سوريتنا | العدد الثامن والثمانون | 26 أيار 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫الالجئون يف ازدياد وخميمات جديدة يف الأردن‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫افتتح��ت وزيرة التنمي��ة والتعاون‬ ‫الدول��ي باإلم��ارات الش��يخة لبن��ى‬ ‫القاس��مي يرافقه��ا ع��دد من ال��وزراء‬ ‫والمس��ؤولين ف��ي األردن المخي��م‬ ‫اإلماراتي ‪ -‬األردني لالجئين السوريين‬ ‫ف��ي منطق��ة "مريجي��ب الفه��ود"‬ ‫بمحافظ��ة الزرق��اء (‪ 23‬ك��م ش��مال‬ ‫شرقي عمان)‪.‬‬ ‫ويضم المخيم في مرحلته األولى‬ ‫‪ 770‬م��ن البيوت الجاه��زة (كارافانات)‬ ‫ومراك��ز صحي��ة وترويحي��ة وتعليمية‬ ‫وخدماتية مختلفة حيث تستوعب هذه‬ ‫المرحل��ة حاليًا ‪ 5000‬الج��ئ‪ ،‬وبتكلفة‬ ‫ناه��زت ‪ 37‬ملي��ون دره��م (أكث��ر من‬ ‫‪ 10‬ماليي��ن دوالر) لتص��ل طاقت��ه‬ ‫االستيعابية مستقبلاً لـ ‪ 25‬ألف الجئ‪.‬‬ ‫وت��مّ تخصي��ص ‪ 13‬أل��ف دون��م‬ ‫للتوس��عات المتوقع��ة مع زي��ادة أعداد‬ ‫الالجئين الس��ورين مستقب ً‬ ‫ال وباكتمال‬ ‫المراحل الخمس للمخيم‪.‬‬ ‫وقالت الوزيرة لبنى القاسمي في‬ ‫تصري��ح للصحفيين‪ :‬أن اس��تكمال ما‬ ‫تعه��دت به دولة اإلم��ارات بالتعاون مع‬ ‫الحكومة األردني��ة والمنظمات الدولية‬ ‫والمؤسس��ات غي��ر الحكومية س��يكون‬ ‫ل��ه دور كبي��ر ف��ي معالج��ة الن��زوح‬ ‫الكبير للس��وريين وتأمين متطلباتهم‬ ‫واحتياجاتهم والحد من مشكالتهم‪.‬‬ ‫م��ن جهتها دع��ت وزي��رة التنمية‬ ‫االجتماعي��ة األردني��ة ريم أبو حس��ان‬ ‫المنظم��ات والدول الكب��رى إلى القيام‬ ‫بواجباتها نحو دعم ومساندة الالجئين‬ ‫ودع��م األردن ليق��وم بواجبات��ه تج��اه‬ ‫الالجئين الذين هجروا وطنهم‪.‬‬

‫كش��فت منظم��ة األم��م المتحدة‬ ‫للطفول��ة "يونيس��يف" ف��ي إحصائية‬ ‫له��ا أن أطف��ال س��وريا يمثل��ون ‪50%‬‬ ‫من مجمل ع��دد الالجئين الس��وريين‪،‬‬ ‫ويعانون من ظروف معيشية مزرية‪.‬‬ ‫وأورد التقري��ر أن األطف��ال ه��م‬ ‫أكث��ر تض��رراً م��ن تده��ور األوض��اع‬ ‫السورية مند حوالي عامين‪ ،‬حسب آخر‬ ‫إحصائية للمنظمة‪.‬‬ ‫فق��د وص��ل ع��دد الالجئي��ن‬ ‫الس��وريين تقريب��اً إلى ملي��ون و‪555‬‬ ‫الجئ��اً في مختل��ف المخيمات‪ 50% ،‬من‬ ‫ه��ؤالء الالجئي��ن ه��م م��ن األطفال‪،‬‬ ‫بحسب المنظمة‪.‬‬ ‫فق��د دمرت مستش��فيات وهدمت‬ ‫مدارس حتى باتت نسبة االنخراط في‬ ‫المدرس��ة ال تتع��دى ‪ ،10%‬إذ ماال يقل‬ ‫ع��ن ‪ 2400‬مدرس��ة تعرض��ت للضرر‬ ‫الجزئ��ي أو الكلي‪ ،‬منه��ا ‪ 77‬في إدلب‪،‬‬ ‫وم��ا يزيد عل��ى ‪ 2500‬باتت تس��تعمل‬ ‫إليواء النازحين‪.‬‬ ‫وأدى تض��رر المستش��فيات إل��ى‬ ‫تدهور الحال��ة الصحية آلالف األطفال‪،‬‬ ‫حيت دم��ر ما يقارب الـ‪ 27‬مستش��فى‪،‬‬ ‫منه��ا ‪ 21‬مستش��فى تعم��ل بش��كل‬ ‫جزئ��ي‪ ،‬م��ا زاد م��ن تفاق��م األوض��اع‬ ‫المزرية لدى األطفال‪.‬‬

‫ومن جانب��ه‪ ،‬وج��ه ديفيد كريس‬ ‫مدير ع��ام المنظم��ة الدولي��ة للهجرة‬ ‫الش��كر لدول��ة اإلم��ارات عل��ى تل��ك‬ ‫المب��ادرة وجهوده��ا ف��ي التخفيف من‬ ‫األزم��ة اإلنس��انية الح��ادة لالجئي��ن‬ ‫الس��وريين عب��ر إقامة مخي��م مريجب‬ ‫الفه��ود وتجهيزه بما يوف��ر للمقيمين‬ ‫في��ه س��بل معيش��ة إنس��انية‪ ،‬مؤكدا‬ ‫تقدير المنظمات اإلنس��انية والمجتمع‬ ‫الدولي لجهود اإلمارات ودعمها‪.‬‬ ‫على صعي��د آخر خصص��ت األمم‬ ‫المتح��دة تس��عة ماليي��ن وثمانمائ��ة‬ ‫أل��ف دوالر لدعم إنش��اء مخي��م جديد‬ ‫لالجئين الس��وريين في األردن بمدينة‬ ‫األزرق على بعد نحو مائة كيلومتر من‬ ‫العاصمة عمان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وسيس��توعب المخيم وفقا لموقع‬ ‫"األم��م المتح��دة" م��ا يصل إل��ى مائة‬ ‫وعش��رة آالف ش��خص بنهاي��ة الع��ام‬ ‫الحال��ي ومن المتوق��ع أن يخفف العبء‬ ‫على مخيم الزعتري‪.‬‬ ‫وقد وص��ل مخي��م الزعت��ري إلى‬ ‫أقصى طاقته االس��تيعابية إذ يقيم به‬ ‫أكثر من مائة ألف الجئ سوري‪.‬‬ ‫وس��يخصص التموي��ل م��ن‬ ‫مفوضي��ة ش��ؤون الالجئي��ن ومنظمة‬ ‫األم��م المتح��دة للطفولة (يونيس��يف)‬ ‫لمس��اعدة خمس��ين ألفًا م��ن الالجئين‬ ‫المس��تضعفين المحتاجين للمساعدات‬ ‫المنق��ذة للحي��اة من مأوى وم��واد غير‬ ‫غذائي��ة ومي��اه وص��رف صح��ي ف��ي‬ ‫المخيم الجديد‪.‬‬ ‫وتق��در الحكوم��ة األردني��ة ع��دد‬ ‫الالجئين السوريين الذين توافدوا على‬

‫األردن منذ مارس آذار عام ‪ 2011‬بأكثر‬ ‫من خمسمائة ألف شخص‪.‬‬ ‫ويقول أندرو هاربر منس��ق األمم‬ ‫المتحدة للش��ئون اإلنسانية في األردن‬

‫أن التموي��ل س��يمكن وكاالت المنظمة‬ ‫الدولي��ة م��ن الوف��اء بش��كل أفض��ل‬ ‫باحتياجات الالجئين الفارين من الوضع‬ ‫الذي يزداد سوءاً في سوريا‪.‬‬

‫وزارت منظم��ة "يونيس��يف"‬ ‫المخيم��ات وعملت على تأمي��ن تلقيح‬ ‫‪ 203‬آالف طفل س��وري ض��د الحصبة‪،‬‬ ‫و‪ 64‬أل��ف طف��ل س��وري ض��د ش��لل‬ ‫األطفال‪.‬‬ ‫وف��ي س��ياق متص��ل وقع��ت‬ ‫اليونس��يف على بروتوك��ول تعاون مع‬ ‫جمعي��ة اله�لال األحم��ر التركي��ة م��ن‬ ‫أج��ل التعاون ف��ى تقديم المس��اعدات‬ ‫اإلنسانية لألطفال السوريين‪.‬‬ ‫وق��ال رئي��س جمعي��ة اله�لال‬ ‫األحم��ر التركية أحمد لطف��ي أكر‪ ،‬في‬ ‫تصريح��ات نقله��ا الموق��ع الرس��مي‬

‫لمؤسسة اإلذاعة والتليفزيون التركية‪،‬‬ ‫أن بالده تس��تضيف أكثر من ‪ 200‬ألف‬ ‫الجئ س��وري داخ��ل أراضيه��ا‪ ،‬مؤكداً‬ ‫أن األطف��ال هم أكث��ر المظلومين فى‬ ‫الحرب األليمة التى تشهدها سوريا‪.‬‬ ‫وم��ن جانبه��ا‪ ،‬أف��ادت ممثل��ة‬ ‫اليونس��يف ف��ى تركيا إيم��ان أبو لبن‪،‬‬ ‫أنه��م يق��درون الدع��م ال��ذى تقدم��ه‬ ‫تركيا لالجئين الس��وريين‪ ،‬معربة عن‬ ‫س��عادتها لتوقي��ع برتوك��ول التع��اون‬ ‫بي��ن الطرفي��ن‪ ،‬قائلة "أنه لش��رف لنا‬ ‫أن نوق��ع عل��ى بروتوكول م��ع جمعية‬ ‫اله�لال األحمر التركية‪ ،‬نظراً لما تمثله‬

‫تل��ك الجمعي��ة م��ن مؤسس��ة خيري��ة‬ ‫مهمة للغاية وصاحب��ة تجربة فى هذا‬ ‫المجال"‪.‬‬ ‫أم��ا عل��ى الصعي��د المحل��ي فقد‬ ‫قامت شركة إل جي بافتتاح غرفة عالم‬ ‫أطفال ‪ LG‬في مدرسة مأمون منصور‬ ‫لالجئين في منطقة المزة في دمش��ق‬ ‫يوم االثنين‪.‬‬ ‫وقام��ت الش��ركة بتزوي��د غرف��ة‬ ‫عال��م أطف��ال ‪ LG‬بشاش��ة ‪LCD 47‬‬ ‫بوص��ة ونظ��ام المس��رح المنزل��ي‬ ‫المتط��ور‪ ،‬إضافة إلى مش��غل أقراص‬ ‫الـ ‪ DVD‬ليس��تمتع األطفال بمش��اهدة‬ ‫برامجه��م المفضلة‪ .‬كما وت��م تجهيز‬ ‫الغرف��ة بمكتب��ة تض��م مجموع��ة من‬ ‫الكتب التي تتناس��ب وأعم��ار األطفال‪،‬‬ ‫وبمفروش��ات صممت خصيص��اً لتمنح‬ ‫األطف��ال متع��ة أكب��ر خالل ممارس��ة‬ ‫النشاطات المختلفة‪.‬‬ ‫ه��ذا وقدم��ت ش��ركة ‪ LG‬للمركز‬ ‫غس��التي ‪ LG 6 Motion‬األح��دث ف��ي‬ ‫عال��م التكنولوجي��ا المنزلي��ة‪ ،‬والت��ي‬ ‫تتميز بتش��كيل س��تة حركات غس��يل‬ ‫تم اس��تيحائها من عدة طرق للغس��يل‬ ‫حول العالم‪ ،‬ما يجعلها مناس��بة لغسل‬ ‫مختل��ف أقمش��ة المالب��س وتقدي��م‬ ‫أفضل النتائج في النظافة‪.‬‬

‫اليوني�سف‪� :‬أطفال �سوريا هم الأكرث ت�ضرر ًا‬


‫بيان م�شرتك من اجل �إيقاف حماكمة‬ ‫مازن دروي�ش وزمال�ؤه �أع�ضاء املركز‬ ‫ال�سوري لإعالم وحرية التعبري‬

‫عبد الرحمن النحالوي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫أكثر ما يدمي القلب صراحة‪ ..‬وسم دمشق بتحركات أشخاص أو حتى جماعات من شيوخ وتجار‬ ‫أو سياسيين!!‬ ‫متناس��ين ث��ورة خرجت من مس��اجدها‪ ..‬جابت ش��وارعها العتيدة وتمخترت ش��امخة بالحواري‬ ‫والساحات‪ ،‬تهتف درعا وحمص وحلب‪ ..‬دير الزور القامشلي والالذقية‪..‬‬ ‫تعيش هم الجميع‪ ،‬تبكي القصف والمجازر والتنكيل‪..‬‬ ‫ويمسح دمعها شباب وشابات خرجوا يهزؤون بالفروع األمنية مجتمعة!!‬ ‫يقدمون ما يس��تطيعون‪ ،‬وعلى جميع الصعد‪ ..‬إغاثياً وعس��كريًا وطبياً‪ ..‬كثير منهم استشهد‪..‬‬ ‫وبعضهم هناك مشرد‪ ،‬ومنهم من يعيش في تعذيب السجون منذ أكثر من سنة أو سنتين!!‬ ‫لألسف‪ ..‬يغفل البعض عن كل هذا ويبدأ الكالم المناطقي البغيض!!‬ ‫ترتف��ع تل��ك الوتيرة الي��وم‪ ..‬وخصوصاً مع مبادرة الش��يخ معاذ الخطيب وأداؤه السياس��ي في‬ ‫الفترة األخيرة‪..‬‬ ‫فيا جماعة الخير‪ ..‬من قال لكم أن الش��يخ الخطيب‪ ،‬مع كامل االحترام والتقدير‪ ،‬هو من يمثل‬ ‫صوتنا أبناء دمشق!!؟؟‬ ‫من قال أن مبادرته «وبغض النظر عن مضمونها» هي مبادرة الدمشقيين!!؟؟‬ ‫إلى من يقول «حمامة الس�لام والياس��مين الدمشقي تطلق مبادرة لحفظ بيوتهم من الهدم‪..‬‬ ‫ومصالح التجار والمشايخ»‪ ..‬أرد عليه‪ :‬الشيخ معاذ يتكلم باسم كامل سوريا‪ ،‬وعندما دُعم‪ ..‬دُعم‬ ‫من جميع المحافظات ‪ ،‬وما دُعم إال لتاريخه الثوري وعمله المجتمعي‪ ..‬واقتناع الناس به!‬ ‫ف��إذا م��ا قام بمبادرات أو تح��ركات لم تلقى قبوال عن��د الناس أو كان عليه��ا تحفظات معينة‪..‬‬ ‫تنصدم كيف أن أي اعتراض أو انتقاد يوجه له اآلن‪ ..‬يسيّر فوراً إلى دمشق وأهلها!!‪..‬‬ ‫من قال أن الدمش��قيين‪ ،‬يشاهدون منازل الناس تسوى باألرض ودماء األطفال تسفك‪ ،‬وهم‬ ‫جالس��ون بابتس��امة بلهاء فرحون بمنازلهم أنها لم تهدم!! وتحفهم الصينية لم تنش��عر!!‪ ..‬هذه‬ ‫الرؤية ال توصف صراحة إال بالسخافة والسطحية والتفاهة!!‬ ‫األولى بشباب الثورة‪ ،‬التحرر من هذه المناطقية والقيود السقيمة!‪..‬‬ ‫هل يجب أن ننسى أيام وليال دمشق في الحراك السلمي وتضحياتها؟!‬ ‫و من قال أن جموعاً كبيرة من ش��باب دمشق لم يتركوا منازلهم وأهلهم‪ ،‬ليقاتلوا في صفوف‬ ‫الجيش الحر في الغوطة!!؟‬ ‫من قال أن شبابًا دمشقين لم يذهبوا إلى حمص وحماة ودرعا وحلب وإدلب!!‬ ‫أين مفهوم أننا أبناء بلد واحد وأمة واحدة!!‬ ‫أين مفهوم أننا أبناء دين‪ ..‬هدم بيت اهلل الحرام فيه‪ ،‬أهون عند اهلل من حرمة دم مسلم!‬ ‫أتظنون أن بيوتنا‪ ،‬أعظم عندنا من أهل بانياس؟!‬ ‫أتظنون أن بيوتنا‪ ،‬أعظم عندنا من أهل حمص؟!‬ ‫هذا فهم‪ ..‬يدعوا لإلقياء!!‬ ‫قس��مًا ي��ا جماعة‪ ،‬يا من تتكلمون به��ذا المنطق‪ ..‬تمنيت أن تقصف بيوتنا في دمش��ق لنرتاح‬ ‫منكم ومن كل هذا الكالم قشة لفة!‬ ‫ال أستطيع أن أنسى احد الشباب‪ ،‬وهو يتكلم وبكل جدية عن إمكانية اختطاف جده يوم أن مرت‬ ‫دمشق بضيق في الموارد اإلغاثية‪..‬‬ ‫«لك أخي ش��لون ما كان بيطلعلنا مليونين ليرة‪ ،‬خلونا نقول للش��باب تخطفه ومنرجعه سالم‬ ‫وخلصنا‪« ..‬‬ ‫واهلل كن��ا نتمن��ى أن تنزل قذائ��ف حمص علينا علنا نخفف على أهلن��ا وأحبتنا‪ ..‬واهلل أن أموي‬ ‫حلب عندما احترق‪ ،‬احترقت معه أنفاسنا واختنقت بالدموع الحناجر!!‬ ‫مجازر بانياس‪ ،‬درعا األبية‪ ،‬الالذقية‪ ،‬دير الزور‪..‬‬ ‫م��ن يق��ول كلمة «إي خيو‪ ،‬و*** أختها الش��ام‪ ،‬خليه��ا تتهدم لنخلص بق��ا»‪ ..‬وهو جالس في‬ ‫مقهى في القاهرة‪ ،‬يحتسي الشاي والشيشة‪ ..‬إليك يا هذا‪ ..‬واهلل لو أن هدم الشام ينهي المسألة‬ ‫لهدمناها بأيدينا‪..‬‬ ‫م��ن ال يعرف وضع دمش��ق وع��اش فيها‪ ،‬ويعرف تركيبته��ا والتوزع األهلي فيه��ا‪ ..‬أرجوه أن ال‬ ‫يتفوه بحرف‪ ..‬فض ًال أن يحتفظ بقذارته لنفسه!‪..‬‬ ‫هذا الكالم كله برس��م الذين ال يعملون شيئًا س��وى التنظير والكالم والبعبعة‪ ..‬أما الناشطين‬ ‫والعاملين‪ ،‬ش��باباً وش��يباناً‪ ..‬فهذا الكالم أدنى بكثيييييير من أن تس��معه أذانكم واهلل!‪ ..‬فأعتذر‬ ‫لكم أيما اعتذار‪.‬‬ ‫نهاي��ة‪ ..‬أتمن��ى على كل مناطق��ي بغيض‪ ،‬أن يصور لنا نفس��ه غداً‪ ..‬وه��و يصهصل ضاحكًا‬ ‫مش��اهداً بي��وت الناس تنزل على رؤوس س��اكنيها «الدمش��قيين»‪ ،‬ويرى األم��وي يحترق بنيران‬ ‫الطائفيين والمالعين‪ ..‬عندها وفقط عندها‪ ..‬ال تس��معونا كلمة حزن وال أس��ى‪ ،‬فقط س��جلوا لنا‬ ‫ضحكاتكم المعبرة!‬ ‫الله��م اجمعنا ف��ي األم��وي مصلين‪ ،‬وف��ي األمويي��ن محتفلين‪ ،‬واجب��ر خاطر ش��بابنا وأهلنا‬ ‫والمجاهدين‪ ..‬وارحم شهداء ثورتنا‪ ..‬وشهداء المسلمين أجمعين‪..‬‬ ‫اللهم يا رب آمين‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫تنهيدة �شامية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫م��ن المق��رر أن يمثل أمام محكم��ة مكافحة اإلرهاب في دمش��ق يوم ‪19‬‬ ‫أيار‪ 2013‬أعضاء المركز السوري لإلعالم وحرية التعبير‪ ،‬ك ًال من السادة‪ :‬السيد‬ ‫م��ازن درويش رئيس المركز‪ ،‬الناش��ط المدون حس��ين غري��ر ‪ -‬هاني زيتاتي‪،‬‬ ‫منصور حميد ‪ -‬عبد الرحمن الحمادة "قيد اإلفراج المشروط منذ ‪ 6‬شباط ‪.2013‬‬ ‫وم��ن الممك��ن أن يواجهوا تهم��ًا باإلرهاب جراء نش��اطهم الس��لمي‪ ،‬وقد‬ ‫ورد ف��ي قرار االته��ام الخ��اص بالعاملين الخمس��ة بالمركز‪ ،‬وال��ذي صدر في‬ ‫‪ 27‬ش��باط‪ ،‬توجي��ه تهمة "الدعاي��ة ألعمال إرهابي��ة" إليهم‪ ،‬بموج��ب المادة ‪8‬‬ ‫م��ن قانون مكافحة اإلرهاب الص��ادر عام ‪ .2012‬وكذلك ورد ف��ي قرار االتهام‬ ‫أن هذه االتهامات منس��وبة إلى الس��يد درويش كونه رئيس المركز الس��وري‪،‬‬ ‫والنش��طاء األربعة اآلخرين على أنش��طتهم كعاملين في المركز‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫أعم��ال المتابع��ة والرصد لألنباء التي تبثها المعارضة الس��ورية على اإلنترنت‪،‬‬ ‫ونش��ر دراسات عن حقوق اإلنسان والوضع اإلعالمي في سوريا‪ ،‬وتوثيق أسماء‬ ‫المحتجزي��ن والمختفي��ن والمطلوبي��ن والقتل��ى‪ ،‬إضافة إلى ذل��ك تهمة تلقي‬ ‫أم��وال من حكوم��ات غربية‪ .‬كما ورد ف��ي قرار االتهام أن قاض��ي التحقيق في‬ ‫دمش��ق اعتبر هذه األعمال جزءاً من محاولة "زعزعة الوضع الداخلي في سوريا‬ ‫واستفزاز المنظمات الدولية كي تدين سوريا في المحافل الدولية"‪.‬‬ ‫يذكر أنه بتاريخ ‪ 2012 / 2 / 16‬قام األمن السوري بمداهمة مكتب المركز‬ ‫الس��وري لإلعالم وحرية التعبير في الس��بع بحرات ‪ -‬ش��ارع ‪ 29‬أيار ‪ -‬بدمشق‪،‬‬ ‫واعتقال السيد مازن درويش رئيس المركز وجميع عناصر المركز وزواره‪.‬‬ ‫وكان األس��تاذ م��ازن درويش قد تع��رض لالعتقال التعس��في في ‪3 / 16‬‬ ‫‪ 2011 /‬عل��ى خلفية مش��اركته في االعتصام الذي ّ‬ ‫نف��ذه أهالي معتقلين أمام‬ ‫وزارة الداخلية لتقديم رس��الة إلى وزير الداخلية‪ ،‬يناش��دونه فيها إخالء س��بيل‬ ‫أبنائهم‪ ،‬وأطلق سراحه في اليوم ذاته‪ .‬وفي ‪ 2011 / 3 / 23‬اعتقل درويش بعد‬ ‫اس��تدعائه للتحقيق عل��ى خلفية تصريحات إعالمية أدلى به��ا حول االعتقاالت‬ ‫ف��ي س��وريا وأحداث درعا‪ .‬والس��يد م��ازن درويش من موالي��د ‪ ،1974‬صحافي‬ ‫وعضو ف��ي االتح��اد الدول��ي للصحافيين ومؤس��س ورئيس المركز الس��وري‬ ‫لإلعالم وحرية التعبير‪ .‬كما يش��غل منصب نائب رئيس المعهد الدولي للتعاون‬ ‫والمساندة في بروكسل وعضو في المكتب الدولي لمنظمة مراسلين بال حدود‬ ‫والمركز الذي يرأس��ه درويش‪ ،‬ه��و المنظمة الوحيدة في س��وريا المتخصصة‬ ‫ف��ي متابعة وس��ائل اإلع�لام واإلنترنت‪ ،‬ول��ه صفة عضو استش��اري للمجلس‬ ‫االقتصادي واالجتماعي في األمم المتحدة‪.‬‬ ‫إننا في المنظمات والهيئات والمراكز المعنية بالدفاع عن حقوق اإلنسان في‬ ‫س��ورية‪ ،‬نعبر عن استنكارنا الشديد وعن قلقنا العميق إزاء استمرار المحاكمات‬ ‫غير العادلة للناش��طين الس��لميين والمناضلي��ن من اجل التغيي��ر الديمقراطي‬ ‫السلمي في سورية وإننا نطالب الحكومة السورية بالعمل من أجل‪:‬‬ ‫إس��قاط التهم الموجه��ة للنش��طاء المذكورين أعاله‪ ،‬ولجميع من ش��ارك‬ ‫بالتظاهرات الس��لمية في س��ورية‪ ،‬ووق��ف المحاكمات الجارية بحق النش��طاء‬ ‫السياسيين السلميين والمدافعين عن حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وفي حال عدم إس��قاط الته��م‪ ،‬ضمان حق المُدعى عليه��م في الحصول‬ ‫على محاكمة عادلة أمام محكمة مس��تقلة ونزيه��ة بما يتفق وما صادقت عليه‬ ‫س��وريا من التزامات ال س��يما المادة ‪ 10‬م��ن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنس��ان‬ ‫الصادر عن األمم المتحدة عام ‪ ،1948‬والمادة (‪ 14 ،1‬و‪ )14 ،5‬من العهد الدولي‬ ‫الخ��اص بالحقوق المدنية والسياس��ية الص��ادر عن األمم المتح��دة عام ‪1966‬‬ ‫وكذلك ضمان أن تكون إجراءات المحاكمة تلك منس��جمة مع المعايير والمبادئ‬ ‫المعتمدة لدى هيئات األمم المتحدة بما فيها المبادئ األساس��ية بشأن استقالل‬ ‫الس��لطة القضائية الصادرة عام ‪ ،1985‬والمبادئ التوجيهية بش��أن دور أعضاء‬ ‫النيابة العامة والصادرة في ‪.1990‬‬ ‫أن يتمت��ع المُدع��ى عليهم بحقهم في الحصول عل��ى محاكمة تتوفر فيه‬ ‫ش��روط المحاكمات العادلة‪ .‬أن أحكام مواد قان��ون العقوبات مبهمة وفضفاضة‬ ‫إل��ى حد كبي��ر بما يتيح للس��لطات اس��تخدامها في التضييق عل��ى المعارضين‬ ‫الس��لميين ونشطاء حقوق اإلنسان‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬هنالك مخاوف جدية بأن‬ ‫المُدعى عليهم تعرضوا وسيتعرضون إلى معاملة سيئة أثناء احتجازهم‪.‬‬ ‫إغالق ملف االعتقال السياسي وإطالق سراح كافة المعتقلين السياسيين‪،‬‬ ‫ومعتقل��ي ال��رأي والضمي��ر‪ ،‬وجمي��ع م��ن ت��م اعتقالهم بس��بب مش��اركاتهم‬ ‫بالتجمعات الس��لمية التي قامت في مختلف المدن الس��ورية‪ ،‬ما لم توجه إليهم‬ ‫ً‬ ‫السرعة لمحاكمة تتوفر فيها معايير‬ ‫تهمة جنائية معترف بها ويقدموا على وجه‬ ‫المحاكمة العادلة‪.‬‬ ‫احترام الحكومة الس��ورية لجميع التزاماتها فيما يختص بحقوق اإلنس��ان‬ ‫كم��ا حددها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنس��ان الصادر عن األم��م المتحدة وكما‬ ‫تنص عليها الصكوك الدولية التي صادقت عليها س��وريا ال س��يما العهد الدولي‬ ‫الخاص بالحقوق المدنية السياس��ية‪ ،‬وكما يكفلها الدستور السوري؛ وبناء على‬ ‫ذلك احترام حقوق المواطنين وصونها بش��كل كامل فيما يتعلق بشكل خاص‬ ‫بالتمتع بحرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات والحق في التجمع السلمي‪.‬‬ ‫دمشق ‪2013 / 5 / 19‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫من �سوريا �إىل عني احللوة‪ :‬تخفيف معاناة الالجئني يف �صيدا‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫غادر محمود مخيم اليرموك لالجئين‬ ‫الفلس��طينيين بالقرب من دمشق منذ ‪45‬‬ ‫يوم��ًا‪ ،‬ويعي��ش اآلن في عي��ن الحلوة مع‬ ‫زوجته وابنهما البالغ من العمر ست سنوات‬ ‫ف��ي غرف��ة ضيقة‪ ،‬قس��مت إل��ى نصفين‬ ‫بواس��طة ل��وح من الخش��ب لتؤوي أس��رة‬ ‫أخ��رى‪ .‬يق��ول‪" :‬أش��عر بح��زن عميق في‬ ‫داخلي‪ ،‬لكن يجب أن أبدو قوياً ومتماس��كًا‬ ‫أمام أس��رتي‪ .‬األم��ر بال��غ الصعوبة‪ .‬قتل‬ ‫س��بعة من أقاربي ج��راء القصف وإطالق‬ ‫الن��ار ف��ي س��وريا‪ .‬ش��اهدنا أش�لاءهم‪.‬‬ ‫دفنتهم بنفسي‪ ،‬ودفنت قتلى من الجيران‬ ‫أيض��اً‪ .‬اختف��ى ابن��ي‪ .‬وبعد ش��هر اختفى‬ ‫ش��قيقي‪ .‬أن��ا متأكد م��ن مقتلهم��ا وهذا‬ ‫يسبب لي حزنًا عميقاً"‪.‬‬ ‫تجمع��ت نحو ‪ 60‬أس��رة أخ��رى داخل‬ ‫وحول ما كان في الس��ابق مركزاً اجتماعيًا‬ ‫وثقافي��اً ف��ي مخيم عين الحل��وة لالجئين‬ ‫الفلس��طينيين ف��ي صيدا‪ .‬يتقاس��م أكثر‬ ‫من نصفها اإلقامة في ‪ 19‬خيمة مزدحمة‪،‬‬ ‫بينما تحتش��د البقية في غرف‪ .‬هذه مجرد‬ ‫إحدى مناطق المخيم التي تؤوي الالجئين‬ ‫الفلس��طينيين الذي��ن هربوا م��ن الحرب‬ ‫في س��وريا‪ .‬أتى معظم ه��ؤالء من مخيم‬ ‫اليرم��وك وغي��ره م��ن مخيم��ات الالجئين‬ ‫الفلسطينيين في سوريا‪.‬‬ ‫أصب��ح مخي��م عي��ن الحل��وة‪ ،‬الذي‬ ‫أقي��م ع��ام ‪ 1948‬ليس��توعب نح��و ‪،10‬‬ ‫‪ 000‬ش��خص‪ ،‬أكب��ر مخي��م لالجئي��ن‬ ‫الفلس��طينيين ف��ي لبن��ان‪ ،‬ويس��تضيف‬ ‫اآلن ما يقدر بنحو ‪ 000 ،80‬ش��خص في‬ ‫المس��احة ذاته��ا‪ .‬تمك��ن س��كان المخيم‬ ‫الذي��ن ي��زداد عدده��م باس��تمرار م��ن‬ ‫التعام��ل بنج��اح إلى ح��د ما م��ع الكثافة‬ ‫الس��كانية المرتفع��ة والعث��ور عل��ى‬ ‫مس��احات جديدة للسكن عبر بناء طوابق‬ ‫إضافية فوق منازلهم‪.‬‬ ‫لك��ن في األش��هر الس��تة الماضية‪،‬‬ ‫اتخذ عدد يقدر بنحو ‪ 400 ،2‬أسرة هاربة‬

‫م��ن س��وريا‪ ،‬معظمه��ا فلس��طينية لكن‬ ‫بينه��ا س��ورية أيض��اً‪ ،‬ملجأ له��ا في هذا‬ ‫المخي��م المزدح��م بس��كانه‪ ،‬لتعيش مع‬ ‫العائ�لات المضيف��ة‪ ،‬أو تس��تأجر منازل‪،‬‬ ‫أو تتجم��ع ف��ي مالج��ئ جماعي��ة وبعض‬ ‫الخيام‪ .‬ويحتاج سكان المخيم والقادمون‬ ‫الج��دد عل��ى ح��د س��واء إل��ى التكيف مع‬ ‫ظروفهم المعيش��ية الجديدة‪ ،‬وهي حالة‬ ‫تب��دت في تنامي االحتياج��ات إلى خدمات‬ ‫الصحة النفسية‪.‬‬

‫الأعرا�ض الأكرث �شيوع ًا‪:‬‬ ‫االكتئاب والقلق وال�صدمة‬

‫على الجانب اآلخر من لوح الخش��ب‪،‬‬ ‫يتقاس��م الشاب ربيع وزوجته العيش في‬ ‫المس��احة الضيق��ة‪ .‬كانت الزوج��ة حام ًال‬ ‫لكنه��ا فق��دت الجني��ن خالل الح��رب في‬ ‫سوريا‪ .‬تشرح نس��رين مغامس‪ ،‬العاملة‬ ‫في الخدم��ة االجتماعية مع منظمة أطباء‬ ‫بال حدود بالقول‪" :‬يفكر ربيع على الدوام‬ ‫بش��قيقه ال��ذي اختفى‪ .‬ويش��عر بالقلق‬ ‫واالكتئاب ألنه ال يعرف ماذا حل به‪ .‬يبكى‬ ‫ف��ي أغلب األوق��ات‪ ،‬وتالزم��ه الكوابيس‬ ‫باستمرار‪ .‬وال يعرف كيف يتعامل مع هذا‬ ‫الوض��ع‪ .‬هذه مج��رد واح��دة من قصص‬ ‫عديدة نسمعها كل يوم"‪.‬‬ ‫يمثل االكتئاب والقلق واضطراب اإلجهاد‬ ‫الالح��ق للصدم��ة األع��راض األكث��ر ش��يوعًا‬ ‫حس��ب تش��خيص ح��االت مرض��ى المنظم��ة‬ ‫القادمي��ن م��ن س��وريا‪ .‬تق��ول منال قاس��م‪،‬‬ ‫المعالج��ة النفس��ية الت��ي تعم��ل ف��ي إحدى‬ ‫عيادات المنظمة‪" :‬هنالك مس��توى مرتفع من‬ ‫الصدم��ة‪ .‬إذ ش��هد الكثي��رون مقت��ل أقاربهم‬ ‫وأصدقائه��م‪ ،‬وح��رق منازله��م‪ ،‬وتع��رض‬ ‫بعضه��م للتعذي��ب‪ .‬وعانى العدي��د منهم من‬ ‫نوب��ات الهل��ع والنس��يان والكوابي��س واآلالم‬ ‫النفس ‪ -‬جس��دية‪ ،‬الخ‪ .‬وفض ًال عن ذلك كله‪،‬‬ ‫يواجهون ظروفًا معيش��ية صعب��ة ويكافحون‬ ‫للحصول على متطلبات الحياة األساسية"‪.‬‬

‫الظروف املعي�شية ال�صعبة‬ ‫والتوترات داخل الأ�سر وبينها‬

‫تنش��أ نزاع��ات عدي��دة بي��ن أف��راد‬ ‫األس��رة ج��راء المس��احة الضيق��ة الت��ي‬ ‫يضطرون إلى تقاسم العيش فيها‪ .‬يقول‬ ‫أبو صالح‪ ،‬وهو الجئ فلس��طيني يعيش‬ ‫ف��ي المخيم منذ عام ‪ ،2006‬ويدير تجمع‬ ‫الالجئي��ن الذي��ن يعيش بينه��م محمود‬ ‫وربيع‪" :‬حين يتقاسم ‪10‬أشخاص أو أكثر‬ ‫م��ن عائالت مختلف��ة العيش ف��ي غرفة‬ ‫واحدة ويتشاركون في استخدام مرحاض‬ ‫ع��ام واحد‪ ،‬يعان��ون من نق��ص النظافة‬ ‫وإجراءات حفظ الصحة"‪.‬‬ ‫زاد العنف األسري ألن الناس يجدون‬ ‫صعوبة في التكي��ف مع وضعهم الجديد‪.‬‬ ‫في بع��ض الحاالت‪ ،‬تُعك��س أدوار أفراد‬ ‫األس��رة‪ .‬يضيف أبو صالح‪" :‬النس��اء هن‬ ‫اللواتي يطلبن المساعدة ويجلبن الطعام‬ ‫والحلي��ب والحفاضات إلى األس��رة‪ ،‬بينما‬ ‫يجهد الرجال للعثور على عمل ويمنعهم‬ ‫الح��رج من طلب المس��اعدة‪ .‬ف��ي غالبية‬ ‫الحاالت‪ ،‬تكون أسباب النزاع داخل األسرة‬ ‫تافه��ة‪ ،‬لك��ن الخالف��ات تتفاقم بس��بب‬ ‫ظ��روف المعيش��ة الس��يئة"‪ .‬ف��ي حاالت‬ ‫أخرى‪ ،‬تنش��أ النزاع��ات بين األس��ر جراء‬ ‫التوزيع غير العادل للمس��اعدات من قبل‬ ‫المتبرعين األفراد‪.‬‬ ‫في الوق��ت ذاته‪ ،‬اس��توعب المخيم‬ ‫لا ع��دداً كبيراً‬ ‫المزدح��م بالالجئي��ن أص� ً‬ ‫من القادمي��ن الجدد‪ ،‬األم��ر الذي عرض‬ ‫الفلس��طينيين المقيمي��ن ف��ي المخي��م‬ ‫قبل األزمة الس��ورية إلى ضغط ش��ديد‪.‬‬ ‫تقول المعالجة النفس��ية ف��ي المنظمة‪:‬‬ ‫"يش��اركونهم ف��ي البي��وت‪ ،‬ويقترضون‬ ‫المال إلعالة خمس أو س��ت عائالت ألنهم‬ ‫ال يس��تطيعون الرف��ض‪ .‬فه��م يتبع��ون‬ ‫تقالي��د حس��ن الضيافة عل��ى الرغم من‬ ‫عجزه��م ع��ن تحم��ل تكاليفه��ا‪ .‬لكنهم‬

‫يشعرون بالقلق على مستقبلهم‪ .‬وكثير‬ ‫منه��م ال يأكلون س��وى وجب��ة واحدة في‬ ‫اليوم"‪.‬‬

‫برنامج منظمة �أطباء بال‬ ‫حدود املعني بال�صحة النف�سية‬

‫تدي��ر منظم��ة أطب��اء ب�لا ح��دود‬ ‫ف��ي صي��دا برنامج��ًا للصح��ة النفس��ية‬ ‫المجتمعي��ة من��ذ أبريل ‪ /‬نيس��ان ‪،2011‬‬ ‫حي��ث تعم��ل في خمس��ة مراف��ق صحية‬ ‫وتس��تهدف بش��كل رئيس��ي الالجئي��ن‬ ‫الفلس��طينيين في عين الحل��وة‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى المجموعات الس��كانية المس��تضعفة‬ ‫األخرى التي تعيش داخل وخارج المخيم‪،‬‬ ‫بما فيها اللبنانية‪.‬‬ ‫يق��وم العامل��ون في مج��ال الصحة‬ ‫المجتمعية والخدمة االجتماعية مع منظمة‬ ‫أطباء بال حدود بتوعية الناس عبر خدمات‬ ‫الرعاية الصحية النفس��ية‪ ،‬وي��ؤدون دوراً‬ ‫تمريضيًا‪ ،‬حيث يوف��رون التثقيف الطبي‪،‬‬ ‫ويتأك��دون م��ن أن المرض��ى المحتاجي��ن‬ ‫إل��ى الع�لاج النفس��ي يحضرون جلس��ات‬ ‫االستش��ارات‪ .‬كم��ا توفر المنظم��ة العالج‬ ‫المجان��ي لالجئين الذين كان��وا يخضعون‬ ‫للعالج الطبي واضطروا إلى وقفه بس��بب‬ ‫الحرب والمشاكل المادية‪.‬‬ ‫من��ذ بداي��ة الس��نة‪ ،‬س��جل فري��ق‬ ‫الصحة النفس��ية زيادة مط��ردة في عدد‬ ‫المرض��ى القادمي��ن م��ن س��وريا‪ ،‬الذين‬ ‫يمثل��ون اآلن نس��بة‪43%‬من مرض��ى‬ ‫المنظمة الجدد‪ ،‬ومعظمهم من الالجئين‬ ‫الفلس��طينيين‪ ،‬لك��ن يوج��د بينهم أيضًا‬ ‫مواطنون س��وريون‪ .‬تقول روال ش��رقية‪،‬‬ ‫المس��ؤولة ع��ن األنش��طة الطبي��ة لدى‬ ‫المنظم��ة في صي��دا‪" :‬ترتف��ع أعدادهم‬ ‫باستمرار وتزداد احتياجاتهم إلى الرعاية‬ ‫الصحية النفسية زيادة كبيرة جداً"‪.‬‬

