سوريتنا | العدد الخامس والثمانون | 5 أيار 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫بانيــا�س‪ ،‬البي�ضـــا‪ ،‬ر�أ�س النبــع‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫جمازر النظام �أي�ض ًا و�أي�ض ًا‬ ‫ج��دد النظ��ام الس��وري عهده م��ع المج��ازر‪ ،‬وأثبت‬ ‫أن��ه بدأ يفق��د صوابه مع تزايد الضرب��ات الموجعة التي‬ ‫يوجهه��ا له الثوار‪ ،‬فكث��ف عملياته االجرامي��ة التي بدت‬ ‫كم��ا ل��و أنها تطهير طائف��ي‪ ،‬كان قد بدأه��ا في حمص‬ ‫واس��تكملها مع مجازر بانياس األخيرة‪ ،‬ليخوض حربًا مع‬ ‫المدنيين العزل فيها ويعاقبهم بأبش��ع الطرق والوسائل‬ ‫وأشدها إجراماً ووحشية‪.‬‬ ‫وف��ي تفاصيل المج��ازر المروعة‪ ،‬فق��د بدأت قوات‬ ‫النظام مدعومة بأعداد كبيرة من شبيحة وسكان القرى‬ ‫المجاورة حصارها لقرية البيضا صباح يوم الخميس ‪/ 2‬‬ ‫‪ 2013 / 5‬من ّ‬ ‫كل الجهات وقامت بقصفها بش��كل عنيف‬ ‫بالمدفعي��ة والدبابات تحت ذريعة وجود مس��لحين فيها‪،‬‬ ‫وتم تسجيل سقوط اثني عشر قذيفة أسفرت عن تهدم‬ ‫ع��دة منازل وتض��رر مس��جد القرية الكبي��ر‪ ،‬عقب ذلك‬ ‫اقتحمت قوات النظام وش��بيحته القرية ونفذت إعدامات‬ ‫ميدانية بالسكاكين والرصاص تحت دوافع طائفية بحق‬ ‫الس��كان الس��نُّة مما أدى إلى سقوط عش��رات الشهداء‬ ‫بينهم عائالت بأكملها والكثير من األطفال والنساء‪.‬‬ ‫وتفي��د األنباء األولية حس��ب ش��هادات الناجين من‬ ‫المج��زرة أن أع��داد الش��هداء بلغ��ت المئات‪ ،‬ل��م تتمكن‬ ‫لج��ان التنس��يق المحلي��ة م��ن توثي��ق جميع أس��مائهم‬ ‫بس��بب عدم قدرة الناشطين على دخول المدينة والقرى‬ ‫المس��تهدفة والتحرك فيها بحرية‪ ،‬كما أفادت األنباء بأن‬ ‫تعجُ بالجثث التي‬ ‫الطرقات والس��احة الرئيسية والمنازل ّ‬ ‫قامت ش��بيحة النظام بإحراق قس��م كبي��ر منها‪ ،‬إضافة‬ ‫إل��ى اس��تخدام الس��واطير واآلالت الح��ادة المتنوعة في‬ ‫عمليات القتل ووجود عدّة رؤوس مهش��مة بشكل كامل‬ ‫جراء ذلك‪ ،‬وف��ي تلك األثناء كانت أحي��اء مدينة بانياس‬ ‫تتع��رض لقص��ف عنيف م��ن الب��وارج الحربي��ة وقوات‬ ‫النظام المتمركزة في حيّ القصور وتم تسجيل سقوط‬ ‫‪ 70‬قذيفة‪ ،‬تهدمت عدّة منازل على إثرها‪.‬‬ ‫وف��ي يوم الجمع��ة ‪ 2013 - 5 - 3‬اس��تكملت قوات‬ ‫النظ��ام فص��ول مجازه��ا فأحرق��ت العديد م��ن المنازل‬ ‫واألراض��ي في قرية البيضا فيما كانت أش�لاء الش��هداء‬

‫وجثثه��م ما تزال ملق��اة في الطرقات والمن��ازل ورائحة‬ ‫الم��وت تنبع��ث من الم��كان‪ ،‬كما قصفت قرية بس��اتين‬ ‫إس�لام مم��ا أدى لوق��وع ش��هداء وجرحى‪ ،‬وش��نت حملة‬ ‫مداهم��ات واعتقاالت واس��عة في مدينة بانياس وس��ط‬ ‫انتش��ار كثيف للقناصة‪ ،‬وطوقت أيض��ًا حييّ رأس النبع‬ ‫ورأس الريفة وقامت بقصفهم بشكل عنيف بالمدفعية‬ ‫الثقيلة وراجمات الصواريخ والهاون‬ ‫وس��اندت مجموعات الش��بيحة هجوم قوات النظام‬ ‫الرس��مية‪ ،‬فق��د اقتحموا عص��ر يوم الجمع��ة حيّ رأس‬ ‫النبع بعد قصف��ه بنفس الطريقة الممنهجة التي اتبعت‬ ‫في قرية البيضا ونفذت إعدامات ميدانية طالت العشرات‬ ‫بينه��م س��يدات وأطف��ال‪ ،‬علمًا أن��ه لم يكن هن��اك أيّة‬ ‫مقاومة تذكر من قبل مسلحين‪.‬‬ ‫وم��ن الجدي��ر بالذك��ر أن مدين��ة باني��اس وقراها‬ ‫خاضع��ة بالكام��ل لس��يطرة النظ��ام منذ أكث��ر من عام‬

‫ونص��ف وتعاني أوضاعا إنس��انية كارثية وس��ط انعدام‬ ‫للمشافي الميدانية والمالجئ فيها‪ ،‬وتشهد دائمًا عمليات‬ ‫ترويع للمواطنين اآلمنين فيها من خالل تواصل القصف‬ ‫وإط�لاق الرص��اص وانتش��ار القناص��ة‪ ،‬وإغ�لاق جميع‬ ‫الط��رق والحص��ار الخان��ق مما جع��ل حركة الناش��طين‬ ‫صعب��ة جداً لتوثيق تلك المجازر وإحصاء أعداد الش��هداء‬ ‫بشكل دقيق‪.‬‬ ‫وتفيد األنباء عن حشود إضافية تعزز قوات النظام‬ ‫المتواج��دة ف��ي المدينة للي��وم الثالث عل��ى التوالي مما‬ ‫يؤكد استمرار النظام في حملته العسكرية على المدينة‬ ‫الت��ي كانت م��ن أوائ��ل المناط��ق الملبية لن��داء الثورة‪،‬‬ ‫حيث ش��هدت مظاهرات س��لمية حاش��دة هتف��ت للحرية‬ ‫وإسقاط النظام ونفذ سكانها إضرابات تضامنًا مع المدن‬ ‫المنكوبة‪ ،‬كما كانت أول مدينة تش��هد اعتصامًا نس��ائيًا‬ ‫للمطالبة باإلفراج عن المعتقلين‪.‬‬

‫اندبندانت‪ :‬احلكومة ال�سورية �أ�صدرت مر�سوم ًا بتجنيد‬ ‫�آالف املتطوعني و�إر�سالهم للقتال يف اخلطوط الأمامية‬

‫ذكرت صحيفة (اندبندانت) يوم الثالثاء أن الحكومة‬ ‫السورية أصدرت مرسومًا بتجنيد اآلالف من المتطوعين‬ ‫الموالي��ن للرئيس بش��ار األس��د‪ ،‬ف��ي وح��دات نظامية‬ ‫مسلحة تحت قيادة الجيش السوري للقتال في الخطوط‬ ‫األمامية ضد من وصفتهم بالمتمردين‪.‬‬ ‫وأش��ارت الصحيف��ة إل��ى أن وح��دات المتطوعي��ن‬ ‫الموالين المس��ماة (قوات الدفاع الوطني) "ستتولى أيضًا‬ ‫مسؤولية السيطرة على البلدات والقرى المحررة حديثًا"‪،‬‬ ‫وفقاً لقائدها‪.‬‬ ‫وقال قائد (قوات الدفاع الوطني) في مقابلة أجراها‬ ‫معه الصحافي روبرت فيس��ك مراسل الصحيفة لشؤون‬ ‫الش��رق األوس��ط في مدينة الالذقية‪ ،‬وه��و يحمل رتبة‬ ‫لواء وطلب عدم الكش��ف عن هويته وحتى اس��مه األول‪،‬‬ ‫أن قواته “س��تضم عش��رات اآلالف من المجندين”‪ ،‬نافيًا‬ ‫أنها س��تتكون أساس��اً من الطائفة العلوي��ة التي ينتمي‬ ‫إليها الرئيس بشار األسد وخاصة في محافظة الالذقية‪.‬‬ ‫وأضاف “الغالبية العظمى م��ن الناس في المناطق‬ ‫الس��احلية هي من العلويين‪ ،‬لكن مجن��دي قوات الدفاع‬ ‫الوطني في حلب وحم��اة وجميع المحافظات األخرى هم‬

‫من جمي��ع األديان‪ ،‬والش��عب يريد الحفاظ على س��وريا‬ ‫آمنة ألنه يحب بلده”‪.‬‬ ‫وقال اللواء الس��وري “نحاول منع الميليش��يات غير‬ ‫المنضبط��ة في كل م��كان‪ ،‬ونعمل مع قيادتن��ا جنباً إلى‬ ‫جن��ب مع الجيش العربي الس��وري لوق��ف النهب والقتل‬ ‫ف��ي كل ج��زء من س��وريا وم��ن قب��ل جمي��ع األطراف‪،‬‬ ‫وس��يتم تقس��يم قوات الدفاع الوطني إل��ى مجموعتين‬ ‫منفصلتين‪ ،‬ونش��ر واح��دة منها في الخط��وط األمامية‬ ‫للقيام بالمهام نفس��ها مثل الجيش‪ ،‬والثانية في المدن‬ ‫والقرى لحماية المكاتب والمباني الحكومية”‪.‬‬ ‫وش��دد على أن إنشاء قوات الدفاع الوطني “ال يعني‬ ‫أن الجيش السوري ضعيف‪ ،‬وهذه القوات ستحافظ على‬ ‫الس��يطرة ف��ي المناطق حت��ى وصول الجيش الس��وري‬ ‫إل��ى البلدات والقرى الموالية للحكومة‪ ،‬وس��تقوم بمهام‬ ‫المراقب��ة والحماي��ة وجم��ع المعلوم��ات اإلس��تخباراتية‬ ‫ومس��اعدة الجي��ش الس��وري عل��ى المض��ي قدم��اً في‬ ‫عملياته ضد المتمردين”‪.‬‬ ‫وأض��اف قائ��د ق��وات الدف��اع الوطن��ي أن مجنديه‬ ‫“س��يتقاضون راتبًا ش��هرياً يع��ادل ‪ 155‬دوالراً‪ ،‬وس��يتم‬

‫تزويده��م ببن��ادق من ط��راز (إي كي ـ ‪ )47‬ومسدس��ات‬ ‫وصواري��خ خفيف��ة ورشاش��ات ثقيل��ة روس��ية الصن��ع‪،‬‬ ‫وس��يرتدون زي الجيش بعد شهر من التدريب ويخدمون‬ ‫ب��دوام كامل حتى انته��اء األعمال العدائية‪ ،‬كما س��يتم‬ ‫من��ح المجندين على الجبهة مبال��غ مالية إضافية مقابل‬ ‫انجازاتهم الشجاعة”‪.‬‬ ‫وأش��ار إل��ى أن مجندي قوات الدف��اع الوطني الذين‬ ‫س��يبقون في البل��دات والقرى لن يحصل��وا على رواتب‪،‬‬ ‫وأن مجن��دي ه��ذه الق��وات م��ن األطب��اء والمهندس��ين‬ ‫والمزارعين وأصحاب المتاجر‪.‬‬ ‫وقال��ت (اندبندان��ت) أن المعارض��ة الس��ورية‬ ‫اعتبرت أن قرار نظام بالدها بش��أن إنش��اء قوات الدفاع‬ ‫الوطن��ي “س��يؤدي إل��ى إضفاء الش��رعية على وحش��ية‬ ‫ميليش��يا الش��بيحة الموالية له المتهم��ة بقتل المدنيين‬ ‫والمعارضي��ن المس��لحين”‪ ،‬لك��ن الضب��اط الس��وريين‬ ‫المكلفين بتدريب وقيادة هذه القوات يصرون على أنهم‬ ‫“س��يتعاملون معها بموجب االنضباط العسكري الصارم‬ ‫ويستخدمونها فقط كوسيلة لدعم الجيش النظامي في‬ ‫معركته ضد المتمردين”‪.‬‬


‫الجئون �سوريون يعودون �إىل‬ ‫ديارهم ب�سبب قلة امل�ساعدات‬

‫ماري القصّيفي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫نحن ال نعرف كيف نشعل ثورة‪.‬‬ ‫نحن نعرف كيف نش��عل س��يكارة أن غضبنا من رئيس��نا في العمل ولم نستطع أن‬ ‫«ألن في رقبتنا» عائلة وأوالدًا وأقساط مدارس‪..‬‬ ‫نواجه غباوته ّ‬ ‫أو س��يكارًا أن كث��رت علينا طلبات الفقراء والمحتاجين والمرضى والمس��رّحين من‬ ‫أعمالهم‪..‬‬ ‫أو إطار سيّارة أن دُفع لنا راتب في األرض ووعدنا بأجر آخر في السماء‪..‬‬ ‫أو أش��جار س��نديان عتيق��ة أن أردن��ا أن نبي��ع األثري��اء حطبً��ا لمواقده��م أو فحمًا‬ ‫ألراكيلهم‪..‬‬ ‫أو بخ��ورًا أم��ام رجل ذي جبّة يعدن��ا بتخليصنا من ش��ياطين الرغب��ات‪ ،‬ليكون لها‬ ‫مَسْكنًا‪..‬‬ ‫أو شمعة نضيئها ليعود من نحبّهم سالمين إلى البيت بعدما سمعنا دويّ انفجار‪.‬‬ ‫***‬ ‫نحن ال نجرؤ على إغالق أبواب مدينتنا وحرق أنفسنا كي ال نقع في أيدي الغزاة‪..‬‬ ‫نحن نتذاكى على «األعداء» فنفتح لهم أبواب مالهينا وس��يقان نس��ائنا كي نسرق‬ ‫أموالهم وننال رضاهم ونتحاشى سوء مزاجهم‪.‬‬ ‫***‬ ‫نثور على ّ‬ ‫الذل فنغتصب نساءنا وأطفالنا‪..‬‬ ‫نثور على الفقر فنضرب أوالدنا‪..‬‬ ‫نثور على الجوع فنعضّ أصابعنا‪..‬‬ ‫نثور على الخوف فنغرق في المهدّئات‪..‬‬ ‫نثور على اليأس فنهرب إلى المخدّرات‪..‬‬ ‫نثور على رجال الدين فنشكو أمرنا إلى اهلل‪..‬‬ ‫نثور على رجال السياسة فنفضح أخبارهم أمام رجال المخابرات‪..‬‬ ‫نثور على العسكر فنشتم مراسلي التلفزيون‪..‬‬ ‫نثور على مذيعي أخبار البؤس فيش��رب والدنا كأسً��ا وتتلو والدتنا صالة وننام نحن‬ ‫على أمل إال يطلع الصباح‪.‬‬ ‫***‬ ‫تاريخ البطولة صار مواضيع للمسرح واألغنيات‪..‬‬ ‫تاريخ القداسة أمسى دخ ً‬ ‫ال للمطاعم وصناديق النذورات‪..‬‬ ‫تاريخ الحروف األبجديّة محته رئيسة المدرسة عندما طلبت من والد الطفل أن يبيع‬ ‫أرضه ليدفع القسط‪..‬‬ ‫تاريخ اللون األرجوانيّ الملكيّ صار حاضر الدم ومستقبل العبوديّة‪..‬‬ ‫تاريخ الحجر المستخرج من رحم األرض ليكون قالع المجد صار بيت الزجاج الذي ال‬ ‫يجرؤ أصحابه على رشق اآلخرين بحجر‪..‬‬ ‫تاري��خ الجس��ور المرفوعة بعزّ ف��وق أنهر الحياة صار متاريس م��ن الحقد في أزقّة‬ ‫الموت‪..‬‬ ‫تاريخ «الدبكة» التي تهزّ األرض محته «النواعم» اللواتي يهززن الصدور‪...‬‬ ‫***‬ ‫ال نغضب إال على كتب المنجّمين والنشرات الجويّة إذا لم تالئم توقّعاتنا ومشاريعنا‬ ‫أو عل��ى نهاية المسلس��ل ألنّها لم تكن كما أردناها‪ ،‬أو عل��ى خروج متبارية من برامج‬ ‫النجوم ألنّها كانت تم ّثل «قيم» بلدنا و»ميزاته» الوطنيّة» و»تراثه» الفنيّ‪.‬‬ ‫ال نرفع صوتنا إال على المتس��وّل إذا اقترب من السيّارة‪ ،‬أو على النادل في المطعم‬ ‫أن تأخّ��ر في إحض��ار الطبق‪ ،‬أو على الصبيّ عند مزيّن الش��عر أن كان��ت المياه أكثر‬ ‫ح��رارة أو برودة ممّا نرغب فيه‪ ،‬أو عل��ى الخادمة األجنبيّة إذا تعبت‪ ،‬أو على التلميذ إذا‬ ‫خاف عندما س��مع صوت انفجار‪ ،‬أو على العجوز التي تعبر الطريق وأخّرت س��يرنا نحو‬ ‫الهدف المنشود‪ ،‬أو على شرطيّ السير‪ ،‬ما دام ال يسمعنا‪.‬‬ ‫ال نرفع إصبعنا مهدّدين إال «في وجه» الكاميرا وال نشتم إال من أطلق بوق سيّارته‬ ‫لنس��مح له بتجاوزنا بعدما غرقنا في حديث هاتفيّ حميم ونس��ينا أن الطريق ليس��ت‬ ‫ً‬ ‫مل��كا لن��ا‪ ،‬وال نزعق غاضبين إال في أذن جدّنا األصمّ‪ ،‬وال نس��خر هازئين إال في وجه‬ ‫زميلنا أن قدّم فكرة ذكيّة لم تخطر على بالنا‪.‬‬ ‫وفي انتظار الثورة الكبيرة التي لن تأتي دعونا نش��عل سيكارة ممنوع تدخينها حيث‬ ‫صنعت‪ ،‬فمن الواضح أن هذا ّ‬ ‫كل ما نستطيع فعله لنطفئ ثوراتنا الصغيرة‪ ،‬الصغيرة‪،‬‬ ‫الصغيرة‪ ،‬الصغيرة‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ثورة يف حجم �سيكارة‬

‫أسبوعية‬

‫أكث��ر م��ن ‪ 45‬ألف الجئ س��وري عادوا إل��ى بالدهم م��ن األردن منذ بداية‬ ‫الصراع في س��وريا‪ ،‬بحس��ب الس��لطات في عمّان‪ .‬قلة المس��اعدات اإلنسانية‬ ‫ل��دى الج��ار الجنوبي األردن‪ ،‬إضافة إلى اس��تقرار نس��بي في مناط��ق محاذية‬ ‫للحدود تحت سيطرة المعارضة‪ ،‬عوامل رئيسية تدفع الالجئين لشد الرحال إلى‬ ‫ديارهم‪ ،‬كما يقول سوريون وعاملون في مجال اإلغاثة‪.‬‬ ‫ف��ي الوقت الذي يس��تقبل في��ه األردن ما بين ‪ 1500‬وألفي الجئ س��وري‬ ‫يوميا‪ ،‬تس��جل الس��لطات نحو ‪ 300‬إلى ‪ 400‬طلب عودة إلى س��وريا من سكان‬ ‫الزعتري‪ ،‬أول وأكبر مخيم لالجئين السوريين شمال األردن‪ ،‬وذلك حسبما نقلت‬ ‫وكالة األنباء الرسمية "بترا" عن مدير المخيم العقيد زاهر أبو شهاب‪.‬‬ ‫"السبب الرئيس��ي هو شح المساعدات وانحس��ارها التدريجي وعدم توفر‬ ‫بيئة إنس��انية جي��دة للعيش"‪ ،‬ق��ال رئيس الجمعي��ة زايد حمّ��اد لفرانس ‪.24‬‬ ‫وأضاف‪" :‬يش��عر بعض الالجئين أن وجودهم أصبح عبئًا على األردن فيفضلون‬ ‫العودة"‪.‬‬ ‫ويق��ول ه��ؤالء أن "الموت في بلدي أفض��ل" من المعاناة ف��ي بلد اللجوء‪،‬‬ ‫بحسب تعبير حمّاد‪.‬‬ ‫هذا ويس��تضيف األردن نحو نصف مليون س��وري مس��جلين رس��ميًا لدى‬ ‫المفوضي��ة العليا لش��ؤون الالجئين التابع��ة لألمم المتح��دة‪ .‬وتتوقع المنظمة‬ ‫األممي��ة أن يصل الع��دد إلى ‪ 2 ،1‬مليون أي خمس س��كان المملك��ة تقريبًا مع‬ ‫نهاية العام ‪.2013‬‬ ‫غي��ر أن جمعية الكتاب والس��نّة تقول أن عدد الس��وريين الذين فرّوا إلى‬ ‫األردن من��ذ بدء األزمة قد تجاوز فعليًا حاج��ز المليون مع إحصاء أولئك الذين ال‬ ‫يحملون صفة الجئ‪.‬‬ ‫وينتق��د األردن غي��اب المس��اعدات اإلنس��انية الكافي��ة من قب��ل المجتمع‬ ‫الدولي‪ ،‬في الوقت الذي أعلنت فيه األمم المتحدة إنها ستتوقف عن تقديم عدة‬ ‫خدمات لس��اكني مخيم الزعتري بس��بب عدم وجود األموال الكافية لذلك‪ .‬وجاء‬ ‫إع�لان تقليص الدعم متزامناً مع افتتاح األردن لمخيم ثان لالجئين الس��وريين‬ ‫شمال شرق العاصمة عمّان‪.‬‬ ‫وبالرغم من عودة بعضهم إلى سوريا‪ ،‬فإن العدد الكلي لالجئين السوريين‬ ‫يتزايد في المملكة‪" .‬نسبة من يعودون قليلة جداً مقارنة مع الذين يدخلون وال‬ ‫تكفي لتحقيق استقرار في عدد الالجئين"‪ ،‬قال زايد حمّاد‪.‬‬ ‫خالد عبد الحميد‪ ،‬صحافي سوري مقيم في األردن‪ ،‬يوضح أن أحد األسباب‬ ‫التي تش��جع بعض الس��وريين على العودة هو "االس��تقرار النسبي" في بعض‬ ‫المناط��ق الت��ي "حررته��ا" المعارض��ة المس��لحة م��ن قبضة الجيش الس��وري‬ ‫النظامي‪.‬‬ ‫"بع��ض العائالت رجعت إلى المناطق التي تحررت وخصوصا في الجنوب"‪،‬‬ ‫يقول الصحافي المعارض لنظام الرئيس بشار األسد‪.‬‬ ‫هنال��ك أيض��ًا م��ن الش��باب م��ن يع��ودون لالنضم��ام إلى صف��وف قوات‬ ‫المعارض��ة‪ ،‬يضي��ف عب��د الحميد‪ .‬س��بب آخر‪ ،‬ب��رأي الصحافي‪ ،‬هو المش��ادات‬ ‫وأعمال الشغب التي حصلت في مخيم الزعتري مؤخراً‪.‬‬ ‫ظاهرة عودة الالجئين السوريين إلى بالدهم تقتصر على أولئك المقيمين‬ ‫في األردن‪ ،‬من بين الدول المجاورة لس��وريا‪ .‬إذ يؤك��د الالجئون والعاملون في‬ ‫مج��ال اإلغاثة في لبنان وتركيا أن ال عبور عكس��يًا للح��دود إلى داخل األراضي‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫"هنال��ك فق��ط حركة ع��ودة فردية لش��بان يري��دون القتال ف��ي صفوف‬ ‫المعارض��ة‪ ،‬أما العائالت فتس��تمر بالن��زوح خصوصا بعد المع��ارك األخيرة في‬ ‫القصير" قرب الحدود السورية اللبنانية‪ ،‬يشرح مصطفى عبيد‪ ،‬عضو تنسيقية‬ ‫الالجئين السوريين‪ ،‬إحدى هيئات اإلغاثة في لبنان‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫العام ‪ 2012‬من �أ�سو�أ الأعوام فـي جمال‬ ‫حرية ال�صحافة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫قالت منظمة العفو الدولية في تقرير نش��رته يوم‬ ‫الجمعة أن العام ‪ 2012‬هو أحد أعنف األعوام في التاريخ‬ ‫بالنس��بة للعاملين في مجال اإلعالم وسجل خالله مقتل‬ ‫أكبر عدد من الصحفيين (‪ 67‬صحفيًا)‪.‬‬ ‫ونش��رت منظم��ة "مراس��لون ب�لا ح��دود" الئحتها‬ ‫الجدي��دة لما يس��مى "صيادي حرية اإلع�لام" في العالم‬ ‫وذلك بمناس��بة الي��وم العالم��ي لحري��ة الصحافة الذي‬ ‫يوافق يوم الثالث من أيار ‪ /‬مايو‪.‬‬ ‫وذك��رت المنظمة ومقره��ا باريس ف��ي تقرير لها‬ ‫إنه��ا أضاف��ت أربعة أس��ماء وش��طبت خمس��ة أخرى من‬ ‫"الئحة صيادي حرية اإلعالم" التي تنش��رها "مراس��لون‬ ‫ب�لا ح��دود" س��نويا لتض��م الالئح��ة الجديدة ‪ 39‬اس��مًا‬ ‫لرؤساء دول وسياس��يين ورجال دين وعناصر ميليشيات‬ ‫ومنظمات إجرامية تقوم برقابة وسجن وخطف وتعذيب‬ ‫وأحياناً اغتيال صحفيين عبر العالم‪.‬‬ ‫ونق��ل التقرير عن أمين عام المنظمة "كريس��توف‬ ‫دول��وار" قول��ه أن "صي��ادي حري��ة اإلعالم" ه��ؤالء هم‬ ‫المس��ؤولون عن بعض أس��وأ أعمال االنتقام من وسائل‬ ‫اإلعالم وممثليها‪.‬‬ ‫وأك��د دول��وار أن الي��وم العالم��ي لحري��ة الصحافة‬ ‫ينبغ��ي أن يك��ون فرص��ة لتكري��م جمي��ع الصحفيي��ن‬ ‫المحترفي��ن والمبتدئي��ن الذي��ن يدفع��ون حياته��م أو‬ ‫صحتهم الجس��دية أو حريتهم ثمن��ًا اللتزامهم وللتنديد‬ ‫بإفالت هؤالء "الصيادين" من العقاب‪.‬‬

‫�أ�سماء جديدة على الئحة "�صيادي حرية‬ ‫الإعالم"‬

‫وأعلن��ت "مراس��لون ب�لا ح��دود" أنه��ا أضافت على‬ ‫الئحته��ا الجديدة خمس��ة أس��ماء هم الرئي��س الصيني‬ ‫تش��ي جينبين��ج و"جبهة النص��رة" الجهادية في س��وريا‬ ‫وأعض��اء وأنص��ار حركة "اإلخوان المس��لمين" في مصر‬ ‫وجماع��ات "البالوشس��تية" المس��لحة ف��ي باكس��تان‬ ‫والمتطرفين الدينيين في جزر المالديف‪.‬‬ ‫وذكرت المنظم��ةأن الئحة "صي��ادو حرية اإلعالم"‬ ‫تش��هد مفاجئ��ة تتعل��ق ببل��دان "الربي��ع العرب��ي"‬ ‫واالنتفاض��ات الش��عبية حي��ث يتحم��ل أعض��اء وأنصار‬ ‫جماعة "اإلخوان المس��لمين" وحزبها في مصر مسئولية‬

‫األعم��ال المعادية والضغ��وط والتضييف ال��ذي يمارس‬ ‫عل��ى وس��ائل اإلع�لام المس��تقلة والصحفيي��ن الذي��ن‬ ‫ينتقدون الحزب والرئيس مرسي‪.‬‬ ‫كما ش��طبت المنظم��ة من قائمتها الس��ابقة أربعة‬ ‫أس��ماء هم وزير اإلعالم واالتصاالت الصومالي السابق‬ ‫عبد القادر حس��ين محمد ورئيس بورما ثين س��ين الذي‬ ‫تش��هد بالده انفتاحاً غير مس��بوق على الرغم من عدم‬ ‫اس��تقرارها ومنظمة ايتا الباسكية التي أعلنت عن وقف‬ ‫أعمالها المس��لحة نهائياً والقوى األمني��ة التابعة لحركة‬ ‫حم��اس والس��لطة الفلس��طينية الت��ي ش��هدت أعمالها‬ ‫االنتقامية "تراجعًا ملحوظاً"‪.‬‬

‫�سوريا‪ :‬انتهاكات من جميع الأطراف بحق‬ ‫ال�صحفيني‬

‫وفيم��ا يتعل��ق بس��وريا أش��ارت المنظم��ة إل��ىأن‬ ‫االنتهاكات في س��وريا ض��د الصحفيين ال يتس��بب فيها‬ ‫نظام بشار األس��د وحده ولكن أيضاً الجماعات المسلحة‬ ‫من المعارضة وم��ن بينها "جبهة النصرة" التى تزيد من‬ ‫التعصب ضد وس��ائل اإلع�لام‪ ،‬مذكرة أنه في الفترة ‪15‬‬ ‫آذار ‪ /‬م��ارس ‪( 2011‬بداية النزاع في س��وريا) إلى ‪ 3‬أيار‬ ‫‪ /‬ماي��و ‪ 2013‬قت��ل ‪ 23‬صحفي��اً أجنبيًا عل��ى األقل و‪58‬‬ ‫م��ن الصحفيي��ن المواطنين في س��وريا بخالف س��بعة‬ ‫صحفيين ما زالوا مفقودين حتى اآلن‪.‬‬ ‫واعترفت المنظمة في تقريرها بأن عدد الصحفيين‬ ‫الذين قتلوا في س��وريا (وهو عدد يتراوح بين ‪ 44‬و‪)100‬‬ ‫ال يمثل إال نس��بة صغي��رة جداً من إجمال��ي عدد القتلى‬ ‫الذي ناهز ‪ 70‬ألفًا‪.‬‬ ‫وقال��ت أن هاريس��ون‪ ،‬نائبة مدير برنامج الش��رق‬ ‫األوس��ط وش��مال أفريقيا ف��ي المنظمة‪" ،‬وثقن��ا مجدداً‬ ‫كيف يعمد طرف��اً النزاع إلى انتهاك قوانين الحرب‪ ،‬رغم‬ ‫أن الحكومة ترتكب انتهاكات على نطاق أوسع بكثير‪" .‬‬ ‫وأضاف��ت "أن تعمد اس��تهداف المدنيين بمن فيهم‬ ‫الصحفي��ون ترق��ى إل��ى جرائ��م ح��رب يج��ب مقاض��اة‬ ‫المسؤولين عنها‪" .‬‬ ‫ويتط��رق التقرير بالتفصيل إل��ى الدور الذي يلعبه‬ ‫"المواطن��ون الصحفي��ون"‪ ،‬إذ يقول "العدي��د من هؤالء‬ ‫يخاط��رون بحياتهم في س��بيل إحاطة العال��م الخارجي‬

‫علما بما يدور في سوريا‪" .‬‬ ‫وق��ال "مثلهم مث��ل زمالئه��م المحترفي��ن‪ ،‬يواجه‬ ‫هؤالء حمالت انتقامية لمنعهم من القيام بواجبهم‪" .‬‬ ‫وقالت هاريسون "ما لبثنا ندعو منذ سنتين المجتمع‬ ‫الدول��ي إلى اتخ��اذ خطوات عملية لمقاضاة المس��ؤولين‬ ‫عن هذه االنتهاكات من الجانبين ولتعويض المتضررين‬ ‫من هذه االنتهاكات‪ .‬ولكن الشعب السوري ما زال ينتظر‬ ‫هذه الخطوات‪" .‬‬ ‫وتس��اءلت "كم من األدل��ة اإلضافي��ة يريد مجلس‬ ‫األم��ن أن يراه��ا قبل أن يقرر إحالة الملف الس��وري إلى‬ ‫المحكمة الجنائية الدولية؟"‪.‬‬

‫العمل ال�صحفي يف �سوريا حمفوف باملخاطر‬

‫وق��د تحول��ت تغطي��ة األح��داث ف��ي س��وريا إل��ى‬ ‫أح��د األعم��ال األكث��ر خطورة ف��ي العال��م‪ ،‬فإضافة إلى‬ ‫التعرض للمعارك‪ ،‬بات الصحفيون أيضًا عرضة لعمليات‬ ‫الخطف ألس��باب سياس��ية أو جرمية على أيدي الطرفين‬ ‫المتحاربين‪.‬‬ ‫والي��وم ما زال س��بعة صحفيي��ن مفقودين بينهم‬ ‫الصحف��ي األميرك��ي جيم��س فول��ي ال��ذي زود وكال��ة‬ ‫فران��س برس على مدى أش��هر بتقارير مص��ورة وفقد‬ ‫االتصال به منذ تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر الماضي‪.‬‬ ‫وآخ��ر الصحفيي��ن المفقودي��ن الذي��ن كش��ف عن‬ ‫اختفائهم في س��وريا هو اإليطال��ي دومينيكو كويريكو‬ ‫(‪ 62‬عاماً) الذي يعمل في صحيفة "ال ستامبا" وتعود آخر‬ ‫رسائله الهاتفية إلى التاسع من نيسان ‪ /‬أبريل‪.‬‬ ‫وغالب��ا ما تتريث عائ�لات الصحفيين المفقودين أو‬ ‫وس��ائل إعالمهم في كش��ف عمليات الخطف أو االختفاء‬ ‫أم� ً‬ ‫لا بالتواصل م��ع الخاطفي��ن وحل المس��ألة عبر دفع‬ ‫المال أو ربما التفاوض‪.‬‬ ‫ويدخل عدد كبير من هؤالء الصحفيين إلى س��وريا‬ ‫م��ن دون الم��رور بالمعابر الت��ي ال تزال تس��يطر عليها‬ ‫الس��لطات الس��ورية‪ ،‬ويتنقلون خصوصا ف��ي المناطق‬ ‫الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة‪.‬‬ ‫وبس��بب تزاي��د المجموع��ات المعارض��ة واخت�لاف‬ ‫والءاته��ا وتع��دد قياداته��ا‪ ،‬غالب��اً م��ا تك��ون تنق�لات‬ ‫الصحفيين محفوفة بالمخاطر‪ .‬ويتهم بعض الصحفيين‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫منظم��ة "مراس��لون ب�لا ح��دود"‬ ‫تص��در تقريره��ا الس��نوي‬ ‫ع��ن "أع��داء حري��ة المعلوم��ات‬ ‫ف��ي العال��م" وه��م رؤس��اء‬ ‫ال��دول والسياس��يون والق��ادة‬ ‫الديني��ون والمنظم��ات اإلجرامية‬ ‫والميليش��يات الذي��ن يظن��ون ان‬ ‫قوتهم وس��لطتهم تجعلهم فوق‬ ‫القان��ون فيعم��دون الس��تهداف‬ ‫الصحفيي��ن وكل م��ن يعمل على‬ ‫نش��ر األخبار ويقومون بس��جنهم‬ ‫وخطفهم وتعذيبهم وقتلهم‪.‬‬


‫الدكتاتوريات يف العامل‬ ‫م�س�ؤولة عن انتهاكات حرية‬ ‫ال�صحافة‬

‫ال�شهداء الأطفال‪:‬‬

‫دعوات دولية حلماية الالجئني الفل�سطينيني يف �سوريا‬

‫انق�سامات يف جمل�س الأمن حول زيارة الالجئني ال�سوريني‬ ‫ق��ال دبلوماس��يون أن غالبي��ة أعض��اء مجل��س األم��ن‬ ‫الدول��ي يؤي��دون إجراء زي��ارة تفقدي��ة لمخيم��ات الالجئين‬ ‫الس��وريين في األردن غير أن روسيا والصين تعارضان مثل‬ ‫هذه الزيارة‪ .‬وحذر األردن في وقت س��ابق هذا األس��بوع من‬ ‫أن تدفق الالجئين الس��وريين الذي��ن عبروا الحدود هربًا من‬ ‫الحرب في بالدهم‪ ،‬ويتجاوز عددهم حاليا ‪ 500‬ألف‪ ،‬يش��كل‬ ‫"عبئاً" على المملكة‪.‬‬ ‫والتقى الس��فير األردني في األم��م المتحدة األمير زيد‬ ‫بن الحس��ين أعضاء مجل��س األمن وقال ف��ي وقت الحق أن‬ ‫أزم��ة الالجئي��ن تمث��ل تهديداً الس��تقرار المملك��ة‪ .‬وناقش‬ ‫أعضاء مجلس األمن ال‪ 15‬احتمال إيفاد بعثة لتفقد مخيمات‬ ‫الالجئي��ن في األردن لكنهم لم يتوصلوا التفاق‪ ،‬بحس��ب ما‬

‫ذكره سفير توغو كودجو مينان الخميس‪.‬‬ ‫وق��ال مين��ان "بعد النق��اش ال أس��تطيع الق��ول أنه تم‬ ‫التوص��ل إلجماع"‪ ،‬مؤكداً أن "هن��اك دولتان تعارضان"‪ .‬وأكد‬ ‫"س��ندرس جمي��ع الخيارات ألنه س��يكون من المؤس��ف أن ال‬ ‫نتمك��ن م��ن إعط��اء رد ايجابي"‪ .‬وبحس��ب دبلوماس��ي في‬ ‫مجلس األمن فان روس��يا والصين "س��تقضيان على فكرة"‬ ‫القي��ام بزي��ارة‪ .‬وخالل مناقش��ات‪ ،‬اقترحت روس��يا إرس��ال‬ ‫وف��د دولي أيضاً لزي��ارة األراضي الفلس��طينية‪ ،‬وهي فكرة‬ ‫رفضتها الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وناقش المجلس أيضا مس��ألة إرسال مسؤولين لزيارة‬ ‫تركي��ا ولبنان اللذين يس��تضيفان عدداً كبي��راً من الالجئين‬ ‫السوريين‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫دع��ا عض��و اللجن��ة التنفيذي��ة لمنظم��ة التحري��ر‬ ‫الفلس��طينية صائ��ب عريق��ات‪ ،‬األمم المتح��دة إلى بذل كل‬ ‫جهد ممكن لحماية المخيمات الفلس��طينية في سوريا‪ ،‬التي‬ ‫تقع ضمن والية وكالة غوث وتشغيل الالجئين 'األونروا'‪.‬‬ ‫وشدد عريقات لدى لقائه المفوض العام لألونروا فليبو‬ ‫غران��دي‪ ،‬على ض��رورة قيام دول العالم بزيادة مس��اعداتها‬ ‫لألون��روا حت��ى تس��تطيع االس��تمرار ف��ي تقدي��م خدماتها‬ ‫لالجئين الفلسطينيين‪.‬‬ ‫من جهته��ا دعت (المجموع��ة ‪ ،)194‬التي تعنى بقضية‬ ‫الالجئي��ن الفلس��طينيين وحقه��م ف��ي الع��ودة إل��ى الديار‬ ‫والممتل��كات‪ ،‬المجتم��ع الدولي عبر مؤسس��اته اإلنس��انية‪،‬‬ ‫للتدخل فورًا لوضع حد لمأس��اة الالجئين الفلس��طينيين في‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫وقال��ت المجموعة ‪ - 194‬في بيان لها من دمش��ق ‪" -‬أن‬ ‫تهجير س��كان مخيم حن��درات (عين التل) قرب حلب بس��بب‬ ‫القتال الدائر هناك‪ ،‬أضاف إلى مأساة الالجئين الفلسطينيين‬ ‫في س��وريا مأس��اة جديدة خاصة بع��د التهجير ال��ذي أصاب‬ ‫مخيم اليرموك وعددا آخر من مخيمات دمشق ومخيم درعا"‪.‬‬ ‫وأك��دت‪ ،‬ض��رورة العم��ل عل��ى تحيي��د المخيم��ات‬

‫الفلس��طينية وعدم ال��زج بها في أتون األزمة التي تعيش��ها‬ ‫س��وريا الشقيقة‪ ،‬وفك الحصار عن المخيمات ووقف القصف‬ ‫والقنص‪ ،‬وس��حب كل المسلحين منها‪ ،‬والحفاظ عليها مالذًا‬ ‫آمنًا ومناطق استقرار وهدوء‪.‬‬ ‫ودعت المجموع��ة أيضًا‪ ،‬منظمة التحرير الفلس��طينية‬ ‫وبش��كل خ��اص دائ��رة ش��ؤون الالجئي��ن ف��ي المنظم��ة‪،‬‬ ‫والمؤسس��ات والمنظمات اإلنس��انية‪ ،‬لمد يد العون واإلغاثة‬ ‫للنازحي��ن والمهجرين الفلس��طينيين في س��وريا‪ ،‬لتخفيف‬ ‫وطأة المأس��اة الت��ي يعانونها ف��ي ظل انس��داد كل مصادر‬ ‫الرزق أمامهم‪ ،‬واضطرارهم لمغ��ادرة منازلهم واللجوء إلى‬ ‫مناطق أكثر أمانًا‪.‬‬ ‫يذك��ر‪ ،‬أن المجموع��ة ‪ 194‬إط��ار غير حكومي أسس��ته‬ ‫مجموعة بحثية مطلع العام ‪ 2001‬بعد اجتماعات ومشاورات‬ ‫ضمت فريقاً من الناش��طين والباحثين في قضية الالجئين‪،‬‬ ‫به��دف الدفاع ع��ن حقوقهم في المي��دان البحثي واإلعالمي‬ ‫والدعاوى‪ ،‬وعلى المستويات العربية والدولية‪ ،‬وبالتعاون مع‬ ‫األطر والهيئات النظي��رة‪ ،‬وقد اختارت المجموعة القرار ‪194‬‬ ‫عن��وان لها‪ ،‬باعتباره يتضمن االعتراف الدولي بحق الالجئين‬ ‫بالعودة إلى ديارهم‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫وث��ق مرك��ز توثي��ق‬ ‫االنته��اكات ف��ي س��وريا منذ‬ ‫بداي��ة الث��ورة الس��ورية في‬ ‫آذار م��ن ع��ام ‪ 2011‬وحت��ى‬ ‫بداية ش��هر نيس��ان من عام‬ ‫‪ )5874( 2013‬حت��ى تاري��خ‬ ‫كتاب��ة التقري��ر ش��هيداً م��ن‬ ‫األطف��ال تحت س��ن ‪ 18‬عام‪،‬‬ ‫استش��هد منهم في شهر آذار‬ ‫األخير ‪ 455‬شهيدا‪.‬‬ ‫من الحصيل��ة المذكورة‬ ‫حت��ى ش��هر نيس��ان (‪)5458‬‬ ‫ش��هيداً طف� ً‬ ‫لا ت��م توثيقهم‬ ‫باالس��م و(‪ )416‬ش��هيداً‬ ‫مجهول الهوية‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أش��ارت "مراس��لون بال ح��دود" إلى‬ ‫أن اس��تمرار االعت��داءات واالنته��اكات‬ ‫ض��د حري��ة الصحاف��ة واإلع�لام ترجع‬ ‫إل��ى إفالت المس��ئولين عنها من العقاب‬ ‫موضحة أن "صيادي حرية اإلعالم" الـ‪34‬‬ ‫الذين كانوا وال يزال��وا على الئحة العام‬ ‫الماضي يواصلون انتهاكاتهم ضد حرية‬ ‫المعلومات‪.‬‬ ‫واعتب��رت المنظمة "مراس��لون بال‬ ‫ح��دود" في تقريره��ا أن ق��ادة األنظمة‬ ‫الديكتاتوري��ة وال��دول األكث��ر انغالق��ًا‬ ‫يعيش��ون "حي��اة هادئ��ة ف��ي حي��ن أن‬ ‫الصحافة وصانع��ي األخبار يعانون" كما‬ ‫هو الحال بالنس��بة لكي��م جونج أون في‬ ‫كوري��ا الش��مالية وأس��ياس أفورقيف��ي‬ ‫إريتري��ا وقربان قولي بي��ردي محمدوف‬ ‫بتركمنستان فض ًال عن وضع الصحفيين‬ ‫واإلعالميين بروس��يا البيض��اء وفيتنام‬ ‫وديكتاتوريات أخرى في آس��يا الوسطى‬ ‫(أوزبكس��تان على رأس��ها) بخالف إيران‬ ‫ومناطق أخرى بالعالم‪.‬‬ ‫وأضاف��ت أن صمت المجتمع الدولي‬ ‫إزاء تل��ك االنته��اكات يمث��ل نوع��ًا م��ن‬ ‫التواطؤ‪ ،‬داعية فى الوقت نفسه األسرة‬ ‫الدولية إلى ع��دم االختباء وراء المصالح‬ ‫القتصادية الجيوسياسية‪.‬‬ ‫وش��ددت "مراس��لون ب�لا ح��دود"‬ ‫عل��ى أن حماي��ة الصحفيي��ن والعاملين‬ ‫بوسائل اإلعالم األخرى مكفولة بموجب‬ ‫القرار رقم ‪ 1738‬ال��ذي اعتمده مجلس‬ ‫األم��ن الدولي ف��ي ع��ام ‪ 2006‬معتبرة‬ ‫أن خل��ق آلية لرص��د االمتث��ال وااللتزام‬ ‫بالق��رار ‪ 1738‬من قبل ال��دول األعضاء‬ ‫في األمم المتحدة من ش��أنه أن يشجيع‬ ‫ال��دول على اعتم��اد أحكام مح��ددة من‬ ‫الجرائ��م الجنائي��ة واالعت��داءات وحاالت‬ ‫االختف��اء للصحفيين وتوس��يع التزامات‬ ‫الدول األط��راف الفاعلة وتعزيز مكافحة‬ ‫اإلفالت من العقاب‪.‬‬ ‫وأضاف��ت المنظم��ة أن��ه عل��ى‬ ‫الصعي��د الدولي فإن الحماي��ة القانونية‬ ‫للصحفيي��ن يضمنه��ا اإلع�لان العالمي‬ ‫لحقوق اإلنس��ان والعهد الدولي الخاص‬ ‫بالحقوق المدنية والسياس��ي واتفاقيات‬ ‫جني��ف وغيرها من المعاه��دات‪ ،‬مذكرة‬ ‫أن األم��م المتحدة نش��رت مؤخ��راً خطة‬ ‫عمل بشأن سالمة الصحفيين ومكافحة‬ ‫اإلفالت من العقاب‪.‬‬

