سوريتنا | العدد التاسع والثمانون | 2 حزيران 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫الأردن ي�ستقبل ثلث الالجئني ال�سوريني‬ ‫وينفي منع دخولهم �أرا�ضيه‬ ‫تصاع��دت تس��اؤالت ف��ي األي��ام األخيرة ع��ن منع‬ ‫الس��لطات األردني��ة دخول الجئين س��وريين إلى أراضي‬ ‫المملك��ة‪ ،‬لكن مصادر رس��مية في المفوضية الس��امية‬ ‫لش��ؤون الالجئي��ن التابعة لألمم المتح��دة نفت ذلك من‬ ‫جانبها مش��يرة إلى دخول العديد م��ن الالجئين منذ يوم‬ ‫الثالثاء‪.‬‬ ‫وقال مصدر مس��ؤول في القوات المسلحة األردنية‬ ‫إننا في بعض األحوال نضطر للمنع وخاصة في وجه من‬ ‫"يدخل المملكة ويعود إلى سوريا ثم يحاول الدخول إلى‬ ‫األردن مرة أخرى"‪ .‬وكانت وس��ائل إع�لام تناقلت مقطع‬ ‫"فيديو" يظهر جنودًا أردنيين يمنعون الجئين س��وريين‬ ‫من دخ��ول المملكة بتاريخ ‪ 27‬أي��ار ‪ /‬مايو الجاري‪ً ،‬‬ ‫وفقا‬ ‫لما قال أحد المتحدثين في المقطع‪.‬‬ ‫وكانت الحكومة األردني��ة نفت أكثر من مرة إغالق‬ ‫الحدود األردنية السورية‪ ،‬ألنها "مؤمنة بدورها القومي‪،‬‬ ‫ولتوقيعها عل��ى اتفاقيات دولية تمنعها من ذلك"‪ .‬ووفق‬ ‫التصريحات الحكومية‪ ،‬فقد دخ��ل المملكة ما يزيد على‬ ‫الملي��ون و‪ 200‬ال��ف الج��ئ س��وري‪ ،‬منذ ان��دالع األزمة‬ ‫السورية قبل عامين‪.‬‬ ‫وأوضح��ت تصريح��ات حكومي��ة أن (‪ )58641‬الجئًا‬ ‫س��وريًا عادوا طواعي��ة إلى بالدهم منذ ان��دالع األزمة‪.‬‬ ‫وتاب��ع المصدر العس��كري ف��ي تصريح لموق��ع (عمون)‬ ‫أن أم��ن الوطن ف��وق كل اعتبار‪ ،‬وأن كل ش��يء يتوقف‬ ‫عنده‪ ،‬مشدداً "نس��مح بالدخول‪ ،‬على إال يكون الالجئون‬ ‫كـ(البحارة)"‪.‬‬ ‫والبح��ارة لف��ظ يطل��ق عل��ى "التجّ��ار األردنيي��ن‬ ‫والس��وريين الذين كانوا يشترون البضاعة قبل األحداث‬ ‫ويدخلون ويعودون في اليوم أكثر من مرة عبر الحدود"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ووفق��ا لتقاري��ر صحافية فقد س��جلت بعض األيام‬ ‫الماضي��ة انخفاضً��ا ف��ي أع��داد الالجئي��ن بش��كل غير‬ ‫مس��بوق‪ ،‬وصل ف��ي أحد االي��ام إلى الصف��ر‪ .‬وتجاوزت‬ ‫أعداد الالجئين السوريين في المملكة منذ اندالع االزمة‬ ‫في س��وريا نصف مليون الج��ىء‪ ،‬من بينهم ‪160 - 120‬‬ ‫ألفًا في مخيم الزعتري شمال شرق البالد‪.‬‬

‫مذكرة ملجل�س الأمن‬ ‫وكان��ت الحكومة األردنية رفع��ت إلى مجلس األمن‬ ‫مذك��رة لمناقش��ة تداعيات األزم��ة الس��ورية عليه بعد‬ ‫تواصل تدفق الالجئين اليه ما أنهك بنيته التحتية‪ ،‬وهدد‬ ‫سلمه االجتماعي‪ ،‬وفقاً لتصريحات رسمية متتالية‪.‬‬ ‫ومن جهته��ا‪ ،‬أكدت مصادر رس��مية في المفوضية‬ ‫الس��امية لش��ؤون الالجئي��ن التابع��ة لألم��م المتح��دة‪،‬‬ ‫دخ��ول ‪ 1429‬الجئ��ًا س��وريًا عبر الش��يك الح��دودي بين‬ ‫س��وريا واألردن ليل الثالثاء‪ ،‬عقب تراجع كبير في أعداد‬ ‫القادمين خالل األسبوع الماضي‪.‬‬ ‫وجاءت تأكيدات المفوضية وس��ط تباين المعلومات‬ ‫بش��أن وج��ود ق��رار بتحدي��د دخ��ول الالجئين م��ن قبل‬ ‫السلطات األردنية‪ ،‬مقابل تصريحات رسمية تنفي تغيير‬ ‫سياسة المملكة اتجاه الالجئين‪.‬‬ ‫وق��ال مدي��ر التع��اون والعالق��ات الخارجي��ة ف��ي‬ ‫المفوضية‪ ،‬علي بيبي أن ‪ 1429‬الجئًا دخلوا المملكة ليل‬ ‫الثالثاء‪ ،‬مبررًا تراجع أعدادهم األس��بوع الماضي لوجود‬ ‫اشتباكات داخل الحدود السورية‪ ،‬وتعذر وصول الالجئين‬ ‫إلى المملكة‪.‬‬ ‫وبيّن بيبي أن أعداد الالجئين الذين قدموا للمملكة‬ ‫من��ذ بداية العام الجاري ‪ 2013‬بلغ نحو ‪ 250‬ألف الجىء‪،‬‬ ‫قائ� ً‬ ‫لا أن ه��ذا العدد يش��كل عبئً��ا وتحديًا كبي��رًا أمام‬ ‫الموارد المخصصة إلعانة الالجئين‪.‬‬ ‫كم��ا بين في تصريح لش��بكة (س��ي أن أن) أن عدد‬ ‫الالجئي��ن الس��وريين المدرجي��ن على قوائ��م االنتظار‬ ‫للتس��جيل في س��جالت المفوضي��ة يبلغ نح��و ‪ 490‬ألف‬

‫الجىء‪ ،‬قائ ًال إنها النس��بة االعلى بي��ن دول الجوار‪ ،‬فيما‬ ‫بيّن أن عدد المسجلين بلغ ‪ 405‬آالف الجىء‪.‬‬ ‫تنسيق بين السلطات األردنية وقوات الجيش الحر‬ ‫وم��ن جهت��ه‪ ،‬أكد منس��ق ش��ؤون المخيم��ات أنمار‬ ‫الحم��ود للموق��ع‪ ،‬أن تباي��ن أع��داد الالجئين م��رده إلى‬ ‫االوض��اع األمني��ة ف��ي الداخ��ل الس��وري‪ ،‬فيم��ا أك��دت‬ ‫الحكومة األردنية ذلك على لس��ان الناطق الرس��مي في‬ ‫وقت س��ابق عدم وجود أي قرار بمن��ع دخول الالجئين أو‬ ‫إغالق الحدود‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬كش��ف قائد عمليات المنطق��ة الجنوبية‬ ‫للجيش الحر في س��وريا المقدم ياسر العبود‪ ،‬عن وجود‬ ‫تنس��يق بي��ن الس��لطات األردنية وق��وات الجي��ش الحر‬ ‫بتقنين أعداد الالجئين منذ عش��رة أيام‪ .‬وقال العبود أن‬ ‫هن��اك اتفاقًا بين الس��لطات األردنية والجيش الحر على‬ ‫تمري��ر "‪ "50‬الجئً��ا" يوميً��ا م��ن كل نقطة م��ن النقاط‬ ‫الحدودية الثالث غير الرسمية التي يتدفق منها الالجئون‬ ‫عادة‪.‬‬ ‫وأض��اف العبود لـ (س��ي أن أن)‪ " :‬الحديث عن إعاقة‬ ‫دخ��ول الالجئي��ن الس��وريين بس��بب االش��تباكات بي��ن‬ ‫الجيش الحر والجيش النظامي داخل االراضي الس��ورية‬ ‫الحدودي��ة م��ع األردن غي��ر صحي��ح ألن غالبيتها مناطق‬ ‫محررة‪ ..‬هناك اتفاق بيننا وبين الس��لطات األردنية وتم‬ ‫إبالغنا بأن المنع موقت"‪.‬‬

‫نق�ص يف الإمدادات‬ ‫من جهتها أف��ادت منظمة أطباء بال حدود أن األردن‬ ‫يس��تضيف ثل��ث الالجئين الس��وريين الذي��ن هربوا من‬ ‫العنف في بالدهم‪ ،‬مشيرة في الوقت ذاته إلى أن هؤالء‬ ‫الالجئين يعانون من مش��اكل بس��بب نقص المساعدات‬ ‫اإلنسانية المقدمة للمخيمات التي يقيمون فيها‪.‬‬ ‫وذكر بيان للمنظمة‪ ،‬أن المملكة األردنية تستضيف‬ ‫الي��وم ما بين ‪ 500‬و‪ 600‬ألف الجئ س��وري يمثلون ثلث‬ ‫المليون ونصف سوري الذين فروا إلى الخارج‪.‬‬ ‫وأك��د رئي��س بعث��ة أطب��اء بال ح��دود إل��ى األردن‬ ‫أنط��وان فوش��يه أن الوض��ع أضع��ف ق��درة األردن على‬ ‫اس��تقبال الجئين في غياب دعم كاف معتبراً أن المسألة‬ ‫تتطلب "الكثير من األموال"‪.‬‬ ‫وق��ال فوش��يه أن الحكوم��ة األردني��ة وافقت على‬ ‫بذل جهود كبرى الس��تقبال الالجئين‪ ،‬لكنه أش��ار إلى أن‬ ‫"الضغط الناتج عن وصول أعداد من الالجئين ولد وضعًا‬

‫يزداد صعوبة"‪.‬‬ ‫ونوه إلى أن الالجئين السورين عالقون على الحدود‬ ‫الس��ورية األردنية منذ نحو أسبوع لكن "الجرحى ما زالوا‬ ‫يتمكنون من العبور"‪.‬‬ ‫وقال فوش��يه أنه "بعدما رحب األردنيون بالالجئين‬ ‫الس��وريين في بداية النزاع ع��ام ‪ 2011‬انقلبوا ضدهم‬ ‫وباتوا يتظاهرون أحيانا ضد الس��وريين الذين يوافقون‬ ‫على العمل لقاء أجر زهيد من شدة فقرهم"‪.‬‬ ‫وأضاف أن تدفق الالجئين تس��بب بمش��كالت أخرى‬ ‫أيضًا حي��ث بات النظام الصحي األردن��ي قريبا من بلوغ‬ ‫ذروة قدرات��ه وانه��ارت الس��ياحة وارتفعت األس��عار في‬ ‫القطاع��ات المدعومة م��ن الدولة مثل الغ��از الذي ازداد‬ ‫بنس��بة ‪ 50‬ف��ي المئة والكهرب��اء والخب��ز‪ ،‬نتيجة األزمة‬ ‫االقتصادية مشيراً إلى أن هذا االرتفاع في األسعار الذي‬ ‫يقترن بزيادة االستهالك نتيجة تدفق الالجئين‪ ،‬ينعكس‬ ‫بشكل حاد على ميزانية الدولة‪.‬‬

‫عودة �أكرث من ‪� 58‬ألف الجئ �سوري‬ ‫طواعية �إىل بالدهم‬ ‫فيسياق متصل قال أنمار الحمود الناطق اإلعالمي‬ ‫لش��ؤون الالجئين الس��وريين في األردني��وم الثالثاء أن‬ ‫أكثر من ‪ 58‬ألف الجئ سوري عادوا طواعية إلى بالدهم‬ ‫منذ افتتاحمخيم الزعتري لالجئين الس��وريين في تموز‬ ‫‪ /‬يوليو الماضي‪.‬‬ ‫وأوضحالحمود أن إجمالي عدد الالجئين الس��وريين‬ ‫ف��ي المملكة بلغ حتى الي��وم ‪ 537‬ألفًا و‪ 230‬الجئاً منهم‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 150‬ألفا في مخي��م الزعتري‪ ،‬ال��ذي يقع في‬ ‫محافظة المفرق‪ ،‬ش��مالياألردن على مقربة من الحدود‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫وأضافالمس��ؤول األردني أنه س��يجري قريبًا إجراء‬ ‫تع��داد للنازحي��ن م��ن خ�لال أخ��ذ بصم��ة قزحيةالعين‬ ‫وس��يتم كذلك منحهم بطاقات خدمة مماثلة للسوريين‬ ‫المقيمين في باقي محافظاتالمملكة‪.‬‬ ‫وقااللحمود أن السلطات األردنية تعتزم إنشاء ساتر‬ ‫ترابي حول المخيم لمن��ع عملياتالتهريب و"فرض مزيد‬ ‫من السيطرة عليه"‪.‬‬ ‫وتتوق��ع األم��م المتح��دة أن يص��ل ع��دد الالجئين‬ ‫الس��وريين ف��ي األردن إل��ى ‪ 1.2‬مليون ش��خص بنهاية‬ ‫العام الحالي‪.‬‬


‫م�ؤ�س�سة كن�سية يف هامبورغ ترعى‬ ‫�أ�سرة �سورية هاربة من احلرب‬

‫رحلة حمفوفة باملخاطر‬

‫�صور العنف حا�ضرة با�ستمرار‬ ‫تتابع أس��رة س��ميرة تطورات الوضع في س��وريا عن كثب‪ ،‬بواس��طة جهاز التلفزيون في مقر نادي‬ ‫الش��باب‪ ،‬كما بواسطة الكومبيوتر الموضوع هناك رهن إشارة الجميع‪" .‬إنهم يتابعون كل األخبار" تقول‬ ‫القسة ماير‪" ،‬وأحيانًا يجهشون بالبكاء" ألنهم يعرفون األماكن ومواقع المعارك‪.‬‬ ‫فهل س��تتمكن أس��رة س��ميرة يومًا من تغيي��ر وضعيتها من اللج��وء إلى اإلقام��ة القانونية الدائمة‬ ‫ف��ي ألماني��ا؟ يرى غونتر برخارت م��ن منظمة "بو أزيل" أن "األمر يتوقف على قدرة الكنيس��ة على إقناع‬ ‫المس��ؤولين السياس��يين بحل إنس��اني"‪" .‬برو أزيل" منظمة تنتقد وبش��دة سياس��ة اللجوء التي تنهجها‬ ‫الحكوم��ة األلمانية وتعتبرها سياس��ية "حمائية" تع��زل طالب اللجوء وال توفر له إمكاني��ة تعلم اللغة أو‬ ‫االندماج في المجتمع األلماني‪.‬‬ ‫وتس��عى المؤسسات الكنسية التي تعني بالالجئين السوريين في مرحلة أولى على األقل‪ ،‬إلى ربح‬ ‫الوقت دون خرق القوانين الجاري بها العمل‪" .‬حين يكون ش��خص في حاجة إلى مس��اعدتنا‪ ،‬فمن واجبنا‬ ‫األخالقي تقديم هذه المس��اعدة" تقول القس��ة بيرغيت دوس��كوفا‪ .‬ولكن يمكن للش��رطة أن تقف أمام‬ ‫الباب في أي لحظة‪ ،‬لتجد أس��رة س��ميرة نفس��ها في وضعية اإلبعاد خارج الحدود‪ ،‬سيناريو يؤرق األسرة‬ ‫بكاملها‪ ..‬لكن األمل يحدوها ألن تنام ليليها دون خوف أو ترقب‪.‬‬

‫‪� 82‬ألف �أ�سرة �سورية بال رجل يعيلها‬ ‫و‪� 2300‬أ�سرة من دون �أم‬ ‫‪� 70‬ألف �أ�سرة يف �سوريا ال تعلم �شيئ ًا‬ ‫عن م�صري �أحد �أبنائها‬ ‫قالت الشبكة السورية لحقوق اإلنسان في اليوم العالمي لألسرة‬ ‫ف��ي ‪ 15‬أي��ار أن أعداد الضحاي��ا الس��وريين تجاوز حاجز ال��ـ‪ 84‬ألف‬ ‫مواط��ن‪ ،‬منه��م ‪ % 89‬من المدنيين قتلوا على ي��د القوات الحكومية‬ ‫التي تقصف البلدات والمدن الس��ورية بشكل يومي لم يتوقف ليوم‬ ‫واحد منذ أكثر من س��نتين‪ ،‬إذا هناك ‪ 84‬ألف أسرة في سوريا فقدت‬ ‫أحد أبنائها‪.‬‬ ‫كما تجاوز عدد المختفين قس��ريًا حاجز الـ‪ 70‬ألف مواطن‪ ،‬بينهم‬ ‫قراب��ة ‪ 3‬آالف طفل (لم يتجاوزوا حاجز ال��ـ‪ ،)18‬أي أن هناك ‪ 70‬ألف‬ ‫أسرة في سوريا ال تعلم شيئًا عن مصير أحد أبنائها‪.‬‬ ‫وبل��غ عدد المعتقلين‪ ،‬بحس��ب آخ��ر إحصائية أصدرتها الش��بكة‬ ‫الس��ورية لحقوق اإلنس��ان‪ 194 ،‬ألف مواطن‪ ،‬أي أن هناك ‪ 194‬ألف‬ ‫أسرة في سوريا أحد أفرادها معتقل حتى تاريخ إعداد هذا التقرير‪.‬‬

‫�آالف الأ�سر فقدت معيلها‪:‬‬ ‫م��ن بين الـ‪ 84‬ألف قتي��ل هناك تقريبًا ‪ 25‬أل��ف رجل متزوج‪ ،‬أي‬ ‫هناك ‪ 25‬ألف أسرة في سوريا فقدت معيلها‪.‬‬ ‫وم��ن بين الـ‪ 70‬ألف مفقود هناك تقريبًا ‪ 17‬ألف رجل متزوج‪ ،‬أي‬ ‫أن هن��اك ‪ 17‬ألف أس��رة من دون معيل أيضاً‪ .‬وم��ن بين الـ‪ 194‬ألف‬ ‫معتق��ل هناك ما ال يقل عن ‪ 40‬ألف رج��ل متزوج‪ ،‬أي هناك ‪ 40‬ألف‬ ‫أس��رة إضافية من دون معيل‪ .‬يشكل حصيلة ذلك ‪ 82‬ألف أسرة من‬ ‫دون رجل لهذه األسرة‪.‬‬

‫�أ�سر فقدت الأم‪:‬‬ ‫بلغ عدد الضحايا من النساء ‪ 7543‬بحسب آخر إحصائية أصدرتها‬ ‫الش��بكة الس��ورية لحقوق اإلنس��ان‪ ،‬بينهن أكثر م��ن ‪ 1800‬أم‪ ،‬أي‬ ‫هناك أكثر من ‪ 1800‬أس��رة في س��وريا من دون أم ترعاها‪ .‬كما أن‬ ‫هن��اك قرابة الـ‪ 500‬أم من ضم��ن المعتقلين‪ ،‬مما يعني ذلك ‪2300‬‬ ‫أسرة من دون أم‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫في بداية األزمة هربت أس��رة س��ميرة من س��وريا وتوجهت إلى الس��عودية حيث كس��بت ما ًال ليس‬ ‫بالقلي��ل‪ .‬فقد عمل جمال كبائع ش��كوالتة‪ ،‬فيما كانت س��ميرة تعتني باألطف��ال‪ ،‬إالأن مرض جمال غير‬ ‫كل ش��يء‪ ،‬فقد أصيب بداء التصلب المتعدد‪ .‬وكان من المس��تحيل على سميرة تعويض زوجها‪ ،‬فالمرأة‬ ‫ممنوعة من قيادة الس��يارة في السعودية‪ .‬ومن هناك بدأت رحلة الهروب والتفكير بالسفر إلى هامبورغ‬ ‫األمامية حيث تقطن الجدة‪.‬‬ ‫دامت رحلة المخاطر على متن قارب في البحر األبيض المتوس��ط أربعة أيام‪ .‬ومن ش��واطئ إيطاليا‬ ‫تواصلت الرحلة إلى ألمانيا‪ ،‬فيما تمت تحقيقات الش��رطة األلمانية في بفاريا‪ .‬وٌضعت األس��رة السورية‬ ‫في مركز لالجئين‪ ،‬وبعد ستة أشهر كان خطر اإلبعاد إلى إيطاليا يلوح في األفق‪ .‬فوفقا لقوانين الهجرة‬ ‫األوروبية يجب تقديم طلب اللجوء في بلد االس��تقبال األول‪ ،‬أي إيطاليا في حال أس��رة سميرة‪ .‬ويتساءل‬ ‫غونتر بورخارت من من منظمة "برو أزيل" التي تعني بش��ؤون الالجئين "لماذا يتعين على أسرة سورية‬ ‫تقديم طلب اللجوء في إيطاليا إذا كانت الجدة تقيم في هامبورغ"‪.‬‬

‫ال�سوريون‪ :‬من دفء‬ ‫العائلة �إىل وجعها‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫تلعب المؤسس��ات الخيرية الكنسية في ألمانيا دوراً مهمًا في اس��تقبال ورعاية الالجئين السوريين‬ ‫الهاربين من الحرب األهلية‪ ،‬إالأن هشاشة وضعيتهم القانونية تجعل مستقبلهم غامضاً كما يظهر ذلك‬ ‫في نموذج أسرة سميرة التي تعيش في هامبورغ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫"أريد الهدوء" تقول س��ميرة يوناته وهي تالمس شعرها من الوجه بعصبية ملحوظة‪" .‬أخيرا أشعر‬ ‫باله��دوء"‪ .‬وب��دا الجدار الخارجي لنادي الش��باب ملونا بكتابات الغرافيتي‪ .‬وقبال��ة النوافذ الضيقة قماش‬ ‫يس��مح بمرور قليل من الضوء إلى الطابق الس��فلي‪ ،‬حيث تسكن س��ميرة صحبة زوجها المريض جمال‬ ‫وأطفالهما األربعة‪ .‬فقد لجأت هذه األس��رة الس��ورية إلى مؤسسة "كيرخن آزيل" الكنسية في هامبورغ‪.‬‬ ‫س��ميرة اس��م مس��تعار‪ ،‬كما أن موقع اإلقامة محاط بالسرية كما األبرشية الكنس��ية التي ترعى األسرة‬ ‫الس��ورية‪ .‬القسة بيرغيت دوس��كوفا تخاف من اعتداءات اليمين المتطرف‪ ،‬رغم أن جل سكان الحي لهم‬ ‫أصول من ثقافات مختلفة‪ .‬وتوضح دوس��كوفا قائلة "كنت قلقة من أن يقولو في أبرشيتي‪ ،‬المسيحيون‬ ‫أقلية‪ ،‬فلماذا تستقبلون أسرة مسلمة؟" لكن رد الفعل كان مختلفاً تمامًا‪.‬‬ ‫النس��اء المتقدم��ات في العمر م��ن القاطنات في الحي‪ ،‬كن من األوائل الذين س��ألوا عما إذا كن في‬ ‫حاج��ة إل��ى األكل أو المالبس واألغطية‪ .‬أنه الجيل الذي عاش الحرب العالمية‪ .‬ش��قيق س��ميرة هو الذي‬ ‫طلب المساعدة ألول مرة قبل عام لدى الكنيسة البروتستانتية‪ .‬وتوضح القسة دوسكوفا "لقد قررنا في‬ ‫مجلس الكنيسة فوراً تقديم المساعدة" لكون الوضع الحرج في سوريا ال يحتمل‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫�أ�سر فقدت �أبناءها‪:‬‬ ‫�أ�سر ق�صفت منازلها ونزحت‪:‬‬

‫�أ�سر حتولت �إىل الجئني‪:‬‬ ‫ف��ي آخر إحصائية أصدرتها الش��بكة الس��ورية لحقوق اإلنس��ان‬ ‫تجاوز أعداد الالجئين ‪ 1.7‬مليون الجئ (وبمعدل ‪ 5‬أش��خاص تقريبًا‬ ‫لألس��رة الواحدة) أي بمعدل ‪ 300‬ألف أسرة الجئة خارج سوريا‪ .‬وفي‬ ‫المقاب��ل فإن هناك اآلالف من األس��ر قد حمل أبناؤها الس�لاح فيما‬ ‫اعتبره كفاحًا مس��لحاً ضد النظام السورين تاركين خلفهم أسرهم‬ ‫وأبناءهم‪ ،‬حيث تقدر أعداد تلك األسر بأكثر من ‪ 40‬ألف أسرة‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫بلغ��ت أعداد المنازل المدمرة في س��وريا قراب��ة ‪ 600‬ألف منزل‪،‬‬ ‫وه��ذا أدى إلى نزوح آالف األس��ر‪ ،‬وهناك آالف أخ��رى هجرت منازلها‬ ‫تحت وطأة القصف اليومي‪.‬‬ ‫وتقدر الش��بكة الس��ورية لحقوق اإلنس��ان أع��داد النازحين في‬ ‫سوريا بـ‪ 5.8‬مليون نازح (بمعدل ‪ 5‬أشخاص تقريبًا لألسرة الواحدة)‪،‬‬ ‫يصبح لدينا أكثر من مليون أسرة مشردة داخل األراضي السورية‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫بل��غ عدد الضحايا م��ن األطفال ‪ ،8356‬أي أن هناك ‪ 8356‬أس��رة‬ ‫فقدت طفلها‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫عمليات جراحية يف بيوت مدمرة ‪� ..‬أطباء �سوريون‬ ‫من �أملانيا يعاجلون �ضحايا احلرب �سر ًا‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫أدت الح��رب األهلي��ة ف��ي س��وريا إل��ى إنهي��ار‬ ‫النظام الصحي في الب�لاد‪ .‬ويفتقر البلد إلى األطباء‬ ‫والممرضين واآلالت الطبي��ة واألدوية‪ .‬ولذلك يحاول‬ ‫أطباء س��وريون مقيم��ون في ألماني��ا تقديم الدعم‬ ‫للمرضى رغم األخطار التي يتعرضون لها هناك‪.‬‬ ‫عندم��ا نف��د في قب��و مظل��م آخر دواء مس��كن‬ ‫لألل��م‪ ،‬بات المريض يصرخ بش��كل ش��ديد ويتلوى‬ ‫ألما‪" .‬واصلنا العملية الجراحية ببساطة"‪ ،‬يقول عمر‪،‬‬ ‫إذ "لو ل��م نواصلها‪ ،‬لمات المريض بس��بب النزيف"‪.‬‬ ‫وال تزال صرخ��ات الرجل تتردد في أحالم عمر‪ ،‬رغم‬ ‫مرور أشهر على عودته من سوريا إلى ألمانيا‪.‬‬ ‫عمر‪ ،‬هو االس��م المس��تعار لجراح سوري يعمل‬ ‫في مستش��فى في مدينة ألماني��ة‪ .‬ال يريد عمر ذكر‬ ‫اسم عائلته‪ ،‬إذ إنه يخاف على أفراد أسرته في حلب‪.‬‬ ‫ومن المس��تحيل أن يعلم أحد أنه تسلل سرا في ليل‬ ‫بارد إلى س��وريا عب��ر حدودها مع تركي��ا‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫عثوره في موقع فيس��بوك على ن��داء ملح من قرية‬ ‫صغيرة في جبال ش��مال البالد‪ ،‬دعا فيه أحد س��كانها‬ ‫جراحا خبيرا إلى المجيء إلى القرية‪.‬‬ ‫وتلقى عمر دعم أطباء سوريين آخرين يعيشون‬ ‫في ألمانيا وفرنسا وأسس معهم شبكة غير رسمية‪.‬‬ ‫ويجم��ع هؤالء األطباء أدوية وأجه��زة طبية ينقلونها‬ ‫س��را عبر الح��دود التركية الس��ورية‪ ،‬رغ��م األخطار‬ ‫المحيطة بعملية من هذا النوع‪.‬‬ ‫ل��و علم أح��د أن عمر قام لمدة أس��بوع بعمليات‬ ‫جراحية في أقبية وبيوت مدمرة‪ ،‬لعرًض ذلك أسرته‬ ‫للخطر‪ .‬فقبل بضعة أس��ابيع قُت��ل زميل وصديق له‬ ‫في حلب‪" .‬أت��ى عدد من رجال الش��رطة إلى عيادته‬ ‫وأطلق��وا الن��ار علي��ه ببس��اطة"‪ ،‬كم��ا يق��ول عمر‪.‬‬ ‫ويضي��ف أن صديقه رفض التعاون م��ع رجال األمن‬ ‫في حلب‪ .‬وفي اليوم التالي كان ميتا‪.‬‬ ‫ف��ي ه��ذا الس��ياق يقول رئي��س هيئة رئاس��ة‬ ‫منظمة األطباء بال حدود‪ ،‬تانكريد شتوبه‪ ،‬إن "سوريا‬ ‫تش��هد اعتداءات تس��تهدف المستش��فيات وسيارات‬ ‫اإلسعاف"‪ .‬وأدت االشتباكات بين المتمردين والقوات‬ ‫الحكومي��ة إل��ى اإلضرار بنس��بة حوال��ي ‪ 60‬بالمائة‬ ‫م��ن المستش��فيات ونس��بة ‪ 80‬بالمائة من س��يارات‬ ‫اإلس��عاف‪" .‬يظه��ر ذلك أن ه��ذه االعت��داءات ال تأتي‬ ‫عن طريق الصدف��ة‪ ،‬وإنما هي اعتداءات مقصودة"‪،‬‬ ‫كما يقول ش��توبه‪ .‬ويضيف أن منظمته تدير خمسة‬

‫مستش��فيات ط��وارئ في س��وريا‪ ،‬تق��ع جميعها في‬ ‫قرى ومدن يس��يطر المتم��ردون عليها‪ ،‬مش��يرا إلى‬ ‫أن "النظام يرفض الس��ماح لنا بدخول المناطق التي‬ ‫يسيطر عليها"‪.‬‬ ‫وس��اهم ش��توبه في الس��نة الماضية ف��ي بناء‬ ‫مث��ل ه��ذا المستش��فى ف��ي كه��ف صغير بش��مال‬ ‫س��وريا‪ .‬إال أنه ال يريد ذكر موقع الكهف بالضبط‪ ،‬إذ‬ ‫أنه ال يس��تبعد أن يُصبح المستش��فى هدفا للقوات‬ ‫الحكومية‪.‬‬ ‫وج��د فري��ق ش��توبه نفس��ه مجبرا عل��ى نقل‬ ‫جميع لوازم المستش��فى الصغير سرا من تركيا عبر‬ ‫الحدود مع س��وريا‪" ،‬ابت��داء من الط��اوالت الجراحية‬ ‫وم��واد التضمي��د وص��وال إل��ى األدوية"‪ ،‬كم��ا يقول‬ ‫ش��توبه‪ .‬ويضيف أن إنتاج األدوية في س��وريا توقف‬ ‫وأن البالد تفتقر إلى األدوية ومواد التضميد‪ .‬وعالوة‬ ‫عل��ى ذلك غ��ادر أطب��اء وممرضون كثيرون س��وريا‬ ‫بس��بب االشتباكات المسلحة المس��تمرة منذ سنتين‪.‬‬ ‫وال يت��م تلقيح أطفال كثيري��ن ضد أمراض خطيرة‪.‬‬ ‫"س��معتُ أن عشرات األشخاص ماتوا بسبب النزيف‪،‬‬ ‫ألنه لم يستطع أحد تقديم الدعم إليهم"‪ ،‬كما يوضح‬ ‫شتوبه‪.‬‬ ‫ويص��ل المرضى إلى مستش��فى ش��توبه ليال‪.‬‬ ‫ويتم نقل بعضهم في ش��احنات صغي��رة بمصابيح‬ ‫خافتة‪ ،‬فيما يأتي بعضهم اآلخر س��يرا على األقدام‪،‬‬ ‫كم��ا يق��ول الطبي��ب من برلي��ن‪ .‬ويضي��ف أن نظام‬ ‫النقل في ش��مال س��وريا توقف كلي��ا‪ ،‬فطرق كثيرة‬ ‫تكتظ باأللغام أو تضررت بس��بب القذائف المدفعية‪.‬‬ ‫كم��ا أن هناك متاريس ونقاط تفتيش تعرقل دخول‬ ‫الوافدي��ن إلى الم��دن الكبيرة‪" .‬يتغير مس��ار الحدود‬ ‫بين القوى المختلفة كل يوم أو حتى كل س��اعة في‬ ‫حاالت كثيرة"‪ ،‬كما يقول شتوبه‪ .‬وتصبح قرى كاملة‬ ‫معزولة بين عشية وضحاها‪.‬‬ ‫ولذل��ك‪ ،‬ف��أن المستش��فيات الريفي��ة المؤقت��ة‬ ‫الصغي��رة ف��ي بي��وت مدم��رة أو بي��وت س��رية هي‬ ‫األماك��ن الوحيدة بالنس��بة إلى أن��اس كثيرين التي‬ ‫يمكن أن يتلقوا فيه��ا عناية طبية‪ .‬وكما يقول عمر‪،‬‬ ‫ف��إن "مصطل��ح المستش��فى ه��و لي��س المصطلح‬ ‫الصحي��ح‪ ،‬فالمستش��فى ال��ذي قمتُ في��ه بالعملية‬ ‫الجراحي��ة المذك��ورة‪ ،‬لم يتألف إال م��ن غرفة واحدة‬ ‫في قبو"‪.‬‬

‫قام عمر بعملياته بالتعاون مع طالب كلية الطب‬ ‫الذين لم تتوفر لديهم أية خبرات عملية‪ .‬وكما يقول‪،‬‬ ‫"أت��ى المرض��ى كل لي��ل"‪ ،‬وبينهم أش��خاص أُصيبوا‬ ‫في غارات جوية‪ ،‬ونس��اء حامالت ومصابون بأمراض‬ ‫مزمنة‪ ،‬حيث بقى بحثهن عن أدوية مناسبة بال جدوى‪.‬‬ ‫وهك��ذا نفذت االحتياطيات من األدوية التي اش��تراها‬ ‫عم��ر في تركيا بع��د بضعة أيام فق��ط‪" .‬افتقرنا إلى‬ ‫اآلالت الطبية‪ .‬وفيما يخص مواد التضميد‪ ،‬فأننا قمنا‬ ‫بتسخينها في مدفأة لتعقيمها بأفضل شكل ممكن"‪،‬‬ ‫كما يقول عمر‪ .‬وفي حاالت كثيرة وجد نفس��ه مجبرا‬ ‫على اس��تخدام مشابك للشعر لقطع األوعية الدموية‬ ‫ووقف النزيف‪ .‬ويضيف‪" :‬لم أعتقد أنني سأشهد مثل‬ ‫هذا البؤس البشع"‪.‬‬ ‫وس��مع عمر بعد أس��بوع من وصوله إلى سوريا‬ ‫ع��ن غ��ارة جوي��ة على قري��ة مج��اورة‪ ،‬حي��ث توجه‬ ‫مباش��رة بعد ذل��ك مع عدد م��ن زمالئه إل��ى هناك‪.‬‬ ‫"نزل��تُ م��ن الس��يارة ودخل��تُ بيتا مدم��را انطلقت‬ ‫صرخات ش��ديدة منه‪ .‬ثم ألقوا قنابل فوق السيارة"‪،‬‬ ‫كم��ا يقول عم��ر‪ .‬ويضيف أنه عاد مباش��رة بعد ذلك‬ ‫بس��رعة إلى الشارع‪" .‬إال أنه لم يكن هناك أي شيء‪،‬‬ ‫لم تكن هناك س��يارة وال زميل‪ ،‬وإنما انتشرت أشالء‬ ‫جثث في الش��ارع"‪ .‬وكما يق��ول عمر‪ ،‬فإنه كان قريبا‬ ‫ج��دا من مقتل��ه‪ .‬وفي اليوم بعد ذلك ع��اد إلى تركيا‬ ‫ومنها إلى ألمانيا‪.‬‬ ‫"لن أس��تطيع النوم هذه الليلة أيضا"‪ ،‬كما يقول‬ ‫عمر ف��ي نهاية الحدي��ث معه‪ ،‬فمرة أخرى س��يظهر‬ ‫أمامه وجه فتاة في سن السادسة‪ ،‬كان من الضروري‬ ‫أن يُقط��ع إح��دى رجليه��ا‪ ،‬ألنه لم تتوف��ر لديه آالت‬ ‫مناس��بة إلنقاذه��ا‪ .‬وم��رة أخ��رى سيس��مع صرخات‬ ‫الرجل الذي لم تتوفر أدوية لتسكين آالمه‪.‬‬ ‫ويتس��اءل عمر عما إذا كان يمكنه أن يذهب في‬ ‫عطلت��ه الصيفية القادم��ة مرة أخرى س��وريا إلنقاذ‬ ‫حياة أناس‪ .‬ورغم أن زوجته تلح عليه بعدم الذهاب‪،‬‬ ‫إال أن عم��ر يق��ول لنفس��ه‪" :‬إذا بقي��تُ ف��ي ألمانيا‪،‬‬ ‫س��يموت أناس يمكن أن أنقذ حياتهم"‪ .‬ويشعر عمر‬ ‫بأنه يش��ارك في تحمل المس��ؤولية عن موت هؤالء‬ ‫الن��اس‪ .‬ويضي��ف‪" :‬أن��ا طبي��ب‪ .‬ويجب عل��ي تقديم‬ ‫المس��اعدة‪ .‬ورغ��م أنني أكره األس��د‪ ،‬إال أن��ه لو أتى‬ ‫إلي بعد إصابته بجروح‪ ،‬فإنني سأقدم مساعدتي له‬ ‫أيضا"‪.‬‬

‫واردات �سوريا من احلبوب ترتفع بالرغم من احلرب‬ ‫قال تجار أن سوريا تمكنت من تعزيز وارداتها‬ ‫م��ن الحبوب في األش��هر القليل��ة الماضية بعد أن‬ ‫تراج��ع نش��اطها في األس��واق الدولي��ة لفترة من‬ ‫الوق��ت‪ .‬ويقول تجار‪ :‬أن س��وريا واجهت فيما يبدو‬ ‫صعوبات في الحصول على إمدادات حبوب عالمية‬ ‫العام الماض��ي‪ ،‬لكن هذه الصعوبات تراجعت هذا‬ ‫العام بعد أن تمكن وسطاء من عقد صفقات‪.‬‬ ‫وال تس��تهدف العقوب��ات الدولي��ة ش��حنات‬ ‫األغذية‪ ،‬لك��ن العقوبات المصرفية والحرب خلقتا‬ ‫صعوب��ات لبع��ض الش��ركات التجاري��ة التي تريد‬ ‫التعامل مع دمشق‪.‬‬ ‫واآلن بعد أن أصبح الوسطاء األجانب يعقدون‬ ‫الصفقات اس��تطاعت دمش��ق ش��راء القمح بدفع‬ ‫عالوة س��عرية صغيرة تتراوح بين ثالثة وخمس��ة‬ ‫بالمئة فوق السعر العالمي‪.‬‬ ‫وق��ال تاجر حب��وب أوروبي‪" :‬يب��دو أن واردات‬ ‫الحبوب للحكومة السورية استقرت بنظام روتيني‬ ‫م��ع التجار ف��ي ال��دول المج��اورة‪ ،‬حي��ث أصبحوا‬

