سوريتنا | العدد التسعون | 9 حزيران 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫الأمم املتح��دة توجه �أكرب نداء يف تاريخها وحماولة‬ ‫جلمع ‪ 2 .5‬مليار دوالر لإغاثة الالجئني ال�س��وريني‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫قال��ت وكاالت إنس��انية تابعة لألمم‬ ‫المتحدة يوم الجمعة أن المنظمة الدولية‬ ‫تتوقع أن يصبح ‪ 10.25‬مليون سوري أي‬ ‫نصف س��كان البالد بحاجة إلى مساعدات‬ ‫إنس��انية بحل��ول نهاي��ة الع��ام الحال��ي‬ ‫بتكلفة تتجاوز خمسة مليارات دوالروهو‬ ‫أعل��ى رق��م تحتاج��ه المفوضي��ة العلي��ا‬ ‫لشؤون الالجئين في تاريخها‪.‬‬ ‫وكان��ت المفوضي��ة قد أش��ارت في‬ ‫تقري��ر س��ابق إل��ىأن ع��دد الالجئي��ن‬ ‫الس��وريين ق��د يتضاع��ف قب��ل نهاي��ة‬ ‫العام الجاري‪ ،‬بس��بب احتدام القتال بين‬ ‫مسلحي المعارضة والقوات النظامية‪.‬‬ ‫وتش��مل التوقع��ات الجدي��دة وهي‬ ‫خطة محدثة للوضع في س��وريا نش��رت‬ ‫يوم الجمع��ة زيادة أع��داد الالجئين على‬ ‫مدى األش��هر الستة القادمة إلى أكثر من‬ ‫المثلي��ن من ‪ 1.6‬ملي��ون الجىء اآلن إلى‬ ‫‪ 3.45‬مليون منتشرين في لبنان واألردن‬ ‫وتركيا والعراق ومصر‪.‬‬ ‫لك��ن التوقعات ال تتح��دث عن زيادة‬ ‫في أعداد الس��وريين ف��ي الداخل الذين‬ ‫يحتاجون مس��اعدات م��ن اآلن وحتى آخر‬ ‫العام ويقدر عدده��م بما يصل إلى ‪8 .6‬‬ ‫مليون‪.‬‬ ‫وتوق��ع برنام��ج األغذي��ة العالم��ي‬ ‫التاب��ع لألم��م المتح��دة ال��ذي وزع ‪500‬‬ ‫مليون وجبة غذاء في س��وريا هذا العام حتى اآلن أن‬ ‫ترتفع التكاليف األس��بوعية من نحو ‪ 20‬مليون دوالر‬ ‫اآلن إلى ‪ 36‬مليونًا بعد ش��هر أيلول ‪ /‬سبتمبر‪ .‬وأعلن‬ ‫أن لديه نقصًا في األموال يصل إلى نحو ‪ 725‬مليون‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫وق��ال أمي��ر عب��د اهلل نائ��ب المدي��ر التنفي��ذي‬ ‫للبرنام��ج "هذه أرقام هائلة‪ .‬ال يمكن أن تتوفر لفترة‬ ‫طويلة من الوقت‪" .‬‬ ‫وق��ال مهن��د هادي منس��ق الط��وارىء اإلقليمي‬ ‫للبرنامج في س��وريا "وصلنا مرحلة في س��وريا حيث‬ ‫يوج��د أناس إذا لم يحصلوا عل��ى الطعام من برنامج‬ ‫األغذية العالمي ببساطة لن يأكلوا‪" .‬‬ ‫وطال��ب التقرير الجديد للمفوضي��ة ‪ -‬والذي جاء‬ ‫بعن��وان‪" :‬خطة إقليمي��ة للتعامل مع الجئي س��وريا"‬ ‫ باتخ��اذ خطوات عاجل��ة لحماية الالجئي��ن‪ ،‬كما حث‬‫ال��دول المجاورة لس��وريا على مواصل��ة فتح حدودها‬ ‫في وجه الفارين من الحرب‪.‬‬ ‫م��ن جهته رح��ب أنطونيو جوتيري��س المفوض‬ ‫الس��امي لش��ؤون الالجئي��ن باألم��م المتح��دة ي��وم‬ ‫الخمي��س بالمس��اهمة الت��ي أعل��ن عنه��ا االتح��اد‬ ‫االوروبى والتي تبل��غ ‪ 400‬مليون يورو من أجل دعم‬ ‫تمويل العمليات االنس��انية لمساعدة الشعب السوري‬ ‫وتوفير احتياجاته خالل العام الجاري ‪.2013‬‬ ‫وذك��ر البي��ان الصادر عن المفوضي��ة فى جنيف‬ ‫أن ه��ذا التموي��ل ـ ال��ذي يعد بي��ن األكب��ر حتى اآلن‬ ‫لألزم��ة الس��ورية من قب��ل أي جهة مانحة ـ س��يوجه‬ ‫لالس��تجابة اإلقليمي��ة لالجئين الس��وريين باإلضافة‬ ‫إلى االحتياجات اإلنسانية داخل سوريا‪.‬‬ ‫ولف��ت بيان المفوضية إلىأن حوالى ‪ 250‬مليون‬ ‫يورو من تلك المس��اهمة س��يتم اس��تخدامها لتوفير‬ ‫المس��اعدات اإلنس��انية المنق��ذة للحي��اة فى س��وريا‬ ‫وال��دول المج��اورة بينم��ا ‪ 150‬ملي��ون ي��ورو األخرى‬ ‫س��تخصص لما يعرف بالتنمية المتصلة بالمساعدات‬

‫والتى تش��مل تقدي��م الدعم الس��تضافة المجتمعات‬ ‫لالجئين السوريين وكذلك ألمن المخيمات‪.‬‬ ‫وأوض��ح جوتيريس أن الدعم االوروبي يأتي في‬ ‫الوقت الذي تتفاقم األزمة اإلنسانية السورية بسرعة‬ ‫تجعله��ا األكبر واألخطر منذ نهاية الحرب الباردة وفي‬ ‫ظل معاناة هائلة للش��عب الس��وري واحتياجات ملحة‬ ‫للغاية‪.‬‬ ‫كذل��ك رأت المفوض��ة األوروبي��ة للتع��اون‬ ‫الدولي والمس��اعدات اإلنسانية واالس��تجابة لألزمات‬ ‫كريس��تالينا جيورجيف��ا ف��ي تصريح وزعت��ه البعثة‬ ‫االعالمية لالتح��اد االوروبي في بي��روت‪ ،‬أن التمويل‬ ‫اإلضاف��ي البالغ��ة قيمت��ه ‪ 400‬ملي��ون أورو لألزم��ة‬ ‫اإلنس��انية ف��ي س��وريا‪ ،‬وال��ذي أعل��ن عن��ه رئي��س‬ ‫المفوضية األوروبية جاء في الوقت المناسب‪.‬‬ ‫وفي سياق استقبال الالجئين وقعت إدارة شئون‬ ‫الالجئين الس��وريين التابعة لوزارة الداخلية األردنية‬ ‫والمفوضية السامية لش��ئون الالجئين التابعة لألمم‬ ‫المتح��دة ي��وم األربع��اء‪ ،‬اتفاقية تعاون به��دف زيادة‬ ‫ق��درات األردن ومس��اعدته ف��ى اس��تيعاب الالجئي��ن‬ ‫السوريين على أراضيه‪.‬‬ ‫وقعاالتفاقي��ة وزي��ر الداخلي��ة ووزيرالش��ئون‬ ‫البلدية األردني حسين المجالي والممثل المقيم لدى‬ ‫المفوضية الس��امية لش��ؤون الالجئين التابعة لألمم‬ ‫المتحدة فى األردن آندروهاربر‪.‬‬ ‫وقالمديرإدارة شؤون الالجئين السوريين العميد‬ ‫وض��اح الحم��ود‪ ،‬ف��ي تصري��ح صحف��ي‪ ،‬أناالتفاقية‬ ‫جاءت لتس��هيل عملية إدارةش��ؤون مخيمات الالجئين‬ ‫الس��وريين ومس��اعدتهم على تحمل األعباء الناجمة‬ ‫م��ن ذلكبهدفتقدي��م الخدم��ة المثل��ى لهم‪ ،‬مش��يراً‬ ‫إلىأن اإلدارة استحدثت بقرار مجلس الوزراء األردنى‬ ‫الص��ادر بتاري��خ ‪ 13‬كانوناألول ‪ /‬ديس��مبر الماضي‪،‬‬ ‫وذل��ك فى ض��وء ازدياد تدف��ق الالجئين إل��ى األردن‬ ‫مااستدعىاستحداث مخيمات جديدة‪.‬‬ ‫وبدوره‪ ،‬ثمن هاربر الجهود األردنية الس��تضافة‬

‫الالجئي��ن الس��وريين واالس��تمرار ف��ي فت��ح الحدود‬ ‫أمامه��م‪ ،‬على الرغم من الصعوبات االقتصادية التى‬ ‫تواجهها المملكة‪.‬‬ ‫أم��ا المفوضية الس��امية لحقوق اإلنس��ان نافي‬ ‫بي�لاي‪ ،‬فأك��دت أن "الوض��ع على األرض في س��وريا‬ ‫قد تجاوز أس��وأ المخاوف‪ ،‬حيث ازداد العنف الوحش��ي‬ ‫وانتشر بشكل مضطرد وعلى نحو متزايد أيضاً على‬ ‫أس��س طائفي��ة وعرقية‪ ،‬وبما أصب��ح يضيف عنصراً‬ ‫جديداً قاب ً‬ ‫ال لالحتراق إلى ما بدأ مجرد نضال سياسي‬ ‫واجتماعي"‪.‬‬ ‫ولفتت إل��ىأن "تنامي دور الجماع��ات المتطرفة‬ ‫ف��ي النزاع الس��وري مث��ل جبهة النصرة بات يس��هم‬ ‫بدوره في ضراوة الصراع وفي زيادة معاناة المدنيين‪،‬‬ ‫وكذل��ك التزايد المتنام��ي ألع��داد المقاتلين األجانب‬ ‫وتوريد األسلحة لكال الجانبين"‪.‬‬ ‫وأش��ارت إلىأن "البعد اإلقليمي للصراع السوري‬ ‫أصبح واضحاً‪ ،‬وأنه ينمو أكثر وأكثر وبش��كل ال تحمد‬ ‫عقباه"‪ ،‬مش��يرة إلى أنها "كانت قد ح��ذرت في بداية‬ ‫األزم��ة ف��ي س��وريا م��ن أن الوض��ع في س��وريا من‬ ‫الممك��ن أن يه��دد الوضع الهش ف��ي المنطقة ويمتد‬ ‫عبر حدودها ولكن م��ا كان مخاوف في األمس أصبح‬ ‫واقعًا اليوم"‪.‬‬ ‫وطالب��ت بيالي جمي��ع الجهات بـ"اتخ��اذ خطوات‬ ‫فورية ملموس��ة لكبح جماح العناصر المتطرفة سواء‬ ‫كان��ت محلية أو أجنبية والتي تقود آس��فين الطائفية‬ ‫القاتل في سوريا"‪.‬‬ ‫وتتوق��ع المفوضي��ة العلي��ا لش��ؤون الالجئي��ن‬ ‫التابعة لألمم المتحدة أن يصبح نصف س��كان سوريا‬ ‫في حاجة إلى مس��اعدات إنس��انية قب��ل نهاية العام‬ ‫الحالي‪ ،‬وذلك عل��ى خلفية أعمال العنف التي تعصف‬ ‫بالب�لاد منذ ان��دالع الثورة قبل أكثر م��ن عامين‪ ،‬مما‬ ‫تسبب في مقتل أكثر من ثمانين ألف شخص‪ ،‬ولجوء‬ ‫ونزوح الماليين داخل سوريا وخارجها‪.‬‬ ‫وقال ممث��ل المفوضية العليا لش��ؤون الالجئين‬


‫زوجة ال�صحايف الفرن�سي جاكييه‪ :‬نظام الأ�سد قتل زوجي يف حم�ص‬ ‫وهوالند يطالب بالإفراج عن �صحافيني فرن�سيني فقدا ب�سوريا‬

‫وجع من الفرات‬ ‫محمد صالح عويد‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫ف��ي نواحي ش��طوط الفرات ودجل��ة‪ ،‬الرافدي��ن الرائعين‬ ‫ينتشر الزل والقصب والبط المائي‪.‬‬ ‫يخ��رج الفق��راء م��ن أهال��ي الف��رات األوس��ط بالع��راق‬ ‫ليصطادوا البط ويكفون عيالهم بعضاً من حاجتِهم‪.‬‬ ‫يذهب��ون فُ��رادى‪ ،‬وينصب��ون شِ��باكهم عل��ى الضف��اف‬ ‫ويبتعدون عنها ويختبئون كامنين للطيور وينتظرون وقوعها‬ ‫بالشراك ليعودوا بطرائِدهم مساءاً إلى البيوت الطينية التي‬ ‫تنتظِرُ فرس��انها لتولِم للجي��ران والضيوف طارقي الدروب‬ ‫ال‪ ،‬من حصيلة الطرائد وهم ُ‬ ‫لي ً‬ ‫يكضّهمُ الجوع بأنيابهِ‪.‬‬ ‫جلس األب الكهل واحتضن بارودته ‪ /‬بنوجة ‪ /‬وهي حفرة‬ ‫أعين الطير‪.‬‬ ‫يختبئون بها عن ِ‬ ‫وبجانب��هِ ولده الش��اب المتمرد المُنفع��ل ينتظر مع أبيه‬ ‫طرائِدهم‪.‬‬ ‫تأخ��ر الطي��ر‪ ..‬وبقيت الش��راك خاوية‪ ،‬واله��دوء يقطعهُ‬ ‫النه��ر وتدفقهُ بي��ن قبائل القصب المتش��ا ِبكة‬ ‫خرير مي��اه‬ ‫ِ‬ ‫بحنانٍ بالغ‪.‬‬ ‫هام��ت الدني��ا بالكه��ل‪ ،‬وراح عل��ى وقع انتظ��اره الموجع‬ ‫والفقر‬ ‫يُمزق الس��كون بصوتهِ وهو يئنُّ من ضيم الليالي‬ ‫ِ‬ ‫والعوز‪.‬‬ ‫وردد‪:‬‬ ‫أنا غيمة على الوادم‪ ..‬بريجاي‬ ‫ونهر ما أصبر‪ ..‬واقيّل‪ ..‬بريجاي‬ ‫أعيش السيف من يُعبر‪ ..‬بريجاي‬ ‫وأموت‪ ..‬من أبلع الكلمة‬ ‫الردية‪..‬‬ ‫نه��ره ولده وطلب منه الس��كوت كي ال تنف��رُ الطيور من‬ ‫شِباكِهم ولم يتأثر بأبياتِ أبيه وغناءه الحزين‪!!!!..‬تابع األب‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫عيب عالزلم اللي يدنكَ‪ ..‬بال ِنزال‬ ‫وعيب عالزلم اللي يرخصّ‪ ..‬هامته‬ ‫هي مو كل الزلم تنعدّ‪ ..‬رجال‬ ‫وال تتباهى بيه‪ُ ..‬ك ّل من جابته‬ ‫فنه��ره الول��د ثاني��ة ولم يتج��اوب م��ن األني��ن واللوعة‪،‬‬ ‫والشكوى‬ ‫ً‬ ‫فتعال صوت األنين الشجيُّ ثالثة‪:‬‬ ‫زمانك لو زعل ويّاك‪ ..‬خ ّله‬ ‫واسكت ال تبين بيك‪َّ ..‬‬ ‫خِله‪..‬‬ ‫مو سهلة الخليل يعوف‪ ..‬خِ ّله‬ ‫بس صعبة الكرامة تموت‪ ..‬بيّا‬ ‫عندها ارتفع صوت الشاب يؤنب والده ولم يتجاوب معه!!؟؟‬ ‫فم��ا كان من األب الحزين إال أن م��دَّ بارودته وأطلق منها‬ ‫رصاصة على رأس ولده وقتله بمكانهِ‪.‬‬ ‫تهاف��ت الناس الس��اكنين قريب��ا من الم��كان على صوتِ‬ ‫رحم الصم��تِ‪ ،‬واجتمعوا‬ ‫الرصاص��ة التي انبثقت فج��أة من ِ‬ ‫الكهل وولده القتيل في مكمنهم مُستغربين ويسالون‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫عن القاتل‪.‬‬ ‫خرج الوالد من حفرتهِ ونفض ثيابهِ وقال‪:‬‬ ‫الراس اللي م��ا بيه نخوة‪ ..‬ما ينفعني وما يلزمني بأيامي‬ ‫الجايات‪..‬‬ ‫كم من الرؤوس الخاوية من النخوة والكرامة ترى مقاتِلنا‬ ‫أنقاض‬ ‫وال تتح��رك إال ألج��ل اقتط��افِ مغا ِنمَ النصر عل��ى‬ ‫ِ‬ ‫وطن وه��م يتبادل��ون أنخا ِبه��م على صوت خرير ش�لاالتِ‬ ‫دماءنا الطاهرة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وتخنقني عبرة كالحنظل‪.‬‬ ‫أتسائل‪،‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ُ‬ ‫زوجة الصحافي الفرنس��ي جيل جاكييه‪ ،‬الذي قتل بالقرب من مدينة‬ ‫اتهمت كارولين بوارون‬ ‫حم��ص ف��ي يناير ‪ /‬كان��ون الثاني من الع��ام الماضي‪ ،‬النظام الس��وري بتدبير اغتي��ال زوجها من‬ ‫الدخول إلى سوريا‪،‬‬ ‫قبل المخابرات الجوية وماهر األس��د وميشيل س��ماحة‪ ،‬الذي منح جيل تأشيرة‬ ‫ِ‬ ‫كتاب صدر األس��بوعَ الماضي يحمل عنوان «الموت الس��ريع أو‬ ‫ورتب مواعيد لقاءاته‪ ،‬جاء ذلك في ٍ‬ ‫الغامض»‪.‬‬ ‫كت��اب جديد للمص��ورة الصحافية كارولين بوارون زوجة الصحافي جيل جاكييه‪ ،‬التي عاش��ت‬ ‫لحظ��ات موت زوجها بالقرب م��ن مدينة حمص‪ ،‬أثن��اء تغطيته اإلخبارية للقناة الفرنس��ية الثانية‬ ‫ً‬ ‫متهمة النظام‬ ‫زوجها‬ ‫نحو ع��ام على موت ِ‬ ‫معتم��دة على عدس��ة كاميرتها‪ ،‬وعلى ذاكرتها بعد مرور ِ‬ ‫َ‬ ‫عملية اغتيال زوجها‪.‬‬ ‫السوري بأنه هو الذي دبر‬ ‫«كارولين بوارون مؤلفة الكتاب قالت‪« :‬أتهم نظام بش��ار األس��د‪ ،‬إنها عملية مدبرة‪ ،‬لدي أدلة‬ ‫كثيرة وصور وأفالم وشهود‪ ،‬وخبراء الجريمة أكدوا أنها عملية مدبرة ونفذت بسرعة»‪.‬‬ ‫وتقول كارولين لسو ِء حظِ النظام السوري كمية الصور التلفزيونية التي صورتها محطاتهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يرافقهم وضح��ت بصمات الجريمة‪ ،‬إضاف��ة إلى الصور‬ ‫وص��ور التلفزيون السويس��ري ال��ذي كان‬ ‫َ‬ ‫عملية االغتيال‪.‬‬ ‫المرعبة والخائفة التي توضح‬ ‫وتؤك��د كارولين‪« :‬ثالث جهات مخابراتية ش��اركت في عملية االغتيال‪ ،‬واحدة قامت بعزلنا عن‬ ‫جي��ل‪ ،‬والثاني��ة قامت باغتياله بآلة ح��ادة كانت داخل البناية‪ ،‬والثالثة رجال من الش��بيحة للتمويه‪،‬‬ ‫وقامت بإخراج جثة جيل وتصويرها ولم ينتبهوا بأني أراقب كل شيء»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫القول بأن قوات المعارضة الس��ورية هي التي قتلت الصحافي الفرنسي‪ ،‬وذلك‬ ‫يدحضُ الكتابُ‬ ‫من خالل التفاصيل التي يرويها صحافيان سويس��ريٌ وجزائريٌ ش��اركا في تأليفِ الكتاب‪ ،‬ويؤكدان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عملية االغتيال‪.‬‬ ‫المعارضة السورية ال تعرف‪ ،‬بمجيئِهم إلى حي عكرمة الجديدة‪ ،‬التي تمت فيها‬ ‫أن‬ ‫وأضافت كارولين‪« :‬نعرف ماذا حصل لجيل بفضل ما توصل إليه الخبراء والمحققون وش��هود‬ ‫العيان‪ ،‬وكلها تش��ير بأن عائلة مخلوف وماهر األس��د وعلي مملوك وميش��يل س��ماحة الذي ش��جع‬ ‫زوجي على المجيء إلى سوريا ومنحه فيزة الدخول جميع هؤالء سنجرهم إلى المحكمة الدولية»‪.‬‬ ‫ويختم الكتاب مذكراً بأن الصحافي الفرنس��ي جاكييه س��بق وأن دخل س��وريا وقام بتصوير‬ ‫نشاطِ المعارضةِ السورية‪ ،‬وهو ما أزعجَ النظام ومخابراته التي قامت بدعوته عن طريق ميشيل‬ ‫س��ماحة لتصوي��ر الفرقةِ الرابعة التي يش��رف عليها ماهر األس��د ثم اغتيالِه لتوجيه رس��الة إلى‬ ‫الحكومة الفرنسية الداعمة للثورة السورية ولمنع تصوير جريمتِها البشعة عالميًا‪.‬‬ ‫في س��ياق آخر‪ ،‬طالب الرئيس الفرنسي فرانس��وا هوالند الجمعة ‪ 7‬يونيو ‪ /‬حزيران باإلفراج‬ ‫فوراً عن صحافيين فرنس��يين اثنين مفقودين في س��وريا إحدى أخطر الدول في العالم بالنس��بة‬ ‫للصحافيين‪.‬‬ ‫وقال��ت محطة إذاعة «أوروبا ‪ »1‬أن مراس��لها ديديه فرانس��وا والمص��ور الفوتوغرافي إدوارد‬ ‫الياس اختفيا بينما كانا في طريقهما إلي مدينة حلب بشمال سوريا‪.‬‬ ‫وق��ال هوالند أن االتصال فقد مع الرجلين‪ .‬وأضاف قائ ً‬ ‫ال في مؤتمر صحافي‪« :‬فقدنا االتصال‬ ‫مع هذين الصحافيين لكننا ال نعرف حتى اآلن المالبسات على وجه التحديد»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬أطال��ب باإلفراج الفوري ع��ن هذين الصحافيي��ن ألنهما ال يمث�لان أي دولة‪ .‬هذان‬ ‫رجالن يعمالن من أجل أن يتمكن العالم من الحصول على معلومات‪ ..‬الصحفيون يجب أن يعاملوا‬ ‫كصحافيين»‪.‬‬ ‫وامتن��ع هوالند عن تقدي��م مزيد من المعلومات بش��أن الصحافيين حت��ى ال يعرض حياتهما‬ ‫للخطر‪ .‬وقال متحدث باس��م «أوروبا ‪ »1‬أن الس��لطات الفرنس��ية «تبذل كل مافي وسعها لتزويدنا‬ ‫بمعلومات»‪.‬‬ ‫وتعرض أربعة صحافيين إيطاليين لالختطاف في س��وريا في أبريل ‪ /‬نيسان وأطلق سراحهم‬ ‫بعد احتجازهم حوالي أسبوع‪.‬‬ ‫وقالت صحيفة «الستامبا» التي مقرها تورينو أن صحافيًا ايطاليًا آخر ‪ -‬هو دومنيكو كويريكو‬ ‫الذي اختفى في سوريا قبل شهرين ‪ -‬تحدث إلي زوجته بالهاتف الخميس‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ف��ي األردن أن��دور هارب��ر أن األزمة التي تعيش��ها س��وريا منذ أكثر م��ن عامين تمثل أس��وأ أزمة‬ ‫إنس��انية تواجهها المفوضية في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬مشيرا إلىأن ثلث السوريين حاليا يحتاج‬ ‫لمس��اعدات إنس��انية‪ ،‬وتوقع أن يصل هذا الرق��م إلى النصف قبل نهاية الع��ام الجاري‪ .‬وكان عدد‬ ‫سكان سوريا قبل اندالع الثورة في مارس ‪ /‬آذار ‪ 2011‬يناهز حوالي ‪ 20.8‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫وقال��ت المفوضي��ة العليا لش��ؤون الالجئي��ن في تقري��ر لها أن قيمة المس��اعدات اإلنس��انية‬ ‫المطلوب��ة اآلن لغوث الجئي س��وريا يص��ل مجموعها إلى خمس��ة مليارات دوالر‪ ،‬وه��و أعلى رقم‬ ‫تحتاجه المفوضية في تاريخها‪.‬‬ ‫وكانت المفوضية قد أشارت في تقرير سابق إلىأن عدد الالجئين السوريين قد يتضاعف قبل‬ ‫نهاية العام الجاري‪ ،‬بس��بب احتدام القتال بين مسلحي المعارضة والقوات النظامية التي يساندها‬ ‫مقاتلون من حزب اهلل اللبناني في المعارك التي تدور في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية‪.‬‬ ‫وتشير إحصائيات المفوضية إلىأن أكثر من ‪ 1.5‬مليون سوري يعيشون اآلن الجئين مسجلين‬ ‫خارج بالدهم‪ ،‬جلهم في خمس دول هي تركيا‪ ،‬واألردن‪ ،‬والعراق‪ ،‬ولبنان‪ ،‬ومصر‪.‬‬ ‫وحسب ممثل المفوضية في األردن‪ ،‬فإن حالة من اليأس تسود في أوساط السوريين‪ ،‬وخاصة‬ ‫الالجئي��ن إل��ى دول الجوار أو النازحي��ن داخل األراضي الس��ورية‪ ،‬في ظل غي��اب أي بصيص أمل‬ ‫بالتوصل إلى تسوية تنهي أعمال العنف في البالد‪.‬‬ ‫وطال��ب التقري��ر الجديد للمفوضي��ة ‪ -‬والذي جاء بعن��وان‪" :‬خطة إقليمي��ة للتعامل مع الجئي‬ ‫س��وريا" ‪ -‬باتخاذ خطوات عاجلة لحماي��ة الالجئين‪ ،‬كما حث الدول المجاورة لس��وريا على مواصلة‬ ‫فتح حدودها في وجه الفارين من الحرب‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫منظمات مدنية �سورية تدعو �إىل حما�سبة منتهكي‬ ‫حقوق الإن�سان يف �سوريا‬ ‫دعت منظمات المجتمع المدني في سوريا إلى إنشاء‬ ‫محكمة عالمية "ش��عبية" لمحاكمة جميع المتسببين في‬ ‫انتهاكات حقوق اإلنسان في سوريا‪.‬‬ ‫وجاءت دعوة المنظمات خالل لقاء ممثليها مع رئيس‬ ‫اللجنة الوطنية لحقوق االنس��ان علي المري على هامش‬ ‫المؤتمر العربي حول تطوير منظومة حقوق اإلنسان في‬ ‫جامعة الدول العربية الذي تستضيفه الدوحة‪.‬‬ ‫وأع��رب ممثل��و المنظم��ات ع��ن تأييده��م لمقترح‬ ‫اللجنة الوطنية بتنظيم مؤتمر عالمي لدراس��ة انتهاكات‬ ‫حقوق اإلنس��ان في س��وريا مطلعين الم��ري على وضع‬ ‫حق��وق اإلنس��ان ف��ي س��وريا والالجئي��ن الس��وريين‬ ‫ونش��اطهذه المنظم��ات داخ��ل س��وريا وخارجه��ا وأهم‬ ‫المعوقات والتحديات التي تعوق عملها‪.‬‬ ‫وقالوا أنهم بصدد الترتيب لبرنامج تضامن س��لمي‬ ‫لتحاش��ي الصدام��ات الطائفية في س��وريا عق��ب انتهاء‬ ‫األزمة هناك‪.‬‬ ‫وبحث الجانبان خالل اللقاء س��بل الش��راكة وآليات‬ ‫تقدي��م الدعم لتحس��ين أداء منظم��ات المجتمع المدني‬ ‫الت��ي طلبت م��ن اللجنة الوطنية لحقوق اإلنس��ان إقامة‬ ‫برامج تدريبية لرفع قدراتها في مجال توثيق االنتهاكات‬ ‫وكيفية استخدام اآلليات االقليمية‬ ‫والدولية في مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وم��ن المق��رر أن تعق��د ه��ذه المنظم��ات اجتماعًا‬ ‫ثاني��ًا مع األمين العام للجنة مري��م بنت عبداهلل العطية‬ ‫للتباحث في االمور الفنية التي طلبت من اللجنة تسهيل‬ ‫حصولها عليها‪.‬‬

‫بيان م�شرتك‬ ‫ا�ستمراراال�شتباكات امل�سلحة الدامية يف‬ ‫عدة مدن �سورية‬ ‫وتوا�صل عمليات االغتيال واالختطاف‬ ‫واالعتقاالت التع�سفية‬

‫مازلنا في المنظمات المدافعة عن حقوق اإلنس��ان‬ ‫في س��ورية‪ ،‬نتلق��ى ببالغ القل��ق واالس��تنكار واإلدانة‪،‬‬ ‫األنباءالمؤلمة عن تواصل االشتباكات المسلحة الدموية‬ ‫ف��ي العديد م��ن المدن والش��وارع الس��ورية‪ ،‬وألتي أدت‬ ‫إلى س��قوط المزيد من الضحايا المدنيين والعس��كريين‬ ‫بين قتل��ى وجرحى‪ ،‬وكذل��ك إلى تزايد أع��داد النازحين‬ ‫والالجئي��ن والفارين من المناطق المتوترة إلى المناطق‬ ‫األكثر أمانا‪ ،‬في داخل سورية وخارجها‪.‬‬ ‫إننا ف��ي المنظم��ات المدافعة عن حقوق اإلنس��ان‬ ‫في س��ورية‪ ،‬اذ نتوجه بالتعازي الح��ارة والقلبية‪ ،‬لجميع‬ ‫من س��قطوا م��ن المواطنين الس��ورين وم��ن المدنيين‬ ‫والش��رطة والجي��ش‪ ،‬وم��ع تمنياتن��ا لجمي��ع الجرح��ى‬ ‫بالش��فاء العاجل‪ ،‬فإننا ندين ونس��تنكر جميع ممارسات‬ ‫العنف والقتل واالغتي��ال‪ ،‬أيًا كانت مصادرها ومبرراتها‪،‬‬ ‫وكذلك فإننا ندين ونستنكر بشدة االعتقاالت التعسفية‬ ‫واالختفاءات القسرية بحق المواطنين السوريين أيا تكن‬ ‫الجه��ة التي ترتكب هذه االنته��اكات‪ ،‬ونبدي قلقنا البالغ‬ ‫على مصير المختفين قسرياً‪ ،‬بحيث أضحى هنالك ملفًا‬ ‫واسعًا جداً يخص المفقودين‪.‬‬ ‫وبس��بب ما آلت إليه األحداث ودمويته��ا وتدميرها‪،‬‬ ‫فإنن��ا نتوجه إلى جمي��ع األطراف في س��ورية بالمطالب‬ ‫الملحة التالية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الوق��ف الف��وري لدوامة العن��ف والقتل ونزيف‬ ‫الدم في الشوارع الس��ورية‪ ،‬أيًا كانت مصادر هذا العنف‬ ‫وأياً كانت أشكاله ومبرراته‪.‬‬ ‫لا وفعاالً‬ ‫‪ - 2‬اتخ��اذ الحكومة الس��ورية‪ ،‬قراراً عاج� ً‬ ‫في إع��ادة الجيش إلى مواقعه وف��ك الحصار عن المدن‬ ‫والبل��دات وتحقي��ق وتفعيل مب��دأ حيادي��ة الجيش أمام‬ ‫الخالفات السياس��ية الداخلية‪ ،‬وعودت��ه إلى ثكناته ألداء‬ ‫مهمته في حماية الوطن والشعب‪ ،‬وضمان وحدة البلد‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة ومحايدة‬ ‫ونزيه��ة وش��فافة بمش��اركة ممثلي��ن ع��ن المنظم��ات‬ ‫المدافعة عن حقوق اإلنسان في سورية‪ ،‬تقوم بالكشف‬ ‫عن المس��ببين للعنف والممارسين له‪ ،‬وعن المسئولين‬ ‫عن وقوع ضحايا (قتلى وجرحى)‪ ،‬سواء أكانوا حكوميين‬

‫أم غير حكوميين‪ ،‬وإحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تش��كيل محكمة خاصة مؤلف��ة من عدت غرف‬ ‫للنظ��ر ف��ي الجرائ��م المرتكبة بحق الش��عب الس��وري‬ ‫وذلك بالتعاون مع محكمة الجنايات الدولية واالس��تفادة‬ ‫من التجارب المش��ابه في هذا الش��أن من محاكم خاصة‬ ‫مختلطة أو دوليةأو وطنية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬إيج��اد الحلول الس��ليمة بمش��اركة الس��وريين‬ ‫على اختالف انتماءاتهم ومش��اربهم‪ ،‬ه��ذه الحلول التي‬ ‫س��تكون بمثاب��ة الضمان��ات الحقيقي��ة لصيان��ة وح��دة‬ ‫المجتم��ع الس��وري وضم��ان مس��تقبل ديمقراطي آمن‬ ‫لجميع أبنائه بالتساوي دون اي استثناء‪.‬‬ ‫‪ - 6‬إط�لاق س��راح كاف��ة المعتقلين السياس��يين‪،‬‬ ‫وجميع من تم اعتقالهم بس��بب مشاركاتهم بالتجمعات‬ ‫الس��لمية التي قامت في مختلف المدن الس��ورية‪ ،‬ما لم‬ ‫توج��ه إليهم تهمة جنائية معترف بها ويقدموا على وجه‬ ‫ً‬ ‫السرعة لمحاكمة تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة‪.‬‬ ‫‪ - 7‬إطالق س��راح كافة المختطفين أيا تكن الجهات‬ ‫الخاطفة‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الكشف الفوري عن مصير المفقودين‪.‬‬ ‫دمشق في‪2013 / 6 / 6‬‬ ‫المنظمات المدافعة عن حقوق اإلنسان في سورية‬ ‫‪ .1‬المنظمة الوطنية لحقوق اإلنسان في سورية‬ ‫‪ .2‬منظمة حقوق اإلنسان في سورية – ماف‬ ‫‪ .3‬المنظم��ة الكردي��ة للدف��اع عن حقوق اإلنس��ان‬ ‫والحريات العامة في سورية (‪)DAD‬‬ ‫‪ .4‬المنظمة العربية لحقوق اإلنسان في سورية‬ ‫‪ .5‬اللجن��ة الكردي��ة لحق��وق اإلنس��ان في س��وريا‬ ‫(الراصد)‪.‬‬ ‫‪ .6‬منظم��ة الدفاع عن معتقلي الرأي في س��ورية ‪-‬‬ ‫روانكة‬ ‫‪ .7‬لج��ان الدفاع عن الحري��ات الديمقراطية وحقوق‬ ‫اإلنسان في سورية (ل‪ .‬د‪ .‬ح)‪.‬‬


‫إل��ى المحكم��ة الجنائي��ة الدولية‪ ،‬كونه��ا المحفل األكثر‬ ‫قدرة على المالحقة الجنائية الفعالة لمن يتحملون أكبر‬ ‫المسؤولية عن االنتهاكات في سوريا‪.‬‬ ‫وق��ال نديم ح��وري أن "معرفة حقيق��ة دور أجهزة‬ ‫األمن في التجس��س على الس��وريين وإرهابهم س��وف‬ ‫ّ‬ ‫تمكنه��م م��ن حماي��ة أنفس��هم م��ن االنته��اكات ف��ي‬ ‫المس��تقبل"‪ ،‬مضيف��اً "لك��ن حت��ى يع��رف الس��وريون‬ ‫الحقيقة ما أن ينتهي النزاع‪ ،‬من المهم للغاية في ظروف‬ ‫الح��رب الصعبة هذه أن يتم حف��ظ األدلة المحتملة على‬ ‫دور قوات األمن"‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫أعلنت منظمة" هيومن رايتس ووتش" إنها اطلعت‬ ‫عل��ى وثائق وأدل��ة مادية تش��ير إل��ى احتجاز الس��جناء‬ ‫تعس��فياً وتعذيبه��م في ف��روع األمن التابع��ة للحكومة‬ ‫الس��ورية بمدينة الرق��ة التي أصبحت تخضع لس��يطرة‬ ‫المعارضة‪.‬‬ ‫وقال��ت المنظم��ة أن باحثيه��ا زاروا ف��ي أواخ��ر‬ ‫نيس��ان‪ 2013‬مقار ألمن الدولة والمخابرات العس��كرية‬ ‫ف��ي الرق��ة‪ ،‬الت��ي أصبح��ت حالي��ًا وفعليًا تحت س��يطرة‬ ‫جماعات المعارضة المسلحة‪.‬‬ ‫وأوضح نديم حوري‪ ،‬نائب المدير التنفيذي لقس��م‬ ‫الشرق األوس��ط وش��مال أفريقيا في المنظمة "ما رأينا‬ ‫م��ن وثائق وزنازي��ن وحجرات اس��تجواب وأجهزة تعذيب‬ ‫ف��ي مق��ار األم��ن الحكومية‪ ،‬تتفق م��ع أقوال الس��جناء‬ ‫الس��ابقين الذي��ن وصفوا لنا م��ا تعرضوا ل��ه منذ بداية‬ ‫االنتفاضة في سوريا"‪.‬‬ ‫ودعا "من يس��يطرون على الرق��ة اآلن" إلى "حماية‬ ‫ه��ذه المواد المتواجدة بالمقار حت��ى يمكن التوصل إلى‬ ‫الحقيقة وحتى يُحاسب المسؤولون عمّا حدث"‪.‬‬ ‫وقالت المنظمة أن على قيادات المعارضة المحلية‪،‬‬ ‫بدع��م من االئت�لاف الوطني لق��وى الث��ورة والمعارضة‬ ‫الس��ورية وخبراء دوليي��ن محايدين أن يقوم��وا بحماية‬ ‫أدلة التعذيب وأدلة االحتجاز التعسفي المحتمل وجودها‬ ‫في مراكز قوات األمن بالمناطق الخاضعة للمعارضة‪.‬‬ ‫والحظ باحثو" هيومن رايتس ووتش" أن مقر أمن‬ ‫الدولة ف��ي الرقة تح��وّل إلى مركز اعتق��ال حيث كانت‬ ‫غرفه أش��به بزنازين ورأوا جهاز تعذيب "بس��اط الريح"‬ ‫داخ��ل المق��ر‪ ،‬الذي ق��ال المحتج��زون الس��ابقون إنهم‬ ‫وُضعوا عليه وكان يُس��تخدم لشل حركتهم وتمديدهم‬ ‫عليه بش��كل مؤل��م للغاي��ة أو لثني أطرافهم للتس��بب‬

‫باأللم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ورأوا أيض��ا ف��ي مق��ر‬ ‫المخاب��رات العس��كرية في‬ ‫الرقة ث�لاث زنازي��ن حبس‬ ‫انف��رادي وزنزان��ة جماعية‬ ‫ف��ي النص��ف األيم��ن م��ن‬ ‫الطبقة األولى للمنشأة‪.‬‬ ‫وتحدث أربعة أشخاص‬ ‫للمنظمة ع��ن قيام الضباط‬ ‫والح��راس ف��ي المق��ر‬ ‫بالكهرب��اء‬ ‫بتعذيبه��م‪،‬‬ ‫باله��راوات‬ ‫والض��رب‬ ‫الكهربائي��ة وباألحزمة‪ ،‬كما‬ ‫تضمن��ت ط��رق التعذي��ب‬ ‫تعرية السجين وسكب الماء‬ ‫علي��ه ف��ي الب��رد الق��ارس‬ ‫والضرب‪.‬‬ ‫وأش��ارت المنظم��ة‬ ‫إلىأن��ه باإلضاف��ة إلى مقار‬ ‫أم��ن الدول��ة والمخاب��رات‬ ‫العس��كرية‪ ،‬هن��اك ثالثة مق��ار أخرى في مدين��ة الرقة‬ ‫ـ كان��ت ت��دار من قبل األم��ن الجنائي واألمن السياس��ي‬ ‫والمخابرات الجوية ـ وهي اآلن تخضع لس��يطرة جماعات‬ ‫المعارضة المسلحة‪.‬‬ ‫وك��ررت "هيوم��ن رايت��س ووتش" دع��وة مجلس‬ ‫األمن إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫ودع��ت الدول األخرى إل��ى االنضمام إل��ى الدعوات‬ ‫المتزاي��دة بالمحاس��بة‪ ،‬عن طري��ق دعم إحال��ة الوضع‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫"هيومن رايت�س ووت�ش"‪ :‬لدينا �أدلة على‬ ‫ح�صول تعذيب يف فروع الأمن بالرقة‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪5‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫يف معركة الق�صري‬ ‫كذبة املمانعة وال�سوريون‬ ‫يدفعون الثمن دم ًا‬

‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫ف��ي الراب��ع م��ن تش��رين األول‬ ‫‪2011‬ع��ام وف��ي قاعة مجل��س األمن‬ ‫ف��ي نيوي��ورك أعلن الفيتو الروس��ي ‪-‬‬ ‫الصين��ي المزدوج بداي��ة مجابهة حلف‬ ‫موس��كو ‪ -‬بكين‪ ،‬مع حل��ف الناتو الذي‬ ‫يض��م دول ضفت��ي األطلس��ي بزعامة‬ ‫الوالي��ات المتح��دة وصو ًال إل��ى جناحه‬ ‫الجنوبي الشرقي ممث ًال في تركيا‪.‬‬ ‫إنها لعبة األمم في س��وريا‪ ،‬إيران‬ ‫تس��عى لتثبي��ت نفوذها ومكتس��باتها‬ ‫في المنطقة بعد أن س��لمها األمريكان‬ ‫بغداد‪ ،‬ونصر اهلل بيروت باتت دمش��ق‬ ‫عاصمته��ا األثي��رة‪ ،‬والروس يعيش��ون‬ ‫هاج��س اس��تغناء أوروب��ا ع��ن الغ��از‬ ‫الروس��ي‪ ،‬ال��ذي يزوده��ا اآلن بثل��ث‬ ‫احتياجاته��ا‪ ،‬واس��تبداله بغ��از خليج��ي‬ ‫يص��ل بس��رعة وبتكلف��ة أق��ل عب��ر‬ ‫الساحل الس��وري‪ ،‬أو عبر أنابيب تصل‬ ‫من الخليج عبر األردن وس��ورية وتركيا‬ ‫إل��ى األراض��ي األوروبي��ة‪ .‬واألت��راك‬ ‫يريدون جعل أراضيه��م ملتقى أنابيب‬ ‫الغ��از والنف��ط الخليجي��ة‪ ،‬إضاف��ة إلى‬ ‫أنابي��ب غ��از ونف��ط القوق��از وآس��يا‬ ‫الوسطى الس��وفياتية السابقة‪ ،‬لتكون‬ ‫تركيا ممرًا لها نحو القارة األوروبية‪.‬‬ ‫لعبة األم��م ووحدهم الس��وريون‬ ‫يدفع��ون الثم��ن دم��اً‪ ،‬والي��وم غ��دت‬ ‫الح��رب طائفي��ة صرف��ة‪ ،‬فتحت س��تار‬ ‫حماية االضرحة والمزارات يتدفق آالف‬ ‫المتطوعين الش��يعة من العراق ولبنان‬ ‫واي��ران إلى دمش��ق للقتال إل��ى جانب‬ ‫النظام‪ ،‬واالنخراط في كتائب اش��هرها‬ ‫كتيب��ة "اب��و الفض��ل العب��اس"‪ .‬الت��ي‬ ‫تتحضر للهجوم على حلب بحجة حماية‬ ‫قريتي نبل والزهراء‪.‬‬ ‫الح��زب الممان��ع الذي بل��غ امتالؤه‬ ‫بذاته تس��مية نفسه "حزب اهلل" أعلنها‬ ‫زعيمه حربًا عل��ى التكفيريّين‪ .‬ليحيّد‬ ‫بصورة الفتة العدوّ اإلس��رائيلي‪ ،‬فبعد‬ ‫الع��ام ‪ 2006‬انكف��ًا الحزب ف��ي بيروت‬ ‫بعيداً عن الجبهة مع اس��رائيل التي حل‬ ‫فيه��ا الجي��ش اللبناني بموج��ب اتفاق‬ ‫دول��ي‪ .‬وبدا جن��وده ومقاتلي��ه بحاجةٍ‬ ‫لنصر معنوي بعد اجتياحهم بيروت عام‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 2007‬وإس��قاطهم لحكوم��ة األغلبي��ة‬ ‫النيابية وانقضاضهم على لبنان الدولة‬ ‫وتحويل��ه إم��ار ًة ش��يعية‪ ،‬أتت��ه معركة‬ ‫طبق من ذه��ب‪ ،‬ليكون‬ ‫القصي��ر عل��ى ٍ‬ ‫االس��تيالء عل��ى مدين��ة القصي��ر أكبر‬ ‫إنجاز يحققه النظام الس��وري وحلفاؤه‬ ‫من��ذ انفج��ار الث��ورة في س��ورية قبل‬