‫مهرجون �أملان ي�سعون لإعادة الب�سمة لأطفال �سوريا‬ ‫مس��اعدة من نوع آخر تس��عى منظمة‬ ‫"مهرج��ون ب�لا ح��دود" األلماني��ة لتقديمه��ا‬ ‫لالجئين الس��وريين؛ أن��ه "التهري��ج" الهادف‬ ‫إلى كس��ر رتاب��ة حياة ه��ؤالء والتخفيف من‬ ‫معاناتهم ورسم البسمة على وجوه أطفالهم‬ ‫الذين عانوا ويعانون من أهوال الحرب‪.‬‬ ‫ت��زور منظم��ة "مهرج��ون ب�لا حدود"‬ ‫المواطني��ن ف��ي المناط��ق الت��ي تعان��ي‬ ‫م��ن أزمات ف��ي محاول��ة منه��ا للتقليل من‬ ‫معاناتهم اليومي��ة‪ .‬وتعتزم األلمانية مريام‬ ‫برن��ر (‪ 34‬عام��ًا) وزميله��ا األلمان��ي هايكو‬ ‫ميكل��ه‪ ،‬العض��وان ف��ي المنظم��ة‪ ،‬التوجه‬ ‫الس��بت (‪ 25‬أيار ‪ /‬مايو) إلى ش��مال س��وريا‬ ‫لزيارة مخي��م لالجئين بالق��رب من الحدود‬ ‫التركي��ة‪ .‬وس��يقوم المهرج��ان األلماني��ان‬ ‫بإنشاد أغاني وأداء حيل سحرية للترفيه عن‬ ‫األطفال والكبار في المخيم‪ .‬وقالت برنر في‬ ‫مقابلة م��ع وكالة األنباء األلماني��ة (د‪ .‬ب‪ .‬أ)‬ ‫اليوم الخميس‪" :‬نريد إثارة المشاعر‪ .‬ينبغي‬ ‫على المواطنين هناك أن يضحكوا ويعيشوا‬ ‫ش��يئاً إيجابيا يتذكرونه الحق��ًا"‪ .‬وهذه هي‬ ‫المرة األولى التي س��يتوجه فيها نشطاء من‬ ‫ف��رع المنظمة في ألمانيا إلى س��وريا بدعم‬ ‫من منظمة "بردي إلغاثة سوريا" في مدينة‬ ‫فرايبورغ األلمانية‪.‬‬

‫ويعي��ش ف��ي مخي��م الالجئي��ن الذي‬ ‫يعتزم المهرج��ان األلمانيان زيارته نحو ‪30‬‬ ‫أل��ف ش��خص‪ ،‬بينه��م نح��و ‪ 10‬آالف طفل‪.‬‬ ‫ومن المق��رر أن يقدم المهرجان المحترفان‬ ‫نح��و عش��رة ع��روض خ�لال ثالث��ة أي��ام‪.‬‬ ‫وأعرب��ت برن��ر‪ ،‬الت��ي تعمل أيض��ًا كممثلة‬ ‫ومغني��ة ومقدم��ة برامج‪ ،‬عن ع��دم خوفها‬ ‫من الذهاب إلى س��وريا‪ ،‬موضحة أن الرحلة‬ ‫معد ومخطط له��ا على أكمل وجه‪ ،‬مضيفة‬ ‫أنه��ا وزميله��ا لديهم��ا اتصاالت بأش��خاص‬ ‫موثوق فيهم بسوريا‪ ،‬كما أنهما أبلغا وزارة‬ ‫الخارجي��ة األلماني��ة بخط��ط التوج��ه إل��ى‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫وع��ن العروض الت��ي س��تقدم هناك‪،‬‬ ‫ذكرت برنر أنه تم مالءمة مضمون العروض‬

‫مع التقاليد الس��ورية تجنباً ألي استفزازات‪،‬‬ ‫وقال��ت‪" :‬ال ينبغ��ي هن��اك الظه��ور عل��ى‬ ‫المسرح بس��يقان عارية على سبيل المثال‪.‬‬ ‫بالطب��ع لن أرتدي مالبس محددة لتقاس��يم‬ ‫الجس��م‪ ،‬كما س��أضع نقابا على وجهي عند‬ ‫عبور الحدود من تركيا إلى سوريا"‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا المخي��م يقي��م الالجئ��ون‬ ‫الس��وريون داخل خيام‪ ،‬وكثير منهم يعيش‬ ‫هن��اك منذ عامين‪ .‬وال يوجد هناك ش��بكات‬ ‫لمي��اه الش��رب‪ ،‬ويعتم��د الالجئ��ون في هذا‬ ‫المخي��م عل��ى إم��دادات منظم��ات اإلغاث��ة‬ ‫الخاص��ة‪ .‬وقال��ت برن��ر‪" :‬ه��ؤالء الالجئون‬ ‫يعان��ون م��ن الوح��دة والمل��ل‪ ،‬لذل��ك يريد‬ ‫المهرجون تحقيق بعض الس��رور لهم‪ .‬إننا‬ ‫ال نقوم بعطل��ة مغامراتية‪ ،‬لكنن��ا نريد أن‬

‫ننق��ل الف��ن الموج��ود لدينا إل��ى أماكن لم‬ ‫ير فيها أش��خاص ذلك من قب��ل‪ ..‬لدينا في‬ ‫الحقائ��ب فقاقي��ع صابون‪ ،‬وس��نقوم بحيل‬ ‫سحرية صغيرة وسنعزف موسيقى"‪.‬‬ ‫وأضاف��ت برن��ر‪" :‬إنن��ا نري��د أن نقول‬ ‫له��ؤالء الن��اس إنن��ا ل��م ننس��اكم وإنن��ا‬ ‫س��نخرجكم من حياتكم اليومي��ة حتى ولو‬ ‫للحظ��ة قصيرة"‪ .‬وذكرت برن��ر أن األطفال‬ ‫م��ن الممك��ن أن يتعلم��وا بع��ض الحي��ل‬ ‫الس��حرية خالل العرض ليقدموها بعد ذلك‬ ‫أمام أسرهم‪.‬‬ ‫وه��ذه ه��ي الرحل��ة الثالث��ة لبرن��ر‬ ‫كمهرجة ف��ي المنظمة‪ ،‬حيث قدمت عروضًا‬ ‫م��ن قبل في مخيم أوكران��ي لالجئين ودور‬ ‫لأليتام‪ .‬وعن العروض التي قدمتها في تلك‬ ‫الرحالت‪ ،‬قالت برن��ر‪" :‬كان ذلك مؤثرا جداً‪،‬‬ ‫فالبعض أغرورقت عينيه بالدموع‪ ،‬كما قام‬ ‫أطف��ال بتقديم حيل س��حرية أمامنا بعد أن‬ ‫شاهدوها ونحن نؤديها"‪.‬‬ ‫وتم��ول تلك الجوالت م��ن أموال تبرعات‬ ‫والمس��اهمات الس��نوية م��ن األعض��اء ف��ي‬ ‫المنظمة‪ .‬وال تحصل برنر وزميلها ميكله على‬ ‫أجور‪ ،‬حيث قالت‪" :‬هذا النشاط يعتمد في جزء‬ ‫كبي��ر منه على المثالية والرغب��ة الحتمية في‬ ‫التواصل مع الناس وبناء الجسور"‪.‬‬


‫احلــراك ال�ســلمي‬ ‫ال�شمال املحرر‪:‬‬

‫وبرغ��م التضيي��ق المتواص��ل والتواج��د األمن��ي‬ ‫الكثي��ف خرج��ت عن��د الس��اعة الثامن��ة من مس��اء يوم‬ ‫الجمعة مظاهرة ألحرار مدينة س��لمية في جمعة "دجّال‬ ‫المقاومة‪ ،‬القدس ليس��ت في حم��ص" قرب منهل المياه‬ ‫ف��ي الحي الجنوب��ي حيّت صمود أهال��ي مدينة القصير‬ ‫وبط��والت كتائ��ب الجيش الح��ر هناك وهتف��ت للحرية‬ ‫وإس��قاط النظ��ام‪ .‬تعرضت المظاه��رة للهجوم من قبل‬ ‫بعض الشبيحة دون تسجيل أية اعتقاالت‪.‬‬ ‫وف��ي حم��ص ف��ي ح��ي الوعر خ��رج األهال��ي في‬ ‫مظاهرة حاش��دة شهدت حماس��اً كبيراً وعكست روح من‬ ‫التح��دي للحصار والمعان��اة الكبيرة التي يعيش��ها الحي‬ ‫بش��كل خ��اص وباق��ي أحي��اء حم��ص عموم��ًا‪ ..‬فكانت‬ ‫المظاه��رة تأكي��داً عل��ى االس��تمرار بالث��ورة رغ��م كل‬ ‫الظ��روف‪ ..‬كم��ا حيّ��ت المظاهرة ث��وار القصي��ر الذين‬ ‫ّ‬ ‫يس��طرون أس��طورة جدي��دة بصموده��م كما ناش��دوا‬ ‫الجي��ش الحر لحش��د طاقات��ه لفك الحص��ار عن حمص‬ ‫ون��ادوا بتحري��ر المعتقلين وترحموا على الش��هداء‪ .‬كما‬ ‫شارك في المظاهرة تجمع الشباب السوري الثائر وحملوا‬ ‫الفت��ات عدة تؤكد على وحدة الهدف الس��وري وإس��قاط‬ ‫النظام‬

‫�ساحات احلرية لي�ست �ساحات �إعدام‪:‬‬

‫قام��ت تنس��يقية ش��باب الرق��ة‬ ‫بالب��دء بحملة غرافيت��ي جديدة تمتد‬ ‫عل��ى ع��دة أي��ام وب��دأت بب��خ العديد‬ ‫م��ن ش��عارات نح��ن الش��عب عل��ى‬ ‫ج��دران الم��دارس والس��احات العامة‬ ‫في رس��الة للحرية الت��ي بدأ يمتد صداه��ا وتأكيداً على‬ ‫التمس��ك بسلطة الش��عب التي اكتس��بت بدماء الشهداء‬ ‫وتضحياتهم‪.‬‬ ‫كما خرجت تنس��يقية أحرار الرقة في مسائية ليلة‬ ‫الجمع��ة ‪ 25‬أي��ار رددت هتاف��ات الثورة ورفع��ت الفتات‬ ‫موجهة للمعارضة السورية واالئتالف الوطني ودعوتهم‬ ‫لتحمل مس��ؤولياتهم وطالبت باس��قاطهم طالما يزالون‬ ‫غير قادرين على حمل مسؤولية تمثيل الشعب السوري‬ ‫وتحقيق أهدافه‪.‬‬

‫مبادرات دولية‪:‬‬

‫أسبوعية‬

‫وف��ي عاصم��ة اليابان ف��ي لفت��ة مميزة االس��بوع‬ ‫الماض��ي في جامع��ة ميجي في طوكيووأثن��اء محاضرة‬ ‫عن سوريا في الجامعة قام الطالب بكتابة الفتات باللغة‬ ‫اليابانية والعربية برسائل للمعتقلين السوريين وعبرت‬ ‫أحد المنظمات أنه أمام ما يحدث اآلن من آالم على أرض‬ ‫الوطن كم يكون الس��وريون س��عداء عندما يش��اركهم‬ ‫الغري��ب أوجاعه��م وإن كانت الش��يء أمام من يعيش��ها‬ ‫كل دقيقة في المخيم��ات والمالجئ والمعتقالت‪ ..‬وقالت‬ ‫إح��دى الطالبات وه��ي تحبس دموعها ك��م من الصعب‬ ‫تخيل ما يحدث في سوريا‬

‫كتب آخرون رس��ائل وصنعوا طيور السالم أم ًال في‬ ‫أن يكون ذلك اليوم قريبا‬ ‫كم��ا دع��ت مجموعة نش��طاء وأكاديمي��ن وباحثين‬ ‫ومثقفي��ن في مختلف أنحاء العال��م إلى تظاهرة عالمية‬ ‫لدعم الثورة السورية والشعب السوري في نضاله ألجل‬ ‫الحري��ة والعدال��ة والكرامة ولوقف حمام الدم الس��وري‬ ‫ورحي��ل النظ��ام الس��وري وأحق��اق العدال��ة ومحاس��بة‬ ‫مجرمي الحرب‪.‬‬ ‫ه��ذه الحمل��ة تتضم��ن نش��طات ع��دة وتظاهرات‬ ‫وتظاهر ف��ي عواصم عالمي��ة يوم ‪ 31‬أي��ار القادم وقد‬ ‫اس��تجاب الكثير لهذه الدعوة وارسلت المجموعات الفتات‬ ‫الدعم والتظاهرات المش��اركة من مونتريال وامستردام‬ ‫ولندن وباريس ومدريد‬ ‫ولعل أهم المش��اركين هم نشطاء ايرانيون قاموا‬ ‫بالتحضي��ر لفل��م قصير للمناس��بة وعب��روا عن رفض‬ ‫الش��باب اإليران��ي لما يحص��ل في س��وريا وأهمية دعم‬ ‫الثورة والسورية‬ ‫وأيض��ا وقع��ت مجموع��ة فلس��طينين م��ن الداخل‬ ‫الفلس��طيني على بيان مشترك هنا ودعت إلى مظاهرة‬ ‫في القدس في باب العامود للمشاركة في التظاهرة‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫قام��ت حركة حقن��ا بتنفي��ذ فعالي��ة إحتجاجية في‬ ‫مدينة الرقة يومي ‪ 19 - 18‬من الش��هر الجاري وما زالت‬ ‫مس��تمرة حتى اآلن تحت عنوان "خيمة عزاء للوطن" في‬ ‫الساحة الرئيس��ية العامة للمدينة (الساعة) التي شهدت‬ ‫أعدام ثالثة أشخاص من قبل جبهة النصرة‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫مدن الثورة‪:‬‬

‫الرقة ون�شاطات ثورية‬ ‫متجددة‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬

‫ضم��ن مجاالت عم��ل منظمة الحراك الس��لمي في‬ ‫مج��ال التعلي��م والتطوي��ر المهن��ي قدم المدرب بش��ير‬ ‫كفاح يحيى دورة تدريبية في مدرسة الشهيد مصطفى‬ ‫قرم��ان بحي بس��تان القص��ر بمدينة حلب تح��ت عنوان‬ ‫"مهارات التدري��س الفعال والتربية على الس�لام" حيث‬ ‫ق��دم لل��كادر التدريس��ي طرق وآلي��ات تطوي��ر مهارات‬ ‫التواصل مع الطالب عبر تطوير وسائل العملية التعليمة‬ ‫وفق الطرق الحديثة المتبعة وفق نظام التعليم العالمي‬ ‫وقد حظيت الدورة باهتمام المتدربين المش��اركين حيث‬ ‫أف��ادت أ‪ .‬رحاب أحد المش��اركين في ال��دورة عن ضرورة‬ ‫تكثيف الجه��د التدريبي لمثل هذه الدورات في الوس��ط‬ ‫التعليم��ي لما له من أثر في بناء الص��رح التعليمي الذي‬ ‫يعتبر أس��اس بن��اء الوطن ومن جانبه ص��رح أ‪ .‬معتصم‬ ‫مدير المدرس��ة وأح��د المتدربين بالدورة ع��ن أن الدورة‬ ‫كان له��ا أث��رر كبير في تغي��ر آليات التواصل وتحس��ين‬ ‫العملي��ة التعليم��ة حيث أنه��ا أعطيت للم��رة الثانية في‬ ‫المدرسة لمدرسين مختلفين‪.‬‬ ‫وعل��ى صعيد آخ��ر عرض ضم��ن فعاليات اس��بوع‬ ‫التضامن مع بانياس قامت مجموعة من الش��باب بالعمل‬ ‫مع مجموعة أطفال في مؤسس��ة جنى بحلب وتم عرض‬ ‫مس��رحية تتح��دث ع��ن الث��ورة الس��ورية والتضامن مع‬ ‫أطفال بانياس‪.‬‬

‫وقد نصب نش��طاء "حقنا" خيمة‬ ‫"العزاء" في الساحة‪ ،‬في تعبير رمزي‬ ‫واحتجاج��ي على "إعدام" األش��خاص‬ ‫في الساحة وبهذه الطريقة‪.‬‬ ‫ش��هدت الفعالي��ة مش��اركة من‬ ‫الق��وى والمنظم��ات الش��بابية ف��ي‬ ‫المدين��ة‪ .‬ورف��ع النش��طاء ش��عارات‬ ‫"س��احات الحري��ة ليس��ت س��احات‬ ‫إع��دام" و"حقن��ا لي��س رصاص��ة"‪،‬‬ ‫إضافة لش��عارات ترف��ض اإلغتياالت‬ ‫العش��وائية وذلك عل��ى خلفية بعض‬ ‫االغتي��االت الت��ي حدثت ف��ي المدينة‬ ‫ذه��ب ضحيته��ا أحد نش��طاء المدينة‬ ‫الطبيين (محمد السعدو)‪.‬‬ ‫وق��د كان��ت مجموع��ات تتب��ع‬ ‫لتنس��يقية أحرار الرقة قد خرجت في‬ ‫مظاه��رات تندي��د بما حصل عش��ية‬ ‫اإلع��دام ال��ذي نفذ بالس��احة وحملت‬ ‫ش��عارات تدع��و للمحاكم��ة والعدال��ة‬ ‫والتأكي��د عل��ى رف��ض االنته��اكات‬ ‫وحف��ظ حق��وق اإلنس��ان والتذكي��ر‬ ‫بأهداف الثورة السورية‬

‫‪5‬‬


‫الطريق �إىل جنيف‬ ‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫حما�ص�صة�سيا�سية‪..‬والثورةم�ستمرة‬

‫ياسر مرزوق‬

‫تتصاعد حدة أعم��ال العنف والمعارك‬ ‫وعملي��ات القص��ف والتش��ريد في س��وريا‪،‬‬ ‫ماض ف��ي المحرقة وإي��ران تقاتل‬ ‫النظ��ام ٍ‬ ‫معه ف��ي الصفوف األمامية م��ع حزبي اهلل‬ ‫العراق��ي واللبنان��ي‪ ،‬وتب��ذل ال��دم والم��ال‬ ‫حل‬ ‫لتعزي��ز مواق��ع النظ��ام م��ع احتم��االت ٍ‬ ‫سياس��ي وقد صرح نائب رئيس األركان في‬ ‫الجيش اإليراني‪ ،‬الجنرال مس��عود جزائري‪،‬‬ ‫بوج��ود م��ا وصفه��ا بـ"المس��اعي الحثيثة"‬ ‫لتش��كيل ق��وات عس��كرية تتول��ى حماي��ة‬ ‫"المراق��د والمقام��ات المقدس��ة" الش��يعية‬ ‫في س��وريا‪ .‬والغرب يرى في سوريا فيتنامًا‬ ‫جديدة لكن هذه الم��رة لإليرانيين‪ ،‬فالثورة‬ ‫الس��ورية تنهك إيران بمليار دوالر ش��هرية‬ ‫تقدمها الجمهورية اإلس�لامية للنظام لقاء‬ ‫قتل ش��عبه‪ ،‬وتنهكها سياسيًا وإعالمياً أمام‬ ‫مش��رق عربي انطلت عليه كذبة المقاومة‬ ‫ٍ‬ ‫ومعركة القدس قرابة الثالثين عامًا‪.‬‬ ‫الث��وار ماض��ون في معركته��م‪ ،‬ولعل‬ ‫وس��ائل اإلعالم العالمية دخل��ت مع النظام‬ ‫في لعبته عن " القصي��ر " فعلى الرغم من‬ ‫أهمي��ة المعركة وإس��تراتيجيتها‪ ،‬والتي لن‬ ‫تحس��م لصالح النظ��ام أو قتل��ة حزب اهلل‪،‬‬ ‫إال أن التركيز اإلعالم��ي عليها ووصفها بأم‬ ‫المعارك‪ ،‬ص��رف النظر عن انتصارات الثوار‬ ‫ف��ي محافظ��ة درع��ا وف��ي إدلب والش��مال‬ ‫الس��وري‪ ،‬وأوح��ى بتق��دم للنظ��ام عل��ى‬ ‫ٍ‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫القوى العظمى تنظر إلى عداد الشهداء‬ ‫كأوراق للتف��اوض على مصالحها‪،‬‬ ‫واألرواح‬ ‫ٍ‬ ‫أما إس��رائيل فهي المس��تفيد األكبر أشارت‬ ‫افتتاحي��ة صحيف��ة هآرت��س اإلس��رائيلية‬ ‫األس��بوع الماضي إلى أن هن��اك من يعتقد‬ ‫أنه يجب على إس��رائيل أن تستعد لسيناريو‬ ‫بق��اء األس��د في الس��لطة‪ ،‬أن ل��م يكن في‬ ‫دوره الس��ابق كرئيس «لس��وريا الكبيرة»‪،‬‬ ‫فعلى األقل في وضع��ه الحالي الذي يحكم‬ ‫فيه قبضته على دمش��ق والممرات المؤدية‬ ‫للم��دن الس��احلية الكبيرة‪ .‬وأش��ارت إلى أن‬ ‫هذا الس��يناريو الذي سينطوي على تفكيك‬ ‫س��وريا إلى ث�لاث دول منفصل��ة‪ ،‬يرجح أن‬ ‫يكون األنسب بالنسبة إلسرائيل‪.‬‬ ‫في ظل االستقطاب الشرس والكشف‬ ‫المس��تمر ع��ن جرائ��م الحرب واإلنس��انية‪،‬‬ ‫يب��دو النش��اط الدبلوماس��ي الذي ينش��ط‬ ‫على أكثر من صعي��د أضعف من أن يضيف‬ ‫أي ب��ادرة أمل تضع حداً ول��و مؤقتا للصراع‬ ‫الدامي‪ ،‬ومنذ إعالن مبادرة الفروف ‪ -‬كيري‬ ‫توال��ت ردود الفع��ل م��ن مختل��ف األطراف‬ ‫المعني��ة بمل��ف األزم��ة الس��ورية‪ ،‬حي��ث‬ ‫أعربت كافة األطراف ع��ن ترحيبها بمبادرة‬ ‫الوزيرين ودعوتهما لعقد مؤتمر جنيف ‪،2 -‬‬ ‫لبحث سبل تسوية األزمة السورية بعبارات‬ ‫دبلوماسية ال تخفي أن المسألة تحتاج ألبعد‬ ‫من مجرد المساندة والدعم‪.‬‬ ‫م��ن المفترض أن آلية الحل الس��وري‬ ‫س��تلحظ وقف��اً للن��ار يرجح أن ترع��اه قوى‬ ‫دولي��ة وتش��رف عل��ى ع��دم خرق��ه ووضع‬ ‫آلي��ة حوار سياس��ي يترجم��ه تأليف حكومة‬ ‫انتقالي��ة‪ .‬وف��ي الطري��ق إلى جني��ف تتجه‬

‫كل األطراف للتصعي��د‪ ،‬لدعم موقفها على‬ ‫الطاول��ة المزعومة‪ ،‬واش��نطن تعود لتؤكد‬ ‫استخدام النظام السالح الكيماوي‪ ،‬في حين‬ ‫تعلن روس��يا أنها ف��ي آخر مراحل تس��ليم‬ ‫النظام السوري صواريخ أرض ‪ -‬جو بذريعة‬ ‫أنها تعود لعقود ماضية‪.‬‬ ‫ملفن��ا الي��وم‪ ،‬الطري��ق إل��ى جنيف ‪2‬‬ ‫ومواق��ف أط��راف الن��زاع م��ن المفاوض��ات‬ ‫المرتقبة‪ ،‬ومما ال ش��ك في��ه أن المفاوضات‬ ‫أضح��ت علم��ًا مس��تق ًال بذات��ه ف��ي محيط‬ ‫العلوم السياس��ية‪ ،‬وإلى عه��دٍ قريب كانت‬ ‫العلوم السياس��ية مجا ًال محص��وراً ال يبتعد‬ ‫كثيراً عن دراس��ة التاري��خ والقانون الدولي‬ ‫والمنظم��ات الدولي��ة‪ ،‬ولكنه��ا اليوم ش��ي ٌء‬ ‫مختلفٌ تمامًا‪ ،‬أصبح الصراع علماً مستق ًال‪،‬‬ ‫وأصبح��ت إدارة األزم��ات علم��ًا مس��تق ًال‪،‬‬ ‫وأصبح حل األزمات علمًا مستق ًال‪.‬‬ ‫والمطل��وب ف��ي عملي��ة التف��اوض‬ ‫ذاته��ا ال يختلف كثيراً ع��ن المنطق العلمي‬ ‫والعمل��ي الذي تدعو إلي��ه كل علوم اإلدارة‬ ‫الحديثة‪ ،‬ابتدا ًء م��ن إدارة األعمال إلى إدارة‬ ‫الصراعات وأهمه ما يلي‪:‬‬ ‫ الب��د ف��ي البداية م��ن تحدي��د إطار‬‫المفاوض��ات‪ ،‬وإال دخ��ل المتفاوض��ون إل��ى‬ ‫القاع��ات وجلس��وا عل��ى الموائ��د وراح ٌ‬ ‫كل‬ ‫منه��م يتكلم‪ ،‬وفي الحقيقة ال يقول ش��يئًا‬ ‫في الموضوع‪.‬‬ ‫ أن كل طرف ال يعطي شيئًا إال إذا أخذ‬‫ش��يئاً في المقاب��ل‪ ،‬فمثل ه��ذا التبادل في‬ ‫عناصر القوة ه��و المعنى الوحيد ل" عملية‬ ‫التفاوض "‪.‬‬ ‫ م��ن ح��ق كل ط��رف أن يح��اول أخذ‬‫أقصى ما يس��تطيع‪ ،‬وأن يح��اول أن يعطي‬ ‫في مقابله أقل ما يمكن‪ ،‬فذلك هو جوهر "‬ ‫عملية التفاوض "‪.‬‬ ‫ ما يعطيه أي طرف أو يأخذه يجب أن‬‫يكون محدداً‬ ‫بشكل واضح ومسج ًال وموثقًا‬ ‫ٍ‬ ‫بطريق��ةٍ ال لبس فيه��ا‪ ،‬وإال تحولت نتيجة‬ ‫المفاوضات إلى جدل فلسفي أو بيزنطي ال‬ ‫نجد نهاي ًة له‪.‬‬ ‫ ال بد أن تكون هناك ضمانات وروادع‬‫تكف��ل احت��رام النتيج��ة الت��ي تص��ل إليها‬ ‫عملية التفاوض‪ ،‬وتفرض على اإلخالل بما‬ ‫تعهد به األطراف‪ ،‬وأن يكون ذلك منصوصًا‬ ‫عليه بح��زم‪ ،‬وإال فق��دت عملي��ة التفاوض‬ ‫قدرتها على الفعل‪.‬‬ ‫واس��تناداً لما سبق س��نعرض لمواقف‬ ‫أطراف النزاع علنا نستش��رف إمكانات نجاح‬ ‫المؤتمر أو عدمها‬

‫النظام‪:‬‬

‫ف��ي الوق��ت ال��ذي يؤك��د في��ه وزي��ر‬ ‫الخارجي��ة الروس��ي أن نظ��ام األس��د جاهز‬ ‫للحوار وليس لديه محاذير أو ش��روط‪ ،‬أعلن‬ ‫وزي��ر إع�لام النظام أن دمش��ق ل��ن تكون‬ ‫طرفاً ف��ي أي عمل أو جهد سياس��ي أو لقاء‬ ‫يم��س بطريق��ة مباش��رة أو غي��ر مباش��رة‬ ‫السيادة الوطنية‪ ،‬وفي حديثٍ لرأس النظام‬ ‫مع صحيف��ة كالري��ن ووكالة األنب��اء تيالم‬

‫األرجنتينيتين‪ ،‬بش��ر بفش��ل الحوار واصفًا‬ ‫المعارضين باإلرهابيين‪:‬‬ ‫"نح��ن مع أي عم��ل لوق��ف العنف في‬ ‫س��ورية‪ ..‬نحن م��ع أي عمل ي��ؤدي إلى حل‬ ‫سياس��ي‪ ..‬ولك��ن الحل السياس��ي ال يمكن‬ ‫أن يت��م م��ع اس��تمرار العنف‪ ..‬نح��ن رحبنا‬ ‫بالتق��ارب الروس��ي األميرك��ي ونأم��ل أن‬ ‫يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين‬ ‫عل��ى تج��اوز هذه األزم��ة‪ ..‬ولك��ن ال نعتقد‬ ‫أن كثي��راً م��ن ال��دول الغربي��ة تري��د فع ًال‬ ‫ح� ً‬ ‫لا في س��ورية‪ ..‬وال نعتق��د أن الكثير من‬ ‫الق��وى الت��ي تدع��م اإلرهابيي��ن يري��دون‬ ‫ح�لا لألزم��ة‪ ..‬لذلك هم ردوا مباش��رة على‬ ‫االجتماع الروس��ي األميرك��ي برفضهم ألي‬ ‫ح��وار مع الدولة ف��ي س��ورية‪ ..‬نحن ندعم‬ ‫ه��ذا المس��عى ونرحب ب��ه ولك��ن علينا أن‬ ‫نك��ون واقعيين ألن هناك ق��وى ال تريد ح ًال‬ ‫سياس��ياً وتضغط باتجاه إفش��ال أي حوار أو‬ ‫ح��ل سياس��ي‪ ..‬وبالتالي ال يمك��ن أن يكون‬ ‫هناك حل من طرف واحد في س��ورية‪ ..‬أنت‬ ‫بحاجة إلى طرفين على األقل"‪.‬‬ ‫وأض��اف‪ " :‬أن الجان��ب األساس��ي الذي‬ ‫يس��تطيع أي مؤتم��ر دولي المس��اهمة فيه‬ ‫بشكل جدي هو وقف إدخال األموال والسالح‬ ‫إلى س��ورية ووقف إرسال اإلرهابيين الذين‬ ‫يأتون بش��كل أساس��ي عبر تركيا وبتمويل‬ ‫قط��ري مع بع��ض الدول الخليجي��ة األخرى‬ ‫ومنها الس��عودية على سبيل المثال‪ ..‬عندما‬ ‫تتدخ��ل ال��دول الكب��رى لمنع ه��ذا التمويل‬ ‫والتدريب واإلرس��ال عنده��ا تصبح مكافحة‬ ‫اإلره��اب أس��هل ف��ي س��ورية‪ ..‬ويصب��ح‬ ‫العمل السياس��ي منتج��اً في ذل��ك الوقت‪..‬‬ ‫أما أن تأتي بدس��تور جدي��د وقوانين جديدة‬ ‫والش��عب الس��وري يقتل بالش��وارع بسبب‬ ‫إرهابهم فما قيمة أي حل سياسي‪ .‬متجاه ًال‬ ‫أنه ونظام��ه كان أول من قتل المتظاهرين‬ ‫العزل‪.‬‬ ‫األسد مس��تعدٌ للقتل حتى آخر قطرة‬ ‫دم س��وريا‪ ،‬وه��و يفكر في توري��ث ابنه أو‬ ‫ٍ‬ ‫ساللته حكم سوريا‪ ،‬وهو الذي رفض سابقًا‬ ‫ن��داء المبعوث األممي والعربي إلى س��وريا‬ ‫األخضر اإلبراهيمي‪ ،‬الذي دعاه لالمتناع عن‬ ‫المش��اركة في االنتخابات الرئاسية القادمة‬ ‫عام ‪ ،2014‬إلنقاذ البالد‪ ،‬معتبراً أنه يمارس‬ ‫حقه في البقاء في الس��لطة والترشح لفترة‬ ‫رئاس��ية أخ��رى‪ ..‬فه��و وأزالم��ه مقتنع��ون‬ ‫باس��تحالة وج��ود س��وريا من دون األس��د‪،‬‬ ‫حيث ص��رح نائب وزي��ر الخارجية الس��وري‬ ‫أن مغادرة األس��د للسلطة س��تؤدي الختفاء‬ ‫س��وريا من الخريطة‪ ،‬وأضاف ب��أن المؤتمر‬ ‫الدولي ال��ذي يجري الحديث عن��ه لن يكون‬ ‫ب��دون الرئيس بش��ار األس��د مش��دداً على‬ ‫أن أي وصف��ة لح��ل األزمة ال تلع��ب القيادة‬ ‫السورية دورًا فيها "ستكون كارثة"‪.‬‬ ‫تعتق��د دمش��ق رس��مياً أن��ه بمق��دور‬ ‫الس��لطة الحالي��ة رعاي��ة عملي��ة تس��وية‬ ‫سياس��ية تنته��ي إل��ى انتخابات تش��ريعية‬ ‫ورئاس��ية‪ ،‬مبنية على «المب��ادرة الوطنية»‬ ‫التي أعلنها الرئيس الس��وري بش��ار األس��د‬ ‫ف��ي وقت س��ابق‪ ،‬وهي مب��ادرة أش��ار إليها‬

‫الزعب��ي أيض��اً باعتبارها طري��ق الحل من‬ ‫وجهة نظر السلطة‪.‬‬ ‫بع��د ه��ذا الس��يل م��ن التصريح��ات‬ ‫الحكومي��ة‪ ،‬يب��دو أن النظ��ام س��حب جميع‬ ‫يبق له ما‬ ‫األوراق من حليفه الروس��ي‪ ،‬ولم ِ‬ ‫يضع��ه على الطاولة في جينيف‪ ،‬أما تكراره‬ ‫االس��تعداد للحوار فليس إال مناور ًة لكس��ب‬ ‫الوقت طمعًا في حسم األمور على األرض‬

‫املعار�ضة‪:‬‬

‫ل��م تحس��م المعارض��ة موقفه��ا من‬ ‫المش��اركة في جني��ف ‪ 2‬وعل��ى الرغم من‬ ‫التصريح��ات المتك��ررة ع��ن رحي��ل األس��د‬ ‫قب��ل الب��دء بالح��وار‪ ،‬إال أن هن��اك من بين‬ ‫المعارضي��ن من يرى بأن المش��اركة كفيلة‬ ‫بتعرية األسد وإحراج داعميه‪.‬‬ ‫فقد أك��د عضو المكت��ب التنفيذي في‬ ‫هيئ��ة التنس��يق الس��ورية المعارضة أكرم‬ ‫األكرم��ي أن هيئة التنس��يق ترحب بانعقاد‬ ‫مؤتمر "جنيف ‪ "2 -‬حول س��وريا‪ ،‬معتبرا أنه‬ ‫الخطوة األولى على طريق الحل السياسي‪،‬‬ ‫مش��ددا على ضرورة مشاركة جميع أطراف‬ ‫المعارض��ة الت��ي تؤم��ن بالحل السياس��ي‪،‬‬ ‫وق��ال‪ :‬نتمن��ى أن يت��م االتف��اق عل��ى وفد‬ ‫مش��ترك من كل ه��ذه األط��راف‪ ،‬وبالتأكيد‬ ‫أط��راف المعارض��ة ه��م جميع الس��وريين‬ ‫المعارضين الذين يؤمنون بالحل السياسي‬ ‫الس��لمي أن كانوا من المسلحين أو أن كانوا‬ ‫من أطراف المعارضة السياسية‬ ‫أم��ا المس��ؤول ف��ي "هيئ��ة التنس��يق‬ ‫الوطن��ي للتغيير الديمقراط��ي" في المهجر‬ ‫هيث��م من��اع لصحيف��ة "الحياة" أن��ه "توجه‬ ‫إلى جنيف إلجراء اتصاالت في ش��أن اإلعداد‬ ‫للمؤتمر‪ ،‬في ضوء توقعات بانعقاده الشهر‬ ‫المقب��ل"‪ ،‬وأك��د من��اع أن "الهيئ��ة بص��دد‬ ‫إع��داد "خريط��ة طري��ق" لتقديمه��ا إل��ى‬ ‫األفرقاء الدوليين والس��وريين المش��اركين‬ ‫في المؤتمر"‪ ،‬مش��يراً إلى "ض��رورة تعديل‬ ‫الوثائ��ق في ض��وء الواق��ع الجدي��د القائم‬ ‫عل��ى تش��كيل "هيئة حك��م" من الس��لطة‬ ‫والمعارض��ة إلدارة المرحل��ة االنتقالي��ة‪ ،‬ما‬ ‫يتطلب شرح "الصالحيات الواسعة" لرئيس‬ ‫ال��وزراء والحكومة و"احتم��ال التعايش" مع‬ ‫رئيس الجمهورية و"نقل صالحيات" منه"‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬توقع ميش��يل كيلو‪ ،‬عضو‬ ‫«المنبر الديمقراطي» الس��وري‪ ،‬قبول قوى‬ ‫الث��ورة والمعارض��ة حضور مؤتم��ر «جنيف‬ ‫‪ ،»2‬وأضاف في حديث لـ«الش��رق األوسط»‬ ‫مع��ه أن��ه «ال أح��د يس��تطيع اله��روب م��ن‬ ‫مفاوض��ات جني��ف ‪ ،»2‬مضيف��ا‪« :‬نحن في‬ ‫المعارض��ة ل��م نق��ل أن الح��ل ال يك��ون إال‬ ‫عسكريا‪ ،‬إنما سيكون حال سياسيا يستعين‬ ‫بتوازنات عسكرية على األرض»‪.‬‬ ‫ف��ي الس��ياق ذات��ه‪ ،‬رأى الناط��ق‬ ‫الرس��مي باس��م «الجبهة الش��عبية للتغيير‬ ‫والتحري��ر»‪ ،‬ع��ادل نعيس��ة‪ ،‬أن المب��ادرة‬ ‫الروس��ية األميركية خطوة صائبة وإيجابية‬ ‫عل��ى طريق الخ��روج من األزمة الس��ورية‪.‬‬ ‫وأضاف أن تجمّعه المعارض «يؤيد الخطوة‬ ‫ويشجعها ومس��تعد لحضور أي مؤتمر على‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫رو�سيا‪:‬‬

‫ف��ي تركي��ا كتب��ت صحيف��ة "ميلييت"‬ ‫"يب��دو أن أردوغان ق��ام بتليين موقفه حول‬ ‫جني��ف بعد لقائه الرئي��س األميركي‪ ،‬ورأى‬ ‫كات��ب االفتتاحي��ة ف��ي الصحيف��ة أن أنقرة‬ ‫وافق��ت عل��ى عق��د ه��ذا المؤتم��ر "مقابل‬ ‫بعض الضمانات" من جانب واشنطن وبينها‬ ‫إال تك��ون العملية غير مح��دودة زمنيًا بحيث‬ ‫ال يتمكن أحد م��ن إطالة النقاش على مدى‬ ‫أش��هر باس��م الدبلوماس��ية‪ ،‬كما نقلت عنه‬ ‫صحيفة وطن القول "سياستنا ليست إعطاء‬ ‫األس��د مزي��داً من الوق��ت وإنما وق��ف إراقة‬ ‫الدماء"‪.‬‬

‫�إيران‪:‬‬

‫أعرب��ت إي��ران ع��ن اس��تعدادها‬ ‫للمش��اركة في المؤتمر الدولي حول سوريا‬ ‫ال��ذي اقترح��ت عق��ده الوالي��ات المتح��دة‬ ‫وروس��يا‪ ،‬معتب��ر ًة أن��ه يمكن أن ي��ؤدي إلى‬ ‫إط�لاق مفاوضات بين الحكومة والمعارضة‬ ‫ف��ي س��وريا‪ ،‬الفتة أنه لم تتل��ق بعد دعوة‪،‬‬ ‫لكنه��ا س��نحضر بالتأكي��د‪ ،‬وبينم��ا تج��ري‬ ‫اتصاالت كثيفة وراء الكواليس في عواصم‬ ‫غربية وعربية مهمة إلنجاح مساعي مؤتمر‬