‫يتلق��ون الطلب��ات المباش��رة ويمررونه��ا بموجب‬ ‫عقود من الباطن للشركات التجارية العالمية"‪.‬‬ ‫وت��زرع س��وريا ع��ادة معظ��م احتياجاتها من‬ ‫القم��ح بينما تش��كل الواردات أقل م��ن ‪ 25‬بالمئة‬ ‫من االستهالك‪ ،‬وقد ترتفع هذه النسبة إذا شهدت‬ ‫البالد محصو ًال ضعيفاً كما حدث في ‪.2010‬‬ ‫وم��ن المنتظر بدء موس��م الحصاد هذا العام‬ ‫في األسابيع القليلة المقبلة‪ .‬وحتى ذلك الحين لن‬ ‫يتضح حجم الض��رر الذي لح��ق بالمحصول جراء‬ ‫األزم��ة التي ش��ردت الماليين وقت��ل فيها ما يزيد‬ ‫على ‪ 70‬ألف حسب تقديرات األمم المتحدة‪.‬‬ ‫والق��درة على إطعام الش��عب اختبار حاس��م‬ ‫للحكومة الس��ورية الت��ي تقول باس��تمرار أنها ال‬ ‫تواجه أي مشكالت تتعلق بإمدادات الغذاء‪.‬‬ ‫ونقل��ت صحيفة الوطن الس��ورية عن رئيس‬ ‫ال��وزراء وائل الحلقي قوله للبرلمان يوم األربعاء‪:‬‬ ‫أن الحكومة تتوقع شراء ‪ 2.5‬مليون طن من القمح‬ ‫من المزارعين السوريين في هذا الموسم‪.‬‬

‫وتقول األمم المتح��دة‪ :‬أن الحرب خلقت أزمة‬ ‫إنسانية إذ يحتاج ‪ 6.8‬مليون شخص للمساعدات‪.‬‬ ‫ويقول برنامج األغذي��ة العالمي التابع لألمم‬ ‫المتح��دة‪ :‬أن س��عر الدقيق (الطحين) في دمش��ق‬ ‫زاد إلى المثلين منذ ش��هر كانون األول ‪ /‬ديس��مبر‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫والوضع أس��وأ م��ن ذلك ف��ي المناط��ق التي‬ ‫تس��يطر عليه��ا ق��وات المعارضة‪ .‬فوفق��اً لبيانات‬ ‫برنام��ج األغذي��ة العالم��ي يب��اع الخبز ف��ي حلب‬ ‫بش��مال البالد بس��عر يترواح بين خمسة وعشرة‬ ‫أمثال السعر المدعم في دمشق‪.‬‬ ‫وأظه��رت بيان��ات تجارية أنه تم ش��حن نحو‬ ‫‪ 90‬ألف طن من القمح الفرنس��ي إلى س��وريا في‬ ‫الفترة بين ش��باطوأوائل نيس��ان‪ .‬وق��ال تجار‪ :‬أن‬ ‫هيئ��ة الحبوب الحكومية اش��ترت أيض��ًا ‪ 100‬ألف‬ ‫ط��ن من القم��ح في م��ارس م��ن منطق��ة البحر‬ ‫األسود‪ ،‬كما اشترت ش��ركات خاصة شحنات أخرى‬ ‫في األسابيع القليلة الماضية‪.‬‬


‫العودة �إىل الديار‬

‫وتوق��ع ممث��ل المفوضي��ة أن تك��ون هن��اك عودة‬ ‫واسعة النطاق إلى سوريا بعد أن يعود السالم إليها‪.‬‬ ‫وفي مقارن��ة بين محن��ة الالجئين الفلس��طينيين‬ ‫والس��وريين يق��ول أن��درو هارب��ر‪" :‬الوضع الذي عاش��ه‬ ‫الالجئ��ون الفلس��طينيون ف��ي الماض��ي يج��ب أن ي��دق‬ ‫ناق��وس الخطر للمجتم��ع الدولي‪ ،‬كي يب��ذل المزيد في‬ ‫تعامله مع الالجئين السوريين"‪.‬‬ ‫وأضاف‪" :‬الوضع يتطلب من المجتمع الدولي شجاعة‬ ‫أكب��ر مما تحلى بها حتى اآلن م��ن أجل التوصل إلى حل‬ ‫سياسي يسمح لهؤالء الناس بالعودة إلى ديارهم"‪.‬‬

‫الالجئون والعنف‬

‫أما عن المس��ؤول عن الفوضى واالش��تباكات التي‬ ‫تج��ري بين حي��ن وآخر في مخي��م الزعت��ري‪ ،‬بين قوات‬ ‫األم��ن األردنية والالجئين فيقول المس��ؤول الدولي عن‬ ‫الالجئين‪" ،‬من السهولة بمكان توجيه اللوم إلى الجميع‪،‬‬ ‫بداي��ة‪ ،‬الالجئون ال يتقبلون العيش داخل مخيم وس��ط‬

‫مفو�ضية الالجئني‪� :‬أعداد الالجئني ال�سوريني فى البلدان‬ ‫املجاورة جتاوز ‪ 6.1‬مليون الجئ‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أعلن��ت المفوضية العليا لش��ئون الالجئي��ن فى جنيف‬ ‫يوم الجمعة أن عدد الالجئين الس��وريين الفارين إلى الدول‬ ‫المج��اورة قد تج��اوز ‪ 6.1‬ملي��ون الجئ‪ ،‬مؤك��دة أن تصاعد‬ ‫وتي��رة النزاع فى س��وريا يجعلها تواج��ه صعوبات بالغة فى‬ ‫عمليتها اإلنسانية داخل سوريا وفى مقدمة تلك الصعوبات‬ ‫التحديات األمنية‪.‬‬ ‫من جانب آخر أكدت المفوضية أن فريقًا يضم ممثلين‬ ‫عن المنظمة الدولية وبرنامج األغذية العالمي واليونيسيف‬ ‫ومكت��ب األم��م المتح��دة لتنس��يق المس��اعدات اإلنس��انية‬ ‫والهالل األحمر العربى السوري‪ ،‬قاموا بزيارة مدينة الحسيا‬ ‫فى وس��ط غرب س��وريا والقريبة من مدين��ة القصير حيث‬ ‫تجرى اش��تباكات عنيف��ة وذلك لتقييم الوض��ع واالحتياجات‬ ‫اإلنس��انية الالزم��ة لمس��اعدة العائ�لات التى أجب��رت على‬ ‫النزوح من مدينة القصير‪.‬‬ ‫وأش��ار المتحدث باس��م مفوضي��ة الالجئي��ن دان ماك‬ ‫نورت��ون – إل��ى أن منطقة الحس��يا والتى تبع��د حوالى ‪25‬‬ ‫كيلومتراً من القصير ويسكنها حوالى ‪ 16‬ألف نسمة شهدت‬ ‫ف��ى الفترة االخيرة ومنذ اندالع القتال فى القصير‪ ،‬نزوح ما‬ ‫يقرب م��ن ‪ 700‬عائلة (حوالي ‪ 3500‬ش��خص) إلى القصير‬ ‫غالبيتهم من النساء واألطفال‪ ،‬فى حين لفتت المنظمة إلى‬ ‫أن أع��داداً أخرى م��ن الفارين من القصير لج��أوا إلى لبنان‪،‬‬

‫حيث تم تس��جيل حوالى ‪ 3000‬الجئ من القصير منذ ‪ 8‬أيار‬ ‫‪ /‬مايو الماضى‪.‬‬ ‫فى ذات اإلطار نوه المتحدث باس��م مفوضية الالجئين‬ ‫إلى أن فريق المنظمات الدولية زار ‪ 150‬عائلة من النازحين‬ ‫م��ن القصي��ر إلى أماك��ن مختلفة‪ ،‬مش��يراً إل��ى أن الفريق‬ ‫األمم��ي وقف على طبيعة الظروف االنس��انية الصعبة التى‬ ‫تواجهه��ا تل��ك العائ�لات وبخاصة األطف��ال الذي��ن يعانون‬ ‫بش��كل خاص من الحمى ومش��اكل تنفسية حادة واإلسهال‬ ‫واألمراض الجلدية جراء النقص الحاد فى المياه‪.‬‬ ‫وفي س��ياق متص��ل حذر ممثل��و منظم��ات دولية من‬ ‫تفاق��م أزمة ن��زوح الالجئي��ن الس��وريين إل��ى دول الجوار‬ ‫وارتف��اع أعداده��م بنهاية الع��ام الجاري إل��ى ثالثة ماليين‬ ‫الجئ في كل من األردن ولبنان وتركيا‪.‬‬ ‫وأك��دوا خالل جلس��ة عقدت ف��ي المؤتم��ر االقتصادي‬ ‫العالمي حول الش��رق األوس��ط وش��مال إفريقيا ‪ 2013‬في‬ ‫البحر الميت خصصت عن "س��بل المحافظة على س��وريا "‪،‬‬ ‫أهمية دعم الدول المس��تضيفة لالجئين السوريين في دول‬ ‫الجوار‪.‬‬ ‫وبدوره‪ ،‬قال نائب المفوض الس��امي لشؤون الالجئين‬ ‫توم��اس اليناكيف "أن نحو ‪ 5.1‬مليون الجئ س��وري غادروا‬

‫س��وريا بالفعل وس��ط توقع��ات بأن يصل الرق��م إلى ثالثة‬ ‫ماليي��ن الج��ئ م��ع نهاي��ة العام الج��اري ف��ي ال��دول التي‬ ‫تستضيفهم"‪ ،‬مشيراً إلى أن تلك األرقام في ازدياد‪.‬‬ ‫وأعلن اليناكيف عن خطة إغاثية تعكف عليها المنظمة‬ ‫حالياً وستقدمها خالل األس��ابيع المقبلة بمليارات الدوالرات‬ ‫من أجل التعامل مع اآلثار االنسانية لألزمة السورية‪.‬‬ ‫وقال أن أغلب الالجئين الس��وريين ف��ي األردن ولبنان‬ ‫يعيش��ون ف��ي الم��دن األردني��ة وخ��ارج المخيم��ات وأن ‪25‬‬ ‫بالمائة منهم فق��ط موجودون في المخيم��ات حالياً‪ ،‬محذراً‬ ‫من أن يش��كل ذلك عبئًا على النسيج االجتماعي للدول التي‬ ‫تستضيفهم‪.‬‬ ‫وتس��اءل اليناكيف إل��ى أي مدى س��تتحمل المجتمعات‬ ‫وج��ود أعداد كبي��رة منهم‪ ،‬وق��ال "أن األوض��اع الدامية في‬ ‫س��وريا والت��ي تش��هد عنف��ًا متزاي��داً س��يحمل المزيد من‬ ‫الضغوط��ات على أزمة الالجئين"‪ ،‬مش��يرا إل��ى أن المجتمع‬ ‫السوري سيعاني لفترة طويلة نتيجة االنقسام الحالي‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن معظم المساعدات التي تذهب إلى سوريا‬ ‫تصل إلى مناطق يس��يطر عليها النظام الس��وري‪ ،‬مش��يراً‬ ‫إل��ى أنه لم يت��م الحصول حتى اآلن عل��ى إذن من الحكومة‬ ‫السورية لوصول المساعدات إلى مناطق النزاع‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫اس��تبعد ممثل المفوضي��ة الس��امية التابعة لألمم‬ ‫المتحدة لش��ؤون الالجئين في األردن أندرو هاربر فكرة‬ ‫"توطين" الس��وريين ف��ي دول أوروبية وغربية‪ ،‬في ظل‬ ‫اس��تمرار الوضع المعيش��ي الصعب الذين يعيشونه في‬ ‫المخيمات‪.‬‬ ‫وقال هاربر في حديثه لبرنامج "نقطة نظام" على‬ ‫شاش��ة "العربية" ي��وم الجمعة‪" :‬ليس هن��اك من يرغب‬ ‫في أن يتدهور الوضع في س��وريا إلى الحد الذي يفرض‬ ‫إع��ادة توطين الالجئين الس��وريين في أماكن بعيدة في‬ ‫العالم"‪.‬‬ ‫وأضاف‪" :‬الالجئون السوريون ال يرغبون بالضرورة‬ ‫في االستفادة من إجراءات إعادة التوطين‪ ،‬إنهم يفضلون‬ ‫الع��ودة إلى ديارهم على غرار كل الالجئين‪ ،‬فال أحد من‬ ‫الس��وريين يريد العيش داخل مخيم لالجئين‪ ،‬وال يتمنى‬ ‫أي منهم أن يظل الجئًا ليوم واحد أكثر مما يجب"‪.‬‬ ‫وأضاف‪ " :‬س��جل ‪ 470‬ألف الجئ سوري في األردن‪،‬‬ ‫األمر الذي يعطي فكرة عن ضخامة عدد الالجئين الذين‬ ‫أغلبهم من النس��اء واألطفال بل أن أكثر من ‪ 60%‬منهم‬ ‫هم من األطفال"‪.‬‬ ‫وفي تعقيب على تصري��ح وزير الخارجية األردني‪،‬‬ ‫ناصر جودة بأن "الالجئين الس��وريين سيشكلون حوالي‬ ‫‪ 40%‬من سكان األردن بحلول منتصف العام القادم"‪ ،‬قال‬ ‫أندرو هاربر أن "األم��ر يعود للحومة األردنية بخصوص‬ ‫التنب��ؤات ع��ن تع��داد الالجئين ولكن��ه يطرح التس��اؤل‬ ‫التالي‪ :‬هل هناك احتمال بنزوح مليون أو مليوني سوري‬ ‫إل��ى األردن في ظ��ل الوضع الراهن في س��وريا؟"‪ ،‬ويرد‬ ‫فورا بالقول‪" :‬نعم ألن دمشق ال تبعد سوى ‪ 90‬كيلومتراً‬ ‫عن الحدود األردنية السورية"‪.‬‬

‫الصح��راء ولعلهم منزعجون من ع��دم إحراز تقدم على‬ ‫الصعيد السياس��ي‪ ،‬أو النعدام المياه في المخيم أو لعدم‬ ‫حصولهم على خيام"‪.‬‬ ‫وأض��اف‪" :‬بيد أن ما ال يغتفر هو لجوء الالجئين إلى‬ ‫العن��ف‪ ،‬فصحي��ح أن األردن يعامل الس��وريين كأش��قاء‬ ‫ولكنهم أيضًا ضيوف وعليه��م االلتزام بقوانين وقواعد‬ ‫وأنظمة البالد"‪.‬‬ ‫وع��ن ضمان��ة عدم تس��لل عناصر موالي��ة للنظام‬ ‫السوري إلى المخيم‪ ،‬يقول أندرو هاربر‪" :‬ال تستطيع أن‬ ‫تضم��ن كل م��ن يعيش داخل المخي��م‪ ،‬خاصة إذا علمت‬ ‫بأنه يتم اس��تقبال ألفي الج��ئ كل ليلة‪ ،‬في حين يصل‬ ‫م��ا بين ‪ 10‬آالف و‪ 15‬ألف الجئ كل أس��بوع‪ ،‬لذا فنحن ال‬ ‫نعرف خلفية كل الجئ في المخيم‪ ،‬أفضل من يس��تطيع‬ ‫تحديد ذلك هم الالجئون أنفسهم"‪.‬‬ ‫ويتفق أندرو هاربر مع ما يقال عن خذالن المجتمع‬ ‫الدول��ي لالجئي��ن الس��وريين عل��ى الصعيد السياس��ي‬ ‫ويق��ول‪" :‬م��ا نش��هده حالي��ا بش��أن الوضع ف��ي األردن‬

‫والمس��اعي التي تبذلها األمم المتحدة هو أن االستجابة‬ ‫اإلنس��انية تش��هد زخمًا بس��بب اإلخفاق المس��جل على‬ ‫صعيد االس��تجابة السياس��ية‪ ،‬ما لم يتحق��ق هو إطالق‬ ‫عملية سياس��ية واتخاذ قرارات تنه��ي القتال المتواصل‬ ‫في سوريا"‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫م�س�ؤول بالأمم املتحدة‪ :‬ال�سوريون ال يريدون‬ ‫توطين ًا باخلارج‬

‫‪5‬‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫ثورة احلرية ودجال املقاومة‬ ‫القد�س لي�ست يف حم�ص‬

‫ياسر مرزوق‬

‫يبدو انخ��راط ح��زب اهلل اإليراني‬ ‫بكوادره اللبنانية‪ ،‬في قتل الس��وريين‬ ‫وتهجيرهم‪ ،‬المش��هد األكثر قتامة في‬ ‫الحدث الس��وري بل في التاريخ العربي‬ ‫الحديث‪ ،‬حزب اهلل أس��قط ورقة التوت‬ ‫وارتهن أكثر الطوائ��ف اللبنانية حيوية‬ ‫وديناميكية لخدمة المش��روع اإليراني‬ ‫ف��ي المنطق��ة‪ ،‬والحف��اظ عل��ى أحالم‬ ‫كسرى في الوصول إلى مياه المتوسط‪.‬‬ ‫لم ينق��ل نص��ر اهلل بندقيّته من‬ ‫مواجه��ة إس��رائيل جنوباً إل��ى مواجهة‬ ‫الش��عب الس��وريّ ش��ما ًال‪ ،‬ب��ل ع��دّل‬ ‫البوصل��ة ونق��ل المعركة إل��ى الجبهة‬ ‫الت��ي تحفظ س�لامة النظام الس��وريّ‬ ‫وأمنه‪ ،‬وطبعًا النظ��ام اإليرانيّ وأمنه‪،‬‬ ‫فهو حين كان يقاتل إسرائيل إنّما كان‬ ‫يقاتل دفاعًا عن المشروع اإلمبراطوري‬ ‫الفارس��ي في المنطقة‪ ،‬من هنا نفسّر‬ ‫إق��دام الح��زب‪ ،‬ف��ي الثمانين��ات‪ ،‬على‬ ‫تصفية كل القوى اليس��ارية والقومية‬ ‫الت��ي كان��ت تقات��ل إس��رائيل من دون‬ ‫أن تنضبط تم��ام االنضباط باإلمالءات‬ ‫اإلستراتيجية اإليرانيّة والسوريّة‪ .‬لقد‬ ‫تو ّل��ى الحزب آن��ذاك تنظي��م المقاومة‬ ‫المزعومة لخدمة مشروع الماللي‪ .‬هذا‬ ‫المش��روع ال��ذي كانت معرك��ة القدس‬ ‫غط��اءه المعل��ن‪ ،‬لكن انخ��راط النظام‬ ‫اإليران��ي وربيب��ه في قتل الس��وريين‪،‬‬ ‫أعل��ن انتح��ار المش��روع وأتباع��ه‬ ‫والمضللين بذي العمامة السوداء وأعاد‬ ‫الجميع لقراءة تاريخ التشيع في إيران‪.‬‬ ‫ع��ن محمد حس��نين هي��كل ومن‬ ‫كتاب��ه " مداف��ع آي��ة اهلل الخمين��ي "‬ ‫الصفح��ة "‪ "111‬أنقل‪ :‬في بداية القرن‬ ‫الس��ادس عش��ر جعل الش��اه إسماعيل‬ ‫الصف��وي أول ملوك األس��رة الصفوية‬ ‫المذه��ب الش��يعي الدي��ن الرس��مي‬ ‫للدول��ة‪ ،‬وبه��ذه الطريق��ة تحالف��ت‬ ‫الس��لطات الدينية والدنيوية‪ ،‬العقيدية‬ ‫والوطنية ض��د اإلمبراطورية العثمانية‬ ‫الس��نية التي تش��كل الخطر األساسي‬ ‫بالنسبة إليران "‪.‬‬ ‫وبمزي��د م��ن التفصي��ل يخبرن��ا‬ ‫العالم��ة الدكتور " موس��ى الموس��وي‬ ‫" وف��ي كتاب��ه الش��يعة والتصحي��ح "‬ ‫الصفح��ة " ‪ " 71‬ع��ن تش��يع إي��ران‪:‬‬ ‫" ينح��در الش��اه إس��ماعيل م��ن أس��رة‬ ‫صوفي��ة كان مقره��ا مدين��ة أردبي��ل‬ ‫الواقعة ش��مال غربي إي��ران‪ ،‬وفي عام‬ ‫‪ 907‬هجري اس��تطاع الش��اه إسماعيل‬ ‫أن ينصب نفس��ه ملكاً عل��ى إيران بعد‬ ‫أن كان��ت الح��روب العثماني��ة اإليرانية‬ ‫ق��د أنهكت إيران تمامًا‪ ..‬ولم تكن إيران‬ ‫ش��يعية عند اس��تالم الش��اه إسماعيل‬ ‫الس��لطة الله��م إال مدن��اً قليل��ة منه��ا‬ ‫قم وقاش��ان ونيس��ابور‪ ،‬فأعلن الش��اه‬ ‫المذهب الش��يعي مذهبًا رسمياً إليران‬ ‫وب��دأت جحاف��ل الصوفية تتح��رك بين‬ ‫المدائ��ن تنش��د األش��عار والمدائح في‬ ‫ح��ق علي وأهل بيته وتحث الناس على‬

‫الدخ��ول في المذهب الش��يعي‪ ،‬وأعمل‬ ‫الشاه إسماعيل السيف في رقاب الذين‬ ‫لم يعلنوا تشيعهم‪.‬‬ ‫ومع أن الشاه إسماعيل كان شيعيًا‬ ‫بق��رارة نفس��ه وبحك��م نش��أته إال أن‬ ‫إعطاء الصفة الشيعية الخالصة إليران‬ ‫كان يهم النظام الجديد كثيراً‪ ،‬فالحروب‬ ‫العثمانية وان كانت في حقيقتها حروبًا‬ ‫إقليمي��ة له��ا جذوره��ا الماضي��ة إال أن‬ ‫االستمرار في هذه الحرب كان يصطدم‬ ‫بفكرة حرمة حرب المس��لم مع المسلم‬ ‫وقتل المسلم للمس��لم األمر الذي كان‬ ‫يالق��ي معارض��ة داخ��ل إي��ران وكانت‬ ‫فك��رة االنضم��ام للخالف��ة العثماني��ة‬ ‫والرضوخ ألمر الخليفة الذي كان يلقب‬ ‫بأمير المؤمنين أمراً له أنصاره "‪.‬‬ ‫موقع آخر يخبرنا الموس��وي‪:‬‬ ‫وفي ٍ‬ ‫" أن رجوع الش��اه إلى عالم ش��يعي في‬ ‫جبل عامل بلبن��ان (علي ابن عبد العال‬ ‫الكرك��ي العامل��ي) إبان حكمه إلس��ناد‬ ‫نظام��ه دلي��ل قاط��ع عل��ى أن الزعامة‬ ‫المذهبي��ة الش��يعية كان مقرها آنذاك‬ ‫ف��ي جب��ل عام��ل ف��ي لبن��ان الموطن‬ ‫الثاني للشيعة بعد العراق "‪.‬‬ ‫هك��ذا يخل��ط الف��رس الدي��ن‬ ‫بالسياس��ة تاريخيًا‪ ،‬أما أصول المذهب‬ ‫الش��يعي‪ ،‬فلم تكن مج��رد الوالء لرجل‬ ‫أو ألس��رة‪ ،‬إذ أن��ه من��ذ البداي��ة ارتبط‬ ‫اس��م علي رضي اهلل عنه بالفقراء في‬ ‫مكة والمدينة‪ ،‬وقد اس��تمر ه��ذا التيار‬ ‫الثوري في اإلس�لام مؤك��داً المضمون‬ ‫االجتماعي لرس��الته‪ ،‬وق��د روى أبو ذر‬ ‫الغف��اري‪ ،‬وهو أحد فالس��فة اإلس�لام‬ ‫األول وم��ن ضمن حزب علي رضي اهلل‬ ‫عنه عن الرس��ول عليه الصالة والسالم‬ ‫أن��ه ق��ال‪ " :‬الناس ش��ركاء ف��ي ثالث‪،‬‬ ‫والنار والكأل والم��اء "‪ ،‬وحينما يذكر أبو‬ ‫ذر الغف��اري ه��ذه العناصر األساس��ية‬ ‫بالنس��بة لحياة العرب��ي‪ ،‬فإنه في واقع‬ ‫الحال كان ينادي بتأميم وسائل اإلنتاج‬ ‫قبل ماركس بثالثة عشر قرنًا‪.‬‬ ‫قبل الخوض ف��ي ملفنا اليوم عن‬ ‫التدخ��ل المموه طائفي��ًا لحزب اهلل في‬ ‫سوريا‪ ،‬ينبغي التذكير بأن الشيعة هم‬ ‫من تش��يعوا آلل البيت ضد الدكتاتورية‬ ‫والظل��م وتوريث معاوي��ة الحكم البنه‬ ‫م��ن بعده وض��د الخروج عن الش��ورى‪،‬‬ ‫وليس ضد أهل السنة‪.‬‬ ‫أط��ل األمي��ن الع��ام لح��زب اهلل‪،‬‬ ‫غاضب��ًا بص��وتٍ مرتف��ع‪ ،‬وح��ركاتٍ‬ ‫متوترة بالغة العصبي��ة‪ ،‬يوجه ويؤنب‪،‬‬ ‫ويته��دد ويتوع��د ليلق��ي خطاب��ًا على‬ ‫وق��ع المع��ارك القاس��ية التي يش��ارك‬ ‫فيها حزبه في س��وريا‪ ،‬فقال أن دمشق‬ ‫تتع��رض "لح��رب عالمي��ة" م��ن محور‬ ‫تق��وده أمري��كا ويش��ارك في��ه تنظيم‬ ‫القاع��دة‪ ،‬ونفى أن يك��ون تورط حزبه‬ ‫قد جاء على خلفية النزاع المذهبي بين‬ ‫السنة والش��يعة‪ ،‬ولوح بإمكانية إرسال‬

‫"عش��رات اآلالف م��ن المجاهدي��ن" إلى‬ ‫الجبهات‪ ،‬كما تعهد "بتحقيق النصر‪" .‬‬ ‫وتاب��ع نصر اهلل‪ ،‬ف��ي الكلمة التي‬ ‫ألقاها عبر شاش��ات التلفزة المنصوبة‬ ‫أم��ام حش��ود م��ن أنص��اره ف��ي لبنان‬ ‫قائال‪" :‬ما يجري في سوريا هو مصيري‬ ‫ج��دا بالنس��بة إل��ى لبن��ان ولحاضرن��ا‬ ‫ومس��تقبلنا" مضيف��ا أن هن��اك بعض‬ ‫ال��دول العربية التي تريد "التخلص من‬ ‫النظام السوري‪" .‬‬ ‫نصر اهلل يخش��ى من فقدان دعم‬ ‫النظ��ام الس��وري – في ح��ال انهياره –‬ ‫وال��ذي يعطيه أهم مقومات س��يطرته‬ ‫على الجن��وب اللبنان��ي وتصرفه كقوة‬ ‫ف��وق الدول��ة‪ .‬وهو ال��ذي أعل��ن لبنان‬ ‫محمية شيعية‪ ،‬وقسم المنطقة إلى دار‬ ‫س�لام‪ ،‬وهي محور الولي الفقيه‪ ،‬الذي‬ ‫يتزعمه هو‪ ،‬ودار حرب أي من س��ماهم‬ ‫التكفيريي��ن حلفاء إس��رائيل وأميركا‪،‬‬ ‫والمقصود بالطبع س��نة سوريا ولبنان‬ ‫وال��دول اإلقليمي��ة الس��نية‪ ،‬وتحدي��داً‬ ‫السعودية‪.‬‬ ‫وحذر نص��ر اهلل من س��يطرة من‬ ‫وصفه��ا بـ"الجماع��ات التكفيرية" على‬ ‫المناطق الحدودية بين لبنان وس��وريا‪،‬‬ ‫والتي تش��هد حالي��ا عمليات عس��كرية‬ ‫تنفذها مجموعات تابعة لحزب اهلل في‬ ‫مدينة القصي��ر‪ .‬كما وصف المتطرفين‬ ‫بأنهم "وب��اء تعاني من��ه اليوم تونس‬ ‫وليبيا وال��دول التي صنعت��ه وصدرته"‬ ‫محذراً من وصول موجاته إلى لبنان‪.‬‬ ‫واعتب��ر نص��ر اهلل أن قي��ادات في‬ ‫التنظيم��ات الديني��ة بس��وريا ه��ددت‬ ‫باستهداف الحزب في لبنان بعد االنتهاء‬ ‫من مهمة إس��قاط نظام الرئيس بشار‬ ‫األس��د قبل أن يس��تطرد قائال‪" :‬سوريا‬ ‫هي ظهر المقاومة وال يمكن للمقاومة‬ ‫أن تق��ف مكتوفة األيدي وهو تش��اهد‬ ‫ظهرها يكسر وإال نكون أغبياء‪ ..‬الغبي‬ ‫هو من يقف وينتظر الموت‪" .‬‬ ‫وأض��اف‪" :‬إذا س��قطت س��وريا بيد‬ ‫األمريك��ي والتكفيري والدول اإلقليمية‬ ‫ستحاصر المقاومة‪ ،‬وستدخل إسرائيل‬ ‫إلى لبنان لتفرض ش��روطها على لبنان‬ ‫وإذا س��قطت س��وريا ضاعت فلسطين‬ ‫وضاعت المقاومة والقدس‪" .‬‬ ‫وعل��ى ذك��ر فلس��طين ومعرك��ة‬ ‫الق��دس ربم��ا نس��ي نص��ر اهلل ح��رب‬ ‫المخيمات عام ‪1985‬واش��تركت القوات‬ ‫الس��ورية م��ع ح��زب اهلل و«أم��ل» في‬ ‫ارت��كاب مج��ازر ض��د الفلس��طينيين‪،‬‬ ‫وكررها عام ‪.1986‬‬ ‫يتاب��ع نص��ر اهلل عملي��ة تحوي��ل‬ ‫قواع��ده الش��عبية أطف��ا ًال مندهش��ين‬ ‫به��ذا الزعي��م األب��وي الص��ارم‪ ،‬ولعل‬ ‫اله��ذر بل��غ م��داه ف��ي خط��اب س��يد‬ ‫المقاوم��ة حي��ن ص��رّح بقتال��ه ف��ي‬ ‫البوسنة قائ ًال أنه ال يمكن أن يكون في‬ ‫جبهة "فيها أمريكا وإس��رائيل ونابش��و‬

‫القب��ور وقاطع��و الرؤوس‪ " ،‬واس��تخف‬ ‫بالتهدي��دات الغربية بإدراج الحزب على‬ ‫لوائ��ح اإلرهاب بس��بب تدخله بس��وريا‬ ‫قائال‪" :‬الئحة اإلره��اب خاصتكم بلوها‬ ‫واش��ربوا ميته��ا‪ ،‬واتهامن��ا بالخلفي��ة‬ ‫المذهبي��ة كالم ف��ارغ وتاريخن��ا واضح‬ ‫وقد قاتلنا في البوسنة والهرسك دفاعا‬ ‫عن المسلمين السنة فما من شيعة في‬ ‫البوسنة‪" .‬‬ ‫وعل��ى ف��رض صح��ة اإلدع��اء‬ ‫بمش��اركة ح��زب اهلل ف��ي القت��ال في‬ ‫البوس��نة‪ ،‬كان عل��ى الس��يد أن يوضح‬ ‫طبيعة ش��ركاءه في القتال أليسوا هم‬ ‫من وصفهم بنابش��ي القبور‪ ،‬وقاطعي‬ ‫الرؤوس‪..‬‬ ‫وتحدث نصر اهلل عن قتلى الحزب‬ ‫ف��ي معارك القصي��ر‪ ،‬والذين تقدرهم‬ ‫التقارير اإلعالمية بالعش��رات‪ ،‬غير أنه‬ ‫ل��م يتط��رق إل��ى عددهم‪ ،‬ب��ل اكتفى‬ ‫بالق��ول أن عائالتهم تؤي��د الحزب ولم‬ ‫تتراجع عن موقفها مضيفا‪" :‬نحن نقوم‬ ‫بتقني��ن التدخ��ل العس��كري ألن هناك‬ ‫الكثي��ر من المجاهدي��ن الذين يريدون‬ ‫المش��اركة وال نحت��اج إلع�لان الجه��اد‬ ‫بكلمتين س��تجدون عش��رات اآلالف من‬ ‫المجاهدي��ن يتجهون إلى تلك الجبهات‪.‬‬ ‫" فالواج��ب الجه��ادي كان يقتض��ي أن‬ ‫يكون المناضلون من الطائفة الشيعية‬ ‫ف��ي المقل��ب الثاني إلى جانب الش��عب‬ ‫الس��وري المطالب بحريت��ه‪ ،‬ال ضد هذا‬ ‫الش��عب الذي فتح ذراعيه ألهل الجنوب‬ ‫والبق��اع خالل التهجير الذي اضطروا له‬ ‫في حرب تموز ‪.2006‬‬ ‫و كان المرص��د الس��وري لحق��وق‬ ‫اإلنس��ان أعلن‪ ،‬أن ع��دد عناصر «حزب‬ ‫اهلل» اللبناني الذين قتلوا خالل األشهر‬ ‫الماضي��ة ف��ي ريفي دمش��ق وحمص‬ ‫ارتف��ع إلى ‪ ،141‬بينهم ‪ 79‬في القصير‬ ‫منذ بداية العملية األخيرة‪.‬‬ ‫إنه��ا ثقاف��ة الموت الت��ي يفرضها‬ ‫نص��ر اهلل عل��ى طائفةٍ بأس��رها هذه‬ ‫الطائف��ة الت��ي انتقل��ت م��ن اإلقط��اع‬ ‫السياس��ي إل��ى اليس��ار والح��ركات‬ ‫العروبي��ة ثم إلى العمام��ة الدينية في‬ ‫ظاهرةٍ غريبةٍ عن المش��هد السياسي‬ ‫اللبناني‪ ،‬الطائفة التي بعث فيها اإلمام‬ ‫موسى الصدر شعوراً بتفوقها العددي‪،‬‬ ‫وتراثه��ا التاريخ��ي‪ ،‬ودوره��ا األكث��ري‬ ‫وانتمائه��ا اللبنان��ي‪ ،‬وال��ذي كان يردد‬ ‫دائماً" لبنان‪ ،‬بالنسبة إلينا‪ ،‬وطن نهائي‬ ‫"‪ .‬ل��ن يرجعه��ا نصر اهلل إل��ى قم‪ ،‬ولن‬ ‫تقب��ل بثقاف��ة الموت وعل��ى نصر اهلل‬ ‫أن يخ��اف على زعامته التي ستس��قط‬ ‫قب��ل س��قوط النظ��ام ف��ي دمش��ق‪،‬‬ ‫نص��ر اهلل ف��ي إع�لان انتح��اره األخير‬ ‫تقمص ش��خصية " برن��اردا ألب��ا التي‬ ‫صاغها "غارس��يا لوركا " ش��اعر إسبانيا‬ ‫ومسرحيها الذي تفنن في وصف القيم‬ ‫الريفي��ة المفضية إلى الموت في بالده‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫الق�صري‪..‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تنب��ع أهمي��ة مدين��ة القصير من‬ ‫موقعها االس��تراتيجي على األرض‪ ،‬إال‬ ‫أنه ولو س��قطت القصر فلن يس��تطيع‬ ‫النظ��ام المج��رم أن يه��زم الش��عب‬ ‫الس��وري ب��كل مكوناته‪ ،‬وهو الش��عب‬ ‫الذي يقاتل منذ س��نتين وبضعة أشهر‪،‬‬ ‫ولم يس��تطع النظام والقوى المساندة‬ ‫ل��ه سياس��ياً وعس��كريًا‪ ،‬إخم��اد ج��ذوة‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫تحم��ل مدين��ة القصي��ر وريفه��ا‬ ‫أهمية إستراتيجية جعلتها نقطة تحوّل‬ ‫ّ‬ ‫يش��كل‬ ‫اس��تراتيجي لكل��ي الطرفين‪،‬‬ ‫التماس المباش��ر مع المناطق الشمالية‬ ‫الحدودي��ة اللبناني��ة بعداً اس��تراتيجياً‪،‬‬ ‫حي��ث أمنت تلك المناط��ق ممراً لتمرير‬ ‫السالح والعتاد إلى المسلحين ألكثر من‬ ‫عامي��ن‪ ،‬حُفرت فيها األنفاق من تلكلخ‬ ‫إل��ى القصير‪ ،‬وت��زداد أهمي��ة القصير‬ ‫بالنس��بة إلى لبنان‪ ،‬تبعًا لوجود "القرى‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫مطالع القرن العشرين‪ ،‬وقد ترك لنا في‬ ‫" موت برناردا ألبا " عبرة‪ ،‬فالمس��رحية‬ ‫القصيرة دارت حول ش��خصيات نسائية‬ ‫يعشن في بيت تديره امرأة ترملت للتو‬ ‫وانصرف��ت تربي خمس بنات‪ ،‬لكم األم‬ ‫برن��اردا قررت‪ ،‬تح��ت تأثير الكنيس��ة‪،‬‬ ‫والحرص على شرف العائلة‪ ،‬تربيتهنّ‬ ‫بقم��ع الم��وت الدائ��م‪ ،‬فأجبرتهن على‬ ‫الح��داد واللون األس��ود ثماني��ة أعوام‪،‬‬ ‫وأس��رتهنّ في البي��ت ردع��اً لهنّ عن‬ ‫ع��دوى الخ��ارج‪ ،‬وم��ا لب��ث التوت��ر بين‬ ‫س��جيناتها أن تعاظ��م‪ ،‬فانتش��ر الحقد‬ ‫وتجذر‪ ،‬وخيم جو م��ن العنف واالنتحار‬ ‫فيما أرواح األس��يرات تشد الخناق على‬ ‫عنق األم‪.‬‬ ‫ه��و ه�لاك يفض��ي إلي��ه ف��رض‬ ‫المعايير الحاس��مة في الجنس والحياة‪،‬‬ ‫وإيث��ار الم��وت عل��ى الحري��ة‪ ،‬وال��والء‬ ‫للمحلي الموروث شرفاً وصيتاً وتماسكًا‬ ‫عائليًا عل��ى التعرض للقي��م والعوالم‬ ‫األخرى‪.‬‬