‫عامين وش��هرين‪ ،‬وال بد أن قوات حزب‬ ‫اهلل الت��ي تتمت��ع بخب��رات كبي��رة ف��ي‬ ‫ح��رب العصابات‪ ،‬س��اعدت النظام على‬ ‫اس��ترداد القصير وأعطته دفعًا معنويًا‬ ‫بعد خس��اراته المتك��ررة في ريف حلب‬ ‫ودمشق وإدلب والرقة ودرعا‪.‬‬ ‫ولع��ل الص��ورة الت��ي نش��رتها‬ ‫صحيف��ة المس��تقبل اللبناني��ة ي��وم‬ ‫الخميس الماضي‪ ،‬أكبر داللة على الغدر‬ ‫الذي مارسه حزب اهلل بحق السوريين‪،‬‬ ‫أت��ت الص��ورة بنصفي��ن ف��ي األعل��ى‬ ‫صور ٌة لالجئي حزب اهلل عام ‪ 2006‬في‬ ‫مدين��ة القصير التي اس��تقبلهم أهلها‬ ‫وتقاس��موا معهم السكن والغذاء‪ ،‬وفي‬ ‫النصف الثاني االحتفاالت في الضاحية‬ ‫الجنوبية بسقوط القصير‪ ،‬ونساء حزب‬ ‫اهلل يوزع��ن الحل��وى س��روراً وابتهاجًا‬ ‫بقتل السوريين وتجويعهم‪.‬‬ ‫ول��و كان��ت المس��ألة في س��قوط‬ ‫القصير فحس��ب‪ ،‬النتص��ر النظام منذ‬ ‫ع��ام خ�لا ف��ي باب��ا عم��رو‪ ،‬أن الحرب‬ ‫ٍ‬ ‫س��جال فكيف بحرب العصاب��ات‪ ،‬ولعله‬ ‫م��ن الجدير بالذكر أن الح��زب االيراني‬ ‫اللبناني لم يس��تطع فتح ثغرةٍ لدخول‬ ‫القصي��ر إال بع��د تس��ع غ��اراتٍ ش��نها‬ ‫طي��ران النظام‪ ،‬ليدخ��ل بعدها القتلة‪،‬‬ ‫خاس��ر ال‬ ‫حزب‬ ‫ويش��اركوا ف��ي‬ ‫ٍ‬ ‫انتح��ار ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫محالة ولو ربحَ جولة‪.‬‬ ‫وبالحدي��ث ع��ن الح��زب االيران��ي‬ ‫اللبناني‪ ،‬يأتي ملفن��ا اليوم عن حديثِ‬ ‫رأس النظام لقن��اة المنار التلفزيونية‪،‬‬ ‫في رس��الةٍ واضحةٍ للتحالف الطائفي‬ ‫بي��ن النظ��ام وح��زب اهلل‪ ،‬فحت��ى في‬ ‫بلدٍ يحك��م طائفيًا كلبنان اختار رئيس‬ ‫الجمهوري��ة وهو المعب��ر عن المارونية‬ ‫السياس��ية تلفزي��ون المس��تقبل‬ ‫"تلفزيون الس��نية السياس��ية" ليطرح‬ ‫أف��كاره وآرائ��ه ح��ول م��ا يج��ري ف��ي‬ ‫المنطق��ة أم��ا رأس النظ��ام فق��د أتى‬ ‫ً‬ ‫رس��الة للجمي��ع بأنها‬ ‫لق��اؤه م��ع المنار‬ ‫ح��رب حي��اةٍ أو موت بالنس��بة له‪ ،‬وهو‬ ‫مس��تعدٌ ليح��رق س��وريا والمنطق��ة‬ ‫مقابل توريث حكمه‪.‬‬ ‫أطل��ق رأس النظ��ام عبارات��ه‬ ‫المتبجح��ة‪ ،‬وكلمات��ه المغ��رورة‪ ،‬الت��ي‬ ‫رج��ل ضعيف‪ ،‬يقف‬ ‫كانت متوقعةٍ من‬ ‫ٍ‬ ‫عل��ى رأس أم��ةٍ مضطه��دة‪ ،‬انتفضت‬ ‫على القيد‪ ،‬ويتصور نفسه حراً يتحدث‬ ‫بالنياب��ة ع��ن أمةٍ ح��رة أيض��ًا‪ ،‬يصف‬ ‫المعارضي��ن بالعبيد ويعلن اس��تعداده‬

‫للحوار مع أسيادهم‪..‬‬ ‫كم��ا تناس��ى عب��ارات الطائفي��ة‬ ‫الت��ي ظه��رت للمرة األولى على لس��ان‬ ‫مستشارته بعد أحداث درعا‪ ،‬يوم كانت‬ ‫ً‬ ‫سلمية تقف في وجه الرصاص‪،‬‬ ‫الثورة‬ ‫ليلقي التهمة على المعارضين قائ ًال‪:‬‬ ‫"انتقلوا لطرح المفاهيم الطائفية‬ ‫أو العناوين الطائفية بهدف خلق ش��رخ‬ ‫داخ��ل المجتم��ع الس��وري‪ ..‬تمكنوا من‬ ‫الدخ��ول إلى بع��ض الزواي��ا الموجودة‬ ‫ف��ي المجتمع الس��وري وه��ي موجودة‬ ‫في أي مجتمع‪ ..‬زوايا من الجهل وضعف‬ ‫الوع��ي‪ ..‬ولكن بالمحصل��ة لم يتمكنوا‬ ‫من خلق هذا الش��رخ بش��كل حقيقي‪..‬‬ ‫ولو وجد هذا الش��رخ لتقس��مت سورية‬ ‫منذ البدايات"‪.‬‬ ‫كما يتناسى األسد أهازيج مؤيديه‬ ‫بال��روح بالدم‪ ،‬واألس��د أو نح��رق البلد‬ ‫قائ ًال‪" :‬اس��تخدموا عنوانا آخر‪ ..‬وهو أن‬ ‫ما يحصل هو صراع من أجل الكرسي‪..‬‬ ‫لكنهم وقعوا في فخهم أيضًا‪ ..‬الحقيقة‬ ‫كان واضحا بأن القضية ليس��ت قضية‬ ‫كرس��ي‪ ..‬وب��أن المعركة ه��ي معركة‬ ‫وطن وليس��ت معركة كرس��ي‪ ..‬ال أحد‬ ‫يقاتل ويستش��هد من أجل كرسي ألي‬ ‫شخص"‪.‬‬ ‫أضاف األس��د‪" :‬أجدادنا جربوا هذا‬ ‫الموضوع مع الفرنسيين عندما طرحت‬ ‫فرنسا تقسيم س��ورية‪ ..‬وكانوا واعين‬ ‫له��ذا الموض��وع من��ذ عق��ود‪ .‬هل من‬ ‫الممك��ن أن نك��ون نح��ن كأحف��اد بعد‬ ‫عق��ود أق��ل وعي��ا… المعرك��ة‪ ..‬وكل‬ ‫ما يحص��ل اآلن في القصي��ر‪ ..‬وكل ما‬ ‫نس��معه من عويل مرتب��ط بالموضوع‬ ‫اإلس��رائيلي‪ ..‬توقي��ت معرك��ة القصير‬ ‫مرتب��ط م��ع الضرب��ة اإلس��رائيلية‪..‬‬ ‫المطل��وب ه��و خن��ق المقاوم��ة‪ ..‬هذه‬ ‫المعرك��ة القديم��ة الجدي��دة‪ ..‬كل مرة‬ ‫تأخذ ش��كال م��ن األش��كال‪ ..‬اآلن ليس‬ ‫المه��م ه��و القصي��ر كمدين��ة‪ ..‬وإنما‬ ‫المه��م ه��و الح��دود‪ ..‬المطل��وب خنق‬ ‫المقاوم��ة برا وبح��را‪ ..‬لذلك هنا يطرح‬ ‫س��ؤال‪ ..‬يق��ال أن المقاوم��ة يج��ب أن‬ ‫توجه س�لاحها باتج��اه الع��دو وبالتالي‬ ‫باتجاه الجن��وب‪ ..‬قيل هذا الكالم في ‪7‬‬ ‫أي��ار‪ ..‬عندما حاول البع��ض من عمالء‬ ‫إس��رائيل في لبن��ان أن يس��تولوا على‬ ‫اتصاالت المقاومة‪ ..‬فقالوا أن المقاومة‬ ‫حول��ت س�لاحها باتج��اه الداخ��ل‪ .‬قالوا‬ ‫نفس ال��كالم ع��ن الجيش الس��وري‪..‬‬

‫وبأنه يج��ب أن يقاتل عل��ى الحدود مع‬ ‫إس��رائيل‪ ..‬نحن قلنا بشكل واضح جدا‬ ‫أن الجي��ش يقات��ل الع��دو أينم��ا وجد‪..‬‬ ‫عندم��ا يأتي العدو من الش��مال نتحرك‬ ‫باتج��اه الش��مال أو الش��رق أو الغ��رب‪..‬‬ ‫نفس الشيء بالنسبة للمقاومة‪ ..‬لماذا‬ ‫يتواج��د ح��زب اهلل على الح��دود داخل‬ ‫لبن��ان أو داخل س��ورية… ألن المعركة‬ ‫هي معركة مع العدو اإلس��رائيلي أو مع‬ ‫وكالئه في سورية أو في لبنان‪.‬‬ ‫دلي��ل على تجربة أجداده مع‬ ‫وخير‬ ‫ٍ‬ ‫تقسيم سوريا هي الوثيقة رقم ‪3547‬‬ ‫ُ‬ ‫"وثيقة العلويّين‬ ‫تاريخ ‪،1936 / 6 / 15‬‬ ‫االنفصاليّي��ن" التي رُفعتْ إلى رئيس‬ ‫الحكومة الفرنس��يّ آنذاك‪ ،‬ليون بلوم‪.‬‬ ‫والتي رد فيها س��فير فرنسا لدى األمم‬ ‫المتّحدة على مندوب سوريا الدائم لدى‬ ‫األمم المتحدة "بشّار الجعفري"‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫"بما أنّ��ك تحدّثتَ عن فت��رة االحتالل‬ ‫الفرنس��يّ لس��وريا‪ ،‬فم��ن واجب��ي أن‬ ‫ّ‬ ‫أذكرك بأن جدَّ رئيس��كم األسد طالبَ‬ ‫فرنس��ا بعدم الرحيل عن سوريا وعدم‬ ‫منحها االستقالل‪ ،‬وذلك بموجب وثيقةٍ‬ ‫رس��ميّةٍ وقّ��ع عليه��ا محفوظ��ةٍ ف��ي‬ ‫وإن أحببتَ‬ ‫وزارة الخارجيّة الفرنسيّة‪ْ .‬‬ ‫ً‬ ‫نسخة عنها"‪.‬‬ ‫أعطيكَ‬ ‫ويك��ذب األس��د حليف��ه نصر اهلل‬ ‫الذي أعلن ع��ن قتاله في س��وريا لمنع‬ ‫النظام من السقوط‪ ،‬حين قال‪:‬‬ ‫"لنتحدث بش��كل منطقي‪ ..‬إذا كان‬ ‫ح��زب اهلل أو المقاوم��ة تري��د أن تدافع‬ ‫عن س��ورية‪ ..‬فإنها سترس��ل عددا من‬ ‫المقاتلين‪ ..‬كم ترس��ل… بضع مئات‪..‬‬ ‫ألف‪ ..‬ألفين‪ ..‬نح��ن نتحدث عن معركة‬ ‫فيه��ا مئات اآلالف من الجيش الس��وري‬ ‫وعش��رات اآلالف م��ن اإلرهابيي��ن أن‬ ‫ل��م يكن أكث��ر من مئة أل��ف ألن تغذية‬ ‫اإلرهابيين مستمرة من الدول المجاورة‬ ‫والدول الت��ي تدعمها من الخارج‪ ..‬فهذا‬ ‫العدد الذي يمكن أن يس��هم فيه الحزب‬ ‫بالدف��اع ع��ن الدول��ة ف��ي معركته��ا‪..‬‬ ‫مقارن��ة بع��دد اإلرهابيي��ن والجيش‪..‬‬ ‫ومقارنة بالمساحة السورية‪ ..‬ال يحمي‬ ‫نظام��ا‪ ..‬وال دول��ة‪ ..‬ه��ذا م��ن جان��ب‪..‬‬ ‫إذا قال��وا أن��ه يدافع عن الدول��ة أيضاً‪..‬‬ ‫لم��اذا الي��وم‪ ..‬لم��اذا ه��ذا التوقي��ت‪..‬‬ ‫المعارك ابتدأت بعد رمضان عام ‪2011‬‬ ‫وتصاعدت حت��ى وصلنا إلى عام ‪2012‬‬ ‫صيف عام ‪ 2012‬وبدؤوا معركة تحرير‬ ‫دمشق‪ ..‬وكانت هناك ساعة صفر أولى‬ ‫وثاني��ة وثالث��ة‪ ..‬وتم اغتي��ال الضباط‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫األربعة‪ ..‬وحصلت عدة عمليات فرار من‬ ‫الدولة في سورية‪ ..‬وكان الكثير يعتقد‬ ‫أن ذلك الوقت هو وقت سقوط الدولة‪..‬‬ ‫ولم تسقط‪ ..‬ومع ذلك لم يتدخل حزب‬ ‫اهلل ف��ي ذلك الوقت‪ ..‬فلماذا س��يتدخل‬ ‫اآلن… ه��ذا جانب آخ��ر‪ ..‬وهناك جانب‬ ‫أهم‪ ..‬لماذا لم نر حزب اهلل في دمش��ق‬ ‫وفي حلب‪ ..‬المعركة األكبر في دمش��ق‬ ‫وف��ي حل��ب وليس��ت ف��ي القصي��ر‪..‬‬ ‫القصي��ر مدينة صغيرة‪ ..‬لم��اذا لم نره‬ ‫ف��ي حم��ص… كل ه��ذه المعطي��ات‬ ‫غي��ر دقيق��ة‪ ..‬القصير اس��تراتيجية…‬ ‫كل الح��دود اس��تراتيجية بالنس��بة‬ ‫لإلرهابيي��ن‪ ..‬كل الح��دود تس��تخدم‬ ‫لتس��ريب الس�لاح واإلرهابيي��ن‪ ..‬ف�لا‬ ‫عالقة لكل ه��ذه العناوين التي طرحت‬ ‫بموض��وع حزب اهلل‪ ..‬إذا ربطنا ما طرح‬ ‫اآلن‪ ..‬الن��واح والعوي��ل ال��ذي نس��معه‬ ‫اآلن ف��ي اإلعالم العرب��ي وبتصريحات‬ ‫المس��ؤولين العرب واألجانب‪ ..‬حتى بأن‬ ‫ك��ي مون أصب��ح قلقا م��ن تدخل حزب‬ ‫اهلل ف��ي القصي��ر‪ ..‬ه��ذا كل��ه مرتبط‬ ‫بعملية خنق المقاومة‪ ..‬ليس له عالقة‬ ‫بالدف��اع عن الدولة الس��ورية‪ ..‬الجيش‬ ‫الس��وري حقق إنجازات كبي��رة جدا في‬ ‫حلب ودمش��ق وريف دمشق‪ ..‬ولكن لم‬ ‫نسمع هذا النواح الذي سمعناه اآلن في‬ ‫القصير"‪.‬‬ ‫ولع��ل الهذر بلغ م��داه حين تحدث‬ ‫ع��ن فت��ح جبه��ة الج��والن وربطه��ا‪،‬‬ ‫بالمزاج الشعبي وكأن السوريين وعلى‬ ‫مدى أربعين عامًا كانوا راضين باحتالل‬ ‫اس��رائيل ألرضه��م‪ ،‬مم��ا من��ع نش��وء‬ ‫مقاوم��ةٍ عل��ى األرض الس��ورية‪ ،‬وأن‬ ‫المزاج الشعبي كان مطمئنًا ألن الجيش‬ ‫يق��وم بدوره‪ ،‬فال مب��رر للمقاومة‪ ،‬هذا‬ ‫الجي��ش ال��ذي ت��رك إس��رائيل تعرب��د‬ ‫وتقصف ف��ي األجواء الس��ورية والتزم‬ ‫الصمت أربعين عاماً‪..‬‬ ‫"الحقيق��ة هن��اك ضغ��ط ش��عبي‬ ‫واض��ح باتج��اه فت��ح جبه��ة الج��والن‬

‫للمقاومة‪ ..‬وهناك حماس حتى عربي‪..‬‬ ‫م��ن وف��ود عربي��ة أت��ت إلى س��ورية‪..‬‬ ‫عملية المقاومة ليست عملية بسيطة‪..‬‬ ‫ليس��ت ه��ي فق��ط فت��ح‪ ..‬بالمعن��ى‬ ‫الجغراف��ي‪ ..‬ه��ي قضي��ة سياس��ية‬ ‫عقائدية اجتماعية‪ ..‬وبالمحصلة تكون‬ ‫قضية عسكرية‪.‬‬ ‫"‪ ..‬ه��م يتحدث��ون دائم��ا ع��ن أن‬ ‫س��ورية تغلق الجبهة أو تفتح الجبهة‪..‬‬ ‫الدول��ة ال تخل��ق مقاوم��ة‪ ..‬أن لم تكن‬ ‫المقاومة عفوية وش��عبية فهي ليس��ت‬ ‫مقاوم��ة‪ ..‬وال يمك��ن أن تصنع‪ ..‬الدولة‬ ‫إم��ا تدع��م أو تعرق��ل المقاوم��ة كم��ا‬ ‫يحص��ل في عدد م��ن ال��دول العربية‪..‬‬ ‫لكن أعتقد أن الدولة التي تقف في وجه‬ ‫المقاوم��ة هي دولة متهورة‪ ..‬فليس��ت‬ ‫القضية أن س��ورية ق��ررت بعد أربعين‬ ‫عام��ا أن تذه��ب به��ذا االتج��اه‪ ..‬هناك‬ ‫جيش يق��وم بواجب��ه‪ ..‬وبالتالي الحالة‬ ‫الفكرية بالنسبة للمواطنين بأن هناك‬ ‫م��ن يقوم بهذا الواجب‪ ..‬يعمل من أجل‬ ‫تحرير األرض‪ ..‬لو لم يكن هناك جيش‬ ‫كما حصل في لبن��ان عندما كان هناك‬ ‫جيش منقس��م ودولة منقس��مة خالل‬ ‫الحرب األهلية‪ ..‬لكانت ظهرت المقاومة‬ ‫منذ زمن طويل‪ ..‬اآلن في هذه الظروف‬ ‫هن��اك عدة عوام��ل تدفع به��ذا االتجاه‬ ‫أوال‪ ..‬االعتداءات اإلسرائيلية المتكررة‪..‬‬ ‫هي عامل أساسي في خلق هذه الرغبة‬ ‫وه��ذا الداف��ع‪ ..‬ثانيا‪ ..‬انش��غال الجيش‬ ‫والقوات المس��لحة في أكث��ر من مكان‬ ‫عل��ى األرض الس��ورية‪ ..‬وه��ذا يعطي‬ ‫ش��عورا ل��دى الكثي��ر م��ن المواطني��ن‬ ‫بأن��ه م��ن واجبن��ا اآلن أن نق��وم نح��ن‬ ‫بالتحرك بهذا االتجاه لكي ندعم القوات‬ ‫المسلحة على جبهة الجوالن‪.‬‬ ‫أم��ا الرس��الة األه��م الت��ي فش��ل‬ ‫األس��د ي إيصاله��ا فه��ي التلمي��ح عن‬ ‫أس��لحة ال��ـ اس‪ 300‬الكاس��رة للتوازن‬ ‫وإعطائ��ه االنطب��اع أن ب�لاده تس��لمت‬ ‫الدفعة األولى منها قائ ًال‪" :‬كل ما اتفقنا‬

‫عليه مع روس��يا س��يتم‪ ..‬وتم جزء منه‬ ‫خالل الفت��رة الماضية‪ ..‬ونحن والروس‬ ‫مستمرون بتنفيذ عقود توريد السالح‪،‬‬ ‫نح��ن ال نعلن عن الموضوع العس��كري‬ ‫ع��ادة‪ ..‬ما ال��ذي يأتينا وما ه��و موجود‬ ‫لدينا‪ ..‬ولكن بالنسبة للعقود مع روسيا‬ ‫فه��ي غي��ر مرتبط��ة باألزم��ة‪ ..‬نح��ن‬ ‫نتفاوض معهم على أنواع مختلفة من‬ ‫األسلحة منذ س��نوات‪ ..‬وروسيا ملتزمة‬ ‫مع سورية بتنفيذ هذه العقود‪ ..‬ما أريد‬ ‫أن أقول��ه ه��و أنه ال زي��ارة نتنياهو وال‬ ‫األزمة نفسها وظروفها أثرت في توريد‬ ‫السالح‪ ..‬فكل ما اتفقنا عليه مع روسيا‬ ‫سيتم‪ ..‬وتم جزء منه طبعا خالل الفترة‬ ‫الماضي��ة‪ ..‬ونحن والروس مس��تمرون‬ ‫بتنفيذ هذه العقود‪.‬‬ ‫س��ارع الرئي��س الروس��ي بال��رد‬ ‫عل��ى حليف��ه م��ن خ�لال التصريح��ات‬ ‫الت��ي ادل��ى بها عل��ى هامش لق��اء مع‬ ‫االتحاد االوروبي‪ ،‬وقال فيها أن روس��يا‬ ‫لم تس��لم حتى اآلن صواريخ اس ‪300‬‬ ‫المتقدمة إلى س��ورية‪ ،‬لتحافظ روسيا‬ ‫على تقاليدها منذ االتحاد الس��وفييتي‬ ‫وتمح��و ما تبقى لها م��ن مصداقية في‬ ‫المنطقة العربية بل والعالم االسالمي‬ ‫ف��ي نظ��ر كثيري��ن‪ ،‬خاص��ة أن هن��اك‬ ‫انتقادات عديدة له��ا تركز على اتهامها‬ ‫بعدم الوفاء بتعهداته��ا إلى اصدقائها‪،‬‬ ‫ولع��ل الموق��ف الروس��ي م��ن ص��دام‬ ‫دلي��ل عل��ى مصداقية‬ ‫والقذاف��ي خي��ر‬ ‫ٍ‬ ‫الروس البارعين في المناورة وصفقات‬ ‫الساعة األخيرة‪.‬‬ ‫ربم��ا جاز لنا تس��مية اللق��اء بلقاء‬ ‫النس��يانات الت��ي تعمده��ا األس��د‪،‬‬ ‫ً‬ ‫دس��تور ونظام‬ ‫خاصة عن��د حديثه عن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫رئاس��ي في رده على الحكومة الموسع‬ ‫الصالحي��ات المنص��وص عليه��ا ف��ي‬ ‫جني��ف‪ ،1‬دس��تور الجمهوري��ة العربية‬ ‫الس��ورية الذي عدل ف��ي خمس دقائق‬ ‫أسباب موجبة‪.‬‬ ‫لتوريثه عرش أبيه‪ ،‬دون‬ ‫ٍ‬ ‫"ه��م يقول��ون يري��دون حكومة‬

‫انتقالي��ة ال دور للرئي��س فيها‪ ..‬طبعا‬ ‫الرئيس ال يرأس حكومة‪ ..‬في سورية‬ ‫نح��ن ف��ي نظ��ام رئاس��ي‪ ..‬الرئي��س‬ ‫في رئاس��ة الجمهوري��ة وهو ال يرأس‬ ‫الحكوم��ة‪ ..‬هن��اك رئي��س للحكومة‪..‬‬ ‫ه��م يري��دون حكوم��ة بصالحي��ات‬ ‫واس��عة‪ ..‬الدس��تور الس��وري يعط��ي‬ ‫الحكوم��ة صالحيات كامل��ة والرئيس‬ ‫ه��و القائ��د الع��ام للجي��ش والق��وات‬ ‫المس��لحة وهو رئيس مجلس القضاء‬ ‫األعلى‪ ..‬أم��ا باقي المؤسس��ات فكلها‬ ‫تتب��ع بش��كل مباش��ر للحكوم��ة‪ ..‬أما‬ ‫تغيير صالحي��ات الرئيس فهذا يخضع‬ ‫للدس��تور‪ ..‬والرئي��س ال يس��تطيع أن‬ ‫يتن��ازل ع��ن صالحياته‪ ..‬ه��و ال يملك‬ ‫الدس��تور‪ ..‬الدس��تور بحاجة الستفتاء‬ ‫ش��عبي‪ ..‬هذه األش��ياء عندما يريدون‬ ‫طرحه��ا تطرح ف��ي المؤتم��ر وعندما‬ ‫نتف��ق على ش��يء‪ ..‬إذا اتفقن��ا‪ ..‬نعود‬ ‫ونطرحه��ا باس��تفتاء‪ ..‬ن��رى م��ا رأي‬ ‫الشعب السوري وعندها نسير‪ ..‬ولكن‬ ‫أن يطلب��وا مس��بقا تعديل الدس��تور‪..‬‬ ‫فه��ذا ش��يء ال يق��وم ب��ه الرئيس وال‬ ‫الحكوم��ة‪ ..‬إذ ال يحق لنا دس��توريا أن‬ ‫نقوم بهذا العمل"‪.‬‬ ‫يختم األس��د ب��أن م��ا يحصل في‬ ‫س��وريا ليس عدوانًا ثالثي��ًا كما حصل‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 1956‬وإنم��ا حقيق��ة ح��رب‬ ‫عالمية تش��ن على سورية وعلى النهج‬ ‫المق��اوم‪ ..‬فثقتنا بالنصر أكي��دة‪ ..‬وأنا‬ ‫أؤكد لهم أن س��ورية ستبقى كما كانت‬ ‫ب��ل أكث��ر م��ن قب��ل داعم��ة للمقاومة‬ ‫والمقاومي��ن ف��ي أي مكان م��ن العالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫ونخت��م بأن رأس النظام لم يدرك‬ ‫أن م��ا ف��ي يده قبض��ة رماد م��ن بقايا‬ ‫حريق‪ ،‬وأن القرار في الش��أن الس��وري‬ ‫ل��م يع��د آلل األس��د‪ ،‬ألن الصفحة من‬ ‫التاريخ السوري طويت‪ ،‬وصفحة أخرى‬ ‫زمان مختلف‪..‬‬ ‫بدأت‪ ،‬ومعها ٌ‬

‫‪7‬‬


‫رجل �إ�سرائيل يف دم�شق‬ ‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫حني ت�صري "�إ�سرائيل من حمور املمانعة"‬ ‫يف القنيطرة‪..‬‬

‫الياس س الياس‬

‫مدخل لفهم احلقيقة املغيبة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫ل��م يكن ق��د مرّ س��وى أيام على‬ ‫قص��ف طي��ران الع��دو لدمش��ق مع ما‬ ‫راف��ق ذل��ك م��ن ذل لم يس��تطع أكثر‬ ‫مؤيدي ومنظري عصابة بش��ار بلعه‪،‬‬ ‫حت��ى جاء توزي��ع الحلوى في دمش��ق‬ ‫نفس��ها وف��ي ضاحية بي��روت وبعلبك‬ ‫باعتب��ار أن "تحري��ر القصي��ر" انج��از‬ ‫لم يس��بقه انج��از لما يس��مى " محور‬ ‫الممانع��ة والمقاومة"‪ ..‬ف��ي الخامس‬ ‫من حزي��ران وبدال من أن يخجل نظام‬ ‫العصابة قليال ولو بمثل ما كان يفعله‬ ‫دوما بش��عارات‪ " :‬إزالة آثار النكس��ة‪..‬‬ ‫اإلصرار عل��ى تحرير األراضي العربية‬ ‫المحتل��ة والج��والن أوله��ا‪ " ..‬وغيرها‬ ‫من الش��عارات التي اعت��اد عليها أبواق‬ ‫تاريخيي��ن‪ ،‬وجدن��ا أنفس��نا صبيحة ‪6‬‬ ‫حزي��ران ‪ /‬يوني��و ‪ 2013‬أم��ام حقيقة‬ ‫تغيبه��ا القن��وات " الممانعة" ليس عن‬ ‫الرد ال��ذي ما زلت مراهن��ا أنه لم ولن‬ ‫يأت��ي رغ��م تخرص��ات ناص��ر قنديل‬ ‫وبقي��ة األبواق‪ ..‬بل عن ذلك المش��هد‬ ‫المخ��زي والمنق��ول عل��ى اله��واء من‬ ‫القنيطرة الس��ورية في المنطقة التي‬ ‫ل��م يك��ن يجرؤ نظ��ام األس��د األب وال‬ ‫االبن إدخال س��يارة عس��كرية إليها إال‬ ‫بع��د اس��تبدال تعريفها بـ"ش��رطة"‪..‬‬ ‫هي المنطقة التي يعرف الس��وري أنه‬ ‫يحتاج لموافق��ات أمنية لدخولها كجزء‬ ‫من ممانعة ‪ ٤٤‬سنة!‬ ‫قال��ت وس��ائل اإلع�لام العبري��ة‪:‬‬ ‫تقدم األس��د بطلب للسماح له بإدخال‬ ‫بضع��ة دباب��ات ليقصف بها مس��لحو‬ ‫المعارضة‪ ..‬ووافقت إسرائيل!‬ ‫القصة ليس��ت فضيحة‪ ،‬ففضائح‬ ‫الممانع��ة تاريخية تناوله��ا نزار قباني‬ ‫وس��عد اهلل ون��وس ومحم��د الماغوط‬ ‫وو‪ ..‬إنم��ا نح��ن بص��دد مش��هد يفتح‬ ‫التاريخ عل��ى ما ظن كتبت��ه البعثيون‬ ‫االنقالبي��ون أن��ه شُ��طب وانته��ى‬ ‫بالميكروفونات‪ ..‬وغسل األدمغة‪..‬‬ ‫المنطق يقول‪ :‬إذا كانت المؤامرة‬ ‫الكوني��ة تتزعمها الدول��ة الصهيونية‬ ‫م��ع واش��نطن والتكفيريي��ن م��ن‬ ‫"اإلرهابيي��ن" المنتش��رين حت��ى قرب‬ ‫الج��والن المحت��ل وبأن ج��رأة ووقاحة‬ ‫ه��ذا التحال��ف وص��ل به األم��ر قصف‬ ‫قاس��يون قب��ل أي��ام‪ ،‬فالمتوق��ع ال أن‬ ‫تس��مح رأس أفعى المؤام��رة الكونية‬ ‫بااللتفاف بدبابات أس��دية على هؤالء‬ ‫اإلرهابيي��ن التكفيريي��ن‪ ..‬أم أننا أمام‬ ‫منطق يش��به إلى حد بعي��د ذلك الذي‬ ‫يقول بتدمير س��وريا تنتصر س��وريا‪..‬‬ ‫وبتدمي��ر القصي��ر يكون دم الحس��ين‬

‫قد برد!؟‬ ‫بالتأكيد لست س��اذجا ألتوقع من‬ ‫غس��ان بن ج��دو وال من مراس��ليه وال‬ ‫م��ن المن��ار أن تنقل تلك االنكش��افة‬ ‫المذهل��ة‪ ..‬لكنن��ي على األق��ل أتوقع‬ ‫ق��راءة مثقف��ي الممانع��ة والمقاوم��ة‬ ‫للمس��ار الحقيق��ي لعالق��ات نظ��ام‬ ‫وظيف��ي كعصاب��ة الحك��م بدمش��ق‬ ‫م��ع الصهاينة‪ ..‬دون ه��ذا الكذب الذي‬ ‫يُض��خ عل��ى م��دى عامي��ن ويزيد من‬ ‫عمر الثورة السورية‪..‬‬ ‫ق��د ال يخط��ر عل��ى ب��ال ه��ؤالء‬ ‫المثقف��ون أن يراجع��وا م��ا تنش��ره‬ ‫مراك��ز األبحاث الصهيوني��ة والصحف‬ ‫العبري��ة وقنواتها‪ ،‬لي��س على طريقة‬ ‫االخت��راع التي يقوم بها صبيان بش��ار‬ ‫مم��ن يحمل��ون تس��ميات " محلل��ون‬ ‫إس��تراتيجيون"‪ ..‬بنق��ل ع��ن القن��اة‬ ‫العاشرة بدون أن يكون هناك أي شيء‬ ‫ف��ي تلك القناة وال يوج��د خبر يرمونه‬ ‫ليجتره من ال يستخدم عقله في البحث‬ ‫والرب��ط المنطقي‪ ..‬المعروف عن قناة‬ ‫" المقاوم��ة" أجادته��ا العبرية أكثر من‬ ‫ناصر اللحام‪ ،‬ولكنها أبداً لم تقم سوى‬ ‫بض��خ المزيد م��ن الك��ذب واالنتقائية‬ ‫التي تتماش��ى وأهداف أبع��د ما تكون‬ ‫ع��ن روح وفك��ر المقاوم��ة ف��ي دفاع‬ ‫مفلس ومكش��وف عن فاش��ية أسدية‬ ‫باتت تخرج عن الحدود السورية وحتى‬ ‫عن السيطرة العقلية عليها‪..‬‬ ‫إذا كان��ت القصي��ر ع��رت تمام��ا‬ ‫أكذوبة الممانعة فإن ‪ 6‬حزيران قضت‬ ‫على خرافة أن بشار " ممانع ومقاوم"‪..‬‬ ‫إال إذا كان صباح الس��ادس من حزيران‬ ‫أدخل "إس��رائيل" أيضاً فيما يس��مى "‬ ‫مح��ور الممانع��ة"! الياس ك��رام وزياد‬ ‫حلبي اتفقا على أن المس��افة الفاصلة‬ ‫بين المي��ركاڤا وتي‪ 72‬لم تكن س��وى‬ ‫عشرات األمتار!‬ ‫أن��ا ال أتجنى على الواقع إذا ذكرت‬ ‫ب��أن مش��هد كذل��ك ال��ذي نس��ق فيه‬ ‫الممانع مع المحتل ليس فيه ما يش��ي‬ ‫بعدائية وال بأن إس��رائيل حقا س��عيدة‬ ‫بتحالفه��ا المزعوم م��ع "التكفيريين"‬ ‫(بالمناس��بة التكفيريي��ن يُقصد بهم‬ ‫كل من ثار على نظام العصابة!)‬

‫هل حقا �إ�سرائيل �سعيدة‬ ‫ل�سقوط ب�شار؟‬ ‫إس��رائيل س��عيدة بالتأكي��د م��ن‬ ‫تدمير صواريخ وطائرات ودبابات بشار‬ ‫لقرى ومدن سوريا‪ ،‬وهو ببالهة زعيم‬ ‫عصاب��ة مافيا يظن حقا بأنه س��تنفخ‬

‫فيه ال��روح ثانية ليبيع ذات الش��عارات‬ ‫والفذلكة عن "إستراتيجية المقاومة"‪.‬‬ ‫صحيفة هآرتس نش��رت بعد أقل‬ ‫من أسبوعين على انطالق المظاهرات‬ ‫ف��ي س��وريا أي ف��ي ‪ 29‬آذار ‪ /‬م��ارس‬ ‫‪ 2011‬تقري��را يعب��ر ع��ن الخ��وف من‬ ‫انهي��ار نظام األس��د الذي ورثه بش��ار‬ ‫عن أبيه‪..‬‬ ‫هآرت��س وتح��ت عن��وان "األس��د‬ ‫ملك إس��رائيل" أش��ارت إل��ى حالة من‬ ‫القلق تنتاب األوس��اط اإلسرائيلية من‬ ‫احتمال س��قوط نظام بشار األسد في‬ ‫دمش��ق‪ ،‬مضيف��ة أن الكثيرين في تل‬ ‫أبي��ب يصلون م��ن قلوبهم لل��رب بأن‬ ‫يحفظ سالمة النظام السوري الذي لم‬ ‫يحارب إس��رائيل منذ ع��ام ‪ 1973‬رغم‬ ‫"شعاراته" المستمرة وعدائه "الظاهر"‬ ‫لها"‪..‬‬ ‫راب��ط المق��ال ع��ن تفضي��ل‬ ‫إسرائيل للديكتاتور األسد من بين كل‬ ‫الديكتاتوريات العربية‪:‬‬ ‫‪http://www.haaretz.com/‬‬ ‫‪print-edition/opinion/israel-s‬‬‫‪favorite-arab-dictator-of-all-is‬‬‫‪assad-1.352468‬‬ ‫"واس��تمرت الصحيف��ة ف��ي‬ ‫س��خريتها من نظ��ام األس��د قائلة أن‬ ‫هذا النظ��ام "المعارض" لت��ل أبيب ما‬ ‫زال مس��تعدا لمحاربة إس��رائيل بآخر‬ ‫قطرة من دم آخر "لبناني" ال "س��وري"‬ ‫موضح��ة أن الس��وريين ال يكلف��ون‬ ‫أنفس��هم محاربة عدوهم الجنوبي ما‬ ‫دام اللبنانيون مس��تعدون للموت بدال‬ ‫منهم‪ ،‬ولفت��ت هآرتس إلى أنه مؤخرا‬ ‫ت��رددت ف��ي تل أبي��ب أص��وات كثيرة‬ ‫تتمنى اس��تمرار نظام بشار األسد في‬ ‫دمش��ق فكثيرون يخش��ون من نهاية‬ ‫ه��ذا النظ��ام موضح��ة أن الصل��وات‬ ‫تنطل��ق من قل��وب اإلس��رائيليين في‬ ‫الخفاء كي يحفظ الرب سالمة النظام‬ ‫الحاكم بسوريا"‪.‬‬ ‫‪ 2011 / 5 / 11‬األس��د ي��رد عب��ر‬ ‫اب��ن خاله رام��ي مخلوف‪ ..‬فل��م يتأخر‬ ‫الديكتات��ور وزعي��م عصاب��ة المافي��ا‬ ‫الحاكمة‪ ،‬فقد جرى ترتيب لقاء س��ريع‬ ‫مع انطوني ش��ديد مراس��ل نيويورك‬ ‫تايمز لرامي مخلوف بعد بثينة شعبان‪،‬‬ ‫حيث ش��رح رامي وبدون حرج الطبيعة‬ ‫المافيوزي��ة للعائلة الحاكم��ة وكيفية‬ ‫اتخاذه��ا الق��رار وبأنه��ا ستتمس��ك‬ ‫بالحك��م حت��ى النهاي��ة ومذك��را ب��أن‬ ‫استقرار حكم آل األسد يعني استقرار‬ ‫وضع إسرائيل‪..‬‬ ‫رغم تهكم بعض السوريين على‬

‫ابن خال بشار‪ ،‬إال أنه وحتى هذه األيام‬ ‫لع��ب دورا تنس��يقياً كبيرا بين بش��ار‬ ‫واإلس��رائيليين بما فيها سماح الجانب‬ ‫الصهيوني لقوافل ح��زب اهلل الدخول‬ ‫إل��ى س��وريا بس�لاحها دون التع��رض‬ ‫لها مع مجموع��ة من التفاهمات بحجة‬ ‫محارب��ة " التكفيريي��ن"‪ ..‬المتهم��ة‬ ‫إس��رائيل في وس��ائل إعالم الممانعة‬ ‫بأنه��ا تقف ورائهم وترس��ل لهم جيب‬ ‫عس��كري كان ف��ي متح��ف ح��زب اهلل‬ ‫لتصويره لمصلحة غسان بن جدو‪..‬‬ ‫وكان تواص��ل رام��ي مخل��وف مع‬ ‫اإلس��رائيليين مس��تمرا ومباش��را عبر‬ ‫نقطة قبرص ونقاط عربية أخرى إلى‬ ‫ما قبل أس��بوع من حرب إسرائيل على‬ ‫غزة‪..‬‬ ‫لنالح��ظ تزايد الحديث مؤخرا عن‬ ‫مش��اركة القس��ام للث��وار الس��وريين‬ ‫كج��زء م��ن التحري��ض األس��دي على‬ ‫حركة حم��اس التي رفض��ت أن تكون‬ ‫مطي��ة في قتل الش��عب الس��وري كما‬ ‫فعل نصر اهلل‪ ..‬هنا ال أدافع عن حماس‬ ‫بل أتح��دث عن قذارة العم��ل الدعائي‬ ‫باس��م اإلعالم وال��ذي تجندت له أقالم‬ ‫ووسائل تدعي الممانعة بينما تصمت‬ ‫عل��ى القناب��ل اإلس��رائيلية المضيئة‬ ‫لمساعدة قوات األسد لمالحقة الجيش‬ ‫الحر قرب الجوالن المحتل‪..‬‬ ‫وجاء الرد اإلس��رائيلي بالموافقة‬ ‫على طلب النظام الس��وري ش��رط أن‬ ‫تلتزم س��ورية بتعهداتها بمنع حصول‬ ‫أي اش��تباك على جبهة الجوالن ونش��ر‬ ‫أع��داد م��ن الجي��ش النظام��ي ف��ي‬ ‫المناط��ق الحدودي��ة م��ع الس��ماح لها‬ ‫باس��تخدام مس��احة ‪ 2‬كم من أراضي‬ ‫الج��والن لعملية الك��ر والفر مع كتائب‬ ‫المعارضة‪.‬‬ ‫أين تبخرت قصة " س��نفتح جبهة‬ ‫الج��والن"؟ وكل ذل��ك الص��راخ ال��ذي‬ ‫ش��ارك فيه ق��دري جميل؟ نع��م‪ ،‬يبدو‬ ‫أن التنسيق مع االحتالل هو المقصود‬ ‫ولي��س كم��ا فهم��ه ذل��ك الجمه��ور‬ ‫المص��دق ألكاذي��ب القن��وات الدعائية‬ ‫للممانعة عن الردود الفورية‪.‬‬

‫عالقة املمانع باللوبي‬ ‫ال�صهيوين "ايباك"‬ ‫لع��ب ثي��ودور قط��وف‪ ،‬الس��فير‬ ‫الس��ابق‪ ،‬دورا أساس��يا ف��ي تس��ويق‬ ‫بش��ار ل��دى اإلدارة األميركية منذ كان‬ ‫يجري تحضيره للوراثة‪ ،‬وتخيلوا معي‬ ‫بأن كل هذا الضجيج الذي كنا نسمعه‬ ‫عن الصهاينة وتآمرهم ينتج عنه قيام‬


‫رجل �إ�سرائيل يف دم�شق‬

‫تقدير موقف‬ ‫السؤال األساس��ي اآلن‪ :‬هل تريد‬ ‫إسرائيل أن يبقى " رجلها في دمشق"‬ ‫على كرسي الحكم؟!‬ ‫في الظ��روف العادية نعم‪ ..‬وهي‬ ‫عمل��ت بكل م��ا تس��تطيع مع روس��يا‬ ‫(وتحدي��دا جن��اح الف��روف المتصهين)‬ ‫على حماية بش��ار ومنح��ه كل فرصة‬ ‫لم��ا يس��مى " االنتص��ار"‪ ..‬وجهده��ا‬ ‫الدولي في منع تسرب السالح إلى ثوار‬ ‫سوريا ما يزال يثمر‪..‬‬ ‫لكنها وكم��ا بات معروفا س��عيدة‬ ‫بم��ا ت��م اقتراف��ه م��ن تدمير أس��دي‬ ‫لس��وريا وس��محت لحس��ن نص��ر اهلل‬ ‫بالدخول إلى س��وريا عل��ى أمل إغراق‬ ‫الوضع بحرب طائفية‪..‬‬ ‫م��ا كان يهم إس��رائيل من رجلها‬ ‫ف��ي دمش��ق (وقبل��ه وال��ده وأجهزته)‬ ‫ه��و بالضبط أن ال ترى ما جرى يوم ‪٦‬‬ ‫حزي��ران في القنيطرة‪ ..‬يجب أن تكون‬ ‫الجوالن محتلة وبدون ثمن ولو بحجر‪..‬‬

