سوريتنا | العدد الثمانون | 31 آذار 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫نيويورك تاميز حتذر من ا�س��تهداف الأطباء‬ ‫يف �سوريا‪ ،‬و�أ�صحاب اخلربات يهجرون البالد‬ ‫ح��ذرت صحيفة نيوي��ورك تايم��ز األمريكية من‬ ‫مغبة تفاقم الوضع في س��وريا وخاصة على الصعيد‬ ‫اإلنساني والسيما المصير القاتم الذي يشهده األطباء‬ ‫الذين يتم استهدافهم بشكل ممنهج في سوريا‪.‬‬ ‫وذك��رت الصحيفة األمريكية ‪ -‬في تقرير أوردته‬ ‫عل��ى موقعه��ا االلكترون��ي ‪ -‬أن المئات م��ن األطباء‬ ‫الس��وريين م��ن الذين يعتق��د النظام الس��وري أنهم‬ ‫متورط��ون ف��ي عالج الجرح��ى من ق��وات المعارضة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬قد لق��وا مصرعهم في س��وريا فض ً‬ ‫ال عن‬ ‫اختف��اء اآلالف منه��م ف��ي الس��جون الس��ورية خالل‬ ‫العامين الماضيين‪.‬‬ ‫وح��ذرت الصحيف��ة من مغبة النق��ص الحاد في‬ ‫اإلم��دادات الطبي��ة وف��رق اإلغاثة في معظ��م المدن‬ ‫السورية وعلى رأسها حلب ومساحات واسعة من ريف‬ ‫دمش��ق‪ ،‬وذلك نظراً لفرار معظم األطباء السوريين‬ ‫من بطش واس��تهداف القوات النظامي��ة والمعارضة‬ ‫لهم على حد س��واء‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن من��ع الحكومة وقوات‬ ‫المعارض��ة معظم ف��رق اإلغاثة الطبي��ة من الدخول‬ ‫إلى المدن التي تقع ضمن نطاق سيطرتهما‪.‬‬ ‫وأش��ارت الصحيف��ة إل��ى أن الوض��ع الحالي في‬ ‫س��وريا دفع العديد من المواطنين الس��وريين قليلي‬ ‫الخب��رة إل��ى التط��وع ف��ي الف��رق العالجي��ة‪ ،‬وأنهم‬ ‫اآلن يج��رون عملي��ات جراحية بس��يطة للجرحى من‬ ‫المدنيين‪ ،‬مثل استخراج رصاصة من القدم أو الذراع‪،‬‬ ‫ولك��ن نقص األطب��اء المتمرس��ين وذوي الخبرة في‬ ‫إجراء العمليات الجراحية المعقدة ال يزال يمثل تحديًا‬ ‫رهيبًا ويزيد من س��وء الوضع اإلنساني الذي تشهده‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫وأع��ادت الصحيف��ة إل��ى األذهان تقريراً نش��ره‬ ‫مجل��س األم��م المتحدة لحق��وق اإلنس��ان‪ ،‬في وقت‬ ‫س��ابق من الش��هر الجاري‪ ،‬اتهم في��ه طرفي الصراع‬ ‫في س��وريا باس��تهداف مراكز الرعاي��ة الطبية كجزء‬ ‫من إس��تراتيجيتهما العس��كرية‪ ،‬حيث أكد التقرير أن‬

‫أفراد الخدمات الطبية واألطباء في المستشفيات يتم‬ ‫استهدافهم عمداً‪ .‬كما أش��ار التقرير إلى سلسلة من‬ ‫االنتهاكات التي ترتكبها القوات النظامية والمعارضة‬ ‫بحق األطباء بشكل منهجي‪.‬‬ ‫وق��د تحدثت منظمة "أطباء بال حدود" عن تدمير‬ ‫البني��ة التحتية لنظ��ام الرعاية الصحي��ة في مختلف‬ ‫أنح��اء البالد من قبل طرفي الصراع في س��وريا عبر‬ ‫استهداف المستش��فيات والمراكز العالجية باألسلحة‬ ‫الثقيلة‪ ،‬معتبرة أن معظم المستشفيات أضحت هدفًا‬ ‫عسكرياً لكال الجانبين‪.‬‬ ‫وأض��اف التقري��ر أن الجيش الس��وري الحر قام‬ ‫بإنش��اء بعض المراكز الطبي��ة الخاصة لعالج قواته‪،‬‬ ‫مم��ا أدى إلى زيادة فرص اس��تهداف القوات النظامية‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫ونقل��ت الصحيف��ة األمريكي��ة عن ش��هود عيان‬ ‫قوله��م إن ك ً‬ ‫ال من القوات النظامية وقوات المعارضة‬ ‫قام��وا بعملي��ات نهب وس��لب وتدمير للمستش��فيات‬ ‫الحكومي��ة والخاصة‪ ،‬وأك��دوا أنه تم إغ�لاق نحو ‪12‬‬ ‫مستش��فى حكومية ف��ي مدينة حل��ب وحدها‪ ،‬فض ً‬ ‫ال‬ ‫عن تزاي��د أعداد األطباء الذين في ع��داد المفقودين‬ ‫بصورة مفزعة خالل األشهر األخيرة‪.‬‬ ‫وفي الس��ياق ذاته سلطت الصحيفة الضوء على‬ ‫المأساة التي يعانيها المدنيون السوريون من أصحاب‬ ‫األم��راض المزمن��ة مثل مرض��ى القلب والس��رطان‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن تزايد تفش��ي األمراض المعدية بين جموع‬ ‫الس��وريين‪ ،‬منوه��ة إلى ندرة األدوي��ة الالزمة لعالج‬ ‫تلك األمراض وارتفاع أسعارها بشكل كبير في حال‬ ‫وجدت‪ ،‬وذلك على الرغم من أن حلب كانت تعد مركز‬ ‫صناع��ة األدوي��ة في س��وريا بيد أن توق��ف المصانع‬ ‫هناك حال دون إنتاج هذه األدوية بعد اآلن‪.‬‬ ‫من جهتها نشرت شبكة األنباء اإلنسانية (إيرين)‬ ‫تقري��راً ع��ن هج��رة العق��ول في س��وريا قال��ت فيه‬ ‫أن هج��رة الس��وريين المتعلمين وأصح��اب المهارات‬

‫تس��تنزف بش��كل متزاي��د الق��وة العاملة ف��ي البالد‬ ‫وج��ودة خدماته��ا الصحي��ة المجهدة بالفعل بس��بب‬ ‫عامين من النزاع‪.‬‬ ‫وق��د ص��رح رض��وان نويصر‪ ،‬منس��ق الش��ؤون‬ ‫اإلنس��انية اإلقليم��ي‪ ،‬لش��بكة إيري��ن أن "الظاه��رة‬ ‫مس��تمرة ومتنامي��ة"‪ .‬فق��د أث��ر ه��روب الموظفي��ن‬ ‫عل��ى العمل ف��ي المؤسس��ات الحكومي��ة والتعليمية‬ ‫والمصان��ع ‪ -‬لك��ن ال يتم الش��عور بهذا األث��ر في أي‬ ‫م��كان أكثر من القطاع الصحي‪ .‬وتابع نويصر "هناك‬ ‫حاج��ة كبي��رة إلى تلك المه��ارات من أجل إع��ادة بناء‬ ‫سوريا في المستقبل"‪.‬‬ ‫وقالت منظمة الصحة العالمية العام الماضي أن‬ ‫جميع األطباء النفس��يين التسعة في البالد وأكثر من‬ ‫نصف األطباء ف��ي حمص قد غ��ادروا البالد‪ .‬وتعاني‬ ‫العيادات التي يديرها الهالل األحمر العربي الس��وري‬ ‫م��ن نقص ف��ي أطب��اء الجراحة وغيرهم م��ن خبراء‬ ‫الطب‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغ��م م��ن تض��رر الب�لاد م��ن رحي��ل‬ ‫المتعلمي��ن لعقود من الزمن بس��بب غي��اب الفرص‬ ‫االقتصادية والحرية السياس��ية‪ ،‬إال أن النزاع قد فاقم‬ ‫نقص األطباء والمهندس��ين والمدرسين والمحاميين‬ ‫إلى مستويات غير مسبوقة‪.‬‬ ‫وقال��ت اللجنة الدولي��ة المس��تقلة للتحقيق في‬ ‫س��وريا في تقرير هذا الش��هر أن "أحد أكثر المظاهر‬ ‫المثيرة للقل��ق للنزاع هي اس��تخدام الرعاية الطبية‬ ‫كتكتيك حرب��ي‪ .‬فقد تم اس��تهداف الطواقم الطبية‬ ‫والمستش��فيات بصورة متعمدة وت��م التعامل معهم‬ ‫من قبل أطراف النزاع كأهداف عسكرية"‪.‬‬ ‫ويواجه العديد من المهنيي��ن وأصحاب الكفاءات‬ ‫صعوب��ة في الحصول على تأش��يرة دخول إلى أوروبا‬ ‫ودول الخلي��ج وقد انتهى بهم المط��اف بد ًال من ذلك‬ ‫في مخيمات الالجئين في الدول المجاورة حيث تحاول‬ ‫المنظم��ات اإلنس��انية االس��تفادة م��ن مهاراتهم من‬


‫نور على نور كطبقات الوردة الجورية والقرنفلة الش��امية‪ ،‬نور‬ ‫م��ن هنا وضوء م��ن هناك‪ .‬انفجارات في جوب��ر وزملكا وقذائف‬ ‫مدف��ع وصواريخ على داري��ا والمعضمية‪ ،‬وجنوب�� ًا باتجاه القبلة‬ ‫تمام��ًا وف��ي نف��س اتجاه المصل��ي عندم��ا يصلي‪ ،‬إنه��ا القدم‬ ‫ونهرعيش��ة والحجر األس��ود ومصادفة هي أس��ماء «مقدس��ة»‬ ‫مض��اءة بجحيم االحتالل األس��دي‪ ،‬فيس��جد المصلي ش��كراً هلل‬ ‫على أنها ليست في مصاله‪.‬‬ ‫ه��ل تذكرون األلعاب النارية من قاس��يون وعلى قلتها إال عندما‬ ‫كان يس��مح س��يد األرض لنا ببعض الفرح‪ ،‬ليس��ت نفسها هذه‬ ‫األلعاب النارية فهي ليس��ت جميل��ة على اإلطالق ومع ذلك فهي‬ ‫بش��كل ش��به يومي‪ ،‬خدمة لمش��روع س��يد األرض وأسياد سيد‬ ‫األرض الذي��ن يرغبون بهذا حفاظ ًا على الممانعة وهم يعلمون‬ ‫أن الش��عب ال يمانع‪ ،‬لتبقى الممانعة ويذهب البلد والشعب الغير‬ ‫ممان��ع والخائ��ن لس��يد أرضه وس��يد أرض الدببة وس��يد أرض‬ ‫المجوس‪.‬‬ ‫بكأس ش��اي من الحجم العائلي ولفافة تبغ محلية الصنع يمكن‬ ‫أن تبقى تنظر إلى دمش��ق لعدة س��اعات‪ ،‬س��اعات منها بإحصاء‬ ‫ع��دد االنفجارات في منطقة ما وس��اعات لمعرفة ع��دد المدافع‬ ‫التي تطلق من قاسيون وهناك طبعاً عدد الراجمات و كم استمر‬ ‫ض��رب الدوش��كا من بي��ن زخات الرصاص وس��ؤال كل عش��رة‬ ‫دقائ��ق‪ ..‬هل يعق��ل أن تطالني إح��دى القذائ��ف أو الرصاصات‬ ‫الطائش��ة أو المقص��ودة؟ وال يس��تغرق التفكير ف��ي الجواب إال‬ ‫الزمن الذي استغرقه السؤال‪« ..‬ما حدى بيعرف دور مين هأل»‪.‬‬ ‫تحسست كأس الشاي الذي بيدي وجدته بارداً جداً‪ ..‬يبدو أني من‬ ‫المحظوظين ألعيش يوم ًا آخر‪ ..‬وقبل أن أعود إلى غرفتي ألقي‬ ‫نظ��رة أخيرة إلى قاس��يون‪ ،‬اإلنس��ان الذي يحض��ن آالف العيون‬ ‫البيضاء والصفراء والخضراء‪ ..‬هذه هي عيون الدمشقيين كلها‬ ‫تنظر إلى مدينتها تحترق وتتفجر‪ ،‬وأس��معها ترد بصوت واضح‬ ‫أننا معك باقون‪ ..‬نحن الدمش��قيون الجدد‪ ..‬لس��نا ممن هجروك‬ ‫ألنك لس��ت جميلة كما كنت وال دائم ًا صبية كما عاش��روك‪ ،‬لسنا‬ ‫ممن قالوا من منفاه��م الذي اختاروه «اذهبي أنت وربك فقاتال‬ ‫إن��ا هاهنا قاع��دون» ولكن لنقول اذهبي أن��ت وربك فقاتال إننا‬ ‫معك باقون‪.‬‬ ‫ف��ي أي غرف��ة من غرف البيت س��نكون في أمان أكث��ر يا ترى‪..‬‬ ‫ال يه��م كثي��راً فالقذيفة قد تأت��ي من أي م��كان أو على األغلب‬ ‫س��وف تأتي من األعلى من بين النج��وم الالمعة لتخرق الصمت‬ ‫المتقطع بصفي��ر الهث لينتهي بصوت ي��كاد يصم اآلذان‪ ،‬هذا‬ ‫إذا كن��ت محظوظ ًا وما زلت تحس بمن بين األحياء‪ ،‬أما إذا انتهى‬ ‫الصفير بصمت مطبق فاعلم أنه الصمت األبدي‪.‬‬ ‫إن��ه الم��وت في كل لحظة وف��ي كل مكان إال ف��ي عيون الناس‬ ‫الصابري��ن على وي�لات النظام الس��وري وطائفت��ه الموالية له‬ ‫فلي��س ألتباع��ه اس��م غي��ر الطائف��ة الموالية لنظ��ام االحتالل‬ ‫والذي��ن أتمنى لهم محاكمة عادلة قبل اإلعدام‪ ،‬مع أني ال أعتقد‬ ‫أنه ما يتمنوه لنا‪ ،‬في الجزء األول من األمنية على األقل‪.‬‬ ‫في بيوت دمش��ق الباقية المكتظة بالبشر والعزيمة على البقاء‬ ‫ينظ��ر لألخب��ار المتلفزة على أنها آخر م��ا توصلت إليه صالونات‬ ‫السياس��ة العتي��دة م��ن موض��ة لكل فص��ل من فصول الس��نة‬ ‫وللموس��م الثالث على التوال��ي الذي بأء باغتي��ال البوطي على‬ ‫يد مس��تخدميه ليبدو أنه اكتش��اف علمي أنه حت��ى البطة تأكل‬ ‫أوالدها حين تجوع‪ ،‬وأيضاً ليزع��ج صالح الدين األيوبي بجيران‬ ‫ليس��وا ممن يرغ��ب بجوارهم‪ ،‬فهو من الطائف��ة التي زرع فيها‬ ‫النظام أظافر فساده وبالتالي هذا ما أعطى وعلى هذا مات‪.‬‬ ‫مدنن��ا الحبيبة التي صمدت أم��ام كل الحرائق والهدم والكوارث‬ ‫الطبيعي��ة منه��ا والبش��رية وبمثل ه��ذا التاريخ المل��يء بالعزة‬ ‫والكرام��ة وبش��عب يقبل الموت عل��ى المذلة‪ ،‬س��تبقي ويرحل‬ ‫الطغاة وليبقَ دائما من يناديكِ بحب‪ ..‬منورة يا شام‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫جاد الريماوي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬

‫أف��اد وزير الصناعة والتجارة الخارجية المصري‪ ،‬حاتم صالح أن ‪ ٨٠‬مصنعًا س��وريًا‬ ‫انتقل إلى مصر‪ ،‬وال يزال ‪ ٣٠٠‬مصنع آخر فى انتظار الحصول على األراضي‪.‬‬ ‫وقال صالح‪ ،‬وفقا لصحيفة "اليوم الس��ابع" المصري��ة‪ ،‬الخميس إن "مئات المصانع‬ ‫الس��ورية تنتق��ل إلى مصر‪ ،‬وهى كثيفة االس��تخدام للعمالة قليلة االس��تخدام للطاقة‪،‬‬ ‫ومنهم ‪ ٨٠‬مصنعاً سورياً‪ ،‬وال يزال ‪ ٣٠٠‬مصنع آخر في انتظار الحصول على األراضي"‪.‬‬ ‫وكانت وس��ائل إع�لام مصرية أش��ارت مؤخراً إل��ى أن مجموعة من رج��ال األعمال‬ ‫الس��وريين (قام��ت بنش��ر أس��ماء بعضهم) تج��ري مفاوضات م��ع مجموعة م��ن البنوك‬ ‫المصري��ة والعربي��ة العاملة فى الس��وق‪ ،‬من أجل الحصول على قوائ��م باألراضي التي‬ ‫تمتلكها في المناطق الصناعية المختلفة لبدء مفاوضات بيعها‪.‬‬ ‫ف��ي حين نفى وزي��ر االقتصاد والتج��ارة الخارجية‪ ،‬محمد ظاف��ر محبك‪ ،‬في كانون‬ ‫الثاني الماضي‪ ،‬أنباء تداولتها وس��ائل إعالم مصرية‪ ،‬حول تنفيذ رجال أعمال س��وريين‬ ‫استثمارات في مصر تقدر قيمتها بعشرة مليارات دوالر‪ ،‬موضحاً أنه ال صحة لهذه األخبار‬ ‫على اإلطالق‪.‬‬

‫منورة يا �شام‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫م�صانع �سورية يف القاهرة‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫أسبوعية‬

‫خ�لال برامج تعبئة المجتمع والنقد مقابل‬ ‫العمل في المدارس والمراكز الصحية في‬ ‫المخيمات‪ .‬وقد قرر آخرون البقاء لمحاولة‬ ‫تلبية االحتياجات في مجتمعاتهم‪.‬‬ ‫وق��د تحدث��ت ش��بكة إيري��ن إل��ى‬ ‫المهنيي��ن م��ن ذوي المه��ارات العالية في‬ ‫داخل وخارج سوريا بشأن االختيار الصعب‬ ‫الذي واجهوه وأثر قراراتهم على أنفسهم‬ ‫وبالدهم‪.‬‬ ‫يقول بي��ان وهو مهندس من حمص‬ ‫"لن أغاد سوريا أبداً ألن لدي رؤية لبالدي‪.‬‬ ‫نحن نعم��ل على بناء مس��تقبل س��وريا‪،‬‬ ‫ولذلك علي مسؤولية أن أبقى‪ .‬لقد طلبت‬ ‫من زوجتي المغادرة ألن المكان ليس آمنًا‬ ‫هن��ا‪ ،‬لكنها ال تريد الذه��اب أيضًا‪ .‬زوجتي‬ ‫مدرسة وأنا مهندس مدني‪ .‬قمت بتأسيس‬ ‫مجموعة تس��مى "المهندسون السوريون‬ ‫األح��رار" لك��ي نتمكن م��ن جم��ع الخبراء‬ ‫من ذوي الكفاءة الذي��ن مازالوا موجودين‬ ‫داخل س��وريا‪ .‬تش��مل مجموعتنا نحو ‪70‬‬ ‫مهندساً في حمص من جميع التخصصات‬ ‫كالهندس��ة الكهربائي��ة والميكانيكي��ة‬ ‫والكومبيوت��ر والهندس��ة المدني��ة‪ .‬نقوم‬ ‫بالتنظي��م م��ن أج��ل العمل ف��ي أي مهام‬ ‫مث��ل تنظيف الش��وارع أو إص�لاح خطوط‬ ‫الكهرب��اء‪ .‬نحن نعمل أيضًا على دراس��ات‬ ‫إلع��ادة بناء س��وريا بعد الن��زاع‪ .‬أعرف أن‬ ‫األم��ر يب��دو افتراضًا نظري��ًا اآلن لكن من‬ ‫المه��م ج��داً أن نك��ون مس��تعدين عندما‬ ‫يحين الوقت لذل��ك‪ .‬وال يزال هناك الكثير‬ ‫مما يجب القيام ب��ه على أرض الواقع في‬ ‫مجال العمل الطب��ي واإلغاثي واإلعالمي‪.‬‬ ‫هناك احتياج إلى كل شيء‪ .‬فالحياة صعبة‬ ‫ولكنني سعيد ألنني هنا‪" .‬‬ ‫كذل��ك أبو عدنان وهو طبيب من دير‬ ‫الزور يقول "فكرت كثيراً في االنتقال إلى‬ ‫بل��د آخر‪ .‬فالجميع يريد حياة آمنة‪ .‬أش��تاق‬ ‫إلى أش��ياء بس��يطة مثل التنزه أو احتساء‬ ‫القه��وة ف��ي الحديق��ة‪ .‬أنا طبيب أس��نان‬ ‫لكني لم أس��تطع العمل في مهنتي ألكثر‬ ‫م��ن عام‪ .‬لقد تم تدمي��ر عيادتي بالكامل‬ ‫بسبب القصف‪.‬‬ ‫كان هناك آالف األطباء في دير الزور‪.‬‬ ‫واآلن لم يبق س��وى ‪ 10‬أطباء‪ .‬أساعد في‬ ‫عي��ادة ميدانية اآلن في تقطيب الجروح أو‬ ‫إعطاء الحق��ن‪ .‬وغالبًا ما نضط��ر إلى بتر‬ ‫األطراف ألننا ال نملك الوسائل الضرورية‬ ‫لع�لاج اإلصابات‪ .‬ال أعتقد أنني س��أحظى‬ ‫بمس��تقبل جيد‪ .‬فقد تم تدمير كل شيء‪.‬‬ ‫سيس��تغرق إعادة بناء س��وريا عقوداً من‬ ‫الزمن"‪.‬‬ ‫أما محمد وهو م��درس فيقول "كنت‬ ‫أدرس اللغة االنجليزية في مدرسة محلية‬ ‫لألطفال‪ .‬تم إلقاء القبض علي في فبراير‬

‫‪ 2012‬وتم س��جني لمدة ستة أشهر ألنني‬ ‫كنت ناشطًا‪ .‬وفي السجن ضربوني بشدة‪.‬‬ ‫غادرت سوريا بعد إطالق سراحي مباشرة‬ ‫ألنن��ي كنت أعرف أنه لو بقيت العتقلوني‬ ‫مرة أخرى‪ .‬تم إغالق المدرسة اآلن بسبب‬ ‫القص��ف‪ .‬قب��ل الن��زاع كان هن��اك ما بين‬ ‫‪ 20‬و‪ 50‬مدرس��ًا ف��ي تلك المدرس��ة‪ .‬وقد‬ ‫انضم ستة منهم إلى الحركة االحتجاجية‬ ‫وغادروا جميعاً سوريا اآلن‪.‬‬ ‫قم��ت باس��تئجار ش��قة ف��ي القاهرة‬ ‫حيث أعيش مع أصدقاء الجئين من سوريا‬ ‫أيض��اً‪ .‬تمكنت من الحص��ول على وظيفة‬ ‫إدارية في مدرس��ة لتدريب الطيارين لكن‬ ‫م��ن الصع��ب أن أتدبر أم��وري ألن الراتب‬ ‫قليل‪ .‬ولذلك تضطر أس��رتي إلى إرس��ال‬ ‫بعض المال اإلضافي لمس��اعدتي‪ .‬أفتقد‬ ‫س��وريا فع� ً‬ ‫لا وأفتقد مدينت��ي وأصدقائي‬ ‫لكنني ال أستطيع العودة"‪.‬‬ ‫ويق��ول ط�لال وهو قاض م��ن حماه‬ ‫"غادرت سوريا ألنني لم أستطع أن أتحمل‬ ‫جرائم الحرب الت��ي يرتكبها النظام لفترة‬ ‫أطول‪ .‬لقد هربت مع أس��رتي مباشرة بعد‬ ‫المجزرة التي ارتكبت في يونيو ‪ 2012‬في‬ ‫القبير‪ .‬حي��ث عاينت عدة جثث وكنت أعلم‬ ‫أن النظام هو المسؤول عن المجزرة لكني‬ ‫لم أستطع التحدث بذلك‪ .‬اتصلت بالجيش‬ ‫الس��وري الحر الذي ساعدني على الهروب‬ ‫عب��ر الح��دود إلى تركي��ا‪ .‬هنا لي��س لدي‬ ‫وظيفة وال دخل‪ .‬قمنا ببيع سيارتنا ويقوم‬ ‫أصدقاؤن��ا اآلن بمس��اعدتنا‪ .‬نح��ن أفضل‬ ‫ح��ا ًال م��ن معظ��م الالجئي��ن لكنن��ي قلق‬ ‫بشأن أطفالي وأريد لهم وضعاً أفضل"‪.‬‬ ‫أم��ا دلش��اد عثمان وهو فني حاس��ب‬ ‫آلي من القامش��لي يقول "غادرت س��وريا‬ ‫في ديس��مبر ‪ .2011‬وكك��ردي كنت دومًا‬ ‫أنتق��د النظ��ام‪ .‬كن��ت أعم��ل لدى ش��ركة‬ ‫تقدم خدمة االنترنت في دمش��ق‪ ،‬وعندما‬ ‫بدأت الثورة فقدت وظيفتي بس��بب آرائي‬ ‫السياس��ية‪ .‬ثم انضممت إلى منظمة غير‬ ‫حكومية في دمش��ق تقوم بتوثيق أعمال‬ ‫العنف ضد الصحفيين‪.‬‬ ‫في أكتوب��ر ‪ 2011‬هربت عبر الحدود‬ ‫إل��ى لبن��ان ألنني كن��ت أع��رف أن القوات‬ ‫األمنية كانت تبحث عن��ي‪ .‬ثم عثرت على‬ ‫وظيف��ة ف��ي الواليات المتح��دة األمريكية‬ ‫وحصلت على تأشيرة لالنتقال إلى هناك‪.‬‬ ‫ال أفتقد سوريا على اإلطالق ألنني لم أكن‬ ‫أحظى باالحت��رام هناك وال بأمان وظيفي‬ ‫أو حت��ى مهنية في العمل‪ .‬أنا س��عيد هنا‪.‬‬ ‫ل��دي وظيفة رائعة ودخ��ل جيد وتأمين‪ .‬ال‬ ‫أعرف إذا كنت سأعود إلى هناك يوماً‪ ،‬فهنا‬ ‫يمكنني تحقيق ش��يء ما‪ .‬ويمكنني أيضًا‬ ‫أن أساعد أسرتي مالياً‪" .‬‬

‫‪3‬‬


‫فل�سطينيو �سوريا‪ ..‬م�أ�ساة تتكرر مرتني‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫ذك��رت مدي��رة جمعي��ة المس��اعدة‬ ‫األمريكية لالجئي الش��رق األدنى «أنيرا»‬ ‫في لبنان س��مر اليس��ير‪ ،‬أن ‪ 30‬ألف الجئ‬ ‫فلس��طيني من س��وريا نزحوا إل��ى لبنان‬ ‫وه��م بحاج��ة إل��ى التدفئ��ة والبطاني��ات‬ ‫والمالبس الشتوية وإلى اللوازم المتعلقة‬ ‫بالمي��اه والصرف الصح��ي والنظافة‪ ،‬في‬ ‫حي��ن أن نفقات الغذاء ه��ي العبء األكبر‬ ‫عل��ى األس��ر النازح��ة فض� ً‬ ‫لا ع��ن غياب‬ ‫الحماية القانونية لهم‪.‬‬ ‫وأعربت س��مر اليس��ير ‪ -‬في مؤتمر‬ ‫صحف��ي عقدت��ه الجمعية ي��وم الخميس‬ ‫الفائت في بيروت بالتعاون مع المؤسس��ة‬ ‫الوطني��ة للرعاي��ة االجتماعي��ة والتدريب‬ ‫المهن��ي ‪ -‬ع��ن أملها في أن تس��هم هذه‬ ‫الدراس��ة في جذب االهتمام الدولي بهذه‬ ‫القضية‪ ،‬مش��يرة إل��ى عدم ق��درة وكالة‬ ‫«األون��روا» في لبنان تقديم المس��اعدات‬ ‫لهؤالء بسبب عثراتها المالية‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬لفت نائ��ب مدير األونروا‬ ‫إلى أن مأس��اة الفلس��طينيين تتكرر منذ‬ ‫أن ط��ردوا من أراضيه��م‪" ،‬وها هم اليوم‬ ‫يطردون من سوريا"‪.‬‬ ‫من جانبها نشرت بي بي سي العربية‬ ‫تحقيقاً ع��ن المخيمات الفلس��طينية في‬ ‫س��وريا والتي أصبح��ت ملجًا للس��وريين‬ ‫النازحي��ن‪ .‬حيث ذك��رت أن من يذهب إلى‬ ‫تل��ك المخيمات الي��وم "يش��عر أن أزقتها‬ ‫بات��ت أضيق وش��وارعها فقدت ش��يئا من‬ ‫مس��احاتها التي ال تتسع في األصل سوى‬ ‫لدراجة نارية وعدد محدود من المشاة‪.‬‬ ‫وفي مخيم ش��اتيال في بي��روت نجد‬ ‫أن كل أهل��ه يحتلون طرقاته وأزقته طلبًا‬ ‫لش��مس ال تدخل منازلهم أو هواء ضاقت‬ ‫به النوافذ إن وجدت‪ ،‬بينما الواقع أن أعداد‬ ‫قاطني��ه زادت بش��كل كبي��ر‪ .‬حيث تقصد‬ ‫العش��رات من العائالت ه��ذا المخيم يوميًا‬ ‫هرب��اً من جحيم االش��تباكات في س��وريا‬ ‫حتى بلغ عدد النازحين من الفلس��طينيين‬ ‫المقيمين في س��وريا حوال��ي أربعين ألفًا‬ ‫يتوزعون على مخيمات لبنان االثني عشر‪،‬‬ ‫ومخيم شاتيال واحد من هذه المخيمات‪.‬‬ ‫لك��ن اس��تيعاب المخي��م للقاطني��ن‬ ‫الج��دد ب��ات مح��دوداً حت��ى أن العائ�لات‬ ‫النازحة بدأت تس��تأجر غرف��اً من دون أي‬

‫خدمات‪" .‬‬ ‫وعن وضع النازحين المعيشي يقول‬ ‫التقري��ر أن "بعض ه��ؤالء النازحين يزور‬ ‫لبنان للم��رة األولى وقد فاجأتهم أس��عار‬ ‫اإليج��ارات المرتفعة ونقص المس��اعدات‬ ‫التي أجمعوا على وصفها بالعشوائية‪.‬‬ ‫فالحصص الغذائية التي توزع ليست‬ ‫منتظم��ة‪ ،‬وال يحصل��ون على مس��اعدات‬ ‫نقدية إال مرة واحدة عند الوصول‪.‬‬ ‫ويب��دو أن أكثر ما يزي��د أعباء هؤالء‬ ‫المعيش��ية ه��و رس��م تفرض��ه الدول��ة‬ ‫اللبناني��ة عل��ى الفلس��طينيين القادمين‬ ‫وتعفي منه الالجئين السوريين‪.‬‬ ‫ويبل��غ الرس��م ‪ 50‬ألف لي��رة لبنانية‬ ‫للش��خص الواح��د أي ما يق��ارب ‪ 37‬دوالر‬ ‫يدفع كل ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫وقد عجز كثيرون عن تس��ديده حتى‬ ‫باتوا عالقين في لبنان ألن عودتهم تعني‬ ‫أن غرامة مالية س��تنتظرهم عند الحدود‪.‬‬ ‫ويراه��ن ه��ؤالء على قرار تتخ��ذه الدولة‬

‫اللبنانية تلغي به تلك الرسوم‪" .‬‬ ‫ويضيف التقرير أن المساعدات التي‬ ‫تق��دم للفلس��طينيين "تأتي عب��ر وكالة‬ ‫غ��وث وتش��غيل الالجئين الفلس��طينيين‬ ‫(أون��روا) وهي محدودة وإن كانت تش��مل‬ ‫الرعاي��ة الطبي��ة‪ .‬وتعم��ل هيئ��ات دولية‬ ‫ومحلية على تقديم معونات غذائية لكنها‬ ‫أيضا غير منتظمة ودون االحتياجات"‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل قال رئيس دائرة‬ ‫ش��ؤون الالجئي��ن ف��ي منظم��ة التحري��ر‬ ‫الفلس��طينية زكري��ا اآلغ��ا‪ ،‬إن وزارة‬ ‫المالية حولت ظه��ر يوم الخميس‪ ،‬مليون‬ ‫دوالر لحس��اب دائرة ش��ؤون الالجئين في‬ ‫المنظمة لصالح الالجئين الفلس��طينيين‬ ‫في سوريا‪ ،‬تطبيقاً لقرار اللجنة التنفيذية‬ ‫لمنظم��ة التحري��ر به��ذا الخص��وص بعد‬ ‫زيارة الوفد الرس��مي الفلسطيني لسوريا‬ ‫ولبنان الشهر المنصرم‪.‬‬ ‫وأوض��ح اآلغا ف��ي بي��ان صحفي أن‬ ‫الالجئي��ن الفلس��طينيين ف��ي المخيمات‬ ‫الس��ورية يعيش��ون ف��ي ظ��روف حياتية‬

‫صعب��ة للغاي��ة‪ ،‬وأن مبلغ الملي��ون دوالر‬ ‫سيساهم في التخفيف من معاناتهم‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن لدائرة شؤون الالجئين‬ ‫ف��ي المنظمة الفلس��طينية آلي��ة واضحة‬ ‫لصرف المس��اعدات بالتنس��يق م��ع لجنة‬ ‫المتابع��ة الميداني��ة ف��ي س��وريا لضمان‬ ‫إيصالها لجمي��ع الالجئين الفلس��طينيين‬ ‫المقيمي��ن ف��ي س��وريا أو الذي��ن نزح��وا‬ ‫خارجه��ا والت��ي ت��زداد حياتهم بؤس��ا مع‬ ‫استمرار الصراع الدائر في سوريا‪.‬‬ ‫ولف��ت إل��ى أن هن��اك آالف األس��ر‬ ‫الفلسطينية التي فقدت بيوتها أو تركتها‬ ‫وأصبح��ت دون م��أوى أو معي��ل له��ا ف��ي‬ ‫سوريا أو نزحت خارجها إلى الدول العربية‬ ‫المجاورة‪ .‬وقال‪' :‬سنواصل دعم ومساندة‬ ‫أهلن��ا الالجئين في س��وريا م��ن منطلق‬ ‫مسؤولياتنا تجاههم'‪.‬‬ ‫ودعا اآلغا المؤسسات الدولية والدول‬ ‫المانحة والمؤسس��ات ذات الصلة بتقديم‬ ‫الدعم لألونروا لتقوم بمس��ؤولياتها تجاه‬ ‫هؤالء الالجئين‪.‬‬

‫ق��ال الكات��ب ديفي��د إغناش��يوس‬ ‫ف��ي صحيف��ة أميركي��ة إن الرئي��س‬ ‫باراك أوباما تعام��ل بمنطق براغماتي‬ ‫م��ع القضية الس��ورية‪ ،‬وأوض��ح أن ما‬ ‫ي��دل عل��ى ذل��ك ه��و رفض��ه التدخل‬ ‫العس��كري المباشر هناك‪ ،‬وقصر الدور‬ ‫األميركي على االس��تخبارات والعمليات‬ ‫اللوجستية‪.‬‬ ‫وذك��ر الكات��ب بمق��ال نش��رته‬ ‫صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس‬ ‫الفائ��ت أن أمي��ركا ل��و تدخل��ت تدخ� ً‬ ‫لا‬ ‫عسكرياً مباشراً فإن ذلك كان سيتطلب‬ ‫تكري��س كل الفت��رة الرئاس��ية الثانية‬ ‫ألوباما لس��وريا وحدها‪ ،‬وربما لن ينجح‬ ‫ف��ي عق��د مصالحة بين طوائ��ف البالد‬ ‫المختلفة‪.‬‬

‫لذل��ك يق��ول إغناش��يوس "انتهج‬ ‫أوبام��ا نهج��ًا براغماتي��ًا تج��اه س��وريا‬ ‫بإعط��اء االس��تخبارات المركزي��ة‬ ‫األميركية (س��ي آي أيه) الدور الرئيسي‬ ‫بمساندة وزارتي الخارجية والدفاع"‪.‬‬ ‫وأوضح أن الدور األميركي سيركز‬ ‫عل��ى تدري��ب المعارض��ة المس��لحة‬ ‫والمس��اعدة ف��ي إقامة هي��اكل الحكم‬ ‫بالمناط��ق التي تتحرر م��ن إدارة نظام‬ ‫األس��د وأولوي��ات أخرى‪ ،‬وب��ذل مجهود‬ ‫كبي��ر للتنس��يق م��ع الق��وى اإلقليمية‬ ‫ذات األجن��دة المتعارض��ة األم��ر ال��ذي‬ ‫ه��دد بتمزي��ق المعارضة خ�لال األيام‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫وقال أيضًا إن أوباما كان بطيئًا في‬ ‫رؤية المخاطر التي تتسبب فيها أميركا‬

‫بس��وريا ج��راء تقاعس��ها ف��ي تعزي��ز‬ ‫المعارضة المسلحة بأسرع ما يمكن‪.‬‬ ‫وأشار إلى أنه يُقال حاليًا إن أوباما‬ ‫قد اس��توعب للت��و خطر تم��دد الصراع‬ ‫الس��وري الطائف��ي إلى لبن��ان واألردن‬ ‫والع��راق إذا لم تتخذ واش��نطن موقفا‬ ‫أقوى‪.‬‬ ‫وكان الكات��ب األميركي ريتش��ارد‬ ‫كوهي��ن ق��د انتقد هو اآلخر السياس��ة‬ ‫األميركي��ة الس��لبية تج��اه "الح��رب‬ ‫األهلية" التي تعصف بسوريا‪ ،‬وقال إن‬ ‫أوباما يبدو غير مبال بش��أن حمام الدم‬ ‫ال��ذي يتدفق في س��وريا‪ ،‬وال��ذي ينذر‬ ‫بحمام دم على المستوى اإلقليمي‪.‬‬ ‫وأش��ار إلى فيل��م "لورنس العرب"‬

‫(للمخ��رج البريطاني العالمي ديفد لين‬ ‫عام ‪ )1962‬والذي دار في إطار محاوالت‬ ‫توحيد العرب‪ ،‬ولكن تلك الجهود ذهبت‬ ‫أدراج الري��اح‪ ،‬مم��ا ح��دا بلورن��س إلى‬ ‫الق��رع عل��ى الطاول��ة بدمش��ق بكعب‬ ‫بندقيت��ه‪ ،‬الس��تعادة النظ��ام لالجتماع‬ ‫ال��ذي س��ادته الفوض��ى‪ ،‬ولك��ن دون‬ ‫جدوى‪.‬‬ ‫وق��ال كوهي��ن إن األح��داث تتكرر‬ ‫بدمش��ق وإن الفوضى ت��دب في البالد‬ ‫من جدي��د‪ ،‬ولكن أوباما ال يب��دو مهتمًا‬ ‫بوقف الحرب التي تنذر باالنتش��ار على‬ ‫المستوى اإلقليمي‪ ،‬مضيفًا أن لورنس‬ ‫حاول وقف الفوضى في دمشق بالفيلم‬ ‫الش��هير‪ ،‬ولكن أوباما ال يبدو أنه يحرك‬ ‫ساكنًا‪.‬‬

‫�أوباما ور�ؤية الثورة ال�سورية‬


‫جمعيات ملغرتبني �سوريني متول امل�شروع التطوعي‬ ‫و�أ�سعار اخلبز ترتفع بن�سبة ‪ 77‬باملئة يف حلب‬