‫الس��بع" وهي ق��رى س��كانها لبنانيون‪،‬‬ ‫تقع ضمن األراضي الس��ورية وتحديداً‬ ‫في ريف القصير الغربي والجنوبي‪.‬‬ ‫إذا تُعتب��ر مدين��ة القصي��ر قل��ب‬ ‫س��وريا‪ ،‬ويبلغ عدد سكانها نحو أربعين‬ ‫ألف نس��مة‪ ،‬وتبع��د ‪ 15‬كيلومت��راً عن‬ ‫الح��دود اللبنانية‪ ،‬وال حدود فاصلة بين‬ ‫الجانبين‪ .‬تُعد المدينة "وسطية" يمكن‬ ‫م��ن خالله��ا تقس��يم الدولة الس��ورية‬ ‫إلى قس��مين‪ :‬ش��مالي وجنوبي‪ ،‬يضم‬ ‫القسم الش��مالي حماه وحلب والساحل‬ ‫الس��وري‪ ،‬فيما يضم الجنوبي دمش��ق‬ ‫وريف دمشق‪.‬‬ ‫كذلك تُعد المدينة الممر الس��هل‬ ‫إل��ى الداخ��ل اللبناني عبر م��دن وقرى‬ ‫القص��ر وجوس��يه وربل��ه وغيره��ا من‬ ‫المناط��ق التي يمر عبرها الس�لاح من‬ ‫لبن��ان والى س��وريا‪ .‬ويش��ير المحللون‬ ‫العس��كريون إل��ى أن مدين��ة القصي��ر‬ ‫تفصل الس��احل الس��وري عن دمش��ق‬ ‫وتفصل المنطقة الجنوبية عن ش��مال‬ ‫س��وريا‪ ،‬وبالس��يطرة عليها تُقطع كل‬ ‫اإلم��دادات م��ن الس��احل إلى دمش��ق‪،‬‬ ‫وم��ن المتعارف عليه أن الس��احل مؤيد‬ ‫للحكومة السورية‪ .‬كما يتم قطع حركة‬ ‫االس��تيراد عل��ى الدولة‪ ،‬نتيج��ة لقطع‬ ‫الطرقات والسيطرة عليها‪.‬‬ ‫يُض��اف إلى ذلك أنه إذا كان هناك‬ ‫فرص��ة للمعارض��ة أن تس��يطر عل��ى‬ ‫القصير‪ ،‬فمعن��ى ذلك أن التواصل بين‬ ‫دمش��ق والمنطق��ة الجنوبية س��يكون‬ ‫مقطوع��اً‪ ،‬بحي��ث ال يس��تطيع الجيش‬ ‫الس��وري الوص��ول إلى حم��اه ومناطق‬ ‫أخرى تشهد معارك حالية‪.‬‬ ‫وق��د أوضح��ت مجل��ة "التاي��م‬ ‫األمريكي��ة" في تقرير له��ا أن المعركة‬ ‫الطاحن��ة الت��ي ت��دور ببل��دة القصي��ر‬ ‫الس��ورية ه��ي معرك��ة ذات بع��د‬ ‫اس��تراتيجي س��تحدّد بالضرورة وجهة‬ ‫الح��رب الس��ورية بالكام��ل‪ .‬وأك��دت‬ ‫المجل��ة أن اس��تعادة القصي��ر من قبل‬ ‫الجيش السوري سيوفر له منفذا سهال‬

‫إل��ى ميناء "طرط��وس" حيث س��يكون‬ ‫الطري��ق آمنا م��ن البحر إل��ى العاصمة‬ ‫دمشق‪ ،‬وبالنسبة للمعارضة المسلحة‪،‬‬ ‫فالقصير تش��كل محورا لوجستيا مهما‬ ‫يس��تطيع تهري��ب األس��لحة والم��ؤن‬ ‫بس��هولة عبره من لبنان التي تبعد ‪10‬‬ ‫كيلومترات فقط منها‪.‬‬ ‫ويمك��ن للمس��لحين المعارضي��ن‬ ‫اس��تخدامها للذهاب للبنان لالس��تراحة‬ ‫وع�لاج إصاباته��م‪ ،‬وأك��د التقري��ر أن‬ ‫س��قوط النظ��ام مس��تبعد ج��دا مهم��ا‬ ‫كان تس��ليح المعارض��ة طالما أن إيران‬ ‫وروسيا مستمرتان في دعم دمشق‪.‬‬ ‫وكان المرص��د الس��وري لحق��وق‬ ‫اإلنس��ان أك��د قي��ام الق��وات النظامية‬ ‫بش��ن هجومها عل��ى المدين��ة التابعة‬ ‫لريف حم��ص وقال أن الطيران الحربي‬ ‫التاب��ع لق��وات النظ��ام «ق��ام بقص��ف‬ ‫المدين��ة بعن��ف من��ذ س��اعات الصباح‬ ‫األول��ى‪ ،‬ما أس��فر ع��ن مقت��ل ثالثين‬ ‫ش��خصا بينه��م س��يدة و‪ 16‬مقاتال من‬ ‫الكتائب المقاتلة»‪ ،‬وأش��ار المرصد إلى‬ ‫«خس��ائر بش��رية في صف��وف القوات‬ ‫النظامي��ة ومقاتلي ح��زب اهلل واللجان‬ ‫الشعبية المسلحة»‪.‬‬ ‫وذك��رت الهيئ��ة العام��ة للث��ورة‬ ‫الس��ورية م��ن جهته��ا أن «الطي��ران‬ ‫الحرب��ي يمط��ر المدين��ة بواب��ل م��ن‬ ‫الصواريخ والقذائف بالتزامن مع قصف‬ ‫ش��ديد جداً بالمدفعي��ة الثقيلة والهاون‬ ‫منذ بزوغ فجر» أمس‪ .‬وأش��ارت الهيئة‬ ‫إل��ى أن «المن��ازل تته��دم وتحترق مع‬ ‫المدينة»‪.‬‬ ‫وطالبت المعارضة السورية أمس‬ ‫األح��د المجتم��ع الدولي باتخ��اذ موقف‬ ‫لمن��ع حليف��ي النظ��ام الس��وري إيران‬ ‫وحزب اهلل اللبناني الشيعي من التدخل‬ ‫عس��كريا ف��ي س��وريا‪ ،‬مح��ذرة من أن‬ ‫«الس��كوت ع��ن ذلك» س��يقوض الحل‬ ‫السياسي لألزمة في البالد‪.‬‬ ‫وذك��ر بي��ان ص��ادر ع��ن المجلس‬ ‫الوطني الس��وري المع��ارض «في هذه‬

‫اللحظ��ات تقوم ق��وات قادمة من خارج‬ ‫س��ورية بارتكاب جرائم إبادة‪ ،‬وجرائم‬ ‫ح��رب عل��ى األرض الس��ورية‪ ،‬فمدينة‬ ‫القصي��ر محاص��رة وتتع��رض لقصف‬ ‫وحش��ي تدمي��ري‪ ،‬ومح��اوالت اجتي��اح‬ ‫ومس��ح المدينة وس��كانها من الوجود‪،‬‬ ‫على يد قوات حزب اهلل وقوات إيرانية»‪.‬‬ ‫ودعا البيان مجل��س األمن الدولي‬ ‫«للقي��ام بواجب��ه في من��ع عناصر من‬ ‫جماع��ة إرهابي��ة متعصبة مث��ل حزب‬ ‫اهلل‪ ،‬وق��وات دولة راعي��ة لإلرهاب مثل‬ ‫إيران‪ ،‬م��ن انتهاك ح��دود بالدنا‪ ،‬وغزو‬ ‫أبناء شعبنا في بيوتهم»‪.‬‬ ‫كم��ا طال��ب المجل��س ف��ي بيان��ه‬ ‫«بعقد اجتماع عاج��ل لمجلس الجامعة‬ ‫العربية‪ ،‬وباتخاذ موقف عملي وحاس��م‬ ‫تج��اه اس��تباحة األرض الس��ورية‪،‬‬ ‫واستباحة الدم السوري» محمال الجامعة‬ ‫وأمانتها العامة «المس��ؤولية األخالقية‬ ‫والسياس��ية والقانوني��ة للتحرك لوقف‬ ‫ذبح الس��وريين في القصير على أيدي‬ ‫غرباء‪ ،‬ينتهكون كل المبادئ التي قامت‬ ‫الجامعة العربية للدفاع عنها»‪.‬‬ ‫كتيبة ح��زب اهلل اإليراني��ة تقاتل‬ ‫حم��ى ظهره��ا ف��ي ي��وم م��ن األيام‪.‬‬ ‫بالطب��ع القصي��ر ه��ي أم المع��ارك‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وس��واء س��قطت أم ل��م‬ ‫تس��قط‪ ،‬فل��ن تس��قط ثورتن��ا مهم��ا‬ ‫ارتفعت األكالف‪ ،‬وبالعودة للتاريخ فقد‬ ‫دم��رت ألمانيا ث�لاث مرات ف��ي التاريخ‬ ‫الحدي��ث‪ .‬الم��رة األول��ى ف��ي الح��رب‬ ‫الطائفية الشهيرة باسم حرب الثالثين‬ ‫عام��ا (‪ )1648 - 1618‬بي��ن الكاثوليك‬ ‫والبروتستانت والمرة الثانية في الحرب‬ ‫العالمي��ة األول��ى (‪ )1918 - 1914‬التي‬ ‫كانت مج��زرة حقيقية بكل م��ا للكلمة‬ ‫م��ن معنى‪ .‬والمرة الثالث��ة مع المغامرة‬ ‫النازي��ة الهتلري��ة في الح��رب العالمية‬ ‫الثانية‪ ،‬وم��ع ذلك فقد خرجت من تحت‬ ‫األنق��اض‪ ،‬إنه��ا حتمي ٌة تاريخي��ة‪ ،‬آتية‬ ‫مهما طال االنتظار‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ثورة للحرية والكرامة‬ ‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫ال�شعب ال�سوري لن يكون بهذه النذالة‬ ‫الياس س الياس‬

‫الكذب يف املقدمات والنتائج‬ ‫لس��وء حظ��ي األس��بوعي‪ ،‬م��ع‬ ‫"س��وريتنا" على مدى األسابيع الماضية‪،‬‬ ‫كن��ت مضطرا للتعامل مع أكاذيب بش��ار‬ ‫األس��د وحس��ن نصر اهلل‪ ..‬األخير يكذب‬ ‫بش��راهة ووقاحة قل نظيره��ا‪ ..‬وكتبت‬ ‫ع��ن أكاذيب��ه تل��ك قب��ل أن أبداً النش��ر‬ ‫ف��ي " جريدة س��وريتنا"‪ ..‬أم��ا األول وهو‬ ‫فاشي سوريا بشار األس��د فمشكلته مع‬ ‫الكذب أنه يجعلك أمام متالعب ال يختلف‬ ‫ع��ن الجيل ال��كاذب بابتس��امة وثقة من‬ ‫متفذلكي الشعارات الخشبية‪..‬‬ ‫م��ا أردت ه��ذا األس��بوع أن أره��ق‬ ‫الق��ارئ تح��ت القصف ومح��اوالت تدمير‬ ‫أية إمكانية للحي��اة بالعودة للتعاطي مع‬ ‫أكاذيب هذين الشخصين ومن يعتبرهما‬ ‫ملهمان بكل شيء‪..‬‬ ‫الحال��ة ه��ي ليس��ت كم��ا تص��ور‪،‬‬ ‫ببس��اطتها القذافي��ة‪ ،‬ب��ل نم��ط حي��اة‬ ‫االس��تبداد والفاش��ية‪ ..‬عملي��ة منظم��ة‬ ‫وممنهج��ة م��ن األكاذي��ب لخ��داع الناس‬ ‫واإلبقاء على الوالءات بمس��احيق قومية‬ ‫ووطني��ة وعروبية س��رعان ما تنكش��ف‬ ‫فتصي��ر حال��ة مقرف��ة حتى عن��د طالب‬ ‫أو طالب��ة في جامعة دمش��ق ممن كانوا‬ ‫يحمل��ون اله��راوات للعم��ل كش��بيحة‬ ‫لقم��ع أية إمكانية لبقاء الثورة الس��ورية‬ ‫سلمية‪..‬‬ ‫م��ن المخجل والع��ار أن يصير أحمد‬ ‫س��بايدر برعاي��ة وزير الدعاية األس��دية‬ ‫محاض��را لجيلن��ا ع��ن الوج��ه القبي��ح‬ ‫للوالي��ات المتح��دة األميركي��ة ال��ذي كنا‬ ‫نكتش��فه أصال في أمرك��ة عقول هؤالء‬ ‫المنظرون علينا اليوم‪..‬‬ ‫الكذب الذي مارس��ه بشار األسد في‬ ‫لقاءات��ه األخيرة (آخرها مع المنار) توحي‬ ‫ل��ك بخي��ال واس��ع ج��دا ولكن��ه مفكك‪..‬‬ ‫حزب اهلل ليس موجودا في س��وريا سوى‬ ‫للدفاع عن المقاومة!‬ ‫بل أن بش��ار ب��ز بكذبته عن " مئات‬ ‫آالف" م��ن جن��وده الذي��ن يقاتل��ون في‬ ‫صفه في مواجهة مجموعات مسلحة كل‬ ‫األكاذيب التي تقول بأنه ال تدخل إيراني‬ ‫وال عراقي وال روسي في سوريا‪ ..‬بل هو‬ ‫بز أكاذيب حسن نصر اهلل عن مشاركته‬ ‫في البوسنة‪ ..‬وقد تهكم السوريون وغير‬ ‫الس��وريون العارفون بتاريخ هذا الحزب‬ ‫بأن��ه كان م��ع الرفي��ق ليني��ن والرفي��ق‬ ‫هوش��ي من��ه وم��ع نابلي��ون بونابرت‪..‬‬ ‫ب��ل ويُنتدب كذابون فاش��لون من أمثال‬ ‫جوزيف أب��و فاضل إلى قن��اة الجزيرة (و‬ ‫أب��و فاضل الذي يهاج��م الصهاينة اليوم‬ ‫كان باألمس القريب للثورة الفلسطينية‬ ‫ف��ي لبنان م��ن جماع��ة رمي ال��رز على‬ ‫جي��ش االحت�لال‪ ،‬بالمعن��ى المج��ازي)‪..‬‬ ‫ليخبرنا كم صار هؤالء بؤساء في ضياع‬ ‫" الخطاب الممانع"‪..‬‬ ‫في األيام األخيرة‪ ،‬وكما جرت العادة‪،‬‬ ‫تم تنس��يق ظه��ور األكاذيب م��ع قناتي‬

‫الميادي��ن والمنار بش��كل يجع��ل مهمة‬ ‫الس��لطة الرابع��ة عند هؤالء كممس��حة‬ ‫ألحذي��ة فاش��ية‪ ..‬ف��ي الخي��ر والتحليل‬ ‫واختراع انتصارات وهمية كذبها بنفسه‬ ‫بشار الذي اعتبر مسألة القصير بسيطة‬ ‫ج��دا بعد أن ه��ول منها بداي��ة واعتبرها‬ ‫مح��ددة للمصير‪ ..‬هي م��ن وزن أكاذيب‬ ‫وليد المعلم عن " الرد الفوري" في المرة‬ ‫القادمة‪ ..‬بدون أن يش��رح لن��ا ولماذا لم‬ ‫يكن في المرات الماضية؟!‬ ‫قص��ة صواري��خ اس‪ 300‬واح��دة‬ ‫م��ن األكاذيب الفضائحية التي ال يش��عر‬ ‫بش��ار بالح��رج منها أب��داً‪ ..‬فحت��ى تجار‬ ‫الس�لاح ال��روس كذب��وه وظ��ل يك��ذب‪،‬‬ ‫ال ليقن��ع نفس��ه بش��يء بق��در م��ا هي‬ ‫مح��اوالت اإلبق��اء عل��ى مظه��ر الق��وة‬ ‫الخداع��ة للمخدوعين ب��أن نظامه نظام‬ ‫ق��وة عظمى وتح��ارب الكون كل��ه‪ ..‬هذا‬ ‫الكون الذي كذب منذ عامين على الشعب‬ ‫السوري ومنح سفاح بوزن فاشي دمشق‬ ‫الفرص��ة تل��و الفرص��ة لس��حق الث��ورة‬ ‫ففشل‪ ..‬واضطر هؤالء لالعتراف مؤخرا‬ ‫بأن��ه وللخ��روج من ورطته��م أمامهم ما‬ ‫يسمى " جنيف‪ "٢‬الذي سيفشل أيضًا إذا‬ ‫لم يلبي هدف الث��ورة وليس هدف مائع‬ ‫لمعارض مزمن يخبرك بيانه عن سوريا‬ ‫وكأنها دولة تعيش ظروفا طبيعية تشبه‬ ‫ظروفه��ا الت��ي روج للس��ياحة إليه��ا في‬ ‫بغ��داد وليد المعلم الس��تقدام المرتزقة‬ ‫في الحقيقة‪..‬‬

‫هذه هي الرتبية الأ�سدية‪..‬‬ ‫النمط التملقي الكارثي‪..‬‬ ‫قرأت بتمعن مادة األس��تاذ ميش��يل‬ ‫كيلو له��ذا اليوم األربع��اء ‪ 29‬أيار ‪ /‬مايو‬ ‫عن بش��ار الجعف��ري‪ ..‬هالن��ي بصراحة‬ ‫أن يُقب��ل الجعف��ري عل��ى التجس��س‬ ‫في دمش��ق عل��ى مفكري س��وريا وهم‬ ‫يقيمون الندوات‪ ..‬فكيف يسقط اإلنسان‬ ‫إل��ى مس��تويات وضيع��ة م��ن مس��توى‬ ‫مندوب بش��ار األس��د في األمم المتحدة‬ ‫إلى مس��توى أقل من جاس��وس‪( .‬يطلق‬ ‫أه��ل الش��ام عل��ى هك��ذا بش��ر اس��م "‬ ‫عوايني"؟)‪.‬‬ ‫ش��خصيا ال أعتق��د أن مس��توى‬ ‫الجعف��ري المادي يتطلب ذلك‪ ،‬وال أعتقد‬ ‫بأن امرأة م��ا أوقعته‪ ،‬وال أظ��ن بأنه من‬ ‫منطل��ق طائف��ي أو مذهب��ي‪ ..‬فمن بين‬ ‫أكث��ر م��ن تابعته��م أظ��ن أن الجعفري‪،‬‬ ‫رغم كل ما قي��ل عنه‪ ،‬ال يهمه ال مذهب‬ ‫وال عقي��دة وال دي��ن‪ ..‬ه��و عل��ى عكس‬ ‫ديني��س روس مث�لا والملت��زم ديني��ا‬ ‫وصهيونيا كش��خصية سياس��ية نافذة‪..‬‬ ‫وعلى مس��توى ربم��ا توم��اس فريدمان‬ ‫ودانييل بابييس‪..‬‬ ‫وقاح��ات الجعف��ري الت��ي اختزله��ا‬ ‫األس��تاذ ميش��يل كيل��و ف��ي قصت��ه مع‬ ‫اقتب��اس ن��زار قبان��ي‪ ،‬وربم��ا ألن كيلو‬ ‫يخت��زل كثي��را‪ ..‬فبالتأكي��د ل��م يخبرن��ا‬

‫مث�لا الس��يد كيلو عم��ا كانت ت��دور تلك‬ ‫المناظ��رات التي ش��ارك فيه��ا إلى جانب‬ ‫الجعف��ري‪ ..‬فمعظم النخ��ب التي تعرف‬ ‫إليه��ا اإلنس��ان العرب��ي الي��وم والفضل‬ ‫دائم��ا لث��ورة الس��وريين وتضحياته��م‬ ‫إم��ا أنها كانت تع��رف الطبيعة الفاش��ية‬ ‫لنظام آل األس��د فظنت أنها يمكن بجهد‬ ‫فك��ري أن ترقيه وتجعله أقل فاش��ية أو‬ ‫هي كانت مؤمنة بما اصطلح تس��ميته "‬ ‫إصالح وتطوير" م��ن خالل حزب البعث‪..‬‬ ‫لي��س الغائ��ب التاريخ��ي فحس��ب ب��ل‬ ‫المس��تخدم كجس��ر عبور لمافي��ا الحكم‬ ‫بوجه " حض��اري"‪ ..‬وهنا بيت القصيد إذا‬ ‫ما عدن��ا إلى قصة بش��ار الجعفري الذي‬ ‫يختزل كل ما نراه من شخصيات سورية‬ ‫وعربي��ة (وحت��ى ال يك��ون تعميما‪ ،‬فمن‬ ‫لبنان واألردن والعراق وفلسطينيين)‪..‬‬ ‫الثقافة ليس��ت بالضرورة أن يكون‬ ‫الموصوف " دكت��وراه" في مجال أدبي أو‬ ‫طبي أو علمي آخر‪ ،‬أعرف شخصيا الكثير‬ ‫من حملة دكتوراه ف��ي اإلعالم ثقافتهم‬ ‫ومفهومه��م للثقافة ودورها ‪ /‬دورهم ال‬ ‫يتعدى حكمة عواجيز بالدنا الضاربة في‬ ‫تخلف الش��عارات‪ :‬امش��ي الحيط الحيط‬ ‫وقل يا ربي الس��تر‪ ..‬والي��د التي ال تقدر‬ ‫عليها قبلها وادعو عليها بالكسر‪ ..‬شعرة‬ ‫من طيز خنزير مكسب‪..‬‬ ‫االنتهازي��ة والوصولوي��ة وصف��ة‬ ‫صاروخي��ة لطبق��ات التمل��ق الطحلبي��ة‬ ‫الق��ادرة عل��ى تس��ويق نفس��ها ولو لم‬ ‫تمتل��ك م��ن المؤه�لات س��وى مؤهالت‬ ‫االسترضاء في النوادي الليلية والتشمير‬ ‫ع��ن الس��اعدين إلظه��ار ق��درات أم��ام‬ ‫المتملق له‪..‬‬ ‫ال وصف آخر لمسائل غياب ‪ /‬تغييب‬ ‫الضمي��ر واإلنس��انية والتفكي��ر باآلخر‪..‬‬ ‫ه��ؤالء وب��كل أس��ى م��ا اس��تندت عليه‬ ‫مافيا الحكم‪ ،‬ليس في س��وريا فحس��ب‪،‬‬ ‫لتلمي��ع صورته��ا كاإلتي��ان ت��ارة ببثينة‬ ‫ش��عبان وتارة أخرى بلونة الش��بل وريم‬ ‫ح��داد وابنة الجعفري ش��هرزاد‪ ..‬عدا عن‬ ‫انضمام كتيبة إبراهيم األمين وس��امي‬ ‫كليب وانس��ي الحاج وعبد الباري عطوان‬ ‫وسماح إدريس ورش��اد أبو شاور وأسعد‬ ‫أب��و خلي��ل مؤخ��را إل��ى ه��ؤالء الذين ال‬ ‫يرون في س��وريا س��وى تكذيب السوري‬ ‫‪ /‬الس��ورية بما يرونه ويعيش��ونه يوميا‬ ‫تحت كل أنواع التشبيح والقصف والقتل‬ ‫واالختطاف‪..‬‬ ‫كنت ش��خصيا أجد أع��ذارا لبعضهم‬ ‫بداية الثورة أو في منتصفها‪ ،‬لكن ليس‬ ‫م��ن المعقول أن يك��ون أحمد الحاج علي‬ ‫يبوح ف��ي جلس��اته الخاصة بم��ا باح به‬ ‫يوس��ف أب��و رومية وس��ميرة المس��المة‬ ‫بينم��ا ه��ؤالء كتاب��ة وقوال‪ ،‬علنا وس��را‪،‬‬ ‫يص��رون على إهانة تتراكم بحق ضحايا‬ ‫الفاش��ية السورية األس��دية‪ ..‬أليس من‬ ‫الغريب أن يجري اإلنسان السوي مراجعة‬ ‫لمواقف��ه وفهمه لما يج��ري بينما هؤالء‬ ‫وغيره��م يس��تمرون في تعمي��ق الهوة‬

‫بين تهيؤاتهم والواقع؟!‬ ‫ليس من باب العصبية العش��ائرية‬ ‫مث�لا أن أس��أل س��ؤاال ع��ن ش��خصيات‬ ‫حوراني��ة ب��وزن فيصل مق��داد وفاروق‬ ‫الش��رع وعم��ران الزعب��ي وهيث��م مناع‬ ‫ورس��تم غزال��ي‪ ..‬فم��ا ه��و القاس��م‬ ‫المش��ترك بينها وبي��ن بش��ار الجعفري‬ ‫وبهجت س��ليمان واألحمد مندوب األس��د‬ ‫في الجامعة العربية؟!‬ ‫لي��س ذل��ك ه��و التفس��ير الوحيد‬ ‫بالتأكي��د‪ ،‬لك��ن مهم��ا تعددت التفاس��ير‬ ‫يظل السؤال األساسي حاضرا ومستقبال‬ ‫هو‪ :‬وماذا بعد؟!‬ ‫ليس هن��اك أي ش��ك ب��أن تهيؤات‬ ‫هؤالء ع��ن حقب��ة ديمومة حال س��وريا‬ ‫كما كانت آلل األسد ليست مجرد تهيؤات‬ ‫عند هؤالء‪ ..‬يرضون أنفسهم كثيرا على‬ ‫الطريقة الروس��ية (وقبله��ا الغربية في‬ ‫مسألة فلسطين) بالعيش على تشويش‬ ‫الحال��ة حت��ى الوص��ول لنقطة تقاس��م‬ ‫الضحية والجالد للمسؤولية‪..‬‬ ‫يتوه��م ه��ؤالء بم��ن فيهم بش��ار‬ ‫الجعف��ري ب��أن حالته��م س��تختلف ع��ن‬ ‫حالة برهان بس��يس التونسي أو مجدي‬ ‫الدق��اق المصري أو الصح��اف العراقي‪..‬‬ ‫بل يتوهم حس��ن نصر اهلل بنفسه عبر‬ ‫أب��واق من مث��ل جوزيف أب��و فاضل بأن‬ ‫سوريا تقف وراء قاتل كبشار األسد وبأن‬ ‫الشعب السوري الذي دمرت مدنه وبيوته‬ ‫وتشرد وقتل منه عشرات اآلالف واختفى‬ ‫مثلهم في الس��جون واستنش��ق الغازات‬ ‫الكيماوي��ة في وس��ط دمش��ق (عدا عن‬ ‫أط��راف الم��دن األخرى) هو ش��عب بتلك‬ ‫النذال��ة التي اعتاد عليها ذلك الرهط من‬ ‫البش��ر الذين ال يصدمهم مشهد أطفال‬ ‫ونس��اء مذبوح��ون فق��ط ألن التفس��ير‬ ‫جاهز ويجد قب��وال عند هؤالء‪ :‬العصابات‬ ‫هي من تقوم بذلك‪..‬‬ ‫يظن هؤالء بأنه وبمجرد االستشهاد‬ ‫بقصي��دة لن��زار قباني يعطيه��م رصيدا‬ ‫ثقافي��ا وأخالقي��ا‪ ..‬والتغن��ي بش��عارات‬ ‫قومي��ة ومقاوم��ة وعروبي��ة (بينم��ا في‬ ‫الحقيق��ة يُأت��ى بس��بايدر للتلفزي��ون‬ ‫الس��وري ليعلم شباب س��وريا كيف يجب‬ ‫أن يتمسكوا بشعار وطني‪ :‬شبيحة لألبد‬ ‫ألج��ل عيون��ك ي��ا أس��د!) دونما تس��اؤل‬ ‫جوهري عما يعنيه هذا الس��قوط المريع‬ ‫للثقاف��ة ف��ي حض��ن ك��ذاب أو مجموعة‬ ‫كذابين يمارسون الشبق الدعائي باسم‬ ‫اإلعالم " الحقيقي"‪..‬‬ ‫الشعب الس��وري ليس بهذه النذالة‬ ‫الت��ي يصورها بش��ار الجعفري وحس��ن‬ ‫نص��ر اهلل وجوزي��ف أب��و فاض��ل‪ ..‬وهو‬ ‫أيض��اً ليس ن��ذال للوصول إلى مس��توى‬ ‫الطائفي��ة التي تخن��دق خلفها نصر اهلل‬ ‫وتحالفاته العراقية‪..‬‬ ‫كان عب��د الب��اري عط��وان يكت��ب‬ ‫افتتاحي��ة "ناري��ة" ذات ي��وم يتمنى فيها‬ ‫مرور س��بت واحد ب��دون جنائز وبدون أن‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫مي�شيل �سليمان‪ ..‬حني يرتجى‬ ‫ميل�شيا م�سلحة‪..‬‬

‫�أ�سعد �أبو خليل‪..‬‬ ‫نُشر ألسعد في يوم ‪ 21‬أيار ‪ /‬مايو‬ ‫مادة بعنوان‪ :‬عائلة من أجل فلس��طين‪..‬‬ ‫يتحدث فيها عن جورج عبد اهلل‪..‬‬ ‫عُرف أس��عد أب��و خليل كم��ا عُرف‬ ‫غي��ره م��ن أصح��اب الخيب��ات العربي��ة‬ ‫واليس��ارية م��ن الموق��ف م��ن الث��ورة‬ ‫الس��ورية بتكرار لرواي��ة أو نصف أو ربع‬ ‫رواي��ة س��مجة ع��ن ج��رم ق��دوم فردي‬ ‫لعرب دفاعا عن الش��عب السوري‪ ..‬ال بل‬ ‫بعضهم يتبنى رواية الكذاب حسن نصر‬ ‫اهلل الذي تالحق عصاباته الش��ابة مروى‬ ‫علي��ق ألنها انتقدت مش��اركة الحزب في‬

‫ن�ص ي�ستحق الت�أمل‪ ،‬نادية عيلبوين‬ ‫النص أدناه م��ن صفحة نادية على‬ ‫فيس��بوك‪ ..‬لنتمع��ن الف��رق بين يس��ار‬ ‫يلتص��ق بمؤخرة فاش��ي يتحالف مع كل‬ ‫ش��ياطين الطائفية ف��ي األرض ويدعي‬ ‫أن��ه قلعة العلمانية األخيرة في المنطقة‬ ‫وبين إنس��انة عاش��ت س��وريتها وفهمت‬ ‫واقعها وواقع هؤالء بعيدا عن أي تخندق‬ ‫غير تخندق الضمير واإلنسانية‪:‬‬ ‫‪ :Nadia Ailabouni‬صحي��ح أنن��ي‬ ‫تخلصت من عق��دة االنتم��اء إلى عقيدة‬ ‫ديني��ة أو مذه��ب‪ ،‬ولكنن��ي ال يمك��ن‬ ‫كمطالب��ة بالحرية إال أن أك��ون مع الحق‬ ‫المطل��ق لكل صاح��ب عقي��دة أن يكون‬ ‫آمنا على نفس��ه وعلى وجوده‪ ،‬ومع حقه‬ ‫في االعتراف المطلق به وبجميع حقوقه‬ ‫كمواط��ن‪ ،‬دون أي اعتداء أو انتقاص من‬ ‫قيمته كإنس��ان ف��رد بغ��ض النظر عما‬ ‫يعتنق أو ما ال يعتنق‪ .‬ليس هذا فحسب‪،‬‬ ‫بل إنني مع حق هذا الفرد المش��روع في‬ ‫الدفاع عن نفس��ه بكل الوسائل الممكنة‬ ‫والمشروعة‪ ،‬إذا ما تعرضت حياته للخطر‬ ‫واس��تهدف بناء عل��ى انتمائ��ه الديني أو‬ ‫المذهب��ي‪ ،‬تماما مثلما أق��ف مع حق كل‬

‫خامتة‪:‬‬ ‫ش��بح الطائفي��ة الذي يح��وم اليوم‬ ‫ويس��تدعيه بش��ار ب��كل قوت��ه وق��وة‬ ‫تحالفات��ه اإلقليمي��ة ليس بنزه��ة أبداً‪..‬‬ ‫التصدي له هو تصد لجر سوريا نحو حل‬ ‫تطييف��ي يكون وصف��ة جهنمية برعاية‬ ‫روسية إيرانية ال تريان في سوريا سوى‬ ‫ما تراه إس��رائيل من دور ووظيفة للدول‬ ‫المدمرة والفاشلة‪..‬‬ ‫كان األم��ر أبس��ط م��ن كل ه��ذا‬ ‫التعقيد‪ ..‬ش��عب يريد الحرية فردوا عليه‬ ‫" بدكن حرية؟" و" هاي منشان الحرية!"‪..‬‬ ‫قب��ل أن تصب��ح جبهة النص��رة مخترعة‬ ‫ومخترقة وموضوعة على قوائم مجلس‬ ‫األمن‪ ..‬حزب اهلل والتش��كيالت الطائفية‬ ‫العراقي��ة تب��دو منظم��ات خيري��ة‪ ..‬هذه‬ ‫فقط نموذج للداللة على مع من يتخندق‬ ‫ه��ؤالء الذي��ن ينافح��ون ع��ن " س��وريا‬ ‫األسد"!‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫يصب��ح أمر الدولة اللبنانية كما هي‬ ‫تتكرر مآسيها في وجود ساسة يرون كل‬ ‫التح��والت التي تج��ري بنتيجتها تحويلها‬ ‫إلى دولة أكثر فشل مما هي عليه‪ ..‬تحت‬ ‫أعي��ن وبص��ر ه��ذه الدولة يقوم حس��ن‬ ‫نصر اهلل بإرس��ال مرتزقته إلى سوريا‪..‬‬ ‫ورئيس دولة يتمنى عليه!‬ ‫أمر فيه كل العجب‪ ..‬رئيس حكومة‬ ‫مكل��ف يعتبر ح��زب اهلل مقاوم��ا بتدخله‬ ‫في سوريا‪..‬‬ ‫لبن��ان التائه الحائر المنقس��م يريد‬ ‫للن��اس ف��ي س��وريا أن تم��وت بصمت‪..‬‬ ‫أي رد س��وري على وقاحات حس��ن نصر‬ ‫اهلل عس��كريا تصب��ح مح��ل إدان��ة م��ن‬ ‫رئيس جمهوري��ة إلى أدنى كذاب صامت‬ ‫ف��ي دول��ة يحولها نص��ر اهلل إل��ى دولة‬ ‫عصابات‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫على ش��عب س��وريا بكذب��ة التكفيريين‬ ‫وس��ينقذ إنه��اء حك��م عصاب��ات األس��د‬ ‫وش��بيحته ومرتزقته س��وريا م��ن براثن‬ ‫الوق��وع فيما هو آت س��واء انتهى األس��د‬ ‫غدا أو بعد أش��هر‪ ..‬رغ��م مرور عامين ما‬ ‫تزال الفرصة قائمة ليمس��ك السوريون‬ ‫بمصيره��م بأيديه��م وال يترك��وا األمر‬ ‫لتس��يره إي��ران عب��ر دمى تحك��م اليوم‬ ‫بالطائرات وتريد أن تحكم ركام س��وريا‬ ‫بمزيد م��ن اإلخض��اع والفس��اد والنذالة‬ ‫التي كانت قائم��ة‪ ..‬أقول هذا وأنا مؤمن‬ ‫ب��أن ليس هناك ش��عب ثار وقدم أش��جع‬ ‫األمثل��ة بالتضحي��ة والبطول��ة ليصي��ر‬ ‫بتل��ك النذال��ة الت��ي يتخيله��ا كل هؤالء‬ ‫الذين ذكرناهم وهؤالء الذين يمزمزون‬ ‫التخويف والتهويل بحجة " سيذبحوننا"‪!..‬‬

‫الدفاع عن األس��د‪ ..‬مثلما هددوا بقصف‬ ‫برنام��ج دي أن اي��ه لندي��م قطي��ش‪..‬‬ ‫الكذب��ة القائلة بأنه ال يوجد في س��وريا‬ ‫سوى تكفيريين وال يوجد باألصل ثورة‪..‬‬ ‫لك��ن إليك��م االقتب��اس التال��ي للف��رق‬ ‫بي��ن " الحالل والحرام" عن��د القومجيين‬ ‫واليساريين الفاشلين‪:‬‬ ‫"كان الط�لاب الع��رب يأت��ون م��ن‬ ‫البحري��ن والكوي��ت وتونس ومن س��ائر‬ ‫ال��دول األوروبي��ة للتدرّب ف��ي مخيمات‬ ‫الثورة الفلس��طينية‪ .‬كانت دورة مرهقة‬ ‫وش��ابتها خالف��ات كادت أن تص��ل إل��ى‬ ‫مرحل��ة االش��تباك المُس�� ّلح‪ ،‬وانقس��م‬ ‫األعض��اء فريقيْن‪ ،‬وكان هو والش��قيق‬ ‫م��ن عائل��ة عب��د اهلل ف��ي فري��ق واحد‬ ‫ينب��ذ الطائفي��ة والش��للية والصبياني��ة‬ ‫الت��ي حكم��ت أداء الم��درّب اللبنان��ي‪.‬‬ ‫وصل��ت القضيّة إلى القي��ادة في بيروت‬ ‫وانتدب��ت «الرفي��ق لطف��ي»‪ ،‬وهو واحد‬ ‫من أنب��ل المناضلي��ن في رح��م الثورة‪.‬‬ ‫كان «لطفي» هذا يجلس تحت الش��مس‬ ‫ويجعلك ت��درك أنه س��ئم االنتظار لبدء‬ ‫معركة تحرير فلسطين"‪..‬‬ ‫دققوا جيدا أس��ماء البلدان التي كان‬ ‫يجيء منها هؤالء الشباب إلى معسكرات‬ ‫التدري��ب ف��ي لبن��ان‪ ..‬وقارنوه��ا بحرام‬ ‫اليوم في سوريا‪..‬‬

