سوريتنا | العدد السابع والثمانون | 19 أيار 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫مفو�ضية الالجئني‪ 1.5 :‬مليون �شخ�ص فروا من �سوريا‬ ‫االحتاد الأوروبي يقدم م�ساعدات لالجئني يف لبنان‬ ‫و�أمرا�ض �سارية ومعدية يف خميمات الأردن‬ ‫أعلن��ت مفوضي��ة األم��م المتحدة‬ ‫لش��ؤون الالجئي��ن ي��وم الجمع��ة أن‬ ‫أكث��ر من ‪ 1.5‬مليون ش��خص فروا من‬ ‫س��وريا م��ع تده��ور الظروف بس��رعة‬ ‫هناك‪ ،‬مش��يرة إل��ى أن الع��دد الدقيق‬ ‫أكبر من هذا بكثير‪ ،‬والفتة أن الشهور‬ ‫األربعة الماضية شهدت تسارعاً بأعداد‬ ‫الالجئين‪.‬‬ ‫وقال��ت المفوضي��ة في بي��ان لها‬ ‫حس��ب مانقلت وكالة "رويترز" لألنباء‪،‬‬ ‫"حقيق��ة أن أكث��ر م��ن ‪ 1.5‬ملي��ون‬ ‫شخص تم تسجيلهم أو لديهم مواعيد‬ ‫م��ع المفوضية تعني لألس��ف أن العدد‬ ‫الدقي��ق أكبر من ه��ذا بكثير" لكنها لم‬ ‫تقدم تقديراً إلجمالي العدد‪.‬‬ ‫وكان��ت المفوضي��ة قال��ت أنه تم‬ ‫تسجيل نحو مليون الجىء حتى كانون‬ ‫الثاني الماضي‪ ،‬فيما أشارت مؤخراً إلى‬ ‫أن عدد الالجئين السوريين في الخارج‬ ‫ارتف��ع إل��ى ‪ 1.441‬ملي��ون ش��خص‪،‬‬ ‫توزع��وا في دول الج��وار ومصر‪ ،‬الفتة‬ ‫حينها أن ش��هري آذار ونيس��ان ش��هدا‬ ‫لجوء نحو ‪ 500‬ألف الجئ‪.‬‬ ‫وتاب��ع البيان "يبلغن��ا الالجئون أن‬ ‫تصاع��د القت��ال وتبدل الس��يطرة بين‬ ‫قوات النظ��ام والمعارضة على البلدات‬ ‫والق��رى خاص��ة ف��ي مناط��ق الصراع‬ ‫دفع المزيد والمزيد م��ن المدنيين إلى‬ ‫أن يق��رروا الرحي��ل"‪ ،‬مش��يرة إل��ى أن‬ ‫"ف��رار الالجئين تس��ارع خ�لال األربعة‬ ‫شهور الماضية"‪ ،‬حيث قالت المفوضية‬ ‫إنها "أحص��ت ‪ 470457‬الجئًا في لبنان‬ ‫و‪ 473587‬في األردن"‪.‬‬ ‫وأك��د المتحدث باس��م المفوضية‬ ‫دان ماكنورت��ون أن الفج��وة مابي��ن‬ ‫االحتياجات والموارد المتاحة لمس��اعدة‬ ‫هؤالء الالجئين مس��تمرة فى االتساع‪،‬‬ ‫بم��ا بات يش��كل تحدي��ًا متزاي��داً أمام‬ ‫العملي��ات اإلنس��انية‪ ،‬الفت��ًا إل��ى أن‬ ‫المفوضي��ة قد قامت بتس��جيل حوالى‬ ‫ملي��ون الج��ئ س��ورى من��ذ أول يناير‬ ‫الماض��ى ‪ ،2013‬وه��و مايش��ير إل��ى‬ ‫حوالى ربع مليون الجئ كل شهر‪.‬‬ ‫ويعيش الالجؤون في دول الجوار‬ ‫ف��ي مخيم��ات ومراك��ز أي��واء في ظل‬ ‫ظروف معيشية صعبة في حين يعيش‬ ‫بعضهم في المدن‪ ،‬حيث قالت منظمة‬ ‫العف��و الدولي��ة مؤخ��راً أن نح��و ‪1.3‬‬ ‫ملي��ون الجئ س��وري ف��ي دول الجوار‬ ‫بحاجة لمس��اعدات دولية‪ ،‬فيما أشارت‬ ‫األم��م المتح��دة إلى أن ع��دد محتاجي‬ ‫المس��اعدة داخل س��وريا ارتف��ع إلى ‪6‬‬ ‫ماليي��ن ش��خص‪ ،‬وأن اس��تمرار تردي‬ ‫األوض��اع في س��وريا أدى إلى تقليص‬ ‫المناطق اآلمنة حتى أنها تكاد تتالشى‬ ‫في سوريا‪ ،‬متوقعة زيادة أعدادهم‪.‬‬

‫م�ساعدات �أوروبية لالجئني يف لبنان‪:‬‬

‫م��ن جهته��ا أعلن��ت المفوض��ة‬ ‫األوروبية للتعاون الدولي والمساعدات‬ ‫اإلنس��انية واالس��تجابة لألزم��ات‬ ‫كريس��تالينا جيورجيف��ا عن تقديم ‪20‬‬

‫ملي��ون ي��ورو للبن��ان لمس��اعدته في‬ ‫إغاثة الالجئين السوريين في لبنان‪.‬‬ ‫وأعلن��ت جيورجيف��ا ف��ي مؤتم��ر‬ ‫صحاف��ي ع��ن تقديم ‪ 65‬ملي��ون يورو‬ ‫إضافية لالس��تجابة لألزمة اإلنس��انية‬ ‫المتفاقم��ة ف��ي س��وريا س��يخصص‬ ‫‪ 20‬ملي��ون ي��ورو منه��ا للبن��ان لتلبية‬ ‫احتياجات الالجئين والمجموعات األكثر‬ ‫فقراً في القرى والبلدات اللبنانية‪.‬‬ ‫وأش��ارت إل��ى تده��ور الوض��ع‬ ‫اإلنساني في س��وريا مع تفاقم العنف‬ ‫وانتش��اره الفتة إلى أن تقديرات األمم‬ ‫المتحدة تشير إلى أن ‪ 8.6‬مليون نسمة‬ ‫يتأث��رون بالعن��ف الج��اري م��ن بينهم‬ ‫أربع��ة ماليي��ن و‪ 250‬ألف ن��ازح داخل‬ ‫س��وريا ومليون و‪ 400‬أل��ف الجىء في‬ ‫دول الجوار‪.‬‬ ‫وقالت جيورجيفا أن الدول األعضاء‬ ‫في االتح��اد األوروبي خصص��ت مبالغ‬ ‫كبيرة للمس��اعدات اإلنس��انية تجاوزت‬ ‫‪ 361‬ملي��ون ي��ورو وه��و رقم مرش��ح‬ ‫لالرتفاع إلى أن يت��م الوفاء بالتعهدات‬ ‫المقطوعة في مؤتمر الكويت‪.‬‬ ‫ولفت��ت إلى وج��ود "فج��وة كبيرة‬ ‫في التموي��ل بين نداء األم��م المتحدة‬ ‫والمس��اهمات الفعلية حيث جرى فقط‬ ‫توفي��ر نص��ف مبل��غ الملي��ار ونص��ف‬ ‫الملي��ار ي��ورو التي تم التعه��د بها في‬ ‫مؤتمر الجهات المانحة في الكويت في‬ ‫شهر كانون الثاني ‪ /‬يناير الماضي"‪.‬‬ ‫يذك��ر أن الحكوم��ة اللبناني��ة‬ ‫ح��ددت ‪ 32‬موقعًا يمكن إقامة مخيمات‬ ‫لالجئي��ن عليه��ا بع��د تضخ��م أع��داد‬ ‫الالجئين وتوزعهم بش��كل عش��وائي‪.‬‬ ‫فيم��ا أعلن��ت مفوضية األم��م المتحدة‬ ‫لش��ؤون الالجئي��ن أن ع��دد الالجئي��ن‬

‫السوريين في لبنان بلغ نحو ‪ 463‬ألفًا‪.‬‬

‫وم�ساعدات رو�سية �أي�ض ًا‪:‬‬ ‫عل��ى صعي��د آخ��ر أعلن��ت وزارة‬ ‫الخارجي��ة الروس��ية "إرس��ال طائ��رة‬ ‫مس��اعدات إنس��انية جديدة مخصصة‬ ‫لالجئين السوريين إلى لبنان"‪.‬‬ ‫وأش��ارت الخارجي��ة الروس��ية في‬ ‫بي��ان نقلته وكال��ة أنباء "نوفوس��تي"‬ ‫الروس��ية إل��ى "إس��تمرار إرس��ال‬ ‫المس��اعدات اإلنس��انية إلى السوريين‬ ‫الذين اضطروا إلى مغادرة ديارهم إلى‬ ‫المناط��ق الس��ورية األخ��رى أو البلدان‬ ‫المجاورة"‪.‬‬ ‫وأض��اف الناطق الرس��مي بإس��م‬ ‫الخارجي��ة الروس��ية أن "روس��يا تقدم‬ ‫معاون��ة إنس��انية كبي��رة إل��ى جيران‬ ‫سوريا أيضاً"‪.‬‬ ‫وأرس��لت الجمعي��ة األرثوذكس��ية‬ ‫الفلسطينية ‪ -‬الروسية‪ ،‬وهي مؤسسة‬ ‫تأسس��ت ف��ي الق��رن ال��ـ‪ 19‬م��ن أجل‬ ‫مس��اعدة روس��يا في توطي��د وتطوير‬ ‫عالقاتها مع ش��عوب الش��رق األوسط‪،‬‬ ‫أرس��لت أخيرا مساعدات إنس��انية إلى‬ ‫سوريا"‪.‬‬ ‫ونظم��ت الجمعي��ة حمل��ة تب��رع‬ ‫بالحاجيات األساس��ية والمال لمساعدة‬ ‫الشعب السوري‪ ،‬في الفترة من ‪ 22‬آذار‬ ‫حتى ‪ 10‬نيسان في روسيا‪.‬‬ ‫وكان��ت روس��يا ق��د أرس��لت ف��ي‬ ‫األس��بوع الس��ابق ش��حنة مس��اعدات‬ ‫إنس��انية ت��زن حوالى ‪ 22‬طن��ا وتضم‬ ‫مول��دات الكهرب��اء وغ��ذاء األطف��ال‬ ‫والحاجي��ات األساس��ية‪ ،‬إل��ى الالجئين‬ ‫الس��وريين ف��ي األردن‪ ،‬وش��حنة‬ ‫مس��اعدات إنس��انية ت��زن ‪ 26 .7‬طن��ا‬

‫وتض��م محط��ة كهرباء متنقل��ة و‪1 .5‬‬ ‫ألف بطانية و‪ 500‬طقم أوان و‪ 40‬طقم‬ ‫أثاثات و‪ 2 .8‬طن م��ن أطعمة األطفال‬ ‫المعلب��ة و‪ 6 .2‬ط��ن م��ن األس��ماك‬ ‫المعلبة و‪ 5‬أطنان من السكر و‪ 5‬أطنان‬ ‫من الرز‪ ،‬إلى الالجئين السوريين الذين‬ ‫يأويهم لبنان‪.‬‬ ‫توزي��ع مس��اعدات عل��ى الجئي��ن‬ ‫سوريين شرق لبنان بدعم تركى‪:‬‬ ‫كذل��ك وزع��ت جمعي��ة "الوع��ى‬ ‫والمس��اواة" الخيري��ة اللبناني��ة بدعم‬ ‫م��ن جمعية "حج��ر الصداق��ة" التركية‬ ‫مس��اعدات متنوع��ة عل��ى النازحي��ن‬ ‫الس��وريين الذين هربوا م��ن المناطق‬ ‫الحدودية فى ريف القصير فى الداخل‬ ‫السورى إلى لبنان يوم الخميس‪.‬‬ ‫وكانت الجمعية قد قامت في وقت‬ ‫س��ابق بتوزي��ع ‪ 25‬خيم��ة مقدمة من‬ ‫الجمعية التركي��ة تم نصبها فى أرض‬ ‫تبعد حوالى ‪ 2‬كيلومتراً عن وسط بلدة‬ ‫عرس��ال الحدودية ش��رق لبن��ان‪ ،‬فيما‬ ‫أشارت تقديرات إلى وصول ‪ 600‬عائلة‬ ‫سورية لعرسال خالل األسابيع األربعة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫وق��ال نائب رئي��س والمدير العام‬ ‫لجمعي��ة الوع��ى والمس��اواة عم��اد‬ ‫س��عيد لمراس��ل وكال��ة األناض��ول أن‬ ‫"المس��اعدات ليس��ت األول��ى التي يتم‬ ‫تقديمه��ا بدع��م م��ن جمعي��ة حج��ر‬ ‫الصداق��ة التركية التى يتم التنس��يق‬ ‫معها بمسألة مساعدة إخواننا النازحين‬ ‫السوريين الذى يأتون إلى عرسال التي‬ ‫تحتضنهم هي وأهلها"‪.‬‬ ‫وأش��ار إل��ى أن المس��اعدات التي‬ ‫يت��م توزيعه��ا الي��وم ه��ي "مخصصة‬ ‫للنازحين الوافدين حديثًا من األراضى‬


‫الس��ورية وتتضمن ‪ 200‬حصة من المواد‬ ‫الغذائي��ة‪ ،‬و‪ 200‬فرش��ة إس��فنج‪ ،‬و‪200‬‬ ‫ح��رام (أغطي��ة)‪ ،‬و‪ 3‬مول��دات كهربائي��ة‪،‬‬ ‫وألبسة"‪.‬‬

‫تركيا تتهرب من التزاماتها‪:‬‬

‫ويبدو أن مأس��اة الس��وريين لم تنته‬ ‫م��ع التهجي��ر والقص��ف واالعتق��ال‪ ،‬الذي‬ ‫يتعرض له المدني��ون على مدى أكثر من‬ ‫س��نتين‪ ،‬ليضاف إلى تلك المأس��اة انتشار‬ ‫بعض األمراض ف��ي المخيمات التي لجأوا‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫وف��ي التفاصيل الجدي��دة التي طرأت‬ ‫انتش��ار حوال��ي ‪ 9‬أم��راض‪ ،‬منه��ا اإلي��دز‬

‫األم��ل يم��وت أوال‪ ..‬والحكايات‪ ..‬تلك الحكاي��ات هي التي تبق��ي أملنا حيا في‬ ‫قلوبنا‪..‬‬ ‫مازلت أذكر جيدا انطباعي الطفولي الغارق في الس��عادة عندما سمعت قصة‬ ‫أم عامر ك ّالخة الرّمانة‪..‬‬ ‫كل حزن��ي وفرحي بتلك القصص أس��تحضره اآلن‪ ..‬وأتذك��ر حكمة أم عامر‪:‬‬ ‫(العصافير ال تأخذ وقتا حتى تعرف أن الفزاعة فزاعة‪ ..‬وال تعود إلى الفزع منها)‪.‬‬ ‫أم عامر الختيارة البس��يطة التي اعتنقت حكمتها وعاش��تها فلم تنصب فزاعة‬ ‫في حقلها‪ ..‬ولم تسيّجه إال بشجر الرمان‪..‬‬ ‫أم عام��ر بس��نينها العتيقة وجس��دها المكتنز كغيمة وثدييه��ا الضخمين الذين‬ ‫تركتهما حرّين في سباق إلى األرض‪ ..‬ويديها المعروقتين بالتعب وتشققات تشبه‬ ‫ترب��ة حقله��ا‪ ..‬لم تتأخر يوما عن كدّها وعملها في اس��تنبات الصخر وإحياء التراب‬ ‫زرعا‪ ..‬أخذت من الك ّالخة ّ‬ ‫الكل واآلخ وكسّرت القهر هرسا بإرادتها التوّاقة للحياة‪..‬‬ ‫تجري الحياة أمامها بسالسة الماء‪ ..‬ال شيء يعكر صفوها أو صفو عنزتها‪..‬‬ ‫تعمل في الحقل‪ ..‬تحلب العنزة وتضع الحليب في ظل شجرة الجوز‪..‬‬ ‫ل��م يح��دث في األي��ام الماضية ما يزع��ج أم عامر أو يقلقها‪ ..‬لك��ن مؤخرا بدأ‬ ‫الحليب باالختفاء من الطنجرة‪..‬‬ ‫ف��ي البداي��ة ظن��ت أم عامر أنها ل��م تحلب العن��زة‪ ،‬ثم ظنت أنها ش��ربت كل‬ ‫الحليب‪ ،‬ثم قالت ربما تعثرت وس��كبته‪ ..‬ربم��ا تبخر‪ ..‬ربما‪ ..‬ربما‪ ..‬ربمات‪ ..‬نفدت‬ ‫االحتماالت وظل الحليب يختفي من الطنجرة‪..‬‬ ‫ق��ررت أم عامر أن تختبئ وتراقب كيفية اختف��اء الحليب من الطنجرة‪ ..‬وفعال‬ ‫حلبت العنزة ووضعت الطنجرة في ظل ش��جرة الجوز واختبأت خلف كومة حجارة‬ ‫تراقب‪ ..‬م ّلت ونعس��ت وبقي كل ش��يء على حاله‪ ..‬وفي اللحظة التي قررت فيها‬ ‫النهوض سمعت صوت خربشة‪ ..‬التفتت وإذ بثعلب يقترب مداعبا الهواء بذيله‪..‬‬ ‫اقت��رب أكثر م��ن الطنج��رة‪ ..‬ش��مّها‪ ..‬لعقها‪ ..‬وضع ب��وزه فيها وبدأ يش��فط‬ ‫الحليب‪ ..‬ابتلعت أم عامر حسرتها وسخطها وانتظرته إلى أن انتهى وغادر‪..‬‬ ‫فركت كفّا بكفّ وقالت‪( :‬س��أريك غدا يا أبا الذيل المترقوص‪ ..‬سأريك يا لص‬ ‫الحليب)‪..‬‬ ‫و ف��ي اليوم التال��ي وضعت طنجرة الحلي��ب في المكان نفس��ه واختبأت خلف‬ ‫الحج��ارة متأبط��ة فأس��ا حادّة مس��نونة على حجر الث��أر‪ ..‬وانتظرت إل��ى أن أتى‬ ‫الثعل��ب‪ ..‬وم��ا أن وضع ب��وزه في الطنج��رة حتى انقض��ت عليه أم عام��ر ك ّالخة‬ ‫الرّمانة بالفأس‪ ..‬أمسكته من ذيله الريشي المرح وهوت عليه‪ ..‬وبضربة واحدة‬ ‫قطعت الذيل العسلي المخاتل‪..‬‬ ‫ع��وى الثعلب بألم مدوّ‪ ..‬أمس��ك ذيله المقطوع وهرول مبتعدا باكيا مقس��ما‬ ‫على االنتقام‪..‬‬ ‫ف��ي اليوم التالي صعد الثعلب إلى التل��ة المقابلة لحقل أم عامر منتظرا إياها‬ ‫لتضع الحليب تحت شجرة الجوز‪..‬‬ ‫وعندم��ا أقبل��ت العجوز بمش��يتها المرضوضة م��ن ثقل العم��ر وثقل طنجرة‬ ‫الحليب‪ ..‬لمحها الثعلب‪ ..‬فانتصب على التلة واقفا ممس��كا بذيله المقطوع ملوحا‬ ‫به في الهواء‪ ..‬ملوحا‪ ..‬ملوحا‪ ..‬يسفق وجه الريح بقوة ويعوي صارخا بحقد‪:‬‬ ‫(كلن��ا طوز طوز‪ ..‬ما عدا أم عامر ك ّالخة الرّمانة) ورمى الذيل صوبها بكل ما‬ ‫أوتي من لعانة نفسه ليصيبها ويقلع لها عينها‪..‬‬ ‫آآآخ يا أم عامر آخ‪ ..‬ليتك ألحقت رأس ذلك الثعلب اللعين بذيله‪..‬‬ ‫لن يتمكن الثعلب من س��رقة الحليب ثانية‪ ..‬لكنه ترك ندبة في عينك وثعالب‬ ‫أخرى ستتطاول وتلحق بك الندب‪..‬‬ ‫ليتك لم تسمحي له أن (يلعب بذيله معك) ويقلع عينك يا جدتي يا أم عامر‪..‬‬ ‫في صغري عندما سمعت قصتك تعاطفت معك تارة ومع الثعلب أبو ذيل تارة‬ ‫أخرى‪..‬‬ ‫اآلن كب��رت وعرفت معنى العدالة‪ ..‬التي لم أرها يوما في وطني‪ ..‬عرفت يا أم‬ ‫عامر الظلم وذقته وذاقه أبناء وطني ويذوقونه كل يوم يا أم عامر‪..‬‬ ‫كبرت وعرفت االنتهازيين والمرتزقين والسارقين واللصوص والقتلة‪ ..‬ورأيت‬ ‫األنظم��ة واللج��ان والهيئات والمجال��س والمؤتمرات والق��رارات و‪ ..‬رأيتك ورأيت‬ ‫الثعالب يا أم عامر‪..‬‬ ‫لن أساوي بين الضحية والجالد‪ ..‬ولن أطالبك بوقف تقطيع ذيول الثعالب‪ ..‬بل‬ ‫سأطالبك بقطع رؤوسها أيضاً‪..‬‬ ‫واليوم لن أتعاطف ولن أكون إال معك‪..‬‬ ‫فاليوم رأيت��ك وعرفت أن كل الثورات أم عامر‪ ..‬وكل الثورات تحمل ندوبا من‬ ‫ذيول الثعالب‪..‬‬ ‫ونحن سنسقط الذيل والرأس والثعلب‪ ..‬كل الثعلب‪..‬‬

‫أسبوعية‬

‫تطوع �أمين جادو مع الهالل الأحمر ال�سوري يف ‪� 15‬أيار ‪ 2012‬ك�سائق يف مركز الهالل‬ ‫الأحمر ال�سوري يف القابون �إال �أن دوره مل يقت�صر على �إي�صال امل�صابني �إىل نافذة الأمل‪،‬‬ ‫أياد بي�ضاء يف توزيع مواد الهالل الأحمر ال�سوري على املحتاجني‪.‬‬ ‫نافذة احلياة‪ ،‬بل كانت له � ٍ‬ ‫لل�شهيد �أمين طفل مل يتجاوز عمرة ال�شهرين فيما مل تبلغ طفلته عامها اخلام�س بعد‪.‬‬ ‫الرحمة كل الرحمة لروحك �أيها ال�شهيد‪ ،‬ولكل �شهيد يف �سوريا‪..‬‬

‫لينة أحمد عطفة‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫�أمين جادو‪ ..‬روح نقية‪ ،‬قلب �شجاع �آخر يودع �أ�سرة الهالل الأحمر ال�سوري‬ ‫�إثر ق�صف ا�ستهدف منطقة القابون يف دم�شق‬

‫�أم عامر ك ّالخة ال ّرمانة‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫خميمات اللجوء‪� ،‬أمرا�ض وم�شاكل‪:‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬

‫م��ن جه��ة أخرىأش��ارت صحيف��ة‬ ‫"واشنطن بوست" األميركية‪ ،‬إلى أن"تركيا‬ ‫التي تواج��ه واحدة منأكبر أزمات الالجئين‬ ‫ف��ي العالم من��ذ عق��ود‪ ،‬وتناش��د بإلحاح‬ ‫العال��م لتقدي��م مس��اعدات مالي��ة دولية‬ ‫وتدع��و ال��دول الغني��ة‪ ،‬الس��يما الواليات‬ ‫المتحدة ودول أوروبا للبدء في قبول أعداد‬ ‫كبيرة من الالجئين السوريين"‪.‬‬ ‫ورأت الصحيف��ة أن "ه��ذا الموق��ف‬ ‫يمث��ل تغيراً بالنس��بة للحكوم��ة التركية‪،‬‬ ‫التي طالما أصرت على أن أنقرة تس��تطيع‬ ‫أن تتعام��ل م��ع األزم��ة مالي��ًا واعتبرت��ه‬ ‫مص��در فخ��ر قوم��ي له��ا‪ ،‬وذلك بع��د أن‬ ‫وصلت التكلف��ة إلى ‪ 1.5‬ملي��ار دوالر في‬ ‫ظ��ل وج��ود حوال��ي ‪ 400‬أل��ف الج��ئ في‬ ‫البالد‪ ،‬وم��ن المتوقع أن يصلوا إلى مليون‬ ‫بنهاية ه��ذا العام‪ ،‬مم��ا زاد من الضغوط‬ ‫عل��ى الحكومة‪ ،‬ب��ل أن تركي��ا ترغب في‬ ‫تنظيم نقل جوي لالجئين‪ ،‬حس��بما يقول‬ ‫المس��ؤولون في أنق��رة‪ ،‬لك��ن ال يبدو أن‬ ‫هناك أي دولة مس��تعدة الس��تقبال هؤالء‬ ‫الالجئين"‪.‬‬ ‫ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم‬ ‫الخارجي��ة التركي��ة قول��ه‪ ،‬أن "المجتم��ع‬ ‫الدولي ال ينبغي أن يقدم فقط المساعدة‬ ‫لدف��ع الفاتورة‪ ،‬ولكنه ف��ي حاجة إلى فتح‬ ‫بالده لهؤالء الالجئين‪ ،‬وقد فشل المجتمع‬ ‫الدولي فش�لا ذريعاً في تقديم اس��تجابة‬ ‫فعلية"‪.‬‬

