي للجيش الحر‪ ،‬ه��ذه المجموعات‬ ‫الطائفي��ة وإن كان��ت تقاتل بكل بس��الة‬ ‫نظام األس��د ولكنه��ا ال تعبر ع��ن الثورة‬ ‫الس��ورية وال ع��ن أهدافها وق��د صرحت‬ ‫عالني��ة بأهدافه��ا الخاص��ة تج��اه ه��ذا‬ ‫الصراع ومستقبل سورية دون أن تشارك‬ ‫ً‬ ‫متجاهل��ة القاعدة الفقهية‬ ‫أحداً في ذلك‬

‫األساس��ية في الدين اإلسالمي وهي‪( :‬ال‬ ‫إكراه في الدين)‪.‬‬ ‫السوريون خرجوا ثائرين ضد الظلم‬ ‫واالس��تبداد وفي عيونهم أبصروا الحرية‬ ‫وشعروا بها مع شالل الدم ورائحة الموت‬ ‫والبيوت المتطايرة بفع��ل قصف النظام‬ ‫لمدنهم وقراه��م وذكرياتهم‪ ،‬لكنهم لم‬ ‫يخرج��وا م��ن أج��ل الخالف��ة وال من أجل‬ ‫اس��تبداد جدي��د مغل��ف بعب��اءة الدين أو‬ ‫الطائفية‪ .‬لق��د خرجوا من أجل دولة حرة‬ ‫كريم��ة مدنية ديمقراطي��ة تعددية لكل‬ ‫سوري وكل سورية‪.‬‬ ‫هنا يتعلم الس��وريون الدرس جيداً‪،‬‬ ‫بأن أي بع��د طائفي متط��رف ألي مكون‬ ‫سياس��ي أو عس��كري س��ينتج بالضرورة‬ ‫خطراً عل��ى الجميع وعلى مس��تقبل هذا‬ ‫الوطن‪ .‬إن بريق انتص��ار حزب اهلل الذي‬ ‫أعمان��ا ع��ن حقيقي��ة بنيت��ه الطائفي��ة‬ ‫القاص��رة االقصائي��ة الت��ي تتناف��ى م��ع‬ ‫البعد الوطني واإلنساني علم السوريين‬ ‫أن البري��ق الحال��ي لبع��ض المجموع��ات‬ ‫المقاتل��ة المتطرف��ة ل��ن تعمين��ا ع��ن‬ ‫طبيعته��ا وحقيقته��ا التي تتع��ارض مع‬ ‫طبيعة وبنية المجتمع السوري المنفتحة‬ ‫والمتسامحة مع ذاتها ومع العالم المحيط‬ ‫بها‪.‬‬ ‫إن الواقع الراهن ال يسمح بالتصادم‬ ‫مع تل��ك المجموع��ات تحت واب��ل قذائف‬ ‫النظام الغادرة وصواريخه اإلس��تراتيجية‬ ‫الت��ي كان يخزنها لنا‪ ،‬ولكنه صراع حتمي‬ ‫مس��تقبلي قد ال يكون عنفي��ًا ولكن أكبر‬ ‫االحتماالت أنه سيكون‪ ،‬وما علينا اآلن هو‬ ‫أن نس��عى ألن يكون صراعًا فكرياً بعيداً‬ ‫عن الس�لاح والعنف ألن هذا الشعب الذي‬ ‫ق��دم قرابين حريته لن يقب��ل بأقل منها‬ ‫كاملة غي��ر منقوصة ولن يك��ون اكتمال‬ ‫تحقيق هذه الحرية س��وى تتويجاً لثورته‬ ‫ولنضاله‪.‬‬ ‫أن أضعف اإليم��ان اليوم هو التنبيه‬ ‫وممارس��ة النقد ثم رف��ض أي تطرف أو‬ ‫أي بعد طائفي للصراع بين شعب وطني‬ ‫ثائر ونظام استبدادي سرطاني‪ ،‬والتأكيد‬ ‫أن تج��اوزات البع��ض لن نقب��ل بها ولن‬ ‫نس��كت عنه��ا ألنها كم��ن يطع��م الغول‬ ‫ويكبره فيكون أول ضحاياه‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ف��ي مقالة للصديق أكرم البني بعد‬ ‫حرب تم��وز ‪ 2006‬تناول فيه��ا دور حزب‬ ‫اهلل في الص��راع مع الكي��ان الصهيوني‪،‬‬ ‫منتق��داً البعد الطائفي للح��زب واختزاله‬ ‫للنض��ال السياس��ي والعس��كري عل��ى‬ ‫حس��اب الق��وى اللبناني��ة والفلس��طينية‬ ‫عل��ى أرض لبن��ان وإقص��اء الجمي��ع‬ ‫وإبعادهم عن جبهة أساسية في الصراع‬ ‫لتكون حصري��ة العمل النضالي مرتبطة‬ ‫بالتنظيم الش��يعي حصراً متج��اوزاً أيضًا‬ ‫تاري��خ طويل للتنظيم الش��يعي اللبناني‬ ‫العروبي‪ ،‬الت��وأم حركة أمل‪ ،‬تحدثت إليه‬ ‫منبهًا إلى أن الشعبية الكبيرة التي يتمتع‬ ‫بها حزب اهلل في سورية وبين السوريين‬ ‫ال تس��مح اليوم بانتقاده وتسليط الضوء‬ ‫عل��ى البنية التنظيمي��ة الطائفية للحزب‬ ‫رغم اتفاقي الكامل معه في أن مش��روع‬ ‫ح��زب اهلل ال يمك��ن أن يتقاط��ع م��ع أي‬ ‫مش��روع وطن��ي أو قوم��ي أو نهض��وي‬ ‫بالنهاي��ة ولك��ن وضع��ه كمق��اوم وحيد‬ ‫للمش��روع الصهيوني يعطي��ه مصداقية‬ ‫ومي��زات ال يتمت��ع به��ا اآلخ��رون‪ .‬لكن��ي‬ ‫اليوم أعت��رف بخطأي وأح��اول أن أصحح‬ ‫ذلك وسأبني على هذا االعتراف لمشروع‬ ‫وطني آخر‪.‬‬ ‫مع��روف للجميع أن نش��أة حزب اهلل‬ ‫كانت ف��ي عام ‪ 1982‬بع��د دخول القوات‬ ‫المتعددة الجنس��يات للبن��ان والحزب هو‬ ‫باألص��ل من رح��م حركة أمل الش��يعية‬ ‫التي أسس��ها اإلمام موس��ى الصدر الذي‬ ‫اختفى في ليبيا واختفى س��ره مع اغتيال‬ ‫العقي��د القذاف��ي‪ ،‬وهن��ا وبين قوس��ين‬ ‫يمكن أن نشير إلى تسريبات بأن القذافي‬ ‫قد اغتال اإلمام الصدر بترتيب وقرار من‬ ‫دمش��ق الت��ي كان يحكمها حافظ األس��د‬ ‫صاحب أكبر عدد من االغتياالت السياسية‬ ‫في لبن��ان‪ ،‬حيث كان نه��ج اإلمام الصدر‬ ‫العروب��ي عائق��ًا أمام نهج آخ��ر قادم من‬ ‫الشرق‪.‬‬ ‫اإليراني��ون المعادي��ن للحك��م ف��ي‬ ‫إيران يتحدثون عل��ى أن رئيس البرلمان‬ ‫اإليران��ي الحال��ي عل��ي الريجان��ي كان‬ ‫المس��ؤول األول ع��ن تش��كيل ح��زب‬ ‫اهلل وتدريب��ه وتأمي��ن الدع��م الم��ادي‬ ‫والعس��كري غي��ر المحدود ل��ه والمعروف‬ ‫عنه تطرفه ودمويته‪ ،‬حسب المعارضين‬ ‫اإليرانيين‪.‬‬ ‫ف��ي بدايات��ه‪ ،‬نس��ب إل��ى ح��زب‬ ‫اهلل عملي��ة تصفي��ة معظ��م المفكرين‬ ‫اللبنانيي��ن اليس��اريين والعلمانيي��ن‬ ‫المنتمي��ن عائليًا للطائفة الش��يعية مثل‬ ‫المفك��ر حس��ين م��روة صاح��ب النزعات‬ ‫المادية في الفلس��فة العربية اإلسالمية‬ ‫الذي اغتيل في ‪ 17‬ش��باط ‪ ،1987‬كذلك‬ ‫اغتي��ال المفكر مهدي عام��ل في ‪ 18‬أيار‬ ‫‪1987‬صاح��ب كت��اب مدخ��ل إل��ى نقض‬ ‫الفكر الطائفي‪.‬‬ ‫لم يك��ن هناك قيادة مح��ددة لحزب‬ ‫اهلل قب��ل ع��ام ‪ 1989‬حي��ث كان يعتم��د‬ ‫القي��ادة الجماعية إل��ى أن أنتخب صبحي‬ ‫الطفيل��ي أمين��ًا عام��ًا من��ذ ‪ 1989‬وحتى‬ ‫‪ 1991‬حي��ث أجبر على االس��تقالة فخلفه‬ ‫عباس الموس��وي الذي اغتالته إس��رائيل‬

‫في عام ‪ 1992‬ليتولى الشيخ حسن نصر‬ ‫اهلل قي��ادة الحزب منذ ذل��ك اليوم وحتى‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫ال يمكن ألحد أن ينكر الكارزما التي‬ ‫يتمتع بها الش��يخ حس��ن نصر اهلل‪ ،‬رغم‬ ‫الغموض الذي يلف بداياته التي تتس��رب‬ ‫عبر مقابالت مرئية تختلف كثيراً بطرحها‬ ‫عم��ا يطرح��ه ف��ي أوق��ات الحق��ة‪ ،‬وق��د‬ ‫ساعده على ذلك استشهاد ابنه هادي في‬ ‫معارك الجنوب وتحقي��ق نوع من القيادة‬ ‫العسكرية المتماسكة في تحرير الجنوب‬ ‫اللبنان��ي عام ‪ 2000‬وفي حرب تموز عام‬ ‫‪ 2006‬وفي مواقفه من الكيان الصهيوني‬ ‫والمشروع األمريكي للمنطقة التي عبرت‬ ‫عنه كونزاليس��ا رايز إبان حرب تموز في‬ ‫شرق أوس��ط جديد كمخطط ملحق لغزو‬ ‫العراق‪ .‬أكتس��ب الحزب وزعيمه ش��عبية‬ ‫سورية واسعة جعلت من بيوت السوريين‬ ‫مالذاً للبنانيين الفارين من حرب الجنوب‪،‬‬ ‫تقاسموا معهم اللقمة والمكان واألمان‪.‬‬ ‫من منا ل��م يقرأ الفت��ة على واجهة‬ ‫ف��رن ف��ي منطق��ة المهاجرين بدمش��ق‬ ‫تق��ول‪ :‬الخبز مجان��اً لألخ��وة اللبنانيين‪.‬‬ ‫الكثير من السوريين وضعوا صور الشيخ‬ ‫نص��ر اهلل عل��ى زج��اج س��ياراتهم وفي‬ ‫واجه��ات محالته��م وحتى ف��ي بيوتهم‪،‬‬ ‫سوريين ومن كل األديان والطوائف‪.‬‬ ‫لق��د كان ذل��ك كل��ه دافع��اً لجي��ل‬ ‫الهزائ��م العربي لتأجي��ل أي نقد أو تناول‬ ‫للح��زب معتبراً أنه يق��ود الصراع العربي‬ ‫اإلس��رائيلي بالنيابة عن كل الس��وريين‬ ‫وكل الع��رب وكل أح��رار العال��م وعندما‬ ‫ننته��ي من هذا الصراع س��تفرز األحداث‬ ‫أش��كا ًال للنقد والتوافق بين أيديولوجيته‬ ‫الطائفية وبين الفك��ر المدني العلماني‪.‬‬ ‫هذا ما جعلنا ننساق وراء بريق انتصاراته‬ ‫وانتش��ار نفوذه متحاملين عل��ى أي فكر‬ ‫لبنان��ي أو عرب��ي ال يتقاط��ع معه وحتى‬ ‫تخوي��ن ذاك الفكر بمجرد نق��د متواضع‬ ‫للحزب أو لزعيمه أو إلنجازاته‪.‬‬ ‫م��ع بداي��ة الث��ورة الس��ورية‪ ،‬ل��م‬ ‫يك��ن أكب��ر المتفائلين يش��ك ب��أن حزب‬ ‫اهلل س��يتخلى ع��ن النظام الس��وري كما‬ ‫فعلت حركة حماس الفلس��طينية‪ ،‬وذلك‬ ‫لمعرفتنا الراسخة بأن االرتباط العضوي‬ ‫ال��ذي خلقه تحالف إي��ران وحزب اهلل من‬ ‫النظ��ام الس��وري ممث� ً‬ ‫لا ببش��ار األس��د‬ ‫مش��كلين بذل��ك مح��وراً ثالثي��اً تنتق��ل‬ ‫عب��ره األيديولوجي��ة الطائفي��ة اإليرانية‬ ‫وطموحاته��ا الكب��رى إلى كامل الش��رق‬ ‫العربي واألوسطي‪ ،‬وهذا ما لم يسمح به‬ ‫حافظ األسد أيام حكمه‪.‬‬ ‫ل��م نكن نص��دق ومازلنا‪ ،‬ب��أن كان‬ ‫هن��اك مقاتلين م��ن حزب اهلل ف��ي أيام‬ ‫ثورة درع��ا األولى حيث نع��رف جميعاً أن‬ ‫هناك أف��راد وأنظمة عربية تس��عى إلى‬ ‫تحوي��ل أي صراع في المنطقة إلى صراع‬ ‫طائفي ش��يعي ‪ -‬س��ني تبريراً لصراعها‬ ‫من إي��ران بالنيابة عن الق��وى اإلقليمية‬ ‫والدولية المنافس��ة للوجود اإليراني في‬ ‫منطقتن��ا العربي��ة الخالي��ة م��ن أي دولة‬ ‫ً‬ ‫مستخدمة إمكانياتها‬ ‫منافسة أو محورية‬ ‫المادي��ة والبش��رية والعلمي��ة كالق��وى‬

‫وجهة نظر ‪. .‬‬

‫التكوينات الطائفية‬ ‫من موقع املقاوم �إىل موقع العدو‬

‫‪11‬‬


‫درب اخلـــــال�ص‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫خالد كنفاني‬ ‫ل��م تع��د نظري��ة المؤام��رة وحده��ا‬ ‫كافي��ة لفه��م م��ا يحصل في س��وريا‪ ،‬بل‬ ‫يمكنن��ا وب��كل ثق��ة إضاف��ة بن��د تطبيق‬ ‫المؤام��رة ألن كاف��ة عناصره��ا مكتمل��ة‬ ‫ودخلت حيز التنفي��ذ منذ اللحظة التي عال‬ ‫فيها صياح أردوغان في نيسان عام ‪2011‬‬ ‫وال زالت مستمرة حتى اليوم‪.‬‬ ‫وبينما تصاع��دت ردود أفعال النظام‬ ‫على مب��ادرة الح��وار التي أطلقها الش��يخ‬ ‫مع��اذ الخطي��ب م��ن التجاهل ف��ي بداية‬ ‫األم��ر م��روراً بالقب��ول ولك��ن على أرض‬ ‫س��ورية ومع معارضي الداخل‪ ،‬ثم القبول‬ ‫بحوار معارضة الخارج‪ ،‬وأخيراً وليس آخراً‬ ‫حوار من حمل الس�لاح "ولم يكن إرهابياً"‬ ‫(بتعبير وزير المصالحة الوطنية والتفسير‬ ‫برس��مه ش��خصياً)‪ ،‬فإن الكثير من القوى‬ ‫الفاعلة في األزمة السورية طرحت آراءها‬ ‫ووجهة نظرها عن الحوار بمعزل عن إرادة‬ ‫السوريين أو حتى التشاور معهم‪.‬‬ ‫وكالع��ادة فق��د عال صياح الس��لطان‬ ‫العثمان��ي م��ن جدي��د ليش��كك ويرفض‬ ‫أي ح��وار بي��ن المعارض��ة الخارجية (التي‬ ‫يرعاها ويسهر على راحتها في اسطنبول‬ ‫والدوحة) وبين النظ��ام المجرم الذي قتل‬ ‫(وال ي��زال) آالف الس��وريين بكافة صنوف‬ ‫األس��لحة التي لم يس��تخدمها عبر أربعين‬ ‫عاماً من "المواجهة مع العدو الصهيوني"‪،‬‬ ‫وال ن��دري إذا كان م��ن يته��م س��يرغي‬ ‫الف��روف بأنه أصبح وزي��ر خارجية النظام‬ ‫الس��وري كي��ف يقبل بأن يك��ون أردوغان‬ ‫والي س��وريا أو الناطق باس��مها أو باس��م‬ ‫شعبها‪.‬‬ ‫ل��م يع��د الس��وريون قادري��ن عل��ى‬ ‫الصم��ت أو احتمال من يتكل��م عنهم دون‬ ‫تفوي��ض‪ ،‬فهم احتملوا ذل��ك طوال قرون‬ ‫طويل��ة كان الخلف��اء والح��كام وال��والة‬ ‫والق��ادة والزعم��اء الملهم��ون والرج��ال‬ ‫التاريخي��ون ه��م م��ن يق��ررون الح��روب‬ ‫ويفرضون الس�لام ويتكلمون باسم األمة‬ ‫وكأن الش��عوب ذرات رم��ل يطيرها الهواء‬ ‫حي��ن يق��رر الزعيم أن ينف��خ عليهم‪ .‬لقد‬ ‫انتهت تلك الحقبة إلى غير رجعة ولنا فيما‬ ‫يحدث في مصر عبرة ما بعدها عبرة‪ ،‬وقد‬ ‫تحدثنا عن ذلك بإسهاب في مقال سابق‪.‬‬ ‫عل��ى أردوغ��ان والف��روف أن يفهم��ا‬ ‫تماماً أن الش��عب الذي كسر حاجز الصمت‬ ‫وحطم القي��ود واألغال لن يقبل بعد اليوم‬ ‫بوصاي��ة أحد‪ ،‬والرس��الة موجهة أيضاً إلى‬ ‫ق��ادة المعارضة (التاريخيي��ن أيضًا) وثوار‬ ‫التويتر والفيس ب��وك الذين ال يزال كثير‬ ‫منهم على اعتقاد أن الشعب سيحتضنهم‬ ‫ل��دى عودتهم إل��ى الوطن (ه��ذا إن عادوا‬ ‫وق��رروا التخل��ي عن رفاهي��ة العيش في‬ ‫المغترب) وسيذكر "تضحياتهم الجسيمة"‬ ‫لقضاء س��اعات أم��ام الكمبيوتر والهواتف‬ ‫الذكية لنش��ر القيم الثوري��ة‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫"الجه��ود الجب��ارة" في الصع��ود والهبوط‬ ‫بالمط��ارات في كل دول العالم "دفاعًا عن‬ ‫الثورة"‪.‬‬ ‫م��ن ال يري��د أن يفه��م الحقائ��ق‬ ‫الجدي��دة والت��ي ول��دت مع الثورة فس��وف‬ ‫يم��وت م��ع م��ا م��ات م��ن قي��م العبودية‬ ‫والخن��وع واله��وان‪ .‬فال ع��ودة إل��ى الوراء‬ ‫وال حت��ى بالنظ��ر‪ .‬وال تزال الفج��وة تزداد‬ ‫بي��ن المعارضين في الخ��ارج على اختالف‬

‫توجهاته��م ونواياهم‪ ،‬وبي��ن المعارضين‬ ‫ف��ي الداخل وبين المقاتلي��ن على اختالف‬ ‫تمويله��م وايديولوجياته��م وبي��ن باق��ي‬ ‫أفراد الشعب الس��وري الذي سقط ضحية‬ ‫اس��تقطاب عالمي وداخلي ش��ديد الوطأة‬ ‫وه��و يدفع ثمنها من دم��ه ورزقه وأحبابه‬ ‫وممتلكاته‪.‬‬ ‫تتزامن لحظة كتابة هذه السطور مع‬ ‫ذكرى الث��ورة الليبية (‪ 17‬ش��باط‪/‬فبراير)‬ ‫حيث قامت الجماهير في بنغازي بتحطيم‬ ‫أول نص��ب للكت��اب األخضر ف��ي المدينة‬ ‫فيما اعتبر الش��رارة األول��ى لثورة أطاحت‬ ‫بواحد من أعتى النظ��م الديكتاتورية في‬ ‫العالم‪ ،‬ولم يتم ذلك بالطبع بأيدي وطنية‬ ‫خالص��ة‪ ،‬فقد كان��ت طائ��رات الناتو تدك‬ ‫الم��دن الليبي��ة يومياً على م��دى أكثر من‬ ‫سبعة أشهر قتل فيها مئات المدنيين وتم‬ ‫تدمير البنية التحتية في مناطق األهداف‪،‬‬ ‫ونفذت فيها الطائرات ما مجموعه ‪18000‬‬ ‫طلعة جوية‪ .‬وتم اس��تخدام أسلحة نوعية‬ ‫ناهي��ك ع��ن بع��ض األس��لحة منتهي��ة‬ ‫الصالحي��ة (يراجع التقري��ر الكامل للجنة‬ ‫الدولي��ة لتقصي جميع انته��اكات القانون‬ ‫الدول��ي المزعوم��ة ف��ي ليبي��ا – المق��دم‬ ‫لمجلس األم��م المتحدة لحقوق اإلنس��ان‬ ‫م��ارس ‪ .)2012‬كان الش��عب الليب��ي ق��د‬ ‫وص��ل إل��ى المرحل��ة الت��ي رأى فيه��ا أنه‬ ‫مس��تعد للتحال��ف مع الش��يطان للخالص‬ ‫من الطاغية‪ ،‬غير أن هذا االعتقاد لم يكن‬ ‫سليمًا تمامًا‪ ،‬فقد تمت إزاحة الطاغية بغير‬ ‫أيدي الليبيين وبات عليهم أن يردوا الدين‬ ‫الكبي��ر الذي قدمه النات��و لتحرير ليبيا من‬ ‫نظام االس��تبداد (تش��ير بعض التقديرات‬ ‫إل��ى أن تكالي��ف الحملة العس��كرية للناتو‬ ‫عل��ى ليبيا بلغ��ت مائة ملي��ار دوالر!) ومن‬ ‫المعل��وم أن دول التحال��ف ل��ن تس��ترد‬ ‫ديونها فق��ط وإنما أضعافًا أخ��رى فوقها‪.‬‬ ‫وسيبدأ الليبيون بناء بلدهم الجديد ولكن‬ ‫بش��روط الناتو وحلفائه وهي ش��روط لن‬ ‫تكون س��هلة أو في مصلحة الليبيين على‬ ‫ال��دوام وإن ب��دا ظاهره��ا يحمل بش��ائر‬ ‫الديمقراطي��ة والحري��ة‪ .‬إن الرهان الكبير‬ ‫الي��وم هو أن يس��تطيع الليبي��ون بالفعل‬ ‫المض��ي ف��ي طريقهم وإمالء ش��روطهم‬ ‫الت��ي طالما انتظ��روا الفرص��ة ليقولوها‬ ‫بأعلى صوتهم‪.‬‬

‫ال ي��زال الس��وريون يموت��ون يومي��ًا‬ ‫بينم��ا يحتف��ل "أش��قاؤهم" ف��ي الب�لاد‬ ‫القريب��ة بذك��رى الث��ورات واالنتص��ارات‪،‬‬ ‫وال يزال الس��وريون يحي��ون ذكرى الموت‬ ‫والقت��ل بينم��ا أقرانه��م ف��ي ب�لاد أخرى‬ ‫يحي��ون ذكرى الخالص م��ن الطغيان‪ .‬وال‬ ‫يزال الرهان من كثيرين على تدخل دولي‬ ‫يب��دو أنه لن يح��دث ألن ه��ؤالء الكثيرين‬ ‫ل��م يفهموا بعد أن مطامع العالم في ليبيا‬ ‫غير موجودة في س��وريا‪ ،‬حتى أن البعض‬ ‫وصل مرحلة التلويح باألخطار "المحدقة"‬ ‫بإس��رائيل في حال اس��تمرار األزمة على‬ ‫هذا الش��كل المتدهور في س��وريا‪ ،‬وهي‬ ‫مع األس��ف مش��ابهة لم��ا صرح ب��ه رامي‬ ‫مخلوف في بدايات األزمة بقوله إن فقدان‬ ‫األمن في س��وريا تهديد إلس��رائيل‪ .‬ونرى‬ ‫هن��ا كيف يقع الكثير م��ن المعارضين في‬ ‫ذات الفخ الذي يقع فيه أعداؤهم ويكررون‬ ‫كالببغ��اوات مق��والت مطابق��ة لمق��والت‬ ‫أركان النظام معتقدين بأنهم يستجلبون‬ ‫عط��ف أو حمية العالم الغربي للتدخل في‬ ‫س��وريا مصرين على إعماء أبصارهم عن‬ ‫حقائ��ق تاريخي��ة وجغرافية أساس��ية في‬ ‫السياس��ة العالمي��ة وهي أن��ه ال تدخل إال‬ ‫لمصلحة‪ ،‬وأن كل خرافات حقوق اإلنسان‬ ‫وحماية البش��رية والدفاع ع��ن البيئة هي‬ ‫من مظاهر الترف الرأس��مالي الذي يعمل‬ ‫ضم��ن ح��دود بلدانه فق��ط بينم��ا تنقلب‬ ‫معاييره خارج الحدود (العراق وأفغانستان‬ ‫والصومال وسوريا نماذج)‪.‬‬ ‫وم��ع تجاذب دع��وات الح��وار من هنا‬ ‫وهن��اك بي��ن االئت�لاف والنظ��ام‪ ،‬يتمنى‬ ‫الس��وريون أن يأخ��ذوا اس��تراحة تنف��س‬ ‫ول��و أليام علهم يس��تطيعون خاللها رؤية‬ ‫س��مائهم ب�لا دخ��ان القذائ��ف وال ذي��ول‬ ‫الصواري��خ‪ ،‬وأن ي��روا الغي��وم ف��ي تل��ك‬ ‫الس��ماء ال يعك��ر صفوه��ا س��واد القنابل‬ ‫واالنفجارات‪ ،‬وأن يسمعوا أصوات ما تبقى‬ ‫م��ن طيور في مدنهم طغ��ى عليها صوت‬ ‫التفجيرات والقصف الذي ال يهدأ ليل نهار‪.‬‬ ‫يريد الس��وريون اليوم الخ�لاص مما هم‬ ‫فيه بأي ش��كل ألنهم وصلوا إلى الحقيقة‬ ‫المؤلمة التي تقول أنه لن يساعدهم أحد‬ ‫وأن��ه لن يحك جلودهم س��وى أظفارهم‪،‬‬ ‫إال أن أظفاره��م باتت تمت��د أحيانًا لتعمق‬ ‫جروحه��م بع��د أن كث��ر االنتهازي��ون‬

‫والمتس��لقون والمنتفع��ون والس��ارقون‬ ‫والمجرم��ون والخاطف��ون واللص��وص‬ ‫والخون��ة والمتش��ددون والمرتزقة الذين‬ ‫ش��وهوا ص��ورة الث��ورة وباتوا يش��كلون‬ ‫خط��راً محدقاً عل��ى البلد أكث��ر مما يهدده‬ ‫النظام‪ .‬يجي��ب كثير من الس��وريين على‬ ‫التهدي��دات الت��ي بات��وا يتلقونها بش��كل‬ ‫دوري ع��ن فدي��ة مطلوبة إلطالق س��راح‬ ‫أح��د أبنائه��م أو إخوانه��م‪" :‬اقتلوه فليس‬ ‫في جيبي أكثر من خمسين ليرة"‪.‬‬ ‫يحاول الس��وريون يوم��ًا بعد يوم أن‬ ‫يحافظوا على ما تبقى من أمل في حياتهم‬ ‫وال أدل على ذلك من إصرار األطفال على‬ ‫الذهاب إلى مدارس��هم رغم كل المخاطر‬ ‫التي بات يحملها مشوار المدرسة‪ ،‬حتى أن‬ ‫عدداً ممن س��قطوا في التفجير اإلرهابي‬ ‫ف��ي منطق��ة المزرعة بدمش��ق كانوا من‬ ‫األطف��ال المتواجدين في مدارس��هم في‬ ‫ذل��ك الوقت‪ .‬ل��ن تتوقف الحي��اة في وطن‬ ‫يت��م نهب��ه وذبحه يومي��ًا من أهل��ه ومن‬ ‫حلفائه ومن أعدائه‪ ،‬فالبقرة التي سقطت‬ ‫كثرت س��كاكينها ولكن أصحابها يرفضون‬ ‫الم��وت ويرفضون االستس�لام‪ .‬ورغم أن‬ ‫ماليين الس��وريين غ��ادروا بلده��م الذي‬ ‫أصب��ح مرتع��اً للمجرمي��ن والقتل��ة والدم‬ ‫المس��فوح يومي��ًا ف��ي كل م��كان‪ ،‬إال أن‬ ‫األوط��ان ال تموت "وني��رون مات ولم تمت‬ ‫روما"‪ ،‬ولك��ن فترة المخاض عس��يرة جداً‬ ‫وس��يقرأ أوالدن��ا عنها ف��ي كت��ب التاريخ‬ ‫وس��يعلمون أن م��ا يعيش��وه م��ن حضارة‬ ‫وتق��دم كان بفضل التضحي��ات العظيمة‬ ‫التي بذله��ا آباؤهم وأجداده��م حتى يتم‬ ‫بن��اء الوط��ن على قي��م الحري��ة والعدالة‬ ‫والمساواة‪.‬‬ ‫آخ��ر ال��كالم‪ :‬يق��ول الش��اعر أب��و‬ ‫اسماعيل الطغراني‬ ‫أُ ُ‬ ‫باآلمال أرقبـُــــــــها‬ ‫عَلل النفسَ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫األمل‬ ‫ما أضيقَ العيشَ لوال فسحة ِ‬ ‫وعاد ُة السيفِ ْأن يزهى بجوهرةٍ‬ ‫وليسَ ُ‬ ‫بطـــــــل‬ ‫يعمل إال في يديْ‬ ‫ِ‬ ‫أَعدى عدوكَ أدنى منْ وثقتَ بـهِ‬ ‫دَخل‬ ‫فحاذ ِر الناسَ واصحبهمْ على ِ‬ ‫فإنما ُ‬ ‫رجل الدنيا وواحدُهـــــــــا‬ ‫ُ‬ ‫رجــل‬ ‫على‬ ‫الدنيا‬ ‫في‬ ‫يعوّل‬ ‫منْ ال‬ ‫ِ‬


‫تكلف��ة �إعادة �إعمار �سوريا لن تقل عن ‪ 200‬مليار دوالر‬ ‫عن العربية نت‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫للس��بب نفس��ه»‪ ،‬يشير أبو س��ليمان إلى‬ ‫أن «االقتص��اد الس��وري يعتم��د عل��ى ‪4‬‬ ‫قطاعات أساس��ية هي الزراعة والصناعة‬ ‫والس��ياحة والنف��ط»‪ .‬ويوض��ح أن «هذه‬ ‫القطاعات كلها تعاني من تدهور خطير‪،‬‬ ‫وبالتال��ي‪ ،‬ف��إن أول ش��روط اس��تعادة‬ ‫االقتص��اد الس��وري عافيت��ه‪ ،‬يكم��ن في‬ ‫االس��تقرار األمني‪ ،‬الذي من شأنه إيقاف‬ ‫تده��ور العمل��ة الوطني��ة‪ ،‬ليعي��د الطلب‬ ‫عليه��ا‪ ،‬وه��و ما سيس��مح لالس��تثمارات‬ ‫المحلية والخارجية بالعودة إلى دمشق»‪.‬‬ ‫ويعت��رف القاض��ي‪ ،‬وه��و يدي��ر‬ ‫المكتب االقتصادي في المجلس الوطني‬ ‫ويتولى التنس��يق مع المعنيين على أكثر‬ ‫من مس��توى بش��أن إع��ادة اإلعم��ار‪ ،‬بأن‬ ‫«تقدير األضرار صع��ب للغاية‪ ،‬خصوصا‬ ‫أن صواري��خ النظ��ام الس��وري وراجماته‬ ‫وقنابله وبرامي��ل الديناميت التي يرميها‬ ‫من الج��و يوميًا م��ن دون انقطاع‪ ،‬تجعل‬ ‫التقديرات تتجاوز ‪ 50‬مليار دوالر بسهولة‬ ‫إن لم يكن أكثر»‪.‬‬ ‫ويعتم��د االقتص��اد الس��وري‪ ،‬وفق‬ ‫الخب��راء االقتصاديي��ن‪ ،‬عل��ى م��ا يعرف‬ ‫باس��م «اقتصاد دولة الرعاية»‪ ،‬منذ أكثر‬ ‫م��ن ‪ 40‬عاماً‪ ،‬بمعنى قي��ام الدولة بدعم‬ ‫الس��لع والخدمات األساس��ية للمواطنين‪.‬‬ ‫ويرى أبو سليمان أن «النظام االقتصادي‬ ‫الس��وري يش��هد الي��وم أس��وأ مراحل��ه‬ ‫ويعان��ي من انحدار س��ريع‪ ،‬ق��د يعرضه‬ ‫لخطر اإلفالس والتداعي الخطير‪ ،‬السيما‬ ‫مع انهيار العملة الوطنية وخسارتها أكثر‬ ‫من نصف قيمتها أمام الدوالر»‪.‬‬ ‫تتف��اوت التقدي��رات بي��ن الخب��راء‬ ‫االقتصاديي��ن والمس��ؤولين الس��وريين‬ ‫الرس��ميين وآخري��ن م��ن المعارض��ة‬ ‫السورية بش��أن تكلفة الدمار في سوريا‬ ‫ومس��تلزمات مرحلة إع��ادة اإلعمار‪ ،‬لكن‬ ‫غالبية ه��ذه التقديرات تش��ير إلى أرقام‬ ‫مرتفعة بس��بب حجم األضرار الذي لحق‬ ‫بالبن��ى التحتي��ة م��ن جه��ة‪ ،‬والخس��ائر‬ ‫االقتصادية الناجمة عن انقطاع الكهرباء‬ ‫وفقدان العملة الس��ورية أكثر من نصف‬ ‫قيمتها أمام الدوالر من جهة أخرى‪.‬‬