‫أعلن��ت جامع��ة ال��دول العربي��ة وفي‬ ‫اجتم��اع عاج��ل للجن��ة الوزاري��ة العربي��ة‬ ‫المعني��ة باألزم��ة الس��ورية على مس��توى‬ ‫وزراء الخارجي��ة بن��ا ًء على طل��ب من دولة‬ ‫قطر‪ ،‬لمتابعة تطورات األوضاع في سوريا‪،‬‬ ‫خاص��ة ف��ي ض��وء التفاه��م األميرك��ي _‬ ‫الروسي بشأن عقد المؤتمر الدولي «جنيف‬ ‫‪ .»2‬ع��ن أولوية الحل الس��لمي في س��وريا‬ ‫وتأييدها للمشاركة في المؤتمر مع ضرورة‬ ‫استبعاد األسد عن مستقبل سوريا‪.‬‬

‫فرن�سا واالحتاد الأوروبي‪:‬‬

‫واعتب��ر فابي��وس أن تش��كيل حكومة‬ ‫انتقالي��ة «تتمتع ب��كل الصالحيات» وفق ما‬ ‫ج��اء في بيان «جني��ف ‪ »1‬يعني أن الرئيس‬ ‫األس��د «لن تكون له بعد ذلك أي صالحيات»‬ ‫وه��و بأي حال «لن يكون ج��زءا من العملية‬ ‫السياس��ية االنتقالي��ة»‪ .‬وكش��ف فابي��وس‬ ‫أن الموقف الروس��ي حول ه��ذه النقطة قد‬ ‫«تزح��زح»‪ .‬بيد أن��ه أفاد بأن «رحيل األس��د‬ ‫المسبق‪ ،‬أي قبل بدء المؤتمر‪ ،‬ليس مطلوبا‬ ‫ولكن منذ اللحظة التي تتشكل فيها حكومة‬ ‫انتقالية تتمتع بكل الصالحيات‪ ،‬فإن األس��د‬ ‫يكون قد فقد كل سلطة»‪.‬‬ ‫ترى المصادر الفرنسية أن إحدى أعقد‬ ‫المش��كالت هي انتزاع اإلشراف على القوات‬ ‫المس��لحة والق��وى اإلس��تخباراتية واألمنية‬ ‫من أيدي األسد‪ ،‬أما بريطانيا الشريك األكبر‬ ‫للفرنس��يين في موقفهم اتجاه سوريا فهي‬ ‫مصر ٌة على تنحي األسد‪ ،‬وتسليح المعارضة‬ ‫لدعم موقفها التفاوضي‪.‬‬ ‫كان مق��رراً أن أخت��م ملفن��ا الي��وم‬ ‫بالتفري��ق بي��ن الظاهر والباط��ن في علم‬ ‫السياس��ة أي بي��ن المعل��ن والمخف��ي ف��ي‬ ‫المواقف الدولية وانعكاس��ها على الضبابية‬ ‫الت��ي تلف المؤتم��ر المزعوم حول س��وريا‪،‬‬ ‫بي��نَ نظ��ام ال يمل��ك س��لطة ومعارضةٍ ال‬ ‫ٍ‬ ‫تمل��ك إس��تراتيجية لك��ن اجتم��اع االئتالف‬ ‫الوطن��ي ف��ي اس��طنبول والتس��ريبات عن‬ ‫مب��ادرةٍ جدي��دة لخطي��ب الث��ورة خلط��ت‬ ‫األوراق‪ ،‬وفتح��ت أبواب��ًا جدي��دة ق��د تكون‬ ‫أبوابًا للحل‪ ..‬نناقشها في ملفٍ الحق‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬

‫الواليات املتحدة الأمريكية‪:‬‬

‫ازدادت الضغ��وط عل��ى إدارة أوبام��ا‬ ‫ولع��ل المؤتمر يخفف الضغ��ط على الحائز‬ ‫لجائزة نوبل للسالم‪ ،‬ويبرر صمته وتجاهله‬ ‫للمحرق��ة الس��ورية‪ ،‬وم��ع اقت��راب موع��د‬ ‫المؤتمر ب��دأت اإلدارة األمريكية بالتصعيد‪،‬‬ ‫فق��د أعلن وزي��ر الخارجية ج��ون كيري "أن‬ ‫األس��د ال يمك��ن أن يش��ارك ف��ي حكوم��ة‬

‫تركيا‪:‬‬

‫جامعة الدول العربية‪:‬‬

‫أسبوعية‬

‫ً‬ ‫متواط��أ م��ع‬ ‫يب��دو الموق��ف الروس��ي‬ ‫النظ��ام إل��ى حد التآم��ر‪ ،‬فم��ع كل المواقف‬ ‫المتش��ددة التي أبداها النظام‪ ،‬يطالب وزير‬ ‫الخارجية الروس��ي المعارضة باتخاذ مواقف‬ ‫بناءة‪ ،‬في مناورةٍ هدفه��ا منح مهلة زمنية‬ ‫جدي��دة للنظ��ام كي ينه��ي األزم��ة بالقوة‬ ‫والعن��ف‪ ،‬وق��د صرح ف��ي حدي��ث لصحيفة‬ ‫"روسيس��كايا غازيتا"‪ " :‬بأنه ال يجوز فرض‬ ‫قي��ود زمني��ة محددة عل��ى المؤتمر بش��أن‬ ‫س��ورية‪ ،‬مش��يراً إلى أن "بعض ش��ركائنا "‬ ‫وقد ذكر ذلك وزير الخارجية األمريكي جون‬ ‫كيري" يرى أنه تكفي بضعة أيام أو أس��بوع‬ ‫واحد وهذا غي��ر مجدٍ"‪ .‬أورد الفروف مؤتمر‬ ‫دايتون والمؤتمر بشأن لبنان الذي استغرق‬ ‫تحضيره ‪ 14‬س��نة كأمثل��ة‪ ،‬موضحًا "ال أريد‬ ‫أن يحدث األمر نفس��ه بش��أن سورية‪ ،‬لكنه‬ ‫م��ن غي��ر المنطق��ي أب��داً فرض أي��ة قيود‬ ‫زمنية"‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬أعربت واش��نطن عن نيتها‬ ‫تنظيم مؤتمر واس��ع النطاق بش��أن سوريا‬ ‫قبل قم��ة «الثماني الكب��ار» المزمع عقدها‬ ‫ف��ي النص��ف الثان��ي م��ن ش��هر حزي��ران‬ ‫المقبل‪ ،‬مش��دّداً على ضرورة االتفاق على‬ ‫معايير المؤتمر‪ ،‬كما بحث أثناء لقائه نظيره‬ ‫األميرك��ي ج��ون كي��ري احتم��ال مش��اركة‬ ‫إيران ف��ي المؤتمر‪ .‬وبحس��ب الفروف‪ ،‬فإن‬ ‫موس��كو تنتظ��ر أن توجه دعوة للمش��اركة‬ ‫في المؤتم��ر إلى كل البلدان التي ش��اركت‬ ‫في لقاء جنيف في الصيف الماضي‪ ،‬مضيفًا‬ ‫أن من المس��تبعد أن ينجح المؤتمر من دون‬ ‫مشاركة إيران‪.‬‬ ‫من جهته��م يطالب األميركيون بتعهد‬ ‫روس��ي بإبقاء األس��د في رئاس��ة البالد من‬ ‫دون ممارس��ة الصالحي��ات المنوط��ة ب��ه‬ ‫ف��ي الدس��تور طيل��ة المرحل��ة االنتقالي��ة‪.‬‬ ‫هذا التعهد الذي أس��قطه األس��د فوراً زمن‬ ‫المبادرة العربية‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أساس��ها بصفته طرفًا معارضًا على أساس‬ ‫منظوم��ة التغيي��ر الس��لمي‪ ،‬ووج��ود أزمة‬ ‫وطني��ة‪ ،‬وم��ن منطلق ورقة عم��ل خريطة‬ ‫الطريق التي أقرّت في المؤتمر الذي انعقد‬ ‫في دمشق‪.‬‬ ‫رئي��س المجل��س الوطن��ي الس��ابق‬ ‫بره��ان غلي��ون‪ ،‬أك��د ف��ي حدي��ث صحافي‬ ‫أن��ه "لوال تق��دم الجيش الس��وري الحر في‬ ‫المي��دان‪ ،‬لم��ا كان االتج��اه نح��و جني��ف ‪،2‬‬ ‫وس��يبقى موضوع دور األس��د في المرحلة‬ ‫االنتقالي��ة مح��ور الن��زاع‪ ،‬ولن يُحس��م إال‬ ‫م��ع تقدّم الجي��ش الحرّ بش��كل أكبر على‬ ‫األرض"‪ ،‬متوقع��ا أن "تس��تمر المحادث��ات‬ ‫والمناقش��ات بي��ن الجانبي��ن الروس��ي‬ ‫واألميركي‪ ،‬ولكن في الوقت عينه‪ ،‬يستحيل‬ ‫أن يقبل الس��وري بأي ّ‬ ‫حل ال يتضمن تنحي‬ ‫األسد‪ ،‬فاإلبراهيمي نفسه أقر بأنه ال يمكن‬ ‫أن يكون للرئيس السوري دور في المرحلة‬ ‫االنتقالية"‪ ،‬مشدداً على أن "تنحي األسد هو‬ ‫الحل لمصلحة من تبقى من النظام"‪.‬‬ ‫رئي��س "االئت�لاف الوطني الس��وري"‬ ‫بالوكال��ة ج��ورج صب��را أش��ار إل��ى أن��ه "ال‬ ‫خالف على من يمث��ل المعارضة في مؤتمر‬ ‫"جني��ف ‪ "2‬الموع��ود‪ ،‬فوفده��ا ه��و وف��د‬ ‫االئت�لاف الحاص��ل عل��ى مقعد س��وريا في‬ ‫جامع��ة ال��دول العربي��ة واعت��راف الجامعة‬ ‫والجمعي��ة العمومية لألم��م المتحدة"‪ ،‬الفتًا‬ ‫إلى أن "الوفد المش��ترك مع هيئة التنس��يق‬ ‫مرفوض ونحن غير معنيين به‪ ،‬ومش��اركة‬ ‫هيئة التنسيق هي رغبة روسية ذات أهداف‬ ‫سياس��ية معروف��ة‪ ،‬وليس��ألوا الجمي��ع في‬ ‫الداخل الس��وري من هو الممث��ل الحقيقي‬ ‫للمعارضة"‪ ،‬مشدداً على أن "عالقة االئتالف‬ ‫بهيئة األركان واللواء س��ليم إدريس وطيدة‬ ‫وال تس��مح بأي ش��كل بأن تدخ��ل جهة ضد‬ ‫االئتالف"‪.‬‬ ‫ورف��ض صب��را ف��ي حدي��ث لصحيفة‬ ‫"النه��ار" اعتب��ار المحادث��ات الجاري��ة حاليا‬ ‫تراجع��اً عن رف��ض االئت�لاف التفاوض مع‬ ‫النظ��ام "فحتى اآلن لم نقرر التفاوض‪ ،‬وما‬ ‫نبحث فيه حالياً هو المش��اركة في المؤتمر‬ ‫ونواص��ل المش��اورات م��ع ال��دول الغربية‪،‬‬ ‫إضاف��ة إل��ى قط��ر والس��عودية وتركي��ا‪،‬‬ ‫الستكش��اف المناخ��ات المرتقب��ة تمهي��دا‬ ‫لتسمية الوفد المعارض‪.‬‬ ‫ق��ال عض��و المكت��ب التنفي��ذي ف��ي‬ ‫المجلس الوطني واالئتالف الوطني س��مير‬ ‫نش��ار لـ«الش��رق األوس��ط»‪ ،‬أن «المؤك��د‬ ‫بالنس��بة لن��ا ه��و أننا ل��ن نش��ارك في أي‬ ‫مؤتمر ال ينص على بند تنحي األس��د‪ ،‬وإلى‬ ‫اآلن مشاوراتنا مس��تمرة»‪ .‬وأضاف نشار أن‬ ‫«فيتو» المعارضة بخصوص مصير األس��د‬

‫«ينس��حب أيضًا على مش��اركة إي��ران التي‬ ‫تدعم النظام عس��كريا ضد شعبه»‪ ،‬رافضًا‬ ‫مقارن��ة دورها ب��أي دور تقوم ب��ه أي دولة‬ ‫أخرى تدعم المعارضة‪.‬‬

‫انتقالي��ة"‪ .‬كم��ا ت��م إب��راز زي��ارة الس��فير‬ ‫األميرك��ي ف��ي دمش��ق روب��رت ف��ورد إلى‬ ‫مناطق س��ورية تس��يطر عليه��ا المعارضة‬ ‫عل��ى انها عدم تبدل في الموقف األميركي‪،‬‬ ‫ومن أج��ل إقناع المعارضة بالمش��اركة في‬ ‫المؤتمر الدولي المزمع عقده‪.‬‬ ‫م��ن ناحيت��ه‪ ،‬ح��ذّر وزي��ر الدف��اع‬ ‫األميرك��ي‪ ،‬تش��اك هاغ��ل‪ ،‬م��ن «تبع��ات‬ ‫األزم��ة الس��ورية»‪ ،‬قائ� ً‬ ‫لا أن واش��نطن‬ ‫وموس��كو‪ ،‬على حد س��واء‪ ،‬تريدان استقرار‬ ‫س��وريا‪ .‬وأكد‪ ،‬في مؤتمر صحافي عقده مع‬ ‫رئيس هيئة األركان األميركية المش��تركة‬ ‫مارت��ن ديمبس��ي‪ ،‬ف��ي واش��نطن‪ ،‬أول من‬ ‫أم��س‪« ،‬نواص��ل العمل مع ال��روس ونبذل‬ ‫قص��ارى جهدنا إلقناع الق��وى في المنطقة‬ ‫بأخ��ذ الحيطة من أي تصعيد ف��ي الخيارات‬ ‫العس��كرية أو التس��ليح»‪ .‬وأض��اف «نح��ن‬ ‫نخط��ط ألي ط��ارئ عس��كري‪ ،‬وم��ا ال نريد‬ ‫رؤي��ة حدوثه وما ال يري��د الروس رؤيته هو‬ ‫انفجار س��وريا إلى درجة نجد أنفس��نا معها‬ ‫أمام حرب إقليمية في الشرق األوسط»‪.‬‬ ‫وق��د ح��ذر كي��ري نظ��ام دمش��ق من‬ ‫مغب��ة عدم حضور المؤتم��ر الدولي بالقول‬ ‫أنه «لو قرر األس��د عدم الحضور إلى مائدة‬ ‫المفاوض��ات س��يكون ذل��ك س��وء تقدي��ر‬ ‫للحس��ابات مرة أخرى م��ن جانبه‪ ،‬كما أخطأ‬ ‫في حساب مستقبل بلده العام الماضي»‪.‬‬

‫"جني��ف ‪ "2‬للوصول إلى حل س��لمي لألزمة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬ظه��رت عقب��ة مش��اركة إي��ران‬ ‫فيه ليضاف لسلس��لة العقب��ات في الطريق‬ ‫إل��ى جني��ف‪ ،‬إذ ترف��ض باريس مش��اركة‬ ‫طهران‪ ،‬بينما تدفع روسيا بقوة باتجاه هذه‬ ‫المش��اركة‪ ،‬في حين تؤكد الواليات المتحدة‬ ‫أنها ال تس��تبعد أو تش��ترط وج��ود أي طرف‬ ‫في المؤتمر‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫قراءة يف ال�سقوط الأخالقي‬ ‫حل�سن ن�صر اهلل‬

‫والباحثون عن فتات ما يلقيه لهم "الرو�س"‬ ‫الياس س الياس‬ ‫�سقوط مريع‪" ..‬دجال املقاومة‪..‬‬ ‫القد�س لي�ست يف حم�ص"‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫‪ .1‬ليس المقص��ود‪ ،‬والعنوان هو‬ ‫عن السقوط المريع‪ ،‬ما سار إليه حسن‬ ‫نص��ر اهلل وحزب��ه فحس��ب‪ ..‬فالقصة‬ ‫باتت م��ن البديهيات ‪ /‬المس��لمات التي‬ ‫تدرج��ت ح��د عم��ق وع��ي الجماهي��ر‬ ‫الس��ورية والعربية‪ ..‬رغ��م بقاء من ال‬ ‫ي��زال‪ ،‬وه��و أم��ر طبيعي في الش��غل‬ ‫التاريخ��ي على العق��ل ال المتخلف بل‬ ‫المقه��ور الباح��ث ع��ن أي��ة انتصارات‬ ‫ف��ي أزم��ان االنكس��ارات‪ ،‬الت��ي تبي��ن‬ ‫أنه��ا صنيعة وهن النظ��م حفاظا على‬ ‫س��لطات النه��ب والمافي��ا‪ ..‬األم��ر حقا‬ ‫لي��س س��قوط مريع لحس��ن نصر اهلل‬ ‫وحزبه لوحدهما‪ ..‬بل كش��ف لهشاشة‬ ‫الكيان��ات المس��ماة دول ومنه��ا وعلى‬ ‫رأسها هذه الدولة اللبنانية التي تصدر‬ ‫بش��كل منهجي وليس ف��ردي مرتزقة‬ ‫غزاة يش��بهون " الفيل��ق األجنبي" في‬ ‫جي��ش المس��تعمر الفرنس��ي‪ ..‬ي��رى‬ ‫العرب جميعا الف��رق بين وصول أفراد‬ ‫عرب هالهم القتل لش��عب عربي وبين‬ ‫دول تق��وم فيه��ا ميليش��يات مس��لحة‬ ‫تخلط الديني ‪ -‬األس��طوري باالنتهازي‬ ‫السياس��ي بتس��يير رح�لات لحف�لات‬ ‫قت��ل بح��ق الس��وريين‪ ..‬يج��ري األمر‬ ‫في الع��راق تحت نظر ودع��م المالكي‬ ‫وبقي��ة األح��زاب والق��وى اإليراني��ة‬ ‫ويجري األمر عينه في عدد من كيانات‬ ‫تش��به تس��يير أباطرة أوروبا للحمالت‬ ‫الصليبية إل��ى مش��رقنا‪ ..‬ولبنان الذي‬ ‫ماتت حيويته صار فيه حسن نصر اهلل‬ ‫ومعه جيش من المنظرين يستهزئون‬ ‫ب��كل اللبنانيين على طريق��ة الحروب‬ ‫اإلستباقية الصهيونية‪..‬‬ ‫ال يهمن��ي أن كان فرنجية أو عون‬ ‫يتلعثم��ان نتيج��ة الورط��ة‪ ..‬وال يغ��ر‬ ‫مشهد حش��د نصر اهلل لبسطاء الناس‬ ‫في توديع " المجاهدين" الش��يعة تحت‬ ‫مس��مى " الواج��ب الجه��ادي"‪ ..‬ندي��م‬ ‫قطيش يقوم بش��كل رائ��ع في ‪DNA‬‬ ‫بمهمة كشف الدجل‪..‬‬ ‫الش��عب الس��وري الثائر يظهر ما‬ ‫صنع��ت به ثورت��ه ‪ /‬ثورته عل��ى ذاته‬ ‫حتى‪ ..‬يتعمق شيء من قلع المقدسات‬ ‫ويتج��اوز المس��لمات ويأخ��ذ ولو بدون‬ ‫تفكير بالشك الديكارتي والغزالي‪..‬‬ ‫ه��ذا الش��عب حين اخت��ار لجمعته‬ ‫الفائت��ة ش��عار‪ " :‬دج��ال المقاوم��ة‪..‬‬ ‫القدس ليس��ت في حمص" اختزل كل‬

‫الحكاي��ة الت��ي ل��ن تس��عف نصر اهلل‬ ‫تلويح��ه بأصابع��ه وصراخ��ه التمثيلي‬ ‫في إعادة الصعود من السقوط‪ ..‬اللغة‬ ‫العربي��ة الت��ي كانت س�لاحا ثوريا من‬ ‫كفر نبل إلى الزبداني وبستان القصر‬ ‫وحوران وعلى بس��اطتها أماطت اللثام‬ ‫ع��ن مس��احيق كثيرة باس��م القدس‪..‬‬ ‫فلم يكن إطالق صف��ة " دجال" إال في‬ ‫الس��ياق الطبيعي بع��د أن كانت صور‬ ‫نصر اهلل تنتش��ر في ش��وارع سوريا‪..‬‬ ‫فالتعريف المبسط هو‪:‬‬ ‫َ‬ ‫دَجَل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دَجَ��ل ُ دَجْ ً‬ ‫ال‪ :‬كذب ومَوّه‬ ‫دَجَل‬ ‫وادَّعى‪ ،‬فهو داج��ل‪ ،‬ودَجّال‪ .‬والجمع‪:‬‬ ‫دَجاجلة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ودَجَل الشي َء‪َّ :‬‬ ‫غطاه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ودَجَل البعيرَ‪َ :‬طالهُ بالدُّجالة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ودَجَ��ل الس��يفَ‪ :‬مَوَّه��ه بم��ا ِء‬ ‫الذَّهب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ودَجَل الحقْ‪ :‬لبَسَه بالباطل‪.‬‬ ‫وه��و ما أق��دم عليه حس��ن نصر‬ ‫اهلل بالتدرج‪ ،‬لكن ما يثير ش��جوني هو‬ ‫تش��ابه ه��ذه التدرجات عن��ده بما لدى‬ ‫عتاة الصهاينة الذين يبدو أنهم اطلعوا‬ ‫جيدا على حكاية " مس��مار جحا"‪ ..‬فهذا‬ ‫التهاف��ت ال��ذي ح��ول " ح��زب مقاوم"‬ ‫إل��ى " ح��ارس قب��ور" وبعده��ا " حفار‬ ‫قبور" وقد تجاوز تدجيل الحق بإلباسه‬ ‫الباط��ل أن اعتبر مهمته ومهمة المغرر‬ ‫به��م " الدفاع عن مقام الس��يدة زينب"‬ ‫وه��و مقام ف��ارغ‪ ،‬أي لي��س فيه رفات‬ ‫ألحد بل مقام تطير اإلنس��ان المقهور‬ ‫ف��ي صناعة التحش��يد التاريخي خدمة‬ ‫ألباط��رة الم��ال والس��لطة‪ ..‬ولم تقم‬ ‫الث��ورة الس��ورية الس��تهداف الس��يدة‬ ‫زينب لحش��و المجيشيين بفكرة الدجل‬ ‫المم��ارس‪ ..‬كما هي قص��ة اللبنانيين‬ ‫في قرى س��ورية ال يتع��دى وباعتراف‬ ‫نصر اهلل نفسه ‪ ٢٠‬ألفا‪..‬‬

‫توريط �إيراين لل�شيعة العرب‪..‬‬ ‫قب��ل فت��رة قصي��رة كان " س��يد‬ ‫المقاوم��ة" م��ن الركاك��ة واإلف�لاس‬ ‫أن دخ��ل ف��ي مفاصل��ة عن ع��دد من‬ ‫قتلوا م��ن حزبه في حم��ص‪ ..‬طريقة‬ ‫صهيوني��ة أخ��رى تقف��ز إل��ى النتائ��ج‬ ‫للتدجي��ل عل��ى الحقائ��ق والمقدم��ات‬ ‫واألس��ئلة األهم‪ :‬ما ال��ذي نفعله أص ً‬ ‫ال‬ ‫في حمص؟! واليوم الزبداني؟!‬ ‫ه��ؤالء الذي��ن كان��وا يمارس��ون‬

‫الك��ذب ع��ن أن الحزب ال يش��ارك البتة‬ ‫في س��وريا‪ ،‬تراهم اليوم وبكل وقاحة‬ ‫يس��وقون أع��ذارا ل��و كبقه��ا الط��رف‬ ‫المقابل على األراضي اللبنانية لدخلنا‬ ‫في حروب إبادة ال تنتهي‪..‬‬ ‫وعل��ى الرغم من أن الدجل واضح‬ ‫يبقى لنا أن نسأل‪:‬‬ ‫ م��ن ي��ورط حس��ن نص��ر اهلل‬‫حين يصرخ من يرس��لهم إلى المحرقة‬ ‫الس��ورية‪ :‬يا لث��ارات الحس��ين؟! وهل‬ ‫حقا يؤمن منظرو هذا الحزب الطائفي‬ ‫بامتي��از ب��أن م��ن قتل��وا ف��ي البيض��ا‬ ‫والقصي��ر وعم��وم حم��ص والزبداني‬ ‫ومنطق��ة الس��يدة زين��ب م��ن أطفال‬ ‫ونس��اء ورج��ال س��وريون ه��م أحفاد‬ ‫يزي��د‪ ،‬وعلي��ه يك��ون القت��ل والذب��ح‬ ‫مب��ررا؟! أإلى هذا الح��د وصلت فجاجة‬ ‫الدف��اع ع��ن نظام فاش��ي‪ ،‬أن يس��ارع‬ ‫إس��تراتيجيو الحرب الحزب الالهي إلى‬ ‫الس��يطرة على مصفاة المي��اه ومنعها‬ ‫عن أهل القصير؟!‬ ‫تل��ك األس��ئلة وغيره��ا يس��ألها‬ ‫البس��طاء المصدومون من الس��وريون‬ ‫الذي��ن فتح��وا بيوته��م ف��ي ‪2006‬‬ ‫لجمه��ور نص��ر اهلل‪ ،‬واإلجاب��ة عليه��ا‬ ‫ليس��ت عن��د نص��ر اهلل أب��داً ب��ل ف��ي‬ ‫مكان آخ��ر ال عالقة ل��ه باللغة العربية‬ ‫أبداً‪ ..‬أنه بلغة فارس��ية من تجار الدين‬ ‫واستالب الشيعة العرب بتغييب العقل‬ ‫تحت طائل األس��اطير بعد ‪ 14‬قرنًا من‬ ‫حدث تج��اوزه حتى المس��اجلون فيمن‬ ‫سلم المسيح‪..‬‬ ‫في دمشق نفسها وليومنا هذا لم‬ ‫يتعرض أحد للش��يعة الس��وريين‪ ..‬لم‬ ‫يقت��رب الثوار منهم ألنهم ش��يعة‪ ،‬وال‬ ‫يمك��ن لدجال صغير مث��ل رفيق لطف‬ ‫أن يمث��ل الش��يعة الدمش��قيين‪ ..‬كم��ا‬ ‫ال يمك��ن للحوارن��ة أن يمثلهم رس��تم‬ ‫غزالي وال فيصل مقداد‪..‬‬ ‫مش��كلة أهل الثورة ه��ي مع كل‬ ‫هذا التش��ويه والكذب الممارس باسم‬ ‫اآلخرين‪ ،‬مش��كلتهم مع غزاة يجمعهم‬ ‫بش��ار من حدود أفغانستان وباكستان‬ ‫وإيران والعراق ولبنان‪ ..‬تظهير طائفي‬ ‫لم يكن في حس��بان ثورة شعب قامت‬ ‫على شعار سوري وبمحتوى سوري‪..‬‬

‫�إعالم يف خدمة الفا�شية الإيرانية‬ ‫ الأ�سدية‬‫‪ .2‬غسان بن جدو‪ ..‬ليس السقوط‬ ‫المهن��ي فحس��ب ب��ل األخالق��ي‪ ..‬دفع‬

‫بالرج��ل بالتح��ول ع��ن المس��احيق‬ ‫وتناسق األلوان ليظهر أوال ذلك الشكل‬ ‫التش��ويهي المقصود بحق كل الثورات‬ ‫العربي��ة وتفضي��ل الديكتاتوريات في‬ ‫سبيل الدفاع الفاشل عن فاشي يحكم‬ ‫دمشق باسم " الممانعة"‪..‬‬ ‫أخرج غس��ان بن جدو حكاية تحط‬ ‫من قدر وقيمة المرأة العربية في خيال‬ ‫مري��ض يعبر عن ذكوري��ة موغلة في‬ ‫اس��تبدال العقل بما بين الفخذين‪ ..‬لم‬ ‫يتراج��ع بن ج��دو وقناته ع��ن فبركات‬ ‫س��خيفة أطلقها عن " جهاد المناكحة"‬ ‫وتعميمه��ا كم��ا عم��م ذات ي��وم م��ن‬ ‫نف��س العقلي��ة اإلعالمية ن��زار نيوف‬ ‫ف��ي مخاطبة الس��ورية ديانا الجابري‪..‬‬ ‫ل��ن نناقش قص��ة الجيب اإلس��رائيلي‬ ‫ال��ذي يعرف ب��ن جدو كيف ج��رى نقله‬ ‫م��ن متح��ف جنوب لبن��ان إل��ى أطراف‬ ‫القصي��ر‪ ..‬الجيب الذي كان يس��تخدمه‬ ‫عم�لاء جي��ش لبن��ان الجنوب��ي‪ ..‬ولن‬ ‫نتحدث ع��ن تلك المهني��ة العالية التي‬ ‫ادعاه��ا ب��ن ج��دو وه��و يلع��ق الحذاء‬ ‫العس��كري بينما كان يبش��ر بمش��روع‬ ‫" قوم��ي عرب��ي " حي��ن كان ف��ي قناة‬ ‫الجزيرة‪..‬‬ ‫ويبقى السؤال‪ :‬لماذا يقوم غسان‬ ‫بن جدو وقناة الميادين الممولة بالمال‬ ‫السياسي بكل هذه االستماتة لتشويه‬ ‫الث��ورة الس��ورية (رغ��م كل عثراته��ا‬ ‫واألخط��اء الت��ي يعت��رف به��ا أهله��ا!)‬ ‫وكل ه��ذا الجهد في الح��رب اإلعالمية‬ ‫والنفس��ية م��ع بقي��ة قن��وات الدج��ل‬ ‫اللبنانية في قضية القصير؟!‬ ‫إذا كان يحي��ى العريضي بنفس��ه‬ ‫ل��م يع��د يحتم��ل كل ه��ذا الس��قوط‬ ‫المري��ع وكل محاوالت إس��قاط س��وريا‬ ‫فمن غير المفهوم هذا السقوط المريع‬ ‫عن��د بن ج��دو إذا لم يرد إلى اس��تبدال‬ ‫أح�لام عربية بأخ��رى إيرانية‪ ..‬القصة‬ ‫ال يسعفها خبث التالعب وتمرير بعض‬ ‫م��ا يثب��ت العك��س الس��تعادة بعض "‬ ‫مصداقي��ة" كان��ت ف��ي األص��ل مغيبة‬ ‫تحت طائ��ل المال " البت��رودوالر" الذي‬ ‫كان بنفس��ه ش��اهدا عل��ى إس��هاماته‬ ‫ف��ي تعمي��ر ق��رى الجن��وب والضاحية‬ ‫ومعرفته التاريخية بسخاء البترودوالر‬ ‫ف��ي الدف��ع لحاف��ظ بحج��ة " الصمود‬ ‫والتص��دي" والتس��ول عل��ى أط�لال‬ ‫القنيط��رة المدم��رة وتموي��ل صفقات‬ ‫س�لاح تبين أنه ال يجيد سوى ما يبشر‬ ‫به رفيق نصر اهلل‪..‬‬ ‫الس��قوط األخالق��ي المعب��ر عنه‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫مانحو "الر�صيد الأخالقي‬ ‫لل�صهاينة"‪..‬‬ ‫‪ .4‬من��ح " الرصي��د األخالق��ي‬ ‫للصهاين��ة" م��ن حي��ث ي��دري أو ال‬ ‫ي��دري يس��اهم حس��ن نص��ر اهلل‬ ‫وتوابع��ه وبأوام��ر إيرانية أس��دية في‬ ‫مهزل��ة التباك��ي عل��ى تهوي��د القدس‬ ‫ومشاريع االستيطان واعتقال األطفال‬ ‫الفلسطينيين بينما سواطير وسكاكين‬ ‫ذبح نس��اء وأطفال سوريا يتم تغييبها‬ ‫تماما عن مش��هد اإلعالم ال��ذي يديره‬ ‫" معس��كر الممانع��ة"‪ ..‬ب��ل ولوقاح��ة‬ ‫منقطع��ة النظي��ر ال يتردد ه��ؤالء في‬ ‫اس��تعارات نازي��ة وفاش��ية " يج��ري‬ ‫تطهي��ر‪ .." ..‬والتطهير ال��ذي جرى في‬ ‫البيضا ويراد له أن يس��تكمل في غرب‬ ‫العاصي والقصير بقصف مساحي أوال‬

‫تدمري منهجي لفكرة املقاومة كرمى‬ ‫لعيون ب�شار‪..‬‬ ‫اآلن دعونا نتخيل اآلتي‪:‬‬ ‫يق��وم االحت�لال الصهيون��ي‬ ‫ومس��توطنوه بتدمير مس��اجد الضفة‬ ‫الغربية تدميرا منهجي��ا‪ ،‬تدك الناصرة‬ ‫بالطائ��رات الحربية وترس��ل صواريخ‬ ‫ارض ‪ -‬ارض لتدم��ر الق��رى والمدن‪..‬‬ ‫ف��ي ياف��ا حي��ث يتواج��د الع��رب تقوم‬ ‫الدبابات بقصف األحياء التي يتواجدون‬ ‫فيه��ا‪ ..‬ف��ي باق��ة يطل��ق ي��د " جيش‬ ‫الدف��اع" ومكون روس��ي أساس��ي فيه‬ ‫لحم��ل الس��واطير والس��كاكين ويذبح‬ ‫األطفال والنساء والرجال‪..‬‬ ‫ف��ي الق��دس يج��ري اس��تهداف‬ ‫المسجد األقصى أو قبة الصخرة وبقية‬ ‫الم��آذن ف��ي الح��رم اإلبراهيم��ي في‬ ‫الخليل‪ ..‬كنيستا القيامة والمهد تنهمر‬ ‫عليهما القذائف‪..‬‬ ‫ف��ي النق��ب يج��ري ص��ف الع��رب‬ ‫صفوف��ا تح��ت الش��مس الحارقة ويتم‬ ‫الدوس عليهم والطلب منهم أن يهتفوا‬ ‫أن ال إل��ه س��وى ال��ه اليه��ود وعليه��م‬ ‫التهود‪ ..‬يجري التقاط أفالم لقطع آذان‬ ‫الفلسطينيين وتغتصب نساء ويتفاخر‬ ‫الجن��ود الصهاينة بأفالمهم المس��ربة‬

‫أسبوعية‬

‫‪ .3‬ما ال ينتبه إليه أمثال المؤيدين‬ ‫بحماس��ة لورطة حس��ن نص��ر اهلل أن‬ ‫قص��ة الممانعة والمقاومة يتم نس��ف‬ ‫فكرتها بش��كل فضائح��ي جدا يصعب‬ ‫ترميمه��ا حتى لو راهن��وا على انتصار‬ ‫مزعوم لبش��ار على قرية سورية مثل‬ ‫القصير‪..‬‬ ‫أغرب ما في هذا المعس��كر أنه ال‬ ‫يجيد القراءة سوى ما يرميه لهم جميل‬ ‫الحس��ن وبهج��ت س��ليمان‪ ..‬وان كان‬ ‫بعضه��م يعم��ل عقله ويق��رأ الموقف‬ ‫الصهيوني فإنه يقرأ بانتقائية ال مثيل‬ ‫لها‪..‬‬ ‫الصحافة العبرية ومراكز األبحاث‬ ‫قدم��ت كما كبيرا من الدراس��ات ومعها‬ ‫قدم��ت صح��ف غربي��ة متخصص��ة‬ ‫تفضيل إسرائيل لبش��ار مثلما فضلت‬ ‫أبيه من قبل��ه‪ ..‬أنه لمن العار أن تختار‬ ‫إس��رائيل بلوبيات الضغط تمديد عمر‬ ‫بشار كمفضل بعد فش��ل تثبيته بكل‬ ‫الوس��ائل‪ ..‬أنه الممانع الحارس الوفي‬ ‫لجبه��ة مس��توطنات الج��والن‪ ..‬أن��ه‬ ‫الملت��زم دائما بحق الرد دون إنفاذ لهذا‬ ‫الح��ق‪ ..‬الحفاظ عل��ى التفاهمات على‬ ‫جانبي خط وقف النار‪ ..‬منع أي س��وري‬ ‫من ممارسة حقه في تحرير أرضه‪..‬‬ ‫دعونا نس��أل‪ :‬ما معن��ى " الحفاظ‬ ‫عل��ى المقاوم��ة" وم��ا ه��و أص�لا دور‬ ‫المقاومة إذا لم تقاوم؟!‬ ‫مزارع ش��بعا محتلة مع تالل كفار‬ ‫شوبا؟! أليس كذلك؟!‬ ‫أي��ة مقاوم��ة ج��رت هن��اك من��ذ‬ ‫انسحاب االحتالل في عام ‪٢٠٠٠‬؟!‬ ‫اس��تبدال ش��عار " ي��ا ق��دس أن��ا‬ ‫قادم��ون" بش��عارات " ي��ا زين��ب أن��ا‬ ‫قادمون‪ ..‬يا حمص أنا قادمون" يكشف‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬

‫املتحم�سون مل�سح املمانعة‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ف��ي نص��ر اهلل وأتباع��ه يقابل��ه جهد‬ ‫يحذر م��ن كارث��ة هذا الس��قوط على‬ ‫الشيعة العرب أنفسهم‪ ،‬فلبنانيا للثورة‬ ‫السورية الفضل الكبير في إعادة بريق‬ ‫بع��ض م��ا كان‪ ..‬قب��ل اس��تالب حركة‬ ‫أمل ونبيه ب��ري مناصفة مع حزب اهلل‬ ‫ونص��ر اهلل لبوصل��ة الع��رب الش��يعة‬ ‫اللبنانيين ومحاولة فرض قراءة الولي‬ ‫الفقيه لهم كبيادق في مشروع قومي‬ ‫فارسي‪..‬‬ ‫اليوم‪ ،‬وفي قادم األيام‪ ،‬ستتعالى‬ ‫األص��وات المتس��ائلة ع��ن عبثية موت‬ ‫الش��باب الش��يعي اللبناني في محرقة‬ ‫بش��ار األس��د‪ ..‬ول��م يع��د يس��عف ال‬ ‫فيص��ل عبد الس��اتر وال قاس��م فصير‬ ‫وال إبراهيم األمين وال غس��ان بن جدو‬ ‫كل التلميع��ات القائمة عل��ى التدجيل‬ ‫تح��ت عن��وان " الممانع��ة" والح��روب‬ ‫اإلستباقية‪..‬‬ ‫المذهل ب��أن كل أب��واق اإلعالم‪،‬‬ ‫تل��ك الناعم��ة والفج��ة منه��ا‪ ،‬تعتق��د‬ ‫بأن الش��عوب عبارة ع��ن قطيع ال تجيد‬ ‫المقاربات والمقارنات‪ ..‬فكيف لممانعة‬ ‫تس��تعير مس��مياتها ومفرداته��ا م��ن‬ ‫القاموس الصهيون��ي؟! بل كيف يقبل‬ ‫هؤالء أن يحاججوا حازم األمين بثالثية‬ ‫التبرير الس��اقطة دفع��ة واحدة لورطة‬ ‫نص��ر اهلل ف��ي س��وريا بحج��ة فري��دة‬ ‫تشبه حجة شارون وبيغين حين اجتاحا‬ ‫لبنان‪ ..1982‬هل قام الش��عب السوري‬ ‫بثورت��ه بس��بب السياس��ة الخارجي��ة‬ ‫لدولتهم؟!‬ ‫أن أفظع أنواع الس��قوط األخالقي‬ ‫المنكش��ف م��ع مل س��اعة ت��ورط هو‬ ‫ذلك الذي يتهم الش��عب السوري وقواه‬ ‫الوطني��ة ب" الخيانة" وب��أن ال أحد في‬ ‫س��وريا يفهم دور المقاومة والممانعة‬ ‫س��وى ه��ذا الوري��ث الذي ل��م يكن قد‬ ‫تجاوز ‪ 34‬س��نة م��ن العم��ر بينما كان‬ ‫جورج حاوي وكمال جنبالط ومصطفى‬ ‫مع��روف وكل القوى اللبنانية والعربية‬ ‫تمارس دوره��ا بينما بش��ار كان يحبو‬