‫والس��ل في مخي��م الزعتري ف��ي األردن‪،‬‬ ‫حس��ب م��ا أك��د مدي��ر مديري��ة األمراض‬ ‫الس��ارية ف��ي وزارة الصح��ة األردني��ة‪،‬‬ ‫الدكت��ور محم��د العبد ال�لات‪ ،‬في تصريح‬ ‫لصحيفة "الشرق األوسط"‪.‬‬ ‫وأوض��ح أن المراك��ز الصحي��ة‬ ‫والمستش��فيات الموج��ودة ف��ي مخي��م‬ ‫الزعتري سجلت انتش��ار ‪ 9‬أمراض سارية‬ ‫في صفوف الالجئين الس��وريين‪ ،‬مضيفًا‬ ‫أن المديري��ة تعم��ل اآلن عل��ى معالجته��ا‬ ‫باألدوي��ة واألمص��ال المتواف��رة تحس��بًا‬ ‫لتفشيها بين الالجئين‪.‬‬ ‫وأض��اف العبد الالت أن هذه األمراض‬ ‫ه��ي الس��ل والحصب��ة والته��اب الكب��د‬ ‫الفيروس��ي بنوعي��ه (ألف وب��اء) والتدرن‬ ‫الرئ��وي التيفوئي��د والالش��مانية واإليدز‪.‬‬ ‫وأش��ار إل��ى أن ع��دد اإلصاب��ات ف��ي هذه‬ ‫األمراض تقدر بالعش��رات‪ ،‬ما عدا مرض‬ ‫اإليدز الذي بلغ عدد المصابين به ‪ 8‬حاالت‪.‬‬ ‫وق��ال العب��د ال�لات أن أس��باب ه��ذه‬ ‫األم��راض مختلف��ة‪ ،‬منها قل��ة النظافة أو‬ ‫عدم االلت��زام أو تكملة برنام��ج التطعيم‬ ‫ف��ي بالده��م‪ ،‬مؤك��داً أن حامل��ي مرض‬ ‫اإلي��دز كان��وا مصابي��ن به قب��ل دخولهم‬ ‫األردن‪ ،‬متوقع��اً أن تك��ون الع��دوى ق��د‬ ‫انتش��رت م��ن أكي��اس دم ملوثة‪ .‬وأش��ار‬ ‫العب��د الالت إل��ى أن أجه��زة وزارة الصحة‬ ‫األردنية بالتعاون مع المنظمات اإلنسانية‬ ‫قامت بحملة تطعيم ضد الحصبة وش��لل‬ ‫األطفال كإجراء وقائي‪.‬‬ ‫م��ن جانب��ه‪ ،‬أك��د مدي��ر البرنام��ج‬ ‫الوطن��ي لمكافح��ة م��رض الس��ل ف��ي‬ ‫األردن‪ ،‬خال��د أبو رم��ان‪ ،‬أن عدد الالجئين‬ ‫الس��وريين المصابين بمرض الس��ل في‬ ‫مخي��م الزعت��ري‪ ،‬بل��غ نح��و ‪ 151‬إصابة‪.‬‬ ‫وق��ال أب��و رم��ان أن "المراك��ز الصحي��ة‬ ‫والجه��ات المعني��ة بالوض��ع الصح��ي في‬ ‫مخي��م الزعتري‪ ،‬حولت ‪ 155‬الجئًا س��وريًا‬ ‫يشتبه بإصابتهم بمرض السل"‪.‬‬ ‫وأض��اف أن نس��بة اإلصاب��ة بمرض‬ ‫الس��ل ف��ي س��وريا مرتفع��ة‪ ،‬إذ تبلغ ‪40‬‬ ‫إصابة لكل ‪ 100‬ألف شخص‪ ،‬وهي نسبة‬ ‫مرتفع��ة إذا ما قورنت بمعدل اإلصابة في‬ ‫األردن والبالغ��ة نح��و ‪ 5‬إصابات لكل ‪100‬‬ ‫ألف شخص‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫كارثة ال�سوريني‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫�أزمة �إن�سانية خذلها العامل‬

‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫في رواي��ة الكاتب الس��عودي "عبده‬ ‫خال"‪" ،‬األي��ام ال تخبئ أحداً" يقول بطلها‬ ‫أب��و مري��م‪" :‬الفقر ع��دو المعرف��ة حيث‬ ‫تجبرك الفاقة لق��ذف كتابك والبحث عن‬ ‫لقم��ةٍ لتتبرزها في الي��وم التالي‪ ،‬أنظر‬ ‫له��ذه المفارق��ة فأي كلمة دخلت رأس��ك‬ ‫ال تخ��رج من��ه بينما لو وضع��ت جب ًال من‬ ‫الطع��ام في بطنك يتحلل إلى عفن‪ ،‬هذا‬ ‫العف��ن الذي م��ن أجله نعيش‪ ،‬وس��بيله‬ ‫بطوننا التي ال تمل من طلب العفن‪ ،‬كان‬ ‫باإلمكان أن أصبح شيئاً يذكر لوال الفقر"‪.‬‬ ‫بينم��ا ينص��ب الكثير م��ن التركيز‬ ‫المتعلق بالص��راع الس��وري على قضايا‬ ‫التكتيكات العسكرية والسلطة السياسية‪،‬‬ ‫ال تلقى األزمة اإلنسانية الكبيرة اهتمامًا‬ ‫يذك��ر‪ ،‬فاألوضاع االقتصادية المأس��اوية‬ ‫الت��ي يعيش��ها الس��وريون ال تهت��م به��ا‬ ‫دول العال��م وهيئ��ات األم��م المتح��دة‬ ‫المتخصصة‪ ،‬هذه األوضاع إذا ما استمرت‬ ‫ستحول الش��عب السوري إلى ماليين من‬ ‫الفق��راء‪ ،‬والفقر حين يمعن في أمةٍ من‬ ‫األمم يب��دو الحديث عن الحرية والكرامة‬ ‫مطلبي الثورة األساسيين ترفاً‪ ،‬وسيجعل‬ ‫ه��ذا الحال من س��وريا بالض��رورة‪ ،‬دولة‬ ‫فاش��لة س��تكون عالة‪ ،‬لي��س فقط على‬ ‫البل��دان العربي��ة‪ ،‬بل على بل��دان العالم‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫الثورة في س��وريا ه��ي معركة بين‬ ‫الحرية واالستعباد‪ ..‬بين الحق والباطل‪..‬‬ ‫بي��ن الخير والش��ر‪ .‬ونحن جميع��ًا نعرف‬ ‫من الذي ينتصر ف��ي النهاية‪ ،‬لكن الثمن‬ ‫ال��ذي دفع��ه ويدفع��ه الس��وريون ف��اق‬ ‫المعقول‪ ،‬يوميًا تطالعنا وس��ائل اإلعالم‬ ‫بعداد الشهداء الذي ال يكف عن التصاعد‬ ‫وتغف��ل النازحي��ن والالجئي��ن والفق��راء‬ ‫والمحرومي��ن م��ن التعليم للع��ام الثالث‬ ‫على التوالي‪.‬‬ ‫ملفنا الي��وم لإلضاءة عل��ى الكارثة‬ ‫اإلنسانية في س��وريا التي خذلها العالم‪،‬‬ ‫وتقاع��س أبناؤها ع��ن نصرتها وأبناؤها‬ ‫هنا هم من أطلق عليهم لقب المعارضة‬ ‫السياسية التي بد ًال من أن يتطور دورها‬ ‫تلوي��ح أممي باقت��راب الحل‬ ‫ويتق��دم مع‬ ‫ٍ‬ ‫السياس��ي‪ ،‬تراجع واقتص��ر على عباراتٍ‬ ‫صماء وتهديداتٍ ل��رأس النظام وأتباعه‪،‬‬ ‫بنصر قريب‪،‬‬ ‫وبش��ائر للش��عب الس��وري‬ ‫ٍ‬ ‫وبالتزام��ن م��ع الج��وع ال��ذي يخيم على‬ ‫س��وريا‪ ،‬تطالعن��ا المص��ادر اإلعالمي��ة‬ ‫بأرق��ام فلكي��ة بالمقي��اس الس��وري‬ ‫ٍ‬ ‫ألج��ور ومرتبات المعارضي��ن‪ ،‬والعاملين‬ ‫ف��ي حق��ل اإلغاث��ة‪ ،‬وتبقى التس��ريبات‬ ‫اإلعالمي��ة مصدرنا الوحيد في ظل غياب‬ ‫الش��فافية وإحج��ام االئت�لاف الوطن��ي‬ ‫والمجلس الوطن��ي وغيرهم عن عرض‬ ‫ميزانيتهم ومناقشتها‪ ،‬في إشارةٍ خطيرة‬ ‫لرؤيتهم لسوريا المستقبل‬ ‫النظ��ام ب��دوره وض��ع كل إمكانيات‬ ‫الحكوم��ة تح��ت تصرف اآللة العس��كرية‬

‫ـ األمني��ة‪ ،‬وأقر "موازن��ة الحرب" وأضحى‬ ‫مبدأ األسد أو نحرق البلد عنوانًا لسياسته‬ ‫االقتصادي��ة‪ ،‬فم��وارد الدول��ة بأس��رها‬ ‫مرهون�� ٌة للجي��ش واألم��ن والش��بيحة‬ ‫وروات��ب الموظفي��ن وبع��ض النفق��ات‬ ‫الضرورية األخرى لتس��يير ماكينة الدولة‬ ‫حتى تظل حاضرة ومسيطرة‪.‬‬

‫الواقع االقت�صادي‪:‬‬ ‫في حال استمرار النزاع المسلح إلى‬ ‫النهاي��ة فإن الرابح والخاس��ر متس��اويان‬ ‫ف��ي عجزهم��ا ع��ن توفي��ر االس��تقرار‬ ‫لس��ورية وإع��ادة بن��اء ما دمرت��ه الحرب‬ ‫عل��ى كافة األصع��دة‪ ،‬فقد أش��ار "تقرير‬ ‫الحالة والتوقعات االقتصادية في العالم"‬ ‫الذي يصدر في بداية كل س��نة عن إدارة‬ ‫األم��م المتح��دة للش��ؤون االقتصادي��ة‬ ‫واالجتماعي��ة‪ ،‬ومؤتم��ر األم��م المتح��دة‬ ‫للتج��ارة والتنمي��ة "االونكت��اد"‪ ،‬واللجان‬ ‫اإلقليمية الخمس التابعة لألمم المتحدة‪.‬‬ ‫إلى أن الصراع في س��وريا‪ ،‬بغض النظر‬ ‫عمن س��يربح المعركة‪ ،‬س��تكون نتائجه‬ ‫كارثية "مش��يراً إلى خس��ارة س��وريا في‬ ‫العامي��ن المنصرمين ‪ % 35‬م��ن إجمالي‬ ‫النات��ج المحلي‪ ،‬أي ما يع��ادل ‪ 18‬بالمائة‬ ‫سنوياً"‪.‬‬ ‫تس��بب الحظر النفطي بخسارة في‬ ‫عائ��دات الصادرات بما يق��ارب ‪ 4‬مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬م��ا أدى إلى انخفاض في اإليرادات‬ ‫الحكومي��ة بنحو ‪ 25‬في المئ��ة في العام‬ ‫‪ ،2012‬وأصاب الركود القطاع الس��ياحي‬ ‫الذي زود س��ورية في الع��ام ‪ 2010‬بنحو‬ ‫‪ 8‬ملي��ارات دوالر‪ ،‬وش��يئا فش��يئا ألغي��ت‬ ‫الحج��وزات الفندقي��ة وب��دأت الفن��ادق‬ ‫والشركات الس��ياحية بتسريح موظفيها‪،‬‬ ‫وش��مل الض��رر القطاع��ات المعتم��دة‬ ‫على الس��ياحة مث��ل المطاع��م‪ ،‬والنقل‪،‬‬ ‫وصناعات الحرف اليدوية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫أم��ا القط��اع الزراعي فق��د تعرض‬ ‫لخس��ائر فادح��ة بس��بب الحال��ة األمنية‬ ‫الت��ي تمنع نقل البضائ��ع‪ ،‬ونقص البذور‬

‫واألس��مدة‪ ،‬وارتف��اع أس��عار المحروقات‪،‬‬ ‫واستحالة الزراعة في محافظاتٍ بأسرها‬ ‫كانت تعتبر السلة الغذائية لسوريا وهي‬ ‫اليوم ترزح تح��ت النيران زرع المحاصيل‬ ‫وجنيها‪ .‬ووفقا لتقديرات منظمة األغذية‬ ‫الدولي��ة فق��د ه��وى محص��ول القم��ح‬ ‫والش��عير ع��ام ‪ 2012‬إل��ى مليون��ي طن‬ ‫مقارن��ة بنح��و ‪ 5‬ماليين طن ف��ي العام‬ ‫‪.2011‬‬ ‫بش��كل‬ ‫الصناعي‬ ‫اإلنتاج‬ ‫تراجع‬ ‫كما‬ ‫ٍ‬ ‫واضح‪ ،‬وتعطلت دورة اإلنتاج والتس��ويق‬ ‫ً‬ ‫خاص��ة والتي‬ ‫في محافظة ريف دمش��ق‬ ‫طالما ش��كلت العمود الفق��ري للصناعات‬ ‫الغذائي��ة والخفيف��ة ف��ي س��وريا‪ ،‬وم��ع‬ ‫دخ��ول حلب على خ��ط المواجهات‪ ،‬دخلت‬ ‫الصناع��ة الس��ورية ف��ي أت��ون الح��رب‪،‬‬ ‫إذ تش��ير تقدي��رات غي��ر نهائي��ة إلى أن‬ ‫األضرار في حلب وحدها تجاوزت ‪ 6‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬دون احتساب الخسائر الناجمة عن‬ ‫تخري��ب مئات المنش��آت الصناعي��ة‪ .‬كما‬ ‫عم��د الصناعيون في حلب لتفكيك ونقل‬ ‫أكثر من ‪ 1100‬منشأة صناعية إلى تركيا‬ ‫لحمايتها من القصف والنهب المنهجي‪.‬‬ ‫أما على الجان��ب المالي فصرح عبد‬ ‫اهلل ال��دردري كبي��ر االقتصاديي��ن ف��ي‬ ‫اللجن��ة االقتصادي��ة واالجتماعي��ة لغرب‬ ‫آس��يا "إس��كوا" التابعة لألمم المتحدة أن‬ ‫االقتص��اد الس��وري تقلص بم��ا بين ‪35‬‬ ‫و‪ 40‬ف��ي المائة خالل العامين الماضيين‪.‬‬ ‫وأن االحتياط��ي االس��تراتيجي ال��ذي‬ ‫كان قب��ل األزم��ة "تبخ��ر" بم��ا ف��ي ذلك‬ ‫االحتياطي الضخم من العمالت األجنبية‪.‬‬ ‫فانخف��ض م��ن ‪ 18‬ملي��ار دوالر إل��ى ‪2‬‬ ‫ملي��ار دوالر فقط خالل س��نتي األحداث‪،‬‬ ‫ول��وال الدعم متع��دد الجوان��ب؛ اإليراني‬ ‫والعراق��ي‪ ،‬ألعلن��ت الحكوم��ة الس��ورية‬ ‫إفالسها‬ ‫واللي��رة الس��ورية تضخم��ت بع��د‬ ‫أن طبع��ت الدولة م��ن العمل��ة‪ ،‬بمعاونة‬ ‫روس��يا‪ ،‬أربع��ة أضعاف ما كان��ت تطبعه‬ ‫سنويًا قبل الثورة‪ ،‬فانخفض سعر الليرة‬

‫م��ن ‪ 45‬ل��كل دوالر إل��ى ‪ 130‬لي��رة‪ ،‬مما‬ ‫انعكس جنوناً في األس��عار وبؤس��ًا طال‬ ‫كافة الطبقات في سوريا‪.‬‬ ‫ال��دردري توق��ع أن تعج��ز الحكومة‬ ‫السورية عن "تمويل المدفوعات الجارية‬ ‫"الروات��ب واألج��ور" بكامله��ا ف��ي ح��ال‬ ‫استمرت األزمة بعد هذه السنة" ورأى أنه‬ ‫"في حال توقف العنف اليوم سنس��تطيع‬ ‫إنق��اذ الب�لاد واقتصاده��ا ومجتمعه��ا‬ ‫ووحدته��ا وس��يادتها‪ ،‬ولك��ن المش��هد‬ ‫االقتصادي قاتم جداً"‪.‬‬

‫عن الالجئني والنازحني‪:‬‬ ‫قالت مس��اعدة األمي��ن العام لألمم‬ ‫المتح��دة للش��ؤون اإلنس��انية فالي��ري‬ ‫آموس‪ ،‬أن "األزمة اإلنس��انية في سوريا‬ ‫س��تطول وت��زداد عمق��ا‪ ،‬إذا ل��م يتوف��ر‬ ‫الحل السياس��ي"‪ ،‬مش��يرة إل��ى أنه "في‬ ‫ح��ال غياب��ه ف��إن الش��يء الوحي��د الذي‬ ‫يمك��ن فعل��ه‪ ،‬ه��و إيص��ال المس��اعدات‬ ‫اإلنس��انية لم��ن ه��م في وض��ع صعب"‪،‬‬ ‫ولفتت آموس "خ�لال حديث للصحفيين‪،‬‬ ‫أدلت ب��ه خ�لال زيارتها لمخي��م كيليس‬ ‫لالجئين الس��وريين‪ ،‬الواقع جنوب تركيا‪،‬‬ ‫بحس��ب وكال��ة "األناضول" لألنب��اء‪ ،‬إلى‬ ‫أن "الرس��الة المش��تركة لالجئي��ن‪ ،‬كانت‬ ‫الرغب��ة في إنهاء المأس��اة بأس��رع وقت‪،‬‬ ‫ليتسنى لهم العودة إلى ديارهم"‪ ،‬مبينة‬ ‫أن "‪ 400‬ألف س��وري اضطروا للجوء إلى‬ ‫دول الجوار‪ ،‬منذ بداية العام الحالي"‪.‬‬ ‫آالف الس��وريين يعانون من تدهور‬ ‫ف��ي األوض��اع اإلنس��انية‪ ،‬ج��راء نق��ص‬ ‫الم��واد الغذائي��ة والطبي��ة‪ ،‬إضاف��ة على‬ ‫انخفاض الخدمات الصحية‪ ،‬في وقت نزح‬ ‫نح��و ‪ 1 .1‬ملي��ون إلى خارج الب�لاد هربا‬ ‫م��ن األعمال العس��كرية والقصف الجوي‬ ‫والصاروخ��ي لمناطقه��م‪ ،‬بي��د‪ ،‬أن عدد‬ ‫األشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات‬ ‫إنس��انية عاجل��ة داخل س��وريا ه��و أكبر‬ ‫من ذل��ك‪ .‬وتقدّر األمم المتح��دة إلى أن‬ ‫هن��اك نح��و مليوني ش��خص مش��ردين‬

‫في انتظار فرصة للحياة ‪ -‬أحد أحياء مدينة حلب‬


‫البنية التحتية‪:‬‬

‫امل�ساعدات الدولية‪:‬‬

‫أم��ام الواق��ع الكارث��ي ال��ذي رف��ع‬ ‫مس��توى الفقر من ‪ 30%‬قب��ل الثورة إلى‬ ‫ما يزيد عن ‪ ،60%‬والذي إذا اس��تمرا حتى‬ ‫عام ‪" 2015‬فستصل نس��بة البطالة إلى‬ ‫‪ 58‬ف��ي المائ��ة‪ ،‬م��ا يعني غي��اب فرص‬ ‫العمل‪ ،‬بينما س��تصل نس��بة الس��وريين‬ ‫الذين يعيش��ون في فق��ر مدقع‪ ،‬أي بأقل‬

‫أسبوعية‬

‫دُم��رت معظ��م المصان��ع خ�لال‬ ‫األح��داث‪ ،‬أو نق��ل إل��ى ال��دول المجاورة‪،‬‬ ‫كم��ا يق��در مجموع ما دمر من المس��اكن‬ ‫ب��ـ"‪ "800‬أل��ف مس��كن‪ ،‬مما يعن��ي أن ما‬ ‫يقارب خمس��ة ماليين س��وري بين نازح‬ ‫والجئ مش��ردين داخل الب�لاد وخارجها‪،‬‬ ‫فقدوا مس��اكنهم بع��د أن دُمرت بيوتهم‬ ‫جزئيًا أو كليًا‪.‬‬ ‫دم��رت الم��وارد والبي��وت والمحالت‬ ‫والمستش��فيات والم��دارس والمس��اجد‬ ‫تدمي��راً ش��ام ًال ف��ي معظ��م الم��دن في‬ ‫ً‬ ‫إضاف��ة إل��ى األض��رار الفادح��ة‬ ‫س��وريا‪.‬‬ ‫بقطاع المي��اه والطاقة والط��رق العامة‪،‬‬ ‫وم��ع اس��تمرار المعارك يس��تحيل حصر‬ ‫الخسائر واألضرار ووفقاً لدراسةٍ أجرتها‬ ‫لجنة األمم المتحدة لغرب آسيا "اإلسكوا"‪،‬‬ ‫فإن س��وريا تحتاج‪ ،‬حت��ى اآلن‪ ،‬إلى مبلغ‬ ‫يتراوح بي��ن ‪ 48‬و‪ 60‬ملي��ار دوالر إلعادة‬ ‫البناء‪ ،‬وإل��ى مدة تط��اول ‪ 25‬عامًا‪ ،‬حتى‬ ‫تعود كما كان��ت قبل بدء األحداث‪ .‬ويوزع‬ ‫هذا المبلغ كما يلي‪ 35% :‬للبناء والتشييد‪،‬‬ ‫و‪ 25%‬للبنية التحتية‪.‬‬ ‫هذا وح��ذر صندوق األم��م المتحدة‬ ‫للطفول��ة (اليونيس��ف) في أحدث نش��رة‬ ‫ح��ول الوض��ع اإلنس��اني في س��وريا من‬ ‫تالش��ي ف��رص الوص��ول إل��ى المي��اه‬ ‫النظيفة في جمي��ع أنحاء البالد‪" ،‬والقطع‬ ‫المتك��رر للكهرب��اء‪ ،‬ونق��ص الوق��ود‪،‬‬ ‫وتدمي��ر البني��ة التحتية وتعطي��ل أعمال‬ ‫المي��اه مم��ا أدى إلى انخف��اض كبير من‬ ‫‪ 75‬لت��را (م��ا قبل األزمة) إل��ى حوالي ‪25‬‬ ‫لت��را للش��خص يومي��ًا"‪ .‬وتق��وم وكال��ة‬ ‫األمم المتحدة بتوزيع بعض المستلزمات‬ ‫الخاصة بتنقية المي��اه لتعويض النقص‬ ‫في معالجة المياه المس��تعملة والمعالجة‬ ‫بالكلور المتاحة في بعض المناطق‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫لتقري��ر أص��دره "المرك��ز‬ ‫وفق��ًا‬ ‫ٍ‬ ‫السوري لبحوث السياسات" تناول خسائر‬ ‫االقتصاد الس��وري‪ ،‬فإن التقديرات تشير‬ ‫إلى أنه بنهاية الع��ام ‪ 2012‬يكون معدل‬ ‫البطال��ة ارتف��ع من ‪ 9% .14‬إل��ى ‪9% .34‬‬ ‫وهو ما يعني تأثر الحالة المعيش��ية لنحو‬ ‫‪ 6‬ماليين مواطن س��وري‪ ،‬بعد أن أُغلقت‬ ‫معظ��م المنش��آت الصناعي��ة والخدمي��ة‬ ‫والتجاري��ة الخاص��ة وتوقفت ع��ن العمل‬ ‫واس��تغنت ع��ن عماله��ا‪ .‬وفُق��دت المواد‬ ‫من الس��وق‪ ،‬وخاص��ة مش��تقات الطاقة‬ ‫وارتفع��ت أس��عارها إل��ى س��تة أضع��اف‬ ‫أحيان��ًا‪ ،‬كم��ا ه��و ح��ال الغ��از والم��ازوت‬ ‫ووق��ود الس��يارات ال��ذي ص��ار يب��اع في‬ ‫الس��وق الس��وداء بثالثة أضعاف س��عره‬ ‫المسمى‪ ،‬إضافة لهروب عدد من شركات‬ ‫القطاع الخاص وتوقف بعض الش��ركات‬ ‫الحكومي��ة عن العمل ف��ي المناطق التي‬ ‫تشهد أعمال عنف‪.‬‬ ‫ف��ي الوقت الذي تش��ير في��ه بيانات‬ ‫مس��ح قوة العمل لعام ‪ 2011‬إلى أن عدد‬ ‫المش��تغلين في الفن��ادق والمطاعم بلغ‬ ‫م��ا يزيد عل��ى ‪ 63‬ألف عامل ف��إن نقابة‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫البطالة‪:‬‬

‫الس��ياحة تؤكد أن األزمة أدت إلى تسريح‬ ‫‪ 40‬ألف عامل من وظائفهم في المنشآت‬ ‫الس��ياحية‪ .‬ويؤك��د النائ��ب االقتص��ادي‬ ‫الس��ابق عب��د اهلل ال��دردري أن وص��ول‬ ‫مع��دل البطال��ة إل��ى نح��و ‪ 35%‬يعني أن‬ ‫البطالة بهذه المعدالت ستكون في العام‬ ‫‪ 2015‬نحو ‪ 49%‬وس��تكون بطالة الشباب‬ ‫نحو ‪.100%‬‬ ‫تترافق البطالة مع هجرةٍ للكفاءات‬ ‫ورؤوس األموال‪ ،‬فبينما تس��تنزف هجرة‬ ‫الس��وريين المتعلمين وأصحاب المهارات‬ ‫بش��كل متزايد الق��وة العاملة ف��ي البالد‬ ‫وج��ودة خدماتها المجهدة بالفعل بس��بب‬ ‫عامين من النزاع‪.‬‬ ‫قال رضوان نويصر‪ ،‬منسق الشؤون‬ ‫اإلنس��انية اإلقليم��ي‪ ،‬أن "الظاه��رة‬ ‫مس��تمرة ومتنامي��ة"‪ .‬فق��د أث��ر ه��روب‬ ‫الموظفي��ن على العمل في المؤسس��ات‬ ‫الحكومي��ة والتعليمية والمصانع ‪ -‬لكن ال‬ ‫يتم الش��عور بهذا األثر في أي مكان أكثر‬ ‫م��ن القطاع الصحي‪ .‬وأضاف هناك حاجة‬ ‫كبيرة إل��ى تلك المهارات م��ن أجل إعادة‬ ‫بناء سوريا في المستقبل"‪.‬‬ ‫أما عن هجرة رؤوس األموال وبعيداً‬ ‫ع��ن الث��روات المهرب��ة أص� ً‬ ‫لا م��ن قبل‬ ‫عائلة النظام ورجاالته‪ ،‬فمن المس��تحيل‬ ‫حس��اب كمي��ة رؤوس األموال الس��ورية‬ ‫الت��ي تم إخراجه��ا من البل��د‪ ،‬لكن يوجد‬ ‫بع��ض األرقام واإلحصائيات التي يمكنها‬ ‫تزويدن��ا بفك��رة عن م��دى الخس��ائر‪ ،‬إذ‬ ‫ت��دل األرقام في قطاع المصارف الخاصة‬ ‫في س��ورية لوحدها أن أكث��ر من خمس‬ ‫اإليداع��ات ف��ي ه��ذه المص��ارف‪ ،‬قد تم‬ ‫س��حبها من قبل المودعين مع نهاية عام‬ ‫‪ 2012‬مما يقارب ‪ 100‬مليار ليرة سورية‪.‬‬ ‫مئ��ات الماليين من ال��دوالرات التي‬ ‫تش��كل رؤوس األموال الس��ورية‪ ،‬قد تم‬ ‫إخراجه��ا م��ن س��ورية‪ ،‬ويتم اس��تعمال‬ ‫هذه األموال إما من خالل اس��تهالكها في‬ ‫الخ��ارج لتحمل نفق��ات المعيش��ة أو من‬ ‫خالل اس��تثمارها في البل��دان المجاورة‪.‬‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى ضياع فرص��ة وجود هذه‬ ‫األم��وال داخل س��ورية على جي��ل كامل‬ ‫داخل البلد‪.‬‬ ‫وبدأت مؤش��رات األزمة االقتصادية‬ ‫م��ع هج��رة رؤوس األم��وال مع األش��هر‬ ‫األول��ى ونق��ل الحس��ابات المصرفي��ة‬ ‫للمواطني��ن الس��وريين إل��ى لبن��ان‬ ‫وتركي��ا واألردن فق��د ق��درت صحيف��ة‬

