سوريتنا | العدد الواحد والثمانون | 7 نيسان 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫�أو�ضاع �إن�سانية �صعبة ومتدهورة‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ربع �سكان �سوريا بني نازح والجئ‪ ،‬وال�صليب‬ ‫الأحمر قلق من تدهور الو�ضع الإن�ساين‬ ‫عدد النازحني الداخليني‬ ‫ي�صل �إىل �أربعة ماليني‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫اعتبرت المفوضية العليا لش��ئون‬ ‫الالجئي��ن التابع��ة لألم��م المتحدة‪ ،‬أن‬ ‫عدد النازحين داخل األراضي السورية‬ ‫بس��بب الن��زاع القائ��م بلغ نح��و أربعة‬ ‫ماليين فيما تطالب واش��نطن بتسريع‬ ‫المساعدات اإلنسانية‪.‬‬ ‫وقالت مسؤولة االتصال اإلقليمية في‬ ‫المفوضية ريم السالم "إن األرقام السابقة‬ ‫لبرنامج المس��اعدة اإلنس��انية لسوريا‪ ،‬لم‬ ‫تعد تعكس الوضع المتغير بسرعة"‪.‬‬ ‫وأضافت ف��ي رس��التها اإللكترونية‪،‬‬ ‫أن األمم المتحدة تعمل مع شركائها على‬ ‫إعادة النظر في األرق��ام والحلول الواجب‬ ‫تقديمها قبل نهاية الس��نة‪ ،‬وقدرت بنحو‬ ‫أربع��ة ماليين‪ ،‬عدد األش��خاص النازحين‬ ‫داخل األراضي السورية منذ اندالع النزاع‬ ‫في مارس ‪.2011‬‬ ‫وم��ن المتوق��ع‪ ،‬أن يت��م نش��ر ه��ذا‬ ‫الرقم الجديد خالل األيام القليلة المقبلة‪.‬‬ ‫ويض��اف األربع��ة ماليي��ن ن��ازح‬ ‫داخ��ل األراض��ي الس��ورية‪ ،‬إل��ى نحو‬ ‫ملي��ون و‪ 200‬أل��ف الجئ أجب��روا على‬ ‫مغادرة بلدهم‪ ،‬إلى الدول المجاورة في‬ ‫كل من‪ :‬األردن ولبنان وتركيا والعراق‪،‬‬ ‫حسب المفوضة العليا لالجئين‪.‬‬ ‫وه��ذا يعن��ي‪ ،‬أن ربع الس��وريين‬ ‫البالغ عددهم نح��و ‪ 22‬مليونًا‪ ،‬أجبروا‬ ‫على ت��رك منازلهم واللجوء إلى أماكن‬ ‫أخرى داخل أو خارج سوريا‪.‬‬ ‫ومن ش��أن حدة األزم��ة‪ ،‬أن تؤدي‬ ‫إل��ى قلة في م��وارد المس��اعدات التي‬ ‫تقدمه��ا األم��م المتح��دة‪ ،‬ومنظم��ات‬ ‫إنسانية ودول مانحة‪.‬‬ ‫م��ن جهته��ا‪ ،‬قال��ت المس��ئولة‬ ‫األمريكية لش��ئون الالجئين في وزارة‬ ‫الخارجي��ة األمريكية كيل��ي كليمنتس‬ ‫"لي��س العن��ف وح��ده ه��و ال��ذي يدفع‬ ‫الن��اس إل��ى اله��رب ب��ل هن��اك أيضًا‬ ‫تراج��ع مس��توى المعيش��ة‪ ،‬وانقط��اع‬ ‫الخدم��ات العامة وعدم ق��درة األطفال‬ ‫على التوجه إلى المدارس"‪.‬‬ ‫وبس��بب حدة المعارك تراجع عمل‬ ‫األجهزة الصحية فيم��ا أغلقت مدارس‬ ‫أو متاج��ر أبوابه��ا م��ا ترك الس��وريين‬ ‫بدون موارد‪ ،‬ومن تمكن من النزوح قد‬ ‫رحل فيما اضطر كثيرون لتغيير أماكن‬ ‫إقامتهم مرتين أو ثالث مرات‪.‬‬

‫�أمرا�ض تهدد الالجئني‬ ‫ال�سوريني يف العراق‬

‫وفي سياق متصل ذكرت المفوضية‬ ‫العلي��ا ي��وم الثالث��اء ‪ 2‬أبريل ‪ /‬نيس��ان‪،‬‬

‫أن االكتظ��اظ ف��ي مخيم��ات الالجئي��ن‬ ‫الس��وريين في الع��راق يزيد من مخاطر‬ ‫انتشار األمراض في هذه المخيمات‪.‬‬ ‫وأك��د أدري��ان ادواردز المتح��دث‬ ‫باس��م المفوضي��ة أن االكتظ��اظ يؤثر‬ ‫عل��ى الوضع الصح��ي الذي يع��د دون‬ ‫المستويات اإلنسانية اآلن‪.‬‬ ‫وق��ال ادواردز ف��ي حدي��ث‬ ‫للصحفيي��ن إن “االكتظ��اظ وارتف��اع‬ ‫درج��ات الح��رارة يزي��د م��ن احتماالت‬ ‫انتش��ار األم��راض وازدي��اد التوتر بين‬ ‫س��كان المخيمات” مش��يراً إلى أن عدد‬ ‫الالجئي��ن الس��وريين المس��جلين في‬ ‫الع��راق تجاوز في نهاية م��ارس ‪ /‬آذار‬ ‫الماضي ‪ 121‬ألف الجئ‪.‬‬ ‫وقال إن "مخيم “دوميز" في دهوك‬ ‫ي��أوي حالياً نح��و ‪ 35‬ألف الجئ س��وري‬ ‫حيث تتش��ارك آالف العائالت خيامها مع‬ ‫الالجئين الج��دد‪ ،‬نظ��راً ألن نحو ‪3500‬‬ ‫عائلة ليس لديها مأوى خاص بها‪ .‬وتابع‬ ‫أن الالجئي��ن يصل��ون إل��ى كردس��تان‬ ‫بمعدل ‪ 800‬إل��ى ‪ 900‬الجئ يومياً وهو‬ ‫ضعف العدد قبل ثالثة أشهر‪.‬‬

‫عودة �أكرث من ‪ 5000‬الجئ‬ ‫�سوري من الأردن‬

‫وفي حركة نزوح معاكسة سجلت‬ ‫األجه��زة المعني��ة ف��ي األردن وق��وات‬ ‫حرس الحدود أكبر موجة عودة الجئين‬ ‫س��وريين إل��ى بالدهم ي��وم الخميس‬ ‫الفائت‪ ،‬حي��ث ع��اد ‪ 2400‬الجئ مقيم‬ ‫على أراضي المملكة‪ ،‬بحس��ب الناطق‬ ‫باس��م ش��ؤون الالجئين أنمار الحمود‪.‬‬ ‫وق��ال الحم��ود إن اليومي��ن الماضيين‬ ‫شهدا أكبر موجة عودة الجئين لألراضي‬ ‫السورية حيث بلغ عددهم ‪ 5150‬الجئًا‬ ‫تم نقلهم بواس��طة الحافالت المجهزة‬

‫إل��ى معاب��ر آمنة بالتنس��يق م��ع قوات‬ ‫حرس الحدود األردنية‪.‬‬ ‫وأك��د الحم��ود أن جمي��ع الالجئين‬ ‫العائدين إل��ى بالدهم رجعوا بناء على‬ ‫طلبه��م بع��د أن ت��م توقيعه��م عل��ى‬ ‫طلب��ات الع��ودة ل��دى األجه��زة األمنية‬ ‫بمخي��م الزعت��ري لالجئين الس��وريين‬ ‫في محافظة المفرق‪.‬‬ ‫وأش��ار إل��ى أن ‪ 28‬حافل��ة تابع��ة‬ ‫للصلي��ب األحم��ر ونقلي��ات م��ن األمن‬ ‫الع��ام ش��اركت بعملي��ات نق��ل هؤالء‬ ‫الالجئين إل��ى نقاط العب��ور الحدودية‬ ‫مع األراضي السورية‪.‬‬

‫ا�ستمرار اعت�صام النازحني‬ ‫الفل�سطينيني من �سوريا يف بريوت‬

‫أما ف��ي لبنان فيواص��ل النازحون‬ ‫الفلسطينيون من س��وريا اعتصامهم‬ ‫المفتوح أمام مقر وكالة غوث الالجئين‬ ‫"األون��روا" ف��ي بي��روت‪ ،‬للي��وم الرابع‬ ‫والعش��رين على التوالي‪ ،‬احتجاجًا على‬ ‫"السياسة المتبعة من وكالة الغوث في‬ ‫التعامل مع مطالبهم"‪.‬‬ ‫وتضامن��ًا م��ع مطالبه��م ومع كل‬ ‫التح��ركات الت��ي ينفذه��ا النازح��ون‬ ‫ف��ي العدي��د م��ن المخيمات "م��ن أجل‬ ‫دف��ع األونروا إل��ى تحمل مس��ؤولياتها‬ ‫الكامل��ة تج��اه النازحين عل��ى مختلف‬ ‫المستويات"‪ ،‬زار وفد من اتحاد الشباب‬ ‫الديمقراطي الفلس��طيني في س��وريا‬ ‫المعتصمي��ن وتح��دث باس��مه راض��ي‬ ‫رحيم الذي أكد "دعم مطالب النازحين‬ ‫وحقهم في المس��كن واإليواء المؤقت‬ ‫وف��ي الصح��ة والتعلي��م واإلغاث��ة"‪،‬‬ ‫معتبراً أن "ه��ذه مطالب تقع في صلب‬ ‫أولويات عمل األون��روا وواجبها تلبيتها‬ ‫ف��وراً"‪ ،‬داعي��ًا كل الهيئ��ات المعني��ة‬

‫بقضايا اإلغاثة س��واء على المس��توى‬ ‫الفلس��طيني أو اللبناني أو الدولي إلى‬ ‫"زيادة عمليات التنس��يق ف��ي ما بينها‬ ‫لالستجابة للحاجات المتزايدة للنازحين‬ ‫الفلسطينيين من سوريا"‪.‬‬

‫ال�صليب الأحمر قلق من‬ ‫الو�ضع يف �سوريا‬

‫وم��ن جهتها أعربت اللجنة الدولية‬ ‫للصليب األحمر ع��ن قلقها من تدهور‬ ‫الوضع اإلنس��اني الس��ريع في سوريا‪،‬‬ ‫مبين��ة أن بعض المناط��ق تحولت إلى‬ ‫مسرح "للدمار والخراب"‪.‬‬ ‫وق��ال بيتر م��اورر رئي��س اللجنة‬ ‫الدولي��ة للصلي��ب األحم��ر ف��ي نهاية‬ ‫زي��ارة اس��تمرت ثالثة أيام إل��ى لبنان‪،‬‬ ‫الذي يستضيف ‪ 400‬ألف الجئ سوري‪:‬‬ ‫إن عم��ال اإلغاث��ة تمكن��وا م��ن القيام‬ ‫بمزيد من الرحالت إلى مناطق تسيطر‬ ‫عليها المعارضة في س��وريا على مدار‬ ‫األسبوعين الماضيين‪.‬‬ ‫وأض��اف‪ ،‬أن عم��ال اإلغاث��ة ل��م‬ ‫يندهش��وا م��ن الدم��ار والخ��راب ف��ي‬ ‫المناط��ق التي دخلوه��ا ألول مرة ومن‬ ‫تزاي��د الحاج��ة إل��ى الغ��ذاء والص��رف‬ ‫الصحي والماء والدواء‪.‬‬ ‫وتاب��ع‪" :‬م��ا أمكنن��ا تحقيقه ليس‬ ‫كافيً��ا‪ ،‬واالحتياج��ات تتزاي��د أضعافً��ا‬ ‫مضاعف��ة‪ ،‬بينم��ا قدرتن��ا عل��ى تلبية‬ ‫االحتياجات تتزايد ببطء"‪.‬‬ ‫ودع��ا ماورر إلى احت��رام منظمات‬ ‫اإلغاثة‪ ،‬مش��ددًا‪" :‬عندما تك��ون لدينا‬ ‫قافل��ة عل��ى الطريق من دمش��ق إلى‬ ‫أي م��كان ف��ي س��وريا فم��ن األهمي��ة‬ ‫القص��وى أن يس��مح له��ا بالم��رور من‬ ‫نق��اط التفتي��ش وأال تتعرض إلطالق‬ ‫النار"‪.‬‬


‫(�أم عمر) تقاتل �إىل جانب‬ ‫املعار�ضةال�سوريةعلىطريقتها‬

‫يوسف أبو خضور‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫ال أعرف من أين خرجت وكيف وصلت إلى ش��ارع ش��بيه بش��وارع دمش��ق‪ .‬أحد أصدقائي القدامى قادم‬ ‫باتجاه��ي‪ .‬أردت أن أس��اله متى خرج من س��وريا؟ وكيف وص��ل إلى هنا؟ لكن حلقي جف كخش��بة عندما‬ ‫باغتني هو بالسؤال‪ :‬متى رجعت‪..‬؟!‬ ‫نظ��رت حول��ي وأحش��ائي تتقطع‪ ،‬وجدت نفس��ي وإياه أمام مدرس��تنا القديمة والط�لاب يخرجون من‬ ‫المدرسة ويهتفون بلغة لم أفهمها‪ ..‬كأنهم فرقة عسكرية‪.‬‬ ‫ق��ال صديقي‪ :‬هناك ش��بيحة‪ ..‬تص��رف بعفوية‪ ..‬ال تهت��م‪ ..‬تعال‪ ..‬مررن��ا أمام الش��بيحة الذين كانوا‬ ‫يملؤون المكان وركبتيّ تقصف خوفًا‪ ،‬وخُيّل إليّ أن أحدهم س��مع صوت خوفي‪ ،‬نظر إليّ نظرة توحي‬ ‫بأنه كشفني‪ ..‬أدرك صديقي ذلك وصاح‪ :‬أركض‪..‬‬ ‫ركضت‪ ،‬وكان صديقي يركض معي‪ ،‬ويسألني أسئلة عادية من قبيل‪ :‬ماذا تعمل‪ ..‬هل تزوجت‪..‬؟!‬ ‫قل��ت له وأنفاس��ي تتقطع‪ :‬أين نذهب‪..‬؟؟ قال بب��رود دون أن يلهث حتى‪ :‬هنال��ك «عرس» قريب ألحد‬ ‫األصدق��اء‪ ،‬لنذهب إلي��ه‪ ..‬وصلنا أحد البي��وت‪ ،‬ظننت أني أعرفه��ا‪ ،‬أختبأنا داخل س��وره‪ ،‬وكنت أرى عيون‬ ‫الشبيحة فقط‪ ،‬عيون تسبح في الهواء وتبحث عني‪ .‬كان الخوف يأكل قلبي‪ ،‬خوفٌ العهد لي به‪ ..‬باغتني‬ ‫رجل عجوز يحمل شمعة‪ :‬أنت الميكانيكي‪..‬؟ وتابع قبل أن أجيبه‪ :‬السيارة في تلك الزاوية إذهب إلصالحها‪.‬‬ ‫عندما خرجت من أس��فل الس��يارة وج��دت فوقي مجموعة من الش��بيحة من الجنس��ين‪ ،‬معظمهم من‬ ‫الفنانين والمثقفين الذين علقت صورهم بذاكرتي‪ ..‬سقطت في هوة مظلمة‪ ،‬شعرت بأن عقلي ابتلعني‪..‬‬ ‫بدأ العرس‪ ،‬ووجدت نفسي بجانب صديقي العريس‪ .‬همست له بأن المكان ملئ بالشبيحة‪ ،‬لكنه ربت‬ ‫على فخذي ضاحكًا‪:‬ال تقلق‪ ..‬معك سالح‪..‬؟‬ ‫تذكرت أن معي مسدسًا كنت قد اشتريته البني‪ ،‬مسدس لعبة‪ ..‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬لكن ليس معي طلقات‪ .‬لم‬ ‫يسمعني‪ ،‬كنت احاول التنفس وال أستطيع‪ ..‬إنها لحظات رعب ال توصف‪..‬‬ ‫أش��ار العري��س بيدي��ه بال مباالة ألحد الش��باب الذي��ن يحملون « المايك»‪ ،‬وكلما أش��ار له كان الش��اب‬ ‫يقول‪:‬العريس سيدمر الرئيس‪..‬‬ ‫و كنت أقول في نفس��ي‪ :‬هذا ال يحدث إنه حلم‪ ..‬أنا لس��ت هنا‪ ..‬هذا حلم وسَيمّر‪ ..‬أنا بعيد عن سوريا‬ ‫أص ًال وال أشترك مع هؤالء بمصيرهم‪ ،‬تخليت عن المصير المشترك منذ زمن بعيد‪.‬‬ ‫كنت خائفاً ونادمًا‪ ،‬ال أرى إال عيونًا بأحجام وألوان مختلفة تحاصرني‪.‬‬ ‫ب��دأ إطالق الن��ار وكان العريس البادئ‪ ،‬بعد أن صرخ بدرامية واضحة‪ :‬النس��وان لجوا‪ ..‬ال تخافوا عدونا‬ ‫تافه وسخيف‪..‬‬ ‫أما أنا فكنت أزحف على التراب‪ ،‬والعيون تراقبني باس��تهزاء‪ ..‬صرخت بالصوت‪ :‬أين قاعة المؤتمرالتي‬ ‫كنت فيها؟!!‪ .‬أردت أن أتأكد أنني لست في سوريا‪ ..‬كنت نادمًا على كل كلمة كتبتها أو قلتها‪ ،‬وكانت عيون‬ ‫الشبيحة تسمع ما أقول‪ ،‬وتقترب مني حتى ابتلعتي‪..‬‬ ‫وجدت نفس��ي فجأة أبكي بال صوت في ش��ارع يش��به شوارع المالكي في دمش��ق‪ .‬كان صوت العريس‬ ‫م��ا زال يتردد في رأس��ي‪:‬ال تقلق عدونا تاف��ه‪ ،‬عدونا تافه‪ ..‬كنت وحيداً هناك أح��اول العثور على طريقة‬ ‫لإلس��تيقاظ‪ ،‬عندما مرت س��يارة تشبه السيارات المتجولة‪ .‬كانت تبيع السالح‪ ،‬أشكال مختلفة من الذخيرة‬ ‫والبنادق‪ ،‬يصيح عليها السائق برتابة مملة‪..‬‬ ‫أطلت س��يدة بنصف جس��مها من احدى النوافذ‪ ،‬نظرت إليّ فوراً واس��تنجدت‪ :‬وقفو اهلل يرضى عليك‬ ‫وقفو‪ ..‬اش��رتُ له دون أن أعيّ ش��يئًا فتوقف‪ ،‬نظرت بتمعن لوجه السيدة الذي يشبه أحد وجوه المعارضة‬ ‫النسائية‪..‬‬ ‫أرسلتْ السيدة طفلها إلى السيارة‪ ،‬رأيتها تشير للبائع بيديها وبأصابعها‪ ،‬حمل الولد الكثير من األسلحة‬ ‫بفرح وعاد ألمه‪ .‬تابع البائع ندائه وقاد سيارته بسرعة هائلة باتجاهي‪ ..‬إبتلعني عقلي مرة أخرى‪..‬‬ ‫األن أن��ا في ممر مش��فىً ميداني ومعي طبيب عرفته قديمًا‪ ،‬يبك��ي بهلع وكنت أبكي معه‪ ،‬ومجموعة‬ ‫من الش��باب ينادون بأسمائنا‪ ،‬صوت أمي في رأس��ي يقول لي‪:‬لماذا أنت خائف؟! صرخ الطبيب في وجهي‪:‬‬ ‫لماذا أحضرتني هنا؟ كنت أقنعه بأنه مجرد حلم من أحالمي‪ .‬قال‪ :‬أهذا هو «البزنس» الذي وعدتني به؟‪..‬‬ ‫تباطأ كل شئ فجأة حتى أصبح كعرض فلم بطئ‪ ،‬كل شئ يتحرك بتثاقل ويراوح مكانه‪ ،‬ويكرر نفس‬ ‫العم��ل‪ ،‬كل األص��وات أصبحت مضحكة حتى ص��وت الطلقات التي تصيب الحائط الحجري اآلس��ود خلفنا‪.‬‬ ‫ش��عرت بحكة في قدميّ‪ ،‬وبصعوبة إس��تطعت النظر إليهما ألجد كلبين ينهشان اللحم عن ربلتي ساقيّ‬ ‫بسرعة وبنهم شديد‪ ،‬كانت قدماي من العظم الملطخ بالدماء فقط‪..‬‬ ‫غبت من جديد‪..‬‬ ‫وج��دت نفس��ي أم��ام باب بيتي القدي��م أبحث ع��ن المفتاح‪ ،‬لكن ي��دي علقت في جيبي‪ ،‬وكنت أش��عر‬ ‫بأصابع��ي تحترق‪ ،‬وش��ئ ما يس��حب يدي عميقًا‪ .‬كانت األب��واب تتزايد أمامي وكلها أب��واب أعرفها‪ ،‬أبواب‬ ‫بي��وت س��كنتها مرة‪ .‬صوت الطلقات يمأل المكان ووقع أقدام على الس��لم‪ ،‬عرف��ت أنهم رجال األمن جاؤوا‬ ‫إلعتقالي‪ ،‬مع اقتراب صوت خطواتهم ويقيني بأني واقع حتمًا في قبضتهم‪ ،‬دارت الدنيا ودار رأسي خوفاً‪،‬‬ ‫وفتحت عيني بقوة‪ ..‬استيقظت هلعاً وبحلق جاف كصحراء‪..‬‬ ‫ً‬ ‫يوم جديد ونوع جديد من الخوف لتجريبه‪ ،‬نحن نجرب أنواعا من الخوف ال عهد للبشر بها‪ ،‬الخوف كلب‬ ‫مسعور يحمله السوريون في حقائبهم آينما ذهبوا‪ ،‬يتربع وسط منازلهم‪..‬‬ ‫صب��اح ذل��ك اليوم في فندق المؤتم��ر‪ ،‬وعند اإلفطار كنت أحدث األصدقاء عن حلمي بالذهاب لس��وريا‬ ‫لمشاركة الشباب نضالهم على األرض‪ ،‬لوال كثرة المشاغل‪.‬‬ ‫أقسم أنني كنت مقتنعًا جداً بكالمي‪!!..‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫عن كلب اخلوف امل�سعور‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تش��ارك أم عمر ف��ي المعارك في س��وريا إل��ى جانب‬ ‫المقاتلين الس��وريين على طريقتها‪ ،‬وذلك بإعداد وتقديم‬ ‫الطع��ام للمقاتلين‪ .‬وقالت هذه المرأة البالغة من العمر ‪35‬‬ ‫عامًا "كل صباح أس��تيقظ قرابة الخامسة من أجل تحضير‬ ‫الطعام لهم‪ .‬لم أتخلف يوماً واحداً منذ سنة تقريباً"‪.‬‬ ‫ت��ؤدي أم عم��ر (‪ 35‬عامًا) "الجهاد" عل��ى طريقتها في‬ ‫جبل التركمان في شمال سوريا‪ ،‬عن طريق تحضير كميات‬ ‫هائلة من الطعام يوميًا لمقاتلي المعارضة في المنطقة‪.‬‬ ‫وتق��ول وهي تخ��رج قطع��اً صغيرة م��ن البطاطا من‬ ‫قدر يغلي فيه الزيت على النار "كل صباح‪ ،‬أس��تيقظ قرابة‬ ‫الخامس��ة م��ن أجل تحضير الطع��ام لهم‪ .‬ل��م أتخلف يومًا‬ ‫واحداً منذ سنة تقريباً"‪.‬‬ ‫وأمض��ت أم عم��ر كل فترة قب��ل الظهر وهي تقش��ر‬ ‫البطاطا وتقطعها‪.‬‬ ‫ويقول أس��عد‪ ،‬وهو مقاتل من جب��ل التركمان الواقع‬ ‫ف��ي محافظة الالذقي��ة‪" ،‬تحت الثلج‪ ،‬تحت المط��ر‪ ،‬وأحيانًا‬ ‫تحت وابل من القذائف‪ ،‬لم تتوقف عن تحضير الطعام لنا"‪.‬‬ ‫ويق��ول أب��و خال��د وه��و قن��اص ف��ي إح��دى الكتائب‬ ‫المقاتلة‪ ،‬إنها "أم وأخت لكل المقاتلين"‪.‬‬ ‫ويتابع "تبذل المس��تحيل لنحص��ل على كل ما نطلبه‪.‬‬ ‫طل��ب منها ش��اب يوم��اً أن تعد لن��ا األرز بالحلي��ب‪ ،‬وبذلت‬ ‫مجه��وداً جباراً لتحصل على كل مكونات طبق الحلوى هذا‪،‬‬ ‫وفي اليوم التالي‪ ،‬أكلنا األرز بالحليب"‪.‬‬ ‫ويتاب��ع وهو يقدم لعدد من المقاتلين حصة من طبق‬ ‫البطاط��ا م��ع األرز الذي أعدت��ه أم عمر "الذي��ن ال يجرؤون‬ ‫عل��ى القول إنه��ا تعد طعام��اً أفضل من طع��ام أمهاتهم‪،‬‬ ‫يقولون على األقل إن الطعام يملك النكهة الطيبة نفس��ها‬ ‫لطعام أمي"‬ ‫وتش��رح أم عمر إن "إطعام المقاتلين طريقة ألشارك‬ ‫في الثورة‪ .‬هذا يلهيني ويمنعني من الغرق في اليأس كلما‬ ‫شاهدت القصف واإلذالل الذي نعانيه من النظام"‪.‬‬ ‫وتوض��ح إنه��ا كانت تقيم في مدين��ة الالذقية قبل أن‬ ‫تقرر االنتقال إلى الجبل للقيام بهذه المهمة‪.‬‬ ‫وتتاب��ع أم عمر "أقس��مت أنني لن أنزل م��ن الجبل إال‬ ‫يوم يسقط الطاغية‪ .‬عندها نعود منتصرين إلى منازلنا"‪.‬‬ ‫وت��روي "ف��ي البداية‪ ،‬ل��م يفقه أوالدي س��بب قراري‪،‬‬ ‫لكنني شرحت لهم دوافعي‪ .‬حتى أبو عمر (زوجها) بات اآلن‬ ‫موافقًا على وجودي هنا"‪.‬‬ ‫وتضي��ف وه��ي تنتقل م��ن قدر إل��ى آخ��ر‪ ،‬هنا تضع‬ ‫بع��ض الملح وهناك تراقب الن��ار‪" ،‬في أي حال‪ ،‬القرار لي‪،‬‬ ‫أنا افعل ما أريد"‪.‬‬ ‫وتتمت��ع أم عمر بكثير من الحيوي��ة‪ .‬وتقول "كل يوم‪،‬‬ ‫أؤدي الص�لاة فج��راً‪ ،‬أتن��اول قهوت��ي وأب��دأ يوم��ي‪ .‬أقوم‬ ‫بزيارات إلى الجيران‪ ،‬وكل عائلة تقدم لي ش��يئًا ما ألحضر‬ ‫الغ��داء‪ .‬ث��م أوزع الطعام الذي أعده عل��ى المقاتلين وعلى‬ ‫السكان في المحيط"‪.‬‬ ‫ف��ي حديقة قريب��ة لعائل��ة تركمانية‪ ،‬تق��وم أم عمر‬ ‫بق��ص النعن��اع والبقدون��س والخ��س‪ ،‬قبل أن تع��ود إلى‬ ‫"مطبخه��ا"‪ ،‬وه��و عب��ارة عن بضع��ة أحجار من االس��منت‬ ‫مكدس��ة الواح��د فوق اآلخر‪ ،‬وش��ادر مش��دود على ش��كل‬ ‫خيمة‪..‬‬ ‫وتشير إلى أن المقاتلين المعارضين يزودونها بالمواد‬ ‫األساسية إلعداد الطعام‪.‬‬ ‫وترت��دي أم عمر بد ًال م��ن اللباس األبي��ض التقليدي‬ ‫للطباخي��ن‪ ،‬بزة عس��كرية حصل��ت عليها م��ن المقاتلين‪.‬‬ ‫وتقول إنها‪ ،‬بعملها هذا‪ ،‬تقوم "بجهادها" على األرض‪.‬‬ ‫وتضي��ف "ف��ي المن��زل‪ ،‬كنت أطب��خ على الغ��از‪ .‬هنا‪،‬‬ ‫تعلمت أن أطبخ على موقد من الخشب"‪.‬‬ ‫ومن أجل إش��عال النار‪ ،‬غالباً ما تذهب إلى غابة قريبة‬ ‫وتجمع القضبان الصغيرة من األغصان اليابس��ة وتش��عل‬ ‫النار‪.‬‬ ‫وتتاب��ع ضاحكة بحم��اس ظاهر "هذه الث��ورة جعلتني‬ ‫صلبة جداً كالرجال"‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫�أول "طبيب" نف�سي عربي يزور خميمات الالجئني ال�سوريني‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫�أخ�صائي نف�سي مغربي يعالج النازحني ويك�شف‬ ‫معاناتهم ال�سيكولوجية‬ ‫رسم األخصائي النفس��ي المغربي‬ ‫الدكت��ور فيص��ل الطهاري ص��ورة قاتمة‬ ‫عن األحوال النفس��ية لالجئين السوريين‬ ‫ف��ي المخيمات الت��ي توجد عل��ى الحدود‬ ‫الس��ورية‪ ،‬بع��د أن نزحوا إليه��ا هرباً من‬ ‫األوض��اع الدموية والخطيرة التي تس��ود‬ ‫أغلب مناطق البالد منذ أشهر عديدة‪.‬‬ ‫ويعد الطهاري أول أخصائي نفس��ي‬ ‫عرب��ي ي��زور مخيم��ات آالف النازحي��ن‬ ‫الس��وريين‪ ،‬بهدف تقديم ي��د العون لهم‬ ‫من ناحي��ة التوجيه واإلرش��اد النفس��ي‪،‬‬ ‫واإلنصات إلى مشاكلهم وآالمهم‪ ،‬وإجراء‬ ‫حص��ص عالجي��ة للعدي��د منه��م خاصة‬ ‫الذين يعانون م��ن اضطرابات واختالالت‬ ‫نفسية معقدة‪.‬‬ ‫وق��ال الطه��اري إن��ه زار ‪ 5‬مخيمات‬ ‫و‪ 10‬ق��رى‪ ،‬لم��دة ناهزت ‪ 10‬أي��ام‪ ،‬حيث‬ ‫دخل عب��ر جنوب تركيا إلى معبر األطمة‪،‬‬ ‫مش��يراً إلى أن أول ش��يء يجد المرء بعد‬ ‫األس�لاك الحدودية مخيمًا يضم أكثر من‬ ‫‪ 22‬أل��ف ن��ازح وآالف الخي��ام المهترئ��ة‪،‬‬ ‫انتق��ل بعده��ا إلى ريف إدل��ب الواقع في‬ ‫الش��مال ال��ذي يس��يطر علي��ه الجي��ش‬ ‫السوري الحر‪.‬‬ ‫واس��تطرد األخصائ��ي م��ا ش��اهده‬ ‫خ�لال الم��دة الت��ي قضاه��ا هن��اك‪ ،‬من‬ ‫مآس نفس��ية وصحي��ة يصع��ب وصفها‬ ‫بدقة‪ ،‬فليس من رأى كمن سمع‪ ،‬بحسب‬ ‫تعبي��ره‪ ،‬حيث يق��ول إن "جميع األمراض‬ ‫الس��يكولوجية كان��ت موج��ودة وس��ط‬ ‫النازحي��ن الس��وريين‪ ،‬وأكثره��ا يتعل��ق‬ ‫باالضطرابات ما بعد الصدمة"‪.‬‬ ‫ولف��ت المتح��دث بأن��ه لي��س هناك‬ ‫أصعب م��ن أن يكون المرء مس��تقراً آمنًا‬ ‫ف��ي بيت��ه‪ ،‬ممتلكاً ق��وت يوم��ه ومعافى‬ ‫ف��ي بدنه‪ ،‬وفجأة تتح��ول كل هذه النعم‬ ‫واألوضاع المس��تقرة إلى نقيضها تماماً‪،‬‬ ‫حيث الخوف من المس��تقبل والتشرد بعد‬

‫ضياع البيت والممتل��كات‪ ،‬وفقدان األهل‬ ‫واألحباب‪.‬‬ ‫وزاد الطهاري بأن "هذا الوضع الذي‬ ‫يوجد عليه النازحون الس��وريون يش��كل‬ ‫مصدر معاناتهم النفسية لكونهم فقدوا‬ ‫كل ش��يء تقريبًا‪ ،‬ليبحث��وا بعد ذلك عن‬ ‫ب��دء الحي��اة من جديد ف��ي خضم ظروف‬ ‫بعي��دة ع��ن اإلنس��انية جمل��ة وتفصي ًال‪،‬‬ ‫فبرغم مح��اوالت هيئات اإلغاثة التخفيف‬ ‫م��ن معاناة هؤالء النازحي��ن‪ ،‬لكن الواقع‬ ‫المزري فوق طاقتهم بكل معنى الكلمة"‪.‬‬

‫�أطفال وجنود و�أ�سرى‬ ‫وأوض��ح األخصائي بأنه التقى فئات‬ ‫مختلفة من النازحين المصابين بمشاكل‬ ‫نفس��ية متفاوت��ة النوعي��ة والخط��ورة‪،‬‬

‫ومن ضمنهم العديد م��ن األطفال الذين‬ ‫يعان��ون من عق��د نفس��ية إزاء أي صوت‬ ‫مرتف��ع س��واء لطائ��رة أو س��يارة‪ ،‬حي��ث‬ ‫ترتع��د أطرافه��م وترتج��ف قلوبهم من‬ ‫مث��ل هذه األصوات التي ترادف بالنس��بة‬ ‫لهم كل معاني العنف والموت‪.‬‬ ‫وم��ن الح��االت التي اس��تأثرت أيضا‬ ‫اهتمام��ه ومس��اعدته النفس��ية‪ ،‬ح��ال‬ ‫النس��اء واألمهات اللواتي وجدن أنفسهن‬ ‫قد انتقلن بين عش��ية وضحاها من ربات‬ ‫بي��وت يعش��ن حي��اة هانئة‪ ،‬إل��ى الجئات‬ ‫يقاس��ين ش��ظف العيش ف��ي المخيمات‬ ‫م��ن ناحي��ة الم��أكل والمش��رب‪ ،‬وباق��ي‬ ‫التفاصيل الخاصة بحياة النساء‪.‬‬ ‫والتق��ى األخصائ��ي النفس��ي أيضًا‬ ‫بحاالت جنود انشقوا عن النظام السوري‪،‬‬

‫وأيضًا حاالت س��جناء هربوا من السجون‬ ‫والمعتقالت السورية‪ ،‬فوجد أن الكثيرين‬ ‫منهم يعانون من أوضاع نفس��ية تتس��م‬ ‫باالنهي��ار‪ ،‬وتحتاج إلى كثير م��ن العناية‬ ‫والترميم والدعم الس��يكولوجي من أجل‬ ‫إخراجهم من حالتهم تلك‪.‬‬ ‫وتمث��ل حص��ص ع�لاج الطه��اري‬ ‫ل��كل هذه الفئات‪ ،‬نس��اء وش��باباً وكهو ًال‬ ‫وأطف��ا ًال وجن��وداً وأس��رى‪ ،‬ف��ي تقني��ة‬ ‫اإلنصات لمشاكلهم ومعاناتهم النفسية‬ ‫الت��ي تمخضت عما عاش��وه م��ن تغيرات‬ ‫رهيبة‪ ،‬ليقت��رح بعد ذلك حلو ًال تطبيقية‬ ‫على هؤالء النازحين من أجل الخروج من‬ ‫ش��رنقة الوضعي��ة االجتماعي��ة المتأزمة‬ ‫القائم��ة عل��ى البح��ث عن رغي��ف عيش‬ ‫وشربة ماء وقرص دواء‪.‬‬

‫�أطفال �سوريا يف لبنان‪ ..‬عاملو م�سالخ ومقا�صب‬

‫يهربون من ر�صا�ص القنا�صة على احلدود ليقعوا فري�سة للفقر واجلوع‬ ‫يصل أطف��ال س��وريا الهاربون من‬ ‫جحيم الش��بيحة وقوات األسد بين المدن‬ ‫والبلدات المنكوبة‪ ،‬والناجون من رصاص‬ ‫قناصة على المعاب��ر الحدودية‪ ،‬إلى بالد‬ ‫الن��زوح ليجدوا أنفس��هم فريس��ة الفقر‬ ‫والج��وع‪ ،‬ووج��د بع��ض أطف��ال س��وريا‬ ‫النازحون إلى ربوع لبنان أنفسهم عاملي‬ ‫مسالخ‪.‬‬ ‫وال يحمل عب��ودي البالونات للترفيه‬ ‫عن نفسه‪ ،‬بل ليبيعها لغيره من األطفال‬ ‫علـ��ه يجم��ع القليل م��ن المال ليس��اعد‬ ‫عائلته‪.‬‬

‫وأمضى ‪ 6‬أش��هر متج��وّ ًال بين أزقة‬ ‫س��وق صبرا بع��د أن نزح م��ع عائلته من‬ ‫س��وريا‪ .‬وه��و يب��دأ العمل منذ الس��ابعة‬ ‫صباح��ًا‪ ،‬وإذا أس��عفه الح��ظ يع��ود إل��ى‬ ‫منزل��ه بثالثة دوالرات كح��دّ أقصى بعد‬ ‫يوم شاق‪.‬‬ ‫ويق��ول عب��ودي إنه يش��عر بالقهر‪،‬‬ ‫ألنه ال يذهب إلى المدرسة كما اعتاد‪.‬‬ ‫وعبودي ليس الوحيد‪ ،‬فعلى مقربة‬ ‫من��ه يعم��ل ش��قيقـه "أيه��م" ل��دى بائع‬ ‫خضار‪ ،‬ويس��اعده على ترتيب الصناديق‬

‫الفارغة‪.‬‬ ‫وال يملك أيهم‪ ،‬ابن األعوام السبعة‪،‬‬ ‫الكثير من القدرة‪ ،‬وجسده الصغير بالكاد‬ ‫يتحمّل ساعات العمل الطويلة‪.‬‬ ‫وتق��ول باس��مة رمان��ي‪ ،‬عضو في‬ ‫جمعية "حماية" للدفاع عن حقوق الطفل‪،‬‬ ‫إن "ظاهرة عمل األطف��ال موجودة أص ًال‬ ‫ف��ي لبنان‪ ،‬ولك��ن هناك ازدي��اد في عدد‬ ‫أطف��ال العاملين‪ ،‬وهن��اك ظاهرة جديدة‬ ‫تكمن في عمل األطف��ال دون الـ‪ 9‬أعوام‬ ‫منذ بدء حركة النزوح من سوريا"‪.‬‬

‫وتتاب��ع‪" :‬الس��وق هن��ا مكتظ��ة‬ ‫بأطفال سوريين وضعوا طفولتهم جانبًا‬ ‫لينخرطوا في س��وق العمل بسبب أوضاع‬ ‫عائالتهم المادية"‪.‬‬ ‫وبحس��ب منظمة "اليونيس��ف"‪ ،‬فإن‬ ‫‪ 30%‬م��ن األطف��ال النازحين س��جلوا في‬ ‫المدارس المجانية هذا العام‪.‬‬ ‫ويدفع أطف��ال س��وريا الثمن األكبر‬ ‫للح��روب واألزم��ات‪ ،‬ويتحمل��ون أعب��اء‬ ‫الن��زوح االقتصادي��ة واالجتماعي��ة تمامًا‬ ‫مثل الكبار‪.‬‬


‫‪� 15‬شهيد ًا للإعالم ب�سوريا خالل �شهر �آذار‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫منذ بدء انطالقة الثورة الس��ورية في آذار ‪ 2011‬وعدد الس��وريين‬ ‫الذين دخلوا‪ ،‬سجون وأقبية النظام باآلالف‪ ،‬مازال أكثر من ‪ 36648‬ألفاً‬ ‫منهم تغيبهم عتمة األقبية والس��جون التابعة ألجهزة أمن ومخابرات‬ ‫النظام حسب مركز توثيق االنتهاكات في سوريا‪.‬‬ ‫منه��م معتقل��ي ال��رأي‪ ،‬والمواطني��ن الصحفيي��ن‪ ،‬واإلعالميين‪،‬‬ ‫ونشطاء الحراك السلمي كما طالت االعتقاالت جميع شرائح السوريين‬ ‫عل��ى مختل��ف أعماره��م وانتماءاتهم حيث م��ازال النظ��ام مصراً على‬ ‫االستمرار بانتهاك المرس��وم رقم ‪ 161‬لعام ‪ 2011‬والذي قضى برفع‬ ‫حالة الطوارئ في س��وريا والمادة ‪ 17‬المعدل��ة من أصول المحاكمات‬ ‫الجزائي��ة في س��وريا والتي تقضي بض��رورة عدم إبق��اء الموقوف في‬ ‫التحقيق أكثر من ‪ 60‬يوماً‪.‬‬ ‫ال شك أنه أمام ازدياد وحشية النظام وارتفاع وتيرة القتل والتدمير‬ ‫الممنهج أثرت س��لباً في التضامن مع المعتقلين وتسليط الضوء على‬ ‫معاناته��م‪ .‬ولكن وعلى الرغ��م من الموت نعلن إط�لاق حملة "أحرار‬

‫م��ن خل��ف القضبان" والت��ي تب��دأ م��ن ‪ 2013 / 04 / 07‬لغاية ‪/ 10‬‬ ‫‪ 2013 / 04‬لنعل��ن تضامننا مع المعتقلين ونؤكد أنهم ليس��وا مجرد‬ ‫أرق��ام للتداول التوثيقي‪ ،‬الحقوقي‪ ،‬والخب��ري‪ ،‬عدا عن إدانة انتهاكات‬ ‫النظام وممارساته من اختفاء قسري وحاالت خطف ومحاكم استثنائية‬ ‫وتعذيب حتى الموت‪.‬‬ ‫إننا نطالب في حملتنا هذه جميع الجهات في المعارضة السياسية‬ ‫أن يك��ون معتقل الرأي هو أحد المطالب األساس��ية في أي حل مقترح‪،‬‬ ‫ونطال��ب المنظم��ات الدولية التدخل وتش��كيل لجان م��ن أجل زيارة‬ ‫المعتقالت في سوريا وبخاصة أفرع المخابرات وأقبيتها وإطالق حمالت‬ ‫عالمية للضغط على النظام لإلفراج عنهم‪.‬‬ ‫عاشت سوريا حرة مدنية‬ ‫الرحمة للشهداء‬ ‫الحرية لجميع معتقلي الرأي في سوريا والعالم‬

‫أسبوعية‬

‫حملة �أحرار خلف الق�ضبان من ‪ 10 - 7‬ني�سان‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫وثقت رابطة الصحفيين الس��وريين‬ ‫استشهاد ‪ 15‬صحفياً وناشطاً إعالميًا في‬ ‫سوريا خالل ش��هر مارس ‪ /‬آذار الماضي‪،‬‬ ‫ليرتف��ع العدد اإلجمالي إلى ‪ 153‬ش��هيداً‬ ‫خالل عامين من الثورة‪.‬‬ ‫وذكرت لجنة الحريات الصحفية في‬ ‫رابطة الصحفيين الس��وريين‪ ،‬والمعنية‬ ‫برصد االنته��اكات التي تطال الصحفيين‬ ‫واإلعالميين أن عش��رة ممن قتلوا الشهر‬ ‫الماض��ي س��قطوا ف��ي دمش��ق وريفها‪،‬‬ ‫وس��قط ثالث��ة ف��ي درع��ا‪ ،‬واثن��ان ف��ي‬ ‫حمص‪.‬‬ ‫وكان��ت الس��لطات الس��ورية ق��د‬ ‫أطلق��ت ف��ي منتص��ف الش��هر الماض��ي‬ ‫س��راح الصحفي األلماني بيلي س��يكس‬ ‫بعد احتجازه ش��هرين ونصف ش��هر‪ .‬كما‬ ‫حول��ت قبل ذل��ك بأربعة أي��ام الصحفية‬ ‫ش��ذى المداد إلى محكمة قضايا اإلرهاب‬ ‫لالس��تجواب بش��أن زيارته��ا للوالي��ات‬ ‫المتحدة األميركية‪.‬‬ ‫كما أصيب الناش��ط اإلعالمي محمد‬ ‫فواز الشرع بجروح بليغة في خربة غزالة‬

‫بمحافظة درعا م��ارس ‪ /‬آذار أيضا‪ ،‬أثناء‬ ‫تغطيته االشتباكات بين الجيش السوري‬ ‫الحر وجيش النظام‪.‬‬ ‫واعتقل��ت وح��دات الحماي��ة‬ ‫الش��عبية الكردية التابعة لح��زب االتحاد‬ ‫الديمقراط��ي الناش��ط اإلعالمي س��ردار‬ ‫أحمد في مدينة عفرين في حلب‪.‬‬ ‫كم��ا أعلنت قن��اة التلفزي��ون العامة‬ ‫األلماني��ة "إي آر دي" قب��ل أس��بوع أن‬ ‫مراس��لها يورغ أرمبروستر أصيب بجروح‬ ‫خط��رة بالرصاص‪ ،‬أثن��اء تصوير تحقيق‬ ‫تلفزيوني في مدينة حلب شمال سوريا‪.‬‬ ‫كما قالت لجنة حماية الصحفيين إن‬ ‫الع��ام ‪ 2012‬يعد أحد أس��وأ األعوام على‬ ‫اإلطالق في ما يتعل��ق بحرية الصحافة‪،‬‬ ‫حيث ش��هد أعدادا قياسية من الصحفيين‬ ‫الذي��ن قتل��وا وس��جنوا ف��ي جمي��ع أنحاء‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫وأضاف��ت اللجن��ة ‪ -‬الت��ي تهدف إلى‬ ‫رفع مس��توى الوعي بالنس��بة للتهديدات‬ ‫الت��ي يواجهه��ا العديد م��ن الصحفيين ‪-‬‬ ‫في تقرير لها أنه قد قتل سبعون صحفيا‬

‫أثن��اء تأديته��م عمله��م‪ ،‬نصفه��م قتلوا‬ ‫عمدا‪.‬‬ ‫وقفز عدد الصحفيين المحبوس��ين‬ ‫إل��ى ‪ 232‬ف��ي الع��ام ‪ 2012‬بعدم��ا كان‬ ‫‪ 179‬ف��ي العام ‪ ،2011‬وه��و ما يعد رقما‬ ‫قياسيا منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين‬ ‫تتبع عمليات س��جن الصحفيين في العام‬ ‫‪.1990‬‬ ‫وق��ال روب ماهون��ي‪ ،‬نائ��ب مدي��ر‬ ‫لجن��ة حماي��ة الصحفيي��ن‪ ،‬إن معظ��م‬ ‫الصحفيي��ن الذي��ن قتلوا وس��جنوا كانوا‬ ‫يعمل��ون لحس��ابهم الخ��اص ف��ي مجال‬ ‫األخبار المحلية التي تدور حول السياس��ة‬ ‫والفس��اد‪ ،‬وذلك دون دعم من مؤسسات‬ ‫األخب��ار الكبيرة‪ ،‬كما أنه لم يتم التحقيق‬ ‫في حوادث قتلهم‪.‬‬ ‫وأضاف أن هذا الوضع "يبعث برسالة‬ ‫مروع��ة لمجتم��ع الصحاف��ة مفاده��ا أنه‬ ‫إذا قت��ل أحد أفرادها فلن يحدث ش��يء"‪،‬‬ ‫وق��ال "لي��س هن��اك تهدي��د للصحفيين‬ ‫االس��تقصائيين المس��تقلين‪ ،‬خاصة في‬ ‫البل��دان القمعي��ة‪ ،‬أكبر م��ن اإلفالت من‬

‫العقاب"‪.‬‬ ‫يذكر أن معظم عمليات القتل العمد‬ ‫للصحفيين وقعت في الصومال‪ ،‬حيث لم‬ ‫ترفع قضية في أي من جرائم القتل التي‬ ‫طال��ت الصحفيين هناك‪ ،‬وكذلك الش��أن‬ ‫في باكستان والبرازيل‪.‬‬ ‫واعتب��ر ماهون��ي أن البرازيل التي‬ ‫ستس��تضيف كأس العال��م ودورة األلعاب‬ ‫األولمبي��ة "بل��د مه��م"‪ ،‬وق��ال "ال يج��وز‬ ‫أن يكون هن��اك صحفيون يقتل��ون أثناء‬ ‫عملهم في مكان مثل البرازيل"‪.‬‬ ‫وقد وجدت لجن��ة حماية الصحفيين‬ ‫أن حري��ة الصحاف��ة ف��ي دول أخ��رى‬ ‫تنخف��ض على نح��و متزايد مث��ل جنوب‬ ‫أفريقي��ا وإيطالي��ا والمج��ر‪ ،‬وهات��ان‬ ‫األخيرتان عضوتان في االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫ودع��ت لجن��ة حماي��ة الصحفيي��ن‬ ‫األمم المتحدة إل��ى إدراج حرية الصحافة‬ ‫بصفتها حقا أساس��يا من حقوق اإلنسان‬ ‫ف��ي إط��ار قوانينه��ا الخاص��ة بالبل��دان‬ ‫النامية‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫�سوريا امل�ستقبل‬ ‫دولـة القانـون وامل�سـاواة‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫شهد تاريخ س��وريا منذ االستقالل‬ ‫صراعات عديدة وكبي��رة وناجحة دفاعًا‬ ‫عن الجمهورية ومؤسساتها في مواجهة‬ ‫مش��اريع إذابته��ا ف��ي أنظم��ة تابع��ة‬ ‫ومجاورة ‪ ،‬تحت رداء المشروع الهاشمي‬ ‫ت��ار ًة أو الناص��ري ت��ارة أخ��رى ‪ ،‬وعلى‬ ‫خلفية المشهد الترويعي الحديدي الذي‬ ‫نعيش��ه الي��وم ‪ ،‬نقف أمام االس��تحقاق‬ ‫األخط��ر في تاريخنا المعاصر‪ ،‬وس��وريا‬ ‫ما بعد األس��د تقف أمام خيارين أولهما‬ ‫تش��تت عامودي طائف��ي وإثني وجهوي‬ ‫ومذهب��ي وعش��ائري وقبل��ي ي��ودي‬ ‫بالبل��د كل��ه في داهي��ة ‪ ،‬أو خي��ار دولة‬ ‫ديمقراطي��ة يحدده��ا الس��وريون عبر‬ ‫صناديق االقت��راع ‪ ،‬وملفنا اليوم إضاء ٌة‬ ‫عل��ى ماهية الدولة المدنية في س��وريا‬ ‫ما بعد األس��د‪ ،‬فمن طبيعة الثورة حالما‬ ‫تنتهي من أعدائها أن تبدأ بالتهام أبنائها‬ ‫مم��ن يوصم��ون بأنهم خون��ة والغريب‬ ‫أن��ه دائم��اً يتضح ‪ ،‬ف��ي جمي��ع الثورات‬ ‫بال اس��تثناء ‪ ،‬أن خونة الداخل هم أكثر‬ ‫تع��داداً بكثير من أع��داء الخارج ذلك أن‬ ‫المجتم��ع المثال��ي المؤم��ل ال يتص��ور‬ ‫إال عل��ى أنه مث��ال لمجتم��ع متجانس ‪،‬‬ ‫والتصفية الدائمة هي طريقه المحتوم‬ ‫إلى مزيد من التجانس والمجتمع مطلق‬ ‫التجانس هو مجتم��ع يجهل الذاتية كما‬ ‫يجهل اآلخر ‪ ،‬أي العمودين اللذين يقوم‬ ‫عليهم��ا هيكل الديمقراطي��ة وهنا يقع‬ ‫الع��بء األكبر عل��ى المعارض��ة لتجنب‬ ‫االنتق��ال بالب�لاد م��ن دكتاتوري��ة إلى‬ ‫أخ��رى مقنّع��ة ‪ ،‬وعل��ى المعارضين أن‬ ‫يكون��وا ديمقراطيين فيم��ا بينهم أو ًال‪،‬‬ ‫وهم الذي��ن ال يقرون بحري��ة االعتقاد‬ ‫فيما بينهم أو بحق االختالف واالنشقاق‬ ‫‪ ،‬وه��م الذي��ن يس��ارعون إل��ى إصدار‬ ‫أح��كام قيمة على اآلخر اس��تناداً لدائرة‬ ‫الداخل ودائرة الخارج‪.‬‬ ‫ونقط��ة الب��دء ف��ي بن��اء المجتمع‬ ‫تعتم��د على قب��ول اآلخر واألخ��ذ برأيه‬ ‫ومراعاة خصوصيت��ه في االعتبار وذلك‬ ‫على أس��اس ثقافة التس��امح واالنفتاح‬ ‫وب��ث الثق��ة بي��ن األف��راد والجماع��ات‬ ‫والمكون��ات لمعالج��ة المش��كالت‪ ،‬وأن‬ ‫تس��بقه إش��اعة القناع��ة ل��دى أف��راد‬ ‫المجتمع على أنهم مواطنون متساوون‬ ‫ف��ي الحق��وق والواجب��ات ش��ركاء ف��ي‬ ‫الوط��ن ولهذا فإن عميلة بن��اء المجتمع‬ ‫ينبغي أن تمر بمسارين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬إع��ادة بن��اء الدول��ة وضبط‬ ‫س��لطتها وتطهيره��ا م��ن الموروث��ات‬ ‫االستبدادية‪.‬‬ ‫الثان��ي‪ :‬إج��راء عملي��ة تثقيفي��ة‬ ‫ش��املة تقوم على التنش��ئة السياسية‬ ‫واالجتماعي��ة لتعبئة المجتم��ع وتأهيله‬