‫وف��ي تصريح��ات متالحق��ة خ�لال‬ ‫األس��بوعين األخيرين‪ ،‬أعلن وزير اإلدارة‬ ‫المحلي��ة الس��وري عم��ر غالونج��ي أن‬ ‫"الح��رب التي تُش��نّ على س��وريا تطال‬ ‫كل البن��ى التحتية للدولة"‪ ،‬وكش��ف عن‬ ‫تقدي��ر لجنة اإلعم��ار الحكومية لألضرار‬ ‫الناتجة عن "أعم��ال التخريب"‪ ،‬بأكثر من‬ ‫ألف مليار ليرة سورية‪ ،‬أي ‪ 11‬مليار دوالر‬ ‫تقريبا‪.‬‬ ‫كم��ا أعلن وزي��ر الكهرباء الس��وري‬ ‫عم��اد خمي��س أن تكلف��ة األض��رار التي‬ ‫لحقت باالقتصاد الوطني السوري نتيجة‬ ‫انقطاع التي��ار الكهربائي في البالد تقدر‬ ‫بنحو ‪ 22‬مليار دوالر‪ ،‬الفتًا إلى أن «قطاع‬ ‫الكهرباء تصدر قائمة القطاعات الحيوية‬ ‫التي طالها اإلرهاب في سوريا»‪.‬‬ ‫ويقدر خب��راء اقتصادي��ون وتقارير‬ ‫دولية أن يؤدي استمرار النزاع في سوريا‬ ‫إل��ى نتائج كارثية تفوق ما ش��هدته دول‬ ‫أخرى نتيجة النزاعات في العقود األخيرة‪.‬‬ ‫وفقًا لصحيفة "الشرق األوسط"‪.‬‬ ‫ويع��رب المنس��ق الع��ام لمجموعة‬ ‫«عم��ل اقتصاد س��وريا» ومدي��ر المكتب‬ ‫االقتصادي في المجلس الوطني السوري‬ ‫الدكتور أس��امة قاضي ع��ن اعتقاده بأن‬ ‫«وزراء النظام يقومون بتقدير الخس��ائر‬ ‫ف��ي المناط��ق غي��ر المح��ررة أم�لا ف��ي‬ ‫الحص��ول على الدع��م اإلغاثي من األمم‬ ‫المتحدة»‪ ،‬ويش��ير إل��ى أن «النظام الذي‬ ‫يطل��ب اإلغاث��ة ه��و المس��ؤول الوحي��د‬ ‫ع��ن ه��ذا الض��رر»‪ ،‬مرجحاص بحس��ب‬ ‫تقديرات أولية‪ ،‬أن تكون «تكلفة األضرار‬ ‫في البن��ى التحتية‪ ،‬ج��راء القصف البري‬ ‫والج��وي‪ ،‬ق��د تج��اوزت ‪ 50‬ملي��ار دوالر‪،‬‬ ‫عدا عن أن خس��ائر االقتصاد بسبب قطع‬ ‫الكهرباء أكثر بكثير من ‪ 22‬مليار دوالر»‪.‬‬ ‫ويق��ول الخبي��ر االقتص��ادي‬ ‫اللبنان��ي‪ ،‬وليد أبو س��ليمان‪ ،‬لـ«الش��رق‬ ‫األوس��ط» إن «إع��ادة س��وريا إلى س��كة‬ ‫ال��دول الحديثة‪ ،‬يتطلب مجه��ودا ضخما‪،‬‬ ‫وس��نوات م��ن العم��ل‪ ،‬الت��ي يفترض أن‬ ‫تعال��ج البش��ر والحجر قب��ل االنتقال إلى‬ ‫البناء االقتصادي»‪ ،‬ويش��ير إلى أن بعض‬

‫الدراس��ات ترجح «أن ال تقل تكلفة إعادة‬ ‫اإلعمار ودعم التنمية في سوريا عن ‪200‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬على أن تتصاعد األرقام إلى‬ ‫مس��تويات أعلى إن لم يتوقف مسلس��ل‬ ‫التدمير والقصف العشوائي»‪.‬‬ ‫وف��ي موازاة إش��ارة القاضي إلى أن‬ ‫«الزراعة تعطلت ج��راء انقطاع الكهرباء‬ ‫وع��دم توف��ر م��ادة الديزل التي تش��غل‬ ‫مضخ��ات الري‪ ،‬عدا ع��ن إصابة الصناعة‬ ‫بش��لل كام��ل وخس��ارة س��وريا مرضى‬ ‫بالمئات في المش��افي إن لم يكن باآلالف‬ ‫للس��بب نفس��ه»‪ ،‬يشير أبو س��ليمان إلى‬ ‫أن «االقتص��اد الس��وري يعتم��د عل��ى ‪4‬‬ ‫قطاعات أساس��ية هي الزراعة والصناعة‬ ‫والس��ياحة والنف��ط»‪ .‬ويوض��ح أن «هذه‬ ‫القطاعات كلها تعاني من تدهور خطير‪،‬‬ ‫وبالتال��ي‪ ،‬ف��إن أول ش��روط اس��تعادة‬ ‫االقتص��اد الس��وري عافيت��ه‪ ،‬يكم��ن في‬ ‫االس��تقرار األمني‪ ،‬الذي من شأنه إيقاف‬ ‫تده��ور العمل��ة الوطني��ة‪ ،‬ليعي��د الطلب‬ ‫عليه��ا‪ ،‬وه��و ما سيس��مح لالس��تثمارات‬ ‫المحلية والخارجية بالعودة إلى دمشق»‪.‬‬ ‫ويعت��رف القاض��ي‪ ،‬وه��و يدي��ر‬ ‫المكتب االقتصادي في المجلس الوطني‬ ‫ويتولى التنس��يق مع المعنيين على أكثر‬ ‫من مس��توى بش��أن إع��ادة اإلعم��ار‪ ،‬بأن‬ ‫«تقدير األضرار صع��ب للغاية‪ ،‬خصوصا‬ ‫أن صواري��خ النظ��ام الس��وري وراجماته‬ ‫وقنابله وبرامي��ل الديناميت التي يرميها‬ ‫من الج��و يوميًا م��ن دون انقطاع‪ ،‬تجعل‬ ‫التقديرات تتجاوز ‪ 50‬مليار دوالر بسهولة‬ ‫إن لم يكن أكثر»‪.‬‬ ‫ويعتم��د االقتص��اد الس��وري‪ ،‬وفق‬ ‫الخب��راء االقتصاديي��ن‪ ،‬عل��ى م��ا يعرف‬ ‫باس��م «اقتصاد دولة الرعاية»‪ ،‬منذ أكثر‬ ‫م��ن ‪ 40‬عاماً‪ ،‬بمعنى قي��ام الدولة بدعم‬ ‫الس��لع والخدمات األساس��ية للمواطنين‪.‬‬ ‫ويرى أبو سليمان أن «النظام االقتصادي‬ ‫الس��وري يش��هد الي��وم أس��وأ مراحل��ه‬ ‫ويعان��ي من انحدار س��ريع‪ ،‬ق��د يعرضه‬ ‫لخطر اإلفالس والتداعي الخطير‪ ،‬السيما‬ ‫مع انهيار العملة الوطنية وخسارتها أكثر‬ ‫من نصف قيمتها أمام الدوالر»‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تتف��اوت التقدي��رات بي��ن الخب��راء‬ ‫االقتصاديي��ن والمس��ؤولين الس��وريين‬ ‫الرس��ميين وآخري��ن م��ن المعارض��ة‬ ‫السورية بش��أن تكلفة الدمار في سوريا‬ ‫ومس��تلزمات مرحلة إع��ادة اإلعمار‪ ،‬لكن‬ ‫غالبية ه��ذه التقديرات تش��ير إلى أرقام‬ ‫مرتفعة بس��بب حجم األضرار الذي لحق‬ ‫بالبن��ى التحتي��ة م��ن جه��ة‪ ،‬والخس��ائر‬ ‫االقتصادية الناجمة عن انقطاع الكهرباء‬ ‫وفقدان العملة الس��ورية أكثر من نصف‬ ‫قيمتها أمام الدوالر من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وف��ي تصريح��ات متالحق��ة خ�لال‬ ‫األس��بوعين األخيرين‪ ،‬أعل��ن وزير اإلدارة‬ ‫المحلية السوري عمر غالونجي أن "الحرب‬ ‫التي تُش��نّ على س��وريا تطال كل البنى‬ ‫التحتية للدولة"‪ ،‬وكش��ف عن تقدير لجنة‬ ‫اإلعم��ار الحكومي��ة لألض��رار الناتجة عن‬ ‫"أعمال التخريب"‪ ،‬بأكثر من ألف مليار ليرة‬ ‫سورية‪ ،‬أي ‪ 11‬مليار دوالر تقريبا‪.‬‬ ‫كم��ا أعلن وزي��ر الكهرباء الس��وري‬ ‫عم��اد خمي��س أن تكلف��ة األض��رار التي‬ ‫لحقت باالقتصاد الوطني السوري نتيجة‬ ‫انقطاع التي��ار الكهربائي في البالد تقدر‬ ‫بنحو ‪ 22‬مليار دوالر‪ ،‬الفتًا إلى أن «قطاع‬ ‫الكهرباء تصدر قائمة القطاعات الحيوية‬ ‫التي طالها اإلرهاب في سوريا»‪.‬‬ ‫ويقدر خب��راء اقتصادي��ون وتقارير‬ ‫دولية أن يؤدي استمرار النزاع في سوريا‬ ‫إل��ى نتائج كارثية تفوق ما ش��هدته دول‬ ‫أخرى نتيجة النزاعات في العقود األخيرة‪.‬‬ ‫وفقًا لصحيفة "الشرق األوسط"‪.‬‬ ‫ويع��رب المنس��ق الع��ام لمجموعة‬ ‫«عم��ل اقتصاد س��وريا» ومدي��ر المكتب‬ ‫االقتصادي في المجلس الوطني السوري‬ ‫الدكتور أس��امة قاضي ع��ن اعتقاده بأن‬ ‫«وزراء النظام يقومون بتقدير الخس��ائر‬ ‫ف��ي المناط��ق غي��ر المح��ررة أم�لا ف��ي‬ ‫الحص��ول على الدع��م اإلغاثي من األمم‬ ‫المتحدة»‪ ،‬ويش��ير إل��ى أن «النظام الذي‬ ‫يطل��ب اإلغاثة هو المس��ؤول الوحيد عن‬ ‫ه��ذا الض��رر»‪ ،‬مرجحاً بحس��ب تقديرات‬ ‫أولي��ة‪ ،‬أن تك��ون «تكلف��ة األض��رار في‬ ‫البن��ى التحتي��ة‪ ،‬ج��راء القص��ف الب��ري‬ ‫والج��وي‪ ،‬ق��د تج��اوزت ‪ 50‬ملي��ار دوالر‪،‬‬ ‫عدا عن أن خس��ائر االقتصاد بسبب قطع‬ ‫الكهرباء أكثر بكثير من ‪ 22‬مليار دوالر»‪.‬‬ ‫ويق��ول الخبي��ر االقتص��ادي‬ ‫اللبنان��ي‪ ،‬وليد أبو س��ليمان‪ ،‬لـ«الش��رق‬ ‫األوس��ط» إن «إع��ادة س��وريا إلى س��كة‬ ‫ال��دول الحديثة‪ ،‬يتطلب مجه��ودا ضخما‪،‬‬ ‫وس��نوات م��ن العم��ل‪ ،‬الت��ي يفترض أن‬ ‫تعال��ج البش��ر والحجر قب��ل االنتقال إلى‬ ‫البناء االقتصادي»‪ ،‬ويش��ير إلى أن بعض‬ ‫الدراس��ات ترجح «أن ال تقل تكلفة إعادة‬ ‫اإلعمار ودعم التنمية في سوريا عن ‪200‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬على أن تتصاعد األرقام إلى‬ ‫مس��تويات أعلى إن لم يتوقف مسلس��ل‬ ‫التدمير والقصف العشوائي»‪.‬‬ ‫وف��ي موازاة إش��ارة القاضي إلى أن‬ ‫«الزراعة تعطلت ج��راء انقطاع الكهرباء‬ ‫وع��دم توف��ر م��ادة الديزل التي تش��غل‬ ‫مضخ��ات الري‪ ،‬عدا ع��ن إصابة الصناعة‬ ‫بش��لل كام��ل وخس��ارة س��وريا مرضى‬ ‫بالمئات في المش��افي إن لم يكن باآلالف‬

‫أعمدة الصحافة‪. .‬‬

‫تفاوت تقديرات الدمار واخل�سائر االقت�صادية منذ بدء الثورة‬

‫‪13‬‬


‫من بطوالت ثوار اجلزيرة ال�سورية‬ ‫بالل سالمة‬

‫حبر ناشف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ف��ي صب��اح ي��وم ‪ 24‬تم��وز دارت‬ ‫المعرك��ة الفاصل��ة ف��ي ميس��لون بين‬ ‫المقاتلي��ن الس��وريين الذي��ن ال يتجاوز‬ ‫عددهم ثالثة آالف مقاتل‪ ،‬وبين الجيش‬ ‫الفرنسي المؤلف من تسعة آالف مقاتل‬ ‫مزودي��ن بأحدث وأقوى أنواع األس��لحة‪.‬‬ ‫اس��تمرت المعرك��ة حوال��ي س��اعتين‪،‬‬ ‫استش��هد خالله��ا ما يزيد ع��ن ثمانمائة‬ ‫ش��هيد ومن بينهم وزي��ر الحربية وقائد‬ ‫المعرك��ة الش��هيد يوس��ف العظم��ة‪.‬‬ ‫بعده��ا توج��ه الفرنس��يون ف��وق جثث‬ ‫القتلى والجرحى باتجاه مدينة دمش��ق‪،‬‬ ‫ودخلوه��ا صبيحة اليوم التالي‪ ،‬وفي ‪27‬‬ ‫تموز أذاع الجنرال غ��ورو بياناً أعلن فيه‬ ‫األحكام العرفي��ة في البالد‪ .‬ووجه إنذاراً‬ ‫إلى الملك فيصل يدعوه فيه إلى مغادرة‬ ‫س��ورية‪ ،‬فغادرها ي��وم ‪ 29‬تموز ‪1920‬‬ ‫متوجه��اً إل��ى درع��ا ثم إلى حيف��ا‪ ،‬ومن‬ ‫هن��اك إلى لن��دن‪ .‬وكانت ه��ذه األحداث‬ ‫إعالن��اً النته��اء الحكوم��ة العربية ومن‬ ‫ثم الحك��م الملكي‪ ،‬وإيذان��ًا ببداية عهد‬ ‫االستعمار المظلم‪.‬‬ ‫ل��م يصم��ت أبن��اء س��وريا عل��ى‬ ‫ه��ذا االحت�لال ولم يتوانَ��وا عن تقديم‬ ‫أرواحه��م ف��داء للوطن‪ ،‬حيث اش��تعلت‬ ‫الث��ورات ف��ي جميع أرج��اء الوطن‪ ،‬وفي‬ ‫الجزيرة الس��ورية زل��زل ثوارها األرض‬ ‫بركان��اً تح��ت أق��دام الغزاة‪ ،‬فم��ن ثورة‬ ‫الخاب��ور م��روراً بالعناب��زة والحجي��ف‬ ‫والمصلخة إلى ثورة الشالش وقوفًا بدير‬ ‫ال��زور س��طر المجاه��دون أروع مالحم‬ ‫البط��والت‪ .‬وم��ن ق��ادة ه��ذه الث��ورات‪:‬‬ ‫عيب��ان الجني��د ‪ -‬ثويني الجني��د ‪ -‬محمد‬ ‫الع��كاب ‪ -‬عبود الصياح ‪ -‬حم��ادي العبد‬ ‫اهلل ‪ -‬خزام العس��اف ‪ -‬كبالن المش��هور‬ ‫ س��الم الدرويش – عب��د اهلل األهلص‬‫ محمد الفالح ‪ -‬وعلي الحس��ين الحمد‪،‬‬‫وغيرهم‪.‬‏‬

‫معركة ال�شروفية‬

‫في صباح ‪ 28‬أيل��ول ‪ 1921‬حاولت‬ ‫فرنس��ا احتالل ق��رى المريعي��ة والعبد‬ ‫وموحسن‪ ،‬وطلب قائد الحملة الفرنسية‬ ‫التفاوض مع أبناء القرى الثالث‪ ،‬فقابله‬ ‫كل م��ن محمد القبالن وعلي الحس��ين‬ ‫الط��ه‪ .‬اش��ترط ريتش��ارد الفرنس��ي‬ ‫عليهما تقديم ألف بندقية وخمسة آالف‬ ‫ليرة ذهبية‪ .‬عاد الوفد المفاوض أدارجه‬ ‫وأب��ى أبن��اء المنطق��ة دف��ع الضريب��ة‪.‬‬ ‫وأطلق البطل لطفي الصياح الرصاصة‬ ‫األولى على الفرنس��يين‪ ،‬وبدأت معركة‬ ‫الشروفية‪.‬‬ ‫قت��ل الش��هيد لطف��ي الصي��اح‬ ‫واش��تدت المعرك��ة عل��ى الفرنس��يين‬ ‫الذي��ن انهزم��وا ش��ر هزيم��ة‪ ،‬وقت��ل‬ ‫منه��م ‪ 13‬جندي��اً كم��ا قت��ل قائده��م‬ ‫ريتش��ارد واس��تبدل بنائب��ه مارس��ين‬ ‫ال��ذي هرب عل��ى حصانه‪ .‬الح��ق الثوار‬ ‫فلول الفرنسيين حتى مدخل دير الزور‬ ‫من ناحية الجنوب الش��رقي‪ ،‬واس��تولى‬ ‫الثوار على أس��لحة ثقيلة وبنادق كثيرة‬ ‫وش��اركت النس��وة في المعركة بجانب‬ ‫الرج��ال فك��ن يقدم��ن الماء والس�لاح‬ ‫والعت��اد‪ ،‬ومن بين الجرحى كانت فطيم‬ ‫الحسين العبد اهلل‪.‬‬

‫معركة العنابزة‬

‫حاول��ت فرنس��ا التقدم إل��ى مدينة‬ ‫الميادي��ن والبوكمال م��ن الضفة اليمنى‬ ‫لنه��ر الف��رات إال أن ثوار ق��رى المريعية‬ ‫والعب��د وموحس��ن صدوه��م ببس��الة‪،‬‬ ‫فع��ادوا أدراجه��م واتجه��وا ش��رقًا إل��ى‬ ‫الضفة اليس��رى إلى قرية خش��ام بقيادة‬ ‫الكومن��دان التوري��ت‪ ،‬فالقاه��م ث��وار‬ ‫العناب��زة بقي��ادة حم��ود الحم��ادي وأبناء‬ ‫الق��رى المج��اورة وذل��ك ف��ي صب��اح ‪21‬‬ ‫تشرين األول ‪ ،1921‬وسميت هذه الحملة‬ ‫"بالحملة التأديبية للخارجين على اإلدارة‬ ‫الفرنسية"‪.‬‬ ‫كان عدد الفرنسيين أكثر من ثالثة‬ ‫آالف جندي وضابط منه��ا كتيبة مدفعية‬ ‫وس��رية مدفعي��ة عي��ار ‪ 56‬م��م وس��بع‬ ‫كواك��ب خيال��ة فرنس��ية وخمس��ة أفواج‬ ‫مشاة س��نغاليين وفصيلة عربات رشاشة‬ ‫يقودها ليجون ترانجي والكومندان فان‪.‬‬ ‫كان الثائ��ر حم��ود الحم��ادي يقاتل‬ ‫م��ع ث��وار المريعي��ة والعب��د وموحس��ن‪،‬‬ ‫وعندما عرف أن الجيش الفرنس��ي اتجه‬ ‫إل��ى قريت��ه خش��ام عب��ر النهر اس��تنفر‬ ‫وق��ال كلمته الش��هيرة "غدا أن��ا ذبيحتها‬ ‫وأنا أخ��و حميدة"‪ ،‬فحف��ر الخنادق وجعل‬ ‫من س��واقي الماء متاريس لصد الهجوم‬ ‫ومأل أكياس الخي��ش بالتراب ووزع الثوار‬ ‫أمام تل الس��ن األثري ال��ذي نصب العدو‬ ‫الفرنسي مدافعه عليه‪.‬‬ ‫دارت معرك��ة حامي��ة بي��ن الث��وار‬ ‫والفرنس��يين‪ ،‬قت��ل فيه��ا الم�لازم ليان‬ ‫والم�لازم دريتش��ارم والضاب��ط الخيال‬ ‫كليم��ان وقاتل الثوار قتال األبطال‪ ،‬وبعد‬ ‫س��تة أيام من بدء المعركة نفذ رصاص‬ ‫الثائر حمود الحمادي فأعلن بأعلى صوته‬ ‫ش��اهراً بارودت��ه "م��ن يعطين��ي خمس‬ ‫فش��كات أعطيه ابنتي"‪ .‬ب��دل ذلك جاءته‬ ‫طلقة من رقيب سنغالي فرنسي فأردته‬ ‫قتي� ً‬ ‫لا‪ ،‬وتق��دم الرقيب وح��ز رأس الثائر‬ ‫حمود الحم��ادي‪ ،‬والمه القائد الفرنس��ي‬ ‫التوري��ت عل��ى فعلت��ه قائ ًال "كن��ت أريد‬ ‫ه��ذا البطل حيًا"‪ .‬دُفنت جثة الش��هيد بال‬ ‫رأس في خشام‪ ،‬ونقل رأسه إلى فرنسا‪.‬‬ ‫وتس��لم قيادة الثوار م��ن بعده الثائر عبد‬ ‫الرحم��ن الجدع��ان‪ ،‬ال��ذي قب��ض علي��ه‬ ‫فيم��ا بعد الجنود الفرنس��يون ونفوه إلى‬ ‫محافظ��ة ادلب مدة س��نتين‪ ،‬عاد بعدهما‬ ‫إلى خشام مرة أخرى‪.‬‬ ‫غنم الثوار بعد ه��ذه المعركة عتاداً‬ ‫حربي��اً كثيراً منه‪ 12 :‬رش��اش ثقيل‪22 ،‬‬ ‫حص��ان‪ 28 ،‬بغ��ل‪ 15 ،‬ف��رس‪ ،‬وس��قط‬ ‫ثمانمائ��ة قتي��ل وجريح فرنس��ي بينهم‬ ‫الكومندان فان والتوريت قائد الحملة‪.‬‏‬

‫�إحراق طائرات الفرن�سيني‬ ‫بدير الزور‏‬

‫إزاء النج��اح ال��ذي حقق��ه الثوار في‬ ‫منطق��ة الف��رات‪ ،‬أم��رت القي��ادة العامة‬ ‫الفرنس��ية طيرانه��ا أن يق��وم بطلع��ات‬ ‫قتالي��ة شرس��ة لتش��تيت صف��وف الثوار‬ ‫حي��ث أنهم ل��م يعت��ادوا على مث��ل هذه‬ ‫الطائ��رات‪ ،‬فق��د كانت تنزل من الس��ماء‬ ‫حت��ى ت��كاد تالم��س رؤوس األش��جار‬ ‫ويقصف حت��ى العصر‪ .‬وهنا ق��رر الثوار‬

‫حمود الحمادي‬

‫اتخاذ خطة للتخلص من هذه الطائرات‪.‬‏‬ ‫كان المط��ار القدي��م يق��ع أم��ام‬ ‫الجمرك في المدين��ة والطائرات رابطة‬ ‫ف��وق مدرج��ه التراب��ي ال��ذي يح��اذي‬ ‫التالل المحيطة بالمطار‪ .‬وكانت الخطة‬ ‫الت��ي اتخذها الث��وار تقضي ب��أن يجند‬ ‫م��ن الث��وار الش��باب م��ن لديه��م قدرة‬ ‫عل��ى المس��ير الليل��ي‪ ،‬وبالفعل وصلت‬ ‫المجموع��ة إل��ى غايته��ا وكان يح��رس‬ ‫الطائرات مجموعة من (الحرس السيار)‬ ‫وكان الث��وار قد وزعوا المهمات كالتالي‪:‬‬ ‫قسم يقتل الحراس بالخناجر لئال يحدث‬ ‫قتله��م ضجيج��اً‪ ،‬و قس��م يتس��لل إلى‬ ‫الطائرات‪.‬‬ ‫دخ��ل القس��م األول م��ن الث��وار‬ ‫أرض المط��ار واصطدم��وا م��ع الحرس‬ ‫وج��رت بينه��م مناوش��ة قض��وا خاللها‬ ‫عل��ى الحرس ولم يس��قط م��ن القوار‬ ‫سوى ش��هيد واحد (حمد خلف العساف)‪.‬‬ ‫تقدمت المجموع��ة الثانية بقيادة حمود‬ ‫عبد الغني يس��انده علي الحسين الحمد‬ ‫الذي كان يحمل س��يفاً وبندقية‪ ،‬وضرب‬ ‫بس��يفه خ��زان البت��رول وأش��عل الن��ار‬ ‫بواس��طة الزن��اد الذي يق��دح بالصوان‪.‬‬ ‫فاش��تعلت أول طائرة‪ ،‬ثم توإلى إحراق‬ ‫باق��ي الطائرات حتى تحول��ت إلى رماد‪.‬‬ ‫هرع��ت الق��وات الفرنس��ية إل��ى أرض‬ ‫المط��ار بعد أن جن جنونه��ا لهذا العمل‬ ‫البطول��ي ال��ذي قام ب��ه الث��وار فجعلوا‬ ‫مط��ار حلب ه��و المركز الع��ام للهجوم‬ ‫ب��د ًال م��ن مط��ار دي��ر ال��زور‪ ،‬ونتيج��ة‬ ‫المقاوم��ة الش��ديدة طلب الفرنس��يون‬ ‫الصل��ح ووق��ف القت��ال‪ ،‬وت��م ذلك عن‬ ‫طريق بعض الوجهاء في المدينة‪.‬‬ ‫خسر الفرنسيون في هذه المعركة‬ ‫حوال��ي ‪ 350‬قتي� ً‬ ‫لا وجريح��ًا منه��م‪:‬‬ ‫الكولوني��ل ريش��ان والليوتن��ان لي��اس‬ ‫والليوتنان لوس��ياني‏ والمس��اعد أول فان‬ ‫لو والليوتنان ميكال‏‪ .‬ومن ش��هداء الثورة‬ ‫الش��هيد حامد التركي العبد اهلل والشهيد‬ ‫عبيد المحمد الحس��ين‏ والش��هيد محيمد‬ ‫العب��د اهلل الهزاع والش��هيد حم��د الخلف‬ ‫العساف‏‪.‬‬ ‫هذا وقد كان للمرأة العربية في هذه‬ ‫المعرك��ة دور كبي��ر أيضاً ف��ي المعركة‪،‬‬ ‫ومن النس��اء اللواتي جرح��ن فيها‪ :‬جعفة‬ ‫المطلق وسودا النجم‏وهدلة الدرويش‏‪.‬‏‬

‫معركة امل�سلخة (دكة ك�سار‬ ‫اجلراح)‏‬

‫من أس��باب معركة المسلخة (وهي‬ ‫منطقة تقع على ش��اطئ الف��رات وتبعد‬ ‫عن البوكمال ش��ما ًال حوالي ‪ 20‬كم) عدم‬ ‫دفع األهالي الضريبة للجيش الفرنسي‪،‬‬ ‫واحتض��ان أبناء المس��لخة للثائ��ر فوزي‬ ‫القاوقجي‪.‬‬ ‫س��يّرت فرنس��ا حملة تقدر بمائتي‬ ‫جندي عس��كري وضابط فرنسي لتأديب‬ ‫أبن��اء المنطق��ة‪ ،‬وحينما وصل��ت الحملة‬ ‫إلى القرية كانت زوجة كس��ار الجراح قد‬ ‫انته��ت للتو من خب��ز التنور فح��اول أحد‬ ‫الجنود الس��ود الس��نغاليين استالب حلق‬ ‫الذه��ب من أذنه��ا فصاحت الم��رأة الحرة‬ ‫(الروم ي��ا أهل��ي)‪ ،‬فانتخى الرج��ال وبدأ‬ ‫الرصاص يطلق على الفرنس��يين فؤسر‬ ‫منه��م ‪ 17‬جن��دي‪ ،‬وقتل الباق��ي ومنهم‬ ‫قائ��د الحمل��ة الدكت��ور اس��بران‪ .‬وص��ل‬ ‫الخبر للمستش��ار الفرنسي في البوكمال‬ ‫فغض��ب أش��د الغضب واس��تدعى البطل‬ ‫كسار الجراح لثكنته فقتله ثم تم إخراجه‬ ‫بسيارة الضابط "سوبيربييل" حيث وُضع‬ ‫على كرس��ي س��يارته م��ن الخلف ووضع‬ ‫على رأس��ه غطاؤه وعقاله بعد أن أسنده‬ ‫جنديي��ن م��ن اليمي��ن واليس��ار ليوه��م‬ ‫للجموع المحتش��دة بأنه ال يزال حياً حيث‬ ‫مرّت الس��يارة م��ن بين الجمي��ع دون أن‬ ‫ي��دري أحد بأنه مقتول‪ ،‬وهناك من يقول‬ ‫بأنه تم وضع سيكارة بفمه حتى ال يشكّ‬ ‫أحدٌ باألم��ر‪ .‬وبالفعل انطلت الحيلة على‬ ‫الكل‪ .‬نقل كس��ار الج��راح إلى مدينة دير‬ ‫الزور ودف��ن في تكي��ة الراويين‪ .‬ويقول‬ ‫الباح��ث أس��عد الف��ارس ف��ي الصفح��ة‬ ‫‪ /123/‬م��ن كتاب��ه (ش��عبٌ ومدينة على‬ ‫الفرات األوس��ط)‪" :‬حُمِلت جثة الش��هيد‬ ‫كسار س��راً إلى دير الزور وهرب الضابط‬ ‫س��وبيربييل وفيما بع��د أُعيدت جثته من‬ ‫جديد إلى البوكمال"‪.‬‬ ‫منذ أن وطأت أقدام المستعمر أرض‬ ‫وطننا الغالي ودنست ترابه الشريف هبّ‬ ‫جميع أبناء الوطن ملبين نداءه حريصين‬ ‫على اس��تقالله مقدمين التضحيات ذوداً‬ ‫ع��ن حياض��ه الغال��ي رافضي��ن الضي��م‬ ‫مس��طرين أجم��ل المالح��م حت��ى يبقى‬ ‫الوط��ن عزي��زاً علم��ه خفاق��اً ممهدي��ن‬ ‫الطريق لألجيال ليعيشوا حياة كريمة‪.‬‬