‫وف��ي مرحل��ة المراهق��ة مش��غول‬ ‫بزعران��ات اب��ن " القائ��د الخال��د" ف��ي‬ ‫طرطوس!‬

‫ف��ي الحقيقة ذل��ك النوع ال��رديء من‬ ‫التجارة المفلس��ة والتي كش��فت عنها‬ ‫الثورة السورية‪..‬‬ ‫ب��ل من غي��ر المفه��وم ال أخالقيا‬ ‫وال " وطنيا وقوميا" أن يصير س��يرغي‬ ‫الف��روف حريص��ا عل��ى م��ا يس��مى "‬ ‫المقدسات الشيعية" لتبرير تدخل نصر‬ ‫اهلل وتحالفاته الطائفية العراقية‪ ..‬ولو‬ ‫أراد البع��ض م��ن معس��كر نص��ر اهلل‬ ‫تجميل هذه الوقاحة الروسية لتورطوا‬ ‫أكثر فأكثر في كشف أنفسهم‪..‬‬ ‫كان بش��ار األس��د وعل��ي مملوك‬ ‫(صاح��ب مخط��ط ميش��يل س��ماحة‬ ‫المس��كوت عن��ه حت��ى الي��وم لبنانيا)‬ ‫يرس��لون وبعل��م ال��روس أنفس��هم‬ ‫مفخخ��ات تدمي��ر المجتم��ع العراق��ي‬ ‫والمراقد هناك‪ ..‬نصف أعضاء وقيادات‬ ‫القاع��دة تجد مالذا في طهران وغيرها‬ ‫م��ن المدن اإليرانية فع��ن أية جماعات‬ ‫تكفيري��ة يتح��دث نص��ر اهلل وقاس��م‬ ‫قصير وإبراهيم األمي��ن وغيرهم من‬ ‫القائمة الطويلة المكشوفة باألمراض‬ ‫الطائفي��ة حت��ى ل��و تلبس��ت لب��وس‬ ‫العلمانية واليسارية أحيانا؟!‬

‫بكاف��ة أن��واع س�لاح " المقاوم��ة" قبل‬ ‫اإلتيان برواية أن " العصابات المسلحة‬ ‫ارتكب��ت جرائ��م تروي��ع المواطني��ن"‬ ‫(هل ننس��ى ميش��لين عازار من داريا)‬ ‫ويكون مراسلو قنوات الميادين والمنار‬ ‫وحس��ين مرتضى في المكان ليبشروا‬ ‫" باالنتصار المبي��ن"‪ ..‬على من؟! على‬ ‫الجماع��ات اإلس�لامية(‪ .)..‬فم��ن أي��ن‬ ‫ج��يء به��ذه التس��مية ع��ن المخربين‬ ‫واإلرهابيين والتكفيريين والظالميين‬ ‫والجهاديين التي تباكى مندوب األس��د‬ ‫بشار الجعفري على كنيس يهودي في‬ ‫جوب��ر‪ ..‬مقاب��ل آالف المس��اجد ومئات‬ ‫الكنائس؟!‬

‫‪9‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫(منشان المعلم!)‪..‬‬ ‫فوك��س ني��وز تنف��ي وق��وع أي‬ ‫م��ن هذا‪ ..‬القن��وات اإلس��رائيلية تتهم‬ ‫الع��رب بالفبرك��ة وب��أن دول الج��وار‬ ‫أقامت معسكرات اللجوء للفلسطينيين‬ ‫وتمنعهم من العودة إلى ديارهم (بعد‬ ‫أن تكون س��ويت ب��األرض بالصواريخ‬ ‫والطائرات)‪..‬‬ ‫ل��و كان رحبع��ام زئيفي حي لكان‬ ‫م��ع مائير كهانا قاال‪ :‬نحن ال نس��تهدف‬ ‫الع��رب المدنيي��ن ب��ل نق��وم بتطهير‬ ‫المدن من " العصابات المس��لحة" ومن‬ ‫اإلسالميين‪..‬‬ ‫ف��ي تلك الحال��ة المتخيل��ة وعلى‬ ‫خلفية اللوحة الس��ورية الت��ي ينكرها‬ ‫حاملي صور س��فاح دمشق من تونس‬ ‫حتى عمان والعراق والضاحية الجنوبية‬ ‫ماذا سيكون للممانعة أن تقول؟!‬ ‫يا لوحش��ية االحتالل الصهيوني؟!‬ ‫أي��ة أخ�لاق ه��ذه الت��ي يتمت��ع به��ا‬ ‫الصهاينة وإعالمهم؟!‬ ‫المنط��ق يق��ول ب��أن إس��رائيل‬ ‫س��ترفع إصبعها األوس��ط بوج��وه كل‬ ‫هؤالء " الممانعون" بعد أن يكون بشار‬ ‫قد أتم المهمة في تدمير س��وريا وبعد‬ ‫أن تصي��ر ش��عارات م��ا بع��د حيفا هي‬ ‫في الس��يدة زينب والقصير والزبداني‬ ‫وتترجم ش��عارات المحل��ل رفيق نصر‬ ‫اهلل بأن العالم سيهب قادما إلى دمشق‬ ‫من اج��ل حماية إس��رائيل تكون لوحة‬ ‫تدمي��ر فك��رة المقاوم��ة الصحيحة قد‬ ‫س��اهم به��ا وبكل غب��اء حس��ن نصر‬ ‫اهلل بأوام��ر إيراني��ة وبفتاوى س��خيفة‬ ‫م��ن جنتي عن " منع س��قوط س��وريا"‬ ‫بينم��ا الن��اس خرجت تطال��ب بحريتها‬ ‫واس��تبدال نظ��ام فاش��ي ال إلس��قاط‬ ‫وطنها‪..‬‬ ‫مهما جهد حسن نصر اهلل وأبواقه‬ ‫في تلميع بالتدجي��ل فنحن أمام كارثة‬ ‫آني��ة ومس��تقبلية على مجم��ل الوضع‬ ‫العرب��ي‪ ..‬وم��ن المخج��ل والع��ار بأن‬ ‫ديناصورات " القوميين" و" اإلسالميين‬ ‫الخانعين" و" مدعي اليس��ار والعلمانية‬ ‫والليبرالية" العرب يرون مالمح الكارثة‬ ‫ويل��وذون بصم��ت الراض��ي والمش��بع‬ ‫لنرجسية تاريخية مقرفة‪..‬‬

‫مالحظات �أخرية‪ ..‬حتى ال تهيمن‬ ‫العبثية‪..‬‬ ‫ وارتباط��ا بم��ا س��بق‪،‬‬‫االس��تعراضات التلفزيوني��ة ال تصن��ع‬ ‫قي��ادات في زم��ن الثورة‪ ،‬وم��ن يراجع‬ ‫البدايات يمكنه اليوم الس��ؤال عن تلك‬ ‫الش��خصيات الت��ي كانت تتس��ابق في‬ ‫تحديد زمن س��قوط النظام بينما هي‬ ‫اختفت اليوم‪ ..‬وعدنا لنرى استعراضات‬ ‫أخ��رى تس��تند أحيانا عل��ى " مبادرات"‬ ‫فردية يظ��ن مطلقوها بأنهم وحدهم‬ ‫" المخلص��ون"‪ ..‬وم��ا يثي��ر ه��و دوم��ا‬ ‫توقيت مثل هذه " المبادرات" المتفردة‬ ‫والبعي��دة ع��ن العم��ل المؤسس��اتي‬ ‫الذي ينتقد أص�لا غيابه مطلقوا هكذا‬ ‫مبادرات‪ ..‬وليس صحيحا تصوير األمر‬ ‫ب��أن أح��د ال يفهم حالة الدم��ار ونزيف‬ ‫الدم التي يعاني منها الش��عب السوري‬ ‫غير هؤالء كتبرير فج يصل حد القول‪:‬‬ ‫أنتم (أي المنتقدون للتفرد) ال تدركون‬ ‫حجم المأساة!‬ ‫ ال ب��د من االعتراف ب��أن القوى‬‫اإلس�لامية والليبرالي��ة والعلماني��ة‬ ‫والقومية العربية في جانبها الس��وري‬ ‫المع��ارض ل��م تس��تطع‪ ،‬وبتف��اوت‪،‬‬ ‫مواكب��ة الثورة كم��ا ينبغ��ي‪ ،‬فالنظرة‬ ‫التي بُنيت عل��ى مفاجئة اندالع الثورة‬ ‫ظل��ت أس��يرة فكرة أن قدر الس��وريين‬ ‫هو قبول ما يمكن آلل األسد رميه لهم‬ ‫في إش��راكهم في الس��لطة‪ ..‬وبشكل‬ ‫أبس��ط كان وما يزال هن��اك قوى ترى‬ ‫بعد كل ه��ذا الدمار إمكانية مش��اركة‬ ‫سلطة النهب واالس��تبداد بحل يعطيها‬ ‫بع��ض المغان��م ولو س��مي " تحوالت"‬ ‫على طريق��ة تنظير أحمد الحاج علي‪..‬‬ ‫وهذه في جوهرها واحدة من مش��اكل‬ ‫التأرج��ح بي��ن فه��م أن ما يج��ري في‬ ‫‪ ٢٠١١‬ه��و ثورة وفهم ي��رى إمكانية "‬ ‫اإلصالح"‪ ..‬هذا التأرج��ح كان في كثير‬ ‫من األحي��ان يدفع أصحابه للغضب من‬ ‫الضحي��ة الثائرة أكثر م��ن غضبها من‬ ‫س��لطة فاش��ية وك��م من مرة س��معنا‬ ‫ش��عارات " الدع��وة إل��ى التعق��ل"! بل‬ ‫هن��اك م��ن الق��وى والش��خصيات ل��م‬ ‫تعت��رف باألص��ل بوجود ثورة ش��عبية‬ ‫حتى حين كانت المظاهرات تعم كبرى‬

‫المدن كحم��اة ودير الزور ومدن حوران‬ ‫واألرياف السورية‪..‬‬ ‫ ه��ل دور الق��وى والش��خصيات‬‫الثوري��ة يكمن في التحليل السياس��ي‬ ‫التلفزيوني ومقاالت أسبوعية؟!‬ ‫بكل أس��ف ورغم وصول األمر حد‬ ‫الفضيح��ة تس��ير تل��ك المكون��ات في‬ ‫قراءتها للواقع الس��وري من منظار حل‬ ‫ينقذها م��ن ورطته��ا التاريخي��ة التي‬ ‫وضعتها الثورة في عينها‪..‬‬ ‫يتس��اءل البعض عم��ا فعلته تلك‬ ‫الق��وى لقضي��ة الش��عب العادل��ة في‬ ‫صفوف القوى العربية الشبيهة لها من‬ ‫تونس غربا حتى اليمن شرقا؟!‬ ‫لم تس��تغل تل��ك القوى ش��جاعة‬ ‫وتضحيات الشعب السوري لتقوم بجهد‬ ‫حقيقي مع تل��ك القوى التي قامت في‬ ‫بلدانها ث��ورات كتونس ومص��ر وليبيا‬ ‫واليم��ن وبقية البل��دان فتركت جهدها‬ ‫منص��ب ح��ول مقارع��ة ح��ول نس��ب‬ ‫تمثيله��ا ف��ي مكون��ات المعارضة‪ ،‬ألن‬ ‫قراءتها للثورة هي القراءة التي قدمها‬ ‫الروس��ي واإليران��ي والغ��رب الحق��ا‪:‬‬ ‫صراع بين معارضة ونظام حكم‪.‬‬ ‫ إذا كان��ت مذبح��ة البيض��ا‬‫الواضح��ة وبدون أي التب��اس من حيث‬ ‫المرتك��ب والضحي��ة ل��م تس��تدعي‬ ‫اس��تنفارا واسعا من ش��خصيات تدعي‬ ‫عمال حقوقيا كالس��يد هيثم مناع الذي‬ ‫ت��راه يصم��ت ث��م يصرخ حي��ن يصدر‬ ‫خطأ غير منهجي من الثورة؟!‬ ‫ثم وبالرغم من كل ذلك التقصير‬ ‫(ال أع��رف أن كان مقص��ودا) الذي ينتج‬ ‫حالة من التش��ويش الذي يعتاش عليه‬ ‫نظام فاش��ي ترفع ص��وره في تونس‬ ‫والقاه��رة فبالطبع تصب��ح مواقف هذا‬ ‫النوع من " المعارضة" مدعاة للتوجس‬ ‫في الشارع السوري الثائر‪..‬‬ ‫فم��ن رف��ع ش��عارات ال للتدخ��ل‬ ‫الخارج��ي وأص��ر رغ��م كل الحقائ��ق‬ ‫المنافي��ة للواق��ع ب��أن تس��ليحا يجري‬ ‫للث��ورة الس��ورية من��ذ األي��ام األول��ى‬ ‫يصل بالنتيجة إلى االستقواء بالروسي‬ ‫واإليران��ي ليق��رروا ل��ه كوت��ا تمثي��ل‬ ‫ف��ي المعارض��ة ث��م يصل إل��ى نتيجة‬

‫ب��أن مس��تقبل الطاغي��ة لي��س بأيدي‬ ‫الس��وريين بل القوى الكب��رى بالتأكيد‬ ‫كانت ش��عاراته كاذب��ة‪ ..‬أو على األقل‬ ‫قاصرة ع��ن فهم ما يج��ري مثلها مثل‬ ‫بقي��ة الق��وى العربي��ة األخ��رى الت��ي‬ ‫اتصفت مواقفه��ا بميوعة فاضحة من‬ ‫الثورة السورية‪..‬‬ ‫ ش��عار " الثورة اليتيمة" صنعته‬‫وصاغته تلك النماذج من الش��خصيات‬ ‫والتكت�لات الت��ي رك��زت جهده��ا على‬ ‫غيبي��ات الكوالي��س ورم��ي اتهام��ات‬ ‫س��خيفة من مث��ل تهم بش��ار بأن رفع‬ ‫اليافطة في المظاهرات (ونحن نتحدث‬ ‫ع��ن أيام الحراك الس��لمي) يتم بمئتي‬ ‫دوالر!‬ ‫ش��خصيا حين أقارن مواقف فائق‬ ‫المي��ر الملتصق بش��عبه وثورته رغم‬ ‫كل العث��رات واألخط��اء وك��ذا األمر مع‬ ‫صادق ج�لال العظم مع ه��ؤالء الذين‬ ‫لم يستطيعوا حتى الكشف عن مصير‬ ‫رفيقه��م عب��د العزي��ز الخي��ر ورفاقه‬ ‫ول��م يكلفوا أنفس��هم وال حت��ى زيارة‬ ‫مئ��ات اآلالف م��ن أبن��اء ش��عبهم ف��ي‬ ‫معسكرات اللجوء واالطالع منهم على‬ ‫الرواي��ة التي يبدو أنها ال تعجبهم ألنها‬ ‫ستكش��ف األحجام الحقيقي��ة الفكرية‬ ‫والعملية لهؤالء‪ ..‬فأنت أمام شخصيات‬ ‫ومكون��ات تضع في حس��بانها مكانتها‬ ‫المس��تقبلية أكث��ر م��ن مكانة ش��عبها‬ ‫وأهدافه‪..‬‬ ‫ه��ذا الجدل عن " الثل��ث المعطل"‬ ‫يحيلك إلى فكر عقيم واستالبي لقوى‬ ‫الث��ورة الحقيقي��ة الفاعل��ة والمضحية‬ ‫بصمت‪ ،‬وهو الش��عب الس��وري‪ ..‬فمن‬ ‫بيده منح س��فاح عفو عن جرائم يندى‬ ‫لها جبين التاريخ؟!‬ ‫ االئتالف الس��وري ورغم عالته‬‫ه��و الم��كان الذي يق��رر فيه ش��روط‬ ‫مش��اركة أو عدم مش��اركة في جنيف‪،‬‬ ‫ومن الكارث��ي أن مكونات ال تضم في‬ ‫صفوفه��ا بضع��ة عش��رات تظ��ل من‬ ‫بداي��ة الث��ورة تصرخ ب��أن " المعارضة‬ ‫منقس��مة" فقط ألنها لم تحصل ليس‬ ‫عل��ى مقاع��د ب��ل عل��ى فيت��و لتمرير‬ ‫مشروعها تحت سقف علي حيدر!‬


‫التمو�ضع ح��ول الأزمة ال�سورية‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫برز خ�لال األس��بوعين الماضيين‬ ‫حدث��ان مهم��ان‪ ،‬أحدهم��ا زي��ارة وزير‬ ‫الخارجي��ة األميركي‪ ،‬ج��ون كيري‪ ،‬إلى‬ ‫موس��كو‪ ،‬واتفاق��ه مع وزي��ر الخارجية‬ ‫الروس��ي على عقد مؤتم��ر دولي حول‬ ‫سوريا تش��ارك فيه المعارضة وأعضاء‬ ‫م��ن حكوم��ة األس��د‪ .‬واآلخ��ر التفجير‬ ‫الضخ��م ال��ذي ه��زّ مدين��ة الريحانية‬ ‫من قِبل جماعة تركية منشقة موالية‬ ‫للحكوم��ة الس��ورية‪ ،‬وخ ّلف خمس��ين‬ ‫ضحي��ة م��ن المدنيين األت��راك‪ ،‬ومائة‬ ‫من الجرحى‪.‬‬ ‫وقد حظ��يَ التق��ارب األميركي ‪-‬‬ ‫الروسي في المس��ألة السورية بانتقاد‬ ‫كبير س��وا ًء في الصحافة األوروبية‪ ،‬أو‬ ‫األميركية‪ .‬فقد انتقد الباحث األميركي‬ ‫«خ��وان ك��ول» التن��ازالت الرئيس��ية‬ ‫التي قدّمها وزي��ر الخارجية األميركي‬ ‫للرئي��س بوتين‪ .‬ونقل مقالة نش��رها‬ ‫الكات��ب اإليطالي «جيان ميكاليس��ين»‬ ‫ف��ي جري��دة «الجورن��ال» المش��هورة‪،‬‬ ‫انتق��د فيه��ا مث��ل ه��ذا التراج��ع ف��ي‬ ‫سياسات أوباما تجاه المسألة السورية‪،‬‬ ‫واعتب��ره ش��ك ً‬ ‫ال م��ن أش��كال التخاذل‬ ‫الدبلوماسي‪.‬‬ ‫وتس��اءل كثيرون عن أس��باب هذا‬ ‫التراجع األميركي‪ ،‬وع��زاه البعض إلى‬ ‫النجاحات التي حققها جيش األس��د في‬ ‫معاركه السترجاع المناطق التي تربط‬ ‫بي��ن دمش��ق وكل من حم��ص وحلب‪،‬‬ ‫وكذل��ك محاولته لمنع وصول أس��لحة‬ ‫م��ن الجان��ب األردني عبر ح��وران إلى‬ ‫مناطق ريف دمشق الجنوبية‪.‬‬ ‫والحقيقة أن الدعم الحقيقي الذي‬ ‫يتلقاه األس��د من إي��ران و«حزب اهلل»‪،‬‬

‫وغي��ر المنقط��ع‪ ،‬يرين��ا أن الضرب��ات‬ ‫الجوي��ة التي تق��وم بها قوات األس��د‪،‬‬ ‫وعملي��ات التطهير العرق��ي والطائفي‬ ‫الت��ي يق��وم ب��ه جيش��ه ض��د الم��دن‬ ‫الس��ورية‪ ،‬والمج��ازر الضخم��ة ف��ي‬ ‫باني��اس وغيره��ا م��ن الم��دن والقرى‬ ‫الس��ورية‪ ،‬والصمت المطبق تجاه هذه‬ ‫العملي��ات اإلجرامية‪ ،‬ه��ي التي دفعت‬ ‫بقوات األسدأن تس��تخدم كل ما لديها‬ ‫من أسلحة‪ ،‬بما فيها األسلحة الكيماوية‬ ‫نط��اق ضيّ��ق‪ ،‬لض��رب حرك��ة‬ ‫عل��ى‬ ‫ٍ‬ ‫التحرر والحرية في سوريا‪.‬‬ ‫وإضاف��ة إلى ذلك‪ ،‬فإن التش��رذم‬ ‫الذي تعاني منه المعارضة المنقس��مة‬ ‫تح��ت ثالث��ة وعش��رين فصي� ً‬ ‫لا عل��ى‬ ‫األق��ل‪ ،‬بعضه��ا تابع للجيش الس��وري‬ ‫الحر‪ ،‬وفصائل أخرى مس��تقلة‪ ،‬جعلها‬ ‫تعان��ي م��ن ضع��ف ش��ديد‪ ،‬وخاص��ة‬ ‫بع��د أن جفت المس��اعدات العس��كرية‬ ‫الت��ي كانت تق��دَّم لها بحج��ة أن جزءاً‬ ‫منه��ا قد يذه��ب إلى «جبه��ة النصرة»‬ ‫التي وضعتها واش��نطن عل��ى قائمتها‬ ‫اإلرهابية‪.‬‬ ‫ويب��دو أن الفت��رة القادم��ة‪ ،‬خالل‬ ‫ش��هر أو ش��هرين من اآلن‪ ،‬قد تش��هد‬ ‫تصعي��داً خطيراً ج��داً من قِب��ل نظام‬ ‫األس��د وحلفائه لمحاول��ة القضاء على‬ ‫بش��كل حاس��م‬ ‫المعارض��ة الس��ورية‬ ‫ٍ‬ ‫عس��كريًّا‪ ،‬وخاصة أن المؤتمر الدولي‬ ‫خِ��ر لحوالي ش��هر‬ ‫المخط��ط ل��ه ق��د أُ ّ‬ ‫ونصف حتى ش��هر يوليو القادم‪ ،‬وربما‬ ‫يتصادف عقده مع حلول ش��هر رمضان‬ ‫المبارك‪ ،‬الذي تخفّ فيه عاد ًة المعارك‬ ‫في معظم حروب الشرق األوسط‪.‬‬ ‫ف��إن أصدقاء‬ ‫وم��ن ناحي��ةٍ ثانية‪ّ ،‬‬

‫سوريا يدعمون المعارضة عبر مفهوم‬ ‫ح��رب العصابات‪ ،‬الذي ال يتط ّلب الكثير‬ ‫م��ن األس��لحة الثقيل��ة‪ ،‬ب��ل يتط ّل��ب‬ ‫ع��دم االحتفاظ بمناط��ق محررة‪ ،‬حيث‬ ‫تس��تهدف من قِبل قوات األس��د‪ .‬بينما‬ ‫يم��ارس الثوار سياس��ة تحري��ر المدن‬ ‫والقرى الس��ورية بمس��اعدة أبناء تلك‬ ‫المناطق‪ .‬وق��د نجحت إس��تراتيجيتهم‬ ‫العس��كرية في مناطق ش��مال س��وريا‬ ‫والرق��ة وغيره��ا‪ .‬وحينم��ا اقترب��ت‬ ‫قواته��م من المناطق القريبة من ريف‬ ‫دمش��ق‪ ،‬وكذل��ك الق��رى القريب��ة من‬ ‫الحدود اللبنانية‪ ،‬وجدنا أن حلفاء األسد‬ ‫ينجح��ون في تجمي��ع قواتهم في هذه‬ ‫المناط��ق ويقوم��ون بتطهي��ر األجزاء‬ ‫الس��احلية المحاذية لبانياس وحمص‪،‬‬ ‫حت��ى يت��م تغيي��ر طابعها الس��كاني‪،‬‬ ‫لك��ي تصب��ح بمثاب��ة خط��ة بديل��ة‬ ‫لحكام دمش��ق‪ ،‬في إع��ادة تموضعهم‬ ‫المس��تقبلي عل��ى الس��احل‪ .‬ويبدو أن‬ ‫المعارض��ة الس��ورية ف��ي الداخ��ل قد‬ ‫انتبه��ت مؤخ��راً إل��ى محاذي��ر التفتت‬ ‫والتش��رذم‪ ،‬وتحاول اآلن جمع مقاتليها‬ ‫باختالف مش��اربهم السياس��ية إلعادة‬ ‫تسلم زمام المبادرة والسيطرة مجدداً‬ ‫على طريق دمشق درعا‪ ،‬عبر استعادة‬ ‫مدين��ة «العتيب��ة» القريب��ة م��ن ريف‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫أم��ا الق��وى الت��ي تس��اند الث��ورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬فعليه��ا أخ��ذ زم��ام األمور‬ ‫وحزم أمره��ا وعدم الت��ردد في تزويد‬ ‫المقاومة الس��ورية بأنظمة دفاع جوي‬ ‫تغيّ��ر من الس��يطرة المطلق��ة لقوات‬ ‫األسد الجوية على سماء المعركة‪.‬‬ ‫وت��درك ال��دول العربي��ة وتركي��ا‬

‫أناألس��د ونظام��ه لم يعد خط��راً على‬ ‫ش��عبه فقط‪ ،‬فسياس��اته القديمة في‬ ‫لبن��ان‪ ،‬وعمليات التفجير في الريحانية‬ ‫التركية‪ ،‬كلها تشير إلى أن هذا النظام‬ ‫ب��ات يمثل خط��راً عل��ى دول المنطقة‬ ‫بأكمله��ا‪ .‬وأن رحيله ب��ات يمثل أولوية‬ ‫اس��تراتيجية لل��دول العربي��ة وتركيا‪،‬‬ ‫وكذل��ك للمصال��ح اإلس��تراتيجية‬ ‫األميركية في المنطقة‪.‬‬ ‫وينبغ��ي أن يكون الحدي��ث اليوم‬ ‫منصبّ��ًا عل��ى التخل��ص م��ن ه��ذا‬ ‫النظام الدم��وي‪ .‬فاله��روب إلى طاولة‬ ‫المفاوض��ات ف��ي وق��تٍ يم��ارس فيه‬ ‫النظ��ام عملي��ات القت��ل والتطهي��ر‬ ‫العرقي والمذهبي الممنهج‪ ،‬من ش��أنه‬ ‫أن يعط��ي إش��ارة إلىاألس��د بأنه بات‬ ‫حاك��م س��وريا األوح��د لخمس��ين عامًا‬ ‫قادمة‪.‬‬ ‫وش��هرا يوني��و ويولي��و القادم��ان‬ ‫سيكونان من أدمى الشهور للمواطنين‬ ‫الس��وريين‪ ،‬ولكن على أصدقاء سوريا‬ ‫أن يقف��وا م��ع المقاوم��ة حت��ى تعي��د‬ ‫بش��كل قوي عل��ى األرض‪،‬‬ ‫تموضعها‬ ‫ٍ‬ ‫وتفاوض من موقع ق��وّة‪ .‬أما عدا ذلك‬ ‫فهو القب��ول باألمر الواق��ع‪ ،‬والرضوخ‬ ‫له‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ستضطرّ الدول اإلقليمية‬ ‫والكبرى إلى ش��نّ ح��رب إقليمية ضد‬ ‫نظام األسد‪ ،‬إذا لم يسقط من الداخل‪.‬‬ ‫فالدبلوماس��ية لن تكون يس��يرة بدون‬ ‫وج��ود مواق��ف قوية لها عل��ى األرض‪.‬‬ ‫قِرب‬ ‫وع��دا ذل��ك‪ ،‬س��يكون نفخًا ف��ي ٍ‬ ‫مخروق��ة‪ ،‬ال تس��تطيع تحمّل الس��فر‬ ‫عبر الصحراء‪.‬‬ ‫جريدة االتحاد اإلماراتية ‪2013 / 5 / 18‬‬

‫أعمدة الصحافة ‪. .‬‬

‫د‪ .‬صالح عبد الرحمن المانع‬

‫‪11‬‬


‫ر�ســالة �إىل جماهيــر الثــورة‪:‬‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫�أنتم الأمل الأخري‬

‫مجاهد مأمون ديرانية‬

‫تعرض��ت الث��ورة م��ن أيامه��ا األولى‬ ‫إل��ى مح��اوالت اغتيال ل��م تنقط��ع‪ ،‬ابتداء‬ ‫بالتفوي��ض الذي منح��ه المجتم��ع الدولي‬ ‫للنظام لقتل الث��ورة قت ًال ناعمًا بال ضجيج‪،‬‬ ‫ثم التفويض اآلخر لقتلها قت ًال وحش��ياً بال‬ ‫رحمة‪ ،‬مروراً بحص��ار الثورة وحرمانها من‬ ‫الدعم والس�لاح‪ ،‬والمب��ادرات التي قدمتها‬ ‫الجامعة العربي��ة واألمم المتحدة إلجهاض‬ ‫الثورة وتفريغها م��ن مضمونها الحقيقي‪،‬‬ ‫فلمّ��ا لم تفل��ح أيٌّ منه��ا في قت��ل الثورة‬ ‫اجتمعت المؤسس��تان معاً وفوّضتا الغراب‬ ‫األخضر باإلجهاز على الثورة بدبلوماس��ية‬ ‫الخيان��ة التي اش��تُهر بها فيم��ا مضى من‬ ‫األيام‪.‬‬ ‫ولكن س��فينة الثورة قاوم��ت األمواج‬ ‫وصمدت في وجه األعاصير واخترقت البحر‬ ‫الزخّار بسالم‪ ،‬حتى إذا لم يبقَ بينها وبين‬ ‫مين��اء االنتصار إال قليل عَ��مّ الفزع ووقع‬ ‫االضط��راب في أنح��اء المعم��ورة وتداعى‬ ‫الق��وم لعقد المؤتمر األخي��ر‪ ،‬مؤتمر إعدام‬ ‫الثورة علنًا بعدما فش��لوا ف��ي اغتيالها في‬ ‫الخف��اء‪ .‬مؤتمر زعموه للس�لام وما هو إال‬ ‫مؤتمر االستسالم‪ ،‬مؤتمر المؤامرة الكبرى‬ ‫على بني اإلسالم وعلى ثورة أهل الشام‪.‬‬ ‫أن��ه مؤتم��ر "الفرص��ة األخي��رة" كما‬ ‫توحي كل اإلش��ارات واالس��تعدادات‪ ،‬ولعله‬ ‫خاتم��ة المؤامرات‪ ،‬فقد التقى فيه الش��رق‬ ‫والغرب اللذان ال يلتقيان‪ ،‬واتفق الخصمان‬ ‫الل��ذان ال يتفق��ان‪ ،‬التقى الجمي��ع وأجمعوا‬ ‫عل��ى الرأي القاطع بوق��ف الثورة بأي ثمن‪.‬‬ ‫لقد طبخ��وا الطبخة التي يحبون ال الطبخة‬ ‫الت��ي نحب‪ ،‬ثم لم يداروا ول��م يخجلوا‪ ،‬بل‬ ‫أعلنوا بكل صراحة أنهم س��يجبروننا على‬ ‫أكل ما يطبخون!‬

‫***‬

‫ق��رأ أح��د الفض�لاء مقالت��ي األخيرة‬ ‫(لس��نا مماليك ولس��تم مالكين) فقال إنها‬ ‫كالم ف��ارغ ال يترت��ب عليه فع��ل وال يُبنى‬ ‫علي��ه عمل‪ ،‬وه��ذا ممكن‪ ،‬ولك��نّ نقيضه‬ ‫أيض��ًا ممك��ن‪ ،‬بل ه��و المتوقع من ش��عب‬ ‫أدرك أخيراً مكانه تحت الش��مس‪ ،‬شعب لم‬ ‫يَح��ن قامتَه اإلعصارُ ولم تكس��ر إرادتَه‬ ‫ِ‬ ‫أقوى قوى الشر والطغيان في هذا الزمان‪،‬‬ ‫ومن أجل ذلك كتبت هذه المقالة‪.‬‬ ‫فاض��ل آخ��ر ق��رأ المقال��ة فق��ال إنها‬ ‫كتابة طفل ال خبر َة له بالسياس��ة وال يفقه‬ ‫ش��يئًا فيها‪ .‬وأنا أعترف بأنن��ي قليل الحيلة‬ ‫ف��ي ه��ذا العال��م المعق��د الذي يس��مونه‬ ‫سياس��ة‪ ،‬ولكن��ي أحس��ن ق��راءة األح��داث‬ ‫واالستفادة منها بإذن اهلل‪ ،‬وقد اجتهدت في‬ ‫دراس��ة ثورات إخواننا الذين س��بقونا على‬ ‫ال��درب‪ ،‬وأحببت أن ال نقع فيم��ا وقعوا فيه‬ ‫من أخطاء‪ ،‬وال س��يما األخطاء القاتلة التي‬ ‫يصعب تصحيحها أو يكاد يستحيل‪.‬‬ ‫ل��م يخبرن��ي أح��د بم��ا اتف��ق عليها‬ ‫وزيرا خارجي��ة الدولتين الكبيرتين‪ ،‬ولكني‬ ‫فهم��ت ‪ -‬كم��ا فه��م كل من تاب��ع لقاءهما‬

‫المش��ؤوم ‪ -‬أن الدولتي��ن اللتين كانتا ش��ر‬ ‫عدو للش��عب الس��وري منذ س��تين عاماً ما‬ ‫تزاالن ش��ر األعداء‪ ،‬وأنهما ق��د اتفقتا على‬ ‫قه��ر الس��وريين وإنه��اء ثورته��م قبل أن‬ ‫تحقق هد َفها ال��ذي قامت من أجله‪ ،‬وأنهما‬ ‫س��تفرضان علينا ح ًال توفيقي��اً يقوم على‬ ‫مش��اركة الطرفين ‪ -‬الث��ورة والنظام ‪ -‬في‬ ‫حك��م س��وريا‪ ،‬وعلى بق��اء ج��زء كبير من‬ ‫منظومة الحكم الس��ابقة! وبما أن أي جديد‬ ‫لم َ‬ ‫يُذكر عن األجهزة األمنية والعس��كرية‬ ‫فإننا مضطرون إلى العودة إلى التصريحات‬ ‫العلني��ة القديم��ة‪ ،‬وه��ي كثي��رة‪ ،‬والت��ي‬ ‫تق��رر بوض��وح أنه��م يري��دون المحافظة‬ ‫على الهياكل الرئيس��ية لألجه��زة األمنية‪،‬‬ ‫وأنهم يحرص��ون على إجراء أقل التغييرات‬ ‫ف��ي القيادات العس��كرية لجي��ش االحتالل‬ ‫الطائف��ي الذي حكم س��وريا خ�لال نصف‬ ‫القرن األخير‪.‬‬ ‫باختص��ار‪ :‬لقد "فصّلوا" لنا ح ًال يؤلف‬ ‫بي��ن الح��ل اليمني ال��ذي جم��ع الخصمين‬ ‫ف��ي حكومة واح��دة واكتفى بأق��ل التغيير‬ ‫في أجهزة األمن وس��ائر مؤسسات الدولة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وحفنة‬ ‫والح��ل المصري الذي طيّر الرئيس‬ ‫م��ن عصابت��ه ولكنه لم يمسّ المؤسس��ة‬ ‫العسكرية وكرس بقاء مؤسستَي القضاء‬ ‫واإلعالم اللتي��ن صنعهما النظام الزائل‪ .‬ما‬ ‫رأيك��م بحل من هذا النوع في س��وريا بعد‬ ‫كل الذي كان؟‬ ‫ربما غيروا اس��م فرع فلسطين فصار‬ ‫اس��مه فرع األندلس‪ ،‬وقد يعزلون رئيس��ه‬ ‫ومس��اعد الرئي��س‪ ،‬وس��وف َ‬ ‫يحاكمان ‪ -‬مع‬ ‫بقية أفراد العصابة ‪ -‬في محاكمة تس��تمر‬ ‫ثالث سنوات أو خمساً أو عشراً‪ ،‬وال يُستبعَد‬ ‫أن تُص��در المحاك��م ف��ي النهاي��ة أحكامًا‬ ‫ببراءته��م جميعاً‪ .‬ومن الذي س��يجرّمهم؟‬ ‫ألي��س القضاء الجديد ه��و القضاء القديم‬ ‫نفس��ه؟ ألن يش��ارك عدد من أركان العهد‬ ‫القديم في تشكيل حكومات العهد الجديد؟‬ ‫أليس ه��ذا ما يقول��ه األميركيون والروس‬ ‫وهو الذي يريدون؟‬ ‫بئ��س ال��ذي يقول��ون وبئ��س ال��ذي‬ ‫يري��دون‪ ،‬ال واهلل ال يكون ما يريدون وفينا‬ ‫َ‬ ‫نَف��س يت��ردد‪ .‬أنع��ود إل��ى حيث كن��ا بعد‬ ‫رحلة العذاب واألهوال التي اس��تمرت ستة‬ ‫وعش��رين ش��هراً؟ أنرضى بتضييع الحرية‬ ‫ولم نصل إليها إال بالثمن النفيس؟ الحرية‬ ‫الت��ي أهرقنا في س��بيلها بحراً م��ن الدماء‬ ‫الزكية؟ الحرية التي استُش��هد في سبيلها‬ ‫وعُذّب من أجلها وشُ��رّد عشر ُة ماليين؟ ال‬ ‫واهلل ال يكون‪.‬‬

‫***‬

‫ال ب��د أن نعترف بأم��ر مؤلم‪ .‬لقد نجح‬ ‫األع��داء ‪ -‬بعد مح��اوالت مضنية اس��تمرت‬ ‫س��نتين ‪ -‬ف��ي اخت��راق جس��م الث��ورة‬ ‫السياس��ي وجسمها العس��كري‪ ،‬فصار لهم‬ ‫في المؤسسات السياسية رجال من شأنهم‬ ‫أن يقبلوا المش��روع الجدي��د وأن يروّجوه‪،‬‬

‫وله��م على األرض كتائب قد يس��تعملونها‬ ‫في قتال الكتائب الش��ريفة التي سترفض‬ ‫الحل الس��لمي االستس�لامي‪ .‬هؤالء ليسوا‬ ‫كثيري��ن‪ ،‬ولكنهم قد ينجح��ون في اغتيال‬ ‫الثورة وفرض الحل الدولي على س��وريا إذا‬ ‫غابت القوة الكبرى وانسحبت من الميدان‪.‬‬ ‫م��ا ه��ي الق��وة الكب��رى الت��ي عليها‬ ‫التعويل وفيها األمل بعد اهلل عز وجل؟ إنها‬ ‫ليس��ت أجهزة الث��ورة السياس��ية بالتأكيد‪،‬‬ ‫فق��د كان��ت ه��ي أضع��فَ الحلق��ات عل��ى‬ ‫ال��دوام‪ ،‬وليس��ت الكتائب المقاتل��ة كما قد‬ ‫يظ��ن كثي��رون‪ ،‬فإنه��ا يمك��ن أن تح��ارَب‬ ‫وتُخنَق بالحصار ومنع المال والس�لاح‪ .‬أن‬ ‫الق��وة الحقيقي��ة هي ق��وة الجماهير‪ ،‬هي‬ ‫الكتل��ة الثورية الكب��رى التي تضم ماليين‬ ‫الس��وريين؛ أولئ��ك الذي��ن فجّ��روا الثورة‬ ‫وحملوه��ا وحَمَوه��ا في أقس��ى الظروف‬ ‫وأحل��ك س��اعات الليل‪ ،‬الذي��ن صمدوا ‪ -‬بال‬ ‫س�لاح ‪ -‬في وجه أفظع وأبش��ع آالت القتل‬ ‫واإلجرام‪ ،‬هؤالء هم جس��م الث��ورة الكبير‬ ‫ال��ذي وُل��دت من رحم��ه الثورة المس��لحة‪،‬‬ ‫ه��ؤالء الذي��ن حمل��وا الع��بء األول ه��م‬ ‫أنفسهم الذين سيحملون العبء األخير‪.‬‬ ‫يا أيها األحرار الشرفاء‪ ،‬يا ثوار سوريا‬ ‫العظم��اء‪ :‬أنت��م أوقدتم نار الث��ورة‪ ،‬وأنتم‬ ‫أبقيتم تلك الن��ار متّقدة من بعد‪ ،‬فما كان‬ ‫له��ا أن تبقى كذلك ‪ -‬بع��د فضل اهلل وأمر‬ ‫اهلل ‪ -‬لوال صمودكم األس��طوري وصبركم‬ ‫العجي��ب‪ .‬لي��س أمامك��م إال أن تكمل��وا‬ ‫الطري��ق‪ ،‬فإنك��م أن استس��لمتم ضعت��م‬ ‫وضاعت الثورة‪ ،‬وضاعت معها سوريا وضاع‬ ‫األوالد واألحفاد وحفد ُة األحفاد‪.‬‬ ‫أن نظ��ام االحتالل األس��دي الطائفي‬ ‫ه��و أوحش األنظم��ة الحاكمة ف��ي الزمان‬ ‫األخير وأشدها في القس��وة واإلجرام‪ ،‬وقد‬ ‫أعييتموه وغالبتموه فغلبتموه‪ .‬أقسم إنكم‬ ‫أعييتم��وه وغلبتموه‪ ،‬فإن��ه قاتلكم بأجهزة‬ ‫األمن ّ‬ ‫البطاش��ة فلم يخرج بطائل‪ ،‬فأطلق‬ ‫عليكم الجيش فلم يصنع ش��يئًا‪ ،‬ثم أخرج‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الثقيلة‬ ‫األس��لحة‬ ‫من ترس��انته العسكرية‬