‫بما ينس��جم مع متطلبات الوضع الجديد‬ ‫وتأهيله عبر األدوات والقنوات التربوية‬ ‫والتعليمية واإلعالمية‪.‬‬

‫دولة القانون‬ ‫تقت��رن دولة القانون بجملة مبادئ‬ ‫تُجسد الحقوق والحريات اإلنسانية في‬ ‫الدول��ة على أس��اس المواطن��ة‪ ،‬وهذه‬ ‫الحقوق ال تتحقق بمج��رد النص عليها‬ ‫في دس��تور الدول��ة وف��ي قوانينها‪ ،‬وال‬ ‫تتحق��ق بمصادقة الدولة على اتفاقيات‬ ‫ومواثي��ق دولي��ة بش��أن تل��ك الحقوق‬ ‫والحري��ات‪ ،‬بل في نظ��ام حكم يعترف‪،‬‬ ‫ف��ي إط��ار قانون��ي وتطبيق��ي‪ ،‬بح��ق‬ ‫المواطني��ن بأنه��م أصح��اب ومص��در‬ ‫السلطة الحقيقية‪.‬‬ ‫وتصب��ح الدول��ة الديمقراطي��ة‬ ‫مرادفة لدولة القانون في س��ياق نظام‬ ‫سياس��ي يقوم على مفه��وم المواطنة‪.‬‬ ‫ه��ذا التنظيم القانوني والسياس��ي هو‬ ‫الدول��ة الديمقراطي��ة ‪ -‬دول��ة القان��ون‬ ‫الت��ي تعت��رف بخض��وع س��لطة الحكم‬ ‫للقانون‪ ،‬كح��ال خضوع المحكومين له‪،‬‬ ‫حيث تش��كل حقوق وحريات المواطنين‬ ‫في ه��ذا القان��ون‪ ،‬قيوداً عل��ى الدولة‪.‬‬ ‫ولكي يقوم نظام الحكم هذا‪ ،‬من خالل‬ ‫قواعده ومؤسس��اته‪ ،‬بعمل��ه على وجه‬ ‫س��ليم‪ ،‬يتطلب ذلك ضمان��ات تتلخص‬ ‫ف��ي المب��ادئ اآلتي��ة‪ :‬س��يادة القانون‪..‬‬ ‫الفص��ل بي��ن الس��لطتين المدني��ة‬ ‫والعس��كرية‪ ..‬الفصل بين الس��لطات‪..‬‬ ‫اس��تقالل الس��لطة القضائي��ة‪ ..‬تقرير‬

‫الرقاب��ة القضائي��ة عل��ى دس��تورية‬ ‫القواني��ن‪ ..‬تقري��ر الرقاب��ة القضائي��ة‬ ‫على تصرفات اإلدارة وقراراتها‪.‬‬ ‫م��ن هن��ا‪ ،‬ف��إن مفه��وم دول��ة‬ ‫القان��ون‪ ،‬يتجس��د ف��ي خضوع س��لطة‬ ‫الحكم للقانون‪ .‬وما يقيد سلطة الحكم‬ ‫دس��تور يضع القواعد األساس��ية لنظام‬ ‫الحكم في الدولة‪ ،‬ويقرر حقوق األفراد‬ ‫والجماع��ات وحرياته��م‪ .‬وبه��ذا يتحقق‬ ‫لألف��راد مرك��ز قانون��ي ف��ي مواجه��ة‬ ‫س��لطة الحك��م يك��ون ضمان��ًا لهم في‬ ‫حرياته��م وحقوقه��م‪ .‬والقان��ون الذي‬ ‫تكون له السيادة في دولة القانون يجب‬ ‫أن يك��ون ص��ادراً ع��ن مجل��س منتخب‬ ‫من الش��عب‪ ،‬وال يكون مخالفًا للدستور‬ ‫أو منطوي��اً عل��ى انحراف في اس��تعمال‬ ‫السلطة التش��ريعية‪ .‬وإذا لم يؤخذ بهذا‬ ‫المفهوم القانوني‪ ،‬عندئذ ينتفي معنى‬ ‫ومضمون دول��ة القان��ون‪ ..‬لعدم وجود‬ ‫دولة بدون قوانين‪.‬‬ ‫وإخض��اع الدولة للقانون يعني في‬ ‫الواقع إخضاع سلطاتها ألحكام القواعد‬ ‫القانوني��ة‪ ،‬والس��لطة تمي��ل دائماً ألن‬ ‫تكون مطلقة‪ ،‬وهذا ما حذر منه الفقيه‬ ‫مونتس��يكو حي��ث أف��اد بأن «الس��لطة‬ ‫مفسدة» و«السلطة المطلقة المفسدة‬ ‫مطلقة»‪ ،‬والدولة في ممارسة سلطاتها‬ ‫تتمث��ل بأش��خاص يكون��ون بالغال��ب‬ ‫ثملين بالس��لطة‪ ،‬والدولة –كما أش��رنا‬ ‫آنفاً ‪ -‬تم��ارس تأثيراً كبيراً على تكوين‬ ‫القانون وتطبيقه‪ ،‬وبالتالي كيف يمكننا‬ ‫تفسير أو تبرير إخضاعها لهذا القانون‪.‬‬

‫وف��ي هذا اإلط��ار يمكنن��ا أن نميز‬ ‫بي��ن ع��دة نظري��ات حاول��ت تبري��ر أو‬ ‫تفس��ير خض��وع الدولة للقان��ون‪ ،‬هذه‬ ‫النظري��ات مبني��ة إم��ا عل��ى أس��اس‬ ‫مذه��ب القان��ون الطبيع��ي‪ ،‬والذي نتج‬ ‫عنه نظرية القان��ون الطبيعي ونظرية‬ ‫الحق��وق الفردي��ة‪ ،‬وإم��ا عل��ى أس��اس‬ ‫مذه��ب القان��ون الوضع��ي ال��ذي نت��ج‬ ‫عن��ه نظرية التحدي��د الذات��ي ونظرية‬ ‫التضام��ن االجتماع��ي‪ " .‬ع��ن كت��اب‬ ‫نظريات بن��اء الدولة للدكت��ور عبد اهلل‬ ‫الشرقاوي "‬ ‫هذه النظريات األربعة هي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬نظري��ة القان��ون الطبيع��ي‪:‬‬ ‫يعتقد أنصار نظري��ة القانون الطبيعي‬ ‫بوج��ود قانوني��ن‪ :‬القان��ون الوضع��ي‬ ‫والقان��ون الطبيع��ي‪ ،‬حي��ث ي��رون بأن‬ ‫هن��اك قواعد قانونية علي��ا تعلو قواعد‬ ‫القانون الوضعي وتس��مو عليها تسمى‬ ‫قواع��د القان��ون الطبيع��ي‪ ،‬والقان��ون‬ ‫الطبيع��ي بحكم قانون الطبيعة س��ابق‬ ‫في وجوده وجود الدولة‪ ،‬فجميع سلطات‬ ‫الدولة يجب أن تلتزم بهذه القواعد‪ ،‬بل‬ ‫أن المش��رع منش��ئ القان��ون الوضعي‬ ‫يج��ب أن يرج��ع إل��ى قواع��د القان��ون‬ ‫الطبيعي مستلهماً منها فيما يضعه من‬ ‫قوانين‪ ،‬أي أن القانون الطبيعي يشكل‬ ‫مصدراً من مصادر التشريع الوضعي‪.‬‬ ‫وترجع هذه النظرية إلى عهد قديم‬ ‫عندم��ا أعلن الفيلس��وف «أرس��طو» أن‬ ‫الطبيع��ة هي مصدر العدالة وتُعبر عن‬ ‫العدال��ة المطلقة‪ ،‬إال أن ه��ذه النظرية‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫هن��اك مقوم��ات أساس��ية لخضوع‬ ‫الدولة الحديثة للقان��ون أي حتى تكون‬ ‫دولة قانوني��ة‪ ،‬وهذه المقوم��ات تعتبر‬ ‫ضمانات لقيام دولة القانون وهي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الدستور‪ :‬الدستور هو الضمانة‬ ‫األساس��ية لقي��ام دول��ة القان��ون‪ .‬فهو‬ ‫ال��ذي يبي��ن نظ��ام الحك��م ف��ي الدولة‬ ‫وتش��كيل الس��لطات العام��ة وتوزي��ع‬ ‫االختصاص��ات بينها وكيفية ممارس��تها‬ ‫كم��ا يبي��ن حق��وق األف��راد والوس��ائل‬ ‫الالزمة لضمانها وصيانتها‪ .‬فالدس��تور‬ ‫يش��كل قي��داً قانوني��اً لس��لطات الدولة‬ ‫حيث يبين حدود واختصاص كل سلطة‬ ‫بحيث ال تستطيع تجاوزها وإال تكون قد‬ ‫خالفت أحكام الدس��تور‪ ،‬وفقدت الس��ند‬ ‫الش��رعي لتصرفه��ا‪ .‬وأفض��ل أس��لوب‬ ‫لوضع دس��تور عصري حديث يكون عن‬ ‫طري��ق جمعي��ة تأسيس��ية منتخبة من‬ ‫قبل الش��عب تكون مهمتها وضع دستور‬ ‫للدولة ومن ثم عرضه لالس��تفتاء العام‬ ‫من قبل الش��عب بعد ان تكون الجمعية‬ ‫التأسيس��ية ق��د أقرته باإلجم��اع وليس‬ ‫بالغالبي��ة المطلق��ة‪ ،‬وذل��ك لضم��ان‬ ‫أن يك��ون الدس��تور لكل أفراد الش��عب‬ ‫بمختل��ف انتماءاتهم القومي��ة والدينية‬ ‫والمذهبي��ة‪ ،‬والدس��تور ال��ذي تضع��ه‬ ‫الغالبي��ة السياس��ية لن يكون دس��توراً‬ ‫لكل الشعب‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الفصل بين الس��لطات‪ :‬يُعتبر‬ ‫مب��دأ الفصل بي��ن الس��لطات أحد أهم‬ ‫المبادئ الدستورية األساسية في الدول‬ ‫الديمقراطي��ة‪ ،‬ويُعني وج��وب الفصل‬ ‫بين الس��لطات الدس��تورية األساس��ية‪:‬‬ ‫التش��ريعية والتنفيذي��ة والقضائي��ة‪،‬‬ ‫ويقصد بالفصل بين السلطات الفصل‬ ‫الش��كلي أو العضوي‪ :‬أي توجد هيئة أو‬ ‫س��لطة عامة تتول��ى وظيفة التش��ريع‬ ‫وهيئ��ة أو س��لطة عامة تتول��ى وظيفة‬ ‫التنفي��ذ وهيئة أو س��لطة عام��ة تتولى‬ ‫وظيفة القضاء‪.‬‬ ‫‪ - 3‬رقاب��ة القض��اء‪ :‬إذا كان مب��دأ‬ ‫الفصل بين الس��لطات يُشكل نوعًا من‬ ‫الرقاب��ة السياس��ية التي تُعن��ي أن كل‬ ‫س��لطة عامة تمل��ك الوس��ائل الكفيلة‬ ‫بالح��د من تعس��ف أو تجاوز الس��لطات‬ ‫العام��ة األخرى‪ ،‬فإن الرقاب��ة القضائية‬ ‫تعتبر الوس��يلة األمث��ل لصيانة وحماية‬ ‫حق��وق وحريات األف��راد‪ ،‬ألنه��ا تتفوق‬ ‫عل��ى الرقاب��ة السياس��ية والرقاب��ة‬ ‫اإلداري��ة‪ ،‬س��واء فيم��ا يتعل��ق بخضوع‬

‫أسبوعية‬

‫هو القان��ون الطبيع��ي‪ ،‬طبق��اً لنظرية‬ ‫القانون الطبيعي التي يؤيدانها‪.‬‬ ‫‪ - 4‬نظرية التضامن االجتماعي ‬ ‫‪ :‬تق��وم عل��ى أس��اس أن عند اإلنس��ان‬ ‫ش��عوراً بالع��دل والظلم أفرزه الوس��ط‬ ‫االجتماع��ي ال��ذي يعي��ش فيه بش��كل‬ ‫عف��وي‪ ،‬يوّلد فك��رة ما يج��ب أن يكون‬ ‫القانون‪ ،‬ه��ذه الفكرة تترجم مباش��ر ًة‬ ‫من خ�لال أخ�لاق وع��ادات تُش��كل ما‬ ‫يس��مى من بالقان��ون الوضعي لتمييزه‬ ‫عن القانون الطبيعي‪ ،‬والحكام بحس��ب‬ ‫ه��ذه النظرية ال يملكون حق التش��ريع‬ ‫بأنفس��هم‪ ،‬فالقان��ون ال يؤس��س على‬ ‫إرادة الح��كام وال يكون إلرادتهم ش��أن‬ ‫في صنعه‪ ،‬فالقانون ال يكتس��ب صفته‬ ‫بس��بب إص��داره م��ن س��لطة عام��ة‪،‬‬ ‫وإنم��ا يكتس��ب صفت��ه بس��بب اتفاقية‬ ‫م��ع مس��تلزمات التضام��ن االجتماع��ي‬ ‫والعدالة‪ ،‬فالقواعد القانونية إذن تنش��أ‬ ‫بمجرد أن يس��تقر في ضمي��ر الجماعة‬ ‫ض��رورة وجوده��ا‪ ،‬فتكتس��ب صفته��ا‬ ‫القانوني��ة لذاته��ا بحك��م ضرورتها‪ ،‬أي‬ ‫أنه��ا تنش��أ بصف��ة تلقائي��ة كظاه��رة‬ ‫اجتماعي��ة وطبيعي��ة دون تدخل إلرادة‬ ‫الدولة أو الحكام في وجودها‪ ،‬فالقانون‬ ‫يعتب��ر مصدره خارجاً ع��ن إرادة الدولة‪،‬‬ ‫وبالتال��ي فإن خض��وع الدول��ة للقانون‬ ‫أساسه قيد خارجي فرضت وجوده فكرة‬ ‫التضامن االجتماعي‪.‬‬ ‫ويق��ول أنص��ار نظري��ة التضامن‬ ‫االجتماعي ‪ :‬إن اإلنس��ان ع��اش دائم��ًا‬ ‫ف��ي داخل الجماعة‪ ،‬ألن��ه يحتاج بصفة‬ ‫مس��تمرة إلى التضامن إلش��باع حاجاته‬ ‫ع��ن طريق االش��تراك إلش��باع الحاجات‬ ‫المتش��ابهة‪ ،‬وه��و م��ا يُطل��ق علي��ه‬ ‫«التضام��ن بالتش��ابه»‪ ،‬أو ع��ن طريق‬ ‫تب��ادل المنافع نتيجة الخت�لال الحاجات‬ ‫والق��درات‪ ،‬ويُطل��ق علي��ه «التضام��ن‬ ‫بتقس��يم العم��ل»‪ ،‬وبن��ا ًء عل��ى ذل��ك‬ ‫ف��إن التضام��ن االجتماع��ي حقيق��ة‬ ‫واقع��ة‪ ،‬يس��تند إليها القانون ويس��تمد‬ ‫منه��ا الصف��ة اإللزامي��ة‪ ،‬وأن ضمي��ر‬ ‫الجماعة يعتبر منب��ع القاعدة القانونية‬ ‫ومصدره��ا‪ ،‬وش��عور األف��راد بضرورة‬ ‫احت��رام التضامن فيما بينهم هو الجزاء‬ ‫على مخالفة ه��ذه القاع��دة القانونية‪،‬‬ ‫وهك��ذا تف��رض قاع��دة التضام��ن‬ ‫االجتماع��ي –باعتبارها أساس��ًا لخضوع‬ ‫الدول��ة للقانون ‪ -‬على الجمي��ع –حكامًا‬ ‫ومحكومي��ن ‪ -‬االلتزام بها واالمتناع عن‬ ‫كل تصرف يشكل خرقاً لها‪ ،‬بل والعمل‬ ‫على تنميتها‪.‬‬

‫مقومات دولة القانون‬

‫الس��لطة التنفيذي��ة أو اإلدارة للقانون‪،‬‬ ‫أو بتعبي��ر أدق لس��يادة القانون‪ ،‬أم في‬ ‫خضوع السلطة التشريعية للدستور‪.‬‬ ‫وتج��در اإلش��ارة إل��ى أن قانوني��ة‬ ‫الدول��ة تنعكس مباش��ر ًة عل��ى المجال‬ ‫االقتص��ادي ‪ ،‬بحي��ث تت��رك األب��واب‬ ‫مش��رعة لإلنتاج والتطوي��ر االقتصادي‬ ‫عل��ى قاع��دة الخض��وع للقان��ون ‪،‬‬ ‫والمس��اواة بي��ن جمي��ع المواطنين في‬ ‫مع��رض تطبيق��ه مما ي��ؤدي حكماً إلى‬ ‫إلغاء االمتيازات االقتصادية والضريبية‬ ‫وإلزامي��ة أداء الضرائ��ب ومس��تحقات‬ ‫الدولة بالنس��بة للجمي��ع‪ ،‬وتلغي الزواج‬ ‫التقلي��دي بي��ن رأس الم��ال والس��لطة‬ ‫وال��ذي حك��م الواق��ع الس��وري لعقودٍ‬ ‫طويلة‬ ‫ف��ي الختام البد من التأكيد على أن‬ ‫دول��ة القان��ون هي الصيغ��ة التنظيمية‬ ‫السياس��ية التي تنقلب فيها العالقة بين‬ ‫الف��رد والدولة‪ ،‬بين الحاك��م والمحكوم‬ ‫رأساً على عقب فالدولة التقليدية تعتبر‬ ‫الحقوق هبات تتكرم به��ا على رعاياها‬ ‫مميزة بينهم تمييزاً اس��تثنائياً في حين‬ ‫أن دول��ة القان��ون والح��ق ترى نفس��ها‬ ‫تعبيراً عن المواطن وتجس��يداً مؤسسيًا‬ ‫ضامن��ًا لحقوق��ه‪ .‬كما أنه��ا ال تحمل أية‬ ‫مزاع��م اجتماعية أو أخالقية في العدالة‬ ‫االجتماعية بل هي مجرد تنظيم لمسألة‬ ‫الس��لطة به��دف توفير الش��روط الدنيا‬ ‫النط�لاق عملي��ة التناف��س االجتماعي‬ ‫وم��ن ثم ف��إن مصدر قوته��ا يتمثل في‬ ‫تحقيق التساوي القانوني بين الناس أي‬ ‫تساوي ش��روط وظروف حدوث وجريان‬ ‫مختل��ف العملي��ات االجتماعي��ة بما فيها‬ ‫السيرورة السياسية الذاتية‪.‬‬ ‫قصة الدم في س��وريا دخلت عامها‬ ‫الثالث وال حلول في األفق ‪ ،‬لكن اليقين‬ ‫أن عق��ارب الس��اعة ال ترجع إل��ى الوراء‬ ‫أب��دًا‪ ،‬وأن النظ��م القمعيَّ��ة ال تواج��ه‬ ‫ش��عبها بآلته��ا العس��كريَّة الكامل��ة إال‬ ‫بع��د أن تيْ َئس تمامًا فتقرر أن تخوض‬ ‫معركته��ا األخي��رة‪ .‬والتاري��خ أيضً��ا‬ ‫يؤكد أن الح��كام الطغ��اة الذين خاضوا‬ ‫ه��ذه المعرك��ة األخيرة ضد ش��عوبهم‪،‬‬ ‫ل��م تنفعْه��م أس��لحتهم وال معاركهم‬ ‫األخي��رة‪ ،‬وإنما كان��ت النهاية المحتومة‬ ‫هي س��قوط أنظمتهم القمعية ‪ ،‬قريبًا‬ ‫جداً س��تقطف الثورة الس��ورية ثمارها‬ ‫‪ ،‬ويق��ف الس��وريون أم��ام اس��تحقاق‬ ‫المس��تقبل ‪ ،‬والطريق ل��ن يكوم ممهداً‬ ‫‪ ،‬فكما ذكرنا س��ابقاً سقوط النظام هو‬ ‫البداية‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تتسم بالغموض وصعوبة التحديد‪ ،‬وال‬ ‫تصل��ح لتبرير خضوع الدول��ة للقانون‪،‬‬ ‫فقواع��د القانون الطبيعي ال تعتبر قيداً‬ ‫قانونيًا على إرادة الدولة‪ ،‬بل مجرد قيد‬ ‫أدبي أو سياس��ي ق��د تلت��زم الدولة بها‬ ‫أو ق��د ال تلتزم‪ ،‬فه��ي ال تتمتع بأي جزاء‬ ‫مادي يضمن احترامها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬نظرية الحقوق الفردية‪ :‬تعتبر‬ ‫نظرية الحق��وق الفردية نتيجة لمذهب‬ ‫القان��ون الطبيعي وبذل��ك تعتبر نتيجة‬ ‫لنظري��ة القانون الطبيع��ي‪ ،‬فقد اعتبر‬ ‫القان��ون الطبيع��ي بداي��ة مص��دراً أو‬ ‫أساس��اً لوجود الحقوق الفردية‪ .‬فالفرد‬ ‫يتمت��ع بحق��وق معين��ة‪ ،‬كان يتمتع بها‬ ‫في حياة العزلة "حالة الفطرة " السابقة‬ ‫النضمام��ه إل��ى الجماع��ة السياس��ية‬ ‫بموجب العقد االجتماعي‪ ،‬والدولة التي‬ ‫نش��أت بعد ذل��ك‪ ،‬ج��اءت لحماي��ة هذه‬ ‫الحقوق‪ ،‬وبالتالي يجب أن تتقيد الدولة‬ ‫به��ذه الحق��وق‪ ،‬وتمتن��ع ع��ن إهدارها‬ ‫أو انتهاكه��ا أو حتى المس��اس بها‪ ،‬وقد‬ ‫قام��ت هذه النظرية من��ذ ظهور نظرية‬ ‫العق��د االجتماعي‪ ،‬ث��م بروزها على يد‬ ‫الفقيه روسو‪ ،‬وأصبحت نظرية الحقوق‬ ‫الفردية مستقلة وقائمة بذاتها‪.‬‬ ‫وق��د الق��ت ه��ذه النظري��ة تأييداً‬ ‫كبيراً من قبل رجال الثورة الفرنس��ية‪،‬‬ ‫وتم الن��ص على مضمونها ف��ي المادة‬ ‫األول��ى م��ن إع�لان حق��وق اإلنس��ان‬ ‫والمواطن الصادر عن هذه الثورة س��نة‬ ‫‪ ،1789‬وف��ي دس��تور س��نة ‪ 1791‬حيث‬ ‫ورد ف��ي مقدم��ة ه��ذا الدس��تور "ليس‬ ‫للسلطة التش��ريعية أن تسن أي قانون‬ ‫يتضم��ن مساس��اً أو عرقل��ة لممارس��ة‬ ‫الحق��وق الطبيعي��ة والمدني��ة المدرجة‬ ‫في هذا الجزء والمكفولة من الدستور"‪.‬‬ ‫‪ - 3‬نظرية التحديد الذاتي‪ :‬نش��أت‬ ‫نظري��ة التحدي��د الذات��ي ل��دى الفق��ه‬ ‫األلمان��ي ووجدت أنصاراً له��ا في الفقه‬ ‫الفرنس��ي ويرى القائلون بهذه النظرية‬ ‫أن الدول��ة ال تخضع ألي قي��د من القيود‬ ‫إال إذا كان ناش��ئًا ع��ن إرادته��ا الذاتي��ة‪،‬‬ ‫فالقان��ون من صنع الدول��ة وهي تلتزم‬ ‫ب��ه‪ ،‬أي أن الدولة تلت��زم بالقانون الذي‬ ‫تضع��ه ألن��ه مل��زم له��ا كما ه��و ملزم‬ ‫لألفراد‪ ،‬وهذا األمر ال يتناقض مع فكرة‬ ‫س��يادة الدولة‪ ،‬ألن مفهوم سيادة الدولة‬ ‫ال يعن��ي أبداً بأن س��لطان الدولة مطلق‬ ‫وبال ح��دود‪ ،‬فمفهوم س��يادة الدولة‪ ،‬إذا‬ ‫كان يأبى أن تخضع سلطة الدولة لقيود‬ ‫م��ن س��لطة أعل��ى أو س��لطة خارجية‪،‬‬ ‫ال يتع��ارض مع خض��وع س��لطة الدولة‬ ‫للقواعد القانونية التي تضعها بنفس��ها‬ ‫وبمح��ض إرادتها‪ ،‬فالدول��ة عندما تضع‬ ‫قواعد ملزمة لألفراد ال بد أن تلتزم هي‬ ‫بها في نفس الوقت‪ ،‬وإال كنا إزاء فرض‬ ‫في غاية الغرابة‪ :‬وج��ود قواعد قانونية‬ ‫ف��ي النظ��ام القانون��ي ملزم��ة وغي��ر‬ ‫ملزم��ة في نف��س الوق��ت‪ ،‬وأن القانون‬ ‫لي��س في ذات��ه غاية‪ ،‬وإنما هو وس��يلة‬ ‫لتحقيق غاية‪ ،‬وهي ضم��ان أمن الدولة‬ ‫والمحافظة على بقائها‪ ،‬وبغير ذلك تحل‬ ‫الفوضى وتتعرض الدولة لالنهيار‪.‬‬ ‫ورغ��م اقت��راب نظري��ة التحدي��د‬ ‫الذات��ي ل�لإرادة م��ن الواق��ع العمل��ي‬ ‫واالنس��جام مع��ه ف��ي ممارس��ة الدولة‬ ‫لس��يادتها‪ ،‬فإن س��هام النق��د قد وجهت‬ ‫إليه��ا م��ن جان��ب ع��دد م��ن الفقه��اء‪،‬‬ ‫عل��ى أس��اس أن الدولة ال تُقيد نفس��ها‬ ‫بإرادتها عن طريق القوانين التي تسنها‬ ‫وتعدلها‪ ،‬وذلك ألن القيد الحقيقي الوارد‬ ‫عل��ى س��لطات الدولة‪ ،‬وال��ذي بمقتضاه‬ ‫تك��ون مرغم��ة على الحد من س��لطاتها‬

‫‪7‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫مواقف (املمانعني) من الثورة ال�سورية‪..‬‬ ‫من حزب اهلل �إىل ليلى خالد‪..‬‬ ‫�إفال�س وانك�شاف‪..‬‬

‫الياس س الياس‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫كان��ت قن��اة " المن��ار" الناطقة باس��م‬ ‫حزب اهلل تهلل للثورة التونسية ومن بعدها‬ ‫المصري��ة‪ ..‬ذهب حس��ن نص��ر اهلل إلى حد‬ ‫نف��ض الغب��ار ع��ن عباءت��ه وكأن��ه القائد‬ ‫للجماهي��ر العربي��ة الثائرة حينه��ا‪ ..‬رُفعت‬ ‫أعالم ث��ورات تونس ومص��ر وليبيا واليمن‬ ‫والبحري��ن ف��ي معظ��م خط��ب ومهرجانات‬ ‫ح��زب الول��ي الفقي��ه‪ ..‬كان مالل��ي طهران‬ ‫وعل��ى رأس��هم خامنئ��ي يعتب��رون ث��ورات‬ ‫الع��رب " صحوة اس�لامية" وه��و األمر الذي‬ ‫ل��م يثر حينها كل الذي��ن أثارتهم لحى ثوار‬ ‫س��وريا ولم يعترضوا على تس��ميات برس‬ ‫تي في والعالم والمنار‪..‬‬ ‫مفارق��ة عجيب��ة غريبة حي��ن اختزلت‬ ‫الث��ورات العربية عند بوابة درعا الس��ورية‬ ‫بالث��ورة ف��ي البحرين‪ ..‬فجأة وب�لا مقدمات‬ ‫صار عنوان تل��ك الثورات‪ :‬مؤامرة امبريالية‬ ‫ صهيونية‪ ..‬وفي سوريا‪ :‬مؤامرة كونية‪..‬‬‫الصورة الت��ي ال يمك��ن أن تمحى في‬ ‫الثورة الس��ورية هي صورة جهد تش��ويهها‬ ‫وش��يطنتها‪ ،‬م��ن مدخل طائف��ي ومذهبي‪،‬‬ ‫في انته��اج حزب نص��ر اهلل مقارب��ة أخرى‬ ‫سنكتش��ف أنه��ا كلفت��ه كثي��را وس��تكلفه‬ ‫مس��تقبال أكثر مما يظ��ن المطبلين لصورة‬ ‫كان��ت ف��ي الماض��ي فانه��ارت عن��د تخوم‬ ‫الزبدان��ي وتاليا في معظم دمش��ق وريفها‬ ‫وحمص وريفها وتحديدا في القصير‪..‬‬

‫انحدار املمانعة‪..‬‬ ‫ل��م يك��ن ق��د مض��ى عل��ى ‪ 18‬آذار ‪/‬‬ ‫م��ارس‪ ،‬ي��وم س��قوط أول ش��هيدين ف��ي‬ ‫درعا‪ ،‬سوى أيام قبل أن تخرج بثينة شعبان‬ ‫لتخبرن��ا ع��ن " الفتن��ة الطائفي��ة" وخ��رج‬ ‫الدكتاتور في نهاية ذات الش��هر ليش��ير إلى‬ ‫قصة س��خيفة عن الرس��ائل النصي��ة التي‬ ‫تُرس��ل له��ذه القري��ة وتل��ك‪ ..‬ف��ي زحمة‬ ‫همروجة المسيرات "العفوية" وسوق الناس‬ ‫إلى الس��احات لم يعر الكثيري��ن انتباها لما‬ ‫يرغب��ه نظام العصابات في دمش��ق من جر‬ ‫الش��ارع الس��وري نحو مربع اللعب على وتر‬ ‫" األقليات" والتخويف م��ن الثورة‪ ..‬وبالرغم‬ ‫م��ن أن الش��عارات ل��م تك��ن بع��د س��وى‬ ‫المطالب��ة بمحاس��بة اب��ن خال��ة الديكتاتور‬ ‫عاطف نجي��ب ومحافظ درعا فيصل كلثوم‪،‬‬ ‫فقد أُطلق العنان لخطة " الصدمة والترويع"‬ ‫بالقت��ل المباش��ر ورم��ي التهم��ة عل��ى "‬ ‫العصاب��ات المس��لحة"‪ ..‬ذهب الش��رع لنقد‬ ‫كل الرواي��ة في مقابلته مع األخبار وتحديدا‬ ‫ابراهي��م األمين الذي انتق��ل بالجريدة من‬ ‫نقيض تمناه جوزيف سماحة إلى عزف على‬ ‫أنغ��ام الديكتاتورية بمجموعة م��ن الكتاب‬ ‫والمثقفين المستخفين بحركة الجماهير‪..‬‬ ‫وبمناسبة الحديث عن تلك الصحيفة‪،‬‬ ‫فق��د ق��رأت ذات يوم ذل��ك التقري��ر الرديء‬

‫ال��ذي ق��ام ب��ه حس��ن علي��ق م��ن منطقة‬ ‫المي��دان بدمش��ق لي��روي ب��أن م��ن يدخل‬ ‫مسجد الحسن "غرباء عن المنطقة"!‬ ‫فق��ط لتثبي��ت رواي��ات األس��د يصي��ر‬ ‫المس��جد حك��را عل��ى منطقة‪ ..‬ه��و تهافت‬ ‫سيُكش��ف عن��ه موقف عامي��ن كاملين من‬ ‫معاناة الشعب السوري‪..‬‬ ‫حزب اهلل تلقف الرس��الة بشكل جيد‪..‬‬ ‫ومعه ما يس��مى " محور الممانعة"‪ ،‬ولم يثر‬ ‫ه��ؤالء قضايا بحجم أكاذيب بس��ام أبو عبد‬ ‫اهلل وطالب ابراهيم وغيرهم من س��وريين‬ ‫وغير س��وريين ع��ن البيش��مركة والمارينز‬ ‫للتنص��ل م��ن حادث��ة الدوس عل��ى رؤوس‬ ‫س��كان قرية البيضا القريبة م��ن بانياس‪..‬‬ ‫الكذب اس��تثار الناس‪ ..‬فكل روايات ش��ريف‬ ‫ش��حادة عن " زقزقة العصافير والمس��ابح"‬ ‫كانت مطبوخة جيدا‪..‬‬ ‫تعبي��ر " حث��االت" والعش��وائيات الذي‬ ‫أطلق��ه بس��ام أب��و عب��د اهلل ص��ار مرجعا‬ ‫عن��د كثي��ر من أب��واق لبن��ان‪ ..‬فحي��ن كان‬ ‫فيصل عبد الس��اتر يحاور على الجزيرة مع‬ ‫ش��خصية معارض��ة م��ن داخل دمش��ق لم‬ ‫يتردد عبد الس��اتر في وصف منطقة المزة‬ ‫بأنه��ا بس��اتين الم��زة وكفرسوس��ة صارت‬ ‫عش��وائية مثلها مثل القابون‪ ..‬هذا التهافت‬ ‫واالستخفاف بالحراك الجماهيري وتقليص‬ ‫األعداد بطريقة جدل بيزنطي مع المذيعين‬ ‫كش��ف بطريقة أو أخرى بأن كل أدات يمكن‬ ‫استخدامها في وجه الثورة السورية‪..‬‬ ‫حس��ن نص��ر اهلل وج��د نفس��ه أم��ام‬ ‫خط��اب يتنك��ر ل��كل ادع��اءات الوق��وف مع‬ ‫مظلومية الش��عوب وإن ظل يتباكى باس��م‬ ‫مظلومي��ة تاريخي��ة تبي��ن فيما بع��د بأنها‬ ‫خرافة الستقطاب فقراء الشيعة والزج بهم‬ ‫في أتون ش��عار " األسد أو نحرق البلد"‪ ..‬في‬ ‫الوقت الذي كانت الثرث��رة الممانعة تتحدث‬ ‫عن " مؤامرة كونية" وعن مس��لحين أجانب‬ ‫كان الس��وريون ي��رون بأنفس��هم عناص��ر‬ ‫إيرانية ومن حزب اهلل تتدفق لقمعهم حتى‬ ‫قبل أن يُدفعوا لحمل الس�لاح‪ ..‬في األشهر‬ ‫األخيرة باتت مسألة الممانعة شعارا فاضحا‬ ‫يخف��ي حقيقة مفجعة حذر منه��ا الطفيلي‬ ‫واألمي��ن‪ ،‬فتح��ول البندقي��ة والصواري��خ‬ ‫إل��ى الداخ��ل الس��وري تح��ت حج��ج وذرائع‬ ‫كاذبة حول��ت القتال ضد الع��دو الصهيوني‬ ‫إل��ى " جه��اد مقدس" ف��ي حارات وش��وارع‬ ‫السوريين‪..‬‬ ‫في حرب تموز ‪ 2006‬فتح السوريون‪..‬‬ ‫الس��وريون ولي��س آل األس��د وش��اليش‬ ‫ومخلوف وحيت��ان النهب‪ ..‬أبوابهم وقلوبهم‬ ‫للفاري��ن من عدوان صهيوني‪ ..‬تلك التربية‬ ‫واألخالق ليس��ت نتاج ‪ 40‬عاما من االستبداد‬ ‫بل ضاربة في حضارة وثقافة الس��وريين‪..‬‬ ‫وبالرغ��م م��ن ذل��ك عاد حس��ن نص��ر اهلل‬

‫ليض��رب عل��ى وت��ر الممانعة‪ ..‬فل��م يطرح‬ ‫على نفس��ه س��ؤاال كبي��را‪ :‬كي��ف يمكن أن‬ ‫يكون بلدا ما ممانعا ومقاوما لو أن شعبه لم‬ ‫يكن هو الصابر والممانع في سبيل القضايا‬ ‫العربية؟ ب��ل كيف يمكن قت��ل وتدمير هذا‬ ‫البل��د بطائ��رات وصواري��خ لم تفعل ش��يئا‬ ‫بوج��ه طائرات صهيوني��ة تقصف في الكبر‬ ‫وعين الصاحب وتخت��رق جدار الصوت فوق‬ ‫القص��ر الرئاس��ي ث��م تقصف ف��ي جمرايا‬ ‫ويقول النظام‪ :‬نحتفظ بحق الرد؟!‬ ‫ف��ي لبن��ان ينع��م جماع��ة ح��زب اهلل‬ ‫بنظ��ام برلمان��ي (رغ��م كل الخل��ل ف��ي‬ ‫الديمقراطية الطائفية) يس��تطيع استجواب‬ ‫وزير ورئي��س وزراء وصح��ف البلد ال تترك‬ ‫ش��اردة أو واردة‪ ..‬جمه��ور قط��ع الطرق��ات‬ ‫بالدوالي��ب المحروق��ة احتجاج��ا عل��ى قطع‬ ‫الكهرب��اء أو تدن��ي خدم��ات‪ ..‬وبالرغ��م من‬

‫ذلك اس��تكثروا على الس��وريين االنتفاض‬ ‫لكرامته��م التي تم دوس��ها ‪ 42‬عاما‪ ..‬وظل‬ ‫ه��ؤالء ف��ي " مح��ور الممانعة" يس��تخفون‬ ‫بدماء السوريين باسم المؤامرة الكونية!‬

‫فتاوى يف خدمة الطاغية‪..‬‬ ‫م��ن الذي تصدى لفت��اوى رجال الدين‬ ‫في اي��ران وغيره��ا للوقوف مع األس��د من‬ ‫منظار ديني؟!‬ ‫فبينم��ا كنا نس��مع كثيرا ع��ن الفتاوى‬ ‫باس��م الثورة لم يث��ر ه��ؤالء " الممانعون"‬ ‫والقومجي��ون الع��رب ومدع��ي العلماني��ة‬ ‫المتطرف��ة تل��ك المواق��ف المطلوبة بوجه‬ ‫فتاوى تصل حد االنحطاط الطائفي باعتبار‬ ‫س��وريا آلل البيت والوقوف مع األس��د واجب‬ ‫ول��م يتص��دى ه��ؤالء للطم��وح الفارس��ي‬


‫برهان غليون و�أوراق االعتماد‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫ل��م ينتب��ه " مح��ور الممانع��ة" (وربما‬ ‫انتب��ه وكذب على نفس��ه البع��ض) للخطر‬ ‫الذي ش��كلته ممارسات عصابات الحكم في‬ ‫دمشق على فكرة المقاومة‪..‬‬

‫أسبوعية‬

‫تدمري فكرة املقاومة‪..‬‬

‫لك��ي تس��تكمل الرواي��ة الممانعة في‬ ‫جانبه��ا الفلس��طيني‪ ،‬وبالرغ��م من وضوح‬ ‫أع��داد الش��هداء الفلس��طينيين ف��ي الثورة‬ ‫الس��ورية بم��ا يتج��اوز األلف ومائة ش��هيد‪،‬‬ ‫أي أكث��ر مم��ا قت��ل االحت�لال االس��رائيلي‬ ‫عل��ى م��دى ‪ ٣‬أعوام عل��ى األق��ل وبالرغم‬ ‫م��ن التهجي��ر وقص��ف المي��غ والمدفعي��ة‬ ‫والصواري��خ لمخيماته��م واعتق��ال الش��اب‬ ‫والم��رأة‪ ،‬من االنس��ان العادي إل��ى الطبيب‬ ‫والناش��ط االغاثي‪ ،‬ورغم أن مدارس مخيم‬ ‫اليرموك وبيوته تش��هد عل��ى في فترة من‬ ‫الفترات عل��ى حالة التهجير إلي��ه إال أن هذا‬ ‫النظ��ام ظ��ل يتباك��ى متاجرة عل��ى قضية‬ ‫الفلسطينيين كشعار يغطي به عورات كل‬ ‫ممارساته الفاشية حتى انكشفت‪..‬‬ ‫ل��م يث��ر أمر تح��ول أحم��د جبريل إلى‬ ‫ميليش��يا في خدم��ة األجه��زة القمعية في‬ ‫تس��ليح‪ ،‬لبع��ض م��ن ظ��ن أن��ه يدافع عن‬ ‫مخي��م اليرم��وك كمثل صارخ عل��ى تهافت‬ ‫الممانع��ة‪ ،‬الضجيج في ذلك المعس��كر‪ ..‬إن‬ ‫الذي يعرف ممارسات االحتالل في فلسطين‬ ‫يتعج��ب م��ن نص��ب حاج��ز يحاص��ر مدخل‬ ‫مخيم اليرموك بس��ور حدي��دي يمارس فيه‬ ‫شبيحة النظام مع جماعة جبريل ما ال يمكن‬ ‫تصوره بحق الداخلي��ن والخارجين من هذا‬ ‫المخيم‪ ..‬ويعرف الفلسطينيون على مدخل‬ ‫هذا المخيم ممارسات يخجل جنود االحتالل‬ ‫ممارستها‪..‬‬ ‫ورغ��م ذل��ك تهاف��ت ع��دد م��ن كتاب‬ ‫الممانع��ة وساس��تها إل��ى ح��د تحمي��ل "‬ ‫المجه��ول" بداية مس��ؤولية م��ا كان يجري‬ ‫للفلس��طينيين من أجل الحفاظ على صورة‬ ‫التج��ارة التي عُرفت عن نظام الحقهم منذ‬ ‫تل الزعتر ‪ 1976‬وطرد الشهيد ياسر عرفات‬ ‫وش��ق صفوفه��م‪ ..‬يب��رر بعض كتب��ة هذا‬ ‫النظام من الفلس��طينيين (أمثال رش��اد أبو‬ ‫ش��اور وعادل س��مارة وعبد الباري عطوان)‬ ‫وعلي جرادات) موقفهم بأن الفلس��طينيين‬ ‫ف��ي س��وريا عومل��وا بش��كل محت��رم منذ‬ ‫خمسينيات القرن الماضي‪ ..‬واألمر صحيح‪..‬‬ ‫لك��ن هذا ليس انجازا بعثيا وال أس��ديا على‬ ‫طريق��ة أن س��وريا م��ن جعلها س��وريا هم‬ ‫عائلة األس��د‪ ..‬بل هو انجاز يحسب للشعب‬ ‫الس��وري الكري��م قبل والدة بش��ار األس��د‬ ‫وقبل تسلط أبيه في انقالبه العسكري‪..‬‬ ‫المده��ش الي��وم أن تي��ارا م��ن ضمن‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫حسن نصر اهلل في خطاباته المتكررة‬ ‫منذ بداية الثورة السورية حملت من الفوقية‬ ‫والعنجهية ما اس��تفز الشعب السوري وبقية‬ ‫الش��عوب التي اكتشف حجم االنتهازية عنده‬ ‫وعند حزب��ه‪ ،‬ففي واحدة م��ن خطبه وبعيد‬ ‫تشكيل المجلس الوطني السوري راح نصر‬ ‫اهلل يخل��ط األمور بمجموع��ة أكاذيب‪ ..‬فجأة‬ ‫أصبح التصويب على برهان غليون ليصوب‬ ‫على الثورة‪ :‬قدم أوراق اعتماده في واشنطن‬ ‫وت��ل أبي��ب‪ ..‬بين��ت األح��داث وبلس��ان أتباع‬ ‫النظام الس��وري مدى س��خف هذه األكاذيب‬ ‫في محاولة إلخفاء الحقيقة المرة‪ ..‬المواقف‬ ‫االس��رائيلية الت��ي ذهب��ت ح��د بن��اء س��ور‬ ‫الكترون��ي على الجوالن بعد الثورة يكش��ف‬ ‫الحقيق��ة‪ ..‬والحدي��ث عن الس�لاح الكيماوي‬ ‫في " األيدي األمينة" يكشف أكثر‪ ..‬بل دعونا‬ ‫نس��لط بكلمتين الضوأ على أوراق االعتماد‬ ‫تل��ك‪ ..‬ونطلب من الممانعين ايجاد تفس��ير‬ ‫وتبرير لتع��اون أجهزة القمع التابعة لألس��د‬ ‫منذ غ��زو الع��راق مع أجه��زة االس��تخبارات‬ ‫األميركي��ة وفتح مس��الخ التعذيب والش��بح‬ ‫النت��زاع اعتراف��ات مم��ن تتهمه��م أمي��ركا‬ ‫باالره��اب‪ ..‬قص��ة المهن��دس ماه��ر ع��رار‬ ‫ليست من نس��ج الخيال‪ ..‬فالرجل الذي ألقت‬ ‫به واش��نطن في يد علي مملوك اعترف بعد‬ ‫حف�لات التعذيب بم��ا يفوق الخي��ال‪ ..‬أطلق‬ ‫الرجل وعاد إل��ى كندا وحصل على تعويض‬ ‫بماليي��ن ال��دوالرات‪ ..‬بينم��ا أجه��زة " األمن‬ ‫السورية" كانت تفرك يطيها فرحا في خدمة‬ ‫سي اي ايه أنها استطاعت انتزاع اعتراف من‬ ‫المهندس عرار على أنه عضو في القاعدة‪..‬‬ ‫تل��ك القصة معروفة وهي فقط للداللة‬ ‫على مدى سخف االدعاء بمعاداة " االمبريالية"‪..‬‬ ‫بينم��ا النظ��ام التقدم��ي الممان��ع يثرث��ر عن‬ ‫االمبريالية كان مصطفى طالس يتهم نصف‬ ‫أعضاء القي��ادة بالعمال��ة لالميرك��ي‪ ..‬عودوا‬ ‫إل��ى مذك��رات طالس‪ ..‬ث��م أين أق��ام رئيس‬ ‫أركان جيش حافظ األس��د‪ ،‬حكمت الش��هابي؟‬ ‫أليس ف��ي عقر دار االمبريالي��ة؟! وأين يجري‬ ‫توليد زوج��ات النافذين وتطبيب المس��ؤولين‬ ‫وتدريس أوالدهم؟! ليس في كوبا وال فنزويال‬ ‫وال ايران‪..‬‬

‫الأفغان الفل�سطينيني يف‬ ‫خميم الريموك‪..‬‬

‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫بتحويل س��وريا إل��ى المحافظ��ة رقم ‪..35‬‬ ‫إذا رد البع��ض ب��أن تلك مج��رد آراء فيمكن‬ ‫عنده��ا الق��ول‪ :‬فلتخرس��وا إذا عل��ى آراء‬ ‫الطرف اآلخر!‬ ‫هذه المعادل��ة ات يمكن تصديقها وال‬ ‫تس��ويقها‪ ..‬نحن نعرف كيف يرتبط الديني‬ ‫بالسياس��ي في اي��ران والع��راق وجمهورية‬ ‫الضاحي��ة الجنوبي��ة‪ ..‬وعلي��ه فقبل أش��هر‬ ‫من تس��لح الثورة الس��ورية كان يتم تداول‬ ‫مثل تل��ك الفتاوى الوظيفية لنظام وظيفي‬ ‫باألساس‪ ..‬ومن النفاق بمكان عدم التصدي‬ ‫لفتوى ابريل ‪( 2012‬أي قبل عام من اليوم)‬ ‫والصادرة عن الش��يخ جنتي يدع��و "للجهاد‬ ‫مع األس��د حتى ال يسقط بايدي اهل السنة‬ ‫اعداء ال البيت"‪..‬‬ ‫فاس��تناد النظام المدع��ي بأنه " قلعة‬ ‫العلماني��ة" إل��ى فتاوى مثلت فتوى حس��ون‬ ‫األخيرة اكتمال ص��ورة كذبة تلك العلمانية‬ ‫سوف تقابل ولألسف بفتاوى أخرى بما يجر‬ ‫األمر كله إلى مربع الدين ليظهر تش��ويش‬ ‫عل��ى الثورة الس��ورية بما يرض��ي توجهات‬ ‫غربية معروفة‪..‬‬