‫نش��ر مركز توثيق االنتهاكات في س��وريا تقريره األول‬ ‫حول الش��هداء م��ن األطفال‪ ،‬معتمداً س��ن ما دون ‪ 18‬س��نة‬ ‫لتعريف الطفل كما ينص عليه القانون السوري‪ ،‬مع التنويه‬ ‫للمالحظات التالية‪:‬‬ ‫ ال تعتب��ر هذه األرق��ام نهائية‪ ،‬وهي خاضعة للتدقيق‬‫الدوري والمس��تمر من قبل نش��طاء المركز وفريق التوثيق‬ ‫الميداني‪.‬‬ ‫ اختالف األرقام من تقرير آلخر حتى بالنسبة لمنطقة‬‫واح��دة مرده إل��ى التدقي��ق المناطقي الذي يكش��ف مواضع‬ ‫النقص واألخطاء فض ً‬ ‫ال عن متابعة الشهداء مجهولي الهوية‬ ‫وتوثيقهم باألسماء حيثما يتم التعرف إلى هوياتهم‪.‬‬

‫وبلغ متوس��ط عدد الش��هداء من األطفال ش��هريًا ‪241‬‬ ‫ش��هيداً‪ ،‬وبلغ ذروته في ش��هر آب من عام ‪ 2012‬حيث وصل‬ ‫إلى ‪ 583‬شهيداً طف ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫وبلغ��ت نس��بة م��ن قضوا م��ن األطف��ال ف��ي القصف‬ ‫المدفعي ‪ 48%‬فيما بلغت نس��بة األطفال نتيجة إلطالق النار‬ ‫وقناصة النظام ‪ 22%‬وباإلعدام الميداني ‪.6%‬‬ ‫مع العلم أنه تم تس��جيل ‪ 69‬شهيداً من األطفال نتيجة‬ ‫إطالق صواريخ السكود معظمهم في مدينة حلب والرقة‪.‬‬ ‫وس��جلت ‪ 42‬حالة الستشهاد أطفال ذكور تحت التعذيب‬ ‫وحالة وحيدة لطفلة استشهدت تحت التعذيب‪.‬‬ ‫يمك��ن االط�لاع عل��ى التقرير م��ع بع��ض المخططات‬ ‫التوضيحية على الرابط التالي‪:‬‬ ‫‪www.vdc-sy.info/index.php/ar/reports/children‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫مجموعات مسلحة أو عناصر فيها بسرقة‬ ‫الصحفيي��ن‪ ،‬أو احتجازه��م م��ن اج��ل‬ ‫المطالب��ة بفدي��ة‪ ،‬بينم��ا ينظ��ر بع��ض‬ ‫المقاتلي��ن الجهاديي��ن إل��ى الصحفيي��ن‬ ‫الغربيين وكأنهم جواسيس‪.‬‬ ‫كذلك قد يعام��ل الصحفيون الذين‬ ‫يقع��ون في أي��دي قوات النظ��ام معاملة‬ ‫س��يئة للغاية‪ .‬ويشتبه مث ًال بأن الصحفي‬ ‫االميرك��ي اوس��تن تاي��س ال��ذي اختفى‬ ‫ف��ي ‪ 13‬آب ‪ /‬أغس��طس ف��ي داري��ا ف��ي‬ ‫ري��ف دمش��ق حيث كان��ت ق��وات النظام‬ ‫تقوم بعملية تمش��يط‪ ،‬محتجز لدى هذه‬ ‫القوات‪.‬‬ ‫وتح��اول وكاالت األنب��اء إرس��ال‬ ‫صحفيي��ن إل��ى ه��ذا الجان��ب وذاك ف��ي‬ ‫محاول��ة للحصول عل��ى الص��ورة األكثر‬ ‫وضوح��ًا ف��ي بلد يح��اول كل ط��رف فيه‬ ‫الدفاع عن "الحقيقة" التي يراها الحقيقة‬ ‫المطلقة‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬ال�شهداء الأطفال منذ بداية الثورة‬

‫‪5‬‬


‫ال�شراكة الوطنية يف ظل املواطنة‬ ‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫احلقيقة التي جتمع ال�سوريني‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫ع��ام ‪ 2011‬أح��رق البوعزي��زي‬ ‫نفس��ه ف��ي تون��س ليكون وم��ن دون‬ ‫ً‬ ‫صرخ��ة ب��دأت ف��ي تون��س‬ ‫أن ي��دري‬ ‫ول��ن تنته��ي‪ ،‬إلنهاء أنظمة االس��تبداد‬ ‫والقض��اء على االس��تثناء العربي الذي‬ ‫ح��ال دون االنخراط في الطلب العالمي‬ ‫للحرية والديمقراطية س��واء بس��واء‪،‬‬ ‫والي��وم تأتي صرخ��ة اليوس��ف إلنهاء‬ ‫المقتلة السورية‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬وقب��ل أي��ام‪ ،‬أحم��د محم��ود‬ ‫اليوسف ش��اب يحرق نفسه في بيروت‬ ‫إثر مش��اكل مالي��ة وظروف معيش��ية‬ ‫س��يئة علي��ه وعل��ى عائلته‪ ،‬فه��و ابن‬ ‫إح��دى العائ�لات الس��ورية الالجئة إلى‬ ‫لبن��ان بع��د أن دمر بيته��ا ويعين والده‬ ‫في أسرة مكونة من ‪ 11‬فرداً وتراكمت‬ ‫عليه الديون نتيجة س��يارة اس��تأجرها‬ ‫ليعم��ل عليه��ا فحصل للس��يارة حادث‬ ‫وطالبته الش��ركة المؤجرة بدفع ‪4000‬‬ ‫دوالر فأفرغ على نفسه زجاجة مازوت‬ ‫بشارع بربور في المزرعة وأشعل النار‬ ‫بنفس��ه ودخل ملحمة وخرج من الباب‬ ‫الثاني مشتعال وقام الناس المتواجدين‬ ‫بإطفائ��ه ونق��ل إل��ى مستش��فى‬ ‫الجعيتاوي وهو في حالة حرجة‪.‬‬ ‫ال نجد من استمرار الوضع الراهن‬ ‫بهذا الش��كل إال ضمان��ة بزيادة الوضع‬ ‫المأس��اوي للش��عب الس��وري‪ ،‬وزي��ادة‬ ‫الضغط على ال��دول العربية المجاورة‬ ‫التي أصبحت غير ق��ادرة على التعامل‬ ‫مع مئات اآلالف من الالجئين السوريين‬ ‫الذين يتدفقون عليها بش��كل مستمر‪،‬‬ ‫فالح��رب في س��وريا ما ع��ادت صراعًا‬ ‫داخليًا بين نظام وشعبه‪ ،‬بل هي حرب‬ ‫دخلت من ضمنها االستقطابات الدولية‬ ‫م��ن قب��ل دول محوري��ة ومركزية في‬ ‫النظام الدولي واإلقليمي‪ .‬خلف كل من‬ ‫طرفي الصراع اللذين وإن كانا يحتالن‬ ‫الواجه��ة‪ ،‬إال أنهم��ا األق��ل ق��درة على‬ ‫التحك��م بمجرياته وهي مفارقة مهمة‬ ‫ف��ي صراع يعتبر وجوديًا بالنس��بة إلى‬ ‫أطراف��ه الداخلية (بمعنى عدم إمكانية‬ ‫تعايش أطرافه معاً في نظام سياس��ي‬ ‫واح��د)‪ ،‬وأق��ل وجودي��ة بالنس��بة إلى‬ ‫أطرافه الخارجية‪.‬‬ ‫النظام الس��وري يُدعم بشكل ال‬ ‫متناهي من روس��يا وأي��ران والدويالت‬ ‫الطائفية ورجاالتها في لبنان والعراق‪،‬‬ ‫ولي��س في األفق ما يش��ير إل��ى تغيير‬ ‫ف��ي توجه��ات تلك ال��دول تج��اه دعم‬ ‫النظام الس��وري‪ ،‬أما الش��عب السوري‬ ‫فتدعمه شعوب األرض معنوياً ويصله‬ ‫من بعض داعميه القليل‪ ،‬وأمام صمتٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مخز يبدو التفسير الوحيد للرغبة‬ ‫دولي ٍ‬ ‫األميركي��ة ف��ي إطال��ة عم��ر النظ��ام‬ ‫الس��وري‪ ،‬الرغب��ة في تفتيت س��وريا‪،‬‬

‫أي الكيان الس��وري الذي نال استقالله‬ ‫ف��ي العام ‪ 1946‬والذي يتبيّن ّ‬ ‫كل يوم‬ ‫أن��ه في حاجة إلى م��ن يوحّده مجددا‪،‬‬ ‫وغالبي��ة الس��وريين يش��عرون أن ثمة‬ ‫خط��ة مبرمجة لترك الس��وريين يدمر‬ ‫بعضهم بعض��ًا‪ ،‬حتى إذا تفانوا وتهدم‬ ‫كل ش��يء في بلدهم وبأيديهم‪ ،‬يقوم‬ ‫الكبار بتقاس��م ترك��ة الرج��ل الميت‪،‬‬ ‫وربما يخطط بعضهم إلعادة تقس��يم‬ ‫المنطق��ة ضمان��ًا ألمن إس��رائيل التي‬ ‫بدأت تتحدث ع��ن رغبتها باالمتداد إلى‬ ‫مناطق أبعد في العمق السوري‪.‬‬ ‫انهيار مفاجئ س��يعني‬ ‫كما أن أي‬ ‫ٍ‬ ‫انفراط عق��د الجي��ش النظامي وقوى‬ ‫األم��ن‪ ،‬وس��يكبر احتم��ال انتش��ار‬ ‫مليش��يات مس��لحة مختلف��ة الدواف��ع‬ ‫والتوجه��ات‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عما يمكن أن يحدث‬ ‫في صفوف "الجيش الحر" والثوار أيضًا‬ ‫م��ن منازعات باخت�لاف ال��رؤى‪ .‬وهذه‬ ‫بعض الهواجس التي تقلق السوريين‪،‬‬ ‫وف��ي المقابل يخش��ى الس��وريون أن‬ ‫يحت��دم القت��ال‪ ،‬وأن يط��ول أم��ده في‬ ‫الش��وارع‪ ،‬وأن يحدث في دمشق مثيل‬ ‫م��ا حدث ف��ي حل��ب م��ن دم��ار‪ ،‬وهذا‬ ‫سيعني نزوح ماليين من السكان‪.‬‬ ‫المعارض��ة ال تري��د أص� ً‬ ‫لا الحوار‬ ‫م��ع النظ��ام‪ ،‬والنظ��ام يري��د أن يقتل‬ ‫كل المعارض��ة‪ ،‬لدي��ه اس��تعداد أن‬ ‫يقت��ل نصف الش��عب الس��وري ليبقى‬ ‫النظ��ام عل��ى رأس الحكم‪ .‬المش��كلة‬ ‫ً‬ ‫نسبة‬ ‫أن الحوار مجرد حلم رومانس��ي‬ ‫ٍ‬ ‫إلى األحداث الميدانية‪ .‬الشعب السوري‬ ‫يقاتل النظام بض��راوة وكذلك النظام‬ ‫يقت��ل الش��عب بض��راوة‪ ،‬دخل��ت على‬ ‫الخط ش��بيحة مرتزقة من جهة النظام‬

‫س��اهمت ف��ي تأجي��ج الغض��ب العارم‬ ‫ض��ده وهذا م��ا أش��عل فتي��ل األزمة‪،‬‬ ‫وبآخر المطاف من حق الشعب أن يدافع‬ ‫عن نفسه ضد مجنزرات القتل‪.‬‬ ‫الملحم��ة الس��ورية ف��ي عامه��ا‬ ‫الثالث‪ ،‬والثورة منتص��رة لكن األكالف‬ ‫باهظ��ة وإذا ما أيقنا باقت��راب النهاية‪،‬‬ ‫فعلين��ا أن ن��درك ب��أن ‬االنتص��ار أو‬ ‫االس��تقرار المتأتي ‮‬من صولجان القوة‮‬ ‫‬‪‬ ،‬‮س��رعان م��ا ‬‮ينتهي ‬‮بمج��رد أن تحين‬ ‫الفرص��ة للط��رف األضع��ف المه��زوم‬ ‫المغلوب على أمره ‬‮‪‬ ،‬‮ويطول بنا المقام‬ ‫لو رحنا نستقصي ‬ ‮الشواهد من التاريخ‬ ‫تدلي ً‬ ‫ال ‮‬على ذلك ‮‬‪.‬‮‬ ‫ال ب��د ل��كل محن��ة م��ن أن تزول‪.‬‬ ‫ط��ال زمانه��ا أو قصر‪ ،‬والتاري��خ ع ّلمنا‬ ‫حرب هي الجلوس حول‬ ‫ب��أن نهاية كل ٍ‬ ‫طاولة المفاوضات إلنتاج حلول ترضي‬ ‫الجمي��ع‪ ،‬وق��د يبدو الي��وم الحديث عن‬ ‫الح��وار غريب��اً وبعي��داً عن ح��وار الدم‬ ‫الجاري على أرضنا‪ ،‬بل هو غريبٌ عن‬ ‫ثقافتن��ا‪ ،‬فالح��وار في التاري��خ العربي‬ ‫كان اس��تثنائياً‪ ،‬ولك��ي تح��اور يجب أن‬ ‫تؤمن بالحوار وب��أن اآلخر هو جزء من‬ ‫الحقيقة ومختلف عنك‪ ،‬وبأن بإمكانك‬ ‫أن تبحث معه عن الحقيقة‪.‬‬ ‫وق��د يق��ول قائ��ل لم��اذا الح��وار‬ ‫والث��وار على أب��واب العاصمة‪ ،‬حتى أن‬ ‫«الغاردي��ان» البريطاني��ة ذهب��ت إلى‬ ‫حد الق��ول أن الوص��ول إل��ى المعركة‬ ‫الفاصلة في دمش��ق‪ ،‬إل��ى جانب وجود‬ ‫عالم��ات ت��دل عل��ى تح��ول الموق��ف‬ ‫الروس��ي‪ ،‬يع��دان من المؤش��رات على‬ ‫قرب موعد سقوط األسد‪ ،‬مع أنه أحاط‬

‫دمش��ق بق��وات يبل��غ عدده��ا ‪ 80‬ألف‬ ‫جن��دي‪ .‬وكان مح��اورو األس��د الروس‬ ‫نقل��وا عنه مؤخ��را أنه فق��د األمل في‬ ‫النص��ر أو اله��روب‪ ..‬وه��و يعتمد على‬ ‫حلفائ��ه م��ن الطائف��ة العلوي��ة ف��ي‬ ‫العاصمة وجوارها‪.‬‬ ‫ولع��ل م��ا أدل��ى ب��ه وزي��ر إعالم‬ ‫النظ��ام ف��ي موس��كو وتح��ت قب��ة‬ ‫البرلمان عن اس��تعداد النظام لمحاورة‬ ‫المعارضة المسلحة‪ ،‬تؤكد تحول لهجة‬ ‫النظام من اعتب��ار المعارضة إرهابية‪،‬‬ ‫إلى محاولة اللقاء بها ويثبت أن الورطة‬ ‫الت��ي يعيش��ها األس��د أخ��ذت مس��ار‬ ‫الحص��ار علي��ه وإبقائه داخل دمش��ق‬ ‫فق��ط‪ ،‬واستش��عار الخط��ر ربما يكون‬ ‫الدافع للخروج ول��و بنصف انتصار من‬ ‫أي ح��ل يتوافق م��ع طرف��يْ الصراع‪،‬‬ ‫وبحض��ور دول��ي ق��د يخت��اره مجلس‬ ‫األمن مع إش��راك الجامعة العربية في‬ ‫حال الوصول إلى اتفاق جديد‪..‬‬ ‫ولنع��د ف��ي التاري��خ إلى ال��وراء‪،‬‬ ‫فعندم��ا انتصر مانديال ولم يعد للعالم‬ ‫أن يصم��ت عل��ى نظ��ام األبارتهاي��د‬ ‫ف��ي جنوب إفريقي��ا‪ ،‬وبعد ق��رونٍ من‬ ‫االضطه��اد والقت��ل‪ ،‬تعال��ت األص��وات‬ ‫ً‬ ‫مطالبة بالثأر لكنه وقف ضد ذلك وكان‬ ‫التسامح هو الخيار األمثل‪ ،‬حيث جلس‬ ‫المعت��دي والمعت��دى علي��ه‪ ،‬وتصارحا‬ ‫وسامح كل منهما اآلخر‪ ،‬وهي السياسة‬ ‫التي لوالها النجرفت جنوب إفريقيا إما‬ ‫إلى ح��رب أهلية وإما إل��ى ديكتاتورية‬ ‫جدي��دة‪ ،‬إنها كما قال مانديال "سياس��ة‬ ‫مُرَّة؛ لكنها ناجعة"‪.‬‬ ‫كم��ا عاش��ت الوالي��ات المتح��دة‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫األمريكي��ة مفه��وم الح��وار الوطن��ي‬ ‫أثن��اء تأس��يس الجمهوري��ة‪ ،‬وأثن��اء‬ ‫الحرب األهلية‪ ،‬ثم مرحلة الس��تينيات‪،‬‬ ‫ث��م مرحل��ة التس��عينيات وكان��ت هذه‬ ‫الح��وارات الوطني��ة تنبع م��ن أن فكرة‬ ‫المركز أو الفكرة الرئيسية للجمهورية‬ ‫األمريكي��ة ه��ي الت��ي يجب أن تس��ود‬ ‫وتعمم وليس على أن ثقافات األطراف‬ ‫هي التي يجب أن تشجع وتبرز‪ ،‬ولذلك‬ ‫ف��إن ثقافة المركز أو الثقافة الس��ائدة‬ ‫العامة للدولة هي التي دفعت نفس��ها‬ ‫من أجل استيعاب الثقافات األخرى دون‬ ‫أن تفق��د ذاته��ا‪ ،‬ولذلك كان��ت الوحدة‬ ‫الوطني��ة األمريكي��ة أكث��ر ق��و ًة وأكثر‬ ‫تماس��كًا عبر كل التحديات؛ س��واء من‬ ‫الجن��وب األمريك��ي ف��ي ح��رب الوحدة‬ ‫أو م��ن اس��تيعاب الس��ود وإدخاله��م‬ ‫إل��ى النظ��ام السياس��ي األمريكي في‬ ‫الس��تينيات أو من اس��تيعاب الالتينيين‬ ‫في مرحلة التس��عينيات وتحديات اللغة‬ ‫والثقافة االسبانية الالتينية‪.‬‬ ‫جدوى الحوار الوطني في س��وريا‬ ‫ً‬ ‫منتقص��ة‪ ،‬ألن الس�لاح اآلن‬ ‫م��ا زال��ت‬ ‫يمارس دوره الحاس��م وش��به الحاسم‬ ‫في سورية‪ ،‬إنما هذا ال يعني أن الحوار‬ ‫غي��ر مجد‪ ،‬الحظ��ت خصوص��ًا اآلن مع‬ ‫حض��ور مجموع��ات مكثف��ة م��ن كل‬ ‫األطي��اف‪ ،‬بأن الح��وار قد يش��ق طرقًا‬ ‫ً‬ ‫معين��ة لفت��ح أب��واب قد تك��ون مغلقة‬ ‫أو مغ ّلق��ة من أط��راف مختلفة‪ ،‬الحوار‬ ‫المطلوب اآلن في سورية‪ ،‬بقدر ما هو‬ ‫هام‪ ،‬فإن��ه يعادل وجود س��ورية اآلن‪،‬‬ ‫فس��ورية اآلن تختزل إل��ى حوار وطني‬ ‫ديمقراط��ي‪ ،‬إذا ل��م يت��م ه��ذا الحوار‬ ‫حقيق��ة وليس لعبًا‪ ،‬ف��إن األمر مفتوح‬ ‫أمام كوارث كثيرة‪.‬‬ ‫وبالحديث عن الحوار ومهما تعالى‬ ‫الخط��اب اإلعالمي للطرفين ومهما زاد‬ ‫االحتق��ان‪ ،‬فأي مب��ادرةٍ للحوار تعطي‬ ‫ض��وءاً في نهاي��ة النفق الذي يعيش��ه‬ ‫الس��وريون‪ ،‬فحي��ن أطل��ق الخطي��ب‬ ‫مبادرت��ه الت��ي وأدت م��ن الطرفي��ن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أط��ل الكات��ب البريطان��ي ف��ي‬ ‫هك��ذا‬ ‫"فايننش��ال تايم��ز" ديفي��د غاردن��ر‬ ‫ليق��ول‪ " :‬المبادرة أحدَث��ت ردود فِعل‬ ‫س��ريعة داخل الطائف��ة العلوية‪ ،‬التي‬

‫كانت حتى اآلن ال تزال مُتماسكة وراء‬ ‫آل األس��د ‪ -‬مخلوف‪ ،‬والتي وجدت فيها‬ ‫مَخرج��ًا م��ن ح��رب أهلي��ة زاحِفة لن‬ ‫يخ��رج منها العلويون بس�لام‪ ،‬بس��بب‬ ‫الخلل الديمغرافي الكاسح مع األغلبية‬ ‫السُ��نّية‪ .‬وهك��ذا نس��ب صحفي��ون‬ ‫غربي��ون إل��ى رئي��س عش��يرة علوية‬ ‫(ومعظم العلويين من العش��ائر) قوله‪:‬‬ ‫"لقد بتنا ف��ي حاجة إلى معطف جديد‪،‬‬ ‫ألن المعط��ف الحال��ي (أي آل األس��د ‪-‬‬ ‫مخلوف) لم يعُد قادراً على حِمايتنا"‪.‬‬ ‫نظريا وضعت واش��نطن وموسكو‬ ‫مقاربته��ا ف��ي التس��وية السياس��ية‬ ‫وإن كان��ت هن��اك نق��اط خالفي��ة‬ ‫يحس��مها تطور الوضع العس��كري‪ ،‬إال‬ ‫أن الدع��وة للح��وار من الداخ��ل تقطع‬ ‫الطريق على لعب��ة األمم‪ ،‬والتي يدفع‬ ‫الش��عب الس��وري ثمنها غاليًا فالشعب‬ ‫الس��وري ال��ذي س��طر ه��ذه الملحم��ة‬ ‫ق��ادرٌ على خلق بيئةٍ مناس��بةٍ للحوار‬ ‫م��ع قي��ادات مس��ؤولة داخ��ل النظ��ام‬ ‫م��ن غي��ر المتورطين المباش��رين في‬ ‫ارتكاب الجرائ��م وهم كثر‪ ،‬والبد أنهم‬ ‫مقتنعون بأن الحس��م العس��كري بات‬ ‫مستحي ً‬ ‫ال‪ ،‬وأن اس��تعادة النظام لقوته‬ ‫وحضوره وسيطرته بات وهماً‪ ،‬وأن أي‬ ‫انتصار يريدونه على جثث الشعب كله‪،‬‬ ‫وعبر تدمير ش��امل لس��ورية س��يكون‬ ‫انتصاراً مخزيًا وغير قابل للحياة‪ ،‬والبد‬ ‫للحالمين من التس��ليم بأن بقاء الحال‬ ‫م��ن المح��ال‪ ،‬وأن حقب��ة م��ن التاريخ‬ ‫الس��وري قد انته��ت‪ ،‬وعلين��ا جميعاً أن‬ ‫نب��دأ ح��واراً ج��اداً لب��دء حقب��ة جديدة‬ ‫يقودها الشعب بنفسه‪ ،‬بدل مزيد من‬ ‫القتل والدمار وطوفان الدماء‪.‬‬ ‫ولعل الس��ؤال األه��م وبعيداً عن‬ ‫التراشق السياسي واإلعالمي هو لماذا‬ ‫فشلت النخب السورية في فتح قنواتٍ‬ ‫للح��وار‪ ،‬وليس معنى القنوات االلتفاف‬ ‫عل��ى الث��ورة‪ ،‬ب��ل ت�لازم المس��ارين‬ ‫السياس��ي والعس��كري‪ ،‬والجواب على‬ ‫ذل��ك ه��و نه��ج الدكتات��ور ف��ي حكم‬ ‫البالد‪ ،‬فأول م��ا يقوم به الدكتاتور هو‬ ‫تدمير نخبة البالد وتخريب المؤسسات‬ ‫التي آل��ت إليه ملكيته��ا نتيجة انقالبه‬ ‫على الش��رعية‪ ،‬ومن ثم الش��روع في‬

‫مؤسس��ات ضعيفة مهلهلة‪ .‬وبعد ذلك‬ ‫يش��رع في بناء نخبة خاصة به أهم ما‬ ‫تمتاز به هو أنها ليست نخبة حقيقية‪،‬‬ ‫بل كل ما تفعله‪ ،‬وكل ما يريده الحاكم‬ ‫الدكتاتور منها هو أن تلعب دوراً شبيهًا‬ ‫بدور النخبة‪.‬‬ ‫وألن حك��م الديكتات��ور امت��د‬ ‫خمس��ين عام��اً ف��إن ه��ذه النخب��ة‬ ‫الضعيفة التي بناها الدكتاتور لحسابه‬ ‫الخ��اص وض��د مصالح المجتم��ع الذي‬ ‫يحكم��ه‪ ،‬فإنه��ا ه��ي ذاته��ا تتره��ل‬ ‫وتفس��د بدرجة تفوق م��ا يريد الحاكم‬ ‫له��ا أن تبلغ��ه من فس��اد‪ .‬ث��م ال تلبث‬ ‫ه��ذه النخب��ة الت��ي كان��ت ضعيفة ثم‬ ‫ص��ارت قوي��ة ومس��تأثرة ب��كل مراكز‬ ‫الس��لطة والقرار أن تصبح القدر الذي‬ ‫ال يس��تطيع الحاكم المستبد أن يحكم‬ ‫الب�لاد دون االعتم��اد علي��ه‪ .‬وعند هذا‬ ‫الح��د ال تصب��ح المش��كلة متمثلة في‬ ‫الحاك��م المس��تبد وإنم��ا ف��ي النخب��ة‬ ‫السياس��ية واالقتصادي��ة والثقافي��ة‬ ‫واالجتماعي��ة والخيري��ة التي س��تظل‬ ‫لفترة طويلة تعوق الثورة وتعيد إنتاج‬ ‫النظ��ام الفاس��د والمس��تبد حت��ى بعد‬ ‫القضاء على رأس النظام‬ ‫سوريا المستقبل ال تبنى عبر دحر‬ ‫الخصوصي��ات وخنق التنوع��ات‪ ،‬وإنما‬ ‫عب��ر خلق المناخ السياس��ي والقانوني‬ ‫لكل الخصوصيات والتنوعات المتوافرة‬ ‫ف��ي المجتم��ع‪ ،‬لك��ي تم��ارس دوره��ا‬ ‫ووظيفته��ا ف��ي بن��اء وح��دة الوط��ن‬ ‫وتعزي��ز لحمت��ه الداخلي��ة‪ .‬فالعالق��ة‬ ‫جد عميق��ة بين مفه��وم الوحدة وبين‬ ‫احت��رام الخصوصي��ات والتنوع��ات‬ ‫وتهيئ��ة المناخ السياس��ي واالجتماعي‬ ‫لمشاركتها في البناء والعمران‪.‬‬ ‫سوريا المستقبل‪ ،‬ال تبنى بثقافة‬ ‫اإلقصاء والتهميش‪ ،‬كما أنها ال تتحقق‬ ‫بالتعص��ب الدين��ي أو المذهب��ي أو‬ ‫القومي‪ ..‬أن هذه العقلية وممارس��تها‪،‬‬ ‫تط��رد م��ن الواق��ع إمكاني��ة االئت�لاف‬ ‫والوحدة‪ .‬وإذا أردنا الوحدة في مجتمعنا‬ ‫ووطنن��ا‪ ،‬فعلين��ا نبذ ثقاف��ة التهميش‬ ‫والتعصب‪ ،‬وبناء ثقافة الحوار والتسامح‬ ‫واحترام حقوق اإلنسان‪ .‬فهي طريقتنا‬

‫لتوطيد العالقة الحسنة واإليجابية بين‬ ‫مكونات المجتمع والوطن‪ ،‬وهي سبيلنا‬ ‫لبناء واقع وحدوي على أسس حضارية‬ ‫وإنسانية دائمة‪.‬‬ ‫دعوات الحوار السابقة التي أطلقها‬ ‫النظام ال تتجاوز مناورة لكسب الوقت‪،‬‬ ‫يكبلها بشروطٍ مسبقة تعرقل التنفيذ‬ ‫كاإلص��رار عل��ى أن يكون الح��وار في‬ ‫المناطق التي يس��يطر عليه��ا النظام‪،‬‬ ‫مما يبعد المس��افة بين الطرفين‪ ،‬ألن‬ ‫الضمان��ات بحماية أعض��اء المعارضة‬ ‫مستحيلة أمام دولة بال مصداقية‪ ،‬كما‬ ‫أن ح��واراً يحم��ل نوعًا م��ن الندية بين‬ ‫طرف��ي الص��راع الداخليي��ن "معارضة‬ ‫ــ��ـ نظ��ام " عل��ى األغلب ل��ن يتأتى إال‬ ‫بضغ��ط خارجي‪ ،‬وس��يكون مبنيًا على‬ ‫التوازن��ات الدولية التي ستش��كل ثقل‬ ‫األط��راف المتح��اورة ولي��س تمثيله��ا‬ ‫للشارع السوري وسيحوّل الصراع من‬ ‫صراع مبدئي إلى صراع على الس��لطة‬ ‫يؤدي إلى تقاسمها بين أفرقاء يديرون‬ ‫دولة فاش��لة ال يس��تفيد منه��ا أحد من‬ ‫الس��وريين‪ ،‬بينما تك��ون فيها مصلحة‬ ‫لألطراف اإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫دعوتن��ا الي��وم للح��وار ال تعن��ي‬ ‫البت��ة‪ ..‬التنازل ع��ن الثواب��ت الوطنية‬ ‫بالمحاكمة والقصاص العادل وتطهير‬ ‫الوط��ن م��ن براث��ن الش��ر والفس��اد‬ ‫ومحاكم��ة المتهمي��ن بقت��ل الش��باب‬ ‫والفس��اد المال��ي واإلداري‪ ،‬الح��وار ال‬ ‫يعن��ي‪ ..‬التواف��ق عل��ى إغ�لاق ملفات‬ ‫الماض��ي واإلف�لات م��ن مب��دأ العقاب‬ ‫والحس��اب والمحاس��بة ضمن القوانين‬ ‫الدولي��ة‪ ،‬الحوار ال يعني ذلك البتة‪ ،‬بل‬ ‫تتجلى الحاجة إلى الحوار بعد س��قوط‬ ‫النظام باعتب��اره آلية حضارية ومطلب‬ ‫وطن��ي يج��ب انتهاجه وممارس��ته في‬ ‫معالج��ة كاف��ة القضاي��ا السياس��ية‬ ‫والفكري��ة واالجتماعي��ة والدينية التي‬ ‫محل حدي��ث واختالف‪ ،‬وبالحوار يمكننا‬ ‫أن نتصدى لألف��كار اإلقصائية والقيم‬ ‫القائمة عل��ى الكراهية ورفض اآلخر‪،‬‬ ‫وهذا يقودنا إلى الشراكة الوطنية التي‬ ‫تعن��ى حصول كل ط��رف على حقوقه‬ ‫المش��روعة م��ن خ�لال الح��وار البن��اء‬ ‫والمتكافئ في ظل دولة المواطنة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫التحول الفا�شي يف قرية البي�ضا‬ ‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫من "�سيد املقاومة" �إىل حار�س م�أجور‬

‫الياس س الياس‬ ‫حت��ى فت��رة قريب��ة م��ن تاري��خ‬ ‫لبن��ان الحدي��ث‪ ،‬وف��ي دورة متتالي��ة‬ ‫م��ن انقس��اماته ووالءات متع��ددة‬ ‫جلها تتمح��ور حول تس��ميات المذهب‬ ‫والطائف��ة بدع��م ق��وى خارجي��ة منذ‬ ‫الق��رن الثام��ن عش��ر‪ ،‬كان تصني��ف‬ ‫الق��وى الت��ي دخل حافظ أس��د لدعمها‬ ‫بالق��وى االنعزالية والفاش��ية وإلثبات‬ ‫دعم��ه ارتك��ب مذاب��ح متع��ددة بح��ق‬ ‫م��ا كان يطل��ق عليها الق��وى الوطنية‬ ‫اللبناني��ة والث��ورة الفلس��طينية وكان‬ ‫ذروة المذاب��ح تدمي��ر مخيم تل الزعتر‬ ‫الفلس��طيني ومس��حه ع��ن الخارطة‪..‬‬ ‫قب��ل أن ينقلب نظام حافظ أس��د على‬ ‫تل��ك الق��وى ثم يع��ود ليفت��ح بواباته‬ ‫معها‪..‬‬ ‫بيير الجميل اختار تقليد الفاشيين‬ ‫في صفوف الكتائب‪ ..‬وحين نتحدث عن‬ ‫الفاشية المتصاعدة اليوم فهذا ال يعني‬ ‫علين��ا أن ندرك بأن ما يقوم به بش��ار‬ ‫ومع��ه إيران م��ن تجنيد رجال ونس��اء‬ ‫بعقائدية االنتماء الديني التحريضي ال‬ ‫يختلف كثيرا عن الميليشيات االنعزالية‬ ‫الفاشية التي شهدها لبنان‪..‬‬ ‫أن حش��د الن��اس وإرس��الهم إلى‬ ‫قري��ة البيضا ببانياس على النحو الذي‬ ‫جرى قب��ل عامي��ن بتجنيد حت��ى كبار‬ ‫السن ثم اإلتيان على رواية ساهم بها‬ ‫حتى من يطلق علي��ه "دكتور جامعي"‬ ‫و"صحفيي��ن" ترك��ز عل��ى التش��ويش‬ ‫واإلن��كار والكذب واالس��تعانة بش��اهد‬ ‫عي��ان م��ن الع��راق للق��ول ب��أن قرية‬ ‫البيضا ف��ي الواقع لم تكن في بانياس‬ ‫وإنم��ا ف��ي الع��راق وب��أن م��ن كان��وا‬ ‫يركل��ون الش��باب في س��احتها ليس��وا‬ ‫سوريين بل بيشمركة وقوات مارينز!‬ ‫هكذا وبكل بساطة أُريد لجزء من‬ ‫الس��وريين أن ال يصدقوا ب��أن النظام‬ ‫كان حينها يؤس��س لما رأين��اه الحقاً‪..‬‬ ‫تبي��ن بالطب��ع ك��ذب النظ��ام ف��ي كل‬ ‫ش��يء ولم يجع��ل انكش��اف األكاذيب‬ ‫من دعاية النظ��ام في تراجع بل أمعن‬ ‫ف��ي التش��ويش واالنكس��ار وأكثر مما‬ ‫كان يس��مى "مس��يرات عفوي��ة" اذ‬ ‫كان��ت "الجماهير"ترق��ص وتس��تمتع‬ ‫بالموس��يقى على وقع مآسي سوريين‬ ‫آخري��ن‪ ..‬ج��اءت رواي��ة أحمد بياس��ي‬ ‫حينها لتصدم من ال يعرف سوريا حين‬ ‫قال‪ :‬أنا مواطن عربي سوري من قرية‬ ‫البيض��ا ببانياس‪ ..‬لكنها ف��ي الحقيقة‬ ‫ل��م تك��ن صادمة لم��ن كان يع��رف ما‬ ‫كان يقوم "الجيش الباسل" في لبنان‪..‬‬ ‫وفي مدينة حماة‪ ..‬حتى حين تم إطالق‬ ‫النار على نس��اء المرقب وهن خارجات‬ ‫احتجاج��اً عل��ى اعتق��ال رجالهن جرى‬ ‫وبكل دم بارد إنكار كل الحكاية والقول‬ ‫للمؤيدي��ن‪ :‬ال تصدق��وا‪ ..‬اننا أطهر من‬ ‫أن نقت��ل النس��اء‪ ..‬جرع��ة اث��ر جرعة‬

‫كان المؤي��دون له��ذا النظ��ام يتقبلون‬ ‫ه��ذه الممارس��ات الفاش��ية حتى غدت‬ ‫ال تس��تحق التمع��ن والمراجع��ة بحجج‬ ‫س��اقهم إليها بتخويف طائفي س��اهم‬ ‫فيه ليس النظام فحس��ب بل حتى من‬ ‫كان يس��مي نفس��ه "معارض��ًا صلب��اً"‬ ‫وماركسياً في إشاعته عبر أكاذيب منذ‬ ‫اليوم األول وعبر موقع "الحقيقة" كان‬ ‫ض��خ التخوي��ف والكراهي��ة والتصنيف‬ ‫يزداد مع تش��كيك بكل رواي��ات الثورة‬ ‫وه��ي س��لمية بم��ا فيه��ا المقب��رة‬ ‫الجماعي��ة األول��ى في درع��ا‪ ..‬واإلتيان‬ ‫بش��رائط وليد المعلم قبل أن يعرضها‬ ‫األخي��ر ووضعها على أنه��ا من بانياس‬ ‫بالتحدي��د‪ ..‬وم��ا فائ��دة التراج��ع عنها‬ ‫وق��د تركت االنطب��اع المطل��وب؟! إنها‬ ‫حمل��ة مس��عورة منذ البداية لش��يطنة‬ ‫الثورة الس��ورية وهي لم ترفع السالح‬ ‫بعد‪ ..‬لتأس��يس مبررات لهذه المذبحة‬ ‫المتنقلة في سوريا‪..‬‬ ‫أغرب ما في األمر أن هؤالء الذين‬ ‫ت��م فرزه��م تح��ت طائل��ة األكاذي��ب‬ ‫والتش��ويه وش��يطنة الس��وريين ل��م‬ ‫يجهدوا للبحث عن هذا الصمت الدولي‬ ‫ومبارك��ة بخطوط حمراء كاذبة ووجود‬ ‫مبع��وث كاألخض��ر اإلبراهيم��ي لمدة‬ ‫عام ومبادرات سقيمة دونما وقف قتل‬ ‫الس��وريين‪ ..‬ه��م يستش��هدون أحيانا‬ ‫بم��ا تكتب��ه الصحف العبري��ة لكنهم ال‬ ‫يق��رؤون تفضيل اإلس��رائيلي للممانع‬ ‫وأيادي��ه األمين��ة ف��ي الحف��اظ عل��ى‬ ‫الس�لاح‪ ..‬يجري أن تتهم الث��ورة بأنها‬ ‫عميلة إلس��رائيل بينما إسرائيل تجهد‬ ‫لبق��اء األس��د كي ينج��ز مهم��ة تدمير‬

‫س��وريا ول��و بالمج��ازر الت��ي س��تخلق‬ ‫التمزق في النس��يج الوطني السوري‪..‬‬ ‫ال ي��رون ربم��ا أن ش��عارات الممانع��ة‬ ‫س��قطت منذ ما قب��ل الحول��ة وتلكلخ‬ ‫والقبي��ر والتماعن��ة والصنمي��ن وداريا‬ ‫وقري��ة البيض��ا والق��رى البانياس��ية‬ ‫األخرى على ما تتوارده التسريبات من‬ ‫استمرار المذبحة حتى أمس السبت‪..‬‬ ‫ما تس��رب من صور لجثث ش��باب‬ ‫ونس��اء وأطف��ال وباألرق��ام المذهل��ة‬ ‫وخف��وت حتى التندي��د اللفظي الدولي‬ ‫على مذبحة البيضا يؤش��ر إلى عمق ما‬ ‫أخذ إليه هذا الفاشي مؤيديه‪ ..‬تهشيم‬ ‫رؤوس البش��ر بالحجارة وج��ز األعناق‬ ‫بالس��واطير والس��كاكين وحرق الجثث‬ ‫واألفعال الشائنة األخرى التي ال يمكن‬ ‫الحدي��ث عنها اآلن ليس��ت فقط أعمال‬ ‫بدائية همجية بعيدة عن األنس��نة وما‬ ‫س��بق األنسنة وعصر إنس��ان الكهوف‬ ‫ب��ل هي أخط��ر نتيجة لوعي اإلنس��ان‬ ‫الف��ردي والجماع��ي لجه��ة االنتم��اء‬ ‫المحدد تربية وثقافة‪..‬‬ ‫بالمطل��ق وبدون ت��ردد أقول بأن‬ ‫الفاش��ية الصاع��دة ف��ي قري��ة البيضا‬ ‫لها "مثقفوها" الذي��ن يقولون للمذيع‪:‬‬ ‫مساء الخير لك وللمش��اهدين‪ ..‬وبكل‬ ‫ه��دوء وف��ي خلفي��ة ص��ور المدنيي��ن‬ ‫ينتقل إلى طرح رواية مفككة ومهلهلة‬ ‫تتهم المذيع وقناته مرة أخرى بفبركة‬ ‫الص��ور‪ ..‬وأن قري��ة البيضا ل��م يعاني‬ ‫س��كانها ش��يئًا‪ ..‬المذي��ع ليس س��وريا‬ ‫ليطرح اس��م الدكتور عمر بياس��ي وال‬ ‫اس��م عائش��ة وس��ارة وبقية األطفال‬ ‫الذي��ن ذبح��وا بالس��كاكين‪ ..‬تضي��ع‬