‫املر�سومان الت�شريعيان ‪ 16‬و‪17‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫الج��دول رقم ‪ 1‬الملح��ق بالقانون رقم‬ ‫‪ 429‬لع��ام ‪ 1948‬وتعديالته المتعلقين‬ ‫برس��م الرهن وفك التأمي��ن والرهون‬ ‫بحيث يصبحان كما يلي‪:‬‬ ‫نوع المعاملة والعقد‪ ..‬البند‪ ..3‬نوع‬ ‫المعامل��ة والعق��د ‪ /‬التأمي��ن االختياري‬ ‫واإلجباري على الدي��ن والرهون بكافة‬ ‫أنواعه��ا‪ ..‬نس��بة الرس��م ف��ي األل��ف‬ ‫‪ ..2‬متضمن��ا المس��اهمة النقدي��ة في‬ ‫دع��م التنمي��ة المس��تدامة‪ ..‬األس��اس‬ ‫المفروض عليه الرس��م ‪ /‬بدل الدين‪..‬‬ ‫المكلف بدفع الرسم ‪/‬الدائن‪./‬‬ ‫البن��د ‪ ..6‬ن��وع المعامل��ة والعقد ‪/‬‬ ‫فك التأمين والرهون‪ ..‬نس��بة الرس��م‬ ‫ف��ي االل��ف ‪ ..2‬متضمن��ا المس��اهمة‬ ‫النقدية في دعم التنمية المس��تدامة‪..‬‬ ‫األساس المفروض عليه الرسم ‪/‬مقدار‬ ‫الدين‪ ../‬المكلف بدفع الرسم ‪/‬المدين‪./‬‬ ‫المادة (‪)6‬‬ ‫تضاف إلى المادة ‪ 43‬من المرسوم‬ ‫رقم ‪ 1684‬لعام ‪ 1977‬المعدلة بالمادة‬ ‫‪ 29‬من المرس��وم التش��ريعي رقم ‪44‬‬ ‫لعام ‪ 2005‬وتعديالت��ه الفقرة ج اآلتي‬ ‫نصها‪:‬‬ ‫ج ‪ -‬عندم��ا يزي��د مجم��وع الحصة‬ ‫المصروفة سنويا من الغرامات الناجمة‬ ‫عن مخالفات قضاي��ا التهرب الضريبي‬ ‫المنص��وص عليه��ا ف��ي القان��ون رقم‬ ‫‪ 25‬لع��ام ‪ 2003‬وتعديالت��ه والغرامات‬ ‫وقيم المصادرات الناجمة عن مخالفات‬ ‫الرس��وم والضرائب غير المباش��رة عن‬ ‫مث��ل الراتب أو األجر الس��نوي لكل من‬ ‫المصادرين والعاملين في وزارة المالية‬ ‫والهيئ��ة العام��ة للضرائ��ب والرس��وم‬ ‫تحول الزيادة لصالح الخزينة العامة‪.‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أصدر رئيس الجمهورية المرسوم‬ ‫التش��ريعي رقم ‪ 16‬لعام ‪ 2013‬والذي‬ ‫ينص عل��ى اإلعفاء من جمي��ع الفوائد‬ ‫والج��زاءات والغرام��ات للمكلفي��ن‬ ‫بضريب��ة دخ��ل األرب��اح الحقيقي��ة‬ ‫وإضافاته��ا العائ��دة ألع��وام ‪ 2011‬وما‬ ‫قبلها وكذلك المكلفين برس��م االنفاق‬ ‫االس��تهالكي والضرائ��ب والرس��وم‬ ‫المالي��ة المباش��رة األخ��رى وإضافاتها‬ ‫العائ��دة ألي من أع��وام ‪ 2012‬وما قبل‬ ‫إذا سددوا الضريبة أو الرسم العائد ألي‬ ‫من األعوام المذك��ورة حتى غاية ‪- 30‬‬ ‫‪.2013 - 6‬‬ ‫كما يتضمن المرسوم حاالت إعفاء‬ ‫أخرى م��ن الغرامات والج��زاءات وينهي‬ ‫العم��ل بأح��كام القانون رق��م ‪ 19‬لعام‬ ‫‪ 2011‬وكل ن��ص مخالف ألح��كام هذا‬ ‫المرسوم التشريعي‪.‬‬ ‫وق��د أعف��ى المرس��وم المذك��ور‬ ‫المكلفي��ن بضريب��ة دخ��ل األرب��اح‬ ‫الحقيقي��ة وإضافاته��ا العائ��دة ألعوام‬ ‫‪ 2011‬وم��ا قب��ل م��ن جمي��ع الفوائ��د‬ ‫والج��زاءات والغرام��ات عل��ى اخت�لاف‬ ‫أنواعها إذا س��ددوا الضريبة العائدة ألي‬ ‫من األعوام المذك��ورة حتى غاية ‪- 30‬‬ ‫‪.2013 - 6‬‬ ‫كم��ا أعف��ى المكلفي��ن برس��م‬ ‫اإلنف��اق االس��تهالكي والمكلف��ون‬ ‫بالضرائب والرس��وم المالية المباش��رة‬ ‫األخ��رى وإضافاته��ا العائ��دة ألي م��ن‬ ‫أعوام ‪ 2012‬وما قبل من جميع الفوائد‬ ‫والج��زاءات والغرام��ات عل��ى اخت�لاف‬ ‫أنواعها إذا س��ددوا الضريبة أو الرس��م‬ ‫العائ��د ألي من األع��وام المذكورة حتى‬ ‫غاية ‪.2013 - 6 - 30‬‬ ‫و المكلفي��ن الخاضعي��ن ألح��كام‬ ‫القانون رقم ‪ 60‬لعام ‪ 2004‬وتعديالته‬ ‫ومكلف��و ضريب��ة البي��وع العقاري��ة‬ ‫المش��مولون بأحكام القان��ون رقم ‪41‬‬ ‫لع��ام ‪ 2005‬وتعديالت��ه والمكلف��ون‬ ‫الخاضع��ون ألح��كام الم��ادة ‪ 6‬م��ن‬ ‫المرس��وم التش��ريعي رق��م ‪ 51‬لع��ام‬ ‫‪ 2006‬وتعديالت��ه المتعلقة بالمنش��آت‬ ‫السياحية من جميع الغرامات والجزاءات‬ ‫المترتب��ة عليهم عن أع��وام ‪ 2012‬وما‬ ‫قبل إذا س��ددوا الضريب��ة لغاية ‪6 - 30‬‬ ‫ ‪.2013‬‬‫والمكلف��ون الذين س��ددوا أيا من‬ ‫الضرائ��ب والرس��وم المش��ار إليها في‬ ‫الفق��رات أ وب وج الس��ابقة قبل صدور‬ ‫هذا المرس��وم التش��ريعي من الفوائد‬ ‫والجزاءات والغرامات غير المسددة‪.‬‬ ‫ويعف��ى م��ن الغرام��ات والجزاءات‬ ‫األش��خاص المترتب��ة عليه��م الذم��م‬ ‫الشخصية التي تحصلها الدوائر المالية‬ ‫وف��ق أحكام الفق��رة ج من المادة ‪ 1‬من‬ ‫قانون جباية األم��وال العامة رقم ‪341‬‬ ‫لع��ام ‪ 1956‬وتعديالته إذا تم تس��ديد‬ ‫الذمة لغاية ‪.2013 - 6 - 30‬‬ ‫تطب��ق أح��كام ه��ذا المرس��وم‬

‫التش��ريعي على الغرام��ات الناجمة عن‬ ‫ضب��وط االس��تعالم ومكافح��ة التهرب‬ ‫الضريبي اس��تنادا ألحكام القانون رقم‬ ‫‪ 25‬لع��ام ‪ 2003‬وتعديالت��ه المنظم��ة‬ ‫بتاريخ ‪ 2012 - 12 - 31‬وما قبل‪.‬‬ ‫ال يستفيد من أحكام هذا المرسوم‬ ‫التش��ريعي المكلف��ون الذي��ن طبق��ت‬ ‫بحقهم أح��كام المادة ‪ 13‬م��ن القانون‬ ‫رقم ‪ 21‬تاريخ ‪ 1981 - 7 - 1‬وتعديالته‬ ‫أو أحكام المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪24‬‬ ‫لعام ‪ 2003‬وتعديالته‪.‬‬ ‫كم��ا أص��در الرئيس األس��د اليوم‬ ‫المرس��وم التش��ريعي رق��م ‪ 17‬للعام‬ ‫‪ 2013‬وال��ذي ينص عل��ى تمديد دورة‬ ‫التصني��ف العام لمكلفي ضريبة الدخل‬ ‫المقط��وع الت��ي تنتهي ف��ي ‪- 12 - 31‬‬ ‫‪ 2012‬لمدة سنة واحدة كما يجوز بقرار‬ ‫من وزي��ر المالية تمديد دورة التصنيف‬ ‫المذكورة لسنة إضافية أخرى‪.‬‬ ‫كم��ا ينص المرس��وم على تعديل‬ ‫عدد م��ن الفق��رات والبنود ف��ي قانون‬ ‫ضريب��ة الدخل رق��م ‪ 24‬لع��ام ‪.2003‬‬ ‫وفيما يلي نص المرسوم‪:‬‬ ‫المادة (‪)1‬‬ ‫م��ع االحتف��اظ بأح��كام قان��ون‬ ‫ضريب��ة الدخ��ل رق��م ‪ 24‬لع��ام ‪2003‬‬ ‫وتعديالته‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬تم��دد دورة التصني��ف الع��ام‬ ‫لمكلفي ضريبة الدخ��ل المقطوع التي‬ ‫تنتهي في ‪ 2012 - 12 - 31‬لمدة س��نة‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬يج��وز بقرار م��ن وزير المالية‬ ‫تمدي��د دورة التصني��ف المذك��ورة في‬ ‫الفقرة أ لسنة إضافية أخرى‪.‬‬ ‫المادة (‪)2‬‬ ‫تضاف إل��ى المادة ‪ 51‬م��ن قانون‬

‫ضريب��ة الدخ��ل رق��م ‪ 24‬لع��ام ‪2003‬‬ ‫والمعدل��ة بالم��ادة ‪ 17‬م��ن المرس��وم‬ ‫التش��ريعي رقم ‪ 51‬لعام ‪ 2006‬الفقرة‬ ‫د التالية‪:‬‬ ‫د ‪ -‬يج��وز ط��ي بع��ض تكاليف أو‬ ‫تحققات ضريبة الدخ��ل المقطوع دون‬ ‫التقي��د بأحكام الفقرات الس��ابقة وفق‬ ‫أس��س تحدد بقرار من مجلس الوزراء‬ ‫بناء على اقتراح من وزير المالية‪.‬‬ ‫المادة (‪)3‬‬ ‫تع��دل الفق��رة ه��ـ من الم��ادة ‪31‬‬ ‫م��ن قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 24‬لعام‬ ‫‪ 2003‬لتصبح كما يلي‪:‬‬ ‫ه��ـ ‪ -‬يعط��ى البي��ان الضريب��ي‬ ‫المق��دم م��ن المكل��ف ضم��ن المه��ل‬ ‫القانوني��ة المش��ار إليها ف��ي المادة ‪13‬‬ ‫صف��ة التكليف القطعي ف��ي حال تأخر‬ ‫الدوائ��ر المالية ع��ن مباش��رة إجراءات‬ ‫التكلي��ف بعد خمس س��نوات من تاريخ‬ ‫البيان وبدون أي فوائد أو غرامات وغير‬ ‫قاب��ل للطعن كما يجوز بقرار من وزير‬ ‫المالي��ة تمدي��د الفترة الس��ابقة س��نة‬ ‫فس��نة ولمدة خمس سنوات أخرى كحد‬ ‫أقصى وبدون أي فوائد أو غرامات وغير‬ ‫قابل للطعن‪.‬‬ ‫المادة (‪)4‬‬ ‫يع��دل البن��د ‪ 3‬من الفق��رة ب من‬ ‫الم��ادة ‪ 70‬من قان��ون ضريب��ة الدخل‬ ‫رق��م ‪ 24‬لعام ‪ 2003‬بحي��ث يصبحكما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫"نفقات التمثيل بم��ا ال يتجاوز ‪25‬‬ ‫بالمئ��ة م��ن الرات��ب أو األجر الش��هري‬ ‫المقطوع ش��ريطة أال يزيد المبلغ على‬ ‫‪ 20000‬ليرة سورية"‪.‬‬ ‫المادة (‪)5‬‬ ‫يع��دل ن��ص البندي��ن ‪3‬و‪ 6‬م��ن‬

‫ياسر مرزوق‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫لدعم دافعي ال�ضرائب‬

‫‪15‬‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫حوار ُمعمق مع فواز طرابل�سي حول‬ ‫الثورة ال�سورية‬ ‫إعداد وتحرير وحوار‪ :‬محمد العطار‬ ‫نشرت المقابلة للمرة األولى على موقع مؤسسة هينريش بُل في ‪2013/2/22‬‬ ‫‪http://www.lb.boell.org/web/11.html‬‬ ‫حُررت هذه النسخة خصيصًا لجريدة سوريتنا‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫اتخذ فواز طرابلسي المفكر والكاتب‬ ‫اللبنان��ي والمناض��ل اليس��اري العتي��د‪،‬‬ ‫مواقف واضحة في دعم الثورات العربية‪،‬‬ ‫فواكبها مُتابعاً وكاتباً ومُحل ًال‪ ،‬توج هذا‬ ‫في كتاب��ه "الديمقراطية ثورة" (‪.)2012‬‬ ‫وقد ش��غل طرابلسي‪ ،‬األس��تاذ الجامعي‬ ‫والمؤرخ‪ ،‬موقع المثقف الفاعل ال المراقب‬ ‫فحس��ب في لحظات مفصلي��ة في تاريخ‬ ‫المنطق��ة المعاصر من لبنان إلى اليمن‪.‬‬ ‫م��ن مؤلفات��ه‪" :‬عن أم��ل ال ش��فاء منه‪،‬‬ ‫دفاتر حصار بيروت" ‪" .1982‬الماركس��ية‬ ‫وبعض قضايان��ا العربية" ‪" .1985‬وعود‬ ‫ع��دن – رح�لات يمني��ة" ‪" .2000‬تاريخ‬ ‫لبن��ان الحدي��ث" ‪ .2008‬ول��ه ع��دد من‬ ‫الترجم��ات القيّمة لج��ون ريد وأنطونيو‬ ‫غرامشي وجون برجر وإدوارد سعيد‪.‬‬ ‫| م��ع اقت��راب الثورة الس��ورية من‬ ‫إتم��ام عامه��ا الثاني‪ ،‬في ظ��ل تصعيد‬ ‫العنف بش��كل غير مس��بوق من قبل آلة‬ ‫النظ��ام العس��كرية المنفلت��ة م��ن كل‬ ‫عقال‪ ،‬وفي المقابل هناك اش��تداد لذراع‬ ‫المقاوم��ة العس��كرية للمعارض��ة‪ ،‬لكن‬ ‫دون أن يلوح ف��ي األفق القريب أي قدرة‬ ‫على حس��م عس��كري‪ .‬كيف تق��رأ الوضع‬ ‫السوري الراهن وتطوراته المُحتملة؟‬ ‫| | كان��ت إجاب��ة النظ��ام ومن��ذ‬ ‫البدء هي نفس��ها‪ً .‬‬ ‫بداية رفض النظام‬ ‫االعت��راف بوج��ود قضاي��ا داخلية يجب‬ ‫عالجها‪ .‬ج��اءت المقاربة األمنية األولى‬ ‫صريح��ة ومباش��رة‪ .‬اس��تُبدلت حال��ة‬ ‫الط��واريء بقانون مكافح��ة اإلرهاب‪،‬‬ ‫قبل أن تُتوج المقاربة األمنية بمجزرة‬ ‫س��احة الس��اعة ف��ي حمص‪ ،‬ف��ي نية‬ ‫واضح��ة لمن��ع تك��رار م��ا حص��ل في‬ ‫تونس ومصر وحتى اليمن من احتالل‬ ‫حركات االحتجاج للساحات العامة‪.‬‬ ‫ت�لا ذل��ك النظ��ر إل��ى ح��ركات‬ ‫االحتج��اج الجماهيري��ة بما ه��ي حربًا‬ ‫تتطل��ب ردوداً عس��كرية‪ ،‬وليس مجرد‬ ‫عملي��ات أمنية‪ .‬ل��م يتغير ه��ذا الخيار‬ ‫إلى اآلن‪ .‬هي حرب وما زالت حرباً‪ ،‬وإن‬ ‫تحول��ت مؤخراً إلى ح��رب ضد «تنظيم‬ ‫القاع��دة»‪ ،‬بع��د أن كان��ت حرب��ًا ض��د‬ ‫«المجموع��ات التخريبي��ة»‪ .‬والمالحظ‬ ‫أن ه��ذه الح��رب المُعلن��ة ترافقت مع‬ ‫وعود الحسم واالنتصار‪ .‬لم يحدث ذلك‬ ‫بالطب��ع‪ ،‬بالرغم من االرتق��اء النوعي‬ ‫بالعمل العس��كري عن طريق االعتماد‬ ‫المتزايد على سالح الطيران‪ .‬وهو رغم‬ ‫كل ش��يء س�لاح ذو حدين‪ ،‬ألنه يعلن‬

‫إفالس سياس��ة الحس��م‪ .‬ف�لا يمكنك‬ ‫كس��ب المعارك فقط بسالح الجو‪ .‬وقد‬ ‫خس��ر جي��ش النظ��ام الس��يطرة على‬ ‫القس��م األكبر م��ن أط��راف وضواحي‬ ‫المدن‪ .‬وفي ظل تعذر ذلك‪ ،‬لن يتحقق‬ ‫"الحس��م الموعود"‪ .‬ذلك أن المعارضة‬ ‫المس��لحة تس��تطيع أن تخس��ر معارك‬ ‫دون أن تك��ون أي معرك��ة منه��ا ه��ي‬ ‫المعركة الفاصلة بالنسبة إليها‪.‬‬ ‫الوج��ه األول له��ذه األزم��ة إذاً هو‬ ‫رفض النظ��ام االعتراف بوج��ود أزمة‬ ‫داخلي��ة مركبة‪ ،‬مترافق��ة مع أزمة في‬ ‫موق��ع النظام من صراع��ات المنطقة‪.‬‬ ‫والوج��ه الثان��ي هو إمع��ان النظام في‬ ‫ممارس��ة ما أس��ميته س��ابقًا «خورجة‬ ‫األزم��ة»‪ ،‬أي تحميله��ا س��لفاً ألط��راف‬ ‫خارجية‪ .‬أكان ذلك بإدعاء أنها مُحرّكة‬ ‫م��ن أط��راف خارجي��ة أو باللج��وء إلى‬ ‫توس��يط أط��راف خارجي��ة ف��ي النزاع‬ ‫بينه وبين أجزاء أساس��ية من ش��عبه‪.‬‬ ‫دعنا نتذكر أن أول خورجة هي تعريف‬ ‫الص��راع على ان��ه في امت��داد «الحرب‬ ‫العالمي��ة ض��د اإلره��اب»‪ .‬م��ن جه��ة‬ ‫أخرى‪ ،‬تمثلت الخورجة بتس��ليم تركيا‬ ‫الوس��اطة ف��ي الحل‪ ،‬قبل أن يكتش��ف‬ ‫األت��راك الحق��ًا أنه��م اس��تُخدِموا‬ ‫فقط لش��راء الوقت عل��ى أمل تحقيق‬ ‫حس��م عس��كري لم يتحقق‪ .‬حدث هذا‬ ‫التوس��يط م��ع القطريين أيض��اً الذين‬ ‫نقلوه��ا م��ع الس��عوديين إل��ى جامعة‬ ‫ال��دول العربي��ة‪ .‬ق ِب��ل النظ��ام مبادرة‬ ‫الجامعة العربية‪ ،‬واس��تخدمها للغرض‬ ‫ذات��ه‪ ،‬منحه المزي��د م��ن المُهل على‬ ‫أمل الحس��م العس��كري‪ .‬وأخيراً نُقلت‬ ‫األزم��ة الس��ورية إل��ى األم��م المتحدة‬ ‫ومجلس األمن‪ ،‬حي��ث نجح النظام في‬ ‫الحص��ول على غطاء روس��ي وصيني‪.‬‬ ‫وتول��دت ف��ي نف��س الوق��ت ش��راكة‬ ‫تنافسية أميركية‪ /‬روسية حول األزمة‬ ‫السورية عبّرت عنها مهمتا كوفي أنان‬ ‫واألخضر اإلبراهيمي‪ .‬في مقابل ذلك‪،‬‬ ‫تم إلغاء غير مس��بوق لشعب كامل مع‬ ‫مطالبه‪ ،‬وم��ا ترافق م��ع تعليل العالم‬ ‫بإصالح وعد به النظام شهوراً‪ ،‬قبل أن‬ ‫يتفتق عن دس��تور يعزّز من السلطات‬ ‫االس��تبدادية الدكتاتوري��ة لرئي��س‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫| أذكر أن��ك كتبت ف��ي حينه مقا ًال‬ ‫تفصيلياً تتناول فيه الدستور الجديد‬ ‫| | نع��م هناك ش��يء مذهل لدى‬

‫قراءت��ه‪ .‬ذك��رتُ حينه��ا أن صالحي��ات‬ ‫الرئيس السوري المنصوص عليها في‬ ‫الدس��تور الجديد ال تقل استبدادية عن‬ ‫صالحيات أمير قطر‪.‬‬ ‫ع��ودة إل��ى موض��وع العام��ل‬ ‫الخارجي في الثورة الس��ورية‪ .‬أريد أن‬ ‫أتوقف عن��د الموقف األميركي‪ .‬حقيقة‬ ‫األم��ر أن األمريكيي��ن امتلك��وا موقفًا‬ ‫واضح��ًا وواح��داً من��ذ بداي��ة الث��ورات‬ ‫ف��ي العال��م العربي‪ .‬إن قوام سياس��ة‬ ‫الوالي��ات المتح��دة ف��ي المنطقة هي‬ ‫األم��ن‪ :‬امن إس��رائيل ثم أم��ن النفط‬ ‫ثم تغلي��ب األمن عل��ى كل اعتبار آخر‬ ‫من خالل فرض «الح��رب العالمية ضد‬ ‫اإلره��اب» أولوية مطلق��ة على العالم‬ ‫أجم��ع‪ ،‬وأخي��راً وليس آخراً‪ :‬اس��تكمال‬ ‫فرض التعديالت الهيكلية النيوليبرالية‬ ‫على المنطقة حس��ب إمالءات صندوق‬ ‫النقد الدولي والبنك الدولي‪.‬‬ ‫ه��ذه األقاني��م األربعة ه��ي التي‬ ‫تحكم��ت بالسياس��ات األميركي��ة تجاه‬ ‫سوريا‪ .‬وكانت وال تزال تلك السياسات‬ ‫تتأرج��ح بي��ن الرغب��ة ف��ي إضع��اف‬ ‫وتفكي��ك الحل��ف اإليراني ‪ -‬الس��وري‬ ‫وبي��ن الحف��اظ على األوض��اع القائمة‬ ‫على الحدود الش��مالية لدولة إسرائيل‪.‬‬ ‫فالنظام الس��وري ال زال يعتبر مسؤو ًال‬ ‫عن بلدين (سوريا ولبنان) وهو مسؤول‬ ‫أيضاً عن األمن واالستقرار على الحدود‬ ‫الش��مالية لفلس��طين المُحتلة‪ .‬فليس‬ ‫صدف��ة أن تك��رر السياس��ة األميركية‬ ‫تطبي��ق الترس��يمة إياه��ا الت��ي جرت‬ ‫مح��اوالت تطبيقها ف��ي تونس ومصر‬ ‫واليم��ن‪ :‬دع��وة الرئي��س إل��ى التنحي‬ ‫لنائبه إلنقاذ النظام بتعديالت طفيفة‪.‬‬ ‫في حده األدنى‪ ،‬كان على البديل لذلك‬ ‫النظام أن يس��تطيع اإلمساك بالجيش‬ ‫لغرض المهمة الجيواستراتيجية إياها‪:‬‬ ‫حفظ األمن واالس��تقرار عل��ى الحدود‬ ‫الش��مالية إلس��رائيل وان يستطيع في‬ ‫الوق��ت ذاته ضبط حزب اهلل‪ ،‬الذي يتم‬ ‫التعامل مع��ه في الدوائ��ر الغربية بما‬ ‫هو قوة عس��كرية غير نظامية‪ ،‬تحتاج‬ ‫إلى دولة مس��ؤولة عنها‪ ،‬وهذه الدولة‬ ‫كانت وال تزال الدولة السورية‪.‬‬ ‫من هنا إن أردنا تفسير االستنكاف‬ ‫األميركي ع��ن التدخل العس��كري في‬ ‫س��وريا‪ ،‬فهو ع��دم وجود بدي��ل جاهز‬ ‫لتلك المهمات‪ .‬أضف إلى هذا أن اإلدارة‬ ‫األميركي��ة أفادت م��ن تجرب��ة العراق‬ ‫م��ن حيث س��لبيات حل الجي��ش فباتت‬

‫حريص��ة على بق��اء الجيش الس��وري‬ ‫متماس��كا‪ ،‬كم��ا عبّ��ر ع��ن ذل��ك وزير‬ ‫الدفاع بانيتا غير مرة‪.‬‬ ‫م��ن جه��ة ثاني��ة‪ ،‬ل��و افترضنا أن‬ ‫المخطط��ات األميركية والغربية ترمي‬ ‫إل��ى تدمير س��وريا برمته��ا وتجزئتها‪،‬‬ ‫ش��عبًا إن ل��م يك��ن كيان��ًا‪ ،‬كم��ا يقول‬ ‫أصح��اب نظرية «المش��روع األميركي‬ ‫اإلس��رائيلي » و«الش��رق األوس��ط‬ ‫الجدي��د»‪ ،‬فقد تولى النظام بذاته هذه‬ ‫المهم��ة وق��د فاقت مخيلته ف��ي القتل‬ ‫وتدمي��ر أكث��ر العق��ول الش��ريرة ف��ي‬ ‫واش��نطن‪ .‬الس��ؤال‪ :‬لماذا ل��م يتصالح‬ ‫النظ��ام مع ش��عبه ب��د ًال م��ن أن يعتبر‬ ‫معارضيه عمالء للخارج؟ فيرد بمكابرة‬ ‫قاتلة بأنه يؤثر أن يفاوض أسيادهم ال‬ ‫أن يفاوضهم؟‬ ‫لس��ائل أن يس��أل‪ :‬وكيف تفسّ��ر‬ ‫والحالة هذه الضربة اإلس��رائيلية؟ إنها‬ ‫بداي��ة التدخ��ل ف��ي الصراع الس��وري‬ ‫بأه��داف واضح��ة‪ :‬إضع��اف الق��درة‬ ‫القتالي��ة الس��ورية‪ ،‬والس��عي للقضاء‬ ‫عل��ى م��ا تمتلك��ه س��وريا م��ن س�لاح‬ ‫كيميائي وأس��لحة صاروخية متطورة‪،‬‬ ‫وطبع��ًا وقف إمداد حزب اهلل بالس�لاح‪.‬‬ ‫ويمك��ن أن يضاف إلى ذل��ك من قبيل‬ ‫االستباق‪ ،‬مجابهة نمو القوى الجهادية‬ ‫داخل المعارضة المس ّلحة (بناء شريط‬ ‫مكهرب على الحدود)‪.‬‬ ‫هن��ا أرغ��ب بالتحذير م��ن منطق‬ ‫تقدي��م التن��ازالت وبي��ع المواقف‪ ،‬وقد‬ ‫طغ��ى عل��ى مواق��ف بع��ض قي��ادات‬ ‫المعارض��ة على أمل اقتناص ش��رعية‬ ‫أميركية بواسطة تنازالت ذات وجهين‪.‬‬ ‫هن��اك الحديث ع��ن اس��تعادة الجوالن‬ ‫المحتل والمضموم بالطرق السياسية‬ ‫بمس��اعدة «أصدقائن��ا األميركي��ان‬ ‫والفرنس��يين» وكأن النظ��ام س��عى‬ ‫الس��تعادتها بالوس��ائل العس��كرية!‬ ‫يج��ري بذل��ك التخلي عن حق الش��عب‬ ‫الس��وري في اس��ترداد أرض��ه المحتلة‬ ‫والمضموم��ة بواس��طة الس�لاح وه��و‬ ‫ح��ق تكفل��ه كل المواثي��ق الدولي��ة‬ ‫وقرارات مجلس األمن‪ .‬ويجري توهيم‬ ‫النفس واآلخرين بأن إسرائيل نتنياهو‬ ‫وليبرمان والمس��توطنين سوف تتنازل‬ ‫ع��ن الج��والن إذا ما أزيح نظ��ام البعث‬ ‫والحكم الفردي‪.‬‬ ‫| من��ذ فت��رة ومصطل��ح "الث��ورة‬ ‫الس��ورية" لم يعد ه��و الرائج في أدبيات‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫أسبوعية‬

‫| | كان عه��د بش��ار األس��د عه��د‬ ‫إعادة الهيكل��ة النيوليبرالي��ة وتفكيك‬ ‫رأس��مالية الدولة (عهد أبي��ه) وتقديم‬ ‫تنازالت أساس��ية في تركيب االقتصاد‬ ‫الس��وري بناء على توجيه��ات صندوق‬ ‫النق��د الدول��ي‪ .‬وف��ي ظل��ه‪ ،‬انتق��ل‬ ‫االقتصاد السوري من قاعدته الزراعية‬ ‫الصناعي��ة إل��ى الخدماتي��ة المالي��ة‬ ‫والعقاري��ة واالس��تيرادية والمافوي��ة‬ ‫تتربع على رأس��ها طغمة م��ن األقارب‬ ‫والمحس��وبين‪ .‬أعتق��د أن ه��ذا كاف‬ ‫لتفس��ير بروز البطالة وانهيار الزراعة‬ ‫ونمو الفوارق الطبقية وانتش��ار أنماط‬ ‫م��ن االس��تهالك المرئ��ي ف��ي المدن‪،‬‬ ‫وبالتالي أعتقد أن ما حدث في س��ورية‬ ‫ال يختل��ف بهذا المعن��ى عما حصل في‬ ‫مصر وتونس واليمن‪.‬‬ ‫دعني اع ّل��ق على ث��ورة الكرامة‪.‬‬ ‫أفه��م كلي��اً أن يعل��و ه��ذا المصطل��ح‬ ‫بعد أربعة عقود م��ن االمتهان اليومي‬ ‫للكرامة اإلنس��انية ف��ي تعاطي نظام‬ ‫م��ع ش��عبه‪ .‬ولك��ن أري��د أن أتصور أن‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫| | األكيد عن��دي أن ما يجري في‬ ‫س��وريا وس��واها من األقط��ار العربية‬ ‫هو ثورة‪ .‬ث��ورة تُعبر عن أزمة عميقة‬ ‫في المجتمع��ات المعنية اقتضت نزول‬ ‫ماليين إلى الش��ارع للمطالبة بالتغيير‬ ‫واستدعت استعدادات ضخمة للتضحية‬ ‫من أجل هذا التغيير وصو ًال إلى تحمّل‬ ‫مس��ؤولية "إس��قاط األنظم��ة"‪ .‬وهي‬ ‫ثورة ألنها تعبر عن اس��تحالتين‪ :‬هناك‬ ‫حكام لم يعد بإمكانهم االس��تمرار في‬ ‫الحكم‪ .‬وهناك ش��عوب ل��م تعد تطيق‬ ‫حكمه��م‪ .‬ناهي��ك ع��ن أنها ث��ورات ال‬ ‫تخف��ي أس��بابها‪ :‬البطالة‪ ،‬االس��تبداد‪،‬‬ ‫الفوارق االجتماعي��ة‪ ،‬االمتهان لكرامة‬ ‫المواط��ن واإلنس��ان‪ .‬وه��ي تجه��ر‬ ‫بأهدافه��ا في المقاب��ل‪" :‬عمل‪ ،‬حرية‪،‬‬ ‫عدالة اجتماعية‪ ،‬كرامة إنسانية"‪.‬‬ ‫والث��ورات رد عل��ى م��أزق أنظمة‬ ‫االستبداد العربية كلها ‪ -‬ملكية ساللية‬ ‫أو جمهورية ‪ -‬ألن ش��رعيتها الخارجية‬ ‫مهتزة وشرعيتها الداخلية مفقودة‪ .‬لم‬ ‫تعد تؤمّ��ن لجمهورها الحد األدنى من‬ ‫الخدم��ات وأنم��اط التوزي��ع االجتماعي‬ ‫التي كان��ت تؤمنها س��ابقا‪ ،‬وقد فقدت‬ ‫إل��ى ذل��ك ش��رعياتها المس��تمدة م��ن‬ ‫أدواره��ا في التح��رر الوطن��ي والنزاع‬ ‫العربي اإلسرائيلي‪ .‬قلتُ سابقا وأكرر‬ ‫أن عظمة الش��عب الس��وري تكمن في‬ ‫أنه لم يخطئ وطني��اً‪ .‬فهو لم يثر ضد‬ ‫نظامه حين كان النظام والبلد مهددين‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫الصحاف��ة العالمي��ة‪ ،‬وال حت��ى مصطلح‬ ‫"األزمة الس��ورية"‪ ،‬هناك استخدام واسع‬ ‫لمصطل��ح "الح��رب األهلي��ة"‪ .‬ومؤخ��راً‬ ‫يتراف��ق ه��ذا االس��تخدام م��ع التركي��ز‬ ‫عل��ى البع��د الطائف��ي للص��راع‪ .‬ذكرت‬ ‫األمم المتحدة ذلك ف��ي تقرير أخير‪ .‬في‬ ‫المقابل هناك ش��عور بالمرارة لدى قسم‬ ‫كبير من الس��وريين وهم يشهدون كيف‬ ‫يخت��زل مخاضهم في ه��ذه التوصيفات‪.‬‬ ‫كيف تنظر إلى هذا األمر؟‬

‫أثناء الغزو األميرك��ي على العراق‪ .‬ثار‬ ‫بعدما انسحبت جيوش أميركا وحلفائها‬ ‫من العراق‪ .‬ترافق االنسحاب األميركي‬ ‫من العراق مع فش��ل النظام الس��وري‬ ‫ف��ي أن يكون ل��ه موطيء ق��دم داخل‬ ‫النظام الجديد بالتعاون مع الس��عودية‬ ‫وتركيا عن طري��ق ترئيس إياد عالوي‬ ‫وكتلت��ه على مجل��س ال��وزراء‪ .‬قضت‬ ‫تس��وية أميركي��ة إيراني��ة بالتجدي��د‬ ‫لنوري المالكي وتحالف أحزاب الشيعية‬ ‫السياسية التي يمثل‪.‬‬ ‫هذه أنظمة استبدادية زاد منسوب‬ ‫قمعه��ا م��ع س��طوة العولم��ة وفرض‬ ‫النيوليبرالي��ة تدريجيًا عل��ى المنطقة‬ ‫وتق ّلص ما تقدمه لشعوبها في المجال‬ ‫االجتماع��ي‪ .‬ال يوج��د بل��د عربي واحد‬ ‫تح��رك ف��ي إط��ار الث��ورات الجارية إال‬ ‫وانطلق م��ن معارضة رفع الدعم على‬ ‫المحروق��ات والس��لع الغذائي��ة‪ ،‬أو ضد‬ ‫ارتف��اع كلفة المعيش��ة إل��ى أن وصل‬ ‫الح��راك‪ ،‬نظراً ل��ردود فعل الس��لطات‬ ‫القائمة‪ ،‬إل��ى طرح التغيير السياس��ي‬ ‫الجذري بواسطة إسقاط النظام‪.‬‬ ‫لعلن��ا نس��تثني الحالة الس��ورية‪،‬‬ ‫حي��ث الحض��ور األمن��ي الكاس��ح ل��م‬ ‫يس��مح بالتعبير الواض��ح عن االحتجاج‬ ‫االجتماع��ي ب��ل ب��دأ بأبس��ط الحقوق‬ ‫والحري��ات الديمقراطي��ة‪ :‬إلغ��اء حال��ة‬ ‫الطواريء‪ .‬لم يمن��ع ذلك من أن تكون‬ ‫الث��ورة الس��ورية‪ ،‬عميق��ة المحت��وى‬ ‫الطبق��ي واالجتماع��ي بوصفه��ا ثورة‬ ‫س��كان األط��راف والريفيي��ن والفقراء‬ ‫والمهَمش��ين وأبناء الضواحي الفقيرة‬ ‫حول الم��دن الرئيس��ة‪ .‬منه��ا انطلقت‬ ‫الثورة وانتقلت إل��ى المدن والعاصمة‪.‬‬ ‫دون شك فإن فئات واسعة من الطبقة‬ ‫الوس��طى ومن الش��باب عموم��اً‪ ،‬ومن‬ ‫البرجوازية المهاجرة‪ ،‬ش��اركت بأشكال‬ ‫مختلف��ة ف��ي الح��راك‪ .‬إال أن الطاب��ع‬ ‫الش��عبي العمي��ق ه��و ما يزال يس��م‬ ‫الثورة السورية‪.‬‬