‫فبينم��ا يصف��ق ويهلل ه��ؤالء لتدمير‬ ‫البني��ة التحتي��ة الس��ورية ولخ��رق كام��ل‬ ‫وبش��ع ألبس��ط حق��وق الناس ل��م تثرهم‬ ‫اس��تيراد " نظ��ام الممانع��ة" لمفرادته من‬ ‫قاموس صهيوني تبريري للقتل والتدمير‪..‬‬ ‫فمن��ذ الي��وم األول ت��م اس��تعارة " مخربين‬ ‫وارهابيي��ن وعصاب��ات وجهاديي��ن‪ ..‬إل��خ"‬ ‫ومضاف إليها خطاب المحافظين الجدد " إما‬ ‫معنا أو علين��ا"‪ ..‬فانكش��فت اللعبة وصارت‬ ‫الخطورة في الممارس��ة أبش��ع مم��ا يمكن‬ ‫تخيله‪..‬‬ ‫الصهاين��ة يش��عرون الي��وم ب��أن في‬ ‫جعبتهم رصيد " أخالقي" يجعلهم متفوقين‬ ‫كثي��را عل��ى الع��رب‪ ..‬وتحدي��دا مدع��ي‬ ‫الممانعة‪ ..‬لنأخذ بعض األمثلة‪:‬‬ ‫* حي��ن كان مس��توطنون ف��ي نابل��س‬ ‫يعرب��دون بح��رق مس��جد أو يعت��دون عل��ى‬ ‫كنيس��ة كان يس��رع الحاخام��ات لتقدي��م‬ ‫االعت��ذار والتنصل من تل��ك األفعال‪ ..‬بل في‬ ‫نابل��س عرض��وا اع��ادة تعمير أحد المس��اجد‬ ‫الت��ي تعرضت للحرق‪ ..‬لك��ن دعونا نفكر بما‬ ‫اقترفت��ه وح��دات " حم��اة الديار" في س��وريا‬ ‫وسنكتش��ف حجم الكارثة القادم��ة والتي لم‬ ‫يفكر فيها كثيرا ال حزب اهلل وال كل المرددين‬ ‫لترهات الممانعة في فلسطين‪ ..‬فشعار خطه‬ ‫ه��ؤالء على جدران المنازل " األس��د أو نحرق‬ ‫البلد" مع ممارس��ات قذرة من النهب إلى حرق‬ ‫المنازل والمساجد وقصف المآذن بشكل جلي‬ ‫يعني من بين كثير من المس��ائل منح الجانب‬ ‫الصهيون��ي تفوق��ا أخالقيا من جهة وش��رعة‬ ‫ممارسة تدمير منهجي‪..‬‬ ‫* في الوقت الذي تتباكى فيه وس��ائل‬ ‫إعالم األسد ونصر اهلل على استشهاد أسير‬ ‫فلس��طيني يعرف الس��وريون والس��وريات‬ ‫ومنظمات دولية حجم الممارس��ات الفظيعة‬ ‫بحق المعتقلين الس��وريين والفلسطينيين‬ ‫ف��ي مس��الخ األس��د‪ ..‬قم��ة الوضاع��ة أن‬ ‫يتباكى قتلة في المدن الس��ورية ومخيمات‬ ‫الفلس��طينيين على قضية فلس��طين‪ ..‬في‬ ‫ي��وم األرض ج��رى قتل ‪ 11‬فلس��طينيا في‬ ‫مخي��م اليرموك لوحده وتعرض لقصف من‬ ‫ثكنات األس��د بصواريخ لم تعرفها الجوالن‬ ‫يوم��ا‪ ..‬ثم يتاج��ر مندوب األس��د في األمم‬ ‫المتح��دة‪ ،‬الجعفري‪ ،‬باس��م فلس��طين في‬ ‫الوق��ت ال��ذي يع��دم ويخطف عل��ى حواجز‬ ‫نظامه عش��رات الفلس��طينيين ويس��تخدم‬ ‫مرتزق��ة م��ن جماع��ة أحمد جبري��ل القامة‬ ‫حاج��ز على أبواب مخي��م اليرموك ال تختلف‬ ‫أب��دا ع��ن األدوات الق��ذرة لالحت�لال إال في‬ ‫حالة واح��دة‪ ..‬في فلس��طين إن تم اعتقال‬ ‫فلس��طيني يعرف أين هو بينما في س��وريا‬ ‫ق��د تج��د جثت��ه مرمية ف��ي الطرق��ات بعد‬ ‫حف�لات التعذي��ب الت��ي يتفنن به��ا " رجال‬ ‫األس��د لألبد"‪ ..‬في مدن وقرى ريف دمش��ق‬ ‫كم��ا ف��ي أط��راف مخيم��ات النازحي��ن من‬ ‫الج��والن ومخيم��ات الفلس��طينيين يتفن��ن‬ ‫رجال حس��ن نص��ر اهلل ب"الجهاد المقدس"‬ ‫ويستبس��ل ل��واء أب��و الفض��ل اآلتي��ن من‬ ‫تربي��ة الدريالت وتهجير الفلس��طينيين من‬ ‫بغداد في ممارسة موبقات يرحب بها حسن‬ ‫نص��ر اهلل وتحال��ف الممانع��ة الجديد الذي‬ ‫انضم إلي��ه عميل األمي��ركان أحمد الجلبي‬ ‫والمالك��ي‪ ..‬تحالف مضحك ي��دل على مدى‬ ‫انحدار شعارات الممانعة‪..‬‬ ‫يب��دو واضحا وجليا في س��وريا بأن هذا‬ ‫النظام وتحالفه االقليمي الذي يس��تميت في‬ ‫البقاء يدمر في طريقه حتى الش��عارات التي‬ ‫كان يتلطى وراءها‪ ..‬ويتبنى ممارس��ات قذرة‬ ‫إلى الح��د الذي يتج��اوز ممارس��ات صهيونية‬ ‫يدع��ي ممانعته له��ا‪ ..‬فاالغتص��اب المنهجي‬ ‫الموثق من منظمات حقوقي��ة محلية ودولية‬ ‫ل��م تج��رؤ دول��ة االحت�لال عل��ى اس��تخدامه‬ ‫كأحد أدواته��ا للقمع واالخضاع‪ ..‬بينما يتفاخر‬

‫بها رج��ال وش��بيحة األس��د لغة وممارس��ة‪..‬‬ ‫لق��د كان لمواط��ن غ��زاوي أن يته��م جن��ودا‬ ‫اس��رائليين بس��رقة منزل��ه (نق��ود وذه��ب)‬ ‫فأقيمت محكمة وص��ارت فضيحة‪ ..‬بينما في‬ ‫سوريا يقوم الجنود العقائديون بنهب وسرقة‬ ‫علني��ة ومحمي��ة من مافي��ا الحك��م وعبر بيع‬ ‫المنهوبات في أس��واق معروف��ة دون أن يثير‬ ‫األمر س��ؤاال واحدا عند مدع��ي الممانعة لهذا‬ ‫الس��قوط المري��ع لمن يفترض ب��ه أن يكون‬ ‫جيش��ا وطنيا‪ ..‬وهن��ا ال يكفي أب��واق النظام‬ ‫وآلت��ه الدعائي��ة القي��ام بعملي��ة نف��ي بينما‬ ‫يش��هد الس��وريون أنفس��هم ما يج��ري لهم‬ ‫ولممتلكاتهم منذ دخ��ول الدبابات إلى حوران‬ ‫في ابريل ‪ ..2011‬وربما تكون عمليات النفي‬ ‫والتكذي��ب التي مارس��ها إعالم األس��د وقلب‬ ‫الحقائق بمس��اعدة قناة حس��ن نصر اهلل من‬ ‫أكث��ر عملي��ات االس��تفزاز الت��ي تع��رض لها‬ ‫الشعب السوري والتي جعلته يدرك بأنه أمام‬ ‫عصابة ال يوجد لديها الحد األدنى من األخالق‬ ‫أو االعت��راف بما يمكن أن يق��ول عنه األبواق‬ ‫أخطاء‪ ..‬فمن كان يق��ول بأن العصابات تروع‬ ‫اآلمني��ن إنم��ا كان يغط��ي عل��ى حقيقة تلك‬ ‫العصابات التابعة لشبيحة األسد‪..‬‬

‫التيار العرب��ي المدعي القومية‪ ،‬والمس��يء‬ ‫أيض��ا للفكر القوم��ي العرب��ي‪ ،‬يذهب نحو‬ ‫اتهام��ات س��خيفة تش��به اتهام الس��وريين‬ ‫بأنه��م مجموع��ات من خ��ارج س��وريا‪ ..‬وقد‬ ‫وص��ل األم��ر بانكش��اف لتي��ار " قومج��ي"‬ ‫ومدعي يس��ار بالتزوي��ر وعلمانية من ذيلها‬ ‫وس��طحيتها بأن ذهبت ش��خصية مثل ليلى‬ ‫خال��د والمعروف أنه��ا من الجبهة الش��عبية‬ ‫لتحرير فلسطين بقيادة الراحل جورج حبش‬ ‫إل��ى ح��د وصف ما ج��رى ويجري ف��ي مخيم‬ ‫اليرم��وك ب��أن األفغ��ان يس��يطرون عليه‪..‬‬ ‫شيء اس��تدعى كم من الس��خرية والغضب‬ ‫من قبل شباب فلسطينيين يعرفون قاتلهم‬ ‫ومهجر أهاليهم ومدمر بيوتهم‪..‬‬ ‫ذلك التهافت المفضوح لتيار الممانعة‬ ‫وب��دون ت��ردد أق��ول أن الث��ورة الس��ورية‬ ‫فضحت��ه من بين أش��ياء أخ��رى كثيرة‪ ..‬هو‬ ‫تهاف��ت س��يؤدي إلى تغيي��رات هائل��ة بعد‬ ‫انجاز الث��ورة الس��ورية ألهدافه��ا‪ ،‬فما عاد‬ ‫المتاجرة بفلس��طين واس��م الفلسطينيين‬ ‫مقب��وال ولم تع��د تل��ك البيانات الس��خيفة‬ ‫الت��ي تصدرها وزارة الخارجية الس��ورية أو‬ ‫حزب اهلل عن انتهاكات اسرائيل بحق اسرى‬ ‫فلسطينيين كاستش��هاد ميسرة أبو حمدية‬ ‫قبل أي��ام‪ ..‬فتل��ك بيان��ات تثير االش��مئزاز‬ ‫والق��رف في الوقت ال��ذي يُعتقل فيه مئات‬ ‫آالف الس��وريين ومئ��ات الفلس��طينيين‬ ‫ويج��ري تعذيبه��م ورم��ي جثثه��م بش��كل‬ ‫مهين والمس��اومة المالية على المخطوفين‬ ‫من أجهزة الممانعة‪..‬‬ ‫في النهاية نقول بأن الثورة الس��ورية‬ ‫كان له��ا الفض��ل الكبير في فض��ح وتعرية‬ ‫تلك الممانعة بالشعارات والثرثرة وانكشاف‬ ‫كلي لتناقضات الحالة العربية وازدواجيتها‪..‬‬ ‫ومن المخجل والمعيب حقا أن يقبل البعض‬ ‫تلوي��ث تاريخه ومس��تقبله بتحالفات تقوم‬ ‫على خرافات وأس��اطير لتسويقها للبسطاء‬ ‫كتسويق حسن نصر اهلل وماللي ايران بأن‬ ‫مش��اركتهم بقمع وقتل الش��عب الس��وري‬ ‫إنم��ا تأتي في س��ياق " الدفاع عن الش��يعة‬ ‫ومقاماتهم" فهذا نف��س طائفي لم تعرفه‬ ‫س��ورية بتاريخه��ا ول��م يعت��دى عل��ى أي��ة‬ ‫" أقلي��ة" وال مك��ون م��ن مكون��ات الش��عب‬ ‫السوري الذي هجر منه نظام األسد المسلم‬ ‫والمس��يحي وقم��ع ساس��تهم ومفكريهم‪..‬‬ ‫وتس��ويق حس��ن نصر اهلل لقصة " الواجب‬ ‫الجهادي" في سوريا يكشف الدور الوظيفي‬ ‫له��ذا الحزب ف��ي تلق��ي أوامر م��ن طهران‬ ‫تبتع��د كثي��را عن ح��دود فلس��طين وتمثل‬ ‫س��قوطا مريعا في " تحالف طائفي" يشكل‬ ‫خطرا حقيقي��ا إذا ما قام بمقابله ردود على‬ ‫ذات األرضية‪ ..‬فالثورة الس��ورية التي جرى‬ ‫طيل��ة عامين حملة من التش��ويه بحقها لم‬ ‫تقم لالعتداء على مقام الس��يدة زينب بأية‬ ‫ح��ال من األحول‪ ..‬فه��ذا المقام موجود قبل‬ ‫والدة حافظ األس��د ولم يعت��دى عليه أبدا‪..‬‬ ‫أما مسألة ما يشيعه هؤالء المستوردون من‬ ‫العراق ليموتوا في س��بيل تحالف قذر فإنما‬ ‫يس��وق لهم خرافة " السفياني" وتصدر في‬ ‫س��بيل ذلك فتاوى عجيبة تخلط " العلماني‬ ‫بالديني" دفاعا عن وريث ال يرون كوارثه‪..‬‬ ‫خي��را تفع��ل الث��ورة الس��ورية حي��ن‬ ‫تحاف��ظ عل��ى تفوقه��ا األخالقي وس��موها‬ ‫مقابل ما يمارسه نظام العصابات المتحالف‬ ‫مع مرتزقة يرسلون ما استطاعوا من المغرر‬ ‫بهم إل��ى أتون الثورة الس��ورية‪ ..‬ومس��ألة‬ ‫الثمن الذي س��يدفعه هؤالء الذين انخرطوا‬ ‫في مشروع بشار األسد سيكتشفون حجمه‬ ‫الكارثي على مس��تقبلهم‪ ،‬فرب��ط المصير‬ ‫بوهم انتصار نظام على ش��عب ثائر يعني‬ ‫مصيرا ال يختلف عن مصير حكم الش��بيحة‬ ‫في س��وريا وزوال جمهوية الشبيحة الحالية‬ ‫الت��ي يتفاخر به��ا البع��ض دون ادراك ربما‬ ‫لعواقب ما يمارسونه‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫خواطر من وحي الثورة‬

‫خالد كنفاني‬

‫إن البوط��ي وأمثال��ه وأقران��ه‬ ‫يجرون الناس معهم إلى الذل والمهانة‬ ‫التي اعتادوها واس��تلذوا به��ا وتنعموا‬ ‫م��ن خيراتها‪ ،‬إنه "ح��ب الدنيا وكراهية‬ ‫الموت"‪ ،‬يشتم الخطباء الدنيا وملذاتها‬ ‫على المنابر حاضين الناس على العزلة‬ ‫والخن��وع واالس��تكانة بينم��ا يتاجرون‬ ‫ه��م بأفراح وأت��راح الناس ويس��يرون‬ ‫تجارتهم ويعيش��ون في أحسن البيوت‬ ‫ويملك��ون المحال التجارية والس��يارات‬ ‫الفارهة‪ .‬فقد مش��ايخ الشام كرامتهم‬ ‫وإنسانيتهم منذ زمن بعيد‪ ،‬وإال فكيف‬ ‫يمكن تفس��ير ه��ذا الب��رود والالمباالة‬ ‫أم��ام الدم��اء التي تس��يل في ش��وارع‬ ‫الم��دن الس��ورية بينم��ا يخرج��ون‬ ‫ه��م عل��ى الن��اس بأحادي��ث الطاع��ة‬ ‫والخض��وع؟ إن طفال كحم��زة الخطيب‬ ‫أج��ل وأرفع وأعلى هامة من كل هؤالء‬ ‫األقزام الذين اس��تمرؤوا النفاق والذل‬ ‫وتمرغوا ف��ي أحضانهما‪ .‬ه��ذا الطفل‬ ‫ال��ذي ق��رر أن يق��ول "ال" عندما خضع‬ ‫اآلخ��رون فكان جزاؤه التمثيل بجس��ده‬ ‫البريء على أي��دي من يدعونا البوطي‬ ‫والباري والب��زم وغيرهم إلى طاعتهم‬ ‫والقبول بفتات موائدهم‪.‬‬ ‫لم ي��رد الرئيس الش��اب أن يقوم‬ ‫بما يخالف ما قام ب��ه والده‪ ،‬فقد أبقى‬ ‫ه��و وحاش��يته على المبدأ م��ع اختالف‬ ‫األس��لوب‪ ،‬فاس��تمر قمع الكلمة والرأي‬ ‫الح��ر ولكن بوس��ائل رج��ال الدين من‬ ‫جهة ووس��ائل التحريض الش��عبي من‬ ‫جه��ة أخ��رى‪ .‬فقد ت��م إطالق س��لطة‬ ‫رج��ال الدي��ن بم��ا يتعل��ق ب"الخ��روج‬ ‫عل��ى الحاكم" ودرء "الفتن��ة" بينما تم‬ ‫توصي��ل رس��الة هامة إل��ى الناس بأن‬ ‫بعض "المخربين" يريدون أن ينغصوا‬ ‫عليه��م عيش��هم "الرغي��د" المل��يء‬ ‫بالموباي�لات والس��يارات ناهي��ك ع��ن‬ ‫الحش��د اإلعالم��ي وراء حم��اس وحزب‬ ‫اهلل مم��ا دفع الكثيري��ن لالعتقاد فع ً‬ ‫ال‬ ‫بأن أش��خاصاً مثل ميشيل كيلو وهيثم‬ ‫المالح يريدون إفساد حياة الناس وعليه‬ ‫فهم يس��تحقون ما يج��ري لهم‪ .‬كانت‬ ‫المفارق��ة رهيب��ة لدى خروج مس��يرة‬ ‫مؤي��دة لح��زب اهلل وترف��ع رايات��ه من‬ ‫سيارات تحمل أفخم الماركات العالمية‬ ‫وأغالها‪ ،‬وهو ما قام به األب حين كانت‬ ‫حاش��يته تمتلك أفخم الس��يارات بينما‬ ‫تطلق ش��عارات االش��تراكية والتقشف‬ ‫و"المجهود الحربي"‪.‬‬ ‫م��ا يط��رأ اليوم ف��ي حياة ش��باب‬ ‫س��وريا ه��و ح��دث تاريخ��ي ب��كل‬ ‫المقايي��س‪ ،‬فأقص��ى درج��ات التم��رد‬ ‫تجل��ت فيما مض��ى برفض االس��تماع‬ ‫إلى أستاذ في مدرسة أو مخالفة إشارة‬ ‫مرور‪ ،‬وهو بالطبع تمرد سلبي ومشوه‪،‬‬ ‫غير أن قيم مجتمع البعث حولت قس��مًا‬ ‫كبيراً م��ن الس��وريين إل��ى انتهازيين‬ ‫وفوضويي��ن يتباه��ون غالب��ًا بمخالفة‬ ‫القواني��ن أو تحدي األنظمة‪ .‬ولهذا كله‬ ‫كانت الثورة صدمة لمعظمهم ألنه لم‬ ‫يتم فهمها في البداية إال ضمن السياق‬ ‫الفوضوي ذاته‪ ،‬وهي بالمناسبة نظرة‬ ‫الناس ونظ��ام الحكم على حد س��واء‪،‬‬ ‫وهو ما يفس��ر أيض��اً رد الفعل العنيف‬

‫م��ن قب��ل األم��ن كم��ا يفس��ر تصرف‬ ‫الكثيرين كالنعام حين دفنوا رؤوسهم‬ ‫ف��ي الرم��ال وقال��وا ببس��اطة‪" :‬ما في‬ ‫ش��ي" واتهموا الثوار بالتخريب وتدمير‬ ‫البلد وغيرها من سيول االتهامات بحق‬ ‫ثوار الحرية‪.‬‬ ‫وج��د المثقف��ون والمفك��رون‬ ‫المعارض��ون أنفس��هم وللم��رة األولى‬ ‫خارج س��كة الث��ورة‪ ،‬ف��كل تحليالتهم‬ ‫وتبس��يطهم للوض��ع الداخل��ي ف��ي‬ ‫س��وريا أدت إل��ى المزي��د م��ن بعدهم‬ ‫ع��ن الناس وفه��م متطلباته��م‪ ،‬وكان‬ ‫القس��م األعظم من هؤالء يتحدث عن‬ ‫أمور لم تعد حتى موجودة في س��وريا‬ ‫من��ذ زمن بعيد وهو ما كش��ف اتس��اع‬ ‫اله��وة بي��ن المعارض��ة والجماهي��ر‪،‬‬ ‫ونح��ن عندما ال ننكر مش��روع التدمير‬ ‫الثقاف��ي والسياس��ي ال��ذي مارس��ه‬ ‫النظ��ام عبر عق��ود طويلة ف��إن علينا‬ ‫االعتراف ب��أن المعارضة في أغلبها لم‬ ‫ت��أت من قل��ب الجماهي��ر وإنما هبطت‬ ‫عليه��ا من الخ��ارج‪ ،‬وبالطبع ال ننس��ى‬ ‫اس��تثناء "التنس��يقيات" عل��ى األرض‪،‬‬ ‫ولكن حديثن��ا هنا عن م��ن كانوا على‬ ‫ط��ول الخط يدعون تمثي��ل آراء الناس‬ ‫وتطلعاته��م وظه��ر الحق��اً أنه��م ل��م‬ ‫يسمعوا لهؤالء الناس يومًا‪.‬‬ ‫حاك��م يقتل ش��عبه بينما ش��عبه‬ ‫يش��تمه ويرفض��ه ويتوع��د ل��ه صباح‬ ‫مس��اء‪ ،‬ه��ل ف��ي األم��ر فلس��فة ال‬ ‫يمكنكم فهمها؟ لع��ل من أهم تجليات‬ ‫الربي��ع العرب��ي أن انقل��ب األطف��ال‬ ‫وبسطاء الناس إلى مفكرين وفالسفة‬ ‫بينم��ا هب��ط المنظ��رون والمحلل��ون‬ ‫والسياس��يون إما إلى معقدين نفس��يًا‬ ‫وعقلي��ًا وإم��ا إلى مالكمي��ن ورعاع لم‬ ‫تع��د مالبس��هم الفاخ��رة وال كلماتهم‬ ‫الممجوجة التي ال يزالون يرددونها منذ‬ ‫عق��ود تنطلي على أحد‪ ،‬واألمر ينطبق‬ ‫عل��ى رم��وز النظ��ام والمعارضة على‬ ‫حد س��واء‪ .‬فقد تبي��ن لنا (وأن��ا أتحمل‬ ‫مسؤولية هذا الكالم) أن كال الطرفين‬ ‫ل��م يع��د يفه��م الش��عب وال متطلبات‬ ‫هذا الش��عب‪ ،‬فالكل يعلم متى التحقت‬ ‫الكثير م��ن وج��وه المعارض��ة بالثورة‬ ‫وكلنا يعلم كذلك سفاهة رموز النظام‬ ‫وانحطاط إدراكهم‪.‬‬ ‫تس��ارع تط��ور األم��ور وزاد ع��دد‬ ‫المتطفلي��ن عل��ى الث��ورة م��ن وزراء‬ ‫وسياسيين ومنظرين من مختلف دول‬ ‫العال��م‪ ،‬كان الجمي��ع يعطي توصيفات‬ ‫وتحلي�لات لما يجري عل��ى األرض في‬ ‫س��وريا بينم��ا ال يوج��د أي منهم على‬ ‫األرض‪ ،‬أو على األقل لم يدخل سوريا‬ ‫ف��ي حيات��ه أو ربم��ا غادرها من��ذ ما ال‬ ‫يق��ل عن عش��رين عام��ًا اختلفت فيها‬ ‫طبائ��ع الن��اس كم��ا اختلف��ت عاداتهم‬ ‫وتقاليده��م وقيمه��م‪ .‬وبدأنا بس��ماع‬ ‫نظريات وتصريحات وتفسيرات للثورة‬ ‫والمظاه��رات ومطال��ب الث��وار عل��ى‬ ‫طرفي المس��ألة‪ :‬المعارض��ة والنظام‪.‬‬ ‫وهك��ذا ت��م بن��اء نظري��ة العصاب��ات‬ ‫المس��لحة والمندس��ين واإلم��ارات‬ ‫الس��لفية ب��ل وتقدي��م قرابينه��ا على‬ ‫الهواء مباش��رة على شاشة التلفزيون‬

‫الس��وري وحليفته��ا شاش��ة الدني��ا‪،‬‬ ‫وظهر فجأة عدد رهي��ب من المطبلين‬ ‫والمزمري��ن الذي��ن يبن��ون النظري��ات‬ ‫ويخوض��ون ف��ي إثباته��ا وكان��وا على‬ ‫اس��تعداد إلقح��ام أي دلي��ل أو معلومة‬ ‫في خانة اتهام الثورة ووصفها بأبش��ع‬ ‫األوص��اف‪ .‬وكان واضح��ًا أن هن��اك‬ ‫ميزاني��ة إعالمية ضخم��ة تم توظيفها‬ ‫لخدمة النظام والطعن في الثورة وهي‬ ‫لم تشمل السوريين فحسب بل امتدت‬ ‫لتصل إلى شخصيات من لبنان والعراق‬ ‫واألردن ومص��ر وتركيا وغيرها‪ .‬وفجأة‬ ‫ظه��ر كذلك مق��دار االخت��راق الرهيب‬ ‫ال��ذي كان النظ��ام يزرع��ه من��ذ عقود‬ ‫طويلة داخ��ل بلدان أخ��رى وكأنه كان‬ ‫يخبئ "بوقه" األبيض ليوم األسود‪.‬‬ ‫ومن يدعي أن المشكلة محصورة‬ ‫ف��ي البعثيي��ن فق��ط ينس��ى فص��و ًال‬ ‫طويل��ة م��ن التاري��خ‪ .‬فالتج��ار ورجال‬ ‫الدي��ن أس��هموا بش��كل فع��ال ف��ي‬ ‫تدجين الشعوب وغس��ل دماغها فكريًا‬ ‫وامتص��اص جيوبه��ا اقتصادي��ًا‪ .‬وال‬ ‫يمكن ألحد أن ينك��ر الدعم الذي تلقاه‬ ‫النظ��ام من هاتي��ن الطبقتين وخاصة‬ ‫بع��د ع��ام ‪ 1970‬عب��ر ش��رعنة وجود‬ ‫النظام ناهيك عن دعم��ه مادياً‪ ،‬وهي‬ ‫صفقة تاريخية مشبوهة أجلت الحراك‬ ‫الش��عبي الس��وري أربعين عام��اً عانى‬ ‫فيها الكثير والكثير‪ .‬ولكن األمر نفسه‬ ‫ينطب��ق عل��ى هاتي��ن الفئتي��ن‪ ،‬فهما‬ ‫من ه��ذا الش��عب وهما كم��ا البعثيين‬ ‫ل��م يهبطوا علين��ا من المري��خ‪ ،‬وعلى‬ ‫ه��ذا الكالم أن ال يتم فهمه في س��ياق‬ ‫التجريح بالش��عب الس��وري الذي أفخر‬ ‫باالنتم��اء إلي��ه‪ ،‬ولك��ن وكم��ا قلنا في‬ ‫بداية المق��ال‪ ،‬فإن عين وعقل المفكر‬ ‫يج��ب أن تس��بر أغ��وار المس��ائل ال أن‬ ‫تبقى س��طحية‪ ،‬والدراس��ة المجتمعية‬ ‫الدقيق��ة مهم��ة ج��داً لفه��م الظواهر‬ ‫االجتماعي��ة والثقافية المختلفة في أي‬ ‫مجتم��ع‪ ،‬ولهذا علين��ا أن ال نتعامى عن‬ ‫حقيقة وجود قيم س��ائدة في المجتمع‬ ‫تمي��ل إلى الفس��اد والفوضى والعبثية‬ ‫والعصبي��ة‪ ،‬وأفراد النظام هم من هذا‬ ‫الشعب ال من غيره وما مارسوه لم يكن‬ ‫بعي��داً جداً ع��ن ثقافة العنف الس��ائدة‬ ‫أساس��اً في المجتمعات العربية عمومًا‬ ‫والمجتم��ع الس��وري خصوص��ًا‪ .‬وأود‬ ‫التك��رار هن��ا أن هذا كله لي��س تبريراً‬ ‫للنظ��ام وال دفاع��ًا عنه ولكن��ه محاولة‬ ‫لتجن��ب أخطائ��ه والقض��اء عل��ى كل‬ ‫مظاه��ره المنحطة الت��ي أودت بالبالد‬ ‫والعباد إلى هاوية ال يعلم مداها أحد‪.‬‬ ‫ش��عر الس��وري وف��ي كل مراحل‬ ‫ثورته بأنه ت��رك وحيداً يواج��ه األقدار‬ ‫والرصاص وحده‪ ،‬وزاد ش��عوره بالظلم‬ ‫عندم��ا رأى حت��ى الكثيري��ن ممن هم‬ ‫أبناء جلدته يتركونه لمصيره المحتوم‪.‬‬ ‫ورغ��م ثق��ل الش��عور بتخل��ي الق��وى‬ ‫الكبرى عنه فإن ذلك بالنس��بة إليه كان‬ ‫يمك��ن فهمه أو إيجاد أكثر من تفس��ير‬ ‫له‪ ،‬أما أن يقف شركاؤه في الوطن ضده‬ ‫ف��كان عس��ير الفه��م والتصديق‪ .‬ظهر‬ ‫الكثي��رون ممن ادع��وا المعارضة على‬ ‫حقيقتهم‪ ،‬وغص السوري الثائر عندما‬

‫اكتش��ف الحقاً أن ع��دداً من هؤالء كان‬ ‫يعارض بموافقة أمنية‪ ،‬وأن اس��تنجاده‬ ‫به��م كان كالمس��تجير م��ن الرمض��اء‬ ‫بالنار‪ .‬زادت صدمت��ه عندما وجد كثيراً‬ ‫من أبن��اء بعض مدن وطن��ه ال يأبهون‬ ‫لم��ا يجري له‪ ،‬وبينما يعل��ن هو إضرابًا‬ ‫مفتوحاً ويتحمل خسارة محله أو متجره‬ ‫وهو يرى الش��بيحة يقتحمونه ولكنه ال‬ ‫يخ��اف وال يفك اإلض��راب بينما تواصل‬ ‫م��دن أخرى حياته��ا الطبيعية إما لخوف‬ ‫أو حتى عدم قناع��ة بنفع اإلضراب من‬ ‫عدم��ه‪ .‬ال نريد من هذا الكالم إثارة أية‬ ‫نعرات ولكنه توصيف واقعي لما تجري‬ ‫علي��ه األم��ور كما أنه س��رد لم��ا يرويه‬ ‫أبن��اء بع��ض المحافظ��ات الثائ��رة من‬ ‫م��رارة وغصة في حلوقهم لهذا الفارق‬ ‫الكبير في التج��اوب مع الثورة ولو حتى‬ ‫بأبس��ط متطلباتها (خليك بالبيت)‪ ،‬هو‬ ‫ينزل إلى الش��ارع حين يج��ب التظاهر‬ ‫ويبقى في البي��ت حين يعلن اإلضراب‪،‬‬ ‫هو ببس��اطة يقف عند كلمته ال يخشى‬ ‫من أجلها أحداً‪ ،‬فلماذا ال يفعل اآلخرون‬ ‫ذلك؟‬ ‫الطارئ��ون على هذه الث��ورة أكثر‬ ‫م��ن أصحابه��ا الفعليين‪ .‬يقف ناش��ط‬ ‫(وه��ي بالمناس��بة تحولت إل��ى مهنة)‬ ‫م��ن قل��ب أمري��كا ليعط��ي التعليمات‬ ‫العس��كرية الطنان��ة "اهجم��وا‪ ،‬ال‬ ‫تتراجعوا‪ ،‬حاصروهم" بينما يدوس هو‬ ‫بكامل قوته على أزرار جهاز الكمبيوتر‬ ‫دالل��ة عل��ى نصرت��ه للث��ورة بينم��ا‬ ‫يرتش��ف بعضًا من قهوة الصباح على‬ ‫الطريق��ة األمريكي��ة‪ .‬وتخرج ناش��طة‬ ‫أخ��رى متلحفة بعلم االس��تقالل لتمأل‬ ‫الشاش��ة صراخًا وشتمًا للجميع (ليتبين‬ ‫الحقًا أن سبب غضبها هو نسيانها في‬ ‫أحد المنتديات أو المؤتمرات)‪ ،‬أما الفئة‬ ‫األسوء فهي من اس��تفادت من النظام‬ ‫عش��رات السنين ثم تخرج اليوم لتعلن‬ ‫انش��قاقها لنيل المزيد من المكاس��ب‪.‬‬ ‫الس��فير الزوج في اإلمارات والس��فيرة‬ ‫زوجت��ه في قب��رص! أي وطني��ة هذه؟‬ ‫وكي��ف يك��ون الرج��ل وزوجت��ه ف��ي‬ ‫منصبي��ن هامي��ن إن ل��م يكون��ا م��ن‬ ‫المرضي عنهما كل السنوات السابقة؟‬ ‫أما رئيس فرع األمن السياسي لسنوات‬ ‫ف��ي الالذقية يخرج علينا اليوم بخطاب‬ ‫رنان مفع��م بالوطنية من مقر الحرية‬ ‫في الدوحة ليعطينا دروسًا في الفساد‬ ‫ويش��تم النظ��ام‪ .‬وخاتمة المأس��اة مع‬ ‫العميد من��اف طالس "حام��ي الحريات‬ ‫وملهم األجي��ال" وال��ذي كان إلى وقت‬ ‫قريب من أق��رب المقربين من كل من‬ ‫بش��ار األسد وماهر األسد فنجده يؤدي‬ ‫الحج ف��ي باريس والعمرة في مكة ثم‬ ‫إفطار رمضان في اس��طنبول ليرس��م‬ ‫ويخط��ط لن��ا مراحل انتقالي��ة وعهوداً‬ ‫ذهبية ناسياً أن الش��عب الذي سيرمي‬ ‫ه��ذا النظ��ام ف��ي البح��ر ل��ن يس��مح‬ ‫بأزالمه وفلوله وبقاياه أن يرتقوا حتى‬ ‫إلى منصب موظف ش��كاوي أو شرطي‬ ‫مرور‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪:‬‬ ‫فك��ر ب��أن تش��عل ش��معة‬ ‫ب��د ًال م��ن أن تلع��ن الظ�لام‬


‫الثــورة فـي عـني اخلطـــر (‪)3‬‬

‫***‬

‫بقي��ت نقطة أخي��رة ال بد م��ن بحثها‪:‬‬ ‫هل من المصلحة فتح جبهة الس��احل اآلن؟‬ ‫ه��ذه المس��ألة تحتاج إل��ى اجتم��اع العقول‬ ‫واستش��ارة أه��ل ال��رأي‪ ،‬وربم��ا فرض��ت‬ ‫الموازن��ات تأخي��ر المعرك��ة حت��ى ال نفتح‬ ‫جبهة حرب واسعة جديدة مع القوى الدولية‪.‬‬ ‫ولكن عدم فتح المعرك��ة ال يعني أبداً عدم‬ ‫االس��تعداد له��ا‪ ،‬فإنه��ا آتي��ة ال ش��ك فيها‪،‬‬ ‫وعندم��ا يفقد النظ��ام العاصمة ويصل إلى‬ ‫لحظة االحتضار س��يحاول التشبث بالقطعة‬ ‫األخي��رة الت��ي يأمُ��ل ف��ي االحتف��اظ به��ا‬ ‫وفصلها عن سوريا التي خسرها إلى األبد‪.‬‬ ‫إن من أخطر الخط��ر أن نهمل اإلعداد‬ ‫واالس��تعداد وأن ننس��ى الس��احل فيبق��ى‬ ‫منطقة مكشوفة بال دفاع‪ ،‬فإننا لو خسرناه‬ ‫ ال ق��دّر اهلل ‪ -‬فقد ال نس��ترجعه بعد ذلك‬‫أبداً‪ .‬يا أيها المجاهدون‪ :‬أنقذوا الساحل قبل‬ ‫أن يضي��ع‪ ،‬فإنه إذا ضاع ل��م يردّه ندم ولم‬ ‫تردّه الدموع‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫***‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫قب��ل أن نفك��ر في أي حل أو مش��روع‬ ‫لإلنقاذ ف��إن علينا معرف��ة الوضع الميداني‬ ‫العس��كري ف��ي المنطقة‪ ،‬فما ه��و يا ترى؟‬ ‫لحس��ن الحظ فإنني ّ‬ ‫مطل��ع على التفاصيل‬ ‫بش��كل جيد‪ ،‬وأس��تطيع أن أصفه��ا قبل أن‬ ‫أقترح العمل المطلوب‪.‬‬ ‫ال ت��كاد توجد أي قوة للجيش الحر في‬ ‫مدن الساحل الرئيس��ية‪ ،‬الالذقية وبانياس‬ ‫وجبلة وطرطوس‪ ،‬بل يمكننا القول إن تلك‬ ‫الم��دن تخضع حالي��ًا الحتالل صارم يش��به‬ ‫احت�لال مدين��ة حم��اة‪ ،‬ولعل من المناس��ب‬ ‫أن يؤخ��ر الجي��ش الحر دخوله��ا حتى األيام‬ ‫األخيرة من المعركة‪.‬‬ ‫حالي��اً تنتش��ر كتائب الجي��ش الحر في‬ ‫الس��احل ف��ي المناط��ق الجبلية‪ ،‬ف��ي جب َلي‬ ‫التركم��ان واألك��راد (وجب��ل صهي��ون ال��ذي‬ ‫يعتب��ره إخواننا ف��ي المنطقة جب ًال مس��تق ًال‬ ‫وأراه أنا امتداداً لجبل األكراد‪ ،‬وال مشكلة في‬

‫***‬

‫أقترح أن يقس��م مش��روع اإلنقاذ إلى‬ ‫قس��مين َّ‬ ‫تُكل��ف ب��كل منهما جه��ة محددة‪.‬‬ ‫القس��م األول هو مسؤولية الداعمين الذين‬ ‫َ‬ ‫يُنتظ��ر منه��م تس��ليح كتائ��ب المنطق��ة‬ ‫وتموي��ل عملياته��ا‪ .‬المالحَ��ظ أن أكث��ر‬ ‫الداعمي��ن ص��اروا يص��رّون مؤخ��راً عل��ى‬ ‫توحيد الجماعات المسلحة قبل دعمها‪ ،‬وهذا‬ ‫اتج��اه صالح في العمل وال بد أن تنش��أ عنه‬ ‫ثمرات طيبة ألن ُ‬ ‫الفرقة مرض قاتل‪ ،‬ولكن‬ ‫أل��م يالح��ظ الداعمون أمراً مهم��ًا؟ كيف لم‬ ‫ينتبهوا إلى أنهم هم أنفسهم مطا َلبون بما‬ ‫يطالِبون به اآلخرين؟! أليس َ‬ ‫األولى بهم أن‬ ‫يوحدوا جهودهم وأن ينسّقوا بينهم ليكون‬ ‫عملهم أكثر تركيزاً وفائدة؟‬ ‫المطلوب من الداعمين أن يدرسوا واقع‬ ‫المنطقة وحاجة كتائبها إلى المال والسالح‪،‬‬ ‫ثم يتفق��وا فيما بينهم عل��ى توجيه الدعم‬ ‫الكاف��ي لتل��ك الكتائب‪ ،‬عل��ى أن تجتمع في‬ ‫جامعة واحدة‪ ،‬جبهة أو مجلس أو ما ش��ئتم‪،‬‬

‫وأن تكون لها غرفة عمليات مشتركة وهيئة‬ ‫أركان موحدة تدي��ر المعارك إدارة مركزية‪،‬‬ ‫وتتولى توزيع المال والس�لاح بما يتناس��ب‬ ‫مع قوة الكتائب وأهمية الجبهات والعمليات‪.‬‬ ‫القس��م الثاني من مش��روع الحل هو‬ ‫نقل ج��زء فعال ومؤثر من الق��وة الجهادية‬ ‫الضاربة إلى المنطق��ة‪ ،‬بحيث ال يقل العدد‬ ‫اإلجمال��ي للمجاهدي��ن المرابطين في ريف‬ ‫الالذقي��ة عن مِالك فرق��ة نظامية‪ ،‬أي نحو‬ ‫اثني عشر ألفًا‪ .‬بالطبع لن أتهور فأطلب من‬ ‫لواء اإلس�لام أن يترك جبهة دمشق وال من‬ ‫ل��واء الحق أن يترك حمص‪ ،‬ولكن أس��تطيع‬ ‫أن أطلب م��ن المجموع��ات الجهادية الثالث‬ ‫الكبرى ‪ -‬أحرار الشام وصقور الشام وجبهة‬ ‫النصرة ‪ -‬أن تس��حب عدداً من مقاتليها من‬ ‫الشمال والشرق والوسط‪ ،‬فترسل كل منها‬ ‫لواء يض��م َ‬ ‫ألفين م��ن المجاهدين‪ ،‬فهؤالء‬ ‫س��تة آالف‪ ،‬ينضم إليه��م مثلهم من كتائب‬ ‫المنطقة فنحصل على الفرقة المطلوبة‪.‬‬ ‫في��ا إخوان��ي الك��رام ف��ي النص��رة‬ ‫والصقور واألحرار‪ ،‬إن��ي أتوجه إليكم بنداء‬ ‫مخلص عاجل فأقول‪ :‬ه��ذا ميدان من أهم‬ ‫الميادين وه��ذه جبهة من أخط��ر الجبهات‪،‬‬ ‫فسارعوا إلى نجدتها قبل فوات األوان‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫ربم��ا أخط��أت في نش��ر ه��ذه المقالة‬ ‫تحت عن��وان "الثورة في عي��ن الخطر"‪ ،‬ولو‬ ‫أن��ه كان "مس��تقبل س��وريا ف��ي خط��ر" أو‬ ‫"وح��دة س��وريا في خطر" لكان أنس��ب‪ ،‬ألن‬ ‫الثورة س��تنجح ‪ -‬بإذن اهلل ‪ -‬وس��وف تتحرر‬ ‫سوريا من االحتالل األسدي المجرم الظالم‬ ‫عمّ��ا قري��ب‪ ،‬ولك��ن االس��تقالل ق��د يكون‬ ‫منقوصًا بخسارة جزء من األرض السورية‪،‬‬ ‫منطقة الساحل التي يمكن أن تُفصَل في‬ ‫دُوَيلة علوية مستقلة ال َقدّر اهلل‪ .‬من أجل‬ ‫ذل��ك ال بد م��ن عمل‪ ،‬ومن أج��ل ذلك كتبت‬ ‫هذه المقالة‪.‬‬ ‫لقد ب��ات مؤكداً اآلن أن أميركا والقوى‬ ‫الرئيس��ية ف��ي المجتم��ع الدول��ي (الغربي‬ ‫تحدي��داً) ينفقون الوق��ت الطويل في وضع‬ ‫الخطط وتنفيذ المؤامرات لس��رقة الثورة أو‬ ‫إفشالها وتعطيلها عن بلوغ غايتها وتحقيق‬ ‫أهدافه��ا‪ ،‬وهم ّ‬ ‫يفكرون في كل التفصيالت‬ ‫ويخطط��ون ل��كل االحتم��االت‪ ،‬فم��اذا ع��ن‬ ‫مش��روع الدويلة العلوية؟ التقيت منذ شهور‬ ‫بصديق ثقة يعمل مع المعارضة‪ ،‬واهتممت‬ ‫بسؤاله عن هذه المس��ألة فقال‪ :‬ال تكاد أي‬ ‫جماعة م��ن المعارضة تلتق��ي مع أي طرف‬ ‫غرب��ي إال ويُفتَح في اللقاء موضوع الدولة‬ ‫العلوي��ة‪ .‬إنه احتمال يفكرون به دائمًا‪ ،‬وهو‬ ‫موج��ود "في الخلفية" ط��ول الوقت ولو أنه‬ ‫ليس من األولويات المختارة حتى اآلن‪.‬‬ ‫وماذا عن بقية األعداء؟ روسيا ستشجع‬ ‫هذا الخي��ار‪ ،‬وال بد أنها كان��ت تفكر بالبقاء‬ ‫ف��ي الس��احل طوي� ً‬ ‫لا حينما بدأت بتوس��يع‬ ‫وتطوير قاعدتها البحرية في طرطوس منذ‬ ‫أي��ام الثورة المبك��رة‪ ،‬ولعلها تجد في دويلة‬ ‫صغي��رة تمنحها التس��هيالت الكافي��ة بدي ًال‬ ‫عن الدول��ة الكبيرة التي فقدته��ا‪ .‬أما إيران‬ ‫ التي أنفقت عش��رات المليارات وعش��رات‬‫الس��نين ف��ي بناء مش��روعها االس��تعماري‬ ‫عل��ى أرض الش��ام ‪ -‬فإنه��ا ما زال��ت تقاتل‬ ‫بشراسة منذ أول يوم من أيام الثورة للدفاع‬ ‫عن مشروعها‪ ،‬وسوف تتشبث بكل شبر من‬ ‫أرضنا التي بسطت عليها نفوذها في غفلة‬ ‫منّا وغفلة من الزمن‪ ،‬فإذا خس��رَت تس��عة‬ ‫أشبار فلن تتخلى عن العاشر‪.‬‬

‫التس��ميات‪ ،‬المهم أن نفه��م الواقع ونُخلص‬ ‫ف��ي العمل)‪ .‬ف��ي تلك الجبال توجد عش��رات‬ ‫الكتائب‪ ،‬ربما نحو س��تين كتيبة أو س��بعين‪،‬‬ ‫وهو عدد يزيد وينقص بين وقت وآخر بسبب‬ ‫تش��كيل كتائب جديدة أو دم��ج كتائب قديمة‬ ‫أو ح ّلها‪ .‬ولكنه كبير ج��داً على تلك المنطقة‬ ‫الصغي��رة‪ ،‬وهذه هي المش��كلة األولى ألنها‬ ‫تؤدي إلى تش��تيت الجهود‪ ،‬ال سيما وأن أعداد‬ ‫المقاتلي��ن ف��ي أكث��ر الكتائ��ب قليل��ة‪ ،‬ربما‬ ‫نحو خمس��ين أو س��تين بالمتوس��ط‪ ،‬وقلي ًال‬ ‫م��ا يزيدون عل��ى مئة‪ .‬وقد ش��هدَت الس��نة‬ ‫الماضي��ة مح��اوالت متعددة لتوحي��د الكتائب‬ ‫وضمّها في كيانات جامعة‪ ،‬وش��اهدنا بعض‬ ‫النجاح��ات الش��كلية‪ ،‬ولكن نس��تطيع القول‬ ‫إن الوض��ع لم يتغي��ر في نهاي��ة األمر وبقي‬ ‫التشرذم هو الصفة الغالبة‪.‬‬ ‫المش��كلة الثانية هي الحصار والحظر‬ ‫غير المع َلن على توريد األس��لحة لمجاهدي‬ ‫الجب��ل‪ ،‬فه��م م��ن أق��ل الكتائب حظ��ًا في‬ ‫الحصول على األسلحة والذخائر‪ ،‬رغم أنهم‬ ‫ نظري��ًا ‪ -‬م��ن أكث��ر الكتائب حاج�� ًة إليها‪.‬‬‫َ‬ ‫المشكلة سوءاً أن مجاهدي المنطقة‬ ‫ويزيد‬ ‫يتعرضون إلى ضغط دائم لتقييد حركتهم‬ ‫ّ‬ ‫يش��كلوا خط��راً عل��ى المناط��ق‬ ‫حت��ى ال‬ ‫الس��كانية العلوية‪ ،‬وهو ضغط تشترك فيه‬ ‫أطراف خارجية وداخلية‪ .‬هذه المش��كلة نتج‬ ‫عنها ش��حّ دائم في السالح‪ ،‬بحيث أستطيع‬ ‫القول إن حصة المقاتل الواحد من الس�لاح‬ ‫والذخيرة في جب َل��ي األكراد والتركمان هي‬ ‫أق��ل الحصص في كل أنحاء س��وريا‪ ،‬وهذا‬ ‫هو الس��بب (أو أحد األس��باب) في تعثر أكثر‬ ‫من عملية تحرير واس��عة بدأت بها الكتائب‬ ‫في الشهور الماضية ثم عجزت عن إكمالها‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا المق��ام يحس��ن أن أش��ير‬ ‫إلى محاول��ة جادّة وخطي��رة الحتواء العمل‬ ‫العس��كري ف��ي الس��احل‪ ،‬فقبل نحو س��تة‬ ‫أش��هر تعرضت الكتائب هن��اك إلى إغراءات‬ ‫وضغوط��ات هائل��ة‪ ،‬وبطبيع��ة الح��ال فإن‬ ‫المال هو العنصر األساس��ي الذي يمكن أن‬ ‫تس��تعمله أي جهة ف��ي الضغ��ط واإلغراء‪.‬‬ ‫لي��س ألن المجاهدي��ن يري��دون الث��راء‪،‬‬ ‫وإنما لحاجتهم إلى ش��راء السالح والذخيرة‬ ‫واإلنف��اق على ض��رورات الحي��اة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى كفاية أس��رهم التي تركوها بال مُعيل‬ ‫وانصرف��وا إلى الجهاد‪ ،‬فم��ن أين يأتون بما‬

‫يصرفونه في ذلك كله؟ عندئذ جاءت بعض‬ ‫الجه��ات فعرض��ت أن تص��رف ل��كل مقاتل‬ ‫راتب��ًا ش��هرياً ق��دره مئتا دوالر‪ ،‬بش��رط أن‬ ‫يس��جل المقاتلون جميعاً أسماءهم الثالثية‬ ‫ويقدم��وا معلوم��ات كامل��ة ع��ن كتائبه��م‬ ‫ومواقعهم! واضطر كثي��رون إلى الرضوخ‪،‬‬ ‫فاس��تلموا راتبي��ن في ش��هرين متعاقبين‪،‬‬ ‫ث��م انقطع��ت الروات��ب وذه��ب الممول��ون‬ ‫باألسماء والمعلومات‪ .‬مع ذلك لم يستسلم‬ ‫المجاه��دون واس��تمر أكثره��م ثابتين في‬ ‫الميدان برغم الحاجة والحرمان‪ ،‬أثابهم اهلل‬ ‫على ثباتهم خير الثواب‪.‬‬ ‫المش��كلة الثالثة هي الوجود الضعيف‬ ‫أو ش��به المع��دوم ‪ -‬في منطقة الس��احل ‪-‬‬ ‫للقوى الرئيس��ية التي تشكل ركيزة الجهاد‬ ‫ف��ي س��وريا‪ ،‬وه��ي التجمع��ات الجهادي��ة‬ ‫الكب��رى‪ :‬الجبهة اإلس�لامية وجبه��ة تحرير‬ ‫س��وريا وجبه��ة النصرة (وما يلح��ق بها من‬ ‫تش��كيالت وألوية)‪ ،‬فقد رك��زت تلك القوى‬ ‫الجهادية عملها في الش��مال بشكل رئيسي‬ ‫ثم في الوس��ط والش��رق وبعض المناطق‬ ‫األخرى‪ ،‬وأهملت الساحل إهما ًال كليًا أو شبه‬ ‫كل��ي‪ .‬لماذا صنعت ذل��ك؟ ال أدري‪ .‬من هذه‬ ‫النقطة األخيرة يبدأ العمل‪.‬‬