‫األس��ماء وتحض��ر "مفاصل��ة األرقام"‬ ‫كما العادة‪ ..‬بل األنكى أن يدعي عضو‬ ‫"برلمان" األس��د أنه صحف��ي وموجود‬ ‫في بانياس وال ش��يء م��ن هذا حصل‬ ‫ف��ي البيض��ا‪ ..‬ذات الرواي��ة المتعلق��ة‬ ‫بالبيش��مركة‪ ..‬لكن أين أحمد بياسي؟!‬ ‫ال مشكلة عند هؤالء‪ ..‬أتتذكرون رواية‬ ‫زينب الحصني من حمص والتي سلموا‬ ‫جثتها المحروقة ألهلها؟ ثم فجأة يخرج‬ ‫التلفزيون الس��وري فقط لتكذيب أنها‬ ‫زين��ب‪ ..‬ال عناء للس��ؤال‪ :‬وم��ن هي إذا‬ ‫تلك اإلنس��انة الس��ورية التي س��لمت‬ ‫محروقة من مشفى وبتوقيع رسمي؟!‬ ‫تلك هي آلية التشويش والتكذيب‬ ‫لحماي��ة المجرمي��ن‪ ،‬ف��ذات الش��خص‬ ‫يتهكم على قناة الجزيرة متس��ائ ً‬ ‫ال‪ :‬إال‬ ‫يوجد غير هؤالء النش��طاء اإلعالميين‬ ‫لي��رووا م��ا ج��رى ف��ي البيض��ا لك��م‪..‬‬ ‫هن��اك وكاالت أنباء وإعالم‪ ..‬حتى على‬ ‫الهواء وبكل وقاحة يقوم عصام خليل‬ ‫بالكذب على السوريين الذين يعرفون‬ ‫تمام��ا بأنه ال إعالم وطن��ي وال عالمي‬ ‫يمارس شيئًا من المسمى في سوريا‪..‬‬ ‫كل هذا يجري والمذبحة مستمرة‪،‬‬ ‫تنتقل كما ينقل القتلة ولكي ال يسمع‬ ‫ص��وت الضحية وغضبه��ا يصمت معها‬ ‫ما يس��مى "معارضة وطنية" ويفس��ح‬ ‫المج��ال لش��ريف ش��حادة ليخبرن��ا‬ ‫ب��أن ق��وات األس��د تق��وم بالتطهي��ر‬ ‫ومحارب��ة اإلرهابيين‪ ..‬إذا من قتل هم‬ ‫إرهابيين‪ ..‬من يدقق في الصور سيجد‬ ‫طلق��ات ف��ي ص��دور األطف��ال وأعناق‬ ‫مذبوح��ة بالس��كاكين‪ ..‬رجال وش��باب‬ ‫مكومون أمام الجدران المثقوبة بفعل‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫م��اذا كان بإم��كان ح��زب اهلل أن‬ ‫يفعل؟!‬ ‫كنت ش��خصيا أظ��ن مخطئ��ا بأن‬ ‫لحس��ن نص��ر اهلل وحزب��ه‪ ،‬المبن��ي‬ ‫على انغ�لاق طائفي ومذهبي ش��ديد‬ ‫التعقي��د‪ ،‬إمكانية اس��تخدام بعضا من‬ ‫براغماتي��ة المصالح فيع��ي مصالحه‪..‬‬ ‫لكن ذلك االنقياد وراء الغيبيات وتغليب‬ ‫العي��ش في م��ا وراء التاري��خ الماضي‬ ‫وإس��قاطاته عل��ى الحاض��ر قادته إلى‬ ‫اإلعالن التدريجي (وه��ذه المرة بكثير‬ ‫من الوقاحة) ع��ن حقيقة أنه غير قادر‬ ‫عل��ى العيش ب��دون التوظي��ف الديني‬ ‫والخرافي الستنهاض همم شباب يُزج‬ ‫بهم لقتل الس��وريين تحت مبررات قد‬ ‫تكون أعقد م��ن تجنب التطرق لها في‬ ‫العلن‪..‬‬ ‫حس��ن نص��ر اهلل م��ارس الك��ذب‬

‫أسبوعية‬

‫حزب اهلل جزء �أ�سا�سي‪..‬‬ ‫حمور حماية القبور‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫الطلقات المصوبة على الرؤوس‪..‬‬ ‫كان عم��ر بع��ض م��ا ش��ارك في‬ ‫جريم��ة البيض��ا عن��د انط�لاق الثورة‬ ‫الس��ورية ‪ 15‬س��نة‪ ..‬هم أطفال بكل‬ ‫المعايي��ر حتى ل��و كان بس��ام ابو عبد‬ ‫اهلل ق��د اطلق صفة أخ��رى على حمزة‬ ‫الخطي��ب‪ ،‬ف��ي ذلك الي��وم ال��ذي فيه‬ ‫تحش��يد القتل��ة وتس��ليحهم باس��م‬ ‫"اللج��ان الش��عبية" كان قد م��ر عامان‬ ‫على الحادثة األولى‪ ..‬من يريد أن يبحث‬ ‫في عمق ما جرى حشوه برؤوس هؤالء‬ ‫األطفال من قرى محيطة بالبيضا عليه‬ ‫أن يفع��ل ذلك س��ريعا ألن األمر ليس‬ ‫نزه��ة أب��داً‪ ..‬وحين يبارك س��كان من‬ ‫نساء ورجال المذبحة فاألمر جد خطير‪،‬‬ ‫األم التي ال يرتجف لها جفن وال تش��عر‬ ‫سوى بتشجيع ابنها على القتل تؤسس‬ ‫ف��ي الواق��ع لكثي��ر م��ن الخط��ر على‬ ‫مس��تقبل هذا االبن الياف��ع الذي جرى‬ ‫جره بالحش��و والخزعب�لات والخرافات‬ ‫التخويفية‪ ..‬ف��كل تلك األمور اللفظية‬ ‫التبريري��ة لقي��ام مذاب��ح لي��س هناك‬ ‫م��ن ضامن أن تبقى لفظي��ة طالما لم‬ ‫ينه��ض ه��ؤالء الذي��ن يرفع��ون نخب‬ ‫المذبح��ة اليوم وه��ؤالء الذين يبلعون‬ ‫ألس��نتهم وهؤالء الذين يخلطون بين‬ ‫الضحي��ة والقات��ل ويحمل��ون الضحية‬ ‫حت��ى مس��ؤولية ذبحها إنما يس��يرون‬ ‫بمجتمعهم السوري نحو كارثة حقيقية‬ ‫خدمة لتوجهات المرجعية اإليرانية‪..‬‬ ‫حتى في تلك الظروف التي نشأت‬ ‫فيه��ا الفاش��ية واالش��تراكية الوطنية‬ ‫كان يصع��ب تخيل أن نرى دولة عربية‬ ‫مثل س��ورية يق��وم فيها نظ��ام حكم‬ ‫يسترشد بالفاش��ية ولو مجازيا وبعيدا‬ ‫ع��ن التصني��ف الماركس��ي للفاش��ية‬ ‫والتطور الرأس��مالي وأزمت��ه‪ ،‬وبغض‬ ‫النظ��ر ع��ن ظ��روف االس��تيالء عل��ى‬ ‫الحك��م خالل الس��اعات األول��ى لرحيل‬ ‫االنقالب��ي الدم��وي حاف��ظ أس��د ومن‬ ‫خالل مهزلة تعديل دس��تور ليتناس��ب‬ ‫وس��ن الوريث الذي ورث حتى سخافات‬ ‫التمجي��د والتأليه الذي س��يق لترس��يخ‬ ‫نظ��رة دونية للذات الس��ورية "العاجزة‬ ‫ع��ن إنج��اب مثل تل��ك العبقري��ة التي‬ ‫يتمتع بها آل األس��د‪" ..‬كما روجت دائما‬

‫طبقة العصابات الحاكمة"‪..‬‬ ‫لكنن��ا مهم��ا تجنبن��ا المقارب��ات‬ ‫اإليديولوجي��ة والعلمية‪ ،‬فنحن نش��هد‬ ‫من��ذ بدايات الح��راك الثوري الس��وري‬ ‫نش��وء حال��ة ممارس��ات فاش��ية قد ال‬ ‫يراه��ا مؤيدوها‪ ،‬وف��ي األغلب من هم‬ ‫مس��تلبون بكل ش��يء ومنه��م من تم‬ ‫االتيان ب��ه كقطيع في المحرقة‪ ،‬وبدت‬ ‫مالمحه��ا جلية أمام جموع الس��وريين‬ ‫الذي��ن ل��م يك��ن يعنيهم كثيرا س��وى‬ ‫تجربته��م الذاتية‪ ،‬الفردية والجماعية‪،‬‬ ‫م��ع تل��ك القطعان الت��ي ت��م قوننتها‬ ‫مؤخ��را في "لجان ش��عبية وقوات دفاع‬ ‫وطن��ي"‪ ..‬ب��دءا م��ن اإلهان��ة اللفظية‬ ‫والس��حل وال��ركل وامته��ان الكرام��ة‬ ‫حتى التش��ليح وقطع الطرقات والنهب‬ ‫واس��تباحة وح��رق الق��رى والمح�لات‬ ‫التجاري��ة وفرض الخط��ف حتى للجثث‬ ‫للمس��اومة المادية وإطالق النار بدون‬ ‫ت��ردد وح��رق الجثث ثم نص��ب حواجز‬ ‫تذكرك بالمس��تعمر البدائي في الغرب‬ ‫األميرك��ي وباالحت�لاالت اإلبادي��ة‪..‬‬ ‫صحيح أن تعداد الممارسات الدالة على‬ ‫تحول س��وريا إلى جمهورية الش��بيحة‬ ‫بش��كل رس��مي هذه المرة غي��ر مفيد‬ ‫اآلن‪ ،‬لك��ن ه��ذه الخلفية لق��راءة واقع‬ ‫س��وريا ه��ي ف��ي الحقيق��ة بالنس��بة‬ ‫لإلنسان السوري حالة معيشة يومية‪..‬‬ ‫وخصوصا حين تتحول الدولة الوطنية‬ ‫إل��ى مخت��زل "س��وريا األس��د" كعنوان‬ ‫لمواقف نتحدث عنها في هذا العدد من‬ ‫"س��وريتنا"‪ ..‬ولو لم تكن التربة خصبة‬ ‫لتالق��ي وتقاط��ع الكثي��ر م��ن األفكار‬ ‫الفاش��ية المتوش��حة تارة باسم الدين‬ ‫والطائفي��ة والعلماني��ة الكاذبة ونظام‬ ‫حكم قروس��طي واش��تراكية وطنية ال‬ ‫تختل��ف عن الفكر النازي لم��ا كنا رأينا‬ ‫ه��ذا الفرز واالصطفاف الذي اس��تندت‬ ‫عليه قوى اقليمية مع اندفاع الستغالل‬ ‫ما يجري في سوريا دوليا من امبريالية‬ ‫روس��ية تحم��ل ف��ي جعبته��ا الكثي��ر‬ ‫م��ن البحث ع��ن مصالح تمدد وتوس��ع‬ ‫مجاالتها الحيوية بدون أدنى اعتبار لما‬ ‫تقوم به آلتها العس��كرية‪ ،‬م��ع أدواتها‬ ‫األخرى الت��ي تحمي عصابة مارقة في‬ ‫سوريا‪ ،‬وقد يحس��ب هؤالء مصالحهم‬

‫على أس��اس ش��عار آخر حطمته الثورة‬ ‫الس��ورية كما حطمت أصنام مؤسس��ه‬ ‫"لألب��د"‪ ..‬فحاف��ظ األس��د يحك��م م��ن‬ ‫قبره ويتحكم بذل��ك الوريث في تكتل‬ ‫م��ن العق��د النفس��ية التي سيكش��ف‬ ‫عنه��ا الحقًا وبال ش��ك أنها تحكمت في‬ ‫عدم س��وية هذا الوريث ال��ذي ظن أن‬ ‫س��طح وباطن األرض السورية ملكه‪..‬‬ ‫وكم��ا ظن بجنون وريبة حين قدم ابنه‬ ‫الصغير حينه��ا ألحد ضيوفه الغربيين‪:‬‬ ‫الرئيس القادم لسوريا‪..‬‬ ‫الس��لطة الفاش��ية تح��ول الدولة‬ ‫إل��ى الفاش��ية وهي تس��تند إل��ى خلق‬ ‫طبق��ات مس��تفيدة من نش��وئها وهي‬ ‫تعلي الفوضى لتركيع األمة واستكانة‬ ‫اإلنسان لقوتها الغاشمة ولو باستخدام‬ ‫رموز وموروثات تعتبر مقدسة وغيبيات‬ ‫يربى عليها اإلنسان وهو منقاد بشكل‬ ‫عب��ودي نحو خدمته��ا دونم��ا وجل وال‬ ‫ت��ردد أو تفكير منطقي ضائع لتأثيرات‬ ‫النخراطه في هكذا مش��روع على بنية‬ ‫مجتمعه الصغير واألشمل‪..‬‬

‫مثل��ه مث��ل أي ب��وق مبتدئ حي��ن قال‬ ‫الع��ام الماضي‪ :‬ما في ش��ي بحمص‪!..‬‬ ‫ه��ل تذك��رون عبارته وحم��ص كانت‬ ‫تتع��رض بنيته��ا التحتي��ة والبش��رية‬ ‫لمذبحة حقيقية‪..‬‬ ‫حسم حسن نصر اهلل األمر بشكل‬ ‫لم يع��د فيه من مجال لتأويل يراد منه‬ ‫التخفي��ف من وطأة الق��راءة الصحيحة‬ ‫لمواقفه من الثورة الس��ورية التي أدت‬ ‫به إلى قراءة الثورات العربية التي كان‬ ‫يتغنى بها كنوع من المؤامرة‪ ..‬والتهمة‬ ‫هنا قد تصيبه إذا ما راجعنا "التحريض"‬ ‫الذي قام ب��ه إعالمي��ا وخطابيا ليصير‬ ‫وفق منطقه هو جزء من تلك المؤامرة‬ ‫المزعوم��ة والمتمثلة في خطاب ركيك‬ ‫ومهلهل يته��م الجماهير العربية ليس‬ ‫بالس��ذاجة فحس��ب ب��ل ف��ي االنقياد‬ ‫واالنخراط في تلك المؤامرة‪..‬‬ ‫أن نص��ر اهلل ال��ذي بن��ى خطاب��ه‬ ‫األخي��ر عل��ى فرضي��ات ظ��ل يردده��ا‬ ‫بش��كل ملتو على مدى عامين أظهرت‬ ‫الفرز ال��ذي تحدثن��ا عنه س��ابقا‪ ،‬فهو‬ ‫اخت��ار جماعت��ه ف��ي توكيد آخ��ر على‬ ‫االنغ�لاق وعلى نزوع طائف��ي زاد من‬ ‫افتق��اده لصورت��ه البراق��ة والمخادعة‬ ‫عند الجماهير التي كانت حقا متعطشة‬ ‫للكرام��ة المهدورة بأنظمة مس��تكينة‬ ‫لع��دوان خارجي ومتهاون��ة مع المحتل‬ ‫الصهيون��ي‪ ..‬ول��م يس��تطع حزب اهلل‬ ‫بحك��م تركيبته وفكره أن يس��تمر في‬ ‫لعبة المخادعة تلك‪..‬‬ ‫فمن ش��عارات المقاومة والممانعة‬ ‫إل��ى مهم��ات حراس��ة قب��ور وحج��ارة‬ ‫انطل��ق نص��ر اهلل للحف��اظ عل��ى م��ا‬ ‫تبق��ى م��ن التفاف ش��يعي حول��ه بعد‬ ‫أن أدرك أن س��وق الغيبي��ات ال م��كان‬ ‫كبي��ر ل��ه بي��ن بقي��ة م��ن يوج��ه لهم‬ ‫خطاب��ه وإيديولوجيت��ه المذهبي��ة‪ ..‬أن‬ ‫ه��ذا الوصف للبع��د الطائف��ي الظاهر‬ ‫بش��كل متوت��ر ف��ي خطاب نص��ر اهلل‬ ‫األخي��ر ج��اء ليؤك��د عل��ى أن الرجل ال‬ ‫يوجد عنده حساس��ية أب��داً في الوصف‬ ‫الطائفي الذي س��ريعا م��ا كان يتهم به‬ ‫أنصاره (من كل المس��تويات السياسية‬ ‫واإلعالمية) أي طرف يحلل بالطائفية‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫م��ع العل��م ب��أن التس��ميات ف��ي لبنان‬ ‫وتاريخيا غير متحسس��ة أبداً من البوح‬ ‫باالنتم��اءات وال حتى باللغة السياس��ية‬ ‫المباشرة وتقاسم لبنان بين الطوائف‪..‬‬ ‫وظ��ن هؤالء ب��أن إره��اب اآلخرين في‬ ‫س��وريا ومن العرب غي��ر اللبنانيين هو‬ ‫بالتركي��ز عل��ى تهم��ة س��خيفة تتعلق‬ ‫بالطائفي��ة‪ ..‬كل ه��ذا كان يجري على‬ ‫خلفي��ة وصف نظام األس��د بأنه "نظام‬ ‫وطني" وتراجع عن وصف قوات األس��د‬ ‫بالجيش العقائدي ألن صورة العقائدية‬ ‫تل��ك توضح��ت أكثر فأكثر ف��ي الداخل‬ ‫السوري وليس مع عدو خارجي‪..‬‬ ‫ه��ذا التحالف البي��ن بين عصابات‬ ‫نصر اهلل وعصابات عراقية معبر عنها‬ ‫بذلك المعتوه البطاطي الذي انتش��رت‬ ‫س��مومه الطائفي��ة التحريضي��ة م��ع‬ ‫العش��رات من مثيالتها كان من الواجب‬ ‫أن تثير عند "المعارضة الوطنية" ‪ /‬وفق‬ ‫تصنيف��ات األس��د ‪ /‬وخصوصا الس��يد‬ ‫هيثم مناع وهيئة حس��ن عبد العظيم‬ ‫وغيرهما م��ا يجب أن تثيره من مواقف‬ ‫لهم��ا عن المقاتلين العرب‪ ..‬على األقل‬ ‫ليكون هناك منطق ف��ي الطرح‪ ..‬لكن‬ ‫من المؤس��ف أحيانا أن الفرز والكشف‬ ‫يكون مؤلم إلى حد الفضيحة‪..‬‬ ‫فمن هذا ال��ذي أعطى لمجموعات‬ ‫طائفي��ة في العراق تصني��ف "ممانعة‬ ‫ومقاومة" وهي التي مارست قاذوراتها‬ ‫الطائفية بحق الفلسطينيين في بغداد‬ ‫وهجرتهم إلى الخارج؟! بل أية علمانية‬ ‫يداف��ع عنها مثقف��و الفاش��ية الجديدة‬ ‫من أمثال نبيل في��اض وقدوته ‪ /‬ويده‬ ‫عل��ى رأس��ه ‪ /‬يتحالف مع أكث��ر القوى‬ ‫تطرفا وظالمية من المعس��كر الديني‬ ‫المقابل في إي��ران والعراق والضاحية‬ ‫الجنوبية‪..‬‬ ‫لك��ن ال ب��أس أن األم��ور أضح��ت‬ ‫أكث��ر وضوح��ا م��ن أن يج��ري تعميتها‬ ‫أو ممارس��ة تقي��ة سياس��ية بش��أنها‬ ‫وبكائيات ونواح يسبق اإلعالن الفاضح‬ ‫عنها بحجج س��خيفة يعب��ر عنها هؤالء‬ ‫الظالمي��ون ب��رد م��ا يجري م��ن مجازر‬ ‫يش��اركون فيه��ا على أن مس��اهمتهم‬ ‫من لبن��ان والع��راق وإي��ران وجمع من‬ ‫خب��راء افغان وباكس��تانيين ه��و لردع‬ ‫"جيش السفياني" وبمثل هذه الترهات‬ ‫والغيبي��ات يجري ح��زب اهلل ونصر اهلل‬ ‫عملية التحش��يد نحو محرقة كبرى في‬ ‫س��وريا‪ ..‬ومن ال يراجع تلك التنظيرات‬ ‫الت��ي يج��ري عل��ى أساس��ها تحش��يد‬ ‫طائف��ي علي��ه أن ال يص��اب بالصدم��ة‬ ‫حين يرى الط��رف المقابل يواجه أيضًا‬ ‫بكثير من الغيبي��ات وفق منطق الفعل‬ ‫ورد الفع��ل‪ ..‬فه��ؤالء لم يصل��وا اليوم‬ ‫فقط إلى هذا االستنتاج الطائفي القذر‬ ‫بأن وقوفهم مع س��لطة البعث هو لردع‬ ‫جيش الس��فياني‪ ..‬بل األم��ر هو هكذا‬ ‫منذ البداية وعبر عنه المالكي شخصيا‬ ‫وهو ليس من حزب علماني أبداً وعبرت‬ ‫عنه مجموعة فتاوى مؤيدة للوقوف مع‬ ‫القات��ل وبالص��وت والص��ورة حت��ى "ال‬ ‫تقع س��وريا بيد النواص��ب"! ومثل هذا‬ ‫الخط��اب المتهافت والس��خيف ال يعني‬ ‫التط��رق إلي��ه أي ن��وع م��ن التحش��يد‬ ‫الطائف��ي المقاب��ل بقدر ما هو اش��ارة‬ ‫لخط��ورة م��ا يق��وم ب��ه ه��ؤالء بينم��ا‬ ‫األصاب��ع تتوجه إلى الط��رف الذي خرج‬ ‫ينادي بالحرية لكل سوريا والسوريين‪..‬‬ ‫حس��ن نص��ر اهلل م��ارس قم��ة‬ ‫األكاذيب والتشويش المفلس حين راح‬ ‫يهذي مرددا في خطابه األخير مس��ألة‬ ‫"س��قوط سوريا" حيث ال يرى نصر اهلل‬

‫في ثقافته وتربيته سوى اختزال إيران‬ ‫بالخمين��ي وخامنئ��ي وس��وريا بعائلة‬ ‫األس��د ولبنان فيه شخصيا وبمن أطلق‬ ‫عليه��م "أش��رف الن��اس"‪ ..‬فاالخت��زال‬ ‫هنا يوحي وكأن الش��عب الس��وري قام‬ ‫بثورته إلسقاط سوريا وليس إلسقاط‬ ‫نظ��م قائم عل��ى منظوم��ة عصابات‪..‬‬ ‫ووفق قراءة نصر اهلل لذاته فال مشكلة‬ ‫أن تكون العصابات هي الدولة والدولة‬ ‫هي عصابات‪..‬‬ ‫م��ا نكتش��فه ببس��اطة أن ق��وات‬ ‫حسن نصر اهلل التي انخرطت في قتال‬ ‫الس��وريين ما كانت لتأتي إلى س��وريا‬ ‫ل��وال "تهدي��د مق��ام الس��يدة زين��ب"‪..‬‬ ‫وأيض��اً "الدف��اع عن الش��يعة في قرى‬ ‫القصي��ر"‪ ..‬ه��ذا االكتش��اف كان ي��راد‬ ‫طمس��ه منذ بداي��ة الثورة الس��ورية‪..‬‬ ‫فف��ي حوران والزبداني وريف دمش��ق‬ ‫الشرقي والغربي وغيرها من المناطق‬ ‫الس��ورية لم يكن هن��اك ال مزارات وال‬ ‫اس��تهداف للش��يعة فم��اذا كانت تفعل‬ ‫قوات نصر اهلل هناك؟!‬ ‫أُريد تدريجيا وبعد انكش��اف قتلى‬ ‫الحزب أن يبلع المتلقي تلك المش��اركة‬ ‫"الجهادية المقدسة" باعتبار السوريين‬ ‫"ش��عب همج��ي" ومستس��لم للمؤامرة‬ ‫وغي��ر م��درك ألبعاده��ا ولذل��ك حضر‬ ‫الحزب ليوق��ف تلك الهمجي��ة المتمثلة‬ ‫بانش��غالهم باس��تهداف قبر الس��يطة‬ ‫زين��ب وس��كينة‪ ..‬لكنه ف��ي ذات الوقت‬ ‫ال��ذي يعل��ن فيه ع��ن البع��د الحقيقي‬ ‫لمقاتل��ة في صفوف نظام قاتل نس��ي‬ ‫حقيق��ة بس��يطة متمثل��ة ف��ي حقيقة‬ ‫الس��وريين الذين لم يصبحوا سوريين‬ ‫بفضل عصابات آل األس��د‪ ..‬ونس��ي أن‬ ‫كذب��ة "األس��د بان��ي س��وريا" ليس لها‬ ‫سوق بين السوريين‪ ..‬ونسي أيضًا بأنه‬ ‫قب��ل أن يبن��ي مافيات الدي��ن فنادقهم‬ ‫وش��ركاتهم بالقرب من تل��ك المزارات‬ ‫أو القبور (لم تتوف��ى وتدفن زينب في‬ ‫عه��د انق�لاب حاف��ظ) كان الس��وريون‬

‫شعبا متس��امحا ومحترما لكل المذاهب‬ ‫واألدي��ان وع��اش عص��را ذهبي��ا حتى‬ ‫في برلمان أراد مناقش��ة قصيدة لنزار‬ ‫قبان��ي فردت��ه ديمقراطية الس��وريين‬ ‫وتعدده��م إل��ى األصل ولي��س إلى آل‬ ‫األس��د الذين لم يكون��وا بعد قد زحفوا‬ ‫إلى الس��لطة‪ ..‬وبالمناس��بة يكون وفق‬ ‫منط��ق "حماي��ة مق��ام الس��يدة زينب"‬ ‫الذي تذرع به "الس��يد" من حق الس��نة‬ ‫مث�لا المطالبة بق��وات خاص��ة لحماية‬ ‫قبر معاوية ومن حق المسيحيين كذلك‬ ‫تش��كيل قواته��م لحماي��ة آثارهم في‬ ‫المس��جد األموي بدمش��ق‪ ..‬واس��ترداد‬ ‫بيت الشاعر قباني من العائلة اإليرانية‬ ‫ه��ذا الالمنط��ق ف��ي تبري��ر تح��ول‬ ‫"المقاومة" إلى حراس قبور من ش��أنه‬ ‫أن يفتح دوامة ال تنتهي إال بوهم‪..‬‬

‫�أخري ًا‪:‬‬ ‫الموق��ف المص��ري‪ ..‬الالهث وراء‬ ‫إيران يعبر عن تقزيم دور مصر وعجز‬ ‫جماع��ة اإلخ��وان ع��ن فه��م تعقيدات‬ ‫المسائل اإلستراتيجية‪ ،‬وهو عجز يراد‬ ‫للدماء السورية أن تكون محوره‪ ..‬ومن‬ ‫الطبيعي هنا السؤال عن موقف القوى‬ ‫الوطني��ة في مصر م��ن كل هذا العبث‬ ‫الذي تساهم فيه جماعة اإلخوان بحق‬ ‫مصر والشعب السوري‪..‬‬ ‫موس��م حرق المحاصيل الزراعية‬ ‫يذكرن��ا بم��ا فعلت��ه عصاب��ات األس��د‬ ‫من��ذ بداي��ة الث��ورة الس��ورية وحينه��ا‬ ‫أيض��اً تول��ى أبواق األس��د نف��ي األمر‬ ‫وأم��ر قت��ل مواش��ي الفالحي��ن ونهب‬ ‫ممتلكاتهم كعقاب جماعي ال يمكن لك‬ ‫أن تقارن��ه بالممارس��ات الصهيونية‪..‬‬ ‫فتلك ممارس��ات ج��رى تحديها ويجري‬ ‫حتى اليوم الخروج لتحديها في مس��ألة‬ ‫تجريف األرض ونهبها‪ ..‬لكن حين ترى‬ ‫الحرائ��ق وج��رف البس��اتين وصبارات‬ ‫الم��زة يقفز ف��ورا إلى ذهنك سياس��ة‬

‫العقاب الجماعي وتطبيق شعار "األسد‬ ‫أو نحرق البلد"‪..‬‬ ‫حي��ن يلته��ي البع��ض بتدعي��م‬ ‫موقع��ه والتح��ول م��ن التحري��ر إل��ى‬ ‫"التكري��ر" فان��ه ب�لا ش��ك يؤث��ر على‬ ‫الصادقي��ن م��ن كتائ��ب ثوري��ة وجعل‬ ‫الثغ��رات كبي��رة وواس��عة‪ ..‬فغي��اب‬ ‫التنس��يق الحقيقي عل��ى األرض يجب‬ ‫أن يعاد النظر فيه حتى ال يقف البعض‬ ‫على أط�لال حطام ليق��ول‪ :‬أُكلت يوم‬ ‫أكل الثور األبيض‪..‬‬ ‫تندفع اآللة الدعائية األسدية ومن‬ ‫ي��دور في فلكه��ا في لبن��ان و"محلليها‬ ‫االس��تراتيجيين" ف��ي لعبة مكش��وفة‬ ‫مس��تبدلين كلمة "خلصت" بالحس��م!‬ ‫وه��م يمارس��ون أش��د أن��واع الح��رب‬ ‫النفس��ية عل��ى الثورة‪ ..‬وف��ي المقابل‬ ‫حي��ن يلته��ي اع�لام األس��د بانجازات‬ ‫تفكي��ك عبوة هن��ا وزرع أخ��رى هناك‬ ‫تمارس قرى ومدن سورية وبإمكانيات‬ ‫بس��يطة معن��ى المقاوم��ة الحقيقية‪..‬‬ ‫وأي اندفاع وانتشار لما نبقى من قواته‬ ‫وق��وات مرتزق��ة م��ن لبن��ان والع��راق‬ ‫ل��ن ينظ��ر إليها س��وى ق��وات احتالل‪..‬‬ ‫والس��وريون ليس��وا أقل ش��جاعة في‬ ‫مقاومة غزاة ومرتزق��ة وقوات احتالل‬ ‫مهما كانت لبوسها "الوطنية والدينية"!‬ ‫المكاش��فة األكثر ج��رأة هي تلك‬ ‫الت��ي تقل��ع عن وه��م أوبام��ا وغيره‪..‬‬ ‫وهي بالمناس��بة تكش��ف من ضمن ما‬ ‫كشفته الثورة السورية الدور الوظيفي‬ ‫الحقيقي لعائلة األسد وبقية العصابات‬ ‫في حماية دولة االحت�لال وبقية الدور‬ ‫الوظيفي اله��دام في العالقات العربية‬ ‫واإلقليمي��ة‪ ..‬وتكش��ف أكاذي��ب نص��ر‬ ‫اهلل وغي��ره عن مس��ألة االرته��ان لتل‬ ‫أبي��ب وواش��نطن وقص��ة التس��ليح‪..‬‬ ‫فالواض��ح أن م��ن يتم حمايت��ه في تل‬ ‫أبيب وواش��نطن واللوبيات الصهيونية‬ ‫في روس��يا وغيره��ا هو ه��ذا االمتداد‬ ‫الوظيفي لساللة حافظ أسد‪..‬‬


‫�سقف الوطن يهبط على الدراما ال�سورية‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫في مث��ل ه��ذه األيام م��ن كل عام‬ ‫تتص��در أخبار الدراما والفنانين شاش��ات‬ ‫الع��رض التليفزيونية‪ ،‬فمنهم من يكون‬ ‫ق��د أنج��ز عمل��ه‪ ،‬ومنه��م من ه��و على‬ ‫وش��ك إنجازها‪ ،‬وحتى األعم��ال المتأخرة‬ ‫بسبب ارتباطات الفنانين بأكثر من عمل‬ ‫تُنجز بع��ض حلقاتها ويبدأ عرضها تباعًا‬ ‫قب��ل أن يتم إنجاز العم��ل كام ًال‪ ،‬وتكون‬ ‫ورش��ات عم��ل الدرام��ا قائم��ة على قدم‬ ‫وس��اق تحضي��راً للموس��م الدرام��ي في‬ ‫ش��هر رمضان الذي باتت تع��رض خالله‬ ‫معظم األعمال المنجزة خالل عام كامل‪.‬‬ ‫لكن حال الدراما الس��ورية قد تغير كثيراً‬ ‫ف��ي العامي��ن األخيرين‪ ،‬فبع��د أن احتلت‬ ‫الدرام��ا الس��ورية مكانه��ا ف��ي ص��دارة‬ ‫شاش��ات الع��رض العربية في الس��نوات‬ ‫األخيرة تراجع��ت كمّاً ونوع��اً متأثرة بما‬ ‫يحدث في س��ورية‪ ،‬وال تتعدى نس��بة ما‬ ‫ق��د تنتجه هذا العام م��ا كانت تنتجه في‬ ‫مراحله��ا األولى‪ ،‬هذا أن تم إنتاج األعمال‬ ‫المعلن عنها‪.‬‬ ‫بقيت الدراما الس��ورية منذ نش��أتها‬ ‫ولس��نوات طويل��ة ال تش��كل س��وى ظل‬ ‫للدرام��ا المصري��ة حت��ى لدى المش��اهد‬ ‫الس��وري‪ ،‬باس��تثناء بع��ض األعم��ال‬ ‫الكوميدي��ة لدري��د لح��ام ونه��اد قلع��ي‬ ‫من خ�لال ش��خصيتي «غوار الطوش��ة»‬ ‫و«حس��ني البورظان» اللتي��ن القتا رواجًا‬ ‫كبي��راً وقته��ا‪ ،‬والفض��ل في ذل��ك يعود‬ ‫للفنان الكبير نه��اد قلعي والكاتب الكبير‬ ‫محم��د الماغوط‪ ،‬كم��ا هو مع��روف لدى‬ ‫معظ��م الس��وريين‪ .‬لكن في تس��عينيات‬ ‫الق��رن الفائ��ت‪ ،‬وم��ع انتش��ار المحطات‬ ‫الفضائي��ة ونش��وء ش��ركات اإلنت��اج‬ ‫الخاصة‪ ،‬بدأ التحول الحقيقي في الدراما‬ ‫الس��ورية مترافق��ًا م��ع ظهور ع��دد غير‬ ‫قليل من الممثلين المبدعين من خريجي‬ ‫المهعد العال��ي للفنون المس��رحية الذي‬ ‫ت��م إنش��اؤه‪ ،‬إضافة إل��ى مجموعة كتاب‬ ‫اس��تقوا كتاباتهم من هم��وم المواطنين‬ ‫وأزماته��م‪ ،‬مع وجود عدة مخرجين تركوا‬ ‫بصماته��م الحق��اً ف��ي الدراما الس��ورية‬ ‫وحتى المصرية‪.‬‬ ‫تط��ورت الدرام��ا الس��ورية بش��كل‬ ‫متس��ارع والق��ت رواج��ًا ف��ي المجتمعات‬ ‫العربية والخليجية على وجه الخصوص‪،‬‬ ‫وأصبح��ت المناف��س الل��دود لألعم��ال‬ ‫الدرامي��ة المصري��ة وش��ريكها الدائ��م‬ ‫في حص��د جوائ��ز المهرجان��ات العربية؛‬ ‫األمر الذي اضطر بعض ش��ركات اإلنتاج‬ ‫المصري��ة إل��ى اللج��وء لنج��وم الدرام��ا‬ ‫الس��ورية أمثال‪« :‬جمال سليمان» و«تيم‬ ‫حسن» و«سالف فواخرجي» وإسناد أدوار‬ ‫البطول��ة له��م ف��ي بعض أه��م األعمال‬ ‫الدرامية مثل‪( :‬الملك فاروق) و(أسمهان)‬ ‫و(ليلى م��راد) وغيرها‪ ،‬كم��ا كان لبعض‬ ‫المخرجي��ن الس��وريين حصتهم من هذه‬ ‫األعم��ال ومنه��م (حات��م عل��ي) و(رش��ا‬ ‫شربتجي)‪.‬‬ ‫لم يكت��فِ القائم��ون عل��ى الدراما‬ ‫الس��ورية بهذه النجاحات‪ ،‬ب��ل تجاوزوها‬ ‫مس��تفيدين م��ن اللهجة الس��ورية التي‬ ‫أصبح��ت محببة ل��دى المش��اهد العربي‬ ‫وعمل��وا عل��ى دبلجة الكثير م��ن األعمال‬ ‫التركي��ة التي تقوم على عدة أجزاء وعدد‬ ‫كبي��ر من الحلقات‪ ،‬لتجد مكانها الفس��يح‬ ‫ف��ي شاش��ات الع��رض العربي��ة‪ ،‬نظ��راً‬

‫لكلفته��ا القليلة وتغطية س��اعات عرض‬ ‫أكب��ر‪ ،‬فاس��تفاد منها أكث��ر ممثلو الصف‬ ‫الثان��ي ف��ي س��ورية وأنه��وا بذل��ك عهد‬ ‫احت��كار اللبنانيي��ن لألعمال المكس��يكية‬ ‫المدبلج��ة الت��ي كان��ت تلقى رواج��ًا لدى‬ ‫المش��اهدين أكثر م��ن الدرام��ا اللبنانية‬ ‫نفسها‪.‬‬ ‫كل ه��ذه األس��باب دفع��ت النظ��ام‬ ‫الس��وري إلى مزيد من االهتمام بصناعة‬ ‫الدراما وإصدار مرس��وم بإنشاء مؤسسة‬ ‫لإلنتاج الدرامي منفصلة عن التليفزيون‬ ‫الس��وري لتش��جيع الدراما السورية‪ ،‬دون‬ ‫أن يغي��ب عن��ه‪ ،‬وكم��ا كــ��ل األنـــظم��ة‬ ‫االس��ــتبدادية‪ ،‬اس��تثمارُ ه��ذه الصناعة‬ ‫إلرس��ال ما يريد قوله بشكل غير مباشر‪،‬‬ ‫سواء لمواطنيه أو حتى كرسائل سياسية‬ ‫للخارج يعبر م��ن خاللها عن مواقفه غير‬ ‫المعلن��ة‪ .‬لذل��ك عمل ولس��نوات طويلة‪،‬‬ ‫عبر المؤسسات اإلعالمية التي يحتكرها‪،‬‬ ‫عل��ى صناعة وتروي��ج «الممث��ل النجم»‬ ‫الذي يتم من خالله تسويق أفكار النظام‪،‬‬ ‫أو حتى الخطوط الحمراء والهوامش التي‬ ‫ال يسمح للمواطن بتجاوزها‪ .‬نجحت هذه‬ ‫األنظمة في صناعة «نجم الشباك» وكان‬ ‫نجاحها واضحًا في كل من مصر وسورية‪،‬‬ ‫حتى أصبح نجوم السلطة الفنيين رموزاً‬ ‫فنية في الشارع العربي‪ ،‬ولم يكن هؤالء‬ ‫أقل وفا ًء‪ ،‬ب��ل عملوا جاهدين في إيصال‬ ‫الرسائل خالل سنوات طويلة‪ ،‬وبالتوقيت‬ ‫المناس��ب تمام��ًا‪ .‬واتضح��ت الص��ورة‬ ‫بش��كل أكبر مع التحركات الش��عبية التي‬ ‫حصلت في مصر وسورية‪ ،‬ليسارع فنانو‬ ‫الس��لطة بإيفاء الدي��ون المترتبة عليهم‬ ‫لس��لطتهم الراعية لهم‪ ،‬بل أن فناناً مثل‬ ‫دري��د لح��ام ذهب أبع��د من ذل��ك وأعلن‬ ‫تخلي��ه ع��ن جنس��يته الس��ورية في حال‬ ‫سقوط النظام‪.‬‬ ‫رغم ه��ذه الصورة المتش��ابهة بين‬ ‫مصر وسورية‪ ،‬إال أن النظام السوري كان‬ ‫أكثر حرفية من نظيره المصري في وضع‬ ‫ي��ده على الدراما مس��تفيداً م��ن قبضته‬ ‫األمني��ة األكثر ش��دة‪ ،‬واحت��كاره الكامل‬ ‫لكل وس��ائل اإلعالم‪ ،‬إضاف��ة إلى إحكام‬ ‫السيطرة على رأس المال المنتج للدراما‪.‬‬

‫وبه��ذا ذهب أبعد م��ن النظ��ام المصري‬ ‫ليس��تقدم المخ��رج المع��روف نج��دة‬ ‫إس��ماعيل أنزور ويس��تثمره ف��ي أعمال‬ ‫مرّر من خاللها رس��ائله للداخل السوري‬ ‫والخ��ارج‪ ،‬ابت��دا ًء بتقديم أعم��ال تتناول‬ ‫مرحلة االحت�لال العثماني والتركيز على‬ ‫وحش��يته بش��كل يحم��ل الق��در الكبي��ر‬ ‫م��ن المبالغ��ة‪ ،‬وكان ذلك ف��ي فترة تأزم‬ ‫العالقة بين س��ورية وتركيا قبل سنوات‪،‬‬ ‫وم��روراً بمسلس��ل «الحور العي��ن» الذي‬ ‫يتح��دث ع��ن اإلره��اب م��ن وجه��ة نظر‬ ‫مح��ددة‪ ،‬ولي��س انته��ا ًء بمسلس��ل «وما‬ ‫ملكت أيمانك��م» والجدل الذي أحدثه في‬ ‫أوس��اط كثي��رة نخبوية وش��عبية‪ ،‬خاصة‬ ‫بع��د انتق��اده الالذع م��ن «محمد س��عيد‬ ‫رمضان البوطي» ال��ذي كان يمثل صوت‬ ‫الس��لطة ف��ي كلمته��ا المس��موعة ف��ي‬ ‫الش��ارع وقتها‪ ،‬وق��د تم اغتيال��ه مؤخراً‪،‬‬ ‫وقد عمل النظ��ام على حل هذا االلتباس‬ ‫بتراج��ع البوطي ع��ن كالمه بع��د مأدبة‬ ‫عش��اء جمعته م��ع المخرج بوس��اطة أحد‬ ‫المسؤولين األمنيين‪.‬‬ ‫اس��تمر النظ��ام الس��وري بتمري��ر‬ ‫رس��ائله مع اس��تمرار االرتف��اع في عدد‬ ‫المسلس�لات الس��ورية‪ ،‬نظ��راً لوج��ود‬ ‫الس��وق المرحب��ة والمس��تهلكة لإلنت��اج‬ ‫الدرام��ي الس��وري إل��ى أن وص��ل ع��دد‬ ‫األعمال المنتجة خالل موسم واحد قرابة‬ ‫الس��تين مسلس ًال قبل عامين‪ .‬مع وصول‬ ‫الدراما الس��ورية بكل هذه الس��رعة إلى‬ ‫أعلى درجات النجاح‪ ،‬إال أن العد العكس��ي‬ ‫له��ذا النجاح بدأ بس��رعة أكب��ر تزامناً مع‬ ‫اندالع الثورة الس��ورية‪ ،‬حي��ث لم تختلف‬ ‫صورة الفنانين عن نظرائهم المصريين‬ ‫ف��ي المرحلة األولى م��ن الثورة‪ ،‬وظهرت‬ ‫ً‬ ‫واضحة منذ‬ ‫االنقس��امات واالصطفاف��ات‬ ‫اللحظ��ة األولى‪ ،‬فمنهم م��ن وجد مكانه‬ ‫م��ع الحراك الش��عبي‪ ،‬ومنهم من س��ارع‬ ‫لتقديم ال��والءات والطاع��ة للنظام الذي‬ ‫يعتبرون��ه ول��ي نعمته��م‪ ،‬وقس��م ثالث‬ ‫اخت��ار التريّ��ث وع��دم اتخ��اذ أي موق��ف‬ ‫ك��ي ال يُحس��ب علي��ه الحق��ًا‪ .‬لكن طول‬ ‫عم��ر الثورة الس��ورية‪ ،‬والضغ��وط التي‬ ‫مارس��ها النظ��ام عل��ى الفنانين بش��كل‬