‫| لك��ن هن��اك فئ��ات واس��عة من‬ ‫جمهور الثورة السورية‪ ،‬يرفض تصنيفها‬ ‫بكونه��ا ث��ورة أط��راف‪ ،‬وبش��كل خاص‬ ‫يرف��ض إخضاعه��ا لق��راءة تس��تند إلى‬ ‫الص��راع الطبقي‪ ،‬أو كونها ثورة محركها‬ ‫باألس��اس اقتص��ادي‪ .‬ودعن��ا نتذكر أن‬ ‫عموم الس��وريين يفضلون ذكر ثورتهم‬ ‫عل��ى أنه��ا "ث��ورة الكرام��ة"‪ ،‬ال ب��ل أن‬ ‫هناك ش��عارات عدة تم رفعها في األيام‬ ‫األول��ى‪ ،‬وف��ي ضواحي الم��دن واألرياف‬ ‫تحدي��داً‪ ،‬تذكر بأنها ليس��ت ثورة جياع‪،‬‬ ‫أو ليس��ت انتفاضة قائمة على متطلبات‬ ‫اقتصادي��ة‪ .‬كان هناك رف��ض مبكر ألي‬ ‫ترضيات اقتصادية‪ .‬أذكر هذا ليس فقط‬ ‫تعقيباً على توصيفك األخير‪ ،‬ولكن ألنك‬ ‫أس��هبت في ش��رح هذا في تحليل سابق‬ ‫لك عن مناهض��ة النيوليبرالية بوصفها‬ ‫المحرك األساس في الحراك الشعبي‪.‬‬

‫ثورة الكرامة انتصرت‪ ،‬فما هو برنامج‬ ‫المعارض��ة لح��ل مش��كالت الش��عب‬ ‫الس��وري بناء على وحداني��ة الكرامة؟‬ ‫أليس��ت البطالة امتهاناً لكرامة األفراد‬ ‫والجماع��ات أيض��ا؟ وم��اذا ع��ن الفقر‬ ‫واإلفقار‪ ،‬هل يتعايش��ان م��ع الكرامة؟‬ ‫ثم أليس انس��داد األفق أمام الش��باب‬ ‫ذروة التحقي��ر للقيم��ة اإلنس��انية‬ ‫لإلنسان؟‬ ‫أال يوج��د ص��راع طبق��ي ف��ي‬ ‫الث��ورة الس��ورية؟ قل لي‪ :‬أبن��اء أرياف‬ ‫حل��ب المس��لحين ف��ي الجي��ش الح��ر‬ ‫والتنظيم��ات الجهادي��ة أال يمارس��ون‬ ‫مقادي��ر علني��ة وخفي��ة م��ن انتق��ام‬ ‫الفالحي��ن والمزارعي��ن م��ن المدينة‪،‬‬ ‫وه��ي موطن م�لاك األراض��ي والتجار‬ ‫والمرابي��ن؟ ألي��س ه��ذا م��ن وج��وه‬ ‫الص��راع بي��ن الري��ف والمدين��ة وبين‬ ‫الفق��راء والميس��ورين؟ وعندما يقول‬ ‫رئي��س الدول��ة الس��ورية لمرافقي��ه‬ ‫وزواره انه ال ب��أس من تدمير ضواحي‬ ‫دمش��ق فس��وف يبني لهم مدناً حديثة‬ ‫مكانها‪ ،‬أال يمارس االس��تعالء الطبقي‬ ‫بل االس��تئصالية الطبقي��ة ضد الفقر‬ ‫والفقراء باسم الحداثة والنظافة؟‬ ‫ف��ي كل األح��وال أن��ا وضع��تُ‬ ‫العوامل االقتصادي��ة واالجتماعية في‬ ‫موقعه��ا وف��ي عالقته��ا من السياس��ة‬ ‫والمس��ألة الوطني��ة ب��ل واألدوار‬ ‫اإلقليمي��ة‪ .‬أعتق��د أن اهتراء ش��رعية‬ ‫هذه األنظمة في الشأن الوطني وفيما‬ ‫كان��ت تقدمه م��ن خدم��ات اجتماعية!‬ ‫دفع إلى الواجهة مأس��اة جيل الش��باب‪،‬‬ ‫ف��ي منطقة تحم��ل رقمين قياس��يين‬ ‫عالميين‪ :‬أعلى نس��بة بطال��ة‪ ،‬وأعلى‬ ‫نسبة من الشباب بالنسبة إلى السكان‪.‬‬ ‫فالرد على ش��عار "خب��ز وحرية"‪،‬‬ ‫بالق��ول أننا نحتاج حري��ة وليس خبزاً‪،‬‬ ‫س��ذاجة اس��تثنائية‪ .‬حتى ال أق��ول انه‬ ‫تعبي��ر عن موق��ع طبقي يري��د تمويه‬ ‫الحاجات المادي��ة والحقوق االجتماعية‬

‫‪17‬‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫للمواطني��ن‪ .‬أم��ا أن تك��ون الجماهي��ر‬ ‫الفقي��رة ف��ي األري��اف والم��دن تري��د‬ ‫الحري��ة‪ ،‬وق��د أثبت��ت ذل��ك بالدم��اء‬ ‫والتضحي��ات الغالي��ة‪ ،‬عل��ى عك��س‬ ‫النظريات القائلة بارتباط الديمقراطية‬ ‫بالطبقات الوس��طى المديني��ة‪ ،‬فألنها‬ ‫ه��ي المدخل الرئيس لكي تتدخل تلك‬ ‫الجماهي��ر ف��ي الحياة العام��ة ولتقرير‬ ‫مصيره��ا بنفس��ها وف��رض مطالبه��ا‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫| أعود لسؤالي عن الثورة السورية‪،‬‬ ‫وص��راع المصطلح��ات ح��ول توصيفها‪.‬‬ ‫كيف تراها أنت؟‬ ‫| | أك��رر‪ :‬هي ث��ورة ألنها تطمح‬ ‫إل��ى تغيي��ر ج��ذري في الس��لطة وفي‬ ‫المجتمع‪ ،‬ألنها تعبّر عن مآزق ش��املة‬ ‫ف��ي هذين المجالين وع��ن تفويت كل‬ ‫فرص اإلصالح‪ .‬وه��ي تقول بوضوح‪:‬‬ ‫أن المدخ��ل إلى أي تغيير يب��دأ بتغيير‬ ‫النظ��ام السياس��ي بالق��وة والعنف إن‬ ‫لم ينجح الضغط الس��لمي‪ .‬وهي ثورة‬ ‫تقدم أسبابها وأهدافها في ذات الوقت‪،‬‬ ‫فهي تن��ادي بالعمل والحري��ة والعدالة‬ ‫االجتماعية والكرامة اإلنسانية‪.‬‬ ‫لكن البحث ف��ي التعريفات يتعقد‬ ‫بس��بب النقاش حول موضوع س��لمية‬ ‫‪ /‬عسكرية‪ .‬تعس��كرت الثورة الشعبية‬ ‫الس��لمية في س��وريا لسبب رئيس هو‬ ‫لج��وء النظ��ام إل��ى القم��ع األمني ثم‬ ‫الحرب العسكرية ضدها‪ .‬أتفهم‬ ‫الخش��ية م��ن االعت��راف بأنه��ا‬ ‫تتح��ول إل��ى ح��رب أهلي��ة‪ .‬هذا‬ ‫مشروع العتبار‬ ‫رفض‬ ‫ناجم عن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الطرفي��ن المتقاتلي��ن عس��كريًا‬ ‫متس��اويين في المس��ؤولية عن‬ ‫العن��ف م��ا يعني تناس��ي الحرب‬ ‫التي يش��نها النظام على ش��عبه‬ ‫ورفض��ه أي تن��ازل أو إص�لاح‬ ‫أو ح��وار‪ ،‬وبالتال��ي طم��س األس��باب‬ ‫الفعلي��ة لالحتج��اج الش��عبي والثورة‪.‬‬ ‫لك��ن الحقيق��ة أن هن��اك س��وريين‬ ‫يقتلون بعضهم البعض‪ .‬وهي حقيقة‬ ‫مؤس��فة بل فاجعة ال يمك��ن نكرانها‪.‬‬ ‫واالعت��راف ب��آن م��ا يجري في س��وريا‬ ‫هو ح��رب أهلية يصطدم بعقبة ثانية‪.‬‬ ‫فاالعت��راف بوج��ود حرب أهلي��ة يعني‬ ‫القب��ول ب��أن الطابع الغال��ب عليها هو‬ ‫الطابع الطائفي‪.‬‬ ‫| م��ن متابعتك للواقع العياني‪ ،‬هل‬ ‫كان باإلم��كان أص�ل ًا تجن��ب اللجوء إلى‬ ‫المقاومة المس��لحة‪ ،‬مع العلم المس��بق‬ ‫ببعض نتائجها السلبية؟‬ ‫| | ل��م يك��ن الخي��ار العس��كري‬ ‫خياراً‪ ،‬كان رداً على الحرب التي ش��نّها‬ ‫النظام على الش��عب المنتفض سلميًا‪.‬‬ ‫لك��ن دعن��ي أتوقف قلي ً‬ ‫ال عن��د مفهوم‬ ‫الس��لمية‪ .‬في س��وريا‪ ،‬كما في سواها‬ ‫من البل��دان الثائرة‪ ،‬نزلت أعداد غفيرة‬ ‫من السوريين إلى الشوارع وفي عموم‬ ‫البلد‪ ،‬تس��تخدم قوته��ا‪ ،‬أي قوة العدد‪،‬‬ ‫لتف��رض مطالبه��ا‪ .‬ف��ي ح��االت نادرة‬ ‫إل��ى اآلن‪ ،‬اس��تجاب الحاك��م أو النظام‬ ‫لمثل تلك الضغوط‪ .‬المغرب مثال على‬ ‫ذلك‪ ،‬بغ��ض النظ��ر عن رأين��ا بحدود‬ ‫تل��ك اإلصالحات‪ .‬ولنتذكر أن ممارس��ة‬ ‫ضغ��ط الجماهي��ر بالق��وة العددية قد‬ ‫يس��تدعي االعتق��االت والصدام��ات مع‬

‫قوى األمن‪ ،‬قد تتط��ور ليحاول النظام‬ ‫ال��زج بالجي��ش‪ ،‬كما حدث ف��ي مصر‪،‬‬ ‫ولك��ن الجي��ش ف��ي مصر توق��ف عند‬ ‫ح��دود واضحة‪ ،‬له��ا عالق��ة بمصالحه‬ ‫أو ًال‪ ،‬فالنظ��ام نظ��ام عس��كري ف��ي‬ ‫نهاي��ة المط��اف‪ ،‬وكانت قيادت��ه أص ً‬ ‫ال‬ ‫عل��ى خالف ش��ديد م��ع الرئي��س حول‬ ‫موض��وع التوري��ث‪ ،‬فاخت��ار الجي��ش‬ ‫التضحية بالرئيس ف��ي محاولة إلنقاذ‬ ‫مكان��ة الجي��ش ودوره ف��ي االقتص��اد‬ ‫والسياسية‪ ،‬وإنقاذ النظام عمومًا‪.‬‬ ‫في سوريا حضرتْ قوة جماهيرية‬ ‫هائل��ة لم يحتش��د مثلها ف��ي تاريخها‬ ‫الحديث‪ ،‬تم��ت مواجهتها بحل أمني ثم‬ ‫عسكري‪ ،‬فانتقلت قطاعات واسعة من‬ ‫ق��وى االحتجاج الس��لمي إل��ى الضغط‬ ‫بواسطة الس�لاح‪ .‬جندي رفض إطالق‬ ‫الن��ار عل��ى متظاهري��ن‪ ،‬ت��م إعدامه‬ ‫ميدانيًا‪ ،‬انشق رفاقٌ له وفرّوا وكونوا‬ ‫مجموع��ات مس��لحة مقاوم��ة وه��م‬ ‫المه��ددون بموت حتم��ي‪ .‬وفي الحراك‬ ‫المدن��ي‪ ،‬بعد أرب��ع أو خمس أفواج من‬ ‫كوادر التنس��يقيات ق��د اعتقلت وزجت‬ ‫ف��ي الس��جون وتعرّض��ت للتعذي��ب‪،‬‬ ‫بعضه��م ح��د الم��وت‪ ،‬يق��ول أحدهم‬ ‫ممن لم يعتق��ل أو يقتل بعد‪ :‬خيرٌ لي‬ ‫أن أم��وت وأن��ا أقاتل عل��ى الموت تحت‬ ‫التعذيب‪ .‬إذن العسكرة هي وليدة قرار‬ ‫النظ��ام ال��رد عل��ى الضغط الش��عبي‬ ‫بالعنف الس��لطوي‪ ،‬ما اس��تدرج العنف‬ ‫األهلي المقابل‪.‬‬

‫وطني��اً‪ ،‬وأن ال تعتبر نفس��ها مديونة‪،‬‬ ‫فالحقيقة أنها ه��ي الدائنة ألن الحكام‬ ‫الذي��ن يس��اندونها يفعل��ون ذلك لمنع‬ ‫الث��ورات ف��ي بالده��م‪ ،‬ومن��ع انتقال‬ ‫العدوى الثورية إل��ى جماهير بالدهم‪،‬‬ ‫ولن يمنعوها‪.‬‬ ‫| هل تنته الثورة تماماً حين تتحول‬ ‫في أحد أوجهها إلى صراع أهلي؟ وبرأيك‬ ‫توصيف الحرب األهلية الذي بات ش��ائعاً‬ ‫في أدبيات الميديا وكذلك المؤسس��ات‬ ‫ومراكز البح��ث الغربية‪ ،‬هل هو توصيف‬ ‫موضوعي لواقع الحال؟‬ ‫| | كال‪ ،‬ال تنته��ي الث��ورة حي��ن‬ ‫تتح��ول في أحد مس��اراتها إل��ى اقتتال‬ ‫أهل��ي‪ .‬معظ��م الث��ورات أفض��ت إل��ى‬ ‫ح��روب أهلية‪ ،‬أحببنا ذل��ك أم لم نحب‪.‬‬ ‫يج��ب االس��تدراك بالق��ول‪ :‬أن ع��دم‬ ‫اس��تخدام مصطل��ح ح��رب أهلي��ة ال‬ ‫يعني إنكار وجود فريقين عس��كريين‬ ‫يتقات�لان لينتصر واحدهم��ا على آخر‪،‬‬ ‫أو ليس��تنزفه فينته��ي بهم��ا األمر إلى‬ ‫تسوية ما‪.‬‬ ‫ما أخش��اه هو أن تسير األمور في‬ ‫سوريا باتجاه حل من النمط الطائفي‪،‬‬ ‫إذ أن معظم القوى الخارجية المتدخلة‬ ‫تتش��ارك في رواية طائفي��ة‪ ،‬علنية أو‬ ‫مضمرة‪ ،‬للتس��وية والح��ل‪ .‬هنا الخطر‬ ‫الكبي��ر‪ .‬أث��ارت فك��رة تنح��ي الرئيس‬ ‫والمرحلة االنتقالي��ة البحث في الهوية‬

‫�أن املدخل �إىل �أي تغيري يبد�أ بتغيري النظام ال�سيا�سي‬ ‫بالقوة والعنف �إن مل ينجح ال�ضغط ال�سلمي‪ .‬وهي ثورة‬ ‫تقدم �أ�سبابها و�أهدافها يف ذات الوقت‪ ،‬فهي تنادي بالعمل‬ ‫واحلرية والعدالة االجتماعية والكرامة الإن�سانية‪.‬‬ ‫لي��س عل��ى الث��وار الس��وريين‬ ‫االعت��ذار م��ن أح��د وال تضيي��ع الوقت‬ ‫بالتبرير ح��ول إهمال الس��بل األخرى‪.‬‬ ‫علم��ًا أن هذا الش��عب العظي��م ال يزال‬ ‫يتظاهر كلما سنحت له الفرصة ليؤكد‬ ‫حضوره واس��تعداده الس��لمي‪ .‬الشيء‬ ‫الوحي��د ال��ذي يحت��اج إلى تفس��ير هو‬ ‫الموقف من التمويل والدعم الخارجي‪.‬‬ ‫من عاش الظروف التي عاشها المواطن‬ ‫والمواطنة الس��ورية‪ ،‬وش��هد كل هذا‬ ‫القهر والقتل فاضطر إلى حمل السالح‪،‬‬ ‫سيبحث عن السالح في كل االتجاهات‪.‬‬ ‫والنظام الذي دفع السوريين إلى حمل‬ ‫الس�لاح ه��و من دفعه��م إل��ى القبول‬ ‫بتمويل العمل المس�� ّلح‪ .‬وليس سراً أن‬ ‫الثورات المسلحة تلزمها كلفة مالية ال‬ ‫عالقة لها باإلمكانات الداخلية للش��عب‬ ‫المعني‪.‬‬ ‫السؤال الحيوي في وجه المعارضة‬ ‫الس��ورية هو كيف يمكن تلقي الدعم‬ ‫من المصادر التي تمدّ الثورة ومحاولة‬ ‫اإلبق��اء عل��ى القرار الوطني الس��وري‬ ‫المس��تقل ف��ي آن مع��اً؟ ه��ي معادلة‬ ‫صعب��ة ولكنه��ا ليس��ت مس��تحيلة‪ .‬إذ‬ ‫يج��ب النظر إلى تلك األم��وال بما هي‬ ‫ديون للتأثير الحقاً بالس��لطة السورية‬ ‫الجديدة حتى ال نقول السترهانها‪.‬‬ ‫ال شك أن الوضع في سوريا أًصعب‬ ‫من حيث تدخل الق��وى الخارجية‪ .‬لكن‬ ‫هذا مُبرر أكبر ألن تتش��دد المعارضة‬

‫المذهبية للرئي��س وتلك التي لرئيس‬ ‫ال��وزراء وهل��مّ ج��را‪ .‬وذلك ب��د ًال من‬ ‫أن يك��ون البحث في مؤتمر تأسيس��ي‬ ‫وإع��ادة صياغ��ة للدس��تور وطبيع��ة‬ ‫النظ��ام والقواني��ن بناء عل��ى ما ظهر‬ ‫م��ن مش��كالت حقيقي��ة‪ .‬والسياس��ة‬ ‫األميركي��ة لم تغيّر عادتها في توريط‬ ‫الليبراليي��ن باألوه��ام والتخل��ي دوم��ا‬ ‫عنه��م لصالح اإلس�لاميين‪ .‬أين ذهبت‬ ‫الفزاع��ة اإلس�لامية الي��وم؟ تت��ذرع‬ ‫السياس��ة األميركي��ة باإلس�لاميين‬ ‫الذين يتقلدون السلطة على اعتبار أن‬ ‫اإلس�لام الوس��طي حاجز ضد اإلسالم‬ ‫المتطرف والجهادي‪.‬‬ ‫| هل ت��رى احتماالت لحرب طائفية‬ ‫في سوريا؟‬ ‫| | كال‪ ،‬م��ا أخش��اه ه��و حل��ول‬ ‫ذات صبغ��ة طائفي��ة‪ .‬لك��ن قب��ل ذلك‬ ‫أري��د أن أتوق��ف عن��د كلم��ة طائفي‪،‬‬ ‫ول��ي ف��ي ه��ذا خ�لاف م��ع األصدق��اء‬ ‫الس��وريين وغي��ر الس��وريين‪ .‬أعتق��د‬ ‫أن إن��كار الطائفي��ة قي��د التنفي��ذ هو‬ ‫أفضل طريقة لتكريس��ها‪ .‬التصرف مع‬ ‫الطائفيّ��ة على أنها آف��ة ولوثة ودليل‬ ‫تخ ّلف وفتنة ال نحب الكالم عنها ونضع‬ ‫المف��ردة ذاته��ا بين مزدوجي��ن‪ ،‬يعني‬ ‫أن ننكره��ا وال نفس��رها‪ .‬أم��ا نس��بة‬ ‫الطائفي��ة دوم��اً إل��ى اآلخ��ر الخارجي‬ ‫واعتبارها دائم��اً جريرة اآلخر‪ ،‬فهذا لن‬

‫يسمح بمعالجتها‪ .‬حقيقة األمر هو أنه‬ ‫توجد مس��ألة طائفية‪ ،‬عندما تش��تبك‬ ‫مواقع جماعات‪ ،‬بم��ا هي جماعات‪ ،‬في‬ ‫مواقع االمتي��از أو الحرم��ان من الحياة‬ ‫السياس��ية واالقتصادي��ة واالجتماعية‬ ‫والثقافيّ��ة‪ .‬وال أع��رف ف��ي التاريخ وال‬ ‫في الواق��ع الراهن حالة تش��كلت فيها‬ ‫مس��ألة طائفية أو مذهبي��ة أو جهوية‬ ‫أو قومي��ة أو إثني��ة أو قبلي��ة‪ ،‬أي جرت‬ ‫االس��تعانة بهذه التركيب��ات األهلية أو‬ ‫االرتداد إليها أو إعادة إنتاجها إال وتغذت‬ ‫تلك المس��ارات من تف��اوت أو تمايز أو‬ ‫امتيازات أو حرمان تتعلق بست مجاالت‬ ‫أوجزه��ا هن��ا بم��ا ه��ي رؤوس أق�لام‬ ‫للقياس فقط‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬التف��اوت بي��ن جماع��ات من‬ ‫حيث الموقع من السلطة السياسية‪ ،‬أي‬ ‫م��ن التحكم بعالقات القوة والقرار في‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫ثاني��ًا‪ :‬التف��اوت ف��ي اإلمس��اك‬ ‫بالس��لطة األمني��ة والعس��كرية (قرار‬ ‫اس��تخدام العنف) أو الحض��ور فيها بما‬ ‫يفي��ض أو يقصّر عن نس��بة الجماعة‬ ‫إلى السكان‪.‬‬ ‫ثالث��ًا‪ :‬التف��اوت والتماي��ز‪ ،‬وم��ا‬ ‫يقابلهم��ا من حرمان‪ ،‬ف��ي الموقع من‬ ‫موارد الدولة ومن خدماتها ووظائفها‪.‬‬ ‫رابع��ًا‪ :‬التماي��ز والف��روق بي��ن‬ ‫الطوائف من حيث آليات توزيع الثروة‪.‬‬ ‫خامسًا‪ :‬التفاوت المناطقي بذاته‪،‬‬ ‫خصوصاً عندم��ا تكون للمناطق‬ ‫ألوان طائفية محددة‪.‬‬ ‫سادس��ًا‪ :‬التفاوت في توزيع‬ ‫رأس الم��ال الثقاف��ي وف��رص‬ ‫تحصيل العلم‪.‬‬ ‫إذا ص��ح ذل��ك‪ ،‬األح��رى‬ ‫مقارب��ة هذه المس��ألة من زوايا‬ ‫إلغ��اء االمتي��ازات ولك��ن وف��ق‬ ‫معادل��ة صعب��ة ه��ي تش��ريع‬ ‫لمس��اواة الجميع في الفرص والحقوق‬ ‫السياس��ية والقانونية‪ .‬وه��ذا يجب أن‬ ‫يترافق م��ع التمييز اإليجابي للجماعات‬ ‫التي كانت ضحية الحرمان والمظلومية‬ ‫من جهة وإيجاد آليات وضوابط لحماية‬ ‫م��ن س��تلغى امتيازاته‪ .‬ف��ي المقابل‪،‬‬ ‫ما نش��اهده ونش��عر أنه قي��د التداول‬ ‫في س��وريا ه��و س��يناريو قري��ب من‬ ‫النم��وذج اللبنان��ي ح��ول مُحاصص��ة‬ ‫طائفي��ة‪ .‬وجدي��ر بالمالحظ��ة أن الحل‬ ‫اليمني‪ ،‬القائم على المبادرة الخليجية‬ ‫والمرع��ي أميركيًا‪ ،‬ع��وّض عن تنحي‬ ‫الرئي��س بتبرئت��ه من ثالث��ة وثالثون‬ ‫سنة من القتل واإلهدار والفساد‪.‬‬ ‫| ه��ذا يقودن��ي إل��ى س��ؤالك عن‬ ‫عقدة تواجه الث��ورة اليوم‪ ،‬هناك دعوات‬ ‫ومطالب��ات بتطمي��ن األقلي��ات‪ ،‬وف��ي‬ ‫المقاب��ل الث��ورة يجب عليها أن تس��عى‬ ‫إل��ى دولة حقوق ومواطن��ة ال تقوم على‬ ‫المُحاصصة وال تعد س��لفاً بأي امتيازات‬ ‫خارج دولة المواطنة المنش��ودة هذه‪ .‬أال‬ ‫يتعارض األمران؟‬ ‫| | ف��ي الحقيق��ة لم أس��مع ولم‬ ‫أرَ وض��وح كبي��ر يتعل��ق بكيفية جذب‬ ‫األقلي��ات فعلي��ًا ف��ي س��وريا‪ .‬صحي��ح‬ ‫على مس��توى الش��ارع كانت الشعارات‬ ‫الجامع��ة حاض��رة‪ ،‬لكن ل��م يكن األمر‬ ‫كذلك على مس��توى القوى السياسيّة‪.‬‬ ‫عل��ى الق��وى السياس��ية أن تعك��س‬


‫| هن��اك من يقول أن أفضل طريقة‬ ‫لطمأنة بعض ه��ذه المجموعات‪ ،‬يكمن‬ ‫ف��ي االنخ��راط المباش��ر والصري��ح في‬ ‫الثورة‪ .‬لعل هذا هو الطريق األقصر؟‬

‫| هل تعتق��د أن تغيير هذا الموقف‬ ‫مس��تحيل؟ حتى ل��و كان في ه��ذا األمر‬ ‫مصلحة للبنان أو ًال‬ ‫| | األصح الق��ول أنه من مصلحة‬ ‫لبنان وسوريا معاً أن ال يتدخل الطرفان‬ ‫اللبنانيان في األزمة الس��ورية‪ .‬فتدخل‬ ‫ق��وى ‪ ١٤‬آذار كبي��ر أيض��اً‪ ،‬ماليا وعلى‬ ‫مس��توى التس��ليح‪ .‬وحزب اهلل متسّلم‬ ‫جبهتين على األقل عبر الحدود السورية‬ ‫في منطقتي الزبداني والقصير‪.‬‬ ‫| وأنت الشديد الريبة بالموقف‬ ‫األميركي من الثورات العربية قاطبة‪،‬‬ ‫ومن األزمة الس��ورية بشكل خاص‪،‬‬ ‫وكذل��ك األمر بم��ا يتعل��ق بمواقف‬ ‫ال��روس وحلف��اء النظ��ام‪ .‬كيف ترى‬ ‫الس��بيل إلى تحقيق الس��وريين‪ ،‬في‬ ‫وحدته��م القاس��ية ه��ذه‪ ،‬أله��داف‬ ‫ثورته��م األساس��ية ف��ي الحري��ة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫| | ف��ي الب��دء أعتقد أنن��ا بحاجة‬ ‫لتبدي��د فك��رة العالق��ة الس��ببية‬ ‫األتوماتيكي��ة‪ .‬ث��م أن س��وريا الدول��ة‬ ‫والمجتم��ع س��وف تك��ون مُدم��اة‬

‫| | يج��ب ط��رح الس��ؤال على حزب‬ ‫اهلل وحلفائ��ه‪ .‬المس��ألة ليس��ت مس��ألة‬ ‫وعي‪ .‬إنه القبول بنظرة خارجية للصراع‬ ‫عل��ى ان��ه بي��ن معس��كرين إقليميي��ن‬ ‫ودوليي��ن واعتب��ار ح��زب اهلل منتمياً إلى‬ ‫احدهم��ا‪ .‬أضف إلى هذا أن تمس��ك حزب‬ ‫اهلل بتعوي��ذة المقاوم��ة يتزايد مع ضعف‬ ‫دور المقاوم��ة عمليًا ومع اضطرار الحزب‬ ‫إل��ى قيمة مُضافة يتمس��ك به��ا تغطية‬ ‫النتمائ��ه الخائب في السياس��ات الداخلية‬ ‫إلى النظام الطوائفي‪ ،‬ودوره في تجديده‬ ‫و«تثقيله»‪ ،‬ناهيك عن دوره في التغطية‬ ‫عل��ى السياس��ات االقتصادي��ة المعادي��ة‬ ‫للن��اس وحقوقه��م االجتماعي��ة األولي��ة‬ ‫وغضه النظر عن أنواع شتى من الفساد‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫| كيف ترى تأثيرات الوضع السوري‬ ‫على لبنان‪ ،‬في ضوء االنقسامات اللبنانية‬ ‫الداخلية من الثورة السورية؟‬

‫| لك��ن كي��ف تفس��ر ه��ذا اإلصرار‬ ‫من قب��ل فريق ‪ ٨‬آذار عل��ى دعم النظام‬ ‫الس��وري حتى اللحظة؟ رغم أنه بات جلياً‬ ‫أن س��وريا لن تعود إلى م��ا قبل ‪ ١٥‬آذار‬ ‫‪ ،٢٠١١‬ومهم��ا كان��ت نتائ��ج المخاض‬ ‫الراه��ن! تعترين��ي الدهش��ة م��ن ه��ذا‬ ‫اإلصرار! وكأن ال ش��يء تغي��ر بالفعل أو‬ ‫يمكن أن يتغير في سوريا‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫| | أنا لس��ت مع صيغة التطمين‪.‬‬ ‫وأفهم م��ن يقول رداً عل��ى ذلك‪ :‬كيف‬ ‫تطل��ب مني أن أطمئِ��ن مَن يذبحني؟‬ ‫الس��ؤال ه��و كي��ف نخ��رج م��ن ه��ذا‬ ‫المنطق خروجًا سياسيًا‪ .‬ال توجد أجوبة‬ ‫أو حل��ول جاه��زة‪ .‬لك��ن بالتأكي��د فإن‬ ‫الفك��ر القوم��ي االختزالي الس��ائد قد‬ ‫انتهى زمن��ه‪ .‬ومنطق إنكار المس��ائل‬ ‫الطوائفية يجرّ الكوارث‪.‬‬ ‫تعلمن��ا م��ن التجرب��ة اللبناني��ة‬ ‫الصعبة دروس��اً عن الحاجة إلى إحقاق‬ ‫حق��وق المواطن��ة بعد أن ج��رى إطغاء‬ ‫حق��وق الجماع��ات وحده��ا‪ .‬علم��ًا أن‬ ‫خمس عش��رة سنة من الحروب فرضت‬ ‫على الدس��تور اللبناني الجديد التوفيق‬ ‫بين نمطي التمثي��ل الفردي والجمعي‪،‬‬ ‫من خ�لال الدعوة إلى قيام مجلس��ين‪،‬‬ ‫واحد للمواطنين دون قيد طائفي‪ ،‬وثان‬ ‫وهو مجلس الش��يوخ تنتخبه الجماعات‬ ‫الطائفي��ة بما هي طوائ��ف‪ .‬وليس من‬ ‫قبيل الصدف��ة أن الطبقة الحاكمة في‬ ‫لبن��ان تح��ول دون تطبيق ه��ذه المواد‬ ‫الدستورية منذ إقرارها العام ‪.1990‬‬ ‫ال أعتق��د أن دع��وة األقلي��ات إل��ى‬ ‫االنضم��ام للث��ورة هو الج��واب الكافي‪.‬‬ ‫عل��ى الث��ورة أن تعت��رف به��م أو ًال‬ ‫وباألساس��ي م��ن حقوقهم‪ .‬وه��ذه لن‬ ‫تك��ون باألصولي��ة الديمقراطي��ة التي‬ ‫تريد قسر الناس ضمن حقوق المواطنة‬ ‫وحده��ا دون تصحي��ح المظلومي��ات‬ ‫التاريخي��ة ودون االحتي��اط لع��دم تولد‬ ‫مظلومي��ات جدي��دة‪ .‬له��ذا أش��عر ب��أن‬ ‫المس��ألة الطائفية ال ت��زال تُقدّم على‬ ‫أنها مُحرمات بش��عة ومُخيفة في حين‬ ‫أنها أش��كال م��ن االمتي��ازات والحرمان‬ ‫قابل��ة للع�لاج إذا ت��م االعت��راف به��ا‪.‬‬ ‫والدع��وة إلى حرية ممارس��ة كل مكون‬ ‫م��ن مكونات الش��عب الس��وري لثقافته‬ ‫بحرية‪ ،‬الذي يرد في برامج المعارضات‬ ‫السورية‪ ،‬مقصّر عن حقيقة االمتيازات‬ ‫والحرمانات في غير موقع‪.‬‬