‫مجاهد ديرانية‬

‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫حتى ال ي�ضيع ال�ساحل‬

‫‪11‬‬


‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫م�آالت الثورة ال�سورية‬ ‫خالد قنوت‬ ‫قد تكون أس��هل وأبسط العبارات‬ ‫ه��ي األكث��ر صدق��اً لتوصي��ف حال��ة‬ ‫سياس��ية وبالتال��ي تك��ون أبس��ط‬ ‫االس��تنتاجات وأقله��ا تعقي��داً ه��ي‬ ‫األق��رب للتحق��ق وللواق��ع‪ .‬يمك��ن أن‬ ‫يغ��وص المحلل بالتراكيب الفلس��فية‬ ‫والسياس��ية واإلس��قاطات التاريخي��ة‬ ‫ويصل لنفس النتائج أو لنتائج معقدة‬ ‫ومركب��ة يصع��ب تفكيكه��ا وحله��ا‬ ‫وحتى فهمها على المس��توى الش��عبي‬ ‫ال��ذي أعتب��ره حت��ى الش��هر الخامس‬ ‫والعش��رين من عمر الثورة الس��ورية‪،‬‬ ‫هو األكثر شفافية وفاعلية‪.‬‬ ‫الحال��ة الس��ورية المعق��دة‪ ،‬ت��م‬ ‫بكل ج��د واجتهاد وخب��ث إيصالها إلى‬ ‫ش��فير مخاطر حقيقي��ة‪ ،‬تتهد الوطن‬ ‫واإلنسان السوريين ومصيرهما‪.‬‬ ‫ف��ي المقاالت الس��ابقة‪ ،‬تعرضت‬ ‫ألس��باب الث��ورة والعناص��ر الداخلي��ة‬ ‫والخارجي��ة الفاعلي��ة فيه��ا وفي هذه‬ ‫المقال��ة أتحدث عن م��آالت هذه الثورة‬ ‫الت��ي ق��د تك��ون منعطف��اً تاريخي��ًا‬ ‫لمفه��وم الث��ورات ض��د أقس��ى وأكثر‬ ‫ً‬ ‫دموية‬ ‫األنظمة الشمولية االستبدادية‬ ‫وعنفاً حتى وصل إل��ى اعتباره احتال ًال‬ ‫تج��اوز البربرية في تدميره لبلد وقتله‬ ‫لشعب‪.‬‬ ‫في مآالت الثورة‪ ،‬س��أقوم بمسح‬ ‫كل االحتم��االت الممكنة ابتدا ًء باألكثر‬ ‫س��وءاً وانته��ا ًء باألكث��ر فائ��دة ونفعًا‬ ‫لسورية والسوريين‪:‬‬ ‫االحتمال األول قضاء النظام على‬ ‫الث��ورة‪ :‬هذا الس��ؤال واج��ب التعاطي‬ ‫ب��ه على كل س��وري ثائ��ر أو متعاطف‬ ‫أو مهت��م بالث��ورة الس��ورية م��ن باب‬ ‫استخالص العبر الالزمة والكافية لمنع‬ ‫تحقيق هذا االحتمال والعمل على ذلك‬ ‫ب��كل مس��ؤولية وطنية‪ .‬لك��ن مالذي‬ ‫يعني��ه أن يتمكن النظام م��ن القضاء‬ ‫عل��ى الثورة؟ وه��ل يس��تطيع النظام‬ ‫بعد كل ه��ذا الدم��ار أن يرمم الوطن‬ ‫والدول��ة ومؤسس��اتها الت��ي صادرها‬ ‫طوال عقود حكم األسدين؟ وأن يداوي‬ ‫جراحًا صارت عميقة دامية في النسيج‬ ‫الوطن��ي الس��وري؟ كل التحلي�لات‬ ‫العلمية تؤكد أنه مازال يمتلك القدرات‬ ‫التدميرية الت��ي قد تمكنه من القضاء‬ ‫عل��ى الثورة وس��نوردها الحق��ًا ولكن‬ ‫هن��اك اس��تحالة في تمكن��ه من حكم‬ ‫س��ورية ولع��ب ال��دور اإلقليم��ي الذي‬ ‫مارسه س��ابقاً وحتى صعوبة الترميم‬ ‫والبناء الوطني‪.‬‬ ‫القضاء عل��ى الثورة وب��أي ثمن‪،‬‬ ‫يعني انتقال سورية من الحكم األمني‬ ‫الذي ترس��خ بع��د أح��داث الثمانينيات‬ ‫من حكم حافظ األس��د في حربه على‬ ‫ح��زب اإلخ��وان المس��لمين وم��ا تبعها‬ ‫م��ن القض��اء عل��ى الحياة السياس��ية‬ ‫الس��ورية تمام��ًا إل��ى حكم الش��بيحة‬

‫بكل م��ا تعنيه هذه الكلمة‪ ،‬الس��ورية‬ ‫المصدر لغويًا‪ ،‬وما تعنيه من س��قوط‬ ‫أخالق��ي وإنس��اني س��افر‪ .‬س��تكون‬ ‫األجهزة ومؤسس��ات الدولة الس��ورية‬ ‫محكومة من شبيحة طائفيين من كل‬ ‫الطوائ��ف‪ ،‬قتل��ة ومغتصبين وس��فلة‬ ‫وطني��اً وأخالقي��ًا وإنس��انيًا ولصوص‬ ‫ش��رعيين‪ .‬بعد ما يقارعل��ى المئة ألف‬ ‫ش��هيد س��وري وعش��رات األل��وف من‬ ‫الجرح��ى والمش��وهين ومثله��م م��ن‬ ‫المعتقلين ومئات اآلالف من المهجرين‬ ‫وبل��د ببنية تحتي��ة مدم��رة وباقتصاد‬ ‫منهوب‪ ،‬مالش��كل الذي س��يحكم فيها‬ ‫ه��ذا الرئي��س وعائلت��ه س��ورية؟ أنها‬ ‫كارثة وطنية ولعنة ستطال اإلنسانية‬ ‫ومفاهيمها‪.‬‬ ‫النظام حتى هذا اليوم‪ ،‬يس��تطيع‬ ‫أن يط��ال كل م��كان م��ن س��ورية‬ ‫بطائرات��ه وصواريخه وحت��ى ببعض‬ ‫القط��ع العس��كرية عل��ى األرض‪.‬‬ ‫النظ��ام‪ ،‬س��لم منطق��ة الجزي��رة‬ ‫الس��ورية للتنظيمات الكردية الموالية‬ ‫له وم��ازال يحتفظ بمطار القامش��لي‬ ‫ومط��ار الرقة ودير ال��زور ويقاتل في‬ ‫حل��ب وحم��ص وحم��اة وحت��ى حوران‬ ‫وإدلب ومس��يطر تمامًا على الس��احل‬ ‫الس��وري ويحشد في دمش��ق كل آلته‬ ‫التدميرية في معادلة الخراب الش��امل‬ ‫أو البقاء األس��دي‪ .‬النظام‪ ،‬نجح جزئيًا‬ ‫بتحييد األكراد والدروز وبش��كل ش��به‬ ‫كامل العلويين إما بإرهابهم مباش��ر ًة‬ ‫وإما بتخويفهم من المكونات السورية‬ ‫الثائ��رة وأه��داف ثورته��م أو بالتنازل‬ ‫للبع��ض بإعطائ��ه بع��ض المطال��ب‪،‬‬ ‫كسبًا للوقت‪ .‬النظام‪ ،‬استطاع أن يحول‬ ‫الح��راك الس��لمي للثورة إلى تس��ليح‬ ‫وعن��ف ه��و األق��در بالم��دى المنظور‬ ‫عل��ى التحكم به بع��د أن قام بتصفية‬ ‫واعتق��ال وتهجي��ر جيلي��ن م��ن كوادر‬ ‫الحراك السلمي مبقياً على المجموعات‬ ‫المتطرف��ة الت��ي تخدم سياس��ته في‬ ‫تحوي��ل الث��ورة المدني��ة الوطني��ة‬ ‫إل��ى تم��رد دين��ي متطرف يس��تقطب‬ ‫المجموع��ات التكفيري��ة الغريب��ة عن‬ ‫المفاهي��م الس��ورية المنفتح��ة على‬ ‫التعايش م��ع االخت�لاف‪ .‬النظام‪ ،‬لعب‬ ‫على وتر الخالف��ات االجتماعية‪ ،‬دينية‬ ‫وطائفية منه��ا‪ :‬في أحياء حمص وفي‬ ‫ريف حم��اة ومدن الس��احل الس��وري‪،‬‬ ‫وبي��ن الس��ويداء وح��وران‪ ،‬وقومي��ة‬ ‫منه��ا‪ :‬بين األك��راد والع��رب في رأس‬ ‫العين والحس��كة وأحياء حلب وطبقية‬ ‫مناطقي��ة‪ :‬بي��ن أهل األري��اف والمدن‬ ‫الس��ورية‪ .‬النجاحات هنا نس��بية حيث‬ ‫قاوم الس��وريون بغريزته��م الوطنية‬ ‫كل تل��ك المح��اوالت ولك��ن هن��اك‬ ‫ش��روخ وتصدعات حصلت يجب التنبه‬ ‫لمخاطره��ا المس��تقبلية‪ .‬النظ��ام‪،‬‬ ‫يمارس سلطته اإلجرائية وكأنه يعيش‬ ‫خ��ارج الواقع ولكن هذه إحدى وس��ائل‬

‫حربه النفس��ية وق��د تنج��ح‪ ،‬فهو من‬ ‫يصدر المراسيم والتقسيمات اإلدارية‬ ‫الجدي��دة التي تتوافق م��ن أجندة غير‬ ‫واضحة للعيان بعد ومازال يدفع رواتب‬ ‫موظف��ي الدول��ة والق��وات المس��لحة‬ ‫رغ��م الكارث��ة االقتصادي��ة وه��و من‬ ‫ينشر اإلشاعات تلو اإلشاعات لتتداولها‬ ‫ألسنة وتعليقات الثوار قبل الصامتين‬ ‫ليكذبه��ا الحق��ًا فيصيبه��م بالقن��وط‬ ‫والتش��اؤم‪ .‬النظ��ام‪ ،‬اس��تطاع ببراعة‬ ‫وبمس��اعدة أصدقائ��ه المخلصي��ن أن‬ ‫يصي��ب العالمي��ن العرب��ي والغرب��ي‪،‬‬ ‫المترددي��ن أص� ً‬ ‫لا‪ ،‬م��ن الم��د الديني‬ ‫التكفيري بعد أن شوه الثورة السورية‬ ‫بمساعدة مقصودة وغير مقصودة من‬ ‫إعالم الفضائيات العربية والغربية‪.‬‬ ‫م��ن ناحي��ة أخ��رى‪ ،‬س��اهمت‬ ‫المعارض��ات الس��ورية ب��كل أطيافه��ا‬ ‫على نقل حالة تش��رذمها إل��ى الثورة‬ ‫ف��ي الداخل‪ ،‬خاصة بعد أن تعس��كرت‬ ‫الثورة وكان لقوى سياسية محددة كل‬ ‫النية والتعمد في إقصاء اآلخرين ومنع‬ ‫تش��كيل قيادة عس��كرية تقود العمل‬ ‫العس��كري رغ��م كل التحذي��رات التي‬ ‫أطلقه��ا العقالء والش��رفاء‪ .‬لقد عملت‬ ‫هذه القوى على أجندة حزبية مصلحة‬ ‫مح��ددة توصله��ا إل��ى س��دة الحك��م‬ ‫في س��ورية عل��ى غرار م��ا حصل في‬ ‫مص��ر وتونس رغم اخت�لاف الحيثيات‬ ‫الواقعي��ة لذل��ك لكنها مازال��ت تعتقد‬ ‫أن فوضى الس�لاح والعمل العس��كري‬ ‫هو م��ن يعطيها الش��رعية مس��تقب ً‬ ‫ال‬ ‫بحكم قدراتها االقتصادية وتحالفاتها‬ ‫السياس��ية الخارجي��ة كل ذل��ك عل��ى‬ ‫حس��اب دماء الس��وريين وعلى حساب‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫المثير لالش��مئزاز‪ ،‬ه��ذا التواطؤ‬ ‫الدول��ي غربًا وش��رقاً مع ه��ذا النظام‬ ‫الذي يس��تطيع دائم��ًا أن يقدم للجميع‬ ‫دون اس��تثناء‪ ،‬أعداء وأصدقاء‪ ،‬خدماته‬ ‫ويؤم��ن مصالحه��م دون أي حس��ابات‬ ‫س��يادية وطني��ة س��ورية بينم��ا ل��ن‬ ‫تقدم له��م الثورة ذل��ك بالمطلق ولم‬ ‫يستطع أي تكوين سياسي معارض أن‬ ‫يضمن لهم أدنى المصالح في سورية‬ ‫بع��د األس��د‪ ،‬لبعدهم ع��ن روح الثورة‬ ‫وجماهيرها‪ .‬لقد مارس العالم سياسة‬ ‫التضلي��ل والتس��ويف والن��أي‪ ،‬معطيًا‬ ‫النظام كل األسباب والوسائل للقضاء‬ ‫على الثورة التي تابعت مش��وار الربيع‬ ‫العربي في فرض شعار (الشعب يريد)‬ ‫ال��ذي إن ترس��خ ف��ي ضمير الش��عوب‬ ‫العربي��ة فه��ذا يعن��ي انقالب��اً جذري��ًا‬ ‫في الخريطة السياس��ية واالقتصادية‬ ‫العالمي��ة‪ ،‬أيض��ًا قدم العالم األس��باب‬ ‫الموضوعية النتقال الحركات الجهادية‬ ‫وفكرها إلى داخل سورية إما بتسهيل‬ ‫مروره��م وتمويله��م وإم��ا بتقني��ن‬ ‫وحص��ار اإلم��داد المال��ي والعس��كري‬ ‫لثوار الداخل من المنشقين عن جيش‬

‫النظام والمدنيين المتطوعين‪.‬‬ ‫بع��د كل ه��ذه المعطيات‪ ،‬يخطئ‬ ‫من ال يضع في حساباته هذا االحتمال‬ ‫وي��درك أن ه��ذا الخط��ر قائ��م وعليه‬ ‫إع��ادة التفكي��ر جي��داً والعم��ل عل��ى‬ ‫تفكيك هذه المعطيات‪ ،‬بسرعة ووعي‬ ‫وقبل كل شيء بوطنية عالية‪.‬‬ ‫االحتم��ال الثان��ي انهي��ار الدول��ة‬ ‫السورية‪ :‬في مقاالت ودراسات عديدة‬ ‫بين��ت كي��ف ربط النظام األس��دي كل‬ ‫الس��لطات التش��ريعية والقضائي��ة‬ ‫والتنفيذي��ة الس��ورية وكذل��ك كل‬ ‫المؤسس��ات السياس��ية واالقتصادي��ة‬ ‫واالجتماعي��ة‪ ،‬ب��ه عضوي��ًا وبأجهزته‬ ‫األمني��ة جاع� ً‬ ‫لا منه��ا كب��ش ف��داء‬ ‫لس��قوطه ف��ي أي وقت م��ن األوقات‪.‬‬ ‫األخطر‪ ،‬هي مؤسسة الجيش الوطني‬ ‫األكثر ق��درة على الحفاظ على الوطن‬ ‫وعل��ى الوح��دة الوطني��ة والت��ي زجها‬ ‫النظ��ام من��ذ الي��وم األول للث��ورة في‬ ‫ح��رب تدميرية الأخالقية والوطنية مع‬ ‫الش��عب‪ .‬هذه المؤسسات اليوم تتآكل‬ ‫وتتدمر دون أي حسابات ألي طرف في‬ ‫أطراف ه��ذا الصراع لم��ا تحمله األيام‬ ‫القادمة لس��ورية إن اس��تطاع النظام‬ ‫البق��اء أو انهار‪ .‬س��ورية ليس��ت دولة‬ ‫محايدة وليست بعيدة عن أطماع الدول‬ ‫اإلقليمي��ة عربي��ة أم أجنبية ومس��ألة‬ ‫صراعها مع اآلخرين قائمة منذ نشأتها‬ ‫وأخطرها الصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫من يمكن له أن يس��تبعد مطامح‬ ‫تركي��ا للس��يطرة وض��م مناط��ق من‬ ‫التراب الس��وري التي ق��د تتجاوز حلب‬ ‫وإدل��ب وكذل��ك أح�لام أك��راد العراق‬ ‫في تحقي��ق دولتهم الت��ي تصل جبل‬ ‫األك��راد ف��ي ري��ف الالذقي��ة وانتقام‬ ‫مكون��ات سياس��ية لبنانية م��ن تاريخ‬ ‫احت�لال النظام الس��وري للبنان أو من‬ ‫الثورة ذاتها واقتط��اع بعض المناطق‬ ‫الحدودي��ة بحج��ة وج��ود لبنانيي��ن‬ ‫هن��اك‪ ،‬أما الحل��م األردني الهاش��مي‬ ‫بض��م ح��وران الخصبة وخ��زان المياه‬ ‫الهائ��ل‪ ،‬فه��و أكثر من حقيق��ي؟‪ .‬كل‬ ‫ه��ذه التوجس��ات تزداد يوم��ًا بعد يوم‬ ‫م��ع االرتباطات االقتصادي��ة للمناطق‬ ‫الحدودي��ة م��ع ه��ذه ال��دول وم��ا ق��د‬ ‫يؤس��س الرتباط��ات أكث��ر تعقيداً في‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫أم��ا إس��رائيل األق��وى عس��كرياً‬ ‫فه��ي األخطر على مس��تقبل س��ورية‬ ‫وعاصمتها دمش��ق ب��دون أي مبالغات‪.‬‬ ‫يتبع كل ذلك‪ ،‬مصالح إيرانية وروسية‬ ‫وغربي��ة وأمريكية في اقتطاع الكعكة‬ ‫السورية الشهية‪.‬‬ ‫كل ه��ذه االحتم��االت قائم��ة‬ ‫وس��تكون قوي��ة وحاض��رة ف��ي ح��ال‬ ‫فش��لت الث��ورة وأنتجت بع��د أكثر من‬ ‫عامين‪ ،‬كنتون��ات معزولة عن بعضها‬ ‫بس��بب تش��رذم سياس��ي وعس��كري‬


‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫عل��ى األرض قد يضفي إلى س��يطرة‬ ‫مجموعات متطرفة أو عش��ائرية على‬ ‫مناط��ق تمتل��ك الق��درات االقتصادية‬ ‫للبقاء وتضخ��م ظاهرة أم��راء الحرب‬ ‫أيضًا‪.‬‬ ‫في أحس��ن األح��وال‪ ،‬ت��داول ثم‬ ‫ترس��يخ قيام فدرالي��ة طائفية وأثنية‬ ‫لس��ورية كقيام دويالت سنية وعلوية‬ ‫وكردي��ة ودرزي��ة وغيرها مم��ا يعني‬ ‫لبنن��ة أو عرقنة جدي��دة‪ ،‬بمعنى البدء‬ ‫بتاريخ من الح��روب األهلية المرتبطة‬ ‫بالمحيط‪.‬‬ ‫أيض��ًا‪ ،‬ال يمك��ن اس��تعاد التدخل‬ ‫العس��كري األجنب��ي المباش��ر عل��ى‬ ‫األرض الس��ورية بعد أن شرع النظام‬ ‫األبواب السورية لكل سياسات وأجهزة‬ ‫مخاب��رات العال��م للتدخ��ل وخاصة أن‬ ‫لكل دولة مبرراتها لهذا التدخل‪ :‬وجود‬ ‫مواطني��ن لديه��ا ف��ي س��ورية‪ ،‬وجود‬ ‫مناط��ق مقدس��ة ديني��ة فيه��ا‪ ،‬وجود‬ ‫قواعد عس��كرية‪ ،‬تنام��ي المجموعات‬ ‫المرتبط��ة بالقاعدة‪ ،‬المخ��زون الكبير‬ ‫للس�لاح التقلي��دي وغي��ر التقلي��دي‬ ‫في س��ورية‪ .‬ل��ن تعدم الدول الس��بب‬ ‫والوس��يلة للتدخ��ل المباش��ر عندم��ا‬ ‫تسمح لها الفرصة‪.‬‬ ‫االحتم��ال الثالث س��قوط النظام‬ ‫وفش��ل الثورة‪ :‬سقوط النظام الفعلي‬ ‫بدأ منذ أول رصاصة أطلقها تجاه شباب‬ ‫درعا في مظاهرتهم الس��لمية األولى‬ ‫ومازال��ت تبعاته��ا تتوال��ى م��ع إصرار‬ ‫الش��عب الس��وري على تحقيق أهداف‬ ‫ثورته ولك��ن تحت ضغط عنف النظام‬ ‫ص��ار إس��قاط النظ��ام أه��م أولوياته‬ ‫بحي��ث تح��ول بالمفهوم الش��عبي إلى‬ ‫ه��دف التحرر م��ن محتل غري��ب عنه‬ ‫تمامًا تجاوز بدمويته أساليب االحتالل‬ ‫العثمان��ي والفرنس��ي واإلس��رائيلي‬ ‫الت��ي عرفها في تاريخه المعاصر حيث‬ ‫كانت دهش��ة واس��تغراب المنتفضين‬ ‫واضحتي��ن مع تصاعد وس��ائل النظام‬ ‫ف��ي القم��ع‪ .‬لم يتوقع أه��ل حوران أن‬ ‫ترميه��م ق��وات النظ��ام بالرص��اص‬ ‫وهم ينادون س��لمية‪ ..‬س��لمية وكانت‬ ‫دهش��تهم أكب��ر عندما أرس��ل دبابات‬ ‫الفرق��ة الرابع��ة لقتلهم مباش��رة ثم‬ ‫توسيع استخدامه للس�لاح الثقيل في‬ ‫كل المناطق الثائرة ومع انس��حابه من‬ ‫مناطق خس��رها تحت ضرب��ات كتائب‬ ‫الجيش الحر أطلق العنان لطائراته ثم‬ ‫لصواريخه اإلستراتيجية وسط ذهول‬

‫السوريين وعجزهم عن التصدي لها‪.‬‬ ‫لك��ن صب��ر الجيوش لي��س بقدر‬ ‫صبر الش��عوب‪ ،‬خاصة أن هناك الكثير‬ ‫من عناصر هذا الجيش لم يقبلوا بهذه‬ ‫الح��رب فانش��قوا عن��ه والكثي��ر ممن‬ ‫يش��عرون بالخزي والعار ولكن بالعجز‬ ‫أيض��اً‪ .‬هن��اك عل��ى األرض ن��وع من‬ ‫التواصل بين قطعات للجيش النظامي‬ ‫وكتائ��ب للجي��ش الحر يحقق��ون فيها‬ ‫نوع م��ن الهدنة إلدراكهم بعبثية هذه‬ ‫الحرب بين اإلخوة‪.‬‬ ‫س��قوط النظام النهائ��ي احتمال‬ ‫كبير في ظل الحالة المعنوية المتردية‬ ‫لقواته وقد يكون هذا الس��قوط بعدة‬ ‫أشكال‪:‬‬ ‫ س��قوط النظ��ام م��ع تنام��ي‬‫الق��درات العس��كرية لكتائ��ب الجيش‬ ‫الح��ر وامتالكها وس��ائل تحييد س�لاح‬ ‫الج��و وس��ائل التدمير للس�لاح الثقيل‬ ‫ولكن الثمن س��يكون تدمير للعاصمة‬ ‫ولمؤسس��ات الدول��ة وقد أع��د النظام‬ ‫س��يناريو تدمي��ر العاصم��ة من��ذ أيام‬ ‫رفعت األس��د س��يء الصيت‪ ،‬المتالكه‬ ‫منصات المدفعية على جبل قاس��يون‬ ‫ومط��ار الم��زة العس��كري وس��يضع‬ ‫النظام كلفة س��قوطه بمي��زان تدمير‬ ‫قل��ب س��ورية سياس��يًا وإداري��اً بحيث‬ ‫تكون كلفة إعادة البناء ثقيلة للغاية‪.‬‬ ‫ سقوط النظام بانقالب عسكري‬‫م��ن الحلق��ة األق��رب لنوات��ه الصلبة‪،‬‬ ‫حيث من المس��تبعد أن تقوم قوات من‬ ‫الح��رس الجمه��وري أو الفرقة الرابعة‬ ‫باالنق�لاب علي��ه ألس��باب مرتبط��ة‬ ‫باالنتم��اءات الطائفي��ة والعقائدي��ة‬ ‫لعناصرها م��ع النظام‪ .‬لقد اس��تدعى‬ ‫النظام بع��ض الفرق العس��كرية من‬ ‫مناط��ق الج��والن والس��ويداء وغيرها‬ ‫لمحيط دمش��ق حيث كان من المحرم‬ ‫دخولها‪ .‬قد يكون هناك من يعمل على‬ ‫االتص��ال بقادة الص��ف األول أو الثاني‬ ‫لترتيب��ات المب��ادرة بالتم��رد ودخ��ول‬ ‫خاطف لدمشق يدمر النواة الصلبة من‬ ‫حرس جمهوري وفرق��ة رابعة وأجهزة‬ ‫أمنية‪ ،‬وهذا ما أتمنى ش��خصيًا حدوثه‬ ‫ألن��ه يحافظ على ما تبقى من الجيش‬ ‫وهيبت��ه واألهم يحافظ على ما يمكن‬ ‫إنقاذه من مؤسسات للدولة‪.‬‬ ‫ سقوط النظام بتدخل عسكري‬‫محدود قد يكون جوي إلى جانب كتائب‬ ‫الجي��ش الحر حيث يت��م قصف مرابط‬ ‫المدفعية وتجمعات قواته وهذا سيبدأ‬

‫بتدمي��ر الدفاع��ات الجوي��ة الس��ورية‬ ‫وف��رق عس��كرية أخ��رى مم��ا يعن��ي‬ ‫انحالل الجيش وم��ا يملكه من قدرات‬ ‫وهنا نس��تذكر الحالة العراقية وندرك‬ ‫الخطر العظيم القادم‪.‬‬ ‫كل تل��ك األش��كال‪ ،‬تعن��ي حاالت‬ ‫تدمي��ر متفاوت��ة للعاصم��ة وللدول��ة‬ ‫س��يصطدم الس��وريون بواق��ع كارثي‬ ‫ب��كل المقايي��س بش��ري واقتص��ادي‬ ‫وبني��وي وف��ي ظل تش��رذم سياس��ي‬ ‫وعسكري‪ .‬س��يكون هناك صراع مرير‬ ‫سيبدأ بفوضى غير محددة وستتسابق‬ ‫ق��وى للس��يطرة على س��دة الس��لطة‬ ‫قد تك��ون م��ن مكونات الجي��ش الحر‬ ‫أو المجموع��ات المتطرف��ة أو الق��وى‬ ‫السياس��ية األكثر تنظيم��اً وقدرة على‬ ‫دف��ع األم��وال وه��ي جماع��ة اإلخوان‬ ‫المس��لمين‪ ،‬بكل األحوال س��يتم البدء‬ ‫بنظ��ام اس��تبدادي جدي��د ق��د يك��ون‬ ‫قري��ب م��ن النظام األس��دي وس��يتم‬ ‫قمع كل حراك يرفض هذا االس��تبداد‬ ‫ولكن الوض��ع االقتصادي والمعاش��ي‬ ‫والتدخ�لات الدولي��ة س��يكون لها األثر‬ ‫الكبير في ميل الناس لتأجيل أو لوقف‬ ‫ثورته��م والقب��ول بالواقع المس��تجد‬ ‫عل��ى عالته‪ ،‬وهذا يعني فش��ل الثورة‬ ‫في تحقيق أهدافها‪.‬‬ ‫االحتم��ال الرابع اس��تمرار الثورة‬ ‫حت��ى النجاح‪ :‬اس��تمرار الثورة ويقصد‬ ‫به في ظل بق��اء النظام لفترة طويلة‬ ‫وف��ي ما بعد س��قوطه‪ .‬ه��ذا االحتمال‬ ‫قائم بشدة لس��بب أساسي هو إصرار‬ ‫الس��وريين األس��طوري عل��ى متابعة‬ ‫مش��وارهم مهم��ا كان��ت األثم��ان‬ ‫إلدراكه��م التام أن النظ��ام لن يدعهم‬ ‫دون عقاب حت��ى ولو عادوا لعبوديتهم‬ ‫وبأن النظام يعرف أن أي حل سياس��ي‬ ‫يعن��ي س��قوطه بالنهاي��ة‪ .‬اس��تمرار‬ ‫الث��ورة يعن��ي أنه��ا بوج��ود النظ��ام‬ ‫وبزواله س��يتابع لتحقي��ق أهدافه في‬ ‫الحرية وبناء دول��ة مدنية ديمقراطية‬ ‫تعددية على أسس دستورية واضحة‪.‬‬ ‫ال ش��ك أن ط��ول أو قصر ه��ذه الفترة‬ ‫الزمنية س��يكون مرتبطًا بعدة عوامل‬ ‫أهمها‪:‬‬ ‫ صمود الحاضنة الشعبية للثورة‬‫وتفانيها في تقديم أس��باب االستمرار‬ ‫وقناعته��ا أن بدي��ل ه��ذا االحت�لال‬ ‫س��يكون حري��ة وكرام��ة وإع��ادة بناء‬ ‫لدولتهم الجديدة‪.‬‬ ‫‪ -‬قي��ام تنظي��م سياس��ي يعب��ر‬

‫عن هذه الث��ورة ويتحمل المس��ؤولية‬ ‫الوطنية بكل ش��فافية ونزاهة ووعي‪،‬‬ ‫ه��ذا التنظي��م ق��د يك��ون داخل��ي أو‬ ‫خارجي‪ ،‬جدي��داً أو مس��تجداً أو تحالف‬ ‫ق��وى أو نس��خة وطني��ة مصححة عن‬ ‫االئتالف الوطن��ي الحالي ولديه تمثيل‬ ‫حقيق��ي لتل��ك القوى وقاعدة ش��عبية‬ ‫كبي��رة عل��ى األرض يوج��ه البوصل��ة‬ ‫الثورية الوطنية خالل معركة إس��قاط‬ ‫النظام سياسيًا ومالياً وطنيًا وعسكريًا‬ ‫ويغط��ي العم��ل العس��كري ويق��وده‬ ‫ثم ينتق��ل لقيادة المرحل��ة االنتقالية‬ ‫وص��و ًال إلى انتخاب��ات أعض��اء اللجنة‬ ‫التأسيس��ية لصياغة دس��تور س��ورية‬ ‫الجديدة ومن بعده��ا إجراء االنتخابات‬ ‫الرئاسية والبرلمانية‪.‬‬ ‫ تحقي��ق مطلب أساس��ي للنصر‬‫وهو توحيد القوى العسكرية المقاتلة‬ ‫عل��ى األرض تح��ت قي��ادة عس��كرية‬ ‫مدني��ة وطنية مش��تركة ق��ادرة علميًا‬ ‫وعملي��ًا وحازم��ة م��ع كل التج��اوزات‬ ‫ومس��تبعدة المجموعات ذات األجندات‬ ‫الخاصة التي ال تمثل الثورة وأهدافها‪،‬‬ ‫مرتبط��ة تمام��ًا بالقي��ادة السياس��ية‬ ‫تنظيمًا ومالياً حيث ستس��يطر القيادة‬ ‫السياس��ية عل��ى الوس��ائل اإلنتاجي��ة‬ ‫ف��ي المناطق المح��ررة كمنابع النفط‬ ‫وصوام��ع الحب��وب وغيره��ا للتموي��ل‬ ‫واإلم��داد‪ ،‬وعليه��ا مهم��ة التواص��ل‬ ‫م��ع عناص��ر جي��ش النظام��ي غي��ر‬ ‫الموالية لنظ��ام األس��د وتأمينهم في‬ ‫ح��ال االنش��قاق أو ف��ي ح��ال التعاون‬ ‫والتنس��يق والحف��اظ عل��ى العت��اد‬ ‫والق��درات العس��كرية م��ن الس�لاح‬ ‫والكوادر البشرية فهناك معارك كبرى‬ ‫س��يخوضها الجيش الوطن��ي الحر بعد‬ ‫س��قوط النظام من أج��ل إعادة توحيد‬ ‫الب�لاد ودح��ر مخطط��ات المتربصين‬ ‫والطامعين به‪.‬‬ ‫أغل��ب الترجيح��ات والتوقع��ات‬ ‫الدولي��ة‪ ،‬تؤكد س��قوط النظ��ام مهما‬ ‫طال الزمن ولكن كلفة هذا الس��قوط‬ ‫تتح��دد بعوامل اس��تمرار ه��ذه الثورة‬ ‫بقدرته��ا على إنت��اج مكوناتها الذاتية‬ ‫بعي��داً عن طروح��ات أبعدتها بش��كل‬ ‫أو بآخر ع��ن أهدافها وبق��در ما تكون‬ ‫بعيدة عن تجاذبات الدول وهنا الشعب‬ ‫الس��وري ه��و المال��ك الوحي��د لتل��ك‬ ‫المقدرات وهو الحكم ألي أداء سياسي‬ ‫وه��و صاح��ب المصلح��ة ف��ي انتصار‬ ‫ثورته‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫أعمدة الصحافة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫علـــى خـــط التمــا�س‬ ‫عل��ى الطري��ق يق��ف ش��اب بلباس‬ ‫الجيش بجانب خيمة مرتجلة من أغصان‬ ‫الش��جر يلتج��ئ فيه��ا ح��رّاس الطريق‪،‬‬ ‫وف��ي ي��ده ب��ارودة روس��ية‪ .‬المل��ل بادٍ‬ ‫عل��ى وجهه‪ ،‬فن��ادراً م��ا تمرّ الس��يارات‬ ‫من ه��ذا الطريق الذي يق��ع في منطقة‬ ‫تماس مع "المس��لحين" (هكذا اس��تقرت‬ ‫التسمية لدى الس��وريين الموالين بعدما‬ ‫تدحرجت طوي ًال بين تسميات شتّى مثل‬ ‫"الجيش الحر" واإلرهابيين واإلسالميين‬ ‫والعصاب��ات والمعارض��ة المس��لحة أو‬ ‫المعارض��ة وحس��ب)‪ .‬م��ن البديه��ي أن‬ ‫الق��وات النظامي��ة الت��ي تقات��ل ه��ؤالء‬ ‫"المس�� ّلحين" مس�� ّلحة ه��ي أيض��ًا‪ ،‬غير‬ ‫أن تس��مية ه��ؤالء بالمس�� ّلحين تحم��ل‬ ‫دالل��ة عل��ى اس��تنكار حملهم الس�لاح‪،‬‬ ‫فللجي��ش وق��وات األمن الح��ق في حمل‬ ‫الس�لاح‪ ،‬أما هؤالء فإن حملهم للس�لاح‬ ‫مخالف لطبيعة األش��ياء ولذلك يكفي أن‬ ‫تعرّفهم بالمس ّلحين‪.‬‬ ‫القرية الت��ي يوجد فيها هذا الحاجز‬ ‫ش��به مهجورة‪ ،‬هدوء عام‪ ،‬الحركة ش��به‬ ‫معدومة‪ ،‬والش��اب الذي بلب��اس الجيش‬ ‫ينتظر بصبر فارغ انتهاء مناوبته‪.‬‬ ‫حين تقترب الس��يارة يتقدم الشاب‬ ‫بتثاق��ل‪ ،‬ينظ��ر في الوج��وه ويعفينا من‬ ‫طلب الهويات‪ ،‬مشيراً إلينا بالمتابعة‪ .‬لم‬ ‫يجد في السيارة عالمات معادية‪ .‬الطريق‬ ‫خالية تماماً من السيارات‪ ،‬المدرسة التي‬ ‫بجان��ب الطري��ق خالي��ة م��ن التالم��ذة‪،‬‬ ‫وم��ن األوالد الذين يس��تغلون عادة خلوّ‬ ‫المدرس��ة كي يلعبوا في س��احتها‪ .‬فقط‬ ‫الدجاج��ات التي تلتقط ما تيسّ��ر لها من‬ ‫األرض‪ ،‬والبق��رة المربوط��ة بجانب أحد‬ ‫البي��وت‪ ،‬تدل على وج��ود بعض األهالي‬ ‫هنا‪ .‬منذ أش��هر دفن األهالي هنا خمسة‬ ‫من أبنائهم في اشتباك مع "المسلحين"‪.‬‬ ‫حينه��ا كان الحاج��ز هن��ا ش��بيهًا بثكن��ة‬

‫عسكرية صغيرة‪ .‬عدد كبير من العناصر‬ ‫وأرت��ال م��ن الس��يارات وجمه��رة م��ن‬ ‫الس��ائقين والركاب‪ .‬كان الحاجز حيًا ألن‬ ‫الحركة إلى الش��مال كانت ممكنة‪ ،‬وكان‬ ‫يمكن عناصر الحاجز أن يمارسوا سلطة‬ ‫طارئة على العابرين‪ .‬ولكن بعد المعركة‬ ‫التي اس��تهدفت الحاجز تغيرت الحال‪ .‬تم‬ ‫االس��تغناء ع��ن الحاجز واس��تعيض عنه‬ ‫بجب��ل من التراب‪ .‬فإما م��رور غير كريم‬ ‫عب��ر حاج��ز وإم��ا ال م��رور‪ .‬البدي��ل من‬ ‫الحاج��ز هو قط��ع الطري��ق بالكامل‪ .‬لم‬ ‫تع��د الخدمة عل��ى الحاج��ز مغرية‪ .‬باتت‬ ‫واجبًا ثقي ًال ومم ًال‪.‬‬ ‫منذئذ ترك معظم األهالي بيوتهم‬ ‫وانتقل��وا إل��ى حي��ث يمكنه��م تدري��س‬ ‫أبنائه��م وإل��ى حي��ث األم��ان‪ ،‬وتط��وّع‬ ‫بعض ش��باب القرية لحماي��ة البيوت من‬ ‫النهب‪ .‬تسأل أحد هؤالء المتطوعين‪ :‬هل‬ ‫يهاجم المس�� ّلحون القرية لنهب البيوت؟‬ ‫يق��ول‪ :‬لم يحدث ذلك‪ ،‬ولك��ن هناك من‬ ‫يس��رق تحت ستار المس�� ّلحين‪ .‬ويبتسم‬ ‫ابتسامة دالة‪.‬‬ ‫نمضي في طريقن��ا‪ .‬غير بعيد من‬ ‫المدرس��ة نجد‪ ،‬إل��ى جانب أح��د البيوت‪،‬‬ ‫رج� ً‬ ‫لا منهم��كاً بزرع ش��تالت البن��دورة‪.‬‬ ‫ولي��س بعي��داً من��ه‪ ،‬تتج��ه امرأة ش��ابة‬ ‫ص��وب بيته��ا وعل��ى ظهرها ج��رزة من‬ ‫الحط��ب‪ .‬وبضعة أوالد يلعبون في أرض‬ ‫مجاورة للطريق‪ .‬آلة الحياة أبقى من كل‬ ‫المعوقات‪.‬‬ ‫على الطري��ق الصاعد إل��ى القرية‬ ‫التالية‪ ،‬وعند تقاطع الطريق االس��فلتي‬ ‫م��ع الس��كة الحدي��د الت��ي كان يعبره��ا‬ ‫يوماً القط��ار المتجه إلى حل��ب أو العائد‬ ‫منه��ا‪ ،‬نجد مجموعة م��ن الفتيان بلباس‬ ‫الجيش‪ ،‬يلتفتون إلى السيارة العابرة ثم‬ ‫يواصلون انش��غالهم بإعداد النار‪ .‬عالمة‬

‫عدم االكتراث هذه‪ ،‬تمنحنا رخصة مرور‪.‬‬ ‫في القرية التالي��ة تبدو الحياة أكثر‬ ‫طبيعية‪ .‬عل��ى رغم أن��ه ال يفصلها عن‬ ‫"المس�� ّلحين" س��وى واد عريض‪ .‬البيوت‬ ‫مأهولة‪ ،‬والحركة نش��طة‪ .‬للسرفيسات‬ ‫مواعيده��ا إل��ى الالذقي��ة‪ ،‬ومنه��ا‪ .‬هن��ا‬ ‫اعتاد األهال��ي على أصوات القصف التي‬ ‫تب��دو كأنها واج��ب يومي يؤدي��ه الجنود‬ ‫النظاميون قب��ل أن يخلدوا إل��ى الراحة‪.‬‬ ‫تم��ر القذائ��ف ف��ي أج��واء ه��ذه القرية‬ ‫قب��ل أن تؤدي مهمته��ا في مكان ما على‬ ‫الجب��ل المقابل‪ .‬ب��ات الريفيون يميّزون‬ ‫أيامه��م هن��ا باخت�لاف وتي��رة القصف‪،‬‬ ‫ويستش��عرون التبدالت السياس��ية منها‬ ‫أيض��اً‪ .‬تقول ام��رأة‪" :‬كان القصف اليوم‬ ‫أش��دّ من أيّ يوم آخر‪ ،‬خير إن شاء اهلل‪،‬‬ ‫ما الذي حصل؟"‪ ،‬ثم تعبّر عن اس��تيائها‬ ‫م��ن القتال وع��ن تأففها م��ن الطرفين‪،‬‬ ‫وتتس��اءل بضجر‪" :‬من أجل ماذا؟"‪ .‬حين‬ ‫ينته��ي ال��كالم‪ ،‬يك��رر عجوز قول��ه‪" :‬لو‬ ‫بقيت سلمية‪ ،‬ولو كانوا يريدون اإلصالح‬ ‫حقًا‪ ،‬لكان الجميع معهم‪ ،‬لكنهم يقتلون‬ ‫ويخربون"‪.‬‬ ‫وس��ط القري��ة نصبت خيم��ة عزاء‬ ‫لمواس��اة أهل "ش��هيد بطل" س��قط في‬ ‫دي��ر ال��زور ف��ي مواجه��ة "المس�� ّلحين"‬ ‫م��ن دون أن يتمكن��وا من إحض��ار جثته‪.‬‬ ‫ف��ي الخيم��ة يق��ول ف� ّ‬ ‫لاح تق��ع أراضيه‬ ‫عل��ى الس��فح المقاب��ل لمناط��ق وجود‬ ‫"المس��لحين"‪ ،‬إنه يراه��م يوميًا ويرونه‬ ‫ف��ي ذهابه إل��ى أرضه وغ��دوه منها‪ ،‬ثم‬ ‫يع ّلق مع ضحكة خفيفة‪" :‬لو أرادوا قتلي‬ ‫لقتلون��ي مئة مرة"‪ .‬ويضي��ف‪" :‬لو أرادوا‬ ‫تهجير ه��ذه القرية أو قتل أهلها لفعلوا‪،‬‬ ‫ما ال��ذي يمنعهم؟"‪ .‬غير أن هذه الكلمات‬ ‫ال تج��د لها مكانًا ف��ي منظومة القناعات‬ ‫الناجزة‪.‬‬

‫راتب شعبو‬

‫بفت��ور‪ ،‬يدخل الناس خيم��ة العزاء‬ ‫ويخرج��ون متوجهي��ن إل��ى بيوته��م‬ ‫بخط��وات حائ��رة كنظراته��م‪ .‬ولك��ن‬ ‫ثم��ة رج��ل يدخل بثق��ة ويقف ف��ي أول‬ ‫الخيمة وإل��ى جانبه رجالن أق��ل اعتداداً‬ ‫بنفس��يهما‪ .‬ينظ��ر الرج��ل ف��ي وج��وه‬ ‫المعزّي��ن مليّاً ثم يس�� ّلم عل��ى الجميع‬ ‫بصوت مرتفع‪ .‬رجل في الخمسينات من‬ ‫عم��ره‪ ،‬متأن��ق ويحمل في يده مس��بحة‬ ‫زرق��اء يداع��ب حبّاته��ا به��دوء‪ .‬يصافح‬ ‫الجميع ويجل��س واثقاً كما دخل‪ ،‬ويتكلم‬ ‫عال‪ .‬يستفس��ر من��ه بعض من‬ ‫بص��وت ٍ‬ ‫يعرفونه عن أشياء تتعلق بهموم خاصة‪.‬‬ ‫ي��ردّ الرجل بثقة‪ .‬يُطمئ��ن حيناً ويقطع‬ ‫أم��ل الس��ائل حينًا آخ��ر‪ .‬يش��رب القهوة‬ ‫المرة ثم يترحّم على الش��هيد وينهض‬ ‫بعدم��ا جع��ل من نفس��ه لدقائ��ق قليلة‬ ‫مرك��ز اهتم��ام الخيمة‪ .‬يبرر اس��تعجاله‬ ‫بأن لدي��ه تعزية أخرى ف��ي قرية ثانية‪.‬‬ ‫ينف��رد قلي� ً‬ ‫لا بوال��د "الش��هيد البط��ل"‪،‬‬ ‫ويصع��د س��يارته ويمضي‪ .‬ف��ي الخيمة‬ ‫ي��دور الحدي��ث عن س��طوة ه��ذا الرجل‬ ‫وعن فس��اده الذي جعل منه شخصية لها‬ ‫وزن‪" .‬لكن��ه يق��ف م��ع المنكوبين بفقد‬ ‫أبنائه��م"‪ ،‬يُمِرّ أحدهم تعليقه وس��ط‬ ‫زحمة الحديث‪.‬‬ ‫ف��ي طريق الع��ودة تك��ون الحواجز‬ ‫أق��ل اس��تنفاراً‪ .‬نس��تعمل جه��ة واح��دة‬ ‫من االوتوس��تراد الموصل إلى الالذقية‪،‬‬ ‫فالقن��ص ال��ذي يمك��ن أن يس��تهدف‬ ‫الس��يارة من الجهة الغربية حيث يتمركز‬ ‫المس��لحون ف��ي الجب��ال‪ ،‬ممك��ن عل��ى‬ ‫خ��ال كطريق‬ ‫م��ا يق��ال‪ .‬طريق الع��ودة ٍ‬ ‫الذه��اب‪ .‬أم��ا عل��ى الحاج��ز الكائ��ن في‬ ‫مدخ��ل المدينة فإن االنتظ��ار يطول بما‬ ‫يس��مح لبائ��ع قه��وة أن يس��تثمر انتظار‬ ‫الداخلين وضجرهم‪.‬‬ ‫النهار البيروتية ‪2013 / 4 / 6‬‬


‫التبليغ وامليعاد يف القانون ال�سوري‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫مقدرا بالس��اعات كان حساب الساعة‬ ‫التي تبدأ منها الس��اعة التي ينقضي‬ ‫به��ا على الوج��ه المتق��دم‪ .‬وإذا كان‬ ‫الميعاد معينا في القانون للحضور أو‬ ‫لمباش��رة أجراء فيه زيد عليه س��بعة‬ ‫أي��ام لمن كان موطن��ه ضمن القطر‬ ‫وخ��ارج الصالحية المحلية للمحكمة‪.‬‬ ‫يسري هذا لحكم على لبنان أيضًا‪.‬‬ ‫ميع��اد المس��افة لم��ن يك��ون‬ ‫موطنهم في الخارج ستون يوماً‪ .‬كما‬ ‫يجوز بأمر رئي��س المحكمة تقصير‬ ‫هذا الميعاد تبعا لسهولة المواصالت‬ ‫وظ��روف االس��تعجال‪ .‬وال يتم العمل‬ ‫به��ذا الميعاد في حق م��ن يتبلغ من‬ ‫ه��ؤالء ف��ي س��ورية بش��خصه أثناء‬ ‫وج��وده فيها أنما يجوز للمحكمة عند‬ ‫النظر ف��ي الدعوى أن تأم��ر بتمديد‬ ‫الميع��اد العادي أو اعتباره ممتدا على‬ ‫أن ال يتج��اوز ف��ي الحالتي��ن الميعاد‬ ‫الذي كان يستحقه لو بلغ في موطنه‬ ‫بالخارج‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أنه بعد التطور‬ ‫الكبي��ر الحاص��ل بوس��ائل االتصال‪،‬‬ ‫أصب��ح ال بد من إدخال تطوير واس��ع‬ ‫بأس��اليب التبلي��غ القضائ��ي‪ ،‬ومنها‬ ‫تفويض رئيس المحكمة ‪ -‬وحس��ب‬ ‫تقدي��ره ‪ -‬بج��واز التبلي��غ بالي��د أو‬ ‫بالبري��د أو الموافق��ة عل��ى تس��ليم‬ ‫مذكرات الدعاوى واإلخطار وس��ندات‬ ‫التبليغ وكتب وضع اإلش��ارات ورفعها‬ ‫إل��ى الجهة طالب��ة التبلي��غ‪ ،‬على أن‬ ‫توضع ضمن مغل��ف مختوم وممهور‬ ‫يرس��ل أص��وال ف��ي س��جالت خاصة‬ ‫مع��دة لذل��ك ضم��ن كل دي��وان أو‬ ‫محكمة‪ ،‬ما يكفل سرعة التبليغ لدى‬ ‫جميع المحاكم والدوائر القضائية‪.‬‬ ‫وكذل��ك اعتماد وس��ائل التقنية‬ ‫الحديث��ة ف��ي التبلي��غ كالرس��ائل‬ ‫النصية عبر أجه��زة الهاتف المحمول‬ ‫أو التبلي��غ االلكترون��ي‪ ،‬وتفعي��ل‬ ‫قان��ون التوقي��ع االلكتروني‪ ،‬وكذلك‬