‫أسبوعية‬

‫بينم��ا يهتف م��ن وزع��وا الحلوى‬ ‫عل��ى فع��ل خيان��ي باس��تقدام قوات‬ ‫غازية وف��رق مرتزقة تخرق الس��يادة‬ ‫الوطني��ة وتقت��ل أبناء ش��عبهم‪ ،‬أكان‬ ‫ه��ؤالء القادمون م��ن الع��راق وإيران‬ ‫بش��كل منظ��م وتح��ت عي��ن ورض��ا‬ ‫حكومة عصاب��ات المالكي ومن بيروت‬ ‫تح��ت عي��ن ورض��ا أجه��زة ما يس��مى‬ ‫دولة لبنان ورئيسها ميشيل سليمان‪..‬‬ ‫وبينم��ا تق��وم م��ا تس��مى " محكم��ة‬ ‫اإلره��اب" بالحكم على ناش��ط مدني‬ ‫في دمش��ق بنص��ف عمره بالس��جن‪..‬‬ ‫يخ��رج علينا إفراي��م هاليفي الرئيس‬ ‫الس��ابق للموساد قبل أس��بوعين من‬ ‫الي��وم ليخبرنا بأن بش��ار األس��د الذي‬ ‫يهت��ف ل��ه هؤالء م��ا هو س��وى "رجل‬ ‫إسرائيل في دمشق"!‬ ‫ل��و كان��ت القص��ة قصة تش��ويه‬ ‫أو تش��ويش لم��ا كان��ت المقدم��ات‬ ‫الت��ي عرضناه��ا وبتواري��خ متباع��دة‬ ‫تش��ير إل��ى تل��ك النتيج��ة الت��ي ع��اد‬ ‫وذكرن��ا بها ايتام��ار رابينوفتش (كبير‬ ‫المفاوضي��ن الس��ابقين م��ع س��وريا)‬ ‫ف��ي مق��ال بعن��وان " الش��يطان الذي‬ ‫نعرف��ه" وق��د نش��رته ي��وم ‪ ١٧‬أيار ‪/‬‬ ‫ماي��و ‪ /‬أي��ار الماض��ي صحيف��ة تايمز‬ ‫البريطاني��ة‪ ..‬ونقل��ت الصحيف��ة عن‬ ‫مصدر استخباراتي إسرائيلي أن نظام‬ ‫األس��د بصفت��ه الضعيفة ه��و الخيار‬ ‫المناس��ب للمنطقة اليوم وإلسرائيل‪.‬‬ ‫وتابع بقوله ” الش��يطان ال��ذي تعرفه‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أش��ار تقرير ص��ادر ع��ن منظمة‬ ‫حقوقي��ة‪ ،‬ال��ذي بل��غ ع��دد صفحات��ه‬ ‫‪ 213‬صفحة وأصدرت��ه "مبادرة عدالة‬ ‫المجتم��ع المتفت��ح"‪ ،‬وه��ي منظم��ة‬ ‫حقوقية يقع مقرها في نيويورك‪ ،‬إلى‬ ‫أن معظم تلك الدول أوروبية‪ .‬واتهمت‬ ‫المنظمة مس��ؤولين رفيعي المستوى‬ ‫ف��ي إدارة الرئي��س األمريك��ي جورج‬ ‫ب��وش االب��ن كونهم المس��ؤولين عن‬ ‫البرنامج مشيراً إلى أنه تم التأكد جيدا‬ ‫من وجود س��جون س��رية واس��تخدام‬ ‫التعذي��ب ف��ي ه��ذه الدول عل��ى مدار‬ ‫س��نوات عديدة‪ .‬وأشار تقرير المنظمة‬ ‫أيضًا إلى أن إيران وسورية اللتين كان‬ ‫ب��وش يطلق عليهما "محوري الش��ر"‪،‬‬ ‫ش��اركتا أيضًا قي البرنامج‪ ،‬فقد كانت‬ ‫س��ورية أحد أكثر الوجهات شيوعا في‬ ‫تسليم المتهمين‪.‬‬ ‫الس��ؤال اآلن كم من الس��وريين‬ ‫يعرف��ون قص��ة المهندس الس��وري ‪-‬‬

‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫املمانعة يف خدمة �سي �آي �إيه!‬

‫الكندي ماهر عرار؟ والذي تم تسليمه‬ ‫من س��ي أي إي��ه لتعذيبه في س��جون‬ ‫علي مملوك لسنة ونصف ثم قدمت له‬ ‫الحكوم��ة الكندية االعتذار والتعويض‬ ‫ألن��ه كان بريئا رغم انت��زاع اعترافات‬ ‫تح��ت التعذيب الرهيب ف��ي فروع امن‬ ‫الممانع‪ ..‬وك��م يعرف هؤالء عن قصة‬ ‫أبو مصعب الس��وري الذي سلمته سي‬ ‫أي إي��ه لألم��ن الس��وري بع��د اعتقاله‬ ‫ف��ي باكس��تان ‪ 2005‬وبق��ي معتق�لا‬ ‫حتى أطلقه األس��د ف��ي بداية ‪،2012‬‬ ‫ثم يخرج محللو الدم الس��وري ليقولوا‬ ‫للمواط��ن البس��يط ب��أن أب��و مصعب‬ ‫الس��وري أطلقت��ه واش��نطن ضم��ن‬ ‫المؤامرة الكونية على بشار‪ ..‬وغيرهم‬ ‫وغيره��م مم��ن س��لمهم س��ي أي إيه‬ ‫ألجه��زة الممانعة ثم أطلق س��راحهم‬ ‫بعد الثورة كاستخدامهم ورقة تخويف‬ ‫بوجه السوريين والغرب‪..‬‬

‫أفضل من الش��ياطين المتطرفة التي‬ ‫قد تس��يطر على س��وريا وتجلب إليها‬ ‫كل المتطرفي��ن ف��ي العال��م العربي‪.‬‬ ‫ليس��ت الم��رة األول��ى التي يس��تعمل‬ ‫اإلسرائيليون فيها مصطلح ” الشيطان‬ ‫ال��ذي نعرف��ه”‪ ،‬فقد اس��تعمله رئيس‬ ‫ال��وزراء الس��ابق "آريل ش��ارون" عام‬ ‫‪ 2005‬عندم��ا ع��ارض رغب��ة الرئيس‬ ‫األمريكي جورج بوش بإسقاط األسد‪.‬‬ ‫وم��ن ضمن ال��رؤى المتداولة في‬ ‫إس��رائيل أن س��وريا ليس��ت س��يناء‪.‬‬ ‫المدرس��ة التالي��ة ه��ي الس��ائدة في‬ ‫إس��رائيل‪ :‬بشار األس��د‪ ،‬أثبت أنه قادر‬ ‫عل��ى يتعام��ل بوحش��ية م��ع ش��عبه‬ ‫ويس��تخدم الصواري��خ واألس��لحة‬ ‫الكيميائي��ة ض��ده وهو الي��وم أداة في‬ ‫يد إيران‪ ،‬ولك��ن هذا ال يعني أن تقوم‬ ‫إس��رائيل ضد األس��د وتعارضه وتؤثر‬ ‫في مس��تقبله‪ ،‬السياس��ة الحالية هي‬ ‫التزام الس��لبية تجاه الملف الس��وري‪،‬‬ ‫م��ع حماي��ة المصالح األمني��ة الحيوية‬ ‫واالنتب��اه إل��ى ع��دم االنج��رار إل��ى‬ ‫مستنقع الحرب األهلية في سوريا‪.‬‬ ‫لنالح��ظ تركي��ز أب��واق األس��د‬ ‫وحس��ن نصر اهلل على خطاب يالمس‬ ‫مس��امع من يدعي��ان أنهم��ا يمانعان‪:‬‬ ‫لي��س هن��اك ث��ورة ف��ي س��وريا ب��ل‬ ‫تكفيريي��ن ومتطرفي��ن إس�لاميين‬ ‫وإرهابيين!‬

‫وال مش��كلة للمؤسس��ة الصهيوني��ة‬ ‫وفروعه��ا الروس��ية والغربي��ة مع كل‬ ‫ضجي��ج وجعجع��ة الممانع��ة والصراخ‬ ‫عن م��ا بعد حيفا طالما هي تعرف بأن‬ ‫الوجهة ليست سوى مدن وقرى سوريا‬ ‫ولبنان‪..‬‬ ‫ليس في السياس��ة اإلس��رائيلية‬ ‫من صدفة‪ ..‬وليس لديهم كالمس��مى‬ ‫ش�لاش ال��ذي يري��د بجي��ش بش��ار "‬ ‫اس��تعادة األندل��س"‪ ..‬ه��م وبده��اء‬ ‫يخطط��ون وبإعط��اء ص��ورة متخبطة‬ ‫عم��ا يري��دون أرس��لوا الكثي��ر م��ن‬ ‫الرس��ائل بحث��ا ع��ن " حاف��ظ" جدي��د‬ ‫يحف��ظ التفاهم��ات (التي اعت��رف بها‬ ‫عمران الزعبي مضطرا)‪..‬‬ ‫في خطاب من العام الماضي اتهم‬ ‫حس��ن نصر اهلل (من ضم��ن األكاذيب‬ ‫الكثي��رة الت��ي يعت��اش عليه��ا الرجل)‬ ‫برهان غليون بتقديم ما سمي " أوراق‬ ‫اعتماد" في تل أبيب وواشنطن‪ ..‬لكأن‬ ‫حس��ن نصر اهلل كان يع��رف تماما من‬ ‫ق��دم تل��ك األوراق وقد دل��ت األحداث‬ ‫عل��ى أنه لو كان األمر ليس بش��ار ولو‬ ‫كانت دولة أخرى الختلف األمر تماما‪..‬‬ ‫م��ا تبح��ث عن��ه إس��رائيل حققه‬ ‫بش��ار‪ ،‬أوال‪ ،‬غي��ر أنه لم يوفر س�لاحا‬ ‫لتدمي��ر س��وريا واقتصاده��ا وبنيته��ا‬ ‫التحتي��ة الت��ي ل��م يك��ن إلس��رائيل‬ ‫الق��درة على القيام به��ا بهذه الصورة‬ ‫الش��مولية نتيج��ة العقي��دة القتالي��ة‬ ‫الصهيوني��ة الخاطف��ة‪ ..‬فق��د ب��دت‬ ‫إس��رائيل في حملة التس��ويق لنفسها‬ ‫أكث��ر " أخالقي��ة" وبأن الع��رب الطغاة‬ ‫مقابل ساس��تها وجيشها المحتل مهما‬ ‫اقترف من جرائم قديمة وحديثة فهي‬ ‫جرائ��م ال تق��ارن‪ ..‬هذا أم��ر ال يتحمل‬ ‫مس��ؤوليته السوري والس��ورية الذين‬ ‫ث��اروا ب��ل منظوم��ة عصاب��ات حك��م‬ ‫دعمت إس��رائيل وجودها وحمتها حتى‬ ‫في أيام شارون وكذبة ما جرى بزيارة‬ ‫كولن باول بعد غزو العراق‪.‬‬ ‫ثاني��ا‪ ،‬بق��اء وضع جبه��ة الجوالن‬ ‫كما كانت‪ ،‬ممر للتفاح والطالب ووادي‬ ‫الص��راخ‪ ،‬وه��دوء وحراس��ة وش��روط‬ ‫متفق عليها حتى أيام وس��اطة تركيا‪..‬‬ ‫نع��م‪ ،‬يش��ير الباحث��ون والخب��راء في‬ ‫الش��ؤون األمني��ة اإلس��رائيلية إل��ى‬ ‫هدف اتفاقية س�لام مع سوريا‪ ..‬وهم‬ ‫يعرف��ون ب��أن الث��ورة الس��ورية ل��م‬ ‫تندلع بس��بب سياسة بلدهم الخارجية‬ ‫تجاه إس��رائيل والجوالن‪ ..‬وعليه فهم‬ ‫يجه��دون كثي��را بحث��ا ع��ن تطمينات‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫اللوبي الصهيوني بحملة عالقات عامة‬ ‫لمصلحة بش��ار بعيد مقتل الحريري‪..‬‬ ‫ب��ل ق��ام رئي��س االيب��اك الصهيوني‬ ‫الس��ابق توماس داين بزي��ارة "عرين‬ ‫األس��د" وحي��ن كان عم��اد مصطفى‪،‬‬ ‫س��فير األس��د ل��دى "االمبريالي��ة"‬ ‫األميركي��ة يذل��ل العقب��ات‪ ،‬إل��ى قال‬ ‫بش��ار حرفيا‪ ،‬في رد على مطالب قطع‬ ‫العالق��ات بالمنظم��ات الفلس��طينية‪:‬‬ ‫نحن ليس لدينا س��وى مكاتب إعالمية‬ ‫وغير مسموح لهم أي نشاط!‬ ‫يكاد ال يصدق البعض بأن بش��ار‬ ‫وللخ��روج م��ن ورطت��ه وعزلت��ه قبل‬ ‫سنوات لم يكن مستعدا فقط لمجاملة‬ ‫أيهود اولمرت وغض النظر عن قصف‬ ‫موقع الكبر واغتيال عماد مغنية محمد‬ ‫س��ليمان وعز الدين الش��يخ خليل في‬ ‫الزاهرة وغيرها من الخروقات الكبيرة‪.‬‬ ‫بل كان مس��تعدا لما هو أبعد من‬ ‫ذل��ك‪ ..‬يرجى مراجعة صحيف��ة النهار‬ ‫اللبناني��ة ‪ -‬الع��دد ‪ 24119‬ـ االثني��ن‬ ‫‪ 07‬ش��باط ‪ 2011‬وتحت عن��وان‪( :‬وفد‬ ‫س��وري ي��زور واش��نطن لتحس��ين‬ ‫الصورة) أي قبل الثورة السورية بشهر‬ ‫واحد‪..‬‬ ‫وبتاري��خ الثالث��اء ‪ 4‬يناير ـ كانون‬ ‫الثان��ي ‪ 2011 /‬كش��ف موق��ع مي��دل‬ ‫ايس��ت أونالي��ن‪ :‬أن مؤتم��ر رؤس��اء‬ ‫المنظم��ات اليهودي��ة األميركي��ة أك��د‬ ‫االثـنـيـ��ن ‪ 2011 / 1 / 3 /‬أن نائ��ب‬ ‫رئي��س ه��ذه الهيئ��ة مـالـكـولـ��م‬ ‫هـونـلـيـ��ن أج��رى محادث��ات الش��هر‬ ‫الماض��ي مع الرئيس الس��وري بش��ار‬ ‫األس��د حول قضاي��ا إنس��انية! وزيارة‬ ‫هونلين كانت بعلم نتنياهو ومعرفته‪،‬‬ ‫وقالت حينها القنوات اإلس��رائيلية بأنه‬ ‫حمل رس��الة منه إلى بشار األسد‪ ..‬أما‬ ‫القضية اإلنسانية فهي تتعلق بترميم‬ ‫كنيس جوبر اليه��ودي‪ ..‬ولم تأتي من‬ ‫عبث إشارة بشار الجعفري إلى كنيس‬ ‫جوبر دونا عن الكنائس والمساجد في‬ ‫جلسة الجمعية العامة مؤخرا!‬ ‫وف��ي ذات الس��ياق كان��ت حمل��ة‬ ‫التلميع تتطلب تلك المقابلة الش��هيرة‬ ‫(يناير ‪ )2011‬مع وول س��تريت جورنال‬ ‫والتي أش��ار فيها بش��ار بأن سوريا لن‬ ‫يح��دث فيها ما حدث في تونس ومصر‬ ‫وب��أن الش��عب الس��وري غي��ر جاه��ز‬ ‫للديمقراطية‪ ..‬كنوع من الطمأنة لمن‬ ‫كان يفاوضهم ليس إال‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫بأن قوى الثورة مس��تعدة لمثل ما كان‬ ‫سيوقع بين بشار واولمرت ونتنياهو‪..‬‬ ‫أحيانا يكون الس��ؤال الصحفي الخبيث‬ ‫لمع��ارض س��وري عن الج��والن ليس‬ ‫لإلح��راج فحس��ب ب��ل لج��س النبض‬ ‫ومعرف��ة االتجاه��ات‪ ..‬ثوار س��وريا ال‬ ‫يحرجه��م ش��يئًا وق��د تركه��م العالم‬ ‫فريس��ة طاغي��ة ل��م ت��رى الفاش��ية‬ ‫مثي�لا ل��ه حي��ن يقول��ون‪ :‬س��وريا لها‬ ‫الح��ق باس��تعادة أراضيه��ا المحتل��ة‪..‬‬ ‫وف��ي س��وريا الجدي��دة الديمقراطي��ة‬ ‫لممثل��ي الش��عب الحقيقيي��ن الق��رار‬ ‫ف��ي كيفي��ة اس��تعادة ه��ذه الحقوق‪..‬‬ ‫ل��م يخفي حافظ وال وريث��ه خياراتهم‬ ‫اإلس��تراتيجية " الس�لام خي��ار‬ ‫استراتيجي"!‬ ‫ثالثا‪ ،‬يع��رف اإلس��رائيليون تمام‬ ‫المعرف��ة (وهم المتغلغل��ون في ثنايا‬ ‫السياسة األس��دية باعتراف مصطفى‬ ‫ط�لاس ف��ي مذكرات��ه الممنوعة في‬ ‫س��وريا) بأن نظام العصابة ال قدرة له‬ ‫على القي��ام بخطوة واحدة مفيدة غير‬ ‫العمل كحرس ح��دود بالقوة‪ ..‬أما عقد‬ ‫اتفاقية س�لام فلم تع��د من األولويات‬ ‫مع بشار‪ ..‬الذي يمكن أن تتعايش معه‬ ‫بالضجي��ج ع��ن الممانع��ة والمقاومة‬ ‫نتائجه��ا صف��را ناف��را وه��و ضعي��ف‬ ‫ومنه��ك ومنهار تماما ألنه اعتقد بدفع‬ ‫روس��ي ‪ -‬صهيون��ي وخب��ث أميرك��ي‬ ‫بقدرته على االنتصار على الشعب ثم‬ ‫الفوز بانتخابات بنس��بة تشابه النسب‬ ‫السابقة‪..‬‬ ‫رابع��ا‪ ،‬ت��درك إس��رائيل من��ذ‬ ‫الحرب األهلي��ة اللبنانية بأن أفضل ما‬ ‫يمك��ن أن تتعايش مع��ه في المنطقة‬ ‫ش��عوب مقهورة وأنظم��ة ديكتاتورية‬ ‫(باعتباره��ا الديمقراطية الوحيدة في‬ ‫المنطق��ة!) إل��ى جان��ب تف��كك الدول‬ ‫إلى دويالت وكانتونات أقلوية يس��هل‬ ‫من خالله��ا تس��ويق نفس��ها كـ"دولة‬ ‫يهودية" وهي ال ترى مش��كلة أبداً في‬ ‫تفكك المجتمع السوري وتدمر نسيجه‬ ‫الوطني واالجتماعي نتيجة ممارس��ات‬

‫فاش��ية أس��دية تش��جعها مباش��رة‬ ‫ومواربة‪..‬‬ ‫ولدى إسرائيل خبرة في محاوالت‬ ‫تقسيم العرب في فلسطين بتسميات‬ ‫(طبعا أفش��لها الفلس��طينيون) درزي‪،‬‬ ‫مس��يحي‪ ،‬أحم��دي‪ ،‬بهائ��ي‪ ،‬ب��دوي‪،‬‬ ‫مس��لم وعرب��ي‪ ..‬وه��ي تبح��ث حتى‬ ‫ف��ي عنصريته��ا الت��ي يش��اركها به��ا‬ ‫المتصهي��ن س��يرغي الف��روف ف��ي‬ ‫تقسيم المنطقة وش��عوبها على نحو‬ ‫مذهبي وطائف��ي وبخبث الفروف عن‬ ‫تبري��ر غزو حزب اهلل لمناطق س��ورية‬ ‫باس��م " حماية المقدس��ات الش��يعية"‬ ‫وفق ذات المنطق الصهيوني التبريري‬ ‫االس��تيطاني‪ ..‬وه��و أم��ر يتواف��ق مع‬ ‫النظ��رة اإليراني��ة واالستش��راقية‬ ‫الغربي��ة والعربي��ة (تل��ك المختطف��ة‬ ‫لتسميات قومية ويسارية وعلمانية)‪.‬‬ ‫خامس��ا‪ ،‬مهم��ا حاول��ت إس��رائيل‬ ‫حماية وإنقاذ نظام بش��ار ودعم تلميع‬ ‫صورته باستخدام التخويفات األقلوية‬ ‫وما يس��مى التطرف اإلس�لامي (أيضًا‬ ‫بم��ا يتواف��ق وخطاب نص��ر اهلل) فهي‬ ‫تدرك ب��أن أقصى ما يمك��ن فعله هو‬ ‫تأخير س��قوطه مع عصابت��ه بانتظار‬ ‫ضمان��ات دولية وإقليمية يلهث الروس‬ ‫النتزاعها في مؤتمر جنيف بتالعب مع‬ ‫واش��نطن‪ ..‬وكلما انفضح��ت الصورة‬ ‫كلما زاد منسوب القلق الصهيوني من‬ ‫الورط��ة‪ :‬ف�لا هي تس��تطيع التعايش‬ ‫مع نظ��ام متآكل‪ ،‬ولي��س ضعيفا كما‬ ‫يص��ور‪ ،‬ودول��ة فاش��لة لتوق��ع مع��ه‬ ‫اتفاقية سالم يعدها بها أن أنجدته من‬ ‫السقوط فهو نظام بال رصيد والفشل‬ ‫يعني الفوضى التي رأينا بعض رعبها‬ ‫في القنيطرة ي��وم ‪ ٦‬حزيران بدبابات‬ ‫ما يفترض أعداء وهم يتوافقون على‬ ‫الثوار‪..‬‬ ‫سادسا‪ ،‬البحث عن ضمانات إيجاد‬ ‫" رجل إس��رائيل" جديد في دمشق لن‬ ‫ينج��ح‪ ..‬وإصرار الثورة الس��ورية على‬ ‫اقتالع النظام وبن��اء دولة ديمقراطية‬ ‫مدنية لمواطنيها بعيدا عن استخدامات‬

‫الظواه��ري اإليراني��ة المفضوح��ة‬ ‫س��يعني أن تعيد إس��رائيل حساباتها‪،‬‬ ‫وه��ي بالتأكي��د ب��دأت تفع��ل ذل��ك‪،‬‬ ‫لتتعايش مجبرة م��ع واقع جديد‪ ..‬نعم‬ ‫ه��و واقع مؤلم من حيث حاجة س��وريا‬ ‫الجديدة لسنوات طويلة إلعادة البناء‪..‬‬ ‫لكنه على األقل لن يكون وضعا يفرط‬ ‫في��ه كائن من كان بالس��يادة الوطنية‬ ‫الس��ورية كما فعلت دوما دولة المافيا‬ ‫األسدية من أجل الحفاظ على مكاسب‬ ‫الحكم‪..‬‬ ‫س��ابعا‪ ،‬م��ا يرع��ب إس��رائيل هو‬ ‫انكش��اف أكذوبة الممانع��ة وانفضاح‬ ‫حزب اهلل تماما‪ ..‬فلدى إس��رائيل ثابت‬ ‫(الش��يطان ال��ذي تعرف��ه أفض��ل من‬ ‫ال��ذي ال تعرفه) وهي تخش��ى بالتالي‬ ‫م��ن نتائ��ج ورطة نص��ر اهلل في وحل‬ ‫س��وريا وغرق��ه ف��ي دم��اء ش��عب لن‬ ‫ينس��ى ال المنف��ذ وال المس��هل إلراقة‬ ‫دم��ه‪ ..‬صحيح أنه عل��ى المدى القريب‬ ‫تبدو إس��رائيل س��عيدة وهي تس��هل‬ ‫لنص��ر اهلل ورطت��ه ف��ي القصي��ر‬ ‫وبالتالي بقية األراضي الس��ورية لكن‬ ‫ه��ي تعرف النتائج عل��ى المدى البعيد‬ ‫الذي يخوفه��ا منه المدع��ي للمقاومة‬ ‫وبصري��ح العب��ارة م��ن " التكفيريين"‬ ‫الذين سيش��كلون خط��را عليها‪ ..‬وهو‬ ‫ما صرح به حتى نعيم قاسم ومراجعه‬ ‫اإليراني��ة‪ ..‬وه��ي تتخوف م��ن ظهور‬ ‫حركات لبنانية أخرى ال تتعايش كحزب‬ ‫اهلل مع لعبة حراس��ة الح��دود واختراق‬ ‫السيادة واألجواء اللبنانية‪..‬‬ ‫ثامنا وأخيرا‪ ،‬ال يش��كك الكثيرون‬ ‫م��ن اإلس��رائيليين بما س��تكون عليه‬ ‫النتائ��ج ف��ي س��وريا‪ ..‬ه��م يعرف��ون‬ ‫أكث��ر من األميركيين مبادئ االنتهازية‬ ‫واس��تغالل الف��رص‪ ..‬وان ب��دا الي��وم‬ ‫أوباما يظهر أميركا عاجزة وبأن بش��ار‬ ‫ق��وة عظمى وبأنهم عاجزون عن فعل‬ ‫شيء تجاه الموقف الروسي غير البعيد‬ ‫أب��داً عن الموق��ف الصهيون��ي‪ ،‬فعلى‬ ‫المدى البعيد يدرك ه��ؤالء بأن تكلفة‬ ‫استمرار حماية نظام فاشي في سوريا‬

‫ه��ي تكلفة يصع��ب عليه��م تحملها‪..‬‬ ‫وإذا كانت ما تس��مى جماعات متطرفة‬ ‫اليوم تعد ببضعة مئات فإن اس��تمرار‬ ‫الحالة على ما هي عليه س��تخلق حالة‬ ‫انتش��ار فطري (وم��ن س��خرية القدر‬ ‫أن بش��ار نفس��ه ح��ذر ويح��ذر منه��ا‪،‬‬ ‫ألنه يس��تدعيها ق��وال وفع�لا) وهو ما‬ ‫يعني اضطرار إس��رائيل للتسليم عبر‬ ‫آليات دولية‪ ،‬ق��د تكون جنيف هي آخر‬ ‫الف��رص‪ ،‬باألم��ر الواق��ع للتقليل من‬ ‫كارث��ة انف��راط العقد الذي تمس��كت‬ ‫بترابط حلقاته طيلة أكثر من عامين‪..‬‬ ‫ق��د يأخ��ذ البع��ض عل��يّ إعطاء‬ ‫العامل الصهيوني حيزا واسعا في هذه‬ ‫القراءة‪ ،‬لكن وقائ��ع عامين من الثورة‬ ‫الس��ورية وانكش��اف ما كان مس��تورا‬ ‫ي��دل وب�لا لبس ب��أن س��رعة مجلس‬ ‫األمن الدولي على إصدار بيان جماعي‬ ‫يعب��ر عن القلق مما يجري بالقرب من‬ ‫جبه��ة الجوالن وس��رعة تقديم بوتين‬ ‫ضمان��ات لتعوي��ض انس��حاب القوات‬ ‫النمس��اوية(رغم رفض األمم المتحدة‬ ‫حس��ب اتفاقية فصل القوات ‪ )٧٤‬يدل‬ ‫عل��ى أن مركزي��ة مصلح��ة إس��رائيل‬ ‫وأمنه��ا ه��و المح��رك لق��وى دولي��ة‬ ‫ولس��خرية الحقيق��ة المكش��وفة أن‬ ‫يذهب حسن نصر اهلل وماللي طهران‬ ‫إلى اللع��ب على ذات الوت��ر متوهمين‬ ‫ب��أن ذل��ك يمك��ن أن ينق��ذ بش��ار من‬ ‫مصيره المحتوم‪..‬‬

‫م�صادر‪:‬‬ ‫ مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪،‬‬‫مختارات من الصحف العبرية‬ ‫ كلنا شركاء‬‫ تايمز‬‫ نيويورك تايمز‬‫ موقع هآرتس االنكليزي‬‫‪ -‬قنوات " الممانعة" الدعائية‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫‪ 1963‬ق��دم أوراق اعتم��اده للرئي��س‬ ‫األميركي جون كيندي كأول سفير لليمن‬ ‫ل��دى الوالي��ات المتح��دة‪ ،‬عاد بع��د ذلك‬ ‫إل��ى اليمن في إبريل ع��ام ‪ 1965‬وعُين‬ ‫وزي��ر للخارجي��ة ف��ي حكوم��ة النُعمان‬ ‫حيث كانت حرب اليمن على أش��دها لكن‬ ‫حكومة النُعمان استقالت في يوليو عام‬ ‫‪ 1965‬وع��اد العين��ي س��فيرا لليمن في‬ ‫واش��نطن لكن��ه اس��تقال احتجاج��ا على‬ ‫األوض��اع في بداي��ة أكتوبر ع��ام ‪1966‬‬ ‫وف��ي نوفمب��ر ع��ام ‪ 1967‬عُين رئيس��ا‬ ‫للوزراء للمرة األول��ى بعدما نجح ضباط‬ ‫الصاعق��ة والمظ�لات في تنفي��ذ انقالبا‬ ‫ضد المشير الس�لال‪ ،‬لكن الصراع اندلع‬ ‫بين العس��كريين وترك العين��ي الوزارة‬ ‫وعاد س��فيرا لليمن لدى األم��م المتحدة‬ ‫ثم االتحاد السوفيتي‪َ ،‬طلب منه القاضي‬ ‫األرياني تشكيل الحكومة في يوليو عام‬ ‫‪ 1969‬لكن��ه أعتذر بعد ش��هر قضاه في‬ ‫اليم��ن ثم عاد األرياني وكلفه بتش��كيل‬ ‫حكومته الثانية التي ش��كلها العيني في‬ ‫فبراي��ر ع��ام ‪ 1970‬وفي عه��د حكومته‬ ‫الثاني��ة أُعلن في الثالث والعش��رين من‬ ‫ماي��و أيار ع��ام ‪ 1970‬عن انته��اء الحرب‬ ‫والمصالح��ة الوطنية بين اليمنيين وبعد‬ ‫ص��راع م��ع العس��كر ومؤسس��ة القبيلة‬

‫ق��دم العيني اس��تقالة حكومت��ه الثانية‬ ‫ف��ي الثالث والعش��رين م��ن فبراير عام‬ ‫‪ 1971‬إال أن��ه ُكل��ف بع��د س��تة أش��هر‬ ‫فقط وفي منتصف س��بتمبر عام ‪1971‬‬ ‫بتش��كيل حكومته الثالثة بعدما تفاقمت‬ ‫المش��كالت وأفلس��ت خزينة الدولة‪ ،‬وقع‬ ‫في الس��ابع والعش��رين من أكتوبر عام‬ ‫‪ 1971‬اتفاقية الوحدة مع اليمن الجنوبي‬ ‫بع��د ح��رب اس��تمرت ع��دة أش��هر بي��ن‬ ‫البلدي��ن‪ ،‬إال أن الضغ��وط تصاعدت ضد‬ ‫العيني بعد هذه االتفاقية فقدم استقالة‬ ‫حكومته الثالثة في الثالثين من ديسمبر‬ ‫عام ‪ ،1972‬أنتقل بعد ذلك سفيرا لليمن‬ ‫في لندن وبعد س��يطرة إبراهيم الحمدي‬ ‫عل��ى الس��لطة ُكل��ف العين��ي بتش��كيل‬ ‫حكومت��ه الرابع��ة واألخيرة في التاس��ع‬ ‫عش��ر م��ن يوني��و حزي��ران ع��ام ‪1974‬‬ ‫وكان م��ن الطبيع��ي أن يدخل في صراع‬ ‫م��ع العس��كر الذين أقالوه في الس��ادس‬ ‫عش��ر من يناير عام ‪ 1975‬وفي نوفمبر‬ ‫ع��ام ‪ 1979‬عُين العيني م��رة أخرى في‬ ‫وظيفت��ه األولى مندوبا لليمن لدى األمم‬ ‫المتح��دة ثم س��فيرا في ع��دة دول كان‬ ‫أخرها الواليات المتح��دة األميركية التي‬ ‫بقي بها س��فيرا لليمن طيلة ثالثة عشر‬ ‫عاما بين كانت بين عامي ‪ 1984‬و‪.1997‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كتابن��ا الي��وم يجم��ع بي��ن تاري��خ‬ ‫ش��خصية وتاري��خ وط��ن‪ ،‬والوط��ن هو‬ ‫اليم��ن البل��د العرب��ي ال��ذي دف��ع أكب��ر‬ ‫األكالف جراء تجاذبات الملكية والناصرية‬ ‫ث��م الش��يوعية‪ ،‬وأم��راء الخلي��ج وأمراء‬ ‫القبائ��ل‪ .‬يقدم "محس��ن العيني "رئيس‬ ‫الوزراء األس��بق‪ ،‬لكتابه بعنوان "قصتي‬ ‫كم��ا أراها" وهو في ه��ذه المقدمة يرى‬ ‫أن م��ا كتبه ليس "قصة الحركة الوطنية‬ ‫اليمنية‪ ،‬وال قصة الثورة والجمهورية‪ ،‬وال‬ ‫قصة الوح��دة‪ ،‬وال قصة القديم والجديد‬ ‫ف��ي اليم��ن‪ ،‬وال قص��ة العالق��ات بي��ن‬ ‫جنوب اليمن وش��ماله‪ ..‬إنها قصة نصف‬ ‫قرن من حياة مواط��ن‪ ،‬في عهد اإلمامة‬ ‫والث��ورة‪ ،‬والح��رب األهلي��ة والمصالحة‪،‬‬ ‫واالنقالب��ات العس��كرية واألح��داث ف��ي‬ ‫العواصم العربية التي كانت ملتهبة‪.‬‬ ‫الكت��اب يحكي قصة نصف قرن من‬ ‫حي��اة مواطن‪ ،‬في عه��د اإلمامة والثورة‪،‬‬ ‫والحرب األهلية والمصالحة‪ ،‬واالنقالبات‬ ‫العس��كرية‪ ،‬واألح��داث ف��ي العواص��م‬ ‫العربية التي كانت ملتهبة‪ ،‬إنها قصة من‬ ‫ال يزع��م أنه مناضل أو زعيم‪ ..‬سياس��ي‬ ‫أو دبلوماس��ي‪ ،‬قص��ة مواط��ن ع��ادي‪،‬‬ ‫وجد نفس��ه ف��ي قلب أح��داث‪ ،‬ال خيار له‬ ‫ف��ي خوضه��ا‪ ،‬أو البع��د عنه��ا وتجنبها‪،‬‬ ‫مواطن وجد نفس��ه في مواق��ع مختلفة‬ ‫فح��اول أن يكون صادق��اً‪ ،‬وأن يقدم خير‬ ‫ما في نفس��ه‪ ،‬وقد أكرمه اهلل فحماه من‬ ‫االعتقال والس��جن والتعذيب واالمتهان‪،‬‬ ‫وكت��ب قصت��ه‪ ،‬كما ه��ي‪ ،‬منطلق��اً من‬ ‫الش��عور بالواجب نحو أبن��اء أمته‪ ،‬وذلك‬ ‫لتعريفه��م على بعض جوان��ب ما جرى‬ ‫في نصف القرن الماضي‪.‬‬ ‫وقال محس��ن العيني ف��ي المقدمة‬ ‫«لق��د اخترت م��ن كل ما أذيع ونش��ر ما‬ ‫تصورته موضحاً ومكم ًال‪ ،‬اخترت شاهداً‬ ‫على العصر‪ ،‬والكتاب خير جليس وبعض‬ ‫ما نش��رته الصحافة اليمني��ة والعربية‪..‬‬ ‫متمنيًا أن يحقق الكتاب بعض اإلس��هام‬ ‫في التعريف والتوضيح والتنوير لألسباب‬ ‫والظروف الموضوعية التي أملت الشعب‬ ‫اليمن��ي حتمي��ات التغيي��ر والوث��وب إلى‬ ‫العص��ر عب��ر خي��ار الث��ورة والتعددي��ة‬ ‫السياسية واحترام حقوق اإلنسان»‪.‬‬ ‫الكت��اب يتح��دث ع��ن حياة محس��ن‬ ‫العين��ي واألح��داث التي ط��رأت منذ كان‬ ‫س��فيراً في عهد الملكية كمنحة دراسية‬ ‫إلى فرنس��ا واألحداث الت��ي حدثت عربيًا‬ ‫وم��ا آلي��ة إليه‪ ..‬وع��ن تحال��ف اإلمام مع‬ ‫جم��ال عب��د الناص��ر إذ بأن وح��دة مصر‬ ‫وسوريا ثم الخالفات التي طرأت بعد ذلك‬ ‫ودعم جمال عبد الناصر لمعارضيه‪..‬‬ ‫الكت��اب يجم��ع م��ا بي��ن الذكري��ات‬ ‫والسيرة الذاتية‪ ،‬والرواية الذاتية‪ ،‬هو ما‬ ‫يميزه أدبيًا وأسلوبياً‪..‬‬ ‫ولد محسن العيني بداية الثالثينات‬

‫من الق��رن الماضي في قري��ة الحمامي‬ ‫القريب��ة م��ن العاصمة اليمني��ة صنعاء‪،‬‬ ‫يتح��دث العين��ي ع��ن طفولت��ه فيق��ول‬ ‫"ولدت ف��ي بداية الثالثيني��ات‪ ،‬في قرية‬ ‫الحمام��ي التي تبعد خمس��ة عش��ر كيلو‬ ‫مت��ر ع��ن صنع��اء‪ ،‬ألس��رة متواضع��ة‬ ‫بس��يطة‪ ،‬وكنت الخامس بين سبعة من‬ ‫األخوة‪ ،‬وفي الس��ن الس��ابعة توفت األم‬ ‫ث��م األب‪ ،‬فألخ األكب��ر "‪ 15‬ص" وهروبًا‬ ‫م��ن هذه الحال‪ ..‬ولعدم وجود من يرعانا‬ ‫ف��ي البيت‪ ،‬لم يع��د أم��ام أقربائنا إال أن‬ ‫يسعوا إللحاقنا بمكتب األيتام" ‪ 15‬ص‪.‬‬ ‫اختير عام ‪ 1947‬ليكون أحد الطلبة‬ ‫اليمنيين الموفدين للدراس��ة في بيروت‬ ‫ثم أنتقل إلتمام تعليمه في القاهرة مما‬ ‫أت��اح له فرص��ة التعرف عل��ى أثنين من‬ ‫كبار دعاة اإلصالح في اليمن خالل القرن‬ ‫الماض��ي وهم��ا ق��ادة اليمنيي��ن األحرار‬ ‫أحم��د النعم��ان ومحمد محم��ود الزبيري‬ ‫حيث انخرط بعدها في صفوف األحرار‪.‬‬ ‫في عام ‪1947‬م "تم اختيار أربعين‬ ‫طالبا من مدارس صنعاء وذمار والحديدة‬ ‫وتعز للدراسة في لبنان‪ ،‬ورغم اعتراض‬ ‫األمي��ر عل��ى اختي��ار اثنين م��ن القبائل‬ ‫ومن أس��رة واحدة في البعث��ة‪ ،‬فقد أصر‬ ‫المدرس��ون عل��ى أحقيت��ي وأخ��ي على‬ ‫عضوية البعثة بحكم تفوقنا "‪18‬ص‪.‬‬ ‫ألتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة‬ ‫ع��ام ‪ 1952‬ث��م ابتعثه اإلمام للدراس��ة‬ ‫في فرنس��ا حيث قضى بها عامي ‪1955‬‬ ‫و‪ 1956‬ثم قُطعت عنه المنحة الدراسية‬ ‫فعاد إلى القاهرة وفي العام ‪ 1957‬أصدر‬ ‫كتاب��ه مع��ارك ومؤام��رات ض��د قضي��ة‬ ‫اليم��ن ال��ذي كان آنذاك بمثابة منش��ور‬ ‫تحريضي ضد نظام حك��م اإلمامة وفي‬ ‫بداي��ة الع��ام ‪ 1958‬انضم لح��زب البعث‬ ‫العربي االشتراكي وش��ارك في ترتيبات‬ ‫المعارض��ة اليمنية لالنق�لاب على حكم‬ ‫اإلمامة وعُين وزير للخارجية بعد إعالن‬ ‫الث��ورة وإقام��ة النظ��ام الجمه��وري في‬ ‫اليمن في الثامن والعشرين من سبتمبر‬ ‫عام ‪.1962‬‬ ‫يقدم محسن العيني صورة شديدة‬ ‫الس��لبية عن عبد الناصر‪ ،‬فهو في كتابه‬ ‫شديد المغامرة‪ ،‬بل وأكبر مغامر‪ ،‬مستندا‬ ‫بذل��ك إلى مذكرات "ص�لاح نصر "ورغم‬ ‫أن الذي��ن س��جنوا ف��ي مص��ر ألكثر من‬ ‫عام‪ ،‬س��واء النعمان أو العم��ري‪ ،‬أو يحي‬ ‫المت��وكل‪ ،‬أو حس��ن مكي‪ ..‬ال��خ‪ ،‬هؤالء‬ ‫ظلت مش��اعرهم تجاه مصر‪ ،‬وتجاه عبد‬ ‫الناص��ر فيه��ا الكثير م��ن التقدير‪ ،‬رغم‬ ‫محنة السجن التي تعرضوا لها!‬ ‫ث��م عي��ن بعد ذل��ك مندوب��ا دائما‬ ‫لليم��ن ل��دى األم��م المتح��دة وألقى أول‬ ‫خط��اب باس��م الجمهوري��ة اليمنية أمام‬ ‫الجمعي��ة العام��ة لألم��م المتح��دة ف��ي‬ ‫ديس��مبر ع��ام ‪ 1962‬وف��ي إبري��ل عام‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫حم�سن العيني‪:‬‬ ‫خم�سون عام ًا يف الرمال املتحركة‬

‫‪11‬‬


‫يف م�شروع "حزب الل" واملقاومة‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫نقطة نظام‬ ‫"حزب اهلل" حزب لبناني مُقاوم للهيمنة الغربيّة‬ ‫على المنطقة العربيّة والش��رق‪ ،‬ولرأس حربته فيه‬ ‫(إس��رائيل) ؛ وج��زء من مح��ور المقاوم��ة والممانعة‬ ‫الممت��دّ من طهران‪ ،‬م��روراً ببغداد اليوم‪ ،‬ودمش��ق‪،‬‬ ‫وبيروت‪ ،‬فبعض تيارات المقاومة الفلسطينيّة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫كل هذا جيّد ومش��روع بل أساس��ي‪ ،‬ولكن هل‬ ‫تس��اءل أحدك��م‪ ،‬باتّج��اه م��اذا يُق��اوم ه��ذا الحزب‬ ‫(والمح��ور المتحال��ف معه)‪ ،‬فيم��ا بعد "السياس��ي"‪..‬‬ ‫أي في االجتماع��ي االقتص��ادي‪ ،‬والحقوقي‪ ،‬كما في‬ ‫مشروعه النظري (الفكر ‪ -‬إيديولوجي)؟!!‬ ‫حزب اهلل حزب ديني "عقائدي" ّ‬ ‫يُشكل "اإلسالم"‬ ‫مرجعيّته الفكريّة _ اإليديولوجيّة‪ ،‬ش��أنه في ذلك‪،‬‬ ‫ش��أن النظام السياس��ي الحاكم ف��ي العديد من دول‬ ‫المنطقة واإلقليم‪ ،‬كإيران‪ ،‬والسعوديّة‪ ،‬وإن بقراءات‬ ‫مختلف��ة ف��ي "التفاصي��ل" ال في "الجوه��ر" العميق؛‬ ‫فاإلس�لام واح��د‪ ،‬والخالف ح��ول قضيّ��ة "الخِالفة"‬ ‫في��ه‪ ،‬ما ه��و إال "تفصي��ل" ال يمسّ جوه��ر العقيدة‬ ‫ف��ي خطوطه��ا العريض��ة العامّ��ة (أي ف��ي العبادات‬ ‫والتش��ريعات وحقوق اإلنس��ان والحريّ��ات ك ّلها‪ ،‬من‬ ‫مثل الس��ماح بتعدّد الزوجات‪ ،‬وتقسيم الميراث وفق‬ ‫اآلي��ة "للذك��ر مثل ح��ظ االنثيي��ن"‪ ،‬وتحري��م الزواج‬ ‫المدن��ي‪ ،‬والتبنّي‪ ،‬أو حريّ��ة العقيدة‪ ..‬ال��خ)؛ أي هو‬ ‫ال يواف��ق على مب��دأ "مدنيّة" الدولة‪ ،‬ش��أنه في ذلك‬ ‫ش��أن ّ‬ ‫كل جماعات اإلس�لام السياس��ي العربيّة وغير‬ ‫العربيّ��ة‪ ،‬حتّ��ى وإن قبل بعضه��ا التعايش مع وضع‬ ‫"مدني" في السياس��ة‪ ،‬على مضض (كما في تجربة‬ ‫حزب "العدالة والتنمية" التركي‪ ،‬على سبيل المثال‪..‬‬ ‫وماذا بش��أن مش��روع "ح��زب اهلل" االجتماعي ‪-‬‬