‫م��ا ال تكون ل��ه عقيدة وملح��د مثلي في‬ ‫الدف��اع عن وجوده وحقوق��ه وكرامته إذا‬ ‫ما استهدف بناء على عدم اعتقاده‪.‬‬ ‫ف��ي س��وريا هن��اك ح��رب إجرامية‬ ‫يقوده��ا نظام بعيد كل البعد عن تمثيل‬ ‫مواطني��ه جميع��ا ف��ي إط��ار المواطن��ة‬ ‫ويعتم��د عل��ى بقائ��ه ف��ي الحك��م على‬ ‫ال��والء الطائف��ي‪ ،‬ومهم��ا حاولن��ا إبع��اد‬ ‫ش��بح الطائفي��ة عم��ا يج��ري ف��ي ه��ذا‬ ‫البلد‪ ،‬فإننا س��نكون عميان��ا بالتأكيد إذا‬ ‫تجاهلن��ا حقيق��ة أن النظ��ام ف��ي حربه‬ ‫يس��تهدف مكون��ا أساس��يا م��ن مكونات‬ ‫الش��عب الس��وري وهو المكون الس��ني‪.‬‬ ‫الم��دن والق��رى والبل��دات الت��ي محاه��ا‬ ‫النظ��ام م��ن الوج��ود ونكبها‪ ،‬ه��ي تلك‬ ‫التي يس��كنها السنة تحديدا‪ ،‬كنت أتمنى‬ ‫م��ن كل قلبي أن ال تك��ون الصورة على‬ ‫ه��ذا النح��و الطائف��ي الق��ذر‪ ،‬ألن ذل��ك‬ ‫يعن��ي لي أن الح��رب على تل��ك الصورة‬ ‫البغيض��ة ستس��اهم ف��ي خل��ق الجروح‬ ‫العميق��ة في النس��يج الوطني الس��وري‬ ‫وتترك بصماتها لعقود طويلة بعد رحيل‬ ‫النظام على المجتمع وعلى الدولة وعلى‬ ‫مس��تقبل س��وريا‪ .‬ولكن ه��ل بمقدوري‬ ‫أمام تلك الصورة المرعبة وتلك المجازر‬ ‫الجماعية التي ترتكب ضد مكون رئيس‬ ‫من مكونات الس��وري الق��ول للمنكوبين‬ ‫ال تدافع��وا ع��ن أنفس��كم‪ ،‬وازرعوه��ا‬ ‫بهالدق��ن‪ ،‬وتقبل��وا ما يحص��ل لكم من‬ ‫مذاب��ح وال ترفع��وا الس�لاح بوج��ه م��ن‬ ‫يذبحكم؟؟"‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تطلق النار على الجنازات‪ ..‬نسي عطوان‬ ‫اآلن ما كتبه‪..‬‬ ‫لم يبقى عاقل لم يحذر في األشهر‬ ‫األولى لموضة " رفض التدخل الخارجي"‬ ‫بت��رك اآللة األمني��ة ‪ -‬العس��كرية تنكل‬ ‫بالس��وريين قتال وس��حال بأن الناس لن‬ ‫تصبر أكثر وس��ترفع الس�لاح‪ ..‬وبالرغم‬ ‫م��ن " الجمعة العظيم��ة" و" جمعة صالح‬ ‫العلي" لم يفهم متلقو الرسائل المغزى‪..‬‬ ‫وقبل وجود ما يسمى جبهة النصرة كان‬ ‫" ختم" الثورة السورية قد جرى بأكاذيب‬ ‫ع��ن أنه��ا " س��نية تكفيري��ة"‪ ..‬والش��ام‬ ‫نعرفها ال هي تكفيرية وال هي متطرفة‬ ‫ال في السياس��ة وال في التج��ارة‪ ..‬فكيف‬ ‫أراد مثقف مثل بش��ار الجعفري وش��اعر‬ ‫مثل أدونيس اإليحاء وباألكاذيب تصوير‬ ‫السوريين بصورة نذلة غير على ما هي‬ ‫عليه‪..‬‬ ‫كانت وم��ا زال��ت الثورة الس��ورية‪،‬‬ ‫رغ��م كل ما تع��رض له الس��وريون من‬ ‫نه��ب وح��رق وقتل باس��م " األس��د أو ال‬ ‫احد" أو " األسد أو نحرق البلد"‪ ..‬وبالرغم‬ ‫م��ن اإلتيان المنظ��م لميليش��يا مرتزقة‬ ‫من مذه��ب محدد يمثل حزب اهلل وألوية‬ ‫الطائفيين العراقيين‪ ..‬فرصة أمام من ال‬ ‫يزال يتساءل‪ :‬وماذا بعد؟!‬ ‫أن يجيب��وا بأنفس��هم على س��ؤال‬ ‫خطير جدا لما بعد الثورة‪ ،‬فأي شعب هذا‬ ‫الذي س��يحكم بأنذل الن��اس المرتزقة؟!‬ ‫أي��ة س��وريا ه��ذه الت��ي يظ��ن ه��ؤالء‬ ‫المدافع��ون ع��ن بش��ار األس��د س��تكون‬ ‫مقاوم��ة وممانع��ة وهم الذين ش��جعوا‬ ‫عل��ى تدميره��ا باس��م الممانع��ة؟! أي��ة‬ ‫ثقافة وطنية ولحمة اجتماعية س��يتبقى‬ ‫في س��وريا حين ينحدر نظام من وصف‬ ‫نفس��ه بالقومي ثم الوطني وينتهي به‬ ‫الح��ال إلى اس��تغالل طائف��ي يبحث عن‬ ‫دويل��ة موجهة م��ن إيران تق��وم مهمتها‬ ‫عل��ى المذاب��ح وح��رق محاصي��ل الناس‬ ‫الزراعية والتهجير؟!‬ ‫ف��ي س��وريا حت��ى ه��ذه اللحظة‪..‬‬ ‫أقول حتى هذه اللحظة ما تزال الفرصة‬ ‫قائمة ألن ال يصير التخندق الطائفي هو‬ ‫الطاغي في حياة الناس‪ ..‬إذا كان البعض‬ ‫وقع في فخ أن رامي مخلوف وبشار األسد‬ ‫ضرورتان لسوريا وبدونهما وبدون فرق‬ ‫الم��وت المس��ماة أجه��زة أمنية س��وف "‬ ‫تسقط سوريا" فأنا شخصيا أبشر هؤالء‬ ‫بأن س��وريا س��تكون على غير ما يتمناه‬ ‫هؤالء فالف��رز يج��ري والتجييش نتيجة‬ ‫الممارسات الفاشية األسدية ما سيجرها‬ ‫إلى تحوالت ال تس��ر أكث��ر ا ُلمخوفين من‬ ‫العلويين وغيرهم‪..‬‬ ‫بش��ار الجعف��ري لي��س الوج��ه‬ ‫الحض��اري لس��وريا‪ ..‬وحس��ن نصر اهلل‬ ‫ف��ي لحظة جن��ون العظمة التي عاش��ها‬ ‫ل��ن تنق��ذ أحد حت��ى ل��و احتل كم��ا دعا‬ ‫جوزي��ف أبو فاض��ل النتش��اره على كل‬ ‫ح��دود س��وريا‪ ،‬فللطرف اآلخ��ر مثقفون‬ ‫يشبهون الجعفري وهم ليسوا أقل جرأة‬ ‫وش��جاعة وال حتى وقاحة ممن يصورون‬ ‫الس��وريون كأنذال يهتفون باس��م قاتل‬ ‫أطفاله��م ومدم��ر بيوته��م م��ن حوران‬ ‫جنوبا وم��رورا بريف دمش��ق وبالقصير‬ ‫وبباني��اس وحت��ى إع��زاز‪ ..‬ع��دا عن دير‬ ‫الزور والبوكمال وكل حمص‪..‬‬ ‫نعم جرى عس��كرة الثورة السورية‬ ‫رغم انف الثورة‪ ،‬لكن مجرد خروج الناس‬ ‫م��رة أخرى إلى الش��وارع (كل الش��وارع‪،‬‬ ‫وليس المصنفة بس��نية فحسب) وإعادة‬ ‫النص��اب الحقيق��ي للث��ورة الش��عبية‬ ‫س��يحاصر الحريق الطائفي الذي س��عى‬ ‫إليه بش��ار ووه��م نص��ر اهلل باالنتصار‬

‫‪9‬‬


‫ر�سائل الثورة ال�سورية املباركة‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫كلنا جماهدون‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫من نحو أس��بوع تداول��ت صفحات الث��ورة خبراً‬ ‫منس��وبًا إل��ى دبلوماس��ي فرنس��ي ينق��ل فيه عن‬ ‫"مص��ادر أميركية مطلعة" أن الرئيس��ين الروس��ي‬ ‫واألميرك��ي سيناقش��ان ‪ -‬حينم��ا يلتقي��ان الش��هر‬ ‫الق��ادم في قمة الثمانية ‪ -‬ح ً‬ ‫ال للمش��كلة الس��ورية‬ ‫م��ن أهم بنوده جرّ طر َفي الصراع إلى المفاوضات‪،‬‬ ‫على أن يس��بق ذلك تعيينُ مناف ط�لاس قائداً لما‬ ‫يس��مى "المجل��س العس��كري األعلى" ال��ذي يقوده‬ ‫حالياً العميد س��ليم إدريس‪ ،‬على أن يكون من أهم‬ ‫مهمات��ه "تصفي��ة الجماع��ات المتطرف��ة"‪ ،‬كجبه��ة‬ ‫النصرة وأحرار الش��ام وس��واهما من الجماعات غير‬ ‫المقبولة أميركيًا‪.‬‬ ‫فقلت في نفسي‪ :‬لعله خبر منحول‪ ،‬ولكنه قريب‬ ‫من الواقع في كل األحوال‪ .‬ثم نشرت جريدة "الحياة"‬ ‫قبل يومين أخباراً نس��بتها إلى "مصادر دبلوماس��ية‬ ‫َ‬ ‫الخطة الخبيثة‪ ،‬وفيها أن الطرفين‬ ‫غربية" تؤكد تلك‬ ‫األميركي والروسي يدفعان بقوة باتجاه فرض الحل‬ ‫السياسي في س��وريا‪ ،‬وأن األميركيين يريدون دمج‬ ‫وحدات من الجيش الحر بالجيش السوري (أي جيش‬ ‫االحت�لال األس��دي) تمهي��داً لالنتق��ال إل��ى الخطوة‬ ‫المهمة الالحق��ة‪ ،‬وهي محاربة "الجهاديين" وفرض‬ ‫تسوية تدعمها قوات حفظ سالم دولية‪.‬‬ ‫حسنًا‪ ،‬هذه هي الخطة إذن‪ :‬محاربة "الجهاديين"‬ ‫وتصفي��ة "المتطرفين"؟ فأم��ا المصطلح األول فإنه‬ ‫مفه��وم تمام��ًا‪ ،‬وف��ي الحقيق��ة ف��إن حمله ش��رفٌ‬ ‫لحامله‪ ،‬وأنا يحزنني أنني لم أحمله إال باالس��م فيما‬ ‫حمل��ه غيري ‪ -‬من ليوث الش��ام وأبطالها الميامين ‪-‬‬ ‫بالفعل الصادق‪ .‬ولكن ماذا عن المصطلح الثاني؟ ما‬ ‫الذي يصنعه المرء لكي يكون متطرفًا؟‬ ‫فك��رت فوج��دت أن التط��رف ه��و القص��د إلى‬ ‫أح��د طر َفي المش��كلة‪ ،‬وكل مش��كلة وكل مس��ألة‬ ‫ف��ي الدنيا له��ا طرفان‪ ،‬فمَن جنح إل��ى أيّهما وترك‬ ‫الوسط فهو متطرف‪" .‬المشكلة" هنا في حالتنا هي‬ ‫معرك��ة واضحة صريح��ة مع نظام احتالل وحش��ي‬ ‫مجرم‪ ،‬ولها طرف��ان‪ :‬طرف يدعو أصحابُه إلى وقف‬ ‫الثورة بالك ّلية وبقاء األمر على ما كان عليه (وهؤالء‬ ‫المتطرفون ال مش��كلة بينهم وبين المجتمع الدولي‬ ‫كم��ا نعلم)‪ ،‬وطرف آخ��ر يصرّ على نق��ض الغَزْل‬ ‫القدي��م كله ونَسْ��ج عب��اءة جديدة للوط��ن‪ ،‬نظام‬ ‫جديد لسوريا ليس فيه من النظام القديم أحد‪.‬‬ ‫لقد أخلص مجاهدو "أحرار الش��ام" و"النصرة"‬ ‫وس��ائر "الجماعات الجهادية غي��ر المقبولة أميركياً"‬ ‫ف��ي محارب��ة النظ��ام‪ ،‬و"تطرف��وا" ف��ي مطالبه��م‬ ‫فأصروا على إس��قاطه كام ً‬ ‫ال غي��رَ منقوص‪ ،‬وعلى‬ ‫والدة دولة س��ورية حرة جميلة لي��س فيها ظلم وال‬ ‫استبداد‪ .‬إذن فإنهم في غاية التطرف بالتأكيد! بهذا‬ ‫المعنى اكتش��فت أنني أنا نفس��ي من المتطرفين‪،‬‬ ‫فوج��دت أن من حقي‪ ،‬بل من واجب��ي‪ ،‬أن أدافع عن‬ ‫نفس��ي وع��ن أصدقائ��ي المتطرفي��ن‪ ،‬فكتبت هذه‬ ‫الكلمات‪.‬‬

‫***‬

‫تق��ول الخط��ة المفترَض��ة‪" :‬س��يتولى من��اف‬ ‫ط�لاس م��ع الجي��ش الح��ر تصفي��ة الجماع��ات‬ ‫المتطرف��ة‪ ،‬جبهة النص��رة وأحرار الش��ام وغيرهما‬ ‫م��ن الجماع��ات المتطرفة غي��ر المقبولة بالنس��بة‬ ‫للواليات المتح��دة‪ ،‬وبمجرد تصفية تل��ك الجماعات‬

‫اإلرهابية فإن المجلس العس��كري األعلى سيش��كل‬ ‫وفداً عسكريًا برئاسة الجنرال مناف طالس‪ ،‬وينضم‬ ‫إلى المفاوضات التي س��تعقد بين األطراف السورية‬ ‫برعاية الوالي��ات المتحدة وروس��يا‪ ،‬ويتم التفاوض‬ ‫ح��ول جمي��ع نقاط الخ�لاف بي��ن الطرفين وإنش��اء‬ ‫حكومة مؤقتة تُمنح كل الصالحيات ما عدا الشؤون‬ ‫الخارجي��ة والداخلي��ة واألم��ن والدف��اع (أو بعب��ارة‬ ‫أخ��رى‪ :‬حكوم��ة وطني��ة تقتص��ر صالحياته��ا على‬ ‫تنظيف الشوارع وترميم المدارس وتشغيل األفران‬ ‫وتصمي��م طوابع البري��د)‪ .‬وأخيراً تق��ول الخطة‪ :‬أن‬ ‫األميركيين يثقون بطالس ويعتقدون أنه قادر على‬ ‫تحقيق ما يُط َلب منه‪ ،‬والحكومة الروسية أكثر ثقة‬ ‫وترى أنه قادر على انتزاع الوالء للنظام الجديد"‪.‬‬ ‫كنت أقرأ في كتب األدب القديمة أن فالنًا ضحك‬ ‫حتى استلقى على قفاه‪ ،‬ولقد ضحكت فع ً‬ ‫ال من هذا‬ ‫الهُ��راء العجي��ب حتى ك��دت أصنع ذل��ك! ال بد أنكم‬ ‫ضحكت��م مثلي‪ ،‬وال بد أنكم ظننت��م وأنتم تقرؤون‬ ‫الخط��ة الس��ابقة ‪ -‬كم��ا ظننت أنا ‪ -‬أنه��ا قطعة من‬ ‫مسلسل فكاهي كوميدي ضعيف التأليف واإلخراج!‬ ‫س��يذهب مناف ط�لاس وبعض الخون��ة الذين‬ ‫س��ينضمون إل��ى قيادته (ولنق��ل إنهم أل��ف خائن‪،‬‬ ‫واألل��ف كثي��ر!) س��يغيبون يومي��ن فيقض��ون على‬ ‫"الجهاديي��ن والمتطرفي��ن" ث��م يلتحق��ون بمؤتمر‬ ‫الخيان��ة واالستس�لام ليش��اركوا ف��ي المفاوضات‪.‬‬ ‫هك��ذا وبكل بس��اطة؟ أن الق��ارئ ي��كاد يظن أنهم‬ ‫يتحدثون عن رحلة كشفية أو نزهة لصيد الفراشات‬ ‫والعصافي��ر‪ ،‬ال عن "ملحمة" م��ن أعظم مالحم هذا‬ ‫الزمان‪ ،‬معركة فش��ل في حس��مها جيشٌ عَرَمْرم‬ ‫يمل��ك ثلث مليون جندي وعش��رة آالف دبابة‪ ،‬وتمده‬ ‫م��ن خلف��ه بالعتاد والس�لاح والم��ال والرج��ال ٌ‬ ‫دول‬ ‫وميليشيات!‬ ‫ه��ل أق��ول الحقيق��ة أم أب��دو َفجّ��ًا ل��و قلتها؟‬ ‫إنني بش��وق لمش��اهدة فصول تل��ك المعركة بين‬ ‫أس��ود المجاهدي��ن المتطرفي��ن ومرتزق��ة من��اف‬ ‫ط�لاس‪ ،‬وأوجه له��ؤالء الخونة نصيح��ة‪ :‬ال تُتعبونا‬ ‫كم��ا صنع ح��زب الش��يطان ف��ي القصي��ر‪ ،‬أحضروا‬ ‫معك��م الصناديق واألكفان فال وق��ت عندنا للتعبئة‬ ‫والتغليف‪.‬‬

‫***‬

‫س��واء أكان كل ما نُش��ر صحيح��ًا أو كان ّ‬ ‫ملفقًا‬ ‫فإن��ه ال يغير ش��يئاً م��ن الحقيقة التي ب��ات يعرفها‬ ‫الجمي��ع‪ ،‬وهي أن المجتم��ع الدولي ال يعتبر اليوم أن‬ ‫معركت��ه ه��ي مع النظام الس��وري المج��رم‪ ،‬بل مع‬ ‫الجماع��ات الجهادية التي تحارب ذل��ك النظام‪ .‬إنهم‬ ‫يتربص��ون بخير أجناد الث��ورة وكتائبها ويرس��مون‬ ‫الخطط الخبيث��ة لضربها وتصفيتها لكي يخلوَ لهم‬ ‫الميدان‪ ،‬فيصولوا فيه ويجولوا كيف شاؤوا ويفرضوا‬ ‫على سوريا وعلى السوريين الحل الذي يريدون‪.‬‬ ‫إال ش��اهت الوج��وه! وم��ا أضل الحس��ابات التي‬ ‫يحسُبون! إنهم يظنونها معركة بين جيش وجيش‬ ‫فحس��ب؛ بي��ن جي��ش الح��ق ال��ذي تمثل��ه جماعات‬ ‫س��وريا المجاهدة‪ ،‬وجيش الباطل ال��ذي يتكون من‬ ‫جي��ش االحتالل األس��دي والغ��زاة الذين ج��اؤوا من‬ ‫خ��ارج البالد‪ ،‬ومعه��م بعض الخونة الذي��ن ال تخلو‬ ‫منه��م معرك��ة وال ب��د أن يوج��دوا ف��ي كل مجتمع‬ ‫م��ن المجتمعات البش��رية‪ .‬يظنون أنه��ا معركة بين‬

‫مجاهد مأمون ديرانية‬

‫طرفين ال غير‪ ،‬هذا الجيش وذاك‪ ،‬وينسَ��ون الطرف‬ ‫الثالث الذي هو أهم األطراف على اإلطالق‪ ،‬الش��عب‬ ‫السوري المسلم الحر األبيّ العظيم‪.‬‬ ‫ويلك��م يا أيها المتآمرون! أين تذهبون بش��عب‬ ‫لم تكسر َقناتَه أشرسُ آلة لإلجرام في هذا الزمان‬ ‫األخير؟ شعب عجز عن إخضاعه ّ‬ ‫"سفاح العصر" الذي‬ ‫ربيتموه عل��ى أعينكم وربيتم ورعيتم من قبله أباه‬ ‫السفاح الكبير؟ شعب ُق ِنص أحراره واعتقلوا وعُذّبوا‬ ‫فصبر‪ ،‬ثم حوصرت مدنه وسُلبت منه أسبابُ الحياة‬ ‫فصب��ر‪ ،‬ث��م قُصف من الب��رّ ومن الجو وم��ن البحر‬ ‫واستحال نصف بلده خرابًا بلقعًا فصبر؟ هل تظنون‬ ‫أن هذا الش��عب الصادق المصابر سيقف على الحياد‬ ‫ويكتفي بمراقبتكم وأنتم تحاربون المتطرفين؟‬ ‫ومَن ه��ؤالء المتطرف��ون‪ ،‬أحرار الش��ام ولواء‬ ‫التوحيد ولواء اإلس�لام ولواء الحق وأنصار اإلس�لام‬ ‫وجبه��ة النص��رة‪ ،‬وغيره��م م��ن أه��ل الص��دق‬ ‫واإلخ�لاص والنكاية في الع��دو؟ إنهم اإلخوة لإلخوة‬ ‫واألبن��اء لآلباء واآلباء لألبناء‪ ،‬ه��م منا ونحن منهم‪،‬‬ ‫بعضنا من بعض وبعضنا أولياء بعض‪.‬‬ ‫لق��د ضم��ت الجبهة اإلس�لامية لتحرير س��وريا‬ ‫وجبهة تحرير سوريا اإلسالمية وجبهة النصرة خيارَ‬ ‫أهل الجهاد على أرض الشام‪ ،‬ما علمنا منهم إال خيراً‬ ‫وال رأينا إال الصدق واإليمان والش��جاعة والثبات في‬ ‫المي��دان‪ ،‬ولئن انتقدنا يومًا أخطاءهم أو تجاوزاتهم‬ ‫فم��ا صنعنا ذل��ك إال من باب النص��ح الواجب‪ ،‬أما أن‬ ‫نبيعهم للعدو فال يصنع ذلك إال عديم مروءة وعديم‬ ‫دين‪ ،‬أسأل اهلل أن يحفظ علينا المروءة والدين‪ .‬لقد‬ ‫علمنا وعلموا أن لنا عليهم ولهم علينا؛ لنا عليهم أن‬ ‫يحمونا من عدون��ا وأن يحترموا كرامتنا وحريتنا وال‬ ‫يفرضوا علينا ش��يئاً يومًا إال برضانا‪ ،‬ولهم علينا أن‬ ‫نحضنهم ونبرّهم ونحمي ظهورهم وال نُسْلمهم‬ ‫إلى عدوهم ولو تقطعت منّا األعناق‪.‬‬

‫***‬

‫ي��ا أع��داء اهلل ويا أع��داء س��وريا والس��وريين‪:‬‬ ‫لقد بلوناك��م فعرفناكم وجربناكم فكش��فناكم؛ ال‬ ‫تبالون أن يُباد نصف الشعب السوري وال يهمّكم أن‬ ‫تُمسَح من خريطة سوريا مدن كاملة‪ ،‬إنما يرعبكم‬ ‫ويق��ضّ مضاجعك��م أن ترتف��ع ف��ي أرض الش��ام‬ ‫لإلسالم ٌ‬ ‫راية وأن يس��تمتع السوريون بيوم حرية ال‬ ‫عَسْفَ فيه وال جَورَ وال استبداد‪.‬‬ ‫يا أيها األعداء‪ :‬بأي ش��يء اس��تحق المجاهدون‬ ‫الصادق��ون في س��وريا نقمتك��م؟ ال واهلل ما نقمتم‬ ‫منه��م إال أن آمن��وا ب��اهلل العزي��ز الحمي��د‪ .‬وإنّ��ا ‪-‬‬ ‫معاش��ر الس��وريين ‪ -‬قد آمنّ��ا باهلل العزي��ز الحميد‬ ‫الذي ب��ه يؤمنون‪ ،‬وإنا نقولها لك��م بالصوت العالي‬ ‫فاس��معوها وَعُوها‪ :‬المجاهدون في الشام إخواننا‬ ‫وأهلون��ا‪ ،‬أرأيتم أح��داً يبيع األهل واإلخ��وان؟ وهم‬ ‫الس��دّ بيننا وبي��ن عدونا‪ ،‬أرأيتم عاق ً‬ ‫ال يهدم الس��د‬ ‫ليغرقه الطوفان؟‬ ‫إنها ليس��ت معركة بينكم وبينه��م‪ ،‬بل بينكم‬ ‫وبيننا‪ ،‬فمن أين تصلون إليهم إال إذا اخترقتم س��داً‬ ‫م��ن ماليين األح��رار؟ ومن أين تصل��ون إلى األحرار‬ ‫إال إذا اجتزت��م خنادق المجاهدين والثوار؟ إنها دائرة‬ ‫مغلقة لن تكسروها بإذن اهلل أبداً‪ ،‬وبإذنه تعالى لن‬ ‫تسرقوا ثورتنا بعدما أوش��كت على الوصول إلى بر‬ ‫االنتصار‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫أب��رز التعدي�لات الت��ي أجريت على‬ ‫قان��ون التأمين��ات ‪ 78‬الصادر ف��ي العام‬ ‫‪ 2001‬ه��و الس��ماح بش��راء الخدمة كما‬ ‫جاءت في المادة ‪ 88‬من مش��روع القانون‬ ‫عل��ى أنه يح��ق للمؤم��ن علي��ه المنتهية‬ ‫خدمات��ه إلتمامه الس��ن القصوى لإلحالة‬ ‫على المع��اش‪ ،‬ولم تتوافر لديه ش��روط‬ ‫اس��تحقاق المعاش التقدم إلى المؤسسة‬ ‫بطل��ب ش��راء الخدم��ات المكمل��ة‪ ،‬وبحد‬ ‫أقصى ‪ 24‬اشتراكًا ش��هرياً حيث تحتسب‬ ‫االش��تراكات المترتبة عنها وفق آخر أجر‬ ‫مش��ترك عن��ه وتس��دد دفع��ة واح��دة أو‬ ‫تقسيطاً بفائدة لمدة عام حسب الطلب‪.‬‬ ‫و ه��ذه المي��زة تش��مل العامل الذي‬ ‫يحت��اج س��نتي خدمة على األكث��ر إضافة‬ ‫لخدمته حتى يس��تحق المعاش التقاعدي‬ ‫أي لتصب��ح لدي��ه ‪ 15‬س��نة اش��تراك في‬ ‫التأمينات وبالتالي يمكنه دفع االشتراكات‬ ‫عن هاتين السنتين‪.‬‬ ‫كم��ا رف��ع المش��روع الح��د األقصى‬ ‫للمعاش��ات المخصص��ة بموج��ب أح��كام‬ ‫تأمي��ن الش��يخوخة والعجز والوف��اة إلى‬ ‫‪ ،80%‬من متوس��ط األجر الش��هري الذي‬ ‫حس��ب عل��ى أساس��ه المعاش ب��دال من‬ ‫‪ ،75%‬ف��ي القانون القدي��م‪ ،‬كما تم منح‬ ‫المس��تحق الذي يحتاج مساعدة الغير في‬ ‫حيات��ه اليومية الحركية أو لديه ولد عاجز‬ ‫يحت��اج إعانة حركية دائم��ة ‪ 20%‬إضافية‬ ‫على معاشه‪.‬‬ ‫كم��ا ن��ص القان��ون عل��ى الس��ماح‬ ‫للعام��ل باالش��تراك بالتأمين��ات ب��أي‬ ‫س��قف يري��د ش��ريطة إال يقل ع��ن الحد‬ ‫األدنى لألج��ور‪ ،‬والذي يبل��غ حاليا ‪9765‬‬ ‫لي��رة وال يزيد عل��ى ‪ 20‬مثال ل��ه‪ ،‬مؤكداً‬ ‫أن ه��ذا اإلج��راء كان ضروري��ا لتجني��ب‬ ‫المؤسس��ة دفع معاش��ات تقاعدية عالية‬ ‫ج��دا للعاملين في القط��اع الخاص الذين‬

‫يتقاض��ون روات��ب مرتفعة تق��در بمئات‬ ‫آالف الليرات‪ ،‬ألن س��قف االشتراك يرتفع‬ ‫كلما ارتفع الحد األدنى لألجور‪ ،‬كما سمح‬ ‫القان��ون بجواز االش��تراك بأقل من الحد‬ ‫األدن��ى لألجور ف��ي حال ال��دوام الجزئي‬ ‫وعقود الت��درج مع مراعاة أجر المهنة في‬ ‫الحاالت الت��ي يكون فيها أعل��ى من الحد‬ ‫األدنى العام‪.‬‬ ‫كم��ا أج��از إح��داث صن��دوق إضافي‬ ‫يهدف إلى من��ح زيادة دورية للمتقاعدين‬ ‫المش��مولين بأحكام ه��ذا القانون كحال‬ ‫الترفيع��ات التي يحصل عليها العامل في‬ ‫الخدمة كل س��نتين مثال وذلك بقرار من‬ ‫الوزي��ر المخت��ص يحدد مص��ادر تمويله‬ ‫ونس��ب الزي��ادة واآلليات الالزم��ة لتنفيذ‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وقد أضاف��ت النس��خة المعدلة لمن‬ ‫يس��ري عليهم القانون الوكالء في سلك‬ ‫التعليم والتدريس والعاملين على جدول‬ ‫التنقيط والفاتورة‪ ،‬والذين تزيد خدمتهم‬ ‫متصلة عن الش��هر كما أدخل في أحكامه‬ ‫أصح��اب العم��ل الذين يس��تخدمون أقل‬ ‫م��ن ‪ 5‬عم��ال‪ ،‬ون��ص عل��ى االش��تراك‬ ‫ع��ن العاملين بجمي��ع صنادي��ق التأمين‬ ‫المعمول بها‪.‬‬ ‫ومن النقاط الهامة أيضاً أن مسودة‬ ‫القان��ون س��محت ب��االزدواج التأمين��ي‬ ‫للموظ��ف الذي يعمل ف��ي أكثر من عمل‬ ‫به��دف رف��ع الغبن ال��ذي يلح��ق بالعامل‬ ‫حالي��ا‪ ،‬وال��ذي ينص على دفع االش��تراك‬ ‫ع��ن كل عم��ل يؤدي��ه‪ ،‬فيما تص��رف له‬ ‫الخدم��ات ع��ن عم��ل واح��د أم��ا القانون‬ ‫الجديد فقد سمح بإعطاء العامل المعاش‬ ‫األفضل ع��ن إحدى الخدمتي��ن وتعويضًا‬ ‫عن العم��ل الثاني‪ ،‬كما نص��ت المادة ‪18‬‬ ‫عل��ى أن يك��ون التأمين إلزاميًا بالنس��بة‬ ‫ألصح��اب األعم��ال والعم��ال‪ ،‬وال يج��وز‬

‫تحمي��ل العم��ال أي نصي��ب ف��ي نفقات‬ ‫التأمين إال فيما ي��رد به نص خاص‪ ،‬كما‬ ‫ن��ص القانون على أحقي��ة المؤمن عليه‬ ‫ل��دى أكثر من صاحب عمل باختيار الجمع‬ ‫بي��ن الخدمتي��ن لالس��تفادة م��ن تحقق‬ ‫سنوات المعاش‪.‬‬ ‫كم��ا ألغيت الم��ادة ‪ 122‬م��ن قانون‬ ‫التأمين��ات الس��ابق والتي تن��ص على‪" :‬‬ ‫يورث مع��اش المؤم��ن عليه��ا التقاعدي‬ ‫وف��ق األنصب��ة ألوالده��ا وزوجه��ا‪ ،‬وفي‬ ‫ح��ال ع��دم وجوده��م ينتقل ه��ذا الحق‬ ‫لبقية ورثتها الش��رعيين"‪ ،‬وعدلت المادة‬ ‫‪ 89‬بحيث يس��تفيد ال��زوج واألوالد وذلك‬ ‫للمساواة بين الرجل والمرأة وإعادة المنح‬ ‫الوراثي للمستحق‪.‬‬ ‫كما خرج القانون الجديد من إشكال‬ ‫اصطالح��ي حصل ف��ي القان��ون القديم‬ ‫وح��رم العاملي��ن الس��وريين ف��ي دول‬ ‫خارج أميركا الالتينية من حق االش��تراك‬ ‫كون��ه نص في مادته ‪ 121‬على أنه يحق‬ ‫للعمال الس��وريين المغتربين االش��تراك‬ ‫ف��ي المؤسس��ة لالس��تفادة م��ن تأمي��ن‬ ‫الشيخوخة والعجز والوفاة ويطبق عليهم‬ ‫م��ا يطبق على عمال القطاع الخاص ولم‬ ‫يشمل جميع الذين يعملون خارج سورية‬ ‫ك��ون وزارة المغتربي��ن عرف��ت المغترب‬ ‫بالمس��افر إل��ى إح��دى دول ه��ذه القارة‬ ‫ون��ص التعدي��ل عل��ى أن��ه يح��ق للذين‬ ‫يعملون خارج سورية باالشتراك‪.‬‬ ‫ون��ص القان��ون عل��ى أن يتحم��ل‬ ‫العمال الس��وريون الذي��ن تقدموا بطلب‬ ‫االش��تراك مجم��ل االش��تراكات المترتبة‬ ‫عليه��م وف��ق األج��ر ال��ذي يثبتون��ه في‬ ‫طلباتهم مضاف��اً إليها الحص��ة المترتبة‬ ‫قانون��ًا عل��ى صاحب العمل وت��ؤدي هذه‬ ‫االش��تراكات لحساب المؤسس��ة وتقدر بـ‬ ‫‪ 21%‬وستس��تفيد المؤسسة والعامل من‬

‫هذا التعديل‪ ،‬فيما س��مح القانون القديم‬ ‫لمجل��س اإلدارة بتخفي��ض االش��تراكات‬ ‫المس��تحقة على صاحب العمل بنسبة ال‬ ‫تتجاوز ‪ 75%‬من قيمتها إذا كان يس��تخدم‬ ‫مئ��ة عام��ل فأكثر ف��إن القان��ون الجديد‬ ‫خفضه��ا إل��ى ‪ % 25‬فق��ط مش��ترطا أن‬ ‫يكون بريء الذمة تجاه المؤسسة‪.‬‬ ‫كم��ا تخضع كافة المنش��آت وأماكن‬ ‫العم��ل المش��مولة بأحكام القان��ون إلى‬ ‫التفتي��ش من قبل مفتش��ي المؤسس��ة‬ ‫أو رؤس��ائهم أو م��ن تنتدبه وتش��دد في‬ ‫عقوبة صاحب العمل الذي ال يجري فحصا‬ ‫طبيا قبل مباش��رة العم��ل ودوريا لعماله‬ ‫المعرضي��ن لملوثات بيئة العمل والذي ال‬ ‫يتبع تعليمات الصحة والس�لامة المهنية‬ ‫الكفيلة بتوفير بيئة عمل سليمة‪.‬‬ ‫وق��د خفض القان��ون عقوبة حبس‬ ‫المفت��ش الذي يفش��ي س��راً من أس��رار‬ ‫الصناع��ة وغي��ر ذلك من أس��اليب العمل‬ ‫من س��تة أش��هر كحد أقصى في القانون‬ ‫القدي��م إلى ش��هر فيم��ا زاد الغرامة من‬ ‫‪ 500‬لي��رة إل��ى ‪ 25‬ألف��ا عل��ى أن تتحمل‬ ‫المؤسس��ات التأميني��ة تس��ديد ‪ % 4‬م��ن‬ ‫الحص��ة المفروضة عل��ى العاملين لديها‬ ‫‪ % 7‬على أن يس��دد العام��ل ‪ % 3‬المتبقية‬ ‫كاشتراكات‪.‬‬ ‫م��ن النق��اط الهام��ة أيض��اً س��ماح‬ ‫القان��ون للمؤسس��ة اس��تثمار كام��ل‬ ‫فائ��ض أمواله��ا ف��ي مج��االت تضم��ن‬ ‫ريعية اس��تثمارية مقابل ‪ % 50‬فقط في‬ ‫القان��ون القديم بينما كانت الـ‪ 50‬األخرى‬ ‫تح��ول إلى صن��دوق الدين الع��ام مقابل‬ ‫فائدة‪ ،‬حيث اعتبر القان��ون مجلس إدارة‬ ‫المؤسس��ة هو الجهة الوحي��دة المختصة‬ ‫والمخولة باستثمار أموالها في المشاريع‬ ‫االس��تثمارية وأعط��اه كام��ل الصالحيات‬ ‫في ذلك‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫م�سودة قانون الت�أمينات االجتماعية‬ ‫اجلديد يف الت�شريع ال�سوري‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪11‬‬


‫جميل مردم بيك ‪1960 - 1893‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ول��د جميل عب��د القادر م��ردم بك‬ ‫في دمش��ق عام ‪ ،1893‬آلل مردم بيك‬ ‫األس��رة التركي��ة الدمش��قية العريقة‪،‬‬ ‫واس��عة النف��وذ والث��راء‪ ،‬والت��ي يرجع‬ ‫نس��بها إلى الوزير الكبير الال مصطفى‬ ‫باش��ا قائد الجي��وش العثماني��ة وفاتح‬ ‫قب��رص وأذربيج��ان‪ ،‬زوجت��ه فاطم��ة‬ ‫خاتون حفيدة الس��لطان الغوري الملك‬ ‫األشرف وحامي الحرمين الشريفين‪.‬‬ ‫يذكر البدي��ري الحالق ف��ي كتابه‬ ‫"حوادث دمش��ق اليومية "‪ " :‬كانت هذه‬ ‫األس��رة تُع��رف ببني القرمش��ي وبني‬ ‫مردم بك‪ ،‬حت��ى أن أكثر أجدادها كانوا‬ ‫يوقع��ون بالقرمش��ي تارة وم��ردم بك‬ ‫ت��ارة أخ��رى‪ ،‬ث��م اقتُصر عل��ى اللقب‬ ‫الثاني وتُنوسِ��يَ الثان��ي‪ .‬ولمزيد من‬ ‫المعلومات يراجع كتاب تراجم آل مردم‬ ‫بك‪ ،‬في خمس��ة قرون الطبع��ة الثانية‬ ‫تألي��ف تمي��م مردم بك ففي��ه تفصيل‬ ‫تاريخ هذه العائلة منذ عام ‪ 1500‬م‪.‬‬ ‫ورث��ت األس��رة أوق��اف جده��ا الال‬ ‫باش��ا وزوجت��ه وش��ملت ه��ذه األوقاف‬ ‫أراض وممتل��كات ف��ي كل من دمش��ق‬ ‫ٍ‬ ‫ووادي البق��اع وس��فوح جب��ال لبن��ان‬ ‫الجنوبي��ة وحول صيدا وصف��د وجنوب‬ ‫دمش��ق والش��عرة والحول��ة والج��والن‬ ‫وح��وران وفي فلس��طين‪ .‬وق��د جمعت‬ ‫العائلة ثروة طائلة من استثمارات هذه‬ ‫الممتلكات…‬ ‫وال��ده عب��د الق��ادر م��ردم بي��ك‬ ‫القاضي في محكمة االستئناف‪ ،‬والدته‬ ‫الس��يدة خديجة خانم بنت تحسين بك‪،‬‬ ‫الت��ي توفيت عام ‪ 1946‬عن عمر يناهز‬ ‫الثمانين‪ ،‬التي قامت بتربية أبنائها بعد‬ ‫وفاة عبد القادر بك عام ‪ 1902‬وهو لم‬ ‫يتجاوز عامه السادس والخمسون‪.‬‬ ‫تلقى مردم بيك علومه االبتدائية‬ ‫والثانوية في معاهد اآلب��اء العازاريين‬ ‫في دمشق‪ ،‬ثم درس العلوم الزراعية‪،‬‬ ‫وفي العام ‪ 1911‬أس��س باالشتراك مع‬ ‫مجموعة من الش��باب المثق��ف جمعية‬ ‫سرية س��ميت "جمعية النهضة العربية‬ ‫" الت��ي كانت ن��واة " الجمعي��ة العربية‬ ‫الفت��اة" الت��ي تأسس��ت فيم��ا بع��د في‬ ‫باري��س‪ .‬وه��دف هذه الجمعي��ة تحرير‬ ‫األرض العربية من الهيمنة األجنبية‪.‬‬ ‫قبيل اندالع الحرب العالمية األولى‬ ‫اتج��ه إلى باري��س الس��تكمال تعليمه‪،‬‬ ‫في العلوم السياسية والعلوم الزراعية‪،‬‬ ‫وكان واح��داً من الثماني��ة الذين وجهوا‬ ‫الدع��وة للمؤتمر العربي لع��ام ‪،1913‬‬ ‫وش��غل فيه وظيف��ة أمين الس��ر العام‬ ‫المساعد‪ ،‬وكانت مهمته تنسيق الجهود‬ ‫وتصني��ف المطال��ب الوطني��ة للع��رب‪،‬‬ ‫وصدرت عن المؤتمر قرارات تم تبليغها‬ ‫للدول العظمى ولس��فير اإلمبراطورية‬ ‫العثمانية في باريس‪.‬‬ ‫وق��د وردت إل��ى المؤتم��ر برقيات‬ ‫ورس��ائل تأييد وم��ؤازرة‪ ،‬من دمش��ق‬ ‫تحم��ل تواقيع ع��دد كبير م��ن الوجهاء‬ ‫أذكر بعضهم‪ :‬صالح الدين القاس��مي‪،‬‬ ‫عب��د الرحم��ن الش��هبندر‪ ،‬محم��د كرد‬ ‫عل��ي‪ ،‬عثمان م��ردم بك‪ ،‬عب��د الوهاب‬ ‫اإلنكلي��زي‪ ،‬لطف��ي الحف��ار‪ ،‬رش��دي‬ ‫الحكي��م‪ ،‬أدي��ب م��ردم ب��ك‪ ،‬مني��ف‬