‫ومعطوبة بما فيه الكفاية بحيث سوف‬ ‫تُح��رَم م��ن لع��ب دور دول��ة الرعاية‬ ‫للبنان (رُب ضارةٍ نافعة)‪ .‬في المقابل‬ ‫يصعب توقع أن ينتصر طرف ويخس��ر‬ ‫طرف بش��كل واض��ح في لبن��ان‪ ،‬جراء‬ ‫ذلك‪ .‬ال ننسى بأن لبنان نظام برلماني‬ ‫غريب‪ ،‬مع أن قانون االنتخاب فيه يحدد‬ ‫س��لفاً نتائج االنتخاب‪ .‬وألقل مباش��رة‪،‬‬ ‫أن��ا المواط��ن اللبنان��ي لس��ت أرى إي‬ ‫انج��از إذا تغيرت األكثرية النيابية فحل‬ ‫معسكر ‪ ١٤‬محل معسكر ‪ ٨‬آذار وغلب‬ ‫في تش��كيل الحكومة‪ .‬اختبرنا االثنين‬ ‫ولم نحصد إال الكوارث من حيث ابسط‬ ‫الحقوق اإلنسانية والمواطنية‪ .‬‬ ‫فيم��ا يخ��ص موضوع ح��زب اهلل‬ ‫وسالحه‪ .‬إن جوهر الموضوع باعتقادي‬ ‫يتعلق بطبيعة الدولة السورية القادمة‬ ‫وسياس��ات حكوماته��ا‪ .‬ه��ل س��تنتهي‬ ‫حال��ة الع��داء بينه��ا وبي��ن إس��رائيل‬ ‫بمعاهدة سالم تس��تعيد فيها الجوالن‬ ‫أو بعض��ه؟ ل��و افترضن��ا ذل��ك ‪ -‬وه��و‬ ‫افتراض شبه مستحيل بعد الذي جرى‬ ‫في س��وريا وبعد هيمنة المستوطنين‬ ‫عل��ى السياس��ة اإلس��رائيلية ‪ -‬س��وف‬ ‫يكون مطلوباً من الحكومة الس��ورية‪،‬‬ ‫إقليمي��اً ودولياً‪ ،‬أن تُش��رك لبنان معها‬ ‫ف��ي التس��وية‪ .‬خ�لا ذل��ك‪ ،‬ال أرى أي‬ ‫س��بب لوج��ود حكومة س��ورية ليس��ت‬ ‫تتمسك بجيش��ها وبتنمية قدراتها في‬ ‫وجه إس��رائيل‪ .‬ألن يك��ون لها مصلحة‬ ‫والحالة هذه بأن يوجد إلى جانب سوريا‬ ‫لبنان قوي بوجه إس��رائيل؟ أما إذا كان‬ ‫االفت��راض ب��أن الس��لطة المُقبلة في‬ ‫س��وريا س��تنتقم من حزب اهلل‪ ،‬فلست‬ ‫اعتقد أن نوازع االنتقام تحدد سياسات‪،‬‬ ‫حتى في بالدن��ا العربية‪ ،‬أجيب أنها لن‬ ‫تمل��ك أص� ً‬ ‫لا اإلمكانية الفعلي��ة لذلك‪.‬‬ ‫يبق��ى احتم��ال وق��ف وصول الس�لاح‬ ‫لح��زب اهلل مفتوحا‪ .‬علم��ًا أن حزب اهلل‬ ‫ف��ي كل األح��وال قد دفع وه��و ال يزال‬ ‫يدفع ثمنًا باهظًا من ش��عبيته ونفوذه‬ ‫لوقوف��ه إلى جان��ب النظام الس��وري‪،‬‬ ‫عل��ى كاف��ة الصعد في لبنان وس��وريا‬ ‫والخ��ارج‪ .‬وقد انعك��س ذلك حتى على‬ ‫دوره في مقاومة إسرائيل‪.‬‬ ‫فيما يخص سالح حزب اهلل‪ ،‬ال أرى‬ ‫موقف وطني س��وري يعتبر أن إضعاف‬ ‫الق��درة الدفاعي��ة للبنان في��ه أي دعم‬ ‫وطن��ي لس��وريا‪ .‬ألول مرة ق��ي تاريخ‬ ‫العالق��ات اللبنانية اإلس��رائيلية هناك‬ ‫ق��وة رادع��ة لبناني��ة بوجه إس��رائيل‪،‬‬ ‫هل هذا ضد مصلحة س��وريا المقبلة؟‬ ‫الح��زب اآلن ق��وة مُس��لحة ال تم��ارس‬ ‫العمل المس�� ّلح‪ ،‬وإلى أن نصل إلى حل‬ ‫يقوم على وحدة قوتي الدفاع الوطني‪،‬‬ ‫إي الجهاز العس��كري للح��زب والجيش‬ ‫اللبناني‪ ،‬س��وف أظل اعتبر أن أس��لحة‬ ‫حزب اهلل‪ ،‬خصوص��ا الثقيلة‪ ،‬منها هي‬ ‫أسلحة للدفاع عن لبنان‪.‬‬ ‫لكن دعن��ي أختم هن��ا بالقول إن‬

‫مج��يء نظ��ام جدي��د إلى س��وريا ربما‬ ‫يمن��ح دفع وأم��ل لفئة م��ن اللبنانيين‬ ‫الذين سئموا االنقسام العبثي الفاشل‬ ‫والعاج��ز بي��ن ‪ 8‬و ‪ 14‬آذار‪ .‬وقد تعاقبا‬ ‫عل��ى الحك��م بالمقادي��ر نفس��ها م��ن‬ ‫الفساد والهدر والعجز‪.‬‬ ‫وهي مناسبة إلعالن الغضب الكبير‬ ‫على انحياز أوساط متزايدة من المعارضة‬ ‫الس��ورية إلى صف معس��كر ‪ 14‬آذار بما‬ ‫يستفز قوى واس��عة ليست منضوية في‬ ‫هذا المعسكر وال تُختزل قطعًا بمعسكر‬ ‫‪ ٨‬آذار ه��و اآلخر‪ .‬ومع ذلك اعتقد آن هذه‬ ‫القوى لن تيأس من المعارضة الس��ورية‬ ‫ولن تبني مواقفها تجاهها فقط اس��تناداً‬ ‫لهذا االنحياز‪ .‬أو انتقاماً منه‪.‬‬

‫| | ال توج��د حرك��ة تح��رر‬ ‫بالعال��م أنج��زت أهدافه��ا دون‬ ‫أن تُح��دث أث��را له��ا ف��ي البل��د‬ ‫المُس��تعمِر‪ ،‬أو ف��ي منظوم��ة‬ ‫الهيمن��ة العالمية الت��ي يرتبط بها‬ ‫ذلك البلد‪ .‬فيتش��كل فيه تيار يرى‬ ‫أن الرض��وخ لألمر الواق��ع والقبول‬ ‫باس��تقالل البلد المُس��تعمَر‪ ،‬بات‬ ‫م��ن مصلح��ة البل��د المس��تعمِر‬ ‫نفس��ه‪ .‬لم تنل الجزائر االستقالل‪ ،‬رغم‬ ‫فداح��ة التضحي��ات‪ ،‬إال بعد أن اس��تولدت‬ ‫ف��ي فرنس��ا تي��اراً مثلت��ه الديغولي��ة‪،‬‬ ‫فاوض على االس��تقالل وإنه��اء االحتالل‬ ‫عل��ى اعتبارها بات��ت ضرورة فرنس��ية‪.‬‬ ‫ق��د تلتقي مصالح حركة تح��رر أو حركة‬ ‫ثوري��ة مع موق��ف أميرك��ي أو غربي في‬ ‫مرحلة تاريخية معينة‪ .‬أو قد تفيد حركات‬ ‫التح��رر والث��ورات م��ن حي��اد أو إهم��ال‬ ‫السياسة األميركية لتقتنص انتصارا لها‪.‬‬ ‫لي��س هذا ه��و الح��ال عندن��ا‪ .‬ما‬ ‫تقوم به الوالي��ات المتحدة هو محاولة‬ ‫إنق��اذ األنظمة بتجديد جزئ��ي للنخب‪.‬‬ ‫والتجدي��د الجزئ��ي بالنس��بة لها مزيج‬ ‫م��ن النخ��ب القائم��ة‪ ،‬بما فيه��ا النخب‬ ‫العس��كرية‪ ،‬وم��ن النخب الرأس��مالية‬ ‫المؤمنة اإلس�لاموية‪ .‬بعد أربعين سنة‬ ‫وتضحيات ضخمة‪ ،‬بالكاد نجحت بضعة‬ ‫بل��دان ف��ي تغيي��ر رؤس��ائها وبع��ض‬ ‫قوانينها دون األساس��ي ف��ي أنظمتها‪.‬‬ ‫م��ن هن��ا يج��ب أن نتحل��ى بالح��ذر‬ ‫الش��ديد من صيغ الحل السياس��ي في‬ ‫س��وريا‪ .‬فب��دون إنه��اك ه��ذا النظ��ام‬ ‫وف��رض تن��ازالت كبي��رة علي��ه‪ ،‬فأنت‬ ‫أمام خلطة بعثية عس��كرية إس�لامية‬ ‫قادمة مفروضة عليك برعاية أميركية‬ ‫خليجي��ة‪ .‬هاجس��ي اآلخر هو الش��باب‪.‬‬ ‫أي��ن وماذا س��يكون دور الش��باب؟ هذه‬ ‫ث��ورة ش��باب أو ًال‪ .‬هاه��م يع��ودون‬ ‫بأشكال احتجاجية أو تنظيمية مختلفة‬ ‫في اليمن وتون��س ومصر‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يجعلنا نترقب موجة ثانية من الثورات‪.‬‬ ‫آن األوان للمعارضة غير اإلسالمية‬ ‫أن تبلور رؤيتها لمس��تقبل سوريا وان‬ ‫تمي��زه تميي��زاً واضحا ع��ن المعارضة‬ ‫اإلس�لامية‪ .‬م��ن غي��ر المقن��ع القول‪:‬‬ ‫«عندم��ا نصل إلى الس��لطة‪ ،‬نفكر في‬ ‫األمر»‪ .‬أتمنى على المعارضة السورية‬ ‫أن تستفيد من كم الدروس التي نراها‬ ‫ف��ي الثورات األخ��رى‪ ،‬وأن تجد طريقة‬ ‫تتجاوز فيه��ا الحليّن اللبناني واليمني‪.‬‬ ‫وأن تبتكر طريقة لتأمين حقوق األفراد‬ ‫بن��ا ًء عل��ى حك��م األكثرية السياس��ية‬ ‫وألخ��ذ حق��وق الجماع��ات واألقلي��ات‬ ‫باالعتبار في آن معًا‪ .‬ال مهرب من هذه‬ ‫االس��تحقاقات‪ .‬وغير صحيح بالمرة أن‬ ‫ننكر وجود مس��ألة طائفية في سوريا‬ ‫لمج��رد أنها كان��ت مكبوت��ة ومُدفونة‬ ‫باإلنكار واالدع��اء العلماني‪ .‬أضف إلى‬ ‫ذلك أن الح��رب والقت��ال والعنف ولاّ دة‬ ‫هويات وعصبيات قاتلة‪.‬‬ ‫وال يكف��ي اإلفادة م��ن التجربتين‬ ‫اللبناني��ة واليمني��ة‪ .‬هن��اك التجرب��ة‬ ‫العراقي��ة بأمثولتها الواضح��ة‪ .‬طائفة‬ ‫عوقب��ت جماعي��ا بجريرة نظ��ام‪ ،‬فلجأ‬ ‫بع��ض أهله��ا‪ ،‬م��ن عس��كريين وغير‬ ‫عس��كريين‪ ،‬إلى القتال ب��كل الطرق‪،‬‬ ‫وأحيانًا أبش��عها‪ ،‬لل��ردّ على التهميش‬ ‫والعقاب الجماعي‪ .‬هذا درس آخر لألخذ‬ ‫بعين االعتبار‪.‬‬

‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫هذا بوض��وح‪ .‬لم ينج��ح التعبير‬ ‫السياس��ي في إقناع قس��م كبير‬ ‫م��ن األك��راد‪ ،‬مث� ً‬ ‫لا‪ ،‬حت��ى ل��و‬ ‫كانوا حياديين م��ن الثورة‪ ،‬بحل‬ ‫ع��ادل لقضيته��م ضمن س��وريا‬ ‫المس��تقبل‪ .‬فلجأ القس��م األكبر‬ ‫م��ن قواهم السياس��ية إلى خيار‬ ‫فرض األمر الواقع‪ .‬هناك بعض‬ ‫الحوارات في العمق في المسألة‬ ‫ولكنها محصورة بين المثقفين‪.‬‬ ‫فيم��ا قي��ادات سياس��ية ووج��وه‬ ‫مخضرم��ة تؤج��ل الموض��وع لم��ا بعد‬ ‫«االنتصار»‪ .‬أو تنكره باسم األولويات‪،‬‬ ‫أو باستهجان تسمية المنطقة الكردية‬ ‫في سوريا بـ«كردستان الغربية »‪.‬‬

‫ال �أعتقد �أن دعوة الأقليات �إىل االن�ضمام للثورة هو اجلواب‬ ‫الكايف‪ .‬على الثورة �أن تعرتف بهم � ً‬ ‫أوال وبالأ�سا�سي من حقوقهم‪.‬‬ ‫وهذه لن تكون بالأ�صولية الدميقراطية التي تريد ق�سر النا�س‬ ‫�ضمن حقوق املواطنة وحدها دون ت�صحيح املظلوميات التاريخية‬ ‫ودون االحتياط لعدم تولد مظلوميات جديدة‪.‬‬

‫والكرامة والعدالة االجتماعية؟‬

‫‪19‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫اقتلعوا حنجرة �إبراهيم القا�شو�ش‪..‬‬ ‫وظلت �أغنيته ت�صدح �أيقونات الثورة ال�سورية‬ ‫يوسف عكاوي‬ ‫بع��د الكتاب��ات المناوئ��ة للنظ��ام‪،‬‬ ‫وخربش��ات األطفال الس��اخرة على جدران‬ ‫درع��ا‪ ،‬الت��ي كان��ت ش��رارة التظاه��رات‬ ‫الواس��عة الت��ي س��رعان م��ا عم��ت البالد‪،‬‬ ‫كان ال ب��د لصرخ��ات الحرية أن تنتظم في‬ ‫إيق��اع ولحن‪ ،‬م��ا أفض��ى تاليًا إل��ى أغنية‬ ‫س��لكت دروباً عدي��دة‪ ،‬منها ما بقي أس��ير‬ ‫التظاه��رة‪ ،‬ومنه��ا م��ا وص��ل إل��ى أي��دي‬ ‫الملحني��ن المحترفي��ن فأع��ادوا توزيع��ه‬ ‫وتلحينه وتس��جيله من جديد بل وإصداره‬ ‫في ألبومات أو كليبات غنائية‪.‬‬ ‫الحديث عن األغنية السورية غالبًا ما‬ ‫يأتي مش��فوعاً بأحداث وقصص مأساوية‪،‬‬ ‫إنه��ا واحدة من المرات الن��ادرة في التاريخ‬ ‫الت��ي تصب��ح األغني��ة فيه��ا طريق��ًا إل��ى‬ ‫المش��نقة‪ .‬ب��ل ما ه��و أفظع‪ ،‬حي��ن يجري‬ ‫استئصال حنجرة المغني بسبب أغنية‪ .‬هذا‬ ‫ما حدث م��ع مغني تظاه��رات مدينة حماه‬ ‫الذي س��معنا منه تلك األغنية "يال إرحل يا‬ ‫بشار" التي طافت البالد‪ ،‬بل وأحيانًا ضاقت‬ ‫به��ا الب�لاد لتصل إل��ى متظاه��ري اليمن‬ ‫الذي��ن غنوها تضامنًا مرة مع الس��وريين‪،‬‬ ‫وم��رة أخرى كمفتاح س��حري للخالص من‬ ‫رئيس��هم ولك��ن تحت عنوان "ي�لا إرحل يا‬ ‫عفاش"‪ ،‬ويقص��دون طبعًا عل��ي عبد اهلل‬ ‫صالح‪.‬‬ ‫األغني��ة لم تع��د أغنية وحس��ب‪ ،‬لقد‬ ‫تحولت إل��ى كابوس للنظ��ام‪ ،‬حين اخترع‬ ‫المحتجون أس��لوباً فريداً‪ ،‬اس��تخدموه في‬ ‫أكث��ر األماك��ن ازدحام��اً‪ ،‬بالن��اس ورج��ال‬ ‫األم��ن على الس��واء‪ ،‬كما حدث في س��احة‬ ‫عرن��وس ذات مرة حي��ن دوّى صوت أغنية‬ ‫"ي�لا إرحل" من مكب��رات الص��وت‪ ،‬وريثما‬ ‫عثروا عل��ى مكبرات الصوت التي شُ��غلت‬ ‫عن بعد بالريموت كونترول‪ ،‬كانت األغنية‬ ‫قد أدت غرضها‪.‬‬ ‫قت��ل المغن��ي إبراهي��م القاش��وش‬ ‫بس��بب م��ن تل��ك األغني��ة‪ ،‬لك��ن األغنية‬ ‫عاش��ت‪ ،‬وال يبدو أن الخ�لاص منها ممكن‬ ‫بع��د‪ .‬كان الفت��ًا مث� ً‬ ‫لا أن تتح��ول صرخ��ة‬ ‫الش��ارع تل��ك إلى ثيم��ة لمقطوع��ة بيانو‬ ‫موس��يقية جميلة لمالك جندلي‪ ،‬أحد أوائل‬ ‫الموسيقيين المنش��قين عن النظام‪ ،‬الذي‬ ‫ج��رى االعت��داء عل��ى عائلت��ه ف��ي مدينة‬ ‫حم��ص بس��بب التزام��ه الصري��ح بالثورة‬ ‫السورية‪ .‬جندلي قدم تحية إلى مغني تلك‬ ‫األغنية مقطوعة حملت اس��م "س��مفونية‬ ‫القاش��وش"‪ ،‬إلى جانب تقديمه العديد من‬ ‫المقطوعات الموسيقية المصورة المواكبة‬ ‫للث��ورة‪ ،‬م��ن بينه��ا واح��دة حمل��ت اس��م‬ ‫"أميسا"‪ ،‬االسم القديم لمدينته حمص‪.‬‬ ‫"جن��ة جنة‪ ،‬س��وريا ي��ا وطن��ا" كانت‬ ‫األغني��ة الثاني��ة التي ش��اعت م��ع الثورة‪،‬‬ ‫وخصوصًا بصوت حارس المرمى الحمصي‬ ‫عبد الباس��ط س��اروت‪ ،‬الذي ب��ات أحد ابرز‬ ‫أيقون��ات الث��ورة الس��ورية‪ ،‬بع��د ظه��وره‬ ‫وقيادته للتظاهرات في مدينته‪ .‬لقد تحول‬ ‫حارس فريق "الكرامة" الحمصي‪ ،‬ببساطة‬ ‫إل��ى م��ا كان��وا ينادونه ب��ه دائم��اً‪ :‬حارس‬ ‫الكرامة‪.‬‬ ‫أغني��ة الث��ورة الس��ورية ب��دأت م��ن‬ ‫الش��ارع المنتف��ض‪ ،‬لك��ن فناني��ن كث��راً‬

‫اس��تلهموا من الش��ارع أيضًا وأع��ادوا إليه‬ ‫أغاني��ه‪ ،‬كذل��ك فع��ل المغن��ي المخضرم‬ ‫س��ميح ش��قير‪ ،‬الذي مسّته ش��رارة درعا‪،‬‬ ‫وأثرت به أش��د تأثي��ر‪ ،‬فأبدع م��ن باريس‬ ‫"أغنيت��ه ذائع��ة الصي��ت "يا حي��ف"‪ ،‬كلمة‬ ‫مأخوذة من وجدان الش��ارع‪ ،‬غناها شقير‪،‬‬ ‫فأبك��ى الناس‪ ،‬وصار عنوان أغنيته الفتات‬ ‫ضخم��ة ف��ي الش��وارع‪ .‬اللحن ش��اع أيضًا‪،‬‬ ‫واألغني��ة حمّلت عل��ى الموباي�لات‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أح��رج الكثيري��ن‪ .‬لقد نق��ل أصدقاء‬ ‫أجواء مقهى الروضة وس��ط دمش��ق‪ ،‬حين‬ ‫ترن هواتف الكثيرين بأغنية سميح شقير‪،‬‬ ‫في وقت واحد‪.‬‬ ‫ش��قير كان قبي��ل الث��ورة ق��د أجرى‬ ‫تحو ًال في مش��روعه الموسيقي‪ ،‬غادر تلك‬ ‫الصورة الت��ي نعرفها عن��ه كمغن يحضن‬ ‫آل��ة العود ويغني في الش��وارع والس��احات‬ ‫والمهرجانات الش��عبية‪ ،‬أراد أن يلتفت إلى‬ ‫مشروعه الموس��يقي الخاص‪ ،‬مقترباً من‬ ‫األعمال الس��مفونية‪ ،‬ولك��ن الثورة فاجأت‬ ‫الجمي��ع‪ ،‬كم��ا فاجأت��ه وردّته إل��ى "عصر‬ ‫الجماهير"‪.‬‬ ‫كثير من الفنانين تركوا مش��اريعهم‬ ‫وحياته��م‪ ،‬كم��ا فع��ل الس��وريون جميعا‪،‬‬ ‫أو أجب��روا‪ .‬المغن��ي الس��وري المقي��م في‬ ‫هولن��دا س��ومر ش��عبان‪ ،‬ال��ذي ل��م يعتد‬ ‫الغن��اء بالعربية‪ ،‬انتزع هو اآلخر من حياته‬ ‫وأس��لوبه وغن��ى بالعربي��ة للم��رة األولى‬ ‫بس��بب الث��ورة فلقي��ت أغنيته "ي��ا وطن"‬ ‫قبو ًال كبيراً حين بثه��ا عبر موقع اليوتيوب‬ ‫إلى جانب أغنيات أخرى‪.‬‬ ‫كذلك األمر مع السوري الكردي صالح‬ ‫عمو الذي س��جل مع البزق أغنية بالعربية‬ ‫بعن��وان "قص��ة وط��ن وش��وية ضمي��ر"‪،‬‬

‫وكان��ت واحدة من مرات قليل��ة يخرج فيها‬ ‫عن الكردية في أغاني��ه‪ .‬األغنية جاءت إثر‬ ‫مقتل صديقه المخرج الس��ينمائي باس��ل‬ ‫ش��حادة‪ .‬أغنية يصفها عمو بأن "أس��لوبها‬ ‫اللحني وطريقة أدائه بسيط وعفوي‪ .‬لحن‬ ‫مبن��يّ على مق��ام الكرد‪ ،‬وه��و مقام فيه‬ ‫اغتراب وحسرة"‪.‬‬ ‫المغني بشار زرقان أيضًا لم يكن في‬ ‫حسبانه أن يغني على نحو متهكم وساخر‬ ‫وباللهج��ة العامية حين غن��ى "تيلي باثي"‬ ‫(تخاط��ر) التي اعتُبرت دع��وة صريحة إلى‬ ‫الش��ارع‪ ،‬وتمجيد التظاه��ر‪ .‬األغنية تعتبر‬ ‫تح��وُّ ًال ل��دى المغن��ي الس��وري المع��روف‬ ‫بالغناء الصوفي وغناء القصيدة الفصحى‪،‬‬ ‫حيث غنى م��ن قبل لرابع��ة العدوية وابن‬ ‫الفارض ومحمود درويش وسواهم‪.‬‬ ‫وائ��ل الق��اق موس��يقي أكاديم��ي‪،‬‬ ‫خري��ج المعه��د العالي للموس��يقى‪ ،‬أطلق‬ ‫أخي��راً الس��وري ألبوم أغني��ات تحت عنوان‬ ‫"نش��امى" جم��ع في��ه أغان��ي راج��ت ف��ي‬ ‫التظاهرات التي شهدتها البالد‪ .‬أعاد توزيع‬ ‫األغان��ي الش��عبية موظفًا ومس��تفيداً من‬ ‫خبرة أكاديمية‪.‬‬ ‫يتضمن األلب��وم أغنية "جنه" بصوت‬ ‫عبد الباس��ط س��اروت‪" ،‬جوفي��ة" من تراث‬ ‫ح��وران‪ ،‬وغن��اء احم��د القس��يم‪ ،‬ش��ادي‬ ‫ابازيد‪" ،‬عالهودالك" مس��جلة من تظاهرة‬ ‫م��ن الضمير" عبر ميكرف��ون هاتف جوال‪،‬‬ ‫"نش��امى" وه��ي موس��يقى م��ن إيح��اء‬ ‫التظاه��رات في س��وريا‪ ،‬وهناك تقس��يم‬ ‫للربابة للعازف الش��عبي ش��ادي أبازيد من‬ ‫ح��وران‪ ،‬وأغنية "عين��ي عليها" لحن تراثي‬ ‫من كلمات احمد القس��يم وغنائه مع شادي‬ ‫ابازيد‪ ،‬ثم "يا محالها الحرية" من تظاهرة‬

‫من حماه‪.‬‬ ‫الق��اق اعتب��ر أن خي��اره "المقاوم��ة‬ ‫بالموسيقى‪ ،‬ألني لست سياسياً أو ناشطًا"‪،‬‬ ‫وكان همه أن يقدم أس��لوبًا شعبياً بسيطًا‬ ‫وبتطعيم او تزيين من موس��يقات شعبية‬ ‫مختلفة‪ .‬كذلك فإن المشروع بالنسبة إليه‬ ‫موس��يقي مثلما هو اجتماعي او سياس��ي‪،‬‬ ‫حي��ث اس��اس الفك��رة الجم��ع بي��ن األداء‬ ‫المحلي اوالفطري‪ ،‬وبي��ن قوالب وهتافات‬ ‫شعبية‪.‬‬ ‫وين��وه القاق بغياب المغني الش��عبي‬ ‫الس��وري‪ ،‬ويتذك��ر المغن��ي الش��عبي‬ ‫الدمش��قي أب��و رياح ال��ذي أدخل الس��جن‬ ‫بس��بب عب��ارة ف��ي اغني��ة ش��هيرة تقول‬ ‫"الش��ام لوال المظال��م جنة"‪ ،‬خ��رج بعدها‬ ‫ليغن��ي ف��ي الموال��د وتنطفئ ناره ش��يئًا‬ ‫فشيئاً في ظل نظام االستبداد‪.‬‬ ‫مغن��ون كث��ر أفرزته��م الث��ورة‪ ،‬من‬ ‫بينهم أس��ماء مث��ل وصف��ي المعصراني‪،‬‬ ‫خاطر ض��وا‪ ،‬وفرق مثل "مصابيح"‪ ،‬ومغنو‬ ‫راب كثر‪ ،‬قد تجد لهم كل يوم أغنية جديدة‬ ‫على اليوتيوب‪ ،‬فهذه الس��هولة في النش��ر‬ ‫تتي��ح ذلك‪ ،‬لكن الصعوب��ة هي في العمل‬ ‫االحترافي ال��ذي بإمكانه حقًا أن يصل إلى‬ ‫الشريحة األوسع من الناس‪.‬‬ ‫موسيقيون كثر يعتقدون أن األعمال‬ ‫التي اس��تلهمت الثورة‪ ،‬وما زالت في الظل‬ ‫هي أكثر بكثير مما ظهر فع ًال‪ ،‬ألن األعمال‬ ‫الموس��يقية المكتملة تحتاج إلى اس��تقرار‬ ‫وعمل جماعي‪ ،‬وقبل كل ش��يء‪ ،‬إلى ظرف‬ ‫يتي��ح له��ا أن تص��ل إل��ى الناس م��ن دون‬ ‫اقتالع حناجرهم‪ ،‬أو تهش��يم أصابعهم‪ ،‬أو‬ ‫اعتقالهم‪ ،‬أو االعتداء على ذويهم‪.‬‬


‫زليخة سالم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫الفوض��ى الت��ي تع��م البل��د خلقت‬ ‫المن��اخ المالئ��م ألصح��اب النف��وس‬ ‫الضعيفة أو الدنيئة باألحرى وللفاسدين‬ ‫والمفس��دين والش��بيحة والمجرمي��ن‬ ‫الذين أفرج عنهم من الس��جون وش��كلوا‬ ‫مايسمى لجانًا ش��عبية للخطف والسرقة‬ ‫واالعت��داء عل��ى األهال��ي لترهيبهم من‬ ‫االنضمام للثورة إضافة إلى تجار الحروب‬ ‫واألزم��ات الفاقدي��ن لألخ�لاق‪ ،‬لإلث��راء‬ ‫على حس��اب الغير م��ن أهلهم وجيرانهم‬ ‫مس��تغلين موافقة النظام الضمنية على‬ ‫النه��ب والس��لب واالس��تغالل‪ ،‬وكش��فت‬ ‫ف��ي الوق��ت نفس��ه ع��ن انتم��اء وأصالة‬ ‫العديد مم��ن قدموا التمويل لدعم الثورة‬ ‫واألهالي‪.‬‬ ‫ثقاف��ة الفس��اد واس��تغالل الفرص‬ ‫وتش��ويه األنفس واألخ�لاق التي زرعها‬ ‫النظام خ�لال نصف قرن نحصدها اليوم‬ ‫بأبش��ع الصور وأقذرها من قبل البعض‬ ‫الذي يعتبر التجارة بدماء البشر شطارة‪.‬‬ ‫من��ذ بداي��ة الث��ورة عم��د حيت��ان‬ ‫االحتكار وحتى التجار الصغار إلى تخزين‬ ‫الم��واد التمويني��ة والغذائي��ة والدوائي��ة‬ ‫وتفريغ األس��واق منها للتالعب بأسعارها‬ ‫ورفعها تدريجياً حيث تضاعف بعضها من‬ ‫ثالث إلى خمس أضعاف سعرها الحقيقي‬ ‫الذي كان في األصل مرهقًا للمواطن‪.‬‬ ‫أهلن��ا مم��ن هج��روا قس��راً م��ن‬ ‫منازلهم واجهوا أزم��ة حقيقية في إيجاد‬ ‫من��ازل بأس��عار معقول��ة تأويه��م م��ن‬ ‫المبي��ت ف��ي الش��وارع والحدائ��ق العامة‬ ‫حيث ارتفعت اإليجارات في بعض األحياء‬ ‫ش��به الهادئة في دمشق مابين ‪60 _ 25‬‬ ‫ألف لي��رة وكثير منها أقبي��ة غير صالحة‬ ‫للس��كن اآلدمي م��ا أجب��ر كل عائلتين أو‬ ‫ثالث إلى استجار منزل واحد لكي يتمكنوا‬ ‫من تسديد المبلغ المطلوب‪ ،‬وتصل أعداد‬ ‫القاطنين في بعض البيوت إلى أكثر من‬ ‫ثالثين شخصًا‪ ،‬أي أنهم انتقلوا من تحت‬ ‫القصف إلى س��جن مفتوح يتكومون فيه‬ ‫فوق بعضهم البعض وهذه حالة يصعب‬ ‫تحملها على األمد الطويل‪.‬‬ ‫في جول��ة صغيرة إلى ه��ذه األحياء‬ ‫ت��رى االس��تغالل م��ن البع��ض بأبش��ع‬ ‫صوره‪ ،‬أناسًا فقدوا إنسانيتهم وأخالقهم‬ ‫يس��تغلون حاجة أهلهم م��ن المهجّرين‬ ‫ب��د ًال من مد يد العون لهم ومس��اعدتهم‬ ‫لنتج��اوز معًا هذه الظ��روف الصعبة‪ ..‬أبو‬ ‫أحم��د مهجر م��ن حم��ص كان محظوظًا‬ ‫في إيجاد منزل مكون من غرفتين ألسرة‬ ‫مكونة من س��بع أش��خاص بعش��رة اآلف‬ ‫لي��رة وقب��ل انتهاء الش��هر الثان��ي خيره‬ ‫المؤجر بين اإلخالء أو رفع اإليجار إلى ‪25‬‬ ‫ألف��ا‪ ..‬وأم عامر تتباهى أم��ام صديقاتها‬ ‫بأنها أخلت المنزل من قاطنيه المهجرين‬ ‫ألن أحدا دفع لها ‪ 50‬ألفاً‪..‬‬ ‫تتشابه حكايات أهلنا الذين هجّروا‬ ‫م��ن بيوته��م نتيج��ة القص��ف الممنه��ج‬ ‫عل��ى مدنه��م وحاراتهم وتدمي��ر البيوت‬

‫فوق رؤوس��هم ليواجهوا واق��ع مرير من‬ ‫االس��تغالل م��ن قب��ل البعض طبع��اً وال‬ ‫يجوز التعميم ألن قسم كبير من الشرفاء‬ ‫فتحوا بيوتهم الستقبال أهاليهم أو أجروا‬ ‫منازلهم بأج��ور رمزية وتقاس��موا فعليا‬ ‫ما لديهم م��ع أهلهم وناس��هم وفي هذا‬ ‫الصدد نشكر الجمعيات الخيرية والمدنية‬ ‫والمواطني��ن والمغتربي��ن الس��وريين‬ ‫ورجال األعمال في الداخل والخارج الذين‬ ‫قدموا الكثير من المعونات والمس��اعدات‬ ‫المالي��ة والعيني��ة ونقدر نش��اط ش��بابنا‬ ‫الث��وار واألحرار رس��ل اإلنس��انية الذين‬ ‫خاط��روا بحياته��م وحريته��م إلغاث��ة‬ ‫أهلهم‪.‬‬ ‫تبدأ آليات االس��تغالل وال تنتهي من‬ ‫رغيف الخبز وج��رة الغاز وبيدون المازوت‬ ‫والتنق��ل داخ��ل المدين��ة الت��ي انخفض‬ ‫فيها عدد الس��رافيس والباص��ات العاملة‬ ‫على الخطوط ألن العديد من الس��ائقين‬ ‫يبيع��ون الم��ازوت بالس��وق الس��وداء‬ ‫لتحقي��ق ربحًا أكبر غي��ر مبالين بطوابير‬ ‫البشر التي تنتظر على األرصفة والباقي‬ ‫منه��م يعملون ف��ي اآلون��ة األخيرة على‬ ‫اس��تغالل الركاب بنقلهم نصف المسافة‬ ‫أو أقل بحجج متنوعة‪ ،‬وس��ائقي التكسي‬ ‫عل��ى الرغم من انخفاض ع��دد زبائنهم‬ ‫خوف��اً م��ن الخط��ف الذي تك��رر في هذه‬ ‫الوس��ائط إال أنه��م يضاعف��ون أجورهم‬ ‫بشكل غير مقبول‪.‬‬ ‫مخالف��ات البناء التي نم��ت كالفطر‬ ‫ف��ي جمي��ع المناط��ق ب��دون أي دراس��ة‬ ‫إلمكاني��ة تحمل البناء لطواب��ق أخرى ما‬ ‫يهدد بانهيار المبنى مستقب ًال إضافة إلى‬ ‫تش��ويه المنظر العام للمدينة مستغلين‬ ‫غي��اب الرقاب��ة عل��ى مخالفاته��م دون‬