‫سالحًا بعد س�لاح‪ ،‬حتى فنيت أسلحته ولم‬ ‫ْ‬ ‫يَفنَ صبركم‪ ،‬ومضيتم في طريق الحرية‬ ‫غير عابئين بالخسائر والتضحيات‪.‬‬ ‫نع��م‪ ،‬لق��د فش��ل ه��ذا النظ��ام في‬ ‫هزيمتك��م ي��ا أيه��ا األبط��ال وإنك��م ق��د‬ ‫أعييتم��وه وغلبتم��وه‪ ،‬فلن يغلبك��م غيرُه‬ ‫بعدَه أن ش��اء اهلل‪ ،‬ألنه ليس على األرض‬ ‫عدو أش��رس من��ه وأوحش‪ ،‬فال تس��تهينوا‬ ‫بأنفس��كم‪ ،‬وال تهن��وا لع��دو من بع��ده‪ .‬ال‬ ‫تس��محوا ألح��د أن يف��رض عليك��م م��ا ال‬ ‫تري��دون‪ ،‬وال تقبلوا ف��ي ثورتكم بأنصاف‬ ‫الحل��ول‪ ،‬وال تقف��وا الث��ور َة وف��ي النظ��ام‬ ‫القدي��م ع��رق ينب��ض‪ .‬أعلنوه��ا صارخ��ة‬ ‫مدوية‪ :‬ال تعايش مع النظام القديم وال مع‬ ‫جزء من النظام القديم‪ ،‬فإن الحرية ونظام‬ ‫االحتالل نقيض��ان ال يجتمعان إال لو اجتمع‬ ‫الليل والنهار واجتمعت الماء مع النار‪.‬‬

‫***‬

‫الخالصة وكلمة الخت��ام‪ :‬أن المؤامرة‬ ‫كبي��ر ٌة كبيرة‪ ،‬وإن الثورة لم تمرّ في خطر‬ ‫كالذي تمر الي��ومَ فيه‪ ،‬وإن العالم قد اتحد‬ ‫ضدها أخيراً جَهاراً بعدما أمضى الش��هورَ‬ ‫الط��وال يكيد له��ا في الخف��اء‪ ،‬وإن الرهان‬ ‫الحقيقي ليس على أهل السياسة وال على‬ ‫أه��ل الس�لاح‪ ،‬ف��إن السياس��يين يمكن أن‬ ‫يُخدَعوا أو يُش��تَروا بالمناصب واألموال‪،‬‬ ‫وإن العسكريين يمكن أن يُقاتَلوا بالسالح‬ ‫فيغلبهم الس�لاح‪ .‬الرهان الحقيقي عليكم‬ ‫يا أيها الش��رفاء‪ ،‬يا جمهور الثورة العظيم‪،‬‬ ‫ف��إن الش��عوب ال تُغ َل��ب‪ ،‬وإنكم ق��د أ ِيسَ‬ ‫النظ��ام المجرم من هزيمتكم وفش��ل في‬ ‫كسر إرادتكم في ستة وعشرين شهراً‪ ،‬فال‬ ‫غالبَ لكم بعد اليوم أن شاء اهلل‪.‬‬ ‫ي��ا أيه��ا الش��رفاء‪ ،‬ي��ا جمه��ور الثورة‬ ‫العظيم‪ :‬إنكم أنتم األمل األخير ‪ -‬بعد اهلل‬ ‫ وعليكم الرهان الكبير‪ ،‬فال تخذلوا الثورة‬‫وال تخذل��وا س��وريا‪ ،‬وال تخذل��وا أنفس��كم‬ ‫واألجيال اآلتيات‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫مفهوم التبيي�ض‬

‫امل�صدرغريامل�شروعللأموالاملبي�ضة‪:‬‬

‫يجب أن تك��ون األموال محل التبييض‬ ‫ذات مصدر غير مشروع‪ .‬وقد حصر المشرّع‬ ‫الس��وري جريمة تبييض األم��وال باألموال‬ ‫غير المش��روعة الناتجة ع��ن ارتكاب إحدى‬ ‫الجرائم التالية‪:‬‬ ‫ زراع��ة أو تصني��ع أ تهري��ب أو نقل‬‫المخ��درات أو المؤث��رات العقلي��ة أو االتجار‬ ‫غير المشروع بها‪.‬‏‬ ‫‪ -‬األفع��ال الت��ي ترتكبه��ا جمعي��ات‬

‫ال�شروع يف تبيي�ض الأموال‪:‬‬

‫الشروع هو كل محاولة الرتكاب جناية‬ ‫بدأت بأفعال ترمي مباشرة إلى اقترافها‪ ،‬إذا‬ ‫لم يحل دون إتمامها س��وى ظ��روف خارجة‬ ‫ع��ن إرادة الفاع��ل‪ .‬وبالتال��ي ف��إن كش��ف‬ ‫القي��ام بأعم��ال مادي��ة أو قانوني��ة به��دف‬ ‫تبييض األموال قبل تحقيق الغاية الجرمية‬ ‫المقصودة من أصحاب األموال المش��بوهة‪،‬‬ ‫يشكل محاولة أو شروعًا في جريمة تبييض‬ ‫األموال يعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫الركن املعنوي‪:‬‬

‫جريمة تبيي��ض األموال ه��ي جريمة‬ ‫قصدي��ة‪ ،‬يقتض��ي لقيامه��ا تواف��ر القصد‬ ‫الجرمي‪ ،‬وال يكفي لقيامها توافر الخطأ عند‬ ‫وقوع إهم��ال أو قلة احت��راز أو عدم مراعاة‬ ‫القواني��ن واألنظم��ة‪ .‬وينبغ��ي لمس��اءلة‬ ‫الفاعل جزائيًا‪ ،‬أن يتوافر لديه القصد العام‬ ‫والقصد الخاص‪.‬‬ ‫القصد العام هو إرادة الجاني باقتراف‬ ‫الرك��ن الم��ادي للجريم��ة م��ع العل��م ب��ه‬ ‫وبالعناصر الت��ي يتطلبها القان��ون‪ .‬وبذلك‬ ‫ف��إن القص��د الع��ام ف��ي جريم��ة تبيي��ض‬ ‫األموال هو‪ :‬العلم بالمصدر غير المش��روع‬ ‫لألم��وال الم��راد تبييضه��ا‪ ،‬وإرادة س��لوك‬ ‫تبييض األموال‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫‪ ­1‬فع��ل اإلخف��اء‪ :‬أي إخف��اء المص��در‬ ‫الحقيق��ي لألموال المش��روعة‪ .‬وهذا يعني‬ ‫الحيلول��ة دون كش��ف الحقيق��ة ف��ي أم��ر‬ ‫الجريمة األصلية التي تحصلت عنها األموال‬ ‫مح��ل اإلخف��اء‪ .‬ويج��ب فه��م اإلخف��اء على‬ ‫أنه يش��مل كل عمل من ش��أنه منع كش��ف‬ ‫المص��در الحقيق��ي غي��ر المش��روع‪ ،‬وبأي‬ ‫ش��كل كان‪ ،‬وبأية وس��يلة‪ ،‬س��واء كان هذا‬ ‫اإلخف��اء مس��توراً أو علنياً كش��راء الش��يء‬ ‫المتحصل عن الس��رقة‪ .‬أو اكتساب األموال‬ ‫غير المشروعة بطريقة الهبة أو الوديعة أو‬ ‫المعاوضة أو اإلجارة أو غير ذلك‪.‬‬ ‫‪ ­2‬إعط��اء تبري��ر كاذب له��ذا المصدر‬ ‫بأي وس��يلة كانت‪ :‬كالتصريح ب��أن األموال‬ ‫المبيضة هي أرباح ناتجة عن نشاط شركة‬ ‫معينة أو مشروع معين‪.‬‬ ‫‪ ­ 3‬تحوي��ل األم��وال أو اس��تبدالها‪ :‬أن‬ ‫تحويل األموال أو استبدالها‪ ،‬مع العلم بأنها‬ ‫أموال غير مشروعة لغرض إخفاء مصدرها‬ ‫أو تمويه��ه أو مس��اعدة ش��خص ضالع في‬ ‫ارتكاب الجرم على اإلفالت من المس��ؤولية‪،‬‬ ‫يعتب��ر فع ًال من األفع��ال المكون��ة لجريمة‬ ‫تبييض األموال‪.‬‬ ‫‪ ­4‬تمل��ك األم��وال غير المش��روعة أو‬ ‫حيازتها أو استخدامها أو توظيفها‪ :‬وذلك من‬ ‫أجل ش��راء أموال منقول��ة أو غير منقولة أو‬ ‫للقيام بعملي��ات مالية مع العلم بأنها أموال‬ ‫غير مشروعة‪.‬‬

‫الم��ادة ‪ / 14 /‬أ ‪ /‬يعاق��ب باالعتق��ال‬ ‫المؤقت من ثالث س��نوات إلى س��ت سنوات‬ ‫وبغرامة تع��ادل قيمة األم��وال المضبوطة‬ ‫أو بغرام��ة تع��ادل قيمته��ا ف��ي ح��ال تعذر‬ ‫ضبطه��ا عل��ى أن ال تق��ل عن ملي��ون ليرة‬ ‫س��ورية كل م��ن ق��ام أو تدخل أو اش��ترك‬ ‫بعمليات غس��ل أموال غير مشروعة ناجمة‬ ‫عن إح��دى الجرائم المذكورة ف��ي المادة ‪1‬‬ ‫من هذا المرسوم التشريعي وهو يعلم أنها‬ ‫ناجمة ع��ن أعمال غير مش��روعة مالم يقع‬ ‫الفعل تحت طائلة عقوبة اش��د وتشدد هذه‬ ‫العقوبة وفقا ألحكام المادة ‪ 247‬من قانون‬ ‫العقوب��ات العام إذا ارتكب الج��رم في إطار‬ ‫عصابة إجرامية منظمة ويعاقب أيضاً وفق‬ ‫ما سبق من قام أو تدخل أو اشترك بعمليات‬ ‫تمويل اإلرهاب‪.‬‏‬ ‫ب ‪ /‬يعاق��ب على الش��روع في جريمة‬ ‫غس��ل األم��وال غي��ر المش��روعة وجريم��ة‬ ‫تموي��ل اإلره��اب كم��ا يعاق��ب الش��ريك‬ ‫والمتدخ��ل والمح��رض والمخب��ئ بعقوب��ة‬ ‫الفاعل األصلي‪.‬‏‬ ‫ج ‪ /‬تعتب��ر العقوبة في البند ‪ /‬أ ‪ /‬أعاله‬ ‫جنائية الوصف‪.‬‏‬ ‫تج��در اإلش��ارة إل��ى أن��ه يتوج��ب على‬ ‫المؤسس��ات غي��ر الخاضع��ة للمرس��وم‬ ‫التش��ريعي الخ��اص بالس��رية المصرفي��ة‬ ‫والص��ادر بتاري��خ ‪ 2005 / 5 / 1‬بم��ا فيه��ا‬ ‫المؤسس��ات الفردي��ة والس��يما مؤسس��ات‬ ‫الصراف��ة ومؤسس��ات تحوي��ل األم��وال‬ ‫ومؤسس��ات إصدار أدوات الدفع مثل بطاقات‬ ‫االئتمان والدفع والش��يكات السياحية والنقد‬ ‫االلكترون��ي وصنادي��ق االس��تثمار وإداراتها‬ ‫ومؤسس��ات الوس��اطة المالي��ة ومؤسس��ات‬ ‫اإليجار التمويلي والمجموعات االستثمارية أو‬ ‫المالية وشركات التأمين والمؤسسات المالية‬ ‫األخ��رى التي تحدده��ا الهيئة وش��ركات بناء‬ ‫العقارات وترويجها وبيعها ومكاتب الوساطة‬ ‫العقارية وتجار الس��لع ذات القيمة المرتفعة‬ ‫كالحل��ي واألحجار الكريم��ة والذهب والتحف‬ ‫الفني��ة والتح��ف الن��ادرة والمؤسس��ات غي��ر‬ ‫المالية األخرى التي تحددها الهيئة أن تمسك‬ ‫س��جالت خاصة بالعمليات التي تفوق قيمتها‬ ‫المبل��غ الذي يح��دد بقرار م��ن الهيئة وكذلك‬ ‫عند نشوء عالقة العمل للمتعاملين الدائمين‬ ‫وف��ي العملي��ات التي ينش��أ فيها ش��ك حول‬ ‫محاول��ة احد العم�لاء القيام بعمليات غس��ل‬ ‫األموال أو تمويل اإلرهاب أو في حالة الش��ك‬ ‫ف��ي صحة المعلوم��ات المصرح عنها س��ابقا‬ ‫أو في حال حدوث تغيي��رات الحقة في هوية‬ ‫المتعامل أو هوية صاحب الحق االقتصادي‪.‬‏‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تم اإلق��رار منذ بضع س��نوات بأهمية‬ ‫مكافح��ة تبييض األم��وال القذرة كس��بيل‬ ‫لدع��م المعرك��ة ض��د الجريم��ة المنظم��ة‬ ‫وخاصة ض��د جرائ��م المخ��درات‪ .‬فتبييض‬ ‫األم��وال ه��و العملي��ة الت��ي م��ن خالله��ا‬ ‫تس��عى المنظم��ات اإلجرامي��ة إل��ى إخف��اء‬ ‫نشاطاتها واألموال الناتجة عن تجارتها غير‬ ‫المش��روعة‪ ،‬والى تأمين غطاء قانوني لها‪.‬‬ ‫وقد عرفته المادة الثانية من قانون مكافحة‬ ‫غس��ل األموال رقم ‪ 5‬للع��ام ‪ 2005‬يعد من‬ ‫قبيل ارتكاب جرم غس��ل األم��وال كل فعل‬ ‫يقصد منه‪.‬‏‬ ‫‪ - 1‬إخف��اء المص��در الحقيقي لألموال‬ ‫غير المش��روعة بأي وس��يلة كانت أو إعطاء‬ ‫تبرير كاذب لهذا المصدر‪.‬‏‬ ‫‪ - 2‬تحوي��ل األم��وال أو اس��تبدالها مع‬ ‫عل��م الفاع��ل بأنه��ا أم��وال غير مش��روعة‬ ‫لغرض إخفاء أو تمويه مصدرها أو مساعدة‬ ‫ش��خص ضال��ع ف��ي ارت��كاب الج��رم عل��ى‬ ‫اإلفالت من المسؤولية‪.‬‏‬ ‫‪ - 3‬تم ّل��ك األم��وال غي��ر المش��روعة‬ ‫أو حيازته��ا أو إدارته��ا أو اس��تثمارها أو‬ ‫اس��تخدامها لش��راء أم��وال منقول��ة أو غير‬ ‫منقول��ة أو للقي��ام بعمليات مالي��ة مع علم‬ ‫الفاعل بأنها أموال غير مشروعة‪.‬‏‬ ‫كما يعد من قبيل ارتكاب جرم تمويل‬ ‫اإلرهاب كل فعل يقصد منه تقديم أو جمع‬ ‫أموال بأي وس��يلة مباش��رة أو غير مباش��رة‬ ‫م��ن مص��ادر مش��روعة أو غي��ر مش��روعة‬ ‫بقصد اس��تخدامها ف��ي عم��ل إرهابي في‬ ‫أراض��ي الجمهوري��ة العربي��ة الس��ورية أو‬ ‫خارجه��ا وفق��ا للقانون واألنظمة الس��ورية‬ ‫الناف��ذة واالتفاقيات الدولي��ة أو اإلقليمية أو‬ ‫الثنائية التي تكون سورية طرفا فيها‪.‬‏‬ ‫وق��د انقس��مت التش��ريعات واآلراء‬ ‫الفقهي��ة القانوني��ة ف��ي تعري��ف تبيي��ض‬ ‫األم��وال إل��ى قس��مين‪ :‬ضي��ق وواس��ع‪.‬‬ ‫يقتص��ر التعريف الضيق عل��ى األموال غير‬

‫الأفعال املكونة جلرمية تبيي�ض‬ ‫الأموال‪:‬‬

‫العقوبات الواردة يف املر�سوم‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬

‫يعتب��ر تبييض أو غس��يل األموال من‬ ‫التعبي��رات التي تم التداول به��ا في غالبية‬ ‫المحاف��ل المحلي��ة واإلقليمي��ة والدولي��ة‬ ‫المهتم��ة بالجرائ��م االقتصادي��ة واألم��ن‬ ‫االجتماعي واألمن االقتصادي‪ .‬إال أن ظاهرة‬ ‫تبييض األم��وال ال تعتبر حديثة واقعياً‪ ،‬بل‬ ‫تع��ود إل��ى تاريخ ظه��ور الجريم��ة المالية‪،‬‬ ‫حيث كان المرتكبون يعمدون إلى استعمال‬ ‫األموال الناتجة عن جرائمهم بشكل يخفي‬ ‫حقيقة مصدرها غير المشروع‪ .‬ويعود أصل‬ ‫تسمية "تبييض األموال" أو "غسيل األموال"‬ ‫إلى عصابات المافيا األميركية الشهيرة في‬ ‫الثالثين��ات‪ ،‬حيث ت��مّ القبض عل��ى زعيم‬ ‫هذه العصابات آل كابون سنة ‪ 1931‬بتهمة‬ ‫وحي��دة هي التهرب من دفع الضرائب‪ .‬وبعد‬ ‫ذل��ك توجهت عصابات المافيا إلى تأس��يس‬ ‫وش��ـراء مش��اريـع قانونية تس��تخدمهـا في‬ ‫إخف��اء أموالها القذرة الناتج��ة عن العمليات‬ ‫اإلجرامية‪ ،‬وكان أبرز تلك المشاريع محـالت‬ ‫الغس��ـيل أو التبيـي��ض اآللية أو مؤسس��ات‬ ‫التنظي��ف‪ .‬ومنذ ذل��ك الحي��ن يُطـلق على‬ ‫هذه العمليات" تبييض أو غسيل األموال"‪.‬‬

‫المش��روعة الناتج��ة عن تج��ارة المخدرات‪،‬‬ ‫وم��ن هذه التش��ريعات‪ :‬اتفاقي��ة فيينا عام‬ ‫‪ 1988‬والتوصي��ة الص��ادرة ع��ن مجل��س‬ ‫المجموع��ة األوروبي��ة ع��ام ‪ .1991‬أم��ا‬ ‫التعريف الواس��ع لتبييض األموال‪ ،‬فيشمل‬ ‫جمي��ع األم��وال الق��ذرة الناتجة ع��ن جميع‬ ‫الجرائ��م واألعم��ال غي��ر المش��روعة‪ .‬ومن‬ ‫التش��ريعات التي اعتمدت التعريف الواس��ع‬ ‫لتبييض األم��وال‪ :‬القان��ون األميركي لعام‬ ‫‪.1986‬‬ ‫أركان الجريمة‪ :‬تتكون جريمة تبييض‬ ‫األموال‪ ،‬كغيرها م��ن الجرائم‪ ،‬من ركنين‪،‬‬ ‫أحدهما مادي واآلخر معنوي‪.‬‬ ‫أ ‪ ­-‬الركن المادي‪ :‬من المس�� ّلم به أنه‬ ‫ال جريم��ة بدون رك��ن مادي‪ ،‬ألن��ه المظهر‬ ‫الخارج��ي له��ا‪ ،‬وب��ه يتحقق االعت��داء على‬ ‫المصلحة المحمية قانونًا‪ ،‬وعن طريقه تقع‬ ‫األعمال التنفيذية للجريمة‪.‬‬

‫األشرار المنصوص عليها في المادتين ‪325‬‬ ‫و‪ 326‬من قانون العقوب��ات وجميع الجرائم‬ ‫المعتبرة دوليا جرائم منظمة‪.‬‏‬ ‫ جرائ��م اإلرهاب المنص��وص عليها‬‫في المادتين ‪ 304‬و‪ 305‬من قانون العقوبات‬ ‫وفي االتفاقيات الدولية واإلقليمية والثنائية‬ ‫التي تكون سورية طرفا فيها‪.‬‏‬ ‫ تهري��ب األس��لحة الناري��ة وأجزائها‬‫والذخائ��ر والمتفجرات أو صنعه��ا أو االتجار‬ ‫بها بصورة غير مشروعة‪.‬‏‬ ‫ نق��ل المهاجري��ن بص��ورة غي��ر‬‫مشروعة والقرصنة والخطف‪.‬‏‬ ‫ عملي��ات الدع��ارة المنظمة واالتجار‬‫باألشخاص واألطفال واالتجار غير المشروع‬ ‫باألعضاء البشرية‪.‬‏‬ ‫ س��رقة المواد النووية أو الكيميائية‬‫أو الجرثومية أو السامة أو تهريبها أو االتجار‬ ‫غير المشروع بها‪.‬‏‬ ‫ س��رقة واختالس األم��وال العامة أو‬‫الخاصة أو االستيالء عليها بطرق السطو أو‬ ‫الس��لب أو بوس��ائل احتيالية أو تحويلها غير‬ ‫المشروع عن طريق النظم الحاسوبية‪.‬‏‬ ‫ تزوي��ر العمل��ة أو وس��ائل الدف��ع‬‫األخ��رى أو اإلس��ناد العام��ة أو األوراق ذات‬ ‫القيمة أو الوثائق والصكوك الرسمية‪.‬‏‬ ‫ سرقة اآلثار أو الممتلكات الثقافية أو‬‫االتجار غير المشروع بها‪.‬‏‬ ‫ جرائم الرشوة واالبتزاز‪.‬‏‬‫ جرائم التهريب‪.‬‏‬‫ اس��تخدام العالم��ات التجاري��ة‬‫المس��جلة من قب��ل غير أصحابه��ا أو تزوير‬ ‫حقوق الملكية الفكرية‪.‬‏‬

‫أما القصد الخاص فيتحقق في جريمة‬ ‫تبييض األم��وال عند التثبت من إرادة إخفاء‬ ‫أو إعطاء تبرير كاذب للمصدر غير المشروع‬ ‫لألم��وال أو تمويله��ا أو اس��تبدالها مع العلم‬ ‫بأنه��ا أموال غير مش��روعة لغرض إخفاء أو‬ ‫تموي��ه مصدره��ا‪ ،‬أو تملك تل��ك األموال أو‬ ‫حيازته��ا أو اس��تخدامها أو توظيفها لش��راء‬ ‫أم��وال منقول��ة أو غي��ر منقول��ة أو للقي��ام‬ ‫بعملي��ات مالية م��ع العلم بأنه��ا أموال غير‬ ‫مشروعة‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫مكافحة غ�سل الأموال ومتويل الإرهاب‬ ‫يف الت�شريع ال�سوري‬

‫‪13‬‬


‫عزت الطرابل�سي ‪2000 - 1913‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ول��د عزت طرابلس��ي في دمش��ق‬ ‫ع��ام ‪ 1913‬ويرجع البع��ض أصول هذا‬ ‫اللق��ب نس��بة لطرابل��س الليبية‪ ،‬حيث‬ ‫يرجح أنه انتش��ر بعد خ��روج أبناء ليبيا‬ ‫نتيجة للغزوات التي انحطت عليهم من‬ ‫ناحية أوربا وتوس��ع في ش��مال إفريقيا‬ ‫كثي��راً ولم يكتفي بهذا حيث س��افر إلى‬ ‫المش��رق العرب��ي‪ ،‬ويوج��د في س��وريا‬ ‫ولبن��ان بش��كل أكبر م��ن باق��ي الدول‬ ‫المجاورة له��ا‪ ،‬درس الثانوية في مكتب‬ ‫عنبر في دمشق‪ ،‬وفي العام ‪ 1930‬دخل‬ ‫كلية الحقوق في دمش��ق‪ ،‬وتخرج منها‬ ‫ث��م انتقل إل��ى باري��س للحصول على‬ ‫دكتوراه في القانون والعلوم السياسية‬ ‫في باريس‪.‬‬ ‫عاد إلى دمش��ق ليمارس المحاماة‬ ‫ويعم��ل مدرّس��ًا ف��ي جامعة دمش��ق‪،‬‬ ‫وف��ي ع��ام ‪ 1939‬عم��ل قاضي��اً ف��ي‬ ‫المحكمة العقارية في دمش��ق "محكمة‬ ‫األمالك العقارية"‪ ،‬ثم انتقل للعمل في‬ ‫وزارة المالي��ة ع��ام ‪ 1947‬مديراً للدخل‬ ‫والم��وارد العامة‪ ،‬وتو ّل��ى منصب مدير‬ ‫عام ميناء الالذقية عام ‪ ،1950‬ثم مدير‬ ‫ع��ام الجم��ارك بع��د عامين‪ ،‬ث��م عُيّن‬ ‫األمين العام لوزارة المالية‪.‬‬ ‫ق��ال عن��ه خالد بي��ك العظ��م في‬ ‫مذكراته الجزء الثاني الصفحة ‪:124‬‬ ‫"بادرنا إلى تسمية رئيس وأعضاء‬ ‫مجل��س إدارة مرف��أ الالذقي��ة‪ ،‬فاخترنا‬ ‫الس��يد عزت طرابلس��ي للرئاسة‪ ،‬وهو‬ ‫م��ن خي��رة الش��بان الذي��ن درس��وا في‬ ‫فرنس��ا وح��ازوا الدكت��وراه ف��ي العلوم‬ ‫المالي��ة‪ ،‬وق��د أظه��ر ف��ي وزارة المالية‬ ‫مق��در ًة فائقة ونش��اطاً وفي��راً ونزاهة‬ ‫مش��كورة‪ ،‬فق��د رغبن��ا ف��ي أن يك��ون‬ ‫أعضاء المجلس من البارزين في حقلي‬ ‫التجارة والصناعة في سوريا "‪.‬‬ ‫كم��ا ق��ال عن��ه ف��ي الج��زء األول‬ ‫صفحة ‪:267‬‬ ‫"الحقيق��ة الواج��ب إعالنه��ا أن‬ ‫وزارة المالية كان��ت محظوظة بأمنائها‬ ‫العامي��ن المتعاقبي��ن الس��ادة حس��ن‬ ‫جبارة‪ ،‬هنري رعد‪ ،‬وعزت الطرابلس��ي‪،‬‬ ‫سواء في تخصصهم وعملهم ومرانهم‬ ‫وحس��ن إدارتهم‪ ،‬أو في طه��ارة يدهم‬ ‫واستبس��الهم ف��ي الدفاع ع��ن مصلحة‬ ‫الخزين��ة العام��ة لح��د قد يوص��ف‪ ،‬في‬ ‫بعض الظروف باإلمساك والتقتير "‪.‬‬ ‫عام ‪ 1949‬توجه الطرابلس��ي إلى‬ ‫ق��رض من المملكة العربية‬ ‫جدة لبحثٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الس��عودية بقيمة ‪ 20‬مليون دوالر‪ ،‬وقد‬ ‫كان ع��راب االتفاقي��ة االقتصادية التي‬ ‫وقعها معروف الدواليبي وزير االقتصاد‬ ‫الس��وري وعب��د اهلل الس��ليمان وزي��ر‬ ‫المالية في المملكة عام ‪.1950‬‬ ‫ش��غل منصب أول حاك��م لمصرف‬ ‫س��ورية المرك��زي ع��ام ‪ ،1955‬ق��ال‬ ‫طرابلسي في محاضرة ألقاها بالجامعة‬ ‫األميركية في بيروت عن تأسيس البنك‬ ‫المركزي ومهامه‪ :‬حرص المشرّع فع ًال‬ ‫أن يجع��ل من مجلس النقد والتس��ليف‬ ‫س��لطة نقدي��ة حقيقي��ة تتمتع بأوس��ع‬ ‫الصالحي��ات ف��ي ممارس��ة الوظائ��ف‬ ‫النقدية‪ ،‬وأضاف عن الوظائف الرئيسية‬ ‫لمصرف سورية المركزي‪:‬‬

‫‪ .1‬إص��دار النق��د الوطن��ي‪ :‬وه��ذا‬ ‫االمتي��از بمحصور بالمص��رف المركزي‬ ‫فقط وذلك لحس��اب الدول��ة مما يجعله‬ ‫المؤسس��ة المالية الوحيدة القادرة على‬ ‫إدارة التداول النقدي بكامله من الناحية‬ ‫المادي��ة‪ ،‬وه��و يق��وم بذلك بم��ا ي ّلبي‬ ‫احتياجات تطور االقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫‪ .2‬المص��رف المرك��زي مص��رف‬ ‫المص��ارف‪ :‬وذلك بموج��ب أحكام نظام‬ ‫النقد األساس��ي‪ ،‬حيث يق��وم المصرف‬ ‫بإع��ادة الخص��م للس��فاتج واألس��ناد‬ ‫التجارية وش��رائها والتخل��ي عنها ومنح‬ ‫القروض والس��لف باعتب��اره المقرض‬ ‫األخير للمصارف‪ ،‬وتجري هذه العمليات‬ ‫ع��ن طري��ق المص��ارف فالمص��رف‬ ‫المرك��زي ال يتعامل م��ع األفراد بصورة‬ ‫مباش��رة‪ ،‬وه��و ال��ذي يق��وم بمراقب��ة‬ ‫تنفيذ السياسة التسليفية وتقدير مدى‬ ‫تناسبها مع متطلبات االقتصاد القومي‪.‬‬ ‫‪ .3‬إص��دار األس��ناد الوطنية العامة‬ ‫والمس��اهمة ف��ي المفاوض��ات الدولية‬ ‫المالي��ة‪ :‬فهو يص��در األس��ناد الوطنية‬ ‫العام��ة لمختل��ف اآلجال ويق��وم بإجراء‬ ‫عملي��ات التبدي��ل والتس��ديد وس��ائر‬ ‫األعم��ال المالي��ة المتعلق��ة بالقروض‬ ‫الت��ي تصدره��ا الدول��ة أو تكفلها‪ ،‬كما‬ ‫يس��اهم ف��ي المفاوض��ات واالتفاق��ات‬ ‫الدولي��ة للمدفوعات والقط��ع والتقاص‬ ‫ويعق��د جمي��ع االتفاق��ات التطبيقي��ة‬ ‫الضروري��ة لتنفيذه��ا‪ ،‬ويس��اهم ف��ي‬ ‫مفاوض��ات الق��روض واالس��تقراضات‬ ‫الخارجي��ة المعق��ودة لحس��اب الدول��ة‬ ‫ويمثله��ا في المفاوض��ات المذكورة في‬ ‫مجاالت التعاون النقدي الدولي‪.‬‬ ‫‪ .4‬االحتياط��ي اإلجباري للمصارف‪:‬‬ ‫يُج ِب��ر المص��رف المرك��زي المص��ارف‬ ‫األخ��رى بتوظيف االحتياط��ي اإلجباري‬ ‫واالحتياطي الخاص المشكل من قِبلها‬ ‫بس��ندات صادرة عن الدولة أو مضمونة‬ ‫من قبلها‪ ،‬أو بتوظيف نس��بة من وفرها‬ ‫النقدي في سندات الدين العام وتوظيف‬ ‫جزء من ودائعها في سندات الدولة‪.‬‬ ‫‪ .5‬القي��ام بمه��ام مص��رف الدولة‬ ‫والوكيل المال��ي لها‪ :‬يتـول��ى المصرف‬ ‫المركزي القيام بوظائف مصرف الدولة‬ ‫وأمي��ن صندوقها ووكيله��ا المالي داخل‬ ‫األراضي الس��ورية وخارجه��ا في جميع‬ ‫العمليات المصرفية وعمليات الصندوق‬ ‫والتسليف العائدة للدولة‪.‬‬ ‫‪ .6‬الدور اإلشرافي لمصرف سورية‬ ‫المركزي‪ :‬حيث يقوم المصرف باإلشراف‬ ‫على المصارف العامة والخاصة العاملة‬ ‫ف��ي س��ورية وذلك من خ�لال مفوضية‬ ‫الحكومة لدى المصارف‪.‬‬ ‫وع��ن العالق��ة بي��ن الحكوم��ة‬ ‫ومجل��س النق��د والبنك يق��ول‪ :‬أن هذا‬ ‫األس��لوب المزي��ج المت��زّن ف��ي إدارة‬ ‫المص��رف المرك��زي يحفظ ف��ي الواقع‬ ‫للس��لطة العامة حق التدخّل في سبيل‬ ‫المصلح��ة العام��ة‪ ،‬ويؤمّ��ن للس��لطة‬ ‫النقدية حريته��ا وتجرّدها واختصاصها‬ ‫ف��ي معالج��ة الش��ؤون النقدي��ة‪ ،‬ولكن‬ ‫نجاحه منوط باحترام استقالل السلطة‬ ‫النقدي��ة‪ ،‬واقتن��اع الس��لطات العام��ة‬ ‫بضرورة هذا االس��تقالل لنجاح مهمتها‪،‬‬

‫وم��ن جهة ثاني��ة بقيام تعاون مس��تمر‬ ‫بين الس��لطة العامة والسلطة النقدية‪،‬‬ ‫وهذان األم��ران يحتاجان في بالدنا إلى‬ ‫أناة ومرونة وجهد دائب‪.‬‬ ‫بق��ي الطرابلس��ي ف��ي منصب��ه‬ ‫بع��د الوح��دة م��ع مص��ر وعم��ل جاهداً‬ ‫عل��ى الحف��اظ عل��ى مس��توى ثاب��ت‬ ‫للنق��د الس��وري‪ ،‬وأي��د تموي��ل مصرف‬ ‫س��ورية المرك��زي لكاف��ة المش��اريع‬ ‫اإلنتاجي��ة‪ ،‬إال أنه اس��تقال ع��ام ‪1961‬‬ ‫نظ��راً لحرص��ه عل��ى المصال��ح المالية‬ ‫الس��ورية ومعارضت��ه للسياس��ات‬ ‫االقتصادي��ة للرئيس جمال عبد الناصر‬ ‫التي أضنت س��وريا بي��ن عامي ‪- 1958‬‬ ‫‪1961‬م فخ�لال إح��دى االجتماع��ات مع‬ ‫وزي��ر االقتص��اد المصري عب��د المنعم‬ ‫القيسوني أيام الوحدة‪ ..‬كان القيسوني‬ ‫يوصي باإلنفاق على تنفيذ المشروعات‬ ‫بما يفوق اإليرادات األمر الذي س��يؤدي‬ ‫إل��ى عجز‪ ،‬بينما طرابلس��ي رفض هذه‬ ‫الفك��رة ش��ارحاً مس��اوئها‪ ،‬وأص��ر على‬ ‫موقف��ه لدرجة أنه قدم اس��تقالته حين‬ ‫لم يتم األخذ برأيه‪.‬‬ ‫بعد االنفصال وعندما أراد الرئيس‬ ‫ناظم القدسي تس��ليم السلطة المالية‬ ‫لمحاي��د‪ ،‬أُوكل إل��ى طرابلس��ي إع��ادة‬ ‫تهيئ��ة االقتصاد في الب�لاد‪ ،‬وعُيّن في‬ ‫ع��ام ‪ 1962‬وزي��راً لالقتص��اد الوطن��ي‬ ‫ف��ي حكومة رئي��س ال��وزراء خالد بيك‬ ‫العظ��م‪ .‬وفي ش��باط من ع��ام ‪،1963‬‬ ‫أصب��ح طرابلس��ي وزيراً للمالي��ة أيضًا‪.‬‬ ‫وكان طرابلس��ي عض��واً ف��ي لجن��ة‬ ‫ّ‬ ‫ش��كلها الرئيس القدس��ي لدراس��ة آثار‬ ‫اإلصالح االقتصادي وآث��ار فترة الوحدة‬ ‫على االقتصاد الس��وري‪ ،‬وكانت مهمته‬ ‫التعام��ل م��ع االقتص��اد الس��وري الذي‬ ‫أصبح يعتمد على القطاع العام أكثر من‬ ‫الخاص‪.‬‬ ‫خ�لال تس��لمه ال��وزارة ناض��ل‬