‫العائدي‪ ،‬توفيق الحلبي‪.‬‬ ‫وردأً على مقررات المؤتمر أصدرت‬ ‫المحكم��ة العلي��ا العرفية التي ترأس��ها‬ ‫جمال باش��ا وذلك عام ‪ 1916‬م‪ ،‬أحكامًا‬ ‫باإلع��دام عل��ى رواد القضي��ة العربية‪،‬‬ ‫وحُكم غيابيًا على جميل بك مردم بك‬ ‫ال��ذي كان ال ي��زال في فرنس��ا‪ ،‬فتوجه‬ ‫إل��ى أمريكا الالتينية مندوباً عن مؤتمر‬ ‫باري��س للعمل ضمن أوس��اط الجاليات‬ ‫العربية هناك دعمًا لالس��تقالل العربي‬ ‫من الحكم العثماني‪.‬‬ ‫عق��ب دخ��ول األمي��ر فيص��ل إلى‬ ‫س��وريا وبداي��ة الحك��م العرب��ي توجه‬ ‫األخير إل��ى مؤتمر الصلح في فرس��اي‬ ‫م��ن أجل الدفاع ع��ن التطلعات العربية‬ ‫بع��د انس�لاخ األقالي��م العربي��ة ع��ن‬ ‫اإلمبراطوري��ة العثماني��ة‪ ،‬وق��د انضم‬ ‫جميل مردم بك ال��ذي كان ما يزال في‬ ‫فرنسا رس��مياً وعلنًا إلى حاشية األمير‬ ‫وبقي إلى جانب��ه حتى عاد برفقته إلى‬ ‫أرض الوطن‪.‬‬ ‫عن��د ع��ودة األمي��ر فيص��ل إل��ى‬ ‫س��ورية بعد مؤتم��ر فرس��اي بالباخرة‬ ‫عاد معه جميل بك عل��ى الباخرة إدغار‬ ‫غين��ه ووص��ل دمش��ق ف��ي ‪/ 05 / 03‬‬ ‫‪ .1919‬الزم جمي��ل ب��ك األمير فيصل‬ ‫في دمشق كأحد مستشاريه‪ .‬كما سمي‬ ‫معاون��اً لوزي��ر الخارجي��ة الدكتور عبد‬ ‫الرحمن الش��هبندر في حكومة الرئيس‬ ‫هاشم األتاسي‪.‬‬ ‫بع��د دخ��ول الفرنس��يين س��ورية‬ ‫بقي��ادة الجن��رال غ��ورو في تم��وز عام‬ ‫‪ ،1920‬انتعش��ت الح��ركات التحريرية‪،‬‬ ‫وانض��م جميل مردم بك م��ع مجموعة‬ ‫من رج��ال المقاومة إلى حزب الش��عب‬ ‫ال��ذي أعل��ن ف��ي الع��ام ‪ 1925‬الث��ورة‬ ‫ضد االحتالل الفرنس��ي‪ ،‬وس��اهم في‬ ‫المعارك الت��ي جرت بين قوات االحتالل‬ ‫الفرنس��ي وبي��ن المقاومة الس��ورية‪.‬‬ ‫وعندما حاصرت القوات الفرنسية جبل‬ ‫ال��دروز وأمرت باعتقال زعم��اء الثورة‪،‬‬ ‫استطاع مردم بك الفرار والوصول إلى‬ ‫مدين��ة حيفا الفلس��طينية‪ .‬وقد س��بق‬ ‫للمجل��س العدلي أن أصدر الحكم عليه‬ ‫باإلعدام غيابيًا‪ .‬ولذا رضخت الس��لطات‬ ‫البريطاني��ة لطلب تس��ليم م��ردم بك‪،‬‬ ‫فأوقفته وقامت بتسليمه إلى السلطات‬ ‫الفرنس��ية التي نفته إل��ى جزيرة أرواد‬ ‫قبال��ة مدين��ة طرطوس على الس��احل‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 1923‬س��حبت فرنس��ا‬ ‫مندوبه��ا الس��امي في س��ورية ولبنان‬ ‫الجن��رال غورو وعينت بد ًال عنه الجنرال‬ ‫ويغ��ان الذي وص��ل بيروت ف��ي ‪ 9‬أيار‪،‬‬ ‫وعند قدومه إلى دمش��ق أوائل حزيران‬ ‫أصدر عف��واً عن الوطنيي��ن الذي كانوا‬ ‫خارج البالد الس��ورية‪ .‬كذل��ك قرر منح‬ ‫حكومتّي دمش��ق وحل��ب حرية انتخاب‬ ‫مجالس تمثيلية في ش��هر تشرين أول‬ ‫‪ ،1923‬عل��ى أن يك��ون التصويت على‬ ‫درجتين وعدد الممثلين ‪ 31‬عضواً‪ .‬كما‬ ‫أصدر عفواً عن س��لطان باشا األطرش‬ ‫فعاد إل��ى قريته في جبل ال��دروز‪ .‬كما‬ ‫أص��در عف��واً ع��ن جمي��ع المعتقلي��ن‬ ‫السياس��يين الموجودي��ن ف��ي جزي��رة‬ ‫أرواد أو سجن قلعة دمشق‪.‬‬

‫ع��ام ‪ 1924‬أس��س الزعي��م " عبد‬ ‫الرحم��ن الش��هبندر “ح��زب الش��عب”‪،‬‬ ‫وهو أول حزب سياسي في سورية بعد‬ ‫إط�لاق حرية تش��كيل األح��زاب‪ ،‬وكان‬ ‫اله��دف م��ن تأسيس��ه جم��ع الصفوف‬ ‫الوطني��ة ف��ي هيئ��ة سياس��ية تنط��ق‬ ‫باسمها‪ ،‬وقد ضم الحزب في عضويته‪:‬‬ ‫جميل مردم بك ـ حسن الحكيم ـ لطفي‬ ‫الحفار ـ فوزي الغزي ـ إحس��ان الشريف‬ ‫ـ توفيق ش��امية ـ ف��ارس الخوري ـ عبد‬ ‫المجيد الطباع ـ أبو الخير الموقع ـ أديب‬ ‫الصفدي ـ سعيد حيدر ـ فخري الباردوي‬ ‫ـ نزي��ه المؤي��د العظم ـ وعب��د الرحمن‬ ‫الشهبندر‪.‬‬ ‫ف��ي ‪ 1925 / 6 / 5‬افتت��ح الح��زب‬ ‫رس��مياً ف��ي دار األوب��را (العباس��ية)‬ ‫بدمش��ق بحض��ور م��ا يزيد عل��ى ألف‬ ‫عض��و‪ .‬وانتخ��ب الدكتور عب��د الرحمن‬ ‫الش��هبندر رئيس��ًا له وف��ارس الخوري‬ ‫نائب��ًا للرئي��س‪ .‬وافتتح ل��ه فروعًا في‬ ‫حمص وحم��اة وحل��ب والالذقية وتمتع‬ ‫ه��ذا الحزب بتأييد ش��عبي واس��ع‪ ،‬كان‬ ‫برنام��ج الح��زب يه��دف إل��ى تأمي��ن‬ ‫اس��تقالل الب�لاد ووحدته��ا وانتخ��اب‬ ‫مجل��س تأسيس��ي انتخاب��ًا حراً لس��ن‬ ‫دس��تور الب�لاد‪ ،‬وتحقي��ق اإلصالح��ات‬ ‫االجتماعية وتشجيع الصناعة الوطنية‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1928‬وم��ع تش��كيل الكتلة‬ ‫الوطني��ة‪ ،‬أنض��م م��ردم بي��ك إليه��ا‬ ‫وأس��ندت إليه أمانة الس��ر‪ ،‬وف��ي العام‬ ‫نفس��ه انتخ��ب نائباً عن دمش��ق‪ ،‬دخل‬ ‫ال��وزارة ألول م��رة ع��ام ‪ 1932‬باس��م‬ ‫الوطنيين وتقلد وزارتي المالية والزراع‬ ‫ف��ي حكوم��ة حق��ي العظ��م‪ ،‬إال أن��ه‬ ‫اس��تقال عام ‪ 1933‬على أثر خالفٍ في‬ ‫المجل��س النيابي حول موازن��ة الدولة‬ ‫حيث تقدم��ت األكثري��ة النيابية بطلب‬ ‫إضافة مادة للموازنة تقضي بإس��قاط‬ ‫جميع دي��ون الدول��ة ومؤسس��اتها عن‬ ‫المدينين‪ .‬وكان ه��ؤالء النواب مدينون‬ ‫للمص��رف الزراعي بقروض لم يقوموا‬ ‫بإيفائه��ا‪ ،‬كم��ا أن الكثيري��ن منهم لم‬ ‫يؤدوا ضريبة العش��ر التي كان يدفعها‬ ‫المزارع��ون قبل تطبي��ق نظام ضريبة‬ ‫اإلنتاج الزراعي‪.‬‬

‫وق��د اعت��رض مردم ب��ك بصفته‬ ‫وزي��راً للمالي��ة عل��ى ه��ذا اإلعف��اء…‬ ‫وألق��ى خطاب��ًا هاج��م في��ه الن��واب‬ ‫وخاطبهم بقوله “يا أشباه الرجال”‪ ،‬ولم‬ ‫يصدر قانون اإلعفاء إال بعد أن استقال‬ ‫مردم بك من‪.‬‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 1934‬عندما ث��ار خالف‬ ‫بين المملكة العربية السعودية وإمامة‬ ‫اليمن‪ ،‬وتط��ور إلى نزاع مس��لح‪ ،‬األمر‬ ‫ال��ذي أثار قل��ق ال��رأي الع��ام العربي‪،‬‬ ‫اش��ترك مردم بك في لجن��ة المصالحة‬ ‫الت��ي توجه��ت إل��ى الجزي��رة العربي��ة‬ ‫وبذل��ت المس��اعي الحمي��دة الت��ي أدت‬ ‫إلى عقد معاه��دة صداقة وتحالف بين‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫ع��ام ‪1936‬وعل��ى أث��ر تلك��ؤ‬ ‫الحكومة الفرنسية في تنفيذ المعاهدة‬ ‫المبرمة مع س��وريا‪ ،‬وإغالقه��ا لمكاتب‬ ‫الكتل��ة الوطني��ة بالش��مع األحمر عمت‬ ‫المظاه��رات األراض��ي الس��ورية وقام‬ ‫تج��ار دمش��ق بإع�لان اإلض��راب العام‬ ‫ال��ذي امتد إلى س��ائر المدن الس��ورية‪،‬‬ ‫ف��ردت علي��ه الس��لطات الفرنس��ية‬ ‫باعتقاالت تعس��فية بأمر من المفوض‬ ‫الس��امي‪ .‬وقد تم اعتق��ال جميل مردم‬ ‫بك ونس��يب البكري ومحمود البيروتي‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫ولم��ا وضع��ت المعاه��دة موض��ع‬ ‫التنفيذ وجرت انتخاب��ات حرة نجح فيها‬ ‫مرش��حو الكتل��ة الوطنية‪ ،‬وق��د نجحت‬ ‫القائمة التي ترأس��ها جمي��ل مردم بك‬ ‫ع��ن مدينة دمش��ق والغوطتي��ن‪ ،‬وفي‬ ‫أول جلس��ة عقده��ا المجل��س انتخ��ب‬ ‫النواب فارس الخوري رئيس��اً للمجلس‬ ‫وهاش��م األتاس��ي رئيس��ًا للجمهورية‪.‬‬ ‫وألف م��ردم ب��ك أول وزارة وطنية في‬ ‫‪ 21‬كان��ون األول ع��ام ‪ ،1936‬وما لبثت‬ ‫أن قدمت استقالتها في شهر شباط في‬ ‫جو عاص��ف اجتاح العالقات الفرنس��ية‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وأكد أن فرنس��ا ق��د رجعت‬ ‫ع��ن تنفي��ذ معاه��دة ‪ ،1936‬وف��ي ‪26‬‬ ‫تموز ع��ام ‪1938‬ألف مردم بيك وزارته‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫ف��ي عامي ‪ 1940‬وعلى أثر اغتيال‬ ‫الدكت��ور الش��هبندر واته��ام مردم بيك‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫الت��ي نظمته��ا ف��ي باري��س‪ .‬وإنم��ا رفعت‬ ‫باألح��رى الص��ور المض��ادة له��م‪ :‬أي صور‬ ‫فالسفة التنوير‪ ،‬وباألخص جان جاك روسو‬ ‫وفولتير‪ .‬وهنا يكمن فرق هائل بين الثورة‬ ‫الفرنس��ية وثوراتنا‪ .‬فش��تان ما بين روسو‬ ‫وفولتير م��ن جهة‪ ،‬والخمين��ي والقرضاوي‬ ‫م��ن جهة أخ��رى! ال وج��ه للمقارن��ة‪ .‬إنهما‬ ‫قطب��ان متض��ادان ورؤيت��ان مختلفت��ان‬ ‫للعال��م‪ .‬ب��ل إن رج��ال الدين المس��يحيين‬ ‫اختف��وا عن األنظ��ار‪ ،‬ونزل��وا تحت األرض‬ ‫خوف��اً م��ن بط��ش الث��وار الذين أس��قطوا‬ ‫س��جن الباس��تيل الرهي��ب‪ ..‬ومعل��وم أن��ه‬ ‫كان رمزاً لس��لطة االس��تبداد المطلق التي‬ ‫تحال��ف معها رجال الدي��ن‪ .‬أما في الجهتين‬ ‫العربي��ة واإليرانية فكانوا – أي رجال الدين‬ ‫– مبجلي��ن معظمي��ن‪ ،‬وقد ص ّل��ت وراءهم‬ ‫الجماهي��ر بالماليي��ن ف��ي مي��دان التحرير‬ ‫بالقاهرة وسواه‪.‬‬ ‫وهنا يكمن ف��رق جوهري بين الثورة‬ ‫التي دش��نت العص��ور الحديث��ة "أي الثورة‬ ‫الفرنس��ية "‪ ،‬وبي��ن انتفاض��ات “الربي��ع‬ ‫العرب��ي” الت��ي انته��ت بالخري��ف اإلخواني‬ ‫األصول��ي‪ .‬ولكنها مرحل��ة مؤقتة أو فاصل‬ ‫اعتراض��ي ل��ن ي��دوم إل��ى األب��د‪ .‬وس��وف‬ ‫يزول بعد أن يس��تنفد طاقات��ه وامكانياته‬ ‫ومشروعيته التاريخية‪.‬‬ ‫مش��روع التنوي��ر العرب��ي ل��م ينجح‬ ‫ألن التراكم��ات التراثي��ة ضخمة ج��داً على‬ ‫م��دار العص��ور‪ .‬انها أكب��ر منا جميع��اً‪ .‬وال‬ ‫نس��تطيع تنويره��ا أو تهويته��ا أو تحيي��د‬ ‫ش��حنتها القمعية م��ن أول محاولة‪ .‬يضاف‬ ‫إل��ى ذلك أنه لم يظهر حت��ى اآلن مفكرون‬ ‫كب��ار ق��ادرون عل��ى تفكي��ك االنغالق��ات‬ ‫التراثي��ة كم��ا حصل ف��ي أوروب��ا‪ .‬حيث تم‬ ‫تحري��ر الطاق��ات المحبوس��ة أو المكبوت��ة‬ ‫لدى الش��عوب األوروبي��ة‪ .‬وكان أن نهضت‬ ‫المجتمع��ات األوروبي��ة وانطلق��ت كالمارد‬ ‫بعد أن تخففت من األعباء التراثية لتحقيق‬ ‫التقدم على كافة األصعدة والمستويات‪.‬‬ ‫هاش��م صالح م��ن أكثر الش��خصيات‬ ‫المؤث��رة على س��احة الثقاف��ة واألفكار في‬ ‫العال��م العرب��ي‪ .‬ترج��م مؤلف��ات ّ‬ ‫المفك��ر‬ ‫الجزائ��ري محمد أرك��ون صدر ل��ه عن دار‬ ‫الساقي‪:‬االستشراق بين دعاته ومعارضيه‪،‬‬ ‫واالنس��داد التاريخ��ي‪ ،‬مع��ارك التنويريين‬ ‫واألصوليين في أوروبا‬

‫أسبوعية‬

‫تبق��ى االنتفاض��ات العربي��ة الح��دث‬ ‫األب��رز في التاري��خ العربي الحدي��ث ‪ ،‬فقد‬ ‫فاجأت معظ��م المثقّفين الع��رب واألجانب‬ ‫عندم��ا انفج��رت كالقنبل��ة الموقوت��ة بعد‬ ‫ط��ول احتقان‪ .‬واس��تطاعت تكنيس العديد‬ ‫من أنظمة الفس��اد والطغي��ان‪ .‬ولن تتوقف‬ ‫الدراسات والتحليالت لهذا الزلزال العربي ‪،‬‬ ‫من منظور سياسي أو اقتصادي أو فلسفي‪.‬‬ ‫كتابنا اليوم للباحث الس��وري " هاشم‬ ‫صال��ح " الذي يحلل هذه الظاهرة من خالل‬ ‫منظ��ور فلس��في بعي��د المدى‪ .‬ويتس��اءل‪:‬‬ ‫لم��اذا تب��دو االنتفاضات العربي��ة أقرب إلى‬ ‫الث��ورات الدينية منها إلى الثورات العلمانية‬ ‫الحديث��ة؟ أال يعن��ي ذل��ك أن ثوراتن��ا ل��م‬ ‫يس��بقها تنوي��ر دين��ي حقيقي فس��قطت‬ ‫بسهولة في أحضان األصوليين؟‬ ‫يعت��رف هاش��م صال��ح ف��ي س��ياق‬ ‫الموضوع��ات الت��ي تط��رق إليها ان��ه نظر‬ ‫إل��ى االنتفاض��ات العربية بأم��ل كبير عند‬ ‫انطالقه��ا لكونه��ا س��تفتح ب��اب الحداث��ة‬ ‫والتق��دم في العال��م العرب��ي‪ .‬لكنه أصيب‬ ‫بش��يء م��ن اإلحب��اط عندم��ا دخل مس��ار‬ ‫االنتفاض��ة وجه��ة صع��ود ق��وى التي��ارات‬ ‫الدينية وهيمنتها على السلطة عبر السلوك‬ ‫الديموقراطي المتمثل باالنتخابات النيابية‪.‬‬ ‫ظ��ل مصراً عل��ى اعتبار االنتفاض��ات حدثًا‬ ‫مهم��ًا ومفصلياً في العال��م العربي‪ ،‬تراجع‬ ‫واعتذر عن تضخيم نظرت��ه اإليجابية لها‪،‬‬ ‫لكنه لم يرجمها كسائر كثير من المثقفين‬ ‫الذين رأوا فيها ربيعًا‪ ،‬ثم قالوا عنها خريفًا‬ ‫أو ش��تاء‪ ،‬حيث لم تك��ن ال هذه وال تلك‪ ،‬بل‬ ‫مرحلة من مراحل التطور العربي المحكوم‬ ‫بمعض�لات بنيوي��ة‪ ،‬وإعاقات حداثي��ة‪ .‬لذا‬ ‫انك��بّ هاش��م صال��ح عل��ى ق��راءة هادئة‬ ‫وعلمية لالنتفاضات اس��تناداً إلى ما قدمته‬ ‫فلس��فة التاريخ عل��ى يد مفك��ري األنوار‪،‬‬ ‫وخصوص��ًا على ض��وء فلس��فة هيغل في‬ ‫قراءة التاريخ‪.‬‬ ‫ينطل��ق الكات��ب م��ن مقولتي��ن‬ ‫للفيلسوف األلماني "هيغل" لتحليل الربيع‬ ‫العربي ‪ ،‬األولى أنه ال يمكن تجاوز أي شيء‬ ‫إال بع��د معاركته ودفع ثم��ن المواجهة عداً‬ ‫ونق��داً‪ ،‬فالمجتمع��ات العربي��ة ل��م تتجاوز‬ ‫المرحلة البدائية‪ ،‬اإلخوانية منها والسلفية‪،‬‬ ‫وم��ن غي��ر الممك��ن تج��اوز ه��ذه المرحلة‬ ‫أو تخطيه��ا‪ ،‬ب��ل ال بد م��ن مواجهتها ودفع‬ ‫ثمن ه��ذه المواجه��ة‪ .‬واالنتفاض��ات‪ ،‬إنما‪،‬‬ ‫أت��ت لتعبّر بوضوح عن حج��م هيمنة هذه‬ ‫المرحلة التراثية‪.‬‬ ‫المقول��ة الثانية هي ما يدعوه هيغل‬ ‫«مك��ر العق��ل أو مك��ر التاريخ»‪ .‬ففلس��فة‬ ‫التاريخ تعلمنا أن استخدام السلبي للتوصل‬ ‫إلى اإليجابي شيء ضروري جداً‪ .‬يضاف إلى‬ ‫ذلك فكرة أخرى أساس��ية‪ :‬وهي أن التاريخ‬ ‫المكب��وت والمحتق��ن تاريخي��ًا‪ ،‬ينبغ��ي أن‬ ‫ينفج��ر بكل قيحه وصدي��ده الطائفي حتى‬ ‫يش��بع انفج��اراً‪ .‬بعدئ��ذ يمك��ن للتاريخ أن‬ ‫يتنف��س الصع��داء‪ .‬ه��ذه ه��ي أول خطوة‬ ‫عل��ى طري��ق الخ�لاص‪ .‬ال يمك��ن معالجة‬ ‫المري��ض م��ن أوجاع��ه والجراثي��م الت��ي‬ ‫أصاب��ت معدته قبل أن يقذف بكل تراكمات‬ ‫أحش��ائه الفاس��دة‪ .‬ينبغي أن يتقيأها أو ًال‪.‬‬ ‫بعدئ��ذ يش��عر باالرتياح وتصب��ح المعالجة‬

‫أمرا سهال‪ .‬ولكن ليس قبل ذلك‪ .‬واآلن ماذا‬ ‫يحصل لقد ابتدأ التاريخ العربي االس�لامي‬ ‫يتقيأ كل رواسبه التاريخية المتراكمة فوق‬ ‫بعضها البعض منذ قرون‪.‬‬ ‫"دخول العرب ف��ي المرحلة األصولية‬ ‫الس��لفية – االخواني��ة بفض��ل “الربي��ع‬ ‫العرب��ي” ال يعني انتص��ار األصولية‪ ،‬وإنما‬ ‫بداي��ة انحس��ارها‪ ،‬ولهذا الس��بب أقول بأن‬ ‫الوض��ع الحال��ي يمث��ل نقط��ة تقدمية في‬ ‫المس��ار الع��ام لحرك��ة التاري��خ العرب��ي‪،‬‬ ‫وفلسفة التاريخ تقول لنا بأن هذه العملية‬ ‫اجباري��ة‪ ،‬وإال فإن التاري��خ العربي ال يمكن‬ ‫أن ينطل��ق خفيف��ًا قوي��ا‪ ،‬بع��د أن كان ق��د‬ ‫تخل��ص م��ن أحمال��ه وأثقال��ه الت��ي كانت‬ ‫ترهق ظهره وتعرقل حركته وانطالقته "‪.‬‬ ‫ال ريب في أن المجتم��ع ابتدأ يتحلحل‬ ‫ويتح��رك ويتنفس ويدفع ثمن ذلك ضريبة‬ ‫ال��دم األحم��ر القان��ي‪ .‬ولكن��ه ـ أي الربي��ع‬ ‫العرب��ي ـ لي��س عل��ى مس��توى األح��داث‬ ‫الجس��ام الت��ي ذكرته��ا آنفا‪ .‬والس��بب هو‬ ‫أنن��ا لم نش��عر بحصول قطيع��ة كبرى مع‬ ‫الماض��ي‪ ،‬كما كان يحصل عادة مع األحداث‬ ‫التاريخي��ة الت��ي ذكرناه��ا‪ ..‬ب��ل ش��هدنا‬ ‫العك��س تمام��ا‪ :‬أي الع��ودة إل��ى الماضي!‬ ‫وهذا ش��يء غريب في الواق��ع‪ ،‬ألن الثورات‬ ‫تكون ع��ادة بمثابة قطيعة م��ع الماضي ال‬ ‫عودة اليه‪ .‬فكيف نفس��ر ه��ذه الظاهرة يا‬ ‫ترى؟ قبل أن أجيب عن هذا الس��ؤال سوف‬ ‫أقول بأن االنتفاض��ات العربية على عكس‬ ‫ما توهمنا ف��ي البداية أثن��اء انفجارها في‬ ‫تونس ومصر‪ ،‬ال تش��به الثورات األوروبية‬ ‫الحديثة كالثورة اإلنجليزية واألميركية‪ ،‬ثم‬ ‫باألخص الثورة الفرنسية‪ .‬وإنما هي أشبه‬ ‫ما تكون بالثورة اإليرانية التي اندلعت قبل‬ ‫أكث��ر من ثالثين عام��ًا‪ ،‬التجييش المليوني‬ ‫والخ��روج م��ن الجوام��ع والتفافه��ا ح��ول‬ ‫ش��خصية الخميني في الجهة الش��يعية‪ ،‬أو‬ ‫حول القرضاوي في الجهة السنية‪ ،‬كل ذلك‬ ‫يش��كل عالمة ال تخطئ على مدى التشابه‬ ‫بي��ن انتفاض��ات “الربي��ع العرب��ي” والثورة‬ ‫اإليراني��ة ع��ام ‪ .1979‬ولهذا الس��بب رحب‬ ‫بها المرش��د عل��ي خامنئ��ي وباركها كبقية‬ ‫األصوليين‪.‬‬ ‫يضاف إلى ذلك أن األحزاب الدينية في‬ ‫كلتا الجهتين اكتس��حت االنتخابات اكتساحًا‬ ‫وانكش��ف م��دى تقل��ص الحجم الش��عبي‬ ‫لألح��زاب الليبرالي��ة الحداثي��ة‪ .‬والواق��ع أن‬ ‫هذا الحدث االنتخابي الذي صعق الكثيرين‬ ‫وخي��ب آمالهم‪ ،‬بل وأخافهم‪ ،‬ما كان ينبغي‬ ‫أن يفاج��ئ أح��داً‪ .‬فم��ا ع��دا بع��ض المدن‬ ‫الش��اطئية الس��ياحية المحدّث��ة‪ ،‬وبع��ض‬ ‫النخ��ب الثقافي��ة ف��ي العواص��م العربية‪،‬‬ ‫فإن معظم ش��رائح الش��عب ظل��ت متدينة‬ ‫وتقليدي��ة فقيرة‪ ،‬بل وأمية بنس��بة كبيرة‪.‬‬ ‫ولذا فإنها تش��كل احتياطي��ًا انتخابياً ضخمًا‬ ‫لإلخوان المسلمين والس��لفيين‪ .‬وال يمكن‬ ‫انتزاعها من براثنه��م إال بعد نجاح التنوير‬ ‫العرب��ي اإلس�لامي وانتش��ار ن��ور العل��م‬ ‫والمعرفة والفهم الحديث للدين في أعماق‬ ‫هذه الجماهير الغفيرة‪.‬‬ ‫م��ن المعل��وم أن الث��ورة الفرنس��ية‬ ‫كان��ت مض��ادة بعنف لرج��ال الدي��ن‪ ،‬ولم‬ ‫ترف��ع صورهم ف��ي المظاهرات الحاش��دة‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫ها�شم �صالح‪ :‬االنتفا�ضات العربية‬ ‫على �ضوء فل�سفة التاريخ‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫مع رفاقه في الكتل��ة الوطنية باغتياله‬ ‫توجه إل��ى العراق حتى ص��دور الحكم‬ ‫القضائي بتبرئته ورفاقه‪.‬‬ ‫عام ‪ 1943‬أعيد العمل بالدس��تور‪،‬‬ ‫وأعي��د انتخاب م��ردم بك ف��ي مجلس‬ ‫الن��واب ُ‬ ‫وكل��ف بنيابة رئاس��ة الحكومة‬ ‫ووزارة الخارجية في حكومة " سعد اهلل‬ ‫الجابري " األول��ى "‪ ،‬ثم وزارة الخارجية‬ ‫م��ع وزارتي الدف��اع واالقتصاد الوطني‬ ‫في وزارة " فارس بيك الخوري " األولى‬ ‫ثم وزارة الخارجي��ة مع الدفاع في‬ ‫حكوم��ة الخ��وري الثاني��ة‪ ،‬وش��غل في‬ ‫ه��ذه األثن��اء رئاس��ة ال��وزارة بالوكالة‬ ‫ف��ي غي��اب ف��ارس الخ��وري في س��ان‬ ‫فرانسيس��كو‪ .‬كما انتدب وزيراً مفوضًا‬ ‫في تش��رين األول عام ‪ 1945‬إلى مصر‬ ‫لتأس��يس المفوضية السورية‪ ،‬وكذلك‬ ‫إلى السعودية في تش��رين الثاني عام‬ ‫‪ 1945‬للغرض نفسه‪.‬‬ ‫ف��ي ‪ 28‬كانون األول ع��ام ‪1946‬‬ ‫ش��كل حكومت��ه الثالث��ة‪ ،‬وتول��ى فيها‬ ‫ً‬ ‫إضاف��ة للرئاس��ة وزارت��ي الداخلي��ة‬ ‫والصحة واإلسعاف العام‪ ،‬وفي تشرين‬ ‫األول عام ‪1947‬شكل حكومته الرابعة‪،‬‬ ‫وتقلد وزارة الخارجية‪،‬‬ ‫وعل��ى اث��ر ق��رار التقس��يم‬ ‫لفلسطين‪ ،‬زاد مجلس النواب الضرائب‬ ‫وأقر قان��ون خدمة العل��م وصوت على‬ ‫ش��راء أس��لحة‪ ،‬واس��تقال كثيرون من‬ ‫ضباط الجيش الس��وري كي يش��اركوا‬ ‫ف��ي جي��ش اإلنق��اذ‪ ،‬ووقّع��ت س��ورية‬ ‫الميثاق السياس��ي والعسكري للجامعة‬ ‫العربية لتوحيد الجهد تجاه فلس��طين‪.‬‬ ‫وفي نيس��ان عام ‪ ،1948‬أثارت مذبحة‬ ‫دير ياسين الشعب الس��وري‪ ،‬وفي أيار‬ ‫عق��د مجلس الجامع��ة العربية اجتماعًا‬ ‫ف��ي دمش��ق وس��ط انتق��ادات الذع��ة‬ ‫لالجتماع الذي جاء ف��ي الوقت المتأخر‪،‬‬ ‫وف��ي ‪ 16‬أيار أي بع��د يومين من إعالن‬ ‫بن غوريون قيام دولة إس��رائيل‪ ،‬دخل‬ ‫الجي��ش الس��وري فلس��طين‪ ،‬ولك��ن‬ ‫س��رعان ما ص��د ف��ي وادي األردن بعد‬ ‫قت��ال عني��ف‪ ،‬وتصاع��د النق��د الموجه‬ ‫للحكومة الس��ورية‪ ،‬وفي شهر آب عام‬ ‫‪1948‬ش��كل حكومته الخامس��ة وتقلد‬ ‫بنفس��ه وزارة الدف��اع الوطن��ي عندما‬ ‫ب��دأت العملي��ات الحربية ف��ي أيار عام‬ ‫‪ ،1948‬وأدخ��ل إصالح��ات جذري��ة في‬ ‫مؤسسة الجيش‪.‬‬ ‫قدم م��ردم بك اس��تقالة حكومته‬ ‫بع��د فش��ل الجي��وش العربي��ة ف��ي‬ ‫فلس��طين‪ ،‬وغ��ادر س��ورية إل��ى مصر‬ ‫وأق��ام في القاه��رة‪ ،‬وفي ش��هر أيلول‬ ‫ع��ام ‪ ،1954‬أص��در جمي��ل م��ردم بك‬ ‫تصريح��اً أعل��ن في��ه اعتزال��ه الحي��اة‬ ‫السياس��ية ول��م يكن قد تج��اوز الواحد‬ ‫والس��تين من العمر‪ ،‬وبتاريخ األول من‬ ‫ش��باط عام ‪ ،1958‬دعاه الرئيس جمال‬ ‫عبد الناصر للوق��وف معه ومع الرئيس‬ ‫ش��كري القوتل��ي عن��د التوقي��ع عل��ى‬ ‫اإلعالن عن الوحدة بين سورية ومصر‪.‬‬ ‫وف��ي ‪ 30‬آذار‪ ،1960‬توف��ي جميل‬ ‫مردم ب��ك في القاه��رة‪ ،‬ونقل جثمانه‬ ‫إل��ى س��ورية حي��ث ووري الث��رى ف��ي‬ ‫مدافن العائلة بدمشق‪.‬‬ ‫قال عنه الدكتور معروف الدواليبي‬ ‫ف��ي مذكرات��ه‪ " :‬ه��و م��ن العائ�لات‬ ‫الدمش��قية الت��ي تعتمد عل��ى الزراعة‬ ‫واألرض‪ ،‬درس الحق��وق ف��ي فرنس��ا‬ ‫ً‬ ‫حركة دائمة في‬ ‫ول��م يكن محاميًا‪ ،‬كان‬ ‫دمش��ق‪ ،‬ال يغني عنه أحد ف��ي األجواء‬ ‫السياسية "‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫من �أعمال النزوح ال�سوري و�صناعة الأمل‬ ‫حوار مع جمعية �سردة للتنمية‬ ‫أجرت الحوار‪ :‬شام داود‬ ‫في الوق��ت الذي يرتفع في عدد الالجئين الس��وريين‬ ‫م��ع عائالتهم في دول الج��وار المتاخمة لس��وريا إلى أكثر‬ ‫م��ن مليون ونص��ف الجيء يقدر عددهم ف��ي لبنان وحدها‬ ‫ربع مليون الجيء وإذ تعترف المنظمات اإلنس��انية‪ ،‬ومعها‬ ‫ق��وى المجتمع األهل��ي‪ ،‬بأن ال ق��درة لها على االس��تجابة‬ ‫الكامل��ة الحتياجات ماليين النازحين‪ ،‬عن تلبية االحتياجات‬ ‫الدني��ا لمعظمهم‪ ،‬وتب��رز أيضا على نف��س الصعيد اليوم‬ ‫العديد من المش��اكل مع طول مدة النزوح ولعل أهمها هو‬ ‫احتواء األطفال الذين يشكلون نسبة مرتفعة من النازحين‬ ‫وتأمين تعليمهم ومتابعة دروس��هم الت��ي توقفت‪ .‬أحيانا‬ ‫من��ذ مدة أطول من مدة النزوح‪ .‬وأغلبهم ينحدر من بيئات‬ ‫فقي��رة ال قدرة لذويه��م إلدراجهم في الم��دارس الخاصة‬ ‫المرتفع��ة التكاليف ناهيك عن اخت�لاف المناهج التعليمية‬ ‫وعدم ق��درة المدارس المخصصة لالجئين على اس��تيعاب‬ ‫األعداد المتزايدة يوميا‪.‬‬ ‫وفي محاولة لس��د هذا النقص وتعويض بعض األسر‬ ‫ومساعدتها ينشط بعض النش��طاء السوريين ممن نزحوا‬ ‫أنفس��هم نتيج��ة للمالحقة األمني��ة أو تع��رض مناطقهم‬ ‫للقص��ف‪ ،‬ينش��طون ف��ي مج��ال تأمي��ن الدعم النفس��ي‬ ‫والتعليمي ألطفال أولئك األسر‪ .‬إحدى تلك المجموعات في‬ ‫لبنان هي جمعية "سردة" التي بدأت مؤخراً أعمالها بافتتاح‬ ‫روضة أملنا لالطفال السوريين من العائالت النازحة‪.‬‬ ‫ح��اورت س��وريتنا عض��و مجل��س اإلدارة في س��ردة‬ ‫دلير يوس��ف حول طبيعة عمل الجمعي��ة والصعوبات التي‬ ‫يواجهونها في عملهم في لبنان‪.‬‬ ‫| كي��ف ب��دأت فك��رة الجمعي��ة وما ه��و طبيعة‬ ‫المش��روع الذي تعملون عليه؟ االس��م بحد ذاته‬ ‫اسم مميز لماذا "سردة"‬ ‫| | ب��دأ العم��ل م��ن قب��ل مجموع��ة م��ن الش��باب‬ ‫السوريين والتنظيم كجمعية جاء كحاجة وليس كغاية‪ ،‬أي‬ ‫أنّن��ا كنّا قد بدأنا العمل قبل أن نكون جمعية‪ .‬كان الهدف‬ ‫هو مساعدة الالجئين السوريين في بيروت‪ ،‬مكان إقامتنا‬ ‫آنذاك‪ .‬لم يكن أحد في ذلك الوقت (قبل أن تتحول بيروت‬ ‫إلى "س��وق" للجمعيات) لم يكن أحد يصدق وجود الجئين‬ ‫سوريين في العاصمة اللبنانية‪ ،‬كانوا حوالي‬ ‫خمس��ين عائلة‪ ،‬بدأت إحدى السوريات هناك‬ ‫"صب��ا" بتوفير بعض حاجي��ات األطفال ومن‬ ‫ث��م انضممنا إليها أنا "دلي��ر" و"رامي" وبدأنا‬ ‫بتنظيم عملنا أكتر وتوس��عته مع ازدياد عدد‬ ‫العائ�لات الالجئة في بيروت (أكثر من ‪2500‬‬ ‫عائلة‪ ،‬مع العل��م بأنّه ال يوجد إحصاء دقيق‬ ‫ل��دى أي جهة)‪ ،‬كما بدأن��ا بالعمل في بعض‬ ‫القرى في منطقة البقاع‪.‬‬ ‫االس��م‪ :‬س ر د‪ :‬درع مَسْ��رُودَ ٌة‬ ‫ومُسَرَّد ٌة بالتش��ديد فقيل سردها نسجها‬ ‫وه��و تداخل الحلق بعضها في بعض وقيل‬ ‫السَّ��رْدُ الثق��ب والمَسْ��رُودَ ُة المثقوب��ة‬ ‫وفالن يَسْ��رُد الحديث إذا كان جيد السياق‬ ‫له وسَرَد الصوم تابعه وقولهم في األشهر‬ ‫الح��رم ثالثة سَ��رْدٌ أي متتابع��ة وهي ذو‬ ‫القعدة وذو الحجة والمحرم وواحد فرد وهو‬ ‫رجب وسَ��رْدُ الدرع والحديث والصوم كله‬ ‫من باب نصر‪ ،‬المعجم‪ :‬مختار الصحاح‪.‬‬ ‫لكن ل��م نطلق االس��م عل��ى الجمعية‬ ‫بس��بب معناها اللغ��وي‪ ،‬كما أنّن��ا لم نطلق‬ ‫االس��م مصادفة‪ .‬الس��رد‪ ،‬في اللغة العامية‬ ‫حين نقول "خدلك هالسردة" "سردت عليها"‬ ‫وهي تق��ال حين يجد األمر ش��يئًا غريباً عن‬ ‫الواق��ع فيبال��غ ب��ه‪ .‬ونح��ن كذل��ك أردن��ا أن‬ ‫"نسرد" على قصصنا وأن نكون غريبين عن‬