‫االقتص��ادي‪ ،‬واالقتصاد هو القاعدة المادّيّة‪ ،‬لتقدّم‬ ‫أيّة دولة على كل الصّعُد والمس��تويات ُ‬ ‫األخرى‪ ،‬كما‬ ‫نعلم جميعًا؟!‬ ‫جماع��ات اإلس�لام السياس��ي ك ّله��ا (و حزب اهلل‬ ‫ضمن��ًا)‪ ،‬وبالنظ��ر إل��ى اعتماده��ا الدي��ن اإلس�لامي‬ ‫كمرجعيّ��ة ف��ي التش��ريع‪ ،‬ال تولي قضيّ��ة "العدالة‬ ‫االجتماعيّ��ة" أهميّ��ة خاصّة‪ ،‬باالس��تناد إلى النص‬ ‫القرآني القائل‪" :‬ورفع بعضكم فوق بعض درجات"‪..‬‬ ‫وتالي��اً‪ ،‬فالتفاوت الطبقي بالنس��بة له��ا‪ ،‬هو من باب‬ ‫"القدَر اإللهي" المحتوم‪ ،‬وال قُدرة للبشر على تغييره‬ ‫"كثيراً"‪ ..‬هذا من ناحية‪.‬‬ ‫ومن ناحية اُخرى‪ ..‬فأنظمة الحكم التي اعتمدت‬ ‫الشريعة اإلس�لاميّة‪ ،‬كنظام حُكم سياسي (كما في‬ ‫النم��وذج اإليراني‪ ،‬والخليج��ي العربي بصفة عامّة)‪،‬‬ ‫والت��ي يعتبر الحزب هنا (إيران) حليفته ومثله األعلى‬ ‫في ّ‬ ‫كل ش��يء؛ ك ّلها انتهجتْ السياس��ة "الليبيراليّة"‬ ‫ف��ي اقتصادها‪ ،‬م��ن منطلق أن اإلس�لام ال يتعارض‬ ‫وأن "البرَكة" في‬ ‫مع المُلكيّ��ة الفرديّة (الخاصّ��ة)‪ّ ،‬‬ ‫"التج��ارة"‪ ،‬كم��ا في النم��وذج اإلس�لامي األوّل‪ ،‬كما‬ ‫ت��مّ تطبيقه في ّ‬ ‫مكة والحجاز‪ ،‬زمن نزول الرس��الة‪،‬‬ ‫زمن النبيّ‪ ،‬وخلفائه الراشدين؛ هذا النظام الساسي‬ ‫_ االقتص��ادي‪ ،‬ال��ذي يتع��رّض اليوم لزل��زال عنيف‬ ‫يكاد يُ��ودي به‪ ،‬حتّى في معاقل��ه العالميّة ُ‬ ‫الكبرى‪،‬‬ ‫تحت وطأة األزم��ة االقتصاديّة الخانقة‪ ،‬التي تعانيها‬ ‫معظم ال��دول األوروبيّة واألميريكيّة‪ ،‬ممّن انتهجت‬ ‫هذه السياسة بالذات‪ ،‬كما في إيران (الحليفة لروسيا‬ ‫"الليبيراليّ��ة" أيضًا؛ ودول مجل��س التعاون الخليجي‬ ‫المرتبط��ة بتلك المراكز "اإلمبرياليّة"‪ ،‬بدرجة عالية؛‬

‫أسعد العربي‬

‫وم��ا ال��ذي أنج��زه ه��ذا المحور (ف��ي هذا المس��توى‬ ‫بال��ذات)‪ ،‬في ّ‬ ‫كل من عراق ما بعد انس��حاب االحتالل‬ ‫األميريك��ي‪ ،‬أو لبن��ان ما بع��د ‪ ،2006‬أو س��وريا البلد‬ ‫العربي األغنى بالموارد االقتصاديّة‪ ،‬التي يقبع ‪% 60‬‬ ‫من ّ‬ ‫سكانها تحت خط الفقر‪ ،‬وفق ما تو ّثق اإلحصاءات‬ ‫وتقارير التنمية الدوليّة‪ ،‬وميزانها التجاري "خاس��ر"‪،‬‬ ‫ونس��بة البطال��ة فيه��ا بلغت نح��و ‪ ..30%‬ال��خ‪ ،‬حتّى‬ ‫قبل ح��دوث "األزمة" فيه��ا ربيع ‪ 2011‬؛ على س��بيل‬ ‫المثال؟!!‪..‬‬ ‫أخيراً‪..‬‬ ‫تحري��ر األرض مهمّ��ة وأولويّ��ة‪ ،‬ولك��ن ه��ل‬ ‫يكف��ي تحرير بلد ما‪" ،‬سياس��يّاً " ليُقال عنه أنه حُرٌّ‬ ‫بالفعل؟!!‬ ‫س��ننجز التحري��ر‪ ،‬ث��مّ نخ��وض النض��ال‬ ‫الديمقراط��ي واالجتماع��ي الحق��اً‪ ،‬ولك��نّ‪ ..‬معظم‬ ‫الدول العربيّة نالت اس��تقاللها رسميّاً‪ ،‬منذ منتصف‬ ‫القرن الماضي تقريبًا‪ ،‬فهل هي كذلك اليوم بالفعل‬ ‫؛ وهل تبعيّة دول كاليابان أو إيران أو الدول العربيّة‬ ‫ك ّلها‪ ،‬لمراكز الهيمن��ة "اإلمبرياليّة" العالميّة الكبرى‬ ‫ش��رقاً وغرب��اً‪ ،‬تفيد بأنّه��ا دول كاملة االس��تقالليّة‬ ‫عنه��ا‪ ،‬بعد نصف ق��رن على نيلها االس��تقالل‪ ،‬أو ‪23‬‬ ‫عاماً‪ ،‬على قي��ام ثورات حريّة وتحرّر فيها؟!! "رئيس‬ ‫ال��وزراء الماليزي الس��ابق" مهاتير محمّ��د‪ ،‬أنجز ّ‬ ‫كل‬ ‫هذا في ‪ 11‬عاماً فقط‪ ،‬على سبيل المثال!!‬ ‫حرّيّ��ة وتحرير‪ ،‬نعم ولك��ن باتّجاه م��اذا؟!! أي‬ ‫وم��ا هو "المش��روع البدي��ل" في السياس��ة‪ ،‬كما في‬ ‫االقتص��اد والمجتم��ع والقواني��ن؟!! هذا هو الس��ؤال‬ ‫اليوم‪ ،‬باعتقادي‪.‬‬


‫�أحدث املرا�سيم ال�صادرة يف �سوريا‬

‫املر�سوم الت�شريعي رقم ‪:34‬‬

‫املر�سوم الت�شريعي رقم ‪:25‬‬

‫أصدر رئيس الجمهورية المرس��وم التش��ريعي‬ ‫رق��م ‪ 25‬لع��ام ‪ 2013‬ال��ذي ينص عل��ى إضافة مادة‬ ‫حول التبليغ للمرسوم التشريعي رقم ‪ 84‬لعام ‪1953‬‬ ‫المتضمن قانون أصول المحاكمات‪.‬‬ ‫بحيث تضاف مادة برقم ‪ 33‬مكرر إلى المرس��وم‬ ‫التش��ريعي رق��م ‪ 84‬الصادر بتاري��خ ‪1953 - 9 - 28‬‬ ‫المتضمن قانون أصول المحاكمات على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إذا تع��ذر التبلي��غ وفق أحكام الم��ادة ‪ 21‬وما‬ ‫يليها بس��بب ظروف اس��تثنائية يجرى التبليغ بإحدى‬ ‫الصح��ف اليومي��ة ف��ي العاصمة وفي لوح��ة إعالنات‬ ‫المحكم��ة بق��رار معلل م��ن رئيس المحكم��ة وعلى‬ ‫الموظ��ف المخت��ص بي��ان س��بب التعذر ف��ي محضر‬ ‫التبلي��غ عل��ى أن يتم التبليغ قبل خمس��ة عش��ر يوما‬ ‫على األقل من تاريخ موعد الجلس��ة مع مراعاة مهلة‬ ‫المسافة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬يجوز تأكيد التبليغ بواسطة الرسائل النصية‬ ‫وااللكترونية ويصدر وزير العدل التعليمات التنفيذية‬ ‫الالزمة لذلك‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫املر�سوم الت�شريعي رقم ‪:29‬‬

‫در الرئي��س الس��وري بش��ار األس��د المرس��وم‬ ‫التش��ريعي رقم ‪ 29‬لعام ‪ 2013‬ألغى بموجبه العمل‬ ‫بالقان��ون رق��م ‪ 34‬الص��ادر بتاري��خ ‪1938 / 5 / 21‬‬ ‫وتعديالت��ه‪ ،‬لتصب��ح المعون��ة القضائي��ة تدبير يراد‬ ‫به إعفاء الش��خص المس��تعين من تس��ديد الرسوم‬ ‫والنفق��ات الالزم��ة للمحاكمة‪ ،‬أو تس��خير محام عنه‬ ‫بالخصوم��ة مجان��ًا‪ ،‬المس��تفيدون ه��م األش��خاص‬ ‫الطبيعي��ون الذي��ن له��م ح��ق االدع��اء واألش��خاص‬ ‫االعتباري��ون الذين ال يس��تهدفون تحقي��ق الربح في‬ ‫نشاطاتهم‪.‬‬ ‫وأشار المرسوم إلى أن عملية منح المعونة تكون‬ ‫بطلب يق��دم للقاضي البدائي‪ ،‬ال��ذي ينظر بالدعوى‬ ‫بصفت��ه الوالئية مرفقاً بوثيقة فق��ر حال من مختار‬ ‫المحلة‪ ،‬مصدق م��ن البلدية أصو ًال وبيان من الدوائر‬ ‫المالي��ة بوضعه الضريبي من الس��نتين الس��ابقتين‬ ‫لتاريخ تقديم الطل��ب‪ ،‬وللقاضي الذي يمنح المعونة‬ ‫الس��لطة التقديرية في التحقق م��ن الوثائق‪ ،‬واتخاذ‬ ‫القرار بمنح المعونة أو رد الطلب‪.‬‬ ‫كم��ا يمكن أص��در الق��رار قاب ً‬ ‫ال لالعت��راض من‬ ‫خصم المع��ان أو “وزارة المالية” أو “نقابة المحامين”‬ ‫وم��دة االعتراض ‪ 15‬ي��وم كما تنظر النياب��ة العامة‪،‬‬ ‫بطل��ب المعون��ة وتبدي رأيها خالل ثالث��ة أيام‪ ،‬تمنح‬ ‫المعون��ة للس��وريين ومن ف��ي حكمهم ويج��وز منها‬ ‫لألجانب ش��رط اإلقامة والمعامل��ة بالمثل‪ ،‬وعلى أن‬ ‫يتم رفق ش��هادة من البعثة الدبلوماس��ية التي تثبت‬ ‫دولته‪ ،‬وتمسك س��جالت من قبل المحكمة المختصة‬ ‫لألساس والقرارات الصادرة عنها‪.‬‬ ‫كما يستفيد الش��خص المعان من قرار المعونة‬ ‫القضائي��ة حت��ى أخ��ر درج��ات التقاض��ي ف��ي النزاع‬ ‫موض��وع المعون��ة‪ ،‬وخ�لال المخاصم��ة ول��دى دوائر‬ ‫التنفي��ذ‪ ،‬وفي حال رفض طلب المعونة يحق لطالبها‬ ‫التق��دم بطل��ب جديد بعد مضي ‪ 3‬أش��هر م��ن تاريخ‬ ‫الرفض‪ ،‬في حال توفرت لديه األسباب المؤيدة لذلك‪.‬‬

‫كم��ا يج��وز للمحكم��ة الت��ي منح��ت المعون��ة‬ ‫القضائي��ة‪ ،‬أن ترجع عن قرارها بأثر رجعي من تلقاء‬ ‫نفس��ها أو بن��اء عن طل��ب النياب��ي العام��ة أو “وزارة‬ ‫المالي��ة” أو “نقاب��ة المحامي��ن”‪ ،‬وتس��قط المعون��ة‬ ‫بوفاة المعان بأثر رجعي وللورثة إذا كانوا يستحقون‬ ‫المعون��ة‪ ،‬ويعاقب بجرم تقديم بيانات كاذبة كل من‬ ‫حص��ل على معونة القضائية بتقدي��م تلك البيانات‪،‬‬ ‫ويلغى قرار المعونة القضائي ويتم تحصيل الرسوم‬ ‫والنفق��ات الت��ي اعف��ي منه��ا وفق��ًا لقان��ون جباي��ة‬ ‫األم��وال العام��ة‪ ،‬ويح��ق للمحامي المس��خر من قبل‬ ‫“نقاب��ة المحامين” للدفاع عن حقوق المعان مطالبته‬ ‫باألتعاب‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أص��در رئي��س الجمهوري��ة مرس��ومًا يمنح فيه‬ ‫ش��اغلو الوظائف المخصصين بس��يارة حكومية بدل‬ ‫شهري يسمى "بدل صيانة وإصالح"‪ .‬ونص المرسوم‬ ‫التش��ريعي رقم ‪ ،34‬ب��أن “يمنح بدل ش��هري قيمته‬ ‫‪ 5000‬ليرة لش��اغلي الوظائف المخصصين بس��يارة‬ ‫حكومية‪،‬‬ ‫وهم معاون وزير‪ ،‬أعضاء المحكمة الدس��تورية‬ ‫العلي��ا‪ ،‬ونائ��ب رئي��س محكم��ة النق��ض‪ ،‬وأعض��اء‬ ‫مجل��س القضاء األعل��ى‪ ،‬وأعض��اء المجلس الخاص‬ ‫للشؤون اإلدارية في مجلس الدولة”‪ .‬ورئيس الغرفة‬ ‫االس��تئنافية األول ف��ي كل محافظ��ة‪ ،‬والمحام��ون‬ ‫العام��ون‪ ،‬ورئي��س إدارة قضاي��ا الدول��ة‪ ،‬ورئي��س‬ ‫غرف��ة في محكم��ة النقض‪ ،‬ونائب رئي��س الجامعة‪،‬‬ ‫وأمي��ن ع��ام محافظ��ة‪ ،‬ومدير ع��ام‪ ،‬ورئي��س هيئة‬ ‫عام��ة‪ ،‬ومدير عام مؤسس��ة‪ ،‬ومدير مكت��ب أو مدير‬ ‫مديرية في رئاس��ة مجلس الوزراء‪ .‬ورؤساء مجالس‬ ‫المحافظات‪ ،‬ورؤساء مجالس مدن مراكز المحافظات‪،‬‬ ‫ومدي��ر عام ش��ركة‪ ،‬وم��ن يوجب قان��ون الموظفين‬ ‫وقان��ون العاملي��ن األساس��ي تعيينهم تعيين��ا عاديا‬ ‫بمرسوم أو قرار من رئيس “مجلس الوزراء”‪.‬‬ ‫كم��ا يمنح المرس��وم بدل ش��هري قيمته ‪2000‬‬ ‫ليرة لشاغلي الوظائف المخصصين بسيارة حكومية‪،‬‬ ‫وهم القضاة‪ ،‬والمفتون في المحافظات‪ ،‬وعميد كلية‬ ‫أو معه��د‪ ،‬مع��اون مدير عام مركزي‪ ،‬ومدي��ر إدارة أو‬ ‫مديرية في وزارة‪ ،‬ومدير فرع‪ ،‬مستشار على المالك‪،‬‬ ‫ورئي��س مجلس مدينة‪ ،‬وأعض��اء المكاتب التنفيذية‬ ‫ف��ي مجال��ي المحافظ��ات المفرغون‪ .‬ومدي��ر معمل‬ ‫أو منش��أة ومحاس��ب إدارة‪ ،‬ومدير مكتب أو أمين سر‬ ‫الوزير‪ ،‬ومن توجب القوانين النافذة إس��ناد الوظيفة‬ ‫له بقرار من الوزير المختص‪.‬‬ ‫يش��ار إلى أن “رئاس��ة مجلس ال��وزراء” أصدرت‬ ‫آذار الماض��ي‪ ،‬ق��رارا يقض��ي بتحدي��د المناص��ب‬ ‫والوظائف التي يخصص ش��اغلوها بسيارة حكومية‬ ‫وفق ‪ 3‬مجموعات‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫أص��در رئي��س الجمهوري��ة مرس��وماً تش��ريعيًا‬ ‫تضمن إضافة فقرة إلى نهاية المادة ‪ 10‬من المرسوم‬ ‫التش��ريعي رقم ‪ 30‬لع��ام ‪ ،2007‬التي تنص على أن‬ ‫تؤج��ل الخدم��ة اإللزامي��ة للمكلفي��ن م��ن الطيارين‬ ‫العاملين لدى مؤسس��ة الطيران الس��ورية الذين لم‬ ‫يتموا سن ‪ 35‬عاماً‪،‬‬ ‫ويج��دد التأجي��ل س��نويًا لم��دة أقصاه��ا خمس‬ ‫سنوات بناء على وثائق تفيد بأن المكلف ال يزال الئقًا‬ ‫صحياً ومؤه ً‬ ‫ال للطيران‪ ،‬مرفقة بشهادة مزاولة مهنة‬ ‫مصدقة أصو ًال من وزارة لنقل‪.‬‬ ‫ونص المرس��وم الجديد على تعدي��ل المادة ‪13‬‬ ‫من المرس��وم التشريعي رقم ‪ 30‬ذاته بحيث ارتفعت‬ ‫قيم البدل النقدي من المكلف المقيم خارج األراضي‬ ‫السورية في دول عربية أو أجنبية من خمسة آالف إلى‬ ‫‪ 15‬ألف دوالر أميركي لمن كانت إقامتهم دائمة لمدة‬ ‫ال تقل عن خمس س��نوات‪ ،‬و‪ 500‬دوالر أميركي لمن‬ ‫ولد ف��ي دولة عربية أو أجنبية وأق��ام فيها أو بغيرها‬ ‫إقامة دائمة ومستمرة حتى دخوله سن التكليف‪.‬‬ ‫وتنص المادة الثالثة من المرس��وم الجديد على‬ ‫إضافة فقرة إلى المادة ‪ 13‬السابقة تنص على قبول‬ ‫الب��دل النقدي بمبلغ مقداره ‪ 800‬ألف ليرة من الطيار‬ ‫العام��ل ل��دى مؤسس��ة الطي��ران الس��ورية الذي تم‬ ‫تأجيله وفقاً للفقرة «رابعًا» من المادة ‪ 10‬المذكورة‪،‬‬ ‫أو ال��ذي أت��م خم��س س��نوات فعلية لدى المؤسس��ة‬ ‫واستمر خاللها بمزاولة المهنة‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪13‬‬


‫فخري البارودي ‪1966 - 1886‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ف��ي زاويتن��ا الي��وم تحتفي س��وريتنا‬ ‫بقامةٍ فريدة في التاريخ الس��وري الحديث‪،‬‬ ‫فخ��ري بيك الب��ارودي‪ ،‬الزعيم المجمع على‬ ‫زعامته في س��وريا‪ ،‬من قال يومًا‪" :‬فللدهر‬ ‫ّ‬ ‫س��جل‪ ..‬وه��ذان الرقيبان ال‬ ‫قل��م وللتاريخ‬ ‫يغ��ادران أعم��ال المرء‪ ،‬حس��نت أم س��اءت‪،‬‬ ‫صغرت أم كب��رت"‪ ،‬لم يكن البارودي عالم ًة‬ ‫كالخوري‪ ،‬وال زعيماً سياس��ياً كالش��هبندر‪،‬‬ ‫وال اقتصادي��اً نابغاً كالعظ��م‪ ،‬كان البارودي‬ ‫زعيم��ًا وطني��ًا‪ ،‬ووجيه��اً ش��عبياً‪ ،‬أجمع على‬ ‫زعامته السوريون والعرب‪.‬‬ ‫ولد فخري بن محمود بن محمد حسن‬ ‫بن محم��د الضاهر الملقب بالب��ارودي‪ ،‬في‬ ‫قص��ر العائل��ة ف��ي ح��ي القن��وات العريق‬ ‫بدمش��ق ع��ام ‪ ،1886‬قصر الب��ارودي الذي‬ ‫ح��ل فيه األمير فيصل ضيفًا س��اعة دخوله‬ ‫دمشق‪ ،‬وفيه تأسست أول حكومة مستقلة‬ ‫وطنية س��ورية سنة ‪ ،1918‬وفيه سكن أول‬ ‫رئيس لدولة سورية المستقلة‪.‬‬ ‫ج��دَّه األعلى ضاهر العمر حاكم صفد‬ ‫وم��ا يليه��ا‪ ،‬وال��ذي امت��د نفوذه إل��ى صيدا‬ ‫وعكا ومناطق واس��عة من فلسطين ولبنان‬ ‫في الرب��ع الثالث م��ن القرن الثامن عش��ر‪.‬‬ ‫وق��د تم��رَّد على الدول��ة العثماني��ة إلى أن‬ ‫قتل غدراً‪ .‬وقام الج��زار والي عكا العثماني‬ ‫وجيش��ه بمالحق��ة عائلته‪ ،‬وعل��ى األثر لجأ‬ ‫ابن��ه محمد ضاهر جد فخ��ري البارودي إلى‬ ‫دمش��ق ووجد عم ًال في مصنع للبارود أورثه‬ ‫وأسرته لقب البارودي‪.‬‬ ‫كان الب��ارودي الول��د الذك��ر الوحي��د‬ ‫لوالدي��ه إل��ى جان��ب اختيه‪ ،‬نش��أ ف��ي بيئة‬ ‫ارس��تقراطية مترفة‪ ،‬وفي طفولته المبكرة‬ ‫أرس��له وال��ده إل��ى "الخج��ا نف��وس" الت��ي‬ ‫علمت��ه الق��رآن الكريم فختمه ول��م يتجاوز‬ ‫السادس��ة من العمر‪ ،‬ثم انتق��ل إلى الكتاب‬ ‫لتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب‪ ،‬ثم‬ ‫تنقل بي��ن مدارس "العازري��ة‪ ،‬والريحانية‪،‬‬ ‫والياغوش��ية" الت��ي ن��ال منه��ا الش��هادة‬ ‫االبتدائي��ة ف��ي الثالثة عش��رة م��ن عمره‪،‬‬ ‫وحصل على الش��هادة الثانوي��ة من "مكتب‬ ‫عنبر"‪ ،‬ع��ام ‪ ،1908‬وهو الع��ام الذي قامت‬ ‫فيه جمعية االتح��اد والترقي بانقالبها على‬ ‫الس��لطان عبد الحمي��د الثان��ي‪ .‬وهنا بدأت‬ ‫رحل��ة نضال��ه‪ ،‬فانضم إل��ى حلقة الش��يخ‬ ‫طاهر الجزائري الوطنية‪ ،‬وصار يخطب في‬ ‫كل حفل داعيًا إلى يقظة العرب وحرّيتهم‪.‬‬ ‫كم��ا اعتمد على صداقته مع الس��يد "محمد‬ ‫ع��ارف الهبل"‪ ،‬ليش��ارك في تحري��ر جريدة‬ ‫"حط بالخرج" والت��ي كان هدفها األول نقد‬ ‫أوضاع البالد وبعث الشعور القومي‪.‬‬ ‫والتح��ق بالعم��ل ككات��ب بمحكم��ة‬ ‫االس��تئناف ثم ش��غلت خاطره فكرة السفر‬ ‫إل��ى الخ��ارج لمتابعة دراس��ته العليا فجوبه‬ ‫بمعارض��ة ش��ديدة م��ن والده لكنه تس��لل‬ ‫خلسة من منزل العائلة واستقل القطار إلى‬ ‫فلس��طين وأبحر منها لفرنسا‪ ،‬غير أن والده‬ ‫غضب عليه وأرغمه على العودة إلى دمشق‬ ‫لإلشراف على أمالك األسرة‪.‬‬ ‫عندما اندلعت الح��رب العالمية األولى‬ ‫عام ‪ 1914‬دخل مدرس��ة الضباط االحتياط‬ ‫وتخ��رج منها وكيل ضابط ثم انضم مع من‬ ‫انضم من الس��وريين إلى صف��وف الجيش‬ ‫العثمان��ي وحليفت��ه ألمانيا وذه��ب ليحارب‬ ‫اإلنكلي��ز ف��ي طبريا وبئ��ر المغارة ولس��وء‬ ‫حظه وقع أس��يراً في يد اإلنكليز في معركة‬ ‫بئر السبع ثم يفرج عنه ليعود إلى بالده‪.‬‬

‫بعد اإلف��راج عنه في القاه��رة التحق‬ ‫الب��ارودي بالث��ورة العربي��ة الكب��رى ع��ام‬ ‫‪1916‬م‪ .‬وعيّن��ه الش��ريف حس��ين ضابطًا‬ ‫مرافق��اً البن��ه األمي��ر فيص��ل عن��د دخوله‬ ‫إل��ى دمش��ق‪ ،‬يخبرن��ا يوس��ف الحكيم في‬ ‫الجزء الثالث م��ن ذكرياته عن بطانة األمير‬ ‫فيصل قائ ًال‪" :‬السيد فخري البارودي الوجيه‬ ‫الش��عبي‪ ،‬والمجاهد المعروف كان من أبرز‬ ‫مرافق��ي األمي��ر فيص��ل وق��د لقب بش��يخ‬ ‫الشباب لنشاطه وأدبه وظرفه"‪.‬‬ ‫وبع��د دخ��ول الجيش العربي دمش��ق‬ ‫بق��ي الب��ارودي لم��دة قائ��دًا لفرق��ة م��ن‬ ‫الدومانيي��ن ضم��ن فيلق دمش��ق‪ ،‬ثم عين‬ ‫مرافقً��ا لفيصل بع��د تتويجه ً‬ ‫مل��كا‪ ،‬وعهد‬ ‫إليه بمديرية شرطة دمشق‪ ،‬وبعد االحتالل‬ ‫الفرنسي لس��ورية انضم إلى جيش األردن‬ ‫تح��ت قيادة األمير عب��داهلل لمدة عاد بعدها‬ ‫إلى ب�لاده وعم��ل بمزرعته معت��ز ًال العمل‬ ‫الع��ام‪ ،‬وتفرغ للعمل التجاري‪ ،‬لكنه عاد إلى‬ ‫العم��ل الوطني مرة أخ��رى وذلك من خالل‬ ‫تمويل��ه للثورات التي قامت ضد االس��تعمار‬ ‫الفرنس��ي‪ ،‬فش��ارك ف��ي تموي��ل ثورت��ي‬ ‫الش��مال بقي��ادة الزعيمي��ن إبراهيم هنانو‬ ‫وصالح العلي‪ ،‬وباع ‪ 14‬ضيعة من ممتلكاته‬ ‫ك��ي يم��ول الث��ورة فاعتقلت��ه الس��لطات‬ ‫الفرنسية إثر ذلك عام ‪1925‬وبقي مسجونًا‬ ‫في سجن القلعة مدة ‪ 100‬يوم‪.‬‬ ‫بع��د نهاي��ة الث��ورة ع��ام ‪ 1927‬عمل‬ ‫الب��ارودي عل��ى تأس��يس الكتل��ة الوطني��ة‬ ‫م��ع الرئيس��ين هاش��م األتاس��ي وش��كري‬ ‫القوتل��ي‪ ،‬وانتخ��ب نائباً ع��ام ‪ 1932‬إال أنه‬ ‫كان دائم الرفض للوزارة التي عرضت عليه‬ ‫عدة م��رات‪ ،‬مفض� ً‬ ‫لا عليها منص��ب النيابة‬ ‫ألن��ه منصب يختاره الن��اس كما كان يقول‪.‬‬ ‫بين عامي ‪ 1934‬و‪1936‬أنشأ مكتباً للدعاية‬ ‫الوطنية باسم المكتب العربي‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1936‬اعتقلت��ه الس��لطات‬ ‫الفرنس��ية م��رة ثاني��ة عل��ى أثر تش��كيله‬ ‫لفرق��ة القمص��ان الحديدي��ة‪ ،‬وقد أش��علت‬ ‫حادث��ة اعتقال البارودي اإلضراب الس��تيني‬ ‫عام ‪ ،1936‬فأطلقت الس��لطات الفرنس��ية‬ ‫سراحه تحت ضغط الشارع السوري‪ ،‬يخبرنا‬ ‫"خالد بي��ك العظم" ف��ي مذكراته الصفحة‬ ‫‪ 159‬عن اعتقال البارودي‪" :‬اعتقلت سلطات‬ ‫االنت��داب بعض الزعم��اء الوطنيي��ن أمثال‬ ‫فخري البارودي ونس��يب البكري وابعدوهم‬ ‫إل��ى الجزيرة‪ ،‬فلما هدأت الحال وس��مح لهم‬ ‫بالعودة إلى دمش��ق كان لفخ��ري البارودي‬ ‫ٌ‬ ‫اس��تقبال ضخم ال يقل عن استقبال دمشق‬ ‫لألمي��ر فيصل‪ ،‬إذ س��ارت الجم��وع من بلدة‬ ‫ٌ‬ ‫محم��ول على‬ ‫دوم��ا إلى دمش��ق والبارودي‬ ‫األكتاف يحيي الجماهير ويخطب بهم"‪.‬‬ ‫انتخ��ب البارودي نائبًا عن دمش��ق في‬ ‫الجمعية التأسيس��ية عام ‪ ،1928‬كما انتخب‬ ‫نائب��ًا ع��ن دمش��ق ل��دورات ‪ 1933‬ـ ‪ 1936‬ـ‬ ‫‪ ،1943‬ثم نائبًا عن دوما في دورة ‪.1947‬‬ ‫كت��ب فخ��ري الب��ارودي ف��ي مذكراته‬ ‫يق��ول كي��ف تح��دى مدع��ي ع��ام المحكمة‬ ‫االس��تثنائية الفرنس��ية ودع��اه للمب��ارزة‬ ‫ذات ي��وم من ع��ام ‪ 1937‬حي��ث البالد تغلي‬ ‫كالمرجل‪ ،‬والحالة الوطنية في مداها األبعد‪:‬‬ ‫"ف��ي ع��ام ‪ 1937‬اش��تدت االضطرابات في‬ ‫س��ورية عامة‪ ،‬وفي دمش��ق خاصة‪ ،‬وقامت‬ ‫قيامة الس��لطة الفرنس��ية المحتلة وطاشت‬ ‫عق��ول الموظفي��ن الفرنس��يين‪ ،‬وخرج��ت‬ ‫نساء دمشق بمظاهرات شديدة كان لها وقع‬

‫عظي��م عند األهلي��ن اضطرت الس��لطة أن‬ ‫تلقي القبض على طائفة كبيرة من النس��اء‬ ‫س��جنتهن في دائرة الشرطة‪ ،‬وقدمتهنّ في‬ ‫اليوم الثاني إلى المحكمة االس��تثنائية‪ .‬وقد‬ ‫تطوع للدفاع عنهن المحامين الس��ادة سيف‬ ‫الدين المأمون وآخرون‪ ،‬وبعد أن اس��تجوبت‬ ‫المحكمة المس��جونات المتهم��ات‪ ،‬وجاء دور‬ ‫االدعاء العام‪ ،‬وقف المسيو مورغان المدَّعي‬ ‫العام الفرنس��ي وهاج��م الموقوفات هجومًا‬ ‫ش��ديداً‪ ،‬وطلب من المحكم��ة الحكم عليهن‬ ‫بأقصى العقوبات لردع أمثالهن من مقاومة‬ ‫السلطة الفرنسية وأهان السوريين بكالمه‬ ‫ال��ذي تهجم في��ه عليهم‪ .‬وق��د نقلت جريدة‬ ‫"القبس" (التي كان يصدرها الوطني الكبير‬ ‫والنائ��ب البارز نجي��ب الريس‪ ،‬والد الناش��ر‬ ‫المع��روف رياض الريس) بعض الجمل التي‬ ‫أه��ان بها الس��وريين منها جمل��ة بذيئة قال‬ ‫فيها‪:‬‬ ‫"أن الس��وريين أن��ذال يختبئ��ون ف��ي‬ ‫دورهم ويرسلون نساءهم للمظاهرات في‬ ‫الشوارع"‪.‬‬ ‫وكن��ت آن��ذاك نائب��اً عن دمش��ق ‪ -‬أي‬ ‫الب��ارودي ‪ -‬وزعيماً للش��باب‪ ،‬فكتب��تُ إليه‬ ‫كتابًا هذا نصه‪:‬‬ ‫"إل��ى الس��يد مورغ��ان مدع��ي ع��ام‬ ‫المحكم��ة االس��تثنائية ف��ي دمش��ق‪ ،‬بم��ا‬ ‫أن��ي نائ��ب س��ورية وواجب��ي الدف��اع عنها‬ ‫في داخ��ل المجلس النياب��ي وخارجه‪ ،‬وبما‬ ‫أنك��م أهنتم الع��رب الذي��ن ال ينامون على‬ ‫الضي��م‪ ،‬وهم منذ عرف التاريخ‪ ،‬نس��اؤهم‬ ‫يساعدون الرجال‪ .‬في مرافق الحياة جميعاً‪،‬‬ ‫خصوصاً ف��ي الحروب‪ ،‬والم��رأة العربية لم‬ ‫تك��ن تكتفي بتضميد الج��راح والقيام على‬ ‫س��قاية المحاربي��ن وإطعامه��م وتقدي��م‬ ‫السالح والعتاد لهم‪ ،‬بل كانت تحارب معهم‬ ‫جنب��ًا إلى جن��ب‪ .‬ودخول العرب بالد الش��ام‬

‫م��ن أس��بابه صمود نس��اء الع��رب في تلك‬ ‫الحرب التي قام��ت بينهم وبين الرومان في‬ ‫موقعة اليرموك‪ ،‬ولوال نساء العرب في تلك‬ ‫الموقع��ة لبقي الرومان إل��ى اليوم في بالد‬ ‫الش��ام‪ ..‬والنساء اللواتي يش��اركن رجالهن‬ ‫ف��ي الحروب يوجد منهنَّ ف��ي جميع األمم‪،‬‬ ‫وهذه فرنسا ما زالت تفخر بجان دارك التي‬ ‫أنهت حرب المئة س��نة‪ ،‬وخلصت بالدها من‬ ‫األع��داء‪ ،‬وهذه ج��ان هاش��يت التي خلصت‬ ‫بلده��ا من أعدائه��ا‪ ،‬وهؤالء نس��اء باريس‬ ‫ع��ام ‪ 1870‬الالت��ي َّ‬ ‫خلص��ن باري��س م��ن‬ ‫األلمان ببيع حليه��ن لفكها من الجزية التي‬ ‫ضرب��ت عليها‪ .‬هذا كله ص��ار ولم يقل أحد‬ ‫أن رجال فرنس��ا أنذال ألن نس��اءهم دافعن‬ ‫عن بالده��ن‪ ..‬وإني ق��د أتيت به��ذا الكتاب‬ ‫طالبًا منكم س��حب كلمتكم التي أهنتم بها‬ ‫الس��وريين على صفحات الجرائد واالعتذار‬ ‫لهم عن اإلهانة التي وجهتموها إلى شعبي‬ ‫الكري��م واإلفراج عن المعتق�لات فوراً‪ .‬وإال‬ ‫فإني أدعوك��م إلى المبارزة بالس�لاح الذي‬ ‫ترغبون��ه‪ ،‬وش��هودي عل��ى المب��ارزة هم��ا‬ ‫األمير خالد الجزائري‪ ،‬وحسين بك اإليبش‪،‬‬ ‫وإني بانتظار الج��واب‪ ،‬وإذا رفضت المبارزة‬ ‫ول��م تجبني عل��ى كتابي باالعتذار ونش��ره‬ ‫ف��ي الصحف فإني أع��دُّك جباناً‪ ،‬والس�لام‬ ‫على من اتبع الهدى"‪.‬‬ ‫وأرس��لت الكت��اب م��ع ش��اهدين م��ن‬ ‫الش��بان هما أديب أفندي الصفدي والدكتور‬ ‫منير العجالني‪ ،‬بصفتهما شهود تبليغ كتاب‬ ‫المبارزة‪.‬‬ ‫انتش��ر الخب��ر ف��ي دمش��ق وقام��ت‬ ‫قيام��ة الفرنس��يين‪ ،‬واجتم��ع كب��ار رج��ال‬ ‫الس��لطة والقواد‪ ،‬وأحضروا جمي��ع القضاة‬ ‫الفرنس��يين‪ ،‬وتش��اوروا فيم��ا يفعلون ولم‬ ‫يق��روا على ش��يء‪ .‬وجاءن��ي صب��اح اليوم‬ ‫الثان��ي حس��ام الدي��ن الصالح��ي‪ ،‬ترجمان‬


‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫مدي��ر المكتب الثان��ي آنذاك‪ ،‬وس��ألني عن‬ ‫الس�لاح ال��ذي أفضل��ه‪ ،‬قلت ال ف��رق عندي‬ ‫بي��ن الس��يف والمس��دس‪ ..‬فالس�لاح الذي‬ ‫ي��روق للمدعي الع��ام أقبل به‪ ،‬م��ع أن حق‬ ‫اختيار الس�لاح لي‪ ،‬ألني أدافع عن اإلهانة‪،‬‬ ‫وس��ألني ع��ن اس��تعمال المس��دس وه��ل‬ ‫يمكنن��ي المب��ارزة في��ه؟ فقل��ت‪ :‬إن��ي منذ‬ ‫دخول الفرنسيين إلى س��ورية لم أستعمل‬ ‫المسدس‪ ،‬وهذا نقص كبير ربما يؤثر على‬ ‫تمرين��ي الذي كن��ت اتمرنه أي��ام الحكومة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬حين كن��ت مرافقاً لجالل��ة الملك‬ ‫فيصل‪ .‬والمرافق مجبر على أن يتمرن على‬ ‫رمي المسدس والبندقية‪.‬‬ ‫وكنت أكتب اس��مي عل��ى الحائط على‬ ‫بعد عش��رين متراً‪ ،‬وال أدري هل اتمكن من‬ ‫ذلك اليوم‪ ،‬على أني س��وف اتمرن من اآلن‬ ‫إلى أن يحين وقت المبارزة‪ ،‬إذا قبلها المسيو‬ ‫مورغان‪ ،‬فذهب ول��م يعد‪ .‬والذي فهمته أن‬ ‫الفرنسيين بحثوا في اجتماعهم الذي أجروه‬ ‫ف��ي دار المش��يرية ‪ -‬وكانت مرك��زاً للبعثة‬ ‫الفرنس��ية ‪ -‬جمي��ع الوج��وه الت��ي يحتم��ل‬ ‫ووقوعها من ه��ذه المبارزة‪ ،‬وكانت آراؤهم‬ ‫مختلف��ة‪ .‬وقد قرر الجميع أن هذا الطلب هو‬ ‫عم��ل جنوني قام به ش��اب ال يع��رف معنى‬ ‫الحي��اة‪ .‬وق��ال بعضه��م‪ :‬إذا قُت��ل المدع��ي‬ ‫الع��ام فويل لفرنس��ا م��ن الع��ار‪ ..‬وإذا قتل‬ ‫ه��ذا المجنون (يعني أنا) فويل لها أيضًا مما‬ ‫يمك��ن أن يقع في البالد م��ن االضطرابات‪.‬‬ ‫وبعد تداول ال��رأي قرَّ القرار على أن يعتذر‬ ‫المدع��ي الع��ام بكلم��ة نش��رتها الجرائ��د‪،‬‬ ‫وه��ذا نصه��ا‪ :‬أن الس��يد مورغ��ان مدع��ي‬ ‫عام المحكمة االس��تثنائية الفرنس��ية يعلن‬ ‫لل��رأي الع��ام الس��وري أن الجرائ��د المحلية‬ ‫حرف��ت مطالعت��ه ف��ي محاكم��ة س��يدات‬ ‫دمش��ق تحريف��اً س��يئًا هي��ج ال��رأي العام‪،‬‬ ‫والحقيقة هي أن المس��يو مورغان لم يقل‬ ‫أن الس��وريين أن��ذال يختبئ��ون في دورهم‬ ‫ويرسلون نساءهم إلى الشوارع ولكنه قال‪:‬‬ ‫(أن الرجل الذي يرس��ل زوجته إلى الش��ارع‬ ‫لالش��تراك بالمظاه��رات ويختب��ئ في داره‬ ‫هو نذل جبان‪ ،‬أما الس��وريون فإنهم أبطال‬ ‫في جميع مواقفهم‪ ،‬كما أنهم رجال أش��راف‬ ‫أثبتوا للعالم رجولتهم في جميع مواقفهم‪،‬‬ ‫فليطمئن الشعب السوري‪ ،‬وليتق اهلل كتاب‬ ‫الجرائد فيما ينقلون)‪.‬‬ ‫وبه��ذا االعت��ذار كفان��ي مب��ارزة هذا‬ ‫الرج��ل األحمق‪ ،‬وإلى اليوم ورجال دمش��ق‬ ‫يتن��درون به��ذه الحادث��ة الت��ي كت��ب عنها‬ ‫صاح��ب جريدة "البيان" ف��ي نيويورك كلمة‬ ‫قال فيها‪" :‬بعد أن ذك��ر قصة المبارزة قال‪:‬‬ ‫فارس لفارس اثنان لفارس‪ ،‬عشرة لفارس‪،‬‬ ‫ألف لفارس‪ ،‬فرنسا لفخري البارودي"‪.‬‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 1938‬أوف��د إل��ى مدين��ة‬ ‫نيويورك ليدرس إمكانية اش��تراك س��ورية‬ ‫ف��ي المع��رض الدول��ي الذي س��يقام فيها‪،‬‬ ‫ولكن��ه وج��د مقاوم��ة ش��ديدة م��ن رج��ال‬ ‫الحكومة السورية آنذاك فعاد إلى دمشق‪.‬‬ ‫وضع البارودي ميثاق��ًا اقتصادياً طالب‬ ‫فيه الشعب بس��لوك مبدأ االقتصاد المغلق‪،‬‬ ‫وذلك باالمتناع عن ش��راء الحوائج األجنبية‬ ‫واالس��تعاضة عنها بالمصنوع��ات الوطنية‪.‬‬ ‫وقال في مثياقه‪« :‬أعاهد اهلل على إال أصرف‬ ‫قرشاً في حاجة صادرة عن بالد أجنبية مادام‬ ‫منها في وطني العربي الكبير»‪.‬‏‏وعمل على‬ ‫أن تب��دأ في الب�لاد سياس��ة التصنيع‪ ،‬وكان‬ ‫من الذين عملوا على إنشاء صناعة (الجوخ)‬ ‫وصناعات أخرى‪ ،‬وفي الس��ياق ذاته نش��رت‬ ‫مجلة المضح��ك المبكي في عددها الصادر‬ ‫في تش��رين الثان��ي ‪ ،1963‬قص��ة طريفة‬ ‫ع��ن فخري البارودي وجه��اده من أجل دعم‬ ‫االس��تقالل االقتصادي الوطني الذي يعتبر‬ ‫دعامة االستقالل السياسي‪.‬‬ ‫"حك��ي القص��ة أن��ه ف��ي خمس��ينيات‬