‫"إيكونوميس��ت" حج��م المبال��غ المهربة‬ ‫حت��ى نهاي��ة ش��هر أي��ار ‪ 2011‬بنحو ‪30‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬

‫من ‪ 25 .1‬دوالر يومياً‪ ،‬إلى ‪ 44‬في المائة‬ ‫مقارنة بـ ‪ 12‬في المائة قبل األزمة‪.‬‬ ‫ح��ل قري��ب يتطل��ع‬ ‫وأم��ام غي��اب ٍ‬ ‫الس��وريون للمس��اعدة م��ن األصدق��اء‬ ‫والهيئ��ات األممي��ة المختص��ة‪ ،‬لك��ن‬ ‫المس��اعدات ال تص��ل وإن وصل��ت ف�لا‬ ‫تكف��ي‪ ،‬بس��بب نق��ص التموي��ل‪ ،‬فق��د‬ ‫أعلنت منظم��ة األمم المتح��دة للطفولة‬ ‫(اليونيس��ف) بالفع��ل أنها س��وف تضطر‬ ‫إل��ى تخفيض برام��ج مس��اعدات معينة‬ ‫داخل سوريا‪ ،‬بما في ذلك جهود التطعيم‪،‬‬ ‫والف��رق الصحي��ة المتنقل��ة‪ ،‬وتوفي��ر‬ ‫المي��اه واألنش��طة الترفيهي��ة لألطفال‪،‬‬ ‫إذا ل��م تحصل على تموي��ل إضافي "في‬ ‫األيام واألس��ابيع المقبلة"‪ .‬وف��ي البلدان‬ ‫المج��اورة‪ ،‬ل��ن تك��ون اليونيس��ف قادرة‬ ‫على توفير مياه الش��رب واالس��تحمام أو‬ ‫المراحيض لعشرات اآلالف من الالجئين‪،‬‬ ‫وس��وف تضطر إلى وقف أنشطة التعليم‬ ‫لعش��رات اآلالف من األطفال الس��وريين‬ ‫الذين يدرس��ون ف��ي الم��دارس األردنية‬ ‫واللبنانية‪.‬‬ ‫ولي��س النق��ص ف��ي التموي��ل‬ ‫المش��كلة الوحي��دة الت��ي تمن��ع وص��ول‬ ‫المس��اعدات‪ ،‬فانع��دام األم��ن‪ ،‬ونق��ص‬ ‫المعلومات‪ ،‬والتصاريح العديدة المطلوبة‬ ‫من قبل كل من الحكومة واألمم المتحدة‬ ‫يفرض قيوداً على توصيل المس��اعدات‪.‬‬ ‫فالنظ��ام أص��رّ عل��ى توصي��ل جمي��ع‬ ‫المساعدات اإلنس��انية في إطار االحترام‬ ‫الكام��ل لس��يادة الجمهوري��ة العربي��ة‬ ‫الس��ورية‪ .‬فالقرارات المتعلقة بالقضايا‬ ‫اإلستراتيجية أو اللوجستية‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫مواقع المكاتب الميدانية‪ ،‬ينبغي أن تُتخذ‬ ‫بعد إجراء مش��اورات رسمية مع الحكومة‬ ‫م��ن أج��ل الحص��ول عل��ى التراخي��ص‬ ‫واالعتمادات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة لتخصيص ثلثي المساعدات‬ ‫إلى الس��وريين المحتاجين خ��ارج البالد‪،‬‬ ‫مم��ا يترك ثل��ث المعون��ات فق��ط للعدد‬ ‫األكب��ر بكثي��ر م��ن المش��ردين ال��ذي ال‬ ‫يزالون داخل البالد‪.‬‬ ‫تعثرت البش��رية والمأساة السورية‬ ‫ت��دور كحج��ر الطواحي��ن ح��ول ذاته��ا‪،‬‬ ‫تس��حقنا وت��دور‪ ،‬أن تكون س��وريًا اليوم‬ ‫فإن��ك في البؤرة من جهن��م‪ ،‬كل األحقاد‬ ‫مع��ك هن��اك بح��اراً م��ن الله��ب‪ ،‬لكنن��ا‬ ‫طالب ح��ق وبهذا نؤمن‪ ،‬وم��ن عنده ذر ٌة‬ ‫م��ن اإليمان وق��ال للجب��ال تزحزحي من‬ ‫مكانك‪ ..‬تزحزحت‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬

‫داخلياً؛ وهن��اك تقدي��رات موثوقة أخرى‬ ‫تش��ير إل��ى أن العدد الحقيق��ي هو أعلى‬ ‫م��ن ذل��ك‪ .‬وبعبارة أخ��رى‪ ،‬اضط��ر أكثر‬ ‫من ثالثة أضعاف من عدد الس��كان الذين‬ ‫تم إجبارهم عل��ى عبور الحدود بحثاً عن‬ ‫األم��ان أو القوت‪ ،‬إلى النزوح من منازلهم‬ ‫داخ��ل س��وريا‪ .‬كم��ا أن هن��اك مليون��ي‬ ‫س��وري آخري��ن ال يزال��ون ف��ي منازلهم‬ ‫ويُعتقد أنهم بحاج��ة إلى الغذاء والوقود‬ ‫والدعم الطبي وغير ذلك من المساعدات‬ ‫اإلنسانية الطارئة‪.‬‬ ‫وق��ال جينس اليرك مكتب تنس��يق‬ ‫الش��ؤون اإلنس��انية أنه إذا استمر العنف‬ ‫دون توقف‪ ،‬فقد نرى زيادة ملحوظة على‬ ‫األربع��ة ماليين الحاليي��ن الذين هم في‬ ‫حاجة إلى مساعدات عاجلة‪.‬‬ ‫وف��ي مؤتم��ر صحاف��ي بمناس��بة‬ ‫الذكرى الثانية لالنتفاضة الس��ورية دعا‬ ‫المفوض الس��امي لش��ؤون الالجئين في‬ ‫األم��م المتح��دة انطونيو غوتي��رس «أن‬ ‫األزمة في سوريا تحتاج إلى حل سياسي‬ ‫ال إنس��اني»‪ ،‬محذرا مما وصف��ه باألزمة‬ ‫اإلنس��انية غير المنتهية‪ ،‬التي قد تتسبب‬ ‫بس��يناريو كارث��ي على منطقة الش��رق‬ ‫األوسط‪.‬‬ ‫وأض��اف أن األزم��ة الس��ورية «ال‬ ‫تشبه غيرها من األزمات خاصة من حيث‬ ‫تعقيداتها وتداعياتها اإلنس��انية وتتطلب‬ ‫إجراءات قص��وى واس��تثنائية»‪ .‬وذكر أن‬ ‫مس��توى الدم��ار في س��ورية بل��غ حدا ال‬ ‫يط��اق وأدى إلى نزوح الس��وريين بأعداد‬ ‫كبيرة داخل بالده��م‪ ،‬وإلى بلدان الجوار‬ ‫الفت��ا إل��ى أن ع��دد الالجئين الس��وريين‬ ‫مرش��ح ليتضاعف بثالث مرات في نهاية‬ ‫الس��نة الجاري��ة إذا ل��م يت��م إيج��اد حل‬ ‫سياسي لألزمة الس��ورية في أسرع وقت‬ ‫ممكن‪.‬‬ ‫أم��ا وكالة غ��وث تش��غيل الالجئين‬ ‫الفلس��طينيين "أون��روا" فق��درت أن‬ ‫م��ا يق��رب م��ن ‪ 235‬ألف��ا م��ن الالجئين‬ ‫الفلسطينيين‪ ،‬أي نصف مجتمع الالجئين‬ ‫الفلس��طينيين ف��ي س��وريا تقريب��ا‪،‬‬ ‫مش��ردون حاليا‪ .‬وفر نح��و ‪ 42‬ألف الجئ‬ ‫إل��ى لبن��ان حت��ى اآلن‪ ،‬بينما دخل س��تة‬ ‫آالف آخ��رون إل��ى األردن‪ .‬ووفق��ا ألحدث‬ ‫األرقام الصادرة عن األونروا‪ ،‬يحتاج حاليا‬ ‫أكث��ر من ‪ 400‬ألف الجئ فلس��طيني إلى‬ ‫المساعدة اإلنسانية العاجلة‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫قوى الثورة يكفيها الت�شرذم‬ ‫والتخبط واالرتباك‬

‫الياس س الياس‬

‫‪ .1‬والدة‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫ف��ي مدين��ة س��ورية ما وُل��د طفل‬ ‫لوالدي��ن يعيش��ان ف��ي ضاحي��ة م��ن‬ ‫الضواحي الكثيرة التي ما أن يحط المساء‬ ‫حتى تب��دو الش��وارع والبي��وت مهجورة‪،‬‬ ‫أض��واء خافتة تش��ير إلى أن��ك في مكان‬ ‫ال ينتم��ي إلى العص��ر والمدين��ة التي ال‬ ‫تنتب��ه كثيراً ل��والدة طفل تح��ت مصباح‬ ‫تولدت ش��حنة الكهرباء عن محرك يعمل‬ ‫على الديزل في أحس��ن األح��وال‪ ..‬يفرح‬ ‫األه��ل أيما فرح‪ ..‬تذه��ب منغصات غياب‬ ‫الحياة والبنى التحتية واالستنشاق السام‬ ‫لس��خام التلوث‪ ..‬تبدأ دورة أخرى‪ ،‬يس��ير‬ ‫األب والخال مزهوان نحو مركز الحكومة‬ ‫لتس��جيل الطف��ل‪ ..‬يفت��ح الموظ��ف‬ ‫درج الطاول��ة‪ ..‬يلق��ي فيه��ا الخ��ال "ثمن‬ ‫سندويش��ة غداء للش��باب‪ .."..‬االسم غير‬ ‫مناس��ب للمرحلة‪ ،‬يهرش األب جيبه وهو‬ ‫يفكر بواجب��ات كثيرة‪ ..‬يأخ��ذه جانبا أحد‬ ‫زمالء الموظ��ف‪ ..‬يقنعه بأن��ه إذا أراد أن‬ ‫يعود مرفوع الرأس بتس��مية ابنه فعليه‬ ‫أن "يسلك األمور!"‪...‬‬ ‫تذه��ب كل ش��روحات الش��اب الذي‬ ‫صار والدا أدراج رياح الموظف الش��افطة‬ ‫لما ف��ي جيوب��ه‪ ..‬يستس��لم‪ ..‬وق��د كان‬ ‫الخ��ال يمارس كل أن��واع التزلف وتقبيل‬ ‫األيدي‪..‬‬

‫‪ .2‬ت�صويت‪ ..‬انتخابي‪..‬‬

‫لف��رط ح��رص حاف��ظ أس��د عل��ى‬ ‫ممارس��ة الس��وريين "لدوره��م"‬ ‫و"حقوقهم" االنتخابية جعل من س��يارات‬ ‫"س��وزوكي" تج��وب قل��ب المدين��ة وهي‬ ‫تحم��ل كل أن��واع العمال��ة‪ ..‬حت��ى هؤالء‬ ‫المارون والمقرفصون على الرصيف قيل‬ ‫لهم‪:‬‬ ‫ هي��ا أيه��ا الكس��الى‪ ..‬اصعدوا إلى‬‫االنتخاب��ات‪ ..‬الي��وم يج��ب أن نس��تجيب‬ ‫لدعوات "األب القائد"!‪..‬‬ ‫حش��روا الناس مع الموظفين الذين‬ ‫يعرفون الزمة النش��يد‪ ..‬دُهش سوداني‬ ‫ومصري‪ ..‬صاروا يحلفون‪ :‬يا جماعة نحن‬ ‫لسنا بسوريين‪ ..‬كيف ننتخب!‬ ‫ذلك المتكرش "الحزبي" ألقى فيهم‬ ‫خطب��ة قومي��ة وقرعه��م وأخ��ذ ج��وازي‬ ‫السفر‪ ..‬أنتم عرب وال يهم‪..‬‬

‫‪ .3‬ب�صم بالدم‪..‬‬

‫حين كانت صناع��ة القهر والرضوخ‬ ‫ف��ي أوجهه��ا واالنحطاط يض��ع ثقله من‬ ‫تدمر إلى كل "كركون" وقبو ودائرة أمنية‪،‬‬ ‫لم ينتب��ه كثيرون للجماجم المحطمة وال‬ ‫للخوزقة الممارس��ة على الجثث المتدلية‬ ‫وال عل��ى خي��م العزاء الس��رية ف��ي دير‬ ‫ال��زور وإدلب‪ ..‬بل لم ينتب��ه كثيرون إلى‬ ‫أن ش��وارع دمش��ق‪ ،‬النظيف��ة على وجه‬ ‫التحدي��د‪ ،‬كان فيه��ا مقايضات مصوغات‬ ‫ذهبية لعوائل دمشقية عريقة ليقال لها‬

‫أن كان على البنت أو الكنة أن تُسجال في‬ ‫خانة "أرمل��ة" أم تبقيان كما غيرهن من‬ ‫نسوة وأمهات وأبناء ينتظرن‪..‬‬ ‫فكرة ليست جهنمية في سيكولوجية‬ ‫القهر‪ ..‬فمن يتقدم بطلب استرحام موقع‬ ‫بال��دم مرفوع إل��ى "األب القائ��د" ويوقع‬ ‫عل��ى تعه��د خط��ي بالهت��اف القطيع��ي‬ ‫واإلقالع عن معاش��رة "الوساوس"‪ ..‬كان‬ ‫تش��طيب االبهام يج��ري لكتاب��ة وبصم‬ ‫لآللهة التي س��تعفو عن انس��ان الكهوف‬ ‫من تدمر وغيرها‪..‬‬ ‫من س��اروجة في دمش��ق كان لألم‪،‬‬ ‫المتزوج��ة م��ن النب��ك‪ ،‬اب��ن ف��ي الصف‬ ‫العاش��ر‪ 1981 ..‬كان يس��ير ف��ي ش��ارع‬ ‫النصر بدمش��ق مع بعض رفاقه خارجين‬ ‫من المدرسة‪ ..‬بيجو ‪ ..504‬أخذته‪ ..‬زعيم‬ ‫خلي��ة "إخواني��ة"‪ ..‬ف��ي الصف العاش��ر‪..‬‬ ‫انتظرت األم وجمع��ت مصوغات ذهبية‪..‬‬ ‫قالوا لها‪ :‬لقد أخبرونا بأنه س��يحضر إلى‬ ‫البيت يوم الخميس القادم‪..‬‬ ‫‪ 8‬أع��وام مرت‪ ..‬نصبوا في الش��ارع‬ ‫األضواء االحتفالي��ة وعزموا رفاقه الذين‬ ‫راحوا يتخيلونه بعد هذه الس��نوات‪ ..‬األب‬ ‫متوجس‪ ..‬أطلت س��يارة بيضاء صغيرة‪..‬‬ ‫تشبه سيارات نقل الموتى‪..‬‬ ‫ وقعوا هنا‪ ..‬قال ذلك الصوت‪..‬‬‫دفنوه على عجل‪..‬‬

‫‪ .4‬طائرة جوا�سي�س‪..‬‬

‫كان فرح��ا ذل��ك الفلس��طيني على‬ ‫متن رحل��ة قادمة م��ن أوروب��ا‪ ..‬لم يرى‬ ‫س��وريا من قبل‪ ..‬كان يقلب جواز س��فره‬ ‫األوروب��ي بعد أن تخلى عن اإلس��رائيلي‬ ‫المجبر عليه‪..‬‬ ‫ وأخي��را س��أرى س��وريا العربي��ة‪..‬‬‫يق��ول للجال��س بجانب��ه وقد ب��دت عليه‬ ‫مالم��ح األبهة‪ ..‬بين أخذ ورد وحديث ودي‬ ‫حط��ت الطائ��رة‪ ..‬أخذته��م الحافل��ة إلى‬ ‫صالة الوصول‪ ..‬كان صاحبنا الفلسطيني‬ ‫مزه��وا باستنش��اق ه��واء بل��د عرب��ي‪..‬‬ ‫صحيح أنه سمع بقصف صهيوني غاشم‬ ‫على موقع س��وري‪ ..‬لكنه ل��م يكن يقلق‬ ‫ألنه س��مع كثيرا عن ق��وة وصالبة قيادة‬ ‫سوريا وأنها سترد‪..‬‬ ‫كلم��ا اقت��رب دوره لتفتي��ش أوراقه‬ ‫كانوا يطلبون منه أن يصبر‪..‬‬ ‫ اجلس هنا أستاذ‪ ..‬دقائق وسيحل‬‫األمر‪..‬‬ ‫راح يح��دق بال��ركاب الذي��ن يقفون‬ ‫بصف طويل‪ ..‬عرب وس��وريون وأجانب‪..‬‬ ‫صفوف منفصلة‪ ..‬فرك عيناه جيدا‪ ..‬نظر‬ ‫حول��ه‪ ..‬وأنصت إلى اللغة‪ ..‬أنها العربية‪..‬‬ ‫إذا‪ ،‬هذا مطار دمش��ق الدولي‪ ..‬أنه ليس‬ ‫مطار اللد‪..‬‬ ‫ظل يح��دق بالصف الواقف‪ ..‬أش��اح‬ ‫عن التحدي��ق‪ ..‬مخافة أن يكتش��فه ذلك‬ ‫الش��رطي صاحب الهندام والنجوم‪ ..‬وفي‬

‫لحظ��ة ما أراد أن ينادي بأعلى صوته‪ :‬بن‬ ‫يشاي‪ ..‬يا ابن العاهرة ما الذي تفعله في‬ ‫مطار دمشق الدولي؟!‪.‬‬ ‫ن��اداه ش��اب قصي��ر القام��ة‪ ..‬وبعد‬ ‫أكد اس��مه العربي‪ ..‬أربعة أعوام ألنه لم‬ ‫يفه��م المعادلة‪ ..‬فهو ل��م يكن بذكاء بن‬ ‫يشاي ليغير اسمه ومكان والدته‪..‬‬

‫‪ .5‬علوي‪..‬‬

‫دخ��ل إل��ى الص��ف ذل��ك الش��اب ذا‬ ‫المالم��ح البرونزي��ة‪ ..‬ش��اربه يمي��ل إلى‬ ‫الش��قرة‪ ..‬منقول م��ن جبل��ة‪ ..‬مغضوب‬ ‫علي��ه ألنه ل��م يفه��م كيف ي��ردد الزمة‬ ‫"وحدة حرية اش��تراكية"‪ ..‬مشاكس ربما‪،‬‬ ‫كان أ‪ .‬راج��ح من��دوب كنع��ان دروي��ش‬ ‫البعث��ي يتباهى بمس��دس مفروز له من‬ ‫"ش��بيبة الث��ورة" وهو يتوج��س من هذا‬ ‫العلوي‪..‬‬ ‫مال "ف‪ .‬ذ" س��ائال أس��عد من يكون‬ ‫مدرس االنكليزية هذا؟!‬ ‫ ابن شر‪ ..‬هذا‪ ..‬شيوعي كلب‪!..‬‬‫كان ذل��ك ف��ي "ثانوي��ة اليرم��وك"‬ ‫قبل أن تصير "ثانوي��ة البعث" في مخيم‬ ‫اليرموك‪..‬‬ ‫ل��و لم يك��ن ذلك األس��تاذ له اس��م‬ ‫عرب��ي لظ��ن الط�لاب أن��ه س��ويدي‪..‬‬ ‫حم��ل الطبش��ورة‪ ..‬كت��ب على الس��بورة‬ ‫باالنكليزي��ة‪ :‬ل��و كان حب��ك فلس��طين‬ ‫جريمة فليشهد التاريخ أني أول مجرم!‬ ‫لم يس��توعب الجميع تلك المالسنة‬ ‫بعد أيام‪..‬‬ ‫ث��م مف��ردات أخ��رى ع��ن الحري��ة‬ ‫والث��ورة‪ ..‬دُهش الط�لاب‪ ..‬خرج أحدهم‬ ‫ومسدس��ه يظه��ر م��ن تح��ت س��ترته‬ ‫العسكرية اإلجبارية‪..‬‬ ‫غ��اب ذل��ك العل��وي "الخائ��ن" ول��م‬ ‫يع��د يراه الطالب‪ ..‬بع��د التحري تبين أنه‬ ‫"مجرم‪ ..‬وعميل لالس��تعمار" ألنه يتزعم‬ ‫خلية من "ح��زب العمل الش��يوعي"‪ ..‬بل‬ ‫جريمت��ه أيض��ًا أن��ه كان يحمل بس��رية‬ ‫نشرة ممنوعة أعطاها لمن هم مثله‪..‬‬ ‫ف‪ .‬ذ‪ ..‬اب��ن الس��ويداء‪ ..‬وفي مرحلة‬ ‫البصم بالدم‪ ،‬وكان قد انهى الثانوية في‬ ‫ذات العام‪ ،‬حُكم ‪ ١٥‬س��نة بتهمة معاداة‬ ‫مب��ادئ الث��ورة‪ ..‬فالش��اب كان أيض��اً من‬ ‫حزب العمل‪!..‬‬ ‫أما ذلك األس��تاذ فالبد أنهم حاكموه‬ ‫بتهم��ة خيانة األمة‪ ..‬فكي��ف تكون علويا‬ ‫وش��يوعيا ومعادي��ا آلل األس��د؟!‪ ..‬فاألمة‬ ‫تتجسد باألسد‪..‬‬

‫‪� .6‬صراخ يف حافلة غربية‪..‬‬ ‫"اهلل ين�صر الأ�سد"!‪..‬‬

‫أخبرن��ي صديق من خ�لال تقنية‬ ‫"غربي��ة متآم��رة" بأن��ه كان يجل��س‬ ‫ف��ي حافل��ة س��ويدية‪ ..‬وإذ بصاحبن��ا‪،‬‬

‫معتل القل��ب ومؤخراً أصي��ب باعتالل‬ ‫دماغ��ي‪ ،‬يطل��ق على نفس��ه "ش��اعر‬ ‫الث��ورة والمخيم��ات" (ال لي��س الث��ورة‬ ‫الس��ورية!)‪ ..‬يجلس في أول مقعد في‬ ‫الب��اص‪ ..‬التف��ت يرم��ق "المتخلفون"‬ ‫الس��ويدون نظ��رة تش��عرهم بأنه��م‬ ‫ضيوف غير مرحب بهم في السويد‪..‬‬ ‫صاحبن��ا ه��ذا ج��اء قبل س��نوات‬ ‫ش��اكيا باكيا قمع آل األسد‪ ..‬متفننا في‬ ‫سرد وس��ائل التعذيب‪ ..‬في كل جلسة‬ ‫استماع كانت عيناه بالكاد تريان‪..‬‬ ‫منح��وه اللج��وء‪ ..‬قب��ل أن يرم��ق‬ ‫السويديين بنظرة أنهم ضيوف عنده‪..‬‬ ‫المهم‪ ،‬نسي صاحبنا سبب مجيئه‬ ‫قبل سنوات‪ ..‬وراح يعدد بطوالته على‬ ‫ط��اوالت اله��رج والم��رج ف��ي تصديه‬ ‫لقوات األسد في لبنان‪ ..‬كيف اعتقلوه‪..‬‬ ‫كيف عذبوه‪ ..‬إلخ م��ن قصص مكاذب‬ ‫الصيادين الشبيهة بقصص مصطفى‬ ‫طالس‪..‬‬ ‫ب�لا طول س��يرة‪ ،‬التف��ت صاحبنا‬ ‫وصُ��دم حين ش��اهد صديقن��ا الراوي‬ ‫ل��ي‪ ..‬فما كان منه إال أن اس��تل هاتفه‬ ‫واتص��ل وراح يس��مع كل م��ن ف��ي‬ ‫الحافلة المربوطة بأخرى‪ :‬شفت أخوات‬ ‫كذا وكذا ش��و عمل��وا؟! حرقوا األطفال‬ ‫واعدم��وا الن��اس ب��دم ب��ارد‪ ..‬وكمان‬ ‫بيكب��روا‪ ..‬أي اهلل ه��ذا ال��ذي يكبرون‬ ‫باس��مه وهم يقتلون الناس وس��معت‬ ‫كيف اعتدوا على الكنيس اليهودي؟!‬ ‫للوهل��ة األول��ى يق��ول صديقي‪:‬‬ ‫ظنن��ت أن الرج��ل أقل��ع ع��ن قذافيته‬ ‫وص��ار ي��رى الحقيقة‪ ..‬لكن��ه ومع كل‬ ‫تش��ديد عل��ى "أخوات كذا وك��ذا" وهو‬ ‫يرمقني ليتأكد بأني اس��معه ويسمعه‬ ‫كل من في الباص‪ ..‬تأكدت بأن الرجل‬ ‫لم يعد معتال بل صار مختال حقيقيا‪..‬‬ ‫صديق��ي كان منش��غال بق��راءة‬ ‫تفاصي��ل ما جرى ف��ي البيضا وتفجير‬ ‫الريحانية وه��ذه العالنية الوقحة التي‬ ‫بات��ت تذكره��ا كل وس��ائل اإلع�لام‬ ‫عن تحش��يد الولي الفقي��ه ونصر اهلل‬ ‫والمالكي للقتل في س��وريا وانش��غال‬ ‫"المعارض��ة الوطني��ة" بفع��ل ف��ردي‬ ‫مدان في انتزاع قلب ش��خص سوري‪..‬‬ ‫وق��د آلمه أن كل هؤالء لم يروا س��وى‬ ‫القل��ب ول��م يروا م��ا هو مدان وبش��ع‬ ‫في تقطيع أذان الس��وريين بيد "حماة‬ ‫الدي��ار" والتنكيل بالس��كاكين بهؤالء‬ ‫األحي��اء حت��ى الم��وت‪ ..‬ما يس��مى أبو‬ ‫صق��ار أو أبو صقر تعبير عن وحش��ية‬ ‫الفع��ل الغير مبرر على جث��ة هامدة‪..‬‬ ‫لك��ن وحش��ية التعبي��ر ع��ن س��قوط‬ ‫اإلنس��ان ف��ي التبرير ه��ي أفظع حين‬ ‫يصم��ت عنها مع تك��وم الجثث والبول‬ ‫عليها واغتصاب النس��اء باس��م الخوف‬ ‫من "الطائفية"!‬