‫أدنى ش��عور بالمس��ؤولية تجاه حياة من‬ ‫سيقطن في هذه األبنية واألهم بالنسبة‬ ‫لهم الربح السريع‪.‬‬ ‫األوس��اخ التي تراكمت في الشوارع‬ ‫والح��ارات بع��د تجني��د عم��ال النظاف��ة‬ ‫مخبري��ن عل��ى األهال��ي وش��بيحة على‬ ‫المتظاهرين‪ ،‬ل��م تحفز األهالي لتنظيف‬ ‫أحيائه��م لتف��ادي األم��راض القادم��ة ال‬ ‫محالة إذا استمر الوضع على ما هو عليه‪.‬‬ ‫ولس��وق الحرامي��ة حكاي��ة أخ��رى‬ ‫م��ن األل��م حيث يمت�لأ باألث��اث واألدوات‬ ‫الكهربائي��ة م��ن المن��ازل المنهوب��ة في‬ ‫جمي��ع المناط��ق فقد حدثتن��ي جارتنا أم‬ ‫رام��ي التي هجرت من ريف دمش��ق عن‬ ‫ش��عورها عندما وجدت بع��ض من أثاثها‬ ‫ش��به المحطم يب��اع في س��وق الحرامية‬ ‫وما آلمها أكثر أن الناس تقف لشراء هذه‬ ‫األغ��راض بأبخس األس��عار وه��ي تعلم‬ ‫أنها مسروقة وان لها قيمة وذكريات لدى‬ ‫أصحابها‪ ..‬وبرأيي ال يختلف الس��ارق عن‬ ‫الشاري من المسروقات في هذه الحالة‪.‬‬ ‫ما يحصل في دمشق يتكرر وبنفس‬ ‫النهج في باقي المحافظات لألس��ف وبدال‬ ‫من أن يكون السوري عونًا ألخيه في هذا‬ ‫الوقت ال��ذي يحتاج تكاتفن��ا جميعا‪ ،‬كان‬ ‫البعض يتاج��ر بأخيه ويثق��ل عليه عبئ‬ ‫المعيشة ويقهره‪.‬‬ ‫وأن��ا ال أتح��دث هن��ا ع��ن تعام��ل‬ ‫الس��لطة الالش��رعية وزبانيته��ا م��ع‬ ‫المواطني��ن وس��رقتها له��م ومعاقبتهم‬ ‫جماعي��ًا ألنهم دعموا الثورة والثوار فكلنا‬ ‫يدرك حجم فس��اد هذا النظ��ام وما فعله‬ ‫عبر تاريخ��ه من اضطهاد للمواطن وقمع‬ ‫وتجهي��ل وتفقي��ر وإقصاء حت��ى أوصلنا‬

‫إلى م��ا نحن عليه الي��وم‪ ،‬وال أتحدث هنا‬ ‫عن الخلفيات والسياس��ات الممنهجة التي‬ ‫أتبعها لتخريب اإلنس��ان وضرب النس��يج‬ ‫االجتماعي وتفكيك األسر‪ ،‬أتحدث تحديدا‬ ‫عن تعاملنا نحن مع بعضنا البعض ففي‬ ‫األزمات والكوارث عادة ما يلتقي الش��عب‬ ‫ب��كل أطياف��ه على قل��ب واح��د لمواجهة‬ ‫الواقع والنهوض بالبلد من جديد وهذا ما‬ ‫لم نجده لدينا لألسف‪.‬‬ ‫الشعب السوري العظيم الذي نفض‬ ‫عن��ه غب��ار العتم��ة والتغييب واستنش��ق‬ ‫عبي��ر الحري��ة ودف��ع دم��اء أبن��اءه ثمن��ا‬ ‫لحريته وكرامته واستعادة حياته وتاريخه‬ ‫وحضارته لن يثنيه عن هدفه في تحقيق‬ ‫النص��ر وج��ود أمث��ال ه��ؤالء المرتزق��ة‬ ‫المس��تغلين والمحايدي��ن الرماديي��ن‬ ‫وممولي النظام من بعض رجال األعمال‬ ‫إال أنهم يس��همون بشكل أو بآخر بإطالة‬ ‫أمد الثورة‪.‬‬ ‫إذا كان البع��ض من��ا يس��تغلون‬ ‫الظروف الراهنة لإلثراء على حساب ممن‬ ‫يفترض أنهم أهلهم وأوالدهم وأخوتهم‬ ‫فكي��ف نطل��ب م��ن الش��عوب العربية أو‬ ‫األجنبية الوقوف معنا ومس��اعدتنا ونحن‬ ‫ال نساعد بعضنا البعض‪.‬‬ ‫أال تس��تحق الحري��ة والكرام��ة‬ ‫والخالص م��ن الدكتاتورية منا التضحية‬ ‫قلي� ً‬ ‫لا وتغيير أنفس��نا‪ ،‬واحتضان بعضنا‬ ‫البع��ض والتع��اون والتكافل فيم��ا بيننا‬ ‫واقتس��ام م��ا نمل��ك وتوحي��د كلمتن��ا‬ ‫ومواقفنا ف��ي هذه المرحل��ة‪ .‬والتخلص‬ ‫م��ن ثقاف��ة اللهم نفس��ي الت��ي تعودنا‬ ‫عليه��ا‪ .‬ألن وحدتنا هي الطري��ق الوحيد‬ ‫لنصر ثورتنا العظيمة واالنتقال إلى بناء‬ ‫سوريتنا الجديدة وطنًا لكل السوريين‪.‬‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫جتار احلروب ي�ستغلون الفو�ضى للإثراء‬ ‫على ح�ساب الغري وللإ�ساءة �إىل الثورة‬

‫‪21‬‬


‫عمر عزيز وعجز الرثاء‬ ‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫كيف نرثي عمر عزيز ش��يخ الش��باب الس��تيني؟ من أين‬ ‫نبدأ وأين نتوقف؟ وهل للرثاء من قيمة س��وى مواس��اة الروح‬ ‫المكلوم��ة؟ في حض��ور غيابه الطاغي يبدو الرث��اء فع ًال أنانيًا‬ ‫بحق‪ ،‬مجرد محاولة يائسة للهروب من ألم ال يطاق‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثالثة أش��هر على اعتقال عمر من منزل��ه من قبل قوات‬ ‫األم��ن الس��وري‪ .‬ثالث��ة أش��هر أمضاها أكث��ر الرج��ال تفاؤ ًال‬ ‫بمستقبل سوريا الحرة في زنازين المخابرات الجوية الصماء‪.‬‬ ‫في كل يوم كنا نفتقد ابتس��امتك التي لم تفارقك قط‪ ،‬وفي‬ ‫كل ي��وم كنا نفك��ر بحبة الضغط الت��ي ال تفارقك أيضًا‪ ،‬هل‬ ‫كنت تتناولها أم ال؟‬ ‫كي��ف أمضيت هذه الش��هور‪ ،‬قب��ل أن تنتقل إلى س��جن‬ ‫عدرا المركزي‪ ،‬ليخطفك الموت منا هناك؟ لم يعد بإمكاننا أن‬ ‫نعرف‪ .‬سيُطوى هذا مع رحيلك‪ ،‬كما ستُطوى أحاديثنا التي لم‬ ‫تكتمل حول العدالة االجتماعية والفلس��فة واالقتصاد واألدب‪.‬‬ ‫أشياء أخرى كثيرة ستبقى معنا إلى جانب روحك الطيبة‪ ،‬هناك‬ ‫ذكريات اللقاءات الدافئة في دمشق‪ ،‬وكتب مستعارة لم نردها‬ ‫لك‪ ،‬وجعبة ال تنضب من الحكايات‪ .‬س��يبقى معنا أيضاً إيمانك‬ ‫الراسخ بقدرة السوريين على النهوض وبناء دولتهم الجديدة‪،‬‬ ‫أنت الذي اختبرت تقلبات الحياة‪ ،‬ولم تبخل علينا نحن الش��باب‬ ‫المغرور والمندفع‪ ،‬بتشاركٍ سخي لمعارفك المتنوعة‪.‬‬ ‫في منتصف عقده الس��ادس‪ ،‬كان عمر األكثر حيوية في‬ ‫مطالع��ة أح��داث الثورة وفي االنخراط في أي جهدٍ من ش��أنه‬ ‫اإلس��هام في النهوض بالدولة المقبلة ومؤسس��اتها‪ .‬كان من‬ ‫أوائ��ل من تكلم ع��ن أهمية التعلي��م البديل وض��رورة وضع‬ ‫حل��ول النقط��اع التالميذ القس��ري عن مدارس��هم‪ ،‬وكان أول‬ ‫من تكلم عن أهمية إنش��اء مجال��س محلية كخطوة مفصلية‬ ‫لتق��دم الثورة‪ .‬ك��م كن��تَ مُتبصراً وأمين��اً لكون��ك مثقفا يا‬ ‫عمر! وكم أش��عر بالخجل عندما أس��تذكر أحاديثك الحماس��ية‬ ‫في ذلك المقهى الدمش��قي وكي��ف قابلناها م��راراً باإلحباط‬

‫محمّد ّ‬ ‫العطار‬

‫نحن الش��باب في أوائل عقدنا الثالث! هو الذي قضى س��نوات‬ ‫باق في دمش��ق حتى‬ ‫طويل��ة يعم��ل خارج س��وريا‪ ،‬قرر أن��ه ٍ‬ ‫يش��هد تتويجها بالحرية‪ ،‬رفض المغادرة هو الذي لم يش��كو‬ ‫أبداً من ندرة فرص العمل المغرية في الخارج‪ .‬أكان حدس��ًا يا‬ ‫عمر أنك س��تقضي في مدينتك األثيرة ش��هيداً؟ كم هو مبكر‬ ‫ومفجع رحيلك‪ .‬وكم يش��بهك هذا الرحي��ل! أنت يا من عملت‬ ‫بدأب وصمت‪ ،‬لن تكون حاضراً لتقطف ثمار عملك النبيل‪ .‬ألم‬ ‫ٍ‬ ‫تفعل ذلك مراراً؟ أكان من الضروري تكرار هذا مرة أخرى؟‬ ‫عندم��ا بلغني رحيلك‪ ،‬خش��يتُ التحدث م��ع عمر وعدي‪،‬‬ ‫تكلمن��ا باقتض��اب ش��ديد‪ ،‬كي ال نفض��ح انكس��ارنا برحيلك‪.‬‬ ‫م��ن س��يتحمل اآلن نزقنا وقل��ة حيلتنا في عوالم الفلس��فة؟‬ ‫اس��ترجعتُ رس��ائلك ومقاالتك القديمة‪ ،‬ونقاش��اتك مع عبد‬ ‫الح��ي الس��يّد وتعلي��ق ياس��ين الحاج صال��ح عل��ى النقاش‪.‬‬ ‫اس��تعدتُ كلمات عب��اس بيضون بعد اعتقال��ك بأيام‪ ،‬أوصانا‬ ‫ب��أن نالحق��ك وأن نع��رف أي��ن اقت��ادوك؟ وحذرنا م��ن مغبة‬ ‫فقدان��ك هن��اك؟ أي نب��وءة تراجيدية لعباس ه��ذه؟ وأي ذنب‬ ‫س��يالحقنا م��دى العمر ألننا لم نفعل ش��يء لنس��اعدك‪ ،‬ولم‬ ‫نعرف ماذا حل بك هناك؟‬ ‫ل��و تعود يا عمر فأبوح لك بأني مازلت ال أفهم تعقيباتك‬ ‫عل��ى كتاب��ات ماي��كل ه��اردت وأنطوني��و نيغري‪ ،‬ستبتس��م‬ ‫كعادتك مُتفهم��ًا‪ .‬لو تعود ألعترف لك أني في ذلك اليوم في‬ ‫ح��ي الميدان‪ ،‬عندما فش��لت كل محاوالتي لثنيك عن القدوم‪،‬‬ ‫وكانت قطعان األمن والش��بيحة تحوم وهي تستعر غضباً‪ ،‬لم‬ ‫أك��ن أحميك باالدعاء أنك أبي كما قلتُ لك يومها‪ ،‬كنتُ فقط‬ ‫خائفًا كطفل عديم الحيلة‪ ،‬كنت أستمد الثبات منك‪ .‬لو تعود يا‬ ‫عمر فنكمل المش��وار معًا وتبث فينا الحكمة والعزيمة‪ ..‬نعلم‬ ‫أن ال رثاء يليق بك إال الحرية الكاملة‪.‬‬ ‫لكن‪ ..‬لو تعود يا عمر‪.‬‬

‫هنا دم�شق‬ ‫صهيب محمد خير يوسف‬ ‫زمان‬ ‫نسيت سُوريَّا التي مِن ْ‬ ‫المكان‬ ‫نسيتها‪ ..‬أو ما عرفتُ‬ ‫ْ‬ ‫تغيرتْ صُورتها بعدَما‬ ‫َّ‬ ‫الدخان‬ ‫غطى مغانيْها سَحابُ‬ ‫ْ‬ ‫ما عادَ في ذاكرتي موضعٌ‬ ‫َّولجان‬ ‫إال عليهِ أثرُ الص‬ ‫ْ‬ ‫من يوقفُ الموتَ لنَحيا كما‬ ‫نان؟‬ ‫ُكنَّا‪ ..‬على جنينةٍ من ِج ْ‬

‫***‬

‫قاسيون‪ :‬لم تَر ِو شيئًا‬ ‫المَني‬ ‫ُ‬ ‫عن شُموخي وقمَّةٍ ال ُ‬ ‫تطال؟‬ ‫الغيوم تمه ْ‬ ‫َّل‬ ‫قلتُ‪ :‬يا سيدَ‬ ‫ِ‬ ‫الجبال الر ُ‬ ‫ِّجال‬ ‫شغ َلتنا عن‬ ‫ِ‬ ‫قاسيون ظنُّكَ فيمَنْ‬ ‫كيفَ يا‬ ‫ُ‬ ‫شربوا الكأسَ مِن يديكَ‪ ..‬وَمالوا‬ ‫دُونَهم ُّ‬ ‫كل قمَّةٍ تَتراءى‬ ‫ُ‬ ‫ظِالل؟‬ ‫وعلينا مُذ ودَّعُونا‬

‫***‬

‫وقالوا‪ :‬بالدُ الياسَمينةِ أصبحَتْ‬ ‫خيا ًال يتيمًا أو ترابًا مُمزَّقا‬ ‫وقد َغ َفلوا في يأسِهم عن حَقيقةٍ‬ ‫رآها شهيدٌ عانقَ النُّورَ وارتَقى‬

‫***‬

‫مغترب‬ ‫أشواق‬ ‫وما لدَينا سِوى‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫دمع القوافي يمأل الصُّحُفا‬ ‫وغيرُ ِ‬ ‫ال يعرفُ الوجدَ من لم يفتَقد وطنًا‬ ‫ُ‬ ‫يحتمل الوجدَ الذي عرَفا؟!‬ ‫وكيف‬

‫***‬

‫َّ‬ ‫تنفسَ جَذرُنا‪ ،‬وامتدَّ عُمقُ‬ ‫العاشقون‪ :‬هُنا دمشقُ!‬ ‫ونادى‬ ‫َ‬ ‫العائدون إليكِ َقسْراً‪:‬‬ ‫وغنَّى‬ ‫َ‬ ‫فراقُكِ يا دمشقُ َ‬ ‫لكم يَشُقُّ‬ ‫مُدن‪ ،‬ولكنْ‬ ‫تفرِّقُ بيننا ٌ‬ ‫نحبُّكِ شامَنا‪ ..‬والحبُّ رزقُ‪.‬‬

‫�إحدى حدائق حم�ص كانت مقربة‬ ‫عمر يوسف سليمان‬

‫إحدى حدائقَ حمصَ كانت مقبرة‬ ‫الخميس وقبَّ ٌة بيضا ُء واآلسُ المُمَدَّدُ كالشهيدِ‬ ‫يومُ‬ ‫ِ‬ ‫جامع خالدٍ‬ ‫أمامَ‬ ‫ِ‬ ‫بحضن‬ ‫أكفان من الجُم��ل المدورة الت��ي كتبت‬ ‫ل�لآس‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫القبةِ البيضا ِء‬ ‫ُ‬ ‫ينق ُلها الغروبُ‪..‬‬ ‫الخميس‬ ‫يوم‬ ‫في‬ ‫ماتَ‬ ‫آلس‬ ‫قبر‬ ‫في‬ ‫اآلسَ‬ ‫سيغرس��ون‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫الـ راحَ‬ ‫ من في القب ِر؟‬‫إنسان وآسٌ‬ ‫‬‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫آس‬ ‫إثر‬ ‫ا‬ ‫آس‬ ‫ثم‬ ‫ٍ‬ ‫نسغهُ دمُ من غفوا في القب ِر‪..‬‬

‫سادَ‬ ‫ْ‬ ‫يكتمل‬ ‫اآلس‪ :‬حلمهمُ الذي لم‬ ‫نبضُ‬ ‫فصارَ‬ ‫ِ‬ ‫أشكا ُلهُ‪ :‬من ذكرياتهمُ العتيقة‬ ‫خيطان لهمْ لم ينسجوها‬ ‫والعطرُ‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫أجلوها‬ ‫ثم َ‬ ‫زاغ ُ‬ ‫النول عنهم فجأ ًة‬ ‫فلقدْ أتى ثوب الحقيقة‬

‫***‬

‫إحدى مقاب ِر حمصَ صارتْ َ‬ ‫قبل أعوام حديقة‬ ‫ٍ‬ ‫كان َ‬ ‫ُ‬ ‫العربي‬ ‫الحاكم‬ ‫فعل‬ ‫ويُقال‪ :‬هذا َ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫الحقيقة ل��م ْ‬ ‫تزل في القبةِ البيضا ِء ُ‬ ‫حيث الحرفُ‬ ‫لكنَّ‬

‫ابن الوليدِ يضمُّ سرَّ الدائرة‬ ‫فوقَ ِ‬

‫***‬

‫لآلس‬ ‫يومُ‬ ‫الخميس َ‬ ‫اآلن ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫بل كي يحفرَ األبنا ُء مقبر ًة‬ ‫طرق المدينةِ‬ ‫فجمعتهمْ‪ :‬تصابي الموتِ في ِ‬ ‫الظالم تضي ُء حمصَ ٌ‬ ‫قناص‬ ‫وعيون‬ ‫قنابل‬ ‫!في‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫قلب بالقذائفِ‬ ‫مصيرَ‬ ‫تديرُ‬ ‫وأزرارٌ‬ ‫ٍ‬ ‫يحفرون قبورهمْ‬ ‫بينما األبنا ُء في تلكَ الحديقةِ‬ ‫َ‬ ‫جسدُ المدينةِ لم يعدْ يكفيْ لهمْ؟‬ ‫سنن المقاب ِر أن تعودَ كما الحضار ُة والصدى؟‬ ‫أم َّ‬ ‫أن من ِ‬ ‫أن من ماتوا أرادوا أن يقوموا من جديدٍ في بالدي؟‬ ‫أم َّ‬ ‫اآلسُ يعلمُ وحدهُ‬ ‫الجُمَل المدوَّرةِ‬ ‫والسرُّ في‬ ‫ِ‬ ‫التي ترتدُّ َ‬ ‫مثل الدائرة‬ ‫!إحدى حدائقَ حمصَ عادتْ مقبرة‬


‫�صحيفة االيكونوم�ست‬

‫ترجمة وائل التميمي‬

‫الطريق �إىل دم�شق‪:‬‬

‫أسبوعية‬

‫سوريا اليوم أكثر خطورة مما كانت‬ ‫عليه في تش��رين األول عندما دعت هذه‬ ‫الصحيف��ة إلقام��ة منطق��ة حظ��ر جوي‬ ‫به��دف إس��قاط الق��وات الجوية لألس��د‪.‬‬ ‫سياس��ة أوبام��ا المتمثلة ف��ي انتظار أن‬ ‫يلتهم حريق س��وريا نفس��ه بنفس��ه قد‬ ‫فش��لت‪ .‬و بدال من رؤية األم��ور تتدهور‬ ‫أكثر من ذلك‪ ،‬يجب عليه أن يتحرك‪.‬‬ ‫يج��ب أن يكون هدف��ه الحفاظ على‬ ‫ما تبقى من س��وريا‪ .‬وهذا يعني محاولة‬ ‫إقناع األش��خاص المحيطين باألس��د بأن‬ ‫خيارهم هو ما بين هزيمة مدمرة وترك‬ ‫عائلة األسد تمهيدا لمحادثات مع الثوار‪ .‬ال‬ ‫ت��زال هناك حاجة إلى منطقة حظر جوي‬ ‫لمنع األس��د من استخدام طيرانه وتدمير‬ ‫بع��ض صواريخ��ه‪ .‬س��تكون تلك إش��ارة‬ ‫جريئة وكبيرة إلى مؤيدي األسد عن قرار‬ ‫أمي��ركا‪ .‬يجب أن تعترف الواليات المتحدة‬ ‫بحكوم��ة انتقالي��ة تختاره��ا المعارض��ة‬ ‫الس��ورية‪ .‬و ينبغي على واشنطن تسليح‬ ‫الث��وار‪ ،‬غي��ر الجهاديي��ن‪ ،‬و مدّهم يعدد‬ ‫محدود من الصواريخ المضادة للطائرات‪.‬‬ ‫فرنسا وبريطانيا ستدعمان ذلك حتى لو‬ ‫لم تفعل دول أوروبية أخرى‪ .‬دعم روسيا‬ ‫لألس��د يرجع‪ ،‬في جزء منه‪ ،‬إلى إحباطها‬ ‫م��ن أوباما‪ .‬يجب على أوروب��ا وأمريكا أن‬ ‫تواص�لا محاولة إغرائها بالتخلي عنه من‬ ‫خ�لال التعه��د بمنحها حصة في س��وريا‬ ‫المحررة‪.‬‬ ‫ال ضمان��ات ب��أن ه��ذه السياس��ة‬ ‫س��تنجح‪ .‬ولكنه��ا عل��ى األق��ل س��تقيم‬ ‫عالقات م��ع الثوار غي��ر الجهاديين الذين‬ ‫س��وف تحتاجه��م أمري��كا كحلف��اء ف��ي‬ ‫الفوضى التي ستنشأ إذا بقي األسد‪.‬‬ ‫الي��وم‪ ،‬يش��عر أولئ��ك الس��وريون‬ ‫المعتدل��ون بأن��ه ق��د تمّ التخل��ي عنهم‬ ‫كليًا‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫جزء من األس��باب وراء ت��ردد الغرب‬ ‫ه��و أنه‪ ،‬ومنذ بداي��ة االنتفاضة في عام‬ ‫‪ ،2011‬تبنى األس��د إس��تراتيجية العنف‪.‬‬ ‫فق��د هاج��م المظاه��رات باس��تخدام‬ ‫الدباب��ات والطائ��رات‪ ،‬فح��وّل بذل��ك‬ ‫المتظاهري��ن الس��لميين إلى مس��لحين‪.‬‬ ‫اس��تأصل ش��عبه من خالل قصف المدن‪،‬‬ ‫ودف��ع إخوت��ه العلويي��ن إل��ى ارت��كاب‬ ‫المجازر ضد األغلبية الس��نّية‪ ،‬واستدعى‬ ‫الجهاديين‪ ،‬وأقنع السوريين من الطوائف‬ ‫األخرى بالوقوف معه خشية من أن يؤدي‬ ‫سقوطه إلى عمليات انتقام رهيبة‪.‬‬ ‫ال��دم الس��وري يتدف��ق اآلن غزيرا‪،‬‬ ‫والكراهية الطائفية تس��تعر‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫تس��تمر الح��رب س��نوات‪ .‬الثوار اس��تولوا‬ ‫مؤخرا على قواعد عسكرية‪ ،‬و يسيطرون‬ ‫عل��ى أج��زاء م��ن الش��مال والش��رق‪،‬‬ ‫ويحارب��ون في المدن الكبيرة‪ .‬لكن الثوار‬ ‫متنافس��ون باإلضافة إلى كونهم حلفاء‪،‬‬ ‫وقد بدأوا في استهداف بعضهم البعض‪،‬‬ ‫فضال عن القوات الحكومية‪.‬‬ ‫حت��ى ل��و كان األس��د ال يس��تطيع‬ ‫الس��يطرة على بالده‪ ،‬فلديه كل األسباب‬ ‫لالس��تمرار في القتال‪ .‬فهو ما زال يتمتع‬ ‫بوالء أعمى من قبل البعض في طائفته‬

‫عدم القيام ب�أي �شيء هو‬ ‫�سيا�سة �أي�ض ًا‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫بينم��ا تتفكك س��وريا‪ ،‬فإنه��ا تهدد‬ ‫الش��رق األوس��ط برمته‪ .‬على العالم أن‬ ‫يتحرك قبل فوات األوان‪.‬‬ ‫بعد الحرب العالمية األولى اقتُـطعت‬ ‫سوريا من اإلمبراطورية العثمانية‪ ،‬وبعد‬ ‫الح��رب الثاني��ة نال��ت اس��تقاللها‪ ،‬وبع��د‬ ‫القت��ال الذي ت��دور رحاه الي��وم يمكن أن‬ ‫تكفّ سوريا عن العمل كدولة‪.‬‬ ‫بينم��ا يراقب العالم ذل��ك‪ ،‬فإن البلد‬ ‫المحص��ور بي��ن تركي��ا ولبن��ان واألردن‬ ‫والعراق وإس��رائيل يتفكك‪ .‬ربما سينهار‬ ‫نظام بش��ار األس��د في ش��كل فوضوي‪،‬‬ ‫لكن��ه ق��د يتمك��ن م��ن القت��ال لبع��ض‬ ‫الوق��ت انطالقا من جي��ب محصن‪ ،‬كأكبر‬ ‫ميليش��يا في أرض تملؤها الميليش��يات‪.‬‬ ‫وف��ي الحالتين‪ ،‬يبدو م��ن المرجح أن تقع‬ ‫س��وريا فريس��ة ألمراء ح��رب متناحرين‬ ‫وإس�لاميين وعصابات في صومال جديد‬ ‫يتجذر في قلب الشرق‪.‬‬ ‫إذا ما ح��دث ذلك‪ ،‬فإن حياة الماليين‬ ‫ستتدمر‪ .‬ومن شأن سوريا مجزأة أيضا أن‬ ‫تشجع الجهاد العالمي‪ ،‬وتغذي الصراعات‬ ‫العنيف��ة في الش��رق األوس��ط‪ .‬أس��لحة‬ ‫األس��د الكيماوية‪ ،‬التي ال ت��زال آمنة في‬ ‫الوق��ت الراه��ن‪ ،‬س��تكون دائم��ا عرضة‬ ‫للوق��وع ف��ي أيدٍ خطي��رة‪ .‬ه��ذه الكارثة‬ ‫س��تؤثر على الش��رق األوس��ط وخارجه‪.‬‬ ‫وم��ع ذلك ال يفع��ل العالم‪ ،‬بم��ا في ذلك‬ ‫أمريكا‪ ،‬أي شيء تقريبا للمساعدة‪.‬‬

‫العلوي��ة‪ ،‬و بدع��م من س��وريين آخرين‬ ‫يخش��ون م��ا قد يح��دث الحقا‪ .‬ان��ه يقود‬ ‫‪ 000 ،50‬م��ن الجنود المس��لحين جيدا و‬ ‫شديدي الوالء‪ ،‬وعشرات آالف آخرين وإن‬ ‫كانوا أق��ل تدريب��ا ووالء‪ .‬أيض��ا‪ ،‬تدعمه‬ ‫روس��يا وإي��ران والع��راق‪ ،‬وع��ن طريقها‬ ‫تص��ل األم��وال واألس��لحة والمش��ورة‬ ‫والرجال‪ .‬حزب اهلل‪ ،‬الميليشيا األقوى في‬ ‫لبنان‪ ،‬يرس��ل مقاتليه أيض��ا‪ .‬يكاد يكون‬ ‫من المؤكد أن األسد ال يمكنه كسب هذه‬ ‫الح��رب‪ ،‬ولكن‪ ،‬م��ع اس��تبعاد تدخل غير‬ ‫متوق��ع من القدر‪ ،‬فه��و ال يزال بعيدا عن‬ ‫خسارة تلك الحرب‬ ‫تس��بب القت��ال حتى اآلن بس��قوط‬ ‫‪ 70.000‬ش��خص أو أكثر؛ عشرات اآلالف‬ ‫في ع��داد المفقودين‪ ،‬ويعتقل النظام ما‬ ‫بين ‪ 200.000 – 150.000‬شخص‪ .‬أكثر‬ ‫من مليوني مشرد داخل سوريا يكابدون‬ ‫م��ن أجل العثور على الطع��ام والمأوى‪ .‬و‬ ‫نحو مليون ش��خص يعيش��ون في بؤس‬ ‫على الحدود‪.‬‬ ‫معان��اة عل��ى ه��ذا الحجم أم��ر غير‬ ‫معق��ول‪ ،‬و تذك��ر باإلب��ادة الجماعي��ة‬ ‫والح��روب األهلي��ة التي ش��وهت النصف‬ ‫األخي��ر م��ن الق��رن الماض��ي‪ .‬وم��ع ذلك‬ ‫فقد رأى الرئيس ب��اراك أوباما بأن إنقاذ‬ ‫األرواح لي��س س��ببا كافيا للقي��ام بعمل‬ ‫عس��كري‪ .‬فبع��د أن أدرك��ت أمري��كا في‬ ‫أفغانستان والعراق كم هو صعب فرض‬

‫السالم‪ ،‬باتت تخش��ى من أن تسقط في‬ ‫الفوض��ى التي خلقها األس��د‪ .‬لقد انتخب‬ ‫أوبام��ا لكس��ب المع��ارك االقتصادية في‬ ‫الداخل‪ ،‬و يعتقد أن أميركا يجب أن تبقى‬ ‫بعي��دة ع��ن التدخ��ل ف��ي كارث��ة أجنبية‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫هذا اس��تنتاج مفهوم لكنه مخطئ‪.‬‬ ‫فباعتباره��ا الق��وة العظمى ف��ي العالم‪،‬‬ ‫م��ن المحتمل أن تجرّ أمريكا إلى س��وريا‬ ‫في نهاية المط��اف‪ .‬حتى لو كان الرئيس‬ ‫ق��ادرا عل��ى مقاوم��ة التدخ��ل ألس��باب‬ ‫إنس��انية‪ ،‬فس��يجد صعوبة ف��ي تجاهل‬ ‫مصالح بالده‪.‬‬ ‫إذا اس��تمرت المعرك��ة‪ ،‬فس��وف‬ ‫تتحلل س��وريا إلى خليط من اإلقطاعيات‬ ‫المتحارب��ة‪ .‬وكل م��ا تري��د أمري��كا أن‬ ‫تحقق��ه في الش��رق األوس��ط س��يصبح‬ ‫أكثر صعوبة؛ مكافح��ة اإلرهاب‪ ،‬وضمان‬ ‫إم��دادات الطاق��ة‪ ،‬ومنع انتش��ار أس��لحة‬ ‫الدم��ار الش��امل‪ .‬وعل��ى عك��س الح��رب‬ ‫األهلية في لبنان التي استمرت ‪ 15‬عاما‪،‬‬ ‫فتفكك سوريا سيهدد كل تلك المصالح‪.‬‬ ‫نحو خمس الثوار‪ ،‬وبعض المقاتلين‬ ‫األفض��ل تنظيم��ا‪ ،‬ه��م جهادي��ون‪.‬‬ ‫وهؤالء يش��كلون خطرا على الس��وريين‬ ‫المعتدلي��ن‪ ،‬بما في ذلك الس��نة‪ ،‬ويمكن‬ ‫أن يس��تخدموا األراضي التي ينعدم فيها‬ ‫القان��ون كقاع��دة لإلرهاب الدول��ي‪ .‬وإذا‬

‫هددوا إس��رائيل عب��ر مرتفعات الجوالن‪،‬‬ ‫فس��تحمي نفسها بشراس��ة مما سيؤدي‬ ‫بالتأكيد إلى إش��عال الرأي العام العربي‪.‬‬ ‫ويمكن لس��وريا مقسمة أن تقسّم لبنان‬ ‫ألن األسد سيحرّك أنصاره هناك‪ .‬كذلك‪،‬‬ ‫س��يتم زعزع��ة اس��تقرار األردن‪ ،‬الفقير‬ ‫والهش‪ ،‬من قبل الالجئين واإلس�لاميين‪.‬‬ ‫الع��راق‪ ،‬الغن��ي بالنف��ط‪ ،‬وذو األغلبي��ة‬ ‫الش��يعية‪ ،‬يمكن بال��كاد أن يحافظ على‬ ‫وحدت��ه مع دخ��ول الس��نة ف��ي الصراع‪،‬‬ ‫واالنقسامات هناك ستتعمق‪ .‬و التعاطي‬ ‫مع تداعيات س��وريا‪ ،‬بما في ذلك ترسانة‬ ‫األسد الكيميائية‪ ،‬سيعقد هدف منع إيران‬ ‫م��ن الحصول عل��ى قنبل��ة نووي��ة‪ .‬أراد‬ ‫أوباما تجنب س��وريا ولكن س��وريا سوف‬ ‫تأتي إليه‪.‬‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫�ســــوريا‪ ..‬مــوت بلــد‬