‫التبلي��غ بالبريد الس��ريع العالمي في‬ ‫الح��االت الت��ي يكون فيه��ا المطلوب‬ ‫تبليغ��ه خ��ارج القط��ر ول��ه عن��وان‬ ‫واض��ح‪ ،‬وتأمين مكاتب بريد مركزية‬ ‫وفرعي��ة بالتع��اون م��ع مؤسس��ة‬ ‫البري��د لتس��هيل عملية المراس�لات‬ ‫والتبليغ��ات‪ ،‬واعتماد طريقة "التبليغ‬ ‫المباش��ر" بمخاطبة قس��م الشرطة‬ ‫أو الناحي��ة المطل��وب التبلي��غ فيه��ا‬ ‫مباش��رة‪ ،‬وإجازة التبلي��غ لصقا لكل‬ ‫من لم يحدد موطن مختار في دائرة‬ ‫المحكم��ة‪ ،‬وجعل األح��كام الصادرة‬ ‫في الدعاوى المدنية التي حضر فيها‬ ‫أح��د األطراف جلس��ة من الجلس��ات‬ ‫وجاهية وال تحتاج إلى تبليغ «وهو ما‬ ‫يؤدي إلى اختصار الوقت»‪ ،‬وهذا كله‬ ‫يتطل��ب توحيد االجته��اد حول أصول‬ ‫التبلي��غ للوكيل أو الموكل‪ ،‬وبش��كل‬ ‫خ��اص عن��د دع��وة أط��راف الدعوى‬ ‫لالس��تجواب أو حلف اليمين وتعديل‬ ‫مهل المس��افات المح��ددة في قانون‬ ‫أصول المحاكمات بعد التطور الكبير‬ ‫في وسائل االتصال والنقل‪ ،‬وتفعيل‬ ‫أحكام الم��ادة ‪ 94‬من قان��ون أصول‬ ‫المحاكمات‪.‬‬ ‫كما يجب ضبط "عمليات التبليغ"‬ ‫وتحديد المس��ؤوليات عن أي خلل أو‬ ‫خطأ يق��ع في ه��ذا اإلط��ار‪ ،‬وأهمها‬ ‫تطبيق مبدأ الث��واب والعقاب‪ ،‬وقيام‬ ‫التفتيش القضائي باتخاذ اإلجراءات‬ ‫الالزمة بحق من تثبت مسؤوليته عن‬ ‫ح��االت التأخير أو اإلهم��ال في تبليغ‬ ‫المذك��رات وتحريك الدع��وى العامة‬ ‫من النيابة العامة إذا ما انطوى الفعل‬ ‫على جرم جزائي‪ ،‬والتأكيد على قيام‬ ‫القضاة باإلش��راف الكامل على عمل‬ ‫المس��اعدين العدليي��ن والدواوي��ن‬ ‫والتأكد من تس��طير مذكرات التبليغ‬ ‫ على اختالف أنواعها ‪ -‬وإرسالها إلى‬‫دائرة المحضرين أو الجهة المختصة‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يبق��ى التبلي��غ القانون��ي إجرا ًء‬ ‫الب��د من��ه للتقاض��ي تح��ت طائل��ة‬ ‫البط�لان ‪ ،‬ف��إذا نص القان��ون على‬ ‫ميعاد لرفع الدع��وى أو تقديم طعن‬ ‫أو القي��ام بأج��راء يحص��ل بالتبلي��غ‬ ‫يبدأ م��ن تاريخ تبلي��غ الخصم ما لم‬ ‫ينص القانون على خالف ذلك ‪ ،‬وكل‬ ‫تبليغ يكون بواس��طة المحضرين أو‬ ‫برجال الضابطة العدلية ما لم ينص‬ ‫القان��ون على خ�لاف ذلك أم��ا رجال‬ ‫الجيش فيبلغون بواس��طة الشرطة‬ ‫العسكرية‪.‬‬ ‫ يجب أن يشتمل محضر التبليغ‬‫على البيانات اآلتية‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬تاريخ اليوم والش��هر والسنة‬ ‫والساعة التي حصل فيها التبليغ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬اس��م الطالب ولقبه ومهنته‬ ‫وموطن��ه أو اس��م من يمثل��ه ولقبه‬ ‫وموطنه‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬أس��م المحكم��ة التي يجري‬ ‫التبليغ بأمرها‪.‬‬ ‫د ‪ -‬اسم المخاطب ولقبه ومهنته‬ ‫وموطنه فأن لم يكن موطنه معلوما‬ ‫وقت التبليغ فآخر موطن كان له‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬اس��م من س��لمت أليه صورة‬ ‫الورقة وتوقيعه على األصل أو أثبات‬ ‫امتناعه وسببه‪.‬‬ ‫و ‪ -‬توقيع المحضر على كل من‬ ‫األصل والصورة‪.‬‬ ‫وال يج��وز أج��راء أي تبلي��غ قبل‬ ‫الس��اعة الس��ابعة صباح��ا وال بع��د‬ ‫السادسة مس��اء وال في أيام العطلة‬ ‫الرس��مية إال ف��ي ح��االت الض��رورة‬ ‫وب��أذن كتاب��ي من رئي��س المحكمة‬ ‫‪ ،‬وتس��لم األوراق المطل��وب تبليغها‬ ‫إلى الشخص نفس��ه أنى وجد ما لم‬ ‫ينص القانون عل��ى خالف ذلك‪ .‬وإذا‬ ‫لم يجد المحضر الش��خص المطلوب‬ ‫تبليغه في موطنه يسلم الورقة إلى‬ ‫وكيل��ه أو مس��تخدمه أو لم��ن يكون‬ ‫س��اكنا معه من األصول أو الفروع أو‬ ‫األزواج أو األخوة أو األخوات ممن يدل‬ ‫ظاهره��م عل��ى أنهم أتم��وا الثامنة‬ ‫عش��رة من عمرهم على أن ال تكون‬ ‫مصلحة المطل��وب تبليغه متعارضة‬ ‫مع مصلحتهم‪.‬‬ ‫أم��ا إذا ل��م يج��د المحض��ر ف��ي‬ ‫موط��ن المطلوب تبليغ��ه من يصلح‬ ‫للتبليغ أو امتنع من وجده عن تس��لم‬ ‫الورقة وجب أن يس��لمها إلى المختار‬ ‫ال��ذي يقع موط��ن المطل��وب تبليغه‬ ‫ف��ي دائرت��ه‪ .‬وفي ه��ذه الحالة يجب‬ ‫على المحض��ر أن يلص��ق بيانا على‬ ‫باب موطن المطلوب تبليغه بحضور‬ ‫المخت��ار أو أثنين م��ن الجوار أو أفراد‬ ‫القوى العامة‪.‬‬ ‫كم��ا يج��وز التبلي��غ بطري��ق‬ ‫اإللصاق على لوحة إعالنات المحكمة‬ ‫لكل من يل��زم بيان موطن مختار له‬ ‫وال يفع��ل أو يك��ون بيان��ه ناقصًا أو‬ ‫غي��ر صحيح‪ .‬وال يج��وز االتفاق على‬ ‫اتخاذ هذه اللوحة موطنا مختاراً‪.‬‬ ‫فيم��ا عدا النصوص الواردة في‬ ‫قوانين خاصة تس��لم صورة األوراق‬

‫المطلوب تبليغها على الوجه اآلتي‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬فيما يتعل��ق بالدولة‪ ،‬للوزراء‬ ‫ن أو األمن��اء العامي��ن‪ ،‬أو مدي��ري‬ ‫المصالح المختصة‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬فيم��ا يتعل��ق باألش��خاص‬ ‫العامة للنائب عنها قانونا‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬فيم��ا يتعل��ق بالش��ركات‬ ‫التجاري��ة ف��ي مرك��ز إدارة الش��ركة‬ ‫لرئي��س مجل��س اإلدارة أو للمدي��ر‬ ‫أو ألح��د م��ن هؤالء لش��خصه أو في‬ ‫موطنه‪.‬‬ ‫د ‪ -‬فيم��ا يتعل��ق بالش��ركات‬ ‫المدني��ة والجمعي��ات والمؤسس��ات‬ ‫وس��ائر األش��خاص االعتبارية تسلم‬ ‫الص��ورة ف��ي مرك��ز إدارته��ا للنائب‬ ‫عنه��ا بمقتض��ى عق��د إنش��ائها أو‬ ‫نظامها فإذا لم يك��ن لها مركز إدارة‬ ‫سلمت الصورة للنائب عنها لشخصه‬ ‫أو في موطنه‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬فيم��ا يتعل��ق بالش��ركات‬ ‫األجنبي��ة الت��ي له��ا ف��روع أو وكيل‬ ‫في س��ورية تس��لم إلى هذا الفرع أو‬ ‫الوكيل بشخصه أو في موطنه‪.‬‬ ‫ز ‪ -‬فيم��ا يتعل��ق بالمس��جونين‬ ‫تسلم إلى مأمور السجن‪.‬‬ ‫ح ‪ -‬فيم��ا يتعلق ببحارة الس��فن‬ ‫التجارية أو بخدمها تسلم للربان‪.‬‬ ‫ إذا كان المطل��وب تبليغ��ه غير‬‫معل��وم الموطن تلص��ق خالصة عن‬ ‫األوراق عل��ى لوح��ة اإلعالن��ات ف��ي‬ ‫المحكم��ة بموج��ب محض��ر وتعل��ن‬ ‫في صحيف��ة يومية‪ .‬ويج��وز التبليغ‬ ‫بطري��ق البريد المضمون مع أش��عار‬ ‫بالوصول في الحاالت التالية‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬إذا كان المطل��وب تبليغ��ه‬ ‫مقيما في بلد أجنب��ي‪ ،‬وكان موطنه‬ ‫فيه معروفا‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬إذا كان المطل��وب تبليغ��ه‬ ‫مقيم��ا ق��ي س��ورية ورأى القاض��ي‬ ‫تبليغه بهذه الطريقة‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬ف��ي جمي��ع األح��وال الت��ي‬ ‫ينص القانون عليها‪.‬‬ ‫إذا كان التبلي��غ موجه��ا إل��ى‬ ‫ش��خص مقيم في بلد أجنبي يجري‬ ‫تبليغه برسالة مضمونة أو بمقتضى‬ ‫اإلج��راءات المق��ررة ف��ي القان��ون‬ ‫المحل��ي ما ل��م يرد نص ف��ي اتفاق‬ ‫دولي على خالف ذلك‪.‬‬ ‫إذا كان م��كان التبلي��غ خ��ارج‬ ‫منطق��ة المحكم��ة ترس��ل األوراق‬ ‫الت��ي ي��راد تبليغها م��ن رئيس هذه‬ ‫المحكم��ة إلى رئي��س المحكمة التي‬ ‫يطلب التبليغ في منطقتها‪.‬‬ ‫إذا عي��ن القان��ون للحض��ور أو‬ ‫لحصول األجراء ميعادا مقدرا باأليام‬ ‫أو الش��هور أو الس��نين ف�لا يحس��ب‬ ‫من��ه يوم التفهيم أو التبليغ أو حدوث‬ ‫األمر المعتبر في نظر القانون مجريا‬ ‫للميعاد‪ .‬وينقض��ي الميعاد بانقضاء‬ ‫اليوم األخير منه‪ .‬إذا كان الميعاد مما‬ ‫يج��ب انقضاؤه قبل األج��راء ال يجوز‬ ‫حصول األجراء إال بعد انقضاء اليوم‬ ‫األخير من الميع��اد‪ ،‬وإذا كان الميعاد‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪15‬‬


‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫�أمري �سامل‪ :‬الدولة البولي�سية فـي‬ ‫م�صر الثورة والثورة امل�ضادة‬

‫ياسر مرزوق‬

‫الدولة البوليس��ية هي الدولة العاجزة‬ ‫عن تحقيق أبس��ط مب��ادئ الحرية وحقوق‬ ‫اإلنس��ان‪ ،‬مما يزعزع العالقة بين المواطن‬ ‫والدولة فتغيب الثق��ة ويحل محلها هاجس‬ ‫الخ��وف ال��ذي يأتي عب��ر ممارس��ات وأفعال‬ ‫مختلف��ة ب��دءاً م��ن التهدي��د والمالحق��ات‬ ‫القضائي��ة وص��و ًال إل��ى الزج في الس��جون‬ ‫ضمن سلسلة من األحكام القاسية‪.‬‬ ‫وتعري��ف الدول��ة البوليس��ية كما ورد‬ ‫في كت��ب المصطلح��ات للعلوم السياس��ية‬ ‫ه��و «مصطل��ح يُعبِّ��ر ع��ن دول��ة تمارس‬ ‫فيه��ا الحكوم��ة القم��ع وتمن��ع أي معارضة‬ ‫وتسجنهم وتمنع حرية التعبير وتتحكم في‬ ‫الحياة السياس��ية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫ويبق��ى للبوليس صالحيات كثي��رة وكبيرة‬ ‫للس��يطرة عل��ى المعارضي��ن لسياس��ة‬ ‫الحكومة التي غالبًا تبقى نظامًا ش��موليًا ال‬ ‫يسمح بوجود معارضة حقيقية»‪.‬‬ ‫والدول��ة الت��ي ال تتعام��ل مع الش��عب‬ ‫س��وى عن طري��ق أجهزتها األمني��ة ال تعلن‬ ‫أبداً ع��ن أن الهدف من ه��ذا الترويع والعنف‬ ‫ه��و البق��اء ف��ي الس��لطة والحف��اظ عل��ى‬ ‫مصال��ح جماعات متنفذة‪ ،‬بل تس��تخدم في‬ ‫ذلك سياس��ة إلرهاب المواطنين تتحدث عن‬ ‫الفوض��ى والبلطج��ة والجرائم التي س��وف‬ ‫تعم البالد لو ل��م تضرب بيد من حديد على‬ ‫كل مخال��ف‪ .‬ذلك ه��و الس��بيل الوحيد لكي‬ ‫تنجح في إقناع قطاعات من المجتمع من أنه‬ ‫ال بديل عن تل��ك القبضة الحديدية للتحكم‬ ‫ف��ي األمور «م��ن أج��ل المصلح��ة الوطنية‬ ‫واألم��ن القوم��ي»‪ .‬فالطبق��ات المتنف��ذة‬ ‫ومجموعاته��ا تس��عى في كثير م��ن األحيان‬ ‫إل��ى الدعاية ب��أن «المجتمع ف��ي خطر» وأن‬ ‫اإلرهابيين والمخربين هم السبب‪ .‬فالترويع‬ ‫م��ن مخاط��ر اإلرهابيي��ن والتضخي��م م��ن‬ ‫تأثيره��ا يس��اعد هؤالء على ص��رف االنتباه‬ ‫عن األس��باب والمضمون الحقيقيين لألزمة‬ ‫االقتصادي��ة ‪ -‬االجتماعي��ة ب��ل ويس��اعدها‬ ‫عل��ى تقوي��ة جهازه��ا القمع��ي‪ ،‬وعلى قمع‬ ‫جموع المطالبين سواء من يخرج في الشارع‬ ‫أو يغرد على ش��بكات التواصل االجتماعي أو‬ ‫يعا َقب بسبب دينه ومذهبه وعرقه‪.‬‬ ‫كتابن��ا الي��وم ألمي��ر س��الم المحامي‬ ‫والناش��ط السياس��ي المنحاز للشعب والذي‬ ‫حارب منذ شبابه المبكر االستبداد الحكومي‬ ‫يس��تعرض فيه بش��كل تاريخ��ي كثيراً من‬ ‫التفاصي��ل وكثي��را م��ن المواق��ف وكثي��را‬ ‫من القضاي��ا والتحقيقات‪ ،‬يس��تعرض قهر‬ ‫الش��عب المصري منذ محمد على حتى ثورة‬ ‫‪ 25‬يناير‪ ،‬وهو يختار األحداث والقضايا التي‬ ‫يري أنها جديرة بالعرض والتحليل‪.‬‬ ‫الكت��اب يتن��اول بالرص��د والتحلي��ل‬ ‫الش��امل كل التفاصي��ل المتاحة عن أس��وأ‬ ‫أن��واع أنماط الدول��ة البوليس��ية‪ ،‬تلك التي‬ ‫تخضع لنمط الحكم العس��كري الفاشي‪ ،‬أو‬ ‫تخضع للفاش��ية الدينية‪ ،‬ففي ظل الفاشية‬ ‫العسكرية باسم الوطن والدفاع عن الوطن‬ ‫والس��يادة الوطنية والتعبئ��ة الوهمية تجاه‬ ‫ع��دو خارج��ي أو اخت��راق وهم��ي أجنب��ي‬ ‫للداخ��ل‪ ،‬تقم��ع الحري��ات وتزه��ق األرواح‬ ‫وتقتل��ع ال��رؤوس وتقصف األق�لام ويبقى‬ ‫العس��كر ه��م عقل وجه��از وجس��د الوطن‬ ‫فق��ط‪ ،‬بينم��ا في الفاش��ية الديني��ة ونمط‬ ‫الحكم باس��م الدين‪ ،‬فإنه تت��م عملية قمع‬ ‫وإره��اب العق��ول وإطف��اء ج��ذوة الفك��ر‪،‬‬ ‫وأعم��ال العق��ل والتعبي��ر‪ ،‬وخن��ق الحريات‬

‫حماية لألخالق وألف��كار وقيم غيبية حماي ًة‬ ‫للدي��ن المقدس‪ ،‬وباس��م اهلل تتم مصادرة‬ ‫العقول وقد تس��تباح األجساد والبشر حبسًا‬ ‫وتقتي� ً‬ ‫لا وتكفي��راً م��ا دام أن الحاكم يحكم‬ ‫باسم الدين وباسم اهلل‪.‬‬ ‫تناول س��الم تعريف الدولة البوليسية‬ ‫والخلفي��ة التاريخي��ة له��ا ف��ي مص��ر‪ ،‬منذ‬ ‫تص��ارع النخ��ب على الس��يادة زم��ن محمد‬ ‫عل��ي م��روراً بث��ورة عراب��ي وث��ورة س��عد‬ ‫زغل��ول ثم ث��ورة العم��ال والطلب��ة‪ ،‬مروراً‬ ‫بالقواني��ن العرفية الت��ي فرضتها بريطانيا‬ ‫إلحكام سياستها على مصر‪ ،‬في ظل ضعف‬ ‫وخض��وع القصر ‪ ،‬ثم ثورة عام ‪1952‬والتي‬ ‫يق��ول س��الم عنه��ا‪ " :‬م��ع مجيء ث��ورة ‪52‬‬ ‫بدأنا ندخل إجراءات ش��ديدة جدا من مراقبة‬ ‫التلغراف والبريد والسينما والمسرح‪ ،‬مشيرا‬ ‫إل��ى أن بني��ة "البوليس" تمت عل��ى عقيدة‬ ‫صارم��ة تعتم��د عل��ى انت��زاع االعتراف��ات‬ ‫بالتعذيب سواء كان ماديا أو معنويا‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬حتى فكرة االتحاد االشتراكي‬ ‫ومنظم��ة الش��باب‪ ،‬والتنظي��م الداخل��ي له‬ ‫بن��ي على حماية النظام السياس��ي‪ ،‬كما أن‬ ‫اإلعالم المصري أيضا تم بناؤه على عقلية‬ ‫"جوبل��ز"‪ ،‬بحيث يك��ون اإلع�لام الموجه له‬ ‫دور ف��ي توجيه الحياة السياس��ية في البالد‬ ‫وإح��كام القبض��ة على المواطني��ن‪ ،‬وبذلك‬ ‫يتم ممارس��ة الس��يطرة من خ�لال اإلعالم‬ ‫والتشريعات‪.‬‬ ‫وأش��ار إل��ى أنه تح��ت دع��وى تصفية‬ ‫الحياة السياس��ية الفاس��دة‪ ،‬كان يتم إدخال‬ ‫المعارض��ة الس��جون‪ ،‬وكل من ل��م يتوافق‬ ‫مع وجهة نظر النظ��ام ولم ينضم لمنظمة‬ ‫الشباب أو االتحاد االشتراكي‪.‬‬ ‫وأوضح أن ترسانة التشريعات المقيدة‬ ‫للحري��ات والق��رارات‪ ،‬وقان��ون التفوي��ض‬ ‫لل��وزراء‪ ،‬جعلت الدول��ة المركزية عبر جهاز‬ ‫أمن الدولة‪ ،‬والتنظيم الطليعي‪ ،‬تتحكم في‬ ‫كل حج��ر في مصر من المركز إلى أخر نجع‬ ‫ف��ي مصر نتيج��ة أن الدولة هي المس��ئولة‬ ‫ع��ن التعيين في كل المناصب‪ ،‬مش��يرا إلى‬ ‫أن التعيينات كانت تت��م بعد صدور التقرير‬ ‫األمني‪ ،‬لدرجة انه إذا اكتشف أن أحد أقرباء‬ ‫أحد أعض��اء النياب��ة م��ن المعارضين‪ ،‬يتم‬ ‫استبعاده‪ ،‬ورميه في مجاهل الجمهورية‬ ‫ثم ينتقل للحدي��ث عن ثورة ‪ 25‬يناير‬ ‫من��ذ بداياته��ا وحت��ى اآلن‪ .‬تح��ت عناوي��ن‪:‬‬ ‫الدولة البوليسية وأجهزتها ومؤسساتها من‬ ‫جي��ش وبوليس وأعالم وحزبه��ا ‪ -‬التنظيم‬ ‫الس��ري للث��ورة المض��ادة ‪ -‬أع�لام الدول��ة‬ ‫البوليس��ية ‪ -‬التليفزيون المص��ري والثورة‬ ‫المض��ادة ‪ -‬فس��اد التليفزي��ون المص��ري ‪-‬‬ ‫الهيئة العامة لالس��تعالمات وفسادها وأمن‬ ‫الدولة والدعاية للتوريث‪.‬‬ ‫وفى باب الثورة والقضاء عليها‪ ،‬يرصد‬ ‫التحقيقات وش��هادات عمر سليمان والمشير‬ ‫طنطاوي ويرصد تزوير ‪ 9‬ماليين صوت في‬ ‫االنتخابات التش��ريعية بع��د الثورة‪ ،‬ويرصد‬ ‫أح��داث محمد محمود‪ ،‬وماس��بيرو‪ ،‬ومجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬ومذبحة س��جن القط��ا وقتل اللواء‬ ‫البطران‪.‬‬ ‫يقول س��الم " توليت الدفاع في قضية‬ ‫مقت��ل اللواء محمد البط��ران رئيس مباحث‬ ‫مصلحة السجون السابق‪ ،‬أثناء يوم الغضب‬ ‫في أعقاب الثورة‪ ،‬ومن هذا المنطلق تتبعت‬ ‫كيفية فتح الس��جون‪ ،‬وتهريب المساجين؟‪،‬‬

‫وبحث��ت في القضية‪ ،‬وتوصل��ت في النهاية‬ ‫أنه��ا حدث��ت بن��اء عل��ى أوام��ر علي��ا بفتح‬ ‫الس��جون‪ ،‬وذلك باالس��تناد إلى شهود عيان‬ ‫من داخل الس��جن‪ ،‬وهو م��ا يوضح أن اللواء‬ ‫البط��ران‪ ،‬قتله الضباط بأوام��ر عليا أيضا ‪،‬‬ ‫ويتاب��ع‪ :‬عندما كنت في المحكمة خالل نظر‬ ‫القضي��ة تم ع��رض أف�لام توض��ح عملية‬ ‫القتل‪ ،‬ففوجئنا بأح��د المتهمين في قضية‬ ‫أخ��رى وكان بقفص االتهام‪ ،‬يقول‪ :‬أنا كنت‬ ‫موج��ود جنب الل��واء البط��ران أثن��اء القتل‬ ‫ونفوني بعدها في سجن بعيد‪.‬‬ ‫وذك��ر س��الم أن تعري��ف الدول��ة‬ ‫البوليس��ية ه��و دول��ة اس��تبداد ق��د يكون‬ ‫الحك��م فها للعس��كر أو يك��ون حكم فردي‬ ‫وتس��مى دولة مركزيه يعلوها فرد‪ ،‬أو حكم‬ ‫اس��تبدادي ديني‪ ،‬والحكم الف��ردي يمارس‬ ‫فيه فك��رة الش��بكة العنكبوتية للس��يطرة‬ ‫عل��ى كل األط��راف م��ن خ�لال الحاكم فال‬ ‫يسير ش��يء في البالد إال بموافقته‪ ،‬لدرجه‬ ‫انه يتم عرض عليه كل التفاصيل‪.‬‬ ‫ولف��ت س��الم أن عمل��ه كمحام��ي‬ ‫جعل��ه يتعام��ل م��ع مرك��ز الش��ركات ف��ي‬ ‫فت��رة الثمانين��ات للحصول عل��ى تراخيص‬ ‫متأخرة لبعض المس��تثمرين بس��بب الغباء‬ ‫البيروقراطي‪ ،‬وانه اكتش��ف أن الذي يجلس‬ ‫ف��ي مركز الش��ركات هو في األس��اس كان‬ ‫عميد س��ابق بمباح��ث امن الدول��ة وحصل‬ ‫عل��ى دبلومه في الش��ركات‪ ،‬وبالتالي كانت‬ ‫عقلية المس��ئول نابعة من عقيدته األمنية‬ ‫الت��ي تقوم عل��ى عم��ل تقرير أمن��ي لمن‬ ‫يطل��ب الحص��ول عل��ى ترخي��ص إلقام��ة‬ ‫ش��ركة‪ ،‬وه��و ما تس��بب ف��ي التأثي��ر على‬ ‫وضع االس��تثمار ف��ي مصر‪ ،‬حي��ث كان من‬ ‫الممك��ن أن يكون في مصر آالف الش��ركات‬ ‫االس��تثمارية‪ ،‬ولك��ن ال يوج��د س��وى ‪14‬‬ ‫ألف ش��ركة فق��ط‪ .‬وفي ظل حماي��ة الدولة‬

‫البوليس��ية لبعض الش��خصيات‪ ،‬استش��رى‬ ‫الفس��اد والتزوير وس��رقة المال العام‪ ،‬وكل‬ ‫من "طبل" للحزب الحاكم تمكنوا من العمل‬ ‫معه واالستفادة من الكعكة وظهر ما يسموا‬ ‫"بيزنق��راط"‪ ،‬وه��و أن يس��تثمر ش��خص‬ ‫لحس��اب مس��ئولين بالدول��ة‪ ،‬وتس��بب ذلك‬ ‫في حدوث انتفاخ لش��ريحة أصبحت الطبقة‬ ‫الجديدة الحاكمة‪.‬‬ ‫وأش��ار إلى أن هؤالء األشخاص الذين‬ ‫يس��تخدمون كواجه��ة للمس��ئولين الذي��ن‬ ‫يعمل��ون ف��ي "البيزنس" في التس��عينيات‪،‬‬ ‫لم يك��ن يعرفه��م أح��د‪ ،‬فيقول��ون عليهم‬ ‫"ده ف�لان ب��ك ابن ع�لان بك‪ ..‬وه��و أصال‬ ‫عيلته حرامية"‪ ،‬الفت��ًا إلى أن هذه الطبقات‬ ‫جاءت م��ن أرضي��ة مبنية عل��ى االنحطاط‪،‬‬ ‫وهي طبق��ات خواء‪ ،‬وافقت على أن تش��رع‬ ‫لالس��تبداد مادام��ت مصالحه��ا مؤمنه‪ ،‬من‬ ‫قب��ل الحاكم السياس��ي‪ ،‬كما يس��مح لها أن‬ ‫تهرب ثرواتها للخارج في ظل حماية األمن‪.‬‬ ‫وتساءل سالم عن دور البنك المركزي‬ ‫وقت أن كان مس��موح للمستثمرين األجانب‬ ‫أن يس��تثمروا أموالهم في مصر‪ ،‬ويخرجون‬ ‫العائ��د م��ن األرب��اح للخ��ارج‪ ،‬وكذلك رأس‬ ‫الم��ال دون أي رس��وم أو قيود‪ ،‬وق��ال "أريد‬ ‫أن اعرف البنك المركزي كان نائم لحس��اب‬ ‫مي��ن؟‪ ،‬وكي��ف يكون للرئي��س الحق في أن‬ ‫يكل��م محافظ البنك ليق��ول له أعطي فالن‬ ‫‪ 2‬مليار قرض خالف األراضي‪ ،‬ألنه حبيبنا"‪.‬‬ ‫يخت��م س��الم ب��أن الدولة البوليس��ية‬ ‫يك��ون دائم��ا همه��ا الجوه��ري ه��و فرض‬ ‫الس��يطرة وفرض القبض��ة األمنية بإحكام‬ ‫عل��ى المواطني��ن وحماي��ة دول��ة الفس��اد‪،‬‬ ‫الت��ي ال تع��رف أن تعيش س��وى مس��تنقع‬ ‫الفس��اد‪ ،‬وأن الثورة مليئ��ة بكراهية الظلم‬ ‫واالس��تبداد‪ ،‬فالب��د م��ن اإلص�لاح الجذري‬ ‫وليس الترقيع وإال ستستمر الثورة‪.‬‬


‫�سامي الدروبي ‪1978 - 1921‬‬

‫أسبوعية‬

‫‪ - 1‬علم النفس واألدب ‪ -‬دار المعارف ‪" -‬القاهرة" ‪.1972‬‬ ‫‪ - 2‬علم الطباع ‪ -‬المدرسة الفرنسية ‪" -‬القاهرة" ‪.1961‬‬ ‫‪ - 3‬علم النفس ونتائجه التربوية ‪ -‬دراس��ة باالش��تراك مع‬ ‫"حافظ الجمالي" ‪" -‬دمشق"‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مس��ائل فلس��فة الف��ن المعاص��ر "لج��وي" و‪ ،‬ترجمة ‪-‬‬ ‫"القاهرة" ‪.1948‬‬ ‫‪ - 5‬األخالق بال إلزام وال جزاء "لجويو"‪ ،‬ترجمة ‪" -‬القاهرة" د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الضحك "لبرغسون"‪ ،‬ترجمة مع "د‪ .‬عبد اهلل عبد الدائم" ط‪- 1‬‬ ‫"القاهرة"‪ 1948 ،‬ودار اليقظة‪" ،‬دمشق" ‪(1968‬ط ‪ 3‬عام ‪.)1985‬‬ ‫‪ - 7‬منبعا األخالق والدين لبرغس��ون‪ ،‬ترجمة مع د‪ .‬عبد اهلل‬ ‫عبد الدائم‪ ،‬القاهرة ‪(1945‬ط‪ 2‬عام ‪.)1984‬‬ ‫‪ - 8‬الطاقة الروحية "لبرغس��ون" ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق" ‪1945‬‬ ‫ ط‪.21964‬‬‫‪ - 9‬ثالثي��ة "محم��د ديب" "ال��دار الكبيرة ‪ -‬الحري��ق ‪ -‬النول"‬ ‫ ترجمة ‪ -‬وزارة الثقافة ‪" -‬دمشق"‪ .‬وط ‪ 2‬بيروت ‪.1968‬‬‫‪ - 10‬الرواي��ة ف��ي األدب الروس��ي‪ ،‬دراس��ة‪ ،‬دار الكرم��ل‪،‬‬ ‫"دمشق" ‪.1982‬‬ ‫‪ - 11‬األعمال الكاملة "لدوستويفسكي" ‪ -‬ترجمة ‪" -‬القاهرة"‪.‬‬ ‫‪ - 12‬األعم��ال الكاملة "لتولس��توي"‪ ،‬ترجمة‪ ،‬وزارة الثقافة‪،‬‬ ‫"دمشق" ‪( 1984 - 1974‬تابع الترجمة‪ :‬صياح الجهيم)‪.‬‬ ‫‪ - 13‬الموج��ز في علم النفس‪ ،‬مع "د‪ .‬عبد اهلل عبد الدائم"‪،‬‬ ‫دراسة ‪ -‬وزارة المعارف ‪" -‬دمشق" ‪.1956‬‬ ‫‪ - 14‬المدارس االجتماعية المعاصرة "لسو روكين" ‪ -‬ترجمة‬ ‫مع "أديب اللجمي" ‪.1959‬‬ ‫‪ - 15‬كونكاس بوريا ‪ -‬ترجمة ‪ -‬وزارة الثقافة ‪ -‬دمشق ‪.1963‬‬ ‫‪ - 16‬ابنة الضابط ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق" ‪.1953‬‬ ‫‪ - 17‬نيتوشكا ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق"‪.‬‬ ‫‪ - 18‬المجمل في فلس��فة الفن ‪" -‬بندتو كروتشه" ‪ -‬ترجمة‬ ‫ "القاهرة" ‪.1947‬‬‫‪ - 19‬معذب��و األرض ‪" -‬فران��ز فانون" ‪ -‬ترجمة مع "د‪ .‬جمال‬ ‫األتاسي" ‪" -‬بيروت" ‪.1966‬‬ ‫‪ - 20‬وقائع مدينة ترافنك ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق" ‪.1964‬‬ ‫‪ - 21‬في الفكر السياسي ‪ -‬دراسة باالشتراك‪.‬‬ ‫‪ - 22‬مذلون مهانون ‪" -‬دوستويفسكي" ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق"‪.‬‬ ‫‪ - 23‬المذه��ب المادي والثورة ‪" -‬جان بول س��ارتر" ‪ -‬ترجمة‬ ‫مع "د‪ .‬جمال األتاسي" ‪" -‬دمشق" ‪.1960‬‬ ‫‪ - 24‬نقد الدين والفلسفة ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق"‪.‬‬ ‫‪ - 25‬علم النفس التجريبي ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق" ‪.1956‬‬ ‫‪ - 26‬لحن كروتيرز ‪ " -‬لتولستوي" ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق"‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫م�ؤلفاته‪:‬‬

‫‪ - 27‬العالم الذي يولد ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق" ‪ -‬دار الرواد‪.‬‬ ‫‪ - 28‬الثورة العالمية‪ ،‬مسؤولية الفكر‪.‬‬ ‫‪ - 29‬الزوج األبدي ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق" ‪.1959‬‬ ‫‪ - 30‬جسر على الدانوب ‪ -‬ترجمة ‪" -‬القاهرة"‪.‬‬ ‫‪ - 31‬القضية ‪ -‬مسرحية ‪ -‬ترجمة ‪.1960‬‬ ‫‪ - 32‬ذكريات من منزل الموتى ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق"‪.‬‬ ‫‪ - 33‬بط��ل م��ن زماننا ‪ " -‬ليرمنت��وف" ‪ -‬ترجمة ‪" -‬القاهرة"‬ ‫‪.1969‬‬ ‫‪ - 34‬الفكر والواقع المتحرك ‪" -‬برغسون" ‪ -‬ترجمة ‪" -‬دمشق" ‪.1972‬‬ ‫‪ - 35‬سيكولوجية المرأة ‪ -‬ترجمة‪.‬‬ ‫لق��د أنج��ز س��امي الدروب��ي ترجم��ة مؤلف��ات‬ ‫دوستويفس��كي الكاملة ويربو ع��دد صفحاتها على أحد‬ ‫عشر ألف صفحة‪ ،‬وهو مريض في القلب مرضاً ال ّ‬ ‫يمكنه‬ ‫من أن يس��تلقي على س��ريره أثناء الن��وم‪ ،‬وكان البد له‬ ‫م��ن أن يبقى جالس��ًا وهو نائم‪ .‬بل أكث��ر من ذلك‪ ،‬فإنه‬ ‫أنجز خمس��ة مجلدات من المؤلفات الكاملة لتولس��توي‪،‬‬ ‫والتي يصل عدد صفحاتها إلى خمس��ة آالف صفحة وهو‬ ‫في ص��راع بين الحي��اة والموت‪ ،‬وكثيراً م��ا احتاج خاللها‬ ‫إلى أن يرقد لمدة ثالثين س��اعة وهو يتنفس من أنبوبة‬ ‫األكس��جين‪ ،‬كما ذكر األستاذ فوزي الكيالي وزير الثقافة‬ ‫آنذاك‪.‬‬ ‫كت��ب رج��اء النقاش يق��ول‪« :‬س��امي الدروبي كان‬ ‫مؤمن��اً بالوح��دة العربية إيماناً ش��ديد العم��ق والصدق‪،‬‬ ‫وكانت الوحدة العربية هي األمل األكبر في خلق حضارة‬ ‫عربية لها قيمة‪ ،‬وفي خلق إنسان عربي جديد قادر على‬ ‫مواجهة ظ��روف العصر وتحديات��ه الصعبة‪ .‬وفي نفس‬ ‫الوقت كان إيمان س��امي الدروب��ي بمصر وحبه لها نابعًا‬ ‫م��ن نفس النبع الصاف��ي‪ ،‬نبع إيمانه بالوح��دة العربية‪.‬‬ ‫فق��د كان مدركاً أش��د اإلدراك أنه ال وح��دة بدون مصر‪،‬‬ ‫وأن مصر هي األساس في أي حركة لها قيمة في الوطن‬ ‫العربي كله‪ ،‬كان مدركًا أنه ال عروبة بدون مصر»‪.‬‬ ‫وعن أس��لوبه في الترجمة يق��ول د‪ .‬وهيب الغانم‪:‬‬ ‫«الجم��ال والوض��وح هما صفت��ان تالزمان ج��و كتاباته‪،‬‬ ‫فيش��عر القارئ بالعذوبة تلف إنتاجه‪ ،‬عذوبة األس��لوب‪،‬‬ ‫عذوب��ة الجملة‪ ،‬عذوب��ة الكلمة‪ .‬وبم��ا أن مؤلفاته كانت‬ ‫ن��ادرة‪ ،‬إال أن��ه من خ�لال ما ترجم‪ ،‬تكشّ��ف ع��ن أديب‬ ‫موهوب‪ ،‬أصيل»‪.‬‬ ‫ح��از س��امي الدروبي كب��رى الجوائز الت��ي نالها أي‬ ‫كاتب أو مترجم عربي‪ .‬إذ حصل على وس��ام االستحقاق‬ ‫الس��وري من الرئيس حافظ األس��د عام ‪ ،1970‬وكذلك‬ ‫مُن��ح جائزة اللوتوس للترجمة ف��ي مؤتمر اتحاد الكتاب‬ ‫اآلس��يويين واإلفريقيي��ن‪ ،‬ال��ذي عقد في طش��قند عام‬ ‫‪ 1978‬وأطل��ق اس��مهُ عل��ى مدرس��ة ثانوية في ش��ارع‬ ‫هنانو في دمش��ق‪ ،‬وس��مّيت غرفة باس��مه في المركز‬ ‫الثقافي عام ‪ 1978‬نظ��راً لقيمة أعماله األدبية الكبيرة‪.‬‬ ‫وأطلق اس��مه كذلك على أحد مدرجات كلية التربية في‬ ‫جامعة دمشق‪.‬‬ ‫وحين وافته المنية‪ ،‬ش��يِّع تشييعاً رسميًّا وشعبيّاً‪،‬‬ ‫ش��اركت فيه الس��لطات المحلي��ة وعدد كبي��ر من رفاقه‬ ‫وطالب��ه وقارئوه‪ ،‬في موكب رافق��ه من بيته إلى مقبرة‬ ‫باب الصغير‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫وُلِدَ س��امي الدروبي في حمص عام ‪ 1921‬ودرس‬ ‫فيها المرحلتين االبتدائية واإلعدادية‪ ،‬ثم أكمل دراس��ته‬ ‫في " تجهيز دمش��ق‪ ،‬القس��م الثانوي للبكالوريا "‪ .‬عيِّن‬ ‫بعده��ا معلم��اً في قرية من ق��رى الجوالن‪ .‬انتس��ب بعد‬ ‫ذل��ك إل��ى دار المعلمين العليا مدة عامي��ن‪ ،‬وعيّن معلمًا‬ ‫ف��ي محافظة حمص‪ .‬أس��هم في األنش��طة االجتماعية‪،‬‬ ‫وانض��م إلى المجموعة التي قامت بواجبها عندما انتش��ر‬ ‫وباء المالريا في حمص‪.‬‬ ‫أوفد س��امي الدروبي إلى مص��ر عام ‪ ،1943‬ودرس‬ ‫الفلس��فة‪ ،‬وتخرج في جامعة القاهرة‪ ،‬وعاد إلى س��ورية‬ ‫ع��ام ‪ 1947‬وعيّن مدرس��ًا للفلس��فة‪ .‬وفي ع��ام ‪1949‬‬ ‫نق��ل الدروبي وعيّن في وظيفة معي��د في كلية التربية‬ ‫في الجامعة الس��ورية‪ .‬أوفد بعدها إلى باريس للحصول‬ ‫على الدكت��وراه وصار في عام ‪ 1952‬م��ن أعضاء الهيئة‬ ‫التدريس��ية ف��ي جامعة دمش��ق‪ .‬واش��ترك م��ع زميل له‬ ‫بترجم��ة الكت��ب‪ ،‬وتمك��ن من ترجم��ة كتابي��ن‪ ،‬أحدهما‬ ‫عنوان��ه «ما بين التربية وعلم النف��س»‪ ،‬واآلخر عنوانه‪:‬‬ ‫«الفلس��فات الكب��رى»‪ .‬ولكنهما لم يس��تطيعا نش��رهما‬ ‫لغ�لاء ال��ورق في ذل��ك الحين "أي أي��ام الح��رب العالمية‬ ‫الثانية ‪ ."1945 - 1939‬غير أن حكمت هاشم األستاذ في‬ ‫كلي��ة التربية قد قام بترجمة كتاب «الفلس��فات الكبرى»‬ ‫ونشره‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1954‬ت��زوج الدروبي باآلنس��ة إحس��ان بيات‪،‬‬ ‫والتي كتب بمناسبة خطوبتهما األبيات التالية‪:‬‬ ‫ال ت��خ��ـ��اف��ي س���ـ���راً ي��ل��وح بعيني‬ ‫ره��ي��ب��ـ �اً ي��ف��ـ��وح ك��ـ��األف��ع��ـ��وانِ‬ ‫ال تخافي ال��غ��م��وض ف��وق جبيني‬ ‫ال تخـافي ابتسـامة الكتمـانِ‬ ‫��اض خ��ل��ف��ت��ـ��ه ف��ح��ذاري‬ ‫ه��ـ��و م���ـ� ٍ‬ ‫أن تفضـي أس���ـ���راره للعيـانِ‬ ‫ك��ن��ت ال أن��ش��ـ��د ال��ح��ي��ـ��اة وج���ودي‬ ‫وان���ع���دام���ي ع���ن أف��ق��ه��ا س��ي��انِ‬ ‫غير أن��ـ��ي أحسسـت دف��ئ��ـ�اً بعينـ‬ ‫ــيك ي��ص��ب ال��ح��ي��اة ف��ي أكفاني‬ ‫ف��ت��م��ن��ي��ت أن أع���ـ���ود لنفسـي‬ ‫وت��ك��ون��ـ��ي ل��ع��ـ��ودت��ي رب��ـ��ان��ي»‬ ‫وقد رُ ِزقا من زواجهما ليلى ومصباح وسلمى‪.‬‬ ‫عيّن في عام ‪ 1960‬مستش��اراً ثقافياً في البرازيل‪.‬‬ ‫ثم عاد بعد أش��هر إلى دمش��ق بوصفه أس��تاذاً في كلية‬ ‫التربية في جامعة دمشق‪ ،‬من جديد ليركز على الترجمة‪،‬‬ ‫والغريب في حالة الدروبي أنه قدَّم لنا ترجماته الروسية‬ ‫عبر لغة أخرى هي اللغة الفرنسية‪ ..‬ورغم هذه الحقيقة‬ ‫إال أن م��ا قدم��ه يس��تحق التقدير والدهش��ة‪ ..‬فالترجمة‬ ‫العربي��ة الت��ي قدمها‪ ،‬بش��هادة الكثيري��ن‪ ،‬ال تقل جود ًة‬ ‫عن النص الروس��ي األصلي‪ ،‬مما جعلها األكثر رواجاً عند‬ ‫القراء العرب في مختلف أقطارهم‪..‬‬ ‫ع��رف س��امي الدروب��ي مترجم��ًا هامًا عل��ى صعيد‬ ‫الوط��ن العربي حيث أدرك أهمية الموهبة والمعرفة عند‬ ‫المترج��م األدي��ب‪ ،‬وقد ق��ال ذات مرة في إح��دى حواراته‬ ‫«أعتق��د أنني ال أضي��ف جديداً إذا قلت إن الش��روط التي‬ ‫يج��ب أن تتوافر فيم��ن يتصدى لترجم��ة األعمال األدبية‬ ‫ه��ي كما تحصى ع��ادة وكما يعددها س��ائر الباحثين في‬ ‫هذا األمر ثالث��ة‪ :‬أوال التمكن من اللغ��ة األجنبية‪..‬‏وثانيا‬ ‫التمك��ن من اللغة العربية‪ ..‬وثالثاً التمكن من المادة التي‬ ‫هي موضوع الكتاب أو البحث المترجم‪ ..‬أما بالنسبة لألدب‬ ‫ه��ي توفر الذوق األدبي وه��ذه موهبة تصقل‪ ،‬ولكنها ال‬ ‫تعل��م فمن لم يك��ن ذا موهب��ة لن يحق��ق بموهبة‪ ،‬وال‬ ‫يمكن أن يعلم كيف يتذوق األدب»‪.‬‏‬ ‫وكان ي��رى أن��ه من أج��ل ترجمة األدب ف�لا بدّ من‬ ‫َ‬ ‫تُصْقل ولكنها‬ ‫توفُّر الذوق األدبي‪ ،‬وهذه موهبة‪ ،‬برأيه‪،‬‬ ‫ال تُتعل��م "فمن لم يكن ذا موهبة ل��ن َ‬ ‫يُحْقن بموهبة‪،‬‬

‫وال يمكن أن يعلم كيف يتذوق األدب‪ .‬والتمكن من المادة‬ ‫هن��ا هو هذه الموهبة‪ ،‬ه��ذا الذوق األدب��ي"‪ .‬والترجمات‬ ‫الرديئ��ة‪ ،‬من وجهة نظره‪ ،‬هي التي تقوم بإفس��اد اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬والهبوط بها إلى الركاكة‪ ،‬في الحين أن الش��باب‬ ‫متعط��ش إلى ق��راءة اإلنتاج األجنب��ي الدس��م‪ .‬كما أنها‬ ‫تق��وم‪ ،‬أيضًا‪ ،‬بإفس��اد المؤلف��ات المترجم��ة‪ ..‬ولهذا كان‬ ‫يدعو إلى أن يكون المترجمون من أصحاب األقالم‪ ،‬أي أن‬ ‫يكونوا أدباء جيدين لكي يستطيعوا أن يكونوا مترجمين‬ ‫جيدين‪..‬‬ ‫أن التمكن م��ن اللغة العربي��ة يعني ضرورة‬ ‫وي��رى ّ‬ ‫ق��راءة "الجاح��ظ" و"المتنبي" و"المع��ري" وعمالقة األدب‬ ‫العرب��ي‪ ،‬وال يت��م التمكن م��ن اللغة األجنبي��ة إال بقراءة‬ ‫أدباء تلك اللغة‪.‬‏‬ ‫م��ن عطاءات��ه الجميل��ة أنه ف��ي الع��ام ‪ 1971‬قرر‬ ‫تقدي��م مكتبت��ه إل��ى الجامعة الس��ورية وف��ي ‪/ 5 / 10‬‬ ‫‪ 1971‬وافق مجلس جامعة دمشق على قبول هديته إلى‬ ‫الجامع��ة‪.‬‏ وكانت حجة س��امي الدروب��ي على قراره حين‬ ‫احتجت زوجته على قراره بأحقية أوالده في هذه المكتبة‪،‬‬ ‫ق��ال حينذاك « لن أنس��ى ما حييت كم كنت أش��قى حين‬ ‫كن��ت طالب��ا جامعيا وكنت أرغ��ب باقتن��اء المراجع‪ ،‬وكان‬ ‫ثمنها باهظًا ودخلي محدود‪» ..‬‏‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪17‬‬


‫املخ ّيمات �أ�صل احلكايات‬ ‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫المخيّم أبونا وإمّنا‪.‬‬ ‫المخيّم هو مبارح واليوم وبكرا‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و الول��د ال ّل��ي انول��د‬ ‫بمخيّم حمص قبل إثنين وخمسين سنة‬ ‫وانتقل لمخيّ��م اليرموك لمّا كان عمرو‬ ‫ست سنين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المخيّ��م هو أبوي اللي كان يدرّس‬ ‫بالس��عودية وتق ّلع من هن��اك ألنّو قعد‬ ‫يحكي للطالب عن فلس��طين‪ ،‬ولمّا قرّر‬ ‫ينق��ل م��ن حم��ص عالش��ام كان بيقدر‬ ‫يشتري بيت بأحسن منطقة‪ ،‬بس جدّي‬ ‫أب��و هويّن ق��ال له‪ :‬أل أنا بس��كنش غير‬ ‫بالمخيّم‪.‬‬ ‫المخيّم هو الشاعر يوسف الخطيب‬ ‫لمّ��ا إجا عن��د ج��دّي الضري��ر بالثمانية‬ ‫وس��تّين وأهداه ديوان الوط��ن المحتل‪،‬‬ ‫هو الولد إبن الصف الثاني اإلبتدائي لمّا‬ ‫كنت أق��رأ لجدّي قصائد محمود درويش‬ ‫وتوفيق زيّاد وراشد حسين من الديوان‪،‬‬ ‫وجدّي يقول لي‪ :‬بررررراو‪.‬‬ ‫المخيّم ه��و مضافة جدّي بمخيّم‬ ‫العائدين واللي انتقل��ت معو عاليرموك‪،‬‬ ‫دالل القهوة المرّة والمهباش ال ّلي هدونا‬ ‫اياه��ن قرايبنا من حيتل الج��والن‪ ،‬لمّة‬ ‫الجيران والقرايب بالس��هرة ولفّ الدخان‬ ‫العرب��ي‪ ،‬قص��ص وحكايا الب�لاد وإذاعة‬ ‫لندن والشعر والعتابا‪.‬‬ ‫المخيّم هو الولد الصغير ال ّلي ضلّ‬ ‫ين��ام جن��ب س��تّو عالجاعد لح��د ما صار‬ ‫بالبكالوريا‪.‬‬ ‫المخيّ��م هو س��تّي إم هويّن اللي‬ ‫ّ‬ ‫تح��ط أواعيها‬ ‫كب��رت وخر َفنت وص��ارت‬ ‫بالبقج��ة وتقع��د عب��اب الدار وتس��تنّى‬ ‫الرجعة عالشجرة‪.‬‬ ‫المخيّم هو لمّا كنّا نعمل عصابات‬ ‫بالمدرسة ونتح ّلف لبعض بالح ّلة‪ ،‬وبس‬ ‫نروّح نصير اصحاب واحباب‪.‬‬ ‫المخيّم هو معس��كر األش��بال اللي‬ ‫عملت��و فت��ح مح��ل المدين��ة الرياضي��ة‬ ‫وكنّ��ا نروح نتدرّب فيه عالكالش��ن بعد‬ ‫المدرس��ة‪ ،‬بعدين معس��كرات حمّورية‬ ‫والهامة وبيت نايم والهريبة علبنان‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا يك��ون عم��رك‬ ‫إطنعش��ر س��نة وي��وم ت��روح تس��بح‬ ‫بالعصرونيّ��ة‪ ،‬وي��وم بالمش��رع‪ ،‬وي��وم‬ ‫بقناي��ة تران��س‪ ،‬وإذا ص��ار مع��ك لي��رة‬ ‫تسلق بيضتين بالبيت وتوخذ زر بندورة‬ ‫وخيارتين وتروح مع اوالد الحارة بالباص‬ ‫عالمس��بح األولمبي بكفر سوسة وتفوت‬ ‫بتالت ترباع الليرة‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا يك��ون عم��رك‬ ‫خمسطعشر سنة وتروح مسير مشي مع‬ ‫الكشاف على نبع بردى‪ ،‬أنت وست رفقات‬ ‫بس وأكبر واحد فيكو بالبكالوريا‪ ،‬وطول‬ ‫الطري��ق تغنّي‪ :‬عبّينا المدف��ع عبّينا يا‬ ‫فلس��طين‪ ،‬وحياة ت��راب أراضينا راجعين‬ ‫راجعين‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا تنج��ح بالكفاءة‬ ‫وتيج��ي جارتك��و إمّ محم��ود تباركل��ك‬ ‫وتجي��ب ل��ك هديّة جوز كالس��ين‪ ،‬ولمّا‬ ‫تنج��ح بالبكالوري��ا ترج��ع ه��ي نفس��ها‬ ‫تباركلك وتجيبلك كمان جوز كالسين‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا تم��رض وتروح‬