‫الأ�سبوع الأخري من �آذار ‪2013‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫إعداد‪ :‬نسيبة هالل | اللجنة اإلعالمية أليام الحرية‬ ‫«قد نختلف باأللوان واألس��ماء باألفكار واآلراء لكن نكس��ر كل القواعد ونرسم‬ ‫باختالفاتن��ا … طريق��ًا إلى المس��تحيل‪ ..‬به��ذه الكلمات قدم « تجم��ع طلبة بنش»‬ ‫فيلمهم الجديد بعنوان «الشعب»‪.‬‬ ‫وكي ال تُنس��ى الثورة ومعتقليها وشهداؤها‪ ،‬وال ينسى أيضًا من ساندها ومن‬ ‫عرقلها‪ ،‬وال تنس��ى كل لحظة مرّت كنا قد اس��تطعنا التح��رّر فيها من قيودنا‪ ،‬قام‬ ‫تجمّ��ع أيام الحري��ة و»كبريت» ضمن فعاليات حملة «ثورة إنس��ان من أجل الحياة»‬ ‫بإعداد ملف يش��مل أبرز األحداث التي مرّت خالل مس��يرة الثورة على مدى عامين‬ ‫من الحريّة‪.‬‬ ‫وضم��ن فعاليات اليوم األصف��ر لنفس الحملة‪ ،‬قام أحرار مدينة الس��لمية ببخ‬ ‫غرافيتي في شوارع المدينة‪.‬‬ ‫كما تمت مش��اركه ش��باب حلب في حمله» ثوره إنسان من أجل الحياة»‪( .‬شباب‬ ‫من أجل الحرية كش ملك تجمع نبض للشباب المدني وسوريا بدا حرية)‪.‬‬ ‫ضم��ن فعّاليّات حملة ثورة إنس��ان من أجل الحي��اة ‪Human’s Revolution in‬‬ ‫‪ the Sake of Life‬قام أحرار وحرائر الس��ويداء بزراعة أشجار في حديقة في مدينة‬ ‫الس��ويداء إكرامًا ألرواح الش��هداء وتأكيداً على االس��تمرار بالث��ورة ضمن فعّاليّات‬ ‫اليوم الرابع في حملة «ثورة إنس��ان من أجل الحياة» قامت حرائر الس��ويداء بتوزيع‬ ‫منشورات وشموع خضراء في مدينة السويداء‪.‬‬ ‫كما قدم عمل من مجموعة «بنات الش��ام» ضمن فعاليات اليوم األحمر لنفس‬ ‫االحتفالية‪ ،‬تم خالل العمل ربط ش��رائط باللون األحمر تحمل أس��ماء الش��هداء في‬ ‫عدة مناطق بعنوان «شهيدنا ما مات»‪.‬‬ ‫حملة «ثورة نحو الوطن الذي نس��تحق» والتي أصدرتها «حركة وعي»تم طرح‬ ‫السؤال‪« :‬وضمن فعاليات شو تعلمت لهأل من سنتين الثورة؟ وأنت أيضا شو تعلمت؟‪.‬‬ ‫كما أصدرت «أيام الحرية» منش��ورين بعنوان‪« :‬السالح الكيمياوي‪ »2 - 1 :‬فيه‬ ‫توجيهات لكش��ف الس�لاح الكيماوي‪ ،‬وكيفية التصرف عند ح��دوث الهجوم‪ ،‬وكيفية‬ ‫التعام��ل م��ع أدوات الحماية والمالبس‪ ،‬وذلك لمس��اعدة الناس ف��ي مناطق هجوم‬ ‫األسلحة الكيمياوية عليها‪.‬‬ ‫كم��ا أنتجت مجموعة «دولتي» فيلم��ا بعنوان «الحكومة االنتقالية» يتحدث عن‬ ‫مهمة الحكومة االنتقالية في الوضع السوري‪.‬‬ ‫وأكمل��ت «أيام الحرية» كتيب «تقديم الدعم النفس��ي لألطفال الذين تعرضوا‬ ‫للصدمة»‪ ،‬وأصدرت منش��وراً جديداً بعنوان « التعامل مع الليشمانيا»‪ ،‬وهي مرض‬ ‫طفيل��ي ينتق��ل عن طري��ق البع��وض ويصيب جلد اإلنس��ان‪ ،‬ويتراف��ق مع نقص‬

‫الطعام وسوء األحوال الصحية‪.‬‬ ‫كما أصدرت منشوراً جديداً بالتعاون مع مؤسسة جفرا‪ ،‬بعنوان «كيف يمكن أن‬ ‫نس��اعد ضحية عنف جنسي» وفيه نصائح إسعاف نفس��ي لضحايا العنف الجنسي‪،‬‬ ‫ويعتم��د على تعريف الضحية بق��واه الداخلية الروحية والعاطفية والجس��دية التي‬ ‫تساعده على تجاوز األزمة‪.‬‬ ‫كم��ا ص��درت مقالة جدي��دة في «أكاديمي��ة التغيي��ر» بعنوان «ح��رب الالعنف‬ ‫والتدخل الخش��ن» وتش��رح في أس��طرها كيف يمكن للحراك السلمي عمل بعض‬ ‫الحركات الس��لمية الخش��نة التي ال تعتبر عنيفة وال تضر بالمس��ار الس��لمي العام‬ ‫فتجذب بقية شرائح الشعب الصامتة من حيث أنها تعطل النظام وال تدمر مؤسسات‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫وفي خطوة نوعية قامت «أيام الحرية» بوضع رؤيا لسوريا المستقبل‪ ،‬وضحت‬ ‫فيه��ا رؤيتها لش��خصية اإلنس��ان الس��وري المتحرر م��ن الجهل والفقر المس��تثمر‬ ‫إلمكانياته في إعمار سوريا‪ ،‬والضامن للحرية والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫واحتف��ا ًء بالذكرى الثانية النطالقة الثورة الس��ورية‪ ،‬وانضمام مدينة دوما إلى‬ ‫ركب الثورة وذكرى أول وأكبر اعتصام في الريف الدمشقي انطلقت احتفالية «دوما‬ ‫بعد األس��د»‪ ،‬حيث تتم فعاليات كثيرة ف��ي االحتفالية‪ ،‬منها معرض تصوير ضوئي‬ ‫ومتحف للثورة‪ ،‬وأفالم سينمائية‪ ،‬وحفل إنشادي‪.‬‬ ‫وبمناس��بة عيد األم وضمن فعاليات كثيرة لالحتفال بأم الشهيد وأم المعتقل‪،‬‬ ‫صدر العدد الثاني من مجلة «طيارة ورق» والذي خصص إصدارا خاصا لعيد األم‪.‬‬ ‫وأخيراً أصدرت «أيام الحرية» عددا جديدا من منش��ورها «لو كان بيننا» تحدث‬ ‫ع��ن غ��زوة أحد في لحظاته��ا األخيرة‪ ،‬وكيف حصل��ت الهزيمة بع��د النصر مع أنهم‬ ‫برفقة النبي المصطفى‪ ،‬وهم أصحاب حق وعدل‪ ،‬وقد وعدهم اهلل بالنصر‪ ،‬وكيف‬ ‫تأت��ي اآلي��ات القرآنية لتوجهه��م وتوجهن��ا أن الهزيمة من أخطاءن��ا والنصر يحتاج‬ ‫للتخطيط وتوحيد الجهود والعمل هلل‪.‬‬ ‫فلنثابر على الطريق‪ ،‬ولنجمع جهودنا في س��بيل لحظة االنتصار األخيرة‪ ،‬االنتصار‬ ‫على عداواتنا واالنتصار على أخطاءنا لنحقق النصر‪.‬‬ ‫شاركونا صنع الحضارة‪ ،‬بالثورة على ما في نفوسنا من أفكار أنتجت الطغيان‪.‬‬ ‫ثورتنا على أفكارنا أو ًال‪ ،‬ثورتنا على االس��تبداد ف��ي عقولنا وقلوبنا‪ ،‬وفي كل مكان‬ ‫آخر‪ ،‬فشاركونا الثورة نحو مجتمع يضمن حقوق الجميع‪.‬‬ ‫لنشارك بالثورة‪ ،‬و لنغرس كل ما نستطيع من الفسائل لنبني الوطن‪.‬‬ ‫الثورة السورية ثورة تاريخية عظيمة ‪ -‬مع أيام الحرية شاركنا الثورة‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫تقريـــر �إعالميـــة �أيــام احلـــرية‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬

‫حلب ‪ -‬تق��ف أم أحم��د وأم إبراهيم‬ ‫ق��رب قدري��ن كبيري��ن تطه��ى فيهم��ا‬ ‫عش��رات الكيلوغرامات من األرز وحس��اء‬ ‫الشعيرية‪ ،‬لتعدا طعام الغداء للمحتاجين‬ ‫الذين يزداد عددهم في شكل يومي في‬ ‫حلب كبرى مدن ش��مال سوريا والعاصمة‬ ‫االقتصادية للبالد الغارقة في نزاع دام‪.‬‬ ‫وتعمل الس��يدتان في ملتقى حرائر‬ ‫سوريا وتحضران يوميًا هذا الطعام الذي‬ ‫يوزع في أحياء مدينة حلب‪ .‬فمن الساعة‬ ‫الثامن��ة إل��ى الظهر‪ ،‬تعم�لان على إعداد‬ ‫الطع��ام في قب��و مبنى في حي بس��تان‬ ‫القصر‪.‬‬ ‫وتعتبر أم أحم��د (‪ 30‬عاماً) وهي أم‬ ‫لخمس��ة أوالد كان��ت ترتدي ثوب��ًا وردياً‪،‬‬ ‫عمله��ا هذا نعم��ة‪ .‬وقالت "نح��ن ال عمل‬ ‫لدين��ا وال م��ورد‪ .‬العم��ل هنا يس��مح لنا‬ ‫بمساعدة الناس وفي الوقت نفسه تلبية‬ ‫احتياجات عائالتنا"‪.‬‬ ‫وأك��دت أم إبراهي��م بدورها "بما أن‬ ‫زوجي لم يعد لديه عمل‪ ،‬قررت العمل مع‬

‫الجمعية لتأمين الغذاء ألوالدنا األربعة"‪.‬‬ ‫وعند الس��اعة ‪ 12‬تماماً‪ ،‬يبدأ أربعة‬ ‫متطوع��ون ف��ي الملتقى بم��لء صفائح‬ ‫ب��األرز والحس��اء وتحميله��ا على س��يارة‬ ‫بيك آب لنقلها إلى المكان الذي توزع منه‬ ‫يوميًا‪.‬‬ ‫وبينم��ا حرمت أحياء منذ أش��هر من‬ ‫الكهرب��اء ومنذ أي��ام من المي��اه‪ ،‬لم يعد‬ ‫ل��دى عائ�لات بأكمله��ا خي��ار آخر س��وى‬ ‫االعتماد على األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫ويق��ول برنام��ج الغ��ذاء العالم��ي‬ ‫أن أس��عار الم��واد الغذائي��ة ارتفع��ت في‬ ‫‪ 2012‬في حلب بنس��بة ‪ 36‬بالمئة والخبز‬ ‫وحده بنس��بة ‪ 77‬بالمئة في أسوأ تضخم‬ ‫تشهده البالد‪.‬‬ ‫وتؤك��د جمعي��ة اله�لال األحم��ر‬ ‫الس��وري أن ‪ 5 .2‬مليون سوري يحتاجون‬ ‫إلى مساعدة غذائية‪.‬‬ ‫وأمام ب��اب مقر التوزي��ع‪ ،‬بدأ تجمع‬ ‫يتشكل تدريجيًا‪.‬‬

‫وقال��ت س��ناء وهي تش��ير إل��ى دلو‬ ‫ممتل��ئ باألرز "زوجي ل��م يعد لديه عمل‬ ‫ونحن ثمانية أش��خاص في المنزل لذلك‬ ‫آتي يومياً للحص��ول على بعض الغذاء"‪.‬‬ ‫وأضاف��ت وق��د أخف��ت وجهه��ا وراء نقاب‬ ‫"بالتأكيد هذا ليس كافياً لكنه متوفر"‪.‬‬ ‫وف��ي صف��وف االنتظ��ار الكثير من‬ ‫النس��اء واألطف��ال وبعض الرج��ال‪ ،‬يمد‬ ‫كل منهم ورقة صغيرة‪ .‬وبعد تس��جلهم‬ ‫في الجمعي��ة يقدم كل واحد هذه الورقة‬ ‫التي كتب عليها اسمه وعدد أفراد عائلته‬ ‫واأليام التي تسلم فيها طعامًا‪.‬‬ ‫وق��ال أبو س��يف (‪ 37‬عام��ا) وهو أب‬ ‫ألربعة أوالد‪ ،‬آسفًا "منذ أن بدأت المعارك‬ ‫فق��دت عمل��ي وأصب��ح كل ش��يء غالي‬ ‫الثمن"‪ .‬وأضاف "ليس لدينا أي شيء منذ‬ ‫ستة أش��هر ليس هناك كهرباء وليس لنا‬ ‫إال اهلل"‪.‬‬ ‫أم��ا عبد الكري��م ال��ذي يتنقل على‬ ‫كرس��ي متحرك‪ ،‬فيعاني أوالده الخمس��ة‬ ‫أيضاً من إعاقة‪ .‬وقال "في بعض األحيان‬

‫يس��اعدنا بع��ض الناس بالقلي��ل‪ .‬نتدبر‬ ‫أمورنا"‪.‬‬ ‫وكل ي��وم تتقدم عش��رات العائالت‬ ‫التي يضم كل منها وس��طياً سبعة أفراد‪،‬‬ ‫للحصول على طعام‪.‬‬ ‫ويوض��ح عب��د اهلل أحم��د كرم��و‬ ‫المحامي ال��ذي يدير الجمعي��ة "ظهر كل‬ ‫يوم هذه الوجبة تكلفنا بين ‪ 15‬و‪ 20‬ألف‬ ‫ليرة سورية (بين ‪ 150‬و‪ 200‬دوالر)"‪.‬‬ ‫ويتابع "ن��وزع يوميًا ‪ 600‬كيس خبز‬ ‫بقيم��ة ثالثي��ن ألف لي��رة (حوال��ي ‪300‬‬ ‫دوالر)"‪ .‬ورداً عل��ى س��ؤال ع��ن مص��در‬ ‫التموي��ل‪ ،‬يجي��ب "جمعي��ات للمغتربي��ن‬ ‫السوريين في بلجيكا والواليات المتحدة"‪.‬‬ ‫وبع��د عودته��م إلى مق��ر الجمعية‪،‬‬ ‫يب��دأ المتطوع��ون عملية توزي��ع جديدة‬ ‫وهي حليب الرضع‪.‬‬ ‫ويقابله��م عل��ى الجان��ب اآلخر من‬ ‫الطري��ق‪ ،‬مح�لات ممتلئ��ة بالفاكه��ة‬ ‫والحلوي��ات‪ ،‬ففي حلب ال ينق��ص الغذاء‬ ‫بل المال لشرائه‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫�سوريا‪ ..‬حلم الوطن‬

‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫ال�ش��عب ال�س��وري يف القم��ة العربية‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ع��ن كت��اب العي��ن للخلي��ل ب��ن أحم��د‬ ‫الفراهي��دي‪" :‬هذا من عجائب الكالم ووس��ع‬ ‫اللغة العربية أن يكون الشعب تفرقًا‪ ،‬ويكون‬ ‫اجتماعًا‪."..‬‬ ‫أت��ت قم��ة الدوح��ة الثاني��ة‪ ،‬والعال��م‬ ‫العربي ال��ذي اعتدناه تغير وتحولت مالمحه‪،‬‬ ‫بعد أن وص��ل إلى الدرك األدن��ى في طريق‬ ‫االنهي��ار المدي��د‪ ،‬وبعدم��ا كف��ت المعج��زات‬ ‫جميع��ًا ع��ن االش��تعال‪ ،‬فالحاض��ر يتداعى‪،‬‬ ‫والعيش على الماض��ي يتعاظم‪ ،‬بينما تزداد‬ ‫حاض��ر رديء‪،‬‬ ‫صناع��ة الماض��ي عل��ى هدي‬ ‫ٍ‬ ‫أما المس��تقبل فال تبدو له في األفق إشارات‬ ‫واعدة تحمل على االطمئنان‪.‬‬ ‫عالمن��ا العرب��ي ل��م تهب��ط علي��ه‬ ‫االنتفاضات والثورات من العدم‪ ،‬فقد س��بقها‬ ‫تراكم س��لبي على مدى عق��ود طال الحاكم‬ ‫والمحك��وم‪ ،‬ولي��س ألح��دٍ أن يج��زم ح��ول‬ ‫ماهي��ة العص��ر العربي الجدي��د‪ ،‬فهل تكفي‬ ‫قمة العرب األخيرة لرس��م مالمح المستقبل‬ ‫بع��د أن غدت القمم العربية مرآ ًة للمس��تنقع‬ ‫الذي غرق فيه حاضرنا‪.‬‬ ‫إن أهمي��ة االجتماع��ات والمؤتم��رات ال‬ ‫تتعل��ق بألق��اب المش��اركين فيه��ا " ملحوق ًة‬ ‫بأوص��اف الجاللة والفخامة والس��مو‪ ،..‬وإنما‬ ‫تتعل��ق بقيم��ة م��ا تتوقعه الش��عوب واألمم‬ ‫منه��ا‪ ،‬وال يحت��اج متاب��ع مش��غول أو مراقب‬ ‫مهت��م‪ ،‬إلى مقدمات من أي ن��وع حتى يقول‬ ‫مطمئن��ًا‪ ،‬أن القم��ة العربي��ة المنعق��دة في‬ ‫الدوح��ة ه��ي بداي��ة طري��ق في السياس��ة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬بعيداً عما اعت��اده المواطن العربي‬ ‫م��ن اجتم��اع لق��ادة الع��رب ف��ي كل قم��ة‬ ‫للتصوي��ر والتنظي��ر وإلقاء الخطاب��ات ورفع‬ ‫الش��عارات وإص��دار البيان��ات‪ ،‬بع��د ج��والت‬ ‫م��ن المجامالت وح��ك األكت��اف واألنوف‪ ،‬ثم‬ ‫االنفض��اض والتوديع بمثل ما اس��تقبلوا به‪،‬‬ ‫فيم��ا المش��كالت تتراك��م والش��ارع العربي‬ ‫يغلي‪.‬‬ ‫ف��ي قم��ة الدوح��ة يغي��ب خمس��ة من‬ ‫الزعماء العرب السابقين الذين أطاحت ثورات‬ ‫الربي��ع العرب��ي بأربع��ة منهم فيم��ا أفقدت‬ ‫الخام��س مقع��ده بالجامعة‪ ،‬والزال��ت الثورة‬ ‫ضده مس��تمرة من��ذ عامين‪ .‬زي��ن العابدين‬ ‫بن علي فر إلى الس��عودية‪ ،‬حس��ني مبارك‪،‬‬ ‫يقبع حالياً في إحدى المستشفيات العسكرية‬ ‫بالقاهرة وهو محكوم عليه بالس��جن المؤبد‬ ‫في قضية قت��ل المتظاهرين‪ .‬علي عبد اهلل‬ ‫الصال��ح في المنفى أم��ا الرئيس الرابع الذي‬ ‫غاب ع��ن القم��ة فهو العقي��د الليب��ي معمر‬ ‫القذاف��ي الذي ارتدى كل األثواب‪ ،‬كان آخرها‬ ‫ثوب المه��رج‪ ،‬وبرحيله فقدت القمم العربية‬ ‫مهرجها‪.‬‬ ‫رأس النظ��ام الس��وري في س��وريا لم‬ ‫يس��قط بع��د‪ ،‬إال أن ثورة ش��عبه أفضت إلى‬ ‫تس��ليم مقعد ب�لاده بجامعة ال��دول العربية‬ ‫لمعارضيه‪ ،‬فبعد أكثر من سنتين قدّم فيهما‬ ‫الشعب السوري من لحمه ودمه نحو مئة ألف‬ ‫ش��هيد وعش��رات آالف المفقودين والماليين‬ ‫ما بين مش��رد في الداخل والجئ خارج حدود‬ ‫ب�لاده‪ ،‬أوفى الزعماء العرب الثورة الس��ورية‬ ‫بعض��ًا من حقه��ا‪ ،‬فخرج��ت القم��ة العربية‬ ‫الرابع��ة والعش��رون‪ ،‬الت��ي اختتم��ت أعمالها‬ ‫ف��ي الدوح��ة‪ ،‬بمق��ررات تنصف الس��وريين‬

‫قدر اإلمكان‪ ،‬تحت س��قف المت��اح أو المقبول‬ ‫كل م��ن الجزائر‬ ‫أمريكي��اً ودولي��اً‪ .‬مع تحفظ ٍ‬ ‫والعراق على ق��رار الجامعة‪ ،‬بينما نأى لبنان‬ ‫بنفسه عن األزمة السورية‪ ،‬حتى أن الرئيس‬ ‫اللبناني أمعن في الن��أي‪ ،‬وأخفى وجهه وراء‬ ‫علم ب�لاده حين قال الخطي��ب " إذا أردتم أن‬ ‫تعرف��وا تعامل النظام م��ع األقليات فانظروا‬ ‫إلى إخوتنا األحبة ف��ي لبنان عندما اقتحمهم‬ ‫النظام الس��وري م��اذا فعل معه��م‪ ،‬في كل‬ ‫الطوائف "‪.‬‬ ‫مقعد الجمهورية العربية الس��ورية لم‬ ‫يعد ش��اغراً بل شغله زعيم االئتالف الوطني‬ ‫الس��وري المع��ارض أحم��د مع��اذ الخطي��ب‬ ‫محاطاً بوفد من االئتالف وأمامه علم الثورة‪،‬‬ ‫وبعيداً ع��ن التقييم القانوني أو السياس��ي‪،‬‬ ‫إال أن المش��هد كان شكس��بيريًا بامتياز دخل‬ ‫الخطيب وصبرا وهيتو وأتاسي وآخرون‪ ،‬بين‬ ‫تصفي��ق الحض��ور‪ ،‬وأخيراً عرف الس��وريون‬ ‫وجوههم بعيداً عن تنظيرات األسد‪ ،‬والوجوه‬ ‫ميت��ة المالمح الت��ي تجلس خلف��ه‪ ،‬الصورة‬ ‫بح��د ذاتها دالة كفاية على تاريخية المش��هد‬ ‫واللحظة العربية‪ .‬على كرس��ي بش��ار األسد‬ ‫الذي جلس عليه حافظ األس��د‪ ،‬إنها الصورة‬ ‫التاريخي��ة الت��ي كس��رت احت��كار آل األس��د‬ ‫للمقعد منذ ثالثة وأربعين عاماً‪ ،‬ورفعت علم‬ ‫االستقالل الذي تعتمده المعارضة بدل العلم‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫وخ�لال افتت��اح القم��ة‪ ،‬ق��ال أمير قطر‬ ‫الش��يخ حمد ب��ن خليفة آل ثان��ي إن "التاريخ‬ ‫سوف يش��هد لمن وقف مع الش��عب السوري‬ ‫في محنته مثلما سيشهد على من خذله"‪.‬‬ ‫وتس��ليم مقع��د س��وريا للمعارض��ة‬ ‫خط��وةٍ يراها البع��ض تمهي��داً قانونيًا‪ ،‬من‬ ‫أج��ل فرض واق��ع قانوني دول��ي مماثل في‬ ‫األم��م المتح��دة‪ ،‬باس��تبدال العلم الس��وري‬ ‫وتعيين ممثل لـ«الحكومة» الس��ورية المزمع‬ ‫تش��كيلها‪ ،‬وبناء على طلبها‪ ،‬م��ا يؤدي عمليًا‬ ‫إل��ى ط��رد ممث��ل س��وريا الحالي ف��ي األمم‬ ‫المتحدة بشار الجعفري‪.‬‬ ‫قم��ة الدوح��ة كان��ت س��ورية بامتياز‪،‬‬ ‫وقد حصلت س��ابقة في تاري��خ جامعة الدول‬ ‫العربي��ة عندم��ا ت��م تغيي��ر العلم الس��وري‬ ‫وتحدي��د من يمث��ل دولة عربية ذات س��يادة‪.‬‬ ‫أم��ا قانونًا خرقت قمة الدوح��ة أحد أبرز بنود‬ ‫ميث��اق الجامع��ة العربي��ة‪ .‬وجاء ف��ي المادة‬ ‫الثامن��ة من الميث��اق «تحت��رم كل دولة من‬ ‫الدول المش��تركة في الجامع��ة نظام الحكم‬ ‫القائ��م ف��ي دول الجامعة األخ��رى‪ ،‬وتعتبره‬ ‫حقا من حقوق تل��ك الدول‪ ،‬وتتعهد أال تقوم‬ ‫بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيها»‪.‬‬ ‫كما خرقت المادة ‪ 18‬التي جاء فيها «إذا‬ ‫رأت إح��دى دول الجامع��ة أن تنس��حب منها‪،‬‬ ‫أبلغ��ت المجلس عزمها على االنس��حاب قبل‬ ‫تنفيذه بسنة‪ .‬ولمجلس الجامعة أن يعتبر أية‬ ‫دولة ال تق��وم بواجبات هذا الميثاق منفصلة‬ ‫ع��ن الجامعة‪ ،‬وذل��ك بقرار يص��دره بإجماع‬ ‫ال��دول عدا الدولة المش��ار إليه��ا»‪ .‬وتجاوزت‬ ‫القم��ة مبدأ التوافق ف��ي الجامعة مع تخطي‬ ‫تحفظات العراق والجزائر عن القرار الخاص‬ ‫بسوريا‪.‬‬ ‫وهو م��ا دأب وزي��ر الخارجي��ة العراقي‬ ‫على ترديده لتبرير تحفظ العراق عن تعليق‬

‫عضوية س��ورية في الجامع��ة العربية‪ ،‬وعن‬ ‫من��ح المعارضة الس��ورية ح��ق تمثيل بلدها‬ ‫في االجتماعات العربية‪ ،‬و أضاف أنه ال يمكن‬ ‫أن توض��ع المعارض��ة السياس��ية ف��ي موقع‬ ‫التمثيل الرس��مي‪ ،‬وإال س��تدخل الجامعة في‬ ‫متاهة ال مخرج لها‪ .‬إذ أن كل معارضة عربية‬ ‫س��تروح تطالب بمقعد بلدها‪ .‬وأشار زيباري‬ ‫ف��ي هذا الصدد إلى "جبهة اإلنقاذ" المصرية‬ ‫المعارضة‪ ،‬متس��ائ ًال عن موق��ف الجامعة إذا‬ ‫طلب��ت " اإلنق��اذ " االس��تحواذ عل��ى المقعد‬ ‫المص��ري‪ ،‬بالحديث عن القانون وتجاوز مبدأ‬ ‫التواف��ق‪ ،‬ال يح��ق للنظ��ام الس��وري الطعن‬ ‫بقانونية تصرف الجامع��ة وهو النظام الذي‬ ‫تجاوز التوافق عام ‪ 1990‬وش��رع غزو العراق‬ ‫في عملية عاصفة الصحراء‪.‬‬ ‫قمة الدوحة رد عربي صارم على رعونة‬ ‫النظ��ام الس��وري‪ .‬وعلى الخس��ائر البش��رية‬ ‫والمادي��ة المذهل��ة الت��ي تلحقها آل��ة النظام‬ ‫العس��كرية بالمدن والقرى وسكانها من جهة‬ ‫ٌ‬ ‫وضغط على الروس الحليف األساسي للنظام‬ ‫السوري‪ ،‬و قناعة متزايدة لدى كافة األطراف‬ ‫ب��أن النظام الس��وري لي��س ف��ي وارد قبول‬ ‫تسوية سياسية إال إذا أرغم عليها‪.‬‬ ‫لك��ن الضغ��ط عل��ى ال��روس ال يكون‬ ‫بالتصريح��ات والخطاب��ات والتصفي��ق‪،‬‬ ‫فالطري��ق إلى مجلس األم��ن موصد بالفيتو‬ ‫الروس��ي وعلى العرب وبعيداً عن رفع العتب‪،‬‬ ‫أو لي الذراع من خالل التسليح الذي لن يدفع‬ ‫ثمنه إال الشعب السوري‪ ،‬العمل على إسقاط‬ ‫"الفيتو" الروس��ي‪ ،‬إمَّا من خالل شراء الذمم‬ ‫وهو ما بات شائعًا ومعروفًا عن نظام الحكم‬ ‫في روس��يا‪ ،‬وإما بتهديد موس��كو بمصالحها‬ ‫ف��ي المنطق��ة العربي��ة وخاص��ة بمصالحها‬ ‫الحيوي��ة واإلس��تراتيجية ف��ي دول الخلي��ج‬ ‫العربي‪ ،‬فالروس ال يفهمون إال هذه اللغة‪..‬‬ ‫وبينم��ا الع��رب منش��غلون بس��وريا‪،‬‬ ‫اخت��ار النظ��ام االنش��غال بقت��ل الس��وريين‬ ‫وترهيبه��م‪ ،‬وبالحوار الوطني ال��ذي يتحاور‬ ‫فيه مع نفسه‪ ،‬بينما انشغل اإلعالم السوري‬ ‫برنامج عن مساحيق التجميل‪.‬‬ ‫بعرض‬ ‫ٍ‬

‫كلمة �سوريا‬

‫ش��عب‬ ‫س�لام اهلل عليكم ورحمته‪ ،‬من‬ ‫ٍ‬ ‫ش��جاع صار ربع سكانه مش��رّداً‪ ،‬ودخل مئتا‬ ‫ٍ‬ ‫ألفٍ من س�� ّكانه السجون‪ ،‬ودفع ثمناً لحريته‬ ‫قريب��اً م��ن مائة ألف ش��هيد‪ ،‬ودُم��رت بنيته‬ ‫التحتيّة على يدَي نظام متوحش أرعن‪..‬‬ ‫سالم اهلل عليكم من شعب يُذبح تحت‬ ‫أنظ��ار العال��م لمدة س��نتين‪ ..‬ويُقصف بكل‬ ‫أنواع األسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية‪،‬‬ ‫وما زالت بعض الحكومات تحكّ رأسها لتفكر‬ ‫ماذا تفعل!‬ ‫س�لام اهلل عليك��م من الش��عب الوحيد‬ ‫في العالم الذي تَقصِ��فُ الطائرات الحربية‬ ‫في��ه أف��ران الخب��ز‪ ،‬ليخ��رج معجون��اً بدم��اء‬ ‫األطفال والنساء‪..‬‬ ‫س�لام اهلل عليكم من األرامل واأليتام‪،‬‬ ‫من المعذبي��ن والمضّطهدين م��ن الجرحى‬ ‫والمعاقي��ن‪ ،‬م��ن السّ��جناء والمعتقلين‪ ،‬من‬ ‫المهاجري��ن والمش��رّدين‪ ،‬م��ن المجاهدين‬ ‫والمرابطي��ن‪ ،‬من الش��هداء الذي��ن تُرف ِرفُ‬

‫أرواحهم في ّ‬ ‫كل هذا العالم المسكين‪.‬‬ ‫ش��عب س��يتابع‬ ‫من‬ ‫عليك��م‬ ‫اهلل‬ ‫س�لام‬ ‫ٍ‬ ‫طري��ق حريته‪ ،‬ويملك من اإلرادة ما يقوّض‬ ‫به أكبر صنم في األرض‪ ،‬ومن الحبّ ما يمأل‬ ‫ٍ‬ ‫العالم كله بالسكينة والدفء والحنان‪.‬‬ ‫نك��ره الح��رب والقت��ال‪ ..‬وبدأن��ا ث��ورة‬ ‫س��لميّة‪ ،‬دفعها النظام بطيش��ه وتوحّش��ه‬ ‫نحو السالح والخراب والدمار‪.‬‬ ‫سأتكلم عن شعبنا الجريح الصامد من‬ ‫خالل النقاط التالية‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬ص��ار أكثر الس��وريين زاه��داً بأي‬ ‫مؤتمر دوليّ‪ ،‬م��ا دام يعجز عن تمرير الحدّ‬ ‫األدن��ى من الدّع��م لحرية الس��وريين‪ ،‬فهل‬ ‫يحت��اج تقري��ر حق الدف��اع ع��ن النّفس إلى‬ ‫سنوات يُذبَحُ فيها الشعب السوري بطريقة‬ ‫ممنهجة وواضحة؟!‬ ‫ثاني��اً‪ :‬مع خالص ش��كرنا ّ‬ ‫ل��كل الجهات‬ ‫التي تحاول أن تس��اعدنا وهي كثيرة‪ ،‬إال أننا‬ ‫نكرّر أن شعبنا قد دفع ثمن حريته من دمه‪،‬‬ ‫وقراره ينبُع م��ن مصالحه‪ ،‬ويرفض وصاية‬ ‫أيّة جهة في اتخاذ قراره‪ ،‬وإن اختالف وجهات‬ ‫النظ��ر اإلقليمي��ة والدولي��ة ق��د س��اهم في‬ ‫تعقيد المس��ألة‪ ،‬وق��د تتقاط��ع مصالحنا مع‬ ‫بعض الجهات ولكنّ ثورتنا صنيعة نفس��ها‪،‬‬ ‫والشعب السوري وحده هو الذي فجّرها وهو‬ ‫الذي سيقرر طريقها‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬لقد قدمت جامع��ة الدول العربية‬ ‫مش��كور ًة مب��ادر ًة ش��جاعة بتقدي��م مقع��د‬ ‫س��ورية إلى الش��عب الس��وري بعد مصادرة‬ ‫ق��راره لم��دة نصف ق��رن‪ ..‬ه��ذا المقعد هو‬ ‫جز ٌء من إعادة للش��رعيّة التي حُ ِرم الش��عب‬ ‫السوري منها طوي ًال‪.‬‬ ‫إن هذا التج��اوز للضغوط الدولية ليس‬ ‫فقط إنجازاً يقدم للش��عب السوري‪ ،‬بل ّ‬ ‫يدل‬ ‫عل��ى ما يمكن أن يحصل ف��ي حال التعاضد‪،‬‬ ‫وأقول أن دور ال��دول العربية مع جيرانها من‬ ‫خ�لال التفاه��م والتع��اون ه��و دور حضاري‬ ‫رائ��د‪ ،‬ويجب عل��ى جامعة ال��دول العربية أن‬ ‫تستعيده‪.‬‬ ‫باسم الشعب السوري أشكر كل إخواننا‬ ‫على هذا اإلنجاز الكبير‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬هناك محاوالت دائمة للتشويش‬ ‫على الثورة السورية من خالل ثالثة محاور‪:‬‬ ‫أولها األقليات‪ :‬وأقول دائمًا إذا أردتم أن‬ ‫تعرف��وا تعامل النظام م��ع األقليات فانظروا‬ ‫إلى إخوتنا األحبة ف��ي لبنان عندما اقتحمهم‬ ‫النظام الس��وري م��اذا فعل معه��م‪ ،‬في كل‬ ‫الطوائف‪.‬‬ ‫انظ��روا م��اذا فعل م��ع إخوانن��ا األكراد‬ ‫والفلسطينيين والمسيحيّين‪ ،‬بل أقول حتى‬ ‫م��ع إخوانن��ا العلويّين‪ ،‬من الذي قت��ل اللواء‬ ‫غ��ازي كنعان؟ ومن الذي يعتقل الدكتور عبد‬ ‫العزيز الخيّر؟‬ ‫البارح��ة‪ ،‬ن��زع إخوتن��ا العلوي��ون ع��ن‬ ‫النظام آخ��ر أوراقه باعتباره مارقاً متوحش��ًا‬ ‫يخالف إرادة الشعب السوري كله‪.‬‬ ‫م��ا يجري ف��ي س��ورية هو عب��ارة عن‬ ‫ص��راع بي��ن الحري��ة والعبودية‪ ،‬بي��ن العدل‬ ‫والظل��م‪ ،‬وأق��ول لكم ع��ن أمر‪ ..‬ف��ي بداية‬ ‫الثورة حاول��ت أطرافٌ تنتس��بُ إلى النظام‪،‬‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫أسبوعية‬

‫ش��دد "إعالن الدوحة" ال��ذي اختتمت به‬ ‫القم��ة الت��ي كان يفت��رض أن تس��تمر حتى‬ ‫األربعاء لكنها اختص��رت في يوم واحد‪ ،‬على‬ ‫"أهمي��ة الجه��ود الرامي��ة للتوص��ل إلى حل‬ ‫سياس��ي كأولوية لالزمة السورية مع التأكيد‬ ‫عل��ى الحق لكل دولة وفق رغبتها في تقديم‬ ‫كل وس��ائل الدفاع عن النف��س بما في ذلك‬ ‫العس��كرية لدع��م صمود الش��عب الس��وري‬ ‫والجيش الحر"‪.‬‬ ‫ورحب اإلعالن والق��رار العربي الخاص‬ ‫بس��وريا "بش��غل االئت�لاف الوطن��ي لق��وى‬ ‫المعارض��ة الس��ورية مقع��د الجمهوري��ة‬ ‫العربية الس��ورية في جامع��ة الدول العربية‬ ‫ومنظماته��ا ومجالس��ها إل��ى حي��ن إج��راء‬ ‫انتخابات تفضي إلى تش��كيل حكومة تتولى‬ ‫مسؤوليات السلطة في سوريا"‪.‬‬ ‫ودع��ت القمة في قراراتها الختامية إلى‬ ‫"عقد مؤتم��ر دولي في إط��ار األمم المتحدة‬ ‫م��ن أجل إع��ادة اإلعمار في س��وريا وتكليف‬ ‫المجموع��ة العربي��ة ف��ي نيوي��ورك متابعة‬ ‫الموض��وع مع األم��م المتح��دة لتحديد مكان‬ ‫وزمان المؤتمر"‪.‬‬ ‫ف��ي الخت��ام دخل��ت الث��ورة الس��ورية‬ ‫الفص��ل األصع��ب واألخط��ر‪ ،‬ونح��ن الي��وم‬ ‫نعي��ش الدقائ��ق األخيرة ف��ي عم��ر الثورة‪،‬‬ ‫وعل��ى المعارض��ة إذا م��ا أوف��ى الع��رب‬ ‫بوعودهم‪ ،‬أن ال تق��ع في إغراء الرهان على‬ ‫الضرب��ة القاضية بل عليها الس��عي لتعديل‬ ‫ميزان القوى لفرض تسوية تحفظ ما تبقى‬ ‫من سوريا البشر والحجر‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬

‫�إعالن الدوحة‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ح��رب أهلي��ة بي��ن إخوتنا في‬ ‫إش��عال فتيل ٍ‬ ‫منطقة بانياس‪ ،‬التي يختلط فيها الس��نة مع‬ ‫العلويي��ن‪ ،‬الذين يعرفون أنهم ش��عب واحد‪،‬‬ ‫لهم نف��س الحقوق وعليهم نفس الواجبات‪،‬‬ ‫انطل��ق وف��د من ه��ؤالء وهؤالء من ش��يوخ‬ ‫الطرفين وتجاوزوا األزمة‪ ،‬وأثبتوا أن سورية‬ ‫ش��عب ال يحتاج إلى المافيا األس��دية‪ ،‬ش��عب‬ ‫يعيش مع بعضه‪ ،‬وسيس��تمر ف��ي حياته إن‬ ‫شاء اهلل حيا ًة كريم ًة عادلة‪.‬‬ ‫ثانيه��ا األس��لحة الكيميائي��ة‪ :‬كل م��ا‬ ‫حصل للش��عب الس��وري لم يلف��ت األنظار‪،‬‬ ‫هن��اك من مرر رس��ائل خجول��ة‪ ،‬وأنا أصارح‬ ‫ش��عبنا به��ذا الموض��وع‪ ،‬يقول‪ :‬ه��ل يمكن‬ ‫تدمير هذه األسلحة؟‪.‬‬ ‫وأق��ول إن ه��ذا األم��ر يق��رره مؤتم��ر‬ ‫وطن��يٌ جامع‪ ،‬ويمك��ن أن يحصل برأيي في‬ ‫ّ‬ ‫ظل صفق��ة كاملة لكل المنطق��ة‪ ،‬تبعد كل‬ ‫أنواع األسلحة النوويّة والدمار الشامل‪.‬‬ ‫إن المعارضة لن تبيع وطنها أيها اإلخوة‬ ‫ويا حكومات العالم‪.‬‬ ‫ثال��ث المح��اور موضوع اإلره��اب‪ :‬هل‬ ‫اإلره��اب الدولة لمدة س��نتين مقب��ول؟ هل‬ ‫ألح��دٍ وج��هٌ أن يتح��دث عن اإلره��اب‪ّ ،‬‬ ‫وكل‬ ‫يوم يُذبَح الشعب السوري تحت سمع العالم‬ ‫وبصره‪.‬‬ ‫يقول نحن لس��نا ضد الش��عب السوري‬ ‫ولكن ض��دّ المتطرفين األجان��ب! أنا ال أدري‬ ‫ه��ل األم��ر حقيق ًة متعل��ق بكون��ه أجنبياً أم‬ ‫بلحيته؟!‬ ‫م��اذا ع��ن آالف الخب��راء ال��روس‬ ‫واإليرانيي��ن ومقاتلي ح��زب اهلل؟ كل هؤالء‬ ‫من أهل البلد؟!‪.‬‬ ‫فليخرجوا جميعاً من بالدنا‪ ،‬وس��نعتذر‬ ‫من إخواننا وضيوفنا الكرام‪.‬‬ ‫هن��اك أمه��ات س��وريّات كثي��رات‪ ،‬أم‬ ‫فرنس��ية وأم هولندية‪ ،‬أرس��لوا لي رس��ائل‬ ‫كثيرة‪ ،‬قالوا أرجوك أوالدي ذهبوا للجهاد في‬ ‫س��ورية‪ ،‬هل تواف��ق على هذا؟ قل��ت لها إن‬ ‫أوالدك ذوو ضمي��ر حيّ لم يع��د يتحمل ذبح‬ ‫شعب بكامله‪.‬‬ ‫ولكن��ي أق��ول لجمي��ع الش��باب أيض��ا‪ً:‬‬ ‫إن كان أهل��ك بحاجت��ك فال ت��أتِ‪ ،‬إن خدمة‬ ‫الوالدي��ن ول��و كان��ا غي��ر مس��لمين هو من‬ ‫صميم الجهاد في سبيل اهلل‪.‬‬ ‫يتس��اءلون أيضًا من س��يحكم س��ورية‪،‬‬ ‫ش��عب س��ورية هو الذي س��يقرر‪ ،‬ال أية دولة‬ ‫في العالم‪ ،‬شعب سورية سيقرر من سيحكمه‬ ‫وكيف سيحكمه‪ ،‬سيتفاهم أبناؤه ليعيشوا مع‬ ‫بعضهم يجمعهم جميعاً قوله تعالى‪" :‬ال إكراه‬ ‫ف��ي الدي��ن"‪ ،‬أما الفكر المتش��دد فه��و نتيجة‬ ‫الظل��م والفس��اد وعلين��ا أن نعال��ج المقدمات‬ ‫وليس فقط أن نلوم الذين لم تعد ضمائرهم‬