‫‪23‬‬


‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫جمانة حداد‪� :‬سوبرمان عربي‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫ص��درت الترجم��ة الفرنس��ية عن‬ ‫االنكليزي��ة لكتاب " س��وبرمان عربي"‬ ‫للكاتب��ة والش��اعرة اللبناني��ة " جمانة‬ ‫ح��داد " عن دار نش��ر" آكت س��ود" في‬ ‫فرنس��ا‪ ،‬ويج��ري التحضي��ر للترجم��ة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫فبعد كتابها "هكذا قتلت شهرزاد"‬ ‫ال��ذي وضع��ت في��ه ح��داد رؤيته��ا‬ ‫للمش��كالت الت��ي تعان��ي منه��ا المرأة‬ ‫العربية‪ ،‬وازدواجية التحريم والتقديس‬ ‫التي تحكم نظ��رة المجتمعات العربية‬ ‫للمرأة‪ ،‬أتى كت��اب حداد الجديد لتطرق‬ ‫باب الذك��ورة المرتبطة بقيم س��ليبةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لي��س آخره��ا اضطهاد الم��رأة أو حتى‬ ‫الذكر الضعيف‪.‬‬ ‫ترف��ض جمان��ة حداد ف��ي كتابها‬ ‫"سوبرمان عربي" الخلط بين الرجولة‬ ‫كصفة ايجابي��ة تعطى للذكر واألنثى‪،‬‬ ‫وبي��ن الذكورة أو ادع��اء القوة ورفض‬ ‫إظهار ح��االت الضعف االنس��اني األمر‬ ‫الذي يخلق مش��كالت نفسية وجسدية‬ ‫حقيقي��ة للرج��ل العرب��ي والمجتم��ع‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫العربي‬ ‫ٍ‬ ‫عق��ب ص��دور أح��دث مؤلفاته��ا‬ ‫"الس��وبرمان عربي" تناول��ت صحيفة‬ ‫الجاردي��ان البريطاني��ة ف��ي صفحتها‬ ‫الثقافية ملفاً كام ً‬ ‫ال لمناقش��ة اإلصدار‬ ‫الجدي��د للش��اعرة اللبناني��ة جمان��ة‬ ‫ح��داد والتي تصف في��ه الرجل العربي‬ ‫بالسوبر مان‪.‬‬ ‫يق��ول " بين ايس��ت" جمانة حداد‬ ‫أنتجت قبل ثالث س��نوات كتاب " هكذا‬ ‫قتلت ش��هرزاد‪ :‬اعتراف��ات امرأة عربية‬ ‫غاضب��ة " والذي يباع منه آالف النس��خ‬ ‫ح��ول العال��م حت��ى اآلن محدث��اً ردود‬ ‫أفع��ال غاضبة الزال��ت تجنيها إلى اآلن‬ ‫عب��ر رس��ائل غاضب��ة عل��ى أيميله��ا‬ ‫الشخصي‪.‬‬ ‫يقول " ايست " لم تكن حداد جامل‬ ‫الرجل العربي حين نعتته بــ" الس��وبر‬ ‫مان "في أحدث مؤلفاتها " الس��وبرمان‬ ‫عربي " ألن وحسب نظرية السوبرمان‬ ‫الت��ي تضفيه��ا ح��داد عل��ى الرج��ل‬ ‫الش��رقي ت��راه ينحصر ف��ي مجموعة‬ ‫من صف��ات الذك��ورة والصالبة والقوة‬ ‫الجس��مانية " رج��ال من حدي��د " وهي‬ ‫صفات يتس��م بها الس��وبرمان صاحب‬ ‫الق��درات الجس��مية الخارق��ة‪ ،‬فالرجل‬ ‫الش��رقي ال يميل إبدا إلى إظهار نقاط‬ ‫الضعف بداخله وطرح المشاكل بشكل‬ ‫صري��ح وتبادلها مع الش��ريك " المرأة "‬ ‫والسعي لحلها‪.‬‬ ‫ويضيف " ايس��ت " ’ تكش��ف حداد‬ ‫أن الم��رأة ف��ي المجتمع��ات العربي��ة‬ ‫ليس��ت وحدها التي تعانى من المجتمع‬ ‫األب��وي بل إن ظاه��رة المجتمع األبوي‬ ‫تكاد تك��ون عالمية وهو ما اس��تنتجته‬ ‫م��ن أس��فارها إل��ى فرنس��ا وألماني��ا‬ ‫وإيطالي��ا وأمريكا الالتيني��ة وما أثبتت‬ ‫من ه نماذج وش��هادات صارخة تثبت أن‬

‫ظاهرة المجتمع األبوي ظاهرة عالمية‬ ‫وليست عربية وحسب‪.‬‬ ‫تق��ول " ح��داد "ح��ول الدي��ن في‬ ‫كتابها‪ " :‬في المسائل الروحية ال يوجد‬ ‫خطأ وصواب بل على العكس أنا مؤيدة‬ ‫جدا لفكرة اإليم��ان‪ ،‬نحن بحاجة لذلك‬ ‫ونح��ن بحاجة أيض��ا إل��ى التوقف عن‬ ‫تردي��د الكلم��ات الفارغة م��ن المعنى‬ ‫علينا أن نكف عن التعلق بالمؤسس��ات‬ ‫الدينية وتكون لدينا الش��جاعة لنتوقف‬ ‫ونس��أل هل هذا حقا ما نؤمن به؟ هل‬ ‫هو ذا من نعتب��ره قدوتنا حقا علينا أن‬ ‫نبحث دائما عن اإليم��ان الذي يجعلنا "‬ ‫إنسان " أفضل‪.‬‬ ‫ فك��ر فيم��ا تعني��ه حق��ا كلمة "‬‫إنس��ان " انه��ا مف��ردة جميل��ة‪ ،‬أليس‬ ‫كذل��ك؟ إنه��ا الح��ب‪ ،‬إنها كلمة س��خية‬ ‫تعن��ى احت��رام اآلخري��ن إنه��ا الصدق‬ ‫والكرم‪ ،‬هذه هي اإلنس��انية‪ ،‬وال تعنى‬ ‫أبدا الذهاب للجامع والكنيسة كل يوم‪.‬‬ ‫ عندما اسأل طالبي عن التفكير‬‫ف��ي م��دي تدينه��م اطل��ب منه��م أن‬ ‫يعيش��وا الحياة بعم��ق أن يراقبوا مدي‬ ‫إنسانيتهم ومراعاتهم لحقوق اإلنسان‬ ‫والمساواة‪ ،‬قد ارقب في عيون بعضهم‬ ‫شرار وبعيون اآلخرين سالما‪ ،‬بالتأكيد‬ ‫كل واحد منهم س��يدرك طريقه‪ ،‬وهذا‬ ‫ليس سهال‪.‬‬ ‫كتاب‬ ‫وهي التي فسرت الدين في ٍ‬ ‫س��ابق بما يل��ي‪ " :‬في الب��دء خلق اهلل‬ ‫الش��اعرة‪ .‬وص��ارت الش��اعرة َ‬ ‫سَ��فراً‪.‬‬ ‫وعجالتٍ صار الس َ​َّفر‪ .‬وقال اهلل‪ :‬لتمت‬ ‫الشاعرة دهس��اً تحت العجالت‪ .‬فماتت‬ ‫دهس��اً تح��ت العجالت الش��اعرةُ‪ .‬ورأى‬ ‫اهلل ذلك أنه حسن"‪.‬‬ ‫جمان��ة ح��داد التي قال��ت‪" :‬عندما‬ ‫ق��رأت ألول مرة ف��ي حيات��ي قصيدة‪،‬‬ ‫انتابن��ي ش��عور كأنما خدش��ني أحد ما‬ ‫بأظافره‪ .‬وكنت حينها في الثانية عشرة‬ ‫أن ه��ذا هو‬ ‫م��ن عم��ري وكنت أع��رف َّ‬ ‫بالضبط ما أريد تحقيقه لدى اآلخرين‬ ‫عندما أكتب‪ .‬وجس��دي هو الكون الذي‬ ‫يتحرَّك فيه تعبيري الشعري‪ .‬والكتابة‬ ‫تعتبر بالنسبة لي عملية جسدية قوية‪.‬‬ ‫وأن��ا أقول دائمًا إنَّن��ي أكتب بأظافري‬ ‫عل��ى بش��رتي الخاصة‪ ،‬على جس��دي‪.‬‬ ‫وأنا أريد أن أكش��ط السطح‪ .‬ومن أجل‬ ‫ذلك أس��تخدم أظافري وجس��دي‪ ،‬فهي‬ ‫أدوات��ي‪ .‬و اإليروتيك ه��و نبض الحياة‬ ‫وه��و أكثر ما يمنحني الش��عور بالحياة‬ ‫أن اإليروتي��ك‬ ‫وبالنش��اط؛ ف��ي حي��ن َّ‬ ‫قريب جدًا من تجربة الموت"‪ .‬ش��اعرة‬ ‫ومترجمة وصحافي��ة لبنانية مرموقة‪،‬‬ ‫تولت منصب منس��قة الجائزة العالمية‬ ‫للرواية العربية طوال س��نواتها الثالثة‬ ‫األولى وه��ي اآلن مستش��ارة للجائزة‪.‬‬ ‫تُشرف على الصفحات الثقافية لجريدة‬ ‫"النه��ار" المهيب��ة‪ .‬أص��درت مجموعات‬ ‫ش��عرية عدّة نالت صدى نقديا واسعا‪.‬‬ ‫تُرجمت كتبها إلى لغات عدّة ونش��رت‬ ‫ف��ي الخ��ارج‪ .‬تتقن س��بع لغ��ات وهي‬

‫عض��و في لجن��ة الكتاب والق��راءة في‬ ‫وزارة الثقاف��ة اللبنانية‪ .‬نالت مجموعة‬ ‫كبي��رة م��ن الجوائ��ز األدبي��ة العالمية‬ ‫م��ن بينها جائ��زة "بلو ميت��رو بوليس"‬ ‫لألدب العربي في نيسان ‪ ،2010‬وهي‬ ‫جائزة س��نوية تهدف إلى مكافأة كاتب‬ ‫عرب��ي مميّ��ز يكت��ب إمّ��ا بالعربية أو‬ ‫بلغة أخرى‪ .‬من أحدث إصداراتها "هكذا‬ ‫قتل��ت ش��هرزاد" ‪ - 2010‬ترج��م إل��ى‬ ‫ثالث عش��رة لغة " "كتاب الجيم" ‪2011‬‬ ‫و"سوبرمان هو عربي" ‪.2012‬‬ ‫ح��ازت جائ��زة كوتول��ي العالمي��ة‬ ‫للصحاف��ة عن فئة الصحاف��ة األجنبية‬ ‫ل��دورة ‪ .2012‬وتمنح جائ��زة "كوتولي‬ ‫العالمي��ة للصحافة"الت��ي كرس��ها‬ ‫الرئي��س اإليطال��ي إح��دى أهم عش��ر‬ ‫جوائ��ز في الب�لاد عن ث�لاث فئات هي‬ ‫الصحافة األجنبية والصحافة اإليطالية‬ ‫وجائ��زة الصحافي الناش��ئ من جزيرة‬ ‫صقلي��ة مس��قط رأس الصحافي��ة‬ ‫الراحلة التي تحمل الجائزة اسمها‪.‬‬

‫�أعمالها‪:‬‬ ‫لها في الشعر‪:‬‬

‫* وقتٌ لحلم‪ ،1995 ،‬بيروت‪.‬‬ ‫* دعوة إلى عش��اء سرّي‪،1998 ،‬‬ ‫دار النهار للنشر‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫* ي��دان إل��ى هاوي��ة‪ ،2000 ،‬دار‬ ‫النهار للنشر‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫* ل��م أرتك��ب م��ا يكف��ي‪،2003 ،‬‬ ‫مخت��ارات ش��عرية‪ ،‬دار كاف ن��ون‪،‬‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫* ع��ودة ليلي��ت‪ ،2004 ،‬دار النهار‬

‫للنش��ر‪ ،‬بي��روت‪ ،2007 /‬دار آف��اق‪،‬‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫* النم��رة المخب��وءة عند مس��قط‬ ‫الكتفي��ن‪ ،2007 ،‬مخت��ارات ش��عرية‪،‬‬ ‫منش��ورات االخت�لاف وال��دار العربي��ة‬ ‫للعلوم‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫* ع��ادات س��يئة‪ ،2007 ،‬مختارات‬ ‫شعرية‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪،‬‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫* مراي��ا العاب��رات ف��ي المن��ام‪،‬‬ ‫‪ ،2008‬دار النهار للنشر والدار العربية‬ ‫للعلوم‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫لها في الترجمة‪:‬‬

‫* لمس��ات الظ��ل‪ ،2002 ،‬ش��عر‪،‬‬ ‫ايمانوي��ل مين��ارد‪ ،‬ع��ن االيطالي��ة‪،‬‬ ‫المؤسس��ة العربية للدراس��ات والنش��ر‪،‬‬ ‫بيروت‪.‬‬ ‫* بي��روت عندم��ا كان��ت مجنون��ة‪،‬‬ ‫‪ ،2003‬رواي��ة‪ ،‬انطوني��و في��راري‪ ،‬ع��ن‬ ‫االيطالية‪ ،‬دار النهار للنشر‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫* س��يجيء الم��وت وس��تكون ل��ه‬ ‫عيناك‪ :‬مئة وخمسون شاعراً انتحروا في‬ ‫القرن العشرين‪ ،2007 ،‬دار النهار للنشر‬ ‫والدار العربية للعلوم‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫لها في الحوار األدبي‪:‬‬

‫* صحبة لصوص الن��ار‪ ،2006 ،‬دار‬ ‫النهار للنشر‪.‬‬

‫لها في لغات أخرى‪:‬‬

‫هناك حيث يشتعل النهر‪ ،‬انطولوجيا‬ ‫الشعر اللبناني الحديث باإلسبانية‬ ‫مدين��ة‪ ،‬قص��ص مدن من الش��رق‬ ‫األوسط‪2008 ،‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫الرياح بغير ذلك"‪.‬‬ ‫«الفيلم التس��جيلي ل��م يخذلني على‬ ‫مس��توى التعبير وال على مس��توى عالقتي‬ ‫بالواقع‪ ،‬ألنّه بالنس��بة ل��ي الفيلم هو نتاج‬ ‫عَرَضي لعالقة جديدة أبنيها مع الواقع عند‬ ‫كل مش��روع فيلم‪ ،‬والفيلم يأتي كمحصلة‬ ‫له��ذه المغامرة الجديدة التي أرمي نفس��ي‬ ‫فيها في الحياة وفي اكتشاف الناس"‬ ‫وف��ي بداية ثمانينيات‪ ،‬عاد أميرالي إلى‬ ‫فرنس��ا وأنجز ع��دداً م��ن األفالم الت��ي تثير‬ ‫قضايا إش��كالية مثل فيلمه عن بنازير بوتو‪،‬‬ ‫ميشال س��ورا‪ ،‬ورفيق الحريري‪ ،‬ليكمل هذه‬ ‫السلس��لة بعد عودته إلى دمش��ق بمشاركة‬ ‫زميلي��ه محمد ملص وأس��امة محم��د‪ ،‬حيث‬ ‫أنج��زوا أفالم��اً عن الفن��ان التش��كيلي فاتح‬ ‫المدرس ونزيه الشهبندر‪ ،‬وسعد اهلل ونوس‪،‬‬ ‫قبل أن يجهَض المشروع ألسباب كثيرة‪.‬‬ ‫وكان أمي��راالي يكرر قول��ه "أنا مؤمن‬ ‫بأهمية الس��ينما ودورها الفع��ال في الرفع‬ ‫م��ن ثقافة المجتمع الحياتي��ة وصقلها‪ ،‬فإن‬ ‫تجربتي الس��ينمائية الطويلة رس��خت لدي‬ ‫مبدأ مفاده أن الس��ينما قد تترك األثر األكثر‬ ‫إيجابي��ة عل��ى المجتمع من بع��ض الفنون‬ ‫األخرى"‪.‬‬ ‫وعبر تجربته الس��ينمائية التي امتدت‬ ‫نح��و ‪ 45‬عامًا تمكن أميراالي من إنجاز أكثر‬ ‫من ‪ 20‬فيلمًا تسجيليًا مراهناً على هذا النوع‬ ‫الس��ينمائي في معالجة مش��كالته مجتمعه‬ ‫بعي��داً عن الس��ينما الروائي��ة التقليدية من‬ ‫بينه��ا فيلم ع��ن تجربة الكاتب المس��رحي‬ ‫الراحل سعد اهلل ونوس‪.‬‏‬ ‫أفالمه‪:‬‬ ‫* فيلم محاولة عن سد الفرات (‪)1970‬‬ ‫* الحياة اليومية في قرية سورية (‪)1974‬‬ ‫* الدجاج (‪)1977‬‬ ‫* عن ثورة (‪)1978‬‬ ‫* مصائب قوم (‪)1981‬‬ ‫* رائحة الجنة (‪)1982‬‬ ‫* الحب الموءود (‪)1983‬‬ ‫* فيديو على الرمل (‪)1984‬‬ ‫* العدو الحميم (‪)1986‬‬ ‫* سيدة شبام (‪)1988‬‬ ‫* شرقي عدن (‪)1988‬‬ ‫* إلى السيّدة رئيسة الوزراء بوتو (‪)1990‬‬ ‫* المدرّس (‪)1995‬‬ ‫* ف��ي يوم م��ن أيّ��ام العنف الع��ادي‪ ،‬مات‬ ‫صديقي ميشيل سورا‪)1996( ..‬‬ ‫* هنالك أش��ياء كثيرة كان يمكن أن يتحدث‬ ‫عنها المرء (‪)1997‬‬

‫* طبق السردين (‪)1997‬‬ ‫* الرجل ذو النعل الذهبي (‪)1999‬‬ ‫* طوفان في بلد البعث (‪)2003‬‬ ‫كما ش��ارك أميراالي في صناعة فيلم‬ ‫"اب��ن العم" ع��ن المعارض الس��وري البارز‬ ‫رياض الترك ال��ذي قضى أكثر من ‪ 17‬عاما‬ ‫في الحبس االنفرادي كسجين سياسي أثناء‬ ‫فترة حكم الرئيس الراحل حافظ األسد‪.‬‬ ‫ولع��ب دوراً رئيس��يًا في ربيع دمش��ق‬ ‫عام��ي ‪ ،2001 - 2000‬وكان أح��د موقع��ي‬ ‫"بي��ان الـ‪ "99‬الذي صدر ع��ام ‪ 2001‬ويضم‬ ‫‪ 99‬مثقفًا سورياً طالبوا برفع حال الطوارئ‬ ‫وإط�لاق الحري��ات العام��ة واإلف��راج ع��ن‬ ‫المعتقلين السياسيين‪.‬‬ ‫‪ .‬قب��ل وفات��ه‪ ،‬كان أمي��راالي يس��تعد‬ ‫إلخ��راج فيلم��ه الجدي��د «إغ��راء تتكل��م»‬ ‫الذي يتط��رق إلى حياة النجمة الس��ينمائية‬ ‫الس��ورية المعتزلة نه��اد ع�لاء الدين التي‬ ‫أطلق��ت عليه��ا صحاف��ة الس��بعينات لق��ب‬ ‫«بريجيت باردو الشرق»‪.‬‬ ‫وح��ول مش��روعه هذا ق��ال أميراالي‪:‬‬ ‫«بع��د صمت طويل واعت��زال مندد بمواقف‬ ‫ساس��ة ومديري الفن والس��ينما في سورية‬ ‫تجاهها؛ س��تخرج إغراء إلى الوجود للحديث‬ ‫ع��ن س��يرتها الس��ينمائية التي ل��ن ترضي‬ ‫كث��راً‪ .‬ه��ذه الفنان��ة النجم��ة الت��ي انزوت‬ ‫لس��نوات من دون تكريم أو اعتراف بدورها‬ ‫في الترويج للسينما السورية‪ ،‬ألن القيمين‬ ‫على شؤون الس��ينما ينظرون إليها كممثلة‬ ‫أف�لام تجاري��ة‪ .‬ومش��روعي ه��و إعادته��ا‬ ‫بحقيقته��ا إل��ى الشاش��ة‪ ،‬فق��د كان له��ذه‬ ‫النجم��ة المفتون��ة بالفن الس��ابع مش��روع‬ ‫قاتلت ألجله لسنوات‪ ،‬وهو مشروع يتعارض‬ ‫م��ع األمر الواقع والمفاهيم الس��ائدة‪ ،‬وهي‬ ‫تملك م��ن الجرأة التي تحس��د عليها‪ ،‬وهي‬ ‫مثال للمرأة الحرة‪ ،‬وأعتقد أن مَن يتملقون‬ ‫جواريه��م ويجلدون زوجاتهم ل��ن يعجبهم‬ ‫هذا الفيلم»‪.‬‬ ‫ف��ي الخامس من ش��باط ع��ام ‪2011‬‬ ‫وعلى هدي��ر الربيع العرب��ي‪ ،‬رحل أميرالي‬ ‫عم��ر ناه��ز ‪ 65‬عام��اً‪ ،‬بع��د أن أصابه‬ ‫ع��ن ٍ‬ ‫ارتف��اع ضغط دم مفاج��ئ أدى إلى إصابته‬ ‫بجلط��ة دماغي��ة مما تس��بب بوفات��ه على‬ ‫الف��ور‪ ،‬وكانت والدة عمر اميرالي قد توفيت‬ ‫قب��ل أش��هر ول��ه ش��قيق واح��د يعيش في‬ ‫ألمانيا وهو فنان تشكيلي اسمه عصمت‪.‬‬ ‫قالت عنه الش��اعرة والكاتبة السورية‬ ‫هال��ة محم��د إن "عم��ر لم يكن يش��كو من‬ ‫أي أع��راض مرضي��ة‪ ،‬وفات��ه كان��ت فاجعة‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كان��ت س��وريا م��ن بي��ن أع��رق ال��دول‬ ‫العربي��ة في مجال الس��ينما من��ذ ظهورها في‬ ‫العالم‪ ،‬وتذكر الوثائق أن أول فيلم س��ينمائي‬ ‫جرى عرضه في س��وريا ع��ام ‪1908‬م في أحد‬ ‫المقاه��ي الصغي��رة بمدين��ة حل��ب‪ ،‬وفي عام‬ ‫‪ 1928‬أنجز أول فيلم س��ينمائي سوري بعنوان‬ ‫"المته��م الب��ريء"‪ ،‬وكان عدد صاالت الس��ينما‬ ‫في سوريا حتى منتصف الستينات حوالي ‪170‬‬ ‫صال��ة س��ينما لم يتب��قَ منها س��وى ‪ 14‬صالة‬ ‫عرض منهكة‪ ،‬وبالرغم من الحصار والتضييق‬ ‫الفكري اس��تطاع المشهد الس��ينمائي السوري‬ ‫أن يف��رز‪ ،‬تجارب م��ن الطراز العالم��ي‪ ،‬ولعل‬ ‫تجربة عمر أميراالي كانت األكثر تميزاً‪.‬‬ ‫ولد عم��ر أميراالي في ح��ي الصالحية‬ ‫الدمش��قي ع��ام ‪ 1944‬ألس��رة م��ن أصول‬ ‫شركس��ية وتركي��ة وعربية‪ ،‬وه��و من قال‬ ‫فيم��ا بع��د‪" :‬وُلدت في الش��ام ع��ام ‪1944‬‬ ‫حجر م��ن مقام ش��يخنا األكبر‬ ‫عل��ى مرمى ٍ‬ ‫محي الدين ب��ن عربي‪ّ ،‬‬ ‫معط��راً بروحانيته‬ ‫مباركًا باس��مه وكنيته‪ ،‬وقد عاهدت نفسي‬ ‫م��ذ صرت مخرجًا أن أنذر ل��ه ذبيحتين على‬ ‫روحه الطاهرة ك ّلما رزقت فيلماً"‪.‬‬ ‫ويضي��ف‪ :‬إن الرائ��ي لحي��اة اب��ن عرب��ي‬ ‫ال��ذي تأثرت بجواه��ره في طفولتي؛ ال يش��ك‬ ‫أب��داً أن مق��دار الروحانية وما يمك��ن أن يعرف‬ ‫بالديمقراطي��ة والحرية الفردانية التي آمن بها‬ ‫هو الذي أكسبه ذلك االحترام الكبير في مختلف‬ ‫أنحاء العالم‪ ،‬فلقد أوص��ل الناس إلى المنطقة‬ ‫المجردة بين الديانات العالمية الكبرى‪.‬‬ ‫أنه��ى أمي��راالي دراس��ته الثانوية في‬ ‫دمشق‪ ،‬لينتقل عام ‪1965‬إلى ألمانيا كطالب‬ ‫أوبرا في كونسرفاتوار برلين لينتقل بعدها‬ ‫لدراس��ة المس��رح بين عامي ‪1967 - 1966‬‬ ‫ف��ي الجامع��ة الدولي��ة للمس��رح بباري��س‬ ‫"مسرح سارة برنار" ليلتحق بمعهد الدراسات‬ ‫الس��ينمائية العلي��ا ع��ام ‪ 1968‬ف��ي جامعة‬ ‫نانتي��ر وليكم��ل بعدها دراس��ته األكاديمية‬ ‫ف��ي س��ينماتيك باريس حيث تلق��ى علومه‬ ‫على يد المخرج الفرنسي العالمي جان بيير‬ ‫ميلفيل‪ ،‬انقطع بعدها عن الدراس��ة بس��بب‬ ‫أحداث الطلبة عام ‪.1968‬‬ ‫ع��اد إل��ى دمش��ق ع��ام ‪1969‬ليحقق‬ ‫أول فيلم تس��جيلي له عن صناعة الس��جاد‬ ‫اليدوي في الريف السوري‪.‬‬ ‫أس��س م��ع زمالئ��ه م��ن المخرجي��ن‬ ‫السينمائيين والسيما في النادي السينمائي‬ ‫بدمشق الذي اس��تمر منذ عام ‪ 1974‬وحتى‬ ‫‪ 1982‬وق��د ع��رف في هذه التجرب��ة بروائع‬ ‫الس��ينما العالمي��ة والعربي��ة عب��ر عروض‬ ‫حي��ة لألفالم ومناقش��تها واالس��تفادة منها‬ ‫‏كم��ا س��اهم ف��ي تأس��يس اتح��اد ن��وادي‬ ‫الس��ينما ف��ي س��ورية ع��ام ‪ 1982‬من أجل‬ ‫نشر الثقافة السينمائية ليس على مستوى‬ ‫دمشق فحس��ب بل لتمتد مفاعيلها إلى كل‬ ‫المحافظات السورية‪.‬‬ ‫حول رؤيته الفلس��فية لبعض أفالمه‬ ‫الوثائقي��ة يق��ول‪ :‬لق��د كن��ت أن��زع ع��ن‬ ‫نفس��ي الس��لطة التي يمنحه��ا اإلخراج لي‬ ‫وه��ي س��لطة إدارة الكامي��را‪ ،‬وق��د حققت‬ ‫ه��ذه الخطوة ف��ي أفالم مثل ف��ي يوم من‬ ‫أي��ام القت��ل الع��ادي ع��ن صديق��ي الباحث‬ ‫االجتماعي ميشيل سورا‪ ،‬وفيلم «الحريري»‬ ‫والفيل��م الذي أنجزته ع��ن صديقي الراحل‬ ‫سعد اهلل ونوس‪.‬‬ ‫يق��ول‪ :‬يمكنك أن تلمس ل��دى الجيل‬ ‫الس��ابق آما ًال وطموحات ثقافية وإنس��انية‬ ‫مش��روعة قهرها االس��تبداد والتخلف‪ ،‬ولقد‬ ‫أردن��ا من خ�لال منجزن��ا الفني أن نس��هم‬ ‫في بناء مش��روع لبناء مجتمع مدني‪ ،‬وجرت‬

‫ومفاجأة‪ ،‬ورحيله خس��ارة كبيرة ألن العالم‬ ‫العربي وليس س��ورية فقط خسرت مبدعا‬ ‫كان قامة من القامات الكبيرة في األوس��اط‬ ‫الثقافية التي رسخت ثقافة الموقف الفكري‬ ‫والسياسي وهو جسد ذلك في أفالمه"‪.‬‬ ‫وقال المخرج الس��ينمائي نبيل المالح‬ ‫"إن غي��اب عم��ر صدم��ة وخس��ارة كبي��رة‬ ‫لألجي��ال‪ ،‬ان��ه مبدع ومحت��رف عالمي‪ ،‬ال بد‬ ‫أن همه العام ساهم بموته فهو كان معانداً‬ ‫شرس��ًا للمواق��ف الرس��مية الت��ي تنال من‬ ‫حقوق الشعوب"‪.‬‬ ‫كما قال عن رحيله المخرج هيثم حقي‬ ‫"رحي��ل عم��ر خس��ارة ال تقدر‪ ،‬ه��و صديق‬ ‫وزميل‪ ،‬وهو أحد أبرز المحركين ألبناء جيلنا‬ ‫الذين اش��تغلوا على ثقافة الس��ينما وحاجة‬ ‫الن��اس له��ا كان لديه وضوح ش��ديد الرؤية‬ ‫وكان صاح��ب مبدأ وفن��ان حقيقي وموهبة‬ ‫أعلن��ت ع��ن نفس��ها من��ذ البداي��ة‪ ،‬قض��ى‬ ‫حياته كله��ا دون أن يس��اوم‪ ،‬انه من خيرت‬ ‫الس��ينمائيين العرب والعالميين باعتقادي‪،‬‬ ‫لقد خس��رناه بش��كل مباغت‪ ،‬أش��عر باأللم‬ ‫والحزن والمرارة ن ليس آوان رحيله اآلن"‪.‬‬ ‫وقال عنه المعارض الس��وري المفكر‬ ‫حس��ين العودات "كان مخرجا مبدعا ومفكرا‬ ‫ملتزم��ا بقضاي��ا ش��عبه ومن��ذ س��بعينات‬ ‫القرن الماض��ي كان مهتم��ا بقضايا الناس‬ ‫وق��د اخرج العدي��د من األفالم الس��ينمائية‬ ‫الجريئ��ة الت��ي تش��د الن��اس‪ ،‬وتح��ث على‬ ‫الحري��ة والديمقراطي��ة وتطال��ب بالعدال��ة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬رحيله خس��ارة للثقافة العربية‬ ‫في وقت تحتاج الش��عوب العربية لمبدعيها‬ ‫من أجل إكمال المس��يرة من اجل حياة أكثر‬ ‫ع��دال وديمقراطي��ة‪ ،‬لق��د كان عمر مناضال‬ ‫وحقوقي��ا إنس��انيا صادقا م��ع اآلخرين ومع‬ ‫فنه وفكره وجمهوره"‪.‬‬ ‫الشاعرة الس��ورية رش��ا عمران "قبل‬ ‫عام مات عمر أميراالي‪ ،‬بعد عام عاش عمر‬ ‫أمي��راالي"‪ ،‬لتق��ول أن��ه ال يزال دافع��ًا قويًا‬ ‫باتجاه تكس��ير القيد والنهوض بمجتمع حر‬ ‫ونظيف‪ .‬وهو حي في قلب كل سوري شاهد‬ ‫فيلمًا من أفالمه وتع ّلق به‪.‬‬ ‫كت��ب عنه ياس��ين الح��اج صال��ح "بعد‬ ‫قلي��ل من غي��اب عمر تفج��رت الث��ورة في‬ ‫س��وريا‪ .‬وبقدر ما أنها تشكل اليوم التجربة‬ ‫المكون��ة لجي��ل جدي��د‪ ،‬متح��رر م��ن عقدة‬ ‫الهزيمة‪ ،‬يبدو إنها تضع نقطة النهاية لجيل‬ ‫قديم‪ ،‬عاجز عن تغيير نفس��ه أو ما بنفسه‪،‬‬ ‫ومن باب أولى تغيير غيره"‪.‬‬ ‫أما الس��ينمائي السوري أسامة محمد‪،‬‬ ‫صديق��ه ونديم��ه العزيز‪ ،‬كتب عن��ه مؤخراً‬ ‫المادة التي نش��رت في سوريتنا من عددين‬ ‫ف��ي ذكرى وفات��ه بعنوان‪ " :‬الس��مه رنين‪..‬‬ ‫لحضوره رنين لصمته رنين ولغيابه رنين‪..‬‬ ‫عُمَرْ‪ ..‬بعد عام‪ ..‬وعام"‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫حي��ن يَفتح عُم��ر الب��اب‪ .‬يتنحى عنه‬ ‫فوراً‪ .‬يكش��ف الداخ��ل ويقدمهُ ل��ك‪ .‬ويبدأ‬ ‫اللعب الجمي��ل‪ .‬ينفخ ص��دره ويرفع كتفيه‬ ‫العريضي��ن ويس��تجمع العُ��رَبَ فينط��ق‬ ‫الهوى من الصدر والرئة والجمجمة والحَ ْلقْ‬ ‫أحهالاااااااااان ْن"‪.‬‬ ‫"‬ ‫ّْ‬ ‫س��وف تجلس عل��ى الدي��وان العربي‬ ‫ويجلس مقابلك ينظر في عينيك ويضحك‬ ‫كأنما بال إرادة " هههه ههه"‪.‬‬ ‫ف��ي الس��ينما أو السياس��ة‪ ..‬يخش��ى‬ ‫َ‬ ‫يُرْسِ��ل إش��ارتٍ توح��ي بالتواطؤ‬ ‫عمر أن‬ ‫فيزمُ فمه‪ .‬يمس��ك ذقن��ه بكفه ويُبحر في‬ ‫ّ‬ ‫االستماع‪ ..‬في رسالة مفتوحة على الجدل‪..‬‬ ‫تدعو للبحث والصداقة‪.‬‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫عمر �أمرياالي ‪2011 - 1944‬‬

‫‪25‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬

‫هالة حممد‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫صباح الخير يا سوسن‪..‬‬ ‫البارح��ة ف��ي ذك��رى أربعين ش��هداء جامعة حل��ب الذي‬ ‫أقامته مؤسسة نوريا‪..‬‬ ‫بكى هيثم وهو يقول‪" :‬أختي سوسن"‪..‬‬ ‫ال تتخيلي كيف خرج اسمكِ من قلبه‪..‬‬ ‫رأيتُ طفولتكما في تلك اللحظةْ‪..‬‬ ‫هكذا‪ ..‬خرج االس��م‪ ..‬ضاحكًا أشقر يسيراً ملوّنًا‪ ..‬وبكى‬ ‫صوت هيثمْ وهو يطلقه إلى الفضاء‪..‬‬ ‫وهو يعترف باستشهادكْ‪..‬‬ ‫وبكى الحضور‪..‬‬ ‫رحمك اهلل يا حبيبتي‪..‬‬ ‫ي��ا صاحبة البي��ت الذي س��يبقى من أحبّ وأنب��ل البيوت‬ ‫في قلبي‪..‬‬ ‫البيت يشبه‪ ..‬المرأة التي عمّرت المحبّة فيه‪..‬‬ ‫لنا في أهل سوريا جميعهم‪ ..‬الحيّ يشيّع الميّتْ‬ ‫حتى يرحل الطغاة‪..‬‬ ‫حتى تبدو طريق المحبّة‪ ..‬طريقُ ابتسامتكْ‪..‬‬ ‫ابتسامات األحياء‪ ..‬والذين رحلوا‪..‬‬ ‫شعاع كراماتنا التي لن ّ‬ ‫تنذل‬ ‫يا سيّدة الكرامةْ‪.‬‬ ‫وسوسنة‪ ..‬على تربتك أضعها هذا الصّباحْ‪..‬‬ ‫أزرعها في الضّوء لترحل إليك‬ ‫ّ‬ ‫كل يوم‬ ‫وإنني أص ّلي‪.‬‬