‫من الخمس��ة الصبح عش��ان تقطع نمرة‬ ‫باللوث��ري‪ ،‬ولمّا ما يوصل��ك الدور تروح‬ ‫عالخام��س‪ ،‬وإذا م��ا لحّق��ت ترج��ع على‬ ‫صيدليّ��ة العودة اللي كانت جنب حلويات‬ ‫باكير نواحي الس��احة وتق��ول للصيدلي‬ ‫بطني عم يوجعن��ي‪ ،‬يعطيك حبتين دوا‬ ‫والمسا تكون رجعت مثل الحصان‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا تك��ون بالصف‬ ‫الثام��ن بمدرس��ة المالكيّة وأن��ت ورايح‬ ‫تشتري أسكاية علبن من عند أبو صابر‪،‬‬ ‫وأن��ت وراجع تش��تري س��يكارة غرناطة‬ ‫فرط من عند أبو دياب‪ ،‬وتقول له و ّلعلي‬ ‫اياها زكاتك‪.‬‬ ‫المخيّ��م هو لمّا تش��تري بزر دوّار‬ ‫الش��مس م��ن محمص��ة جاديب��ا وتفوت‬ ‫تحضر فيلم الفلسطيني الثائر يوم العيد‬ ‫بسينما النجوم‪ ،‬وبس تطلع توكل صحن‬ ‫فول من عرباية أبو أحمد أو تشرب كاسة‬ ‫عصير من عند الشيخ‪.‬‬ ‫المخيّم هو لمّا تجوع الساعة وحدة‬ ‫بالليل وتروح تشتري جبنة ولبنة وزتون‬ ‫من عند أبو رزق‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا تحض��ر جنازات‬ ‫الش��هدا وائل زعيتر وأبو جاس��ر الكفري‬ ‫وأبو الوليد وأبو جهاد وفتحي الشقاقي‪.‬‬ ‫المخيّم هو لمّا نايف حواتمه يقعد‬ ‫يحكي عالبرنامج المرحلى بتربة الشهدا‬ ‫القديم��ة‪ ،‬وتقوم مرة ختيارة ال بتقرا وال‬ ‫بتكتب تناولو ّ‬ ‫بالحفاية على راسو‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا ت��روح تحض��ر‬ ‫محمود درويش بصالة تشرين بالتسعة‬ ‫وس��بعين وتالق��ي الس��وريين أكثر من‬ ‫الفلس��طينيين‪ ،‬أو لمّ��ا تحض��ر أمس��ية‬ ‫لس��ميح ش��قير بالنادي وبعدين تروحوا‬ ‫تكمّلوا الس��هرة ببيت ماج��د عبد الهادي‬ ‫بالتضام��ن م��ع س��ميح وحسّ��ان عزّت‪،‬‬ ‫أو تحضر مم��دوح عدوان بنادي غسّ��ان‬ ‫كنفاني‪ ،‬أو لمّا يروح المخيّم ك ّلو يحضر‬ ‫الش��يخ إمام بصالة تش��رين بالخمس��ة‬ ‫وثمانين‪ ،‬أو فرقة العاشقين ببصرى‪.‬‬ ‫المخيّ��م هو لمّ��ا دار عمتك ينقلوا‬ ‫م��ن رك��ن الدين علي��ه‪ ،‬بعدي��ن يقرفوا‬ ‫منّ��و ويهجّ��و عل��ى بي��ت س��يّاح نيّاح‬ ‫بالمزّة‪ ،‬وبعد س��ت أش��هر يرجعوا عليه‬ ‫مثل الش��اطرين ألنّو ما عرفوا يعيش��و‬ ‫ب��رّا‪ ،‬ه��و لمّا األس��تاذ أبو أحم��د يتركو‬ ‫ويروح على بيتو الجديد بمش��روع دمّر‪،‬‬ ‫وبعد فترة صغيرة يردّ يرجع ألنّو ما قدر‬ ‫على فراقو‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا تق��رّر تترك��و‬ ‫وتهاجر وإنت زعالن م��ن ّ‬ ‫الكل ومتخانق‬ ‫مع ّ‬ ‫الكل وتحلف ما ع��اد ترجعلو بحياتك‬ ‫وأوّل ليلة بالغربة تصير تبكي وتنوح‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا أبوك م��ا يقبل‬ ‫يودّعك ألنّو مش رضيان عن س��فرتك‬ ‫ّ‬ ‫ويس��كر الب��اب على حال��و وإنت‬ ‫ويف��وت‬ ‫قاعد برّا عم تس��مع ص��وت بكاه واصل‬ ‫للسما‪.‬‬ ‫المخيّ��م هو لمّا يصي��ر معك جواز‬ ‫أجنب��ي وبتق��در تل��فّ العال��م في��ه وما‬ ‫تسافر إ ّال عالشام والمخيّم‪.‬‬ ‫المخيّ��م هو لمّ��ا يجيك ول��د بآخر‬ ‫معمّ��رات اهلل وت��ؤذّن بإذن��ه وإن��ت عم‬ ‫تبكي والممرض��ة األجنبيّ��ة ّ‬ ‫تتطع فيك‬

‫مثل الهبل��ة‪ ،‬ولمّا ترج��ع عالبيت تتصل‬ ‫بأب��وك الس��اعة أربع��ة الصب��ح عش��ان‬ ‫تخبّرو وم��ا حدا يرد مع إنّ��و وقت صالة‬ ‫الصبح بالش��ام‪ ،‬تتصّ��ل بعدين وتعرف‬ ‫إنّو أبوك صابته جلطة بس��بب س��قوط‬ ‫بغداد وأخذوه عالمستشفى‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا يموت��وا أب��وك‬ ‫وأخ��وك وأن��ت بالغرب��ة وما تق��در تنزل‬ ‫عش��ان تحض��ر الجن��ازة‪ ،‬وتقع��د مث��ل‬ ‫الحزي��ن تبك��ي لحالك وفش ح��دا ييجي‬ ‫يعزّيك‪.‬‬ ‫المخيّم هو لمّا تنزل عالش��ام بعد‬ ‫غيبة عشر س��نين وتوصل بالليل وأوّل‬ ‫إش��ي تعمل��ه تف��وت عل��ى أوض��ة أبوك‬ ‫وتقع��د تبكي ف��وق تخت��و‪ ،‬بعدين تروح‬ ‫تص ّلي الصب��ح بالجام��ع ويهجموا عليك‬ ‫الجيران تس��ليم ومباوسة‪ ،‬بعدين تروح‬ ‫لحال��ك عالتربة وما تع��رف تالقي القبر‪،‬‬ ‫بييج��ي ش��ب م��ا بتعرف��و وبيتط ّلع فيك‬ ‫وبيسألك‪ :‬باهلل مش أنت من بيت حياتله‬ ‫أخ��وه ألبو أنس؟ تعال معي ألد ّلك‪ ،‬هون‬ ‫قبر أب��وك‪ ،‬وهون قبر أخ��وك أبو هادي‪،‬‬ ‫وه��ون قبر عمّ��ك أبو ف��وّز‪ ،‬وهون قبر‬ ‫عمتك إم فواز وفوّاز ومهنّد مع بعض‪.‬‬ ‫المخيّ��م هو لمّا ترج��ع بأوّل زيارة‬ ‫وتق��ول ل��ك إمّ��ك‪ :‬يمّا ش��و ج��اي على‬ ‫بالك توكل عشان نجيب لك من المطبخ‬ ‫الملكي؟ تقوم إنت تتط ّلع فيها مثل الولد‬ ‫الصغير وتقول يمّا بدّيش إش��ي ال من‬ ‫المطبخ الملكي وال من غيرو‪ ،‬جاي عبالي‬ ‫مقالي من تح��ت ديّاتك‪ ،‬عجّة ومجدّرة‬ ‫وخبّيزة وعِلت ّ‬ ‫وعكوب وفوارغ‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّا توخذ إبن��ك ال ّلي‬ ‫انولد برّا أوّل مرّة عليه وما يكون يعرف‬ ‫يحكي عرب��ي منيح‪ ،‬ويقعد ط��ول الليل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتصفنوا فيه‬ ‫يتصفن بوالد عمّو وهنّي‬ ‫مش فهماني��ن على بع��ض‪ ،‬ويضحكوا‬ ‫علي��ه لمّا يناديل��ك داد وينادي إمّو مام‪،‬‬ ‫وبعد يومين تتفاجأ فيه عم بيقولك‪ :‬يابا‬ ‫ب��دّك أنزل أجيب ل��ك درّاق من عند أبو‬ ‫خليل بالس��وق‪ ،‬ول ّال بدّك أجيب لك عنب‬ ‫من عن��د أبو عامر‪ ،‬أو خي��ار وبندورة من‬ ‫عن��د عثم��ان‪ ،‬أو ّ‬ ‫بطيخة م��ن عند عمّي‬ ‫أمج��د‪ ،‬أو تس��معو عم بيق��ول إلمّو يمّا‬

‫إياد حياتلة‬

‫أروح أشتريلك لبن من عند أبو شهاب‪ ،‬أو‬ ‫أروح أجيب تالت��ة جبنة وتنتين زعتر من‬ ‫عند سيد راسي!!‪.‬‬ ‫المخيّم هو لمّا يقعدوا والد إخوتك‬ ‫ينطوطوا حواليك وإنت جاي من الس��فر‬ ‫وعام��ل أركيل��ة وع��م تتخ��وّت عليه��ن‬ ‫وتصّوره��ن باآليف��ون‪ ،‬بعدي��ن تصير‬ ‫تس��حب الصور بإي��دك‪ ،‬فيقولك حمّودة‬ ‫إبن األربع س��نين‪ :‬عمّي خ ّليني أس��اوي‬ ‫هي��ك‪ ،‬واهلل إيديّ نضاف‪ّ ،‬‬ ‫هألغسّ��لت‪،‬‬ ‫ويردّ عليه حم��زة‪ :‬أل عمّي ما تخ ّليه‪ ،‬أنا‬ ‫شفتو ما غسّل إيديه‪.‬‬ ‫المخيّم ه��و لمّا تروح تزور رفقات‬ ‫أبوك الختياريّة ويفرحوا فيك وبجيّتك‪،‬‬ ‫ولمّ��ا تالق��ي جارك��و اللي مش ش��ايفو‬ ‫من خمسو وعشرين س��نة وتس ّلم عليه‬ ‫بالش��ارع‪ ،‬يتط ّلع فيك ويقول لك‪ :‬بس��م‬ ‫اهلل الرحم��ن الرحي��م‪ ،‬مين؟ أب��و أيمن؟‬ ‫تق��ول ل��ه أنا إي��اد إبن أب��و أيم��ن‪ ،‬يردّ‬ ‫عليك‪ :‬اهلل أكبر أدّيش صاير تشبه أبوك‬ ‫يا إياد!!‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا تح��ب وتخط��ب‬ ‫وتتجوّز وتعمل عرسك عالسطح وييجي‬ ‫الحج محمود الحس��واني الحمصي يغنّي‬ ‫بعرس��ك عتابا عن فلسطين‪ ،‬والمعازيم‬ ‫وغي��ر المعازيم تدبك وتنبس��ط‪ ،‬بعدين‬ ‫واح��د فرح��ان في��ك يطول هالكالش��ن‬ ‫ويب ّل��ش يطخطخ بالس��ما‪ ،‬ولمّ��ا تيجي‬ ‫الش��رطة تقوم أنت العري��س تهرب من‬ ‫العرس!!‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّ��ا أخ��وك الصغير‬ ‫يعم��ل عرس��و بفن��دق أميّ��ة‪ ،‬وتك��ون‬ ‫عروس��تو البس��ة الث��وب الفلس��طيني‪،‬‬ ‫وفرق��ة الق��رب وكل أم��م أهلل عم تدبك‬ ‫عالرباعيّة بنص الفندق‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و لمّا يس��افر صاحبك‬ ‫عبد الحكي��م على أمري��كا‪ ،‬وتالقيه بعد‬ ‫ثالثي��ن س��نة عالفي��س ب��وك‪ ،‬وتحكوا‬ ‫س��كايب س��اعتين م��ع بع��ض تضحكوا‬ ‫وتبكوا وتتذك��روا األيام الخوالي‪ ،‬ويقول‬ ‫لك مشتاقلك والزم تيجي تزورني هون‪،‬‬ ‫وبعد جمعتين يموت!!‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و ص��وت أب��و س��عيد‬ ‫ّ‬ ‫الحطين��ي والحس��ون وأب��و ع��رب وريم‬


‫زليخة سالم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫األمثال الش��عبية والمقوالت الدارجة‬ ‫ه��ي تعبي��را ع��ن حال��ة وواق��ع مع��اش‬ ‫وتعك��س ثقاف��ة اجتماعية وأس��لوب حياة‬ ‫وفلس��فة وحكمة ش��عب وتوجه مجتمع ما‬ ‫وهي تعمم وترس��خ انطالق��ا من وقائع أو‬ ‫حوادث أو مفاهيم أو نتيجة تجربة أو خبرة‬ ‫تكرّست حتى أصبحت ما يشبه العرف بين‬ ‫العامة ورغ��م قدمها التاريخ��ي وتراكمها‬ ‫عب��ر الس��نين إال أنن��ا ن��رى أن لبعضه��ا‬ ‫موس��م تزدهر فيه وتتعمق حس��ب البيئة‬ ‫السياس��ية واالجتماعي��ة والثقافي��ة حتى‬ ‫تبدو وكأنها حقيقة أو مسلمة في حياتهم‪.‬‬ ‫ومع وجود الكثير من األمثال الشعبية‬ ‫التي تعبر عن األصالة والمروءة والشهامة‬ ‫والرحم��ة وإغاثة المله��وف والكرم والجود‬ ‫والحكمة والعقل والطموح والعلم وغيرها‬ ‫نجد بالمقابل الكثير من األمثال الس��لبية‬ ‫الت��ي تح��ض عل��ى االس��تكانة والخن��وع‬ ‫وتحييد النف��س والقبول بأش��كال الظلم‬ ‫والتنازل عن الحقوق بسبب الخوف‪.‬‬ ‫فف��ي النظم الدكتاتورية الش��مولية‬ ‫واإلقصائي��ة والقمعي��ة تترس��خ األمث��ال‬ ‫الش��عبية السلبية التي تكرس هذه الحالة‬ ‫لتتوارى األمثال الشعبية األصيلة عن الجو‬ ‫العام ألن ش��يئًا في حياة الناس ال يشبهها‬ ‫ولذل��ك ن��رى أن أكثر ما كان يت��داول منها‬ ‫خ�لال الس��نوات الخمس��ين الماضي��ة في‬ ‫سورية‬ ‫اللي بيتطلع لفوق بتنكسر رقبته‬ ‫اللي بيتجوز أمي بصير عمي‬ ‫أمش��ي الحي��ط الحيط وق��ول يارب‬ ‫السترة‬ ‫بعيد عن الشر وغنيله‬ ‫الحيطان لها آذان‬ ‫الباب الل��ي بيجيك منه الريح س��ده‬ ‫واستريح‬ ‫حط راس��ك بي��ن هال��روس ونادي‬ ‫ياقطاع الروس‬ ‫الهريبة ثلثين المراجل‬ ‫معك قرش بتسوى قرش‬ ‫حادت عن راسي بسيطة‬ ‫اإلي��د اللي م��ا فيك تعضها بوس��ها‬ ‫وادعي عليها بالكسر‬ ‫أيد وحدة ما تصفق‬ ‫كلب الشيخ شيخ‬ ‫إذا س��لمت من األس��د فال تطمع في‬ ‫صيده‬ ‫أمث��ال رس��خت حال��ة االس��تكانة‬ ‫والخن��وع والخ��وف من المطالبة بأبس��ط‬ ‫الحقوق اإلنسانية خالل نصف قرن وبات‬ ‫األب يكررها أمام أبنائه لي ًال ونهاراً حماية‬ ‫لهم من بطش النظام وخوفاً على نفسه‬ ‫وعائلت��ه ما أنت��ج جي ًال اس��تمرأ العبودية‬ ‫وال��ذل واالنتهازية وتمس��يح الجوخ مهما‬ ‫أُستغل وحرم من حقوقه بإستثناء بعض‬ ‫الح��االت الفردية م��ن األش��خاص الذين‬ ‫رفع��وا صوته��م للتحذير من االس��تمرار‬

‫في هكذا وضع وأعرب��وا عن معارضتهم‬ ‫لسياس��ة النظ��ام االس��تبدادية وكان��ت‬ ‫النتيج��ة االعتقال والتعذي��ب والقتل في‬ ‫الس��جون واألقبية والزنازي��ن ما زاد حالة‬ ‫الخ��وف ل��دى العام��ة حت��ى كان البعض‬ ‫يرددون (بيس��تاهل وهل سيصلح البلد)‬ ‫ويتهمون��ه بالخيان��ة والعمال��ة للخ��ارج‬ ‫مرددي��ن االتهامات الجاه��زة للنظام ألي‬ ‫معارض جاهر برفضه لسياسته‪.‬‬ ‫وإذا فندن��ا ه��ذه األمث��ال وهي جزء‬ ‫م��ن الكثي��ر نجد فيه��ا الدع��وة المتكررة‬ ‫إل��ى القب��ول بالواق��ع مهم��ا كان أليم��ا‬ ‫ومهيناً والتخوي��ف والتحذير من الطموح‬ ‫وقتل��ه وش��ل التفكي��ر ع��ن أي تغيير أو‬ ‫رؤية تحس��ين والرضوخ ألي إجراء تتخذه‬ ‫السلطة مهما كان جائراً حتى لو كان فيه‬ ‫س��لب للحقوق وإعطاء االمتيازات لمن ال‬ ‫يستحقها إن كان في الشأن الشخصي أو‬ ‫في الوضع العام‪.‬‬ ‫كما تحض عل��ى تحييد النفس عن‬ ‫أي ش��أن ع��ام والنأي بالنف��س واالكتفاء‬ ‫بما تيس��ر م��ن الطعام واللب��اس لتأمين‬ ‫المعيش��ة اليومية فقط واالبتعاد عن كل‬ ‫ما يخ��ص اآلخرين حتى لو كان أخ أو جار‬ ‫أو صديق والتقوقع داخل البيت خوفًا من‬ ‫أي ش��بهة أو إشارة اس��تفهام تدور حولها‬ ‫بع��د أن ح��ول النظ��ام أبناء الش��عب إلى‬ ‫مخبرين عل��ى بعضه��م البعض ووصل‬ ‫األم��ر بالكثيرين إل��ى أن يكتب��وا تقارير‬ ‫أمني��ة بذويه��م وأق��رب المقربي��ن لهم‬ ‫للحصول على بعض االمتيازات أو إلظهار‬ ‫الوالء الكامل تجنباً لألذى على مبدأ اللهم‬ ‫نفسي‪.‬‬ ‫وكما في كل األنظمة االس��تبدادية‬ ‫سادت لدينا آليات تعامل خاطئة حيث يتم‬ ‫التعامل مع حاشية المسؤول من سكرتير‬ ‫أو س��ائق أوحاج��ب بخ��وف جع��ل منه��م‬ ‫أصحاب نف��وذ أحيانا أكثر من المس��ؤول‬ ‫نفس��ه يتق��رب الن��اس منه��م ويطلبون‬ ‫رضاهم حت��ى وصلت األم��ور في بعض‬ ‫المؤسس��ات بالمدراء ورؤس��اء الدوائر أن‬ ‫يتزلفوا للس��ائق أو الحاجب لكي يضمنوا‬ ‫رض��ى المس��ؤول عنهم وخاص��ة إذا كان‬ ‫م��ن أصح��اب الحظوة ومنها مث��ال صارخ‬ ‫ف��ي وزارة الخارجي��ة الت��ي يتحك��م فيها‬

‫عدد من الجهلة واألميين الذين ترقوا من‬ ‫سائق أو حاجب إلى ملحق إداري أو قنصل‬ ‫وب��دال من أن تك��ون وزارة الدبلوماس��ية‬ ‫أصبحت وزارة تجار األس��لحة والمخدرات‬ ‫وتزوي��ر العملة وينخر الفس��اد في جميع‬ ‫مفاصلها ككل مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫االستسالم هي الصبغة األكبر على‬ ‫أمثلتنا الدارجة هذه األي��ام ألنها غالبا ما‬ ‫تكون نتاج سياس��ات فاعل��ة على األرض‬ ‫تح��ول الباطل إلى ح��ق والحق إلى باطل‬ ‫والمفاهي��م التي كان��ت باألمس القريب‬ ‫منبوذة ومستغربة تصبح عادية ومألوفة‬ ‫ومنتشرة بين الناس كما حدث مع تشكل‬ ‫طبق��ة م��ن األثري��اء حديث��ي النعمة من‬ ‫الفاس��دين والحرامي��ة فأصبح��وا مث��ا ًال‬ ‫للش��طارة وتدبير الحال حس��ب المفهوم‬ ‫العامي وتراجع مفهوم أن هؤالء نصابين‬ ‫وحرامية ومختلس��ين ومرتشين وراشين‬ ‫وكذابين‪.‬‬ ‫لقد أثب��ت البوعزيزي أن فرداً يمكن‬ ‫أن يغير ش��عب بأكمله إذا ما كس��ر حاجز‬ ‫الخوف داخله‪.‬‬ ‫كتب أحد األصدقاء على صفحته في‬ ‫الفيس بوك عبارة أعجبتني سأنقلها عنه‬ ‫ب��دون اس��تئذان يطلب فيها الس��ماح من‬ ‫أوالدنا وش��بابنا ألنهم يدفع��ون حياتهم‬ ‫الي��وم ثمن��اً لصمتن��ا باألم��س‪ ..‬وه��ذه‬ ‫حقيق��ة أوالدن��ا يدفع��ون ثم��ن تخاذلن��ا‬ ‫وخوفن��ا وصمتن��ا عل��ى اس��تبداد النظام‬ ‫وانتهاك��ه لجميع حقوقنا وحياتنا ‪ ،‬صمتنا‬ ‫عل��ى إجرامه بحق س��وريتنا الت��ي باعها‬ ‫أجزا ًء ونهب خيراتها ّ‬ ‫وفقر أهلها وحولهم‬ ‫إل��ى عبي��د الهثي��ن وراء لقم��ة العي��ش‬ ‫يس��بحون باس��مه ويحم��دون عطاي��اه‬ ‫الوهمية‪.‬‬ ‫الث��ورة الس��ورية العظيمة س��تعيد‬ ‫المفاهي��م والقي��م األصيل��ة إل��ى حي��اة‬ ‫الن��اس وف��ي س��وريتنا الح��رة س��تلغى‬ ‫األمث��ال الس��لبية وتس��تعيد األمث��ال‬ ‫الش��عبية األصيل��ة مجده��ا إضاف��ة إلى‬ ‫األمثال المستمدة من تضحيات وبطوالت‬ ‫ش��عبنا العظيم في سوريتنا الحرة والتي‬ ‫س��نعلمها ألطفالن��ا ولألجي��ال القادم��ة‬ ‫وأهمها (الموت وال المذلة)‪.‬‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫الأمثال واملقوالت ال�شعبية تعك�س ثقافة‬ ‫اجتماعية واعية يف النظم الدميوقراطية‬ ‫وثقافة انهزامية يف النظم الدكتاتورية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كيالني وريم بنّا وميس شلش والجئين‬ ‫الراب وكل واحد عم يعمل إش��ي ليحكي‬ ‫حكايتنا‪.‬‬ ‫المخيّم هو األركيلة اللي اشتريتها‬ ‫من ش��ارع اليرم��وك واللي ش��غّالة ّ‬ ‫هأل‬ ‫عندي بغالس��كو جنب المنقل اللي جبتو‬ ‫معي من باب الجابية‪.‬‬ ‫المخيّم هو إمّ��ي اللي كنت أبوس‬ ‫إيديه��ا بالعي��د وغير العي��د‪ ،‬واللي لجأت‬ ‫أوّل م��رّة بالثماني��ة وأربعي��ن وثان��ي‬ ‫مرّة باأللفي��ن واطنعش‪ ،‬إمّ��ي اللي ما‬ ‫بس��ترجي أتصّ��ل فيها بالتلف��ون ألنّي‬ ‫ّ‬ ‫ببطل أعرف أحكي من البكا‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و مرت��ي حبيبت��ي‬ ‫الفلس��طينية الس��ورية األصيل��ة الل��ي‬ ‫تحمّل��ت معي الغربة والشنش��طة بليبيا‬ ‫واليمن‪ ،‬واللي صابرة ّ‬ ‫هأل معي عالعيشة‬ ‫المكربة ببالد البرد والثلج‪.‬‬ ‫المخيّم هو والدي اللي عم يدرسوا‬ ‫ويجتهدوا عش��انو وعشان فلسطين‪ ،‬هو‬ ‫إبني عاطف اللي دبح حالو من البكا يوم‬ ‫أخذت��و أعلمّه الس��باحة بمس��بح المجد‪،‬‬ ‫واللي هأل بيسبح هون بالبحيرات الباردة‬ ‫وبيجيب ميداليات وكؤوس‪ ،‬واللي س��بح‬ ‫قبل أكم س��نة ببحيرة ِنس األس��طورية‬ ‫وهو الب��س بدلة س��باحة عليها خريطة‬ ‫فلسطين‪ ،‬هو إبني ماهر اللي قعد يبكي‬ ‫وإحنا عم بنودّع عمّاتو وأعمامو ويقول‪:‬‬ ‫يعني ضروري نس��افر؟‪ ،‬هو إبني فارس‬ ‫الل��ي انولد هون وراح ب��س مرتين عليه‬ ‫وصار يعرف نص حاراتو‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و إب��ن عمّ��ي الل��ي‬ ‫انقن��ص‪ ،‬وأخ��وك الل��ي استش��هد تحت‬ ‫القصف‪ ،‬وإمّك اللي تهجّرت‪ ،‬وبيتنا اللي‬ ‫اهلل أعلم شو مصيرو بهالميمعة‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و ش��باب اإلغاث��ة‬ ‫والمدارس البديلة‪ ،‬وضحكة الزغار تحت‬ ‫الحصار‪.‬‬ ‫المخيّم هو أبو جوليا وخالد وحسام‬ ‫والدكتور ع�لاء والدكتور هايل وغيرهم‬ ‫كثير ناطرين الشمس لتطلع‪.‬‬ ‫المخيّم هو غس��ان الشهابي وعالء‬ ‫الس��هلي وأبو جاب��ر وبس��ام ومنير وأبو‬ ‫مال��ك وكث��ار غيره��م كم��ان س��بقونا‬ ‫بالشهادة‪.‬‬ ‫المخيّم هو إمّيات الشهدا واألسرى‬ ‫ولمعتقلين والجرحى‪ ،‬هو والد الشهيدات‬ ‫وبناتهن وأبّياتهن كمان‪.‬‬ ‫المخيّم هو لمّا يكون عمري إثنين‬ ‫وخمسين س��نة وبحسّ حالي أصغر من‬ ‫كل الصبايا والشباب اللي صامدين فيه‪،‬‬ ‫واللي طلعوا منّو كمان‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و كل الفلس��طينيين‬ ‫السوريين والس��وريين الفلس��طينيين‪،‬‬ ‫أهلنا وإخواتنا وحبايبنا عالحلوة والمرّة‪.‬‬ ‫المخيّم هو مخيّ��م اليرموك نيوز‪،‬‬ ‫ومخيّ��م العائدي��ن ني��وز‪ ،‬ومخيّم درعا‬ ‫ني��وز‪ ،‬والرم��ل وخ��ان الش��يح والني��رب‬ ‫ّ‬ ‫وكل المخيّم��ات ني��وز‪ ،‬وكل الصفح��ات‬ ‫المخيّمجيّ��ة الل��ي بنضل ط��ول النهار‬ ‫والليل فاتحين عليها لنعرف شو أخبارنا‪.‬‬ ‫المخيّ��م هو العال��م المجهولة اللي‬ ‫عم تش��تغل عالسكت ومش ناطرة شكر‬ ‫من حدا‪.‬‬ ‫المخيّ��م ه��و عبد اهلل الل��ي اخترع‬ ‫هالقصّة ك ّلها وخ ّل��ى العالم تفضفض‬ ‫وتحكي‪.‬‬ ‫المخيّم هو أصل الحكاية‪ ،‬وخاتمتها‬ ‫لمّا بنرجع على فلسطين‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫خانــــات دم�شــــق (‪)1‬‬ ‫حبر ناشف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫تع��ود لفظ��ة الخ��ان إل��ى أص��ل‬ ‫فارس��ي األصل‪ ،‬أُطلِق على مكان مبيت‬ ‫المس��افرين‪ ،‬والخان��ات نوع��ان‪( :‬الخ��ان‬ ‫البراني) أقي��م على ُطرُق الس��فر خارج‬ ‫المدن عل��ى منابع المياه ومجاري األنهار‪،‬‬ ‫ويبتع��د الواح��د ع��ن اآلخر مس��يرة نهار‬ ‫(م��ا يق��ارب الثالثي��ن كيلومت��راً)‪ ،‬وكان‬ ‫الخان يق��دّم الخدمات للتّج��ار والرّحالة‬ ‫والمس��افرين كاف��ة‪ .‬أمّ��ا النّ��وع الثاني‬ ‫م��ن الخان��ات فهو (خ��ان المدين��ة) كانت‬ ‫وظيف��ة الخ��ان ف��ي المدين��ة اس��تقبال‬ ‫بش��كل عام‪ ،‬م��ن باع��ة الجُملة‬ ‫التج��ار‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ومروّج��ي البضائ��ع‪ .‬وف��ي ه��ذا المكان‬ ‫كان يت��مّ البيع والشّ��راء‪ ،‬ثم صار الخان‬ ‫منز ُال طويل األجل الستقبال المُسافرين‬ ‫ريثما ينتهون من بيع بضاعتهم ويتمّون‬ ‫تجارته��م‪ .‬فكم��ا كان ّ‬ ‫لكل بضاع��ةٍ دار‪،‬‬ ‫ص��ار لها خان يرتبط اس��مه به��ا فهنالك‬ ‫مث ًال‪ :‬خ��ان للحرير وخ��ان للحبالين وخان‬ ‫للزي��ت وخان لل��رز وخان للص��وف وخان‬ ‫للقطن وخ��ان للجل��ود وخ��ان للزعفران‬ ‫وخان للقيش��اني وخ��ان للتوت��ون وخان‬ ‫للصنوبر وخان للج��وخ والخياطين وخان‬ ‫للنح��اس وخ��ان للصابون وخ��ان للورق‪.‬‬ ‫كما أن بعض الخانات ارتبط اسمها باسم‬ ‫مؤسّس��ها أو مالكه��ا مث��ل خ��ان جقمق‬ ‫وخان المرادية وخان س��ليمان باشا وخان‬ ‫أس��عد باش��ا وخ��ان الس��فرجالنية وخان‬ ‫العامود وخان العصرونية وخان الصوّاف‬ ‫وخ��ان الس��لق وخ��ان م��ردم ب��ك وخان‬ ‫الجيج��اوي وخان الكزبري وخان ش��موط‬ ‫وخ��ان القوتلي‪ّ .‬‬ ‫ولعل أق��دم خان خارجي‬ ‫أنشئ في العهد اإلسالمي هو الخان الذي‬ ‫بناه الخليفة األموي هشام بن عبد الملك‬ ‫عام ‪ 748‬مي�لادي‪ ،‬على مقربة من قصر‬ ‫الحير الغربي في البادية السّورية ليربط‬ ‫بين مدن العراق وتركيا والشام‪.‬‬

‫خان الرز‬

‫يقع خ��ان ال��رز في منتصف س��وق‬ ‫مدح��ت باش��ا ويحده ش��ماال خان أس��عد‬ ‫باش��ا العظ��م يفصل بينهما جادة س��وق‬ ‫الصقالي��ن‪ ،‬ويحده ش��رقًا بع��ض البيوت‬ ‫العربية القديمة والمحال تجارية‪ ،‬ويحده‬ ‫جنوبًا س��وق مدحت باش��ا‪ ،‬ويح��ده غربًا‬ ‫سوق البزورية‪.‬‬ ‫يتأل��ف الخ��ان م��ن بواب��ة حجري��ة‬ ‫جميلة على ش��كل قوس هو هيكل الباب‬ ‫الخارج��ي مبن��ي م��ن الحج��ارة البيضاء‬ ‫والس��وداء األبلقية ويحيط ب��ه قوس ذو‬ ‫رسوم قوس��ية هندسية مرس��ومة حول‬ ‫حج��ارة الق��وس بالكام��ل‪ .‬بن��ي الخ��ان‬ ‫على ش��كل ش��به مس��تطيل وه��و خان‬ ‫صغي��ر الحج��م بالنس��بة لبقي��ة الخانات‬ ‫العثماني��ة‪ ،‬ومؤل��ف م��ن طابقي��ن حول‬ ‫باحة مس��تطيلة‪ .‬تم تقس��يم الخان إلى‬ ‫جناحين يقطعها مجاز قاطع مدعم برتل‬ ‫م��ن الركائز الضخم��ة الحامل��ة للقناطر‬ ‫الحجرية المساندة والملتحمة مع األعمدة‬ ‫الحجري��ة الحامل��ة للقبتي��ن ذوات الحجم‬ ‫الكبير‪ .‬ويعود تاريخ إنشائه حسب بعض‬ ‫المصادر التاريخية إلى عام ‪ 1317‬للهجرة‬ ‫‪ 1899‬للميالد‪.‬‬

‫خان احلرير‬

‫يقع خان الحرير داخل أس��وار مدينة‬

‫دمش��ق القديمة في سوق الحرير بجانب‬ ‫خ��ان وس��وق القيش��اني‪ ،‬جن��وب الجامع‬ ‫األموي‪ ،‬ويحده ش��رقًا خ��ان التتن ويحده‬ ‫جنوب��ًا ش��ارع عفي��ف عثم��ان العائ��دي‬ ‫المتمم لش��ارع معاوية ويحده غرباً سوق‬ ‫الخياطين‪ ،‬ويحده ش��ما ًال س��وق الحرير‪.‬‬ ‫وه��و من خان��ات العهد العثماني‪ ،‬أنش��أه‬ ‫بحس��ب اللوح��ة الرخامي��ة المحف��ورة‬ ‫والمثبت��ة فوق اس��فكة الباب س��نة ‪981‬‬ ‫هجري��ة المواف��ق ‪ 1573‬مي�لادي وال��ي‬ ‫الش��ام العثماني درويش باشا بن رستم‬ ‫باش��ا زم��ن الس��لطان العثمان��ي س��ليم‬ ‫الثان��ي‪ .‬تبلغ مس��احة هذا الخان الواس��ع‬ ‫‪ 500 .2‬مت��ر مربع‪ ،‬وتنفت��ح بوابة الخان‬ ‫المزخرف��ة م��ن ط��رف الواجه��ة المبنية‬ ‫من الحجارة األبلقية الس��وداء والبيضاء‪،‬‬ ‫ويحيط بالخان خارجياً س��بعة وعش��رون‬ ‫مخزن��ًا‪ .‬وعندما نتجاوز بواب��ة الخان إلى‬ ‫الدهلي��ز المغط��ى بقبتي��ن صغيرتي��ن‬ ‫متصالبتي��ن نصل إلى الباحة الس��ماوية‬ ‫الكبي��رة الحج��م والمفروش��ة بحج��ارة‬ ‫سوداء بازلتية مس��تطيلة وبها بركة ماء‬ ‫كبيرة الحجم‪.‬‬ ‫أطل��ق عل��ى الخان اس��م قيس��ارية‬ ‫دروي��ش باش��ا‪ ،‬والقيس��ارية ه��ي كلمة‬ ‫يوناني��ة األصل تطلق على البناء الملكي‬ ‫أو الحكوم��ي المبال��غ في جم��ال عمارته‬ ‫وزخرفت��ه‪ .‬ثم تحول البن��اء ليصبح مكانًا‬ ‫للتجارة وللبيع والش��راء ضمن األس��واق‬ ‫التجاري��ة وكمس��تودع للبضائ��ع‪ ،‬وغالبًا‬ ‫ما اختلط��ت القيس��ارية والخ��ان بنفس‬ ‫الوظيف��ة‪ ،‬وقد أوقف��ه الوال��ي العثماني‬ ‫درويش باش��ا لصالح جامع��ه الذي عمره‬ ‫في محلة الدرويش��ية وملحقاته والكائن‬ ‫مقاب��ل قلعة دمش��ق األثرية وحي س��يد‬ ‫عام��ود (الحريقة) خ��ارج أس��وار المدينة‬ ‫القديم��ة‪ .‬وفي منتص��ف القرن الس��ابع‬ ‫عش��ر تغي��ر اس��م الخ��ان من قيس��ارية‬ ‫دروي��ش باش��ا إل��ى خ��ان القذاس��يق‪،‬‬ ‫فاشتهر في تجارة الفرو الطبيعي القادم‬ ‫من قازاق س��تان وروس��يا‪ ،‬وصار اس��مه‬ ‫خان الفرو‪ .‬ثم ما لبث في منتصف القرن‬ ‫الثام��ن عش��ر أن تغي��ر اس��مه إل��ى خان‬ ‫الحرير نظراً لسيطرة تجار الحرير عليه‪.‬‬

‫خان العامود‬

‫يقع خان العامود داخل أسوار مدينة‬ ‫دمش��ق القديم��ة ف��ي منتص��ف س��وق‬ ‫البزورية‪ ،‬ويحده ش��رقًا خان أس��عد باشا‬ ‫العظ��م يفص��ل بينهما س��وق البزورية‪،‬‬ ‫ويح��ده جنوب��اً خ��ان الصنوب��ر الفوقاني‬ ‫يفص��ل بينهما زقاق ضي��ق‪ ،‬ويحده غربًا‬ ‫وش��ما ًال البيوت العربية القديمة والمحال‬ ‫التجاري��ة‪ .‬ويعود تاريخ إنش��ائه إلى عام‬ ‫‪ 1295‬للهجرة الموافق ‪ 1878‬للميالد إبان‬ ‫فترة والية الوالي العثماني المصلح علي‬ ‫حيدر مدحت باشا‪.‬‬ ‫تع��ود تس��ميته خ��ان العام��ود إلى‬ ‫وجود عمود ضخم الكتلة خشن الملمس‬ ‫كان قائمًا فيه وس��ط الفسحة السماوية‬ ‫الداخلي��ة للخ��ان ومازالت هذه الفس��حة‬ ‫موج��ودة‪ ،‬توضَّ��ع عل��ى قاع��دة بش��كل‬ ‫صليب‪ .‬وهو خان صغير الحجم مستطيل‬ ‫الش��كل‪ .‬ويتألف الخان م��ن بوابة حجرية‬ ‫جميلة على ش��كل قوس هو هيكل الباب‬ ‫الخارج��ي مبن��ي م��ن الحج��ارة البيضاء‬ ‫والس��وداء األبلقية ويحيط ب��ه قوس ذو‬ ‫رسوم قوس��ية هندسية مرس��ومة حول‬ ‫حجارة القوس بالكام��ل أما الباب فيتألف‬ ‫من مصراعين كبيرين من خش��ب الجوز‬ ‫مثبت عليه مسامير ضخمة‪ .‬والخان عبارة‬ ‫عن بنائين شبه منفصلين أحدهما مجمع‬ ‫ش��مالي كان بدون قباب‪ ،‬أما البناء الثاني‬ ‫أي المجمع الجنوبي له قبتين متجاورتين‬ ‫واح��دة باتج��اه الغ��رب والثاني��ة باتج��اه‬ ‫الش��رق ويضم مجموعتي��ن من المخازن‬ ‫ويتوسطهما العمود الذي مازال قائمًا إلى‬ ‫الي��وم يحمل أس��اس عق��ود حجرية‪ .‬كما‬ ‫يقال عن وجود مرحلتين متعاقبتين على‬ ‫مراحل بن��اء الخان‪ ،‬ب��دأت األولى بالقرن‬ ‫الثام��ن عش��ر ‪ /‬التاس��ع عش��ر والثاني��ة‬ ‫ببدايات القرن العشرين‪.‬‬

‫خان ال�صنوبر‬

‫يقع خان الصنوبر أو الخان الفوقاني‬ ‫داخل أس��وار مدينة دمش��ق القديمة في‬ ‫منتصف س��وق مدحت باش��ا على يس��ار‬ ‫الداخ��ل إل��ى الس��وق‪ .‬يحده ش��ما ًال خان‬ ‫العمود يفصل بينهما زقاق ضيق‪ ،‬ويحده‬ ‫ش��رقًا خ��ان ال��رز يفص��ل بينهما س��وق‬ ‫البزورية‪ ،‬ويحده جنوبًا سوق مدحت باشا‬ ‫وخان سليمان باش��ا العظم‪ ،‬ويحده غربًا‬

‫بالل سالمة‬

‫بع��ض البي��وت العربية القديم��ة ومحال‬ ‫تجارية‪.‬‬ ‫روع��ي في بن��اء الخان أس��لوب بناء‬ ‫صاالت عرض البضائع التجارية المواكبة‬ ‫لنش��اط الخان مع وجود فس��حة سماوية‬ ‫كبي��رة ف��ي وس��طه‪ ،‬ووجود إس��طبالت‬ ‫لل��دواب‪ ،‬وحمام��ات ومطاه��ر للن��زالء‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى غ��رف لمنام��ة التج��ار‬ ‫بالطاب��ق العل��وي‪ .‬وقباب خ��ان الصنوبر‬ ‫بدون رقاب وبدون نوافذ أو رقاب رمحية‪،‬‬ ‫وهذا يدلنا أن ه��ذه القباب المغطاة‪ ،‬وقد‬ ‫كن قبتين فقط وقد سقطتا إما من جراء‬ ‫الحري��ق ال��ذي أص��اب الخ��ان أو س��قطتا‬ ‫نتيج��ة عدم الصيان��ة أو اله��زة األرضية‬ ‫وبقي الخان على حاله‪.‬‬ ‫بن��ي الخ��ان على ش��كل مس��تطيل‬ ‫منكس��ر الضلعي��ن الش��مالي والجنوبي‪،‬‬ ‫وهو خان متوس��ط الحجم بالنسبة لبقية‬ ‫الحان��ات العثمانية‪ .‬يش��به تخطيطه بناء‬ ‫خ��ان العمود ومؤل��ف م��ن طابقين حول‬ ‫باح��ة مس��تطيلة‪ ،‬وت��م تقس��يم الخ��ان‬ ‫إل��ى ثالثة أجنح��ة‪ ،‬يقطعها مج��از قاطع‬ ‫مدعم برتل من الركائز الضخمة الحاملة‬ ‫للقناط��ر الحجرية المس��اندة والملتحمة‬ ‫مع األعم��دة الحجري��ة الحامل��ة للقبتين‬ ‫ذات الحج��م المتوس��ط‪ .‬وكان مش��هوراً‬ ‫ببي��ع جميع أن��واع البقولي��ات والصنوبر‪،‬‬ ‫وكان التج��ار ينزل��ون في��ه م��ع قوافلهم‬ ‫وبضاعته��م لبيعها في أس��واق دمش��ق‪.‬‬ ‫ولك��ن الخ��ان فق��د أهميت��ه كخ��ان في‬ ‫نهايات القرن التاس��ع عش��ر عندما تحول‬ ‫مغزى استخدامه من خان لنزول القوافل‬ ‫التجاري��ة في��ه إلى مس��تودعات للبضائع‬ ‫التجاري��ة‪ .‬ورد ف��ي س��جالت المحكم��ة‬ ‫الش��رعية الشامية أن بناء الخان كان عام‬ ‫‪ 1304‬للهج��رة المواف��ق ‪ 1886‬للمي�لاد‬ ‫وكان معروفا باسم خان الحماصنة‪.‬‬ ‫تأث��ر الخ��ان بالحري��ق الضخم الذي‬ ‫شب بالمحال التجارية في تشرين الثاني‬ ‫ع��ام ‪ ،1910‬ونجا من هذا الحريق بعض‬ ‫نوافذ وأبواب الخان‪ ،‬وقد أعيد استخدامها‬ ‫مرة ثاني��ة عند ترميم وتجديد الخان بعد‬ ‫عام ‪ .1910‬احترق الخان مرة ثانية وتهدم‬ ‫قسم منه في عام ‪ 1343‬للهجرة الموافق‬ ‫‪ 1925‬للميالد‪ ،‬وصار يعرف باس��م الخان‬ ‫المحروق وهجره أهله وأصحابه‪.‬‬


‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫كاريكاتير العدد للفنان سمير الخليلي‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪21‬‬


‫ترجمات ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫لي�ست مقاومة �إغراء حمل ال�سالح �ضد دكتاتور‬ ‫م�ستبد جمرد واجب �أخالقي يتوجب االلتزام به‪..‬‬ ‫�إنها �أي�ض ًا الطريقة الأف�ضل لتحقيق الن�صر‬ ‫بقلم‪ :‬إريكا تشينويث ‪ 24‬آب‪2011‬‬ ‫ترجمة‪ :‬نورس مجيد‬ ‫"املقاومة ال�سلمية و�سيلة مثرية للإعجاب‪،‬‬ ‫�إال �أنها لي�ست بال�ضرورة فعالة"‬ ‫هذا لي��س صحيحًا تمام��اً‪ .‬ففي اللحظة‬ ‫الجيوسياس��ية الراهنة التي نمر بها‪ ،‬قد يبدو‬ ‫من الصع��ب اعتب��ار المقاومة الس��لمية أكثر‬ ‫فعالي��ة ف��ي اإلطاح��ة بدكتات��ور مس��تبد من‬ ‫المقاوم��ة المس��لحة‪ .‬لقد أوش��ك المتمردون‬ ‫المسلحون في لبيبا‪ ،‬تدعمهم الضربات الجوية‬ ‫لق��وات حلف الش��مال األطلس��ي‪ ،‬عل��ى إنهاء‬ ‫أربع��ة عقود م��ن الحكم االس��تبدادي للزعيم‬ ‫الليبي معم��ر القذافي‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬وإلى‬ ‫الش��رق قلي ًال من ليبيا‪ ،‬قتل الرئيس السوري‬ ‫بشار األسد دون أن يخضع للمحاسبة أكثر من‬ ‫‪ 2200‬ش��خصًا خرجوا ضمن تظاهرات‪ ،‬كانت‬ ‫في غالبيتها س��لمية‪ ،‬لإلطاحة بحكم استبدت‬ ‫به عائلته لعقود طويلة‪.‬‬ ‫ق��د يب��دو حس��م ه��ذا الج��دل لصال��ح‬ ‫النموذج الس��وري في مقابل النم��وذج الليبي‬ ‫أم��راً صعب��ًا ‪ -‬ولك��ن األدلة تش��ير إلى عكس‬ ‫ذل��ك‪ .‬فالحقيق��ة هي أنه بي��ن األعوام ‪1900‬‬ ‫إل��ى ‪ ،2006‬أثبتت حركات المقاومة الس��لمية‬ ‫الكبرى التي س��عت لإلطاحة بالديكتاتوريات‪،‬‬ ‫أو ط��رد االحت�لال األجنب��ي‪ ،‬أو الحصول على‬ ‫ح��ق تقري��ر المصير‪ ،‬أثبت��ت أنها كان��ت أكثر‬ ‫فعالي��ة ونجاح��ًا بمرتي��ن من ح��ركات التمرد‬ ‫المسلحة التي سعت لتحقيق األهداف ذاتها‪ .‬ال‬ ‫نحتاج إلى الخوض بعي��داً في الماضي إلثبات‬ ‫ذلك‪ ،‬فحتى قبل الربيع العربي‪ ،‬نجحت حمالت‬ ‫المقاوم��ة الالعنفية في صربي��ا (عام ‪)2000‬‬ ‫‪ ،‬ومدغش��قر (‪ ، )2002‬وأوكراني��ا (‪، )2004‬‬ ‫ولبن��ان (‪ )2005‬ونيب��ال (‪ )2006‬ف��ي اإلطاحة‬ ‫باألنظم��ة الت��ي كان��ت تحكمه��ا وتمكنت من‬ ‫أزالتها من السلطة‪.‬‬ ‫يعود ذلك إلى أن الحمالت الالعنفية غالبًا‬ ‫م��ا يلتزم بها جمهور أوس��ع بكثير وأكثر تنوعًا‬ ‫من الفئة التي قد تلجأ إلى خيار التمرد المسلح‪.‬‬ ‫ذلك لس��بب بسيط‪ :‬وهو أن س��قف التضحيات‬ ‫الت��ي يفرضها العمل الس��لمي أقل بكثير‪ :‬في‬ ‫البداية يتوجب على المنضمين الجدد للمقاومة‬ ‫الالعنفي��ة التغلب عل��ى خوفه��م‪ ،‬ولكنهم لن‬ ‫يكون��وا مضطرين أبداً للتخل��ي عن قناعاتهم‬ ‫األخالقي��ة واس��تخدام العن��ف ض��د اآلخري��ن‪.‬‬ ‫المقاوم��ة المدني��ة تق��دم مجموع��ة متنوعة‬ ‫م��ن التكتيكات التي تتس��م بتدن��ي خطورتها‬ ‫عل��ى س��بيل المث��ال يمك��ن العم��ل بتكتيك‬‫"البق��اء بعيداً" (حيث يبتعد الناس عن المناطق‬ ‫المأهول��ة ع��ادة بالس��كان)‪ ،‬أو المقاطع��ة‪ ،‬أو‬ ‫العم��ل والتح��رك بب��طء (حيث يتح��رك الناس‬ ‫بوتيرة بطيئة في العمل وفي الشوارع)‪ -‬وهذه‬ ‫التكتيكات تش��جع الناس على المش��اركة دون‬ ‫أن تف��رض عليهم تقديم تضحيات ش��خصية‬ ‫كبي��رة‪ .‬لقد ش��هدت االنتفاضة الس��لمية التي‬ ‫حدث��ت ه��ذا العام ف��ي مص��ر تعبئ��ة الرجال‬ ‫والنساء واألطفال والمسنين والطالب والعمال‬ ‫واإلس�لاميين والمس��يحيين‪ ،‬األغنياء والفقراء‬ ‫عل��ى حد س��واء‪ ،‬وهذه الدرجة م��ن التعبئة لم‬ ‫تستطع بلوغها أي من التنظيمات المسلحة في‬ ‫التاريخ المصري المعاصر‪.‬‬