‫مباش��ر بطريقته األمنية أو بش��كل غير‬ ‫مباش��ر من خ�لال هيمنته على ش��ركات‬ ‫اإلنت��اج الخاص��ة أيض��ًا‪ ،‬أديا إل��ى رضوخ‬ ‫بع��ض الفناني��ن فأصبح االنقس��ام أكثر‬ ‫وضوح��ًا ف��ي الس��احة الفنية الس��ورية‪،‬‬ ‫م��ا اضطر الفنان الس��وري المؤيد للثورة‬ ‫إل��ى الهروب خ��ارج الوط��ن‪ ،‬وانقلب دور‬ ‫الفن��ان المؤيد إل��ى بوق على الشاش��ات‬ ‫الرسمية وشبه الرس��مية السورية؛ أداؤه‬ ‫منحص��ر ف��ي تمجي��د النظ��ام والقي��ادة‬ ‫التاريخية‪ ،‬وتخوين زمالئه الذين اختاروا‬ ‫الجانب اآلخ��ر‪ ،‬ليُكا َفأ بالفتات من األدوار‬ ‫في المسلس�لات التي وصل��ت إلى حدها‬ ‫األدن��ى‪ .‬ومنهم من ذهب أبع��د من ذلك‬ ‫بوالئ��ه المطل��ق للنظام ليُغرق نفس��ه‬ ‫في دوام��ة العنف الحاصلة في س��ورية‪،‬‬ ‫وتتم تصفيته الحقًا‪ ،‬وحتى الذين حاولوا‬ ‫النأي بأنفس��هم عن العن��ف الحاصل لم‬ ‫يس��لموا مث��ل الفنان الش��عبي «ياس��ين‬ ‫بقوش» الذي قضى نتيجة العنف والعنف‬ ‫المضاد وتبادل التهم م��ن طرفي القتال‬ ‫وبقيت الحقيقة غائبة‪ .‬وال شك أن بعض‬ ‫الفناني��ن الموالي��ن ق��د أحس��وا بالخطر‬ ‫القادم فب��دأ بعض النجوم بالظهور على‬ ‫فضائي��ات عربية متباكي��ن على الوطن‪،‬‬ ‫ف��ي محاول��ة منه��م الس��تعطاف الناس‬ ‫عليهم وعلى أوالدهم‪.‬‬ ‫م��ن الطبيعي أن تغ��رق الدراما في‬ ‫هذا المس��تنقع ف��ي بلد يح��دد القائمون‬ ‫علي��ه س��قفاً للوط��ن وف��ق تفصيله��م‬ ‫ومصالحهم‪ ،‬فيتقلص ع��دد األعمال من‬ ‫س��تين عم� ً‬ ‫لا درامي��ًا إلى عش��رة أعمال‪،‬‬ ‫جزء منه��ا مجرد استنس��اخ لمسلس�لات‬ ‫سابقة بأجزاء جديدة‪ ،‬وحتى هذه األعمال‬ ‫القليل��ة المعل��ن عنه��ا لم يت��م إنجازها‬ ‫بع��د‪ ،‬ولم يبدأ تصوي��ر بعضها‪ ،‬ويكتفي‬ ‫القائم��ون على هذه األعمال بالقول‪ :‬إنها‬ ‫أعمال تتناول الوضع المعيش��ي للمواطن‬ ‫في ظل األزمة التي تشهدها البالد‪ ،‬بينما‬ ‫يواظب نف��س المخرج عل��ى أداء مهمته‬ ‫كامل��ة بإخ��راج عمل تحت س��قف الوطن‬ ‫بعنوان (س��قف الوطن) أو (س��قف البلد)‬ ‫الذي ربما يهبط قبل أن ينجز أساساته‪.‬‬ ‫مجلة الدوحة العدد ‪ 67‬أيار ‪2013‬‬

‫أعمدة الصحافة ‪. .‬‬

‫يسار قدور‬

‫‪11‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫الزمـــن الأ�ســـود‬ ‫م��رت على س��وريا بكاف��ة مناطقها‬ ‫ومدنه��ا محن كثي��رة عب��ر التاريخ‪ ،‬حتى‬ ‫أن كثي��راً من هذه المحن كان بأيدي أبناء‬ ‫نف��س المدن عندما كانت تنش��أ المعارك‬ ‫بي��ن المناطق المختلف��ة تبع��ًا لوالءاتها‬ ‫وتبعيتها السياسية المختلفة‪.‬‬ ‫ل��م تك��ن س��وريا يوم��ًا بل��داً واحداً‬ ‫بش��كله وجغرافيت��ه المعروف��ة الي��وم‪،‬‬ ‫وإنم��ا كان��ت في أزمن��ة الق��وة مجموعة‬ ‫م��ن الواليات واإلم��ارات التابعة لس��لطة‬ ‫مركزي��ة س��واء ف��ي روم��ا أو دمش��ق أو‬ ‫بغ��داد أو المدين��ة أو غيره��ا‪ ،‬وكان م��ن‬ ‫الطبيعي جداً أن هذه الواليات أو اإلمارات‬ ‫كانت على اس��تعداد دائمًا لالنفصال عن‬ ‫الحكوم��ة المركزي��ة بمج��رد ضعف تلك‬ ‫الحكومة‪ .‬وهكذا نشأت على مدى التاريخ‬ ‫والي��ات دمش��ق وحل��ب وحم��ص والرقة‬ ‫وأنطاكي��ة وصور وع��كا وحيف��ا وغيرها‬ ‫كثير جداً‪.‬‬ ‫ولع��ل التاري��خ يعي��د نفس��ه وإن‬ ‫بصي��غ مختلف��ة ولكن وف��ق ذات التوجه‬ ‫التاريخي‪ .‬فبمجرد قيام الثورة الس��ورية‬ ‫ووجود القلي��ل جداً من الدع��م الخارجي‬ ‫كانت معظ��م المدن والقرى في األطراف‬ ‫على اس��تعداد كام��ل لالبتعاد عن الحكم‬ ‫المرك��زي س��واء كان هذا الحك��م نظامًا‬ ‫ظالم��ًا أو ع��اد ًال‪ ،‬فالمخ��زون التاريخ��ي‬ ‫والثقاف��ي والفك��ري ل��دى الس��وريين‬ ‫ل��م يك��ن ف��ي وق��ت م��ن األوق��ات ينزع‬ ‫إلى الوح��دة نظ��راً للتباين الش��ديد بين‬ ‫مكوناته��م ومرجعياته��م الثقافي��ة‬ ‫والسياس��ية واالجتماعي��ة‪ .‬م��ن يق��وم‬ ‫اليوم بتحرير ريف إدلب مث ًال ال يس��تطيع‬ ‫ضمن إطار مرجعيته التاريخية والفكرية‬ ‫المزروع��ة ف��ي عقل��ه الباط��ن أن يقبل‬ ‫ببق��اء ه��ذه المنطقة ف��ي وضعية وحدة‬ ‫م��ع منطقة أخرى ي��رى هو أنه��ا ال تمت‬ ‫إليه بصلة ولم تربطه بها فيما مضى إال‬ ‫القوة العس��كرية‪ .‬ونحن نعيد ونكرر هنا‬ ‫أنن��ا نتحدث ع��ن المخيال الش��عبي العام‬ ‫ال ع��ن النخبة‪ ،‬وذلك حت��ى ال يخرج علينا‬ ‫اليوم من يصدع رؤوس��نا بأمثلة تاريخية‬ ‫م��ن قبي��ل رف��ض بع��ض السياس��يين‬ ‫السوريين مش��روع تقسيم س��وريا عام‬ ‫‪ 1923‬والذي اقترحه آنذاك الجنرال غورو‬ ‫بن��اء على دراس��ات اجتماعي��ة وتاريخية‬ ‫وسياس��ية قام به��ا مجموع��ة كبيرة من‬ ‫المستشرقين في القرن الثامن عشر‪.‬‬ ‫أن فه��م ه��ذه الظاه��رة التاريخية‬ ‫بعمقها المطلوب يجعل من الس��هل فهم‬ ‫أح��داث الواق��ع‪ .‬يش��تكي الي��وم كثيرون‬ ‫من أبن��اء مدينة حلب مث ًال م��ن "غزوات"‬ ‫أبن��اء الريف الذين غالبًا ما يكررون جملة‬ ‫"أتين��ا لنربيك��م يا أهل حلب" في إش��ارة‬ ‫إلى إرث تاريخي من الفوقية الش��وفينية‬ ‫لدى أه��ل المدن تجاه أه��ل الريف‪ ،‬وهو‬ ‫ما خلق واقعاً مش��وهًا س��واء من الناحية‬ ‫االقتصادي��ة أو االجتماعية‪ .‬فمئات اآلالف‬ ‫من أهل الريف هجروا أراضيهم وبيوتهم‬ ‫س��عياً وراء حل��م المدني��ة الواس��ع وكان‬ ‫كثيرون منهم مستعدين للعمل في جمع‬ ‫القمام��ة مقابل س��كناهم في أعش��اش‬ ‫المدينة المتناثرة‪ .‬وال بد من اإلش��ارة هنا‬ ‫إلى أن السياس��ات "الرش��يدة" للحكومات‬

‫المتعاقبة كرس��ت هذا الواق��ع وذلك منذ‬ ‫االس��تقالل حتى الي��وم‪ ،‬فحت��ى الطبقة‬ ‫البرجوازية الت��ي تولت الحكم بعد الجالء‬ ‫لم تفهم احتياجات أهل الريف في مقابل‬ ‫عنجهية وتكبر ف��ي التعامل وجدها أهل‬ ‫الريف في أنفس��هم وتركوها ليوم قرروا‬ ‫فيه اس��تعادة زمام األمور من أهل المدن‬ ‫عب��ر االنقالبات الواس��عة والت��ي غالبًا ما‬ ‫ق��ام بها أبناء األري��اف رداً على تجاهلهم‬ ‫وإهمال مطالبهم وهمومهم‪.‬‬ ‫كان الدمش��قيون على سبيل المثال‬ ‫يدفع��ون األم��وال الطائل��ة ك��ي يبق��ى‬ ‫أبناؤهم في إدارات الجيش والمؤسس��ات‬ ‫العس��كرية فيشتروا بذلك راحتهم‪ ،‬بينما‬ ‫كان الريفي��ون يذهب��ون إل��ى القطع��ات‬ ‫المحارب��ة ويتول��ون قي��ادة الكتائ��ب‬ ‫والمط��ارات العس��كرية ظن��ًا م��ن أه��ل‬ ‫المدين��ة أنهم بذلك يضمنون والء هؤالء‬ ‫لهم‪ ،‬غير أن مشاهد أرتال الدبابات وهي‬ ‫تدخل العاصمة وغيرها من المدن حاملة‬ ‫في كل مرة قائداً جديداً يدعي إنقاذ البلد‬ ‫من براثن من س��بقوه وهم غالبًا زمالؤه‬ ‫في نفس الكتيبة أو الفرقة كانت صدمة‬ ‫كبي��رة أله��ل المدينة ل��م يتخيل��وا يومًا‬ ‫حدوثها‪.‬‬ ‫وال ي��زال كثي��ر م��ن أه��ل الم��دن‬ ‫الكبرى حتى هذه اللحظة يعتبرون الثورة‬ ‫مج��رد انق�لاب م��ن األط��راف واألري��اف‬ ‫عل��ى النظ��ام ف��ي تك��رار لس��يناريهات‬ ‫االنقالبات العسكرية سنوات الخمسينيات‬ ‫والس��تينيات‪ .‬وفي هذا التفسير عنجهية‬ ‫جدي��دة تضاف إلى رصيد هؤالء الس��ابق‬ ‫وال��ذي أدى إل��ى نتائ��ج كارثي��ة عل��ى‬ ‫المس��تويين الوطن��ي والقوم��ي بش��كل‬ ‫عام‪.‬‬ ‫يتم اليوم تدمير س��وريا شبراً شبراً‬ ‫بأيدي أبنائها‪ ،‬وس��واء رضي أو لم يرض‬ ‫من يقول��ون أن من يدم��ر البلد ال يمكن‬ ‫أن يك��ون ابن البلد وأن العلويين هم من‬ ‫نس��يج المجتمع والتعايش وباقي ش�لال‬ ‫المصطلحات‪ ،‬ف��إن التناقض الصارخ في‬ ‫المقولة السابقة يفرض حالة من الحيرة‬ ‫الفكري��ة والعقلي��ة عل��ى ده��اة الوحدة‬ ‫الوطني��ة‪ ،‬فم��ن مناد ب��أن العلويين فيما‬ ‫مض��ى رفضوا تقس��يم س��وريا‪ ،‬إلى من‬ ‫يق��ول بأنه��م وافقوا بل وأيدوا مش��روع‬ ‫التقس��يم ف��ي ذل��ك الوق��ت‪ .‬وبي��ن هذا‬ ‫وذاك ال مه��رب م��ن االعت��راف أن هؤالء‬ ‫الن��اس وغيره��م كانوا جزءاً م��ن الكيان‬ ‫الحالي المسمى "س��وريا" منذ استقاللها‬ ‫وحتى اليوم‪ .‬وله��ذا نقول أن تدمير البلد‬ ‫يتم اليوم بأي��دي أبنائها من جميع المدن‬ ‫واالنتم��اءات والملل والنحل المتناثرة في‬ ‫أرجاء سوريا‪.‬‬ ‫من��ذ أكثر من ش��هر وأهال��ي مخيم‬ ‫اليرموك يس��تغيثون بم��ن ينقذهم من‬ ‫الجيش الح��ر الذي أتى بادع��اء إنقاذهم‬ ‫من جيش النظام‪ .‬يدمر الجيش النظامي‬ ‫المن��ازل على رؤوس أصابها ويحرقها ثم‬ ‫يأتي الجيش الحر بدعوى تحرير المنطقة‬ ‫ويبدأ باالستيالء على ما تبقى من غنائم‪.‬‬ ‫ولديه��م على ال��دوام تبرير س��ريع‪" :‬لم‬ ‫نجد من يدعمنا فاضطررنا للس��رقة كي‬ ‫نواص��ل الث��ورة"‪ .‬وهو بالضب��ط ما كان‬

‫يقول��ه النظام عندما كان يس��تولي على‬ ‫األراض��ي والبي��وت بدعوى دع��م الثورة‬ ‫(ثورته هو آنذاك) ودعم قضية فلسطين‬ ‫وال صوت يعلو فوق صوت المعركة‪.‬‬ ‫يس��تصرخ الن��اس الي��وم ألنهم لم‬ ‫يع��ودوا يعرفون عدوه��م من صديقهم‪،‬‬ ‫فالم��وت يأتيهم م��ن األرض والجو ومن‬ ‫كل م��كان‪ ،‬لم يعد ثمة ف��رق‪ .‬من يموت‬ ‫دفاع��ًا ع��ن عائلت��ه أو بيت��ه ه��و بط��ل‬ ‫يس��تحق التقدي��ر أم��ا م��ن يم��وت أثناء‬ ‫محاولة سطو أو تهريب فهو في الجحيم‪.‬‬ ‫وليس��ت المس��ألة هرباً من الموت‪ ،‬ولكن‬ ‫الموت أصبح مجانياً بش��كل يدعو لليأس‬ ‫وال توج��د أي��ة ش��معة تني��ر لن��ا ال��درب‬ ‫الذي نافس س��واد ظالمه س��واد عقولنا‬ ‫المتيبسة المحنطة‪.‬‬ ‫يتناط��ح ثوار التويت��ر والفيس بوك‬ ‫في نقاش��ات العلمانية والدولة اإلسالمية‬ ‫وش��كل الحكم القادم ويقدمون مبادرات‬ ‫وخطاب��ات وهيئ��ات ال عالق��ة له��ا بواقع‬ ‫الس��وريين ال م��ن قري��ب وال م��ن بعيد‪.‬‬ ‫ويصر هؤالء المثقفون على أنهم ممثلو‬ ‫الش��عب وأنهم القادة الجدد بينما يجلس‬ ‫واحده��م ف��ي أحد مقاه��ي القاه��رة أو‬ ‫واش��نطن أو الدوح��ة يق��ود الجي��وش‬ ‫ويرس��م الخط��ط الحربي��ة عب��ر جه��ازه‬ ‫المحمول‪ .‬سيكون التشدد عنوان المرحلة‬ ‫القادمة في سوريا شئنا أم أبينا‪ ،‬والتشدد‬ ‫لن يكون دينياً فقط وإنما طائفيًا وعرقيًا‬ ‫وقوميًا وجنس��يًا ألن الن��اس في األزمات‬ ‫والنكب��ات تميل إلى االنضواء تحت مظلة‬ ‫الجماع��ة ال الوطن‪ ،‬وهو على كل حال ما‬ ‫كان يمارسه الس��وريون منذ االستقالل‪،‬‬ ‫فمس��ألة االنتم��اء فصلن��ا فيه��ا س��ابقًا‬ ‫ومن أراد االس��تزادة العودة إلى المقاالت‬ ‫السابقة حول هذا األمر‪.‬‬ ‫ويب��دو أن المثقفي��ن وأش��باههم‬ ‫وأذنابه��م لم يكتفوا باالنفص��ال المرير‬ ‫عن الواق��ع فيما مضى‪ ،‬وها هم يصرون‬ ‫عل��ى مواصل��ة نف��س المش��وار بنفس‬ ‫األدوات ونف��س العقلي��ة‪ .‬يتكلم��ون عن‬ ‫العلماني��ة واإلس�لاموية وغيرها وكأنهم‬ ‫يملك��ون ق��راراً أو س��لطة‪ .‬أن من يحمل‬

‫خالد كنفاني‬

‫بندقي��ة اليوم هو صاح��ب الحق وهو من‬ ‫يفرض ش��روطه‪ ،‬ف��إن كن��ا محظوظين‬ ‫وكان حامل البندقي��ة واعيًا وعاق ًال (رغم‬ ‫ن��درة هذا األمر) فقد حصلنا على مرادنا‪،‬‬ ‫أم��ا أن كان حامل البندقي��ة (وهواألغلب)‬ ‫مغلق البص��ر والبصيرة فإنه س��يفرض‬ ‫نظام الحكم بالقوة شاء من شاء وأبى من‬ ‫أبى‪ .‬وقد علمتنا الحياة أن حكم العس��كر‬ ‫لم يجلب س��وى المصائ��ب حيث يبدو هنا‬ ‫ضعف المثقفين الذين لم يقرؤوا تاريخًا‬ ‫ولم يدرس��وا عل��م االجتماع‪ ،‬فب��دؤا منذ‬ ‫البدايات بالصراخ لتس��ليح الناس ودخلت‬ ‫تركيا وقطر والس��عودية على الخط عبر‬ ‫تس��ليح عش��وائي مؤطروموجه لم يكن‬ ‫اله��دف من��ه س��وى إش��عال المزي��د من‬ ‫الحرائ��ق وبدأ مسلس��ل التدمي��ر الذاتي‬ ‫ال��ذي أوصلنا إلى ‪ 7‬ماليي��ن مهجر داخليًا‬ ‫وثالث��ة ماليين مهج��ر في الخ��ارج وفق‬ ‫أحسن التقديرات‪.‬‬ ‫أن م��ن يراهنون عل��ى حل امريكي‬ ‫أو تدخ��ل م��ن النات��و واهم��ون‪ ،‬ودروس‬ ‫يوغوس�لافيا ال ت��زال حاض��رة ف��ي‬ ‫الذه��ن‪ .‬كان الص��رب يذبح��ون الكروات‬ ‫والبوس��نيين على م��رأى م��ن العالم بل‬ ‫وكان بطرس غالي (عربي لألس��ف) أمينًا‬ ‫عام��ًا لألمم المتحدة آن��ذاك‪ ،‬ولم يتحرك‬ ‫أح��د ال الخلي��ج وال أمريكا وال روس��يا وال‬ ‫غيره��م ولم يج��رؤ على مج��رد إنكار ما‬ ‫يحدث‪ .‬وق��د تدخل الناتو فيم��ا بعد على‬ ‫ش��كل ضربات خجول��ة تم تنس��يقها مع‬ ‫روس��يا ومع مجرم��ي الحرب م��ن صربيا‬ ‫بحي��ث تك��ون س��يناريو مخ��رج لألزم��ة‬ ‫وانتهى األمر بتقس��يم يوغوس�لافيا إلى‬ ‫ست جمهوريات مستقلة‪.‬‬ ‫ه��ل ال ي��زال هن��اك م��ن يق��ول‪:‬‬ ‫"س��وريا ليس��ت الع��راق"‪" ،‬وس��وريا‬ ‫ليس��ت أفغانس��تان"؟؟ أرى أن س��وريا‬ ‫أصبحت مثل يوغوس�لافيا وس��يتبع ذلك‬ ‫النماذج اللبناني��ة والعراقية والصومالية‬ ‫واألفغاني��ة قريب��ًا ج��داً‪ .‬تش��اؤم؟ ربم��ا‪،‬‬ ‫ولكنني س��ئمت سياس��ة النع��ام وأتركها‬ ‫لمعارض��ي الفضائي��ات وم��ن "يجعرون"‬ ‫فيها كل يوم‪.‬‬


‫ر�سائل الثورة ال�سورية املباركة‬ ‫مجاهد مأمون ديرانية‬

‫***‬ ‫س��أخبركم بخالص��ة المس��ألة‪:‬‬ ‫ه��ؤالء الماليي��ن هم األحق ب��أن يقرروا‬ ‫مصيره��م ومصير بالده��م‪ ،‬ال بل إنهم‬ ‫َ‬ ‫والي��ة ألحد‬ ‫وحده��م أصح��اب الح��ق‪ ،‬ال‬ ‫عليهم وال حق ألي كان أن يفرض عليهم‬ ‫ما شاء متى شاء وكيف شاء‪.‬‬ ‫لق��د اس��تمعت إل��ى كلم��ة أخين��ا‬ ‫الجوالن��ي ث�لاث م��رات‪ ،‬وقد س��رني أن‬ ‫يع��ارض ش��يخَه البغ��دادي ال��ذي احتكر‬ ‫مصي��ر ش��عب كامل ول��م يس��أله الرأي‪،‬‬ ‫وأحس��ن بقول��ه أن "دول��ة اإلس�لام في‬ ‫الش��ام س��تُبنى بس��واعد الجمي��ع دون‬ ‫إقص��اء أي ط��رف"‪ ،‬ول��و وقف هن��ا لكان‬ ‫قوله صحيحًا صحة مطلق��ة‪ ،‬ولكنه قيّد‬ ‫الط��رف ال��ذي ال يج��وز إقص��اؤه بقي��ود‬ ‫يمكن تس��خيرها إلقصاء كثيرين‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫"دون إقص��اء أي ط��رف ممّ��ن ش��اركنا‬ ‫الجه��اد والقتال في الش��ام من الفصائل‬ ‫المجاهدة والش��يوخ المعتبَرين من أهل‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫***‬ ‫س��معت أم��س التس��جيل المط��ول‬ ‫للش��يخ البغدادي‪ ،‬وس��معه أكث��ر الناس‪،‬‬ ‫ثم س��معنا اليوم التس��جيل ال��ذي ردّ به‬ ‫الشيخ الجوالني على البغدادي‪ .‬بعد ذلك‬ ‫تابع��ت ردود الفعل في صفح��ات أنصار‬ ‫النص��رة فوج��دت حالة عامة م��ن البلبلة‬ ‫واالضط��راب‪ ،‬ويب��دو أن بي��ان البغ��دادي‬ ‫ق��د س��بب صدم��ة للكثيرين ألن��ه صدر‬ ‫ب�لا تنس��يق وال ترتيب مس��بق مع جبهة‬ ‫النص��رة‪ .‬ولكن��ي ل��م أق��ف عن��د الخالف‬ ‫بش��أن التنسيق المس��بق‪ ،‬بل وقفت عند‬ ‫خالفه��م على صاح��ب الحق ف��ي القطع‬ ‫بمصير س��وريا‪ :‬هل هو الظواهري الذي‬ ‫يقي��م في أفغانس��تان‪ ،‬أم البغدادي الذي‬ ‫يقي��م ف��ي الع��راق‪ ،‬أم الذي��ن يقيم��ون‬ ‫على األرض السورية‪ ،‬الجوالني وجماعة‬ ‫النصرة؟‬ ‫أمعن��ت النظ��ر ف��ي تل��ك المعمعة‬ ‫الغريب��ة فالحظ��ت غائبًا ل��م يذكره أحد‪،‬‬ ‫فأحبب��ت أن ّ‬ ‫أذكر المختلفين بذلك الغائب‬ ‫الذي كان َ‬ ‫قب��ل أن يكون اآلخرون؛ الغائب‬ ‫ال��ذي نس��يه الجمي��ع وه��م يتناظ��رون‬ ‫ويتناقش��ون في صاحب الحق في تقرير‬

‫***‬ ‫منذ س��نوات عاش في الشام طاغية‬ ‫ظ��نّ أن الفلك قد توقف عن الدوران وأن‬ ‫عرش��ه قد سُمِّر فيه بمسمار فال يَحُول‬ ‫وال ي��زول‪ .‬وكي��ف يَحُول وق��د ورثه من‬ ‫أبي��ه وس��يرثه ‪ -‬كم��ا توهم ‪ -‬م��ن بعده‬ ‫األبن��ا ُء وأبناء األبن��اء‪ ،‬فيرث��ه واحدٌ عن‬ ‫واحدٍ من س�لالة القتل واإلجرام؟ وكيف‬ ‫ي��زول وقد أع��دّوا لحمايته م��ا لم تعرف‬ ‫دول ٌة في الدنيا مث َله وال نصفه وال عُشره‬ ‫م��ن األجه��زة األمنية الوحش��ية القمعية‬ ‫التي تالحق الناس في اليقظة والمنام؟‬ ‫هك��ذا كان ح��ال أه��ل س��وريا قبل‬ ‫بضعة وعشرين شهراً‪ .‬ثم أصبح الصباح‬ ‫عليه��م ذات ي��وم فقال بعض ش��بانهم‬ ‫لبعض‪ :‬إلى متى السكوت وقد ثار إخواننا‬ ‫في هذا البل��د وذاك؟ أنعيش ونموت أذ ّل ًة‬ ‫مس��تعبَدين كم��ا عاش وم��ات مِن قبلنا‬ ‫اآلباء واألجداد؟ أن هذا ال يكون!‬ ‫ف��ي ذلك اليوم البعي��د لم يكن أحدٌ‬ ‫من الفصائل المقاتلة قد وُجد في الدنيا‬ ‫وال س��مع به الناس‪ .‬في ذلك الجو الكئيب‬ ‫المش��حون بالرع��ب والرهب��ة خ��رج إلى‬ ‫الش��وارع ألفٌ م��ن المتظاهرين األبطال‬ ‫وقالوا‪" :‬توقف أيها الطاغية عن الطغيان‪،‬‬ ‫لقد أن لهدم عرشك األوان"‪ .‬لم يقولوها‬ ‫همس��ًا بين أربعة حيطان ولكنهم هتفوا‬ ‫به��ا بأعلى الص��وت حتى تش��ققت منها‬ ‫الحناج��ر فبلغ��ت عنان الس��ماء‪ ،‬وبلغ من‬ ‫قوّته��ا أن أف��اق منها ش��عبٌ أمضى في‬ ‫الرُّق��اد نص��فَ ق��رن مستس��لماً لل��ذل‬ ‫والهوان واالس��تعباد‪ ،‬فهتف الهاتفون مع‬ ‫الهاتفي��ن‪ :‬نعم‪ ،‬لن نس��كت بع��د اليوم‪،‬‬ ‫نم��وت وال نعيش يوم��اً واح��داً آخَرَ في‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫عندم��ا أعلن��ت الوالي��ات المتح��دة‬ ‫الح��رب عل��ى جبه��ة النصرة وق��ف معها‬ ‫أحرار س��وريا وقالوا‪" :‬لن نسمح بأن تمتد‬ ‫ي��دٌ أجنبية بعدوان على م��ن جاء لينصر‬ ‫الح��ق ويدافع ع��ن المظلومي��ن"‪ .‬وكنت‬ ‫واحداً من الذين ش��اركوا ف��ي الدفاع عن‬ ‫الجبه��ة‪ ،‬واجب��ًا عل��يّ ال تفض� ً‬ ‫لا من��ي‪،‬‬ ‫فكتب��ت‪" :‬ليعلم العالم أن الس��وريين لم‬ ‫يكونوا يومًا من أهل الغدر والجحود؛ لقد‬ ‫كان��ت عادته��م الوفاء على ال��دوام‪ ،‬فلن‬ ‫يبدل��وا الي��وم عادتهم ول��ن يقطعوا اليد‬ ‫الت��ي امتدت إليه��م لتنقذهم من الش��ر‬ ‫والطغي��ان‪ ،‬ال يد النص��رة وال غيرها من‬ ‫األيادي البيضاء"‪.‬‬ ‫ثم قلت‪" :‬ال أقب��ل وال يقبل أحد من‬ ‫الس��وريين الش��رفاء أن نخون مَن جاءنا‬ ‫من إخواننا المسلمين وال أن نجحد فضله‬ ‫وسابقته‪ .‬كل مجاهد دخل سوريا فهو في‬ ‫ذمة أهله��ا وجوارهم‪ ،‬ال يصل إليه معتد‬ ‫بسوء وال يَخْ ُلص إليه حتى يَخْلص إلى‬ ‫أنفس��هم ووالديهم وأوالده��م أجمعين‪.‬‬ ‫لق��د نابذ أحدُ كرام الع��رب يومًا قوة من‬ ‫قُ��وى العال��م العظمى قيام��ًا بحق الذمة‬ ‫والج��وار‪ ،‬ونح��ن أحف��ادُ ذلك الش��يباني‬ ‫الذي هزم الفرس في ذي قار"‪.‬‬ ‫ذلك كان موقفي وم��ا يزال‪ ،‬ولكني‬ ‫أري��د أن أضي��ف الي��ومَ إلى م��ا قلته من‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫كلم��ة صغيرة‪ :‬نحن نض��ع ضيوفنا‬ ‫قب��ل‬ ‫في أعيننا ولهم علينا حق الشكر والوفاء‪،‬‬ ‫ولك��ن هل رأيتم َق ّط ضيف��ًا يغيّر بيديه‬ ‫ترتي��بَ أث��اث البيت ال��ذي اس��تضافه أو‬ ‫يؤجّر الدار بال إذن وال توكيل من صاحب‬ ‫الدار؟‬

‫ّ‬ ‫س��أذكركم‬ ‫مصير س��وريا والس��وريين‪.‬‬ ‫بجزء من الحكاية لعله صار قديماً لدرجة‬ ‫أن يُنسى حتى كأنه ما كان!‬

‫الذل والهوان واالستعباد‪.‬‬ ‫كان��وا ألف��اً أو بضع��ة آالف‪ ،‬ث��م ما‬ ‫زال��وا يزدادون حتى ص��اروا ألف ألف‪ ،‬ثم‬ ‫خمسة آالف ألف‪ ،‬ثم بلغوا عشرة ماليين‬ ‫وعش��رين‪ .‬أولئ��ك ه��م ش��عب س��وريا‬ ‫العظيم الذي اس��تيقظ م��ن رقاد طويل‬ ‫فق��ام يهز ع��رش الطغيان‪ ،‬ب��ل قام يهز‬ ‫الدنيا ويُذهلها بأعاجيب الصبر والبطولة‬ ‫والرجولة وكرائم المعجزات‪.‬‬ ‫ه��ؤالء الماليين ه��م الذي��ن بدؤوا‬ ‫كل شيء؛ هم مَن أوقد نار الثورة‪ ،‬وهم‬ ‫من حمل مش��علها ومش��ى به المش��وار‬ ‫الطوي��ل‪ ،‬وهم من أبقى المش��عل وقّاداً‬ ‫وهم يعيش��ون في قل��ب اإلعصار‪ ،‬وهم‬ ‫ما يزال��ون حَمَلة الث��ورة وحاضنتها إلى‬ ‫اليوم‪ .‬أين صوتهم؟ أي��ن رأيهم؟ لماذا ال‬ ‫يتذكرهم أحد وال يذكرهم أحد؟‬

‫السنة وإخواننا المهاجرين"‪.‬‬ ‫ال ي��ا أيه��ا الفاض��ل؛ أن مصير أهل‬ ‫سوريا ال يقرره إال أهل سوريا بجملتهم‪،‬‬ ‫وم��ن جملتهم مجاهدوه��م الذين حملوا‬ ‫الس�لاح وش��اركوا ف��ي القت��ال‪ ،‬كم��ا أن‬ ‫من جملته��م الماليين الذي��ن أوقدوا نار‬ ‫الث��ورة وحملوا حملها الثقي��ل إلى اليوم‪،‬‬ ‫بل يدخل في جملتهم كل من شارك في‬ ‫الثورة ولو بشق كلمة‪ .‬يدخل في جملتهم‬ ‫الرج��ال الذين تظاه��روا والذين اعتُقلوا‬ ‫والذي��ن عُذّبوا‪ ،‬كما يدخ��ل في جملتهم‬ ‫النس��اء الالئي حملنَ الحِمْل كام ًال غيرَ‬ ‫منق��وص‪ ،‬فش��اركنَ ف��ي المظاه��رات‬ ‫واالعتصامات يوم كانت الثورة مظاهرات‬ ‫واعتصامات‪ ،‬ثم ك��نّ رديفًا للمجاهدين‬ ‫ي��وم ص��ارت الث��ورة جه��اداً بالس�لاح‪،‬‬ ‫واحتملنَ ما يش��قّ احتماله على صناديد‬ ‫الرجال‪.‬‬ ‫أم��ا إخوانن��ا المهاج��رون ‪ -‬الذي��ن‬ ‫ذكره��م التس��جيل فيمَ��ن يح��ق له��م‬ ‫المش��اركة دون إقص��اء ‪ -‬فإنه��م مثلي‪،‬‬ ‫ضيوفٌ على س��وريا وثورتها‪ ،‬من حقهم‬ ‫أن يقدّم��وا الرأي والنصيحة‪ ،‬وليس وراء‬ ‫ذلك ش��يء من حقّ ال لي وال لهم‪ ،‬فأهل‬ ‫س��وريا أعلم بأمرهم وأق��در على تحديد‬ ‫مصيره��م‪ ،‬وإنهم َليَملك��ون من الوعي‬ ‫واإلدراك واإلخالص ما لو وُزّع على أهل‬ ‫األمصار لكفاهم بإذن اهلل‪.‬‬ ‫أج��دّد ش��كري وتقدي��ري ل��كل من‬ ‫ش��ارك أه��ل س��وريا ف��ي ه��ذه المحنة‬ ‫العظيم��ة‪ .‬لهؤالء الصادقي��ن المخلصين‬ ‫كل الحب والوفاء‪ ،‬ومع الحب والوفاء طلب‬ ‫ورج��اء‪ :‬اترك��وا الش��عب الس��وري ليحدد‬ ‫مصيره بنفسه‪ ،‬فإنه قد أظهر من النضج‬ ‫والوع��ي ما يعجّ��ب ويُدهش‪ ،‬ولن يقبل‬ ‫بع��د اليوم أن يكون مصي��رُه ً‬ ‫لعبة ال في‬ ‫أيدي األصدقاء وال في أيدي األعداء‪.‬‬

‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫م�صري �سوريا يق ّرره ال�سوريون‬

‫‪13‬‬


‫غـــادة ال�ســمان‪ :‬املتمردة امللتزمة‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ولدت غادة الس��مان في دمشق عام‬ ‫‪ 1942‬آلل الس��مان األس��رة الدمش��قية‬ ‫الثرية‪ ،‬تلقت علومها في مدرس��ة البعثة‬ ‫العلماني��ة الفرنس��ية‪ ،‬وف��ي التجهي��ز‬ ‫الرسمية بدمش��ق‪ ،‬مع وفاة والدتها وهي‬ ‫صغي��رة تعهد والده��ا المتن��ور الحاصل‬ ‫عل��ى ش��هادة الدكت��وراه من الس��وربون‬ ‫ف��ي االقتصاد السياس��ي ورئيس جامعة‬ ‫دمش��ق الدكتور ووزي��ر التربية والتعليم‬ ‫ع��ام ‪ 1961‬ف��ي حكومة الدكت��ور "عزت‬ ‫النص" أحمد السمان تربيتها‪ ،‬وفتح أبواب‬ ‫العلم واألدب أمام ابنته‬ ‫تخرج��ت م��ن الجامع��ة الس��ورية‬ ‫ف��ي دمش��ق ع��ام ‪ 1963‬حاصل��ة عل��ى‬ ‫ش��هادة الليس��انس في األدب اإلنجليزي‪،‬‬ ‫وقبل تخرجه��ا بعام أص��درت مجموعتها‬ ‫القصصي��ة األول��ى "عين��اك ق��دري" في‬ ‫الع��ام ‪ ،1962‬لتنض��م رغم صغر س��نها‬ ‫لن��ادي األديبات الس��وريات‪ ،‬إال أن تجربة‬ ‫بش��كل الفت‬ ‫الس��مان صم��دت وتطورت‬ ‫ٍ‬ ‫بينم��ا ركن��ت قريناتها للتك��رار واالبتعاد‬ ‫عن التجريب في الشكل والمضمون‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1964‬تركت الس��مان دمش��ق‬ ‫في رحلةٍ دامت حتى يومنا هذا‪ ،‬فتوجهت‬ ‫إلى بيروت للدراسة في الجامع األمريكية‬ ‫وتحص��ل عل��ى ش��هادة الماجس��تير في‬ ‫"مس��رح الالمعقول" ع��ام ‪ .1968‬وخالل‬ ‫إقامتها ف��ي بيروت عملت ف��ي الصحافة‬ ‫اللبناني��ة التي كانت تعي��ش ذروة التعدد‬ ‫واإلبداع‪ ،‬وأصدرت مجموعتها القصصية‬ ‫الثانية "ال بحر في بيروت" عام ‪.1965‬‬ ‫ثم س��افرت غادة إلى أوروبا وتنقلت‬ ‫بي��ن معظ��م العواصم االوربي��ة وعملت‬ ‫كمراس��لة صحفي��ة‪ ،‬ول��م تك��ن أوروب��ا‬ ‫المس��تقر الوحيد للصحفية الناش��ئة بل‬ ‫توجه��ت إل��ى بع��ض العواص��م العربية‬ ‫كالقاهرة وعدن التي كان اليسار منتشراً‬ ‫وحاكماً فيها مما أكس��بها ً‬ ‫نكهة يس��ارية‪،‬‬ ‫وهي الدمشقية س��ليلة األسرة العريقة‪،‬‬ ‫وف��ي ع��ام ‪ 1966‬أص��درت مجموعته��ا‬ ‫الثالث��ة "لي��ل الغرباء" التي اختارت اس��م‬ ‫أحد أبطاله��ا "حازم" اس��ماً البنها الوحيد‬ ‫ال��ذي انجبت��ه الحق��اً‪ ،‬وقد اعتب��رت هذه‬ ‫المجموع��ة حدث��اً ف��ي المش��هد الثقافي‬ ‫العرب��ي واحتفى النقاد بغادة كأديبةٍ من‬ ‫طراز مختلف‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عام ‪ 1967‬أتت هزيمة حزيران التي‬ ‫زلزلت الوس��ط األدب��ي والفكري فاعتزل‬ ‫البع��ض وانبرى آخ��رون لتبرير الهزيمة‪،‬‬ ‫أم��ا أديبتنا فكتبت مقالها الش��هير "أحمل‬ ‫عاري إلى لندن"‪ ،‬ودعت لمراجعةٍ ش��املة‬ ‫لألف��كار واألس��س الت��ي قادت الش��عوب‬ ‫العربي��ة إل��ى ه��ذه الهزيم��ة بعي��داً عن‬ ‫التبرير والنفاق السياسي‪ ،‬توقفت بعدها‬ ‫عن العمل األدبي لخمس س��نوات تقريبًا‬ ‫وركزت على الصحافة‪ ،‬لتخرج عام ‪1973‬‬ ‫بمجموعته��ا الرابع��ة "رحي��ل المراف��ئ‬ ‫ً‬ ‫مراجعة لواقع‬ ‫القديمة" الذي اعتبر يومها‬ ‫المثق��ف العربي وأزمة الهوي��ة واالنتماء‬ ‫التي يعيشها‪.‬‬ ‫ف��ي أواخر الس��تينات تزوج��ت غادة‬ ‫م��ن الدكت��ور بش��ير الداع��وق صاح��ب‬ ‫دار الطليع��ة وس��ليل األس��رة البيروتية‬ ‫العريق��ة أنجبت ابنها الوحي��د حازم‪ ،‬هذا‬ ‫الزواج الذي انتهى بوفاة المفكر العروبي‬ ‫عام ‪.2007‬‬