‫الطرابلسي إلحياء المبادرة االقتصادية‬ ‫الفردية‪ ،‬وعدم اللجوء لتأميم أي مصنع‪،‬‬ ‫كم��ا عمل على منح راتب إضافي لجميع‬ ‫الموظفي��ن والعمال ف��ي المصانع التي‬ ‫لم يشملها القانون القاضي بتخصيص‬ ‫رب��ع أرباحه��ا للعم��ال‪ .‬كما عم��ل على‬ ‫إع��ادة تهيئة قط��اع س��ورية الصناعي‬ ‫المضط��رب الذي أمّم��ه الرئيس جمال‬ ‫عب��د الناصر ف��ي محاولة إلع��ادة توزيع‬ ‫الثروة ف��ي البالد‪ ،‬واقت��رح إعادة ملكية‬ ‫المصانع واألمالك المؤمّمة إلى مالكيها‬ ‫األصليين‪ ،‬وتعوي��ض أصحاب األراضي‬ ‫والمصان��ع ع��ن خس��ارتهم المادية في‬ ‫سنوات الوحدة‪ ،‬وقابل أصحاب المصانع‬ ‫والتجّ��ار الق��رار بالترحي��ب‪ ،‬ورغ��م‬ ‫ديناميكي��ة الخط��ة وعمليته��ا لكنها لم‬ ‫ّ‬ ‫تنف��ذ‪ ،‬كما ق��دم إل��ى مجلس ال��وزراء‬ ‫خم��س مش��اريع في مقدمتها مش��روع‬ ‫بورص��ة األوراق المالي��ة والس��ندات‪،‬‬ ‫ومشروع مصرف التسليف الشعبي‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1963‬توج��ه إل��ى ألماني��ا‬ ‫الغربية على رأس الوفد السوري لبحث‬ ‫اتفاقي��ة اقتصادية تتولى فيه��ا ألمانيا‬ ‫تمويل بناء سد الفرات التي ألغيت على‬ ‫أثر قيام انقالب آذار عام ‪1963‬م فعادت‬ ‫الدول��ة إل��ى تطبيق الخط االش��تراكي‪،‬‬ ‫وع��زل الطرابلس��ي م��ن منصبه ونفي‬ ‫إل��ى لبن��ان‪ ،‬حي��ث اس��تقر ف��ي بيروت‬ ‫وأصب��ح مدي��راً عام��اً لمص��رف بل��وم‪،‬‬ ‫إل��ى أن وافت��ه المني��ة في بي��روت عام‬ ‫‪2000‬م‪..‬‬ ‫أ ّل��ف عدّة كتب حتى وفاته في عام‬ ‫‪ ،2000‬وتضمّن��ت أعماله " الزراعة في‬ ‫سورية" بالفرنسية‪ ،‬و"الخطوط الكبرى‬ ‫للسياس��ة االقتصادية واالجتماعية في‬ ‫س��ورية العربية"‪ ،‬ودراسات في "المالية‬ ‫العام��ة‪ ،‬الم��وارد العام��ة‪ ،‬الضرائ��ب‪،‬‬ ‫القروض" باالشتراك مع الوزير السوري‬ ‫السابق عوّاد بركات‪ ،‬شمل فيه نظرته‬ ‫السياسية واالقتصادية في سورية‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫تح��ت خط الفق��ر‪ ،‬في ظ��ل تراجع معدل‬ ‫النم��و اإلجمالي‪ ،‬األمر الذي يفس��ر تطور‬ ‫االنتفاضة الس��ورية من المحيط الريفي‬ ‫نحو المراكز المدينية‪ ،‬ومن أحزمة الفقر‬ ‫المحيط��ة به��ذه الم��دن نح��و وس��طها‪،‬‬ ‫وخلص المؤلف‪ ،‬من خالل تحليله طبيعة‬ ‫النظام في س��ورية‪ ،‬إلى أن ه��ذا النظام‬ ‫يستحيل إس��قاطه بغير حرب أهلية‪ ،‬وأن‬ ‫دخ��ول المتطرفين في صف��وف الثورة ال‬ ‫يج��وز أن يش��وه حقيقته��ا بوصفها حالة‬ ‫أصيلة لشعب يحمل السالح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يتس��اءل المؤل��ف أخي��را إذا كان‬ ‫الربيع العربي س��يفضي إلى دكتاتوريات‬ ‫شمولية إس�لامية تثير الندم على النظم‬ ‫الس��اقطة ليس��تنتج أن��ه بينم��ا تس��بب‬ ‫زل��زال االنتفاض��ة العربي��ة بالتأكيد في‬ ‫حدوث " تس��ونامي إس�لامي"‪ ،‬وهو األمر‬ ‫الذي كان يمكن توقعه‪ ،‬فإن التس��ونامي‬ ‫كان باإلجم��ال محدود الحج��م والنطاق‪،‬‬ ‫فالتس��ونامي ظاه��رة عابرة‪ ،‬وه��و نادراً‬ ‫م��ا يبتل��ع اليابس��ة بش��كل دائ��م‪ .‬ومن‬ ‫الممكن جداً‪ ،‬مع مرور الوقت‪ ،‬أن نكتشف‬ ‫أن "التس��ونامي اإلس�لامي"‪ ،‬كان نقطة‬ ‫ال��ذروة ف��ي ب��زوغ األصولية اإلس�لامية‬ ‫منذ س��بعينات القرن العش��رين‪ ،‬وكذلك‬ ‫نقطة انطالق دورة سياس��ية جديدة في‬ ‫المنطقة العربية‪.‬‬ ‫وعُرف الدكتور األش��قر بأطروحاته‬ ‫الجريئ��ة المثي��رة للج��دل‪ ،‬والخارجة عن‬ ‫المأل��وف‪ .‬فه��و يط��رق دائم��اً مواضي��ع‬ ‫يعتبره��ا بعض من نش��أ وف��ق الذهنية‬ ‫العربي��ة الس��ائدة‪ ،‬بأنه��ا م��ن المحرمات‬ ‫السياس��ية أو الفكري��ة الت��ي ال ينبغ��ي‬ ‫التشكيك بمسلماتها‪.‬‬ ‫واألش��قر أس��تاذ دراس��ات التنمي��ة‬ ‫والعالق��ات الدولي��ة في معهد الدراس��ات‬ ‫الش��رقية واألفريقي��ة في جامع��ة لندن‪،‬‬ ‫ورئيس مركز الدراسات الفلسطينية في‬ ‫المعهد‪ .‬صدر له عن دار الساقي‪ :‬الشرق‬ ‫الملته��ب‪ ،‬وحرب الـ ‪ 33‬يوماً‪ ،‬والس��لطان‬ ‫الخطير باالشتراك مع نعوم تشومسكي‪،‬‬ ‫والعرب والمحرقة النازية‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫بعي��داً عن التفس��يرات التبس��يطية‬ ‫لالنتفاضات التي عمّت المنطقة العربية‬ ‫منذ بدء الثورة التونس��ية في ديس��مبر ‪/‬‬ ‫كان��ون األول ‪ ،2010‬يس��بُر ه��ذا الكتاب‬ ‫غ��ور األح��داث ويكش��ف أعم��ق جذورها‬ ‫االقتصادي��ة واالجتماعي��ة‪ .‬وفيم��ا ي��رى‬ ‫الكات��ب ف��ي األح��داث العربية س��يرورة‬ ‫ثوري��ة طويل��ة األم��د‪ ،‬يق��دّم تحلي� ً‬ ‫لا‬ ‫ملموس��ًا للق��وى االجتماعي��ة المنخرطة‬ ‫ف��ي تلك الس��يرورة‪ ،‬ويقيّم م��ا آلت إليه‬ ‫االنتفاض��ات ويق��دّر آفاقها‪ .‬كما يس�� ّلط‬ ‫ّ‬ ‫تس��تغل‬ ‫الضوء عل��ى دور الحركات التي‬ ‫الدي��ن ألغ��راض سياس��ية وعل��ى دور‬ ‫رعاته��ا الخليجيين المرتهني��ن بالحماية‬ ‫ُ‬ ‫والبح��ث ج��ذريّ بمعني��ي‬ ‫األميركي��ة‪.‬‬ ‫الكلمة‪ :‬في طريقة تناوله األحداث‪ ،‬وفي‬ ‫نظرته إلى التغيير االجتماعي والسياسي‬ ‫المطل��وب ّ‬ ‫لتخط��ي األزم��ة المزمنة في‬ ‫الواقع العربي المحتضر‪.‬‬ ‫ي��رى الباح��ث اللبنان��ي وأس��تاذ‬ ‫«دراس��ات التنمية والعالقات الدولية»‪ ،‬د‪.‬‬ ‫جلبير األشقر في كتابه الصادر حديثًا عن‬ ‫دار الس��اقي‪ ،‬أن لألحداث العربية الراهنة‬ ‫س��يرورة ثوري��ة طويل��ة األم��د‪ ،‬ليق��دم‬ ‫عنها تحلي ًال ملموس��ًا للق��وى االجتماعية‬ ‫المنخرطة في تلك السيرورة‪ ،‬ويُقيّم ما‬ ‫آل��ت إليه االنتفاضات ف��ي ّ‬ ‫كل من تونس‬ ‫ومصر واليمن والبحرين وس��وريا‪ ،‬ويقدر‬ ‫آفاقها‪ ،‬ويش��رح دور واشنطن في األزمة‬ ‫الراهن��ة ومس��اعيها الحت��واء االنتفاضة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وقد ذك��ر "عمر الش��افعي"‪ ،‬مترجم‬ ‫الكتاب ع��ن اإلنجليزي��ة أن الكاتب يقدم‬ ‫ق��راءة ماركس��ية لالنتفاض��ات العربي��ة‬ ‫انطالق��ًا م��ن مقدم��ة "نق��د االقتص��اد‬ ‫السياس��ي" مس��تعينًا بم��ا خل��ص إلي��ه‬ ‫مارك��س وه��و أن��ه عن��د مرحل��ة معينة‬ ‫يح��دث تناق��ض بي��ن ق��وى المجتم��ع‬ ‫اإلنتاجي��ة وعالقات اإلنت��اج القائمة التي‬ ‫غالب��اً ما تتح��ول لقوى مدم��رة ومن هنا‬ ‫تبدأ حقبة من الثورة االجتماعية‪.‬‬ ‫وأضاف أن الكت��اب يتركز حول ثالث‬ ‫نقاط ه��ي‪" :‬التنمي��ة المعاقة‪ ،‬الس��مات‬ ‫الخاص��ة بنم��ط اإلنت��اج الرأس��مالي في‬ ‫المنطق��ة‪ ،‬الس��يرورة الثوري��ة طويل��ة‬ ‫األم��د"‪ ،‬موضح��ا أن األش��قر يس��تفيض‬ ‫في ش��رح العالق��ة بين التنمي��ة المعاقة‬ ‫والس��مات الخاص��ة بالنظام الرأس��مالي‬ ‫ف��ي دول االنتفاضات العربية‪ .‬حيث يؤكد‬ ‫أن الش��كل المش��وهة لعالق��ات اإلنت��اج‬ ‫الرأس��مالية في المنطق��ة العربية يعيق‬ ‫عملي��ة التنمي��ة ويجع��ل الق��وة المنتجة‬ ‫تتط��ور بطريقة ال إنس��انية ب��ل تتحول‬ ‫لق��وى مدم��رة مم��ا ي��ؤدي لتفاقم بؤس‬ ‫الشعوب والقوى الكادحة ومن هنا تحدث‬ ‫االنفجارات الثورية‪.‬‬ ‫وف��ي حديث��ه ع��ن المش��اكل‬ ‫االقتصادي��ة ل��دول الربيع العرب��ي‪ ،‬قال‬ ‫األش��قر‪" :‬هن��اك حال��ة ممي��زة لل��دول‬ ‫الت��ي قام��ت به��ا االنتفاض��ات الثوري��ة‪،‬‬

‫وه��ذه الحالة تتمثل ف��ي معدالت التنمية‬ ‫المنخفض��ة ج��دا‪ ،‬وه��ذا االنخف��اض‬ ‫ً‬ ‫ارتباطا ً‬ ‫وثيقا بانخفاض معدالت‬ ‫مرتب��ط‬ ‫االس��تثمار‪ ،‬وكل هذا مرتبط بالسياسات‬ ‫االنفتاحية التي بدأها نظام السادات في‬ ‫مصر‪ ،‬وهي سياسات مبنية على المنطق‬ ‫النيوليبرال��ي ال��ذي يعتب��ر أن القط��اع‬ ‫الخ��اص هو مح��ور النش��اط االقتصادي‬ ‫الرئيس��ي‪ ،‬ونتيج��ة لذل��ك أصبحت هذه‬ ‫ال��دول "دول ريعي��ة"‪ ،‬انخفض��ت به��ا‬ ‫مع��دالت االس��تثمار الع��ام ألن طبيع��ة‬ ‫األنظم��ة القائم��ة والرأس��مالية القائمة‬ ‫متنافية مع مقتضيات التنمية"‪.‬‬ ‫كما يرى أن ش��روط الحال��ة الثورية‬ ‫كم��ا حدده��ا لينين تجمعت بش��كل جلي‬ ‫وبدرج��ات متفاوت��ة ف��ي أغل��ب البل��دان‬ ‫العربي��ة‪ ،‬فق��د اش��تد ب��ؤس الطبق��ات‬ ‫المضطه��دة أكث��ر م��ن المأل��وف‪ ،‬وب��ات‬ ‫مس��تحي ًال عل��ى الطبق��ات الس��ــــائدة‬ ‫االحتفاظ بس��يادتها م��ن دون أي تغيير‪،‬‬ ‫وتعاظم نش��اط الجماهير إلى حد القيام‬ ‫بنش��اط تاريخ��ي مس��تقل‪ ،‬حي��ث اندلع‬ ‫الغضب الش��ــــعبي في البل��دان العربية‬ ‫على غرار انتفاضات الجوع التي ش��هدتها‬ ‫مصر والمغرب وتونس واألردن والجزائر‪.‬‬ ‫أم��ا األمر الذي كان باإلم��كان توقعه‪ ،‬بل‬ ‫كان توقع��ه ش��ائعاً وعاماً منذ س��بعينات‬ ‫الق��رن الماضي‪ ،‬هو أن الحركة األصولية‬ ‫س��تكون أول��ى الق��وى المس��تفيدة م��ن‬ ‫انفج��ار اجتماعي ف��ي المنطق��ة‪ .‬وال بد‬ ‫كذل��ك م��ن تأكي��د دور التكنولوجي��ات‬ ‫الجدي��دة للمعلوم��ات واالتص��االت ف��ي‬ ‫االنتفاضات العربية‪ ،‬حيث جرى استخدام‬ ‫مجم��ل وس��ائل اإلع�لام االجتماعي��ة‬ ‫(فايس��بوك ويوتيوب وتويت��ر) في إقامة‬ ‫الص�لات واالتص��االت والتنس��يق وب��ث‬ ‫المعلومات‪ ،‬ال س��يما أن النس��بة المئوية‬ ‫لمس��تخدمي اإلنترنت ع��ام ‪ 2010‬بلغت‪:‬‬ ‫‪ 2 .27‬ف��ي األردن‪ 55 ،‬في البحرين‪.36 ،‬‬ ‫‪ 8‬ف��ي تونس‪ 2 .30 ،‬ف��ي مصر‪ 49 ،‬في‬ ‫المغرب‪ ،‬و‪ 7 .20‬في سورية‪.‬‬ ‫أم��ا ع��ن وص��ول اإلس�لاميين إل��ى‬ ‫الحك��م في مص��ر وتونس يق��ول كاتبنا‬ ‫وص��ل تجّ��ار "أفي��ون الش��عوب" إل��ى‬ ‫الس��لطة‪ .‬وال ش��كّ أن ذل��ك سيتس��بّب‬ ‫بواق��ع الحال بالح��دّ من التأثي��ر المخدّر‬ ‫لوعوده��م‪ ،‬خاصّ��ة وأنّه��م‪ ،‬خالف��ًا‬ ‫لنظرائهم اإليرانيين‪ ،‬ال يس��تفيدون من‬ ‫أرباح نفطيّة كبيرة تس��مح لهم بش��راء‬ ‫ٍ‬ ‫كبير من ّ‬ ‫السكان‪.‬‬ ‫مؤازرة أو خضوع‬ ‫قسم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫منذ أكثر من ربع قرن‪.‬‬ ‫"أن التط��رّف اإلس�لامي حرك��ة‬ ‫مؤقّتة‪ ،‬انتقالي��ة‪ ،‬لكنّه قد يدوم لثالثين‬ ‫ّ‬ ‫سيظل‬ ‫أو خمسين سنة‪ ،‬لست أدري‪ .‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫يش��كل‪ ،‬حيث ال يكون في السلطة‪ ،‬مثا ًال‬ ‫أعلى‪ ،‬طالما سيبقى هذا الشعور العميق‬ ‫بالكبت وعدم الرضى‪ ،‬الذي يدفع بالناس‬ ‫إل��ى التط��رّف‪ .‬واألم��ر يتط ّل��ب تجرب��ة‬ ‫طويل��ة م��ن الس��يطرة الديني��ة للنف��ور‬ ‫منه��ا‪ :‬فف��ي أوروب��ا‪ ،‬اتّخذ األم��ر وقتًا ال‬

‫بأس ب��ه! وف��ي غض��ون ذلك‪ ،‬س��تبقى‬ ‫المرحل��ة خاضعة لفترة طويلة لس��يطرة‬ ‫المتطرّفين اإلس�لاميين‪ .‬وفي حال واجه‬ ‫نظامٌ إس�لامي متش��دّد معيّن إخفاقات‬ ‫جليّ��ة للغاي��ة‪ ،‬بم��ا فيه��ا على مس��توى‬ ‫الخط��اب الوطن��يّ‪ ،‬وأفض��ى إل��ى نظام‬ ‫اس��تبدادي واضح‪ ،‬قد يحم��ل ذلك الكثير‬ ‫م��ن الناس للتوجّه نحو ٍّ‬ ‫ح��ل بديل يدين‬ ‫تلك الش��وائب‪ .‬لكن األم��ر يتط ّلب ًّ‬ ‫حال ذو‬ ‫مصداقيّة‪ ،‬مثيراً للحماس��ة ِّ‬ ‫ومحفزاً‪ ،‬ولن‬ ‫يكون ذلك باألمر السهل"‪.‬‬ ‫وع��ن عالق��ة اإلخ��وان بالوالي��ات‬ ‫المتحدة األمريكية ولو بالواسطة‪ ،‬يذكرنا‬ ‫األش��قر ب��أن حرك��ة اإلخوان المس��لمين‬ ‫منذ نش��أتها في العشرينيات‪ ،‬وهي على‬ ‫عالق��ة بالمملك��ة العربي��ة الس��عودية‪،‬‬ ‫فالس��عودية ه��ي الت��ي احتضنته��م في‬ ‫العهد الناصري‪ ،‬حيث كانت تس��تخدمهم‬ ‫بمعاون��ة األمري��كان لمحارب��ة الناصرية‬ ‫والتقدمي��ة والش��يوعية‪ .‬انته��ت ه��ذه‬ ‫العالق��ة ف��ي التس��عينيات عندما رفض‬ ‫اإلخ��وان دع��م التدخ��ل األمريك��ي ف��ي‬ ‫الس��عودية والع��راق‪ ،‬وهن��ا قطع��ت‬ ‫السعودية التمويل والمس��اعدة‪ ،‬وعندما‬ ‫ج��اء األمي��ر الجدي��د إل��ى الس��لطة ف��ي‬ ‫قطر "اش��ترى اإلخ��وان"‪ ،‬وكان ليوس��ف‬ ‫القرضاوي دور محوري في ذلك‪ ،‬بل كان‬ ‫حلقة الوصل بين اإلخوان وأمير قطر‪ .‬أما‬ ‫عن تأثير قطر على ثورات الربيع العربي‪،‬‬ ‫فواضح جدا أن هذا التأثير يأتي من خالل‬ ‫أداتين هما "قناة الجزيرة واإلخوان"‪ ،‬ومن‬ ‫خاللهم��ا لعبت إمارة قط��ر دورًا أكبر من‬ ‫حجمها بكثير‪ ،‬واس��تغلت ه��ذا الدور في‬ ‫خدمة السياسة األمريكية‪ ،‬التي بنت أكبر‬ ‫قاعدة عسكرية لها في قطر‪.‬‬ ‫وع��ن فش��ل المعارض��ة المصري��ة‬ ‫ف��ي الوق��وف ف��ي وج��ه اإلخ��وان الذين‬ ‫فش��لوا في إدارة الدولة في مصر يقول‪:‬‬ ‫أن��ه ال خ��روج م��ن المعمع��ة الثورية في‬ ‫مص��ر‪ ،‬دون الوص��ول إلى حل��ول جذرية‬ ‫للقضايا االقتصادي��ة واالجتماعية‪ ،‬ورأى‬ ‫أيض��اً أن هن��اك نقصًا اس��تراتيجيًا لدى‬ ‫الحركة التقدمية المصرية قام على عدم‬ ‫تش��خيص المشكلة الرئيسية التي يراها‬ ‫"اجتماعية"‪.‬‬ ‫أم��ا عن الث��ورة الس��ورية ودوافعها‬ ‫االقتصادية‪ ،‬فيش��ير األش��قر إلى تحالف‬ ‫رأس الم��ال م��ع الس��لطة األمني��ة منه��ا‬ ‫ً‬ ‫خاص��ة‪ ،‬فق��د اس��تطاع رؤس��اء األجهزة‬ ‫العس��كرية واألمنية اإلثراء إثراء فاحش��ًا‬ ‫وحققوا ثروات طائلة كش��ركاء إلزاميين‬ ‫لبورجوازية الس��وق‪ ،‬وذهب الجزء األكبر‬ ‫م��ن اإلث��راء إل��ى العش��يرة العائلية آلل‬ ‫األس��د وش��ركائهم‪ ،‬م��ا يبيّ��ن كي��ف أن‬ ‫األس��رة الحاكم��ة أصبح��ت تض��م أغنى‬ ‫رج��ال البل��د‪ ،‬إال وهو رام��ي مخلوف ابن‬ ‫ش��قيق زوجة حافظ األسد‪ ،‬وتقدر ثروته‬ ‫الش��خصية بس��تة باليي��ن دوالر‪ .‬ف��ي‬ ‫المقاب��ل استش��رى الفق��ر والبطالة في‬ ‫األرياف‪ ،‬وأصبح ‪ 30‬في المئة من السكان‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫د‪ .‬جلبري الأ�شقر‪" :‬ال�شعب يريد"‬ ‫بحث جذري يف االنتفا�ضة العربية‬

‫‪15‬‬


‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫مالحظات وت�سا�ؤالت بر�سم الإي�ضاح‬ ‫من االئتالف الوطني‬ ‫إن الحرية التي دفع مئات اآلالف من شبابنا ونسائنا‬ ‫وأطفالن��ا دمائهم وأرواحهم ثمن��اً لتحقيقها وبناء دولة‬ ‫العدال��ة والديمقراطي��ة والقانون تتطلب المس��ؤولية‬ ‫والشفافية والصراحة من قبل من يدعون تمثيلها‪.‬‬ ‫وهن��ا يأت��ي دور اإلعالم ف��ي تس��ليط الضوء على‬ ‫نش��اطات وجهود المعارض��ة الخارجية وم��دى فائدتها‬ ‫لدعم الثورة والثوار وعلى األخطاء التي يرتكبها البعض‬ ‫وأثرها على مسيرة الثورة‪ ،‬وإبراز أراء المواطنين حولها‪،‬‬ ‫وانطالقاً م��ن حرص جريدتنا على إظه��ار الحقائق فقد‬ ‫وردت لجري��دة س��وريتنا من��ذ فت��رة ليس��ت بالطويلة‬ ‫مجموعة م��ن التس��اؤالت واالتهامات موجه��ة لوحدة‬ ‫تنس��يق الدعم التابعة لالئت�لاف الوطني‪ ،‬تخص عملها‬ ‫وآلية توزيع الدعم وغيره من التفاصيل المالية‪.‬‬ ‫ه��ذه األس��ئلة واالستفس��ارات مبنية أساس��اً على‬ ‫البيانات المالية والبيانات األخرى التي أصدرتها الوحدة‪،‬‬ ‫والمنش��ورة على صفحتها‪ ،‬وهي من حق كل سوري من‬ ‫أج��ل أن يع��رف تماماً م��اذا يحدث‪ ،‬وأي��ن تذهب أموال‬ ‫المساعدات المقدمة للشعب السوري‪.‬‬ ‫ونحن من ه��ذا المنطلق نرى بأن االئتالف مطالب‬ ‫باإلجابة على األسئلة واالستفسارات‪.‬‬ ‫حاولن��ا كثي��راً التواص��ل واالتصال ببع��ض أعضاء‬ ‫االتئ�لاف وبع��ض الموظفي��ن بوح��دة تنس��يق الدعم‬ ‫للحص��ول على إجابات إال أن الجميع تهرب من اإلجابات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أساس��ا على رسائلنا‬ ‫باإلضافة المتناع الكثيرين من الرد‬ ‫وإيميالتنا‪.‬‬ ‫وقد أخذنا بعين االعتبار احتمال عدم امتالكهم ألي‬ ‫معلومات تجيب عن تس��اؤالتنا‪ .‬أو أنهم مش��غولون بما‬ ‫هو أهم من هذه التساؤالت‪.‬‬ ‫فع ًال س��حبنا الم��ادة التي كان من المزمع نش��رها‬ ‫ف��ي العدد الماض��ي‪ ،‬واعتبرنا أن االته��ام ربما ال يتمتع‬

‫بالحرفية المطلوبة وقررنا التعامل بحسن النوايا‪ ،‬وذلك‬ ‫إلى حين تواصلنا بالشخص الديناميكي في الوحدة وهو‬ ‫الس��يد أنور بنود‪ ،‬والذي أرس��ل لنا صدي��ق من الداخل‬ ‫حس��اب الس��كايب الخاص به ورقم هاتفه إلجراء مقابلة‬ ‫به��دف توضيح مجموعة التس��اؤالت التي كنا بصددها‪.‬‬ ‫مع العلم بأننا حاولنا س��ابقاً التواصل مع السيدة سهير‬ ‫األتاسي‪ ،‬وألس��باب غير معروفة‪ ،‬ربما ضغط االتصاالت‬ ‫واإليميالت لديها‪ ،‬لم نحصل على أية إجابة منها‪ ،‬لذلك‬ ‫ت��م االقت��راح بالتواصل مع الس��يد أنور‪ .‬لك��ن لآلن لم‬ ‫يأتنا أي رد من طرف الس��يد أنور أو غيره‪ ،‬رغم اتصاالتنا‬ ‫المتكررة له‪.‬‬ ‫لم نعلم ما هي األس��باب التي منعت السيد أنور أو‬ ‫الس��يدة س��هير أو غيرهم في وحدة تنس��يق الدعم من‬ ‫الرد‪ ،‬مع العل��م بوجود صعوبة في التواصل مع الوحدة‪،‬‬ ‫أو حت��ى اس��تحالتها‪ .‬ف�لا يوجد لهم أي وس��يلة اتصال‬ ‫س��وى صفحة الوح��دة على الفيس ب��وك‪ ،‬أو صفحاتهم‬ ‫الشخصية والتي ال يردون عليها‪.‬‬ ‫نح��ن نش��كر جهوده��م ألننا عل��ى يقي��ن بأنهم‬ ‫يعملون في مناح ال علم لنا به‪ ،‬ويقدمون اإلغاثة لمناطق‬ ‫قد ال نعرفها‪ ،‬لكننا نتمنى عليهم بأن ال يتكلموا باس��م‬ ‫الشعب الس��وري المنكوب في الداخل ككل جمعي‪ ،‬وأال‬ ‫يحملونا عبء المس��اعدات التي لم نرى منها شيئاً‪ ،‬وأن‬ ‫يتركوا لنا الحديث عن أنفس��نا وعن العمل على األرض‪،‬‬ ‫فنحن تعبنا من الذين يتحدثون باسمنا‪.‬‬ ‫وهذا أم��ر واقع وحقيقي‪ ،‬وما نتس��اءل عنه هو حق‬ ‫لنا ولكل الس��وريين في الداخل السوري‪ ،‬كما في الخارج‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫وفي ذات الوقت‪ ،‬تضطر س��وريتنا لنش��ر األس��ئلة‬ ‫واالستفس��ارات الت��ي وردتها كم��ا ه��ي‪ ،‬دون التدخل‬ ‫بصيغتها واالتهام��ات الواردة فيه��ا‪ ،‬واالئتالف ووحدة‬ ‫تنس��يق الدعم مطالبين حكماً باإليض��اح وإزالة اللبس‬

‫ع��ن كل م��ا يحي��ط بعمله��م‪ ،‬وأن يكون��و واضحي��ن‬ ‫وشفافين مع السوريين بكل شيء‪.‬‬ ‫ونحتفظ بأس��ئلتنا واستفس��اراتنا في حال (تكرّم)‬ ‫أحد أعضاء وحدة تنسيق الدعم باإلجابة عليها يوماً ما‪.‬‬ ‫واليكم المالحظات كما وصلتنا‪..‬‬ ‫خ��رج علين��ا اليوم االئت�لاف الوطن��ي بمجموعة‬ ‫بيانات ولكم بعض مالحظاتنا عليها‪:‬‬ ‫أيعق��ل أن نكون فقط متلقي��ن لبياناتكم ونحن‬ ‫نفتق��ر ألي رق��م هات��ف أو س��كايب أو حت��ى إيمي��ل‬ ‫للتواص��ل معك��م‪ ،‬نحن مواطن��و الداخل لس��بب من‬ ‫األس��باب‪ ،‬علم��اً أن التأكي��دات من الخ��ارج تقول بأن‬ ‫حالهم ليس أفضل من حالنا حيث زار مقرهم السري‬ ‫أكثر من وفد لمقابلة السيدة سهير األتاسي مسؤولة‬ ‫وح��دة التنس��يق والدعم‪ ،‬ومنه��م الوف��د الطبي من‬ ‫الرقة حول موضوع غس��يل الكل��ى‪ ،‬علما أن محافظة‬ ‫الرقة تم صرف أكبر المبالغ لها‪.‬‬ ‫أي أن��ه يتوج��ب على الس��يدة أتاس��ي االهتمام‬ ‫بوفد من أهم المدن التي تم صرف الدعم لها وكانت‬ ‫فرص��ة لها لك��ي تتأكد ممن ه��م بالداخل الس��وري‬ ‫عن فريقها‪ ،‬وتراقب ع��ن كثب عمله‪ ،‬وأال تكتفي بما‬ ‫يقدمونه هم من تقارير لها‪.‬‬ ‫‪ - 1‬اس��تلمت منظمة مرام في أطمة مبلغ وقدره‬ ‫‪ 168.000‬ألف دوالر لمطبخ ومدرس��ة وإنارة المخيم‪.‬‬ ‫ه��ل ه��ي المنظم��ة الوحيدة ف��ي أطم��ة أم أن هذه‬ ‫المنظمة مرشحة من قبل أحد ممثلي االئتالف‪ ،‬وهل‬ ‫نفذ المطلوب منها كما يجب؟‬ ‫‪ - 2‬صرف مليون يورو لش��راء ش��احنات إليصال‬ ‫م��واد اإلغاثة إلى الح��دود‪ ،‬أليس المف��روض من أي‬ ‫جهة بائعة لمواد اإلغاثة أن تس��لمكم موادكم لداخل‬ ‫المعاب��ر الس��ورية وخصوص��ا أنكم تش��ترون بمبالغ‬


‫شاميرام‪ .‬م‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬

‫تصوّروا‪..‬‬ ‫ثالث نس��وة فقط في " ائتالف " يدّعي‬ ‫أنه يم ّثل الش��عب الس��وري‪ ،‬وقبله " مجلس‬ ‫" يهميّ��ن عليهم��ا الفئويّ��ون الذكوريّ��ون‬ ‫الظالميّ��ون يميناً‪ّ ،‬‬ ‫غطى جُب��ن العلمانيين‬ ‫وارتزاقهم فيهما‪ ،‬على سوءاتهم مجتمعة!!‬ ‫أي��ن كنت أنت يا " ش��قفة " ويا " س��الم‬ ‫_ مُلهم " عندما واجهت النس��وة والشّابّات‬ ‫ّ‬ ‫ب��كل ش��رئحهن االجتماعيّ��ة‬ ‫الس��وريّات‬ ‫والثقافيّ��ة والعُمريّ��ة‪ ،‬الرص��اص الح��ي‬ ‫والدبّاب��ات‪ ،‬في المظاهرات الش��عبيّة التي‬ ‫ّ‬ ‫نظمنه��ا بمفرده��نّ أحيان��ًا‪ ،‬وش��اركن في‬ ‫معظمها‪ ،‬واعتقلنَ وسُ��حلنَ وجرى تعذيب‬ ‫بعضه��نّ حتّى الم��وت‪ ،‬مثلما نش��طن في‬ ‫أعمال اإلغاثة‪ ،‬والسّ��لم األهلي‪ ،‬وفي إعالم‬ ‫الثورة‪ّ ،‬‬ ‫وكل أنشطتها وفعاليّاتها األخرى؟!!‬ ‫أين كنتم عندما هدر صوت الحُرّة ابنة‬ ‫األح��رار " منته��ى األط��رش " مدوّيًّا‪ ،‬ومن‬ ‫داخل س��وريا ؛ تحت��جّ على اعتق��ال أطفال‬ ‫درعا األبيّة ؛ ليت��ردّد صداه عالياً‪ ،‬في أنحاء‬ ‫الم��دن والق��رى الس��وريّة ك ّله��ا‪ ،‬ولتتبعها‬ ‫قواف��ل م��ن الثائ��رات عل��ى درب الحريّ��ة‬ ‫الطويل الدامي هذا؟!‬ ‫ً‬ ‫السياس��ة ش��أن " رجال��ي " أيض��ا‪ ،‬في‬ ‫سوريا والعالم العربي‪ ،‬يدّعون أنه بعيد عن‬ ‫اهتمامات النس��اء ؛ مع أن تأثيرات السياس��ة‬ ‫ومفاعيله��ا‪ ،‬ف��ي القواني��ن والتش��ريعات‬ ‫ومناحي الحياة ك ّلها‪ ،‬تطال المرأة حتّى وهي‬ ‫داخل منزلها‪ ،‬وفي الشارع‪ ،‬ومواقع التحصيل‬ ‫العلم��ي‪ ،‬والعم��ل ف��ي األرض والزراعة‪ ،‬أو‬

‫المصن��ع‪ ،‬أو الوظيفة الحكوميّ��ة والخاصّة‬ ‫؛ فمن أق��در على الم��رأة المناضلة المؤمنة‬ ‫بقضية الم��رأة وبالحريّ��ات والحقوق ك ّلها‪،‬‬ ‫وم��ن المتع ّلم��ات منهنّ بدرج��ة أولى‪ ،‬على‬ ‫حمل هم��وم الم��رأة وقضاياه��ا‪ ،‬وإنصافها‬ ‫في تلك القوانين والتش��ريعات أوّ ً‬ ‫ال ؛ وكيف‬ ‫س��يتمّ كل هذا‪ ،‬في ظل التغييب القس��ري‬ ‫للمرأة الناشطة‪ ،‬عن مواقع صنع القرار اآلن‪،‬‬ ‫وإمكانيّة التأثير فيه الحقاً؟!!‬ ‫و ه��ل م��ن أج��ل " لحاك��م "‪ ،‬خرج��تْ‬ ‫النس��وة الس��وريّات وقبلهنّ العربيّات في‬ ‫تون��س‪ ،‬ومص��ر‪ ،‬وليبيا واليم��ن والبحرين‪،‬‬ ‫كل ما فعلن مث ً‬ ‫ع��ن صمتهن ؛ وفعلنَ ّ‬ ‫ال ؛ أم‬ ‫خرجن مدفوع��ات بهاجس الحريّة والكرامة‬ ‫والعدالة االجتماعيّة والمواطنة المتساوية‪..‬‬ ‫ال��خ ؛ ش��أنهنّ في ذل��ك ش��أن الثائرين من‬ ‫أش��قائهنّ م��ن الرج��ال والش��باب ؛ حتّ��ى‬ ‫وإن منعه��نّ نق��ص تعليمه��نّ‪ ،‬أو ضع��ف‬ ‫مس��تواهنّ الفكري والسياسي‪ ،‬في التعبير‬ ‫عن ّ‬ ‫كل هذه المطالب صراحة أحياناً؟!!‬ ‫على ّ‬ ‫كل حال‪..‬‬ ‫الحق��وق تُؤخَ��ذ وال تُمنَ��ح ؛ والع��ار‬ ‫ليس عليك��م‪ ،‬بل على نس��وة و" علمانيين‬ ‫" قبلوا أن يُختَزل صم��ود وتضحيات المرأة‬ ‫السوريّة ك ّله‪ ،‬في شخوصهم " العظيمة "‪..‬‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫الع��ار لي��س عليك��م‪ ،‬ب��ل عل��ى م��ن‬ ‫سيصمتُ على عاركم بعد اليوم‪..‬‬ ‫ه��ذه ليس��ت أوّل خيباتن��ا بك��م‪ ..‬وال‬ ‫آخرها‪.‬‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫ائتالفات وجمال�س معار�ضات‬ ‫و�أحزاب �سوريّة‪..‬‬ ‫لل ّرجال فقط!!‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫طائلة تتضمن أجور الشحن؟‬ ‫‪ - 3‬شراء خمس سيارات مصفحة ببند قيمته ‪ 2.5‬مليون‬ ‫يورو!! ألستم من أبناء هذا الشعب أم أنكم تنون زيارة داريا أو‬ ‫بابا عمرو أو درعا البلد؟؟ أوليس ترميم األسقف المهدمة في‬ ‫المناطق المحررة أولى وأحق من هذه السيارات المصفحة؟‬ ‫‪ - 4‬ت��م تخصي��ص مبل��غ ‪ 200.000‬أل��ف ي��ورو لمكتب‬ ‫الط��وارئ لديك��م‪ ،‬ما هو هذا المكتب وأين اش��تهرت أعماله؟‬ ‫وهل مكتب الطوارئ يكون س��ري مثل باق��ي مكاتبكم؟ وإن‬ ‫حصل معنا أمر طارئ فكيف نتواصل معه؟ ومن يحدد ما هي‬ ‫األمور الطارئة من غيرها؟‬ ‫‪ - 5‬صرفت مبالغ طائلة لتنظيم المعابر من دول أوربية‪،‬‬ ‫أليس��ت الدول المانحة هي من ينظم ه��ذه المعابر؟ أم أنهم‬ ‫يتعامل��ون مع م��واد اإلغاثة على أنها م��واد للتجارة ويفرض‬ ‫عليها الرسوم الجمركية من الدولة المانحة؟‬ ‫‪ - 6‬ت��م ص��رف مبل��غ ‪ 30.000‬أل��ف ي��ورو ما يع��ادل ‪5‬‬ ‫مليون ليرة سورية للس��وريين المتضررين بالريحانية‪ ،‬لكن‬ ‫بحثنا كثيراً ولم نس��مع من أي س��وري بالمدينة المذكورة أن‬ ‫فريقك��م قدّم لو كلمة طيب��ة أو زار المدينة أو تحدث مع أي‬ ‫من المتضررين؟‬ ‫‪ - 7‬ه��ل من المعقول أن تصل بكم الوقاحة أن تلصقوا‬ ‫بالش��هيد ثائر وقاص ‪ 4400‬علبة حليب‪ ،‬بأنه اس��تلمهم؟ مع‬ ‫العل��م أن ثائ��ر وقاص استش��هد قب��ل أن يبدأ مكت��ب الدعم‬ ‫لديكم بالعمل بشهر على األقل؟؟‬ ‫‪ - 8‬أن أكثر البنود المذكورة هي الطحين‪ ،‬نسألكم باهلل‪،‬‬ ‫كيف تكون مستودعاتكم في أكبر تجمع تجاري لبيع الطحين؟‬ ‫‪ - 9‬ه��ل تأكدت��م من ممثليك��م خارج مكاتبك��م؟ أم أن‬ ‫العم��ل على مب��دأ المحس��وبيات؟ ألن هناك الكثي��ر من بين‬ ‫ممثليكم لهم صيت كبير باللصوصية أو أنهم كانوا بال عمل‬ ‫قبل الثورة‪ ،‬وأصبح العمل معكم هو مصدر رزقهم وثرائهم؟‬ ‫‪ - 10‬ذكرت��م ببيانك��م فريق مخت��ص بالمخيمات‪ ،‬هل‬ ‫يتواج��د هذا الفريق بالمخيم��ات أم أنه يكتفي باالتصال عبر‬ ‫سكايب أو زيارة شهرية‪ ،‬وكيف يمكن التواصل معهم؟‬ ‫‪ - 11‬تبرع��ت قط��ر ب ‪ 100‬مليون دوالر اس��تلمتم منها‬ ‫‪ 10‬ملي��ون وتؤك��دون أنها قي��د الصرف‪ ،‬ولم تس��تلموا باقي‬ ‫الدفع��ات؟ ألي��س م��ن المف��روض أن تصرف��وا ه��ذا المبلغ‬ ‫خصوصاً أن دراس��اتكم وقوائمكم جاهزة كي تستلموا باقي‬ ‫المبلغ‪ ،‬أو حتى أن تبدأوا بتقديم المساعدات من هذه الدفعة‬ ‫لمن يستحقها؟‬ ‫‪ – 12‬أح��د البن��ود مس��اعدات لطرط��وس بم��ا يف��وق‬ ‫الملي��ون دوالر‪ ،‬وبحثن��ا كثي��راً بين النازحي��ن في طرطوس‬ ‫عن أحد اس��تلم معونة‪ ،‬ووجدنا بأنهم يعيش��ون بما يتصدق‬ ‫عليهم أهل طرطوس‪ ،‬فهل هذه المس��اعدات لجزيرة أرواد!!‬ ‫مساعدات لمنطقة تحت سيطرة النظام أي ليست محاصرة!!‪..‬‬ ‫‪ - 13‬مليونان ونصف لعش��ر مخاب��ز ومطاحن هل هذه‬ ‫المش��اريع بس��وريا به��ذه االس��تراتيجية وطريق��ة العم��ل؟‬ ‫وتشغيلها لمدة ‪ 12‬شهر؟‬ ‫‪ - 14‬ملي��ون دوالر ش��راء خدمات من أمي��ركا!! هل هذه‬ ‫الخدم��ات تش��به خدمات األمري��كان بالع��راق وبيعهم أجهزة‬ ‫كش��ف ك��رات الغول��ف عل��ى أنه��ا أجهزة كش��ف ع��ن المواد‬ ‫المتفجرة!! أم هي رسوم لشيء آخر؟؟‬ ‫‪ - 15‬االتفاق مع فرنسا وايطاليا وبريطانيا بعقود تتجاوز‬ ‫ال ‪ 50‬مليون يورو لضبط الش��رطة والمعابر والمحاكم‪ ،‬هل‬ ‫تم استشارة الضباط المنش��قين بتركيا وتأمين فرص عمل‬ ‫له��م؟؟ أو القض��اة والمحامي��ن المنش��قين عن نظام األس��د‬ ‫والذين ينتظرون س��قوط النظام ليبدأوا بخدمة بلدهم‪ ،‬بدل‬ ‫االس��تعانة وتوظيف أش��خاص ضم��ن محس��وبيات ومصالح‬ ‫مش��تركة وأجندات سياسية خارجية ال نعلم مدى توافقها مع‬ ‫مصلحة سوريا الحرة؟‬ ‫‪ – 16‬نعلم جميعاً كس��وريين مدى الكف��اءات المتواجدة‬ ‫في مختلف دول العالم لس��وريين أدهش��وا ال��دول المضيفة‬ ‫لهم بمدى إتقانهم لعملهم بش��تى المجاالت‪ ،‬وهم ينتظرون‬ ‫الفرصة تل��و الفرصة لخدمة س��وريا ضم��ن اختصاصاتهم‪،‬‬ ‫أليس األولى بكم البحث عن هذه الكفاءات واالس��تفادة منها‬ ‫إلعادة اإلعمار وبناء س��وريا التي نريد جميعاً بدل االس��تعانة‬ ‫بأش��خاص ذوي خبرات محدودة غالباً ما يفشلون بالكثير من‬ ‫المهام ودائماً تجدون المبرر لهم؟‬ ‫نطال��ب االئت�لاف بأجوب��ة محق��ة وصادقة تلي��ق بدماء‬ ‫الش��هداء وتضحيات األبن��اء ولما خرجنا من أجل��ه‪ ،‬وإن كنتم‬ ‫خارج س��وريا‪ ،‬فأنت��م ونحن جميع��اً تحت طائلة المس��ؤولية‬ ‫والمحاسبة‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫كاريكاتير ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫ثورة كرامة �أم ثورة مهانة؟‬ ‫سعاد يوسف‬ ‫"الش��عب الس��وري ما بينذل"‪ ..‬الهتاف األول‬ ‫وال��ذي انطل��ق ما قب��ل بداية الثورة الس��ورية‪،‬‬ ‫في حادثة "الحريقة" في ‪ 17‬شباط ‪ ،2011‬حين‬ ‫تظاه��ر مئات الس��وريون احتجاجاً عل��ى اعتداء‬ ‫عدة عناصر شرطة على أحد المواطنين‪ ،‬لتتحول‬ ‫تلك العبارة بعد ذلك إلى أحد أهم هتافات الثورة‬ ‫والتي يطلق عليها الكثيرون "ثورة الكرامة"‪ .‬إال‬ ‫أن الهتاف والذي طالما س��معناه في المظاهرات‬ ‫ل��م تع��د له نف��س األهمي��ة الي��وم م��ع تراجع‬ ‫مظاهر الحراك الثوري الس��لمي بشكل ملحوظ‬ ‫أمام عنف العمليات العسكرية‪.‬‬ ‫فهل أعادت الثورة السورية فع ً‬ ‫ال للسوريين‬ ‫كرامتهم التي امتهنها النظام الس��وري وأجهزة‬ ‫أمن��ه ومخابرات��ه عل��ى م��دى أربعة عق��ود؟ أم‬ ‫أنه��ا زادت من معاناتهم ومآس��يهم في س��بيل‬ ‫الوصول لحياة كريمة؟‬ ‫أب��و خالد‪ ،‬أب لثالثة أطف��ال‪ ،‬نزح مع عائلته‬ ‫من قرية "س��قبا" في الغوطة الشرقية منذ عدة‬ ‫أش��هر هربَا من القصف العنيف ليس��تقروا في‬ ‫غرفة صغي��رة وس��ط العاصمة دمش��ق‪ .‬حاول‬ ‫أبو خال��د جاه��داً الحصول على عم��ل يقيه ذل‬ ‫طل��ب النق��ود كي يتمك��ن م��ن إعال��ة عائلته‪،‬‬