‫الثورة يف نفق اخلطر‬

‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫ممجوج‪ :‬كيف تم��ت معاملتكم؟ وماذا‬ ‫تقولون لمن بقي؟!‪.‬‬ ‫ه��ذه الفوض��ى الكاريكاتوري��ة‬ ‫أن له��ا التوق��ف وآن له��ؤالء الذي��ن‬ ‫يغوص��ون بالتش��رذم أن يتوقفوا مع‬ ‫أنفس��هم لمراجعة الهزلية في ركاكة‬ ‫وبدائية يفترض أن عامين من الثورة‬ ‫قد صقلت تجربتهم‪..‬‬ ‫الثورة ليس��ت س�لاحا فحس��ب‪..‬‬ ‫الثورة ليس��ت مغان��م وال اقتتال على‬ ‫مناط��ق نف��وذ وال اس��تبدال قط��ط‬ ‫س��مان بحيت��ان‪ ..‬الث��ورة ليس��ت ضد‬ ‫"رواف��ض" وال االنجرار إل��ى طائفية‬ ‫حس��ن نصر اهلل والمالكي وخامنئي‪..‬‬ ‫وه��ي ليس��ت إلقص��اء النش��طاء وال‬ ‫المجتمع المدني باسم "ال صوت يعلو‬ ‫على صوت الس�لاح" فما قيمة السالح‬ ‫إذا كان ض��ل طريق��ه كم��ا فُع��ل في‬ ‫ساحة الرقة؟!‬ ‫لق��د كان البعثي��ون الذين ذكرت‬ ‫قصصه��م آنف��ا يرت��دون اللب��اس‬ ‫العسكري ويتمنطقون بالسالح داخل‬ ‫المدارس فم��اذا يف��رق عنهم هؤالء‬ ‫االس��تعراضيون الذين يرتدون لباسا‬ ‫غير س��وري ويقومون بحفالت إعدام‬ ‫أمام الناس؟!‬ ‫الف��رق اآلن ب��ات كبي��را‪ ..‬الناس‬ ‫الت��ي خرج��ت ف��ي الرقة تهت��ف ضد‬ ‫ثوار الك��زدرة والمنفخة واخذ القانون‬ ‫بيده��ا ال تواج��ه ش��عبا مقه��ورا كما‬ ‫واجهه أبطال قصصنا السابقة‪..‬‬ ‫أل��م يخ��رج الس��وريون ألج��ل‬ ‫حريتهم وكرامتهم؟!‬ ‫فكي��ف يلتقي من يعتبر نفس��ه‬ ‫ثائرا م��ع أدوات القهر األس��دية؟! وأن‬ ‫يخت��ار هؤالء غصبا ع��ن الناس نمطا‬ ‫معينا مفروضا بقوة األمر الواقع؟!‬ ‫التش��رذم ال��ذي يت��رك مناط��ق‬ ‫تس��قط بي��د عصاب��ات النظ��ام ه��و‬ ‫ليس انتكاس��ة لهذه الكتيبة وتلك بل‬ ‫انتكاس��ة للثورة وم��ن يريد أن يطيل‬ ‫عمر الثورة ويجع��ل الناس تدفع ثمنا‬ ‫باهظ��ا ب��ات ف��ي التحلي��ل المنطقي‬ ‫والتسلس��لي ال يعمل لتحرير الشعب‬ ‫ب��ل لكس��ب امتي��ازات خاص��ة‪ ..‬ومن‬ ‫يض��ع العصي ف��ي دواليب وحدة قوى‬ ‫الث��ورة وتفريخ يومي لتش��كيالت قد‬ ‫تأخذ وقتا طويال قبل أن تتمرس على‬

‫وحدة الهدف وأساليبه إنما أيضاً يؤخر‬ ‫تحقيق أهداف الثورة‪..‬‬ ‫الث��ورة الس��ورية ال تواج��ه‬ ‫عصاب��ات بش��ار لوحدها‪ ..‬ب��ل تواجه‬ ‫تحالف��ا عريض��ا يتس��لح ب��كل خط��أ‬ ‫فردي يرتكب باس��م الث��ورة‪ ..‬وهناك‬ ‫حال��ة مرضي��ة حقيقي��ة تس��تدعي‬ ‫التوقف عندها مليا‪ ..‬تبدأ من االنفالت‬ ‫وع��دم التوحد عل��ى األرض وتقديم‬ ‫تنس��يق ج��دي إل��ى انف�لات إعالمي‬ ‫يعتم��د على الفهلوة يصل حد تس��لح‬ ‫من��دوب بوليفيا بفيلم قط��ع القلب‪..‬‬ ‫فأي��ن كل تل��ك األف�لام الت��ي تثب��ت‬ ‫جرائم عصابات األسد؟! من يهتم بها‬ ‫ويرسلها كما يرسل جماعة األسد كل‬ ‫ش��اردة وواردة وتصيد كل خطأ يقوم‬ ‫ب��ه فرد بدون حس��اب عل��ى انعكاس‬ ‫األمر على ش��عب كام��ل وثورة كاملة‬ ‫وليس مجموعة أو فصيل‪..‬‬ ‫بات واضح��ا بأن الفت��رة األخيرة‬ ‫حمل��ت الكثي��ر م��ن الحرب النفس��ية‬ ‫والدعائي��ة بح��ق الثوار الس��وريين‪..‬‬ ‫وحين تتعال��ى أص��وات المتظاهرين‬ ‫مطالب��ة الجي��ش الح��ر والكتائ��ب‬ ‫المقاتل��ة أن تنش��غل بالجوه��ر أكثر‬ ‫من انش��غالها ببعضه��ا وتخوين هذه‬ ‫القيادة وتل��ك فالمؤش��ر ليس صحيا‬ ‫أب��داً‪ ..‬م��ن يفق��د قاعدت��ه وحاضنته‬ ‫الش��عبية ويبح��ث عن خ�لاص فردي‬ ‫س��يؤكل حين تؤكل الكتائب األخرى‪..‬‬ ‫يج��ب التواض��ع ويجب ع��دم بث تلك‬ ‫األخب��ار الت��ي تحم��ل م��ن التضخيم‬ ‫ما يش��يع خيب��ة األمل ويعط��ي مادة‬ ‫تيئييس يلعب عليها عصابات األسد‪..‬‬ ‫كثيرة هي المش��اكل العسكرية‬ ‫والسياس��ية واإلعالمية الت��ي تُدخل‬ ‫فيه��ا الث��ورة الس��ورية س��وا ًء بقصد‬ ‫أو ب��دون قص��د‪ ..‬وم��ن المعي��ب مرة‬ ‫اث��ر م��رة التذكي��ر بع��د عامي��ن من‬ ‫التجرب��ة ذات الثمن الفادح بسياس��ة‬ ‫االس��تعراضات وتصوي��ر ول��و إطالق‬ ‫قذيف��ة ه��اون لمصلح��ة متب��رع أو‬ ‫ممول‪ ..‬أو تصوي��ر أناس كرماء وهم‬ ‫يتلق��ون ربطة خبز‪ ..‬ه��ذا أمر مخجل‬ ‫وعار‪ ..‬وحين خرج الس��وريون بشعار‪:‬‬ ‫اس��تقاللية القرار الس��وري‪ ..‬لم يكن‬ ‫خروجا متعلقا فقط بمسألة التفاوض‬ ‫لبق��اء بش��ار‪ ،‬فقص��ة بش��ار منتهية‬ ‫مهما ح��اول العالم إنقاذه‪ ..‬لكنه خرج‬

‫ليقول لمن يتبوأ فوضى التش��كيالت‬ ‫والس��احة السياس��ية والعس��كرية أن‬ ‫كف��وا ع��ن ه��ذه العبثي��ة المخزية‪..‬‬ ‫توحدوا في اله��دف واألدوات واختلفوا‬ ‫فيم��ا بع��د كأي ش��عب حر بعي��دا عن‬ ‫أجندات االحتكار وإرضاء الداعمين‪..‬‬ ‫هذا التناحر والتش��اطر والتذاكي‬ ‫ال��ذي يم��ارس م��ن القاه��رة إل��ى‬ ‫اس��طنبول والدوحة وباريس وجنيف‬ ‫ال يم��ت لخدم��ة الش��عب والث��ورة إال‬ ‫بالقلي��ل‪ ..‬كثي��ر م��ن ه��ؤالء الذي��ن‬ ‫يبطون ابتسامة صفراء حين يسألون‬ ‫عل��ى وس��ائل اإلع�لام عن تش��رذم‬ ‫المعارض��ة يظنون بأن طرح الس��ؤال‬ ‫عليه��م ال يقصده��م ه��م‪ ..‬لكن في‬ ‫الحقيقة محاولة تقليد مصر وتونس‬ ‫قب��ل انجاز ه��دف الث��ورة ال ينم عن‬ ‫ذكاء والتبري��ر القائ��ل بأن ‪ ٤٣‬س��نة‬ ‫والس��وريون ب��دون تجرب��ة ه��و ذم‬ ‫لهؤالء أكثر مما يتخيلون‪ ..‬فعلى مدى‬ ‫عامين صقل الشعب السوري تجربته‬ ‫المعم��دة بالدم��اء والتضحيات‪ ،‬فكيف‬ ‫يبتس��م كائن من كان يس��مي نفسه‬ ‫معارض وهو يطعن بقوى أخرى في‬ ‫الثورة؟!‬ ‫إذا كان��ت ق��وى الث��ورة فيه��ا‬ ‫متس��لقون وانتهازي��ون‪ ،‬وه��ذا أم��ر‬ ‫ليس اس��تثناءا في الحالة الس��ورية‪،‬‬ ‫فواج��ب تلك الق��وى أن تلتقي وتنهي‬ ‫خراف��ة "س��يطرة فصي��ل معي��ن"‬ ‫وتنهي أس��اطير ص��ارت بحجم الدمار‬ ‫ال��ذي أحدثته الصواري��خ والطائرات‪..‬‬ ‫وتنه��ي غمغم��ات "مس��تقيل‪ ..‬ال غير‬ ‫مس��تقيل‪ .."..‬الث��ورة الس��ورية ال‬ ‫تعي��ش ترف��ا وال تخمة ب��ل تضحيات‬ ‫جس��ام وحص��ار وحرب تش��ترك فيها‬ ‫ق��وى بات��ت معروف��ة ال ينف��ع معه��ا‬ ‫رجاءات وال أمنيات عاطفية كتلك التي‬ ‫ظلت تصدر عن معاذ الخطيب فقد رد‬ ‫عليها حس��ن نصر اهلل ف��ي مزيد من‬ ‫القت��ل والمذابح‪ ..‬وإذا كان هؤالء غير‬ ‫قادرين على فضح التجييش والتطوع‬ ‫اآلت��ي م��ن الع��راق ولبن��ان وإي��ران‬ ‫وغيره��ا لمحارب��ة الش��عب الس��وري‬ ‫فال أعرف ش��خصيا ما فائ��دة النداءات‬ ‫العامة بدل وض��ع الحقائق ولو يوميا‬ ‫عب��ر مؤام��رات صحفي��ة تواك��ب م��ا‬ ‫يجري ال تنتظر مذبحة ومجزرة لتعقد‬ ‫مؤتمرا تحصي فيه المجازر‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫إذا كان البع��ض ولفت��رة طويلة‬ ‫وق��ف ض��د تس��لح الش��عب‪ ،‬أي أن ال‬ ‫تصب��ح الثورة مس��لحة‪ ،‬فهم عاش��وا‬ ‫وهما من جزأين‪:‬‬ ‫سلطة تفهم واجباتها حين يكون‬ ‫هناك ثورة سلمية مدنية‪..‬‬ ‫قوى ثورية لم يكن لديها وسيلة‬ ‫وحيدة لحماية متظاهر واحد‪..‬‬ ‫الرهان على ش��يء م��ن "منطق‬ ‫المجابه��ة" س��قط م��ع كل محاول��ة‬ ‫تحس��ين ش��روط القهر واالس��تبداد‪..‬‬ ‫وه��ذا ال يعن��ي أب��داً ب��أن صناع��ة‬ ‫القه��ر تس��توجب خل��ق ش��روط قهر‬ ‫باس��م الث��ورة وال فوض��ى تطيل من‬ ‫عم��ر القه��ر لتس��ويق أي تهافت نحو‬ ‫تحسين شروط عصابات تحكم باسم‬ ‫مؤسس��ات "دول��ة" وقد ص��ار معظم‬ ‫الس��وريين‪ ،‬لي��س م��ن القص��ص‬ ‫ال��واردة أعاله فحس��ب‪ ،‬يعرفون كيف‬ ‫يُصنع االستبداد ويكرس‪..‬‬ ‫ال يضي��ر ه��ؤالء الذي��ن يريدون‬ ‫س��حق نص��ف الش��عب الس��وري‬ ‫لتكريس منظومة "المهم أن نعيش"‬ ‫أن تس��حق الس��يادة الوطني��ة تح��ت‬ ‫أقدام ميليشيات ومرتزقة مستوردون‬ ‫م��ن أي م��كان وتحت قص��ف طائرات‬ ‫المحتل اإلس��رائيلي طالم��ا أن الهدف‬ ‫هو خلق بيئة مفاضلة بين "كيف كنا"‬ ‫و"كيف أصبحنا"!‬ ‫تكري��س القه��ر والعج��ز وصبغ‬ ‫المستقبل بالتشاؤم تصير مشتركات‬ ‫بي��ن قوى مختلفة ف��ي الظاهر لكنها‬ ‫متفقة في التكريس‪..‬‬ ‫الثورة الس��ورية تعي��ش ظروفا‬ ‫قاس��ية وب�لا أي ش��ك ه��ي تحت��اج‬ ‫لمراجع��ة ذاتي��ة قد تك��ون مثل هذه‬ ‫المطالب اجترار في سمع البعض‪..‬‬ ‫إذا كان اإلنس��ان المقه��ور خ��رج‬ ‫وبعن��ف للتخل��ص م��ن قه��ره وكبته‬ ‫وصبغ��ه بالجبن فه��ذا ال يعني إغفال‬ ‫العوامل البن��اءة األخ��رى‪ ..‬لكن كيف‬ ‫تصير بناءة وقد أنتج أمراء حرب كانت‬ ‫الس��لطة القهرية تع��رف أنها خصبت‬ ‫لهم البيئة المواتية‪..‬‬ ‫التش��رذم والفوض��ى واالرتب��اك‬ ‫والتخوي��ن المتبادل لي��س في خدمة‬ ‫الخ��روج م��ن القه��ر ب��ل ف��ي خدمة‬ ‫اس��تبداله بقهر من نوع آخر‪ ،‬الس�لاح‬ ‫ال��ذي ال يكون منصبا عل��ى التخلص‬ ‫م��ن هذا االس��تبداد إنما يس��اهم في‬ ‫صناع��ة اس��تبداد اش��د وط��أة ألن��ه‬ ‫يُشرعن نفسه بالفوضى "الثورية"‪..‬‬ ‫تتخب��ط البرام��ج والش��عارات ويخرج‬ ‫علي��ك وقب��ل أن تنته��ي حت��ى م��ن‬ ‫االس��تبداد بش��عارات "دولة الخالفة"‬ ‫وتحكيم الشريعة‪..‬‬ ‫ما يراد فرضه على قوى سياسية‬ ‫حلول تس��تند إل��ى توافقات روس��ية‬ ‫أميركية‪ ،‬وقد يبدو مذهال للبعض أن‬ ‫يصرح آخرون كحس��ن عب��د العظيم‪:‬‬ ‫أن مصي��ر األس��د ه��و بي��د ال��روس‬ ‫واألميركان‪..‬‬ ‫فعن أية استقاللية قرار ورفض‬ ‫التدخل الخارجي ظل هؤالء يتحدثون‬ ‫طيلة عامين؟!‪.‬‬ ‫وبدل أن تنش��غل بع��ض القوى‬ ‫المقاتلة بصور اس��تعراضية‪ ،‬ومؤخرا‬ ‫ش��اهدت أحدهم يرتدي طقما أبيضا‬ ‫م��ع نظارة شمس��ية وه��و يقف خلف‬ ‫"أس��رى" من جيش األس��د وبس��ؤال‬

‫‪7‬‬


‫برقية �إىل رو�سيا و�أمريكا‪:‬‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫ل�سنا مماليك ول�ستم مالكني‬

‫مجاهد مأمون ديرانية‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬

‫أن األوان لنقذفه��ا في وج��ه الدنيا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫كفوا عن التالعب بنا وكأننا دمى بال روح‬ ‫أو أنع��ام بال إدراك‪ ،‬فلس��نا دمى وال نحن‬ ‫م��ن األنعام‪ .‬كفوا ع��ن التحكم بمصيرنا‬ ‫وكأننا ممالي��ك وأنتم المالكون‪ ،‬فال نحن‬ ‫مماليك وال أنتم مالكون‪.‬‬ ‫لق��د أضاع الش��عب الس��وري حريته‬ ‫وض��ل الطريق إليه��ا خمس��ين عاماً‪ ،‬ثم‬ ‫اهت��دى إل��ى الطريق وعثر عل��ى الضا ّلة‬ ‫المفق��ودة‪ ،‬ف�لا تظن��وا أن��ه س��يضيعها‬ ‫بع��د الي��وم‪ .‬لي��س بعدما ق��دم للوصول‬ ‫إليها ما قدم‪ ،‬ليس بعدما أمس��ى عش��ر ُة‬ ‫ماليين سوري بين مغيَّب ومعذَّب وشهيد‬ ‫وطري��د‪ ،‬وبعدم��ا أكلت بالدَن��ا النارُ وآل‬ ‫شطرها إلى حطام وركام‪.‬‬ ‫يتحدث��ون ع��ن حل سياس��ي لحقن‬ ‫ال��دم؟ أي��ن كان��ت حلوله��م السياس��ية‬ ‫الس��حرية ي��وم خ��رج الس��وريون إل��ى‬ ‫الش��وارع بأغصان الزيتون فاس��تقبلهم‬ ‫المجرم��ون بالرص��اص؟ أين كان��وا يوم‬ ‫اس��تباح العدو الغاص��ب الحرمات وارتكب‬ ‫الموبق��ات؟ أي��ن كان��وا ي��وم اس��تنجد‬ ‫الس��وريون بالعال��م المتحض��ر‪ ،‬ولمّ��ا‬ ‫ْ‬ ‫يحم��ل أحدٌ منهم حدي��دة وال أطلق أحدٌ‬ ‫رصاصة؟‬ ‫وما هو الحل الوس��ط الذي يريدون؟‬ ‫أن نقسم سوريا نصفين‪ ،‬نصفًا لألحرار‬ ‫ونصف��ًا لألش��رار؟ أن نعي��ش كل س��نة‬ ‫س��تة أش��هر ف��ي الحري��ة وس��تة أخ��رى‬ ‫في األغ�لال؟ أن نعاق��ب المجرمين يومًا‬ ‫بالحب��س وفي الي��وم التالي نس��تقبلهم‬ ‫بالتكريم واإلجالل؟ أن يش��ارك في قيادة‬ ‫س��وريا الح��رة م��ن كان ج��زءاً م��ن عهد‬ ‫الظالم ونظام االحتالل؟‬ ‫كال وال كرامة!‬

‫***‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫أن المتاب��ع لالجتماع المنحوس الذي‬ ‫عق��ده وزي��را خارجي��ة ألدّ أعداء س��وريا‬ ‫واألم��ة اإلس�لامية‪ ،‬كي��ري والف��روف‪،‬‬ ‫يدرك فوراً أن القوم يتعاملون مع سوريا‬ ‫وش��عبها وثورته��ا كم��ا يتعام��ل المالك‬ ‫م��ع المملوك‪ ،‬وأنهم��ا ال يكترث��ان بإرادة‬ ‫الس��وريين جميعاً وال يقيم��ان وزناً لرأي‬ ‫عش��رين مليون��ًا من األحرار‪ .‬ل��و أن أحداً‬ ‫أراد أن يس��تخلص الجمل��ة الجامع��ة من‬ ‫كل اللغو والهذر الذي صدر عنهما فسوف‬ ‫يجده��ا في قولهم��ا "أن أميركا وروس��يا‬ ‫تتعهدان بالضغط على األسد والمعارضة‬ ‫للتوصل إلى اتفاق سياسي في سوريا"‪.‬‬ ‫الضغط عل��ى المعارض��ة؟ الضغط‬ ‫عل��ى الث��ورة؟ الضغ��ط عل��ى الش��عب‬ ‫الس��وري المس��لم العربي األبي الكريم؟‬ ‫وماذا كنتم تصنعون في س��تة وعشرين‬ ‫شهراً خلت؟ ألم تضغطوا على السوريين‬ ‫األحرار بإطالق اليد للمجرمين ليفس��دوا‬ ‫ويقتل��وا ويرتكب��وا أعاجي��ب الجرائ��م‬

‫والموبقات؟ ألم تضغطوا على السوريين‬ ‫األحرار بغض الطرف عن أبش��ع الجرائم‬ ‫الت��ي عرفه��ا الق��رن الجدي��د (كم��ا قال‬ ‫ممثلوك��م الدولي��ون)؟ أل��م تضغط��وا‬ ‫عل��ى الس��وريين األحرار بالحص��ار الذي‬ ‫فرضتموه على ثورتهم وبإقامة ألف س��د‬ ‫بينهم وبين الس�لاح‪ ،‬فيم��ا فتحتم للعدو‬ ‫مخ��ازن الس�لاح يغ��رف منها كما يش��اء؟‬ ‫فم��اذا بق��ي ف��ي أيديكم م��ن ضغط لم‬ ‫تضغطوه وأسلوب لم تجرّبوه؟‬ ‫وبأي شيء تستطيعون أن تضغطوا‬ ‫على شعب عرف كيف يعيش بال أصدقاء‬ ‫بعدما اكتشف أنه ليس له أصدقاء؟ شعب‬ ‫يس��تخرج ال��ورد من الش��وك والرضا من‬ ‫األل��م والنصر من الهزيمة؟ ش��عب عرف‬ ‫أن حباله باألرض ّ‬ ‫مقطعة فتش��بث بحبل‬ ‫الس��ماء‪ ،‬فذه��ب كل ضغ��ط ضغطتموه‬ ‫هباء ووقفتم مذهولين تتساءلون وأنتم‬ ‫تراقبون السالح في يد المجاهدين‪ :‬أنّى‬ ‫لكم هذا؟‬ ‫موت��وا بغيظكم يا أعداء س��وريا ويا‬ ‫أعداء الحرية واإلنس��انية؛ سالحنا نأخذه‬ ‫م��ن عدون��ا‪ ،‬وطعامنا نأخذه م��ن أرضنا‪،‬‬ ‫وأمنن��ا نأخذه من إيمانن��ا‪ ،‬وثقتنا نأخذها‬ ‫َ‬ ‫حاج��ة لنا بكم‬ ‫م��ن توكلنا على ربن��ا؛ ال‬ ‫وال بم��ا في أيديكم من مال وس�لاح‪ ،‬فال‬ ‫تمنّوا علينا وال تَطمعوا في تركيعنا‪ .‬لن‬ ‫يجدي ضغطكم علينا بع��د اليوم كما لم‬ ‫يُجدِ ضغطكم علينا قبل اليوم‪.‬‬

‫***‬

‫لماذا ما نزال نس��مع في كل مؤتمر‬ ‫وكل لق��اء (وم��ا أكثره��ا م��ن لق��اءات‬ ‫ومؤتم��رات‪ ،‬ال ب��ارك اهلل فيه��ا وال ف��ي‬ ‫أصحابه��ا!) لم��اذا نس��مع عمّ��ا يري��دون‬ ‫وال نس��مع عمّ��ا نري��د؟ "أمي��ركا وافقت"‬ ‫و"أميركا رفضت"‪ ..‬عن أي شيء تتحدثون‬ ‫يا أيه��ا األفاك��ون؟ هل س��معتم يومًا أن‬ ‫السوريين وافقوا على زيادة الضرائب أو‬ ‫رفضوا تعديل قانون الضمان االجتماعي‬ ‫ف��ي أميركا؟ أن كنتم تظن��ون أنكم دولة‬ ‫حرة ذات سيادة فإنا نظن كما تظنون‪ ،‬وإن‬ ‫كنتم ترفضون أن يتدخل في ش��ؤونكم‬ ‫اآلخ��رون فإنا نرف��ض ما ترفض��ون‪ .‬أم‬ ‫ظننتم أن قوّتك��م وضعفنا يجيزان لكم‬ ‫م��ا ال يجي��زان لنا؟ أم��ا علمت��م أن الواحد‬ ‫م��ن أحرار س��وريا يملك م��ن العزيمة ما‬ ‫ل��و وُزّع على المئة منكم لكفى وفاض‪،‬‬ ‫وأنن��ا نملك في قلوبنا من القوة ما يفوق‬ ‫قوة الحديد والنار التي تملكون؟‬ ‫أتظن��ون أنن��ا نجه��ل أن النظ��ام‬ ‫األس��دي الطائف��ي ه��و صنيع��ة م��ن‬ ‫صنائعكم وأنه ثمرة من ثمرات احتاللكم‬ ‫لعالمنا اإلسالمي وسيطرتكم على بالدنا‬ ‫ومقدراتنا العددَ العديد من الس��نين؟ لو‬ ‫اس��تطاع النظام المج��رم الذي صنعتموه‬ ‫أن يقه��ر إرادتنا الس��تطعتم‪ ،‬ولكن خاب‬ ‫وخبتم وخس��ر وخس��رتم؛ لن تأخذوا منا‬ ‫ش��يئًا إال برضانا ولن تفرض��وا علينا ح ًال‬

‫ونحن له كارهون‪ ،‬فإنّا قد ثرنا لنستبدل‬ ‫بال��ذل كرام��ة وبالعبودي��ة حري��ة‪ ،‬فلن‬ ‫نقبل أن نس��تبدل قيداً بقيد وأن نستدبر‬ ‫زخ المطر لنستقبل دلف المزراب‪.‬‬ ‫أم��ا اتفاق جنيف ال��ذي كتبتموه في‬ ‫ليل��ة ظلماء ولم تس��ألونا في��ه الرأي وال‬ ‫باليت��م برضان��ا عن��ه أو رفضنا ل��ه‪ ،‬ثم‬ ‫جئت��م تبنون علي��ه صرحاً م��ن األمانيّ‬ ‫والمشاريع واألحالم‪ ،‬فاعلموا أن أمانيكم‬ ‫وأحالمكم سراب وأوهام‪ ،‬وإنا نقول لكم‪:‬‬ ‫انقع��وا االتفاق بماء غدركم ثم اش��ربوا‬ ‫م��ا تنقعون! أم��ا النظام ال��ذي صنعتموه‬ ‫وس��لطتموه علين��ا فق��د نبذن��اه إليك��م‬ ‫ورددناه لكم‪ ،‬ال حاجة لنا به وال بجزء من‬ ‫أجزائه‪ ،‬فاسترجعوا بضاعتكم كاملة غير‬ ‫مزجاة‪ ،‬واكفونا شركم وشر ما تصنعون‪.‬‬