‫عام ‪ 1974‬أص��درت روايتها النبوءة‬ ‫"بي��روت ‪ "75‬وربم��ا س��اعدتها خلفيته��ا‬ ‫السياس��ية واحتكاكها بالش��ارع البيروتي‬ ‫على استش��راف الحرب الت��ي اندلعت بعد‬ ‫عامين من صدور الرواية‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1977‬أص��درت روايته��ا‬ ‫"كوابي��س بيروت" ولع��ل القارىء للعمل‬ ‫المذك��ور ف��ي يومنا ه��ذا الخت��ار عنوانًا‬ ‫مختلف��اً ه��و "كوابيس دمش��ق"‪ ،‬والذي‬ ‫أنقل منه‪ ،‬الكابوس الرابع‪.‬‬ ‫أين أعيش؟‬ ‫ردني سؤاله إلى واقع مروع‪ .‬اعيش‬ ‫في س��احة ح��رب وال املك أي س�لاح وال‬ ‫اتقن اس��تعمال أي شيء غير هذا النحيل‬ ‫الراك��ض عل��ى ال��ورق بي��ن اصابع��ي‬ ‫ت��اركًا س��طوره المرتجف��ة كآث��ار دم��اء‬ ‫جريح يزحف فوق حقل م��زروع بالقطن‬ ‫االبيض‪ .‬اي��ن اعيش؟ يبدو انني اس��كن‬ ‫بيتاً من الش��عر "بكسر الشين"‪ .‬وسادتي‬ ‫محش��وة باألس��اطير‪ ،‬وغطائ��ي مجلدات‬ ‫فلسفية‪ ،‬وكل ثوراتي وقتالي تحدث في‬ ‫حقول االبجدية وقذائف اللغة‪.‬‬ ‫اي��ن تعيش��ين؟ ودوى انفج��ار‪..‬‬ ‫وش��عرت بوخزة‪ :‬لماذا ل��م اتعلم المقاتلة‬ ‫بالس�لاح ‪ -‬ال بالقل��م وح��ده ‪ -‬من اجل ما‬ ‫اؤم��ن به‪..‬؟ ك��م هو خافت ص��وت صرير‬ ‫قلمي على الورق حين يدوي صوت انفجار‬ ‫م��ا‪ ..‬وقررت‪ :‬أن الوقت لي��س وقتًا لتقريع‬ ‫الذات على ع��ادة االدباء الذين يقعون في‬ ‫ازم��ة ضمير كلما ش��ب قتال ويش��عرون‬ ‫ب�لا ج��دوى القل��م‪ ..‬المه��م أن اعي��ش‪،‬‬ ‫فالحي��اة ه��ي وحده��ا الضم��ان لتصليح‬ ‫أي خط��أ إذا اقتنع��ت فيما بع��د انني على‬ ‫خط��أ‪ ..‬والوقت ليس وق��ت مراجعة ذاتية‬ ‫او ح��وارات فلس��فية‪ ..‬كان��ت االنفجارات‬ ‫تتالحق‪ ،‬وقررت أن اواجه الواقع الملموس‬ ‫حالياً وان احدد موقعي من س��احة الحرب‬ ‫بطريقة عسكرية‪ ،‬واحصائية!‪.‬‬ ‫مؤلفاتها‪:‬‬ ‫جمموعة "الأعمال غري الكاملة"‬ ‫‪ - 1‬زمن الحب اآلخر ‪1978 -‬‬ ‫‪- 19791‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ - 3‬السباحة في بحيرة الشيطان ‪.1979‬‬ ‫‪ - 4‬ختم الذاكرة بالشمع األحمر ‪.1979 -‬‬ ‫‪ - 5‬اعتقال لحظة هاربة ‪.1979 -‬‬ ‫‪- 19791‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪- 19791‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ - 8‬ع غ تتفرس ‪1980 -‬‬ ‫‪ - 9‬صفارة انذار داخل رأسي ‪1980 -‬‬ ‫‪ - 10‬كتابات غير ملتزمة ‪1980 -‬‬ ‫‪ - 11‬الحب من الوريد إلى الوريد ‪1981 -‬‬ ‫‪ - 12‬القبيلة تستجوب القتيلة ‪1981 -‬‬ ‫‪ - 13‬البحر يحاكم سمكة ‪1986 -‬‬ ‫‪ - 14‬تسكع داخل جرح ‪1988 -‬‬ ‫‪ - 15‬محاكمة حب‬ ‫املجموعات الق�ص�صية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬عيناك قدري ‪1962 -‬‬ ‫‪ - 2‬ال بحر في بيروت ‪1963 -‬‬ ‫‪ - 3‬ليل الغرباء ‪1966 -‬‬ ‫‪- 19731‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ - 5‬زمن الحب اآلخر‬ ‫‪ - 6‬القمر المربع‬

‫الروايات الكاملة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬بيروت ‪1975 - 75‬‬ ‫‪ - 2‬كوابيس بيروت ‪1976 -‬‬ ‫‪ - 3‬ليلة المليار ‪1986 -‬‬ ‫‪ - 4‬الرواي��ة المس��تحيلة "فسيفس��اء‬ ‫دمش��قية" والت��ي قي��ل ف��ي تقديمها‪ ،‬من‬ ‫ذاك��رة األيام تنس��ج غادة الس��مان روايتها‬ ‫اآلتي��ة من بيوتات الش��ام‪ .‬ممزوجة بعبقها‬ ‫الياس��ميني‪ ،‬بأحداثه��ا أحيان��اً‪ ،‬وبعراقته��ا‬ ‫وحضارته��ا الراس��خة عب��ر الزم��ان‪ ،‬أحيانًا‬ ‫أخرى‪ .‬تحك��ي قصة صبي��ة‪ ..‬تتابع مراحل‬ ‫حياته��ا‪ ..‬تعيش��ها معه��ا ف��ي ذكرياته��ا‬ ‫الوهمي��ة األول��ى إل��ى حي��ن س��جلت ف��ي‬ ‫دفتره��ا الس��ري أس��رار مراهق��ة تصن��ع‬ ‫نفس��ها وعندما أضحت منفي��ة إلى الوطن‬ ‫ورفيق مش��وارها البوم��ة الحكيمة التي ما‬ ‫انفك��ت تغذي خياله��ا وفكره��ا لتحلق في‬ ‫النهاية بين البومة والنسر‪ ..‬تنساب األحداث‬ ‫وف��ي ثناياه��ا تتغلغ��ل أنف��اس دمش��قية‬ ‫تعكس من خاللها غادة الس��مان المجريات‬ ‫التاريخي��ة واالجتماعية لتتوض��ح في إطار‬ ‫الذات الش��امية ب��كل أبعاده��ا ومعتقداتها‬ ‫وعاداتها الراسخة في ذلك الزمان‪.‬‬ ‫‪ - 5‬س��هرة تنكري��ة للموت��ى "مازايي��ك‬ ‫الجنون البيروتي" ‪.2003‬‬ ‫املجموعات ال�شعرية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬حب ‪.1973 -‬‬ ‫‪ - 2‬أعلنت عليك الحب ‪.1976 -‬‬ ‫‪ - 3‬اشهد عكس الريح ‪.1987 -‬‬ ‫‪ - 4‬عاشقة في محبرة ‪ -‬شعر ‪.1995 -‬‬ ‫‪ - 5‬رسائل الحنين إلى الياسمين‪.‬‬ ‫‪ - 6‬األبدية لحظة حب‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الرقص مع البوم‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الحبيب االفتراضي وال ش��يء يسقط‬ ‫كل شيء‪.‬‬ ‫جمموعة �أدب الرحالت‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الجسد حقيبة سفر‬ ‫‪ - 2‬غربة تحت الصفر‬ ‫‪ - 3‬شهوة األجنحة‬ ‫‪ - 4‬القلب نورس وحيد‬ ‫‪ - 5‬رعشة الحرية‬

‫الكتب التي �صدرت عن حياة غادة ال�سمان‪:‬‬ ‫‪ - 1‬غ��ادة الس��مان ب�لا أجنح��ة ‪ -‬د‪ .‬غال��ي‬ ‫شكري ‪ -‬دار الطليعة ‪.1977‬‬ ‫‪ - 2‬غادة الس��مان الحب والح��رب ‪ -‬د‪ .‬الهام‬ ‫غالي ‪ -‬دار الطليعة ‪.1980‬‬ ‫‪ - 3‬قضاي��ا عربية في أدب غادة الس��مان ‪-‬‬ ‫حنان عواد ‪ -‬دار الطليعة ‪.1980‬‬ ‫‪ - 4‬الف��ن الروائي عند غادة الس��مان ‪ -‬عبد‬ ‫العزيز شبيل ‪ -‬دار المعارف ‪ -‬تونس ‪.1987‬‬ ‫‪ - 5‬تح��رر المرأة عبر أعمال غادة وس��يمون‬ ‫دي بوف��وار ‪ -‬نج�لاء االختيار (بالفرنس��ية)‬ ‫الترجمة عن دار الطليعة ‪.1990‬‬ ‫‪ - 6‬التم��رد وااللت��زام عن��د غ��ادة الس��مان‬ ‫(باإليطالي��ة) بأوالدي كاب��وا ‪ -‬الترجمة عن‬ ‫دار الطليعة ‪.1991‬‬ ‫‪ - 7‬غادة الس��مان في أعماله��ا غير الكاملة‬ ‫ دراسة ‪ -‬عبد اللطيف األرناؤوط ‪ -‬دمشق‬‫‪.1993‬‬ ‫ع��ام ‪ 1993‬فاجئ��ت غ��ادة الق��ارىء‬ ‫العربي واألوساط األدبية والسياسية عندما‬ ‫نشرت مجموعة رس��ائل عاطفية كتبها لها‬ ‫غس��ان كنفاني في الس��تينات م��ن القرن‬ ‫العش��رين‪ ،‬حيث جمعتهم��ا عالقة عاطفية‬ ‫لم تكن سراً آنذاك‪.‬‬ ‫غ��ادة الس��مان الت��ي تعش��ق الحرية‬ ‫وتعيشها أودعت أرشيفها غير المنشور في‬ ‫أحد المصارف السويس��رية والذي يتضمن‬ ‫مجامي��ع كثي��رة م��ن الرس��ائل تع��د غادة‬ ‫بنش��رها "في الوقت المناسب" ومما الشك‬ ‫في��ه أنها أودع��ت المصرف المذك��ور كنوزاً‬ ‫أدبية وتاريخية قد تكش��ف الكثير عن خبايا‬ ‫بيروت الستينيات‪.‬‬ ‫أديبتن��ا التي قالت يومًا "عمر الكبرياء‬ ‫عن��دي‪ ..‬أط��ول م��ن عم��ر الح��ب‪ ..‬ودوم��ًا‬ ‫كبريائي‪ ..‬يش��يع حب��ي إلى قب��ره" تعيش‬ ‫في باريس منذ أواسط الثمانينات‪ .‬وال تزال‬ ‫تكتب أس��بوعيًا في إحدى المجالت العربية‬ ‫الص��ادرة في لندن‪ .‬وترفض إجراء أي حوار‬ ‫تلفزيوني بعد أن تعهدت لنفسها بذلك في‬ ‫السبعينات عندما أجرت حوارا تلفزيونيا في‬ ‫القاهرة واكتشفت أن المذيعة المحاورة لم‬ ‫تقرأ أيا من أعمالها‪.‬‬ ‫غادة الس��مان ال تنتمي لألدب النسوي‬ ‫العرب��ي بمفهومه الضيق ه��ي قام ًة أدبية‬ ‫عالمية‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫بتاري��خ ‪ 2011 - 9 - 26‬ص��در‬ ‫المرس��وم التش��ريعي رق��م ‪ 76‬وال��ذي‬ ‫قض��ى بتعدي��ل الم��ادة ‪ 308‬م��ن قانون‬ ‫األحوال الش��خصية حيث أض��اف بموجب‬ ‫ه��ذا التعدي��ل إل��ى اختص��اص المحاكم‬ ‫الروحي��ة اإلرث والوصي��ة اللتي��ن كانت��ا‬ ‫من اختصاص المحاكم الش��رعية‪ .‬وذلك‬ ‫تماش��يًا مع أحكام المرس��وم التش��ريعي‬ ‫رق��م ‪ 7‬الص��ادر س��ابقًا وال��ذي ص��ادق‬ ‫بموجب��ه على األح��كام المتعلقة "باإلرث‬ ‫والوصي��ة الخاصة بالطوائف المس��يحية‬ ‫الش��رقية مع تعديل بسيط على أحكامه‬ ‫يتعل��ق بأيلولة تركة م��ن ال وارث له من‬ ‫المسيحيين إلى الخزينة العامة"‪.‬‬ ‫حي��ث بموج��ب ه��ذا المرس��وم‬ ‫"أصب��ح بإم��كان المحاك��م الروحي��ة‬ ‫تنظي��م وثيق��ة حص��ر اإلرث والوصي��ة‬ ‫بالنس��بة للطوائ��ف المس��يحية كم��ا هو‬ ‫ح��ال الطوائف المس��يحية الغربية وباتت‬ ‫المرأة المسيحية تتس��اوى مع الرجل في‬ ‫مس��ألة توزيع اإلرث كما أصبحت الوصية‬ ‫بمقدار النصف بع��د أن كانت تخضع في‬ ‫الس��ابق لما هو محدد في قانون األحوال‬ ‫الشخصية العام بنسبة الثلث وما زاد عن‬ ‫الثلث يتوقف على إجازة الورثة"‪.‬‬ ‫ووفقًا للمرس��وم المذكور يس��تحق‬ ‫اإلرث بم��وت المؤرث أو الحك��م باعتباره‬ ‫ميتًا‪ ،‬ويجب الس��تحقاق اإلرث تحقق حياة‬ ‫الوارث وقت م��وت المؤرث أو وقت الحكم‬ ‫باعتباره ميتاً وتوفر الشروط المنصوص‬ ‫عليها في هذا القانون‪.‬‬ ‫كم��ا يس��تحق الجني��ن اإلرث إذا ولد‬ ‫حيًا لتسعة أش��هر فأقل من تاريخ الوفاة‪.‬‬ ‫أما إذا زادت مدة الحمل ألكثر من تس��عة‬ ‫أشهر وحصلت منازعة من أحد مستحقي‬ ‫اإلرث حص��راً أو م��ن ول��ي الطف��ل فيتم‬ ‫اللجوء عندئذ إلى الخبرة الطبية لدراس��ة‬ ‫الحام��ض الن��ووي إلثب��ات النس��ب أمام‬ ‫المحكم��ة المختص��ة‪ .‬وتج��در اإلش��ارة‬ ‫إلى أن هذا المرس��وم ش��كل تط��وراً في‬ ‫التش��ريع الس��وري لجهة اعتماد الحمض‬ ‫النووي إلثبات النسب‪.‬‬ ‫وق��د ت��م حص��ر موان��ع اإلرث ف��ي‬ ‫حالتي��ن فق��ط‪ ،‬ثب��وت قتل الم��ؤرث من‬ ‫ال��وارث بحك��م مب��رم‪ .‬واخت�لاف الدين‪،‬‬ ‫وتؤول حصة ال��وارث المحروم من اإلرث‬ ‫إلى سائر الورثة المستحقين معه ويلتزم‬ ‫بأن ي��رد للتركة م��ا يكون ق��د تلقاه من‬ ‫األموال منذ وف��اة المؤرث مع ما جناه من‬ ‫ريعها وثمارها منذ تاري��خ الوفاة‪ ،‬ويمنح‬ ‫األجنبي المسيحي حق اإلرث ضمن نطاق‬ ‫مب��دأ المعامل��ة بالمث��ل وبم��ا يتف��ق مع‬ ‫األحكام الناظمة لتملك األجانب‪.‬‬ ‫وي��ؤدى من التركة بحس��ب الترتيب‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬م��ا يكف��ي لتجهي��ز المي��ت وم��ا‬ ‫يل��زم من نفقات م��ن الموت إل��ى الدفن‬ ‫والمراسم المتصلة بذلك‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ديون الميت‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬الوصية أن وجدت‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ي��وزع الباق��ي م��ن التركة على‬ ‫الورثة بحس��ب ترتيب طبقاتهم في هذا‬ ‫القانون‬ ‫‪ - 3‬ف��ي ح��ال ع��دم وج��ود ورث��ة‬ ‫للمتوفي من جميع الطبقات المحددة في‬ ‫هذا القانون تؤول التركة أو ما بقي منها‬ ‫إلى الخزينة العامة‪.‬‬ ‫ ف��ي ح��ال وف��اة أح��د الزوجي��ن‬‫وبقاء اآلخر على قيد الحياة فإنه يس��تمر‬ ‫باالنتف��اع م��ن بيت الزوجية م��دى الحياة‬ ‫دون أن يك��ون له حق اإلجارة‪ - ،‬يس��جل‬ ‫ح��ق االنتف��اع المذك��ور ف��ي الس��جالت‬ ‫العقارية عند نقل الحصص السم الورثة‬ ‫المستحقين مقيداً بش��رط عدم اإلجارة‪،‬‬ ‫ويس��قط ح��ق االنتف��اع المذك��ور أعاله‬ ‫بالزواج أو التأجير‪.‬‬ ‫طبقات الورثة وتوزيع التركة‬ ‫‪ : - 1‬الورثة من الطبقة األولى‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تش��مل ه��ذه الطبق��ة أوالد‬ ‫المتوفى وفروعهم مهما نزلوا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أوالد المتوف��ى وفروعهم يرثون‬ ‫آباءهم وأصولهم بالتس��اوي ودون تمييز‬ ‫بين الذكور واإلناث‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إذا كان للمتوف��ى ولد واحد ذكراً‬ ‫كان أم أنثى فتنحصر التركة به‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إذا كان��ت بي��ن أوالد المورث من‬ ‫توف��ي قبله حلت فروع��ه محله في تركة‬ ‫الم��ورث وآل��ت إليهم الحص��ة التي كانت‬ ‫تؤول لوالدهم لو كان حيًا‪.‬‬ ‫‪ - 5‬إذا كان للم��ورث أوالد متعددون‬ ‫وقد توفوا جميعًا قبله فتنتقل حصصهم‬ ‫إل��ى أوالده��م وفروعه��م مهم��ا نزل��وا‬ ‫بالتساوي‪.‬‬ ‫‪ : - 2‬الورثة من الطبقة الثانية‪:‬‬ ‫تشمل هذه الطبقة والدا المتوفى‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ف��ي ح��ال عدم وج��ود ورثة من‬ ‫الطبق��ة األولى وعدم وجود زوج أو زوجة‬ ‫وكان وال��دا المتوفى على قيد الحياة عند‬ ‫وفات��ه فتنتق��ل التركة إليهما بالتس��اوي‬ ‫وإذا كان أح��د الوالدي��ن توفي��ًا قبل وفاة‬ ‫الم��ورث فتنحصر الترك��ة باآلخر وتنتقل‬ ‫إليه بالكامل‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إذا كان للمتوف��ى ورث��ة م��ن‬ ‫الطبق��ة األول��ى وكان وال��ده ووالدت��ه أو‬ ‫أحدهم��ا على قي��د الحياة فتك��ون حصة‬ ‫الوالدين أو أحدهما السدس‪.‬‬ ‫‪ : - 3‬الورثة من الطبقة الثالثة‪:‬‬ ‫تشمل هذه الطبقة األخوة واألخوات‬ ‫األش��قاء واألخ��وة واألخ��وات ألب وألم‬ ‫وأجداد وجدات المتوفى‪.‬‬ ‫ف��ي ح��ال ع��دم وج��ود ورث��ة م��ن‬ ‫الطبقتي��ن األول��ى والثانية وع��دم وجود‬

‫زوج أو زوج��ة للمتوفى توزع التركة على‬ ‫المذكورين أعاله وفق الترتيب التالي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬األخ��وة األش��قاء واألخ��وات‬ ‫الشقيقات بالتساوي فيما بينهم‪.‬‬ ‫وإذا كان أحدهم أو جميعهم متوفى‬ ‫قب��ل الم��ورث تح��ل فروعه��م مقامه��م‬ ‫باإلرث مهما نزلوا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ف��ي ح��ال عدم وج��ود ورثة من‬ ‫البند (‪ )1‬الس��ابق توزع التركة على الجد‬ ‫أو الج��دة ألب بالتس��اوي فيم��ا بينهم��ا أو‬ ‫للباقي منهم على قيد الحياة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ف��ي ح��ال عدم وج��ود ورثة من‬ ‫البندي��ن (‪1‬و‪ )2‬أع�لاه ت��وزع التركة على‬ ‫األخ��وة واألخ��وات ألب بالتس��اوي فيم��ا‬ ‫بينهم‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ف��ي ح��ال عدم وج��ود ورثة من‬ ‫البن��ود (‪1‬و‪2‬و‪ )3‬الس��ابقة ت��وزع التركة‬ ‫عل��ى ف��روع الج��د ألب بالتس��اوي فيم��ا‬ ‫بينه��م‪ .‬وتحل الفروع محل األصول مهما‬ ‫نزلوا‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ف��ي ح��ال عدم وج��ود ورثة من‬ ‫البنود (‪1‬و‪2‬و‪3‬و‪ )4‬الس��ابقة توزع التركة‬ ‫عل��ى الج��د والج��دة ألم بالتس��اوي فيما‬ ‫بينهما أو للباقي منهما على قيد الحياة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬ف��ي ح��ال عدم وج��ود ورثة من‬ ‫البن��ود (‪1‬و‪2‬و‪3‬و‪4‬و‪ )5‬الس��ابقة ت��وزع‬ ‫الترك��ة على ف��روع الجد ألم بالتس��اوي‪.‬‬ ‫وتحل الفروع محل األصول مهما نزلوا‪.‬‬ ‫‪ - 7‬ف��ي ح��ال عدم وج��ود ورثة من‬ ‫البن��ود (‪1‬و‪2‬و‪3‬و‪4‬و‪5‬و‪ )6‬ت��وزع الترك��ة‬ ‫على األخوة واألخوات ألم بالتس��اوي فيما‬ ‫بينهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا ‪ -‬ف��ي الطبقات الثالث المحددة‬ ‫في الفق��رة (‪ )1‬من هذه الم��ادة فإن حق‬ ‫اإلرث ال ينتقل ً‬ ‫كام�لا إلى الطبقة الثانية‬ ‫إال في حال عدم وج��ود ورثة من الطبقة‬ ‫األول��ى‪ ،‬كم��ا أن��ه ال ينتقل إل��ى الطبقة‬ ‫الثالث��ة إال في حال عدم وج��ود ورثة من‬ ‫الطبقتي��ن األول��ى والثاني��ة وع��دم جود‬ ‫زوج أو زوج��ة وبعد التقيد بتطبيق أحكام‬ ‫المادة ‪ 12‬من هذا القانون‪.‬‬ ‫المادة ‪ - 12‬في ميراث األزواج‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ف��ي حال وجود ورثة من الطبقة‬ ‫األولى تكون حصة زوج أو زوجة المتوفي‬ ‫من التركة الربع‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ف��ي حال وجود ورثة من الطبقة‬ ‫الثاني��ة وع��دم وج��ود ورثة م��ن الطبقة‬ ‫األولى تكون حصة زوج أو زوجة المتوفى‬ ‫م��ن الترك��ة النص��ف والنص��ف اآلخ��ر‬ ‫للوالدي��ن بالتس��اوي أو ألحدهما في حال‬ ‫وفاة اآلخر‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ف��ي ح��ال وج��ود أخ��وة أش��قاء‬ ‫وأخوات شقيقات من الطبقة الثالثة وعدم‬ ‫وجود ورثة من الطبقتين األولى والثانية‬ ‫تك��ون حص��ة زوج المتوف��ى النصف من‬ ‫الترك��ة والنصف اآلخر لألخ��وة واألخوات‬

‫المذكورين بالتس��اوي فيما بينهم وتحل‬ ‫فروعهم مقامهم مهما نزلوا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ف��ي ح��ال عدم وج��ود ورثة من‬ ‫الطبقتي��ن األول��ى والثانية وع��دم وجود‬ ‫أخوة أشقاء وأخوات شقيقات من الطبقة‬ ‫الثالثة تكون حصة زوج أو زوجة المتوفى‬ ‫ثالث��ة أرب��اع والرب��ع الباقي ي��وزع على‬ ‫باقي المستحقين حسب تسلسل رتبتهم‬ ‫اإلرثية‬ ‫‪ - 5‬ف��ي ح��ال ع��دم وج��ود ورث��ة‬ ‫للمتوف��ى مم��ن ذك��روا في الفق��رات ‪،1‬‬ ‫‪ ،4 ،3 ،2‬م��ن هذه المادة فين��ال الزوج أو‬ ‫الزوجة حق انتقال اإلرث إليه كام ًال‪.‬‬ ‫ه��ذا وتخت��ص المحكم��ة البدائي��ة‬ ‫الروحية الخاصة ب��كل طائفة والتي يقع‬ ‫ضم��ن دائرتها الس��جل المدني للمتوفى‬ ‫بإصدار قرار بحصر أرث المتوفى وتحديد‬ ‫الورثة وحصصهم‪.‬‬ ‫وتص��در المحكم��ة البدائية الروحية‬ ‫قرارها المذكور ف��ي غرفة المذاكرة بنا ًء‬ ‫عل��ى طل��ب خطي م��ن قبل أح��د الورثة‬ ‫ووفق��ًا ألح��كام ه��ذا القان��ون‪ .‬يج��ب أن‬ ‫يرفق بهذا اطلب بيان رسمي من السجل‬ ‫المدن��ي يحدد فيه جميع أق��ارب المتوفى‬ ‫الموجودي��ن عل��ى قيد الحي��اة عند وفاته‬ ‫إضاف��ة إلى موافقة مديري��ة المالية ذات‬ ‫الصلة على تنظيم حصر اإلرث‪.‬‬ ‫أما عن الوصية ألعم��ال البر والخير‬ ‫دون تعيي��ن جه��ة‪ ،‬تص��رف بمعرف��ة‬ ‫الرئاسة الروحية التابع لها الموصي‪.‬‬ ‫تص��ح الوصي��ة المعلق��ة عل��ى‬ ‫ش��رط صحي��ح فيما إذا كان هذا الش��رط‬ ‫يحق��ق مصلح��ة مش��روعة للموص��ي‬ ‫أو للموص��ى ل��ه أو لغيرهم��ا وال يخال��ف‬ ‫التعالي��م المس��يحية والنظام الع��ام‪ ،‬إذا‬ ‫قيدت الوصية بش��رط غير صحيح صحت‬ ‫الوصية وألغي الشرط‪.‬‬ ‫و تبط��ل الوصي��ة بجن��ون الموصى‬ ‫جنون��ًا مطبقاً إذا اتص��ل بالموت‪ .‬وبموت‬ ‫الموص��ى له قب��ل الموص��ي‪ ، .‬أو بهالك‬ ‫الموصى به قبل وفاة الموصي‪ .‬أو برجوع‬ ‫الموص��ي عن الوصية كتاب��ة أمام الجهة‬ ‫التي تم حفظ الوصية لديها أصو ًال‪.‬‬ ‫تنف��ذ الوصي��ة ل��وارث أو لغير وارث‬ ‫بمق��دار نص��ف الترك��ة م��ن غي��ر إجازة‬ ‫الورثة أما ما زاد على النصف فإنه ال ينفذ‬ ‫إال بإجازة الورثة بعد وفاة الموصي‪.‬‬ ‫إذا زادت الوصاي��ا على نصف التركة‬ ‫وأجازه��ا الورث��ة وكان��ت الترك��ة ال تفي‬ ‫بالوصايا أو ل��م يجيزوها وكان النصف ال‬ ‫يفي بها قسمت التركة أو النصف بحسب‬ ‫األح��وال بين الوصاي��ا بالمحاصة على إال‬ ‫يس��توفي الموصى ل��ه بالعين نصيبه إال‬ ‫من هذا العين‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫املر�سوم رقم ‪ 7‬للعام ‪2011‬‬ ‫الإرث والو�صية لطائفتي الروم الأرثوذك�س‬ ‫وال�سريان الأرثوذك�س‬

‫‪15‬‬


‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫ح�سام متام‪ :‬الإخوان امل�سلمون‪:‬‬ ‫�سنوات ما قبل الثورة‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ل��م تث��ر جماع��ة أو حرك��ة أو ح��زب‬ ‫ف��ي مص��ر والعالم العرب��ي عموم��اً‪ ،‬جد ًال‬ ‫مث��ل ذل��ك ال��ذي أثارت��ه جماع��ة "اإلخوان‬ ‫المس��لمين" عل��ى مدى أكثر م��ن ‪ 80‬عاماً‪،‬‬ ‫ومازالت تثيره‪.‬‬ ‫ول��م تدخ��ل جماعة أو حرك��ة أو حزب‬ ‫في صراع ضد عشرات الحكومات المتوالية‬ ‫إال جماع��ة "اإلخوان المس��لمين" التي كان‬ ‫الص��دام هو القاعدة والتعاون اس��تثناء في‬ ‫عالقاتها م��ع الحكومات الت��ي تولت الحكم‬ ‫في مص��ر في العص��ر الملك��ي وخصوصًا‬ ‫من��ذ منتصف ثالثينات الق��رن الماضي‪ ،‬ثم‬ ‫عل��ى م��دى ثالثة عه��ود في إط��ار النظام‬ ‫الجمهوري منذ عام ‪.1952‬‬ ‫ول��م تحظ حرك��ة أو جماع��ة أو حزب‬ ‫بمثل ما لقيته جماعة "اإلخوان المسلمين"‬ ‫م��ن اهتم��ام أكاديم��ي وبحثي‪ .‬فم��ا صدر‬ ‫عنه��ا من كت��ب ودراس��ات في ه��ذا اإلطار‬ ‫يف��وق غيره��ا ربما باس��تثناء ح��زب الوفد‬ ‫الذي وجد اهتماما مس��اويًا لها‪ .‬غير أنه في‬ ‫الوقت الذي انحس��ر االهتمام به��ذا الحزب‬ ‫في العقود األخيرة‪ ،‬مازالت العناية بدراسة‬ ‫جماعة "اإلخوان المسلمين" في ازدياد‪.‬‬ ‫كتابن��ا الي��وم للباحث الراحل حس��ام‬ ‫تم��ام المتخص��ص ف��ي ش��ؤون الجماعة‪،‬‬ ‫يقدم لن��ا فيه مرجعًا لفهم وتحليل الحركة‬ ‫اإلس�لامية المصرية‪ .‬ولع��ل أهمية الكتاب‬ ‫إضاف ًة لقيمت��ه العلمية تظهر في أنه صدر‬ ‫بع��د وص��ول اإلخوان لس��دة الرئاس��ة في‬ ‫مصر‬ ‫يبح��ث الكت��اب ف��ي تاري��خ التي��ار‬ ‫اإلس�لامي المص��ري‪ ،‬وفي األط��ر الحاكمة‬ ‫الت��ي ح��ددت مس��ار جماع��ة اإلخ��وان‬ ‫المس��لمين واختياراتها مع بداي��ة ثورة ‪25‬‬ ‫يناي��ر‪ ،‬وتوفي��ر بني��ة تحليلي��ة يمك��ن من‬ ‫خاللها استشراف مواقف ورؤى الجماعة في‬ ‫المستقبل‪ .‬ويسعى الباحث إلى اإلجابة عن‬ ‫التس��اؤالت المتعلق��ة بموق��ف اإلخوان من‬ ‫اإلصالح السياسي‪.‬‬ ‫كم��ا يس��تعرض موقف اإلخ��وان من‬ ‫الحركات ذات المطالب االجتماعية في مصر‬ ‫قب��ل ‪ 25‬يناير‪ ،‬متن��اولاً إش��كالية التحديث‬ ‫المؤسس��ي والقيم��ي ومس��تعرضًا صعود‬ ‫التيار الس��لفي داخل الجماعة‪ .‬والذي أعلن‬ ‫رفض��ه للتظاه��رات قبله��ا بأي��ام‪ ،‬وأكدت‬ ‫مدرسة الدعوة السلفية في عدة بيانات لها‬ ‫رف��ض التظاهر‪ ،‬بل نش��رت عل��ى موقعها‬ ‫"صوت الس��لف" وفي فتوى ألب��رز زعمائها‬ ‫ياس��ر برهام��ي أنه��ا ال تبي��ح التظاه��ر‬ ‫وتحذر من��ه‪ ،‬وعلى الرغم م��ن تحول هذه‬ ‫التظاه��رات إلى ثورة ش��عبية عارمة‪ ،‬بقي‬ ‫التي��ار الس��لفي ف��ي اإلس��كندرية رافض��ًا‬ ‫التظاهر‪.‬‬ ‫كم��ا يناق��ش الباحث عالق��ة اإلخوان‬ ‫بمس��ألة العن��ف المس��لح‪ ،‬وموقفه��م من‬ ‫الجهاد‪ .‬كما يتطرق إلى إش��كالية «اإلخوان‬ ‫والدول��ة» وم��دى إمكاني��ة تك��رار اإلخوان‬ ‫لنم��وذج ح��زب «العدالة والتنمي��ة» الحاكم‬ ‫ً‬ ‫مُس��لطا الضوء على االختالفات‬ ‫في تركيا‪،‬‬ ‫بين التجربتي��ن المصرية والتركية وعالقة‬ ‫كل منهما بالدولة والنظام‪.‬‬

‫تقدم دار الش��روق الناش��ر للكتاب له‬ ‫بم��ا يلي‪" :‬س��نوات م��ا قبل الث��ورة الصادر‬ ‫عام ‪ 2012‬هو اس��تمرار لمش��هد التحوالت‬ ‫التي رصدها حس��ام تمام ف��ي كتابه األول‬ ‫الص��ادر عام ‪ ،2006‬لكن ليس لجهة تفكك‬ ‫التنظيم ونهاي��ة اإليديولوجيا‪ ،‬ولكن لجهة‬ ‫تعاض��د إيديولوج��ي وتنظيم��ي متج��دد‬ ‫فرضتْ��ه التحوالتُ المجتمعية والسياس��ية‬ ‫المحيط��ة بالجماع��ة‪ :‬ازدي��اد ضغط نظام‬ ‫مبارك خالل الس��نوات األخي��رة من حكمه ؛‬ ‫وتحوّل القواعد اإلخوانية العريضة خاصة‬ ‫من الشباب نحو الس��لفية‪ ،‬وتوجه الجماعة‬ ‫نحو مزيد من التش��دد التنظيم��ي ؛ واتجاه‬ ‫نحو التوس��ع في األقالي��م الريفية؛ ورغبة‬ ‫ملح��ة في االنغالق على األتب��اع‪ .‬ثم جاءت‬ ‫الثورة فل��م تُغيّر الكثير من منطق س��ير‬ ‫بع��ض جوانبها‬ ‫الجماع��ة‪ ،‬بل س��رَّعت في‬ ‫ِ‬ ‫وكشفت الكثير من سبل حركتها ووسائلها‬ ‫وطبيعة أهدافها‪ ،‬وربم��ا أعطت مبررا أكثر‬ ‫قوة للتحوالت الداخلية باتجاه التعاضد الذي‬ ‫ذكرناه حتى وهي تنش��ئ حزبها السياسي‬ ‫وتُص��ر على بقائه ذراعا لها على الس��احة‬ ‫السياسية"‪.‬‬ ‫أم��ا ع��ن عالق��ة اإلخ��وان بالنظ��ام‬ ‫فيش��ير الكاتب إلى أن أكث��ر ميزات جماعة‬ ‫اإلخوان أنها حركة ُ‬ ‫دينية المنشأ في المقام‬ ‫األول‪ ،‬وذل��ك من��ذ مرحل��ة التأس��يس في‬ ‫العشرينيات من القرن العشرين‪ ،‬عكسَتْه‬ ‫طبيعة الظروف التي نش��أت فيها حين كان‬ ‫للدوافع الدينية المتعلقة بس��قوط الخالفة‬ ‫وهدف اس��تعادة الهوية في مواجهة الوافد‪،‬‬ ‫ثق ُله��ا الب��ارز‪ ،‬فكانت في نش��اطها الديني‬ ‫متمايزة عن المؤسس��ة الدينية األش��عرية‬ ‫وع��ن الجماع��ة الش��رعية وأنصار الس��نة‬ ‫ذات الطبيع��ة الس��لفية‪ .‬وربما لهذا احتفظ‬ ‫اإلخوان بأكثر ميزات الح��ركات الدينية في‬ ‫اإلس�لام لفتا للنظر وهو الس��مت الموروث‬ ‫ع��ن األزمن��ة الس��لطانية؛ فتصي��ر الدولة‬ ‫خيرًا من غيابها و"س��بعون عامًا بس��لطان‬ ‫جائر خير من يوم بال سلطان"‪.‬‬ ‫ولذل��ك أيض��ًا تب��رز بش��دة مواقفه��ا‬ ‫من حركات التغيير س��واء كان��ت احتجاجية‬ ‫ذات طاب��ع اقتص��ادي أو اجتماعي��ة ذات‬ ‫مطال��ب سياس��ية؛ فاألولى تعك��س التراث‬ ‫الفك��ري "الش��حيح" للجماع��ة ف��ي المجال‬ ‫االقتص��ادي وقضاي��ا العم��ال ذات الطاب��ع‬ ‫الم��ادي المح��ض‪ ،‬والثانية تُط��ل من أفق‬ ‫سياس��ي ال تملك الحركة الدينية أن تضمن‬ ‫نتائجه المجتمعية‪ .‬فالحركات الدينية اش��د‬ ‫م��ا تتوجس م��ن التغييرات الكاس��حة التي‬ ‫تمي��ل إلى قل��ب النظ��م دون أن يكون في‬ ‫مرم��ى النظ��ر افقٌ بدي��ل‪ .‬ثم ان��ك َلتَجد‬ ‫للجماعة في اآلونة األخيرة اتجاها متعاظما‬ ‫نح��و الحجاج العقائدي واس��تدعاء الموروث‬ ‫العقدي في تناول القضايا السياس��ية وهو‬ ‫مص��در اإلرباك ال��ذي يظهر ف��ي كثير من‬ ‫مواقفها‪ .‬تماما مثلما يمكنها أن تس��تحضر‬ ‫ممارسات دينية في الفضاء العام‪.‬‬ ‫كثي��رون ممن ينظرون إلى مس��لكية‬ ‫الجماع��ة خ�لال األش��هر األخيرة ب��ل ومن‬ ‫طبيع��ة مواقفها خ�لال الث��ورة وبعدها‪ ،‬ال‬

‫يدرك��ون أن الجماع��ة تمرّس��ت سياس��يا‬ ‫بحك��م انه��ا كانت دوم��ا‪ ،‬وه��ذا للمفارقة‪،‬‬ ‫األقرب للنظام وحركت��ه‪ ،‬وأكثر "العارفين"‬ ‫و"الالعبين" ف��ي دواليبه حتى وهم عرض ٌة‬ ‫لحم�لات االس��تئصال "الجزئي��ة" خ�لال‬ ‫فترة حك��م مبارك‪ ،‬بل وبرغم ش��دة حملة‬ ‫االس��تئصال التي طالتهم في الخمسينيات‬ ‫والستينيات‪ .‬ولهذا افترض تمّام بجدارة أن‬ ‫الحرك��ة اإلخوانية هي جزء مهم من حركة‬ ‫تكوي��ن الدولة منذ اش��تداد وط��أة الصراع‬ ‫السياس��ي مع حرك��ة الضب��اط األحرار في‬ ‫الخمس��ينيات‪ ،‬ومن��ذ تش��رّبت وتش��رّبها‬ ‫تي��ار الوطني��ة المصرية برغ��م الكثير من‬ ‫مواقفها التي تتجه إلى األممية أحيانًا‪.‬‬ ‫وعن عالقة الجماعة بالتقانة وإفادتها‬ ‫م��ن ث��ورة المعلوم��ات فيخبرن��ا تم��ام أن‬ ‫اإلنترن��ت والمدون��ات أحدثت تغيي��راً داخل‬ ‫جس��م جماعة اإلخوان وبنيته��ا التنظيمية‪.‬‬ ‫وإال ف��إن اإلنترن��ت ال صل��ة ل��ه بالضرورة‬ ‫باالنفت��اح بالض��رورة‪ .‬وأكث��ر م��ن تعاطي‬ ‫معه واس��تفاد منه داخل الحالة اإلس�لامية‬ ‫هو تي��ار المحافظ��ة‪ .‬اإلنترن��ت والمدونات‬ ‫اإلخوانية هي التي تساهم اآلن في تفكيك‬ ‫البنية الهرمية التقليدية والتي تتحرك فيها‬ ‫المعلوم��ات والثقاف��ة والتربي��ة م��ن أعلى‬ ‫ألس��فل وف��ق تراتبي��ة تنظيمي��ة محكمة‬ ‫ومغلقة‪ .‬لقد فكك��ت اإلنترنت هيمنة جهاز‬ ‫التربية في الجماعة على المعلومات وعلى‬ ‫عملي��ة التثقيف وعل��ى التواصل المباش��ر‬ ‫والح��ي بين مكون��ات الجماع��ة وقطاعاتها‬ ‫وش��رائحها التنظيمية المختلفة‪ .‬وأضعفت‬ ‫الق��درة عل��ى التحك��م ف��ي المعلوم��ة أو‬

‫توجيهه��ا وجه��ة مح��ددة‪ .‬وألن المعلومات‬ ‫والمعرف��ة س��لطة ف��ي ذاته��ا خاص��ة في‬ ‫التنظيمات المغلقة فإن اإلنترنت والمدونات‬ ‫أعادت ‪ -‬ولو جزئيا ‪ -‬ترتيب األوزان النسبية‬ ‫للق��وة والس��لطة داخل الجماع��ة فألغت أو‬ ‫ح��دت م��ن بعض قوة قس��م التربي��ة‪ ،‬كما‬ ‫صنع��ت حض��ورا وتأثيرا لش��خصيات كانت‬ ‫هامش��ية من قبل فقط ألنها حضرت بقوة‬ ‫في اإلنترن��ت والميديا عموما وأخذت بعضا‬ ‫م��ن قوته��ا وتأثيرها م��ن ه��ذا الحضور‪..‬‬ ‫التأثي��ر الحقيق��ي لإلنترن��ت س��يظهر بعد‬ ‫فت��رة حين يكون الخ��ارج أق��وي تأثيرا من‬ ‫الداخ��ل بع��د أن يظه��ر آث��ار ث��ورة الميديا‬ ‫خاصة اإلسالمية على الجماعة‪.‬‬ ‫لك��ن االتج��اه األمم��ي ف��ي جماع��ة‬ ‫اإلخ��وان ال يبدو غالبا كما يتراءى للكثيرين‬ ‫حتى وان كانت المطالب الدينية اإلس�لامية‬ ‫تفض��ي دوم��ا إلى ه��ذا النمط م��ن "البعد‬ ‫العالم��ي" ف��ي مواقف الحركات اإلس�لامية‬ ‫من قضايا الش��أن اإلس�لامي الع��ام خاصة‬ ‫حي��ن يك��ون الجهاد احده��ا‪ .‬لك��ن الدالئل‬ ‫التنظيمية والمجتمعي��ة تثبت أنه حتى في‬ ‫مراح��ل الخيارات الجهادية الحاس��مة تكون‬ ‫التركيب��ة الداخلي��ة لإلخ��وان وتفاعالته��ا‬ ‫ه��ي الحاكمة في مواق��ف الجماعة‪ ،‬وليس‬ ‫أديباته��ا وإنتاجاته��ا الفكري��ة والفقهي��ة‪،‬‬ ‫بحي��ث تفض��ل الحف��اظ عل��ى مكاس��بها‬ ‫االجتماعي��ة والسياس��ية "الوطنية"‪ ،‬وتأبى‬ ‫المخاط��رة برصيدها المجتمعي "الداخلي"‪،‬‬ ‫ال��ذي يتج��اوز منط��ق الحرك��ة الجهادي��ة‬ ‫ذات البع��د "العالمي" التي كثي��را ما ال تأبه‬ ‫بالحسابات السياسية‪.‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫غليوم الثاني في ساحة المشيرية استعراضًا للجند في عام ‪ 1898‬للميالد‬