‫وبع��د مدة ليس��ت بالقصيرة اس��تطاع أن يعمل‬ ‫أجي��راً في دكان‪ ،‬بمرتب يبلغ ‪ 300‬ليرة س��ورية‬ ‫في الي��وم (أي ما يعادل دوالري��ن فقط)‪ .‬يقول‬ ‫أب��و خالد الي��وم إنه يفض��ل الموت ألن��ه بذلك‬ ‫س��يريح عائلت��ه‪ ،‬على ح��د قول��ه‪" .‬عندما أنظر‬ ‫في عيون أوالدي أتمنى الموت ألني لس��ت قادراً‬ ‫على تأمين حياة كريمة لهم‪ .‬نحن نعيش اليوم‬ ‫عل��ى اإلعانات‪ ،‬وحت��ى أجرة الغرف��ة والتي تبلغ‬ ‫عش��رة آالف ليرة س��ورية في الش��هر‪ ،‬أنا عاجز‬ ‫عن تأمينها‪ .‬أش��عر باليأس عندما أرى الكثيرين‬ ‫حول��ي يعمل��ون وأن��ا ال ق��درة ل��ي عل��ى الفوز‬ ‫بوظيف��ة تقيني "الش��حادة"‪ .‬أعان��ي مؤخراً من‬ ‫آالم في مفصل قدمي‪ ،‬وتراودني أحيان ًا أمنيات‬ ‫لو أنها تقطع‪ ،‬عندها ستكون "شحادتي" للنقود‬ ‫مب��ررة‪ ،‬ولن أضطر ألن أش��يح بوجه��ي متجبن ًا‬ ‫النظر في وجوه أوالدي وزوجتي‪".‬‬ ‫أم��ا م��رام وهي طالب��ة جامعية فت��رى بأن‬ ‫ال��ذل الذي يعانيه الس��وريون اليوم هو أضعاف‬ ‫ما كان عليه في الس��نين الماضي��ة‪" .‬حتى هذه‬ ‫اللحظ��ة إن رأينا رجل أمن يعتدي على ش��خص‬ ‫ما في الطريق نقف متفرجين دون أن يكون ألي‬ ‫منا القدرة على التدخ��ل‪ .‬لم تتغلب الثورة حتى‬ ‫اليوم على هذا الخوف القابع داخلنا منذ عشرات‬

‫السنين وال أظن أن ش��يئًا يمكن له التغلب على‬ ‫الخ��وف‪ ،‬طالم��ا ال ت��زال األجه��زة األمني��ة هي‬ ‫المتحكم��ة بحياتن��ا ف��ي كل لحظ��ة"‪ .‬وتضيف‬ ‫م��رام ب��أن كل الس��وريين اليوم يعان��ون الذل‬ ‫في الطرقات وعلى الحواج��ز‪ ،‬وأن الحياة تصبح‬ ‫أصع��ب يوم ًا بعد يوم‪ ،‬وحتى خيار الس��فر ليس‬ ‫بأفضل الخيارات المتاح��ة‪ .‬انتهاء الوضع الحالي‬ ‫في رأيها هو أفضل ما يمكن أن يحدث كي يتيح‬ ‫للسوريين البحث عن سبل أكثر كرامة لحياتهم‪.‬‬ ‫رغم التحول الكبير في حياة السوريين على‬ ‫مدى العامين األخيرين‪ ،‬وكس��رهم لحواجز من‬ ‫الخ��وف والصمت ص��ارت جزءاً م��ن حياتهم منذ‬ ‫اس��تلم ح��زب البع��ث الس��لطة‪ ،‬إال أن الكثيرين‬ ‫منه��م يتس��اءلون الي��وم عن جدوى م��ا يحدث‪،‬‬ ‫فه��م يعان��ون ش��تى صن��وف القهر وال��ذل في‬ ‫س��بيل تأمين لقمة عيش��هم‪ .‬من ارتفاع أسعار‬ ‫الم��واد الغذائية‪ ،‬إلى صعوبة تأمين المحروقات‪،‬‬ ‫وانقط��اع التيار الكهربائي المس��تمر عن الكثير‬ ‫من المناطق‪ .‬مع ذلك‪ ،‬معظمهم على يقين بأن‬ ‫األمور س��تتجه لألفض��ل حال س��قوط النظام‪،‬‬ ‫وذلك بعيداً عن التفكير في البديل المنتظر بعد‬ ‫هذا السقوط‪.‬‬


‫كثري من �شواهد‪ ..‬لي�ست للتداول‬ ‫�شواهد احلرية‬

‫تتلون الش��واهد تباع��ًا أخضر أحمر أس��ود‪ ،‬تلك‬ ‫أل��وان الحرية‪ ،‬تل��ك ألوان تدفع اآلخر لقتل الس��وري‬ ‫بدم بارد دون تردد باسم ملهاة تدعى حربًا دينية‪..‬‬ ‫كثير من ش��واهد على الموت السوري‪ ،‬في داريا‬ ‫وس��راقب أيضًا حيث تلف أغصان الزيتون الشهيد تلو‬ ‫الشهيد‪ ،‬يا ترى هل بقي زيتون لمن يرحل؟‪.‬‬

‫�شواهد القهر ال�سوري‬

‫حتى لو عددتهم هنا هل يكفي؟ منذ أس��بوعين‬ ‫أرغب بالكتابة عنهم‪ ،‬وهل تس��عفهم الكلمات؟ وهل‬ ‫يع��ودون؟ أرق��ب الش��اهدة تل��و األخرى‪ ،‬االس��م تلو‬ ‫االس��م‪ ،‬تكاد روحي تندث��ر لفكرة أن يك��ون أحدهم‬ ‫أنتَ‪.‬‬ ‫أق��رر بعد حين أن أكتب عنهم لكَ‪ ..‬في حالة من‬ ‫عجز تام‪.‬‬ ‫أن��ا في المغترب "الوطن البديل"أنت في س��وريا‬ ‫"وطن"‪.‬‬ ‫أن��ا الت��ي ال تع��رف من لون الدم س��وى شاش��ة‬ ‫الكتروني��ة صامتة تنخ��ر عميقا في روح��ي وتدميها‬ ‫وأنت م��ن تدفن الصدي��ق تلو الصدي��ق‪ .‬وتودع األخ‬ ‫واب��ن الع��م وم��ن يرحل‪ ،‬أن��ت ال��ذي ش��اهدت جاراً‬ ‫ألحدهم يفقد س��اقه من س��ندها بقذيف��ة على قيد‬ ‫خطوة‪ .‬كان يمكن لهذه الساق أن تكون ساقك أيضًا‪.‬‬ ‫أن��ا أقراُ القهر في مق��ال‪ .‬وأنت تتعرض كل يوم‬ ‫أللف قه��ر وقهر‪ ،‬حواجز القهر اليومية التي تعيش��ها‬ ‫وترويها لدى كل صباح معلنُا بدء الحياة المؤجلة‪.‬‬

‫أن��ا انطوي ببرود ال أس��أل عن أح��د‪ ،‬ال أتواصل‪،‬‬ ‫ال أريد أن أس��عد أحداً‪ .‬وال أن أس��اعد أحداً‪ ،‬أنزوي في‬ ‫أناي‪ ،‬ال أقول صباح الخير لس��واك‪ ،‬كما الشهيد عاجز‬ ‫أيض��ًا "كل ما تريده هو لفت��ة صباحية أو لحظة تعيد‬ ‫الحلم لواقعه"‪.‬‬ ‫ال أعلم ما يعني أن تفقد كل شيء‪ .‬أنا من لديها‬ ‫كل شيء وقلبك‪.‬‬ ‫ال أعرف ما يعني أن تش��تاق لزاوية من منزل لم‬ ‫يع��د موجوداً‪ .‬أنا الهاربة م��ن جميع األمكنة في زقاق‬ ‫الكلمة‪.‬‬ ‫ال أعل��م كيف يكون قهر البش��ر وه��م يحاولون‬ ‫العي��ش لمام��اً دون أمل دون صباح دون مس��اء‪ .‬دون‬ ‫الحرية‪.‬‬ ‫أنا ش��اهد على القهر الس��وري أنا لس��ت بشاهد‬ ‫عيان‪ ،‬لكنني س��أطلب من��ك يوم توارين��ي الثرى أن‬ ‫تكت��ب عل��ى قب��ري قد عاش��ت عل��ى هام��ش القهر‬ ‫وأحيتني معها‪" .‬إذا استطعنا للحياة سبيال"‪..‬‬

‫�شاهدة على قلب‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫نلتقي‪ ،‬بينن��ا الكثير من التعب والكثير أيضاً من‬ ‫حنين‪ ،‬نتح��دث عن ش��واهد القبور‪ ،‬القاب��ون‪ ،‬داريا‪،‬‬ ‫البيضا‪ ،‬سراقب‪ ،‬القصير‪ ،‬الكثير من الشواهد هناك‪.‬‬ ‫بعض األجساد ال تزال دون شاهدة‪ .‬ممدة على حواف‬ ‫الطرق تنظر مطو ًال في قلب السماء‪،‬‬ ‫ال ب��د أن عيونه��م جميع��اً م�لأى بالس��ماء‪ ،‬هم‬ ‫يحدق��ون بها وهي تقت��رب كل لحظة أكث��ر بانتظار‬ ‫الرقاد األخير والشاهدة‪.‬‬ ‫لم أزر قبر والدي منذ واريناه الثرى تحت زيتونة‬ ‫في مقب��رة القرية الت��ي أحب طوال حيات��ه‪ .‬ربما لم‬ ‫أحدثك عن ذلك؟‬ ‫كان ذاك الوداع األخير‪.‬‬ ‫مفارق��ة‪ ،‬بينه��ا مس��افات الم��كان‪ ،‬المغت��رب‬ ‫ودمش��ق‪ ،‬والوق��ت يقت��رب م��ن الفجر‪ ،‬نتح��دث عن‬ ‫شواهد القبور‪ ،‬ونقرأ سوية ما ُكتب على شواهدها‪:‬‬ ‫"كان الصباح يضيء في عينيها مهما تناهت في‬ ‫مداها الجراح‪ ،‬كان األصيل يثير فيها نشوة الذكريات‬ ‫وعنفوان الحلم المستحيل‪ ،‬كانت تحب الناس تعطي‬ ‫له��م من قلبها ن��واة التضحيات‪ ،‬فحيها ي��ا عابر حيها‬ ‫كانت تحب الحياة‪" .‬‬ ‫اكتب على عجل‪ .‬قب��ل أن أعيد صالة الحلم قبل‬ ‫النوم ّ‬ ‫عل صباحاتك تعود إلى ياسمينها‪.‬‬ ‫س��وريا ش��اهد على حلم‪ .‬م��ر من هن��ا يومًا ما‬ ‫فحيها يا عابر حيها‪.‬‬ ‫وح��ي ش��وارعها وأزقته��ا وحدائقه��ا وس��ماءها‬ ‫وبيوتها وساحاتها‪ ،‬ففي كل منها‪ ،‬شاهد على شهيد‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬

‫مقابر الش��هداء التي ت��واري الثرى من��ذ عامين‬ ‫وني��ف كثير م��ن أبناء س��وريا‪ .‬ه��ذا الم��وت المالزم‬ ‫لصباحاتنا وغفواتنا وحياتنا‪.‬‬ ‫من��ذ أكث��ر م��ن أس��بوعين أود ل��و تس��عفني‬ ‫الكلم��ة كي أكت��ب عنكم‪ ،‬أتتب��ع الص��ور الواحدة تلو‬ ‫األخرىأابح��ث عنه��ا‪ ،‬أمع��ن النظر ف��ي تفاصيل كل‬ ‫مقب��رة حف��رت عل��ى عجل‪ ،‬بع��ض القب��ور لم تجف‬ ‫مياهها بعد‪.‬‬ ‫اس��توقفني مش��هد منذ مدة عن مقبرة ش��هداء‬ ‫القاب��ون‪ ،‬عندم��ا قام بضع ش��باب وصبايا س��وريين‬ ‫بزيارتها مع ذوي الش��هداء لتزيينها بعلم االس��تقالل‬ ‫وزرع ال��ورد ح��ول قبوره��م‪ .‬لم يعد لدى األس��ر من‬ ‫م��ورد كي يك��ون ألبنائه��م وأحباءهم ش��اهدة تليق‬ ‫بهم‪.‬‬ ‫بعضهم مجرد بقايا رخامية أراد لها أهل المكان‬ ‫أن تلي��ق بمن يحب��ون لكنها غير كافي��ة للجميع فهم‬ ‫يقس��مونها عل��ى عج��ل كي تبق��ى أثراً م��ا على من‬ ‫ينامون هنا على حلم الحرية‪.‬‬ ‫قطع رخامية مكسرة‪ ،‬فقيرة‪ ،‬هي بعض ما بقي‬ ‫في معمل قريب قصف معظمه أو بيع أو نُهب‪.‬‬ ‫يلفون حولها األعالم بعناية ويرسمون األسماء‪،‬‬ ‫ال مج��ال لكتابة جملة ما أو رس��الة من والد أو حبيبة‪،‬‬ ‫فهن��ا نموت عل��ى عجل كثير من ش��واهد " هنا يرقد‬ ‫الطفل الشهيد "فالن"‬ ‫في مكان آخر من سوريا بضع من بلوكات مرتبة‬ ‫مرس��وم عليها بقلم أس��ود عريض أس��ماء الشهداء‬ ‫م��ن نعلم ومن ال نعلم‪ .‬بل��وكات نعم! اذكر أن والدي‬ ‫اصطحبني مرة لشراء بعض منها لسور في حديقتنا‬ ‫وبقيت متسمرة وأنا أنظر للعامل األسمر المنهك من‬ ‫شمس دمشق وهو يصبهم الواحدة تلو األخرى يضع‬ ‫االسمنت بين خشبتين ويزيل الزوائد بعناية ويتركها‬ ‫لتجف تحت الشمس ذاتها‪.‬‬ ‫في المقاب��ر الجماعية أيضًا يرصفون الش��هداء‬ ‫الملفوفي��ن بقم��اش أبي��ض على عج��ل في صفوف‬ ‫بين خش��بتين ويتركونهم نيام تحت ش��مس سورية‬ ‫خالصة‪.‬‬ ‫كثي��ر م��ن ش��واهد المقاب��ر المحررة‪ ،‬ي��ا لترف‬ ‫التس��مية‪ ،‬ف��ي القصي��ر حيث تحت��دم الي��وم معارك‬ ‫موت آخر‪ ،‬ينام الش��هداء تحت سرير من ورود سورية‬ ‫ملون��ة‪ ،‬تجع��ل من فراش��هم وثيراً دافئا ي��كاد يغري‬ ‫عاش��قاً مر صدفة م��ن ذاك المكان بقطاف وردة على‬ ‫عجل لحبيبته‪.‬‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫شام داود‬

‫‪19‬‬


‫�صورة العرب يف الأدبيات الإيرانية‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫ويف عقل املفكرين والباحثني الإيرانيني‪ ،‬ونتائجها‬ ‫الوا�ضحة على الوطن العربي‬ ‫غالباً ما يعكس األدب بأنواعه ثقافة ش��عب وتوجه‬ ‫مجتم��ع ما ورؤيت��ه المتجذرة تج��اه اآلخ��ر‪ ،‬وإذا أردنا أن‬ ‫نعل��م كي��ف ي��رى اإليراني��ون العرب ف�لا بد م��ن قراءة‬ ‫أدبهم الزاخر بصورة نقدية وتش��ويهية للعرب وتحميل‬ ‫اإلسالم مس��ؤولية تخلف بالدهم وتدمير حضارتهم أي‬ ‫أن مشروعهم االستعماري تاريخياً وليس جديداً‪.‬‬ ‫ص��ورة العرب��ي ف��ي األدب اإليران��ي يزخ��ر بأقذع‬ ‫األلفاظ مثل آكلي الس��حالي والحفاة العراة المتوحشين‬ ‫الب��دو الموبوءينالقذري��ن األغبياء المتعطش��ين للدماء‬ ‫والمتوحشين القساة والحشرات‪.‬‬ ‫هذه األوصاف غيظ من فيظ تمتلئ بها كتب األدباء‬ ‫اإليرانيين التي تمأل المكتباتوخاصة في دمشق ومنطقة‬ ‫الس��يدة زينب تحديداً وخاصة بعد بدء االحتالل اإليراني‬ ‫لسورية منذ أكثر من عشرين عامًا‪ ،‬ونبه الدكتور حسين‬ ‫حم��ادة في محاضرة له في إح��دى المنتديات التي راجت‬ ‫أيام ربيع دمشق إلى هذه الظاهرة حيث نقل عن الكتاب‬ ‫اإليرانيين أن بعض الفرس يش��عرون أن بالدهم كانت‬ ‫تاريخيًا ذات مدنية عظيمة وحضارة زاهرة وأن فضائلها‬ ‫ضاعت إثر اندحار الجيوش الساس��انية وانتصار الجيش‬ ‫اإلس�لامي بقيادته العربية الهمجية غي��ر المثقفة التي‬ ‫تس��ببت بانحط��اط ب�لاد ف��ارس القديم��ة وتخلفها إلى‬ ‫العصر الحاضر‪.‬‬ ‫ويس��عى البعض للتعريف بالتشيع على أنه هجمة‬ ‫فارس��ية رداً على الهجمة العربية عل��ى بالد فارس وأن‬ ‫العرب قد انحرفوا عن اإلس�لام بتخليه��م عن آل البيت‪،‬‬ ‫وأن معظ��م الخلف��اء كان��وا مغتصبي��ن للحك��م بصورة‬ ‫غير ش��رعية‪ ،‬وأن الفرس صنعوا التش��يع ليكون مناسبًا‬ ‫لموروثهم الثقافي والحضاري‪.‬‬ ‫ويرى قس��م من التيار القومي اإليراني أن اإلسالم‬ ‫يش��كل عنص��راً ثانوي��اً ف��ي صياغ��ة ثقافت��ه وتكوين‬ ‫حضارت��ه‪ ،‬ويميل قس��م آخر م��ن هذا التيار إل��ى اعتبار‬ ‫العرب جواراً جغرافياً فحس��ب وليس بنية حضارية‪ ،‬وأنه‬ ‫ينبغ��ي أن تتحدد العالقة مع الع��رب وفق مصالح الكيان‬ ‫اإليران��ي ومجاله الحيوي المتصور إقليميًا‪ ،‬وأن التواصل‬ ‫الجغرافي العربي المفروض على إيران ينبغي أن يكون‬ ‫االهتم��ام به في الدرجة الثالثة بع��د دول الغرب والجوار‬ ‫اآلس��يوي ألن الع��رب وب��ا ُء ال يجل��ب لإليرانيي��ن س��وى‬ ‫الكوارث والحروب واألزمات‪.‬‬ ‫وق��د حفل��ت األدبي��ات اإليراني��ة زم��ن حكوم��ات‬ ‫الشاهنش��اهية البائ��دة بمظاه��ر عدة من ح��االت إحياء‬ ‫الروح الفارسية القديمة المنتس��بة لكوروش وداريوس‬ ‫تبدت ظاه��ر ٌة للعيان أثناء االحتفاالت الباذخة بمناس��بة‬ ‫مرور خمس��ة وعش��رين قرنًا على إقام��ة اإلمبراطورية‬ ‫الفارس��ية القديم��ة بالقرب من قبر ك��وروش‪ ،‬وتحركت‬ ‫األوس��اط العلمية الجامعية واإلعالمية للبحث عن تاريخ‬ ‫إي��ران قب��ل اإلس�لام‪ ،‬وتس��ليط األض��واء عل��ى الصور‬ ‫المشوهة للتاريخ الحضاري اإليراني اإلسالمي وواسطة‬ ‫العق��د في��ه الفرس والع��رب اللذين وحدت ش��خصيتهما‬ ‫الرابطة الربانية اإلسالمية‪.‬‬ ‫وهن��اك محاوالت أخرى الس��تحضار ص��ور تاريخية‬ ‫لتوظيفه��ا في س��جال سياس��ي مس��تجد ق��د يؤثر على‬ ‫مش��اعر اإلحب��اط‪ ،‬مث��ل التركيز عل��ى دور بعض ملوك‬ ‫الفرس القدماء ف��ي إنقاذ اليهود مما نزل بهم من ظلم‬ ‫(نبوخ��ذ نص��ر) وإعادتهم إل��ى بيت المق��دس وإعادة ما‬ ‫س��لب منهم إليه��م‪ ،‬والهدف منه إب��راز مظلومية اليهود‬ ‫المزعومة في التاريخ‪ ،‬وارتب��اط اإليرانيين ارتباطاً وديًا‬ ‫عريقاً ببني إس��رائيل المثبتة بكت��ب التاريخ والجغرافيا‪،‬‬ ‫وتصب كتب التاريخ المدرسية الشاهنشاهيةاللعنة على‬ ‫الخونة م��ن اإليرانيي��ن الذين س��اعدوا الفاتحين العرب‬

‫زليخة سالم‬

‫المسلمين وسهلوا توغلهم في البالد الفارسية‬ ‫وترى الباحثة جويا بلندل سعد في دراسة أكاديمية‬ ‫له��ا أن المفكري��ن اإليرانيي��ن يلق��ون جانبًا م��ن تخلف‬ ‫بلدهم على اإلس�لام‪ ،‬إيران بالنسبة لهم هي ساسانية‬ ‫وإخميني��ة دمر حضارتها بدو متوحش��ون‪ ،‬وأن اإلس�لام‬ ‫دين غريب فرضته على األمة اآلرية النبيلة أمة س��امية‬ ‫ه��ي عبارة عن حفنة م��ن آكلي الس��حالي الحفاة العراة‬ ‫البدو الذين يقطنون الصحراء‪ ،‬إنهم العرب المتوحشون‬ ‫الذين جلبوا الدمار للحضارة اإليرانية‪.‬‬ ‫باح��ث إيران��ي آخ��ر أس��مه أخ��وان ق��ال‪ :‬أن العرب‬ ‫أفسدوا كل جوانب الحياة اإليرانية من الدين واألسطورة‬ ‫والمأثرة الش��عبية إلى اللغة واألدب والتاريخ‪ ،‬أن التقاليد‬ ‫العربية المش��ؤومة وعدوى التعري��ب الملوثة والفظيعة‬ ‫أفسدت شعرنا التقليدي ورزحت لغتنا الوطنية الفارسية‬ ‫تحت هيمنة الخرافات العربية السامية واإلسالمية‪.‬‬ ‫وف��ي مقابل��ة له كش��ف ص��ادق زيب��ا كالم مفكر‬ ‫إيراني وأس��تاذ بجامعة طه��ران أن الكثير من اإليرانيين‬ ‫المتديني��ن والعلمانيين يكرهون الع��رب وأن العنصرية‬ ‫الواضحة ضد العربي لدى التيار القومي الفارس��ي ظلت‬ ‫هي نفسها في المخيلة الدينية واألدهى أنها تتكئ على‬ ‫نص��وص دينية مقدس��ة‪ ،‬فالعرب��ي لديهم هو الس��ني‬ ‫الناصب��ي األم��وي العباس��ي اإلعرابي المناف��ق عدو آل‬ ‫البي��ت الوهاب��ي اإلرهابي البعث��ي الصدامي ال��خ‪ ،‬وأنه‬ ‫الس��بب في دم��ار حضارة الفرس العظيم��ة يوم هجمت‬ ‫على إي��ران قبائل الب��دو لتقضي على حضارة فارس��ية‬ ‫زاه��رة‪ ،‬وقال‪ :‬يبدو أننا كإيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا‬ ‫التاريخية أما العرب ولم ننس القادسية بعد مرور ‪1400‬‬ ‫ع��ام عليها فنخفي ف��ي أعماقنا ضغينة وحف��داً دفينين‬ ‫تج��اه العرب وكأنها نار تحت الرم��اد قد تتحول إلى لهيب‬ ‫كلما سنحت لها الفرصة‪.‬‬ ‫هذا الحقد والكره والنظرة الفوقية للعرب في األدب‬ ‫اإليراني وفي الكتب المدرس��ية س��ابقاً ل��ن يمحوه قيام‬ ‫الجمهورية اإلس�لامية بعد الثورة بمحاولة محو الصورة‬ ‫القديم��ة وإتب��اع سياس��ة دع��م القضي��ة الفلس��طينية‬ ‫لتس��تغل هذه القضية الحقاً داخليًا وخارجياً وأمام الرأي‬ ‫الع��ام العرب��ي خاص��ة أمام تخ��اذل الحكم الع��رب تجاه‬ ‫قضاياهم والقضية الفلس��طينية تحديداً لتظهر بعدها‬ ‫أنها الدولة الحامية والمساندة لحقوق العرب‪.‬‬ ‫الث��ورة الس��ورية العظيمة كش��فت دور إيران على‬

‫حقيقته وبينتما تخفيه من مش��اريع استعمارية واضحة‬ ‫للعي��ان ف��ي س��ورية والع��راق والبحرين واليم��ن ودول‬ ‫الخلي��ج واحتالله��ا للج��زر اإلماراتية وآخره��ا في مصر‪،‬‬ ‫وأصب��ح واضحًا لكل متابع أن إي��ران وصنيعتهاحزب اهلل‬ ‫يدمرون س��ورية ويقتلون أهلها بالوكالة أو بالنيابة عن‬ ‫إسرائيل المستفيدة الوحيدة من إنهاك سورية وتفتيتها‬ ‫ويحاولون إش��عال فتنة طائفية س��نية ش��يعية لن تقف‬ ‫حدودها عند سورية بل ستمتد لتحرق المنطقة بأكملها‪.‬‬ ‫وإذا قارن��ا بينالع��داء الص��وري إلس��رائيل م��ن‬ ‫قبل إي��ران منذ قي��ام ث��ورة الخميني ع��ام ‪ 1979‬وبين‬ ‫العالق��ات الس��رية بينهما التي انكش��فت عل��ى التوالي‬ ‫ب��دءاً منفضيحة إي��ران كونتراالتي كش��فت عن صفقة‬ ‫أس��لحة بين إيران وإس��رائيل كان الوسيط فيها الرئيس‬ ‫األمريكي رونالد ريغان اس��تخدمت ف��ي الحرب العراقية‬ ‫اإليراني��ة (‪ )1988 - 1980‬رغ��م الحظر المعلن على بيع‬ ‫األسلحة إليران‪.‬‬ ‫كم��ا كش��ف العديد من الكت��اب اإليرانيي��ن والعرب‬ ‫ووس��ائل اإلعالماألجنبي��ة خفايا عالق��ات الثالوث أمريكا‬ ‫وإس��رائيل وإي��ران التي يراد له��ا أن تبقي عل��ى العداء‬ ‫الظاه��ر والمعلن لكي يجد كل ط��رف منهم دعمًا داخليًا‬ ‫ل��ه في تصديه لع��داء اآلخر وتغطية عل��ى ما يجري من‬ ‫أزمات داخلية في كل منهما‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 2011‬نش��رت الصحف األمريكية تقاريراً‬ ‫ع��ن الش��ركات اإلس��رائيلية القائمة داخل إي��ران ومنها‬ ‫ش��ركة متخصصة في مراقب��ة االنترنيت كانت ترس��ل‬ ‫المعدات بواسطة ش��ركات دانمركية‪ ،‬وصفقة بيع إحدى‬ ‫ش��ركات المالحة اإلس��رائيلية ناقالت البت��رول صهريج‬ ‫إليران وس��فن الشركة التي رس��ت في ميناء إيران عدة‬ ‫مرات رغ��م الحظر المفروض عليها كذلك‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫م��ن محاوالت نف��ي هذه العالق��ات إالأن إح��دى الصحف‬ ‫اإلس��رائيلية ذك��رت أن أكث��ر م��ن ‪ 200‬ش��ركة دولي��ة‬ ‫إس��رائيلية تقي��م عالق��ات مع إيران الس��يما ف��ي مجال‬ ‫الطاقة‪ ،‬وأن إسرائيل تبيع األسلحة إليران وتستورد منها‬ ‫الرخام األبيض وبعض المواد الغذائية‪.‬‬ ‫تقارير تس��تحق الوقوف عندها وإعادة قراءة الواقع‬ ‫من قب��ل الش��عوب العربية أق��ول الش��عوب ألن الحكام‬ ‫عم�لاء ودم��ى بأيدي ه��ذا الحل��ف االس��تعماري الثالثي‬ ‫إيران إسرائيل أميركا ينفذون مخططاتهم في المنطقة‬ ‫العربية إلبقاء السيطرة على مقدراتها إلى أبد اآلبدين‪.‬‬


‫معــراج �إلــى ال�ســماء‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫ خمسة‪..‬‬‫ حسبي اهلل ونعم الوكيل‪ ..‬البد من عمل شيء‪..‬‬‫ال يمك��ن أن أنتظ��ر حتى يموتوا جميع��ًا‪ ..‬يا رب لطفك‬ ‫بهم‪.‬‬ ‫ذرف دموع��ًا س��اخنة وه��و يضع الخمس��ة بجانب‬ ‫بعضهم ويسدل عليهم الغطاء األبيض‪..‬‬ ‫خرج باتجاه باب المشفى‪ ..‬رآه حازم‬ ‫ إلى أين يا عصام‬‫ سأخرج ألكلمهم‬‫ تكلم من؟‬‫ الجيش‪.‬‬‫ هل جننت‪ ..‬سيقتلونك‪..‬‬‫ ال بأس ليقتلوني لكن يعيدوا الكهرباء للمشفى‪..‬‬‫من أجل الخدج ال من أجل شيء‬ ‫ عصام ال تفعل‪..‬‬‫ل��م يس��مع عص��ام صديق��ه وخ��رج وه��و ي��ردد‬ ‫الشهادة‪ ..‬وبكل ما أوتي من شجاعة توجه إلى مجموعة‬ ‫م��ن الجند كان��ت واقف��ة قبالة الب��اب رافع��ًا يديه إلى‬ ‫األعلى‪..‬‬ ‫صرخ به أحدهم‪ ..‬قف مكانك‬ ‫ أريد أن أقابل الضابط المسؤول‬‫ ماذا تريد‬‫ أخي أرجوكم أعيدوا الكهرباء للمش��فى سيموت‬‫المرضى‬ ‫ ليموتوا وما شأننا نحن‬‫ أخ��ي لدينا ‪ 40‬طف��ل خدج مات منهم خمس��ة‪..‬‬‫سيموت الباقي إن لم تعد الكهرباء‪..‬‬ ‫صمت الجندي‪ ..‬يبدو أن ش��يء من بقايا اإلنسانية‬ ‫تحرك داخله‬ ‫وك��زه زميل��ه وأكم��ل ‪ -‬لن تع��ود الكهرب��اء‪ ..‬عد‬ ‫للمشفى قبل أن أقتلك هنا‪..‬‬ ‫عضام متوس� ً‬ ‫لا‪ :‬أخي أرجوك‪ ..‬تخيل لو أن طفلك‬ ‫بينهم‪..‬‬ ‫ً‬ ‫الجندي غاضبا‪ :‬قلت لك عد اآلن أو ستموت‪..‬‬ ‫عصام متحدياً‪ :‬إذن اقتلني أو أعد الكهرباء‪..‬‬ ‫وقب��ل أن يتلقى عصام رداً‪ ..‬كانت رصاصة غادرة‬ ‫م��ن ضابط المجموعة قد اس��تقرت ف��ي صدر عصام‪..‬‬ ‫لتصعد روحه معانقة أرواح أطفاله األربعين‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬

‫كان��ت الش��مس تمي��ل إل��ى الغ��روب‪ ..‬نظ��ر إلى‬ ‫ساعته‪ ..‬اكتملت الخمس دقائق؛ عاد مسرعاً إليهم‪.‬‬ ‫على باب غرفة الحضانات رأته الممرضة ابتسمت‬ ‫ل��ه وقال��ت‪ :‬ال جديد يا دكت��ور لم تمض س��وى خمس‬ ‫دقائق الجميع بخير‪.‬‬ ‫بادلها االبتس��امة قائ� ً‬ ‫لا‪ :‬أحب أن أطمئن بنفس��ي‬ ‫عليهم‪ ..‬هم أوالدي أخاف أن يصيبهم ش��يء من حصار‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫وقب��ل أن ينتظر ردها كان قد دلف من الباب‪ ،‬نظر‬ ‫إليهم وبدأ يمش��ي بينهم ويطمئن عليهم واحداً واحداً‬ ‫وهو يردد المعوذات وآية الكرسي‪..‬‬ ‫ثم أرسل لهم قبالته وأغلق الباب وخرج‪..‬‬ ‫أحضر كرس��يًا من غرف��ة مجاورة وجل��س بجانب‬ ‫الباب ممس��كاً هاتفه في يده محاو ًال البحث عن طريقة‬ ‫لالتصال بأهله وزوجته‪..‬‬ ‫ لعن��ة اهلل عليه��م حت��ى االتص��االت قطعوها‪..‬‬‫تمتم عصام بغضب وهو يسند رأسه على الجدار وأخذ‬ ‫يردد بعض أدعية الخوف‪ ..‬ثم غالبه النعاس‪..‬‬ ‫ه��ذا ح��ال الدكت��ور عص��ام من��ذ أن ب��دأ حص��ار‬ ‫المدينة‪ ..‬لم يرزق��ه اهلل باألبناء فاعتبر المواليد الجدد‬ ‫ف��ي الحاضنة أبناؤه‪ ..‬يرعاهم ويهتم بهم كما لو كانوا‬ ‫من صلب��ه‪ ..‬ومنذ بدأ الحصار ال تمر خمس دقائق دون‬ ‫أن يراهم ويتأكد بنفسه أن كل أمورهم بخير‪..‬‬ ‫استيقظ على صوت صديقه حازم‪..‬‬ ‫ عص��ام‪ ..‬عص��ام لم أن��ت نائم هن��ا‪ ..‬هلم إلى‬‫مكتبي‬ ‫ م��اذا‪ ..‬ح��ازم (ه��ب واقف��اً باتج��اه ب��اب غرف��ة‬‫الحضانة) وهو يقول‪ :‬هل حدث شيء للمواليد؟‬ ‫سحبه حازم من يده‪ ..‬لم يحدث شيء لكن يجب أن‬ ‫ترت��اح قليال يا أخي‪ ..‬لم تنم منذ يومين‪ ..‬ال بد أن تأخذ‬ ‫قسطاً من الراحة‪..‬‬ ‫ ال ال س��أكون بخي��ر وأن��ا هن��ا‪( ..‬اختل��س النظر‬‫لس��اعته) مرت عش��رة دقائق حازم أعتذر منك يجب أن‬ ‫أدخل ألرى أطفالي‬ ‫حازم ممازحًا‪ - :‬رزقك اهلل أفضل وأجمل منهم‪..‬‬ ‫نظ��ر عصام نظرة امتنان لصديقه ودخل للغرفة‪،‬‬ ‫س��لم على أطفاله وبدأ يدندن بإحدى أناش��يد األطفال‬ ‫وهو يمر عليهم ويتأكد من أجهزتهم وكل ما يخصهم‪..‬‬ ‫وقبل أن يخرج بقليل انقطع تيار الكهرباء‪..‬‬ ‫ذعر عصام نظر لإلضاءة أيضاً مغلقة‪ ..‬اقترب من‬

‫القابس قام بتشغيله ال فائدة‪ ..‬ال يوجد كهرباء‪..‬‬ ‫خرج مس��رعا من الغرفة ألقى نظرة سريعة على‬ ‫باقي الغ��رف أيضًا ال كهرباء‪ ..‬كس��رعة البرق كان في‬ ‫مكتب المدير‪..‬‬ ‫ س��يدي انقطع��ت الكهرباء إذا لم تعد ستتس��بب‬‫في كارثة كبيرة‪..‬‬ ‫ ال تقلق يا عصام ستعمل المولدة خالل دقائق‪..‬‬‫عاد عصام لغرفة األطفال والقلق يأكل قلبه‪ ..‬هيا‬ ‫هيا بسرعة‪..‬‬ ‫نظ��ر للخدج‪ :‬ال تقلقوا يا أحبائي س��تعود الكهرباء‬ ‫خالل دقائق‪..‬‬ ‫وفع ًال ل��م تمض س��وى دقائق حتى ع��ادت جميع‬ ‫األجهزة للعمل مع عمل المولدة‪..‬‬ ‫تنفس عصام الصعداء وش��كر ربه ثم خرج وبقي‬ ‫جالسا على باب الغرفة‪..‬‬ ‫ال يدري عصام كم مر من الوقت لتفاجئه الكهرباء‬ ‫مرة أخرى باالنقطاع‪ ..‬ه��ذه المرة بفعل فاعل‪ ..‬جاءته‬ ‫الممرضة مسرعة تقول لقد أعطبوا المولدة‬ ‫جن جنون عصام‪ ..‬صرخ‪ :‬سيموت الخدج‪ ..‬إنهم ال‬ ‫يستطيعون العيش بدون األجهزة‪..‬‬ ‫ال يمكن أن يحدث هذا‪..‬‬ ‫وج��ه كالمه للممرضة‪ :‬ابقي أنت معهم وس��أعود‬ ‫بعد دقائق‬ ‫ذهب مس��رعاً للمدير مرة أخرى كانت المستشفى‬ ‫في حالة من الفوضى واالستنفار لم تشهدها من قبل‪..‬‬ ‫ل��م يكن المدير في مكتبه‪ ،‬وعص��ام يبحث عنه كطفل‬ ‫أضاع أمه‪ ..‬مر أمام العناية المركزة‪ ..‬س��مع صوت بكاء‪..‬‬ ‫علم أن األرواح بدأت تصعد لباريها بعد توقف الكهرباء‬ ‫استوقف طارق‪ ،‬طبيب جراح يعمل معه‪..‬‬ ‫عص��ام‪ :‬م��اذا يح��دث لم انقطع��ت الكهرب��اء مرة‬ ‫أخرى؟‬ ‫طارق‪ :‬حاصروا المشفى وأعطبوا المولدة‪..‬‬ ‫عص��ام‪ :‬ال يمك��ن س��يموت المرض��ى‪ ..‬س��يموت‬ ‫أطفالي‪..‬‬ ‫طارق‪ :‬ومن يأبه لذلك؟!‪..‬‬ ‫ث��م ترك عصام وتوجه إلح��دى الغرف في محاولة‬ ‫يائسة إلنقاذ المرضى‪..‬‬ ‫ع��اد عصام مس��رعاً لغرفة الحاضن��ات‪ ..‬كان وجه‬ ‫الممرضة ال يبشر بالخير‪ ..‬نظر إليها‪ :‬كم؟‬