‫***‬

‫أم��ا إخوانن��ا وأهلن��ا م��ن المعارضين‬ ‫الش��رفاء فإننا نهمس ف��ي آذانهم فنقول‪:‬‬ ‫إياكم أن تخونوا بلدكم وش��عبكم وتخونوا‬ ‫قضيتك��م وثورتك��م؛ إياك��م أن يجرك��م‬ ‫األعداء إلى مؤتمر "بيع الثورة" الذي سَمّوه‬ ‫زوراً وعدواناً مؤتمر الس�لام‪ .‬سوف نصدق‬ ‫أنه مؤتمر سالم يوم تجتمع الذئاب والنعاج‬ ‫ف��ي مؤتمر للس�لام‪ .‬ب��ل لو صال��ح الذئبُ‬ ‫الغن��مَ لما صدّقنا أن يفيَ نظامُ االحتالل‬ ‫األس��دي الطائفي بعهد أو يرعى ذمة‪ ،‬فإن‬ ‫الذئ��اب تأب��ى أن يُش��بَّه به��ا مجرمو هذا‬ ‫النظام الفاجر‪ ،‬وإنها لتخجل مما يفعلون!‪.‬‬


‫خما�صمة الق�ضاة يف الت�شريع ال�سوري‬ ‫تعري��ف دع��وى المخاصم��ة‪ :‬ه��ي الش��كوى الت��ي‬ ‫يقدمه��ا المتض��رر من عمل القاصي نفس��ه لمس��اءلته‬ ‫وإبط��ال ق��راراه وإلزام��ه بالتعوي��ض في ح��ال ارتكاب‬ ‫القاضي في عمله أحد األخطاء التي حددها القانون على‬ ‫سبيل الحصر‬

‫�أ�سباب دعوى املخا�صمة‪:‬‬

‫�أطراف دعوى املخا�صمة‪:‬‬

‫‪ - 1‬مسؤولية مسلكية‪ :‬إذا اخل القاضي بواجباته أو‬ ‫أساء أو خالف القوانين ويترتب عليه إما‪:‬‬ ‫ اللوم‪ :‬إخطار القاضي بالمخالفة المرتكبة ويمكن‬‫تضمين الحكم عدم تسجيل لومه في سجله‪..‬‬ ‫ عقوبة قطع الراتب‪ :‬حس��م ‪ 10 / 1‬راتب القاضي‬‫من شهر إلى سنة‪.‬‬ ‫ تأخير الترفيع‪ :‬مدة ال تتجاوز السنتين‪.‬‬‫ العزل‪ :‬إنهاء خدمة القاضي مع تصفيه حقوقه‪.‬‬‫‪ - 2‬مس��ؤولية جزائي��ة‪ :‬تك��ون عن طري��ق تحريك‬ ‫الدعوى العمة ضده وفق شروط محددة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مس��ؤولية مدني��ة‪ :‬وه��ي موض��وع دع��وى‬ ‫المخاصمة على أس��اس ن��ص المادة ‪ 164‬م��ن القانون‬ ‫المدني‪.‬‬

‫"قض��اة محاك��م الدرج��ة األول��ى‪ ،‬واالس��تئناف‪،‬‬ ‫والنقض‪ ،‬وقضاة النيابة س��واء أكانوا مدعيين عامين أو‬ ‫محامين عاميين أو قضاة تحقيق"‪.‬‬

‫الأحكام القابلة �أو التي ال تقبل للمخا�صمة‪:‬‬

‫ دعوى المخاصمة تقدم باستدعاء موقع من طالب‬‫المخاصمة أو وكيله إلى ديون المحكمة المختصة للنظر‬ ‫في الدعوى حس��ب المادة ‪ / 490 /‬من أصول المحاكمات‬ ‫المدنية‪.‬‬ ‫ تبليغ كل من المدعى عليهم صورا عنها‬‫ ترس��ل األوراق بع��د ذلك إل��ى النياب��ة العامة إذا‬‫كانت ترغب بالتدخل‪.‬‬ ‫ تع��رض عل��ى المحكمة على وجه الس��رعة وفي‬‫غرفة المذاكرة بجواز قبول الدعوى شك ًال أو ردها‬ ‫ إذا رأت المحكمة أن الطلب لم تراعى فيه الشروط‬‫الش��كلية ترفض الدعوى شكال مع مصادرة التأمين‪ ،‬أما‬ ‫إذا راعى الطلب الش��روط الشكلية أصدرت القرار بقبول‬ ‫الدع��وى وهن��ا يمتنع عل��ى القاض��ي المخاص��م النظر‬ ‫المخاص��م النظر في الدعوى األصلي��ة اعتبارا من تاريخ‬ ‫الحك��م بقبول المخاصمة ش��ك ًال‪ ،‬وقراراه��ا هنا قطعي‬ ‫وغي��ر قابل للطعن‪ ،‬ومن ثم تح��دد فإذا قضت المحكمة‬ ‫بصح��ة المخاصم��ة حكمت عل��ى القاض��ي بالتضمينات‬ ‫وببط�لان تصرف��ه دون أن تحكم ببط�لان الحكم الذي‬ ‫أص��دره لمصلح��ة الخصم اآلخ��ر إال بعد دعوت��ه إلبداء‬ ‫أقوال��ه‪ ،‬أما إذا قضت بعدم صحة المخاصمة فإنه يترتب‬ ‫عل��ى طالب المخاصمة غرامة ال تقل عن ‪ 100‬ليرة وهنا‬ ‫لقاضي المتابع��ة بالنظر في الدعوى األصلية من تاريخ‬ ‫ردها موضوعًا‬

‫‪ - 1‬األحكام اإلدارية‪ :‬ال تقبل المخاصمة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬األح��كام الوالئي��ة ال تقب��ل المخاصم��ة (وذلك‬ ‫كالقرارات النفقة المؤقتة) الن المش��رع رسم لها طريقا‬ ‫خاصا للتظلم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الق��رارات المس��تعجلة‪ :‬تقب��ل المخاصم��ة ألن‬ ‫طريق وقف التنفيذ قد يأخذ وقتًا‬ ‫‪ - 4‬دعاوى الحيازة‪ :‬ال تقبل المخاصمة‬ ‫‪ - 5‬ق��رارات المجل��س التحكيم��ي األعل��ى للعم��ل‬ ‫الزراع��ي‪ :‬ال تقبل المخاصمة الن ذل��ك ما اجتهدت عليه‬ ‫محكمة النقض‪.‬‬ ‫‪ - 6‬قرار غرف��ة المخاصمة‪ :‬ال تقبل المخاصمة الن‬ ‫ذلك من النظام العام أو ًال وألنه ال يوجد أعلى من الهيئة‬ ‫العامة التي أصدرت الحكم لترفع إليها الدعوى‬ ‫‪ - 7‬أح��كام المحكم��ة اإلداري��ة العلي��ا‪ :‬ال تقب��ل‬ ‫المخاصمة‪.‬‬ ‫‪ - 8‬ق��رار لجنة الش��طب والتس��جيل ل��دى النقابة‪:‬‬ ‫تقبل المخاصمة‬ ‫‪ - 9‬ق��رار قاض��ي اإلحال��ة‪ :‬ال تقب��ل المخاصمة ألن‬ ‫قراراته قابلة للطعن بالنقض ال المخاصمة‬ ‫‪ - 10‬ق��رارات المحكمين ال تقب��ل المخاصمة ألنهم‬ ‫ليسوا من القضاة‬ ‫‪ - 11‬ق��رارات محكم��ة االس��تئناف ف��ي القضاي��ا‬ ‫التنفيذية‪ :‬تقبل المخاصمة ألنها مبرمة‪.‬‬

‫ أح��كام تصدر عن الهيئة العامة لمحكمة النقض‪:‬‬‫ال تقب��ل المخاصمة أو الطعن ألنه ال هيئة قضائية أعلى‬ ‫منه��ا وألن��ه ال مخاصمة عل��ى المخاصمة‪ ،‬أم��ا األحكام‬ ‫تص��در ع��ن محكمة االس��تئناف‪ :‬فيج��وز الطع��ن فيها‪،‬‬ ‫أم��ا أح��كام الغرف��ة المدني��ة لمحكمة النق��ض ال تقبل‬ ‫المخاصمة حسب االجتهادات الصادرة‪.‬‬

‫املرجع الق�ضائي املخت�ص بدعوى املخا�صمة‪:‬‬

‫تقادم دعوى املخا�صمة‪:‬‬

‫ إذا أقيمت ضد أحد قضاة محكمة النقض وممثلي‬‫النياب��ة العام��ة التمييزين فترى دع��وى المخاصمة أمام‬ ‫الهيئة العامة لمحكمة النقض‪.‬‬ ‫ أم��ا إذا أقيمت ضد أحد قضاة االس��تئناف أو النائب‬‫العام االس��تئنافي فت��رى أمام الغرف��ة المدنية لمحكمة‬ ‫النقض‪.‬‬

‫قابلية املخا�صمة للطعن‪:‬‬

‫ل��م ين��ص القان��ون عل��ى مهل��ة لس��قوط دعوى‬ ‫المخاصمة وال لتقديمها ما دامت تقوم على المس��ؤولية‬ ‫التقصيرية فهي تتقادم بمضي ‪ 3‬سنوات من تاريخ علم‬ ‫المض��رور بالض��رر وتس��قط في كل ح��ال بانقضاء ‪15‬‬ ‫س��نة من يوم وقوع الفعل غير المش��روع بحسب المادة‬ ‫‪ 173‬من القانون المدني‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫م�س�ؤولية القا�ضي‪:‬‬

‫الق�ضاة الذين جتوز خما�صمتهم‪:‬‬

‫�إجراءات دعوى املخا�صمة‪:‬‬

‫أسبوعية‬

‫" المض��رور‪ ،‬القاض��ي وق��د يكون قاض��ي حكم أو‬ ‫قاض��ي ممثل النياب��ة العامة‪ ،‬ويجب إدخ��ال وزير العدل‬ ‫باإلضافة إلى منصبه كضم��ان عم ًال بأحكام المادة ‪487‬‬ ‫من أصول المحاكمات المدنية باعتبار أن الدولة مسؤولة‬ ‫عم��ا يحكم من تضمينات عل��ى القاضي أو ممثل النيابة‬ ‫العام��ة‪ ،‬كم��ا تطلب المش��رع إدخال الخص��م الذي صدر‬ ‫القرار لمصلحته في الدعوى‪.‬‬

‫الق�ضاة الذين ال جتوز خما�صمتهم‪:‬‬ ‫"رئيس المجلس التحكيمي األعلى للعمل الزراعي‪،‬‬ ‫رؤس��اء المحاكم اإلدارية‪ ،‬رؤس��اء المحاكم العس��كرية‪،‬‬ ‫المحكمين"‬

‫ أما سائر القضاة اآلخرين فترى دعوى المخاصمة‬‫ضدهم أمام محكمة استئناف المنطقة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬

‫أوردها المشرع السوري في المادة ‪ . / 486 /‬أصول‬ ‫محاكمات مدنية بحاالت‪:‬‬ ‫إذا وق��ع م��ن القاضي أو ممث��ل النياب��ة العامة في‬ ‫عملهما غش أو تدليس أو غدر أو خطأ مهني جسيم‪:‬‬ ‫والغش حس��ب تعريف التش��ريع الس��وري كس��بب‬ ‫من أس��باب المخاصمة هو إخفاء للحقيقة بشكل متعمد‬ ‫إلنقاص حق أحد األطراف لمصلحة األخر‪.‬‬ ‫والتدلي��س‪ :‬ه��و إيه��ام الخصم بأن أدلت��ه ضعيفة‬ ‫حتى يدفعه لالحتكام إلى ذمة خصمه أو مصالحته‪.‬‬ ‫أم��ا الغ��در فه��و كل تص��رف يتعم��د ب��ه القاضي‬ ‫الحص��ول لنفس��ه أو لغيره عل��ى منفعة مادي��ة إضراراً‬ ‫بأحد الخصوم مستعينا بسلطته ونفوذه كقيام القاضي‬ ‫بتأخير وضع اإلش��ارة الحجز أو أخب��ار الخصم بها ليقوم‬ ‫بتهريب العقار‪.‬‬ ‫أما الخطأ المهني الجس��يم‪ :‬فهو خطا القاضي الذي‬ ‫ينط��وي عل��ى أقصى ما يمكن تصوره م��ن اإلهمال في‬ ‫أداء الواجب‬ ‫وهناك بعض ح��االت الخطأ المهني الجس��يم على‬ ‫سبيل المثال ال على سبيل الحصر‪:‬‬ ‫‪ - 1‬مخالفة النص القانوني بهدف استبعاد تطبيقه‬ ‫على واقعة النزاع‪..‬‬ ‫‪ - 2‬التفات المحكمة عما استقر عليه اجتهاد محكمة‬ ‫النقض رغم طرحه بالدعوى‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إهمال القاضي بوثائق ذات تأثير على النتيجة‪..‬‬ ‫إال أن هناك حاالت أخرجها المش��رع من دائرة الخطأ‬ ‫المهني الجسيم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬خط��ا المحكم��ة ف��ي التعلي��ل م��ع توصلها إلى‬ ‫نتيجة سليمة‬ ‫‪ - 2‬اإليجاز في التعبير والقصور في التسبيب‬ ‫‪ - 3‬ترجيح اجتهاد على آخر‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪9‬‬


‫بدوي اجلبل ‪1981 - 1904‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ولد محمد س��ليمان أحم��د في قرية‬ ‫"ديف��ة" في محافظ��ة الالذقي��ة‪ ،‬ويرجح‬ ‫الدارس��ون اعتب��ار س��نة ‪ 1904‬تاريخ��ًا‬ ‫لوالدته‪ .‬والحال أن قيد نفوسه يشير إلى‬ ‫أنه من مواليد الع��ام ‪ .1898‬لكن البدوي‬ ‫يقول أن هذا التاري��خ هو تاريخ والدة أخ‬ ‫له توفي قبله ولم يرقّن قيده من السجل‬ ‫المدن��ي‪ ،‬فلما وُلِدَ هو سُ��مِّيَ باس��م‬ ‫المتوفى وحمل تاريخ والدته‪.‬‬ ‫والده الع ّالمة الشيخ سليمان األحمد‪،‬‬ ‫وه��و م��ن مواليد ‪ ،1868‬وه��و باإلضافة‬ ‫لكون��ه فقيه��اً ديني��ًا‪ ،‬وعالم��اً لغوي��اً‪،‬‬ ‫وعض��واً في المجمع العلم��ي العربي في‬ ‫دمش��ق‪ ،‬كان واحداً من كب��ار المصلحين‬ ‫التنويريين في جبال الس��احل الس��وري‪.‬‬ ‫حي��ث عم��ل على نش��ر الوع��ي بضرورة‬ ‫العلم‪ ،‬ومحارب��ة الجهل والخرافات‪ ،‬وكان‬ ‫من أول الداعين إلى تعليم المرأة‪ .‬وحين‬ ‫تولى منصب «قاض��ي القضاة» في تلك‬ ‫المنطقة‪ ،‬عم��ل على تنظي��م المرجعية‬ ‫الفقهي��ة لمنصب��ه ومحارب��ة النزع��ات‬ ‫الطائفية‪ .‬والشيخ س��ليمان األحمد أيضًا‬ ‫ش��اعر‪ ،‬وش��ارح لش��عر ج��دّه المتصوف‬ ‫الش��هير "الحس��ن المكزون الس��نجاري"‪،‬‬ ‫وال��ذي ينتمي في أصله إلى الغساس��نة‪،‬‬ ‫فهو غس��اني م��ن رج��ال القرن الس��ابع‬ ‫الهج��ري‪ ،‬واش��تهر بتصوفه وش��عره في‬ ‫الغ��زل اإلله��ي‪ .‬وق��د كان ق��وم الش��اعر‬ ‫يس��كنون جبل "س��نجار" قبل أن ينتقلوا‬ ‫في هجرتين متتاليتين تحت قيادة األمير‬ ‫إلى جبال الساحل السوري‪.‬‬ ‫والدت��ه " رائج��ة عجي��ب" تزوجه��ا‬ ‫الشيخ س��ليمان وعمره خمسة وعشرون‬ ‫عام��ًا‪ ،‬أنجب��ت له ع��دة أوالد بق��ي منهم‬ ‫حيًا بعد وفاتها‪" ،‬س��كينة" و"محمد" الذي‬ ‫أصب��ح بدوي الجبل‪ ،‬وق��د كان عمره عند‬ ‫وفاة أمه س��نتين فعاش ف��ي كنف زوجة‬ ‫أبيه‪ ،‬وقد كان البدوي وإخوته في طليعة‬ ‫األسر المتعلمة في الساحل السوري‪ ،‬وقد‬ ‫ب��رز منهم في عالم الش��عر واألدب أخته‬ ‫فاطمة وهي من الش��اعرات الرائدات في‬ ‫س��ورية‪ ،‬نش��رت قصائدها ف��ي الصحف‬ ‫الس��ورية والعربي��ة في العش��رينات من‬ ‫الق��رن الماض��ي‪ ،‬واش��تهرت ف��ي الحياة‬ ‫األدبية باسم "فتاة غسان"‪.‬‬ ‫كان بيت الش��اعر المفع��م بالثقافة‬ ‫واحترام اللغة مدرسته األولى التي تعلم‬ ‫فيها أصول الدين واألدب‪ .‬والذي قال عنه‬ ‫"عش��ت في قريت��ي حتى بلغ��ت الحادية‬ ‫عش��رة‪ ،‬م��ا كان أجمل قرى تل��ك األيام!‬ ‫ما كان أروع منازلها المش��رّعَة األبواب‪،‬‬ ‫دون اس��تئذان يقبل عليه��ا الناس‪ ،‬ومنها‬ ‫يخرج��ون‪ .‬كان��ت رم��ز األلف��ة والحرية‪،‬‬ ‫طفولت��ي س��عيدة ف��ي كل الوج��وه‪ ،‬أما‬ ‫ج��و منزلن��ا العلم��ي واألدب��ي‪ ،‬فإلي��ه‬ ‫يرج��ع الفض��ل األكبر ف��ي توجيهي نحو‬ ‫المناخات الشعرية‪ .‬لكن‪ ،‬اهلل وحده يصنع‬ ‫الشعراء"‪.‬‬ ‫ف��ي طفولت��ه ب��دأ الق��راءة بالقرآن‬ ‫الكري��م‪ ،‬ث��م الحدي��ث الش��ريف‪ ،‬ونه��ج‬ ‫البالغ��ة ألمي��ر المؤمني��ن علي ب��ن أبي‬ ‫طال��ب‪ ،‬واطلع على عي��ون التراث العربي‬ ‫كاألغان��ي وكتابات الجاحظ‪ ،‬كما قرأ أثناء‬ ‫س��نوات تكوينه الش��عري دواوين بعض‬ ‫األع�لام م��ن الش��عراء‪ ،‬مث��ل الش��ريف‬ ‫الرض��ي ومهي��ار الديلم��ي‪ ،‬وأب��ي العالء‬ ‫المعرّي‪ ،‬وأبي تمام‪ ،‬والمتنبي والبحتري‪،‬‬

‫كم��ا ق��رأ عل��ى أبي��ه دي��وان المك��زون‬ ‫السنجاري عشرات المرات وقال فيما بعد‬ ‫أنه فضّله على ابن الفارض‪.‬‬ ‫في سن العاش��رة انتقل البدوي إلى‬ ‫قري��ة عي��ن التينة وق��رأ هن��اك على يد‬ ‫الشيخ عبد اللطيف ش��ريف‪ ،‬ولم ينتظم‬ ‫في مدرس��ة إال س��نوات قليل��ة هي ثالث‬ ‫قضاه��ا بي��ن قرية عي��ن التين��ة ومعهد‬ ‫إع��دادي مكتب��ي ف��ي الالذقي��ة ‪- 1917‬‬ ‫‪ ،1918‬وعندما احتل الفرنسيون الالذقية‬ ‫كان متصرّفه��ا آن��ذاك الرج��ل العرب��ي‬ ‫الكبي��ر "رش��يد طليع" ال��ذي توثقت بينه‬ ‫وبين الشيخ سليمان آصرة صداقة‪ ،‬فحثه‬ ‫عل��ى تعلي��م ابن��ه‪ .‬وكذل��ك كان موقف‬ ‫زوجة أبيه فبعث البدوي إلى دمش��ق في‬ ‫مدرس��ة عنب��ر‪ ،‬الذي أمضى فيه خمس��ة‬ ‫أش��هر تقريب��ًا‪ ،‬لك��ن موهبته الش��عرية‬ ‫رفعته فوق كل الشهادات‪.‬‬ ‫دخ��ل البدوي معترك السياس��ة في‬ ‫س��ن الرابعة عش��رة ومارس دوراً وطنيًا‬ ‫ونضالي��ًا الفت��ًا بالرغم من صغر س��نه‪،‬‬ ‫ف��كان حام��ل الرس��ائل بي��ن القائدي��ن‬ ‫الوطنيي��ن الش��يخ صال��ح العل��ي قائ��د‬ ‫الث��ورة ض��د الفرنس��يين في الس��احل‪،‬‬ ‫والشهيد يوس��ف العظمة الذي كان وزيراً‬ ‫للحربي��ة في العهد الفيصلي‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫مهام أخ��رى كان يق��وم بها‪ ،‬فم��ع نزول‬ ‫الفرنس��يين على الس��احل السوري عام‬ ‫‪ 1918‬أي قب��ل احت�لال دمش��ق بزه��اء‬ ‫الس��نتين‪ ،‬وفي هذه األثناء كان أن الملك‬ ‫فيصل عيّ��ن رش��يد طليع آن��ذاك وزيراً‬ ‫للداخلية‪ ،‬في حين أن ثورة الش��يخ صالح‬ ‫العلي كان��ت في بدايتها‪ ،‬وص��درت إرادة‬ ‫ملكية بإرس��ال وفد حكومي إلى الش��يخ‬ ‫صالح العل��ي للحديث حول أم��ور الثورة‪،‬‬ ‫فتألف الوفد من وزير الدفاع آنذاك يوسف‬ ‫العظمة‪ ،‬وكان يرافقه نس��يب حمزة أحد‬ ‫أقط��اب الكتل��ة الوطني��ة بدمش��ق‪ ،‬وقد‬ ‫نص��ح طلي��ع المل��ك فيصل بأن يرس��ل‬ ‫فتى عنده مع الوفد‪ ،‬حيث أن ألبيه منزلة‬ ‫كبيرة لدى الش��يخ صال��ح العلي‪ ،‬وأنه إذا‬ ‫م��ا رآه في رفقتهم سيس��ر ب��ه‪ ،‬ويأنس‬ ‫إليه‪ .‬فوافق الملك فيصل وانضم البدوي‬ ‫إلى الوفد‪ ،‬فركب��وا القطار إلى حماه‪ ،‬ثم‬ ‫نقلتهم عربة خيل إلى بيت الشيخ صالح‪.‬‬ ‫الزم ب��دوي الجب��ل الش��يخ صال��ح‬ ‫العلي شهوراً‪ ،‬حتى كان استشهاد يوسف‬ ‫العظم��ة في معركة ميس��لون الش��هيرة‬ ‫‪ ،1920 / 10 / 24‬واحت�لال الفرنس��يين‬ ‫لدمش��ق‪ ،‬فص��در أم��ر بتوقي��ف ب��دوي‬ ‫الجب��ل ال��ذي تخفى حينذاك في دمش��ق‬ ‫ف��ي بيت البطري��رك غريغوريوس حداد‪،‬‬ ‫الذي ظل متمس��كًا ببيع��ة الملك فيصل‪،‬‬ ‫ث��م ه��رب إل��ى حم��اه‪ ،‬حي��ث اعتقل في‬ ‫أحد خان��ات المدينة‪ ،‬قب��ل أن َ‬ ‫يُنْقل إلى‬ ‫س��جن حمص‪ ،‬فس��جن الدي��وان الحربي‬ ‫في بيروت حيث قضى س��تة عشر شهراً‪،‬‬ ‫اقتيد بعدها إلى س��جن قلعة أرواد‪ ،‬الذي‬ ‫زاره فيما بعد‪ ،‬الحاكم العس��كري لمدينة‬ ‫الالذقية‪ ،‬الكولونيل نيجر وعندما ش��اهد‬ ‫ب��دوي الجبل معتق ًال– ولم يكن قد تجاوز‬ ‫السادس��ة عش��رة من عمري – قال‪ :‬هذا‬ ‫خطأ‪ ،‬بل فضيحة كيف َ‬ ‫يُحْكم على فتى‬ ‫في هذه الس��ن بالس��جن ثالثي��ن عاماً»‪،‬‬ ‫وهك��ذا أُ ْطلِ��قَ س��راحُه وكان ذلك عام‬ ‫‪.1922‬‬ ‫كان الب��دوي في بداياته الش��عرية‪،‬‬