‫تتحمّل ما يجري من المذابح كل يوم‪.‬‬ ‫خامس��ًا‪ :‬النظ��ام هو ال��ذي يرفض أيّ‬ ‫ح��ل لألزم��ة‪ ،‬نحن نرح��ب بأي ّ‬ ‫حل سياس��ي‬ ‫يحف��ظ دم��اء الن��اس ويجنّ��ب المزي��د م��ن‬ ‫الخراب‪ ،‬قدّمنا للنظام مبادرة إنسانيّة ليس‬ ‫فيها أي بند سياسي وال عسكري‪ ،‬فقط أطلق‬ ‫سالح األبرياء‪ ،‬رفض النظام بصالفة!‪.‬‬ ‫س��امحوني إذا ذكرت هذا المثال‪ ،‬فقط‬ ‫لتعرفوا جزءاً مما يجري في الس��جون‪ ،‬هناك‬ ‫فندق اس��مه فندق الكارلت��ون‪ ،‬يواجهه فرع‬ ‫اسمه الفرع ‪ ،215‬أطلب من مسؤولي النظام‬ ‫الس��وري إن كانوا يدعون أنهم ال يعرفون أن‬ ‫يذهبوا فيزوره اآلن قبل أن تغسل الدماء من‬ ‫أرضه‪.‬‬ ‫منذ فترة أحد تالمي��ذي اعتُقل‪ ،‬ع ّلقوه‬ ‫م��ن يديه س��بعة أيام م��ع التعذيب الش��ديد‬ ‫بعده��ا أصب��ح مجنوناً‪ ،‬ألن��ه كان يُعذب في‬ ‫غرفة أرضها مليئة بالدماء والبول‪ ،‬وفيها عدة‬ ‫جثث منتفخة والرائحة قاتلة‪ ،‬يغلي الدود في‬ ‫تلك الجثث وألزموه عل��ى النوم فوقها‪ ،‬جُنّ‬ ‫هذا الش��اب م��ن الرعب‪ ،‬لم يكتف��وا‪ ..‬ذبحوه‬ ‫بالس��كاكين أم��ام الس��جناء اآلخري��ن‪ .‬ه��ل‬ ‫يرضي هذا أي أحد في العالم؟!‪.‬‬ ‫طلبن��ا فقط إط�لاق س��راح المعتقلين‬ ‫وخصوص��اً النس��اء واألطف��ال‪ ،‬ه��ل يوج��د‬ ‫أطفال؟ نعم أيها اإلخ��وة‪ ،‬وبإمكاني أن أذكر‬ ‫أس��ما ًء‪ ،‬هناك طفل عند حاج��ز يعفور عمره‬ ‫س��نة كاملة‪ ،‬له أس��بوعان م��ن دون أي غذاء‬ ‫ومن دون أي مساعدة!‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إننا نؤثر الحل السياسي‪ ،‬توفيرا للمزيد‬ ‫من الدماء والخراب‪ ،‬والثورة السورية ال تملك‬ ‫طائرات حربيّة وال صواريخ س��كود‪ ،‬والنظام‬ ‫وحده هو المسؤول األول واألخير‪.‬‬ ‫نح��ن نريد الحرية‪ ،‬وال نريد أن يمش��ي‬ ‫البل��د إلى مزيد من الخراب‪ ،‬ونريد أن نتعامل‬ ‫م��ن خ�لال عدال��ة انتقالية وتفاه��م وطنيّ‬ ‫ّ‬ ‫وحل سياس��ي واض��ح‪ ،‬يُقصي ه��ذا النظام‬ ‫عن المزيد من التوحش والخراب‪.‬‬ ‫سادس��ًا‪ :‬المجتم��ع الس��وري مجتم��ع‬ ‫أم��ر هو أنهم لم‬ ‫متم��دّن‪ ،‬يعاني أبناؤه من ٍ‬ ‫يجلس��وا م��ع بعضه��م م��ن قبل‪ ،‬اكتش��فوا‬ ‫أنفس��هم مع الث��ورة‪ ،‬أنش��أوا إدارات مدنية‪،‬‬ ‫أجهزة شرطة‪ ،‬محاكم‪ ،‬قضاء‪ ،‬مشافٍ تعمل‬ ‫تحت األرض‪ ،‬مدارس تحت القصف‪..‬‬ ‫هن��اك عقب��ات كثي��رة ولك��ن هن��اك‬ ‫تصميم على اإلنجاز‪ ،‬من اإلنجازات مش��روع‬ ‫حكوم��ةٍ مؤقتة‪ ،‬تم اختيار رئيس��ها الس��يد‬ ‫غسان هيتو وكلنا ثقة به‪ ،‬وننتظر في الهيئة‬ ‫العام��ة لالئت�لاف الوطن��ي تقدي��م برنام��ج‬ ‫األس��تاذ غس��ان لمناقش��ته‪ ،‬كما أنن��ا نفكر‬ ‫بتطوير االئتالف إلى مؤتمر وطنيّ جامع‪.‬‬ ‫س��ابعاً‪ :‬نطالب باسم ش��عبنا المظلوم‬

‫بالدع��م ف��ي كل ص��وره وأش��كاله‪ ،‬من كل‬ ‫أش��قائنا وأصدقائنا‪ ،‬ومن ذل��ك الحق الكامل‬ ‫ف��ي الدفاع عن النّفس‪ ،‬ومقعد س��ورية في‬ ‫هيئ��ة األم��م المتح��دة والمنظم��ات الدولية‪،‬‬ ‫وتجميد أموال النظام التي نهبها من ش��عبنا‪،‬‬ ‫وتخصيصها إلعادة البناء واإلعمار‪.‬‬ ‫أش��كر كل حكومات العال��م التي تدعم‬ ‫الش��عب الس��وري لني��ل حريّت��ه‪ ،‬ونطال��بُ‬ ‫الجميع باإليفاء بااللتزام��ات التي وعدوا بها‪،‬‬ ‫هناك عشرات من الدول قدموا مساعدات‪.‬‬ ‫ق��ال لي أح��د المس��ؤولين األميركيين‪:‬‬ ‫ه��ل تخجل��ون م��ن أن تذك��روا أن الوالي��ات‬ ‫المتحدة قد س��اعدتكم بحوال��ي ‪ 365‬مليون‬ ‫دوالر لإلغاثة اإلنسانية؟‬ ‫قل��ت‪ :‬نح��ن ال نخجل ونحن نش��كر كل‬ ‫حكوم��ات العالم‪ ،‬ولكن أقول أن دور الواليات‬ ‫المتحدة ه��و أكبر من هذا‪ .‬وق��د طالبتُ في‬ ‫االجتماع مع الس��يد كيري بم��دّ نطاق مظلة‬ ‫صواريخ باتريوت لتش��مل الشمال السوري‪،‬‬ ‫ووع��د بدراس��ة الموض��وع ونحن��ا م��ا زلن��ا‬ ‫ننتظ��ر ق��راراً من حف��ظ النات��و حفاظاً على‬ ‫األبري��اء وأرواح الن��اس‪ ،‬وإع��اد ًة للمهجّرين‬ ‫إل��ى أوطانه��م‪ ،‬ال لنقاتل ب��ل لنحمي الناس‬ ‫ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية‪.‬‬ ‫عش��رات ال��دول قدّم��ت مس��اعدات‪،‬‬ ‫وأخصّ بالش��كر دولة قطر التي اس��تضافت‬ ‫المؤتمر‪ ،‬وإخواننا الكرام في المملكة العربية‬ ‫السعودية‪ ،‬وإخواننا في األردن ولبنان وإقليم‬ ‫كردس��تان الع��راق والذين يتحمّل��ون جميعًا‬ ‫عِبئاً كبيراً‪.‬‬ ‫أتوج��ه بش��كر خ��اص إلى اإلخ��وة في‬ ‫تركيا وليبيا‪ ،‬وإلى الجندي المجهول الذي فتح‬ ‫ذراعيه للسوريين دون قيد وال شرط‪ ،‬إخواننا‬ ‫في مصر‪.‬‬ ‫أش��كر إخوتن��ا األع��زاء ف��ي اإلم��ارات‬ ‫وتون��س والمغرب ّ‬ ‫وكل الدول التي ش��اركتنا‬ ‫في اجتماعنا هذا‪ ،‬أشكر إخواننا في اإلمارات‪،‬‬ ‫أش��كر إخوانن��ا ف��ي تون��س والمغ��رب وكل‬ ‫م��ن دعم ح��قّ الش��عب الس��وري م��ن أجل‬ ‫حريت��ه‪ ،‬وأطالبهم جميعًا بتس��هيل معامالت‬ ‫السوريين وإقاماتهم ودعمهم قدر اإلمكان‪.‬‬ ‫ثامن��ًا‪ :‬إخواننا الك��رام‪ ،‬س��امحوني إذا‬ ‫خرج��ت ع��ن األع��راف الدبلوماس��ية قلي� ً‬ ‫لا‪،‬‬ ‫هناك كلمات أح��بّ أن أقولها لكم أمام جميع‬ ‫شعوبنا‪:‬‬ ‫عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه أوقفته‬ ‫امرأة في الطريق فقالت له اتّق اهلل يا عمر‪،‬‬ ‫فقالوا له��ا‪ :‬أتقولي��ن هذا ألمي��ر المؤمنين؟‬ ‫فقال‪ :‬دعوها فال خي��ر فيكم إن لم تقولوها‬ ‫وال خير فينا إن لم نسمعها‪.‬‬ ‫وأن��ا أقول لكم بصفتي أصغر إخوتكم‪:‬‬ ‫اتّق��وا اهلل في ش��عوبكم‪ ،‬وحصّنوا بالدكم‬

‫بالع��دل واإلنص��اف‪ ،‬وازرع��وا الح��ب في كل‬ ‫مكان‪.‬‬ ‫ش��عوبنا تت��وق للمزي��د م��ن الكرام��ة‬ ‫والعدل والمس��اواة‪ ،‬وأنا متأ ّكد أننا لو مش��ينا‬ ‫بين الناس لعانقونا ووضعوا رؤوس��هم على‬ ‫أكتافن��ا‪ ،‬وبكوا من ثقل ما يحملون من اآلالم‬ ‫والعناء‪.‬‬ ‫ش��عوبنا أمانة ثقيلة نرج��و اهلل تعالى‬ ‫أن يعينكم على حملها وأنتم أهل لكل خير‪.‬‬ ‫وهن��اك طل��ب أتاني م��ن خ�لال مئات‬ ‫الرسائل‪ ،‬ولو خرج عن األعراف الدبلوماسية‬ ‫قلي� ً‬ ‫لا‪ :‬أطلب منك��م إن وجدتم ذلك مناس��بًا‬ ‫اعتماد قرار في المؤتمر وضمن ما تسمح به‬ ‫ظروف كل دولة واستجاب ًة للكثيرين‪ ،‬بإطالق‬ ‫س��راح المعتقلي��ن ف��ي كل الوط��ن العربي‬ ‫ليكون يوم انتصار الثورة السورية في كسر‬ ‫حلقة الظلم هو يوم فرحة لكل شعوبنا‪.‬‬ ‫(والعصر * إن اإلنس��ان لفي خسر * إال‬ ‫الذين آمن��وا وعمل��وا الصالح��ات * وتواصوا‬ ‫بالحق وتواصوا بالصبر)‬

‫‪7‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫الطبقة احلاكمة اجلديدة‬ ‫املعار�ضة ال�سورية منوذج ًا‬

‫منذ عقود والمعارضون الس��وريون‬ ‫يؤلف��ون الكتب ويس��طرون المقاالت في‬ ‫العدالة والحري��ة والمدنية والديمقراطية‬ ‫والتس��ماح والتعايش ورفض االس��تبداد‬ ‫وعل��وم السياس��ة واالقتص��اد والفل��ك‬ ‫والدراسات التاريخية والفكرية والفلسفية‬ ‫حتى صار وزنها أطناناً من الورق تتكدس‬ ‫عل��ى رف��وف المكتبات ومع��ارض الكتاب‬ ‫وتجد بالكاد من يقرؤها‪.‬‬ ‫على مدى عقود عانى كثير من هؤالء‬ ‫الس��جن واالعتق��ال والتعذي��ب واالختف��اء‬ ‫القس��ري والمالحق��ة األمني��ة والمن��ع من‬ ‫الس��فر ومن��ع النش��ر والكتاب��ة وق��د رأى‬ ‫بعضهم من األهوال الشيء الكثير‪.‬‬ ‫وفجأة حانت ساعة الحقيقة‪.‬‬ ‫أصبح المعارضون هم النظام وبات‬ ‫النظام في موقع المعارضة‪ ،‬كل ذلك يتم‬ ‫برعاية قطرية وخيمة سعودية ورضاعة‬ ‫تركي��ة وتش��جيعات أوروبي��ة وأمريكي��ة‬ ‫خجول��ة وناعمة كصوت هيالري كلينتون‬ ‫وهي تتوعد األسد بالرحيل‪.‬‬ ‫جل��س المعارضون على الكراس��ي‬ ‫الت��ي غالب��اً م��ا حلم��وا بالجل��وس عليها‬ ‫إلقام��ة العدل والمس��اواة كم��ا قالوا عبر‬ ‫العقود السابقة‪.‬‬ ‫ولكنه��م تكبل��وا بالكراس��ي كم��ن‬ ‫اعت��اد القيد وعجزوا ع��ن الحركة‪ ،‬وبانت‬ ‫عيوبهم وقصر نظرهم وتسابقهم على‬ ‫المناص��ب الفارغ��ة وعل��ى تقبي��ل وجنة‬ ‫أمي��ر قطر وي��د أردوغ��ان ال��ذي على ما‬ ‫يبدو تلقى وعداً بنس��يان لواء اسكندرون‬ ‫وخرجت الخرائط الثورية السورية تحمل‬ ‫علم االستقالل دون خريطة اللواء‪.‬‬ ‫وجد المعارضون أنفس��هم مرتهنين‬ ‫تمام��ًا لمن يمل��ي عليه��م التعليمات ومن‬ ‫يمأل جيوبهم ويحجز لهم الفنادق‪ .‬فبدؤوا‬ ‫التخبط وانعدام التوازن واهتزت صورتهم‬ ‫أم��ام الناس‪ ،‬ولكنهم ل��م يفهموا وأصروا‬ ‫على أن الشعب السوري يحتاج المزيد من‬ ‫الخط��ب والكلمات والش��تائم ض��د النظام‬ ‫وحوارات البرام��ج واللق��اءات التلفزيونية‬ ‫الت��ي يخرج��ون منه��ا يتعرق��ون لكث��رة‬ ‫الصياح وثقل مبلغ الشيك في جيوبهم‪.‬‬ ‫تخ��رج علينا المش��اريع الوطنية تلو‬ ‫األخ��رى بكلمات عام��ة ومبهمة ومطاطة‬ ‫وتحتم��ل آالف التأوي�لات ع��ن بن��اء دولة‬ ‫مدني��ة وتش��كيل مجال��س عس��كرية‬ ‫وهيئ��ات حك��م ومؤسس��ات وطني��ة‬ ‫وكأنه��م يتكلم��ون ع��ن بلد ف��ي المريخ‬ ‫وع��ن ش��عب ف��ي مج��رة أخ��رى‪ .‬وبينما‬ ‫ينتش��ر المس��لحون ويفرض��ون األتاوات‬ ‫عل��ى الن��اس ويبيع��ون البترول بس��بعة‬ ‫دوالرات لتج��ار ف��ي دول أخ��رى وينهبون‬ ‫المعام��ل والمصانع يتس��لى البعض من‬ ‫المعارضين الطارئين بصوره وهو يدخل‬ ‫الحدود التركية السورية ويلقون بالسالم‬ ‫عل��ى بع��ض األطف��ال والرج��ال الذي��ن‬ ‫يبدو عل��ى وجوههم الي��أس والتعب‪ .‬ثم‬ ‫يغادرها بموفور الصحة والعافية ليتلقى‬ ‫التبري��كات والتهلي�لات بصفت��ه القائ��د‬ ‫التاريخ��ي الملهم وهو لم يبرز اس��مه إال‬ ‫في آخر شهر من الثورة‪.‬‬

‫تق��ول إحدى الناش��طات الس��وريات‬ ‫تعليق��اً على الكلم��ة "التاريخية" للس��يد‬ ‫الرئيس المستقيل العائد الشيخ الداعية‬ ‫خطي��ب األم��وي أحم��د مع��اذ الخطي��ب‬ ‫الحس��ني أيده اهلل‪" :‬ش��بعنا خطب��اً تثلج‬ ‫الص��دور‪ ،‬ونري��د خطب��ًا تثل��ج العقول"‪،‬‬ ‫وذل��ك في رس��الة إل��ى المعارض��ة التي‬ ‫أش��بعت الس��وريين كالم��اً مثلم��ا فع��ل‬ ‫غيرهم على مدى ق��رون‪ .‬وفي الحقيقة‬ ‫يذكرن��ي ذل��ك بمش��هد من فيل��م "قلب‬ ‫شجاع" للممثل الرائع ميل جيبسون حين‬ ‫يلقي خطبته الرائعة في ساحة المعركة‬ ‫أمام اإلنجلي��ز ويرفع حماس��ة المقاتلين‬ ‫الذي��ن كادوا يغ��ادرون س��احة المعركة‪،‬‬ ‫حي��ث يلتفت صديق��ه اإليرلن��دي بعدها‬ ‫قائ� ً‬ ‫لا ل��ه‪" :‬خطبة رائع��ة‪ ،‬وم��اذا بعد؟"‪.‬‬ ‫ويح��ق لن��ا أن نس��أل قادتن��ا الملهمي��ن‬ ‫المس��تقيلين والعائدي��ن والمجمدي��ن‬ ‫والمنصهرين‪" :‬وماذا بعد؟"‬ ‫يص��رح الس��يد هيت��و الف��ارس‬ ‫الس��وريوأمريكي والمنقذ بأنه سيش��كل‬ ‫حكوم��ة يعمل جميع أفرادها في الداخل‪،‬‬ ‫ولكنه لم يخبرنا أين س��يعمل هو‪ ،‬وهل‬ ‫س��يدير ه��ذه الحكوم��ة عب��ر الس��كايب‬ ‫م��ن أحد فن��ادق اس��طنبول أو الدوحة أم‬ ‫أنه س��يكتفي بزي��ارات "خاطفة" للوطن‬ ‫لالطالع على شؤون الناس ثم العودة من‬ ‫حيث أتى‪ .‬لم يخبرنا كم س��يكون نصيب‬ ‫أبناء س��وريا الباقون على صمودهم في‬ ‫الداخل من كعكة الحكم أم أنه سيوزعها‬ ‫على زمالئه في الفنادق الذين سيدخلون‬ ‫س��وريا كالفاتحي��ن عل��ى جي��اد عثمانية‬ ‫مزركش��ة ويت��م اس��تقبالهم بدب��كات‬ ‫وأهازيج ش��عبية ثم ينفض المولد ويبدأ‬ ‫العمل فال ترى أحداً؟ هل س��يقدر أعضاء‬ ‫الحكومة الرشيدة على البقاء في الداخل‬ ‫السوري المنهك والممزق والمعرض في‬ ‫كل لحظ��ة للقص��ف والتدمي��ر والقذائف‬ ‫الصاروخي��ة م��ن بقايا النظام وأش��باهه‬ ‫مم��ن يعترف��ون اليوم بهيتو ث��م يبللون‬ ‫هذا االعتراف ويش��ربون م��اءه في اليوم‬ ‫التال��ي؟ هل س��يطيق أعض��اء الحكومة‬ ‫التاريخية ممن تدلت كروش��هم من كثرة‬ ‫الوالئ��م وابيض��ت بش��رتهم م��ن كث��رة‬

‫االس��تحمام وفاحت عطوره��م من كثرة‬ ‫األسفار أن يتخذوا مواقعهم في البلديات‬ ‫وال��وزارات وإدارات الدولة أو ما بقي منها‬ ‫بعد النهب والسلب والتدمير الذي تعرضت‬ ‫ل��ه معظمها وأن يب��دؤوا باالس��تماع إلى‬ ‫الناس الذين ستكثر شكواهم وتذمرهم‬ ‫وس��يطالبون الح��كام الج��دد بالحل��ول‬ ‫الس��ريعة الناجع��ة بعد أن ش��بعوا كالمًا‬ ‫وخطب��اً رنان��ة والفتات وأعالم��اً وقالدات‬ ‫وأثواباً ثورية وأغان حماسية وفيديوهات‬ ‫إنتاجية ثورية رائعة؟‬ ‫هن��اك آالف األس��ئلة الت��ي تحت��اج‬ ‫إل��ى عش��رات آالف األجوب��ة ولكن ليس‬ ‫بال��كالم فق��ط ب��ل باألفع��ال‪ ،‬وم��ن لم‬ ‫يفه��م فلينظر إل��ى دول الربي��ع العربي‬ ‫األخ��رى وما يحدث فيه��ا‪ ،‬فالناس لم تعد‬ ‫ق��ادرة على احتم��ال التس��ويف والوعود‪،‬‬ ‫فم��ن س��بقها م��ن أنظمة وع��دت الناس‬ ‫بالحري��ة والتقدم على م��دى نصف قرن‬ ‫وانته��ت إل��ى دول مفكك��ة ومجتمع��ات‬ ‫ممزقة وأرواح محطمة وأجس��اد مهاجرة‪.‬‬ ‫وها قد جاء المحررون وأصحاب النظريات‬ ‫الثوري��ة ومب��ادئ العدال��ة االجتماعي��ة‬ ‫والمس��اواة وعليهم أن يثبت��وا أنهم على‬ ‫قدر المس��ؤولية التاريخية في واحدة من‬ ‫أدق المراحل ف��ي تاريخ هذا الوطن‪ ،‬وإال‬ ‫فليرحل��وا ونح��ن أدرى بش��ؤوننا ولس��نا‬ ‫بحاجة إل��ى "تكنوق��راط" يعلموننا كيف‬ ‫نمس��ك بالش��وكة والس��كينة وعاش��وا‬ ‫ج��ل عمرهم ‪ -‬بإرادته��م ‪ -‬خارج الوطن‬ ‫بعيدين ع��ن معاناة أهله وعن مش��اكله‬ ‫اليومية التي يلزمها سقراط ال تكنوقراط‬ ‫لكثرته��ا وتعقيده��ا وتش��عبها وجذورها‬ ‫الضاربة في عمق التاريخ‪.‬‬ ‫م��ن يخ��رج علين��ا الي��وم ليرف��ض‬ ‫انتقادنا للحكوم��ة أو المعارضة وأداءهما‬ ‫فه��و م��ع االس��تبداد ول��ن يعنين��ا لحيته‬ ‫وال تاريخ��ه النضالي وال س��جل تعذيبه‪،‬‬ ‫فالكبت الذي عاشه هذا الشعب على مدى‬ ‫ق��رون آن أوان الخ�لاص من��ه ولن نقبل‬ ‫من يكمم أفواهن��ا بحجة إعطاء الفرصة‬ ‫وع��دم وجود عصا س��حرية فقد س��معنا‬ ‫مث��ل ه��ذه الجم��ل فيما مض��ى ولم تعد‬

‫خالد كنفاني‬

‫هذه المس��كنات كافية لوقف آالمنا وبناء‬ ‫آمالن��ا التي دمرتها وش��ردتها الش��عارات‬ ‫والالفتات والبطوالت التاريخية على مدى‬ ‫عقود طويلة‪.‬‬ ‫على حكام سوريا الجدد المستظلين‬ ‫بمظ�لات أمريكي��ة (كما طال��ب الخطيب‬ ‫بمظل��ة باتري��وت) والمتدثري��ن بعباءات‬ ‫خليجية أن يثبتوا أنهم قادرون فع ًال على‬ ‫توحيد من س��وريا والحفاظ على وحدتها‬ ‫بش��كلها القائ��م حالي��اً وحمايته��ا م��ن‬ ‫التفتي��ت والتمزق والتدمي��ر المتواصلين‬ ‫على أي��دي أبنائها‪ ،‬عليهم أن يثبتوا أنهم‬ ‫وفي خضم ش��تائمهم إليران وحزب اهلل‬ ‫ال يعن��ون بهذه الش��تائم طائفة ما ولكن‬ ‫سياس��ة تلك الجهات‪ ،‬ألن من يخاف على‬ ‫الوح��دة الوطني��ة ال يحرض طرف��ًا على‬ ‫ط��رف فالكل يعل��م أن النظ��ام اإليراني‬ ‫شيء والشعب اإليراني شيء آخر‪ ،‬وعلى‬ ‫الجمي��ع أن ال يق��وم بالتعمي��م مث��ل من‬ ‫يرفض التعمي��م على الطائف��ة العلوية‬ ‫بأنها مع النظام وغير ذلك‪.‬‬ ‫على حكام سوريا الجدد المتعطشين‬ ‫لمشاريع إعادة اإلعمار وملياراتها البراقة‬ ‫ولمخطط��ات خ��ط الغ��از القط��ري إل��ى‬ ‫أوروبا وللمناصب والكراس��ي والحكومات‬ ‫والحقائ��ب الوزارية وحقائب الدوالرات أن‬ ‫يعلم��وا أن م��ن ورائهم ش��عباً عظيماً لن‬ ‫يغفر لهم ولن يتس��امح معهم في قطرة‬ ‫دم أو لي��رة منهوبة‪ ،‬وس��يكون الحس��اب‬ ‫عسيراً آنئذ ولن يستثني السوريون أحداً‬ ‫سواء كان منشقاً أو مناض ًال أو طارئًا على‬ ‫الثورة والعمل السياسي‪.‬‬ ‫آخ��ر ال��كالم‪ ،‬يق��ول الش��اعر أحمد‬ ‫مطر‪:‬‬ ‫ما أصعب القرارْ‬ ‫لو شئت أن اختارْ‬ ‫بين حياة القط‪ ..‬أو‬ ‫بين حياة الفار‪.‬‬ ‫فال أنا مؤهل ألن أقود ً‬ ‫دولة‬ ‫وال أنا لي رغب ٌة‬ ‫في دور مستشارْ‪.‬‬


‫الثــورة فـي عـني اخلطـــر (‪)3‬‬

‫***‬

‫نش��رت تل��ك المقال��ة وظننت‬ ‫أن النائمي��ن سيس��تيقظون‪ .‬ي��ا‬ ‫لس��ذاجتي وحس��ن ظن��ي بالذي��ن‬ ‫اس��تنهضتهم فظنن��ت أنه��م م��ن‬ ‫فورهم س��ينهضون! لو أنني ناديت‬ ‫ُ‬ ‫الجبل األصمّ‬ ‫الجبل األصمّ َل َلبّ��ى‬ ‫النداء‪ ،‬وهم ال يبالون وال يتحركون‪.‬‬ ‫أربعة عشر حياً تتعرض لحصار‬ ‫خان��ق من��ذ أكثر م��ن ع��ام‪ ،‬حصار‬ ‫قط��ع ع��ن المحاصَري��ن الس�لاح‬ ‫والذخي��رة والغذاء وال��دواء والوقود‬ ‫والم��اء والكهرباء‪ ،‬فلم يَنجُ منه إال‬ ‫اله��واء‪ .‬لم يستس��لم المحاصَرون‬ ‫وأبدع��وا كل وس��يلة تخط��ر بالبال‬ ‫إلدخال م��ا يبقيهم أحي��اء ويعينهم‬ ‫على مواصل��ة القت��ال‪ ،‬ولكنهم لم‬ ‫يدفعوا الثمن ما ً‬ ‫ال‪ ،‬لقد دفعوه أشالء‬

‫***‬

‫لق��د قلناه��ا همس��ًا أو ً‬ ‫ال‪ ،‬ث��م‬ ‫اس��تعطفنا القل��وب واس��تنهضنا‬ ‫الهم��م ثانيًا‪ ،‬فلمّا لم يُجْدِ ش��يء‬ ‫م��ن ذل��ك ل��م يب��قَ إال أن نقوله��ا‬ ‫بأعلى األصوات وبأوض��ح الكلمات‪.‬‬ ‫لي��س النظام المجرم هو من نلوم‪،‬‬ ‫إنم��ا نل��وم إخ��وة لنا كان يس��عهم‬ ‫أن ّ‬ ‫يفك��وا ع��ن حمص الحص��ار لو‬ ‫صدقوا الني��ة وأرادوا فع ً‬ ‫ال أن يفكوا‬ ‫الحص��ار‪ .‬نل��وم طائفة م��ن أثرياء‬ ‫حم��ص وطائفة م��ن علماء حمص‬

‫(ال أقول كل األثرياء والعلماء)‪ ،‬لهم‬ ‫في حم��ص وري��ف حم��ص كتائب‬ ‫وجماعات‪ ،‬وتح��ت أيديهم من المال‬ ‫المخبوء ف��ي المصارف م��ا ّ‬ ‫يفكون‬ ‫ب��ه الحص��ار خمس��ين م��رة وم��ن‬ ‫الس�لاح المخزون في المستودعات‬ ‫م��ا ّ‬ ‫يفكون به الحصار عش��ر مرات‪،‬‬ ‫فلماذا ال يفعلون؟‬ ‫ألن القلوب ماتت؛ أماتها الخالف‬ ‫على الفروع والتنازع على المكاسب‬ ‫والمناصب والنفوذ والزعامات‪.‬‬ ‫أق��ول لهم ولكل من يس��تطيع‬ ‫أن يس��اهم ف��ي النج��دة وف��كّ‬ ‫الحص��ار‪ :‬إننا نطالبكم بعقد مؤتمر‬ ‫معجَّ��ل عنوان��ه "ف��ك الحصار عن‬ ‫حم��ص"‪ ،‬مؤتم��ر أفع��ال ال مؤتمر‬ ‫أق��وال‪ ،‬وإنن��ا نمهلكم خمس��ة أيام‬ ‫بلياليها لنرى ثم��رة مؤتمركم‪ ،‬فإذا‬ ‫ل��م تفعل��وا أعلنّ��ا عليك��م الحرب‪،‬‬ ‫الحرب بس��هام األسحار‪ ،‬فاحتملوها‬ ‫لو كنتم تحتمل��ون‪ ،‬أو ادفعوها عن‬ ‫أنفسكم لو كنتم ْ‬ ‫تَقدرون!‬ ‫ل��ن أظل��م أح��داً ول��ن أس��مّي‬ ‫ش��خصاً بعين��ه وال جماع��ة‪ ،‬ب��ل‬ ‫س��أبتهل إل��ى اهلل بأع��دل دع��اء‬ ‫فحس��ب‪ :‬اللهمّ من كان قادراً على‬ ‫نج��دة حم��ص ثم ل��م يفع��ل‪ ،‬من‬ ‫كان يس��تطيع فك الحصار عنها ثم‬ ‫لم يفعل‪ ،‬م��ن كان بيده أن يقصّر‬ ‫معان��اة المحاصَري��ن فيه��ا ثم لم‬ ‫يفعل‪ ،‬اللهمّ فناقش��ه في الحساب‬ ‫وضاع��ف ل��ه العق��اب‪ ،‬الله��م وال‬ ‫ترحمه في ي��وم يحتاج في��ه العباد‬ ‫إل��ى رحمت��ك‪ .‬قول��وا آمين ي��ا أيها‬ ‫القراء الكرام‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬

‫منذ كم فرض جيشُ االحتالل‬ ‫الحص��ارَ عل��ى أحي��اء حم��ص‬ ‫القديم��ة؟ لق��د توقفن��ا ع��ن العدّ‬ ‫من��ذ زم��ن‪ ،‬وم��اذا يفي��د الع��دّ إذا‬ ‫كان الع��ادّون يخاطِب��ون صُمّ��ًا ال‬ ‫يسمعون؟ نش��رت قبل وقت طويل‬ ‫مقالة بعن��وان "أنقذوا حمص" قلت‬ ‫في أولها‪:‬‬ ‫ي��ا أيه��ا الن��اس‪ :‬لق��د لب��ث‬ ‫إخوانك��م ف��ي حم��ص تح��ت النار‬ ‫وف��ي ف��م الب��ركان مئة وخمس��ين‬ ‫يوم��اً‪ ،‬يدافع��ون ع��دواً أثيم��ًا لئيمًا‬ ‫ويتص��دَّون لهجم��ة باغية شرس��ة‬ ‫جب��ارة‪ ،‬وإنهم ما يزال��ون صامدين‬ ‫إلى اليوم‪ ،‬فيتقدم��ون ويتقهقرون‬ ‫ويكس��بون ويخس��رون‪ ،‬ويفق��دون‬ ‫الي��وم أرض��اً ث��م يس��ترجعون في‬ ‫الغ��د ما يفق��دون‪ .‬ولك��ن إلى متى‬ ‫سيصمدون؟ لقد حشد العدو جيشه‬ ‫وجمع كتائبه وأوشك أن يهجم على‬ ‫َ‬ ‫الهجمة األخي��رة من بعد ما‬ ‫حم��ص‬ ‫أعيته الش��هورَ الطوال‪ ،‬فال تتخلوا‬ ‫ع��ن حم��ص وال تترك��وا إخوانك��م‬ ‫فيها لقمة س��ائغة يلوكه��ا األعداء‪.‬‬ ‫ل��و أنك كنت تتخلى ع��ن أخيك ابن‬ ‫أم��ك وأبيك لجاز ل��ك أن تتخلى عن‬ ‫أهلك في حمص اليوم‪ .‬ال‪ ،‬بل حتى‬ ‫لو تخليت عن أخيك وبنيك فال يجوز‬ ‫أن تتخلى عن إخوانك فيها وأهليك‪.‬‬ ‫وقلت في آخرها‪:‬‬ ‫لق��د اس��تنصر قومٌ م��ن قبلنا‬ ‫(ف��ي األندل��س) إخوانَه��م فتأخروا‬ ‫ف��ي االس��تجابة وتصامّ��وا ع��ن‬ ‫االس��تغاثة ففات��ت فرص��ة م��ن‬ ‫فرص الزمان‪ .‬فال تكرروا المأس��اة؛‬

‫ال تضيّع��وا الصرخ��ة كم��ا ضيّعها‬ ‫األس�لاف‪ ،‬ال تصبحْ حمص أندلس��ًا‬ ‫جديدة تنتحبُ عليها األجيال‪ .‬يا أيها‬ ‫العلماء‪ ،‬يا قادة األمة في المدلهمّات‬ ‫وف��ي الليال��ي الحال��كات‪ :‬اصنع��وا‬ ‫ش��يئًا‪ ،‬أعلنوا النفير إلنقاذ حمص‪،‬‬ ‫أطلق��وا حمل��ة إلنقاذ حم��ص قبل‬ ‫أن تضيع حم��ص إلى أبد الزمان‪ .‬يا‬ ‫أيها المسلمون‪ :‬إن حمص تستغيث‬ ‫بكم وتس��تنصركم بعد اهلل‪ .‬إن لم‬ ‫تكون��وا أوفياء لألحياء م��ن أحيائها‬ ‫فكون��وا أوفياء لألموات من أمواتها‪،‬‬ ‫لنص��ف أل��ف صحاب��ي دُفن��وا في‬ ‫ترابه��ا‪ .‬ال يق��ل أح��د منك��م‪ :‬أنا ال‬ ‫يعنين��ي‪ .‬أال ال يأتي��نّ عل��ى الناس‬ ‫زمان يق��ول في��ه قائلهم‪ :‬ي��ا ليتنا‬ ‫صنعنا شيئًا قبل فوات األوان!‬

‫ودفعوه دماء‪.‬‬ ‫ش��هور طويل��ة مض��ت وه��م‬ ‫صام��دون‪ .‬ف��ي كل ي��وم ينقصون‬ ‫واحداً‪ ،‬فإما شهيد يوارونه التراب أو‬ ‫مصاب يضيفونه إلى السابقين من‬ ‫المصابي��ن‪ .‬ص��ار الجرحى أكثر من‬ ‫األصحّ��اء‪ ،‬يمل��ؤون أبني��ة من عدة‬ ‫طبقات‪ ،‬يموت بعضهم لندرة العالج‬ ‫وانعدام الدواء‪ ،‬وال يس��تطيعون أن‬ ‫يُخرجوا منهم أحداً إلى دنيا األمان‪.‬‬ ‫ه��ل أل��وم نظ��ام االحت�لال‬ ‫األس��دي الفاجر على هذه المأساة؟‬ ‫ل��ن أفع��ل‪ ،‬فإن��ه ل��م يصن��ع م��ن‬ ‫َ‬ ‫يُنتظر‬ ‫الجرائم الموبقات إال ما كان‬ ‫من��ه أن يصن��ع‪ .‬وه��ل كن��ا نتوق��ع‬ ‫أن يق��ذف عاصم��ة الث��ورة بالورود‬ ‫واألزهار؟ ولو أني ُلمته فبأيّ شيء‬ ‫يفيدن��ا َلومه؟ ال‪ ،‬بل سأس��تعير من‬ ‫إبلي��س كلم��ة حق أنطق��ه اهلل بها‬ ‫يوم الحس��اب‪{ :‬ال تلوموني ولوموا‬ ‫أنفس��كم}‪ .‬لوموا أنفسكم لو كنتم‬ ‫تعقلون!‬

‫مجاهد ديرانية‬

‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫حم�ص‪ :‬النداء الأخري‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪9‬‬


‫وجهة نظر ‪. .‬‬

‫الثــــورة ال�ســــورية‬ ‫علـــى مـــدار عــــامني (‪)4‬‬ ‫خالد قنوت‬ ‫س��أبدأ‪ ،‬متابع��ًا الج��زء األول م��ن‬ ‫المقالة الثالثة‪ ،‬من العناصر األقل أهمية‬ ‫في الثورة الس��ورية إل��ى العناصر األكثر‬ ‫أهمية‪:‬‬

‫‪ - 3‬املجموعة العربية‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫و ق��د يك��ون تمثيله��ا الهزي��ل ف��ي‬ ‫جامع��ة ال��دول العربية ه��و األكثر صدقًا‬ ‫لنع��رف محدودي��ة التأثي��ر العرب��ي ف��ي‬ ‫الحدث الس��وري‪ ،‬رغ��م كل الضخ المالي‬ ‫لكال طرفي الصراع‪ ،‬فالسياس��ة العربية‬ ‫ل��م تع��رف االس��تقاللية ول��م تعك��س‬ ‫مصال��ح الش��عوب العربي��ة بالمطل��ق‬ ‫من��ذ رحي��ل جم��ال عب��د الناص��ر‪ ،‬ألنه��ا‬ ‫سياس��ات كولونيالي��ة خالص��ة‪ ،‬مرتبطة‬ ‫بالق��وى العالمي��ة‪ .‬في التحلي��ل العلمي‪،‬‬ ‫كل سياس��ات ال��دول العربي��ة وجامعتها‬ ‫العريق��ة تص��ب بالنهاي��ة ف��ي مصلحة‬ ‫النظ��ام الس��وري وف��ي مصلح��ة بق��اء‬ ‫المنظومة العربية بعيدة عن التسونامي‬ ‫الذي اجتاح بعضها وسيجتاحها في المدى‬ ‫المنظ��ور‪ .‬ف��ي بداي��ة الث��ورة‪ ،‬انتظ��رت‬ ‫ال��دول العربي��ة قض��اء النظ��ام عل��ى‬ ‫الحراك الش��عبي ألكثر من خمسة شهور‬ ‫ليقينهم ب��أن النظام يمل��ك القدرة على‬ ‫ذلك ولدي��ه تغطية دولية واضحة‪ .‬حصل‬ ‫التباي��ن‪ ،‬بع��د دخول قط��ر أو ًال على خط‬ ‫المعارض��ات وم��ن ث��م الس��عودية ولكل‬ ‫منهما أجندة خاصة ب��ه‪ .‬كان من الواضح‬ ‫تبن��ي قط��ر لإلخ��وان المس��لمين ف��ي‬ ‫تنافس واضح مع الس��عودية التي تتبنى‬ ‫الفكر الوهابي الس��لفي وهذا ما انعكس‬ ‫سلباً على طبيعة الصراع ودخوله بقصد‬ ‫أم ب��دون قص��د ف��ي متاه��ات ال تلمس‬ ‫الواقع الس��وري وطبيعته المنفتحة على‬ ‫التعاي��ش بي��ن كل أطياف��ه ومكونات��ه‪،‬‬ ‫وه��ذا م��ا كان النظ��ام منذ الي��وم األول‬ ‫يعمل من أجله لتش��ويه الث��ورة ومن ثم‬ ‫القضاء عليها‪ .‬موق��ف مصر المغيبة منذ‬ ‫عق��ود والت��ي ل��م تلتق��ط أنفاس��ها بعد‬ ‫ثورته��ا التي ل��م تكتمل بع��د‪ ،‬فال يمكن‬ ‫له��ا أن تق��دم ش��يئًا للش��عب الس��وري‪.‬‬ ‫دول الطوق الس��وري‪ ،‬األكثر توجسًا من‬ ‫الثورة ألنها المعنية مباش��ر ًة بانتصارها‬ ‫وانتق��ال ربيعه��ا إل��ى ربوع تل��ك الدول‬ ‫فهي لم تقدم للثورة الس��ورية ما يمكن‬ ‫أن يك��ون حاس��مًا وواضح��اً فم��ن جه��ة‬ ‫تس��تقبل األردن ولبنان الس��وريون ومن‬ ‫جهة يعتمدون التسول على حساب حاجة‬ ‫الالجئي��ن بينما تقول التقارير أن التعاون‬ ‫األمني واالس��تخباراتي م��ازال قوياً حتى‬ ‫الي��وم ألنه��م يعرف��ون انتق��ام النظ��ام‬ ‫الس��وري ويخش��ون اس��تعادته لزم��ام‬ ‫األم��ور من جديد‪ ،‬في الع��راق األمر أكثر‬ ‫وضوحًا حي��ث أعلن رئي��س وزرائه الذي‬ ‫ع��اش في س��ورية أي��ام صدام حس��ين‪،‬‬ ‫أن انتصار الثورة يعن��ي حروب في لبنان‬ ‫والعراق وتقسيم لألردن مردداً تحذيرات‬