‫القرن الماضي‪ ،‬قرر فخري البارودي أن يبتدأ‬ ‫جهاده ف��ي مضمار دعم االقتص��اد الوطني‬ ‫م��ن ع��رس المرحوم س��امي البك��ري على‬ ‫كريمة المرحوم عبد الرحمن باش��ا اليوسف‪،‬‬ ‫إذ أن��ه وج��د الفرصة س��انحة للقي��ام بعمل‬ ‫يوفر على البالد عشرات األلوف من الليرات‪،‬‬ ‫فكيف يعمل على اغتنامها واالستفادة منها‪..‬‬ ‫لق��د أخذ يفكر في ه��ذا الموضوع فقال‪ ،‬أنه‬ ‫البد أن يدعى إلى هذا العرس عدد كبير من‬ ‫العائ�لات الثرية‪ ،‬ف��إذا فرضن��ا أن كل امرأة‬ ‫ستفصل فستانين‪ ،‬وأن كل فستان سيكلف‬ ‫خمسين ليرة عثمانية ذهباً على أقل تقدير‪،‬‬ ‫فالب�لاد تدف��ع ماال يق��ل عن مائ��ة ألف ليرة‬ ‫عثمانية ذهبًا تخ��رج من جيوب األهلين إلى‬ ‫أوروبا ثمن أقمشة وغيرها‪.‬‬ ‫ف��إذا اقتن��ع ه��ؤالء المدع��وون أن‬ ‫يستعيضوا عن األقمشة األجنبية باألقمشة‬ ‫الوطني��ة وفي الب�لاد حرير وطن��ي ممتاز‪،‬‬ ‫وأقمش��ة وطنية مفتخ��رة‪ ،‬فإنن��ا نكون قد‬ ‫نشطنا الصناعة الوطنية ووفرنا على جيوب‬ ‫الدولة المبلغ المرقوم‪..‬‬ ‫وتنفي��ذاً له��ذه الخطة فق��د جمع عدد‬ ‫من الس��يدات المدعوات وأخ��ذ يلقي عليهن‬ ‫محاض��رة في هذا الموض��وع‪ ،‬ولكنه ما كاد‬ ‫ينته��ي من كالم��ه حتى صرخ��ن جميعهن‬ ‫بالول��ي واش��تغل الغم��ز واللم��ز والضحك‬ ‫واالس��تهزاء‪ ..‬وكلم��ا كان يح��اول إقناعهن‬ ‫بهذا المبدأ االقتص��ادي لمصلحة البالد زدن‬ ‫هزءاً وس��خرية من هذا المبدأ‪ ..‬ولما ش��عر‬ ‫بأن��ه عاجز ع��ن إقناع أه��ل العريس وأهل‬ ‫العروس بصحة هذا المبدأ قال بنفس��ه‪ ،‬إذا‬ ‫عج��زت عن ه��ؤالء فإنني اس��تطيع أن أقنع‬ ‫أقربائي وأنسبائي‪..‬‬ ‫وهكذا جم��ع في اليوم الثان��ي والدته‬ ‫وإخوته وخاالته وعماته‪ ،‬وابتدأ يلقي عليهن‬ ‫محاض��رة ف��ي وج��وب تنش��يط الصناعات‬ ‫الوطنية واالس��تغناء عن األقمشة األوروبية‬ ‫في عرس س��امي البكري‪ ،‬التي تكلف البالد‬ ‫ثروات طائلة‪ ،‬تذهب كلها من جيوب أبنائها‪،‬‬ ‫ولكن��ه ما كاد هذه الم��رة ينتهي من كالمه‬ ‫أيض��ًا‪ ،‬حت��ى اش��تغل الضح��ك واله��زء به‬ ‫وبكالمه‪ ،‬إذ كيف يعقل أن تحضر نسوان آل‬ ‫البارودي عرس آل البكري بأقمش��ة وطنية‪،‬‬ ‫وهن��ا رأى البارودي أن ال س��بيل ف��ي اقناع‬ ‫إخوته وأنسبائه‪ ،‬فقال أن عجزت على هؤالء‬ ‫فأن��ا ال أعجز ع��ن إقناع زوجت��ي‪ ،‬وهل من‬ ‫المعقول أن تخالفن��ي‪ ،‬وإذا اقتنعت وذهبت‬ ‫إلى العرس بفس��تان وطني قد تكون قدوة‬ ‫لغيرها من النسوة وبداية لالنتقال إلى عهد‬ ‫الصناعة الوطنية‪..‬‬ ‫واجتم��ع بزوجت��ه وأخ��ذ يق��ص عليها‬ ‫فكرته عن االس��تعاضة بالقم��اش الوطني‬ ‫ب��د ًال من القماش األجنب��ي‪ ،‬ولكنها ما كادت‬ ‫تس��مع هذا ال��كالم حتى اغرورق��ت عيناها‬ ‫بالدم��وع وقالت ل��ه‪ :‬هل تريدن��ي أن أكون‬ ‫ف��ي العرس مثل العين المقلوعة؟؟؟ فأنا لن‬ ‫أحضر العرس بفس��تان وطني ولو انطبقت‬ ‫السما على األرض‪..‬‬ ‫واش��تد الج��دل بي��ن الزوجي��ن‪ ،‬حتى‬ ‫أقس��م فخري بك على زوجته بالطالق أنها‬ ‫لن تذهب إلى العرس إال بفستان وطني‪..‬‬ ‫وهنا انقلب منزل فخري بك إلى مأتم‪،‬‬ ‫وق��د اش��ترك فيه األه��ل واألنس��باء‪ ،‬وبقي‬ ‫الوج��وم والح��زن مخيمي��ن في أرج��اء تلك‬ ‫الدار‪ ،‬دون أن يعرف أحد مخرجًا لهذا المأزق‪،‬‬ ‫الذي أوقع فخري البارودي نفسه فيه‪ ،‬إلى أن‬ ‫علم بالقصة الش��يخ عب��د الجليل الدرا فجاء‬ ‫إلى منزل فخري بك‪ ،‬وأفتى له ولزوجته بأن‬ ‫تذهب إلى العرس بفس��تان وطني‪ ،‬وعندما‬ ‫تصل إل��ى هناك تغي��ره بفس��تان أوروبي‪،‬‬ ‫وبذل��ك تكون ق��د نف��ذت كلمة فخ��ري بك‬ ‫ويكون قد أصبح في حل يمينه‪ ..‬وهكذا صار‬ ‫وانتهى اإلشكال على خير"‪.‬‬

‫كما نشرت مجلة المضحك المبكي عدد‬ ‫أيلول ع��ام ‪ 1931‬تعليقاً عل��ى غنى الوزراء‬ ‫من أم��وال الرش��اوى‪" :‬الفرق بي��ن حالة ها‬ ‫ألمة‪ ،‬وحالة ه��ا الحكومة‪ ،‬هو كالفرق بيني‬ ‫وبين أصحاب المعالي الوزراء‪ ،‬فكل وزير عم‬ ‫يش��تري أوتوموبيل جديد‪ ،‬وأن��ا أتوموبيلي‬ ‫تبع الضيعة‪ ،‬بعته من يومين‪ ..‬وقد قالوا له‪:‬‬ ‫مبارح بعت العربية‪ ،‬واليوم بعت األوتومبيل‪.‬‬ ‫فش��و في لس��ه ما بعت��ه‪ ،‬قال الب��ارودي‪ :‬ما‬ ‫بقي عندي غير البنطلون!"‪.‬‬ ‫ومع بداية الح��رب العالمية الثانية في‬ ‫أيلول ‪1939‬م‪ ،‬اتهمته الس��لطة الفرنس��ية‬ ‫بحيازة الس�لاح ومس��اعدة الثوار‪ ،‬فلجأ إلى‬ ‫األردن‪ ،‬خش��ية اعتقاله للمرة الثالثة‪ ،‬وظل‬ ‫فيها مدة س��نتين عانى فيهما الفقر والجوع‬ ‫والتشرّد ثم عاد إلى دمشق‪.‬‬ ‫بقي الب��ارودي مع أماني الش��عب في‬ ‫سورية‪ ،‬حتى نالت االستقالل‪ ،‬وخرج الجيش‬ ‫الفرنس��ي من س��ورية ع��ام ‪ 1945‬ونعمت‬ ‫باالس��تقالل ع��ام ‪ ،1946‬فاعتب��ر البارودي‬ ‫أنه أدى م��ا كان يتوجب عليه‪ ،‬وتفرغ للبحث‬ ‫الموس��يقي‪ ،‬وكتاب��ة القصائ��د والمذكرات‬ ‫وبعض الكتب‪ ،‬متخذاً من بيته الذي س��كنه‬ ‫ف��ي «كي��وان» في دمش��ق‪ ،‬يس��تقبل فيه‬ ‫الفنانين وعش��اق مواقفه القومية‪ ،‬والحقًا‬ ‫الفنية مكان إقامت��ه الدائم‪ ،‬ال يخرج إال في‬ ‫الصيف إلى مصيفه في الزبداني‪.‬‏‬ ‫بعد االستقالل كان من أشد المؤيدين‬ ‫للوحدة مع مصر من حيث المبدأ‪ ،‬وهو الذي‬ ‫دعا إليها ش��اعراً في النش��يد الش��هير الذي‬ ‫نظمه "بالد العرب أوطاني"‪:‬‬ ‫بـ�لاد العـرب أوطاني م��ن الش��ام لبغـــــدان‬ ‫ومن نجد إل��ى يمــن إلى مصــــ��ر فتطــوان‬ ‫فال حـــ��د يبـــاعــدنا وال دي��ن يفـــرقنـــــــا‬ ‫لسان الضاد يجمعنا بغس��ــــــــان وعـــدنان‬ ‫لن��ا مدين��ة س��لفت س��نحييهـا وإن دثــ��رت‬ ‫ولو ف��ي وجهنا وقف��ت دهاة اإلن��س والجان‬ ‫لكنه عاد ليعارضها عندما اشتد الحكم‬ ‫البوليسي على يد المشير عبد الحكيم عامر‬ ‫والوزير عبد الحميد السراج‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1950‬ألم��ت بالب��ارودي ضائق��ة‬ ‫مالي��ة فاضطر لبي��ع داره واالنتق��ال إلى دار‬ ‫صغيرة ف��ي منطقة الحواكي��ر‪ ،‬وبتاريخ ‪18‬‬ ‫تم��وز ‪ 1963‬وخ�لال االنقالب��ات السياس��ية‬ ‫التهمت النيران دار البارودي بما فيها مكتبته‬ ‫الت��ي جمعه��ا وص��رف م��ن أجله��ا كل غال‬ ‫ورخيص خالل س��تين عامًا‪ ،‬وق��د كان لهذه‬ ‫الحادثة المؤلمة أثر كبير في نفسه وجسمه‪،‬‬ ‫فانطوى على نفسه وزهد في الدنيا‪.‬‬ ‫ق��دم البارودي خدماتٍ جليلة لس��وريا‬ ‫والس��وريين ل��م تقف عند العم��ل الوطني‪،‬‬ ‫ب��ل طال��ت المجالي��ن األدبي والفن��ي‪ ،‬فقد‬ ‫كان الب��ارودي ش��اعراً وزج��ا ًال‪ ،‬ل��ذا ع��رف‬ ‫قيم��ة الموس��يقى وأهميته��ا‪ ،‬ف��كان م��ن‬ ‫المس��تمعين الذواق��ة‪ ،‬وإن لم يك��ن مؤلفًا‬ ‫موس��يقيًا كما تق��ول الدراس��ات‪ ،‬ومن أجل‬ ‫هذا الولع بالموس��يقى ق��ام البارودي بجمع‬ ‫التراث الموس��يقي في معجم ه��و المعجم‬ ‫الموس��يقي أم��ا الوج��ه اآلخ��ر لمس��اهمة‬ ‫الب��ارودي ف��ي الحرك��ة الغنائي��ة فتمث��ل‬ ‫بوضعه لكلمات وأشعار الكثير من األغنيات‬ ‫واألناش��يد الوطني��ة ومن الموش��حات التي‬ ‫كت��ب كلماته��ا "غ��زال كلما ألقاه" وموش��ح‬ ‫"يمر عجبا ويمش��ي" ومن األغنيات الشعبية‬ ‫"ع الغوطة يلال ن��روح" وكلمات أغنية ناقدة‬ ‫عنوانه��ا "مهل��ك ي��ا ش��وفير" وم��ن أش��هر‬ ‫أناشيده "بالد العرب أوطاني"‪.‬‬ ‫وأول نش��اطاته في المجال الموسيقي‬ ‫قيامه مع نخبة من الموس��يقيين بتأس��يس‬ ‫الن��ادي الموس��يقي الش��رقي بدمش��ق في‬ ‫الع��ام ‪ 1928‬ورغ��م إغالقه لم��رات عديدة‬

‫لك��ن كان يع��اود افتتاحه واس��تطاع المعهد‬ ‫أن يق��دم للحركة الموس��يقية فنانين كباراً‬ ‫من أمثال عدنان أبو الشامات زهير وعدنان‬ ‫منيني‪ ،‬عبد الس�لام س��فر وغيره��م وإلى‬ ‫جان��ب ذلك رع��ى الفناني��ن وق��دم لهم ما‬ ‫اس��تطاع من العون من مثل «كروان» رفيق‬ ‫ش��كري‪ ،‬مصطف��ى ه�لال‪ ،‬صب��اح فخري‪،‬‬ ‫وعدنان قريش‪.‬‏‏‬ ‫كم��ا اس��تقبلت دارة الب��ارودي أغل��ب‬ ‫الفناني��ن الع��رب‪ ،‬وعل��ى رأس��هم الس��يدة‬ ‫"أم كلث��وم" ف��ي األع��وام "‪،1957 ،1955‬‬ ‫أم كلث��وم التي عرف عنه��ا حدتها والتزامها‬ ‫المطل��ق في حفالتها‪ ،‬كس��ر الب��ارودي كل‬ ‫القواع��د‪ ،‬فف��ي حفلتها األولى في دمش��ق‬ ‫قاطعه��ا فخري البارودي ف��ي نصف الحفلة‬ ‫وه��ي تغن��ي رباعي��ات الخي��ام في س��ينما‬ ‫دمش��ق س��نة ‪ ،1955‬لتتوق��ف الحفل��ة‬ ‫فيحص��ل اله��رج والمرج ف��ي الصالة‪ ،‬يقف‬ ‫أم��ام الميكرفون ليق��ول‪ :‬اهلل يبليك بحبي‪،‬‬ ‫فتضح��ك أم كلث��وم‪ ،‬التي لم يج��رؤ ملوك‬ ‫العرب عل��ى مقاطعة أدائها‪ ،‬كما اس��تقبلت‬ ‫دارته محمد عبد الوهاب وشهد منزله والدة‬ ‫قصيدة أحمد شوقي‪:‬‏‏‬ ‫ق��م ن��اج جل��ق وانش��د رس��م م��ن بان��وا‏‏‬ ‫مش��ت عل��ى الرس��م أح��داث وأزم��ان‏‏‬ ‫كم��ا فت��ن الب��ارودي برقص الس��ماح‬ ‫والموش��حات فنقل هذا الف��ن من حلب إلى‬ ‫دمش��ق ودعا عم��ر البطش ليعل��م طالبات‬ ‫مدرس��ة دوحة األديب رقص السماح وفع ًال‬ ‫قد أسس األخير فرقة من طالبات المدرسة‪.‬‏‏‬ ‫ت��رك فخ��ري الب��ارودي ع��دداً م��ن‬ ‫المؤلفات أهمها‪:‬‬ ‫ـ تاريخ يتكلم (ديوان شعرـ‪1960‬م)‬ ‫ـ قلب يتكلم (ديوان شعرـ‪1962‬م)‬ ‫ـ ستون سنة تتكلم (مذكرات ـ ‪1951‬م)‬ ‫ـ مذكرات شرطي (‪1938‬م)‬ ‫ـ فصل الخطاب بين السّفور والحجاب‬ ‫(كراس ـ ‪1924‬م)‪.‬‬ ‫ كم��ا حق��ق «كت��اب الطبي��خ» م��ن‬‫تألي��ف محمد بن الحس��ين بن محمد الكاتب‬ ‫البغدادي‪.‬‬ ‫عام ‪ 1966‬رحل البارودي فقيراً يعيش‬ ‫عل��ى نفق��ة الدول��ة‪ ،‬وش��يعه المقرب��ون‪..‬‬ ‫ودمشق إلى مثواه األخير في مقبرة العائلة‬ ‫في باب صغير‪..‬‬ ‫ق��ال عن��ه الدكت��ور الدواليب��ي ف��ي‬ ‫مذكراته "صفحة" ‪:121‬‬ ‫كان فخ��ري الب��ارودي ضابط��ًا ف��ي‬ ‫الجي��ش العثماني‪ ،‬والتحق بالث��ورة العربية‬ ‫بقيادة الشريف حسين‪ .‬ثم انضم إلى الكتلة‬ ‫الوطني��ة‪ ،‬وكان هذا الرجل في اعتقادي من‬ ‫أخلص رجال الكتلة الوطنية قلباً غير ملتفت‬ ‫إلى ش��يء من المطامع‪ ،‬ال يداري وال يبالي‪،‬‬ ‫إذا تح��رك تحرك��ت دمش��ق‪ ،‬ويعد م��ن أبرز‬ ‫الرج��ال الذي��ن ظهروا في الحرك��ة الوطنية‬ ‫ومن أقدمهم وأكثرهم تضحية"‪.‬‬ ‫قال عنه الصحفي عبد الغني العطري‬ ‫في��ه ش��يم العربي األصيل‪ ،‬س��ماحة‪،‬‬ ‫وصباح��ة‪ ،‬وإب��اء‪ ،‬وحي��اء‪ ،‬وصب��راً‪ ،‬ووف��اء‬ ‫ومصاول��ة الده��ر‪ ،‬زحف��اً بزح��ف‪ ،‬وعنف��ًا‬ ‫بعن��ف‪ ..‬بالطرف��ة الس��اخرة‪ ،‬والدعاب��ة‬ ‫اآلس��رة‪ ..‬يضح��ك ويتن��در ف��ي السالس��ل‬ ‫والقي��ود‪ ،‬وف��ي الس��جون والمناف��ي‪ ،‬كم��ا‬ ‫يضحك ويتندر في مجالس السمر‪ ،‬في ظل‬ ‫النعيم على أرائك األرجوان‪.‬‬ ‫قال عنه الشاعر بدوي الجبل‬ ‫عم��ل في مي��دان الصحافة في جريدة‬ ‫المقتب��س مع األس��تاذ العالم��ة محمد كرد‬ ‫عل��ي‪ ،‬كما أصدر أع��داداً من مجلة س��اخرة‬ ‫اسمها "حط بالخرج"‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫كانون الثاين ‪1991‬‬ ‫الثالثاء ‪1 / 1‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫دوم��اً كن��ت أهج��س بين��ي وبين نفس��ي حول‬ ‫إمكاني��ة كتابة يوميات‪ ..‬وذلك منذ بداية اعتقالي في‬ ‫‪ 24‬نيسان عام ‪.1982‬‬ ‫لم يتيسر ذلك إال في بداية عام ‪1991‬‬ ‫مكثت في األمن العسكري حتى أيلول عام ‪1983‬‬ ‫أقمت في معتقل تدمر بعد ذلك حتى أيلول عام‬ ‫‪1987‬‬ ‫واإلقامة الثالثة في سجن صيدنايا "تلفيتا" التي‬ ‫استمرت حتى ‪ 2‬آب ‪.1994‬‬ ‫أم��ا اإلقام��ة الرابع��ة واألخي��رة فهي ف��ي األمن‬ ‫العس��كري ثاني��ة والتي دامت حت��ى منتصف ليل ‪23‬‬ ‫تش��رين األول عام ‪ 1994‬حيث ت��مّ اإلفراج عني بعد‬ ‫اعتقال دام اثنا عشر عامًا ونصف العام‪.‬‬ ‫ل��م يك��ن اعتقالي مفاجأة لي‪ ،‬فمن��ذ عام ‪1975‬‬ ‫كن��ت أعمل ف��ي صف��وف المعارضة السياس��ية‪ .‬لقد‬ ‫اجتاحت بالد الشام موجة من العنف‪.‬‬ ‫أثن��اء التحقي��ق ف��ي األم��ن العس��كري ل��م ن��ر‬ ‫الش��مس إطالقًا‪ ،‬ولم نقرأ‪ ،‬ولم نس��مع خبراً وعندما‬ ‫فتح��وا باب الزيارات بعد عامي��ن‪ ،‬وكنا قد تكومنا في‬ ‫معتقل تدمر وزعوا علينا الكتب‪..‬‬ ‫إن االطمئن��ان عل��ى األوالد واأله��ل م��ن جه��ة‪،‬‬ ‫واالنغم��اس في القراءة من جه��ة أخرى‪ .‬دفعاني إلى‬ ‫االس��تقرار النفس��ي‪ ،‬والذهني‪ ..‬مما جعلن��ي ‪ -‬فيما‬ ‫بعد ‪ -‬أفكر بكتابة اليوميات وتس��جيل كل المعلومات‬ ‫التي أسمع‪ ،‬والمالحظات التي تخطر على البال وهكذا‬ ‫بدأت‪.‬‬

‫الأربعاء ‪1 / 2‬‬

‫مضى العام خل��ف العام‪ ،‬حتى َّ‬ ‫حل ‪ 26‬أيلول من‬ ‫عام ‪.1987‬‬ ‫أمرون��ا بحزم أغراضنا الخفيفة‪ .‬الس��اعة تش��ير‬ ‫إل��ى العاش��رة صباح��ًا‪ .‬لق��د حدث��ت إج��راءات النقل‬ ‫بحراس��ة مش��ددة‪ .‬مش��ينا م��ن مم��ر إلى مم��ر بين‬ ‫المهاجع المغلق��ة التي عرفنا أن عدده��ا يتراوح بين‬ ‫خمس��ين وخمسة وخمسين مهجعًا‪ .‬وقدرنا أنها تضم‬ ‫حوالي خمس��ة آالف معتقل سياس��ي ديني‪ ،‬وقومي‪،‬‬ ‫وش��يوعي "مكتب سياس��ي" مع وجود فلس��طينيين‪،‬‬ ‫ولبنانيين‪.‬‬ ‫كان عددنا خمسة وستون نعود إلى حزب تأسس‬ ‫باس��م "البعث الديمقراطي" ع��ام ‪ ،1975‬ودخل عام‬ ‫‪ 1978‬ف��ي‪" :‬التجم��ع الوطن��ي الديمقراط��ي" ال��ذي‬ ‫يرأس��ه الدكتور المناضل جمال األتاس��ي‪ .‬وكان هذا‬ ‫التجمع يضم‪:‬‬ ‫‪ )1‬الحزب الشيوعي السوري "المكتب السياسي"‬ ‫برئاسة رياض الترك‪.‬‬ ‫‪ )2‬حزب "العربي االشتراكي" برئاسة عبد الغني‬ ‫عياش‪.‬‬ ‫‪ )3‬القومي��ون الع��رب الجن��اح المرتب��ط بتنظيم‬ ‫لبنان الذي يتبع المفكر ياس��ين الحافظ وكان الممثل‬ ‫في القطر‪.‬‬

‫‪ )4‬حزب "البعث الديمقراطي"‪.‬‬ ‫‪ )5‬الح��زب العرب��ي الناص��ري برئاس��ة الدكتور‬ ‫جمال‪.‬‬ ‫وحت��ى بداية اعتقالنا كان رئي��س التجمع يجري‬ ‫اتص��االت عدي��دة م��ع التنظي��م الديني الذي يرأس��ه‬ ‫عصام العطار دون التوصل إلى صيغة عمل مشتركة‬ ‫تمه��د للدخ��ول ف��ي التجمع‪ .‬كم��ا أج��رى معه بعض‬ ‫الشباب من‪" :‬رابطة العمل الشيوعي" حوارات عديدة‬ ‫للدخ��ول إلى التجم��ع‪ ،‬ولكن هذه الح��وارات لم تصل‬ ‫إل��ى نتيج��ة بس��بب التطرف ال��ذي س��ارت عليه هذه‬ ‫الرابطة أو بسبب االختراقات األمنية في صفوفها‪.‬‬ ‫كنا ونحن نغ��ادر المهجع ‪ 29‬كأننا األش��باح‪ .‬نام‬ ‫كل واحد منا طوال أربع س��نوات على مساحة عرضها‬ ‫‪ 47‬س��نتيمتراً‪ ..‬وفق��د توازن��ه أكثر من أربع��ة منا‪..‬‬ ‫وحدث انفصام لدى أكثر من واحد‪.‬‬ ‫رأينا النهار عادياً‪ .‬ورأينا الش��مس تمأل الساحات‪.‬‬ ‫ل��م يهتم النه��ار بنا على غي��ر ما توقعن��ا‪ .‬كنا صفر‬ ‫الوجوه‪ .‬محنييّ القامات‪ .‬هدّنا الفقد‪ ،‬وغارت عيوننا‬ ‫في تجاويفه��ا ذابلة‪ ،‬دامعة ومتعب��ة‪ ..‬رأيت عصافير‬ ‫الدوري تنط فوق أطراف سطوح المهاجع فعجبت من‬ ‫تواجدها‪ ..‬ألم تالحقه��ا الطلقات؟ ألم تتبعها األحذية‬ ‫ذات الرقابة العالمية‪.‬‬ ‫كن��ا ونحن نتهاوى‪ ،‬ونجد أنفس��نا م��ن ممر إلى‬ ‫س��احة‪ ،‬ومن س��احة إلى ممر بين العس��كر المتوتر‪.‬‬ ‫المنفل��ت الص��وت‪ .‬ال نع��رف هل نمضي إلى س��احة‬ ‫العق��اب أم إلى إخالء الس��بيل! هذه الس��احات‪ ،‬وهذه‬ ‫الج��دران‪ .‬هي الش��اهد الوحيد على الص��راخ النازف‪،‬‬ ‫والتوجع والتفجع‪.‬‬ ‫إن الجس��م البش��ري عندم��ا يُس��ام بالكاب��ل‬ ‫المش��رَّط‪ ،‬أو بالعصا المروّسة‪ .‬يفرز صراخًا وعندما‬ ‫يخون��ه الص��راخ يئن‪ .‬وأنا أمش��ي أرم��ق الزوايا التي‬ ‫تن��زف ع ّلني أرى رمقًا من األرواح الطازجة التي تريد‬ ‫اإليناس‪ ،‬وتود بث ما تعاني أو تكابد‪.‬‬ ‫العس��اكر يؤك��دون على الثبات‪ ،‬وع��دم الحركة‪،‬‬ ‫وااللتف��ات‪ ،‬وض��رورة اإلط��راق أرضًا‪ .‬قل��ت أن عددنا‬ ‫خمس��ة وس��تون‪ .‬أكبرن��ا م��ن موالي��د ع��ام ‪.1933‬‬ ‫وأصغرنا من مواليد ‪.1961‬‬ ‫بيننا عس��كريون أعالهم برتبة عميد‪ ،‬وأدناهم‬ ‫برتب��ة مالزم‪ .‬ومهندس��ون م��ن القطاعي��ن المدني‪،‬‬ ‫والعس��كري‪ .‬وأس��اتذة‪ ،‬وصحافيون‪ .‬وأربع��ة دكاترة‬ ‫أساتذة في الجامعات‪.‬‬ ‫ال أعرف لم��اذا تذكرت رواية "بي��ت الموتى" وأنا‬ ‫ألقي آخر نظرة على سجن تدمر الصحراوي الرهيب‪.‬‬

‫اخلمي�س ‪1 / 3‬‬

‫اعتقدنا أن مغادرة تدمر إلى مكان آخر هو تمهيد‬ ‫إلخالء الس��بيل ألنه ال يعق��ل ‪ -‬مهما كانت الظروف ‪-‬‬ ‫أن يمكث س��جين الرأي أكث��ر من ذلك‪ .‬لكن تصوُرنا‪،‬‬ ‫وتوقُعن��ا في واد‪ ،‬وه��ذا النظام االس��تبدادي في واد‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫البعض لم يج��د المبرر الس��تمرار اعتقالنا دون‬ ‫محاكم��ة حت��ى اآلن‪ .‬والبعض اآلخر قال أن الس��جن‬ ‫السياسي سيستمر وأن سجناءه عبارة عن رهائن عن‬ ‫الشعب لمنع التحرك واالحتجاج‪.‬‬

‫المهم نقلنا إلى سجن "تلفيتا" وهي قرية تابعة‬ ‫لصيدناي��ا‪ .‬ه��ذا الس��جن الضخم الذي أصب��ح جاهزاً‬ ‫الس��تقبال النزالء نهض بخبرة ألمانية غربية وتنفيذ‬ ‫محلي‪ ،‬وبتمويل سعودي بكلفة مليار دوالر‪.‬‬ ‫التقين��ا بنزالء قادمين م��ن المهاجع المغلقة في‬ ‫تدم��ر من التياري��ن‪ :‬الدين��ي والعراقي‪ ،‬لق��د تحمّل‬ ‫ه��ذان التي��اران من��ذ " التصحي��ح " ع��بء االعتقال‪،‬‬ ‫والمالحقة‪ ،‬والتصفية‪.‬‬

‫اجلمعة ‪1 / 4‬‬

‫التقي��ت في س��جن صيدنايا برف��اق بعثيين كنا‬ ‫س��وية في التنظيم عام ‪ 1964‬ث��م دخلوا المعتقالت‬ ‫بع��د انق�لاب ش��باط ‪ ،1966‬وخرجوا ثم دخل��وا بعد‬ ‫هزيم��ة ‪ 5‬حزي��ران ‪ ،1967‬ومنهم من اس��تمر وخرج‬ ‫بع��د الهزيمة‪ .‬ث��م دخلوا بع��د " التصحي��ح "‪ .‬أبداً لم‬ ‫تخل المعتقالت من بع��ث القيادة القومية‪ ،‬وقد كانوا‬ ‫بال زيارات‪ ،‬وبال تنفس‪ ،‬وبال ش��روط ولو في الحدود‬ ‫الدنيا من اإلنسانية عندما ح ّلو في معتقل تدمر‪.‬‬ ‫أخبروني أن النقابي الحلبي جميل ثابت مات في‬ ‫أحد المهاجع المغلقة بس��بب س��وء التغذية‪ ،‬والضرب‬ ‫المب��رح‪ .‬قبيل قي��ام وح��دة ال��ـ ‪ ،58‬كان جميل ثابت‬ ‫رئي��س نقاب��ة الغزل والنس��يج في حلب‪ ،‬وف��ي أثناء‬ ‫الوح��دة أصب��ح عض��واً في اتح��اد عم��ال المحافظة‪،‬‬ ‫وف��ي أيام االنفصال ق��اد العمال ف��ي مظاهرات ضد‬ ‫االنفص��ال‪ ،‬وبعد ‪ 8‬آذار صـار إلى رئاس��ة اتحاد عمال‬ ‫المحافظ��ة‪ ،‬وع��ام الـ ‪ ،64‬وبع��د إبعـاد خال��د الحكيم‬ ‫عن رئاس��ة االتح��اد العام ومعه أركان اليس��ار ش��به‬ ‫التروتس��كي المتمثل بحمود الشوفي‪ ،‬والفلسطيني‬ ‫محم��د بص��ل وج��ورج طرابيش��ي‪ ،‬جاء جمي��ل ثابت‬ ‫ليكون رئيساً لالتحاد العام‪.‬‬ ‫مات جمي��ل ثابت قهراً عن ‪ 60‬عامًا‪ .‬الس��بب أنه‬ ‫متعاطف مع القيادة القومية ومع العراق‪ .‬هذه التهمة‬ ‫في ع��رف النظام كأنها إخالل باألم��ن القومي‪ ..‬مثل‬ ‫تهم��ة الفلس��طينيين أنه��م متعاطفون م��ع عرفات‪،‬‬ ‫واللبنانيين أنهم من جماعة جنبالط‪ ،‬أو "المرابطون"‬ ‫جماعة قليالت‪ ..‬من المسلمين‪.‬‬ ‫ش��عرت بع��د لقائ��ي بالكثيري��ن أن التهم��ة‬ ‫جاه��زة‪ ،‬وأن المعتقل يج��ب أن يختار واحدة وجميعها‬ ‫تمث��ل الخطر الماح��ق على أم��ن الوح��دة‪ ،‬والحرية‪،‬‬ ‫واالشتراكية!!‬

‫ال�سبت ‪1 / 5‬‬

‫جاءت زيارتي‪.‬‬ ‫بيني وبين الزائرين شبكتان من الحديد‪..‬‬ ‫بالكاد تتالمس األصابع‬ ‫ال��زوار‪ :‬زوجت��ي‪ ،‬وابنت��ي الصغ��رى ريم��ا التي‬ ‫تركتها ابنة تس��ع سنوات‪ ،‬اآلن هي في السابعة عشر‬ ‫عامًا‪.‬‬ ‫في عين��ي زوجتي يتراقص الحزن‪ ،‬ولكنها قوية‬ ‫العزيم��ة صاب��رة‪ .‬وه��ذه االبنة التي كان��ت ترقد في‬ ‫حضني تس��تمع إلى الحكايات التي ما انتهت إال عندما‬ ‫ساقوني‪ ..‬يمور في وجهها الفقد والفقر والحرمان‪.‬‬ ‫الزيارة هنا صارت شهرية‬ ‫ل��م نتكل��م أب��داً ع��ن اإلف��راج‪ .‬ال يوج��د أم��ل‪.‬‬


‫النظام قوي‪ ،‬وأمريكا وراءه‪ ..‬أنه يزج بأزهار الوطن في س��جونه من الس��وريين‪،‬‬ ‫والفلس��طينيين واللبنانيين‪ ..‬لقد حقق في س��جونه وحدة بالد الش��ام‪ ،‬وهي نواة‬ ‫الوحدة العربية التي يعمل لها ليل نهار‪.‬‬

‫الأحد ‪1 / 6‬‬

‫مازن غريبة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫عندم��ا كان عمري أس��ابيع قليلة‪ ،‬توفيّ��ت جدتي‪ ،‬والدة أبي‪ ،‬موزة األش��قر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تاركة خلفه��ا إرثًا نضاليًّا‬ ‫والتي سُ��ميّت باس��مي (مازن) تحببًا باس��مها‪ ،‬توّفيت‬ ‫ووطنيّاً هامًا‪ ،‬وقصصاً الزالت تتداولها أجيال العائلة‪ّ ،‬‬ ‫عل أهم هذه القصص هي‬ ‫ً‬ ‫معتقلة في‬ ‫قصّتها في س��جن النساء مع س��جّانتها أم حافظ‪ ،‬عندما كانت جدتي‬ ‫سجون جمال عبد الناصر‪.‬‬ ‫روى والدي لي وألخوتي قصّتها‪ ،‬عندما أصبحنا ش��بابًا بنظره‪ ،‬والدي الذي ال‬ ‫يس��تطيع الكالم عن أمّ��ه دون أن تتمأل عيناه بالدموع‪ ،‬وال��دي الذي لم أره يبكي‬ ‫ندب��ة في صدره وحم ً‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫يوم��ًا إال عن��د الحديث عن أمّه أمام��ه‪ ،‬كيف ال وهو يحمل‬ ‫كبي��رأ على كتفه مصدره ش��عوره الدائم بالتقصير نحوه��ا‪ ،‬فعندما توّفيت كان‬ ‫أبي‪ ،‬وهو ابنها البكر‪ ،‬في بداية تأسيس حيّاته وبناء أسرته‪ ،‬ولم يكن لديه القدرة‬ ‫على "تدليل" أمّه كما يجب‪ ،‬وال يزال حتى يومنا هذا يقول ك ّلما جلسنا في مطعم‬ ‫ما‪:‬‬ ‫"اهلل يرحمك يا أمي‪ ،‬رحتي وما كان معي مصاري قعدك بمطعم"‬ ‫حك��ى لي أب��ي‪ ،‬كان يا ماكان في خمس��ينيات الزم��ان‪ ،‬كان يوج��د ديكتاتور‬ ‫"قومج��ي" يدعى جمال عبد الناصر‪ ،‬حكم بقبضة من فوالذ‪ ،‬مس��تغ ً‬ ‫ال "الكاريزما"‬ ‫القوميّة‪ ،‬وش��عور العرب باالحباط بسبب ما جرى في فلسطين‪،‬‬ ‫اعتقل هذا السلطان‪ ،‬كل من لم يقبل أن يترك الحياة السياسيّة‬ ‫ويرضخ له ولجنوده و"لس��رّاجه"‪ ،‬وكانت جدتك مناضلة يساريّة‬ ‫في حينه‪ ،‬أحسّ��ت بخط��ر وكذب ه��ذا "القومج��يّ الممانع" ولم‬ ‫ت��رض أن تترك له الس��احة وتهرب‪ ،‬فاعتقله��ا كالبه‪ ،‬ووضعوها‬ ‫في س��جن النس��اء في حمص‪ ،‬والذي كان وقتها يقع فوق س��جن‬ ‫الرجال تمامًا‪ ،‬وقام سجّانوها بعزلها‪ ،‬ومنعوا عنها الزيارة‪.‬‬ ‫لكنّ س��معة جدت��ك الوطنيّة كانت أكبر من كل الس��جون‪،‬‬ ‫فعَلِم من كانوا في س��جن الرجال‪ ،‬أن موزة األشقر‪ ،‬معتقل ٌة في‬ ‫س��جن النس��اء فوقهم‪ ،‬وأنها تأكل من طعام السجن القذر فقط‪،‬‬ ‫ألن الزيارات كانت ممنوعة‪.‬‬ ‫اجتمع الرجال وقرروا تقاسم ما يأتيهم من طعام مع جدتك‪،‬‬ ‫عل��ى أن يعطوا "الس��جّان خبزه"‪ ،‬وفع ً‬ ‫ال ك ّلم��ا جاءهم طعامٌ من‬ ‫زيارة ما‪ ،‬تقاس��موه‪ ،‬وص��اروا يعطون الس��جّان نصف حصّتهم‬ ‫ويقولون له‪:‬‬ ‫"ه��ذا الطعام من نصيبها‪ ،‬خذ أيها الس��جّان ما تريد‪ ،‬وأعطِ‬ ‫البقيّة لها"‬ ‫فبات الس��جّان يقتس��مُ حصّت��ه‪ ،‬ويمرر الباقي لس��جّانات‬ ‫س��جن النس��اء في الطابق العلوي‪ ،‬ومنهم الس��جّانة "أم حافظ"‬ ‫والت��ي كان��ت تأخ��ذ الطع��ام بدورها وتعطي��ه لجدّت��ك‪ ،‬فأصبح‬ ‫يتجمّ��ع عندها ما يزيد عن حاجتها‪ ،‬فصارت تقتس��م طعامها مع‬ ‫سجّانتها أم حافظ‪.‬‬ ‫م��رّت األيّ��ام وهم عل��ى هذه الحال��ة‪ ،‬وص��ارت "أم حافظ"‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مقرب��ة م��ن جدت��ك‪ ،‬تب��وح له��ا بأوجاعه��ا ومش��اكلها‬ ‫صديق��ة‬ ‫وتتشاركان الهموم‪.‬‬ ‫جاء ي��ومُ المحاكم��ة "الش��كليّة" لجدتّك‪ ،‬وأخذن��ي عمّي‪،‬‬ ‫ألني أبي‪ ،‬أي جدّك‪ ،‬كان محبوس��ًا أيض��ًا‪ ،‬فأخذني ألرى أمي في‬ ‫المحاكمة‪.‬‬ ‫أوقفون��ا على باب المحكمة ولم يس��محوا لنا بالدخول‪ ،‬لكننا‬ ‫ش��اهدنا المس��اجين وهم يدخل��ون لقاع��ة المحكم��ة‪ ،‬مكبّلين‬ ‫"بالكلبش��ات"‪ّ ،‬‬ ‫كل محاكم��ة كان��ت تأخذ أقل من خم��س دقائق‪،‬‬ ‫ونحن ننتظر قدم جدّتك‪.‬‬ ‫بعد ساعات طويلة‪ ،‬شاهدتها من بعيد‪ ،‬كانت تسيرُ خلف "أم‬ ‫ً‬ ‫باكيّة‪،‬‬ ‫حافظ"‪ ،‬لم اس��تطع الركض نحوه��ا وضمّها‪ ،‬نظرت اليّ‬ ‫وتابعت طريقها إلى قاع��ة المحكمة‪ .‬لكن ما لفت نظري‪ ،‬أنها لم‬ ‫تكن "مكبش��لة"‪ ،‬فقد رفض��ت "أم حافظ" تكبيله��ا باألقفال‪ ،‬بل‬ ‫قامت بربط ش��ريطة بيضاء اللون على يديها (بوند أبيض) على‬ ‫ش��كل فراش��ة بد ًال من المعدن القاس��ي‪ ،‬ألنّها أصبحت تعتبرها‬ ‫صديقتها المقرّبة‪.‬‬ ‫هذه قصّة جدتك مع سجّانتها "السوريّة" أم حافظ‪.‬‬ ‫وتوتي توتي خلصت الحتوتي‪.‬‬

‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬

‫داخل السجن تمضي الحياة رتيبة‪ ،‬ومملة‪ .‬لقد وشم على الوجوه آثاره‪.‬‬ ‫من��ذ أي��ام تدمر ب��دأت االنتكاس��ات النفس��ية‪ .‬ظه��رت جلي��ة‪ ،‬وواضحة على‬ ‫الفالح علي الدخيل وهو فالح من الرقة‪ .‬اس��تيقظ في فجر أحد األيام‪ ،‬ونادى في‬ ‫الهاجعين أن استيقظوا‪ ،‬ثم ألقى خطابًا تناول فيه ضرورة تطبيق االشتراكية في‬ ‫المهج��ع‪ ،‬واالبتعاد عن الطعام البرجوازي وااللتصاق بعوامل التقش��ف‪ ..‬وعدم مد‬ ‫الي��د إلى األموال العامة‪ ،‬وضرورة أن يكون الش��اويش مبدئي��ًا‪ ،‬متهمًا إياه بالعمل‬ ‫لصالح مدير السجن! إلى غير ذلك من األوصاف والنعوت‪.‬‬ ‫في الس��جن الجدي��د ازدادت حالته تفاقمًا‪ ،‬وخصص له مدير الس��جن مهجعًا‬ ‫مس��تق ً‬ ‫ال‪ .‬مدير الس��جن هو العقيد بركات العش من الالذقية حي "الصليبه" وقد‬ ‫كان مدي��راً لس��جن تدم��ر‪ ،‬ومس��اعداً لمدير الس��جن فيصل غانم س��يء الصيت‬ ‫والس��معة عندما اقتحمت قوات رفعت األس��د الس��جن عام ‪ 1981‬وقامت بالمجزرة‬ ‫المعروفة‪ .‬بين آونة وأخرى كان مدير الس��جن بنفس��ه ي��زور صاحبنا في مهجعه‪.‬‬ ‫لق��د س��اعده بأن عرضه عل��ى لجنة طبية ف��ي منتصف عام ‪ ،1988‬كم��ا أفرغ له‬ ‫مهجع��ًا‪ .‬مدير الس��جن هذا كان مس��تقيمًا‪ ،‬نظاميًا‪ ،‬وبعيداً عن الس��ادية‪ ،‬ونظيف‬ ‫اليد وهذا من غرائب األمور في نظام حكم فاس��د من رأس��ه إلى قدميه‪ ،‬وقمعي‬ ‫وسادي‪.‬‬ ‫في إحدى زياراته إلى مهجعه‪ ..‬طرح أبو خليل (علي الدخيل) على مدير السجن‬ ‫أن يرس��ل وراء زوجته‪ ،‬وتدخل س��راً‪ ،‬وتنام معه في المهجع‪ ..‬وافق مدير السجن‪،‬‬ ‫ولكنه قال للسجين أن يمهله كي يتدبر األمر بعيداً عن العيون والجواسيس‪.‬‬ ‫في مطلع عام ‪ 1989‬قررت اللجنة الطبية إخالء سبيل صاحبنا علي الدخيل‪.‬‬

‫ّ‬ ‫جدتي و"�أم حافظ"‬ ‫�سجانة �سجن الن�ساء‬ ‫ّ‬

‫‪17‬‬


‫�أغيثوا �أطفال �سوريا‪ ..‬فهل من جميب‬ ‫زليخة سالم‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫مئات المش��اريع والهيئات والجمعي��ات والحمالت‬ ‫التي تأسس��ت منذ بداية الثورة إلغاثة أطفال سورية‬ ‫تح��ت مس��ميات مختلف��ة ل��م تفل��ح حت��ى اآلن ف��ي‬ ‫الوصول إليهم في جمي��ع المناطق وخاصة المنكوبة‬ ‫منه��ا‪ ،‬وهم يش��هدون يومي��ًا على جرائ��م وهمجية‬ ‫وقتل وتدمير أكبر من ق��درة عقولهم الصغيرة على‬ ‫استيعابها‪.‬‬ ‫أطفالنا كبروا قبل أوانهم‪ ،‬عاش��وا األلم والجرح‬ ‫والمعان��اة‪ ،‬دموعه��م الت��ي تح��رق القلوب س��تحرق‬ ‫المس��تقبل إذا ل��م نكن معه��م ونعالجه��م مما لحق‬ ‫بنفوس��هم وعقولهم الصغيرة من ح��زن ووجع وألم‬ ‫الفقد واإلعاقة‪ ،‬وصعوبة إدراك أن من كانوا ينشدون‬ ‫له��م األغاني الوطني��ة ويصفقون له��م التصفيقات‬ ‫الطالئعي��ة عل��ى أنهم حماة الديار هم أنفس��هم من‬ ‫يقومون بقتلهم وذبحهم وقتل أهلهم وتدمير منازل‬ ‫وإحراق لعبهم وحدائقهم ومدارسهم‪.‬‬ ‫ال نريد ألطفالن��ا أن يكبروا والحقد يمأل قلوبهم‬ ‫ليكون لدينا جي ً‬ ‫ال اليعلم إال اهلل كيف سيكون سلوكه‬ ‫بع��د حجم اإلج��رام ال��ذي عاش��ه ورآه بعيني��ه‪ ..‬ألن‬ ‫األطفال الينسون وهم األكثر تأثراً بما يجري حولهم‬ ‫وغالب��اً ما تعل��ق المش��اهدات والتصرف��ات واألفعال‬ ‫بأذهانهم وتتحكم بتصرفاتهم الحقًا‪.‬‬ ‫العديد م��ن الحم�لات والجمعيات تعم��ل بجهود‬ ‫كبيرة ومش��كورة إليصال اإلغاثة م��ن طعام ولباس‬ ‫إل��ى األطف��ال وخاصة ف��ي مخيمات ال��دول المجاورة‬ ‫إال أن القس��م األكب��ر مم��ن ف��ي الداخ��ل التصله��م‬ ‫المس��اعدات وحت��ى م��ن هم ف��ي الخ��ارج التصلهم‬ ‫المساعدات الكافية‪.‬‬ ‫وهن��ا أري��د أن أركز عل��ى الدعم األهم بالنس��بة‬ ‫لألطفال وه��و كيفي��ة التعامل معه��م إلخراجهم من‬ ‫حاالت الحزن والخوف والرعب والحقد الذي‬ ‫أصابهم نتيجة ما عاشوه ويعيشونه يوميًا‬ ‫من قصف ودمار وقتل وذبح بالس��كاكين‬ ‫وحرق الجثث ولهذا يلزمنا أطباء نفس��يين‬ ‫وإخصائيي��ن إجتماعيي��ن إلج��راء دورات‬ ‫تدريبية للمتطوعين من الشباب في هذه‬ ‫الجمعي��ات والهيئ��ات على س��بل التعامل‬ ‫م��ع األطف��ال واالس��تفادة من الدراس��ات‬ ‫والبح��وث المقدم��ة ف��ي هذا الش��أن من‬ ‫المنظم��ات المتخصص��ة والباحثي��ن‪ ،‬ألن‬ ‫اإلغاث��ة ال تقتص��ر عل��ى إيص��ال الطعام‬ ‫واللباس لهم بل في معالجتهم نفسيًا‪.‬‬ ‫ونري��د أن نتعلم م��ن المتخصصين‬ ‫ف��ي الع�لاج النفس��ي واالجتماعي كيف‬ ‫س��نبرر ألطفالنا ممن خرجوا من المجازر‬ ‫أحي��ا ًء‪ ،‬ذب��ح ذويه��م أمامه��م وكي��ف‬ ‫سننس��يهم هذه الهمجية وكيف نستطيع‬ ‫مح��اكاة عقوله��م الصغي��رة لتس��توعب‬ ‫ما النس��تطيع نح��ن الكبار أن نس��توعبه‬ ‫وكيف س��نبرر لهم دم��ار بيوتهم وحرق‬ ‫ألعابه��م‪ ،‬وكي��ف يمكنن��ا إفهامه��م أن‬ ‫األنظمة االستبدادية والقمعية والهمجية‬ ‫تبي��د ش��عباً بأكمله لتبقي عل��ى نظامها‬ ‫وأن حم��اة الدي��ار لم يكون��وا يوما جيش‬ ‫الوطن بل كانوا جيش العصابة الحاكمة‪.‬‬ ‫وكيف س��نفهم األطفال المشردين‬ ‫ف��ي الش��وارع أن ه��ذه حال��ة مؤقت��ة‬ ‫وأن مكانه��م الطبيع��ي ف��ي بيوته��م‬ ‫ومدارس��هم علم��اً أن الكثي��ر منه��م فيه‬ ‫من الع��زة والكرامة والش��هامة أكثر من‬ ‫دول العال��م مجتمعة‪ ،‬وهن��اك الكثير من‬