‫يرسل نتاجاته إلى صحيفة «ألف باء» ولم‬ ‫يكن مشهوراً‪ ،‬وحدث أن هزّ العالم آنذاك‬ ‫م��وت المناض��ل االيرلندي ماك س��ويني‬ ‫محاف��ظ مدينة كورك ال��ذي قضى نحبه‬ ‫مضربًا عن الطعام لمدة أربعة وس��بعين‬ ‫يوم��ًا احتجاج��اً عل��ى وج��ود اإلنكليز في‬ ‫ب�لاده‪ ،‬وقد تأثر الش��اعر به��ذا الموقف‪،‬‬ ‫فكت��ب قصيدة "ماك س��ويني" وأرس��لها‬ ‫للصحيفة المذك��ورة‪ .‬وكانت ردود الفعل‬ ‫عن��د الناس عل��ى تلك القصي��دة مفعمة‬ ‫باإلعج��اب واالحت��رام‪ ،‬ومنهم م��ن توقع‬ ‫أنه��ا لواحد من ثالثة من ش��عراء الش��ام‬ ‫الكب��ار وه��م‪ :‬خليل م��ردم بي��ك‪ ،‬وخير‬ ‫الدين الزركلي‪ ،‬وشفيق جبري‪.‬‬ ‫وق��د تملكت الغرابة الش��اعر عندما‬ ‫شاهد القصيدة منشورة ومذيّ َلة بتوقيع‬ ‫«ب��دوي الجب��ل» فذه��ب إل��ى صاحبه��ا‬ ‫معاتب��ًا‪ ،‬إال أن األس��تاذ يوس��ف العيس��ى‬ ‫صاح��ب الجريدة الذي أطل��ق اللقب عليه‬ ‫ق��ال ل��ه‪« :‬أن الن��اس يقرؤون للش��عراء‬ ‫المعروفين‪ ،‬ولس��ت منهم‪ ،‬وهذا التوقيع‬ ‫المستعار يحملهم على أن يقرؤوا الشعر‬ ‫للش��عر‪ ،‬وأن يتس��اءلوا من ذا يكون هذا‬ ‫الشاعر المجيد؟ وأنت في ديباجتك بداوة‪،‬‬ ‫وأن��ت تلب��س العب��اءة‪ ،‬وتعتم��ر العق��ال‬ ‫المقص��ب‪ ،‬وأنت ابن جبل‪ ،‬إذا فأنت بدوي‬ ‫الجبل‬ ‫يق��ول ب��دوي الجب��ل ع��ن الش��عر‬ ‫العرب��ي أن��ه “سلس��لة متصل��ة تزه��و‬ ‫بأس��ماء كبيرة تركت لنا اإلبداع الذي كان‬ ‫لنا ث��روة وتراثًا ومحرض��اً على أن نرتفع‬ ‫إلى مستواه وأن نكمل رسالته اإلبداعية‪.‬‬ ‫وأدبن��ا العرب��ي م��ن أرقى وأعظ��م آداب‬ ‫العال��م‪ ،‬ولكن��ي أحب بصف��ة خاصة من‬ ‫القدام��ى المتنبي ومهيار الديلمي‪ ،‬وأحب‬ ‫من المعاصرين شفيق جبري وأمين نخلة‬ ‫وبشارة الخوري ومحمد مهدي الجواهري‬ ‫وعمر أبو ريشة”‪.‬‬ ‫نش��ر ب��دوي الجب��ل ديوان��ه األول‬ ‫البواكي��ر ع��ام ‪ 1925‬وأه��داه إل��ى مثال‬ ‫البطول��ة العربي��ة الش��هيد الراق��د ف��ي‬ ‫ميس��لون يوس��ف العظمة‪ ،‬ومن قصائده‬ ‫األول��ى قصي��دة «طم��ع األقوي��اء» التي‬ ‫كتبها عام ‪ 1924‬ويقول فيها‪:‬‬ ‫ال تلمه إذا أحب الشآما طابت‬ ‫الشام مربعا ومقاما‬ ‫ما رأينا الشآم إال رأينا منزال‬ ‫طيباً وأهال كراما‬

‫ال تظنوا السالم في األرض حياً‬ ‫طمع األقوياء غال السالما‬ ‫مع تقس��يم س��وريا انتُخِ��ب بدوي‬ ‫الجب��ل ف��ي ‪ 1930 / 4 / 25‬عض��واً ف��ي‬ ‫المجل��س التمثيلي "البرلم��ان" عن دولة‬ ‫العلويي��ن‪ ،‬برض��ى الفرنس��يين الذي��ن‬ ‫رغب��وا ف��ي االس��تفادة م��ن اس��م بدوي‬ ‫الجب��ل وعائلت��ه‪ ،‬وكذل��ك ف��ي انتخابات‬ ‫ع��ام ‪ .1935 / 3 / 9‬إال أن��ه وقف في وجه‬ ‫التقس��يم وانض��م إل��ى الكتل��ة الوطنية‬ ‫وم��ع توحي��د س��وريا ع��ام ‪ 1936‬أعي��د‬ ‫انتخاب��ه نائباً في البرلم��ان‪ ،‬ومع تضييق‬ ‫الفرنس��يين عليه هرب إل��ى العراق حيث‬ ‫التحقت به أس��رته‪ ،‬وفي ملجئه البغدادي‬ ‫عم��ل مدرس��اً ف��ي معه��د المعلمين في‬ ‫بغداد‪ .‬وبلغ نشاطه من أجل سورية حداً‪،‬‬ ‫جعل فرنس��ا تطالب بإخراجه من بغداد‪،‬‬ ‫وحين اندلعت ثورة رش��يد عالي الكيالني‬ ‫في بغداد عام ‪ ،1941‬كانت لبدوي الجبل‬ ‫مش��اركة فيه��ا م��ن الناحي��ة اإلعالمية‪،‬‬ ‫وبعد فشل هذه الثورة‪ ،‬عاد إلى الالذقية‪،‬‬ ‫فاعتقل��ه الفرنس��يون‪ ،‬وزج��وا ب��ه ف��ي‬ ‫قلعة كس��ب شمالي الالذقية على الحدود‬ ‫َ‬ ‫نُقِ��ل من معتقله‬ ‫الس��ورية التركية ثم‬ ‫إلى اإلقام��ة الجبرية في منزله بالالذقية‬ ‫إل��ى أن أُ ْطلِقَ س��راحه‪ ،‬وق��د دامت فترة‬ ‫اعتقال��ه م��دة ثمانية أش��هر‪ .‬وق��د كانت‬ ‫قصيدت��ه األولى بعد إطالق س��راحه في‬ ‫ذكرى الزعيم التاريخ��ي إبراهيم هنانو‪،‬‬ ‫وهي قصيدة «آالم»‪.‬‬ ‫عاد إل��ى الحياة السياس��ية نائبًا عن‬ ‫الالذقي��ة‪ ،‬في البرلم��ان األول بعد إعالن‬ ‫االستقالل وعن هذا الحدث كتب قصيدته‬ ‫«جلون��ا الفاتحين»‪ ،‬ويذك��ر فيها بطلين‬ ‫م��ن أبط��ال االس��تقالل‪ ،‬وهم��ا ش��كري‬ ‫القوتلي وسعد اهلل الجابري‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1949‬دخل��ت س��وريا عه��د‬ ‫االنقالبات العس��كرية الت��ي وقف البدوي‬ ‫ضده��ا‪ ،‬أق��ام الب��دوي ف��ي لبن��ان حتى‬ ‫اإلطاحة بالشيش��كلي‪ ،‬وأثناء ذلك شارك‬ ‫ف��ي حف��ل تتويج المل��ك فيص��ل الثاني‬ ‫ملكاً عل��ى الع��راق بقصيدة «يا وحش��ة‬ ‫الثأر»‪ .‬وكانت الحكومة العراقية تس��عى‬ ‫الس��تقطاب الزعماء الس��وريين‪ ،‬فمنحت‬ ‫ب��دوي الجب��ل وس��ام االس��تحقاق‪ ،‬لكنه‬ ‫رفض الوس��ام‪ ،‬وعاد إلى س��ورية نهاية‬ ‫عه��د الشيش��كلي ع��ام ‪ ،1954‬وزي��راً‬ ‫للصح��ة واإلس��عاف الع��ام ف��ي حكوم��ة‬ ‫فارس بيك الخ��وري التي لم تدم طوي ًال‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬

‫تبتع��د فلس��طين قلي ًال عن دمش��ق‬ ‫وس��وريا لكنها ال تغيب وفي كتابنا اليوم‬ ‫الذي أس��تعار كاتبه عنوان��ه من بيت في‬ ‫قصي��دةٍ للش��اعر محم��ود درويش‪ .‬دون‬ ‫أن يغف��ل ع��ن أن يضع لكت��اب مذكراته‬ ‫عنوانًا يوجز مضمونه "رحلة فلسطينية‬ ‫من مخيم الالجئين إلى الصفحة األولى"‪.‬‬ ‫نعي��د فلس��طين إل��ى مكانته��ا الت��ي ال‬ ‫تغي��ب عن الوج��دان الس��وري‪ ،‬فق ّلة هم‬ ‫األش��خاص الذين تعكس حياتهم أحداث‬ ‫زمانه��م كما ه��ي الحال مع عب��د الباري‬ ‫عطوان‪ .‬الفلسطيني الذي ولد في مخيّم‬ ‫لالجئين في غزّة عام ‪ ،1950‬وغادره في‬ ‫السابعة عشرة من عمره ليغدو منذ ذلك‬ ‫الحي��ن واحداً من أه��م الكت��اب والخبراء‬ ‫والمع ّلقين في قضايا الشرق األوسط‪.‬‬ ‫يقول عطوان عن كتابه الذي أهداه‬ ‫إل��ى "األطفال الالجئين ف��ي العالم كله‪،‬‬ ‫وخصوصًا أطفال المخيمات في فلسطين‬ ‫والمناف��ي" والكاتبة الراحلة مي غصوب‪،‬‬ ‫الت��ي ل��وال الحاح م��ي غص��وب وإقناعها‬ ‫لم��ا كان له��ذا الكت��اب أن يص��در"‪ .‬هذه‬ ‫رحلة عم��ر حافلة بالمصاعب والمفاجآت‪،‬‬ ‫بعضها كتبت��ه تلميحًا‪ ،‬وبعضها لم أجرؤ‬ ‫على ذكره"‪ .‬وألنه��ا رحلة بدأت مصاعبها‬ ‫القاس��ية بقسوة صقيع الشتاء في مخيم‬ ‫دير البلح‪ ،‬في قطاع غزة‪.‬‬ ‫ف��ي س��يرته ه��ذه يس��رد المؤ ّل��ف‬ ‫تفاصي��ل رحلت��ه االس��تثنائية بش��يء‬ ‫م��ن روح الدعاب��ة وكثي��ر م��ن الص��دق‪.‬‬ ‫يصوّر عطوان فظاع��ة المجازر المرعبة‬ ‫الت��ي ارتكب��ت ف��ي المخيّم��ات‪ ،‬والنتائج‬ ‫غي��ر المتوقّع��ة للتدخّ��ل البريطاني في‬ ‫المنطقة‪ .‬بعد ش��ظف العي��ش والمعاناة‬ ‫ومحن��ة التش��ريد‪ ،‬وابت��داء تغريبت��ه‬ ‫الفلس��طينية م��ع الكلم��ة والجغرافي��ا‪،‬‬ ‫من فلس��طين إل��ى األردن ومص��ر وليبيا‬ ‫والس��عودية وانتها ًء ببريطاني��ا‪ ،‬يتحدّث‬ ‫المؤلف عن الصدمة الثقافية التي رافقت‬ ‫انتقال��ه إلى لن��دن في س��بعينيات القرن‬ ‫الماض��ي‪ ،‬كم��ا يحك��ي قص��ة اصطحابه‬ ‫البن��ه وابنت��ه المولودي��ن ف��ي بريطانيا‬ ‫للتعرّف إل��ى عائلته التي ما تزال تعيش‬ ‫في مخيّم بائس في قطاع غزة‪.‬‬ ‫كذل��ك ي��روي عط��وان تفاصي��ل‬ ‫لقاءات��ه االس��تثنائية م��ع ش��خصيات‬ ‫عالمي��ة‪ ،‬بما ف��ي ذلك تناوله الش��اي مع‬ ‫مارغريث تاتش��ر‪ ،‬وعطلة نهاية األسبوع‬ ‫الت��ي قضاها في كهف أس��امة بن الدن‪،‬‬ ‫وحوارات��ه المعمّق��ة م��ع ياس��ر عرفات‪،‬‬ ‫فض ًال عن الشجار الذي نشب بين العقيد‬ ‫معمر القذافي وش��اه إيران والذي ّ‬ ‫ش��كل‬ ‫خلفي��ة س��بقه الصحاف��ي األول‪ ،‬ولقائه‬ ‫المثير مع رفيق الحريري‪ ،‬ورس��الة جمال‬ ‫عب��د الناص��ر المفاجئ��ة إليه الت��ي كانت‬ ‫الب��ذرة الت��ي أسّس��ت لرغبت��ه بالكتابة‬ ‫والعمل في الصحافة‪.‬‬ ‫يجم��ع الكتاب بي��ن الس��يرة الذاتية‬ ‫والجمعية‪ ،‬س��يرة عطوان وس��يرة الجيل‬ ‫الثاني بعد النكبة ومعاناة الفلس��طينيين‬ ‫ف��ي المالجئ‪ ،‬مبتدأً بفت��رة «األربعينية»‬ ‫من ش��تاء فلس��طين‪ ،‬والتي تك��ون فيها‬ ‫الليال��ي طويل��ة وش��ديدة الب��رد‪ ،‬حيث ال‬ ‫يج��رؤ أحد عل��ى الخروج‪ .‬هناك تش��كلت‬ ‫أول��ى ذكريات��ه ف��ي ظ�لام هذا الش��تاء‬ ‫في مخي��م دير البلح لالجئي��ن في قطاع‬ ‫غ��زة‪ .‬يحكي عط��وان‪ :‬لق��د تعودنا‪ ،‬نحن‬ ‫األطف��ال‪ ،‬عل��ى الجل��وس عل��ى األرض‬

‫متحلقين حول الن��ار‪ ،‬ملتصقين ببعضنا‬ ‫البعض للحصول على بعض الدفء حيث‬ ‫ينعكس ضوء عيدان الخش��ب المش��تعلة‬ ‫عل��ى وجوهن��ا‪ ،‬بينم��ا تقص علين��ا أمنا‬ ‫الحكاي��ا‪ .‬كان الس��قف ال��ذي يظللن��ا‬ ‫مصنوعا م��ن األعواد واألغص��ان وكانت‬ ‫الحيطان مصنوعة من الطين‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫البيت الصغي��ر كان رفاهية عند مقارنته‬ ‫بالخيمة التي أعطتنا إياها األمم المتحدة‬ ‫في البداية‪.‬‬ ‫وفي بداي��ة الحكاية يق��ول عطوان‬ ‫كان��ت أم��ي‪" ،‬ظريف��ة عط��وان"‪ ،‬س��يدة‬ ‫أمية ولكنها ككثير من نس��اء جيلها كانت‬ ‫تحفظ عن ظهر قلب الكثير من الحكايات‪،‬‬ ‫بعضه��ا كان حكاي��ات تقليدي��ة ش��عبية‬ ‫وبعضها اآلخر كان وليد خيالها‪ ،‬لكن كلها‬ ‫كان��ت تفي��ض بالتفاصي��ل والمالحظات‬ ‫اللماحة‪ .‬كانت تخيفنا بحكاياتها الخرافية‬ ‫عن األش��باح والجن وكانت توقد خياالتنا‬ ‫الفتية باألس��اطير الغريب��ة والمخلوقات‬ ‫العجيبة التي كانت من نسج خيالها‪ .‬إال أن‬ ‫الحكايات التي كان��ت ترويها عن ماضيها‬ ‫كان لها تأثير عميق علينا فقد كنا نعشق‬ ‫االس��تماع إل��ى تفاصي��ل عن «أس��دود»‬ ‫تل��ك القرية المتوس��طية التي كانت هي‬ ‫وأبي يعيشان فيها حتى النكبة التي حلت‬ ‫بالشعب الفلسطيني في عام ‪.1948‬‬ ‫ف��ي تل��ك األي��ام كان��ت «أس��دود»‬ ‫موطن��ا ألق��ل م��ن ‪ 5000‬فلس��طيني‪،‬‬ ‫وق��د أعي��دت تس��ميتها بـ «أش��دود» بعد‬ ‫االحت�لال اإلس��رائيلي‪ ،‬وأصبح��ت أه��م‬ ‫مين��اء بح��ري يبلغ تع��داد س��كانه ‪،204‬‬ ‫‪ 000‬نس��مة‪ .‬كان��ت أمي كثي��را ما تحكي‬ ‫ع��ن الحياة الهانئة والس��عيدة التي كانت‬ ‫تعيش��ها رفقة أبي هن��اك وهم يفلحون‬ ‫األرض التي توارثوها عن آبائهم ألجيال‪.‬‬ ‫كن��ا نع��رف تفاصي��ل البيت من البس��ط‬ ‫واألفرشة الملونة على األرض إلى الفناء‬ ‫الظليل الذي كان مركز حياتنا‪ ،‬حياة طالما‬ ‫تقاس��مناها مع األغنام والدج��اج والبط‪.‬‬ ‫لق��د جعلت أمي كل ذلك يبدو وكأنه حلم‬ ‫رائ��ع نزوره عبر ذاكرته��ا فيما كانت هي‬ ‫تحدق في الوهج المنبعث من النار‪ .‬كانت‬ ‫أمي تقول‪« :‬كانت الفواكه تزرع في فناء‬ ‫بيتن��ا وكنا نقطف التين ونأكله مباش��رة‬ ‫من الشجر»‪ .‬وكنا نعرف ما الذي ستتحدث‬ ‫عنه «والتوت ياما؟ احكي لنا عن التوت»‬ ‫«ل��م ت��روا ف��ي حياتك��م مث��ل هذا‬ ‫الت��وت» كان��ت حدقت��ا عينيه��ا تتس��عان‬ ‫وكأنها ترى التوت مرة أخرى‪« :‬كنا ننتظر‬ ‫حتى المساء حتى نلتقطها قبل أن تتفتت‬ ‫ف��ي آخ��ر لحظ��ة ونأكله��ا كله��ا» وكانت‬ ‫تومئ بيديها إلى حزمة خيالية من التوت‬ ‫تضعه��ا في فمها فنضح��ك نحن‪ .‬وكانت‬ ‫تقول‪« :‬لقد كان لذيذا» قبل أن تستطرد‬ ‫بحزن «لكن كل شيء اآلن ذهب إلى غير‬ ‫رجعة»‪ .‬كانت ابتس��امتها تذبل‪ ،‬لكننا كنا‬ ‫نطلب بصخب أن تعطينا لمحة أخرى عن‬ ‫الفردوس المفقود‪.‬‬ ‫م��ن جهته ق��ال د‪ .‬ربح��ي حلوم في‬ ‫مع��رض تقديم��ه لعط��وان 'عب��د الباري‬ ‫غني عن التعريف ولك��ن حري أن يُعرف‬ ‫بما ال يعرف��ه عنه الكثي��رون والكثيرات‪،‬‬ ‫فهو قفز عن ‪ 62‬س��نة ببضعة أيام‪ ،‬فقد‬ ‫ولد عب��د الباري عطوان س��نة ‪ 1950‬في‬ ‫مخي��م لالجئي��ن بمدين��ة دي��ر البلح في‬ ‫قطاع غزة وهو واحدٌ من أحد عشر طف ًال‬ ‫لعائلة تنحدر من أسدود‪.‬‬

‫بع��د اإلنهاء من الدراس��ة االبتدائية‬ ‫ف��ي مخيم دي��ر البلح لالجئي��ن في غزة‪،‬‬ ‫انتقل إلى األردن بعد عدوان عام ‪،1967‬‬ ‫ثم إل��ى مصر‪ ،‬وف��ي ع��ام ‪ 1970‬التحق‬ ‫بجامعة القاه��رة‪ ،‬تخرج بتفوق من كلية‬ ‫اآلداب قس��م الصحاف��ة‪ ،‬ثم ح��از دبلوم‬ ‫الترجمة من الجامعة األمريكية بالقاهرة‪،‬‬ ‫بعد التخرج عمل لجريدة 'البالغ' في ليبيا‪،‬‬ ‫ثم جريدة 'المدينة' في الس��عودية‪ .‬وفي‬ ‫عام ‪ 1978‬انتقل إلى لندن‪ ،‬حيث استقر‪،‬‬ ‫ليعم��ل ف��ي جري��دة 'الش��رق األوس��ط'‬ ‫ومجلة' المجلة' الس��عوديتين الصادرتين‬ ‫ف��ي لن��دن‪ .‬في ع��ام ‪ 1980‬أنش��أ مكتب‬ ‫لندن لجريدة 'المدين��ة'‪ ،‬وفي عام ‪1984‬‬ ‫عاد إلى جريدة الشرق األوسط حيث عمل‬ ‫مديرا لتحريرها ولمجلة المجلة أيضًا‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1989‬تم تأس��يس جريدة‬ ‫'القدس العرب��ي' في لندن وعُـرض على‬ ‫عبد الباري عطوان رئاسة تحريرها‪ ،‬ومنذ‬ ‫ذلك الحين يقوم برئاس��ة تحريرها‪ .‬أثناء‬ ‫حرب الخليج ‪ ،1991 / 1990‬نالت 'القدس‬ ‫العرب��ي' ش��هرة واس��عة بمعارضته��ا‬ ‫للهج��وم األمريك��ي‪ .‬وبالرغ��م م��ن أن‬ ‫الجريدة لم تؤيد ضم العراق للكويت‪ ،‬إال‬ ‫أن الجريدة رأت التدخل الدولي تدخ ًال في‬ ‫الش��ؤون العربية‪ .‬وفي ‪ 1996‬أجرى عبد‬ ‫الباري عطوان مقابلة صحافية مع أسامة‬ ‫ب��ن الدن زعيم تنظي��م القاعدة‪ .‬وإلجراء‬ ‫المقابلة فقد س��افر عبر الجب��ال متخفيًا‬ ‫ف��ي زي أفغاني‪ .‬فيما بعد‪ ،‬وصف عطوان‬ ‫رحلته بأنها 'األكثر إخافة'‪ ،‬وانطباعه عن‬ ‫الشيخ بن الدن بأنه ظاهرة‪ ،‬ومتطرف‪.‬‬ ‫وهكذا وثق عطوان في كتابه 'وطن‬ ‫من كلمات' رحلته في الش��تات ابتداء من‬ ‫المخي��م‪ ،‬وص��وال للندن‪ ،‬وأكث��ر الحوادث‬ ‫رمزي��ة في رحل��ة معاناته ه��ي توجيهه‬ ‫ذات يوم رس��الة إلى الرئي��س جمال عبد‬ ‫الناص��ر‪ ،‬وتلق��ى ردا م��ن ذل��ك الرئيس‬ ‫ف��ي حينه‪ ،‬والكتاب ينقل بؤس المخيمات‬ ‫ومعاناتها في رحل��ة عبد الباري بحثا عن‬ ‫العدال��ة والقل��ق الداف��ع لصناع��ة وطن‪،‬‬ ‫ليكتش��ف أن الوط��ن هو الكلم��ات‪ ،‬وهو‬ ‫ينتمي إلى وطن فلسطيني مفترس‪ ،‬كما‬ ‫ختم حلوم‪.‬‬ ‫ف��ي خاتم��ة الكتاب‪ ،‬نق��رأ وجهة نظر‬ ‫عط��وان بخص��وص مصي��ر "أم القضاي��ا"‬ ‫الت��ي ارتبط��ت بمصريه المهن��ي‪ :‬القضية‬ ‫الفلسطينية دون سواها‪ ،‬تماما كما ارتبطت‬ ‫نف��س القضي��ة بأعم��ال أع�لام كب��ار في‬ ‫األدب والفك��ر‪ ،‬في نفس المج��ال التداولي‬ ‫الفلس��طيني‪ ،‬ونخ��ص بالذك��ر الثالث��ي‬ ‫الشهير‪ :‬محمود درويش في الشعر‪ ،‬إدوارد‬ ‫سعيد في الفكر‪ ،‬ووليد الخالدي في التأريخ‬ ‫ويعبر عن تفاؤله الكبير بقرب تفكيك هذه‬ ‫المأس��اة اإلنس��انية‪ ،‬قبل أن تكون مأس��اة‬ ‫عربية أو إسالمية‪.‬‬ ‫الكتاب كتب باللغ��ة االنجليزية وتم‬ ‫تعريب��ه من قبل األديب المترجم حس��ام‬ ‫الدين محم��د‪ ،‬فيما بع��د ويعتبر من أدب‬ ‫السيرة السياسية اإلعالمية يحكي سيرة‬ ‫القضي��ة الفلس��طينية الت��ي ال ب��دّ من‬ ‫تس��جيلها بكل مراحلها فردي��اً وجماعياً‪،‬‬ ‫وه��و ما نق��رأه ضم��ن هذه فص��و ًال عن‬ ‫محم��ود درويش وإدوارد س��عيد وياس��ر‬ ‫عرفات‪ ،‬فيها ما قد يرغب أي فلس��طيني‬ ‫بمعرفت��ه‪ ،‬غي��ر تل��ك الت��ي تنش��رها‬ ‫الصحاف��ة‪ ،‬إضاف��ة إلى الحال��ة والظروف‬ ‫التي تأسست ضمنها 'القدس العربي'‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫فتعرّض ف��ي ‪ ،1968 / 4 / 27‬وهو‬ ‫يم��ارس رياضت��ه الصباحية إل��ى اعتداء‬ ‫جس��دي‪ ،‬واختُطِفَ حتى ‪1968 / 4 / 30‬‬ ‫حيث رُمِيَ في إحدى مش��افي دمش��ق‪،‬‬ ‫فاق��د الوع��ي‪ ،‬وبع��د خمس��ة أي��ام م��ن‬ ‫الغيبوبة‪ ،‬نجا الش��اعر م��ن االعتداء الذي‬ ‫تعددت رواياته‪.‬‬ ‫وعل��ى أث��ر االعت��داء المذك��ور نقل‬ ‫الس��فير المصري في دمش��ق إليه رغبة‬ ‫الرئيس جمال عبد الناصر في استضافته‬ ‫في القاه��رة‪ ،‬إال أن��ه رد بالرفض كي ال‬ ‫يس��جل التاري��خ أنه هج��اه ثم لج��أ إليه‪.‬‬ ‫وفيم��ا بع��د‪ ،‬قي��ل أن مدب��ر االغتيال قد‬ ‫انتحر‪.‬‬ ‫ف��ي ‪ 1981 / 8 / 18‬توق��ف قل��ب‬ ‫الش��اعر الكبير بدوي الجبل إلى األبد عن‬ ‫عمر يناهز الـ‪ 78‬سنة‪.‬‬