‫يامن ح�سني‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫رأي��ت فيديو ش��بيحة وجيش يذبحون مدنيي��ن ويقطعون‬ ‫أعضائه��م بالس��كاكين ويصرخ��ون "اهلل س��وريا بش��ار‬ ‫وب��س"‪ ،‬تبعته ألع��دل مزاج��ي بفيديو طف��ل يحز عنقي‬ ‫شخصين كبيري السن يقال أنهما شبيحان ويفصل الرأس‬ ‫عن الجس��د ويعل��و الصراخ "قائدن��ا لألبد س��يدنا محمد"‪،‬‬ ‫تابعت شرب المتة‪ ..‬أسند رأسي إلى عقلي وانتظر‪..‬‬

‫كرتونة من ديرالزور‬

‫هن��ا دير الح��ب‪ :‬إل��ى كل اإلعالميي��ن والصحفيين‪ ،‬يكفي‬ ‫تش��حذون على األطف��ال بصوركم‪ .‬الطفل بق��ي بأمكان‬ ‫الموت ألنو أهلو صمدوا أو ما قدروا ينزحون‪ ،‬وصوره عاري‬ ‫أو بردان هي ذات نتائج عكسية‪ ،‬وخصوصاً إنو المجتمعات‬ ‫اللي قام تخاطبونها هي مو مهتمة بشي‪ ،‬لذلك خففوا من‬ ‫ص��ور التعاطف‪ ،‬وكون��وا قادرين على ابت��كار صور للقوى‬ ‫ورف��ع العزيمة عند المدنيين والش��باب اللي حمل الس�لاح‬ ‫للدفاع عن الكرامة والحرية‪ .‬األطفال الزم يكونون بعيدين‬ ‫عن متناول عدس��اتكم إال ألسباب يقتضيها الظرف‪ .‬تقبلوا‬ ‫محبتنا لعملكم‪ ،‬ومحبتنا لكل صاحب هدف نبيل‪.‬‬

‫جمال �صبح‬

‫ممك��ن كان يك��ون األب باول��و ب»جني��ف» وأدوني��س‬ ‫ب»الرّق��ة»‪ !!..‬بس حكمة الرب العالي إن��و تكون الثورة‬ ‫بخير‪!..‬‬

‫‪‎‬ناطور ناطور‪‎‬‬

‫ألذ ش��ي بالصورايخ يلي عم تنزل بحلب وبقية المناطق‬ ‫الس��ورية انو مكتوب عليها "ج��والن"! وذلك ً‬ ‫حفاظا على‬ ‫القضية المركزية للشعب السوري‪..‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪26‬‬

‫أنا مس��يحي‪ ،‬وبحب والدي يلتزمو بتعاليم المس��يح‪ ،‬يلي بتنادي بالمحبة والس�لام وقبول كل‬ ‫الناس‪ ،‬وكل عمرن بيعرفوا أنو كل األديان هني دين واحد‪ ،‬وللحكمة اإللهية تقسموا هيك‪ ..‬الحرية‬ ‫يلي بدي ياها أنو هالوالد يشوفوا هالشي بالشارع‪ ،‬بالمدرسة‪ ،‬مع رفقاتن يلي من غير دين‪ ،‬ويعرفوا‬ ‫مني��ح إنو نحنا واحد‪ ،‬ودمنا واحد‪ ،‬وأهل رغم كل ش��ي‪ ..‬هيك أن��ا تربيت‪ ،‬هيك ربوني أبي وأمي بين‬ ‫جيران��ا ووالد حارتن��ا‪ ،‬يلي زرع فينا الطائفية والكره لبعض ويل��ي زرع الخوف بجواتنا من بعض الزم‬ ‫يسقط‪ ..‬الحرية يلي بدي ياها‪ ،‬نرجع نعيش أهل وحبايب متل ما كنا زمان‪.‬‬

‫ميشيل‪ ،‬صيدلي من دوما‬

‫عهد زرزور‬

‫ر�ضوان دركزيل‬

‫جلسة حوار مع ش��خصين بالستينات‪ ،‬بتسوى ‪ 50‬نقاش‬ ‫بغروبات الفيس‪ ..‬هدوء‪ ،‬ثقة‪ ،‬حجج ومعلومات‪ ،‬حكمة!‪..‬‬

‫كل ما هو ش��مولي علماني أو إس�لامي يجس��د التطرف‬ ‫وإلغاء لآلخرين‪..‬‬

‫ع التلفزي��ون الس��وري‪ :‬يس��تضيفون ع��دد م��ن الخبراء‬ ‫ال��روس والمحللين االس��تراتيجيين للحدي��ث عن الحرب‬ ‫الكوني��ة الت��ي تتع��رض له��ا "الدول��ة الس��ورية"‪ ..‬وعن‬ ‫الث��وار اإلرهابيي��ن المدفوعي��ن م��ن تركي��ا والغ��رب‪..‬‬ ‫الش��يء بالشيء يذكر‪ ..‬فقد حدثني يوما مدرس مساعد‬ ‫ف��ي مخبر الفيزياء ف��ي كلية العلوم وه��و خريج اإلتحاد‬ ‫الس��وفييتي‪ ،‬أن أكبر "بروفيس��ور" في جامعة موس��كو‬ ‫الحكومية (لومونوس��وف) كان مستعداً لبيع مادته مقابل‬ ‫مسجلة صينية بكاسيت فردي كمان «على حد قوله»‪..‬‬

‫ث��ورة الحرية‪ ،‬ل��ن تكون إال ه��دمٌ لكل ما أس��س وبنى‬ ‫وأبنية الطغيان واالس��تبداد‪ .‬نع��م يمكن للعقل أن يكون‬ ‫ثوريًا وعصيًا على األس��ر معاً‪ ،‬هو اس��تنتاج من الطريق‬ ‫الدقيق الذي تسلكه روح الصديق مصطفى الجرف‪:‬‬

‫�إياد عما�شة‬

‫�سليم با�ست‬

‫‪"‎‬الثأر" من التماثيل ال يبش��ر بالخير‪ ..‬خصوصًا واألصنام‬ ‫الحية التي تنته��ك كرامتنا وتقتلنا وتجوعنا‪ ..‬تتجول في‬ ‫المدن العربية بكامل أناقتها‪..‬‬

‫�شام داود‬

‫مصارح��ة‪ ..‬ال حدا يزعل بس بحياتي ما حس��يت حالي أقلية‬ ‫بس��وريا على أد ما عم حس حالي هاأليام بالثورة السورية‪.‬‬ ‫ومن البدايات ولهأل كل مالها عم تزيد‪ ..‬يمكن المشكلة فيي‬ ‫ش��خصياً‪ ،‬بس مابعرف ليش صايرة عم حس هالبلد ما عاد‬ ‫عم تشبهنا‪ ..‬أو هية بتشبهنا بس ما كنا شايفين منيح‪..‬‬

‫عماد حورية‬

‫رغ��م اإلمعان في القصف‪ ..‬واالعتق��ال والتعذيب والقهر‬ ‫من قبَل النظام‪ ..‬ما يزال الس��وريون يمعنون بالتفاؤل‪..‬‬ ‫واألمل‪ ..‬والنصر‪ ..‬وسوريا بدّا حرية‪..‬‬

‫ح�سام عيتاين‬

‫ما زال العالم مقتنعًا أن قصف األحياء السكنية بصواريخ السكود‬ ‫أقل خطراً من استيالء المتطرفين على أسلحة متهالكة‪.‬‬

‫�آية الأتا�سي‬

‫كامي��رات التلفزي��ون الس��وري التي تلته��م لحم األحي��اء ميتًا‬ ‫كم��ا التهمت الس��يارة المفخخ��ة لحم األم��وات‪ ..‬ال تترك مجا ًال‬ ‫للش��ك أن المجرم والمخرج الواح��د‪ ..‬أما عيون الصغار الخائفة‬ ‫والمذعورة ف�لا تميز وجه القاتل في قلب الدم‪ ..‬عيون الصغار‬ ‫تبح��ث عن وج��وه األمه��ات وأحضانها لتحتمي م��ن هذا العنف‬ ‫المخيف‪ ..‬هنا دمشق‪ ..‬هنا تحترق البلد بأيدي السفاح األسد!‪..‬‬

‫علي ديوب‬

‫م�صطفى اجلرف‬

‫س��جن الطوائف أش��د إحكاما وتحصينا من سجن اإلستبداد‪.‬‬ ‫وإلثب��ات ه��ذا يكفي النظر إل��ى تجربة لبنان لن��رى كيف لم‬ ‫يس��تطع حتى أكثر الش��عوب ثقافة ونضجا وعش��قا للحرية‬ ‫أن يفلت من س��جن الطائفية مهما حاول‪ ..‬بل إن زيادة ش��د‬ ‫القيد الطائفي بعد كل انتفاضة للحرية يقوم بها اللبنانيون‬ ‫وأخرها في ‪ 14‬آذار ‪ ،2005‬تجعل المرء يعتقد جازما أنه بعد‬ ‫الوقوع في الطائفية‪ ..‬فال أمل بالحرية مطلقا!‬

‫رزان زيتونة‬

‫خط أحمر؟؟ يا عمي ما في خط أحمر إال حقوقك وكرامتك‪ ،‬أو‬ ‫باللك هالثورة‪ ..‬ألنها مسألة وقت حتى ترجع لنقطة الصفر‪..‬‬

‫�إياد حياتلة‬

‫أن��ا أبو عاطف الفلس��طيني الس��وري إبن مخيّ��م اليرموك‬ ‫ّ‬ ‫بأن جامع‬ ‫وكل المخيّمات في سوريا‪ ،‬ال أخجل من التصريح ّ‬ ‫صالح الدين األيّوبي في ش��ارع ع�� ّكا‪ ،‬أقرب جوامع المخيّم‬ ‫إلى بيتي في شارع الشهيد جالل كعوش‪ ،‬يعنيني اآلن وفي‬ ‫هذا الوقت بالذات أكثر ممّا يعنيني المسجد األقصى‪..‬‬

‫رجاء بركات‬

‫أنا العلماني المسيحي السرياني األرثوذكسي السوري‪ ..‬أعلن‬ ‫وأن��ا بكامل ق��واي العقلية قبل ما ج��نّ‪ ..‬إنو قذيف��ة تانية‪..‬‬ ‫سكود تاني‪ ..‬مفخخة تانية‪ ..‬بيصير بدي خالفة إسالمية‪..‬‬

‫مي�سا �صالح‬

‫إل��ى كل الس��وريين الذي��ن ع��ادوا لح��دود الوط��ن ك��ي‬ ‫يناضلوا بشوارعه واستشهدوا‪ ،‬إلى كل السوريين الذين‬ ‫ع��ادوا واعتقلوا وما زالوا داخل الس��جون بين ميت وحي‪،‬‬ ‫إلى كل األصدقاء الذين زاد الخناق حولهم داخل س��وريا‬ ‫ورفض��وا مغادرته��ا‪ ،‬إلى كل ش��اب وصبي��ة يعمل داخل‬ ‫ح��دود هذا الوطن وحيات��ه مهددة بكل ثاني��ة باالعتقال‬ ‫أو القتل أو االختفاء‪ ..‬إليكم جميعًا‪ ..‬صباح دمشق هذا‪..‬‬

‫ف��ي س��راقب‪ ..‬كان الش��اب بجناحي��ن‬ ‫سحريين ال يراهما س��وا المستنجدون في‬ ‫ضي��اع الطريق‪ ،‬كما في قصص األس��اطير‬ ‫كان كيوب��د م�لاك ًا صغي��راً يه��دي الحب‬ ‫على عم��اه‪ ..‬وجوبيتر مضيئ�� ًا المع ًا يقود‬ ‫الح��روب‪ ..‬وديانا ملكة اللي��ل والوحوش‪..‬‬ ‫كان لن��ا من األس��اطير نصيب ف��ي بلدي‬ ‫المنس��ي على خارطة المعجزات‪( ،‬الداعور)‬ ‫كم��ا أس��ماه أصدق��اؤه‪ ..‬ح��ارس الدروب‬ ‫بس��حر‬ ‫والمتاهات والتائهين‪ ..‬ممسوس�� ًا‬ ‫ٍ‬ ‫يجعل كل من حوله ضاحك ًا ويجعل للنبض‬ ‫ف��ي القلوب مث��واً جمي��ل‪ ..‬غ��ارت دروب‬ ‫الس��ماء عليه فاصطفته وأهدته عرب ًة من‬ ‫نجوم‪ ..‬ليحرس ليلنا وأنفاس��نا‪ ..‬ش��هيداً‬ ‫تحتفل بم��روره المجرات والكواكب‪ ..‬أحمد‬ ‫العيسى‪ ..‬شهيد س��راقب‪ ..‬شهيد سوريا‪..‬‬ ‫أهدي أحالمنا أو ما تبقى منها إليك‪..‬‬ ‫‪‎‬رباب البوطي‪‎‬‬ ‫لقد أفل ي��وم األحد‪ ،‬وفي الليل نهضت‬ ‫من س��بات إلى الحمام‪ ،‬قليال بعيد الساعة‬ ‫الرابعة‪ ،‬وكان ابني ‪ -‬فادي ‪ -‬ما يزال يداعب‬ ‫أجهزة التواصل االجتماعي‪ ،‬كعادته في كل‬ ‫ليلة‪ ،‬لعله يسمع خبرا أو كلمة‪ ،‬فينام قرير‬ ‫العين‪ ..‬هانيها!‪ ..‬وما أن عدت إلى الفراش‬ ‫حتى غرقت في حلم‪ ،‬قد يكون حلم يقظة‪:‬‬ ‫ خالد الخان��ي‪ ..‬ولد البارحة‪ ،‬في الس��ابع‬‫عشر من شباط‪ ..‬كان عمره قريبا من سبع‬ ‫سنين‪ ،‬عندما وقعت « مجزرة حماة « في ‪2‬‬ ‫ش��باط ‪ ،1982‬حيث قتل والده‪ ،‬الذي مثلت‬ ‫به الوحشية‪ ..‬فسملت عيناه‪ ،‬بما هو طبيب‬ ‫عي��ون!‪ ..‬وكان��ت المعج��زة أن بع��ث هذا‬ ‫الطبيب من جديد‪ ،‬بعد خمسة عشر يوما‪..‬‬ ‫لقد بعث فتى‪ ،‬عمره س��بع سنين‪ ،‬هو خالد‬ ‫الخاني‪ .‬لذلك‪ ،‬وفي المطعم الس��وري الذي‬ ‫قي��ل عنه أو قلت ‪ -‬ال أذكر ‪ -‬إنه وكر الثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وق��د كتب عنه أح��د الحاضرين‬ ‫مقالة‪ ..‬وعلى الرغم من أن عطلة المطعم‬ ‫في ه��ذا اليوم‪ ،‬إال أن المفاج��أة أن يكون‬ ‫نصف مفتوح في المس��اء‪ ..‬وفقط‪ ،‬من أجل‬ ‫إحياء ذكرى المولد التي جمعت ما يربو عن‬ ‫عشرين شخصا‪ ..‬وللمناسبة كانت الذكرى‬ ‫الثاني��ة لمظاه��رة الحريق��ة تحت ش��عار‬ ‫«الشعب السوري ما بينذل»‪ ،‬وقد حمل أحد‬ ‫جدران المطعم هذا الش��عار كخاطرة ألحد‬ ‫الناشطين‪ ،‬حيث يطلب صاحب المطعم من‬ ‫أصدقائه الناش��طين أن يدونوا خواطرهم‬ ‫على الجدار رمزا لتالقيهم ش��به الدائم في‬ ‫المطعم‪ ،‬بمناسبة الثورة السورية‪ ،‬فيكون‬ ‫الجدار ش��به لوحة‪ ..‬وكان ثمة الطارئ‪ ،‬أن‬ ‫ودعنا م��ن بين الحضور ناش��طين ‪ -‬فتاة‬ ‫وشاب‪ ،‬لن أس��ميهما إشفاقا‪ ،‬وليس خوفا‪،‬‬ ‫ألن حاج��ز الخ��وف تحط��م‪ ،‬وكان ال��وداع‬ ‫لمناس��بة المغادرة إلى «سوريا المحررة»‪..‬‬ ‫المح��ررة ممن؟!‪ ..‬م��ن والة األم��ر وحماة‬ ‫الدي��ار الذين يذبحون س��وريا من الوريد‬ ‫إل��ى الوري��د!‪ ..‬المخاض عس��ير ؛ ولكن ما‬ ‫أعظمك «ثورة س��وريا»‪ ..‬وكل قول صغير‬ ‫أمام عظمتك‪ ،‬بل هو الحب أعظم ما نقدم‬ ‫لك «سوريا»‪.‬‬ ‫محمد ديوب‬


‫صبارتنا حيث ال أحد فوق النقد‪..‬‬ ‫باب ناقد ساخر يتناول مواضيع سوريتنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا وثورتنا‪..‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫توضيح‪:‬‬

‫حكمة اليوم‪:‬‬

‫التفجي��ر يل��ي بيعجب��ك بيكون مس��اويه الجي��ش الح��ر و يلي ما‬ ‫بيعجب��ك بيكون مس��اويه النظ��ام‪ ..‬و اهلل معاد حدا عرفان راس��و من‬ ‫أجريه‪..‬‬

‫صبارة سوريتنا ‪. .‬‬

‫سكود‪:‬‬

‫• انا بدي اعرف‪ ..‬ما بيحس��بو حس��اب يجي صاروخ الس��كود بشي قطعة‬ ‫عسكرية للجيش النظامي؟‬ ‫• بدي أعرف شو بيكون شعور سيادتو وقت الصاروخ الممانع ينزل على‬ ‫أفقر مناطق سوريا‪..‬‬ ‫ه��ي اذا صفي��ان عندو ش��عور و ما حلق��و بالماكينة او أبّعو بالس��كر‬ ‫المحروق‬ ‫• يعن��ي يا ريت بس لو تس��مّي الص��اروخ (حلب‪ )2‬ب��دل (جوالن‪..)2‬‬ ‫منشان تكون واضح وصريح وتوقّف عهر بقا!!‬

‫في حين أنه يقصف المدن السورية بها؟‬ ‫وأخي��را هل تعلم أن هذا الصاروخ الذي أطلق باألمس س��قط في‬ ‫أحد أفقر أحياء حلب‪ ،‬في حي جبل بدرو المكتظ بالمساكن العشوائية؟‬ ‫فلتحيا الممانعة! حق الرد ال يمثلني‬

‫برعاية التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي اليساري‬ ‫الماسوني الغربي السوري‬

‫صواريخ الس��كود الس��ورية مزودة بتقنية روس��ية حديثة اس��مها‬ ‫كلشيمكشوف‪ ،،،‬و هي التقنية فيها تميز بين المسلح و المدني‪..‬‬ ‫يعن��ي معقول لكان هيك تش��ليف؟! كلنا منع��رف انو المواطن هو‬ ‫البوصلة عند سيادتو‬

‫ثقافة عامة‪:‬‬

‫هل تعلم أن المس��افة التي قطعها صاروخ الس��كود من دمش��ق‬

‫المحشش السوري االلكتروني‬ ‫ما حطينا بوس��ت مب��ارح ألنه الكل مش��غول باالنفجارات‬ ‫يلي صارت والكل بلش ممارس��ة هواي��ة التحقيق والتمحيص‬ ‫عن القاتل‬ ‫وانه فرصة جميلة للجميع انه يعبر عن آراءه السياسية‬ ‫واحد بيس��ب الحرية والتاني بيس��ب النظام وال��كل متأكد من‬ ‫الفاع��ل تماما متل ما الكل متأكد انه جيش��ه (النظامي أو الحر) على‬ ‫مشارف النصر العظيم على ركام وطن‬ ‫الي��وم وبعد م��ا عضّلت ايديكن من الكتابة والس��ب والش��تم‬ ‫والنقاش والتهديد‪،‬‬

‫ف��ي مجال يا ت��را تروحو تع��زّو أهالي‬ ‫الضحايا؟‬ ‫ف��ي مجال تروحو تش��وفو مليون نازح ش��و ع��م يعملو‬ ‫واطفالون شو نوع الحياة يلي عم يعيشوها؟‬ ‫ف��ي مجال كل واحد يفتح حلقو وينتقد الطرف الذي ينتمي الو‬ ‫متل ما بيتش��اطر ينتقد اآلخرين لعل وعس��ا يصير هو منيح عاألقل‬ ‫في حال التانيين ما ردّو؟‬ ‫في مجال تعرفو انه بنفس الوقت يلي صارت فيه تفجيرات نزلت فيه‬ ‫صواريخ (متعددة المصادر شي نظامي وشي حرّ) نزلت على أحياء كاملة‬ ‫ش��التها من مكانها كمان هدول يس��تحقو كم كبسة من كيبورداتكن‬ ‫المعظمة؟‬ ‫في مجال؟‬

‫‪-2‬‬‫خيو بدي وصيك وصيّة‪:‬‬ ‫ازا ش��ي يوم بم��وت بانفجار‬ ‫متل شغل مبارح‪..‬‬ ‫أو بموت برصاصة طايشة‬ ‫باشتباك أو باستفآدة قناص‪..‬‬ ‫أو بموت بش��ي صاروخ أو‬ ‫قذيفة هاون‪..‬‬ ‫أو بينهد البيت فوق راسي‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪-1‬‬‫عجق��ة‪ ..‬عجق��ة صفيان��ة هالبل��د‪ ..‬بقل��ب‬ ‫هالضجة والعجقة قاعد عم اصفن‪ ..‬انو يلي ارتحمو‬ ‫اليوم ومن س��نيتن‪ ..‬هيك قاعدين ع��م يعملو متلنا‬ ‫هلق‪ ..‬عم يس��بو بعض ويش��تمو بع��ض ويقنصو‬ ‫بعض ويفجرو بعض‪ ..‬او ممكن يكونو اوعى مننا‬ ‫واقوى مننا وبلشو يتفاهمو ويفهمو عبعض فوق‬ ‫بالسما‪..‬‬ ‫يلي فجر اليوم بالش��ام‪ ..‬بده يقتل‬ ‫روحن��ا‪ ..‬ب��س فش��ر‪ ..‬نحنا الس��وريين‬ ‫اقوى م��ن الم��وت واقوى م��ن ضعفه‪..‬‬ ‫الج��رح كبير‪ ..‬كبير ف��وق ما بتتصورو‪..‬‬ ‫بس فشر‪..‬‬ ‫خفف��و حق��د‪ ..‬الحق��د بيل��ف بيل��ف‬ ‫وبيرج��ع قذيف��ة او عب��وة او رصاص��ة او‬ ‫قنبل��ة او س��يارة مفخخ��ة‪ ..‬الحقد ما‬ ‫بيقت��ل اال صاحب��ه مهم��ا ط��ال‬

‫الزمان‪ ..‬يل��ي فجر اليوم بده ي��زرع حقد فوق الحقد‬ ‫الم��زروع‪ ..‬تعو نقتل��ه عنجد‪ ..‬نلغيه عنج��د‪ ..‬نحطه‬ ‫هو وكل االم��راء والمحللين وصناع الق��رار بتابوت‪..‬‬ ‫وندفهن‪..‬‬ ‫قولو اهلل‪ ..‬سوريا ياهلل‬

‫ما تقولوا عني شهيد‪..‬‬ ‫يعن��ي ما بصي��ر يقتلن��ي أخ��ي‪ ،‬و كون‬ ‫شهيد متلي متل سناء محيدلي‪..‬‬ ‫ما بصير موت بصاروخ س��وري‪ ،‬و كون شهيد‬ ‫متلي متل عز الدين القسّام‪..‬‬ ‫يا أخ��ي ما بصي��ر روح بانفجار‪ ،‬و كون ش��هيد‬ ‫متلي متل عمي الطيار اللي استشهد بحرب تشرين‪..‬‬ ‫الزم نخب��ر الهيئ��ات الش��رعية و المؤسس��ات‬ ‫الدينية و الس��لطات اإلفتائية و الجهات القضائية‬ ‫و التش��ريعية يخترعولن��ا ش��ي صف��ة جديدة‬ ‫لضحايا هي الحوادث‪..‬‬ ‫متل مغدور‪ ،‬مغبون‪ ،‬بريء‪ ،‬مقهور‪،‬‬ ‫مجبور‪..‬‬ ‫«و كان ع��دد مجب��وري الي��وم‬ ‫أكثر م��ن ‪ 190‬مجب��وراً في أنحاء‬ ‫سوريا»‬

‫أسبوعية‬

‫ال تشــلشــنا مشـــلوشــين‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬

‫إلى‬ ‫حلب ش��ماال تتجاوز المسافة بين دمشق و»اسرائيل» بـ ‪4‬‬ ‫أضعاف؟‬ ‫ه��ل تعلم أن هامش خطأ ه��ذا الصاروخ هو ‪ 1‬كلم وأنه‬ ‫يحمل طنّا من المتفجرات؟‬ ‫ه��ل تعل��م أن النظ��ام أطلق على صواريخ س��كود إس��م‬ ‫جوالن‬

‫‪27‬‬


‫جمموعة �أوطان مهاجرة‬ ‫جمال داود‬

‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 24 | )75‬شباط ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪28‬‬

‫من للبيوت إال أصحابها؟‬ ‫واألماكن أيضا تشتاق وتأن وتخرج‬ ‫في جنازات‬ ‫وتستقبل برقيات التعزية‬ ‫يبكيك��م الج��دار ال��ذي ينحن��ي‪..‬‬ ‫والسبحة التي تتساقط أحجارها‬ ‫واآلية التي تهتز قهرا ضمن البرواز‬ ‫وتكتب عنك��م أرض الديار قصائد‬ ‫حني��ن‪ ..‬والجمهور الذي ف��ي مذياعكم‬ ‫القديم‪ ..‬يصفق على أنغام أم كلثوم أو‬ ‫لحن عظيم ألف مسامرتكم وسهراتكم‬ ‫ف��ي تفصي��ص الب��زر األس��ود ال��ذي‬ ‫تعشقون‬ ‫وتصع��د الدالي��ة إلى س��قف الدار‬ ‫يوميا‪ ..‬وترمي بنفسها من "الطقيق"‬ ‫واإلبرة والكشتبان تؤمان يبكيان‬ ‫قمصانكم المرقعة‪..‬‬ ‫من للمعامل؟ من للحقول؟‬ ‫يبكيكم المعول‪ ..‬يناجيكم النول‬ ‫متى ترجعون؟‬ ‫لتلعبوا البرسيس؟‬ ‫فوق األغطية المهترئة‬ ‫س��قط الذي��ن زرعوا الحق��ل‪ ..‬فما‬ ‫الذي يصنع شموخك يا سنابل؟‬ ‫س��قط الذي��ن يبن��ون‪ ..‬ويعتل��ون‬ ‫أكوام الرمل والدقيق‬ ‫ليصعد الباقون‬ ‫دموعه��م أصبح��ت ب��ذورا ف��ي‬ ‫التراب‪..‬‬ ‫وغدا سنجني محاصيل من دمهم‪..‬‬ ‫وآهات‬ ‫وأمل‪ ..‬بأطفالهم‬ ‫الن��ول والعقادة واإلبرة وآالت لغزل‬ ‫الوطن‪ ..‬دفنت تحت الركام‬ ‫كي��ف ستش��عر بال��دفء وحن��ان‬ ‫القطن المحلي‪ ..‬أيها المواطن السوري‬ ‫متى ترجعون؟ لتشعلوا الببور؟‬ ‫وتفرشوا أرض الجندي المجهول؟‬ ‫رح��ل الذي��ن يحلب��ون وج��ف حلق‬ ‫الرضي��ع‪ ..‬رحل الذي��ن يجمعون البيض‬ ‫في سالل وعيون‬ ‫رحل الطابور‪..‬‬ ‫وكسدت األدوية عند الصيدليات‪..‬‬ ‫وفرغ��ت عي��ادات ط��ب األس��نان‬ ‫واألمعاء واألطفال‪ ..‬رحل من يمرضون‬ ‫دونا‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫ويتألمون دونا في صمتهم‬ ‫كي��ف س��تأكلون وتش��ربون؟ أيه��ا‬ ‫الذي��ن ال تتوقفون عن الج��وع والتذمر‬ ‫والصراخ في وجه آبائكم؟‬ ‫رح��ل م��ن يحم��ل قمامة الس��ادة‬ ‫والمبذري��ن‪ ..‬حتى في أحالم��ه وواقعه‬ ‫األليم‬ ‫رحل م��ن يطيب جرح األرض‪ ..‬من‬ ‫عبث أشقيائها‪ ..‬شركاؤه في األرض‬ ‫رحل م��ن يفتح لنا الب��اب‪ ..‬لدخول‬ ‫المدرسة أو المشفى‬ ‫وكيف نش��فى مما نح��ن فيه؟ من‬ ‫جهل وضباب‬ ‫متى ترجعون؟‬ ‫لتغمسوا الخبز بالشاي؟‬ ‫وض��وء النه��ار باألس��ى واألح��زان‬ ‫الصامتة؟‬ ‫رحل من يكن��س لنا غبار ضمائرنا‬ ‫العفنة المتساقطة‬ ‫م��ن يصن��ع لن��ا رف��ا لنض��ع عليه‬ ‫الكتب‪ ..‬ونقرأ ونتفلسف‬ ‫م��ن يصن��ع لن��ا المنب��ر الخش��بي‬ ‫لنخطب ونحلل وننظر ونحكم‪..‬‬ ‫وفي إحدى الليالي‪ ..‬تصنع الشجرة‬ ‫م��ن صلبه��ا ناي��ا لتغن��ي لك��م‪ :‬بع��دوا‬ ‫الحبايب بيعدوا‪..‬‬ ‫وفي فج��ر ذي حمرة قانية‪ ..‬تفتقد‬ ‫األزهار صحوتكم األولى‪ ..‬وإبريق المتة‬ ‫والزهورات‪..‬‬ ‫وأغاني فيروز‪ ..‬وآية لعبد الباسط‬ ‫رح��ل الذي��ن يحص��دون جوعن��ا‪..‬‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)50239‬‬ ‫دمشق‪3668 :‬‬ ‫ريف دمشق‪11104 :‬‬ ‫حمص‪8242 :‬‬ ‫درعا‪4410 :‬‬ ‫إدلب‪6218 :‬‬ ‫حلب‪7644 :‬‬

‫وجشعنا من على األشجار‬ ‫رج��ل الذين يخب��زون لن��ا ملحهم‬ ‫وأحالمهم المخبأة‬ ‫متى ترجعون؟‬ ‫لتحرق��وا ورق الـ��ـ يوس��ف أفن��دي‬ ‫على المدفأة؟ ولتملؤوا الصالة بأغصان‬ ‫الزيزفون‪..‬‬ ‫أيته��ا البقل��ة والبقدون��س‬ ‫والجرجير‪ ..‬رحل الذين تحبون‬ ‫رحل الذين ينادون أس��ماءكم عند‬ ‫ساعة الفجر األولى في سوق الجمعة‬ ‫وقب��ل المغيب‪ ..‬تتحس��ر الش��مس‬ ‫على تل��ك األيام التي كان��ت تحاول بها‬ ‫اإلطباق على عيونكم المتعبة‬ ‫وعن��د العش��اء‪ ..‬يبح��ث عنك��م‬ ‫السكون كالمجنون‬ ‫وإبريق الشاي المحلى حتى التعب‪..‬‬ ‫رح��ل م��ن يش��وي لن��ا عراني��س‬ ‫الذرة الش��قراء على جمر يديه ويقش��ر‬ ‫لنا الصب��ارة ويحمل الش��وك عنا بيديه‬ ‫ويقول‪:‬‬ ‫عادي‪ ..‬تعودنا‬ ‫متى ترجعون؟‬ ‫لتسقوا الياسمينة؟ الثكلى‬ ‫الت��ي مزق��ت بياضه��ا المقي��ت‪..‬‬ ‫وتعرت من أوراقها في وضح النهار‬ ‫وثارت حتى الموت‪..‬‬ ‫منذ رحلتم‪..‬‬ ‫يصدح في أفق المدينة‪..‬‬ ‫ترتيلة لعربة التماري المهجورة‬ ‫الحزينة‬ ‫دير الزور‪3406 :‬‬ ‫الرقة‪417 :‬‬ ‫السويداء‪41 :‬‬ ‫حماة‪3796 :‬‬ ‫الالذقية‪716 :‬‬ ‫طرطوس‪72 :‬‬ ‫الحسكة‪277 :‬‬ ‫القنيطرة‪131 :‬‬

‫منذ رحلتم‪..‬‬ ‫تهل��وس عرب��ات ال��ذرة والبليل��ة‬ ‫والفول بألقابكم التي حفظناها‪:‬‬ ‫أبو محروس‪ ..‬أبو فهد‪..‬‬ ‫منذ رحلتم‪..‬‬ ‫تبكي أس��وار الحديقة‪ ..‬وكراس��ي‬ ‫الحديق��ة والحمائم الت��ي اعتادت األكل‬ ‫على أيديكم وش��بابيككم‪ ..‬ومن أرض‬ ‫الحديقة حيث تفرشون‬ ‫منذ رحلتم‪ ..‬توقفت القبل الخجولة‬ ‫والمسكات الخجولة‬ ‫واحمرار الوجوه واالرتباك وتوقفت‬ ‫الطيبة‬ ‫واختفى الكرم والنخوة من الصدور‬ ‫ورص��ت س��ماءنا بف��وارغ الطلقات‬ ‫واألحقاد‬ ‫متى ترجعون؟‬ ‫لتنس��جوا لن��ا القصائد والس��جاد؟‬ ‫لتحبكوا لن��ا الروايات وكن��زات الصوف؟‬ ‫لتلعبوا أدوار البطولة؟‬ ‫في قصائدكم ورواياتكم والدراما‬ ‫التي تعشقون‬ ‫متى ترجعون؟‬ ‫لتعلنوا بدء الوطن‪ ..‬من جديد‬ ‫لتعلنوا توقف النزيف‪..‬‬ ‫لتمنحوا الوطن عفوكم األبدي‪..‬‬ ‫متى ترجعون؟‬ ‫للوطن‪ ..‬الذي يهاجر‬ ‫حيث تهاجرون‪..‬‬ ‫‪ 3647‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 1612‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 3318‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 9393‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 40846‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 2 / 23‬‬ ‫‪http://vdc-sy.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.