‫األمثل��ة التي نراها على أرض الواق��ع والتي صادفها‬ ‫أغلبن��ا تدل على وع��ي األطفال لما يج��ري وإيمانهم‬ ‫بالنصر‪ ،‬يعملون ليل نهار إلعالة عائالتهم ويرفضون‬ ‫اإلحسان ألنهم يريدون كسب عيشهم بعرق جبينهم‬ ‫هم يعلمونن��ا كيف يكون التحدي والصمود واإلصرار‬ ‫على االستمرار حتى تحقيق النصر‪.‬‬ ‫من يجيب الطفل (نايف) من مدينة حلب الشهباء‬ ‫الذي شهد دمار حارته بأكملها بصاروخ وتناثر أجساد‬ ‫أهل��ه وجيران��ه عن تس��اؤالته لماذا يقتلن��ا؟ هل هو‬ ‫حكم القوي على الضعيف؟‬ ‫وكي��ف سننس��ي الطفل��ة الصغي��رة (ن��ور عالء‬ ‫الدين) م��ن الزبدان��ي الناجية الوحيدة مم��ا رأته من‬ ‫مقت��ل أبوه��ا وأمه��ا وأخوه��ا وجاره��م ال��ذي حاول‬ ‫إنقاذهم وتفجير س��يارتهم في قذائف اس��تهدفتهم‬ ‫في أرضهم وهم ذاهبون لتحويش الملفوف‪.‬‬ ‫واألمثل��ة أكثر م��ن أن تحصى واألس��ئلة أصعب‬ ‫م��ن قدرتنا على اإلجابة‪ ،‬نريد أن نتعلم كيف نتعامل‬ ‫مع أطفالنا شباب المس��تقبل وغد سورية لكي نعالج‬ ‫م��ا نس��تطيع عالج��ه ومحاول��ة الوص��ول إل��ى جميع‬ ‫المناطق المنكوبة وغير المنكوبة ألن األطفال الذين‬ ‫لم يش��هدوا المجازر بأعينهم ش��اهدوها على التلفاز‬ ‫وأصبحت مثار أسئلة التنتهي بالنسبة لهم‪.‬‬ ‫يمكن إقامة دورات تدريبية بإشراف متخصصين‬ ‫للمتطوعين والراغبين في إغاثة األطفال نفس��يًا في‬ ‫المناطق المح��ررة أو في الجمعيات الخيرية في باقي‬ ‫المناط��ق ويمكن تأس��يس موق��ع الكتروني مختص‬ ‫به��ذا الش��أن نجم��ع في��ه كاف��ة الدراس��ات والبحوث‬ ‫الخاص��ة بكيفية التعام��ل مع األطفال أثن��اء الحروب‬ ‫والنزاعات ودعوة الراغبين من المتخصصين في هذا‬ ‫الشأن للمش��اركة معنا في الموقع وال أظن أن سوريًا‬

‫سيتخلف عن القيام بواجبه تجاه أطفال وطنه‪.‬‬ ‫ه��ذه دع��وة أرج��و أن تلق��ى االس��تجابة م��ن‬ ‫المتخصصي��ن في هذا المجال وس��نكون جميعنا من‬ ‫طالبكم نس��تمع ألرائكم وننفذ ما تطلبونه منا ألننا‬ ‫بحاجة ماسة للتعلم والتدرب في هذا الشأن‪.‬‬ ‫أكث��ر من ‪ 6700‬طفال استش��هدوا حس��ب مركز‬ ‫توثي��ق االنته��اكات ف��ي س��ورية وماليي��ن األطفال‬ ‫الالجئين في دول الجوار والنازحين في الداخل‪.‬‬ ‫وحس��ب تقري��ر مجل��س حق��وق اإلنس��ان فإن‬ ‫م��ا يق��ارب من س��بعة ماليي��ن ش��خص محاصر في‬ ‫المناط��ق المتضررة ما يق��ارب نصفهم من األطفال‬ ‫وترتف��ع لديه��م مع��دالت س��وء التغذي��ة إضافة إلى‬ ‫العديد من حاالت احتجاز األطفال كرهائن وإجبارهم‬ ‫على مشاهدة تعذيب أو قتل أبائهم وأمهاتهم‪.‬‬ ‫وأشار وفد اليونيس��يف تعقيبا على التقرير إلى‬ ‫أن األطف��ال يتعرضون للمخاطر وأن هنالك جيال تأثر‬ ‫تأثرا مباش��را بالصراع وان النظام يس��تخدم القنابل‬ ‫العنقودية التي تشكل تهديدا لحياتهم وأن المدارس‬ ‫لم تع��د آمنة ومدرس��ة م��ن كل خمس م��دارس قد‬ ‫دمرت في سورية‪.‬‬ ‫كل المنظم��ات الحقوقي��ة واألممي��ة والخاص��ة‬ ‫بالطفول��ة تش��ير إل��ى ع��دد الش��هداء والمهجري��ن‪،‬‬ ‫وحاجات الغذاء والكس��اء‪ ،‬ول��م يتطرق أحد منهم إلى‬ ‫األم��ر األخطر الذي يتعرض له األطفال‪ ،‬والذي يظهر‬ ‫في رس��وماتهم‪ ،‬وهو التعذيب النفسي والخوف الذي‬ ‫يمك��ن أن يالزمهم طيلة حياتهم وآثاره المس��تقبلية‬ ‫على حياتهم‪ ..‬ربما هذا األمر ال يعنيهم ولكنه يعنينا‬ ‫كثي��را وعلين��ا العمل عل��ى تفاديه ق��در اإلمكان الن‬ ‫ه��ؤالء األطفال هم ش��باب المس��تقبل وغد س��ورية‬ ‫الذي يجب أن يكون مشرقا دائما وأبداً بأبنائه‪.‬‬


‫لبابة الهواري‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫األرض وفت بالحاجة‪ ،‬سحبها وضمد جرحه الذي نزف‬ ‫كثي��راً‪ .‬كانت أغراض أب��و محمد مرتب��ة كما يتركها‬ ‫دائم��ًا‪ ،‬عل��ى الطاول��ة نظارت��ه وأوراق وأق�لام‪ ،‬في‬ ‫الجهة األخرى تصطف األدوات كأنها في تحية للعلم‪،‬‬ ‫وف��ي األرض قط��ع الحديد ومالمح باب ل��م تكتمل‪،‬‬ ‫وقضبان مختلفة األشكال واألطوال‪.‬‬ ‫أمال رأس��ه للخلف تاركًا جس��ده يئن بألم يزداد‬ ‫مع الوق��ت‪ ،‬وجلس في انتظار رحي��ل القناص‪ ،‬كان‬ ‫يع��رف تماماً أن القناص لن يرح��ل فأزيز رصاصاته‬ ‫يعلو كل حين في محاوالته الدائمة اصطياد فريس��ة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫حل آخ��ر غير انتظار الموت بنزيف‬ ‫من‬ ‫البد‬ ‫كان‬ ‫ٍ‬ ‫بط��يء يقتلع كل آم��ال الحياة‪ ،‬كان��ت دقائق الراحة‬ ‫كفيل��ة باس��تجماع طاقة ال بأس به��ا للتحرك لنهاية‬ ‫المح��ل‪ ،‬بحثًا ع��ن مخرج م��ن الجهة األخ��رى‪ ،‬باءت‬ ‫توقعات��ه بالفش��ل إذ ال فتح��ة وال منف��ذ‪ ،‬وقب��ل أن‬ ‫يتس��لل اليأس إليه قرر حفر فتحة ف��ي الجدار! قرار‬ ‫يتحدى به الموت‪.‬‬ ‫بدون تفكير س��حب قضيبًا معدنياً من القضبان‬ ‫المصفوف��ة عل��ى األرض‪ ،‬وبدأ بالحفر ف��ي الجدار‪،‬‬ ‫مضت ساعة دون أي تقدم يذكر‪ ،‬أصر على المتابعة‬ ‫رغ��م وجعه‪ ،‬بع��د عدة س��اعات اس��تطاع عمل ثقب‬ ‫صغي��ر ف��ي الج��دار‪ ،‬كان التع��ب ق��د ش��ل ي��ده عن‬ ‫الحرك��ة‪ ،‬تم��دد على األرض يفت��رش األمل من نور‬ ‫الثق��ب ال��ذي صنعه‪ ،‬ترتف��ع وتيرة األلم م��ع الوقت‪،‬‬ ‫قطع دقائق الراحة مقرراً المواصلة‪ ،‬أمسك القضيب‬ ‫المعدن��ي من جدي��د‪ ،‬بصره لألعلى ولس��انه يردد يا‬ ‫رب‪ ،‬شيئًا فش��يئًا كان الثقب يكبر‪ ،‬ويكبر معه األلم‪،‬‬ ‫يتذكر وجه أمه في محاولة لنس��يان الوجع الممس��ك‬ ‫به‪ ،‬ويكمل‪ ،‬ضحكة طفله كانت عامال آخر تشد على‬

‫ي��ده المتورمة م��ن آثار الحفر‪ ،‬س��اعات م��رت زحف‬ ‫خالله��ا الليل ببطء ليغطي س��ماء المدين��ة المتعبة‪.‬‬ ‫توقف عن الحفر بعد أن اتسع الثقب ليصبح بمساحة‬ ‫ش��بر على الجدار‪ ،‬بدأ الدوار يس��يطر عليه‪ ،‬والوهن‬ ‫الموجع يس��تنزف بقايا القوة في يده‪ ،‬رجله اليسرى‬ ‫لم يعد يشعر بها‪ ،‬تكور على جسده وهو يردد كلمات‬ ‫حفظها من أمه ف��ي لحظات الضيق‪ ،‬ال يدري كم مر‬ ‫م��ن الوقت‪ ..‬عاد مرة أخرى بعزم اس��تمده من أحباب‬ ‫ينتظ��رون عودته‪ ،‬كان واثقاً من قدرته على االنتهاء‬ ‫قبل أن يداهمه الموت‪ ،‬قضى ليلته بين حفر وراحة‪،‬‬ ‫قوة وضع��ف‪ ،‬أمل ويأس‪ ،‬إغماء واس��تيقاظ‪ ..‬وكثير‬ ‫من التناقضات التي عاشها‪..‬‬ ‫صباح��اً كان الثق��ب ق��د أصب��ح فتح��ة كبي��رة‬ ‫يستطيع الخروج منها‪ ،‬كان الموقف أشبه بخروج من‬ ‫قب��ر‪ ،‬خطان من الدموع ل��م يتوقفا وهو يعود للحياة‬ ‫م��ن جديد‪ ،‬وعندما أصبح في الحيَّ اآلخر‪ ،‬نادى على‬ ‫صدي��ق له اعتاد على التواجد ف��ي هذا المكان‪ ،‬هرع‬ ‫صديق��ه إلي��ه‪ ،‬وحمل��ه على عج��ل وهو يس��أله عن‬ ‫اإلصاب��ة وتفاصيلها‪ ،‬وغاب أحم��د عن الوعي برتاحة‬ ‫استحقها بعد تعبه‪..‬‬ ‫بتثاق��ل فتح عيني��ه كان الم��كان هادئ��ُا‪ ،‬خيط‬ ‫المغدي ممتد إلى يده اليمنى‪ ،‬ورجله اليس��رى مثبتة‬ ‫لألعلى‪ ،‬امرأة خمسينية تجلس على كرسي بجواره‪،‬‬ ‫ابتس��مت ل��ه حين التق��ت عيناهما‪ " :‬حم��داً هلل على‬ ‫سالمتك بني"‬ ‫أجاب باتسامة وإيماءة رأس‪..‬‬ ‫فيم��ا بعد ع��رف أنه قض��ى يومين ف��ي إغماءة‬ ‫أشبه بالنوم‪..‬‬ ‫وعاد للحياة من رحم موت محقق‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كان يعل��م أن الرصاص��ة‬ ‫الت��ي س��تأخذ روح��ه معها لن‬ ‫تؤلم��ه‪ ..‬هك��ذا كان يمش��ي‬ ‫متحدي��ًا الم��وت ف��ي طرق��ات‬ ‫المدينة المحاصرة منذ أسابيع‪،‬‬ ‫ككل صب��اح يحم��ل أرغف��ة‬ ‫الخبز ليوصلها للحارة األخرى‪،‬‬ ‫ي��راوغ القن��اص المتأهب على‬ ‫البناي��ة ف��ي ناصي��ة الش��ارع‪،‬‬ ‫يعبر الشارع مع طلقات تصيب‬ ‫م��ا حول��ه‪ ،‬ويصل بعد س��باق‬ ‫مع الرص��اص للرصيف اآلخر‪،‬‬ ‫يحب��س أنفاس��ه ويلتح��م مع‬ ‫ج��دار المحالت المتراصة ريثما‬ ‫يه��دأ القن��اص المح��اول تتبع‬ ‫أث��ره‪ ،‬ث��م يزح��ف بب��طء نحو‬ ‫الممر الموجود بي��ن المحالت‪،‬‬ ‫ينس��ل داخل��ه به��دوء‪ ،‬يض��ع‬ ‫أكي��اس الخب��ز جانب��اً وينحني‬ ‫س��انداً يديه على ركبتيه وهو‬ ‫يتنفسد الصعداء‪.‬‬ ‫جولة يخوضه��ا أحمد كل‬ ‫صب��اح‪ ،‬م��ذ أخ��ذ عل��ى عاتقه‬ ‫إيص��ال الخبز للح��ارة األخرى‪،‬‬ ‫كان المهم��ة أش��به بالم��وت‬ ‫المحق��ق‪ ،‬إذ يعرف الجميع مكر‬ ‫القن��اص وس��رعته‪ ،‬لكنه أصر‬ ‫على كسر الحصار وبطريقته‪.‬‬ ‫صب��اح الي��وم التالي أعدَّ نفس��ه‪ ،‬لب��س لثامه‪،‬‬ ‫وخ��رج‪ ،‬كانت أكي��اس الخبز بانتظ��اره أخذها ووقف‬ ‫عل��ى الجهة األخرى‪ ،‬جولة جدي��دة مع الموت‪ ،‬نفسٌ‬ ‫عمي��ق‪ ،‬وتردي��د للش��هادة‪ ،‬وانط�لاق س��ريع‪ ،‬لك��ن‬ ‫القناص كان أس��رع ه��ذه المرة وس��بقته الرصاصة‬ ‫مخترق��ة فخ��ذه األيس��ر‪ ،‬س��قوط ألي��م عل��ى حافة‬ ‫الرصي��ف األخ��رى‪ ،‬وتناث��ر ألكي��اس الخب��ز ف��ي‬ ‫اله��واء‪ ،‬أل��م حاد وصرخ��ة مكتومة‪ ،‬بالكاد اس��تطاع‬ ‫س��حب جس��ده المصاب ليلتح��م بأحد أب��واب المحال‬ ‫القريبة إليه‪ ،‬ولش��دة األلم تيقن أنها ليس��ت شهادة!‬ ‫فالرصاصة التي تقتلك ال تؤلمك! كان عليه أن يفكر‬ ‫أو ًال بإيق��اف النزي��ف دون أن يصدر حركة تذكر أللى‬ ‫تصيبه محاوالت القناص‪ ،‬نظر حوله ع ّله يجد ش��يئًا‬ ‫يلف جرحه به‪ ،‬لك��ن الرصيف كان فراغاً إال من علب‬ ‫السجائر وزجاجات العصير الفارغة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ضغ��ط عل��ى الجرح بي��ده محاوال وق��ف النزيف‬ ‫وعالم��ات األلم بات��ت واضحة على وج��ه‪ ،‬رصاصات‬ ‫القناص بين الفترة واآلخرى تذكره بموت يقترب‪.‬‬ ‫أس��ند رأس��ه على باب المح��ل المختب��ئ عنده‪،‬‬ ‫لحل ينقذه‪ ،‬أخرج‬ ‫كان عليه اس��تجماع تركيزه ليصل ٍ‬ ‫مفتاح��ه من جيبه وأخذ يعبث بقفل باب المحل‪ ،‬كان‬ ‫علي��ه أن يحاول كثي��راً قبل أن يستس��لم القفل له‪،‬‬ ‫ببطء س��حب القفل وبدأ يرفع الباب الحديدي لألعلى‬ ‫لينزلق من تحته بحركته الس��ريعة للداخل‪ ،‬لم يكن‬ ‫الم��كان غريبًا عليه‪ ،‬فمذ وقعت عينه على الكرس��ي‬ ‫بالزاوية اليس��رى في المحل عرف أن��ه في محل أبو‬ ‫محم��د الحداد‪ ،‬تراءى ل��ه وجه أبو محمد بابتس��امته‬ ‫المعه��ودة وهو يرحب به عندما يأتيه للس�لام عليه‪،‬‬ ‫رمى الجسد المنهك على الكرسي‪ ،‬وعيناه تبحث عن‬ ‫شيء يلف به الجرح‪ ،‬قطعة قماش بالية مرمية على‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫�أمــل مــن رحــم احل�صــار‬

‫‪19‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫حني يُذبح‬ ‫ال�سوري‬ ‫بيد‬ ‫ال�سوري‬ ‫دلير يوسف‬ ‫عمل بعنوان‪ :‬ليلة في الحولة | الفنانة‪ :‬هبا العقاد‬ ‫"أح��سُّ بطع��م القيء في فم��ي كلما تذكرت‬ ‫الحادثة"‪ .‬هك��ذا وصف أبو محمد الطي��ر‪ ،‬قائد أحد‬ ‫مجموع��ات الجيش الحر في الغوطة الش��رقية في‬ ‫ريف العاصمة الس��ورية دمش��ق‪ ،‬حالته النفس��ية‬ ‫عندما سُئل عن المرة األولى التي رأى فيها شخصًا‬ ‫يُذبح أمامه‪ .‬س��كت برهة ثم انتف��ض قائ ً‬ ‫ال‪" :‬لقد‬ ‫كان شبيحًا اعترف باغتصابه ألربعة نساء‪ ،‬وقنصه‬ ‫ألكثر من عشرين مدنيًا‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن سرقات البيوت‬ ‫وانته��اك الحرم��ات‪ ،‬كان يس��تحق الذب��ح"‪" .‬وه��ل‬ ‫تج��رأت على ذب��ح أحدهم؟" س��أله آخ��ر‪" .‬ال" أجاب‬ ‫الطير باقتضاب‪.‬‬ ‫أب��و قتيبة ه��و اآلخر ذك��ر المرة األول��ى التي‬ ‫ش��اهد فيها ذبح أحدهم‪ " :‬لم يكن الذابح س��وريًا‪،‬‬ ‫ب��ل المذبوح‪ ،‬وهذا ما أش��عرني بالغصة‪ ،‬رغم أنه‬ ‫يس��تحق الذبح‪ .‬علينا نش��ر ديننا ي��ا أخي‪ ،‬وإن كان‬ ‫األمر يستلزم حد السيف‪ ،‬ألم يأمرنا اهلل بهذا؟"‪ .‬أبو‬ ‫قتيبة هو أحد مقاتلي جبهة النصرة‪.‬‬ ‫انتش��رت الكثي��ر م��ن القص��ص والرواي��ات‬ ‫حول الذب��ح المتبادل بي��ن عناصر الجيش��ين الحر‬ ‫والنظامي‪ ،‬فكلما اقتح��م الجيش النظامي منطقة‬ ‫ما‪ ،‬تظهر لنا الفيدوهات وروايات ناشطي المنطقة‬ ‫عمّا فعله عناصر هذا الجيش من فظائع تبدأ بقتل‬ ‫األطف��ال وال تنتهي بذبحه��م‪ .‬وعلى الطرف اآلخر‪،‬‬ ‫في كل حين "يُس��رب" إلى الجمه��ور فيديو يُظهر‬ ‫عناص��ر من الجيش الحر يكبرون باس��م اهلل وهم‬ ‫يذبحون أحد الشبيحة‪.‬‬ ‫ف��ي جنون هذا الذب��ح‪ ،‬يحاول بع��ض العقالء‬ ‫(عل��ى األق��ل بي��ن عناص��ر الجي��ش الح��ر حس��ب‬ ‫مشاهداتي) الحد من هذه الظاهرة‪ ،‬بحجج إنسانية‬ ‫ال تقن��ع الكثي��ر م��ن "الذابحي��ن"‪ ،‬حي��ث أن غال��ب‬ ‫الحكم عندهم هو للشريعة اإلسالمية والتي تبيح‬ ‫الذبح في بعض األحيان‪ ،‬وذلك حس��ب ما قاله أحد‬ ‫المشايخ التونسيين الذين قابلتهم‪ .‬هذا الشيخ هو‬ ‫قائد كتيب��ة‪ ،‬يحكم عناصره بالحكم "اإلس�لامي"‪،‬‬ ‫وهدفه تطبيق الش��ريعة اإلس�لامية وفق أصولها‬ ‫السلفية‪.‬‬ ‫معظ��م "الذابحي��ن" ينتم��ون إل��ى مجموعات‬ ‫متش��ددة صغي��رة‪ ،‬والغال��ب في ه��ذه المجموعات‬

‫أنّه��ا ال تنتم��ي إل��ى األلوي��ة الكبيرة التي تش��كل‬ ‫س��واد الجيش الس��وري الحر‪ ،‬بعضهم أجنبي‪ ،‬من‬ ‫جنس��يات عربية أو آسيوية‪ ،‬والبعض اآلخر سوري‪.‬‬ ‫يس��عى هؤالء إل��ى إقامة حكم الخالفة اإلس�لامية‬ ‫بد ًال عن حكم الديكتاتور العس��كري‪" .‬من المالحظ‬ ‫هنا بأن ليس كل من يسعى إلى الخالفة اإلسالمية‬ ‫يمارس الذبح"‪ .‬ويسعون في سبيل هدفهم بشتى‬ ‫الوس��ائل الممكن��ة‪ ،‬م��ع اس��تنادهم إل��ى بع��ض‬ ‫النصوص القرآنية‪.‬‬ ‫ه��ؤالء قلة قليلة‪ ،‬ويهاجَم��ون بكثرة من قبل‬ ‫باق��ي عناصر الجي��ش الحر في الح��االت الطبيعية‬ ‫(أي لي��س بعد مجزرة ارتكبه��ا جيش النظام مث ً‬ ‫ال)‪،‬‬ ‫ففي قرية صغيرة في ريف حمص الجنوبي‪ ،‬عندما‬ ‫بدأ النق��اش بين عناصر تنتمي إلى كتائب مختلفة‬ ‫ح��اول أح��د األفراد أن يح��ور موض��وع الحديث من‬ ‫المعارضة الخارجية إلى الطائفية‪ ،‬دار هذا النقاش‬ ‫بالتزام��ن مع انعقاد مؤتمر النش��طاء العلويين في‬ ‫مصر‪ .‬حاول هذا الش��خص أن يب��رر رغبة البعض‬ ‫بذبح العلوين بشكل عام‪ ،‬فتمت مهاجمته من قبل‬ ‫باق��ي الموجودين‪ ،‬فخفت وتي��رة حديثه من الذبح‬ ‫إلى تهجيرهم‪ ،‬لم يرق ذلك للبقية‪ ،‬وخاصة عندما‬ ‫ذك��ر أحدهم بأن معظم ش��بيحة مدينة حلب "أكثر‬ ‫المدن الس��ورية دم��اراً" هم من الطائفة الس��نية‪،‬‬ ‫وق��د أجم��ع الموج��ودون على أن ال مج��ازر وال قتل‬ ‫طائفي في سوريا المستقبل بعد رحيل األسد‪ ،‬بل‬ ‫سيحاسب مرتكب الجرائم كائنًا من كان‪.‬‬ ‫مثل هذه الحادثة ومثل هذه النقاش��ات تتكرر‬ ‫كثي��راً‪ ،‬وأقصد هنا الحديث عن الس��نة والعلوية أو‬ ‫ع��ن الع��رب والكرد‪ ،‬لك��ن يبقى الحديث المس��تتر‬ ‫ه��و الذب��ح‪ .‬ال أحد يعترف بش��كل مباش��ر برغبته‬ ‫ف��ي ذبح أحد‪ ،‬وم��ن الصعب أن تلتق��ي أحداً يقول‬ ‫لك أن��ا ذبحت بيديّ أحداً ما‪ .‬والس��ؤال الذي يتبادر‬ ‫للذه��ن هن��ا‪ :‬لِمَ تظهر ه��ذه الفيديوه��ات ودون‬ ‫إخف��اء الوجوه طالما يخجل الجمي��ع من هذا الفعل‬ ‫وال يودون التحدث به؟‬ ‫حاول��ت جاه��داً أن أج��د إجاب��ة لس��ؤالي أثناء‬ ‫تجوالي ف��ي بعض المناطق المُس��يطر عليها من‬ ‫قبل قوات الجيش الس��وري الحر‪ ،‬لكنني دائمًا كنت‬

‫أواج��ه بأجوبة غامضة‪ ،‬أو بتجاهل كامل للس��ؤال‪.‬‬ ‫إل��ى أن قابلت أب��و قتيب��ة‪ ،‬مقاتل جبه��ة النصرة‪،‬‬ ‫الذي لم يطلعني على خلفيته الدينية واالجتماعية‬ ‫بالسهولة التي ظننت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أب��و قتيبة هادئ دوما ال يضح��ك إال فيما ندر‪،‬‬ ‫يدّخ��ن عندم��ا ال يكون أح��د من عناص��ر النصرة‬ ‫موج��وداً في المكان "ألن التدخي��ن حرام والمدّخن‬ ‫يس��توجب حكمًا ف��ي الش��ريعة اإلس�لامية"‪ .‬حين‬ ‫س��ألته ع��ن المرة األول��ى التي ش��اهد فيه��ا ذبحًا‬ ‫التمع��ت عيناه رغ��م هدوئه الظاهر‪ ،‬س��كت برهة‬ ‫ثم ق��ال‪" :‬كنت خائفاً جداً‪ ،‬لك��ن الخوف األكبر كان‬ ‫أن أظه��ر خوفي أمام أمي��ر الجماعة" ثم تحدث عن‬ ‫"المذب��وح" الس��وري و"الذابح" غير الس��وري‪ ،‬وعن‬ ‫آي��ات القرآن الت��ي تلوها قبل أن يقوم��وا بالفعل‪،‬‬ ‫وع��ن التكبي��رات الث�لاث الت��ي يردده��ا الجمي��ع‪،‬‬ ‫وعن ذعر "المذبوح" ونش��وة "الذاب��ح"‪ .‬وقبل ختام‬ ‫حديثه س��ألته‪ :‬هل ذبح��ت بيدك؟ متوقع��ًا اإلجابة‬ ‫الدائمة بالنف��ي‪ .‬لكن أبو قتيبة لم يجب بما اعتدت‬ ‫س��ماعه من اآلخرين‪ ،‬بل قال‪" :‬أُمرت بأن أذبح أحد‬ ‫قادة الش��بيحة ذات يوم‪ ،‬لم أتمالك نفس��ي وبدأت‬ ‫أرج��ف‪ ،‬ثم رميت الس��كين الكبيرة م��ن يدي وقلت‬ ‫ال أس��تطيع‪ ،‬فأخرج قائد المجموعة مسدس��ًا فرديًا‬ ‫طالبًا مني إطالق النار على رأس الضحية ففعلت"‪.‬‬ ‫س��كت مطو ًال ثم قال بنبرة ملؤها الرجفة‪" :‬يا أخي‬ ‫أنا س��وري‪ ،‬ال أستطيع ذبح الس��وريين مهما فعلوا‪،‬‬ ‫أس��تطيع أن أقن��ص أو أش��ارك ف��ي مع��ارك على‬ ‫الجبهات‪ ،‬لكن أن أذبح بيدي واهلل ال أستطيع"‪.‬‬ ‫رغ��م رفض الس��واد األعظ��م م��ن المدنيين‬ ‫وعناص��ر الجي��ش الح��ر لظاه��رة الذب��ح‪ ،‬إال أنه��ا‬ ‫تكب��ر يوماً بعد يوم‪ ،‬والغالب أن اس��تمر األمر على‬ ‫ه��ذه الوتيرة فس��نرى جثثاً ق��د فعلت الس��كاكين‬ ‫به��ا فعلتها م��ن ذبح وتش��ويه تمأل ش��وارع البالد‬ ‫الس��ورية‪ .‬والس��ؤال المُ ّل��ح هن��ا‪ :‬ما ال��ذي يفعله‬ ‫المعارض��ون السياس��يون وقادة الجيش الس��وري‬ ‫الحر والناشطون المدنيون للحد من هذه الظاهرة؟‬ ‫وه��ل ما يقومون به اآلن س��ينجي البالد من جنون‬ ‫الدم الذي تغرق فيه؟‬ ‫مدون سوري‬


‫ر�سالة مفتوحة �إىل �أنطون املقد�سي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫أفتقدك كثيراً‪ ..‬طال رحيلكَ‪ّ ..‬‬ ‫كل فكرة تخطر في‬ ‫رأس��ي وأريد التأكد من معي��ار صحّة تأملي لها‪ ،‬ألتفت‬ ‫إلي��ك‪ ،‬في الجهة التي أش��عر أنك فيها‪ ..‬أس��ألك‪ ،‬أبحث‬ ‫عن وجهك‪ ..‬ومالمحك وحزن��ك الخفيّ الذي ال تظهره‬ ‫كي ال نح��زن‪ .‬أذكر أنك حكيت لي عن مش��روع تهديم‬ ‫المسجد األقصى بحجة البحث عن الكنيس اإلسرائيلي‬ ‫تحت��ه‪ .‬قلت‪ :‬س��تأتي س��نوات صعبة مريرة‪ ..‬والش��عب‬ ‫الس��وري س��يدفع أثمان��ًا باهظ��ة إذا هو ح��اول خلخلة‬ ‫ه��ذه المنظومة األمني��ة الت��ي يرتكز إليها اإلس��تبداد‬ ‫ويش��رّش فوقها‪ .‬قلتَ لي‪ ..‬المواطنة المتساوية هيَ‬ ‫األرق��ى والتي تليق بنا‪ .‬ال المس��تبدّ يريده��ا وال أولي‬ ‫ْ‬ ‫المتطرّفة‪ .‬وهي العمود الفقري‬ ‫اإلستراتيجيات الدينية‬ ‫ْ‬ ‫القوّية‪.‬‬ ‫للدولة السّوريّة‬ ‫الي��وم‪ ..‬م��ن بعي��د أدقّ اإلنترف��ون‪ ..‬م��ن ف��وق‬ ‫تجيبون‪ ..‬أقول‪ :‬هاال‪ .‬تفتحون الباب‪ ..‬تكون أم ميش��يل‬ ‫على الب��اب‪ ..‬تؤهل بي بأناقتها وتقبلني‪ ،‬تضمّني إلى‬ ‫قلبه��ا‪ ،‬وتنظر في عيوني وش��كلي وتف��رح أن أنا كنتُ‬ ‫بخير‪ .‬تس��ألني عن هيثم‪ ..‬لمَ لم يأتِ معي وتس��ألني‬ ‫ع��ن إبني ورد‪ ..‬وتس��أل ع��ن أهلي وأصدقائ��ي وأوالد‬ ‫الحارة وطفولتي‬ ‫أدخل الصالون الشريف‪ ،‬بيتكم المتواضع‪ ،‬وذرّات‬ ‫الشّ��مس تجلس على الكنبايات‪ ،‬ضيوف الضّوء‪ ..‬آثار‬ ‫المالئك��ة‪ ..‬الصالون الواس��ع بفرش��ه القليل البيس��ط‬ ‫المريح كأنه معبدا للمحبّة وجنّة النّبل‪ .‬أجتاز الصالون‬ ‫إل��ى غرفة مكتبك في العمق جهة القلب‪ ..‬تجلس خلف‬ ‫الطاولة المستديرة وأكداس الكتب الفرنسية والعربية‬ ‫أمامك والراديو على يمينك على مرمى يدكَ‪ ..‬لتس��مع‬ ‫فيروز متى شئت‪.‬‬ ‫المكتب��ة تل��فّ الغرف��ة‪ ..‬والكنباي��ات المريح��ة‪..‬‬ ‫العتيق��ة العريق��ة‪ ..‬فأغرق في النعي��م كأنني في بيت‬ ‫طفولتي‪.‬‬ ‫أقبّل��كَ عل��ى جبهت��كَ‪ ..‬تضمّني‪ ..‬تبتس��م من‬ ‫قلبكَ ويفرح قلبي‪ .‬أس��ميتكَ أب��ي الروحي في غيابك‬ ‫ولم أقلها لكَ ّ‬ ‫قط‪.‬‬ ‫يوم أرسلتَ رسالتك تلك الشهيرة في عام ‪2000‬‬ ‫إلى رئي��س الحمهورية " م��ن الرّعية إل��ى المواطنة "‬ ‫كم كنتُ فخ��ورة ألنني من أصدقائكَ في هذه الدّنيا‪.‬‬ ‫وحي��ن ش��طبت وزيرة ثقاف��ة النظام اس��مك من دفتر‬

‫وزارة الثقافة وأرسلت لك رسالة فصلك من العمل في‬ ‫البري��د‪ ..‬لتقرأ في بريدك الصّباحي إعفاءك من خدمة‬ ‫وزارة الثقاف��ة كرئيس لدائرة التأليف والترجمة‪ ..‬تمامًا‬ ‫بعد نش��ر الرسالة الشهيرة إلى الرئيس الجديد حينها‪..‬‬ ‫ص��ار بيتك مركزاً ثقافيّاً‪ ..‬بي��ت الثقافة‪ .‬عندك تلتقي‬ ‫الثقافة بالفكر بأرقى الناسْ‪ .‬عندك ال أحد يستعرض‪..‬‬ ‫تتطهّر األرواح وتدخل لتكون حقيقية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كل األحادي��ث كانت تدور في بيتكَ‪ ..‬والخوف على‬ ‫سوريا وفلسطين ولبنان والعراق‪..‬‬ ‫وكان هاجس��ك يتمح��ور عل��ى ض��رورة تغيي��ر‬ ‫المناهج الدراس��ية للمرحلة اإلبتدائية تلك التي تعتمد‬ ‫ّ‬ ‫تس��تحث‬ ‫البص��م والحف��ظ غيباً والتلقي��م والغباء‪ ،‬وال‬ ‫ذكاء الطف��ل وتع ّلم��ه منهج التفكير واس��تخدام العقل‬ ‫لتحريض وتطوير وتحريك الذكاء‪.‬‬ ‫كنت تخ��اف‪ ..‬تقول هذه ضرورة‪ .‬يجب أن نؤس��س‬ ‫للديموقراطي��ة‪ ،‬لمن سيمارس��ها‪ ،‬لمن س��يحياها‪ ،‬لمن‬ ‫س��يطالب بضرورة المواطنة المتساوية‪ .‬فكان أن عدّلوا‬ ‫مناه��ج البكالوري��ا وحذف��وا م��ا اقترحته أنت ف��ي مادة‬ ‫الفلسفة التي درستها أنا في البكالوريا األدبي وسحرتني‬ ‫وفتحت أمامي عالم المنطق والتفكير والتأمّل‪.‬‬ ‫أبي الروحي وصديقي‪ ..‬أنطون المقدس��ي‪ ..‬حين‬ ‫كنت على فراش الموت في المشفى‪ ..‬وعرفت أن وزيراً‬ ‫جاء لزيارت��كَ‪ .‬نظرتَ إليّ قائ ًال‪ :‬هاال اس��تقبليه أنا ال‬ ‫أريد أن أستقبل وزراء ومسكتَ يدي‪ .‬دخل الوزير‪ ..‬س ّلم‬ ‫فلم تردّ عليه ا ّلس�لام‪ .‬واستدرت في السرير صوبي‪..‬‬ ‫نظرت إليه أنا وأنا أمس��ك يدك الغالية الشريفة‪ ..‬وقلت‬ ‫له‪ :‬أهال بكَ‪ .‬قال‪ ..‬جئنا نطمئن ونسأل إذا كان األستاذ‬ ‫الكبير يريد أو يحتاج أي خدمة! نحن جاهزون‪..‬‬ ‫نظرت أنتَ إليّ لترى‪ ..‬كنتَ ال تقدر على الكالمْ‪..‬‬ ‫قلتُ له‪ :‬األستاذ هو الذي يعطي وال يُعطى‪ ..‬وهذا‬ ‫واجبك��م أنه علم من أعالم س��وريا‪ ..‬نحن هنا معه‪ ..‬ال‬ ‫يحتاج ممن أرس��لوا له برقية أمنيّ��ة تخلو من ّ‬ ‫كل أدب‬ ‫وأص��ول في التعامل‪ ..‬لكي يجم��ع أغراضه ويعود بيته‬ ‫بع��د أربعين عامًا م��ن الخدمة‪ ..‬وترجم��ة أمهات الكتب‬ ‫األجنبي��ة ونش��ر أه��مّ الكت��ب العربية والس��ورية‪ ..‬ال‬ ‫يحتاج س��وى أن تنس��وا طريق المش��فى وتع��ودوا إلى‬ ‫مكاتبكم الفاخرة‪ .‬هناك الكثير من الشرفاء في سوريا‬ ‫وعليكم تس��ريحهم جميعهم من العمل‪ ..‬لكي تعتقدوا‬

‫أن من بقي هو الحقيقة‪.‬‬ ‫كان أح��د الصحافيي��ن موج��وداً‪ ..‬ش��هد ّ‬ ‫كل ه��ذا‬ ‫الحديث‪ ..‬وس��كت عن��ه كأنه لم يكن‪ .‬لم يكن بوس��عه‬ ‫أن ينش��ره وأن يبقى عل��ى رأس عمله‪ ..‬كانت س��وريا‬ ‫قاس��ية‪ ..‬وكن��ا أقوي��اء ومتضامنين وس��عداء ببعضنا‪.‬‬ ‫كن��ا نحبّ س��وريا كأنها روحنا التي س��تصعد منّا حين‬ ‫س��نصعد نحن إلى الس��ماء‪ ..‬ونتركها هي على األرض‬ ‫لتحيا في سوريا عنّا‪..‬‬ ‫اليوم‪ ..‬أنتَ رحلتَ‪ ..‬وابتسامتك ويدي التي شدّت‬ ‫على يدك حين خرج الوزير من غرفتك‪ ..‬واسترخاء يدك‬ ‫في يدي‪ ..‬ال يزال يحمي أصابع روحي من الجروح‪.‬‬ ‫س��وريا ال تس��اوم عل��ى روحها‪ ..‬ليتكَ ت��رى دفاع‬ ‫السوريين عن كرامتهم‪ ..‬ليتك ترى جمالهم وقوّتهم‪..‬‬ ‫أقس��م لكَ أن الثورة الس��ورية قامت بعد رحيلك‬ ‫وأنك جزءا ال يتجزأ منها‪..‬‬ ‫وأن المواطنة المتساوية طريقنا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ليتك ترى شباب سوريا وصباياها االن الذين طالما‬ ‫وثقت بهم وبذكائه��م وبطاقاتهم وبصدقهم‪ ..‬وآمنتَ‬ ‫به��م‪ ..‬كي��ف يحمون المواطن��ة‪ ..‬كيف طري��ق الرعيّة‬ ‫يمّحي وإل��ى األبد‪ .‬كيف النظ��ام الطاغية يقاوم جمال‬ ‫ْ‬ ‫الجمال‪.‬‬ ‫سوريا بقتله هذا‬ ‫ليت��ك تراهم‪ ..‬لعل��كَ تراهم‪ .‬بالتأكي��د تراهمْ‪..‬‬ ‫أنتَ بينهم‪ ..‬ش��يخ المفكرين والمثقفين الس��وريين‪..‬‬ ‫لك من روحي السّالمْ‪..‬‬ ‫أفتحوا لي الباب‪ ..‬أنا تحت على الرّصيف‪..‬‬ ‫ش��كراً ألنكَ نش��رتَ لي أوّل ديوان ش��عر‪ :‬ليس‬ ‫للروح ذاكرة "‬ ‫ش��كراً ألن��ك كتب��ت ل��ي على الغ�لاف ع��ن الحبّ‬ ‫والحداثة واإلنتظار‪..‬‬ ‫كأن األنترفون ال يوصل صوتي‪..‬‬ ‫افتحوا لي الباب‪ّ ..‬‬ ‫أن��ا تحت عل��ى الرصي��ف‪ ..‬رصيف بيتك��م العالي‬ ‫الغالي‪.‬‬ ‫هاال‪..‬‬ ‫نس��يت أن أقول لك‪ :‬حين تنتص��ر الثورة‪ ..‬إذا كنت‬ ‫ال أزال على قيد الحياة س��أخبرك بالتأكيد‪ ..‬وإال أخبرني‬ ‫أنتَ‪.‬‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫هاال محمد‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪21‬‬