‫األس��د عن الزلزال الذي سيضرب الشرق‬ ‫ليصل لروسيا والصين‪ .‬كان جلياً االنحياز‬ ‫الطائف��ي للنظ��ام العراق��ي الحاكم نحو‬ ‫النظام السوري‪ .‬الموضوع األكثر حزناً أن‬ ‫الشعب الس��وري احتضن جميع الالجئين‬ ‫الع��رب ط��وال تاريخ��ه ولكن��ه قوب��ل‬ ‫بالنك��ران واإلس��اءة بش��كل ع��ام‪ ،‬حيث‬ ‫يعامل السوريون الالجئون كحالة وبائية‬ ‫ستنقل الثورة مع أنفاس��هم‪ .‬طبعاً‪ ،‬هذه‬ ‫سياسات أنظمة وليس��ت مشاعر شعوب‪،‬‬ ‫وأيضًا دون تعميم‪.‬‬ ‫الجامع��ة العربي��ة لعب��ت دوراً أقرب‬ ‫للتآم��ري المريب ف��ي تقدي��م المبادرات‬ ‫وإرس��ال بعثة لتقصي الحقائق يترأسها‬ ‫م��ن ال يمك��ن الوث��وق بنزاهت��ه فكانت‬ ‫كشهود زور لصالح النظام‪.‬‬ ‫و الي��وم تق��وم بتفيذ أجن��دات دول‬ ‫النف��ط العرب��ي حي��ث ال أجن��دة قومي��ة‬ ‫ً‬ ‫مطالب��ة بق��رار تحت فصل‬ ‫عربي��ة له��ا‪،‬‬ ‫س��ابع لمجل��س األمن س��يكبل س��ورية‬ ‫الجديدة‪ ،‬لعقود قادمة‪.‬‬

‫‪ - 4‬تركيا‪:‬‬

‫يذكرن��ي دور تركي��ا ف��ي الث��ورة‬ ‫الس��ورية بدور الحاوي‪ .‬ف��ي بداية الثورة‬ ‫كان��ت تصريح��ات المس��ؤولين األت��راك‬ ‫تتصاع��د إلى حد التهديد بأن وصول عدد‬ ‫الالجئي��ن الس��وريين عل��ى أراضيها إلى‬ ‫العش��رة آالف س��يغير من سياس��ة تركيا‬ ‫جذري��اً ولكنه الي��وم وصل إلى عش��رات‬ ‫األل��وف ول��م تنف��ذ تركي��ا ما ه��ددت به‬ ‫رغم إس��قاط النظام الس��وري طائرتين‬ ‫حربيتي��ن تركيتي��ن واس��تهداف مناطق‬ ‫داخله��ا بالقصف‪ ،‬طبعًا تركيا دولة تعرف‬ ‫مصالحه��ا وتع��رف موازي��ن الق��وى في‬ ‫المنطق��ة وتدرك تبعات الثورة الس��ورية‬ ‫على مس��ائل تركية جوهرية‪ ،‬كمس��الة‬ ‫األك��راد ومس��ألة العلويي��ن فيه��ا‪ .‬لك��ن‬ ‫تركيا التي احتضنت بشكل أفضل نوعيًا‬ ‫الالجئين السوريين حاولت أن تكون العبًا‬ ‫أساس��يًا ف��ي مصي��ر س��ورية م��ن خالل‬ ‫تدخلها في تركيبات المعارضات السورية‬ ‫وف��ي ط��رح البع��ض تدخلها العس��كري‬ ‫المباش��ر كأح��د الس��يناريوهات الممكنة‬ ‫ولك��ن حس��اباتها الوطني��ة والضغ��وط‬ ‫األمريكي��ة أزاح��ت ه��ذا الس��يناريو‪،‬‬ ‫حت��ى اآلن‪ .‬األخط��ر أن تركي��ا ش��رعت‬ ‫حدوده��ا النتقال المقاتلين اإلس�لاميين‬ ‫ب��كل انتماءاته��م إل��ى العمق الس��وري‪،‬‬ ‫مستنس��خة دور النظ��ام الس��وري ف��ي‬ ‫الع��راق خالل االحت�لال األمريكي له‪ .‬في‬ ‫الحس��ابات السياس��ية م��ن المه��م وضع‬ ‫ال��دور الترك��ي ف��ي مي��زان دقي��ق ألنها‬ ‫بق��در ما يمكن أن يكون له��ا دور إيجابي‬ ‫سياس��ي واقتص��ادي ف��ي س��ورية بع��د‬ ‫انته��اء أزمته��ا بق��در ما يمك��ن أن يكون‬ ‫دوراً س��لبيًا ومؤثراً على قطاعات سورية‬

‫واس��عة‪ .‬ه��ذا يتب��ع ع��دة معايي��ر أهمها‬ ‫بقاء ح��زب الحرية والعدالة في الس��لطة‬ ‫وه��و النموذج الغربي المفضل لإلس�لام‬ ‫السياس��ي المعت��دل ف��ي ح��ال وص��ول‬ ‫اإلخ��وان المس��لمين إل��ى الس��لطة ف��ي‬ ‫سورية الجديدة‪.‬‬

‫‪� - 5‬إيران‪:‬‬

‫لق��د اس��تثمرت إي��ران ف��ي النظام‬ ‫الس��وري سياس��يًا واقتصادياً خاصة في‬ ‫ظل حكم بشار األسد وجاهدت اجتماعياً‪،‬‬ ‫لتكون سورية حلقة رئيسية في مشاريع‬ ‫مصالحه��ا‪ ،‬لذلك ل��م ولن تتوق��ف إيران‬ ‫عن دعم النظام الس��وري ب��كل الطاقات‬ ‫المالية والعس��كرية والبشرية وستسخر‬ ‫قواه��ا وحلفائها من نظ��ام المالكي إلى‬ ‫ح��زب اهلل اللبنان��ي من أجل ذل��ك‪ .‬لكن‬ ‫إيران‪ ،‬ل��ن تقاتل إذا تدخلت بعض الدول‬ ‫عس��كرياً‪ ،‬بش��كل مباش��ر‪ ،‬فهي تمتلك‬ ‫البدائل البش��رية وس��تخوض حربها عن‬ ‫طريق حلفائها بكل شراس��ة ألنها تدرك‬ ‫أن قطاعات واس��عة من الش��عب اإليراني‬ ‫تنتظ��ر التجربة الس��ورية المريرة والتي‬ ‫ستس��تخلص العبر منها في صراعها مع‬ ‫أحد آخ��ر األنظمة الدينية الش��مولية في‬ ‫العالم‪ ،‬نظام الماللي اإليراني‪.‬‬

‫‪� - 6‬إ�سرائيل‪:‬‬

‫ل��م ي��رف جف��ن النظ��ام الس��وري‬ ‫وه��و يعلن بف��م أحد أه��م أركانه رامي‬ ‫مخلوف بأن أمن النظام السوري من أمن‬ ‫إس��رائيل‪ .‬إس��رائيل الت��ي يعل��ن النظام‬ ‫عداوته��ا لم تهنأ بحدوده��ا على الجوالن‬ ‫المحت��ل آمنة إال بس��لطة األس��دين‪ ،‬بعد‬ ‫حرب تش��رين‪ .‬لقد س��ارع رئي��س وزراء‬ ‫إس��رائيل إل��ى كب��ح جم��اح تصريح��ات‬ ‫الرئي��س األمريك��ي الت��ي تدع��و لتنحي‬ ‫بشار األس��د عن الحكم مدرك كل منهما‬ ‫أن النظ��ام ل��ن يتوق��ف عن حل��ه األمني‬ ‫العس��كري وأن تدمي��راً ذاتي��اً س��وريًا‬ ‫س��يكون أفضل الس��يناريوهات الحالية‪.‬‬ ‫إسرائيل التي تعرف أن العالم مقبل على‬ ‫تفكيك كل األنظمة الشمولية فيه‪ ،‬تعتبر‬ ‫النظام السوري المكشوف لها أفضل من‬ ‫أي بدي��ل ق��د يك��ون ديمقراطياً يكش��ف‬ ‫عوراته��ا وعيوبها الت��ي تغطيها بادعائها‬ ‫أنه��ا الدول��ة الديمقراطي��ة الوحي��دة في‬ ‫محيط من األنظمة الدكتاتورية البدائية‪.‬‬ ‫يظه��ر ذل��ك‪ ،‬ببنائه��ا س��ور عل��ى حدود‬ ‫اتفاقيتها مع األس��د األب سنة ‪ 1974‬بعد‬ ‫أن اكتشف الشباب السوري والفلسطيني‬ ‫خلوها من األلغام المزعومة‪ .‬في مراحل‬ ‫متقدم��ة م��ن مس��ار الث��ورة س��يكون‬ ‫إلس��رائيل دوراً تخريبي��ًا وعدواني��اً أكثر‬ ‫وضوحًا وربما س��تلجأ لتدخ��ل وقائي في‬ ‫حال انتصرت الحالة الوطنية السورية‪.‬‬

‫‪ - 7‬رو�سيا االحتادية‪:‬‬

‫ل��ن أخ��وض ف��ي طبيع��ة النظ��ام‬ ‫الروس��ي هنا بق��در ما يهم ف��ي انتقاله‬ ‫الحاس��م من موق��ف المت��ردد إلى موقف‬ ‫الراع��ي المباش��ر للنظ��ام الس��وري‬ ‫سياسيًا وعس��كريًا‪ .‬روس��يا التي ابتعدت‬ ‫ع��ن س��ورية منذ أم��د بعي��د والت��ي لم‬ ‫تك��ن مصالحه��ا الحيوية متأث��رة بوجود‬ ‫النظ��ام الس��وري ب��ل كان��ت ارتباطه��ا‬ ‫بإس��رائيل واض��ح للعيان‪ ،‬حت��ى القاعدة‬ ‫البحرية الروس��ية في طرطوس ليس��ت‬ ‫قاع��دة إس��تراتيجية أساس��ية ول��م يكن‬ ‫الميزان التجاري بي��ن البلدين ذي أهمية‬ ‫اقتصادية‪ ،‬وقف��ت تنتظر تداعيات األزمة‬ ‫الس��ورية لك��ن م��ن س��وء حظ الش��عب‬ ‫الس��وري أن روسيا التي ش��عرت بتحايل‬ ‫الغرب عليها في األزم��ة الليبية وبتعامل‬ ‫المعارض��ة الس��ورية المتمثلة بالمجلس‬ ‫الوطني بكل خفة واستهزاء عندما زارها‬ ‫في موسكو في تشرين الثاني ‪ 2011‬وأن‬ ‫األمور تتجه لتحجيم دورها في المنطقة‬ ‫انتقلت بكل ثقلها الكبير إلى دعم النظام‬ ‫بع��د زيارة وزير خارجيته��ا ورئيس جهاز‬ ‫استخباراتها‪ .‬لقد نجحت روسيا حتى اآلن‬ ‫في دعم النظام دوليًا بثالثة فيتو وبدعم‬ ‫سياسي وعس��كري واس��تخباراتي هائل‬ ‫ومازالت تش��كل الدف��ة الثانية في ميزان‬ ‫استعصاء األزمة السورية إلى حين‪.‬‬

‫‪ - 8‬الواليات املتحدة الأمريكية‪:‬‬

‫بكل المعايير تعتب��ر أمريكا الالعب‬ ‫األكب��ر ف��ي منطق��ة الش��رق األوس��ط‬ ‫مس��تبعد ًة أي دور أوربي فاعل‪ .‬السياسة‬ ‫األمريكية التي صدمت بانتشار تسونامي‬ ‫الربي��ع العربي اس��تطاعت أن تجد حلو ًال‬ ‫آني��ة في تونس ومصر ولكنها في الحالة‬ ‫الس��ورية ال يمك��ن أن تس��مح باخت�لال‬ ‫مي��زان توازن��ات دقيق للغاي��ة‪ ،‬فبقدر ما‬ ‫للسياس��ة األمريكية من ثوابت كحفاظها‬ ‫عل��ى مصالحه��ا اإلس��تراتيجية ومصالح‬ ‫أم��ن إس��رائيل فه��ي ديناميكي��ة أيضًا‪.‬‬ ‫لك��ن م��ن الواض��ح أن سياس��ة الرئيس‬ ‫أوبام��ا تعب��ر بش��كل واض��ح ع��ن حال��ة‬ ‫اقتصادية أمريكية س��يئة وعلى انحسار‬ ‫دوره��ا ف��ي مناطق عدي��دة م��ن العالم‬ ‫لحس��اب قوى أقليمية ودولية أخرى‪ .‬بعد‬ ‫الضغط اإلس��رائيلي‪ ،‬كان تجاهل اإلدارة‬ ‫األمريكية لألزمة السورية ظاهراً للعيان‬ ‫وكان أغلب ما صرح به مس��ؤوليها شك ًال‬ ‫هالمي��ًا متذبذبًا س��مح للنظام الس��وري‬ ‫أن يزي��د من جرعات عنفه وبطش��ه على‬ ‫الشعب السوري حتى يمكن سماع تناغم‬ ‫اإليقاع��ات بين النظام الس��وري واإلدارة‬ ‫األمريكية وكأن االثنين يعرفان بعضهما‬ ‫تمام المعرفة‪.‬‬ ‫فبينم��ا تص��رح وزي��رة خارجيته��ا‬ ‫السابقة بضرورة وقف النظام الستخدام‬


‫‪ - 9‬ال�شعب ال�سوري‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬

‫***‬

‫لق��د دخلت الث��ورة الس��ورية عامها‬ ‫الثال��ث دون أن يتوقع أحد ما‪ :‬الس��وريون‬ ‫أنفس��هم‪ ،‬النظ��ام‪ ،‬المعارض��ات ودول‬ ‫العال��م قاطب��ة‪ ،‬أنه��ا ستس��تمر كل هذا‬ ‫الوق��ت‪ .‬كان ره��ان الس��وريين الثائرين‬ ‫عل��ى أنفس��هم بع��د أن خذله��م الجميع‬ ‫وبقدراته��م الذاتية تس��تمر ثورتهم ألن‬ ‫عام��ل بقائها س��لمية أو مس��لحة‪ ،‬مازال‬ ‫قائمًا وهو النظام نفس��ه ال��ذي ال يمكن‬ ‫ل��ه بنيويًا أن يس��ير في أي حل سياس��ي‬ ‫وخاصة بعد كل ه��ذا الدمار والدم‪ .‬بينما‬ ‫كان ره��ان اآلخري��ن ه��و س��حق النظام‬ ‫له��ذه الث��ورة بع��د أن نجح في تس��لحها‬ ‫وإدخ��ال عناصر التطرف ف��ي أماكن عدة‬ ‫فيها وحاصر الحاضنة الشعبية لها معاقبًا‬ ‫ومنتقماً دائمًا لوقوفها مع الثورة ودعمها‬ ‫لتعاظ��م إمكانيات الجي��ش الحر الذي بدأ‬ ‫يه��دد ه��ذا النظام ف��ي قلعت��ه األخيرة‪،‬‬ ‫دمشق الفيحاء‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫قط��اع كبير منهم انتقلوا إل��ى صف الثورة‬ ‫بعد تعرضهم لقس��وة وبطش النظام غير‬ ‫المنضبطين‪ .‬هناك العدي��د من الصامتين‬ ‫يخف��ون غضبه��م عل��ى النظام وأس��اليبه‬ ‫ولكنهم ال يملكون قراراً شجاعاً قد يكلفهم‬ ‫الكثير وهم أعجز عن تحمل النتائج‪ ،‬هؤالء‬ ‫منهم الكثيرين ممن يعملون بدوائر الدولة‬ ‫ومؤسساته ومنها مؤسسة الجيش‪.‬‬ ‫القس��م الثال��ث‪ :‬ه��ذا القس��م هو ما‬ ‫س��يذكر التاريخ عن��ه الكثي��ر وبحروف من‬ ‫ذه��ب س��يكتب ع��ن قيامت��ه وتضحيات��ه‬ ‫وإص��راره‪ .‬ه��و رم��ز الكرام��ة والعنف��وان‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫من صبره على عق��ود القهر والظلم‪،‬‬ ‫إلى بي��ارق األمل م��ع الربي��ع العربي الذي‬ ‫فجره البوعزيزي ليكون تسونامي الحرية‪.‬‬ ‫محاوالت البعض األولى لم تنجح في بداية‬ ‫ش��هر شباط ‪ 2011‬حيث كان الجميع ينتظر‬ ‫مآل ث��ورة مصر‪ .‬عند س��قوط مبارك‪ ،‬كان‬ ‫القيام��ة قدري��ة‪ ،‬صيحات ش��باب وش��ابات‬ ‫س��وريين في س��وق الحميدي��ة كانت أولى‬ ‫صيحات الفجر الجديد‪ ،‬هتاف تجار الحريقة‬ ‫(الشعب الس��وري ما بينذل) قرعت أجراس‬ ‫الحري��ة‪ .‬ما ل��م يك��ن متوقعًا ه��و القيامة‬ ‫من حوران الت��ي كانت تعتبر خ��زان البعث‬ ‫البش��ري والش��عبي‪ .‬من أنامل أطفال درعا‬ ‫التي خطت عبارات بش��ائر الث��ورة وتعامل‬ ‫النظام األسدي ممث ًال بعاطف نجيب األرعن‬ ‫كانت ش��رارة االنط�لاق للثورة الس��ورية‪.‬‬ ‫نع��م‪ ،‬النظام المتعج��رف الهمجي هو أكبر‬ ‫المس��اهمين بالثورة الس��ورية وهو بطلها‬ ‫الحقيقي‪.‬‬ ‫م��ن حس��ن ح��ظ الس��وريين‪ ،‬أن من‬ ‫يحكمهم لم يس��توعب الناس ولم يتعامل‬ ‫معه��م س��وى بالرص��اص بع��د أن حس��م‬ ‫أمره بأن س��ر نجاحه في سحق التسونامي‬ ‫الق��ادم لس��ورية س��يكون بالنار وال ش��يء‬ ‫س��وى النار‪ .‬كان أول ردود فعله على خروج‬ ‫أه��ل ح��وران‪ ،‬ه��و إن��زال دباب��ات الجيش‬ ‫الس��وري‪ ،‬زاج��ًا بالجي��ش وآلت��ه الحربي��ة‬ ‫الضخم��ة ف��ي ح��رب أعلنه��ا على الش��عب‬ ‫األعزل الس��لمي‪ .‬الن��اس طالب��ت بأوالدها‬ ‫المعتقلي��ن ومحاس��بة من أذله��م‪ .‬انتقلوا‬ ‫للمطالبة بإصالح النظام دون إسقاطه لكن‬ ‫استش��هاد ش��بابهم وجب��روت رأس النظام‬ ‫جعلهم ينادون بأس��قاطه‪ .‬منذ اليوم األول‬ ‫تعامل النظام في س��يناريوهات العصابات‬ ‫المس��لحة واإلمارات اإلس�لامية‪ ،‬لكن أهل‬ ‫حوران حافظوا على سلميتهم وعلى ضبط‬ ‫غرائزه��م وهم أه��ل األرياف والعش��ائر‪.‬‬

‫تنادت المدن الس��ورية لنج��دة أهل حوران‬ ‫في استعادة للروح الوطنية واألخالقية التي‬ ‫اعتب��ر النظام أن��ه قضى عليه��ا تمامًا في‬ ‫ضمير الس��وريين‪ .‬قامت الالذقية وبانياس‬ ‫وجبل��ة ليقابله��ا النظ��ام بش��دة مضاعفة‬ ‫ودموي��ة أكبر‪ .‬كان��ت لحادثة قري��ة البيضا‬ ‫البانياسية األثر األكبر من تعبئة السوريين‬ ‫باتج��اه الثورة لم��ا رأوه من إهان��ة وتحقير‬ ‫ألهال��ي القرية من أهالي ق��رى قريبة لها‪.‬‬ ‫كان التطيف أحد أهم س��يناريوهات النظام‬ ‫للقض��اء على أي تمرد أو انتفاضة ش��عبية‬ ‫ولك��ن الثائرين كانوا يعرف��ون هذا النظام‬ ‫وق��د خبروه جيداً‪ .‬لم يحمل الناس الس�لاح‬ ‫مع أن الث��ورة انطلقت من الريف الس��وري‬ ‫ولم يس��تجيبوا للغرائز الطائفية إلدراكهم‬ ‫بأنها شرك أمني خطير‪.‬‬ ‫اتس��عت ش��رارة الثورة لتصل لمدينة‬ ‫حم��ص فإدل��ب فحم��اة فدير ال��زور فريف‬ ‫دمش��ق‪ ،‬لتعم معظم المناطق الس��ورية‪.‬‬ ‫اس��تمر الح��راك الش��عبي س��لميًا عاصفاً‪،‬‬ ‫لو ق��در له أن يف��رز قيادة سياس��ية واعية‬ ‫ومتماس��كة ل��كان للثورة ش��أن آخ��ر‪ ،‬لكن‬ ‫عوامل كثيرة أعاقت ذلك‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ عن��ف النظام الدم��وي وتصيده ألي‬‫حال��ة ثوري��ة واعية قد تش��كل ن��واة قيادة‬ ‫للح��راك عل��ى األرض‪ ،‬فق��ام باعتق��ال‬ ‫وتصفي��ة جيلين من الش��خصيات القيادية‬ ‫الشعبية بش��كل ممنهج كتصفية الشهداء‪،‬‬ ‫معن الع��ودات وغي��اث مطر ومش��عل تمو‬ ‫وعدنان وهبة والكثيري��ن‪ .‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫فتح المجال لخروج المعارضين السياسيين‬ ‫خارج سورية‪.‬‬ ‫ تن��ازع المعارض��ات الخارجي��ة‬‫ومحاول��ة البعض منها إدعاء قيادتها للثورة‬ ‫ف��ي حال��ة إقصائي��ة لآلخرين مس��تخدمة‬ ‫نفوذها المالي والسياس��ي بحكم عالقاتها‬ ‫الخارجية‪ ،‬رغم عدم وجود أي وزن سياسي‬ ‫على األرض‪.‬‬ ‫ وق��وف معظ��م النخ��ب الثقافي��ة‬‫الس��ورية موقف متخاذ ًال تجاه حراك شعبي‬ ‫عف��وي أصيل كان ريفي��ًا بالبداية‪ ،‬لم يقم‬ ‫أي وزن لقاماته��م الثقافية العاجية‪ .‬فكانوا‬ ‫ف��ي غرب��ة وتوحد أم��ام ثورة ل��م تالمس‬ ‫خياالته��م وتصوراتهم النموذجية لش��كل‬ ‫الثورات‪.‬‬ ‫أكثر من ستة ش��هور‪ ،‬كان السوريون‬ ‫يخرج��ون كل ليل��ة في مظاهرات س��لمية‬ ‫يغنون للحرية ويرقصون في حالة صوفية‬ ‫بعد أن زفوا شهدائهم نهاراً‪.‬‬

‫الس��ؤال كان دائمًا‪ ،‬كم س��يصبر هذا‬ ‫الش��عب على س��لميته‪ ،‬وقد وج��د كل هذه‬ ‫الدموي��ة م��ن النظ��ام وأدرك أن النظام قد‬ ‫بن��ى ش��بكة عالقات��ه اإلقليمي��ة والدولية‬ ‫على أساس بقائه الراسخ؟ وهناك من كان‬ ‫دائماً يدفعه باتجاه مواجهة العنف األس��دي‬ ‫بالسالح والتسلح إن كان النظام نفسه وإن‬ ‫كانت بعض أطراف المعارضة التي اعتبرت‬ ‫أن س��يناريو التدخل األجنبي العسكري في‬ ‫ليبيا سيطبق في سورية ليكون جسراً لهم‬ ‫الس��تالم الس��لطة على طبق من ذهب ولو‬ ‫كان غارق بالدم السوري‪.‬‬ ‫في البداية‪ ،‬عناصر الجيش الس��وري‬ ‫الذين انشقوا عن النظام اختفوا بين الناس‬ ‫وش��اركوا بالح��راك الس��لمي ول��م يحملوا‬ ‫الس�لاح‪ ،‬لكن م��ع بداية تش��كيل الضباط‬ ‫األحرار بقيادة المقدم حسين الهرموش ثم‬ ‫تش��كيل الجيش الحر بقيادة العقيد رياض‬ ‫األسعد حملت تلك العناصر السالح لحماية‬ ‫المتظاهري��ن م��ن نذالة قطعان الش��بيحة‬ ‫ووضاعتها األخالقية والوطنية‪.‬‬ ‫بع��د انته��اء ش��هر رمض��ان‪ ،‬وتتويجًا‬ ‫لوعود المجلس الوطني بتدخل األس��اطيل‬ ‫الغربي��ة لنصرة الش��عب الس��وري انتقلت‬ ‫بعض المناطق الثائرة إلى الكفاح المس��لح‬ ‫المباشر ضد آلة النظام األمنية والعسكرية‬ ‫التي اس��تباحت األرواح واألرزاق واألعراض‬ ‫والبنية التحتية للمواطنين السوريين كافة‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫و هو العنص��ر األهم واألق��وى‪ ،‬حيث‬ ‫كان على مدى خمس��ين س��نة هو العنصر‬ ‫المغيب في كل الحسابات السياسية للنظام‬ ‫ولل��دول الفاعل��ة‪ .‬الث��ورة الس��ورية فرزت‬ ‫الشعب السوري إلى عدة أقسام‪ .‬لكل قسم‬ ‫انتماءاته السياس��ية والعقائدية وله موقف‬ ‫من الثورة‪:‬‬ ‫القس��م األول‪ :‬ويتأل��ف م��ن موالي��ن‬ ‫للنظام ويرون فيه إم��ا مصالحهم الخاصة‬ ‫في االس��تفادة من حالة الفس��اد الس��ائدة‬ ‫والتره��ل اإلداري والقضائ��ي والتنظيم��ي‬ ‫ف��ي كل مراف��ق الدول��ة فال تش��كل ثورة‬ ‫تطال��ب بالعدال��ة ومكافح��ة الفس��اد إال‬ ‫تهدي��داً لمصالحه��م وكش��فًا لس��قوطهم‬ ‫األخالق��ي في الفس��اد‪ ،‬ومنهم ع��دد كبير‬ ‫م��ن المغتربي��ن الس��وريين‪ .‬وإم��ا موالين‬ ‫يعتب��رون أن النظام علماني ويحمي أقليته‬ ‫الديني��ة أو الطائفي��ة أو اإلثني��ة وخ��روج‬ ‫ث��ورة م��ن المس��اجد يعني حكم اإلس�لام‬ ‫السياس��ي اإلقصائي‪ ،‬متناسين أن ال مكان‬ ‫في س��ورية قاب��ل لتجميع الن��اس إال صالة‬ ‫الجمع��ة‪ .‬هناك موالي��ن مرتبطين بالنظام‬ ‫ارتباطاً عضويًا وهم من كل أطياف الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬يعملون بش��كل أو بآخر بأجهزته‬ ‫األمني��ة ومجندين منذ حكم حافظ األس��د‬ ‫كي يقاتل��وا من أجل النظ��ام ويقتلوا دون‬ ‫حس��اب كل من يقف ضده وهم من شكلوا‬ ‫المليشيات المسلحة التي عرفت بالشبيحة‪.‬‬ ‫كل ه��ؤالء‪ ،‬يؤمن��ون بنظري��ة المؤام��رة‬ ‫الكونية على سورية وعلى موقفها الممانع‬ ‫المقاوم حتى على حس��اب كرامتهم وأرواح‬ ‫أخوته��م ومصي��ر وطنه��م المنه��وب م��ن‬ ‫النظام منذ أكثر من أربعين سنة‪.‬‬ ‫القس��م الثان��ي‪ :‬يتأل��ف من ش��ريحة‬ ‫كبي��رة من الش��عب الس��وري الت��ي عرفت‬ ‫بالصامت��ون‪ ،‬منهم االنتهازي��ون اللذين ال‬ ‫ق��رار له��م في حياته��م الش��خصية فكيف‬ ‫بق��رار قد يدفعون ثمن��ه حياتهم أو رزقهم‬ ‫ولكنه��م متذم��رون م��ن حال��ة الفوض��ى‬ ‫ومش��ككين بالثورة وبأهدافها وبكل شيء‬ ‫أص� ً‬ ‫لا‪ .‬وهن��اك الصامت��ون اللذي��ن يكنون‬ ‫للنظام كل الحقد والكره ولكنهم ال يريدون‬ ‫تدمير البلد وال يريدون احتال ًال لوطنهم وال‬ ‫يري��دون أن يدفعوا ثمنًا ألي ش��يء ويرون‬ ‫أن الحي��اة تح��ت ظ��ل ه��ذا النظ��ام أفضل‬ ‫م��ن الفوضى واألم��ان الزائ��ف أفضل من‬ ‫مواجه��ة مخرز النظ��ام العني��ف‪ .‬قد يكون‬

‫وجهة نظر ‪. .‬‬

‫العن��ف كان��ت اإلدارة األمريكي��ة تفرض‬ ‫حص��اراً عل��ى ش��حنات الس�لاح لمقاتلي‬ ‫كتائ��ب الجي��ش الحر مبقي��ة األمور على‬ ‫خطوط محددة بين��ه وبين قوات النظام‪،‬‬ ‫حيث ال تسمح بانتصار أحد الطرفين في‬ ‫شكل واضح الس��تنزافهما ليوم تستطيع‬ ‫اس��تثمار انتص��ار أحدهم��ا عل��ى اآلخر‪.‬‬ ‫مبقي��ة م��ن ناحية أخ��رى‪ ،‬ورق��ة ارتباط‬ ‫جبهة النص��رة بتنظيم القاعدة ش��ماعة‬ ‫لتدخل عس��كري في المستقبل عندما ال‬ ‫تكون النتائج في صالحها على األرض‪.‬‬ ‫ال ش��ك أنه��ا بالنهاي��ة تري��د ح� ً‬ ‫لا‬ ‫يرضيه��ا لألزم��ة الس��ورية ولكنه��ا ل��م‬ ‫تس��تطع حتى هذا اليوم أن تستقبل من‬ ‫يعطيه��ا ضمانات لمصالحها في س��ورية‬ ‫بع��د أن وضعت إطاراً سياس��يًا جديداً في‬ ‫جنيف مع روسيا‪.‬‬ ‫س��تظل الطروح��ات األمريكية مثار‬ ‫ش��ك وريبة لكل السوريين ألنها بالنهاية‬ ‫تبحث عن مصالحها ومصالح حلفائها في‬ ‫المنطقة وهذا ما صرح به وزير خارجيتها‬ ‫الجديد كي��ري تمامًا واألمريكون يعرفون‬ ‫الرف��ض التاريخ��ي للش��عب الس��وري‬ ‫لسياساتهم في المنطقة‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫أعمدة الصحافة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫هل «الإخوان» داخل الثورة‬ ‫�أم خارجها؟‬

‫عمر قدور‬

‫هذه المرة لم تتأخر ش��خصيات‬ ‫معارض��ة س��ورية ع��ن اإلش��ارة‬ ‫المباشرة بإصبع االتهام إلى «اإلخوان‬ ‫المس��لمين»‪ ،‬فتحمله��م مس��ؤولية‬ ‫انقس��ام االئتالف الوطني المعارض‬ ‫عل��ى تش��كيل الحكوم��ة الموقت��ة‬ ‫واختيار رئيسها على النحو الذي بات‬ ‫معروف��ًا‪ .‬فالبيان الذي أرس��لته تلك‬ ‫الشخصيات إلى القمة العربية يشكو‬ ‫بوضوح من هيمن��ة «اإلخوان» على‬ ‫االئتالف‪ ،‬بالتال��ي يطعن في تمثيله‬ ‫الصحي��ح و«التوافق��ي» لمكون��ات‬ ‫المجتمع الس��وري‪ ،‬ف��ي الوقت الذي‬ ‫كان��ت القمة تك��رس االئتالف ممث ً‬ ‫ال‬ ‫شرعياً وحيداً للشعب السوري‪.‬‬ ‫أخذ العديد من الناش��طين على‬ ‫الرس��الة توقيته��ا وأس��لوبها‪ ،‬فهي‬ ‫بال ش��ك تنغص الفرح��ة التي طال‬ ‫انتظاره��ا باس��تالم مقعد س��ورية‬ ‫ف��ي الجامعة‪ ،‬أما توجيهها إلى القمة‬ ‫ف��رأى في��ه بعضه��م تجريح��ًا ف��ي‬ ‫أحقي��ة االئتالف بتمثيل الس��وريين‪.‬‬ ‫وعل��ى رغ��م إق��رار ه��ذا البع��ض‬ ‫بوجاه��ة االنتق��ادات إال أنه يفضّل‬ ‫معالجته��ا داخلي��اً وع��دم خ��دش‬ ‫ص��ورة التمثي��ل السياس��ي للث��ورة‬ ‫في هذا الوقت بال��ذات‪ .‬غير أن هذه‬ ‫المآخ��ذ قابلة للطع��ن‪ ،‬فالعديد من‬ ‫ش��خصيات المعارضة جرّب أساليب‬ ‫أخرى منذ تجرب��ة المجلس الوطني‬ ‫العتيد‪ ،‬كانت هن��اك انتقادات علنية‬ ‫و«ح��رد سياس��ي» وانس��حابات ل��م‬ ‫تنفع في ثن��ي «اإلخوان» وحلفائهم‬ ‫اإلس�لاميين عن الهيمن��ة على قرار‬ ‫المجل��س الوطني ومن ثم االئتالف‪.‬‬ ‫لذا بوسعنا تأويل البيان الموجه إلى‬ ‫الجامع��ة بوصف��ه معبّ��راً عن عجز‬ ‫تل��ك الش��خصيات ع��ن التأثي��ر من‬ ‫ضم��ن المجلس واالئت�لاف‪ ،‬بالتالي‬ ‫توس��ل دعم الدول العربي��ة النافذة‬ ‫للضغ��ط عل��ى «اإلخ��وان» ودفعهم‬ ‫إلى قبول مبدأ المشاركة الحقيقية‪.‬‬ ‫أو ًال ل��م يأتِ تش��كيل المجلس‬ ‫الوطني وفق أسس تمثيلية واقعية‪،‬‬ ‫حينه��ا على األقل ل��م يكن بارزاً في‬ ‫أوس��اط الثورة الم��زاجُ الع��ام الذي‬ ‫يمي��ل إلى التدي��ن‪ .‬مع ذل��ك بادرت‬ ‫شخصيات وقوى علمانية إلى تمهيد‬ ‫الطري��ق أمام مش��اركة أساس��ية لـ‬ ‫«اإلخ��وان» ولش��خصيات إس�لامية‬ ‫مس��تقلة‪ .‬آنذاك ُفهم اختيار برهان‬ ‫غلي��ون «العلمان��ي» أول رئي��س‬ ‫للمجل��س على أنه تجس��يد لتصالح‬ ‫«اإلخ��وان» مع س��ورية المس��تقبل‬ ‫التي ال تهيم��ن عليها أية أيديولوجيا‬ ‫ش��مولية إقصائي��ة‪ ،‬ولكن س��رعان‬ ‫م��ا تبي��ن أن اختيار غلي��ون ال يرقى‬ ‫إل��ى مس��توى التغيي��ر الفعل��ي في‬ ‫عقليته��م‪ ،‬ومن ثم لم ي��أتِ اختيار‬ ‫عب��د الباس��ط س��يدا «م��ن أص��ول‬

‫كردية» أو ج��ورج صبرا «من أصول‬ ‫مس��يحية» س��وى بتعزي��ز الفك��رة‬ ‫السائدة عن شكلية المنصب وكونه‬ ‫مجرد واجهة‪ ،‬بينما القرارات الفعلية‬ ‫تُتخذ في مطبخ «اإلخوان»‪.‬‬ ‫لذل��ك قوب��ل انتخ��اب مع��اذ‬ ‫الخطي��ب رئيس��ًا لالئت�لاف بارتي��اح‬ ‫كبير بوصفه إس�لامياً وسطيًا‪ ،‬على‬ ‫أم��ل التخل��ص م��ن عق��دة الرئيس‬ ‫الواجهة‪ ،‬أي التخلص من االزدواجية‬ ‫التي اعتمده��ا «اإلخوان» بهيمنتهم‬ ‫م��ن خل��ف الس��تار‪ ،‬م��ا أت��اح له��م‬ ‫التحك��م بالمفاصل األساس��ية وفي‬ ‫الوق��ت ذاته عدم تحمل المس��ؤولية‬ ‫المباش��رة ع��ن الس��لبيات والثغرات‬ ‫التي شابت عمل المجلس واالئتالف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يُش��كل‬ ‫وكم��ا ه��و معل��وم لم‬ ‫المجل��س الوطن��ي‪ ،‬وال االئتالف من‬ ‫بعده‪ ،‬على قاعدة االنتخاب‪ ،‬فظروف‬ ‫الث��ورة ال تس��مح بالح��د األدنى من‬ ‫عمليات االقت��راع‪ .‬أس��وة بتنظيمات‬ ‫أقل أهمي��ة‪ ،‬وأقل تعبي��راً عن مزاج‬ ‫ِّ‬ ‫شُ��كل المجل��س واالئتالف‬ ‫الث��ورة‪،‬‬ ‫على قاعدة التوافق‪ ،‬ومن المفترض‬ ‫أال تمنح هذه القاعدة أحقية مطلقة‬ ‫ألي ط��رف م��ن المش��اركين بادّعاء‬ ‫األكثري��ة‪ ،‬ألن األكثرية تتقرر ضمن‬ ‫هيئ��ة منتخب��ة باالقتراع الش��عبي‪.‬‬ ‫من هنا يبدو عدم قبول اإلسالميين‬ ‫بوجوده��م عل��ى قدم المس��اواة مع‬ ‫اآلخري��ن مص��ادر ًة لمب��دأ التوافق‪،‬‬ ‫واحت��كاراً مبك��راً للس��لطة ضم��ن‬ ‫زع��م ش��رعية تمثيلهم لم��زاج عام‬ ‫يمي��ل إل��ى التدي��ن‪ ،‬ودائم��ًا عل��ى‬ ‫قاعدة الخل��ط المتعمد بي��ن التدين‬ ‫االجتماع��ي والخي��ار السياس��ي غير‬ ‫المطابق له بالضرورة‪.‬‬

‫يُضاف إل��ى العامل األخير‪ ،‬كما‬ ‫األمر في تجارب إس�لامية مشابهة‪،‬‬ ‫تلوي��ح «اإلخ��وان» بأنه��م الفصيل‬ ‫األكث��ر اعتدا ًال ووس��طية مقارنة مع‬ ‫تي��ارات جهادي��ة متطرف��ة‪ ،‬كأنه��م‬ ‫يكررون المقول��ة ذاتها التي اعتاش‬ ‫عليه��ا نظ��ام األس��د إذ روّج خارجيًا‬ ‫لبقائ��ه تحت الفتة عدم توفر س��وى‬ ‫البديل األصولي المتطرف‪.‬‬ ‫ل��ن تحك��م األصولي��ة س��ورية‬ ‫بعد س��قوط األس��د‪ ،‬هذا م��ا تؤكده‬ ‫غالبي��ة المعارضي��ن في ال��رد على‬ ‫اتهام النظ��ام للثورة بالتطرف‪ ،‬وهو‬ ‫اته��ام بات مقبو ًال على نطاق واس��ع‬ ‫ف��ي الخارج م��ع التركي��ز المتواصل‬ ‫على المساهمة العسكرية لـ «جبهة‬ ‫النص��رة» وأخواتها‪ .‬لكن هذا التأكيد‬ ‫لم يفلح حتى اآلن في ثني «اإلخوان»‬ ‫عن مطامعهم في الس��ـلطـة‪ ،‬وهي‬ ‫مطامع مش��روعة عندم��ا تأتي على‬ ‫قاعدة االنتخابات الديمقراطية التي‬ ‫يش��ـارك فـيها عـموم الـس��ـوريين‪،‬‬ ‫أم��ا أن تأتـ��ي اس��ــتباقًا للمرحل��ة‬ ‫االنتـقالي��ة فس��ـــلوك ال يَـعِ��د أبداً‬ ‫باحترام إرادتهم وال باحترام تعددية‬ ‫المجتم��ع الس��وري‪ .‬ب��ل إن ه��ذه‬ ‫المصادرة االس��تباقية بمثابة اعتداء‬ ‫على إرادة األكثرية المذهبية أو ًال‪ ،‬إذ‬ ‫ليـس م��ن حـق أيـة جـهة أن تدّعـي‬ ‫تمثيل الـس��نّة إال ضـمن اقتراع عام‬ ‫وفي نـظام يـقوم على المـحاصـصة‬ ‫الطـائفية‪.‬‬ ‫لق��د تخل��ى كثي��رون م��ن‬ ‫العلمانيي��ن في س��ورية عن النظرة‬ ‫التقليدي��ة الت��ي تقص��ي اإلس�لام‬ ‫السياس��ي عن المش��اركة‪ ،‬وتحمس‬ ‫العدي��د منه��م إلع��ادة «اإلخ��وان»‬