‫واقعن��ا هذا‪ ،‬فنش��ذ عن القاعدة لنكون ن��واة لغدٍ أفضل‪.‬‬ ‫أردنا أن نبالغ في ردات فعلنا‪ ،‬لنجد حلو ًال لمشكالتنا‪.‬‬ ‫"سردة" هي "سردتنا" القادمة‪ ،‬هي حلمنا الجديد‬ ‫| تعرف��ون عن أنفس��كم بقولكم ("س��ردة" هي‬ ‫جمعية غير سياس��ية ال تسعى إلى الربح المادي‪،‬‬ ‫ته��دف إل��ى تقوية البيئ��ات الفقي��رة وتمكينها‬ ‫وتعزيز روح المواطنة والمساواة بين أفرادها‪ ،‬بما‬ ‫ينسجم مع الشرعية الدولية لحقوق اإلنسان)‪.‬‬ ‫| | بالطب��ع نحن ال نس��عى إلى رب��ح مادي‪ ،‬ونعمل‬ ‫مع البيئ��ات الفقيرة‪ ،‬معظم عملنا يكون مع الس��وريين‬ ‫لك��ن هذا ال ينفي مس��اعدتنا لبعض العائ�لات اللبنانية‬ ‫أو الفلس��طينية الفقيرة‪ ،‬نس��عى إلى العم��ل مع البيئات‬ ‫المحلية وتعزيز قدراتها‪ ،‬طبعًا ضمن حدود إمكانياتنا‪.‬‬ ‫| ما ه��ي المص��ادر الت��ي تعتم��دون عليها في‬ ‫تمويلكم وه��ل تواجهكم صعوب��ات أو ضغوط‬ ‫من ناحية عملكم ف��ي لبنان بخصوص التمويل‬ ‫أو المشاكل اإلدارية؟وهل مصادر التمويل تحاول‬ ‫فرض شكل من أشكال الوالء أو االستعراض عبر‬ ‫مشاريعكم؟‬ ‫| | نعمل كمعظم الجمعيات‪ ،‬لدينا مشاريع ونسعى‬ ‫إل��ى جلب تموي��ل من منظم��ات كبرى أخ��رى‪ ،‬أوربية أو‬ ‫محلي��ة‪ ،‬ال نقبل بالتمويل المش��روط من أي جهة كانت‪،‬‬ ‫ونحاول أن نس��عى بأن ال نعمل مع أي حكومة كانت‪ .‬كما‬ ‫نعتمد على تبرعات األفراد‪.‬‬ ‫نواجه بعض المشاكل اللوجستية في لبنان‪ ،‬لكوننا‬ ‫س��وريين ال نحمل الجنس��ية اللبنانية‪ ،‬لكن وجود بعض‬ ‫اللبنانيين مع يتطوعون للعمل معنا يساعد في استمرار‬ ‫العمل بسالسة‪.‬‬ ‫| جمعية س��ردة للتنمية ما ه��و مفهوم الجمعية‬ ‫لعملي��ة التنمي��ة وكي��ف تق��وم ب��دور فاعل في‬ ‫تمكين المشاركين والمستفيدين من مشاريعها‬ ‫ف��ي تنمية دائم��ة يمكن العمل عل��ى تطويرها‬ ‫والحفاظ على استمراريتها مستقبال‬

‫فاطمة‪ ..‬كوثر‪ ..‬مريم وجوه من الروضة‬

‫| | طبع��ًا مفهوم التنمية هو مفهوم ش��امل وواس��ع‬ ‫ج��داً‪ .‬هدفنا ليس آني‪ ،‬نحن نهدف إلى بناء مجتمع س��وري‬ ‫صحي في المستقبل‪ ،‬وأن نكون نواة لمجتمع مدني سوري‪.‬‬ ‫كما س��بق وش��رحت‪ ،‬نحن نعمل على تعزيز قدرات‬ ‫البيئ��ات المحلي��ة الت��ي نعمل فيه��ا‪ ،‬عن طري��ق تعزيز‬ ‫قدرات األفراد‪ ،‬وخاصة الشباب والمرأة‪.‬‬ ‫لدين��ا بع��ض المش��اريع الت��ي نعم��ل عليه��ا اآلن‬ ‫والت��ي تن��درج تحت بن��د التنمية‪ ،‬ولدين��ا بعض الخطط‬ ‫المستقبلية لذلك‪ .‬داخل سوريا وخارجها‪.‬‬ ‫| أحد مشاريع سردة هو روضة أطفال باسم أملنا‬ ‫ما ه��ي فئات األطف��ال التي تس��تقبلها الروضة‬ ‫وهل ه��ي روضة خاصة بأطف��ال النازحين؟ هل‬ ‫يوجد معكم مختصين بالدعم النفس��ي لألطفال‬ ‫وهل تتبعون طرق معينة في التعامل معهم؟‬ ‫| | روضة أملنا‪ ،‬هي مكان لصناعة األمل‪.‬‬ ‫الفئ��ات العمري��ة الت��ي اس��تقبلناها ف��ي س��نتنا‬ ‫الدراسية األولى هي األطفال في عمر الرابعة والخامسة‬ ‫والسادس��ة‪ ،‬كلهم من الالجئيين الس��وريين في بيروت‪،‬‬ ‫وبالطب��ع ه��ي روض��ة مجاني��ة‪ .‬يعم��ل معنا مرش��دين‬ ‫اجتماعيي��ن ومراقبي��ن ألوض��اع األطفال‪ ،‬وق��د الحظنا‬ ‫تحس��ن كبير جداً لدى بعض األطفال الذين يعانون من‬ ‫بعض آثار الحرب التي عاشوها‪.‬‬ ‫نعمل على توس��عة الروضة‪ ،‬في الس��نة الدراسية‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫| ما هي مواصف��ات المتطوعين العاملين معكم‬ ‫في الروضة وفي المش��اريع األخ��رى وهل هناك‬ ‫شروط معينة للمتطوع؟‬ ‫| | تقصدن��ا أن يكون معظم العاملين في الروضة‬ ‫من الالجئين الس��وريين‪ ،‬بغي��ة تمكينهم في مجتمعهم‬ ‫المحلي الجديد‪ ،‬وكي يس��تطيعوا االعتماد على أنفسهم‬ ‫ف��ي الجانب الم��ادي‪ .‬كم��ا الروضة هي مكان لتحس��ين‬ ‫أوض��اع األطف��ال النفس��ي واالجتماع��ي وإبعادهم عن‬ ‫"الشارع" هو كذلك بالنسبة للعاملين فيها‪.‬‬


‫الجمعية بش��كل عام ال ش��روط محددة‬ ‫لها بالنس��بة للمتطوعين‪ ،‬س��وى حب العمل‬ ‫الجماعي والرغبة في العطاء أكثر من األخذ‪،‬‬

‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫بع�ض من �أعمال اجلمعية � ً‬ ‫أي�ضا‪:‬‬ ‫م�شاريع �صغرية لل�سوريني‪:‬‬ ‫وهي عب��ارة عن خدم��ات إغاثية تقدم للس��وريين‬ ‫الالجئي��ن ف��ي لبن��ان‪ ،‬تح��اول الجمعية من خ�لال هذه‬ ‫الخدمات توفير أساس��يات الحياة لهؤالء الناس كالمسكن‬ ‫والغذاء والكساء والتدفئة‪.‬‬

‫م�شروع "ليث"‪:‬‬ ‫وه��و يتضم��ن المعالج��ات الطبية وح��االت الوالدة‬ ‫ضم��ن الالجئي��ن الس��وريين ف��ي لبن��ان‪ ،‬وق��د سُ��مي‬ ‫المشروع بهذا االسم‪ ،‬نسبة إلى طفل سوري فارق الحياة‬ ‫أثناء محاولة الجمعية تقديم العون له‪ ،‬توفي الطفل في‬ ‫مستش��فى المقاص��د في بي��روت وكان يبلغ م��ن العمر‬ ‫حينها ثالثة أش��هر ونصف‪ .‬يتمّ في إطار هذا المشروع‬ ‫معالج��ة الكثير من المصابين والمرضى‪ ،‬كما يتم توليد‬ ‫الكثير من النس��اء السوريات في المستشفيات اللبنانية‬ ‫على نفق��ة الجمعية‪ .‬كم��ا تتم معالجة بع��ض الحاالت‬ ‫المرضية الخاصة‪ :‬أمراض كلى‪ ،‬تركيب سماعات لألذن‪،‬‬ ‫معالجة األطفال الرضع‪ ،‬والكثير غيرها‪.‬‬

‫م�شروع التنمية ال�شبابية‪:‬‬ ‫وهو مشروع يسعى إلى تدريب مجموعة شباب من‬ ‫خالل مجموعة من الجلس��ات التدريبية وورش��ات العمل‬ ‫في مختلف المج��االت بالتعاون مع جهات مختلفة‪ .‬الهدف‬ ‫من هذه الدورات هو تمكين الش��باب وتطوير إمكاناتهم‬ ‫ليستطيعوا العمل ضمن بيئاتهم المحلية‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫رح نبقى نرسم‬

‫| م��ا هي مش��اريعكم المس��تقبلية وهل‬ ‫للجمعية كعنصر فاعل في مشاريع تنموية‬ ‫دور في س��وريا في المرحل��ة االنتقالية أو‬ ‫مرحلة ما بعد الث��ورة؟ أم يقتصر عملكم‬

‫أسبوعية‬

‫| بعض الروضات أيضاً تركز على الناحية‬ ‫التعليمي��ة للطف��ل وإعادة إش��راكه في‬ ‫المؤسس��ة التعليمي��ة وخصوص��ا أن‬ ‫الكثير منهم أنقطع لفترة طويلة نس��بياً‬ ‫عن الدراس��ة وتهمل الناحية النفس��ية‬ ‫وإع��ادة التأهي��ل الس��ليم‪ .‬كي��ف ترون‬ ‫هذه الظاهرة وهل تش��ترط سردة على‬ ‫مش��اريع دعم الطفل الت��ي تتبع لها أن‬ ‫تق��وم بمنهجي��ة بإعادة تأهي��ل الطفل‬ ‫وإعطاء األولوية لهذا الموضوع؟‬ ‫| | بالطب��ع إعادة تأهي��ل الطفل هي‬ ‫أولوية بالنسبة لنا‪ ،‬وبطرائق ممنهجة‪ ،‬كما‬ ‫أنّن��ا في نعتمد المناه��ج العلمية المعتمدة‬ ‫في جميع روضات لبنان‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫| العنف الذي تعرض له الطفل الس��وري‬ ‫خالل الس��نتين الماضيتين هو عنف بال‬ ‫ش��ك له أثر كبير على نفسية وشخصية‬ ‫الطف��ل ويضاف إلى ذل��ك النزوح واأللم‬ ‫والمعاناة م��ن قبل األهل كي��ف يترجم‬ ‫األطف��ال ه��ذا العامل ال��ذي تعرضوا له‬ ‫وهل لديكم حاالت صعبة أو ش��ائكة؟أو‬ ‫حتى حاالت عنف بين األطفال أنفس��هم‬ ‫نتيجة لما تعرضوا له؟‬ ‫| | لدين��ا بع��ض الح��االت ألطف��ال‬ ‫تعرضوا للقصف في مدارسهم أو حوصروا‬ ‫لم��دة طويل��ة ف��ي بيتوه��م يتعرض��ون‬ ‫للقصف أو إطالق الن��ار‪ ،‬حاولنا العمل على‬ ‫تخفي��ف النتائ��ج المترتب��ة عل��ى ذل��ك من‬ ‫عنف مضاد‪ ،‬وعدواني��ة‪ ،‬وووو الخ‪ .‬وبالطبع‬ ‫بالتعاون مع المرش��دة االجتماعية واألهالي‬ ‫والمعلمات واألطفال في الروضة اس��تطعنا‬ ‫تحقيق تق��دم عظيم في معظ��م الحاالت‪.‬‬ ‫س��أورد هنا قص��ة حدثت ف��ي الروضة منذ‬ ‫تدريبات مسرحية مالئكة الربيع بمشاركة أطفال من روضة أملنا‬ ‫عدد قليل من األيام‪:‬‬ ‫قام��ت فت��اة صغي��رة للتح��دث أم��ام‬ ‫عل��ى أطف��ال النازحين خ��ارج س��وريا؟ وهل تنوي‬ ‫زمالئها في الصف عن خسارتها البنة عمها‪ ،‬وعن حزنها‬ ‫الجمعية االنتقال في حال سقوط النظام؟‬ ‫لذلك‪ .‬في اليوم التالي قام زمالئها بالتحدث أمام الجميع‬ ‫| | نحن نعمل على كثير من المش��اريع في الوقت‬ ‫عن زميلتهم‪:‬‬ ‫الحالي مع الالجئين الس��وريين في لبنان‪ ،‬تنقس��م بين‬ ‫نغ��م‪ :‬ب��دي قلك إن��و كلنا خس��رنا عال��م بنعرفون المش��اريع الطبية واإلغاثية والتنموية والتعليمية‪ .‬لدينا‬ ‫م��ن أهلنا ورفقاتن��ا‪ ،‬ما الزم نضل زعالني��ن ألنو ما رح خطط لمرحلة عودة الناس إلى موطنها األصلي وخطط‬ ‫نس��تفاد شي‪ ،‬ما بيصير تضلي زعالنة الزم تلعبي معنا لمرحلة بناء المجتمعات والدولة‪.‬‬ ‫وتضحكي معنا وتدرسي معنا‪ ،‬كلنا زعلنا من قبل وهلئ‬ ‫بعد س��قوط النظام س��ننتقل إلى الداخل السوري‬ ‫بدنا نضحك ونلعب‪ ،‬وأنتِ هيك الزم تكون‪.‬‬ ‫م��ع اإلبقاء على أعمالنا في لبنان والعمل مع المجتمعين‬ ‫فاطمة‪ :‬واهلل مبارح وأنتِ عم تحكي حس��يت قلبي اللبنان��ي والفلس��طيني‪ .‬لك��ن من��ذ اآلن بدأن��ا االنتقال‬ ‫ع��م يبكي معك‪ ،‬لما ش��فتك عم تبك��ي كان بدي ابكي للعم��ل ف��ي الداخ��ل وأسس��نا بمش��اركة مجموعة من‬ ‫مع��ك كم��ان‪ ،‬بس م��ا كنت ب��دي زيده��ا عليك��ي‪ ،‬كلنا الشباب‪ ،‬ما يسمى بمجموعة طيف اإلغاثية‪ .‬ونعمل اآلن‬ ‫زعالنيين مشانك‪.‬‬ ‫على تأسيس بعض المشاريع في المناطق المحررة‪.‬‬ ‫مثل هذه األم��ور الصغيرة س��اعدت األطفال كثيراً‬ ‫رو�ضة"�أملنا"خميم�صربا‪�،‬إحدىم�شاريعجمعية"�سردة"‬ ‫على تجاوز حاالت األلم والفقدان التي تعرضوا لها‪.‬‬ ‫تحتوي الروضة حالياً على ‪ 42‬طف ًال سوريًا (سوري ‪/‬‬ ‫| أغلب الروض��ات في المناطق المح��ررة التي ال‬ ‫فلسطيني سوري) نزحوا مع عائالتهم إلى لبنان‪.‬‬ ‫ت��زال تحت وطأة القصف تركز بش��كل أساس��ي‬ ‫ُس��م األطفال إلى ثالثة صفوف وفق أعمارهم (‪4‬‬ ‫عل��ى انفع��االت األطف��ال وانطباعاته��م ع��ن‬ ‫قِ‬ ‫سنوات‪ 5 ،‬سنوات‪ 6 ،‬سنوات)‪.‬‬ ‫الثورة الس��ورية وتعاطفهم مع الش��هداء وحتى‬ ‫مش��اركتهم ف��ي الث��ورة‪ .‬ويتذرع المس��ؤولين‬ ‫يت��م العمل عل��ى تأهيل األطف��ال نفس��يًا وعلميًا‪.‬‬ ‫عليه��ا بتعرض الطفل بش��كل يوم��ي لألحداث‬ ‫يتلقى األطفال دروس��ًا في الرياضيات واللغتين العربية‬ ‫دون إمكاني��ة عزله‪ .‬هل تحاولون تجنب ذلك في‬ ‫واإلنكليزية‪ ،‬فض ًال عن األنش��طة كالرس��م والموسيقى‬ ‫عملك��م وما هي برأيكم أفضل األس��اليب إلبعاد‬ ‫واأللعاب الرياضية والجماعية‪.‬‬ ‫األطفال عن هذا التأثير؟‬ ‫كم��ا تس��عى الجمعي��ة من خ�لال الروضة تأهي��ل كادر‬ ‫عما‬ ‫األطفال‬ ‫إبعاد‬ ‫هو‬ ‫األساس��ي‬ ‫| | هدف الروضة‬ ‫تعليمي من الالجئات الس��وريات ليصبحن قادرات على إنشاء‬ ‫عاشوه من عذابات وآالم‪ ،‬والتركيز على الجانب النفسي مشاريع مماثلة عند عودتهم إلى قراهم وبلداتهم في سوريا‪.‬‬ ‫له��م‪ .‬باإلضافة إل��ى تعليمهم كي ال يبتع��دوا عن العلم‬ ‫وينبغ��ي التنوي��ه عل��ى أن التس��جيل ف��ي الروضة‬ ‫في هذه السن‪ ،‬ألننا نؤمن بالمقولة الشهيرة‪ ،‬العلم في‬ ‫مجاني‪.‬‬ ‫الصغر كالنقش في الحجر‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫ما ي�شبه املقدمة‪:‬‬ ‫كان ذل��ك في الس��ابع والعش��رين م��ن أيلول‬ ‫ع��ام ‪ ،1984‬عندما تقرر نقلي من ف��رع التحقيق‬ ‫العس��كري الواقع ف��ي محي��ط "الجم��ارك" وكلية‬ ‫الهندس��ة ووزارة التعليم العالي‪ ،‬إلى سجن "تدمر"‬ ‫ذي الس��معة الرهيب��ة‪ ،‬والخارج عن أبس��ط قواعد‬ ‫الش��روط والمواصف��ات الت��ي تتمتع بها الس��جون‬ ‫المعترف عليها‪.‬‬ ‫أمضي��ت حتى تاريخ هذا النقل عامين ونصف‬ ‫في هذا الفرع‪ .‬تحت األرض قرابة العش��رين متراً‪.‬‬ ‫لم أر الش��مس إال منذ نصف ش��هر ول��م أر الناس‬ ‫يمش��ون أو يتكلم��ون كما هم أبناء البش��ر‪ .‬بقيت‬ ‫لمدة ثالثة أيام وأنا أرى الفضاء‪ ،‬وضوء الش��مس‪،‬‬ ‫واألبع��اد بيضاء‪ ،‬مهتزة‪ ..‬تعت��رض الرؤية خطوط‬ ‫كاألس�لاك تط��ول وتقصر‪ ،‬ت��دور وتق��ف‪ ..‬أفرك‬ ‫عينيّ وأنظر لألرض وأغمضهما‪.‬‬ ‫ف��ي هذه األثناء كان المس��ؤول ع��ن التعذيب‬ ‫(الدرجة العالية) ضابط دمش��قي برتبة رائد اسمه‬ ‫هش��ام بختيار‪ ،‬وعن الضـرب باللكمـات والسيـاط‬ ‫وبالح��ذاء ضابط برتبة مالزم أول اس��مه يوس��ف‬ ‫العب��د‪ ،‬وكان هن��اك ضاب��ط خبي��ث اس��مه ماج��د‬ ‫س��عيد وآخر كنيت��ه الجرف يمتاز بالغب��اء مع مدير‬ ‫ف��رع اله��ث وراء تنفيذ التعليمات أكث��ر من الالزم‬ ‫والرش��وة وجمع الثروة‪ ،‬اس��مه مظه��ر فارس من‬ ‫قرية غرب��ي حمص على الح��دود الغربية للوعر‪..‬‬ ‫اسمها "القبو"‪.‬‬ ‫أمضي��ت في المنف��ردة "الزنزان��ة" مدة ثالثة‬ ‫أش��هر وهي بط��ول مترين وعرض مت��ر ولها كوة‬ ‫ف��ي األعل��ى لدخ��ول ن��ور الكهرب��اء‪ .‬يت��م إخراج‬ ‫الموق��وف بعد كل وجبة إلى بي��وت الماء مع لبطة‬ ‫أو لكمة مع ش��تائم مقزعة‪ .‬بعض العناصر تمتنع‬ ‫عن مث��ل هذه التصرفات وهذا يدل أن العس��كري‬ ‫ح��ر التص��رف‪ ..‬فت��رة التحقي��ق التي امت��دت أكثر‬ ‫م��ن الالزم كانت صعبة جداً‪ .‬أس��هلها ضرب األكف‬ ‫وأصعبه��ا "كرس��ي الكهرب��اء" م��روراً بال��دوالب‬ ‫والتعليق عكس االتجاه والفلقة مع "التبكيس" من‬ ‫فريق عمل مخصص يراف��ق المحقق الذي يحمل‬ ‫االبتدائي��ة أو الكف��اءة‪ .‬ويمت��از بأنه ال بد س��يذلك‬ ‫أن قل��ت أو ل��م تقل‪ ،‬أن اعترف��ت أو لم تعترف أنت‬ ‫مذنب أمامه وعدو وابن كلب ومعاد للثورة وللقائد‬ ‫وللتاريخ وجغرافية الكون‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أي��ام المنف��ردة ولياليه��ا قاس��ية جدا‪ .‬تس��مع‬ ‫فيه��ا صوتًا للصم��ت‪ ،‬وطنيناً للس��كون‪ .‬ال تتعرف‬ ‫عل��ى اللي��ل وال عل��ى النه��ار وال على الوق��ت‪ ،‬إال‬ ‫من خالل وجب��ات الطعام وص��راخ الموقوفين في‬ ‫الس��احة وغرف التحقي��ق‪ ..‬تأتي في بال��ك أيامك‬ ‫ف��ي البيت وحياتك مع زوجت��ك ومع األوالد‪ ..‬تحس‬ ‫أنك أمام هذا المحكم الش��رس والمعادي لإلنسان‬ ‫والرأي والش��وارع‪ .‬من المحتمل أن ال تراهم‪ ..‬وإذا‬ ‫رأيتهم فيكون ذلك من صدف التاريخ النادرة‪ .‬فترة‬ ‫التحقي��ق تتمنى الع��ودة للمنف��ردة والتكوم على‬ ‫الخ��روج منها‪ .‬الخروج منها يعن��ي الضرب المبرح‪،‬‬ ‫والوجع واللبط دون أي اعتبار للس��ن (اعتقلت وأنا‬ ‫في السادسة واألربعين في نيسان ‪.)1982‬‬ ‫أمران رسخا في وجداني وأنا بالمنفردة‪:‬‬ ‫األم��ر األول ج��اري ف��ي المنفردة ال��ذي تكلم‬ ‫مع��ي في آخ��ر الليل دون أن أعرف اس��مه أو بلده‪،‬‬

‫قال‪ :‬س��أودعك يا جاري ه��ذه آخر ليلة لي في هذه‬ ‫الحي��اة‪ ..‬الموت أهون لي من هذا العذاب‪ ..‬اس��مي‪.‬‬ ‫وهن��ا فتح الس��جان الب��اب‪ ،‬كانت الس��اعة تش��ير‬ ‫حتمًا إل��ى أكثر من س��اعتين بعد منتص��ف الليل‪.‬‬ ‫قال الس��جان‪ :‬أن سمعت همس��ًا مرة أخرى ستنال‬ ‫جزاءك‪ ..‬احترم عمرك سأدوس عليك حتى تتكسر‬ ‫عظامك‪.‬‬ ‫تكومت ف��ي زاويت��ي ورحـت أتأمل الس��كون‬ ‫المهيمن والضوء الش��حيح القادم من الكوة ونمت‪.‬‬ ‫ف��ي الصب��اح دخ��ل عل��يّ ضاب��ط وعدة عس��اكر‬ ‫س��ألوني متى نمت؟‪ ..‬وهل سمعت ش��يئًاً؟‪ ..‬وهل‬ ‫كلم��ت أحد أو صرخ عليك نزيل ما؟‪ ..‬فنفيت ذلك‪..‬‬ ‫فيم��ا بعد علمت أن جاري ش��نق نفس��ه بمزق من‬ ‫بطانيت��ه ش��دّها ووصله��ا ببعضهم��ا وصنع منها‬ ‫أنشوطة ع ّلقها في قضبان الكوة المتينة‪.‬‬ ‫م��ات ج��اري ف��ي الزنزان��ة اتق��اء الس��ياط‪،‬‬ ‫والعصي والتعليق والتفنن في أس��اليب إثارة األلم‬ ‫ت��اركًا عب��ر المس��افات أم��ًا تبكيه بال ص��وت أو أبًا‬ ‫يغالب ألم الفقد‪.‬‬ ‫األم��ر الثان��ي ال��ذي عذبني‪ ،‬وال ي��زال‪ ،‬صوت‬ ‫النس��وة وهنّ يتلقين السياط والس��باب والبذاءة‪،‬‬ ‫وهن يس��تجرن باهلل‪ ..‬ويصرخ��ن ويبكين‪ ..‬صراخ‬ ‫الثاكالت الخائفات الواجفات‪ .‬كان هذا يتكرر يومياً‪،‬‬ ‫وف��ي المس��اء وعن��د المغ��رب والعش��اء‪ ..‬وعندما‬ ‫يذهب��ن إل��ى المهج��ع‪ ،‬كنت أس��مع أصوات��اً وبكاء‬ ‫األطف��ال فتطبق المنف��ردة على قلب��ي وصدري‪.‬‬ ‫كنت أتس��اءل مذهو ًال‪ :‬هل هذا الذي تنفذه أجهزة‬ ‫ش��عارات الوحدة والحرية واالش��تراكية هو لصالح‬ ‫األمريكان أم لصالح إس��رائيل أم لصالحهما معًا؟‪..‬‬ ‫وأن دور الش��عارات ه��و للتغطي��ة والتموي��ه؟‪ ..‬أن‬ ‫الحك��م الفردي هو بالتأكيد لصال��ح الخارجي ألنه‬ ‫ضد اإلنسان والوطن والشعب وأن العدو األمريكي‬ ‫ال يري��د أوطان��اً لهذه المنطق��ة‪ ،‬وال يريد ش��عوبًا‬ ‫وكذلك ال يريد إنسانًا‪.‬‬ ‫***‬ ‫نودي على اس��مي في المهج��ع الجماعي الذي‬ ‫أقم��ت فيه لمدة عامين‪ .‬وعند إدارة الس��جن وقفت‬ ‫مع الواقفين ووجهنا إلى الحائط‪ .‬وعند أذان العشاء‬ ‫انطلقت سيارة "زيل" عالية "المقام" أمامها سيارة‬ ‫"بيج��و" وخلفه��ا س��يارة "مرس��يدس" بع��د وضع‬ ‫عصابات س��وداء عل��ى العيون وربطنا م��ن أرجلنا‬ ‫ف��ي جنازير اس��توردت من الجحيم‪ .‬وما أن س��ارت‬ ‫الس��يارة وخرجت م��ن المدين��ة إال وحدثني جاري‬ ‫بصوت واهن يريد معرفة اس��مي فرجوته أن يكف‬ ‫عن السؤال‪ ..‬عرفني أحدهم وقد أقام في مهجعنا‬ ‫قراب��ة األس��بوع وهو دمش��قي من عائل��ة جبري‬ ‫وق��د أكد لي أن الش��اعر الكبير ش��فيق جبري ابن‬ ‫عم والده‪ ..‬كان هذا الش��اب صاح��ب مطبعة وكان‬ ‫الجميع بما فيهم هذا الش��خص متهمين بالمواالة‬ ‫لعصام العطار الذي يقود فئة من المس��لمين ضد‬ ‫النظ��ام‪ُُّ .‬‬ ‫جلهم كانوا خريجين من جامعة دمش��ق‬ ‫من كليات علمية "هندسة" و"طب" و" ر ف ك"‪.‬‬ ‫خمن��وا أني بعثي أو ش��يوعي‪ ،‬قلت لهم‪ :‬إنني‬ ‫صحاف��ي فقط‪ ،‬تعلم��ت المهنة في لبن��ان وعملت‬ ‫فيه��ا هن��اك عدة س��نوات وهن��ا كذلك لس��نوات‪..‬‬ ‫وس��ارت الس��يارة ف��ي عمي��ق اللي��ل بع��د "عدرا"‬ ‫وكان��ت س��رعتها ال تتجاوز الثالثي��ن كيلومتراً في‬ ‫الساعة‪ ،‬وكانت تقف كل ساعتين‪ ،‬فتنزل العناصر‬

‫م��ن الس��يارات المرافقة يراقبون الج��و والطرقات‬ ‫واللي��ل والنج��وم‪ ..‬رحلة حزين��ة‪ ..‬صامتة‪ .‬نجلس‬ ‫عل��ى مقعدين طويلين‪ ،‬ظهورنا إلى بعضنا أو إلى‬ ‫صاج س��يارة "الزيل" إننا إلى سجن "تدمر" الرهيب‬ ‫نتوجه‪ ..‬يخيم على أفقنا بوم الزمان وشبح "القائد‬ ‫الف��ذ" ال��ذي كان قد اس��تولى على كاف��ة األلقاب‬ ‫والتس��ميات الخاصة ل��رب الزم��ان‪ ،‬ومدبر األفالك‬ ‫واألكوان‪.‬‬ ‫أحده��م عرفن��ي على نفس��ه وأظ��ن أنه من‬ ‫النبك كما قال‪ ،‬وقد ش��لت يده اليمنى من التعذيب‬ ‫وهو دكتـور في الهندسـة المدنيـة وكنيته تيناوي‪،‬‬ ‫سألني‪ :‬متى اعتقلت؟‬ ‫قلت‪ :‬في ‪ 24‬نيسان عام ‪.1982‬‬ ‫قال‪ :‬أخذوك من البيت؟‬ ‫قل��ت‪ :‬ال‪ ،‬اختطفون��ي وأن��ا أخ��رج م��ن عملي‬ ‫في مبن��ى االتح��اد الع��ام لنقاب��ات العم��ال‪ ،‬وراء‬ ‫مبنى الرقابة الدولية‪ ،‬ودفعوني إلى داخل س��يارة‬ ‫"فولفو" ومن يومها لم أرَ أهلي ولم أس��مع ش��يئًا‬ ‫عنهم‪..‬‬ ‫قال‪ :‬أنت من العمال الثوري؟‬ ‫قلت‪ :‬ال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬شيوعي؟‬ ‫قلت‪ :‬ال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬بعثي عراقي أم شباطي؟‬ ‫قلت‪ :‬ال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬اتحاد اشتراكي من جماعة الدكتور جمال‬ ‫األتاسي‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ال‪.‬‬ ‫ق��ال‪ :‬م��اذا إذن؟ نح��ن مثل��ك مس��اجين ومن‬ ‫جماعة عصام العطار‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أنا من جميع األحزاب التي ذكرت‪.‬‬ ‫كان��ت لهجته ودية ورائع��ة وتدل على أنه من‬ ‫الن��وع القي��ادي المؤمن بال��رأي اآلخ��ر ويمتاز عن‬ ‫اآلخري��ن بالتق��دم بالعم��ر لكن��ه كان أصغر مني‬ ‫بعامي��ن أو ثالثة‪ ،‬هكذا خمن��ت كان مؤذن الصباح‬ ‫ف��ي "تدمر" يؤذن‪ .‬إذن اس��تغرق الطريق من آذان‬ ‫العش��اء إل��ى آذان الفجر‪ ،‬وقد س��معت فيما بعد أن‬ ‫نقل المس��اجين من مراكز االعتقال إلى الس��جون‬ ‫ال يت��م إال لي� ً‬ ‫لا خوفاً م��ن هجوم إس��رائيلي يحرر‬ ‫ه��ؤالء المس��اجين!! كان الحف��اظ عل��ى المعتقل‬ ‫والس��جين أهم عند هذه األنظمة وأغلى من تراب‬ ‫الوطن وم��ن أية قيمة على وجه األرض‪ .‬لذا‪ ،‬ومن‬ ‫ه��ذه الميزات لها‪ .‬حظيت بالس��كوت عنها من قبل‬ ‫اإلعالم العالمي ولجان حقوق اإلنسان في كل من‬ ‫أمريكا وأوربا س��وى ما ندر والذي لم يكن له شأن‬ ‫يذكر‪..‬‬ ‫كان��ت مجزرة تدم��ر التي وقعت قب��ل عامين‬ ‫ونصف م��ن نقلنا هي التي أش��هرت س��جن تدمر‬ ‫وكان التنافس على أشده بين النظامين البعثيين‪،‬‬ ‫ف��ي كل م��ن س��ورية والعراق في ش��دة وقس��وة‬ ‫المعتقالت والس��جون‪ ،‬وفي ابتداع الرعب والتغلب‬ ‫عل��ى كل مواط��ن اإلب��اء والكرامة لدى اإلنس��ان‪.‬‬ ‫كم��ا كان التناف��س ح��اداً بي��ن أجهزة أم��ن القطر‬ ‫في التفنن بالقس��وة‪ ..‬وقد بل��غ التعذيب غاية في‬ ‫الجب��روت في فروع اصطفاها حاك��م البلد ومثلته‬


‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬

‫في المعتقل | عمل للفنان‪ :‬عبد الكريم مجدل البي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫الداخلي��ن قب��ل إتالف الس��جالت أعل��ى بكثير من‬ ‫العدد التقريبي‪ ..‬أن هذا الس��جن كان دومًا يخضع‬ ‫لهذا "الدوران" وأن نس��ب الفقد والموت فيه تفوق‬ ‫التصور‪.‬‬ ‫فت��ح الب��اب علين��ا ج�لادون ش��داد بأيديه��م‬ ‫الس��ياط من "الكابالت" التي تنتهي بأسالك وأعلن‬ ‫عنهم وقع الخطوات وشديد وطأتهم‪ .‬وقفنا وسرنا‬ ‫– حس��ب األوامر – وراء بعضنا إلى ساحة واسعة‪..‬‬ ‫وكانت الرياح تهب حينًا قوي��ة وحينًا هادئة أمرونا‬ ‫بخلع ثيابنا‪ .‬وبقينا بالسراويل ووقفنا متجهين إلى‬ ‫الحائط وق��د اعتمدنا عليه بأيدينا وبدأت الس��ياط‬ ‫تنهال عل��ى ظهورنا العارية كوق��ع الرعد‪ ..‬عددت‬ ‫أربعي��ن‪ ،‬ثم لم أس��تطع عداً بعد ذل��ك‪ .‬كان كفاي‬ ‫ينزلق��ان ولم أكن أع��رف أن كنت أصرخ ألن صوت‬ ‫الصراخ يحتل الس��احة والحيط��ان واألجواء‪ ،‬فأنت‬ ‫– والحال��ة هك��ذا – ال تعرف أن كن��ت تصرخ أم ال‪،‬‬ ‫ألنك ال تس��مع صوتك وال تس��مع بكاءك‪ ،‬وال تقدر‬ ‫أن تفصل صوت��ك عن صوت اآلخري��ن‪ ،‬فالمناحة‬ ‫عام��ة والبكاء جماعي‪ ..‬هذه الس��احة التي قيل لي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عَرَفت‬ ‫عَرَفتْ أشد وأدهى‪..‬‬ ‫أنها ساحة األربعين‬ ‫الجث��ث الم��دالة من المش��انق المنصوب��ة وعرفت‬ ‫المهاج��ع المحيط��ة فيه��ا إط�لاق الرص��اص على‬ ‫النزالء وش��هدت رك��وب جنود على ظه��ور ضباط‬ ‫معتقلي��ن من رتب عليا يُضرَبون بالس��ياط على‬ ‫رؤوسهم ومؤخراتهم وقد سال الدم من ركبهم‪.‬‬ ‫ال أع��رف حتى اآلن عدد الذي��ن أغمي عليهم‪،‬‬ ‫كم��ا ال أعرف من م��ات‪ ..‬الض��رب كان ألجل الموت‬ ‫دون ذرة من ش��فقة‪ ..‬دون ذرة م��ن رحمة‪ ..‬يدلك‬ ‫ه��ذا الض��رب عل��ى أن ل��دى الض��ارب صالحي��ات‬