‫لبابة الهواري‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪21‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫ب�سام البني‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫س��يكتب المؤرخ��ون يوم��ًا أن داري��ا والقصي��ر كانتا‬ ‫ستالينغراد الحرب العالمية الثالثة الغير معلنة والتي‬ ‫تدور معاركها على أرض سوريا‪.‬‬

‫فار�س البحرة‬

‫يقول أبو صقار في رسالة يوجهها إلى العالم‪" :‬أن لم‬ ‫يتوقف سفك الدماء بسوريا سيكون الشعب السوري‬ ‫كل��ه أب��و صقار" وذلك بع��د أن يعلن أنه مس��تعد أن‬ ‫يحاسب على فعلته "ش��رط محاسبة بشار وشبيحته‬ ‫على الجرائ��م التي ارتكبوها" فهو يق��ر ضمنًا أن ما‬ ‫فعل��ه غير مقب��ول‪ ،‬ولكن��ه يقدم نفس��ه كعينه من‬ ‫مجم��وع‪ ،‬عينة ربم��ا تكون أكث��ر جنون��ًا وتمثي ًال لما‬ ‫تتفك��ر به وتش��عر به ش��ريحة كبيرة م��ن المجتمع‪.‬‬ ‫يش��رح بوس��ائله األكثر بدائية‪ ،‬أن مس��توى الجنون‬ ‫الجمعي قارب نقطة الالعودة‪ . .‬دعونا اآلن من القيم‬ ‫األخالقية الرفيعة والمبادئ اإلنس��انية السامية التي‬ ‫ال يختلف فيها اثنان‪ .‬أبو صقار ال يدق ناقوس الخطر‬ ‫بوعي فحس��ب‪ ،‬أبو صقار هو ناقوس الخطر بذاته‪..‬‬ ‫أبو صق��ار بوعزيزي من نوع جدي��د‪ ..‬أن لم تبلغكم‬ ‫رس��الة أبو صق��ار الفردية ‪ -‬الجمعي��ة‪ ،‬عالية الوعي‬ ‫بذاتها‪ ،‬لن يبلغكم شيء!‪..‬‬

‫علي ديوب‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬

‫معرك��ة القصي��ر ‪ -‬حم��ص‪ ،‬ه��ي الفيص��ل بين من‬ ‫يقات��ل نظ��ام البغ��ي‪ ،‬وبي��ن م��ن يبتغي وص� ً‬ ‫لا به‪،‬‬ ‫أو يج��ري صفق��ة ق��ذرة معه؛ فه��ل اكتف��ت الكتائب‬ ‫الجهادية‪ ،‬ببناء دولتها اإلسالمية‪ ،‬عبر تطبيق الحدود‪،‬‬ ‫وتهري��ب الوقود‪ ،‬وجلد البائس��ين من أهلن��ا الذين ال‬ ‫يملك��ون القوت ألودهم؟‪ ..‬و هل يجدها حزب األخوان‬ ‫المسلمين؛ فرصة لنيل جائزة رد األذى عن النظام؟‬

‫علي قطيفان‬

‫أوتخش��ى على دمش��ق؟ تلك التي اختزَلت ش��ذراتُ‬ ‫أرواح ف��ي حجارته��ا‪ ..‬تل��ك الت��ي أراه��ا ف��ي عيني‬ ‫ٍ‬ ‫التب��غ والقه��وةِ‬ ‫حبيبت��ي‪ ،‬والت��ي تقمص��ت رائح��ة ِ‬ ‫وعبق الياسمين ش��وارعها‪ ..‬ملك ُة تتوّجُ زهوها ُكل‬ ‫التفاصي��ل‪ ..‬س��يّدة الكبرياء‪ ،‬كيفَ يعن��ي أن تموت‬ ‫ُ‬ ‫وترحل منَ كينونة الزمن ّ‬ ‫كل تلك األشياء؟!‬

‫لينا حممد‬

‫لم��ا كنا نقول من األيام األولى للثورة إنو في عناصر‬ ‫من حزب اهلل عم تقاتل مع النظام‪ ..‬كان المعارضين‬ ‫المش��ككين ووطنيي الدرجة األولى وعش��اق حسن‬ ‫نص��ر اهلل يفتقوا ربنا إنو الااا وما بدنا نخلط األوراق‬ ‫وم��ن هالحك��ي‪ ..‬طي��ب ي��ا حبيبات��ي‪ ..‬ش��كراً على‬ ‫موقفك��م النبيل م��ن هداك الوق��ت‪ ..‬وصحتين على‬ ‫قلبكن دماء شهدائنا‪..‬‬

‫يامن ح�سني‬

‫النظام ومرتزقته ينهشون قلب سوريا نيئًا وهي حية‬ ‫التموت يمضغونه ويعلكونه باسنانهم‪ ..‬إال من يندد‬ ‫إال من يصرخ‪ ..‬ولو ببوست فيسبوكي ‪ 6‬كلمات‪..‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫عزة �أبو ربيعة‬

‫ليش دائما بيحطوها بضهر المرا‪ ..‬قال شو "زينب لن‬ ‫تسبى مرتين"‪ ..‬هيك طنبر شبابو وبعتن عالقصير‪..‬‬ ‫بتقلك السيدة زينب‪ ..‬يلعن روحك يا نصر اهلل‪..‬‬

‫عن��دي أمل كتير كبير لتكون بلدي أحلى وإني عمر بلدي بإيدي‪ ..‬وتكون‬ ‫بدون فس��اد وبدون رش��وة وبدون محس��وبيات‪ ..‬نكون كلياتنا متس��اوين‬ ‫بالحقوق والواجبات‪ ..‬ومانكون عبيد فيها‬

‫الشهيد أمجد السيوفي‬ ‫�إياد كال�س‬ ‫كان الملع��ون يموت وأوالده الثالث��ة بجانبه‪ ..‬أعطى‬ ‫ك ًال منهم س��هماً‪ ..‬وقال "اكس��روه"‪ ..‬فكس��روه‪ ..‬ثم‬ ‫مد ي��ده ليبحث عن "كوش��ة" من الس��هام ليعطيهم‬ ‫إياه��ا ويكمل عظت��ه القائمة على صعوبة تكس��ير‬ ‫السهام إذا اجتمعت عليهم‪ ..‬فلم يجد األسهم‪ ..‬فقال‬ ‫غاضبًا‪" :‬وين األسهم وال جحش إنت ويّاه؟"‪ ..‬فقالوا‪:‬‬ ‫"واهلل س��هم انشق برا البلد‪ ،‬وسهم بالرقة عم يجلد‬ ‫المدخنين‪ ،‬وس��هم بالدير عم يخرّط الكفرة‪ ،‬وسهم‬ ‫عم يصوّر فلم آكل القلوب وفاطر القلوب‪ ،‬وسهمين‬ ‫عم يحرس��وا بير البت��رول‪ ..‬إلخ"‪ ..‬فأعطاهم س��هم‬ ‫اس��مه "القصير" وقال "اكس��روه أبي اكس��روه‪ ..‬من‬ ‫طيزي يجتمعوا عليكم األسهم"‪.‬‬

‫�ضياء بكر‬

‫حاس��س حالي متل أهل الكهف‪ ..‬كل ما بنام وبفيق‬ ‫بالقي المصاري اللي معي ما بيشترو شي‪..‬‬

‫عبد عايدي‬

‫لم يس��جل عبر التاريخ كله انتقال جغرافي لمنطقة‬ ‫م��ا إلى مكان آخر فما الذي نق��ل القصير إلى ما بعد‬ ‫حيفا‪!!..‬؟؟‬

‫دارا العبد اهلل‬

‫أتأمَّ��ل خريط��ة الش��رق األوس��ط‪ ،‬إذا افترضن��ا أن‬ ‫هنالك نفقٌ س��ريّ بين "القصير" وإس��رائيل‪ ،‬فإنَّه‬ ‫بالتأكيد سيمرُّ من "الضاحية الجنوبيَّة"‪.‬‬

‫‪�‎‬أبو عبدو‪‎‬‬

‫اقتراح إلجراء تس��وية عادلة مع بش��ار األسد‪" ..‬نحن‬ ‫نعطيه المعارضة بمجلس��يها الوطني وغير الوطني‬ ‫يش��تغلوا عنده لمصلحته‪ ،‬مقابل اإلفراج عن معتقل‬ ‫واح��د!!"‪ ..‬و هي��ك بيك��ون أنقذن��ا معتق��ل‪ ..‬وكمان‬ ‫تأكدنا من أن النظام سيسقط قريباً ال محالة!!‪..‬‬

‫رباب البوطي‪‎‬‬

‫في الطريق إلى س��راقب‪ ..‬لم أس��تطع س��وى أن أرى‬ ‫الق��رى تفرد أذرعه��ا المألى بالورد والبارود لتمس��ح‬ ‫الح��زن ع��ن وجه��ي‪ ..‬بمائه��ا الش��حيح وومنازله��ا‬ ‫المهدمة وس��مائها الحمراء‪ ..‬مازال��ت تعيش‪ . .‬أدرك‬ ‫أن المدن ث��ارت أو ًال‪ ..‬لكنها لم تلبث أن أصبحت ثورة‬ ‫للريف على المدينة متمثل�� ًة بالنظام‪ ..‬القرى أنجبت‬ ‫المدن والمدن طأطأت رأس��ها لواليه��ا الجائر وأهدت‬ ‫أمه��ات الق��رى م��ن الذل نصي��ب‪ ..‬هي ليس��ت ثورة‬ ‫جي��اع‪ ..‬بل هي ث��ور ٌة لألم عل��ى أبنائه��ا الصامتين‬ ‫على مدى سنين‪ .‬تحررت األرض‪ ..‬ولكن‪ ..‬لن تتحرر‬ ‫السماء إال إذا ثارت المدائن!‪..‬‬

‫‪�‎‬أحمد �أبازيد‪‎‬‬ ‫للعل��م فق��ط‪ :‬ه��ؤالء الذي��ن ل��م تؤ ّث��ر به��م ّ‬ ‫كل‬ ‫فيديوه��ات القصف والتدمير والتعذيب منذ س��نتين‬ ‫ألن عناوين «محاربة اإلرهاب» أكبر وأجمل‪ ،‬وأفزعوا‬ ‫ّ‬ ‫الدني��ا ك ّله��ا بتأثره��م وبكائهم من وحش��ية الثورة‬ ‫الت��ي تصوّر فيديو آكل القل��وب (من البديهي القول‬ ‫إنّنا استبش��عناه وجرّمن��اه)‪ ..‬هؤالء أنفس��هم بكوا‬ ‫م��ن التصفي��ق واإلعجاب حي��ن كان ميل غيبس��ون‬ ‫يم��زّق أدمغ��ة وص��دور من قت��ل زوجت��ه وأطفاله‪،‬‬ ‫وبكوا أكثر م��ن التصفيق واإلعج��اب حين فعل ابنه‬ ‫مثل��ه ترافقه موس��يقى العظمة‪ .‬وهؤالء أنفس��هم‬ ‫بك��وا من التصفيق واإلعجاب واألس��ى على الش��عب‬ ‫اإليطال��ي المظل��وم حي��ن عُ ّلقت جثث موس��وليني‬ ‫وعش��يقته كالرا وأعوانه مقلوبة في الساحة العامة‬ ‫واس��تمرّ البص��ق وال��ركل والتمزي��ق لها م��ن قبل‬ ‫الجماهير األوروبية المتمدّنة الغاضبة‪ ،‬حتى جُمعت‬ ‫أمعاؤهم من الش��وارع‪ .‬ال تنتظروا من الغرب شيئاً‪،‬‬ ‫ال ش��عوباً وال حكوم��ات‪ ،‬ثمّ��ة منظومة م��ن تغييب‬ ‫العق��ول والتالعب بالمواقف لديه��م تحكمها مصالح‬ ‫ال عالقة لنا بها ولن نس��تطيع اختراقها بس��هولة‪ ،‬ما‬ ‫دمنا نحن موضوع كلمة الس��رّ‪« :‬محاربة اإلرهاب»‪.‬‬ ‫علينا أنفسنا‪ ..‬ال صورنا في مرايا اآلخرين الوسخة‪.‬‬

‫حممد حمدون‬

‫يا ري��ت الس��يدة زينب رق��دت في القدس والس��يدة‬ ‫س��كينة في بي��ت لحم ورأس الحس��ين ف��ي الضفة‬ ‫وكربالء في غزة‪ ..‬يا ريت‪ .‬كان العذر الشرعي لحزب‬ ‫اهلل أقوى‪.‬‬

‫ن�صري حجاج‬

‫النظام السوري س��قط منذ ‪ 13‬آذار ‪ /‬مارس ‪..2011‬‬ ‫ما يجري اآلن في س��وريا هو كفاح الش��عب السوري‬ ‫إلس��قاط حلفاء النظام المتداعي في مزابل نفاقهم‬ ‫وطائفيتهم وتغولهم في محاوالت ترسيخ هيمنتهم‬ ‫وقط��ع الطري��ق عليهم لتخريب مس��تقبل الش��عب‬ ‫الس��وري في الع��دل والحري��ة والمس��اواة والمدنية‬ ‫والديمقراطي��ة‪ .‬هذه ه��ي المعركة الكبرى وس��وف‬ ‫يُهزمون فقد ذهب الخوف أيها األغبياء!‬

‫�إميان اجلابر‬

‫ف��ي مت��ل حلب��ي‪ ..‬كتيرين م��ن أهل حل��ب بيقولوه‬ ‫لبناته��م لم��ا بده��ن يخطب��و وينخطب��و‪ ..‬إذا البنت‬ ‫ماحب��ت العري��س الل��ي جاييه��ا‪ ..‬مث�لا م��و حل��و‪..‬‬ ‫طويل‪ ..‬قصير‪ ..‬أصل��ع‪ ..‬مكرش‪ ..‬مكعبر‪ ..‬مجعلك‪..‬‬ ‫مفش��كل‪ ..‬فاي��ت بس��تين حي��ط‪ ..‬كان��وا يقولولها‪:‬‬ ‫يابنت��ي الرج��ال م��ا بعيبو غي��ر جيبتو‪ ..‬ه�لاء وبعد‬ ‫الث��ورة ع��م احل��م بأهالي بحل��ب تحدي��دا‪ ..‬بيقولوا‬ ‫لبناتهم‪ ..‬يا بنتي الرجال ما بيعيبو إال منحبكجيتو‪.‬‬

‫م��ررتُ عل��ى أس��ماء الغيّ��اب والمعتقلين من‬ ‫األصدق��اء‪ ..‬القائم��ة إس��ماً إس��ماً‪ ..‬مس��حتُ‬ ‫الب ّلور‪ ..‬فوق أسمائهم‪ ..‬وأكلتُ قلبي‪ ..‬أنا التي‬ ‫تأكل قلبها ّ‬ ‫كل يوم من شدّة الحبّ واأللمْ‪.‬‬ ‫سوريا‪ ..‬تحت سمائكَ الزرقاء‪.!!!..‬‬ ‫يا من تطمنونا عنكم‪ ..‬وتمدّونا بالقوّة واألمل‬ ‫والثق ْة‪ ..‬يا‪ ..‬من بقيتم في قلب سوريا‪..‬‬ ‫شكراً ألنكم قبلتم أن نحملها ونحملكم معنا في‬ ‫قلبنا ونمضي‪.‬‬ ‫من شدّة‪..‬‬ ‫من شدّة‪..‬‬ ‫من شدّ ْةِ‪..‬‬ ‫سوريا أثقُ بكِ‪.‬‬ ‫هالة محمد‬ ‫أيها المقات��ل في ح��زب اهلل المحتل المغتصب‬ ‫الغ��ازي‪ ،‬لق��د نزل��ت لمكان��ة إس��رائيل وأكتر‪..‬‬ ‫س��وف تتعل��م معن��ى أن يداف��ع اإلنس��ان عن‬ ‫أرض��ه وكرامته‪ .‬ألن��ه يبدو أنك نس��يت ذلك‪..‬‬ ‫أكبر خزي ل��ك أن تموت من أج��ل طاغية أرعن‬ ‫عبث��ت عصابته ببلدك وأهلك ف��ي ماض قريب‬ ‫وق��د نفخوك اليوم بحقد طائفي أعمى ال ش��أن‬ ‫لنا به ونحن طالبي حري��ة ال أكثر‪ ..‬لملم قتالك‬ ‫وس�لاحك الغادر الذي كدن��ا أن نصدق أنه جمع‬ ‫من أج��ل تحرير القدس‪ ..‬وأت��رك هذه األرض‪..‬‬ ‫يكفي��ك ما لح��ق بك م��ن العار ف��ي البلد الذي‬ ‫احتضنك يوما‪ ..‬إذا كان رئيس��ك يفخر بصواريخ‬ ‫س��ورية الصنع س��اعدته في حربه‪ ،‬فيكون أهل‬ ‫القصي��ر وكل المدن التي ته��دم اليوم هم من‬ ‫دف��ع ثمنها‪ ..‬الطاغية ال يش��تري ش��يئاً بماله‪..‬‬ ‫فه��و وكل ه��ذه العصابة طفيليون يكدس��ون‬ ‫األموال من عرق هذا الشعب الصابر‪ .‬ارحل فأنت‬ ‫تشارك الصهاينة تدنيس هذه األرض الطاهرة‬ ‫رفيق حلو‬ ‫كتب فادي العساف لساشا أيوب في عيد‬ ‫ميالدها تحت عنوان (الحرية لرسالتي)‪:‬‬ ‫حاوت أتناسى عيدك اليوم‪..‬‬ ‫وما أتحركش بكِ‬ ‫خوفي الرسالة تُعتَقل‬ ‫وينسرَق منها الحكي‬ ‫توقف على حاجز بيعتقل الهوى‬ ‫يفتش وينبش ما ورا الحروف‬ ‫يغضب وتكبر عيونو سوى‬ ‫كل ما كلمة (يا حرَّة) يشوف‬ ‫ويجن ويجنّوا رفقاتو معو‬ ‫وقت يقرا األماني إلك شو كتار‬ ‫بعيدك الجاي الحبايب يتجمعوا‬ ‫وبساحات الوطن يتقابلو األحرار‬ ‫يضوّا شموع للراحوا ظِلم‬ ‫يرفعو رايات الحق مزينة بأشعار‬ ‫ويكون الوطن‪..‬‬ ‫نزفو َ‬ ‫سَكن‪..‬‬ ‫خَـ ّلص مِحَن‪..‬‬ ‫صاحب قرار‬ ‫وتروح الرسالة بتهمة وهن أمِّه‬ ‫نترك العيد ونعمل لها لمّة‬ ‫نطالب بحرية ورق‪..‬‬ ‫منو الكالم انسرق‬ ‫بعيد بنت الشمس‬ ‫ال تنسي‬ ‫زغردي يَمِّي‪.‬‬


‫صبارتنا حيث ال أحد فوق النقد‪..‬‬ ‫باب ناقد ساخر يتناول مواضيع سوريتنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا وثورتنا‪..‬‬ ‫ ‬

‫ال تشلشنا مشلوشين‬ ‫‪-1‬‬‫إذا ح��دا مفك��ر إنو أدري جميل ع��م يغلط بتكون��و غلطانين‪ ..‬هاد‬ ‫الزلم��ة كتير عم يش��تغل ع اللحمة الوطنية وتوحي��د الصفوف‪ ..‬مث ًال هأل‬ ‫كل العال��م (مؤيدين ومعارضين ومحايدين) متفقين يلعنو ش��رفو متل ما‬ ‫لعن شرفنا بهالكم شهر اللي استلم فيهون كرسي‬ ‫‪-2‬‬‫م��ا فهمت‪ ،‬ليش تركوا كل س��وريا والل��ي عم بصير بس��وريا وعبدوا رب‬ ‫البسكليتات هلق؟ قال ممنوعة ألنو عم يفخخوها وتتفجر‪..‬‬ ‫ً‬ ‫أي وبالمعية أنا رأيي يمنعوا كل الس��يارات بالشوارع‪ ،‬وخصوصا سيارات‬ ‫المسؤولين ألنو أكتر شي هدول عم يتفجروا ويتفخخوا‪..‬‬

‫برعاية التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي اليساري‬ ‫الماسوني الغربي السوري‬ ‫األدمن المالو إسم‬

‫و فك��ري يمنعوا البن��ي آدمين كمان‪ ،‬ألنو في‬ ‫منهن بيلبسوا حزام ناسف وبينفجر على غفلة‪..‬‬ ‫خيو مين بيركب البسكليت بالبلد غير المعتر والمضطر؟‬ ‫يعني ازا مفكرين إنو مبس��وط إني عم أوصل عالش��غل ريحتي متل‬ ‫المعزاية من ورا البس��كليت بتكونوا غلطاني��ن‪ ،‬وازا مفكرين إني خرج أركب‬ ‫بالتكسي وحط ‪ 200‬ليرة مشان ‪ 200‬متر بتكونوا غلطانين أكتر‪..‬‬ ‫في مجال تحلوا عن رب البسكليتات وتتفرغوا لمواضيع أقل أهمية؟‬ ‫متل البلد اللي عم يضيع‪ ،‬وأوضاع الناس‪ ،‬والخطف والقتل والسرقة‪ ،‬وأسعار كل‬ ‫شي‪ ،‬والدوالر والكهربا والبنزين‪ ..‬مهمين هدول بيجوا‪..‬‬ ‫حتى عنصر األمن اللي وقفني مو مقتنع بالقصّة ومشّاني‪..‬‬ ‫شلشوها عسمانا هنن هي المرة‬

‫هل��ق طبع��ًا ان��ك تط��ول‬ ‫ذقن��ك وتحكي كيف م��ا بدك هي‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫بتتذكرو ايام ما كان ش��رطي المرور‬ ‫أو المجنّ��د بالجيش من أي محافظة س��ورية‬ ‫كان��ت بس يب ّلش ش��غل فج��أة مع الوق��ت يصير‬ ‫يحك��ي لهجة أهل الس��احل حت��ى ل��و كان الزلمة‬ ‫م��ن نص دير الزور او درع��ا وكانو يتعلمو يحكو‬ ‫اللهج��ة ب��س ألنه المع ّل��م تبع��و بيحكي هيك‬ ‫ومش��ان شوي شوي يصير ياخد امتيازات اكتر‬ ‫بالشغل مع الوقت عأس��اس وكمان ألنه‬ ‫صارت عادة عند ال��كل فصرت تالقي‬ ‫كل الشرطة والجيش واالمن الجنائي‬ ‫والمخاب��رات بيحك��و بنف��س اللهج��ة‬ ‫وحت��ى ص��ارو يتمس��خرو عالموضوع‬ ‫بكل المسلس�لات الناقدة ومرايا وبقعة‬ ‫ضوء وكل هالقصص‬ ‫اي هاألي��ام ف��ي بع��ض‬ ‫الجهات واألحزاب السياسية‬

‫المعارضة‪ ،‬عم تحاول انها تعمل نفس الشي بس‬ ‫بغير طريقة‬ ‫يعن��ي الموض��ة هل��ق ص��ارت أن��ه إذا ان��ت‬ ‫مع��ارض بدك يدعموك ويش��دّو بضه��رك فالزم‬ ‫تط��وّل ذقن��ك وتحل��ق ش��واربك وتصي��ر تحكي‬ ‫فصح��ى اكتر وبمصطلحات واس��اليب متدينة قدر‬ ‫االم��كان وتقول انك تاب��ع لتيّار معيّ��ن وألهداف‬ ‫معيّن��ة ومح��دّدة مش��ان تحص��ل‬ ‫عالدع��م الم��ادي واإلعالم��ي‬ ‫ومشان الالجئين بالمنطقة يلي‬ ‫انت فيه��ا يطلعل��ن خبز ومي‬ ‫ومس��اعدات انسانية من يلي‬ ‫عم تجي من برا‬

‫حري��ة ش��خصية وم��ا حدا دخل��و فيك‬ ‫ب��س الخقارة ان��ك تبت��زّ الن��اس بالدعم‬ ‫بحسب ش��و لهجتهم او طول ذقنهم وانتمائهم‬ ‫السياسي وتمنعو عن غير ناس بس ألنه مو متل‬ ‫ما انت بدك‬ ‫يعني طبعًا مختص��ر الموضوع أنه في ريحة‬ ‫وس��خة من الطرفين بس هاد ال يمنع أنه الشعب‬ ‫كان وس��يبقى عل��ى ح��قّ وحق��ارة السياس��يين‬ ‫وجماعة الكراس��ي م��ن الطرفين مفروض ما‬ ‫تقدر تمنع��و من بناء س��وريا حرّة لجميع‬ ‫ابنائه��ا وتحاك��م كل مي��ن غل��ط بحق‬ ‫الس��وريين وم��ا يك��ون فيه��ا اي حدا‬ ‫ف��وق النقد مهم��ا كان��ت لهجته او‬ ‫ق��د م��ا طول��ت ذقن��ه او ش��و ما‬ ‫كان التي��ار السياس��ي يلي‬ ‫بيتبعله‬

‫أسبوعية‬

‫المحشش السوري اإللكتروني‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬

‫م��ا تفكرون��ا ما عم نجيب س��يرتهون يعن��ي نس��يانينهون‪ ،‬مجلس‪،‬‬ ‫ائتالف‪ ،‬حكومة انتقالية‪ ،‬ش��خصيات سياس��ية مس��تقلة‪ ،‬صرماية طفل‬ ‫سوري بتسوى كل شغلكون‪.‬‬ ‫بتعرفوا إنو ثورتنا أحق قضية ومعارضينا أوسخ أيادي‪.‬‬ ‫يبدو ش��يخنا أبو المع��ز (ال يزعلوا أنصاره بس ه��اد تدليع لمعاذ)‬ ‫ط��رح المباردة تبعو عالفي��س بوك أو ًال‪ ،‬لـ»جس» نبض الش��ارع أو ًال‬ ‫ويش��وف كم اليك بياخد عليها‪ ،‬ويحطه��ا هيك على عين النظام‪ ،‬إنو‬ ‫هاه شوفو كم اليك عندي أص ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫وم��و ناقص ش��يخنا مع��اذ الخطيب غي��ر يكتب عل��ى بروفايلو‬ ‫عالفيس بوك «بسيطة يا عرصات»‬ ‫س��هير األتاس��ي طلع راتبها عش��ر االف دوالر‪ ،‬واهلل مو ناقص‬ ‫غير تفتحي غاليري بدبي وتسمي «غاليري الزعتري»‪.‬‬ ‫وال ج��ورج صب��را‪ ،‬بتحس��و لما بدو يلق��ي خطابو كأنو لس��اتو‬ ‫عايش بالخمسينات وعم يلقي خطاب انقالب عسكري‪ .‬شوي تانية‬ ‫رح تسمعو عم يقول‪ :‬بيان رقم واحد‪.‬‬ ‫وعلى فكرة النصاب بيضلو نصاب وحمار السياسة بيضلو‬ ‫حمار سياس��ة والدني��ئ والحرامي بيضلو دن��يء وحرامي لو‬ ‫حطو بالقالب مية سنة‪.‬‬ ‫ولي��ك ال تخل��ي واح��د ع��رص باالئت�لاف عاي��ش برا‬ ‫ومتهن��ي بنعم وبياخد آالف ال��دوالرات يقلك اصبر واصمد‬ ‫تحت القصف‪.‬‬ ‫وباآلخر كس أخت الساعة اللي سكتنا فيها‪ :‬عجمال عبد‬ ‫الناصر‬

‫صبارة سوريتنا ‪. .‬‬

‫حكي ملخبط عن اإلئتالف‬

‫والفك��ر القوم��ي اللي نش��رو‬ ‫وعحافظ األس��د والبعث والفكر الش��مولي اللي نش��رو وعبش��ار‬ ‫األسد وتورث السلطة اللي قبلنا في وعالتجاوزات الثورية واألخالقية‬ ‫لن��اس من الجيش الحر وعجبهة النصرة والجماعات اإلس�لامية واألكل‬ ‫الخ��رى اللي عم يعملو وعاالئتالف والمعارضين والبيع والش��ري اللي عم‬ ‫يبعونا ويشترونا في‪.‬‬ ‫وي��ا ائتالف يا حي��ف عليكون‪ ..‬يا حيف على األم��ل اللي أملتونا ياه‬ ‫فيك��ون‪ .‬لك عم نحكي هالكالم وهالس��ب ما بيطل��ع غير من وجع‪،‬‬ ‫غير من قلب مفجوع‪ .‬لك يا حيف عليكون شو وسخين‪ ..‬يا حيف‪ .‬ما‬ ‫فرقتوا عن النظام شي ال واهلل ما فرقتو شي‪..‬‬

‫‪23‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫ُهنا ِد َم�شق‬ ‫سيامند حسين‬ ‫(يوميات ومشاهدات) ‪ 25‬أيار ‪2013‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 26 | )88‬أيار ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫(زيارة يف احلرب)‬

‫عندما وصلنا سراقب فجراً‪ ،‬بدت نائمة‪ .‬أكوام‬ ‫ً‬ ‫وادعة خلف البيوت‪ ،‬ودجاجات ينقرن‬ ‫حطب تنتظم‬ ‫التراب‪ .‬رأين��ا فقط ثالثة رج��ال افترقوا صامتين‪.‬‬ ‫اس��تقبلتنا األم وصع��دت معن��ا إلى س��طح البيت‪.‬‬ ‫بعد قليل ع��ادت تحمل على رأس��ها صينية كبيرة‬ ‫عليه��ا طع��ام الفط��ور‪ .‬صبّت الش��اي الس��اخن‪،‬‬ ‫ون��ادت بصوت حن��ون عل��ى األوالد النائمين‪ .‬رغم‬ ‫ابتسامتها المرحّبة طوال الوقت‪ ،‬بدت لنا نظراتها‬ ‫مكس��ورة وكئيبة‪ .‬ربما لم تنم إال قلي ً‬ ‫ال‪ .‬س��ألناها‬ ‫أن تذه��ب لترتاح‪ ،‬فنفت ش��عورها بالتعب‪ .‬عندما‬ ‫انتهين��ا‪ ،‬وقفن��ا ننف��ض ذرات طحي��ن الخب��ز عن‬ ‫أيدين��ا‪ ،‬وأطللن��ا برؤوس��نا إل��ى الش��ارع من خلف‬ ‫الحائ��ط المنخف��ض فل��م نرَ أح��داً‪ .‬عل��ى بعض‬ ‫األس��طح المج��اورة كانت قطع من الس��جاد تتدلى‬ ‫على هيئة لس��انات ملونة‪ ،‬س��اكنة وكأنها ما زالت‬ ‫رطبة ثقيلة‪ ،‬وفي البعيد س��رب حم��ام كان يلتفّ‬ ‫أن علينا المغادرة‪ .‬نزلنا األدراج‬ ‫عائداً نحونا‪ .‬أدركنا ّ‬ ‫نُغالب دموعاً كانت تحرّضها‪ ،‬على األرجح‪ ،‬قسوة‬ ‫أن ش��كل اللقاء بصديقنا‪ ،‬قد‬ ‫لحظ��ات التفكير في ّ‬ ‫تغير‪.‬‬

‫(ذكرى حزينة على اجلبهة)‬

‫كان "بو حيدر‪ "2‬المصاب بشظية في خاصرته‪،‬‬ ‫يناش��د قائده "كرب�لاء"‪ ،‬عبر جهاز الالس��لكي‪ ،‬أن‬ ‫يرس��ل له س��يارة إس��عاف‪ .‬إلى جانبه يرقد رفيقه‬ ‫"‪ "636‬وق��د فارق الحياة‪ .‬محتمي��اً في غرفة داخل‬ ‫بيت يقع على الحدود الغربية لبلدة القصير‪ ،‬بدا له‬ ‫ّ‬ ‫بمشقة ضاغطًا بيده على‬ ‫المطبخ بعيداً جداً‪ .‬زحف‬ ‫الجرح النازف‪ ،‬فاس��توقفته للحظة أغراض مبعثرة‬ ‫نصف مدفونة بين فتات اإلس��منت المتساقط من‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫الس��قف الذي ثقبت��ه القذيفة‪ .‬كانت الس��ماء ُ‬ ‫تنفذ‬ ‫ً‬ ‫مش��رقة عب��ر النافذة الجدي��دة‪ .‬مس��ح الغبار عن‬ ‫إحدى الصور فكانت لصبيّ مبتسم يلبس قميص‬ ‫ٍ‬ ‫جوفانت��وس وتح��ت قدم��ه الحافية ُك��رة مرقّطة‪.‬‬ ‫خل��ف الصورة وقّ��ع األبُ‪" :‬ي��ا حس��ين البطل ‪3 -‬‬ ‫نيسان‪."1998 ،‬‬

‫(�إعالم احلزب)‬

‫‪...‬فمث� ً‬ ‫لا ف��ي الي��وم التال��ي‪ ،‬تعال��ت أصوات‬ ‫المعادي��ن لـ"اإلمبرياليزم" على مائدة العش��اء في‬ ‫العدي��د من البي��وت اللبناني��ة الميس��ورة‪ ،‬ولكنها‬ ‫س��كتت تدريجي��ًا تارك��ة انطباع��ات ال مبالية على‬ ‫الوج��وه‪ ،‬بع��د أن حض��ر الطعام وأخ��ذت الكؤوس‬ ‫تمت�لأ واحدة بعد األخرى‪ .‬ال أح��د من أولئك اكترث‬ ‫بح��ارس "المتحف الحربي" الحزي��ن‪ ،‬ابن الجنوب‪،‬‬ ‫ذاك الكه��ل البس��يط‪ .‬لق��د كان متأكداً أن س��يارة‬ ‫الجيب )التابعة لمصلحة السجون اإلسرائيلة( كانت‬ ‫قطعة قيّمة ستجلب له بعض القروش اإلضافية‪،‬‬ ‫فهناك مخرجون مميزون كانوا يحضّرون لتصوير‬ ‫وثائقي ضخم عن "نصر" حرب تموز‪.‬‬

‫(ال�ضحايا الذين �أ�صبحوا جالدين)‬

‫قب��ل حلول المس��اء اجتم��ع عدد م��ن األقارب‬ ‫والجيران في بيت "أبو عادل"‪ ،‬ليودّعوا ابنه األكبر‬ ‫قبل ذهابه غ��داً إلى مطار النجف‪ ،‬حيث سيس��افر‬ ‫إلى دمش��ق مع وفد م��ن العراقيي��ن إلحياء ذكرى‬ ‫وفاة الس��يدة زينب‪ .‬اقترب بعض الوجهاء من والد‬ ‫الرجل وراحو يحدثونه عن الرحلة مؤكدين له أنها‬ ‫مج��رّد زي��ارة ديني��ة‪ ،‬وأن ال أحد من المس��افرين‬ ‫يحمل س�لاحاً‪ ،‬وال حتى بينهم من ينتمي لجماعات‬ ‫مس��لحة تهدف للبق��اء والقتال إلى جان��ب النظام‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)61541‬‬ ‫ادلب‪7158 :‬‬ ‫الحسكة‪386 :‬‬ ‫الرقة‪673 :‬‬ ‫السويداء‪46 :‬‬ ‫القنيطرة‪249 :‬‬ ‫الالذقية‪770 :‬‬

‫حلب‪9674 :‬‬ ‫حماه‪4499 :‬‬ ‫حمص‪9804 :‬‬ ‫درعا‪5339 :‬‬ ‫دمشق‪4617 :‬‬ ‫دير الزور‪3938 :‬‬ ‫ريف دمشق‪13766 :‬‬ ‫طرطوس‪279 :‬‬

‫في دمش��ق‪ .‬لم يكن األب راضياً أبداً‪ .‬خاطبه أخواه‬ ‫وأصدقاء كبار في السنّ مثله‪ ،‬وجيران طيبون أتوا‬ ‫يحملون الطعام والشاي‪.‬‬ ‫لق��د مرّت أي��ام طويلة ل��م يُك ّل��م فيها األب‬ ‫ابن��ه‪ ،‬كان حتّ��ى يرفض رؤيته‪ .‬بص��وت عال كان‬ ‫يُعيد مرات ومرات رواية تجربته القاس��ية في أحد‬ ‫س��جون بغداد الس��رية‪ ،‬حيث أمضى خمسة عشر‬ ‫عام��ًا ذاق فيها أصن��اف التعذيب‪ ،‬كان ال يس��تطيع‬ ‫أن يكمل أحياناً فيصرخ وينه��ار باكياً‪ .‬عندما خرج‬ ‫م��ن المعتق��ل كان يعان��ي من اضطراب نفس��يّ‬ ‫ح��اد‪ ،‬ولم يتحس��ن حتى بعد س��قوط ص��دام‪ ،‬بل‬ ‫اس��تمرّت حالته في التفاقم‪ .‬كانت عائلته وإخوته‬ ‫خاصّة‪ ،‬يش��كون من تصرفاته‪ ،‬وحتى أنهم نعتوه‬ ‫بالش��يوعي المجن��ون‪ ،‬وأصبحوا يهمّش��ون دوره‬ ‫في العائلة مع أنه كان أعلمهم وأكبرهم س��نًا‪ .‬زاد‬ ‫انعزاله‪ ،‬وبات في السنتين األخيرتين يلتزم غرفته‬ ‫ال يتكلم إال مع ابنته العانس كلمات قليلة أحيانًا‪.‬‬ ‫ف��ي ذل��ك الي��وم عندم��ا كان علي��ه أن يكون‬ ‫ف��ي ص��در الغرفة بي��ن الرجال المودّعي��ن البنه‪،‬‬ ‫بقي صامت��ًا يُنصت لكل م��ن كان يجلس بجانبه‬ ‫ويك ّلمه‪ .‬ما كان ينهض واحد حتى يجلس آخر‪ .‬كان‬ ‫"أب��و عادل" ينص��ت وهو يهزّ برأس��ه دون توقّف‪،‬‬ ‫وعين��اه الغاضبت��ان ال تتزحزح��ان ع��ن وج��ه ابنه‬ ‫الجالس قُبالته في نهاية غرفة الضيوف الواسعة‪.‬‬ ‫لم يش��عر عادل بخ��وف في حياته كم��ا أخافه أباه‬ ‫الي��وم‪ ،‬لكنه صم��د‪ .‬عندما بدأ الضي��وف يفقدون‬ ‫صبره��م وبلغ فيهم التذمر ح��دّه‪ ،‬وقف األب قائ ً‬ ‫ال‬ ‫بصوت ق��ويّ‪« :‬يا ولدي العزيز‪...،‬ف��ي هذا الوداع‬ ‫الحافل قب��ل ذهابك إلى الجحيم إذاً‪ ،‬اس��مع للمرة‬ ‫األخي��رة قصت��ي‪ »... :‬وبدأ يس��رد قصت��ه بمرارة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يتغلغل فيهما ش��يئًا‬ ‫محدق��ًا بعيني��ن كان الخ��وف‬ ‫فشيئًا‪.‬‬ ‫‪ 4562‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2013‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4173‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 13641‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 47900‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 5 / 25‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.