‫إل��ى الس��احة السياس��ية الس��ورية‬ ‫بافت��راض أن المش��اركة ه��ي‬ ‫الس��بيل الوحيد للتخلص من عقلية‬ ‫االس��تبداد‪ .‬ه��ذا المنط��ق ال يعن��ي‬ ‫ف��ي ب��أي ح��ال التس��ليم المطلق لـ‬ ‫«اإلخ��وان»‪ ،‬وينبغ��ي أال يُفهم منه‬ ‫التنازل عن قيم الث��ورة التي أوجبت‬ ‫هذا التشارك‪ ،‬ويبدو أنها لم تؤ ّثر بعد‬ ‫في عقلية «اإلخوان» وس��لوكياتهم‪.‬‬ ‫حت��ى عل��ى الصعي��د البراغمات��ي‬ ‫المباش��ر كان حري��ًا ب��ـ «اإلخ��وان»‬ ‫الس��وريين االس��تفادة م��ن الدرس‬ ‫المص��ري‪ ،‬فاحتكارهم الس��لطة لن‬ ‫يؤدي إال إلى انقسام مجتمعي ّ‬ ‫يشل‬ ‫العملي��ة الديمقراطي��ة‪ ،‬وال ّ‬ ‫يمك��ن‬ ‫سلطتهم من مزاولة مهماتها‪.‬‬ ‫الـع��رب الس��ـنـة ال يــش��كّـلون‬ ‫فــي س��ــورية سـوى ‪ 60‬فـي الـمئـة‬ ‫م��ن المواطني��ن‪ ،‬وينقس��مون بين‬ ‫والءات مناطقي��ة وقبلي��ة ومصال��ح‬ ‫اقـتصادي��ة متباين��ة‪ ،‬ول��م يعرف��وا‬ ‫االنتظ��ام ككتل��ة سياس��ية موح��دة‬ ‫خالل تاري��خ س��ورية الحديث‪ ،‬ومن‬ ‫المس��تبعد تماماً أن ينتظموا ككتلة‬ ‫متجانسة في أية عملية ديمقراطية‪.‬‬ ‫م��ا يقول��ه الواق��ع هو صعوب��ة نيل‬ ‫اإلس�لاميين بكل تياراته��م الغالبية‬ ‫المطلقة في أي��ة انتخابات حقيقية‪،‬‬ ‫بالتال��ي لن يكونوا في وضع يس��مح‬ ‫لهم باالستفراد بالسلطة على غرار‬ ‫ما حص��ل في مص��ر‪ .‬ه��ذا ال يعني‬ ‫عدم قدرتهم عل��ى تعطيل العملية‬ ‫الديمقراطي��ة ضم��ن ما ه��و متوقع‬ ‫من عدم انس��جام التيارات األخرى أو‬ ‫تحالفها‪ ،‬لكن ابتـزاز الـقوى األخـرى‬ ‫لن يكون بال نهاية أيضًا‪.‬‬ ‫الحياة اللندنية ‪2013 / 3 / 31‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫ب��ات جواز الس��فر وآلي��ة الحصول عليه هاجس��ًا‬ ‫لقطاع واسع من السوريين‪ ،‬في الداخل والخارج‪ ،‬وفي‬ ‫ٍ‬ ‫زاويتنا اليوم نض��يء على األحكام القانونية لجوازات‬ ‫الس��فر‪ ،‬باإلضافة لتعميم وزارة الداخلية حول تجديد‬ ‫جوازات السوريين في الخارج‪.‬‬ ‫ال يح��ق لم��ن يتمتع��ون بجنس��ية الجمهوري��ة‬ ‫العربية السورية مغادرة أراضي الجمهورية أو العودة‬ ‫إليها إال إذا كانوا يحملون جوازات أو وثائق س��فر وفقًا‬ ‫ألح��كام ه��ذا القانون‪ ،‬ويج��وز االس��تعاضة عن هذه‬ ‫الجوازات بإجازات حدود‪ ،‬أو بطاقات شخصية أو عائلية‬ ‫أو م��ا يقوم مقامها وفي حاالت تحدد بقرار يصدر عن‬ ‫وزير الداخلية‪.‬‬ ‫كم��ا يحق لوزير الداخلية بقرار يصدره أن يوجب‬ ‫عل��ى م��ن يتمتع��ون بجنس��ية الجمهوري��ة العربي��ة‬ ‫الس��ورية الحصول على إذن مس��بق "تأش��يرة خروج"‬ ‫قب��ل مغادرته��م األراض��ي العربية الس��ورية وله أن‬ ‫يبين حاالت اإلعفاء من هذا القانون‪ .‬و ال يجوز مغادرة‬ ‫أراض��ي الجمهورية العربية الس��ورية أو الدخول إليها‬ ‫إال م��ن األماكن التي تح��دد بقرار من وزي��ر الداخلية‬ ‫باالتفاق م��ع وزير المالية وبعد إجراء معاملة الس��فر‬ ‫أصو ًال‪.‬‬ ‫وتص��در باس��م الجمهوري��ة العربي��ة الس��ورية‬ ‫الجوازات التالية‪:‬‬ ‫أ ‪ .1 -‬جوازات السفر الدبلوماسية‪.‬‬ ‫‪ .2‬جوازات السفر الخاصة‪.‬‬ ‫‪ .3‬جوازات السفر لمهمة‪.‬‬ ‫وتمنحها وزارة الخارجية‬ ‫ب ‪ .1 -‬جوازات السفر العادية‪.‬‬ ‫‪ .2‬وثائ��ق الس��فر الخاص��ة بالالجئي��ن‬ ‫الفلسطينيين‪.‬‬ ‫‪ .3‬تذاكر المرور‪.‬‬ ‫وتمنحها وزارة الداخلية "إدارة الهجرة والجوازات"‬ ‫وأقس��امها ف��ي المحافظ��ات أو بعث��ات التمثي��ل‬ ‫الدبلوماسي أو السلطات التي تعهد إليها بذلك حكومة‬ ‫الجمهوري��ة العربية الس��ورية في الخ��ارج‪ ،‬ويجوز أن‬ ‫يحل محل جواز الس��فر ج��وازات خاصة بالحج تمنحها‬ ‫وزارة الداخلي��ة أو جوازات بحرية تمنحها وزارة النقل‪،‬‬ ‫كما تمنح جوازات الس��فر لكل مواطن عربي س��وري‪،‬‬ ‫أو الجئ فلس��طيني في الجمهورية العربية الس��ورية‬ ‫تتوافر لديه شروط الحصول عليها‪.‬‬

‫تمن��ح ج��وازات الس��فر عل��ى اخت�لاف أنواعه��ا‬ ‫لطالبيه��ا م��ن المواطني��ن الس��وريين وللجه��ات‬ ‫ولألش��خاص الذين يرى وزير الداخلية موجبًا لمنحهم‬ ‫جوازات السفر وبالطريقة التي ينسبها‪ .‬و يعين بقرار‬ ‫من وزي��ر الداخلي��ة وبموافقة وزارة الخارجية ش��كل‬ ‫ج��وازات ووثائق الس��فر ومدته��ا وطريق��ة تجديدها‬ ‫وش��روط وإجراءات منحها وقيمتها عل��ى أن ال تتجاوز‬ ‫األربعمائ��ة ليرة س��ورية‪ " ،‬ع��دل المبلغ الحق��ًا " و ال‬ ‫يج��وز لم��ن يحمل جواز س��فر أو وثيقة س��فر باس��م‬ ‫الجمهورية العربية السورية دخول بالد لم تدون على‬ ‫جواز أو وثيقة سفره ما لم يحصل على إذن من وزارة‬ ‫الداخلية أو من يفوضه بذلك‪.‬‬ ‫وجواز الس��فر مل��ك للدولة ويتوج��ب إعادته إلى‬ ‫إدارة الهج��رة والجوازات عند انته��اء مفعوله وإذا فقد‬ ‫يغرم صاحبه بغرامة قدرها خمسمائة ليرة سورية إال‬ ‫إذا كان الفقدان بس��بب الكوارث أو ما هو في حكمها‪،‬‬ ‫يح��ق لوزير الداخلية وألس��باب هام��ة يقدرها رفض‬ ‫منح أو تجديد جواز أو وثيقة س��فر كما يحق له سحب‬ ‫هذا الجواز أو الوثيقة إن وجدا‪.‬‬ ‫م��ع االحتف��اظ ب��أي عقوب��ة اش��د تن��ص عليها‬ ‫القوانين النافذة‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬يعاق��ب بالحب��س ثالث��ة اش��هر عل��ى األكثر‬ ‫وبغرامة من خمس��مائة ليرة سورية أو بإحدى هاتين‬ ‫العقوبتي��ن كل يغ��ادر الب�لاد دون جواز س��فر أو إذن‬ ‫م��رور ويقضى نفس العقوبة على كل من يبدي أمام‬ ‫الجه��ة المختصة أقواال كاذبة أو يقدم إليها أوراقا غير‬ ‫صحيحة م��ع علمه بذلك لتس��هيل حصوله أو حصول‬ ‫غي��ره على تأش��يرة خ��روج تتيح ل��ه مغ��ادرة أراضي‬ ‫الجمهورية العربية السورية‪.‬‬ ‫ه��ذا وكانت الس��لطات الس��ورية‪ ،‬م��ددت العمل‬ ‫بجوازات الس��فر الص��ادرة بالم��دة الزمني��ة الكاملة‪،‬‬ ‫وهي ست سنوات‪ ،‬لتصبح صالحة لعشر سنوات ولمرة‬ ‫واح��دة فقط اعتب��ارا من تاري��خ األول كان��ون الثاني‬ ‫‪ .2013‬وع��ن الش��روط الواجب توافرها ف��ي التمديد‪،‬‬ ‫والمتمثلة في أن يتم لمن تجاوزت أعمارهم الثالثين‪،‬‬ ‫وأن يك��ون الج��واز س��اري المفع��ول وص��ادرا بالمدة‬ ‫الكاملة لس��ت سنوات وغير ممتلئ الصفحات‪ ،‬وتوجب‬ ‫عل��ى المواطني��ن الس��وريين وم��ن ف��ي حكمهم من‬ ‫الراغبي��ن في الحصول على جواز س��فر جديد‪ ،‬أو من‬ ‫الذين يرغبون بتجديد جواز س��فرهم‪ ،‬اتباع الخطوات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫التق��دم بطلب من��ح أو تجديد جواز الس��فر قبل‬

‫انته��اء صالحية الج��واز القدي��م بمدة أقصاها س��تة‬ ‫أشهر‪.‬‬ ‫إرف��اق ج��واز الس��فر القديم‪ ،‬وص��ورة هوية أو‬ ‫إخ��راج قي��د تتضمن تاري��خ المي�لاد باليوم والش��هر‬ ‫والسنة ورقم ومكان القيد المدني‪.‬‬ ‫إم�لاء اس��تمارة المعلوم��ات الت��ي م��ن الممكن‬ ‫الحص��ول عليه��ا من موق��ع الس��فارة االلكتروني‪ ،‬مع‬ ‫مراع��اة كتاب��ة الجانب األيس��ر من االس��تمارة باللغة‬ ‫اإلنكليزي��ة بأحرف‪ / Capital Letters /‬ضمن الحقول‬ ‫المخصصة‪.‬‬ ‫التقدم بوثيقة تثبت المهنة المطلوب تس��جيلها‬ ‫على جواز السفر‪.‬‬ ‫إرفاق ست صور شخصية مع مراعاة المواصفات‬ ‫اآلتية‪:‬‬ ‫أن تكون الصور باأللوان وحديثة و بدون نظارات‪.‬‬ ‫أن تؤخذ الص��ور بالمواجهة‪ ،‬أي يقابل الوجه آلة‬ ‫التصوير بش��كل مستقيم و يتوس��ط بطاقة الصورة‬ ‫تمامًا وبوضع يظهر فيه أعلى الكتفين مع األذنين‪.‬‬ ‫أن تك��ون أرضي��ة الص��ورة بلون أبي��ض و ذلك‬ ‫باستخدام شاشة خلفية بيضاء‪.‬‬ ‫أن تك��ون الص��ورة من الن��وع الالم��ع و بقياس‬ ‫(‪ )2×2‬أنش‪.‬‬ ‫أن تكون إضاءة الصورة متجانس��ة من الطرفين‬ ‫تجنبًا لظهور تموج لوني في الصورة‪.‬‬ ‫أن يكون اللباس داكن اللون‪.‬‬ ‫أن يكون حاس��ر الرأس(عدا اإلناث ورجال الدين)‬ ‫وأم��ا بالنس��بة للنس��اء المحجّب��ات فيج��ب أن يك��ون‬ ‫حجابهن داكن اللون و بلون واحد‪.‬‬ ‫ال تقبل الصور المأخوذة حاسوبيا (من الكمبيوتر)‬ ‫أو المسحوبة عن صور أخرى‪.‬‬ ‫كما أن إدارة الهجرة والجوازات في الوزارة عممت‬ ‫عل��ى فروعها في المحافظ��ات قراراً بتمدي��د جوازات‬ ‫ووثائق الس��فر المنتهية للمواطنين الس��وريين ومن‬ ‫ف��ي حكمه��م المقيمين خارج س��ورية‪ ،‬لمدة س��نتين‬ ‫بغض النظر عن األس��باب التي كانت تحول دون ذلك‬ ‫وبغض النظر عن الموافقات المطلوبة للحصول عليها‬ ‫وإعادتها للبعثة المختصة‪ .‬وهذا التعميم شامل لجميع‬ ‫الس��وريين ف��ي الخارج بغ��ض النظر ع��ن أعمارهم‪،‬‬ ‫وس��واء كانوا متمين لخدم��ة العلم أو مؤجلين أو حتى‬ ‫متخلفين عن أداء الخدمة‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫قانون نظام جوازات ال�سفر رقم‬ ‫‪ 42‬لعام ‪1975‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪13‬‬


‫د‪ .‬نوال ال�سعداوي‪ :‬الثورات العربية‬ ‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫كتابن��ا الي��وم لنوال الس��عداوي‪ ،‬التي‬ ‫تطرَّق��ت إل��ى كل الموضوع��ات الس��اخنة‬ ‫والمحظ��ورة والمثي��رة للج��دل عل��ى مدى‬ ‫س��تّين عاماً والتي دفع��ت جهات كثيرة إلى‬ ‫مالحقته��ا ومضايقته��ا واعتقاله��ا‪ ،‬وحتى‬ ‫هدر دمها‪ ،‬هي نفس��ها تمع��نُ في جرأتها‬ ‫من جديد‪ ..‬ثائرة دائمًا وتسعى نحو مجتمع‬ ‫مختل��ف‪ ،‬ولقل��م وص��وت نوال الس��عداوي‬ ‫تأثي��ر عمي��ق عل��ى أجي��ال متعاقب��ة م��ن‬ ‫الشباب والشابات على مدى العقود الخمسة‬ ‫الماضي��ة‪ .‬فق��د وضع��ت الكاتب��ة أكثر من‬ ‫أربعين كتابًا في المجالين األدبي والعلمي‪،‬‬ ‫حي��ث كان موضوع الم��رأة وتحررها المادة‬ ‫األبرز التي س��عت إلى ايصالها للرأي العام‬ ‫العرب��ي واإلس�لامي‪ ،‬الس��عداوي أول م��ن‬ ‫ربط بين القهر الجنس��ي والقهر السياسي‬ ‫واالقتص��ادي عل��ى المس��توى العرب��ي‪،‬‬ ‫والعال��م وه��ذا أح��د أه��م االنج��ازات التي‬ ‫اضافتها لألدب والعلم العربي‪.‬‬ ‫تتح��دث الس��عداوي عن حل��م الثورة‬ ‫الذي ظل يراودها مذ كانت في العاشرة من‬ ‫عمرها حين كانت تش��ارك في المظاهرات‬ ‫ض��د النظ��ام‪ ،‬قائلة " إن الث��ورة تأخرت ‪70‬‬ ‫عامًا‪ .‬الشعب المصري ثائر بطبيعته ولكنه‬ ‫كان مقه��وراً ولذلك كان وق��وع الثورة أمراً‬ ‫طبيعي��اً ومتوقع��ًا‪ .‬أن��ا ل��م أفاجأ به��ا كنت‬ ‫انتظره��ا ف��ي كل دقيق��ة‪ ' .‬عندم��ا كن��ت‬ ‫أجل��س في الخيم في' ميدان التحرير‪ ،‬كنت‬ ‫أش��عر انني رأيت وعش��ت ه��ذه الثورة من‬ ‫قبل‪ .‬عش��تها على مدى س��بعين عاماً‪ .‬أيام‬ ‫الثورة أي��ام عظيمة‪ .‬كنت قد التقيت بامرأة‬ ‫في مي��دان التحري��ر أثن��اء الث��ورة‪ ،‬وقالت‬ ‫ل��ي أن��ا ال أريد أن أعود إلى بيت��ي‪ ،‬أنا رأيت‬ ‫كيف تصن��ع الحرية من خالل ه��ذا المكان‬ ‫وتعرف��ت عل��ى الحرية ع��ن ق��رب‪ ،‬ال أريد‬ ‫أن أع��ود إلى زوج��ي فهو يضربن��ي ويقيد‬ ‫حريتي‪ .‬إذاً الثورة علمتنا' المعنى الحقيقي‬ ‫للحري��ة وجعلتنا أس��رة واحدة وي��داً واحدة‪،‬‬ ‫فق��د غ��اب التحرش الجنس��ي أثن��اء الثورة‬ ‫ورأينا كيف 'توحد المسلمون والمسيحيون‪،‬‬ ‫كانت أيام مجيدة حقاً "‪.‬‬ ‫وع��ن مش��اركة الم��رأة ف��ي الربي��ع‬ ‫العرب��ي تق��ول‪ " :‬الم��رأة العربي��ة كان��ت‬ ‫مش��اركة وه��ى التي صنع��ت ه��ذا الربيع‬ ‫فالم��رأة ه��ي نص��ف الث��ورة‪ ،‬استش��هدت‬ ‫وسحلت وتعرت وفقدت عينها أيضا‪ ،‬الثورة‬ ‫س��ترفع 'صورة المرأة إل��ى األمام‪ ،‬ال يمكن‬ ‫أن تك��ون هن��اك ديمقراطي��ة ف��ي الدولة‬ ‫م��ن' دون أن تكون هن��اك ديمقراطية في‬ ‫البي��ت‪ .‬فقان��ون ال��زواج مث ًال قانون س��يئ‬ ‫يجع��ل الرج��ل ديكتات��وراً‪' ،‬ويس��مح له أن‬ ‫يطلق زوجت��ه عبر ورقة يرس��لها إليها في‬ ‫البريد من دون علمها ويس��مح له أن يتزوج‬ ‫أربعاً‪ .‬هل يمكن في ظل أس��رة تبنى على‬ ‫الدكتاتوري��ة وطغي��ان الرج��ل‪ ،‬أن نتوق��ع‬ ‫أن تك��ون هن��اك ديمقراطية ف��ي الدولة ال‬ ‫يمك��ن‪ ،‬وهذا م��ا ناضلت من أجل��ه‪ ' ،‬وهو‬ ‫أهمية ربط العمل االجتماعي بالسياس��ي‪،‬‬ ‫ربط' األسرة بالمجتمع والدولة‪' .‬‬ ‫كما تتحدث عن نتائج الثورات العربية‬ ‫بعد صع��ود التي��ارات الديني��ة للحكم التي‬ ‫تواصل اضطهاد المرأة واضطهاد الش��عوب‬ ‫وتخلفه��ا‪ ،‬مح��ذرة م��ن أجن��دات تقوده��ا‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية واس��رائيل عبر‬ ‫البواب��ة القطري��ة الت��ي اتهمته��ا بتمويل‬ ‫التيارات الس��لفية ألضع��اف تونس ومصر‬ ‫من خ�لال اختالق الفت��ن الطائفية وادخال‬ ‫هذه الش��عوب في دوامة من العنف حس��ب‬ ‫تعبيرها‪.‬‬

‫"صحيح أننا استطعنا إسقاط األنظمة‬ ‫الدكتاتورية التي كانت تتحكم في مصائرنا‬ ‫لكن هذا ال يكفي علينا مقاومة كل أشكال‬ ‫االس��تعمار وهي واضحة في أيامنا الراهنة‬ ‫م��ن خالل التدخل القطري والس��عودي في‬ ‫ش��ؤوننا فشخصيا أعتبر الس��عودية وقطر‬ ‫مستعمرتين أمريكيتين تحاول من خاللهما‬ ‫أمري��كا الس��يطرة علين��ا بتصدي��ر تيارات‬ ‫دينية متشددة وسلفية لبلداننا"‬ ‫الكت��اب أقرب إل��ى يوميات سياس��ية‪.‬‬ ‫هكذا نق��رأ عن خط��اب مرس��ي ومحاكمة‬ ‫مب��ارك ومس��رحية االنتخاب��ات والث��ورة‬ ‫المصري��ة الثانية‪ ،‬والتغيير الثوري لمفهوم‬ ‫الع��ار‪ ،‬وتحت الخيم��ة في مي��دان التحرير‪،‬‬ ‫وحقوق المرأة وكيف تستردها‪ ،‬وعن الثورة‬ ‫والمرأة والديموقراطية‪.‬‬ ‫تتح��دث الس��عداوي أيضًا ع��ن الثورة‬ ‫المس��روقة قائل��ة‪ " :‬انتش��رت األكاذي��ب‬ ‫عق��ب المذاب��ح األخي��رة التي س��قط فيها‬ ‫المئ��ات م��ن القتل��ى والمصابي��ن‪ ،‬أغلبهم‬ ‫من أس��ر الش��هداء والمصابين في المذابح‬ ‫الس��ابقة منذ يناي��ر الماضي‪ .‬آب��اء وأمهات‬ ‫فق��دوا أبناءهم غدراً وخيانة من الس��لطة‬ ‫الحاكم��ة قب��ل الث��ورة وبعده��ا‪ .‬األس��ر‬ ‫المكلوم��ة المحزون��ة م��ن مختل��ف الفئات‬ ‫والطوائ��ف‪ ،‬جمعتهم المأس��اة الواحدة في‬ ‫المكان الواحد‪ ،‬يفترش��ون األرض االسفلت‬ ‫ليل نه��ار في صقيع الب��رد‪ ،‬وهم يطالبون‬ ‫بحق��وق المقتولي��ن برص��اص الش��رطة‬ ‫والعس��كر‪ ،‬وأذنابه��م م��ن البلطجي��ة‪،‬‬ ‫وأعوانهم في الخارج‪ .‬وب��د ًال من إعطائهم‬ ‫حقوقه��م المش��روعة ينق��ض عليه��م‬ ‫العس��كر والش��رطة وبلطجيته��م بالضرب‬ ‫والس��حل والرصاص الحي‪ ،‬فيسقط منهم‬ ‫المئ��ات واآلالف‪ ،‬من نس��اء وأطفال ورجال‬ ‫وشباب‪ ،‬دفعوا حياتهم ودماءهم وعيونهم‬ ‫من أجل تحريرنا وكرامتنا!‬ ‫أال نخ��رج إل��ى الش��وارع والميادي��ن‬ ‫بالماليي��ن لنس��قط القتل��ة الج��دد كم��ا‬ ‫أسقطنا مبارك وأعوانه؟‬ ‫ً‬ ‫تنتش��ر األكاذيب الملفقة إعالميا‪ ،‬من‬ ‫يصدق هذه الحقائق المعكوسة؟‬ ‫أن يتح��ول الضحاي��ا المقتول��ون إلى‬ ‫قتلة مجرمين؟‬ ‫ف��ي كل جريم��ة ابحث��وا ع��ن‬ ‫المس��تفيدين؟ من يخافون من قوة الشعب‬ ‫المصري وانعتاقه من عبودية النظام؟‬ ‫عس��كر وش��رطة‪ .‬نخب��ة متخم��ة‬ ‫مس��تفيدة‪ .‬نخب��ة النظ��ام القدي��م ونخبة‬ ‫النظ��ام الجدي��د‪ ،‬يتنافس��ون عل��ى الحكم‬ ‫واألح��زاب واالنتخابات والبرلم��ان واإلعالم‬ ‫والشركات واألموال‪.‬‬ ‫يس��كتون ف��ي صم��ت بلي��غ حي��ن‬ ‫يري��دون‪ ،‬أن يزعق��ون بنظريات سياس��ية‬ ‫أو ديني��ة‪ .‬يداهنون‪ ،‬يراوغون‪ ،‬يبس��ملون‪،‬‬ ‫يتحولون من اليمين إلى اليسار إلى الوسط‬ ‫أو العكس‪.‬‬ ‫وإن أعياه��م األمر يس��افرون للراحة‬ ‫واالس��تجمام‪ ،‬إلى المش��تى أو المصيف‪ ،‬أو‬ ‫العم��رة والحج‪ ،‬من مكة إل��ى الدوحة مروراً‬ ‫بواش��نطن‪ ،‬وقد يش��غلهم عشق جديد في‬ ‫موسم الربيع‪.‬‬ ‫تلع��ب النخب��ة دوره��ا ف��ي تدعي��م‬ ‫الحكم‪ ،‬وتحاول إجهاض الثورة تحت اس��م‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫كان المفروض بع��د كل هذه المذابح‬ ‫أن يس��قط المجلس العسكري والنخبة من‬

‫حوله‪ ،‬كما س��قط مب��ارك وأعوان��ه‪ ،‬وكان‬ ‫المفروض أن تُلغى االنتخابات بعد الكشف‬ ‫ع��ن االنته��اكات‪ .‬لك��ن النخب��ة غارقة في‬ ‫صراعاتها عل��ى المناصب الجديدة‪ ،‬وإصدار‬ ‫بع��ض البيان��ات الثوري��ة ذراً للرم��اد ف��ي‬ ‫العي��ون‪ .‬لك��ن مبارك لم يس��قط بالبيانات‬ ‫الثوري��ة‪ ،‬ب��ل بق��وة الماليي��ن المنظم��ة‬ ‫ف��ي الش��وارع والميادي��ن‪ ،‬ول��ن يس��قط‬ ‫حك��م العس��كر ووزارة الجن��زوري إال بقوة‬ ‫الماليين‪ ،‬فالحق من دون قوة يضيع‪.‬‬ ‫الثورة الش��عبية ال يمكن أن تنجح من‬ ‫دون ق��وة الماليي��ن المنظمة‪ .‬أن تش��تمل‬ ‫الثورة السياس��ية االقتصادي��ة االجتماعية‬ ‫عل��ى الث��ورة الثقافية واألخالقي��ة والفنية‬ ‫واألدبي��ة والتعليمي��ة‪ ،‬فهذا أم��ر لم يحدث‬ ‫للث��ورة المصري��ة حتى اليوم‪ ،‬والس��بب أن‬ ‫النخب��ة المثقف��ة التي س��يطرت في عصر‬ ‫مب��ارك لم تتغير ف��ي معظمها‪ .‬وإن تغيرت‬ ‫الوجوه‪ ،‬بعمليات شدّ الجلد وصبغة الشعر‪،‬‬ ‫فإن النظام نفسه لم يتغير‪.‬‬ ‫انتش��رت األكاذي��ب بأق�لام النخب��ة‬ ‫عن الع��رس االنتخاب��ي‪ .‬قال��وا‪ :‬االنتخابات‬ ‫التاريخية المجي��دة‪ ،‬كما قالوا‪ :‬حرب أكتوبر‬ ‫المجي��دة‪ ،‬وثورة يناير المجي��دة‪ ،‬والمجلس‬ ‫العس��كري المجي��د‪ ،‬وحكوم��ة الث��ورة‬ ‫العظيمة‪ ،‬من عصام شرف إلى الجنزوري‪.‬‬ ‫تم ّلق��وا الث��وّار ف��ي مي��دان التحرير‬ ‫ث��م انقلب��وا عليه��م‪ .‬وتحول��ت البطول��ة‬ ‫الثوري��ة الوطني��ة تحت أقالمه��م المنافقة‬ ‫إل��ى محاول��ة لهدم الدول��ة‪ ،‬وإه��دار هيبة‬ ‫الجيش‪ ،‬وزعزعة األمن واالستقرار‪ ،‬وضرب‬ ‫االقتصاد واالستثمارات والسياحة‪.‬‬ ‫كان مب��ارك بطله��م ف��ي الح��رب‬ ‫والسالم فأصبح اللص المخلوع‪ .‬يتشمّمون‬

‫الفريس��ة القادم��ة بأنوفه��م المدربة على‬ ‫الصيد‪ .‬يتحيّرون ويخفّفون نبرة الشتائم‪.‬‬ ‫ربم��ا يعود أو من يش��بهه‪ ،‬من ترضى عنه‬ ‫أميركا وإسرائيل!‬ ‫ي��رث األبناء عن آبائه��م صفة النفاق‬ ‫كما يرثون لون عيونهم وشكل أصابعهم‪.‬‬ ‫تنحف��ر األفكار في خاليا المخ‪ ،‬وتذوب‬ ‫في الدم واللحم‪.‬‬ ‫تتح��ول القيم الثقافي��ة بمرور الزمن‬ ‫إل��ى مالمح بيولوجية‪ ،‬ترتس��م على األنف‬ ‫والفم والجبين‪.‬‬ ‫تقتلع الثورة الثقافية الكذب السياسي‬ ‫والنف��اق الدين��ي من ج��ذوره‪ ،‬في الجس��د‬ ‫والعقل والروح‪ ،‬في البيت والعائلة والشارع‬ ‫والمدرسة والحزب والجمعية والدولة‪.‬‬ ‫تغي��ر الث��ورة الثقافي��ة الش��كل‬ ‫والش��خصية‪ ،‬كم��ا تغيّ��ر الرجال والنس��اء‬ ‫واألطفال والمولودين الجدد "‪.‬‬ ‫وع��ن وض��ع الم��رأة المصري��ة ف��ي‬ ‫الدس��تور قالت الس��عداوي ''الدس��تور اللي‬ ‫عمله اإلخوان والس��لفيين مهزلة''‪ ،‬مشيرة‬ ‫لتقدم المرأة التونس��ية ع��ن المصرية عبر‬ ‫إصرارها على المساواة وليس التكامل في‬ ‫الدستور التونسي الجديد‪ ،‬واتهمت بعد ذلك‬ ‫المعارض��ة المصرية بخيانة الثورة والجري‬ ‫وراء االنتخاب��ات‪ ،‬مش��يرة إل��ى ض��رورة أن‬ ‫تكون المعارضة ثورية ومتمردة‪.‬‬ ‫ف��ي الخت��ام ال يغيب عن الكت��اب كما‬ ‫كتابات السعداوي الس��ابقة رؤيتها ضرورة‬ ‫وج��ود حري��ة التفكي��ر والس��لوك والعم��ل‬ ‫اإلبداعي العلم��ي واالجتماع��ي ألنها تقود‬ ‫إلى شخصيات متطورة أخالقيًا وإنسانيًا‪.‬‬


‫زكي الأر�سوزي ‪1965 – 1900‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫في اس��تقطاب الرأي الع��ام‪ .‬وفوق‬ ‫ذلك في ابتعاد تنظيماته عن هدف‬ ‫أساس��ي هو الديمقراطي��ة‪ ..‬وعلى‬ ‫هذا األس��اس دعا لضرورة الفصل‬ ‫بي��ن الس��لطات والصالحي��ات‪ .‬وأن‬ ‫تك��ون العالق��ة اإلس��تراتيجية بين‬ ‫الح��زب والدولة عالقة ت��آزر وليس‬ ‫هيمنة وتسلط‪.‬‬ ‫ت��رك ه��ذا التهمي��ش ل��دى‬ ‫األرس��وزي ف��ي بنيت��ه النفس��ية‬ ‫والعقلية شيئًا من المرارة والشعور‬ ‫بالظل��م الف��ادح‪ .‬وابتداء من س��نة‬ ‫‪ 1946‬عين زكي األرسوزي مدرسًا‬ ‫للفلس��فة والتاري��خ ف��ي ثانوي��ات‬ ‫حماه ثم حلب ثم في دار المعلمين‬ ‫بدمش��ق‪ ،‬واس��تمر في هذا العمل‬ ‫األخي��ر حت��ى إِحالته عل��ى المعاش‬ ‫س��نة ‪ .1959‬وق��د منح��ه المجلس‬ ‫األعل��ى لرعاي��ة الفن��ون واآلداب‬ ‫ف��ي الجمهورية العربية الس��ورية‬ ‫جائزته التقديرية س��نة ‪ ،1967‬أي‬ ‫قبل سنة من وفاته‪.‬‬ ‫ن��ذر زك��ي األرس��وزي حياته‬ ‫لقضية العروبة والدفاع عنها‪ ،‬وكان‬ ‫المعي��ار ال��ذي يعتمده ف��ي الحكم‬ ‫على سلوك كل إِنسان عربي درجة‬ ‫األمان��ة للعروب��ة‪ ،‬وكان ف��ي ذلك‬ ‫صريحًا ونقاداً‪ ،‬وكان إلى جانب ذلك‬ ‫حريصاً باس��تمرار عل��ى أن تتحقق‬ ‫العدال��ة و إِلغ��اء التمييز بين الناس‬ ‫من أي نوع كان‪ .‬أما تدريس��ه فكان‬ ‫يغل��ب في��ه أن يتمح��ور ح��ول حق‬ ‫العرب��ي ف��ي الحري��ة واالس��تقالل‬ ‫والثقافة والتعليم‪.‬‬ ‫كان زك��ي األرس��وزي يؤم��ن‬

‫أن اللغ��ة هي س��ر عبقري��ة األمة‪،‬‬ ‫لذلك اعتبر أن اللغة العربية مفتاح‬ ‫حل مش��اكل األم��ة العربي��ة وهي‬ ‫القادرة على بعثها من جديد فكتب‬ ‫ثالثة كتب في اللغ��ة العربية هي‪:‬‬ ‫«العبقري��ة العربي��ة في لس��انها»‬ ‫‪« ،1943‬رس��الة اللغ��ة» ‪،1952‬‬ ‫«اللس��ان العرب��ي» ‪ .1963‬وي��رى‬ ‫بعض النقاد والمفكرين أن الكتاب‬ ‫األول هو األساس في كل ما كتبه‪،‬‬ ‫ليس ع��ن اللغ��ة فحس��ب‪ ،‬بل عن‬ ‫القومية والفن واألخالق والسياسة‬ ‫أيضًا‪.‬‬ ‫ظل األرس��وزي موض��ع عناية‬ ‫بالغة م��ن أصدقائ��ه وتالميذه في‬ ‫الس��نوات األخي��رة من حيات��ه‪ .‬وقد‬ ‫تألفت في دمش��ق بعد وفاته لجنة‬ ‫لتخلي��د ذكراه أقامت حف� ً‬ ‫لا تأبينياً‪،‬‬ ‫وعمل��ت من أج��ل إِقام��ة تمثال له‬ ‫نص��ب فيم��ا بعد ف��ي حديق��ة في‬ ‫ح��ي المزرعة في دمش��ق س��ميت‬ ‫باس��مه‪ ،‬كم��ا عملت م��ن أجل جمع‬ ‫آث��اره ونش��رها‪ .‬وقد نش��رت هذه‬ ‫اآلث��ار م��ا بي��ن ‪ 1976 - 1972‬في‬ ‫س��تة مجل��دات‪ ،‬وف��ي مقدمة هذه‬ ‫العربي��ة‬ ‫المؤلفات‪«:‬العبقري��ة‬ ‫في لس��انها»‪ ،‬و«رس��الة الفلس��فة‬ ‫واألخ�لاق»‪ ،‬و«رس��الة الف��ن»‬ ‫و«رس��ائل المدني��ة والثقاف��ة»‬ ‫و«األمة العربية‪ :‬ماهيتها ‪ -‬رسالتها‬ ‫ مش��اكلها»‪ ،‬و«صوت العروبة في‬‫ل��واء االس��كندرونة» و«متى يكون‬ ‫الحكم ديمقراطي��ًا»‪ ،‬و«الجمهورية‬ ‫المثل��ى»‪ ،‬و«التربي��ة السياس��ية‬ ‫المثلى»‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ول��د زك��ي األرس��وزي ف��ي‬ ‫الالذقية عام ‪ ،1900‬والده المحامي‬ ‫نجي��ب ب��ن إِبراهي��م األرس��وزي‬ ‫الناشط في صفوف الحركة العربية‬ ‫ض��د األت��راك‪ ،‬ع��ام ‪ 1905‬انتقلت‬ ‫األس��رة لإلقامة ف��ي أنطاكيا‪ ،‬وفي‬ ‫عام ‪ 1914‬نفت السلطات العثمانية‬ ‫نجيب األرس��وزي وأفراد أسرته إلى‬ ‫قونية حيث واصل زكي األرس��وزي‬ ‫الدراس��ة ف��ي مدرس��ة المدين��ة‬ ‫وأتق��ن اللغ��ة التركية‪ .‬وفي س��نة‬ ‫‪ 1919‬س��افر إل��ى بي��روت‪ ،‬ودرس‬ ‫الفرنس��ية في معه��د الالييك‪ ،‬ثم‬ ‫عاد إلى أنطاكية مدرساً للرياضيات‬ ‫في المدرس��ة الثانوية‪ .‬وفي س��نة‬ ‫‪ 1924‬عُيّن مديراً لناحية أرس��وز‪،‬‬ ‫وبعد نحو سنة نقل وعين أمين سر‬ ‫دائ��رة المعارف ف��ي أنطاكية‪ ،‬وفي‬ ‫سنة ‪ 1927‬سافر إلى فرنسة موفداً‬ ‫لدراسة الفلسفة في السوربون في‬ ‫باري��س‪ ،‬وفي س��نة ‪ 1930‬عاد إلى‬ ‫أنطاكية مدرس��اً للفلسفة والتاريخ‬ ‫في المدرس��ة الثانوي��ة‪ .‬وبعد ثالث‬ ‫س��نوات نق��ل إلى حلب بس��بب من‬ ‫نش��اطه القومي‪ ،‬ث��م نقل إلى دير‬ ‫الزور وسرّح من الوظيفة في سنة‬ ‫‪.1934‬‬ ‫في العام نفسه عاد األرسوزي‬ ‫إل��ى اللواء وأنش��أ جري��دة العروبة‬ ‫وأس��س حركة أطلق عليها اس��م "‬ ‫البعث"‪ ،‬استمرت حتى العام ‪،1938‬‬ ‫و انخرط في المعركة التي احتدمت‬ ‫للمحافظة على عروبة اللواء س��نة‬ ‫‪ 1936‬فأسهم في قيادة المظاهرات‬ ‫ما أدى إلى س��جنه‪ .‬وفي عام ‪1937‬‬ ‫أنشأ «نادي العروبة» وأسس مكتبة‬ ‫أطلق عليها اس��م «البعث العربي»‪.‬‬ ‫وعندما اس��تلب األت��راك اللواء في‬ ‫س��نة ‪ 1938‬بناء على توافق بينهم‬ ‫وبين فرنس��ا‪ ،‬الدولة المنتدبة على‬ ‫س��ورية آنئذ‪ ،‬غادر األرسوزي اللواء‬ ‫إلى دمشق عام ‪ 1939‬مع من غادره‬ ‫من س��كانه الع��رب وفيه��م الكثير‬ ‫من أصدقائه وتالميذه‪ .‬وفي س��نة‬ ‫‪ 1940‬انتق��ل للعم��ل مدرس��ًا في‬ ‫بغداد ولكنه س��رعان ما سُرِّح من‬ ‫الوظيف��ة النتق��اده المتكرر للحكم‬ ‫هناك وموقف نوري السعيد رئيس‬ ‫ال��وزراء العراق��ي من قضية س��لخ‬ ‫اللواء عن سوريا‪ ،‬فعاد إلى دمشق‪.‬‬ ‫وأمض��ى في دمش��ق م��ا بين‬ ‫عامي ‪ 1941‬و‪ 1945‬سنوات صعبة‬ ‫عانى فيها شظف العيش وقسوته‪،‬‬ ‫ولك��ن ه��ذه الس��نوات وف��رت ل��ه‬ ‫فرص��ة التف��رغ لدراس��ة العربية‪،‬‬ ‫وكان��ت ه��ذه الدراس��ة منطلق��ًا‬ ‫ف��ي تفكي��ره الفلس��في والقومي‪،‬‬ ‫واهتمام��ه باللغ��ة العربية وفكرته‬ ‫ع��ن " عبقري��ة اللغ��ة العربي��ة و‬ ‫الينابي��ع "‪ .‬حيث يعتقد أن اللس��ان‬ ‫العرب��ي طبيعي‪ ،‬بداي��ة و فطرة‪ ،‬و‬ ‫هو ص��ورة إلهية و بداه��ة ال تقبل‬ ‫أص��ول المنط��ق الجدل��ي‪ .‬و أن‬ ‫العرب حال��ة رحمانية و ليس مجرد‬ ‫فك��رة عن وجود متعين‪ ،‬و مش��يئة‬ ‫مطبوع��ة‪ ،‬و مطابق��ة بين الصورة‬