‫مفتوح��ة‪ ،‬وال حدود له��ا‪ ..‬بل ربما إذا أفنى نفس��ًا‬ ‫بغي��ر ذنب له مكافأة ويأخذ تعويضًا مجزياً‪ ،‬وإجازة‬ ‫مفتوحة على ليالي "ألف ليلة وليلة"‪.‬‬ ‫كثي��راً م��ا راودتنـ��ي مقارنـ��ات بي��ن حك��م‬ ‫الفرنس��ييـن واإلنكليـ��ز لمنطقتنـ��ا وبيـن الحكـم‬ ‫المس��مى وطني��ًا فوج��دت األفض��ل ل��و بق��ي‬ ‫المستعمرون‪ ..‬أقارن بين اعتقال إبراهيم هنانو أو‬ ‫عبد الرحمن الش��هبندر ومحاكمتهما وبين اعتقالنا‬ ‫وتقديمنا للمحاكمة بعد عش��ر سنوات‪ .‬محاكمتهما‬ ‫كانت علنية وتبرع للدفاع عنهما محامون وتم ذلك‬ ‫إثر مضي نصف ش��هر على االعتقال‪ .‬أما نحن فال‬ ‫محام��ون وال من يحزن��ون بل محكمة اس��تثنائية‬ ‫وغير قانونية‪..‬‬ ‫فتـ��رة االس��تعمـار أنتج��ت مناضليـ��ن زينـوا‬ ‫صفحـ��ات التاريـخ كس��لطان األط��رش وعز الدين‬ ‫القس��ام وعم��ر المخت��ار وعب��د الق��ادر الجزائري‬ ‫وعبد الكريم الخطابي والش��هبندر ومريود ومحمد‬ ‫األش��مر وس��عيد الع��اص‪ .‬فت��رة الحك��م الث��وري‬ ‫والوطن��ي أنتج��ت عوائ��ل معروفة نهب��ت وهتكت‬ ‫وبالت على الوطن‪ .‬وكما هو س��جن "تدمر" س��يء‬ ‫الس��معة والصيت‪ ،‬كذل��ك مديره المق��دم فيصل‬ ‫غان��م م��ن قري��ة "الهنادي" ق��رب الالذقية س��يء‬ ‫الس��معة والصي��ت‪ ..‬وه��و يس��رق قوت الس��جين‬ ‫ويرتش��ي ويقتل دون شفقة ويجمع الذهب الرنان‬ ‫من أهالي بعض الس��جناء كي ي��روا أوالدهم ولو‬ ‫لدقيقة واحدة‪..‬‬ ‫الكالم كثير ولكن يكفي ذلك‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫خي��ر تمثي��ل وه��ي‪ :‬ف��رع الق��وى الجوي��ة‪ ،‬وفرع‬ ‫التحقيق العس��كري‪ ،‬وفرع فلس��طين‪ ،‬ومعتقالت‬ ‫رفع��ت األس��د الم��زودة بب��رك األس��يد لتذوي��ب‬ ‫الن��اس‪ .‬كل ه��ذه الف��روع لديه��ا ف��رق مداهم��ة‬ ‫تس��تعملها وتس��تعمل الرصاص الحي واألس��لحة‬ ‫"األوتوماتيكية" ومزودة بخبرات وبآالت تعذيب من‬ ‫الدولتين العظيمتين روس��يا وأمريكا (لم نس��تفد‬ ‫من كل التكنولوجيا في هاتين الدولتين النوويتين‬ ‫إال بالتذود األمني والتعذيب اإلنساني)‪.‬‬ ‫نعم وصلنا إلى معتقل تدمر الصحراوي‪ ..‬هو‬ ‫بعيد عن البلدة ومحاط بأش��جار ومختبئ بين تالل‬ ‫وهضاب‪ ..‬ناء عن العالم وعن الحق وعن اإلنصاف‪،‬‬ ‫أص��وات العذاب تنبعث منه كما يأتيك صدى صمت‬ ‫البح��ر في لي��ل معتم وأن��ت جالس على ش��اطئ‬ ‫منعزل‪.‬‬ ‫فك��وا الجنزير طبعاً‬ ‫نزلن��ا أمام باب الس��جن‪ّ .‬‬ ‫وواجهتنا ممرات مظلمة إلتوائية وقد حملنا النعاس‬ ‫والتع��ب والخوف على أجنحة م��ن رماد‪ ..‬وفي هذه‬ ‫المم��رات واجهن��ا الكامن��ون لنا باللكم��ات العنيفة‬ ‫واللبط��ات القوي��ة‪ ..‬على الوجوه‪ ..‬عل��ى الصدور‪..‬‬ ‫ف��ي المواق��ع الحساس��ة والمميتة‪ .‬ل��م نخرج من‬ ‫ه��ذه الممرات إال وقد انعطبنا جميعاً والدم يس��يل‬ ‫من األنوف أو العي��ون أو اآلذان أو األفواه‪ ..‬الظهور‬ ‫مقوس��ة القامات ّ‬ ‫منكس��ة والنفوس ذليلة ومهانة‬ ‫هك��ذا تري��د هذه األنظم��ة من ش��عوبها أن تكون‬ ‫ب�لا ظه��ور وال قام��ات وال نفوس‪ ،‬ألنه��ا بالظهور‬ ‫والقام��ات والنف��وس تواجهها وتواج��ه األمريكان‬ ‫وتواج��ه إس��رائيل‪ .‬بعد ه��ذا االحتف��ال "المهيب"‬ ‫استلمتنا إدارة السجن‪ .‬كانت الوجوه التي تستقبلنا‬ ‫من ضباط صف وجنـود وعرفاء تنفث س��مـاً وحقداً‬ ‫وتنظر إلينا بعيون يتطاير الش��رر منها‪ ..‬شعرت أن‬ ‫الرحمة قد رحلت منذ دهر عن األرض‪ .‬وأن اإلنسان‬ ‫أشرس وأقوى حقداً ولؤمًا من كل الحيوانات‪ ،‬وأنه‬ ‫تجاه أخيه اإلنس��ان هو الشيطان وهو الجحيم وأن‬ ‫كل عوامل الطبيعة التخريبية ال تعادل إش��ارة من‬ ‫إصبع حاكم ظالم مستبد‪.‬‬ ‫س��اقونا ف��ي دروب ومم��رات وبي��ن مهاج��ع‬ ‫طوالني��ة ونحن منكس��و ال��رؤوس ال نمي��ل‪ ..‬نجر‬ ‫أرجلن��ا‪ ..‬ال أبالغ إذا قلت كمن يس��ير إلى حتفه‪ ،‬بل‬ ‫هنا الموقف أصعب‪ ،‬فالذي يمضي إلى حتفه ليس‬ ‫أمامه س��وى خط��وات‪ .‬أما هنا فأمامن��ا ما ال نعرف‬ ‫وكله يخيف ويجعل الفرائص ترتعد‪..‬‬ ‫وضعونا في زنزانة كبيرة أرضها مألى بالغبار‪،‬‬ ‫وف��ي صدره��ا مراحي��ض دون أبواب‪ ،‬تف��وح منها‬ ‫رائح��ة العفون��ة والرطوبة‪ ،‬واألوس��اخ المتراكمة‪،‬‬ ‫وجلس��نا نهوّن عن بعضنا‪ ،‬ونتساءل عن المصير‬ ‫البائ��س‪ ..‬ال��كل كان م��دركًا لما علي��ه النظام من‬ ‫شدة‪ ..‬فأحداث حماه وإدلب وحلب عالقة في أذهان‬ ‫الجمي��ع وأح��داث تدمر كذل��ك‪ ،‬لكن الوج��وه كانت‬ ‫ممتقعة‪ ،‬والش��فاه يابسة والعيون قلقة‪ ..‬في هذه‬ ‫الحالة يكون اإلنسان ناشف الريق والدم كذلك‪.‬‬ ‫غف��ا بعضنا عل��ى األرض واضع��ًا حذاءه تحت‬ ‫رأس��ه كوس��ادة‪ ،‬المًا رجليه‪ ،‬مكوّراً ركبتيه‪ .‬يبدو‬ ‫في ه��ذه األثناء تنف��س الصبح وبدأ يكش��ف عن‬ ‫السطوح والمحارس وخطوات العسكر المرابطين‪.‬‬ ‫لكنه لم يس��تطع أبداً الكش��ف عمن في داخل هذا‬ ‫المعتق��ل الرهي��ب‪ ،‬وكم م��ن أرواح تذه��ب يوميًا‬ ‫صاعدة إلى بارئها‪..‬‬ ‫من��ذ خالل أي��ام أذينة وزنوبيا اش��تهرت تدمر‬ ‫بوقفته��ا الجبارة ض��د الفرس الساس��انيين وضد‬ ‫الرومان‪ ،‬وفي أيام حافظ األسد اشتهرت بسجنها‪..‬‬ ‫أي��ام فخ��ر الدين المعن��ي اش��تهرت ببرجها لرصد‬ ‫حرك��ة األع��راب الب��دو‪ ..‬لق��د علمت فيم��ا بعد أن‬ ‫ه��ذا المعتقل الرهيب يض��م حوالي ‪ / 56 /‬مهجعًا‬ ‫يضم��ون حوالي أربع��ة آالف س��جين‪ ،‬وأنه خاضع‬ ‫دوماً لمس��ألة الدوران‪ ..‬وهذه الكلمة استعملت في‬ ‫مج��ال العمل والعمال‪ ..‬يقال دوران اليد العاملة أي‬ ‫ع��دم ثباتها ألن هناك م��ن يترك العم��ل‪ ،‬وهناك‬ ‫م��ن يأتي حديثاً للعمل‪ .‬أحيان��اً يزيد عدد التاركين‬ ‫عل��ى عدد القادمي��ن‪ ،‬ويحدث العك��س كذلك هذا‬ ‫الدوران يجعل العدد غير ثابت‪ ..‬هنا يعني الدوران‬ ‫أن الداخلي��ن أكث��ر م��ن الميتي��ن‪ ..‬ولكن النس��بة‬ ‫التقريبي��ة ال تتغير أو تبقى ثابتة‪ ،‬مع أن إحصاءات‬

‫‪17‬‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫ثم عا�ش الأمري والأمرية ب�سالم وهناء‬ ‫"ثم عاش األمير واألميرة بس�لام وهناء"‪.‬‬ ‫أنه��ى الج��د حكايت��ه بتل��ك الكلم��ات التي لم‬ ‫تل��قَ إعج��اب حفيدته "نور" وظل��ت تنظر إليه‬ ‫باس��تغراب وكان يبادلها نظرات الدهش��ة فقد‬ ‫ظن أنها ستس��ر بما قص عليه��ا‪ .‬ثم انقضى‬ ‫ع��ام كام��ل ولم ي��زاال عل��ى تلك الح��ال حتى‬ ‫تالش��ى صمتهما حين س��ألته‪ :‬لم��اذا لم تحيَ‬ ‫أن��ت وجدتي بس�لام وهن��اء؟ حتى أم��ي وأبي‬

‫يعيش��ان في حالة حرب دائمة والتعاس��ة تمأل‬ ‫وجههما وقد رويا لي حكاية تشبه حكايتك‪.‬‬ ‫لم يستطع الجد أن ينطق بإجابة ما سألته‬ ‫ودب الخوف في قلبه حتى باتت تُس��مع دقاته‬ ‫في أرجاء البلدة بأسرها‪ ،‬ثم مر عام آخر ومازال‬ ‫قلب الجد ي��زداد بخفقانه وصوته يزداد بعلوه‬ ‫كذل��ك األمر‪ .‬ث��م أجابت الفت��اة الصغيرة على‬

‫ً‬ ‫قائلة‪ :‬ألنك��م أنتم الكب��ار ال تعرفون‬ ‫س��ؤالها‬ ‫س��وى الكذب على أنفس��كم وتعي��دون الكذب‬ ‫علينا فيمس��ي التآلف بين البشر والسرور في‬ ‫قلوبهم حلمان ال يدركان‪.‬‬ ‫وبعد العام الثالث نشبت ثورة الصغار على‬ ‫الكبار ألجل أن يحيا اإلنسان بسالم وهناء‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬

‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو | دقق النصوص‪ :‬ميمونة العمار‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬


‫(القص��ة مبنية على تفاصي��ل واقعية حصلت‬ ‫وتحصل يومياً في سوريا)‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫بورقة صغيرة وخبأتها في جيبها‪ ..‬عادت لغرفتها‬ ‫لتجه��ز الفت��ة للمظاهرات كم��ا كل جمعة لوحة‬ ‫طفولي��ة بخطها الصغي��ر‪ ..‬هذه المرة رس��مت‬ ‫نضال‪ ..‬وهو ينزف كما رأت��ه ذلك اليوم‪ ..‬كتبت‬ ‫تحتها " دم الش��هيد لن ننساه"‪ ،‬وخرجت مع أبناء‬ ‫جيرانها في المظاهرة‪ ..‬تصرخ بكل عزم وقوة‪..‬‬ ‫تخاطبه بين نفسها‪ ..‬نضال هل تراني‪ ..‬أنا هنا‬ ‫بينهم‪ ..‬اقترب منها أحد شباب الحي حملها على‬ ‫كتفه وتقدم فيه��ا لألمام‪ ..‬أعطاها المايكرفون‬ ‫لتغنى بصوتها الطفولي أغنية الساروت " جنة‪..‬‬ ‫جن��ة‪ ..‬جن��ة‪ ..‬واهلل ي��ا وطن��ا " كان��ت حنجرتها‬ ‫صادقة وصوتها يصل للسماء‪..‬‬ ‫قب��ل أن تنه��ي أغنيته��ا كان الهاون أس��بق‬ ‫إليهم ليستقر في األجساد البريئة‪.‬‬ ‫صرخات وأشالء‪ ..‬دماء تتناثر في كل مكان‪..‬‬ ‫أن��ات ودخ��ان يعم��ي األبص��ار‪ ..‬روائ��ح خانقة‬ ‫وأص��وات من تبقى عل��ى قيد الحياة تس��تجدي‬ ‫المساعدة‪.‬‬ ‫س��اعات م��ن الفوضى والضياع عاش��ها من‬ ‫أخطأه الهاون هذه المرة‪ ..‬أعداد الش��هداء كانت‬ ‫في تزاي��د‪ ،‬والمالمح المش��وهة تغلب على كل‬ ‫من صعدت روحه تلك الس��اعة‪ ،‬ثالجة المشفى‬ ‫غص��ت بالكثي��ر م��ن األجس��اد الطري��ة‪ ..‬كان‬ ‫جسدها إحداها‪..‬‬ ‫مس��اء كانت رائحة الش��هادة والدماء تعبق‬ ‫بالحي‪ ..‬وعلى أحد األرصفة بقايا ورقة محترقة‬ ‫كتب عليها "حبيبي نضال أنا قادمة إليك اليوم‪..‬‬ ‫انتظرني"‪.‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كان علي��ه أن يتس��لل بخف��ة ليص��ل إل��ى‬ ‫بيته خلس��ة قبل الفجر‪ ،‬يقطع الحارات‪ ،‬ويراوغ‬ ‫القن��اص المترق��ب على ناصية الش��ارع بذكاء‪،‬‬ ‫يخف��ي مالمح وجه��ه بلثامه الذي اعتاد لباس��ه‬ ‫حي��ن يق��رر االقتراب م��ن حيهم‪ ،‬وبس��بب دقة‬ ‫الوض��ع وصعوبة الحركة اضط��ر نضال القدوم‬ ‫وحده هذه المرة على غير عادته‪ ،‬ضارب ًا بعرض‬ ‫الحائ��ط كل األخب��ار الت��ي س��معها ف��ي األيام‬ ‫الماضية عن تكثيف المراقبة في هذا الحي‪..‬‬ ‫س��اعة وبضع أنفاس انتظ��ار قضاها حتى‬ ‫اس��تطع طرق الباب بطرقات خفيفة اعتادت أمه‬ ‫سماعها لتعرف أنه الطارق‪..‬‬ ‫قبالت وأحض��ان وكثير من الش��وق ودموع‬ ‫العت��ب طغ��ت عل��ى الدقائ��ق األول��ى لدخول��ه‬ ‫المن��زل‪ ..‬وبع��د س��اعة م��ن جلوس��ه م��ع أمه‪،‬‬ ‫يعطيها أخبار أس��ابيع من االنقط��اع‪ ،‬يأخذ منها‬ ‫جرع��ات حنان ويطفئ ش��وق ليال م��ن الحصار‬ ‫تحت النار‪..‬‬ ‫ذهب ألخت��ه أيقظها ليودعه��ا‪ ،‬كانت تفرك‬ ‫عينيها بأصابعها الصغيرة وهي تظن أنها تحلم‬ ‫به‪..‬‬ ‫ نـ‪ ..‬ـضـ‪ ..‬ــال‪ ..‬نضال‬‫ابتسم وهو يمسك بوجهها‪ ..‬نعم نضال‪..‬‬ ‫ارتمت في حضنه وه��ي تضرب على كتفه‬ ‫وتقول‪ :‬ال تغب مرة أخرى‪ ..‬ال تغب مرة أخرى‪..‬‬ ‫وهو يتلقى ضرباتها في ضحك ويقول لها‪:‬‬ ‫كفى يا شقية‪..‬‬ ‫جلس معها يستمع ألحاديثها الطفولية عن‬ ‫المدرس��ة واألطفال‪ ،‬ومظاهرات الس��احة وابن‬ ‫الجيران الذي استشهد‪ ،‬والكثير من األخبار التي‬ ‫جمعتها بسنواتها التسعة‪..‬‬ ‫وعن��د اقت��راب الفجر ب��دأت لحظ��ات الوداع‬ ‫القاتلة‪ ،‬اقترب منه��ا كعادته بدأ بتوصيتها على‬ ‫أمه وجيرانه‪ ..‬على دراس��تها وكتبها‪ ..‬أمس��كت‬ ‫بي��ده ونظرت ف��ي عيني��ه‪ ..‬قالت بجدي��ة‪ ..‬هل‬ ‫ستتركنا وترحل؟‬ ‫ابتس��م وقال‪ :‬حت��ى أن رحلت س��أكون هنا‬ ‫أراك في كل وقت‪..‬‬ ‫ وماذا أفعل عندما أريد أن أحدثك؟‬‫ س��تكتبين ل��ي رس��ائل وتعلقينه��ا على‬‫حائط غرفتي وأنا سأقرأها‬ ‫ابتسمت وكأنها عثرت على الحل‪..‬‬ ‫عانقته‪ :‬اتفقنا‪..‬‬ ‫ً‬ ‫لحظ��ات ال��وداع دوم��ا منهكة ب��كل األوجاع‬ ‫واألل��م‪ ،‬نفس المراس��م تتكرر كل م��رة‪ ،‬غادر‬ ‫المنزل بس��رعة ولم يعطِ نفسه فرصة التأمل‬ ‫بوجه أمه والغصة تأكل قلبها‪ ،‬كان يريد الخروج‬ ‫بسرعة قبل أن يضعف قلبه‪..‬‬ ‫وب��ذات الح��رص كان يغادر لكن ي��د القدر‬ ‫وعين القن��اص المترقبة خلف فوه��ة البندقية‬ ‫كانت أس��رع إليه من حرص��ه‪ ..‬رصاصة مع أذان‬

‫الفجر تستقر في قلبه وابتسامة نصر على وجه‬ ‫مع صعود روحه إلى باريها‪..‬‬ ‫‪ ..‬شهر مضى على الحادثة‪ ..‬كانت الصدمة‬ ‫تسيطر على أخته طوال تلك األيام‪..‬‬ ‫كمن يحاول اس��تيعاب خبر أكبر منه بكثير‪،‬‬ ‫صباح الي��وم الثالثين تذك��رت كلماته حين قال‬ ‫لها اكتبي لي‪..‬‬ ‫أمسكت قلمها وورقة وبدأت تكتب لها‪:‬‬ ‫حبيب��ي نض��ال‪ ..‬م��ر ش��هر عل��ى غيابك‪..‬‬ ‫اش��تقت لك كثي��راً‪ ..‬أم��ي تق��ول أن تراني من‬ ‫الس��ماء وأن علي أن أبتسم دائماً حتى ال تراني‬ ‫حزينة‪ ..‬سامحني حبيبي ال استطيع أن أكتب لك‬ ‫دون أن أبك��ي‪ ..‬أرجوك عد إلين��ا كما كنت تأتي‬ ‫بين فترة وأخرى‪ ..‬فقط لدقائق‪..‬‬ ‫تركت القلم وذهب��ت لغرفة أخيها‪ ..‬وعلقت‬ ‫الرس��الة في منتصف الحائ��ط‪ ..‬وعادت لغرفتها‬ ‫جلست في الزاوية غطت رأسها بذراعيها حتى ال‬ ‫يراها نضال من الس��ماء وبكل ألم الفقد أخذت‬ ‫تبكيه‪..‬‬ ‫يوم��اً بع��د ي��وم كان��ت تكت��ب ل��ه وتلصق‬ ‫الرس��ائل على الحائ��ط تحدثه عن كل ش��يء‪..‬‬ ‫عن أخبار العائلة‪ ،‬وما فعله مع الدراس��ة‪ ،‬وأخبار‬ ‫المظاهرات‪ ،‬وكل شيء جميل يحدث معها‪..‬‬ ‫صباح الجمعة العاشرة على غيابه جمعت كل‬ ‫الرس��ائل التي كتبتها له قرأتها بصوت مسموع‬ ‫للتأكد من س��ماعه لحروفها‪ ..‬عانقت الرسائل‪..‬‬ ‫خبأتها تحت وس��ادته ثم كتبت له رسالة قصيرة‬

‫لبابة الهواري‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫فـي انتظـــار الغيـــاب‬

‫‪19‬‬ ‫| عمل للفنان مصطفى يعقوب |‬


‫ال�سوريون يف اخلارج ودورهم يف تكوين ر�أي عام لدى �شعوب‬ ‫العامل ملواجهة الت�ضليل الإعالمي لأهداف الثورة ال�سورية‬ ‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫زليخة سالم‬ ‫اإلع�لام الدولي ينقل ما يجري في س��وريا‬ ‫كل حسب توجهات دولته أو سياستها أو مواقفها‬ ‫تج��اه الثورة الس��ورية ولكنه باإلجم��ال الينقل‬ ‫الص��ورة الحقيقي��ة ألن��ه ال يوجد إع�لام محايد‬ ‫ف��ي العالم ه��ذه حقيقة وهو يعب��ر بطريقة أو‬ ‫بأخ��رى عن وجهة نظر إم��ا حكومية وإما خاصة‬ ‫تتبع لجهة م��ا وإما صحافة مدفوعة الثمن تروج‬ ‫لمموليها وهي تكون الرأي العام الشعبي‪.‬‬ ‫أغلب الوس��ائل اإلعالمي��ة الدولية والعربية‬ ‫تزور الحقائق وتنقل صورة معاكس��ة لما يجري‬ ‫وتضخ��م دور اإلس�لاميين والمتش��ددين وتبرز‬ ‫أخط��اء الث��ورة وتعممه��ا لك��ي تبدو للق��ارئ أو‬ ‫المشاهد وكأنها الصورة األشمل واألعم للثورة‬ ‫خدم��ة ألجندات معينة أو إلظه��ار صورة مغايرة‬ ‫للواقع لتبرير صمت دولهم وتخاذلها أمام نزيف‬ ‫الدم الس��وري وخاصة منها الت��ي تتبنى حقوق‬ ‫اإلنسان شعارات جوفاء لها‪.‬‬ ‫الثورة الس��ورية العظيم��ة أفرزت نخبة من‬ ‫اإلعالميي��ن المميزي��ن الذي��ن اس��تطاعوا نقل‬ ‫األح��داث بالكلم��ة والص��وت والص��ورة بحرفية‬ ‫ت��وازي حرفي��ة المدربي��ن ك ه��ادي العب��د اهلل‬ ‫ال��ذي أصب��ح إيقونة الث��ورة وغي��ره الكثير من‬ ‫المراس��لين الميدانيين والصحفيين ومنهم من‬ ‫اس��تهدفه النظام إلسكات صوت الحقيقة هؤالء‬ ‫ل��م يتدربوا في مراكز الجزي��رة والعربية أو في‬ ‫مراك��ز تدريب دولي��ة وال حتى محلي��ة وأغلبهم‬ ‫كان��وا يمتهن��ون مه��ن أخ��رى إال أنه��م أثبت��وا‬ ‫تواجدهم ونافس��وا أق��در الصحفيين المدربين‬ ‫وجازف��وا بحياتهم لنقل ما يج��ري على األرض‬ ‫ألنه��م آمنوا بالث��ورة ويعمل��ون له��ا ويدفعون‬ ‫حياتهم لتحقيق أهدافها‪.‬‬ ‫كم��ا أف��رزت الث��ورة إعالمه��ا الخ��اص من‬ ‫صح��ف الكتروني��ة وورقي��ة ممي��زة وإذاع��ات‬ ‫ومحطات تلفزيوني��ة لمواكبة أحداثها في جميع‬ ‫المناطق واستقطبت العديد من الكتاب والشباب‬ ‫وكان��ت وس��ائل إعالمي��ة بح��ق حي��ث س��لطت‬ ‫الض��وء عل��ى مس��ار الث��ورة ومح��اوالت حرفها‬

‫عن هدفه��ا واألخطاء التي ارتكبه��ا الثوار رغم‬ ‫كل التضييق��ات األمني��ة والمالحقة لإلعالميين‬ ‫والمصورين واستهدافهم بالقتل واالعتقال‪.‬‬ ‫السوريون في الخارج اليواكبون الثورة كما‬ ‫يجب على الرغم أن أعدادهم تجاوزت أعداد من‬ ‫ف��ي الداخل وعليهم عبئ نق��ل صورة ما يجري‬ ‫في الداخل والتوجه إلى ش��عوب العالم ودحض‬ ‫وتفني��د كل المزاع��م الت��ي يس��وقها اإلع�لام‬ ‫الدولي (خاصة أن اللوبي اليهودي يس��يطر على‬ ‫أغلب وس��ائل اإلع�لام الدولي��ة والغربي��ة منها‬ ‫تحديدا)‬ ‫وال��رد عليها في نفس الوس��ائل اإلعالمية‪،‬‬ ‫ألنه��ا ثورة ش��عب وال بد من مخاطبة الش��عوب‬ ‫الت��ي يتكون رأيه��ا العام م��ن صحافتها ودفعها‬ ‫للتحرك ضد سياسات دولها‪.‬‬ ‫ويمك��ن إنش��اء مرك��ز متخصص ف��ي هذا‬ ‫الش��أن يكون له صفحات على وسائل التواصل‬ ‫االجتماع��ي ويعم��ل عليه عدد م��ن اإلعالميين‬ ‫والث��وار ف��ي الخ��ارج والداخ��ل يتم م��ن خالله‬ ‫ترجم��ة كل م��ا يكت��ب ع��ن الثورة م��ن مقاالت‬ ‫وتقاري��ر وتحالي��ل وترجم��ة ردود ث��وار الداخل‬ ‫عليها وترجمتها بكل اللغات ونش��ر كل الوثائق‬ ‫والصور واألرقام الموثقة للثورة وإدراج األخطاء‬ ‫في س��ياقها وحجمه��ا الطبيعي ألنه لم يش��هد‬ ‫التاري��خ ثورة بال أخط��اء أو انحرافات أو تس��لق‬ ‫عليها من قبل االنتهازيين‪.‬‬ ‫نحت��اج ش��بابنا ف��ي الخ��ارج ف��ي موضوع‬ ‫الترجمة ألن النظام اتبع سياسة التجهيل وعدم‬ ‫االهتم��ام باللغات األجنبية كونه��ا صلة الوصل‬ ‫بي��ن الحض��ارات والناقل��ة للمع��ارف والعل��وم‬ ‫والمعلوم��ات ولذلك عمد هذا النظ��ام إلى عدم‬ ‫االهتمام بتعليم اللغات ليكون بذلك السوريون‬ ‫ه��م الوحيدون بين الش��عوب العربي��ة الذين ال‬ ‫يتقنون اللغات األجنبية وهذه جزء من سياس��ة‬ ‫التجهيل والتهميش واإلغالق‪.‬‬ ‫وف��ي هذا الوق��ت بالذات نحتاج من ش��بابنا‬ ‫ف��ي الخارج التظاهر يوميا في الس��احات العامة‬

‫األكبر في كل الدول ورفع الالفتات التي تعكس‬ ‫حقيق��ة ه��ذا النظام القات��ل والموق��ف الدولي‬ ‫المتخ��اذل والمتآمر على قتل الش��عب الس��وري‬ ‫لتكوي��ن رأي عام لدى الش��عوب ألنه��ا الوحيدة‬ ‫الق��ادرة على الضغ��ط على حكوماته��ا إليقاف‬ ‫هذه المسرحية الهزلية في المواقف الدولية‪.‬‬ ‫ال يكفي أن نقيم نش��اطا مسرحي ًا أو ثقافي ًا‬ ‫هن��ا أو هناك أو ندوة ال يحضرها س��وى المتابع‬ ‫والمهتم وعلى الغالب تكون موجهه لفئة معينة‬ ‫ومح��ددة تهت��م بهذا الن��وع من األعم��ال‪ ،‬علينا‬ ‫العمل للوصول إلى كافة الشعوب‪.‬‬ ‫أكث��ر م��ن نص��ف الش��عب الس��وري خارج‬ ‫س��ورية وانحيازهم للث��ورة بإب��داء الرأي فقط‬ ‫اليخدم الثورة وعليهم التحرك وبقوة في جميع‬ ‫أنحاء العالم بمس��يرات يومية يتم التنس��يق لها‬ ‫بحيث تكون متزامنة وبأكثر األماكن حساس��ية‬ ‫ألن المجتم��ع الدول��ي يح��اول ف��ي جني��ف ‪ 2‬أن‬ ‫يخلق واقعًا جديداً وإعادة إنتاج النظام الس��ابق‬ ‫وفرض التس��وية على الش��عب ال��ذي قدم أكثر‬ ‫من مئة ألف ش��هيد ومئات اآلالف من المعتقلين‬ ‫والمفقودي��ن ووأد أهداف الث��ورة ألن انتصارها‬ ‫سيغير وجه المنطقة ويعيد التوازنات اإلقليمية‬ ‫والدولي��ة وهذا م��ا ال يريده العال��م خدمة آلمن‬ ‫وأمان إسرائيل‪.‬‬ ‫ث��وار الداخ��ل رغ��م القص��ف والدم��ار‬ ‫واالعتقال والتضييق والتعذيب ما زالوا يخرجون‬ ‫بمظاهرات يؤكدون فيها إصرارهم على تحقيق‬ ‫أهداف الث��ورة ويعلنون للعالم أجمع أن ثورتهم‬ ‫مس��تمرة فكي��ف بالذي��ن يقطنون ف��ي الخارج‬ ‫ولديهم الحرية بالتظاهر السلمي‬ ‫وال حج��ة لمن يق��ول أن لكل بل��د قوانينها‬ ‫ألننا رأينا في بدء الثورة المصرية شوارع العالم‬ ‫التهب��ت بالمتظاهرين المصريين ومس��يراتهم‬ ‫المتنوع��ة أم��ام الس��فارات ويجوبون الش��وارع‬ ‫بالسيارات‪.‬‬ ‫تحرك��وا اآلن قب��ل ف��وات األوان ألن الثورة‬ ‫مستمرة وستنتصر‪.‬‬


‫لينا محمد عطفة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫وعرف��ت تماما أن��ه عاجز عن الهج��وم والحركة‬ ‫وبالتال��ي عاجز عن الدفاع عن نفس��ه واغتنمت‬ ‫الفرص��ة لتف��رغ إرث أجيال من الحق��د والرعب‬ ‫وتنتقم م��ن القاتل‪ ..‬وتأخذ بالث��أر لنوع الدجاج‬ ‫من الن��وع الثعلب��ي‪ ..‬تل��ك الكائن��ات الضعيفة‬ ‫العاج��زة التقط��ت فرصته��ا لتثأر من المس��تبد‬ ‫القاتل‪..‬‬ ‫ليأتي انتقامها س��ادياً وحش��يًا لئيم��اً حانق ًا‬ ‫أكثر بكثير من القتل الذي مارس��ه أي ثعلب ضد‬ ‫أي دجاجة‪..‬‬ ‫تعاط��ف أب��و ع��ادل م��ع الثعلب المس��كين‬ ‫العاج��ز وق��رر أن يفك ل��ه خطم��ه ليتمكن من‬ ‫الع��واء وإبعاد الدجاجات اللوات��ي يقرّرن نقره‪..‬‬ ‫فك خط��م الثعلب وعاد ليكم��ل نومه‪ ..‬وما هي‬ ‫إال س��اعة حتى تعالت ذات الصيحات والتخبطات‬ ‫لينه��ض الرجل متأففا مس��تعجال لينقذ الثعلب‬ ‫من مناقير دجاجاته الحاقدة‪..‬‬ ‫فت��ح الب��اب ليفاج��أ بالدم��اء تبق��ع األرض‬ ‫وبالري��ش يتطاير ملونا اله��واء‪ ..‬بقي أبو عادل‬ ‫مش��دوها بجثث دجاجات��ه الذبيح��ة وأصواتهن‬ ‫الت��ي ال تختل��ف بنبره��ا س��واء كان��ت قاتلة أو‬ ‫مقتول��ة والريش��ة المنتصب��ة م��ن أعل��ى ف��ك‬ ‫الثعلب‪ ..‬وراقب الكائن المربوط القوائم ليعرف‬ ‫كيف تمكن من دجاجاته الطليقة‪ ..‬وإذ به يدعي‬ ‫الموت فاغرا فاه مش��نجا قوائمه كما لو أنه ميت‬ ‫حقا منتظ��را أن تقترب أية دجاجة س��يئة الحظ‬ ‫منه لتنقره فيسرع لينشب أنيابه في رقبتها‪..‬‬ ‫قت��ل الثعل��ب في حيل��ة التماوت تلك تس��ع‬ ‫دجاجات وجرح ثالثا إحداهن في حالة خطرة‪..‬‬ ‫لم يس��تطع أبو ع��ادل أن يع��ود لنومه بعد‬ ‫تلك المذبحة‪ ..‬بقي متحفزا يفرك كفيه ويلطم‬ ‫وجهه ويش��د شعره مؤنبا نفس��ه ألنه لم يذبح‬ ‫الثعلب منذ البداية‪ ..‬وفي الصباح أمسك الثعلب‬ ‫وذه��ب به إل��ى عب��د الكريم خبط الباب بش��دة‬ ‫وم��ا أن فت��ح الب��اب حتى ص��اح بوجه��ه‪( :‬لعنك‬

‫اهلل أن��ت ونصائحك ومن يتبعه��ا‪ ،‬لقد قتل هذا‬ ‫النذل تس��عا م��ن دجاجات��ي‪ ..‬تعاطفت معه ألن‬ ‫الدجاج��ات تنقرن��ه وفككت خطم��ه ألتيح له أن‬ ‫يدحرهن عنه فكانت النتيجة مقتل تسع منهن)‬ ‫نظر عب��د الكريم إل��ى عيني أبي ع��ادل اللتين‬ ‫تفيضان أس��ى وحزنا وربت عل��ى كتفه معتذرا‬ ‫وس��أله‪ :‬ماذا تريد أن تفعل اآلن؟ أجاب أبو عادل‬ ‫بعينين تقدحان شررا‪:‬‬ ‫أري��د لهذا الن��ذل القاتل أن يم��وت ميتة لم‬ ‫يمته��ا ثعلب من قبل‪ ..‬ضحك عبد الكريم قائال‪:‬‬ ‫اتركه لي أنا أعرف كيف أصفي حسابك وحساب‬ ‫دجاجات��ك معه‪ ..‬غ��دا س��أذهب إل��ى الجامعة‪..‬‬ ‫هناك سأطلقه والطالب سيتولون أمره أؤكد لك‬ ‫أن��ه لن يخرج حيا وس��ينال ميتة ل��م ينلها ثعلب‬ ‫من قبل‪..‬‬ ‫اطم��أن أب��و ع��ادل للفك��رة وت��رك الثعلب‬ ‫لمصي��ر ميتت��ه المحتومة الس��وداء‪ ..‬في صباح‬ ‫الي��وم التال��ي وض��ع عب��د الكري��م الثعل��ب في‬ ‫صن��دوق الس��يارة الخلف��ي واتج��ه ب��ه ص��وب‬ ‫دمش��ق وف��ي طريقه فكر أن الثعلب سيتس��بب‬ ‫بذع��ر ومش��اكل وربما يع��ض وي��ؤذي طالبًَا‪..‬‬ ‫وتوجس شرا من أخذه معه إلى الجامعة وعندما‬ ‫وص��ل إلى مفرق حمص بمنأى ع��ن دم الدجاج‬ ‫المس��فوك وعن نذالة الثعلب وباعتبار واحد بأن‬ ‫إطالقه في الجامعة سيسبب له مشاك ًَ‬ ‫ال وقلقا‪..‬‬ ‫أخذ ق��رارا بإطالقه هناك ق��رب حمص‪ ..‬أطلقه‬ ‫غي��ر عابئ بن��وع الدجاج وال األن��واع المختلفة‪..‬‬ ‫معتب��را أن القوى تس��اوت صف��را بفرص ثعلب‬ ‫مفق��وء العينين وفرص عش��رين دجاجة يقتل‬ ‫منهن تسعة‪..‬‬ ‫ي��ا عبد الكري��م ليتك أكمل��ت طريقك معه‬ ‫إلى الجامعة ورميته هن��اك‪ ..‬ربما يتأذى بضعة‬ ‫ط�لاب ويذعر البعض‪ ..‬لك��ن يقتل الثعلب على‬ ‫نذالت��ه ش��ر قتل��ة ويتربى من��ه بقي��ة الثعالب‬ ‫وتحافظ على النوع‪ ..‬كل النوع يا عبد الكريم‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫الثعالب كائنات الذيول والختل‪ ،‬إذا ما أخطأت‬ ‫النظ��ر أصابت الرائحة وإذا ما ارتكبت وقوعاً في‬ ‫الفخ تظاهرت بالموت‪ ..‬والموت هنا مجاز كامل‬ ‫للمكر والخديعة ومحاباة للضحك‪..‬‬ ‫نهض عبد الكريم مسرع ًا لينظر من يخبط‬ ‫بابه في تلك الساعة من ليل الضيعة وإذ بصوت‬ ‫يبع��ق‪ :‬افتح لي الباب بس��رعة يا بن��ي افتح لي‬ ‫الباب‪ .‬فتح عبد الكريم الباب ليفاجأ بمنظر وجه‬ ‫أبو عادل الطافح دهون ًا وحمرة ومرح ًا‪ ،‬مكشّ��راً‬ ‫عن ابتسامة صيفية بأسنان مسوّسة وشاربين‬ ‫أشقرين خشنين‪ ،‬بقامته القصيرة وكرشه الذي‬ ‫تك��وّر مطيح��ًا بزريّن من القمي��ص‪ ،‬وقبضته‬ ‫التي أمس��كت بثعلب نحيل الق��دّ ذهبيّ الذيل‬ ‫متّقد العينين واألنياب والمخالب‪.‬‬ ‫فوج��ئ عبد الكريم بمنظ��ر الثعلب الملتفع‬ ‫بالحبال وس��أل أبا عادل‪ :‬من أين حصلت عليه؟‪..‬‬ ‫فضحك أبو عادل ضحك��ة منفوخة قائال‪ :‬يا ولد‬ ‫عم��ك أب��و عادل صي��اد فخم‪ ..‬كن��ت في أرضي‬ ‫أطمئ��ن عل��ى البي��در وإذ به��ذا الملع��ون يقفز‬ ‫أمامي فصرخت به بملء صوتي القالع‪ :‬والاااك‪،‬‬ ‫فم��ا كان من��ه إال أن ارتم��ى أرضا م��ن دون أي‬ ‫ح��راك‪ ..‬ظننت��ه ميت��ا فاقتربت منه وأمس��كته‬ ‫من ذيله وش��حطته إلى الك��وخ‪ ..‬قيدته فتخبط‬ ‫وفاجأن��ي بأنه مازال حيّا‪ ..‬وها قد جئت به إليك‬ ‫لنذه��ب إلى بائع التبغ محم��د التتان كي نحنّط‬ ‫هذا اللعين‪ ..‬تبسّ��م عبد الكريم قائال‪ :‬حسنا يا‬ ‫ع��م أنت تأمر لكن محمد التتان أغلق دكانه منذ‬ ‫س��اعتين‪ ،‬غدا صباحا نذهب إليه‪ ..‬ردّ أبو عادل‬ ‫ممتعضا‪ :‬ننتظر حتى الصباح؟! وأين تريدني أن‬ ‫أذهب بهذا الماكر إال تعلم أنني أربّي دجاجا في‬ ‫منزلي‪ ،‬ه��ل تريد أن يرتكب هذا الحقير مجزرة‬ ‫ويذبح دجاجاتي ويلتهمهن‪..‬‬ ‫ضحك عبد الكريم وقال‪ :‬بالطبع ال‪ ..‬اربطه‬ ‫جي��دا وأحك��م ربط خطم��ه حت��ى ال يتمكن من‬ ‫الع��ض أو العواء وعند الصب��اح نحنطه وننتهي‬ ‫من أمره‪ ..‬اقتن��ع أبو عادل بالفكرة‪ ..‬أخذ الثعلب‬ ‫إل��ى بيته‪ ..‬وربطه‪ ..‬أحكم رب��ط خطمه‪ ..‬ورماه‬ ‫في باحة البيت بين الدجاجات فالثعلب عاجز عن‬ ‫أي هت��ك أو حرب ضدهن‪ ،‬وخلد إل��ى نومه آمنا‬ ‫حالما بالبيدر والدجاجات والثعلب محنطا يباهي‬ ‫به الضيوف ولم تمض ساعتان على إغفاءة أبو‬ ‫عادل حتى اس��تيقظ مذعورا على أصوات صياح‬ ‫الدج��اج وتخبطاته عل��ى أرض باحة البيت‪ ..‬جن‬ ‫جنون��ه وخ��رج كالممس��وس موقن��ا أن الثعلب‬ ‫ف��ك قيوده وب��دأ بتذبيح الدجاجات المس��كينة‪..‬‬ ‫خ��رج بأنفاس مقطوعة وعينين زائغتين ليفاجأ‬ ‫بصورة جمدته فاغرا فمه عن آخره‪ ..‬حتى لتكاد‬ ‫تنبت له حراشف من فرط القشعريرة‪..‬‬ ‫لم يكن الثعلب ق��د ذبح الدجاجات بل كانت‬ ‫الدجاج��ات متجمعة فوق��ه تنقرنه من كل حدب‬ ‫وص��وب فاقئ��ات عينيه مدمي��ات أنف��ه وأذنيه‪..‬‬ ‫ينتش��ن له وبره‪ ..‬يتطاي��رن ويركضن باتجاهه‬ ‫ويخبطن بمناقيرهن عليه لتغطي الدماء وجهه‬ ‫وفروه العس��لي‪ ..‬والمس��كين مرب��وط القوائم‬ ‫والخطم عاجز عن الحركة أو العواء‪..‬‬ ‫بقي أبو عادل مشدوهاً بدجاجاته الوديعات‬ ‫كيف أصبحن وحوش�� ًا الحمة كاس��رة‪ ..‬لم يفهم‬ ‫أبداً سبب جنونهن الدموي‪..‬‬ ‫ل��م يفهم أن تل��ك الكائنات الس��اذجة التي‬ ‫تنق��ر الحبوب وتبيض قد مي��زت عدوها وقاتلها‬