‫"املقاومة الالعنفية ومنهج الالعنف هما‬ ‫�شيء واحد"‪.‬‬ ‫ال على اإلطالق‪ .‬وعندما يس��مع البعض‬ ‫مصطلح "العن��ف"‪ ،‬فإنهم غالبًا م��ا يعتقدون‬ ‫ب��أن ذلك يش��ير إل��ى المقاومة "الس��لمية" أو‬ ‫"الس��لبية"‪ .‬ه��ذه الكلم��ة ق��د تذك��ر البعض‬ ‫بجماع��ات الس�لام‪ ،‬أو باألف��راد المس��المين‬ ‫مث��ل الرهب��ان البوذيين ف��ي بورم��ا‪ ،‬والذين‬ ‫يفض��ل بعضهم الموت على اس��تخدام العنف‬ ‫للدفاع عن أنفس��هم ضد الظل��م‪ .‬وهنا يحدث‬ ‫الخل��ط بين مصطل��ح "المقاوم��ة الالعنفية"‬ ‫و"المقاومة المدني��ة"‪ ،‬وبين مذهب "الالعنف"‬ ‫أو "السلمية"‪ ،‬فاألخير يعبر عن موقف فلسفي‬ ‫يرف��ض معتنق��وه اس��تخدام العنف ألس��باب‬ ‫أخالقي��ة بحت��ة‪ .‬أم��ا ف��ي حم�لات المقاوم��ة‬ ‫المدنية‪ ،‬كتلك التي نشهدها اليوم في الربيع‬ ‫العربي‪ ،‬ف��إن عدداً قلي ًال جداً من المش��اركين‬ ‫فيها هم من دعاة السالم‪ .‬هؤالء على العكس‬ ‫أوضاع‬ ‫مج��رد مدنيين عاديين ق��رروا مواجهة‬ ‫ٍ‬ ‫ال تحتمل بعصي��ان األوامر ورف��ض الطاعة‪-‬‬ ‫وهذه الطريقة متاحة ألي ش��خص سواء كان‬ ‫مناض ًال العنفياً أم ال‪ .‬وحت��ى المهاتما غاندي‪،‬‬ ‫الالعنفي الش��هير‪ ،‬فقد كان هو نفسه مفكراً‬ ‫استراتيجيا ألبعد الحدود‪ .‬لقد أدرك غاندي بأن‬ ‫الالعنف ينجح ليس من خالل االلتزام بمبادئ‬ ‫أخالقي��ة رفيعة‪ ،‬وإنما بإط�لاق حملة عصيان‬ ‫مدني شاملة تملك القدرة على إنهاء االحتالل‬ ‫البريطان��ي للهن��د‪ .‬يق��ول غان��دي ف��ي ه��ذا‬ ‫الس��ياق‪" :‬يتعين علينا مواجهة سوء المعاملة‬ ‫بالصب��ر والتحمل‪ .‬إن الطبيعة البش��رية على‬ ‫درجة كبيرة م��ن التعقيد بحيث أننا إذا ترفعنا‬ ‫بش��كل كامل كل مش��اعر الغضب واإلس��اءة‪،‬‬ ‫ف��إن الش��خص ال��ذي يتمت��ع بممارس��ة هذه‬ ‫األعم��ال س��يصيبه الضج��ر وس��يتوقف ف��ي‬ ‫النهاية"‪.‬‬ ‫"املقاومة الالعنفية تعمل يف بع�ض‬ ‫الثقافات ب�شكل �أف�ضل من غريها"‬ ‫ه��ذا لي��س صحيحًا أيض��اً‪ .‬لق��د ظهرت‬ ‫ح��ركات الالعن��ف ونجح��ت في مختل��ف أنحاء‬ ‫العالم دون تمييز‪ .‬في الواقع‪ ،‬يستطيع الشرق‬ ‫األوس��ط (والذي لطالما اعتب��ره الكثيرون في‬ ‫أماك��ن أخ��رى من العال��م حالة ميئ��وس منها‬ ‫ومرج� ً‬ ‫لا متق��داً م��ن النزاع��ات والعن��ف) أن‬ ‫يتباه��ى ببع��ض أفض��ل النجاح��ات ف��ي هذا‬ ‫الس��ياق‪ ،‬وذلك حتى قبل بزوغ ش��مس الربيع‬ ‫العرب��ي‪ .‬كانت الث��ورة اإليراني��ة التي أطاحت‬ ‫بنظ��ام الدكتاتور الش��اه محمد رض��ا بهلوي‪،‬‬ ‫وجلبت مكانه إلى الس��لطة آي��ة اهلل روح اهلل‬ ‫الخميني‪ ،‬كانت حرك ًة ش��عبية س��لمية شارك‬ ‫فيه��ا أكثر من مليون��ي إيراني (وم��ن المفيد‬ ‫التذكير هنا بأن االنتفاضات الس��لمية‪ ،‬شأنها‬ ‫شأن االنتفاضات المس��لحة‪ ،‬ال تتمخض دائمًا‬ ‫ع��ن النتائج المرج��وة منها)‪ .‬فض� ً‬ ‫لا عن ذلك‪،‬‬ ‫حق��ق الفلس��طينيون أفضل تق��دم لهم تجاه‬ ‫ح��ق تقرير المصي��ر وتحقيق س�لام دائم مع‬ ‫إسرائيل عندما اعتمدوا مبدأ العصيان المدني‬ ‫الس��لمي الشامل ضد دولة إس��رائيل‪ ،‬فأثبتوا‬ ‫نجاع��ة المظاه��رات واإلضراب��ات وحم�لات‬

‫المقاطعة واالحتجاجات التي سادت االنتفاضة‬ ‫األولى بين األعوام ‪ .1992-1987‬أجبرت هذه‬ ‫الحملة إسرائيل على إجراء محادثات مع القادة‬ ‫الفلس��طينيين وأدت ف��ي النهاية إل��ى انعقاد‬ ‫اتفاقيات أوسلو‪ ،‬وأسهمت في اقتناع الكثيرين‬ ‫ف��ي مختلف أنح��اء العالم بأن الفلس��طينيين‬ ‫يملكون الحق في الحكم الذاتي‪.‬‬ ‫ف��ي األمريكيتين‪ ،‬ش��هدت دول فنزويال‪،‬‬ ‫تش��يلي‪ ،‬األرجنتي��ن‪ ،‬والبرازي��ل انتفاض��ات‬ ‫س��لمية أطاحت بعدد من القيادات العس��كرية‬ ‫الت��ي كان��ت تدي��ر زم��ام الحك��م فيه��ا‪ ،‬وفي‬ ‫بع��ض الح��االت نجحت ف��ي اس��تبدالها بقادة‬ ‫تم انتخابهم ديمقراطي��اً‪ .‬وفي مكان آخر من‬ ‫العالم‪ ،‬نجح��ت الحركة الالعنفي��ة المناهضة‬ ‫للفص��ل العنص��ري ف��ي جن��وب أفريقي��ا في‬ ‫إح��داث تغيي��ر ج��ذري ش��امل ف��ي المش��هد‬ ‫السياس��ي واالجتماعي واالقتص��ادي في ذلك‬ ‫البلد‪ ،‬في وقت فش��لت فيه النزاعات المسلحة‬ ‫الت��ي قادها المؤتم��ر الوطن��ي األفريقي في‬ ‫إنجاز أي ش��يء يذكر‪ .‬أوروب��ا‪ ،‬بطبيعة الحال‪،‬‬ ‫يمكنها تقدي��م بعض أهم األمثل��ة وأكثرها‬ ‫شهرة في العمل الالعنفي بدءاً من ثورات عام‬ ‫‪ 1989‬في أوروبا الشرقية‪ ،‬ووصو ًال إلى حركة‬ ‫المقاوم��ة الدنماركي��ة ض��د االحت�لال النازي‬ ‫خ�لال الح��رب العالمي��ة الثانية‪ .‬كذل��ك األمر‬ ‫في آس��يا‪ ،‬فقد نجحت المقاومة الالعنفية في‬ ‫اقت�لاع أنظمة قمعية عتي��دة في مناطق على‬ ‫درج��ة كبيرة من االخت�لاف والتنوع مثل الهند‬ ‫والمالديف وتايالند ونيبال وباكستان‪.‬‬ ‫"احلركات الالعنفية تنجح من خالل‬ ‫اللجوء �إىل �إقناع اخل�صم"‪.‬‬ ‫لي��س دائمًا‪ .‬ال ش��ك بأن وجود األس��س‬ ‫األخالقية مس��ألة هامة‪ ،‬ولكنه��ا بالكاد تعتبر‬ ‫كافي��ة‪ .‬يج��ب أن تك��ون الحم�لات مربكة قدر‬ ‫اإلم��كان ‪ -‬حت��ى م��ن الناحية اإلس��تراتيجية‪-‬‬ ‫إلجب��ار الحكام المس��تبدين عل��ى التخلي عن‬ ‫مناصبه��م‪ .‬المقاوم��ة الالعنفي��ة ل��ن تبل��غ‬ ‫غايته��ا بالض��رورة بإقن��اع الخص��م أو تغيير‬ ‫أف��كاره‪ ،‬ب��ل فقط عندم��ا تنجح في تش��جيع‬ ‫المص��ادر األساس��ية للق��وة الت��ي يملكه��ا‬ ‫النظ��ام (كالبيروقراطيي��ن المدنيين‪ ،‬والنخب‬ ‫االقتصادي��ة‪ ،‬واألهم م��ن ذلك ق��وات األمن)‬ ‫عل��ى رفض طاع��ة أوامره‪ .‬لقد ص��اغ المفكر‬ ‫واألديب روبرت إنتشوستي ذلك بشكل أفضل‬ ‫عندما قال‪" :‬الالعنف ه��و بمثابة رهان‪ ،‬ليس‬ ‫عل��ى مكنونات البش��ر من خير‪ ،‬بق��در ما هو‬ ‫الره��ان عل��ى تعقيداته��م المطلق��ة"‪ .‬وكم��ا‬ ‫ف��ي حالة الحرب‪ ،‬فإن أس��اس نج��اح أي حملة‬ ‫العنفية إنما يكمن في اكتش��اف نقاط ضعف‬ ‫الخصم واستغاللها‪.‬‬ ‫أنظ��ر إل��ى االنتفاض��ة الت��ي ش��هدتها‬ ‫مص��ر مؤخراً‪ .‬لقد لجأت ق��وات الجيش واألمن‬ ‫المصري��ة للق��وة المفرطة لقم��ع االحتجاجات‬ ‫ف��ي األي��ام األول��ى لالنتفاض��ة‪ ،‬بي��د أن‬ ‫المتظاهري��ن المصريي��ن كان��وا مس��تعدين‬ ‫لذل��ك‪ :‬ت��داول النش��طاء –بإلهام م��ن ثورات‬ ‫س��لمية ش��هدتها س��ابقاً أماك��ن أخ��رى ف��ي‬ ‫العالم‪ -‬مجموعة م��ن التعليمات الدقيقة فيما‬

‫بينهم ونش��روها بين المتظاهرين لتوعيتهم‬ ‫حول كيفية الرد على هذا القمع‪ ،‬وبدأ انتش��ار‬ ‫النس��اء واألطف��ال والمس��نين ف��ي الخطوط‬ ‫األمامية في مواجهة قوات األمن‪ .‬شجعت هذه‬ ‫التعليم��ات أيض��ًا المتظاهرين عل��ى الترحيب‬ ‫بالجنود ف��ي صفوف الحركة‪ ،‬ونهتهم بش��دة‬ ‫ع��ن مجابه��ة رجال األمن بأي ن��وع من أعمال‬ ‫عن��ف‪ ،‬فيما ب��ذل ق��ادة الحرك��ة كل جهدهم‬ ‫لتصوي��ر وتس��جيل الممارس��ات القمعية ضد‬ ‫المتظاهرين السلميين ومن ثم نشرها‪.‬‬ ‫ف��ي نهاي��ة المط��اف‪ ،‬رف��ض الجي��ش‬ ‫المصري األوامر التي تلقاها لقمع التظاهرات‪،‬‬ ‫ما أدى إلى فقدان نظام حس��ني مبارك واحد ًة‬ ‫من أهم الدعائم الرئيسية لسلطته‪ ،‬وهنا مرة‬ ‫أخرى تملك المقاومة السلمية األفضلية على‬ ‫رديفتها المس��لحة‪ :‬إذ يصع��ب على الجماعات‬ ‫المس��لحة الصغيرة إقناع ق��وات األمن بتغيير‬ ‫والئها تجاه الس��لطة‪ ،‬عل��ى العكس من ذلك‪،‬‬ ‫فإن التهديدات المس��لحة من شأنها أن تسهم‬ ‫في توحيد صفوف ق��وات األمن الذين غالباً ما‬ ‫يتعاض��دون معا للقت��ال ضد ه��ذه التهديدات‬ ‫(وله��ذا الس��بب تحديداً يصر النظام الس��وري‬ ‫عل��ى االدعاء بأن��ه يقاتل "جماعات مس��لحة"‬ ‫بد ًال من المدنيين العزل)‪.‬‬ ‫"فقط الأنظمة ال�ضعيفة �أو ذات الإرادة‬ ‫ال�ضعيفة ت�سقط �أمام الثورات الالعنفية"‬ ‫ه��ذا التصريح خاطئ‪ .‬فقد أثبتت العديد‬ ‫بعض من‬ ‫م��ن الحمالت الس��لمية نجاحها ضد ٍ‬ ‫أعتى وأقس��ى األنظمة الدكتاتورية على وجه‬ ‫البس��يطة‪ ،‬حت��ى عندم��ا كانت ه��ذه األنظمة‬ ‫ف��ي أوج قوته��ا‪ .‬ف��ي الواق��ع‪ ،‬كان��ت الغالبية‬ ‫العظم��ى من الثورات الس��لمية الكب��رى التي‬ ‫شهدها القرن العش��رون تواجه أنظمة عتيدة‬ ‫عرف��ت بقوتها مثل نظام الجنرال محمد ضياء‬ ‫الحق في باكس��تان‪ ،‬سلوبودان ميلوسيفيتش‬ ‫في صربيا‪ ،‬أوغس��تو بينوش��يه في تش��يلي‪،‬‬ ‫وس��وهارتو في إندونيس��يا‪ ،‬فض ًال عن العديد‬ ‫م��ن الح��كام اإلمبرياليي��ن الذي��ن اس��تثمروا‬ ‫مصادرهم بشكل واضح في تعزيز سلطتهم‬ ‫على مس��تعمراتهم‪ .‬حت��ى النازي��ون أظهروا‬ ‫ضعفًا نسبياً في مواجهة االحتجاجات السلمية‪،‬‬ ‫ومث��ال ذلك كان��ت مظاه��رة "روزنتراس��يه"‬ ‫الش��هيرة في برلين عام ‪ ،1943‬عندما نظمت‬ ‫مجموع��ة م��ن النس��اء األلماني��ات احتجاجات‬ ‫سلمية واجهن خاللها مدافع النازيين الرشاشة‬ ‫للمطالب��ة باإلفراج عن أزواجه��ن اليهود‪ -‬لقد‬ ‫حقق��ت هؤالء النس��وة انتص��اراً صغي��راً ضد‬ ‫أح��د أكثر األنظمة الت��ي عرفه��ا التاريخ إبادة‬ ‫وقمع��اً‪ ،‬نصرٌ ما كان ألحد أن يحلم به لو فكر‬ ‫باستخدام السالح‪.‬‬ ‫وهنا يج��در القول بأن معظ��م الحمالت‬ ‫الالعنفي��ة في القرن العش��رين وبداية القرن‬ ‫الواحد والعش��رين واجهت قمعاً عنيفاً وواس��ع‬ ‫النط��اق‪ .‬فعل��ى س��بيل المث��ال لج��أ النظ��ام‬ ‫التش��يلي تحت زعامة الدكتاتور بينوشيه إلى‬ ‫أساليب التعذيب المفرط واإلخفاء القسري في‬ ‫محاولة منه إلرهاب المعارضة السياسية‪ .‬في‬ ‫مثل هذه الظروف‪ ،‬بدا االنخراط في احتجاجات‬


‫ترجمات ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫بالتزام��ن مع اإلضرابات‪ ،‬وحم�لات المقاطعة‪،‬‬ ‫وتكتي��كات "التحرك البطيء"‪ ،‬و"البقاء بعيداً"‪،‬‬ ‫وغيرها من النشاطات التي تجبر النظام على‬ ‫تجزئة آل��ة قمعه بطريقة تجعل من العس��ير‬ ‫علي��ه المواصل��ة‪ .‬فخ�لال الث��ورة اإليراني��ة‬ ‫مث ًال‪ ،‬ب��دأ عمال النف��ط إضراب��اً مفتوحاً هدد‬ ‫بش��ل االقتص��اد اإليراني‪ ،‬فردت ق��وات األمن‬ ‫التابعة للش��اه بالذهاب إل��ى ديارهم وجرتهم‬ ‫عن��وة للعم��ل في مصاف��ي النف��ط‪ -‬وما كان‬ ‫م��ن العمال إال أن بدؤوا العم��ل بوتيرة بطيئة‬ ‫وبنصف طاقتهم االعتيادي��ة‪ ،‬وواصلوا القيام‬ ‫بذلك حتى ج��اء موعد اإلضراب التالي وهكذا‪.‬‬ ‫إن حجم آلة القمع التي يحتاجها النظام إلكراه‬ ‫الجماهي��ر كله��ا على العم��ل خالف��ًا إلرادتها‬ ‫يف��وق قدرته تمامًا‪ ،‬وهو يتطلب درجة مهولة‬ ‫من التنسيق بين الموارد التي يملكها والجهود‬ ‫التي يسعه توظيفها‪.‬‬ ‫ف��ي الواق��ع‪ ،‬م��ا تعلمن��اه م��ن التجارب‬ ‫الس��ابقة كالتجرب��ة اإليرانية هو أن أس��لوب‬ ‫القم��ع المف��رط واالنتقام��ي الذي اس��تخدمه‬ ‫القذاف��ي لقم��ع التظاه��رات الس��لمية ف��ي‬ ‫مس��تهل الث��ورة الليبي��ة‪ ،‬ن��ادراً م��ا ينج��ح‬ ‫ض��د ح��ركات العنفية تعمل بش��كل منس��ق‬ ‫ومخط��ط له بش��كل جيد‪ .‬من جان��ب آخر فإن‬ ‫لج��وء المتظاهري��ن إل��ى العمل المس��لح أثار‬ ‫رد فعل عنيف جداً من قبل القذافي‪ ،‬وأس��هم‬ ‫ف��ي الوقت ذاته في تخوف ش��ريحة كبيرة من‬ ‫الناس ربما كانت على اس��تعداد لالنخراط في‬ ‫صف��وف المعارضة الس��لمية والمش��اركة في‬ ‫المظاه��رات‪ ،‬وهذه الش��ريحة لم تكن لترغب‬ ‫في االنخراط في نزاع مس��لح ظهرت فظاعته‬ ‫من��ذ اللحظة األول��ى‪ .‬إن أكبر المكاس��ب التي‬ ‫حققته��ا المعارض��ة الليبي��ة قب��ل أن يعرض‬ ‫حل��ف ش��مال األطلس��ي تقديم دعم��ه‪ ،‬كانت‬ ‫خ�لال المرحل��ة الس��لمية لالنتفاض��ة‪ ،‬حي��ث‬ ‫نجح��ت المظاه��رات األولى في إغ�لاق البالد‬ ‫وأث��ارت العديد م��ن االنش��قاقات بين صفوف‬ ‫الموالي��ن للنظام من كبار المس��ؤولين‪ ،‬حتى‬ ‫أنها نجحت ف��ي ضم مدينة بنغازي دون إراقة‬ ‫تذكر للدم��اء‪ .‬ولكن بمجرد لجوء المتظاهرين‬ ‫إلى حمل الس�لاح للرد على هج��وم القذافي‪،‬‬ ‫أصبح��وا مباش��رة بحاجة لتدخل حلف ش��مال‬ ‫األطلس��ي حت��ى تك��ون لديهم أدن��ى فرصة‬ ‫للفوز‪.‬‬ ‫يمكننا كذلك النظر إلى الحالة السورية‪،‬‬ ‫حيث يبدو الخيار بين استخدام العنف أو عدمه‬ ‫عل��ى نفس الدرج��ة من الصعوب��ة والتعقيد‪.‬‬ ‫لق��د أص��در األس��د في ش��هر آب‪/‬أغس��طس‪،‬‬ ‫وبعد مرور أش��هر على االحتجاجات الش��عبية‬ ‫الس��لمية‪ ،‬أوام��ره بإط�لاق عملية عس��كرية‬

‫واس��عة النطاق ضد مدينة حماه ذات األغلبية‬ ‫الس��نية‪ -‬والت��ي عرف��ت س��ابقاً بانتفاضتها‬ ‫اإلس�لامية المسلحة التي واجهت وحشية أكبر‬ ‫بكثي��ر في الثمانينيات‪ ، -‬باإلضافة إلى معاقل‬ ‫أخ��رى للمعارضة في مختلف أنحاء البالد‪ .‬حان‬ ‫الوقت لحمل السالح‪ ،‬أليس كذلك؟‬ ‫حتى ف��ي مث��ل ه��ذه الح��االت الصعبة‬ ‫تمل��ك الحركات الالعنفية ع��دداً من الخيارات‪،‬‬ ‫إذ يمكنها االس��تجابة لهجم��ات النظام بتغيير‬ ‫تكتيكاته��ا‪ .‬ف��ي الواق��ع‪ ،‬نج��ح الناش��طون‬ ‫الس��وريون بالقي��ام بذل��ك بش��كل جيد حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬إذ تجنب��وا الوق��وع ف��ي قبض��ة النظ��ام‬ ‫باللجوء إل��ى المظاهرات الطيارة والمظاهرات‬ ‫الليلي��ة والت��ي أثبتت جدواها فع� ً‬ ‫لا في النجاة‬ ‫من القمع‪ .‬أما المظاهرات التي تقام في وضح‬ ‫النه��ار فتلك يتم التخطيط لها جيداً‪ ،‬حيث دأب‬ ‫الش��باب على تأمين المخ��ارج وطرق الهروب‪،‬‬ ‫واس��تخدموا المرايا العاكس��ة لتس��ليط أشعة‬ ‫الش��مس على القناص��ة لمنعهم م��ن إطالق‬ ‫النار على المتظاهرين‪.‬‬ ‫وإلى اليوم‪ ،‬نجح الناش��طون السوريون‬ ‫إلى حد كبي��ر في تجنب إغراء الرد بالوس��ائل‬ ‫العنيف��ة عل��ى االس��تفزازات واالنته��اكات‬ ‫المتك��ررة للنظام‪ -‬وه��و ما يبدو ق��راراً هامًا‬ ‫وجوهرياً فع ًال‪ ،‬ليس فقط ألن حمل السالح قد‬ ‫ينفر الكثيرين عن المش��اركة في المظاهرات‬ ‫ودعمه��ا‪ ،‬ولكن أيضا ألنه يجع��ل قوات األمن‬ ‫أكثر قبو ًال لطاعة األوامر التي بحوزتهم لقمع‬ ‫الحرك��ة‪ .‬رداً عل��ى ط��رد الصحفيين من قبل‬ ‫النظام وقط��ع الكهرباء عن المدن المحاصرة‪،‬‬ ‫ق��ام الناش��طون الس��وريون بش��حن أجه��زة‬ ‫الكمبيوت��ر المحمولة الخاصة بهم باس��تخدام‬ ‫بطاري��ات الس��يارات‪ ،‬كم��ا اس��تعانوا بهويات‬ ‫م��زورة لالقتراب من قوات األمن لكي يتمكنوا‬ ‫م��ن توثيق انتهاكات حقوق اإلنس��ان ومن ثم‬ ‫مش��اركتها عب��ر اإلنترنت‪ .‬وهن��ا كان للتعبئة‬ ‫المتواصل��ة التي عززتها هذه النش��اطات دور‬ ‫كبي��ر ف��ي مس��اعدة المعارض��ة عل��ى إقامة‬ ‫رواب��ط مع بعض النخب الت��ي ال غنى للنظام‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫وهك��ذا فإن المقاومة الالعنفية هي في‬ ‫الواقع شكل من أشكال الحرب غير المتكافئة‪،‬‬ ‫يعتمد الطغاة فيها‪ ،‬وبشكل متوقع تمامًا‪ ،‬على‬ ‫أفضلية القوة الغاش��مة التي يمتلكونها‬ ‫وحده��م ويوظفونها ف��ي قم��ع المعارضين‪.‬‬ ‫لذلك تحديداً يكون من األفضل محاربة العدو‬ ‫بالوسائل التي تملك األفضلية فيها (في هذه‬ ‫الحالة‪ :‬قوة الش��عب‪ ،‬عدم الس��ماح له بالتنبؤ‬ ‫بالح��ركات القادمة‪ ،‬التكيف‪ ،‬واإلبداع) بد ًال من‬ ‫الوسائل التي يملك هو األفضلية فيها‪.‬‬

‫"الثورات الالعنفية طريق م�ؤكد �إىل‬ ‫الدميقراطية‪".‬‬ ‫لي��س ذل��ك صحيح��ًا بالض��رورة‪ .‬هن��اك‬ ‫ارتب��اط ق��وي بي��ن الح��ركات الالعنفي��ة وبي��ن‬ ‫تحقي��ق الديمقراطي��ة‪ ،‬وال ينبغ��ي أن يك��ون‬ ‫ذلك مس��تغربًا‪ :‬فهذه الحركات تتطلب مس��توىً‬ ‫أعلى من المش��اركة السياسية وتتطلب انخراط‬ ‫المجتم��ع المدن��ي (وه��ي العوام��ل ذاته��ا التي‬ ‫تس��هم في ترس��يخ أهداف االنتفاضة الس��لمية‬ ‫على المدى الطويل) وبالتالي تس��هم في تعزيز‬ ‫الديمقراطية‪ .‬ولكن ثمة استثناءات مهمة‪ :‬الثورة‬ ‫اإليراني��ة‪ ،‬والتي تعتبر واحدة م��ن أهم الثورات‬ ‫الس��لمية في العالم من حيث عدد السكان الذين‬ ‫ش��اركوا فيه��ا‪ ،‬تمخضت ف��ي النهاي��ة عن نظام‬ ‫ش��مولي وقمعي‪ .‬ف��ي الوقت ذاته ش��هدت دولة‬ ‫الفلبي��ن ع��دداً من الث��ورات الس��لمية ولكنها ما‬ ‫زالت تعاني إل��ى اليوم من صراعات داخلية لبناء‬ ‫الديمقراطية ومكافحة الفساد‪ .‬الثورة البرتقالية‬ ‫ف��ي أوكرانيا كانت ناجح��ة بدورها إلى حد كبير‪،‬‬ ‫إذ بشرت بعهد جديد من التحرر السياسي‪ ،‬ولكن‬ ‫االنتكاس��ات األخيرة قد تشير إلى أن البلد يمشي‬ ‫باالتجاه المعاكس‪.‬‬ ‫لك��ن من المرجح أن أي��اً من هذه النتائج‬ ‫ل��م تكن لتظه��ر بش��كل أفضل بأي ح��ال لو‬ ‫كان��ت هذه الثورات مس��لحة‪ .‬ف��ي الواقع‪ ،‬في‬ ‫معظ��م البل��دان الت��ي نجح��ت فيه��ا الثورات‬ ‫المس��لحة‪ ،‬كانت األنظمة الجديدة على درجة‬ ‫م��ن الوحش��ية تقارن عل��ى األق��ل باألنظمة‬ ‫الت��ي أطاح��ت به��ا (يس��تطيع تأكي��د ذلك أي‬ ‫ش��خص عاش ف��ي أعق��اب الثورة الروس��ية‪،‬‬ ‫الثورة الفرنس��ية‪ ،‬والح��رب األهلية األفغانية‪،‬‬ ‫أو الثورة الكوبية)‪ .‬وقد عبر عن ذلك أونغ سان‬ ‫سو كيي‪ ،‬زعيم الحركة المؤيدة للديمقراطية‬ ‫في بورم��ا‪ ،‬والحائز على جائ��زة نوبل‪" :‬ليس‬ ‫من الس��هل أبداً إقناع أولئك الذين وصلوا إلى‬ ‫الس��لطة بالق��وة ب��أن ثمة حكم��ة كامنة وراء‬ ‫التغيير السلمي"‪.‬‬ ‫خالص��ة الق��ول ه��ي أن��ه في حي��ن أن‬ ‫المقاوم��ة الالعنفية ال تضم��ن الديمقراطية‪،‬‬ ‫إال أنه��ا كفيلة عل��ى األقل بضم��ان الحصول‬ ‫على أهون الشرور المحتملة‪ .‬إن طبيعة النزاع‬ ‫نفسها غالباً ما تكون مؤشراً على شكل الدولة‬ ‫الت��ي س��نحصل عليه بع��د أن يص��ل النظام‬ ‫الجديد إل��ى الحكم‪ ،‬وقلة م��ن الناس تريد أن‬ ‫تعيش في بلد تم االستيالء فيه على السلطة‬ ‫والحفاظ عليها بالقوة والسالح وحدهما‪.‬‬ ‫الرابط األصلي للمقال‪:‬‬ ‫‪http://www.foreignpolicy.com/‬‬ ‫_‪articles/201124/08//think_again‬‬ ‫‪nonviolent_resistance‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ش��عبية مفتوحة عم ًال خطيراً للغاية بالنس��بة‬ ‫لمعارض��ي الحكومة‪ ،‬إلى أن حل العام ‪،1983‬‬ ‫حين أطلق المدنيون إش��ارة استيائهم األولى‬ ‫حين بدؤوا حملة منسقة إلصدار ضجيج مزعج‬ ‫بط��رق األواني والمقالي – وه��و ما يعد عم ًال‬ ‫بس��يطًا للغاية كان الهدف من��ه إظهار التأييد‬ ‫الواس��ع النطاق لمطالب المواطنين‪ ،‬وكش��ف‬ ‫ضع��ف ق��درة بينوش��يه عل��ى قم��ع الحرك��ة‬ ‫باألدوات التي كان يملكها‪.‬‬ ‫خ��رج الن��اس إل��ى الش��وارع تص��دح‬ ‫حناجره��م بأغ��انٍ كان��ت تتحدث ع��ن الزوال‬ ‫الوشيك لـ بينوش��يه ‪ -‬وهي ممارسة أغضبت‬ ‫الدكتات��ور بش��دة لدرج��ة أن��ه حظ��ر الغن��اء‬ ‫ف��ي ذل��ك الع��ام‪ ،‬بي��د أن ردة فعله اليائس��ة‬ ‫تل��ك كانت دلي� ً‬ ‫لا واضحاً عل��ى ضعفه وليس‬ ‫قوت��ه‪ .‬في النهاي��ة‪ ،‬رضخ بينوش��يه للضغط‬ ‫الش��عبي‪ ،‬ووافق ف��ي عام ‪ 1988‬عل��ى إجراء‬ ‫استفتاء شعبي حول إمكانية بقائه في الحكم‬ ‫لثمان س��نوات إضافي��ة‪ .‬وهنا اس��تغل زعماء‬ ‫المعارض��ة الفرصة لتنظيم حم�لات العنفية‬ ‫مباش��رة رك��زت عل��ى التصوي��ت ب��ـ "ال" في‬ ‫االنتخاب��ات والحص��ول على أغلبي��ة األصوات‬ ‫والس��عي للتحقق من نتائج التصويت بش��كل‬ ‫مس��تقل‪ ،‬وفي النهاية محاسبة بينوشيه على‬ ‫ممارس��اته‪ .‬وعندما ب��دا للجميع أن بينوش��يه‬ ‫أوش��ك عل��ى الخس��ارة‪ ،‬اضط��ر الجي��ش في‬ ‫النهاية لالنحياز إلى صف الش��عب التشيلي ما‬ ‫أدى أخيراً إلى تنحي الدكتاتور عن الحكم‪.‬‬ ‫"�أحيانا ال ميلك الثوار خيار ًا �آخر �إال‬ ‫حمل ال�سالح"‪.‬‬ ‫ه��ذا لي��س صحيح��ًا البت��ة‪ .‬ولربما من‬ ‫الس��هل أن ننس��ى في خضم األحداث الجارية‬ ‫ف��ي ليبي��ا أن الص��راع ب��دأ هناك على ش��كل‬ ‫احتجاج��ات س��لمية انطلق��ت م��ن بنغ��ازي‬ ‫ف��ي الخام��س عش��ر م��ن فبراي��ر‪ .‬سُ��حقت‬ ‫المظاه��رات بق��وة م��ن قب��ل الس��لطات‪،‬‬ ‫واس��تجاب المعارضون لذلك في التاسع عشر‬ ‫م��ن فبراير بحمل الس�لاح فش��رعوا في قتل‬ ‫وأس��ر المئات من مرتزق��ة القذافي والموالين‬ ‫لنظام��ه‪ .‬في خطابه الش��هير ال��ذي ألقاه في‬ ‫الثاني والعش��رين من فبراير‪ ،‬ق��ال القذافي‪:‬‬ ‫"االحتج��اج الس��لمي ش��يء‪ ،‬والتمرد المس��لح‬ ‫ش��يء آخر تمام��اً"‪ .‬لقد ه��دد بالذه��اب "بيت‬ ‫بيت‪ ،‬دار دار" بحثا ع��ن المتمردين "الجرذان"‪.‬‬ ‫أن قل��ة قليل��ة فق��ط م��ن المدنيين س��تكون‬ ‫على اس��تعداد للمش��اركة ف��ي المقاومة بعد‬ ‫تهدي��دات من ه��ذا النوع‪ ،‬وما بدأ على ش��كل‬ ‫حركة شعبية س��لمية تحول مباشرة‪ ،‬وبشكل‬ ‫ال لب��س فيه‪ ،‬إلى تمرد مس��لح بامتي��از‪ .‬ربما‬ ‫يب��دو ه��ذا التم��رد الي��وم قريبًا م��ن تحقيق‬ ‫أهدافه‪ ،‬ولكنه جاء بتكلفة باهظة جداً‪ :‬فعلى‬ ‫الرغم من استحالة إحصاء عدد القتلى الفعلي‬ ‫حتى اليوم‪ ،‬تشير بعض األرقام المعتدلة إلى‬ ‫خسائر بشرية قد تصل إلى ‪ 13000‬قتي ًال‪.‬‬ ‫ه��ل كان باإلمكان القيام بذلك بطريقة‬ ‫مختلف��ة؟ من الس��هل التحدث عل��ى ذلك اآلن‬ ‫بع��د ف��وات األوان‪ ،‬ولكن إذا س��نحت الفرصة‬ ‫للناش��طين في ليبيا إلعادة لتقييم تجربتهم‪،‬‬ ‫فق��د يدرك��ون بأنه��م ربم��ا ارتكب��وا بع��ض‬ ‫األخط��اء‪ .‬في البداية كانت الحركة عفوية إلى‬ ‫درج��ة كبيرة‪ ،‬عل��ى عكس الحرك��ة المصرية‬ ‫التي تم التخطيط لها بش��كل محكم وبدرجة‬ ‫عالي��ة من التنس��يق‪ .‬م��ن جهة ثاني��ة‪ ،‬ركزت‬ ‫الحركة الس��لمية في ليبيا عل��ى تكتيك واحد‬ ‫فقط لتحقيق مآربها وهو المظاهرات‪ ،‬وعندما‬ ‫تعتم��د أي حرك��ة عل��ى تكتي��ك واح��د فقط‬ ‫كالمس��يرات أو المظاهرات يصبح من السهل‬ ‫ج��داً التنب��ؤ بخططه��ا فيصب��ح المتظاهرون‬ ‫مجرد س��رب من البط يجلس به��دوء منتظراً‬ ‫آلة قمع النظام‪.‬‬ ‫أم��ا الح��ركات الس��لمية الناجح��ة‬ ‫فتعتم��د عل��ى الجمع بي��ن تكتي��كات مختلفة‬ ‫كالمظاه��رات واالحتجاج��ات الت��ي تخ��رج‬

‫‪23‬‬


‫الفن ر�سالة وهو لغة العامل للتغيري‬

‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫لقاء مع الفنان ال�سوري خاطر �ضوا‬ ‫أجرى الحوار‪ :‬جاد الرمالوي‬

‫الفن ث��ورة دائمة ب��كل ما يحمله‬ ‫م��ن آالم الواق��ع وأحالم��ه ورس��ائل‬ ‫التجدي��د‪ ،‬فال قيمة للفن إذا لم يعكس‬ ‫منبع��ه وأع��اد إليه ما ه��و منتظر منه‪،‬‬ ‫المجتمع عموما ينظر ألبطال الشاش��ة‬ ‫والمطربين على أنه��م نخبة المجتمع‬ ‫وطليعته��ا المثقف��ة‪ ،‬فه��ل حم��ل‬ ‫المجتمع هذه الفئة ما ال تحتمل؟ أم أن‬ ‫انقس��امهم بين مؤيد ومعارض اضعف‬ ‫من قدرتهم عن التعبير؟‬ ‫موهب��ة الفنان ه��ي ف��ي التعبير‬ ‫بما نش��عر به من غض��ب وضعف وحب‬ ‫وانتص��ار‪ ،‬هذا م��ا رأيته ف��ي فنان من‬ ‫الفناني��ن اللذين واكبوا الثورة من أول‬ ‫يوم‪ ،‬انتمى إليه��ا وأحبها وهي مازالت‬ ‫ف��ي رح��م الغي��ب‪ ،‬غن��ى منه��ا وإليها‬ ‫بأغان��ي جميلة في صدقه��ا ونقاء روح‬ ‫مبدعيها‪..‬‬ ‫خاط��ر ضوا‪ ..‬فنان م��ن جيل ثورة‬ ‫الكرام��ة الس��ورية‪ ،‬ول��د م��ن رحمها‪،‬‬ ‫بع��د أن تربى موس��يقياً على يد الفنان‬ ‫العراقي نصير شمة‪..‬‬ ‫خاطر ضوا‪ ،‬ابن مصياف األبية‪ ،‬لم‬ ‫ير في نفسه إال جز ًء من شعب ثائر نادى‬ ‫بحريت��ه وكرامته‪ ،‬واعتبرها مس��ؤولية‬ ‫وواج��ب‪ ،‬يتجس��د انخراط��ه به��ا بفنه‬ ‫الملتزم والجميل ال��ذي قدمه ويقدمه‬ ‫دعماً ألخوته األحرار داخل سوريا‪..‬‬ ‫س��وريتنا التقت الفنان خاطر ضوا‬ ‫وكان لنا معه الحوار التالي‪:‬‬

‫| الفنان خاطر ضوا‪ ،‬حدثنا عن نش��أتك‪،‬‬ ‫وهل ساهمت نشأتك بموقفك الداعم للثورة؟‬ ‫| | أو ًال أتقدم بالرحمة ألرواح ش��هداء‬ ‫س��وريا والربيع العربي‪ ،‬وس�لام لكل أمهات‬ ‫الش��هداء وأطفالنا وإلى معتقلينا ومهجرينا‬ ‫في كل أنحاء العالم‪..‬‬ ‫أن��ا م��ن موالي��د مدين��ة مصي��اف في‬ ‫محافظ��ة حم��اة‪ ،‬كن��ت أش��ارك ببع��ض‬ ‫النش��اطات الفنية في س��وريا‪ ،‬ورأى بعض‬ ‫م��ن المحيطي��ن ب��ي ومن��ذ وقت باك��ر أنه‬ ‫س��يكون لي مستقبل فني مش��رق‪ ،‬وكانت‬ ‫عائلتي وأقربائي من أش��د المش��جعين لي‬ ‫منذ الصغر‪.‬‬ ‫في ع��ام ‪ 2008‬غادرت س��وريا متجهًا‬ ‫إل��ى أبو ظب��ي‪ ،‬وعمل��ت في مهنت��ي وكان‬ ‫لدي صديق حميم من بلدتي مصياف اسمه‬ ‫حس��ين الش��يخ‪ ،‬يعزف الناي والسيكسفون‬ ‫أيض��ًا‪ ،‬وال��ذي ش��جعني عل��ى الس��فر إلى‬ ‫القاهرة لدراسة الموسيقى والتعمق بعالم‬ ‫الفن وهو السبب بلقائي بالموسيقار نصير‬ ‫شمة‪..‬‬ ‫قب��ل المغ��ادرة إل��ى القاه��رة التقيت‬ ‫بالموس��يقار نصي��ر ش��مة وبعدم��ا قم��ت‬ ‫بغن��اء موش��ح قال ل��ي‪ :‬عليك الذه��اب إلى‬ ‫القاهرة للدراسة في بيت العود وكي تكون‬ ‫أم��ام عيني‪ ..‬والحم��د اهلل‪ ،‬كان مجيئي إلى‬ ‫القاه��رة بداي��ة في طري��ق الن��ور‪ ،‬والدتي‬ ‫وأبي وأشقائي كان لهم فضل كبير بحياتي‬ ‫المهنية والفنية‪.‬‬ ‫من الصغر تعلمت من والدي أن أتكلم‬

‫كلم��ة حق وال أخ��اف‪ ،‬ونظ��راً لحاجت بالدنا‬ ‫للث��ورات والربي��ع العربي‪ ،‬كن��ت مؤمن جداً‬ ‫بأن يكون هناك تغير نحو األفضل‪.‬‬ ‫| ما قبل الثورة‪ ،‬كيف كنت ترى المجتمع‬ ‫الس��وري‪ ،‬وهل كنت تتوقع ح��دوث ثورة نظرا‬ ‫لطبيعة التركيب للمجتمع السوري؟‬ ‫| | المجتمع السوري أثبت للعالم أجمع‬ ‫بأن��ه ش��عب مح��ب ومتعايش ب��كل أطيافه‬ ‫من��ذ مئات الس��نين ب��ل أالف الس��نين‪ .‬فأنا‬ ‫أرى بأن��ي المجتمع الس��وري أثب��ت عظمته‬ ‫بهذه الثورة‪ .‬و س��وريا كان��ت بأمس الحاجة‬ ‫للديمقراطية وحرية التعبير وخاص ًة أن كل‬ ‫فرد س��وري تعرض لالحتكاك بحزب البعث‬ ‫والقذارة السياس��ية التي كانت تجري‪ .‬ومن‬ ‫التأكيد أي ضغط يولد لالنفجار‪.‬‬ ‫لم يكن الس��وريين يوماً طائفيين وال‬ ‫إقصائيين‪ ،‬وإنما ما جناه عليهم نظام البعث‬ ‫الش��مولي خ�لال أكثر من نصف ق��رن قهراً‬ ‫وظلماً وتهميش��ًا إال لم��ن تبعه ووااله‪ ،‬جعل‬ ‫الخ��وف هو الس��مة األكبر لدين��ا‪ ..‬خوف من‬ ‫كل م��ا يحيط بنا‪ ،‬وتعل��م تماماً كيف عاش‬ ‫السوريين عقوداً طويلة‬ ‫لكن ليس لهذا أن يدوم‪ ،‬فالشعب يريد‬ ‫الحياة‪ ،‬وهي حق‪ ،‬حق واضح وأكيد‪.‬‬ ‫| وم��ا قب��ل الثورة ه��ل صادفت مواقف‬ ‫كنت فيها معارضاً‪ ،‬وكيف عبرت عن ذلك؟‬ ‫لم يك��ن هناك أي حياة سياس��ية قبل‬ ‫الث��ورة وكان��ت إمكاني��ة التعبير ع��ن الرأي‬ ‫شبه مس��تحيلة‪ ،‬وكلنا نعلم بكمية العقول‬ ‫الت��ي تم تهجيره��ا وتصفي��ة البعض منها‬

‫بعد حك��م أل األس��د‪ .‬حتى أنك لت��رى أكثر‬ ‫الخريجين السوريين الشباب ليس لهم هم‬ ‫س��وى الس��فر والهجرة‪ ،‬والبحث عن فرص‬ ‫للحي��اة ف��ي م��كان أفض��ل‪ ،‬وتفقد س��وريا‬ ‫أبنائها شيئًا فشيئًا‪.‬‬ ‫التعبي��ر األول الذي ش��اهدته كان من‬ ‫القاهرة‪ ،‬في الث��ورة المصرية‪ ،‬عندما رأيت‬ ‫الش��عب المص��ري يري��د إس��قاط مب��ارك‪،‬‬ ‫ودهشت بعظمة كلمة ارحل‪ ،‬والشعب يريد‬ ‫إس��قاط النظام‪ ،‬وانتابني اإلحساس األكيد‬ ‫بأنه سيأتي التغير في سوريا‪.‬‬ ‫| مشاركتك بالثورة كانت منذ اللحظات‬ ‫األولى‪ ،‬وهي من خالل تقديم فن ملتزم داعم‬ ‫للثورة‪ ،‬كيف بدأت أول أغنية للثورة؟‬ ‫| | أول أعمالي‪ .‬كان بعنوان (يا سوريا‬ ‫يا بالدي) وتم تسجيلها بمنزل صديقي بحر‬ ‫غ��ازي بع��د انتهائه م��ن تلحينها وتس��جيل‬ ‫اآلالت الموس��يقية م��ن األي��ام األول��ى‪ .‬من‬ ‫ث��م قدم��ت عملي��ن بعن��وان (ي��ا س��وريا ال‬ ‫تس��جلينا غي��اب‪ .‬والوطن جنة) م��ن كلمات‬ ‫شاهر خضرة ألحد األفالم الوثائقية بعنوان‬ ‫(خارطة الخوف) من إخراج مها شهبا‪.‬‬ ‫م��ن ث��م قدم��ت عم��ل بعنوان (ش��و‬ ‫بيقرب��ك حمزة) م��ن كلمات تي��م عبد اهلل‪.‬‬ ‫ومن ثم (الحر قال سوريا) من كلمات محمد‬ ‫السيد وغيرهم من األعمال الغنائية‪.‬‬ ‫| الفنان��ون ليس��و سياس��يين والبعض‬ ‫اخت��ار احد الطرفي��ن‪ ،‬فكيف ت��رى أنت موقف‬ ‫الفنانين اآلخرين من الثورة؟‬ ‫م��ن انض��م لصف��وف الث��ورة واج��ب‬ ‫عليه تجاه س��وريا وتجاه نفسه‪ ،‬اختار حكمًا‬ ‫الوقوف في جان��ب الحق والكرامة‪ ،‬له ولكل‬ ‫الس��وريين‪ ،‬وم��ن اخت��ار البق��اء بصف��وف‬ ‫النظ��ام فبالتأكيد ألن هن��اك يوجد مصالح‬ ‫مشتركة فاسدة وفاسقة بينهم‪.‬‬ ‫الف��ن ال يحم��ل لغ��ة القت��ل والعن��ف‬ ‫واالس��تبداد‪ ..‬ولم يكن يوماً س��وى رس��الة‬ ‫للتس��امح والعدالة والكرامة‪ ،‬وال يوجد عمل‬ ‫فني يروج للكراهية واالس��تبداد‪ ..‬الفن هو‬ ‫األوثق واألكمل ف��ي الوصول لقلوب الناس‬ ‫ومالمسة معاناتها وأحزانها وأفراحها‪ ،‬ومن‬ ‫ليس مع الناس يلي منهم‪ ،‬لذالك ال أستطيع‬ ‫تس��مية ه��ؤالء بالفناني��ن‪ ،‬فه��م ش��عراء‬ ‫الس��لطان‪ ،‬مثلهم كمثل جنوده ومش��ايخه‬ ‫وموالي��ه‪ ،‬لي��س له��م غاية س��وى إرضائه‪،‬‬ ‫والحصول على مكاس��بهم‪ ،‬وآخر همهم هو‬ ‫اإلنسان البسيط‪.‬‬ ‫| لم يكن لبعض الفنانين موقف واضح‬ ‫م��ن الثورة إال بعد مرور زم��ن‪ ،‬هل ترى لتأخر‬ ‫البعض في االلتحاق بالثورة مبرراً؟‬ ‫| | لي��س مب��رراً ألي أح��د ف��ي التأخر‬ ‫بااللتح��اق بالث��ورة‪ ،‬الخي��ر والش��ر ليس��ا‬ ‫نس��بيين وال خ�لاف عليهما‪ .‬لك��ن ليس لنا‬ ‫إال أن نراع��ي ظ��روف البع��ض‪ ،‬وأوضاعهم‬ ‫المعيش��ية‪ ،‬وكلن��ا نعل��م ما يفع��ل النظام‬ ‫بالمنش��قين من الجن��ود أو غيرهم‪ ،‬وليس‬ ‫الفناني��ن مختلفين عنهم‪ ،‬تذكر ما حدث مع‬ ‫عائلة مالك جندلي‪..‬‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫خاطر ضوا الفنان واإلنس��ان لن نرضى‬ ‫منك إال األفضل دائم��ا ألنه ما تعودناه منك‬ ‫نحن من أحبوك وألنن��ا نعلم أنك لن ترضى‬ ‫إال األفض��ل لم��ن تحبهم‪ ،‬وال��ى اللقاء جمعا‬ ‫عل��ى أرض الوطن لتحيي لنا احتفاالت النصر‬ ‫في أقرب وقت‪ ،‬إنشاء اهلل في اقرب وقت‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫هن��اك علماني��ون يكتف��ون بالتنظير‬ ‫عل��ى األنظمة االس��تبدادية الت��ي ال تمول‬ ‫حس��اباتهم ف��ي البن��وك‪ ،‬وعلماني��ون‬ ‫ينتق��دون المتطرفون اإلس�لاميون الذين‬ ‫بدوره��م يضع��ون العلماني��ون في نفس‬ ‫الخانة مع أنظمة االس��تبداد ومع أي طائفة‬ ‫ليس��ت طائفته��م‪ ،‬بينم��ا معظ��م مم��ن‬ ‫ش��اركوا في الثورات العربية ومنها سوريا‬ ‫ال ينتموا ألي من الفريقين‪.‬‬ ‫| بوجود مثل هذا االس��تقطاب الفكري‬ ‫المشوه كيف ترى نفسك كفنان مفيداً للثورة‬ ‫وللسوريين؟‬ ‫| | الف��ن رس��الة وه��و لغ��ة العال��م‬ ‫للتغيي��ر نحو األفضل‪ ،‬وتأثي��ر األغنية في‬ ‫الث��ورة واض��ح ف��ي التأكيد عل��ى أهدافها‬ ‫وقيمه��ا الت��ي خرجنا م��ن أجلها ف��ي وجه‬ ‫الحاكم المستبد والشعب السوري كان وما‬ ‫يزال خير متلقي‪.‬‬ ‫الف��ن يجس��د حالة وص��ف ورؤية من‬ ‫وجهة نظ��ر الفن��ان صاحب العم��ل الفني‬ ‫لم��ا ي��راه‪ ،‬‮‬وبالتال��ي ‮‬ف��إن كل عم��ل فني‬ ‫يمث��ل موقف��ًا مؤث��راً بش��كل أو بآخر في‬ ‫ف��رد أو جماعات‪ ،‬لذلك أرى الفنان في حالة‬ ‫مس��ؤولية كبيرة تج��اه ما يق��دم وتجاه ما‬ ‫يفع��ل‪ ،‬فقد يكون مث��ا ًال للكثيرين‪ .‬فالفن‬ ‫مسؤولية أو ًال‪ ،‬ومن هنا أعمل دائماً ألكون‬ ‫أق��رب للن��اس وللث��ورة م��ن خ�لال أعمال‬ ‫تجسد معاناتهم وحزنهم وغضبهم وحتى‬ ‫فرحهم اآلن وغداً‪.‬‬ ‫الف��ن أو الفن��ون ه��ي لغ��ة موهوبة‬ ‫ومبدع��ة اس��تخدمها اإلنس��ان لترجم��ة‬ ‫التعابي��ر الت��ي ت��رد ف��ي ذات��ه الجوهرية‬ ‫وليس تعبيرا عن حاجة اإلنسان لمتطلبات‬ ‫حياته رغم أن بعض العلماء يعتبرون الفن‬ ‫ضرورة حياتية لإلنسان كالماء والطعام‪.‬‬ ‫| بعد ما حل م��ن دمار كيف يرى خاطر‬ ‫ضوا س��وريا ما بعد األس��د‪ ،‬وأي��ن ترى هذا‬ ‫الحلم بعد مضي سنتين على الثورة؟‬ ‫| | أرى س��وريا المس��تقبل تبنى من‬ ‫جديد‪ ،‬بريش��ة س��راقب‪ ،‬والفتات كفرنبل‪،‬‬ ‫وصح��ف الث��ورة‪ ،‬وهتاف��ات الجمي��ع نح��و‬