‫و المعن��ى‪ ،‬وكان األرس��وزي ينادي‬ ‫بهذا المنطق لبناء ش��خصية عربية‬ ‫وأفراد لهم فضاء حاضن هو نفسه‬ ‫فض��اء التاريخ والش��عوب العربية‪.‬‬ ‫لق��د ع��رّف األرس��وزي القومي��ة‬ ‫العربية على أنها بحث عن مقومات‬ ‫العقل العرب��ي المتميز وخصائصه‬ ‫وس��ماته‪ ،‬ولذلك رأى أن هذا المبدأ‬ ‫تربوي أوال وثقافي ثانيا‪.‬‬ ‫وق��د اتج��ه تفكير األرس��وزي‬ ‫من��ذ س��نة ‪ 1940‬إل��ى تأليف حزب‬ ‫عرب��ي قوم��ي ش��عاره بع��ث األمة‬ ‫العربية ورس��التها إلى العالم‪ .‬وقد‬ ‫انض��م إِليه عدد كبي��ر من الطالب‬ ‫الذي��ن آمن��وا بم��ا كان يؤم��ن ب��ه‪.‬‬ ‫وقد حم��ل تنظيم��ه‪ ،‬الذي اس��تمر‬ ‫لسنوات قليلة‪ ،‬اسم "عصبة العمل‬ ‫القوم��ي"‪ ،‬وتورط بص��دام نظري‬ ‫وتطبيق��ي مع ح��زب البع��ث‪ .‬الذي‬ ‫كان األرس��وزي يبغي االئتالف معه‬ ‫ألن��ه ين��ادي باالس��تقالل والعدالة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وفي س��نة ‪ 1947‬عقد‬ ‫المؤتم��ر التأسيس��ي األول لح��زب‬ ‫البعث‪ ،‬ولكن زكي األرس��وزي كان‬ ‫بعيداً عن المؤتمر وتم إلغاء اس��مه‬ ‫م��ن اللجن��ة التأسيس��ية‪ ،‬بمناورة‬ ‫معروفة خطط لها ونفذها ميشيل‬ ‫عفل��ق وجالل الس��يد‪ ،‬أه��م القادة‬ ‫والمنظري��ن التاريخيي��ن لح��زب‬ ‫البعث في األربعينات‪ .‬إذ أعلن جالل‬ ‫الس��يد أن األرسوزي ش��خص غير‬ ‫منضب��ط و غير مترابط‪ ،‬و ليس��ت‬ ‫لديه حدود جاهزة‪ ،‬و غير قادر على‬ ‫التعام��ل بأخالق موضوعية و عامة‬ ‫مع المجال الذات��ي‪ .‬أما عفلق فكان‬ ‫يعتق��د أنه طوباوي غي��ر عملياتي‪.‬‬ ‫على هذا األس��اس ش��طبت اللجنة‬ ‫المؤسس��ة لحزب البعث اس��مه من‬ ‫بيانه��ا األول‪ ،‬و فرضت عليه و على‬ ‫خطاب��ه نوع��ا من اإلقص��اء‪ ،‬و بعد‬ ‫ذلك ما يش��به " اإلقام��ة الجبرية "‪.‬‬ ‫وتركز اختالف األرسوزي مع اللجنة‬ ‫التحضيرية بعدة نقاط‪.‬‬ ‫منه��ا ض��رورة وض��ع دس��تور‬ ‫مؤق��ت يعم��ل عل��ى تطبي��ق‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬وعلى إحياء مجالس‬ ‫يديرها أفراد وممثلون من القاعدة‪،‬‬ ‫وع��دم إمس��اك العس��كر بزم��ام‬ ‫األمور وتحقي��ق الث��ورة بالتدريج‪.‬‬ ‫ولذلك فقد رفض المبدأ الشيوعي‬ ‫المع��روف وه��و ح��رق المراح��ل‪،‬‬ ‫ودع��ا إلهم��ال الحي��اة االقتصادية‬ ‫ولالهتم��ام بالنبوغ الف��ردي‪ .‬ومن‬ ‫ه��ذه النقط��ة تفرع��ت مناقش��ة‬ ‫الس��لبيات الت��ي وضع��ت انق�لاب‬ ‫البعث في الثامن من آذار في أزمة‪.‬‬ ‫كم��ا اتهم األرس��وزي قي��ادة البعث‬ ‫الحاك��م "ف��ي حدي��ث علن��ي أدلى‬ ‫ب��ه ع��ام ‪ 1964‬لمجل��ة المضح��ك‬ ‫المبك��ي" بالتح��رك ف��ي طري��ق‬ ‫أخالق غامضة‪ ،‬له��ا اتجاه عمودي‪،‬‬ ‫م��ن القي��ادة إل��ى القاع��دة‪ .‬وه��ذا‬ ‫نهج فرضته ظروف العمل الس��ري‬ ‫والنض��ال ض��د المس��تعمر‪ ،‬ولكنه‬ ‫فق��د كل مبررات��ه بمج��رد تحقيق‬ ‫االستقالل‪ ،‬وتس��بب بفشل الحزب‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪15‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫توحيد جهودنا ال�سيا�سي��ة والع�سكرية والإعالمية‬ ‫واملدنية وحدها الكفيل��ة بانت�صار ثورتنا العظيمة‬ ‫زليخة سالم‬ ‫روح��ي جف��ت ونبض��ي ق��ارب على‬ ‫التوق��ف م��ع كل يقيني بانتص��ار الثورة‬ ‫العظيم��ة‪ ،‬أردت أن أص��رخ علني أجد من‬ ‫يس��مع وكثي��رون مثل��ي‪ ،‬إلى أي��ن نحن‬ ‫ذاهب��ون م��ا الذي يج��ري عل��ى األرض؟‬ ‫مواق��ف مخزي��ة للمعارض��ة ف��ي الخارج‬ ‫وتش��تت ومناكف��ات ش��خصية وصراعات‬ ‫وتجاذبات حس��ب أجندات ال��دول الممولة‬ ‫رغ��م قل��ة التموي��ل وتكاث��ر الكتائ��ب‬ ‫الجهادي��ة في جمي��ع المناطق لتعمل كل‬ ‫منها على حدة والجيش الحر حتى اآلن لم‬ ‫يستطع أن يضمها إلى صفوفه أو أن يحدّ‬ ‫من أخطائها وأخطاء قس��م من عناصره‪،‬‬ ‫والنتيج��ة األولية دمرت البلد وهجر أهلها‬ ‫بي��ن الداخ��ل والخ��ارج عش��رات اآلالف‬ ‫من الش��هداء والجرحى وم��ن المعتقلين‬ ‫والمفقودين‪.‬‬ ‫أما الحديث عن المعارضة فهو حديث‬ ‫ذو ش��جون ألنه��ا ل��م تس��تطع ب��أي حال‬ ‫االرتقاء إلى مس��توى الدم��اء والتضحيات‬ ‫الهائلة التي قدمها الشعب الذي دفع أكثر‬ ‫من مرة ألن تكون المعارضة هي الجسم‬ ‫السياس��ي الممثل له إال أنها فش��لت في‬ ‫كل م��رة ف��ي توحيد كلمته��ا وفي العمل‬ ‫الج��اد والمخلص لتحقيق أه��داف الثورة‬ ‫فكل منهم يرى في نفسه القائد الملهم‬ ‫الحكيم الذي ال يعلو على رأيه رأي ويقلل‬ ‫م��ن أهمي��ة اآلخر وص��و ًال إل��ى التخوين‬ ‫أحيان��ًا متناس��ين أن إح��دى أهم أس��باب‬ ‫الثورة ه��ي اإلطاحة بالفردية وبكل هذه‬ ‫المفاهي��م الت��ي رس��خها النظ��ام خالل‬ ‫األعوام الماضية‪.‬‬ ‫والس��ؤال الذي ي��دور بذهن كل منا‬ ‫من المس��ؤول عن إطالة أم��د الثورة هل‬ ‫هو الموقف المتخاذل للمجتمع الدولي أم‬ ‫موقف المعارضة المتش��رذم والمتناقض‬ ‫أم مح��اوالت البع��ض مم��ن تس��لق‬ ‫الث��ورة وعم��ل ب��كل جه��وده وتحالفاته‬ ‫واتصاالت��ه أن يحرف مس��ارها ويش��تت‬ ‫جهود المعارض��ة وتفريقها للوصول إلى‬ ‫الش��كل الذي يخدم مصالحهم بالوصول‬ ‫إلى الس��لطة وأنا أتحدث هنا تحديدا عن‬ ‫األخ��وان المس��لمين والتي ب��ات دورهم‬ ‫مكش��وفا للجميع في تخري��ب أي مقاربة‬ ‫للتواف��ق وتس��ليح الكتائ��ب التابع��ة لها‬ ‫وتمويلها والتي تس��هم في ضرب الثورة‬ ‫بالداخ��ل واس��تهداف كل م��ن يخالفه��م‬ ‫الرأي ال��ذي يتواف��ق في الكثي��ر منه مع‬ ‫رأي النظ��ام‪ ،‬علم��ًا أن الكثي��ر منا يعرف‬ ‫اتصاالته��م ومرجعياته��م وأن ال قاع��دة‬ ‫ش��عبية له��م بالداخ��ل حت��ى ل��و حاولوا‬ ‫فرضها بقوة الس�لاح‪ ..‬وهل يظنون أننا‬ ‫سنستبدل استبداد باستبداد آخر بعد كل‬ ‫هذه التضحيات التي قدمت ثم إن عليهم‬ ‫أن يدرك��وا أن صناديق االقتراع هي التي‬ ‫تف��رز قي��ادات س��ورية المس��تقبل وأن‬ ‫يتعلموا من التجربة المصرية مع الفارق‬ ‫أن اإلخ��وان في مصر كان��وا حزبًا منظمًا‬ ‫وله قاعدة ش��عبية أفتقدها بعد محاوالت‬ ‫االستئثار بالسلطة‪.‬‬ ‫منذ بداي��ة الثورة اتض��ح أن العديد‬ ‫من المعارضة ال يعون السياس��ة الدولية‬ ‫وال الموق��ف األميرك��ي تحدي��دا رغم أن‬

‫العديد منه��م يقطن في ال��دول الفاعلة‬ ‫حي��ث تح��دث بعضه��م حدي��ث الواث��ق‬ ‫والع��ارف في البداية أن أميركا س��تتدخل‬ ‫ول��ن تترك الش��عب الس��وري وح��ده وان‬ ‫أوروب��ا وع��دت بدعم��ه وأن أي��ام النظام‬ ‫بات��ت مع��دودة وآخري��ن ح��ددوا مواعيد‬ ‫لس��قوط النظام وأكدوا معلوماتهم أكثر‬ ‫من مرة وعلى الرغم من وضوح الصورة‬ ‫من��ذ البداية بأن أحداً م��ن دول الغرب لن‬ ‫يقف مع الش��عب الس��وري وأنها ستدعم‬ ‫بكل ثقلها هذا النظ��ام الذي حافظ على‬ ‫أمن إسرائيل ألكثر من أربعين عامًا‪.‬‬ ‫أن��ا ال أش��كك بوطني��ة أح��د م��ن‬ ‫المعارض��ة وأمق��ت التخوي��ن ولكنن��ي‬ ‫كغي��ري أتس��اءل عل��ى م��اذا تتص��ارع‬ ‫المعارض��ة قب��ل س��قوط النظ��ام وهل‬ ‫تس��ارع إلى حجز مقعد لها مس��بقا؟ وفي‬ ‫الوقت الذي ينزف فيه الدم الس��وري هل‬ ‫يحق للمعارض��ة اللعب بالوق��ت وتجميد‬ ‫عضويتها واالنس��حاب والعودة أال يكفيها‬ ‫مماطلة ومراوغة‪ ،‬وأقول كفى وعلى من‬ ‫ال يج��د في نفس��ه الكفاءة للعم��ل الجاد‬ ‫لخدم��ة الثورة ولمواجه��ة أي تكتل يعيق‬ ‫تقديم العون له��ا أن يتنحى جانبًا ويعلن‬ ‫صراحة سبب انسحابه ألنه بصراحة هذه‬ ‫الخالفات أصبحت مثيرة لالشمئزاز طالما‬ ‫أن للثورة وللثوار هدف واحد هو إس��قاط‬ ‫النظام أو ًال ثم االنتقال إلى بناء س��ورية‬ ‫الديمقراطية دولة المؤسس��ات والقانون‬ ‫والمواطنة تكون صنادي��ق االقتراع فيها‬ ‫هي الحكم إلرادة الشعب‪ ،‬والتي سيكون‬ ‫فيها دور لكل مواطن وحينها من يجد في‬ ‫نفس��ه القدرة لش��غل أي منصب فليقدم‬ ‫لنا برنامجه ويدخل االنتخابات‪.‬‬ ‫صراع األجندات كان واضحًا في دعم‬ ‫بعض الدول لتش��كيل المجلس الوطني‬ ‫ث��م تنحيته جانب��اً لتدعم أخرى تش��كيل‬ ‫االئت�لاف الوطني وال��ذي انتقلت تركيبة‬ ‫المجلس إلى صفوفه وغيبت قوى الثورة‬ ‫الحقيقية والفاعلة عل��ى األرض والمرأة‬ ‫من صفوفه ودخل في نفس الدوامة ولم‬ ‫يستطع أن يكون ائتالفًا جامعًا للمعارضة‪،‬‬ ‫وما مبرر تش��تت المعارض��ة أكثر ما هي‬ ‫مش��تتة بين االئتالف والمجلس الوطني؟‬ ‫أم أنها توزيع حصص ومناصب‪.‬‬ ‫عل��ى المعارضة التي فق��دت الكثير‬

‫م��ن رصيدها خ�لال العامي��ن الماضيين‬ ‫أن تعل��ن للش��عب بكل ص��دق وصراحة‬ ‫وش��فافية ماهية الضغ��وط التي تمارس‬ ‫عليه��ا والش��روط الت��ي تح��اول بع��ض‬ ‫الدول فرضها عليها ومن هي هذه الدول‬ ‫بالتحدي��د‪ ..‬م��ع أن الصغي��ر قب��ل الكبير‬ ‫أصبح يعرفها في الداخل‪.‬‬ ‫ومع كل احترامي ومحبتي وتقديري‬ ‫لمن انش��ق عن جي��ش العصابة وانضم‬ ‫إل��ى الجيش الحر ليدافع عن أهله ووطنه‬ ‫إال أن م��ا يحصل عل��ى األرض يدعو إلى‬ ‫القلق بس��بب االنفالت العس��كري وعدم‬ ‫توحيد الكتائ��ب في بعض المناطق تحت‬ ‫قي��ادة واح��دة وانتش��ار العصاب��ات التي‬ ‫تعم��ل باس��م الجيش الح��ر وتضم عددا‬ ‫من العناص��ر التي انش��قت لهذا الغرض‬ ‫يمارسون التشبيح على األهالي ويبتزون‬ ‫ويخطف��ون ويس��رقون ويقتل��ون وه��ذا‬ ‫بالتحدي��د ما أخ��ر انتصار حلب الش��هباء‬ ‫وأس��هم ف��ي اس��تمرار حص��ار حم��ص‬ ‫العدية‪.‬‬ ‫كتائ��ب جهادية من أصق��اع الدنيا ال‬ ‫تنط��ق بالعربية جاءت إلى س��ورية لبناء‬ ‫خالفة إس�لامية أي عهر هذا وهل يحتاج‬ ‫الش��عب الس��وري العظي��م ال��ذي صدّر‬ ‫حضارت��ه إل��ى العال��م إلى أمث��ال هؤالء‬ ‫ليملوا عليه شكل الدولة التي يريدها‪.‬‬ ‫األخط��اء واردة أو باألص��ح حتمي��ة‬ ‫ف��ي كل الثورات في ظ��ل الفوضى التي‬ ‫تش��هدها البلد والسكوت عنها يسهم في‬ ‫تراكمها إلى درجة يصعب معالجتها الحقًا‬ ‫والبد من تس��ليط الضوء بشكل مستمر‬ ‫على مسار الثورة وليس صحيحا ما يقال‬ ‫أنه بع��د انتصار الثورة نتفرغ لمحاس��بة‬ ‫من يس��يء له��ا ألننا إذا لم نحاس��ب اآلن‬ ‫فسنخس��ر ع��دداً اكبر م��ن أبطالن��ا مثل‬ ‫إصابة العقيد رياض األس��عد واستشهاد‬ ‫أب��و ف��رات عب��د اهلل ياس��ين وس��تزداد‬ ‫حالة التش��بيح عل��ى الث��وار واحتجازهم‬ ‫وتعذيبه��م مثل أبو مري��م وغيرهم كثر‬ ‫م��ن قب��ل م��ن يعمل��ون تحت مس��ميات‬ ‫الجي��ش الحر وجبه��ة النص��رة والهيئات‬ ‫الشرعية‪.‬‬ ‫مئات التنسيقيات أجادت في تغطية‬ ‫أخب��ار الثورة إال أنها تعمل بدون تنس��يق‬

‫وتع��اون برز في أحيان كثيرة في تضارب‬ ‫األنباء بين تنسيقية وأخرى وتفرد بعض‬ ‫التنسيقيات بتسمية أيام الجمع بتسميات‬ ‫أق��ل ما يقال عنها أنه��ا غير معبرة بدعم‬ ‫م��ن جهات معينة وإص��رار قلة منها على‬ ‫التحدث بنفس طائفي مقيت ال يرقى وال‬ ‫يخدم أهداف الثورة‬ ‫عل��ى الرغم م��ن س��هولة التواصل‬ ‫فيم��ا بينها على االنترنيت لتنظيم العمل‬ ‫ووضع إس��تراتيجية وخطة عمل إعالمية‬ ‫تحك��م الجمي��ع نظ��راً ألهمي��ة اإلع�لام‬ ‫ودوره في نقل االنتهاكات والجرائم التي‬ ‫يرتكبه��ا النظام بحق ش��عبنا إل��ى الرأي‬ ‫العام العالمي‪ ،‬والتنسيق مع الجيش الحر‬ ‫لنقل ما يسمح به عسكرياً وليكن انتصار‬ ‫الرقة الصامت لنا نموذجًا‪.‬‬ ‫وف��ي كل م��ا ي��دور حولن��ا يق��ف‬ ‫المجتم��ع الدولي متفرج��ًا يحرك الخيوط‬ ‫التي تؤدي إل��ى تدمير س��ورية وإنهاكها‬ ‫لس��نوات طويل��ة قادم��ة ف��ي مس��رحية‬ ‫هزلي��ة تصمت فيه��ا أميركا ع��ن الفيتو‬ ‫الروس��ي وعن الدعم اإليران��ي العراقي‬ ‫المتواص��ل للنظام وتش��ارك في مؤتمر‬ ‫أع��داء قصدي أصدقاء س��ورية وتمنعهم‬ ‫من اتخاذ أي قرار يخدم الش��عب السوري‬ ‫وثورت��ه العظيمة التي أس��قطت األقنعة‬ ‫وكشفت زيف ادعاءات هذه الدول بحماية‬ ‫حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ل��ن تنج��ح الث��ورة إذا ل��م تتوح��د‬ ‫جهودنا في المجال السياسي والعسكري‬ ‫واإلعالم��ي والمدن��ي وإخ��راج األجان��ب‬ ‫م��ن س��وريتنا ألنهم ال يق��درون قيمة ما‬ ‫يدمرون��ه من تراث وتاريخ وألن ثقافتهم‬ ‫وأفكاره��م غريبة عن ثقافتن��ا وأفكارنا‪،‬‬ ‫نري��د لثورتنا أن تك��ون نقية طاهرة وأن‬ ‫تنج��ز بأيدي الس��وريين‪ ،‬وبع��د كل هذه‬ ‫التضحيات ال نريد أي تدخل لكي ال نرهن‬ ‫قرارن��ا ألح��د وخاص��ة بعد أن أس��قطت‬ ‫الثورة األقنعة عن األشخاص والدول‪.‬‬ ‫سيسجل التاريخ أن الثورة السورية‬ ‫أعظم ثورة بالتاريخ وأن المجتمع الدولي‬ ‫يح��اول بكل جه��وده إجهاضها ألنه يدرك‬ ‫أن انتصاره��ا س��يغير وج��ه المنطق��ة‬ ‫والعالم‪.‬‬


‫ملاذا ي�صمت العامل؟!‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫ألط��راف غربي��ة كم��ا تش��يح بوجهها‬ ‫عما تفعله إس��رائيل وما تكتس��به من‬ ‫مكاس��ب يوميًا بفضل هذه االختالفات‬ ‫"ال يفهم أحدٌ من هذا الكالم أنه دعوة‬ ‫للتقارب بين دول المنطقة!"‪..‬‬ ‫تصوروا لو أن النظام في س��وريا‬ ‫س��قط‪ ،‬س��يتبع ذل��ك س��قوط ح��زب‬ ‫اهلل ف��ي لبنان! فس��وريا مصدر القوة‬ ‫األساس��ي للح��زب‪ ،‬وم��ع أنه يس��تمدّ‬ ‫قوته األساسية من إيران ولكن سوريا‬ ‫هي معب��ر الدعم األساس��ي ل��ه‪ ،‬كما‬ ‫أن س��قوط حكومة المالكي وس��قوط‬ ‫الوصاي��ة اإليراني��ة ع��ن الع��راق أمرٌ‬ ‫ال ش��ك في حدوثه‪ ،‬وسيس��تمد حينها‬ ‫الشعب اإليراني القوة ليخرج ويتظاهر‬ ‫س��بب‬ ‫ضد النظ��ام هناك‪ ،‬فهناك ألف‬ ‫ٍ‬ ‫يدعوه للتظاهر‪ ،‬وقد يكون هذا س��ببًا‬ ‫رئيس��يًا لدع��م إي��ران الغي��ر متناهي‬ ‫للنظام السوري‪..‬‬ ‫وكل هذا بالطبع ال يفيد السياسة‬ ‫الغربية ف��ي المنطقة‪ ،‬فهذا س��يُنهي‬ ‫مفهوم التوازن السياس��ي وس��يصبح‬ ‫هناك ش��به إجماع م��ن دول المنطقة‬ ‫على سياس��ة واحدة مقابل السياس��ة‬ ‫األخرى التي س��تنتهي وتموت حينها‪..‬‬ ‫فسوريا إذن نقطة ارتكاز لهذا التوازن‬ ‫وما زالت تقوم بهذا الدور حتى اآلن‪..‬‬ ‫ثاني��ًا‪ :‬إن تدمير س��وريا اقتصاديًا‬ ‫وعس��كريًا وبنيويًا هدف اس��تراتيجي‬ ‫مهم جداً بالنس��بة للدول الغربية ومن‬ ‫وراءه��ا إس��رائيل‪ ،‬فس��وريا صاحب��ة‬ ‫الجيش رقم ‪ ١٥‬على مس��توى العالم‬ ‫من حيث العدد‪ ،‬وسوريا تمتلك أسلحة‬ ‫ال تمتلكه��ا دول كثي��رة ف��ي المنطقة‬ ‫"ليس��ت الس��عودية أوله��ا وال مص��ر‬ ‫وتركيا آخرها!" ومع أنها تُعتبر قديمة‬ ‫ولكنه��ا ما ت��زال فعّالة بش��كل كبير‪،‬‬ ‫كما أن س��وريا تمتلك قدرة اقتصادية‬ ‫هائل��ة‪ ،‬جعلتها من ال��دول الرائدة "مع‬ ‫كل الظ��روف الغير مواتي��ة" في مجال‬ ‫الصناعة والزراعة ف��ي المنطقة‪ ،‬كما‬ ‫أنها تمتلك رؤوس أم��وال ال بأس بها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تش��كل أس��باباً مهمة إلطالة‬ ‫كل هذه‬ ‫أمد الحرب في س��وريا من قبل الغرب‪،‬‬ ‫فوج��ود كل ه��ذه المقوّم��ات تحت يد‬ ‫حكوم��ة وطني��ة نزيه��ة ل��ن يس��رّ ال‬ ‫القوى األجنبية وال إسرائيل أبداً!‬ ‫إذن المخط��ط واض��ح‪ ،‬إطالة أمد‬ ‫الح��رب أكب��ر ق��در ممك��ن‪ ،‬للس��ببين‬ ‫الذي��ن ذكرتهم��ا ف��ي األعل��ى‪ ،‬ولكن‬ ‫لا أم آج� ً‬ ‫النظ��ام سيس��قط عاج� ً‬ ‫لا‪،‬‬ ‫وس��يتخلى حينه��ا العالم عن الس��بب‬ ‫األول‪ ،‬ألن س��وريا س��تعود إل��ى الوراء‬ ‫أكبر قدر ممكن‪ ،‬وستكون الجهود كلها‬ ‫منصبّ��ة على إعادة اإلعمار وإزالة آثار‬ ‫الح��رب بد ًال م��ن التفكير ف��ي تطوير‬ ‫البلد وتحديثها على جميع النواحي‪..‬‬ ‫لألس��ف‪ ..‬المخطط يج��ري بنجاح‬ ‫حت��ى اآلن بالنس��بة لهم! وهن��ا أنادي‬ ‫بقية الضمي��ر الموجودة ل��دى الحكام‬ ‫العرب والمسلمين أن يفعلوا شيئاً! وإن‬ ‫كنت أعلم يقينًا أنهم لن يفعلوا شيئًا!‬ ‫فس��أحذرهم حينه��ا م��ن أن س��قوط‬ ‫سوريا كوطن س��يتبعه سقوط دولهم‬ ‫وكراسيهم جميعاً! واأليام حُبلى!!‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫من��ذ أن ب��دأت الث��ورة الس��ورية‬ ‫ونح��ن نس��تمع دوم��اً لدع��وات تض��ع‬ ‫المجتمع الدولي أو حتى الدول العربية‬ ‫وال��دول اإلس�لامية أم��ام مواقفه��ا‬ ‫األخالقي��ة على أق��ل تقدير لكي تضع‬ ‫حداً لمسلس��ل الدم الس��وري الذي لم‬ ‫يتوقف منذ سنتين وحتى اآلن‪ ،‬سنتين‬ ‫وإل��ى اليوم ما ت��زال دول العالم أجمع‬ ‫تقف موقف المتف��رج حيال ما يحصل‬ ‫في س��وريا‪ ،‬وفي تقديري الش��خصي‬ ‫أن الدول جمعاء س��تبقى على موقفها‬ ‫هذا م��ا لم يحدث انق�لاب حقيقي في‬ ‫الق��وى لصال��ح جه��ة معين��ة‪ ،‬وهو ما‬ ‫ننتظ��ره جميعًا حت��ى اآلن‪ ،‬وهنا يجب‬ ‫أن نق��ول أن المعركة أصبحت معارك!‬ ‫واله��دف أصب��ح أهداف! ول��ذا فانقالب‬ ‫القوى وغلبة طرف على طرف هو أمر‬ ‫في غاي��ة الصعوبة في تقديري "على‬ ‫األقل خالل النظرة اآلنية للمس��تجدات‬ ‫على الساحة"‪..‬‬ ‫المه��م في ما س��أكتب عنه اليوم‬ ‫هو س��بب وقوف العالم ه��ذا الموقف‪،‬‬ ‫حيث يق��ارن الكثيرين م��ن المتابعين‬ ‫موق��ف دول العالم م��ن ليبيا وما حدث‬ ‫فيها ومن س��وريا وم��ا يحدث فيها اآلن‬ ‫مث ً‬ ‫ال‪ ،‬وبرأيي أن هذه المقارنة ال تصح‬ ‫وال تك��ون‪ ،‬ك��ون أن المقارنة يجب أن‬ ‫تك��ون بي��ن متش��ابهين‪ ،‬والوضع في‬ ‫س��وريا ال يش��به بأي حال من األحوال‬ ‫الوض��ع ف��ي ليبي��ا‪ ،‬ول��ذا اس��تجمعت‬ ‫أف��كاري وأمس��كت قلم��ي وش��رعت‬ ‫أكت��ب في أكثر المواضيع التي ش��غلت‬ ‫بال الكثيرين خالل ه��ذه الثورة "لماذا‬ ‫تخ��اذل العالم ومن قبله األش��قاء عن‬ ‫مساعدتنا؟!"‪..‬‬ ‫لمعالج��ة ه��ذا الس��ؤال المحوري‬ ‫وجب عليّ ف��ي البداية أن أضع بعض‬ ‫النق��اط ف��ي الحس��بان‪ ،‬وإن أردت أن‬ ‫أجملها فسيكون ذلك باآلتي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬وص��ول حاف��ظ األس��د إل��ى‬ ‫السلطة عام ‪ 1970‬بعد هزيمة ‪1967‬‬ ‫والتي يعزو الكثيرين الهزيمة فيها إلى‬ ‫حافظ األسد نفسه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أحداث الثمانينيات وما صاحبها‬ ‫من تجاهل دول��ي للجرائم التي كانت‬ ‫تف��وق أي تصور في ذل��ك الوقت "لم‬ ‫نكن قد شهدنا الجرائم التي نشاهدها‬ ‫اليوم!"‬ ‫‪ - 3‬احتالل الجيش السوري للبنان‬ ‫والذي استمر لثالثين سنة متواصلة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬توري��ث الس��لطة الثان��ي من‬ ‫نوعه ف��ي التاريخ ع��ام ‪ 2000‬لصالح‬ ‫بشار األسد‪.‬‬ ‫‪ - 5‬احت�لال الع��راق وم��ا تبع��ه‬ ‫م��ن انعكاس��ات على سياس��ة س��وريا‬ ‫الخارجية‪.‬‬ ‫س��نالحظ إن أردن��ا أن نجد رابطًا‬ ‫مش��تركًا ل��كل النق��اط واألح��داث‬ ‫التاريخية التي س��بق لي ذكرها هو أن‬ ‫األطراف الدولي��ة والقوى العظمى في‬ ‫العال��م كانت وما زال��ت تغضّ الطرف‬ ‫بشكل أو بآخر عن كل ما فعله ويفعله‬ ‫النظام في س��وريا س��وا ًء على أرضها‬ ‫أو خ��ارج حدوده��ا‪ ،‬واس��تمرار نظ��ام‬ ‫ً‬ ‫س��نة‬ ‫سياس��ي لم��دة إح��دى وأربعين‬

‫ً‬ ‫متواصل��ة م��ا ه��و إال نتيج��ة صفقات‬ ‫سياس��ية بالغة في التعقي��د‪ ،‬وفواتير‬ ‫باهظ��ة الثم��ن دفعه��ا النظ��ام ك��ي‬ ‫يضم��ن بقائه طوال ه��ذه المدة ك ّلها‪،‬‬ ‫والغريب أن النظام "ومع انتمائه فكريًا‬ ‫للكتلة الشرقية" إال أنه استطاع تسيير‬ ‫أم��وره وإرض��اء كافّة األط��راف‪ ،‬فلقد‬ ‫أرضى الشرق والغرب‪ّ ،‬‬ ‫ولعل أدل دليل‬ ‫عل��ى كالم��ي أن رأس النظام "بش��ار‬ ‫األسد" كان مرضيًا عنه أوربيًا بالكامل‬ ‫يوم��ًا م��ا‪ ،‬حي��ن حض��ر ضيفاً مع��ززاً‬ ‫مكرمًا في باريس واس��تقبله الرئيس‬ ‫الفرنسي يومها استقبا ًال حاف ً‬ ‫ال!‬ ‫الي��وم‪ ..‬النظ��ام عل��ى حاف��ة‬ ‫الس��قوط‪ ،‬العال��م ك ّل��ه م��دركٌ لهذا‪،‬‬ ‫جمي��ع األط��راف اإلقليمي��ة والدولي��ة‬ ‫تعرف حقّ المعرفة بأن النظام ساقط‬ ‫ال محالة‪ ،‬ب��ل أج��زم أن أطرافاً رفيعة‬ ‫المس��توى في النظام ق��د أدركت هذه‬ ‫الحقيق��ة وآمن��ت به��ا‪ ..‬ولك��ن يبق��ى‬ ‫الس��ؤال‪ :‬كيف ومتى؟ وهل س��يتدخل‬ ‫العالم أم ال؟ ولماذا تأخر كثيراً؟!‬ ‫أم��ا إجاب��ة الس��ؤال األول "كي��ف‬ ‫ومت��ى؟" فالعل��م عن��د اهلل! والجم��ود‬ ‫الذي تشهده الحالة الميدانية قد أصاب‬ ‫الكثيري��ن باإلحب��اط! واألمر بال ش��ك‬ ‫يحت��اج إل��ى انق�لاب قوى ج��ذري كما‬ ‫ذكرت ف��ي البداي��ة‪ ،‬وأما ما أس��تطيع‬ ‫الج��زم به‪ ،‬أن الش��عب ل��ن يُثنيه عن‬ ‫مش��واره ال الس��كود وال الكيم��اوي وال‬ ‫ش��يء! فق��د اخت��ار طريق��ه بوض��وح‬ ‫وثب��ات‪ ،‬م��ع أن الكثيري��ن م��ن الثوار‬ ‫فق��دوا االتجاه الصحي��ح وضاعت بهم‬ ‫الس��بل وأصبحوا يقدمون ش��يئًا على‬ ‫آخ��ر! ولك��ن أج��زم أن الجمي��ع اخت��ار‬ ‫إسقاط النظام مهما ك ّلف األمر ذلك‪..‬‬ ‫وعلى الناحية األخرى لن يُسقط‬ ‫النظ��ام تح��ركات ال تتعلق بش��كل أو‬ ‫بآخ��ر في دمش��ق‪ ،‬على أهمي��ة جميع‬ ‫المناطق بالنس��بة لنا وع��دم التفريط‬ ‫ش��بر منه��ا ولك��ن أرى بأنه يجب‬ ‫ف��ي‬ ‫ٍ‬ ‫تكثيف قوى الثوار اليوم حول دمش��ق‬ ‫ومراك��ز النظ��ام فيها ك��ون تحريرها‬ ‫يعن��ي س��قوط النظام بالكام��ل‪ ..‬إذن‬ ‫الوض��ع الميدان��ي ش��به جام��د‪ ،‬ول��م‬ ‫يس��تطع أح��د حت��ى اآلن أن يكس��ب‬ ‫المعركة‪..‬‬ ‫وإجابة الس��ؤال الثاني‪ :‬والذي هو‬ ‫محور الحديث "هل سيتدخل العالم أم‬ ‫ال ولماذا تأخر؟"‬ ‫فالراج��ح أن العال��م ل��ن يتدخل‪،‬‬ ‫"وأقص��د بالتدخ��ل هن��ا‪ :‬التدخ��ل‬ ‫العس��كري المباش��ر كم��ا حص��ل في‬ ‫ليبي��ا‪ ،‬أو حت��ى تزوي��د الجي��ش الح��ر‬ ‫باألس��لحة" فالعال��م ل��ن يتدخل على‬ ‫ه��ذا النحو على اإلطالق م��ا لم يكون‬ ‫هن��اك انق�لاب ق��وى وانتص��ار واضح‬ ‫لطرفٍ على آخر‪ ،‬حينها فقط سيتدخل‬ ‫العالم ليقتس��م الغنائم ويضع موطئ‬ ‫قدم لحكومة جديدة ستكون موالية له‬ ‫ٍ‬ ‫وألجنداته التي سوف يفرضها عليها‪..‬‬ ‫وع��دم تدخ��ل العال��م يتبع��ه‬ ‫بالض��رورة ع��دم تدخ��ل أي دولة من‬ ‫الدول العربية واإلس�لامية‪ ،‬فالجميع ال‬ ‫أن تحوّل‬ ‫يرى مصلحة له في ذلك‪ ،‬مع ّ‬

‫الص��راع إلى صراع دول��ي بامتياز أمرٌ‬ ‫ال يج��ب علين��ا أن نتجاه��ل خطورت��ه‬ ‫عل��ى اإلط�لاق! وال يجب علين��ا كذلك‬ ‫أن نخلط بينه وبين التدخل العسكري‬ ‫ال��ذي نتح��دث عن��ه‪ ،‬فال��ذي يحص��ل‬ ‫في س��وريا اآلن من تدخّ��ل عدة دول‬ ‫عس��كريًا هو فقط إلطال��ة أمد الحرب‬ ‫أقص��ى فت��رة ممكن��ة‪ ،‬ولي��س تدخ ً‬ ‫ال‬ ‫إلس��قاط النظام‪ ،‬وهذا األمر ال يخفى‬ ‫على أحد اآلن‪ ،‬فس��وريا أصبحت تحوي‬ ‫ال��روس واإليرانيين وجن��ود حزب اهلل‬ ‫وعدد من ميليش��يات شيعية أخرى من‬ ‫ع��دة دول "كان آخ��ر من س��معنا بهم‬ ‫أفغان شيعة!"‪ ،‬كما تحوي على الطرف‬ ‫اآلخ��ر كتائ��ب مس��لحة تحمل أف��كاراً‬ ‫وأيديولوجي��ات محددة تمو ّلها وتغذيها‬ ‫دول راعي��ة له��ا أصبح أمره��ا واضحًا‬ ‫للعيان‪ ،‬كما كانت آخ��ر الصيحات التي‬ ‫س��معناها هي كتائب تتلخص مهمتها‬ ‫ف��ي حماية األقلي��ات والن��أي بهم عن‬ ‫الص��راع! وهذه الكتائ��ب مدعومة من‬ ‫دول أخرى لها كل المصلحة في تغذية‬ ‫الصراع في سوريا تغذية طائفية!‬ ‫المه��م‪ ..‬أن المش��هد الميدان��ي‬ ‫يشهد عدّة تدخالت عس��كرية أجنبية‬ ‫ولكنه��ا بش��كل أو بآخر تزي��د من أمد‬ ‫الحرب وال تس��اهم عل��ى اإلطالق في‬ ‫إس��قاط النظام وهو الهدف األساس��ي‬ ‫للثورة‪..‬‬ ‫أم��ا ل��و أردت ذك��ر األس��باب التي‬ ‫تجع��ل العال��م يق��ف موق��ف المتفرج‬ ‫فهي من خالل تحليلي الشخصي على‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬إن الق��وى الدولي��ة طالم��ا‬ ‫اعتم��دت ع��دة توازن��ات سياس��ية في‬ ‫المنطقة‪ ،‬ولطالما كانت هذه التوازنات‬ ‫السياسية س��ببًا مهمًا برأيي ألن تقف‬ ‫الق��وى العالمية موق��ف المتفرج الذي‬ ‫يغ��ض طرف��ه ع��ن النظ��ام‪ ،‬لي��س‬ ‫اآلن فق��ط‪ ،‬ب��ل طوال األربعين س��نة‬ ‫الت��ي حك��م النظام فيها س��وريا‪ ،‬هذه‬ ‫التوازن��ات هي التي ضمنت الكرس��ي‬ ‫آلل األسد طوال هذه الفترة‪..‬‬ ‫وأقصد بالت��وازن السياس��ي هنا‬ ‫هو حالة عدم االستقرار التي تشهدها‬ ‫المنطق��ة منذ عق��ود‪ ،‬فالمنطقة يُراد‬ ‫له��ا أن تعي��ش حال��ة عدم االس��تقرار‬ ‫ه��ذه‪ ،‬وجمي��ع األح��داث الت��ي ه��زّت‬ ‫المنطق��ة خ�لال الخمس��ين س��نة‬ ‫الماضية كانت أهميتها األولى هو خلق‬ ‫هذه الحالة التي أتحدث عنها‪ ،‬فاعتراف‬ ‫مصر بإس��رائيل وقيام ثورة الخميني‬ ‫وحروب ص��دّام في الخليج وصو ًال إلى‬ ‫احتالل لبنان من قبل س��وريا كل هذه‬ ‫األحداث وغيرها كان��ت مهمتها األولى‬ ‫ه��ي خلق ع��داوات وحالة م��ن التباعد‬ ‫والفرقة والحروب أحيانًا بين دول هذه‬ ‫المنطقة‪..‬‬ ‫كم��ا أن هذه الحالة خلق��ت توزانًا‬ ‫بي��ن حاالت الش��دّ والجذب السياس��ي‬ ‫بين ال��دول‪ ،‬وخلقت نوعين من الدول‪:‬‬ ‫فالس��عودية والخليج ومصر في طرف‬ ‫مقاب��ل إي��ران والع��راق وس��وريا في‬ ‫طرفٍ آخ��ر‪ ..‬وهكذا عاش��ت المنطقة‬ ‫عقوداً تحت هذه التجاذبات السياس��ية‬ ‫لتشيح بوجهها وتتناسى عمالة الجميع‬

‫إبراهيم حسن‬

‫‪17‬‬


‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫عزمي ب�شارة وعقل الطو�شة!‬ ‫الياس س الياس ‪ /‬كاتب من فلسطين‬