‫ددنات اندساسية ‪. .‬‬

‫الثعلـــب بــو ري�شـــة‬

‫‪21‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫عزمي ب�شارة‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫حديث رجال الدين في السياسة في المشرق العربي‬ ‫يص��ب الزيت على نار الطائفي��ة حتى حين يتحدثون‬ ‫عن التآخي‪ ،‬أما عند حديثهم ألغراض التعبئة فحدث‬ ‫وال ح��رج‪ .‬ال يمك��ن تقدي��ر الض��رر ال��ذي يلحقونه‬ ‫بالمجتمعات بحديثهم هذا‪.‬‬

‫عن��دي أمل كتير كبير لتكون بلدي أحلى وإني عمر بلدي بإيدي‪ ..‬وتكون‬ ‫بدون فس��اد وبدون رش��وة وبدون محس��وبيات‪ ..‬نكون كلياتنا متس��اوين‬ ‫بالحقوق والواجبات‪ ..‬ومانكون عبيد فيها‬

‫الشهيد أمجد السيوفي‬

‫ناديا مراد‬

‫لن تتوحد المعارضة السورية إال إذا اجتمعت في فرع‬ ‫للمخابرات الجوية‪..‬‬

‫�أحمد الع�ساف‬

‫طالم��ا األوربيي��ن رفع��وا الحظ��ر‪ ..‬يبعتولن��ا ائتالف‬ ‫ألماني أصلي‪ ..‬دبحنا االئتالف الصيني العرص‪..‬‬

‫علي فرزات‬

‫إذا كان ل��دى النظام‪ ..‬ش��نترحفانا‪ ..‬فلدينا باالئتالف‬ ‫حشت نشت!!‪..‬‬

‫را�شد عي�سى‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫وكما هو واضح‪ ،‬ف��إن الثورة لن تغيّر معادن الناس‪،‬‬ ‫م��ن كان لصًا قبل الثورة س��يظل لصًا بعدها‪ ،‬ولكن‬ ‫ض��د النظام‪ ،‬وم��ن كان صحفي��اً رديئا قب��ل الثورة‪،‬‬ ‫سيظل صحفيًا رديئاً بعدها‪ ،‬ولكن ضد النظام‪ ،‬ومن‬ ‫كان يمس��ح أحذية المس��ؤولين قبل الثورة‪ ،‬س��يظل‬ ‫يمس��ح أحذية المس��ؤولين بع��د الث��ورة‪ ،‬ولكن ضد‬ ‫النظ��ام‪ ،‬ومن كان كلبًا س��لوقيًا قبل الثورة س��يظل‬ ‫كلبًا سلوقياً بعدها‪ ،‬ولكن ضد النظام‪ ..‬وهكذا‪..‬‬

‫�أحمد امل�صري‬

‫ف��ي إس��طنبول‪ :‬ثلة م��ن المرتزقة يلعب��ون بمصير‬ ‫شعب لوال ثورته لما عرفهم أحد‪ ..‬من أجل سوريا‪.‬‬

‫م�صطفى علو�ش‬

‫ليك‪ ..‬مش��ان حالقة ش��عرك لوحدها‪ ..‬بتستاهل إنو‬ ‫الشعب يطالب بإسقاطك!!‬

‫حازم داكل‬

‫نع��م‪ ..‬س��أقولها كل ي��وم‪ ..‬وأكرره��ا‪ !..‬عضو حمزة‬ ‫الخطيب بكل أعضاء االئتالف‪!..‬‬

‫زهرمان با�شا بخاري‬

‫قال حظروا لالئتالف ‪ 3‬أيام قد ما ضاف عالم‪..‬‬

‫لقمان ديركي‬

‫من وين أنت واله؟!!‬ ‫ـ نازح من الكنيطرة سيدي‪.‬‬ ‫ـ من القنيطرة؟!!‪ ..‬وإيمتى نزحت واله؟!!‬ ‫ـ بحرب تشرين التحريرية سيدي‪.‬‬

‫�سليم حداد‬

‫أسبوعية‬

‫أمني��ة خبيثة‪ :‬أتمنى أن يحتف��ل المتقاتلون ّ‬ ‫كل يومٍ‬ ‫ويُفرغ��ون كل ذخائرهم في الهواء‪ ،‬فصدر الس��ماء‬ ‫واس��عٌ ورحبٌ ويحتمل ّ‬ ‫كل هذا الرصاص!!‪ ..‬وبعدها‬ ‫نعيش بسالم وأمان‪.‬‬

‫غياث ماغوط‬ ‫أن��ا إس��ماعيلي مع��ارض‪ ،‬ومرت��ي س��نية ومؤيدة‪..‬‬ ‫هلق بش��ريعة الغاب تبعنا مو من حقي آكلها‪ ..‬كون‬ ‫الحيوانات المفترسة أقلية عادة بالغابة‪.‬‬

‫فادي زيدان‬

‫أين تكمن المفاجأة‪ :‬إذا فقنا الصبح على شي مبادرة‬ ‫للحجي‪..‬‬

‫طه بايل‬

‫ش��وي تانية رح يطلع أوباما يقله لبش��ار األس��د (شو‬ ‫عليه‪ ،‬في يوم قيامة)‪..‬‬

‫منال �إ�سماعيل‬

‫الشيخ معاذ صرلوا كام يوم قاعد بال مبادرة‪ ..‬ليكون‬ ‫مرضان؟‪..‬‬

‫جنالء ال�شيخ‬

‫قريب��اً في س��وريا‪ ..‬ال ترمي ف��وارغ الدوش��كا هنا‪..‬‬ ‫حافظوا على نظافة مدينتكم‪..‬‬

‫رندا ح�سني‬

‫منرجع لثورتنا‪..‬‬ ‫يلع��ن روح��ك ي��ا اب��ن الخسيس��ة‪ ..‬على هالش��عب‬ ‫الملتهي بثورات غيرو وتاركك تسرح وتمرح‪.‬‬

‫يارا حم�ص‬

‫إذا بدك تفيق الس��وري من النوم بس إهمس بإدنو‪:‬‬ ‫قوم سقط النظام‪ ..‬يا رح ينط من الرعبة‪ ..‬يا أما رح‬ ‫ينط من الفرح��ة‪ ..‬بس بالحالتين رح يفيق‪ ..‬مجربة‬ ‫صدقوني‪..‬‬

‫عماد حورية‬

‫بدخول س��ميرة المس��المة االئتالف ش��عرت بشعور‬ ‫غريب‪ ..‬إنو معقول كتير الدكتورة بثينة شعبان تجي‬ ‫بالتوسّ��ع القادم لالئتالف‪ ..‬حدا يذ ّكرني بس‪ ..‬إيمتا‬ ‫سميرة المسالمة انشقّت؟!‬

‫حارثة �أبو ال�سل‬

‫فاطم��ة ولميس ويحيى ومراد عل��م دار طالعوا بيان‬ ‫الحليب؟‬

‫�إميان جان�سيز‬

‫دخلكن عس��يرة الثورة التركية‪ ..‬الثورة القطرية شو‬ ‫صار فيا‪.‬‬

‫‪�‎‬إ�سالم �أبو �شكري‪‎‬‬ ‫نع��م‪ ..‬هنال��ك احتم��االت س��يّئة (وبعضه��ا س��يّء‬ ‫ج��دّاً) تواجه الش��عب الس��وري في مس��تقبله‪ ..‬لكن‬ ‫م��ن المؤ ّك��د أن اس��تمرار س��لطة األس��د ل��ن يكون‬ ‫واح��داً منها‪ ..‬وهذا بح��دّ ذاته يق ّلل من س��وء بقيّة‬ ‫االحتماالت‪..‬‬

‫ع�ساف الع�ساف‬

‫إل��ى عب��د ال��رزاق تاتلس قائ��د كتائب الف��اروق داغ‬ ‫التركية‪ ..‬سكر حساب السكايب تبعك وبال فضايح‪..‬‬

‫‪�‎‬أبو عبدو‪‎‬‬

‫مث��ل بع��ض المثقفي��ن العاجزين عن قب��ول الثورة‬ ‫(فكريًا)‪ ،‬مثل اللون األحمر الذي اليزال حبيس علبته‬ ‫في جهاز خلط األلوان‪ ..‬وهو ينظر إلى اللون النهائي‬ ‫الجديد!!‪..‬‬

‫رودي عثمان‬

‫أحل��ى ش��ي إن��و ف��ي ش��بيحة س��وريين ألردوغان‪..‬‬ ‫واألظرف إنو ثورجيين‪..‬‬

‫حال عمران‬

‫مدهش كيف بعض السوريين الثائرين عم يدافعوا‬ ‫ع��ن أردوغ��ان ض��د المتظاهري��ن األت��راك‪ ،‬وكي��ف‬ ‫ع��م يفع��وا فع��ي ليالق��و حج��ج ض��د المتظاهرين‬ ‫وع��م يخترعوا قصص وس��ير م��ن كل حدب وصوب‬ ‫بتدينهن وبترفع م��ن مقام أردوغان! يا حلوين روقو‬ ‫شوي! الثورة ما بتتجزأ!‪..‬‬

‫خالد عبد الواحد‬

‫ناش��ط إس��رائيلي ضد نظامه ومدافع ع��ن القضية‬ ‫الفلس��طينية أق��رب لي م��ن قريب أو صدي��ق مؤيد‬ ‫للنظام‪.‬‬ ‫متظاه��ر أمريكي في ول س��تريت أق��رب لي من أي‬ ‫عربي صامت‪.‬‬ ‫ثائر شيعي في البحرين أقرب لي من عربي متعاطف‬ ‫مع الثورة فقط ألنه سني‪.‬‬ ‫معارض سياس��ي إيراني لنظامه أقرب لي من جميع‬ ‫سياسيي الحكومات العربية‪.‬‬ ‫متظاهر تركي في تقسيم اوكيوبيشن أقرب لي من‬ ‫كل المعارضين السياسيين السوريين في تركيا‪.‬‬ ‫تعبير "أقرب لي" ليس مجازي بل إنتماء‪.‬‬

‫فوز �صمودي‬

‫الده��ب ‪ ..6000‬ازا م��ا انقرض��وا الس��وريين رح‬ ‫يعنسوا‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫هنا من قلب س��وريا الم��وت حاولت قنص‬ ‫الكلمات اللطيفة على األذن البش��رية‪ ،‬فال‬ ‫زال الكرم الس��وري متأص ًال فيّ‪ ،‬ويمنعني‬ ‫حتى م��ن المحاولة في اللعب بأحاس��يس‬ ‫من ال أحاس��يس لهم‪ ..‬خوف��اً من أن تولد‬ ‫له��م يوم��اً أحاس��يس‪ ،‬ويدرك��وا ذرة من‬ ‫جحيم الموت اليومي المتكرر‪..‬‬ ‫فالس��وريون م��ن أي م��كان كانوا عاش��وا‬ ‫م��رارة القذائف المتس��اقطة م��ن الجهات‬ ‫الس��ت‪ ..‬وأدرك��وا حجم الجحي��م المحيط‬ ‫بهم وفي كل لحظة كان أي منهم مشروع‬ ‫ش��هيد ال ش��اهد له فقد تعرض أي منهم‬ ‫آلالف المح��اوالت الغتياله لكن القدر لعب‬ ‫دوره ولطفه‪ ،‬ولم يمت إال ‪ 100‬س��وري في‬ ‫اليوم كحد وس��طي‪ ،‬وفي أيام البذخ يصل‬ ‫العدد إلى ‪ 400‬ش��هيد بحكم وجود مجزرة‬ ‫أو إثنتين ال فرق‪..‬‬ ‫وبطبيع��ة كونه��م كان��وا مج��رد ‪400‬‬ ‫(إنس��ان) معاً في مكان يش��جع على إشعال‬ ‫مجزرة جماعية يأس��ف لها العالم ويدينها‬ ‫ويش��جبها ثم ين��ام الليلة ويس��تيقظ في‬ ‫الصب��اح يتثآب يس��أل بغباء م��ا الذي جرى‬ ‫ليلة أمس!؟‬ ‫ليجيب بروده المتواطئ مع المجزرة أن‪« :‬ال‬ ‫شيء‪ ..‬ال ش��يء حصل في أي مكان والدنيا‬ ‫ب��ـ (خير) في س��وريا وف��ي أي لحظة أي منا‬ ‫مهدد بـ «االنقراض»‪ .‬وفي أحسن األحوال‬ ‫يكون النزوح قدره الذي ال مفر منه‪..‬‬ ‫كل الس��وريين عاشوا مرارة النزوح أيا كان‬ ‫وجه��ه فالموت به واحد ومن نزح إنما نزح‬ ‫إلى الهاوية‪ ..‬واختصر موته بدل أن يكون‬ ‫بقذيفة ما صار إما يموت انتظاراً وأم ًال وإما‬ ‫ذ ًال‪ ..‬فمن يترك بيته يذل ويذل ويذل‪..‬‬ ‫كل شيء‪ ..‬كل التفاصيل‪ :‬إشارات المرور‪..‬‬ ‫ثياب أطفال المدارس‪ ..‬األصنام‪ ..‬الصور‪..‬‬ ‫كل ش��يء يوح��ي لك أن هناك حياة ش��به‬ ‫طبيعي��ة تقت��ات م��ن فت��ات قلوبن��ا التي‬ ‫تبعثرت في سماء الغربة المرة‪..‬‬ ‫كل التفاصي��ل هن��ا توح��ي أن حياة ش��به‬ ‫طبيعية تحصل هن��ا‪ ،‬أن تكون نازحاً يعني‬ ‫أن تموت أم ًال وأنت تنتظر‪ ،‬تقف‪ ،‬خلف جدار‬ ‫ليس لك‪ ،‬تصرخ كأنك خرس��ت‪ ،‬تقف أمام‬ ‫الم��وت مجابهة تعرفه تمام��اً لكنه هنا‪ ،‬ال‬ ‫يخيفك بل أن��ت من يخيف��ه‪ ،‬تركض وراء‬ ‫الموت تتش��بث به كأنه أمل��ك الوحيد‪ ،‬أن‬ ‫تك��ون نازح��اً‪ ..‬يعني أن تق��ف مطو ًال على‬ ‫طابور ليس لك‪ ،‬تنتظ��ر األمل‪ ..‬المازوت‪..‬‬ ‫رغيف الخبر‪ ..‬والوطن‪..‬‬ ‫فحي��ن أصبح الوط��ن حلم‪ ،‬والع��ودة إلى‬ ‫البيت والشارع والمدرسة حلماً؛ حين صرنا‬ ‫نع��د األيام وكف��ى‪ ..‬كان الن��زوح والغربة‬ ‫س��يد الموق��ف‪ ،‬وأنت هناك ف��ي ظل أزمة‬ ‫األم��ل واالنتظ��ار التي تعش��ها تفكر بكل‬ ‫شيء‪ ،‬إال بالحياة!‪..‬‬ ‫سها عزام الفياض‬ ‫ردم نازح‬ ‫الرقة ‪2012 / 11 / 11‬‬

‫‪22‬‬ ‫مخلفات الصواريخ في عندان‬


‫صبارتنا حيث ال أحد فوق النقد‪..‬‬ ‫باب ناقد ساخر يتناول مواضيع سوريتنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا وثورتنا‪..‬‬ ‫ ‬

‫ال تشلشنا مشلوشين‬ ‫صار في آالف العائالت اللي كانت الجئة بالمدارس أو عند القرايبين‬ ‫أو مستأجرين قايست ورجعت عبيوتها‪..‬‬ ‫البيوت اللي بمناطق مشتعلة‪ ،‬اللي تحت القصف واالشتباكات والحرب‬ ‫واالعتقاالت والخطف‪ ،‬رجعوا على بيوتهن المبخوشة والمسروقة والمهدمة‪،‬‬ ‫بال مي وكهربا واتصاالت رجعوا‪ ،‬بال أمل رجعوا‪..‬‬ ‫أنا عايش بالش��ام وبعرف إنو الناس عم ترجع على دوما وجوبر والقابون‬ ‫وقدس��يا والمعضمية ويبرود وجيرود والنبك وحلب��ون والغوطة والتل والمخيم‬ ‫والتضامن والزاهرة وو‪ ..‬وأكيد نفس الشي ببقية المحافظات‪..‬‬ ‫خل��ص قايس��وا الجماع��ة‪ ،‬قديش الواحد ب��دو يضل قاعد بالمدرس��ة‬ ‫وحاس��س حال��و الجئ‪ ،‬قدي��ش ممكن تتحم��ل ناس زايري��ن عندك‬

‫واألكثر من هيك لما حس��ن نصرهلل ارس��ل قواته‬ ‫للقصي��ر بس��وريا تقات��ل الش��عب الس��وري يل��ي ح��وا‬ ‫اللبنانيين بحرب تموز لمج��رد انهم بيتعارضو مع افكار‬ ‫حزب��ه والنهم ضد النظ��ام يلي على عالق��ة قوية معه‬ ‫وتحت اغبى حجج التاري��خ ويلي هي الدفاع عن مقامات‬ ‫ش��يعية بس��وريا كأن��ه س��وريا مافيه��ا جي��ش وال امن‬ ‫(ملتهيين باعتق��ال المعارضين) وكأنه القصير هي قمّ‬ ‫وكأنه معباية مقامات‬ ‫فم��ن وقتها صار حس��ن نصرهلل‬ ‫بالنس��بة إلي متل��و مت��ل القاعدة أو‬ ‫جبهة النصرة‬ ‫القاع��دة وجبه��ة النص��رة‬ ‫بينظرو لس��وريا على انها مجرد‬ ‫والية بمشروع دولتهم يلي على‬ ‫أساس سموها اسالمية‬ ‫وحس��ن نص��رهلل وح��زب اهلل‬ ‫بيعتب��رو س��وريا ج��زء م��ن مش��روع‬

‫الدولة الكب��رى التابعة لوالي��ة الفقيه في‬ ‫ايران إلى حين مج��يء المهدي المنتظر صاحب‬ ‫الزم��ان والمكان يلي ب��ده يحكم الدولة االس�لامية‬ ‫الكبرى (النسخة االيرانية منها) إلى حين قيام الساعة‬ ‫أم��ا أنا فبش��وف س��وريا ه��ي أرض عظيمة منبع‬ ‫الحضارة وش��عبها وعظمتها بتنوعه��ا الثقافي والديني‬ ‫والعرق��ي وافتخر بكل موكن م��ن مكوناتها االجتماعية‬ ‫وبعتبره اخي بالوط��ن مين ما كان طالما ما ظلم اخوه‬ ‫الس��وري والشعب الس��وري هو الوحيد يلي من حقه‬ ‫يقرر ش��و نوع الدولة يلي ب��ده ياها وأنا على ثقة‬ ‫أنه شو ما كانت فهي رح تكون عادلة وعظيمة‬ ‫أن كان��ت اس�لامية أو علماني��ة أو مدني��ة أو‬ ‫خليط أو شو ما كانت طالما بتحفظ العدل‬ ‫وحقوق الجميع بالتساوي‬ ‫ب��س المه��م باقي المش��اريع‬ ‫التانية ينقلعو من على أرضها‬ ‫الطاهرة‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫المحشش السوري اإللكتروني‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫عالقتي مع حسن نصرهلل‪:‬‬ ‫بايام تحرير الجنوب ومن ثم حرب تمّوز كنت‬ ‫م��ن أكث��ر المحبين لحس��ن نصرهلل وكنت اعتبرو ش��ي‬ ‫خيالي ورجل مقاومة شريف وعظيم‬ ‫وبحرب تموز كان دعم األخوة اللبنانيين اقل شي‬ ‫ممكن نقدمه واشتغلنا عليه بكل استطاعتنا‬ ‫أم��ا بعد خطاب��ات حس��ن نصرهلل بالس��نوات‬ ‫األخي��رة حت��ى قبل ب��دء الث��ورة بس��وريا‪ ،‬ولما‬ ‫بلشت اسمع تكرار كتير لمصطلح التحضير‬ ‫لق��دوم صاحب الزمان والدولة االس�لامية‬ ‫التابع��ة لوالية الفقيه وال��خ من هالحكي‬ ‫يل��ي صار يم��ر كتي��ر بخطاب��ات نصرهلل‬ ‫باالضاف��ة للتغيي��رات الديموغرافي��ة يلي‬ ‫اش��تغلها الح��زب بجنوب لبن��ان وبالضاحية‬ ‫عل��ى الن��اس وعل��ى طريق��ة حياته��م‬ ‫والمدارس يلي انشؤوها يلي ما بتفرق‬ ‫بشي عن المدارس بافغانستان‬

‫بالبيت قد ما كنت بتحبهن؟ ش��هرين‪ ،‬ثالثة‪ ،‬سنة‪،‬‬ ‫أي وبعدين‪..‬‬ ‫و اللي مستأجر بيت ما عاد قدر يدفع اإلجرة‪ ،‬شلون والبلد ما عاد‬ ‫فيها ش��غل‪ ،‬شلون واألس��عار متل النار‪ ،‬ش��لون واللي عندو محل خسرو‪،‬‬ ‫واللي عندو تكسي عم يشتغل عليه انسرق‪ ،‬واللي عندو رزق طااار‪ ،‬وو و‪..‬‬ ‫الن��اس رجعت عبيوتها بالوقت اللي االتح��اد األروربي قرر يرفع الحظر عن‬ ‫السالح‪ ،‬وبالوقت اللي النظام عم يشدد العمليات العسكرية بالمناطق المشتعلة‪..‬‬ ‫بالوقت اللي عم يعلى في صوت الس�لاح أكتر من أي مضى‪ ،‬بلش��ت الناس ترجع‬ ‫عبيوتها‪..‬‬ ‫لك مش��ان اهلل بكفي‪ ،‬وصلن��ا لمرحلة إنو الواحد عم يخاط��ر بحالو وبوالدو‬ ‫مشان ما بنذل‪ ،‬مشان ما يموت برصاص أخوه‪ ..‬بكفي‪..‬‬ ‫كنا نقول الموت وال المذلة‪ ..‬طلعت مزبوطة‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫• الي��وم رح نحط جماع��ة االئتالف بالمقالية‪ ..‬لي��ش؟؟؟‪ ..‬النهن والد‬ ‫كلب ولهلق ما عم يعملوا شي‪.‬‬ ‫• إن��و هاالئتالف ضاف كل هاألعضاء ش��و خس��رانين لو ضافوا عضوي‬ ‫معون؟؟‪ ..‬أص ًال ما بينطبق عاالئتالف غير المتل التالي‪« :‬خاينات ولو عبدوك»‬ ‫• إذا قام��ت كل ثورة بتنظيف ائتالفها‪ ..‬س��تعلن فنادق اس��طنبول‬ ‫افالسها‪ ..‬مثل إنجليزي‪.‬‬ ‫• االئتالف العزيز فقد ناك أم ً‬ ‫ال‬ ‫• العرصات اللي عم ينتخبوا شغلة توسعة االئتالف‪ ..‬على أساس‬ ‫يا طيازي إنتو اجيتو عن طريق االنتخابات الشرعية ما‪..‬‬ ‫• إذا كنّ��ا ممثليي��ن فاش��ليين للث��ورة فاألج��در بن��ا أن نغيي��ر‬ ‫الممثليين ال الثورة‪..‬‬ ‫• إذا م��و طالع بايدهم ش��ي خليهم ينضب��وا ببيوتهم ويبطلوا‬ ‫ع�لاك مص��دي والركد مت��ل الم��رأة المطلقة من بيت ش��قاع لبيت‬ ‫رق��اع وبكا وندب وردح عالفاض��ي‪ ،‬بس لما يطلع الواحد منهم على‬ ‫ش��ي قن��اة إخبارية بصير عنت��ر زمانو وفوق كل هاد م��ا بيحكوا إال‬ ‫باس��م الش��عب الس��وري‪ ،‬ليش يا عرصات على مدى سنتين ونص‬ ‫ش��و عملتوا وش��و قدمتوا للش��عب الس��وري غير البلى حتى تحكوا‬ ‫بإسمو‪ ،‬هي موتمر جنيف ‪ 2‬جاية تفضلوا يا ابضايات‪ ،‬تحاوروا‬ ‫م��ع النظام لحل االزمة مو لتوزيع الكراس��ي‪ ،‬اي ويا س��يدي‬ ‫طلع��وا م��ن المولد بال حمص‪ ،‬هي س��نتين كيفت��وا فيهما‬ ‫عاآلخر‪ ،‬س��افرتوا العالم ونزلتوا بأحسن االوتيالت وصرتوا‬ ‫سيلبرتيس‪ ،‬وتصورتوا جنب رؤساء أحسن الدول‪.‬‬ ‫الشعبالتعندينووبقلولكلننتنازلولننركعولننخضع‪،‬‬ ‫بل سنرضع وسنساند الشعب السوري في ثورته المباركة‪ ،‬اي‬ ‫الء تنازلوا وركعوا وخلصوا ربنا‪ ،‬هي النظام كس��ر على انفوا‬

‫صبارة سوريتنا ‪. .‬‬

‫االئتالف مرة أُخرى‬

‫بصلة‬ ‫ون��ازل عل��ى جني��ف بع��د‬ ‫فرك��ة ادن وانتو مختلفي��ن على أنا وفالن م��ا منقعد جنب بعض‪،‬‬ ‫وفالن إذا بيجي علي الطالق النسحب أنا وجماعتي واحرد ببيت اهلي‪،‬‬ ‫وهي أنا عم رح احكي باس��م الش��عب السوري‪ ،‬ما حدى احسن من حدى‬ ‫«خلصوا ربنا»‬ ‫• إنو لشو كل هالعالم عم يحكو عجمال سليمان‪ ..‬إنو شو عأساس يبو‬ ‫البقية محترفين سياسة وهو الوحيد لعيب دحل‪ ،‬ما كلون متل بعض‪ ،‬ما‬ ‫بيعرفو الطيخ من البطيخ‪..‬‬ ‫• ائتالفنا العزيز‪ ..‬حطلي عينك عالثورة وطيزك عالكرسي‪ ..‬مو بالعكس‪..‬‬ ‫• ثورتنا‪ :‬أحق قضية‪ ..‬معارضتنا‪ :‬أوسخ أيادي‪..‬‬ ‫• حبّو بعض يا عرصات‪.‬‬ ‫تحت رعاية التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي اليساري‬ ‫الماسوني الغربي السوري‬ ‫تجميع وشوية تأليف من عند اآلدمن ما إلو اسم‬

‫‪23‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫ُهنا ِد َم�شق‬ ‫سيامند حسين‬ ‫(يوميات ومشاهدات) ‪ 1‬حزيران ‪2013‬‬

‫(‪)1‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 2 | )89‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫كان يوم المهرجان‪ .‬آالالف الناس ينتظرون في‬ ‫الس��احة‪ ،‬وقد لزموا كراسيهم وأماكنهم‪ .‬بعضهم‬ ‫كان يضع قبع��ات ذات لون واح��د‪ ،‬وبعضهم اآلخر‬ ‫يرف��ع أعالمًا غل��ب عليها نموذج واح��د‪ .‬إال أنه كان‬ ‫من الممكن رؤية بعض األهليين يتبادلون أطراف‬ ‫الحديث‪ ،‬يبتسمون مُظهرين هدوءاً طبيعيًا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أطل القائد أخيراً‪ ،‬في بث مباش��ر عبر شاش��ة‬ ‫عمالق��ة‪َ .‬‬ ‫لكمْ تمنى كثي��رون رؤيته على المنصة‬ ‫في الس��احة كم��ا في الس��ابق‪ ،‬لكنه��م يتفهمون‬ ‫األس��باب‪ ،‬إنها الحرب‪ ،‬وفي الحرب ال يخاطر القائد‬ ‫بحياته‪ ،‬هكذا جرت العادة‪ .‬استرس��ل القائد طوال‬ ‫أكثر من س��اعة يش��رح ويُعلن ويُفص��ح‪ ،‬يتناول‬ ‫نقاط مهمة وغير مهمة‪ ،‬جديّة وس��اخرة‪ ،‬مباشرة‬ ‫ّ‬ ‫ومبطن��ة‪ ،‬وبينها كان يق��صّ أحيان��اً حكايات من‬ ‫الماض��ي‪ .‬كان القائ��د الجال��س وحيداً ف��ي غرفة‬ ‫مجهول��ة وس��ريّة يش��اهد‪ ،‬ه��و أيض��ًا‪ ،‬الجمهور‬ ‫عبر شاش��ة ال بدّ أنها كانت كبي��رة بقدر معقول‪.‬‬ ‫بين حين وآخ��ر كانت عيناه تنحرف��ان قلي ً‬ ‫ال صوب‬ ‫زاوية مّا‪ ،‬ربما كانتا تحملقان في وجه رجل تثاءب‬ ‫فبانت أس��نانه النخِ��رة‪ ،‬أو تُعجب��ان بإمرأة جميلة‬ ‫ألوت رأسها ش��ارد ًة فازدادت جاذبيتها‪ ،‬أو تتقزّزان‬ ‫م��ن جندي ينكش أنفه بإصبعه مس��تخرجًا قطعة‬ ‫مخاط يابسة‪ ،‬أو تتوتران من عجوز ّ‬ ‫بهوس‬ ‫تنظف‬ ‫ٍ‬ ‫بال��غ زج��اج نظارته��ا بقطع��ة قم��اش حم��راء‪ ،‬أو‬ ‫تقِفان عند أي مش��هد آخر مُلفتٍ للنظر‪ ،‬فالقائد‬ ‫يتمتع اليوم بالمي��زات التي يقدمها التصوير بعدة‬ ‫كامي��رات تُقرّب وتُبعّد‪ ،‬ولي��س هو الحال عندما‬ ‫كان يخط��ب ف��ي الس��احة ف�لا ي��رى س��وى وجوه‬ ‫متشابهة متراصّة تسبب له الدوار إذا ما نظر إليها‬ ‫متفحصًا‪.‬‬ ‫عندما أحسّ الشاب أن القائد توقف عند وجهه‬ ‫المتأهّ��ب‪ ،‬رم��ى على الف��ور‪ ،‬بكل قوت��ه‪ ،‬حصا ًة‬ ‫ً‬ ‫مُحدثة قرعًا‬ ‫كان��ت في يده فارتطم��ت بالشاش��ة‬ ‫عذب��اً‪ .‬قطع القائد جملته فجأة‪ ،‬ثم أمس��ك بكأس‬ ‫الماء وش��رب بب��طء وهو يحدّق في ذلك الش��اب‪.‬‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫انته��ز بعض الن��اس الفرصة في تلك االس��تراحة‬ ‫القصيرة لينطقوا بكلمة أو ليتنحنحوا أو ليس��علوا‬ ‫أو ليتنفسوا بعمق‪ ،‬أمّا الشاب الواقف في مكان ما‬ ‫في الخلف فقال بصوت لم يسمعه القائد بالتأكيد‪:‬‬ ‫«‪..‬أن��ت! لكن ماذا تقول؟‪ ..‬أيهّا الدجّال!»‪ .‬ابتس��م‬ ‫القائد عل��ى مضض وأعاد ق��راءة الجملة األخيرة‪،‬‬ ‫وهو يراقب رجال الشرطة السريّة يجرّون الشاب‬ ‫من أم��ام التلفاز في بيته بحركة س��ريعة دون أن‬ ‫يُثيروا ضجيجًا‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫لم يزر خالد اس��طنبول من قب��ل‪ .‬في المطار‬ ‫حرك��ة قوي��ة للس��وريين‪ .‬ع��دد ال ب��أس ب��ه من‬ ‫الرج��ال يرتدون بدالت رس��مية‪ ،‬وس��يدات قليالت‬ ‫أنيقات يتناقش��ن بصوت منخف��ض‪ .‬اقترب هؤالء‬ ‫م��ن بعضهم مش��كلين مجموعات غير متناس��قة‪.‬‬ ‫لوهل��ة‪ ،‬خطر ببال��ه أن هن��اك معرض��ًا دوليًا في‬ ‫مجال مّا‪ ،‬لكنه أبعدَ الفكرة الس��اذجة لحظة الحت‬ ‫أم��ام ناظري��ه آخر ص��ور المقتولين ف��ي القصير‬ ‫وريف دمش��ق‪ .‬ارتمى منهكًا على مقعد في صالة‬ ‫االنتظار‪ .‬فش��ل من قبل عشرات المرات في الكفّ‬ ‫عن مالحقت��ه المضني��ة للعذابات المس��تقرة في‬ ‫عيون الضحايا‪ ،‬لم يكن يكتفي بانكسار روحه كل‬ ‫ليلة بعد إطفاء النور قبل أن ينام‪ .‬شعر بشيء من‬ ‫الضيق بس��بب تأخّر صديقه ال��ذي وصل المدينة‬ ‫قبل��ه بيومين فق��ط‪ .‬هاتفه الج��وال ال يعمل هنا‬ ‫وما من س��بيل آخر س��وى الصبر‪ّ .‬‬ ‫فك��ر باالتصال‬ ‫بأصدقاء من قريته نزحوا إلى ضواحي اس��طنبول‬ ‫ليعملوا تح��ت األرض في مصان��ع نصف مهجورة‬ ‫وورش��ات خياط��ة تبتل��ع صاالته��ا مئ��ات العم��ال‬ ‫يستمعون بال توقّف لطرقات اآلالت الكئيبة‪.‬‬ ‫ف��ي اليوم التالي كان صديقه ينتظره أس��فل‬ ‫الشقة‪ ،‬رافقه ليلتقي بالرجل المطلوب‪ ،‬السمسار‬ ‫الذي ينقل النقود والبضائع إلى الداخل‪،‬كان اللقاء‬ ‫في مقه��ى متواضع يقع في حيّ صو ُل ُ‬ ‫وكوله الذي‬ ‫ً‬ ‫بداية‬ ‫يقطن��ه الغجر‪ .‬رغم أن المنطقة لم ترُق له‬ ‫إال أنها تركت في نفسه انطباعاً طيباً عن العفويّة‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)62417‬‬ ‫ادلب‪7209 :‬‬ ‫الحسكة‪388 :‬‬ ‫الرقة‪695 :‬‬ ‫السويداء‪46 :‬‬ ‫القنيطرة‪252 :‬‬ ‫الالذقية‪783 :‬‬

‫حلب‪9839 :‬‬ ‫حماه‪4547 :‬‬ ‫حمص‪9974 :‬‬ ‫درعا‪5405 :‬‬ ‫دمشق‪4662 :‬‬ ‫دير الزور‪3969 :‬‬ ‫ريف دمشق‪14016 :‬‬ ‫طرطوس‪279 :‬‬

‫التي ربطت كل األشياء ببعضها‪ .‬بعد االتفاق خرج‬ ‫الثالث��ة ووقفوا عل��ى الب��اب يدخن��ون ويتحدثون‬ ‫عن ش��ؤون عامة ف��ي المدين��ة كاألجور وأس��عار‬ ‫الس��لع والطعام‪ ،‬واقترح السمس��ار على الش��ابين‬ ‫اصطحابهما غ��داً إلى مطعم ش��عبيّ‪ ،‬راح يصفه‬ ‫له��م ويع��دّ لهم الوجبات الش��هيّة الت��ي يقدمها‪.‬‬ ‫كان��ت مالحظات��ه المبني��ة عل��ى كلم��ات أصيل��ة‬ ‫ً‬ ‫متقارب��ة‪ ،‬تب��دو وكأنه��ا تس��تحضر أح��د مطاعم‬ ‫الكب��اب في قريته التي كان ينح��در منها الضيفان‬ ‫أيضًا‪.‬‬ ‫جالسين على طاولة إزاء الباب كانوا ينتظرون‬ ‫حضور النادل ليس��جّل طلباتهم‪ .‬توقف السمسار‬ ‫عن الكالم لفترة‪ ،‬بينم��ا كانت نظراته تركد كثيراً‬ ‫متجه��ة نح��و الداخل‪ ،‬تن��مّ عن اس��تغراب واضح‪.‬‬ ‫بخ�لاف م��ا رواه السمس��ار كان المطع��م فاخ��راً‪،‬‬ ‫الكراس��ي فيه مريحة مصنوعة من جلد‪ ،‬والسقف‬ ‫عال مزيّ��ن بالنقوش‪ ،‬كان جميع العاملين أنيقين‬ ‫ٍ‬ ‫يرتدون لباس��ًا موحداً‪ ،‬وكانت شاش��ات حديثة تمأل‬ ‫أركان��ه‪ ،‬تع��رض مقابالت م��ع أن��اس عاديين في‬ ‫الش��ارع‪ ،‬الص��وت كان مكتومًا‪ ،‬ح ّل��ت مكانه أغانٍ‬ ‫تركية كان��ت تصل خافتة‪ .‬قال السمس��ار متأفّفًا‪:‬‬ ‫«‪...‬إن��ه الي��وم الثالث عل��ى التوالي»‪ ،‬وس��كت‪ .‬لم‬ ‫يُع ّل��ق اآلخ��ران‪ .‬التفت خال��د إلى ال��وراء على إثر‬ ‫مُش��ادّات غي��ر مفهومةٍ صبغَتها نب��رة عدوانية‪،‬‬ ‫بتس��ارع لتغ��دو مس��موعة بوض��وح‬ ‫تصاع��دت‬ ‫ٍ‬ ‫تام‪ ،‬اللهج��ة الس��ورية للزبائ��ن المجتمعين حول‬ ‫الطاوالت الكبيرة‪ .‬قبل أن يس��تدير بجسمه نهائياً‪،‬‬ ‫تع��رّف على أحد األص��وات وكان ش��به ّ‬ ‫متأكد من‬ ‫صاحبه‪ .‬لم يس��تطيع رؤية الوجوه حيث كان ضوء‬ ‫النه��ار المنبعث من نهاية الصالة في الطرف اآلخر‬ ‫يُخفي المالمح بسبب تكسّره على ّ‬ ‫الظل النسبيّ‬ ‫في الداخل‪ ،‬راسمًا أش��كا ًال مطليّة باألسود لرجال‬ ‫ونس��اء‪ .‬أصبحت األذرع تتحرك بعنفٍ‪ ،‬وقد نهض‬ ‫المدعوون عن الط��اوالت اآلن‪ ،‬واختلطت األصوات‬ ‫والظالل والكراس��ي‪ .‬لم يكن بوسعه إال أن يتخيّل‬ ‫ص��ور الضحاي��ا الذي��ن س��قطوا في األم��س ولم‬ ‫يستطع مشاهدتهم هذا الصباح على شاشته‪.‬‬ ‫‪ 4601‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2035‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4228‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 14064‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 48353‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 6 / 1‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.