‫حوار مع وحدة تن�سيق الدعم‬ ‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫امل�س�ؤولة عن الأعمال الإغاثية يف االئتالف ال�سوري‬ ‫أجرى الحوار‪ :‬فريق سوريتنا‬ ‫بع��د الج��دل ال��ذي حصل بينن��ا وبين‬ ‫بع��ض م��ن أعضاء وح��دة تنس��يق الدعم‪،‬‬ ‫منه��م الس��يد أنور بنود والس��يدة س��هير‬ ‫األتاس��ي والس��يد محم��د دي��اب‪ ،‬تكرم��وا‬ ‫مش��كورين باإلجاب��ة ع��ن جميع أس��ئلتنا‬ ‫وأسئلة القراء الخاصة بآلية عمل الوحدة‪.‬‬ ‫لكن يبقى‪ ،‬وعل��ى الرغم من تحفظاتنا‬ ‫القليل��ة عل��ى بع��ض اإلجاب��ات‪ ،‬أن نتمنى‬ ‫منهم نش��ر الوثائق والبيانات المالية التي‬ ‫يعمل��ون بموجبه��ا‪ ،‬وذل��ك تأكي��داً لمبدأ‬ ‫الش��فافية والرقابة الذاتية‪ ،‬الذي س��يكون‬ ‫األس��اس في عمل المؤسس��ات في س��وريا‬ ‫الحرة مستقب ً‬ ‫ال‪..‬‬ ‫والب��د لنا أيضاً أن نش��كر الس��ادة في‬ ‫وحدة تنس��يق الدع��م الذين بذل��وا جهداً‬ ‫كبيراً في اإلجابة على كل أس��ئلتنا الطويلة‪،‬‬ ‫ولم يوف��روا أي فرصة إلبراز الش��فافية مع‬ ‫كل المعلوم��ات‪ ..‬ق��د يكون الح��وار طوي ً‬ ‫ال‬ ‫ومتعب��اً‪ ،‬لكنه م��ن األهمية بحي��ث فضلنا‬ ‫نشره كام ً‬ ‫ال‪..‬‬ ‫| أود الحديث فيه‪ ،‬فيما يفترض أن تكون‬ ‫وحدة الدعم هي نواة مؤسساتية لديها‬ ‫على األقل ناطق رسمي باسمها يتعامل‬ ‫مع الشكاوي واالستفسارات باإلضافة إلى‬ ‫سماع هموم الالجئين وعدم إهمالها‪ ،‬منذ‬ ‫أكثر من شهرين ونحن (كما الكثير من‬ ‫اإلعالميين) نحاول التواصل معكم‪ ،‬إما عن‬ ‫طريق صفحة الوحدة على فيس بوك أو‬ ‫على صفحات السيدة سهير األتاسي‪ ،‬وطلبنا‬ ‫منكم أكثر من مرة الرد علينا لإلجابة على‬ ‫التساؤالت واالستفسارات‪ ،‬ولم نلق أي رد‬ ‫من أحد منكم‪ ،‬وليس لديكم أي وسيلة‬ ‫تواصل سوى حساباتكم الشخصية وصفحة‬ ‫الوحدة على الفيس بوك وال تردون على أي‬ ‫منها‪ ،‬أم أن الرد عأول لى اإلعالميين يتم‬ ‫عن طريق العالقات الشخصية كما حصل‬ ‫معنا اآلن؟‬ ‫| | ف��ي البداي��ة يج��ب التنوي��ه إل��ى أن صفح��ة‬ ‫الفايسبوك استحدثت في بداية شهر آيار الماضي‪ .‬وليس‬ ‫صحيح��ًا أننا ال نقوم بالرد عل��ى من يحاول االتصال بنا‪،‬‬ ‫على العك��س تمامًا‪ ،‬أحيانا نتأخر في الرد‪ ،‬بس��بب كثرة‬ ‫االنش��غال‪ ،‬ونقوم بالرد بحسب أولوية االتصال‪ .‬وهناك‬ ‫عنوان بريدي مخصص لالتص��ال بالوحدة وهو‪info@ :‬‬ ‫‪ ،acu-sy.org‬ال ننك��ر أن هناك تقصير إعالمي‪ ،‬وس��بب‬ ‫هذا التقصير‪ ،‬أنه في الثالثة أش��هر األولى من تأس��يس‬ ‫الوحدة‪ ،‬كان التركيز منصبًا على توظيف كفاءات سورية‬ ‫في مجال البحث وجمع المعلومات من جهة‪ ،‬وكفاءات في‬ ‫عمليات تسليم وإيصال المساعدات إلى من يستحقونها‬ ‫داخ��ل س��وريا‪ ،‬ولكننا نعم��ل اآلن على اس��تحداث موقع‬ ‫الكتروني للوحدة‪ ،‬فض ًال عن صفحة الفايس��بوك‪ ،‬بهدف‬ ‫جع��ل كل م��ا تقوم الوح��دة به متاح��ًا أمام ال��رأي العام‬ ‫الس��وري‪ ،‬لالطالع عليه متى يشاء‪ ،‬وسيتم قريباً تعيين‬ ‫ناطق اعالمي باسم الوحدة‪.‬‬ ‫| في الحديث عن تأسيس وحدة تنسيق‬ ‫الدعم‪ ،‬هل من الممكن أن تحدثنا عن‬ ‫ظروف تشكيلها‪ ،‬واألسس التي تشكلت بناء‬ ‫عليها‪ ،‬وما هو مدى ارتباطها باالئتالف‪ ،‬وما‬ ‫هي العالقة إدارياً معه؟‬ ‫| | لق��د تم إنش��اء وحدة تنس��يق الدع��م اإلغاثي‬

‫واإلنس��اني‪ ،‬من قبل االئتالف الوطن��ي لقوى المعارضة‬ ‫والث��ورة الس��ورية‪ ،‬باالس��تناد إلى أن الش��عب الس��وري‬ ‫يواج��ه كارثة إنس��انية‪ ،‬تتطل��ب ما هو أكث��ر من العمل‬ ‫السياس��ي لحلها‪ .‬بل تتطلب أيضاً تدخل المجتمع الدولي‬ ‫من أجل المس��اهمة في حل هذه األزم��ة‪ ،‬التي يواجهها‬ ‫ماليين السوريين‪ ،‬الذين هم بحاجة ماسة إلى مساعدات‬ ‫غذائية وطبي��ة‪ ،‬فض ًال عن حاجتهم لألم��ن والمأوى‪ .‬لذا‬ ‫كان��ت وحدة تنس��يق الدعم‪ ،‬م��ن أجل تنس��يق عمليات‬ ‫تقديم المس��اعدة اإلنس��انية‪ ،‬عبر الجهات الفاعلة داخل‬ ‫س��وريا‪ ،‬والت��ي لديها الق��درة األكبر عل��ى الوصول إلى‬ ‫جميع المناطق‪ ،‬وتوزيع المس��اعدات إلى من يس��تحقها‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغ��م م��ن أن وح��دة تنس��يق الدعم ج��زء من‬ ‫االئتالف الوطني الس��وري‪ ،‬وتعمل تح��ت قيادته‪ ،‬إال أنها‬ ‫وحدة مس��تقلة‪ ،‬تعنى بالعمل على تقديم المس��اعدات‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬والمساهمة في تحقيق االستقرار في سوريا‪،‬‬ ‫وليس لها أي أهداف سياسية‪.‬‬ ‫| يعتمد عمل الوحدة على العمل اإلنساني‬ ‫البحت‪ ،‬وال شيء غيره‪ ،‬لماذا االرتباط‬ ‫باالئتالف كونه جهة سياسية؟‬ ‫| | كما قلت لك سابقًا‪ ،‬وحدة تنسيق الدعم اإلغاثي‬ ‫واإلنس��اني ج��زء م��ن االئت�لاف الوطني‪ ،‬وه��ي عنصر‬ ‫رئيس��ي ف��ي رؤيته الواس��عة لس��وريا آمنة ومس��تقرة‬ ‫ومزدهرة‪ ،‬ولكننا نفهم جيداً أنه من أجل تحقيق هدفنا‪،‬‬ ‫علين��ا أن نعمل بش��كل منفصل عن العمل السياس��ي‪،‬‬ ‫ال��ذي يقوم ب��ه االئتالف‪ .‬وهذا هو س��بب القرار الصارم‬ ‫لدين��ا بالحف��اظ عل��ى اس��تقاللية الوحدة ع��ن القرارات‬ ‫السياسية لالئتالف‪.‬‬ ‫| دائماً ما نالحظ أن االئتالف ليس لديه أي‬ ‫أجوبة بما يخص عمل وحدة الدعم‪ ،‬وبذات‬ ‫الوقت يجد نفسه مطالباً بالتبرير عن‬ ‫غيابكم وعدم تواجدكم والرد نيابة عنكم‪،‬‬ ‫ولمن تّقدم الكشوف والبيانات المالية‬ ‫وخطط العمل؟‬ ‫| | نح��ن متواجدون وليس هناك من حاجة للتبرير‬ ‫عن أي شيء يخص الوحدة‪ .‬نعمل مع المجالس المحلية‪،‬‬ ‫والجمعي��ات والمنظمات اإلنس��انية العاملة على األرض‬ ‫ف��ي القرى والم��دن الس��ورية‪ ،‬وفي مخيم��ات النازحين‬ ‫داخل س��وريا وخارجها‪ ،‬لن��ا مكاتب ف��ي كل دول اللجوء‬ ‫تقريب��اً ونعم��ل على إنش��اء مكاتب في ال��دول التي لم‬

‫نغطيها بعد‪ .‬أما بالنس��بة إلى الش��ق الثاني من‬ ‫الس��ؤال‪ ،‬فإن قسم المحاس��بة في الوحدة يقوم‬ ‫بتوثيق كافة المعامالت المالية‪ ،‬وإدارة المرتبات‪،‬‬ ‫وأص��ول وحدة تنس��يق الدعم‪ ،‬والمبال��غ المالية‬ ‫البس��يطة‪ ،‬وجمي��ع عملي��ات المحاس��بة األخرى‪،‬‬ ‫ويق��وم بإع��داد التقارير المالية الت��ي تقدم إلى‬ ‫مدقق حسابات خارجي‪ ،‬وإلى الدول المانحة‪.‬‬ ‫نح��ن نعمل على تعزيز مبدأ الش��فافية في‬ ‫جميع أعمالنا‪ ،‬من خالل تقديم التقارير عن كافة‬ ‫أعمالنا في مجال المساعدات اإلنسانية‪ ،‬والتقارير‬ ‫المالي��ة المتعلقة بمعاش��ات العاملي��ن في وحدة‬ ‫تنسيق الدعم‪ ،‬وتلك المتعلقة بميزانية الوحدة‪.‬‬ ‫لق��د كنا نعمل س��ابقًا على تعزيز ق��درة الوحدة‬ ‫علي تأدية الدور الموكل إليها‪ .‬بينما يجري العمل‬ ‫اليوم على نقل أنش��طة الوح��دة إلى الرأي العام‬ ‫السوري‪ .‬الشفافية أمر مهم جداً‪ ،‬ولكن تطبيقها‬ ‫يستغرق وقتاً من أجل جمع المعلومات وتقديمها‬ ‫بطريقة واضحة‪ ،‬وللتأكد من أننا ال نعرِّض حياة‬ ‫وأمن أي ش��خص للخطر‪ .‬وبمجرد إطالق الموقع‬ ‫الرس��مي للوحدة على االنترنت في نهاية ش��هر‬ ‫حزيران الجاري‪ ،‬فس��يتحول هذا الموقع إلى منبر‬ ‫نقدم كل هذه المعلومات من خالله‪.‬‬ ‫| لماذا وجود السيدة سهير األتاسي على‬ ‫رأس الوحدة‪ ،‬وهي عضو باالئتالف (حتى‬ ‫وإن كان المنصب فخرياً)‪ ،‬إال يتعارض‬ ‫هذا مع آلية وأسس ومبادئ عمل الوحدة‪،‬‬ ‫ناهيك عن أن لدينا انطباع (كما لدى أغلب‬ ‫اإلعالميين) بمحاولة السيدة سهير األتاسي‬ ‫بشخصنة عمل الوحدة بها شخصياً‪ ،‬وبأنها‬ ‫تحاول اإليحاء للجميع بأنها مستقلة بشكل‬ ‫كامل عن االئتالف؟‬ ‫| | األستاذة س��هير األتاسي من المؤسسين لوحدة‬ ‫تنس��يق الدع��م اإلغاث��ي واإلنس��اني‪ ،‬وه��ي م��ن أهم‬ ‫الش��خصيات الموجه��ة والعاملة في الوح��دة‪ ،‬من ناحية‬ ‫ترأسها لإلدارة وهي تعمل مع مجلس اإلدارة في الوحدة‬ ‫على الفصل كليًا ما بين العمل السياسي الخاص بها في‬ ‫االئتالف‪ ،‬وما بين العمل اإلغاثي في الوحدة‪ ،‬مع العلم أن‬ ‫االئتالف هو من أسس وحدة تنسيق الدعم ضمن أسس‬ ‫تنس��يق العمل اإلغاثي من ال��دول المانحة‪ ،‬وهذا العمل‬ ‫ال��ذي قام ب��ه االئتالف ال يتع��ارض مع سياس��ة الوحدة‬ ‫والجمي��ع في االئت�لاف يعلم أن الوح��دة منفصلة إدارياً‪،‬‬ ‫وذلك بهدف عدم إشراك العمل السياسي المعقد بالعمل‬ ‫اإلغاث��ي واإلنس��اني ال��ذي يهم ويش��مل جمي��ع أطياف‬ ‫الشعب السوري كما نسعى ضمن سياق توجهاتنا‪.‬‬ ‫| لماذا السيدة سهير األتاسي تتجاهل دائماً‬ ‫أسئلة اإلعالميين والصحفيين عن عمل‬ ‫الوحدة‪ ،‬وغير مكترثة نهائياً بالرأي العام‬ ‫السائد لدى أغلب السوريين عن الغموض‬ ‫الذي يحيط بعمل الوحدة ووجهات النظر‬ ‫بعدم الشفافية؟‬ ‫وما هو موقفكم أنتم العاملون في‬ ‫الوحدة من عدم ردها على االستفسارات‬ ‫واالتصاالت التي ال يخلو يوم من الحديث‬ ‫عن أحدها (موثقاً) في مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي؟‬ ‫| | ف��ي البداي��ة أعتق��د أنه من اإلجح��اف أن توجه‬ ‫مثل هذه التهمة لألس��تاذة س��هير؛ ألنه باعتقادي ليست‬ ‫األستاذة س��هير وحدها المعنية بعمل الوحدة ألن العمل‬ ‫هنا جماعي‪ ،‬وأس��تطيع أن أبرر عدد م��ن النقاط الواردة‬


‫| فيما يخص كتائب الجيش الحر‪ ،‬هل‬ ‫يفرضون نوع من الضرائب أو األتاوات على‬ ‫مرور المساعدات؟ كيف تتعاملون مع هذه‬ ‫الظاهرة‪ ،‬وكيف هو تعاملكم عموماً مع‬ ‫كتائب الجيش الحر؟‬ ‫| | وحدة تنس��يق الدعم تتعاون وتنس��ق مع هيئة‬ ‫األركان بش��كل مباش��ر‪ ،‬ول��م تح��دث أي حال��ة لفرض‬ ‫ضرائب أو أتاوات على المساعدات حتى اآلن‪.‬‬

‫| نعلم جميعاً كسوريين مدى الكفاءات‬ ‫المتواجدة في مختلف دول العالم لسوريين‬ ‫أدهشوا الدول المضيفة لهم بمدى‬ ‫إتقانهم لعملهم بشتى المجاالت‪ ،‬وهم‬ ‫ينتظرون الفرصة تلو الفرصة لخدمة‬ ‫سوريا ضمن اختصاصاتهم‪ ،‬أليس األولى‬ ‫بكم البحث عن هذه الكفاءات واالستفادة‬ ‫منها إلعادة اإلعمار وبناء سوريا التي نريد‬ ‫جميعاً بدل االستعانة بأشخاص ذوي‬ ‫خبرات محدودة غالباً ما يفشلون بالكثير‬ ‫من المهام والمسؤوليات‪ ،‬ودائماً تجدون‬ ‫المبرر لهم؟‬

‫أسبوعية‬

‫| نعلم جميعاً أن المجالس المحلية ُفرضت‬ ‫على المناطق‪ ،‬ويشتكي أغلب الناشطين‬ ‫من أنهم أناس غير معروفة لهم‪ ،‬إضافة‬ ‫جزء موضوع أن المجالس المحلية في‬ ‫أغلبها فرضت على المناطق ويشتكي أغلب‬ ‫الناشطون من أنهم أناس غير معروفة‬ ‫كيف تقيم وحدة الدعم تسليم المساعدات‬ ‫لمجالس محلية غير خبيرة بظروف المكان‬ ‫أو المنطقة التي تعمل بها؟‬ ‫| | نعم��ل على توظيف كف��اءات محلية من مختلف‬ ‫المناط��ق داخل س��وريا‪ ،‬ممن لديهم اتص��االت وعالقات‬ ‫قوي��ة ف��ي محيطه��م‪ .‬ونحن نب��ذل ما بوس��عنا لضمان‬ ‫قب��ول كل ما نقوم به من أنش��طة س��تكون مقبولة من‬ ‫السوريين في المناطق المستهدفة بالمساعدات‪ .‬ويقوم‬ ‫موظف��ي مكتب جم��ع المعلوم��ات التابع لوحدة تنس��يق‬ ‫الدعم‪ ،‬العاملين داخل سوريا‪ ،‬بتأكيد وصول المساعدات‬ ‫إل��ى المناطق‪ ،‬وتأكي��د وصولها إلى من يس��تحقها‪ .‬هي‬ ‫مهمة صعبة نظراً للظروف الميدانية‪ ،‬وربما لم نقم بها‬ ‫على أكمل وجه‪ ،‬ولكننا نتعلم من كل تجربة‪ ،‬ونحن في‬ ‫تحسن مستمر‪.‬‬

‫| لدينا معلومات مؤكدة وموثوقة‪ ،‬بأن‬ ‫راتب الموظفين في الوحدة يبداً من ‪2500‬‬ ‫دوالر شهرياً على األقل‪ ،‬أي ما يعادل ‪350‬‬ ‫ألف ليرة سورية‪ ،‬ونعلم في ذات الوقت‬ ‫بأنكم محكومون بقوانين الدول المانحة‪،‬‬ ‫لكن يرى السوريون بأن هذا غير عادل وغير‬ ‫منطقي‪ ،‬ويجب عليكم عمل شيء تجاه ذلك‪،‬‬ ‫خصوصاً أن عدداً ممن يعملون في الوحدة‬ ‫مشهودٌ لهم بعدم الخبرة والفوضى‬ ‫والفساد؟‬ ‫| | ف��ي البداية الب��د من التأكيد على أن معاش��ات‬ ‫الموظفي��ن‪ ،‬تدفعه��ا جهات مانح��ة أخذت عل��ى عاتقها‬ ‫مس��ؤولية راوت��ب الموظفين‪ ،‬وبالتالي ه��ي ال تنتقص‬ ‫من األموال الممنوحة والمخصصة للمساعدات‪.‬‬ ‫الس��يدة س��هير أتاس��ي ل��م تتقاض��ى دوالراً واحداً‬ ‫مقاب��ل ش��غلها منصب رئي��س وح��دة تنس��يق الدعم‪.‬‬ ‫لدين��ا اختصاصين من مختلف أنح��اء العالم وافقوا على‬ ‫التعاون معنا‪ ،‬مقابل معاش��ات متدنية بالنسبة لما كانوا‬ ‫يتقاضونه في أعمالهم السابقة‪ ،‬على الرغم من ساعات‬ ‫العم��ل الطويلة‪ ،‬وكث��رة الضغوط نظراً لكث��رة األعمال‬ ‫الت��ي يجب تأديتها‪ ،‬خالل أوقات قياس��ية‪ .‬كما يجب علينا‬ ‫إال ننس��ى أنه من واجبنا األخذ بالحسبان كلفة المعيشة‬ ‫العالية‪ ،‬وغيرها من نفقات موظفينا في تركيا‪ ،‬وس��يتم‬ ‫نش��ر جميع معاش��ات موظفي وح��دة التنس��يق الدعم‪،‬‬ ‫حالم��ا يتم إطالق الموقع االلكتروني‪ ،‬عم ًال بروحية مبدأ‬ ‫الشفافية‪.‬‬ ‫ال أح��د يعم��ل ف��ي الوحدة مش��هود له بالفس��اد أو‬ ‫الفوضى‪ ،‬قد تنقصن��ا الخبرة في بعض األماكن‪ ،‬ولكننا‬ ‫ال زلنا مؤسس��ة قيد االنش��اء‪ ،‬لقد ب��دأ عمل الوحدة قبل‬ ‫خمس��ة أش��هر فقط‪ ،‬ل��ذا فإننا نقوم بتحس��ين وتطوير‬ ‫عملنا مع مرور الوقت‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫| لدى غالبية الشعب السوري أزمة ثقة‬ ‫مع كل أشكال المعارضة التقليدية‪،‬‬ ‫والتي صنفتم عملكم كجزء منها‪ ،‬ما هي‬ ‫اإلجراءات التي اتخذتموها إلعادة بناء الثقة‬ ‫مع السوريين؟ أليس األولى بكم أن يكون‬ ‫مقر عملكم في إحدى القرى أو المدن اآلمنة‬ ‫الداخل السوري المحرر في الشمال‪ ،‬أو على‬ ‫الشريط الحدودي على األقل‪ ،‬فهي األقرب‬ ‫للسوريين بالداخل أو حتى في المخيمات‪،‬‬ ‫ولماذا لم نسمع بوجود مندوب إعالمي‬ ‫لكم على األقل؟‬ ‫| | في البداية أن��وه أننا مختصون بالعمل اإلغاثي‬ ‫واإلنس��اني‪ ،‬نحن لم نضع أنفس��نا ف��ي موضع تصنيف‬ ‫لجه��ة أو ألخ��رى‪ ،‬الجميع يعلم أن االئتالف هو مؤس��س‬ ‫وحدة تنس��يق الدعم‪ ،‬ولكن الوحدة مستقلة إدارياً ‪ -‬كما‬ ‫أسلفت في سؤالك السابق ‪ -‬ونحن نقدم الدعم اإلغاثي‬ ‫لجميع المحافظات الس��ورية والمناط��ق المحتاجة‪ ،‬دون‬ ‫أي اعتب��ارات ألي جهة سياس��ية أو توجه سياس��ي‪ ،‬نحن‬ ‫لس��نا غرباء عن الواقع الس��وري نحن سوريون باألصل‪،‬‬ ‫ونعمل لسوريا‪ .‬نعترف أننا مقصرون ولكن نعمل بجهد‬ ‫ضمن إمكانياتن��ا والدعم الذي يوزع مق��رون بالتبرعات‬ ‫التي تقدمها الدول المانحة والش��عب السوري واعي جداً‬ ‫لهذا الموضوع‪ ،‬أما بالنس��بة لتواجدن��ا في غازي عينتاب‬ ‫وذلك مقروناً بالجهات المانحة لضرورة استالم التبرعات‬ ‫منهم ولكن نحن موجودون في كل مكان‪ .‬ووحدة الدعم‬ ‫مقسمة لعدة فرق تعنى بالمخيمات والالجئين والجرحى‬ ‫والمعلوم��ات‪ ،‬هناك تقصير من الناحي��ة اإلعالمية نحن‬ ‫نعلم ذلك‪ ،‬ونح��اول معالجة هذا الموض��وع قريبًا ولكن‬ ‫قد ذكرت لك س��ابقاً أن موضع اهتمامنا هو العمل لس��د‬ ‫الثغ��رات والعوائ��ق التي تخ��ص الداخل الس��وري إغاثيًا‬ ‫وإنس��انياً وأهملن��ا تصديرعملن��ا لإلع�لام على حس��اب‬ ‫العمل في الداخل وعلى األرض‪.‬‬

‫| أيضاً في الوصف نجد أن تسليم‬ ‫المساعدات يكون حصراً إلى المؤسسات‬ ‫غير الحكومية والمجالس المحلية‪ ،‬ونعلم‬ ‫جميعاً في الداخل السوري‪ ،‬يقيناً‪ ،‬أن‬ ‫الفاعل في مجال اإلغاثة هو الجهد الفردي‬ ‫ألشخاص أو مجموعات‪ ،‬هم ثقات من‬ ‫الكثيرين‪ ،‬وبذات الوقت ال نجد ذات الثقة‬ ‫تجاه المجالس المحلية أو المؤسسات غير‬ ‫الحكومية‪ ،‬لماذا ال يتم التعامل معهم‪،‬‬ ‫ولماذا ال يكونون مصدر معلوماتكم على‬ ‫األقل؟‬ ‫| | تعمل وحدة تنس��يق الدع��م مع الجهات الفاعلة‬ ‫داخل س��وريا‪ ،‬العتبارات تتعلق بفعالية إيصال وتسليم‬ ‫المس��اعدات‪ ،‬حيث أن هذه الجهات تستطيع الوصول إلى‬ ‫أماكن ال تس��تطيع المنظمات اإلنسانية األخرى الوصول‬ ‫إليها‪ ،‬كما يتم التوزيع من خاللها بحيادية تامة قد تفتقر‬ ‫إليها بعض المنظم��ات والمجالس المحلية‪ .‬ولكن هذا ال‬ ‫يعن��ي أننا ال نعمل مع المنظمات غير الحكومية الدولية‪،‬‬ ‫ومجموعة متنوعة م��ن الجهات المحلية الفاعلة األخرى‪،‬‬ ‫بحس��ب األوضاع والظ��روف الموضوعية عل��ى األرض‪،‬‬ ‫ونح��ن ال زلن��ا في طور بن��اء قدرات الوح��دة‪ ،‬ونأمل في‬ ‫توس��يع وزيادة عدد الش��ركاء الذين يمكننا العمل معهم‬ ‫على األرض‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫| كم أنتم كجهة إغاثية رسمية بشكل أو‬ ‫بآخر هي جزء من االئتالف الوطني‪ ،‬على‬ ‫تواصل مباشر مع السوريين على األرض‪،‬‬ ‫وما هو المدى الذي أنتم معروفون فيه‬ ‫حتى تكونوا جزء من تخفيف مصاعب الحياة‬ ‫على السوريين‪ ،‬وما هو المدى الذي تجدون‬ ‫أنفسكم فيه قريبين من الشعب السوري؟‬ ‫| | ب��كل تأكي��د عمل وحدة تنس��يق الدعم موجهة‬ ‫بالكام��ل للداخ��ل الس��وري ونح��ن نعمل م��ع المجالس‬ ‫المحلي��ة في االئتالف الوطن��ي وعلى األرض في الداخل‬ ‫الس��وري‪ ،‬من خالل موظفي الوحدة داخل المدن والقرى‬ ‫الس��ورية‪ ،‬لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الدقيقة‬ ‫حت��ى نتواصل م��ع الجميع ونقوم بالتواص��ل مع الجهات‬ ‫الصحيح��ة‪ ،‬وحتى نك��ون عوناً لهم في تنس��يق تقديم‬ ‫المس��اعدات م��ن ال��دول المانح��ة‪ .‬لم نس��تطع إلى اآلن‬ ‫الوص��ول إل��ى مرحل��ة الكمال ف��ي العم��ل ولكننا نعمل‬ ‫بش��كل جدي وبش��كل دائ��م محاولي��ن اس��تيعاب جميع‬ ‫المناط��ق‪ ،‬لدينا آلية عمل وأولوي��ات لمد المناطق األكثر‬ ‫حاجة بش��كل دائم‪ ،‬نحن قريبون من الشعب السوريين‬ ‫وأضي��ف أنن��ا في طور التأس��يس ولدينا الوع��ي الكافي‬ ‫بتحمل مسؤولية كبيرة جداً هي أخالقية بالدرجة األولى‪،‬‬ ‫وهذه المسؤولية تتوزع على جميع موظفي وحدة الدعم‬ ‫في داخل س��وريا وخارجه��ا‪ .‬جميعنا س��وريون‪ ،‬جزء منا‬ ‫يعمل داخل سوريا وجزء آخر أجبر على المغادرة لظروف‬ ‫معينة‪ ،‬وجمعينا لدنيا الحس الوطني العالي ونعمل معًا‪.‬‬

‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫ف��ي س��ؤالك‪ ،‬وأبدأها من ناحية أننا في طور التأس��يس‬ ‫نحن نس��عى للعم��ل وتأس��يس منظمة وطني��ة إغاثية‬ ‫طويلة األمد تعنى بش��ؤون جميع السوريين دون تمييز‪،‬‬ ‫وعندما نكون في طور التأس��يس ال نس��تطيع الرد على‬ ‫معظم التس��اؤالت ونحن نعترف أن هن��اك أخطاء وقعنا‬ ‫به��ا مثلن��ا مثل أي منظمة ف��ي بداية اكتس��ابها لخبرات‬ ‫التواص��ل م��ع الن��اس‪ ،‬وال أعتقد أن هن��اك غموض في‬ ‫عم��ل وحدة الدعم عل��ى العكس األم��ور واضحة للغاية‬ ‫ولك��ن هن��اك ضع��ف بالتس��ويق اإلعالمي له��ذا العمل‬ ‫ألنن��ا من بداي��ة التأس��يس كان محور اهتمامن��ا التوجه‬ ‫للداخ��ل والعم��ل معهم عل��ى األرض أكثر م��ن الترويج‬ ‫لعملنا كما يفعل البعض‪ .‬ولكن مع كثرة االستفس��ارات‬ ‫م��ن الصحافة س��نقوم بإص��دار بيانات صحفية بش��كل‬ ‫أس��بوعي‪ ،‬وإرس��الها لجميع الصحفيين بش��كل ش��فاف‬ ‫وموضوعي ومقر وحدة تنس��يق الدع��م معروف للجميع‬ ‫ونحن جاهزون الستقبال الجميع‪.‬‬

‫| في وصف قسم المعلومات لديكم (بناء‬ ‫على الوصف الذي وضعتموه) هو المسؤول‬ ‫عن تحديد األولويات والمعايير المتبعة في‬ ‫تسليم المساعدات‪ ،‬ما هي مصادر البيانات‬ ‫والمعلومات لديكم‪ ،‬هل يعتمد على روايات‬ ‫األشخاص الفردية وتقارير المجالس‬ ‫المحلية‪ ،‬أم لديكم عناصر فاعلين على‬ ‫األرض ينقلون المعلومات بحيادية ودقة‬ ‫ومسؤولية؟‬ ‫| | لدينا موظفي��ن خضعوا لدورات تدريبية خاصة‬ ‫بالعم��ل البحث��ي والتوثيق��ي‪ ،‬يعمل��ون داخ��ل س��وريا‪.‬‬ ‫مهمته��م جم��ع المعلومات‪ ،‬وتنظيمها‪ ،‬فض� ً‬ ‫لا عن كتابة‬ ‫تقاريرعن الوضع اإلنساني في المناطق التي يتواجدون‬ ‫به��ا‪ ،‬وتوصياته��م للحل‪ ،‬وتتم كتابة ه��ذه التقارير بناء‬ ‫على مشاهداتهم اليومية‪ ،‬وإلى المقابالت التي يجرونها‬ ‫بش��كل مباش��ر‪ ،‬فض� ً‬ ‫لا ع��ن المعلوم��ات واالحصائيات‬ ‫الت��ي يعملون على جمعها وتحديثها بش��كل دائم‪ .‬وتتم‬ ‫مقاطع��ة هذه البيانات والمعلومات والتقارير‪ ،‬بتلك التي‬ ‫تصدرها جهات أخرى‪ ،‬كالمجال��س المحلية‪ ،‬والمنظمات‬ ‫االنسانية‪ .‬وبناء عليه يتم اتخاذ القرار المناسب‪.‬‬

‫| قسم السلم األهلي كما هو موضح في‬ ‫آلية شرحكم لها‪ ،‬بأنه شكل من أشكال‬ ‫ما اصطلح على تسميته العدالة االنتقالية‪،‬‬ ‫ما هي إنجازاتكم على أرض الواقع في هذا‬ ‫القسم‪ ،‬وهل تواصلتم مع الناشطين في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬وهل لديكم الكادر الكافي‬ ‫والمؤهل من حقوقيين‪ ،‬واستشاريين‬ ‫نفسيين وغيرهم‪ ،‬للعمل وتحقيق ما ذكرتم‬ ‫أنكم تودون تحقيقه؟‬ ‫| | أن الس��لم األهلي ليس هو ش��كل من أش��كال‬ ‫العدالة االنتقالية‪ ،‬بل أن مفهوم الس��لم األهلي هو أعم‬ ‫وأش��مل من مفهوم العدالة االنتقالية‪ .‬فالس��لم األهلي‬ ‫ه��و الغاي��ة وليس��ت العدال��ة االنتقالية س��وى وس��يلة‪،‬‬ ‫وواحدة من الط��رق المعبدة التي توصلن��ا لتحقيق هذه‬ ‫الغاية الس��امية‪ .‬وإن الس��لم األهلي يحت��اج إلى أرضية‬ ‫صلب��ة متين��ة تُبنى علي��ه‪ ،‬و‪ ،‬م��ا نقوم به ف��ي الوقت‬ ‫الراه��ن ه��و تأمين الدع��م الكافي لبناء ه��ذه األرضية‪،‬‬ ‫ومم��ا عملنا عليه‪ ،‬قمن��ا باالتصال بالعديد م��ن الهيئات‬ ‫الحقوقية والقضائي��ة العاملة على األرض‪ ،‬وفي الخارج‬ ‫ونس��عى لترتيب لق��اءات بي��ن مختلف أطي��اف المجتمع‬ ‫الس��وري لنق��وم مجتمعين بوض��ع تصور ألفض��ل آلية‬ ‫لتحقيق الس��لم األهل��ي بما يتالءم م��ع طبيعة المجتمع‬ ‫الس��وري وثقافته‪ ،‬واالس��تفادة من خبرات الغير في هذا‬ ‫المج��ال دون تطبي��ق ه��ذه التج��ارب كما ه��ي‪ ،‬وتأمين‬ ‫الدعم الالزم لتحقيق ماسبق ذكره‪.‬‬ ‫وفيم��ا يتعلق بوجود الكوادر والخبرات الكافية فإننا‬ ‫ال نملك��ه في الوق��ت الراهن نظ��را لعدم وج��ود الدعم‬ ‫والتمويل إلعداد هذه الكوادر واس��تجالب خبراء نفسيين‬ ‫وقانونيين‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫| | نحن في حالة بحث دائم عن الكفاءات السورية‪،‬‬ ‫ألن س��وريا بحاج��ة إلى جمي��ع جهودهم‪ ،‬ونح��ن نحاول‬ ‫االتصال بكل من نعرفه من هذه الكفاءات‪ ،‬كما أننا ننظر‬ ‫إل��ى جميع طلب��ات التوظيف التي تقدم إلين��ا عبر البريد‬ ‫االلكترون��ي‪ ،‬ونطلع عل��ى الس��ير الذاتي��ة للمتقدمين‪،‬‬ ‫ونق��وم باالتص��ال به��م وبعضهم أصبح ج��زء من كادر‬ ‫وحدة تنسيق الدعم‪ .‬وعملية التوظيف مستمرة‪.‬‬

‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫| من خالل البيانات الموجودة على‬ ‫صفحتكم‪ ،‬نجد أن مناطق حمص وريفها‬ ‫ودمشق وريفها‪ ،‬وبقية المناطق المحاصرة‪،‬‬ ‫تصلها المساعدات بشكل مبالغ نقدية‪،‬‬ ‫لمن تُسلم هذه األموال‪ ،‬وكيف هي آلية‬ ‫توزيعها‪ ،‬وهل هناك رقابة على كل ذلك؟‬ ‫| | بالنس��بة للمناط��ق المحاص��رة م��ن النظام أو‬ ‫الواقع��ة تحت س��لطة النظام‪ ،‬والتي ال نس��تطيع إيصال‬ ‫المعونات العينية لها‪ ،‬نقوم بإرس��الها على ش��كل مبالغ‬ ‫نقدي��ة من خالل المجالس المحلي��ة‪ ،‬والتي هي بدورها‬ ‫تتحمل مس��ؤولية توثيق صرف ه��ذه المبالغ‪ .‬باإلضافة‬ ‫إل��ى توقيع مذكرات تفاهم مع هذه المجالس ويش��ترط‬ ‫به��ذه المذك��رات أن يت��م ص��رف ه��ذه األم��وال عل��ى‬ ‫المس��اعدات اإلنس��انية حصراً‪ .‬وسيتم نش��ر كافة هذه‬ ‫المذكرات والتوثيقات على موقع الوحدة عند جهوزيته‪.‬‬ ‫| في المناطق التي يوزع فيها المساعدات‬ ‫اإلغاثية عينياً‪ ،‬هل لديكم زيارات ميدانية‬ ‫من اإلداريين كرقابة على ما يتم عمله‪،‬‬ ‫وهل لديكم توثيق على ما يتم توزيعه‬ ‫فعلياً‪ ،‬وإن وجد لماذا ال يتم نشره إلعادة‬ ‫زرع الثقة لدى السوريين بكم‪ ،‬وإلسكات‬ ‫كل المشككين؟‬ ‫| | ب��كل تأكي��د … الفري��ق اإلداري يهت��م ب��أدق‬ ‫التفاصي��ل الخاص��ة بإيص��ال المس��اعدات لمس��تحقيها‬ ‫بالتع��اون م��ع موظفي��ن وح��دة الدع��م المتواجدين في‬ ‫المناطق المعنية بالمس��اعدات‪ ،‬ونحن نعمل اآلن بشكل‬ ‫جدي لتطوير العمل اإلعالمي ليصل لجميع الس��وريين‪،‬‬ ‫الثقة بالتأكيد موجودة بين السوريين بالنهاية نحن لسنا‬ ‫جهة أجنبية غربية عن الواقع الس��وري‪ .‬وس��يتم اإلعالن‬ ‫عبر تقارير مكتوبة‪ ،‬عن جميع األنشطة والمشاريع التي‬ ‫قامت بها وحدة تنسيق الدعم‪ ،‬الناجحة منها‪ ،‬وتلك التي‬ ‫لم يكتب لها النجاح‪ ،‬من أجل تعزيز الش��فافية‪ ،‬وللتعلم‬ ‫من أخطائنا الماضية‪.‬‬ ‫| هل تواجدتم أنتم أو السيدة سهير أو‬ ‫أي من موظفي الصف األول في المناطق‬ ‫المحررة للتواصل مع المواطنين‪ ،‬أم‬ ‫تكتفون بالتقارير التي تُرسل إليكم؟‬ ‫| | من بداية تأس��يس وحدة تنس��يق الدعم اخترنا‬ ‫مدينة غ��ازي عينتاب مقراً لها حتى نك��ون قريبين أكثر‬ ‫ما يمكن من الحدود الس��ورية‪ ،‬ليسهل علينا الدخول إلى‬ ‫المناطق المحررة بش��كل دائم‪ ،‬األستاذة سهير األتاسي‬ ‫دخلت إلى سوريا عدة مرات والتقت عدد من الشخصيات‬ ‫المعروفة في حلب وريفها‪ ،‬وهذه الزيارات ال تنقطع هي‬ ‫دائمة ومستمرة‪ ،‬بالنهاية عمل وحدة الدعم ليس معني‬ ‫بجهة معينة بل هو عمل خالص لكل السوريين‪.‬‬ ‫| كثيراً ما نسمع عن المشاكل في مدينة‬ ‫الرقة وتل أبيض‪ ،‬وشكاوى الناس في هذه‬ ‫المناطق عن تحيزكم تجاه منطقة أو أخرى‪،‬‬ ‫ما هي المشكلة بالضبط؟ وهل تخبرنا ما‬ ‫هي إنجازاتكم فيها؟‬ ‫| | كث��ر ال��كالم ف��ي ه��ذا الموضوع ونح��ن نعتبر‬ ‫أنه أخذ حيز سياس��ي أكثر من الحيز اإلنس��اني الذي هو‬ ‫أساس عملنا‪ ،‬هناك نزاع ما بين عدة أطراف في المدينة‬ ‫حول الشرعية‪ ،‬ومن هي الجهة الرسمية‪ ،‬نحن ال نتورط‬ ‫ف��ي المش��اكل السياس��ية الداخلي��ة‪ ،‬مهمتن��ا هي جمع‬ ‫المعلوم��ات بدقة م��ن أجل توفير الدعم لمن يس��تحقه‪،‬‬ ‫آخذي��ن بعي��ن االعتب��ار حاج��ة المواط��ن الس��وري إلى‬ ‫المساعدات‪ ،‬وال شيء آخر‪.‬‬ ‫أم��ا من ناحي��ة أعمالنا في الرقة؛ فق��د قامت وحدة‬ ‫تنسيق الدعم بتوزيع ‪ 17600‬سلة غذائية‪ ،‬بمبلغ بقيمة‬ ‫‪ 000 ،880‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫| سمعنا عن مشاكل في مشفى باب الهوى‪،‬‬ ‫بأن أحد األطباء راسلكم كثيراً وطلب‬

‫منكم جهازاً ضرورياً في المشفى‪ ،‬دون رد‬ ‫أبداً‪ ،‬حتى أنه قطع األمل منكم فطلبه من‬ ‫منظمة أطباء بال حدود وأمنوه إلى المشفى‬ ‫خالل مدة وجيزة‪ ،‬ما هي معلوماتكم عن‬ ‫الموضوع؟‬ ‫| | نحن نحاول مس��اعدة جمي��ع الجهات‪ ،‬وتأمين ما‬ ‫يل��زم للجميع‪ .‬ال أذكر أنه قد ت��م التواصل معنا في هذا‬ ‫الموضوع‪ ،‬ولكني أؤكد أننا قد س��لمنا هذا المشفى مبلغ‬ ‫‪ 100000‬ألف دوالر‪ ،‬وهو يعتبر من أكثر المش��افي التي‬ ‫قُ��دِّم لها الدع��م الالزم‪ ،‬ولدين��ا كش��وفات مالية بكافة‬ ‫المستحقات التي قمنا بتسليمها لهم‪.‬‬ ‫| تم التواصل معكم من قبل ناشطين في‬ ‫مناطق القلمون‪ ،‬وتعلمون بوجود عدد‬ ‫كبير من نازحي مدينة حمص هناك‪ ،‬وطلب‬ ‫منكم تقديم دعم لهم‪ ،‬مع العلم بأن أغلب‬ ‫العمليات اإلغاثية هناك هي أهلية وفردية‪،‬‬ ‫وتم الوعد من قبلكم (بعد أكثر من رسالة)‬ ‫بأنكم ستوصلون لهم ما يحتاجون‪ ،‬ثم لم‬ ‫يعد هناك أي رد عليهم؟‬ ‫| | ال ب��د أن نعت��رف بتقصيرن��ا حقيق��ة تجاه هذه‬ ‫المناط��ق‪ ،‬ألن معظ��م المس��اعدة الت��ي تق��وم الوحدة‬ ‫بإرس��الها هي مس��اعدات عينية وفي معظ��م األحيان ال‬ ‫نس��تطيع إيصالها لمناطق القلم��ون‪ ،‬ولكننا قد تواصلنا‬ ‫م��ع المكتب اإلغاث��ي الموحد ف��ي جبال القلم��ون وقمنا‬ ‫بتس��ليمهم مبل��غ ‪ 782 ،29‬يورو‪ ،‬وهو حص��ة من مبلغ‬ ‫‪ 300000‬ألف يورو مخصصة لريف دمشق بالكامل‪.‬‬ ‫| من أهم بنود المصاريف لديكم‪ ،‬بند يقول‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫إرسال مبلغ مالي وقدره ‪ 100000‬دوالر‪،‬‬ ‫من أجل شراء الطحين (‪ 300‬طن) في‬ ‫المناطق التالية‪:‬‬ ‫‪ 30000‬إلى دوما‪ 9800 ،‬إلى مخيم‬ ‫فلسطين‪ 8700 ،‬إلى مدينة داريا‪8700 ،‬‬ ‫إلى المعضمية‪ 4400 ،‬إلى حي القدم‪،‬‬ ‫‪ 4400‬إلى حي العسالي‪ 900 ،‬إلى صحنايا‪،‬‬ ‫‪ 140000‬إلى القابون‪ 10000 ،‬إلى برزة‪،‬‬ ‫‪ 10000‬إلى جوبر‪ ،‬وقد تم نوزيع جميع هذه‬ ‫المبالغ بالتنسيق مع المجالس المحلية في‬ ‫المناطق المذكورة‪.‬‬ ‫نعلم علم اليقين أن أغلب هذه المناطق ال‬ ‫يوجد فيها أي مخبز يعمل وال بأي شكل‪،‬‬ ‫باإلضافة لعدم توفر رغيف خبز واحد‪ ،‬وكل‬ ‫ما يستهلكه الساكنين في هذه المناطق‬ ‫هو ما يشترونه من خارجها‪ .‬كيف تأكدتم‬ ‫أنها وصلت وصرفت في شراء الطحين‬ ‫والخبز؟‬ ‫| | لدينا عدادين على األرض‪ ،‬إحدى مهماتهم هي‬ ‫التأكد من وصول المساعدات بشكل عادل ومناسب‪ ،‬كما‬ ‫أنن��ا نقوم مباش��رة باإلعالن عن المس��اعدات المرس��لة‬ ‫فور تس��ليمها‪ ،‬مما يمنح الفرصة للمواطنين السوريين‬ ‫لتأكيد وصول هذه المساعدات‪ ،‬أو إنذارنا بأن المساعدات‬ ‫التي أرس��لت ل��م تصل لمن ه��م بحاجة إليه��ا‪ .‬أن هذه‬ ‫المهمة ملقاة على عاتقنا بالشراكة مع الشعب السوري‪.‬‬ ‫حي��ث أن إضافاتهم وتعليقاتهم واالس��تجابة معها‪ ،‬هي‬ ‫جزء ض��روري من عملن��ا لضمان الفعالي��ة‪ ،‬خاصة وأننا‬ ‫ف��ي طور بناء قدرتنا على تلق��ي المعلومات القادمة من‬ ‫الشارع والرد عليها‪.‬‬

‫وردتنا بع�ض الت�سا�ؤالت‪ ،‬وهي ت�سا�ؤالت‬ ‫من جمموعة من ال�سورييني ن�ضعها بني‬ ‫يديكم للإجابة بدون �أن نتدخل بها‪:‬‬ ‫| استلمت منظمة مرام في أطمة مبلغ وقدره‬ ‫‪ 000 .168‬ألف دوالر لمطبخ ومدرسة وإنارة‬ ‫المخيم‪ .‬باإلضافة الستالمها لـ ‪28500‬‬ ‫سلة غذائية‪ ،‬ما هي خبرات هذه المنظمة‬ ‫في عمل اإلغاثة‪ ،‬وما هي جنسية العاملين‬ ‫فيها؟ هل هي المنظمة الوحيدة في أطمة‬ ‫أم أن هذه المنظمة مرشحة من قبل أحد‬