‫حين ربط غوار الطوش��ة جنس��يته‬ ‫الس��ورية بأبدي��ة العائلة األس��دية فقد‬ ‫قدم لنا مثال عمليا لذلك الفكر المتهافت‬ ‫في قراءة األوطان واالنتماء لها من خرم‬ ‫المافيا الحاكمة كعضو أساس فيها‪..‬‬ ‫أذكر‪ ،‬م��ن بين األش��ياء التي هزت‬ ‫الث��ورة الس��ورية وعيي م��ن خاللها‪ ،‬أن‬ ‫غوار الطوش��ة في أشهر س��لمية الثورة‬ ‫الس��ورية راح يم��ارس دوره الكومي��دي‬ ‫السمج والثقيل في حضرة الديكتاتور‪..‬‬ ‫كان الدكت��ور عزمي بش��ارة حينها‬ ‫م��ن أوائ��ل م��ن تنبه لم��ا تحمل��ه حالة‬ ‫النه��وض العربي م��ن تونس إلى مصر‬ ‫واليمن وليبيا وس��وريا‪ ..‬ما قال الدكتور‬ ‫بش��ارة ش��يئا ال يتفق مع واق��ع العرب‪..‬‬ ‫لكنه فجأة (وال أظن ش��خصيا أنها عملية‬ ‫فجائية بل جزء من عقلية االستبداد في‬ ‫التصني��ف) تح��ول عند الطوش��ة ولونة‬ ‫الش��بل (التي تبين لنا أنها ال تشبه سوى‬ ‫نفس��ها وان كان كلي��ب زوجه��ا) متآمر‪..‬‬ ‫نع��م بش��ارة صار ج��زءا م��ن "المؤامرة‬ ‫الكوني��ة" على النظام القوم��ي الممانع‬ ‫والمق��اوم‪ ..‬وعلي��ه‪ ،‬كل اطاللة لعزمي‬ ‫بش��ارة حينه��ا كانت تس��تثير الطوش��ة‬ ‫كواجه��ة وتحف��ة فنية عن��د نظام يظن‬ ‫نفس��ه حق��ا‪ :‬بان��ي س��وريا! وراع��ي‬ ‫الف��ن والفن��ون‪ ..‬والثقاف��ة والمثقفون‬ ‫والفكر والمفك��رون‪ ..‬التقدمية والدولة‬ ‫المثالية‪ ..‬االش��تراكية المعب��ر عنها في‬ ‫ش��راء "رم��رم" (تعبي��ر أزعج اب��ن خال‬ ‫الديكتات��ور) لس��وريا وقطاعه��ا الع��ام‬ ‫الم��وزع م��ع حيتان ال يس��تطيع ال قدري‬ ‫جمي��ل وال مارك��س وليني��ن وال حت��ى‬ ‫ورثة بك��داش وفاتح جام��وس بعظمته‬ ‫وال حت��ى ميش��يل كيل��و وال أي انس��ان‬ ‫تغيي��ر نه��ج العصاب��ات‪ ..‬وبالرغ��م من‬ ‫ذل��ك ومعرف��ة حتى اإلنس��ان البس��يط‬ ‫ف��ي دوم��ا ودي��ر ال��زور والحس��كة وما‬ ‫بينها‪ ..‬من يس��اريين وقوميين رائعين‪..‬‬ ‫أكاذي��ب الدولة األس��دية فقد خرج علينا‬ ‫ذل��ك الرهط قبل عامي��ن برواية تدعي‬ ‫"المؤام��رة الكونية" التي يس��اهم فيها‬ ‫عزمي بشارة وعلي الظفيري في حديث‬ ‫الثورة‪..‬‬ ‫القص��ة هن��ا ليس��ت نبش ش��يء‬ ‫للدف��اع ع��ن مفك��ر عرب��ي دف��ع ثمن��ا‬ ‫باهظا لوقوفه مع مبادئ يؤمن بها‪ ..‬بل‬ ‫للدالل��ة على ما قدمته الثورة الس��ورية‬ ‫م��ن فرص��ة حقيقي��ة الع��ادة ق��راءة‬ ‫الحال��ة العربي��ة‪ ..‬ذات م��رة ق��ال عزمي‬ ‫بش��ارة ع��ن ليبيا كالم��ا اثب��ت صحته‪..‬‬ ‫فتنب��ه نظ��ام األس��د لما س��يصير عليه‬ ‫وضعه‪ ..‬وحي��ن تكلم عن العقل وقبوله‬ ‫ورفضه للعقالنية في حمأة الحدث الذي‬ ‫س��يتجاوز قبول الناس لتل��ك الدعوات‪..‬‬ ‫ت��م تش��خيص دقي��ق لم��آالت الحال��ة‬ ‫الس��ورية في بداياتها‪ ..‬وبدل مناقشتها‬ ‫ذه��ب العق��ل االس��تبدادي الخ��راج م��ا‬ ‫ف��ي جعبته م��ن االنتهازي��ة والوصولية‬ ‫التاريخية لتس��ويقها عبر مش��خصاتية‬ ‫تارة وموتورين تارة أخرى‪..‬‬ ‫غ��وار الطوش��ة بالمناس��بة واح��د‬ ‫من تعبي��رات التربية األس��دية لمفهوم‬ ‫الدولة والمواطنة‪ ..‬بدون ثالثوث األس��د‬ ‫‪ -‬مخل��وف ‪ -‬ش��اليش تضي��ع س��وريا‬

‫والعروب��ة ويصير اإلنس��ان يتيم��ا‪ ..‬لذا‪،‬‬ ‫حين راح هذا الطوش��ة يربط "وطنيته"‬ ‫ببش��ار فقد ربط س��ابقا مهم��ة الجيش‬ ‫العرب��ي الس��وري (اث��ر بي��ان الحلي��ب)‬ ‫بحارات س��وريا وليس بتحري��ر الجوالن‬ ‫وال المرابطة على الحدود‪..‬‬ ‫اليوم صار الفنان "الفزوع" في أكثر‬ ‫م��ن مكان يرى مهمت��ه الفنية كما كانت‬ ‫س��ابقا‪ ،‬ال��دوران كالجاموس��ة في فلك‬ ‫"القائد األوحد لألب��د"‪ ..‬الفنان الذي عبر‬ ‫تاريخيا ع��ن ضمير األمة وعكس حالتها‬ ‫ونق��ده تبي��ن لنا ف��ي زمن الث��ورات أنه‬ ‫يش��به بقية النخب المؤط��رة في هتاف‬ ‫الوالء للسيد األول الوريث للسيد الخالد‪..‬‬ ‫نح��ن بص��دد حال��ة م��ن انكش��اف‬ ‫اهت��راء النخ��ب‪ ..‬ب��كل المس��تويات‪..‬‬ ‫دعوني أقول بأن مشهد العنصرية الذي‬ ‫عبر عنه "ن��واب" في األردن‪ ..‬ونواب في‬ ‫لبن��ان‪ ..‬يكش��ف أيض��ا أننا كن��ا نعيش‬ ‫ثقافة مهترئة ش��خصها الراحل هش��ام‬ ‫شرابي‪ ..‬وعليه فقول الطوشة ذات مرة‬ ‫في مقابلة تلفزيونية بانه يفكر الدخول‬ ‫إلى الجامع��ة ليصبح "مفك��راً" دل على‬ ‫سخف ما تعتاش عليه عقليات االستبداد‬ ‫التي أنتجت لغتها الخاصة التي تس��اءلت‬ ‫عنها ذات يوم منتهى الرمحي‪..‬‬ ‫كتب��ت ش��خصيًا ذات مرة ف��ي كلنا‬ ‫ش��ركاء وزم��ان الوص��ل متس��اء ًال ع��ن‬ ‫القاس��م المش��ترك بين لغة "الصبابيط‬ ‫واألحذي��ة والش��تائم الجنس��ية" عن��د‬ ‫"مفك��ري" األس��د‪ ..‬والخالص��ة منذ عام‬ ‫ونص��ف هو الخواء الذي أنتجه هذا النوع‬ ‫م��ن الح��كام ومنظوماته��م المافيوزية‬ ‫التي تنتج ثقافة ما قبل الثقافة‪..‬‬ ‫االس��تعارات التهكمي��ة لزي��اد‬ ‫الرحبان��ي والطوش��ة فيما بعد كش��فت‬ ‫ع��ن عم��ق الم��أزق ال��ذي نعان��ي منه‪..‬‬ ‫فبينم��ا حق ذات ي��وم لزي��اد أن يخاطب‬ ‫عس��كر األس��د ف��ي لبن��ان واصف��ا م��ا‬ ‫يفعلونه اليوم في س��وريا‪ ،‬تبين لنا أنه‬ ‫ف��ي العمق ال يتج��اوز ه��ؤالء حين كان‬ ‫يصرخ أحده��م على المس��رح "ناقصنا‬ ‫ش��وية كرامة" بأن المقص��ود هو الفزع‬ ‫األق��ل لذات��ه ولي��س لألم��ة‪ ..‬الكرام��ة‬ ‫الت��ي ته��در ف��ي الطرق��ات وف��ي أقبية‬ ‫التحقيق وف��ي الصف��وف الطويلة على‬ ‫الحب��ز والبندورة‪ ..‬على حواجز الذل التي‬ ‫وصفها بدقة مصطفى خليفة حتى في‬ ‫المعتقالت التي لم يشبهها سوى أنصار‬ ‫والنقب‪ ..‬بل تجاوزتها تدمر وسجون عبد‬ ‫الرحم��ن منيف في الش��رق العربي دون‬ ‫اغفال سجون أمير المؤمنين على ضفة‬ ‫األطلسي مرورا بجماهيرية العقيد‪..‬‬ ‫نعود لنقول‪ ،‬حتى ال يطول الحديث‬ ‫في تل��ك األمثلة‪ ،‬بأن حال��ة الخواء التي‬ ‫تدف��ع األم��ة كلها ثمن��ا باه��ظ التكلفة‬ ‫البش��رية لي��س صناع��ة المؤام��رة بل‬ ‫خيان��ة الدور‪ ..‬والخيانة ف��ي هذا المجال‬ ‫ليس��ت تهمة فظيعة كما يظن البعض‪..‬‬ ‫بل ه��ي الوص��ف الدقيق لم��ا تقوم به‬ ‫النخب العربية في زم��ن الثورة‪ ..‬النخب‬ ‫الت��ي تحدثت كثيرا عن ش��روط النهضة‬ ‫ولكنه��ا ل��م تق��م بجه��د ف��ي مجالها‪..‬‬ ‫وافزعها المس��جد أكثر مما أفزعها حالة‬

‫المس��الخ الت��ي وص��ف احداها االس��تاذ‬ ‫مع��اذ الخطي��ب‪ ..‬وبالتال��ي هن��اك م��ن‬ ‫نأى بنفس��ه ع��ن الجماهي��ر وهناك من‬ ‫اس��تهبل الجماهي��ر وهناك م��ن احتقر‬ ‫الجماهي��ر‪ ..‬االحتق��ار ال��ذي وص��ف م��ا‬ ‫يجري في دنيا العرب مجرد مؤامرة وبأن‬ ‫ش��روط الثورة في المجتمع��ات العربية‬ ‫غي��ر قائم��ة‪ ،‬أدى إل��ى مع��اداة الفع��ل‬ ‫الثوري وش��يطنته‪ ..‬وفي المقابل ذهب‬ ‫هؤالء في تحديد دورهم (كما هو مناط‬ ‫بم��ن رع��اه الديكتات��ور) ف��ي محاوالت‬ ‫س��خيفة لمناكف��ة فاش��لة لفك��ر داف��ع‬ ‫عن ث��ورات العرب دون فزع من الش��عار‬ ‫واللباس والهيئة‪ ..‬والثقة بتلك الجماهير‬ ‫وخروجها الرافض لالس��تبداد مهما كان‬ ‫شكله وغالفه‪..‬‬ ‫الشرح السوريالي المقدم من لونة‬ ‫الشبل عن "الغرف السوداء" في الجزيرة‬ ‫ج��رى تس��ويقه بطعمة الطوش��ة حين‬ ‫وصفت بحالة يرثى له��ا الدكتور عزمي‬ ‫بش��ارة بـ"المفكر السابق" وحقيقة هذا‬ ‫الخواء دفعن��ي للبحث ع��ن المصطلح‪..‬‬ ‫كيف يمكن إلنسان أن يصير "السابق"؟!‬ ‫كل ش��يء جائز ف��ي عال��م المافيا‬ ‫األس��دية‪ ..‬قد تجلب من الش��ارع أي كان‬ ‫وتقدم��ه عل��ى قن��وات األس��د بالصفة‬

‫الم��رادة‪ ..‬وه��ذا األم��ر ح��دث فعال حتى‬ ‫أن أحده��م جل��ب مع��ه ع��دة "التفكير"‬ ‫من عظ��ام حمار ميت ليثب��ت لنا نظرية‬ ‫"الفك��ر" الموالي للديكتات��ور‪ ..‬فبمجرد‬ ‫أن ت��رى "روح القائ��د الخال��د" ترف��رف‬ ‫في االس��تديو وتتملق ألحذية العس��كر‬ ‫وعنفوان األجهزة األمنية والفكر الثاقب‬ ‫للوري��ث فس��تصير "المفك��ر الحال��ي"‬ ‫وب��دون هذا التملق وتأليه بش��ار تصبح‬ ‫متآمر وفعل ماضي‪..‬‬ ‫الفرز والفلت��رة التي قدمتها الثورة‬ ‫الس��ورية باتت الفرص��ة الكبرى لتنقية‬ ‫الحال��ة العربية‪ ،‬وقد يظ��ن البعض بأن‬ ‫حالة الفوضى هي المس��لم بها‪ ..‬وهذه‬ ‫أف��كار رغبوي��ة فقط للق��ول‪ :‬الذي كان‬ ‫أحسن مما أتى‪ ..‬وما هو آت‪..‬‬ ‫وهو أمر يجري اآلن حتى لو لم يرد‬ ‫هؤالء الذي��ن يمجدون بش��ار في مصر‬ ‫وتون��س واألردن ولبن��ان يعترفون به‪..‬‬ ‫الث��ورات تنت��ج روافع أخ��رى للمجتمعات‬ ‫وم��ن عم��ق التجرب��ة الت��ي تعيش��ها‬ ‫الشعوب الثائرة ستقف األجيال مع ذاتها‬ ‫لتناقش تجربتها‪ ..‬فالحاكم العربي الفذ‬ ‫واألوح��د واألول في كل ش��ي بم��ا فيها‬ ‫األبدي��ة انتهى إلى غي��ر رجعة ولو كلف‬ ‫األمر ما نراه في سوريا‪..‬‬


‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫كاريكاتير العدد للفنان سمير الخليلي‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪19‬‬


‫مشاركات سوريتنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫دقت �ساعة الغ�ضب معلنة بداية م�شوار‬ ‫االنت�صار‪ :‬كل �سوري‬ ‫السوري أصالن أصالن‬ ‫كان ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر‬ ‫هذه اللحظة التي س��تفجر بها الروح حمم‬ ‫غضب اإلنسانية المسلوبة على يد ثلة من‬ ‫الخونة كانوا يقتل��ون الحرية في كل يوم‬ ‫يبق��ون به في الحكم فف��ي كل يوم يزيد‬ ‫عداد الكره لهم ولتخلفهم المفروض على‬ ‫الش��عب الذي ضاق ذرعا أن يبقى مقموعًا‬ ‫وهو الذي كان في كل تاريخه ش��وكة في‬ ‫عين الغزو واالستبداد فال يمكن أن ننسى‬ ‫أن كل غ��زو عجزت الش��عوب عن صده لم‬ ‫يقه��ر إال عل��ى أرض س��وريا أرض تاريخ‬ ‫الشهداء أرض أمجاد العظماء‪.‬‬ ‫لن أذكر أب��دا تاريخ��ا ووقائع فبالدنا‬ ‫نقشت في عقل البش��رية أحداثا ومالحم‬ ‫كان��ت دائم��ا ه��ي الطري��ق لخ�لاص‬ ‫اإلنسانية جمعاء على كل المستويات دون‬ ‫اس��تثناء ليس فقط بالحروب والمعارك ال‬ ‫بل بالتمدن والعلم والحضارة والسياس��ة‬ ‫والدين واألخ�لاق واألدب والعمران فبالدنا‬ ‫عندم��ا زاره��ا مل��ك ألماني��ا أي��ام الحقبة‬ ‫العثماني��ة لم يجد كالما جميال ليقوله عن‬ ‫دمشق إال أنها جنة اهلل في األرض‪.‬‬ ‫نع��م إن س��وريا ه��ي جن��ة بأهله��ا‬ ‫وأرضها وحبها وعش��قها بسمائها وحريتها‬ ‫الت��ي ترفرف م��ع أرواح األطفال الش��هداء‬ ‫عاليا وفي كل مكان منها‪.‬‬ ‫فس��ورية ه��ي بل��د الذكري��ات‬ ‫والمعج��زات بل��د الجم��ال والطبيع��ة لقد‬ ‫كانت أنواع األش��جار ف��ي بالدنا ال تعد وال‬ ‫تحص��ى‪ ،‬لقد كانت دمش��ق ت��روي قصة‬ ‫العش��ق األبدي بين األرض واإلنسان لكن‬ ‫لألس��ف فلقد كانت الغربان التي سيطرت‬ ‫على الس��لطة الحق��ا تخطط كي��ف تقلب‬ ‫ه��ذه الجن��ة إل��ى جحي��م وه��ذا م��ا حدث‬ ‫حقا فوص��ول بيت الوح��ش الكذابين إلى‬ ‫الس��لطة ب��دأ باس��مهم ال��ذي بدل��وه إلى‬ ‫اس��م األس��د واس��تمر بكذبه جعل��ت أيام‬ ‫الش��عب صفراء كصفار أفكارهم الحاقدة‬ ‫فحولوا البلد إلى س��جن كبي��ر وجعلوا من‬

‫غبائه��م نظريات مفروضة يجبر الش��عب‬ ‫عل��ى حفظه��ا وجعلوا كل الن��اس تصفق‬ ‫لغبائه��م وكأن س��وريا لم تك��ن موجودة‬ ‫قبل وجودهم‪.‬‬ ‫يا لألس��ف لقد أصبح المنطق معدوم‬ ‫ف�لا ينكس��ر القل��ب إال عندم��ا ي��رى هذا‬ ‫النظام يقلل من ش��أن الش��عب الس��وري‬ ‫الذي أنجب أناس نهضت بحضارة البشرية‬ ‫فه��ل يعق��ل أنه��م غي��ر قادري��ن عل��ى‬ ‫النهوض ببلدهم وخير دليل هو الس��وري‬ ‫س��تيف جوبز الذي نقل البشرية من عصر‬ ‫إلى عصر وجعل اإلنس��انية تعيش تطور‬ ‫غير مسبوق بالوقت الذي يعيش بلده في‬ ‫عتمات التخلف الذي لم تش��هده سوريا إال‬ ‫باستيالء الحقد على السلطة‪.‬‬ ‫فمن س��خرية الق��در أن الرجل الذي‬ ‫يفترض به أن يكون رجل السياس��ة األول‬ ‫ال يفقه وال يفهم بالسياس��ة وليس عنده‬ ‫إدراك لما يدور من حوله بل أكثر من ذلك‬ ‫ه��و ال يس��تطيع أن يلف��ظ كلمة سياس��ة‬ ‫بش��كل س��ليم فهل يعقل أن يك��ون هذا‬ ‫الش��خص رئيس أو أخليت ه��ذه البلد من‬ ‫الرجال فع ًال‪.‬‬ ‫إن الشعب الذي تحمل الظلم كل هذه‬ ‫الفت��رة قد كس��ر الرقم القياس��ي بالصبر‬ ‫على أناس جردوه من إنس��انيته لكن هذا‬ ‫الصبر ولألس��ف الش��ديد لم يقابله الناكر‬ ‫للجمي��ل بش��ار إال بزي��ادة الظل��م عوضا‬ ‫ع��ن إصالح البالد الت��ي أراد أهلها إعطاؤه‬ ‫فرص��ه كي يثب��ت أهليته لعله يس��ير في‬ ‫طريق الص��واب لكن على العكس لقد زاد‬ ‫ف��ي الظلم وأعط��ى أقربائ��ه حقوقا فوق‬ ‫الش��عب حتى ص��اروا في مصاف��ي اآللهة‬ ‫لكنه خس��ئ فكل توقعاته باالستمرار في‬ ‫السلطة إلى األبد قد انهارت بأنامل أطفال‬ ‫س��وريا الذي��ن بكته��م ج��دران الس��جون‬ ‫فصاح��ت األرض غضب��ا فانتخى الش��عب‬ ‫ال��ذي أنفج��ر بوجه��ه كالب��ركان الذي لن‬ ‫ينطف��ئ إال عندما تصهر حممه كل أركان‬

‫ه��ذا النظام الجبان الذي لم يرفع س�لاحه‬ ‫إال بوجه الش��عب الذي ال يهاب الموت على‬ ‫عكس ما كان يعتقد الظالم فلقد ظن أنه‬ ‫كلم��ا قتل كلما خافت الناس لكن الش��عب‬ ‫الس��وري قد صدمه وأذهل الدنيا بشجاعة‬ ‫غير مس��بوقة فكلما قتل المجرم ش��خصا‬ ‫خ��رج ألف ليتظاهر س��لميا وكلما زاد بغله‬ ‫ورعب��ه كلما زاد الش��عب إص��رارا من أجل‬ ‫إس��قاطه وه��ا ه��و اآلن مختب��ئ بفرائ��ه‬ ‫ومقتنياته التي اش��ترتها زوجته الساذجة‬ ‫في جح��ر ذلهم يخافون من الش��عب الذي‬ ‫كس��ر كل حاج��ز وهم��ي كان يبنيه حتى‬ ‫أصبح يخاف من الش��عب أكث��ر من الموت‬ ‫الذي س��يكون على أي��دي الث��وار األبطال‬ ‫الذي��ن حملوا الس�لاح دفاعا ع��ن أرضهم‬ ‫وعرضه��م ك��ي تتحرر ه��ذه البلد من كل‬ ‫رجس مطبق على أيام أرض السالم‪ ،‬أجل‬ ‫إن س��وريا أرض الس�لام لكن فيها مرض‬ ‫يج��ب اس��تئصاله وس��تبقى ه��ذه الثورة‬ ‫مس��تمرة لحي��ن اس��تئصال ه��ذا المرض‬ ‫واجتثاثه من جذوره‪.‬‬ ‫أج��ل إن هذه الثورة ل��ن تتوقف ألنها‬ ‫أمانة بأعناق كل الس��ورين فهي مس��يرة‬ ‫دم��اء الش��هداء الذي��ن أناروا درب س��وريا‬ ‫المس��تقبل فمهم��ا فع��ل الظال��م ومهما‬ ‫اس��تخدم من أس��لحه لن تتوقف مس��يرة‬ ‫الشعب السوري الحر البطل إال لحين بلوغ‬ ‫اله��دف إال لتحقي��ق النص��ر المحقق بإذن‬ ‫اهلل ال��ذي ال أح��د لنا س��واه فس��وريا هي‬ ‫بلد مبارك��ة محمولة على أجنحة المالئكة‬ ‫عزف��ت أرواح أطفاله��ا لحن الحي��اة بوجه‬ ‫الظ�لام الذي س��ينجلي ويفن��ى كالضباب‬ ‫األس��ود ألن الث��ورة س��تنتصر س��تنتصر‬ ‫س��تنتصر بس��واعد كل الس��ورين الذي��ن‬ ‫س��يكتبون بن��ور الش��مس فج��ر س��ورية‬ ‫الحرية‪..‬‬ ‫ه��ذا ما قاله التاريخ وس��وريا هي أم‬ ‫التاري��خ التي كتب��ت أيامها بدم��اء أبنائها‬ ‫األحرار‪.‬‬

‫أقبح المشاعر‬ ‫أن يشعر الطير أنه ال يطير‬ ‫أن يبصر الحر نفسه أسير‬ ‫أن يعيش اإلنسان مر واقعه المرير‬ ‫وال يستطيع‬ ‫أن يحدث بجناحيه التغير‬ ‫ألن أشواك السم طعنت‬ ‫أحالم قلبه منذ أن كان صغير‬ ‫صغير العمر لكن حزنه كبير‬ ‫كبير الحزن لكن صمته أثير‬ ‫أثير الوهم الذي أضحى للصوت صفير‬ ‫صفير البداية‬ ‫بداية حمم حشد الغضب نفير‬ ‫نفير األرواح قبل األجساد‬ ‫التي رشقت بالموت بيد الحقير‬ ‫حقير الزمان الذي اسمه حاكم‬ ‫فكل ما يكتب بيده للشعب قانون‬ ‫وهو على رأس الوطن مقدس‬ ‫أجل ألنه الذي سلب ألوان بالدي المشاعر‬ ‫حينما سرق البسمة من أملي‬ ‫ونصب نفسه اآلمر‬ ‫في لحظات سكوت مطبق‬ ‫في مجلس ظالل غامق‬ ‫بين صفار أوراق الخريف‬ ‫لتكتمل فصول المسرحية‬ ‫ويبتسم الظالم بنصره على الضعيف‬ ‫لكنه لم يحسب لليوم حساب‬ ‫ونسى أن األنس من بعد الموت تبعث‬ ‫فكيف إذا كانت أزهار‬ ‫غطت برداء الكذب األشهب‬ ‫كي تظن أنفسها في الموت‬ ‫والنور عليها مستحيل األصعب‬ ‫ومفتاح البؤس بيد المغتصب أساور‬ ‫كل روايات الموت جعلت‬ ‫حاكم الخريف على صوت الربيع يكابر‬ ‫فهو لم يصدق لحظة‬ ‫أن الشعب بقطار موته لم يسافر‬ ‫لم يصدق أن الصوت صاح من تلك الحناجر‬ ‫ل��م يتحم��ل أن يق��ال أن في ب�لادي زهور‬ ‫طفولة وحرائر‬ ‫ظن أن كل شيء على قياسه مفصل‬ ‫فمجاري سمعه غير حديث ال تتحمل‬ ‫ظن أن كل شيء كما يريد‬ ‫يضحك حينما يرى الشعب له يهتف كالعبيد‬ ‫ويس��مع من مس��احي الحذاء أنه ان عطس‬ ‫فهو ذو حكمة ورأي سديد‬ ‫لكن ما الذي حصل‬ ‫بعدما مسح بيده كل نور وأمل‬ ‫واستبدل قاموس حياتنا ببؤس وفشل‬ ‫لقد عادت الروح ألصحابها‬ ‫لقد عادت من األلم‬ ‫أقوى ألجسادها‬ ‫بعدما ظن أنه منها ساخر‬ ‫عادت بكل عزة‬ ‫لتحط��م رهانات��ه ومعها طاول��ت من على‬ ‫الشعب يقامر‬ ‫عادت ومعها تاريخ األبطال‬ ‫لتعطي مشعل الحرية ألحفاد االنتصار‬ ‫مشعل المجد و المفاخر‬


‫ك ّلية الهند�سة يف جامعتي دم�شق وحلب‬ ‫بالل سالمة‬

‫مراحل ن�شوء اجلامعة ال�سورية‬

‫أنش��ئت كلي��ة الهندس��ة الميكانيكية‬ ‫والكهربائية في دمش��ق ع��ام ‪ 1963‬بداية‬ ‫كمعه��د عال��ي صناع��ي وذل��ك بالق��رار‬ ‫الجمهوري رقم‪ /99/‬لعام ‪ 1963‬ثم تحولت‬ ‫إلى كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية‬ ‫عام ‪ 1972‬استناداً إلى المرسوم التشريعي‬ ‫رق��م ‪ /38/‬لع��ام ‪ ،1972‬وألحق��ت كلي��ة‬ ‫الهندس��ة الميكانيكية والكهربائية بجامعة‬ ‫دمش��ق كإح��دى المؤسس��ات التعليمي��ة‬ ‫والبحثي��ة ف��ي قط��اع التعليم العال��ي‪ .‬تقع‬ ‫ه��ذه الكلية في بداي��ة الطريق المؤدي إلى‬ ‫مطار دمشق الدولي وتبلغ مساحتها حوالي‬ ‫خمس��مائة دون��م‪ ،‬وتض��م مجموع��ة م��ن‬ ‫المبان��ي (اإلدارة ومختلف األقس��ام العلمية‬ ‫والمخابر والورشات)‪.‬‬ ‫أم��ا في حل��ب فكما ذكرنا س��ابقاً فقد‬ ‫تأسس��ت كلية الهندس��ة عام ‪ 1946‬أي قبل‬ ‫اعالن تأسيس جامعة حلب عام ‪ 1958‬حيث‬ ‫كان��ت الكلية ج��زءاً من الجامعة الس��ورية‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1982‬قس��مت كلية الهندسة إلى‬ ‫ث�لاث كلي��ات مس��تقلة هي كلية الهندس��ة‬ ‫المدنية وكلي��ة الهندس��ة المعمارية وكلية‬ ‫الهندس��ة الميكانيكي��ة والكهربائية‪ ،‬ثم تم‬ ‫تقس��يم األخيرة إلى كليتين جديدتين هما‬ ‫كلية الهندس��ة الميكانيكية وكلية الهندسة‬ ‫الكهربائية واإللكتروني��ة وذلك عام ‪.1983‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬

‫أحدث��ت كلي��ة الهندس��ة ف��ي دمش��ق‬ ‫بموجب المرس��وم الجمهوري رقم ‪/1191/‬‬ ‫لع��ام ‪ 1959‬وافتتح��ت في العام الدراس��ي‬ ‫‪ .1962 - 1961‬واهتم��ت ه��ذه الكلي��ة منذ‬ ‫الب��دء بإيفاد ع��دد من المعيدي��ن وغيرهم‬

‫بوش��ر بتدريس هندس��ة العمارة في‬ ‫دمش��ق ألول مرة في المعهد العالي للفنون‬ ‫الجميل��ة الذي أحدث في ع��ام ‪ 1960‬وكانت‬ ‫مدة دراسة هندسة العمارة فيه أربع سنوات‬ ‫يتلوها مش��روع التخرج‪ .‬اس��تمر هذا الحال‬ ‫حت��ى ع��ام ‪ 1963‬بص��دور المرس��وم رقم‬ ‫‪ 1984‬القاض��ي بتحوي��ل المعه��د العال��ي‬ ‫للفن��ون الجميلة إلى كلية الفن��ون الجميلة‬ ‫وعدلت مدة دراس��ة هندس��ة العم��ارة فيها‬ ‫إلى خمس س��نوات‪ .‬وفي ع��ام ‪ 1970‬صدر‬ ‫المرس��وم رقم ‪ /830/‬المتضمن نقل قسم‬ ‫هندس��ة العمارة من كلية الفن��ون الجميلة‬ ‫إلى كلية الهندسة في جامعة دمشق‪ .‬وصدر‬ ‫المرسوم رقم‪ /96/‬في عام ‪ 1977‬القاضي‬ ‫بتحديد نظام قس��م هندس��ة العم��ارة في‬ ‫كليت��ي الهندس��ة ف��ي جامعت��ي دمش��ق‬ ‫وحلب‪ .‬تم إحداث كلية الهندس��ة المعمارية‬ ‫ف��ي جامعة دمش��ق ف��ي ع��ام ‪ .1984‬وفي‬ ‫ذات الع��ام صدرت الالئح��ة الداخلية لكليات‬ ‫الهندس��ة المعماري��ة ف��ي جامع��ات القطر‬ ‫متضمنة أقس��ام وش��عب الكلي��ة والدرجات‬

‫كلية الهند�سة امليكانيكية‬ ‫والكهربائية‬

‫أسبوعية‬

‫كلية الهند�سة املدنية‬

‫كلية الهند�سة املعمارية‬

‫العلمي��ة وم��دة الدراس��ة وش��روط القبول‬ ‫والنجاح‪ ،‬كما افتتحت الدراسات العليا بكامل‬ ‫األقس��ام لش��هادات الدبل��وم‪ ،‬الماجس��تير‪،‬‬ ‫والدكتوراه‪.‬‬ ‫نش��أت كلي��ة الهندس��ة المعمارية في‬ ‫جامع��ة حل��ب بعد تقس��يم كلية الهندس��ة‬ ‫بالمرس��وم رق��م ‪ 2059‬لع��ام ‪ 1982‬وق��د‬ ‫افتتحت كلية الهندس��ة المعمارية عملياً في‬ ‫األول م��ن آب ‪ .1983‬أم��ا الالئح��ة الداخلية‬ ‫لكلي��ة الهندس��ة المعماري��ة المعم��ول بها‬ ‫حاليًا في كل من حلب ودمش��ق صدرت عام‬ ‫‪ 1986‬بالمرس��وم رق��م ‪ .20‬وتش��مل كلية‬ ‫الهندس��ة المعماري��ة خمس��ة أقس��ام هي‬ ‫قس��م التصميم المعماري‪ .‬قسم التخطيط‬ ‫والبيئة‪ .‬قس��م علوم البناء والتنفيذ‪ .‬قس��م‬ ‫نظريات وتاريخ العمارة‪.‬‬

‫وم��دة الدراس��ة ف��ي الكلي��ة ه��ي خم��س‬ ‫س��نوات لنيل درج��ة اإلجازة في الهندس��ة‪.‬‬ ‫ويخضع النظام الدراسي في كلية الهندسة‬ ‫الميكانيكية ألحكام قانون تنظيم الجامعات‬ ‫في الجمهورية العربية السورية‪.‬‬ ‫تض��م كلي��ة الهندس��ة الميكانيكي��ة‬ ‫األقس��ام الدراس��ية التالية‪ :‬هندسة الطاقة‬ ‫الحراري��ة‪ .‬هندس��ة التصمي��م واإلنت��اج‪.‬‬ ‫هندس��ة اآلالت الزراعية‪ .‬هندسة الطيران‪.‬‬ ‫الهندس��ة النووية (متوقف حالي��اً عن قبول‬ ‫الطلبة دراس��ياً)‪ .‬الهندس��ة الصناعية‪ .‬علم‬ ‫الم��واد الهندس��ية (علم التعدين)‪ .‬هندس��ة‬ ‫الغ��زل والنس��يج (و أح��دث قس��م افتتح ثم‬ ‫عدل اس��مه إلى ميكانيك الغزل والنس��يج)‪.‬‬ ‫قس��م العلوم األساسية‪ .‬وقس��م الميكانيك‬ ‫التطبيقي‪.‬‬ ‫أم��ا كلية الهندس��ة الكهربائية فتضم‬ ‫األقس��ام التالي��ة‪ :‬هندس��ة االتص��االت‪.‬‬ ‫هندسة الحاس��بات‪ .‬الهندس��ة االلكترونية‪.‬‬ ‫هندس��ة الميكاتروني��ك‪ .‬هندس��ة الق��درة‪.‬‬ ‫هندسة القيادة الكهربائية‪ .‬هندسة التحكم‬ ‫واألتمتة‪ .‬والهندس��ة الطبي��ة‪ .‬أما أول عميد‬ ‫لهذه الكلية فهو الدكت��ور علي عادل كيالي‬ ‫(‪.)1985 - 1983‬‬ ‫على مدى عقود كانت كليات الهندس��ة‬ ‫ف��ي كل م��ن جامعتي دمش��ق وحلب تخرج‬ ‫آالف المهندس��ين الذين ل��م تقم الحكومات‬ ‫المتعاقب��ة باالس��تفادة م��ن دراس��تهم‬ ‫وإمكانياته��م فهاج��ر كثير منه��م إلى دول‬ ‫الخليج والغرب بحثًا عن فرص العمل وعمن‬ ‫يمك��ن أن يرف��ع من ش��أنهم‪ ،‬وهك��ذا كان‬ ‫المهندس��ون الس��وريون ف��ي كل مكان من‬ ‫الواليات المتحدة إلى كندا وألمانيا وفرنس��ا‬ ‫وإيطالي��ا ودول الخليج وق��د أثبتوا مكانتهم‬ ‫العلمي��ة والمهني��ة‪ .‬وعندم��ا يقت��ل النظام‬ ‫طالب كليات الهندسة اليوم فإنه قتلهم منذ‬ ‫زم��ن طويل عندم��ا ألقى بهم ف��ي وظائف‬ ‫حكومية رثة ومهين��ة وبعيدة كل البعد عن‬ ‫تخصصاتهم وإمكانياتهم‪.‬‬ ‫ستس��تعيد كلي��ات الهندس��ة وباق��ي‬ ‫كلي��ات الجامع��ة مكانتها العلمي��ة والمهنية‬ ‫وسيبني المهندس��ون السوريون سوريا من‬ ‫جديد ليصبح وطنهم منارة للعلم والعمران‬ ‫والحضارة‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كانت البداية في عام ‪ 1901‬عندما أقر‬ ‫إنشاء مكتب مدرسة للطب في دمشق‪ ،‬وقد‬ ‫افتتحت هذه المدرسة التي تعد النواة األولى‬ ‫للجامعة في ع��ام ‪ 1903‬وضمت فرع الطب‬ ‫البشري وفرع الصيدلة وكانت لغة التدريس‬ ‫فيها اللغة التركية‪ .‬ولم تزل هذه المدرس��ة‬ ‫الوحي��دة في س��ورية حتى جاء ع��ام ‪1913‬‬ ‫وافتتح��ت في بيروت مدرس��ة للحقوق كان‬ ‫معظم أس��اتذتها من العرب ولغة التدريس‬ ‫فيه��ا اللغة العربية ثم نقلت عام ‪ 1914‬إلى‬ ‫دمش��ق‪ .‬لكنها ما لبثت أن أعيدت إلى بيروت‬ ‫إضافة إلى مدرس��ة الطب وذل��ك في أواخر‬ ‫الح��رب العالمي��ة األولى‪ .‬وعليه ت��م افتتاح‬ ‫معهد جديد للطب في كانون الثاني ‪،1919‬‬ ‫ومدرس��ة للحقوق في دمشق في أيلول من‬ ‫العام ذاته‪ .‬وفي عام ‪ 1923‬س��ميت مدرسة‬ ‫الحق��وق بمعه��د الحق��وق‪ ،‬ورب��ط معه��دا‬ ‫الحق��وق والطب والمجمع العربي ودار اآلثار‬ ‫العربية بمؤسسة واحدة تحت اسم الجامعة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬ثم فصل في عام ‪ 1926‬المجمع‬ ‫العرب��ي ودار اآلثار ع��ن الجامعة‪ .‬وفي عام‬ ‫‪ 1928‬أنش��ئت مدرس��ة ال��دروس األدبي��ة‬ ‫العلي��ا وربط��ت إدارتها بالجامع��ة ثم أصبح‬ ‫اس��مها عام ‪ 1929‬مدرسة اآلداب العليا التي‬ ‫أغلقت ع��ام ‪ .1935‬مع قدوم عام ‪ 1946‬لم‬ ‫تبقَ الجامعة مقتص��رة على معهدي الطب‬ ‫والحق��وق بل أحدث��ت فيها كلي��ات ومعاهد‬ ‫عليا في اختصاصات أخ��رى وظلت الجامعة‬ ‫تتوس��ع حت��ى أصبح��ت تض��م ع��ام ‪1958‬‬ ‫معه��د الطب‪ ،‬معهد الحق��وق‪ ،‬كلية العلوم‪،‬‬ ‫كلية اآلداب‪ ،‬المعهد العالي للمعلمين‪ ،‬كلية‬ ‫الهندسة بمدينة حلب‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬معهد‬ ‫العلوم التجارية‪.‬‬ ‫أما عن تغيير اس��م الجامعة الس��ورية‬ ‫إل��ى "جامع��ة دمش��ق" فكان ذل��ك في عام‬ ‫‪ 1958‬عندم��ا ص��در قان��ون جدي��د لتنظيم‬ ‫الجامع��ات‪ ،‬وأحدث هذا القانون أيضاً جامعة‬ ‫ثانية وهي "جامع��ة حلب"‪ .‬وفي عام ‪1960‬‬ ‫اس��تقلت كلية الهندس��ة فعلياً ع��ن جامعة‬ ‫دمش��ق وش��كلت الن��واة األساس��ية له��ذه‬ ‫الجامعة الناش��ئة مع اس��تحداث كليةٍ ثانية‬ ‫ه��ي كلي��ة الزراعة‪ ،‬وعي��ن الس��يد توفيق‬ ‫المنجد كأول رئيس لها‪.‬‬

‫حبر ناشف ‪. .‬‬

‫منذ بداية الع��ام الحالي تتعرض كلية‬ ‫الهندس��ة في حلب لقصف صاروخي مدمر‪،‬‬ ‫ال ي��دع خلفه س��وى جثث الط�لاب المرمية‬ ‫عل��ى المقاعد الدراس��ية‪ ،‬فف��ي ‪ 15‬كانون‬ ‫الثاني س��قط ‪ 82‬قتي� ً‬ ‫لا بالقصف الذي وقع‬ ‫في أول ي��وم من االمتحان��ات الفصلية في‬ ‫جامع��ة حلب‪ ،‬بب��ن أبنية الس��كن الجامعي‬ ‫وكلي��ة العم��ارة‪ .‬ول��م يك��ن نصي��ب كلي��ة‬ ‫الهندسة المعمارية في دمشق أفضل حا ًال‪،‬‬ ‫فق��د ناله��م من القص��ف منذ أي��ام في ‪29‬‬ ‫آذار م��ا أودى بحياة ‪ 15‬طالبًا كحصيلة أولية‬ ‫إضاف��ة إل��ى الجرحى‪ .‬ه��ذا باإلضاف��ة إلى‬ ‫الخسارات المادية التي تكبدتها الكليتان‪.‬‬

‫من المهندس��ين والعلميي��ن للحصول على‬ ‫المؤه�لات العلمي��ة المطلوب��ة وذل��ك من‬ ‫أجل اس��تكمال الهيئ��ة التدريس��ية الالزمة‬ ‫للتدري��س وقد بدأ هؤالء بالعودة منذ مطلع‬ ‫العام الدراسي ‪ .1969 - 1968‬وكانت الغاية‬ ‫م��ن انش��اء ه��ذه الكلي��ة اعداد مهندس��ين‬ ‫يس��اهمون ف��ي بن��اء األس��اس الصناع��ي‬ ‫وخاصة للمشاريع الكبرى التي تشكل الجزء‬ ‫األساس��ي ف��ي خط��ة التنمي��ة االقتصادية‬ ‫واالجتماعي��ة‪ ،‬ولتحقيق هذه الغاية احتاجت‬ ‫الكلية إلى توفير هيئة تدريسية كبيرة وإلى‬ ‫تجهي��ز مخابر بالتجهي��زات واآلالت الالزمة‪،‬‬ ‫وتمكنت م��ن ذلك بفضل الدعم المادي من‬ ‫الس��لطات المختصة باإلضافة إلى مساعدة‬ ‫الصن��دوق الخ��اص لألم��م المتح��دة حي��ث‬ ‫وضع مش��روع من أج��ل تطويرها وتضمن‬ ‫هذا المش��روع تقديم التجهي��زات والخبراء‬ ‫والمن��ح حيث بدء بتنفيذه عام ‪ 1964‬وبذلك‬ ‫تمكنت الكلية من بن��اء مخابرها وتجهيزها‬ ‫بالمعدات واآلالت الالزمة للتدريس‪.‬‬ ‫انفصل��ت كلي��ة الهندس��ة ع��ن كليات‬ ‫الهندس��ة األخ��رى بعد أن تم إح��داث كليات‬ ‫هندس��ية أخرى وعدل اس��م كلية الهندسة‬ ‫ليصب��ح "كلية الهندس��ة المدنية" وذلك في‬ ‫ع��ام ‪ .1968‬أما أول عميد له��ذه الكلية في‬ ‫دمش��ق فهو األس��تاذ وجيه القدسي (‪1961‬‬ ‫ ‪.)1964‬‬‫أنش��أت كلية الهندس��ة ف��ي حلب منذ‬ ‫ع��ام ‪ 1946‬كأول مؤسس��ة للتعليم العالي‬ ‫والن��واة األولى لجامعة حل��ب‪ ،‬وكانت حينها‬ ‫ال ت��زال تتب��ع للجامع��ة الس��ورية‪ ،‬أما كلية‬ ‫الهندس��ة المدني��ة فتأسس��ت ع��ام ‪1982‬‬ ‫عندما تم تقس��يم كلية الهندس��ة إلى ثالث‬ ‫كليات مس��تقلة هي كلية الهندسة المدنية‬ ‫وكلية الهندس��ة المعمارية وكلية الهندس��ة‬ ‫الميكانيكية والكهربائية‪.‬‬ ‫تضم كلية الهندس��ة المدنية األقسام‬ ‫التالية‪ :‬الهندسة اإلنشائية‪ .‬اإلدارة الهندسية‬ ‫و التش��ييد‪ .‬الهندس��ة الجيوتكنيكي��ة‪.‬‬ ‫الهندسة المائية‪ .‬الهندسة البيئية‪ .‬الهندسة‬ ‫الطبوغرافية‪ .‬هندس��ة النقل و المواصالت‪.‬‬ ‫العلوم األساسية‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫�أكاد اجلبل‪‎‬‬ ‫من يحكمنا‪ ..‬عليه أن يشبهنا‪ ..‬ويحب الزيت والزعتر‪..‬‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫معت�صم �أبو ال�شامات‬