‫أسبوعية‬

‫السامي المفوض من فرنسا‪.‬‬ ‫كما ش��غلت ع��ام ‪ 1929‬في قس��م‬ ‫منهادوائ��ر النف��وس الش��امية باإلضافة‬ ‫إلى دائرة األمن العام والجوازات‪.‬‬ ‫غ��اب ه��ذا البناء ع��ن التاريخ عندما‬ ‫احترق��ت المندوبي��ة ع��ام ‪ 1945‬للميالد‬ ‫بفع��ل ن��ار خرجت م��ن الناحي��ة الغربية‬ ‫الجنوبية‪ ،‬وطالت معظم غرفها وجدرانها‬ ‫وأس��قفها‪ ،‬مم��ا س��بب تداع��ي المبن��ى‬ ‫القدي��م وبات آي ًال للس��قوط مما أدى إلى‬ ‫هدمه��ا كلي��ًا بع��د أن كانت ش��اهداً على‬ ‫أحداث كبيرة وهامة في تاريخ دمشق‪.‬‬ ‫قام��ت حكوم��ة الرئي��س ش��كري‬ ‫القوتل��ي ع��ام ‪ 1948‬ـ ‪ 1952‬للمي�لاد‬ ‫بتش��ييد مبنى جديد ف��ي جزء من أرضها‬ ‫الواس��عة والممتدة بين شارع جمال باشا‬ ‫وبي��ن حي القن��وات وهو مبن��ى "القصر‬ ‫العدل��ي" ونُقلت إليه جمي��ع دوائر العدل‬ ‫الشرعية والمدنية‪.‬‬ ‫بن��ي القصر العدل��ي على طراز فن‬ ‫العم��ارة اإلس�لامية المحض��ة المتمثل��ة‬ ‫بالواجه��ات الثالث��ة للمبن��ى وعل��ى وجه‬ ‫الخصوص الواجهة الرئيس��ية التي جاءت‬ ‫عل��ى ط��راز القص��ور الفخمة بقوس��ها‬ ‫الكبي��ر عل��ى ش��كل مح��راب‪ ،‬كم��ا هي‬ ‫العمائ��ر العربي��ة اإلس�لامية الضخم��ة‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إلى النوافذ القوس��ية المدببة‬ ‫والمحمولة على أعمدة صليبية ومعشقة‬ ‫بخش��بيات زجاجي��ة جميل��ة‪ ،‬فض� ً‬ ‫لا عن‬ ‫المقرنصات المخففة عند سطح المدخل‬ ‫الرئيسي‪.‬‬ ‫ف��ي تاري��خ ‪ 28‬حزي��ران ‪2012‬‬ ‫اس��تهدف انفجاران م��رآب القصر العدلي‬ ‫المخص��ص للقض��اة وموظف��ي القصر‪،‬‬ ‫وس��مع دوي االنفج��ار الهائ��ل ف��ي كل‬ ‫المدين��ة التي امت�لأت س��ماؤها بالدخان‬ ‫األس��ود‪ ،‬وأوضح��ت المص��ادر األمني��ة‬ ‫الرس��مية أن االنفجاري��ن ناتج��ان ع��ن‬ ‫"عبوتي��ن مغناطيس��يتين وضعت��ا تح��ت‬ ‫س��يارتي قاضيين"‪ ،‬مش��يراً إلى أن ثالثة‬ ‫أش��خاص أصيبوا بج��روح‪ ،‬بينما تضررت‬ ‫‪ 18‬سيارة في المرآب‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫دار المش��يرية العس��كرية ه��و‬ ‫راب��ع المش��يدات التي أقيمت على ش��ارع‬ ‫النص��ر‪ ،‬والذي كان يس��مى ش��ارع جمال‬ ‫باش��ا‪ ،‬واكتس��ب هذا الشارع اس��مه عند‬ ‫وص��ول الس��فاح إل��ى دمش��ق وتحدي��داً‬ ‫ع��ام ‪ 1914‬عندما قام بتوس��عة الطريق‬ ‫وض��م إلي��ه المبان��ي والبي��وت القائم��ة‬ ‫عل��ى طرفيه‪ ،‬وأزال قس��ماً م��ن الملعب‬ ‫الكبي��ر في الش��مال وضمه إلى الش��ارع‪،‬‬ ‫فص��ار أول ش��ارع رس��مي تم ش��قه في‬ ‫دمش��ق وأخذ صبغة رسمية ميرية عندما‬ ‫تمت تس��ميته باس��م والي الش��ام وقائد‬ ‫الجي��ش الرابع التركي جمال باش��ا‪ .‬تبدل‬ ‫اس��م هذا الش��ارع من ش��ارع جمال باشا‬ ‫إلى اس��م ش��ارع النصر وذل��ك إبان عهد‬ ‫الحكوم��ة العربية الفيصلية س��نة ‪1919‬‬ ‫للميالد‪ ،‬وهناك روايتان حول هذا االسم‪،‬‬ ‫إحداه��ا تقول أنه س��مي نس��بة إلى باب‬ ‫النص��ر ال��ذي كان متواج��داً عل��ى تخوم‬ ‫س��وق الحميدية وهَدَمَ عل��ى يد الوالي‬ ‫العثماني محمد رش��دي باش��ا الشرواني‬ ‫س��نة ‪ 1864‬للميالد‪ ،‬أم��ا الرواية األخرى‬ ‫فتقول أنه س��مي ش��ارع النصر النتصار‬ ‫الثورة العربية على جمال باش��ا الس��فاح‬ ‫وعلى الحكومة التركية‪.‬‬ ‫يع��د دار المش��يرية العس��كرية‬ ‫منأق��دم األبني��ة التي ش��ـيدت ف��ي تلك‬ ‫المنطق��ة أيام الوج��ود العثماني في بالد‬ ‫الش��ام‪ ،‬وكان اسمها س��ابقاً دار السعادة‬ ‫ث��م تحول��ت فيم��ا بعد ل��دار المش��يرية‬ ‫العسكرية العثمانية‪.‬‬ ‫بنيت دار الس��عادة على شكل قصر‬ ‫جمي��ل في بداية القرن الس��ادس عش��ر‬ ‫وقب��ل دخول العثمانيين بالد الش��ام عام‬ ‫‪ 1516‬للمي�لاد‪ ،‬ضمن محلة كانت تُدعى‬ ‫س��ابقًا ب��ـ "محل��ة األخصاصي أو س��وق‬ ‫األخصاصيين" وذلك نس��بة للتجار الذين‬ ‫كان��وا يبيع��ون األخص��اص واألقفاص‪،‬‬ ‫ثم ما لبث أن تبدل اس��م المحلة تدريجيًا‬ ‫"للدرويشية" عند بناء جامع درويش باشا‬ ‫(مكان مبنى القصر العدلي اليوم)‪ .‬وظلت‬ ‫هذه الدار قائمة في محلة الدرويشية إلى‬ ‫أن احترقت‪.‬‬ ‫وف��ي بداي��ة ع��ام ‪ 1573‬للمي�لاد‬ ‫تغير اس��مها من دار الس��عادة إلى سراي‬ ‫الحكومة‪ ،‬والجدير بالذكر أن دار السعادة‬ ‫هذهغي��ر دار الس��عادة المملوكية جانب‬ ‫باب النصر عند أكناف سوق الحميدية‪.‬‬ ‫كان س��راي الحكومةفعلي��ًا داراً‬ ‫للحكومة كونها المقر الرس��مي والفعلي‬ ‫لجل��وس الوال��ي العثماني‪ ،‬كم��ا جاء في‬ ‫التقرير الذي كانت ترس��له الهيئات العليا‬ ‫بالب�لاد للب��اب العال��ي في األس��تانة عن‬ ‫التنظيم اإلداري في الدولة‪.‬‬ ‫أما أول م��ن اتخذها مقراً لس��لطته‬ ‫وممارس��ة صالحيت��ه فكان والي الش��ام‬ ‫العثماني شعبان أحمد شمسي باشا (عام‬ ‫‪ 1554‬للمي�لاد إلى ع��ام ‪ 1561‬للميالد)‪،‬‬ ‫وه��و صاح��ب المدرس��ة األحمدي��ة التي‬ ‫تس��مى اليوم بجامع شمس��ي أحمد باشا‬ ‫في سوق الحميدية‪ .‬تبعه في ذلك الوالي‬

‫عيسى باش��ا صاحب المسجد قربالسرايا‬ ‫عل��ى ناصية ج��ادة الدرويش��ية‪ ،‬وكذلك‬ ‫الوال��ي محمد باش��ا العظم‪ .‬وآخ��ر الوالة‬ ‫العثمانيي��ن الذي��ن اتخذوا الس��راي مقراً‬ ‫لهم كان الوالي حسن إبراهيم باشا‪.‬‬ ‫كما اس��تقر به��ا ابراهيم باش��ا بن‬ ‫محمد علي ع��ام ‪ 1831‬عندما دخل قائداً‬ ‫للجيش المصري إلىبر الش��ام (بر الشام‬ ‫يشمل حلب وبيروت ومتصرفية دير الزور‬ ‫والقدس الشريف عالوة عن والية أضنة)‪،‬‬ ‫وبقي فيها مدة ست سنوات وأطلق عليها‬ ‫اس��م السرايا العس��كرية‪ .‬وعند انسحابه‬ ‫دمر قس��مها الجنوبي "الحرملك" وتركها‬ ‫تحت��رق كي ال يترك وراءه ما يفيد الدولة‬ ‫العثماني��ة م��ن معلومات هام��ة قد تضر‬ ‫بجيشه المنسحب‪.‬‬ ‫أمرت األستانة بإعادة إعمار ما تهدم‬ ‫من الس��راياومن البيوت العربية القديمة‬ ‫المالصق��ة له��ا م��ن الناحيتي��ن الغربية‬ ‫والجنوبية‪ ،‬فصار بناء السرايا على شكل‬ ‫مجم��ع كبير مؤلف م��ن طابقين‪ ،‬وزرعت‬ ‫الحدائ��ق ح��ول المبن��ى بأجمل األش��جار‬ ‫خصوص��اً م��ن الواجهتي��ن الش��مالية‬ ‫والجنوبي��ة‪ ،‬كما تم فت��ح بوابة كبيرة لها‬ ‫م��ن الناحي��ة الش��مالية التي ح��وت على‬ ‫الحدائق والساحة الكبيرة‪.‬‬ ‫لمتك��ن تلك المرة األخيرة التي أعيد‬ ‫فيها تجديد المبن��ى‪ ،‬بل في أواخر القرن‬ ‫التاسع عشر أعيد تجديد بنائها مرة أخرى‬ ‫وجُعل الطابق األرضي منها على ش��كل‬ ‫أق��واس متتالية عالية االرتفاع لس��هولة‬ ‫دخول وخروج عرب��ات النقل التي تجرها‬ ‫الخيول‪ .‬أما الطابق العلوي فأصبح مكاتب‬ ‫لموظفي الحكوم��ة وضباط الجيش وتم‬ ‫تعديل فتحات نواف��ذ هذه المكاتبلتصبح‬ ‫عل��ى ط��راز هندس��ة األبني��ة العثمانية‪،‬‬ ‫وجعل سقفها من القرميد األحمر‪.‬‬ ‫ف��ي أواخ��ر العهد العثمان��ي تحولت‬ ‫التس��مية رس��ميًا م��ن اس��م الس��رايا‬ ‫فص��ارت تع��رف باس��م "دار المش��يرية‬ ‫العس��كرية"(مركز قي��ادة الجي��ش‬ ‫الهمايون��ي الخامس)لمك��وث المش��ير‬ ‫العثمان��ي المفوض وقي��ادة الجيش في‬

‫والية بر الشام فيها بشكل دائم‪.‬‬ ‫وأحب أن أنوه هنا إلى أن الحج لديار‬ ‫اهلل هو حدث س��نوي ممي��ز ومقدس وله‬ ‫طق��وس قديم��ة ف��ي ب�لاد الش��ام‪ ،‬وقد‬ ‫كانت دار المشيرية حينها مركزاً النطالق‬ ‫محمل الحج الشامي إلى الديار المقدسة‪،‬‬ ‫حي��ث تنطل��ق قافل��ة الح��ج من مس��جد‬ ‫آبي ال��درداء ف��ي قلعة دمش��ق يتقدمها‬ ‫الس��نجق الش��ريف‪ ،‬ويؤتى به من سوق‬ ‫البوابجي��ة إل��ى جام��ع الس��نجقدار حيث‬ ‫يصلي وجه��اء القوم صالة الظهر جماعة‬ ‫بإمام��ة أمير الحج‪ ،‬فيأخ��ذون من الجامع‬ ‫سنجق وراية الحج الشامي ويطوفون بها‬ ‫أحياء الشام ثم يُسار بالسنجق والمحمل‬ ‫إل��ىدار المش��يرية العس��كرية(والمحمل‬ ‫ه��و اله��ودج ال��ذي تركب��ه النس��اء أيام‬ ‫األف��راح والح��روب عن��د الع��رب وه��و‬ ‫عبارة ع��ن محفة كبيرة مجلل��ة بالديباج‬ ‫ومنق��وش عليه��ا بعض اآلي��ات القرآنية‬ ‫وأمام��ه راي��ة الحج الس��نجق وه��و لواء‬ ‫أمير الحج الش��امي)‪ ،‬فيضعون به الصرة‬ ‫الس��لطانية التي تم تجهيزها من الزيوت‬ ‫والش��موع والمياه العطرية والتي ترس��ل‬ ‫إلى الحرمين الش��ريفين لغس��ل الكعبة‬ ‫المش��رفة والحجرة النبوية بهما‪ .‬ويرسو‬ ‫المحمل في قاعته��ا الكبيرة وتتلى قصة‬ ‫المولد النبوي ويظل اللواء والمحمل ليلة‬ ‫واحدة تحت حراسة الجند وتطلق المدافع‬ ‫قذائفها عند خروجهما من دار المش��يرية‬ ‫ابتهاجاً بهذه المناسبة‪.‬‬ ‫كم��ا يُذك��ر أناالمبراط��ور األلماني‬ ‫"ويلي��ام الثان��ي" مك��ث ف��ي ال��دار لمدة‬ ‫يومي��ن ف��ي ع��ام ‪ 1898‬أثن��اء زيارت��ه‬ ‫لدمشقالس��تقبال قادة الوحدات والجيش‬ ‫العثمان��ي التي وفدت للس�لام عليهومن‬ ‫بعدها غادر الدار لمتابعة زيارته للقدس‬ ‫الش��ريف‪ ،‬وقد أطلق أهل الشام من شدة‬ ‫إعجابهم بهذا اإلمبراطور "الحاج غليوم"‪.‬‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 1920‬للمي�لاد وبع��د‬ ‫دخ��ول جي��ش االنت��داب واالحت�لال‬ ‫الفرنس��ي لدمش��ق أطل��ق عل��ى ال��دار‬ ‫اسم "المندوبية"نس��بة إلى دار االنتداب‪،‬‬ ‫وص��ارت رس��مياً مق��راً لدوائ��ر المندوب‬

‫بالل سالمة‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫دار امل�شـــريية الع�ســـكرية‬ ‫الق�صر العديل دم�شق‬

‫‪17‬‬


‫للمعار�ضة �أو مت�سلقي الثورة‪ ..‬كفى‪..‬‬ ‫زليخة سالم‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫كان يقال أن الفقراء يشعلون الثورة والمرتزقة‬ ‫تتس��لقها وتقط��ف ثماره��ا ولك��ن الثورة الس��ورية‬ ‫العظيم��ة الت��ي س��تغير وج��ه المنطق��ة وتوازناتها‬ ‫ستكس��ر كل ه��ذه المق��والت وتغي��ر المفاهي��م‬ ‫والمصطلح��ات وتصححها ففي ذل��ك الزمن لم يكن‬ ‫هن��اك فضائي��ات وانترني��ت ووس��ائل تواصل تنقل‬ ‫األخبار واألسرار في كل ثانية‪.‬‬ ‫قام��ت الث��ورة للتخل��ص م��ن عصاب��ة األس��د‬ ‫ومخل��وف وش��اليش ومن ل��ف لفيفهم فخ��رج علينا‬ ‫بين صف��وف المعارضة عش��رات مستنس��خة منهم‬ ‫يمارسون نهجهم وأساليبهم في ادعاء تمثيل الشعب‬ ‫والنيابة عنه والس��يطرة عل��ى مقدراته‪ ..‬هي صورة‬ ‫مصغرة ولكن فيها الكثير من التشابه‪.‬‬ ‫وإذا ص��ح م��ا نش��رته جري��دة زم��ان الوص��ل‬ ‫االلكترونية عن وحدة الدعم والتنس��يق التي أسسها‬ ‫االئت�لاف الوطن��ي به��دف تجمي��ع الدع��م الدول��ي‬ ‫والغرب��ي تحدي��داً في إط��ار واحد ذو صفة ش��رعية‬ ‫وأعتقد أنه صحيح ألنه موثق‪ ،‬يحق لنا أن نسأل هل‬ ‫تحتاج المس��اعدة المقدمة من دول ال يتجاوز عددها‬ ‫أصاب��ع اليد الواح��دة إلى ‪ 150‬موظف��اً إلدارتها بأجر‬ ‫وس��طي ‪ 10‬عش��رة آالف دوالر‪ ،‬وهي لم تقدم حتى‬ ‫اآلن سوى عشرة آالف سلة غذائية لمحافظة الرقة‪.‬‬ ‫م��اذا يفع��ل ‪ 150‬موظف��اً إذا كان مدي��ر مكتب‬ ‫س��هير األتاس��ي رئيس��ة الوح��دة يق��ول لوف��د من‬ ‫الرقة يريد المس��اعدة بش��أن تأمين جلس��ات غسيل‬ ‫الكل��ى للمرضى على الهاتف حس��ب مصطفى نواف‬ ‫العل��ي مندوب االئتالف بالرقة (م��ش فاضيين قولوا‬ ‫ش��و بدكم على التلف��ون)‪ ..‬كما أن وف��داً من أهالي‬ ‫الرق��ة ح��اول جاه��داً مقابلة أحد مس��ؤولي االئتالف‬ ‫في اس��طنبول لنقل ص��ورة الوضع الصحي لمرضى‬ ‫الفش��ل الكل��وي إال أنه��م فش��لوا النش��غال قي��ادة‬ ‫االئت�لاف‪ ..‬نريد فقط توضيح عن مش��اغلكم ولمن‬ ‫تشتغلون إذا كنتم التقدمون شيئاً للثورة‪ ، ،‬ال شيء‪..‬‬ ‫وبالعكس أنتم عبئًا ثقيل عليها مع احترامي لبعض‬ ‫الشرفاء منكم‪.‬‬ ‫ولمن لم يقرأ عن الوحدة التي ترأس��ها أتاس��ي‬ ‫رئاس��ة فخرية أو شكلية حس��ب الجريدة ألن إدارتها‬ ‫الفعلية هي للمدير التنفيذي الذي يتواله اآلن وس��ام‬ ‫الطريف��ي‪ ..‬تض��م خم��س موظفين م��ن الخارجية‬ ‫البريطاني��ة وموظفي��ن م��ن الخارجي��ة الفرنس��ية‬ ‫وموظ��ف من الخارجي��ة األميركية وآخ��ر من اإلتحاد‬ ‫األوروب��ي‪ ،‬وت��م تخصي��ص مبل��غ ‪ 600‬أل��ف ي��ورو‬ ‫م��ن االتح��اد األوروبي وملي��ون يورو م��ن الخارجية‬ ‫الهولندي��ة كرواتب‪ ،‬وتتس��م الوحدة بالبذخ الش��ديد‬ ‫واليوج��د فيه��ا عمل مؤسس��ي حقيق��ي إضافة إلى‬ ‫الفوضى اإلدارية‪.‬‬ ‫ولم تحض��ر أي دولة عربية ف��ي اجتماع الوحدة‬ ‫في غ��ازي عنت��اب وخصصت فيه أمي��ركا ‪ 60‬مليون‬ ‫ي��ورو ليتم صرفها على مش��اريع وخصصت كل من‬ ‫فرنسا وبريطانيا ‪ 20‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وكم��ا ه��و واضح حس��ب الجريدة ف��إن االئتالف‬ ‫لي��س ل��ه عل��م بطبيعة نش��اط الوحدة الت��ي تعمل‬ ‫بش��كل مس��تقل وربما يكون عملها أكب��ر حجماً من‬ ‫بعض أنش��طة وتحركات االئتالف وذلك نتيجة دعم‬ ‫ال��دول الغربية ولدور الغربيين التوجيهي في الوحدة‬ ‫مش��يرة إل��ى أن بعض ه��ذه الدول قام��ت باالتصال‬ ‫ببع��ض الكتائب م��ن أجل دعمه��ا عس��كريًا أي أنها‬ ‫تعمل على توجيه الثورة وفق مصالحها‪.‬‬ ‫يعن��ي أن التموي��ل يذه��ب إل��ى أن��اس محددة‬ ‫وموالي��ة لجهات محددة كما تتح��رك بالضبط بعض‬ ‫الكتائب العس��كرية في الداخل وفق أجندات خارجية‬ ‫وه��ذا م��ا أك��ده ح��ازم دخي��ل عل��ى صفحت��ه على‬

‫الفيسبوك أنقلها كما هي‪..‬‬ ‫ألني ابن ادلب‪ ،‬ومدينتي محتلة‪ ..‬بيحقلي اتساءل‬ ‫وين سالحهم ووين ذخيرتهم‪..‬؟!‬ ‫ عدد المس��لحين في محافظ��ة ادلب بين كتائب‬‫تابعة للحر وأخرى إسالمية يتجاوز الـ ‪ 130‬ألف‪..‬‬ ‫ عدد الدبابات واآلليات الثقيلة تتجاوز الـ ‪..100‬‬‫ عدد المدافع والراجم��ات الثقيلة (بعيدة المدى)‬‫يتجاوز الـ ‪..300‬‬ ‫ عدد الرشاش��ات الثقيلة بمختل��ف أنواعها (‪/ 23‬‬‫‪ )57 / 7 .12 / 5 .14‬يتجاوز العدد األلف رشاش‪..‬‬ ‫بعض الكتائب واأللوية عندها سالح وذخيرة يكفي‬ ‫لتحرير كل المحافظة "ش��بر شبر" بشكل كامل خالل ‪3‬‬ ‫أيام‪..‬‬ ‫نعم‪ ،‬في مخازن ومس��تودعات للس�لاح والذخيرة‬ ‫بكميات ضخمة‪ ..‬وهي ملك لبعض التيارات السياس��ية‬ ‫اللي تسلقت على الثورة‪!..‬‬ ‫كل بيت يدمر‪ ،‬كل عائلة تنزح من بيتها‪ ،‬كل طفل‬ ‫يموت هو برقبة كل من عم يخبي سالحه‪..‬‬ ‫أي‪ ..‬أي‪ ..‬رح قولها ومارح خاف بئا‪..‬‬ ‫هاد الس�لاح ما ورثته من بيت أبوك‪ ..‬هاد السالح‬ ‫إجاك لرفع الظلم والمظالم عن الشعب السوري‪..‬‬ ‫أنت احتكرته مشان أجنداتك الخاصة‪ ..‬والعائلية‪..‬‬ ‫والمناطقية‪ ..‬والخارجية‪ ..‬والمخابراتية‪..‬‬ ‫نعم‪ ..‬أنت شريك لنظام األسد أن لم تعمل لتحرير‬ ‫وطنك‪ ..‬حرر بلدك‪ ..‬اش��تغل على تحريرها‪ ..‬مشان اهلل‬ ‫يقبل شهادتك بس تموت‪!..‬‬ ‫يحتجزون األس��لحة ومناطق بأكمله��ا تدمر وتباد‬ ‫وتحاص��ر مثل حمص وداري��ا ومعضمية الش��ام وبرزة‬ ‫والقاب��ون والق��دم ومخي��م اليرموك والجدي��دة ودرعا‬ ‫وديرالزور وغيرها من المناطق الثائرة التي يتأخر النصر‬ ‫فيها بسبب نفاذ األسلحة فيها‪.‬‬ ‫وذك��ر أيض��اً الصدي��ق خضي��ر خش��فة عل��ى‬ ‫صفحته‪ :‬بس��بب عدم إنتمائي السياسي لهم ولست‬ ‫على عهدة أحد منهم وال حماية أحد سوا اهلل‪..‬‬ ‫منع��ت الي��وم كمرتي م��ن التصوير ف��ي مكان‬ ‫تتواج��د فيه كميرات اللواء الفالني والكتيبة الفالنية‬ ‫ووجود كوادر تصوير معروفة‪ ..‬تطورات جديدة‬ ‫يب��دو أن التط��ورات الجدي��دة ليس��ت فقط في‬

‫اس��تخدام النظام ألس��لحة وأس��اليب جدي��دة لقتلنا‬ ‫بل لدى ما يس��مون أنفس��هم معارضة ويتس��لقون‬ ‫عل��ى الث��ورة إما لتول��ي منصب ال يس��تحقونه أص ً‬ ‫ال‬ ‫وأم��ا للترف على حس��اب الثوار في الفن��ادق الفخمة‬ ‫والجوالت المكوكية وبحس��بة بس��يطة لما تنفقونه‬ ‫وتهدرونه وباألرقام التي سنذكرها تباعاً كان يمكن‬ ‫أن يدف��ع ثم��ن أس��لحة لدع��م الجيش الح��ر أو دعم‬ ‫الالجئي��ن في الخ��ارج والنازحين ف��ي الداخل والذي‬ ‫اليجد الكثير منهم لقمة العيش ألطفاله‪.‬‬ ‫وتأكيداً لهذا الموضوع كتب المعارض فواز تللو‬ ‫على صفحته‪ :‬إلى كل الطيبين داخل سوريا وخارجها‬ ‫م��ن نازحين ومهجرين وثوار‪ ..‬هل أحسس��تم بفرق‬ ‫في حالتكم؟؟؟ أس��أل ألن صديق��ا مطلعا أخبرني أنه‬ ‫عقد في تركيا منذ ثالثة أس��ابيع وعلى مدى عش��رة‬ ‫أيام س��بعة مؤتم��رات للمعارضة بعناوي��ن مختلفة‬ ‫كانت كلفة الواحد منها ما بين ‪ 400 - 300‬الف دوالر‪،‬‬ ‫أي أن الكلفة اإلجمالية بلغت تقريبا ‪ 5 .2‬مليون دوالر‬ ‫أي ما يعادل ‪ 350‬مليون ليرة س��ورية بس��عر الدوالر‬ ‫اليوم‪ .‬ترى كم س��لة غذائي��ة وطبية يمكن الحصول‬ ‫عليها بهذا المبلغ؟؟‬ ‫وبعد هذا كله إال يحق لنا أن نش��كك في سلوك‬ ‫المعارض��ة ونواياه��ا الت��ي يبدو أنها ت��درك جيدا أن‬ ‫المجتم��ع الدولي يريد اإلبقاء على الوضع الحالي في‬ ‫س��ورية ليخلص السوريين على بعضهم البعض ما‬ ‫يعطيهم الوقت الكافي لكس��ب ما يس��تطيعون على‬ ‫حس��اب الش��عب الذي يدفع دم��ه وحياته ثمن��اً لثورة‬ ‫الحرية والكرامة‪ ،‬ونحن نقول من يريد خدمة الثورة‬ ‫يخدمها بصمت وإيمان بانتصارها ومن يغلق هاتفه‬ ‫بوجه مواطن س��وري ومن ال يجد وقت��ا للقائه والرد‬ ‫على طلباته أو سماع مطالبه نذكره أنه يبذخ ويتنعم‬ ‫باألموال المخصصة له��ذا المواطن وعليه أن يتنازل‬ ‫ع��ن عمله لمن لديه الوقت الكاف��ي والرغبة أوال في‬ ‫خدمة شعبه‪.‬‬ ‫ن��داء آخر لثوار الداخل‪ ..‬بعد حجم الفس��اد الذي‬ ‫يتكشف يوميا من معارضة الخارج التي تتسلى على‬ ‫وقع دماء الس��وريين أن تسارعوا إلى تشكيل مجلسًا‬ ‫وطنيًا أو تجمعا يضم كل فئات الش��عب ومكوناته أو‬ ‫حتى حكومة مؤقتة في الداخل وتس��حبوا الش��رعية‬ ‫نهائي��اً ممن يتاج��رون بالث��ورة‪ ..‬يكفي الس��وريين‬ ‫متاجرة بحياتهم ومصيرهم‪.‬‬ ‫يا ثوار الداخل اتحدوا‪.‬‬


‫ال�صحفي حممد اخللف‪ :‬ال�شاعر الباحث عن الإلهام‬ ‫يف التخارمي ال�صخرية جلبل الزاوية‬ ‫هجر ال�شعرية �إىل لغة ال�صحافة‬ ‫الدقيقة‪ ،‬لينقل احلدث �إىل العامل‪:‬‬

‫توفي (محمد الخلف) الزميل المراسل‬ ‫في شبكة (سمارت اإلعالمية)‪ ،‬بتاريخ (‪30‬‬ ‫‪ )2013 / 4 /‬عن عمر يناهز ‪ 39‬سنة‪.‬‬ ‫تناوب عمل��ه في المج��ال اإلعالمي‬ ‫بي��ن التصوي��ر‪ ،‬والمراس�لات الميداني��ة‬ ‫لإلعالم المرئي والمكتوب‪ .‬وقد قام بعدة‬ ‫مه��ام صحفية لنقل حقيقة ما يجري في‬ ‫الواق��ع االجتماع��ي‪ ،‬والسياس��ي‪ ،‬وحتى‬ ‫الفني منه في الواقع السوري‪.‬‬ ‫ظه��ر إنتاجه اإلعالمي على عدد من‬ ‫القن��وات العربية مثل العربي��ة والجزيرة‬ ‫مباش��ر واإلخبارية‪ .‬وعرضت قنوات مثل‬ ‫سورية الشعب‪ ،‬وقناة اآلن‪ ،‬وسورية الغد‪.‬‬

‫تدرج شهيد الصورة والكلمة‪ً ،‬‬ ‫بداية‬ ‫من تقديم ش��هادات صوتي��ة على قنوات‬ ‫اإلع�لام م��ن مناطق الحدث ف��ي منطقة‬ ‫جب��ل الزاوي��ة‪ ،‬ث��م ب��دأ بالبث المباش��ر‬ ‫بالص��وت والصورة‪ ،‬حتى وصل في العام‬ ‫‪ ،2012‬للق��درة عل��ى تصوي��ر تقاري��ر‬ ‫بصرية – س��معية‪ ،‬عرضت على القنوات‬ ‫اإلعالمية العربية والعالمية‪.‬‬ ‫من مواليد قرية ابلين – جبل الزاوية ‪/‬‬ ‫‪ ، / 1974‬فارق الحياة جراء قصف من طيران‬ ‫الجي��ش النظامي على معبر (ب��اب الهوى)‪،‬‬ ‫على الحدود السورية التركية‪ ،‬تمام الساعة‬ ‫‪ 11‬صباحًا‪ ،‬بتوقيت دمشق‪ .‬برفقة ‪ 8‬ضحايا‬ ‫فارقوا الحياة جراء القصف‪ .‬حيث كان محمد‬ ‫الخلف‪ ،‬في مهم��ة صحفية تتعلق بموضوع‬ ‫اس��تعمال الس�لاح الكيم��اوي ف��ي منطقة‬ ‫س��راقب‪ .‬ونق��ل جثمان��ه إلى المستش��فى‬ ‫الوطني‪ ،‬في الريحانية – تركية‪.‬‬

‫�أول �شاعر �سوري يتغنى بالربيع‬ ‫العربي يف تون�س‪:‬‬

‫أما في مجال نشاطه السياسي فقد‬ ‫عم��ل كعض��و إدارة محلي��ة ف��ي مجلس‬ ‫ادل��ب الث��وري‪ .2013 ،‬وعض��و اللجن��ة‬ ‫اإلغاثية لجبل الزاوية‪.2013 ،‬‬ ‫أب ألربعة أبناء‪( :‬مريم‪ 9 ،‬س��نوات)‪،‬‬ ‫(عبدو‪ 6 ،‬س��نوات)‪( ،‬ليالس‪ 4 ،‬س��نوات)‪،‬‬ ‫(ابنه األخير‪ ،‬والمولود قبل أس��بوع واحد)‬ ‫فلم يتس��نى لوالده أن يطلق عليه اسمًا‪.‬‬ ‫فأعطته أمه بعد أن ف��ارق زوجها الحياة‪،‬‬ ‫اسم أبيه (محمد الخلف)‪.‬‬

‫من ق�صائده‪:‬‬ ‫عن قريته ابلني‬

‫أبلين يا روضة تختال في رئتي‬ ‫يا قبلة في اللظى تمتصها شفتي‪،‬‬ ‫أنت الشموخ‪ ،‬يضاهي الشمس عن ثقةٍ‬ ‫ال يستكين وال يهدي على ضعة‪،‬‬ ‫جنب الكروم أزاهير موشوشة‬ ‫تشتاق عنك سمعت الريح إذ روت‪،‬‬ ‫بشر‪،‬‬ ‫تقول إنك لم تعشق سوى ٍ‬ ‫عاشوا كراماً نقايا الصيت والصفة‪،‬‬ ‫صاغوا الكرامة في جفنيك راجلة‪،‬‬ ‫فليسق نبضك دمع األرض أوسمتي‪.‬‬ ‫أن تعشق الموت نم في وهدها حلما‪،‬‬ ‫وأن تعشق األرض نم في بال أغنيتي‪.‬‬

‫ال غرك املوت‬

‫ق�صيدة الرهن‬

‫هو الرهن الذي في الجمع مني‬ ‫يمد لها بكأس الحالمينا‪.‬‬ ‫أنا غنيت كالغابات فناً‬ ‫ينوء به شعور المدعينا‪.‬‬ ‫فال زالت قضايانا هبا ًء‬ ‫إذ للريح سلمنا الطحينا‪.‬‬ ‫ولون الدم ال يحتاج رسماً‬ ‫ولكن المعاني تبتلينا‪.‬‬ ‫ففي الكرم الذي ترعاه عيني‬ ‫يرى الناطور عين المتعبينا‪.‬‬ ‫أرى في الضوء ما يرعى انتباهي‬ ‫وضوء النفس أقوى أن يرينا‪.‬‬

‫راجعت يا نفس من حين إلى حين‬ ‫صدر القوافي ونهد الشوق يضنيني‪،‬‬ ‫من كفه لغة تلهو على شفتي‬ ‫جرحاً يداعب وجهي ثم يلويني‪،‬‬ ‫ويستريح على صدري وفي كبدي‬ ‫وينتهي الجرح في أقصى شراييني‪.‬‬ ‫يالعب البرق في عيني ويحشدها‬ ‫دمعاً كأن سما الرحمن ترميني‪،‬‬ ‫في راحة الفجر حلت من أعنتها‬ ‫وفي زوايا الندى رشت تالويني‪.‬‬ ‫لي في سماها حروف أنبتت ودنت‬ ‫بدراً وأخرى رنت نجماً بلبيني‪.‬‬ ‫ترعى القوافي دواوير الضحى زمراً‬ ‫في خفقة الجذر حب للرياحين‪،‬‬ ‫فواحة العطر أعضاء الضياء رمت‬ ‫سرجاً من النور زيتاً في دواويني‪.‬‬

‫ربيع احلرية يف تون�س‬

‫ال تعذليني فكل ما عندي عذاب‬ ‫صوت النواعق في دمي متغلغل‬ ‫والنائحات تعطلت والرهط زال‪..‬‬ ‫ال تعذليني‬ ‫يا دمي المزروع في الصحراء‬

‫مــرثيــة‬ ‫بقلم‪ :‬أيهم داغستاني‬ ‫أبو عبدو اجتمعت معه في تركيا في مدينة اسطنبول ألحكي قصة أيام ثمانية‬ ‫كنا نحمل بعضنا فيها‪ .‬مر ًة أنا أحن وهو يطمئنوني ومرة يئن مع غصة في شعره‪،‬‬ ‫ولم املك غير اإلنصات له سبيل‪.‬‬ ‫عن��د تمام التاس��عة صباحَا يطرق الباب ويرافقه صوته الخش��ن الذي يناديني‬ ‫ويقول‪( :‬أيهم أنا عم أس��تناك)‪ .‬فتكتمل الس��عادة‪ ،‬بوجهه المبتس��م لألمل‪ ،‬أول ما‬ ‫أبصره كل صباح‪.‬‬ ‫نتن��اول اإلفط��ار‪ ،‬ونرح��ل إلى جلس��ة الصحاف��ة المرئي��ة‪ ،‬وال تخلو الجلس��ة‬ ‫التخصصي��ة م��ع أبو عب��دو من بعض األش��عار‪ ،‬وبع��ض النظرات الس��عيدة ألكثر‬ ‫التقارير دموية‪.‬‬ ‫ف��ي المس��اء‪ ،‬وأضواء اس��تانبول تبرق ف��ي األف��ق‪ ،‬يهدهد أبو عبدو ش��وارع‬ ‫المدين��ة‪ ،‬يئن‪ ،‬ويهمس لي أن وطننا أجمل ألننا أجمل‪ ،‬ويش��رح لي‪( :‬ال تهتم لكثرة‬ ‫األضواء‪ ،‬بل للضوء النابع من وجوه الناس)‪.‬‬ ‫ل��م أكن اعرف ما يعنيه حتى رأيت صورته‪ ،‬ممدداً ونور دف ٍء يش��ع من صوره‪،‬‬ ‫التي أراها فأتذكر كلماته تتكرر في ذاكرتي‪ ،‬كأغنية أمي كأغنية تهددني طف ًال‪.‬‬ ‫آخر ما أذكره‪ ،‬وهو يقول‪( :‬انس كل ش��يء‪ ..‬فالحياة‪ ،‬ربما الحياة كلها‪ ،‬ليس��ت‬ ‫أكثر من سهرة على جبل الزاوية)‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫ما كاد يولد يا فيحاء موعدنا‬ ‫مع الشهادة حتى اعتدَ واديها‪،‬‬ ‫آنت مالعبنا أن تحتسي بد ًال‬ ‫من الدموع دماً هلل نهديها‪.‬‬ ‫يا مقلة الشمس غذيني فلي شغفٌ‬ ‫أن أعبد اهلل حباً في دواليها‪،‬‬ ‫أدر عليها شراييني معتق ًة‬ ‫ألن ملح الدم الفوار يبنيها‪،‬‬ ‫ما زال فينا شراع صوب نافذة‬ ‫يشق فينا عباب الماء تنويها‪.‬‬ ‫يا واهب الروح هب لي من تنوعها‬ ‫هذي القصائد مسروراً أغنيها‪،‬‬ ‫ال يبلغ اهلل إال شاعرٌ ٌ‬ ‫بطل‬ ‫لمَّ الحروف برمش العين يبنيها‪،‬‬ ‫أرض تبلغها‬ ‫فأغمد تراثك في ٍ‬ ‫روح الشهيد كأحلى ما يغذيها‪.‬‬

‫وتنزف لهو ًا‬

‫أشيا ًء جميل ًة‪،‬‬ ‫يا غرستي األغلى لعلك قد سألت‪:‬‬ ‫ومتى أمضي صباحاً في الجراح؟‬ ‫ٌ‬ ‫أغصان‬ ‫لبالئنا يا حلوتي‬ ‫بعض البالء غلى األنام هوان‪.‬‬ ‫وقعت سيوف الصحب فوق أصابعي‬ ‫فتقطعت‪،‬‬ ‫والمهر صار مراوغاً‬ ‫يغريه في حلك البالء حران‪.‬‬ ‫خبأت وجهك في جروحي فاس��تباحوا لونها‬ ‫الوردي‬ ‫وانتحر الطريق وخانني العنوان‪.‬‬ ‫ال تمسحي نزفي‪،‬‬ ‫أحبك دائماً ويدفع لهفتي الخفقان‪.‬‬ ‫عيناك والوطن الجميل بخاطري‬ ‫هما هما سلطان‬ ‫من الف عام ما مسكوا قلماً وما قرأوا كتاباً‪،‬‬ ‫وعمك المغرور باع سيفه‪،‬‬ ‫وأغرق خالك الطوفان‪..‬‬ ‫فليسقط العار المسافر بيننا‬ ‫البحر واألفرنج والجدران‪.‬‬ ‫ألقي��ت ه��ذه القصيدة في ن��دوة التحاد‬ ‫الكتاب العرب‪ ،‬عقدت قبل أسبوعين من بداية‬ ‫االحتجاجات الشعبية في سورية‪ ،‬وأهديت في‬ ‫حينها‪ ،‬للربيع العربي في تونس‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫عم��ل في مج��ال تنفي��ذ زخرف��ات من‬ ‫الفلي��ن ف��ي هندس��ة الديكور‪ ،‬وب��دأ بكتابة‬ ‫القصي��دة حي��ن ن��ال ش��هادته الثانوية‪ ،‬ولم‬ ‫يكم��ل دراس��ته بعدها‪ .‬من تل��ك الفترة‪ ،‬بدأ‬ ‫بقراءة دواوين (نزار قباني)‪ ،‬فلم يتعلم لعب‬ ‫الش��دة التي أتقنها رفاقه م��ن حوله‪ ،‬والذين‬ ‫ذك��روا ب��أن بدايات��ه الش��عرية كان��ت عبارة‬ ‫عن قصائد مس��توحاة من كلم��ات وقاموس‬ ‫وتراكي��ب (ن��زار قبان��ي)‪ .‬حتى نش��ر ديوانه‬ ‫األول بعنوان (هيام‪ ،)،‬ومن بعده في‪.2011 ،‬‬ ‫انهمك في اآلونة األخيرة‪ ،‬يعد كتابه‬ ‫ال��ذي ل��م ينه��ه‪ " ،‬الث��ورة في ش��عري"‪،‬‬ ‫وال��ذي يجم��ع في��ه قصائده الت��ي ألقاها‬ ‫في مظاهرات الجماهير المطالبة بتغيير‬ ‫النظام السوري الحالي‪ ،‬بين عامي ‪2011‬‬ ‫ ‪ 2013‬بين حماه – إدلب – وريف حمص‪.‬‬‫وه��و م��ن أوائ��ل الش��عراء الس��وريين‬ ‫الذي��ن ألق��وا قصائ��د دعم��اً للربي��ع العربي‪.‬‬ ‫فقب��ل أس��بوعين‪ ،‬م��ن انط�لاق المظاهرات‬ ‫السورية في منطقة درعا‪ ،‬كان الشاعر محمد‬ ‫خل��ف يلقي قصيدة بعن��وان‪ " :‬تحية إلى ربيع‬ ‫تونس "في ن��دوة التحاد الكتاب العرب‪ ،‬وهي‬ ‫المنظم��ة التي انتمى إليها م��ن العام ‪.1995‬‬

‫حممد اخللف‪ :‬ال�ضحية الذي‬ ‫مل ي�سمي بعد ولده‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫�شعاره‪ :‬البحث عن املدينة الفا�ضلة‬ ‫يف قلب احلدث‪:‬‬

‫وج��راء مديح " الربيع العرب��ي" احتجزته على‬ ‫أثرها قوات األمن السورية لمدة يومين‪.‬‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫ملف من إعداد فريق شبكة سمارت‬

‫‪19‬‬


‫الصفحة االقتصادية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫النفط ال�سوري‬ ‫ملـف يــزداد ا�شــتعاال!ً‬