‫عبد الباري عطوان‪ :‬وطن من كلمات‬

‫أسبوعية‬

‫ثم وزيراً مكلفًا بالدعاية واألنباء واإلذاعة‬ ‫في حكومة سعيد الغزي عام ‪.1955‬‬ ‫بتاري��خ ‪ / 11 / 23‬عام ‪ 1956‬أصدر‬ ‫النقي��ب يوس��ف ش��قرا قاض��ي التحقيق‬ ‫العرفي في دمشق باسم الشعب العربي‬ ‫الس��وري قرار االتهام ف��ي المؤامرة التي‬ ‫أذاع راديو دمشق نبأ الكشف عنها‪ ،‬والذي‬ ‫تضم��ن تفاصي��ل المؤام��رة الت��ي أعدت‬ ‫لقل��ب نظ��ام الحك��م واغتي��ال الرئي��س‬ ‫القوتلي‪ ،‬بتمويل عراقي وقد اتخذت هذه‬ ‫القضية باباً لتصفية الحسابات السياسية‬ ‫وراح ضحيتها الكثير من وجوه السياس��ة‬ ‫في س��وريا‪ ،‬وكان ممن ورد اس��مهم في‬ ‫الئح��ة االتهام المق��دم الس��ابق " محمد‬ ‫مع��روف " ال��ذي تربطه بالب��دوي عالقة‬ ‫ً‬ ‫عرض��ة لالضطهاد من‬ ‫قربى مم��ا جعله‬ ‫المكت��ب الثان��ي ذائ��ع الصي��ت‪ ،‬بدع��وى‬ ‫االشتراك بالمؤامرة المذكورة‪ ،‬فهرب إلى‬ ‫لبنان مرة أخرى‪ ،‬وقد تشرّد بسببها ستة‬ ‫أعوام منذ ‪ 1956‬حتى ‪.1964‬‬ ‫أقام ب��دوي الجب��ل ب��ادئ األمر في‬ ‫بيروت خمس سنوات تقريبًا‪ ،‬كان يشارك‬ ‫إثناءه��ا في ندوة الخمي��س التي تنظمها‬ ‫مجلة «ش��عر»‪ ،‬وع��اد إلى س��ورية أواخر‬ ‫عه��د االنفص��ال (‪ / 28‬أيل��ول ‪،)1961 /‬‬ ‫وخ��رج بع��د ث��ورة آذار (‪،)1963 / 3 / 8‬‬ ‫متنق ًال بين العديد م��ن المدن األوروبية‪،‬‬ ‫حتى اس��تقر في جنيف‪ ،‬ع��اد بعدها إلى‬ ‫سورية بعد عفو صدر عام ‪.1964‬‬ ‫وخالل إقامة الب��دوي في فيينا كتب‬ ‫قصيدت��ه «البلب��ل الغريب» الت��ي أثارت‬ ‫ش��فيق جب��ري الملقب بش��اعر الش��ام‪،‬‬ ‫فكتب قصي��دة «بالب��ل ال��دوح» فحياها‬ ‫البدوي بقصيدة «حنين الغريب»‪ .‬وكانت‬ ‫جنيف قد صارت مقامه‪ ،‬وس��مى نفس��ه‬ ‫فيه��ا باألش��عث الج��وّاب واتخ��ذه عنوانًا‬ ‫لقصيدة من قصائده الصوفية‪.‬‬ ‫عقب هزيمة ‪ 1967‬كتب بدوي الجبل‬ ‫قصيدته " من وحي الهزيمة " وقد أساءت‬ ‫َ‬ ‫وُصِف��ت بـ«العاصفة»‬ ‫القصي��دة الت��ي‬ ‫لمن أس��اءت م��ن النظام الحاك��م آنذاك‪،‬‬ ‫بأن تضمن��ت افتقاد األمة العربية للبطل‬ ‫الملحمي الذي يقود الشعب من نصر إلى‬ ‫نصر‪ ،‬ولكن الح��كام القائمين على األمر‬ ‫والنهي هم الذي��ن انهزموا في المواجهة‬ ‫في حزيران‪ ،‬وتركوا الشعب في السجون‬ ‫واألصفاد‪:‬‬ ‫هزم الحاكمون‪ ،‬والشعب في األصفاد‪،‬‬ ‫فالحكم وحده المكسور‬ ‫هزم الحاكمون‪ ،‬لم يحزن الشعب‬ ‫عليهم‪ ،‬وال انتخى الجمهور‬ ‫يستجيرون‪ ،‬والكريم لدى الغمرة يلقى‬ ‫الردى وال يستجير‬

‫‪11‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫نفـــق مــن النــور‬ ‫‪-1‬‬‫دخل��ت على غرفتها‪ ..‬س��كرت الباب‪ ..‬كلش��ي متل ما هو‬ ‫مافي شي تغير‪..‬‬ ‫ليش برا الغرفة كلشي تغير‬ ‫مسكت البتوبها وبلشت تكتبلو‪ ..‬عم يقولوا انك متت‬ ‫انا قلتلهم أل‬ ‫ما حدا رد‬ ‫جابوا كراسي‬ ‫وعبوا البيت‬ ‫وجوا مصاحف‬ ‫ولبسوا اسود‬ ‫وأنا لبست متلون‪..‬‬ ‫شغلوا قرآن‬ ‫وخلوني اقعد جنب أمك‪..‬‬ ‫كلون كانوا عم يبكوا‬ ‫وناس داخلة‬ ‫وناس طالعة‬ ‫وعبارات عم اسمعها وما اسمعها‬ ‫(اهلل يرحمه)‪..‬‬ ‫(عظم اهلل أجركم)‬ ‫(شهيد أن شاء اهلل)‬ ‫(واهلل يصبر مرته)‬ ‫وكالم كتيير مو متزكرتو‬ ‫ونظرات شفقة على محمد وراما‬ ‫راما كل شوي تجي لعندي تقلي ماما شوفي‬ ‫قلها مابعرف‬ ‫مافي شي روحي العبي‬ ‫بعد شوي دخل علينا أخوك‬ ‫كان بإيدو صورة كبيرة إلك‬ ‫وبزاويتها اليسار من فوق خط اسود!‬ ‫قلتلو ألش عم تفاول عليه‬ ‫هو قال إنو راجع‪..‬‬ ‫وهو بحياتو ما كزب علي‬ ‫وعدني إنو ما يخلي الموت يقرب منو‬ ‫وعدني إنو يخدعوا!‬ ‫دمعت عيونو وقلي اهلل يصبرك مرت أخي!‬ ‫ما كنت عم ابكي‪ ..‬وال اصرخ‬ ‫كنت بس عم شوف الكل شو عم يعملوا‬ ‫طول الوئت ماس��كة الموبايل وعم اس��تنى تبعتلي متل‬ ‫كل مرة بتغيب‬ ‫تطمني عنك‬ ‫تئلي انك بخير‬ ‫قلت لحالي هي المرة بدك تعملها مفاجأة‬ ‫عيوني كانت معلئة بالباب‬ ‫كنت عم استنى ط ّلتك‬ ‫بسمتك‬ ‫خيالك‬ ‫طيفك‬ ‫أي شيء منك‬ ‫صار الليل‬ ‫راحوا الناس‬

‫وآلولي قومي ارتاحي‬ ‫دخلت على الغرفة‬ ‫لقيت مافي شي تغير‬ ‫متل كل ليلة بفتح الالبتوب وبكتلك‬ ‫معقول عملتها ورحت؟‬ ‫مو وعدتني أنك راجع؟‬ ‫ليش تأخرت؟‬ ‫عرفانة أنك عم تقرأ الرسائل على غفلة مني‬ ‫حباب رد‬ ‫او قلك ما ترد بس خليني شوف انك قراتهم‬ ‫ْ‬ ‫وبقيَتْ طول الليل سهرانة‪ ..‬ناطرة تشُوف إنو قرأ‬

‫‪-2‬‬‫ثاني يوم المسا‪..‬‬ ‫دخْلِت على الغرفة مع شوية وجع‬ ‫قعْدت على الالبتوب‪..‬‬ ‫حبيبي ضليت سهرانة مبارح طول الليل عم استناك ترد‬ ‫كنت عم اقرأ كتير أدعية واذكار‬ ‫وآيات كتيرة‬ ‫مابعرف شو قرأت وشو ما قرأت‬ ‫بتزكر إنك علمتني لما اقلق أقرأ يس‬ ‫ولما ما نام اقرأ تبارك‬ ‫ولما خاف اقرأ يوسف‬ ‫كنت أبداً بسورة ومابعرف خلصتا وال أل‬ ‫وابدا بغيرها‪ ،‬او عيدها مرة تانية‬ ‫وبالي كان معك‪ ،‬معك بس‬ ‫مع أدان الفجر غفيت‪ ..‬فئت على صوت راما‬ ‫كانت عم تبكي وتصيح‬ ‫وتقول بابا‬ ‫هديتا‪ ..‬ضميتا‪ ..‬نيمتا جنبي‬ ‫وصليت الفجر‪ ،‬ودعيت‬ ‫بلحظة حسيت اني ضيعتك‬ ‫دعيت ربي فيق الصبح القيك حدّي‬ ‫ليخلص هالكابوس‪ ،‬ارجعت نمت‪..‬‬ ‫مابعرف ايمت فقت‪..‬‬ ‫قلت لحالي الحمد هلل كان كابوس بس‪..‬‬ ‫واجيت اطلع من غرفتي مس��تعجلة ألتأكد مافي كراسي‬ ‫بالصالون‬ ‫وال في حدا عم يبكي‬ ‫فتحت الباب‬ ‫كان كلشي متل ما هو‬ ‫الكراسي‬ ‫امك عم تقرأ قرآن وتبكي‬ ‫اختك بثوبها األسود عم تنضف البيت‬ ‫وعمتك وخالتك ومابعرف مين‬ ‫ارجعت بسرعة سكرت الباب‬ ‫وقفت وراه‪ ..‬أخدت نفس‪..‬‬ ‫يارب كون معين إلي‪ ..‬خليه يرجع لتخلص هالقصة‬ ‫واهلل باخت‬ ‫طلعت قعدت معهم‬ ‫اللي تجي تضمني‬

‫لبابة الهواري‬

‫واللي تجي تقرألي قرآن‬ ‫واللي تجي بدها تهديني‬ ‫مابعرف شو كان بدهم‪ ..‬كنت ساكتة ما عم احكي شي‬ ‫ضلوا الناس عم يروحوا ويجو‬ ‫وانا عنفس قعدتي‬ ‫بفوت على غرفتي بس��تفق الموبايل ال تكون بعتت شي‬ ‫وبرجع‬ ‫قريب المغرب‬ ‫ناداني عمي‪ ..‬أبوك‬ ‫أخذني على غرفتو‬ ‫ما قدر يحكي‬ ‫طالعلي كيس فيه شوية غراض‬ ‫دموعو كانو عم يحكوا‬ ‫حكي كتييير‬ ‫فتحت لقيت غراضك‬ ‫حزامك‪ ..‬مفتاح البي��ت‪ ..‬محفظتك‪ ..‬مصحفك الصغير‪..‬‬ ‫وقداحتك‬ ‫قلتلو شو يعني؟‬ ‫قلي عطوهم ألحمد اليوم‪ ..‬وهو جابهم!‬ ‫مابتزكر شي بعدها‪..‬‬ ‫بس وقتها بكييت بحرقة‬ ‫وألم‪..‬‬ ‫بكيت كتيير‬ ‫ضميت الغراض وبكيت‬ ‫طلعت من الغرفة وقعت بالصالون‬ ‫صرت اقرأ يس بصوت واطي‬ ‫وعم قول بألبي يا رب يطلع كزب‬ ‫يا رب ما يكون حقيقة‪..‬‬ ‫مضي اليوم سريع بطيء مابعرف‬ ‫م��ا بتزكر غير غراضك‪ ..‬وصورت��ك اللي على الحيط مع‬ ‫الخط األسود‬ ‫استأذنت الحاضرين‬ ‫اجت عمتك لتضل معي‬ ‫قلتلها مافيني شي‬ ‫بس حابة اقعد لحالي‬ ‫ورجعت على الغرفة ألكتبتلك‪ ..‬لسا عندي أمل‬ ‫لسا‬

‫‪-3‬‬‫ثالث يوم‪ ،‬المسا‪..‬‬ ‫خلص العزا‪ ..‬كلون راحوا على بيوتون‬ ‫وضلت لحالها‪..‬‬ ‫وبكل أوجاع الدنيا‪ ..‬بدت تكتبو‪..‬‬ ‫عم حاول استوعب الخبر‪..‬‬ ‫من الفجريات فايئة‪ ..‬عم استناك‬ ‫ألبي ناطر عجمر‪ ..‬ودموعي متل دعواتي ما عم يوقفوا‬ ‫مدري بديت صدق‪ ..‬مدري خايفة صدق‬ ‫بدا اليوم كئيب‪ ..‬ما عرفت نام بالليل‬ ‫كوابيس كتيرة‪ ..‬وفقت وانا عم ابكي وناديك‪..‬‬ ‫طلعت من الغرفة‪ ..‬كان الكل موجوع‪..‬‬ ‫بس باينتو الوجع أكبر بيجي باليوم التالت‪..‬‬


‫مقبرة شهداء دوما‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أعدت بينهم‬ ‫شي اسمع قصص عنك‪ ..‬عن أخالقك‪..‬‬ ‫عن شهامتك‪ ..‬وشي اسمع دعوات إلك‪..‬‬ ‫شي افرح وشي ابكي‪..‬‬ ‫كنت ماسكة مسبتحك‪ ،‬شادة عليها أصابعي‬ ‫وكل ما حس حالي راح اختنق قوم صلي ركعتين‬ ‫عمتك ضلت جنبي‪..‬‬ ‫تمسك بإيدي وتضل عم تقول اهلل يغفرله‬ ‫وأنا كل ما اسمع هالدعوة أبكي أكتر‪..‬‬ ‫بعرف أنك كنت تقلي ازا اجاكي خبري كوني قوية‬ ‫وما تبكي‪ ..‬وافرحي اني نلت الشهادة‬ ‫يومها حطيت ايدي على تمك وقلتلك بكفي مشان اهلل‬ ‫ماراح يصرلك شي‬ ‫ومسكت ايدك وقلتلك اوعدني نحتفل بالنصر سوا‬ ‫اوعدني ترجعلي‬ ‫دمعت عيونك وما عاد تعرف ترد‬ ‫اصريت عليك وانا عم اترجاك ترد‬ ‫قلتلي بوعدك أن شاء اهلل‬ ‫وضميتني ورحت‪..‬‬ ‫لسا ضمتك بين ضلوعي‬ ‫لسا ريحتك مخبيتها بأنفاسي‪..‬‬ ‫ولسا عندي أمل أنك تكون بخير‬ ‫ويكون غلط‬ ‫وترجع‪ ..‬اي حبيبي وترجع‬ ‫غصة ورا غصة كنت عم استوعب الخبر‬ ‫وحدي اللي كنت عم كزبوا‪ ..‬كلون صدقوا‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫صار العِشا‪ ..‬صلوا ومدوا العَشا‬ ‫عم ياكلوا على روحك‪ ..‬وعم يوزعوا اكل‬ ‫وجابولي اكل لشاركهم‪ ..‬ما قدرت‪..‬‬

‫ضليت عم عاتب الكل بنظراتي‬ ‫كيف صدقتوا بسرعة؟‬ ‫خلصوا اكل‪..‬‬ ‫سلموا علي‬ ‫والكل عم يقول اهلل يجعلها آخر األحزان‬ ‫وانا متل ما انا شي بصفن وشي ببكي‬ ‫بس مالي ألب حاكي حدا‬ ‫بدا اليأس يدخل أللبي من رجعتك‪..‬‬ ‫وموبايلي ما اس��تقبل ش��ي منك لهأل‪ ..‬ورسائلي متل ما‬ ‫هي ما عم تقرأها‬ ‫وفضي البيت‪..‬‬ ‫وجوه كتيرة مرت أدام عيوني بس ما كنت عم شوف غير‬ ‫وجهك‬ ‫أمك كانت تعبانة كتير‪..‬‬ ‫مابعرف هو ألنو تالت يوم‪ ..‬وال ألنو أنا تعبت من الخبر‪..‬‬ ‫مابعرف‬ ‫ما كنت قادرة اسأل‪..‬‬ ‫تركتون بوجعون‪ ..‬ورحت لوجعي‬ ‫بالغرفة كنت لحالي‬ ‫ال مو لحالي‪ ..‬انا وطيفك‬ ‫وزكرياتنا‬ ‫وروح ألب اجتمعوا بيوم‪ ..‬طارت الروح‪ ..‬شو بينفع األلب؟؟‬ ‫كنت عم شوفك بكل مكان بالغرفة‪..‬‬ ‫وانت وائف أدام المراية‬ ‫وانت آعد على مكتبك‬ ‫وأنت على الكرسي عم تشرب األهوة‬ ‫وانت نايم‬ ‫بكل زوايا الغرفة عم شوفك‪..‬‬ ‫جنبك قعدت متل ما بقعد عادة‬ ‫وبديت احكيلك عن يومي‬ ‫وفجأة صرت ابكي‬

‫معقول ما عاد شوفك؟‬ ‫معقول ما عاد حاكيك؟‬ ‫ما عاد ترجع؟‬ ‫ضميت مخدتك‬ ‫وبكيت كتيير‬ ‫ما كنت أنت الميت‪..‬‬ ‫كنت انا‬ ‫كان الوجع أكبر من إنو ينحس بألبي الضعيف‬ ‫كان أكبر حتى من كل البكا والدموع‬ ‫كان شي ما بتوصفوا كلمات‪..‬‬ ‫وال بتعبر عنو مشاعر‪..‬‬ ‫بعد شوي اجت راما‬ ‫شافتني عم ابكي‬ ‫حاولت امسح دموعي واهدا شوي قبل ال تنتبه علىي‬ ‫قربت مني‬ ‫طلعت على التخت واجت لجنبي‬ ‫مسحت بكفا دموعي‬ ‫وقالتلي ماما ما تبكي‬ ‫بابا شهيد بالجنة‬ ‫ضميتا وقلتلها مين قلك‪..‬‬ ‫بعدتني عنا وقالتلي هيك جدو قال‪..‬‬ ‫وقلي إنو بابا سبقنا على الجنة ليحجزلنا مكان حلو فيا‬ ‫مشان لما نروح لهنيك نالقي مكان‪..‬‬ ‫ليكي ماما بس قولي لبابا‪ ..‬بدي مكان كبيير مش��ان آخد‬ ‫محمد وألعابي معي‬ ‫ابتسمت وهزيت راسي‪ ..‬وطلعت راما‬ ‫ما بتزكر غير اني كنت عم ابكي وانا ماسكة صورتك‬ ‫وكنت عم قلك ليش ما أخدتني معك؟‬ ‫ليش؟!‬

‫‪13‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫ميخائيل �سعد‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫الثورة حررت ‪ 23‬مليون س��وري من س��جن ال األسد‪،‬‬ ‫شيء طبيعي أن يكون بين المحررين قتلة ولصوص‬ ‫وتج��ار دم ومتس��لقون وكل زبالة مرحلة ال األس��د‪،‬‬ ‫وهي ليس��ت قليلة‪ ،‬ولك��ن علينا أن ال ننس��ى ال‪23‬‬ ‫مليون سوري محرر‪..‬‬

‫محاسب في شركة قطاع خاص‬

‫با�سم �صباغ‬

‫بمناس��بة يوم النكبة‪ ..‬يسمح اليوم الدخول والخروج‬ ‫من وإلى مخيم اليرموك دون تش��ديد وتدقيق‪ ..‬وكل‬ ‫نكبة وأنتم بخير‪..‬‬

‫متام �سليمان‬

‫ليس��ت "رومانس��ية" وال "مثالية" أن يرفض السوري‬ ‫قت��ل الس��وري المختلف مع��ه ويحزن علي��ه ويبكيه‬ ‫ويرثي��ه ويراجع نفس��ه ف��ي مواقفه بن��اء على هذه‬ ‫الجريمة أو تلك‪ ،‬هي حالة طبيعية تصدر عن إنسان‬ ‫طبيعي توحي أن مازال فعال على قيد الحياة‪.‬‬

‫هاال العبد اهلل‬

‫أل��م تعلم��ك أمك أن��ك يج��ب أن تخلع ح��ذاءك حين‬ ‫تدوس تراب الثورة؟‪..‬‬

‫رائد وح�ش‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫أنا موظف قطاع خاص‪ ،‬ومو أول وظيفة هي‪ ،‬يمكن من لما تخرجت من الجامعة هي الخامس��ة‪ ،‬وبكل مرة‬ ‫بيكون صاحب الشركة عندو شريك مهم أو مسؤول كبير بالدولة أو حتى ضابط أمن أو ضابط بالجيش‪ ،‬ولهيك‬ ‫آخر ش��ي ممكن يفكر فيه هو حقوق العمال والموظفين يلي عندو‪ ،‬وراس مال أي موظف عندو رفس��ة وانقلع اهلل‬ ‫معك‪ ..‬وما حدا ممكن يحصل حق هالمعتر يلي إذا صار بالشارع بالزور لحتى يالقي وظيفة تانية‪.‬‬ ‫الحرية يلي بدي ياها‪ ،‬قانون بيحمي الموظفين‪ ،‬والعاملين بالقطاع الخاص وما يكون إلو أس��اس بالمحس��وبية‬ ‫والرشاوي والشركاء يلي بيقدرو ينفدو صاحب العمل من أي شي‪ ..‬متل ما الثورة ثورة حق‪ ،‬كمان حقوق الناس هي حق‪..‬‬

‫وق��ال بعثيّ ف��ي أح��د المهرجان��ات الخطابية‪« :‬في‬ ‫ذكرى النكبة العزيزة على قلوبنا»‪..‬‬

‫ميادة اخلليل‬

‫بوجودك في س��وريا تكون بعيد ع��ن الكوابيس في‬ ‫الليل ألنك تعيشها نهاراً ولي ًال‪.‬‬

‫يو�سف بح�صا�ص‬

‫إنهم يضحك��ون‪ ..‬ويتصافح��ون‪ ..‬ويضربون األكفّ‬ ‫باألكفّ بحرارة!!‪ ..‬كل ذلك إلخفاء أنيابهم ومخالبهم‬ ‫الالت��ي سيفترس��وننا به��ا!!‪ ..‬وزراء خارجية روس��يا‬ ‫وأمريكا وإيران‬

‫مار�سيل �شحوارو‬

‫هلق كونو أجار البيت ببيروت ‪ -‬تركيا‪ ..‬أو ش��ي مكان‬ ‫ما بيش��به هالمكاني��ن‪ ..‬مدفوع أللو بال��دوالر كونو‬ ‫"ناش��ط سوري"‪ ،‬فالزم يـ"نش��ط " بالشأن السوري‪،‬‬ ‫بيفتح البتوبو اللي أخدو من دورة إعالمية‪ ..‬مع ش��ي‬ ‫كاميرة أو تنتي��ن أخدهن من دورات إعالمية لتطوير‬ ‫اإلعالم "الثوري"في "سوريا"‬ ‫وبيطجلنا ستاتوس خطير‪ :‬لقد "سرقوا" الثورة!‪..‬‬

‫م�صطفى اجلرف‬

‫لي��س غريبا أن يركز اإلع�لام العالمي على تجاوزات‬ ‫الث��وار أكثر م��ن تركيزه عل��ى جرائم النظ��ام‪ ..‬هذا‬ ‫اإلعالم يس��ير وفق القاعدة الصحفية المعروفة‪ :‬أن‬ ‫يع��ض الكلب رج ًال‪ ،‬فه��ذا ليس خب��راً‪ ..‬الخبر هو أن‬ ‫يعض الرجل كلباً!‪..‬‬

‫رحيم حيدر‬ ‫ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ‪ ..‬مش��اجرة ﺑﻴﻦ ﺳﻮﺭﻱ ﻭ‬ ‫ﻣﺼﺮﻱ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﻠﻪ أﻛﺒﺮ‪ ..‬ﻭ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻟﻠﻤﺼﺮﻱ‪ :‬أﻧﺎ ﺭح ﺍﺣﺘﺮﻣﻚ ﻻأﻚ ﺿﻴﻒ ﻋﻨا‪..‬‬

‫مازن طه‬

‫أرسلنا لهم جول جم��ال‪ ..‬وسليمان الحلبي‪ ..‬وأرسلوا‬ ‫لنا سبايدر‪..‬‬

‫ميادة حممد‬

‫م��ا بعرف ليش بتخي��ل معاذ الخطي��ب إذا بده يسلم‬ ‫ع حدا بيطلع ملبس وسكاكر من جيبتو وبضيفو‪..‬‬

‫مريد الربغوتي‬

‫الجمع��ة ليس ي��وم عطلة أيه��ا الدكتات��ور‪ .‬انهض‪،‬‬ ‫استحِ��مّ‪ ،‬أصب��غ ش��عرك‪ ،‬ارت��دِ مالبس��ك الكاملة‪،‬‬ ‫اجل��س إل��ى مكتب��ك وافت��ح الناف��ذة‪ ،‬لتسم��ع لعنة‬ ‫الشعب‪..‬‬

‫فدوى روحانا‬

‫يشبه النظام في سوريا مرض السرطان الخبيث وقد‬ ‫تش��يه كل الشوائب الخارجية التي تسللت بين الثوار‬ ‫العق��ارات السام��ة التي تح��اول القض��اء عليه‪ ..‬لكن‬ ‫األرض أزلي��ه ال تفنى‪ ،‬أمراضها عابرة وال يبقى فيها‬ ‫سوى األصيل من صُلبها‪..‬‬

‫‪�‎‬سحر عبد اهلل‪‎‬‬

‫لطالم��ا تمني��ت تدوي��ن الكثير م��ن الذكري��ات‪ ،‬لكن‬ ‫الخ��وف والقهر ابتلعا الوقت الذي كنت أمأله بالصمت‬ ‫والبك��اء م��ن طفولة ل��م تك��ن لحتى ترك��ت سوريا‬ ‫وعم��ري تالتي��ن سن��ة‪ .‬ه��ي جوه��ر ذكريات��ي عن‬ ‫سوريا وماعنته لي‪ .‬ك��م مليون أخ وأخت عندي وكم‬ ‫مليونآاااااخ‪..‬‬

‫ر�شا عرابي‬

‫الذي��ن ماتوا سابقًا كان يبدو أنهم يستعجلون الموت‬ ‫ف��ي الزم��ن الجميل قب��ل أن يصبح الموت «بث��ًا حيًا‬ ‫ومباش��راً»‪ ،‬ويصير توقيت��ه مرتبطاً بنش��رة األخبار‬ ‫المفصل��ة‪ ،‬وقبل أن يصبح للم��وت طريقته الغريبة‬ ‫في الموت‪ ،‬التي تقاس بقدرته على الجذب اإلعالني‬ ‫عل��ى «يوتيوب»‪ ،‬واست��درار «الكومن��ت» و»الاليك»‬ ‫بكثافة غي��ر مسبوقة على «فسيب��وك» أما اآلن‪ ،‬لم‬ ‫يعد موتُنا الئقًا‪ ،‬ال هالة له وال مهابة‪ ،‬وصار الفاصل‬ ‫بين موتٍ وموتٍ مختصراً جداً‪..‬‬