‫مس��تقبل أجم��ل‪ ،‬وكل عمل ال يُ��راد منه‬ ‫س��وى بناء ما ُغيّب ط��وال نصف قرن من‬ ‫الزمن‪..‬‬ ‫نع��م لق��د تحملن��ا الكثي��ر ومازلن��ا‬ ‫ندف��ع ثمن غالي ج��دا للحرية الت��ي طالما‬ ‫عش��قناها‪ ،‬ولك��ن علين��ا أن نحت��رم م��ن‬ ‫ضح��ى ألجلنا بأن نكون عند حس��ن ظنهم‬ ‫في بناء س��وريا التي كلنا نحل��م بها مهما‬ ‫بلغت التحديات‪.‬‬ ‫| من خالل متابعتك للثورة الس��ورية‪،‬‬ ‫هل إحدى هذه التحديات هي محاولة البعض‬ ‫توجيه الثورة نحو األسلمة وهل التخوف من‬ ‫طائفية أمر حقيقي؟‬ ‫| | م��ن متابعت��ي لألح��داث وأن��ا‬ ‫خارج س��وريا‪ .‬طبعًا أرى ب��أن هناك بعض‬ ‫الحركات ممنهجة لس��وريا‪ ،‬لكن أعلم جيداً‬ ‫ب��أن لي��س م��ن طبيعة الش��عب الس��وري‬ ‫التعصب والتطرف وليس من مبادئ الثورة‬ ‫أص ًال أسلمة سوريا‪.‬‬ ‫الموض��وع الطائف��ي ال��ذي ينصب��ه‬ ‫النظ��ام ب��كل فيديوهاته المس��ربة وبكل‬ ‫مج��ازره وبكل لحظة مخي��ف طبعاً إذا وقع‬ ‫بفخه الش��عب‪ ،‬لكن أنا على يقين بأن هذا‬ ‫الش��عب مح��ب لبعض��ه وللحي��اة وال يوجد‬ ‫هن��اك تفرق��ة بين أبنائ��ه‪ ،‬وال أح��د يريد‬ ‫تمزيق النس��يج الس��وري إال أعداء س��وريا‬ ‫واإلنسانية‪.‬‬ ‫| هل ترى شعار "الشعب السوري واحد"‬ ‫مجرد شعار جميل أم إن الحقيقة غير ذلك؟‬ ‫| | بالطب��ع حقيق��ة!!‪ ..‬ل��و ل��م تكن‬ ‫حقيق��ة لم��ا اس��تمرت الث��ورة عامين من‬ ‫التضحي��ة والنض��ال‪ ..‬ط��وال عامي��ن من‬ ‫القت��ل واالعتق��ال والتعذي��ب م��ن ش��مال‬ ‫س��وريا إلى جنوبها وغربها وشرقها مازلت‬ ‫تسمع "الشعب السوري واحد"‪..‬‬ ‫الش��عب الس��وري واحد من درعا إلى‬ ‫دي��ر الزور‪ ،‬وم��ن الالذقية إلى الس��ويداء‪..‬‬ ‫وه��ذه حقيقة‪ ،‬تراها ف��ي كل لحظة وفي‬ ‫كل م��كان م��ن س��وريا الحبيب��ة‪ ،‬ف��ي كل‬ ‫ش��ارع ت��رى الناس بقلب واح��د وهم واحد‬ ‫وإرادة واح��دة‪ ..‬تراه��ا في عي��ون األطفال‬

‫وفي عي��ون المهجرين‪ ،‬تختل��ط مع الحزن‬ ‫والقهر‪ ،‬لكن أيضاً األمل‪ ،‬األمل بغد أفضل‬ ‫لكل السوريين‪.‬‬ ‫نعم هناك تج��اوزات وأخطاء‪ ،‬لكن ال‬ ‫يجوز التعميم‪ ،‬من يعرف الش��عب السوري‬ ‫يعل��م علم اليقين بأنه ل��ن يكون إال واحداً‬ ‫حراً كريمًا‪.‬‬ ‫| بع��د كل م��ا مررن��ا به وق��د تجاوزنا‬ ‫الس��نتين م��اذا يمك��ن ان تقول��ه للش��عب‬ ‫السوري؟‬ ‫| | م��ن يقاوم إج��رام النظ��ام عليه‬ ‫أن يعل��م بأن��ه يس��تطيع أعط��اء العال��م‬ ‫دروس مجاني��ة باألخ�لاق والضمير والحب‬ ‫والتس��امح وانت��م أهله��ا‪ .‬رغ��م كل تآم��ر‬ ‫العال��م على س��وريا أرضًا وش��عباً إال إنكم‬ ‫انتم م��ن يقرر تحديد مصير س��وريا‪ .‬وأنا‬ ‫على ثقة تام��ة بقدرتكم عل��ى االحتمال‪،‬‬ ‫لو خيرت األم بساعات المخاض لتخلت عن‬ ‫وليدها من ش��دة األلم‪ ،‬لكن جمال النتيجة‬ ‫تخف��ف من األلم‪ ،‬صبراً يا ش��عبي العظيم‬ ‫احترام��اً لم��ن رحل��وا‪ ..‬أنتم الحي��اة وبكم‬ ‫سينكسر قيد الطغاة‪.‬‬ ‫| ما هي مش��اريعك المستقبلية وكيف‬ ‫يمكن تراها بعد السقوط النهائي للنظام؟‬ ‫| | اآلن اعم��ل على إنت��اج أول ألبوم‬ ‫لي بش��كل رس��مي بمنحة المورد الثقافي‬ ‫المص��ري بعن��وان (نحن��ا طلوع الش��مس)‬ ‫والت��ي س��تصدر بها أعم��ال جدي��دة ألول‬ ‫مرة ذات أهداف إنس��انية‪ ،‬وعندما يس��قط‬ ‫النظام وأعود إلى سوريا سأكمل معك هذا‬ ‫الجواب‪.‬‬ ‫محبت��ي وكل الم��ودة والح��ب لك��م‪،‬‬ ‫ولم��ن ق��رأ حديثن��ا ه��ذا‪ ،‬عاش��ت س��وريا‬ ‫بشعبها الحر‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫هناك من تأخروا بس��بب هذه الظروف‬ ‫وغيره��ا‪ ،‬وهو مب��رر لهم‪ ،‬وكان��وا يعملون‬ ‫س��راً في كثير م��ن أعمال اإلغاث��ة والكفاح‬ ‫الس��لمي والمدن��ي داخل س��وريا‪ ،‬لكن من‬ ‫التح��ق متأخراً ألن��ه أيقن أن النظ��ام زائل‬ ‫وانش��ق ليحص��ل عل��ى مكانه في س��وريا‬ ‫الجديدة‪ ،‬لس��نا نحن من يحاس��به‪ ،‬فسوريا‬ ‫تحاس��ب الجميع‪ ،‬والجمي��ع مطالبون بحبهم‬ ‫لها‪ ،‬مثلم��ا تحبهم جميعًا‪ ،‬كل��ن من موقعه‬ ‫ومن خالل عمله وجهده‪.‬‬ ‫| مع وج��ود العديد م��ن الفنانين ممن‬ ‫يعمل��ون بصمت‪ ،‬اكتفى بع��ض من الفنانين‬ ‫بالب��كاء على أبواب خيام المهجرين مع بعض‬ ‫الص��ور التذكارية‪ ،‬بما تعزي ضعف مس��اهمة‬ ‫هؤالء الفنانين بالثورة؟‬ ‫ه��ؤالء م��ن الفنانين الذي��ن يعتبرون‬ ‫مش��اركتهم بالثورة هي عب��ارة عن صورة‬ ‫تذكاري��ة م��ع المهجري��ن والنازحي��ن ليس‬ ‫لديه��م حت��ى ذرة من ضمير‪ ،‬لي��س لديهم‬ ‫أدنى إيمان بأنفس��هم أو ًال‪ ،‬وبقدرة الشعب‬ ‫السوري العظيم على التغيير نحو األفضل‪.‬‬ ‫نعل��م جميع��ًا تمام��ًا أن هن��اك الكثير‬ ‫الكثي��ر م��ن الفناني��ن م��ن يعم��ل بصمت‬ ‫وف��ي الداخل الس��وري وف��ي كل المجاالت‪،‬‬ ‫م��ن اإلغاثة إلى دعم تعلي��م األطفال ممن‬ ‫تهجروا ودمرت مدارس��هم‪ ،‬م��ن الدفاع عن‬ ‫حقوق المعتقلين‪ ،‬إلخ‪..‬‬ ‫كان األولى بمن ليس لهم عمل سوى‬ ‫التقاط الصور من المخيمات ونش��رها على‬ ‫أنه��م في قل��ب الثورة البقاء ف��ي مواقعهم‬ ‫والمش��اركة كه��ؤالء الجن��ود المجهولي��ن‬ ‫وبصمت‪ ،‬فهو أجدى وأفضل‪ ..‬وأعود وأقول‪:‬‬ ‫سوريا ستحاسب الجميع‪.‬‬ ‫| كيف ترى استجابة الشارع السوري مع‬ ‫أغانيك؟‬ ‫| | علي��ك أن��ت أن تس��أل الش��ارع ي��ا‬ ‫صديقي‪ .‬أنا أغني لس��وريا وللثورة وشعبي‬ ‫الذي أحب وأؤمن‪ .‬هم من يعلمون ليس أنا‪.‬‬ ‫| أن��ا اعلم الص��دى الجميل ألغانيك في‬ ‫الش��ارع الس��وري وعمل (حمص يا أم الحجارة‬ ‫الس��ود) أخذت حظا وافرا م��ن اإلعجاب حدثنا‬ ‫عنه؟‬ ‫حم��ص عاصمة الث��ورة التي س��حرت‬ ‫العالم أجمع بمقاومته��ا لكل قذائف النظام‬ ‫والمج��ازر الت��ي ارتكبتها ش��بيحته وعندما‬ ‫كان��ت حمص ت��دك من قب��ل النظ��ام كان‬ ‫هن��اك صرخة بداخلي أري��د أن أوجهها لكل‬ ‫حر بالعالم بأنها حمص‪!..‬‬ ‫تواصل��ت م��ع كل أصدقائي الش��عراء‬ ‫وبلغته��م بأنن��ي أري��د كلمات ترتق��ي ولو‬ ‫بجزء بس��يط لما يح��دث‪ ..‬حقيق�� ًة وصلني‬ ‫رس��ائل عديدة بكلمات لك��ن كنت أرى بأنها‬ ‫ليس��ت مناس��بة‪ ..‬فأبلغت صديقي الش��اعر‬ ‫تيم عبد اهلل وبعد أيام أرس��ل لي نص من‬ ‫كلمات الش��اعر الراحل نس��يب عريضة ابن‬ ‫حم��ص الذي توفي في المهج��ر‪ .‬خالل أيام‬ ‫انتهيت من تلحينه وقمت بتس��جيله ألقدمه‬ ‫إهداء إلى حمص وشهداء سوريا‪.‬‬ ‫| نعي��ش من��ذ س��نتين ف��ي دوام��ة‬ ‫التصريح��ات الدولي��ة الناري��ة والمتضارب��ة‬ ‫مع مواق��ف ال ينقصها الس��لبية‪ ،‬هل ترى في‬ ‫مواقف هذه الش��عوب ما يميزه��ا عن مواقف‬ ‫حكوماتها؟ وكيف ترى كليهما؟‬ ‫| | م��ن الواض��ح تعاط��ف الش��عوب‬ ‫مع الث��ورة مرة وم��ع المجازر م��رات أخرى‪،‬‬ ‫ولك��ن بالمجم��ل لم تكن الش��عوب بأفضل‬ ‫بكثير م��ن حكامهم في التعاطي مع الوضع‬ ‫االستثنائي في س��وريا‪ ،‬إال طبعًا من بعض‬ ‫الش��رفاء الموجودون في كل م��كان‪ ،‬إال انه‬ ‫لم يرقى لمس��توى ما يسيل في سوريا من‬ ‫دماء‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫ح�سام عزوز‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫إذا الواحد ش��اف الوضع والسجال الساخن في سوريا بين‬ ‫أطياف المجتمع السوري يجد‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الجميع ضد الطائفية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الجميع ضد التقسيم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الجميع ضد القتل‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الجميع ضد الفساد‪.‬‬ ‫ويتأك��د م��ن أن الجمي��ع تكفيريي��ن (علمان��ي ‪ -‬متدين)‬ ‫ويمتلك��ون الحق المطلق ومن ال يتفق معك هم يمثلون‬ ‫الش��ر المطلق‪ ..‬وهكذا دواليك تتورم األنا وتقترب شيئًا‬ ‫فشيئًا من الذات اإللهية المحرمة عن النقد‪..‬‬

‫�سعاد جرو�س‬

‫فيه ش��غلة غريبة صارت مع��ي أكتر من مرة‪ ،‬مع أنه إلي‬ ‫طالعة من القصير ‪ 15‬وخاللها كان ارتباطي فيها محدود‬ ‫بعائلتي وبش��وية صداقات بالحارة من أيام المدرسة‪ ،‬ما‬ ‫بعرف لي��ش من فترة كل ما س��افرت من الش��ام للبنان‬ ‫‪ 24‬س��اعة بتصير الش��ام وحتى كل س��وريا بذهني هي‬ ‫القصي��ر‪ ..‬يعني وقت بوصل لهناك وع��م خبر حدا بقله‬ ‫لس��ه هي وصلتي من القصي��ر‪ ،‬أو الطريق من القصير‬ ‫للبنان كتير كان عجقة‪ ،‬ووقت بدي ارجع بس��أل أصحابي‬ ‫بتوصونا ش��ي من القصير‪ !!..‬وبنتبه للخطأ وقت بشوف‬ ‫بالعي��ون دهش��ة وبعده س��ؤال لي��ش أنت ع��م تروحي‬ ‫للقصير؟!! ـ ال‪ ..‬من الش��ام والى الشام أعود‪ ..‬بس كأني‬ ‫أنا صرت القصير‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫تغريد �سمون‬

‫تح��ت التعذي��ب ؛ أفرغ كل أحقاده بجس��دي النحيل تفنن‬ ‫في إذاللي وأنتهك أدميتي تحت التعذيب كانت عيناه تقرأ‬ ‫في براءة حقي فتزيده تفنن في التعذيب وما كان لي من‬ ‫مخلص س��وى الموت تدثرت به وشعرت بدنوي من لقاء‬ ‫الحبي��ب وطافت أمام نظر الم��وت أطياف من أحب ولقيت‬ ‫حتفي تحت التعذيب‪..‬‬

‫روال الركبي‬

‫ف��ي أرض ال��دم وزه��ر الليم��ون‪ ،‬تكاد ي��دي أن تالمس‬ ‫طائ��رة الميج‪ ،‬ت��كاد أذني أن تنفجر م��ن هدير القصف‪،‬‬ ‫لك��ن روح��ي طويل��ة‪ ،‬طويييييييييلة!‪ ..‬م��ا يجري ليس‬ ‫باقتتال‪ ،‬بل هو قتل ممنهج‪ ،‬هي ليس��ت بوسنة جديدة‪،‬‬ ‫نحن ال نتقاتل‪ ،‬نحن نقتل!‪..‬‬

‫�شهرزاد اجلندي‬

‫نمر بمرحلة عس��ر هضم فكري‪ ،‬الكثير يجدون صعوبة‬ ‫في تقب��ل الرأيان اآلخر أو يتقبل حت��ى مجرد نقده نقدا‬ ‫موضوعي��ا قائم علي الحج��ة والبرهان‪ ،‬ربم��ا ألنهم لم‬ ‫يتعرف��ون عل��ى هذا ال��رأي اآلخر أصال‪ ،‬ب��ل يتعدي ذلك‬ ‫إلي حيث اتهامات الخيانة الفكرية واتهامات (بالوطنجية)‬ ‫(وبالمصلحجي��ة) وقد تصل إلى االتهام بالخيانة الوطنية‬ ‫أو حتى يمكن يقولوا انك من جماعة (المنحبكجية)‪..‬‬

‫‪‎‬منري اجلبان‪‎‬‬

‫أسبوعية‬

‫ال نس��تطيع أن نه��رب م��ن ذاك��رة العقل الباط��ن مهما‬ ‫تهرّبن��ا منه أو هربنا فمن زم��ن الطفولة األولى ع ّلمونا‬ ‫إذا رأين��ا حلم��ا مزعجا في اللي��ل أن نذهب إل��ى الحمّام‬ ‫أوّل ما نفيق وندير وجهنا إلى الحائط ونتفّ ثالث مرّات‬ ‫ونحن نستعيذ من شرّ ذلك المنام‬

‫بالنسبة إلي الحرية مرتبطة بكتير مفاهيم و أشياء‪ ،‬مث ًال القيود مو بس الفكرية والحياتية بس كمان القيود‬ ‫المادية فبرأينا الحرية الزم تكون متالزمة ومرتبطة لتشمل كل مستويات الحياة وبتكون الحرية إلي بدنا ياها أنو‬ ‫نكون نحنا متل ما نحنا بدون ما نحس أنو هاد الشي ممكن يدايق غيرنا أو نكون خايفين منو‪..‬‬ ‫ي��ا ريت لو منصير بمس��توى أنو كل حدا عن��دو الحق الطبيعي ليعيش حياتو متل م��ا بدو وعم يمارس هي‬ ‫الحرية وهو حاسس باالمان كونو الكل عايشين حسب الشي اللي هنن حابينو مو الشي المفروض عليهون‪.‬‬ ‫وبالنسبة لبنتي الحرية أنها تكون عايشة بمكان أحلى ويكون عندا ست قطط‪..‬‬

‫سورية مغتربة‬

‫هاال حممد‬ ‫ْ‬ ‫وستس��قط‪ .‬ه��ذا الثمن‬ ‫حب��ل الك��ذب الطوي��ل قصير‪..‬‬ ‫الغالي ليس ثمنك‪.‬‬

‫فادي ح�سني‬

‫أطال��ب الحكوم��ة الس��ورية المؤقت��ة ف��رض "‪"Tax‬‬ ‫عالس��ياحة الثورية والتقاط الص��ور بالمناطق المحررة‪.‬‬ ‫فيها باب رزق مرتب عفكرة إذا بتفكروا فيها شوي‪.‬‬

‫يارا با�شا‬

‫الصبح دخلت عالنت لقيت عامليلي تاغ عخريطة تش��مل‬ ‫تقس��يم س��وريا وتحتوي فدرالية كوردي��ة‪ ..‬أنا كوردية‬ ‫س��ورية أنا ضد االنفصال‪ ..‬بس هاد ال يعني إنو ما بدي‬ ‫حقوقي القومي��ة كاملة‪ ..‬بس بدي عيش مع كل أخوتي‬ ‫ورفقاتي بسوريا‪ ..‬يلي هي للكل‪..‬‬

‫ه�شام عقل ابو جوالن‪‎‬‬

‫ي��ا أهلن��ا ي��ا أخوتن��ا وأحبتنا في الخ��ارج أض��م صوتي إلى‬ ‫صوت الصديق واألخ أكاد مطالبين الجميع بالخارج بتحويل‬ ‫عواطفهم النبيلة تجاه ش��عبكم هنا ف��ي الداخل إلى أفعال‬ ‫حقيقية وملموس��ة نحن بالداخل نحتاج لكم وننتظر منكم‬ ‫الكثي��ر‪ ..‬نح��ن في الداخ��ل ننتظ��ر منكم ان ترتق��وا فوق‬ ‫خالفاتكم لتكونوا على مستوى الدم المسفوح في وطنكم‬ ‫األم‪ .‬نتمن��ى عليك��م جميعا أن تتكاتفوا وتقف��وا إلى جانب‬ ‫أبناء وطنكم في الداخل وذلك على صعيد الدعم السياسي‬ ‫أو اإلغاث��ي أو اإلعالمي‪ ..‬نتمنى منكم أن تش��كلوا رأي عام‬ ‫ضاغط في الدول التي تقيمون بها لتغيير مواقف حكوماتها‬ ‫ولتتحمل مس��ؤوليتها اإلنس��انية واألخالقية تج��اه المذبحة‬ ‫المفتوحة في وطنكم‪ .‬نتمنى عليكم أن تتداعوا إلى مؤتمر‬ ‫وطني إغاثي لمساعدة أبناء شعبكم في محنته التي طالت‪،‬‬ ‫والت��ي أوصلت الناس هنا في الداخل إل��ى بيع ما تبقى من‬ ‫أثاث منزلها من أجل رغيف الخبز‪ .‬أبناء ش��عبكم في الداخل‬ ‫ينتظرون منكم الكثير‪ ..‬المجد للثورة‪..‬‬

‫طريف اخلياط‬

‫ال��دم الس��ني واحد‪ ،‬ال تع��دو كونها هرطق��ة‪ ،‬يطرب لها‬ ‫بع��ض األصوليي��ن الس��وريين‪ ،‬كي يفرغ��وا طائفيتهم‬ ‫المريض��ة‪ ..‬فم��اذا يق��ول أولئ��ك بخب��ر ع��ن س��لفيين‬ ‫مصريي��ن يهاجم��ون من��زل القائ��م باألعم��ال اإليراني‬ ‫ف��ي القاه��رة‪ ،‬لكن ليس من أجل س��وريا‪ ،‬ب��ل اعتراضا‬ ‫عل��ى تطوير عالقات مص��ر وإيران؟! ورغ��م التظاهرات‬ ‫والحوادث العديدة‪ ،‬هل تظاهر س��لفيون أو إخوانيون في‬ ‫هذا العالم "الس��ني" من أجل سوريا؟ أم أن دمهم السني‬ ‫مس��يّس‪ ،‬وجرح س��وريا خارج أجنداته؟!!! وفي المقابل‬ ‫أجندات أخرى تضخ في س��وريا جهاديين س��نة وش��يعة‪،‬‬ ‫لصياغة نهاية بعيدة وغير سعيدة‪..‬‬

‫هاال جناري‬ ‫في دمشق يعتلي صوتُ الحمام ويمزجه أنين النار‪ ..‬في‬ ‫دمشق تغني العاشق ُة ليل الحب وتسقيه من الم الدمار‪..‬‬ ‫بكل قذيفةٍ تسقط من‬ ‫في دمش��ق تعلو ضربات القلب ِ‬ ‫التتار‪ ..‬في دمشق تدقينَ صوتَ الحريةِ خافتًا وستُعليه‬ ‫يوم االنتصار‪ ..‬في دمش��ق أنا‪ ..‬وأنا س��أكون في دمشق‬ ‫جسدٌ واحدٌ نحنُ وسنبقى‪..‬‬

‫م�صطفى اجلرف‬

‫س��وف تنتهي هذه المأس��اة فقط عندما يتم اليقين بأن‬ ‫الديمقراطي��ة ليس��ت مجرد مطل��ب لطرف واح��د‪ ،‬وإنما‬ ‫ه��ي المخ��رج الوحي��د لألطراف جميع��ًا‪ .‬أن��ا أتكلم طبعا‬ ‫عن األطراف الش��عبية السورية‪ ..‬نظام االحتالل األسدي‬ ‫ليس طرفا في معادلة الديمقراطية والسالم ألنه حاضر‬ ‫كطرف فقط في معادلة الحرب‪ :‬إما قاتال أو مقتوال!‬

‫فدوى روحانا‬

‫في الحقيق��ة هنالك فعال مؤامرة على الش��عب العربي‪،‬‬ ‫من الغرب ومن الش��رق‪ ،‬من الش��مال وم��ن الجنوب‪ ،‬من‬ ‫االمبريالي��ة وم��ن الش��يوعية‪ ،‬م��ن حكام��ه وم��ن تعلق‬ ‫بأذياله��م م��ن جهات الك��ون األربع��ة‪ ،‬م��ن النخب ومن‬ ‫المثقفي��ن‪ ،‬م��ن يدعي الثقاف��ة ومن ربم��ا يمتلكها‪ ،‬من‬ ‫اليمين ومن اليسار‪ ،‬من وسط اليسار ومن أقصى أقصى‬ ‫اليسار‪ ..‬وحده الشعب يثور بدون أي مؤامرة على نفسه‪..‬‬

‫يو�سف فخر الدين‪‎‬‬

‫ي��ا ش��باب يا صبايا ه��اي الثورات لتعيش��وا وبف��رح‪ ،‬وإذا‬ ‫الطاغي��ة اجبرن��ا ع��ل الم��وت فلي��س م��ن الصحيح أن‬ ‫نس��تمرء معركته ونمج��د بالموت تحت أي عن��وان‪ .‬بدنا‬ ‫ياك��م تعيش��وا وتنتص��روا وتواجه��وا إجرام��ه بتقديس‬ ‫الحياة‪ ،‬بدنا س��نة الحياة تمش��ي مؤ س��نة الطغاة ونموت‬ ‫قبلكم وإحنا ممتلئين ثقة أننا مستمرين فيكم‪..‬‬

‫ماجد كيايل‬

‫يخ��زي العي��ن عل��ى الفصائ��ل الفلس��طينية‪ ،‬والس��يما‬ ‫اليس��ارية" منها‪ ،‬يعني وال كلمة عن ما يجري للس��وريين‪،‬‬ ‫وال بش��أن التعاطف مع الضحايا‪ ،‬وال عن تدمير س��وريا من‬ ‫قبل النظام الفاسد والمنحط‪ ..‬هي بس اكتفت زمان بقول‬ ‫أنه��ا مع اإلص�لاح وضد التدخ�لات األجنبي��ة وانتهى! لكن‬ ‫األش��اوس الذين كانوا يدعون أنهم طليعة الثورة العربية‬ ‫خرس��وا واألش��اوس الل��ي كانوا يحك��وا بالتح��رر الوطني‬ ‫نس��يوا معنى الحرية‪ ..‬ومعنى الكرامة كرامة ش��عب‪ ..‬هذا‬ ‫تعبير ع��ن انهيار مفه��وم التحرر الوطني وخ��واء فصائل‬ ‫التحرر الوطني ألن قضية الحرية ال تتجزأ وال معنى لحرية‬ ‫ارض ب��دون حرية وكرامة مواطنيه��ا‪ ..‬وعموما من ال يرى‬ ‫نظام االستبداد يقتل في السوريين ويدمر مدنهم لن يراه‬ ‫يقتل في الفلسطينيين ويدمر مخيماتهم‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪26‬‬ ‫ال�شهيد �صالح �صادق ا�ست�شهد وحيد ًا على احلدود الرتكية يف ‪،2013 / 1 / 2‬‬ ‫مت�أثر ًا بجراحه نتيجة الق�صف على حلب‬

‫في الطریق إلی الحس��كة‪ ..‬هنا ف��ي الریف الدیري‪،‬‬ ‫تح��ول عمي «أبو عقال» إلی عمي «أبو الطربوش»‪..‬‬ ‫فقد ص��ارت خزینة النقود لدیه��م‪ ..‬غرفًا‪ ،‬ولم یعد‬ ‫الواح��د منه��م یعذب نفس��ه بإحص��اء النقود بین‬ ‫الس��بابة واإلبه��ام‪ .‬بل أصب��ح یضع ت�ل ًا منها علی‬ ‫میزان إلكترون��ي‪ ،‬ویزیده إلی أن یص��ل إلی «‪800‬‬ ‫غرام» لیصرخ‪»:‬س��جل ملیون یا ولد»‪ ..‬فهو ال یجد‬ ‫الكتابة‪ ،‬إنما یجید النهب فقط‪..‬‬ ‫أنظر إلیه‪ ..‬فتوحي لي فطور قدمیه بأنه لما یش��بع‬ ‫من النهب بعد‪ ..‬وتضحكني الفتته التي كتب علیها‬ ‫ وباللغة العربیة الفصحی‪« :‬یوجد مازوط مكرر»‪...‬‬‫هنا في الریف الدیري‪ ..‬أصبحت األسلحة المتوسطة‬ ‫والخفیف��ة تباع في بس��طات عل��ی األرض‪ ..‬تمامًا‪..‬‬ ‫كالثیاب المستعملة واألدوات المنزلية المسروقة‪ ،‬ال‬ ‫أحد یستغرب منظرها‪ ..‬تقف لتشتري فیجادلك طفل‬ ‫صغی��ر أكمل عق��ده األول بعمر الث��ورة‪ ..‬یحاول أن‬ ‫یقلد الرجال‪ ،‬إال أنه ال یستطیع حمل السالح فیكتفي‬ ‫باإلش��ارة إلیه‪ ،‬ثم یلقي بس��عره بصوت عال‪ ..‬فقد‬ ‫انعدمت الحیاة والطفولة هناك‪ ،‬وسیطرت األسلحة‬ ‫واألدخنة الكثیفة الس��وداء المتصاعدة مما یس��می‬ ‫«مصفاة « تكریر محلیة الصنع‪ ..‬اهلل یستر‪..‬‬ ‫ضحى الفياض‬ ‫أنا المواطنة الس��ورية آية األتاس��ي ابنة نور الدين‬ ‫أص��رح وأن��ا بكامل ق��واي العقلي��ة أن ال طموحات‬ ‫سياس��ية وال قيادية في جعبت��ي ال لليوم وال للغد‪..‬‬ ‫كل ما يربطني بالسياس��ة هو ث��أر قديم بيننا‪ ،‬منذ‬ ‫أن اختطفت السياس��ة والدي وتركتني يتيمة‪ ..‬ثأري‬ ‫معه��ا أصفي��ه عندما تصبح السياس��ة ف��ي بالدنا‬ ‫مس��المة‪ ..‬وال تهدم بيوت وال تس��رق أعمار البش��ر‬ ‫وال تيت��م صغار وال ترمل نس��اء‪ ..‬وال تؤبد المناصب‬ ‫وال تؤل��ه األفراد!‪ ..‬أنا ابنة جيل��ي ومعاناته وأحالمه‬ ‫الموؤدة‪ ..‬عشت كل انكسارته وأوجاعه‪ ..‬وحلمت مع‬ ‫هذا الجيل بسوريا أحلى‪ ..‬لم أحس نفسي يومًا ابنة‬ ‫لرئيس‪ ..‬بل كنت وما زلت ابنة للس��جن الكبير وأبي‬ ‫المعتقل فيه‪ ..‬ربما الش��يء المختل��ف الوحيد أنني‬ ‫كنت أحس نفسي محاصرة بالنظرات والعيون‪ ..‬كنت‬ ‫أم��ارس رقابة مضاعفه على كل م��ا أقوله وأفعله‪..‬‬ ‫وحدها الكتابه كانت تساعدني على البوح والتفريغ‪..‬‬ ‫اليوم لم يتغير ش��يء‪ ..‬ما زلت أق��اوم القمع وأحلم‬ ‫باالنعت��اق‪ ..‬وما زلت أكت��ب‪ ..‬ولكن دفت��ري األزرق‬ ‫الصغير‪ ..‬ص��ار نافذة زرقاء وصار مت��اح للقراءة‪ ..‬ال‬ ‫تحملوا كتفي ما ال يحتمل‪ ..‬لست سياسية وال كاتبه‬ ‫وال منظرة‪ ..‬إنما أنا أكتب ألشفى!‪..‬‬ ‫آية األتاسي‬ ‫يوج��د لدينا س��وريّات‪ ..‬نداء تج��ار الرقيق الجدد‪..‬‬ ‫أقص��ر ط��رق العرب ف��ي التراح��م‪ ..،‬أرخص س��بل‬ ‫التكافل‪( ..‬قضاء الشهوة)‪ ..‬بستار السترة‪.‬‬ ‫ف��ي عرف بع��ض الع��رب اليوم‪:‬مس��اعدة النازح أن‬ ‫نت��زوج ابنته‪ ..‬وكأن الرجل هرب من ذل النار إلى نار‬ ‫الذل‪ ..‬وكأنه جاءكم يش��كو عنوس��ة بناته‪ ..‬ال موتًا‬ ‫يطارد النس��ل حتى أخر نطفة‪ ..‬ه��رب بكرامته من‬ ‫هناك لتقنصوا ما بقي منها هنا‪ ،‬أو أن أرض الش��ام‬ ‫بنت الس��ماء‪ ..‬لم يعد فيها عرس��ان‪ ..‬فاس��تكلبتم‬ ‫واشتعل الس��وق‪ ..‬وكان النداء‪( :‬تزوج نازحة وادعوا‬ ‫لغيرها بالن��زوح‪ .).‬ونعم اإلخوة أنت��م‪ ..‬وحمدا»هلل‬ ‫على نخوتك��م‪ ..‬ودونكم تلك الصباي��ا‪ ..‬هنَّ لكم‪..‬‬ ‫ال ل��م يهربن من ح��رب وهتك عرض‪ ..‬بل س��معوا‬ ‫بفحولتكم وقطعوا المسافات تحت النار تحت الخوف‬ ‫ليصلوا اليكم عاريات جائع��ات بال تكلفة‪ ..‬جاؤوكم‬ ‫شوقا» وشهوة فال تخذلونا‪ ..‬وال تنكسوا عقال األمة‬ ‫جاؤوكم مس��تجيرين فأجرتم وزدتم‪ ..‬مس��تصرخين‬ ‫ضمائرك��م فتح��رك أغلى ش��يء فيكم‪ ..‬ذاك الش��يء‬ ‫بين فخذيكم‪ ..‬أصحاب ذمة وش��رع أنتم‪ ..‬ال عيب في‬ ‫الحالل‪ ..‬حاللكم‪ ..‬وتستشهدون باألحاديث زوراً؟ (إني‬ ‫مكاثر بكم األمم يوم القيامة)‪ ..‬فال تتوقفوا عن البذر‬ ‫والحصاد‪ ..‬ي��اااااااااا اهلل كيف تنتقون من الهداية ما‬ ‫يش��بع غرائزكم‪ ..‬واهلل لو رأى م��ن بعثه الرب متمما»‬ ‫لألخالق ما تفعلون‪ ..‬لش��كاكم إلى من خلقكم عبئا»‬ ‫عليه‪ ..‬وصرخ إني برا ٌء يا ربي من هؤالء‪..‬‬ ‫إيهاب دمشق‬


‫صبارتنا حيث ال أحد فوق النقد‪..‬‬ ‫باب ناقد ساخر يتناول مواضيع سوريتنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا وثورتنا‪..‬‬ ‫لما تكون وطنية مو لما‬

‫ ‬

‫‪-1‬‬‫الشعب األمريكي خايف من الصواريخ‬ ‫والشعب الكوري خايف من الرد‬ ‫وشعوب العالم خايفه من الحرب‬ ‫والشعب السوري عم يطالع عليهون نكت‬ ‫كبيرين نحنا‬ ‫‪-2‬‬‫على فكرة الخارج والداخل متل بعضون‬ ‫الشعب اللي برا متل اللي جوا أكلها بجنابو وماشي‬ ‫والمعارضة اللي برا متل اللي جوا ما بيعرفوا يتوحدوا وال بيعرفوا‬ ‫يتفقوا على رأي‪ ،‬وسايقين بهالشعب المسكين‬ ‫وباآلخر هدول صورة لهدول وهدوك صورة لهدول ودود الخل منّو وفي‬

‫برعاية التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي اليساري‬ ‫الماسوني الغربي السوري‬

‫صورة للذكرى على سيرة سوريا عيونها خضر‬ ‫بس تذكير للمؤيدين انّه بيوم من األيام سوريا كانت عيونها‬ ‫خض��ر حتى عند المعارضي��ن وهي الصورة من حم��اة بالفترة يلي‬ ‫كانت فيه��ا المدينة كلها تنزل تتظاهر للحري��ة وضد البعث والنظام‬ ‫كانو المتظاهرين مش��كلين لعلم العيون الخضر بأجس��ادهن بوسط‬ ‫الساحة‬ ‫ب��س بهديك األيام رغم انه ما كان في ال جيش حر وال جبهة نصرة وال‬ ‫اخت�لاف بالعلم وال مجلس وطني‪ ،‬كان��و هدول الناس انتو معتبرينون خونة‬ ‫وعمالء لبندر بن س��لطان والحريري وبيقبضو مص��اري لينزلو يحكو الحق‬ ‫وبياكلو سندويشات كباب ملفوفة ب‪ 500‬ليرة واعتبرتو انه يلي مو عاجبو‬ ‫النظام يطلع لبرا البلد وانه سوريا اسمها سوريا األسد أو ال أحد‪.‬‬

‫ال تشــلشــنا مشـــلوشــين‬

‫شلشناها عليكن‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫مظاه��رات خرجت م��ن معابد بون��غ يانغ‬ ‫تطالب بالحرية والكرامة‬ ‫عزمي بشارة «الخبير» بالشؤون الكورية‬ ‫الشمالية يقول انو وقت االصالح ممكن‬ ‫ارب��ع معارضيي��ن كوريين ش��ماليين‬ ‫صدف��ت بيطلع��و عالجزي��رة وصدف��ت‬ ‫بيقول��و كلهن نف��س الديباجة «يال‬ ‫ارحل يا كيم لو»‬ ‫عزم��ي بش��ارة بيغي��ر تحليله‬ ‫باقل من ‪ 72‬س��اعة وبيرجع بيحلل‬ ‫مرة تانية انو وقت االصالح انتهى‪..‬‬ ‫وبيبيض صفحة المؤسسة‬ ‫انش��قاق ضاب��ط «كبي��ر»‬ ‫وتش��كيله الجي��ش الك��وري‬ ‫الشمالي الحر‬

‫فتاوي بالجهاد في كوريا الشمالية للقضاء‬ ‫على النظام الشيوعي الكافر‬ ‫مؤتم��ر اصدقاء الش��عب الك��وري بينعقد‬ ‫فيتنام‬ ‫مقعد كوريا الش��مالية بي��روح للمعارض‬ ‫يلي صدفت انو طل��ع عالجزيرة بجامعة الدول‬ ‫الشرق اسيوية‬ ‫العربي��ة بتض��ل ع��م تح��ط اخب��ار ع��ن‬ ‫المج��وس الصفويي��ن باي��ران‬ ‫وعالقتهن بالنظام الش��يوعي‬ ‫الكاف��ر بكوريا الش��مالية مع‬ ‫صور لعناصر من حزب اهلل‬ ‫والحرس الثوري وهنن عم‬ ‫يقمعو مظاه��رات المعابد‬ ‫بكوريا الشمالية‬ ‫القناة الكورية الرسمية‬ ‫بتجي��ب محللي��ن يحك��و ع��ن‬ ‫المؤام��رة «المبين��ة» ب��دل م��ا‬

‫يحكو عن كيف منحلها‪..‬‬ ‫م��ن اآلخر‪ ..‬م��ا بياكلها إال الش��عب‬ ‫الك��وري الش��مالي‪ ..‬وم��ن ه��ون م��ن‬ ‫المشلوشين بسوريا منقول للشعب الكوري‬ ‫الش��مالي‪ ..‬كل ه��دول يلي ذكرناهن س��ابقا‬ ‫وكل مي��ن بيأيدهن جمعوهن وابعتوهن لعنا‬ ‫ونحن��ا البقياني��ن من الس��وريين يل��ي مو مع‬ ‫هدول تبعاتنا منطلع بدالهن لعندكن‪ ..‬وهيك‬ ‫بيصي��ر ف��ي بلدي��ن‪ ..‬االول ملي��ان عباق��رة‬ ‫تحليل سياسي وصمود وحرية والذي منه‪..‬‬ ‫عم يدبحو بعض‪.‬‬ ‫وبل��د ف��ي مشلوش��ين بيحب��و‬ ‫يعيش��و وبيحب��و يعم��رو بلده��ن‬ ‫وم��ا بيحض��رو تلفزي��ون‬ ‫بنوووووووووووووب‬

‫أسبوعية‬

‫الجزيرة مباشر‪:‬‬

‫فلذل��ك ال تس��تغربو لم��ا ه��دول الن��اس‬ ‫يق��ررو يحملو غير علم ويش��كلو قياداتن السياس��ية‬ ‫لحالن يلي تعبر عن مش��اكلهن وطلباتهن ويحملو سالح يدافعو‬ ‫عن حالهن (بدون ما ننسى التدخالت الخارجية وبعض االستغالليين‬ ‫المس��لحين يل��ي هنن طرف ثال��ث باألزمة) وال تلوموهن عالتقس��يم‬ ‫االجتماعي الحالي بالبلد‪.‬‬ ‫تقس��يم الش��عب الس��وري بلش من عند قنوات اإلعالم يلي بتس��موه‬ ‫وطني يلي قسمت الناس لوطنيين بيحبو األسد من جهة وخونة وعمالء حصراً‬ ‫من أي جهة تانية وانتو يلي رفضتو المعارضين وابعدتوهن عنكن‪.‬‬ ‫وبالمس��تقبل م��ا رح نرضى هالتقس��يم ياخ��د أبعاد تاني��ة وبدو يرجع‬ ‫الشعب السوري واحد بس يروح العنف ويبلش الشعب هو يلي يبني بلده‬ ‫بدون تس��ميات واتهامات وبعد محاسبة كل مين غلط باي سوري‬ ‫بريء مين ما كان يكون‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫‪P. S‬‬ ‫وق��ت كنت اهتف لح��زب اهلل وأي��دو كان في كتير عال��م تقلي لك انت‬ ‫ليبرالي وعلماني كيف ممكن تأييد حزب اسالمي قائم على الخلط بين‬ ‫السياسة والدين ضد مفهوم الوطنية متل حزب اهلل‪ ..‬كنت قلون هاد‬ ‫الحزب عم يقاتل مش��ان الحرية والكرامة ضد االحتالل االسرائيلي‬ ‫وما بيهمني إذا رفع س�لاح تحت راية اسالمية‪ ..‬واجت االيام وراحت‬ ‫االي��ام وبعدين اكتش��فنا انو لالس��ف هاد الحزب مج��رد حزب عبد‬ ‫لرايت��و االس�لامية المذهبي��ة البعي��دة عن قي��م الحري��ة والتحرر‬ ‫والكرامة االنس��انية‪ ..‬وندمت على كل النقاش��ات يلي كنت ناقشها‬ ‫مع الناس دفاعا عنو مع العلم انو مازلت مؤيد للمقاومة لكن‬

‫المحشش السوري اإللكتروني‬

‫صبارة سوريتنا ‪. .‬‬

‫السوري شايف حاله‬

‫تكون اسالمية بعد تجربة حزب اهلل‪..‬‬ ‫و نف��س الش��ي عم يتك��رر هلئ م��ع الكتائب المعارضة الس��ورية‬ ‫المسلحة يلي معظمها عم يقاتل تحت راية اسالمية مو تحت راية وطنية‪..‬‬ ‫م��ا بدي آكل نفس الكم تبع حزب اهلل‪ ..‬أنا معارض لكن ما ممكن أيد الكتائب‬ ‫المعارضة لالسباب الس��ابقة وبالتأكيد مو مع النظام وقواتو االمنية والعسكرية‬ ‫القمعي��ة‪ ..‬ب��س ما ممكن كون مؤي��د الي طرف بالصراع العس��كري‪ ،،‬وماني‬ ‫مع��ول عليه واساس��ا هو كل مالو عم يتحول لص��راع عبثي وكل مالو عم‬ ‫يتح��ول لصراع مذهبي س��ني ش��يعي ‪ ٪١٠٠‬غير انو عم يحول س��وريا‬ ‫لملع��ب للصراع��ات والنف��وذ االقليم��ي والدول��ي وبالنهاي��ة الش��عب‬ ‫والمدنيين رح يكونو الخاس��ر الوحي��د واالكبر وهنن الوحيدين يلي رح‬ ‫يدفعو الثمن‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )81‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪28‬‬

‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫منمنمــات‬ ‫�ســت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ال�صــنع‬ ‫بـــرزة‪ ،‬م�ســـبق‬ ‫ْ‬

‫جمال منصور‬

‫منذ األبدِ‬ ‫تحمل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الفوضوية‬ ‫الغسيل‬ ‫حبال‬ ‫ِ‬ ‫األلبسة الداخليةَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الجواربَ المرتقة ‪/‬‬ ‫َ‬ ‫الم��دارس ‪/‬‬ ‫الملون��ة ‪ /‬صدري��اتِ‬ ‫ِ‬ ‫الجي��وب‪ ،‬الـ ال‬ ‫البنطلون��اتِ مقلوبةِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تحمل نقوداً‪ ،‬في العادةِ‬ ‫وحكاياتٍ متراكبةٍ‬ ‫كما تلكَ الشرفاتُ‬ ‫ُ‬ ‫المطلة‬ ‫واحدها على اآلخرْ‬ ‫ُ‬ ‫منذ األبدْ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫[غسيل]‬

‫برزة مسبق الصنع‪ ..‬فجر يوم مًا‪..‬‬

‫***‬

‫ٌ‬ ‫بشكل ملفتٍ‪،‬‬ ‫ناحل‬ ‫ٍ‬ ‫هذا المعصمُ‬ ‫الـ لبسَ‪ ،‬ذاتَ زمانٍ‬ ‫َ‬ ‫تهري��ب ‪ /‬ب�لاكاً‪،‬‬ ‫س��اعة "س��واتش"‬ ‫ٍ‬ ‫م��ن فضةٍ ‪ /‬س��واراً‪ ،‬بعل��م الثورةِ ‪/‬‬ ‫وكلبش��اتٍ بالس��تيكيةٍ‪ ،‬في سيارةِ‬ ‫الدوريةِ‬ ‫اآلن‬ ‫والـ باتَ يلبسُ َ‬ ‫خيط ًا قماشي ًا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ورقية‬ ‫رقاقة‬ ‫يتدلى منها‬ ‫الصين‬ ‫صنع‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬ ‫ُكتب عليها‬ ‫"‪ - 3076‬أ"‬ ‫ْ‬ ‫للجثث‪..‬‬ ‫في برادٍ‬ ‫[معصَمْ]‬

‫***‬

‫ف��ي الغرف��ةِ األخي��رةِ‪ ،‬ف��ي الرده��ةِ الب��اردةِ‬ ‫الرماديةِ‬ ‫الرطب‬ ‫الجدار‬ ‫من على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫شكل حذا ٍء‬ ‫خشبية‪ ،‬في نهايتها‬ ‫أرجل‬ ‫تتدلى‬ ‫َ‬ ‫أحذية الضباطِ ‪-‬‬ ‫ يشبهُ‬‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫الفراغ؛؛‬ ‫األصابع تصافحُ‬ ‫شمعية‪ ،‬متجمد َة‬ ‫وأيدٍ‬ ‫ِ‬ ‫للرجل الـ سيالقي لها جميعاً‬ ‫وصورةٍ‬ ‫ِ‬ ‫مالكينَ جددْ‪..‬‬ ‫[في مشفى حاميشْ ‪]1 -‬‬

‫***‬

‫الرطب‬ ‫القبو‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالكامل‬ ‫باألزرق‪،‬‬ ‫في البنايةِ المدهونةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫في الحارةِ الال ‪ -‬منطقيةِ االتجاهِ‬ ‫ُ‬ ‫المائل للصفرةِ‬ ‫الشارب‬ ‫الرجل ذو‬ ‫جلسَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صور‬ ‫ألبومَ‬ ‫يقلِبُ‬ ‫ٍ‬ ‫فيهِ صورُ وجوههنَ السمرا ِء‬ ‫بالفقر‪ ،‬والعنا ِء‬ ‫المبرقشةِ‬ ‫ِ‬ ‫كأن موحد ُة اللونِ‬ ‫المزدانةِ بأغطيةِ‬ ‫الرأس الـ ْ‬ ‫ِ‬ ‫للمشترينَ‬ ‫وكان يقهقهُ‪ ،‬من ما يشبهُ القلبَ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يقول‬ ‫وهو‬ ‫َ‬ ‫الخدمة‪،‬‬ ‫"إطلبوا‬ ‫ولو في الفيليبينْ!!‪" ..‬‬ ‫[سوقُ النخاسَهْ ‪ -‬فيليبينياتْ]‬

‫***‬

‫لطالما تصورتهُ‬ ‫عميق‬ ‫أجش‬ ‫وصوتٍ‬ ‫واحدةٍ‪،‬‬ ‫برجل خشبيةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وعين واحدةٍ المعةٍ‪ ،‬حادةِ النظراتِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ذهبي‬ ‫وشعر‬ ‫ٍ‬ ‫وببغا ٍء ملونةٍ‪ ،‬على الكتفِ‬ ‫كالقرصانِ "جون سيلفرْ"‪ ،‬مث ً‬ ‫ال؛؛‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)55586‬‬ ‫دمشق‪4282 :‬‬ ‫ريف دمشق‪12430 :‬‬ ‫حمص‪8805 :‬‬ ‫درعا‪4839 :‬‬ ‫إدلب‪6619 :‬‬ ‫حلب‪8672 :‬‬

‫دير الزور‪3672 :‬‬ ‫الرقة‪570 :‬‬ ‫السويداء‪43 :‬‬ ‫حماة‪4071 :‬‬ ‫الالذقية‪733 :‬‬ ‫طرطوس‪81 :‬‬ ‫الحسكة‪341 :‬‬ ‫القنيطرة‪191 :‬‬

‫لكنهُ لم يكن إال مديرَ مشفى‪،‬‬ ‫موظف ًا أخرَ ‪-‬‬ ‫كان‬ ‫اتضحَ أنهُ َ‬ ‫قرصان ًا‪ ،‬في نهايةِ المطافِ‪،‬‬ ‫كذلكْ‪..‬‬ ‫[في مشفى حاميش ‪]2 -‬‬

‫***‬

‫في الساحةِ الصغيرةِ المخبوءةِ بين البيوتِ‬ ‫ُ‬ ‫حي��ث تنته��ي كل التكس��ياتِ ‪ /‬والميكروياتِ ‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الرخيصة‬ ‫وشراميط البيوتِ‬ ‫وعرباتُ الزبالةِ ‪/‬‬ ‫بينَ أعمدةِ الكهربا ِء الناحلةِ المائلةِ‬ ‫هناكَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يُحتمل وقوعهُ‬ ‫حيث ال شي َء‬ ‫هناكَ‬ ‫خرجَ الصوتُ‬ ‫"سوريا بدها حرية"‬ ‫ولم يعُدْ‪..‬‬ ‫[بينَ البيوتِ‪ ،‬بين البيوتْ]‬ ‫‪ 4112‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 1801‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 3742‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 11289‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 44297‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 4 / 6‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.