‫سمير سعيفان‬ ‫اقتصادي سوري‬

‫يتح��ول نف��ط المناط��ق التي تس��يطر عليها‬ ‫المعارضة في ش��مال شرق سورية إلى ملف يزداد‬ ‫سخونة مع دخول العبين جدد‪.‬‬ ‫إذ تسيطر المعارضة "الكتائب المسلحة" على‬ ‫مجموع��ة من حق��ول النفط تش��مل جميع حقول‬ ‫محافظ��ة دي��ر ال��زور التي كان��ت تعود لش��ركتي‬ ‫ش��ل وتوت��ال وقد انس��حبتا م��ن س��ورية وأغلقتا‬ ‫الحق��ول منذ خري��ف ‪ 2011‬بعد ص��دور العقوبات‬ ‫االقتصادي��ة األوروبية على النظام الس��وري‪ ،‬كما‬ ‫تسيطر على بعض حقول الحسكة والرقة‪ .‬ويقدر‬ ‫ع��دد اآلب��ار الت��ي تحت س��يطرة المعارض��ة بنحو‬ ‫‪ 113‬بئر‪ .‬وتس��يطر كتائب من الجي��ش الحر على‬ ‫آب��ار المنطقة الواقعة من ش��رقي الميادين وحتى‬ ‫البوكمال‪ ،‬بينما تس��يطر كتائ��ب جبهة النصرة مع‬ ‫حلفائه��ا م��ن كتائب مس��لحة على اآلب��ار الواقعة‬ ‫إلى غربي الميادين وحتى الرقة‪ ،‬ويس��يطر بعض‬ ‫األهالي ‪ /‬العشائر على بعض اآلبار األخرى‪.‬‬ ‫أصدر االتحاد األوروبي مؤخراً قراراً برفع حظر‬ ‫ش��راء النفط الس��وري من المناطق التي تس��يطر‬ ‫عليه��ا المعارض��ة‪ ،‬وه��و بذل��ك يفتح الب��اب أمام‬ ‫تصدير ه��ذا النف��ط بكميات كبيرة مم��ا يضاعف‬ ‫العوائد بشكل كبير جداً‪ .‬وبرر األوروبيون قرارهم‬ ‫بأنه يه��دف إلى تمكي��ن المعارضة م��ن الحصول‬ ‫على م��وارد مالي��ة ستس��تخدم لتغطي��ة الحاجات‬ ‫األساس��ية للس��كان المدنيين‪ ،‬وتطوي��ر المناطق‬ ‫التي تسيطر عليها المعارضة بصورة جيدة‪.‬‬ ‫حفز ه��ذا الق��رار عدة جه��ات لالنتف��اع بهذه‬ ‫اإلي��رادات المحتمل��ة‪ ،‬كما يس��يل له لع��اب بعض‬ ‫الس��اعين إل��ى اإلثراء الس��ريع أن أتي��ح لهم‪ .‬وهو‬ ‫مقدم��ة لق��رارات أوروبية أخرى ستش��مل س��لعًا‬ ‫ومنتج��ات أخرى بما يدف��ع المناط��ق المحررة ألن‬ ‫يكون لها اس��تقاللها وتكري��س واقع أن النظام لن‬ ‫يعود إلى هنا‪.‬‬ ‫يعتق��د أن االتح��اد األوروبي يري��د وضع آلية‬ ‫للبيع والشراء تتضمن موافقته على كافة عمليات‬ ‫البيع والش��راء بالتش��اور مع االئتالف الوطني‪ ،‬بما‬ ‫يضمن عدم وص��ول عائدات مبيعات النفط لجبهة‬ ‫النصرة وحلفائها المتطرفين‪ ،‬أي س��يبقى لالتحاد‬ ‫األوروبي الدور الرئيس��ي في مراقبة هذه العملية‬ ‫وقد يوقفها أن سارت باتجاهات تختلف عما صممت‬ ‫من أجله‪ .‬وهذا يتطلب فتح حساب مصرفي ونظام‬ ‫واضح إلدارة اإليرادات وأوجه اس��تخدامها‪ .‬ويرغب‬ ‫االتح��اد األوروبي بأن تحذو الواليات المتحدة حذوه‬ ‫في ق��رارات رفع الحظ��ر‪ ،‬ولكن يب��دو أن الواليات‬ ‫المتح��دة تنتظ��ر لت��رى م��ا سيس��فر عن��ه القرار‬ ‫األوروبي‪.‬‬ ‫في الواق��ع فان المش��تري المحتمل األول هو‬ ‫مصف��اة باتم��ان توب��راس التركية‪ ،‬فنق��ل النفط‬ ‫س��يكون بالصهاريج‪ ،‬وهي المصفاة األقرب‪ ،‬وتقع‬ ‫على بع��د بضعة مئ��ات الكيلو مترات م��ن الحدود‬ ‫الس��ورية في مناطق موازية تقريباً لحقول النفط‬ ‫السورية‪ ،‬أو ربما سيتم البيع لمصافي أخرى بعيدة‬

‫في انقرا وازمير‪ ،‬أو ربما تصديره عن طريق ميناء‬ ‫جيه��ان النفط��ي الترك��ي‪ ،‬إذ يوجد أكث��ر من جهة‬ ‫تس��عى لذلك‪ ،‬وس��تكون منطقة ت��ل أبيض على‬ ‫الح��دود التركية الس��ورية القريبة م��ن الرقة هي‬ ‫منطقة استالم وتسليم وعبور للنفط المصدر‪.‬‬

‫العبون كرث‪:‬‬

‫يمك��ن أن نتصور ع��دد الالعبي��ن وحجومهم‬ ‫أن عرفن��ا قيم��ة اإليرادات التي يمك��ن أن تتحقق‪.‬‬ ‫فإنت��اج المناط��ق الت��ي تس��يطر عليه��ا الكتائ��ب‬ ‫المس��لحة تزي��د عن مائ��ة ألف برميل م��ن النفط‬ ‫الخام يوميًا‪ ،‬وال نعتقد أن المعارضة ألسباب تقنية‬ ‫لديها القدرة على إنتاج هذه الكمية‪ ،‬ولكن حتى لو‬ ‫افترضنا تصدير كمية ‪ 30‬ألف برميل يوميًا وبيعت‬ ‫بس��عر ‪ 80‬دوالر للبرمي��ل‪ ،‬حي��ث س��عره العالمي‬ ‫اليوم نحو ‪ 100‬دوالر‪ ،‬فان اإليرادات المتحققة هي‬ ‫نحو ‪ 4 .2‬مليون دوالر في اليوم‪ ،‬أي نحو ‪ 72‬مليون‬ ‫دوالر في الش��هر‪ ،‬هذا إضافة لكمي��ات تنتج وتباع‬ ‫محلي��ًا‪ ،‬والتي ل��و بلغت ‪ 30‬ألف برمي��ل أخرى في‬ ‫اليوم وبيعت محلياً بس��عر ‪ 30‬دوالر للبرميل (يباع‬ ‫اآلن محلياً بنحو ‪ 7‬دوالر) فإنها تحقق إيراداً شهريًا‬ ‫يقدر ب ‪ 27‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫الالعب��ون ه��م كث��ر‪ ،‬وتب��دأ باألهال��ي الذين‬ ‫تق��ع حقول وآبار النفط ف��ي أراضيهم ومناطقهم‬ ‫وهم عش��ائر لهم كتائب مس��لحة‪ ،‬وم��ن ليس له‬ ‫كتائب اآلن سيش��كل كتائب ك��ي يكون له نصيب‪.‬‬ ‫ويقوم األهالي اآلن بإنتاج بعض النفط الخام من‬ ‫الحق��ول‪ ،‬واس��تخدامه للتدفئة في الش��تاء البارد‪،‬‬ ‫إضاف��ة لعملي��ات تكري��ر بدائية مض��رة بالصحة‬ ‫والبيئ��ة‪ ،‬عبر تس��خين النف��ط الخام ف��ي براميل‬

‫كبيرة للحصول على مش��تقات رديئة ولكنها تسد‬ ‫بعض الحاجة ف��ي منطقة يحرمها النظام من كل‬ ‫ش��يء‪ ،‬ولكن هذا األمر البسيط هو مصدر لمنافع‬ ‫مادية كبيرة لمن يسيطر عليه‪.‬‬ ‫الالعب اآلخر هم الكتائب المسلحة‪ ،‬كما ذكرنا‬ ‫أعاله‪ ،‬وبعضها يس��يطر مباشرة على اآلبار بحكم‬ ‫وقوعه��ا في منطقة عملياته‪ ،‬ويؤمن هذا المصدر‬ ‫موارد مالية لدعم نشاطها‪ ،‬وهذه الكتائب مستقلة‬ ‫ال تخضع لقيادة موحدة‪ ،‬ولكنها تنسق مع بعضها‪،‬‬ ‫ووجود إيرادات كبيرة سيكون موضوع للنزاع ما لم‬ ‫ينظم على نحو مناسب‪.‬‬ ‫رجال أعمال أيضاً دخلوا على الخط واستوردوا‬ ‫خمس��ة مصافي نفط صفيرة متنقل��ة بطاقة كل‬ ‫منه��ا نح��و ‪ 5000‬برمي��ل يومي��اً (طبع��اً ال تعمل‬ ‫بطاقته��ا القصوى لعدم توف��ر كفاية من النفط)‪،‬‬ ‫وتق��در قيم��ة المصف��اة الجدي��دة منه��ا بنحو ‪10‬‬ ‫ماليي��ن دوالر‪ ،‬ولكنه��ا ج��اءت مس��تعملة وقيمتها‬ ‫بضع��ة ماليين‪ ،‬وه��ي تنتج مش��تقات نفطية من‬ ‫نوعي��ة متدنية ولكنه��ا تؤمن جزءاً م��ن احتياجات‬ ‫المنطقة‪ .‬ولكن هذه النش��اطات ت��در أرباح كبيرة‬ ‫على من يسيطر على اآلبار وألصحاب المصافي‪.‬‬ ‫رئي��س هيئ��ة األركان في "الجيش الس��وري‬ ‫الحر" اللواء س��ليم إدريس‪ ،‬وتتبع لهذه الهيئة نحو‬ ‫ربع الكتائب في الجيش الحر‪ ،‬قدم مشروعاً مغريًا‬ ‫لالتح��اد األوروب��ي والمجتمع الدول��ي والمعارضة‬ ‫في مقابلته مع صحيفة فايننش��ال تايمز اللندنية‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 23‬نيس��ان‪ ،2013‬وق��ال بأنه يخطط‬ ‫إلنش��اء جيش في شمال سورية أكثر اعتدا ًال وقوة‬ ‫م��ن "جبهة النصرة"‪ ،‬قوامه ‪ 30‬ألف مقاتل لحماية‬ ‫حقول النف��ط وتأمين صوامع الحب��وب ومخزونات‬ ‫القط��ن‪ ،‬فض� ً‬ ‫لا عن نق��اط العب��ور عل��ى الحدود‬


‫الصفحة االقتصادية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫بغض النظ��ر عن الجوان��ب الحقوقية لملكية‬ ‫الحق��ول والنف��ط‪ ،‬فثمة عقب��ات كثي��رة تقف في‬ ‫طري��ق تصدير النف��ط تب��دأ باالنتاج‪ ،‬ف��إن إعادة‬ ‫الحق��ول لإلنت��اج يتطلب مهندس��ين وفنيين وكان‬ ‫ج��زء من ه��ؤالء أجانب‪ ،‬وجزء كبير آخ��ر كانوا من‬ ‫أبناء الس��احل‪ ،‬حي��ث كانت نس��بتهم مرتفعة في‬ ‫قطاع النفط والغاز‪ ،‬وكانت موضع احتجاج من قبل‬ ‫أهالي المناطق الش��رقية الش��مالية‪ ،‬كما أن إعادة‬ ‫تش��غيل الحقول يحتاج لمس��تلزمات تشغيل مثل‪:‬‬ ‫قط��ع الغي��ار ومواد مس��اعدة الخ‪ ،‬فتش��غيل حقل‬ ‫نفطي ليس باألمر الس��هل‪ .‬ولكن وج��ود إيرادات‬

‫أسبوعية‬

‫لكن هل ت�صدير النفط ممكن؟‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫التركية والعراقية‪ ،‬وأنه يحتاج نحو ‪ 40 – 35‬مليون‬ ‫دوالر ش��هريًا‪ .‬وه��ذا مش��روع يلقى دع��م االتحاد‬ ‫األوروب��ي والقوى الدولي��ة الغربية وجزء كبير من‬ ‫المعارض��ة‪ ،‬ول��و تحقق هذا األم��ر ألصبحت هيئة‬ ‫أركانه أق��وى العب المتالكه الم��ال‪" ،‬فالمقاتلون‪،‬‬ ‫بحس��ب ما ص��رح الل��واء إدريس‪" ،‬يذهب��ون حيث‬ ‫المال والسالح‪.‬‬ ‫بالطبع فإن تحقق ذلك أمر أمامه عقبات كثيرة‬ ‫ومنافس��ون‪ .‬فرغم أن الكتائب الت��ي تقبل بقيادة‬ ‫هيئ��ة أركان إدريس هي األكبر ع��دداً حيث تضم‬ ‫نحو ‪ 50‬أل��ف مقاتل‪ ،‬وهي واألكث��ر اعتدا ًال‪ ،‬ولكن‬ ‫الكتائب المحس��وبة عليه ال تأتم��ر بأوامر إدريس‬ ‫تمام��ًا‪ ،‬ب��ل لها اس��تقاللها‪ ،‬كم��ا أن جماعات أخرى‬ ‫منافس��ة قوية لها وجودها على األرض‪ .‬فبحس��ب‬ ‫المقال الذي نش��رته صحيفة "واش��نطن بوس��ت"‬ ‫يوم األربعاء ‪ 3‬نيسان ‪ 2013‬فإن ثاني أكبر جماعة‬ ‫مسلحة هي "جبهة تحرير سورية اإلسالمية" التي‬ ‫يبلغ ع��دد أفرادها نح��و ‪ 37‬ألف ش��خص وتتكون‬ ‫م��ن أربعة تش��كيالت تنش��ط ف��ي مختل��ف أجزاء‬ ‫البالد‪ .‬وهي تعتمد على الدعم الس��عودي‪ ،‬وليسوا‬ ‫إس�لاميين متش��ددين‪ .‬وأن ثالث أكبر جماعة هي‬ ‫"الجبه��ة اإلس�لامية لتحري��ر س��ورية" تعتبر أكثر‬ ‫تش��ددا ويقودها س��لفيون‪ .‬وتتألف م��ن ‪ 11‬كتيبة‬ ‫تضم نحو ‪ 13‬ألف مقاتل‪ ،‬تنش��ط في أنحاء البالد‬ ‫بتموي��ل من أغنياء في الس��عودية والكويت ودول‬ ‫الخلي��ج‪ .‬والجماع��ة الرابع��ة تطل��ق على نفس��ها‬ ‫"أنصار اإلسالم" وهي ممولة من قبل قطر وتضم‬ ‫نح��و ‪ 15‬أل��ف مقاتل‪ .‬أم��ا الجماعة األكث��ر تطرفًا‬ ‫فه��ي "جبهة النصرة" التي تع��د فرعا للقاعدة في‬ ‫العراق‪ .‬وتض��م نحو ‪ 6‬آالف مقاتل‪ .‬كما يوجد عدة‬ ‫مجموعات صغيرة مستقلة أخرى‪.‬‬ ‫االئت�لاف الوطن��ي بحس��ب الق��رار األوروبي‬ ‫ه��و الجهة الت��ي س��تتولى عملي��اً موض��وع إدارة‬ ‫عملي��ات بي��ع النقط والتص��رف باإلي��رادات وحتى‬ ‫إدارة الحق��ول أن أمك��ن وتنظي��م عملي��ات النقل‪.‬‬ ‫وه��ذا يتطل��ب تش��كيل مجموع��ة عمل م��ن ذوي‬ ‫الخب��رة للقي��ام بهذا المل��ف الضخم‪ .‬وهن��ا يحذر‬ ‫البعض من أن األخوان المسلمين بطريقة عملهم‬ ‫الباطني��ة سيس��عون‪ ،‬م��ن خالل س��يطرتهم على‬ ‫المجل��س واالئت�لاف‪ ،‬أن يضعوا يده��م على ملف‬ ‫النفط بش��كل م��ن األش��كال‪ ،‬مثل تكلي��ف وزارة‬

‫هيتو بالملف وأن يكون الوزير المس��ؤول عن ملف‬ ‫النفط م��ن جماعته��م‪ ،‬وقد وجهت له��م انتقادات‬ ‫حادة لس��لوكهم التمييزي‪ ،‬بأن الموارد التي تصل‬ ‫أليديهم لدعم الثورة‪ ،‬توجه فقط للكتائب التابعة‬ ‫لهم أو لكس��ب الوالءات‪ .‬ولكن وجود العبين أقوياء‬ ‫آخري��ن ل��ن يجعل من الس��هل اس��تفراد ال��وزارة‬ ‫واألخ��وان بالتص��رف بم��وارد ص��ادرات النف��ط‪،‬‬ ‫فاآلخ��رون لن يقبل��وا بذل��ك‪ .‬وبالتالي ل��ن يكون‬ ‫الحل س��وى بتشكيل مجلس مستقل عن االئتالف‬ ‫وعن األط��راف األخرى‪ ،‬معترف به من قبل االتحاد‬ ‫األوروب��ي‪ ،‬يتول��ى إدارة م��وارد ص��ادرات النفط‪،‬‬ ‫ب��ل ويتولى تنظي��م إدارة الحق��ول وإدارة إيرادات‬ ‫مبيع��ات النفط المحلية‪ ،‬وال ب��د أن يتمثل في هذا‬ ‫المجلس كل من االئتالف أو حكومته وأركان سليم‬ ‫إدريس وممثلين عن الكتائب األخرى التي تسيطر‬ ‫على اآلبار‪ ،‬عدا جبهة النصرة وحلفاؤها‪ ،‬وممثلين‬ ‫عن المجالس المحلية والعشائر في المناطق التي‬ ‫تسيطر عليها المعارضة ليكون لها حصة طالما أن‬ ‫الغاية األساسية هي تحسين أوضاع هذه المناطق‬ ‫ومس��اعدة المناط��ق األخ��رى المنكوب��ة بحس��ب‬ ‫الموارد المتوفرة‪.‬‬ ‫طبع��ًا الالعب "الجوكر" في هذه المس��ألة‪ ،‬أي‬ ‫مافيات تسويق هذا النوع من النفط‪ ،‬يسعى للعب‬ ‫دوره‪ ،‬ويتم الحديث اآلن عن مافيات تركية وروسية‬ ‫وغيرها‪ ،‬ودخول هذه على الخط س��يجعلها تقتطع‬ ‫جزءاً كبيراً من الكعكة لصالحها‪.‬‬

‫مالي��ة كبي��رة تجع��ل الكثيرين يفعلون أي ش��يء‬ ‫للحصول على هذا اإليراد الكبير‪ .‬غير أن التشغيل‬ ‫الس��يئ للحقول يسيء لها وللمخزون النفطي في‬ ‫جوف األرض ويقصر من عمرها اإلنتاجي‪.‬‬ ‫الصعوب��ة األخ��رى ه��ي النق��ل‪ ،‬فتصدير ‪30‬‬ ‫أل��ف برميل نفط يومياً تعني أن نحو ‪ 166‬صهريج‬ ‫تقريب��ًا بس��عة ‪ 30‬مثر مكع��ب للصهري��ج الواحد‬ ‫تع��ادل ‪ 180‬برميل نفط‪ ،‬ستس��ير على الطرقات‬ ‫يومي��ًا بين حقول النفط ونقطة التس��ليم في تل‬ ‫أبيض الحدودية‪ ،‬وسيرتفع عدد الصهاريج بارتفاع‬ ‫الكميات المصدرة‪ ،‬والس��ؤال هل س��يترك النظام‬ ‫هذه الصهاريج تمر أم سيسعى لقصفها؟؟؟‬ ‫ولك��ن من يعل��م؟؟ فق��د تتدخ��ل مافيات من‬ ‫النظ��ام إلبرام صفقة مع الجي��ش الحر كالصفقة‬ ‫الت��ي حدثني عنها أح��د المطلعي��ن والمبرمة بين‬ ‫النظ��ام والجيش الحر لحماية أنابي��ب النفط التي‬ ‫تنقل النفط من شمال شرق سورية إلى مصفاتي‬ ‫حم��ص وباني��اس وتؤم��ن الوق��ود آلل��ة النظ��ام‬ ‫العس��كرية ولجهازه الحكومي ولجزء من احتياجات‬ ‫المناط��ق الت��ي تح��ت س��يطرته‪ ،‬وتقبض بعض‬ ‫كتائ��ب الجي��ش الحر ع��دة ماليين من ال��دوالرات‬ ‫ش��هريًا من النظام‪ .‬هنا قد تق��وم المقايضة أيضًا‬ ‫ب��أن يتغاضى النظام ع��ن تصدير النف��ط مقابل‬ ‫اس��تمرار الجي��ش الح��ر بحماي��ة أنب��وب النف��ط‬ ‫ال��ذي ينقل النف��ط الخام من حقول الحس��كة إلى‬ ‫المصفاتين المذكورتين‪.‬‬ ‫عموم��ًا‪ ،‬ه��ذا ملف كبي��ر يؤمن م��وارد مالية‬ ‫كبي��رة‪ ،‬فهو يؤمن جزء م��ن احتياجات األهالي في‬ ‫المناط��ق التي ال يس��يطر عليها النظ��ام ويحرمها‬ ‫من كل ش��يء‪ ،‬إضافة لتأمين مس��تلزمات تشغيل‬ ‫الحق��ول‪ .‬كما يؤم��ن للجيش الحر مص��ادر الدعم‬ ‫المادي تجعله يس��تقل نس��بياً عن مصادر تمويله‬ ‫الخارجية الحالية الت��ي تفرض عليه أجنداتها‪ ،‬مما‬ ‫يعني أن االتحاد األوروبي لن يدقق كثيراً في أوجه‬ ‫إنفاق موارد النفط من قب��ل المعارضة‪ ،‬مما يتيح‬ ‫شراء األسلحة بجزء من اإليرادات‪.‬‬ ‫بالمجم��ل إذا أدي��ر ه��ذا المل��ف بش��كل جيد‬ ‫فيمك��ن أن يكون نقطة تحول ف��ي الصراع الدائر‬ ‫في س��ورية‪ ،‬وإال فق��د يتحول إلى ن��ار تضاف إلى‬ ‫النيران الكثيرة المشتعلة‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫املقاومة‪ ..‬فن لأجل حرية الكلمة‬ ‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫حوار مع جمموعة "لأ"‬

‫أجرت الحوار‪ :‬شام داود‬ ‫ضم صوتك لصوتون‪ ..‬لصوتنا‪ ..‬قول أل‬ ‫صوتنا بيعلى بصوتك‪ ..‬ومنصير كلمة وحدة‪..‬‬ ‫ق��ول أل‪ ..‬ال للتعصّب بكل أنواع��و‪ ..‬ال لليقين‪ ..‬ال‬ ‫للتخوين‪..‬‬ ‫ال للمصالح الشّخصيّة‪..‬‬ ‫ال للطائفية‪..‬‬ ‫ال للتحيّز ضد المرأة‪..‬‬ ‫ال لالنغالق على ّ‬ ‫الذات‪..‬‬ ‫ال للعنصرية‪ ..‬ال لتطرّف‪..‬‬ ‫ال للحرب‪ ..‬ال ال ال‪..‬‬ ‫أربع��ون عامًا من ثقافة ال"نعم" التي ال تحتمل‬ ‫االخت�لاف وال ال��رأي المتفرد‪ ،‬ثقاف��ة ذو قطب واحد‬ ‫يعتم��د عل��ى الموافقة على كل ماتريد له الس��لطة‬ ‫وما تراه مناسباً للمجتمع‪.‬‬ ‫مع انطالقة الثورة الس��ورية كردة فعل رافضة‬ ‫عل��ى قمع الرأي الواحد بعد س��نين برزت العديد من‬ ‫ردود األفعال الفنية والتعبيرية‪،‬‬ ‫مجموع��ة حمل��ت ش��عار "أل" رفع��ت ش��عارها‬ ‫بوجه الكثير من المفاهيم المس��بقة والمدرجة عبر‬ ‫الس��نين وأيض��ًا واكبت أثناء الفت��رة الماضية أحداث‬ ‫الداخل السوري وما يحصل من تطورات على صعيد‬ ‫الثورة وغيرها‪.‬‬ ‫ب��دأوا م��ع فك��رة لرس��ام الكاريكاتي��ر المقاوم‬ ‫الراف��ض دوم��ًا والس��اخر أب��داً "ناجي العل��ي"‪ .‬من‬ ‫حنظلة المعارض إلى الثورة السورية التي انتفضت‬

‫عبرها س��وريا بأكملها ليصبح الصوت المتفرد ألول‬ ‫مرة مسموعًا خارج أطر ال"نعم"‬ ‫مجموعة "أل" مشروع س��معي بصري حاورتهم‬ ‫جري��دة س��وريتنا لتس��ليط الض��وء عل��ى رؤيته��م‬ ‫وجوان��ب عمله��م‪ .‬لمش��اركتهم ب"أل" وللتأكيد مرة‬ ‫أخرى أن "نعم" لحرية التعبير وال لكم األفواه وثقافة‬ ‫االستقطاب‪.‬‬

‫حمل��ة للتعبير عن معارضة كل ما هو س��يء‪ ،‬دخيل‬ ‫ومرفوض من الس��وريين‪ .‬رفض مستمر ألي شيء‬ ‫سيقف في س��بيل تحقيق الكرامة والحرية والعدالة‬ ‫للش��عب واس��تعادة حقه ف��ي الرفض‪ .‬لي��س هناك‬ ‫بأج��در م��ن كلم��ة (ال) للتعبير عن ذل��ك خاصة بعد‬ ‫النعم األبدي��ة للنظام التي صبغت حياة الس��وريين‬ ‫ألعوام طويلة‪..‬‬

‫| نود أو ًال أن تحدثونا أكثر عن أنفس��كم‬ ‫متى بدأتم وكيف نشأت فكرة "أل" وكيف‬ ‫تط��ورت لديك��م‪ .‬مش��روعكم مش��روع‬ ‫بصري في غالبيته لغاية اليوم ما الهدف‬ ‫والرؤية مما تقومون به وتقدمونه؟‬ ‫| | ف��ي الواقع أن فكرة الحمل��ة بدأت مبكرا مع‬ ‫بداي��ات الثورة في س��وريا مع الظه��ور العلني األول‬ ‫لحال��ة الرف��ض للوضع القائ��م في الب�لاد ووصول‬ ‫الس��وريين إل��ى نقط��ة لم يع��ودوا يتحمل��ون فيها‬ ‫أن يقبل��وا بممارس��ات النظ��ام القائم ول��م يعودوا‬ ‫مستعدين لقول "نعم" بعد ذلك‬ ‫في المقابل فان تفاعل الفكرة والبدء للتحضير‬ ‫لتحويلها إلى حملة عامة وبشكل أولي على االنترنت‬ ‫ل��م يظهر إلى العل��ن إال مع إطالق صفح��ة "أل" في‬ ‫شباط ‪..2012‬‬ ‫أح��د أه��م مص��ادر إله��ام الحمل��ة كان رس��م‬ ‫الكاريكاتير الرائع (ال) لناج��ي العلي والذي اعتمدناه‬ ‫الحقا كشعار للحملة‪..‬‬ ‫نس��عى ف��ي ه��ذه الحمل��ة للتعبي��ر ع��ن حالة‬ ‫الرفض؛ رفض للنظام ومخلفاته في كل مكان وفي‬ ‫كل ش��كل وكل ممارسة ومن أي ش��خص كان‪ .‬إنها‬

‫| تعتمدون عل��ى التصوير وطرق التعبير‬ ‫البصرية بش��كل مركز والحالة الرافضة‬ ‫لما تعتبرونه س��لبُا ف��ي صلب المجتمع‪،‬‬ ‫لماذا "أل"؟‬ ‫| | ال يمكن��ك أن تقب��ل أو تؤي��د ش��يئاً دون أن‬ ‫ترفض ش��يء آخ��ر مقابل��ه‪( ..‬ال) هي الوج��ه األخر‬ ‫لنعم‪ ،‬هما وجهان لعملة واحدة‪.‬‬ ‫(ال) ألنن��ا بحاجة للرفض ونحن ال نس��تخدم (ال‬ ‫الناهية) وإنما (ال الرافضة)‬ ‫لماذا ال؟‬ ‫ألن��ك عندم��ا تواج��ه نظ��ام اختط��ف الدول��ة‬ ‫واختط��ف فئات م��ن المجتم��ع ليحق��ق أغراضه في‬ ‫الس��يطرة والتس��لط عل��ى المجتم��ع والمؤسس��ات‬ ‫وس��وريا كاملتا‪ ،‬س��تقول‪ :‬ال اقبل هذا كل��ه‪ ،‬أنا أريد‬ ‫االحتفاظ بكل هذا والتخلص من النظام فقط‪.‬‬ ‫ال‪ ،‬ألنن��ا نريد الحف��اظ على الدول��ة التي بناها‬ ‫الس��وريون والحفاظ على وحدة السوريين‪ .‬أن أهم‬ ‫ما يوحد الس��وريين ف��ي مثل ه��ذا الموقف المجرم‬ ‫هو رفضهم لهذه المحاوالت البش��عة لتدمير الدولة‬ ‫وتقسيم المجتمع‪.‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫| منذ فت��رة قمتم بالتروي��ج لفلم قصير‬ ‫بعن��وان "أل" حدثون��ا ع��ن الفل��م وماذا‬ ‫يضيف إل��ى هذا المش��روع ولم��اذا هو‬ ‫مختلف عن فك��رة الصور التي قمتم بها‬ ‫لحد اآلن؟‬ ‫| | نح��ن نعم��ل على مش��روع س��معي بصري‬ ‫متكام��ل‪ ،‬والفيلم الذي يعتبر بداية الش��ق الفيلمي‬ ‫م��ن حملتن��ا يمث��ل مس��يرة الث��ورة بش��كل رمزي‪،‬‬ ‫مسيرة المشروع نفسه وتطوره في ظل الثورة‪.‬‬ ‫وبرغ��م أنن��ا بدأن��ا وحددن��ا بش��كل أساس��ي‬ ‫كاريكاتي��ر ناج��ي العلي كنم��وذج لطريق��ة التعبير‬ ‫ولكنن��ا ل��م نجعل��ه يوم��ا ش��رطا أو طريق��ة وحيدة‬ ‫للتعبير بداللة المشاركات المختلفة التي كانت تنشر‬ ‫على الصفحة‪ ،‬حيث الصور الش��خصية التي ترس��م‬ ‫كلم��ة (ال) أضف��ت على المش��روع صبغة ش��خصية‬ ‫وأخذت في نفس الوقت طابع التعددية والتجمع فمع‬

‫| هناك كم هائل من المشاريع اإلعالمية‬ ‫والتدفق الفكري والثقافي الذي يتعرض‬ ‫له المواطن الس��وري يومياً ناهيكم عن‬ ‫اإلع�لام العرب��ي والغربي الذي تش��غل‬ ‫س��وريا حي��زاً واس��عاً منه‪ .‬كي��ف يمكن‬ ‫للس��وريين مواجه��ة ذل��ك ضم��ن أطر‬ ‫مدني��ة تخاط��ب جميع أف��راد المجتمع؟‬ ‫وتعبّر عنهم؟‬ ‫| | الثورة ومنذ البداية قامت ضد نظام سياسي‬ ‫ومعه قامت ثورة ضد النظام اإلعالمي االس��تبدادي‬ ‫كواح��د من منتجات ه��ذا النظام‪ .‬وبرأين��ا أن التعدد‬ ‫في المص��ادر أمر مهم وجي��د‪ .‬بالتأكيد هناك عيوب‬ ‫وتطرف��ات تظهر ل��دى البع��ض وإن فوضى اإلعالم‬ ‫هي اح��د اكبر المخاط��ر التي تهدد س��وريا حاليا أن‬ ‫كان��ت باإلع�لام المحل��ي أو العرب��ي أو الغربي‪ .‬في‬ ‫المقاب��ل أن تراك��م التجربة الس��ورية م��ع اإلعالم‬ ‫الحر خالل الس��نتين المنصرمتي��ن ومع الوقت كوّن‬ ‫وبش��كل سريع قدرة لدى السوريين على تبين الحق‬ ‫م��ن الباط��ل في ظل ه��ذا الم��د اإلعالم��ي الموجه‬ ‫وخصوص��ًا بما يتعل��ق بأحداث الث��ورة التي وضعت‬ ‫هذا اإلعالم على المحك فقد كانت وس��تبقى كفيلة‬ ‫بتعرية أي تلفيق أو كش��ف أي جهة تس��عى لتضليل‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫تخوفن��ا الوحيد هو أن طول فترة مخاض الثورة‬ ‫في سوريا سيؤدي إلى وصول االستقطاب والتطرف‬

‫أسبوعية‬

‫| م��ن أخطر العوامل التي يمكن أن تؤثر‬ ‫على المجتمع الس��وري هو الغزو الثقافي‬ ‫المس��تورد وفي حالة الث��ورة والفوضى‬ ‫الحاصل��ة الي��وم يمك��ن بالس��هولة أن‬ ‫تستغل القيم والمفاهيم وتبدل وتستلب‬ ‫إرادة التغيي��ر حت��ى‪ .‬كي��ف ت��رون هذه‬ ‫الظاهرة وكي��ف تقيمون هذه الخطورة؟‬

‫وكي��ف يمك��ن لمش��روعكم مواجهتها‬ ‫والعمل على الحد منها؟‬ ‫| | ف��ي الحقيق��ة أن ه��ذا الموض��وع كان من‬ ‫فإن اس��تالب‬ ‫أه��م محرضات إطالق هذا المش��روع‪ّ .‬‬ ‫إرادة التغيير أو تبدي��ل والتالعب بالقيم والمفاهيم‬ ‫ال يمك��ن أن يق��وى عل��ى الحقيق��ة إال ف��ي جو من‬ ‫االس��تقطاب الش��ديد لألفكار والجهات ما يولد حالة‬ ‫والء أعم��ى لجه��ة أو ش��خص‪ .‬هذا كله قد يس��اهم‬ ‫في فتح المجال لدس الس��م بالدسم‪ ،‬ونحن نرى أن‬ ‫ج��وا كهذا هو الذي خلق النظ��ام الذي ثرنا عليه في‬ ‫األساس‪.‬‬ ‫مش��روعنا كم��ا ن��راه ونس��عى لترس��يخه ه��و‬ ‫مس��احة خارج هذا االس��تقطاب ورافض لهذا الوالء‬ ‫األعم��ى ال��ذي ينتش��ر في س��وريا فال أح��د محصن‬ ‫ع��ن النقد في س��وريا الجديدة وال اح��د محصن عن‬ ‫أن يق��ال ل��ه "ال" ونقاش ه��ذه األفكار يس��اعد في‬ ‫توس��يع مدارك الس��وريين وطرح أفكار متنوعة من‬ ‫قبل جهة واحدة يساهم في تعزيز حالة تقبل اآلراء‬ ‫والح��وار والبحث عن وس��ائل حضاري��ة للتعبير عن‬ ‫رفض أو قبول أي شيء دون أن ننجرف نحو االنتقام‬ ‫واستخدام القوة في أي خالف‪.‬‬

‫اختالف األفكار واألشخاص كان هناك عامل مشترك‬ ‫أساس��ي يجم��ع بي��ن كل ه��ذه الصور‪ ،‬بي��ن هؤالء‬ ‫األش��خاص وهو اليد المكس��ورة لتقول (ال) ولتمثل‬ ‫حالة الرفض‪.‬‬ ‫الرس��م كان خيارا هاما للتعبي��ر أيضًا كما فعل‬ ‫ناج��ي العل��ي نفس��ه واألف�لام والفيدي��و والصوت‬ ‫والغن��اء والموس��يقى والكتاب��ة ه��ي كله��ا أف��كار‬ ‫مطروحة بش��كل دائم ونحن منفتحين عليها وعلى‬ ‫غيرها‪.‬‬ ‫ف��ي الحقيق��ة أن مش��روعنا منفت��ح عل��ى أي‬ ‫طريقة يمكن أن تساهم في إيصال فكرة الحق في‬ ‫التعبير عن الرأي وتقبل اآلخر والنقاش الحضاري‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫| م��ن ه��و جمهورك��م؟ كي��ف‬ ‫تقيم��ون ردود األفع��ال عل��ى ما‬ ‫تقدم��ون ل��ه بصري��اً وفكرياً في‬ ‫هذه المرحلة؟ وكيف تطور عملكم‬ ‫خالل السنتين مع تطورات الثورة‬ ‫الس��ورية؟ وما يحص��ل اليوم في‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫| | بالنس��بة لجمهورن��ا فه��م‬ ‫س��وريون وغير س��وريين ممن يبحثون‬ ‫عن مساحة للتعبير عن الرأي‪ .‬من كافة‬ ‫األعمار واالنتماءات حيث هدفنا التوحيد‬ ‫وليس التمييز أو االنتقاء‪.‬‬ ‫ردود الفع��ل بأغلبه��ا كانت مرحبة‬ ‫وق��د القين��ا الكثي��ر م��ن التع��اون ممن‬ ‫أعجبته��م فك��رة المش��روع وقدم��وا‬ ‫مساهمات هامة‬ ‫واجهنا في بعض األحيان ردود فعل‬ ‫قد تك��ون إلى حد ما قاس��ية من أطراف‬ ‫مختلفة‪ ..‬كم��ا واجهنا انتق��ادات لبعض‬ ‫أعمالن��ا أيض��ًا‪ .‬كما صدم البع��ض برفض الصفحة‬ ‫لجهات أو مش��اريع أو أف��كار أو مواقف كان يظن أننا‬ ‫نؤيدها‪ ..‬ولكن هذا أيضًا جزء من الحرية التي قامت‬ ‫لتحقيقها الحملة وفرضتها عليها فكرتها‪ ،‬فالصفحة‬ ‫ه��ي منبر للح��وار والتالق��ي بدون مواقف مس��بقة‬ ‫من مديريها‪ ..‬وعل��ى من يبدأ حملة للتعبير عن حق‬ ‫الرف��ض أن يحافظ عل��ى انفتاحنا نح��و جميع اآلراء‬ ‫فهدفنا منذ البداية كان إيقاظ هذا الحق‪.‬‬ ‫المش��روع ه��و مش��روع س��وري هدفه س��وريا‬ ‫ومس��تقبلها وأبناءها قبل كل ش��يء‪ ،‬يس��عى لخلق‬ ‫مج��ال مفتوح وح��ر للتعبير كم��ا مؤخراً ب��دأ يحمل‬ ‫ف��ي طياته هدف التوعية والتخفي��ف من آثار الظلم‬ ‫والعن��ف على آراء الش��عب ومس��لماته فيم��ا يتعلق‬ ‫برفض الطائفية والتقس��يم والقتل والعنف وكل ما‬ ‫يشابهه‪.‬‬ ‫بالنس��بة لتط��ور العم��ل فال يمك��ن فصله عن‬ ‫تط��ورات الث��ورة وع��ن تط��ور األوضاع في س��وريا‬ ‫بش��كل ع��ام‪ .‬تطور المش��روع كان مرتبط بش��كل‬ ‫أساس��ي لتفهم الجمه��ور لفكرتن��ا وتفاعلهم معها‬ ‫بشكل تدريجي‪ .‬مواكبة األحداث كانت أمراً هاما جدا‬ ‫س��اهم في ربط المشروع أكثر وأكثر باألحداث على‬ ‫األرض‬ ‫أن فنون التعبير البصري هي أحد أهم الوسائل‬ ‫التي برز دورها بش��كل كبير خ�لال الثورات العربية‬ ‫األخيرة وفي سوريا بشكل أساسي وكان لزاماً علينا‬ ‫أن ال تس��تخدم فقط لتس��جيل الحدث أو للتعبير عن‬ ‫وجه��ة نظر سياس��ية موجهة ب��دون تفكي��ر‪ .‬فكان‬ ‫مشروعنا الذي يفتح المجال أمام الجميع للتعبير عن‬ ‫رفضه لهذه الظاهرة أو الحادثة أو تلك‪.‬‬

‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫قد يختلف الس��وريون عل��ى الكثير‬ ‫من األش��ياء‪ :‬من ش��كل لباس الشرطي‬ ‫ولون حواف الرصيف حتى ش��كل الدولة‬ ‫واس��م الرئيس ودين��ه والبرلمان ولكن‬ ‫ما يجمعه��م هو رفض الوضع الس��ابق‬ ‫والرغبة الكبي��رة واإلرادة القوية لتغيير‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫أل ه��ي تعبير ع��ن م��ا نرفض من‬ ‫مظاه��ر وأف��كار وح��االت وممارس��ات‪،‬‬ ‫دون تحدي��د لما نريد فه��ذا أمر أولى به‬ ‫صناديق االقتراع والرأي العام‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫عل��ى صعيد اإلع�لام كما على الصعيد الميداني ويؤثر هذا االس��تقطاب‬ ‫على العالقات بين الس��وريين ليبلغ مس��تويات يصبح بعدها إصالح ذات‬ ‫البين أمراً شديد الصعوبة األمر‪.‬‬ ‫يمكن اعتبار أن أطراً مدنية فاعلة على األرض وواقعية في طرحها‬ ‫وبرنامجها الذي تس��تمده من الش��ارع ستساعد بش��كل كبير في تجنيب‬ ‫السوريين الكثير من التأثيرات السلبية ألي ثقافة أو فكر أو إعالم مسيء‬ ‫ولكن وفوق كل شيء وحتى يتمكن المجتمع من تحقيق تكوينات مدنية‬ ‫قادرة على االس��تمرار وخلق شخصية خاصة وتأثير حقيقي فإنها بحاجة‬ ‫للزمن ولالس��تقرار‪ ،‬األمر الذي لن نتمكن من تحقيقه إال مع قيام الدولة‬ ‫الديمقراطية في سوريا‪.‬‬ ‫| ه��ل ت��رون اليوم في ظ��ل التط��ورات الحاصلة على الس��احة‬ ‫السورية أن الطائفية خطر يتهدد وحدة المجتمع السوري؟ وهل‬ ‫م��ا يحصل اليوم من قصص انقس��امات وتقوقع حول الجماعات‬ ‫هو واقع وتحصيل حاصل أم أنه تركيز إعالم يبحث عن القصص‬ ‫والمبالغات كي يروج لنفس��ه س��واء على صعيد الغرب أم العالم‬ ‫العربي؟‬ ‫| | ف��ي العم��وم أن الطائفية هي أح��د األمور التي ته��دد المجتمع‬ ‫الس��وري مثلها مثل فوضى الس�لاح والمجازر وانعدام القانون واختطاف‬ ‫الدولة وأيضاً ال يمكن أن ننسى أن استمرار تمسك النظام بمواقفه أيضًا‬ ‫يهدد المجتمع السوري‪.‬‬ ‫جمي��ع ما ذكرتم إلى جانب التركيز اإلعالم��ي والمبالغة يلعبون دوراً‬ ‫ف��ي تفاقم األزم��ة‪ .‬لطالما لعب اإلعالم الحر التع��ددي دورا ذو حدين في‬ ‫رأينا وهذا أمر ال يمكن تجنبه‪ .‬نحن نعتقد أن المشكلة اليوم ال تكمن في‬ ‫إعالم محرض أو مبالغة وتركيز أو ما سواه‪ .‬وإنما في غياب التأثير الفعلي‬ ‫على الجهات السياس��ية أو حتى العس��كرية المس��ؤولة‪ .‬فاإلعالم الذي ال‬ ‫يملك س��لطة مباش��رة في مطلق األحوال يفقد في س��وريا س��لطته ذات‬ ‫الصف��ة الردعي��ة التي تتطلب لقيامها وجود دولة مس��تقرة فيها رأي عام‬ ‫له وزنه الذي يؤثر على السياسيين والقادة من خالل صندوق االقتراع‪.‬‬ ‫| يوج��د اليوم الكثير من المش��اريع التي تعتم��د على التصوير‬ ‫الضوئي والعمل الغرافيك لتعبر عن واقع الس��وريين‪ .‬كيف ترون‬ ‫تطور الفك��رة التي تقومون بها مس��تقبال؟ وأين مكانها ضمن‬ ‫كل ذلك؟‬ ‫| | نعتقد أن س��وريا والسوريين الزالوا متعطشين لمساحات تعبير‬ ‫ومجاالت وأش��كال تعبير جديدة وزيادة المشاريع اإلعالمية البصرية كما‬ ‫يقال بالعامية "زيادة الخير خيرين" األفكار القادرة على االستمرار والتي‬ ‫س��تحقق لنفس��ها ش��خصية مس��تقلة قادرة على التعامل م��ع متغيرات‬ ‫األوضاع في سوريا ستستمر‪.‬‬ ‫وكما قلنا سابقا نحن نرى أنفسنا مشروع سمعي بصري لدعم قدرة‬ ‫التعبير عن حق الرفض ويعزز الس��عي نح��و تقبل اآلخر وتقبل الرفض‬ ‫والتعددية واالنفتاح‪.‬‬ ‫ه��ذه مكتس��بات حص��ل عليه��ا المجتم��ع الس��وري خالل الس��نتين‬ ‫الماضيتين وأظن بأن الس��نوات القادمة ستحمل المزيد والمزيد ونتمنى‬ ‫أن نتمكن من المحافظة على اتصالنا باألرض وبالش��ارع السوري ونقل‬ ‫ما يش��عر به وما يؤرقه ويرفضه بشكل مستمر وبأي طريقة تخدم هذا‬ ‫الهدف‪.‬‬