‫رامي نخلة‬ ‫يتلذذون بالتعذيب في حفلة مجون جماعية‪ ،‬أنا كنت‬ ‫وال زلت عاجزاً عن فهم حفلة التعذيب تلك في اللواء‬ ‫‪ ،52‬ال أدري كيف يمكن حتى لبش��ار األسد نفسه أن‬ ‫يش��اهد ذلك الفيدي��و دون أن يقتنع أن��ه كفى‪ ،‬وأنه‬ ‫أوصلنا جميعاً وأوصل الكثيرين من طائفته بالتحديد‬ ‫إلى همجية ووحشية ال يمكن للعقل البشري تخيلها‪،‬‬ ‫ال يمك��ن حت��ى ألكث��ر أفالم هولي��ود رعب��اً ودموية‬ ‫أن تتخي��ل مش��هداً كمش��هد الل��واء ‪ .52‬ه��ل يمكن‬ ‫ألي عال��م نفس بش��ري أن يحلل لن��ا ما كان يحصل‬ ‫هناك؟‪..‬‬

‫حممد ال�شامي‬

‫م��اذا قدمت للث��ورة؟ ‪ 6‬آالف بوست على الفيس بوك‬ ‫و‪ 10‬آالف تغريدة على تويتر‪.‬‬

‫مها غزال‬

‫كيف يك��ون التغيير حس��ب وجهة نظ��ر الناجين من‬ ‫المجزرة؟‪..‬‬

‫�إياد كال�س‬

‫ع فك��رة‪ ..‬الدوالر ما عم يطلع‪ ،‬اللي��رة السورية هي‬ ‫يل��ي عم تسق��ط‪ ..‬وع فك��رة تانية‪ ..‬النظ��ام ما عم‬ ‫يسقط‪ ،‬الش��عب هو يلي عم يطلع‪ ..‬عم يطلع بلعه‪،‬‬ ‫عم يطلع لفوق لعند ربه‪ ،‬عم يطلع عن دينه‪ ..‬يعني‬ ‫المهم‪ ..‬بطلوع!‬

‫جمال من�صور‬

‫ال��دوالر بسوري��ا الي��وم‪ ،‬بيكل��ف بحيط��ان الميتين‬ ‫لي��رة‪ .‬واألمل بسوريا اليوم‪ ،‬بيكلف بحيطان الميتين‬ ‫أل��ف ش��هيد‪ .‬إذا‪ ،‬األمل‪ ،‬بسوري��ا اليوم‪ ،‬ه��و العملة‬ ‫"الصعبة" الحقيقية‪ .‬هو العمل��ة "الصعبة" الوحيدة‪.‬‬ ‫وبس‪.‬‬

‫راميا حمجازي‬

‫أليس من األول��ى قبل أن نتذمر ونستنكر ونش��جب‬ ‫تخ��اذل العالم أم��ام المجازر التي تح��دث للسنة في‬ ‫سوريا أليس من األول��ى أن نستنكر كسوريون هذه‬ ‫المجازر وخاصة بانياس وحمص بمظاهرات مليونية‬ ‫ح��ادة وغاضب��ة!‪ ..‬ردت فع��ل السياس��ي الس��وري‬ ‫والعرب��ي في الخ��ارج االستنك��ار واألجنب��ي القلق‪..‬‬ ‫إلى متى أيها السوري��ون ستطالبون العالم بالتحرك‬ ‫الجدي إلغاثتكم وانتم جل ما تقدمونه هو االستنكار‬ ‫والشجب والقلق!‪..‬‬

‫م��اذا يمكن أن يفعل��ه نظام ولم يق��م به هذا‬ ‫النظ��ام‪ .‬قص��ف وقت��ل بالجمل��ة‪ ،‬ومطالبة بأن‬ ‫يقبل في نادي الدول المكافحة لإلرهاب برئاسة‬ ‫أميركا ألن��ه يقاتل ضد جبه��ة النصرة وغيرها‪.‬‬ ‫أخي��را تملق مندوبه في األمم المتحدة مش��اعر‬ ‫اإلس��رائيليين ويهود أميركا في كلمته باألمس‬ ‫أم��ام الجمعية العام��ة‪« :‬وتدمير أق��دم كنيس‬ ‫يه��ودي ف��ي المنطق��ة ف��ي ضواحي دمش��ق‬ ‫وبي��ع مقتنياته في أس��واق بي��روت وغيرها من‬ ‫العصاب��ات المس��لحة وتجار اآلالم ه��ي انتهاك‬ ‫ممنهج لحرمات األضرحة وتدنيس للمقدس��ات‬ ‫الدينية واعت��داء همجي على معالم أثرية ورموز‬ ‫فكرية تاريخية ناصعة في مشهد يذكرنا بهدم‬ ‫تماثيل بوذا في أفغانستان وبتصرفات مشابهة‬ ‫ف��ي تونس وليبيا ومالي وفلس��طين المحتلة»‪.‬‬ ‫المهم أن وكالة س��انا حذفت كلمة يهودي في‬ ‫الخبر ع��ن الكلمة‪ .‬هل بقي ض��رب من ضروب‬ ‫الدجل والنفاق لم يستخدمه النظام الذي يعرف‬ ‫اآلن رسميا أن إسرائيل ال تؤيد إسقاطه‪.‬‬ ‫عزمي بشارة‬ ‫في ظهور عبق��ري للنجم العبق��ري خالد العبود‬ ‫على الشاشة العبقرية التلفزيون العربي السوري‬ ‫أبدع بتحليل غير مس��بوق ع��ن تفجير الريحانية‬ ‫حي��ن نفى جمل��ة وتفصي ًال أن يك��ون للحكومة‬ ‫الس��ورية دور فيه والسبب جداً بسيط‪ ،‬وعبقري‬ ‫بذات الوقت‪ ،‬لماذا؟؟‬ ‫ ألن الس��لطات الس��ورية ل��و ش��اءت أن تفجر‬‫فم��ن األكيد أنها لن تفجر ف��ي منطقة يقطنها‬ ‫سوريون!!‪ ..‬ركزت كثيراً وسرحت ودمعت عيناي‬ ‫ندماً!!بصراح��ة قبل هذه المقابل��ة ‪ -‬وبمنتهى‬ ‫اللؤم ‪ -‬كنت أظن أن النظام الس��وري يمكن أن‬ ‫يقتل‪ -‬أن جار عليه الزمن‪ -‬بعض أفراد شعبه!!‬ ‫ما أظلمني‪ ،‬ما أقبح انحيازي!!‪..‬‬ ‫‪‎‬ديانا الجابري‪‎‬‬ ‫ف��ي لبن��ان ‪ 17‬س��نة من الح��رب لم تس��تطع‬ ‫اسقاط النظام‪ ..‬س��حق اللبنانيون أهم مفاصل‬ ‫الدولة‪ ،‬س��الت الدماء‪ ،‬ارتكبت المجازر‪ ،‬اغتصب‬ ‫المجرم��ون أجمل س��ني البالد‪ ..‬س��قط لبنان‪،‬‬ ‫سقط في عهدة الحروب غير العادلة‪ ،‬سقط في‬ ‫سفك الدم البريء‪ ..‬وحده النظام لم يسقط‪..‬‬ ‫الحروب غي��ر العادلة ال تصنع الع��دل‪ ،‬قطعاً لن‬ ‫تس��قط األنظمة‪ ..‬جبهة النص��رة وأعوانها في‬ ‫س��وريا أن حربكم هذه ليست حرباً عادلة‪ ..‬هي‬ ‫ليست حرب السوريين الحالمين ببلد عادل وحر‪.‬‬ ‫إياد عماشة‬ ‫اليوم ومبارح وأول مبارح وكل ما نزلت عالشارع أو‬ ‫رحت لشي مكان بشوف نفس الوجوه وبالصدفة‬ ‫كم��ان بلتقي مع نفس األصدق��اء‪ ..‬هالكام واحد‬ ‫الباقيين بالش��ام عم نخّفق بمرب��ع نص البلد‪..‬‬ ‫مت��ل الكومب��ارس اللي طلع��وا بخلفية مش��هد‬ ‫لنبي��ل خزام وصب��اح جزائ��ري حاملين مقش��ات‬ ‫ورايحين جايين على أساس أن المشهد بالصحرا‬ ‫والمقش��ات س��عف نخيل‪ ،‬وعلى طريق��ة األفالم‬ ‫العربية بتتعطل سيارة البطلة وبالصدفة بتالقي‬ ‫البط��ل وبعد ما يصلح الس��يارة بيقلها‪ :‬بتحبيني‬ ‫يا ليل��ى؟‪ ..‬وعلى طريقة األفالم العربية كمان رح‬ ‫نضل نقول‪ :‬إيه بنحبك يا شام ورح نضل حاملين‬ ‫مقش��اتنا وعم نخفق بش��وارعك‪ ..‬لو حتى مابقي‬ ‫حدا‪ ..‬لو حتى صرتي ال سمح اهلل‪ ..‬صحرا‪..‬‬ ‫‪‎‬سعاد جروس‪‎‬‬


‫صبارتنا حيث ال أحد فوق النقد‪..‬‬ ‫باب ناقد ساخر يتناول مواضيع سوريتنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا وثورتنا‪..‬‬ ‫ ‬

‫ال تشلشنا مشلوشين‬ ‫بتتذكرو ايام ما كان ش��رطي الم��رور أو المجنّد بالجيش من‬ ‫أي محافظة سورية كانت بس يب ّلش ش��غل فج��أة مع الوقت يصير‬ ‫يحك��ي لهجة أهل الساحل حتى لو ك��ان الزلمة من نص دير الزور او‬ ‫درع��ا وكانو يتعلمو يحكو اللهجة بس ألن��ه المع ّلم تبعو بيحكي هيك‬ ‫ومشان شوي شوي يصير ياخد امتيازات اكتر بالشغل مع الوقت عأساس‬ ‫وكم��ان ألنه صارت عادة عند الكل فصرت تالقي كل الش��رطة والجيش‬ ‫واالمن الجنائي والمخابرات بيحك��و بنفس اللهجة وحتى صارو يتمسخرو‬ ‫عالموضوع بكل المسلسالت الناقدة ومرايا وبقعة ضوء وكل هالقصص‬ ‫اي هاألي��ام في بع��ض الجهات واألح��زاب السياسي��ة المعارضة‪ ،‬عم‬ ‫تح��اول انها تعمل نفس الش��ي بس بغير طريقة‪ ..‬يعن��ي الموضة هلق‬ ‫صارت انه اذا انت معارض بدك يدعموك ويشدّو بضهرك فالزم تطوّل‬ ‫ذقنك وتحلق شواربك وتصير تحكي فصحى اكتر وبمصطلحات‬

‫برعاية التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي اليساري‬ ‫الماسوني الغربي السوري األدمن المالو إسم‬

‫واسالي��ب متدينة قدر االمك��ان وتقول انك تابع‬ ‫لتيّار معيّ��ن وألهداف معيّنة ومحدّدة مش��ان تحصل‬ ‫عالدع��م المادي واإلعالمي ومش��ان الالجئين بالمنطقة يلي انت‬ ‫فيها يطلعلن خبز ومي ومساعدات انسانية من يلي عم تجي من برا‬ ‫هل��ق طبع��ًا ان��ك تطول ذقن��ك وتحكي كي��ف ما بدك ه��ي حرية‬ ‫ش��خصية وما حدا دخلو فيك بس الخقارة انك تبتزّ الناس بالدعم بحسب‬ ‫شو لهجتهم او طول ذقنهم وانتمائهم السياسي وتمنعو عن غير ناس بس‬ ‫ألنه مو متل ما انت بدك‪ ..‬يعني طبعًا مختصر الموضوع انه في ريحة وسخة من‬ ‫الطرفين بس هاد ال يمنع انه الشعب كان وسيبقى على حقّ وحقارة السياسيين‬ ‫وجماع��ة الكراسي م��ن الطرفين مفروض ما تقدر تمنعو م��ن بناء سوريا حرّة‬ ‫لجمي��ع ابنائها وتحاكم كل مين غلط بح��ق السوريين وما يكون فيها اي حدا‬ ‫ف��وق النقد مهما كان��ت لهجته او قد ما طولت ذقنه او ش��و ما كان التيار‬ ‫السياسي يلي بيتبعله‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪-1‬‬‫في شرطي مرور بوقف بالحلبوني بالشام‪ ,‬دائمًا‬ ‫موجود هنيك‪...‬‬ ‫ش��رطي باألربعين‪ ,‬مسمرّ من الوقفة تحت الشمس‪,‬‬ ‫كل يوم بمر من هداك الشارع بالقيه ماسك كيس سكاكر‬ ‫و ع��م يوزّع عالسيارات و هوي مبتس��م و عم يمزح مع‬ ‫الشوفيرية‪....‬‬ ‫حتى أنا وقت مريت من جنبو عالبسكليتة‬ ‫عطان��ي سكرة و حط إيدو على كتفي و قلي‬ ‫و اهلل إن��ك بتفه��م أحس��ن ش��ي البسكليتة‬ ‫هلق‪...‬‬ ‫سألت��و لي��ش بتض��ل ت��وزع سكاك��ر‬ ‫عالعالم‪ ,‬قللي و هو عم يضحك‪ :‬الناس تعبانة‬ ‫و مهمومة‪ ,‬و أنا واقف طول النهار و عم شوف‬ ‫وج��وه حزين��ة و تعيسة‪ ,‬فقل��ت لحالي‬ ‫بهالسكرة الصغي��رة و بكلمتين‬

‫مزح يمكن غير نهار ش��ي شخص لألحلى‪ ,‬حتى يوم تفجير‬ ‫المرجة خلصت ‪ 4‬كياس سكاكر‪ ,‬و قدحني سكرة تانية‪...‬‬ ‫الزلم��ة واق��ف كل ي��وم‪ ,‬اللي حاسس حال��و متضايق‬ ‫و تعي��س ي��روح عالحلبوني و ياخ��د سكرة و يش��وف أحلى‬ ‫شرطي مرور بسوريا‪...‬‬ ‫‪-2‬‬‫ف��ي اتصال من المشلوش��ين م��ع قيادي جه��ادي في‬ ‫سوري��ا رف��ض االفصاح عن اسم��ه‪ ،‬ولدى‬ ‫سؤالن��ا له عن تص��وره للحل السياسي‪،‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫م��و معق��ول نض��ل هي��ك‬ ‫مختلفي��ن ومتقاتلي��ن ‪ ،‬وكمان مو‬ ‫معق��ول نرج��ع متل ما كن��ا‪ ،‬لهيك‬ ‫منش��وف نحن��ا الح��ل سياس��ي انو‬ ‫نصير‪:‬‬ ‫االمارات السورية المتحدة‬

‫امارات وعنا‬ ‫ونفط وغاز عم بيقولو عنا‬ ‫عق��ول ومخ��اخ بمعيتن��ا ومعية الجه��ات المختصة‬ ‫«ضبيناهن وبعتناهن ديلفري لعند ربهن او لبالد برا»‬ ‫جيوش اجنبية عنا‬ ‫مو ناقصنا اهلل وكيلكن اال هنود وباكستانية‬ ‫ومنعمرها‬ ‫وبعدها توجهنا لهذا القيادي بالسؤال‪:‬‬ ‫شو بتساوي بالعادة بعد الظهر بعد ما تخلص‬ ‫قتال الصبح‪ ،‬اجاب‪:‬‬ ‫وال شي‪ ،‬ليش؟‬ ‫قلناله‪:‬‬ ‫عم نفكر نحط��ك آدمن للصفحة‬ ‫ونطلع ندور عشغل بأربيل‬ ‫شلشناها عليكن‬

‫أسبوعية‬

‫المحشش السوري اإللكتروني‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬

‫لك ه��اد بحياتو مو مش��تغل بالصحافة وال بيع��رف يكتب كلمتين‬ ‫عل��ى بعضهون‪ ،‬كيف ص��ار رئيس تحري��ر جريدة أو مجل��ة «ثورية»‪.‬‬ ‫يعن��ي يعطي العافية على ش��غلو‪ ،‬ب��س إنو ص��ار الزم نفهم إنو كل‬ ‫واحد الزم يش��تغل ش��غلتو‪ ،‬وإنو الرجل المناسب الزم ينحط بالمكان‬ ‫المناس��ب‪ .‬يعني القصة مو عب��ي فراغات‪ ..‬هي كانت ب��أول الثورة‪،‬‬ ‫هلئ في عنا كوادر بكل مكان وشو ما كان‪ .‬فإنو خلو كل حدا بيفهم‬ ‫بش��غلتو يشتغلها‪ .‬والشغلة مو غيرة‪ ،‬الش��غلة إنو اشتغل بالشغلة‬ ‫اللي بتفهم فيها‪،‬مشان نتطور شوي‪.‬‬ ‫لس��ه في ش��ي أحلى من هي��ك‪ ،‬إنو كل العال��م صارت تكتب‬ ‫مق��االت رأي‪ ،‬أي ش��و بده��ا يب��و كله��ا عل��ى بعضه��ا ك��م كلمة‬ ‫بنركبه��ون على بعض وبنعب��ر عن رأينا‪ .‬والنش��ر على قفا مين‬ ‫يش��يل‪ ،‬أكتر من الجرايد والمواقع والمجالت ما عاد في‪ .‬أكتر من‬ ‫البطاطا صاروا يا زلمة‪ .‬على كل حال مو هي المشكلة‪ ،‬المشكلة‬ ‫إنو الكاتب العظيم سيدي وتاج راسي ما بيهمو األخطاء اإلمالئية‪،‬‬ ‫ش��و بيقل��ك‪ :‬أي في محرري��ن بالجريدة سي��دي‪( ،‬مالحظة‪ :‬نص‬ ‫المحرري��ن ما بيعرفوا ايمتا بيستخدمو الفاصلة المنقوطة مسلن‬ ‫مسلن)‪ .‬لك إنو في كتاب صحفيين ومش��هورين نسبياً ها ما‬ ‫بيعرفوا الفرق بين (ظ) و(ض) إنو بتخربط‪ .‬بس كل ش��ي‬ ‫لحال م��ا بعرف اكتب بس بدي عبر ع��ن رأيي‪ ..‬إنو معلم‬ ‫هيي في ترابط جمل‪ ،‬ف��ي ترابط أفكار‪ ..‬إنسى غرامك‬ ‫راح‪.‬‬ ‫ولسه بتسألني ومستغرب‪ :‬ليش صحتك عم تسوء؟؟‬ ‫أي سوق‪...‬‬

‫صبارة سوريتنا ‪. .‬‬

‫صحافة صفرا‬

‫اي هل��ئ بيجين��ي‬ ‫عال��م وبيقلولي أنت مو عاجب��ك حدا ورايح وجاي عم تنقد كل‬ ‫العالم وتنظ��ر عليهون‪ .‬طبعاً هالحكي مو صحيح‪ ،‬بيعجبني كتير‬ ‫عالم‪ ،‬بس بنقد الشغالت السلبية‪ ،‬الشغالت اللي شايفها غلط وعم‬ ‫ت��أذي مجتمعنا وتطورن��ا‪ .‬ألنو نحنا عملنا ث��ورة عالغلط‪ ،‬فالزم نحارب‬ ‫الغل��ط م��ن مين ما كان وم��ن وين ما كان مصدرو‪ ،‬حت��ى لو من جواتنا‬ ‫طلع‪ ،‬الزم نكافحو‪.‬‬ ‫بالمناسب��ة أنا كمان بقبل النقد‪ ،‬ف��إذا أي حدا بدو ينقدني أنا‬ ‫أو اي ح��دا م��ن اآلدمنز أو سير الصفحة بش��كل عام‪ ،‬فهو مرحب‬ ‫بحكيو دائماً وأبداً‪ ،‬ورح نحاول نطور حالنا بنا ًء عليه‪.‬‬ ‫وشكراً‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 19 | )87‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫بني‪ :‬اهلل �أكرب ال�شرق و ‪Oh my god‬الغرب‬ ‫شيرين الحايك‬

‫رك��ض خل��فُ لهاث��هِ الضائ��ع بي��ن ه��ول‬ ‫المفاجآة وصدفة البقاء على قيد الحياة‪ ،‬يحاول ُ‬ ‫أن يشرح شيئ ًاً لكنهُ يتلعثمُ مجدداً‪.‬‬ ‫«‪..»oh my god‬‬ ‫يكررها ع��دّة مراةٍ وكأنهُ يحاولُ أن يقول‬ ‫ش��يئاً​ً ال يس��تطيع وصفهُ للبش��ر فيتحدّث إلى‬ ‫من هو أعلى منهم بنظره‪.‬‬ ‫المش��هد م��ن بوس��طن بع��د َ التفجيري��ن‬ ‫الذين هزا أوس��اط الحياة ف��ي الواليات المتحدة‬ ‫األميريكية والصفحات الرئيس��يّة لألخبار حول‬ ‫العال��م‪ ،‬لم يك��ن غريباً على أيّ س��وريّ يتابع‬ ‫ُ األخبار بالح��دّ األدنى‪ .‬تأخذ الص��ورة والتلعثم‬ ‫األوّل المش��هد َ نح��و درعا وفيديوه��ات الثورة‬ ‫األول��ى‪ .‬الص��ور المهتزة والرجال التي تس��قطُ‬ ‫على األرض كحبات ش��جرالجوز العجوز؛ تسقط‬ ‫وتس��تمرّ مصرّة على رغبتها بمحاولة تسجيل‬ ‫ّ‬ ‫كل ش��يء‪ ،‬األرض‪ ،‬الس��ماء‪ ،‬الرصاص‪ ،‬الدماء‪،‬‬ ‫كل ش��يء ليصل إلى ّ‬ ‫كل ش��يء‪ّ ،‬‬ ‫كيف تقع‪ّ ،‬‬ ‫كل‬ ‫أح��د‪ .‬الرجال واألطفال تركض في درعا وتنادي‬ ‫سلميّة من بعيد وصوت اللهاث‪ ،‬ذات اللهاث الذي‬ ‫يبقي��ك على قي��د الحياة صدفةً‪ ،‬هو ما س��يطر‬ ‫َ عل��ى ذاكرتي أثناء متابع��ة الفيديو القادم من‬ ‫بوسطن‪.‬‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫المشهد نفسهُ لم يكن بذات الطريقة التي‬ ‫كان��ت تصرّ على قتل حتّ��ى أنين الموت‪ ،‬لكنهُ‬ ‫يحمل نفس الرغبة اإلنسانيّة بالبقاء على قيد‬ ‫األمل‪.‬‬ ‫‪!OH MY GOD‬‬ ‫يق��ول الص��وت مج��دداً وهو يرك��ض نحو‬ ‫مكان االنفجار‪.‬‬ ‫يذهلن��ي كم نحن ُ متش��ابهون‪ .‬م��ع بداية‬ ‫ظه��ور التكبير في فيديوهات الم��وت التي تلت‬ ‫المجازر الس��ورية في بداية الثورة وقبلَ ظهور‬ ‫ما يثير القلق فعلياً من جهاتٍ وتياراتٍ إسالميّة‬ ‫كالنصرة وغيرها‪ ،‬أصيبَ شعب «اإلسالموفوبيا»‬ ‫بالهلع من ذكر «اهلل» في تكبير‪ ،‬الكلمة المركبة‬ ‫التي تعتبر تفصيالً عاديّاً بالنسبة أليّ مواطن‬ ‫سوريّ يعيش في بيئة اإلسالم االجتماعي‪ .‬كان‬ ‫هذا التفصيل عادياً جدّاً قبل أن يدرك بأن هذه‬ ‫الكلمة كان��ت كفيلة لتفضّل كثير من ش��رائح‬ ‫هذا العالم موتهُ على أن تضطر لتس��تيقظ من‬ ‫نومها صباح��اً وتفكر بأنأحدهم في هذا العالم‬ ‫ينادي «هلل أكبر»قد‪ ،‬وقد ال‪ ،‬يكون خطراً يحدّق‬ ‫بعلمانيته��ا التي هي بدوره��ا قد‪ ،‬وقد ال تكون‪،‬‬ ‫حقيقية‬ ‫نع��م‪ ،‬هناكَ ما يثيرُ القلق اليوم من وجود‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)60748‬‬ ‫ادلب‪7090 :‬‬ ‫الحسكة‪384 :‬‬ ‫الرقة‪662 :‬‬ ‫السويداء‪46 :‬‬ ‫القنيطرة‪243 :‬‬ ‫الالذقية‪768 :‬‬

‫حلب‪9522 :‬‬ ‫حماه‪4444 :‬‬ ‫حمص‪9616 :‬‬ ‫درعا‪5286 :‬‬ ‫دمشق‪4589 :‬‬ ‫دير الزور‪3894 :‬‬ ‫ريف دمشق‪13592 :‬‬ ‫طرطوس‪274 :‬‬

‫فصائل إسالميّة تمارس أسلوب القاعدة وترفع‬ ‫األعالم السود أو تحتفظ بالسالح لمعركة ما بعد‬ ‫األسد أو غيرها من تفاصيل تصبّ في محاولةٍ‬ ‫إلستغالل الدين اإلجتماعيّ في سوريا سياسيّا‬ ‫ً لتمارس لعبةً الكرسيّ بدورها‪ ،‬لكنّ هذا ك ّله‬ ‫لم يكن موجوداً بعد عندما كبّرت المساجد في‬ ‫حمص للمرّة األولى جهراً بعدَ مجزرة الس��اعة‬ ‫ّ‬ ‫الظل‬ ‫في ‪ 17‬نيس��ان ‪ 2011‬ونام الش��هداء في‬ ‫بعدّ أن صارَ التكبير حدثاً أكبر من المجزرة‪.‬‬ ‫لذا وعل��ى الرغم من عدم إرتباطي الدينيّ‬ ‫باألم��ر وخالفي م��ع الكثي��ر م��ن اآلراء الدينية‬ ‫والمقاوم��ة اإلس�لاميّة المطروح��ة‪ ،‬إال أنني ال‬ ‫أس��تطيع أن أفه��م الرع��ب المراب��ط والمرتبط‬ ‫دائم��ا ً بكلم��ة «اهلل أكب��ر» بنس��ختها العربية‪.‬‬ ‫ب��ل وإنني أتعجب من كميّ��ة الخوف التي يمكن‬ ‫إلنس��ان أن يمتلكها منإنس��انٍ آخر يشبهه ّ‬ ‫بكل‬ ‫تفاصيل حبّ الحي��اة والتلعثم بالموت‪ ،‬بالرغبة‬ ‫على االستمرار‪ ،‬الهلع‪ ،‬بالرغبة الشرسة بالدفاع‬ ‫عن ذلك اإلنسان في داخله‪.‬‬ ‫الرحمةً ألرواح اإلنس��ان الذي قتلَ باألمس‬ ‫في بوسطن ويقتل ّ‬ ‫كل يوم في هذا العالم‪.‬‬ ‫‪ 4494‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 1990‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4131‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 13292‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 47456‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 5 / 18‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.