‫ممثلي االئتالف‪ ،‬وهل نفذ المطلوب منها‬ ‫كما يجب؟‬ ‫| | مؤسس��ة مرام هي اإلدارة لمخيم أطمة‪ ،‬ونحن‬ ‫نعم��ل مع إدارة المخيمات لتنفيذ المش��اريع‪ ،‬ومؤسس��ة‬ ‫م��رام ل��م تس��تلم ه��ذا المبلغ بش��كل نقدي؛ ب��ل قمنا‬ ‫باإلش��راف عل��ى ه��ذه المش��اريع وتمويلها الت��ي تقوم‬ ‫حالياً إدارة المخيم باإلش��راف عليها‪ ،‬ومؤسسة مرام هي‬ ‫مؤسسة وطنية معظم العاملين فيها من حملة الجنسية‬ ‫الس��ورية‪ .‬ونحن نعلم أنها مسجلة في الواليات المتحدة‬ ‫األمريكي��ة وال نج��د عيبًا في ذل��ك ألن المج��ال اإلغاثي‬ ‫واإلنس��اني مفت��وح لجمي��ع المنظمات الدولي��ة في ظل‬ ‫الظروف الراهنة‪.‬‬ ‫| صرف مليون يورو لشراء شاحنات إليصال‬ ‫مواد اإلغاثة إلى الحدود‪ ،‬أليس المفروض‬ ‫من أي جهة بائعة لمواد اإلغاثة أن‬ ‫تسلمكم موادكم لداخل المعابر السورية‬ ‫وخصوصا أنكم تشترون بمبالغ طائلة‬ ‫تتضمن أجور الشحن؟‬ ‫| | ف��ي البداي��ة نحن ل��م نقم بصرف ه��ذا المبلغ‬ ‫لش��راء شاحنات هذا الخبر عاري عن الصحة‪ ،‬بل هو كان‬ ‫تقديم م��ن الحكوم��ة البريطانية لس��يارات بقيمة ‪2،7‬‬ ‫ويتضمن تقديم ‪ 15‬شاحنة ولكنها لم تسلم بعد‪.‬‬ ‫| تم شراء خمس سيارات مصفحة ببند‬ ‫قيمته ‪ 2.5‬مليون يورو!! ألستم من أبناء‬ ‫هذا الشعب أم أنكم تنون زيارة داريا أو بابا‬ ‫عمرو أو درعا البلد؟؟ أوليس ترميم األسقف‬ ‫المهدمة في المناطق المحررة أولى وأحق‬ ‫من هذه السيارات المصفحة؟‬ ‫| | هذه الس��يارات التي لم تص��ل بعد هي مقدمة‬ ‫من الحكوم��ة البريطاني��ة‪ ،‬ونحن ال نع��رف ثمنها وهي‬ ‫ج��زء من ه��ذا البند ال��ذي قيمته ‪ 2.7‬ولي��س ‪ 5.2‬والذي‬ ‫يتضم��ن أيضًا أكثر من ‪ 15‬ش��احنة‪ ،‬س��تكون أس��طول‬ ‫لوحدة تنس��يق الدعم وذلك للتمك��ن الوحدة من إيصال‬ ‫المس��اعدات من نقط��ة الصفر عل��ى الحدود الس��ورية‬ ‫التركية إلى مس��تودعات الوحدة بالداخل السوري ومنها‬ ‫إل��ى المناطق المحتاج��ة‪ ،‬باإلضافة إلى حقائب إس��عاف‬ ‫أولي وحقائب للدفاع المدني ومولدات كهربائية‪ ،‬وأجهزة‬ ‫اتص��االت وأجه��زة حاس��وب (البت��وب)‪ .‬وس��يتم إدخالها‬ ‫للداخل عن طريق المجالس المحلية‪.‬‬ ‫| تم تخصيص مبلغ ‪ 200.000‬ألف يورو‬ ‫لمكتب الطوارئ لديكم‪ ،‬ما هو هذا المكتب‬ ‫وأين اشتهرت أعماله؟ وهل مكتب الطوارئ‬ ‫يكون سري مثل باقي مكاتبكم؟ وإن حصل‬ ‫مع أي سوري أمر طارئ فكيف يتواصل‬ ‫معه؟ ومن يحدد ما هي األمور الطارئة من‬ ‫غيرها؟‬ ‫| | ه��ي ‪ 200.000‬ألف دوالر ليس��ت ي��ورو ال أعلم‬ ‫من أين أتت هذه التس��مية (مكتب الطوارئ)‪ ،‬فهو مجرد‬ ‫صندوق للحاالت الطارئة الفردية‪ ،‬مثل‪ :‬عمليات جراحية‬ ‫مس��تعجلة‪ ،‬أو غي��ر ذل��ك‪ ،‬أو في ح��االت المج��ازر‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫مجزرة باني��اس والقصي��ر باإلضافة إلى ح��االت النزوح‬ ‫المفاجئة‪.‬‬ ‫| صرفت مبالغ طائلة لتنظيم المعابر من‬ ‫دول أوربية‪ ،‬أليست الدول المانحة هي من‬ ‫ينظم هذه المعابر؟ أم أنهم يتعاملون مع‬ ‫مواد اإلغاثة على أنها مواد للتجارة ويفرض‬ ‫عليها الرسوم الجمركية من الدولة‬ ‫المانحة‪ ،‬وهل يتم فرض إتاوات عليكم من‬ ‫الكتائب على المعابر؟‬ ‫| | قدم��ت مش��اريع لتنظي��م المعاب��ر بالتع��اون‬ ‫والتنس��يق مع الحكومة التركية‪ ،‬ولكن لم ينفذ أي شيء‬ ‫عل��ى أرض الواق��ع ولم يتم فرض أت��اوات من أي كتيبة‬ ‫عسكرية بالنسبة لعمليات الوحدة‪.‬‬ ‫| تم صرف مبلغ ‪ 30.000‬ألف يورو ما يعادل‬ ‫‪ 5‬مليون ليرة سورية للسوريين المتضررين‬ ‫بالريحانية‪ ،‬لكن بحثنا كثيراً ولم نسمع من‬ ‫أي سوري بالمدينة المذكورة أن فريقكم‬ ‫قدّم لو كلمة طيبة أو زار المدينة أو تحدث‬ ‫مع أي من المتضررين؟‬ ‫| | هنالك توثيق للمس��اعدات المقدمة للسوريين‬


‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫| هل من المعقول أن تلصقوا بالشهيد ثائر‬ ‫وقاص ‪ 4400‬علبة حليب‪ ،‬بأنه استلمهم؟‬ ‫مع العلم أن ثائر وقاص استشهد قبل أن‬ ‫يبدأ مكتب الدعم لديكم بالعمل بشهر‬ ‫على األقل؟؟‬ ‫| | رحمة اهلل على الشهيد ثائر وقاص‪ ،‬والمقصود‬ ‫هو أن الحليب تم توزيعه على مخيم باب الهوى السفلي‬ ‫والذي س��مي باسم الش��هيد ثائر وقاص بعد استشهاده‬ ‫وال نقصد أنه تم التسليم للشهيد ثائر وقاص تقبل اهلل‬ ‫شهادته‪.‬‬

‫| ذكرتم ببيانكم فريق مختص بالمخيمات‪،‬‬ ‫هل يتواجد هذا الفريق بالمخيمات أم‬

‫| مليون دوالر شراء خدمات من أميركا!!‬ ‫ما هي هذه الخدمات‪ ،‬وهل هذه الخدمات‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫| هل تأكدتم من ممثليكم خارج مكاتبكم؟‬ ‫أم أن العمل على مبدأ المحسوبيات؟ ألن‬ ‫هناك الكثير من بين ممثليكم لهم صيت‬ ‫كبير باللصوصية أو أنهم كانوا بال عمل‬ ‫قبل الثورة‪ ،‬وأصبح العمل معكم هو مصدر‬ ‫رزقهم وثرائهم؟‬ ‫| | هن��اك مبالغ��ة كبي��رة بطريقة طرح الس��ؤال‪،‬‬ ‫لي��س من ش��يم الس��وريين عل��ى اإلط�لاق توزيع هذه‬ ‫اإلتهام��ات بالجمل��ة‪ ،‬لدين��ا فريق عمل جيد ف��ي الداخل‬ ‫والخ��ارج‪ .‬نعترف بتقصيرنا في بعض المراحل نس��عى‬ ‫للتطوير بشكل دائم‪ ،‬ونبحث عن الكفائات بكل تأكيد‪.‬‬ ‫تم تأس��يس وحدة الدعم من عدة أش��هر فقط‪ ،‬وال‬ ‫أعتق��د أن أحد الموظفي��ن أصبح مليونيراً به��ذه الفترة‬ ‫الزمنية هذه مبالغة كبيرة ومرفوضة‪.‬‬

‫| أحد البنود مساعدات لطرطوس بما يفوق‬ ‫المليون دوالر‪ ،‬وبحثنا كثيراً بين النازحين‬ ‫في طرطوس عن أحد استلم معونة‪ ،‬ووجدنا‬ ‫بأنهم يعيشون بما يتصدق عليهم بعض‬ ‫من أهل طرطوس‪ ،‬فهل هذه المساعدات‬ ‫لجزيرة أرواد مث ً‬ ‫ال؟ أم مساعدات لمنطقة‬ ‫تحت سيطرة النظام أي ليست محاصرة‪،‬‬ ‫ومؤمن فيها كل المواد وبأسعار زهيدة؟‬ ‫| | نح��ن لم نقم بذكر هذا ال��كالم على اإلطالق‪،‬‬ ‫ه��ذا المبلغ ع��اري عن الصح��ة‪ ،‬وأريد أن أن��وه أننا نجد‬ ‫صعوب��ة بإيصال المس��اعدات العينية لبع��ض المناطق‬ ‫نس��تعيض عنها بمبالغ مالية‪ ،‬وال نقوم بذكر قيمة هذه‬ ‫المبالغ إال بعد توزيعها‪ ،‬وقد قامت وحدة الدعم بإرس��ال‬ ‫مبل��غ بقيمة ‪ 50‬ألف دوالر صرف��ت لمدينة بانياس‪ ،‬وقد‬ ‫تم تس��ليمها للمجلس المحلي في المدينة وبالتعاون مع‬ ‫الهيئ��ة العامة للثورة الس��ورية ولدينا بيانات اإلس��تالم‬ ‫ومذكرة التفاهم‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫| أن أكثر البنود المذكورة للشراء هي‬ ‫الطحين‪ ،‬نسألكم باهلل‪ ،‬كيف تكون‬ ‫مستودعاتكم في أكبر تجمع تجاري لبيع‬ ‫الطحين؟ ومعلوم لدى الجميع بسيطرة‬ ‫الكتائب في الشمال على كافة الصوامع‬ ‫والمطاحن‪ ،‬أم تسطيعوا ايجاد تسوية‬ ‫معهم لشرائها مث ً‬ ‫ال؟‬ ‫| | نعم��ل عل��ى الوص��ول التف��اق م��ن الكتائ��ب‬ ‫الموجودة والمس��يطرة على الصوامع بأن يتم اس��تغالل‬ ‫ه��ذه الصوامع بطريقة تفيد المحتاجين‪ ،‬ولم يحصل أي‬ ‫تقدم إلى اآلن بهذا الموضوع‪.‬‬

‫| تبرعت قطر ب ‪ 100‬مليون دوالر‬ ‫استلمتم منها ‪ 10‬مليون وتؤكدون أنها‬ ‫قيد الصرف‪ ،‬ولم تستلموا باقي الدفعات؟‬ ‫أليس من المفروض أن تصرفوا هذا المبلغ‬ ‫خصوصاً أن دراساتكم وقوائمكم جاهزة‬ ‫كي تستلموا باقي المبلغ‪ ،‬أو حتى أن تبدأوا‬ ‫بتقديم المساعدات من هذه الدفعة لمن‬ ‫يستحقها؟‬ ‫| | س��يتم نش��ر قائم��ة بجمي��ع المبال��غ المالي��ة‬ ‫المس��تلمة‪ ،‬أو تلك التي جرى توزيعها‪ ،‬ولكننا مازلنا في‬ ‫طور بناء قدرتنا من أجل اس��تيعاب واستالم مبالغ مالية‬ ‫أعل��ى‪ .‬نحن نعم��ل على بن��اء مقدراتنا بس��رعة‪ ،‬ولكن‬ ‫علينا إال ننس��ى أن عمر الوحدة ال يتجاوز ‪ 6‬أشهر‪ ،‬والزال‬ ‫الطريق في بدايته بالنسبة لنا‪.‬‬

‫| االتفاق مع فرنسا وايطاليا وبريطانيا‬ ‫بعقود تتجاوز ال ‪ 50‬مليون يورو لضبط‬ ‫الشرطة والمعابر والمحاكم‪ ،‬هل تم‬ ‫استشارة الضباط المنشقين بتركيا وتأمين‬ ‫فرص عمل لهم؟؟ أو القضاة والمحامين‬ ‫المنشقين عن نظام األسد والذين‬ ‫ينتظرون سقوط النظام ليبدأوا بخدمة‬ ‫بلدهم‪ ،‬بدل االستعانة وتوظيف أشخاص‬ ‫ضمن محسوبيات ومصالح مشتركة‬ ‫وأجندات سياسية خارجية ال نعلم مدى‬ ‫توافقها مع مصلحة سوريا الحرة؟‬ ‫| | ح��ول االتف��اق مع فرنس��ا وبريطاني��ا وايطاليا‬ ‫وحول وج��ود عقود يقيم��ة ‪ 50‬ملي��ون دوالر؛ فالبد من‬ ‫التوضيح أن م��ا حصل بالفعل هو لقاء مع قضاة وخبراء‬ ‫شرطة فرنسيين‪ ،‬جرى هذا اللقاء في مدينة غازي عنتاب‬ ‫وذلك ح��ول موضوع القضاء والش��رطة‪ ،‬وكل ما حصلنا‬ ‫علي��ه منهم هو وعود بتأمين الدعم لهذا الموضوع‪ ،‬ولم‬ ‫يذكر فيه هذا الرقم أبداً‪ .‬الخبراء الفرنس��يون ذكروا لنا‬ ‫أنه في ح��ال موافقة حكومتهم عل��ى تقديم دعم حول‬ ‫هذا الموضوع فإن حجم الدعم الموعود به بعيد جدا عن‬ ‫الرقم المذكور أعاله‪.‬‬ ‫وحول استش��ارة ضباط وقضاة ومحامين سوريين‬ ‫منش��قين‪ ،‬فقد أجرينا عدة لقاءات ح��ول هذا الموضوع‪،‬‬ ‫وكان منها لقاء مع ضباط منش��قيين عن جهاز الشرطة‬ ‫الس��وري‪ ،‬كم��ا أجرين��ا لقاءات م��ع ممثلين ع��ن مجلس‬ ‫القضاء الحر المس��تقل في مدين��ة الريحانية‪ ،‬ولقاء آخر‬ ‫م��ع ممث��ل عن مجل��س القض��اء الموح��د باإلضافة إلى‬ ‫لقاء جمعنا مع ممثليين عن تجمع المحاميين الس��وريين‬ ‫األح��رار‪ ،‬وأجرين��ا اتصاالت م��ع العديد من الش��خصيات‬ ‫الحقوقي��ة والقضائية من باقي التجمع��ات العاملة على‬ ‫االرض‪ ،‬بهدف تكوين صورة مشتركة وموحدة لمستقبل‬ ‫القضاء والش��رطة في س��وريا الجديدة‪ ،‬تتحقق بخبرات‬ ‫أنائها وكفاءاتهم‪ .‬وس��نعمل على إيج��اد التمويل الالزم‬ ‫من الدول المانحة لتمويل هذه التصورات والمشاريع‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫المتواجدي��ن ف��ي مدين��ة الريحاني��ة‪ ،‬وستنش��ر قريب��ًا‪.‬‬ ‫وبالنس��بة للزي��ارة فق��د قام فري��ق الوحدة ف��ي مكتب‬ ‫الريحاني��ة ‪ -‬وه��و أول مكات��ب وح��دة تنس��يق الدعم ‪-‬‬ ‫باإلشراف على توزيع هذه المساعدات‪.‬‬

‫أنه يكتفي باالتصال عبر سكايب أو زيارة‬ ‫شهرية‪ ،‬وكيف يمكن التواصل معهم؟‬ ‫| | لدين��ا فريق لدعم المخيمات موجود في مكاتب‬ ‫الريحانية‪ ،‬كلس‪ ،‬وغازي عنت��اب‪ ،‬ويقوم الفريق بزيارة‬ ‫أسبوعية لكل المخيمات الموجودة على الحدود السورية‬ ‫التركية وهو على اتصال مع جميع إدارات هذه المخيمات‪،‬‬ ‫ويعمل بالتعاون والتنس��يق معهم على تحس��ين أوضاع‬ ‫المخيم��ات‪ ،‬ويمكنكم التواصل معهم على ايميل الوحدة‬ ‫‪.info@acu - sy. org‬‬

‫تشبه خدمات األمريكان بالعراق وبيعهم‬ ‫أجهزة كشف كرات الغولف على أنها أجهزة‬ ‫كشف عن المواد المتفجرة هي رسوم‬ ‫لشيء آخر؟؟‬ ‫| | ال يوجد بند بقيمة مليون دوالر هذا الكالم غير‬ ‫صحيح‪ .‬قد كان عقد خدمات مقدم من بريطانيا وأمريكا‬ ‫بقيمة ‪ 3.7‬مليون يورو لش��راء سيارات ومشاريع خدمية‬ ‫مقدم��ة من الحكوم��ة البريطاني��ة وقد ذكرن��ا هذا في‬ ‫أسئلة سابقة‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫خليل يون�س‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫أخي التركي ح��اج دالل وأكل خرا‪ ،‬لعبة الرش بالمي‬ ‫كان يلعبه��ا معنا كم��ال أبو راس يومي��ًا بالحارة هو‬ ‫وعم ينظف جنب باب بيتو تحضيراً لسهرة المتة‪.‬‬

‫ب�شار كردية‬

‫أعل��ن نظ��ام بش��ار أنه س��يدخل القصي��ر خالل ‪72‬‬ ‫ساعة‪ ..‬راح منهن ‪ 14‬يوم فقط حتى اآلن!!‬

‫�شريين احلايك‬

‫واحدة من أجمل إنجازات الثورة عالصعيد الشخصي؛‬ ‫ه��و أفرغ كل خي��ال من معناه‪ .‬ابت��داء بزياد رحباني‬ ‫ويسار الممانعة الخاذل‪.‬‬

‫هالة حممد‬

‫ف��ي الطائفيّة‪ّ :‬‬ ‫كل يوم يص ّلي السّ��وري للس��وري‬ ‫ويش��تاق ل��ه‪ ..‬القتل��ة آلمون��ا‪ ..‬آلموا س��وريا‪ ..‬أدموا‬ ‫حياتنا‪ ..‬لكنهم لم يس��تطيعوا أن يجرحوا أش��واقنا‪..‬‬ ‫سوريا أثق بكِ‪.‬‬

‫عالء خنجر‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪26‬‬

‫توزيع الحلوى في الضاحية الجنوبية احتفا ًال بسقوط‬ ‫القصير‪ ..‬ال يمكن مش��اهدة هذا المش��هد بس��ذاجة‬ ‫دون االلتف��ات لتبعات��ه المدوي��ة‪ .‬هذا مش��هد واضح‬ ‫وصريح يقول بكل بساطة بأن المعركة مع إسرائيل‬ ‫انتهت‪ .‬المعركة اآلن مختلفة تمامًا‪.‬‬ ‫بن غوريون تتحقق أحالمه‪..‬‬

‫حممد ال�شعار‬

‫عل��ى األغلب‪ ،‬فإن صديق��ي المعتقل‪ ،‬لم يعرف بأمر‬ ‫معرك��ة القصير وبالحلوى التي وزّعها أعداؤنا اليوم‬ ‫ف��ي الضاحي��ة الجنوبية‪ ..‬على األغل��ب‪ ..‬هو معتقل‬ ‫مرتين‪ ،‬ألنه ما زال أيضًا أس��ير الوهم الذي رس��مناه‬ ‫معاً ذات ليلة‪.‬‬

‫�أن�س العربي‬

‫في س��وريا باألمس أمضينا سهرة رائعة‪ ،‬مجموعة من‬ ‫الشباب والصبايا السوريين الرائعين‪ ،‬من أبناء الديانات‬ ‫والطوائف الس��وريّة ك ّلها تقريباً‪ ..‬تحدّثنا خاللها حول‬ ‫م��ا يجري هنا‪ ،‬أكلنا وضحكنا‪ ،‬وبكينا‪ ،‬وغنّينا‪ ،‬وش��ربنا‬ ‫" القه��وة " ؛ ونحن نتابع على شاش��ة التليفزيون أخبار‬ ‫"الحرب الطائفيّة" الدائرة في سوريا‪..‬‬ ‫أمّا ش��و كانت " طائفيّة " غير شكل‪ ،‬استمرّت حتّى‬ ‫الفج��ر ؛ وتمنّيناك��م معنا!‪ ..‬بصح��ة " الطائفيّة " يا‬ ‫شباب‪..‬‬

‫يامن ح�سني‬

‫وهلق بلش��ت مدفعية فرع فلس��طين تقصف مخيم‬ ‫اليرموك‪ ..‬أي هبل المسميات هذا؟!!‬

‫عن��دي أمل كتير كبير لتكون بلدي أحلى وإني عمر بلدي بإيدي‪ ..‬وتكون‬ ‫بدون فس��اد وبدون رش��وة وبدون محس��وبيات‪ ..‬نكون كلياتنا متس��اوين‬ ‫بالحقوق والواجبات‪ ..‬ومانكون عبيد فيها‬

‫الشهيد أمجد السيوفي‬ ‫لينا عطفة‬ ‫النظ��ام لمّا انزنق نسّ��ق مع ت��ل أبيب والت��فّ عالثوار‪..‬‬ ‫وإنتو يا إنتو ما عم تعرفوا تنسقوا مع حالكن لحتى تلتفوا‬ ‫على الوس��خ اللي جواتك��ن وتريحوا س��مانا‪ ..‬واهلل حالل‬ ‫الواحد ينسّق عليكن واحد واحد يا إخوات المزنوقة‪..‬‬

‫م�صطفى العزيز‬

‫طالم��ا كن��ت مع ه��ذه الث��ورة ب��دون تحف��ظ وحتى‬ ‫النهاية‪ ،‬فال أحد سيهتم من أية طائفة أو طبقة جئت‬ ‫حتى تلتحم بها‪ ..‬أما إذا كان لك موقف معادٍ لها‪ ،‬فإن‬ ‫الجميع سيتس��اءلون عن ماهية انتمائك الطائفي أو‬ ‫الطبقي الذي جعلك تتخذ مثل هذا الموقف!‬

‫�ضرار �سلطان‬

‫ليس كل الرصاص قاتل فحين تقول هي (ورصاص)‬ ‫لتوقف الضجيج والصخب الذي أحدثه أمامها‪ ،‬أو على‬ ‫الهاتف بس��بب الش��ياطين التي تقفز في دمي كلما‬ ‫رأيتها وسمعت صوتها‪ ،‬يأتي هذا الرصاص من فمها‬ ‫عبقاً برائحة بخور ضحكتها‪ ،‬فأفتح صدري لرصاصها‬ ‫الجميل القادم رشاً ودراكاً وأه ًال بالشهادة‪.‬‬

‫حممد كنج دند�شي‬

‫وعندما اس��تيقظ ش��ارون من غيبوبته فجأة ش��اهد‬ ‫التلف��از وتوزي��ع الحل��وى ومس��يرات االبته��اج ف��ي‬ ‫الضاحية ف��كاد أن يغمى عليه وس��أل المقربين هل‬ ‫س��قطت أورش��ليم؟ قال��وا‪ :‬ال قد س��قطت القصير‪..‬‬ ‫فأغمي عليه ضحكًا!!‪..‬‬

‫روال الركبي‬

‫وض��ع الط�لاب الس��وريين مقل��ق‪ ،‬وض��ع الالجئين‬ ‫مقل��ق‪ ،‬وضع المهجري��ن داخل الوطن م��زر‪ ،‬ووضع‬ ‫المواطن السوري في علم الغيب‪ .‬ومازالت المنظمات‬ ‫الدولي��ة تتداع��ى للنق��اش وجم��ع التبرع��ات!‪ ..‬أيها‬ ‫العالم تبرعاتك لم ولن تصل حيث يجب‪ ،‬أيها العالم‬ ‫الشريك في الجريمة‪ ،‬كفى عهرا!‪..‬‬

‫خالد خليفة‬

‫دوماً تحتاج إلى نصر صغير تدق له الطبول بأصوات‬ ‫عالية؛ لتغط��ي هزائمك المتالحقة التي ترى بالعين‬ ‫المجردة‪..‬‬

‫يزن ال�صفدي‬ ‫أحيانًا أش��عر أن هذا الوطن كالسفرجل‪ ..‬كل خطوه‬ ‫به بغصة!!‪..‬‬

‫يامن الطرابي�شي‬

‫ب��دو يس��قط النظ��ام وتصي��ر حكوم��ة ديمقراطية‬ ‫وينعدم بشار ومطار منغ لسا ما سقط‪.‬‬

‫علي �سفر‬

‫فك��رة أن للش��عراء س�لاالت تجعلن��ي أش��عر بثق��ل‬ ‫المخابر الطبية‪ ،‬حيث قطرة الدم تساوي عملياً قطرة‬ ‫البول‪ ..‬ال‪ ..‬لم أكن أريد أن أحكي هكذا‪ ،‬كنت أريد أن‬ ‫أقول‪ :‬الش��اعر الذي نسي روحه واصطف مع الطغاة‪،‬‬ ‫ل��ن يكون س��وى صقر مقص��وص الجن��اح‪ ،‬يباع في‬ ‫سوق الحميماتية‪..!!..‬‬

‫فادي زيدان‬

‫عجل نصرك يا اهلل ال تعني بتاتًا اس��تقدام نصر اهلل‬ ‫إلينا‪ ..‬لذلك اقتضى التنويه‪..‬‬

‫�سنحاريب العلي‬

‫إذا المنحبكج��ي مع تظاهرات تركي��ا‪ ،‬مو معناتا اللي‬ ‫م��ع الثورة الس��ورية‪ ،‬يكون��وا مع أردوغ��ان!‪ ..‬ما في‬ ‫داعي نشاركن هاد النوع الخاص جداً‪ ،‬من الهبل!‪..‬‬

‫متا�ضر الطوقزيل‬

‫في القرن السابع‪ ..‬فتحنا األندلس‪ ..‬في القرن الرابع‬ ‫عش��ر‪ ..‬فتحن��ا القس��طنطينية‪ ..‬ف��ي الق��رن الواحد‬ ‫والعشرون‪ ..‬فتحنا بعض‪..‬‬

‫عالء تاركجي‬

‫أن��ا برأي��ي توزي��ع الحل��و الي��وم م��و س��ببو الفرحة‬ ‫بسقوط القصير‪ ..‬أبداً‪ ..‬أبسلوتلي‪ ..‬كانوا عمبوزعوا‬ ‫الحلو لحتى يغيروا طعمة تمّن على قد ما أكلوا خرى‬ ‫بالقصير‪..‬‬

‫كنان عزوز‬

‫نظ��ام بيتفاخ��ر إن��و قدر يدخ��ل عل��ى منطقة تحت‬ ‫حكمو‪ ..‬تمامن متل اللي بيتفاخر إنو اغتصب مرتو‪..‬‬

‫أس��وأ جائ��زة نقدمه��ا لمجاهدين��ا األبطال في‬ ‫القصي��ر هي أن يس��معوا من إع�لام الثورة أن‬ ‫المدين��ة س��قطت‪ ،‬وهم م��ا يزال��ون مرابطين‬ ‫عل��ى جبهاتها صامدي��ن تحت حم��م البركان‪.‬‬ ‫األخب��ار المتتالي��ة م��ن القصي��ر تتح��دث عن‬ ‫صمود وثبات أس��طوريين في النصف الشمالي‬ ‫من المدينة‪ ،‬واش��تباكات شرس��ة وكرّ و َفرّ في‬ ‫نصفها الجنوبي‪ .‬يبدو أن المصدر األصلي لخبر‬ ‫س��قوط القصير (الذي نقلت عنه بقية المصادر)‬ ‫ه��و المرصد الس��وري‪ ،‬وهو مصدر ت��دور حوله‬ ‫تساؤالت وشكوك من أول أيام الثورة‪ ،‬فال تنقلوا‬ ‫عنه أيها األحرار‪.‬‬ ‫ق��د تصم��د القصير وتنج��و ‪ -‬ب��إذن اهلل القادر‬ ‫القاهر ‪ -‬وقد تس��قط اليوم أو غداً أو غداة الغد‪.‬‬ ‫فإذا سقطت فإنما أسقطها تخاذلنا وعجزنا‪ ،‬وإذا‬ ‫س��قطت فليست هي التي س��قطت ولكن نحن‬ ‫الذين سقطنا وسقطت رجولتنا ونخوتنا وأخوّتنا‬ ‫وقيمتنا عل��ى ظهر األرض‪ ،‬نحن المتقاعس��ون‬ ‫الذين ال نفعل شيئاً إال الدعاء والنظر إلى السماء‬ ‫بتض��رع ورج��اء‪ ،‬وكأن الرجاء يغي��ر الحال ويرفع‬ ‫الب�لاء بال عمل صادق‪( :‬وَلنَبْ ُلونّكم حتى نعلمَ‬ ‫المجاهدين منكم والصابرين)‪.‬‬ ‫نع��م‪ ،‬قد تس��قط القصي��ر‪ ،‬ولكن الث��ورة لن‬ ‫تُهزَم ولن تنتهي بس��قوطها بإذن اهلل‪ ،‬فإن‬ ‫جيش��اً في التاريخ لم يصل إل��ى النصر الكبير‬ ‫إال عب��ر سلس��لة طويل��ة من المع��ارك‪ ،‬يظفر‬ ‫في بعضها ويخس��ر في األخريات‪ .‬وحتى ذلك‬ ‫الحين أقول‪ :‬من قال أن القصير س��قطت ولم‬ ‫تسقط فهو أسقطها‪ ،‬أسقطه اهلل‪.‬‬ ‫مجاهد مأمون ديرانية‬ ‫بصراحة‪ ..‬ه��ي كلمة أوجهها لق��ادة الثوار الريف‬ ‫الش��مالي ف��ي حم��ص‪ :‬نعل��م وط��أة الضغ��وط‬ ‫العسكرية التي تعانونها من قوات نظام العصابة‪،‬‬ ‫ولكن‪ ،‬نعلم أيضاً أن لديكم من المقدرات ما يكفي‬ ‫لوق��ف الزحف البطيء لقوات األس��د وميليش��ياته‬ ‫الطائفية نحو قراكم ابتداء من قرية الدوير وقرية‬ ‫الخالدية أمس‪ ،‬وحش��وده الي��وم على مدخل قرية‬ ‫ال��دار الكبي��رة‪ ،‬وتعلمون جي��داً أن س��قوط الدار‬ ‫الكبي��رة ال قدر اهلل س��يفتح الطريق أمام إس��قاط‬ ‫الغنطو‪ ،‬ثم تلبيسة‪ ،‬ثم الرستن وغيرها‪..‬‬ ‫فه��ل تتق��ون اهلل ف��ي عهودك��م وتتحرك��ون‬ ‫قبل ف��وات األوان؟ أم س��تبقون ف��ي مواقعكم‬ ‫منتظرين كل منكم دوره؟؟‬ ‫لكم األمر‪ ..‬وهلل األمر من قبل ومن بعد‪.‬‬ ‫عمر إدلبي‬ ‫ضم��ن الحملة الوطنية إلغاث��ة المدن المنكوبة‬ ‫التي يطلقه��ا أكاد الجبل وأنا حريص على قراءة‬ ‫كل البوس��تات‪ ..‬أحده��م تبرع بقصي��دة رديئة‬ ‫عن األمل والحب‪ ،‬للحظة رغبت في ش��تمه لكني‬ ‫سرعان ما انتبهت إلى أن أهلنا في الغوطة الذين‬ ‫يأكلون أوراق الشجر ويعالجون جراحهم أوالدهم‬ ‫بالبس��ملة‪ ،‬هم من يحق له��م ان ينوحوا وليس‬ ‫نحن‪ .‬واجبنا نحن أن نتبرع لهم بالمال والش��عر‬ ‫والح��ب والغزل الماجن إن أمك��ن‪ ..‬قطعاً أنا من‬ ‫كان الرديء وليس تلك القصيدة الرقيقة‪..‬‬ ‫أمر آخر‪ :‬أحدهم تبرع بمبلغ ‪ 273‬دوالر وكتب ال‬ ‫أملك غيرها‪ ،‬ال أعرف لماذا أصدقه‪.‬‬ ‫أم��ر آخ��ر‪ :‬امرأة عج��وز تبرعت بأعز م��ا تملك ‪-‬‬ ‫خاتمها الوحيد من ذكرى المرحوم‪.‬‬ ‫أم��ر أخير‪ :‬أيها الس��وريون‪ ..‬الب��د لمن يتحدث‬ ‫عنكم أن يرتجف‪.‬‬ ‫سمير المصفي‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫ً‬ ‫مبتهجة للمس��افر الذي‬ ‫«لق��وس القزح ثمانية ألوان» قالت الطفلة‬ ‫كان يه��م بإعط��اء الحلوى له��ا‪ .‬ثم توقف ع��ن ذلك ونظر إل��ي عينيها‬ ‫ً‬ ‫قائلة‪ :‬أنه لون ال يتكون س��وى‬ ‫بدهش��ة واس��تغراب حين أكملت حديثها‬ ‫بخلط ألوانه الس��بعة ويدعى باألبيض‪ .‬بعد ذلك استدارت وسارت على‬

‫ق��وس قزح ذو لون أبي��ض كانت قد رس��مته وبتآلف مع صغ��ار آخرين‬ ‫هن��اك‪ .‬أما المس��افر فال ت��زال الحلوى بيده وال يزال يق��ف مكانه وحيداً‬ ‫كغيره من الكبار ال يدرك إلى ذاك القوس سبي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو | دقق النصوص‪ :‬ميمونة العمار‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫لقــو�س القـــزح ثمانيــة �ألــوان‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪27‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬ ‫حمص | شارع يوسف العظمة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 9 | )90‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪28‬‬

‫ُهنا ِد َم�شق‬ ‫سيامند حسين‬ ‫(يوميات ومشاهدات) ‪ 8‬حزيران ‪2013‬‬

‫مجموعة كبيرة من الجنود يبلغون أخيراً الس��احة‬ ‫المهج��ورة‪ ،‬يجُرج��رون عتاده��م الثقيل‪ .‬ال ب��دّ أنهم‬ ‫كان��وا منهكي��ن‪ .‬تف��وح م��ن ثيابه��م رائح��ة الب��ارود‬ ‫والع��رق‪ّ ،‬‬ ‫وتحكهم رؤوس��هم المتس��خة تح��ت الخُوذ‬ ‫الحديدي��ة‪ .‬ينتش��رون حذرين‪ ،‬ومن ورائه��م الضباط‬ ‫الموقّرون وطاقم اإلس��عاف‪ .‬المراس��لون والمصوّرون‬ ‫يرم��ون بأحماله��م عل��ى األرض وه��م الخائفون من‬ ‫جريح قد‬ ‫نيران طائش��ة الزلت تنس��حب معلنة هزيمة ٍ‬ ‫يكابر فيعود لينزف ما تبقى من دمه أمام عدس��اتهم‪،‬‬ ‫فيصعقهم رعبٌ مباغت‪ .‬األبنية المط ّلة على الس��احة‬ ‫متهالك�� ٌة ورمادي��ة‪ ،‬اُقتُلِعتْ نوافذُها وعشّ��شَ في‬ ‫داخلها الخراب‪ .‬والش��وارعُ مقلوبٌ اس��فلتُها‪ ،‬تغطيها‬ ‫بقايا الحرب من أحذي��ة متناثرة وجثث منتفخة لقطط‬ ‫وكالب‪ ،‬وحطام عربات عسكرية‪ ،‬ودواليب متفحّمة لم‬ ‫ينت��هِ دخانها بع��دُ‪ ،‬وصفائح معدنية تس�� ّلقها الصدأ‪،‬‬ ‫وأسالك كهرباء تشابكت وانقعدت‪ ،‬وقطع زجاج كبيرة‬ ‫وح��ادّة يج��رحُ النظرُ إليها االحتراسَ ف��ي كل زاوية‪.‬‬ ‫ت��دبُّ حيوي��ة ّ‬ ‫فظة بي��ن الجنود فيس��رعون ليرتصّوا‬ ‫متوزّعي��ن عل��ى ث�لاث درج��ات عن��د نُصب الس��اعة‬ ‫َ‬ ‫ليلتقط لهم‬ ‫وسط الس��احة‪ ،‬بينما يجهزّ المصوّر آلته‬ ‫الصورة التذكارية األولى‪.‬‬ ‫كانوا قد تقدّموا ببطء من جميع الجهات يدوسون‬ ‫الزرع فيفسدونه‪ ،‬ويقعطون األشجار أو يضرمون فيها‬ ‫لي��ل قضوه‬ ‫الن��ار قب��ل أن يش��دّوا رحالهم فج��راً بعد ٍ‬ ‫مختبئي��ن بينه��ا‪ .‬ال تكاد تهدأ طائ��رات الحلفاء فوقهم‬ ‫وه��ي توفّر لهم غط��ا ًء آمن��اً؛ كانوا ينامون‪ ،‬كس��كان‬ ‫المدين��ة التي تُ��رى أضواؤها الخافتة م��ن بعيد‪ ،‬على‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫ضجيج ال يُحتمل‪ ،‬لكن قلوبهم المتليّفة ما كانت تأبه‬ ‫لخ��وف أو رحمة‪ ،‬كانوا ينامون بأعي��ن مفتوحة ُ‬ ‫يقطرُ‬ ‫كبير يُلهب المدينة‬ ‫لنصر شهيّ‪،‬‬ ‫منها عطشٌ‬ ‫ٍ‬ ‫لحريق ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فيط��ردُ األش��باح منه��ا ويأت��ي عل��ى ّ‬ ‫كل ح��يّ فيها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غِ��ل يتعاظم مع ارتفاع الش��مس كل نهار‪ ،‬ومس��اف ٌة‬ ‫ً‬ ‫بوض��وح أكبرَ بيوتَ‬ ‫تعرضُ‬ ‫وهي‬ ‫ة‬ ‫وحيد‬ ‫تستس��لمُ‬ ‫ٍ‬ ‫حطب جافٍّ تتوقُ إليه ّ‬ ‫كل نار صغيرة‬ ‫المدين��ة‪ ،‬أكوامَ ٍ‬ ‫شريرة‪.‬‬ ‫المأس��اة تتب��دّى ف��ي صرخ��ات االس��تغاثة التي‬ ‫تختنقُ في حناجر األهالي‪ .‬النسا ُء يفعلن ما بوسعهنّ‬ ‫ليروّح��ن ع��ن الجرح��ى والعجائ��ز‪ .‬الرج��ال المتبقون‬ ‫ُ‬ ‫األطفال م��ا زالوا يرتجفون وراء‬ ‫خرج��وا دروعًا للموت‪.‬‬ ‫حري��ق يحجُبُهم كش�ّل�اّ ل‪ .‬الوهجُ ّ‬ ‫يُجف��فُ عيونَهم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تتس��اقط كاألوراق‪ ،‬ينتظ��رون ببراءة أن‬ ‫ومالبس��هُم‬ ‫بأقدام‬ ‫يُوقعَ العش��بُ الكام��نُ على أط��رفِ المدينةِ‬ ‫ِ‬ ‫القتلةِ‪ ،‬وأن تُفلِتَ العصافيرُ من مناقيرها الصغيرة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الرقيق��ة ف��وق أجس��ادهم المتك��وّرة‪.‬‬ ‫الغالل��ة‬ ‫تل��كَ‬ ‫يغف��ون لكثرة ما ضحكوا عل��ى الصورة الحيّ��ة لتع ّث ِر‬ ‫الثعالب القادمة نحوهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يتأمل المخ��رجُ الصورة األولى ملي��اً‪ ،‬بينما يرفع‬ ‫قائد الفرقة يده في إشارة للجنود أن يلتزموا وضعيتهم‬ ‫تحس��بًا إلعادة محتملة‪ .‬يعترضُ المخ��رج بحركة من‬ ‫رأس��ه على الصورة األولى‪ ،‬ويطلب منهم أن يبتسموا‪.‬‬ ‫يلتق��ط أخرى‪ ،‬ويطلب اإلع��ادة فأحدهم غطتْ الخوذ ُة‬ ‫عيني��ه‪ .‬أخ��رى وإع��ادة من جدي��د‪ ،‬فآخرُ ظه��ر وجهُه‬ ‫عابسًا‪ .‬في ّ‬ ‫كل مرة كان هنالك واحدٌ على األقل يُفسد‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)63050‬‬ ‫ادلب‪7233 :‬‬ ‫الحسكة‪392 :‬‬ ‫الرقة‪708 :‬‬ ‫السويداء‪45 :‬‬ ‫القنيطرة‪273 :‬‬ ‫الالذقية‪786 :‬‬

‫حلب‪9965 :‬‬ ‫حماه‪4573 :‬‬ ‫حمص‪10085 :‬‬ ‫درعا‪5503 :‬‬ ‫دمشق‪4698 :‬‬ ‫دير الزور‪4007 :‬‬ ‫ريف دمشق‪14150 :‬‬ ‫طرطوس‪279 :‬‬

‫بطريق��ة مّا صورة االحتفال الكبير‪ .‬يتدخّل القائد وال‬ ‫تبدو المسألة هيّنة‪ .‬في ّ‬ ‫كل صورة هناك وجهٌ يُخفقُ‬ ‫في اللحظة الحاس��مة‪ .‬تتكرّر المح��اوالت مئات المرات‬ ‫وتُس��تبدل بطاري��ة الكامي��را عش��رات الم��رات‪ّ .‬‬ ‫يحل‬ ‫المس��اء وتُنصبُ لذلك أضوا ُء الغاز القوية‪ ،‬وتس��تمر‬ ‫المح��اوالت‪ .‬يُخي��م الظ�لام المُطلق وال ي��زال الجنود‬ ‫يتمركزون صامتين‪ ،‬تتس��مّر نظراتهم على العدس��ة‬ ‫فيب��دون كالحمق��ى ف��ي عين اآلل��ة الذكي��ة‪ .‬أصبحت‬ ‫أقدامهم ترتجف من التعب وأوشكت على االنهيار‪ ،‬لكن‬ ‫إصراره��م كان مُحكماً تمتدّ جذوره م��ن حلم لطالما‬ ‫تنصّلت في��ه األخالق من الحياة‪ .‬يعلم��ون أنها فرصة‬ ‫ثمينة‪ ،‬لم تسنح لجنود آخرين أُرسلوا إلى جبهات كانت‬ ‫ّ‬ ‫أق��ل حظاً معهم‪ ،‬فعُ ّلقت صوره��م القديمة فيما بعد‬ ‫ً‬ ‫مُكحّلة بش��ريطٍ أس��ودَ يعبرُ زاويتها‬ ‫عل��ى الجدران‬ ‫العُلوية‪ ،‬ويُوحي بغد ِر هزيمةٍ نالتْ من الال مُتوقّع‪.‬‬ ‫إره��اق متّكئين عل��ى بعضهم‬ ‫لق��د غف��وا م��ن‬ ‫ٍ‬ ‫البعض وكأنهم موتى أصابهم عطشٌ أو جوعٌ فهلكوا‬ ‫تباعًا‪ ،‬رؤوسٌ متدلي ٌة بعضها نحو األس��فل وأخرى إلى‬ ‫الخل��ف بأف��واه فاغ��رة إلى الس��ماء‪ .‬في مطل��ع الفجر‬ ‫الغائ��م عثروا ف��ي آلة التصوي��ر على ص��ورة وحيدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نس��خة‬ ‫عندم��ا أفاق��وا‪ ،‬وزّع��وا عل��ى كل واحد منهم‬ ‫م��ن الص��ورة المزعومة؛ فيها يظه��رُ مدنيون نائمون‬ ‫بعي��ونٍ مفتوحةٍ فزعة‪ ،‬وقد تضامّت أجس��ادهم عند‬ ‫قاعدة النُصب الجديد حي��ث كان الجنود ينتظرون من‬ ‫قب��ل‪ .‬ل��م يأبه أح��دٌ باالختالف بع��د ذلك العن��اء‪ .‬ومع‬ ‫وصول الحافالت المألى بالمهنّئي��ن‪ ،‬انطلقت الحناجر‬ ‫نصر مزيّفٍ و ّثقته صورة تذكارية مُروّعة‪.‬‬ ‫بهتافات ٍ‬ ‫‪ 4663‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2062‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4277‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 14374‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 48676‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 6 / 8‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.