‫طبا�شري احلرية‬

‫ُ‬ ‫أنامل دمشقيّة‪ ،‬أبدعت من سواد‬ ‫الواقع‪ ،‬وبياض النيّة‪ ،‬واخضرار‬ ‫األمل بالمستقبل‪" ،‬سواراً"‪ ،‬تجمعُهُ‬ ‫ٌ‬ ‫خيوط من دما ِء الشّهداء‪..‬‬

‫منتجات ثوريّة بنكهة "طبشوريّة"‬ ‫على طريق الحريّة‪..‬‬ ‫للتعرف على كافة منتجاتنا والتي‬ ‫يخصص ريعها لدعم الحراك‬ ‫ّ‬ ‫الثوري بكافة توجهاته‪ ،‬يمكنكم‬ ‫متابعتنا عن طريق صفحتنا‪:‬‬ ‫طباشير الحرية ‪freedom chalks‬‬


‫كاريكاتير ‪. .‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كاريكاتير للفنان سمير الخليلي‬

‫‪25‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫�أن�س حمدون‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫ومن مصائب الش��عب الس��وري أن مأس��اته صارت تجارة‬ ‫مربحة لدول وشركات وأشخاص تقف على جانبي الثورة‪..‬‬ ‫وكل المس��تفيدين ال يعنيه��م الي��وم انتص��ار أو هزيمة‬ ‫الثورة بقدر ما يعنيهم استمرار المأساة وتراكم األرباح‪..‬‬

‫ر�شا حلبي‬

‫ساعة كاملة الي ماسكة جريدة البعث وعم لمع البلور وما‬ ‫كان ينظف ‪ ..‬ومن هون تأكدلي الموضوع إنو البعث أكيد‬ ‫أكيد مو طريقنا وما حدا يناقشني أبداً‬

‫�أحمد يو�سف‬

‫علينا أن ال ننس��ى بأن الصراع في سوريا هو ما بين نظام‬ ‫مس��تبد وشعب مظلوم لم يختر البطولة والتضحيات بقدر‬ ‫ما أنه رفض الذل والهوان‪ :‬أنه شعب ضحية منكوب يعيش‬ ‫ملحمة عذابات وبؤس أكثر منها ملحمة بطوالت قتالية‪.‬‬

‫هاال املفتي‬

‫نصر اهلل‪ :‬تبرير العدوان على س��وريا على أنه حماية لمقام‬ ‫الس��يدة زين��ب الذي لم يمس م��رة في حياته‪ ،‬يش��به تبرير‬ ‫الحمالت الصليبية بحماية مقدسات المسيحية وقتلت ودمرت‬ ‫كثيرا‪ ..‬لكنها بالنهاية خرجت وبقيت المقدسات شاهدة‪..‬‬

‫فائق املري‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫علين��ا أن نعت��رف‪ ،‬أن الطاغي��ة نج��ح في أقلم��ة الصراع‬ ‫بعض الش��يء‪ ،‬كم��ا هدد في ذل��ك مراراً وتك��راراً‪ .‬لكن‬ ‫علينا أيضًا أن نقرَّ بأن هذه المحاوالت ألقلمة الصراعٌ قد‬ ‫ارتد ت عليه ولن تكون لصالحه أبداً‪ .‬فها هي استطاالته‬ ‫السياس��ية واألمني��ة وحلفائ��ه اإلقليميي��ن ينكش��فون‬ ‫ويتس��اقطون‪ ،‬وتس��قط ورقة التوت عنه��م‪ ،‬ويفقدون ـ‬ ‫مثلهم مثل لي��رة واقتصاد الطاغية ـ ما تبقى لديهم من‬ ‫قيمة وشرعية‪ ،‬حسن نصر اهلل وحزب الماللي أنموذجًا‪.‬‬

‫�أ�سعد الع�شي‬

‫لو شو ماهديت لح نرجع انعمر‪ ..‬بدنا نعيش ونعمر بدال‬ ‫الجسر جسور ونعمل سوريا يلي بدنا ياها النا كلنا‪ ..‬انت‬ ‫بدك يانا نموت ولكن إرادة الحياة س��تنتصر‪ ..‬حقدك بدنا‬ ‫نحولو لحب وتذكر دائما أنت زائل ونحن باقون‪..‬‬

‫هنادي �شوا‬

‫س��ما الدير‪ ..‬ح��دث في دير الزور‪ :..‬عج��وز تقطن وحيدة في‬ ‫بمنزلها في الش��يخ ياس��ين‪ ..‬زراها أحد الش��باب حام ًال بيده‬ ‫كيس يحتوي على خضار وفواكه ودجاج وماشابه‪ ..‬استقبلته‬ ‫مبتس��مة وبادرت��ه بالق��ول‪ :‬اهلل يرض��ى عليك ي��ا عيني أنا‬ ‫عندي كفايتي اهل الخير م��ا يقصرون بس بيه بآخر الحارة‬ ‫عيل��ة كلها أطفال وما بحالهم ش��ي روح وديلهم هالكيس‪..‬‬ ‫هلل دركم يا أهلنا ما أعظم صبركم وتفانيكم وإيثاركم‪.‬‬

‫ن�صري حجاج‬

‫قال الفتى السوري ألمه وهو يغادر البيت‪ :‬ال أخاف الموت‬ ‫أو االعتقال أو االختفاء ولكني س��أحزن إذا اش��تقتِ إليّ‬ ‫ولم تجديني أمامك‪.‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪26‬‬

‫يا�سر ندمي �سعيد‬

‫بشهر أيار بيخطر على بالي هدول ي ّللي ما نجحت الثورة‬ ‫سوى في إثارتهم جنسيًا فقط وفقط ليس إال‪..‬‬

‫أنا موظف قطاع خاص‪ ،‬ومو أول وظيفة هي‪ ،‬يمكن من لما تخرجت من الجامعة هي الخامس��ة‪ ،‬وبكل مرة‬ ‫بيكون صاحب الشركة عندو شريك مهم أو مسؤول كبير بالدولة أو حتى ضابط أمن أو ضابط بالجيش‪ ،‬ولهيك‬ ‫آخر ش��ي ممكن يفكر فيه هو حقوق العمال والموظفين يلي عندو‪ ،‬وراس مال أي موظف عندو رفس��ة وانقلع اهلل‬ ‫معك‪ ..‬وما حدا ممكن يحصل حق هالمعتر يلي إذا صار بالشارع بالزور لحتى يالقي وظيفة تانية‪.‬‬ ‫الحرية يلي بدي ياها‪ ،‬قانون بيحمي الموظفين‪ ،‬والعاملين بالقطاع الخاص وما يكون إلو أس��اس بالمحس��وبية‬ ‫والرشاوي والشركاء يلي بيقدرو ينفدو صاحب العمل من أي شي‪ ..‬متل ما الثورة ثورة حق‪ ،‬كمان حقوق الناس هي حق‪..‬‬ ‫محاسب في شركة قطاع خاص‬

‫جنم ال�سمان‬ ‫بالمشرمحي السوري ‪ /‬الفلسطيني‪ ..‬الفصيح‪:‬‬ ‫كنع��ان‪ ..‬فأنتَ ف��ي مخيّم‬ ‫حاصِ��ر حِصَ��ارَكَ‪ ..‬يا ب��نَ َ‬ ‫اليرم��وكِ‪ ..‬وف��ي ّ‬ ‫كل مخيماتِكَ‪ ..‬حُرٌّ‪ ..‬و حُ��رٌّ‪ ..‬وحُرُّ‪..‬‬ ‫اليرموك‪ :‬ليس��ت معرك��ة تاريخية فق��ط‪ ..‬اليرموك‪ ..‬أكبر‬ ‫مخيم لالجئين الفلس��طينيين بدمش��ق‪ ..‬مُحاصر تماماً‪..‬‬ ‫ومعزو ٌل عن العالم‪ ..‬وعن الخُبز والماء والدواء والكهرباء‪.‬‬

‫‪‎‬عرفات كيوان‪‎‬‬

‫واهلل فلس��طين ب�لاد مقدس��ه والي��د فيه��ا مقام��ات‬ ‫للكثي��ر م��ن آل البيت‪ ..‬بلك��ي حدا يق��ول لنصر اهلل عن‬ ‫هالمعلوم��ه‪ ..‬عش��ان يصير يبع��ث مقاتلين ه��ون بدل‬ ‫مقامات س��وريا‪ ..‬وال مقامات س��وريا مقدسه أكثر؟ أم أن‬ ‫رقاب أطفال سوريا "أطرى" للذبح؟‬

‫ليزا حنا فرح‬

‫كل م��ا بف��وت بع ّلق ع صفحات��ون ما عن��دون غير جملة‬ ‫واحدة‪« ..‬أنتو ما بدكون حرية بدكون جهاد نكاح» ياعمي‬ ‫بدن��ا حري��ة وبدنا ن��كاح‪ ..‬خل��ي العالم يمش��ي نصيبا‪..‬‬ ‫المه��م أنتو ش��و بدكون؟! مابدكون ال حري��ة وال نكاح؟؟؟‬ ‫بس سيادتو؟!!‬

‫دمية ونو�س‬

‫ من وين حضرتك؟‬‫ من إدلب‪.‬‬‫ تشرفنا على راسنا أهل ادلب‪.‬‬‫ تسلم بس واهلل ما حدا شرفنا غير أهل درعا‪.‬‬‫"هذه المحادثة السريعة بين راكبين في تاكسي عمومي‬ ‫من دمش��ق إلى بي��روت‪ ،‬تكف��ي وحدها لقت��ل اي رغبة‬ ‫بالرجوع سنتين إلى الوراء"‪.‬‬

‫روال الركبي‬

‫يب��دو أن الياس��مين الدمش��قي آخ��د موق��ف هالس��نة‪،‬‬ ‫الياس��مين ق��رر اإلض��راب‪ ،‬هو معت��اد على م��اء الفيجة‬ ‫وليس على دم الش��هداء‪ ،‬على ه��واء عليل غير مخلوط‬ ‫بدخ��ان البرامي��ل الحارق��ة والجث��ث المتفحم��ة‪ ،‬رغ��م‬ ‫أنني ع��ادة ال آبه للياس��مين وال لفي��روز وال لكل الصور‬ ‫النمطية‪ ،‬لكنني أترقب بفارغ الصبر أن يتفتح الياسمين‬ ‫في شرفاتنا قريبا!‪..‬‬

‫يحيى جابر‬

‫وصرنا نقرأ الشعب السوري كمانشيت على الصفحة األولى‬ ‫م��ن الجري��دة العالمي��ة‪ ..‬والنع��رف التتمات ف��ي الصفحات‬ ‫الداخلي��ة‪ ..‬تابع��وا التتم��ات م��ن التمتم��ات‪ ..‬التمتم��ات‪..‬‬ ‫التمتمات‪ ..‬ش��فاه التنام من تمتمة أس��ماء قتل��ى البارحة‪..‬‬ ‫ش��فاه التنام من ذرف الحروف على الس��كاكين‪ ..‬يا ش��ام يا‬ ‫مهد األبجدية أهز س��ريركٍ بالتمتمات‪ ..‬يا شام الشام‪ .‬يلال‬ ‫تنام‪ .‬يال تنام ويال تنام بين الشفاه واللسان‪ ..‬يا‪ ..‬ش ااااااا م‬

‫حممد دياب‬ ‫مُؤل��م كثيراً أن��ه دمّر الجس��ر المُع ّلق‪ ..‬األكث��ر ألماً أن‬ ‫البعض لم يذكر الدير الجريحة إال بعد تدميره‪!..‬‬

‫م�صطفى اجلرف‬

‫دمّ��رت جس��رهم المعل��ق إذا‪..‬؟!!أنت تع��رف جيدا كيف‬ ‫يمكن أن تؤلم الديرية‪ ..‬ولكنك ال تعرف أبداً كم يمكنهم‬ ‫يؤلموك!‪..‬‬

‫ع�ساف الع�ساف‬

‫وما هويت إذ هويت‪ ،‬لكن القلب هوى‪ ..‬يا جسرنا المعلق‬

‫نبيل نور اهلل‬

‫ويح��ق للجنرال ع��ون التدخ��ل أيضاً في س��وريا لحماية‬ ‫ضريح مار مارون‪..‬‬

‫ح�سان عبا�س‬

‫جمعتن��ي صدفة بش��ابين م��ن الجيش الح��ر‪ ،‬متدينين‪.‬‬ ‫وبعد حوار ألكثر من س��اعة عن وض��ع البلد وهمومهما‪،‬‬ ‫وعن المواطنة التي أرفعها ش��عارا لكل مش��اغل حياتي‪،‬‬ ‫جرّن��ا الحديث إلى الطائفي��ة والطوائف‪ .‬وحين عرفا أني‬ ‫أنتمي إلى (الطائفة الكريمة) قال لي أحدهما‪ :‬اهلل محيي‬ ‫أصل��ك‪ .‬وقام اآلخر وقبلني من رأس��ي‪ .‬أف�لا تفقهون يا‬ ‫أهل الطوائف؟‪..‬‬

‫ماجد كيايل‬

‫بديه��ي أن��ه يح��ق لفلس��طينيي س��وريا‪ ،‬والس��يما في‬ ‫مخيم اليرموك‪ ،‬الذي يعاني الحصار المش��دّد والمهين‪،‬‬ ‫والقص��ف والقنص‪ ،‬منذ أربعة أش��هر‪ ،‬يحق لهم التعبير‬ ‫عن أساهم وعن الخذالن الذي يشعرون به وعن الغضب‬ ‫ال��ذي يعتريهم‪ ..‬لك��ن مع ذلك ينبغي االنتب��اه إلى أن ما‬ ‫يجري ال يتعلق بكونهم فلس��طينيين‪ ،‬وإنما بسب مواقع‬ ‫المخيم��ات‪ ،‬وبحكم الص��راع الضاري على كل ش��بر في‬ ‫س��وريا‪ ،‬وبس��بب فوضى الثورة المسلحة‪ ..‬بمعنى أنه لو‬ ‫كان في المخيمات ناس سوريين أو من فنزويال أو أنغوال‬ ‫مث�لا فس��يحصل لهم م��ا حص��ل‪ ..‬ولنتذكر أن��ه قبل أن‬ ‫يتعرض أهلنا في مخيم اليرموك‪ ،‬قبل أربعة أش��هر‪ ،‬لما‬ ‫تعرضوا ل��ه‪ ،‬كان جيرانهم في أحي��اء التضامن والتقدم‬ ‫والحجر األس��ود قد عانوا منه قبلهم بعش��رة أشهر‪ ،‬كما‬ ‫حص��ل ذلك في حم��ص وحم��اه قبل ع��ام ونصف وفي‬ ‫درع��ا قبل عامين وف��ي حلب قبل عام وف��ي داريا ودوما‬ ‫وب��رزة والقاب��ون والزبدان��ي قب��ل أكثر من ع��ام‪ ..‬ثمة‬ ‫مأس��اة فلس��طينية وثمة مرارة وغضب لكن هذا يحصل‬ ‫للس��وريين أيض��ًا‪ ..‬وعلي��ه فإن خ�لاص الفلس��طينيين‬ ‫م��ن خالص الس��وريين‪ ..‬من ال يرى الس��وريين يقتلون‬ ‫ويش��ردون وتدمر بيوتهم وممتلكاتهم ومدنهم لن يرى‬ ‫الفلس��طينيين يقتلون ويشردون ويحاصرون‪ ..‬الحرية ال‬ ‫تتجزأ‪..‬‬

‫المشكلة بمس��ألة رمي االتهامات هي أنها‬ ‫باألص��ل ال تس��تند على فه��م أو معرفة أو‬ ‫بحث‪ ،‬الجميع ينطلق من افتراض مس��بق‪:‬‬ ‫الثورة خائنة‪ ،‬أو‪ ،‬النظام قاتل‪ ،‬وعلى أساس‬ ‫ذلك يرمي اتهامه‪ .‬وعندما يتضح أن الطرف‬ ‫ال��ذي نعتنق وجهة نظره ه��و القاتل‪ ،‬نعود‬ ‫وننكص إلى عد األعذار وتفنيدها‪.‬‬ ‫ه��ذا الفصل بين معس��كرين ال نميز الفرق‬ ‫بين تفاصيل كل منهما ال يخدم ولن يخدم‬ ‫أي طرف من األطراف‪ ،‬سوريا تتمزق‪ ،‬لم يعد‬ ‫قاتلن��ا واح��داً‪ ،‬وكل من يق��وم بفعل يخدم‬ ‫النظام‪ ،‬أو يخدم منطق ديكتاتورية النظام‬ ‫الذي قمنا ضده‪ ،‬يستحق أن تكون معركتي‬ ‫مع��ه كمعركتي مع النظ��ام‪ ،‬وإال‪ ،‬لن أكون‬ ‫مخلصة لثورتي‪..‬‬ ‫ربم��ا علينا اليوم أن نعي��د النظر بالمواقف‬ ‫الت��ي نتبناها‪ ،‬ونعود إلى أصول الثورة‪ ،‬ماذا‬ ‫نري��د بعد هذا الدم كل��ه؟ وهل ما نقوم به‬ ‫اليوم؟ ه��ل المواق��ف التي نتخذه��ا اليوم‬ ‫والصراع��ات الت��ي نقحم نفس��نا فيه��ا‪ ،‬أو‬ ‫التحالف��ات الت��ي نقيمها‪ ،‬تخ��دم هذا الذي‬ ‫نريد؟‬ ‫أن نداف��ع عن الضحية حت��ى آخر نفس هو‬ ‫أم��ر‪ ،‬وأن نتبن��ى أي كالم تقول��ه الضحي��ة‬ ‫ه��و أمر آخر‪ ..‬في األول نبل وش��هامة‪ ،‬وفي‬ ‫الثاني تسلق وخوف من اتخاذ موقف صادق‬ ‫أمام أنفسنا‪ ،‬فقط كي ال يهاجمنا اآلخرون‪..‬‬ ‫الش��جاعة‪ ،‬ليست فقط في أن نقف في وجه‬ ‫النظام‪ ،‬الش��جاعة ه��ي‪ ،‬أن نق��ف في وجه‬ ‫أي س��لطة‪ ،‬حتى ولو كانت س��لطة معنوية‬ ‫فرضناها نحن على أنفسنا‪ ،‬تقف بيننا وبين‬ ‫سوريا التي نريد‪..‬‬ ‫كنانة عيسى‬ ‫ثورتن��ا النبيلة س��اهمت في فص��ل ارتباط‬ ‫القيم واألخالق عن الدّين‬ ‫تل��ك العالقة التي لطالما لع��ب على وترها‬ ‫المتدين��ون‪ ،‬تج ّل��ت عيوبه��ا خ�لال الثورة‬ ‫ف��كان له��ا الفض��ل ف��ي أن أظه��رت زيف‬ ‫وهشاش��ة مبادئهم كم��ا ومنحتن��ا القدرة‬ ‫عل��ى التعرّف عل��ى االنتهازيين بس��هولة‬ ‫مطلقة‪ ..‬ذاك المتعجرف الذي تس ّلق الثورة‬ ‫وحاول اس��تغاللها بأبش��ع الطرق متس��تّراً‬ ‫ب��رداء الدين والفضيل��ة‪ ،‬وأصبحت الفرصة‬ ‫مواتية أمامه ليفرغ أمراضه النفسية وعقده‬ ‫االجتماعية ف��ي صراع يعتبر بنظره مضماراً‬ ‫لالنتقام ال درباً مش��تركاً لتحقيق المساواة‬ ‫والعدال��ة حت��ى لو عن��ى ذلك اس��تخدامه‬ ‫األدوات ذاتها التي ادّعى محاربتها‪..‬‬ ‫أن من يدع��ي الخوف م��ن "اهلل" أو الخالق‬ ‫ويتصرّف تبعا لهواه مبررا أعماله بنا ًء على‬ ‫حجج يستمدها من الدين نفسه هو الخطر‬ ‫األكب��ر على الثورة‪ ،‬فش��تّان بين ش��خص‬ ‫يعام��ل اآلخري��ن انطالقا من إنس��انيته ال‬ ‫خوفاً من عقاب أو حس��اب ب��ل ألن ضميره‬ ‫وصدق��ه أم��ام نفس��ه أو ًال وأخي��راً ه��و ما‬ ‫يحرّك��ه في عالقاته مع غي��ره على اختالف‬ ‫انتماءاتهم‪.‬‬ ‫‪Gorgon Succubi Beer‬‬


‫صبارتنا حيث ال أحد فوق النقد‪..‬‬ ‫باب ناقد ساخر يتناول مواضيع سوريتنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا وثورتنا‪..‬‬ ‫ ‬

‫المحشش السوري اإللكتروني‬ ‫عن المؤامرة للمرة المليون‪ ..‬سوريا تحت مؤامرة كبيرة‪ ،‬والمؤامرة‬ ‫أكبر من يلي عم ينحكى عليها عالقنوات الس��ورية تبع إعالم الحكومة‪..‬‬ ‫المؤامرة على سوريا هدفها تدمير البلد واستنزافها على رواق‪ ،‬وهالشي‬ ‫بيحتاج كميات س�لاح لكل األط��راف مع وجود حقد‪ ..‬واس��هل طريقة لزرع‬ ‫الحق��د هي ال��دم‪ ،‬والمجازر المجدولة هدفها الحف��اظ على درجة معينة من‬ ‫الحقد بحيث تتم عملية التدمير بشكل أسهل‪..‬‬ ‫زبطت مع اإلعالم السوري انه سوريا تحت مؤامرة كونية‬ ‫بس نسيو تفصيل بسيط وصغير‪ ،‬يلي هو انّه النظام هو أحد أهم اجزاء‬ ‫هالمؤام��رة وبدون سياس��اته المؤامرة كانت رح تفش��ل باالضاف��ة للمعارضة‬ ‫السياسية ونص ممولين السالح وباقي الش ّلة العاطلة من الدول والمؤسسات‬ ‫والتنظيمات والجماعات‪....‬والجبهات‬

‫برعاية التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي اليساري‬ ‫الماسوني الغربي السوري‬

‫اإلعالم السوري ‪.....‬إيه بتهون‪ ..‬ومن النهفات‬ ‫ما قتل‬ ‫تع��و لخبرك��ن كيف عم تصير هالعملية بس��راقب‪ ،‬المس��لحين‬ ‫األش��رار الشيش��انيين االفغانيين الليبيين التونس��ييين يل��ي ما فيهن وال‬ ‫واحد س��وري ويلي كلهم جايين مش��ان جه��اد النكاح بيصنع��و أكياس فيها‬ ‫ب��ودرة بتس��مم األعصاب وبيوقفو بالس��احة‪ ،‬وبع��د ما يجمع��و األهالي بيخلو‬ ‫كل واحد فيهن يش��م من هاألكي��اس وبعدين بيصيرو يترعّف��و ويموتو ما عدا‬ ‫االرهابيين عم يضحكو وما بيتأثرو ألنه هي البودرة مصنعة لتأثر فقط بالسوريين‪،‬‬ ‫وبعدي��ن الناس البعي��دة يلي ما تأثرت بتقرب أكتر عالنص بعد ما فضي مكان مش��ان‬ ‫يموتو كمان‬ ‫وبعدين كل واحد بيرجع على بيتو‪.‬‬ ‫قصة حقيقية من إعالمنا الس��وري يلي أركع اإلعالم الغربي وفضح‬ ‫المؤامرة وهو أكبر مثال عن اإلصالح‬

‫ال تقلي نحنا شو طالع بإيدنا‪...‬‬ ‫ال تقل��ي بتنحل مش��كلة البلد بأنو نقتل نص ش��عب‬ ‫البلد‪ ...‬ال تقلي إنو هدم نص مدن سوريا حل‪..‬‬ ‫ال تقلي الظروف الدولية و التوازنات اإلقليمية‪..‬‬ ‫ال تقل��ي اجتماعات و مؤتم��رات و مجالس‬ ‫و هيئات‪...‬‬ ‫إذا بدك تقول ش��ي مما سبق‪ ...‬وإذا‬ ‫هدفك تشلشنا ‪..‬‬ ‫فال تشلشنا مشلوشين‪...‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪-1‬‬‫البيض��ا‪ ..‬الي��وم أصبحن��ا على مصيب��ة جديدة‪,‬‬ ‫قري��ة البيضا ‪ -‬بانياس‪ ...‬و رجعنا فتنا بدوامة ش��لف التهم‬ ‫بين المواالة و المعارضة‪ ...‬بعد كل مجرزة عاألرض بتبلش‬ ‫المجزرة االفتراضية الفيس��بوكية بين الس��وريين‪ ,‬و اللي‬ ‫بدورها بتمهّد لمجازر مستقبلية عاألرض‪..‬‬ ‫و بس��بب حساس��ية قرية البيضة طائفيًا و قربها‬ ‫م��ن الس��احل‪ ,‬فيك��ن تتخيل��وا اآلراء الل��ي ع��م‬ ‫تطلع عل��ى عدد الثوان��ي بالنكه��ة الطائفية‬ ‫الدموي��ة اللذي��ذة‪ ..‬القات��ل واح��د‪ ,‬كل مي��ن‬ ‫ع��م يهلل ويصف��ق من الم��واالة و اللي عم‬ ‫يتوع��د و يه��دد بالتصفية و الم��وت و الدمار‬ ‫و التطهير‪..‬و كمان بدون أي نية إليجاد حل‪..‬‬ ‫القاتل واحد‪ ,‬كل مين عم يس��وح و ينوح‬ ‫م��ن المعارضة على مش��اهد الموت و يب ّلش‬ ‫حم�لات الش��حن و الس��ب و الطائفية‬ ‫بدون أي نية إليجاد حل‪...‬‬

‫ال تقلي مين الضحية و مين الجالد‪...‬‬ ‫البلد معباية ضحايا و مليانة جالدين‪...‬‬ ‫‪-2‬‬‫بدنا نعيش‪ ..‬في واحد كان رايح عالشغل و التاني رايح‬ ‫عالجامع��ة و زلم��ة نازل يجيب أكل ل��والدو و ولد صغير بدو‬ ‫يجيب ألوان قبل ما يروح عالمدرسة‪....‬قام ماتو بانفجار‪...‬‬ ‫ش��ب ن��ازل يش��وف رفقات��و‪ ,‬و صبي��ة‬ ‫مواعدة حبيبها‪ ,‬ماتوا بقذيفة هاون‪...‬‬ ‫واح��د مكتئب و قرف��ان حياتو و‬ ‫نفسيتو باألرض‪ ,‬راح يتمشى ليغير‬ ‫جو قام اعتقلوه بالمعية‪...‬‬ ‫واح��د نازل يجيب هدية ألبنو‬ ‫الصغير بعيد ميالدو‪ ,‬و التانية رايحة‬ ‫لعن��د جارته��ا تباركلها بخطب��ة بنتها‪,‬‬ ‫انخطفوا و ماتوا‪...‬‬

‫تعددت األسباب‪ ,‬و الموت واحد‪...‬‬ ‫و من أهم أس��باب الموت ببلدي هو البحث عن‬ ‫الحياة‪....‬‬ ‫‪-3-‬‬

‫أسبوعية‬

‫ال تشــلشــنا مشـــلوشــين‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬

‫• إي صح الشمس ما بتتغطى بغربال‪..‬‬ ‫النظام طائفي مقيت ووس��خ‪ ،‬وبيعمل جرايمو على أس��اس طائفي‬ ‫بكتير من األحيان‪ ،‬وعم يحشد العلوية بضيعون وعم يعبي براسون إنو‬ ‫هي حرب وجود للطائفة ومدري شو‪..‬‬ ‫وصحي��ح كم��ان انو في عالم مناح بين العلوي��ة بس ما بيأثرو وال‬ ‫بيطلع بإيدون يعملو شي بالمجرى العام وعم تضل الجرايم الطائفية‬ ‫موجودة وبقوة‪ ...‬بس‪.......‬‬ ‫إنت شو بتفرق عنو إذا عملت متلو‪ ..‬شو بتستفيد إذا دبحتو وهو‬ ‫دبحك‪ ،‬يعني ال أنت بتخلص وال هو بيخلص‪..‬‬ ‫يعن��ي ما عم قلك حميل وردة وش��معة وط�لاع‪ ..‬بس كل اللي‬ ‫عم اطلب��و منك إنو ما تكون صورة عن هالنظ��ام‪ ...‬فكر بعقل مو‬ ‫بعواطف قبل ما تعمل اي ش��ي‪ ،‬ألنو هاد مو بس تار وال قصة هاد‬ ‫مس��تقبلك أنت ووالدك ومس��تقبل كل البل��د‪ ..‬وكل حركة بتنعمل‬ ‫بتأثر عالمجرى العام قد ما كانت صغيرة‪.‬‬ ‫• بما أن سوريا عم تسير بخطا ثابتة نحو حلبة الصراع السني‬ ‫الش��يعي منضمة ألش��قائها في العراق ولبنان محول��ة الصراع من‬ ‫مؤي��دي ث��ورة ضد مؤي��دي نظام إلى مؤي��دي علي والحس��ين ضد‬ ‫مؤيدي معاوية عمر‪ ....‬نظراً لكل ذلك هناك حالن ال ثالث لهما‬ ‫إلخراج سوريا من الكارثة الجهنمية المقبلة عليها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن يتح��ول المجتم��ع الس��وري بكاف��ة ش��رائحة‬ ‫وطوائف��ه إل��ى العلماني��ة وبالتال��ي تصب��ح س��وريا أرضًا‬ ‫غي��ر خصب��ة ومالئمة لتل��ك الخالفات المذهبي��ة واألحقاد‬ ‫الطائفية التي ال تنتهي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اخت��راع آل��ة س��فر عب��ر الزم��ن وإقناع عل��ي بعدم‬ ‫الدخول بمعركة الجمل مع عائشة وإقناع يزيد بن معاوية‬

‫صبارة سوريتنا ‪. .‬‬

‫طاء طاء طاء طائفية‬

‫بعدم قتل الحسن والحسين‪.‬‬ ‫أن الحل األول (إقامة مجتمع علماني) هو حل مس��تحيل‪....‬‬ ‫بما ّ‬ ‫علينا أن ننتظر اختراع آلة السفر عبر الزمن‪ .‬وشكراً‪.‬‬ ‫• هنيئا للبنان و لكل اللبنانيين ‪.‬‬ ‫متطرفو لبنان س�� ِنة و ش��يعة يغادرونه باآلالف ويخرج��ون منه ويتخذون من‬ ‫سوريا ساحة لممارسة جنونهم و تصفية أحقادهم التاريخية التي ال تنتهي ‪.....‬‬ ‫والمضح��ك المبك��ي في األم��ر أن الس��ـــوريين الطائفيين ‪-‬وما‬ ‫أكثرهم‪ -‬م��ن معارضين ومؤيدين يهللون ويرقص��ون فرحًا وكأن‬ ‫هؤالء الذين تجذبهم س��وريا باآلالف هم م��ن المفكرين والعلماء‬ ‫وليس��وا من أم��راء الحرب اآلهلي��ة وأرباب الهب��ل الطائفي الذين‬ ‫كانوا سبب مصائب بالدهم هههههه‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫ُهنا ِد َم�شق‬

‫سيامند حسين‬ ‫(يوميات ومشاهدات) ‪ 4‬أيار ‪2013‬‬

‫(الليل املُقفر وحده ّ‬ ‫يبدد ُ�سحب الغبار‬ ‫الذي تثريه خطى القتلة الهمجية‪ .‬ال ّ‬ ‫بد‬ ‫من الليل‪ .‬ال ّ‬ ‫بد منه مقفر ًا)‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 5 | )85‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪28‬‬

‫‪-1‬‬‫قاطعي��ن صحراء العراق القاحلة والمتوهجة‬ ‫من��ذ بدايات الربيع‪ ،‬في س��يارات الدف��ع الرباعي‬ ‫والباص��ات والش��احنات الصغي��رة ال يصلون في‬ ‫غضون عشر س��اعات كما قيل لهم قبل انطالق‬ ‫الرحل��ة‪ .‬يط��ول الطري��ق المش��قوق ف��ي كب��د‬ ‫الصحراء الس��ورية اآلن‪ ،‬وال تزال سحب من ذرات‬ ‫الغبار القاس��ي ترتفع أمتاراً من ورائهم‪ ،‬تش��به‬ ‫تل��ك التي تتبعت آثارهم‪ ،‬قب��ل أن تهمد في ليل‬ ‫بارد استوقفه خفر الحدود المتواطئون‪.‬‬ ‫بعد تعاليم الصباح وتوزيع التعاويذ إذن‪ ،‬تبدأ‬ ‫كت��ل اللح��م الخاملة بالتحرك مدججة بالس�لاح‪،‬‬ ‫ث��م بع��د انط�لاق قافل��ة الف��داء‪ ،‬يأخ��ذ بعضها‬ ‫بالتماي��ل عل��ى أنغام تراثي��ة ومواوي��ل حزينة‪،‬‬ ‫فترتفع المعنويات وتبتس��م الوجوه ثم تضحك‪،‬‬ ‫فيتح��ول الضح��ك إلى هلوس��ة خفيف��ة فصراخ‬ ‫ٌ‬ ‫كت��ل أخرى تنكبّ على‬ ‫ث��م إلى نعاس أو صمت‪.‬‬ ‫هواتفها المحمولة بحثاً عن الش��بكة الس��ورية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الموط��دة لها على الطري��ق خصيصًا بأموال ابن‬ ‫َ‬ ‫لترسل رسائل تطمئن فيها أحبائها‬ ‫الخال الحوت‪،‬‬ ‫عن س��ير الرحل��ة الطبيع��ي‪ .‬بالفعل كل ش��يء‬ ‫كان يس��ير على ما يرام‪ .‬كان��ت الكتل المتراصّة‬ ‫ف��ي الباص��ات والصنادي��ق الخلفي��ة غارق��ة في‬ ‫ضوضاء بدت متجانس��ة وذات طابع يوميّ؛ ٌ‬ ‫رجال‬ ‫تركوا محالت وأسواق وش��وارع مزدحمة بالناس‬ ‫العاديي��ن في مدن خرج��وا منها طلب��ًا للرزق‪ ،‬ال‬ ‫على باب الس��فارات األجنبية والمنظمات الخيرية‬ ‫واألس��واق الشعبية اس��تتجداء أو تسو ً‬ ‫ال‪ ،‬كما في‬ ‫عهد البعث مُهجّ��ر اآلباء وقاتلهم‪ ،‬إنما على باب‬ ‫المقامات ليقفوا أسياداً بثياب مرقّطة‪ ،‬وبقناصات‬ ‫حديث��ة ال تهت��زّ مع نفخ دخان الس��جائر الفاخرة‬ ‫المتوف��رة‪ ،‬كمي��زات أخرى كثيرة‪ ،‬بحس��ب العقد‬ ‫المُوقّ��ع م��ع وكالء العمامات الس��وداء الملفوفة‬ ‫بإش��راف الفقيه‪ ،‬صاحب الفض��ل‪ ،‬ووالي طهران‬ ‫وسائر المشرق ُ‬ ‫للكتل الوحوش‪ .‬صالحيات كاملة‬ ‫بالقتل وما ج��اوزه دفاعًا عن المقامات‪ ،‬وبالطبع‪،‬‬ ‫عن السمسار وصاحب المُلك‪.‬‬ ‫قطار آخر من عربات صديقة يقترب باندفاع‪،‬‬ ‫ثقي ً‬ ‫ال‪ ،‬قادمًا من الجهة المعاكس��ة‪ .‬قبل محاذاته‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫لسلس��لة الذاهبين‪ ،‬ينقطع الحدي��ث بين الرجال‬ ‫المثرثرين‪ ،‬وتتوقف أصابع العاش��قين منهم عن‬ ‫كتابة رس��ائل الدردش��ة مع العش��يقات‪ ،‬وترتفع‬ ‫حنجرة كبيره��م وتنخفض وهو يبلع ريقه خلف‬ ‫الناف��ذة المفتوحة جزئيًا في الس��يارة الس��وداء‪.‬‬ ‫ثوانٍ وتعل��و بعدها زعقات أبواق الس��يارات في‬ ‫تحي��ة حارّة‪ ،‬وعل��ى إثرها تس��تقيم البنادق في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مُختَلق��ة‪ ،‬أجهزتْ‬ ‫ش��جاعة‬ ‫األي��دي لتطلق النار‬ ‫ُ‬ ‫لحظة م��رور موكب الرف��اق العائدين في‬ ‫عليه��ا‬ ‫ً‬ ‫متش��حة‬ ‫صناديق‪ ،‬وُضع��ت في طابقين أحياناً‪،‬‬ ‫الدليل الذي سيس��وقها عب��ر الصحراء‬ ‫بالس��وادِ‬ ‫ِ‬ ‫م��رة أخرى‪ ،‬لكن في اتجاه الع��ودة الخائبة‪ .‬رفاق‬ ‫خائب��ون يع��ودون‪ ،‬ورف��اق يبتدع��ون الحم��اس‬ ‫يذهبون إلى حيث خذلت الحيا ُة الخائبين‪ .‬تس��ترُ‬ ‫س��حب غبار عربات األم��وات المنظر أم��ام أعين‬ ‫األحياء‪ ،‬المحم��رّة بفعل الغبار المرافق لهم منذ‬ ‫الصب��اح‪ ،‬ثم مرتبكين يدخل��ون في نقاش حول‬ ‫بنود العقد حتى تنفرج أس��اريهم عندما يصلون‬ ‫نقل الجثم��ان معززاً‬ ‫إل��ى توضي��ح مقبول ج��داً‪ُ :‬‬ ‫مكرماً إلى مقبرة العائلة يتمُّ على نفقة ش��ركة‬ ‫الوالي األكبر‪.‬‬ ‫لي��س أن الش��ركة تضم��ن ذل��ك لكونه��ا‬ ‫عريق��ة تحترم حقوق موظفيه��ا‪ ،‬إنما هو التراب‬ ‫ال��ذي يلفظ جثث المرتزق��ة الوحوش‪ .‬ال أحد من‬ ‫ِّ‬ ‫المُتنكر‪ ،‬اس��تحقّ الموت‬ ‫مليش��ات عراق صدّام‬ ‫ً‬ ‫كرام��ة‪ ،‬ليس��تحقّ اآلن الدفن في‬ ‫عل��ى أرض��ه‬ ‫أرض تس��تبعدُ ب�لا خط��أ‪ ،‬رائح��ة ال��دم الذي ال‬ ‫ٍ‬ ‫يستأهل أن يرقد في ذاكرتها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬‫ف��ي الط��رف الثان��ي م��ن الخريط��ة عل��ى‬ ‫الح��دود م��ع لبنان الش��قيق المُعاق��ب في هيئة‬ ‫أخطبوط متش��ابك األرجل‪ ،‬تنتظر مجموعة من‬ ‫جند المقاومة اللبنوفارس��ية إش��ارة متراخية من‬ ‫يد الرجل الس��مين‪ ،‬ليتس�� ّللوا في الليل إلى ريف‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)59365‬‬ ‫ادلب‪6956 :‬‬ ‫الحسكة‪370 :‬‬ ‫الرقة‪639 :‬‬ ‫السويداء‪45 :‬‬ ‫القنيطرة‪219 :‬‬ ‫الالذقية‪752 :‬‬

‫حلب‪9314 :‬‬ ‫حماه‪4301 :‬‬ ‫حمص‪9420 :‬‬ ‫درعا‪5164 :‬‬ ‫دمشق‪5417 :‬‬ ‫دير الزور‪3836 :‬‬ ‫ريف دمشق‪13310 :‬‬ ‫طرطوس‪189 :‬‬

‫حمص الغربي‪ .‬قبلهم تتس�� ّلل جثة أحد رفاقهم‬ ‫القتل��ى محمول��ة على نقال��ة المرضى‪ ،‬س��الكة‬ ‫دروب��ًا جبلية وعرة‪ ،‬حتى تص��ل أخيراً إلى نقطة‬ ‫ٌ‬ ‫مخصصة‪ ،‬ضجر س��ائقها‬ ‫آمنة حيث تقف س��يار ٌة‬ ‫من االنتظ��ار الطويل في مهنته الليليّة الكئيبة‪،‬‬ ‫فيه��ا صندوق خش��بي مُزي��ن بنقوش وأس��ماء‬ ‫لصحابة وصالحين‪ ،‬إلى جانبه باقة ورد وأغصان‬ ‫زيتون تليق بتضحية الش��اب الذي لقى مصرعه‬ ‫أثن��اء أدائ��ه لواجبه المقدّس‪ .‬ب�لا ضجة‪ ،‬يُكمل‬ ‫الرفيق برئتي��ن متوقفتين ع��ن العمل الطريقَ‬ ‫إلى قريته الصغيرة حيث تنتظره زغاريد مكتومة‬ ‫لنسا ٍء باكياتٍ لسن متأكداتٍ مما أُعلمنَ به‪ .‬هل‬ ‫كان بالفعل واجبًا مقدس��ًا على تراب الجنوب كما‬ ‫هو مفترض‪ ،‬أم كان حادثة تس��ببت بها رصاصة‬ ‫طائش��ة أصاب��ت الش��اب العقائ��دي المخل��ص‬ ‫لوطن��ه؟ في جميع األحوال‪ ،‬كانت رصاصة أردَته‬ ‫قب��ل أن يصل كرس��يّ الزفاف بجانب عروس��ه‪،‬‬ ‫الت��ي كانت تنتظر عودته م��ن تدريبات اعتيادية‬ ‫في أحد معسكرات النبطيّة المتاخمة‪.‬‬ ‫أيض��ًا‪ ،‬ل��م يس��تحقّ رج��ال ح��زب العقيدة‬ ‫المُس��يّس بتمائ��م الوالي األكب��ر‪ ،‬الموتَ على‬ ‫ت��راب "األج��داد" دفاع��اً ع��ن ذرات��ه أم��ام العدو‬ ‫اإلس��رائيلي المعل��ن ع��دواً وحيداً صباح مس��اء؛‬ ‫فماتوا على مش��ارف حمص اب��ن الوليد‪ ،‬ودُفنوا‬ ‫متس�� ّللين من لقب الش��هادة المبتغ��اة إلى الئحة‬ ‫سريّة في أرش��يف الحزب المُهيمن‪َ ،‬‬ ‫فلقوْا دفنًا‬ ‫س��رّيًا تح��ت مصابي��ح خافت��ة أحاط به��ا تعتيم‬ ‫الجي��ران على واجبه��م المقدس‪ .‬جه��اد مقدس‬ ‫غي��ر مذك��ور ف��ي دس��اتير المقاوم��ة والتحرير‪،‬‬ ‫جه��اد يس��تنزف الجبه��ة الراكدة المس��تعرة في‬ ‫أذه��ان ومخيّ�لات اللبنانيي��ن‪ ،‬أبن��اء ضحاي��ا‬ ‫الح��روب‪ ،‬ويُحضّ��ر إلع�لان الحلم الفاج��ر يومًا‬ ‫لدولة ّ‬ ‫مُبطنة‪ ،‬أو ما ش��ابه‪ ،‬ع َلمُها أس��ود ترفعه‬ ‫البن��ادق الخض��راء التي تقبض عليه��ا كفّ ألفِ‬ ‫كلم��ة "اهلل" في علم حزب الكلمة األصفر؛ حزبُ‬ ‫المرضى‪ ،‬كانوا وسيبقوا‪.‬‬ ‫‪ 4399‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 1927‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4025‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 12756‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 46609‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 5 / 4‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.