‫شتان ما بين فرع الخطيب ومعاذ الخطيب‪..‬‬

‫متام هنداوي‬

‫لس��تُ متفقًا مع ّ‬ ‫كل ما ج��ا َء في كلمةِ معاذ الخطيب في‬ ‫مؤتم��ر القمة العربية‪ ،‬لكنّني للم��رةِ األولى في حياتي‬ ‫أبكي وأنا أسمعُ كلم َة سوريا في المؤتمرْ‪.‬‬ ‫جمي��عُ المعتقلي��نَ األحرار وم��ن منهم م��ا َ‬ ‫زال مقيّداً‪،‬‬ ‫هنيئ��ًا لكم‪ :‬من وراء قضبانِ النّظام إلى المقدّمةِ التي‬ ‫يستحقُّها هذا الشعبْ‬

‫مروى الغميان‬

‫أكث��ر م��ن يس��تحقوا أن يروا عل��م الثورة حاض��ر وبقوة‬ ‫برغ��م أن��ف الجمي��ع‪ ،‬ل��م ي��روه! المعتقل��ون‪ ..‬الحري��ة‬ ‫للمعتقلي��ن جميعًا‪ ..‬قريباً بإذن اهلل س��ترفعون بأيديكم‬ ‫علمنا الغالي في ساحات الوطن‪..‬‬

‫م�صطفى علو�ش‬

‫"أعظ��م الجهاد كلمة حق عند س��لطان جائر"‪ ..‬اتقوا اهلل‬ ‫في ش��عوبكم‪ ..‬وأخرج��وا المظاليم من الس��جون‪ ..‬هذه‬ ‫كلمة حق‪ ..‬في وجه عشرين سلطان جائر دفعة واحدة‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬

‫‪‎‬حممود حممود‪‎‬‬

‫القمة العربية القادمة ستكون "حفل تعارف" بين رؤساء‬ ‫جدد منتخبين ديموقراطيًا وممثلين شرعيين لشعوبهم‪.‬‬

‫ميخائيل �سعد‬

‫أفضل عقوبة يمك��ن أن نفرضها على القادة العرب هي‬ ‫إجبارهم على االس��تماع لخطب بعضهم وتلخيصها بعد‬ ‫ذلك للتأكد من فهمهم لها‪.‬‬

‫غيث الزعيم‬

‫إذا الشعب يومًا أراد الحياة فال بد أن تتدخل قطر‪..‬‬

‫هديل �أبو زيدان‬

‫إذا ّ‬ ‫كل هالق��دّ متفاجئين أنو بيبيّت اس��تخارة ليش من‬ ‫األول بتنادولوا شيخنا‪ ،‬أو شيخ!؟‪.‬‬

‫�آية املطرود‬

‫بين القذيف��ة والقذيفة قذيفة‪ ..‬بي��ن القصور والجبيلة‬ ‫أمت��ار‪ ..‬بين األن��اس الذين ذهبوا لرؤي��ة مناطقهم اآلن‬ ‫بس��مة تكدرها غصة ألم وقهر‪ ..‬بين تلك وذاك دموعي‬ ‫الحزينة عل��ى جبيلتي الحبيبة عل��ى منزلي المدمر على‬ ‫ذكريات��ي الت��ي دمرها األس��د‪ ..‬صباح الش��وق والدموع‬ ‫لجبيلت��ي المدم��رة لمه��د طفولت��ي ولمنزل��ي المدم��ر‬ ‫ولذكرياتي الباقية رغم األسد‬

‫منري �شحود‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫كن��ا بعلمين صرن��ا بأربعة‪ ،‬م��و ناقصنا غي��ر نفصِّللها‬ ‫دويالت على المقاس‪ ،‬يمكن تنحل!‬

‫بالنسبة إلي الحرية مرتبطة بكتير مفاهيم و أشياء‪ ،‬مث ًال القيود مو بس الفكرية والحياتية بس كمان القيود‬ ‫المادية فبرأينا الحرية الزم تكون متالزمة ومرتبطة لتشمل كل مستويات الحياة وبتكون الحرية إلي بدنا ياها أنو‬ ‫نكون نحنا متل ما نحنا بدون ما نحس أنو هاد الشي ممكن يدايق غيرنا أو نكون خايفين منو‪..‬‬ ‫ي��ا ريت لو منصير بمس��توى أنو كل حدا عن��دو الحق الطبيعي ليعيش حياتو متل م��ا بدو وعم يمارس هي‬ ‫الحرية وهو حاسس باالمان كونو الكل عايشين حسب الشي اللي هنن حابينو مو الشي المفروض عليهون‪.‬‬ ‫وبالنسبة لبنتي الحرية أنها تكون عايشة بمكان أحلى ويكون عندا ست قطط‪..‬‬

‫سورية مغتربة‬

‫يا�سر ندمي �سعيد‬ ‫خلون��ا نتذ ّكر البعض ش��و كانوا يحكوا‪ :‬كانوا لسّ��اتهن‬ ‫مترددين بإطالق كلمة ثورة على ما "يحدث" في س��وريا‬ ‫بس كانوا سريعين وحاسمين وواثقين جداً بإطالق كلمة‬ ‫الثورة المض��ادة وهم ينتقدون ويعارض��ون قوى الثورة‬ ‫يل ّل��ي موعاجبتن‪ ..‬رح يجي وقت ممك��ن يقولوا فيه إنّو‬ ‫الث��ورة خلصت‪ ..‬م��ا بقى في ثورة بس الث��ورة المضادة‬ ‫لس��اتها موج��ودة‪ ..‬وممك��ن إذا كتبوا التاري��خ بعدين ما‬ ‫يذكروا غير الثورة المضادة التي انطلقت‪ ..‬الخ‪..‬‬

‫كارولني �أيوب‬

‫كل شهيد هو أهم شهيد‪..‬‬

‫م�صباح اخلالد‬

‫قل��ي ل��ك م��ا بتع��رف‪ ..‬ه�لأ ال��دول العربي��ة مجتمعين‬ ‫وعاملين قمة؟‪ ..‬قلتلوا طبعًا بعرف‪ ..‬أساسًا نحنا قاعدين‬ ‫على هالقمة من سنتين لهلق‪..‬‬

‫عالء خنجر‬

‫أول كلمة لسوريا منذ ‪ 1963‬في القمة العربية‪..‬‬

‫�صالح القالب‬

‫حمد اعتبر نفس��ه منذ اليوم األول‪« ،‬ول��ي فقيه» ثورات‬ ‫الربيع العربي‪.‬‬

‫مي م�شهدي‬

‫ع الحاج��ز بالليل‪ ..‬باللي��ل الكتير‪ ..‬العكس��ري قرب قلي‬ ‫مالك خايفه!!عتمه كتي��ر وبايدو في بيل طلعت بهويتي‬ ‫ع��م تلمع تحت ضو البيل وقلتو ال‪ ..‬رجعلي هويتي وطفا‬ ‫البيل‪ ..‬وقلي انا خايف‪ .‬وكتير‪..‬‬

‫عبد العزيز عبا�س‬

‫في البداية يحاربونك‪ ،‬ثم يحاربونك‪ ،‬ثم يحاربونك‪ ..‬اي‬ ‫من طيزي تضل سلمية!! (غاندي)‬

‫�أمين مارديني‬

‫الصب��ي‪ :‬بال ما نلع��ب لعبة عريس وعروس‪ ..‬ش��و رايك‬ ‫نلعب نظام ومعارضة؟‪ ..‬البنت‪ :‬يا قليل األدب‪..‬‬

‫‪�‎‬سحر عبد اهلل‪‎‬‬

‫ﺃﻱ ﻣﺠﺪ ﺃﻭ ﺗﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ؟ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺤﺐ‪ .‬ﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻭﺍﻻﻗﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻭﻧﺎﺩﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ‪..‬‬

‫يامن ح�سني‬ ‫طالم��ا هن��اك ش��بيحة م��ن المدنيي��ن ترتك��ب المجازر‬ ‫والقذارات الطائفية لن ينفع أي تطمين لألقليات‪..‬‬

‫جمدة املدر�س‬

‫لم أكن أدرك بأن أجسادنا وأرواحنا نحن الباقون س��تتحول‬ ‫ألح��رف وكلمات بعد كل هذا الزخم من الحركة والنش��اط‬ ‫أصبحنا جثث ال يتحرك بها س��وى أصاب��ع لينقل ألم الروح‬ ‫إل��ى اآلخري��ن أصبحنا ح��روف وأرقام وبعض م��ن الصور‬ ‫الساكنة وضوء أخضر يقول مازلنا موجودين بدون وجود‪..‬‬

‫مروان زكريا‬

‫آآه‪ ..‬هأل فهمت عليك‪ :‬الزم كون كامل مش��ان "يطلعلي"‬ ‫انتقد أي ش��ي بتقولو أو بتعملو‪ .‬والزم يكون عندي الحل‬ ‫الكام��ل والش��افي لحتّى قلك إنو الل��ي عمتقولو مو هو‬ ‫الح��ل السلي��م‪ .‬طيب رح ق ّل��ك عضمانتي‪ :‬أو ًال‪ :‬س��بحان‬ ‫الكام��ل‪ ،‬وتانيًا‪ :‬مافي وال ش��خص بالعال��م عندو "الحل‬ ‫الكامل" للمش��كلة الل��ي عمتف ّكر بح�لا‪ .‬بالتالي‪ :‬أي حدا‬ ‫حتى لو ما بتعرفو بينتقد أي ش��ي بتقول��و أو بيقلك إنو‬ ‫الح��ل تبعك مو مزبوط‪ .‬دغري قل��و‪" :‬انت ما بيطلعلك"‪.‬‬ ‫ومالحظة‪ :‬هاد الحكي مو انتقاد إلك‪ ،‬اهلل وكيلك‪..‬‬

‫ندى كرامي‬

‫ل��و يتوق��ف البش��ر للحظ��ة للتأمل ف��ي معن��ى الجمعة‬ ‫العظيم��ة‪ ..‬الكثيرون في س��وريا س��اروا عل��ى خطا ابن‬ ‫مريم فوضع��وا حياتهم في خدم��ة إخوتهم ومجتمعهم‬ ‫وكثي��رون من وهب��وا أرواحهم لذلك‪ .‬ليفت��ح عطاء هذه‬ ‫األرواح بصي��رة األحي��اء ويه��دي قلوبهم وي��زرع لديهم‬ ‫بعضاً من محبة اآلخر ويقلل من أناهم المدمرة‪.‬‬

‫�أحمد اليو�سف‬

‫كم من طفل س��وري عاش آالم المسيح بسبب خطيئة لم‬ ‫يرتكبها وفي سبيل خالصنا وقيامنا من تحت ركام الخوف‬

‫غ�سان فواز ال�شعار‬

‫‪ 40‬ملي��ون س��وري بالداخل والخارج س��يطالبون روس��يا‬ ‫وإي��ران بحقهم والثأر لما فعل��وه بسوريا وأهلها‪ ..‬الزمن‬ ‫ال يقاس بالش��هور والسنين‪ ..‬حينم��ا تكون مجموعات ال‬ ‫يتجاوز عددها اآلالف ترهق دوال عظمى فما بالك بشعب‬ ‫ش��جاع وح��ر وذو ذاكرة كالسوريي��ن‪ ..‬قتلن��ا ودمارنا ثأر‬ ‫نترك��ه للزمن ونتعلم من تجاربنا وم��ن مصائبنا لنقول‬ ‫أن العلم سالح األقوياء فلنتسلح بالعلم‪.‬‬

‫يارا با�شا‬

‫الثورة عندما تدخل مرحلة التقديس تتحول لفشل ذريع‪..‬‬

‫ع ّلق��ت ف��ي كلمت��ي األخي��رة عل��ى العب��ارة‬ ‫المش��هورة الت��ي ْ‬ ‫تَطرقه��ا األلس��نة‪ ،‬وه��ي‬ ‫قولهم إن لحوم العلماء مس��مومة‪ ،‬فقلت إني‬ ‫لم أجدها في كتاب اهلل وال في أحاديث الصادق‬ ‫المص��دوق عليه أفضل الصالة والس�لام‪ ،‬وال‬ ‫وجدتها ف��ي دواوين الثقات م��ن أهل العلم‬ ‫العارفين بح��دود اهلل‪ .‬فرد عل��يّ أحدُ اإلخوة‬ ‫الكرام فقال إني ما أزال بحاجة إلى "فتّ خبز"‬ ‫ألن صغار طلبة العل��م يعرفون أن قائل هذه‬ ‫العبارة هو ابن عساكر في كتاب "تبيين كذب‬ ‫المفتري فيما نُس��ب إلى اإلمام األشعري"‪ .‬ثم‬ ‫خاطبني فقال‪ :‬ورحم اهلل امرَءاً عرف قدر نفسه‬ ‫قبل أن ينصب نفسه قاضي ًا وإمام ًا‪.‬‬ ‫وأنا أش��كر أخي الفاضل عل��ى نصيحته‪ ،‬وقد‬ ‫عملت بها قبل أن يكتبها بفضل اهلل‪ ،‬وعرفت‬ ‫َقدْر نفس��ي فلم يخطر ببال��ي قط أن أنصب‬ ‫نفس��ي قاضي ًا وإمام ًا‪ .‬ثم إني أعترف بال تردد‬ ‫أرطال منه‬ ‫بأنن��ي أحتاج فع�ل ًا إلى فتّ خب��ز‪ٍ ،‬‬ ‫وأرطال‪ ،‬حتى أصبح من صغار العلماء‪ ،‬ولكنْ‬ ‫بالتأكيد ليس ألني لم أقرأ كتاب ابن عساكر‪،‬‬ ‫فإن المرء يحتاج إلى عش��رة أعمار ليقرأ عُشر‬ ‫معش��ار الكتب التي أ ّلفها علماء األمة الكبار‪.‬‬ ‫وأن��ا أفنيت عم��ري في القراءة‪ ،‬ب��دأت بقراءة‬ ‫األمّات وأنا ف��ي المرحل��ة اإلعدادية‪ ،‬فقرأت‬ ‫في تفسير ابن كثير وتاريخ ابن األثير وقرأت‬ ‫جملة من كت��ب الجاحظ وأنا دون الخامس��ة‬ ‫عش��رة‪ ،‬وما زلت أقرأ إلى اليوم‪ ،‬ولم أصل بعد‬ ‫إلى كتاب ابن عساكر المذكور!‬ ‫نع��م‪ ،‬أحتاج إلى ف��تّ خبز ألصب��ح في جملة‬ ‫العلم��اء‪ ،‬ولكني أصلح ‪ -‬بعون اهلل ‪ -‬أن أكون‬ ‫طالب علم صغير وصاحب عقل يحب التفكير‪.‬‬ ‫وأنا أحب ابن عس��اكر وأقدّره‪ ،‬على األقل من‬ ‫ب��اب الوف��اء ألن أح��داً لم يؤلف في دمش��ق‬ ‫وتاريخه��ا ورجاله��ا ما أ ّلف‪ ،‬ولكن��ي لم أحبّ‬ ‫أحداً قط لدرجة أن أبيعه عقلي أو أؤجره ألجل‬ ‫معلوم! ف�لا ترهبني ‪ -‬أيه��ا الفاضل ‪ -‬بابن‬ ‫عساكر‪ ،‬فإني قد حصّنت عقلي منذ أمد بعيد‬ ‫من االستسالم للقدماء واألموات لمجرد أنهم‬ ‫أم��وات قدماء‪ .‬هذه فائدة م��ن كبرى الفوائد‬ ‫الت��ي تعلمتها في حياتي‪ ،‬ولكي أش��ارك بها‬ ‫غيري من الق��راء الكرام كتبت ه��ذا التعليق‬ ‫الوجيز‪.‬‬ ‫إن الذين يستش��هدون بفالن وابن فالن من‬ ‫علمائنا الذين مضت عليهم قرون يعتمدون‬ ‫على رهبة الموت وسحر القِدَم‪ ،‬وهما كالهما‬ ‫يمنح��ان النصوصَ قدس��ية عجيب��ة‪ ،‬أمّا أنا‬ ‫فأتلقاها مجرّد ًة عن اس��م قائلها وعن تاريخ‬ ‫حياته وموت��ه‪ ،‬فما وافق المنط��ق قبلته ولو‬ ‫م��ن ابني األصغر‪ ،‬وما خالف العقل رددته ولو‬ ‫كان قائله ع ّالمة الزمان األكبر‪.‬‬ ‫وال يظ��ن أح��د أنني أنتقص م��ن علماء األمة‬ ‫وأعالمها‪ ،‬ال واهلل‪ ،‬بل إنن��ي أحترم أهل العلم‬ ‫وأتلقى عنهم وأستفيد منهم‪ ،‬ولكني أقدّرهم‬ ‫لعلمه��م وفضله��م ال لِ َقدمه��م وتواري��خ‬ ‫وَ َفياتهم‪ ،‬يس��توي في ذلك األحياء واألموات‪،‬‬ ‫وأض��ع بي��ن عينَ��يّ عل��ى ال��دوام القاعد َة‬ ‫الذهبية‪ٌّ :‬‬ ‫كل يؤخَذ من كالمه ويُرَدّ إال النبي‬ ‫المعصوم عليه صالة اهلل وأفضل التسليم‪.‬‬ ‫فيا أيها القراء الكرام‪ :‬أبقوا حواسكم متنبهة‬ ‫عل��ى ال��دوام ّ‬ ‫وحكم��وا عقولكم ف��ي كل ما‬ ‫تقرؤون‪ .‬احترموا علماء األمة واس��تفيدوا من‬ ‫علمه��م‪ ،‬ولكن ال تصنع��وا معهم ما يصنعه‬ ‫مريدو المتصوّفة مع ش��يوخهم‪ ،‬فإنهم يبلغ‬ ‫بهم تقديس الشيخ أن يفترضوا فيه عصم ًة ال‬ ‫تكون إال لألنبياء‪ ،‬حتى لو أنه اقتحم بهم النار‬ ‫لتبعوه إلى الن��ار! قرأنا أن ه��ذا ما يفعلونه‬ ‫فش��كّ في هذا األمر العجيب المس��تعجبون‪،‬‬ ‫ثم ثارت الثورة في الش��ام فرأينا بأمّ العين‬ ‫أنهم كذلك يفعلون!‬ ‫‪‎‬مجاهد مأمون ديرانية‪‎‬‬


‫صبارتنا حيث ال أحد فوق النقد‪..‬‬ ‫باب ناقد ساخر يتناول مواضيع سوريتنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا وثورتنا‪..‬‬ ‫ ‬

‫المحشش السوري االلكتروني‬ ‫بما أنه س��وريا عيونها خضر‪ ،‬ش��وفو أنا ضد أنه أي حدى يكره أي علم‬ ‫م��ر عل��ى تاريخ س��وريا ال تبع النجمتي��ن وال تبع ال ‪ 3‬نجوم ألن��ه هدول جزء‬ ‫م��ن تاريخنا بس حاليًا كل واحد إلو رمزي��ة معينة بسبب الوضع بس ضروري‬ ‫نحترم العلمين‪.‬‬ ‫ب��س المبك��ي المبك��ي بالموضوع ان��ه الناس عم تنق��اد ورا اإلع�لام أكتر‬ ‫وأكتر بش��كل أعمى يحرف عيونهن عن المش��كلة األساس��ية ويخليه��ن يفكرو انه‬ ‫عنجد المش��كلة بعلم او بش��عار وخالفو ويعملو منها شغالت أساس��ية‪ ،‬كأنها صلب‬ ‫المش��كلة بس لحتى هالشعب يلتهي بالتفكير فيها متل نظريات المؤامرة تبع إعالم‬ ‫النظام يلي بس ش��غلتها تلهي الش��عب‪ .‬يمكن عند البعض س��وريا عيونها خضر‪،‬‬ ‫بس المؤ ّكد انه حاليا س��وريا مكسرة جناحاتها وفيها اكتر من مليون الجئ وقريب‬ ‫ال ‪ 100‬ألف شهيد وعشرات آالف المعتقلين ومتلهن من المفقودين والجرحى‪.‬‬

‫برعاية التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي اليساري‬ ‫الماسوني الغربي السوري‬

‫س��وريا إذا عيونه��ا خضر بس ش��عبها عم ينذل‬ ‫داخله��ا بالمعتق�لات وخارجه��ا بالمخيمات نتيج��ة القصف يلي‬ ‫أغلبه عش��وائي ألحي��اء ومدن بكامله��ا بدون أي حساب��ات أو منطق بس‬ ‫إلظه��ار الق��وة والعضالت‪ .‬س��وريا عيونها خض��ر بس بسبب تعن��ت النظام‬ ‫ورفض��ه لمطالب ش��عبه من البدايات وبسب��ب اعتقاله وقتل��ه لالعتدال فسوريا‬ ‫ص��ارت تجمع عالم��ي لجبهات التطرّف وملع��ب مفتوح ألي دولة بتح��ب تجي تتاجر‬ ‫بأرواح ومستقبل السوريين‪.‬‬ ‫س��وريا عيونها خضر بس ش��عبها عيونو حمر من البكاء والوجع على الش��هداء من‬ ‫كل األطراف ألنه الجيش يلي ش��غلتو يحمي الحدود تاجرو بأرواح أخوتنا يلي فيه وحطوهن‬ ‫بمعركة هي ليست بمعركتهم وصارت شغلتو يقاوم الشعب حفاظاً عالبعث وهالحكي قبل‬ ‫ما يكون في جيش حر ونصرة‬ ‫بقى إذا ش��ايفين انه اكبر مش��اكل س��وريا هي العلم فما في مش��كلة حطو‬ ‫عيون خضر أو أي لون بتحبوه‪ .‬بس هالش��ي ما رح يغير من واقع البلد وال‬ ‫رح يغيّر شي بالمشاكل األساسية تبعنا‪.‬‬

‫‪-2‬‬‫القم��ر ب��در‪ ،‬والسم��ا مو صافي��ة‪ ،‬غيوم‬ ‫خفيف��ة‪ ،‬بتمر جن��ب القمر وبت��روح‪ ،‬بتخفف‬ ‫ضو القمر وبتروح‪ ..‬قاعد حاطط كاس��ة متة‬ ‫ومشغل س��يجارة وعم اس��مع فيروز «القمر‬ ‫بيض��وي عالناس والن��اس بيتقاتلو»‪ ،‬رجعت‬ ‫تذكرت كل لحظة حلوة بحياتي‬ ‫وكل حلم للحظ��ة حلوة بدها‬ ‫تج��ي بحيات��ي‪ ..‬للحظ��ة‬ ‫نسي��ت وين انا وطلعت من‬ ‫الج��و‪ ..‬لحت��ى إج��ا صوت‬ ‫ق��وي رجعني ع��األرض‪..‬‬ ‫باللحظ��ة يل��ي كن��ت عم‬ ‫احلم فيها وش��ارد‪ ،‬في حدا‬ ‫مات‪..‬‬

‫شلشناها عليكن‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪-1‬‬‫يا س��يدي وينك بتعرف ش��و‪ ..‬تخيل‬ ‫مث� ً‬ ‫لا تخيل‪ ..‬يج��ي الجيش ويح��ط إيدو بإيد‬ ‫الجيش الحر‪ ،‬ويلعنوا سالف شي اسمو جبهة‬ ‫النص��رة والوف��ود التكفيري��ة الشيش��انية‬ ‫واألفغاني��ة والليبي��ة والتونسي��ة اللي عم‬ ‫تهل علينا باس��م جهاد المناكحة والرايات‬ ‫السود والخالفة االس�لامية والزي منّو‪..‬‬ ‫إي ه��دول مستهدفي��ن الجي��ش‬ ‫الح��ر أكت��ر من الجي��ش السوري‪،‬‬ ‫وصفون فيها قد م��ا بدك‪ ..‬قسم ًا‬ ‫ب��اهلل ازا بيعمل��وا هيك ب��دال ما‬ ‫يتقاتل��وا بي��ن بعض‪ ،‬ليشلش��وا‬ ‫الكرة األرضية‪ ..‬ليصير األمريكي‬ ‫يحاكي حالو بالروس��ي‪ ،‬والسعودي‬ ‫يترغل بالفارس��ي‪ ..‬واإلسرائيلي‬ ‫يكفر بالعبري‪..‬‬

‫أسبوعية‬

‫ال تشــلشــنا مشـــلوشــين‬

‫‪-3‬‬‫يعن��ي يمكن هالقصة م��و وقتها‪..‬‬ ‫بس معقول لهلق مع وضع البلد ولسا في‬ ‫بنات وأهاليهن بيطلبوا وبيتش��رّطوا على‬ ‫الشباب وقت التقدم للزواج‪..‬‬ ‫لس��ا بده��ن بي��وت وس��يارات وحف�لات‬ ‫ودهب والزي منو؟ العمى شو في ماديات‪..‬‬ ‫يعني وقت عم نسمع عاألخبار «سقوط‬ ‫قذيف��ة على المنطق��ة الفالني��ة واقتصار‬ ‫األضرار على الماديات» بكونوا كذابين‪..‬‬ ‫اهلل يسامحك��ن ي��ا مادّي��ات‪،‬‬ ‫ويكترلنا المعنويات‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬

‫غوطتنا‪ ..‬أووووف‪ ..‬قال شو‪ ،‬قال احكي عن غوطة دمشق بعد مرور أكثر‬ ‫من عامين على اندالع الثورة السورية‪.‬‬ ‫يال لنب ّلش‪ ..‬أول ش��ي‪ :‬غوطة دمشق منطقة محررة‪ .‬ممممم‪ ..‬محررة‪.‬‬ ‫اي مح��ررة م��ن نظام العصابة‪ ،‬من نظام األس��د‪ .‬يعني بتمش��ي بالش��ارع‬ ‫وبتسب األس��د وبتعمل اللي بدك ياه ضد األس��د وما حدا بيتطلع فيك‪ .‬بس‬ ‫إنّو محررة‪ ..‬مممم‪ ..‬فيها وجهات نظر خيّو‪.‬‬ ‫تاني ش��ي‪ ،‬عندك الجيش الح��ر اهلل يحمي‪ ،‬واهلل أبضايات‪ ..‬بس مو‬ ‫الكل ها‪ ،‬ألنو في عالم قاعدين ال ش��غلة وال عملة‪ ،‬والثورة صايرة عندو‬ ‫جرة دهب وعلى نهب ونهب ونهب‪.‬‬ ‫بس بش��رفي في عالم بهالجيش الحر بينحطو عالراس‪ ،‬بس اهلل‬ ‫وكيلكون الشرفاء قالل (مو بس هون‪ ،‬بكل مكان) بس هني الفعالين‪.‬‬ ‫وباآلخ��ر ال يص��ح إال الصحيح‪ ..‬هل��ئ بنجي لألمور ُ‬ ‫األخ��رى‪ ،‬يعني مث ًال‬ ‫مث ًال‪ ،‬ميّ ما في‪ .‬هو في بس إنو تعباية‪ ،‬بيع وشراء وهيك‪.‬‬ ‫بس بدكون الصراحة‪ ،‬أهم ش��ي صار بعد مرور سنتين من الثورة‬ ‫إن��و الكهربا ما عادت تنقط��ع‪ ..‬هيههيهيهيهي ألن��و باألصل ما عاد في‬ ‫كهربا‪ ،‬ألنو إلها مدري كم شهر مقطوعة‪ ،‬وهع‪.‬‬ ‫وغي��ر هي��ك يا معلم��ي أص��وات القص��ف ما بته��دي‪ ،‬يعن��ي إنّو‬ ‫بتح��س حالك هيك مدري كيف أش��رحلك ياه��ا‪ ،‬إنو يعني بتحس‬ ‫هالراجم��ة عم تالحق��ك ألنو معجب��ة فيك (راجم��ة الصواريخ)‬ ‫وبتح��س المدفعية مرتك عكتر ما بت��دك هالقذايف بحضنك‪.‬‬ ‫وال القناص‪ ،‬ي��ا حبيبي يا قناص‪ ،‬بيحب هيك على طول الليل‬ ‫والنهار يدغدغ مشاعر هالناس‪ .‬تقول ما بيتعب من الدغدغة‪.‬‬ ‫وبخصوص األوضاع المعيش��ية‪ ،‬فالحمد هلل‪ ،‬العيشة عال‬ ‫الع��ال كلو متوفر‪ ،‬صحي األس��عار غالية ش��وي ومصاري مافي‬ ‫ألنو شغل ما في بس الحمد هلل العيشة عال العال‪.‬‬

‫صبارة سوريتنا ‪. .‬‬

‫من مذكرات التيار في غوطة دمشق‬

‫وأحلى ش��ي إن��و بعد‬ ‫س��نتين من الث��ورة وبحم��ده تعإلى قدرن��ا نستب��دل قناني عرق‬ ‫س��وس والتمر هن��دي والعصير اللي بينباعوا عل��ى الطرقات بقناني‬ ‫مازوت وبنزين وكاز‪.‬‬ ‫اييييييييييه منظر بيش��هي ش��رب البنزي��ن علي الحالل‪ ..‬بس ش��و بدك‬ ‫بالحكي الشعب هون طيب وابن حالل وما في منو وبتشتهي تضل عايش معو‪.‬‬ ‫والحري��ة بتستاه��ل ك��ل هالتع��ب وك��ل الحك��ي الل��ي قلتو ف��وق وإن‬ ‫ك��ان صعب ب��س الواح��د بيتحمل وكلو ف��دا الحري��ة‪ .‬ودم الش��هيد اللي‬ ‫س��قى هالغوط��ة أهل الغوطة م��و نسيانينو وع��م يهتفولو كل جمعة‬ ‫بمظاهراتون‪:‬‬ ‫شهيد يا رايح رايح على الجنة‬ ‫جاية بعون اهلل‬ ‫والنصر جاية ‬

‫‪23‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫ٌ‬ ‫ثرثرة ال ت�ضيف‬ ‫�شيئ ًا عن هوية‬ ‫امر� ٍأة جمهولة‬ ‫نبراس شحيد‬

‫امر�أة برائحة الوطن‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 31 | )80‬آذار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫ه��ل تذكر تلك الصديقة العزي��زة ما قالته لي يومًا‬ ‫عن أجم��ل لقاءاته��ا العاطفية؟ ك��ان الش��اب فلسطينيًا‬ ‫تعرّ َفتْ��هُ ف��ي إحدى س��هرات السم��ر الدافئ��ة‪ .‬الجميع‬ ‫كان يتح��دث إال الغريب هذا‪ ،‬فقد ظ��ل ينظر في عينيها‬ ‫ً‬ ‫بداي��ة‪ ،‬لكن طيفًا غريبًا‬ ‫بوقاحةٍ س��احرة‪ .‬ارتبكت الفتاة‬ ‫من نيران العينين المجهولتين استحوذ عليها‪ ،‬لتستسلم‬ ‫بع��د برهةٍ إليهم��ا وتدخل في طور الصم��ت المسكون‪.‬‬ ‫شعور ما‪ ،‬عن‬ ‫هكذا‪ ،‬ضاع االثنان بحثاً عن ش��ي ٍء ما‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬ ‫لحظةٍ هش��ةٍ يؤمنان بها في غموض النظرة المجهولة‪.‬‬ ‫لم تفهم الفتاة وقتها ما حدث‪ ،‬وهو بدوره لم يشرح لها‪،‬‬ ‫لكنه في األيام التالية صار يتجنب النظر في عينيها‪ ،‬ثم‬ ‫انقطعت أخباره‪" .‬لقد رحل!"‪" .‬عمَ كان يبحث؟"‪ ،‬تسألني‬ ‫الصديقة‪ ،‬لتجيب بحكمةٍ أنثوية ال تخيب‪" :‬الشاب الغريب‬ ‫رأى ف��ي عينيَّ فلسطين التي لم يرها من قبل‪ ،‬فأطبق‬ ‫على الذكرى كي ال يضيع وطنه الذي وجده‪ ،‬ولذلك رحل‬ ‫م��ن دون كلمات‪ ." ..‬هذا ما قالته لي صديق ٌة في يوم ما‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وطن ما‪.‬‬ ‫في مكانٍ ما‪ ،‬عن ٍ‬

‫"الدون جوان" ال�سوري‬

‫أم��ام حائ��طٍ غي��ر مكس��ي‪ ،‬يخف��ي الش��اب وجهه‬ ‫بكفيّ��ة‪ ،‬يجل��س القرفص��اء ويحم��ل ً‬ ‫الفتة إل��ى المرأة‬ ‫المجهولة‪ ،‬وعليها كتب‪" :‬أنت الوحيدة التي س��تعرفينني‬ ‫م��ن عين��ي‪ .‬مر ع��امٌ ونصف عام‪ .‬اش��تقت إلي��ك!"‪ .‬مر‬ ‫يلتق المرأة‪ ،‬فهو على ما‬ ‫عامٌ ونصف العام والرج��ل لم ِ‬ ‫يب��دو عاجزٌ عن االتصال بها لسبب نجهله‪ .‬أهو منش��قٌّ‬ ‫ويخ��اف على حياتها م��ن نقمة الش��بّيحة؟ ربما‪ .‬أيخفي‬ ‫وجه��ه ليحم��ي من بقي م��ن أهله حي��ًا؟ ربما‪ .‬أي��ًا يكن‬ ‫األمر‪ ،‬يكتفي الش��اب بإظهار عيني��ن مجهولتين تلتهبان‬ ‫ً‬ ‫لهف��ة إلى ام��رأةٍ مجهولة‪ ،‬في مكانٍ مجه��ول‪" .‬لكن أال‬ ‫ٌ‬ ‫س��ائل بموضوعية؛‬ ‫تتش��ابه العي��ون الس��ود؟"‪ ،‬يتساءل‬ ‫"وكي��ف تستطي��ع الم��رأة المجهول��ة أن تع��رف هوي��ة‬ ‫العيني��ن المجهولتي��ن؟"‪ ،‬يتساءل آخر ال يؤمن بالعش��ق‬ ‫وبنظرات��ه المؤلمة؛ "وهل عند الم��رأة المجهولة حسابٌ‬ ‫ثقيل بسماجة؛‬ ‫عل��ى الـ"فايسبوك؟"‪ ،‬يتساءل صاحب‬ ‫دم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫"وهل المرأة المجهولة ال تزال على قيد الحياة؟"‪ ،‬يتساءل‬ ‫وج��وديٌّ بنب��رةٍ تراجيدي��ة؛ "وه��ل وُجدت الم��رأة هذه‬ ‫أص� ً‬ ‫مضن إلى ش��ي ٍء‬ ‫لا‪ ،‬أم اختلقه��ا صاحبها في‬ ‫ش��وق ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يجهله؟"‪ ،‬يتساءل سوري خبر جرح الحنين!تناقلت الكثير‬ ‫من صفحات االنترنت صورة الشاب الوحيد هذه‪ ،‬وتنوعت‬ ‫التعليق��ات عليها‪ ،‬فبعضهم عاتب��ه ألن الجندي "يجب أ ّال‬ ‫يح��ب!"‪ ،‬والبعض رأى في الم��رأة المجهولة أمًا ال حبيبة‪،‬‬ ‫"فرض��ى اهلل يأت��ي وبعده رض��ى الوالدي��ن" تقول هذه‬ ‫"الفرويدي��ة" التي تجه��ل ذاتها‪ ،‬في الوق��ت الذي تمنّى‬ ‫في��ه آخرون للش��اب المل��وّع لق��اء حبيبت��ه‪ .‬لكن بعض‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫عمل للفنان سمير الخليلي‬

‫نحو مدهش‪" :‬نعم عرفتك!"؛ "حبيبي‪،‬‬ ‫النساء كتبن على ٍ‬ ‫اش��تقت إليك!"‪ ،‬قالت أخرياتٌ تعقيبًا على الصورة‪ ،‬وقد‬ ‫تقمّص��ن بحن��انٍ فري��دٍ دور األنث��ى المجهول��ة‪ .‬يبحث‬ ‫الشاب الثائر عن امرأة ما‪ ،‬فتجيء اإلجابة األنثوية الثائرة‬ ‫مختلفة‪ :‬هي ليست أنثى من تبحث عنها‪ ،‬بل "األنثى في‬ ‫كل أنثى" (س��ورين كيركيغ��ارد)‪ ،‬وفي بحثك المستحيل‬ ‫هذا عن ألف والم التعريف تكمن مأس��اتك‪ ،‬وفي عش��ق‬ ‫المستحيل يكمن سحر عينيك المجهولتين‪ .‬هذا ما قالته‬ ‫نسا ٌء في يوم ما‪ ،‬في مكانٍ ما‪ ،‬عن امرأةٍ ما‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫يف مقاهي املنفى‬

‫تتك��رر اللق��اءات ف��ي مقاه��ي المنفى بعي��داً عن‬ ‫دمش��ق‪ ،‬ويضيع ٌ‬ ‫رجال ونسا ٌء أجب��روا على ترك بالدهم‬ ‫في ش��غف العي��ون‪ .‬ن��وعٌ من الحني��ن الغري��ب ّ‬ ‫يلفهم‪.‬‬ ‫يتبادلون القبل كما لم يعتادوا عليها في دمشق‪ .‬تتعانق‬ ‫مجهول‪،‬‬ ‫طقوس جديدة بحثاً عن طيفٍ‪ ،‬عن‬ ‫األجساد في‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)59183‬‬ ‫دمشق‪4671 :‬‬ ‫ريف دمشق‪12992 :‬‬ ‫حمص‪10039 :‬‬ ‫درعا‪5013 :‬‬ ‫إدلب‪7156 :‬‬ ‫حلب‪8887 :‬‬

‫دير الزور‪3751 :‬‬ ‫الرقة‪748 :‬‬ ‫السويداء‪41 :‬‬ ‫حماة‪4462 :‬‬ ‫الالذقية‪777 :‬‬ ‫طرطوس‪91 :‬‬ ‫الحسكة‪401 :‬‬ ‫القنيطرة‪154 :‬‬

‫ع��ن ش��ي ٍء لم يوج��د ربما يوم��ًا‪ ،‬عن ذكرى ل��م تحدث‪.‬‬ ‫تتالص��ق األجس��اد ف��ي ظلمة المنف��ى‪ ،‬وال يزال س��واد‬ ‫ش��بح لكن بلون‬ ‫ذكر‪ ،‬عن‬ ‫العيني��ن يبحث عن أنثى‪ ،‬عن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الوطن‪" .‬أتعرفين"‪ ،‬يقول الش��اب لصديقته الجالسة في‬ ‫زاوي��ة المقهى‪" ،‬عندي حلمٌ وحيدٌ يحرق حش��اي!"‪" .‬ما‬ ‫ه��و؟"‪ ،‬تقول الفتاة بلهفة‪ ،‬فيجي��ب‪" :‬أن أرى وطني حراً‪،‬‬ ‫وأم��وت بعد ذلك بهدوء"‪" .‬أتمنى أن ترى دمش��قكَ حرة‬ ‫عم��ا قري��ب"‪ ،‬تقول الفت��اة الجميلة بخيبة أم��ل ّ‬ ‫مبطنة‪،‬‬ ‫لتضي��ف‪" :‬لكنني أتمنى أيضًا أن تعيش طوي ًال فتستمتع‬ ‫بوطن��ك الح��ر!"‪ .‬يتمت��م الش��اب بض��ع كلم��اتٍ تفتقر‬ ‫إل��ى وض��وح المعنى‪ ،‬ف��ي حين تتاب��ع الفت��اة محاوالتها‬ ‫التش��جيعية لتحدّثه ع��ن زمن العودة ال��ذي يقترب‪ .‬أما‬ ‫بوط��ن ما‪،‬‬ ‫الش��اب فيغم��ض عيني��ه العسليتي��ن ليحلم‬ ‫ٍ‬ ‫بام��رأةٍ صارت المرأة‪ ،‬بمكانٍ ص��ار المكان‪ ،‬فتسيل من‬ ‫عينيه دمع ٌة يتيمة اعت��اد دفنها عميقًا جداً‪ ،‬عميقًا هناك‬ ‫حيث ال توجد إال ذكرياتٌ خافت ٌة وحلم‪.‬‬ ‫النهار اللبنانية ‪2013 / 3 / 10‬‬ ‫‪ 3808‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 1701‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 5721‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 8025‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 51158‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 3 / 30‬‬ ‫‪http://vdc-sy.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.